تهذيب اللغة

الأزهري

الجزء 1

(مُقَدّمَة الْمُؤلف) قَالَ أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بن أَحْمد بن طَلْحَة بن نوح بن الْأَزْهَر الأزهريّ: الْحَمد لله ذِي الْحول وَالْقُدْرَة بكلِّ مَا حَمِد بِهِ أقربُ عبادِه إِلَيْهِ، وَأكْرم خلائقه عَلَيْهِ، وأرضى حامدِيه لَدَيْهِ، على مَا أسبغَ علينا مِن نِعمه الظَّاهِرَة والباطنة، وآتاناه من الْفَهم فِي كِتَابه الْمنزل على نبيّ الرَّحْمَة سيد الْمُرْسلين وَإِمَام المتَّقين، محمدٍ صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله الطيبين، صَلَاة زاكية نامية وأزلفَ مقَامه لَدَيْهِ؛ ووفقنا لَهُ من تِلَاوَته، وهدانا إِلَيْهِ من تدبُّر تَنْزِيله، والتفكُّر فِي آيَاته، وَالْإِيمَان بمحكمه ومتشابهه، والبحث عَن مَعَانِيه، والفحص عَن اللُّغَة الْعَرَبيَّة الَّتِي بهَا نزلَ الْكتاب، والاهتداء بِمَا شرعَ فِيهِ ودعا الخلقَ إِلَيْهِ، وأوضحَ الصراطَ المستقيمَ بِهِ؛ إِلَى مَا فضّلنا بِهِ على كثير من أهل هَذَا الْعَصْر فِي معرفَة لُغَات الْعَرَب الَّتِي بهَا نزلَ الْقُرْآن، ووردت سنَّة الْمُصْطَفى النَّبِي المرتضى. قَالَ جلَّ ثَنَاؤُهُ: {إِنَّآ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (يُوسُف: 2) ، وَقَالَ جلّ وعزّ: {وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الشُّعَرَاء: 192) {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الاَْمِينُ} (الشُّعَرَاء: 193) {عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} (الشُّعَرَاء: 194) {بِلِسَانٍ عَرَبِىٍّ مُّبِينٍ} (الشُّعَرَاء: 195) . وخاطبَ تَعَالَى نبيَّه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (النّحل: 44) . قلت، والتوفيقُ من الله المجيدِ للصَّواب: نزلَ القرآنُ الكريمُ والمخاطَبون بِهِ قومٌ عَرَب، أولو بيانٍ فاضلٍ، وفهمٍ بارع، أنزلهُ جلّ ذكره بلسانهم، وَصِيغَة كَلَامهم الَّذِي نشئوا عَلَيْهِ، وجُبِلوا على النُّطْق بِهِ، فتدَرّبوا بِهِ يعْرفُونَ وُجُوه خطابه، ويفهمون فنون نظامه، وَلَا يَحْتَاجُونَ إِلَى تعلُّم مشكله وغريب أَلْفَاظه، حاجةَ المولدين الناشئين فِيمَن لَا يعلم لسانَ الْعَرَب حَتَّى يعلَّمَه، وَلَا يفهم ضروبه وَأَمْثَاله، وطرقه وأساليبه، حتّى يفَهَّمَها. وبيَّن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم للمخاطبين من أَصْحَابه ج مَا عَسَى الحاجةُ إِلَيْهِ من معرفةِ بَيَان لمجمل الْكتاب وعامضه، ومتشابهه، وَجَمِيع وجوهه الَّتِي لَا غنى بهم وبالأمّة عَنهُ، فاستغنَوا بذلك عمّا نَحن إِلَيْهِ محتاجون، من معرفَة لُغَات الْعَرَب واختلافها والتبحُّر

فِيهَا، وَالِاجْتِهَاد فِي تعلُّم الْعَرَبيَّة الصَّحِيحَة الَّتِي بهَا نزلَ الْكتاب، وَورد الْبَيَان. فعلينا أَن نجتهدَ فِي تعلُّم مَا يُتوصَّل بتعلمه إِلَى معرفَة ضروب خطاب الْكتاب، ثمَّ السُّنن المبيِّنة لجمل التَّنْزِيل، الموضّحة للتأويل؛ لتنتفيَ عَنَّا الشبهةُ الداخلةُ على كثير من رُؤَسَاء أهل الزَّيْغ والإلحاد، ثمَّ على رُءُوس ذَوي الْأَهْوَاء والبِدَع، الَّذين تأوَّلوا بآرائهم المدخولة فأخطئوا، وتكلَّموا فِي كتاب الله جلّ وعزّ بلكنتهم العجميّةِ دونَ معرفةٍ ثاقبة، فضلُّوا وأضلُّوا. ونعوذ بِاللَّه من الخِذلان، وإياه نسْأَل التَّوْفِيق للصَّواب فِيمَا قصدناه، والإعانة على مَا توخَّيناه، من النَّصِيحَة لجَماعَة أهلِ دين الله، إنّه خير موفِّقٍ ومعين. وأخبرَنا أَبُو مُحَمَّد عبد الْملك بن عبد الْوَهَّاب البغويّ عَن الرّبيع بن سُلَيْمَان المراديّ عَن مُحَمَّد بن إِدْرِيس الشَّافِعِي ح أنَّه قَالَ: (لِسَان الْعَرَب أوسعُ الْأَلْسِنَة مذهبا، وأكثرها ألفاظاً، وَمَا نعلم أحدا يُحِيط بجميعها غير نبيّ، ولكنّها لَا يذهب مِنْهَا شيءٌ على عامَّتها حَتَّى لَا يكون مَوْجُودا فِيهَا. وَالْعلم بهَا عِنْد الْعَرَب كَالْعلمِ بالسنن عِنْد أهل الْفِقْه، لَا نعلم رجلا جمعَ السّنَن كلَّها فَلم يذهبْ عَلَيْهِ مِنْهَا شَيْء، فَإِذا جمع علم عامّة أهل الْعلم بهَا أَتَى على جَمِيع السّنَن، وَإِذا فرِّق علم كلّ واحدٍ مِنْهُم ذهب على الْوَاحِد مِنْهُم الشَّيْء مِنْهَا، ثمَّ كَانَ مَا ذهب عَلَيْهِ مِنْهَا مَوْجُودا عِنْد غَيره. وهم فِي الْعلم طَبَقَات: مِنْهُم الْجَامِع لأكثره وَإِن ذهبَ عَلَيْهِ بعضه، وَالْجَامِع لأقلَّ ممّا جمع غَيره. فينفرد جملَة الْعلمَاء بجميعها، وهم درجاتٌ فِيمَا وعَوْا مِنْهَا. وَكَذَا لسانُ الْعَرَب عِنْد عامّتها وخاصّتها لَا يذهب مِنْهُ شيءٌ عَلَيْهَا، وَلَا يطْلب عِنْد غَيرهَا، وَلَا يُعلمهُ إلاّ من قَبله عَنْهَا، وَلَا يَشْرَكها فِيهِ إلاّ من اتَّبعها فِي تعلُّمه مِنْهَا، وَمن قبله مِنْهَا فَهُوَ من أهل لسانها، وعِلمُ أَكثر اللِّسَان فِي أَكثر الْعَرَب أعَمّ من علم أَكثر السّنَن فِي أَكثر الْعلمَاء مقدرَة) . قلت: قد قَالَ الشَّافِعِي رَحمَه الله تَعَالَى فَأحْسن، وأوضح فبيَّن، ودلّ سياقُ بَيَانه فِيمَا ذَكرْنَاهُ عَنهُ آنِفا وَفِيمَا لم نذكرهُ إيجازاً، على أنّ تعلُّم الْعَرَبيَّة الَّتِي بهَا يُتوصَّل إِلَى تعلم مَا بِهِ تجْرِي الصَّلَاة من تنزيلٍ وذكرٍ، فرضٌ على عامّة الْمُسلمين، وأنّ على الخاصّة الَّتِي تقوم بكفاية الْعَامَّة فِيمَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ لدينهم الاجتهادَ فِي تعلُّم لِسَان الْعَرَب ولغاتها، الَّتِي بهَا تَمام التوصُّل إِلَى معرفَة مَا فِي الْكتاب وَالسّنَن والْآثَار، وأقاويل المفسِّرين من الصّحابة وَالتَّابِعِينَ، من الْأَلْفَاظ الغريبةِ والمخاطبات الْعَرَبيَّة فإنَّ من جهل سَعَة لِسَان الْعَرَب وَكَثْرَة ألفاظها، وافتنانها فِي مذاهبها، جَهِل جُمَل علم

الْكتاب، وَمن عَلمها ووقَف على مذاهبها، وفهمَ مَا تأوَّله أهل التَّفْسِير فِيهَا، زَالَت عَنهُ الشُّبَه الدَّاخِلَة على مَن جَهِل لسانَها من ذَوي الْأَهْوَاء والبِدع. وكتابي هَذَا، وَإِن لم يكن جَامعا لمعاني التَّنْزِيل وألفاظ السّنَن كلّها، فَإِنَّهُ يَحُوز جملا من فوائدها، ونُكتاً من غريبها ومعانيها، غير خَارج فِيهَا عَن مَذَاهِب المفسِّرين، ومسالك الْأَئِمَّة المأمونين، من أهل الْعلم وأعلام اللغويّين، المعروفين بالمعرفة الثاقبة والدّين والاستقامة. وَقد دَعَاني إِلَى مَا جمعتُ فِي هَذَا الْكتاب من لُغَات الْعَرَب وألفاظها، واستقصيتُ فِي تتبُّعٍ مَا حصَّلت مِنْهَا، والاستشهاد بشواهد أشعارها الْمَعْرُوفَة لفصحاء شعرائها، الَّتِي احتجَّ بهَا أهل الْمعرفَة المؤتمنون عَلَيْهَا، خلالٌ ثلاثٌ: مِنْهَا تَقْيِيد نكتٍ حفظتُها ووعيتُها عَن أَفْوَاه الْعَرَب الَّذين شاهدتهم وأقمت بَين ظهرانيهم سنيَّات، إِذْ كَانَ مَا أثبتَه كثيرٌ من أئمةِ أهل اللُّغَة فِي الْكتب الَّتِي ألّفوها، والنوادر الَّتِي جمعوها لَا ينوبُ منابَ الْمُشَاهدَة، وَلَا يقوم مقَام الدُّربة وَالْعَادَة. وَمِنْهَا النَّصِيحَة الْوَاجِبَة على أهل الْعلم لجَماعَة الْمُسلمين فِي إفادتهم مَا لعلَّهم يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ. وَقد روينَا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (أَلا إِن الدينَ النَّصِيحَة لله ولكتابه ولأئمة الْمُسلمين وعامتهم) . والخلة الثَّالِثَة هِيَ الَّتِي أَكثر الْقَصْد: أَنِّي قَرَأت كتبا تصدَّى مؤلفوها لتَحْصِيل لُغَات الْعَرَب فِيهَا، مثل كتاب (الْعين) الْمَنْسُوب إِلَى الْخَلِيل، ثمَّ كتب من احتذى حَذْوَه فِي عصرنا هَذَا. وَقد أخلَّ بهَا مَا أَنا ذاكره من دَخَلها وعَوارها بعقب ذكرى الأئمةِ المتقنين وعلماء اللُّغَة المأمونين على مَا دوّنوه من الْكتب وأفادوا، وحصَّلوا من اللُّغَات الصَّحِيحَة الَّتِي روَوها عَن الْعَرَب، واستخرجوها من دواوين الشُّعَرَاء المعروفين وحفظوها عَن فصحاء الْأَعْرَاب. وألفيت طلاب هَذَا الشَّأْن من أَبنَاء زَمَاننَا لَا يعْرفُونَ من آفَات الْكتب المصحَّفة المدخولة مَا عرفتُه، وَلَا يميزون صحيحها من سقيمها كَمَا ميزتُه. وَكَانَ من النَّصِيحَة الَّتِي التزمتُها توخِّياً للمثوبة من الله عَلَيْهَا، أَن أنصحَ عَن لُغَة الْعَرَب ولسانها العربيّ الَّذِي نزل بِهِ الْكتاب، وَجَاءَت السّنَن والْآثَار، وَأَن أهذّبها بجهدي غَايَة التَّهْذِيب، وأدلَّ على التَّصْحِيف الْوَاقِع فِي كتب المتحاذقين، والمُعْوِر من التَّفْسِير المزال عَن وَجهه، لِئَلَّا يغترّ بِهِ من يجهله، وَلَا يعتمده من لَا يعرفهُ. وَكنت منذُ تعاطيتُ هَذَا الفنَّ فِي حداثتي إِلَى أَن بلغتُ السّبْعين، مُولَعا بالبحث

عَن الْمعَانِي وَالِاسْتِقْصَاء فِيهَا، وَأَخذهَا من مظانها، وإحكام الْكتب الَّتِي تأتَّى لي سماعُها من أهل الثبت وَالْأَمَانَة للأئمة المشهّرين، وَأهل الْعَرَبيَّة المعروفين. وَكنت امتُحنت بالإسار سنةَ عارضتِ القرامطةُ الحاجَّ بالهبير، وَكَانَ القومُ الَّذين وقعتُ فِي سهمهم عربا عامتهم من هوَازن، وَاخْتَلَطَ بهم أصرامٌ من تَمِيم وَأسد بالهبير نشئوا فِي الْبَادِيَة يتتبعون مساقط الْغَيْث أيامَ النُّجَع، ويرجعون إِلَى أعداد الْمِيَاه، ويرعون النَّعمَ ويعيشون بألبانها، ويتكلمون بطباعهم البدوية وقرائحهم الَّتِي اعتادوها، وَلَا يكَاد يَقع فِي منطقهم لحنٌ أَو خطأ فَاحش. فَبَقيت فِي إسارهم دهراً طَويلا. وَكُنَّا نتشتَّى الدَّهناء، ونتربع الصَّمَّان، ونتقيَّظ السِّتارَين، واستفدت من مخاطباتهم ومحاورة بَعضهم بَعْضًا ألفاظاً جمّة ونوادر كَثِيرَة، أوقعتُ أَكْثَرهَا فِي مواقعها من الْكتاب، وستراها فِي موضعهَا إِذا أتَتْ قراءتك عَلَيْهَا إِن شَاءَ الله.

باب ذكر الأئمة الذين اعتمادي عليهم فيما جمعت في هذا الكتاب

(بَاب ذكر الْأَئِمَّة الَّذين اعتمادي عَلَيْهِم فِيمَا جمعت فِي هَذَا الْكتاب) فأولهم أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء: أَخذ عَنهُ البصريون والكوفيون من الْأَئِمَّة الَّذين صنّفوا الْكتب فِي اللُّغَات وَعلم الْقُرْآن والقراءات. وَكَانَ من أعلم النَّاس بِأَلْفَاظ الْعَرَب ونوادر كَلَامهم، وفصيح أشعارهم وَسَائِر أمثالهم. وحَدثني أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر المنذريّ الْعدْل قَالَ: أَخْبرنِي أَبُو الْحسن الصَّيْدَاوِيُّ عَن الرياشيّ أَنه سمع الأصمعيّ يَقُول: سَمِعت أَبَا عَمْرو بن الْعَلَاء يَقُول: مَا فِي الدُّنْيَا أحد إلاّ وَأَنا أعلمُ بالشعر مِنْهُ. قَالَ أَبُو الْحسن الصيَّداوي: فَأخْبرت أَبَا حَاتِم السجسْتانِي بذلك فَقَالَ: فَلم لم يقل الرياشيّ: وَلَا فِي الدُّنْيَا أحد إلاّ وَأَنا أعلم بالشعر مِنْهُ؟ مَنعه من ذَلِك التَّقْوَى والزُّهد والصيانة. قَالَ: وَسمعت الرياشيّ يَقُول: سَمِعت الأصمعيّ يَقُول: سَأَلت أَبَا عَمْرو بن الْعَلَاء عَن ثَمَانِيَة آلَاف مَسْأَلَة، وَمَا مَاتَ حَتَّى أخذَ عنّي. وحدَّثني أَبُو مُحَمَّد المزنيّ عَن أبي خَليفَة عَن مُحَمَّد بن سلاّم الجمحيّ أَنه قَالَ: كَانَ عبد الله بن أبي إِسْحَاق الْحَضْرَمِيّ أوّل من بعج النَّحْو ومدَّ القياسَ والعلل، وَكَانَ مَعَه أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء، وَبَقِي بعده بَقَاء طَويلا. قَالَ: وَكَانَ ابْن أبي إِسْحَاق أشدّ تجريداً للْقِيَاس، وَكَانَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء أوسعَ علما بِكَلَام الْعَرَب وغريبها. قَالَ: وَكَانَ بِلَال بن أبي بردة جمع بَينهمَا بِالْبَصْرَةِ وَهُوَ والٍ عَلَيْهَا زمن هِشَام بن عبد الْملك. قَالَ مُحَمَّد بن سَلام: قَالَ يُونُس: قَالَ أَبُو عَمْرو: فغلبني ابْن أبي إِسْحَاق يَوْمئِذٍ بِالْهَمْز فَنَظَرت فِيهِ بعد ذَلِك وبالغت فِيهِ. قَالَ: وَكَانَ عِيسَى بن عمر أَخذ عَن ابْن أبي إِسْحَاق، وَأخذ يونسُ عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء، وَكَانَ مَعَهُمَا مسلمة بن عبد الله بن سعد بن مُحارب الفِهري. وَكَانَ

حمّاد بن الزبْرِقَان، وَيُونُس يفضّلانه. وَأَخْبرنِي أَبُو مُحَمَّد عَن أبي خَليفَة عَن مُحَمَّد بن سَلام أَنه قَالَ: سمعتُ يُونُس يَقُول: لَو كَانَ أحدٌ يَنْبَغِي أَن يُؤْخَذ بقوله كُله فِي شَيْء كَانَ يَنْبَغِي لقَوْل أبي عَمْرو بن الْعَلَاء فِي الْعَرَبيَّة أَن يؤخذَ كلُّه، وَلَكِن ليسَ من أحدٍ إلاّ وَأَنت آخذٌ من قَوْله وتارك. وَقَالَ يُونُس: كَانَ أَبُو عَمْرو أشدَّ تَسْلِيمًا للْعَرَب، وَكَانَ ابْن أبي إِسْحَاق وَعِيسَى يطعنان عَلَيْهِم. قلت: وَمن هَذِه الطَّبَقَة خلفٌ الْأَحْمَر: أَخْبرنِي أَبُو بكر الْإِيَادِي عَن شمر عَن أبي عُبيد عَن الأصمعيّ قَالَ: سَمِعت خلفا الْأَحْمَر يَقُول: سمعتُ العربَ تُنشِد بَيت لبيد: بأخِرّة الثَّلبوتِ يربأ فَوْقهَا قفرَ المراقب خوفُها آرامها قَالَ أَبُو عبيد: وخلفٌ الْأَحْمَر معلم الأصمعيّ ومعلِّم أهل الْبَصْرَة. وَقَالَ الأصمعيّ: كَانَ خلفٌ مولى أبي بردة بن أبي مُوسَى، أعتقَ أبوَيه، وَكَانَا فرغانيين، وَكَانَ يَقُول الشّعْر فيُجيد، وَرُبمَا قَالَ الشعرَ فنحلهُ الشعراءَ المتقدِّمين فَلَا يتَمَيَّز من شعرهم، لمشاكلة كَلَامه كَلَامهم. وَأَخْبرنِي أَبُو مُحَمَّد عَن أبي خَليفَة عَن مُحَمَّد بن سَلام أَنه قَالَ: كَانَ الْخَلِيل بن أَحْمد: وَهُوَ رجلٌ من الأزد من فراهيد قَالَ: وَيُقَال رجلٌ فراهيديّ. وَكَانَ يُونُس يَقُول فُرهوديّ مثل قُردوسيّ قَالَ: فاستخرجَ من الْعرُوض واستنبط مِنْهُ وَمن علله مَا لم يَسْتَخْرِجهُ أحد، وَلم يسْبقهُ إِلَى علمه سابقٌ من الْعلمَاء كلهم. قَالَ ابْن سَلام: وَكَانَ خلف بن حيَّان أَبُو مُحرز وَهُوَ خلفٌ الْأَحْمَر أجمعَ أَصْحَابنَا أَنه كَانَ أفرسَ النَّاس بِبَيْت شعر وأصدقه لِسَانا؛ كنَّا لَا نبالي إِذا أَخذنَا عَنهُ خَبرا أوّ أنشدَنا شعرًا ألاَّ نَسْمَعهُ من صَاحبه. وَمن هَذِه الطَّبَقَة الْمفضل بن مُحَمَّد الضبيّ الْكُوفِي: وَكَانَ الغالبُ عَلَيْهِ رِوَايَة الشّعْر وَحفظ الْغَرِيب. وحدّثني أَبُو مُحَمَّد عَن أبي خَليفَة عَن مُحَمَّد بن سلاّم أَنه قَالَ: أعلمُ من وردَ علينا من أهل الْبَصْرَة المفضَّل بن مُحَمَّد الضبيّ. وروى غَيره أنَّ سُلَيْمَان بن عليَ الهاشميَّ جمعَ بِالْبَصْرَةِ بَين الْمفضل وَبَين

الطبقة الثانية

الأصمعيّ، فَأَنْشد الْمفضل قَول أَوْس بن حجر: أيتها النَّفس أجمِلي جزَعا إنَّ الَّذِي تحذرين قد وَقعا وفيهَا: وَذَات هِدمٍ عارٍ نواشرُها تصمتُ بِالْمَاءِ تولباً جذَعا فَفطن الأصمعيّ لخطئه، وَكَانَ أحدث سنًّا مِنْهُ فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ (توَلبا جذَعا) وَأَرَادَ تَقْرِيره على الْخَطَأ، فَلم يفْطن الْمفضل لمراده فَقَالَ: كَذَلِك أنشدتهُ، فَقَالَ لَهُ الْأَصْمَعِي حينئذٍ: أخطأتَ، إِنَّمَا هُوَ (تولباً جدِعاً) فَقَالَ الْمفضل: جذَعا جذعا وَرفع صَوته فَقَالَ لَهُ الأصمعيُّ: لَو نفختَ فِي الشبُّور مَا نفعك تكلم كلامَ النملِ وأصبْ، إِنَّمَا هُوَ (جدِعا) . فَقَالَ سليمانُ الْهَاشِمِي: اختارا من نجعله بَيْنكُمَا. فاتّفقا على غُلَام من بني أسدٍ حافظٍ للشعر، فبعثَ سليمانُ إِلَيْهِ من أحضرهُ، فعرضا عَلَيْهِ مَا اخْتلفَا فِيهِ فصدَّق الأصمعيَّ وصوَّب قَوْله، فَقَالَ لَهُ الْمفضل: وَمَا الجَدِع؟ قَالَ: السيء الغِذاء. قلت: وَهَذَا هُوَ فِي كَلَام الْعَرَب، يُقَال: أجدعتْه أمه، إِذا أساءت غذاءه. (الطَّبَقَة الثَّانِيَة) وَمن الطَّبَقَة الَّذين خلفوا هَؤُلَاءِ الَّذين قدَّمنا ذكرَهم وَأخذُوا عَن هَؤُلَاءِ الَّذين تقدَّموهم خَاصَّة وَعَن الْعَرَب عامَّة، وعُرفوا بالصِّدق فِي الرِّوَايَة، والمعرفة الثاقبة، وَحفظ الشّعْر وَأَيَّام الْعَرَب: أَبُو زيدٍ سعيد بن أَوْس الْأنْصَارِيّ؛ وَأَبُو عَمْرو إِسْحَاق بن مُرَاد الشَّيْبَانِيّ مولى لَهُم، وَأَبُو عُبَيْدَة معمر بن المثنَّى التَّيْمِيّ من تيم قريشٍ مولى لَهُم؛ وَأَبُو سعيد عبد الْملك بن قُريب الأصمعيّ؛ وَأَبُو مُحَمَّد يحيى بن الْمُبَارك اليزيديّ، وَإِنَّمَا سمي اليزيدي لِأَنَّهُ كَانَ يُؤَدب ولد يزِيد بن مَنْصُور الحميريّ خَال الْمهْدي، وَلَا يقدَّم عَلَيْهِ أحدٌ من أَصْحَاب أبي عَمْرو بن الْعَلَاء فِي الضَّبْط لمذاهبه فِي قراءات الْقُرْآن. وَمن هَذِه الطَّبَقَة من الْكُوفِيّين: أَبُو الْحسن عَليّ بن حَمْزَة الْكسَائي: وَعنهُ أَخذ أَبُو زَكَرِيَّا يحيى بن زِيَاد الفرَّاء النَّحْو والقراءاتِ والغريبَ والمعاني، فتقدَّم جَمِيع تلامدته الَّذين أخذُوا عَنهُ، إلاّ عليّ بن الْمُبَارك الْأَحْمَر، فَإِنَّهُ كَانَ مقدَّماً على الفرَّاء فِي حَيَاة الْكسَائي لجودة قريحته وتقدّمه فِي علل النَّحْو ومقاييسه. وأسرع إِلَيْهِ الموتُ فِيمَا ذكر أَبُو مُحَمَّد سَلمَة بن عَاصِم، وبقيَ الفرَّاء بعده بَقَاء طَويلا فبرَّز على جَمِيع من كَانَ فِي عصره.

وَمن هَذِه الطَّبَقَة: أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن سعيد: أَخُو يحيى بن سعيدٍ الأمويّ الَّذِي يروي عَنهُ أَبُو عبيدٍ، وَكَانَ جَالس أعراباً من بني الْحَارِث بن كَعْب، وسألهم عَن النَّوَادِر والغريب، وَكَانَ مَعَ ذَلِك حَافِظًا للْأَخْبَار وَالشعر وَأَيَّام الْعَرَب. وَمن هَذِه الطَّبَقَة: النَّضر بن شُميل الْمَازِني: سكن الْبَصْرَة وَأقَام بهَا دهراً طَويلا، وَسمع الحَدِيث وجالس الخليلَ بن أَحْمد، وَأَبا خَيرة الأعرابيَّ، وَأَبا الدُّقيش، واستكثر عَنْهُم. وَمِنْهُم: أَبُو الْحسن سعيد بن مسْعدَة الْمَعْرُوف بالأخفش: وَكَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ النَّحْو ومقاييسه، وَلم يكن حَافِظًا للغريب وَلَا مُلحقاً بطبقته الَّتِي ألحقناه بهَا فِي معرفَة الشّعْر والغريب. وَمِنْهُم: أَبُو مَالك عَمْرو بنِ كِرْكِرَة: وَكَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ النَّوَادِر والغريب. فَأَما أَبُو زيد سعيد بن أَوْس الأنصاريّ: فَإِنَّهُ سمع من أبي عَمْرو بن الْعَلَاء الْقرَاءَات وجَمعها، وَرَوَاهَا عَنهُ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَغَيره، وَهُوَ كثير الرِّوَايَة عَن الأَعراب، وَقَرَأَ دواوين الشُّعَرَاء على الْمفضل بن مُحَمَّد الضبيّ، وجالس أَبَا الدُّقيش الأعرابيّ، ويونسَ النحويّ وَأَبا خيرةَ العدويّ. وَالْغَالِب عَلَيْهِ النَّوَادِر والغريب؛ وَله فضلُ معرفةٍ بمقاييس النَّحْو، وَعلم الْقُرْآن وَإِعْرَابه. روى عَنهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سلاَّم ووثّقه. وروى عَنهُ أَبُو حَاتِم السِّجزي وقدّمه واعتد بروايته عَنهُ. وروى عَنهُ أَبُو عبد الرَّحْمَن عبد الله بن مُحَمَّد بن هَانِيء النيسابوريُّ النوادرَ وَالشعر، وَرُبمَا جمع بَينه وَبَين أبي مَالك عَمْرو بن كِرْكِرة فِيمَا يرْوى عَنْهُمَا من الْأَمْثَال والغريب والألفاظ. وَلأبي زيد من الْكتب الْمُؤَلّفَة كتاب (النَّوَادِر الْكَبِير) ، وَهُوَ كتابٌ جامعٌ للغرائب الْكَثِيرَة والألفاظ النادرة والأمثال السائرة والفوائد الجمَّة. وَله (كتابٌ فِي النَّحْو) كَبِير، وَله (كتابٌ فِي الْهَمْز) ، وكتابٌ فِي (مَعَاني الْقُرْآن) ، وكتابٌ فِي (الصِّفَات. وروى أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى عَن أبي نجْدة عَن أبي زيد الْأنْصَارِيّ، أَخْبرنِي بذلك الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْعَبَّاس. وروَى أَيْضا عَن أبي إِسْحَاق الحرْبي عَن أبي عدنان عَنهُ. وروى أَبُو عمر الورّاق عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن نجدة عَن أبي زيد شَيْئا كثيرا. وحدّثني الْمُنْذِرِيّ عَن أبي بكر الطلحي قَالَ: حدّثني عسْل بن ذَكوان الْبَصْرِيّ عَن رُفيع بن سَلمَة عَن أبي زيد أَنه قَالَ: دخلتُ على أبي الدُّقيش الأعرابيّ وَهُوَ مريضٌ فَقلت: كَيفَ تجدُك يَا أَبَا الدُّقيش؟ فَقَالَ: أجد مَا لَا أشتهي، وأشتهي مَا لَا أجد، وَأَنا فِي زمَان سوءٍ، زمَان من وجد لم يجُد، وَمن جاد لم يَجدْ.

وَمَا كَانَ فِي كتابي لأبي عبيد عَنهُ، فَمَا كَانَ مِنْهُ فِي تَفْسِير (غَرِيب الحَدِيث) فَهُوَ مِمَّا أَخْبرنِي بِهِ عبد الله بن هاجَك عَن أَحْمد بن عبد الله بن جَبَلَة عَن أبي عبيد. وَمَا كَانَ فِيهِ من الْغَرِيب والنوادر فَهُوَ مِمَّا أَخْبرنِي أَبُو بكر الْإِيَادِي عَن شِمر لأبي عبيد عَنهُ. وَمَا كَانَ فِيهِ من الْأَمْثَال فَهُوَ مِمَّا أَقْرَأَنِيهِ الْمُنْذِرِيّ وَذكر أَنه عرضه على أبي الْهَيْثَم الرازيّ. وَمَا كَانَ فِيهِ من (نَوَادِر أبي زيد) فَهُوَ من (كتاب ابْن هَانِيء) عَنهُ. وَمَا كَانَ فِي كتابي لأبي حَاتِم فِي الْقُرْآن عَن أبي زيد فَهُوَ مِمَّا سمعتُه من أبي بكر بن عُثْمَان السِّجزي، حَدثنَا بِهِ عَن أبي حَاتِم. وأفادني الْمُنْذِرِيّ عَن ابْن اليزيدي عَنهُ فَوَائِد فِي الْقُرْآن ذكرتها فِي موَاضعهَا من الْكتاب. وَأما أَبُو عَمْرو الشَّيباني: فاسمُه إِسْحَاق بن مُراد: وَكَانَ يُقَال لَهُ أَبُو عَمْرو الْأَحْمَر جاورَ بني شَيبَان بِالْكُوفَةِ فنُسب إِلَيْهِم، ثمّ قدم بَغْدَاد وَسمع مِنْهُ أَبُو عبيدٍ وروى عَنهُ الكثيرَ ووثّقه. وَكَانَ قَرَأَ دواوين الشِّعر على الْمفضل الضَّبِّيّ، وسمعها مِنْهُ أَبُو حسان، وَابْنه عَمْرو بن أبي عَمْرو. وَكَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ النوادرَ وحفظَ الْغَرِيب وأراجيز الْعَرَب. وَله كتابٌ كَبِير فِي (النَّوَادِر) قد سَمعه أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى من ابْنه عَمْرو عَنهُ. وَسمع أَبُو إِسْحَاق الحربيُّ هَذَا الْكتاب أَيْضا من عَمْرو بن أبي عَمْرو. وسمعتُ أَبَا الْفضل الْمُنْذِرِيّ يروي عَن أبي إِسْحَاق عَن عَمْرو بن أبي عمروٍ جملَة من الْكتاب، وأودعَ أَبُو عُمرَ الورَّاقُ كِتَابه أكثرَ نوادره. رَوَاهَا عَن أَحْمد بن يحيى عَن عَمْرو عَن أَبِيه. وَكَانَ أَبُو عمروٍ عمّر عُمراً طَويلا، نَيف على الْمِائَة، وروى عَنهُ ابْن السّكيت وَأَبُو سعيد الضَّرِير وَغَيرهمَا، وَكَانَ ثِقَة صَدُوقًا. وَأما أَبُو عُبَيْدَة معْمر بن المثنَّى: فَإِن أَبَا عبيدٍ ذكر أَنه تيميٌّ من تيم قُرَيْش، وَأَنه مولى لَهُم، وَكَانَ أَبُو عبيدٍ يوثقه وَيكثر الرِّوَايَة عَنهُ فِي كتبه. فَمَا كَانَ فِي كتابي لأبي عبيد عَنهُ فِي (غَرِيب الحَدِيث) فَهُوَ مِمَّا حَدثنِي بِهِ عبد الله بن هاجَك عَن ابْن جبلة عَن أبي عبيد، وَمَا كَانَ من الصِّفَات والنوادر فَهُوَ مِمَّا أَخْبرنِي بِهِ الْإِيَادِي عَن شمر لأبي عبيد عَنهُ، وَمَا كَانَ من (غَرِيب الْقُرْآن) فَهُوَ مِمَّا أسمعنيه الْمُنْذِرِيّ عَن أبي جَعْفَر الغسانيِّ عَن سَلمَة عَن أبي عُبَيْدَة. وَله كتابٌ فِي (الْخَيل وصفاتها) ، ناولنيه أَبُو الْفضل الْمُنْذِرِيّ، وَذكر أَنه عرضه على أبي الْهَيْثَم الرَّازِيّ. وَله كتبٌ كَثِيرَة فِي أَيَّام الْعَرَب ووقائعها، وَكَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ الشّعْر، والغريب وأخبار الْعَرَب، وَكَانَ مُخلاً بالنحو كثير الْخَطَأ، وَكَانَ مَعَ ذَلِك مغرًى بنشر مثالب الْعَرَب، جَامعا لكل غثَ وسمين، وَهُوَ مذمومٌ من هَذِه الْجِهَة، وموثوق بِهِ

فِيمَا يروي عَن الْعَرَب من الْغَرِيب. وَأما أَبُو سعيد عبد الْملك بن قُرَيب الْأَصْمَعِي: فإنَّ أَبَا الْفضل المنذريَّ أَخْبرنِي عَن أبي جَعْفَر الغساني عَن أبي مُحَمَّد سَلمة بن عَاصِم أَنه قَالَ: كَانَ الْأَصْمَعِي أذكى من أبي عُبَيْدَة وأحفظ للغريب مِنْهُ، وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة أَكثر رِوَايَة مِنْهُ. قَالَ: وَكَانَ هَارُون الرشيد استخلص الْأَصْمَعِي لمجلسه، وَكَانَ يرفعهُ على أبي يُوسُف القَاضِي ويجيزه بجوائز كَثِيرَة. وَكَانَ أَكثر علمه على لِسَانه. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن الصَّيْدَاوِيُّ عَن الرياشيّ قَالَ: سمعتُ الأصمعيَّ يَقُول: خير الْعلم مَا حاضرت بِهِ. قَالَ: وَكَانَ شَدِيد التوقِّي لتفسير الْقُرْآن، صَدُوقًا صَاحب سنة، عمّرَ نيفاً وَتِسْعين سنة، وَله عقب. وَأَبُو عبيدٍ كثير الرِّوَايَة عَنهُ. وَمن رُوَاته أَبُو حَاتِم السجسْتانِي وَأَبُو نصر الْبَاهِلِيّ صاحبُ كتاب (الْمعَانِي) . وَكَانَ أمْلى بِبَغْدَاد كتابا فِي (النَّوَادِر) فَزِيد عَلَيْهِ مَا لَيْسَ من كَلَامه. فَأَخْبرنِي أَبُو الْفضل الْمُنْذِرِيّ عَن أبي جَعْفَر الغسانيّ عَن سَلمَة قَالَ: جَاءَ أَبُو ربيعَة صَاحب عبد الله بن ظَاهر صديقُ أبي السمراء، بِكِتَاب (النَّوَادِر) الْمَنْسُوب إِلَى الْأَصْمَعِي فَوَضعه بَين يَدَيْهِ، فَجعل الْأَصْمَعِي ينظر فِيهِ، فَقَالَ: لَيْسَ هَذَا كَلَامي كُله، وَقد زِيد فِيهِ عليَّ، فَإِن أَحْبَبْتُم أَن أعْلِم على مَا أحفظه مِنْهُ وأضرب على الْبَاقِي فعلتُ وإلاّ فَلَا تقرءوه. قَالَ سَلمَة بن عَاصِم: فَأعْلم الْأَصْمَعِي على مَا أنكر من الْكتاب، وَهُوَ أرجحُ من الثُّلُث، ثمَّ أمرَنا فنسخناه لَهُ. وَجمع أَبُو نصر عَلَيْهِ كتاب (الْأَجْنَاس) ، إلاّ أَنه ألحق بأبوابه حروفاً سَمعهَا من أبي زيد وَأتبعهُ بِأَبْوَاب لأبي زيد خَاصَّة. وَله كتابٌ فِي (الصِّفَات) يشبه كَلَامه، غير أَن الثقاتِ لم يرووه عَنهُ. وروى أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى عَن أبي نصر عَن الأصمعيّ نَوَادِر وأمثالاً وأبياتاً من الْمعَانِي؛ وَذكر أنَّ أَبَا نصر ثِقَة، وَأَبُو إِسْحَاق الْحَرْبِيّ كثير الرِّوَايَة عَن أبي نصر. وَمَا وَقع فِي كتابي لأبي عبيد عَن الْأَصْمَعِي فَمَا كَانَ مِنْهُ فِي تَفْسِير (غَرِيب الحَدِيث) فَهُوَ مِمَّا أَخْبرنِي عبد الله بن مُحَمَّد بن هاجَك عَن أَحْمد بن عبد الله عَن أبي عبيد. وَمَا كَانَ مِنْهَا فِي (الصِّفَات) و (النَّوَادِر) والأبواب المتفرقة فَهُوَ مِمَّا أَخْبرنِي بِهِ أَبُو بكر الْإِيَادِي عَن شِمر

لأبي عبيد. وَمَا وَقع فِي كتابي لإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ عَن أبي نصر عَن الْأَصْمَعِي فَهُوَ مِمَّا أفادنيه الْمُنْذِرِيّ عَن الْحَرْبِيّ. وَمَا كَانَ من جِهَة أَحْمد بن يحيى رِوَايَة عَن أبي نصر عَن الْأَصْمَعِي فَهُوَ من كتاب أبي عمر الورَّاق. وَمَا رَأَيْت فِي رِوَايَته شَيْئا أنكرته. وَأما أَبُو الْحسن عليّ بن حَمْزَة الْكسَائي: فَإِن أَبَا الْفضل الْمُنْذِرِيّ حَدثنِي عَن أبي جَعْفَر الغسانيّ عَن أبي عُمَر المقرىء أَنه قَالَ: كَانَ الكسائيّ قَرَأَ الْقُرْآن على حَمْزَة الزّيات فِي حداثته، وَكَانَ يخْتَلف إِلَيْهِ، وأُولع بالعلل وَالْإِعْرَاب، وَكَانَت قبائل الْعَرَب مُتَّصِلَة بِظَاهِر الْكُوفَة، فَخرج إِلَيْهِم وسمِع مِنْهُم اللغاتِ والنوادر، أَقَامَ مَعَهم شهرا وتزيا بزيِّهم، ثمَّ عَاد إِلَى الْكُوفَة وحضرَ حمزَةَ وَعَلِيهِ شَمْلتان قد ائتزر بِإِحْدَاهُمَا وارتدى الْأُخْرَى، فَجَثَا بَين يَدَيْهِ وَبَدَأَ بِسُورَة يُوسُف، فَلَمَّا بلغ {الذِّئْبُ} (يُوسُف: 13) لم يهمز وهمزَ حمزةُ، فَقَالَ الكسائيّ: يُهمَز وَلَا يُهمَز. فَسكت عَنهُ فَلَمَّا فرغَ من قِرَاءَته قَالَ لَهُ حَمْزَة: إنّي أشبه قراءتك بِقِرَاءَة فَتى كَانَ يأتينا يُقَال لَهُ عَليّ بن حَمْزَة. فَقَالَ الكسائيّ: أَنا هُوَ. قَالَ: تَغيَّرتَ بعدِي فأينَ كنت؟ قَالَ: أتيتُ الْبَادِيَة وَكَانَ فِي نَفسِي أشياءُ سألتُ الْعَرَب عَنْهَا ففرَّجوا عني، فلمّا دخلتُ الْمَسْجِد لم تَطِب نَفسِي أَن أجوز المسجدَ حَتَّى أسلم عَلَيْك. قَالَ أَبُو عُمر: ثمّ دخل بَغْدَاد أيامَ المهديّ، وطُلب فِي شهر رَمَضَان قارىء يقْرَأ فِي دَار أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي التَّرَاوِيح، فذُكر لَهُ الكسائيُّ، فصلَّى بِمن فِي الدَّار، ثمَّ أُقعِدَ مؤدباً لِابْنِ أَمِير الْمُؤمنِينَ، وَأمر لَهُ بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم وَكِسْوَة وبرّ، وَدَار وبرذون. قَالَ أَبُو جَعْفَر: وَكَانَ الْكسَائي مولى بني أسَد. وَلما نَهَضَ هَارُون الرشيد إِلَى خُرَاسَان أنهضه مَعَه، فَكَانَ يزاملهُ فِي سَفَره، وَلما انْتهى إِلَى الريّ ماتَ بهَا. قلت: وللكسائيّ كتابٌ فِي (مَعَاني الْقُرْآن) حسنٌ، وَهُوَ دونَ كتاب الْفراء فِي (الْمعَانِي) وَكَانَ أَبُو الْفضل المنذريّ ناولَني هَذَا الْكتاب وَقَالَ فِيهِ: أخبرتُ عَن مُحَمَّد بن جَابر، عَن أبي عُمر عَن الكسائيّ. وَله كتابٌ فِي (قراءات الْقُرْآن) ، قرأته على أَحْمد بن عليّ بن رَزِين وَقلت لَهُ: حدّثكم عبد الرَّحِيم بن حبيب عَن الكسائيّ. فأقرَّ بِهِ إِلَى آخِره. وَله كتابٌ فِي (النَّوَادِر) رَوَاهُ لنا الْمُنْذِرِيّ عَن أبي طَالب عَن أَبِيه عَن الْفراء عَن الْكسَائي. فَمَا كَانَ فِي كتابي لسَلمَة عَن الفرّاء عَن الْكسَائي فَهُوَ من هَذِه الْجِهَة، وَمَا كَانَ فِيهِ لأبي عبيدٍ عَن الكسائيّ فَهُوَ مِمَّا أسمعنيه الإياديّ عَن شِمر لأبي عبيد، أَو أسمعنيه ابْن هاجَك عَن ابْن جبلة عَن أبي عبيد فِي (غَرِيب الحَدِيث) .

وَكَانَ الْغَالِب على الكسائيّ اللغاتِ والعِللَ وَالْإِعْرَاب، وعلْم الْقُرْآن وَهُوَ ثِقَة مَأْمُون، واختياراته فِي حُرُوف الْقُرْآن حَسَنَة، وَالله يغْفر لنا وَله. وَأما أَبُو مُحَمَّد يحيى بن المبارَك اليزيدي: فَإِنَّهُ جالسَ أَبَا عَمْرو بن الْعَلَاء دهراً، وَحفظ حروفَه فِي الْقُرْآن حِفظاً زيْناً، وَضبط مذاهبه فِيهَا ضبطاً لَا يتقدمه أحد من أَصْحَاب أبي عَمْرو. وَكَانَ فِي النَّحْو والعلل ومقاييسها مبرِّزاً، وجالسَه أَبُو عبيد فاستكثَر عَنهُ. وأقرأني الإياديّ عَن شِمر لأبي عبيدٍ عَن اليزيدي أَنه قَالَ: سَأَلَني المهديّ وَسَأَلَ الكسائيّ عَن النِّسْبَة إِلَى الْبَحْرين، وَعَن النِّسْبَة إِلَى حصْنَين لم قَالُوا رجل حصْنيّ وَرجل بحرانيّ؟ قَالَ: فَقَالَ الكسائيّ: كَرهُوا أَن يَقُولُوا حِصْناني لِاجْتِمَاع النُّونين. قَالَ: وَقلت أَنا: كَرهُوا أَن يَقُولُوا بحريّ فَيُشبه النِّسْبَة إِلَى الْبَحْر. قَالَ شِمر: وَقَالَ اليزيديُّ بَيْتا فِي الكسائيّ: إِن الكسائيَّ وَأَصْحَابه ينحطُّ فِي النَّحْو إِلَى أَسْفَل ولليزيديّ كتابٌ فِي (النَّحْو) ، وكتابٌ فِي (الْمَقْصُور والممدود) ، وَبَلغنِي أنّ لَهُ كتابا فِي (النَّوَادِر) ، وَهُوَ فِي الْجُمْلَة ثِقَة مَأْمُون حسنُ الْبَيَان جيّد الْمعرفَة، أحدُ الْأَعْلَام الَّذين شُهِروا بِعلم اللُّغَات وَالْإِعْرَاب. وَأما النَّضر بن شُمَيل المازنيّ: فإنّه لزمَ الخليلَ بن أَحْمد أعواماً، وَأقَام بِالْبَصْرَةِ دهراً طَويلا. وَكَانَ يدخُل المِرْبَد وَيلقى الْأَعْرَاب ويستفيد من لغاتهم وَقد كتب الحديثَ ولقيَ الرِّجال. وَكَانَ ورِعاً ديِّناً صَدُوقًا. وَله مصنفاتٌ كَثِيرَة فِي (الصِّفَات) و (الْمنطق) و (النَّوَادِر) . وَكَانَ شِمْر بن حَمْدُويةَ صرفَ اهتمامه إِلَى كتبه فسمِعها من أَحْمد بن الحَريِش، القَاضِي كانَ بَهرَاةَ أَيَّام الطاهرية. فَمَا عَزَيت فِي كتابي إِلَى ابْن شُميل فَهُوَ من هَذِه الْجِهَة، إلاّ مَا كَانَ مِنْهَا فِي تَفْسِير (غَرِيب الحَدِيث) ، فإنّ تِلْكَ الْحُرُوف رَوَاهَا عَن النَّضر أَبُو دَاوُد سُليمان بن سَلْم المصاحفي، رَوَاهَا عَن أبي دَاوُد عبد الصَّمد بن الْفضل الْبَلْخِي، وَرَوَاهَا لنا عَن عبد الصَّمد أَبُو عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى القَرَّاب، شيخ ثِقَة من مَشَايِخنَا. وحملتْ نسختُه المسموعة بعد وَفَاته إليّ. فَمَا كَانَ فِي كتابي معزيا إِلَى النَّضر رِوَايَة أبي دَاوُد فَهُوَ من هَذِه الْجِهَة. وَتُوفِّي النَّضر سنة ثَلَاث وَمِائَتَيْنِ ح. وَمن متأخّري هَذِه الطَّبَقَة عليّ بن الْمُبَارك الْأَحْمَر: الَّذِي يروِي عَنهُ أَبُو عبيد.

وحدّثني المنذريّ عَن أبي جَعْفَر الغسّاني عَن سَلمَة أَنه قَالَ: كَانَ الْأَحْمَر يحفظ ثَلَاثِينَ ألف بيتٍ من الْمعَانِي والشواهد، فَأَتَاهُ سيبويهِ فناظرَه، فأفحمه الْأَحْمَر. وَكَانَ مَرُّوذياً وَهُوَ أوّل من دوّن عَن الْكسَائي. قَالَ: وَقَالَ الْفراء: أتيتُ الكسائيَّ وَإِذا الأحمرُ عِنْده، غلامٌ أشقر، يسْأَله ويكتُب عَنهُ فِي ألواحٍ وَقد بَقَلَ وجههُ. ثمَّ برَّز حَتَّى كَانَ الْفراء يَأْخُذ عَنهُ. وَكَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ النَّحْو والغريب والمعاني. وَمَا وَقع فِي كتابي لأبي عبيد عَن الْأَحْمَر فَهُوَ سماعٌ على مَا بيّنتُه لَك من الْجِهَات الثَّلَاث. وَمِنْهُم: أَبُو زَكَرِيَّاء يحيى بن زِيَاد الفرّاء: وَكَانَ أَخذ النَّحْو والغريبَ والنوادر والقراءات ومعاني الْقُرْآن عَن الكسائيّ، ثمَّ برَّز بعده وصنَّف كتبا حسانا أملاها بِبَغْدَاد عَن ظهر قلبه. وَمن مؤلّفاته كِتَابه فِي (مَعَاني الْقُرْآن وَإِعْرَابه) ، أَخْبرنِي بِهِ أَبُو الْفضل بن أبي جعفرٍ المنذريّ عَن أبي طَالب بن سَلمَة عَن أَبِيه عَن الْفراء، لم يفُتْهُ من الْكتاب كلِّه إلاّ مِقْدَار ثَلَاثَة أوراق فِي سُورَة الزخرف. فَمَا وَقع فِي كتابي للفراء فِي تَفْسِير الْقُرْآن وَإِعْرَابه فَهُوَ مِمَّا صحَّ رِوَايَة من هَذِه الْجِهَة. وللفراء كتابٌ فِي (النَّوَادِر) أسمَعنيه أَبُو الْفضل بِهَذَا الْإِسْنَاد. وَله بعدُ كتبٌ مِنْهَا كتابٌ فِي (مصَادر الْقُرْآن) ، وكتابٌ فِي (الْجمع والتثنية) ، وكتابٌ فِي (التَّأْنِيث والتذكير) ، وكتابٌ فِي (الْمَمْدُود والمقصور) ، وكتابٌ يُعرَف بيافع ويَفَعةٍ. وَله فِي النَّحْو (الْكتاب الْكَبِير) . وَهُوَ ثِقَة مَأْمُون. قَالَه أَبُو عبيدٍ وَغَيره. وَكَانَ من أهل السُّنّة، ومذاهبه فِي التَّفْسِير حَسَنَة. وَمن هَذِه الطَّبَقَة: عَمْرو بن عُثْمَان، الملقّب بسيبويه، النحويّ: وَله (كتابٌ) كَبِير فِي النَّحْو. وَكَانَ علاّمةً حسنَ التصنيف، جَالس الْخَلِيل بن أَحْمد وَأخذ عَنهُ مذاهبَه فِي النَّحْو، وَمَا علمت أحدا سمع مِنْهُ (كتابَه) هَذَا، لأنّه اخْتُضِرَ وأسرعَ إِلَيْهِ الْمَوْت. وَقد نظرتُ فِي كِتَابه فرأيتُ فِيهِ علما جمًّا. وَكَانَ أَبُو عُثْمَان المازنيّ وَأَبُو عُمَر الجرميُّ، يحتذيان حذوَه فِي النَّحْو، وربّما خالفوه فِي العَلَل. وَكَانَ سِيبَوَيْهٍ قدِم بَغْدَاد ثمَّ عَاد إِلَى مسْقط رَأسه بالأهواز فَمَاتَ وَقد نيَّف على الْأَرْبَعين. وَمِنْهُم: عبد الرَّحْمَن بن بُزْرُج: وَكَانَ حَافِظًا للغريب وللنوادر. وقرأتُ لَهُ كتابا بخطّ أبي الْهَيْثَم الرازيّ فِي (النَّوَادِر) ، فاستحسنتُه ووجدتُ فِيهِ فوائدَ كَثِيرَة. ورأيتُ لَهُ حروفاً فِي كتب شِمْر الَّتِي قرأتُها بخطِّه. فَمَا وَقع فِي كتابي لِابْنِ بُزْرُجَ فَهُوَ من هَذِه الْجِهَات.

الطبقة الثالثة

(الطَّبَقَة الثَّالِثَة) من عُلَمَاء اللُّغَة، مِنْهُم: أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سلاّم: وَكَانَ ديِّناً فَاضلا عَالما أديباً فَقِيها صاحبَ سُنّة، معنيًّا بِعلم الْقُرْآن وسُنَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والبحث عَن تَفْسِير الْغَرِيب وَالْمعْنَى المشْكِل. وَله من المصنّفات فِي (الْغَرِيب المؤلَّف) . أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الْحسن المؤدّب أَن المِسْعَريّ أخبرهُ أَنه سمع أَبَا عبيد يَقُول: كنت فِي تصنيف هَذَا الْكتاب أَرْبَعِينَ سنة أتلقَّف مَا فِيهِ من أَفْوَاه الرّجال، فَإِذا سمعتُ حرفا عرفتُ لَهُ موقعاً فِي الْكتاب بتُّ تِلْكَ الليلةَ فرِحاً. قَالَ: ثمَّ أقبلَ علينا فَقَالَ: أحدكُم يستكثر أَن يسمعهُ منّي فِي سَبْعَة أشهر وَأَخْبرنِي أَبُو بكر الإياديُّ عَن شِمر أَنه قَالَ: مَا للْعَرَب كتابٌ أحسن من (مصنَّف أبي عبيد) . واختلفتُ أَنا إِلَى الْإِيَادِي فِي سَمَاعه سنتَيْن وَزِيَادَة، وَكَانَ سمع نسختَه من شِمر بن حَمْدُويةَ، وَضَبطه ضبطاً حسنا، وكتبَ عَن شِمر فِيهِ زيادات كَثِيرَة فِي حَوَاشِي نسخته، وَكَانَ ح يُمْكنني من نسخته وزياداتها حَتَّى أعارض نُسْخَتي بهَا، ثمَّ أقرأها عَلَيْهِ وَهُوَ ينظر فِي كِتَابه. وَلأبي عبيد من الْكتب الشَّرِيفَة كتابُ (غَرِيب الحَدِيث) ، قرأته من أوّله إِلَى آخِره على أبي مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد بن هاجَكَ وَقلت لَهُ: أخْبركُم أَحْمد بن عبد الله بن جبلة عَن أبي عبيدٍ فأقرَّ بِهِ. وَكَانَت نسخته الَّتِي سمِعها من ابْن جبلة مضبوطةً محكمَة، ثمَّ سَمِعت الْكتاب من أبي الْحُسَيْن المزَنيّ، حدّثنا بِهِ عَن عَليّ بن عبد الْعَزِيز عَن أبي عبيد إِلَى آخِره قِرَاءَة علينا بِلَفْظِهِ. وَلأبي عبيد كتابُ (الْأَمْثَال) ، قرأته على أبي الْفضل المنذريّ، وَذكر أَنه عَرَضَه على أبي الْهَيْثَم الرازيّ. وَزَاد أَبُو الْفضل فِي هَذَا الْكتاب من فَوَائده أَضْعَاف الأَصْل، فسمِعنا الْكتاب بزياداته. وَلأبي عبيد كتابٌ فِي (مَعَاني الْقُرْآن) ، انْتهى تأليفه إِلَى سُورَة طه، وَلم يتمَّه، وَكَانَ المنذريّ سَمعه من عَليّ بن عبد الْعَزِيز، وقُرىء عَلَيْهِ أَكْثَره وَأَنا حَاضر، فَمَا وَقع فِي كتابي هَذَا لأبي عبيد عَن أَصْحَابه فَهُوَ من هَذِه الْجِهَات الَّتِي وصَفتُها. وَمن هَذِه الطَّبَقَة: أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن زيادٍ المعروفُ بِابْن الأعرابيّ: كوفيّ الأَصْل. وَكَانَ رجلا صَالحا ورعاً زاهداً صَدُوقًا.

وَأَخْبرنِي بعضُ الثِّقَات أَن المفضّل بن مُحَمَّد كَانَ تزوَّج أمّه، وأنّه ربيبُه. وَقد سمِع من المفضَّل دواوين الشُّعَرَاء وصحَّحها عَلَيْهِ، وَحفظ من الْغَرِيب والنوادر مَا لم يحفظْه غَيره. وَكَانَت لَهُ معرفةٌ بأنساب الْعَرَب وأيّامها، وَسمع من الْأَعْرَاب الَّذين كَانُوا ينزلون بِظَاهِر الْكُوفَة من بني أسَدٍ وَبني عُقيل فَاسْتَكْثر، وجالسَ الكسائيَّ وأخذَ عَنهُ النوادرَ والنحو. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن المفضَّل بن سَلمَة عَن أَبِيه أَنه قَالَ: جرى ذكر ابْن الْأَعرَابِي عِنْد الفرّاء فعرَفه وَقَالَ: هُنَيٌّ كَانَ يزاحمنا عِنْد المفضَّل وَكَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ الشعرَ ومعانيه، والنوادر والغريب. وَكَانَ مُحَمَّد بن حبيب الْبَغْدَادِيّ جمعَ عَلَيْهِ كتابَ (النَّوَادِر) وَرَوَاهُ عَنهُ، وَهُوَ كتابٌ حسن. وروى عَنهُ أَبُو يُوسُف يَعْقُوب بن السكِّيت، وَأَبُو عَمرو شِمْر بن حَمْدُوَيه، وَأَبُو سعيد الضَّرِير، وَأَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى الشَّيْبَانِيّ الملقَّب بثعلب. وَأَخْبرنِي أَبُو الْفضل المنذريّ أَن أَبَا الْهَيْثَم الرَّازِيّ حثَّه على النهوض إِلَى أبي الْعَبَّاس، قَالَ: فرحلتُ إِلَى الْعرَاق ودخلتُ مَدِينَة السَّلَام يومَ الْجُمُعَة وَمَالِي هِمّةٌ غَيره، فأتيتُه وعرَّفتُه خبري وقصدي إيّاه، فاتَّخذَ لي مَجْلِسا فِي (النَّوَادِر) الَّتِي سَمعهَا من ابْن الْأَعرَابِي حَتَّى سمِعتُ الكتابَ كلَّه مِنْهُ، قَالَ: وَسَأَلته عَن حُرُوف كَانَت أشكلت على أبي الْهَيْثَم، فَأَجَابَنِي عَنْهَا. وَكَانَ شِمر بن حَمْدويه جَالس ابْن الأعرابيّ دهراً وَسمع مِنْهُ دواوين الشّعْر وَتَفْسِير غريبها. وَكَانَ أَبُو إِسْحَاق الحربيّ سمع من ابْن الْأَعرَابِي، وَسمع الْمُنْذِرِيّ مِنْهُ شَيْئا كثيرا. فَمَا وَقع فِي كتابي لِابْنِ الْأَعرَابِي فَهُوَ من هَذِه الْجِهَات، إلاّ مَا وَقع فِيهِ لأبي عُمَر الورَّاق، فَإِن كِتَابه الَّذِي سمَّاه (الياقوتة) وجَمَعَه على أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى وَغَيره، حُمِل إِلَيْنَا مسموعاً مِنْهُ مضبوطاً من أوَّله إِلَى آخِره. ونهضَ ناهضٌ من عندنَا إِلَى بَغْدَاد، فَسَأَلته أَن يذكر لأبي عُمَر الْكتاب الَّذِي وَقع إِلَيْنَا وصورتَه وصاحبَه الَّذِي سَمعه مِنْهُ، قَالَ: فَرَأَيْت أَبَا عُمر وعرَّفته الْكتاب فعرَفه، قَالَ: ثمَّ سَأَلته إجازتَه لمن وقَع إِلَيْهِ فَأَجَازَهُ. وَهُوَ كتابٌ حسن، وَفِيه غرائب جَمَّة، ونوادر عَجِيبَة، وَقد تصفّحته مرَارًا فَمَا رَأَيْت فِيهِ تصحيفاً. وَمن هَذِه الطَّبَقَة: أَبُو الْحسن عَليّ بن حَازِم اللِّحياني: أَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي جَعْفَر الغَسَّانيّ عَن سَلَمة بن عَاصِم أنّه قَالَ: كَانَ اللِّحياني من أحفظ النَّاس للنوادر عَن الْكسَائي والفرّاء والأحمر، قَالَ: وَأَخْبرنِي أنّه كَانَ يَدْرُسها بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار، حَتَّى فِي الْخَلَاء.

وَأَخْبرنِي أَبُو بكر الإياديّ أَنه عرض (النَّوَادِر) الَّذِي للِّحياني على أبي الْهَيْثَم الرَّازِيّ، وَأَنه صَححهُ عَلَيْهِ. قلت: قد قرأتُ نُسْخَتي على أبي بكر وَهُوَ ينظر فِي كِتَابه. فَمَا وَقع فِي كتابي للِّحياني فَهُوَ من كتاب (النَّوَادِر) هَذَا. وَمن هَذِه الطَّبَقَة: نُصَير بن أبي نُصَير الرَّازِيّ: وَكَانَ علاّمةً نحوياً، جالسَ الْكسَائي وَأخذ عَنهُ النَّحْو وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن. وَله مؤلفات حِسانٌ سَمعهَا مِنْهُ أَبُو الْهَيْثَم الرَّازِيّ، وَرَوَاهَا عَنهُ بهَرَاة. فَمَا وَقع فِي كتابي هَذَا لَهُ فَهُوَ مِمَّا استفاده أَصْحَابنَا من أبي الْهَيْثَم وأفادوناه عَنهُ. وَكَانَ نُصيرٌ صدوقَ اللهجة كثير الْأَدَب حَافِظًا، وَقد رأى الْأَصْمَعِي وَأَبا زيد وَسمع مِنْهُمَا. وَمن هَذِه الطَّبَقَة: عَمْرو بن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ: روى كتابَ (النَّوَادِر) لِأَبِيهِ، وَقد سَمعه مِنْهُ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى، وَأَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ، ووثَّقه كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا. فَمَا وَقع فِي كتابي لعَمْرو عَن أَبِيه فَهُوَ من هَذِه الْجِهَة. وَمِنْهُم: أَبُو نصر صَاحب الأصمعيّ، والأثرم صَاحب أبي عُبَيْدَة، وَابْن نجدة صَاحب أبي زيد الْأنْصَارِيّ روى عَن هَؤُلَاءِ كلِّهم أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى، وَأَبُو إِسْحَاق الْحَرْبِيّ. فَمَا كَانَ فِي كتابي مَعزِيّا إِلَى هَؤُلَاءِ فَهُوَ مِمَّا أُثبت لنا عَن هذَيْن الرجلَيْن. وَمِنْهُم: أَبُو حَاتِم السِّجِستاني:، وَكَانَ أحد المتقنين. جَالس الْأَصْمَعِي وَأَبا زيد وَأَبا عُبَيْدَة. وَله مؤلفات حسانٌ وكتابٌ فِي (قراءات الْقُرْآن) جامعٌ، قَرَأَهُ علينا بهَراةَ أَبُو بكر بن عُثْمَان. وَقد جالسَه شِمر وَعبد الله بن مُسلم بن قُتَيبة ووثَّقاه. فَمَا وَقع فِي كتابي لأبي حاتمٍ فَهُوَ من هَذِه الْجِهَات. وَلأبي حَاتِم كتاب كَبِير فِي (إصْلَاح المزال والمفسَد) ، وَقد قرأته فرأيته مُشْتَمِلًا على الْفَوَائِد الجمَّة، وَمَا رَأَيْت كتابا فِي هَذَا الْبَاب أنبل مِنْهُ وَلَا أكمل. وَمِنْهُم: أَبُو يُوسُف يَعْقُوب بن إِسْحَاق السكِّيت: وَكَانَ دينا فَاضلا صَحِيح الْأَدَب، لَقِي أَبَا عَمْرو الشَّيْبَانِيّ، وَأَبا زَكَرِيَّا يحيى بن زِيَاد الْفراء، وَأَبا عبد الله مُحَمَّد بن زِيَاد الْمَعْرُوف بِابْن الْأَعرَابِي، وَأَبا الْحسن اللِّحياني. وَلَقي الأصمعيَّ فِيمَا أَحسب؛ فَإِنَّهُ كثير الذِّكر لَهُ فِي كتبه. وَيروِي مَعَ ذَلِك عَن فصحاء الْأَعْرَاب الَّذين لَقِيَهُمْ بِبَغْدَاد. وَله مؤلَّفات حسان، مِنْهَا كتاب (إصْلَاح الْمنطق) ، وَكتاب (الْمَقْصُور والممدود) ، وَكتاب (التَّأْنِيث والتذكير) ، وَكتاب (الْقلب والإبدال) ، وَكتاب فِي (مَعَاني الشّعْر) . روى

لنا أَبُو الْفضل المنذريُّ هَذِه الكتبَ، إلاّ مَا فَاتَهُ مِنْهَا، عَن أبي شُعيب الحَرَّاني عَن يَعْقُوب. قَالَ أَبُو الْفضل: سمعتُ الحَرَّاني يَقُول: كتبت عَن يَعْقُوب بن السّكيت من سنة خمس وَعشْرين إِلَى أَن قُتِل قَالَ: وقُتل قبل المتَوَكل بِسنة. وَكَانَ يؤدِّب أولادَ المتَوَكل. قَالَ: وقُتل المتوكِّل سنة سبعٍ وَأَرْبَعين. قَالَ الحرَّاني: وقَتل المتوكِّل يعقوبَ بن السّكيت، وَذَلِكَ أَنه أمره أَن يشتِم رجلا من قُريش وَأَن يَنال مِنْهُ، فَلم يَفعَل، فَأمر القرشيَّ أَن ينَال مِنْهُ فنال مِنْهُ، فَأَجَابَهُ يَعْقُوب، فَلَمَّا أَن أَجَابَهُ قَالَ لَهُ المتوكِّل: أَمرتك أَن تفعلَ فَلم تفعلْ فلمَّا أَن شَتَمكَ فعلت فَأمر بِهِ فضُرب، فحمِل من عِنْده صَرِيعًا مقتولاً، ووجّه المتوكِّل من الْغَد إِلَى ابْن يَعْقُوب عشرَة آلَاف دِرْهَم دِيَته. قلت: وَقد حُمِل إِلَيْنَا كتابٌ كَبِير فِي (الْأَلْفَاظ) مِقْدَار ثَلَاثِينَ جلدا ونُسِب إِلَى ابْن السّكيت، فَسَأَلت المنذريّ عَنهُ فَلم يَعرفْه، وَإِلَى الْيَوْم لم أَقف على مؤلف الْكتاب على الصحَّة. وقرأت هَذَا الكتابَ وأعلمتُ مِنْهُ على حُرُوف شككتُ فِيهَا وَلم أعرفْها، فجاريتُ فِيهَا رجلا من أهل الثَّبَت فعرفَ بعضَها وَأنكر بعضَها، ثمَّ وجدتُ أَكثر تِلْكَ الْحُرُوف فِي كتاب (الياقوتة) لأبي عُمر. فَمَا ذكرتُ فِي كتابي هَذَا لِابْنِ السّكيت من كتاب (الْأَلْفَاظ) فسبيله مَا وصفْتُه، وَهُوَ غير مسموعٍ فاعلمْه. وَمن هَذِه الطَّبَقَة: أَبُو سعيد الْبَغْدَادِيّ الضَّرِير:. وَكَانَ طَاهِر بن عبد الله استقدَمه من بَغْدَاد، فَأَقَامَ بنيسابور وأملى بهَا كتبا فِي مَعَاني الشّعْر والنوادر، وردَّ على أبي عبيد حروفاً كَثِيرَة من كتاب (غَرِيب الحَدِيث) . وَكَانَ لَقِي ابْن الْأَعرَابِي وَأَبا عَمْرو الشيبانيّ. وَحفظ عَن الْأَعْرَاب نكتاً كَثِيرَة. وَقدم عَلَيْهِ القتيبيُّ فَأخذ عَنهُ. وَكَانَ شِمر وَأَبُو الْهَيْثَم يوثِّقانه ويثنيان عَلَيْهِ، وَكَانَ بَينه وَبَين أبي الْهَيْثَم فضلُ مودّةٍ. وَبَلغنِي أَنه قَالَ: يُؤْذِينِي أَبُو الْهَيْثَم فِي الْحُسَيْن بن الْفضل وَهُوَ لي صديق. فَمَا وَقع فِي كتابي هَذَا لأبي سعيد فَهُوَ مِمَّا وجدته لِشمر بخطِّه فِي مؤلَّفاته. وَمن هَذِه الطَّبَقَة: أَبُو عبد الرَّحْمَن عبد الله بن مُحَمَّد بن هانىء النَّيْسَابُورِي: أَخْبرنِي أَبُو الْفضل المنذريّ أَنه سمع أَبَا عليّ الأزديّ يَقُول: سَمِعت الْهُذيْل بن النَّضر بن بارح يَحكِي عَن أبي عبد الرَّحْمَن بن هانىء أَنه قَالَ: أنْفق أبي على الْأَخْفَش اثْنَي عشر ألف دِينَار. قَالَ أَبُو عَليّ: وَبَلغنِي أَن كتب أبي عبد الرَّحْمَن بِيعَتْ بأربعمائة ألف دِرْهَم. قَالَ: وَسمعت شمراً يَقُول: كنت عِنْد أبي عبد الرَّحْمَن فَجَاءَهُ وَكيل لَهُ يحاسبه،

فَبَقيَ لَهُ عَلَيْهِ خَمْسمِائَة دِرْهَم، فَقَالَ: أيْشٍ أصنعُ بِهِ؟ قَالَ: تصدَّقْ بِهِ. قَالَ: وَكَانَ أعدّ دَارا لكلِّ من يَقدَم عَلَيْهِ من المستفيدين، فيأمر بإنزاله فِيهَا ويُزيح علّته فِي النَّفَقَة والوَرَق، ويوسِّع النّسخ عَلَيْهِ. قلت: وَلابْن هانىء هَذَا كتابٌ كَبِير يُوفيِ على ألفي ورقة فِي (نَوَادِر الْعَرَب وغرائب ألفاظها) ، وَفِي (الْمعَانِي والأمثال) . وَكَانَ شِمر سمع مِنْهُ بعضَ هَذَا الْكتاب وفرّقه فِي كتبه الَّتِي صنّفها بِخَطِّهِ. وحُمِل إِلَيْنَا مِنْهُ أَجزَاء مجلدة بسوادٍ بخطَ متقَن مضبوط. فَمَا وَقع فِي كتابي لِابْنِ هانىء فَهُوَ من هَذِه الْجِهَة. وَمن هَذِه الطَّبَقَة أَبُو معَاذ النَّحْوِيّ المَرْوَزيّ، وَأَبُو دَاوُد سُلَيْمَان بن معبد السِّنجي: وسِنْج: قَرْيَة بمَرْو. فأمّا أَبُو معَاذ فَلهُ كتابٌ فِي الْقُرْآن حسن. وَأما أَبُو دَاوُد فَإِنَّهُ جالسَ الأصمعيّ دهراً وَحفظ عَنهُ آداباً كَثِيرَة، وَكتب مَعَ ذَلِك الحَدِيث. وَكَانَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق السَّعْدِيّ لقِيه وَكتب عَنهُ ووثّقه، وَسَأَلَهُ عَن حُرُوف استغربها فِي الحَدِيث ففسَّرها لَهُ. وَيَتْلُو هَذِه الطَّبَقَة أَبُو عَمْرو شِمْر بن حَمْدُويه الهرَويّ: وَكَانَت لَهُ عناية صَادِقَة بِهَذَا الشَّأْن، رَحل إِلَى الْعرَاق فِي عنفوان شبابه فَكتب الحَدِيث، وَلَقي ابْن الْأَعرَابِي وَغَيره من اللغويين، وَسمع دواوين الشّعْر من وُجُوه شتّى، وَلَقي جمَاعَة من أَصْحَاب أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ، وَأبي زيد الْأنْصَارِيّ، وَأبي عُبَيْدَة، والفرّاء. مِنْهُم: الرياشيُّ، وَأَبُو حَاتِم، وَأَبُو نصر، وَأَبُو عدنان، وَسَلَمَة بن عَاصِم، وَأَبُو حسّان. ثمَّ لمّا رَجَعَ إِلَى خُرَاسَان لقِيَ أَصْحَاب النَّضر بن شُمَيل، وَاللَّيْث بن المظفر، فَاسْتَكْثر مِنْهُم. وَلما ألْقى عَصَاهُ بهراة ألّف كتابا كَبِيرا فِي (اللُّغَات) أسّسه على الْحُرُوف الْمُعْجَمَة وابتدأ بِحرف الْجِيم، فِيمَا أَخْبرنِي أَبُو بكر الْإِيَادِي وَغَيره مِمَّن لقِيه، فأشبعه وجوّده، إلاّ أَنه طوّله بالشواهد وَالشعر وَالرِّوَايَات الجمّة عَن أَئِمَّة اللُّغَة وَغَيرهم من الْمُحدثين، وأودعه من تَفْسِير الْقُرْآن بالروايات عَن المفسِّرين، وَمن تَفْسِير غَرِيب الحَدِيث أَشْيَاء لم يسْبقهُ إِلَى مثله أحدٌ تقدّمه، وَلَا أدْرك شأوه فِيهِ من بعده. وَلما أكمل الْكتاب ضنَّ بِهِ فِي حَيَاته وَلم يُنْسِخْه طُلاَّبَه، فَلم يُبارَك لَهُ فِيمَا فعله حَتَّى مضى لسبيله. فاختزلَ بعضُ أَقَاربه ذَلِك الكتابَ من تركته، واتصل بِيَعْقُوب بن اللَّيْث السِّجزيّ فقلّده بعض أَعماله واستصحبه إِلَى فَارس ونواحيها. وَكَانَ لَا يُفَارِقهُ ذَلِك الكتابُ فِي سفر وَلَا حضر. ولمّا أَنَاخَ يَعْقُوب بن اللَّيْث بسِيبِ بني ماوان من أَرض السوَاد وحطّ بهَا سَواده، وَركب فِي جمَاعَة الْمُقَاتلَة من عسكره مقدِّراً لِقَاء الموفَّق وَأَصْحَاب السُّلْطَان، فجُرَّ المَاء من

النهروان على مُعَسْكَره، فغرِق ذَلِك الْكتاب فِي جملَة مَا غرق من سَواد الْعَسْكَر. وَرَأَيْت أَنا من أوّل ذَلِك الْكتاب تفاريق أَجزَاء بِخَط مُحَمَّد بن قَسْورَة، فتصفَّحتُ أَبْوَابهَا فَوَجَدتهَا على غَايَة الْكَمَال. وَالله يغْفر لأبي عَمْرو ويتغمدُ زلته. والضنُّ بِالْعلمِ غير مَحْمُود وَلَا مبارَك فِيهِ. وَكَانَ أَبُو تُرَاب الَّذِي ألف كتاب (الاعتقاب) قدم هَرَاة مستفيداً من شِمْر، وَكتب عَنهُ شَيْئا كثيرا. وأملى بهراة من كتاب (الاعتقاب) أَجزَاء ثمَّ عَاد إِلَى نيسابور وأملى بهَا باقيَ الْكتاب. وَقد قَرَأت كِتَابه فاستحسنته، وَلم أره مجازِفاً فِيمَا أودَعه، وَلَا مصحِّفاً فِي الَّذِي ألّفه. وَمَا وَقع فِي كتابي لأبي ترابٍ فَهُوَ من هَذَا الْكتاب. وَتُوفِّي شمر ح فِيمَا أَخْبرنِي الْإِيَادِي سنة خمس وَخمسين وَمِائَتَيْنِ. وَكَانَ أَبُو الْهَيْثَم الرَّازِيّ: قدِم هراة قبل وَفَاة شِمر بِسُنَيَّاتٍ فَنظر فِي كتبه ومُصَنَّفاته وعَلِقَ يَرُدُّ عَلَيْهِ، فَنُمِي الخَبَرُ إِلَى شِمْر فَقَالَ: (تَسَلَّحَ الرازيّ عليّ بكتبي) وَكَانَ كَمَا قَالَ؛ لِأَنِّي نظرتُ إِلَى أَجزَاء كَثِيرَة من أشعار الْعَرَب كتبهَا أَبُو الْهَيْثَم بخطِّه ثمَّ عارضها بنسخ شمر الَّتِي سَمعهَا من الشاه صَاحب المؤرّج، وَمن ابْن الْأَعرَابِي، فاعتبرَ سماعَه وَأصْلح مَا وجد فِي كِتَابه مُخَالفا لخطّ شِمر بِمَا صحَّحه شِمر. وَكَانَ أَبُو الْهَيْثَم ح عِلمُه على لِسَانه، وَكَانَ أعذبَ بَيَانا وأفطنَ للمعنى الخفيِّ، وَأعلم بالنحو من شِمر وَكَانَ شمر أروى مِنْهُ للكتب والشِّعر وَالْأَخْبَار، وأحفظَ للغريب، وأرفقَ بالتصنيف من أبي الْهَيْثَم. وَأَخْبرنِي أَبُو الْفضل الْمُنْذِرِيّ أَنه لازمَ أَبَا الْهَيْثَم سِنِين، وَعرض عَلَيْهِ الْكتب، وَكتب عَنهُ من أَمَالِيهِ وفوائده أَكثر من مِائَتي جِلد، وَذكر أَنه كَانَ بارعاً حَافِظًا صَحِيح الْأَدَب، عَالما ورعاً كثير الصَّلَاة، صاحبَ سُنَّة. وَلم يكن ضنيناً بِعِلْمِهِ وأدبه. وَتُوفِّي سنة سِتّ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ، ح. وَمَا وَقع فِي كتابي هَذَا لأبي الْهَيْثَم فَهُوَ مِمَّا أفادنيه عَنهُ أَبُو الْفضل المنذريّ فِي كِتَابه الَّذِي لقّبه (الفاخر والشامل) . وَفِي الزِّيَادَات الَّتِي زَادهَا فِي (مَعَاني الْقُرْآن) للفرّاء، وَفِي كتاب (المؤلَّف) ، وَكتاب (الْأَمْثَال) لأبي عبيد. وَمن هَذِه الطَّبَقَة من الْعِرَاقِيّين أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى الشَّيْبَانِيّ: الملقّب بثعلب، وَأَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يزِيد الثُّمَالي الملقَّب بالمبرّد.

وَأجْمع أهل هَذِه الصِّنَاعَة من الْعِرَاقِيّين وَغَيرهم أَنَّهُمَا كَانَا عالِميْ عصرهما، وَأَن أَحْمد بن يحيى كَانَ واحدَ عصره. وَكَانَ مُحَمَّد بن يزِيد أعذبَ الرجلَيْن بَيَانا وأحفظهما للشعر المحدَث، والنادرة الطريفة، وَالْأَخْبَار الفصيحة، وَكَانَ من أعلم النَّاس بمذاهب الْبَصرِيين فِي النَّحْو ومقاييسه. وَكَانَ أَحْمد بن يحيى حَافِظًا لمَذْهَب الْعِرَاقِيّين، أَعنِي الْكسَائي والفرّاء والأحمر، وَكَانَ عفيفاً عَن الأطماع الدنية، متورّعاً مِن المكاسب الخبيثة. أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ أَنه اخْتلف إِلَيْهِ سنة فِي سَماع كتاب (النَّوَادِر) لِابْنِ الْأَعرَابِي، وَأَنه كَانَ فِي أُذُنه وَقْر، فَكَانَ يتَوَلَّى قِرَاءَة مَا يُسمَع مِنْهُ. قَالَ: وكتبت عَنهُ من أَمَالِيهِ فِي (مَعَاني الْقُرْآن) وَغَيرهَا أَجزَاء كَثِيرَة، فَمَا عرَّض وَلَا صرَّح بشيءٍ من أَسبَاب الطمع. قَالَ: وَاخْتلفت إِلَى أبي الْعَبَّاس الْمبرد وانتخبت عَلَيْهِ أَجزَاء من كِتَابيه المعروفَين (بالروضة) و (الْكَامِل) . قَالَ: وقاطعته من سماعهَا على شيءٍ مسمَّى، وإنّه لم يَأْذَن لَهُ فِي قِرَاءَة حِكَايَة وَاحِدَة ممَّا لم يكن وَقع عَلَيْهِ الشَّرْط. قلت: وَيَتْلُو هَذِه الطَّبَقَة: طبقَة أُخْرَى أدركناهم فِي عصرنا) مِنْهُم: أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن السرِيّ الزّجاج النَّحْوِيّ صَاحب كتاب (الْمعَانِي) فِي الْقُرْآن، حضرتُه بِبَغْدَاد بعد فَرَاغه من إملاء الْكتاب، فألفيت عِنْده جمَاعَة يسمعونه مِنْهُ. وَكَانَ متقدِّماً فِي صناعته، بارعاً صَدُوقًا، حَافِظًا لمذاهب الْبَصرِيين فِي النَّحْو ومقاييسه. وَكَانَ خدم أَبَا الْعَبَّاس الْمبرد دهراً طَويلا. وَمَا وَقع فِي كتابي لَهُ من تَفْسِير الْقُرْآن فَهُوَ من كِتَابه. وَلم أتفرغ بِبَغْدَاد لسماعه مِنْهُ. وَوجدت النسخَ الَّتِي حُملت إِلَى خُرَاسَان غير صَحِيحَة، فجمعتُ مِنْهَا عدّة نسخ مُخْتَلفَة المخارج، وصرفت عنايتي إِلَى معارضةِ بَعْضهَا بِبَعْض حَتَّى حصَّلت مِنْهَا نُسْخَة جيّدة. وَمِنْهُم: أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن بشّار الْأَنْبَارِي النَّحْوِيّ: وَكَانَ واحدَ عصره، وأعلمَ من شاهدتُ بِكِتَاب الله ومعانيه وَإِعْرَابه، ومعرفته اخْتِلَاف أهل الْعلم فِي مُشْكِله. وَله مؤلفات حسان فِي علم الْقُرْآن. وَكَانَ صائناً لنَفسِهِ، مقدَّماً فِي صناعته، مَعْرُوفا بِالصّدقِ حَافِظًا، حسن الْبَيَان عذبَ الْأَلْفَاظ، لم يُذكر لنا إِلَى هَذِه الْغَايَة من الناشئين بالعراق وَغَيرهَا أحد يخلُفُه أَو يسدُّ مسدَّه.

وَمن هَذِه الطَّبَقَة: أَبُو عبد الله إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَرَفة الملقب بنِفْطَويه: وَقد شاهدته فألفيتُه حَافِظًا للغات ومعاني الشّعْر ومقاييس النَّحْو، ومقدَّماً فِي صناعته. وَقد خدمَ أَبَا الْعَبَّاس أحمدَ بن يحيى وَأخذ عَنهُ النَّحْو والغريب، وعُرِف بِهِ. وَإِذ فَرغْنَا من ذكر الْأَثْبَات المتقنين، والثقات المبرِّزين من اللغويين، وتسميتهم طبقَة طبقَة، إعلاماً لمن غَبِيَ عَلَيْهِ مكانُهم من الْمعرفَة، كي يعتمدوهم فِيمَا يَجدونَ لَهُم من المؤلفات المرويَّة عَنْهُم، فلنذكر بعقب ذكرهم أَقْوَامًا اتَّسموا بسمة الْمعرفَة وَعلم اللُّغَة، وألَّفوا كتبا أودعوها الصَّحِيح والسَّقيم، وحشَوْها ب (المزال المُفْسَد) ، والمصَّحف المغيّر، الَّذِي لَا يتميّز مَا يصحّ مِنْهُ إلاّ عِنْد النِّقاب المبرِّز، والعالم الفطِن، لنحذِّر الأغمار اعتمادَ مَا دوَّنوا، والاستنامةَ إِلَى مَا ألَّفوا. فَمن الْمُتَقَدِّمين: اللَّيْث بن المظفر: الَّذِي نَحَلَ الْخَلِيل بن أَحْمد تأليف كتاب (الْعين) جملَة لينفِّقه باسمه، ويرغِّب فِيهِ مَنْ حوله. وأُثبتَ لنا عَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الحنظليّ الْفَقِيه أَنه قَالَ: كَانَ اللَّيْث بن المظفَّر رجلا صَالحا، وَمَات الْخَلِيل وَلم يفرغ من كتاب (الْعين) ، فأحبَّ اللَّيْث أَن ينفِّق الكتابَ كلَّه، فسمَّى لِسَانه الْخَلِيل، فَإِذا رَأَيْت فِي الْكتاب (سَأَلت الْخَلِيل بن أَحْمد) ، أَو (أَخْبرنِي الْخَلِيل بن أَحْمد) فَإِنَّهُ يَعْنِي الْخَلِيل نفسَه. وَإِذا قَالَ: (قَالَ الْخَلِيل) فَإِنَّمَا يَعْنِي لِسَان نَفسه. قَالَ: وَإِنَّمَا وَقع الِاضْطِرَاب فِي الْكتاب من قِبَل خَلِيل اللَّيْث. قلت: وَهَذَا صحيحٌ عَن إِسْحَاق، رَوَاهُ الثِّقَات عَنهُ. وَأَخْبرنِي أَبُو الْفضل الْمُنْذِرِيّ أَنه سَأَلَ أَبَا الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى عَن كتاب (الْعين) فَقَالَ: ذَاك كتابٌ مَلَىْ غُدَدْ قَالَ: وَهَذَا كَانَ لفظ أبي الْعَبَّاس، وحقُّه عِنْد النَّحْوِيين ملآن غُدَداً. وَلَكِن أَبَا الْعَبَّاس كَانَ يُخَاطب عوامّ النَّاس على قدر أفهامهم، أَرَادَ أَن فِي كتاب (الْعين) حروفاً كَثِيرَة أُزيلت عَن صورها ومعانيها بالتصحيف والتغيير، فَهِيَ فَاسِدَة كفساد الغدد وضَرِّها آكلَها. وَأَخْبرنِي أَبُو بكر الْإِيَادِي عَن بعض أهل الْمعرفَة أَنه ذكر كتاب الليثِ فَقَالَ: ذَلِك كتابُ الزَّمْنَى، وَلَا يصلح إلاّ لأهل الزوايا. قلت: وَقد قَرَأت كتاب (الْعين) غيرَ مرَّة، وتصفّحته تَارَة بعد تَارَة، وعُنيتُ بتتبُّع مَا صُحِّف وغُيِّر مِنْهُ، فَأَخْرَجته فِي مواقعه من الْكتاب وأخبرت بِوَجْه الصحَّة فِيهِ، وبيَّنت وَجه الْخَطَأ، ودللت على مَوْضع الصَّوَاب مِنْهُ، وستقف على هَذِه الْحُرُوف إِذا تأمَّلْتَها

فِي تضاعيف أَبْوَاب الْكتاب، وتحمد الله إِذا أنصفتَ على مَا أفيدك فِيهَا. وَالله الموفِّق للصَّوَاب، وَلَا قوَّةَ إلاّ بِهِ. وأمَّا مَا وجدتُه فِيهِ صَحِيحا، ولغير اللَّيْث من الثِّقَات مَحْفُوظًا، أَو من فصحاء الْعَرَب مسموعاً، وَمن الرِّيبة والشكّ لشهرته وقلَّة إشكاله بَعيدا، فَإِنِّي أعْزيه إِلَى اللَّيْث بن المظفَّر، وأؤدِّيه بِلَفْظِهِ، ولعلِّي قد حفظته لغيره فِي عدَّة كتب فَلم أشتغل بالفحص عَنهُ لمعرفتي بصحَّته. فَلَا تشكَّنَّ فِيهِ مِن أجلِ أَنه زلَّ فِي حروفٍ مَعْدُودَة هِيَ قَليلَة فِي جَنْب الْكثير الَّذِي جَاءَ بِهِ صَحِيحا، واحمدْني على نفي الشُّبَه عَنْك فِيمَا صحَّحته لَهُ، كَمَا تحمدني على التَّنْبِيه فِيمَا وَقع فِي كِتَابه من جِهَته أَو جِهَة غَيره مِمَّن زَاد مَا لَيْسَ مِنْهُ. وَمَتى مَا رأيتَني ذكرت من كِتَابه حرفا وَقلت: إِنِّي لم أَجِدهُ لغيره فَاعْلَم أنَّه مُريب، وكنْ مِنْهُ على حذر وافحصْ عَنهُ؛ فَإِن وجدتَه لإِمَام من الثِّقَات الَّذين ذكرتُهم فِي الطَّبَقَات فقد زَالَت الشُّبَه، وإلاّ وقفتَ فِيهِ إِلَى أَن يَضِحَ أمرُه. وَكَانَ شِمرٌ ح مَعَ كَثْرَة علمه وسماعه لما ألَّف كتاب (الْجِيم) لم يُخْلِهِ من حُرُوف كَثِيرَة من كتاب اللَّيْث عزاها إِلَى مُحارب، وَأَظنهُ رجلا من أهل مَرْو، وَكَانَ سمع كتاب اللَّيْث مِنْهُ. وَمن نظراء اللَّيْث: مُحَمَّد بن المستنير الْمَعْرُوف بقطرب: وَكَانَ متَّهماً فِي رَأْيه وَرِوَايَته عَن الْعَرَب. أَخْبرنِي أَبُو الْفضل الْمُنْذِرِيّ أَنه حضر أَبَا الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى، فَجرى فِي مَجْلِسه ذكر قطرب، فهجَّنه وَلم يعبأ بِهِ. وروى أَبُو عُمر فِي كتاب (الياقوتة) نَحوا من ذَلِك. قَالَ: وَقَالَ قطرب فِي قَول الشَّاعِر: مثل الذَّميم على قُزْم اليعامير زعم قطرب أَن اليعامير وَاحِدهَا يعمور: ضرب من الشّجر. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: هَذَا بَاطِل سَمِعت ابْن الْأَعرَابِي يَقُول: اليعامير: الجِداء، وَاحِدهَا يَعْمور. وَكَانَ أَبُو إِسْحَاق الزَّجاج يهجِّن من مذاهبه فِي النَّحْو أَشْيَاء نسبه إِلَى الْخَطَأ فِيهَا. قلت: وممَّن تكلم فِي لُغَات الْعَرَب بِمَا حضر لسانَه وروى عَن الْأَئِمَّة فِي كَلَام الْعَرَب مَا لَيْسَ من كَلَامهم: عَمْرو بن بَحر الْمَعْرُوف بالجاحظ: وَكَانَ أوتيَ بسطةً فِي لِسَانه، وبياناً عذباً فِي خطابه، ومجالاً وَاسِعًا فِي فنونه، غير أَن أهل الْمعرفَة بلغات الْعَرَب ذمُّوه، وَعَن

الصِّدق دفَعوه. وأخبرَ أَبُو عُمر الزَّاهِد أَنه جرى ذكره فِي مجْلِس أَحْمد بن يحيى فَقَالَ: اعذِبوا عَن ذكر الجاحظ فَإِنَّهُ غير ثِقَة وَلَا مَأْمُون. وَأما أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن مُسلم الدينَوَرِي: فإنَّه ألَّف كتبا فِي (مُشكل الْقُرْآن وغريبه) ، وألَّف كتاب (غَرِيب الحَدِيث) ، وكتاباً فِي (الأنواء) ، وكتاباً فِي (الميسر) ، وكتاباً فِي (آدَاب الكتَبة) ، وردَّ على أبي عبيد حروفاً فِي (غَرِيب الحديثِ) سمَّاها (إصْلَاح الْغَلَط) . وَقد تصفَّحتها كلهَا، ووقفت على الْحُرُوف الَّتِي غلِط فِيهَا وعَلى الْأَكْثَر الَّذِي أصَاب فِيهِ. فأمَّا الْحُرُوف الَّتِي غَلِط فِيهَا فإنّي أثبتُّها فِي موقعها من كتابي، ودللت على مَوضِع الصَّوَاب فِيمَا غلط فِيهِ. وَمَا رَأَيْت أحدا يَدْفَعهُ عَن الصدْق فِيمَا يرويهِ عَن أبي حَاتِم السِّجزي، وَالْعَبَّاس بن الْفرج الرِّياشيّ، وَأبي سعيد المكفوف الْبَغْدَادِيّ. فأمَّا مَا يستبدُّ فِيهِ بِرَأْيهِ من معنى غامض أَو حرفٍ من علل التصريف والنحو مُشكل، أَو حَرفٍ غَرِيب، فإنَّه ربَّما زلَّ فِيمَا لَا يخفى على مَن لَهُ أدنى معرفَة. وألفيته يَحدِس بالظنِّ فِيمَا لَا يعرفهُ وَلَا يُحسنهُ. وَرَأَيْت أَبَا بكر بنَ الْأَنْبَارِي ينْسبهُ إِلَى الْغَفْلَة والغباوة وقلَّة الْمعرفَة، وَقد ردَّ عَلَيْهِ قَرِيبا من رُبع مَا ألَّفه فِي (مُشكل الْقُرْآن) . وممّن ألَّف فِي عصرنا الكتبَ فوُسمَ بافتعال الْعَرَبيَّة وتوليد الْأَلْفَاظ الَّتِي لَيْسَ لَهَا أصُول، وإدخالِ مَا لَيْسَ من كَلَام الْعَرَب فِي كَلَامهم. أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْحسن بن دُرَيْد الْأَزْدِيّ: صَاحب كتاب (الجمهرة) ، وَكتاب (اشتقاق الْأَسْمَاء) ، وَكتاب (الملاحن) . وحضرته فِي دَاره بِبَغْدَاد غير مرَّةٍ، فرأيته يروي عَن أبي حاتمٍ، والرياشيِّ، وعبد الرحمن ابْن أخي الْأَصْمَعِي، فَسَأَلت إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَرَفَة الملقب بنفطويه عَنهُ فاستخف بِهِ، وَلم يوثِّقْه فِي رِوَايَته. ودخلتُ يَوْمًا عَلَيْهِ فَوَجَدته سَكرَان لَا يكَاد يستمرُّ لسانُه على الْكَلَام، من غَلَبَة السكر عَلَيْهِ. وتصفحت كتاب (الجمهرة) لَهُ فَلم أره دَالا على معرفَة ثاقبة، وعثرت مِنْهُ على حُرُوف كَثِيرَة أزالها عَن وجوهها، وأوقعَ فِي تضاعيف الْكتاب حروفاً كَثِيرَة أنكرتُها وَلم أعرف مخارجَها، فأثبتُّها من كتابي فِي مواقعها مِنْهُ، لأبحث عَنْهَا أَنا أَو غَيْرِي ممّن ينظُر فِيهِ. فَإِن صحَّت لبَعض الْأَئِمَّة اعتُمدَتْ، وَإِن لم تُوجد لغيره وُقِفَت. وَالله الميسر لما يرضاه وَمَا يَشَاء. وَمِمَّنْ ألف وَجمع من الخراسانيين فِي عصرنا هَذَا فصحَّف وغيَّر وأزالَ الْعَرَبيَّة عَن وجوهها رجلَانِ:

أَحدهمَا يُسمى أَحْمد بن مُحَمَّد البُشْتي، وَيعرف بالخارْزَنجيّ. وَالْآخر يكنى أَبَا الْأَزْهَر البخاريّ. فأمَّا البُشْتيّ فَإِنَّهُ ألَّف كتابا سمَّاه (التكملة) ، أَوْمَأ إِلَى أَنه كمّل بكتابه كتاب (الْعين) المنسوبَ إِلَى الْخَلِيل بن أَحْمد. وَأما البخاريُّ فَإِنَّهُ سمَّى كِتَابه (الحصائل) وأعاره هَذَا الِاسْم لِأَنَّهُ قصدَ قَصْدَ تَحْصِيل مَا أغفله الْخَلِيل. ونظرتُ فِي أول كتاب البشتى فرأيته أثبت فِي صَدره الْكتب المؤلَّفة الَّتِي استخرج كِتَابه مِنْهَا فعدَّدها وَقَالَ: مِنْهَا للأصمعي: كتاب (الْأَجْنَاس) ، وَكتاب (النَّوَادِر) ، وَكتاب (الصِّفَات) ، وَكتاب فِي (اشتقاق الْأَسْمَاء) ، وَكتاب فِي (السَّقي والأوراد) ، وَكتاب فِي (الْأَمْثَال) ، وَكتاب (مَا اخْتلف لَفظه واتَّفق مَعْنَاهُ) . قَالَ: وَمِنْهَا لأبي عُبَيْدَة: كتاب (النَّوَادِر) ، وَكتاب (الْخَيل) ، وَكتاب (الديباج) . وَمِنْهَا لِابْنِ شُمَيل: كتاب (مَعَاني الشّعْر) ، وَكتاب (غَرِيب الحَدِيث) ، وَكتاب (الصِّفَات) . قَالَ: وَمِنْهَا مؤلفات أبي عبيد: (المصنَّف) ، و (الْأَمْثَال) ، و (غَرِيب الحَدِيث) . وَمِنْهَا مؤلفات ابْن السّكيت: كتاب (الْأَلْفَاظ) ، وَكتاب (الفروق) وَكتاب (الْمَمْدُود والمقصور) ، وَكتاب (إصْلَاح الْمنطق) ، وَكتاب (الْمعَانِي) ، وَكتاب (النَّوَادِر) . قَالَ: وَمِنْهَا لأبي زيد: كتاب (النَّوَادِر) بِزِيَادَات أبي مَالك. وَمِنْهَا كتاب (الصِّفَات) لأبي خَيْرة. وَمِنْهَا كتب لقطرب، وَهِي (الفروق) ، و (الْأَزْمِنَة) ، و (اشتقاق الْأَسْمَاء) . وَمِنْهَا (النَّوَادِر) لأبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ، و (النَّوَادِر) للفرّاء، وَمِنْهَا (النَّوَادِر) لِابْنِ الْأَعرَابِي. قَالَ: وَمِنْهَا (نَوَادِر الْأَخْفَش) ، و (نَوَادِر اللَّحياني) ، و (النَّوَادِر) لليزيدي. قَالَ: وَمِنْهَا (لُغَات هُذيل) لعُزَير بن الْفضل الْهُذلِيّ. وَمِنْهَا كتب أبي حَاتِم السِّجزي. وَمِنْهَا كتاب (الاعتقاب) لأبي تُرَاب. وَمِنْهَا (نَوَادِر الأعاريب) الَّذين كَانُوا مَعَ ابْن طَاهِر بنيسابور، رَوَاهَا عَنْهُم أَبُو الْوَازِع مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق، وَكَانَ عَالما بالنحو

والغريب، صَدُوقًا، يروي عَنهُ أَبُو تُرَاب وَغَيره. قَالَ أَحْمد بن مُحَمَّد البُشتي: استخرجت مَا وضعتُه فِي كتابي من هَذِه الْكتب. ثمَّ قَالَ: ولعلّ بعض النَّاس يَبْتَغِي العنتَ بتهجينه والقدح فِيهِ، لِأَنِّي أسندت مَا فِيهِ إِلَى هَؤُلَاءِ الْعلمَاء من غير سَماع. قَالَ: وإنّما إخباري عَنْهُم إِخْبَار من صُحفهم، وَلَا يُزري ذَلِك على من عَرف الغثَّ من السَّمين، وميز بَين الصَّحِيح والسقيم. وَقد فعلَ مثلَ ذَلِك أَبُو ترابٍ صَاحب كتاب (الاعتقاب) ، فَإِنَّهُ روى عَن الْخَلِيل بن أَحْمد وَأبي عَمْرو بن الْعَلَاء وَالْكسَائِيّ، وَبَينه وَبَين هَؤُلَاءِ فَتْرَة. قَالَ: وَكَذَلِكَ القتيبي، روى عَن سِيبَوَيْهٍ، والأصمعي، وَأبي عَمرو؛ وَهُوَ لم يَرَ مِنْهُم أحدا. قلت أَنا: قد اعترَف البُشتي بِأَنَّهُ لَا سماعَ لَهُ فِي شَيْء من هَذِه الْكتب، وَأَنه نَقل مَا نقل إِلَى كِتَابه من صُحفهم، واعتلَّ بِأَنَّهُ لَا يُزْري ذَلِك بِمن عرف الغثَّ من السمين. وَلَيْسَ كَمَا قَالَ؛ لِأَنَّهُ اعترفَ بِأَنَّهُ صُحُفيّ والصُّحُفي إِذا كَانَ رَأس مَاله صُحفاً قَرَأَهَا فإنّه يصحّف فيكثِر، وَذَلِكَ أَنه يُخبر عَن كتبٍ لم يَسمعْها، ودفاتر لَا يدْرِي أصحيحٌ مَا كُتب فِيهَا أم لَا. وإنّ أَكثر مَا قَرَأنَا من الصُّحُف الَّتِي لم تُضبَط بالنقْط الصَّحِيح، وَلم يتولَّ تصحيحَها أهل الْمعرفَة لسقيمةٌ لَا يعتمدها إلاّ جَاهِل. وَأما قَوْله: إِن غَيره من المصنفين رووا فِي كتبهمْ عَمَّن لم يسمعوا مِنْهُ مثل أبي تُرَاب والقتيبي، فَلَيْسَ رِوَايَة هذَيْن الرجلَيْن عمّن لم يرياه حجَّة لَهُ، لِأَنَّهُمَا وَإِن كَانَا لم يسمعا من كل من رويا عَنهُ فقد سمعا من جمَاعَة الثِّقَات المأمونين. فأمّا أَبُو تُرَاب فَإِنَّهُ شَاهد أَبَا سعيد الضَّرِير سِنِين كَثِيرَة، وَسمع مِنْهُ كتبا جَمَّة. ثمَّ رَحل إِلَى هَرَاة فَسمع من شِمرٍ بعض كتبه. هَذَا سوى مَا سمع من الْأَعْرَاب الفصحاء لفظا، وَحفظه من أَفْوَاههم خِطاباً. فَإِذا ذكر رجلا لم يَرَه وَلم يسمع منهُ سومِحَ فِيهِ وَقيل: لعلَّه حفظ مَا رأى لَهُ فِي الْكتب من جِهَة سماعٍ ثَبت لَهُ، فَصَارَ قَول من لم يره تأييداً لما كَانَ سَمعه من غَيره، كَمَا يفعل عُلَمَاء المحدِّثينَ؛ فَإِنَّهُم إِذا صحَّ لَهُم فِي الْبَاب حديثٌ رَوَاهُ لَهُم الثِّقَات عَن الثِّقَات أثبتوه واعتمدوا عَلَيْهِ، ثمَّ ألْحقُوا بِهِ مَا يُؤَيّدهُ من الْأَخْبَار الَّتِي أخذوها إجَازَة. وَأما القُتَيبيُّ فإنّه رجل سمع من أبي حَاتِم السِّجْزيّ كتبَه، وَمن الرياشيّ سمع فَوَائِد جمّة، وَكَانَا من الْمعرفَة والإتقان بِحَيْثُ تُثنى بهما الخناصر؛ وسمِعَ من أبي سعيد الضَّرِير، وَسمع كتب أبي عبيد، وَسمع من ابْن أخي الأصمعيّ، وهما من الشُّهْرَة وَذَهَاب الصِّيت والتأليف الْحسن، بِحَيْثُ يُعفَى لَهما عَن خَطِيئَة غلطٍ، ونَبْذِ زلَّة تقع فِي

كتبهما، وَلَا يلْحق بهما رجل من أَصْحَاب الزوايا لَا يعرف إلاّ بقَرْيته، وَلَا يوثق بصدقه ومعرفته ونقْلِه الغريبَ الوحشي من نُسْخَة إِلَى نُسْخَة. وَلَعَلَّ النّسخ الَّتِي نقل عَنْهُمَا مَا نَسَخَ كَانَت سقيمة. وَالَّذِي ادّعاه البشتي من تَمْيِيزه بَين الصَّحِيح والسقيم، ومعرفته الغثَّ من السمين، دَعْوَى. وبعضُ مَا قرأتُ من أول كِتَابه دَلَّ على ضدِّ دَعْوَاهُ. وَأَنا ذاكرٌ لَك حروفاً صحّفها، وحروفاً أَخطَأ فِي تَفْسِيرهَا، من أوراق يسيرَة كنتُ تصفّحتها من كِتَابه؛ لأثبت عنْدك أَنه مُبْطل فِي دَعْوَاهُ، متشبِّع بِمَا لَا يَفِي بِهِ. فممّا عثرت عَلَيْهِ من الْخَطَأ فِيمَا ألّف وَجمع، أَنه ذكر فِي (بَاب الْعين والثاء) أَن أَبَا تُرَاب أنْشد: إنْ تمنعي صَوبَكِ صَوبَ المدمِع يَجرِي على الخدِّ كضِئْب الثِّعثِعِ فقيّده البُشتيّ بِكَسْر الثاءين بنَقْطِه، ثمَّ فسر ضِئْب الثّعثِع أَنه شيءٌ لَهُ حب يُزرع. فَأَخْطَأَ فِي كَسره الثاءين، وَفِي تَفْسِيره إِيَّاه. وَالصَّوَاب (الثَّعثَع) بِفَتْح الثاءين، وَهُوَ اللُّؤْلُؤ. قَالَ ذَلِك أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى، وَمُحَمّد بن يزِيد الْمبرد، رواهُ عَنْهُمَا أَبُو عُمر الزَّاهِد. قَالَا: وللثَّعثَع فِي الْعَرَبيَّة وَجْهَان آخرَانِ لم يعرفهما البشتي. وَهَذَا أهوَن. وَقد ذكرتُ الْوَجْهَيْنِ الآخرين فِي موضعهما من (بَاب الْعين الثَّاء) . وَأنْشد البُشْتيّ: فبآمرٍ وأخيه مؤتمر ومُعلِّل وبمطفىء الْجَمْر قَالَ البشتي: سمِّي أحد أَيَّام الْعَجُوز آمراً لِأَنَّهُ يَأْمر الناسَ بالحذر مِنْهُ. قَالَ: وسُمّي الْيَوْم الآخر مؤتمراً لِأَنَّهُ يأتمر النَّاس، أَي يُؤذنهم. قلت: وَهَذَا خطأ مَحْض، لَا يُعرف فِي كَلَام الْعَرَب ائتمر بِمَعْنى آذن. وفسِّر قَول الله عزّ وَجل: {قَالَ يامُوسَى إِنَّ الْمَلاََ} (القَصَص: 20) على وَجْهَيْن: أَحدهمَا يَهُمُّون بك، وَالثَّانِي يتشاورون فِيك. وائتمر الْقَوْم وَتَآمَرُوا، إِذا أَمر بَعضهم بَعْضًا. وَقيل لهَذَا مؤتمر لأنَّ الحيّ يؤامر فِيهِ بَعضهم بَعْضًا للظعن أَو المُقام، فَجعلُوا المؤتمر نعتاً لليوم وَالْمعْنَى أَنه مؤتَمَر فِيهِ، كَمَا قَالُوا: ليل نَائِم أَي يُنام فِيهِ، وَيَوْم عاصفٌ يَعصِف فِيهِ الرّيح. وَمثله قَوْلهم: نَهَاره صَائِم، إِذا كَانَ يَصُوم فِيهِ. وَمثله كثيرٌ فِي كَلَامهم. وَذكر فِي (بَاب الْعين وَاللَّام) : أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: أعللت الإبلَ فَهِيَ عالّة، إِذا أصدرتَها وَلم تُروِها.

قلت: وَهَذَا تصَحيفٌ مُنكر، وَالصَّوَاب أغللت الإبلَ بالغين، وَهِي إبلٌ غالة. أَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم عَن نُصيرٍ الرَّازِيّ قَالَ: صَدَرت الْإِبِل غالةً وغوَالَّ، وَقد أغللتُها، من الغُلّة والغليل، وَهُوَ حرارة الْعَطش. وَأما أعللت الْإِبِل وعللتُها فهما ضدُّ أغللتها، لِأَن معنى أعللتها وعللتها أَن يسقيها الشربة الثانيةَ ثمَّ يُصدرَها رواءً، وَإِذا عَلّت الإبلُ فقد رويتْ. وَمِنْه قَوْلهم: عرضَ عليَّ سَوْمَ عالَّة. وَقد فُسر فِي مَوْضِعه. وروى البُشتي فِي (بَاب الْعين وَالنُّون) فال الْخَلِيل: العُنَّة: الحظيرَة، وجمعُها العُنَن. وَأنْشد: ورَطْبٍ يُرفَّعُ فَوقَ العُننْ قَالَ البُشتيّ: العُنَن هَاهُنَا: حِبال تُشدُّ ويُلقَى عَلَيْهَا لحمُ القديد. قلتُ: وَالصَّوَاب فِي العُنَّة والعُنَن مَا قَالَه الْخَلِيل إِن كَانَ قَالَه. وَقد رأيتُ حُظُرات الْإِبِل فِي الْبَادِيَة تسوَّى من العَرْفَج والرِّمث فِي مَهَبِّ الشمَال، كالجدار الْمَرْفُوع قدرَ قامةٍ، لتُناخَ الْإِبِل فِيهَا، وَهِي تقيها بردَ الشمَال ورأيتهم يسمُّونها عُنَناً لاعتنانها مُعْتَرضَة فِي مهبّ الشمَال. وَإِذا يَبِسَتْ هَذِه الحُظُرات فنحروا جزوراً شرّروا لَحمهَا المقدَّدَ فَوْقهَا فيجفُّ عَلَيْهَا. وَلست أَدْرِي عَمَّن أَخذ مَا قَالَه فِي العُنّة أَنه الْحَبل الْمَمْدُود. ومدّ الْحَبل من فِعل الْحَاضِرَة. وَلَعَلَّ قَائِله رأى فُقَرَاء الحَرَم يمدون الحبال بمنى فيلقون عَلَيْهَا لُحُوم الهَدْي وَالْأَضَاحِي الَّتِي يُعطَوْنَها، ففسر قَول الْأَعْشَى بِمَا رأى. وَلَو شَاهد العربَ فِي باديتها لعلم أنّ الْعنَّة هِيَ الحِظار من الشّجر. وَأنْشد أَحْمد البُشتي: يَا رُبَّ شيخٍ مِنْهُم عِنِّينِ عَن الطعان وَعَن التجفين قَالَ البشتي فِي قَوْله: (وَعَن التجفين) هُوَ من الجفان، أَي لَا يُطعم فِيهَا. قلت: والتجفين فِي هَذَا الْبَيْت من الجِفان وَالْإِطْعَام فِيهَا خطأ، والتجفين هَاهُنَا: كثْرة الْجِمَاع. رَوَاهُ أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ. وَقَالَ أَعْرَابِي: (أضواني دوامُ التجفين) ، أَي أنحفَني وَهزَلني الدوامُ على الْجِمَاع. وَيكون التجفين فِي غير هَذَا الْموضع نحر النَّاقة وطبخَ لَحمهَا وإطعامَه فِي الجِفان. وَيُقَال: جَفن فلانٌ نَاقَة، إِذا فعل ذَلِك. وَذكر البُشتي أنّ عبد الْملك بن مَرْوَان قَالَ لشيخٍ من غَطَفان: صف لي النِّسَاء.

فَقَالَ: (خُذْها ملسَّنة الْقَدَمَيْنِ، مُقرمدَة الرفغين) قَالَ البشتيّ: المقرمَدة: الْمُجْتَمع قصبها. قلت: هَذَا باطلٌ. وَمعنى المقرمَدة الرُّفغين الضيِّقتُهما؛ وَذَلِكَ لالتفاف فخذيها، واكتناز بادَّيْها. وَقيل فِي قَول النَّابِغَة يصف رَكَبَ امْرَأَة: رابي المَجَسَّة بالعبير مُقرمَدِ إِنَّه المضَيَّق، وَقيل: هُوَ المطليّ بالعَبِير كَمَا يُطلَى الْحَوْض بالقَرمَد إِذا صُرِّج. ورُفغا الْمَرْأَة: بَاطِنا أصُول فخذيها. وَقَالَ البشتيُّ فِي (بَاب الْعين وَالْبَاء) : أَبُو عبيد: العبيبة: الرائب من الألبان. قلت: وَهَذَا تصحيفٌ قَبِيح. وَإِذا كَانَ المصنّف لَا يُمَيّز الْعين والغين اسْتَحَالَ ادّعاؤه التَّمْيِيز بَين السقيم وَالصَّحِيح. وأقرأني أَبُو بكر الْإِيَادِي عَن شِمر لأبي عبيد فِي كتاب (الْمُؤلف) : الغبيبة بالغين الْمُعْجَمَة: الرائب من اللَّبن. وَسمعت الْعَرَب تَقول للَّبن البيُّوت فِي السِّقاء إِذا راب من الْغَد غبيبة. وَمن قَالَ عبيبة بِالْعينِ فِي هَذَا فَهُوَ تَصْحِيف فاضح. وروينا لأبي الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الغُبُب أَطْعِمَة النُّفَساء بالغين مُعْجمَة، واحدتها غَبِيبة. قَالَ: والعُبُب بِالْعينِ: الْمِيَاه المتدفّقة. وَقَالَ غَيره: العَبِيبة بِالْعينِ، شَيْء يقطر من المغافير. وَقد ذكرته فِي مَوْضِعه. وَقَالَ البشتي فِي (بَاب الْعين وَالْهَاء وَالْجِيم) : العوهج: الْحَيَّة فِي قَول رؤبة: حَصْبَ الغُواة العَوهجَ المنسوسا قلت: وَهَذَا تَصْحِيف دالٌ على أنّ صاحبَه أَخذ عربيّتَه من كتب سقيمة، وَنسخ غير مضبوطة وَلَا صَحِيحَة، وَأَنه كَاذِب فِي دَعْوَاهُ الْحِفْظ والتمييز. والحية يُقَال لَهُ العَوْمج بِالْجِيم، وَمن صيَّره العوهج بِالْهَاءِ فَهُوَ جاهلٌ ألكن. وَهَكَذَا روى الرواةُ بَيت رؤبة. وَقيل للحية عومج لتعمجه فِي انسيابه، أَي لتلوّيه. وَمِنْه قَول الشَّاعِر يشبه زِمَام الْبَعِير بالحيةِ إِذا تلوّى فِي انسيابه: تُلاعِب مَثْنَى حَضرمي كَأَنَّهُ تعمجُ شيطانٍ بِذِي خِروعٍ قَفْرٍ وَقَالَ فِي (بَاب الْعين وَالْقَاف وَالزَّاي) : قَالَ يَعْقُوب بن السّكيت: يُقَال قوزَع الديكُ وَلَا يُقَال قنْزَعَ. قَالَ البُشتيّ: معنى قَوْله قوزعَ الديك أَنه نفّشَ بُرائِلَه وَهِي قَنازعه.

قلت: غلط فِي تَفْسِير قوزع أَنه بِمَعْنى تنفيشه قنازعَه، وَلَو كَانَ كَمَا قَالَ لجَاز فنْزَع. وَهَذَا حرفٌ لهج بِهِ عوامُّ أهلِ الْعرَاق وصبيانهم، يَقُولُونَ: قنْزع الديك، إِذا فرَّ من الديك الَّذِي يقاتله. وَقد وضع أَبُو حَاتِم هَذَا الْحَرْف فِي (بَاب المزال المفسَد) ، وَقَالَ: صَوَابه قوزع. وَكَذَلِكَ ابْن السّكيت وَضعه فِي (بَاب مَا تلحن فِيهِ العامّة) . وروى أَبُو حَاتِم عَن الأصمعيّ أَنه قَالَ: العامّة تَقول للديكين إِذا اقتتلا فهربَ أَحدهمَا: قنْزعَ الديك، وَإِنَّمَا يُقَال قوزع الديك إِذا غُلِب، وَلَا يُقَال قنْزعَ. قلت: وظنَّ البشتيُّ بحَدْسه وَقلة مَعْرفَته أَنه مَأْخُوذ من القنْزعة فَأَخْطَأَ فِي ظنّه. وَإِنَّمَا قوزعَ فَوعل من يقزَع، إِذا خفَّ فِي عَدْوه، كَمَا يُقَال قَونَس وَأَصله قنس. وَقَالَ البشتيّ فِي (بَاب الْعين وَالضَّاد) قَالَ: العيضوم: الْمَرْأَة الْكَثِيرَة الْأكل. قلت: وَهَذَا تَصْحِيف قبيحٌ دالٌ على قلَّة مبالاة الْمُؤلف إِذا صحَّف، وَالصَّوَاب العيصوم بالصَّاد، كَذَلِك رَوَاهُ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: هِيَ العَصُوم للْمَرْأَة إِذا كثر أكلُها، وَإِنَّمَا قيل لَهَا عَصوم وعيصوم لأنّ كثرةَ أكلهَا يَعْصِمهَا من الهُزَال ويقوّيها. وَقد ذكرتُه فِي مَوْضِعه بِأَكْثَرَ من هَذَا الشَّرْح. وَقَالَ فِي (بَاب الْعين وَالضَّاد مَعَ الْبَاء) : يُقَال مَرَرْت بالقوم أَجْمَعِينَ أبضعين بالضاد. وَهَذَا أَيْضا تَصْحِيف فاضح يدلّ على أنّ قَائِله غير مُميِّز وَلَا حَافظ كَمَا زعم. أَخْبرنِي أَبُو الْفضل الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم الرَّازِيّ أَنه قَالَ: الْعَرَب تؤكّد الْكَلِمَة بِأَرْبَع توكيدات فَتَقول مَرَرْت بالقوم أَجْمَعِينَ أكتعين أبصين أبتعين. هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: وَهُوَ مَأْخُوذ من البَصْع وَهُوَ الْجمع. وقرأته فِي غير كتاب من كتب حُذّاق النَّحْوِيين هَكَذَا بالصَّاد. وَقَالَ فِي (بَاب الْعين وَالْقَاف مَعَ الدَّال) قَالَ يَعْقُوب بن السّكيت: يُقَال لِابْنِ الْمَخَاض حِين يبلغ أَن يكون ثنيَّاً: قَعودٌ وَبَكْر، وَهُوَ من الذُّكُور كالقَلوص من الْإِنَاث. قَالَ البشتي: لَيْسَ هَذَا من القَعود الَّتِي يقتعدها الرَّاعِي فَيركبهَا وَيحمل عَلَيْهَا زَاده وأداته، وَإِنَّمَا هُوَ صفة للبَكرِ إِذا بلغَ الإثناء. قلت: أَخطَأ البشتي فِي حكايته كلامَ ابْن السّكيت ثمَّ أَخطَأ فِيمَا فسره من كِيسه وَهُوَ قَوْله إِنَّه غير القَعود الَّتِي يقتعدها الرَّاعِي، من وَجْهَيْن آخَرين. فَأَما يَعْقُوب بن السّكيت فَإِنَّهُ قَالَ: يُقَال لِابْنِ الْمَخَاض حَتَّى يبلغ أَن يكون ثَنياً قَعودٌ وَبكر، وَهُوَ من الذُّكُور كالقلوص من الْإِنَاث. فَجعل البشتي (حَتَّى) : (حينَ) . وَمعنى حتّى إِلَى وَهُوَ انْتِهَاء الْغَايَة. وَأحد الخطأين

من البشتي فِيمَا قَالَه من كِيسِه تأنيثُه القَعود وَلَا يكون القَعود عِنْد الْعَرَب إلاّ ذكرا. وَالثَّانِي أَنه لَا قعُود فِي الْإِبِل تعرفه العربُ غير مَا فسره ابنُ السّكيت. وَرَأَيْت العربَ تجْعَل الْقعُود البَكرَ من حينَ يُركِبُ، أَي يُمكن ظهرَه من الرّكُوب. وَأقرب ذَلِك أَن يستكمل سنتَيْن إِلَى أَن يُثْنى، فَإِذا أثنَى سمِّي جملا. والبكْر والبَكْرة بِمَنْزِلَة الْغُلَام وَالْجَارِيَة اللَّذين لم يدركا. وَلَا تكون البكرةُ قَعوداً. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِيمَا أَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عنهُ: الْبكر قَعودٌ مثل القَلوص فِي النوق إِلَى أَن يثْنى. هَكَذَا قَالَ النَّضر بن شُمَيْل فِي كتاب (الْإِبِل) . قلت: وَقد ذكرت لَك هَذِه الأحرف الَّتِي أَخطَأ فِيهَا والتقطتها من أوراق قَليلَة، لتستدلّ بهَا على أنّ الرجل لم يَفِ بِدَعْوَاهُ. وَذَلِكَ أَنه ادّعَى معرفَة وحفظاً يُمَيّز بهَا الغثَّ من السمين، وَالصَّحِيح من السقيم، بعد اعترافه أَنه استنبط كِتَابه من صحف قَرَأَهَا، فقد أقرَّ أَنه صحفيٌّ لَا رِوَايَة لَهُ وَلَا مُشَاهدَة، ودلّ تصحيفه وخطؤه على أَنه لَا معرفَة لَهُ وَلَا حفظ. فَالْوَاجِب على طلبة هَذَا الْعلم ألاّ يغترُّوا بِمَا أودع كِتَابه، فإنّ فِيهِ مَنَاكِير جَمّةً لَو استقصيتُ تهذيبَها اجْتمعت مِنْهَا دفاترُ كَثِيرَة. وَالله يُعيذنا من أَن نقُول مَا لَا نعلمهُ، أَو ندَّعي مَا لَا نُحسنه، أَو نتكثَّرَ بِمَا لم نُؤْتَه. وفقنا الله للصوابِ، وأداءِ النُّصح فِيمَا قصدناه، وَلَا حَرَمنا مَا أمّلناه من الثَّوَاب. وَأما أَبُو الْأَزْهَر البُخَاري: الَّذِي سمّى كِتَابه (الحصائل) ، فَإِنِّي نظرت فِي كِتَابه الَّذِي ألّفه بخطّه وتصفَّحته، فرأيته أقلَّ معرفَة من البُشتيّ وَأكْثر تصحيفاً. وَلَا معنى لذكر مَا غيَّر وأفسد، لكثرته. وَإِن الضَّعِيف الْمعرفَة عندنَا من أهل هَذِه الصِّنَاعَة، إِذا تأمَّل كتابَه لم يَخْفَ عَلَيْهِ مَا حلَّيتُه بِهِ. ونعوذ بِاللَّه من الخذلان وَعَلِيهِ التُّكلان. وَلَو أنّي أودعتُ كتابي هَذَا مَا حوتْه دفاتري، وقرأته من كتب غَيْرِي وَوَجَدته فِي الصُّحُف الَّتِي كتبهَا الورّاقون، وأفسدها المصحِّفون، لطال كتابي. ثمَّ كنتُ أحدَ الجانين على لُغَة الْعَرَب ولسانها ولَقليلٌ لَا يُخْزِي صَاحبه خيرٌ من كثير يفضحُه. وَلم أُودِعْ كتابي هَذَا من كَلَام الْعَرَب إلاّ مَا صحّ لي سَمَاعا مِنْهُم، أَو رِوَايَة عَن ثِقَة، أَو حِكَايَة عَن خطِّ ذِي معرفةٍ ثاقبة اقترنت إِلَيْهَا معرفتي، اللهمّ إلاّ حروفاً وَجدتهَا لِابْنِ دُرَيْد وَابْن المظفّر فِي كِتَابَيْهِمَا، فبينت شكّي فِيهَا، وارتيابي بهَا. وستراها فِي مواقعها من الْكتاب ووقوفي فِيهَا. ولعلَّ نَاظرا ينظرُ فِي كتابي هَذَا فَيرى أَنه أخلَّ بِهِ إعراضي عَن حروفٍ لَعلَّه يحفظها لغيري، وَحذْفي الشواهدَ من شعر الْعَرَب للحرفِ بعد الْحَرْف، فيتوّهم ويوهم غَيره أنَّه حفِظ مَا لم أحفظْه، وَلَا يعلم أَنِّي غزَوتُ فِيمَا حذَفتُه إعفاءَ الكتابِ من التَّطْوِيل الممّل،

والتكثير الَّذِي لَا يحصَّل. وَأَنا مبتدىءٌ الْآن فِي ذكر الْحُرُوف الَّتِي هِيَ أصلُ كَلَام الْعَرَب، وَتَقْدِيم الأولى مِنْهَا بالتقديم أوّلاً فأوّلاً، وتبيين مدارجها لتقف عَلَيْهَا، فَلَا يعسُر عَلَيْك طلبُ الْحَرْف الَّذِي تحْتَاج إِلَيْهِ. وَلم أر خلافًا بَين اللغويين أَن التأسيس الْمُجْمل فِي أوّل كتاب (الْعين) ، لأبي عبد الرَّحْمَن الْخَلِيل بن أَحْمد، وَأَن ابْن المظفَّر أكملَ الكتابَ عَلَيْهِ بعد تلقُّفه إِيَّاه عَن فِيهِ. وعلمتُ أَنه لَا يتقدَّم أحدٌ الْخَلِيل فِيمَا أسّسه ورسمَه. فَرَأَيْت أَن أحكيَه بِعَيْنِه لتتأمّله وتردّد فكرك فِيهِ، وتستفيد مِنْهُ مَا بك الحاجةُ إِلَيْهِ. ثمَّ أُتبعه بِمَا قَالَه بعض النحويّين ممّا يزِيد فِي بَيَانه وإيضاحه. قَالَ اللَّيْث بن المظفَّر: لما أَرَادَ الْخَلِيل بن أَحْمد الابتداءَ فِي كتاب (الْعين) أعملَ فكره فِيهِ فَلم يُمكنهُ أَن يبتدىء من أول اب ت ث لِأَن الْألف حرف معتل فلمّا فَاتَهُ أوّل الْحُرُوف كره أَن يَجْعَل الثَّانِي أوّلاً وَهُوَ الْبَاء إلاّ بحجّة، وَبعد استقصاء. فدبَّر وَنظر إِلَى الْحُرُوف كلّها وذاقَها، فوجدَ مخرجَ الْكَلَام كلّه من الْحلق، فصيَّرَ أولاها بِالِابْتِدَاءِ بِهِ أدخلَها فِي الْحلق، وَكَانَ ذوقُه إِيَّاهَا أَنه كَانَ إِذا أَرَادَ أَن يَذُوق الْحَرْف فتح فَاه بِأَلف ثمَّ أظهر الْحَرْف، نَحْو أت، أح، أع. فَوجدَ العينَ أقصاها فِي الْحلق وأدخلها. فَجعل أول الْكتاب الْعين، ثمَّ مَا قرب مخرجُه مِنْهَا بعد الْعين الأرفع فالأرفع، حَتَّى أَتَى على آخر الْحُرُوف. فَإِذا سُئِلت عَن كلمة فَأَرَدْت أَن تعرف موضعهَا من الْكتاب فَانْظُر إِلَى حُرُوف الْكَلِمَة، فمهما وجدتَ مِنْهَا وَاحِدًا فِي الْكتاب الْمُتَقَدّم فَهُوَ فِي ذَلِك الْكتاب. قَالَ: وقلَّب الْخَلِيل اب ت ث فوضعَها على قدر مخارجها من الْحلق. وَهَذَا تأليفه: ع ح هـ خَ غ ق ك ج ش ض ص س ز ط د ت ظ ذ ث ر ل ن ف ب م وَا ي. قَالَ الْخَلِيل بن أَحْمد: كَلَام الْعَرَب مبنيٌ على أَرْبَعَة أَصْنَاف: على الثنائي، والثلاثي، والرباعي، والخُماسيّ. فأمّا الثنائيّ فَمَا كَانَ على حرفين، نَحْو قدْ، لمْ، بل، هَل، وَمثلهَا من الأدوات. قَالَ: والثلاثي نَحْو قَوْلك ضرب، خرج، مبنيّ على ثَلَاثَة أحرف. والرباعي نَحْو قَوْلك: دحرج، هملج، قرطس، مبنيّ على أَرْبَعَة أحرف. قَالَ: والخماسيّ نَحْو قَوْلك: اسحنككَ، اقشعرَّ، اسحنفر، مبنيّ على خَمْسَة أحرف.

قَالَ: وَالْألف فِي اسحنكك واسحنفر لَيست بأصلية إِنَّمَا أدخلت لتَكون عماداً وسُلَّماً للسان إِلَى السَّاكِن؛ لِأَن اللِّسَان لَا ينْطَلق بالساكن. وَالرَّاء الَّتِي فِي اقشعرَّ راءانِ أدغمت وَاحِدَة فِي الْأُخْرَى، فالتشديدةُ عَلامَة الْإِدْغَام. قَالَ: والخماسيّ من الْأَسْمَاء نَحْو: سفرجل، وشمردل، وكنَهبُل، وقَبَعْثَر، وَمَا أشبههَا. قَالَ: وَقَالَ الْخَلِيل: لَيْسَ للْعَرَب بناءٌ فِي الْأَسْمَاء وَفِي الْأَفْعَال أَكثر من خَمْسَة أحرف، فمهما وجدت زِيَادَة على خَمْسَة أحرف فِي فعل أَو اسْم فَاعْلَم أَنَّهَا زَائِدَة على الْبناء، نَحْو قَرَعْبَلانة، إِنَّمَا هُوَ قَرَعْبَل، وَمثل عنكبوت، إِنَّمَا هُوَ أَصله عَنكب. قَالَ: وَالِاسْم لَا يكون أقلَّ من ثَلَاثَة أحرف: حرف يبتدأ بِهِ، وحرف يُحشَى بِهِ الْكَلِمَة، وحرف يُوقف عَلَيْهِ. فَهَذِهِ ثَلَاثَة أحرف، مثل سعد، وَبدر، وَنَحْوهمَا. فَإِن صيّرت الْحَرْف الثنائيّ مثل قد وَهل وَلَو أَسمَاء أدخلتَ عَلَيْهَا التَّشْدِيد فَقلت: هَذِه لوٌ مَكْتُوبَة، هَذِه قَدٌ حَسَنَة الكِتْبة. وَأنْشد: لَيْت شِعري وَأَيْنَ مِنِّيَ ليتٌ إنَّ ليتاً وإنَّ لَوًّا عناءُ فشدَّد لوًّا حِين جعله اسْما. قَالَ: وَقد جَاءَت أسماءٌ لفظُها على حرفين، وتمامُها على ثَلَاثَة أحرف، مثل يَد وَدم وفم، وَإِنَّمَا ذهب الثَّالِث لعلَّة أَنَّهَا جَاءَت سواكن وخِلقتها السّكُون، مثل يَاء يَدْيٍ وياء دَمْيٍ فِي آخر الْكَلِمَة، فَلَمَّا جَاءَ التَّنْوِين سَاكِنا لم يجْتَمع ساكنان فَثَبت التَّنْوِين لِأَنَّهُ إِعْرَاب، وَذهب الْحَرْف السَّاكِن. فَإِذا أردتَ مَعْرفَتهَا فاطلبْها فِي الْجمع والتصغير، كَقَوْلِك: أَيْديهم، ويُدَيّة. قَالَ: وتوجد أَيْضا فِي الْفِعْل، كَقَوْلِك: دَمِيَتْ يَده. وَيُقَال فِي تَثْنِيَة الْفَم فَمَوان. وَهَذَا يدل على أنّ الذَّاهِب من الْفَم الْوَاو. وَقَالَ الْخَلِيل: الْفَم أَصله فَوْه كَمَا ترى، وَالْجمع أَفْوَاه. وَقد فَاه الرجُل، إِذا فتح فَاه بالْكلَام. قلت: وَقد بيّنت فِي كتاب الْهَاء مَا قَالَه النحويون فِيهِ.

بَاب ألقاب الْحُرُوف ومدارجها قَالَ الْخَلِيل بن أَحْمد: اعْلَم أَن الْحُرُوف الذُّلْق والشفوية ستّة: ر ل ن ف ب م. فالراء وَاللَّام وَالنُّون سمِّيت ذُلْقاً لأنّ الذّلاقة فِي الْمنطق إِنَّمَا هِيَ بطرَف أسَلة اللِّسَان. وسمِّيت الْفَاء وَالْبَاء وَالْمِيم شفوية لأنّ مخرجها بَين الشفتين، لَا تعْمل الشفتان فِي شَيْء من الْحُرُوف إلاّ فِي هَذِه الثَّلَاثَة الأحرف. فأمّا سَائِر الْحُرُوف فَإِنَّهَا ارْتَفَعت فجرَتْ فوقَ ظهر اللِّسَان من لَدُنْ بَاطِن الثنايا من عِنْد مخرج الثَّاء إِلَى مخرج الشين بَين الْغَار الْأَعْلَى وَبَين ظهر اللِّسَان. وَلَيْسَ للسان فيهّن أَكثر من تَحْرِيك الطبقين بهنّ. وَلم ينحرفن عَن ظهر اللِّسَان انحراف الرَّاء وَاللَّام وَالنُّون. فأمّا مخرج الْجِيم وَالْقَاف فَبين عَكدة اللِّسَان وَبَين اللَّهاة فِي أقْصَى الْفَم. وأمّا مخرج الْعين والحاء وَالْهَاء والغين فَمن الحَلْق. وأمّا مخرج الْهمزَة فَمن أقْصَى الْحلق. وَهِي مهتوتة مضغوطة، فَإِذا رُفِّه عَنْهَا لانت وَصَارَت الْيَاء وَالْألف وَالْوَاو على غير طَريقَة الْحُرُوف الصِّحَاح. وَلما ذلِقت الْحُرُوف الستّة ومَذِل بهنّ اللِّسَان وسَهُلت فِي الْمنطق، كثرت فِي أبنية الْكَلَام، فَلَيْسَ شيءٌ من بِنَاء الخماسيّ التَّام يَعرَى مِنْهَا أَو من بَعْضهَا. فَإِن وردَ عَلَيْك خماسيٌّ معرّى من الْحُرُوف الذُّلق والشفوية فَاعْلَم أنّه مولَّد وَلَيْسَ من صَحِيح كَلَام الْعَرَب؛ نَحْو الخَضَعْثَج والكَشَعْطَج وَأَشْبَاه ذَلِك، وَإِن أشبه لَفظهمْ وتأليفَهم فَلَا تقبلنَّ مِنْهُ شَيْئا؛ فإنّ النحارير ربَّما أدخلُوا على النَّاس مَا لَيْسَ من كَلَام الْعَرَب إِرَادَة التلبيس والتعنُّت. وأمّا بِنَاء الرباعي المنبسط فإنّ الْجُمْهُور الْأَكْثَر مِنْهُ لَا يعرى من بعض الْحُرُوف الذُّلق إلاّ كلماتٍ نَحوا من عشر، جئن شواذَّ، فسَّرناهُنّ فِي أمكنتها، وَهِي: العَسْجد، والعَسَطوس، والقُداحِس، والدُّعْشُوقة، والدُّهَدعة، والدَّهدقة، والزَّهزقة.

قَالَ: وأمّا الغَطْمَطِيط وجَلَنْبَلَق وحَبَطِقْطِق فإنّ لهَذِهِ الْحُرُوف وَمَا شاكلها مِمَّا يُعرف الثنائي وَغَيره من الثلاثيّ والرباعيّ والخماسيّ فإنَّها فِي موَاضعهَا بيّنة. والأحرف الَّتِي سمّيناهن فإنهنَّ عَرِين من الحُروف الذُّلق، وَلذَلِك نَزُرن فقَلَلْن. وَلَوْلَا مَا لزمهنّ من الْعين وَالْقَاف مَا حَسُنَّ على حَال، وَلَكِن الْعين وَالْقَاف، لَا تدخلان على بناءٍ إلاّ حسَّنتاه، لأنَّهما أطلق الْحُرُوف. أمّا الْعين فأنصعُ الْحُرُوف جَرْساً وألذُّها سَمَاعا. وأمّا الْقَاف فأصحُّها جَرساً. فَإِذا كَانَتَا أَو إِحْدَاهمَا فِي بِنَاء حسُنَ لنصاعتهما. فَإِن كَانَ الْبناء اسْما لَزِمته السِّين أَو الدَّال مَعَ لُزُوم الْعين أَو الْقَاف، لِأَن الدَّال لانت عَن صلابة الطَّاء وكزازتها؛ وَارْتَفَعت عَن خُفُوت التَّاء فحسنت. وَصَارَت حالُ السِّين بَين مخرجَي الصَّاد وَالزَّاي كَذَلِك. فمهما جَاءَ من بِنَاء اسْم رباعي منبسط معرى من الْحُرُوف الذُّلق والشفوية فإنّه لَا يعرى من أحد حرفي الطلاقة أَو كليهمَا، وَمن السِّين وَالدَّال أَو إِحْدَاهمَا، وَلَا يضرُّه مَا خالطه من سَائِر الْحُرُوف الصُّتْم. وَإِذا ورد عَلَيْك شيءٌ من ذَلِك فَانْظُر مَا هُوَ من تأليف الْعَرَب وَمَا لَيْسَ من تأليفهم، نَحْو قعثج، دعثج، لَا ينْسب إِلَى الْعَرَبيَّة وَلَو جَاءَ عَن ثِقَة، أَو قَعْسَج لم يُنكر وَلم نسْمع بِهِ، وَلَكنَّا ألَّفناه، ليعرف صَحِيح بِنَاء كَلَام الْعَرَب من الدخيل. وأمّا مَا كَانَ من هَذَا الرباعي المنبسط من المعرَّى من الْحُرُوف الذُّلْق حِكَايَة مؤلّفة نَحْو دَهداق وزَهزاق وَأَشْبَاه ذَلِك، فَإِن الْهَاء لَازِمَة لَهُ فصلا بَين حرفيه المتشابهين مَعَ لُزُوم الْعين وَالْقَاف أَو إِحْدَاهمَا. وَإِنَّمَا استحسنوا الْهَاء فِي هَذَا الضَّرْب من الْحِكَايَة للينها وهشاشتها، إِنَّمَا هِيَ نَفَس لَا اعتياصَ فِيهَا. وَإِن الْحِكَايَة المؤلّفة غير معرّاة من الْحُرُوف الذُّلق فَلَنْ تَضُرّ أَكَانَت فِيهَا الْهَاء أم لَا، نَحْو غَطْمَطَة وأشباهه. وَلَا تكون الْحِكَايَة مؤلفة حَتَّى يكون حرف صدرها مُوَافقا لصدر مَا ضُمّ إِلَيْهَا فِي عجزها، كَأَنَّهُمْ ضمُّوا دَهْ إِلَى دَق فألّفوهما. وَلَوْلَا مَا فيهمَا من تشابه الحرفين مَا حسنت الْحِكَايَة بهما، لِأَن الحكايات الرباعيات لَا تَخْلُو من أَن تكون مؤلّفة أَو مضاعفة. فأمّا المؤلّفة فعلى مَا وصفتُ لَك، وَهُوَ نَزرٌ قَلِيل. وَلَو كَانَ العهعخ جَمِيعًا من الْحِكَايَة لجَاز فِي تأليف بِنَاء الْعَرَب وَإِن كَانَ الْخَاء بعد الْعين، لأنّ الْحِكَايَة تحْتَمل من بِنَاء التَّأْلِيف مَا لَا يحْتَمل غيرُها لما يُرِيدُونَ من بَيَان المحكيّ. وَلَكِن لمَّا جَاءَ العهعخ، فِيمَا ذكر بَعضهم، اسْما عَاما وَلم يكن بِالْمَعْرُوفِ عِنْد أَكْثَرهم وَعند أهل الْبَصَر وَالْعلم مِنْهُم رُدَّ فَلم يُقْبَل.

وأمّا الْحِكَايَة المضاعفة فَإِنَّهَا بِمَنْزِلَة الصلصلة والزلزلة وَمَا أشبههما، يتوهمون فِي حُسن الْحَرَكَة مَا يتوهمون فِي جَرْس الصَّوْت، يضاعفون لتستمرّ الْحِكَايَة على وَجه التصريف. والمضاعف من الْبناء فِي الحكايات وَغَيرهَا مَا كَانَ حرفا عَجزه مثل حرفي صَدره، وَذَلِكَ بِنَاء نستحسنه ونستلذُّه، فَيجوز فِيهِ من تأليف الْحُرُوف مَا جَاءَ من الصَّحِيح والمعتلّ، وَمن الذُّلق والطُّلُق والصُّتم. ويُنسَب إِلَى الثنائيّ لِأَنَّهُ يضاعفه. أَلا ترى أنّ الحاكي يَحْكِي صلصلة اللجام فَيَقُول: صلصل اللجام، فَيُقَال صَلْ يخفّف، فَإِن شَاءَ اكْتفى بهَا مَرّة، وَإِن شَاءَ أَعَادَهَا مرَّتَيْنِ أَو أَكثر من ذَلِك فَقَالَ صَلْ صَلْ صل، فيتكلف من ذَلِك مَا بدا لَهُ. وَيجوز فِي حِكَايَة المضاعَف مَا لَا يجوز فِي غَيرهَا من تأليف الْحُرُوف. أَلا ترى أَن الضَّاد وَالْكَاف إِذا ألّفتا فبدىء بالضاد فَقيل ضك كَانَ هَذَا تأليفاً لَا يحسُن فِي أبنية الْأَسْمَاء وَالْأَفْعَال إلاّ مَفْصُولًا بَين حرفيه بِحرف لَازم أَو أَكثر من ذَلِك، نَحْو الضَّنْك والضَّحِك وَأَشْبَاه ذَلِك. وَهُوَ جَائِز فِي تأليف المضاعف نَحْو الضكضاكة من النِّسَاء وَأَشْبَاه ذَلِك. فالمضاعف جَائِز فِيهِ كل غَثَ وسمين من المَفْصول والأعجاز وَغير ذَلِك. وَالْعرب تشتق فِي كثير من كَلَامهَا أبنية المضاعف من بِنَاء الثنائي المثقل بحرفي التَّضْعِيف، وَمن الثلاثيّ المعتلّ. أَلا ترى أَنهم يقولونَ صلَّ اللجام صليلاً، فَلَو حكيت ذَلِك قلت صلّ تمد اللَّام وتثقلها، وَقد خففتها من الصلصلة، وهما جَمِيعًا صَوت اللجام، فالتَّثقيل مدٌّ والتضعيف تَرْجِيع، لِأَن الترجيع يخف فَلَا يتَمَكَّن لِأَنَّهُ على حرفين فَلَا ينقاد للتصريف حَتَّى يُضَاعف أَو يثقل، فَيَجِيء كثير مِنْهُ متّفقاً على مَا وصفتُ لَك وَيَجِيء كثير مِنْهُ مُخْتَلفا نَحْو قَوْلك: صرّ الْجنُوب صَرِيرًا، وصرصر الأخطب صرصرة، كَأَنَّهُمْ توهموا فِي صَوت الجندُب مدا، وتوهموا فِي صَوت الأخطب ترجيعاً. وَنَحْو ذَلِك كثير مُخْتَلف. وأمّا مَا يشتقون من المضاعف من بِنَاء الثلاثيّ المعتلّ فنحو قَول العجاج: وَلَو أنَخْنا جَمعَهم تنخنَخوا لِفحلنا إنْ سرَّه التنوُّخ وَلَو شَاءَ لقَالَ فِي الْبَيْت الأول: وَلَو أنخنا جمعهم تنوّخوا، ولكنّه اشتقّ التنوّخ من نَوّخناها فتنوّخت، واشتقَّ التنخنخ من قَوْلك أنخنا، لأنّ أَنَاخَ لما جَاءَ مخفّفاً حسن إِخْرَاج الْحَرْف المعتل مِنْهُ وتَضاعُفُ الحرفين الباقيين، تَقول نخنخنا فتنخنخ. وَلما قَالَ نوّخنا قرّت الْوَاو فثبتت فِي التنوّخ. فَافْهَم

بَاب أحياز الْحُرُوف قَالَ الْخَلِيل بن أَحْمد: حُرُوف الْعَرَبيَّة تِسْعَة وَعِشْرُونَ حرفا، مِنْهَا خَمْسَة وَعِشْرُونَ حرفا لَهَا أحيازٌ ومدارج، وَأَرْبَعَة أحرف يُقَال لَهَا: جُوفٌ. الْوَاو أجوف، وَمثله الْيَاء وَالْألف اللينة والهمزة، سمِّيت جُوفاً لِأَنَّهَا تخرج من الْجوف فَلَا تخرج فِي مدرجةٍ، وَهِي فِي الْهَوَاء فَلم يكن لَهَا حيّز تنْسب إِلَيْهِ إلاّ الْجوف. وَكَانَ يَقُول كثيرا: الْألف اللينة وَالْوَاو وَالْيَاء هوائية، أَي إِنَّهَا فِي الْهَوَاء. قَالَ: وأقصى الْحُرُوف كلهَا الْعين، وَأَرْفَع مِنْهَا الْحَاء، وَلَوْلَا بُحّةٌ فِي الْحَاء لأشبهت الْعين، لقرب مخرج الْحَاء من مخرج الْعين. ثمَّ الْهَاء، وَلَوْلَا هَتَّة فِي الْهَاء وَقَالَ مَرّةً: هَهَّة فِي الْهَاء لأشبهت الْحَاء، لقرب مخرج الْهَاء من الْحَاء. فَهَذِهِ الثَّلَاثَة فِي حيّز وَاحِد. ثمَّ الْخَاء والغين فِي حيّز وَاحِد، ثمَّ الْقَاف وَالْكَاف فِي حيّز وَاحِد، ثمَّ الْجِيم والشين وَالضَّاد ثَلَاثَة فِي حيّز وَاحِد، ثمَّ الصَّاد وَالسِّين وَالزَّاي ثَلَاثَة فِي حيّز وَاحِد، ثمَّ الطَّاء وَالدَّال وَالتَّاء ثَلَاثَة فِي حيّز وَاحِد، ثمَّ الظَّاء والذال والثاء ثَلَاثَة فِي حيّز وَاحِد، ثمَّ الرَّاء وَاللَّام وَالنُّون ثَلَاثَة فِي حيّز وَاحِد، ثمّ الْفَاء وَالْبَاء وَالْمِيم ثَلَاثَة فِي جيّز وَاحِد، ثمَّ الْوَاو وَالْيَاء وَالْألف ثَلَاثَة فِي الْهَوَاء لم يكن لَهَا حيّز تُنسَب إِلَيْهِ غَيره. قَالَ الْخَلِيل: فالعين والحاء وَالْهَاء وَالْخَاء والغين حَلْقية. وَالْقَاف وَالْكَاف لَهَويان. وَالْجِيم والشين وَالضَّاد شَجْرية والشَّجْر مَفرج الْفَم. وَالصَّاد وَالسِّين وَالزَّاي أسَلية، لأنَّ مبدأها من أسَلة اللِّسَان، وَهِي مستدَقّ طرف اللِّسَان. والطاء وَالدَّال والطاء نطعية، لأنّ مبدأها من نطع الْغَار الْأَعْلَى. والظاء والذال والثاء لِثوية، لِأَن مبدأها من اللِّثة. وَالرَّاء وَاللَّام وَالنُّون ذَوْلقية، وَهِي الذُّلْق، الْوَاحِد أذلق، وذولق اللِّسَان كذولق السِّنان. وَالْفَاء وَالْبَاء وَالْمِيم شفوية، وَمرَّة قَالَ: شفهية. وَالْوَاو وَالْألف وَالْيَاء هوائية. نسب كل حرف إِلَى مَدْرجته. وَكَانَ الْخَلِيل يُسَمِّي الْمِيم مطبَقة لأنَّها تطبق إِذا لُفِظ بهَا. قَالَ الْخَلِيل: وَاعْلَم أنّ الْكَلِمَة الثنائية المضاعفة تتصرف على وَجْهَيْن، مثل دقّ

، قَدّ، شدّ، دشّ. والكلمة الثلاثية الصَّحِيحَة تتصرف على سِتَّة أوجه تسمَّى مسدوسة، نَحْو: ضرب، ضبر، ربض، رضب، برض، بضر. قَالَ: والكلمة الرّبَاعِيّة تتصرف على أَرْبَعَة وَعشْرين وَجها، وَذَلِكَ أَن حروفها ضُرِبت وَهِي أَرْبَعَة أحرف فِي وُجُوه الثلاثي الصَّحِيح وَهِي سِتَّة فَصَارَت أَرْبَعَة وَعشْرين، وهنَّ نَحْو: عبقر، عبرق، عقرب، عقبر، عربق، عرقب، فَهَذِهِ سِتَّة أوجه أَولهَا الْعين. وَكَذَلِكَ: قعبر، قبعر، قعرب، قبرع، قرعب، قربع. سِتَّة أوجه أَولهَا الْقَاف. بعقر، بعرق، بقرع، بقعر، برقع، برعق، سِتَّة أوجه. رقعب، رقبع، رعقب، رعبق، ربقع، ربعق. فَهَذِهِ أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ وَجها أَكْثَرهَا مهمل. قَالَ الْخَلِيل: والكلمة الخماسيّة تتصرف على مائَة وَعشْرين وَجها، وَذَلِكَ أَن حروفها ضُرِبت وَهِي خَمْسَة أحرف فِي وُجُوه الرباعي وَهِي أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ وَجها فَتَصِير مائَة وَعشْرين وَجها، يسْتَعْمل أقلهَا ويلغى أَكْثَرهَا. وَهُوَ نَحْو: سفرجل، سفرلج، سفجرل سفجلر، سفلرج، سفلجر، سرجفل، سرلفج، سرجلف، سرفلج، سلفرج، سلجفر، سلفجر، سلجرف، سجلفر، سجرفل، سرلجف، سرفجل، سجفرل، سجرفل، سجرلف، سلرجف، سجرلف، سجفلر. فَهَذِهِ أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ وَجها الِابْتِدَاء فِيهَا بِالسِّين. وَكَذَلِكَ للفاء إِذا ابتدىء بهَا أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ وَجها، وَكَذَلِكَ للراء وَاللَّام وَالْجِيم. فَذَلِك مائَة وَعِشْرُونَ وَجها أَكْثَرهَا مهمل. وَتَفْسِير الثلاثي الصَّحِيح أَن تكون الْكَلِمَة مَبْنِيَّة من ثَلَاثَة أحرف لَا يكون فِيهَا وَاو، وَلَا يَاء، وَلَا ألف لينَة، وَلَا همزَة فِي أصل الْبناء، لأنَّ هَذِه الْحُرُوف يُقَال لَهَا حُرُوف العِلَل. وكلمَّا سلمت كلمة على ثَلَاثَة أحرف من الْحُرُوف السالمة فَهِيَ ثلاثية صَحِيحَة. والثلاثي المعتل مَا شابَهُ حرفٌ من حُرُوف الْعلَّة. قَالَ: واللفيف الَّذِي التف بحرفين من حُرُوف الْعِلَل مثل وفى، وغوى، ونأى. فافهمْه. وروى غير ابْن المظفّر عَن الْخَلِيل بن أَحْمد أَنه قَالَ: الْحُرُوف الَّتِي بُني مِنْهَا كَلَام الْعَرَب ثَمَانِيَة وَعِشْرُونَ حرفا لكل حرف مِنْهَا صَرفٌ وَجرس. أمّا الجرس فَهُوَ فَهْم الصَّوْت فِي سُكُون الْحَرْف. وَأما الصّرْف فَهُوَ حَرَكَة الْحَرْف. قَالَ: والحروف الثَّمَانِية وَالْعشْرُونَ على نحوين: معتلّ وصحيح. فالمعتلّ مِنْهَا

ثَلَاثَة أحرف: الْهمزَة وَالْيَاء وَالْوَاو. قَالَ: وصُوَرهنَّ على مَا ترى: أَوَى. قَالَ: واعتلالها تغيّرها من حَال إِلَى حَال وَدخُول بَعْضهَا على بعض، واستخلاف بَعْضهَا من بعض. قَالَ: وَسَائِر الْحُرُوف صِحَاح لَا تَتَغَيَّر عَن حَالهَا أبدا غير الْهَاء المؤنّثة، فإنّها تصير فِي الِاتِّصَال تَاء، كَقَوْلِك هَذِه شَجَره فتظهر الْهَاء، ثمَّ تَقول هَذِه شجرتك شجرةٌ طيبَة فتذهب الْهَاء وتستخلف التَّاء لأنّ التَّاء مؤنّثة. وإنّما فعلوا ذَلِك بهاء التَّأْنِيث ليفرقوا بَينهَا وَبَين الأصليَّة فِي بِنَاء الْكَلِمَة. قَالَ: والحروف الصِّحَاح على نحوين: مِنْهَا مُذْلَق وَمِنْهَا مُصْمَت. فَأَما المُذْلقة فَإِنَّهَا سِتَّة أحرف فِي حيّزين: أَحدهمَا حيّز الْفَاء فِيهِ ثَلَاثَة أحرف كَمَا ترى: ف ب م، مخارجها من مَدرجةٍ واحدةٍ لصوتٍ بَين الشفتين لاعملَ للِّسان فِي شيءٍ مِنْهَا. والحيّز الآخر حيّز اللَّام فِيهِ ثَلَاثَة أحرف كَمَا ترى: ل ر ن، مخارجها من مَدرجةٍ وَاحِدَة بَين أسَلة اللِّسَان ومقدَّم الْغَار الْأَعْلَى. فهاتان المدرجتان هما موضعا الذَّلاقة، وحروفهما أخفُّ الْحُرُوف فِي الْمنطق، وأكثرها فِي الْكَلَام، وأحسنها فِي الْبناء. وَلَا يحسن بِنَاء الرباعي المنبسط والخماسيّ التامّ إلاّ بمخالطة بَعْضهَا نَحْو: جَعْفَر، ودَرْدَق، وسفرجل، ودردبيس. وَقد جَاءَت كَلِمَات مُسَيَّنَةٌ شواذ، نَحْو: عَسجَد، وعَسَطُوس. وَقَالَ: أما المُصْمتة وَهِي الصُّتْم أَيْضا فَإِنَّهَا تِسْعَة عشر حرفا صَحِيحا. مِنْهَا خَمْسَة أحرف مخارجها من الْحلق، وَهِي ع ح هـ خَ غ. وَمِنْهَا أَرْبَعَة عشر حرفا مخارجها من الْفَم مَدرُجها على ظَهر اللِّسان من أَصله إِلَى طرفه، مِنْهَا خمسٌ شواخص، وَهن: ط ض ص ظ ق وتسمَّى المستعلِيَة، وَمِنْهَا تِسْعَة مختفضة، وهنّ: ك ج ش ز س د ت ذ ث. قَالَ: وإنَّما سُمِّينَ مصمتة لِأَنَّهَا أصمتَت فَلم تدخل فِي الْأَبْنِيَة كلهَا. وَإِذا عُرّيت من حُرُوف الذلاقة قلّت فِي الْبناء، فلستَ واجداً فِي جَمِيع كَلَام الْعَرَب خماسياً بِنَاؤُه بالحروف المصمتة خَاصَّة، وَلَا كلَاما رباعياً كَذَلِك غير المسيَّنة الَّتِي ذكرتها. واستخفّت الْعَرَب ذَلِك لخفّة السِّين وهشاشتها. وَلذَلِك استخفت السِّين فِي استفعل. قَالَ: والعويص فِي الْحُرُوف المعتلّة، وَهِي أَرْبَعَة أحرف: الْهمزَة وَالْألف اللينة وَالْيَاء وَالْوَاو. فَأَما الْهمزَة فَلَا هجاءَ لَهَا، إِنَّمَا تكْتب مرّةً ألفا ومرّة واواً ومرّة يَاء. فَأَما الْألف اللينة فَلَا صَرْف لَهَا، إِنَّمَا هِيَ جَرْس مدةٍ بعد فَتْحة، فَإِذا وَقعت عَلَيْهَا صروف الحركات ضَعُفت عَن احتمالها واستنامت إِلَى الْهمزَة أَو الْيَاء أَو الْوَاو، كَقَوْلِك عِصَابَة

وعصائب، كَاهِل وكواهل، سِعلاة وَثَلَاث سعليات فِيمَن يجمع بِالتَّاءِ. فالهمزة الَّتِي فِي العصائب هِيَ الْالف الَّتِي فِي الْعِصَابَة، وَالْوَاو الَّتِي فِي الكواهب هِيَ الْألف الَّتِي فِي الْكَاهِل جَاءَت خَلَفاً مِنْهَا، وَالْيَاء الَّتِي فِي السِّعلَيات خلفٌ من الْألف الَّتِي فِي السعلاة، وَنَحْو ذَلِك كثير. فالألف اللينة هِيَ أَضْعَف الْحُرُوف المعتلة، والهمزة أقواها متْنا، ومخرجها من أقْصَى الْحلق من عِنْد الْعين. قَالَ: وَالْيَاء وَالْوَاو وَالْألف اللينة مَنُوطات بهَا، ومدارج أصواتها مُخْتَلفَة، فمدرجة الْألف شاخصة نَحْو الْغَار الْأَعْلَى، ومدرجة الْيَاء مختفضة نَحْو الأضراس، ومدرجة الْوَاو مستمرة بَين الشفتين، وأصلهنّ من عِنْد الْهمزَة. أَلا ترى أَن بعض الْعَرَب إِذا وقف عندهنّ همزهن، كَقَوْلِك للْمَرْأَة افعلىءْ وتسكت، وللاثنين افعلأْ وتسكت، وَلِلْقَوْمِ افعلُؤْ وتسكت، فإنّما يُهمَزن فِي تِلْكَ اللُّغَة لأنهنّ إِذا وُقِف عِنْدهن انْقَطع أنفاسهن فرَجعْن إِلَى أصل مبتدئهن من عِنْد الْهمزَة. فَهَذِهِ حَال الْألف اللينة، وَالْوَاو الساكنة بعد الضمة، وَالْيَاء الساكنة بعد الكسرة، وَالْألف اللينة بعد الفتحة. وَهَؤُلَاء فِي مجْرى وَاحِد. وَالْوَاو وَالْيَاء إِذا جاءتا بعد فَتْحة قويتا، وَكَذَا إِذا تحركتا كَانَتَا أقوى. وَمن تِبيان ذَلِك أَن الْألف اللينة وَالْيَاء بعد الكسرة وَالْوَاو بعد الضمة إِذا لقيهنّ حرف سَاكن بعدهن سقطن، كَقَوْلِك عبد الله ذُو الْعِمَامَة، كَأَنَّك قلت ذُلْ. وَتقول رَأَيْت ذَا الْعِمَامَة، كَأَنَّك قلت ذَلْ. وَتقول مررتُ بِذِي الْعِمَامَة، كَأَنَّك قلت ذِلْ. وَنَحْو ذَلِك كَذَلِك فِي الْكَلَام أجمع. وَالْيَاء وَالْوَاو بعد الفتحة إِذا سكنتا ولقيهما سَاكن بعدهمَا فإنّهما يتحركان وَلَا يسقطان أبدا، كَقَوْلِك لَو انْطَلَقت: يَا فلَان، وقولك للْمَرْأَة: اخشَي الله، وَلِلْقَوْمِ: اخْشَوُا الله. وَإِذا وقفت قلت: اخشَوْا واخشَي. فَإِذا الْتَقت الْيَاء وَالْوَاو فِي موضعٍ وَاحِد وَكَانَت الأولى مِنْهُمَا سَاكِنة فَإِن الْوَاو تُدْغَم فِي الْيَاء إِن كَانَت قبلهَا أَو بعْدهَا فِي الْكَلَام كلِّه، نَحْو: الطيّ من طوَيت، الْوَاو قبل الْيَاء؛ وَنَحْو الحيّ من الْحَيَوَان، الْيَاء قبل الْوَاو. قَالَ: والحروف المعتلة تخْتَلف حالتها فتجري على مجارٍ شَتَّى. من ذَلِك الْألف اللينة إِذا مدّت صَارَت مدّتها همزَة ملتزقة بهَا من خلفهَا كَقَوْلِك هَذِه لاءٌ مَكْتُوبَة، وَهَذِه ماءٌ ماءُ الصِّلَة لَا ماءُ المجازاة. وَنَحْو ذَلِك من الْحُرُوف المصوّرة إِذا وَقعت مواقع الْأَسْمَاء مدّت كَمَا تمدّ حُرُوف الهجاء إِذا نسبَت أَو وُصفت؛ لأنهنّ يصرن أَسمَاء؛ لأنَّ الِاسْم مبنيٌّ على ثَلَاثَة أحرف، وَهَذِه الْحُرُوف مَثْنَى مثنى مثل لَو، ومَن، وعَن. فَإِذا

صيرتَ وَاحِدًا مِنْهَا اسْما قوّيته بحرفٍ ثَالِث مُخرجٍ من حرفٍ ثَان كَقَوْلِه: إنّ ليتاً وإنّ لوًّا عناءُ جعل لوًّا اسْما حِين نعَتَه. وروى اللَّيْث بن المظفر عَن الْخَلِيل بن أَحْمد فِي أول (كِتَابه) : هَذَا مَا ألّفه الْخَلِيل بن أَحْمد من حرف: اب ت ث، الَّتِي عَلَيْهَا مدَار كَلَام الْعَرَب وألفاظها، وَلَا يخرج شَيْء مِنْهَا عَنْهَا؛ أَرَادَ أَن يعرف بذلك جَمِيع مَا تَكَلَّمت بِهِ الْعَرَب فِي أشعارها وأمثالها وَألا يشذّ عَنهُ مِنْهَا شَيْء. قلت: قد أشكل معنى هَذَا الْكَلَام على كثير من النَّاس حَتَّى توهّم بعض المتحذلقين أَن الْخَلِيل لم يَفِ بِمَا شرَط، لأنَّه أهمل من كَلَام الْعَرَب مَا وُجد فِي لغاتهم مُسْتَعْملا. وَقَالَ أَحْمد البشتيّ الَّذِي ألَّف كتاب (التكملة) : نقضَ الَّذِي قَالَه الْخَلِيل مَا أودعناه كتَابنَا هَذَا أصلا؛ لأنَّ كتَابنَا يشْتَمل على ضعفَيْ (كتابِ الْخَلِيل) وَيزِيد. وسترى تَحْقِيق ذَلِك إِذا حُزْت جملتَه، وبحثت عَن كنهه. قلت: ولمَّا قَرَأت هَذَا الْفَصْل من (كتاب البشتيّ) استدللت بِهِ على غفلته وَقلة فطنته وَضعف فهمه، واشتففت أَنه لم يفهم عَن الْخَلِيل مَا أَرَادَهُ، وَلم يفْطن للَّذي قصَده. وَإِنَّمَا أَرَادَ الْخَلِيل ح أَن حُرُوف اب ت ث عَلَيْهَا مدَار جَمِيع كَلَام الْعَرَب، وَأَنه لَا يخرج شَيْء مِنْهَا عَنْهَا، فَأَرَادَ بِمَا ألّف مِنْهَا معرفةَ جَمِيع مَا يتَفَرَّع مِنْهَا إِلَى آخِره، وَلم يُرد أَنه حصَّلَ جَمِيع مَا لَفَظُوا بِهِ من الْأَلْفَاظ على اختلافها، وَلكنه أَرَادَ أنّ مَا أسَّسَ ورسَم بِهَذِهِ الْحُرُوف وَمَا بَين من وُجُوه ثنائيِّها وثلاثيّها ورُباعيّها وخماسيّها، فِي سَالَمَهَا ومعتلّها على مَا شرح وجوهها أوَّلاً فأوَّلاً، حَتَّى انْتَهَت الْحُرُوف إِلَى آخرهَا يُعرف بِهِ جَمِيع مَا هُوَ من ألفاظهم إِذا تُتُبِّع، لَا أنّه تتبعه كلّه فحصَّله، أَو اسْتَوْفَاهُ فاستوعبه، من غير أَن فَاتَهُ من ألفاظهم لَفْظَة، وَمن معانيهم للفظ الْوَاحِد معنى. وَلَا يجوز أَن يخفى على الْخَلِيل مَعَ ذكاء فطنته وثقوب فهمه، أَن رجلا وَاحِدًا لَيْسَ بنبيٍ يُوحى إِلَيْهِ، يُحيط علمُه بِجَمِيعِ لُغَات الْعَرَب وألفاظها على كثرتها حَتَّى لَا يفوتهُ مِنْهَا شَيْء وَكَانَ الْخَلِيل أَعقل من أَن يظنَّ هَذَا ويقدِّره، وَإِنَّمَا معنى جِماع كَلَامه مَا بيَّنته. فتفهمْه وَلَا تغلط عَلَيْهِ. وَقد بيَّن الشَّافِعِي ح مَا ذكرته فِي الْفَصْل الَّذِي حكيته عَنهُ فِي أول كتابي هَذَا فأوضحه. أعاذنا الله من جهل الْجَاهِل، وَإِعْجَاب المتخلف، وسَدَّدنا للصَّوَاب بفضله.

وَقد سمّيت كتابي هَذَا (تَهْذِيب اللُّغَة) ؛ لأنِّي قصدت بِمَا جمعت فِيهِ نفْيَ مَا أَدخل فِي لُغَات الْعَرَب من الْأَلْفَاظ الَّتِي أزالَها الأغبياء عَن صيغتها، وغيَّرها الغُتم عَن سننها، فهذبت مَا جمعت فِي كتابي من التَّصْحِيف والخَطاءِ بِقدر علمي، وَلم أحرص على تَطْوِيل الْكتاب بالحشو الَّذِي لم أعرف أَصله؛ والغريب الَّذِي لم يُسنده الثِّقَات إِلَى الْعَرَب. وأسأل الله ذَا الْحول والقوَّة أَن يزيِّننا بلباس التَّقْوَى وَصدق اللِّسَان، وَأَن يُعيذنا من العُجْب ودواعيه، ويعيننا على مَا نويناه وتوخيناه؛ ويجعلنا مِمَّن توكَّل عَلَيْهِ فكفاه. وحسبُنا هُوَ وَنعم الْوَكِيل، وَلَا حول وَلَا قُوَّة إلاّ بِاللَّه، عَلَيْهِ نتوكل وَإِلَيْهِ ننيب.

صفحة فارغة

ونبدأ الآن بأبواب المضاعف من حرف العين

(ونبدأ الْآن بِأَبْوَاب المضاعف من حرف الْعين) (بَاب الْعين والحاء) قَالَ اللَّيْث: قَالَ الْخَلِيل بن أَحْمد: الْعين والحاء لَا يأتلفان فِي كلمة وَاحِدَة أَصْلِيَّة الْحُرُوف، لقرب مخرجيهما، إلاّ أَن يؤلَّف فعلٌ من جمعٍ بَين كَلِمَتَيْنِ، مثل حيَّ عَلَى فَيُقَال مِنْهُ: حَيْعَلَ. قلت: وَهُوَ كَمَا قَالَه الْخَلِيل. وَقد رُوي فِي بَاب الخماسي حرفان ذكرتهما فِي أول الرباعي من الْعين، وَلَا أَدْرِي مَا صحّتهما لأنِّي لم أحفظْهما للثقات. (بَاب الْعين مَعَ الْهَاء) أهمل الْخَلِيل الْعين مَعَ الْهَاء فِي المضاعف وَقد قَالَ الْفراء فِي بعض كتبه: عهعهتُ بالضأن عهعهة، إِذا قلت لَهَا: عَهْ، وَهُوَ زجرٌ لَهَا. وَقَالَ غَيره: هُوَ زجرٌ لِلْإِبِلِ لتحتبس. قلت: وَلَا أعلمني سمعته من الْعَرَب. (بَاب الْعين مَعَ الْخَاء) قَالَ النَّضر بن شُمَيل فِي كتاب (الْأَشْجَار) : الخُعخعُ: شَجَرَة. قَالَ: وَقَالَ أَبُو الدُّقيش: هِيَ كلمةُ معاياة وَلَا أصل لَهَا. قلت: وَقد ذكر ابْن دُرَيْد الخُعخع فِي (كِتَابه) أَيْضا، وَأَرْجُو أَن يكون صَحِيحا؛ فإنّ ابْن شُميل لَا يَقُول إلاّ مَا أتقنَه. ورُوي عَن عَمْرو بن بَحر أنّه قَالَ: يُقَال خَعَّ الفَهْد يَخِعّ. قَالَ: وَهُوَ صوتٌ تسمعه من حَلقِه إِذا انبهَرَ عِنْد عَدْوِه. قلت: كأنّه حِكَايَة صَوته إِذا انبهر، وَلَا أَدْرِي أهوَ من كَلَام الفهّادين أَو مِمَّا تكلّمت بِهِ الْعَرَب. وَأَنا بَرِيء من عُهدته. (الْعين مَعَ الْعين: مهمل الْوَجْهَيْنِ) (بَاب الْعين وَالْقَاف) عق، قع: مستعملان. عق: رَوَت أم كُرْزٍ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فِي الْعَقِيقَة (عَن الْغُلَام شَاتَان مثلان، وَعَن الْجَارِيَة شَاة) . وروى عَنهُ سُلَيْمَان بن عَامر أَنه قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (مَعَ الْغُلَام عقيقتُه فأهريقوا عَنهُ دَمًا، وأميطوا عَنهُ الْأَذَى) . قَالَ أَبُو عبيد فِيمَا أَخْبرنِي بِهِ عبد الله بن مُحَمَّد بن هاجك عَن أَحْمد بن عبد الله بن جَبَلة عَنهُ أَنه قَالَ: قَالَ الأصمعيّ وَغَيره: الْعَقِيقَة أَصْلهَا الشَّعر الَّذِي يكون على رَأس الصبيّ حِين يُولَد. وإنَّما سُمِّيت الشاةُ الَّتِي تُذبَح عَنهُ فِي تِلْكَ الْحَال عقيقةً لأنّه يحلَق عَنهُ ذَلِك الشعرُ عِنْد الذَّبح. وَلِهَذَا قَالَ فِي الحَدِيث: (أميطوا عَنهُ الْأَذَى) يَعْنِي

بالأذى ذَلِك الشّعْر الَّذِي يُحلق عَنهُ. قَالَ: وَهَذَا مِمَّا قلتُ لَك إنّهم ربّما سمَّوا الشَّيْء باسم غَيره إِذا كَانَ مَعَه أَو من سَببه، فسمِّيت الشَّاة عقيقة لعقيقة الشَعَر. قَالَ أَبُو عبيد: وَكَذَلِكَ كل مَوْلُود من الْبَهَائِم فإنَّ الشّعْر الَّذِي يكون عَلَيْهِ حِين يُولد عقيقة وعِقّة. وَأنْشد لزهير: أذلك أم أقبُّ الْبَطن جأبٌ عَلَيْهِ من عقيقته عفاءُ فَجعل العقيقةَ الشّعْر لَا الشاةَ. وَقَالَ الآخر يصف العَيْر: تحسَّرت عِقَّةٌ عَنهُ فأنسلها واجتاب أخْرى جَدِيدا بَعْدَمَا ابتقلا يَقُول: لما تربّع ورَعى الربيعِ وبُقُولَه أنسَلَ الشّعْر الْمَوْلُود مَعَه، وَأنْبت آخر فاجتابه، أَي لبسه فاكتساه. قلت: وَيُقَال لهَذَا الشّعْر عقيق، بِغَيْر هَاء، وَمِنْه قَول الشّماخ: أطار عقيقَهُ عَنهُ نُسالاً وأُدمجَ دَمْجَ ذِي شطن بديع أَرَادَ شعره الَّذِي ولد وَهُوَ عَلَيْهِ، أَنه أنسله عَنهُ، أَي أسْقطه. قلت: وأصل العَقّ الشَّق وَالْقطع، وسمِّيت الشعرةُ الَّتِي يخرج الْمَوْلُود من بطن أمّه وَهِي عَلَيْهِ عقيقة، لِأَنَّهَا إنْ كَانَت على رَأس الإنسيّ حُلقت عَنهُ فَقطعت، وَإِن كَانَت على بَهِيمَة فإنّها تُنسلها. وَقيل للذبيحة عقيقة لِأَنَّهَا تذبح ويشق حلقومها ومرِيُّها ووَدَجاها قطعا، كَمَا سمّيت ذَبِيحَة بالذَّبح وَهُوَ الشق. وَأَخْبرنِي أَبُو الْفضل الْمُنْذِرِيّ عَن الحرَّاني عَن ابْن السّكيت أَنه قَالَ: يُقَال عقّ فلانٌ عَن وَلَده، إِذا ذبح عَنْه يَوْم أسبوعه. قَالَ: وعقّ فلانٌ أَبَاهُ يعقُّه عقاً. وأعقّ الرجلُ، أَي جَاءَ بالعُقوق. وَقَالَ الْأَعْشَى: فإنّي وَمَا كلّفتموني وربّكم ليعلَمُ من أَمْسَى أعقَّ وأحربا أَي جَاءَ بالحَرَب. قَالَ: وَيُقَال أعقَّت الفرسُ فَهِيَ عَقُوق، وَلَا يُقَال مُعِقّ. وَهِي فرس عقوق، إِذا انفتَقَ بطنُها واتَّسَع للوَلَد. قَالَ: وكلُّ انشقاقٍ فَهُوَ انعقاق، وكل شقّ وَخرْقٍ فَهُوَ عَقٌّ، وَمِنْه قيل للبرق إِذا انشقّ: عقيقة. وَقَالَ غَيره: عقّ فلانٌ وَالِديهِ يعقُّهما عقوقاً، إِذا قطعهمَا وَلم يصل رَحمَه مِنْهُمَا. وَقَالَ أَبُو سُفْيَان بن حَرْب لحمزةَ سيّد الشُّهَدَاء ح يَوْم أحد حِين مرَّ بِهِ وَهُوَ مقتولٌ: (ذُقْ عُقَق) ، مَعْنَاهُ ذُقْ الْقَتْل يَا عاقّ كَمَا قتلت، يَعْنِي من قتلتَ يَوْم بدر. وَجمع العاقّ الْقَاطِع لرحمه عَقَقةٌ. وَيُقَال أَيْضا رجلٌ عَقٌّ. وَقَالَ الزَّفَيانُ الراجز: أَنا أَبُو المِرقالِ عقّاً فَظَّ لمن أعادي مَحِكا مِلظّا وَقيل: أَرَادَ بالعَقّ المُرَّ، من المَاء العُقاق، وَهُوَ القُعاع. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن مُحَمَّد بن يزِيد الثُّمالي أَنه قَالَ فِي قَول الْجَعْدِي: بَحرُكَ عذبُ المَاء مَا أعقّهُ

سَيبُك والمحروم مَنْ لم يُسقَهُ قَالَ: أَرَادَ مَا أقعَّه. يُقَال مَاء قُعاع وعُقَاقٌ إِذا كَانَ مُراً غليظاً. وَقد أقعَّه الله وأعقَّه. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِيمَا رَوَى عَنهُ أَحْمد بن يحيى الْبَغْدَادِيّ: العُقُق: الْبعدَاء الْأَعْدَاء. قَالَ: والعُقُق أَيْضا: قاطعو الْأَرْحَام. وَقَالَ أَبُو زيد فِي (نوادره) : يُقَال عاققتُ فلَانا أعاقُّه عِقاقاً، إِذا خالفته. قَالَ: والعُقَّة: الحفرة فِي الأَرْض، وَجَمعهَا عُقّات. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي فِي بَاب السَّحَاب: الانعقاق تشقُّق الْبَرْق. وَمِنْه قيل للسيف: كالعقيقة، شبِّه بعقيقة الْبَرْق. قَالَ: وَمِنْه التَّبوُّج وَهُوَ تكشُّف الْبَرْق. وَقَالَ غَيره: يُقَال عقّت الريحُ المُزْنَ تعُقُّه عَقّاً، إِذا استدرّته كأنّها تشُقُّه شقاً. وَقَالَ الهذليُّ يصف غيثاً: حَار وعقَّت مُزنَهُ الرّيح وانْ قارَ بِهِ العَرْضُ وَلم يُشمَلِ حَار، أَي تحيّر وَتردد، يَعْنِي السَّحَاب، واستدرته ريح الْجنُوب وَلم تهب بِهِ الشمَال فتقشعه. وَقَوله (وانقار بِهِ الْعرض) أَي كأنّ عرض السَّحَاب انقار، أَي وَقعت مِنْهُ قِطْعَة، وَأَصله من قُرت جيبَ الْقَمِيص فانقار، وقرتُ عينَه إِذا قلعتَها. وَيُقَال سحابةٌ معقوقة، إِذا عُقّت فانعقّت، أَي تبعّجت بِالْمَاءِ. وسحابة عقّاقة، إِذا دَفقَت ماءها. وَقد عَقَّت. وَقَالَ عبد بني الحسحاس يصف غيثاً: فمرَّ على الأنْهاءِ فانثجَّ مُزْنُه فعقَّ طَويلا يسْكب المَاء ساجيا وَيُقَال اعتقَّت السحابة بِمَعْنى عَقَّتْ. وَقَالَ أَبُو وَجْزة: واعتقَّ منبعجٌ بالوبل مبقُورُ وَيُقَال للمعتذر إِذا أفرط فِي اعتذاره: قد اعتقَّ اعتقاقاً. وروى شمر عَن بعض أَصْحَابه أَن معقِّر بن حمارٍ الْبَارِقي كُفَّ بَصَره، فَسمع يَوْمًا صَوت راعدةٍ، وَمَعَهُ بنتٌ لَهُ تَقُوده، فَقَالَ لَهَا: مَاذَا تَرين؟ فَقَالَت: أرى سَحماء عَقَّاقة، كَأَنَّهَا حُوَلاءُ نَاقَة. فَقَالَ لَهَا: وائِلى بِي إِلَى جَانب قَفْلة، فإنَّها لَا تنْبت إلاَّ بمنجاةٍ من السَّيْل. والقَفْلة: نبتة مَعْرُوفَة. قلت: وَالْعرب تَقول لكل مسيلِ ماءٍ شقّه ماءُ السَّيْل فِي الأَرْض فأنهره ووسَّعه: عقيق. وَفِي بِلَاد الْعَرَب أَرْبَعَة أعِقَّة، وَهِي أَوديَة عاديَّة شقَّتها السُّيول. فَمِنْهَا عقيق عَارض الْيَمَامَة، وَهُوَ وادٍ وَاسع مِمَّا يَلِي العَرَمة تندفق فِيهِ شعاب الْعَارِض، وَفِيه عيونٌ عذبة المَاء. وَمِنْهَا عقيق بِنَاحِيَة الْمَدِينَة فِيهِ عيونٌ ونخيل وَمِنْهَا عقيق آخر يدفُق سيله فِي غوريّ تِهامة، وَهُوَ الَّذِي ذكره الشَّافِعِي فَقَالَ: (وَلَو أهلوا من العقيق كَانَ أحبَّ إليَّ) . وَمِنْهَا عقيق القَنَان، تجْرِي إِلَيْهِ مياهُ قُللِ نجد وجباله. وَذكر الباهليّ عَن الأصمعيّ أَنه قَالَ: الأعقّة الأودية. وَيُقَال للصَّبِيّ إِذا نَشأ فِي حَيَ من أَحيَاء الْعَرَب حَتَّى شبَّ وقويَ فيهم: عُقّت تَمِيمَة

فلانٍ فِي بني فلَان. وَالْأَصْل فِي ذَلِك أَن الصبيَّ مَا دَامَ طِفلاً تعلِّق عَلَيْهِ أمُّه التمائمَ، وَهِي الخَرزُ تعوِّذه بهَا من الْعين، فَإِذا كبِر قُطعتْ عَنهُ. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: بِلَاد بهَا عَقَّ الشَّبَاب تميمتي وأوَّلُ أرضٍ مسَّ جلدي ترابُها وروى أَبُو عُمر عَن أَحْمد بن يحيى عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: الْعَقِيقَة: المزادة. والعقيقة: النَّهر. والعقيقة. العِصابةُ سَاعَة تشَقُّ من الثَّوْب. والعقيقة: خَرزة حَمْرَاء. والعقيقة: نواة رخوة من نوى الْعَجْوَة تُؤْكَل. قَالَ: والعقيقة: سهم الِاعْتِذَار. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: قلت لِابْنِ الْأَعرَابِي: وَمَا سهم الِاعْتِذَار؟ فَقَالَ: قَالَت الْأَعْرَاب: إنَّ أصل هَذَا أَن يُقتل رجلٌ من الْقَبِيلَة فيطالَب الْقَاتِل بدمه، فيجتمع جماعةٌ من الرؤساء إِلَى أَوْلِيَاء الْقَتِيل ويعرضون عَلَيْهِم الدِّيَة ويسألونهم الْعَفو عَن الدَّم. قَالَت الْأَعْرَاب: فَإِن كَانَ وليُّه أبيّاً حمياً أَبى أَخذ الدِّيَة، وَإِن كَانَ ضَعِيفا شاورَ أهلَ قبيلته، فَيَقُولُونَ للطالبين: إنَّ بَيْننَا وَبَين خالقنا عَلامَة لِلْأَمْرِ وَالنَّهْي. قَالَ: فَيَقُول الْآخرُونَ: مَا علامتكم؟ فَيَقُولُونَ: نَأْخُذ سَهْما فنركِّبه على قَوس ثمَّ نرمي بِهِ نَحْو السَّمَاء، فَإِن رجَعَ إِلَيْنَا ملطَّخاً بِالدَّمِ فقد نُهينا عَن أَخذ الدِّيَة، وَإِن رَجَعَ إِلَيْنَا كَمَا صعد فقد أمرنَا بِأخذ الدِّيَة. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ أَبُو المكارم وَغَيره: فَمَا رجَع هَذَا السهمُ قَطْ إِلَّا نقِيّاً، وَلَكِن لَهُم بِهَذَا عُذرٌ عِنْد جُهالهم. قَالَ: وَقَالَ الأسعر الجعفيّ من أهل الْقَتِيل وَكَانَ غَائِبا عَن هَذَا الصُّلْح: عقُّوا بِسَهْم ثمَّ قَالُوا سالموا يَا لَيْتَني فِي الْقَوْم إذْ مَسحوا اللِّحى قَالَ: وعلامة الصُّلح مَسْحُ اللحى. قُلت: وَأَخْبرنِي عبد الْملك الْبَغَوِيّ عَن الرّبيع عَن الشَّافِعِي أَنه أنْشدهُ: عقُّوا بِسَهْم وَلم يشعُر بِهِ أحد ثمَّ استفاءوا وَقَالُوا حَبَّذا الوَضحُ أخبر أَنهم آثروا إبلَ الدِّيَة وَأَلْبَانهَا على دم قاتلِ صَاحبهمْ. والوضح: اللبنُ هَاهُنَا. وَيُقَال للدلو إِذا طلعت من الركيّة ملأى: قد عَقّت عقّاً. وَمن الْعَرَب من يَقُول عقتْ تعقِيَة، وَأَصلهَا عقّقت، فلمّا توالى ثَلَاث قافات قلبوا إِحْدَاهَا يَاء كَمَا قَالُوا تظنَّيت من الظَّن. وَأنْشد ابنُ الْأَعرَابِي فِيمَا أَخْبرنِي المنذرّي عَن ثَعْلَب عَنهُ: عَقتْ كَمَا عقت دَلوف العِقْبان شبّه الدَّلْو إِذا نزعت من الْبِئْر وَهِي تعُّق هَوَاء الْبِئْر طالعةً بسرعةٍ بالعقاب إِذا انقضَّتْ على الصَّيدِ مسرعة. وروى الحرّاني عَن ابْن السّكيت أَنه قَالَ: الْعَقِيقَة: صُوف الجَذَع. والجنيبة: صوف الثَّنِيّ. وَقَالَ أَبُو عبيد: العِقاق: الْحَوَامِل من كل ذَات حافر. والواحدة عَقوق. وَقَالَ ابْن المظفّر: يُقَال أعقت الفرَسُ والأتانُ فَهِيَ مُعِقٌّ وعَقوق، وَذَلِكَ إِذا نَبتَت الْعَقِيقَة فِي بَطنهَا على الْوَلَد الَّذِي حملتْه. وَأنْشد لرؤبة:

قد عتق الأجدعُ بعد رقِّ بقارحٍ أَو زولةٍ مُعِقِّ وَأنْشد لَهُ أَيْضا فِي لُغَة من يَقُول أعقّت فَهِيَ عقوق وَجَمعهَا عُقُق: سرا وَقد أوّنَ تأوين العُقُق والعقاق والعَقَق: الحَمْل. قَالَ عديّ: وَتركت العَيْر يدمي نَحره ونحوصاً سَمْحجاً فِيهَا عَقَقْ وَقَالَ أَبُو خِرَاش: أبَنَّ عَقاقاً ثمَّ يَرْمَحْنَ ظَلْمَه إباءً وَفِيه صَولةٌ وذَ مِيل وَقَالَ أَبُو عَمْرو: أظهرت الأتان عَقاقاً بِفَتْح الْعين، إِذا تبيَّن حملهَا قلت: وَهَكَذَا قَالَ الشَّافِعِي العَقاق بِهَذَا الْمَعْنى فِي آخر كتاب الصَّرف. وَأما الأصمعيّ فَإِنَّهُ يَقُول: العقاق مصدر العَقُوق ورُوي عَن أبي عَمْرو أَنه كَانَ يَقُول: عقّت فَهِيَ عقوق، وأعقّت فَهِيَ مُعِقّ. قلت: واللَّغة الفصيحة أعقَّتْ فَهِيَ عقوق، قَالَه ابْن السكِّيت وَغَيره. وَقَالَ أَبُو حَاتِم فِي كتاب (الأضداد) : زعم بعض شُيُوخنَا أَنه يُقَال للْفرس الْحَامِل عقوق. قَالَ: وَيُقَال للحائل أَيْضا عَقوق. قَالَ أَبُو حَاتِم: وأظنُّ هَذَا على التفاؤل. قلت: وَهَذَا يروَى عَن أبي زيد. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: عقيقة الصبيّ: غُرْلته إِذا خُتِن. وَقَالَ اللَّيْث: نوى العَقوقِ نوى هشٌّ رِخوٌ ليِّن المَمْضَغْة تَأْكُله الْعَجُوز وتلوكه، وتُعلفُه العَقوقُ إلطافاً بهَا، وَلذَلِك أضيفَ إِلَيْهَا، وَهُوَ من كَلَام أهل الْبَصْرَة وَلَا تعرفه الأعرابُ فِي باديتها. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الْعَقِيقَة: نواةٌ رِخوةٌ ليِّنة كالعجوة تُؤْكَل. وَقَالَ شمر: عِقان الكروم والنخيل: مَا يخرج من أُصُولهَا. وَإِذا لم تقطع العِقَّان فَسدتْ الْأُصُول. وَقد أعقَّت النخلةُ والكَرْمة، إِذا أخرجت عِقَّانَها. والعَقْعَق: طَائِر مَعْرُوف، وصوته العَقْعقة. وَمن أَمْثَال الْعَرَب السائرة فِي الرجل يسْأَل مَا لَا يكون ومالا يُقدر عَلَيْهِ: (كلَّفْتَني الأبلق العقوق) ، ومثلهُ: (كلَّفتني بيضَ الأنوق) . والأبلق ذكر، والعقوق الْحَامِل، وَلَا يحمل الذّكر. وَأنْشد اللحياني: طلب الأبلقَ العقوقَ فَلَمَّا لم يجده أَرَادَ بيض الأنوق وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : اهتلبَ السَّيْف من غمده، وامترقه، واعتقَّه، واجتلطه، إِذا استّله. وَأما قَول الفرزدق: قفي ودِّعينا يَا هنيد فإنني أرى الحيَّ قد شاموا العقيق اليمانيا فَإِن بَعضهم قَالَ: أَرَادَ شاموا الْبَرْق من نَاحيَة الْيمن. والعَقُوق: مَوضِع. وَأنْشد ابْن السّكيت: وَلَو طلبوني بالعَقُوق أتيتهم بألفٍ أؤدِّيه إِلَى القومِ أقرعا يُرِيد: ألف بعير. وَأنْشد لكثيِّر يصف امْرَأَة:

إِذا خرجت من بَيتهَا راقَ عَينها مُعَوِّذها وأعجبتها العقائق يَعْنِي إنَّ هَذِه الْمَرْأَة إِذا خرجت من بَيتهَا راقها معوّذ النبت حوالَي بَيتهَا. والمعوّذ من النبت: مَا ينْبت فِي أصل شجرٍ أَو حجر يستره. وَقيل العقائق: الغُدْران، وَقيل: هِيَ الرِّمال الْحمر. وعَقّه: بطن من النَّمِر بن قاسط. قَالَ الأخطل: وموقَّعِ أَثَرُ السِّفار بخَطْمه من سُود عَقّة أَو بني الجوّالِ وَبَنُو الجَوَّال فِي بني تغلب. وَقَالَ اللَّيْث: انعقَّ الْبَرْق، إِذا انسرَب فِي السَّحَاب. قع: أَبُو عمر عَن أَحْمد بن يحيى عَن عَمْرو بن أبي عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: القُعقُع بِضَم القافين: العَقعَق. وَقَالَ اللَّيْث: القعقع طَائِر وصوته القعقعَة. قَالَ: وَهُوَ طَائِر أبلق ببياض وسوادٍ، ضخمٌ، من طير البرّ، طَوِيل المنقار. قلت: وَسمعت البحرانيين يَقُولُونَ للقَسْب من التَّمْر إِذا يبس وتقعقع: تمرٌ سَحٌّ وتمر قعقاع. وقُعَيقِعان: مَوضِع بِمَكَّة اقتتل عِنْده قبيلانِ من قُرَيْش، فسمِّي قعيقعان لتقعقع السِّلَاح فِيهِ. قَالَ اللَّيْث: وبالأهواز جبل يُقَال لَهُ قعيقعان. قَالَ: وَمِنْه نحتت أساطين مَسْجِد الْبَصْرَة. والقعقاع: طَرِيق يَأْخُذ من الْيَمَامَة إِلَى مَكَّة مَعْرُوف. وَيُقَال للجلد الْيَابِس والتِّرسَةِ إِذا تخشخشت فحكيت صَوت حركاتها قد قعقعت قعقعة وَمِنْه قَول النَّابِغَة: كَأَنَّك من جمال بني أقيش يُقعقع خلف رِجليه بشنِّ وَقَالَ ابْن الأعرابيّ فِيمَا يروي عَنهُ أَحْمد بن يحيى: القعقعة والعقعقة، والخشخشة والشخشخة، والخفخفة والفخفخة والنشنشة والشنشنة، كلّه حَرَكَة القرطاس والثَّوب الْجَدِيد. وَمن أَمْثِلَة الْعَرَب: (من يجْتَمع يتقعقع عَمَده) الْمَعْنى: غبط بِكَثْرَة الْعدَد واتساق الْأَسْبَاب فَهُوَ بعَرَض الزَّوال والانتشار. وَهَذَا كَقَوْل لبيد يصف تغيُّر الزَّمَان بأَهْله: إِن يُغْبَطوا يُهبَطوا وَإِن أمروا يَوْمًا يَصيروا للهُلْك والنَّكَدِ وَيُقَال للرجل إِذا مَشى فَسمِعت لمفاصل رجلَيْهِ تَقعقُعاً: إنّه لقَعْقَعانيّ. وَكَذَلِكَ العَيْر إِذا حَمَل على الْعَانَة فتقعقع لحياهُ: قعقعانيّ. وَقَالَ رؤبة: شاحِيَ لَحْيَىْ قُعْقُعانيُّ الصَّلقْ قعقعة المِحورِ خُطّاف العَلَقْ وأسَدٌ ذُو قعاقع، إِذا مَشى فَسمِعت لمفاصله قعقعة. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: خمْس قعقاع وحثحاث، إِذا كَانَ بَعيدا والسَّيرُ فِيهِ متعباً لَا وتيرة فِيهِ، أَي لَا فتور فِيهِ. وَكَذَلِكَ طَرِيق قعقاع ومتقعقع، إِذا بعُد وَاحْتَاجَ السائر فِيهِ إِلَى الجِدّ. وسمّي قعقاعاً لِأَنَّهُ يقعقع الرِكاب ويتعبها. وَقَالَ ابْن مقبل

باب العين مع الكاف

يصف نَاقَته: عَمَل قَوَائِمهَا على متقعقع عَتِبِ الْمَرَاتِب خَارج متنشِّر وبالشُّريف من بِلَاد قيس مَوَاضِع يُقَال لَهَا القعاقع. وَيُقَال قعقعتُ القارورةَ وزعزعتها، إِذا أَرَغْت نزع صمامها من رَأسهَا. وَيُقَال للَّذي يُحَرك قداح الميسر ليجيلها: المقعقع. وَقَالَ ابْن مقبِل: بقدحين فازا من قداح المقعقِع وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للمهزول: صَار عظاماً تتقعقع. قَالَ: وكل شيءٍ دَقَّتُهُ صوتٌ واحِد فَإنَّك تَقول يقعقع. وَإِذا قلت لمثل الأدَم الْيَابِسَة وَالسِّلَاح قلت يتقعقع. قلت: وَقَول النَّابِغَة يدل على خلاف مَا قَالَ: لِأَنَّهُ قد قَالَ: يقعقع خلف رجلَيْهِ بشنِّ والشّنّ من الأدَم، وكأنّه أَرَادَ أَنه يقعقع فيتقعقع. وَيُقَال: أقعَّ القومُ، إِذا حفروا فأنبطوا مَاء قُعاعاً. ومياه الملاَّحات كلهَا قُعاع. وَيُقَال للْقَوْم إِذا كَانُوا نزولاً ببلدٍ فاحتملوا عَنهُ: قد تقعقعت عَمَدهم. وَقَالَ جرير: تقَعْقع نَحْو أَرْضكُم عمادِي وَقَالَ أَبُو زيد: القعقعة: تتَابع صَوت الرَّعْد فِي شدّة. وجماعه القعاقع. ويقا للحمَّى النافض قعقاع. وَقَالَ مزرِّد أَخُو الشماخ: إِذا ذُكرت سلمى على النأي عادَني ثُلاجيّ قعقاعٍ من الْورْد مردِمِ وَقَالَ بعض الطائيِّين: يُقَال قعّ فلَان فلَانا يقُعُّه قعاً، إِذا اجترأ عَلَيْهِ بالْكلَام والقعاقع: الْحِجَارَة الَّتِي ترمى بهَا النّخل لينتثر من ثمره. والمقعقِع: الَّذِي يقعقع القداح من الميسر. وَقَالَ ابْن هرمة: وقعقعت القداح ففزت مِنْهَا بِمَا أَخذ السَّمينُ من القداح وَرُوِيَ عَن السُدِّي أَنه قَالَ: سميِّ الْجَبَل الَّذِي بِمَكَّة قعيقعان لأنّ جُرهماً كَانَت تجْعَل فِيهِ قسيها وجعابها ودَرَقها، فَكَانَت تُقِعقِعُ وتصوِّت. (بَاب الْعين مَعَ الْكَاف) عك، كع: مستعملان عك: أَبُو عبيد عَن الْفراء: يُقَال عككتُه أعكُّه عكّاً، إِذا حَبسته عَن حَاجته. وَكَذَلِكَ يُقَال عجسته عَن حَاجته. وَيُقَال عكته الْحمى عكّاً، إِذا لَزِمته حَتَّى تُضْنيَه. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: عككته أعكه عكاً، إِذا استعدته الحديثَ كي يكرره مرَّتَيْنِ. وروى ابْن حبيب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أعكّت العُشَراء من الْإِبِل تُعِكَ. وَالِاسْم العِكَّة، وَهِي أَن تستبدل لَوناً غير لَوْنهَا، وَكَذَلِكَ إِذا سمنت فأخصبت. وَقَالَ فِي قَول رؤبة: مَاذَا ترى رَأْي أخٍ قد عَكَّا قَالَ: عك الرجل، إِذا احْتبسَ وَأقَام.

قَالَ الْأَصْمَعِي: عكَّني بالْقَوْل عكّاً، إِذا ردهُ عَلَيْك متعنّتاً. ورجلٌ مِعَكٌّ، إِذا كَانَ ذَا لدَدٍ والتواء وخُصومة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْعَرَب تَقول: ائتزر فلَان إزرةَ عكَّ وَكَّ؛ وَهُوَ أَن يُسبل طرَفيْ إزَاره. وَأنْشد: إِن زرته تَجدهُ عَكَّ ركا مشيته فِي الدَّار هاكَ ركَّا قَالَ: هاك ركّ: حِكَايَة تبختره. أَبُو عُبيد الله عَن أبي زيد: إِذا سكنت الرّيح مَعَ شدَّة الْحر قيل: يَوْم عكِيك، وَيُقَال يومٌ عكٌّ أكٌّ، وَقد عكَّ يَوْمنَا. قَالَ: وَقَالَ غَيره: العُكَّة والعكيك: شدّة الْحر. وَقَالَ ساجع الْعَرَب: (إِذا طلعت العُذْرة، لم يبْق بعُمان بُسْرة، وَلَا لأكَار بُرَّة، وَكَانَت عكة نُكْرة، على أهل الْبَصْرَة) . والمِعَكّ من الْخَيل: الَّذِي يجْرِي قَلِيلا ثمَّ يحْتَاج إِلَى الضَّرْب، قَالَه اللَّيْث. وَقَالَ أَبُو عبيد: العَكَوّك السمين، وَقَالَ غَيره: هُوَ الْقصير المقتدر الخَلق. وَقَالَ الراجز: عكوَّك إِذا مَشى دِرحايه والعُكة: زُقيق صَغِير يُجعَل فِيهِ السّمن. ويُجمَع عُكَكا وعِكاكاً. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن الغَسَّانيّ عَن سَلمَة، أَنه قَالَ: سَمِعت أَبَا القمقام الْأَعرَابِي يَقُول: غبت غيبَة عَن أَهلِي فقدِمت، فقدَّمَتْ إليَّ امْرَأَتي عكّتين صغيرتين من سمن، ثمَّ قَالَت: حلِّني اكسُني، فَقلت: تسلأ كلّ حُرَّةٍ نِحْيين وَإِنَّمَا سَلأتِ عُكَّتَينِ ثمَّ تَقول اشترِ لي قرطين وَقَالَ اللَّيْث: عكُّ بن عَدنان هم اليومَ فِي الْيمن، وَقَالَ بعض النسَّابين، إِنَّمَا هُوَ معدّ بن عدنان، فأمّا عَكّ فَهُوَ ابْن عُدثان بالثاء، وهم من ولد قحطان، وعدنان من ولد إِسْمَاعِيل ج. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال عُكَّ إِذا حُمَّ، وعَكَّ إِذا غَلى من الحرّ. وَقَالَ أَبُو زيد: العَكَّة: رَملَة حميت عَلَيْهَا الشَّمْس. وَأما قَول العجاج: عكٌّ شديدُ الأَسْر قُسبُريُّ قَالَ أَبُو زيد؛ العَكُّ: الصُّلب الشَّديد الْمُجْتَمع. وَقَالَ اللَّيْث: العَكَّة من الحرّ: فَورةٌ شَدِيدَة فِي القيظ، وَهُوَ الْوَقْت الَّذِي تركد فِيهِ الرّيح؛ وَفِي لغةٍ: أكَّة. كع: ابْن حبيب عَن ابْن الْأَعرَابِي: رجل كَعُّ الْوَجْه، أَي رَقِيق الْوَجْه؛ ورجلٌ كُعكُعٌ: جبان. وَقد تكعكع وتكأكأ، إِذا ارتدع ورجلٌ كَعٌّ كاعٌّ، إِذا كَانَ جَبَانًا ضَعِيفا. وَقد كعّ يكعّ كعُوعاً. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال كَعِعتُ أكَعُّ وكعَعتُ بِالْفَتْح أكِعُّ. وَكَذَلِكَ زَلِلت وزَلَلتُ، وشَحِحْتُ وشحَحْتُ أشَحُّ وأشِحُّ. وَقَالَ العجَّاج: كعكعتُه بِالرَّجمِ والتنجُّه وَقَالَ ابْن المظفّر: رجل كعُّ كاعٌّ، وَهُوَ الَّذِي لَا يمْضِي فِي حزم وَلَا عزم، وَهُوَ الناكص على عَقِبَيْهِ. والكاعُّ: الضَّعِيف

باب العين والجيم

الْعَاجِز. وَأنْشد: إِذا كَانَ كَعُّ الْقَوْم للرَّحْلِ لَازِما وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال كعكعته فتكعكع. وَأنْشد لمتمِّم بن نُوَيْرَة: ولكنَّني أمضي على ذاكَ مُقدِماً إِذا بَعضُ مَن يلقى الخطوبَ تكعكعا قَالَ: وأصل كعكعت: كعَّعْت، فاستثقلت الْعَرَب الْجمع بَين ثَلَاث أحرف من جنس وَاحِد ففرقوا بَينهَا بِحرف مكرَّر وَمثله كفكفتُه عَن كَذَا، وَأَصله كفَّفته. وَقَالَ غَيره: أكَعَّه الفَرَقُ إكعاعاً، إِذا حبَسَه عَن وَجهه. والكَعْك: الْخبز الْيَابِس. قَالَ اللَّيْث: أظنّه معرباً. وَأنْشد: يَا حَبّذا الكعك بلحمٍ مثرودْ وخُشْكَنانٌ معْ سويقٍ مَقنود (بَاب الْعين وَالْجِيم) عج، جع، مستعملان عج: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (أفضل الحجّ العَجّ والثَّجّ) وَقَالَ أَبُو عبيد: العجّ: رفع الصَّوْت بِالتَّلْبِيَةِ، والثّجّ: سيلان دِماء الْهَدْي. وَيُقَال عج الْقَوْم يَعِجّون، وضجُّوا يَضِجُّون، إِذا رفعوا أَصْوَاتهم بالدُّعاء والاستغاثة. وَقَالَ اللَّيْث: سمِّي العجّاج الرّجاز عجَّاجاً بقوله: حَتَّى يعج ثخناً من عجعجا قَالَ اللَّيْث: لما لم يستقم لَهُ فِي القافية عجَّا وَلم يصحَّ معنى عجَّجا ضاعفه فَقَالَ: عجعجا وهم فُعَلاء لذَلِك. قَالَ: والتعجيج: إثارة الْغُبَار، وَهُوَ العَجَاج. وَيُقَال عجَّجت الْبَيْت دخاناً حَتَّى تعجَّج. والعَجَاج: غُبَار تثور بِهِ الرّيح، الْوَاحِدَة عَجاجة. وَفعله التعجيج. وَفِي (النَّوَادِر) : عجّ الْقَوْم وأعجُّوا، وأَهجُّوا، وخجُّوا وأخجُّوا، إِذا أَكْثرُوا فِي فنونِهِ الركوبَ. اللحياني: رجل عجْعاجٌ بجباج، إِذا كَانَ صيَّاحاً. وَقَالَ أَبُو زيد: أعجَّت الرّيح، إِذا اشْتَدَّ هبوبها وأثارت الْغُبَار. قَالَ: والعجعجة فِي قضاعة كالعنعنة فِي تَمِيم، يحولون الْيَاء جيماً كَقَوْلِه: المطعمون اللَّحْم بالعَشجِّ وبالغداة كِسَر البَرْنجِّ يُقلَع بالودِّ وبالصِّيصجِّ أَرَادَ: بالعشيّ، والبرنيّ، والصِّيصيّ. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: النُّكب من الرِّيَاح أَربع: فنكباء الصِّبَا والجَنوب مهياف ملواح، ونكباء الصَّبا وَالشمَال مَعجاجٌ مِصراد لَا مَطر فِيهَا وَلَا خير، ونكباء الشمَال والدَّبور قَرّة، ونكباء الدَّبور والجنوب حارّة. قَالَ: والمَعجاج هِيَ الَّتِي تثير الْغُبَار. وَيُقَال: عجّ الْبَعِير فِي هديره يعجّ، فَإِن كرَّر هديره قيل عجعج. وَيُقَال للناقة إِذا زجرتها عاجْ. وَقد عجعجت بهَا.

أَبُو عبيد عَن الْفراء: العجَاجة: الْإِبِل الْكَثِيرَة. وَقَالَ شمر: لَا أعرف الْعَجَاجَة بِهَذَا الْمَعْنى. قَالَ ابْن حبيب: العَجَاج من الْخَيل: النجيب المسنّ. وروى شمر بِإِسْنَاد لَهُ عَن عبد الله بن عَمْرو عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يَأْخُذ الله شريطته من أهل الأَرْض، فَيبقى عَجَاجٌ لَا يعْرفُونَ مَعْرُوفا وَلَا يُنكرون مُنكَراً) . قَالَ شمر: العَجَاج من النَّاس نَحْو الرَّجَاج والرَّعاع. وَأنْشد: يرضى إِذا رَضِي النِّسَاء عجاجةٌ وَإِذا تُعُمّدَ عَمْدُه لم يَغضَبِ عَمْرو عَن أَبِيه: عجّ، إِذا صَاح. وجَعّ، إِذا أكل الطين. وَقَالَ غَيره: طَرِيق عاجٌّ زاجٌّ، إِذا امْتَلَأَ. جع: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: جعَّ فلانٌ فلَانا، إِذا رَمَاه بالجَعْو، وَهُوَ الطِّين. وَكتب عبيد الله بن زِيَاد اللعين إِلَى عُمر بن سَعْد: أَن جعجعْ بالحسين بن عَليّ رَضِي الله عَنْهُمَا. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: مَعْنَاهُ ضيِّق عَلَيْهِ. قَالَ: والجعجَع: الْموضع الضَّيق الخشِن. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيُّ: الجعجعة الحَبْس. قَالَ: وإنّما أَرَادَ بقوله (جعجع بالحسين) أَي احبسه. وَمِنْه قَول أَوْس بن حَجَر: إِذا جعجعوا بَين الإناخة وَالْحَبْس قَالَ: والجعجاع: المَحبِس: وَأنْشد: 205 - وَبَاتُوا بجعجاعٍ حَدِيث المعرَّجِ قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ غَيره: الجعجاع: الأَرْض الغليظة. وَقَالَ أَبُو قيس بن الأسلت: مَنْ يَذُقِ الحربَ يَجدْ طعمها مُرّاً وتتركْه بجعجاعِ سَلَمة عَن الْفراء قَالَ: الجعجعة: التَّضْيِيق على الْغَرِيم فِي الْمُطَالبَة. والجعجعة: التشريد بالقوم. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الجعجع: صَوت الرَّحى، وَمِنْه مثل الْعَرَب: (جَعجعة وَلَا أرى طِحْناً) ، يضْرب للَّذي يعِد وَلَا يَفِي، قَالَ: والجعجعة: أصوات الْجمال إِذا اجْتمعت. وَقَالَ اللَّيْث: جعجعت الْإِبِل، إِذا حرّكتَها لإناخة أَو نُهوض. وَأنْشد: عَوْد إِذا جُعجِعَ بعد الهبِّ وفحلٌ جعجاعٌ: شَدِيد الرُّغاء. وَقَالَ حُميد بن ثَوْر: يطفْنَ بجعجاعٍ كأنّ جرانه نَجيبٌ على جالٍ من الْبِئْر أجوفِ وَيُقَال: تجعجع الْبَعِير وَغَيره، إِذا ضرَب بِنَفسِهِ الأَرْض باركاً، لمرضٍ يُصِيبهُ أَو ضرب يُثخنه. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: فأبدّهنَّ حتوفهنَّ فهارب بذَمائه أَو باركٌ متجعجعُ وَقَالَ إِسْحَاق بن الْفرج: سَمِعت أَبَا الرّبيع الْبكْرِيّ يَقُول: الجعجع والجفجف من الأَرْض المتطامِن، وَذَلِكَ أنَّ المَاء يَتجفجف فِيهِ فَيقوم، أَي يَدُوم. قَالَ: وأردته أَن يَقُول يتجعجعَ فَلم يقُلْها فِي

باب العين والشين

المَاء. وَقَالَ: جعجعَ الْمَاشِيَة وجفجفها، إِذا حبسَها. وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو عَمْرو: الجَعجاع: الأَرْض. قَالَ: وكلُّ أرضٍ جعجاع. قَالَ شمر: وأنشدنا ابْن الْأَعرَابِي: نحلُّ الديار وَرَاء الديا رِ ثمَّ نجعجع فِيهَا الجُزُرْ قَالَ: نجعجعها: نحبسها على مكروهها. وَيُقَال: جعجعَ بهم، أَي أناخَ بهم وألزمهم الجعجاع. قَالَ: وجعجعَ البعيرُ إِذا برك. وَأنْشد: حتّى أنخنا عزَّه فجعجعا أَي استناخ. وجعجعَ القومُ، أَي أناخوا (بَاب الْعين والشين) عش، شع: مستعملان عش: أخبرنَا الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العَشُّ: المهزول. وَقَالَ بعضُ رجاز الْعَرَب: تضحك مني أَن رأتني عَشَّا لبست عَصْريْ عُصُرٍ فامتشَّا بشاشَتي وعمَلاً ففشّا وامرأةٌ عَشَّةٌ: ضئيلة الخَلْقِ وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن الأعرابيّ: عشَّ بدنُ الْإِنْسَان، إِذا ضَمر ونَحَل، وأعشّهُ الله قَالَ: والعَشُّ: الْجمع وَالْكَسْب. وَقَالَ اللَّيْث: عش الرجل معروفه يَعُشُّه، إِذا أقلَّه وَقَالَ رؤبة: حَجَّاج مَا سَجْلُكَ بالمعشوشِ قَالَ: وسقاه سجلاً عشاً، أَي قَلِيلا. وَأنْشد: يُسقَينَ لَا عَشّاً وَلَا مصرَّدا قَالَ: وَقَالَ أَبُو خَيرة العدويّ: العشّةُ: الأَرْض الغليظة. قَالَ: وأعششنا، أَي وقعنا فِي أرضٍ عشَّة. وعشَّش الخُبزُ، إِذا يبس وتكرَّج، فَهُوَ معشِّش. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: أعششتُ الْقَوْم، إِذا نزلتَ بهم على كَره حَتَّى يَتَحَوَّلُوا من أَجلك. وَأنْشد للفرزدق يصف القطا: فَلَو تُركتْ نَامَتْ وَلَكِن أعشَّها أَذَى من قِلاصٍ كالحنيّ المعطَّفِ وَقَالَ أَبُو مَالك: قَالَ أَبُو الصَّقْر: أعششتُ الْقَوْم إعشاشاً، إِذا أعجلتهم عَن أَمرهم. وأعشاش: موضعٌ مَعْرُوف فِي ديار بني تَمِيم، ذكره الفرزدق فَقَالَ: عزَفت بأعشاشٍ وَمَا كدت تعزِف وأنكرتَ من حَدراء مَا كنت تعرف وشجرةٌ عَشَّةٌ: دقيقة الأغصان لئِيمة المنبت. وَقَالَ جرير: فَمَا شجراتُ عِيصكَ فِي قُريشٍ بعشّات الفروعِ وَلَا ضواحي وعشّشت النَّخْلَة، إِذا قلَّ سَعَفُها ودقَّ أسفلُها. قَالَ: وعشَشتُ القميصَ إِذا رقعته، فانعشَّ. وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو زيد: يُقَال جَاءَ بِالْمَالِ من عَشِّهِ وبَشِّه، وعَسِّه وبسِّه. أَي من حَيْثُ شَاءَ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: فرسٌ عَشُّ القوائم: دَقِيق القوائم.

ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العَشعَش: العُشُّ إِذا تراكبَ بعضُه على بعض. وَقَالَ اللَّيْث: العُشّ للغراب وَغَيره على الشَّجر إِذا كثُف وضَخُم، وَيجمع عِشَشة. وَقَالَ ابْن الْفرج: قَالَ الْخَلِيل: المعَشُّ الْمطلب. قَالَ: وَقَالَ غَيره: المعَسُّ: الْمطلب. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: قَالَ أَبُو خيرة: أرضٌ عشة: قَليلَة الشّجر فِي جَلَد عَزَاز، وَلَيْسَ بجبلٍ وَلَا رمل. وَهِي لينَة فِي ذَاك. قَالَ: وعشَّه بالقضيب عشاً: ضربه ضربات. أَبُو عبيد: من أمثالهم: (لَيْسَ هَذَا بعشِّك فادرجي) . يضْرب مثلا لمن يرفع نَفسه فَوق قدره. ونحوٌ مِنْهُ: (تلمَّسْ أعشاشك) ، أَي تلمَّس التجنِّي والعلل فِي ذويك. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة لرجلٍ أَتَاهُ: (لَيْسَ هَذَا بعشك فاردجي) فَقيل لَهُ: لمن يُضرَب هَذَا؟ فَقَالَ: لمن يُرفع لَهُ بخيال. فَقيل: مَا مَعْنَاهُ؟ فَقَالَ: لمن يطرد. شع: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: شعَّ القومُ إِذا تفَرقُوا. وَأنْشد للأخطل: عِصَابَة سَبْىٍ شعَّ أَن يتَقسَّما أَي تفرَّقوا حذار أَن يُتَقسَّموا قَالَ: والشَّعُّ: العَجَلة. قَالَ: وانشعَّ الذِّئْب فِي الْغنم، وانشلَّ فِيهَا، وانشنَّ، وأغار فِيهَا واستغار، بِمَعْنى وَاحِد. عَمْرو عَن أَبِيه: يُقَال لبيت العنكبوت الشَّعّ وحُقَّ الكَهُول. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الشَّعشع والشعشان: الطَّوِيل. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: الشَّعشاع الْحسن، وَيُقَال الطَّوِيل. وَقَالَ ذُو الرُّمة: إِلَى كلِّ مشبوح الذراعين تُتقى بِهِ الْحَرْب شعشاع وَآخر فَدغمِ وَقَالَ اللَّيْث: الشعشعان من كلِّ شيءٍ: الطويلُ الْعُنُق. وَيُقَال شعشعتُ الشرابَ، إِذا مزجته بِالْمَاءِ. وَيُقَال للثريدة الزُّريقاء: شعشِعها بالزيت. وروى شمر بِإِسْنَاد لَهُ حَدِيث وَاثِلَة بن الْأَسْقَع، أَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (ثرد ثريدة ثمَّ شعشعها ثمَّ لبقها ثمَّ صَعَنَبها) قَالَ شمر: وَقَالَ ابْن الْمُبَارك: شعشعها: خلط بَعْضهَا بِبَعْض كَمَا يُشعشع الشَّرَاب بِالْمَاءِ إِذا مزج بِهِ. قَالَ: وَيَقُول الْقَائِل للثريدة الزريقاء: شعشعها بالزيت. قَالَ شمر: وَقَالَ بَعضهم: شعشع الثريدة إِذا رفع رَأسهَا، وَكَذَلِكَ صعلكها وصعنبها. قَالَ: وروى أَبُو دَاوُد عَن ابْن شُمَيْل: شعشع الثريدة إِذا أَكثر سَمنَها. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم شعشعها طوّل رَأسهَا، من الشعشاع، وَهُوَ الطَّوِيل من النَّاس. قلت: وروى أَبُو عبيد هَذَا الْحَرْف فِي حَدِيث وَاثِلَة: (ثمَّ سغسَغَها) بِالسِّين والغين أَي رَوَاهَا دسماً. وَهَكَذَا قَالَه ابْن الْأَعرَابِي. وَيُقَال: شَعَّ بولَه يشُّعه، فرَّقه، فشع يشِعُّ إِذا انْتَشَر. وشععنا عَلَيْهِم الْخَيل نشُعُّها. أَبُو عبيدٍ عَن الْفراء: الشَّعَاع: المتفرق، يُقَال: تطايَر القومُ شعاعاً، إِذا تفَرقُوا. وتطايرت الْعَصَا شعاعاً، إِذا تكسرتْ قِصَداً. وشَعاعُ السنبل: سَفاه إِذا يبس

باب العين والضاد

مَا دَامَ على السنبل وبَعْدَ انتشاره. وأشعَّ السُّنبلُ، إِذا اكتنزَ حَبُّه وانتشر سفاه. وَيُقَال: ذهبت نَفسِي شَعَاعاً، إِذا انْتَشَر رأيها فَلم تتجه لأمرٍ حزم. وشَعَاع الدَّم: مَا انْتَشَر إِذا استنَّ من خَرق الطَّعنة. وَأنْشد ابْن السّكيت: طعنتُ ابْن عبدِ الْقَيْس طعنةَ ثائرٍ لَهَا نَفذٌ لَوْلَا الشُّعاع أضاءها يَقُول: لَوْلَا انتشار سَنَن الدَّم لأضاءها النفذ حتَّى تُستبان. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يُقَال سقيته لَبناً شَعاعاً أَي ضَيَاحاً أُكثر مَاؤُهُ. قلت: والشعشعة: المَزْج مَأْخُوذ مِنْهُ. وكلُّ مَا مرَّ فِي الشعَاع فَهُوَ بِفَتْح الشين، وَأما ضوء الشَّمْس فَهُوَ الشعاع بِضَم الشين، وَجمعه شُعُعٌ وأشِعّة، وَهُوَ مَا تَرَى من ضوئها عِنْد ذُرورِها مثل القضبان. عمرٌ وَعَن أَبِيه قَالَ: الشُّعشُع: الْغُلَام الْحسن الْوَجْه الْخَفِيف الرُّوح، بِضَم الشينين. (بَاب الْعين وَالضَّاد) عض، ضع: مستعملان عض: أَبُو عبيد: مَا عندنَا أَكال وَلَا عَضَاض، أَي مَا يُعَضّ عَلَيْهِ وَأنْشد شمر: أخْدَرَ سَبْعاً لم يذُق عَضاضا وَقَالَ ابْن بزرج: مَا أَتَانَا من عَضاضٍ وعَضوضٍ ومعضوص، أَي مَا أَتَانَا بِشَيْء نعضُّه. قَالَ: وَإِذا كَانَ القومُ لابِنِينَ فَلَا عَلَيْهِم أَلا يَرَوا عَضاضاً. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (من تَعزَّى بعَزَاء الْجَاهِلِيَّة فأعِضُّوه بهَنِ أَبِيه وَلَا تَكْنُوا) معنى قَوْله (أعضّوه بهَنِ أَبِيه) أَي قُولُوا لَهُ اعضَضْ بأير أَبِيك، وَلَا تكنوا عَن الأير بالهن. وَأمر صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بذلك تأديباً لمن دَعَا دَعْوَة الْجَاهِلِيَّة. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر قَالَ: العِضُّ من الرِّجال: الداهي المنكَر وَقَالَ القطاميّ: أَحَادِيث من عادٍ وجُرهُمَ جمّة يثَوِّرها العِضّانِ زيدٌ ودَغْفَلُ أَرَادَ بالعِضَّين: زيدا النمريّ ودَغفلاً النسّابة، وَكَانَا عالمي الْعَرَب بأنسابها وأيامها وحِكَمها. وَيُقَال: بَرِئت إِلَيْك من العِضاض، إِذا باعَ دابّةً وبرىء إِلَى مشتريها من عَضِّها النَّاس. والعيوب تَجِيء على فِعال بِكَسْر الْفَاء. وَسمعت الْعَرَب تَقول: بِئْر عَضوض وَمَاء عَضوض، إِذا كَانَ بعيد القعر يُستَقى مِنْهُ بالسانية. وَقَالَ ابْن بزرج: يُقَال مَا كَانَت عَضُوضاً وَلَقَد أعضّت، وَمَا كَانَت جُدًّا وَلَقَد أجدَّت، وَمَا كَانَت جَرُوراً وَلَقَد أجَرّت. والعضُّ بالأسنان، وَالْفِعْل عَضِضْتُ وأعَضُّ، الْأَمر مِنْهُ عَضَّ واعضَضْ. ومُلْك عَضوض: شَدِيد فِيهِ عَسْف وعُنْف. والعَضُوض من أَسمَاء الدَّوَاهِي. الحرانيّ عَن ابْن السّكيت قَالَ: العِضُّ: العِضاهُ بِكَسْر الْعين. وَبَنُو فلانٍ مُعِضُّون، إِذا كَانَت إبلُهم ترعى العِضَّ. وأرضٌ

مُعِضّة: كَثِيرَة العِضّ. وبعيرٌ عاضّ. وَقَالَ أَبُو زيد فِيمَا رَوَى عَنهُ ابْن هانىء: العِضاه اسمٌ يَقع على شجرٍ من شجر الشَّوك لَهُ أسماءٌ مُخْتَلفَة يجمعها العِضاه، والعِضاه الْخَالِص مِنْهُ: مَا عظُم واشتدّ شوكه. وَمَا صغُر من شجر الشوك فَإِنَّهُ يُقَال لَهُ العِضّ والشِّرْس. قَالَ: وَإِذا اجْتمعت جموعُ ذَلِك قيل لما لَه شوكٌ من صغاره عِضٌّ وشِرسٌ، وَلَا يُدعَيان عِضاهاً. فَمن العِضاه السمرُ، والعُرفُط، والسَّيَال، والقَرَظ، والقَتَاد الأعظَم، والكَنَهبُل، والسِّدْر، والغافُ، والغَرَب فَهَذِهِ عضاهٌ أجمع. وَمن عِضاه الْقيَاس وَلَيْسَ بالعضاه الْخَالِص: الشَّوحط، والنَبْع، والشِّريان، والسَّرَاء، والنَّشَم، والعُجُرم، والتألب، والغَرَف. فَهَذِهِ كلُّها تُدعى عضاه الْقيَاس وَلَيْسَت بالعضاه الْخَالِص وَلَا بالعِضِّ. وَمن العِضِّ والشِّرس القتاد الْأَصْغَر، وَهِي الَّتِي ثمرتُها نُفّاخة كنُفّاخة العُشَر، إِذا حُرّكت انفقأت. وَمِنْهَا الشُّبْرم، والشِّبرِق، والحاجُ، واللَّصَف، والكلبة، والعِتْر، والثغْرُ. فَهَذِهِ عِض وَلَيْسَت بعضاه. وَمن شجر الشوك الَّذِي لَيْسَ بِعِضِّ وَلَا عِضاه: الشُّكاعَى، والحُلاَوَى، والحاذُ، والكُبّ، والسُّلَّج. وَفِي (النَّوَادِر) : هَذَا بلدٌ بِهِ عِضٌّ وأعضاض وعَضاض، أَي شجرٌ ذُو شوك. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العُضّ بِضَم الْعين: عَلَف الْأَمْصَار، مثل الكُسْب والنَّوى المرضوخ. قَالَ: وَقَالَ الْمفضل: العُضُّ: الْعَجِين. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: العُضّاض عِرنين الْأنف. وَأنْشد غَيره: لما رَأَيْت العبدَ مشرحِفَّا أعدَمته عُضَّاضَهُ والكفّا سَلمَة عَن الْفراء، قَالَ: العُضَاضيُّ: الرجل الناعم اللّين، مَأْخُوذ من العُضاض، وَهُوَ مَا لانَ من الْأنف. وَيُقَال: أعضَّ الحجّام المِحجمَةَ قَفاهُ. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال عضّ الرجل بِصَاحِبِهِ يعَضُّه، إِذا لَزِمَه. وَقَالَ النَّضر: إنّه لعِضُّ مالٍ، إِذا كَانَ حسنَ الْقيام عَلَيْهِ وفلانٌ عِضُّ سفَر: قويٌّ عَلَيْهِ. وعِضُّ قتال. وَأنْشد الْأَصْمَعِي: إنّا إِذا قُدنا لقومٍ عَرضا لم نُبقِ من بغْي الأعادي عِضّا ابْن شُمَيْل: عاضّ الْقَوْم الْعَيْش مُنْذُ الْعَام فَاشْتَدَّ عِضاضهم، أَي اشْتَدَّ عَيشهم. وإنّه لعِضاض عَيْش، أَي صَبورٌ على الشدّة. وغَلَقٌ عِضٌّ: لَا يكَاد ينفتح. الْأَصْمَعِي: مَاء عَضوض: بعيد القعر. ونحوَ ذَلِك قَالَ النَّضر. وقوس عَضوض، إِذا لزِق وترها بكبدها. وَقَالَ أَبُو زيد: الْبِئْر العضوض، هِيَ الضيّقة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: هِيَ الْكَثِيرَة المَاء. وَقَالَ أَبُو خيرة: امْرَأَة عَضوض: لَا ينفُذ فِيهَا الذّكر من ضِيقها. وفلانٌ عِضُّ فلَان وعضيضة، أَي قِرْنه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العَضعَض: العِضُّ الشَّديد. قَالَ: والضَّعضَع: الضَّعِيف.

باب العين والضاد

والتَّعضوض: تمر أسود، التَّاء فِيهِ لَيست بأصلية. وَفِي الحَدِيث أنّ وفْد عبد الْقَيْس قدِموا على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَكَانَ فِيمَا أهدَوا لَهُ قِرَبٌ من تعضوض. وَأنْشد الرياشيُّ فِي صفة النّخل: أسود كاللَّيل تدجّى أخضره مخالط تعضوضه وعُمُره بَرنيَّ عَيدانٍ قليلٍ قِشَره والعُمُر: نخل السكّر. قلت: وَقد أكلت التعضوض بِالْبَحْرَيْنِ فَمَا أعلمني أكلتُ تَمْراً أحمَتَ حلاوةً مِنْهُ، ومنبته هَجَر وقُراها. ضع: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الضّعُّ: تَأْدِيب النَّاقة والجمل إِذا كَانَا قضيبَين. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: هُوَ أَن يُقَال لَهُ ضَعْ ليتأدّب. قَالَ: والضَّعضع: الضَّعِيف. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: رجلٌ ضَعضاع: لَا رَأْي لَهُ وَلَا حَزْم. والضعضاع: الضَّعِيف من كل شَيْء. وَقَالَ غَيره: تضعضعَ فلانٌ، إِذا خضع وذل. وَقد ضعضعه الدَّهْر. وَالْعرب تسمِّي الْفَقِير متضعضِعاً. وَقد تضعضع، إِذا افْتقر. قلت: وأصل الْبَاب من الْوَضع. (بَاب الْعين وَالضَّاد) عص، صع: مستعملان عص: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العَصُّ هُوَ الأَصْل الْكَرِيم، وَكَذَلِكَ الأَصّ. قَالَ: والعَصعَص: عَجْب الذنَبِ، بِفَتْح الْعين وَجمعه عَصاعص. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِي مَوضِع آخر: هُوَ العُصعُص والعَصعَص والعُصَص والعُصُص، لغاتٌ كلُّها صَحِيحَة. وَهُوَ العُصعوص أَيْضا. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: عصَّ الشيءُ، إِذا اشتدّ. صع: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الصَّعصَع: المتفرِّق. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: الصَّعصَع: طَائِر أبرشُ يصيد الجنادب، وَجمعه صعاصع. وَقَالَ الأصمعيّ: الصَّعصعة: التَّفْرِيق. والصَّعصعة: التحريك. وَأنْشد لأبي النَّجْم: تحسبه يُنْحِى لَهَا المعاولا ليثاً إِذا صعصعته مُقَاتِلًا أَي حرَّكتَه لِلْقِتَالِ. وَقَالَ أَبُو النَّجْم أَيْضا فِي التَّفْرِيق: ومُرثعِنّ وَبْلُهُ يصعصِعُ أَي يفرّق الطَّيرَ وينفّرُه. قلت: وَأَصله من صاعه يَصُوعه، إِذا فرَّقه. وَقَالَ أَبُو سعيد: تصعصع وتضعضع بِمَعْنى وَاحِد، إِذا ذلَّ وخضع. قَالَ: وَسمعت أَبَا الْمِقْدَام السّلمِيّ يَقُول: تصرّع الرجل لصَاحبه وتضرّع، إِذا تذلَّل واستخذى. وَقَالَ أَبُو السميدع: تصعصع الرجُل، إِذا جبُن. قَالَ: والصَّعصعة: الفَرَق. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: صعصعهم حرَّكهم. وَقَالَ أَيْضا: إِذا فرَّق مَا بَينهم.

باب بالعين والسين

وَقَالَ الأصمعيُّ: الزعزعة، والصعصة، بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ أَبُو الْحسن اللِّحياني: صعصعَ رأسَه بالدُّهن وصَغْصغَه، إِذا روّاه وروّغه. وَقَالَ أَبُو سعيد: الصعصعة: نَبت يُستمشَى بِهِ. وَقَالَ إِسْحَاق بن الْفرج: قَالَ أَبُو الْوَازِع: قَالَ اليمامي: هُوَ نبْتٌ يشرب مَاؤُهُ للمَشْي. (بَاب بِالْعينِ وَالسِّين) عس، سع: مستعملان. عس: قَالَ الله تَعَالَى: {ُِالْكُنَّسِ وَالَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ وَالصُّبْحِ إِذَا} (التّكوير: 17 18) قَالَ ابْن جُريج: قَالَ مُجَاهِد فِي قَوْله: {الْكُنَّسِ وَالَّيْلِ إِذَا} قَالَ: هُوَ إقباله. وَقَالَ قَتَادَة: هُوَ إدباره وَإِلَيْهِ ذهب الكلبيّ. قَالَ الْفراء: اجْتمع المفسِّرون على أَن معنى عسعس أدبَر. قَالَ: وَكَانَ بعض أَصْحَابنَا يزْعم أَن عسعَسَ مَعْنَاهُ دنا من أوّله وأظلم. وَكَانَ أَبُو الْبِلَاد النحويّ ينشد بَيْتا: عسعسَ حتَّى لَو يَشَاء ادَّنا كَانَ لَهُ من ضَوئِه مَقْبِسُ قَالَ: ادَّنا: إذْ دنا، فأدغم. قَالَ الْفراء: وَكَانُوا يُرَون أنّ هَذَا الْبَيْت مَصْنُوع. وَكَانَ أَبُو حَاتِم وقطرب يذهبان إِلَى أنَّ هَذَا الْحَرْف من الأضداد. وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة يَقُول ذَلِك أَيْضا: عسعس الليلُ أَي أقبل، وعسعسَ إِذا أدبر. وَأنْشد: مدّرعات اللّيل لمّا عسعَسا أَي أقبلَ. وَقَالَ الزِّبرقان: وردتُ بأفراس عتاقٍ وفتيةٍ فوارِطَ فِي أعجازِ ليل معسعسِ أَي مُدبر. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق بن السريّ: عسعس الليلُ إِذا أقبل، وعسعس إِذا أدبر. قَالَ: والمعنيان يرجعان إِلَى أصلٍ وَاحِد، وَهُوَ ابْتِدَاء الظلام فِي أوّله وإدباره فِي آخِره. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: العسعسة: ظلمَة اللَّيْل كلّه، وَيُقَال إدباره وإقباله. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: وَهَذَا هُوَ الِاخْتِيَار. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: العَسوس النَّاقة الَّتِي إِذا ثارت طوفت ثمَّ دَرَّت. ونحوَ ذَلِك قَالَ أَبُو عبيد. وَقَالَ آخَرُونَ: نَاقَة عسوس، إِذا ضجرت وساء خلقُها عِنْد الْحَلب. وَأنْشد أَبُو عبيدٍ لِابْنِ أحمرَ الْبَاهِلِيّ: وراحت الشَّولُ وَلم يحبُها فحلٌ وَلم يعتسَّ فِيهَا مُدِرّ قَالَ شمِر: قَالَ الهُجَيمي: لم يعتسَّها: لم يطْلب لَبنهَا. وَقَالَ اللَّيْث: المَعَسُّ، الْمطلب. وَأنْشد قولَ الأخطل: مُعقَّرة لَا تنكرُ السيفَ وسْطَها إِذا لم يكن فِيهَا مَعَسٌّ لحالبِ أَبُو زيد: عسست الْقَوْم أعُسُّهم، إِذا أطعمتَهم شَيْئا قَلِيلا، وَمِنْه أَخذ العَسوس

من الْإِبِل. وَقَالَ الْفراء: العَسُوس من النَّاس: الَّتِي لَا تُبالي أَن تدنُوَ من الرِّجَال. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: إنّه لعسوسُ من الرّجال إِذا قلَّ خَيره. وَقد عَسَّ عليّ بخيره، وإنَّ فِيهِ لعُسُساً قَالَ: والاعتساس والاعتسام: الِاكْتِسَاب. وَقَالَ ابْن المظفر: العَسُّ: نَفض اللَّيل عَن أهل الرِّيبة؛ يُقَال عسّ يعُسُّ عَسًّا فَهُوَ عاسّ. قَالَ: والعاسّ اسمٌ يَقع على الْوَاحِد وَالْجمع. قلت: العاسّ وَاحِد وَجمعه العَسَس، كَمَا يُقَال خَادِم وخدَم، وحارس وحرس. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: العُسُّ: القَدح الَّذِي يعبّ فِيهِ الِاثْنَان وَالثَّلَاثَة والعِدّة. قَالَ: والرِّفد أكبر مِنْهُ. وَقَالَ أَيْضا: العُسُس: التُّجار الحُرصاء، والعُسُس: الْآنِية الْكِبَار. قَالَ: والعَسِيس: الذِّئْب الْكثير الْحَرَكَة. أَبُو عبيد: من أمثالهم فِي الحثّ على الْكسْب قَوْلهم: (كلبٌ عَسَّ خيرٌ من كلبٍ ربَضَ) ، وَبَعْضهمْ يَقُول: (كلبٌ عاسٌّ خير من كلب رابضٍ) . والعاسُّ: الطَّالِب، يُقَال عَسّ يعُسُّ إِذا طلب. والذِّئب العَسوس: الطَّالِب للصَّيد. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال للذِّئب العَسعَسُ لأنّه يعُسّ بِاللَّيْلِ ويَطلُب، وَقَالَ لَهُ العسعاس. والقنافذ يُقَال لَهَا العَساعِس؛ لكثرةِ تردُّدها بِاللَّيْلِ. وَيُقَال: عسعس فلانٌ الأمرَ، إِذا لبَّسه وعمّاه، وَأَصله من عسعسة اللَّيْل. وَيُقَال: جَاءَ بِالْمَالِ من عَسِّهِ وبَسِّه، أَي من طلبه وجهده. قَالَ: وعَسْعَسُ: موضعٌ مَعْرُوف فِي بِلَاد الْعَرَب. وعسعسٌ: اسْم رجل. وَقَالَ اللَّيْث: عسعست السحابةُ، إِذا دنت من الأَرْض، لَا يُقَال ذَلِك إلاّ بِاللَّيْلِ فِي ظلمَة وبَرق. وَقَالَ أَبُو الْوَازِع: العُسُّ: الذّكر. وَأنْشد: لاقت غُلَاما قد تشظّى عُسُّهُ مَا كَانَ إلاّ مَسُّه فدسُّهُ قَالَ: عُسُّه: ذكَره. وَيُقَال: اعتسستُ الشَّيْء، واحتسستُهُ، واقتسستُه، واشتممته، واهتممته، واختششته. وَالْأَصْل فِي هَذَا أَن تَقول: شمِمتُ بلد كَذَا وخَشَشته، إذَا وطئته فعَرفتَ خِبرته. وَيُقَال: عسَّ عليَّ خَبَرُ فلَان، أَي أَبْطَأَ. سع: أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: السَّعِيع: الشَّيلَم. قَالَ: وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: السَّعيع: الرَّدِيء من الطَّعَام. وَقَالَ ابْن بُزرج: طعامٌ مسعوع من السَّعيع، وَهُوَ الَّذِي أصابَه السَّهام. وَفِي حَدِيث عمر أَنه سَافر فِي عقب رَمَضَان فَقَالَ: (إنّ الشَّهْر قد تَسعسَعَ فَلَو صُمْنا بقيّته) قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله (تَسَعسعَ) ، أَي أدبرَ وفَنِيَ إلاّ أقلَّه. وَكَذَلِكَ يُقَال للْإنْسَان إِذا كبِر حتّى يهرمَ ويولّيَ: قد تسعسَعَ. وَأنْشد لرؤبة يذكر امْرَأَة تخاطب صَاحِبَة لَهَا، فَقَالَ يذكرهَا:

باب العين والزاي

قَالَ وَمَا تألو بِهِ أَن ينفعا يَا هندُ مَا أسرعَ مَا تسعسعا يَعْنِي أنّها أخبرتْ صاحبتَها عَن رؤبة أَنه قد أدبَر وفني. ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: السعسعة الفَنَاء. ونحوَ ذَلِك قَالَ ابنُ الْأَعرَابِي. وَقَالَ الْفراء: سعسعتُ بالعَناقِ، إِذا زجرتَها فَقلت لَهَا: سَعْ سَعْ. وَقَالَ غَيره: سعسع شعرَه وسغسغه، إِذا روّاه بالدُّهن. أَبُو الْوَازِع: تسعسعت حَاله، إِذا انحطّت. وتسعسعت فَمه، إِذا انحسرت شفتُه عَن أَسْنَانه. شمر عَن أبي حَاتِم: تسعسع الرجلُ، إِذا اضطربَ وأسنَّ. وَلَا يكون التسعسُع إلاّ باضطراب مَعَ الْكبر. وَقد تسعسعَ عُمره. وَقَالَ عَمْرو بن شأس: وَمَا زَالَ يُزْجِي حبَّ ليلى أمامَه وليدَين حَتَّى عُمْره قد تسعسعا وكلُّ شَيْء بلي وتغيّر إِلَى الْفساد فقد تسعسع. وَقَالَ شمر: من روى حَدِيث عمر: (إنَّ الشَّهْر قد تشعشع) ، وَذهب بِهِ إِلَى رقَّة الشَّهر وقلَّة مَا بَقِي مِنْهُ، كَمَا يُشعشَع اللبنُ وَغَيره إِذا رُقِّق بِالْمَاءِ، كَانَ وَجها. (بَاب الْعين وَالزَّاي) عز، زع: مستعملان عز: الْعَزِيز من صِفَات الله جلّ وعزّ وأسمائه الْحسنى. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق بن السريّ: الْعَزِيز فِي صفة الله تَعَالَى: الْمُمْتَنع، فَلَا يغلبه شَيْء. وَقَالَ غَيره: هُوَ القويّ الْغَالِب على كلّ شَيْء، وَقيل: هُوَ الَّذِي لَيْسَ كمثله شَيْء. وَيُقَال مَلكٌ أعزّ وعزيزٌ، بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِى فِى} (ص: 23) مَعْنَاهُ غلبني. وَقَرَأَ بَعضهم: (وعازني فِي الْخطاب) أَي غالبني. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت قَالَ: يُقَال عزّه يعزُّه، إِذا غَلبه وقهره. وَأنْشد فِي صفة جمل: يَعُزُّ على الطَّرِيق بمنكِبَيْهِ كَمَا ابتركَ الخليعُ على القِداح يَقُول: يغلب هَذَا الجملُ الإبلَ على لُزُوم الطَّرِيق، فشبَّه حرصَه على لُزُوم الطَّريقِ وإلحاحَه على السَّير، بحِرص هَذَا الخليعِ على الضَّرب بِالْقداحِ، لعلَّه أَن يسترجعَ بعضَ مَا ذهبَ من مَاله. والخليع: المخلوع المقمور مَاله. وَأما قَول الله عزّ وجلّ: {اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا} (يس: 14) فَمَعْنَاه قوّيناه وشدّدناه. وَقَالَ الْفراء: وَيجوز (عزَزنا) مخفّفاً بِهَذَا الْمَعْنى، كَقَوْلِك شدَدنا قَالَ: وَيُقَال عَزَّ يَعَزّ، بِفَتْح الْعين من يَعزّ، إِذا اشتدّ. وَيُقَال عزّ كَذَا وَكَذَا، جامعٌ فِي كل شَيْء، إِذا قلّ حتَّى لَا يكَاد يُوجد. وَهُوَ يَعِزُّ بِكَسْر الْعين عِزَّةً فَهُوَ عَزِيز. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: يُقَال عزّ الرجل يعِزّ عِزًّا وعِزّة إِذا قوىَ بعد ذلّة. وعززت عَلَيْهِ

أعِزّ عِزًّا وعَزَازة. قَالَ: وعَزَّت النَّاقة تعُزُّ عُزوزاً فَهِيَ عَزُوزٌ، إِذا كَانَت ضيّقة الإحليل. قَالَ: وأعززتُ الرجل: جعلتُه عَزِيزًا. وأعززته: أكرمته وأحببته. وَأَخْبرنِي الإياديّ أَنه وجد شمراً يضعِّف قَول أبي زيد فِي قَوْله أعززته أَي أحببته. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: شَاة عَزوز: ضيّقة الإحليل لَا تُدرّ حتَّى تحلب بِجهْد. وَقد أعزّت، إِذا كَانَت عَزُوزاً. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال تعزَّزَتْ، لهَذَا الْمَعْنى. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: إِذا استبانَ حملُ الشَّاة وعظُم ضرعُها قيل رمّدت، وأعزّت وأضرعَت، بِمَعْنى وَاحِد. وَقَول الله عزّ وجلّ: {الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الاَْعَزُّ مِنْهَا} (المنَافِقون: 8) وقرىء: (ليَخُرجَنَّ الْأَعَز مِنْهَا الْأَذَل) أَي ليخرجن الْعَزِيز مِنْهَا ذليلا، فَأدْخل الْألف وَاللَّام على الْحَال. وَقَالَ: جلّ وعزّ: {فَسَوْفَ يَأْتِى اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} (المَائدة: 54) يَقُول: يتذللون للْمُؤْمِنين وَإِن كَانُوا أعزة، ويتعززون على الْكَافرين وَإِن كَانُوا فِي شرف الأحساب دونهم. وَالْعرب تَقول: (إِذا عزّ أَخُوك فهُنْ) ، الْمَعْنى إِذا غلبك وقهرَك فَلم تقاومْه فتواضعْ لَهُ؛ فَإِن اضطرابك عَلَيْهِ يزيدك ذُلاًّ. وَمن كَلَام الْعَرَب: (مَن عَزّ بَزّ) وَمَعْنَاهُ من غَلَب سَلب. والعَزَاز: الأَرْض الضُّلبة. وَيُقَال للمطر الوابل إِذا ضربَ الأرضَ السهلةَ بغيبتها فشدّدها حتَّى لَا تَسُوخ فِيهَا القوائم وَيذْهب وعوثتها: قد شدّد مِنْهَا وعزّزَ مِنْهَا. وَقَالَ: عزّزَ مِنْهُ وَهُوَ معطي الإسهالْ ضربُ السوارى متْنَه بالتَّهتال وَيُقَال أعززنا: أَي وقَعنا فِي الأَرْض العَزاز، كَمَا يُقَال أسهلنا، أَي وقعنا فِي أَرض سهلة. وَفِي الحَدِيث أنّه (استُعِزَّ برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ) . قَالَ أَبُو عَمْرو: واستُعِزَّ بفلان، أَي غُلِب، يُقَال ذَلِك فِي كل شيءٍ من مرضٍ أَو عاهة. قَالَ: واستعزَّ الله بفلانٍ. واستَعزَّ فلانٌ بحقّي، أَي غلبني. وفلانٌ مِعزازُ الْمَرَض، إِذا كَانَ شديدَ الْمَرَض. وَيُقَال لَهُ أَيْضا إِذا مَاتَ: استُعِزَّ بِهِ. وَفِي حَدِيث ابْن عمر (أنّ قوما اشْتَركُوا فِي لحم صيدٍ وهم مُحرمون، فسألوا بعض أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عمّا يجب عَلَيْهِم، فَأمر كلّ واحدٍ مِنْهُم بكفّارة ثمَّ سَأَلُوا عمر وَأخبروه بِفُتْيَا الَّذِي أفتاهم، فَقَالَ: إِنَّكُم معزَّزٌ بكم) ، أَي مشدّد بكم، ومثقَّل عَلَيْكُم الْأَمر. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: العِزُّ: الْمَطَر الشَّديد الوابل. قَالَ: والعَزَّاء: الشدّة. وَقَالَ الْفراء: يُقَال للْأَرْض العَزَاز عَزّاءُ أَيْضا. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: العَزَاز: مَا غلظ من الأَرْض وأسرع سيلُ مطره، يكون من القِيعان والصَّحاصح وأسناد الْجبَال والآكام وَظُهُور القِفاف. وَقَالَ العجّاج:

من الصَّفا العاسي ويَدهَسْنَ الغَدَرْ عَزَازَه ويهتمِرْن مَا انْهمَرْ وتعزَّز لحمُ النَّاقة، إِذا اشتدّ وصلُب. وَقَالَ أَبُو عَمْرو فِي مسَائِل الْوَادي: أبعدها سيلا الرَّحَبة، ثمَّ الشُّعبة، ثمَّ التَّلْعة، ثمَّ المِذْنب، ثمَّ العَزَازة. وَقَالَ الفرّاء: العَزَّة: بنت الظَّبية، وَبهَا سمِّيت الْمَرْأَة عَزّة. وَقَالَ أَبُو عبيدةَ فِي كتاب (الْخَيل) : العزيزاء وهما عُزَيزاوا الْفرس: مَا بَين جَاعِرَتَيْهِ. وَقَالَ أَبُو مَالك: العُزَيزاء: عصبَة رقيقَة مركّبة فِي عظم الخَوْران إِلَى الورك. وَأنْشد فِي صفة الْفرس: أمِرَّت عُزيزاهُ ونيطت كُرومهُ إِلَى كفلٍ رابٍ وصُلْبٍ موثِّقِ قَالَ: والكرمة: رَأس الْفَخْذ المستديرُ كأنّه جَوْزة، وموضعها الَّذِي تَدور فِيهِ من الورك القَلْت. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: يُقَال للعنز إِذا زُجرتْ: عَزْ عَزْ، وعزعزتُ بهَا فَلم تَعَزعَز، أَي لم تتنحَّ. ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: العَزعزُ الْغَلَبَة. قَالَ: والزَّعزع الفالوذ. قَالَ: وعزّ المَاء يعزّ، وعزّت القَرحة تَعِزّ، إِذا سَالَ مَا فِيهَا وَكَذَلِكَ مَذَع وبَذَعَ، وصَهَى، وهمى، وفزّ، إِذا سَالَ وَيُقَال عَزُزت النَّاقة، إِذا ضَاقَ إحليلُها وَلها لبنٌ كثير. قلت: أظهر التَّضْعِيف فِي عَزُزت، وَلَيْسَ ذَلِك بِقِيَاس. وَقَول الله جلّ وعزّ: {الْكُبْرَى أَفَرَءَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى} (النّجْم: 19) جَاءَ فِي التَّفْسِير أَن اللاتَ صنَم كَانَ لثقيف، وَأَن العُزَّى سمُرةٌ كَانَت لغطَفانَ يعبدونها، وَكَانُوا بنَوْا عَلَيْهَا بَيْتا وَأَقَامُوا لَهَا سَدَنة، فَبعث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَالِد بن الْوَلِيد إِلَيْهَا، فهدم الْبَيْت وأحْرق السَّمُرة. والعُزَّى: تَأْنِيث الأعزّ، مثل الْكُبْرَى والأكبر. والأعزُّ بِمَعْنى الْعَزِيز، والعُزَّى بِمَعْنى العزيزة. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: إنّما فلانٌ عنزٌ عَزُوزٌ لَهَا دَرٌّ جَمٌّ، إِذا كَانَ كثير المَال شحيحاً والعزوز: الضيّقة الإحليل. وَقَالَ ابْن شُميل: شاةٌ عَزوزٌ بيِّنة العِزاز. زع: يُقَال للرِّيح الشَّدِيدَة الَّتِي تقلع الْأَشْجَار وتحرّكها تحريكاً شَدِيدا: ريح زَعزعانٌ وزَعْزَعٌ وزَعزاع، كل ذَلِك مسموع من الْعَرَب، والجميع الزعازع. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: وراحتْه بَلِيلٌ زَعزَعُ وزعزعتُ الشيءَ، إِذا أرَغْتَ إِزَالَته من مُثَبَّته فحرّكتَه تحريكاً. وَقَالَ: لزُعزِعَ من هَذَا السَّريرِ جوانبُه والزَّعزاعة: الكتيبة الْكَثِيرَة الْخَيل. وَقَالَ زهَيرٌ يمدح رجلا: يُعطِي جزيلاً ويسمو غير متّئدٍ بِالْخَيْلِ للْقَوْم فِي الزَّعزاعة الجُولِ أَرَادَ فِي الكتيبة الَّتِي يتحرَّك جُولها، أَي ناحيتها، وتترمّز. فأضاف الزعزاعة إِلَى الجول. وزعزعت الإبلَ، إِذا سُقتَها سَوْقاً عنيفاً. وسَيرٌ زَعزَعٌ: شَدِيد. أَبُو عَمْرو والأصمعيّ: الزَّعازع والزّلازل

باب العين والطاء

هِيَ الشدائد. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال للفالوذ الزَّعزَع، والمُزَعزَع، والملوَّص، والمزَعفَر، واللَّمْص. (بَاب الْعين والطاء) عط، طع: مستعملان. عط: أَبُو الْعَبَّاس عَن (ابْن) الْأَعرَابِي قَالَ: الأعطّ: الطَّوِيل. قَالَ: والعطعطة: صِياح المُجّان. وَقَالَ اللَّيْث: العطعطة: حِكَايَة أصوات المُجّان إِذا قَالُوا عِيط عِيط عِنْد الْغَلَبَة. فَيُقَال: هم يعطعطون. الحَرّاني عَن ابْن السّكيت قَالَ: العُطعُط: الجَدْي، وَيُقَال لَهُ العُتعُتُ أَيْضا. والعَطُّ: شَقُّ الثَوب. يُقَال عَطّ ثوبَه فانعطَّ. وعَطِّطْه، أَي شقِّقْه. وَيُقَال: ليثٌ عَطَاط: جسيمٌ شَدِيد. قَالَ ذَلِك أَبُو عَمْرو، وَأنْشد قَول المتنخل: وَذَلِكَ يَقتُل الفِتيانَ شفعاً ويسلُب حُلّةَ اللَّيث العَطَاطِ أَبُو عبيد عَن أبي زيد: انعطَّ العُود انعطاطاً، إِذا تننَّى من غير كسر يَبين. وَقَالَ غَيره: العَطُّ فِي الْفِعْل، والعَتُّ فِي القَوْل. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: عطَّ فلانٌ فلَانا إِلَى الأَرْض يعُطُّه عَطًّا، إِذا صَرَعه. ورجلٌ معطوط معتوت، إِذا غُلِبَ قولا وفعلاً. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: العُطُطُ: الملاحف المقطّعة. طع: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: الطَّعُّ: اللَّحس. قَالَ: والطَّعطَع من الأَرْض: المطمئن. وَقَالَ اللَّيْث: الطعطعة: حِكَايَة صَوت اللاطع والناطع والمتمطِّق، وَذَلِكَ إِذا ألصقَ لسانَه بِالْغَارِ الْأَعْلَى ثمَّ لَطع من طيب شَيْء أكله. (بَاب الْعين وَالدَّال) عد، دع: مستعملان عد: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّ أبيضَ بن حَمَّالٍ المأْرِبيّ قدِمَ عليهِ، فاستقطعه الْملح الَّذِي بمأرب، فأقطعَه إيّاه، فَلَمَّا ولَّى قَالَ رجلٌ: يَا رَسُول الله أَتَدْرِي مَا أقطعته؟ إِنَّمَا أَقْطعت لَهُ المَاء العِدَّ. قَالَ: فرجعَه مِنْهُ. قَالَ ابْن المظفّر: العِدّ: مَوضِع يتَّخذه النَّاس يجْتَمع فِيهِ مَاء كثير، والجميع الْأَعْدَاد. قَالَ: والعِدُّ: مَاء يُجمَع ويُعَدّ. قلت: غلط الليثُ فِي تَفْسِير العِدّ، وَالصَّوَاب فِي تَفْسِير العِدّ مَا رَوَاهُ أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ أَنه قَالَ: المَاء العِدّ: الدَّائِم الَّذِي لَا انْقِطَاع لَهُ، مثل مَاء الْعين وَمَاء الْبِئْر. وَجمع العِدّ أعداد، وَأنْشد لذِي الرمة يذكر امْرَأَة حضرتْ مَاء عِدّاً بَعْدَمَا

نشّت مِياه الغُدران فِي القيظ، فَقَالَ: دعت ميَّةَ الأعدادُ واستبدلت بهَا خَناطيل آجالٍ من العِين خُذَّلِ استبدلت بهَا، يَعْنِي منازلها الَّتِي ظعنت عَنْهَا حَاضِرَة أعداد الْمِيَاه، فخالفها إِلَيْهَا الْوَحْش وأقامت فِي منازلها. قَالَ شمر: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: العِدّ الْقَدِيمَة من الركايا. قَالَ: وَمِنْه قَوْلهم: حسَبٌ عِدٌّ، أَي قديم. وَأنْشد: فوردَتْ عِدًّا من الْأَعْدَاد أقدمَ من عادٍ وَقوم عادِ قَالَ: وَقَالَ أَبُو عدنان: سَأَلت أَبَا عُبَيْدَة عَن المَاء العِدّ فَقَالَ لي: المَاء العِدّ بلغَة تَمِيم: الْكثير. قَالَ: وَهُوَ بلغَة بكر بن وَائِل: المَاء الْقَلِيل. قَالَ: بَنو تَمِيم يَقُولُونَ: المَاء العدّ مثل كاظمة جاهليٌّ إسلاميّ لم يَنزَح قطّ. قَالَ: وَقَالَت لي الْكلابِيَّة: المَاء العِدّ الرَّكيّ. يُقَال أمِن العِدِّ هَذَا أم من مَاء السَّمَاء؟ وأنشدتني: وَمَاء لَيْسَ من عِدِّ الركايا وَلَا حلَب السماءِ قد استقيت وَقَالَت: ماءُ كلِّ ركية عِدٌّ، قلَّ أَو كثُر. وَقَالَ أَبُو زيد: حسبٌ عِدٌّ، أَي قديم. وَقَالَ الحطيئة: والحسَبُ العِدُّ وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال انْقضت عِدّةُ الرجل، إِذا انْقَضى أجَله، وَجَمعهَا العِدَد. وَمثله انْقَضتْ، مُدّته، وَهِي المُدَد. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال: هَذَا عِدادُه وعِدُّه، ونِدُّه ونديده، وبِدّه وبديده، وسِيُّه، وزِنُّه وزَنّه، وحَيدُه وحِيدُه، وغَفْره وغَفَره، ودِنُّه، أَي مثله. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (مَا زَالَت أُكْلة خَيبر تُعادُّني، فَهَذَا أوانَ قطعَتْ أبهَري) : قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيّ: هُوَ من العِداد، وَهُوَ الشَّيْء الَّذِي يَأْتِيك لوقتٍ، مثل الحُمَّى الرِّبْع والغِبّ؛ وَكَذَلِكَ السمّ الَّذِي يقتل لوقتٍ. وَأنْشد: يلاقي من تذكُّر آل ليلى كَمَا يلقى السَّليمُ من العِدادِ وَمعنى قَوْله (تعادُّني) أَي تراجعني بألم السمّ فِي أَوْقَات مَعْدُودَة، كَمَا قَالَ النَّابِغَة فِي حيّة عضّت رجلا فَقَالَ: تطلّقه حينا وحيناً تراجعُ وَأما قَول الهذليّ فِي الْعداد: هَل أنتِ عارفةُ الْعداد فتُقصِرِي فَمَعْنَاه هَل تعرفين وَقت وفاتي. وَقَالَ ابْن السّكيت: إِذا كَانَ لأهل الْمَيِّت يومٌ أَو لَيْلَة يجْتَمع فِيهِ النِّساء للنياحة عَلَيْهِ فَهُوَ عِدادٌ لَهُم. وَيُقَال: فلانٌ عِدادُه فِي بني فلانٍ إِذا كَانَ ديوانُه مَعَهم. ثَعْلَب عَن عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: العِداد والبِداد: المناهدة. قَالَ: وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: فلانٌ عِدُّ فلانٍ وبِدُّه أَي قِرنه، والجميع

أعدادٌ وأبداد. والعدائد: النظراء، واحدهم عديد. أَبُو عُبَيْدَة عَن الْأَصْمَعِي: عِداد الْقوس: صَوتهَا. وَقَالَ غَيره: العِدّة جمَاعَة قلّت أَو كثرت يُقَال: رَأَيْت عدّة رجال وعدّة نسَاء. والعِدّة: مصدر عددت الشَّيْء عدا وعدة. وَالْعدة عدّة الْمَرْأَة شهوراً كَانَت أَو أَقراء أَو وضع حَمْل كَانَت حملتْه من الَّذِي تعتدّ مِنْهُ. يُقَال: اعتدَّت الْمَرْأَة عِدَّتَها من وَفَاة زَوجهَا وَمن تطليقه إِيَّاهَا اعتداداً. وَجمع العِدّة عِدَد، وأصل ذَلِك كلّه من العَدّ. والعَدَدُ فِي قَوْله جلّ وعزّ: {لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَىْءٍ} (الجنّ: 28) لَهُ مَعْنيانِ: أَحدهمَا: أحصى أَي أحَاط علمُه بِكُل شَيْء عددا أَي معدوداً، فَيكون نَصبه على الْحَال. يُقَال عددت الدَّرَاهِم عدًّا. وَمَا عُدَّ فَهُوَ مَعْدُود وعَدَد، كَمَا يُقَال نفضتُ ثَمَر الشّجر نفْضاً، والمنفوض نَفَض. وَيجوز أَن يكون معنى قَوْله {لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَىْءٍ} (الجنّ: 28) أَي أَحْصَاهُ إحصاءً. فالعدد اسْم من العدّ أقيم مقَام الْمصدر الَّذِي هُوَ معنى الإحصاء، كَمَا قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: ورُضْتُ فذلّتْ صعبةً أيَّ إذلالِ والعديد: الْكَثْرَة، يُقَال مَا أَكثر عديدَ بني فلَان. وَبَنُو فلانٍ عديدُ الْحَصَى، إِذا كَانُوا لَا يُحصَون كَثْرَة كَمَا لَا يُحصَى الْحَصَى. وَيُقَال: هَذِه الدَّرَاهِم عَديدُ هَذِه الدراهِم، إِذا كَانَت بعددها. وَيُقَال: إنَّهم ليتعادُّون على عشرَة آلَاف أَي يزِيدُونَ عَلَيْهَا فِي الْعدَد. وَيُقَال هم يتعادُّون كَذَا وَكَذَا رَجلاً ويتعدّدون بمعناها. وَقَالَ اللَّيْث: هم يتعدَّدون على عشرةِ آلَاف، أَي يزِيدُونَ عَلَيْهَا فِي الْعدَد. وَيُقَال: هم يتعادُّون، إِذا اشْتَركُوا فِيمَا يعادُّ بِهِ بعضُهم بَعْضًا من المكارم وَغَيرهَا. والعُدَّة: مَا أعِدَّ لأمرٍ يحدُث، مثل الأُهبة. يُقَال أَعدَدْت لِلْأَمْرِ عُدَّتَه. وَقَالَ أَبُو عبيد: العِدَّان: الزَّمان. وَأنْشد قَول الفرزدق: ككِسرى على عِدَّانه أَو كقيصرا وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال كَانَ ذَلِك فِي عِدّان شبابه وعِدَّان مُلكه، وَهُوَ أفضلُه وأكثرُه. قَالَ: واشتقاقه من أَن ذَلِك كَانَ مهيّأً مُعَدًّا. قلت: وَأما العِدَّانُ الَّذِي هُوَ جمع عتود، فَهُوَ مفسَّر فِي أَبْوَاب الثلاثي الصَّحِيح من الْعين. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: العديدة: الحِصَّة، والعدائد: الحِصَص فِي قَول لبيد: تطير عدائد الأشراك شفعاً ووتراً والزعامةُ للغلامِ قَالَ شمر: وَقيل العدائد الَّذين يعادُّ بعضُهم بَعْضًا فِي الْمِيرَاث. وأمّا قَول أبي دُوَاد فِي صفة الْفرس: وطِمِرَّةٍ كِهراوة ال أعزابِ لَيْسَ لَهَا عَدائدْ فَمَعْنَاه لَيْسَ لَهَا نَظَائِر. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: العَدْعَدة: العَجَلة. أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه: العُدّ

والعُدّة: البَثْر يخرج على وُجُوه المِلاَح، يُقَال قد استَمْكَتَ العُدّ فاقْبَحْه، أَي ابيضّ رَأسه من الْقَيْح فافضخه حَتَّى تمسح عَنهُ قيْحه. وَقَالَ أَبُو العمثيل: العِداد: يَوْم الْعَطاء وَيَوْم العَرْض. وَأنْشد شمر لجهم بن سَبَل: من الْبيض العقائل لم يقصِّر بهَا الْآبَاء فِي يَوْم العِدادِ قَالَ شمر: أَرَادَ فِي يَوْم الفخار ومعادّة بَعضهم بَعْضًا. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يُقَال أتيتُ فلَانا فِي يَوْم عِدَاد، أَي يَوْم جُمُعَة أَو فِطر أَو عيد. وَالْعرب تَقول: مَا يأتينا فلانٌ إِلَّا عِدادَ الْقَمَر الثريا، وإلاَّ قِرانَ الثريا؛ أَي مَا يأتينا فِي السّنة إِلَّا مرّة. وأنشدني الْمُنْذِرِيّ وَذكر أنَّ أَبَا الْهَيْثَم أنْشدهُ: إِذا مَا قَارن القمرُ الثريا لثالثةٍ فقد ذهبَ الشتاءُ قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: وَإِنَّمَا يقارن الْقَمَر الثريا ليلةَ ثالثةٍ من الهِلال، وَذَلِكَ أوّلَ الرّبيع وَآخر الشتَاء. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال بِهِ عِدادٌ من اللَّمَم وَهُوَ شبه الْجُنُون يَأْخُذ الْإِنْسَان فِي أَوْقَات مَعْلُومَة. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال مَا نراكَ إلاّ عِدّةَ الثريا الْقَمَر، أَي فِي عِدّة نزُول الْقَمَر بِالثُّرَيَّا. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال للبغل عَدْ عَدْ، إِذا زجرتَه. قَالَ: وعَدَسْ مثله. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: العدعدة: صَوت القطا، وكأنّه حِكَايَة. وَقَالَ طَرَفة: أرى الْمَوْت أعدادَ النُّفُوس وَلَا أرى بَعيدا غَدا مَا أقربَ اليومَ من غدِ يَقُول: لكلّ إنسانٍ مِيتةٌ فَإِذا ذهبت النُّفُوس ذهبت مِيَتُهم كلُّها. وَقَالَ تَعَالَى: {وَاذْكُرُواْ اللَّهَ فِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ} (البَقَرَة: 203) قَالَ الشَّافِعِي: المعدودات ثَلَاثَة أَيَّام بعد يَوْم النَّحر. ورُوي هَذَا عَن ابْن عَبَّاس، وَهُوَ قَول الضَّحّاك. أَبُو الْهَيْثَم عَن ابْن بزرج: يُقَال فلانٌ إنّما يَأْتِي أَهله العَدَّة، وَهِي من الْعداد، أَن يَأْتِي أَهله فِي الشَّهْر والشهرين. وَقَالَ ابْن عَبَّاس فِي قَوْله عزّ وَجل: {فِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ} (البَقَرَة: 203) قَالَ: هِيَ أَيَّام التَّشْرِيق. وَقَالَ الزّجّاج: كلُّ عددٍ قلّ أَو كثُر فَهُوَ مَعْدُود، وَلَكِن معدودات أدَلُّ على القِلّة؛ لِأَن كلَّ قَلِيل يجمع بِالْألف وَالتَّاء نَحْو دريهمات. وَقد يجوز أَن يَقع الْألف وَالتَّاء للتكثير. دع: قَالَ الله جلّ وعزّ: {يَلْعَبُونَ يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ} (الطُّور: 13) قَالَ المفسِّرون وَهُوَ قَول أهل اللُّغة يدَعُّونَ: يدفَعون إِلَى نَار جهنَّم دفعا عنيفاً. والدّعُّ: الدفْع. وَقَالَ مُجَاهِد: {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ} قَالَ: دَفْراً فِي أقفيتهم. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الدَّفر: الدّفع. وَكَذَلِكَ قَوْله: {بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِى يَدُعُّ الْيَتِيمَ} (المَاعون: 2) ، أَي يَعنُف بِهِ دفعا وانتهاراً.

وَيُقَال: دعدعَ فلانٌ جفنتَه، إِذا ملأها من الثَّرِيد وَاللَّحم. ودعدَعَ السيلُ الواديَ. إِذا ملأَهُ. وَقَالَ لبيد: فدعدعَا سُرَّة الرِّكاء كَمَا دعدعَ ساقي الْأَعَاجِم الغَرَبا أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الدَّعداع والدَّحداح: الرجل الْقصير. وَقَالَ غَيره: الدعدعة: أَن يَقُول الرَّاعِي للمِعْزَى: داعْ داعْ، وداعٍ داعٍ، وَهُوَ زجرٌ لَهَا. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال لِلرَّاعِي: دُعْ دُعْ، إِذا أمرتَه بالنعيق بغنمه. وَقَالَ غَيره: دَعدِعْ بهَا. وَمِنْه قَول الفرزدق: دَعدِعْ بأعنُقِك التَّوائِم إنّني فِي باذخ يَا ابنَ المراغة عالى والدَّعدعة أَيْضا: أَن يَقُول الرجل للعاثر: دَعْ. وَمِنْه قَول رؤبة: وإنْ هوَى العاثرُ قُلْنَا دعدَعا قَالَ أَبُو سعيد: مَعْنَاهُ دع العِثار. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: إِذا دُعيَ للعاثر قيل لعاً لَك عَالِيا. وَمثله دَعْ دَعْ. وَأنْشد: لحا الله قوما لم يَقُولُوا لعائرِ وَلَا لِابْنِ عَمٍ ناله العَثْرُ دَعْ دَعَا قلتُ: جعل لعاً ودَعْ دَعَا دُعاءً لَهُ بالانتعاش. وروى ابْن هانىء عَن أبي زيد: دعدعتُ بالصبيّ دعدعة إِذا عثَر فَقلت لَهُ دع أَي ارتفعْ. وَقَالَ اللَّيْث نحوَه، وَقَالَ: الدَّعدعة: أَن تَقول للعاثر: دَعْ دَعْ، أَي قُم وانتعش. وَقَالَ شمْر فِي قَول رؤبة: وَإِن هوى العاثر قُلْنَا دَعْ دَعَا لَهُ وعالَينا بتنعيشٍ لَعَا قَالَ: قَالَ الأصمعيّ: مَعْنَاهُ إِذا وقَع منا واقعٌ نَعَشْناه وَلم ندَعْه يَهلِك. قَالَ: وَقَالَ غَيرهمَا: دَعْ دَعَا، مَعْنَاهُ أَن يَقُول لَهُ: رفَعَك الله، وَهُوَ مثل لعاً. وروى الشاه عَن المؤرّج بَيت طرفَة بِالدَّال: وعذاريكم مقلّصة فِي دُعَاع النّخل تصطرمه وفسَّر الدّعاعَ مَا بَين النخلتين. وَهَكَذَا رَأَيْته بِخَط شِمر رِوَايَة عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: والدُّعاع: متفرّق النّخل. قَالَ: وَقَالَ أَبُو منجوف: الدُّعاع: النَّخل المتفرّق. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: مَا بَين النَّخْلَة إِلَى النَّخْلَة دُعاع. قلتُ: وَرَوَاهُ بعضُهم: (فِي ذُعاع النّخل) بِالذَّالِ، أَي فِي متفرِّقه، من ذعذعت الشَّيْء، إِذا فرّقتَه. وَقَالَ اللَّيْث: الدّعدعة: عَدْوٌ فِي التواءٍ وبُطء. وَأنْشد: أسْقى على كلِّ قومٍ كَانَ سعيُهم وسطَ الْعَشِيرَة سعياً غير دعداعِ أَي غير بطيء. قَالَ: والدَّعدع: نبتٌ يكون فِيهِ ماءٌ فِي الصَّيف يَأْكُلهُ البقرُ. وَأنْشد: رعَى القَسْوَرَ الجونيّ من حول أشمس وَمن بطن سقمان الدعادع سِدْيَما

باب العين والتاء

يصف فحلاً. وَأنْشد شمر للطرمّاح، يصف امْرَأَة: لم تعالج دمحقاً بائتاً شُجِّ بالطخف لِلَدْم الدَّعاعْ قَالَ: الطَّخْف: اللَّبن الحامض. واللَّدْم: اللَّعْق. والدَّعَاع: عِيَال الرجل الصغار. يُقَال أدعَّ الرجُلُ، إِذا كثر دَعاعُه. قَالَ شِمر: والدُّعاع بِضَم الدَّال: حبُّ شَجَرَة برّيّة. وَأنْشد للطرمّاح أَيْضا: أُجُد كالأتانِ لم ترتعِ الف ثَّ وَلم ينْتَقل عَلَيْهَا الدُّعاعْ والفَثُّ: حبُّ شَجَرَة برّيّة أَيْضا. والأتان: صَخْرَة المَاء. وَقَالَ اللَّيْث: الدُّعاعة: حبّة سَوْدَاء يأكلها فُقَرَاء الْبَادِيَة إِذا أجدبوا. قَالَ: وَيُقَال لنملةٍ سَوْدَاء تشاكل هَذِه الحبّة دُعاعةٌ، والجميع دُعاع. ورجلٌ دَعّاع فثَّاثٌ؛ يجمع الدُّعاع والفَثَّ ليأكلهما. قلت: هما حبّتان بريّتان إِذا جاعَ البدويّ فِي الْقَحْط دقّهما وعجنهما واختبزهما فأكلهما. وَقَالَ اللَّيْث: الدعدعة: أَن تحرِّك مكيالاً أَو جُوالقاً أَو غير ذَلِك حَتَّى يكتنز. وَأنْشد للبيد: المطمعون الجَفْنة المدعدَعه دَعْد: من أَسمَاء الْعَرَب. وَقَالَ بعض الْأَعْرَاب: يُقَال لأمّ حُبَين: دعد. قَالَ الأزهريّ: لَا أعرفهُ. وَحكى أَبُو الوزاع ذَلِك عَن بعض الْأَعْرَاب. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: قَالَ أعرابيٌّ: كم تدعُّ ليلتكم هَذِه من الشَّهْر؟ أَي كم تُبقى سواهَا. وَأنْشد: لسنا لأضيافكم بالدُّعُع (بَاب الْعين وَالتَّاء) عت، تع: مستعملان. عت: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: العُتْعُت: الجَدْي. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال للشابّ الشَّديد القويّ عُتعُت. وَأنْشد: لما رَأَتْهُ مُؤْدَناً عِظْيَرّا قَالَت أريدُ العُتعُتَ الذِّفِرّا فَلَا سَقَاهَا الوابلَ الجِوَرّا إلهُها وَلَا وقَاها العَرّا وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: العَتُّ: غَطُّ الرجل بالْكلَام وغيرِه. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: وَمَا زلتُ أُعاتُّه وأُصاتُّه عِتاتاً وصِتاتاً، وَهِي الخُصومة. وَيُقَال عتّه عتّاً، إِذا ردَّ عَلَيْهِ قَوْله. وتعتَّت فِي الْكَلَام تعتُّتًّا، إِذا تردَّدَ فِيهِ. عَمْرو عَن أَبِيه: العتعَت: الجَدْي، بِالْفَتْح. وَقَالَ بن الأعرابيّ: هُوَ العُتعُت، والعُطعُط، والعَرِيض، والإمَّر، والهِلَّع، والطَّلِيّ، واليَعْر، واليَعْمور، والرَّعّام، والعرّام، والرغّام، واللَّسَّاد. وَقَرَأَ ابْن مَسْعُود: (عَتَّى حِين) فِي مَوضِع: {عَنْهُمْ حَتَّى} (الصَّافات: 174) .

باب العين والظاء

تع: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: التَّعُّ: الاسترخاء. ورُوي عَن عَمْرو عَن أَبِيه أنّه قَالَ: التَّعتَع: الفأفاء، وَهُوَ التعتعة فِي الْكَلَام. وَيُقَال تُعتِعَ فلانٌ، إِذا رُدَّ عَلَيْهِ قولهُ. وَلَا أَدْرِي مَا الَّذِي تعتعَه؟ وَقد تَعتَعَ البعيرُ وغيرُه، إِذا ساخَ فِي الخبارى أَو فِي وُعُوثة الرمال. وَقَالَ الشَّاعِر: يُتعتع فِي الخَبار إِذا عَلاه ويعثُر فِي الطَّرِيق الْمُسْتَقيم وَقَالَ أَبُو عَمْرو: تَعتَعْتُ الرجلَ وتلتلْتُه، وَهُوَ أَن تُقبِل بِهِ وتُدبر بِهِ وتعنفُ عَلَيْهِ فِي ذَلِك. وَهِي التعتعة والتلتلة. (بَاب الْعين والظاء) اسْتعْمل (من) وجهيه: عظ: قَالَ يُونُس بن حبيب فِيمَا قَرَأت لَهُ بِخَط شِمر: يُقَال عظَّ فلانٌ فلَانا بِالْأَرْضِ، إِذا ألزقَه بهَا، فَهُوَ معظوظ بِالْأَرْضِ قَالَ: والعِظاظ شبه المِظَاظ، يُقَال عاظَّه وماظَّه عِظاظاً ومِظاظاً إِذا لاحاه ولاجّه. وَقَالَ أَبُو سعيد: العِظاظ والعضاض وَاحِد، ولكنَّهم فرّقوا بَين اللَّفْظَيْنِ لمّا فرقوا من المعنَيين. وَيُقَال عضَّته الحُروب، وعظَّتْه بِمَعْنى وَاحِد. عَمْرو عَن أَبِيه: عظعظَ فِي الْجَبَل، وعصعص وبَرْقَط، وبقَّط، وعتَّب، إِذا صعِد فِيهِ. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: المعظعِظ من السِّهَام: الَّذِي يضطرب إِذا رُمي بِهِ. وَأنْشد لرؤبة: وعظعظَتْ سِهامُهم عِظعَاظا وعظعظ الكلبُ، إِذا نكص عَن الصَّيد وحاد فِي الْقِتَال. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي فِي بَاب ادّعاء الرجل علما لَا يُحسِنه: يُقَال (لَا تَعظيني وتَعظعَظي) ، أَي لَا توصيني وأوصِي نفسَك. وَقيل معنى تعظعظي، أَي كُفّي وارتدعي عَن وعظك، إيّاي. وَقيل معنى تعظعظي، اتّعظي، أَصله من الْوَعْظ، نَقله إِلَى المضاعف. (بَاب الْعين والذال) اسْتعْمل من وجهيه: ذع: قَالَ اللَّيْث: الذعذعة: التَّفْرِيق. قلت: وَأَصله من بَاب ذاع يذيع، وأذعته أَنا، فَنقل إِلَى المكرر المضاعف، كَمَا يُقَال نخنخ بعيره فتنخنخ من الإناخة. وَيُقَال ذعذع فلانٌ مالَه، إِذا بذّره. وذعذعت الرِّيحُ التُّرَاب، إِذا فرَّقته وذرَته وسَفَتْه، كلُّ ذَلِك مَعْنَاهُ وَاحِد وَقَالَ النَّابِغَة: غَشِيتُ لَهَا منازلَ مُقْوِياتٍ تذعذِعها مُذعذِعةٌ حَنونُ ورجلٌ ذَعذاع، إِذا كَانَ مِذياعاً للسرِّ نمّاماً لَا يكتُم سرًّا. وتذعذعَ شعرُه، إِذا تشعَّثَ وتمرَّط. وَقَالَ بَعضهم: رجلٌ مُذعذَع، إِذا كَانَ دعيًّا.

باب العين والثاء

قلت: وَلم يَصحَّ فِي هَذَا الْحَرْف من جهةِ مَن يوثقْ بِهِ، وَالْمَعْرُوف بِهَذَا الْمَعْنى رجل مدغدغ. وقرأت بِخَط أبي الْهَيْثَم: وعذاريكم مقلّصة فِي ذُعاع النَّخلِ تجترمه قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الرِّوَايَة (فِي ذُعاع النَّخل) . قَالَ: ودُعاع تَصْحِيف. قَالَ: والذَّعاع: الفِرَق، واحدتها ذَعاعة. قَالَ: والذَّعاع النَّخل المتفرّق. قَالَ: وَيُقَال الدُّعاع: مَا بَين النخلتين، بِضَم الدَّال. (بَاب الْعين والثاء) عث، ثع: مستعملان عث: أَبُو عبيد: العَثعَث: الْكَثِيب من السهل، وَجمعه العثاعث. وَقَالَ رؤبة: أقفرت الوعساءُ والعَثاعِثُ وَقَالَ غَيره: يُقَال عثعثَ فلانٌ متاعَه وحثحثَه وبثبثه، إِذا بذَّره وفرَّقه. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أَحْمد بن يحيى أَنه قَالَ: العثعث الْفساد. قَالَ: وعثعثَ متاعَه، إِذا حرَّكه. قَالَ وذُكر لعليَ زمانٌ فَقَالَ: (ذَاك زمن العَثَاعث) ، أَي الشدائد. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : عثعثَ بِالْمَكَانِ وغثغث بِهِ، إِذا أَقَامَ بِهِ، بِالْعينِ والغين. وَيُقَال: أَطْعمنِي سَوِيقاً حُثًّا وعُثٌّ ا، إِذا كَانَ غير ملتوت بدسم. والعُثُّ: السُّوس، الْوَاحِدَة عُثّة. وَقد عُثَّ الصُّوف، إِذا أكله العُثّ. وَيُقَال للْمَرْأَة الزَّريّة: مَا هِيَ إلاّ عُثَّة. وَقَالَ ابْن حبيب: العِثاث: رفع الصَّوت بالغِناء والترنُّمُ فِيهِ. يُقَال عَثَّثَ وعاثَّ عِثاثاً. وَقَالَ كثيّر يصف قوساً: هتوفاً إِذا ذاقها النازعون سَمِعتَ لَهَا بعد حَبضٍ عِثاثاً وَقَالَ بعضُهم: هُوَ شبه ترنُّم الطَّست إِذا ضُرِب. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: العِثَاث: الأفاعي الَّتِي يَأْكُل بعضُها بَعْضًا فِي الجدب. وَيُقَال للحيّة: العَثَّاء والنكْزاء. وَفِي (النَّوَادِر) : تعاثثت فلَانا وتعاللته. وَيُقَال اعتثه عِرقُ سَوء واغتثَّه عِرقُ سَوء، إِذا تعقّله عَن بُلُوغ الْخَيْر والشّرف. ثع: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّ امْرَأَة أَتَتْهُ بولدٍ لَهَا فَقَالَت: إنّ ابْني هَذَا بِهِ جنونٌ يُصيبُه فِي الْأَوْقَات. فَمسح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صدرَه ودعا لَهُ فثعَّ ثَعَّةً فَخرج من جَوْفه جِرْوٌ أسودٌ يسعَى. قَالَ أَبُو عبيد: فَقَوله ثعَّ ثعةً أَي قاء قيئة. وَقد ثَعَعت يَا رجل. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ يُقَال: ثع يثعّ، وانثعّ ينثعّ، وهاع يَهَاع، وأتاع يُتيع، كلّ ذَلِك إِذا قاء. قلت: وَقد جَاءَ هَذَا الْحَرْف فِي بَاب التَّاء وَالْعين من (كتاب اللَّيْث) ، وَهُوَ خطأ، وَصَوَابه بالثاء. وَقَالَ المبرّد: الثعثعة والثغثغة: كلامٌ فِيهِ لُثغة. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمرو عَن أَبِيه أَنه قَالَ الثَّعثَع: اللُّؤْلُؤ قَالَ: وَيُقَال لِلصَّدَف ثَعثَع، وللصوف الْأَحْمَر ثَعثع. قَالَ أَبُو

باب العين والراء

عَمْرو: وَسَأَلت المبرّد عَنْهَا فروى عَن الْبَصرِيين نَحوا ممّا قَالَ ثَعْلَب وعَرَفه. (بَاب الْعين وَالرَّاء) عر، رع: مستعملان عر: قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَأَطْعِمُواْ الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ} (الحَجّ: 36) قَالَ أهل اللُّغة وَهُوَ قَول أهل التَّفْسِير القانع: الَّذِي يسْأَل. والمعترُّ: الَّذِي يُطيف بك يطْلب مَا عنْدك سَأَلَك أَو سكت عَن السُّؤَال. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: قَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: يُقَال عَرَوت فلَانا واعتريته، وعَررته واعتررته، إِذا أتيتَه تطلب معروفَه. وَقَالَ: وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكمْ مِّنْهُمْ مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ} (الفَتْح: 25) قَالَ شَمِر: قَالَ عبد الله بن مُحَمَّد بن هانىء: المَعَرَّة: الْجِنَايَة كجناية العَرّ، وَهُوَ الجرب. وَأنْشد: قل للفوارسِ من غَزِيّة إنّهم عِنْد اللِّقَاء مَعرَّةُ الأبطالِ قَالَ: وَقَالَ ابْن شُميل: يُقَال عَرَّه بشَرَ، أَي ظَلمه وسَبَّه وأخذَ مَاله. وَقَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن يسَار: المَعَرَّة فِي تَفْسِير الْآيَة الغُرْم. يَقُول: لَوْلَا أَن تصيبوا مِنْهُم مُؤمنا بِغَيْر علم فتغرموا ديتَه، فأمّا إثمُه فإنّه لم يَخْشَه عَلَيْهِم. وَقَالَ شمر: المَعَرَّة: الْأَذَى. ومَعرَّة الحبيش: أَن ينزلُوا بقومٍ فيأكلوا من زُرُوعهمْ شَيْئا بِغَيْر علم، وَهُوَ الَّذِي أَرَادَهُ عمر بقوله: (اللَّهم إنّي أَبْرَأ إِلَيْك من مَعرَّة الْجَيْش) . فأمّا قَول الله جلّ وعزّ: {مَحِلَّهُ وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَآءٌ مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكمْ مِّنْهُمْ مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ} (الفَتْح: 25) فالمعرة الَّتِي كَانَت تصيب الْمُؤمنِينَ أَنهم لَو كبسوا أهل مكّة، وَبَين ظهرانيهم قومٌ مُؤمنُونَ لم يتميَّزوا من الْكفَّار، لم يأمنوا أَن يطؤوا الْمُؤمنِينَ بِغَيْر علم فيقتلوهم فتلزمهم دياتهم، وتلحقهم سُبَّةٌ بأنَّهم قتلوا مَن هم على دينهم إِذْ كَانُوا مختلطين بهم. يَقُول الله: لَو تميَّز الْمُؤْمِنُونَ من الْكفَّار لسلَّطناكم عَلَيْهِم وعذّبناهم عذَابا أَلِيمًا. فَهَذِهِ المعرّة الَّتِي صانَ الله الْمُؤمنِينَ عَنْهَا، وَهِي غُرم الدِّيات ومَسَبّة الكُفّار إيَّاهُم. وَأما مَعرَّة الْجَيْش الَّتِي تبرَّأ عمر مِنْهَا، فَهِيَ وطأتهم مَن مَرُّوا بِهِ من مُسلم أَو مُعاهَد، وإصابتهم إيَّاهُم فِي حريمهم وَأَمْوَالهمْ ومزارعهم بِمَا لم يؤذَنْ لَهُم فِيهِ. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أنّه قَالَ: المعَرَّة الشدّة. والمعرّة: كوكبٌ فِي السَّمَاء دون المجرَّة. والمعرَّة: الدِّيَة. والمَعرَّة: قتال الْجَيْش دون إِذن الْأَمِير. والمعرّة: تلوُّن الْوَجْه من الْغَضَب. قلت: روى أَبُو العبّاس هَذَا الْحَرْف بتَشْديد الرَّاء. فَإِن كَانَ من تمعَّر وجهُه أَي تغيّرَ فَلَا تَشْدِيد فِيهِ. وَإِن كَانَ مفعلة من العَرّ فَهِيَ مشدّدة كأخواتها. وَفِي حَدِيث حَاطِب بن أبي بَلتَعة أنّه لمَّا كتب إِلَى أهل مَكَّة كتابَه يُنذرهم أمْرَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أطلعَ الله عزّ وجلّ رسولَه على الْكتاب، فَلَمَّا عُوتِب حاطبٌ فِيمَا كتب قَالَ: (كنتُ رجلا عريراً فِي أهل مَكَّة،

فأحببتُ أَن أتقرّب إِلَيْهِم ليحفظوني فِي عيالاتي عِنْدهم) . أَرَادَ بقوله (كنت فيهم عريراً) أَي غَرِيبا مجاوراً لَهُم، وَلم أك من صميمهم وَلَا لي فيهم شُبكة رحم. والعرير فعيل بِمَعْنى فَاعل، وَأَصله من قَوْلك عررته عَرًّا فَأَنا عارٌّ وعرير، إِذا أتيتَه تطلب معروفه. واعتررته بِمَعْنَاهُ. وَفِي حَدِيث سَلمان الفارسيّ أَنه (كَانَ إِذا تعارَّ من اللَّيْل قَالَ: سبحانَ ربِّ النبيِّين) قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الكسائيّ: تعارّ، إِذا اسْتَيْقَظَ. يُقَال تعارّ يتَعارُّ تَعَارًّا، إِذا اسْتَيْقَظَ من نَومه. قَالَ: وَلَا أَحسب يكون ذَلِك إِلَّا مَعَ كَلَام. قَالَ أَبُو عبيد: وَكَانَ بعض أهل الْعلم يَجعله مأخوذاً من عِرار الظليم، وَهُوَ صَوته. وَلَا أَدْرِي أهوَ من ذَلِك أم لَا. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال عَرَّ الظَّليم يَعِرُّ عِراراً. وَقَالَ أَبُو الجرَّاح: عارّ الظليم يُعارّ عِراراً، وزمرت النعامة زِماراً. وَفِي حَدِيث أبي بكر أَنه أعطي سَيْفا محلًّى، فَنزع عمرُ الحليةَ وَأَتَاهُ بهَا وَقَالَ: (أَتَيْتُك بِهَذَا لما يَعْرُرُك من أُمُور النَّاس) . قَالَ أَبُو عبيد: أُراه: لما يَعرُوك، أَي لما يَأْتِيك. وَلَو كَانَ من العَرّ لقَالَ: لما يعرُّك. قلت: عرّه وعَرَاه بِمَعْنى وَاحِد، إِذا أَتَاهُ. وَقَالَ ابْن أَحْمَر: ترعى القطاةُ الخمِسَ قَفُّورَها ثمَّ تعرُّ الماءَ فِيمَن يعُرّ أَي تَأتي الماءَ وتَردُه. وَفِي حَدِيث سعد أَنه (كَانَ يدمُل أرضَه بالعُرَّة وَيَقُول: مِكتَل عُرّةٍ مِكتَل بُر) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيّ: أَرَادَ بالعُرّة عذِرَةَ النَّاس. قَالَ: وَمِنْه قيل: عرَّ فلانٌ قومَه بشَرَ إِذا لطَخهم بِهِ. قَالَ أَبُو عبيدِ: وَقد يكون عرَّهم بشرَ من العَرّ، وَهُوَ الجرب، أَي أعداهم شرُّه. وَقَالَ الأخطل: ونَعررْ بقومٍ عَرّةً يكرهونها ونحيا جَمِيعًا أَو نموت فنقتلُ وَيُقَال: لقيتُ مِنْهُ شَرًّا وعَرًّا، وَأَنت شرٌّ مِنْهُ وأعرّ. أَبو عبيد عَن الأمويّ: العَرّ: الجرَب. يُقَال عَرَّت الإبلُ تَعِرُّ عرًّا فَهِيَ عارّة. قَالَ: والعَرُّ: قَرح يخرج مِن أَعْنَاق الفُصلان، يُقَال قد عُرَّتْ فَهِيَ معرورة. قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: كلُّ شيءٍ بَاء بشيءٍ فَهُوَ لَهُ عَرار. وَأنْشد قَول الأعشَى: فقد كَانَ لَهُم عَرار وَمن أَمْثَال الْعَرَب: (باءت عَرارِ بكَحْلٍ) و (عَرَارِ بكَحْلَ) غير مُجْرًى. وَأنْشد ابْن حبيب فِيمَن أَجْرى: باءت عرار بكحلٍ والرِّفاقُ مَعًا فَلَا تمنَّوْا أمانيَّ الأضاليلِ قَالَ: وكحل وعرار: ثَوْر وبقرة كَانَا فِي سِبْطينِ من بني إِسْرَائِيل فعُقِر كحل وعقرت بِهِ عرارِ، فوقعتْ حربٌ بَينهمَا حتَّى تفانَوا، فضُرِبا مثلا فِي التَّسَاوِي. وَقَالَ الآخر:

باءت عرارِ بكَحْلَ فِيمَا بَيْننَا والحقُّ يعرفُه ذَوُو الْأَلْبَاب وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال تزوّج فلانٌ فِي عرارة نساءٍ يلدن الذُّكور وَفِي شَرِيّةِ نساءٍ يلدن الْإِنَاث. وَقَالَ أَبُو عبيد: العَرارة: الشدّة. وَأنْشد قولَ الأخطل: إنّ العرارةَ والنُّبوحَ لدارمٍ والمستخِفُّ أخوهم الأثقالا قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: العَرار: بهَار البَرّ. قلت: الْوَاحِدَة عَرارة، وَهِي الحَنْوة الَّتِي يتيمَّن الْعَجم من الفُرس بهَا. وأُرى أنّ فرس كلحبة اليربوعيّ سمِّيت العرارة بهَا. وَهُوَ الْقَائِل: يسائلني بَنو جُشَمَ بنِ بكر أغرَّاء العرَارةُ أم بهيمُ وَقَالَ بعضُهم: العرارة: الجرادة، وَبهَا سمِّيت الْفرس. وَقَالَ بشر: عرارةَ هَبْوةٍ فِيهَا اصفرار والعُرَّة: الأُبْنة فِي الْعَصَا، وَجَمعهَا عُرَر. وَقَالَ اللَّيْث: حمارٌ أعرُّ، إِذا كَانَ السِّمَن مِنْهُ فِي صَدره وعنقه أكثرَ مِنْهُ فِي سَائِر خَلْقه. قَالَ: والعَرّ والعَرَّة، والعَرار والعَرارة: الْغُلَام والجاريةُ المُعْجَلانِ عَن الْفِطَام. والمعرور: المقرور. ورجلٌ معْرور: أَتَاهُ مَا لَا قِوام لَهُ مَعَه. وعُرعرة الْجَبَل: أَعْلَاهُ. وعُرعُرة السَّنام: غاربه. وعُراعر الْقَوْم: ساداتهم، أُخِذ من عُرعرة الْجَبَل وَقَالَ المهَلهِل: خَلَعَ الملوكَ وَسَار تَحت لوائه شجرُ العُرَى وعَراعرُ الأقوامِ وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيّ: عُرعرة الْجَبَل: غلظه ومعظمه. قَالَ: وَكتب يحيى بن يعمر إِلَى الحجّاج: (إِنَّا نزلنَا بعُرعرة الْجَبَل والعدوُّ بحضيضه) . فعرعرته: غِلظه وحَضيضُه: أصلُه. قَالَ أَبُو عبيد: وَمن عُيوب الْإِبِل العَرَر، وَهُوَ قِصَر السَّنام يُقَال بعيرٌ أعرّ وناقة عرّاء. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: العَرعَر: شجرٌ يُقَال لَهُ السَّاسَم، وَيُقَال لَهُ الشَّيزَى. وَيُقَال هُوَ شجرٌ يُعمَل مِنْهُ القطران. وَقَالَ أَبُو عُبيد: عَرعارِ: لُعبةٌ لصبيان الْأَعْرَاب. قَالَ الْكُمَيْت: وبلدةٍ لَا ينَال الذئبُ أفرخَها وَلَا وَحَى الوِلْدِة الداعِينَ عَرعارِ أَي لَيْسَ بهَا ذئبٌ لبُعدها عَن الناسِ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال عرعرت القارورةَ، إِذا نزعتَ مِنْهَا سِدَادَها. وَيُقَال ذَلِك إِذا سددتها. وَيُقَال عَرعَرَتُها: سِدادها. قَالَ: وعُرعُرتها: وكاؤها. وعُرعُرة الْإِنْسَان: جلد رَأسه. قَالَ الأصمعيّ: يُقَال لِلْجَارِيَةِ الْعَذْرَاء عرّاء. وَقَالَ أَبُو عَمْرو فِي قَول الشَّاعِر يذكر امْرَأَة: وركبَتْ صَومَها وعُرعُرَها أَي سَاءَ خلقهَا وَقَالَ غَيره: مَعْنَاهُ أنّها ركبت القَذِر من أفعالها. وَأَرَادَ بعرعرتها

باب العين واللام

عُرّتها. وَكَذَلِكَ الصَّوم عُرَّة النعام. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال فِي مثل: (عُرَّ فقرَه بِفِيهِ لعلَّه يُلهيه) . يَقُول: خَلِّه وغَيَّه إِذا لم يُطِعْك فِي الْإِرْشَاد فلعلَّه أَن يَقع فِي هَلكة تُلهيه عَنْك وتشغله. وَقَالَ قيس بن زُهَيْر: يَا قَومنَا لَا تعرُّونا بداهية يَا قَومنَا واذْكُرُوا الْآبَاء والقُدَما وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: يُقَال عُرّ فلانٌ، إِذا لقّب بلقبٍ يعرُّه. قَالَ: وعَرَّ، إِذا نقصَ، وعَرَّه يعُرُّه، إِذا لقَّبه بِمَا يَشينُه. وعَرّ يعُرُّ، إِذا صادفَ نوبتَه من المَاء وَغَيره. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العُرَّى: المَعِيهة من النِّسَاء. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: العَرَّة: الخَلَّة القبيحة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العِرار الْقِتَال، يُقَال عاررتُه إِذا قاتلتَه. رع: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الرَّعّ السّكُون. وَقَالَ أَبُو عبيد: المترعرِع هُوَ المتحرِّك. قلت: وسمعتُ العربَ تَقول للقصَب الرَّطب إِذا طَال فِي منبته: قَصَبٌ رعراع. وَمِنْه قيل للغلام الَّذِي شبَّ وامتدّت قامته: رعراعٌ ورَعْرَع، والجميع رَعارع. وَمِنْه قَول لبيد: ألاَ إنَّ إخوانَ الشَّباب الرَّعارعُ وَيُقَال رعرعَ الفارسُ دابّتَه، إِذا كَانَ ريّضاً فركِبه ليروضَه ويُذلَّه. وَقَالَ أَبُو وَجْزة السعديّ: تَرِعاً يرعرعه الغلامُ كأنّه صَدَعٌ يُنَازع هِزَّةً ومِراحا وَقَالَ شِمر فِيمَا قَرَأت بخطِّه: الرَّعاع كالرَّجاج من النَّاس، وهم الرُّذَالُ والضُّعفاء، وهم الَّذين إِذا فزِعوا طاروا. قَالَ: وَقَالَ أَبُو العميثل: يُقَال للنعامة رَعَاعة، لِأَنَّهَا كأنّها أبدا منخوبة فزعة. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الرعرعة: اضْطِرَاب المَاء الصافي الرَّقيق على الأَرْض، وَمِنْه قيل غلامٌ رعرَع. قَالَ: وَيُقَال ترعرعت سِنُّه وتزعزعت، إِذا نَغَضت. (بَاب الْعين وَاللَّام) عل، لع: مستعملان عل: قَالَ أَبُو زيد فِي كتاب (النَّوَادِر) : يُقَال هما أَخَوان من عَلّة، وهما ابْنا عَلّةٍ، إِذا كَانَت أُمَّاتهما شتّى وَالْأَب وَاحِد وهم بَنو العَلاَّت، وهم من عَلاَّت، وهم إخوةٌ من عَلَّةٍ وعَلاَّتٍ. كلُّ هَذَا من كَلَامهم. وَنحن أخَوَانِ من عَلّة، وَهُوَ أخي من عَلّة: من ضَرّتين، وَلم يَقُولُوا من ضَرّة. والعَلّة: الرابَّة. وَبَنُو العَلاَّت: بَنو رجلٍ واحدٍ من أُمَّهاتٍ شتّى. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: هم بَنو عَلّةٍ وَأَوْلَاد عَلّة. وَقَالَ أَوْس بن حَجَر: وهمْ لمقلِّ المَال أولادُ عَلّةٍ وَإِن كَانَ مَحْضا فِي العمومة مُخْوَلا أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: تعلَّلتُ بِالْمَرْأَةِ تعلُّلاً، أَي لهوتُ بهَا. وَيُقَال علَّلَنا فلانٌ بأغانيهِ، إِذا غنّاهم بأغنيّة بعد أُخْرَى. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العليلة: الْمَرْأَة المطيَّبة

طيبا بعد طِيب. قَالَ: وَمِنْه قَول امرىء الْقَيْس: وَلَا تُبعِدِيني من جَنَاكِ المُعلَّلِ أَي المطيَّب مرّة بعد أُخْرَى. وَمن رَوَاهُ (المعلِّل) فَهُوَ الَّذِي يعلِّل مُترشِّفه بالريق. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المعلِّل: المُعِين بالبرّ بعد البرّ. قَالَ: والمعلِّل: دَافع جابي الخَراج بالعِلل. وَفِي الحَدِيث: (يتوارث بَنو الْأَعْيَان من الْأَخَوَات دون بني العَلاّت) ، أَي يتوارث بَنو الْإِخْوَة للْأَب والأمّ دون الْإِخْوَة للْأَب. والعِلال هُوَ الْحَلب قبل استيجاب الضَّرع للحلب بِكَثْرَة اللَّبن. وَقَالَ بعض الْأَعْرَاب فِيهِ: العَنز تعلم أنّى لَا أكرّمها عَن العِلالِ وَلَا عَن قِدر أضيافي أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: العُلالة والعُراكة والدُّلاكة: مَا حلبتَه قبل الفِيقة الأولى وَقبل أَن تَجْتَمِع الثَّانِيَة. وَيُقَال لأوّل جري الْفرس بُداهتُه، وللذي يكون بعده عُلالته. وَقَالَ الْأَعْشَى: إلاّ عُلالةَ أَو بُدا هةَ سابحٍ نهد الجُزاره علَّ ولعلَّ حرفان وُضِعا للترجّي فِي قَول النحويّين. وأثبِتَ عَن ابْن الأنباريّ أَنه قَالَ: لعلّ يكون ترجياً، وَيكون بِمَعْنى كي، وَيكون ظنّاً كَقَوْلِك: لعلّي أحجّ العامَ، مَعْنَاهُ أظنُّني سأحجّ. وَيكون بِمَعْنى عَسَى لَعَلَّ عبد الله يقوم مَعْنَاهُ عَسى عبد الله. وَيكون بِمَعْنى الِاسْتِفْهَام كَقَوْلِك: لعلَّك تَشْتمنِي فأعاقبَك، مَعْنَاهُ هَل تَشْتمنِي؟ وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن الْحُسَيْن بن فهم أنّ مُحَمَّد بن سلاّم أخبرهُ عَن يُونُس أَنه سَأَلَهُ عَن قَول الله تَعَالَى: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ} (الْكَهْف: 6) ، و {فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ} (هود: 12) قَالَ: مَعْنَاهُ كأنّك فَاعل ذَلِك إِن لم يُؤمنُوا. قَالَ: ولعلّ لَهَا مَوَاضِع فِي كَلَام الْعَرَب، من ذَلِك قَوْله: {لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (النُّور: 27) و {وُوِلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} (طاه: 113) و {وُوِلَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ} (طاه: 44) قَالَ: مَعْنَاهُ كي تَذكرُوا، وكي يتقوا، كَقَوْلِك: ابعثْ إليّ بدابّتك لعلّي أركبها، بِمَعْنى كي. قَالَ: وَتقول انطلقْ بِنَا لعلّنا نتحدّث، أَي كي نتحدّث. الحرّاني عَن ابْن السّكيت: فِي لعلّ لُغَات، يَقُول بعض الْعَرَب لعلّي، وَبَعْضهمْ لعلّني، وَبَعْضهمْ لعَنِّي، وَبَعْضهمْ عَلِّي، وَبَعْضهمْ علَّني، وَبَعْضهمْ لأنّي، وَبَعْضهمْ لأنّني، وَبَعْضهمْ لوَنَّني. وَقَالَ العجاج حاكياً قَول ابْنَته: يَا أبتا عَلَّكَ أَو عساكا وَيُقَال: تعاللتُ نَفسِي وتلوَّمْتها، أَي استزدتها. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: إِذا وَردت الإبلُ الماءَ فالسَّقْية الأولى النَّهَل، وَالثَّانيَِة العَلَل. قلت: وسمعتُ الْعَرَب تَقول: عَلَّت الْإِبِل تَعِلّ، إِذا شربت الشربة الثَّانِيَة، وَقد عللتُها أَنا أعُلُّها، بِضَم الْعين.

وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: علّ الرجلُ يَعِلُّ من الْمَرَض، وعلّ يعِلّ ويَعُلُّ من عَلَل الشَّراب. وَقد اعتلَّ العليل عِلَّةً صعبة. وَقَالَ أَبُو عبيد: يُقَال عرضَ عليَّ سَومَ عالَّةٍ، إِذا عرضَ عَلَيْك الطّعامَ وَأَنت مُستغنٍ عَنهُ، وَهُوَ كَقَوْلِهِم: عَرْضَ سابِرِيَ. أَبُو عبيد: العَلُّ: الْكَبِير المُسِنّ. والعَلُّ: القُراد. وَالْجمع أعلال. قَالَه الأصمعيّ، قَالَ: وَبِه شبِّه الرجل الضَّعِيف، فَيُقَال كأنّه عَلّ. أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: اليعلول: الْمَطَر بعد الْمَطَر، وَجمعه اليعاليل. قَالَ: واليعاليل أَيْضا: حَباب المَاء. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: اليعلول: غَدِير أَبيض مطّرد. قَالَ: وَهُوَ السَّحاب المطَّرد أَيْضا. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: العُلعُل: اسْم ذكر الرجُل. والعُلعل: ذكر القَنَابر. والعُلعُل: طرف الضِّلع الَّتِي تُشرف على الرَّهابة وَهِي طرف الْمعدة. قَالَ: ويُجمع العلعلُ مِنْهَا كلهَا على عُلُل وعَلالل. قَالَ: والعُلُل أَيْضا: جمع العَلول، وَهُوَ مَا يعلَّل بِهِ الْمَرِيض من الطَّعَام الْخَفِيف، فَإِذا قوِيَ أكله فَهُوَ الغُلُل جمع غَلول. وَقَالَ اللِّحياني: عاللت الناقةَ عِلالاً، إِذا حلبتَها صباحاً وَمَسَاء وَنصف النَّهَار وَقَالَ أَبُو زيد: العُلالة: أَن تحلب النَّاقة أوّلَ النَّهَار وآخرَه وتحلب وسط النَّهَار، فَتلك الحلبة الْوُسْطَى هِيَ العُلالة، وَقد يُدعَى كلُّهن عُلالة. وَقَالَ الْفراء: يُقَال إِنَّه لفي عُلعُولِ شرَ وزُلزُول شَرّ، أَي فِي قتال واضطراب. وَقَالَ أَبُو سعيد: تَقول الْعَرَب: أَنا عَلاَّنُ بأرضِ كَذَا كَذَا، أَي جَاهِل. قَالَ: وَامْرَأَة علاّنة: جاهلة. قَالَ: وَهِي لُغَة مَعْرُوفَة. قلت: لَا أعرف هَذَا الْحَرْف وَلَا أَدْرِي من رَوَاهُ عَن أبي سعيد. وَقَالَ الْفراء: الْعَرَب تَقول للعاثر: لعاً لَك وَتقول عَلْ ولَعَلْ، وعَلَّك ولعلَّك وَاحِد. وَقَالَ الفرزدق: إِذا عثَرت بِي قلت عَلّكِ وانْتهى إِلَى بَاب أَبْوَاب الْوَلِيد كلالُها وَأنْشد أَيْضا: فهنّ على أكتافهم ورماحهم يقلن لمن أدركن تَعْساً وَلَا لَعَلْ قلت: شُدِّدت اللَّام فِي قَوْلهم عَلَّكِ لأَنهم أَرَادوا عَلْ لَك. وَكَذَلِكَ لعلَّك إِنَّمَا هُوَ لَعَلْ لَك. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للبعير ذِي السَّنامين: يَعلول، وقِرعَوْس، وعُصفوريّ. لع: أَبُو عبيد عَن أبي زيد: لعلع فلانٌ عظمَ فلانٍ، إِذا كَسره. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: فلَان يتلعلع من الْجُوع والعطش، أَي يتضوّر. واللَّعلَع: السراب. ولعلعتُه: بصيصُه. ولَعلَعٌ: مَاء فِي الْبَادِيَة مَعْرُوف، وَقد وردتُه. أَبُو عبيد عَن الْفراء: اللُّعَاع: أوّل النبت، وَقد ألعَّتْ الأرضُ.

باب العين والنون

سلمةُ عَن الفرّاء: خرجنَا نتلعَّى، أَي نَأْكُل اللُّعاع. كَانَ ذَلِك فِي الأَصْل نتلعَّع فكثرت العَيناتُ فقلبت إحداهَا يَاء، كَمَا قَالُوا تظنّيت من الظنّ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: عسلٌ متلعِّع، وَهُوَ الَّذِي إِذا رفعتَه امتدَّ مَعَك فَلم يتقطَّع للزُوجته. قَالَ: واللُّعاعة: كل نباتٍ ليّن من أَحْرَار الْبُقُول فِيهِ مَاء كثير لزِج. وَيُقَال لَهُ النّعاعة أَيْضا. وَأنْشد: كادَ اللُّعاع من الحَوذانِ يَسحَطُها ورِجرِجٌ بَين لَحييها خَناطيلُ وَقَالَ اللَّيْث: امرأةٌ لَعَّة: مليحة عفيفة. ورجلٌ لعَّاعة يتكلَّف الألحانَ من غير صَوَاب. وَرُوِيَ عَن المؤرِّج أَنه قَالَ: اللعلاع: الجبان. وَقَالَ أَبُو الْحسن اللِّحياني: فِي الْإِنَاء لُعاعة، أَي جِزعة من الشَّرَاب. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: ببلدِ بني فلانٍ لُعاعةٌ حَسَنَة، ونُعاعةٌ حَسَنَة، وَهُوَ نبتٌ ناعم فِي أوّل مَا ينْبت. وَمِنْه قيل: (إنّما الدُّنيا لُعاعة) . ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: اللُّعَاعة: الهِندِبَاء، يمدّ وَيقصر. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: اللُّعاعة: الْكلأ الْخَفِيف، رُعي أَو لم يُرْعَ. (بَاب الْعين وَالنُّون) عَن، نع: مستعملان عَن: أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْعَبَّاس عَن سَلمَة عَن الْفراء أَنه قَالَ: العَنّة والعُنّة: الِاعْتِرَاض بالفضول. قَالَ: وشاركه شِركة عنان، أَي فِي شيءٍ عنّ لَهما، أَي عرض. الحرانيّ عَن ابْن السّكيت: يُقَال شَاركهُ شِركة عنان، وَذَلِكَ إِذا اشْتَركَا فِي مالٍ مَعْلُوم وبانَ كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا بِسَائِر مَاله دونَ صَاحبه، وكأنّ أَصله أنَّه عنّ لَهما شيءٌ فاشتركا فِيهِ، أَي عَرَض. قَالَ: وشاركه شِركة مُفَاوَضَة، وَذَلِكَ أَن يكون مالُهما جَمِيعًا من كلّ شيءٍ يملكانه بَينهمَا. وَقَالَ غَيره: سمِّيت شركَة الْعَنَان عناناً لمعارضة كل واحدٍ مِنْهُمَا صَاحبه بمالٍ مثل مَال صَاحبه، وعَملٍ فِيهِ مثلِ عمله بيعا وَشِرَاء. يُقَال عانّه عِناناً ومُعانّةً، كَمَا يُقَال عَارضه يُعَارضهُ عِراضاً ومعارضة. والعَنن: الِاعْتِرَاض، اسمٌ من عَنّ. قَالَ ابْن حلِّزة: عَنناً بَاطِلا وظلماً كَمَا تُع تَرَ عَن حَجرة الربيض الظباءُ وسمِّي عِنانُ اللجام عناناً لاعتراض سَيْرَيه على صفحتي عنق الدّابة عَن يَمِينه وشماله. قلت: والشِّركة شركتان: شركَة الْعَنَان وَشركَة الْمُفَاوضَة. فأمّا شِركة العِنَان فَهُوَ أَن يُحضر كلُّ واحدٍ من الشَّرِيكَيْنِ دَنَانِير أَو دَرَاهِم مثل مَا يُخرج الآخر وَيخلطانها وَيَأْذَن كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا لصَاحبه بأنْ يتّجر فِيهِ، وَلم يخْتَلف الْفُقَهَاء فِي جَوَاز هَذِه الشّركَة وأنهما إنْ ربحا فِيمَا تجَرا فِيهِ

فَالرِّبْح بَينهمَا، وَإِن وُضِعا فعلى رُؤُوس أموالهما. وَأما شركَة الْمُفَاوضَة فَأن يشتركا فِي كل شيءٍ يملكانه أَو يستفيدانه من بعد. وَهَذِه الشّركَة عِنْد الشَّافِعِيَّة بَاطِلَة. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: أعننت اللجامَ، إِذا علمتَ لَهُ عِناناً. وَقَالَ يَعْقُوب بن السّكيت: قَالَ الْأَصْمَعِي: أعننت الْفرس وعَنَنته، بِالْألف وَغير الْألف، إِذا عمِلت لَهُ عناناً، وَأهل الْعرَاق يَقُولُونَ: أعَنَّ الفارسُ، إِذا شدَّ عنانَ دابّته إِلَيْهِ ليَثنِيَه عَن السّير، فَهُوَ مُعِنَّ وعَنَّ دابّته عَنًّا: جعل لَهَا عِنانا. وَجمع العِنان أعِنّة. والعَنُون من الدوابّ: الَّتِي تُباري فِي سَيرهَا الدوابَّ فتقدُمها. قَالَ النَّابِغَة كأنّ الرحلَ شُدَّ بِهِ خَذوفٌ من الجَونات هاديةٌ عَنونُ والخَذوف: السَّمينة من حُمر الْوَحْش. وَفِي حَدِيث عبد الله بن مَسْعُود أَنه قَالَ: (وَكَانَ رجلٌ فِي أرضٍ لَهُ إذْ مرّت بِهِ عَنَانةٌ تَرَهْيَأُ) . قَالَ أَبُو عبيد: العَنانة: السحابة، وَجَمعهَا عَنانٌ. قَالَ: وَفِي بعض الحَدِيث: (لَو بلغَتْ خطيئتُه عَنَان السَّحاب) . وَرَوَاهُ بَعضهم: (أعنانَ السَّمَاء) . فَإِن كَانَ الْمَحْفُوظ أعنانَ السَّمَاء فَهِيَ النَّواحي. وأعنان كلّ شيءٍ: نواحيه، قَالَه يُونُس النحويّ، الواحدُ عَنٌّ وَمِنْه يُقَال: أخذَ فِي كلِّ عَنّ وسَنَ وفَنَ. وَقَالَ اللَّيْث: عَنان السَّمَاء: مَا عنَّ لَك مِنْهَا إِذا نظرتَ إِلَيْهَا، أَي مَا بدا لَك مِنْهَا. وَأما قَوْله: جَرَى فِي عَنانِ الشِّعريينِ الأماعزُ فَمَعْنَاه جرى فِي عِراضها سَرابُ الأماعز حِين يشتدُّ الحرُّ. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: يُقَال عَنَّ الرجلُ يعِنُّ عَنًّا وعنناً، إِذا اعترضَ لَك من أحد جانبيك من عنْ يَمِينك أَو من عَن شمالك بمكروه. قَالَ: والعَنّ المصدَر، والعَنَن اسْم، وَهُوَ الْموضع الَّذِي يَعِنّ فِيهِ العانّ. قَالَ: وسمِّي العِنان من اللجام عِناناً لِأَنَّهُ يعترضُه من ناحيتيه وَلَا يدْخل فمَه مِنْهُ شَيْء. قَالَ: وسمِّي عُنوان الْكتاب عنواناً لِأَنَّهُ يعِنُّ لَهُ من ناحيتيه. قَالَ: وَأَصله عُنَّان، فَلَمَّا كثرت النونات قلبت إِحْدَاهَا واواً. قَالَ: وَمن قَالَ عُلوان جعل النونَ لاماً؛ لأنّها أخفّ وَأظْهر من النُّون. قَالَ: وَيُقَال للرجل الَّذِي لَا يصرِّح بالشَّيْء بل يعرِّض: قد جعل كَذَا وَكَذَا عنواناً لِحَاجَتِهِ. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: وتعرف فِي عنوانها بعضَ لحنها وَفِي جوفها صمعاء تحكي الدَّواهيا قَالَ: وكلَّما استدللت بِشَيْء تُظْهِره على غَيره فَهُوَ عنوانٌ لَهُ. وَقَالَ حسان بن ثَابت يرثي عُثْمَان ح: ضحَّوا بأشمطَ عُنوانُ السُّجودِ بِهِ يقطِّع اللَّيْل تسبيحاً وقرآنا قَالَ: وَيُقَال للحظيرة من الشّجر يحظَّر بهَا على الْغنم وَالْإِبِل فِي الشتَاء للتتذرى بهَا

من برد الشَّمَال عُنّة. وَجَمعهَا عُنَنٌ وعِنان، مثل قُبّة وقباب. قَالَ: وسمِّي العِنِّينُ عِنّيناً لِأَنَّهُ يعنّ ذكرهُ لقبل المرأةِ من عَن يَمِينه وَعَن شِمَاله فَلَا يَقْصِدهُ. قَالَ: وعَنَنتُ الكتابَ، وعَنَّنته، وعلونتُه بِمَعْنى وَاحِد. أَبُو عبيد عَن الأمويّ: امْرَأَة عِنّينة، وَهِي الَّتِي لَا تُرِيدُ الرِّجَال. قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ الْأَحْمَر: عنونت الْكتاب وعنّنته. وَقَالَ اللِّحياني: عنّنت الْكتاب تعنيناً، وعنَّيتُه تعنيةً، إِذا عنونته. وَقَالَ غَيره: فلانٌ عَنّانٌ على آنف الْقَوْم، إِذا كَانَ سباقاً لَهُم. وفلانٌ عنّانٌ عَن الْخَيْر وخَنَّاسٌ وكزَّام، أَي بطيءٌ عَنهُ. وعنعنة بني تَمِيم: إبدالهم الْهمزَة عينا، كَمَا قَالَ ذُو الرمَّة: أعَنْ توسَّمتَ مِن خَرقاء منزِلةً ماءُ الصبابة من عينيكَ مسجُومُ وَقَالَ جرانُ الْعود: فَمَا أُبن حتّى قُلْنَ يَا لَيْت عَنَّنا ترابٌ وعَنَّ الأرضَ بِالنَّاسِ تخْسَفُ وَقَالَ الْفراء: لُغَة قُرَيْش وَمن جاورهم أنَّ، وَتَمِيم وَقيس وأسدٌ وَمن جاورَهم يجْعَلُونَ ألف أنَّ إِذا كَانَت مَفْتُوحَة عينا، يَقُولُونَ: أشهد عَنَّك رسولُ الله، فَإِذا كسروا رجَعوا إِلَى الْألف. قَالَ: الْعَرَب تَقول: لأَنَّك تَقول ذَاك، ولَعَنَّك تَقول ذَاك، مَعْنَاهُمَا لعلَّك. وَيُقَال مَلأ فلانٌ عِنَان دابّته، إِذا أعداه وحَمَله على الحُضْر الشَّديد. وَأنْشد ابْن السّكيت: حرف بعيد من الْحَادِي إِذا مَلَأت شمسُ النَّهَار عِنانَ الأبْرَقِ الصَّخِبِ قَالَ: أَرَادَ بالأبرق الصَّخِب الجندب. وعِنانه: جَهده. يَقُول: يَرمَضُ فيستغيث بالطيران فَتَقَع رجلُه فِي جناحيه فَتسمع لَهما صَوتا. وَلَيْسَ صَوته من فِيهِ؛ وَلذَلِك يُقَال صرَّ الجندب. وللعرب فِي العِنان أَمْثَال سائرة. يُقَال: ذَلّ عنانُ فلَان، إِذا انْقَادَ. وفلانٌ أبيُّ العِنان، إِذا كَانَ ممتنِعا. وَيُقَال أَرْخِ من عِنانه، أَي رفِّه عَنهُ. وهما يجريان فِي عِنانٍ إِذا استَويا فِي فضلٍ أَو غَيره. وَقَالَ الطرمَّاح: سَيعْلَمُ كلُّهم أَنِّي مُسِنٌّ إِذا رفَعوا عناناً عَن عِنانِ الْمَعْنى سَيعْلَمُ الشُّعَرَاء كلُّهم أَنِّي قارِح. وَجرى الفرسُ عِناناً، إِذا جرى شوطاً. وَيُقَال: اثنِ عليَّ عنانَه، أَي رُدَّه عليّ وثنيت على الْفرس عِنانَه، إِذا ألجمتَه. وَقَالَ ابْن مُقبل يذكر فرسا: وحاوطني حتَّى ثنيتُ عنانَه على مُدبر العِلْباء ريانَ كاهلُه حاوَطني، أَي داورني وعالجني. ومدبِر عِلبائه: عُنُقه. أَرَادَ أنّه طَوِيل الْعُنُق، فِي علبائه إدبار. وَيُقَال للرجل الشريف الْعَظِيم السُّودَد: إِنَّه لطويل الْعَنَان. وفرسٌ طَوِيل الْعَنَان، إِذا ذُمَّ بقصر عُنُقه. فَإِذا قَالُوا قصير العِذار فَهُوَ

مدحٌ، لِأَنَّهُ وصف حينئذٍ بسعة جَحفلته. وَيُقَال امْرَأَة معنَّنة، إِذا كَانَت مجدولةً جدلَ الْعَنَان، غيرَ مسترخية الْبَطن. وَرجل مِعَنٌّ، إِذا كَانَ عِرِّيضاً مِتْيَحا. وَامْرَأَة مِعَنّة: تعتَنُّ وتعترض فِي كل شَيْء. وَرُوِيَ عَن بعض الْعَرَب أَنه قَالَ: إنَّ لنا لكَنَّهْ مِعَنَّةً مِفَنَّهْ سِمعنَّةً نِظرَنَّه أَي تعتنُّ وتفتنُّ فِي كل شَيْء. وَيُقَال: إنّه ليَأْخُذ فِي كل عَنَ وفنَ، بِمَعْنى وَاحِد. وسمِعتُ العربَ تَقول: كُنَّا فِي عُنَّةٍ من الْكلأ وفُنّة، وثُنة، وعانكة من الْكلأ، بِمَعْنى وَاحِد، أَي كُنَّا فِي كلأ كثير وخِصب. ابْن شُمَيْل: العانُّ، من صفة الْجبَال: الَّذِي يعتَنُّ لَك فِي صَوبِك وَيقطع عَلَيْك طريقك. يُقَال: بموضِع كَذَا عانٌّ يعتنُّ للسالك. ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العُنُن: المعترضون بالفضول، الْوَاحِد عانٌّ وعَنُون. قَالَ: والعُنُن جمع العِنِّين وَجمع المعنون أَيْضا. وَيُقَال عُنَّ الرجل وعُنِّن وعُنِنَ وأُعْنِنَ، فَهُوَ عَنِين مَعنونٌ مُعَنٌّ مُعَنّن. قَالَ والتعنين: الْحَبْس فِي المطبق الطَّوِيل. عَمْرو عَن أَبِيه: يُقَال للمجنون: معنون ومهروع، ومخفوع، ومعتوه، وممتوه، ومُمَتّهٌ، إِذا كَانَ مَجْنُونا. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: لعنّك لبني تَمِيم. قَالَ: وَبَنُو تيم الله بن ثَعْلَبَة يَقُولُونَ: رَعَنَّك تَقول ذاكَ ولغَنَّك، بِمَعْنى لعلَّك، بالغين. وَقَالَ اللَّيْث: العُلوان لُغَة فِي العنوان غير جيّدة. قَالَ: وَيُقَال عننت الكتابَ عنّاً. قَالَ: وعَنْونته. قَالَ: وَهُوَ فِيمَا ذُكر مشتقٌ من الْمَعْنى. قَالَ: وعَنّيتُه تعنيةً، كلُّها لُغَات. وَقَالَ النحويون: (عَن) حرفُ صفةٍ، وَهُوَ اسْم. و (مِن) من الْحُرُوف الخافضة. وَالدَّلِيل على ذَلِك أَنَّك تَقول أَتَيْته من عَن يَمِينه وَمن عَن شِمَاله، وَلَا تقدم (عَنْ) على (مِن) . وَقَالَ الشَّاعِر: من عَن يَمِين الحُبَيَّا نظرةٌ عَجَل وَتقول: أخذت الشَّيْء مِنْهُ، وحدّثني فلَان عَن فلَان. وَيُقَال تنحَّ عني وانصرفْ عنّي، وَخذ مِنْهُ كَذَا وَكَذَا. وَقَالَ أَبُو زيد: الْعَرَب تزيد عَنْك فِي كَلَامهَا، يُقَال: خُذ ذَا عَنْك، الْمَعْنى خُذ ذَا، و (عَنْك) زِيَادَة. وَقَالَ الجعديّ يُخَاطب ليلى: دَعي عنكِ تَشتامَ الرِّجَال وأقبلي علَى أذلغيّ يمْلَأ استكِ فيشلا أَرَادَ يمْلَأ استَك فيشلةً، فَخرج فيشلاً نصبا على التَّفْسِير. نع: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: النَّعْ: الضَّعْف. سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: النَّعَّة ضَعفُ الغُرمول بعد قوّته. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: النُّعنع: الْفرج الدَّقِيق الطَّوِيل. وَأنْشد:

باب العين والفاء

سَلُوا نساءٍ أَشْجَع أيُّ الأيُور أنفَعْ أالطويل النُّعْنُعْ أم الْقصير القَرصَع قَالَ: والقرصَع: الْقصير المعجَّر. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: يُقَال للطويل من الرِّجَال نُعنُع. وَقَالَ غَيره: تنعنعت الدارُ، إِذا نأت وبعُدت. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: النُّعاعة: بقلة ناعمة. وَقَالَ شِمْر: لم أسمع نُعاعة إلاّ للأصمعي. قَالَ: ونُعاعة: مَوضِع. وَأنْشد: لَا عَيْش إلاّ إبلٌ جُمّاعه موردها الجَيْأة أَو نُعاعه وَيُقَال لبَظر الْمَرْأَة إِذا طَال نُعنُع ونُغنُعُ. وَقَالَ الْمُغيرَة بن حبناء: وإلاّ جُبتُ نُعنُعَها بقولٍ يُصيّره ثمانٍ فِي ثمانِ قَوْله ثَمَان فِي مَوضِع النصب، وَهُوَ على لُغَة من يَقُول: رَأَيْت قاضٍ وَهَذَا قاضٍ ومررت بقاض. (بَاب الْعين وَالْفَاء) عف، فع: مستعملان عف: أَبُو عبيد: العُفافة: بقيّة اللَّبن فِي الضَّرع بَعْدَمَا يُمتَكُّ أَكْثَره. قَالَ: وَهِي العُفّة أَيْضا. وَقَالَ الْأَعْشَى: وتَعادَى عَنهُ النهارَ فَمَا تع جوه إلاّ عُفافةٌ أَو فُواقُ وَقَالَ غَيره العُفافة: الْقَلِيل من اللَّبن فِي الضَّرع قبل نزُول الدِّرّة. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: العُفافة: أَن تَأْخُذ الشَّيْء بعد الشَّيْء، فَأَنت تعتفُّه. وروى عَمْرو عَن أَبِيه: العَفْعَف: ثَمَر الطَّلح. وَقَالَ أَبُو زيد: العُفافة: الرَّمث يرضعه الفصيل فِي قَول بَعضهم. قَالَ: وَبَعْضهمْ يَقُول: العُفافة أَن تتْرك الناقةُ على الفصيل بعد مَا ينفض مَا فِي ضرْعهَا فتجمع لَهُ اللبنَ فُواقاً خَفِيفا. وَقَالَ ابْن الْفرج: يُقَال للعجوز عُفّة وعُثّة. قَالَ: والعُفّة: سَمَكَة جرداء بَيْضَاء صَغِيرَة إِذا طُبخت فَهِيَ كالأرُزّ فِي طعمها. وَيُقَال عفّ الْإِنْسَان عَن الْمَحَارِم يَعِفُّ عِفّةً وعَفافاً، فَهُوَ عَفيفٌ وَجمعه أعِفّاء وَامْرَأَة عفيفة الْفرج ونسوةٌ عفائف. فع: أَبُو الْعَبَّاس عَن سَلمَة عَن الْفراء: يُقَال للقصّاب فَعفَعانيّ، وهَبْهَبيّ، وسطّار. قَالَ: ورجلٌ فَعفَع وفُعافِعٌ، إِذا كَانَ خَفِيفا. وَيُقَال للجدي فَعفَع. قَالَ: وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الفعفعيُّ: القصّاب وَأنْشد غَيره لصخر الغيّ: فنادَى أَخَاهُ ثمّ طَارَ بشَفرةٍ إِلَيْهِ اجتزارَ العفعفيّ المُناهِبِ عَمْرو عَن أَبِيه: الفعفع: زجرُ الْغنم. قلت: وَهِي الفعفعة.

باب العين والباء

وَقَالَ المؤرج: رجلٌ فعفاعٌ وَعواعٌ لَعلاعٌ رَعراعٌ، أَي جبان. (بَاب الْعين وَالْبَاء) عب، بِعْ عب: جَاءَ فِي الْخَبَر: (مُصُّوا الماءَ مَصًّا وَلَا تعُبُّوه عَبًّا) . والعبُّ: أَن يشرب المَاء وَلَا يتنفّس. وَقيل: (الكُباد من العبّ) ، وَهُوَ وجع الكبد. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه أَنه قَالَ: العبُّ أَن يشرب المَاء دغرقة بِلَا غَنْث. والدغرقة: أَن يصبَّ الماءَ مرّة وَاحِدَة. والغَنْث: أَن يقطّع الجَرْع. وَقَالَ الشافعيّ: الحَمَام من الطَّير: مَا عبّ وهدَر. وَذَلِكَ أنّ الْحمام يعُبُّ المَاء عبًّا وَلَا يشرب كَمَا يشرب سَائِر الطير نقراً. أَبُو عُبَيْدَة: فرسٌ يعبوب: جوادٌ بعيد القَدْر فِي الجري. قَالَ: وَقَالَ المنتجع: هُوَ الطَّوِيل. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: اليعبوب: كلُّ جدول ماءٍ سريع الجري، وَبِه شبّه الْفرس اليعبوب. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَنهُ أَنه قَالَ: العُنْبَب: كَثْرَة المَاء. وَأنْشد: فصبّحتْ والشَّمس لم تَقضَّبِ عينا بغضيانَ ثجوجَ العُنْبَبِ قلت: عُنبَب فُنْعَل من العبّ، وَالنُّون لَيست بأصلية، وَهِي كنون عُنْصَل وجندب. عَمْرو عَن أَبِيه: العَبعَبة: الصُّوفة الْحَمْرَاء. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: العَبعَب: كساءٌ مخطَّط. وَأنْشد: تخلُّجَ المجنونِ جَرَّ العَبعَبا وَقَالَ أَبُو عَمْرو فِيمَا روى أَبُو عبيد عَنهُ: العَبْعَب الشابّ التَّامْ وروى عَمْرو عَن أَبِيه: العَبعَب: نَعْمة الشّباب. وَأَخْبرنِي الْإِيَادِي عَن شِمر أَنه قَالَ: العَبعَب والعَبعاب: الطَّوِيل من الرِّجَال. وَقَالَ اللَّيْث: العَبعَب من الأكسية: الناعم الرَّقِيق. قلت: وَرَأَيْت فِي الْبَادِيَة ضربا من الثُّمام يُلْثِي صمغاً حلواً يُؤخَذ من قضبانه ويؤكل، يُقَال لَهُ لَثَى الثُّمام، فَإِن أَتَى عَلَيْهِ الزمانُ تناثرَ فِي أصُول الثُّمام، فَيُؤْخَذ بترابه وَيجْعَل فِي ثوب ويصبُّ عَلَيْهِ المَاء ويُشْخَل بِهِ أَي يصفّى ثمَّ يُغلَى بالنَّار حَتَّى يخثُر ثمَّ يُؤْكَل. وَمَا سَالَ مِنْهُ فَهُوَ العبيبة. وَقد تعبَّبتُها أَي شربتها. وَيُقَال: هُوَ يتعبّب النَّبِيذ، أَي يتجرَّعه. وروى مُحَمَّد بن حبيب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: العُبَب: عِنَب الثَّعْلَب. قَالَ: وشجرُهُ يُقَال لَهُ الرَّاء، مَمْدُود. وَقَالَ ابْن حبيب: هُوَ العُبَب، وَمن قَالَ عِنَب الثَّعْلَب فقد أَخطَأ. وروى أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ: الفَنا مَقْصُور: عِنَب الثَّعْلَب. فَقَالَ عنبٌ وَلم يقلْ عُبَب. وَقد وجدتُ بَيْتا لأبي وجزة السعديّ يدلُّ على قَول ابْن الأعرابيّ، وَهُوَ قَوْله: إِذا تربَّعتِ مَا بينَ الشُّريف إِلَى أَرض الفَلاَح أولاتِ السَّرح والعُبَبِ

باب العين والميم

وَفِي حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إنّ الله عزّ وجلّ وضَعَ عَنْكُم عُبِّيَّة الْجَاهِلِيَّة وتعظُّمَها بِآبَائِهَا) . أَبُو عبيد: العُبِّيَّة والمِبِّيّة: الكِبْر. قلت: وَلَا أَدْرِي أهوَ فعليّة من العَبّ، أم هُوَ من العَبْوِ وَهُوَ الضَّوْء. أَبُو عبيد: العُباب: معظَم السَّيْل وارتفاعه وكثرته. عَمْرو عَن أَبِيه: عبعَبَ، إِذا انهزم. قَالَ: وعُبَّ الشَّيْء، إِذا شُرِب. وعَبَّ، إِذا حسُن وجهُه بعد تغيُّر. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: عُبْ عُب، إِذا أمرتَه أَن يسْتَتر. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : رجلٌ عَبعابٌ قبقاب، إِذا كَانَ واسعَ الْحلق والجوف جليلَ الْكَلَام. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: العُبُب: الْمِيَاه المتدفّقة. بِعْ: عَمْرو عَن أَبِيه: بعّ الماءَ بعًّا، إِذا صبّه. قَالَ: وَيُقَال أتيتُه فِي عَبعَب شبابه وعِهِبَّى شبابه. قَالَ والبَعبَع: صبُّ المَاء المُدارَكُ. قلت: لِأَنَّهُ أَرَادَ حِكَايَة صَوته إِذا خرج من الْإِنَاء وَنَحْو ذَلِك. قَالَ اللَّيْث: وَقَالَ أَبُو زيد: البعابعة: الصعاليك الَّذين لَا مالَ لَهُم وَلَا ضَيعة. قَالَ: والبُعّة من أَوْلَاد الْإِبِل: الَّذِي يُولد بينَ الرُّبع والهُبَع. وَقَالَ الْفراء مثله. وَقَالَ اللَّيْث: بعّ السحابُ يُبعّ بعًّا وبعَاعاً، إِذا لجّ بمطره. وَقَالَ أَبُو عبيد: ألْقى عَلَيْهِ بَعاعَه، أَي ثِقْله. وأخرجت الأَرْض بَعاعُها، إِذا أنبَتت أنواعَ العُشْب أيامَ الرّبيع. وَأَلْقَتْ السحابةُ بَعاعَها، أَي ماءها وَثقل مطرها. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: وَألقى بصَحراء الغَبيطِ بَعاعَه نزولَ الْيَمَانِيّ ذِي العِياب المحمَّلِ شمر عَن أبي عَمْرو: العُباب: كَثْرَة المَاء. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: العُباب: الْمَطَر الْكثير وَقَالَ المَرّار: عوامد للحمى متصيّفات إِذا أَمْسَى لصيفته عُباب وَقَالَ رؤبة: كأنّ فِي الأقتاد ساجاً عوهقا فِي المَاء يفرُقنَ العُبابَ الغلفقَا الغَلْفَق جعله نعتاً للْمَاء الْكثير. وَيُقَال للعِرمِضِ فَوق المَاء غلفق. (بَاب الْعين وَالْمِيم) عَم، مَعَ عَم: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه اخْتصم إِلَيْهِ رجلانِ فِي نخلِ غرسَه أحدُهما فِي أَرض الآخر، قَالَ الرَّاوِي للْحَدِيث: (فَلَقَد رَأَيْت النّخل يُضرَب فِي أُصُولهَا بالفؤوس وإنّها لَنخلٌ عُمٌّ) . قَالَ أَبُو عبيد: العُمُّ: التامّة فِي طولهَا والتفافها، واحدتها عميمة. قَالَ: وَمِنْه قيل للْمَرْأَة عميمة إِذا كَانَت وثيرة. وَأنْشد للبيد فِي صفة نخيل طَالَتْ: سُحُق يمتِّعها الصَّفا وسَرِيُّه عُمٌّ نواعم بينهنَّ كروم

الصَّفا: نهر بالبحرَين. والسريّ: خليجٌ ينخلج مِنْهُ. وَيُقَال: اعتمَّ النبتُ اعتماماً، إِذا التفّ وَطَالَ. ونبتٌ عميم. وَقَالَ الْأَعْشَى: مؤزَّرٌ بعَميمِ النبت مُكتهِلُ وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت قَالَ: العَمُّ الْجَمَاعَة من الحيّ. والعمّ: أَخ الْأَب. والعَمَم: الجِسم التامّ، يُقَال: إنّ جسمَه لعَممٌ، وإنّه لعَمَمُ الجِسم. وَيُقَال اسْتَوَى شبابُ فلانٍ على عَمَمه وعُمُمِه، أَي على طوله وَتَمَامه. أَبُو عبيد عَن أبي عمر قَالَ: العماعم: الْجَمَاعَات، وَاحِدهَا عَمٌّ على غير قِيَاس. قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ الكسائيّ: استعمَّ الرجلُ عَمّاً، إِذا اتخذَ عَمًّا. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال تعمَّمتُ الرجل، إِذا دَعوته عَمّاً. وَمثله تخوَّلتُ خالاً. وَيجمع العمّ أعماماً وعُموماً وعُمومة. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه أنشدَهُ: عَلاَمَ بنَتْ أختُ اليرابيع بيتَها عليَّ وَقَالَت لي بليلٍ تعمَّمِ مَعْنَاهُ أنّه لما رَأَتْ الشيبَ بِرَأْسِهِ قَالَت لَهُ: لَا تأتنا خِلْماً وَلَكِن ائتِنا عَمًّا الحرّاني عَن ابْن السّكيت: يُقَال هما ابْنا عَمٍ وَلَا يُقَال هما ابْنا خَال، وَيُقَال هما ابْنا خَالَة وَلَا يُقَال ابْنا عمَّة. وَفِي حَدِيث عُرْوَة بن الزُّبير أَنه ذكر أُحَيحةَ بن الجُلاَح وقولَ أَخْوَاله فِيهِ: (كنّا أهلَ ثُمِّهِ ورُمِّه، حَتَّى اسْتَوَى على عُمُمِّه) قَالَ: قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله (حَتَّى اسْتَوَى على عُممِّه) أَرَادَ على طوله واعتدال شبابه، يُقَال للنبات إِذا طَال: قد اعتمّ. وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو منجوف: يُقَال قد عَمَّمناك أمرنَا، أَي ألزمناك. قَالَ شمر: والمعمَّم: السيّد الَّذِي يقلّده القومُ أمورَهم، ويلجأ إِلَيْهِ عوامُّهم. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب الهذليّ: وَمن خير مَا جمع الناشىء ال معمَّم خِيرٌ وزندٌ وَرِيُّ قَالَ: والعَمَمُ من الرِّجَال: الْكَافِي الَّذِي يعمُّهم بِالْخَيرِ. وَقَالَ الْكُمَيْت: بَحر جريرُ (بن شقٍ) من أرومته وخالدٌ من بنيه المِدره العممُ قَالَ: والعمم أَيْضا فِي الطُّول والتمام. وَقَالَ أَبُو النَّجْم: وقَصَب رؤد الشبابِ عَمَمُه وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: خَلْق عَمَمٌ، أَي تامّ. وَفِي حَدِيث عَطاء: (إِذا توضَأتَ فَلم تعمُمْ فتيمَّم) ، قَالَ شمر: قَوْله (فَلم تعمُمْ) ، يَقُول: إِذا لم يكن فِي المَاء وضوءٌ تامٌّ فتيمَّم. وَأَصله من الْعُمُوم. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: عُمَّ، إِذا طُوّل. وعَمَّ، إِذا طَال. قَالَ: وعمعم الرجُل، إِذا كثُر جيشُه بعد قلّة. وَمن أمثالهم: (عَمَّ ثؤباءُ الناعسِ) ، يضْرب للحدَث يحدُث ببلدة ثمَّ يتعدّاه إِلَى سَائِر البُلدان. وَأَصله أَن الناعسَ يتثاءب فِي الْمجْلس فيُعدى ثؤباؤه أهلَ مجلسِه. وَيُقَال رجل عُمِّيّ ورجلٌ قُصريّ. فالعُمّيّ:

العامّ، والقُصريّ: الخاصّ. والعِمامة من لِبَاس الرَّأْس مَعْرُوفَة، وَجَمعهَا العمائم. وَقد تعممّها الرجل واعتمّ بهَا. وَإنَّهُ لحسَن العِمَّة. وَقَالَ ذُو الرمة: واعتمَّ بالزَّبد الجَعْد الخراطيمُ وَالْعرب تَقول للرجل إِذا سُوِّد: قد عُمِّم. وَذَلِكَ أنَّ العمائم تيجانُ الْعَرَب. وَكَانُوا إِذا سوّدوا رجلا عمَّموه عِمَامَة حَمْرَاء. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: رأيتُك هرَّيتَ العمامةَ بَعْدَمَا رأيتكَ دهراً فاصعاً لم تعصَّبِ وَكَانَت الفرسُ إِذا ملّكت رجلا توّجوه، فَكَانُوا يَقُولُونَ للْملك مَتوّج. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: فرسٌ معمَّم، إِذا انحدرَ بَيَاض ناصيته إِلَى منبتها، وَمَا حولهَا من الرَّأْس والناصية معمَّم أَيْضا. قَالَ: وَمن شيات الْخَيل: أدرعُ معمَّم، وَهُوَ الَّذِي يكون بياضُه فِي هامته دون عُنُقه. وَالْعرب تَقول رجلٌ مُعَمٌّ مُخْوَلٌ، إِذا كَانَ كريم الْأَعْمَام والأخوال، وَمِنْه قَول امرىء الْقَيْس: بجيدِ مُعَمَ فِي الْعَشِيرَة مُخْوَلِ وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال فِيهِ مُعِمٌّ مُخْوِل أَيْضا. قلت: وَلم أسمعهُ لغيره، وَلَكِن يُقَال رجل مِعَمٌّ مِلَمٌّ، إِذا كَانَ يعمُّ الناسَ فضلُه ومعروفُه ويَلُمّهم، أَي يجمعهُمْ وَيصْلح أمورَهم. وَقَالَ اللَّيْث: العامّة: عيدانٌ يُشَدُّ بعضُها إِلَى بعض ويُعبَر عَلَيْهَا. قلت: خفّف ابنُ الْأَعرَابِي الْمِيم من العامَة بِمَعْنى المِعْبَر، وَجعله مثل هَامة الرَّأْس وقامَة العَلَق، فِي حروفٍ مخفّفة الْمِيم، وَهُوَ الصَّوَاب. وَقَوله الله عزّ وجلّ: {} (النّبَإِ: 1) أَصله عَن مَا يتساءلون، فأدغمت النُّون من عَن فِي الْمِيم من مَا وشُدِّدتَا ميماً، وحذفت الْألف فرقا بَين الِاسْتِفْهَام وَالْخَبَر فِي هَذَا الْبَاب. والخبرُ كَقَوْلِك: عَمَّا أَمرتك بِهِ، الْمَعْنى عَن الَّذِي أَمرتك بِهِ. وَأما قَول ذِي الرّمّة: بَراهنّ عَمَّا هنّ إِمَّا بَوادىءٌ لحاجٍ وَإِمَّا راجعاتٌ عوائدُ فَإِن الْفراء قَالَ: مَا صلَة، وَالْعين مبدلة من ألف أنْ. الْمَعْنى براهنّ يَعْنِي الركاب أنْ هن إمّا بَوادىءُ لحَاجَة فِي سفر مُبْتَدأ، وَإِمَّا أَن عُدْن راجعات من السّفر، وَهِي لُغَة تَمِيم، يَقُولُونَ عَن هُنّ. وَأما قَول الآخر يُخَاطب امْرَأَة اسْمهَا عَمَّى: فقِعدَكِ عَمَّى الله هلاَّ نعيتِهِ إِلَى أهل حيَ بالقنافذ أوردوا فإنّ عَمَّى اسْم امْرَأَة، أَرَادَ يَا عَمَّى. وقِعدَكِ وَالله يمينان. وَقَالَ المسيّب بن علَس يصف نَاقَة: وَلها إِذا لحِقتْ ثمائلها جَوزٌ أعمُّ ومِشفَرٌ خَفِقُ قَالَ أَبُو عَمْرو: الجَوز الأعمّ: الغليظ التامّ. والجوز: الْوسط. قَالَ: ومِشفَرٌ خَفِق: أهدَلُ، فَهُوَ يضطرب إِذا عَدَتْ.

مَعَ: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: المعُّ الذَّوَبان. أَبُو عبيد: المعمعانيّ: الْيَوْم الشَّديد الحرّ. قَالَ: والمعمعة: حِكَايَة صَوت لَهب النّار إِذا شُبّت بالضِّرام. وَمِنْه قَول امرىء الْقَيْس: كمعمعة السَّعَف الموقَدِ وَيُقَال للحرب مَعمعة: وَلها مَعْنيانِ: أَحدهمَا أصوات المقاتِلة، وَالْآخر اسْتعَار نارها. وَقَالَ شمِر: امرأةٌ مَعمَعٌ، وَهِي الذكيّة المتوقِّدَة. وَفِي حديثٍ مَرْفُوع: (لَا تَهْلك أمّتي حتّى يكون التمايُل والتّمايُز والمعامع) ، يُرِيد بالمعامع الحروبَ وهَيْج الْفِتَن والتهابَ نيرانها، وَالْأَصْل فِيهِ معمعة النَّار، وَهُوَ سرعَة تلهُّبِها. وَمثله معمعة الحَرّ. وَمثل هَذَا قَوْلهم: (الْآن حينَ حَمِيَ الْوَطِيس) . والمَعمعة: الدَّمْشقة، وَهُوَ عَملٌ فِي عجَل. وأمّا (مَعَ) فَهِيَ كلمةٌ تضم الشيءَ إِلَى الشي، وَأَصلهَا مَعاً، وستراها فِي معتّل الْعين بأوضحَ من هَذَا التَّفْسِير إِن شَاءَ الله. وَقَالَ اللَّيْث: إِذا أَكثر الرجلُ من قَول (مَعَ) قيل يُمعمِع معمعةً. قَالَ: ودِرهم مَعمعيٌّ: كتب عَلَيْهِ (مَع مَع) . ثعلبٌ عَن ابْن الأعرابيّ: مَعمَع الرجلُ، إِذا لم يحصُل على مَذْهَب، فَهُوَ يَقُول لكلّ: أَنا مَعَك وَمِنْه قيل لمن هَذِه صفتُه: إمّعٌ وإمَّعَة.

بِسم الله الرحمان الرَّحِيم هَذِه أَبْوَاب الثلاثي الصَّحِيح من حُرُوف الْعين أهملت (الْعين مَعَ الْحَاء) فِي الثلاثي الصَّحِيح إِلَى آخر وجوهها. بَاب الْعين مَعَ الْهَاء) ع هـ خَ ع هـ غ أهملت وجوهها كلّها. بَاب الْعين وَالْهَاء مَعَ الْقَاف) عهق، هقع: مستعملان. عقه، هعق، قعه، قهع: مُهْملَة. عهق: قَالَ اللَّيْث: العهيقة: النشاط. وَأنْشد: إنّ لرَيعان الشَّبَاب عَيهقا قلت: الَّذِي سمعناه من الثِّقَات الغَيْهقة بالغين مُعْجمَة، بِمَعْنى النشاط. وَأَخْبرنِي أَبُو الْفضل المنذريّ عَن أبي الْحسن الصَّيداويّ عَن الرياشيّ عَن أبي عُبَيْدَة قَالَ: الغَيهق: النشاط، بالغين. وَأنْشد: كأنّما بِي مِن إرانِي أَولَقُ وللشَّباب شِرَّةٌ وغيهق قَالَ: فالغَيهق بالغين مَحْفُوظ صَحِيح، وَأما العيهقة بِالْعينِ فَإِنِّي لَا أحفظها لغير اللَّيْث، وَلَا أَدْرِي أَهِي لغةٌ حفظت عَن الْعَرَب، أم الْعين تَصْحِيف. وَالله أعلم. ورُوي عَن أبي عَمْرو أَنه قَالَ: العِيهاقُ: الضَّلال. وَلَا أَدْرِي مَا الَّذِي عوهقَك، أَي الَّذِي رمَى بك فِي العِيهاق. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: العَوهق: الخُطّاف. والعَوهق: الْغُرَاب الجبليّ، وَيُقَال هُوَ الشِّقِرّاق. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: العوهق: اللازَوَرْد الَّذِي يُصبغ بِهِ. والعوهق من شجر النَّبْع الَّذِي يتَّخذ مِنْهُ القسيُّ أجودُه. وَأنْشد لبَعض الرجاز يصف قوساً: وكلّ صفراءَ طَروحٍ عَوهقِ والطَّروح من القسي: الَّتِي تُبعِد السهمَ إِذا رُمِي بِهِ عَلَيْهَا. وَقَالَ اللَّيْث: العوهق: الْغُرَاب الْأسود الجسيم. والعوهق: اسْم جمل للْعَرَب نُسبت إِلَيْهِ النجائب. وَقَالَ رؤبة: قوراء فِيهَا من بَنَات العَوْهَق

قَالَ: والعوهق لونٌ كلون السَّمَاء مُشرَبٌ سواداً. قَالَ: والعوهقانِ: كوكبان بحذاء الفرقدين على نسقٍ طريقتهما مِمَّا يَلِي القطب. وَأنْشد: بِحَيْثُ باري الفرقدانِ العوهقا عِنْد مَسَكِّ القطبِ حَيْثُ استوسقا وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ فِي موضعٍ آخر قَالَ: الغَقَقَة العواهق. قَالَ: وَهِي الخطاطيف الجبلية. والعوهق أَيْضا: اللازورد. والعوهق: لون الرماد. قلت: وكلُّ مَا ذكرت فِي العوهق من الْوُجُوه صَحِيح بِلَا شكّ. هقع: أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: رجلٌ هُقَعةٌ: يكثر الاتّكاء والاضطجاعَ بَين الْقَوْم. وَقَالَ شمر: لَا أعرف هُقَعة بِهَذَا الْمَعْنى. قلت: هُوَ صَحِيح وَإِن أنكرهُ شمِر. أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن (ابْن) الأعرابيّ عَن ابْن السّكيت عَن الْفراء قَالَ يُقَال للأحمق الَّذِي إِذا جلس لم يكد يبرح: إِنَّه لهُكَعة. وَقَالَ بعض الْعَرَب: اهتكعَ فلَانا عِرقُ سَوءٍ، واهتقَعه، واهتنَعه، واختضمه، وارتكسه، إِذا تعقَّله وأقْعَده عَن بُلُوغ الشّرف وَالْخَيْر. وروى أَبُو عبيد عَن الْفراء أَنه قَالَ: الهَكعة النَّاقة الَّتِي استرخت من الضَّبَعة. وَقد هكِعَت هَكعاً. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: هَقِعت النَّاقة هَقَعاً فَهِيَ هَقِعة، وَهِي الَّتِي إِذا أَرَادَت الْفَحْل وَقعت من شدّة الضَّبَعة. قلت: فقد استبان لَك أَن الْقَاف وَالْكَاف لُغَتَانِ فِي الهَقِعة والهَكِعة. وَيُقَال: قَشط فلانٌ عَن فرسه الجُلَّ وكشَطه، إِذا كشفه. وَهُوَ القُسط والكُشط للعُود. وَقد تعاقبت الْقَاف وَالْكَاف فِي حُرُوف كَثِيرَة لَيْسَ هَذَا موضعَ استقصاءٍ لذكرها. فَمَا قَالَه الأمويّ فِي الهقعة صَحِيح لَا يضُرُّه إِنْكَار شمر إيّاه. وَقد روى شمر عَن ابْن شُمَيْل أَنه قَالَ: يُقَال سانَّ الْفَحْل الناقةَ حَتَّى اهتقعها، يتقوَّعها ثمَّ يَعِيسها. قلت: معنى اهتقعها، أَي نوَّخها ثمَّ علاها وتسدّاها. وروى أَبُو عبيد عَن الْفراء وَغَيره: اهتُقِع لونُه وامتُقِع لَونه، إِذا تغيّر لونُه. وَقَالَ غَيره: تَهقَّع فلانٌ علينا، وتترَّع وتطبَّخ، بِمَعْنى وَاحِد، أَي تكبّر وَعدا طَورَه. وَقَالَ رؤبة: إِذا امْرُؤ ذُو سَورَةٍ تهقّعا والاهتقاع فِي الحمّى: أَن تدع المحمومَ يَوْمًا ثمَّ تهتقعه، أَي تعاوده فتُثْخنه. وكل شيءٍ عاودك فقد اهتقعك. والهَقْعة: منزلٌ من منَازِل الْقَمَر، وَهِي ثَلَاثَة كواكب تكون فَوق مَنكبي الجوزاء كأنّها أثافٍ، وَبهَا شُبّهت الدائرة الَّتِي تكون بجنْب الدوابّ فِي مَعَدِّه ومَركَلِه، وَهِي دَائِرَة يُتشاءم بهَا. يُقَال هُقِع الفرسُ فَهُوَ مهقوع. وَأنْشد أَبُو عُبَيْدَة: إِذا عَرِق المهقوع بِالْمَرْءِ أنعظت حليلته وازداد حَرًّا عجانُها

باب العين مع الكاف

والهيقعة: حِكَايَة أصوات السيوف فِي معركة الْقِتَال إِذا ضُرب بهَا. وَقد ذكره الهذليُّ فِي شعره فَقَالَ: الطعْن شغشغةٌ وَالضَّرْب هيقعةٌ ضربَ المعوِّل تَحت الدِّيمة العضَدا شبّه أصواتَ الْمُضَاربَة بِالسُّيُوفِ بِضَرْب العَضَّاد للشجر بفأس لبِنَاء عالَةٍ يستكنُّ بهَا من الْمَطَر. قهقع: روى ابْن شُمَيْل عَن أبي خَيرة قَالَ: يُقَال قهقع الدُّبُّ قهقاعاً، وَهُوَ حِكَايَة صَوت الدبّ فِي ضحكه، وَهُوَ حِكَايَة مؤلّفة. (بَاب الْعين مَعَ الْكَاف) هكع، عهك: مستعملان كهع، كعه، هعك، عكه: مُهْملَة. هكع: روى أَبُو الْعَبَّاس عَن سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: الهُكاعيّ مَأْخُوذ من الهُكاع، وَهُوَ شَهْوَة الْجِمَاع. قَالَ: والهُكاع أَيْضا: النّوم بعد التَّعَب. وَقَالَ أعرابيّ: مررتُ بإراخٍ هُكَّعٍ فِي مئرانها، أَي نِيام فِي مأواها، وَأنْشد ابْن السّكيت قَول الهذَليّ: وتبوّأ الأبطالُ بعد حَزاحزٍ هكْعَ النواحز فِي مناخ الموحِفِ قَالَ: مَعْنَاهُ أَنهم تبوءوا مراكزهم فِي الْحَرْب بعد حزاحز كَانَت لَهُم حَتَّى هكعوا بعد ذَلِك وهُكوعهم: بروكهم لِلْقِتَالِ كَمَا تهكع النواحز من الْإِبِل فِي مباركها، أَي تسكن وتطمئنّ. وَقَالَ الطِرمّاح يذكر بقر الْوَحْش: ترى العِينَ فِيهَا من لدنْ مَتَع الضُّحى إِلَى اللَّيْل فِي الغَضْيا وهُنَّ هكوعُ قَالَ بَعضهم هنّ هُكوع أَي نِيام، وَقَالَ بَعضهم: مُكِبّاتٌ إِلَى الأَرْض، وَقيل مطمئنّات. والمعاني مُتَقَارِبَة. وَالْبَقر تهكع فِي كِناسها عِنْد اشتداد الحرّ نصفَ النَّهَار. والهُكاع: السُّعالُ أَيْضا. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: هكعَ عظمه، إِذا انْكَسَرَ بَعْدَمَا جَبَر. سلمةُ عَن الْفراء قَالَ: الهكِعة من النوق: الَّتِي قد استرخت من شدّة الضَّبَعة. وناقةٌ مِهكاعٌ: تكَاد يُغشَى عَلَيْهَا من الضَّبَعة. وَيُقَال: هكَع الرجلُ إِلَى الْقَوْم، إِذا نزل بهم بَعْدَمَا يُمسِي. وَقَالَ الشَّاعِر: وَإِن هكعَ الأضيافُ تَحت عشيّةٍ مصدَّقة الشَّفّان كاذِبة القطرِ وهكَع اللَّيْل هكوعاً، إِذا أرْخى سُدوله. وَرَأَيْت فلَانا هاكعاً، أَي مُكِبّاً. وَقد هكع إِلَى الأَرْض، إِذا أكبَّ. عهك: أهمله اللَّيْث وَغَيره. وَوجدت حرفا قرأته فِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) ، يُقَال: تَركتهم فِي عيهكة وعوهكة، ومَعْوَكة وعَوِيكة، ومَحْوَكة. وَقد تعاوكوا، إِذا اقتتَلوا. (بَاب الْعين وَالْهَاء مَعَ الْجِيم) اسْتعْمل وجوهه: عهج، عجه، هجع، جعه. عهج: أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ:

باب العين والهاء مع الضاد

العَوهج: الظَّبية الطَّوِيلَة الْعُنُق. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للناقة الْفتية عَوهَج. وَيُقَال للنعامة عوهج. وَقَالَ العجاج: فِي شملةٍ أَو ذَات زِفَ عوهجا كَأَنَّهُ أَرَادَ الطَّويلة الرجلَيْن. وروى أَبُو تُرَاب للأصمعيّ أَنه قَالَ: العَهج والعوهج: الطَّوِيلَة. عجه: أهمله اللَّيْث. وقرأت فِي كتاب (الْجِيم) لِابْنِ شُمَيْل: عجهت بَين فلَان وَفُلَان، مَعْنَاهُ أَنه أصابهما حَتَّى وَقعت الفُرقة بَينهمَا. قَالَ: وَقَالَ أعرابيّ: أندرَ الله عينَ فلَان، لقد عجَّهَ بَين نَاقَتي وَوَلدهَا. قلت: وَهَذَا حرفٌ غَرِيب لَا أحفظه لغير النَّضر، وَهُوَ ثِقَة. هجع: يُقَال أتيت فلَانا بعد هَجْعة، أَي بعد نومَة خَفِيفَة من أوّل اللَّيْل. وَقد هجع يهجع هجوعاً، إِذا نَام. وقومٌ هجوع، ونسوةٌ هُجَّع وهواجع. وروى ابْن حبيب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للرجل الأحمق الغافل عَمَّا يُرَاد بِهِ: هِجْع وهِجعة، وهُجَعة، ومِهجَع وَأَصله من الهُجوع وَهُوَ النّوم. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: مضى هجيعٌ من اللَّيْل وهزيعٌ، بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هجَع غَرَثُه وهَجَأَ، إِذا سكن. قَالَ: وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: هجع جوعُ الرجل يهجع هَجعاً، أَي انْكَسَرَ جوعُه وَلم يشْبع بعدُ. قَالَ: وهجأ فلَان غَرَثَه وهجعَ غرثَه، وهجأ غرثُه أَيْضا. قَالَ: وأهجع غرثَه وأهجأه، إِذا سكَّن ضَرَمه. قَالَ: وهجّع القومُ تهجيعاً، إِذا نوّموا. قلت: وسمِعت أَعْرَابِيًا من بني تَمِيم يَقُول: هجعنا هجعةً خَفِيفَة وقتَ السَّحَر. جعه: الجِعَة من الْأَشْرِبَة. وَهُوَ عِنْدِي من الْحُرُوف النَّاقِصَة، وَقد أخرجتُه فِي معتل الْعين وَالْجِيم فأوضحته. ع هـ ش: أهملت وجوهها. وأهمل سَائِر وجوهه. (بَاب الْعين وَالْهَاء مَعَ الضَّاد) اسْتعْمل من وجوهه: عضه. وأهمل سَائِر وجوهه. عضه: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (أَلا أنبئكم مَا العِضَهُ؟) . قَالُوا: بلَى يَا رَسُول الله. قَالَ: (هِيَ النَّميمة) . قَالَ أَبُو عبيد: وَكَذَلِكَ هِيَ فِي الْعَرَبيَّة. وَأنْشد قَوْله: أعوذُ بربي من النافثا ت فِي عُقَد العاضه المُعْضِه وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إيَّاكُمْ والعِضَهَ، أَتَدْرُونَ مَا العِضَه؟ هِيَ النميمة) . وروى اللَّيْث فِي كِتَابه (لعن رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم العاضهة والمستعضهة) ، وَفَسرهُ: الساحرة والمستسحرة. وروى أَبُو عبيد عَن الكسائيّ أَنه قَالَ: العِضَهُ الْكَذِب، وَجمعه عِضُونَ، وَهُوَ من العضيهة. قَالَ: وَيُقَال: يَا لِلعضيهة،

وياللأَفيكة، وَيَا لِلْبَهِيتة. قَالَ شمر وَغَيره من النحويِّين: كسرت هَذِه اللَّام على معنى اعجبوا لهَذِهِ العضيهة. وَإِذا نُصِبت اللَّام فمعناها الاستغاثة، يُقَال ذَلِك عِنْد التعجُّب من الْإِفْك العظِيم. وَأما قَول الله جلّ وعزّ: {الَّذِينَ جَعَلُواْ الْقُرْءَانَ عِضِينَ} (الحِجر: 91) فقد اخْتلف أهل الْعَرَبيَّة فِي اشتقاق أَصله وَتَفْسِيره: فَمنهمْ من قَالَ وَاحِدهَا عِضَة، وَأَصلهَا عِضْوة، من عضَّيتُ الشَّيْء، إِذا فرَّقتَه، جعلُوا النُّقصانَ الْوَاو. الْمَعْنى أنَّهم فرَّقوا يُعنَى الْمُشْركُونَ أقاويلَهم فِي الْقُرْآن، أَي فجعلوه مرّةً كَذِباً، ومرّة سِحراً، ومرّةً شعرًا، وَمرَّة كِهَانة. وَمِنْهُم من قَالَ: أصل العِضَة عِضْهة، فاستثقلوا الجمعَ بَين هاءين فَقَالُوا عِضَة، كَمَا قَالُوا شَفَة وَالْأَصْل شَفْهة، وَكَذَلِكَ سَنَة وَأَصلهَا سَنْهة. وَقَالَ الْفراء: العِضُون فِي كَلَام الْعَرَب السِّحر، وَذَلِكَ أنّه جعله من العِضْه. وَرُوِيَ عَن عِكْرِمَة أَنه قَالَ: العِضْهُ السِّحر بِلِسَان قُرَيْش. وهم يَقُولُونَ للساحر عاضه. وَالْكسَائِيّ ذهب إِلَى هَذَا. وروى أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة أَنه قَالَ: الحيّة العاضِهُ والعاضهة: الَّتِي تقتُل إِذا نهست من ساعتها. وَقَالَ ابْن السّكيت: العضيهة: أَن تعضه الإنسانَ وتقولَ فِيهِ مَا لَيْسَ فِيهِ. قَالَ: وَإِذا كَانَ الْبَعِير يرْعَى العِضاهَ قلت بعيرٌ عَضِهٌ. وَإِذا نسبت إِلَى العضاه قلت عِضاهيٌّ. قَالَ: وأرضٌ مُعضِهة: كَثِيرَة العِضاه. وَأنْشد: وقرَّبوا كلَّ جُماليَ عَضِهْ قلت: وَاخْتلفُوا فِي عضاه الشّجر. فأمّا النحويون فَإِنَّهُم يَقُولُونَ: العضاهُ من الشّجر: مَا فِيهِ شوك. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: العضاه وَاحِدهَا عِضَة، وَيُقَال عِضَهٌ، وَيُقَال عِضْهة. قَالَ: وَهِي كل شَجَرَة جَازَت الْبُقُول كَانَ لَهَا شوك أَو لم يكن. قَالَ: والزَّيتون من العِضاه. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ أَنه قَالَ: العِضاه كلُّ شجرٍ لَهُ شوك. قَالَ: ومِن أعرفِ ذَلِك الطَّلح، والسَّلَم، والعُرفُط. وروى ابْن هانىء عَن أبي زيد أَنه قَالَ: العِضَاهُ اسمٌ يَقع على شجرٍ من شجر الشوك لَهُ أسماءٌ مُخْتَلفَة يجمعها العِضاه. قَالَ: وَوَاحِد العِضاه عضاهة وعِضْهة وعِضَة. قَالَ: وإنّما العضاه الخالصُ مِنْهُ مَا عظُم واشتدَّ شوكه. قَالَ: وَمَا صغُر من الشوك فإنّه يُقَال لَهُ العِضُّ والشِّرس. قَالَ: والعِضُّ والشِّرس لَا يُدعَيانِ عِضاهاً. قلت: وَقد مرَّ هَذَا فِي بَاب العض بِأَكْثَرَ من هَذَا الشَّرْح. وَمن أَمْثَال الْعَرَب: (فلَان ينتجب عِضاهَ فلَان) ، مَعْنَاهُ أنّه ينتحل شِعره والانتجاب: أَخذ النَّجَب من الشّجر، وَهُوَ قِشره. وَمن أمثالهم السائرة: وَمن عِضَةٍ مَا يَنْبُتنَّ شَكيرُها وَهُوَ كَقَوْلِهِم. (الْعَصَا من العُصَيّة) وَقَالَ الشَّاعِر:

باب العين والهاء مع الزاي

إِذا مَاتَ مِنْهُم ميِّتٌ سُرِق ابنُه وَمن عِضَةٍ مَا يَنبتنَّ شكيرها يُرِيد أنّ الابنَ يشبه الأبَ، فَمن رأى هَذَا ظنّه هَذَا، فكأنَّ الابْن مَسْرُوق. والشَّكير: مَا ينبُت فِي أصل الشَّجَرَة. ع هـ ص: أهملت وجوهها. ع هـ س: أَيْضا مُهْملَة الْوُجُوه. (بَاب الْعين وَالْهَاء مَعَ الزَّاي) اسْتعْمل من وجوهه: هزع، عزه. هزع: أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: مضى هزيعٌ من اللَّيْل كَقَوْلِك: مضى جَرْسٌ وجَرشٌ وهَدِىء كلّه بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ أَبُو عَمْرو: تهزّعت الْمَرْأَة فِي مِشيتها، إِذا اضْطَرَبَتْ. وَقَالَ أَبُو عبيد: وأنشدنا قولَ الراجز فِي صفة امْرَأَة: إِذا مَشَتْ سَالَتْ وَلم تُقَرصِعِ هزّ القَناةِ لَدْنةَ التهزُّعِ قَالَ: قرصعت فِي مشيتهَا، إِذا قرمطت خُطاها. وَقَالَ الأصمعيّ: مرّ فلانٌ يَهزَع ويَمْزَع، أَي يُسرع. وَفرس مهتزِع: سريع. وَسيف مهتزع: جيّد الاهتزاز. وَأنْشد ابنُ السّكيت: من كلِّ عَرّاصٍ إِذا هِزَّ اهتَزَعْ مثل قُدامَى النَّسرِ مَا مَسَّ بَضَعْ أَرَادَ بالعرّاص السَّيفَ البرّاق المضطرب. وَقَوله (إِذا هُزّ اهتزع) أَي إِذا اهتزَّ. وسيفٌ مهتزِعٌ: جيّد الاهتزاز إِذا هُزّ. وفرسٌ مهتزِع: شَدِيد العَدْو. أَبُو تُرَاب: قَالَ الْأَصْمَعِي: مر فلانٌ يَهْزع ويَقْزِع، أَي يَعرُج، وَهُوَ أَن يعدوَ عدوا شَدِيدا أَيْضا. وَأنْشد ابْن السّكيت لرؤبة يصف الثور وَالْكلاب: وَإِن دنتْ من أرضه تهزَّعا أَرَادَ أنّ الكلابَ إِن دنت من قَوَائِم الثور تهزَّعَ، أَي أسرعَ فِي عدوه. وَقَالَ الأصمعيّ وَغَيره: انهزَعَ عَظمُه انهزاعاً، إِذا انْكَسَرَ، وَقد هزّعه تهزيعاً. وَأنْشد: لَفتاً وتهزيعاً سَوَاءَ اللَّفْتِ أَي سِوى اللَّفت، وَهُوَ اللَّيُّ دونَ الْكسر. الحرّاني عَن ابْن السّكيت: يُقَال: مَا فِي كِنَانَته أهزع، أَي مَا فِيهَا سهم. قَالَ: فيتكلم بِهِ بِحرف الْجحْد. إلاّ أَنَّ النمر بن تولب قَالَ: فَأرْسل سَهْما لَهُ أهزعا فشكَّ نواهقَه والفَما وَقَالَ اللَّيْث: الأهزع من السِّهام: مَا يبْقى فِي الكنانة وَحده، وَهُوَ أردؤها. قَالَ: وَيُقَال مَا فِي الجَعْبة إلاَّ سهمُ هِزَاعٍ أَي وحدَه. وَأنْشد: وبقيتُ بعدهُم كسهمِ هِزَاعِ وَقَالَ العجاج: لَا تَكُ كالرامي بغَيرِ أَهزَعا

باب العين والهاء مع الطاء

يَعْنِي كمن ليسر فِي كِنَانَته أهزع وَلَا غَيره، فَهُوَ يتكلّف الرَّمْي بِلَا سهمٍ مَعَه. قَالَ: والتهزُّع: العُبوس والتنكُّر. يُقَال تهزَّعَ فلانٌ لفُلَان. قَالَ: واشتقاقه من هزيع اللَّيل، وَهِي ساعةٌ ذاتُ وَحْشَة. عزه: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: رجلٌ عِزهاةٌ وعِنْزَهوةٌ، كِلَاهُمَا العازفَ عَن اللَّهو قَالَ: وَقَالَ الكسائيّ: فِيهِ عِنْزهوة، أَي كِبْر. قلت: وَالنُّون وَالْوَاو وَالْهَاء الْأَخِيرَة زائدات فِي العنزهوة. وَقَالَ اللَّيْث: جمع العِزهاةِ عِزْهُونٍ، تسْقط مِنْهُ تِلْكَ الْهَاء وَالْألف الممالة، لِأَنَّهَا زَائِدَة فَلَا تستخلِف فَتْحة، وَلَو كَانَت أَصْلِيَّة مثل ألف مثنَّى لاستخلَفت فَتْحة كَقَوْلِك مُثَنَّوْن. قَالَ: وكلُّ ياءٍ ممالة مثل يَاء عِيسَى وياء مُوسَى فَهِيَ مَضْمُومَة بِلَا فَتْحة، تَقول فِي جمع مُوسَى وَعِيسَى عِيسُونَ ومُوسُونَ. وَتقول فِي جمع أعشى أعشَوْن، وَيحيى يحيَون لِأَنَّهُ على بِنَاء أفعل وَيفْعل، فَلذَلِك فتحت فِي الْجمع. (بَاب الْعين وَالْهَاء مَعَ الطَّاء) اسْتعْمل من وجوهه: هطع وأهمل بَاقِي وجوهه. هطع: قَالَ الله عزّ وجلّ {مُهْطِعِينَ مُقْنِعِى رُءُوسِهِمْ} (إِبْرَاهِيم: 43) . سمِعتُ أَبَا الْفضل المنذريّ يَقُول: المهطِع: الَّذِي ينظر فِي ذلَ وخشوع. والمُقْنِعُ: الَّذِي يرفع رَأسه وَينظر فِي ذلّ. وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن السريّ فِي قَوْله {مُهْطِعِينَ} (إِبْرَاهِيم: 43) : مسرٍ عين. وَأنْشد: بدجلة أهلُها وَلَقَد أَرَاهُم بدجلةَ مُهطِعين إِلَى السماعِ أَي مُسرِعين وَهُوَ قَول أبي عُبَيْدَة. وَيُقَال: أهطعَ الْبَعِير فِي سيره واستهطع إِذا أسْرع. وَقَالَ بعض المفسّرين فِي قَوْله {مُهْطِعِينَ} (إِبْرَاهِيم: 43) قَالَ: محمِّجين. والتحميج: إدامةُ النّظر مَعَ فتح الْعَينَيْنِ. وَإِلَى هَذَا ذهب أَبُو الْعَبَّاس. وَقَالَ اللَّيْث: بعير مهطِع: فِي عُنُقه تصويب. وَيُقَال للرجل إِذا قرّ وذلّ: قد أربخَ وأهطَع. وَأنْشد اللَّيْث: تَعَبّدني نِمْر بن سعد وَقد أُرى ونمر بن سَعدٍ لي مطِيعٌ ومُهطِعُ قَالَ: وهطَع يهطَع، إِذا أقبل على الشَّيْء ببصره. وَقَالَ شمِر: لم أسمع (هاطع) إلاّ لطُفيل، وَهُوَ الناكس. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: أهطع وهَطَع، إِذا أسرعَ مُقبلا خَائفًا، لَا يكون إِلَّا مَعَ خوف. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الهَطِيع: الطَّرِيق الْوَاسِع. قلت: وَلم أسمع الهَطِيع بِمَعْنى الطَّرِيق لغيره، وَهُوَ من مَنَاكِيره الَّتِي يتفرد بهَا. (بَاب الْعين وَالْهَاء مَعَ الدَّال) اسْتعْمل من وجوهه: عهد، عده، هدع، دهدع

عهد: وَفِي الحَدِيث أَن عجوزاً زارت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْمَدِينَةِ، فَأقبل عَلَيْهَا وتخفَّى بهَا، فعاتّبتْهُ عائشةُ فِي إقباله عَلَيْهَا فَقَالَ: (إِنَّهَا كَانَت تَأْتِينَا أزمانَ خَدِيجَة، وإنَّ حُسْنَ الْعَهْد من الْإِيمَان) . قَالَ أَبُو عبيد: الْعَهْد فِي أَشْيَاء مُخْتَلفَة: فَمِنْهَا الحِفاظ ورعاية الْحُرْمَة، وَهُوَ هَذَا الَّذِي فِي هَذَا الحَدِيث. قَالَ: وَمِنْهَا الوصيّة، كَقَوْل سعد حِين خَاصم عَبْدَ بنَ زَمْعة فِي ابْن أمَة زمْعة فَقَالَ: (هُوَ ابْن أخي، عَهِدَ إليَّ فِيهِ أخي) ، أَي أوصى. قَالَ: وَمِنْه قَول الله جلّ وعزّ: {أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ} (يس: 60) يَعْنِي الوصيّة. قَالَ: والعَهد: الْأمان، قَالَ الله جلّ وعزّ: {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} (البَقَرَة: 124) ، وَقَالَ: {فَأَتِمُّو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ} (التّوبَة: 4) . قَالَ: وَمن الْعَهْد أَيْضا الْيَمين يحلفُ بهَا الرجل يَقُول: عليّ عهدُ الله. قَالَ: وَمن الْعَهْد أَيْضا أَن تَعهد الرجلَ على حالٍ أَو فِي مَكَان فَتَقول: عَهدي بِهِ فِي مكانٍ كَذَا وَكَذَا، وبحالِ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: وَأما قَول النَّاس: أخذتُ عَلَيْهِ عَهد الله وميثاقَه، فَإِن العهدَ هَاهُنَا الْيَمين، وَقد ذَكرْنَاهُ. قلت: والعهد: الْمِيثَاق، وَمِنْه قَول الله جلّ وعزّ: {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ} (النّحل: 91) . وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: العَهْد: جمع العَهْدة، وَهُوَ الْمِيثَاق وَالْيَمِين الَّتِي تستوثق بهَا ممّن يعاهدك؛ وإنَّما سمّي اليهودُ وَالنَّصَارَى أهل الْعَهْد للذمّة الَّتِي أُعطُوها والعُهْدة المشترطة عَلَيْهِم وَلَهُم. قَالَ: والعهد والعهدة وَاحِد. تَقول: برئتُ إِلَيْك من عُهدة هَذَا العَبْد، أَي مِمَّا يدركك فِيهِ من عيبٍ كَانَ معهوداً فِيهِ عِنْدِي قَالَ: وَيُقَال استعهَدَ فلانٌ من فلَان، أَي كتب عَلَيْهِ عُهدة وَأنْشد لجرير يهجو الفرزدقَ حِين تزوّجَ بنتَ زِيق: وَمَا استعهدَ الأقوامُ من ذِي خُتونةٍ من النَّاس إلاّ مِنْك أَو من مُحاربِ قَالَ: وإنّما قيل (وليّ الْعَهْد) لِأَنَّهُ وليّ الْمِيثَاق الَّذِي يُؤْخَذ على مَن بايَعَ الْخَلِيفَة. قَالَ: والعَهدة، بِفَتْح الْعين: أوّل مطرٍ، وجمعُها العِهاد. والوَلِيّ: الَّذِي يَليهَا من الأمطار، أَي يتّصل بهَا من الأمطار. قَالَ: والعَهْد: مَا عهدتَه فثافنتَه. تَقول: عهدي بفلانٍ وَهُوَ شابٌّ، أَي أَدْرَكته فرأيته كَذَلِك. وَكَذَلِكَ المَعْهَد. وَقَالَ اللَّيْث: المعهَد: الْموضع الَّذِي كنتَ عهِدتَه أَو عهِدتَ بِهِ هوى لَك. والجميع الْمعَاهد. قَالَ: والمعاهَدة والاعتهاد والتَّعاهُد والتعهُّد وَاحِد، وَهُوَ إِحْدَاث الْعَهْد بِمَا عهِدته. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العِهاد: أوائِلُ الوسميّ، وَاحِدهَا عَهد. وَقَالَ أَبُو زيد: العَهْد الْمَطَر الأوّل، وَجَمعهَا العِهاد. يُقَال أرضٌ معهودة، إِذا عمَّها الْمَطَر. قَالَ: وَالْأَرْض المعهَّدة تعهيداً: الَّتِي تصيبها النُّفضة من الْمَطَر. والنُّفضة: المَطْرة تصيب الْقطعَة من الأَرْض وتخطىء الْقطعَة. يُقَال أَرض منفّضة تنفيضاً. وَقَالَ ابْن شُميل: يُقَال مَتى عهدُك بفلان؟ أَي مَتى رؤيتك إيّاه؟ وعَهده: رُؤْيَته وَيُقَال

أَنا أُعهِدُك من هَذَا الْأَمر، أَي أَنا كفيلك وَأَنا أُعهدك من إباقِه، أَي أُبرِّئك من إباقه. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَحْمَر: يُقَال فِي كَرَاهَة المعايب: (المَلَسَى لَا عُهدة لَهُ) ، قَالَ أَبُو عبيد: مَعْنَاهُ أنّه خرجَ من الْأَمر سالما وانقصَى عَنهُ، لَا لَهُ وَلَا عَلَيْهِ. قلت: وفسّره غَيره فَقَالَ: المَلَسَى أَن يَبِيع الرجلُ سلْعَة يكون قد سرقَها فيمَّلِسُ ويغيب عَن مشتريها ساعةَ يقبض ثمنهَا، فَإِن استُحقّت فِي يدَي المُشْتَرِي لم يتهيَّأ لَهُ أَن يتبع البَائِع بِضَمَان عهدتها، لِأَنَّهُ امَّلسَ هَارِبا واستخفى. وعُهدتها: أَن يبيعَها وَبهَا عيبٌ تُردُّ من مثله، أَو يكون فِيهَا استحقاقٌ لمَالِكهَا، والمَلَسَى ذَهابٌ فِي خُفية، كَأَنَّهَا صفةٌ لفَعْلته. وَقَالَ اللِّحياني: يُقَال فِي عقله عُهدةٌ، أَي ضعف. وَفِي خطِّه عُهدة، إِذا لم يُقِم حروفَه. وَقَالَ أَبُو سعيد: العَهِد: الَّذِي يحبُّ الولايات والعهود. وَقَالَ الْكُمَيْت: نامَ المهلَّب عَنْهَا فِي إمارته حَتَّى مضَت سَنَةٌ لم يَقْضِها العَهِدُ قَالَ: وَكَانَ المهلَّب يحبُّ العهود. وَأنْشد أَبُو زيد: فهنَّ مُناخاتٌ يُجلَّلنَ زِينَة كَمَا اقتانَ بالنَّبت العِهادُ المحوَّف قَالَ أَبُو مَالك: المحوَّف الَّذِي قد نَبتَت حافاتُه، واستدار بِهِ النَّبَات. والعِهاد: مواقع الوسميّ من الأَرْض. وَقَالَ النَّضر بن شُمَيْل: قَالَ الْخَلِيل بن أَحْمد: فَعَلَ لَهُ مَعْهُود ومشهود وَلَيْسَ لَهُ موعُود. قَالَ: مشهود يَقُول هُوَ الساعةَ، والمعهود مَا كَانَ من أمس، والموعود مَا يكون غَدا أَبُو حَاتِم عَن أبي زيد: تعهدّت ضيعتي وكلّ شَيْء، وَلَا يُقَال تعاهدت. قلت: وَقد أجَاز الفرّاء تعاهدت، رَوَاهُ عَنهُ ابْن السّكيت. وَيُقَال: عاهدتُ الله ألاّ أفعل كَذَا وَكَذَا. وَمِنْه الذميُّ المعاهَد الَّذِي أُومنَ على شُروط استُوثِقَ مِنْهُ بهَا، وعَلى جزيةٍ يؤدِّيها، فَإِن لم يفِ بهَا حلَّ سفكُ دَمه. وَقَالَ أَبُو زيد: من أمثالهم: (مَتى عهدُك بأسفلِ فِيك) ، وَذَلِكَ إِذا سألتَه عَن أمرٍ قديم لاعهدَ لَهُ بِهِ. وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَا يُقتل مؤمنٌ بِكَافِر، وَلَا ذُو عهدٍ فِي عَهْدِه) ، مَعْنَاهُ لَا يقتل مؤمنٌ بكافرٍ بتّةً لِأَنَّهُمَا غير متكافىء الدَّم، وإنّما يتكافأ دِمَاء الْمُؤمنِينَ. ثمَّ قَالَ: وَلَا يقتل ذُو الْعَهْد من الكفّار، أَي ذُو الذمّة والأمان، مَا دامَ على عَهده الَّذِي عُوهِد عَلَيْهِ، فَنهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن قتل الْمُؤمن بالكافر، أيَّ كَافِر كَانَ. وَنهى عَن قتل الذمّي المعاهَد الثَّابِت على عَهده. عده: العَيْدَه: السيّء الخلُق من الْإِبِل وَغَيره. قَالَ رؤبة: وخَبْطَ صِهميم الْيَدَيْنِ عَيدهِ وَيُقَال: فِيهِ عَيدهَةٌ وعيدهيّة، أَي كِبْر. وكلُّ من لَا ينقاد للحقّ ويتعظّم فَهُوَ عَيدَه

باب العين والهاء مع التاء

ٌ وعَيداه. وَقَالَ الشَّاعِر: وَإِنِّي على مَا كَانَ من عَيْدهِيّتي ولُوثة أعرابيّتي لأرِيبُ هدع: قَالَ الباهليّ: الهَودع: النعام. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: هِدَعْ زجرٌ للبَكر تسكّنه. وَيُقَال إِن رجلا أتَى السُّوقَ ببكرٍ لَهُ يَبِيعهُ، فساومَه بِهِ رجل فَقَالَ: بكم البَكر؟ قَالَ: إنّه جمل. قَالَ: هُوَ بَكر فَبَيْنَمَا هُوَ يماريه إذْ نفر الْبكر فَقَالَ صَاحبه، هِدَعْ وَإِنَّمَا يُقَال هِدَعْ للبَكر ليسكن، فَقَالَ: (صَدَقني سِنُّ بكرِه) . دهع: قَالَ اللَّيْث: دَهاعِ ودَهْدَاع: زجرٌ للعُنوق. وَيُقَال دَهدعَ بهَا راعيها دَهدعة، وَكِلَاهُمَا مجروران. وَيُقَال دَهَّع بهَا أَيْضا. (بَاب الْعين وَالْهَاء مَعَ التَّاء) اسْتعْمل من وجوهه: عته، عهت. عته: أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الْمَعْتُوه والمخفوق: الْمَجْنُون. قَالَ: وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: قَالَ المفضّل: رجل معتّه، إِذا كَانَ مَجْنُونا مضطرباً فِي خَلْقه. وَرجل معتّه، إِذا كَانَ عَاقِلا معتدلاً فِي خَلْقه. قَالَ أَبُو العبّاس: وَقَالَ الأصمعيّ نَحوا من ذَلِك. وَقَالَ أَبُو سعيد الضَّرِير: تعتّه فلانٌ فِي كَذَا وَكَذَا، وتأرّب، إِذا تنوَّقَ وبالغَ. وفلانٌ يتعتّه لَك عَن كثيرٍ ممّا تَأتيه، أَي يتغافل عَنْك فِيهِ. وَقَالَ اللَّيْث: الْمَعْتُوه: المدهوش من غير مَسِّ جُنون قَالَ: والتعتُّه: التجنُّن وَأنْشد لرؤبة: عَن التصابي وَعَن التعتُّهِ وَقَالَ غَيره: عُتِه فلانٌ فِي الْعلم، إِذا أولعَ بِهِ وحَرَص عَلَيْهِ. وعُتِه فلَان فِي فلَان، إِذا أولع بإيذائه ومحاكاة كَلَامه وحركاته وَيُقَال هُوَ عَتيهُه، وَجمعه العُتَهاء. وَهُوَ العَتاهة والعتاهية: مصدر عُتِهَ، مثل الرفاهة والرَّفاهيَة. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: مَا كانَ فلانٌ معتوهاً وَلَقَد عُتِه عتْهاً. عهت: روى أَبُو الوزاع عَن بعض الْأَعْرَاب: فلانٌ متعهِّتٌ، إِذا كَانَ ذَا نِيقة وتخيُّر؛ وَكَأَنَّهُ مقلوب عَن المتعتِّه. ع هـ ظ ع هـ ذ ع هـ ث أهملت وجوهها. (بَاب الْعين وَالْهَاء مَعَ الرَّاء) اسْتعْمل من وجوهه: عهر، هرع، هعر. عهر: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (الْوَلَد للفِراش وللعاهر الْحجر) ، العاهر: الزَّانِي. قَالَ أَبُو زيد: وَيُقَال للْمَرْأَة الْفَاجِرَة عاهرة، ومُعاهِرة، ومسافحة. وَقَالَ أَبُو عبيد: معنى قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (وللعاهر الْحجر) ، أَي لَا حقّ لَهُ فِي النّسَب؛ وَهُوَ كَقَوْلِك: لَهُ التُّراب، وبِفيه الأثلَب، أَي لَا شَيْء لَهُ. وروى أَبُو عُمر عَن أَحْمد بن يحيى وَمُحَمّد بن يزِيد أَنَّهُمَا قَالَا: يُقَال للْمَرْأَة

الْفَاجِرَة العَيهَرَةُ. قَالَا: وَالْيَاء فِيهَا زَائِدَة، وَالْأَصْل عَهَرة مثل ثَمَرَة. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن المفضّل بن سَلمَة أَنه قَالَ: لَقِي عبدُ الله بن صَفْوَان بن أُميَّة أَبَا حاضرٍ الأسيِّديّ أسيّد بن عَمْرو بن تَمِيم فراعَه جمالُه فَقَالَ لَهُ: مِمَّن أَنْت؟ قَالَ: من بني أسيِّد بن عَمْرو، وَأَنا أَبُو حَاضر. فَقَالَ: أُفَّةً لَك: عُهيرَةٌ تيّاس. قَالَ أَبُو طَالب: والعُهَيرة: تَصْغِير العَهِر. قَالَ: والعَهر: العاهر، وَهُوَ الزّاني. وَقَالَ ابْن شُميل: قَالَ رؤبة: العاهر: الَّذِي يتبع الشرَّ، زَانيا كَانَ أَو سَارِقا. وَقَالَ اللَّيْث: العَيْهرة من النِّسَاء: الَّتِي لَا تستقرُّ نَزَقاً فِي مكانٍ فِي غير عِفّة. هعر: قَالَ اللَّيْث: يُقَال هيعرت الْمَرْأَة وتهيعرت، إِذا كَانَت لَا تستقرُّ فِي مَكَان. قلت: كأنَّه عِنْد اللَّيْث مقلوب من العيهرة، لِأَنَّهُ جعل مَعْنَاهُمَا وَاحِدًا. هرع: أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: يُقَال: للمجنون: مهروع مخفوع ممسوس. وَقَالَ غَيره: الهَرِعة من النِّسَاء: الَّتِي تُنزِل حِين يخالطها الرجل قبلَه شَبَقاً وحِرصاً على جمَاعه إِيَّاهَا. والهَيْرَع: الرجل الجَبان وَمِنْه قَول ابْن أَحْمَر: ولستُ بهَيْرَعٍ خَفِقٍ حَشَاهُ إِذا مَا طيّرتْه الريحُ طارا وَأما قَول الله عزّ وجلّ: {وَجَآءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ} (هُود: 78) فإنّ أَبَا الْفضل أَخْبرنِي عَن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى أَنه قَالَ: الإهراع: إسراعٌ فِي طمأنينة. ثمَّ قيل لَهُ: إسراع فِي فَزَع؟ فَقَالَ: نعم. وَقَالَ الكسائيّ: الإهراع: إسراعٌ فِي رِعدة. وَقَالَ المهلهل: فَجَاءُوا يُهرَعون وهم أسارَى نَقُودهم على رغم الأنوفِ وَقَالَ اللَّيْث: (يُهرَعون وهم أُسارى) ، أَي يساقون ويعجّلون. يُقَال هُرِعوا وأهرِعوا قَالَ: وَإِذا أشرعَ القومُ رماحَهم ثمَّ مضَوا بهَا قيل: هرّعوا بهَا. وَقد تهرَّعت الرِّماحُ، إِذا أَقبلت شَوارع. وَأنْشد قَوْله: عِنْد البديهة والرماح تهرّع قَالَ: ورجلٌ هَرِع: سريع الْبكاء. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي وَأبي عَمْرو: الهَرِع: الْجَارِي، وَقد هَرع وهَمع، إِذا سَالَ. قَالَا: وريحٌ هَيْرَعٌ: تَسْفِي التُّرَاب. وروى أَبُو تُرَاب لأبي عمرٍ وَقَالَ: المهروع: المصروع من الْجهد. وَقَالَهُ الكسائيّ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الهَيرع والهَيْلع: الضَّعِيف، وَقَالَ الباهليّ: هِيَ الفَرَعة والهَرَعَة، للقملة الصَّغِيرَة. وَقَالَ أَبُو سعيد: هِيَ الفَرْعة والهَرْعَة. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: أُهرِع الرجلُ إهراعاً، إِذا أَتَاك وَهُوَ يُرعَد من الْبرد. وَقد يكون الرجلُ مُهرَعاً من الحمَّى والغَضَب، وَهُوَ حِين يُرعَد. والمُهرَع أَيْضا: الْحَرِيص جَاءَ بِهِ كلِّه أَبُو عبيد فِي بَاب مَا جَاءَ فِي لفظ مفعول بِمَعْنى فَاعل. هعر: قَالَ بعضُهم: الهَيْعرونُ: الدَّاهية. وَيُقَال للعجوز المسنَّة هَيعرون، كأنَّها

باب العين والهاء مع اللام

سمِّيت بالداهية. قلت: وَلَا أحقُّ الهَيعَرون وَلَا أُثبته، وَلَا أَدْرِي مَا صحّته. (بَاب الْعين وَالْهَاء مَعَ اللَّام) اسْتعْمل من وجوهه: عله، عهل، لهع، هلع. عله: أَبُو عبيد قَالَ: العَلِهُ: الَّذِي يتردّد متحيّراً، والمتبلّد مثله. وَمِنْه قَول لبيد يصف بقرة وحشيةً أكل السباعُ ولدَها: عَلِهت تبلَّدُ فِي نِهاء صُعائدٍ سَبعاً تُؤاماً كَامِلا أيامُها وَقَالَ غَيره: فرسٌ عَلْهَى: نشيطة نزقة. وَقَالَ اللَّيْث: العَلْهان: مَن تنازعه نفسُه إِلَى الشرّ. والفعلُ عَلِهَ عَلَهاً. قَالَ: والعَلْهان: الجائع، وَالْمَرْأَة عَلْهَى. قَالَ: والعَلَه أَصله الحِدّة والانهماك وَأنْشد: وجُردٍ يَعْلَهُ الدَّاعِي إِلَيْهَا مَتى ركب الفوارسُ أَو مَتى لَا قَالَ: والعَلْهان. الظَّليم. والعالِهُ: النّعامة. قَالَ: والعَلَه أَيْضا: خُبثُ النفْس وأذى الخُمار. وَقَالَ أَبُو سعيد: رجلٌ عَلْهان عَلاَّن. فالعَلْهان: الجازع والعَلاَّن: الجائع. وَقَالَ شمر: قَالَ خَالِد بن كُلْثُوم: العَلْهاء: ثَوْبَان يُندَف فيهمَا وبر الْإِبِل يَلْبسهُمَا الشُّجاع تَحت الدِّرع يتوقّى بهما من الطعْن. وَقَالَ عَمْرو بن قمئة: وتَصَدَّى لِتَصرَعَ البَطَلَ الأر وَعَ بَين العَلْهاء والسِّربالِ وَقَالَ شمر فِي كِتَابه فِي السِّلَاح: من أَسمَاء الدروع الْعلمَاء بِالْمِيم، قَالَ: وَلم أسمعهُ إِلَّا فِي بَيت زُهَيْر بن جَنَاب: وتصدَّى لتصرعَ البَطلَ الأر وَعَ بَين العَلْماء والسِّربالِ قَالَ: تصدَّى يَعْنِي الْمنية لتصيب البطل المتحصِّن بدرعه وثيابه. وقرأت القَوْل الأول لَهُ بخطِّه أَيْضا فِي كِتَابه (غَرِيب الحَدِيث) فظننتُ أَنه رَوَاهُ مرّة بِالْهَاءِ وَمرَّة بِالْمِيم. عهل: أَبُو عبيد: العيهل: السريعة من الْإِبِل. وَقَالَ اللَّيْث مثله. قَالَ: وَامْرَأَة عيهلة: لَا تستقرّ نَزقاً تَرَدَّدُ إقبالاً وإدباراً. قَالَ: وَيُقَال للْمَرْأَة عيهل وعيهلة، وَلَا يُقَال للناقة إِلَّا عيهل. وَأنْشد: ليَبكِ أَبَا الجدعاء ضيفٌ مُعيَّلٌ وأرملةٌ تغشى الدَّواخنَ عَيهلُ وَأنْشد غَيره: فَنعم مُناخ ضِيفانٍ وتَجْر ومُلقَى زِفر عيهلةٍ بَجَالِ وَقَالَ شمر: نَاقَة عَيْهلة: ضخمة عَظِيمَة. قَالَ: وَلَا يُقَال جمل عيهل، وَيُقَال نَاقَة عيهلة وعَيهل، وَقَالَ عبد الله بن الزبير الأسديّ: جُماليّة أَو عَيْهل شَدْقمية بهَا من نُدوب النِّسعِ والكُور عاذرُ لهع: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: فِي فلانٍ لهيعةٌ، إِذا كَانَ فِيهِ فَتْرَة وكسل. وَقَالَ اللَّيْث: اللَّهِع من الرِّجَال:

باب العين والهاء مع النون

المسترسل إِلَى كلَ. وَقد لَهِعَ لَهَعاً، فَهُوَ لَهِعٌ ولهيع. وَقَالَ غَيره: رجلٌ فِيهِ لَهيعةٌ ولهاعةٌ، أَي غَفلَة. وَقيل: اللهِيعة: التَّواني فِي الشِّرَاء وَالْبيع حتَّى يُغبَن. وَقَالَ الأصمعيّ: تَلَهْيَعَ فِي كَلَامه، إِذا أفرطَ، وَكَذَلِكَ تَبلتَعَ. قَالَ: وَدخل مَعْبَد بن طَوق العنبريّ على أَمِير فتكلَّم وَهُوَ قائمٌ فَأحْسن، فَلَمَّا جلس تَلهيَعَ فِي كَلَامه فَقيل لَهُ: يَا معبد، مَا أظرفك قَائِما وأمْوَقك جَالِسا فَقَالَ: إِذا قُمت جَدَدْت، وَإِذا جلستُ هزلت. هلع: قَالَ الله جلّ وعزّ: {فَأَوْعَى إِنَّ الإِنسَانَ} (المعَارج: 19) . أَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي طَالب عَن أَبِيه عَن الْفراء أَنه قَالَ: الهَلُوع: الضَّجور، وصفتُه كَمَا قَالَ الله تَعَالَى ذكره: {هَلُوعاً إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً} (المعَارج: 20) {جَزُوعاً وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً} (المعَارج: 21) . فَهَذِهِ صفة الهَلُوع. وَقد هَلِعَ يَهلَعُ هَلَعاً. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن سَلمَة عَن الْفراء أَنه قَالَ: نَاقَة هِلواعٌ، وَهِي الَّتِي تضجر فتسرع بالسير. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: الهَلُوع: الَّذِي يفزع ويجزع من الشَّرّ. وَقَالَ اللَّيْث: نَاقَة هِلواعٌ: حَدِيدَة سريعة مِذعان. قَالَ الطِّرِمَّاح: قد تبطّنتُ بهِلواعةٍ عُبْرِ أسفارٍ كَتوم البُغامْ وَقد هَلْوَعَتْ هَلْوعةً، إِذا مَضَت وجدَّت. قَالَ: والهوالع من النَّعام، الْوَاحِدَة هَالِع وهالعة، وَهِي الحديدة فِي مُضيِّها. وَأنْشد الباهليُّ قَول المسيَّب بن عَلَس يصف نَاقَة شبَّهها بالنعامة: صَكَّاء ذِعلبة إِذا استدبرتَها حَرَج إِذا استقبلتها هِلواعِ قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: نَاقَة هِلواعٌ: فِيهَا نَزَق وخِفّة. وَقَالَ غَيره: هِيَ النَّفور وَقَالَ الباهليّ: قَوْله (صَكّاء) شبّهها بالنعامة ثمَّ وصفَ النعامة بالصَّكَك، وَلَيْسَ الصكَّاء من صفة النَّاقة. أَبُو عبيد عَن أبي زَيد: يُقَال: مَا لَهُ هِلّع وَلَا هِلّعة، أَي مَاله جدي وَلَا عَنَاق. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الهَوْلع: الجَزَع. وَقَالَ أَبُو الْوَازِع عَن الأشجعيّ: رجلٌ هَمَلَّع وهَوَلَّعٌ، وَهُوَ من السُّرعة. وَقَالَ غَيره: ذئبٌ هُلَعٌ بُلَع. والهُلَع: الْحَرِيص على الشَّيْء. والبُلَع من الابتلاع. (بَاب الْعين وَالْهَاء مَعَ النُّون) اسْتعْمل من وجوهه: عهن، هنع، نهع. عهن: أَبُو الْعَبَّاس: عَن سَلمَة عَن الْفراء: فلَان عاهن، أَي مسترخٍ كسلان. وَقَالَهُ ابْن الْأَعرَابِي. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: أصل العاهن أَن يتقصَّف الْقَضِيب من الشَّجَرَة وَلَا يَبِين مِنْهَا فَيبقى معلَّقاً مسترخياً. قَالَ: والعاهن فِي غير هَذَا: الطَّعام الْحَاضِر، والشَّراب الْحَاضِر. وَقَالَ أَبُو عبيد: العاهن: الْحَاضِر. وَأنْشد قَول كثير:

وَإِذ معروفُها لَك عاهنُ قلت: وَرَأَيْت فِي الْبَادِيَة شَجَرَة لَهَا وردة حمراءُ يسمُّونها العِهْنة. والعِهْنُ: الصُّوف الْمَصْبُوغ ألواناً، وَجمعه عُهونٌ. وَمِنْه قَوْله جلَّ وعزَّ: {الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ} (القَارعَة: 5) . وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال لكلّ صُوفٍ عِهنٌ، والقطعة عِهنة وَأنْشد أَبُو عبيدٍ: فاضَ فِيهِ مثلُ العهون من الرَّوْ ضِ وَمَا ضَنَّ بالإخاذ غُدُرْ وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيّ: يُقَال للسَّعَفات اللواتي يَلِينَ القِلَبةَ العَواهن فِي لُغَة أهل الْحجاز قَالَ: وأمّا أهل نجد فيسمُّونها الخَوَافي. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو الشيبانيّ: العَواهن: عُروق فِي رحم النَّاقة. وَقَالَ ابنُ الرِّقاع: أوكَتْ عَلَيْهِ مَضِيقاً من عواهنها كَمَا تضمَّنَ كشحُ الحُرَّةِ الحبَلاَ (عَلَيْهِ) : على الْجَنِين. وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: عَواهنها: مَوضِع رَحمهَا من بَاطِن، كعواهن النّخل. وَقَالَ أَبُو الْجراح: عَهَنت عواهنُ النّخل تَعهَنُ، إِذا يبِست. قَالَ: وَهِي الجرائد. وَقَالَ أَبُو زيد: رمَى بالْكلَام على عواهنه، إِذا لم يبال أصابَ أم أَخطَأ. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العِهَان والإهان، والعُرهون والعُرجون، والفِتاق، والعَسَق، والطَّريدة، واللَّعِين، والضِّلَع والعُرجُدُّ، وَاحِد. قلت: والكلُّ أصل الكِباسة وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: وَيُقَال إِنَّه ليَحْدِسُ الكلامَ على عواهنه، وَهُوَ أَن يتعسَّف الكلامَ وَلَا يتأتّى. وَيُقَال إنّه لعِهْنُ مالٍ، إِذا كَانَ حسنَ الْقيام عَلَيْهِ. وَيُقَال: خُذْ من عاهن المَال وآهنِه، أَي من عاجله وحاضره. وَيُقَال عَهنتُ على كَذَا أعْهَنُ، الْمَعْنى أَي أُثبِّى مِنْهُ مَعرِفةً. هنع: أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الهَنْعَة من سمات الْإِبِل فِي منخفض الْعُنُق؛ يُقَال بعير مهنوع، وَقد هُنِع هَنْعاً. والهَنْعة: كوكبان أبيضان بَينهمَا قِيدُ سَوط يَطلُعان على إِثْر الهَقْعة فِي المجرَّة. وَقَالَ بَعضهم: الهَنْعة قَوس الجوزاء يرمِي بهَا ذراعَ الْأسد، وَهِي ثَمَانِيَة أنجم فِي صُورَة قَوس. والهَنَع: تطامنٌ والتواءٌ فِي عُنق الْبَعِير. وَقد هَنِع هَنْعاً. وظليمٌ أهنَع ونعامةٌ هَنْعاء، وَهُوَ التواءٌ فِي عُنُقهَا حَتَّى يقصر لذَلِك عَمَّا يفعل الطَّائِر الطَّوِيل الْعُنُق من بَنَات المَاء والبرّ. وَفِي الحَدِيث ذكر رجل فِيهِ هَنَعٌ قَالَ شمر: الهَنَع: أَن يكون فِيهِ انحناءٌ قَلِيل مثل الجنأ. وَقَالَ رؤبة: والجنّ وَالْإِنْس إِلَيْهَا هُنَّعُ أَي خُضوع. وَقَالَ أَبُو زيد: الهَنْعاء من النوق: الَّتِي انحدرت قَصَرتُها وأشرفَ حاركُها. وَقَالَ بعض الْعَرَب: نَدْعُو الْبَعِير الْقَائِل بعنقه إِلَى الأَرْض أهنَع، وَهُوَ عيبٌ. قَالَ: والهَنَع فِي العُفر من الظّباء خاصّة دون الأُدْم، وَذَلِكَ أنّ فِي أَعْنَاق العُفْر قِصَراً. قَالَه ابْن الْأَعرَابِي.

باب العين والهاء مع الباء استعمل من وجوهه هبع عهب

نهع: قَالَ اللَّيْث: نهع يَنهَع نُهوعاً، إِذا تهوَّع للقيء وَلم يَقْلِسْ شَيْئا. قلت: هَذَا حرف مُريبٌ وَلَا أحقّه. عفه: أهمله اللَّيْث وَغَيره. وروَى بَعضهم بَيت الشَّنفرَى: عُفاهيّة لَا يُقصر السِّترُ دونَها وَلَا تُرتجى للبيت مَا لم تُبَيِّتِ قيل العُفاهيّة: الضَّخمة، وَقيل هِيَ مثل العُفاهمة. يُقَال عَيش عُفاهمٌ، أَي ناعم. قلت: أمّا العُفاهية فَلَا أعرفهَا، وَأما العُفاهمة فمعروف صَحِيح. (بَاب الْعين وَالْهَاء مَعَ الْبَاء اسْتعْمل من وجوهه: هبع، عهب هبع: أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: الهُبَع: الحُوار الَّذِي يُنْتج فِي الصَّيف فِي آخر النِتاج، وَالْأُنْثَى هُبَعة. وسمِّي هُبَعاً لِأَنَّهُ يهبَع إِذا مشَى، أَي يمدُّ عنقَه ويتكاره ليدرك أمّه. وَأنْشد الْأَصْمَعِي: كأنَّ أوبَ ضَبْعِه المَلاَّذِ ذَرعُ اليمانينَ سَدَى المِشواذِ يستهبع المُواهِقَ المحاذي عافيهِ سَهواً غير مَا إجراذِ قَوْله (يستهبع المواهق) أَي يُبطره ذَرْعَه فيحمله على أَن يهبع. والمواهقُ: المبارى. وَقيل الحُمُر كلُّها تَهبَع فِي مشيتهَا، أَي تمدّ عنقَها. وَقَالَ ابْن السّكيت: الْعَرَب تَقول: مَاله هُبَع وَلَا رُبَع. فالرُّبع: مَا نُتج فِي أوّل الرّبيع. والهُبَع: مَا نتج فِي الصَّيف. قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: سَأَلت جبر بن حبيب: لمَ سُمِّي الهُبَع هُبَعاً؟ فَقَالَ لأنّ الرِّباعَ تنْتج فِي رِبْعيّة النّتاج، أَي فِي أَوله، ويُنتَج الهُبَع فِي الصيفية، فَإِذا ماشَى الرِّباعَ أبطرْنَهُ ذَرْعَه لأنَّها أقوى مِنْهُ فهَبَع، أَي اسْتَعَانَ بعنقه فِي مِشيته. عهب: أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه أَنه قَالَ: أتيتُه فِي رُبَّى شبابه، وحِدْثَى وعِهِبَّى شبابه وعِهِبَّاء شبابه، يقصر ويمد. وَأنْشد: على عِهِبَّى عَيشِها المخرفَجِ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال عَوهَبَه وعَوهَقَه، إِذا ضلَّله. وَهُوَ العِيهابُ والعِيهاق. وَقَالَ اللَّيْث: العيهب: الضَّعيف من الرِّجَال عَن طلبِ وِتره. وَأنْشد: حللتُ بِهِ وِتري وأدركتُ ثُؤرتي إِذا مَا تناسَى ذَحلَه كلُّ عَيهبِ وَقَالَ أَبُو زيد: عَهِبتُ الشيءَ أعهبَه، وغَهِبته أغهَبه، إِذا جهلته. وَأنْشد: وكائن ترى من آمل جمع همةٍ تقضَّت لياليه وَلم تقضَ أنحبُهُ لُمِ المرءَ إِن جاءَ الْإِسَاءَة عَامِدًا وَلَا تُحْفِ لوماً إنْ أَتَى الذنبَ يَعهبُه أَي يجهله. وكأنَّ العيهب مَأْخُوذ من هَذَا.

باب العين والهاء مع الميم

قلت: وَالْمَعْرُوف فِي هَذِه الْحُرُوف الْغَيْن، وَقد أوضحتُه فِي بَابه. (بَاب الْعين وَالْهَاء مَعَ الْمِيم) اسْتعْمل مِنْهُ: عهم، عَمه، همع، مهع. همع: أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: هَمَعت عينُه إِذا سَالَتْ دموعها. وَقَالَ: غَيره: تهمَّع الرجلُ إِذا تباكى. وسحابٌ هَمِعٌ: ماطر. وَإِذا سقط الطَّلُّ على الشّجر ثمَّ سَالَ قيل: هَمَع. وَقَالَ العجَّاج: بادَرَ مِن ليل وطَلَ أهمعا اللَّيْث: الهَيْمَع: الموتُ الوحِيُ. قَالَ: وذبحه ذبحا هيمعاً، أَي سَرِيعا. قلت: هَكَذَا قَالَ اللَّيْث الهيمع بِالْعينِ وَالْيَاء قبل الْمِيم. وَقَالَ أَبُو عبيد: سَمِعت الْأَصْمَعِي يَقُول الهِمْيع: الْمَوْت. وَأنْشد للهذلي: من المُربِعين وَمن آزلٍ إِذا جنَّه الليلُ كالناحط قبله: إِذا وَرَدُوا مِصرهم عُوجلوا من الْمَوْت بالهِميعِ الذَّاعطِ هَكَذَا رَوَاهُ الروَاة بِكَسْر الْهَاء وَالْيَاء بعد الْمِيم. قلت: وَهُوَ الصَّوَاب. قلت: والهيمع عِنْد البصراء تَصْحِيف. مهع: وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: المَهْع، الْمِيم قبل الْهَاء: تلوُّن الْوَجْه من عارضٍ فادح. وأمّا المَهْيَع فَهُوَ مَفعَل من هاع يهيع، وَالْمِيم لَيست بأصليّة. عَمه: قَالَ الله جلّ وعزّ: {فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} (البَقَرَة: 15) قَالَ أهل اللُّغَة: العَمِه والعامه: الَّذِي يتردّد متحيّراً لَا يَهْتَدِي لطريقه ومذهبِه. وَقَالَ رؤبة: ومَهمهٍ أطرافُه فِي مَهمهِ أعمى الهُدى بالجاهلين العُمَّهِ وَمعنى يعمهون يتحيّرون. وَقد عَمِه يعمَه عَمَهاً. وَقَالَ بَعضهم: العَمَه فِي الرَّأْي والعَمَى فِي الْبَصَر. قلت: وَيكون العَمَى عَمَى الْقلب، يُقَال رجلٌ عَمٍ، إِذا كَانَ لَا يبصر بِقَلْبِه. عهم: أَبُو عبيد: نَاقَة عَيْهم عيهل، وَهِي السَّريعة. وَقَالَ غَيره: عَيهم: مَوضِع بالغَور من تِهامة. وروى ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العَهْميُّ الضَّخم الطَّوِيل. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: العَيهمانُ: الرجل الَّذِي لَا يُدلج، ينَام على ظهر الطَّرِيق. وَأنْشد: وَقد أُثيرُ العَيهَمانَ الراقدا قَالَ: والعياهيم: نَجَائِب الْإِبِل، وَقيل العياهيم الشدادُ من الْإِبِل، الْوَاحِد عَيهم وعيهوم. وَيُقَال للفِيل الذّكر عَيْهم. وَقَالَ اللَّيْث: نَاقَة عيهامة: مَاضِيَة. قَالَ: وعيهمتها: سرعتها. وَجَمعهَا عياهيم. وَقَالَ ذُو الرمّة: هَيْهَات خَرقاءُ إلاّ أَن يُقرِّبَها ذُو الْعَرْش والشَّعشعاناتُ العياهيمُ

باب العين والخاء مع الشين

وَقَالَ غَيره: العَيهوم: الْأَدِيم الأملس. وَأنْشد لأبي دُوَاد: فتعفَّت بعد الرَّباب زَمَانا فَهِيَ قَفرٌ كأنَّها عيهومُ وَقيل شبّه الدَّار فِي دروسها بالعَيْهم من الْإِبِل، وَهُوَ الَّذِي أنضاه السَّيرُ حتّى بلاّه، كَمَا قَالَ حُميد بن ثَوْر: عَفَتْ مِثْلَمَا يَعفُو الطَّليحُ وأصبحتْ بهَا كِبرياءُ الصَّعب وَهِي رَكوبُ أَبْوَاب الْعين وَالْخَاء) وَمَا يليهما من الْحُرُوف) ع خَ غ: مهمل ع خَ ق: مهمل ع خَ ك: مهمل ع خَ ج: مهمل (بَاب الْعين وَالْخَاء مَعَ الشين) اسْتعْمل من وجوهه: خشع. وأهملت الْوُجُوه الأُخر خشع: فِي الحَدِيث: (كَانَت الْكَعْبَة خُشعةً على المَاء وَبَعْضهمْ رَوَاهُ: كَانَت حَشَفة فدُحِيتْ مِنْهَا الأَرْض) . وسمعتُ الْعَرَب تَقول للحَثْمة اللاطئة بِالْأَرْضِ: هِيَ الخُشْعة، وَجَمعهَا خُشَع. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الخُشعة: الأكَمة. قَالَ: وَهِي الحَثْمة، والسَّرْوَعة، والصائدة، والقائدة. وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو زيد: خَشَعت الشَّمْس وكَسفَتْ وخسفت بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ: وَقَالَ أَبُو صَالح الكلابيّ: خشوع الْكَوَاكِب إِذا غارت فَكَادَتْ تغيب فِي مَغيبها. وَأنْشد: بدر تَكاد لَهُ الكواكبُ تخشعُ وَقَالَ أَبُو عدنان: خَشَعت الْكَوَاكِب، إِذا دنت من المغيب. وخضعت أَيدي الْكَوَاكِب، إِذا مَالَتْ لِتَغَيُّبٍ. وَقَالَ الله جلّ ثَنَاؤُهُ: {نُّكُرٍ خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الاَْجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ} (القَمَر: 7) وقرىء: (خَاشِعًا أَبْصَارهم) . قَالَ الزّجاج: نَصب {نُّكُرٍ} (القَمَر: 7) على الْحَال، الْمَعْنى يخرجُون من الأجداث (خُشَّعاً) . قَالَ: وَمن قَرَأَ (خَاشِعًا) فعلى أنَّ لَك فِي أَسمَاء الفاعلين إِذا تقدّمت على الْجَمَاعَة التَّوْحِيد نَحْو (خَاشِعًا أَبْصَارهم) ، وَلَك التَّوْحِيد والتأنيث لتأنيث الْجَمَاعَة كَقَوْلِك: (خاشعة أَبْصَارهم) . قَالَ: ولكَ الْجمع نَحْو {نُّكُرٍ خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الاَْجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ} (القَمَر: 7) تَقول مَرَرْت بشبابٍ حسن أوجههم، وحسانٍ أوجههم، وحسنة أوجههم. وَأنْشد: وشبابٍ حَسَنٍ أوجهُهم من إياد بن نزار بن مَعَدّ وَقَالَ جلّ وعزّ: {وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَانِ} (طاه: 108) أَي سكنت. وكلُّ سَاكن خاضع خاشع. والتخشُّع لله: الإخبات والتذلُّل. وَإِذا يَبِسَتْ الأَرْض وَلم تُمطَر قيل: قد خَشَعت. قَالَ الله تَعَالَى: {وَتَرَى الاَْرْضَ هَامِدَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَآءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ} (الحَجّ: 5) . سمعتُ العربَ تَقول: رَأَيْت أَرض بني فلانٍ خاشعةً هامدة مَا فِيهَا خضراء. وخشَعَ سَنامُ الْبَعِير، إِذا أُنضِي

باب الخاء والعين مع الضاد

َ فَذهب شحمُه وتطأطأ شرفُه. وجِدار خاشع، إِذا تداعى واستوى مَعَ الأَرْض. وَقَالَ النَّابِغَة: ونُؤيٌ كجِذم الحوضِ أثلم خاشعُ قَالَ اللَّيْث: خشع الرجل يخشَع خشوعا، إِذا رمَى ببصره إِلَى الأَرْض. واختَشَع، إِذا طأطأ صَدره وتواضع. قَالَ: والخُشُوع قريبٌ من الخضوع، إلاّ أَن الخضوع فِي الْبدن وَالْإِقْرَار بالاستخداء، والخشوع فِي الْبدن والصَّوت وَالْبَصَر. قَالَ الله: {وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَانِ} (طاه: 108) : وَقَالَ ابنُ دَريد: خشَع الرجل خَراشيَّ صدرِه، إِذا رمَى بهَا. قلت: جعل خشَع وَاقعا، وَلم أسمعهُ لغيره. (بَاب الْخَاء وَالْعين مَعَ الضَّاد) اسْتعْمل من وجوهه: خضع: قَالَ الله جلّ وعزّ: {فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} (الشُّعَرَاء: 4) . أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي جَعْفَر الغسّاني عَن سَلَمة عَن أبي عُبَيْدَة، أَن يُونُس أخبرهُ عَن أبي عَمْرو أَنه قَالَ: خاضعين لَيْسَ من صفة الْأَعْنَاق، إِنَّمَا هُوَ من صفة الْكِنَايَة عَن الْقَوْم الَّذين فِي آخر الْأَعْنَاق، فَكَأَنَّهُ فِي التَّمْثِيل: فظلَّت أَعْنَاق الْقَوْم خاضعين، فالقومُ فِي مَوضِع هم. وَقَالَ الكسائيّ: أَرَادَ فظلت أعناقُهم خاضِعِيها هم، كَمَا تَقول: يدُك باسطها، تُرِيدُ أَنْت، فاكتفيتَ بِمَا ابتدأتَ من الِاسْم أَن تكُرَّه. قلت: وَهَذَا غير مَا قَالَ أَبُو عَمْرو. وَقَالَ الْفراء: الْأَعْنَاق إِذا خضعت فأربابها خاضعون. فجعلَ الفعلَ أوّلاً للأعناق ثمَّ جعل خاضعين للرِّجَال. قَالَ: وَهَذَا كَمَا تَقول: خضعت لَك، فتكتفي من قَوْلك خضعَتْ لَك رقبتي. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: قَالَ خاضعين وذكّر الْأَعْنَاق، لِأَن معنى خضوع الْأَعْنَاق هُوَ خضوع أَصْحَاب الْأَعْنَاق، لمَّا لم يكن الخضوع إلاّ بخضوع الْأَعْنَاق جَازَ أَن يخبر عَن الْمُضَاف إِلَيْهِ، كَمَا قَالَ الشَّاعِر: رَأَتْ مَرَّ السِّنينَ أَخذْنَ منّي كَمَا أخذَ السِّرارُ من الهلالِ لمّا كَانَت السنون لَا تكون إِلَّا بمرّ أخبر عَن السنين وَإِن كَانَ أضافَ إِلَيْهَا الْمُرُور. قَالَ: وَذكر بعضُهم وَجها آخر، قَالُوا: مَعْنَاهُ فظلت أَعْنَاقهم لَهَا خاضعين هم، وأضمر (هُمْ) وَأنْشد: ترى أرباقَهم متقلِّدِيها كَمَا صَدِىء الحديدُ على الكُماةِ قَالَ: وَهَذَا لَا يجوز مثلُه فِي الْقُرْآن. فَهَذَا على بدلِ الغلَط يجوز فِي الشّعْر، كَأَنَّهُ قَالَ ترى أرباقهم ترى متقلّديها، كَأَنَّهُ قَالَ: ترى قوما متقلّدي أرباقهم. وَقلت: وَهَذَا الَّذِي قَالَه الزّجاج مَذْهَب الْخَلِيل. وَمذهب سِيبَوَيْهٍ أنّ بدل الْغَلَط لَا يجوز فِي كتاب الله عزّ وجلّ. قلت: وخضَع فِي كَلَام الْعَرَب يكون لَازِما وواقعاً، تَقول خضعتُه فخضَع وَمِنْه قَول جرير:

أعدّ الله للشعراء منّي صواعقَ يَخضَعون لَهَا الرقابا فَجعله وَاقعا مُتَعَدِّيا. وَيُقَال خضع الرجلُ رقبتَه فاختضعَتْ وخضَعت. وَقَالَ ذُو الرمّة: يظلُّ مختضِعاً يَبْدُو فتنكرهُ حَالا ويسطع أَحْيَانًا فينتسبُ مختضعاً: مطأطىء الرَّأْس. والسُّطوع: الانتصاب، وَمِنْه قيل للرجلِ الأَعنَق: أسطع. وَفِي حَدِيث عمر أَن رجلا فِي زَمَانه مرّ برجلٍ وَامْرَأَة قد خَضَعا بَينهمَا حَدِيثا، فضربَ الرجلَ حتّى شجَّه، فرُفِع إِلَى عُمرَ فأهدرَه. شِمر عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الْعَرَب تَقول: اللَّهم إِنِّي أعوذ بك من الخُنوع والخضوع. فالخانع: الَّذِي يَدْعُو إِلَى السَّوءة، والخاضع نَحوه. وَقَالَ رؤبة: مِن خالباتٍ يختلبن الخُضعا قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الخُضَّع: اللواتي قد خضَعن بالْقَوْل ومِلْن. قَالَ: وَالرجل يخاضع الْمَرْأَة وَهِي تخاضعه، إِذا خضَع لَهَا بِكَلَام وخضعتْ لَهُ فيطمع فِيهَا. وَمن هَذَا قَول الله عزّ وجلّ: {إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِى فِى} (الأحزَاب: 32) . وَقَالَ الْكُمَيْت يصف نسَاء ذواتِ عفاف: إذْ هُنّ لَا خُضُع الحدي ث وَلَا تكشَّفت المَفاضِل وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الاختضاع: المرّ السَّرِيع. وَأنْشد فِي صفة فرسٍ جواد: إِذا اخْتَلَط المسيحُ بهَا تولّت بسَومٍ بَين جَرْيٍ واختضاعِ الْمَسِيح: العَرق يَقُول: إِذا عرقت أخرجت أفانينَ جَريها. أَبُو عبيد: الخَيضَعة: الْبَيْضَة. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن الْأَثْرَم عَن أبي عُبَيْدَة قَالَ: يُقَال لبيضة الْحَدِيد الخَيضَعَة، والرّبيعة. وَأنْشد: والضاربون الهامَ فَوق الخيضَعَهْ وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن الأعرابيّ: الخيضعة: الغُبار. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: هُوَ صَوت الْقِتَال. قَالَ: وَقَالَ اللَّيْث: الخيضعة حَيْثُ يخضع الأقرانُ بعضُهم لبَعض. قَالَ: وَيُقَال (للسّيوف خَضَعة) ، وَهُوَ صَوت وقعها. أَبُو عبيد عَن أبي زيد قَالَ: الخَضِيعة: صَوتٌ يخرج من قنْب الْفرس الحِصانِ، وَهُوَ الوقيب. وَأنْشد: كَأَن خَضِيعةَ بطن الجوا دِ وعوعةُ الذِّئْب فِي الفدفدِ والأخضع من الرِّجَال: الَّذِي فِيهِ جَنَأٌ، وَقد خَضِع يخضَع خَضَعاً، فَهُوَ أخضَع. وخضَعت أَيدي الْكَوَاكِب، إِذا مَالَتْ لِتَغَيُّبٍ. وَقَالَ ابْن أَحْمَر: تكَاد الشَّمْس تخضع حِين تبدو لهنَّ وَمَا وَبِدنَ وَمَا لُحِينا وَقَالَ ذُو الرمة: إِذا جعلت أَيدي الْكَوَاكِب تخضعُ وخضعت الْإِبِل، إِذا جَدَّت فِي سَيرهَا. وَقَالَ الكُميت:

باب العين والخاء مع الراء

خواضع فِي كلِّ ديمومة يكَاد الظليم بهَا ينحَلُ وإنَّما قيل ذَلِك لأنّها خضعت أعناقَها حِين جدّ بهَا السَّير. وَمِنْه قَول جرير: وَلَقَد ذكرتكِ والمطيُّ خواضعٌ وكأنهنّ قطا فلاةٍ مَجهلِ ع خَ ص ع خَ س أهملت وجوهها. (بَاب الْعين وَالْخَاء مَعَ الرَّاء) اسْتعْمل من وجوهه: خزع: يُقَال خَزَعت الشَّيْء فانخزعَ، كَقَوْلِك قطعته فَانْقَطع وخزَّعتُ اللَّحْم تخزيعاً، إِذا قطّعته قِطَعاً. وَيُقَال: تخزّعت من فلانٍ شَيْئا، إِذا أَخَذته مِنْهُ. وَهَذِه خِزْعة لحم تخزَّعتها من الجَزُور، أَي اقتطعتها. وَقَالَ مبتكر الْكلابِي: اختزعتُه عَن الْقَوْم واختزلته، إِذا قطعته عَنْهُم. وَقَالَ إِسْحَاق بن الْفرج: سَمِعت خَليفَة الحُصينيّ يَقُول: اختزعَ فلَانا عِرْقُ سَوء فاختزله، أَي اقتطعه دونَ المكارم وقعدَ بِهِ. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : يُقَال بِهِ خَزعة، وَبِه خَمعة، وَبِه خزلة، وَبِه قَزْلة، إِذا كَانَ يظلع من إِحْدَى رجلَيْهِ. وَقَالَ ابْن السّكيت: قَالَ أَبُو عِيسَى: يبلغ الرجلَ عَن مَمْلُوكه بعضُ مَا يكره فَيَقُول: مَا يزالُ خُزَعَةٌ خَزَعَهُ، أَي شَيْء سَنَحه عَن الطَّرِيق. وَمعنى سنَحه أَي عَدَله وَصَرفه، وَهُوَ الرجل. قَالَ: وخزغني ظَلْع فِي رجْلي، أَي قطعني عَن الْمَشْي. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال خزعَ فلانٌ عَن أَصْحَابه، إِذا كَانَ مَعَهم فِي مَسيرٍ فخنسَ عَنْهُم. قَالَ: وسمِّيت خُزاعة بِهَذَا الِاسْم لأنّهم لمّا سَارُوا مَعَ قَومهمْ من مأرِبَ فَانْتَهوا إِلَى مكّة تخزَّعوا عَنْهُم فأقاموا، وَسَار الْآخرُونَ إِلَى الشَّام. وَقَالَ حسان: فَلَمَّا هبَطْنا بطْنَ مرَ تخزَّعتْ خُزاعةُ عنّا بالحُلول الكَراكرِ وَقَالَ ابْن السّكيت: قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: إنَّما سُمُّوا خُزَاعة لأَنهم انخزعوا من قَومهمْ حِين أَقبلُوا من مأرب فنزلوا بِظَاهِر مَكَّة. قَالَ: وهم بَنو عَمْرو بن ربيعَة وَهُوَ لحيّ ابْن حَارِثَة، أوّل من بَحر البحائر وغيّر دين إبراهيمج. ع خَ ط أهملت وجوهه: (بَاب الْعين وَالْخَاء مَعَ الدَّال) اسْتعْمل من وجوهه: خدع: قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو زيد: يُقَال خدعته خدعاً وخديعة. وَأنْشد قَول رؤبة: فقد أُداهي خِدْعَ مَن تخدَّعا وَأَجَازَ غَيره خَدْعاً بِالْفَتْح. وَقَالَ أَبُو الْحسن اللحياني: يُقَال خدعَتِ السوقُ وانخدعت، أَي كسدت. قَالَ: وَقَالَ أَبُو الدِّينار فِي حَدِيثه: والسُّوق خادعةٌ، أَي كاسدة. قَالَ: وَيُقَال رجل

خدّاع وخَدُوع وخُدَعة، إِذا كَانَ خَبّاً. والخُدْعة: مَا يُخدَع بِهِ. وَقَالَ أَبُو عبيد: سمعتُ الكسائيّ يَقُول الحربُ خُدَعة. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد مثلَه خُدَعة. قَالَ: ورجلٌ خُدْعة، إِذا كَانَ يُخدَع. وروى فِي الحَدِيث: (الحربُ خَدْعةٌ) ، أَي يَنْقَضِي أمرُها بخَدْعةٍ وَاحِدَة وَقيل (الحربُ خُدْعة) ، ثَلَاث لُغَات، وأجودها مَا قَالَ الكسائيّ وَأَبُو زيد (خُدَعة) . وَيُقَال: خدَعَتْ عينُ الرجل، إِذا غارت. وخدعَ خَيرُ الرجل، أَي قلّ. وخدعت الضبعُ فِي وِجارها. وَقَالَ أَبُو العميثل: خَدَعَ الضبُّ إِذا دخَلَ فِي وجارِه ملتوياً. وخدَع الثَّعْلَب، إِذا أخذَ فِي الرَّوَغان. ورفعَ رجلٌ إِلَى عمر ابْن الخطّاب مَا أهمَّه من قُحوط الْمَطَر، فَقَالَ لَهُ: (خدَعَتِ الضِّباب وجاعت الْأَعْرَاب) . والخَدُوع من النُّوق: الَّتِي تدُرُّ مرَّةً وترفع لبنَها مرّة. وطريقٌ خَدوع، إِذا كَانَ يَبين مرّةً وَيخْفى أُخْرَى وَقَالَ الشَّاعِر: ومستكرهٌ من دارس الدَّعس داثرٌ إِذا غفلت عَنهُ الْعُيُون خَدوعُ وَقَالَ اللِّحياني: خدعتُ ثوبي خَدْعاً وثنيتُه ثَنْياً، بِمَعْنى وَاحِد. وخادعت الرجلَ بِمَعْنى خدعته، وعَلى هَذَا يوجَّه قَول الله جلّ وعزّ: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} (النِّساء: 142) مَعْنَاهُ أَنهم يقدِّرون فِي أنفسهم أَنهم يخدعون الله وَالله هُوَ الخادعُ لَهُم، أَي الْمجَازِي لَهُم جزاءَ خداعهم. وَقَالَ شمر: روى الأصمعيُّ بيتَ الرَّاعِي: وخادعَ المجدَ أقوامٌ لَهُم وَرَقٌ راحَ العضاهُ بِهِ والعرقُ مدخولُ قَالَ: خادعَ: ترك. قَالَ شِمر: وَرَوَاهُ أَبُو عَمْرو: (وخادعَ الْحَمد) ، قَالَ: وفسَّره أَنهم تركُوا الْحَمد، أَي أَنهم لَيْسُوا من أَهله. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الخِداع: المنْع. والخِداع: الْحِيلَة. وَقَالَ اللَّيْث: خادعتُه مخادعةً وخداعاً. ورجلٌ مخدَّع: خُدِع مرَارًا. قَالَ: والخَيْدع: الرجل الخدوع. وطريقٌ خَيدعٌ وخادع، وغَوْلٌ خيدع: جَائِر عَن الْقَصْد وَلَا يُفطَن لَهُ. والأخدعان: عِرْقان فِي صفحتي الْعُنُق قد خفِيا وبَطَنا. والأخادعُ الجميعُ. ورجلٌ مخدوع: قد أُصِيب أخدعُه. والمُخْدَع والمِخدع: الخِزَانة. وأخدعتُ الشَّيْء، إِذا أخفيتَه. وَمن أَمْثَال الْعَرَب: (أخدع من ضبَ حَرشْتَه) ، وَهُوَ من قَوْلك خدَع منّي فلَان، إِذا توارى وَلم يظْهر. وروى ابْن الأنباريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الخادع: الْفَاسِد من الطَّعَام وَغَيره. وَأنْشد قَوْله: إِذا الرِّيقُ خَدَعْ قَالَ أَبُو بكر: فَتَأْوِيل قَوْله جلّ وعزّ: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ} (البَقَرَة: 9) : يفسدون مَا يُظهرون من الْإِيمَان بِمَا يُضمِرون من

باب العين والخاء مع التاء

الْكفْر، كَمَا أفسَد الله نِعَمهم فِي الدُّنْيَا بِأَن أصارَهم إِلَى عَذَاب النَّار. وَفِي حديثٍ مَرْفُوع: (يكون قبل خُرُوج الدجّال سنونَ خَدّاعة) ، قَالَ شِمر: السنون الخوادع: القليلة الْخَيْر الفواسد. قَالَ: وَيُقَال السُّوق خادعةٌ. إِذا لم يُقدَر على الشَّيْء إلاّ بغلاء. قَالَ: وَكَانَ فلانٌ يُعطِي فخَدَعَ، أَي أمسك ومَنَعَ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: خدع الريقُ أَي فسد. وَقَالَ غَيره: نقصَ فتغيَّر. وماءٌ خادعٌ: لَا يُهتدى لَهُ. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: خدعتِ السُّوق، إِذا قَامَت. وَقَالَ الْفراء: بَنو أَسد يَقُولُونَ: إنَّ السُّوق لخادع، وَإِن السِّعر لخادع. وَقد خدعَ إِذا ارْتَفع وغلا. وَقَالَ الْأَصْمَعِي فِي قَوْله (سنُون خدّاعة) ، قَالَ: سنُون يقلُّ فِيهَا الْمَطَر. يُقَال خدعَ المطرُ إِذا قلّ، وخدع الرِّيقُ فِي فَمه إِذا قلّ. وَقَالَ غَيره: الخدّاعة الَّتِي يكثُر فِيهَا الْمَطَر، ويقلُّ النباتُ والرَّيع. كأنّه من الخديعة: وَالتَّفْسِير هُوَ الأول. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الخَدْع: منع الحقّ. والختم: منع الْقلب من الْإِيمَان. قَالَ: والخُدَعة هم ربيعَة بن كَعْب بن سعد بن زيد مَنَاة بن تَمِيم. ابنُ شُمَيْل: رجلٌ مخدَّع، أَي مجرَّس صَاحب دهاء ومَكْر، وَقد خُدِّع. وَأنْشد: أبايع بَيْعاً من أريب مخدّعِ وَإنَّهُ لذُو خُدْعة، وَذُو خُدَعاتٍ: أَي ذُو تجريب للأمور. وبعيرٌ بِهِ خَادع وخالع، وَهُوَ أَن يَزول عَصَبُهُ فِي وظيف رجله إِذا برك. وَبِه خُويدِع وخُوَيلع والخادع أقلّ من الخالع. وفلانٌ خادعُ الرَّأْي، إِذا كَانَ متلوِّناً لَا يثبت على رَأْي وَاحِد. وَقد خدَعَ الدهرُ، إِذا تلوَّن. (بَاب الْعين وَالْخَاء مَعَ التَّاء) اسْتعْمل من وجوهه: ختع: أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: دَليلٌ خُتَعٌ، وَهُوَ الماهر بالدّلالة. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال ختع يختع خُتوعاً، وَهُوَ ركوبُ الظُّلمة والمضيّ على الْقَصْد بِاللَّيْلِ كَمَا يفعل الدليلُ بالقوم. قَالَ رؤبة: أعيَتْ إدلاَّءَ الفلاة الخُتَّعا قَالَ: والخُتْعة: النَّمِرة الْأُنْثَى. والخَتيعة: تتَّخذ من أَدمٍ يغشَّى بهَا الْإِبْهَام لرمي السِّهام. قلت: وَقَالَ ابْن شُمَيْل مثله فِي الخَتِيعَة. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الخِتاع: الدَّستبانات. وَقَالَ شمر: يُقَال رجل خُتَعة وخُتَع، وَهُوَ السَّرِيع الْمَشْي الدَّليلُ. تَقول: وجدته خُتَعَ لَا سُكَعَ، أَي لَا يتحيّر. والخَوتع: الدَّلِيل أَيْضا. وَأنْشد: بهَا يَضِلُّ الخَوتعُ المشهَّرُ والخَوتع: الذُّباب الْأَزْرَق ذبابُ العُشْب. وَمن أمثالهم: (هُوَ أشأم من خَوتعةَ) ،

باب العين والخاء مع الذال

وَكَانَ رجلا من بني غُفَيلةَ بن قاسط مشئوماً. رَوَاهُ أَبُو عبيدٍ عَن ابْن الكلبيّ. ع خَ ظ: مهمل. (بَاب الْعين وَالْخَاء مَعَ الذَّال) اسْتعْمل مِنْهُ: خذع: قَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال خذّعته بِالسَّيْفِ تخذيعاً، إِذا قطّعته. وروى بَيت أبي ذُؤَيْب الهذليّ: وَكِلَاهُمَا بطلُ اللِّقاءِ مخذَّعُ مَعْنَاهُ أَنه مُعاودٌ للحروب قد جُرح فِيهَا جَرحاً بعد جَرح، وَقد شُطّب بِالسُّيُوفِ. قَالَ: وَمن رَوَاهُ (مخدَّع) فَمَعْنَاه المدرّب الَّذِي خُدع مرَارًا حَتَّى حَذِق. وَقَالَ اللَّيْث: الخَذْع قَطع فِي اللَّحْم، أَو فِي شَيْء رَطْب لَا صلابة لَهُ، مثل القَرعة تُخذَّع بالسكين، وَلَا يكون قطعا فِي عظم أَو فِي شَيْء صُلْب. وَقَالَ غَيره: الخَذِيعة: طَعَام يتّخذ من اللَّحْم بِالشَّام. وَقَول رؤبة: كأنّه حاملُ جنبٍ أخذَعا قَالَ ابْن الأعرابيّ: مَعْنَاهُ أَنه خُذع لحمُ جنبِه فتدلَّى عَنهُ. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه يُقَال للشِّواء: المخذَّع، والمَعلَّس، والوزيم، والسَّحساح. ع خَ ث: مهمل. (بَاب الْعين وَالْخَاء مَعَ الرَّاء) اسْتعْمل من وجوهه: خرع: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: ثوب مخرَّع: مصبوغ بالخِرِّيع، وَهُوَ العُصْفر. أَبُو عبيد عَن أبي زيد قَالَ: الخرِيع: الْفَاجِرَة من النِّسَاء. قَالَ شمر: وَكَانَ الْأَصْمَعِي يكره أَن تكون الخريع الْفَاجِرَة، قَالَ: وَهِي الَّتِي تتثنى من اللِّين. وَأنْشد لُعتْبة بن مرداس يَصِف مِشفر الْبَعِير: تكفُّ شبا الأنياب عَنْهَا بِمشْفرٍ خَريعٍ كسِبْتِ الأحوريّ المخصَّرِ قَالَ: والخَرَاعة: الرَّخاوة، وَكَذَلِكَ الخَرَع. وَمِنْه قيل لهَذِهِ الشَّجَرَة الخِرْوع، لرخاوته، وَهِي شَجَرَة تحمل حَبّاً كأنّه بيضُ العصافير، يسمَّى السِّمسم الهنديّ. وَقَالَ غَيره: يُقَال للْمَرْأَة الشابّة الناعمة اللينة خَرِيع. قَالَ: وَبَعْضهمْ يذهب بِالْمَرْأَةِ الخَرِيع إِلَى الْفُجُور. وَقَالَ كثير: وفيهنَّ أشباه المها رعَت الملا نواعمُ بيضٌ فِي الْهوى غير خُرَّعِ وإنَّما نَفى عَنْهَا المقابح لَا الممادح. أَرَادَ غير فواجر. وَيُقَال: اخترعَ فلانٌ الْبَاطِل، إِذا اخترقه. والخَرْع: الشقُّ، يُقَال خرعته فانخرع، أَي شققته فانشقَّ. وانخرعت الْقَنَاة، إِذا انشقّت. وانخرعت أعضاءُ الْبَعِير، إِذا زَالَت عَن موَاضعهَا. وَقَالَ العجاج: وَمن همزنا رأسَه تخرَّعا

باب العين والخاء مع اللام

ورُوي عَن بعض التَّابِعين أَنه قَالَ: (لَا يَجزي فِي الصَّدقة الخَرِع) ، وَهُوَ الفصيل الضَّعِيف. وكلُّ ضعيفٍ خَرِعٌ. وغُصن خَرِعٌ: ليّن ناعم. وَقَالَ الرَّاعِي يذكر مَاء: معانقاً سَاق رَيّا ساقُها خَرِعُ أَبُو عَمْرو: الخَرَاوِيع من النِّسَاء: الحِسان. وَامْرَأَة خِرْوعة: رَخْصة ليّنة. وَقَالَ أَبُو سعيد: الاختراع والاختزاع: الْخِيَانَة وَالْأَخْذ من المَال. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الاختراع: الِاسْتِهْلَاك. وَفِي الحَدِيث: (إِن المُغيبةَ يُنفَق عَلَيْهَا من مَال زَوجها مَا لم تخترع مالَه) . وَتقول: اختزع فلانٌ عُوداً من الشَّجَرَة، إِذا كسرهَا. أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: من أدواء الْإِبِل الخُراع، وَهُوَ جنونُها. وناقة مخروعة. وَقَالَ غَيره: نَاقَة خريع ومخروعة، وَهِي الَّتِي أصابَها خُراع، وَهُوَ انقطاعٌ فِي ظهرهَا فَتُصْبِح باركةً لَا تقوم. قَالَ: وَهُوَ مرضٌ يفاجئها فَإِذا هِيَ مخروعة. وَقَالَ شِمر: قَالَ ابْن بزرج: الْجُنُون، والطُّوفان، والثَّوَلُ، والخُراع، وَاحِد. وروى أَبُو سعيد الخُدريّ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (لَو سمع أحدكُم ضغطةَ الْقَبْر لجزِع) أَو (لخَرِع) . قَالَ شِمر: من رَوَاهُ خرِع فَمَعْنَاه انْكَسَرَ وَضعف. قَالَ: وكلُّ رِخْو ضَعيف خَرِيع وخَرِع. وَأنْشد لرؤبة: لَا خرِعَ الْعظم وَلَا موصَّما قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الخرِيع: الضَّعيف. وَقَالَ أَبُو النَّجْم يصف جَارِيَة: فَهِيَ تَمَطَّى فِي شباب خِروَعِ أَي ناعم. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: خَرِعَ الرجلُ إِذا استرخى رَأْيه بعد قوّة، وضُعف جسمهُ بعدَ صلابة. وَقيل: الخرَع الدهَش. وَقد خرِع خَرَعاً إِذا دَهِش. (بَاب الْعين وَالْخَاء مَعَ اللَّام) اسْتعْمل من وجوهه: خلع، خعل خلع: يُقَال خلع الرجل ثَوْبه. وخلعَ امْرَأَته وخالعها، إِذا افتدت مِنْهُ بمالها فطلَّقها وأبانَها من نَفْسه. وسمِّي ذَلِك الْفِرَاق خُلْعاً لِأَن الله جلّ وعزّ جعل النِّسَاء لباساً للرِّجَال والرجالَ لبَاساً لهنّ، فَقَالَ: {هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ} (البَقَرَة: 187) . وَهِي ضجيعته وضَجِيعُه، فَإِذا افتدت الْمَرْأَة بمالٍ تعطيه لزَوجهَا ليُبينَها مِنْهُ فأجابها إِلَى ذَلِك فقد بَانَتْ مِنْهُ وخلع كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا لبَاس صَاحبه، وَالِاسْم من ذَلِك الخُلْع والمصدر الخَلْع. وَقد اخْتلعت الْمَرْأَة مِنْهُ اختلاعاً، إِذا افتدتْ بمالها. فَهَذَا معنى الخُلْع عِنْد الْفُقَهَاء. وَالْخلْع، بِفَتْح الْخَاء: اللَّحْم يُؤْخَذ من الْعِظَام ويطبخ ويبزّرُ ثمَّ يَجْعَل فِي وعاءٍ يُقَال لَهُ القَرف ويُتزوّد بِهِ فِي الْأَسْفَار. قَالَ ذَلِك ابْن السّكيت وَغَيره. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أنّه قَالَ: الخَولع: الفزَع. والخَولع: الرجل الأحمق. والخولع: الحنظل المدقوق الملتوت بِمَا يطيّبه ثمَّ يُؤْكَل، وَهُوَ

المبسَّل. قَالَ: والخولع: اللَّحْم يُغلَى بالخَلِّ ثمَّ يُحمل فِي الْأَسْفَار. والخولع: الغُول. والخَولع: الذِّئْب. والخولع: المقامر الْمَحْدُود الَّذِي يُقْمَر أبدا. والخولع: الْغُلَام الْكثير الْجِنَايَات، مثل الخليع. وَأنْشد غَيره لجرير فِي الخولع: الفَزَع: لَا يعجبنك أَن تَرى لمجاشعٍ جَلَدَ الرِّجال وَفِي الْقُلُوب الخَولعُ يَعْنِي الفزَع. وخُلعة المَال وخِلعته: خِيَاره. أَبُو سعيد: سمِّي خِيار المَال خُلْعة لأنّه يَخلع قلبَ النَّاظر إِلَيْهِ. وَأنْشد الزّجاج: وَكَانَت خُلْعَةً دُهساً صَفايا يَصُور عُنُوقَها أحوى زَنيم يَعْنِي المِعزَى، أنَّها كَانَت خياراً والخِلْعة من الثِّيَاب: مَا خلعتَه فطرحتَه على آخر أَوْ لم تطرحه. والخليع: الَّذِي يجني الْجِنَايَات يؤخَذ بهَا أولياؤه فيتبرءون مِنْهُ وَمن جناياته وَيَقُولُونَ: إنّا قد خلعنا فُلاناً فَلَا نأخُذُ أحدا بجنايةٍ تُجنَى عَلَيْهِ، وَلَا نؤاخَذ بجناياته الَّتِي يجنيها. وَكَانَ يسمَّى فِي الْجَاهِلِيَّة الخليع. وَيُقَال للذئب خليع. وَيُقَال للشَّاطر من الفتيان: خليع لِأَنَّهُ خَلَعَ رسَنَه. وَيُقَال للصيّاد: خَليع. والخَلْع كالنَّزْع إلاّ أَن فِيهِ مُهلة. وَقَالَ اللَّيْث: المخلَّع من النَّاس: الَّذِي كأنَّ بِهِ هَبْتَةً أَو مَسَّاً. وَيُقَال فلانٌ يتخلَّع فِي مَشْيه، وَهُوَ هزُّه يَدَيْهِ. وَرجل مخلوع الْفُؤَاد، إِذا كَانَ فزِعاً قَالَ: والمخلَّع من الْعرُوض: ضربٌ من الْبَسِيط، كَقَوْل الْأسود بن يعفر: مَاذَا وُقُوفِي على رسمٍ عَفا مُخلَولقٍ دارسٍ مستعجمِ وَيُقَال: أصابَه فِي بعض أَعْضَائِهِ خَلْع، وَهُوَ زَوَال المفاصل من غير بينونة. قَالَ: والبُسرة إِذا نَضِجَتْ كلُّها فَهِيَ خَالع. وَإِذا أسفَى السُّنبل فَهُوَ خَالع. يُقَال خلَع الزَّرْع يَخلَع خَلاعَةً. والخَلَعْلَع من أَسمَاء الضِّباع. وَيُقَال: خَلُعَ الشيْخُ، إِذا أَصَابَهُ الخالع، وَهُوَ التواء العرقوب. وَقَالَ الراجز: وجُرّةٍ تَنْشُصها فتنتَشِصْ من خالعٍ يُدركه فيهتبصْ الجُرَّة: خَشَبَة يثقَّل بهَا حِباله الصَّائِد، فَإِذا نشب فِيهَا الصَّيْد أثقلتْه. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الخالع من الشّجر: الهشيم السَّاقِط. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِيمَا روى عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس: خَلَعت العضَاهُ، إِذا أورقت. وَقَالَ غَيره: خلع الشجرُ، إِذا أنبتَ وَرقا طرياً. والخالع: دَاء يَأْخُذ فِي عرقوب الدَّابَّة. وَفِي حَدِيث عُثْمَان أنّه كَانَ إِذا أُتيَ بِالرجلِ الَّذِي قد تخلَّع فِي الشَّرَاب المُسكِر جلدَه ثَمَانِينَ جلدَة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: معنى قَوْله تخلَّع فِي الشَّرَاب هُوَ أَن يدمنَ فيشربَ الليلَ وَالنَّهَار. قَالَ: والخليع: الَّذِي قد خلعه أهلُه وتبرَّءوا مِنْهُ. وَيُقَال خُلِع فلانٌ من الدِّين وَالْحيَاء. وقومٌ

باب العين والخاء مع النون

مبيِّنو الخلاعة. خعل: أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو قَالَ: الخَيْعَل: قَمِيص لَا كُمَّيْ لَهُ. وَقَالَ غَيره. قد يقلب فَيُقَال الخَيْلع، وربّما كَانَ غير منصوح الفَرجَيْن. وَقَالَ تأبّط شرا: مَشْي الهَلوكِ عَلَيْهَا الخَيْعَلُ الفُضُلُ أَبُو الْعَبَّاس عَن سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: الخَوْعلة: الاختباء من رِيبَة. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : اختلعوا فلَانا، أَي أخذُوا مَاله. (بَاب الْعين وَالْخَاء مَعَ النُّون) اسْتعْمل من وجوهه: خنع، نخع خنع: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إنّ أنخعَ الْأَسْمَاء عِنْد الله أَن يتسمَّى الرجلُ باسم مَلِكِ الْأَمْلَاك) ، وَبَعْضهمْ يرويهِ: (إِن أخنع الْأَسْمَاء) . قَالَ أَبُو عبيد: فَمن رَوَاهُ أنخع أَرَادَ: إِن أفتلَ الْأَسْمَاء وأهلكَها لَهُ. والنَّخْع هُوَ الْقَتْل الشَّديد، وَمِنْه النَّخْع للذبيحة، وَهُوَ أَن يجوز بِالذبْحِ إِلَى النخاع. وَمن روى (إِن أخنعَ الْأَسْمَاء) ، أَرَادَ أَن أشدَّ الْأَسْمَاء ذلاًّ وأوضعَها عِنْد الله. والخانع: الذَّلِيل الخاضع. أَبُو الْعَبَّاس عَن سَلمَة عَن الْفراء عَن الدُّبيرية: يُقَال للجمل المتَنوِّق مخنَّع وموضَّع. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الصيداويّ عَن الرياشيّ: رجل ذُو خُنُعات، إِذا كَانَ فِيهِ فَسَاد. وَقد خنع فلانٌ إِلَى الْأَمر السيّء، إِذا مالَ إِلَيْهِ. وَيُقَال: لقِيت فلَانا بخَنْعةٍ فقهرته، أَي لقيتُه بخلاء. وَيُقَال لَئِن لقيتك بخَنْعة لَا تُفلتْ منّي. وَأنْشد: تمنّيت أَن ألْقى فلَانا بخَنْعةٍ معي صارمٌ قد أحدثَتْه صياقلُه وَقَالَ اللَّيْث: الخانع: الْفَاجِر. يُقَال خَنَع إِلَيْهَا، إِذا مَال إِلَيْهَا للفجور. واطّلعتُ مِنْهُ على خَنْعة، أَي على فَجْرة. وَقَالَ الْأَعْشَى: وَلَا يُرَونَ إِلَى جارَتهم خُنُعا وخُنَاعة: قَبيلَة من هُذيل. والنَّخَع: قَبيلَة من الأزد. وَقَالَ أَبُو زيد: خنَع لَهُ وَإِلَيْهِ، فَهُوَ يَخنع خُنوعاً، إِذا ضَرَعَ لَهُ وَطلب إِلَيْهِ وَلَيْسَ بِأَهْل أَن يَطلُب إِلَيْهِ. وأخنعتْه إِلَيْهِ الحاجةُ، أَي اضطرَّتْه، وَالِاسْم الخُنْعَةُ. واطّلعتُ مِنْهُ على خُنْعة، أَي فَجْرة. قلت: يُقَال خَنَعةٌ وخُنْعة للفجرة. نخع: وَفِي الحَدِيث: (ألاّ لَا تخنَعوا الذَّبيحة حتَّى تجِبَ) . والنَّخْع للذَّبيحة: أَن يَعجَل الذابحُ فَيبلغ القطعُ إِلَى النُّخاع. والنُّخاع فِيمَا أخبر أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: خيطٌ أَبيض يكون داخلَ عظم الرقَبة، وَيكون ممتدّاً إِلَى الصُّلب. والمَنْخَع: مفصِل الفَهْقة بَين الرَّأْس والعُنق من بَاطِن. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال نَخَع فلانٌ لي بحقِّي وبَخَع، بِالْبَاء وَالنُّون، إِذا أذْعن. وَهَكَذَا حكى أَبُو عبيد عَن أبي زيد. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الناخع: الَّذِي يبيِّن

باب العين والخاء مع الفاء

الْأُمُور. قَالَ: والنِّخاع والنُّخاع: خَيط الفَقَار المتّصل بالدِّماغ. وتنخَّع السحابُ: إِذا قاء مَا فِيهِ من الْمَطَر. وَقَالَ الشَّاعِر: وحالكة اللَّيَالِي من جُمادى تَنَخَّعَ فِي جَواشنِها السَّحابُ (بَاب الْعين وَالْخَاء مَعَ الْفَاء) اسْتعْمل من وجوهه: خفع: أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: المخفوع: الْمَجْنُون. وَقَالَ اللَّيْث: خُفِع الرجلُ من الْجُوع فَهُوَ مخفوع. وَأنْشد لجرير: يمشونَ قد نفخَ الخزيرُ بطونَهم وغدَوا وضيفُ بني عِقالٍ يُخفَع قَالَ: وانخفعت رئتُه، إِذا انشقَّتْ من دَاء يُقَال لَهُ الخُفاع. ورجلٌ خَوفَعٌ، وَهُوَ الَّذِي بِهِ اكتئاب ووجوم. وكلُّ من ضعف ووجَم فقد انخفَع وخُفِع، وَهُوَ الخُفَاع. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ انجعفت النَّخلة وانخفعت وانقعرت، وتجوّخت، إِذا انقلعتْ من أَصْلهَا. (بَاب الْعين وَالْخَاء مَعَ الْبَاء) اسْتعْمل من وجوهه: بخع، خبع، خعب. بخع: قَالَ الله عزّ وجلّ: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىءَاثَارِهِمْ} (الْكَهْف: 6) قَالَ الْفراء: أَي مخرجٌ نفسَك وقاتلٌ نفسَك. وَقَالَ الْأَخْفَش: يُقَال بخعت لَك نَفسِي ونصحي، أَي جَهَدتهما، أبخع بخوعاً. وَفِي حَدِيث عَائِشَة أَنَّهَا ذكرت عُمَر فَقَالَت: (بَخع الأرضَ فقاءت أُكُلَها) ، أَي استَخرجَ مَا فِيهَا من الْكُنُوز وأموال الْمُلُوك. وَيُقَال بخعتُ الأرضَ بالزراعة، إِذا نهكتَها وتابعت حراثتها وَلم تجِمَّها عَاما، وبخعَ الوجدُ نفسَه، إِذا نهكها. وَقَالَ الشَّاعِر: أَلا أيُّهذا الباخعُ الوجدِ نفسَه لشيءٍ نَحتْه عَن يَدَيْهِ المقادرُ وَقَالَ أَبُو زيد: بَخَع لَهُ بحقِّه، إِذا أقرَّ. وبَخَع لَهُ بِالطَّاعَةِ بُخوعاً. وَفِي حَدِيث عُقْبة بن عَامر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (أَتَاكُم أهلُ اليمنِ، هم أرقُّ قلوباً وألينُ أَفْئِدَة وأبخعُ طَاعَة) وَرَوَاهُ نصر بن عليّ بإسنادٍ لَهُ، قَالَ نصر: قلت للأصمعيّ: مَا أبخعُ طَاعَة؟ قَالَت: أنصح طَاعَة. وَقَالَ غَيره: أبلغ طَاعَة. خبع: قَالَ اللَّيْث: الخَبْع لُغَة تَمِيم فِي الخَبْء. وامرأةٌ خُبْعَةٌ خُبأة بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ: وخبعَ الصبيُّ خُبوعاً إِذا فُحِم من الْبكاء، أَي انقطعَ نَفسُه. خعب: الخَيعابة والخَيعامة: المأبون. وَقَالَ تأبط شرا: وَلَا خَرعٍ خيعابةٍ ذِي غوائل هَيامٍ كجفْر الأبطح المتَهَيِّلِ ويروى: (خيعامة) . (بَاب الْعين وَالْخَاء مَعَ الْمِيم) اسْتعْمل من وجوهه: خمع، خعم

أبواب العين والقاف

خمع: أَبُو عبيد عَن الْفراء: الخِمْع: الذِّئب، وَجمعه أخماعٌ قَالَ: وَمِنْه قيل للِّصّ خِمْع. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الخِمع: اللصُّ. والخِمْع: الذِّئْب. وَقَالَ شمر: الخوامع: الضِّباع، اسمٌ لَهَا لازمٌ؛ لأنّها تخمع خُماعاً وخَمَعاناً وخُموعاً. وَقَالَ ابْن المظفَّر: خَمَع فِي مَشْيه، إِذا عَرَجَ. والخُمَاع: العَرَج. خعم: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الخَيْعامة: المأبون. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الضَّمَج هَيَجان الخَيْعامة، وَهُوَ المأبون. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الخوعم: الأحمق. وروى عَمْرو بن أبي عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الخيعم والخيعامة، والمجبوس والجَبِيس، والمأبون والمتدثِّر، والمِثْفرُ، والمِثفار، والممسوح وَاحِد. قَالَ اللَّيْث: وَقَالَ الْخَلِيل بن أَحْمد: لم يأتلف الْعين والغين فِي شَيْء من كَلَام الْعَرَب. (أَبْوَاب الْعين وَالْقَاف) ع ق ك ع ق ج. أهملت وجوهها (بَاب الْعين وَالْقَاف مَعَ الشين) عقش، عشق، قشع، قعش، شقع: مستعملة. عشق: سُئِلَ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى عَن الحبّ والعِشْق أَيهمَا أَحْمد؟ فَقَالَ الحبّ؛ لِأَن العِشق فِيهِ إفراط. قَالَ: وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: العُشُق المصلحون غُروسَ الرياحين ومُسوُّوها. قَالَ: والعُشُق من الْإِبِل: الَّذِي يلْزم طَروقتَه وَلَا يحنُّ إِلَى غَيرهَا. قَالَ: والعَشَق: اللَّبلابُ، واحدتها عَشَقةٌ. قَالَ والعُشُق: الْأَرَاك أَيْضا. قَالَ: وسمِّي العاشق عَاشِقًا لأنّه يذبُل من شدَّة الْهوى كَمَا تذبُل العَشقَة إِذا قُطعت. وَقَالَ أَبُو عبيد: امرأةٌ عاشقٌ بِغَيْر هَاء، ورجلٌ عاشقٌ مثله. قلت: وَالْعرب خذَفت الْهَاء من نعت الْمَرْأَة من حُروف كَثِيرَة. مِنْهَا قَوْلهم: (تحسبها حَمقاء وَهِي باخس) . وَيَقُولُونَ: امرأةٌ بالغٌ، إِذا أدْركْت. وَيَقُولُونَ للْأمة خَادِم، والرجلُ كَذَلِك فِي هَذِه الْحُرُوف. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال عَشِق يَعشَق عِشْقاً. قَالَ والعَشَق الْمصدر والعِشْق الِاسْم. وَقَالَ رؤبة يصف العَير والأتان: وَلم يُضِعْها بَين فِركٍ وعَشَق وَقَالَ أَبُو تُرَاب: العَشَق والعَسَق، بالشين وَالسِّين: اللّزوم للشَّيْء لَا يُفَارِقهُ، وَلذَلِك قيل للكَلِيفِ عاشقٌ للزومه هَوَاهُ. والمَعْشَق

والعِشْقُ وَاحِد وَقَالَ الْأَعْشَى: وَمَا بِي من سُقْم وَمَا بِي مَعْشَقُ عقش: أَبُو سعيد: العَقْش: أَطْرَاف قُضبان الْكَرم. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ العَقَش: ثَمر الْأَرَاك، وَهُوَ الحَثَر، والجَهَاض، والغَيْلة والكبَاث. قعش: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القُعوش من مراكب النِّسَاء شبه الهوادج، وَقَالَ رؤبة يصف السَّنَة: حدباء فكّت أُسُر القُعوشِ قَالَ: وَاحِدهَا قَعْش. وَقَالَ اللَّيْث نَحوا مِمَّا قَالَه، قَالَ: والقَعْش كالقَعْض وَهُوَ الْعَطف. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: تَقَعْوَشَ الْبناء وتقعوَسَ، إِذا انهدمَ. قَالَ: وانقعش الْحَائِط، إِذا انقلع. وانقعشَ القومُ، إِذا انقلعوا فَذَهَبُوا. قشع: رُوِيَ عَن أبي هُرَيْرَة أَنه قَالَ: (لَو حدّثتكم بكلِّ مَا أعلم لرميتموني بالقشع) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيّ وَغَيره: القِشَع: الْجُلُود الْيَابِسَة، الْوَاحِد مِنْهَا قَشْع. قَالَ أَبُو عبيد: وَهَذَا على غير قِيَاس الْعَرَبيَّة ولكنّه هَكَذَا يُقَال. وَأنْشد قَول متمِّم يرثي أَخَاهُ: وَلَا بَرَمٍ تُهدِي النساءُ لعِرْسِهِ إِذا القَشْع من حِسِّ الشتَاء تقعقعا وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: القَشْعة: النُّخامة، وَجَمعهَا قِشَع. كأنّه أَرَادَ رميتموني بهَا اسْتِخْفَافًا بِي. وَقَالَ غَيره: القَشْعة: مَا تقلَّف من يَابِس الطِّين إِذا نَشّت الغُدران عَنهُ ورسَب فِيهَا طينُ السَّيل فجفَّ وتشقَّق. وَجَمعهَا قِشَع. فَكَأَنَّهُ أَرَادَ: لَو حدثتكم بكلِّ مَا أعلم لرميتموني بِالْحجرِ والمدر تَكْذِيبًا لحديثي. وَيُقَال للجلد الْيَابِس قَشْع وقِشْع. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: قشعت الرّيح السَّحابة فأقشعت. قَالَ: وأقشع القومُ إِذا تفرّقوا. وَقَالَ اللَّيْث: القَشْع: السَّحاب المتقشِّع عَن وَجه السَّمَاء. قَالَ: وانقشعَ الهمُّ عَن الْقلب. قَالَ: والقَشْعة: قطعةٌ من السَّحَاب، إِذا انقشع الْغَيْم تبقى القَشْعة فِي نواحي الأفُق. قَالَ: والقَشْعة: بيتٌ من أدَمٍ يُتّخَد من جُلُود الْإِبِل، والجميع قَشْع. قَالَ: وربّما اتُّخِد من جُلُود الْإِبِل صِوانٌ للمتاع يسمَّى قَشْعاً. قَالَ شمر: قَالَ ابْن الْمُبَارك: القَشْعة: النِّطَع. قَالَ: وَقَالَ غَيره: هِيَ القِربة البالية. قَالَ: وَمَات رجلٌ بالبادية فأوصى أَن ادفنوني فِي مَكَاني هَذَا وَلَا تنقُلوني عَنهُ، فَقَالَ: لَا تَجْتَوِي القَشْعةُ الخرقاءُ مَبناها النَّاس ناسٌ وَأَرْض الله سَوَّاها قَالَ: الخرقاء: المتخرِّقة. وَقَوله مبناها، يَعْنِي بِهِ حَيْثُ بُنِيت القَشْعة. قَالَ: والاجتواء: ألاّ يوافقَك المكانُ وَلَا مَاؤُهُ. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القِشَع: الأنطاعُ المُخْلِقة. قَالَ: وَقَول أبي

باب العين والقاف مع الضاد

هُرَيْرَة: (لرميتموني القِشَع) قَالَ: القِشَع هَاهُنَا: البُزَاق. وَقَالَ أَبُو سعيد: القِشَع: النُّخامة يقشمها الرجلُ من صَدره، أَي يُخرجهَا بالتنخُّم، أَي لبزقتم فِي وَجْهي. شقع: قَالَ اللَّيْث: يُقَال شَقَع الرجل فِي الْإِنَاء، إِذا كرَع فِيهِ. وَمثله قَمَع، ومَقَع، وقَبَع، كلُّ ذَلِك من شدّة الشُّرب. وَقَالَ غيرُه: شَقَعه بِعَيْنِه، إِذا لَقَعَه. (بَاب الْعين وَالْقَاف مَعَ الضَّاد) اسْتعْمل من وجوهه: قعض، قضع. قعض: قَالَ اللَّيْث وَغَيره: القَعْض: عطفك الْخَشَبَة، كَمَا تُعطَف عُروش الكَرْم. وَقد قعضه فانقعضَ، أَي انحنى. وَقَالَ رؤبة: أَطْرَ الصَّنَاعَيْنِ العريشَ القَعْضا قضع: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: قُضاعة مَأْخُوذ من القَضْع، وَهُوَ الْقَهْر. يُقَال قَضَعه قَضْعاً. قَالَ: والقُضاعة أَيْضا: كلبة المَاء. قَالَ: وَكَانُوا أشدّاء كَلِبينَ فِي الحروب ونحوِ ذَلِك. قَالَ اللَّيْث: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِي مَوضِع آخر القُضاعة: القَهْر. وَبِه سمِّيت قضاعة. (بَاب الْعين وَالْقَاف مَعَ الصَّاد) عقص، صقع، صعق، قصع، قعص: مستعملة. عقص: رُوِيَ عَن عمر بن الخطّاب أَنه قَالَ: (من لبّد أَو عَقَص فَعَلَيهِ الْحلق) يَعْنِي من المحرِمينَ بِالْحَجِّ أَو الْعمرَة. قَالَ أَبُو عبيد: العَقْص: ضربٌ من الضَّفْر، وَهُوَ أَن يُلوَى الشَّعَر على الرَّأْس، وَلِهَذَا يُقَال: للْمَرْأَة عِقْصة وَجَمعهَا عِقَصٌ وعِقاص. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس يصف شعر امْرَأَة: غدائره مستشزِراتٌ إِلَى العُلاَ تَضِلُّ العِقاصُ فِي مثنَّى ومرسَلِ وصفهَا بِكَثْرَة الشّعْر والتفافِه. وَقَالَ اللَّيْث: العَقْص: أَن تَأْخُذ الْمَرْأَة كل خُصْلة من شعرهَا فتلويَها ثمَّ تَعقِدَها حتّى يبْقى فِيهَا التواءٌ ثمَّ تُرسلها؛ وكلُّ خُصلة عقيصة. قَالَ: وَالْمَرْأَة ربّما اتّخذَتْ عقيصةً من شعر غَيرهَا. وَقَالَ شمر: سمعتُ ابْن الْأَعرَابِي يَقُول: العِقاص: المَدَارِي فِي قَول امرىء الْقَيْس. قَالَ: العَقْص والضَّفر ثَلَاث قُوًى، وقُوَّتان. قَالَ: وَالرجل يَجْعَل شعره عقيصتين وضفيرتين فيرُخيهما من جانبيه. ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: العِقاص، والرَّبَض، والحوِيّة، والحاوية وَاحِد، وَهِي الدُّوَّارة الَّتِي فِي بطن الشَّاة. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: العَقْصاء من المِعْزى: الَّتِي قد التوَى قرناها على أذنيها من خلفهَا. والقَصماء: الْمَكْسُورَة الْقرن الْخَارِج. والعَضْباء: الْمَكْسُورَة الْقرن الدَّاخِل، وَهُوَ المُشاش. والنَّصْباء: المنتصبة القرنين. وَقَالَ أَبُو عبيد: العَقِص من الرِّجَال: الضيِّق الْبَخِيل. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العَقِص من الرَّمل كالعَقِد. وَقَالَ الأصمعيّ: المِعقَص: السهْم ينكسر نصله فَيبقى سِنْخُه فِي السهْم، فيُخرج ويُضرب حَتَّى يُطَوَّل ويردّ إِلَى مَوْضِعه فَلَا يسدّ

مسدّهُ؛ لِأَنَّهُ دُقِّق وطُوِّل. قَالَ الْأَصْمَعِي: وَلم يدر النَّاس مَا مَعاقص فَقَالُوا مَشاقص، للنصال الَّتِي لَيست بعريضة. وَأنْشد للأعشى: وَلَو كنتُم نبْلاً لكنتم معاقصا وَرَوَاهُ غَيره: (مشاقصا) قَالَ: وعقص أمره، إِذا لواه فلبَّسَه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: المِعقاص من الْجَوَارِي: السيِّئة الخُلُق. قَالَ: والمِعقاص هِيَ النِّهاية فِي سوء الْخلق. قَالَ: والمِعقاص: الشَّاة المعوّجة الْقرن. وَفِي (النَّوَادِر) : يُقَال أخذْتُه معاقصة ومقاعصة، أَي مُعازَّةً ومُغالبة. قعص: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّه قَالَ: (مَن خَرج فِي سبيلِ الله فقُتِل قَعْصاً فقد اسْتوْجبَ المآب) . قلت: أَرَادَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه اسْتوْجبَ حُسن المآب، وَهُوَ قَول الله جلّ وعزَّ: {ذَالِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ} (ص: 25) ، فاختصر الْكَلَام. قَالَ أَبُو عبيد: القَعْص: أَن يُضرب الرجلُ بالسِّلاح أَو بِغَيْرِهِ فَيَمُوت مكانَه قبلَ أَن يَرِيمَه. وَقد أقعصَه الضاربُ إقعاصاً. وَكَذَلِكَ الصَّيد. وَفِي حَدِيث آخر جَاءَ فِي أَشْرَاط السّاعة قَالَ: (ومُوتانٌ يكون فِي النَّاس كقُعاص الْغنم) ، قَالَ أَبُو عبيد: القُعاص: داءٌ يأخُذ الْغنم لَا يُلبِثها إِلَى أَن تَمُوت. قَالَ: وَمِنْه أُخذ الإقعاص فِي الصَّيْد، يُرمى فَيَمُوت مكانَه. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: المِقعاص: الشَّاة الَّتِي بهَا القُعاص، وَهُوَ داءٌ قَاتل. وَقَالَ بعض الْأَعْرَاب: انقعص وانقعف وانغرفَ، إِذا مَاتَ. وَأخذت المَال مِنْهُ قَعصاً، وقعصتُه إِيَّاه، إِذا اعتززته. اللَّيْث: شاةٌ قَعوص: تضرب حالبَها وتمنع دِرَّتها. وَمَا كَانَت قعوصاً وَلَقَد قَعِصتْ قَعَصاً. قصع: فِي حَدِيث رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنَّه (خطب على نَاقَة وَهِي تَقصَع بجِرّتها) قَالَ أَبُو عبيد: القَصْع: ضمُّك الشَّيْء على الشَّيْء حتّى تقتله أَو تهشمه. قَالَ: وَمِنْه قَصْع القملة. وإنّما قيل للصبيّ إِذا كَانَ بطيء الشَّبَاب قَصِيع يُرِيدُونَ أنّه مردّد الْخلق بعضه إِلَى بعضٍ فَلَيْسَ يَطُول. قَالَ: وقَصْع الجِرَّة: شدّة المضْغ وضمّ بعض الْأَسْنَان إِلَى بعض. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثعلبٍ عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: قُصَعة اليربوع وقاصعاؤه: أَن يحْفر حُفيرةً ثمَّ يسدُّ بابَها بترابها. وَقَالَ الفرزدَق يهجو جَرِيرًا: وَإِذا أخذتُ بقاصعائك لم تَجِدْ أحدا يُعِينُك غيرَ من يتقصَّعُ يَقُول: أَنْت فِي ضعفك إِذا قصدتُ لَك كبني يَرْبُوع لَا يُعينك إِلَّا ضعيفٌ مثلك. وإنّما شبههم بِهَذَا لأنّه عَنى جَرِيرًا، وَهُوَ من بني يَرْبُوع. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: القاصعاء والقُصَعة: فَم حُجر اليربوع أوّلَ مَا يبتدىء فِي حَفره. قَالَ: ومأخذه من القَصْع، وَهُوَ ضمُّ الشَّيْء إِلَى الشَّيْء.

أَبُو عبيد: قَصَع العطشانُ غُلَّته بِالْمَاءِ، إِذا سكّنها. وَمِنْه قَول ذِي الرمة يصف الْوَحْش: فانصاعت الحُقْبُ لم تقصَعْ جرائرَها وَقد نَشَحْنَ فَلَا ريٌّ ولاهِيمُ وَقَالَ أَبُو سعيدٍ الضَّرير: قَصْع الناقةِ الجرَّةَ: استقامة خُرُوجهَا من الْجوف إِلَى الشِّدق غير منقطعةٍ وَلَا نَزْرة، ومتابعةُ بَعْضهَا بَعْضًا. وإنّما تفعل الناقةُ ذَلِك إِذا كَانَت مطمئنّةً سَاكِنة لَا تسير، فَإِذا خَافت شَيْئا قطعت الجِرّة. قَالَ: وأصل هَذَا من تقصيع اليربوع، وَهُوَ إخراجُه ترابَ جُحْره وقاصعائه. فجعلَ هَذِه الجرَّةَ إِذا دَسَعتْ بهَا النَّاقة بِمَنْزِلَة التُّراب الَّذِي يُخرجه اليربوع من قاصعائه. وَقَالَ أَبُو زيد: قصعت الناقةُ بجِرتها قَصْعاً، وَهُوَ المضغ، وَهُوَ بعد الدّسْع. والدسْع: أَن تنْزع الجِرّة من كَرشها، ثمَّ القَصْع بعد ذَلِك، والمضْغ، والإفاضة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: قصّع الزرعُ تقصيعاً، إِذا خرجَ من الأَرْض قَالَ: وَإِذا صَار لَهُ شُعَبٌ قيل: قد شعّبَ. وَقَالَ غَيره: قصَّع أوّلُ الْقَوْم من نَقْب الْجَبَل، إِذا طلعوا. وسيفٌ مِقْصَعٌ ومِقصَلٌ: قطّاع. وَقَالَ أَبُو سعيد: القَصِيع: الرَّحَى. وَيُقَال تقصَّع الدُّمّل بالصَّديد، إِذا امْتَلَأَ مِنْهُ. وقَصَّع مثلُه. وَيُقَال قصعتُه قصعاً وقمعتُه قمعاً بِمَعْنى واحدٍ. وقصَّع الرجل فِي بَيته، إِذا لزمَه وَلم يبرحه. وَقَالَ ابْن الرُّقيات: إنِّي لأُخلي لَهَا الفراشَ إِذا قَصَّع فِي حِضْنِ عِرْسِه الفَرِقُ وَجمع القَصْعة قِصاع. صعق: قَالَ الله جلّ وعزّ: {يُشْرِكُونَ وَنُفِخَ فِى الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِى السَّمَاوَاتِ وَمَن فِى الاَْرْضِ إِلاَّ مَن شَآءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ} (الزُّمَر: 68) فسَّروه الموتَ هَا هُنَا. وَقَوله جلّ وعزّ: {وَخَرَّ موسَى صَعِقًا} (الأعرَاف: 143) مَعْنَاهُ مَغْشِيّاً عَلَيْهِ. وَنصب {صَعِقًا} (الأعرَاف: 143) على الْحَال، وَقيل إنّه خرَّ مَيتا. وَقَوله: {فَلَمَّآ أَفَاقَ} (الأعرَاف: 143) دليلٌ على الغَشْي؛ لأنّه يُقَال للَّذي غُشِي عَلَيْهِ وَالَّذِي يذهب عقله: قد أَفَاق. وَقَالَ الله فِي الَّذين مَاتُوا: {ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ} (البَقَرَة: 56) . والصَّاعقة والصَّعْقة: الصَّيحة يُغْشى مِنْهَا على من يسْمعهَا أَو يَمُوت. قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَآءُ} (الرّعد: 13) يَعْنِي أصواتَ الرَّعْد. وَيُقَال لَهَا الصَّواقع أَيْضا، وَمِنْه قولُ الأخطل: كأنّما كَانُوا غراباً وَاقعا فطار لمّا أبصَر الصواقعا وَقَالَ رؤبة: إذَا تتلاَّهنّ صلصالُ الصَّعَقْ أَرَادَ الصَّعْق فثقّله، وَهُوَ شدّة نهيقه وصوته. وَقَالَ جلّ وعزّ: (فذرهم حَتَّى يلاقوا يومهم الَّذِي فِيهِ يَصعقون) وقرئت (يُصْعَقُونَ) (الطّور: 45) : أَي فذرْهم إِلَى يَوْم الْقِيَامَة حِين يُنفَخ فِي الصُّور فيصعق

الخلقُ، أَي يموتون. وَقَالَ اللَّيْث: الصَّعق: مثل الغَشْي يَأْخُذ الإنسانَ من الحرّ وَغَيره. وَيُقَال أصعقته الصيحةُ: قتلتْه. وَأنْشد الفرّاء: أُحادَ ومَثْنَى أصعقتها صواهلُه أَي قَتلهَا صَوتُه. وَيُقَال للبرق والرعد إِذا قتلا إنْسَانا: أَصَابَته صَاعِقَة. وَقَالَ لبيد يرثي أَخَاهُ: فجّعنِي الرعدُ والصَّواعق بَال فَارس يَوْم الكريهة النَّجُدِ وَقيل: أَرَادَ بالصواعق صَوت الرَّعْد، يدلّ على ذَلِك قَوْله جلّ وعزّ: {يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ءَاذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ} (البَقَرَة: 19) فَلَا يسدُّون آذانهم إلاّ من شدّة صَوت الرَّعْد. وَيُقَال صَعِق وصُعِق. فَمن قَالَ صَعِق قَالَ: فَهُوَ صَعِقٌ، وَمن قَالَ صُعِق قَالَ: فَهُوَ مصعوق. وقرىء: (يَصعَقون) و (يُصعَقون) ، يُقَال صعقتْه الصاعقةُ وأصعَقته. صقع: أَبُو عبيد: صُقِعت الأَرْض، إِذا أَصَابَهَا الصقيع. شِمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: صُقِعت الأَرْض وأُصقِعْنا، وَأَرْض صَقِعةٌ ومصقوعة. وَكَذَلِكَ ضُرِبت الأرضُ وأُضرِبْنا، وجُلِدت وأُجلِدَ الناسُ. وَقد ضُرِبَ البقل، وجُلِدَ، وصُقِعَ. وَقَالَ ابْن بُزرج: يُقَال أصقع الصقيعُ الشجرَ، فالشجر صَقِعٌ ومُصْقَع. وأصبحت الأرضُ صَقِعةً وضَرِبة. وَيُقَال أضْربَ الضريبُ النباتَ، فالنباتُ ضريبٌ ومُضرَبٌ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: صَقِعت الرّكيةُ تَصقَع صَقَعاً، إِذا انهارت. وَقَالَ أَبُو عبيد: الصِّقاع: خِرقة تكون على رَأس الْمَرْأَة توقِّي بهَا الخِمَار من الدُّهن. وَقَالَ غَيره: الصِّقاع: صِقاع الخباء، وَهُوَ أَن يؤخذَ حَبلٌ فيمدَّ على أَعْلَاهُ ويوتَّر ويشدّ طرفاه إِلَى وَتَدين رُزَّا فِي الأَرْض من ناحيتي الخباء، وَذَلِكَ إِذا اشتدَّت الريحُ فخافوا تقويضَها الأخبية. وسمِعتُ الْعَرَب تَقول: اصقعوا بَيتكُمْ فقد عَصَفت الرّيح. فيَصعقونه بالحبل كَمَا وَصفته. والصَّقيع: صَوت الدِّيك. وَقد صقَع يصقَع إِذا صاحَ. قلت: والصِّقاع: حَدِيدَة تكون فِي مَوضِع الحَكَمة من اللجام. وَقَالَ ربيعَة بن مقروم الضبِّيُّ: وخصمٍ يركب العَوصَاء طاطٍ على المُثْلى غُناماه القِذاعُ طَموحِ الرّأس كنتُ لَهُ لجاماً يُخَيِّسُه، لَهُ مِنْهُ صِقاعُ وَقَالَ أَبُو عبيد: يُقَال للخِرقة الَّتِي يشدُّ بهَا أنف النَّاقة إِذا ظُئرت على ولد غَيرهَا: الغِمامة، وللذي يُشَدُّ بِهِ عَيناهَا: الصِّقاع. وأَنشد: إِذا رأسٌ رأيتُ بِهِ طِماحاً شددت لَهُ الغمائم والصِّقاعا وَيُقَال: مَا أَدْرِي أَيْن صَقَع وبَقَع، أَي

باب العين والقاف مع السين

مَا أَدْرِي أَيْن ذهَب؛ قلّما يُتكلَّم بِهِ إلاّ بِحرف نفي. وَقَالَ أَبُو زيد: الصَّقَعيّ: الحُوار الَّذِي يُنتَج فِي الصَّقيع، وَهُوَ من خير النِّتَاج. وَأنْشد بَيت الرَّاعِي: خَراخر تُحسِب الصَّقعيَّ حتّى يظلُّ يقُرُّه الرَّاعِي سِجالا قَالَ: الخراخر: الغزيرات اللَّبن، الْوَاحِد خِرخِرٌ. يَعْنِي أنَّ اللبَن يكثُر حَتَّى يَأْخُذهُ الرَّاعِي فيصبّه فِي سقائه سِجالاً سِجالاً. قَالَ: والإحساب: الإكفاء. وَقَالَ أَبُو نصر: الصَّقعيّ: أوّل النِّتَاج، وَذَلِكَ حِين تَصقَع الشمسُ فِيهِ رؤوسَ البَهْم صَقْعاً. قَالَ: وبعضُ الْعَرَب يسمِّيه الشمسيَّ والقيظِيَّ، ثمَّ الصَّفَريُّ بعد الصَّقعيّ. وَأنْشد بيتَ الرَّاعِي: وَقَالَ أَبُو حَاتِم: سَمِعت طائفيّاً يَقُول لزُنبور عِنْدهم: الصَّقيع. والصُّقْع: النَّاحِيَة، والجميع الأصقاع. وَقد صَقَع فلانٌ نَحْو صُقْع كَذَا وَكَذَا، أَي قَصَده. ثعلبٌ عَن ابْن الأعرابيّ: مَا أَدْرِي أَيْن صَقَع وبَقَع. والصَّقِع: الْغَائِب الْبعيد الَّذِي لَا يُدرى أَيْن هُوَ. قَالَ: وَيُقَال صَهٍ صاقعُ إِذا سمِع رجلا يكذب قَالَ: اسكتْ، قد ضَلَلتَ عَن الحقّ. قَالَ: والصَّاقع: الَّذِي يَصقع فِي كلّ النواحي. وَيُقَال صقعتُه بكَيَ، إِذا وسمتَه على رَأسه أَو وَجهه. وصُقِع الرجلُ آمَّةً، إِذا شُجَّ آمَّة. وظليمٌ أصقعُ: قد ابيضَّ رأسُه. وعُقَابٌ أصقع والجميع صُقْع، إِذا كَانَ فِي رؤوسها بَيَاض. وَقَالَ ذُو الرمّة: من الزُّرق أَو صُقْع كأنَّ رؤوسها من القَهْزِ والقُوهيّ بيضُ المقانعِ ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: الصَّوقعة من البرقُع: رَأسه. قَالَ: وَيُقَال لكفِّ عين البرقُع الضَّرس، ولخيطه الشَّبامان. وَيُقَال صَوقعَ الثريدةَ، إِذا سطَحها. قَالَ: وصومعَها وصعنَبَها إِذا طوّلها. أَبُو زيد: يُقَال مَا يُدرَى أَيْن صَقَع فلانٌ، أَي مَا يُدرى أَيْن توجَّه. وَأنْشد: فللَّه صُعلوكٌ تشدَّد همُّه عَلَيْهِ وَفِي الأَرْض العريضة مَصقَعُ يَقُول: متوجَّه. وَقَالَ اللَّيْث: الأصقَع من الْفرس: ناصيتُه الْبَيْضَاء. وَقَالَ غَيره: الأصقع طَائِر، وَهُوَ الصُّفاريّة، قَالَه قطرب. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: الصَّقْعاء: دُخَّلة كدراء اللَّوْن صَغِيرَة، ورأسها أصفر، قصيرةُ الزمِكَّى. قَالَ أَبُو الْوَازِع: الصُّقعة: بياضٌ فِي وسط رَأس الشَّاة السَّوْدَاء؛ وموقعُها من الرَّأْس الصَّوقعة. (بَاب الْعين وَالْقَاف مَعَ السِّين) عسق، عقس، قعس، سقع: مستعملة عسق: أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: عَسِق بِهِ الشيءُ يَعسَق عَسَقاً، إِذا لصِق بِهِ.

ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: عَسِقَ بِهِ وعَكِس بِهِ بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ: والعُسُق: المتشدِّدُون على غرمائهم فِي التقاضي. قَالَ: والعُسُق: اللقَّاحون. والعُسُق: عراجين النَّخل، وَاحِدهَا عَسَق. وَقَالَ اللَّيْث وَابْن دُرَيْد: هُوَ العَسَق للعُرجون الرديّ. وَالْعرب تَقول: عَسِق بِي جُعَلُ فلانٍ، إِذا ألحَّ عَلَيْهِ فِي شَيْء يُطَالِبهُ بِهِ. عقس: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الأعقَس من الرِّجَال: الشَّديد السّكّة فِي شِرَائِهِ وَبيعه. قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا مذموماً لأنّه يخَاف الغَبْن وَمِنْه قَول عمر فِي بَعضهم: (عَقِسٌ لَقِسٌ) . وَقَالَ أَبُو زيد: العَوقس: ضربٌ من النبت. وَقد ذكره ابْن دُرَيْد فِي (كِتَابه) وَقَالَ: هُوَ العَسَق. وَقَالَ اللَّيْث: فِي خُلُقه عَقَسٌ، أَي التواء. قعس: أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: عزّة قعساء: ثَابِتَة قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الأقعَس: الَّذِي فِي عُنقه انكبابٌ إِلَى ظَهره. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الأقعس: الَّذِي فِي ظَهره انكبابٌ وَفِي عُنُقه ارتداد. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: الأقعس الَّذِي قد خرجتْ عَجيزتُه. وَقَالَ غَيره: هُوَ المنكبُّ على صَدره. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: وَالْقَوْل قَول صاحبنا. وَأنْشد: أقعس أبْزى فِي استه استئخار أَبُو زيد: بعيرٌ أقعَس: فِي رجلَيْهِ قِصَر وَفِي حاركه انصِباب. وَقَالَ الأصمعيّ: ليل أقعَس: شَدِيد. وتقاعسَ الليلُ، إِذا طَال. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الأقعسان هما أقعَس ومُقاعِس ابْنا ضَمرة، من بني مُجاشع. وَقَالَ أَبُو عبيد: المُقْعنسس: الشَّديد. قَالَ: وَهُوَ المتأخِّر أَيْضا. وَقَالَ اللِّحياني: اقعنسس الْبَعِير وغيرُه، إِذا امْتنع فَلم يتبع. وكلُّ مُمْتَنع فَهُوَ مقعنسس. وَقَالَ اللَّيْث: القعَس: نقيض الحدَب. قَالَ: والقعساء من النَّمل: الرّافعةُ صدرها وذنبَها. قَالَ والقُعاس: التواءٌ يَأْخُذ فِي الْعُنُق من ريح كَأَنَّهَا تهصره إِلَى مَا وَرَاءه. قَالَ: والقَوعس: الغليظ الْعُنُق الشَّديد الظّهْر من كلِّ شَيْء. قَالَ: والقَعْوَس: الشَّيْخ الْكَبِير. وتقعْوَسَ الْبَيْت إِذا تهدَّم. وتقعوسَ الشَّيْخ، إِذا كبِر. ذكر ذَلِك أَبُو عبيدٍ عَن الْفراء. سقع: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الْأَسْقَع: المتباعِد من الْأَعْدَاء والحسَدة. وَقَالَ الْخَلِيل: كلُّ صادٍ تَجِيء قبل الْقَاف وكل سينٍ تَجِيء قبل الْقَاف فللعرب فِيهِ لُغَتَانِ: مِنْهُم من يَجْعَلهَا سيناً وَمِنْهُم من يَجْعَلهَا صاداً، لَا يبالون أمتصلة كَانَت بِالْقَافِ أَو مُنْفَصِلَة، بعد أَن تَكُونَا فِي كلمةٍ وَاحِدَة، إلاّ أَن الصَّاد فِي بعضٍ أحسنُ والسينَ فِي بَعْضهَا أحسن. قَالَ: والسُّقع: مَا تَحت الرَّكية وجُولُها من نَوَاحِيهَا، والجميع الأسقاع، وكلُّ ناحيةٍ سُقْع وصُقْع، وَالسِّين أحسن.

باب العين والقاف مع الزاي

والعُقاب أسقع وأصقع. والأسقع: اسْم طويئرٍ كأنّه عُصْفُور فِي ريشه خضرةٌ وَرَأسه أَبيض، يكون بقُرب المَاء. والجميع الأساقع. وَإِن أردْت بالأسقَع نعتاً فالجميع السُّقْع. قَالَ: والسَّوقعة من الْعِمَامَة والرداء والخِمار: الْموضع الَّذِي يَلِي الرَّأْس، وَهُوَ أسرعه وسَخاً، بِالسِّين أحسن. قَالَ: ووَقْبة الثَّريد سَوقعة، بِالسِّين أحسن. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: قَالَ النَّضر: هُوَ صُقْع الركيّة وأصقاعها، لنواحيها. قَالَ: وَيُقَال سُقْع. والديك يسقَع ويَصقَع. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: ضاف رجلٌ من الْعَرَب رجلا فقدَّم إِلَيْهِ ثريدةً وَقَالَ لَهُ المُضيف: لَا تَصقَعها وَلَا تَقعَرْهَا وَلَا تَشرِمْها. قَالَ: فَقَالَ لَهُ الضَّيْف: فَمن أَيْن آكل؟ قَالَ: لَا أَدْرِي. فَانْصَرف جائعاً. قلت: قَوْله لَا تَصقَعْها، أَي لَا تأكلها من أَعْلَاهَا. وَقَوله لَا تَقعَرها، أَي لَا تبتدىء فِي أكلهَا من أَسْفَلهَا. وَقَوله لَا تشرِمْها، أَي تأكلها من حروفها وجوانبها. فلمَّا قَالَ لَهُ المضيفُ ذَلِك لم يجد سَبِيلا إِلَى أكلهَا. (بَاب الْعين وَالْقَاف مَعَ الزَّاي) عزق، زعق، زقع، قزع: مستعملة عزق: أَبُو عبيد عَن أبي زيد: أرضٌ معزوقة، إِذا شققتَها بفأسٍ أَو غَيرهَا. عزقتها أعزِقُها عَزْقاً. وَلَا يُقَال فِي غير الأَرْض. قَالَ شمِر: وَيُقَال للفأس والمِسحاة مِعزَق، وَجمعه المَعَازق. وَأنْشد: وَإِنَّا لنُمضِي بالأكفِّ رماحَنا إِذا أُرعِشَت أيديكمُ بالمعازقِ قَالَ: وَهِي البِيلة المعقَّفة. وَقَالَ بَعضهم: هِيَ الفؤوس، وَاحِدهَا معزَقة. قَالَ: وَهِي فأسٌ لرأسها طَرَفان. وَقَالَ اللَّيْث: رجلٌ عَزِقٌ، أَي فِي خُلقه عُسر وبُخل. قَالَ: والعَزْوَقُ: حمل الفستق فِي السّنة الَّتِي لَا ينْعَقد لُبُّه. وَهُوَ دباغٌ. قَالَ: وعَزْوَقتُه: تقبُّضه. وَأنْشد هُوَ أَو غَيره: مَا تَصنع العنزُ بِذِي عَزْوَق يثبتها فِي جِلْدِها العَزْوَقُ وَذَلِكَ أنّه يدبغ جلدُها بالعَزْوَق قَالَ: والعَزَق: علاج فِي عسر. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: العَزْوَق: الفُستُق. قَالَ: والعُزُق: السَّيِّئو الْأَخْلَاق، واحدهم عَزِق. يُقَال هُوَ عَزِقٌ نَزِقٌ زَنِقٌ زَعِق. قَالَ: والعُزُق: مُذرُّو الحِنطة. والعُزُق: الحفّارون. قَالَ: وأعزَقَ، إِذا عمِل بالمِعْزقة، وَهِي الحِفراءة والعَضْم. وأعزقَ بالمِعزَقة، وَهِي المَرُّ الَّذِي يكون مَعَ الحفّارين. وَأنْشد المفضّل: يَا كفّ ذوقي نَزوانَ المِعزقه زعق: أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: أزعقتُه فَهُوَ مزعوق، وَمَعْنَاهُ المذعور، فِي بَاب أفعلته فَهُوَ مفعول. قَالَ: وَقَالَ الأمويّ: زعقته بِغَيْر ألف فانزعق، أَي فَزِع. وأنشدنا: تعلَّمي أنَّ عليكِ سائقاً

لَا مبطئاً وَلَا عنيفاً زاعقا لَبّاً بأعجاز المطيّ لاحقا وَقَالَ اللَّيْث وَغَيره: الزُّعاق المَاء المُرُّ الغليظ الَّذِي لَا يُطاق شُربه من أُجوجته. قَالَ: وَطَعَام مزعوق: أَكثر مِلحُه. وأزعق القومُ، إِذا حفَروا فَهَجَمُوا على ماءٍ زُعاق. قَالَ: والزّعقوقة: فَرخُ القَبَج. وَأنْشد اللَّيْث: كأنَّ الزَّعاقيق والحَيقُطَانَ يُبادِرْنَ فِي الْمنزل الضَّيْوَنا وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : أرضٌ مزعوقة، ومدعوقة، وممعوقة، ومبعوقة، ومشحوذة، ومَسْنِيَّة، إِذا أصابَها مطرٌ وابلٌ شَدِيد. قزع: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه نهى عَن القَزَع. قَالَ أَبُو عبيد: هُوَ أَن يُحلق رَأس الصبيّ وَيتْرك مِنْهُ مَوَاضِع فِيهَا الشَّعَر متفرِّقة. وَكَذَلِكَ كل شَيْء يكون قطعا متفرِّقة فَهُوَ قَزَع. وَمِنْه قيل لقطع السَّحَاب فِي السَّمَاء قَزَع. وَفِي حَدِيث عَليّ رَضِي الله عَنهُ حِين ذكر يعسوبَ الدّين فَقَالَ: (يَجْتَمعُونَ إِلَيْهِ كَمَا يجْتَمع قَزَع الخريف) ، يَعْنِي قِطَع السَّحاب. وَقَالَ ذُو الرمّة: ترى عُصَب القطا هَمَلاً عَلَيْهِ كأنَّ رِعالَه قَزَعُ الجَهَامِ وَقَالَ الأصمعيّ قَزَع الفرسُ يعدو، ومَزَع يعدو، إِذا أحْضَر. قَالَ: ورجلٌ مقزَّعٌ، إِذا كَانَ خَفِيفا. وَبشير مُقزَّعٌ، إِذا جُرِّد للبُشارة. قَالَ متمّم: وجئتَ بِهِ تعدو بشيراً مقزَّعا وَقَالَ أَبُو عَمْرو: كلُّ إنسانٍ جرّدتَه لأمرٍ وَلم تشغَلْه بِغَيْرِهِ فقد قَزَّعتَه. والمقزَّع من الْخَيل: المهلوب الَّذِي جُزَّ عُرفُه وناصيتُه. وَقَالَ أَبُو عبيد: هُوَ الْفرس الشَّديد الخَلْق والأَسْر. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: التقزيع: الحُضْر الشَّديد. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيّ: المقزّع: السَّريع الْخَفِيف: قَالَ ذُو الرمة: مُقَزَّعٌ أطلسُ الأطمارِ لَيْسَ لَهُ إلاّ الضِّراءَ وإلاّ صيدَها نشَبُ وَقَالَ اللَّيْث: رجلٌ مقزّع: لَا يُرى على رَأسه إِلَّا شُعَيرات متفرِّقة تَطايَرُ فِي الرِّيح. قَالَ: والمقزَّع من الْخَيل مَا تَنَتَّفُ ناصيتُه حتَّى تَرقّ. وَأنْشد: نزائع لِلصّريحِ وأعْوَجِيَ من الجُرْدِ المقزَّعةِ العِجالِ قَالَ: والمقزَّع: الرَّقِيق الناصيةِ خِلْقةً. قَالَ أَبُو سعيد: قَزَعُ الْوَادي: غُثاؤه. وقَزَع الْجمل: لُغامه على نُخْرته. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال قَوزَعَ الديك وَلَا يُقَال قنزعَ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم عَن الأصمعيّ: تَقول الْعَامَّة إِذا اقتتل الديكان فهرب أحدُهما: قَنَزَع الدِّيك؛ وَإِنَّمَا يُقَال قَوزَع الدِّيك إِذا غُلِب؛ وَلَا يُقَال: قَنزعَ. قلت: وَالْأَصْل فِيهِ قَزَع، إِذا عدا هَارِبا وقَوزَعَ فَوعَلَ مِنْهُ. وَقَالَ إِسْحَاق بنُ الْفرج: تَقول الْعَرَب: أقزَع لَهُ فِي الْمنطق وأقذعَ وأزهف، إِذا تعدَّى فِي القَوْل. وَفِي (النَّوَادِر) : القَزَعة: ولد الزِّنى.

باب العين والقاف مع الطاء

سَلمَة عَن الْفراء: قَزَع قَزَعاناً، وزمَعَ زَمَعاناً، وَهُوَ مَشْيٌ مُتَقَارب. وَقَالَ النَّضر نحوَه. وَقَالَ ابْن السّكيت: مَا عَلَيْهِ قِزَاع وَلَا قَزَعة، أَي مَا عَلَيْهِ شَيْء من الثِّياب. زقع: قَالَ اللَّيْث: الزَّقْع: أشدُّ ضُراطِ الْحمار وَقد زَقَعَ زَقْعاً. وَقَالَ النَّضر: الزَّقاقيع: فِراخ القَبَج. وَقَالَ الْخَلِيل: هِيَ الزعاقيق، واحدتها زُعقوقة. (بَاب الْعين وَالْقَاف مَعَ الطَّاء) اسْتعْمل من وجوهه: قعط، قطع. قعط: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّه أَمر المتعمِّم بالتلحِّي وَنهى عَن الاقتعاط. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى: قَالَ ابنُ الأعرابيّ: يُقَال للعمامة المِقْعطة. وَجَاء فلانٌ مقتعِطاً، إِذا جَاءَ متعمِّماً طابِقيّاً. وَقد نُهي عَنْهَا. ونحوَ ذَلِك قَالَ اللَّيْث. قَالَ: وَيُقَال قعطت الْعِمَامَة قعطاً. وَأنْشد: طُهَيّة مقعوطاً عَلَيْهَا العمائمُ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: القاعط: الْيَابِس. وقَعَط شعرُه من الحُفوف إِذا يبس. وَقَالَ الأصمعيّ: قَعَط فلانٌ على غَرِيمه، إِذا شدَّد عَلَيْهِ فِي التقاضي. وقعَّط وَثاقه، إِذا شدّده. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: المِعْسَر: الَّذِي يقعِّط على غَرِيمه فِي حَال عُسرته. وَيُقَال قعّط على غَرِيمه، إِذا ألحّ عَلَيْهِ. قَالَ: والقاعط: المضيِّق على غَرِيمه. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : يُقَال قعَّط فلانٌ على غَرِيمه، إِذا صَاح أَعلَى صِياحه. وَكَذَلِكَ جَوَّق، وثَهَّتَ، وجوَّر. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: يُقَال للْأُنْثَى من الحِجْلان قُعَيطة. قَالَ أَبُو عَمْرو: القَعْوطة: تقويض الْبناء، مثل القَعْوشة. وَقَالَ ابْن السكّيت: القَعْط: الطَّرْد. ورجلٌ قَعَّاطٌ: شَدِيد السَّوق. قَالَ: والقعط: الكَشْف. وَقد أقعط الْقَوْم عَنهُ إقعاطاً، إِذا انكشفوا انكشافاً. قطع: قَالَ الله جلّ وَعز: {قِطَعًا مِّنَ الَّيْلِ مُظْلِماً} (يُونس: 27) و (قِطْعاً) : والقِطْع: اسْم مَا قُطِع. يُقَال قطعتُ الشَّيْء قَطْعا، وَاسم مَا قُطِع فسقَطَ قِطْع. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب أَنه قَالَ: من قَرَأَ (قِطْعاً) جعل المظلم من نَعته، وَمن قَرَأَ {قِطَعًا مِّنَ الَّيْلِ} (يُونس: 27) فَهُوَ الَّذِي لَهُ يَقُول البصريُّون الْحَال. وَأَخْبرنِي عَن الحرَّانيّ عَن ابْن السّكيت قَالَ: القَطْع: مصدر قطعتُ. والقِطْع: الطَّائِفَة من اللَّيْل. قَالَ: والقِطْع: طِنْفسة تكون تَحت الرحل على كتفَي الْبَعِير. والجميع قُطوع. وَأنْشد: أتتك العِيسُ تنفُخُ فِي بُراها تَكَشَّفُ عَن مناكبها القُطوعُ قَالَ: والقِطْع: نصلٌ قصير، وَجمعه أقطاع.

وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الاَْرْضِ أُمَمًا} (الأعرَاف: 168) أَي فرَّقناهم فرقا. قَالَ: {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الاَْسْبَابُ} (البَقَرَة: 166) . أَي انْقَطَعت أسبابُهم ووُصَلهم. وَأما قَوْله: {فَتَقَطَّعُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً} (الْمُؤْمِنُونَ: 53) فَإِنَّهُ واقعٌ، كَقَوْلِك: قطَّعوا أمرَهم. وَقَالَ لبيدٌ بِمَعْنى اللَّازِم: وتقطّعَتْ أسبابُها ورِمامُها أَي انْقَطَعت حبالُ مودّتها. وَقَوله: {وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} (يُوسُف: 31) أَي قطعنها قَطْعاً بعد قطع، وخدشْنَ فِيهَا خدوشاً كَثِيرَة، وَلذَلِك ثُقِّل. وَقَالَ جلّ وعزّ: {فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَآءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ} (الحَجّ: 15) أجمع المفسّرون على أنّ تَأْوِيل قَوْله (ثمَّ ليقطَعْ) : ثمَّ ليختنق. وَهُوَ محتاجٌ إِلَى شرحٍ يزِيد فِي بَيَانه، وَالْمعْنَى وَالله أعلمُ من كَانَ يظنُّ من الكفّار أنّ الله لَا ينصُر مُحَمَّدًا حتّى يُظْهره على المِلل كلّها فليمُتْ غيظاً، وَهُوَ تَفْسِير قَوْله {فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَآءِ} (الحَجّ: 15) والسَّبب: الْحَبل يشدُّه المختنقُ إِلَى سَقْف بَيته. وسماءُ كلِّ شيءٍ: سقفُه. {ثُمَّ لْيَقْطَعْ} (الحَجّ: 15) ، أَي ليمدَّ الْحَبل مشدوداً على حَلْقه مدّاً شَدِيدا يوتِّره حتَّى يقطع حياتَه ونَفْسَه خَنْقاً. وَقَالَ الْفراء: أَرَادَ ثمَّ ليجعل فِي سَمَاء بَيته حبلاً ثمَّ ليختنقْ بِهِ، فَذَلِك قَوْله ثمَّ ليقطع اختناقاً. قَالَ: وَفِي قِرَاءَة عبد الله: (ثمَّ ليقطعه) يَعْنِي السَّبَب، وَهُوَ الحبْلُ المشدودُ فِي عُنُقه حَتَّى تَنْقَطِع نفسُه فَيَمُوت. وَقَالَ جلّ ذكره: {قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارِ} (الحَجّ: 19) أَي خِيطَتْ وسُوِّيت وجُعِلتْ لَبُوساً لَهُم. وَفِي حَدِيث ابْن عبَّاسٍ قَالَ: (نخل الجنّة سَعَفُها كِسوةٌ لأهل الجنّة، مِنْهَا مقطّعاتُهم وحُلَلُهم) . وَفِي حَدِيث آخر (أنَّ رجلا أَتَى النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَلِيهِ مقطَّعات لَهُ) ، وَفِي حَدِيث ثالثٍ (وَقت الضُّحَى إِذا تقطَّعت الظّلال) أَي قَصُرت. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الكسائيّ: المقطَّعات: الثِّياب الْقصار. قَالَ: وسمِّيت الأراجيزُ مقطَّعاتٍ لقِصَرها. وَقَالَ شَمِر فِي كِتَابه فِي (غَرِيب الحَدِيث) : المقطَّعات من الثِّيَاب: كل ثوبٍ يقطَع من قَمِيص وَغَيره. أَرَادَ أَن من الثِّيَاب الأردية والمطارف، والأكسيةَ والرِّياط الَّتِي لم تقطع وإنّما يتعطَّف بهَا مَرَّةً ويُتَلفَّع بهَا أُخْرَى؛ وَمِنْهَا القُمُص والجِبَاب والسَّراويلات الَّتِي تقطع ثمَّ تخاط؛ فَهَذِهِ هِيَ المقطَّعات. وَأنْشد شمر لرؤبة يصف ثوراً وحشياً: كأنَّ نصِعاً فَوْقه مقطَّعا مخالطَ التقليص إذْ تدرَّعا قَالَ: وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: يَقُول: كَأَن عَلَيْهِ نِصعاً مقلِّصا عَنهُ. يَقُول: تخال أَنه ألبس ثوبا أَبيض مقلِّصا عَنهُ لم يَبلُغْ كُراعَه، لأنَّها سُودٌ لَيست على لَونه. قَالَ: والمقَطَّعات: برودٌ عَلَيْهَا وشيٌ مقطَّع. قَالَ: وَلَا يُقَال للثياب الْقصار مقطَّعات. قَالَ شمر: وممّا يقوّي قَوْله حَدِيث ابْن عَبَّاس فِي وصف سَعَف نخل الْجنَّة: (مِنْهَا مقطَّعاتهم) . وَلم يكن ليصف ثيابَهم بالقصَر، لِأَنَّهُ ذمٌّ وعيب. وأمّا قَوْله (إِذا

تقطَّعت الظلال) فإنّ أَبَا عبيد قَالَ: الظِّلال تكون ممتدَّةً فِي أول النَّهَار، فكلَّما ارْتَفَعت الشمسُ قصُرت الظلال؛ فَذَلِك تقطُّعها. وَفِي حَدِيث الأبيَض بن حَمّال المأرِبيّ أَنه (استقطع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم المِلْح الَّذِي بمأرب فأقطعَه إيّاه) . يُقَال استَقطع فلانٌ الإمامَ قَطيعةً من عَفْو الْبِلَاد فأقطعه إِيَّاهَا، إِذا سَأَلَهُ أَن يُقطعها لَهُ مفروزةً محدودة يملّكه إِيَّاهَا، فَإِذا أعطَاهُ إِيَّاهَا كَذَلِك فقد أقطعه إِيَّاهَا. والقطائع من السُّلطان إِنَّمَا تجوز فِي عَفو الْبِلَاد الَّتِي لَا ملك لأحدٍ عَلَيْهَا وَلَا عمارةَ توجب مِلْكاً لأحد، فيُقْطع الإمامُ المستقطِعَ مِنْهَا قدرَ مَا يتهيّأ لَهُ عِمارته بإجراء المَاء إِلَيْهِ، أَو باستخراج عينٍ فِيهِ، أَو بتحجيرٍ عَلَيْهِ ببناءٍ أَو حائطٍ يُحرزه. وَقَالَ ابْن السّكيت: قَالَ أَبُو عَمْرو: قِطاع النّخل وقَطاعه، مثل الصِّرام والصَّرام، والجِداد والجَدَاد. قَالَ: وأقطع النخلُ إقطاعاً، إِذا أصرمَ وحانَ قِطافُه. ومقاطع الْقُرْآن: مَوَاضِع الْوُقُوف، ومبادئه: مَوَاضِع الِابْتِدَاء. وعَودٌ مُقْطَع، إِذا انْقَطع عَن الضِّراب. قَالَ النَّمر بن تولب يصف امْرَأَته: قَامَت تَبَاكَى أَن سَبأتُ لفتيةٍ زِقّاً وخابيةً بعَودٍ مُقْطَعِ وَقد أُقطِعَ، إِذا جَفَر. وناقةٌ قَطُوع: يَنْقَطِع لبنُها سَرِيعا. وَيُقَال هَذَا فرسٌ يقطِّع الجري، أَي يَجري ضروباً من الجري لمرحِهِ ونشاطه. وقطّعت الخمرَ بِالْمَاءِ، إِذا مَزَجتَها. وَقد تقطّع فِيهَا المَاء. وَقَالَ ذُو الرمة: تقطُّعَ مَاء المُزْن فِي نُطف الخمرِ وَيُقَال أقطعَ القومُ، إِذا انْقَطَعت مياه السماءِ المزنِ فَرَجَعُوا إِلَى أعداد الْمِيَاه. وَقَالَ أَبُو وَجْزة السَّعْدِيّ: تَزُور بِي القَرْمَ الحَواريَّ إنّهم مناهلُ أعدادٌ إِذا الناسُ أَقطعوا وبئر مِقطاع: يَنْقَطِع مَاؤُهَا سَرِيعا. وأقطعت الدجاجةُ، إِذا انقطعَ بيضُها. أَبُو عبيد فِي (الشيات) : وَمن الغُر المتقطِّة، وَهِي الَّتِي ارْتَفع بياضها من المنخرين حتَّى تبلغ الغُرَّةُ عينَيه دون جَبهته. وَقَالَ غَيره: المقطع من الحَلْي هُوَ الشَّيْء الْيَسِير مِنْهُ الْقَلِيل. وَفِي الحَدِيث: (نُهي عَن لُبْس الذَّهَب إلاَّ مقطَّعاً) ، وَهُوَ مثل الحَلْقَة والخُرْص وَمَا أشبهه. والقُطَيعاء مَمْدُود: التَّمْر الشِّهريز. وَقَالَ الشَّاعِر: باتوا يعشُّون القُطَيعاءَ ضيفَهم وَعِنْدهم البَرنيُّ فِي جُلَل دُسْمِ وَيُقَال: مدَّ فلانٌ إِلَى فلانٍ بثدي غير أقطعَ، ومَتَّ بالتَّاء مثلُه، إِذا توسَّلَ إِلَيْهِ بقرابةٍ. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: دَعَاني فَلم أُورَأ بِهِ فأجبتُه فمدَّ بثدي بَيْننَا غيرِ أقطعا وَيُقَال قطَّع فلانٌ على فلانٍ العذابَ، إِذا لَوَّن عَلَيْهِ ضروباً من الْعَذَاب. وَيُقَال قَطَعَ فلانٌ رحِمَه قَطْعاً، إِذا لم يَصِلْها، وَالِاسْم القَطِيعة. وَجَاء فِي

الحَدِيث: (مَن زَوّج كريمتَه من فَاسق فقد قَطَع رحِمَها) . وَذَلِكَ أنّ الْفَاسِق يطلِّقها ثمَّ لَا يُبالي أَن يَغشاها. وَيُقَال قطعت الْحَبل قَطْعاً فَانْقَطع، وَقطعت النَّهر قَطعاً وقُطوعاً. وقطعَتِ الطير تقطع قُطوعاً، إِذا جَاءَت من بلد إِلَى بلد فِي وقتِ حرَ أَو برد؛ وَهِي قواطع الطير. وَقَالَ أَبُو زيد: قطعت الغِربانُ إِلَيْنَا فِي الشتَاء قُطوعاً. وَرجعت فِي الصَّيف رُجوعاً. والطَّير المقيمة بِبَلَد شتاءَها وصيفَها هِيَ الأوابد. وقُطِع بالرجُل، إِذا انْقَطع رجاؤه. ورجلٌ منقَطَعٌ بِهِ، إِذا كَانَ مُسَافِرًا فأُبدع بِهِ وعَطِبتْ راحلتُه وَذهب زادُه ومالُه. ومنقطَع كلِّ شيءٍ: حَيْثُ يَنْقَطِع، مثل منقطَع الرَّمل والحَرَّة وَمَا أشبههما. والمنْقطِع الشيءُ نفسُه. الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت قَالَ: مَا كَانَ من شيءٍ قُطِع من شيءٍ فإنْ كَانَ الْمَقْطُوع قد يبْقى مِنْهُ الشَّيْء وَيقطع قلت أَعْطِنِي قِطعة. وَمثله الْخِرْقَة. وَإِذا أردْت أَن تجمع الشَّيْء بأسره حتَّى تسمي بِهِ قلت: أَعْطِنِي قُطعة. قَالَ: وَأما المرَّة من الْفِعْل فبالفتح قطعت قَطْعة. وَقَالَ الْفراء: سمعتُ بعضَ الْعَرَب يَقُول: غلبني فلانٌ على قُطعةٍ من أرضٍ، يُرِيد أَرضًا مفروزة مثل القطيعة. فَإِذا أردتَ بهَا قِطعةً من شَيْء قُطِع مِنْهُ قلت قِطعة. وَقَالَ غَيره: القَطَعة مَوضِع الْقطع من يَد الأقطع، يُقَال ضربَه بقطَعَتِه. وَقَالَ اللَّيْث: يَقُولُونَ قُطِع الرجل، وَلَا يَقُولُونَ قَطِع الأقطع لأنّ الأقطع لَا يكون أقطعَ حتَّى يقطعهُ غَيره. وَلَو لزمَه ذَلِك من قِبَل نَفسه لقيل قَطِع أَو قَطُع. وَيجمع الأقطع قُطعاناً. وَامْرَأَة قطيع الْكَلَام، إِذا لم تكن سليطة. ورجلٌ قطيع الْقيام، إِذا كَانَ ضَعِيفا. وَقد قطعت المرأةُ، إِذا صَارَت قطيعاً. وَيُقَال أقطعَني فلانٌ نَهرا، إِذا أذِن لَهُ فِي حفره. وأقطعَني قُضباناً. من كرمه، إِذا أذن لَهُ فِي قطعهَا. وَقَالَ اللَّيْث: القِطْع: الْقَضِيب الَّذِي يُقطع لِبَرْي السِّهام، وَجمعه قُطعانٌ وأَقطُع. قَالَ الهذليّ: فِي كفِّه جَشْءٌ أجَشُّ وأقطُعُ أَرَادَ بالأقطُع السِّهام. قلت: هَذَا غلط، قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيّ: القِطع من النِّصال: الْقصير العريض. وَكَذَلِكَ قَالَ غَيره، وسواءٌ كَانَ النصل مركَّباً فِي السهْم أَو لم يكن مركَّباً. وسمِّي النَّصل قِطْعاً لأنّه مَقْطُوع من الْحَدِيد، وربَّما سمَّوه مَقْطُوعًا وَجمعه المقاطيع. وَقَالَ الشَّاعِر: أشفَّتْ مقاطيع الرُّماةِ فؤادَها إِذا سمعَتْ صوتَ المغرِّد تَصلِدُ قَالَ: المقاطيع: النصال هَاهُنَا. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال هَذَا الثوبُ يُقْطِعك قَمِيصًا، ويقطِّع لَك تقطيعاً، إِذا صلح أَن يقطع قَمِيصًا. وروى أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ: لَا أعرف هَذَا ثوبٌ يُقْطِع وَلَا يُقطِّع، وَلَا يقطِّعني وَلَا يَقْطعني، هَذَا كلُّه من كَلَام المولَّدين.

قَالَ أَبُو حَاتِم: وَقد حَكَاهَا أَبُو عُبَيْدَة عَن الْعَرَب. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال قاطعتُ فلَانا على كَذَا وَكَذَا من الْأجر وَالْعَمَل مقاطعَةً. وَقَالَ: ومقطَّعة الشَّعَر: هَناتٌ صغارٌ مثل شعر الأرانب. قلت: هَذَا لَيْسَ بِشَيْء، وأُراه أَرَادَ مَا قَالَه ابْن شُميل فِي كتاب (الصِّفَات) : يُقَال للأرنب السَّريعة مقطِّعة النِّياط، ومقطِّعة الأسحار، ومقطِّعة السُّحور، لشدّة عَدْوها، أنَّها تقطّع رئاتِ مَن يعدو على إثْرهَا ليصيدَها فَلَا يلْحقهَا. وَيُقَال للْفرس الْجواد: إنّه ليقطِّع الخَيْل تقطيعاً، إِذا كَانَ يسبقهنَّ فَلَا يلحقنه. وَمِنْه قولُ الجعديّ يصف فرسا: يقطّعهنّ بتقريبه ويأوي إِلَى حُضُرٍ مُلْهِبِ وَمن هَذَا قَول عُمر فِي أبي بكر: (وَلَيْسَ فِيكُم من تَقَطَّعُ عَلَيْهِ الأعناقُ مثلُ أبي بكر) مَعْنَاهُ لَيْسَ فِيكُم سابقٌ إِلَى الْخيرَات تَقَطَّعُ أعناقُ مسابقيه سبقاً إِلَى كلّ خير حَتَّى يلْحق شأوَه أحدٌ مثل أبي بكر، رَضِي الله عَنْهُمَا. عَمْرو عَن أَبِيه: يُقَال فلانٌ قطيعُ فلانٍ، أَي شبيهُه فِي قدِّه وخَلْقه، وَجمعه أقطعاء. والتقطيع: مَغْص يجده الْإِنْسَان فِي بَطْنه وأمعائه. وَيُقَال جَاءَت الطَّيرَ مُقْطَوطِعاتٍ وقواطعَ، بِمَعْنى وَاحِد. وفلانٌ مُنْقَطع القرين، إِذا لم يكن لَهُ مِثْلٌ فِي سخاءٍ أَو فضل. وَيُقَال قَاطع فلانٌ فلَانا بسيفيهما، إِذا نظرا أيُّهما أقطع. وسيفٌ قاطعٌ وقطّاع ومِقطَع. وكل شيءٍ يُقطع بِهِ فَهُوَ مِقطَع. قَالَ: والمَقطَع: مَوضِع القَطْع. والمَقْطع: مصدر كالقَطع. والمَقْطَع: غَايَة مَا قُطِع. وَيُقَال مَقْطع الثَّوب، ومَقطع الرمل إِلَى حَيْثُ لَا رمل وَرَاءه. والمقطع: الْموضع الَّذِي يُقطع فِيهِ النهرُ من المعابر. وَرجل قَطُوعٌ لإخوانه ومِقطاع: لَا يثبتُ على مؤاخاةٍ. وَشَيْء حسنُ التقطيع، إِذا كَانَ حسنَ القَدّ. وَيُقَال لقاطع رَحمَه: إنّه لقُطَعةٌ قُطَعٌ. وَبَنُو قُطَيعة: حيٌّ من الْعَرَب، وَالنِّسْبَة إِلَيْهِم قُطَعيّ. وَقَالَ اللَّيْث: القَطِيع: السَّوط المتقطّع. قلت: سمِّي السَّوط قَطِيعاً لأنَّهم يَأْخُذُونَ القِدَّ المحرَّم فيقطّعونه أَرْبَعَة سيور، ثمَّ يفتلونه ويلوونه ويعلِّقونه حتّى يجفَّ، فَيقوم قَائِما كَأَنَّهُ عَصا. سمِّي قطيعاً لِأَنَّهُ يقطع أربعَ طاقاتٍ ثمَّ يلوي. ومَقطَع الْحق: حَيْثُ يُفصَل بَين الْخُصُوم بنصِّ الحكم. وَقَالَ زُهَيْر: فإنّ الحقَّ مقطَعُه ثلاثٌ يمينٌ أَو نفارٌ أَو جِلاءُ وقُطَّاع الطُّرق: الَّذين يُعارضون أَبنَاء السَّبِيل فيقطعون بهم الطَّرِيق. وَقَالَ اللَّيْث: الْقَاطِع: مِثالٌ كالمِقْطَع يُقطَع عَلَيْهِ الأديمُ والثوبُ وَنَحْوه. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: إِنَّمَا هُوَ القِطاع لَا الْقَاطِع. قَالَ: وَهُوَ مثل لِحاف ومِلحف، وسراد ومِسرد وقِرام ومِقرم، وَإِزَار ومئزر، ونِطاق ومِنطَق.

وقَطَعات الشّجر: أَطْرَاف أُبَنها الَّتِي تخرج مِنْهَا إِذا قُطِعت، الْوَاحِدَة قَطَعة. والقُطع: البُهر. يُقَال قُطع الرجلُ فَهُوَ مَقْطُوع. وَالْفرس أَيْضا يأخُذه القُطْع. وَيُقَال للْفرس إِذا انْقَطع عِرقٌ فِي بَطْنه أَو شحمٌ: مقطوعٌ، وَقد قُطِع. وَقَالَ اللَّيْث: الأُقطوعة: شَيْء تبْعَث بِهِ الجاريةُ إِلَى صاحبِها عَلامَة أنَّها صارَمته. وَأنْشد: قَالَت لجاريتيها اذْهَبَا إِلَيْهِ بأُقطوعةٍ إذْ هَجَرْ وتقطيع الْبَيْت فِي بيُوت الشّعْر: تجزئته بالأفعال. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب: كأنّ ابنةَ السَّهميّ دُرَّةُ قامسٍ لَهَا بعد تقطيع النُّبوح وهيجُ أَرَادَ بعد هَدْءِ من اللَّيْل، وَالْأَصْل فِيهِ القِطع وَهُوَ طائفةٌ من اللَّيْل. والنُّبُوح: الْجَمَاعَات. وَيُقَال قطعتُ الحوضَ قَطْعاً، إِذا ملأته إِلَى نصفه أَو ثلثه ثمَّ قطعتَ الماءَ مِنْهُ. وَمِنْه قَول ابْن مُقْبل، يذكر إبِلا سقى لَهَا فِي الْحَوْض على عَجَلةٍ وَلم يُروها: قَطعنَا لهنَّ الحوضَ فابتلَّ شَطرُه بشُربٍ غِشاشٍ وَهُوَ ظمآنُ سائرُه وأقطعت السماءُ بِموضع كَذَا وَكَذَا، إِذا انْقَطع المطرُ هُنَاكَ وأقلعت. وَيُقَال: مَطرت السَّمَاء بِبَلَد كَذَا وأقطعتْ بِبَلَد كَذَا. ورجلٌ مُقْطَعٌ: لَا ديوانَ لَهُ. وَقَالَ شمر: القَطْع: مَغَسٌ يجده الْإِنْسَان فِي بَطْنه. يُقَال قُطِّع فلانٌ فِي بَطْنه تقطيعاً، وَهُوَ مَغَس يجده فِي أمعائه. قَالَ: وَيُقَال للْقَوْم إِذا جفّتْ مياه ركاياهم: أَصَابَتْهُم قُطعة مُنكرَة. وَقد قَطَع مَاء قليبكم، إِذا ذهب ماؤُها. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: تَقول العربُ: اتَّقُوا القُطَيعاءَ، أَي أَن يَنْقَطِع بعضُكم من بعضٍ فِي الْحَرْب. وَيُقَال للرجل الْقصير: إنّه لمقطَّع مجذَّر. أَبُو زيد: أقطعَ الرجلُ إقطاعاً فَهُوَ مُقطِعٌ، إِذا لم يُرد النِّسَاء وَلم ينقشر عُجارِمُه. قَالَ: وقُطع بفلانٍ قَطعاً، إِذا قطع بِهِ الطَّرِيق وَإِذا عجَز عَن سَفَره لنفقةٍ هَلَكت أَو رَاحِلَة عَطِبتْ، فقد انقُطِع بِهِ. وَيُقَال للرجل الْغَرِيب بِالْبَلَدِ: قد أُقطِع عَن أَهله إقطاعاً فَهُوَ مُقْطَعٌ عَنْهُم. وأَقطعَ كَلَام الرجل إقطاعاً فَهُوَ مُقْطِع، إِذا بكتوه بالحقّ فَلم يقدر على الْجَواب. وقَطَع مَاء قليبكم قُطوعاً، إِذا قل مَاؤُهَا وَذهب. وروى ابْن شُميل حَدِيثا مَرْفُوعا إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه (نَهى عَن لُبْس الذَّهَب إلاّ مقطَّعاً) . قَالَ النَّضر: المقطَّع: الخاتَم، والقُرطُ، والشَّنْف. وَقَالَ أَبُو عُبيد: المقطَّع هُوَ الشَّيْء الْيَسِير مِنْهُ: مثل الحَلْقة والشَّذرة وَنَحْوهَا. وَقَالَ أَبُو سعيد: يُقَال: لأقطِّعن عُنق دابّتي، أَي لأبيعنَّه. وَأنْشد لأعرابيَ تزوّجَ امْرَأَة وسَاق إِلَيْهَا مهرهَا إبِلا فَقَالَ: أَقُول والعَيساءُ تمشي والفُضُلْ فِي جِلّةٍ مِنْهَا عَراميسَ عُطُلْ

باب العين والقاف مع الدال

قطّعْتُ بالأحراحِ أعناقَ الإبلْ يَقُول: اشتريتُ الأحراحَ بإبلي. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الأقطع: الأصمّ. قَالَ: وأنشدني أَبُو المكارم: إنَّ الأحيمِر حِين أَرْجُو رِفده غَمْراً لأَقطَعُ سيِّىءٌ الإصْرَانِ قَالَ: والإصران: جمع إصْر، وَهُوَ الخِنّابة، وَهُوَ سَم الْأنف. قَالَ: والخنّابتان: مَجرَيَا النفَس فِي المنخرين. أَرَادَ أَنه يتصامم عليَّ وَلَا مَشَمَّ لَهُ مَعَ ذَلِك، فَهُوَ أخشَمُ أصمّ. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: القُطْعة فِي طيِّىءٍ كالعنعنة فِي تَمِيم، وَهُوَ أَن يَقُول يَا أَبَا الحَكَا، يُرِيد يَا أَبَا الحكم، فَيقطع كلامَه. قلت: وكلُّ مَا مرَّ فِي الْبَاب من هَذِه الْأَلْفَاظ وَاخْتِلَاف مَعَانِيهَا فَالْأَصْل واحدٌ والمعاني مُتَقَارِبَة وَإِن اخْتلفت الْأَلْفَاظ. وَكَلَام الْعَرَب آخذٌ بعضُه برقاب بعض، وَهَذَا يدلُّك على أنَّ لسانَ الْعَرَب أوسع الْأَلْسِنَة نطقاً وكلاماً. (بَاب الْعين وَالْقَاف مَعَ الدَّال) عقد، عدق، قعد، قدع، دقع، دعق: مستعملان عقد: قَالَ الله جلّ وعزّ {يَاأَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ} (المَائدة: 1) قيل العُقود العهود، وَقيل الْفَرَائِض الَّتِي أُلزِموها. وَقَالَ الزَّجاج فِي قَوْله: {أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ} (المَائدة: 1) : خَاطب الله جلّ وعزّ الْمُؤمنِينَ بِالْوَفَاءِ بِالْعُقُودِ الَّتِي عقدهَا عَلَيْهِم والعقود الَّتِي يَعقدها بعضُهم على بعضٍ على مَا يُوجِبهُ الدِّين. قَالَ: والعُقود: العهود، واحدُها عَقْد، وَهِي أوكدُ العهود. يُقَال: عهِدتُ إِلَى فلانٍ فِي كَذَا وَكَذَا، فتأويله ألزمتُه ذَلِك، فَإِذا قلت عاقدتُه أَو عَقَدتُ عَلَيْهِ، فتأويله أَنَّك ألزمته ذَلِك باستيثاق. وَيُقَال: عقدتُ الحبلَ فَهُوَ مَعْقُود، وَكَذَلِكَ الْعَهْد. وأعقدت الْعَسَل وَنَحْوه فَهُوَ مُعْقَدٌ وعَقيد. وروى بَعضهم: عقدت الْعَسَل والكلامَ: أعقدت. وَأنْشد: وكأنَّ رُبَّاً أَو كُحَيلاً مُعْقداً وَيُقَال عقَد فلانٌ الْيَمين، إِذا وكَّدها. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ابْن اليزيديّ عَن أبي زيد فِي قَوْله عزّ وجلّ: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} (النِّساء: 33) و (عقدت أَيْمَانكُم) وقرىء: (عَقَّدت) بِالتَّشْدِيدِ، مَعْنَاهُ التوكيد كَقَوْلِه: {وَلاَ تَنقُضُواْ الاَْيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} (النّحل: 91) فِي الْحلف أَيْضا. قَالَ: فَأَما الْحَرْف فِي سُورَة الْمَائِدَة: {وَلَاكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الاَْيْمَانَ} (المَائدة: 89) بِالتَّشْدِيدِ فِي الْقَاف قِرَاءَة الْأَعْمَش وَغَيره، وَقد قرىء بِالتَّخْفِيفِ: (عَقَدتم) . وَقَالَ الحطيئة: أُولَئِكَ قومِي إنْ بَنوْا أَحسنوا الْبَنَّا وَإِن عَاهَدُوا أوفَوْا وَإِن عاقدوا شدُّوا وَقَالَ فِي عَقَد: قومٌ إِذا عَقدوا عَقْداً لجارهم فَقَالَ فِي بيتٍ: عقدوا، وَفِي بيتٍ: عاقدوا. والحرف قرىء بِالْوَجْهَيْنِ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: عُقدة الْكَلْب: قضيبه. وإنّما قيل لَهُ عُقدة إِذا عَقَدت عَلَيْهِ

الكلبة فانتفخ طرَفه. قَالَ: والعَقَد: تشبُّث ظَبية اللَّعوة ببُسرة قضيب الثَّمثَم. والثَّمثَم: كلب الصَّيْد. واللَّعوة: الْأُنْثَى. وظَبيتُها: حياؤها. وَقَالَ الأصمعيّ: العُقدة من الأَرْض: البُقعة الْكَثِيرَة الشّجر، ذكره أَبُو عبيد عَنهُ. وَقَالَ غَيره: كلُّ مَا يَعْتَقِدهُ الْإِنْسَان من العَقَار فَهُوَ عُقْدَةٌ لَهُ. وَيُقَال: فِي أَرض بني فلَان عُقدةٌ تكفيهم سنَتَهم. مَعْنَاهُ الْبَلَد ذُو الشّجر والكلأ والمرتع. وَقَالَ أَبُو عبيد: العَقِدة من الرمل والعَقَدة: المتعقِّد بعضُه على بعض، والجميع عَقِدٌ وعَقَد. وَقَالَ هميان: يفتُق طُرْقَ العَقدِ الرَّواتجا قَالَ: وَقَالَ الْأَحْمَر: التعقُّد فِي الْبِئْر: أَن يخرُج أَسْفَل الطيّ وَيدخل أَعْلَاهُ إِلَى جِراب الْبِئْر. وجرابُها: اتساعها. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الذّنَب الأعقَد: المعْوَجّ. وفحلٌ أعقدُ، إِذا رفعَ ذنبَه، وَإِنَّمَا يفعل ذَلِك من النشاط. وَالْعرب تَقول: عَقد فلانٌ ناصيته، إِذا غضِب وتهيّأ للشرّ. وَقَالَ ابنُ مُقْبل: أثابوا أَخَاهُم إذْ أَرَادوا زياله بأسواط قِدَ عاقدين النواصيا والعَقْد: عَقد طاق الْبناء، وَجمعه عُقود، وَقد عقَّده البنَّاءُ تعقيداً. وَمَوْضِع العَقْد من الْحَبل عُقْدة، وَمِنْه عُقدة النِّكَاح. والأعقد من التيوس: الَّذِي فِي قرْنه التواء. ورجلٌ أعقد، إِذا كَانَ فِي لِسَانه رَتَج. وأعقدت الْعَسَل فعَقَد وانعقَد، وعسلٌ عقيد، وَكَذَلِكَ عقيد عصير الْعِنَب. وتعقَّد القوسُ فِي السَّمَاء، إِذا صَار كأنّه عَقْدٌ مبنّي. والعاقد من الظباء: الَّذِي ثنى عنقَه، والجميع العواقد. وَقَالَ النَّابِغَة الذبياني: حسانِ الوُجوهِ كالظِّباء العواقدِ وَهِي العواطف أَيْضا. واليعقيد: طَعَام يُعقَد بالعسل. والعِقْد: القلادة، وجمعُه الْعُقُود. وَإِذا أَرتَجَت الناقةُ على مَاء الْفَحْل فَهِيَ عاقدٌ، وَذَلِكَ أَنَّهَا تَعقِد بذنبها فَيعلم أَنَّهَا قد حَمَلت وعَقَدت فمَ الرَّحِم على المَاء فارتتج. والحاسب يعْقد بأصابعه إِذا حَسَب. والعَقَد: قَبيلَة من الْعَرَب ينْسب إِلَيْهِم فلانٌ العَقَديّ. وناقة معقودة القَرَا، إِذا كَانَت وَثِيقَة الظَّهر. وانعقَد النكاحُ بَين الزَّوجين، وَالْبيع بَين البيِّعين. وانعقد عَقدُ الْحَبل انعقاداً. ومَوضع العقد من الْحَبل مَعقِد، وَجمعه مَعاقد. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: العَقَد: ترطُّب الرمل من كَثْرَة الْمَطَر. وروضة عَقِدةٌ، إِذا اتَّصلَ نبتُها. والعَقْد: الْجمل الْقصير الصَّبور على الْعَمَل. وَقَالَ عرّام: عَقدَ فلانٌ عنقَه إِلَى فلانٍ وعكَدها، إِذا لَجأ إِلَيْهِ. شمر عَن ابْن الأعرابيّ: العُقدة من المرعى هِيَ الجنْبة مَا كَانَ فِيهَا من مَرعَى

عامٍ أوّل فَهُوَ عُقدةٌ وعُروة، فَهَذَا من الجَنْبة. وَقد يُضطرُّ المالُ إِلَى الشّجر فيسمَّى عُقدةً وَعُرْوَة. فَإِذا كَانَت الجنبة لم يقل للشجر عقدَة وَلَا عُرْوَة. قَالَ: وَمِنْه سمِّيت العُقدة. وَأنْشد: خضَبَتْ لَهَا عُقَدُ البِراق جَبينَها من عَركها عَلجانَها وعرادَها عدق: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: هِيَ العَودقة والعَدْوقة لخُطَّاف الدّلو. قَالَ: وَجَمعهَا عُدُق. وَقَالَ اللَّيْث: العودقة: حَدِيدَة ثلاثُ شعب يسْتَخْرج بهَا الدَّلو من الْبِئْر. وأعدقَ بِيَدِهِ فِي نواحي الْبِئْر والحوض كَأَنَّهُ يطْلب شَيْئا وَلَا يرَاهُ. وَقَالَ غَيره: رجلٌ عادقُ الرَّأْي؛ لَيْسَ لَهُ صَيُّورٌ يصير إِلَيْهِ. يُقَال عَدَق بظنِّه عدقاً، إِذا رجمَ بظنِّه ووجّه الرَّأْي إِلَى مَا لَا يستبين رُشده. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: العَدَق: الخطاطيف الَّتِي تُخرج بهَا الدِّلاء، وَاحِدهَا عَدَقة. قعد: قَالَ الله عزّ وجلّ: {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَآءِ الَّلَاتِى لاَ يَرْجُونَ نِكَاحاً} (النُّور: 60) . أَخْبرنِي المنذريّ عَن الحرّانيّ عَن ابْن السّكيت قَالَ: امرأةٌ قاعدٌ، إِذا قعدَتْ عَن المَحيض. فَإِذا أردتَ القُعود قلتَ قَاعِدَة. قَالَ: وَيَقُولُونَ: امرأةٌ واضعٌ، إِذا لم يكن عَلَيْهَا خِمار. وأتانٌ جَامع، إِذا حملتْ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الْقَوَاعِد من صِفَات الْإِنَاث، لَا يُقَال رجالٌ قَوَاعِد. قَالَ: وَيُقَال رجلٌ قاعدٌ عَن الغَزْو، وَيقوم قُعَّادٌ وقاعدون. قَالَ: وقعيدة الرجُل: امْرَأَته، وَالْجمع قعائد، سمِّيت قعيدةً لِأَنَّهَا تقاعده. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: يَقُول قِعْدَك الله مثل نشدتك الله. وَقَالَ أَيْضا قعِدَك الله، أَي الله مَعَك. وَأنْشد: قَعيدَكما الله الَّذِي أَنْتُمَا لَهُ ألم تسمعا بالبيضَتَين المناديا قَالَ وَأنْشد غَيره عَن قُرَيبة الأعرابية: قعيدَكِ عَمرَ الله يَا بنت مالكٍ ألم تعلمينا نعِمَ مأوَى المعصِّبِ قَالَ: وَلم أسمعْ بَيْتا اجْتمع فِيهِ العَمْر والقَعِيد إلاّ هَذَا. قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: قِعدَك لَا أفعلُ ذَاك وقعيدَك. وَقَالَ متمِّم: قَعيدَكِ أَلا تُسمِعيني مَلامةً وَلَا تنكئي قَرْحَ الْفُؤَاد فييجَعا وَقَالَ أَبُو عبيدٍ أَيْضا فِي كِتَابه فِي (النَّحْو) : عُليا مُضَر تَقول: قَعيدَك لتفعلنَّ كَذَا. قَالَ: القَعيد: الْأَب. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم قَالَ: القَعيد: المُقاعد. وَأنْشد: قعيدَكما الله الَّذِي أَنْتُمَا لَهُ ألم تسمعا بالبيضتين المناديا يَقُول: أَيْنَمَا قَعدت فَأَنت مُقاعِد لله، أَي هُوَ مَعَك. قَالَ: وَيُقَال قعيدَك الله لَا تفعل كَذَا، وقَعدك الله بِفَتْح الْقَاف، وَأما قِعْدَكَ فَلَا أعرفهُ. وَيُقَال قَعَدَ قَعْداً وقُعوداً. وَأنْشد: فقَعْدكِ أَلا تُسمعيني مَلامةً

قَالَ: وَيُقَال قعّدت الرجلَ وأقعدته، أَي خدمته، فَأَنا مُقْعِدٌ لَهُ ومقعّد لَهُ. وَأنْشد: تَخِذها سُرِّيّةً تقعِّده أَي تخدمه. وَقَالَ الآخر: وَلَيْسَ لي مُقعِدٌ فِي الْبَيْت يُقْعدني وَلَا سَوامٌ وَلَا مِن فضّةٍ كيسُ وَأما قَول الله عزَّ وجلّ: {الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ} (ق: 17) فَإِن النَّحْوِيين قَالُوا: مَعْنَاهُ عَن الْيَمين قعيد وَعَن الشمَال قعيد، فَاكْتفى بِذكر الْوَاحِد عَن صَاحبه، كَمَا قَالَ الشَّاعِر: نَحن بِمَا عندنَا وَأَنت بِمَا عنْدك راضٍ والرأي مختلفُ أَرَادَ: نَحن بِمَا عندنَا راضون، وَأَنت بِمَا عنْدك راضٍ. وَقَالَ الفرزدق: إنّي ضمنت لمن أَتَانِي مَا جنى وأبى وَكَانَ وَكنت غير غَدُورِ وَلم يقل غدورين. سَلمَة عَن الْفراء: تَقول الْعَرَب: قعد فلانٌ يشتُمني وَقَامَ يشتُمني، بِمَعْنى طفِق. وَأنْشد لبَعض بني عَامر: لَا يُقنِع الجاريةَ الخِضابُ وَلَا الوشاحانِ وَلَا الجلبابُ من دون أَن تلتقي الأركابُ ويَقعُدَ الأير لَهُ لعابُ كَقَوْلِك يصير. وَقَول الله جلّ وعزّ {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ} (البَقَرَة: 127) الْقَوَاعِد: الآساس، واحدتها قَاعِدَة. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَوَاعِد السَّحاب: أصولُها المعترِضة فِي آفَاق السَّماء، شبِّهت بقواعد البِناء، قَالَه فِي تَفْسِير حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين سَأَلَ عَن سحابةٍ: (كَيفَ ترَوْنَ قواعدها وبواسقَها؟) . فالقواعد: أسافلها. والبواسق: أعاليها. وَمن أَمْثَال الْعَرَب السائرة: (إِذا قَامَ بك الشَّرُّ فاقعُدْ) يفسَّر على وَجْهَيْن: أَحدهمَا أنّ الشرَّ إِذا غلبَك فذِلّ لَهُ وَلَا تضطربْ فِيهِ. وَالْوَجْه الثَّانِي أنَّ مَعْنَاهُ إِذا انتصبَ لَك الشرُّ وَلم تجدْ مِنْهُ بدّاً فانتصبْ وجاهدْه. وَهَذَا يُروَى عَن الْفراء. أَبُو عبيد عَن أبي عُبيدة قَالَ: القعيد: الَّذِي يَجِيء مِن ورائك من الظباء الَّتِي يُتطيَّر مِنْهَا. قَالَ: وَمِنْه قَول عَبِيد بن الأبرص: تَيسٌ قعيدٌ كالوشيجة أعضبُ ذكره فِي بَاب السانح والبارح. وَمن دُعاء الْأَعْرَاب على الرجل بالشرّ يَقُول أحدُهم للرجل: (حلبت قَاعِدا وشربتَ قَائِما) ، يَقُول: لَا ملكتَ غير الشَّاء الَّتِي تُحلب مِن قُعود، وَلَا ملكت إبِلا تحلبها قَائِما. والشاءُ مَال الضَّعْفَى والذُّلاّن، وَالْإِبِل مَال الْأَشْرَاف والأقوياء. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: إِذا صَارَت الفسيلة لَهَا جِذع قيل قد قَعَدت، وَفِي أَرض فلانٌ من القاعِدِ كَذَا وَكَذَا أصلا. وَقَالَ: فلانٌ مُقْعَد الْحسب، إِذا لم يكن شرفٌ. وَقد أقعَدَه آباؤه وتقعَّدوه. وَمِنْه قَول الطرِماح يهجو رجلا:

ولكنَّه عبدٌ تقَعَّد رأيَه لئامُ الفحول وارتخاصُ المناكح أَي أقعدَ حسبَه عَن الْكَرم لؤمُ آبَائِهِ. وَقَالَ الْخَلِيل: إِذا كَانَ بيتٌ فِيهِ زحافٌ قيل لَهُ مُقْعَد. قلتُ: وَأما قَوْلهم رجلٌ قُعدُدٌ وقُعدَدٌ إِذا كَانَ لئيماً، فَهُوَ من الْحسب المُقْعَد. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الإقواء: نُقصان الْحَرْف من الفاصلة، كَقَوْلِه: أفبعدَ مقتلِ مَالك بن زُهَيرٍ ترجو النساءُ عواقبَ الأطهارِ فنقَص من عروضه قوّة. قَالَ: وَكَانَ يسمِّي هَذَا المُقْعَد. قلت: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح عَن الْخَلِيل، وَهَذَا غير الزِّحاف، وَهُوَ عيبٌ فِي الشّعْر، والزحاف لَيْسَ بِعَيْب. قلت: وَيُقَال رجلٌ قعيدُ النّسَب ذُو قُعدُد، إِذا كَانَ قَلِيل الْآبَاء إِلَى الجدّ الْأَكْبَر. وفلانٌ أقعدُ بني فلانٍ، إِذا كَانَ أقربَهم إِلَى الجدّ الْأَكْبَر. وَكَانَ عبد الصَّمد بن عَليّ بن عبد الله بن العبّاس الهاشميّ أقعدَ بني الْعَبَّاس نسبا فِي زَمَانه. وَلَيْسَ هَذَا ذمّاً عِنْدهم، وَأما القعدد المذموم فَهُوَ اللَّئِيم فِي حَسبه. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن عمرٍ وَعَن أَبِيه قَالَ: القُعدُد الْقَرِيب النّسَب من الجدّ الْأَكْبَر. والقُعدُد: الْبعيد النّسَب من الجدّ الْأَكْبَر، وَهُوَ من الأضداد. وَقَالَ ابْن السّكيت فِي قَول البعيث: لقىً مُقعَد الْأَنْسَاب منقَطَعٌ بِهِ قَالَ مَعْنَاهُ أنّه قصير النَّسب، من القُعدد. وَقَوله (منقطَع بِهِ) أَي لَا سَعْيَ بِهِ، إِن أَرَادَ أَن يسْعَى لم يكن بِهِ على ذَلِك قُوّةُ بُلْغةٍ، أَي شَيْء يَتَبلّغ بِهِ. وَقَالَ ابْن شُميل: رجل مُقعَد الْأنف، وَهُوَ الَّذِي فِي مَنْخرَيْهِ سَعةٌ وَقصر. وَأما قَول عَاصِم بن ثَابت الأنصاريّ: أَبُو سُلَيْمَان وريشُ المقعَدِ ومُجْنأ من مَسْكِ ثَورٍ أجردِ فإنّ أَبَا الْعَبَّاس قَالَ: قَالَ ابنُ الأعرابيّ: المُقْعَد: فَرخ النَّسر، وريشُه أجودُ الرِّيش. قَالَ: وَمن رَوَاهُ (المُعقد) فَهُوَ اسْم رجلٍ كَانَ يَريشُ السِّهام. وَقيل: المقعَد: النَّسر الَّذِي قُشِّب لَهُ حتّى صِيدَ فأُخِذ ريشُه. ورجلٌ مُقعَدٌ، إِذا أزمَنَه داءٌ فِي جَسَده حتّى لَا حَرَاكَ بِهِ والإقعاد والقُعاد: داءٌ يَأْخُذ النجائبَ فِي أوراكها، وَهُوَ شِبهُ ميل العجُز إِلَى الأَرْض. يُقَال أُقعِدَ البعيرُ فَهُوَ مُقعَد. والمقعَدة من الْآبَار: الَّتِي احتفِرت فَلم يُنبَط مَاؤُهَا فتُركت. وَهِي المُسهَبة عِنْدهم. وَيُقَال: اقتعَد فلَانا عَن السَّخاء لؤمُ جِنْثِه. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: فَازَ قِدْحُ الكلبيِّ واقتعدت مَغْ رَاء عَن سَعْيه عروقُ لئيم وَقَالَ اللَّيْث: القُعْدة من الدوابّ: الَّذِي يقتعده الرجلُ للرُّكُوب خاصّة. قَالَ: والقَعُود والقَعودة من الْإِبِل خاصّةً: مَا اقتعده الرَّاعِي فَرَكبهُ وَحمل عَلَيْهِ زادَه ومتاعَه. والجميع قِعدان. وَقَالَ النَّضر بن شُمَيْل: القَعود من الذُّكُور، والقَلوص من

الْإِنَاث. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: هِيَ قَلوصٌ للبكْرة الْأُنْثَى، وَالْبكْر قَعودٌ مثل القلوص، إِلَى أَن يُثْنِيا، ثمَّ هُوَ جَمَلٌ. قلت: وعَلى هَذَا التَّفْسِير قولُ من شاهدتُ من الْعَرَب: لَا يكون القَعودُ إلاّ البكرَ الذّكَر، وَجمعه قِعدانٌ، ثمَّ القَعَادين جمع الْجمع. وَلم أسمعْ قعودة بِالْهَاءِ لغير اللَّيْث. وَأَخْبرنِي المنذريّ أَنه قَرَأَ بخطّ أبي الْهَيْثَم للكسائي أَنه سمع من يَقُول قَعودةٌ للقلوص، وللذكر قَعود. قلت: وَهَذَا للكسائي من نَوَادِر الْكَلَام الَّذِي سمِعه من بَعضهم، وَكَلَام أَكثر الْعَرَب على غَيره. وَقَالَ النضْر: القُعدة: أَن يقتعد الرَّاعِي قَعوداً من إبِله فيركبه. فَجعل القُعدة والقَعودَ شَيْئا وَاحِدًا. وَقَالَ اللَّيْث: القعيدة الْجَرَاد الَّذِي لم يستوِ جناحاه. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: القَعَد: الشُّراة الَّذين يحكِّمون وَلَا يُحَاربُونَ. قَالَ: والقَعَد النَّخْلُ الصغار. قلت: القَعَد جمع قاعدٍ فِي الْمَعْنيين، كَمَا يُقَال خادمٌ وخَدَم، وحارسٌ وحَرَس. والقَعَديّ من الْخَوَارِج: الَّذِي يرى رَأْي القَعَد الَّذين يَرَون التَّحْكِيم حقّاً غير أنَّهم قعدوا عَن الْخُرُوج على النَّاس. وَجعل ذُو الرمّة فِراخ القَطَا قبل نهوضها للطَّيرَان مُقْعَدات، فَقَالَ: إِلَى مُقعَداتٍ تطرُد الريحُ بالضَّحى عليهنَّ رَفْضاً من حَصاد القلاقلِ والمقعَدات: الضَّفادع أَيْضا. وثَديٌ مقعَد، إِذا كَانَ ناهداً. والقِعدة: ضربٌ من الْقعُود كالجِلسَة. والقَعْدة: ب 1 جلْسَة وَاحِدَة. وَذُو القَعْدة: الشَّهر الَّذِي يَلِي شوالاً. وقواعد الهودج: خشَبات معْترضاتٌ فِي أَسْفَله يركّب عِيدان الهَودج فِيهَا. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: القعيدة من الرمال: الَّتِي لَيست بمستطيلة. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: القُعُدات: الرّحال والسُّروج. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: المُقعَدة: الدَّوخلة من الخوص. قَالَ: ورجلٌ قُعدَد: لئيم الأَصْل. وَقَالَ: الإقعاد: قلّة الأجداد، والإطراف كَثْرَة الأجداد؛ وَكِلَاهُمَا مدحٌ. وَقَالَ النَّضر: القُعدة: أَن يقتعد الرَّاعِي قَعُوداً من إبِله فيركبه. والاقتعاد: الرّكُوب. يَقُول الرجل لِلرَّاعِي: نستأجرك بِكَذَا وعلينا قُعدتك، أَي علينا مركبك، تركب من الْإِبِل مَا شِئْت وَمَتى مَا شِئْت. وَأنْشد أَبُو عبيد للكميت: لم يقتعدها المعجِّلون وَلم يَمسخْ مطاها الوُسوقُ والحَقَبُ وَقَالَ ابْن بُزْرُج: قَالُوا: أقْعَدَ بذلك الْمَكَان، كَمَا يُقَال أقامَ. وَأنْشد: أقعدَ حتّى لم يجد مُقْعندَدا

وَلَا غَدا وَلَا الَّذِي يَلِي غَدا وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِي قَول الراجز: تُعجِل إضجاعَ الجَشير القاعدِ قَالَ: الْقَاعِد: الجوالق الممتلىء حبًّا، كأنّه من امتلائه قَاعد. والجشير: الجُوالق. ورحًى قَاعِدَة: بطحن الطاحن بهَا بالرائد بِيَدِهِ. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: مَا تقعَّدني عَن ذَلِك الْأَمر إلاّ شُغل، أَي مَا حَبَسَنِي. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: رجلٌ قُعدُد: قريب من الجدّ الْأَكْبَر، ورجلٌ قُعدُد إِذا كَانَ خاملاً. دعق: أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي: دعق الخيلَ يدعقُها دعقاً، إِذا دفَعها فِي الْغَارة. وَقَالَ: أساءَ لبيدٌ فِي قَوْله: لَا يهمُّون بإدعاق الشَّلَلْ وَقَالَ غَيره: دعقَها وأدعقها لُغَتَانِ. وَيُقَال دعقت الْإِبِل الحوضَ، إِذا خبطتْه حَتَّى تَثلمه قَالَ: وطريقٌ دعْق ومدعوقٌ، أَي موطوء. ودعقَت الإبلُ الحوضَ دعقاً، إِذا وردَت فازدحمت على الحوضِ. وَقَالَ الراجز: كَانَت لنا كدَعقةٍ الوِرد الصَّدِي وَقَالَ إِسْحَاق بن الْفرج: قَالَ أَبُو عَمْرو: طريقٌ مدعوس ومدعوق، وَهُوَ الَّذِي دعقَه النَّاس. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: طَرِيق دَعْسٌ ودعقٌ، أَي موطُوء كثير الْآثَار. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : مداعق الْوَادي، ومَثادقه، ومذابحه، ومهارقه: مَدافعه. وَيُقَال أصابتنا دَعقةٌ من مطر، أَي دُفعة شَدِيدَة. دقع: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ للنِّسَاء: (إنكنّ إِذا جُعْتُنَّ دَقِعْتُنَّ، وَإِذا شبعتُنُّ خجِلتُنَّ) قَالَ أَبُو عبيد؛ قَالَ أَبُو عَمْرو: الدَّقَع: الخضوع فِي طلب الْحَاجة والحرصُ عَلَيْهَا. والخجَل: الكسل والتواني عَن طلب الرزق. قَالَ أَبُو عبيد: والدَّقَع مَأْخُوذ من الدقعاء، وَهُوَ التُّرَاب، يَعْنِي أنهنَّ يلصقن بِالْأَرْضِ من الْفقر والخضوع. وَقَالَ الْكُمَيْت: وَلم يَدقعوا عِنْدَمَا نابهم لوقْع الحروب وَلم يخجلوا يَقُول: لم يستكينوا للحرب. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الدَّقَع: سوء احْتِمَال الْفقر. والخجَل: سوء احْتِمَال الْغنى. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: الجُوع الدَّيقوع: الشَّديد، وَهُوَ اليرقوع أَيْضا. وَقَالَ النَّضر: جوعٌ أدقَع ودَيْقوع، وَهُوَ من الدَّقعاء. أَبُو عبيد: قَالَ الْفراء: المداقيع: الْإِبِل الَّتِي تَأْكُل النّبتَ حتّى تُلصقَه بِالْأَرْضِ. وَقَالَ أَبُو زيد: أدقعَ إليَّ فلانٌ فِي الشتيمة، إِذا لم يتكرَّم عَن قَبِيح القَوْل وَلم يألُ قَذْعاً. والمُدقِع: الْفَقِير الَّذِي قد لصِق بالتُراب من الْفقر. وَقَالَ اللَّيْث: الداقع من الرِّجَال: الَّذِي يطْلب مداقّ الكَسْب. قَالَ: والداقع: الكئيب المهتمُّ أَيْضا. وَقَالَ شمر: أدقعَ فلانٌ فَهُوَ مُدقع، إِذا

لزِق بِالْأَرْضِ فقرا. وَيُقَال قد دَقِع أَيْضا. وَرَأَيْت الْقَوْم صَقْعى دَقْعى، أَي لازقين بِالْأَرْضِ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل. يُقَال بِفِيهِ الدَّقعاء والأدقَع، يَعْنِي التُّراب. قَالَ: والدُّقَاع: التُّراب. وَقَالَ الْكُمَيْت يصف الْكلاب: مَجازيع قَفرٍ مَداقيعُه مَسَاريفُ حينَ يُصِبْن اليسارا قَالَ: ومَداقيع: ترْضى بِشَيْء يسير. قَالَ: والداقع الَّذِي يرضى بالشَّيْء الدُّون. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: يُدعَى على الرجل فَيُقَال: رماك الله بالدَّوقَعة، فوعلة من الدقَع. قدع: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القَدَع: الكفّ قلت: جعله من قدِع يَقدع قَدَعاً وَفُلَان لَا يَقدع، أَي لَا يَرتدع قَالَ: والقَدَع: انسلاق الْعين من كَثْرَة الْبكاء. وَكَانَ عبد الله بن عمر قَدِعاً. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: قدِعَتْ عينُه قَدَعاً، إِذا ضعُفتْ من طول النَّظر إِلَى الشَّيْء. وَأنْشد شِمر: كم فيهم من هجين أمُّه أمَةٌ فِي عينهَا قَدَعٌ فِي رجلهَا فَدَعُ أَبُو عبيد عَن أبي زيد: تقادع الْقَوْم تقادُعاً، وَهُوَ أَن يَمُوت بعضُهم فِي إِثْر بعض. قَالَ: وَقَالَ الفرّاء: قُدِعت لي الْخَمْسُونَ، إِذا دنت مِنْهُ. وَأنْشد: مَا يسْأَل الناسُ عَن سِنّي وَقد قُدِعَتْ لي أَرْبَعُونَ وطالَ الوِردُ والصَّدَرُ وَقَالَ شمر: سمعتُ ابنَ الأعرابيّ يَقُول قُدِعَتْ لي أَرْبَعُونَ، أَي أُمضِيَتْ. وَيُقَال قَدَعها، أَي أمضاها، كَمَا يُقدع الرجل عَن الشَّيْء. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: قَدَع السِّتِّينَ: جازها. قلت: فَاحْتمل أَن تُقدع فتَقْدَع، كَمَا تَقول: قدعت الرجلُ عَن الْأَمر فقَدِع، أَي كففتُه فكفّ وارتدع. والقَدوع: الَّذِي يُقدَع، فَعول بِمَعْنى مفعول. وَقَالَ عرّام: امرأةٌ قَدوع: تأنف من كل شَيْء. وَقَالَ الطرمّاح: وإلاّ فمدخول الفِناء قَدوعُ قَدوع بِمَعْنى مقدوع هَاهُنَا. وَقَالَ أَبُو عبيد: قدعتُ الرجلَ وأقدعتُه، إِذا كففتُه عَنْك. والقِدعة من الثِّيَاب: دُرّاعة قَصِيرَة. وَقَالَ مُليحٌ الهذليّ: بِتِلْكَ عَلِقتُ الشوقَ أيامِ بِكرُها قصيرُ الخُطَى فِي قِدعةٍ يَتعطَّفُ وأمرأة قَدِعة: حيّيةٌ قَليلَة الْكَلَام. وانقدعَ فلانٌ عَن الشَّيْء، إِذا استحيا مِنْهُ. والمِقدعة: عَصا يَقدع بهَا الإنسانُ عَن نَفسه. وتقادعَ الْقَوْم بالرّماح، إِذا تطاعنوا. وتقادعت الذِّبّان فِي المَرَق، إِذا تهافتت فِيهِ. وَقَالَ أَبُو مَالك؛ يُقَال: مرَّ بِهِ فرسُه يَقْدَع. وَيُقَال: اقدعْ من هَذَا الشَّرَاب، أَي اقْطَعْ مِنْهُ، أَي اشربه قِطَعاً قِطعاً. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: المِجْوَل: الصُّدرة، وَهِي الصِّدار، والقِدعة، والعِدقة.

باب العين والقاف مع التاء

(بَاب الْعين وَالْقَاف مَعَ التَّاء) اسْتعْمل من وجوهه: عتق، قتع. عتق: قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَلْيُوفُواْ نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُواْ بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} (الحَجّ: 29) قَالَ الْحسن: هُوَ الْبَيْت الْقَدِيم؛ وَدَلِيله قَول الله تَعَالَى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِى بِبَكَّةَ مُبَارَكاً} (آل عِمرَان: 96) . وَقَالَ غَيره: الْبَيْت الْعَتِيق أُعتِق من الغرقِ أَيَّام الطُّوفان، وَدَلِيله قَوْله تَعَالَى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ} (الحَجّ: 26) ، وَهَذَا دليلٌ على أَن الْبَيْت رفع وَبَقِي مَكَانَهُ. وَقيل إِنَّه أُعتِق من الْجَبَابِرَة وَلم يدَّعه مِنْهُم أحدٌ. أَبُو عبيدٍ عَن الْأَصْمَعِي: عَتَقَت الفرسُ، إِذا سبقت الخيلَ فنجَتْ. وَيُقَال فلانٌ مِعتاق الوَسِيقة، إِذا أنجاها وسبقَ بهَا. وَيُقَال عَتَّق بِفِيهِ يعتِّق، إِذا بزَمَ، أَي عضَّ. وعتَق التمرُ وَغَيره وعَتُق يعْتق، إِذا صَار قَدِيما. وعتُق فلانٌ بعد استعلاج، إِذا صَار عتيقاً، وَهُوَ رقّة الْجلد. ورجلٌ عَتيق وَامْرَأَة عتيقة، إِذا عَتَقا من الرِّقّة. وَيُقَال هَذَا فرخ قطاةٍ عاتقٌ، إِذا كَانَ قد استقلّ وطار، ونُرى أَنه من السَّبْق. وَقَالَ غَيره: عَتَق من الرقّ يَعتق عِتقاً، وعَتاقاً، وعَتاقة. أَبُو عبيد عَن الْفراء قَالَ: العِتْق: صلاحُ المَال. يُقَال عتقتُ المالَ فَعَتَق. أَي أصلحتُه فصَلَح. وَأَخْبرنِي الْإِيَادِي عَن شمِر أَنه قَالَ: العاتق: الْجَارِيَة الَّتِي قد أدركتْ وبلغَتْ وَلم تتزوَّج بعدُ. وَأنْشد: أقيدي دَماً يَا أمَّ عمرٍ وهرقتِهِ بكفَّيك يَوْم السِّتْر إِذْ أَنْت عاتقُ أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: العاتق: الْجَارِيَة الَّتِي قد بلغت أَن تدَّرع وعتَقَت من الصِّبا والاستعانة بهَا فِي مِهْنةِ أَهلهَا، سمِّيت عاتقاً بِهَذَا. وَقَالَ شمر: يُقَال لجيِّد الشَّرَاب عاتق. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: عتَقت منّي يمينٌ، أَي سبَقَتْ. وَقَالَ أَوْس: عليَّ ألِيَّةٌ عَتَقَتْ قَدِيما وَقَالَ أَبُو زيد: أعتق يمينَه، أَي لَيْسَ لَهَا كفّارة. قَالَ: وَقَوله: (عليّ أليّةٌ عتقت قَدِيما) ، أَي لزمَتْني. وَقَالَ اللَّيْث: فرسٌ عتيقٌ: رائعٌ بيِّن العِتْق. قَالَ: والعاتقان: مَا بَين المنكبِين والعُتق، والجميع الْعَوَاتِق. قَالَ: والعاتق من الزِّقاق: الجيِّد الْوَاسِع. وَقَالَ لبيد: أُغلِي السِّباءَ بكلِّ أدكنَ عاتقٍ أوجَونةٍ قُدِحَتْ وفُتَّ خِتامُها قلت: جعلَ العاتق تبعا للأدكن، لِأَنَّهُ أَرَادَ بكلّ أدكن عاتقٍ خمره الَّتِي فِيهِ، وَهُوَ كَقَوْلِه (أَو جونة قُدحت) وَهِي الخابية، وَإِنَّمَا يُقدح مَا فِيهَا. والقَدْح: الغَرْف. والمعتَّقة: ضرب من العِطْر. وَأما قَول عنترة: كذَب العتيقُ وماءُ شَنٍ باردٌ فَإِنَّهُ أَرَادَ بالعتيق التمرَ الَّذِي قد عَتَق. خَاطب امْرَأَته حِين عاتبتْه على إيثاره فرسَه بألبان إبِله فَقَالَ لَهَا: عَلَيْك بِالتَّمْرِ وَالْمَاء الْبَارِد، وذَرِي اللَّبن لفرسي الَّذِي أحميكِ

باب العين والقاف مع الظاء

بركوبي ظَهره. وعتِيق الطَّير هُوَ الْبَازِي، فِي قَول لبيد: كعتيق الطَّيرِ يُغْضي ويُجَلّ وَقَالَ أَبُو عبيد: العاتق: الْخمر الْقَدِيمَة. قَالَ: وَيُقَال هِيَ الَّتِي لم يفُضَّ ختامَها أحدٌ. وَقَالَ حسَّان: أَو عاتقٍ كَدم الذَّبيح مُدامِ وَقَالَ اللَّيْث: المعتَّقة من أَسمَاء الطِّلاَ وَالْخمر. وَقَالَ الْأَعْشَى: وسَبِيّةٍ ممّا تعتِّق بابلٌ كَدم الذَّبيح سلبتُها جريالَها وبَكْرةٌ عتيقة، إِذا كَانَت نجيبةً كَرِيمَة. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: كل شَيْء بلغ النِّهَايَة فِي جودةٍ أَو رداءةٍ، أَو حُسْنٍ أَو قُبحٍ، فَهُوَ عَتيق وَجمعه عُتُقٌ. قَالَ: والعتيق: التَّمر السِّهريز. قتع: قَالَ اللَّيْث: القَتَع: دُودٌ حُمر تَأْكُل الْخشب، الْوَاحِدَة قَتَعة. وَقيل: القَتَع: الأَرَضة. وَأنْشد: غادرتُهمْ باللِّوى صَرْعَى كأنهُم خُشْبٌ تقصَّف فِي أجوافها القَتَعُ أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: هِيَ السُّرْفة، والقَتَعة، والهِرنِصانة، والْحُطيِّطة، والبُطيِّطة، والسَّرْوَعة، والعَوَانة، والطُّحَنة. أَبُو عبيد: قاتَعه، إِذا قَاتله. وَهِي المقاتعة. (بَاب الْعين وَالْقَاف مَعَ الظَّاء) قعظ: أهمل غيرَ حرفٍ وَاحِد جَاءَ بِهِ العجاج: أُقعِظوا إقعاظا قَالَ اللَّيْث: أقعظَني فلانٌ إقعاظاً، إِذا أدخلَ عَلَيْك مشقَّةً فِي أمرٍ كنت عَنهُ بمَعزِل. (بَاب الْعين وَالْقَاف مَعَ الذَّال) اسْتعْمل من وجوهه: عذق، قذع، ذعق. عذق: قَالَ الأصمعيّ وَغَيره: العَذْق بِالْفَتْح: النَّخلة نَفسهَا؛ والعذق بِالْكَسْرِ: الكِباسة، وَجمعه عُذوق وأعذاق. قَالَ: وأعذَقَ الإذخرُ، إِذا أخرَجَ ثمرَه. وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: عَذَق السَّخبَرُ، إِذا طَال نباتُه، وثمرته عَذَقةٌ. وخَبْراء العَذَق مَعْرُوفَة بِنَاحِيَة الصَّمَّان. وَقَالَ الأصمعيّ: عذَقَ فلانٌ شَاة لَهُ، إِذا علَّق عَلَيْهَا صوفةً يَعرِفُها بهَا. قلت: وَقد سَمِعت غير واحدٍ من الْعَرَب يَقُول اعتذقت بكْرةً لأقتضبَها، أَي أعلمت عَلَيْهَا لنَفْسي. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: اعتذقَ الرجلُ واعتذبَ، إِذا أسبلَ لعمامته عَذَبتين من خلف. وَقَالَ أعرابيٌّ: مِنّا من عُذِق باسمه، أَي شُهر وعُرِف بِهِ. وَيُقَال للَّذي يقوم بِأَمْر النَّخْل وإباره وتذليل عُذوقه: عاذق. وَقَالَ كَعْب بن زُهَيْر يصف نَاقَة لَهُ: تنجو ويقطُر ذِفْراها على عُنقٍ كالجِذْع شذَّب عَنهُ عاذقٌ سَعَفا وَيُقَال: فِي بني فلانٍ عِذْقٌ كهل، أَي عزٌّ قد بلغَ غايتَه، وَأَصله الكِباسة إِذا أينعت،

باب العين والقاف مع الثاء

تضرب مثلا للشرف الْقَدِيم. قَالَ ابنُ مُقْبل: وَفِي غَطَفَانَ عِذْق صِدقٍ ممنَّعٌ على رغم أقوامٍ من النَّاس يانعُ فَقَوله عذقٌ يَانِع، كَقَوْلِك: عِزٌّ كهل، وعِذْقٌ كهل. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: سمعتُ عرّاماً يَقُول: كذبَتْ عَذَّاقته وعذّانته، وَهِي استه. وامرأةٌ عَذَقانة، وشَقَذانة، وغَذَوانةٌ، أَي بذيَّةٌ سليطة. وَكَذَلِكَ امرأةٌ سَلَطانة وسَلَتَانة. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : فلانٌ عَذِق بالقلوب ولَبِق. وطِيبٌ عَذِق، إِذا كَانَ ذكيَّ الرّيح طيّباً. ذعق: قَالَ اللَّيْث: الذُّعاق بِمَنْزِلَة الزُّعاق: المُرّ. سمعنَا ذَلِك من بَعضهم، فَلَا أَدْرِي ألغةٌ هِيَ أَو لُثغة. قلت: وَلم أسمع ذُعاق بِالذَّالِ فِي شَيْء من كَلَام الْعَرَب، وَلَيْسَ بمحفوظٍ عِنْدِي. قذع: جَاءَ فِي الحَدِيث: (من رَوى فِي الْإِسْلَام هجاء مُقْذِعاً فَهُوَ أحد الشاتِمَيْنِ) . والهِجاء المُقْذِع: الَّذِي فِيهِ فُحش وقَذْفٌ وسَبٌّ يقبُح ذِكره. يُقَال أقذعَ فلانٌ لفلانٍ إقذاعاً، إِذا شَتَمه شتماً يُستفحَش، وَهُوَ القَذْع. وَقَالَ اللَّيْث: قذعتُ الرجل أقذَعه قَذْعاً، إِذا رميتَه بالفُحش من القَوْل. قلت: وَلم أسمع قَذَعت بِغَيْر ألفٍ لغير اللَّيْث. وَقَالَ العجّاج: بل أيُّها القائلُ قولا أقذَعا أَرَادَ أَنه أقذَع فِيهِ، وَقيل أقذعا نعتٌ لِلْقَوْلِ، أَرَادَ قولا ذَا قَذَع. وَقَالَ أَبُو زيدٍ عَن الكلابيين: أقذعتُه، بلساني إقذاعاً، إِذا قهرتَه بلسانك. وقذعته بالعصا، إِذا ضربتَه. قلت: أَحسب الَّذِي رُوي لأبي زيد عَن الكلابيين بِالدَّال لَا بِالذَّالِ. وروى أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: قدَعته عَن الْأَمر، إِذا كففته، وأقذعته بِالذَّالِ، إِذا شتمتَه. وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح الغايةُ. وقرأت فِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : تقذَّعَ لَهُ بِالذَّالِ وَالدَّال، وتقذّح وتقزَّح، إِذا استعدَّ لَهُ بالشرّ. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: ذَعقه وزَعقَه، إِذا صَاح بِهِ وأفزعه. قلت: وَهَذَا من زيادات ابْن دُرَيْد. (بَاب الْعين وَالْقَاف مَعَ الثَّاء) قعث، عثق قعث: أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو قَالَ: إِذا حفَن لَهُ من مالِه حَفنةً قَالَ: قَعثْتُ لَهُ قَعثةً. وَقَالَ أَبُو زيد مثله. قَالَ: وَكَذَلِكَ هِثْت هَيْثاً لَهُ، إِذا حَثَوتَ لَهُ. وَقَالَ ابْن المظفر: الإقعاث: الْإِكْثَار من العطيَّة. قلت: وَقد أَبَاهُ الأصمعيّ. وَقَالَ رؤبة فِي أرجوزة لَهُ: أقعَثَني مِنْهُ بسيبٍ مُقْعَثِ لَيْسَ بمنزورٍ وَلَا بريِّثِ وَقَالَ الأصمعيّ: قد أساءَ رؤبة حِين قَالَ (بسَيبٍ مُقْعَثِ) فَجعل سيبَه قعثاً، وَإِنَّمَا

باب العين والقاف مع الراء

القَعْثُ الهيِّن الْيَسِير. وَقَالَ غَيره: يُقَال إِنَّه لقَعيث كثير، أَي وَاسع. ومطر قعيثٌ: غزير. وروى ابْن الْفرج للأصمعي أَنه قَالَ: انقعثَ الجدارُ وانقعر وانقعف، إِذا سقط من أَصله. وروى عَنهُ أَيْضا أَنه قَالَ: اقتعثَ الحافرُ اقتعاثاً، إِذا استخرجَ تُرَابا كثيرا من الْبِئْر. قَالَ أَبُو تُرَاب: وَقَالَ عَرّام: القُعَاث: داءٌ يَأْخُذ الغنَمَ فِي أنوفها. قَالَ: وانقعثَ الشَّيْء وانقعف، إِذا انقلع. عثق: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: سحابٌ متعثِّق، إِذا اختلطَ بعضُه بِبَعْض. وَفِي (لُغَات هُذَيْل) : أعثقت الأرضُ، إِذا أخصبَت. (بَاب الْعين وَالْقَاف مَعَ الرَّاء) عقر، عرق، قرع، قَعْر، رقع، رعق: مستعملات عقر: أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: العاقر الْعَظِيم من الرمل. وَعنهُ عَن الأصمعيّ: العاقر من الرمال: الرَّملة الَّتِي لَا تنبِتُ شَيْئا. وَقَالَ ابْن شُمَيل: يُقَال نَاقَة عقير وجملٌ عَقير. قَالَ: والعَقْر لَا يكون إلاّ فِي القوائم. عَقَره، إِذا قطع قَائِمَة من قوائمه. وَقَالَ الله فِي قصّة ثَمُود: {صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى} (القَمَر: 29) ، أَي تعاطَى الشقيُّ عَقر النَّاقة فبلغَ مَا أَرَادَ. قلت: والعَقْر عِنْد الْعَرَب: كَسْف عرقوب الْبَعِير، ثمَّ جُعِل النَّحر عقراً لأنّ العَقْر سببٌ لنحره، وناحِرُ الْبَعِير يَعقِره ثمَّ ينحره. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين قيل لَهُ يومَ النَّفْر فِي أَمر صفيّة: إِنَّهَا حَائِض، فَقَالَ: (عَقْرى حَلْقَى، مَا أُراها إلاّ حابستَنا) . قَالَ أَبُو عبيد: معنى عَقْرَى عقَرها الله، وحَلْقَى: حَلَقَها. فَقَوله عقَرها يَعْنِي عقر جسَدها. وحَلَقَها: أَصَابَهَا الله بوجعٍ فِي حَلْقها. قَالَ أَبُو عبيد: أصحابُ الحَدِيث يَرْوُونَهُ (عَقْرَى حَلْقَى) ، وَإِنَّمَا هُوَ (عَقْراً حَلْقاً) . قَالَ: وَهَذَا على مَذْهَب الْعَرَب فِي الدُّعَاء على الشَّيْء من غير إرادةٍ لوُقُوعه، لَا يُرَاد بِهِ الْوُقُوع. وَقَالَ شمر: قلتُ لأبي عبيد: لم لَا تجيز عَقْرَى؟ فَقَالَ: لِأَن فعَلَى تَجِيء نعتاً، وَلم تجىء فِي الدُّعَاء. فقلتُ: روى ابْن شُميل عَن الْعَرَب: (مُطَّيرَى) وعَقرى أخفُّ مِنْهَا؟ فَلم يُنكره وَقَالَ: صيِّروه على وَجْهَيْن. وَفِي حَدِيث عمر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لمّا مَاتَ قَرَأَ أَبُو بكر حِين صعِد إِلَى منبره فَخَطب: {يَعْلَمُونَ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيِّتُونَ} (الزُّمَر: 30) قَالَ عمر: (فعَقِرتُ حتّى خَرَرتُ إِلَى الأَرْض) قَالَ أَبُو عبيد: يُقَال عَقِر وبَعِل، وَهُوَ مثل الدَّهَش. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن إِبْرَاهِيم الحربيّ عَن مَحْمُود بن غيلَان عَن النَّضر بن شُمَيْل عَن الهرماس بن حبيبٍ عَن أَبِيه عَن جدِّه قَالَ: بعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عُيينةَ بن بدر حِين أسلمَ الناسُ ودجَا الْإِسْلَام، فهجَم على بني عديّ بن جُندَب بِذَات الشُّقوق، فَأَغَارُوا عَلَيْهِم وَأخذُوا أَمْوَالهم حتّى أحضروها المدينةَ عِنْد نَبِيّ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

فَقَالَت وُفُود بني العنبر أُخِذنا يَا رسولَ الله مُسلمين غيرَ مشْركين حِين خَضْرَمنا النَّعَم. فردَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذراريَّهم وعَقارَ بُيُوتهم. قَالَ أَبُو الْفضل: قَالَ الحربيّ: ردّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذراريَّهم لِأَنَّهُ لم يَرَ أَن يَسبيَهم إلاَّ على أمرٍ صَحِيح، ووجَدَهم مُقِرّين بِالْإِسْلَامِ. قَالَ إِبْرَاهِيم: أَرَادَ بعَقار بُيُوتهم أرَضِيهم. قلت: غلط أَبُو إِسْحَاق فِي تَفْسِير العَقَار هَاهُنَا، وَإِنَّمَا أَرَادَ بعقار بُيُوتهم أمتعةَ بُيُوتهم من الثِّيَاب والأدوات. أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: أَنْشدني أَبُو مَحْضَة قصيدةً وأنشدَني مِنْهَا أبياتاً، فَقَالَ: هَذِه الأبياتُ عَقَار هَذِه القصيدة، أَي خيارُها. قَالَ: وعَقارُ الْبَيْت ونَضَده: متاعُه الَّذِي لَا يبتذَل إِلَّا فِي الأعياد والحقوقِ الْكِبَار. قَالَ: وَمِنْه قيل: البُهْمَى عُقْر الْكلأ، أَي خير مَا رعَت الْإِبِل. وَقَالَ: بيتٌ حسنُ الأَهَرة، والظَّهَرَة، والعَقار. قلت: وَالْقَوْل مَا قَالَ ابنُ الأعرابيّ: وعَقار كلّ شيءٍ: خِيَاره. وَقَالَ أَبُو عبيد: سمعتُ الأصمعيّ يَقُول: عُقر الدَّار: أصلُها فِي لُغَة أهل الْحجاز، فأمّا أهل نجدٍ فَيَقُولُونَ عَقْر. قَالَ: وَمِنْه قيل العَقَار، وَهُوَ الْمنزل، والأرضُ، والضِّياع. [قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: العُقْر والعُقُر، يخفّف ويثقّل: مؤخّر الْحَوْض. قَالَ: وَيُقَال للناقة الَّتِي تشرب من عُقر الْحَوْض عَقِرة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: مَفْرغ الدَّلْو من مؤخّره عُقْره، وَمن مقدَّمه إزاؤه. قَالَ أَبُو عبيد: العَقَاراء: اسْم مَوضِع. وَأنْشد لحميد بن ثَوْر يصف الْخمر: ركودُ الحُميَّا طَلَّةٌ شابَ ماءَها لَهَا من عَقاراء الكروم زَبيبُ قَالَ شمر: ويروى هَذَا الْبَيْت لحميد: (لَهَا من عُقارات الكروم رَبيبُ) . قَالَ: والعُقارات: الْخُمُور. رَبيب، من يربُّها ويملكها. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: العُقار: اسْم للخمر. وروى شمرٌ عَن ابْن الأعرابيّ: سمّيت الْخمر عُقاراً لِأَنَّهَا تَعقِر الْعقل. وَقَالَ غَيره: سمِّيت عُقاراً لِأَنَّهَا تلْزم الدَّنَّ. يُقَال عاقَره، إِذا لازمَه وداومَ عَلَيْهِ. والمعاقرة: الإدمان. وَقيل: سمِّيت عقارا لمعاقرتها الدنَّ، أَي ملازمتها إِيَّاه. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: المِعقَر من الرِّحال: الَّذِي لَيْسَ بواقٍ. قَالَ أَبُو عبيد: لَا يُقَال مِعقَرٌ إلاّ لما كَانَت تِلْكَ عادتَه. فأمّا مَا عَقَر مَرَّةً فَلَا يكون إلاّ عاقراً. قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ أَبُو زيد: سَرج عُقر. وَأنْشد قَول البَعيث: ألحَّ على أكتافهم قَتَب عُقَرْ وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (خَمسٌ مَن قتلهنَّ وَهُوَ حرامٌ فَلَا جُناح عَلَيْهِ: الْعَقْرَب، والفأرة، والغراب، والحِدأ، وَالْكَلب الْعَقُور) . قَالَ أَبُو عبيد: بَلغنِي عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة أَنه قَالَ: مَعْنَاهُ كل سبع عَقور وَلم يخصّ بِهِ الْكَلْب. قَالَ أَبُو

عبيد: وَلِهَذَا يُقَال لكل جارح أَو عَاقِر من السبَاع: كلب عَقور، مثل الْأسد والفهد والنمر وَالذِّئْب وَمَا أشببهَا. قلت: ولنساء الْأَعْرَاب خَرزة يُقَال لَهَا العُقَرَة، يزعمن أنَّها إِذا علِّقت على حَقْو الْمَرْأَة لم تحمل إِذا وطِئت. وَرُوِيَ عَن ابْن بزرج أَنه قَالَ: يُقَال امْرَأَة عَاقِر، وَلَقَد عَقُرت أشدَّ العُقْر، وأعقر الله رَحمهَا فَهِيَ مُعقَرة، وَقد عَقُر الرجل مثل الْمَرْأَة، وَرِجَال عُقُر وَنسَاء عُقر. وَقَالُوا: امْرَأَة عُقَرة مثل هُمَزة، وَهُوَ دَاء فِي الرَّحِم. وَأنْشد ابْن بزرج: سقَى الكلابيُّ العُقيليَّ العُقُرْ قَالَ: والعُقُر: كلُّ مَا شربه إنسانٌ فَلم يُولَد لَهُ، فَهُوَ عُقُر لَهُ. قَالَ: وَيُقَال أَيْضا عَقَرَ وعَقِر، إِذا عَقُر فَلم يحمَل لَهُ. قَالَ: وعُقَرة الْعلم النِّسيان. وَيُقَال عَقرتُ ظهر الدَّابَّة، إِذا أدبرتَه فانعقر، وَمِنْه قَوْله: عقرتَ بَعِيري يَا امْرأ القيسِ فانزلِ وَأما قَوْله: وَيَوْم عقرتُ للعذارى مطيّتي فَمَعْنَاه أنّه نحرها لهنَّ. والعُقْر للمغتَصَبة من الْإِمَاء كمهر الْمثل للحُرَّة. وبَيْضة العُقْر يُقَال هِيَ بَيْضَة الديك، يُقَال إِنَّه يبيض فِي السّنة بَيْضَة وَاحِدَة ثمَّ لَا يعود، يضْرب مثلا للعطِية النَّزْرة الَّتِي لَا يربُّها مُولِيها ببرَ يتلوها. وَقَالَ اللَّيْث: بَيْضَة الْعقر: بَيْضَة الديك، تُنسب إِلَى العُقر لأنَّ الْجَارِيَة الْعَذْرَاء يُبلَى ذَلِك مِنْهَا بَيْضَة الديك، فَيعلم شَأْنهَا، فَتضْرب بَيْضَة الديك مثلا لكلِّ شَيْء لَا يُسْتَطَاع مَسُّه رخاوةً وضعفاً. وخلَّط اللَّيْث فِي تَفْسِير عَقْر الدَّار وعُقْر الْحَوْض، فَخَالف بِمَا قَالَ الأئمةَ، وَقد أمضيت تفسيرهما على الصِّحَّة، وَلذَلِك أضربت عَن ذكر مَا قَالَ اللَّيْث. قَالَ: وَقَالَ الْخَلِيل: سمعتُ أعرابيّاً من أهل الصَّمَّان يَقُول: كلُّ فُرجة تكون بَين شَيْئَيْنِ فَهُوَ عَقْر وعُقْر لُغَتَانِ. قَالَ: وَوضع يَدَيْهِ على قائمتي الْمَائِدَة وَنحن نتغدَّى فَقَالَ: مَا بَينهمَا عُقْر. قَالَ والعَقْر: الْقصر الَّذِي يكون مُعْتَمدًا لأهل الْقرْيَة. وَقَالَ لبيد: كعَقْر الهاجريّ إِذا ابتناه بأشباهٍ حُذِينَ على مثالِ وَقَالَ غَيره: العَقْر: الْقصر على أيّ حَال كَانَ. وَقَالَ اللَّيْث: الْعقر: غيم ينشأ من قِبَل الْعين فيغشى عين الشَّمْس وَمَا حواليها. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: الْعقر غيمٌ ينشأ فِي عُرض السَّمَاء ثمَّ يقصِدُ على حياله من غير أَن تبصره إِذا مرَّ بك، وَلَكِن تسمع رعدَه من بعيد. وَأنْشد لحميد بن ثَوْر يصف نَاقَة: وَإِذا احزألَّت فِي المُنَاخ رأيتَها كالعَقْر أفرده العَماءُ الممطرُ قَالَ: وَقَالَ بعضُهم: العَقْر فِي هَذَا الْبَيْت: الْقصر، أفردَه العماء فَلم يظَلِّلْه وأضاء لعين النَّاظر لإشراق نور الشَّمْس عَلَيْهِ من

خلال السَّحاب. وَقَالَ بَعضهم: العَقْر: الْقطعَة من الْغَمَام. ولكلَ مقَال؛ لأنَّ قطع السَّحَاب تشبه بالقصور. وأمّا قَول لبيد: لما رأى لُبَدُ النُّسورَ تطايرتْ رفَعَ القوادمَ كالعقير الأعزلِ من رَوَاهُ (العقير) قَالَ: شبَّه النَّسر لمَّا تساقطَ ريشُه فَلم يَطِرْ بفرَسٍ كُسِف عرقوباهُ فَلم يُحضِر. والأعزل: المائل الذنَب. وَقَالَ بَعضهم: عَقْر النَّخْلَة: أَن يُكشَط ليفُها عَن قُلْبها ويُستخرج جَذَبُها، وَهُوَ جُمَّارُها، فَإِذا فُعِل بهَا ذَلِك يَبِسَتْ وَلم تصلح إِلَّا للحطَب. يُقَال عَقر فلانٌ النخلةَ، فَهِيَ معقورة وعقير. ومعاقرة الْخمر: إدمانُ شُربها، أُخذ من عُقر الْحَوْض، وَهُوَ مقَام الْوَارِدَة، فكأنَّ شاربَها يلازم شربهَا ملازمةَ الْإِبِل الْوَارِدَة عُقرَ الْحَوْض حتّى تَروَى. وَيُقَال رفع فلانٌ عقِيرتَه يتغنّى، إِذا رفع صوتَه بالغِناء. وَأَصله أَن رجلا أُصِيب عضوٌ من أَعْضَائِهِ وَله إبلٌ اعتادت حُداءَه، فانتشرت عَلَيْهِ إبلُه فرفَع صَوته بالأنين لما أَصَابَهُ من الْعقر فِي بدنه، فتسمَّعت لَهُ إبلُه فخُيِّلَ إِلَيْهَا أنَّه يَحْدُو بهَا فاجتمعت وراعَتْ إِلَى صَوته، فَقيل لكلِّ مَن رفع صوتَه بِالْغنَاءِ: قد رفَع عقيرتَه. وَأما قَول طُفيل يصف هوادج الظعائن: عَقاراً يظلُّ الطَّيرُ يخطف زهوَه وعالَيْنَ أعلاقاً على كلِّ مُفْأمِ فَإِن الأصمعيّ رفع الْعين من قَوْله (عُقارا) ، وَقَالَ: هُوَ مَتَاع الْبَيْت. وَأما أَبُو زيد وابنُ الأعرابيّ فروياه (عَقارا) بِالْفَتْح، وَقد مرَّ تَفْسِيره فِي حَدِيث الهِرماس. وَقَالَ أَبُو زيد: عَقار الْبَيْت: مَتاعُه الحَسَن. قَالَ: وَيُقَال للنَّخل خاصّة من بَين المَال عَقَار. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: العُقَرة: خَرزةٌ تعلَّق على العاقر لتلد. قَالَ: والقُرَرة: خرزة للعَين. والسُّلْوانة: خرزة للإبغاض بعد المحبّة. وَقَالَ الأصمعيّ: العَقَر: أَن يُسلم الرجل قوائمه فَلَا يقدر أَن يمشيَ من الفَرَق. وَيُقَال رجَعت الحربُ إِلَى عُقْرٍ، إِذا سكنت وعَقْر النَّوى: صرفهَا حَالا بعد حَال. وَقَالَ أَبُو وَجْزةَ: حلّت بِهِ حَلّةً أسماءُ ناجعة ثمَّ استمرت بِعقرٍ من نَوًى قَذَفِ والعَقْر: مَوضِع. والعُقير: قَرْيَة على شاطىء الْبَحْر بحذاء هَجَر. وَقَالَ أَبُو سعيد: المعاقَرة: المُلاعَنة، وَبِه سمَّى أَبُو عبيدةَ كتاب (المعاقرات) . وكلأٌ عُقار: يَعقِر الإبلَ ويقتلُها. قَالَ: وَمِنْه سمِّي الْخمر عُقاراً لِأَنَّهَا تعقر الْعقل. وَقد قَالَه ابْن الأعرابيّ. وعُقْر النَّار: مُعظَمها ووسطها، وَمِنْه قَول الْهُذلِيّ: كأنَّ ظُباتِها عُقُرٌ بعيجُ شبّه النصالَ وحدَّها بالجمرِ إِذا سُخِيَ. وتعقَّر شَحم النَّاقة، إِذا اكتنز كلُّ مَوضِع مِنْهَا شحماً. وَيُقَال عُقِر كلأُ هَذِه الأَرْض،

إِذا أُكل. وَقد أعقرتك كلأَ مَوضِع كَذَا فاعقِره، أَي ارعَهُ. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: العَقَّار والعقاقير: كل نبتٍ ينبُت ممّا فِيهِ شِفَاء يُستَمشى بِهِ. قَالَ: وَلَا يسمَّى شيءٌ من العقاقير فُوهاً، يَعْنِي وَاحِد أَفْوَاه الطِّيب إلاَّ الَّتِي لَهَا رائحةٌ تُشَمُّ. ورُوى عَن الشعبيّ أَنه قَالَ: لَيْسَ على زانٍ عُقرٌ. قَالَ ابْن شُمَيْل: عُقر الْمَرْأَة: مَهرها، وَجمعه أَعقار. وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل: العُقر: الْمهْر. وَقَالَ ابْن المظفَّر: عُقر الْمَرْأَة: دِيَة فرجهَا إِذا غُصِبت فَرجَها. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: عُقر الْمَرْأَة: ثوابٌ تُثابُه المرأةُ من نِكَاحهَا. وَيُقَال عُقِرت ركيّتهم، إِذا هُدمت. وَقَالَ أَبُو عبيد فِي بَاب الْبَخِيل يُعطى مَرّةً ثمّ لَا يعود: (كَانَت بيضةَ الدِّيك) . قَالَ: فَإِن كَانَ يُعطى شَيْئا ثمَّ يقطعهُ آخر الدَّهْر قيل للمرة الْأَخِيرَة: (كَانَت بَيْضَة العُقْر) . عرق: شمر: قَالَ أَبُو عَمْرو: العِراق مياه بني سعد بن مَالك، وَبني مَازِن بن عَمْرو بن تَمِيم. وَيُقَال: هَذِه إبلٌ عراقية. قَالَ: وسمِّيت العِراق عِراقاً لقُربها من الْبَحْر. قَالَ: وَأهل الْحجاز يسمُّون مَا كَانَ قَرِيبا من الْبَحْر عِراقاً. وَيُقَال أعرق الرجلُ فَهُوَ مُعرِقٌ، إِذا أخَذَ فِي بلد العراقِ. وَقَالَ أَبُو سعيد: المُعْرِقة: طريقٌ كَانَت قُرَيْش تسلكه إِذا سَارَتْ إِلَى الشَّام تَأْخُذ على سَاحل الْبَحْر، وَفِيه سلكت عيرُ قُرَيْش حِين كَانَت وقعةُ بدر. وَمن هَذَا قَول عمر لسَلْمان: (أَيْن تَأْخُذ إِذا صَدَرت، أعلَى المُعْرِقة أم عَلى الْمَدِينَة) . وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ أَنه قَالَ فِي تَفْسِير الحَدِيث الَّذِي جَاءَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّه (وقّتَ لأهل الْعرَاق ذَات عِرق) قَالَ: العِراق شاطىء الْبَحْر أَو النَّهر، فَقيل الْعرَاق لأنّه على شاطىء دجلة والفرات حَتَّى يتّصل الْبَحْر، وَهُوَ اسمٌ للموضع. وعَلِمَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنهم سيُسلمون ويحجُّون، فبيَّن ميقاتهم. وَقَالَ اللَّيْث: الْعرَاق: شاطىء الْبَحْر على طوله، وَقيل لبلد الْعرَاق عِراقٌ لِأَنَّهُ على شاطىء دجلة والفرات عِدَاءً حَتَّى يتَّصل بالبحر. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْكسَائي والأصمعي: أعرقنا، أَي أَخذنَا فِي الْعرَاق. وَقَالَ بَعضهم: الْعرَاق مُعَرَّبٌ، وَأَصله إيران فعرّبته الْعَرَب فَقَالَت: عراق. قلت: وَالْقَوْل هُوَ الأوّل. وَقَالَ أَبُو زيد: استعرقت الْإِبِل، إِذا رعَت قُرب الْبَحْر، وكلُّ مَا اتَّصل بالبحر من مَرعًى فَهُوَ عِراق. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو زيد: إِذا كَانَ الجِلد فِي أسافل الْإِدَاوَة مثْنيّاً ثمَّ خُرِزَ عَلَيْهِ فَهُوَ عِراق، فَإِذا سُوِّي ثُمَّ خُرِزَ عَلَيْهِ غير مَثنيَ فَهُوَ طِباب. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: العُرُق: أهل الشّرف، واحدهم عَريق وعَرُوق. قَالَ: والعُرُق: أهل السَّلامة فِي الدّين. وغلامٌ عَريق: نحيف الْجِسْم

خَفِيف الرُّوح. والمِعْرق: حَدِيدَة يُبرَى بهَا العُراق من العِظام. يُقَال عَرقت مَا عَلَيْهِ من اللَّحْم بمِعرق، أَي بشفرة. وَفِي حديثٍ مَرْفُوع أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُتِيَ بعَرَقٍ من تَمْر. هَكَذَا رَوَاهُ ابْن جَبَلة وَغَيره عَن أبي عُبيد، وَأَصْحَاب الحَدِيث يخفّفون فَيَقُولُونَ عَرْق. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيّ: العَرَق: السَّفيفة المنسوجة من الخُوص قبل أَن يسوَّى مِنْهَا زَبيلٌ، فسمِّي الزَّبيل عَرَقاً لذَلِك، وَيُقَال لَهُ عَرَقَةٌ أَيْضا. قَالَ: وَكَذَلِكَ كلُّ شَيْء يصطفُّ، مثل الطَّير إِذا اصطفَّتْ فِي السَّمَاء، فَهُوَ عَرَقة. وَقَالَ غَيره: وَكَذَلِكَ كلُّ شَيْء مضفورٍ عَرْضاً فَهُوَ عَرَق. وَقَالَ أَبُو كَبِير الهذليّ: نغدو فنترك فِي المزاحف مَن ثَوى ونُمِرُّ فِي العَرقات من لم نقتلِ يَعْنِي نأسرهم فنشُدُّهم فِي العَرَقات، وَهِي النُّسوع. وَفِي حَدِيث آخر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (قَالَ مَن أَحْيَا أَرضًا مَيْتةً فَهِيَ لَهُ، وَلَيْسَ لعرقٍ ظالمٍ حقّ) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ هِشَام بن عُرْوَة وَهُوَ الَّذِي روى الحَدِيث العِرق الظَّالِم: أَيْن يَجِيء الرجل إِلَى أَرض قد أَحْيَاهَا رجلٌ قبلَه فيَغرِس فِيهَا غَرساً، أَو يُحدث فِيهَا شَيْئا ليستوجب بِهِ الأَرْض. فَلم يَجْعَل لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِهِ شَيْئا، وَأمره بقلع غِراسه وَنقض بنائِهِ، وتفريغه لمَالِكه. وَفِي حَدِيث آخر رُوي عَن عِكراش بن ذُؤَيْب أَنه قدم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بإبلٍ من صَدَقات قومه كَأَنَّهَا عُروق الأرطَى. قلت: عُروق الأرطى طِوالٌ ذاهبةٌ فِي ثرى الرمال الممطورة فِي الشتَاء، ترَاهَا إِذا استُخرِجت من الثَّرى حُمراً تقطر مَاء وفيهَا اكتناز. فشبَّه الْإِبِل فِي ألوانها وسمنها وحسنها واكتناز لحومها وشحومها، بعُروق الأرطى. وعُروق الأرطى يقطُر مِنْهَا الماءُ لانسرابها فِي رِيّ الثَّرى الَّذِي انسابت فِيهِ. والظِّباء وبقر الْوَحْش تَجِيء إِلَيْهَا فِي حَمْرَاء القيظ فتستثيرها من مساربها وتترشّف ماءها، فتَجزأ بِهِ عَن وُرُود المَاء. وَقَالَ ذُو الرّمة يصف ثوراً حفر أصل أَرْطَاة ليكنس فِيهِ من الحَر فَقَالَ: تَوخّاه بالأظلاف حتّى كأنّما يُثير الكُبابَ الجعدَ عَن مَتنِ مِحمَلِ الكُباب: مَا تكبَّب من الثرى وجَعُد لرطوبته. والمِحْمَل: حِمالة السَّيف من السُّيور. شبّه حمرةَ عروقِ الأرطى بحمرتها. وَفِي حَدِيث آخر أنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (دخل على أمِّ سَلمَة وَتَنَاول عَرْقاً ثمَّ صلَّى وَلم يتَوَضَّأ) . العَرْق جمعُه عُراق، وَهِي الْعِظَام الَّتِي اعترِق مِنْهَا هَبْر اللَّحْم وبقيَ عَلَيْهَا لحومٌ رقيقَة طيّبة، فتكسَّر وتُطبَخ، وَيُؤْخَذ إهالتها من طُفاحتها، ويؤكل مَا على الْعِظَام من عُوَّذ اللَّحْم الرَّقِيق، ويُتمَشش مُشاشُها. ولحمُها من أمرأ اللُّحمان وأطيبها. يُقَال عرقت الْعظم وتعرَّقته واعترقتُه، إِذا أخذت اللحمَ عَنهُ نَهْساً بأسنانك. وعظمٌ معروق، إِذا نُفِيَ عَنهُ لحمُه. وَأنْشد أَبُو عبيد لبَعض الشُّعراء:

وَلَا تُهدِي الأمرَّ وَمَا يَلِيهِ وَلَا تُهدِنَّ معروقَ العظامِ والعُرام مثل العُراق، قَالَه الرياشيّ. يُقَال عَرَمت الْعظم أعرُمه. قَالَ: والعِظامُ إِذا كَانَ عَلَيْهَا شَيْء من اللَّحْم تسمَّى عُراقا. وَإِذا جرِّدت من اللَّحْم تسمَّى عُراقاً أَيْضا، وَهُوَ قَول أبي زيد. وفرسٌ معروق ومُعتَرق، إِذا لم يكن على قصبه لحْمٌ. وَقَالَ الشَّاعِر: قد أشهد الغارةَ الشَّعواءَ تَحملني جرداءُ معروقة اللَّحيينِ سُرحُوبُ وَإِذا عرِي لَحْياها من اللَّحْم فَهُوَ من عَلَامَات العِتْق. وَفرس معرَّق، إِذا كَانَ مضمَّراً، يُقَال عرّق فرسَه تعريقاً، إِذا أجراه حَتَّى سَالَ عَرقُه وضَمَر وَذهب رَهَلُ لَحْمه. والعريق من الْخَيل: الَّذِي لَهُ عِرْقٌ كريم. وَقد أعرقَ الفرسُ، إِذا صَار عريقاً كَرِيمًا. وَالْعرب تَقول: إنَّ فلَانا لمُعرَقٌ لَهُ فِي الْكَرم، وَفِي اللؤم أَيْضا. وَيُقَال أعرق فِي أَعْمَامه وأخواله وعرَّقُوا فِيهِ. وَقَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز: إِن امْرأ لَيْسَ بَينه وَبَين آدم أبٌ حَيٌّ لمُعْرَق لَهُ فِي الْمَوْت. وَيُقَال أعرقتِ الشجرةُ، إِذا انساب عروقُها فِي الأَرْض. وتعرّقَتْ مثله. وَالْعُرُوق: عُروق نباتٍ فِيهَا صُفرة يصْبغ بهَا. وَمِنْهَا عروق حُمر يصبَغ بهَا أَيْضا. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: العَرَقة: الطُّرَّة. تنسج على جَوَانِب الفُسطاط. والعَرَقة: خَشَبَة تُعرض على الْحَائِط بَين اللَّبِن. وجَرَى الْفرس عَرَقاً أَو عَرَقين، أَي طَلَقاً أَو طَلَقين. والمُعْرَق من الشَّرَاب: الَّذِي قُلِّل مِزاجُه، كأنّه جُعل فِيهِ عِرقٌ من المَاء. والعَرَق: السَّطْر من الْخَيل، وَهُوَ الصفّ. وَقَالَ طُفيلٌ الغَنَوَيُّ يصف الْخَيل: كأنّهنَّ وَقد صَدَّرن مِن عَرَقٍ سيدٌ تمَطَّرُ جُنْحَ اللَّيلُ مبلولُ قَالَ شمِر: صدَّرن، أَي أخرجن صدورهنَّ من الصفّ، زعم ذَلِك أَبُو نصر. قَالَ: وَخَالفهُ ابنُ الْأَعرَابِي فَرَوَاهُ (صُدِّرنَ من عَرَق) ، أَي صُدِّرن بَعْدَمَا عَرِقْن، يذهب إِلَى العَرَق الَّذِي يخرج منهنَّ إِذا أُجرِينَ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: أعرقت الكأس وعرّقتها، إِذا أقللتَ ماءها. وَأنْشد قَول الْقطَامِي: ومصرَّعِينَ من الكَلالِ كأنَّما شرِبوا الطِّلاءَ من الغبوقِ المُعْرَقِ قَالَ: وعرَّقت فِي الدَّلو وأعرقت فِيهَا، إِذا جعلتَ فِيهَا مَاء قَلِيلا وَأنْشد هُوَ أَو غَيره: لَا تملأ الدَّلوَ وعرِّقْ فِيهَا ألاَ تَرَى حَبارَ من يسقيها وَفِي حَدِيث عمر أَنه قَالَ: (ألاَ لَا تُغالوا صُدُقَ النِّساء فإنّ الرجل يغالي بصداقها حَتَّى يَقُول جَشِمتُ إليكِ عَرَق القِربة) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْكسَائي: عَرَق القِربة: أَن يَقُول نَصِبتُ لكِ وتكلَّفتُ حَتَّى عرِقتُ كعرَق القِربة. وعَرَقَها: سيلان مَائِهَا. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: عَرَق القِربة: أَن يَقُول تكلَّفتُ إِلَيْك مَا لم يبلغهُ أحدٌ حتّى جَشِمتُ مَا لَا يكون؛ لِأَن الْقرْبَة لَا تعرق.

وَهَذَا مثلُ قَوْلهم: (حتّى يَشيب الغُرابُ ويبيضَّ القار) وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: عَرَق القِربة وعلَقها وَاحِد، وَهُوَ مِعلاقٌ تُحمَل بِهِ القِربة. قَالَ: وَيُقَال فلانٌ عِلْق مَضِنَّةٍ وعِرقُ مَضَنَّةٍ، بِمَعْنى وَاحِد، سمِّي عِلْقاً لأنّه عَلِق بِهِ لحبِّه إِيَّاه. يُقَال ذَلِك لكلِّ مَا أحبَّه. وَقَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ الأصمعيّ: عَرَق الْقرْبَة كلمة مَعْنَاهَا الشدَّة. قَالَ: وَلَا أَدْرِي مَا أَصْلهَا. وَأنْشد قَول ابْن الْأَحْمَر: لَيست بمَشْتَمةٍ تُعدُّ وعَفوُها عَرَق السِّقاء على القَعود اللاغبِ قَالَ أَبُو عبيد: أَرَادَ أنّه يسمع الكلمةَ تغيظه وَلَيْسَت بمشتمةٍ فَيَأْخُذ بهَا صَاحبهَا وَقد أُبلِغَتْ إِلَيْهِ كعَرَق السِّقاء على القَعود اللاغب وَأَرَادَ بالسِّقاء الْقرْبَة. وَقَالَ شمر: والعَرَق: النَّفْع والثَّواب. تَقول الْعَرَب: اتَّخذْت عِنْد فلانٍ يدا بَيْضَاء وَأُخْرَى خضراءَ فَمَا نِلتُ مِنْهُ عَرَقاً. وَأنْشد: سأجعلُه مكانَ النُّون منِّي وَمَا أُعطِيتُه عَرَقَ الخلالِ يَقُول: لم أُعطَه للمخالَّة والموادَّة كَمَا يُعطى الخليلُ خليلَه، ولكنّي أخذتُه قَسراً. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: يُقَال لقيتُ مِنْهُ ذاتَ العَرَاقِي، وَهِي الداهية. قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال للخشبتين اللَّتَيْنِ تُعرَضان على الدَّلو كالصَّليب: العَرْقُوَتان، وَهِي العَراقي. وَقَالَ الكسائيّ: يُقَال إِذا شددتهما عَلَيْهَا: قد عَرقَيتُ الدَّلوَ عَرقاةً. وَقَالَ الأصمعيّ أَيْضا: العَرقوتان: الخشبتان اللَّتَان تضُمّان مَا بَين وَاسِط الرّحل والمؤخّرة. وَالْعرب تَقول فِي الدُّعاء على الرجُل: استأصل الله عِرقاتَهُ، ينصبون التَّاء لأَنهم يجعلونها وَاحِدَة مُؤَنّثَة. وَقَالَ اللَّيْث: العِرقاة من الشّجر أرومُه الْأَوْسَط، وَمِنْه تنشعب العروقُ، وَهِي على تَقْدِير فِعلاة. قلت: وَمن كسر التَّاء فِي مَوضِع النصب وَجعلهَا جمع عِرْقةٍ فقد أَخطَأ. وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن شُمَيْل: العَرقُوة أكَمة تنقاد لَيست بطويلة فِي السَّماء، وَهِي على ذَلِك تُشرِف على مَا حولهَا، وَهِي قريبٌ من الرَّوض أَو غير قريب من الرّوض. قَالَ: وَهِي مُخْتَلفَة، مكانٌ مِنْهَا ليِّن ومكانٌ مِنْهَا غليظ، وَإِنَّمَا هِيَ جانبٌ من أرضٍ مستوية، مشرفٌ على مَا حوله. والعَرَاقي: مَا اتَّصل من الإكام وآضَ كأنّه حَرفٌ واحدٌ طَوِيل على وَجه الأَرْض. وَأما الأكمة فَإِنَّهَا تكون ملمومة. وَأما العَرقُوةُ فتطول على وَجه الأَرْض وظهرِها، قَليلَة الْعرض، لَهَا سَنَدٌ، وقُبْلها نِجافٌ وبِرَاقٌ، لَيْسَ بسهلٍ وَلَا غليظ جدا، يُنبت، فأمّا ظَهره فغليظٌ خَشِنٌ لَا يُنبت خيرا. وَقَالَ أَبُو خيرة: العَرقُوة والعَراقي: مَا غلُظ مِنْهُ فمنعَكَ من عُلوِّه. قلت: وَبهَا سمِّيت الدَّاهيةُ الْعَظِيمَة ذاتَ الْعِرَاقِيّ، وَمِنْه قَول عوفِ بن الْأَحْوَص: لقِينا من تدرُّئكم علينا وقَتْلِ سَراتنا ذاتَ العَرَاقي

وَيُقَال: إنّ بغنَمك لعِرْقاً من لبن، قَلِيلا كَانَ أَو كثيرا. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العِراق تقَارب الخَرْز، يضْرب مثلا لِلْأَمْرِ فَيُقَال: لأَمره عِرَاقٌ، إِذا اسْتَوَى. وَإِذا لم يستو قيل: لَيْسَ لأَمره عِراق. وَيُقَال عَرَقْت القربةَ فَهِيَ معروقة من العِراق. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال مَا أكثَرَ عَرَقَ غنمِه، إِذا كثُر لبنُها عِنْد ولادِها. وَقَالَ اللَّيْث: اللبَن: عَرَق: بتحلَّب فِي الْعُرُوق حتَّى ينتهيَ إِلَى الضَّرْع. وَقَالَ الشمّاخ يصف إبِلا: تُضحي وَقد ضَمِنَتْ ضَرّاتُها عَرَقاً من ناصع اللَّون حُلو الطَّعم مجهودِ قلت: وَرَوَاهُ الرواةُ (غُرَقاً) ، وَهُوَ جمع الغُرقة، وَهِي الجُرعة من اللَّبَن. وَقَالَ اللَّيْث: لبَن عَرِقٌ، وَهُوَ الَّذِي يُخضُّ فِي السِّقاء ويعلَّق على الْبَعِير لَيْسَ بَينه وَبَين جنب الْبَعِير وِقاء، فيعرق وَيفْسد طعمُه من عَرَقه. قَالَ: والعِرق: الحَبْل الصَّغِير. وَقَالَ الشماخ: مَا إنْ يزَال لَهَا شأوٌ يقدِّمها مُحرَّبٌ مثلُ طوطِ العِرق مجدولُ وَفِي (النَّوَادِر) : يُقَال تركتُ الحقَّ مُعْرِقاً وصادحاً، وسائحاً، أَي لائحاً بيّناً. أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: عَرَق فِي الأَرْض عُروقاً، إِذا ذهبَ فِيهَا. وَقَالَ غَيره: العِرْق الْوَاحِد من أعراق الْحَائِط؛ يُقَال رفَع الْحَائِط بعِرقٍ أَو عِرْقين. ورجلٌ عُرَقةٌ: كثير العَرَق. وَقد تعرَّقَ فِي الحمّام. قَعْر: قَالَ الله جلّ وعزّ: {النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ} (القَمَر: 20) معنى المنقعر المنقلع من أَصله. وَقَالَ ابْن السكّيت: يُقَال قعرتُ النخلةَ، إِذا قلعتَها من أَصْلهَا حتّى تسقُط. وَقد انقعرت هِيَ. وَقَالَ لبيد يرثي أَخَاهُ: وأربَدُ فارسُ الهيجا إِذا مَا تقعّرت المَشاجر بالفئامِ وَأَخْبرنِي الإياديّ عَن شمر عَن ابْن الأعرابيّ أنّه قَالَ: صحّف أَبُو عُبَيْدَة فِي مجلسٍ واحدٍ فِي ثَلَاثَة أحرف فَقَالَ: ضَربته فانعقر، وَإِنَّمَا هُوَ فانقعر. وَقَالَ: فِي صَدره حَشك وَالصَّحِيح حَسَك. وَقَالَ: شُلَّت يدُه، وَالصَّوَاب شَلَّت يَده. أَبُو عبيدٍ عَن الكسائيّ: إناءٌ نَصْفانُ وشَطْرانُ: بلغ مَا فِيهِ شَطرَه، وَهُوَ النِّصف. وإناءٌ قَعرَانُ: فِي قَعْره شَيْء. ونَهْدَانُ، وَهُوَ الَّذِي علا وأشرفَ. والمؤنّث من هَذَا كلِّه فَعْلَى. وَقَالَ الكسائيّ: قَعَرْتُ الإِناءَ، إِذا شربتَ مَا فِيهِ حتّى تَنْتَهِي إِلَى قَعْرهِ. وأقعرْت الْبِئْر، إِذا جعلتَ لَهَا قعراً. وَيُقَال بِئْر قَعِيرة، وَقد قَعُرتْ قَعارةً. وقَعَرتُ شَجَرَة من أَرومتها فانقعرت. وَامْرَأَة قعيرةٌ وقَعِرةٌ، نَعتُ سَوءٍ فِي الْجِمَاع. وقَعر كلِّ شيءٍ: أقصاه. وقعَّر الرجلُ، إِذا روّى فَنظر فِيمَا يَغمُضُ من الرَّأْي حتَّى يَسْتَخْرِجهُ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: القَعَر: الْعقل التامّ. وَيُقَال هُوَ يتقعَّر فِي كَلَامه، إِذا كَانَ يتنحَّى وَهُوَ لحَّانة، ويتعاقل وَهُوَ هِلباجة. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال مَا خرجَ من أهل هَذَا القعر أحَدٌ مثله، كَقَوْلِك: من أهل هَذَا

الْغَائِط، مثل الْبَصْرَة والكوفة. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: قَالَت الدُّبيرية: القَعْر: الجَفْنة، وَكَذَلِكَ المِعجَن، والشِّيزى والدَّسيعة. روى ذَلِك الْفراء عَن الدُّبيريّة. قرع: يُقَال أقرعت بَين الشُّركاء فِي شَيْء يقتسمونه فاقترعوا عَلَيْهِ وتقارعوا فقرعَهم فلَان وَهِي القُرعة. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّ رجلا أَعتق ستّةَ أعبدٍ لَهُ عِنْد مَوته لَا مَال لَهُ غَيرهم، قأقرعَ بَينهم وَأعْتق اثْنَيْنِ وأرَقَّ أَرْبَعَة. ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي. قَالَ القَرَع والسَّبَق والنَّدَب: الخَطَر الَّذِي يُستَبَقُ عَلَيْهِ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: القَرَع: بثْرٌ يخرج بأعناق الفُصلان وقوائمها، فَإِذا أَرَادوا أَن يعالجوها نَضَحوها بِالْمَاءِ ثمَّ جرُّوها فِي التُّراب. يُقَال قرَّعت الفصيلَ تقريعاً. وَقَالَ أَوْس بن حجَر يذكر الْخَيل: لَدَى كلِّ أخدُود يغادرنَ دارِعاً يُجَرُّ كَمَا جُرَّ الفصيلُ المُقَرَّعُ وَمن أمثالهم السائرة: (استنَّتِ الفِصالُ حتَّى القَرْعَى) ، يُضرب مثلا لمن تعدَّى طورَهُ وادّعى مَا لَيْسَ لَهُ. وَقَالَ شمر: العوامُّ يَقُولُونَ: (هُوَ أحَرُّ من القَرْع) ، وَإِنَّمَا هُوَ من القَرَع. والقَرَع: قَرَعُ الفِناء من المرعى، وقَرَعُ مأوى المَال ومُراحها من المَال. وَيُقَال أَيْضا قَرِعَ فِناءُ فلانٍ، إِذا لم تكن لَهُ غاشيةٌ يَغْشَونه. وَقَالَ الهذليّ: وخذَّالٌ لمَوْلَاهُ إِذا مَا أَتَاهُ عائلاً قَرِع المُراحِ والقَرَع: قرَع الكرش، وَهُوَ أَن يذهب زئبُره ويرقّ فِي شدّة الحرّ. والقَرَع: قَرَع الرَّأْس، وَهُوَ أَن يَصلَع فَلَا يبْقى على رَأسه شعر، يُقَال رجلٌ أَقرع وَامْرَأَة قرعاء. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: قرعاء الدَّار: ساحتها. وَقَالَ النَّضر: أَرض قرِعة: لَا تنْبت شَيْئا. والقرعاء: مَنْهَلة من مناهل طَرِيق مَكَّة بَين العَقَبة والعُذَيب. وَجَاء فلانٌ بالسَّوءَة القرعاء والسَّوءة الصَّلعاء، وَهِي المنكشفة. وأصبحت الرياضُ قُرْعاً: قد جَرَدتها الْمَوَاشِي فَلم تَدَع بهَا شَيْئا من الْكلأ. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (يَجِيء كنز أحدهم يَوْم الْقِيَامَة شجاعاً أقرعَ لَهُ زَبيبتان) قَالَ أَبُو عَمْرو: هُوَ الَّذِي لَا شعرَ على رَأسه. وَقَالَ أَبُو عبيد: والشُّجاع: الحيّة، وَسمي أقرعَ لأنَّه يَقرِي السّمَّ ويجمعه فِي رَأسه حتَّى يتمعَّط مِنْهُ فروةُ رَأسه. وَقَالَ ذُو الرمّة يصف حيّة: قرى السمَّ حتّى انمازَ فروةُ رأسِه عَن الْعظم صِلٌّ فاتك اللَّسعِ ماردُه وَقَالَ أَبُو عَمْرو: أمّا قَوْلهم ألفٌ أقرعُ فَهُوَ التَّامّ. وَقَالَ ابْن السّكيت: تُرسٌ أقرعُ، إِذا كَانَ صُلباً، وَهُوَ القَرَّاع أَيْضا. وَقَالَ أَبُو قيس ابْن الأسلت:

ومُجْنأ أسمرَ قرّاعِ وَقَالَ آخر: فَلَمَّا فَنَى مَا فِي الْكَتَائِب ضاربوا إِلَى القُرْع من جِلد الهِجانِ المجوَّبِ أَي ضَربوا بِأَيْدِيهِم إِلَى التِّرَسةِ لمّا فنيت سهامُهم. وفَنَى بِمَعْنى فَنِيَ فِي لُغَة طيِّىء. وقِدْح أَقرع، وَهُوَ الَّذِي حُكَّ بِالحصى حتّى بَدَت سَفاسِقُه، أَي طرائقه. وعُودٌ أَقرع، إِذا قَرِع من لحائه. والقريع: الْفَحْل الَّذِي يُصَوَّى للضِّراب. وَيُقَال فلانٌ قَرِيعُ الكتِيبة وقِرِّيعها، أَي رئيسها. وَقَالَ ابْن السّكيت: قريعةُ الْبَيْت: خير مَوضِع فِيهِ، إِن كَانَ فِي حَرَ فخيارُ ظِلِّه، وَإِن كَانَ فِي برد فخيار كِنِّه. وقُرعة كلِّ شَيْء خيارُه. وَيُقَال إنّ نَاقَتك لقريعة، أَي مؤخرة للضَّبَعة. وَقد قَرَع الْفَحْل الناقةَ، إِذا ضربَها. واستقرعت النَّاقة، إِذا اشتهت الضراب، وَكَذَلِكَ الْبَقَرَة. والقُرعة: الجِرابُ الْوَاسِع يُلقَى فِيهِ الطّعام. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: القُرعة: الجرابُ الصَّغِير، وَجَمعهَا قُرَعٌ، رَوَاهُ ثَعْلَب عَن عَمْرو عَن أَبِيه. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن الْحَرْبِيّ أَنه قَالَ فِي حَدِيث عمّار قَالَ: قَالَ عَمْرو بن أَسد بن عبد العُزَّى حِين قيل لَهُ: مُحَمَّد يخْطب خَدِيجَة، قَالَ: نِعم البُضْع لَا يُقرَع أَنفه. قَالَ أَبُو إِسْحَاق: قَوْله (لَا يُقرَع أَنفه) كَانَ الرجل يَأْتِي بِنَاقَة كَرِيمَة إِلَى رجل لَهُ فحلٌ يسْأَله أَن يُطرقَها فحلَه، فإنْ أخرجَ إِلَيْهِ فحلاً لَيْسَ بكريمٍ قرعَ أَنفه وَقَالَ: لَا أريده. وَهُوَ مَثلٌ للخاطب الكفيء الَّذِي لَا يُرَدُّ إِذا خطبَ كريمةَ قوم. وَفِي حَدِيث آخر: (قَرِع المسجدُ حِين أصيبَ أصحابُ النَّهْر) . قَالَ الْحَرْبِيّ: معنى قَوْله (قَرِع المسجدُ) أَي قلّ أَهله، كَمَا يَقرع الرأسُ إِذا قلَّ شعره. وَفِي حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه لما أَتَى على مُحَسِّر (قَرَع راحلتَه) ، أَي ضربهَا بِسَوْطِهِ. قَالَ: وحدّثني أَبُو نصر عَن الْأَصْمَعِي، يُقَال (العَصَا قُرِعتْ لذِي الْحلم) ، يَقُول: إِذا نُبِّه انتبَه. وَأنْشد: لِذِي الحلمِ قبلَ الْيَوْم مَا تُقرَعُ الْعَصَا وَمَا عُلِّم الإنسانُ إلاّ ليعلما قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال فلانٌ لَا يُقرع، أَي لَا يرتدع. قَالَ: وقَرَع فلانٌ سِنَّهُ ندماً. وأنشدنا أَبُو نصر: وَلَو أنّي أطعتُك فِي أمورٍ قَرعتُ ندامةً من ذَاك سِنّي قَالَ. وَأَخْبرنِي أَبُو نصر عَن الأصمعيّ قَالَ: قَارِعَة الطَّرِيق: ساحتُها. وقَرِع المُراح، إِذا لم يكن فِيهِ إبل. وقارعة الطَّرِيق: أَعْلَاهُ. وَأنْشد لبَعْضهِم، وَيُقَال إِنَّه لعمر بن الخطَّاب: مَتى ألقَ زِنباعَ بن رَوحٍ ببلدة لي النِّصف مِنْهَا يَقرع السنَّ مِن نَدَم وَكَانَ زنباع بن رَوْح فِي الْجَاهِلِيَّة ينزلُ مَشارفَ الشَّام، وَكَانَ يَعْشُر من مَرَّ بِهِ، فخرجَ فِي تِجَارَة إِلَى الشَّام وَمَعَهُ ذَهَبَة قد

جعلهَا فِي دَبِيل وألقَمَها شارفاً لَهُ، فَنظر إِلَيْهَا زنباعٌ تَذرِف عَيناهَا فَقَالَ: إنّ لَهَا لشأناً. فنحرها وَوجد الذهبةَ، فعَشَرها، فَقَالَ عمر هَذَا الْبَيْت. وَفِي حَدِيث آخر أَن عُمر أَخذ قَدَحَ سَويقٍ فشرِبَه حَتَّى قرعَ القدحُ جبينَه. قَالَ إِبْرَاهِيم: يُقَال قرعَ الْإِنَاء جبهةَ الشارِبِ، إِذا استوفَى مَا فِيهِ. وَأنْشد: كأنَّ الشُّهبَ فِي الآذان مِنْهَا إِذا قَرَعوا بحافتها الجبينا قَالَ: وَفِي حَدِيث أبي أُمَامَة أَن النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (مَن لم يغْزُ أَو يجهِّزْ غازياً أَصَابَهُ الله بقارعة) . قَالَ: وَأَخْبرنِي أَبُو نصر عَن الْأَصْمَعِي: يُقَال أَصَابَته قَارِعَة، يَعْنِي أمرا عَظِيما يقرعُه. وَقَالَ الكسائيّ: القارِعةُ: الْقِيَامَة. وَقَالَهُ الْفراء. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: والقرَّاع: طَائِر لَهُ منقارٌ غليظ أعقف، يَأْتِي العُودَ اليابسَ فَلَا يزَال يَقرعُه حَتَّى يدخُلَ فِيهِ. قَالَ: واقتُرِع فلانٌ، إِذا اختير، وَمِنْه قيل للفحل قريع. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: القِراع: أَن يَأْخُذ الرجل النَّاقة الصَّعبةَ فيُربِضَها للفحل فيبسُرها. يُقَال قرِّع لجملِك. وقريعة الْإِبِل: كريمتها. والمُقْرَع: الْفَحْل يُعقَل فَلَا يُترك أَن يضْرب فِي الْإِبِل، رَغْبَة عَنهُ. قَالَ: وتميمٌ تَقول: خُفَّانِ مُقْرَعانِ، أَي مُنقلان. وأقرعت نَعْلي وخُفِّي، إِذا جعلتَ عَلَيْهَا رُقعةً كثيفة. قَالَ: والقريع من الْإِبِل: الَّذِي يَأْخُذ بِذِرَاع النَّاقة فينيخها. وَأَخْبرنِي أَبُو نصرٍ عَن الأصمعيّ قَالَ: إِذا أسرعت الناقةُ اللَّقَح فَهِيَ مِقراع. وَأنْشد: ترى كلَّ مِقراعٍ سريعٍ لقاحُها تُسِرُّ لِقاحَ الْفَحْل ساعةَ تُقرَعُ وقرعَ التَّيْسُ العَنْز، إِذا قفطَها. أَبُو عبيد عَن الأمويّ: يُقَال للضأن قد استوبلت، وللمعزى استدَرَّت. وللبقر: استقرعت، وللكلبة: استحرمت. وَقَالَ النَّضر: القَرْعة: سِمَةُ على أيبَسِ السَّاق، وَهِي رَكزَةٌ بِطرف المِيسَم، وربَّما قُرعَ قرعَة أَو قرعتين. وبعير مقروع وإبل مقرّعة. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: يُقَال فلَان لَا يُقرَع، أَي لَا يرتدِع. فَإِذا كَانَ يرتدع قيل رجلٌ قَرِع وَيُقَال أقرعته، إِذا كففتَه. وَقَالَ رؤبة: دَعني فقد يُقرِع للأضزِّ صكَّى حجاجَيْ رأسِه وبَهزي وَقَالَ أَبُو سعيد: يُقَال فلانٌ مُقْرِعٌ لَهُ ومُقْرِن لَهُ، أَي مطيق، وَأنْشد بَيت رؤبة هَذَا. فقد يكون الإقراع كفّاً، وَيكون إطاقةً. وَقَالَ رؤبة فِي الكفّ: أقرعَه عنّي لجامٌ يُلجمُه أَبُو عبيد عَن الْفراء: أقرعتُ إِلَى الحقِّ إقراعاً، إِذا رجعتَ إِلَيْهِ. وَقَالَ ابنُ السّكيت: قرَّع الرجلُ مكانَ يَده من الْمَائِدَة فَارغًا، أَي جعله فَارغًا. أَبُو عبيد عَن الْفراء: بتُّ أتقرَّعُ البارحةَ، أَي أتقلَّب. قَالَ: وقرّعتُ الْقَوْم، أَي أقلقتُهم. وَأنْشد الْفراء: يقرِّع للرِّجَال إِذا أتَوه ولِلنِّسوان إِن جئن السَّلامُ

وَقَالَ غَيره: قرّعتُ الرجلُ إِذا وبَّختَه وعذَلته. ومرجعه إِلَى مَا قَالَ الْفراء. واستقرعَ حافرُ الدَّابَّة، إِذا اشتدَّ. واستقرع الكرِشُ، إِذا استوكَعَ. والأكراش يُقَال لَهَا القُرْع. وَقَالَ الرَّاعِي: رعَينَ الحَمْضَ حَمضَ خُناصراتٍ بِمَا فِي القُرع من سَبَل الغوَادِي قيل: أَرَادَ بالقُرع غُدراناً فِي صلابة من الأَرْض. والأكراش يُقَال لَهَا قُرعٌ، إِذا ذهب خَملُها. وَمَكَان أَقرع: شديدٌ صلب، وَجمعه الأقارع. وَقَالَ ذُو الرّمة: كَسا الأكمَ بُهَمَى غَضَّةً حبشيّةً تؤاماً ونُقعانَ الظُّهُور الأقارعِ وَيُقَال أَقرع الْمُسَافِر، إِذا دنا من منزله. وأقرعَ دَارَه آجُرّاً، إِذا فرشَها بالآجرّ. وأقرعَ الشَّرُّ، إِذا دَامَ. وأقرعَ الرجلُ عَن صَاحبه وانقرعَ، إِذا كفّ. وَفِي حَدِيث عَلْقَمَة أَنه كَانَ يقرِّع غنمَه، أَي يُنْزِي التَّيسَ عَلَيْهَا. أَبُو عَمْرو: القَروع من الركايا: الَّتِي تُحفَر فِي الْجَبَل من أَعْلَاهَا إِلَى أَسْفَلهَا. وَقَالَ الفرّاء: هِيَ القليلة المَاء. وأقرعَ الغائص والمائح، إِذا انْتهى إِلَى الأَرْض. والقرّاعة والقدّاحة: الَّتِي يُقتدح بهَا النَّار. والقِراع والمقارعة: الْمُضَاربَة بالسُّيوف. والقَرْع: حَمْل اليقطين. وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يحبُّ القَرْع. وَيُقَال قوارعُ الْقُرْآن: الْآيَات الَّتِي من قَرَأَهَا أمِنَ، مثل آيَة الكرسيّ وآيات آخر سُورَة الْبَقَرَة. وَقَول الله سُبْحَانَهُ: {وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ} (الرّعد: 31) وَقيل فِي التَّفْسِير: سِرّيةٌ من سَرايا رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمعنى القارعة فِي اللُّغَة: النَّازِلَة الشَّدِيدَة تنزِل عَلَيْهِم بأمرٍ عَظِيم؛ وَلذَلِك قيل ليَوْم الْقِيَامَة القارعة. وَيُقَال أنزلَ الله قَرعاءَ وقارعة ومُقْرِعة، وأنزلَ بِهِ بَيْضَاء ومبيضة، وَهِي الْمُصِيبَة الَّتِي لَا تدَعُ مَالا وَلَا غَيره. والمِقْرعة: الَّتِي يُضرَب بهَا الدابّة. والإقراع: صكُّ الْحمير بعضِها بَعْضًا بحوافرها. وَقَالَ رؤبة: أَو مُقْرَعٌ من ركضها دامى الزَّنَقْ عَمْرو عَن أَبِيه: القريع: المقروع. والقريع: الْغَالِب. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: قَرَعَ فلانٌ فِي مِقْرعهِ، وقَلَد فِي مِقْلده، وكَرص فِي مِكرصه، وصَربَ فِي مِصربه، كلُّه السِّقاء والزِّقّ. قَالَ: والمِقْرع: وعاءٌ يُجبَى فِيهِ التَّمر، أَي يجمع. وَقَالَ أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ: يُقَال إِنَّمَا قَرَعناك واقترعناك، وقَرحناك واقترحناك، ومَخَرْناك وامتَخَرْناك، وانتضلناك، أَي اخترناك. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَرِع الرجل إِذا قُمِر فِي النضال. وقَرِع، إِذا افتقرَ. وقرِع، إِذا اتَّعظ. ابْن السّكيت: القَرِيعة والقُرعة: خِيَار المَال. وَيُقَال قد أقرعوه، إِذا أَعْطوهُ خيرَ النَّهب. وَيُقَال نَاقَة قريعة، إِذا كَانَ الْفَحْل يكثر ضرابها ويبطىء لقاحها.

باب العين والقاف مع اللام

رقع: قَالُوا: الرقيع: الرجل الأحمق، سمي رقيعاً لِأَن عقله كأنّه قد أخلقَ واسترمَّ وَاحْتَاجَ إِلَى أَن يُرقَع برُقعة. ورجلٌ مَرْقَعانٌ وامرأةٌ مَرْقَعانة. وَقد رقُع يرقُع رقاعة. وَيُقَال رقَعت الثَّوْب ورقَّعته. وَالسَّمَاوَات السَّبع يُقَال لَهَا سَبْعَة أَرقعَة، كلُّ سماءٍ مِنْهَا رَقعت الَّتِي تَلِيهَا فَكَانَت طَبَقاً لَهَا، كَمَا يُرقّع الثَّوْب بالرُّقعة. وَيُقَال الرَّقيع: السماءُ الدُّنْيَا الَّتِي تلِي الأَرْض، سمِّيت رقيعاً لأنَّها رقِعت بالأنوار الَّتِي فِيهَا. وَيُقَال قَرّعَني فلانٌ بلومِه فَمَا ارتقعت بِهِ، أَي لم أكترثْ لَهُ. ثَعْلَب عَن عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: جوعٌ يَرقُوع ودَيقوع ويُرقوع، إِذا كَانَ شَدِيدا. وَيُقَال رقَع الغرضَ بسهمه، إِذا أَصَابَهُ، وكلُّ إصابةٍ رقْع. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: رَقْعة السَّهم صوتُه فِي الرُّقعة. وَيُقَال رقعَه رقعاً قبيحاً، إِذا شتَمه وهجاه. وَيُقَال رقع ذَنَبه بِسَوْطِهِ، إِذا ضربَه. وَيُقَال: بِهَذَا الْبَعِير رُقعةٌ من جرب ونُقبة من جرب، وَهِي أوَّل الجرب. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال مَا ترتقع مني برقاعِ، أَي مَا تطيعني وَلَا تقبل مِمَّا أنصحك بِهِ شَيْئا. وَيُقَال للَّذي يزِيد فِي الحَدِيث: هُوَ صَاحب تَبْنيق وترقيع وتوصيل، وَهُوَ صاحبُ رَمِيّةٍ: يزِيد فِي الحَدِيث. رعق: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الرَّعيق والرُّعاق والوَعيق: الصَّوْت الَّذِي يُسمَع من بطن الدَّابَّة، وَهُوَ الوُعَاق. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ صَوت جُردانه إِذا تقلقلَ فِي قُنْبِه. وَقَالَ اللَّيْث: الرُّعاق: صوتٌ يُسمَع من قُنب الدابّة كَمَا يُسمَع الوعيق من ثَفْر الْأُنْثَى. يُقَال رعَق يَرعَق رُعاقاً. ففرَّق بَين الرعيق والوعيق. وَالصَّوَاب مَا قَالَه ابنُ الأعرابيّ. (بَاب الْعين وَالْقَاف مَعَ اللَّام) عقل، علق، لقع، لعق، قلع، قعل: مستعملات. عقل: فِي الحَدِيث أَن امْرَأتَيْنِ من هُذيلٍ اقتتلتا، فرمت إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى بحَجرٍ فأصابَ بَطنهَا فقتلتها، فَقضى رَسُول الله عَلَيْهِ بدِيتها على عَاقِلَة الْأُخْرَى. أخبرنَا عبد الْملك عَن الرّبيع عَن الشَّافِعِي أنّه قَالَ: الْعَاقِلَة هم العَصَبة. قَالَ: وَقضى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بديةِ شِبهِ الْعمد وَالْخَطَأ المحضِ على الْعَاقِلَة، يؤدُّونها فِي ثَلَاث سِنِين إِلَى وَرَثَة الْمَقْتُول. قَالَ: والعاقلة هم القَرابة من قِبَل الْأَب. قَالَ: وَمَعْرِفَة الْعَاقِلَة أَن يُنظرَ إِلَى إخْوَة الْجَانِي من قبل الْأَب فيحمَّلون مَا تحمل الْعَاقِلَة، فَإِن احتملوها أدَّوها فِي ثَلَاث سِنِين، وَإِن لم يحتملوها رُفعت إِلَى بني جدِّه، فَإِن لم يحتملوها رفعت إِلَى بني جدّ أَبِيه، فَإِن لم يحتملوها رفعت إِلَى بني جدّ أبي جدّه، ثمَّ هَكَذَا لَا ترفع عَن بني أبٍ حَتَّى يعْجزُوا قَالَ ومَن فِي الدِّيوَان ومَن لَا ديوانَ لَهُ فِي الْعقل سَوَاء.

وَقَالَ إِسْحَاق بن مَنْصُور: قلت لِأَحْمَد بن حَنْبَل: مَن الْعَاقِلَة؟ فَقَالَ: الْقَبِيلَة، إلاَّ أنَّهم يُحمَّلون بِقدر مَا لَا يُطِيقُونَ، فَإِن لم تكن عَاقِلَة لم يُجعَل فِي مَال الْجَانِي وَلَكِن يُهدر عَنهُ. وَقَالَ إِسْحَاق: إِذا لم تكن الْعَاقِلَة أصلا فَإِنَّهُ يكون فِي بَيت المَال وَلَا تُهدر الديةَ. قلت: والعَقْل فِي كَلَام الْعَرَب: الدِّية، سميت عَقلاً لِأَن الديَة كَانَت عِنْد الْعَرَب فِي الْجَاهِلِيَّة إبِلاً، وَكَانَت أموالَ الْقَوْم الَّتِي يرقئون بهَا الدِّمَاء، فسمِّيت الدِّيَة عَقْلاً لأنّ الْقَاتِل كَانَ يكلَّف أَن يَسُوق إبل الدِّيَة إِلَى فِنَاء وَرَثَة الْمَقْتُول، ثمَّ يَعْقِلهَا بالعُقُل ويسلمها إِلَى أوليائه. وأصل الْعقل مصدر عقلت الْبَعِير بالعقال أعقله عقلا، والعِقال: حَبل يُثنَى بِهِ يَد الْبَعِير إِلَى رُكْبَتَيْهِ فيشدُّ بِهِ. وَقضى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي دِيَة الْخَطَأ الْمَحْض وبشِبه الْعمد أَن يغرمَها عَصَبةُ الْقَاتِل ويُخرج مِنْهَا وَلَده وَأَبوهُ فأمّا دِيَة الْخَطَأ الْمَحْض فَإِنَّهَا تقسم أَخْمَاسًا: عشْرين بنتَ مَخَاض، وَعشْرين بنت لبون، وَعشْرين ابْن لبون، وَعشْرين حِقّة، وَعشْرين جَذَعَة. وَأما دِيَة شبه الْعمد فإنَّها تغَلّظ، وَهِي مائَة بعير أَيْضا، مِنْهَا ثَلَاثُونَ حقة، وَثَلَاثُونَ جَذَعَة، وَأَرْبَعُونَ مَا بَين ثنية إِلَى بازلِ عامِها، كلُّها خَلِفة فعصبة الْقَاتِل إِن كَانَ الْقَتْل خطأ مَحْضا غرِموا الدِّيَة لأولياء الْقَتِيل أَخْمَاسًا كَمَا وصفت، وَإِن كَانَ القتْل شبه الْعمد غَرِموها مغلَّظة كَمَا وصفت فِي ثَلَاث سِنِين، وَهُوَ العَقْل، وهم الْعَاقِلَة. وَيُقَال عقلتُ فلَانا، إِذا أَعْطَيْت ديتَه ورثتَه. وعقلتُ عَن فلَان، إِذا لزمتْه جنايةٌ فغرِمتَ ديتَها عَنهُ. وَهَذَا كَلَام الْعَرَب. وَرُوِيَ عَن الشّعبِيّ أَنه قَالَ: (لاتعقل الْعَاقِلَة عمدا وَلَا عبدا وَلَا صُلحاً وَلَا اعترافاً) . الْمَعْنى أنّ الْقَتْل إِذا كَانَ عمدا مَحْضا لم تلْزم الديةُ عَاقِلَة الْقَاتِل؛ وَكَذَلِكَ إنْ صُولح الْجَانِي من الدِّيَة على مالٍ بِإِقْرَار مِنْهُ لم يلْزم عاقلتَه مَا صُولح عَلَيْهِ. وَإِذا جنى عبد لرجلٍ حرّ على إِنْسَان جِنَايَة خطأ لم تغرم عاقلةُ مَوْلَاهُ جِنَايَة العَبْد، وَلكنه يُقَال لسيّده: إمّا أَن تسلّمه برمّته إِلَى وليّ الْمَقْتُول أَو تفديه بمالٍ يؤدّيه من عِنْده. وَقيل معنى قَوْله: (لَا تعقل الْعَاقِلَة عبدا) أَن يجني حرٌّ على عبدٍ جِنَايَة خطأ فَلَا يغرم عاقلةُ الْجَانِي ثمنَ العَبْد. وَهَذَا أشبه بِالْمَعْنَى. وَرَوَاهُ بَعضهم: (لَا تعقل الْعَاقِلَة العَمْد وَلَا العَبْد) . وَقَالَ سعيد بن الْمسيب فِي تابعِيه من أهل الْمَدِينَة: الْمَرْأَة تُعاقل الرجل إِلَى ثلث دِيَتهَا، فَإِذا جَازَت الثُّلُث رُدّت إِلَى نصف دِيَة الرجل. وَمَعْنَاهُ أنّ دِيَة الْمَرْأَة فِي أصل شَرِيعَة الْإِسْلَام على النّصْف من دِيَة الرجل، كَمَا أَنَّهَا تَرث نصفَ مَا يَرث الذّكر، فَجَعلهَا سعيد بن الْمسيب جراحَها مُسَاوِيَة جراحَ الذَّكر فِيمَا دون ثلث الدِّيَة، تَأْخُذ كَمَا يَأْخُذ الرجل إِذا جُنِي عَلَيْهِ، فلهَا فِي إِصْبَع من أصابعها عشر من الْإِبِل كإصبع الرَّجل، وَفِي إِصْبَعَيْنِ من أصابعها عشرُون من الْإِبِل، وَفِي ثَلَاث أَصَابِع

ثَلَاثُونَ كالرَّجل. فَإِذا أُصِيب أربعٌ من أصابعها رُدّت إِلَى عشْرين لأنَّها جَاوَزت ثلث الدِّيَة فردّت إِلَى عشْرين لأنّها جَاوَزت ثلث الدِّيَة فردّت إِلَى النّصْف مِمَّا للرجل. وأمّا الشَّافِعِي وَأهل الْكُوفَة فَإِنَّهُم جعلُوا فِي إِصْبَع الْمَرْأَة خمْسا من الْإِبِل، وَفِي إِصْبَعَيْنِ لَهَا عشرا. وَلم يعتبرِ الثُّلُث الَّذِي اعْتَبرهُ ابْن الْمسيب. وَفِي حَدِيث أبي بكر الصّديق أَنه قَالَ حِين امْتنعت الْعَرَب من أَدَاء الزَّكَاة إِلَيْهِ بعد موت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَو مَنَعُونِي عِقَالاً ممّا أدَّوا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لقاتلتهم عَلَيْهِ) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْكسَائي: العِقال صَدَقة عَام، يُقَال أخذَ مِنْهُم عقال هَذَا الْعَام، إِذا أُخِذَتْ مِنْهُم صدقتُه. وَأنْشد غَيره لعَمْرو بن العَدّاء الْكَلْبِيّ: سَعَى عِقالاً فَلم يَتركْ لنا سَبَداً فَكيف لَو قد سعى عَمْرو عِقالينِ لأصبحَ الحيُّ أوباداً وَلم يَجدوا عِنْد التفرُّق فِي الهيجا جِمالينِ وَقَالَ بَعضهم: أَرَادَ أَبُو بكر ح بالعِقال الْحَبل الَّذِي كَانَ يُعقَل بِهِ الْفَرِيضَة الَّتِي كَانَت تُؤْخَذ فِي الصَّدَقَة، إِذا قبضهَا المصدِّق أخذَ مَعهَا عِقالاً يَعْقِلهَا بِهِ. وَذَلِكَ أَنه كَانَ على صَاحب الْإِبِل أَن يؤدّي على كلّ فريضةٍ عِقالاً تُعقَل بِهِ، ورِواءً، أَي حبلاً. وَيُقَال: فلانٌ قَيدُ مائَة، وعِقالُ مائَة، إِذا كَانَ فداؤُه إِذا أسر مائَة من الْإِبِل. وَقَالَ يزِيد بن الصَّعِق: أساور بَيض الدارعين وأبتغي عقال المئينَ فِي الصَّباح وَفِي الدهرِ وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيّ: يُقَال عَقَلَ الرجلُ يَعقِل عَقلاً، إِذا كَانَ عَاقِلا. وَقَالَ غَيره؛ سمِّي عقلُ الْإِنْسَان وَهُوَ تَمْيِيزه الَّذِي بِهِ فَارق جميعَ الْحَيَوَان عقلا لأنّه يعقله، أَي يمنعهُ من التورُّط فِي الهَلَكة، كَمَا يعقل العقالُ البعيرَ عَن ركُوب رَأسه. وَقيل إِن الديّة سمِّيت عقلا لِأَنَّهَا إِذا وصلت إِلَى وليّ الْمَقْتُول عقلَتْه عَن قتل الْجَانِي الَّذِي أدَّاها، أَي منَعتْه. وَقَالَ الأصمعيّ: عقّل الظبيُ يَعقِل عُقولاً، أَي امْتنع؛ وَبِه سمِّي الوَعِل عَاقِلا. وَمِنْه المَعقِل، وَهُوَ الملجأ. وعقل الدَّوَاء بطنَه يعقله عقلا، إِذا أمْسكهُ بعد استطلاقه وَيُقَال: أَعْطِنِي عَقلاً، فيعطيه دَوَاء يُمسِك بَطْنه. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: إِذا استَطْلَق بطنُ الْإِنْسَان ثمَّ استمسك فقد عَقَل بطنُه، وَقد عقل الدواءُ بطنَه، سَوَاء. وَيُقَال القومُ على مَعاقلهم الأولى من الدِّية، أَي يؤدُّونها كَمَا كَانُوا يؤدّونها فِي الجاهليّة، واحدتها معقُلة. وعقل المصدِّقُ الصدقَة، إِذا قبضَها. وَيُقَال لَا تشتر الصَّدقة حتّى يَعْقِلهَا المصدّق، أَي يقبضهَا. وَيُقَال نَاقَة عَقْلاء وبعير أَعقل بيِّن العَقَل، وَهُوَ أَن يكون فِي رجله التواء. والعُقّال: أَن يكون بالفرس ظَلْعٌ سَاعَة ثمَّ ينبسط. وَقد اعتقل فلانٌ رمحَه، إِذا وضعَه بَين ركابه وساقِه. واعتقل الشاةَ، إِذا وضعَ رِجْلَيْهَا بَين فَخذه وَسَاقه فحلبَها. وَيُقَال لفُلَان عُقلةٌ يَعقِل بهَا

الناسَ، يَعْنِي أنّه إِذا صارعَهم عقلَ أرجلَهم، ويه الشَّغزَبيَّة والاعتقال. قَالَ: وَقَالَ غير وَاحِد: العَقْل: ضربٌ من الوشي. والعقيلة: الْكَرِيمَة من النِّسَاء وَالْإِبِل وَغَيرهَا، والجميع العقائل. وعَقَل الظلُّ، إِذا قَامَ قَائِم الظهيرة. وَيُقَال اعتقل فلانٌ الرحْلَ، إِذا ثنَى رجله فوضَعها على المورك. وَقَالَ ذُو الرمة: أطَلْتُ اعتقالَ الرَّحلِ فِي مدلهمَّةٍ إِذا شرَك الموماة أودَى نظامُها أَي خفيت آثَار طرقها. وَيُقَال تعقَّل فلانٌ قادمة رحلِهِ، بِمَعْنى اعتقله. وَقَالَ النَّابِغَة: متعقّلين قوادمَ الأكوارِ وَسمعت أعرابيّاً يَقُول لآخر: تعقَّلْ لي بكفَّيك حتَّى أركبَ بَعِيري. وَذَلِكَ أنّ بعيره كَانَ قَائِما مُثقلًا، وَلَو أناخه لم ينْهض بِهِ وبِحِمله، فَجمع لَهُ يَدَيْهِ وشبَّك بَين أَصَابِعه حتَّى وضع فيهمَا رِجلَه وَركب. وَيُقَال اعتقِل لِسَانه، إِذا لم يقدر على الْكَلَام. وَقَالَ ذُو الرمّة: ومعتقل اللِّسَان بِغَيْر خَبْلٍ يَميد كأنّه رجلٌ أميمُ قَالَ أَبُو سعيد: يُقَال عقلَ فلَانا وعَكَله، إِذا أقامَه على إِحْدَى رجلَيْهِ، وَهُوَ معقولٌ مُنْذُ الْيَوْم. وكلُّ عقلٍ رَفْع. وَصَارَ دم فلانٍ مَعقُلةً على قومه، إِذا غَرِموه. وَيُقَال اعتقل فلانٌ من دم صاحِبِه وَمن طائلته، إِذا أَخذ العَقْل. والمعاقل: حَيْثُ تُعقل الْإِبِل. وعقَلت الْمَرْأَة شَعْرها، إِذا مَشَطته. والماشطة: الْعَاقِلَة. والدُّرة الْكَبِيرَة الصافية عَقِيلة الْبَحْر والمعقول: الْعقل، يُقَال مَاله مَعْقُول، أَي مَاله عقل. ثعلبٌ عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الْعقل: التثبُّت فِي الْأُمُور. وَالْعقل الْقلب، وَالْقلب: الْعقل. اللَّيْث: العَقْل: المعقِل، وَهُوَ الحِصن، وَجمعه عقول، وَأنْشد: وَقد أَعدَدْت للحدثَانِ حِصناً لوَ انّ الْمَرْء يَنْفَعهُ العُقولُ قلت: أُراه أَرَادَ بالعقول التحصُّن فِي الْجَبَل؛ يُقَال وَعِلٌ عَاقل، إِذا تحصّنَ بوَزَرِه عَن الصيَّاد. وَلم أسمع العَقْل بِمَعْنى المَعقِل لغير اللَّيْث. وعاقلٌ: اسْم جبلٍ بِعَيْنِه. وبالدَّهْنَاء خَبْرَاءُ يُقَال لَهَا مَعقُلة. قلت: وَقد رَأَيْتهَا وفيهَا حوايا كثيرةٌ تمسِك ماءَ السَّمَاء دهراً طَويلا. وَإِنَّمَا سمِّيت مَعْقُلة لإمساكها المَاء. وعواقيل الْأَدْوِيَة: دراقيعها فِي معاطفها، وَاحِدهَا عاقول. والقعنقل من الرمل: مَا ارتكم وتعقّلَ بعضه بِبَعْض، وَيجمع عَقنقَلاتٍ وعَقاقِل. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: عقنقل الضَّبّ: كُشْيتُه فِي بَطْنه. وَيُقَال لفلانٍ قلبٌ عقول ولسانٌ سَئول. وَفِي حَدِيث الدَّجَّال وَصفته: (ثمَّ يَأْتِي الخِصْبُ فيعقِّل الكَرْمُ) . روى سَلمَة عَن الْفراء أَنه قَالَ فِي قَوْله (يعقِّل الْكَرم) قَالَ: مَعْنَاهُ أَنه يخرج

العُقيَّلَى وَهُوَ الحِصرِم ثمَّ يمجَّج، أَي يَطِيب طعمُه. وَيُقَال أعقلتُ فلَانا، أَي ألفيتُه عَاقِلا. وعقّلت فلَانا أَي صيّرته عَاقِلا. ومَعقِل: اسْم رجل، وَكَذَلِكَ عَقيلٌ، وعُقيل. علق: أَبُو عبيد عَن الْفراء قَالَ: الْقَامَة هِيَ العَلَق، وَجمعه أعلاقٌ. وَأنْشد: عيونها خُزرٌ لصوت الأعلاقْ قلت: العَلق: اسمٌ جَامع لجَمِيع آلَات الاستقاء بالبكَرة، وَيدخل فِيهِ الخشبتانِ اللَّتان تُنصَبان على رَأس الْبِئْر، ويُلاقَى بَين طرفيهما العاليين بحبلٍ، ثمَّ يوتَّدان على الأَرْض بِحَبل آخر يمدُّ طرفاه إِلَى الأَرْض، ويمدّان إِلَى وَتَدين أُثبتا فِي الأَرْض، وتعلَّق الْقَامَة وَهِي البَكَرة مِن شُعبتي طرفِي الخشبتين، ويستقي عَلَيْهَا بدلوين ينزِع بهما ساقيان. وَلَا يكون العَلَق للسَّانية. وَجُمْلَة الأداة من الخطَّاف والمِحور والبكرة والنعامتين وحِبالها عَلقَ هَكَذَا خفظتُه عَن الْعَرَب. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العَلَق: الْحَبل المعلَّق بالبكرة. وَأنْشد: بئس مَقام الشَّيْخ ذِي الكرامهْ مَحالةٌ صرَّارةٌ وقامه وعَلَقٌ يزقو زُقاء الهامه قَالَ: لما كَانَت البكرة معلَّقة فِي الْحَبل جعل الزُّقاءُ لَهُ، وإنّما هُوَ للبكرة. قَالَ: والعَلَق: الْحَبل الَّذِي فِي أَعلَى البكرة. قَالَ: وَقَوله (كَلِفْتُ إليكَ عَلَق القِربة) و (عَرَق القِربة) . فأمّا علقها فَالَّذِي تشدُّ بِهِ ثمَّ تعلَّق. وأمّا عَرَقها فأنْ تَعرقَ من جَهدها. قَالَ: وَإِنَّمَا قَالَ: كلِفتُ إِلَيْك عَلَق الْقرْبَة لأنّ أشدّ الْعَمَل عِنْدهم السَّقي. وَفِي الحَدِيث أنّ امْرَأَة جَاءَت بابنٍ لَهَا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد أعلقت عَنهُ من العُذْرة، فَقَالَ: (عَلامَ تَدْغَرن أولادكنَّ بِهَذِهِ العُلَق، عَلَيْكُم بِكَذَا) . وَقَالَ عُثْمَان بن سعيد فِي حَدِيث أمِّ قيس: (دخلتُ على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بابنٍ لي وَقد أعلقْتُ عَنهُ) . قَالَ: قَالَ عَليّ بن الْمَدِينِيّ: قَالَ سُفْيَان: حفظتُه من فِي الزُّهري: (وَقد أعلَقتُ عَنهُ) . قلت: والإعلاقُ: معالجة عُذْرة الصبيّ ورفْعُها بالإصبع. يُقَال أعلقَتْ عَنهُ أمُّه، إِذا فعلَتْ ذَلِك بِهِ وغمزَتْ ذَلِك الْموضع بإصبعيها ودفعتْه. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ فِيمَا روَى عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس: أعلقَ، إِذا غَمَزَ حلْقَ الصبيِّ الْمَعْذُور؛ وَكَذَلِكَ دَغَرَ. قَالَ: والعُلُق: الدَّوَاهِي. والعُلقُ: المنايا أَيْضا. والعُلُق أَيْضا: الأشغال. وَقَالَ الله عزّ وجلّ: {ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً} (الْمُؤْمِنُونَ: 14) ، العَلَقة: الدَّم الجامد الغليظ، وَمِنْه قيل لهَذِهِ الدابَّة الَّتِي تكون فِي المَاء عَلَقة، لأنّها حَمْرَاء كَالدَّمِ. وكلُّ دمٍ غليظٍ عَلقٌ. وَيُقَال عَلِق العَلَق بِحنَك الدابّة يَعْلَق عَلَقاً، إِذا عضَّ على مَوضع العُذرة من حلقه يشربُ

الدَّم. وَقد يُشرَط موضعُ المحاجم من الْإِنْسَان ويرسَل عَلَيْهِ العَلَق حَتَّى يمصَّ دمَه. قَالَ: والمعلوق من الدوابّ وَالنَّاس: الَّذِي أخذَ العلقُ بحَلْقه عِنْد شُربه المَاء من عينٍ أَو غَيره. وَيُقَال عَلِق فلانٌ فُلانةَ، إِذا أحبَّها؛ وَقد عُلِّقها تَعْلِيقا، وَهُوَ معلَّق القلبِ بهَا. والعَلاَقة: الْهوى اللازمُ للقلب. والعِلاقة بِالْكَسْرِ: عِلاقة السَّيْف والسَّوط. وَيُقَال: عَلِق فلانٌ يفعل كَذَا، كَقَوْلِك: طفِق يفعل كَذَا. وَيُقَال جَاءَ بعُلَقَ فُلَقَ. وَقد أعلقَ وأفلقَ، إِذا جَاءَ بالداهية. وعُلَق فُلَق لَا ينْصَرف. حَكَاهُ أَبُو عبيد عَن الْكسَائي. الحرّانيُّ عَن ابْن السكِّيت: نَاقَة عَلوقٌ، إِذا رئمت بأنفها ومنعَتْ دِرّتها. وَأنْشد للجعْديّ: وَمَا نَحَنِي كمِناحِ العَلُو قِ مَا تَرَ من غِرّةٍ تضربِ يَقُول: أَعْطَانِي من نَفسه غير مَا فِي قلبه، كالناقة الَّتِي تُظهِر بشمِّها الرأمَ والعطف، وَلم ترأمْه. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: المَعَالق من الْإِبِل مثل العَلوق. وَأنْشد غَيره: أم كَيفَ ينفع مَا تُعْطِي العَلوقُ بِهِ رئمانَ أنفٍ إِذا مَا ضُنَّ باللَّبنِ وَقَالَ ابْن السّكيت: العَلِيقة: النَّاقة يُعْطِيهَا الرجلُ القومَ يمتارون، ويعطيهم دراهمَ ليمتاروا لَهُ عَلَيْهَا. وَأنْشد: أرسلَها عليقةً وَقد علِمْ أنَّ العَليقاتِ يُلاقين الرَّقِمْ يَعْنِي أنَّهم يودّعون رِكابهم ويخفِّفون عَنْهَا بِهَذِهِ العليقة يركبونها. وَقَالَ غَيره: يُقَال للدابّة عَلوقٌ. والعَلوق: المَغْرة أَيْضا. والعَلوق: نبت. وَقَالَ الْأَعْشَى: هُوَ الْوَاهِب الْمِائَة المصطفا ة لاطَ العَلوقُ بهنَّ احمرارا أَي حسَّن هَذَا النبتُ ألوانَها. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: العَلوق: مَاء الْفَحْل، لأنَّ الإبلَ إِذا عَلِقَتْ وعقَدت على المَاء انقلبت ألوانُها واحمرَّت، فَكَانَت أنفَسَ لَهَا فِي نفْس صَاحبهَا. وَفِي الحَدِيث: (أَرْوَاح الشُّهداء فِي أَجْوَاف طَيرٍ خُضْرٍ تَعلُق من ثمار الجنّة) ، قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيّ: تعلُق يَعْنِي تَنَاوَلُ بأفواهها. يُقَال علقَتْ تعلُق عُلوقاً. وَأنْشد: إنْ تدنُ من فَنَنِ الألاءة تعلُقِ الأصمعيّ: المِعْلق: قَدَحٌ يعلِّقه الرَّاكِب مِنْهُ، وَجمعه مَعَالق. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: حديثٌ طَوِيل العَوْلق، أَي طَوِيل الذَّنَب. وَيُقَال فلانٌ عِلْقُ علمٍ، وطِلبُ علمٍ، وتِبعُ علم. والعُلْقة من الطَّعَام والمركب: مَا يُتبلَّغ بِهِ وَإِن لم يكن تامّاً. وَمِنْه قَوْلهم: (ارضَ من

الْمركب بِالتَّعْلِيقِ) ، يضْرب مثلا لرجلٍ يُؤمر بِأَن يقنعَ بِبَعْض حَاجته دون تَمامهَا، كالراكب عليقةً من الْإِبِل سَاعَة بعد سَاعَة. وَيُقَال: هَذَا الْكلأ لنا فِيهِ عُلقة أَي بُلْغة. وَعِنْدهم عُلقةٌ من مَتَاعهمْ، أَي بقيّة. والعُلْقة من الطَّعَام: الْقَلِيل الَّذِي يُتَبَلَّغ بِهِ. وَقَالَ ابْن السّكيت: العَلْقَى: نبت. وبعيرٌ عالقٌ: يَرَعَى العَلْقَى. قَالَ: وَيُقَال مَا فِي الأَرْض عَلاَق، وَمَا فِيهَا لَبَاقٌ، أَي مَا فِيهَا مُرتَقَع، وَيُقَال مَا فِيهَا مَا يتبلَّغ بِهِ. وَقَالَ: ليسَ إلاّ الرّجيعَ فِيهَا عَلاَقُ الرَّجيع: الجِرَّة. وَقَالَ الله عزّ وجلّ فِي صفة الْمَرْأَة الَّتِي لَا يُنصِفها زوجُها وَلَا يُحسِن مُعاشرتَها وَلَا يخلِّي سبيلَها: {فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ} (النِّساء: 129) . وامرأةٌ معلَّقةٌ، إِذا لم يُنفقْ عَلَيْهَا زوجُها وَلم يطلِّقْها، فَهِيَ لَا أيِّمٌ وَلَا ذاتُ بعل. وَيُقَال علّق فلانٌ لراحلته، إِذا فسخَ خِطامها عَن خَطْمها وألقاه على غاربها فَيكون أهنأ لرعيها. والعِلْقة: الإتْب، يلبسهَا نسَاء الْأَعْرَاب وَقَالَ ابْن السّكيت: العِلْق: الشَّيْء النفيس. قَالَ: والعَلْق فِي الثَّوب: مَا عَلِق بِهِ. يُقَال هَذَا الشَّيْء عِلْق مَضَنّةً، أَي يُضَنَّ بِهِ، وَجمعه أعلاق. وَيُقَال مَا عَلَيْهِ عِلقة، إِذا لم يكن عَلَيْهِ ثوب لَهُ أدنى قيمَة. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس العِلقة: الصُّدرَة تلبسها الْجَارِيَة تتبذَّل بِهِ. وَيُقَال فلانٌ ذُو معلاقٍ وَفُلَان مِفلاقٌ، إِذا كَانَ شديدَ الْخُصُومَة، وَمِنْه قَول مهلهِل يرثي كليباً: إنّ تحتَ الْأَحْجَار حزماً وعزماً وخصيماً ألدَّ ذَا مِعلاقِ ومِعلاق الرجُل: لِسَانه إِذا كَانَ جَدِلاً. وَيُقَال للمِعلاق مُعلوق، وَهُوَ مَا يعلَّق عَلَيْهِ الشَّيْء. وَقَالَ اللَّيْث: أدخَلوا على المعلوق الضمة والمدّة، كأنّهم أَرَادوا حدَّ المُدهُن والمنخُل ثمَّ أدخلُوا عَلَيْهِ المدَّة. وكلُّ شَيْء عُلِّق بِهِ شَيْء فَهُوَ مِعلاقُه. قَالَ: وفرقُ مَا بَين المعلاق والمِغْلاق أنَّ المغلاق يفتح بالمفتاح، والمعلاق يعلَّق بِهِ الْبَاب ثمَّ يدْفع المعلاق من غير مِفْتَاح فينفتح. يُقَال علِّق البابَ وأزلجْه. قَالَ: وَيكون تَعْلِيق الْبَاب تركيبه ونصبه. وَقَالَ اللَّيْث: والعَولَق: الغُول. وكلبة عَولقةٌ: حريصة. وَقَالَ الطرِمّاح: عَوْلَقُ الحِرصِ إِذا أمشَرَتْ ساوَرَتْ فِيهِ سُؤورَ المَسَامْ والعَليق: القَضيم يعلق على الدابّة. قَالَ: وَيُقَال للشراب عليق. وَأنْشد لبَعض الشُّعَرَاء وَأَظنهُ شعرًا مصنوعاً: اسقِ هَذَا وَذَا وَذَاكَ وعلِّقْ لَا تسمِّ الشرابَ إلاّ عليقا وَيُقَال للشَّيْخ: لقد عَلِقَ الكِبَرُ مِنْهُ مَعالِقَه، جمع مَعلق. ومعاليق الْعُقُود والشُّنوف: مَا يُجعل فِيهَا من كل مَا يحسُن فِيهَا. والعُلَّيق: نَبَات مَعْرُوف يتعلَّق بِالشَّجَرِ ويلتوي عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْن السّكيت: العَلوق: مَا يعلق بالإنسانِ. قَالَ: والمنيّةُ عَلوق. وَقَالَ

المفضَّل النُّكري: وسائلةٍ بثعلبةَ بنِ سَيرٍ وَقد علقتْ بثعلبةَ العَلوقُ ومَعاليقُ: ضربٌ من النَّخل مَعْرُوف. وَقَالَ الراجز يصفه: لَئِن نجوتُ ونَجتْ معاليقْ من الدَّبا إنّي إِذا لمرزوقْ أَبُو الْحسن اللحياني: سلق فلانٌ فلَانا بلسانِه وعَلَقه، إِذا تناولَه. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يُقَال لفُلَان فِي هَذِه الدَّار عِلاقة، أَي بقيّةُ نصيبٍ. والدَّعوى يُقَال لَهَا عِلاقة. وَقَالَ ابْن السّكيت: بعيرٌ عالق: يرْعَى العَلَقى. وبعير عالقٌ: يعلُق العضاهَ، أَي ينتِف مِنْهَا، سمِّي عالقاً لِأَنَّهُ يعلُق العضاهَ لطُوله. لعق: يُقَال لعِقتُ الشَّيْء ألعَقُه لَعْقاً. واللَّعوق: اسْم كلِّ مَا يُلعَق من دَوَاء أَو عسَل أَو غَيره. والمِلعقة: مَا يُلعَق بِهِ. واللُّعقة: الشَّيْء الْقَلِيل مِنْهُ. ولَعِقتُ لَعقة وَاحِدَة. واللُّعاق: مَا بقيَ فِي فِيكَ من طعامٍ لعِقتَه. وَفِي الحَدِيث (إنّ للشَّيْطَان لَعوقاً) ، واللَّعوق: اسْم لما تلعقُه. أَبُو عبيد عَن الْفراء: يُقَال للرجل إِذا مَاتَ: قد لَعِق إصبَعَه. وَيُقَال قد ألعقتُه من الطَّعام مَا يَلعقُه، إلعاقاً. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: اللَّعْوَقة: سُرعة الْإِنْسَان فِيمَا أخذَ فِيهِ من عمل وخِفّةٌ فِيمَا أَهْوى. ورجلٌ لَعْوَقٌ: مسلوس الْعقل. لقع: أَبُو عبيد عَن الفرَّاء قَالَ: اللُّقاعة والتِّلقَّاعة: الْكثير الْكَلَام. وَقَالَ غَيره: اللُّقَّاعة: الدَّاهية من الرِّجَال. وَيُقَال لَقَعه بالبعرة، إِذا رَمَاه بهَا، ولقعَه بِعَيْنِه، إِذا أَصَابَهُ بهَا. وَفِي حَدِيث سَالم بن عبد الله بن عمر أنّه دخل على هِشَام بن عبد الْملك فَقَالَ لَهُ: إنّك لذُو كُدْنة، فَلَمَّا خرجَ من عِنْده أَخَذته قفقفةٌ، أَي رِعدة، فَقَالَ لصَاحبه: أتُرى الْأَحول لقَعَني بِعَيْنِه؟ يَعْنِي هشاماً أنّه أَصَابَهُ بِعَيْنِه. وَكَانَ أحْوَل. وَقَالَ اللَّيْث: اللِّقَاع: الكساء الغليظ. قلت: هَذَا تَصْحِيف، وَالَّذِي أَراده اللِّفاع بِالْفَاءِ، وَهُوَ كساءٌ يُتلفَّع بِهِ. وَمِنْه قَول أبي كَبِير يصف ريش النَّسر: حَشْرِ القوادِم كاللِّفَاع الأطحَلِ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: فلانٌ لُقَعة، للَّذي يتلقّع الكلامَ وَلَا شَيْء وَرَاء الْكَلَام. وامرأةٌ مِلقَعةٌ: فحّاشة. وَأنْشد: وَإِن تكلَّمتِ فكوني مِلقَعه ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال التُقِع لونُه، والتُفع لَونه، واستُفِع لَونه، ونُطِع وانتُطِعَ، واستُنطِع لَونه، بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: إِذا أَخذ الذُّبَاب شَيْئا بمُتْكِ أنْفِه من عسل وَغَيره قيل لقَعه يلقَعُه وَقَالَ غَيره: مرّ فلانٌ يلقَع، إِذا أسْرع. وَقَالَ بعض الرجّاز: صَلَنْقَعٌ بلَنْقعُ وَسطَ الرِّكاب يَلقع وَقَالَ اللحياني: التُقِع لونُه، والتُمِع لونُه، إِذا تغيَّر لونُه. قلع: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (لَا يدْخل

الجنةَ قَلاَّعٌ وَلَا دَيْبوب) . قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: سَمِعت ابْن نجدة يَقُول: قَالَ أَبُو زيد: القَلاَّع: السَّاعِي بِالرجلِ إِلَى السُّلطان بِالْبَاطِلِ. قَالَ: والقَلاّع: القوّاد. والقلاَّع: النّباش. والقلاّع: الْكذَّاب. قَالَ: وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: القَلاَّع: الَّذِي يَقع فِي النَّاس عِنْد الْأُمَرَاء، سمِّي قلاَّعاً لِأَنَّهُ يَأْتِي الرجل المتمكّن عِنْد الْأَمِير، فَلَا يزَال يَقع فِيهِ ويَشِي بِهِ حتَّى يقلعَه ويُزيلَه عَن مرتبته. والدّيبوب: النّمام القَتَّات. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: قد أقلعوا بِهَذِهِ الْبِلَاد قِلاعاً، إِذا ابتَنوها. وَأنْشد فِي صفة السُّفن: مَواخرٌ فِي سَواءِ اليمِّ مُقْلَعةٌ إِذا علَوْا ظهرَ قُفَ ثُمّت انحدروا قَالَ: شبَّهها بالقلعة. أُقلِعتْ: جُعِلت كأنَّها قلعة. قلت: أَخطَأ اللَّيْث فِي تَفْسِير قَوْله مُقْلَعة أنّها جُعِلت كالقلعة وَهِي الحِصن فِي الْجَبَل. والسُّفن المُقلَعة: الَّتِي سوِّيت عَلَيْهَا القِلاع، وَهِي الشِّراع والجِلال الَّتِي إِذا رُفعت ساقت الريحُ السفينةَ بهَا. وَأَخْبرنِي أَبُو الْفضل عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: القِلاع: شِراع السَّفِينَة، والجميع: القُلُع. قَالَ: والقُلاَع والخُرَاع وَاحِد، وَهُوَ أَن يكون صَحِيحا فيقعَ مَيتا، يُقَال انقلع وانخرعَ. قَالَ: والقَلْع: الكِنْف تكون فِيهِ الأدوات. قَالَ: وَمن أمثالهم: (شحمِي فِي قَلْعي) ، والجميع قلعة وقلاع. قَالَ: وَمعنى قَوْلهم (شحمي فِي قلعي) مثلٌ لمن حصَّل مَا يُرِيد قَالَ: وَقَول عمر فِي ابْن مَسْعُود: (كُنَيْفٌ مَلِيء عِلماً) شبّه عمر قلب ابْن مَسْعُود بكِنْف الرَّاعِي، لأنَّ فِيهِ مِبراتَه ومِقَصَّيْه وشَغِيزته ونُصُحَه، فَفِيهِ كلُّ مَا يُرِيد. هَكَذَا قلْبُ ابْن مَسْعُود قد جمع فِيهِ كلّ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ الناسُ من الْعُلُوم. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: القَلَعة: السَّحابة الضخمَة، والجميع قَلَع. وَالْحِجَارَة الضَّخمة هِيَ القَلَع أَيْضا. قَالَ: والقَلْعة: الْحصن، وَجمعه قُلوع قَالَ: والقُلاَّع: الْحِجَارَة والقِلْع: الرجل البليد الَّذِي لَا يفهم. والقِلْع: الَّذِي لَا يثبت على الْخَيل. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَصفته، أَنه (كَانَ إِذا مَشى تَقَلَّع) ، وَفِي حَدِيث ابْن أبي هَالة: (إِذا زَالَ زَالَ قَلِعاً) ويروى (قُلْعاً) وَالْمعْنَى وَاحِد، أَرَادَ أنَّه كَانَ يُقلُّ قَدَمَه على الأَرْض إقلالاً بَائِنا ويباعد بَين خُطاه، لَا كمن يمشي اختيالاً وتنعُّماً. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القَلُوع: الْقوس الَّتِي إِذا نُزِع فِيهَا انقلبت وَقَالَ غَيره: القَلوع: النَّاقة الضَّخمة الثَّقيلة، وَلَا يُقَال للجمل؛ وَهِي الدَّلوح أَيْضا. والقَيلع: الْمَرْأَة الضخمة الجافية. قلت: وَهَذَا كلُّه مأخوذٌ من القَلَعة وَهِي السَّحابة الضخمة. وَكَذَلِكَ قَلَعة الْجَبَل وَالْحِجَارَة. وَقَالَ الْفراء: يُقَال مَرْج القَلَعة: للقرية الَّتِي دون حُلوانِ الْعرَاق، وَلَا يُقَال مرج القَلْعة. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: القَلَع:

باب العين والقاف مع النون

الْوَقْت الَّذِي تُقلِع فِيهِ الحمَّى. والقُلُوع: من الإقلاع. وَأنْشد: كأنّ نَطاة خَيبرَ زوّدَتْه بَكورَ الوِرد ريِّثةَ القُلوعِ ونَطاة خَيبر: قَرْيَة مِنْهَا على عين مَاء مُؤبٍ، وَهِي كَثِيرَة الحمّى. أَبُو عبيد عَن الْفراء قَالَ: القُلاّعة والقُلاَعة، يشدّد ويخفّف، هما قِشْر الأَرْض الَّذِي يرْتَفع من الكمأة فيدلُّ عَلَيْهَا، وَهِي القِلْفِعة. وَقَالَ اللَّيْث: القُلاَّع: الطين الَّذِي يتشقق إِذا نضَب عَنهُ المَاء، كلُّ قِطْعَة مِنْهَا قُلاّعة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: القُلاّع: نبتٌ من الجَنْبة، ونِعم المرعى هُوَ رطبا كَانَ أَو يَابسا. رَوَاهُ ابْن حبيب عَنهُ. والقُلاَع بِالتَّخْفِيفِ من أدواء الْفَم وَالْحلق. وَيُقَال أقلعَ الرجلُ عَن عمله، إِذا كفَّ عَنهُ. وأقلعت السَّمَاء بَعْدَمَا مَطَرت، إِذا أَمْسَكت. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: دَائِرَة القالع هِيَ الَّتِي تكون تَحت اللِّبْد، وَهِي لَا تُستَحبّ. الحرّاني عَن ابْن السّكيت قَالَ: القَلْعان هما من بني نُمير، وهما صَلاَءةُ وشُريحٌ ابْنا عَمْرو بن خَوَيلفة بن عبد الله بن الْحَارِث بن نُمير. وَأنْشد: رغبنا عَن دِمَاء بني قُريعٍ إِلَى القَلْعَينِ إنّهما اللُّبابُ وَقُلْنَا للدَّليل أقِمْ إِلَيْهِم فَلَا تلغَى بغيرهم كلابُ قعل: قَالَ ابْن المظفّر: القُعال: مَا تناثَرَ من نَور العِنَب وفاغيةِ الحنّاء وأشباهه. وَقد أقعَلَ النَّور، إِذا انشقّ عَن قُعالته. واقتعله الرجلُ، إِذا استنفضه فِي يَده عَن شجرِه. وَقَالَ غَيره: اقعالَّ النَّور بِمَعْنى أقعَلَ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: القواعل: رُؤُوس الْجبَال وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: عُقابُ يَنُوفَ لَا عقابُ القواعلِ والقيعلة: العُقاب الَّتِي تسكن قواعل الْجبَال. وَأنْشد: وحلَّقتْ بك العُقابُ القَيعَلهْ وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: القيعلة: الْمَرْأَة الجافية الغليظة الْعَظِيمَة. وَقَالَ غَيره: الاقِعيلال: الانتصاب فِي الرّكُوب. وصخرة مُقْعالَّة، أَي منتصبة لَا أصل لَهَا فِي الأَرْض. وَقَالَ الأصمعيّ: القَعْوَلة فِي الْمَشْي: أَن تُقْبَل إِحْدَى القدمَين على الْأُخْرَى. يُقَال قَعوَلَ فِي مَشْيه قَعولة. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: قَعولَ، إِذا مشَى مِشية قبيحة. قَالَ: والقَعْل: الرجل الْقصير الْبَخِيل المشؤوم، كَأَنَّهُ يَغرِف بقدميه التُّرَاب، يَعْنِي المقَعْوِل والقَعَل: عود يسمَّى المِشحَط، يُجعَل تَحت سُرُوع القطوف لئلاَّ تتعفَّر. (بَاب الْعين وَالْقَاف مَعَ النُّون) عنق، قنع، قعن، نعق، نقع: مستعملة. قلت: أما عقن: فإنّه مهمل، إِلَّا أَن

يكون العِقْيانُ فِعيالاً مِنْهُ، وَهُوَ الذَّهب، وَالْأَقْرَب إِنَّه فِعلانٌ من عَقى يَعقِي، وَالنُّون زَائِدَة. عنق: قَالَ الله جلّ وَعز: {فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} (الشُّعَرَاء: 4) أَكثر المفسِّرين ذَهَبُوا بِمَعْنى الْأَعْنَاق فِي هَذِه الْآيَة إِلَى الْجَمَاعَات، يُقَال جَاءَ الْقَوْم عُنُقاً عنقًا، إِذا جَاءُوا فرقا، كلُّ جماعةٍ مِنْهُم عُنق. وَمِنْه قَوْله: إِن العراقَ وأهلهُ عنقٌ إِلَيْك فهَيْتَ هَيتا أَرَادَ أنّهم مالوا إِلَيْك جَمِيعًا. وَيُقَال هم عُنُق واحدٌ عَلَيْهِ، وإلبٌ وَاحِد. وَقيل فِي تَفْسِير الْآيَة: {فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ} (الشُّعَرَاء: 4) ، أَي رقابهم، كَقَوْلِك: ذلّت لَهُ رِقَاب الْقَوْم وأعناقهم. وَقد مرَّ تَفْسِير قَوْله {خَاضِعِينَ} (الشُّعَرَاء: 4) على مَا قَالَ فِيهِ النحويون. والعُنُق مؤنّثة، وَقد ذكّره بَعضهم، قالهُ الْفراء وَغَيره. يقالُ ضُرِبَتْ عُنُقه. وَقَالَ رؤبة يصف السَّراب أَو الْآل: تبدو لنا أعلامُه بعد الغَرَقْ خَارِجَة أعناقُها من مُعتَنَقْ ذكر السرابَ وانقماس الْجبَال فِيهِ إِلَى مَا دون ذُراها. والمعتنق: مخرج أَعْنَاق الْجبَال من السَّراب، أَي اعتنقت فأخرجت أعناقَها. وَيُقَال عانق الرجلُ جَارِيَته، وَقد تعانقا. فَأَما الاعتناق فَأكْثر مَا يسْتَعْمل فِي الْحَرْب، وَمِنْه قَول زُهَيْر: إِذا مَا ضاربوا اعتنقا وَقد يجوز الاعتناق فِي غير الْحَرْب بِمَعْنى التعانق، وكلٌّ فِي كلَ جَائِز. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: العُنُق: الْجمع الْكثير من النَّاس. قَالَ: والعُنق: الْقطعَة من المَال. قَالَ: والعنق أَيْضا: الْقطعَة من الْعَمَل، خيرا كَانَ أَو شرا. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (المؤذّنون أطولُ الناسِ أعناقاً يومَ الْقِيَامَة) . قَالَ ابْن الأعرابيّ: يُقَال لفلانٍ عنقٌ من الْخَيْر، أَي قِطْعَة، فَمَعْنَاه أَنهم أَكثر النَّاس أعمالاً. وَقَالَ غَيره: هُوَ من طول الْأَعْنَاق؛ لِأَن النَّاس يومئذٍ فِي الكرب وهم فِي الرَّوح والنشاط مشرئبّون لما أُعِدَّ لَهُم من النَّعيم. وَفِي حَدِيث آخر: يخرج عُنُق من النَّار) . وَقد تخفّف العُنُق فَيُقَال عُنْق والعانقاء: جُحرٌ من جِحَرة اليربوع يملؤه تُرَابا، فَإِذا خَافَ اندسَّ فِيهِ إِلَى عُنُقه فَيُقَال: تعنَّق. قَالَ: وَأَخْبرنِي المفضّل أَنه يُقَال لجِحَرة اليربوع: الناعقاء والعانقاء، والقاصعاء، والنافقاء، والراهطاء، والدَّامَاء. أَبُو عبيد: من أَمْثَال الْعَرَب: (طارت بهم العَنْقاء المُغْرِب) وَلم يفسِّره، وَقَالَ اللَّيْث: العنقاء: اسْم مَلِك، والتأنيث عِنْده للفظ العنقاء. وَقَالَ غَيره: العنقاء من أَسمَاء الداهية. وَقيل العنقاء طَائِر لم يَبقَ فِي أَيدي النَّاس من صفتهَا غير اسْمهَا؛ يُقَال: (ألوَى بِهِ العُنْقاء المُغْرب) . وَقَالَ أَبُو زيد: العنقاء: أكمة فَوق جبل مُشْرف. وَقَالَ الزّجاج: العنقاءُ المُغْرب: طَائِر لم يره

أحد. وَقَالَ عِكرمة فِي قَول الله جلّ وعزّ: {عَلَيْهِمْ طَيْراً} (الفِيل: 3) قَالَ: هِيَ عنقاءُ مُغْرِبة. فَهَذَا جَمِيع مَا جَاءَ فِي العنقاء الْمغرب. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: إِذا خرجَ من النَّهر ماءٌ فَجرى فقد خرجَ عُنُق. قَالَ: والعُنُق من النَّاس الْجَمَاعَة. وَجَاء الْقَوْم عُنقاً عُنقاً، إِذا جَاءُوا أَرْسَالًا. وَقَالَ الأخطل: وَإِذا المِئونُ تواكَلتْ أعناقُها فاحملْ هناكَ على فَتى حَمَّالِ قَالَ ابنُ الأعرابيّ: أعناقها: جماعاتها. وَقَالَ غَيره: ساداتها. وَقَالَ: المِعْنَقة: القلادة. والمَعنَّقة: دويْبَّة. والعَنَق والعَنيق: ضربٌ من السَّير، وَقد أَعْنَقت الدابّة. وَقَالَ أَبُو زيد: كَانَ ذَلِك على عُنُق الدَّهْر، أَي على قديم الدَّهر. والعَناق: الْأُنْثَى من أَوْلَاد المِعزَى إِذا أَتَت عَلَيْهَا السّنة، وَجَمعهَا عُنُوق، وَهَذَا جمعٌ نَادِر. وَيَقُولُونَ فِي الْعدَد الْأَقَل: ثَلَاث أعنُقٍ وأربعُ أعنُق. وَقَالَ الفرزدق: دعدِعْ بأعنُقِك التوائِم إنّني فِي باذخٍ يَا ابنَ المراغة عالِي وَقَالَ أَوْس بن حجر فِي العُنوق: يَصُوع عُنوقَها أحوَى زنيمٌ لَهُ ظَأبٌ كَمَا صَخِب الغريمُ وَمن أَمْثَال الْعَرَب: (هَذِه العُنُوق بعد النُّوق) ؛ يضْرب مثلا للَّذي يُحَطُّ عَن مرتبته بعد الرّفْعَة، أنَّه صَار يرْعَى العُنوق بعد مَا كَانَ يرْعَى الْإِبِل. وراعي الشَّاء عِنْد الْعَرَب مَهين ذليل، وراعي الْإِبِل قويٌّ مُمْتَنع. وعَنَاق الأَرْض: دابّة فُويق الْكَلْب الصِّيني يصيد كَمَا يصيد الفهدُ وَيَأْكُل اللَّحمَ، وَهُوَ من السِّباع، يُقَال إنّه لَيْسَ شيءٌ من الدوابّ يوَبِّر أَي يعفِّي أَثَره إِذا عدا غَيره وَغير الأرنب؛ وَجمعه عُنوقٌ أَيْضا، والفُرْسُ تسمِّيه (سياه قُوشْ) ، وَقد رَأَيْته فِي الْبَادِيَة أسودَ الرَّأْس أَبيض سائِره. وَرَأَيْت بالدَّهناء شبه منارةٍ عاديّة مبنيَّة بالحجارَة، ورأيتُ غُلَاما من بني كُلَيْب بن يَرْبُوع يَقُول: هَذِه عَنَاقُ ذِي الرمة، لِأَنَّهُ ذكرهَا فِي شعره. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: يُقَال: لقيتُ مِنْهُ أذُنَيْ عَنَاقٍ، أَي داهية وأمراً شَدِيدا. قَالَ: وَيُقَال جَاءَ فلانٌ بأذنَيْ عنَاق، أَي جَاءَ بِالْكَذِبِ الْفَاحِش. وَيُقَال رجَع فلانٌ بالعَناق، إِذا رجَع خائباً؛ يوضع العَناقُ مَوضِع الخيبة. وَأنْشد ابنُ الأعرابيّ: أمِن ترجيعِ قاريَةٍ تركتمْ سَباياكم وأبتُمْ بالعَنَاقِ وَصفهم بالجُبْن والأعنَق: فحلٌ من خيل الْعَرَب مَعْرُوف، إِلَيْهِ تنْسب بناتُ أعنقَ من الْخَيل الْجِيَاد. وَأنْشد ابنُ الْأَعرَابِي: تظلُّ بناتُ أعنَقَ مُسْرَجاتٍ ويروى: (مُسرِجات) . قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: اخْتلفُوا فِي أعنَقَ، فَقَالَ قَائِل: هُوَ اسمُ

فرَس. وَقَالَ آخَرُونَ: هُوَ دِهقانٌ كثير المَال من الدَّهاقين. فَمن جعله رجلا رواهُ: (مُسرِجات) ، وَمن جعله فرسا رَوَاهُ (مُسرَجات) . وَفِي حَدِيث مُعاذٍ وَأبي مُوسَى أَنَّهُمَا كَانَا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سفرٍ وَمَعَهُ أصحابُه فأناخوا لَيْلَة مُعرِّسين، وتوسَّد كلٌّ ذراعَ رَاحِلَته. قَالَا: فانتبهْنَا وَلم نَرَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْد رَاحِلَته، فاتَّبعناه فَأخْبرنَا ج أنّه خُيِّر بَين أَن يدْخل نصفُ أمته الجنّةَ وَبَين الشَّفَاعَة، وأنَّه اخْتَار الشَّفَاعَة. قَالَ: (فانطلقْنا إِلَى النَّاس مَعانِيقَ نبشِّرهم) ، قَالَ شمر: قَوْله معانيقَ أَي مُسرعين، يُقَال أعنقْتُ إِلَيْهِ أُعْنِقُ إعناقاً. ورجلٌ مُعْنِقٌ وقومٌ مُعْنِقون ومعانيق. وَقَالَ القُطامي: طرقَتْ جَنوبُ رِحالَنا من مَطْرَقِ مَا كنت أحسبها قريب المُعنَقِ وَقَالَ ذُو الرمّة: أشاقتك أخلاقُ الرُّسوم الدَّوائِرِ بأدعاص حَوضَى المُعنِقات النوادرِ قَالَ شمر: قَالَ أَبُو حَاتِم: المُعْنِقات: المتقدّمات فِيهَا. قَالَ: والعَنَق والعَنيق من السَّير مَعْرُوف، وهما اسمان مِن أعنقَ إعناقاً. وَفِي (النَّوَادِر) : أعلقْتُ فِي الأَرْض وأعنقت، وبلادٌ مُعْلِقة ومُعْنِقة، أَي بعيدَة. ووادي العَنَاق بالحِمَى فِي أَرض غَنِي. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: المعَانق هِيَ مُقَرِّضات الأساقي، لَهَا أطواقٌ فِي أعناقها ببياضٍ وَيُقَال عَنَّقت السحابةُ، إِذا خرجت من مُعظم الغَيم، ترَاهَا بَيْضَاء لإشراق الشَّمْس عَلَيْهَا. وَأنْشد شمر: مَا الشُّرب إلاّ نَغَباتٌ فالصَّدَرْ فِي يَوْم غَيمٍ عنَّقَتْ فِيهِ الصُّبُر وَقَالَ ابْن شُمَيْل: معانيق الرمال: حِبالٌ صغَار بَين أَيدي الرِّمال، الْوَاحِدَة مُعْنِقة. وَيُقَال: أَعْنَقت الثريا، إِذا غَابَتْ. وَأنْشد: كأنّي حِين أعنقَتِ الثريّا سُقِيتُ الراحَ أَو سُمّاً مَدُوفا وأعنقت النُّجومُ، إِذا تقدّمت للمغيب. والمُعْنِق: السَّابِق؛ يُقَال جَاءَ الفرسُ مُعْنِقاً. ودابةٌ مِعناقٌ: قد أعْنَقَ. نعق: قَالَ الله عزّ وجلّ: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِى يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَآءً وَنِدَآءً} (البَقَرَة: 171) قَالَ أهل اللُّغة الفراءُ وَغَيره النعيق: دُعَاء الرَّاعِي الشَّاء. يُقَال انعِق بضأنك، أَي ادعُها. وَقد نَعَقَ بهَا ينعق نعيقاً. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي طَالب عَن أَبِيه عَن الْفراء فِي قَول الله عزّ وجلّ: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِى يَنْعِقُ} (البَقَرَة: 171) الْآيَة قَالَ: أضَاف المَثَل إِلَى الَّذين كفرُوا ثمَّ شبههم بالراعي وَلم يقل كالغَنَم. وَالْمعْنَى وَالله أعلم: مثل الَّذين كفرُوا كَالْبَهَائِمِ الَّتِي لَا تفقه مَا يَقُول الرَّاعِي أَكثر من الصَّوت، فأضاف التَّشْبِيه إِلَى الرَّاعِي وَالْمعْنَى فِي المرعى. قَالَ: وَمثله فِي الْكَلَام: فلانٌ يخافك كخوف الْأسد، الْمَعْنى كخوفه الأسدَ، لِأَن الْأسد مَعْرُوف أنّه الْمخوف.

قلت: ونحوَ ذَلِك قَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِيمَا أَخْبرنِي المنذريّ عَن الغسّاني عَن سَلمَة عَن أبي عبيده: وَقَالَ الزّجاج: ضرب الله لَهُم هَذَا المثَل وشبَّههم بالغنم المنعوق بهَا بِمَا لَا تسمع مِنْهُ إلاّ الصَّوتَ، فَالْمَعْنى مثلك يَا مُحَمَّد وَمثلهمْ كَمثل الناعق والمنعوق بِهِ بِمَا لَا يسمع، لأنّ سمعهم لم يكن يَنْفَعهُمْ، فَكَانُوا فِي تَركهم قبولَ مَا يسمعُونَ بِمَنْزِلَة من لم يسمع. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال نَغَق الْغُرَاب ونَعَق، بِالْعينِ والغَين. قلت: كَلَام الْعَرَب نَغَق بالغين، ونعق الرَّاعِي بالشاء بِالْعينِ، وَلم أسمعهم يَقُولُونَ فِي الْغُرَاب نَعَق، ولكنَّهم يَقُولُونَ نَعَب بِالْعينِ. والناعقان: كوكبانِ من كواكب الجوزاء، وهما أَضْوَأ كوكبينِ فِيهَا، يُقَال إِن أَحدهمَا رجلُها الْيُسْرَى وَالْآخر منكبها الْأَيْمن الَّذِي يُسمى الهَنْعة. قعن: قُعَين حيٌّ من بني أسَد. وَأنْشد أَبُو عُبَيْدَة: فداءٌ خَالَتِي وفِدًى خليلي وَأَهلي كلُّهمْ لبني قُعَين وَقَالَ أَبُو بكر بن دُرَيْد: القَعَن: قِصرٌ فَاحش فِي الْأنف. وَمِنْه اسْم قُعَين. قلت: وَالَّذِي صحّ للثقات فِي عُيُوب الْأنف القَعَم بِالْمِيم. روى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: القَعَم: ضِخَم الأرنبة ونتوءُها وانخفاض القَصَبة. وَقَالَ: والقَعَم أحسن من الخَنَس والفَطَس. قلت: وَقد عَاقَبت العربُ بَين الْمِيم وَالنُّون فِي حُرُوف كَثِيرَة لقرب مخرجيهما، مثل الأيْم والأَيْن، والغَيم والغَين، وَلَا أُبعد أَن يكون القَعَم والقَعَن مِنْهَا. وَقَالَ اللَّيْث: القَيعون من العُشب مَعْرُوف، على بِنَاء فيعول، وَهُوَ مَا طَال مِنْهُ. قَالَ: واشتقاقه من قَعن. قَالَ: وَيجوز أَن يكون قيعون فعلوناً من القَيع كَمَا قَالُوا زَيْتون من الزَّيْت، وَالنُّون مزيدة. قنع: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: أقنَعَ الرجلُ، إِذا صادفَ القِنْعَ، وَهُوَ الرَّمل الْمُجْتَمع. وَقَالَ أَبُو عبيد: القِنْعُ: أَسْفَل الرمل وَأَعلاهُ. وَقَالَ الأصمعيّ: القِنْع: متَّسَع الحَزْن حَيْثُ يُسهِل. وَقَالَ ذُو الرّمة: وأبصرنَ أنَّ القِنعَ صَارَت نِطافُه فَرَاشاً وأنّ البقل ذاوٍ ويابسُ قَالَ: ويُجمَع القِنع قِنَعةً وقِنْعاناً. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: القَنَعة من الرمل: مَا اسْتَوَى أسفلُه من الأَرْض إِلَى جَنبه، وَهُوَ اللَّبَبُ وَمَا استرقَّ من الرمل. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: قَنِعتُ بِمَا رزقتُ، مَكْسُورَة، وَهِي القَناعة. وقَنَعت إِلَى فلَان، يُرِيد خَضَعت لَهُ والتزقْت بِهِ وانقطعت إِلَيْهِ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَأَطْعِمُواْ الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ} (الحَجّ: 36) . وأفادني المنذريّ عَن ابْن اليزيدي لأبي زيد النحويّ قَالَ: قَالَ بعضُهم: القانع

السَّائِل، وَقَالَ بَعضهم: المتعفِّف؛ وكلٌّ يصلُح. وَقَالَ الْفراء: القانع: الَّذِي يَسْأَلك، فَإِذا أعطيتَه شَيْئا قَبِله. وَقَالَ أَبُو عبيد فِي تَفْسِير حديثٍ رَوَاهُ: (لَا يجوز شَهَادَة كَذَا وَكَذَا، وَلَا شَهَادَة القانع مَعَ أهل الْبَيْت لَهُم) . قَالَ: القانع الرجل يكون مَعَ الرجل يطْلب فضلَه وَيسْأل معروفه. قَالَ: وَيُقَال قَنَعَ يقنَع قُنوعاً، إِذا سَأَلَ، وقَنِع يقنَع قناعةً، إِذا رَضِي، الأول بِفَتْح النُّون من قنَع، وَالْآخر بِكَسْرِهَا من قِنع. وَأنْشد أَبُو عبيد قَول الشماخ: لمَالُ الْمَرْء يُصلِحه فيُغِني مفاقرَه أعفُّ من القُنوع أَي من الْمَسْأَلَة. وَهَكَذَا قَالَ ابْن السّكيت. وَمن الْعَرَب مَن أجَاز القُنوع بِمَعْنى القِناعة، وَكَلَام الْعَرَب الجيّدُ هُوَ الأوّل. وَقَول الله جلّ وعزّ: {مُهْطِعِينَ مُقْنِعِى رُءُوسِهِمْ} (إِبْرَاهِيم: 43) قَالَ لي أَبُو الْفضل: سَمِعت أَحْمد بن يحيى يَقُول: المُقنِع: الَّذِي يرفع رأسَه ينظر فِي ذلّ. قَالَ: والإقناع: رفعُ الرَّأْس والنَّظرُ فِي ذُل وخُشوع. ويُروى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ فِي الدُّعاء: (تُقْنِع يديكَ فِي الدُّعاء) تقنع يَديك فِي الدُّعَاء: أَي ترفعهما. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال أقنعَ رأسَه، إِذا رفَعه. قَالَ: وأقنعَني كَذَا وَكَذَا، أَي أرضاني. قَالَ: وقَنعت الْإِبِل والغنمُ للمرتع، إِذا مَالَتْ إِلَيْهِ؛ وأقنعتُها أَنا. وَقَالَ القتيبيّ: المُقْنِع رأسَه: الَّذِي رفَعَه وَأَقْبل بطَرْفه إِلَى مَا بَين يَدَيْهِ. قَالَ: والإقناع فِي الصَّلَاة من تَمامهَا. وَقَالَ اللَّيْث: الْإِقْنَاع: أَن يُقْنع الْبَعِير رأسَه إِلَى الْحَوْض ليشربَ مِنْهُ، وَهُوَ مده رأسَه. قَالَ: وَالرجل يُقنع الْإِنَاء للْمَاء الَّذِي يسيل من شِعْبٍ، ويُقنِع رأسَه نَحْو الشَّيْء إِذا أقبل بِهِ إِلَيْهِ لَا يصرفهُ عَنهُ. وَقَالَ العجاج: أشرف رَوقاه صَليفاً مُقْنِعَا يَعْنِي عنق الثَّور فِيهِ كالانتصاب أَمَامه. وأقنع الْإِنَاء فِي النَّهر، إِذا استقبلَ بِهِ جِريةَ المَاء. قَالَ: والمُقْنَعة من الشَّاء: المرتفعة الضَّرع لَيْسَ فِي ضَرعها تصوُّب. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثعلبٍ عَن سَلمَة عَن الْفراء: نَاقَة مقنَعة الضَّرع: الَّتِي أخلافُها ترتفعُ إِلَى بَطنهَا. قَالَ: والمقْنَع من الْإِبِل: الَّذِي يرفع رَأسه خِلقة. وَأنْشد: بمُقنَعِ من رَأسه جُحاشِرِ وَقَالَ ابْن شُمَيْل: أقنع فلانٌ رأسَه، وَهُوَ أَن يرفعَ بصرَه ووجهَه إِلَى مَا حيالَ رأسِه من السَّمَاء. قَالَ: والمقْنِع: الرافع رَأسه إِلَى السَّمَاء. وَقَالَ شِمر: قَالَ الغنويّ: الْإِقْنَاع: أَن تضعَ النَّاقة عُثنونَها فِي المَاء وترفع من رأسِها قَلِيلا إِلَى المَاء، تجتذبه اجتذاباً. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: المُقنَع: الْفَم الَّذِي يكون عطفُ أَسْنَانه إِلَى دَاخل الْفَم، وَذَلِكَ القويّ الَّذِي يقطع بِهِ كلَّ شَيْء؛ فَإِذا كَانَ انصبابُها إِلَى خَارج فَهُوَ أَدْفَق، وَذَلِكَ ضعيفٌ لَا خيرَ فِيهِ. وَقَالَ الشماخ يصف الْإِبِل: يُباكرنَ العِضاهَ بمُقْنَعَاتٍ نواجذُهنَّ كالحَدَأ الوَقيعِ وَقَالَ ابْن ميّادة يصف الْإِبِل أَيْضا:

تباكر العضاهَ قبل الإشراقْ بمقنَعاتٍ كقعاب الأوراق قَالَ: قَوْله كقعاب الأوراق، يَقُول: هِيَ أفتاءٌ فأسنانها بيض. وَأما قَول الرَّاعِي: زَجِل الحُداء كأنَّ فِي حيزومه قَصَباً ومُقنَعةَ الحنينِ عَجولا فإنّ عُمارة بن عقيل زعمَ أَنه عَنى بمقْنَعة الحنين النأيَ؛ لأنّ الزامر إِذا زمر أقنعَ رَأسه. فَقيل لَهُ: قد ذكر القصَب مَرَّةً، فَقَالَ: هِيَ ضروب. وَقَالَ غَيره: أَرَادَ وَصَوت مُقْنَعة الحنين، فَحذف الصَّوت وَأقَام مقنَعة مقَامه. وَمن رَوَاهُ (ومُقْنِعةَ الحنين) أَرَادَ نَاقَة رفعت حنينها. وروى الحَدِيث أَن الرُّبيِّعَ بنتَ معوِّذ قَالَت: (أتيتُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بقناع من رُطبٍ وأَجْرٍ زُغْب) قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو زيد: القُنْع والقناع: الطبَق الَّذِي يؤكَل عَلَيْهِ الطَّعَام. وَقَالَ غَيره: وتجعَل فِيهِ الْفَاكِهَة. وَقَوله (وأجرٍ زُغْب) جمع جَرو، وَأَرَادَ بهَا صِغَار القِثَّاء، شبّهها بأجْرِي الكلابِ لطراءتها. وَيُقَال رجلٌ مَقْنَع وقُنْعانٌ، وَرِجَال مَقانع وقُنعان، إِذا كَانُوا مرضيِّين. وَأنْشد أَبُو عبيد: فقلتُ لَهُ بُؤْ بامرىءٍ لستَ مثلَه وَإِن كنتَ قُنعاناً لمن يطلُب الدَّما والقِناع والمِقْنعة: مَا تتقنَّع بِهِ الْمَرْأَة من ثوبٍ يغطِّي محاسنَها ورأسَها. وقنّع فلانٌ فلَانا بالسَّوط، إِذا علا بِهِ رأسَه. وقنَّعه الشيبُ خِمارَه، إِذا علا رأسَه الشَّيب. وَقَالَ الْأَعْشَى: وقنّعه الشيبُ مِنْهُ خِمارا وَقَالَ اللَّيْث: القَنوع بِمَنْزِلَة الهَبوط بلغَة هذيلٍ، مؤنّثة. وَقَالَ المفضّل: إنّه للئيمُ القِنْع بِكَسْر الْقَاف، إِذا كَانَ لئيمَ الأَصْل. وَيُقَال أقنعَ فلانٌ الصبيّ فقَبَّله، وَذَلِكَ إِذا وضَعَ إِحْدَى يَدَيْهِ على فأس قَفاهُ وَجعل الْأُخْرَى تَحت ذَقَنه وأماله إِلَيْهِ فقبَّله. وقَنَعةُ الْجَبَل والسَّنام: أعلاهما؛ وَكَذَلِكَ قَمَعتُهما. وَيُقَال قنَّعت رَأس الْجَبَل وقَنَعته، إِذا علوته. وَقَالَ اللَّيْث: المِقنَعة: مَا تقنّع بِهِ المرأةُ رأسَها. قَالَ: والقِناع أوسع مِنْهَا. قلت: وَلَا فرق بَينهمَا عِنْد الْعَرَب، وهما مثل لِحافٍ ومِلحفة، وقِرامٍ ومِقرمة. أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: القِنعان: الْعَظِيم من الوعول. نقع: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: النِّقاع، وَاحِدهَا نَقْع، وَهِي الأَرْض الحُرَّة الطِّين الطيّبةُ الَّتِي لَا حزونة فِيهَا وَلَا ارتفاعَ وَلَا انهباط. وَقَالَ: والقاع مثله. وَقَالَ غَيره: النِّقاع: قِيعان الأَرْض. وَأنْشد الْأَصْمَعِي: يَسُوف بأنفيه النِّقاعَ كأنّه عَن الرَّوص من فَرط النَّشاط كعيمُ قَالَ: وَيُقَال صبغَ فلانٌ ثوبَه بنَقُوع وَهُوَ صبغٌ يُجعَل فِيهِ من أَفْوَاه الطِّيب. قَالَ: وسمٌّ ناقع: ثَابت. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: النقيع: السمُّ الثَّابِت. يُقَال سمٌّ منقوع، ونقيع، وناقع. وَأنْشد:

فبتُّ كَأَنِّي ساورتني ضئيلة من الرُّقش فِي أنيابها السمُّ ناقعُ وَقَالَ غَيره: يُقَال سمٌّ مُنْقَع، وموتٌ ناقع: دَائِم. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: نَقَعتُ بِالْمَاءِ وَمِنْه أنقعُ نُقوعاً، إِذا شربَ حَتَّى يرْوى، وَقد أنقعَني المَاء. قَالَ: وَسمعت أَبَا زيد يَقُول: الطَّعَام الَّذِي يُصنع عِنْد الإملاك: النَّقيعة. يُقال مِنْهُ نَقَعت أنقَع نُقوعاً. وَقَالَ الْفراء: النَّقيعة: مَا صَنَعه الرجلُ عِنْد قدومه من السَّفَر، يُقَال أنقعتُ إنقاعاً. وَأنْشد: إنّا لنضربُ بالصوارم هامَهم ضَربَ القُدارِ نقيعة القُدّامِ وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن شُمَيْل: النقيعة طَعَام المِلاك. يُقَال دعَونا على نقيعتهم. قَالَ: وربَّما نقَعوا عَن عدّة من الْإِبِل إِذا بلغَتْها، جَزوراً مِنْهَا، أَي نَحروه، فَتلك النَّقيعة. وَأنْشد: مَيْمُونَة الطير لم تَنعِقْ أشائمها دائمة الْقدر بالأفراع والنقُعِ وَقَالَ خَالِد بن جَنْبة: إِذا زُوِّج الرجل فأطعمَ عَيْبَتَه قُلْنَا: نَقَع لَهُم، أَي نحر. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: النَّقيعة: مَا نُحِر من النَّهب قبل القَسْم. وَقَالَ ابْن السّكيت: النقيعة: الْمَحْض من اللَّبن يبرَّد. حَكَاهُ عَن بعض الْأَعْرَاب. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال انتقَعَ بَنو فلانٍ نقيعةً، إِذا جَاءُوا بناقةٍ من نهبٍ فنحروها. قلت: وَقد ذكرت اخْتلَافهمْ فِي النَّحيرة الَّتِي تُدعَى النَّقيعة، ومأخذها عِنْدِي من النَّقْع والنَّحر وَالْقَتْل، يُقَال سمٌّ ناقع، أَي قَاتل. وَقد نقَعه، إِذا قَتله. وَأما اللبنُ الَّذِي يبرَّد فَهُوَ النَّقيع والنقيعة، وَأَصله من أنقعتُ اللَّبن فَهُوَ نَقِيع، وَلَا يُقَال مُنْقَع وَلَا يَقُولُونَ نقعتُه. وَهَذَا سَمَاعي من الْعَرَب. وَوجدت للمؤرّج حروفاً فِي الإنقاع مَا عِجْتُ بهَا، وَلَا علمتُ ثِقَة من رَوَاهَا عَنهُ. يُقَال أنقعت الرجل، إِذا ضربتَ أنفَه بإصبعك. وأنقعت الْمَيِّت، إِذا دفنتَه. قَالَ: وأنقعت الْبَيْت، إِذا زخرفتَه. وأنقعت الْجَارِيَة، إِذا افترعتَها. وأنقعتُ الْبَيْت، إِذا جعلت أَعْلَاهُ أَسْفَله. قلت: وَهَذِه حروفٌ لم أسمعها لغير المؤرّج. وَرُوِيَ عَن عمر أَنه قَالَ: (مَا على نسَاء بني الْمُغيرَة أَن يسفكن من دموعهنّ على أبي سُلَيْمَان مَا لم يكن نَقعٌ وَلَا لقلقَة) . قَالَ أَبُو عبيد: النَّقع: رفع الصَّوْت. قَالَ لبيد: فَمَتَى يَنْقَع صُراخٌ صادقٌ يُحْلِبوها ذاتَ جَرسٍ وزَجَلْ ويروى (يَجْلبوها) ، يَقُول: مَتى سمعُوا صَارِخًا، أَي مستغيثاً، أحلبوا الحربَ، أَي جمعُوا لَهَا. والنَّقع فِي غير هَذَا: الْغُبَار، قَالَ الله جلّ وعزّ: {صُبْحاً فَأَثَرْنَ بِهِ} (العَاديَات: 4) أَي غباراً. وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو عَمْرو: معنى فَمَتَى ينقع صُراخٌ، أَي يرْتَفع. وَقَالَ غَيره: يَدُوم وَيثبت. وَقَالَ الْفراء: يُقَال نَقَع الصَّارِخ بِصَوْتِهِ وأنقع صوتَه، إِذا تابعَه وأدامه.

شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: النَّقْع: الْغُبَار الْمُرْتَفع. والنَّقْع: الصُّراخ الْمُرْتَفع. قَالَ شمر: وَقيل فِي قَول عمر: (مَا لم يكن نَقع وَلَا لقلقةٌ) إِنَّه شقّ الْجُيُوب. قَالَ: وَوجدت للمرّار الأسَدي فِيهِ بَيْتا: نقَعنَ جيوبهنَّ عليّ حيّاً وأعددنَ المرائيَ والعويلا وَيُقَال: فلَان مِنْقَع، أَي يُشتَفى بِرَأْيهِ، أَصله من نَقعتُ بالريّ. وَقَالَ أَبُو عبيد: مِنْقع البُرَم: تَوْرٌ صَغِير، وَجمعه مَناقع، وَلَا يكون إلاَّ من حِجَارَة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: هِيَ المِنْقعة والمِنقع. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّه (نَهَى أَن يُمنَع نَقْع الْبِئْر) ، قَالَ أَبُو عبيد: نقع الْبِئْر: فَضْل مَائه الَّذِي يخرج مِنْهُ أَو من العَين قبل أَن يصيَّر فِي إناءٍ أَو وعَاء. قَالَ: وفسّره الحديثُ الآخر: (مَن مَنَعَ فضْل المَاء ليمنع بِهِ فَضْلَ الْكلأ منَعَه الله فضلَه يَوْم الْقِيَامَة) . قَالَ: وأصل هَذَا فِي الْبِئْر يحتفرها الرجلُ بالفلاةِ من الأَرْض يسْقِي بهَا مواشيَه، فَإِذا سَقَاهَا فَلَيْسَ لَهُ أَن يمْنَع المَاء الفاضلَ عَن مواشيه مواشي غَيره، أَو شارباً يشرب بشفته. وَإِنَّمَا قيل للْمَاء نَقْعٌ لِأَنَّهُ ينقَع بِهِ أَي يُروى بِهِ. يُقَال: نَقَع بالريّ وبضَع. وَيُقَال: مَا نقعت بِخَبَرِهِ، أَي لم أشتفِ بِهِ. وَقَالَ اللَّيْث: النَّقع: الْبِئْر الْكَثِيرَة المَاء، والجميع الأنقعة. وَيُقَال نقع المَاء غُلّتَه، إِذا أروى عطشَه. وَمن أَمْثَال الْعَرَب: (إنّ فلَانا لشَرَّابٌ بأنقُع) يضْرب مثلا للرجل الَّذِي قد جرّب الْأُمُور وعَرفها ومارسَها حتّى خبرَها. وَالْأَصْل فِيهِ أنّ الدَّلِيل من الْعَرَب فِي باديتها إِذا عَرَف الْمِيَاه الغامضة فِي الفلَوات ووردها وشرِب مِنْهَا، حَذِق سُلوكَ الطّرق الَّتِي تؤدّيه إِلَى المحاضر والأمواه. والأنقُع: جمع النَّقْع، وَهُوَ كلُّ ماءٍ مستنقِع من ماءٍ عِدٍ أَو غَدِير. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: نقع المَاء ينقع نُقوعاً، إِذا ثَبت. والنَّقوع: مَا أنقعتَ من شَيْء. يُقَال سَقونا نَقوعاً، لدواءٍ أُنقِعَ من اللَّيْل. وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن كَعْب القُرظيّ قَالَ: (إِذا استَنقَعتْ نفْسُ الْمُؤمن جَاءَهُ مَلَكٌ فَقَالَ لَهُ السَّلَام عليكَ وليَّ الله. ثمّ نَزَع هَذِه الْآيَة: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ} (النّحل: 32) وَقَالَ شمر: قَوْله إِذا استنقعت نفس الْمُؤمن، قَالَ بَعضهم: يَعْنِي إِذا خرجَتْ. قَالَ شمر: وَلَا أعرفهَا. وَقَالَ ابْن مقبل: مستنقِعان على فضول المِشْفرِ قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يَعْنِي نابَي النَّاقة، أَنَّهُمَا مستنقعان فِي اللُّغام. وَقَالَ خَالِد بن جَنْبَة: مَعْنَاهُ مصوِّتان. قلت: قَوْله (إِذا استنقَعَتْ نفسُ الْمُؤمن) لَهُ مخرجان؛ أَحدهمَا أَنَّهَا اجْتمعت فِي فِيهِ كَمَا يستنقع المَاء فِي مَكَان، وَالثَّانِي خرجَتْ، من قَوْله نقعتُه، إِذا قتلتَه. وَقَالَ اللَّيْث: الأُنقوعة: وَقْبة الثَّرِيد الَّتِي فِيهَا الودَك. وكلُّ شيءٍ سالَ إِلَيْهِ المَاء من مَثْعبٍ وَنَحْوه فَهُوَ أُنقوعة. قَالَ: والنَّقيع: شراب يُتّخذ من الزَّبِيب

باب العين والقاف مع الفاء

يُنقَع فِي المَاء من غير طبخ. وَقيل فِي السَّكَر إنّه نَقيع الزَّبيب. والنَّقوع: شرابٌ ينقع فِيهِ زبيب وَأَشْيَاء ثمَّ يصفَّى مَاؤُهُ ويُشرَب. وَذَلِكَ المَاء اسْمه النَّقوع. وَيُقَال استَنقع الماءُ، إِذا اجتمعَ فِي نِهْي وَغَيره، وَكَذَلِكَ نَقَع ينقَع نُقوعاً. وَقَالَ النَّضر: يُقَال نقَعه بالشَّتم، إِذا شتَمه شتماً قبيحاً. قَالَ: والنقائع: خَبارَى فِي بِلَاد بني تَمِيم. وَيُقَال نقَعتْ بِذَاكَ نَفسِي، أَي اطمأنَّتْ إِلَيْهِ وروِيَتْ بِهِ. وَفِي حَدِيث المَبْعث (أنّه أتَى رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَلَكانِ فأضجعاه وشَقَّا بطنَه، فرجَع وَقد انتُقِع لونُه) فِي حَدِيث طَوِيل. قَالَ أَبُو عُبيدٍ واللِّحياني: يُقَال انتُقِع لَونه وامتُقِع لَونه، إِذا تغيَّر. وَقَالَ النَّضر: يُقَال ذَلِك إِذا ذهب دمُه وتغيَّر لونُ بَشرته، إمّا من خوف، وَإِمَّا من مَرض. حَكَاهُ بالنُّون عَن أبي ذؤابة. (بَاب الْعين وَالْقَاف مَعَ الْفَاء) عقف، عفق، قعف، قفع، فقع: مستعملات. عقف: أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ النسّابة الْبكْرِيّ: للنَّمل جدّان: فازرٌ وعُقْفان. ففازرٌ: جدّ السُّود. وعُقفان: جدّ الحُمر. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن إِبْرَاهِيم الحربيّ أَنه قَالَ: النَّمْل ثَلَاثَة أَصْنَاف: النَّمْل، والفازر، والعُقيفان. قَالَ: والعُقيفان الطَّوِيلَة القوائم تكون فِي الْمَقَابِر والخرابات. وَأنْشد: سُلِّط الذرُّ فازراً وعقيفاً ن ... قَالَ: والذرّ: الَّذِي يكون فِي الْبيُوت يُؤْذِي النَّاس. قَالَ: والفازر: المدوَّر الْأسود يكون فِي التَّمر. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للْفَقِير الْمُحْتَاج أعقَف، وَالْجمع عُقفان. وَأنْشد: يَا أيُّها الأعقف المُزْجى مطيَّتَه لَا نعْمَة تَبتغِي عِنْدِي وَلَا نَشَبا قَالَ: والعَقْفاء: ضرب من الْبُقُول مَعْرُوف. قلت: الَّذِي أعرفهُ فِي بُقول الْبَادِيَة القَفعاء، وَلَا أعرف العقفاء. وَقَالَ اللَّيْث: العُقَاف: دَاء يَأْخُذ الشَّاة فِي قَوَائِمهَا حتّى تعوجّ. يُقَال عُقفت الشَّاة فَهِيَ معقوفة. والعُقّافة: خَشَبَة فِي رَأسهَا جُحنةٌ يحتجَن بهَا الشَّيْء. والعقفاء: حديدةٌ قد لُوِي طرفُها. والعقْفُ والعَطف وَاحِد. وعقفت الشَّيْء أعْقِفُه عقفاً فانعقَف، أَي عطفتُه فانعطف. قَالَ: وعُقْفانُ: حيٌّ من خُزاعة. قعف: أَبُو عبيد عَن الْفراء: سَيل جُحافٌ وقُعافٌ وجُراف، بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ اللَّيْث: القاعف من الْمَطَر: الشَّديد

يقعَف الْحِجَارَة ويجرفها. والقَعف: شدّة الْوَطْء واجترافُ التُّرَاب بالقوائم. وَأنْشد: يقعفن قاعاً كفراشِ الغِضرمِ مظلومةً وضاحياً لم يُظلَم أَبُو عَمْرو: انقعف الجُرف، إِذا انهارَ وانقعَر. وَأنْشد الْأَصْمَعِي: واقعتفِ الجِلْمةَ مِنْهَا واقتثِثْ فإنّما تكدحها لمن يَرِثْ قَوْله مِنْهَا، أَي الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا. اقتعفِ الجَلْمة، أَي اقلع اللَّحْم بجملته. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القَعْف: السُّقوط فِي كلّ شَيْء. وَقَالَ فِي مَوضِع: القَعَف محركاً: سُقُوط الْحَائِط. قَالَ: والنَّعَف: الْجبَال الصغار بعضُها على بعض، الْوَاحِدَة نَعَفة. عفق: سمعتُ غير واحدٍ من الْعَرَب يَقُول للَّذي يُثير الصيدَ ناجش. وللذي يَثني وَجهه ويردُّه على الصَّائِد عافق. وَيُقَال اعفقْ عليَّ الصَّيْد، أَي اثنه واعطفه. وَقَالَ رؤبة: فَمَا اشتَلاهَا صَفقةً للمنصفَقْ حتَّى تَردَّى أربعٌ فِي المنعَفَقْ يصف عيرًا أورد أُتُنَه الماءَ فَرَمَاهَا الصَّائِد فصَفَقها العَير لينجوَ بهَا، فَرَمَاهَا الصَّائِد فِي منعفَقها، أَي فِي مَكَان عَفْق العير إيّاها. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: قَالَ بعضُ الْعَرَب: عفقت الإبلُ تَعفِق عَفْقاً، إِذا كَانَت ترجع إِلَى المَاء فِي كلِّ يومٍ أَو كلِّ يَوْمَيْنِ. وكلُّ راجعٍ مختلفٍ عافقٌ وغافق. وَيُقَال إِنَّك لتَعفِق، أَي تكْثر الرُّجُوع. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: إنّه ليعفّق الغنمَ بعضَها على بعض، أَي يردّها عَن وَجههَا. وَأنْشد: ولاتكُ مِعفاقَ الزِّيَارَة واجتنبْ إِذا جئتَ إكثارَ الكلامِ المعَيَّبِ وَقَالَ اللَّيْث: عفَق الرجلُ يَعفِق، إِذا ركِبَ رأسَه وَمضى. قَالَ: وعفقَ يعفق، إِذا خنَس وارتدّ ورجَع. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: يُقَال للرجل وَغَيره: عَفَق بهَا وحَبَجَ بهَا، إِذا ضَرَط. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال كذبَتْ عَفّاقته، وَهِي استُه. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: أعفقَ الرجلُ، إِذا أكثرَ الذَّهابَ والمجيء فِي غير حَاجَة. قَالَ: وعافقَ الذئبُ الْغنم، إِذا عاثَ فِيهَا ذَاهِبًا وجائياً. وتعفَّق فلانٌ بفلان، إِذا لَاذَ بِهِ. وَقَالَ عَلْقَمَة: تعفَّق بالأرطَى لَهَا وَأَرَادَهَا قَالَ: والعُفُق: الضرّاطون فِي الْمجَالِس. والعُفُق: الأستاه. قَالَ: والعُفُق: الذئاب الَّتِي لَا تنام وَلَا تُنيم تردُّداً فِي الْفساد. وَقَالَ غَيره: اعتفق الأسدُ فريستَه، إِذا عطف عَلَيْهِ فافترسَه. وَقَالَ: وَمَا أسدٌ من أسود العري نِ يعتفق السَّائِلين اعتفاقا وعفقَ الرجلُ جاريتَه، إِذا جامَعها. وَقَالَ القتيبي فِي تَفْسِير قَول لُقْمَان: (خذي منّي أخي ذَا العِفَاق) : أَخْبرنِي أَبُو سُفْيَان عَن الأصمعيّ قَالَ: عفَق يَعفِق، إِذا ذهب

َ ذَهاباً سَرِيعا. قَالَ: والعَفْقُ هُوَ الْعَطف أَيْضا. فقع: تَقول الْعَرَب: (فلانٌ أذلُّ من فَقْع بقَرقر) ، قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو زيد والأحمر: الفِقَعة: البِيض من الكمأة، وَاحِدهَا فَقْع. وَقَالَ اللَّيْث: الفَقْع: كمءٌ يخرج من أصل الإجرِدّ، وَهُوَ نبت، وَهُوَ من أردأ الكمأة وأسرعها فَسَادًا. قَالَ: والفُقّاع هُوَ الشَّراب الْمَعْرُوف. قَالَ: والفقاقيع واحدتها فُقّاعة، وَهِي الحَجَا الَّتِي تعلو مَاء الْمَطَر والشرابَ إِذا مُزج بِالْمَاءِ، كأنّها قَوَارِير صغارٌ مستديرة. وَفِي الحَدِيث النَّهي عَن التفقيع فِي الصَّلَاة يُقَال فقَّعَ فلانٌ أصابعَه تفقيعاً، إِذا غمزَ مفاصلَها فأنقضَتْ، وَهُوَ الفرقعة أَيْضا، وكل ذَلِك قد جَاءَ فِي الحَدِيث. وَقَالَ بَعضهم: التفقيع: التشدُّق فِي الْكَلَام؛ يُقَال قد فقّع، إِذا تشدَّقَ وَجَاء بكلامٍ لَا معنَى لَهُ. وتفقيع الوردة: أَن تُضرَب بالكفّ فتفقع حتَّى تسمعَ لَهَا صَوتا عَالِيا. وفقَع الْحمار، إِذا ضرط. وإنّه لفَقَّاعٌ، أَي ضرّاط. وَقَالَ الله جلّ ذكره: {صَفْرَآءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا} (البَقَرَة: 69) قَالَ أَبُو إِسْحَاق: فَاقِع نعت للأصفر الشَّديد الصُّفرة. يُقَال أصفر فَاقِع، وأبيض ناصع، وأحمر قانىء. وَقَالَ أَبُو عبيد: يُقَال أَبيض ناصع. وَقَالَ اللحياني. يُقَال أصفر فَاقِع وفُقّاعي. وَقَالَ اللَّيْث: الإفقاع: سوء الْحَال، وَقد أفقَعَ فَهُوَ مُفقِع: فَقير مجهود. يُقَال فَقير مُفْقِع مُدقع. قَالَ: والمُفْقِع أَسْوَأ مَا يكون من حالاته. وَقَالَ عدي بن زيد فِي فقاقيع الْخمر إِذا مزجت: وطفا فوقَها فقاقيعُ كاليا قوتِ حمرٌ يُثيرها التصفيقُ قفع: قَالَ اللَّيْث: يُقَال أَحْمَر قُفَاعيٌّ، وَهُوَ الْأَحْمَر الَّذِي يتقشَّر أَنفه من شدَّة حمرته. قلت: لم أسمع لغير اللَّيْث أَحْمَر قُفاعي الْقَاف قبل الْفَاء، وَالْمَعْرُوف فِي بَاب الألوان أصفر فَاقِع وفُقَاعيٌّ، الْفَاء قبل الْقَاف، وَهُوَ الصَّحِيح. وَيُقَال شاهٌ قفعاء، وَهِي القصيرة الذّنَب، وَقد قَفِعتْ قَفَعاً. وكبشٌ أقفَع، وَهِي كباشٌ قُفْع. وَقَالَ الشَّاعِر: إنّا وجدنَا العِيسَ خيرا بقيّةً من القُفْع أذناباً إِذا مَا اقشعرَّتِ قلت: أرَاهُ أَرَادَ بالقُفْع أذناباً المِعزَى؛ لِأَنَّهَا إِذا صَرِدت اقشعرَّت. وأمّا الضَّأْن فَإِنَّهَا لَا تقشعرُّ من الصَّرَد. والقفعاء من أَحْرَار الْبُقُول، وَقد رَأَيْتهَا فِي بِلَاد تَمِيم، وَلها نُوَير أَحْمَر. وَقد ذكرهَا زُهَيْر فَقَالَ: بالسِّيِّ مَا تُنبتُ القَفْعاء والحَسَكُ وَقَالَ اللَّيْث: القَفْعاء: حشيشة خوّارة من نَبَات الرّبيع خَشْناء الْوَرق، لَهَا نَورٌ أَحْمَر مثل شَرَر النَّار، وورقها ترَاهَا مستعْلياتٍ من فَوق، وَثَمَرهَا مُقَفَّعٌ من تَحت. قَالَ: وَالْأُذن القَفعاء كأنّما أصابَتْها نارٌ فتزوَّت من أَعْلَاهَا وأسفلها. قَالَ: والرِّجْل

باب العين والقاف مع الباء

القفعاء: الَّتِي ارتدّت أصابعُها إِلَى القَدَم، وَقد قَفِعَتْ قَفَعاً. وَيُقَال تقفَّعت الأصابعُ من الْبرد، وَقد قَفَّعها الْبرد. قَالَ: وَنظر أعرابيٌّ إِلَى قُنفذةٍ قد تقبّضتْ فَقَالَ: أتُرى البردَ قَفَّعها. قَالَ: والمِقْفعة: خشبةٌ يضْرب بهَا الْأَصَابِع. والقُفَّاع: نباتٌ متقفِّع كأنّه قرونٌ صَلابةً إِذا يبِس، يُقَال لَهُ كفُّ الْكَلْب. وَفِي حَدِيث عمر أَنه ذُكر عِنْده الجرادُ فَقَالَ: (لَيْت عِندنا مِنْهُ قَفعةً أَو قَفعتين) . قَالَ أَبُو عبيد: القَفْعة: شيءٌ شَبيه بالزَّبِيلِ لَيْسَ بالكبير، يُعمَل من خُوص، وَلَيْسَ لَهُ عُرًى. وَقَالَ شمر: القَفعة مثل القُفَّة تُتَّخذ واسعةَ الْأَسْفَل ضيّقة الْأَعْلَى، حشوُها مكانَ الحَلفاء عَراجين تُدَقُّ، وظاهرها خوصٌ على عمل سِلال الخوص. قَالَ: وسمعتُ مُحَمَّد بن يحيى يَقُول: القَفعة الجُلّة، بلغَة الْيمن، يُحمَل فِيهَا القُطن. ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القَفْع: القِفاف، واحدتها قَفعة. قَالَ: والقَفْع: الدَّبَّابات الَّتِي يُقاتَل تحتهَا، واحدتها قفْعة. وَقَالَ اللَّيْث: القَفْع ضَبْرُ يتّخذ من خشب يمشي بهَا الرِّجَال إِلَى الْحُصُون فِي الحروب، يدْخل تحتهَا الرِّجَال. قَالَ: وَيُقَال لهَذِهِ الدُّوَّارت الَّتِي يَجْعَل الدَّهّانون فِيهَا السِّمسم المطحون ويضعون بعضَها على بعض ثمَّ يضغطونها حتّى تُسيلَ الدهنَ: القَفَعات. وَيُقَال قفَعتُه عمّا أَرَادَ قفعاً، إِذا منعتَه فانقفَعَ انقفاعاً. وَيُقَال قفِّع هَذَا، أَي أوعِهِ. ورجلٌ قفَّاعٌ لمَاله، إِذا كَانَ لَا ينفقُه. وَلَا يُبَالِي مَا وقَع فِي قفعتِه، أَي وِعائه. (بَاب الْعين وَالْقَاف مَعَ الْبَاء) عقب، عبق، قبع، قَعْب، بقع، بعق مستعملات. عقب: قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: قَالَ ابْن الأعرابيّ: العاقب والعَقُوب: الَّذِي يَخْلُف من كَانَ قبلَه فِي الْخَيْر. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (لي خَمْسَة أَسمَاء: أَنا مُحَمَّد، وَأَنا أَحْمد، والماحي يمحو الله بيَ الْكفْر، والحاشر أحشُر النَّاس على قدميَّ، وَالْعَاقِب) . قَالَ أَبُو عبيد: العاقب: آخر الْأَنْبِيَاء. قَالَ: وكل شَيْء خَلفَ بعد شَيْء فَهُوَ عاقب لَهُ، وَقد عَقَب يَعقِب عَقْباً وعُقوباً. وَلِهَذَا قيل لولد الرجل عَقِبه وعَقْبه، وَكَذَلِكَ آخر كل شيءٍ عَقِبه. وَفِي حَدِيث عمر أَنه سَافر عَقِبَ رَمَضَان، أَي فِي آخِره. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: جَاءَ فلانٌ على عُقْب رَمَضَان وَفِي عُقْبه بِالضَّمِّ وَالتَّخْفِيف، إِذا جَاءَ وَقد ذهب الشَّهْر كلُّه. وَجَاء فلانٌ على عَقِب رمضانَ وَفِي عَقِبه، إِذا جاءَ وَقد بقيتْ فِي آخِره أَيَّام. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: فرسٌ ذُو عَقْبٍ، أَي جري بعد جري. وَمن الْعَرَب من يَقُول ذُو عَقِبٍ فِيهِ. الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت قَالَ: إبلٌ مُعاقِبَةٌ: ترعى مرّةً فِي حَمضٍ ومرّةً فِي خُلَّة. وَيُقَال عاقبتُ الرّجل من العُقْبة، إِلَى راوحتَه فَكَانَت لَك عُقْبةٌ وَله عُقْبة. وَكَذَلِكَ

أعقبته. وَيَقُول الرجلُ لزميله: أعقِبْ وعاقِبْ، أَي انزِلْ حتّى أركبَ عُقبتي. وَكَذَلِكَ كلُّ عمل. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} (الرّعد: 11) قَالَ الْفراء: المعقِّبات: الملائكةُ ملائكةُ اللَّيْل تعقِّب مَلَائِكَة النَّهَار. قلت: جعل الفراءُ عقَّبَ بِمَعْنى عاقب، كَمَا يُقَال ضاعَفَ وضعَّف وعاقد وعَقَّد بِمَعْنى وَاحِد، فكأنَّ مَلَائِكَة النَّهَار تحفظ العبادَ فَإِذا جَاءَ الليلُ جَاءَ مَعَه ملائكةُ اللَّيْل وصَعِد ملائكةُ النَّهَار، فَإِذا أقبلَ النَّهَار عادَ من صعِد وصعِد ملائكةُ اللَّيْل، كأنَّما جَعَلوا حفظهُ عُقَباً أَي نُوَباً. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: كلُّ مَن عمِل عملا ثمَّ عَاد إِلَيْهِ فقد عقَّب؛ وَمِنْه قيل للَّذي يَغْزُو غزْواً بعد غَزْوٍ، وللذي يتقاضى الدَّينَ فَيَعُود إِلَى غَرِيمه فِي تقاضيه: مُعَقِّب. وَقَالَ لبيد: حتَّى تهجَّرَ فِي الرَّواحِ وهاجَه طلبَ المعقِّب حقَّه المظلومُ وَقَالَ سَلامَة بن جندل: إِذا لم يُصِبْ فِي أوّل الغَزْو عَقَّبا أَي غزا غَزْوَة أُخْرَى. قَالَ: وَقَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (معَقِّباتٌ لَا يَخِيب قائلُهنّ، وَهُوَ أَن يسبّح فِي دُبر صلَاته ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ تَسْبِيحَة، ويكبّر أَرْبعا وَثَلَاثِينَ تَكْبِيرَة، ويحمِّد الله ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ تَحْمِيدَة) . فسمِّين معقِّباتٍ لأنّها عَادَتْ مرّةً بعد مرّة. وَقَالَ شمر: أَرَادَ بقوله: معقِّبات لَا يخيب قائلهن: تسبيحات تَخْلُف بأعقاب النَّاس. قَالَ: والمُعقِّب من كل شَيْء: مَا خَلَفَ يُعقِّب مَا قبله. وَأنْشد: ولكنْ فَتى من صَالح الْقَوْم عقّبا يَقُول: عُمِّر بعدهمْ وبقيَ. وَيُقَال عقَّب فِي الشَّيب بأخلاق حَسَنَة. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أَحْمد بن يحيى قَالَ: قَالَ الْأَخْفَش فِي قَوْله: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ} (الرّعد: 11) : إنَّما أنثت لِكَثْرَة ذَلِك مِنْهَا نَحْو نسّابة وعلاّمة؛ وَهُوَ ذكَر. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: قَالَ الْفراء: مَلَائِكَة مُعَقِّبةٌ، ومعقِّبات جمع الْجمع. وَقَالَ أَبُو سعيد فِي قَول لبيد: طلب المعقِّب حقَّه المظلومُ قَالَ: المعقِّب: الْغَرِيم الماطل فِي قَول لبيد. قَالَ: والمعقِّب: الَّذِي أُغِير عَلَيْهِ فحُرِبَ فَأَغَارَ على الَّذِي كَانَ أغارَ عَلَيْهِ فاسترجعَ مالَه. وَأما قَوْله عزّ وجلّ: {لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ} (الرّعد: 41) فإنَّ الْفراء قَالَ: مَعْنَاهُ لَا رادَّ لحكمه. قَالَ: والمعقِّب: الَّذِي يكُرُّ على الشَّيْء؛ وَلَا يكرُّ أحدٌ على مَا أحكمه الله. وروى شمر عَن عبد الصَّمد عَن سُفْيَان أَنه قَالَ فِي قَول الله: {مُدْبِراً وَلَمْ} (النَّمل: 10) : لم يلْتَفت. وَقَالَ مُجَاهِد: لم يرجع. قَالَ شمر: وكلُّ راجعٍ معَقِّبٌ. وَقَالَ الطرمّاح: وَإِن تونَّى التّالياتُ عقَّبا أَي رجَع. وَأَخْبرنِي المنذرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن

الأعرابيّ أَنه أنْشدهُ فِي صفة الْفرس: يمْلَأ عينَيك بالفِناءِ ويُرْ ضيك عِقاباً إِن شئتَ أونَزَقا قَالَ: عِقاباً: يعقِّب عَلَيْهِ صاحبُه، أَي يَغْزُو عَلَيْهِ مرّة بعد أُخْرَى. قَالَ: وَقَالُوا عِقاباً أَي جَريا بعد جَري. قلت: هُوَ جمع عَقِب. قَالَ: وَقَالَ الْحَارِث بن بدر: (كنت مرّةً نُشْبةً وَأَنا الْيَوْم عُقْبة) . قَالَ: مَعْنَاهُ كنتُ إِذا نَشِبتُ بإنسانٍ وعَلِقتُ بِهِ لَقِي منّى شّراً، فقد أعقبتُ الْيَوْم ورجعتُ. قلت: وَلما حوّل الله الخلافةَ من بني أُميَّة إِلَى بني هَاشم قَالَ سُدَيف، شَاعِر ولد العبّاس، لبني أُميَّة فِي قصيدة لَهُ: أعقبى آل هاشمٍ يَا أمَيَّا يَقُول: انزلي عَن الْخلَافَة حتّى يعلوَها بَنو هَاشم فإنّ العُقبة لَهُم الْيَوْم عَلَيْكُم. أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: عَقَّبتُ الخَوْقَ، وَهُوَ حَلْقة القُرط، وَهُوَ أَن يُشَدَّ بعَقبٍ إِذا خَشُوا أَن يَزِيغ. وأنشدنا: كأنَّ خَوقَ قُرطها المعقوبِ على دَباةٍ أَو على يعسُوبِ وعقَبت القِدح بالعَقَب مثلُه. وعقَبَ فلانٌ مَكَان أَبِيه عَقباً. وعقَبتُ الرجل فِي أَهله، إِذا بغيتَه بشرَ وخلفتَه. وعَقبت الرجل: ضربت عقبه وعقبت الرجُل: إِذا ركِبتَ عُقبة وركِب عُقبة. وَيُقَال أكلَ فلانٌ أَكلَة أعقبتْه سَقَماً. وعقِب الْقدَم: مؤخّرها، وَيُقَال عَقْبٌ، وَجمعه أعقاب. وَمِنْه قَوْله: (ويلٌ لِلْأَعْقَابِ من النَّار) . وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {حَكِيمٌ وَإِن فَاتَكُمْ شَىْءٌ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُواْ الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِّثْلَ مَآ أَنفَقُواْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَنتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ} (المُمتَحنَة: 11) هَكَذَا قَرَأَهَا مَسْرُوق وفسَّرها: فغنِمتُم، وَقرأَهَا حُميدٌ: (فعقَّبتم) قَالَ الْفراء: وَهُوَ بِمَعْنى عَاقَبْتُمْ. قَالَ: وَهِي كَقَوْلِه: (وَلَا تصاعر) {عَزْمِ الاُْمُورِ} (لقمَان: 18) . وقرىء (فَعَقَبْتُم) خَفِيفَة. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: من قَرَأَ {الْكُفَّارِ} (المُمتَحنَة: 11) فَمَعْنَاه أصبتموهم فِي الْقِتَال بالعقوبة حَتَّى غَنِمْتُم قَالَ: وَمن قَرَأَ (فعقبتم) فَمَعْنَاه: فغنمتم. قَالَ: وأجودها فِي اللُّغَة فعقَّبتم وعَقَبتم جيّد أَيْضا، أَي صَارَت لكم عُقْبى. إلاّ أنَّ التَّشْدِيد أبلغ. وَقَالَ طرفَة: فعقَبتُم بذَنُوبٍ غَيْرَ مَرّ قَالَ: وَالْمعْنَى أنّ من مَضَت امْرَأَته مِنْكُم إِلَى مَنْ لَا عهد بَيْنكُم وَبَينه، أَو إِلَى مَن بَيْنكُم وبينَه عهدٌ فنكثَ فِي إِعْطَاء الْمهْر فغَلبتم عَلَيْهِم فَالَّذِي ذهبت امْرَأَته يُعطَى من الْغَنِيمَة المهرَ من غير أَن يُنقَص من حقِّه فِي الْغَنَائِم شَيْء، يُعطَى حقَّه كَمَلاً بعد إِخْرَاج مُهُور النِّسَاء. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: تعقّبت الرجلَ، إِذا أخذتَه بذنبٍ كَانَ مِنْهُ. وَفِي حَدِيث: (المُعْتَقِبُ ضامنٌ لما اعتَقَب) . وَهَذَا يُروى عَن إِبْرَاهِيم النَّخعيّ. يُقَال اعتقبت الشَّيْء، إِذا حبستَه عنْدك. وَمَعْنَاهُ أنّ البائعَ إِذا بَاعَ الشيءَ ثمَّ مَنعه المشتريَ حتَّى تَلِف عِنْد البَائِع هلك من مَاله، وضمانُه مِنْهُ.

شمر عَن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ: المِعقب: الخِمار. وَأنْشد: كمِعقَب الرَّيْط إذْ نَشَّرتَ هُدَّابَه قَالَ: وسمِّي الخِمار مِعقباً لأنّه يعقُب المُلاءةَ يكون خلفا مِنْهَا. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: قَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: المِعقَب: القُرط. والمِعقَب: السَّائِق الحاذق بالسَّوق. والمِعقب: بَعير العُقَب. والمِعقَب: الَّذِي يرشَّح للخلافة بعد الإِمَام. والمِعْقَب: النَّجْم الَّذِي يطلُع فيركب بطلوعه الزميلُ المعاقب. وَمِنْه قَول الراجز: كأنَّها بَين السُّجوف مِعقَبُ وَقَالَ شمر: العُقبة: الشَّيْء من المرق يردُّه مستعير الْقدر إِذا ردَّها. وَقَالَ الْكُمَيْت: وحاردتِ النُّكْدُ الجلادُ وَلم يكن لعُقبةِ قِدر المستعيرينَ مُعْقِبُ وَقَالَ الْأَخْفَش فِي قَول الله: {هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا} (الْكَهْف: 44) أَي عَاقِبَة. وَقَالَ أَبُو سعيد: يُقَال رَأَيْت عَاقِبَة من طير، إِذا رأيتَ طيراً يعقُب بعضُها بَعْضًا، تقع هَذِه فتطير ثمَّ تقع هَذِه موقعَ الأولى. وَقَالَ الْفراء: يُقَال عاقبَه عَاقِبَة بِمَعْنى الْعقَاب والمعاقبة، جعله مصدرا على فاعلة كالعافية وَمَا أشبههَا. وَقَالَ اللَّيْث: عَاقِبَة كل شيءٍ: آخِره؛ وَكذلك عاقِبُه، والجميع العواقب والعُقُب. قَالَ: والعُقبانُ والعُقْبى كالعاقبة والعُقُب. قَالَ: وَيُقَال أتَى فلانٌ إليَّ خيرا فعَقَبَ بِخَير مِنْهُ. وَأنْشد: فعقَبتم بذَنوب غير مَرّ قَالَ: وَالْفرق بَين العَقَب والعَصَب أنَّ العصَب يضْرب إِلَى الصُّفرة والعَقَب يضْرب إِلَى الْبيَاض، وَهُوَ أصلبُها وأمتنُها. وأمّا العَقِب مؤخّر الْقدَم فَهُوَ من العَصَب لَا من العَقَب. قَالَ: والعَقِب مؤنّثة، وَثَلَاث أعقب، وَتجمع على الأعقاب. وَفِي الحَدِيث: (ويلٌ لِلْأَعْقَابِ من النَّار) وَهَذَا يدلُّ على أَن المسحَ على الْقَدَمَيْنِ غير جَائِز، وَأَنه لَا بدّ من غَسل الرجلَيْن إِلَى الْكَعْبَيْنِ، لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يُوعِد بالنارِ إلاّ فِي ترك العَبد مَا فُرض عَلَيْهِ. وَهُوَ قَول أَكثر أهل الْعلم. والليلُ وَالنَّهَار يتعاقبان، وهما عَقيبانِ كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا عَقِيبُ صَاحبه. وَيُقَال تعقّبت الخبرَ، إِذا سألتَ غير من كنتَ سألتَه أوّلَ مرّة. وَيُقَال أُعقِبَ عِزُّ فلانٍ ذُلاًّ، أَي أُبدِل. أَبُو عبيدٍ عَن الْأَحْمَر قَالَ: الأعقاب هِيَ الخَزَف الَّتِي تُجعَل بَين الْآجر فِي الطيّ لكَي يشتدَّ. وَقَالَ شمر: أعقاب الطيّ: دوائره إِلَى مؤخره. وَقد عقَّبنا الركيّة، أَي طويناها بحجَرٍ من وَرَاء حجر. قَالَ: والعُقاب: حجرٌ يستَنْتِل على الطيّ فِي الْبِئْر، أَي يَفْضُل. وَقَالَ اللَّيْث: العُقاب: صَخْرَة ناتئة نَاشِزَة فِي الْبِئْر فِي جُولها، وربَّما كَانَت من قِبَل الطيّ، وَذَلِكَ أَن تَزُول الصَّخرةُ عَن موضعهَا. قَالَ: وَالرجل الَّذِي ينزل فِي الْبِئْر فيرفعها يُقَال لَهُ المعقِّب. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الْقَبِيلَة:

صَخْرَة على رَأس الْبِئْر، والعقابانِ من جنبتيها يَعْضدانها. وَقَالَ اللَّيْث: العُقاب هَذَا الطَّائِر يؤنّث، والجميع العِقْبان وَثَلَاث أعقب، إلاّ أَن يَقُولُوا: هَذَا عُقابٌ ذكَر. قَالَ: والعُقاب: العَلَم الضَّخم. والعُقاب: اللِّواء الَّذِي يُعقَد للوُلاة، شُبِّه بالعقاب الطَّائِر. قَالَ: والعُقاب: الصَّخرة الْعَظِيمَة فِي عُرض الجَبَل. والعِقاب والمعاقبة: أَن تجزي الرجلَ بِمَا فعل سُوءاً، وَالِاسْم العُقوبة. وَيُقَال أعقبته بِمَعْنى عاقبته. وَيُقَال استعقبَ فلانٌ من فعله ندماً. وَيُقَال أعقبَه الله خيرا بإحسانه، بِمَعْنى عوَّضَه وأبدله، وَهُوَ معنى قَوْله: وَمن أطَاع فأعقِبْه بِطَاعَتِهِ كَمَا أطاعك وادلُلْه على الرَّشَدِ واليعقوب: ذكر الحجَل، وَجمعه يعاقيب. وَقَالَ اللَّيْث: يَعْقُوب بن إِسْحَاق اسمُه إِسْرَائِيل، سمِّي بِهَذَا الِاسْم لِأَنَّهُ وُلد مَعَ عِيصُو فِي بطن وَاحِد، وُلِد عيصو قبله ويعقوبُ متعلِّق بعَقِبه، خرجا مَعًا، فعِيصو أَبُو الرُّوم. وتسمَّى الْخَيل يعاقيبَ تَشْبِيها بيعاقيب الحجَل، وَمِنْه قَول سَلامَة بن جندل: ولَّى حثيثاً وَهَذَا الشيبُ يطلبُه لَو كَانَ يُدركُه ركضُ اليعاقيبِ وَقَالَ الله جلّ وعزّ فِي قصّة إِبْرَاهِيم وَامْرَأَته: {فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَآءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} (هُود: 71) قرىء (يعقوبُ) بِالرَّفْع وقرىء يَعْقُوب بِفَتْح الْبَاء. فَمن رفَعَ فَالْمَعْنى وَمن وَرَاء إِسْحَاق يعقوبُ مبشَّر بِهِ. وَمن فتح يَعْقُوب فَإِن أَبَا زيد والأخفش زعما أَنه مَنْصُوب وَهُوَ مَوضِع الْخَفْض، عطفا على قَوْله (بِإسْحَاق) . الْمَعْنى فبشرناها بِإسْحَاق وَمن وَرَاء إِسْحَاق بِيعقوبَ. قلت: وَهَذَا غير جَائِز عِنْد حذاق النَّحْوِيين من البَصريين والكوفيين. فَأَما أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى فَإِنَّهُ قَالَ: نصب يَعْقُوب بإضمار فعل آخر، قَالَ: كَأَنَّهُ قَالَ فبشرناها بِإسْحَاق وَوَهَبْنَا لَهَا من وَرَاء إِسْحَاق يعقوبَ. وَيَعْقُوب عِنْده فِي مَوضِع النصب لَا فِي مَوضِع الْخَفْض بالفِعلِ المضمَر. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق الزّجاج: عطف (يعقوبَ) على الْمَعْنى الَّذِي فِي قَوْله: {فَبَشَّرْنَاهَا} (هُود: 71) كَأَنَّهُ قَالَ: وهبنا لَهَا إِسْحَاق وَمن وَرَاء إِسْحَاق يَعْقُوب، أَي وهبناهُ لَهَا أَيْضا. وَهَكَذَا قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي. وَقَول الْفراء قريبٌ مِنْهُ. وَقَول الْأَخْفَش وَأبي زيد عِنْدهم، خطأ. وَقَالَ اللَّيْث: المِعقاب من النِّسَاء: الَّتِي تَلد ذكرا بعد أُنْثَى. قَالَ: والعُقَب: نُوَب الْوَارِدَة تَرِدُ قطعةٌ فَتَشرب، فَإِذا وَردت قطعةٌ بعْدهَا فَشَرِبت فَذَاك عُقبتها. وعُقبة الْمَاشِيَة فِي المرعى: أَن ترعى الخُلّةَ عُقبةً ثمَّ تُحوَّل إِلَى الحمض، فالحَمضُ عُقبتُها. وَكَذَلِكَ إِذا حوِّلت من الحمض إِلَى الخُلّة فالخُلّة عُقبتها: / / وَهَذَا الْمَعْنى أَرَادَ ذُو الرمة: من لائح المَرْو والمرعَى لَهُ عُقَب

وأوله: ألهاه آءٌ وتَنُّومٌ وعُقْبتُه من لائح المَرْو ... وَيُقَال فلانٌ عُقبةٌ من بني فلَان، أَي آخر مَن بقيَ مِنْهُم. أَبُو عبيد: يُقَال على فلانٍ عِقْبة السَّرْو وَالْجمال، إِذا كَانَ عَلَيْهِ أثَر ذَلِك. وَقَالَ الْفراء فِي الجَمَال: عِقبةٌ، بِكَسْر الْعين أَيْضا، أَي بقيّة. وَأما عُقبة القِدر فإنّ الأصمعيَّ والبصريِّين جعلوها بِضَم الْعين، وَكَانَ الْفراء يجيزها بِالْكَسْرِ أَيْضا بِمَعْنى الْبَقِيَّة. وَمن قَالَ عُقبة الْقدر جعلهَا من الاعتقاب. وَقَالَ اللِّحيانيُّ: العِقبة والعِقمة: ضربٌ من ثِيَاب الهَودج مَوْشِيّ، وَمِنْهُم من يَقُول عَقْمة وعَقْبة بِالْفَتْح. وَقَالَ: عُقبة الْقَمَر: عودته، وَيُقَال عَقْبة بِالْفَتْح، وَذَلِكَ إِذا غابَ ثمَّ طلع. ونخل مُعاقِبة: تحمل عَاما وتُخلِف آخَر وَقَالَ ابْن السّكيت: إبلٌ مُعاقِبة: ترعَى مرَّةً فِي حَمض وَمرَّة فِي خُلَّة. وَجَاء فلانٌ مُعْقِباً، إِذا جَاءَ فِي آخر النَّهَار. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: عَقَب فلانٌ على فُلَانَة، إِذا تزوّجها بعد زَوْجِها الأوّل، فَهُوَ عاقبٌ لَهَا، أَي آخر أزواجها. وعقّب فلَان فِي الصَّلَاة تعقيباً، إِذا صلَّى فَأَقَامَ فِي مَوْضِعه ينْتَظر صَلَاة أُخْرَى. وَفِي الحَدِيث: (مَن عَقَّب فِي صلاةٍ فَهُوَ فِي الصَّلَاة) . وقُرارة القِدْر: عُقبته. وعَقيبك: الَّذِي يعاقبك فِي الْعَمَل، يعْمل مرّة وتعمل أَنْت مرّة. وَقَالَ أَبُو سعيد: قِدحٌ معقَّبٌ، وَهُوَ الْمعَاد فِي الرِّبابة مرّةً بعد مرةٍ تيمُّناً بفوزه. وَأنْشد: بمثنَى الأيادي والمَنيح المعَقَّبِ وَقَالَ أَبُو زيد: جَزورٌ سَحُوف المعقَّب، إِذا كَانَ سميناً. وَأنْشد: بجلمةِ عِليانٍ سَحوفِ المعقَّبِ أَبُو عُبَيْدَة: المِعْقَب: نجم يتعاقب بِهِ الزميلان فِي السَّفَر، إِذا غَابَ نجم وطلعَ نجمٌ آخر ركب الَّذِي كَانَ يمشي. وَأنْشد: كأنّها بينَ السُّحوفِ مِعقَبُ وَقَالَ اللحياني: عقَبتُ فِي إِثْر الرجُل أعقُبُ عَقْباً، إِذا تناولته بِمَا يكره ووقعتَ فِيهِ. وأعقب الرجلُ إعقاباً، إِذا رجعَ من شرَ إِلَى خير. وَيُقَال: لم أجد عَن قَوْلك متعقَّباً، أَي رُجُوعا أنظر فِيهِ، أَي لم أرخِّص لنَفْسي التعقُّبَ فِيهِ لأنظرَ آتِيهِ أم أدعُه. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الْعَرَب تسمِّي النَّاقة السَّوْدَاء عُقاباً، على التَّشْبِيه. وَقَالَ اللِّحيانيّ: عَقَبونا مِن خَلفنا وعقَّبونا، أَي نزلُوا بعد مَا ارتحلنا. وَيُقَال عقَبت الْإِبِل تَعقُبُ عَقْباً، إِذا تحوّلت من مَكَان إِلَى مكانٍ ترعى فِيهِ. وعقَب فلَان يعقُب عَقْباً، إِذا طلب مَالا أَو شَيْئا. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: العَقْب: العِقاب. وَأنْشد: لَيْنٌ لأهل الْحق ذُو عَقْبٍ ذكَرْ

والعَقْب: الرُّجُوع. وَأنْشد لذِي الرمّة: كأنّ صياحَ الكُدرِ ينظرنَ عَقْبنا تراطُنُ أنباطٍ عليهِ طَغامِ مَعْنَاهُ ينْتَظر صَدَرنا ليرِدْنَ بَعدنَا. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: إبلٌ عَاقِبَة: تَعقُب فِي مرتعٍ بعد الحَمْض؛ وَلَا تكون عَاقِبَة إلاّ فِي سنةٍ شَدِيدَة، تَأْكُل الشّجر ثمَّ الحمض. قَالَ: وَلَا تكون عَاقِبَة فِي العُشْب. والمعقّب: الرجل يخرج من حانة الخمّار إِذا دخَلها من هُوَ أعظمُ قدرا مِنْهُ. وَمِنْه قَوْله: وَإِن تلتمِسني فِي الحوانيت تصطدِ أَي أكون معقِّباً وَفِي حَدِيث أنس بن مَالك أَنه سُئِلَ عَن التعقيب فِي رَمَضَان فَقَالَ: (إِنَّهُم لَا يرجعُونَ إلاّ لخير يرجونه أَو شرَ يخافونه) . قَالَ شمر: قَالَ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه: إِذا صلى الإِمَام فِي شهر رَمَضَان بِالنَّاسِ ترويحةً أَو ترويحتين ثمَّ قَامَ الإِمَام من آخر اللَّيْل فَأرْسل إِلَى قوم فَاجْتمعُوا فصلَّى بهم بعد مَا نَامُوا فَإِن ذَلِك جَائِز إِذا أَرَادَ بِهِ قيامَ مَا أُمر أَن يصلَّى من الترويح. وأقلُّ ذَلِك خمسُ ترويحات، وَأهل الْعرَاق عَلَيْهِ. قَالَ: فأمّا أَن يكون إمامٌ صلّى بهم أوّلَ اللَّيْل الترويحات ثمَّ رَجَعَ آخر الَّيْلِ ليصلّي بهم جمَاعَة فَإِن ذَلِك مَكْرُوه؛ لما رُوِيَ عَن أنس وَسَعِيد بن جُبير فِي كراهيتهما التعقيب. وَكَانَ أنس يَأْمُرهُم أَن يصلُّوا فِي بُيُوتهم. وَقَالَ شمر: والتعقيب: أَن يعْمل عملا من صلاةٍ أَو غَيرهَا ثمَّ يعود فِيهِ من يَوْمه. يُقَال: عقَّبَ بصلاةٍ بعد صلاةٍ، وغزوة بعد غَزْوَة. قَالَ: وسمعتُ ابْن الْأَعرَابِي يَقُول: هُوَ الَّذِي يفعل الشَّيْء ثمَّ يعود ثَانِيَة. يُقَال صلّى من اللَّيْل ثمَّ عقَّب، أَي عادَ فِي تِلْكَ الصَّلَاة. وَفِي حَدِيث عمر أَنه (كَانَ يعقِّب الجيوشَ فِي كل عَام) ، قَالَ شمر: مَعْنَاهُ أنّه يردُّ قوما وَيبْعَث آخَرين يعاقبونهم. يُقَال قد عُقِّبَ الغازيةُ بأمثالهم وأُعقِبوا، إِذا وُجِّه مكانَهم غيرُهم. قَالَ: وَيُقَال عقَّبت الْأَمر، إِذا تدبَّرتَه. قَالَ: والتعقُّب: التدبُّر وَالنَّظَر ثَانِيَة. قَالَ طفيلٌ الغنوي: فَلَنْ يجد الأقوامُ فِينَا مَسَبَّةً إِذا استُدبرتْ أيَّامنا بالتعقُّبِ يَقُول: إِذا تعقَّبوا أيامنا لم يَجدوا مَسَبَّةً. واستعقبتُ الرجلَ وتعقّبتُه، إِذا طلبتَ عورَتَهُ وعثرته. وَيُقَال استعقبَ فلانٌ من كَذَا وَكَذَا خيرا وشراً. وَيُقَال هما يعتقبان ويتعقّبان: إِذا ذهبَ أَحدهمَا جَاءَ الآخر مكانَه. ابْن شُمَيْل: يُقَال بَاعَنِي فلَان سِلعةً وَعَلِيهِ تعقِبَةٌ إِن كَانَت فِيهَا، وَقد أدركتني فِي تِلْكَ السّلْعَة تعقِبة. وَيُقَال: مَا عَقَب فِيهَا فَعَلَيْك فِي مَالك، أَي مَا أدركني فِيهَا من دَرَكٍ فعليكَ ضمانُه. وَقَالَ شمر: العَقَبة: الْجَبَل الطَّوِيل يَعرِض للطَّريق فيأخُذُ فِيهِ، وَهُوَ طويلٌ صعبٌ شَدِيد وَإِن كَانَت خُرمت بعد أَن تشتدَّ، وتطول فِي

السَّمَاء فِي صعُود وهبوط، أطْوَلُ من النَّقْب وأصعب مرتقًى، وَقد يكون طولهما وَاحِدًا. سَنَد النَّقْب فِيهِ شَيْء من اسلِنْقاء، وسَنَد العَقبة مستوٍ كَهَيئَةِ الْجِدَار. قلت: وَتجمع الْعقبَة عِقاباً وعَقَبات. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال من أَيْن كَانَ عَقِبُك أَي من أَيْن أَقبلت؟ وَيُقَال لَقِي فلانٌ من فلانٍ عُقْبةَ الضَّبُع، أَي شِدَّة. وَهُوَ كَقَوْلِك: لَقِي مِنْهُ استَ الكلبة. قَالَ: والعِقاب: الْخَيط الَّذِي يشدُّ بِهِ طرفا حَلقة القُرْط. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: عَقِب النبتُ يَعقَب عَقَباً أشدَّ العَقَب، إِذا دَقّ عودُه واصفرَّ ورقُه. وكلُّ شَيْء كانَ بعد شيءٍ فقد عَقَبه. وَقَالَ جرير: عقَبَ الرّذاذُ خِلافَهم فكأنّما بسَطَ الشواطبُ بينهنَّ حَصِيرا وَقَالَ ابْن السّكيت: فلانٌ يَسقِي على عَقِب آل فلانٍ، أَي بعدهمْ. وَذهب فلانٌ وعَقَبَه فلانٌ: يَتْلُو عَقِبه. قَعْب: أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ابي الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: أوّل الأقداح الغُمَر، وَهُوَ الَّذِي لَا يبلُع الريّ؛ ثمَّ القَعْب، وَهُوَ قَدرُ رِيِّ الرجل، وَقد يروي الِاثْنَيْنِ وَالثَّلَاثَة؛ ثمَّ العُسُّ. قَالَ ابْن الأعرابيّ أَيْضا: والقاعب: الذِّئْب الصَّيَّاح. وَقَالَ اللَّيْث: الْقَعْب: قدح ضخمٌ جافٍ غليظ. والقَعبة: شبه حُقّة مطبَقة يكون فِيهَا سَوِيق الْمَرْأَة. وحافر مقعَّب: كأنّه قعبةٌ لاستدارته. وَقَالَ غَيره: قعَّب فلانٌ فِي كَلَامه وقعّر فِي كَلَامه بِمَعْنى وَاحِد. وَهَذَا كلامٌ لَهُ قعبٌ، أَي غَور. قبع: فِي الحَدِيث: (كَانَت قَبيعةُ سيف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من فضَّة) قَالَ شمر: قبيعة السَّيْف: مَا تَحت الشاربين مِمَّا يكون فوقَ الغِمد فَيَجِيء مَعَ قَائِم السَّيْف. والشاربان: أنفان طويلان أسفلَ الْقَائِم، أَحدهمَا من هَذَا الْجَانِب وَالْآخر من هَذَا الْجَانِب. قَالَ: وَقَالَ خَالِد بن جَنْبة: قبيعة السَّيْف: رَأسه الَّذِي مُنْتَهى الْيَد إِلَيْهِ. أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي: القَوبَع: قَبِيعة السَّيْف وَأنْشد لمُزاحمٍ العُقَيلي: فصاحُوا صِياحَ الطَّير من مُحزئلّةٍ عَبورٍ لهاديها سِنان وقَوبَعُ ورُوي عَن الزِّبرِقان بن بدرٍ السعديّ أنَّه قَالَ: (أبغضُ كنائني إليَّ الطُّلَعة القُبَعَة) ، وَهِي الَّتِي تُطلِع رأسَها ثمَّ تخبؤه كأنّها قنفذةٌ تقبع رَأسهَا. وَيُقَال قبَعَ فلانٌ رَأس الْقرْبَة والمزادة، وَذَلِكَ إِذا أَرَادَ أَن يَسقي فِيهَا فَيدْخل رَأسهَا فِي جوفها ليَكُون أمكنَ للسَّقي فِيهَا، فَإِذا قلب رَأسهَا على خَارِجهَا قِيل قَمَعَه بِالْمِيم، هَكَذَا حفظت الحرفين عَن الْعَرَب. وَقَالَ شمر: قَالَ الْمفضل: يُقَال قَبَعتُ السِّقَاء قَبْعاً، إِذا ثنيتَ فَمه فجعلتَ بَشرته الدَّاخِلَة ثمَّ صببتَ فِيهِ اللبنَ أَو الماءَ. قَالَ: وخنثَ سقاءَه، إِذا ثنى فَمه فَأخْرج أدَمتَه، وَهِي الدَّاخِلَة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: خنث فَم السِّقاء: قلبَ

فمَه دَاخِلا كَانَ أَو خَارِجا. وكلُّ قلبٍ يُقَال لَهُ خَنْث. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: القُبوع: أَن يدْخل الْإِنْسَان رأسَه فِي قَمِيصه أَو ثَوْبه. وَقد قبع يقبع قُبوعاً. وَأنْشد: وَلَا أطرقُ الجاراتِ باللَّيْل قابعاً قُبوعَ القَرَنْبَى أخطأته مجاحره وَقَالَ اللَّيْث: قبع الْخِنْزِير يقبع قَبْعاً وقُباعاً. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: القَبْع: صوتٌ يردّده الْفرس من مَنْخرَيْهِ إِلَى الْحلق، وَلَا يكون إلاّ من نفارٍ أَو شيءٍ يكرههُ. وَقَالَ عنترة: إِذا وقَع الرماح بِمَنْكِبَيه تولّى قابعاً فِيهِ صُدودُ أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال لصوتِ الْفِيل القَبْعُ والنَّخَفة. قَالَ: والقَبْع: الصِّياح. والقَبْع: أَن يطأطىء الرجل رأسَه فِي الرُّكوع شَدِيدا. والقَبْع: تَغْطِيَة الرَّأْس باللَّيل لرِيبة. وَقَالَ اللَّيْث: القُباع: الأحمق. وَكَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة رجل أَحمَق يُقَال لَهُ قُباع بن ضَبّة، يضْرب مثلا لكل أَحمَق. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: يُقَال للقنفذ قُبَاع لأنّه يقبع، أَي يخبأ رَأسه وَقَالَ: وَكَانَ بِالْبَصْرَةِ مكيالٌ وَاسع لأَهْلهَا، فمرَّ والِيها بِهِ فَرَآهُ وَاسِعًا فَقَالَ: (إِنَّه لقُبَاع) ، فلقِّب ذَلِك الْوَالِي قُباعاً. وَيُقَال للْمَرْأَة الواسعة الجَهَاز: إنّها لقُباع. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن سَلمَة عَن الْفراء أَنه قَالَ: القُبَاعيّ من الرِّجَال: الْعَظِيم الرّأس، مَأْخُوذ من القُبَاع، وَهُوَ المِكيال الْكَبِير. وَقَالَ اللَّيْث: قَبَع الْإِنْسَان يقبع قبوعاً، إِذا تخلف عَن أَصْحَابه. وَأنْشد: قَوَابِعَ فِي غَمَّى عَجاجٍ وعِثْيَرِ قَالَ: وقُبَع: دويْبَّة من دَوابّ الْبَحْر. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: قبع الرجل فِي الأَرْض يقبع قُبوعاً، إِذا ذهب فِيهَا. قَالَ: وَقَالَ الْأمَوِي: قَبَع الرجلُ فَهُوَ قابع، إِذا أعيا وانبهر. يُقَال عدا حتَّى قبع. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: القُبَعة: طُويِّرٌ أبقع مثل العصفور يكون عِنْد جِحَرة الجِرذان، فَإِذا فزِع أَو رُمي دخلَ الجُحر. بقع: فِي الحَدِيث: (يُوشك أَن يُستَعمَلَ عَلَيْكُم بُقعانُ الشَّام) قَالَ أَبُو عبيد: أَرَادَ ببُقعان الشَّام سَبْيَها ومماليكَها؛ سمُّوا بذلك لأنَّ الْغَالِب على ألوانهم الْبيَاض والصُّفرة، وَقيل لَهُم بُقْعانٌ لاختلاط ألوانهم وتناسلهم من جِنْسَيْنِ مُخْتَلفين. وَقَالَ أَبُو عبيد: يُقَال مَا أَدْرِي أَيْن سَكع وبقع، أَي أَيْن ذهب. وَقَالَ غَيره: انبقَعَ فلانٌ انبقاعاً، إِذا ذَهبَ مسرعاً وعَدا وَقَالَ ابْن أَحْمَر: كالثعلب الرَّائِح الممطور صِبغَتُه شَلَّ الحواملُ مِنْهُ كَيفَ ينبقعُ قَوْله (شلَّ الْحَوَامِل مِنْهُ) دَعَا عَلَيْهِ أَن تَشَلَّ قوائمُهُ لسرعته. وَيُقَال للضَّبع باقع. وَيُقَال للغراب أبقع، وَجمعه بُقعانٌ، لاختلاط لَونه. وَإِذا انتضح الماءُ على بدن المستقي من ركيّةٍ ينْزع مِنْهَا بالعَلَق فابتلَّتْ مواضعُ من

جسَده قيل قد بقَّع. وَمِنْه قيل للسُّقاة بُقْع وَأنْشد ابْن الأعرابيّ: كفَوْا سَنِتِينَ بالأسياف بُقْعاً على تِلْكَ الجِفار من النفيِّ السَّنِتُ: الَّذِي أَصَابَته السّنة. والنفيُّ: المَاء الَّذِي ينتضح عَلَيْهِ. أَبُو الْحسن اللِّحياني: أرضٌ بَقِعةٌ: فِيهَا بُقَع من الْجَرَاد. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال عَلَيْهِ خُرء بقاعِ وَهُوَ الْعرق يُصيب الإنسانَ فيبْيَضُّ على جلده شبه لُمَع. قَالَ: والبقعة: قطعةٌ من الأَرْض على غير هَيْئَة الَّتِي إِلَى جنبها، والجميع بُقَع وبقاع. والباقعة: الرَّجل الدَّاهية. يُقَال مَا فلانٌ إلاّ باقعة من البواقع، لحلوله بقاعَ الأَرْض وَكَثْرَة تنقيبه فِي الْبِلَاد ومعرفته بهَا، فشبِّه الرجل الْبَصِير بالأمور بِهِ، وَدخلت الْهَاء فِي نعت الرجل مُبَالغَة فِي صفته، كَمَا قَالُوا: رجلٌ داهية، وعَلاَّمة، ونسّابة. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال أَصَابَهُ خُرء بَقَاعَ وبَقَاعِ يَا فَتى، وبَقاع مَصْرُوف وَغير مَصْرُوف، وَهُوَ أَن يصيبَه غبارٌ وعرقٌ، فَتبقى لمع مِنْهُ على جسده. قَالَ: وَأَرَادُوا ببقاعِ أَرضًا بِعَينهَا. قَالَ: وَيُقَال تشاتما وتقاذفا بِمَا أبقى ابنُ بُقَيع قَالَ: وَابْن بُقَيع: الْكَلْب، وَمَا أبقى من الجِيفة. وَقَالَ أَو عَمْرو: الباقعة: الطَّائِر الحَذِر، إِذا شرِب المَاء نظر يَمنةً ويَسرة. وَقَالَ اللِّحياني: يُقَال ابتُقِع لَونه، وامتُقِع لونُه، وانتُقِع لَونه، بِمَعْنى وَاحِد. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: يُقَال للأبرص: الأبقع، والأسلَع، والأقْشَر، والأصلخ، والأعرم، والملمَّع، والأذمل. والجميع بُقْع. وبقيع الغَرْقَدِ: مَقبُرة بِالْمَدِينَةِ، كَانَ منبتاً لشجر الغَرقد فنُسب إِلَيْهِ وعُرفَ بِهِ. والغَرقد: شجر العَوسَج. عبق: أَبُو الْحسن اللِّحياني، وَيَعْقُوب بن السّكيت: يُقَال مافي نِحْيِه عَبَقةٌ وَلَا عَمقَة، أَي مَا فِيهِ وضَر من السَّمْن. وأصل ذَلِك من قَوْلك: عبِق بِهِ الشَّيْء يَعبَق عَبَقاً، إِذا لصِق بِهِ. وَقَالَ طرفَة: ثمَّ راحوا عَبَقُ المسكِ بهم يُلحفون الأرضَ هُدَّابَ الأُزُرْ أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: عَسِق بِهِ وعَبِق بِهِ: إِذا لصق بِهِ. وريح عَبِقٌ: لاصق. وَقَالَ ابْن شُمَيل: قَالَ الخُزاعيُّون وهم من أعرَبِ النَّاس رجلٌ عبِقٌ لبِق، وَهُوَ الظريف. أَبُو عبيد: شَيْنٌ عَباقِيَةٌ، وَهُوَ الَّذِي لَهُ أثرٌ بَاقٍ. وَقَالَ غَيره: العَباقية: شَجَرَة ذَات شوك تُؤذي مَن عَلِق بهَا. وَأنْشد: غداةَ شُواحطٍ لَنَجَوْتَ شَدّاً وثوبُك فِي عَباقيةٍ هَريدُ وَقَالَ اللَّيْث: العَباقية: الرجلُ الداهيةُ ذُو شرَ ونُكر. وَأنْشد: أطفَّ لَهَا عَباقيَةٌ سَرَندى جريء الصَّدْر منبسطُ اليمينِ وَقَالَ ابْن شُميل: العَباقية: اللص الخارب الَّذِي لَا يُحجم عَن شَيْء. ورُوي عَن

باب العين والقاف مع الميم

الأصمعيّ أَنه قَالَ رجلٌ عِبقَّانة زِبِقَّانة، إِذا كَانَ سيّء الْخلق والمروءة كَذَلِك. وَقَالَ اللَّيْث: امْرَأَة عَبِقة ورجلٌ عَبِق، إِذا تطيَّبا بطيبٍ فَلم تذْهب رائحتُه أَيَّامًا. بعق: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: البُعاق: الْمَطَر الَّذِي يتبعَّق بِالْمَاءِ تبعُّقاً. وَفِي حَدِيث حُذَيْفَة أَنه قَالَ: مَا بَقِي من الْمُنَافِقين إِلَّا أَرْبَعَة. فَقَالَ رجل: (فَأَيْنَ الَّذين يبعِّقون لقاحَنا وينقُبون بُيُوتنَا؟) يَعْنِي أَنهم ينحرونها. فَقَالَ حُذَيْفَة: أُولَئِكَ هم الْفَاسِقُونَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: قَوْله (يبعِّقون لقاحنا) ، يَعْنِي أَنهم ينحرونها ويُسيلون دماءَها يُقَال انبعق الْمَطَر، إِذا سَالَ بِكَثْرَة. وَقَالَ اللَّيْث: الانبعاق: أَن ينبعق عَلَيْك الشَّيْء مفاجأةً من حيثُ لم تحتسبْه. وَأنْشد: بَيْنَمَا الْمَرْء آمنا راعهُ را ئعُ حتفٍ لم يَخْشَ مِنْهُ انبعاقَه وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : ابتعقَ فلانٌ كَذَا وَكَذَا ابتعاقاً، إِذا أَخذه من تِلْقَاء نَفسه، فَهُوَ مبتعق. وَقَالَ اللَّيْث: البُعاق: شدّة الصَّوْت. والباعق: المطَر يفاجىء بوابل. وَقد بَعَق بُعاقاً. وَأنْشد: تيمَّمتُ بالكِدِيَوْنِ كي لَا يفوتَني من المَقْلة الْبَيْضَاء تفريطُ باعقِ قَالَ: يَعْنِي تَرْجِيع المؤذّن إِذا مَدَّ صوتَه فِي أَذَانه. قلت: وَرَوَاهُ غَيره: (تَفْرِيط ناعق) مِن نعَق الرَّاعِي بغنمه، إِذا زجَرها ودعاها. (بَاب الْعين وَالْقَاف مَعَ الْمِيم) عقم، عمق، قمع، قعم، معق، مقع: مستعملات. عقم: عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: العَقْميُّ: الرجُل القديمُ الْكَرم والشَّرف. قَالَ: والعُقمي من الْكَلَام: غريبُ الْغَرِيب. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: قَالَ ابْن بُزْرج: امرأةٌ عَقَام ورجلٌ عَقَام، إِذا كَانَا سيِّئَيء الخُلُق. وَمَا كَانَ عَقاماً وَلَقَد عَقُم تَخلّقه. قَالَ: وَامْرَأَة عقيم: لَا تَلد. ورجلٌ عقيم: لَا يُولَد لَهُ. قَالَ: وَجمع العَقام والعَقيم العُقْم. وَيُقَال للعقيم من النِّسَاء: قد عَقِمَتْ، وَفِي سوء الْخلق: قد عقُمتْ. قَالَ: وَقد قَالُوا فِي الْعَقِيم أَيْضا: مَا كَانَت عقيماً، وَلَقَد عُقمتْ فَهِيَ معقومة. وَهُوَ العُقْم والعَقْم. وَقد عَقَم الله رحمهَا. وَقَالَ أَبُو عبيد: سمعتُ الأصمعيّ يَقُول: عَقامٌ وعقيمٌ بِمَعْنى وَاحِد، مثل بَجَالٍ وبجيل، وشَحاحٍ وشحيح. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال حَربٌ عَقام وعُقام: لَا يَلوي فِيهَا أحدٌ على أحد. قَالَ: وَيُقَال عُقِمت الرَّحِم عُقماً، وَذَلِكَ هَزمةٌ تقمع فِي الرَّحِم فَلَا تقبل الْوَلَد. قَالَ: وَالرِّيح العَقيم فِي كتاب الله يُقَال هِيَ الدَّبور، لَا تُلقح شَجرا وَلَا تحمل مَطَرا. وَقَالَ جلّ وعزّ: {مُلِيمٌ وَفِى عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ} (الذّاريَات: 41) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: الرّيح الْعَقِيم: الَّتِي لَا يكون مَعهَا لَقْحٌ، أَي لَا تَأتي بمطَر، إنّما هِيَ ريحُ

الإهلاك. وَيُقَال المُلْكُ عقيم يقتُل الْوَالِد فِيهِ ولدَه، والولَدُ والدَه. وحربٌ عقيمٌ: يكثر فِيهَا القَتْل فَيبقى النِّساء أَيامَى. وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود حِين ذكر القيامةَ وأنَّ الله يَظهَر للخَلْق، قَالَ: (فيخرُّ الْمُسلمُونَ سجوداً لربِّ الْعَالمين وتُعقَم أصلاب الْمُنَافِقين فَلَا يقدرُونَ على السُّجُود) . قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله تُعقَم أصلابُ الْمُنَافِقين، يَعْنِي تيبس مفاصلُهم فَتبقى أصلابُهم طبقًا وَاحِدًا. قَالَ: والمفاصل يُقَال لَهَا المعاقم. وَقَالَ النَّابِغَة: تخطُو على مُعُجٍ عُوجٍ معاقمها يَحسبن أنّ تُراب الأَرْض منتَهبُ وَقَالَ أَبُو عبيد: يُقَال الْمَرْأَة معقومة الرَّحِم، كَأَنَّهَا مسدودتها. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيّ: الاعتقام أَن يحفروا الْبِئْر فَإِذا اقتربوا من المَاء احتفرُوا بِئْرا صَغِيرَة فِي وَسطهَا بِقدر مَا يَجدونَ طعمَ المَاء، فَإِن كَانَ عذباً حفَروا بقيّتَها. قَالَ: وأنشدنا للعجاج: إِذا انتحى معتقماً ولجَّفاً وَقَالَ اللَّيْث فِي الاعتقام: إنّه المضيُّ فِي الْحفر سُفْلاً. وَقَالَ هُوَ وَغَيره: العَقْم: ضربٌ من الوشي، الْوَاحِدَة عَقْمة. وَقَالَ الأصمعيّ: العُقميُّ: كلامٌ عقيم، لَا يشتقُّ مِنْهُ فعل. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: إنّه لعالمٌ بعُقميّ الْكَلَام وعُقْبيّ الْكَلَام، وَهُوَ غامض الْكَلَام الَّذِي لَا يعرفُه النَّاس، وَهُوَ مثلُ النَّوَادِر. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: سَأَلت رجلا من هُذيل عَن حرفٍ غَرِيب فَقَالَ: هَذَا كلامٌ عُقْميٌّ، يَعْنِي أَنه من كَلَام الجاهليّة لَا يُعرَف الْيَوْم. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال فلانٌ ذُو عُقْميّاتٍ، إِذا كَانَ يلوِّي بخَصمه. وَقَالَ أَبُو حَاتِم السِّجزيّ: العَقَام: اسْم حيّة تسكُن الْبَحْر. قَالَ: وحدَّثني من أَثِق بِهِ أنّ الأسودَ من الحيّاتِ يَأْتِي شطَّ الْبَحْر فيصْفِر فَتخرج إِلَيْهِ العَقَام، فيتَلاويان ثمَّ يفترقان، فَيذْهب هَذَا فِي البرّ وَيرجع العَقَام إِلَى الْبَحْر. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: العَقْم: الْقطع؛ وَمِنْه قيل المُلْكُ عقيم؛ لِأَنَّهُ تقطع فِيهِ الْأَرْحَام بِالْقَتْلِ والعقوق. قَالَ: وَيُقَال عُقِمت الْمَرْأَة تُعقَم عَقْماً، وعَقِمَتْ تَعقَم عَقَماً، وعَقمت تَعقُم عُقماً. وَرجل عقيم: لَا يُولد لَهُ. وَامْرَأَة عقيم: لَا تحمل. قعم: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: القَعَم: ضِخَم الأرنبة ونتوءُها وانخفاض القَصَبة. قَالَ: والقَعَم أحسن من الخَنَس والفَطَس. وَقَالَ فِي موضعٍ آخر: فِي أَنفه قَعَم أَي عَوَج. قَالَ: والقَيعَم: السنّور. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: القَعْم: صِياحُ السنّور. وَقَالَ اللَّيْث: أُقعِم الرجلُ، إِذا أَصَابَهُ الطَّاعُون فَمَاتَ. قَالَ: وأقعمته الحيّة، إِذا لدغَتْه فماتَ من سَاعَته. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: لَك قمعة هَذَا المَال وَلَك قُمْعته، أَي لَك خِيَاره وأجوده. عمق: قَالَ الله جلّ وعزّ: {يَأْتُوكَ

رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَميِقٍ} (الحَجّ: 27) قَالَ الْفراء: لُغَة أهل الْحجاز عميق. وَبَنُو تَمِيم يَقُولُونَ معيق. وَقَالَ مُجَاهِد فِي قَوْله: {مِن كُلِّ فَجٍّ عَميِقٍ} (الحَجّ: 27) قَالَ: من كل طريقٍ بعيد. وَقَالَ اللَّيْث فِي قَوْله {مِن كُلِّ فَجٍّ عَميِقٍ} (الحَجّ: 27) . قَالَ: وَيُقَال مَعِيق. والعميق أَكثر من المَعِيق فِي الطَّرِيق. قَالَ: والفجّ: المضربُ الْبعيد. قلت: وَقد قَالَ غَيره: هُوَ الشِّعب الْوَاسِع بَين الجبلين. وَتقول الْعَرَب: بِئْر عميقة ومعيقة، وَقد أعمقتها وأمعقتها، وَقد عمُقَت ومعُقت مَعاقةً. وإنّها لبعيدةُ العَمْق والمعْق. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يُقَال: لي فِي هَذِه الدَّار عَمقَ أَي حقّ، وَمَالِي فِيهَا عَمَق أَي حقٌّ. وَقَالَ اللَّيْث: الأعماق والأمعاق: أَطْرَاف الْمَفَازَة الْبَعِيدَة؛ وَكَذَلِكَ الأماعق. وَقَالَ رؤبة: وقاتم الأعماق خاوي المختَرَقْ مشتبه الْأَعْلَام لمّاع الخَفَقْ وقرأت بِخَط شِمر لِابْنِ شُميل قَالَ: المَعْق: بُعد أَجْوَاف الأَرْض على وَجه الأَرْض يَقُود المعقُ الأيامَ. يُقال عَلَونا مُعُوقاً من الأَرْض مُنكرَة، وعلَونا أَرضًا مَعْقاً. وأمّا المَعِيق فالشديد الدُّخول فِي جَوف الأَرْض، يُقَال غَائِط مَعيق. قَالَ شمر: وَقَالَ الْأَصْمَعِي وَابْن الْأَعرَابِي: الأعماق شَيْئَانِ: المطمئنّ، وَيجوز أَن يكون بعيدَ الغَور. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِي قَول رؤبة: (وقاتم الأعماق) : يَعْنِي الْأَطْرَاف. وَيُقَال تعمَّق فلانٌ فِي الْأَمر، إِذا تنوّق فِيهِ، فَهُوَ يتعمَّق. وَقَالَ ابْن السّكيت: العُمَق: مَوضِع على جادّة طَرِيق مَكَّة، بَين معدِن بني سُلَيم وَذَات عِرق. والعامة تَقول العُمُق، وَهُوَ خطأٌ. قَالَه الْفراء. وعَمْق: مَوضِع آخر. وَقَالَ ابْن السّكيت: العِمْقَى: نبت. وبعيرٌ عامق: يرْعَى العِمْقَى. قمع: أَبُو عبيد: قَمعتُ الرجلَ وأقمعتُه بِمَعْنى وَاحِد وروى الحرّاني عَن ابْن السّكيت قَالَ: أقمعت الرجلَ بِالْألف، إِذا طلع عَلَيْك فرددتَه. قَالَ: وقمعته، إِذا قهرته. وَقَالَ غَيره: قمعت الوَطْبَ، إِذا جعلتَ القِمَع فِي فَمه لتصبَّ فِيهِ لَبَنًا أَو مَاء. وقمعت القِربة، إِذا ثنيتَ فمها إِلَى خَارِجهَا، فَهِيَ مقموعة. والقَمَع: ورم يكون فِي مؤق الْعين، يُقَال قَمِعت العينُ تَقمع قَمَعاً، إِذا ورِمَ مُؤقها. وَمِنْه قَول الْأَعْشَى: ومأقاً لم يكن قَمِعاً أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: القَمَعة: ذُبَاب عَظِيم أَزْرَق، وَجَمعهَا قَمَعٌ، يَقع على رُؤُوس الدوابّ فيؤذيها. وَقَالَ أَوْس بن حجر: ألم تَرَ أنّ الله أنزلَ مُزنةً وعُفرُ الظِّباء فِي الكِناس تَقَمَّعُ يَعْنِي تحرِّك رؤوسها من القَمَع الحرانيّ عَن ابْن السّكيت قَالَ: القَمْع:

مصدر قمعتُه أمقعُه قمعاً. قَالَ: والقَمَع: بَثر يخرج فِي أصُول الأشفار. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: القَمَع: فسادٌ فِي موق الْعين واحمرار. قَالَ: والقَمَع أَيْضا: جمع قَمَعة، وَهِي السَّنام. قَالَ: والقَحَدة أصلُه. وَأنْشد: وهم يُطعِمون الشَّحمَ من قَمَع الذُّرى قَالَ: والقَمَع أَيْضا: ذُبَاب يركب الْإِبِل والظباءَ إِذا اشتدَّ الحرّ، فَإِذا وقَع عَلَيْهَا تقمَّعت مِنْهَا. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (ويلٌ لأقماع القَول، ويلٌ للمصرِّين) قَوْله: ويلٌ لأقماع القَوْل، عَنى بِهِ الَّذين يسمعُونَ القولَ وَلَا يَعُونَه وَلَا يعْملُونَ بِهِ، كَمَا أنّ الأقماع لَا تُمسِك شَيْئا مِمَّا يصبُّ فِيهَا. شبّه آذانَهم بهَا فِي كَثْرَة مَا يدخلهَا من المواعظ وهم مُصِرُّونَ على ترك العَمَل بهَا. وَوَاحِد الأقماع قِمَع، وَهُوَ الأداة الَّتِي يُصَبُّ فِيهَا مَا يُحقَن فِي السقاءِ وَغَيره من الأوعية. وَقيل الأقماع أُرِيد بهَا الأسماع. شمر عَن أبي عَمْرو قَالَ: القَمِيعة: الناتئة بَين الْأُذُنَيْنِ من الدوابّ، وَجَمعهَا قمائع. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: القميعة: طَرف الذَّنَب، وَهُوَ من الْفرس مُنْقَطع العسيب، وَجَمعهَا قمائع. وَأنْشد لذِي الرمة: وينفُضنَ عَن أقرابهنَّ بأرجلٍ وأذنابٍ حُصِّ الهُلْبِ زُعْر القمائعِ وقَمَعة العرقوب مثل قَمَعة الذنَب. والقَمَع: ضِخَم قَمعة العُرقوب، وَهُوَ من عُيُوب الْخَيل، يستحبُّ أَن يكون الْفرس حَدِيد طرف العُرقوب. وَقَالَ بَعضهم: القَمَعة: الرَّأْس، وَجَمعهَا قَمَع. وَقَالَ قَائِل من الْعَرَب: (لأجزَّنَّ قَمَعكم) ، أَي لأضربنّ رؤوسكم. وَقَالَ الأصمعيّ: حدّثني أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء قَالَ: قَالَ سيف بن ذِي يزن حِين قاتلَ الْحَبَشَة: قد علمَتْ ذاتُم نِطَعْ أنّى إذمْ موتُ كَنَعْ أضربُهم بذِمْ قَلَعْ اقتربُوا قِرفَمْ قِمَعْ قَالَ: أَرَادَ: النطع، وَإِذا الْمَوْت كنع، فأبدل من لَام الْمعرفَة ميماً. وَقَوله (قِرف القمع) أَرَادَ أنَّهم أوساخ أذلاّء كالوسخ الَّذِي يُقرَف من القِمَع. وَنصب (قِرفَ) لِأَنَّهُ أَرَادَ يَا قرف القِمَع. والقِمَع: مَا التزق بالعنقود من حبّ الْعِنَب والتَّمْر. والثُّفروق: قِمَع البُسرة وَالتَّمْرَة. والمِقمعة: شبه الجِرَزة من الحديدِ والعَمَد يُضرب بهَا الرَّأْس، وَجَمعهَا المقامع. قَالَ الله تَعَالَى: {وَلَهُمْ مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ} (الحَجّ: 21) وَهِي الجِرَزَة من الْحَدِيد، وَالله أعلم. وقَمَعة بن إلْيَاس بن مُضَر: أحد ولدِ خِندِف، يُقَال إِنَّه لقّب بقَمَعةَ لأنّه انقمع فِي ثَوْبه حِين خرج أَخُوهُ مدركةُ بن إلْيَاس فِي بُغاء إبل أَبِيه، وَقعد الْأَخ الثَّالِث يطبخُ الْقدر، فسمِّي باغي الْإِبِل مُدركة، وسمّي طابخ الْقدر طابخة، وسمِّي المنقمع فِي ثَوْبه قَمَعة. وَهَذَا قَول النسَّابين.

أبواب العين والكاف

ومتقمَّع الدَّابَّة: رَأسهَا وجَحافلها، وَيجمع على المقامع. قَالَ ذُو الرمّة: وأذناب زُعر الهُلْب صُحْم المقامِع يُرِيد أَن رؤوسها سُود. وَقَالَ الأصمَعيّ: يُقَال لَك قُمْعة هَذَا المَال، أَي خِيَاره. وَقَالَ غَيره: إبل مقموعة: أَخذ خيارُها. وَقد قمعتُها قَمعاً. وَيُقَال تقمّعتها، أَي أخذت قُمْعَتها. وَقَالَ الراجز: تقمَّعوا قُمعتَها العقائلا أَبُو خيرة: القَمَع: مثل العَجاجة تثور فِي السَّمَاء. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: من ألوان الْعِنَب الأقماعيّ، وَهُوَ الفارسيّ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: القَمَعة: مَا فِي مؤخّر الثُّنّة من طرف العُجاية مِمَّا لَا يُنبت الشّعْر. وَقَالَ شمر: القَمَع طبَق الْحُلْقُوم، وَهُوَ مجْرى النّفَس إِلَى الرئة. وَفِي حَدِيث عَائِشَة أَنَّهَا كَانَت تلعب بالبناتِ مَعَ صواحبَ لَهَا، قَالَ: (فَإِذا رأين النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انقمعْنَ) ، أَي تغيَّبْن، يُقَال قَمعتُه فانقمَعَ، أَي ذلّلتُه. قَالَ: وانقماعهنَّ: دخولهنَّ فِي بيتٍ أَو سِتْر. وَحكى شمر عَن أعرابيّة أَنَّهَا قَالَت: القَمْع أَن تَقْمع آخَرَ بالْكلَام حتّى تتصاغرَ إِلَيْهِ نفسُه. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: سمِّي القِمَع قِمَعاً لأنّه يُدخَل فِي الْإِنَاء. يُقَال قمعتُ الإناءَ أقمعه. قَالَ: والقَمْع: أَن يوضع القِمَع فِي فَم السقاء ثمَّ يُملأ. قَالَ أَبُو تُرَاب: سَمِعت أَبَا سعيد وَغَيره من أهل الْعلم يَقُولُونَ: إداوَةٌ مقموعة ومقنوعة، بِالْمِيم وَالنُّون: خُنِثَ رَأسهَا. وَقَالَ شمر: وَقَالَ بَعضهم: القَمَع: طَبَق الحُلقوم. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القَمْع: الذُّلّ. والقَمْع: الدُّخول فِراراً وهرباً. أَبُو عبيد عَن الأمويّ: اقتمعتُ مَا فِي السقاء، أَي شربته كلَّه وأخذته. سَلمَة عَن الْفراء: يُقَال: خُذْ هَذَا الإناءَ فاقمعه فِي فَمه ثمَّ اكْلِتْه فِي فِيهِ. مقع: أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: يُقَال: امتَقَع الفصيلُ مَا فِي ضَرع أُمِّه، إِذا شرِب مَا فِيهِ أجمع. وَكَذَلِكَ امتقَّه وامتكَّه. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْفراء: مُقِعَ فلَان بسَوءةٍ، إِذا رُمي بهَا. وَقَالَ غَيره: مقَعْته بشرَ ولقَعتُه بِمَعْنَاهُ، إِذا رميتَه بهَا. وَقَالَ غَيره: امتُقِع لونُه وانتُقِع لَونه، إِذا تغيَّر لَونه من فزع أَو علّة. وَقَالَ اللَّيْث: المَقْع والمَعْق: الشُّرب الشَّديد. قَالَ: والفصِيل يَمقَع أمَّه، إِذا رَضِعَها. (أَبْوَاب الْعين وَالْكَاف) ع ك ج: مهمل: (بَاب الْعين وَالْكَاف والشين) اسْتعْمل مِنْهُ: شكع، عكش: مستعملان. شكع: أَبُو عبيد: الشُّكاعَى: نبتٌ، وَقد رأيتُه

باب العين والكاف والضاد

فِي الْبَادِيَة، وَهُوَ من أَحْرَار الْبُقُول. قَالَ: وَقَالَ الْأَحْمَر: أشكعَني وأحمشني وأذرأني وأحفَظَني، كلُّه أغضبَني. وَقَالَ غَيره: شَكِع الرجلُ يَشكع شَكَعاً، إِذا كثُر أنينُه وضجرهُ من مَرضٍ يُقلِقه. وَيُقَال لكلِّ متأذَ من شيءٍ: شَكِعٌ وشاكع. وَيُقَال للبخيل اللَّئِيم شَكِعٌ. وَقَالَ ابْن أَحْمَر الباهليّ يذكر الشُّكاعَى وتداويَه بِهِ حِين سَقَى بَطنُه. شربت الشكاعى والتددْتُ ألِدَّةً وأقبَلْتُ أفواهَ العروقِ المكاوِيا عكش: أهمله اللَّيْث. أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو بن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ عَن أَبِيه أَنه قَالَ: هِيَ العنكبوت، والمُولَةُ، والعُكاشة، والعُكّاشة، وَبِه سمي الرجلُ عُكّاشة. وكلُّ شَيْء لزمَ بعضُه بَعْضًا فقد تعكَّش. وَقَالَ الأصمعيّ: شعر عَكِشٌ ومتعكِّشٌ، إِذا تلبَّد. وشعرٌ عِكشُ الْأَطْرَاف، إِذا كَانَ جَعدًا. وشجرة عكِشَة: كثيرةُ الْفُرُوع متشجنة. قَالَ والعُكَّاشُ: اللَّوَّاء الَّذِي يتفشَّغ الشجرُ ويلتوي عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: العَوْكشة من أدوات الحرَّاثين: مَا يُذرَّى بِهِ الأكداسُ المَدُوسة، وَهِي الحِفراة أَيْضا. وَيُقَال شدَّ مَا عَكِشَ رأسُه، أَي لزمَ بعضُه بَعْضًا. (بَاب الْعين وَالْكَاف وَالضَّاد) اسْتعْمل مِنْهُ حرف وَاحِد ضكع: روى أَبُو عبيد عَن الْفراء: رجل ضَوكَعةٌ، وَهُوَ الأحمق. وَقَالَ غَيره: الضَّوكع: المسترخي القوائم فِي ثقل. وَأما العَضَنّكُ فقد أَثْبَتْنَاهُ فِي رباعيّ الْعين. (بَاب الْعين وَالْكَاف وَالصَّاد) اسْتعْمل من وجوهه: عكص: أَبُو عبيد عَن الْفراء: رجل عَكِصٌ عَقِص: شكس الْخلق سيِّئُه. وَرَأَيْت مِنه عَكَصاً، أَي عسراً وسوءَ خُلُق. ورملة عكِصَةٌ: شاقّة المسلك. كعص: قَالَ بَعضهم: الكَعْص: اللَّئِيم. قلت: وَلَا أعرفهُ أَنا. (بَاب الْعين وَالْكَاف وَالسِّين) اسْتعْمل من وجوهه: عكس، سكع، كسع، عسك. عكس: أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: العَكيس: الدَّقِيق يُصَبُّ عَلَيْهِ الماءُ ثمَّ يُشرب. وأنشدنا لمنظور الْأَسدي: لمَّا سقيناها العكيسَ تمذّحت خَواصرُها وازداد رشحاً وريدها وَقَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: إِذا صُبَّ لبنٌ على مرقٍ كَائِنا مَا كَانَ فَهُوَ العكيس. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: عكست الْبَعِير عكساً، وَهُوَ أَن تشدَّ عنقَه إِلَى إِحْدَى يَدَيْهِ وَهُوَ بَارك، وَالِاسْم العِكاس. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي مثله. وَرُوِيَ عَن الرّبيع بن خُثَيم أَنه قَالَ: (اعكِسوا أنفسَكم عكسَ الْخَيل باللُّجُم) .

قَالَ شمر: مَعْنَاهُ اقدعوها وكفوها. قَالَ أعرابيٌّ من بني نُفَيل شنقتُ الْبَعِير وعكستُه، إِذا جذبتَ من جريرِه ولزمت من رَأسه فهملج. قَالَ: وَقَالَ الجعديّ: العَكْس أَن يَجعلَ فِي رَأس الْبَعِير خطاماً ثمَّ يعقده إِلَى ركبته لِئَلَّا يصُول. وَقَالَ اللَّيْث: الْعَكْس: ردُّك آخرَ الشَّيْء على أوّله. وَأنْشد: وهُنَّ لَدَى الأكوار يُعْكَسْنَ بالبُرى على عَجَلٍ مِنْهَا ومنهنَّ يُكسَعُ قَالَ: وَالرجل يمشي مَشيَ الأفعى فَهُوَ يتعكَّس تعكُّساً، كَأَنَّهُ قد يبِست عُروقُه. وربّما سمِّي السَّكْرَان كَذَلِك. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال مِن دون ذَلِك مِكاسٌ وعِكاس، وَذَلِكَ أَن تَأْخُذ بناصيته وَيَأْخُذ بناصيتك. عسك: أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: عَسِك بِهِ، وسَدِك بِهِ، إِذا لزمَه. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: عسق بِهِ وعَسِك بِهِ، إِذا لصِق بِهِ. كعس: اللَّيْث: الكَعْس: عِظام السُّلامَى، وَجمعه الكِعاس. وَهِي أَيْضا عِظَام البراجم فِي الْأَصَابِع، وَكَذَلِكَ من الشَّاء وَغَيرهَا. كسع: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (لَيْسَ فِي الكُسْعة صَدَقة) ، قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الكُسْعة: الْحمير. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الطوسيّ عَن الخرّاز قَالَ: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الكُسْعة: الرَّقيق، سمِّيت كُسْعة لأنّك تكسعها إِلَى حَاجَتك. قَالَ: والنُّخّة: الْحمير. والجَبْهة: الْخَيل قلت: سمِّيت الْحمير كُسعةً لأنّها تُكسَعُ فِي أدبارها إِذا سِيقَت وَعَلَيْهَا أحمالُها. وَفِي (النَّوَادِر) : كسعَ فلانٌ فلَانا وكسَحه، وثَفَنَه، ولَظَّه ولاظَه ولأظه، يلُوظُه ويلُظُّه ويَلأَظُه، إِذا طرده. والكَسع أَيْضا: أَن يُؤْخَذ مَاء بَارِد فَيضْرب بِهِ ضروع الحلائب إِذا أَرَادوا تغريزها ليبقى لَهَا طِرقُها وَيكون أقوى لأولادها الَّتِي تُنتجُها فِيمَا تقتبل. وَقَالَ ابْن حلّزة: لاتكسَع الشُّولَ يأغبارها إِنَّك لَا تَدْرِي مَن الناتجُ واحلُبْ لأضيافك ألبانَها فإنَّ شرَّ اللبنِ الوالجُ والأغبار: جمع غُبْر، وَهُوَ بَقِيَّة اللَّبن فِي الضَّرع. يَقُول: لَا تغرِّز إبلك وَأَنت تُريغُ بذلك قوَّةَ نسلها، واحلبْها لأضيافك فلعلَّ عدوّك يُغير عَلَيْهَا فَيكون الناتجَ دُونك. وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: قَالَ أَعْرَابِي: ضِفتُ قوما فأتوني بكُسَعٍ جَبِيزاتٍ معشِّشات. قَالَ: الكُسَع: الكِسَر. والجَبيزات: اليابسات. وَيُقَال: كَسَعَ فلانٌ فلَانا بِمَا سَاءَهُ، إِذا همَزه من وَرَائه بكلامٍ قَبِيح. وَيُقَال: ولَّى القومُ أدبارَهم فكسَعَوهم بسيوفهم، أَي ضربوا دوابرهم. وكُسَع: حيٌّ من الْعَرَب رُماة، وَكَانَ فيهم رجلٌ رامٍ، فرمَى بَعْدَمَا أسدفَ الليلُ عيرًا فَأَصَابَهُ، فظنَّ أنّه أخطأه فَكسر قوسَه، ثمَّ نَدم من الْغَد حِين نظر إِلَى العَير قد اسبطَرّ

باب العين والكاف والزاي

َ مَيتا وسهمُه فِيهِ. فَصَارَ مثلا لكلِّ نادمٍ على فعلٍ فعَلَه. وَفِيه يَقُول الفرزدقُ وَقد ضربه مثلا لنَفسِهِ حِين طلّق امْرَأَته نوار: ندمتُ ندامةَ الكُسَعيِّ لمّا غَدَتْ مني مطلَّقةً نَوارُ وَقَالَ اللَّيْث: الكُسْعة: الرِّيش الْمُجْتَمع الْأَبْيَض تَحت ذنَب العُقاب، وَجَمعهَا الكُسَع. وكَسَعتِ الظَّبية والناقةُ، إِذا أدخلت ذنَبها بَين رِجْلَيْهَا. وناقة كاسع بِغَيْر هَاء. والكَسَع فِي (شِيات الْخَيل) من وضح القوائم: أَن يكون الْبيَاض فِي طرف الثُّنّة فِي الرِّجل. قَالَه أَبُو عُبَيْدَة. وَقَالَ أَبُو سعيد: إِذا خطَرَ الفحلُ فضربَ بَين فَخذيهِ فَذَلِك الاكتساع، فَإِن شالَ بِهِ ثمّ طَواه فقد عَقْرَبه. وَقَالَ أَبُو سعيد: الكُسْعة تقع على الْإِبِل العوامل، وَالْبَقر الْحَوَامِل، وَالْحمير، والرَّقيق. وَإِنَّمَا كَسْعُها أنّها تُكْسَع بالعِصِيِّ إِذا سِيقتْ. سكع: قَالَ ابْن السّكيت: مَا أَدْرِي أَيْن سَكَع وبكع وبقع، أَي مَا أَدْرِي أَيْن ذهب. وَقَالَ أَبُو زيد: المسكِّعة من الأرَضينَ: المِضَلَّة. عَمْرو عَن أَبِيه: رجل نَفِيح ونِفِّيح، وساكع، وشَصِيب، أَي غَرِيب. وَفِي (النَّوَادِر) : يُقَال فلانٌ فِي مُسَكِّعةٍ ومُسَكَّعة من أمره، وَهِي المضلِّلة المودِّرة الَّتِي لَا يُهتَدى فِيهَا لوجه الْأَمر. وَأنْشد اللَّيْث: ألاَ إنّه فِي غَمْرَةٍ يتسكَّعُ أَي لَا يدْرِي أَيْن يَأْخُذ من أَرض الله. (بَاب الْعين وَالْكَاف وَالزَّاي) اسْتعْمل من وجوهه: زعك، عكز. زعك: أَبُو عبيد عَن أَصْحَابه: الأزعكيّ: الْقصير اللَّئِيم. وَقَالَ غَيره: هُوَ المسنُّ الفاني. عكز: عَمْرو عَن أَبِيه: العِكْز: الرجل السيّىء الْخلق الْبَخِيل المشؤوم. وَقَالَ غَيره: العُكّازة: عَصا فِي أَسْفَلهَا زُجٌّ يتوكّأ عَلَيْهَا الرجل، وَجَمعهَا عكاكيز وعُكَّازات. ع ك ط: أهملت وجوهه. (بَاب الْعين وَالْكَاف وَالدَّال) عكد، دعك، دكع: مستعملة. عكد: أَبُو عُبَيْدَة: الْقلب عَكَدته، وَهُوَ أصل الْقلب بَين الرئتين. وَقَالَ اللَّيْث: العكَدة: أصل اللِّسَان وعُقْدته. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: يُقَال حَبَابُك وشَبَابُك، وأمّ معكودِك، ومَعكودُك، ومجهودُك أَن تفعل كَذَا وَكَذَا، مَعْنَاهُ كلِّه غايتك وَآخر أَمرك. وَيُقَال استعكد الضبُّ بحجرٍ أَو شجر، إِذا تعصَّم بِهِ مَخَافَة عُقابٍ أَو باز. وَأنْشد ابنُ الأعرابيّ فِي صفة الضبّ: أذا استعكَدَتْ مِنْهُ بكلِّ كُداية من الصَّخر وافاها لَدَى كلِّ مَسرحِ وَقَالَ اللَّيْث: عَكِد الضبُّ يعكَد عَكَداً، إِذا سمِنَ وصلُب.

باب العين والكاف والتاء

دعك: أَبُو زيد: الداعكة من النِّسَاء: الحمقاء الجريئة. والدَّعَك: الحُمق والرُّعونة، وَقد دعِك دعَكاً، ورجلٌ داعك من قومٍ داعكين، إِذا هَلَكُوا حُمقاً، والدَّعْك: دعْك الْأَدِيم. ودعَكتُ الثَّوْب باللُّبْس، إِذا ليّنتَه. ودعكت الْخصم دعكاً، ومعكتُه مَعكاً، إِذا ذلَّلتَه. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: يُقَال تنحَّ من دَعْكة الطَّرِيق وَعَن ضَحْكه وضَحّاكِهِ، وَعَن حنّانِه وجَدِيّته وسليقته. قَالَ: وَيُقَال للرجل الأحمق داعكةٌ بِالْهَاءِ. وَأنْشد: هبَنَّقيٌّ ضعيفُ النَّهْض داعكة يَقْني المُنَى ويراها أفضلَ النَّشبِ دكع: أَبُو عبيد عَن أبي زيد: من أمراض الْإِبِل الدُّكاع، وَهُوَ سعالٌ يأخذُها. قَالَ: وَيُقَال دكَعَ البعيرُ دَكْعاً، وقَحَب يَقحَب، ونَحب يَنحِب، ونَحَز ينحَز وينحِز، كلُّه بِمَعْنى السُّعال. وَقَالَ اللَّيْث: الدُّكاع: داءٌ يَأْخُذ الْخَيل فِي صدورها كالخَبْطة فِي النَّاس؛ يُقَال دُكِع الْفرس، فَهُوَ مدكوع. (بَاب الْعين وَالْكَاف وَالتَّاء) عتك، كتع، كعت: مستعملة. عتك: ابْن هانىء عَن أبي زيد: العاتك من اللَّبن: الحازر، وَقد عتك يَعتِك عُتوكاً. وَقَالَ أَبُو مَالك: العاتك: الرَّاجِع من حالٍ إِلَى حَال. عَمْرو عَن أَبِيه: العتيك: الْأَحْمَر من القِدَم، وَهُوَ نعتٌ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: العاتك: اللَّجوج الَّذِي لَا ينثني عَن الْأَمر. وَأنْشد: نُتبعهم خيْلاً لنا عواتكا قَالَ: وسمِّيت الْمَرْأَة عَاتِكَة لصفائها وحُمرتها. وَقَالَ: عتكت الْمَرْأَة على زَوجهَا، إِذا نَشَزت. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: عتك فلَان يَعتِك عَتْكاً، إِذا كرَّ فِي الْقِتَال. وعتكَ عتكة مُنكرةً، إِذا حَمَل. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (أَنا ابنُ العواتك من سُلَيم) ، روى القتيبي لأبي الْيَقظَان أَنه قَالَ: العواتك ثَلَاث نسْوَة تسمَّى كلُّ واحدةٍ عَاتِكَة: إحداهنّ عَاتِكَة بنت هِلَال بن فالج بن ذَكْوان، وَهِي أمُّ عبد منَاف بن قصيّ. وَالثَّانيَِة: عَاتِكَة بنت مُرّة بن هِلَال بن فالج بن ذكْوَان، وَهِي أمُّ هَاشم بن عبد منَاف. وَالثَّالِثَة: عَاتِكَة بنت الأوقصِ بن مُرّة بن هِلَال بن فالج بن ذكْوَان، وَهِي أم وهب أبي آمِنَة أم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَالْأولى من العواتك عمَّة الْوُسْطَى، وَالْوُسْطَى عمَّة الْأُخْرَى وَبَنُو سُليم تَفْخَر بِهَذِهِ الْولادَة. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: العاتكة من القسيّ: الَّتِي طَال بهَا العهدُ فاحمرَّ عودُها. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: نبيذٌ عاتك، إِذا صفَا. اللِّحياني: أَحْمَر عاتك، وأحمر أقشر، إِذا كَانَ شَدِيد الْحمرَة. ونخلة عَاتِكَة، إِذا كَانَت لَا تأتبِر، أَي لَا تقبل الإبار، وَهِي

باب العين والكاف والظاء

الصَّلود تحمل الشِّيص. وَقَالَ الحرمازي: عتك القومُ إِلَى مَوضِع كَذَا، إِذا عدَلوا إِلَيْهِ. وَقَالَ جرير: ... وَلَا أَدْرِي على أيِّ صَرفَيْ نيّة عتَكوا وَقَالَ اللَّيْث: عتك فِي الأَرْض يَعتِك، إِذا ذهبَ فِيهَا. وعتيك: أَبُو قَبيلَة من الْيمن. كتع: ابْن السّكيت وَغَيره: مَا بِالدَّار كَتِيع، كَقَوْلِك مَا بهَا عَرِيب. عَمْرو عَن أَبِيه: الكُتْعة: الدَّلو الصَّغِير، وَجَمعهَا كُتَع. أَبُو عبيد: كاتعه وقاتعه، إِذا قَاتله. وَيُقَال جَاءَ الْقَوْم أَجْمَعُونَ أكتعون أبصعون أبتعون بِالتَّاءِ، تؤكَّد الْكَلِمَة بِهَذِهِ التواكيد كلِّها. أَخْبرنِي بذلك الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم. وَقَالَ غَيره: وَقَالَ بَعضهم: الكُتَع: الذِّئب بلغَة أهل الْيمن. وَقَالَ اللَّيْث: الكُتَع من أَوْلَاد الثعالب، وَيجمع كُتْعاناً. قَالَ: وأكتع حرف يُوصل بِهِ أجمع لَا يفرد. وجمعاء كتعاء، وجُمَع كُتَع، وأجمعون أكتعون؛ كلُّ هَذَا توكيد. قَالَ: ورجلٌ كُتَع: لئيم، وهم الكُتَعون. لم أسمعهُ لغيره. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الكتيع: المفرَد من النَّاس. سَلمَة عَن الْفراء: إِذا كَانَت الدَّلْو صَغِيرَة فَهِيَ الحُرْجة والكُتْعة، وَإِذا كَانَت كَبِيرَة فَهِيَ السَّجيلة. وَفِي (النَّوَادِر) : جَاءَ فلانٌ مُكَوتعاً ومُكْتِعاً ومُكْعراً ومُكعتراً، إِذا جَاءَ يمشي مشياً سَرِيعا. كعت: أهمله اللَّيْث. وَأَخْبرنِي المنذرِي عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الكُعَيت: البُلبُل جَاءَ مصغَّراً كَمَا ترى. وَقَالَ أَبُو زيد: رجلٌ كَعْتٌ وامرأةٌ كَعْتة، وهما القصيران. لم أسمعهُ لغيره. (بَاب الْعين وَالْكَاف والظاء) اسْتعْمل من وجوهه: عكظ، كعظ. عكظ: أَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: إِذا اشتدَّ على الرجل السفرُ وبَعُدَ قيل: قد تنكَّظ، فَإِذا التوى عَلَيْهِ أمره فقد تعكَّظ. وَقَالَ إِسْحَاق بن الْفرج: سَمِعت بعضَ بني سليم يَقُولُونَ: عكَّظه عَن حَاجته ونكَّظه، إِذا صرفَه عَنْهَا. وعكَّظ عَلَيْهِ حَاجته ونكَّظها، إِذا نكَّدها. وَقَالَ غير وَاحِد: عُكاظ: اسْم سوقٍ من أسواق الْعَرَب، وموسمٌ من مواسمهم الْجَاهِلِيَّة. وَكَانَت قبائل الْعَرَب تَجْتَمِع بعكاظ كلّ سنة ويتفاخرون بهَا ويحضرها شعراؤهم فيتناشدون مَا أَحْدَثُوا من الشّعْر ثمَّ يتفرّقون. وأديمٌ عُكاظيٌّ نُسب إِلَى عكاظ، وَهُوَ

باب العين والكاف والثاء

مَا يُحمل إِلَى عكاظ فَيُبَاع بِهِ. وَقَالَ اللَّيْث: سمِّي عكاظ عُكاظَ لأنَّ الْعَرَب كَانَت تَجْتَمِع بهَا فيعكِظ بعضُهم بَعْضًا بالفَخار، أَي يَدْعَك. وعكظَ فلانٌ خصمَه باللَّدد والحُجَج عَكْظاً. وَقَالَ غَيره: عكَظ الرجلُ دابّتَه يعكِظها عكظاً، إِذا حبَسَها. وتعكّظ القومُ تَعكُّظاً، إِذا تحبَّسوا ينظرُونَ فِي أُمُورهم. قَالَ: وَبِه سمِّيت عكاظ. كعظ: قَالَ ابْن المظفّر: يُقَال للرجل الْقصير الضّخم كَعيظٌ ومكعَّظٌ. ع ك ذ: مُهْملَة (بَاب الْعين وَالْكَاف والثاء) اسْتعْمل من وجوهه: كثع: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: الكَثْعة والكَثْأة: اللّبن الخاثر. يُقَال كَثَع وكثأ. شمر عَن ابْن الأعرابيّ: كثأ اللَّبن، إِذا ارْتَفع وَصفا الماءُ من تَحْتَهُ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال أكْثَعَ سقاؤك، إِذا خرج زُبده. وشرِبتُ كَثْعةً من لبن، أَي حِين ظَهرت زُبدتُه. وَقَالَ المفضّل: كثَّعتِ اللحيةُ وكثّأت، إِذا كثُرت وكثُفت. وَيُقَال كثعت الْغنم تكثَعُ فَهِيَ كاثعة، إِذا سَلَحَتْ. ورمَت الْغنم بكُثوعها، إِذا رمت بسُلوحها. وَاحِدهَا كَثْع. وَقَالَ اللَّيْث: شفةٌ كاثعة، إِذا كثر دمُها حتَّى كَادَت تنْقَلب. ولِثَة كاثعة أَيْضا. وَامْرَأَة مكثِّعة. وَقَالَ ابْن الْفرج: قَالَ الأصمعيّ: يُقَال للْقَوْم: ذروني أكثِّع سقاءكم وأكثِّئه، أَي آكل مَا علاهُ من الدَّسَم. عكث: وأمَّا عكث فَإِنِّي لَا أحفظ فِي ثلاثيِّه حرفا أعتمده. وَفِي رُباعيه العنكث، وَهُوَ نبتٌ مَعْرُوف، وَكَأن النُّون فِيهِ زَائِدَة. (بَاب الْعين وَالْكَاف مَعَ الرَّاء) عكر، عَرك، كرع، كعر، ركع: مستعملات عكر: أَبُو عُبيد: عَكِرَ الماءُ عكَراً، إِذا كدِر؛ وَكَذَلِكَ النَّبِيذ. وأعكرته وعكّرته: جعلت فِيهِ عكَراً. وَفِي الحَدِيث: (أَنْتُم الْعَكَّارُونَ لَا الفرَّارون) قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: العكّار: الَّذِي يحمل فِي الْحَرْب تَارَة بعد تَارَة. وَقَالَ غَيره: العكّار: الَّذِي يولِّي فِي الْحَرْب ثمَّ يكرُّ راجِعاً. يُقَال عَكَر واعتكر بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ اللِّحياني: اعتكر الشبابُ، إِذا دامَ وثبتَ حتَّى ينتهيَ منتهاه. وَقَالَ غَيره: اعتكر الليلُ، إِذا اخْتَلَط سوادُه. وَأنْشد: وأعسف اللَّيْل إِذا الليلُ اعتكرْ وحدّثني حَاتِم بن مَحْبُوب عَن عبد الْجَبَّار عَن سُفْيَان عَن عبد الْملك بن عُمَيْر قَالَ: عَاد عَمْرو بن حُريث أَبَا العُريانِ الأسديَّ فَقَالَ لَهُ: كَيفَ تجدك؟ فأنشده: تقارُبُ الْمَشْي وسُوءٌ فِي الْبَصَر وَكَثْرَة النسْيَان فِيمَا يُدَّكَر

وقلُة النّوم إذَا اللَّيلُ اعتكَرْ وتركيَ الْحَسْنَاء فِي قُبل الطُّهُرْ وَقَالَ اللَّيْث: اعتكر العسكرُ، إِذا رجَعَ بعضُه على بعض فَلم يُقدَر على عدِّه. واعتكر الْمَطَر، إِذا اشتدَّ. واعتكرت الرِّيَاح، إِذا جَاءَت بالغُبار. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: طَعَام معتكِر، أَي كثير. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: العكَرة: الْكثير من الْإِبِل. وَقَالَ اللَّيْث: العكَر: دُرديُّ النَّبيذ. قَالَ: والعَكَر من الْإِبِل: مَا فَوق الْخَمْسمِائَةِ. أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: العِكْر: الأَصْل. ورجَع فلانٌ إِلَى عِكره. وَأنْشد: ليَعُودَنْ لمعدَ عِكْرها دَلجُ الليلِ وتأخاذ المِنَحْ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: لبنٌ عكركرٌ: غليظ. وَأنْشد: فجَّعهم باللَّبنِ العكركرِ عِضٌّ لئيمُ المنتمَى والعُنصُرِ وَيُقَال: بَاع فلانٌ عِكرةَ أرضه، أَي أَصْلهَا. والعكَدة والعَكَرة: أصل اللِّسَان. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: العكَر: الصَّدأ على السَّيف وَغَيره. قَالَ: وأنشدني المفضَّل: فصرتُ كالسَّيفِ لَا فِرِنْدَ لَهُ وَقد علاهُ الخَبَاطُ والعكَرَا قَالَ: الخَباط: الغُبار. ونسَقَ بالعكر على الْهَاء فَكَأَنَّهُ قَالَ: وَقد علاهُ يَعْنِي السَّيْف وعكرَه الغبارُ. قَالَ: وَمن جعل الْهَاء للخباط فقد لحنَ، لأنّ الْعَرَب لَا تقدِّم المكنَّى على الظَّاهِر. عَرك: فِي الحَدِيث أَن العَرَكيَّ سَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الطُّهور بِمَاء الْبَحْر. قَالَ أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: والعَرَكيُّ: صيّاد السمَك، وَجمعه عَرَك. قَالَ: وَمِنْه قيل للملاّحين عَرَك لأنّهم يَصيدون السمكَ. وَقَالَ زُهير: يَغْشَى الحداةُ بهم حُرَّ الْكَثِيب كَمَا يُغْشِي السَّفائنَ موجَ اللُّجّة العَرَكُ أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: العَرَك والعَرِك: الصَّوْت. وَقَالَ غَيره: العَروك: نَاقَة فِيهَا بقيَّة من سَمِنها وسَنامها، لَا يُعلَم ذَلِك حتَّى يُعرَك سَنامُها بِالْيَدِ. وَقَالَ غَيره: العَركيّة الْمَرْأَة الْفَاجِرَة. وَقَالَ ابْن مقْبل يهجو النجاشيّ: وَجَاءَت بِهِ حيّاكة عَرَكيّةٌ تنازعَها فِي طُهرها رجُلانِ والعِراك: ازدحام الْإِبِل على المَاء، وَقد اعتركت اعتراكاً. واعتراك الرِّجال فِي الْحَرْب: ازدحامُهم، وعَرْكُ بعضِهم بَعْضًا. والمعركة: الْموضع الَّذِي يعتركون فِيهِ إِذا التقَوا؛ وَالْجمع المعارك. وَيُقَال عاركتُه عراكاً ومعاركة، وَبِه سمِّي الرجلُ مُعارِكاً. وَيُقَال عركتُ الْأَدِيم عَرْكاً، إِذا دلكتَه دَلْكاً. وعركت القومَ فِي الْحَرْب عَركاً. وعريكة الْبَعِير: سَنامه إِذا عرَكه الحِمْل، وَجمعه العَرِيكُ. وَيُقَال: إنّ فلَانا لليِّنُ العريكة، إِذا كَانَ سَلِسَ الْأَخْلَاق سهلَها.

وَفُلَان شَدِيد العريكة، إِذا كَانَ شَدِيد النَّفس أبيّاً. وأرضٌ معروكة، وَقد عَرِكت، إِذا جرَدتها الماشيةُ من الرَّعي. وناقةٌ عَرُوك، إِذا لم يُعلَم سِمنُها من هُزالها إلاّ بالجسّ. وَيُقَال لقيتُه عَرْكةً أَو عَرْكتين، أَي مرّة أَو مرَّتين. ولقيتُه عَرَكات. وَفِي الحَدِيث: أَن بعض أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَت مُحرِمةً فَذكرت العِراك قبل أَن تُفِيض. والعِراك: المَحيض. وَامْرَأَة عارك، أَي حَائِض. وَقد عَرَكت تَعْركُ عِراكاً. ونساءٌ عواركُ، أَي حُيَّض. ورجلٌ عَرِكٌ، إِذا كَانَ شَدِيدا صِرِّيعاً لَا يُطاق. وَقوم عركون. أَبُو عبيد عَن العَدَبَّس الْكِنَانِي قَالَ: العَرْك والحازّ وَاحِد، وَهُوَ أَن يَحُزَّ المِرفَق فِي الذِّراع حتّى يخلُص إِلَى اللَّحْم وَيقطع الجلدَ بحدِّ الكِرْكِرة. وَقَالَ الشَّاعِر يصف بَعِيرًا بَائِن المِرفَق، فَقَالَ: قَلِيل العرك يَهجر مِرفقاها أَبُو عبيد عَن أبي زيد قَالَ: العركركة من النِّسَاء: الْكَثِيرَة اللَّحم الرَّسحاء القبيحة. وسمعتُ غير واحدٍ من الْعَرَب يَقُول: ناقةٌ عَركركةٌ وَجَمعهَا عَرَكْركات، إِذا كَانَت ضخمةً سَمِينَة. وأنشدني أَعْرَابِي: يَا صاحبَيْ رحلي بلَيلٍ قوما وقرِّبا عَركركاتٍ كُوما أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: بعيرٌ بِهِ ضاغطٌ عركرك. وَأنْشد: أَصْبِر من ذِي ضاغطٍ عَرَكْركِ ألقَى بَوَانِي زَوْره للمبرَكِ وَقَالَ اللَّيْث: ركَبٌ عركرك، وَهُوَ الضَّخم من أركاب النِّسَاء. قَالَ: وَأَصله ثلاثي، وَلَفظه خماسيّ. وَقَالَ شجاعٌ السُّلمي: اعترك الْقَوْم واعتوَكوا، إِذا ازدحموا. عَمْرو عَن أَبِيه: فلانٌ مَيْمُون العريكة، والحريكة، والسَّليقة، والنقيمة، والنقيبة، والنخيجة، والجَبِيلة، والطبيعة، بِمَعْنى وَاحِد. كرع: شمر عَن أبي عَمْرو: أكرعَ القومُ، إِذا صَبَّتْ عَلَيْهِم السماءُ فاستنقع الماءُ حتَّى سقَوا إبلَهم من مَاء السَّمَاء. قلت: وَسمعت الْعَرَب تَقول لماء السَّمَاء إِذا اجْتمع فِي غَدِير كَرَعٌ، وَقد شرِبنا الكَرَع، وأروينا نَعمَنا بالكَرَع. وَمِنْه قَول الرَّاعِي يصف إبِلا وراعيَها: يَسُنُّها آبِلٌ مَا إنْ يجزِّئها جَزْءاً شَدِيدا وَمَا إنْ ترتَوي كَرَعا وَرُوِيَ عَن عِكْرِمَة أَنه كرِه الكَرْع فِي النَّهر. شمر عَن أبي زيد: الكَرْع: أَن يشرب الرجل بفَّيهِ من النَّهر غير أَن يشرب بكفَّيه أَو بِإِنَاء. وكلُّ شَيْء شربتَ مِنْهُ بفيك من إِنَاء أَو غَيره فقد كرَعتَ فِيهِ. وَقَالَ الأخطل: يُروى العِطاشَ لَهَا عَذْبٌ مقَبَّلهُ إِذا العِطاشُ على أَمْثَاله كَرَعوا والكارع: الَّذِي رمَى بفمه فِي المَاء.

وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الكَرِيع: الَّذِي يشرب بيدَيْهِ من النَّهر إِذا فَقَد الْإِنَاء. وَقَالَ أَبُو عبيد: الكارعات والمُكْرِعات من النخيل: الَّتِي على المَاء. وَقد أكرعَتْ وكرعت، وَهِي كارعةٌ ومُكْرِعة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المكرِعات من الْإِبِل: اللواتي تدخل رؤوسها إِلَى الصِّلاء فيسودُّ أعناقها. وَقَالَ الأخطل: وَلَا تنزلْ بجعديَ إِذا مَا تردَّى المُكرَعاتُ من الدُّخانِ وَجعل غَيره المكرعات هَاهُنَا النَّخيلَ النابتةَ على المَاء، كَمَا قَالَ لبيدٌ يصف نخلا: يشربن رِفْهاً عراكا غير صادرة فكلُّها كارعٌ فِي المَاء مغتَمرُ وَقَالَ اللَّيْث: كرعَ الْإِنْسَان فِي المَاء يكرع كرْعاً وكُروعاً، إِذا تناولَه بِفِيهِ من مَوْضِعه. وكرع فِي الْإِنَاء، إِذا أمال نَحوه عنقَه فشرِب مِنْهُ. وَقَالَ النَّابِغَة: بصهباء فِي حافاتها الْمسك كارع أَي مجعول فِيهِ. وَقَالَ شمر: أنشدَنيه أَبُو عدنان: بزوراء فِي أكنافها الْمسك كارع قَالَ: والكارع الْإِنْسَان، أَي أنتَ المِسك لأنّك أَنْت الكارعُ فِيهَا، أَي نَفَسُك مثل الْمسك. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: إِذا سالَ أنفٌ من الحَرَّة فَهُوَ كُراع. وَقَالَ غَيره: الكُراع: ركنٌ من الْجَبَل يعْتَرض فِي الطَّرِيق. وكُراع الغَمِيم: مَوضِع مَعْرُوف بِنَاحِيَة الْحجاز. وفرسٌ مُكرَع القوائم: شديدها. قَالَ أَبُو النَّجْم: أحقبُ مجلوزٌ شَواهُ مُكرَعْ وأكارعُ الأرضِ: أطرافُها القاصية، شبِّهت بأكارع الشَّاة، وَهِي قَوَائِمهَا. والأكارع من النَّاس: السَّفِلة، شُبِّهوا بأكارع الدوابّ، وَهِي قَوَائِمهَا. وَفِي الحَدِيث: (لَا بَأْس بالطلَب فِي أكارع الأَرْض) . وَقَالَ اللَّيْث: جَارِيَة كرعةٌ: مِغْليمٌ. وَرجل كرِعٌ، وَقد كَرِعت إِلَى الْعَمَل كَرَعاً. قَالَ: والكُراع من الْإِنْسَان: مَا دونَ الرُّكبة، وَمن الدوابّ: مَا دُونَ كعوبها. وَيُقَال هَذِه كُراعٌ؛ وَهِي الوظيف. قَالَ: وكُراع كلِّ شَيْء: طرَفه. وكُراع الأَرْض: ناحيتُها. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الأكرع: الدَّقِيق مقدَّم السَّاقَيْن، وَفِيه كَرَعٌ، أَي دقّة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو أَيْضا فِيمَا روى عَمرو عَنهُ: تطهَّر الْغُلَام، وتكرَّعَ، وتمكَّى، إِذا تطهَّر للصَّلَاة. وَقَالَ اللَّيْث: الكُراع: اسمٌ يجمع الخَيلَ والسِّلاح إِذا ذُكر مَعَ السِّلَاح. والكُراع: الخيلُ نفسُها. ورِجلا الجنْدَب: كُراعاه. وَمِنْه قَول أبي زُبَيدٍ الطَّائِي: وَنفى الجُندَبُ الحَصَى بكُرَاعي هـ وأوفى فِي عُوده الحِرباءُ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال أكرعَك الصَّيدُ، وأخْطَبك، وأصقبك، وأقنى لَك، بِمَعْنى أمكنك. وكرِع الرجلُ، إِذا تطيَّبَ بطيبٍ فصاكَ بِهِ، أَي لصِقَ بِهِ. والكَرَّاع: الَّذِي يخادِن الكَرَعَ، وهم السِّفَلُ من

باب العين والكاف مع اللام

النَّاس، يُقَال للْوَاحِد كَرَعٌ ثمَّ هلَّم جرّا. والكرَّاع: الَّذِي يسقى مالَه بالكَرَع، وَهُوَ مَاء السَّمَاء وَفِي الحَدِيث: أَن رجلا سمع قَائِلا يَقُول فِي سَحَابَة: (اسقِي كَرَعَ فلَان) ، وإنَّما أَرَادَ موضعا يجْتَمع فِيهِ مَاء السَّمَاء فيسقي بِهِ صاحبُه زرعَه. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: أكرعَ القومُ، إِذا أَصَابُوا الكرَع، وَهُوَ مَاء السَّماء، فأوردوه إبلَهم. كعر: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: إِذا حَمَل الحُوارُ فِي سَنامه شحماً فَهُوَ مُكْعِرٌ، وَقد أكعرَ إكعاراً. وَفِي (النَّوَادِر) : مرَّ فلانٌ مُكعِراً، إِذا مرَّ يعدو مُسرِعاً. والكَيْعَر من الأشبال: الَّذِي قد سَمِن وحَدَرَ لحمُه. اللَّيْث: كَعِر الصبيُّ كَعَراً، إِذا امْتَلَأَ بطنُه من كَثْرَة الْأكل. وكَعِرَ بطنُه كَعَراً أَيْضا، إِذا سَمِن. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِي كَعِر الصبيّ وكَعِر بطنُه مثله. ركع: صَلَاة الصُّبح رَكْعَتَانِ، وَصَلَاة الظّهْر أَربع رَكْعَات. وكلُّ قَومةٍ يتلوها الرُّكُوع والسجدتان من الصَّلواتِ كلِّها فَهِيَ رَكْعَة. وَيُقَال ركَع المصلِّي رَكْعَة وَرَكْعَتَيْنِ وَثَلَاث ركَعات. وَأما الرُّكوع فَهُوَ أَن يَخفض المصلّي رأسَه بعد القَومة الَّتِي فِيهَا القراءةُ حتَّى يطمئنَّ ظَهره رَاكِعا. يُقَال ركع رُكُوعًا، وَالْأول تَقول فِيهِ رَكع رَكْعَة. وَقَالَ لبيد: أدِبُّ كأنِّي كلَّما قُمتُ راكعُ فالراكع المنحني فِي قَول لبيد. وكلُّ شَيْء ينكَبُّ لوجهه فتمسُّ ركبتُه الأَرْض أَولا تمسُّها بعد أَن يخْفض رَأسه فَهُوَ رَاكِع، وَجمع الرَّاكِع رُكَّعٌ ورُكوع. وَكَانَت الْعَرَب فِي الْجَاهِلِيَّة تسمِّي الحنيفَ رَاكِعا، إِذا لم يعبُد الْأَوْثَان. وَيَقُولُونَ: ركَعَ إِلَى الله. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: إِلَى ربّه ربِّ الْبَريَّة راكعُ وَيُقَال: ركع الرجلُ، إِذا افتقرَ بعد غنى وانحطَّت حالُه. وَقَالَ الشَّاعِر: وَلَا تهينَ الْفَقِير عَلَّكَ أَن ترْ كعَ يَوْمًا والدَّهرُ قد رفَعَه أَرَادَ: وَلَا تهيننْ، فَجعل النُّون ألفا سَاكِنة، فَاسْتَقْبلهَا سَاكن آخر فَسَقَطت. (بَاب الْعين وَالْكَاف مَعَ اللَّام) عكل، علك، كلع، كعل، لكع، لعك: مستعملات عكل: أَبُو عبيد عَن الْفراء: عكَل يعكُلُ عَكْلاً، مثل حدس يحدِس حدساً، إِذا قَالَ بِرَأْيهِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العَوكل: الْمَرْأَة الحمقاء. وَقَالَ أَبُو عبيد: العَوكلة: الرَّملة الْعَظِيمَة.

وَقَالَ ذُو الرمة: وَقد قابلتْهُ عَوكلاتٌ عوانك ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: العُكْل: اللَّئيم من الرِّجَال، وَجمعه أعكال. اللَّيْث عكَل السَّائِق الإبلَ يَعكِلُها عَكلاً، إِذا سَاقهَا وضمَّ قواسيها. وَأنْشد: نَعَمٌ تُشَلُّ إِلَى الرئيس وتُعكَلُ قَالَ: والعَكَل: لُغَة فِي العَكَر من الْإِبِل، وَالرَّاء أحسن. وعُكْل وتيمٌ وعديٌّ: قبائل من الرِّباب. والعربُ تذكر عُكلاً بالغباوة وقلَّة الفطنة، وَيَقُولُونَ لمن يُستَحمَق: عُكليٌّ. وإيلٌ معكولة، أَي معقولة برِجْلٍ، وَاسم الْحَبل عِكال. قَالَ ذَلِك أَبُو عَمْرو. وَقد عكلتُه أعكُلُه عَكلاً. رَوَاهُ أَبُو عبيدٍ عَنهُ. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: العوكلة: الأرنب، وَهِي الرَّملة أَيْضا. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العاكل، والمُعْكِل، والغَيذَانُ، والمخمِّن: الَّذِي يظنُّ فَيُصِيب. قَالَ: ورجلٌ عاكل، وَهُوَ الْقصير الْبَخِيل المشؤوم، وَجمعه عُكُلٌ. وَيُقَال: أعكَلَ عليّ الْأَمر وأحكلَ، واعتكل واحتكل، إِذا أشكلَ. علك: يُقَال علكَ الفرسُ اللجام يعلُكه عَلْكاً. وَقَالَ النَّابِغَة: تحتَ العَجاج وَأُخْرَى تعلك اللُّجُما والعَلِكَة: الشِّقشقة عِنْد الهدير. قَالَ رؤبة: يجمعن زأراً وهديراً مَحْضا فِي عَلِكاتٍ يعتلين النَّهْضا والعِلْك: صمغ يُمضغ فَلَا يَمَّاع، وَجمعه عُلوكٌ وأعلاك. وَفِي حَدِيث جرير بن عبد الله أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَأَلَهُ عَن منزله ببِيشَةَ، فوصَفَها جرير فَقَالَ: (سَهلٌ ودَكدَاك، وسَلَم وأراك، وحَمْضٌ وعَلاك) . والعَلاك: شجر ينْبت بِنَاحِيَة الْحجاز، وَيُقَال لَهُ العَلَك. وَقَالَ لبيد: لتقيَّظَتْ عَلَكَ الْحجاز مُقِيمَة فجنوبَ ناصفةٍ لقاحُ الحَوْأبِ أَبُو عبيد عَن العدبّس الكنانيّ قَالَ: العَولك: عِرق فِي الْخَيل والحُمر والغَنَم يكون فِي البُظارَة غامضاً دَاخِلا فِيهَا. قَالَ: والبُظارة: مَا بَين الإسكَتَينِ. وأنشدنا: يَا صاحِ مَا أصبَرَ ظهرَ غنَّامْ خشِيتُ أَن يظْهَرَ فِيهِ أوْرامْ من عَوْلكَينِ غلَبا بالإبْلام وَذَلِكَ أَن امْرَأتَيْنِ ركبتا غنّاماً، وَهُوَ اسمُ جمل. وَجمع العولك عوالك. وَقَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ الْفراء: العَولك: عِرقٌ فِي رَحِم الشَّاة. كلع: سَلمَة عَن الفرّاء: الكُلاعيُّ مَأْخُوذ من الكُلاَع، وَهُوَ الْبَأْس والشدّة والصَّبر فِي المواطن. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الكولَع: الوسَخ. أَبُو عبيد عَن الْفراء: كَلَعَ عَلَيْهِ الوسخُ كَلَعاً، إِذا يبِس. وَعَن الْأَصْمَعِي: كلِعَتْ

رجلُه كَلَعاً، إِذا تشقَّقتْ وتوسّختْ. اللَّيْث: كلِع البعيرُ كلَعاً، إِذا تشقَّقَ فِرْسِنُه؛ وَهُوَ كَلِعٌ. قَالَ: والكَلَعة: دَاء يَأْخُذ الْبَعِير فِي مؤخّره، وَهُوَ أَن يَجرَد الشعرُ عَن مؤخّره وينشقَّ ويسودّ، وربَّما هلَكَ مِنْهُ. ورجلٌ كَلِعٌ، وَهُوَ الْأسود الَّذِي سوادُه كالوسَخ. وَذُو الكَلاَع: ملك من مُلُوك حمير. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: التكلُّع: التَّحَالف؛ لُغَة يمَانية. قَالَ: وَبِه سمِّي ذُو الكَلاَع لأنّهم تكلَّعوا على يَده، أَي تجمَّعوا. أَبُو عبيد عَن الْفراء: إِذا كثرت الغنمُ فَهِيَ الكَلِعة. وَقَالَ النَّضر: الكلَع: أشدُّ الجرَب، وَهُوَ الَّذِي يَبِصُّ جرباً فييبس فَلَا ينجع فِيهِ الهِنَاء. وَقَالَ ابْن حبيب: إِذا اجْتمعت الْقَبَائِل وتناصرت فقد تكلَّعت. وأصل هَذَا من الكلَع يركب الرِّجْلَ. لكع: فِي الحَدِيث: (أسعد النَّاس فِي آخر الزَّمان لُكَعٌ ابْن لُكَع) قَالَ أَبُو عبيد: اللُّكع عِنْد الْعَرَب: العَبْد اللَّئِيم. وَقَالَ غَيره: اللُّكَع: الأحمق. وَامْرَأَة لَكَاع ولكيعة. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال لكِعَ الرجلُ يَلكَع لكَعاً، فَهُوَ ألكَع لُكَعٌ مَلْكعان، وَامْرَأَة لَكَاعِ مَلْكعانة. ورجلٌ لكيع وَامْرَأَة لكيعة، كلُّ ذَلِك يوصَف بِهِ الحُمق والمُوق. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الملاكيع: مَا يخرج مَعَ الْوَلَد من سُخْدٍ وصاءةٍ وَغَيرهَا، وَمن ذَلِك قيل للْعَبد ومَن لَا أصل لَهُ لُكَع. وَقَالَ اللَّيْث: وَيُقَال لَكوع. وَأنْشد: أَنْت الْفَتى مَا دَامَ فِي الزَّهَر الندى وَأَنت إِذا اشتدَّ الزمانُ لَكُوعُ أَبُو عُبَيْدَة: إِذا سَقَطت أضراس الفَرَس فَهُوَ لُكَعٌ وَالْأُنْثَى لُكَعة. وَإِذا سقط فمُه فَهُوَ الألكع. ورجلٌ وَكِيع لكيع، وَوَكوع لَكوع: لئيم. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: سمعتُ شجاعاً السُّلميّ يَقُول: لكَع الرجلُ الشاةَ، إِذا نَهَزَها. ونكعها، إِذا فعل بهَا ذَلِك عِنْد حَلْبِها، وَهُوَ أَن يضْرب ضرعَها لتدرّ. قَالَ: وَعبد ألكعُ أوكَع، وَامْرَأَة لكعاء ووَكْعاء، وَهِي الحمقاء. قَالَ الْبكْرِيّ: هَذَا شتمٌ للْعَبد واللئيم. شمر عَن أبي نهشل: يُقَال هُوَ لُكَعٌ لاكع. قَالَ: وَهُوَ الضيِّق الصَّدْر، الْقَلِيل الغَناء الَّذِي تؤخّرهُ الرِّجَال عَن أمورها فَلَا يكون لَهُ موقع، فَذَلِك اللُّكَع. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يُقَال للرجل إِذا كَانَ خبيثَ الفَعالِ شحيحاً قَلِيل الْخَيْر: إِنَّه للَكُوع. كعل: أهمله اللَّيْث. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الخِثْي للثَّور، والكَعْل لكلِّ شيءٍ، إِذا وضَعَه. وَقَالَ غَيره: الكَعْل من الرِّجَال: الْقصير الْأسود. وَقَالَ جَندلٌ الطُّهويّ: وأصبحتْ ليلى لَهَا زَوجٌ قَذِرْ كَعْلٌ تَغشَّاهُ سَوادٌ وقِصَرْ

باب العين والكاف مع النون

(بَاب الْعين وَالْكَاف مَعَ النُّون) عَنْك، عُكَن، كنع، نكع، كعن: مستعملة. عَنْك: ابْن شُمَيْل: جَاءَ من السَّمَك بعِنْكٍ، أَي شَيْء كثير مِنْهُ. وجاءنا من الطَّعام بعِنْكٍ، أَي بِشَيْء كثير مِنْهُ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ العانك: الرَّملة الَّتِي فِيهَا تعقُّد حتَّى يبْقى فِيهَا الْبَعِير لَا يقدر على السَّير فِيهَا. يُقَال قد اعتنك. وَقَالَ اللَّيْث: العانك: لونٌ من الْحمرَة. دم عانكٌ، إِذا كَانَ فِي لَونه صُفرة. وَأنْشد: أَو عانكٍ كَدم الذَّبِيح مُدامِ قَالَ: والعانك من الرَّمل فِي لَونه حُمرة. قلت: كلُّ مَا قَالَه اللَّيْث فِي العانك، فَهُوَ خطأٌ وتصحيف. وَالَّذِي أَرَادَهُ اللَّيْث من صفة الحُمرة فَهُوَ عاتك بِالتَّاءِ، وَقد مرَّ تَفْسِيره فِي بَابه. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: سمعتُ أعرابيّاً يَقُول: أَتَانَا فلانٌ بنبيذ عاتكٍ يصيِّر الناسكَ مثل الفاتك وَأما العانك من الرمال فَهُوَ الَّذِي فسَّره الْأَصْمَعِي، لَا مَا فِيهِ حُمرة. وَأما مَا اسْتشْهد بِهِ من قَوْله: أَو عانكٍ كَدم الذَّبيح مُدامِ فإنِّي سَمِعت الإياديَّ يروي عَن شمر أنَّ أَبَا عبيدٍ أنْشدهُ: أَو عاتقٍ كَدم الذَّبِيح ... فإنْ كَانَ وَقع لليث بِالْكَاف فَهُوَ عاتك بِالتَّاءِ، كَمَا روى ابْن الْأَعرَابِي عَن من قَالَ من الْأَعْرَاب: أَتَانَا بنبيذ عاتك، أَي بنبيذ أَحْمَر. وَقَالَ اللَّيْث: العِنْك: سُدفة من اللَّيْل. وَقَالَ الأصمعيّ وَغَيره: أَتَانَا فلانٌ بعد عِنكٍ من اللَّيْل، أَي بعد سَاعَة وَبعد هُدْء. وَيُقَال مكث عِنكاً، أَي عصراً وزماناً. ثَعْلَب عَن عَمْرو عَن أَبِيه: أعنكَ الرجلُ، إِذا تَجَر فِي العُنوك، وَهِي الْأَبْوَاب. وأعنكَ: وقَعَ فِي العِنْكة، وَاحِدهَا عِنْك، وَهُوَ الرَّمل الْكثير. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: عنكْتُ البابَ وأعنكتُه، إِذا أغلقتَه، لُغَة يَمَانِية. أَبُو تُرَاب عَن الْأَصْمَعِي: العِنْك: الثُّلُث الْبَاقِي من اللَّيل. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العِنْك ثلثُه الثَّانِي. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: يُقَال للباب العِنْك، ولصانِعه الفَيْتَق. عُكَن: قَالَ اللَّيْث وَغَيره: العُكَن: الأطواء فِي بطن الْجَارِيَة من السِّمن. وَلَو قيل جَارِيَة عكْناءُ لجَاز، وَلَكنهُمْ يَقُولُونَ معكَّنة. وَوَاحِدَة العُكَن عُكْنة. وَيُقَال تعكَّن الشيءُ تعكُّناً، إِذا رُكِمَ بعضُه على بعضٍ وانثنى. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: عُكَن الدِّرع: أثناؤها؛ يُقَال درعٌ ذاتُ عُكَن، إِذا كَانَت وَاسِعَة تَثَنَّى على اللابس من سَعَتها. أَبُو عبيد عَن الْفراء قَالَ: العَكْنانُ

والعَكَنانُ: الْإِبِل الْكَثِيرَة الْعَظِيمَة. وَأنْشد: هَل باللِّوَى من عَكَرٍ عَكْنَانْ كنع: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: قَالَ أعرابيّ: (لَا وَالَّذِي أكنَعُ بِهِ) ، أَي أَحْلف بِهِ. وَرُوِيَ عَن الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ: سمعتُ أَعْرَابِيًا يَدْعُو: (ربِّ أعوذ بك من الخُنوع والكُنوع) فَسَأَلته عَنْهُمَا فَقَالَ: الخُنوع: الْغدر. والخانع: الَّذِي يضع رَأسه للسَّوءة يَأْتِي أمرا قبيحاً فَيرجع عارُه عَلَيْهِ فيستحي مِنْهُ وينكِّس رَأسه. قَالَ: والكُنوع: التَّصاغُر عِنْد الْمَسْأَلَة. وَقَالَ غَيره: الكنوع: الذلُّ والخضوع. وَفِي الحَدِيث: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث خَالِد بن الْوَلِيد إِلَى ذِي الخَلَصَة ليهدمها، وفيهَا صنم يعبدونه، فَقَالَ لَهُ السَّادن: (لَا تفعلْ فَإِنَّهَا مُكنِّعتُك) ، أَخْبرنِي المنذريّ عَن ثعلبٍ عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: المكنَّع: المتقفِّع الْيَد. وَقَالَ أَبُو عبيد: الكانع: الَّذِي تقبَّضت يَده ويبِست. وَأَرَادَ الْكَافِر بقوله إِنَّهَا مكنِّعتُك، أَي تخبل أعضاءَك وتيبِّسها. وَفِي حَدِيث آخر: أنّ الْمُشْركين يَوْم أُحُد لمَّا قَرُبوا من الْمَدِينَة (كَنَّعوا عَنْهَا) ، وَمعنى كنَّعُوا، أَي أحجموا عَن الدُّخول فِيهَا وانقبضوا. وَيُقَال اكتنع اللَّيل، إِذا حضَر ودنا. وَقَالَ الشَّاعِر: آبَ هَذَا اللَّيْل واكتنعا وَمَا من روى بَيت النَّابِغَة: بزوراء فِي أكنافها المسكُ كانع فَمَعْنَاه اللاصق بهَا. وأمرٌ أكنعُ: نَاقص؛ وَأُمُور كُنْع. وَمِنْه قَول الْأَحْنَف بن قيس: (كلُّ أمرٍ ذِي بالٍ لم يُحمَدِ الله عَلَيْهِ فَهُوَ أكنع) . وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الكُنوع: الطمع. والكانع: السَّائِل الخاضع. وروى بَيْتا فِيهِ: رمَى الله فِي تِلْكَ الأكفّ الكوانع وَمَعْنَاهُ الدَّواني للسؤال والطمع. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الكانع: الَّذِي قد تدانَى وتصاغر وتقاربَ بعضُه من بعض. والمكتنع: الْحَاضِر. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: أَسِير كانع: قد ضمَّه القِدُّ. وَأنْشد بَيت النَّابِغَة: بَزَوراءَ فِي حافاتها المسكُ كانعُ قَالَ: أَرَادَ تكانفَ الْمسك وتراكُبَه. وروى إِسْحَاق بن الْفرج للأصمعي: يُقَال بضَّعه، وكنَّعه، وكوّعه، بِمَعْنى وَاحِد. عَمْرو عَن أَبِيه: الكنيع: المكسور الْيَد. والكنيع: الْعَادِل من طريقٍ إِلَى غَيره. يُقَال كنَعوا عنّا، أَي عدلوا. سَلمَة عَن الفرّاء قَالَ: المُكنَعَة: الْيَد الشَّلاَّء. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: كُنِع الرجلُ، إِذا صُرع على حَنَكه. واكتنع فلانٌ منّي، أَي دنا منّي. وَقَالَ اللَّيْث: الأكنع والكَنِع: الَّذِي قد تشنَّجتْ يدُه. قَالَ: وتكنَّعَ فلانٌ بفلانٍ، إِذا تضبَّثَ بِهِ وتعلَّق. وَقَالَ متمم: وعانٍ ثَوَى فِي القِدِّ حتّى تكنَّعا

أَي تقبَّض وَاجْتمعَ. وكنع الموتُ كنوعاً، إِذا دنا وَقرب. وَأنْشد: إنّي إِذا الموتُ كنَعْ وكنعت العُقابُ، إِذا ضمَّت جناحيها للانقضاض، فَهِيَ كانعة جانحة. وَقَالَ فِي قَوْله: رمى الله فِي تِلْكَ الأنوفِ الكوانعِ قَالَ: هِيَ اللازقةُ بالوجوه. قَالَ: والاكتناع: التعطُّف؛ يُقَال اكتَنَع عَلَيْهِ، أَي عطفَ عَلَيْهِ. قَالَ: وكنعان بن سَام بن نُوح، إِلَيْهِ ينْسب الكنعانيُّون، وَكَانُوا أمّة يَتَكَلَّمُونَ بلغةٍ تضارع العربيَّة. قَالَ: وأكنع الرجل، للشَّيْء، إِذا ذلّ لَهُ وخضع. وَقَالَ العجاج: مِن نفثهِ والرِّفقِ حتّى اكنَعا نكع: أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: النَّكِعة من النِّسَاء: الْحَمْرَاء اللَّوْن. قَالَ: والنَّكوع: القصيرة من النِّسَاء، وَجَمعهَا نُكُع. وَأنْشد لِابْنِ مقبل: لَا سُودٌ وَلَا نُكُعُ وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن الحرَّاني عَن ابْن السكِّيت قَالَ: سَمِعت ابْن الْأَعرَابِي يَقُول: أَحْمَر كالنَّكَعة، قَالَ: وَهِي ثَمَرَة النُّقاوَى، وَهُوَ نبتٌ أَحْمَر. قَالَ: وَيُقَال هُوَ أَحْمَر مثل نَكَعة الطُّرثوث. قَالَ: وَأخْبرنَا ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ حكى عَن بَعضهم أَنه قَالَ: (فَكَانَت عَيناهُ أشدَّ حمرَة من النُّكعة) هَكَذَا رَوَاهُ بِضَم النُّون لنا قلت: وسماعي من الْأَعْرَاب نَكَعة قَالَ: وَهِي جَنَاةُ ثمرِ شَجَرَة حمراءُ كالنَّبق فِي استدارته. وَقَالَ اللحياني: أَحْمَر نكِعٌ وأحمر عاتك. وَقَالَ اللَّيْث: الأنكع: المتقشِّر الْأنف، وَقد نَكِع ينكَع نكَعاً مَعَ حمرَة لونٍ شَدِيدَة. قلت: وَقد رَأَيْت نكَعة الطُّرثوث فِي أَعْلَاهَا كَأَنَّهَا ثُومة ذكرِ الرجل مشربَة حُمرة. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال كسعه ونكَعه، إِذا ضربَ دبرَه بِظهْر قدمهِ. وَأنْشد: بنِي ثُعَلٍ لَا تَنكَعوا العنزَ إنّه بنِي ثُعَلٍ من ينكَع العنزَ ظالمُ وَقَالَ الأصمعيّ: النَّكْع: الإعجال عَن الْأَمر؛ يُقَال نكعته عَن ذَلِك الْأَمر، إِذا أعجلتَه. وَقَالَ عديّ بن زيد: تُقْنصك الْخَيل وتصطادك ال طَّير وَلَا تُنكَع لَهْوَ القَنِيصْ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: لاتُنكَع: لَا تُمنَع. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: المنكَع: الرَّاجِع وَرَاءه، وَقد أنكعَه. وروى أَبُو ترابٍ عَن واقعٍ السُّلميّ: نكَع عَن الْأَمر ونَكلَ بِمَعْنى وَاحِد. وَأنْشد أَبُو حَاتِم فِي الإنكاع بِمَعْنى الإعجال: أرى إبلي لَا تُنكَعُ الوِردَ شُرَّداً إِذا شُلَّ قومٌ عَن وُرودٍ وكُعْكِعوا كعن: أَبُو عَمْرو: الإكعان: فتور النشاط. وَقد أكعنَ إكعاناً. وَأنْشد لطَلْق بن عديَ يصف نعامتين وَقد شدَّ فارسٌ عَلَيْهِمَا: والمهرُ فِي آثارهنّ يَقبِصُ

باب العين والكاف مع الفاء

قَبصاً تخال الهِقلَ مِنْهُ يَنكِصُ حَتَّى اشمعلَّ مُكْعِناً مَا يَهبِصُ قلت: وَأَنا وَاقِف فِي هَذَا الْحَرْف. (بَاب الْعين وَالْكَاف مَعَ الْفَاء) اسْتعْمل من وجوهه: عكف، عفك. عكف: قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} (البَقَرَة: 187) . عاكفون: مقيمون فِي الْمَسَاجِد، عكَف يعكُف ويعكِفُ، إِذا أَقَامَ. وَمِنْه قَوْله: {يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ} (الأعرَاف: 138) أَي يُقِيمُونَ وَأما قَوْله جلّ وعزّ: {الْحَرَامِ وَالْهَدْىَ مَعْكُوفاً أَن يَبْلُغَ} (الفَتْح: 25) فإنَّ مُجَاهدًا وَعَطَاء قَالَا: مَحْبُوسًا. وَكَذَلِكَ قَالَ الْفراء. يُقَال عكفته أعكفه عكفاً، إِذا حبستَه. وَقد عكَّفْت الْقَوْم عَن كَذَا، أَي حبَستهم. وَقَالَ الْأَعْشَى: وكأنَّ السُّموط عكَّفها السِّل كُ بعِطَفيْ جَيداءَ أُمِّ غزالِ أَي حبسَها وَلم يدعْها تتفرَّق. وَيُقَال إنّك لتَعكفني عَن حَاجَتي، أَي تصرِفني عَنْهَا. قلت: يُقَال عكفتُه عكفاً، فعكف يعكف عكوفاً. وَهُوَ لازمٌ وواقع، كَمَا يُقَال رجعتُه فرجَع، إلاّ أنّ مصدر اللَّازِم العكوف، ومصدر الْوَاقِع العَكْف. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال عكَف يعكِفُ ويعكفُ عَكْفاً وعكوفاً، وَهُوَ إقبالك على الشَّيْء لَا ترفع عَنهُ وجهَك. وَقَالَ العجاج يصف ثوراً: فهنَّ يعكُفن بِهِ إِذا حَجَا أَي يقْبلنَ عَلَيْهِ. قَالَ: وعكَفت الخيلُ بقائدها، إِذا أقبلَتْ عَلَيْهِ. وعكفت الطَّير بالقتلى. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ يعْتَكف فِي العَشْر الْأَوَاخِر فِي الْمَسْجِد وَالِاعْتِكَاف فِي الْمَسْجِد: الْإِقَامَة فِيهِ وتركُ الْخُرُوج مِنْهُ إلاّ لحَاجَة الْإِنْسَان، يصلِّي فِيهِ وَيقْرَأ الْقُرْآن. وقومٌ عُكوف: مقيمون. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب يصف الأثافيّ: فهنَّ عُكُوفٌ كنوح الكري م قد شفّ أكبادَهن الهوِيُّ وَقَوله: {ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً} (طاه: 97) ، أَي مُقيما. وَعَكَفَ على الشَّيْء: أَقَامَ عَلَيْهِ. عفك: أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: الأعفك: الأحمق. أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: امرأةٌ عَفْتاء وعفكاء ولَفْتَاء، إِذا كَانَت خرقاء. قَالَ: والعَفَك والعَفَت يكونَانِ العَسَر والخُرْق. وَقَالَ اللَّيْث: الأعفك: الأحمق الَّذِي لَا يثبت على كلمة وَاحِدَة وَلَا يتمُّ أمرا حتَّى يَأْخُذ فِي غَيره. قَالَ: وَهُوَ المخلَّع من الرِّجَال. وَأنْشد: صاحِ ألم تعجب لقَوْل الضيطرِ الأعفكِ الأحدلِ ثُمَّ الأعسرِ وَقَالَ بعض الْعَرَب: هَؤُلَاءِ الطماطمة يعفِكون الكلامَ عفكاً ويَلفِتونه لفتاً. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العَفِيك واللَّفيك: المشبَع حُمقاً.

باب العين والكاف مع الباء

(بَاب الْعين وَالْكَاف مَعَ الْبَاء) عكب، عبك، كبع، كَعْب، بعك، بكع: مستعملات. عكب: أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: العَكوب: الْغُبَار، بِفَتْح الْعين. وَأنْشد قَول بشر بن أبي خازم: على كلِّ مَعْلُوبٍ يثور عَكوبُها قَالَ: والمعلوب: الطَّرِيق الَّذِي يُعلَب بجَنْبَتَيْه. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: عكفت الْخَيل عكوفاً، وعكبت عُكوباً، بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ اللَّيْث نَحوه: طير عكوف وعُكوب. وَأنْشد لمزاحم العُقَيلي: تظلُّ نُسورٌ من شَمامِ عليهمُ عُكوباً مَعَ العِقْبانِ عِقبانِ يذبُلِ قَالَ: وَالْبَاء لُغَة بني خَفاجة من بني عُقَيل. وَيُقَال عكبت الْقدر تعكُب عكوباً، إِذا ثار عُكابُها، وَهُوَ بُخارُها وشدَّة غليانها. وَأنْشد: كأنّ مُغيرات الجيوش التقتْ بهَا إِذا استحمشَتْ غَلْياً وفاضتْ عُكوبُها أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: غلامٌ عَضْبٌ وعَصْبٌ وعَكْبٌ، إِذا كَانَ خَفِيفا نشيطاً فِي عمله. قَالَ: والعكب: الشدَّةُ فِي الشرِّ والشَّيطنة، وَمِنْه قيل للمارد من الجنّ وَالْإِنْس عِكَبّ. قَالَ: والعَكْب: الغُبار، وَمِنْه قيل للْأمة عَكْباء. وَقَالَ غَيره: العِكَبُّ: الجافي الغليظ، وَكَذَلِكَ الأعكب. والعِكبُّ العجليُّ: شَاعِر جيّد الشِّعر. والعاكب من الْإِبِل: الْكَثِيرَة. وَقَالَ الراجز: فغَشِيَ الذادةَ مِنْهَا عاكبُ وَقَالَ اللَّيْث: العَكَب: غِلظٌ فِي لَحْي الْإِنْسَان؛ وَمِنْه أمَةٌ عَكْباء: جافية الخَلْق عِلجةٌ، من آمٍ عُكْب. عبك: أَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال مَا أغْنَى عنّي عَبَكة. قَالَ: والعَبَكة: مَا يتعلَّق بالسِّقاء من الوضَر، وَيُقَال الشَّيْء الهيِّن. قَالَ: والعَبْك: السَّويق. عَمْرو عَن أَبِيه: مَا ذُقتُ عَبَكةً، وَهِي الحبّة من السَّويق، وَلَا لَبَكةً، وَهِي الحبّة من الثَّرِيد. وَقَالَ اللَّيْث: مَا ذقت عبكة وَلَا لبَكة، والعَبَكة: قِطْعَة من السويق أَو كسرة، واللَّبَكة: لُقْمة من ثريدٍ أَو نَحوه. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: العَبْك: خَلْطُك الشيءَ. كَعْب: قَالَ الله تَعَالَى: {وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ} (المَائدة: 6) قَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَأَبُو بكر عَن عَاصِم وَحَمْزَة (وأرجلِكم) خفضاً، والأعشى عَن أبي بكر بِالنّصب مثل حَفْص. وَقَرَأَ يَعْقُوب الحضرميّ والكسائيّ وَنَافِع وَابْن عَامر: {وَأَرْجُلَكُمْ} (المَائدة: 6) نصبا، وَهِي قِرَاءَة ابْن عَبَّاس، يردُّه على قَوْله: {فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ} (المَائدة: 6) . وَكَانَ الشَّافِعِي يقْرَأ بِالنّصب {وَأَرْجُلَكُمْ} (المَائدة: 6) . وَاخْتلف النَّاس فِي الْكَعْبَيْنِ. وَسَأَلَ ابْن جَابر أَحْمد بن يحيى عَن الكعب، فَأَوْمأ

ثَعْلَب إِلَى رجله إِلَى المَفْصِل مِنْهَا بسبَّابته فَوضع السبّابة عَلَيْهِ، ثمَّ قَالَ: هَذَا قَول المفضَّل وَابْن الْأَعرَابِي: قَالَ: ثمَّ أَوْمَأ إِلَى المَنْجِمَيْن وَقَالَ: هَذَا قَول أبي عَمْرو بن الْعَلَاء والأصمعي قَالَ: وكلٌّ قد ذهبَ مذهبا. وَقَالَ ابْن المظفَّر: الكعب: الْعظم لكلِّ ذِي أَربع. وَكَعب الْإِنْسَان: مَا أشرف فَوق رُسغِه عِنْد قدمه. وَكَعب الْفرس: بَين عظم الوظيف وَعظم السَّاق الناتىء من خلف. والكعب من الْقصب والقنا: أُنبوب مَا بَين العُقدتين، والجميع الكعوب. وَالْعرب تَقول: جَارِيَة دَرْماء الكعب، إِذا لم يكن لرؤوس عظامها حَجْم، وَذَلِكَ أؤثَر لَهَا قَالَ الراجز يصف جَارِيَة: ساقاً بَخَنداةً وكعباً أدرما أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الكَعْب من السّمن: الكُتْلة. والكَعْب من الرُّمح: طرف الأنبوب الناشز. والكعبان: الناشزان من جَانِبي الْقَدَمَيْنِ. وَأنكر قَول النَّاس إنّه فِي ظهر الْقدَم. أَبُو عبيد: الكاعب: الْجَارِيَة الَّتِي كَعَب ثدياها وكعَّب، بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيف، والجميع الكواعب. وَقَالَ الله: {وَأَعْنَاباً وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً} (النّبَإِ: 33) . ووجهٌ مكعَّبٌ، إِذا كَانَ جَافيا ناتئاً. وَيُقَال جَارِيَة كَعابٌ أَيْضا بِمَعْنى الكاعب. أَبُو عَمْرو وَابْن الْأَعرَابِي: الكُعبة: عُذرة الْجَارِيَة. وَأنْشد قَول الراجز: ركَبٌ تَمَّ وتَمَّتْ رَبَّتُه قد كَانَ مَخْتُومًا ففُضَّتْ كُعبتُه وَأما الْبَيْت الْحَرَام فَهُوَ الكَعبة بِفَتْح الْكَاف، سمِّي كعبةً لارتفاعه وتربُّعه. وكلُّ بيتٍ مربَّع عِنْد الْعَرَب فَهُوَ كعبة. وَذُو الكَعَبات: بيتٌ كَانَ لِرَبِيعَة، وَقد ذكره الْأسود بن يعفر فِي شعره فَقَالَ: وَالْبَيْت ذِي الشُّرُفات من سِندادِ وَقَالَ اللَّيْث: الثَّوْب المكعَّب: المطويّ الشَّديد الإدراج. يُقَال كعبت الثوبَ تكعيباً. قَالَ: والكعب من القَصَب: أنبوب مَا بَين العُقدتين، وَجمعه كعوب. وَقَالَ أَوْس بن حجر يصف رمحاً واستواء كعوبه: تَقاكَ بكعبٍ واحدٍ وتلَذُّه يداك إِذا مَا هُزَّ بالكفّ يَعسِلُ وَقَالَ اللَّيْث: ثديٌ كاعب ومكعِّب، ومتكعِّبٌ، بِمَعْنى واحدٍ. وَقَالَ الأصمعيّ: سمِّيت الْكَعْبَة للتربيع. وَقَالَ أَبُو عبيد: الكعب: الْقطعَة من السّمن الجامس. وَقَالَ اللَّيْث: كعبت الشَّيْء تكعيباً: إِذا ملأتَه. أَبُو عبيد عَن الْفراء: المكعَّب من الثِّيَاب: المُوَشَّى. وَقَالَ أَبُو سعيد: أَعلَى الله كَعبه، أَي أَعلَى جَدَّه. وَقَالَ غَيره: مَعْنَاهُ أَعلَى الله شرفَه. وَقَالَ أَبُو زيد: أكعبَ الرجلُ إكعاباً، وَهُوَ الَّذِي ينْطَلق مضارّاً لَا يُبَالِي مَا وَرَاءه. وَمثله كلَّل تكليلاً. عَمْرو عَن أَبِيه: يُقَال للدَّوخلَّة: المكعَّبة والوشيجَة، والمُقعَدة، والشَّوغرة.

باب العين والكاف مع الميم

كبع: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الكُبَع: جمل البحْر. وَيُقَال للْمَرْأَة الدميمة: يَا وَجه الكُبع. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الكَبْع: النَّقْد. وَأنْشد: قَالُوا ليَ اكبَعْ قلت لستُ كابعا والكَبْع: القَطْع. وَأنْشد: تركتُ لصوص المِصر من بَين بائسٍ صليبٍ ومكبوع الكراسيع باركِ والكبْع: المنْع. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: الكُبوع والكُنوع: الذلّ والخضوع. بكع: فِي حَدِيث أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ: (لقد خَشِيتُ أَن تبكعَني بهَا) . أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: التبكيت والبَكْع: أَن تسْتَقْبل الرجل بِمَا يكره. وَقَالَ شمر: يُقَال بكّعه تبكيعاً، إِذا واجَهَه بِالسَّيْفِ وَالْكَلَام. وَقَالَ اللَّيْث: البَكْع: شدَّة الضّرب المتتابع، تَقول بكعتُه بالسَّيف والعصا. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: بكعتُه بِالسَّيْفِ: قطعتُه. بعك: ابْن السّكيت: تَقول الْعَرَب: وقعْنا فِي بَعكُوكاء ومَعْكوكاء، أَي فِي جَلَبةٍ وصِياح. وَقَالَ غَيره: البَعْكوكة من الْإِبِل: المجتمعة الْعَظِيمَة. وَقَالَ الراجز: يخرُجن من بَعكوكة الخِلاطِ وَقَالَ اللِّحياني: تركته فِي بَعْكوكةِ الْقَوْم، أيْ فِي جَمَاعَتهمْ. قَالَ: وبَعْكوكة الشَّرّ: وَسطه. قلت: وَهَذَا حرف جَاءَ نَادرا على فَعلولة، وَأكْثر كَلَامهم على فُعلولة وفُعلول، مثل بُهلول وكُهْلول وزُغلول. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: البَعَك: الغِلَظ والكزازة فِي الْجِسْم، وَمِنْه اشتق بَعْكَك. قلت: وَلم أجد هَذَا لغيره. (بَاب الْعين وَالْكَاف مَعَ الْمِيم) عكم، كعم، كمع، مَعَك: مستعملة. عكم: أَبُو عبيد: عكم يعكِم، إِذا كرَّ رَاجعا. وَقَالَ لبيد: فجال وَلم يَعْكِم أَي هرب وَلم يكرّ. وَقَالَ شمر: يكون عكَم فِي بَيت لبيدٍ بِمَعْنى انْتظر، فكأنّه قَالَ: فجال وَلم ينْتَظر، يَعْنِي الثَّورَ هربَ وَلم ينْتَظر. وَأنْشد شمر بَيت الْهُذلِيّ: أزُهَيْرُ هَلْ عَن شَيبةٍ من مَعْكِمِ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العِكم: بَكَرة الْبِئْر. وَأنْشد: وعُنق مثل عَمُود السَّيْسَبِ رُكِّبَ فِي زَورٍ وثيق المَشعَبِ كالعِكم بَين القامتين المُنْشَبِ وَحَدِيث أمّ زَرْع: (عُكومها رَدَاح، وبيتها فَيَاح) . قَالَ: قَالَ أَبُو عبيد: العُكوم: الْأَحْمَال والأعدال الَّتِي فِيهَا الأوعية من صُنوف الْأَطْعِمَة وَالْمَتَاع، واحِدها عِكْم. قلت: وَسمعت الْعَرَب تَقول يَوْم الظَّعن لخدَمهم: اعتكموا. وَقد اعتكموا، إِذا سوَّوا الأعدال ليشدُّوها على الحَمُولة. وكلُّ عِدلٍ عِكمٌ، وَجمعه عكومٌ وأعكام. وَقَالَ الفرّاء: يَقُول الرجل لصَاحبه اعكُمني وأعكمِني، فَمَعْنَى اعكُمني أَي اعكُم لي،

وَيجوز بِكَسْر الْكَاف. وَأما أعكمني بِقطع الْألف فَمَعْنَاه أعنّي على العَكْم. وَمثله احلُبْني أَي احلُبْ لي، وأحلِبني أَي أعنّى على الحَلْب وَمثله المُسْنِي وألمِسني، وابغِني وأبْغِني. وَقَالَ اللَّيْث: عكمتُ الْمَتَاع أعكمه عكماً، إِذا بسطتَ ثوبا وَجعلت فِيهِ مَتَاعا فشددته، ويسمَّى حينئذٍ عِكْماً. والعِكام: الْحَبل الَّذِي يُعكم عَلَيْهِ. قَالَ: والعِكْم عِكم الثِّياب الَّذِي يشدُّ بِهِ العكَمة، والعكَمتان تُشدَّان من جَانِبي الهودج بِثَوْب. وَيُقَال للدابّة إِذا شرِبت فَامْتَلَأَ بطنُها: مَا بقيَتْ فِي جوفها هَزْمةٌ وَلَا عَكْمةٌ إلاَّ امْتَلَأت. وَأنْشد: حَتَّى إِذا مَا بلَّتْ العكوما من قَصب الأجوافِ والهُزوما قَالَ: وَيُقَال الهَزْم: دَاخل الخاصرة. والعِكْم: دَاخل الجَنْب. قَالَ: وَيُقَال عُكِم عنّا فلانٌ يُعكَم، إِذا رُدَّ عَن زيارتنا. وَأنْشد: ولاحتْه من بعد الجُزُوء ظَماءةٌ وَلم يَك عَن وِرد الْمِيَاه عُكومُ وَقَالَ ابْن السّكيت: العِكم: نَمَط الْمَرْأَة تَجْعَلهُ كالوِعاء وَتجْعَل فِيهِ ذخيرتها. أَبُو العبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال للغلام الشابل المنعَّم: معكَّم، ومكتَّل، ومصدَّر، وكلثوم، وحِضَجْر. كعم: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه نهى عَن المكاعمة والمكامعة. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ غير وَاحِد: أما المكاعمة فَأن يلثَم الرجلُ صاحبَه، أُخِذ من كِعام الْبَعِير، وَهُوَ أَن يُشَدَّ فمُه إِذا هاج، يُقَال مِنْهُ كَعَمته أكْعَمُه كَعْماً، فَهُوَ مكعوم. وَقَالَ ذُو الرمة: يهماء خابِطُها بالخوف مكعوم يَقُول: قد شدّ الْخَوْف فَمه فمنعَه من الْكَلَام، فَجعل النَّبِي ج لثمَه إِيَّاه بِمَنْزِلَة الكعام. وَقَالَ اللَّيْث: الكِعْم: شَيْء من الأوعيَة يُوعَى فِيهِ السلاحُ وَغَيره، والجميع الكِعام. وَقَالَ أَبُو سعيد: كُعوم الطَّرِيق: أفواهه. وَأنْشد: ألاَ نَام الخليُّ وبتُّ حِلساً بِظهْر الغَيب سُدَّ بِهِ الكُعومُ قَالَ: بَات هَذَا الشَّاعِر حِلساً لما يحفظ ويرعى، كأنّه حِلسٌ قد سُدَّ بِهِ كُعوم الطَّرِيق، وَهِي أفواهه. كمع: قَالَ أَبُو عبيد: المكامعة فِي الحَدِيث: أَن يُضاجع الرجلُ صاحبَه فِي ثوبٍ وَاحِد، أَخذ من الكِمْع والكميع، وَهُوَ الضَّجيع. وَمِنْه قيل لزَوْج الْمَرْأَة هُوَ كَمِيعها. وَأنْشد لأوس: وهبّت الشمألُ البليلُ وإذْ بَات كَميعُ الفتاة مُلتفِعا وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال كامعتُ الْمَرْأَة، إِذا ضمَّها إِلَيْهِ يصونُها. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الكِمْع من الأَرْض: الْغَائِط المتطأطىء. وَأنْشد: فظلَّت على الأكماع أكماع دَعْلجٍ على جِهَتَيها من ضُحَى وهَجيرِ وَقَالَ شمر: الكِمْع: المطمئنّ من الأَرْض، وَيُقَال مستَقَرُّ المَاء. قَالَ: وَقَالَ أَبُو نصر: الأكماع: أَمَاكِن من الأَرْض

أبواب العين والجيم

يرْتَفع حروفها وتطمئنّ أوساطها. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الكِمَع: الإمَّعة من الرِّجَال، والعامّة تسمّيه المعمعيّ واللِّبْديّ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: كَمَع فِي الْإِنَاء، وكَرَع فِيهِ، وشرعَ. وَأنْشد: أَو أعوجيَ كبُردِ العَصْب ذِي حجلٍ وغُرّةٍ زيَّنَتْه كامعٍ فِيهَا قَالَ إِسْحَاق بن الْفرج: سَمِعت أَبَا السَّمَيْدع يَقُول: كمع الفرسُ والرجلُ وَالْبَعِير فِي المَاء وكرع، ومعناهما شرع. مَعَك: رُوِيَ عَن ابْن مَسْعُود أَنه قَالَ: (لَو كَانَ المعْك رجلا كَانَ رجلَ سَوء) . وَفِي حَدِيث آخر: (المعك طَرَفٌ من الظُّلْم) . المعْك: المَطْل واللَّيُّ بالدَّين، يُقَال معكَه بِدَينِه يمعكُه مَعْكاً، إِذا مَطَله ودافعه. وماعَكَه ودالكَه، إِذا ماطَلَه. وَقَالَ زُهَيْر: ... . وَلَا تمعَكْ بعرضِك إنَّ الغادرَ المَعِكُ والمَعْك: الدَّلْك. يُقَال معكت الْأَدِيم أمعَكهُ معكاً، إِذا دلكته دلكا شَدِيدا. وَيُقَال معّكته فِي التُّرَاب تمعيكاً، إِذا مرَّغتَه فِيهِ. وَقد تمعَّك فِي التُّرَاب وتمرَّغ. وَالْحمار يتمعَّك ويتمرَّغ فِي التُّرَاب. ومعَكت الرجلَ أمعكُه، إِذا ذَلَّلته وأهنته. (أَبْوَاب الْعين وَالْجِيم) ع ج ش:) اسْتعْمل من وجوهه: شجع، جشع، جعش. شجع: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (يَجِيء كنز أحدهم يَوْم الْقِيَامَة شجاعاً أفرعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ) . أما الْأَقْرَع فقد مرّ تَفْسِيره. وَأما الشُّجاع فَإِن أَبَا عبيد وَغَيره قَالُوا: الشجاع: الحيَّة الذّكَر. وَأنْشد الْأَحْمَر: قد سالمَ الحياتُ مِنْهُ القدما الأفعوانَ والشُّجاعَ الشجعمَا نصب الأفعوانَ والشُّجاع بِمَعْنى الْكَلَام، لِأَن الْحَيَّات إِذا سالمت القدمَ فقد سالَمَها القدمُ، فَكَأَنَّهُ قَالَ: قد سَالم القدمُ الحياتِ؛ ثمَّ جَعَلَ الأفعوان بَدَلا مِنْهَا. والشَّجعم من الْحَيَّات الْخَبيث المارد. وَقَالَ اللحياني: يُقَال للحية شُجاع وشِجاع. وَقَالَ شمر فِي كتاب (الْحَيَّات) : الشُّجاع ضرب من الْحَيَّات لطيفٌ دَقِيق، وَهُوَ زَعَمُوا أجرؤها. وَقَالَ ابْن أَحْمَر: وحبَتْ لَهُ أذنٌ يراقبُ سمعَها بصَرٌ كناصبة الشُّجاع المُسْخِدِ حبَتْ: انتصبت. وناصبةُ الشجاعِ: عينه الَّتِي ينصبها للنَّظَر إِذا نظر. وَقَالَ اللَّيْث: جمع الشُّجاعِ الحيّةِ الشُّجعان، وَثَلَاثَة أشجعة. قَالَ: ورجلٌ شجاعٌ وَامْرَأَة شُجاعة ونسوة شجاعات، وَقوم شُجعاء وشُجْعان وشَجْعة. قَالَ: وَيُقَال رجل شَجِيع وشُجاع، مثل عَجيب وعُجاب. قَالَ: والشَّجاعة: شدَّة الْقلب

عِنْد الْبَأْس. قَالَ: وَيُقَال للأسد أَشْجَع، وللبؤةِ شَجْعاء. وَأنْشد للعجّاج: فولَدَت فَرَّاسَ أُسْدٍ أشجعا يَعْنِي أمّ تَمِيم وَلدته أسداً من الْأسود وَأنْشد للأعشى: بأشجعَ أخّاذٍ على الدَّهْر حُكمَه فَمن أيّ مَا تَأتي الحوادثُ أَفرَقُ وَقَالَ غَيره: يُقَال للحيّة الأشجعَ. وَأنْشد: قد عضَّه فقضَى عَلَيْهِ الأشجعُ والأشجع: الْمَجْنُون، وَبِه شجَع أَي جُنُون. وَقَالَ اللَّيْث: قد قيل أنَّ الأشجع من الرِّجال: الَّذِي كأنّ بِهِ جنوناً. قَالَ: وَهَذَا خطأ، لَو كَانَ كَذَلِك مَا مَدَح بِهِ الشُّعَرَاء. قَالَ: والشِّجِعة من النِّساء: الجريئة على الرِّجَال فِي كَلَامهَا وسلاطتها. وَقَالَ اللِّحياني: يُقَال للجبان الضَّعِيف إنّه لشَجْعة. وَقَالَ الأصمعيّ: شُجاع الْبَطن: شدّة الْجُوع. وَأنْشد لأبي خِراش الْهُذلِيّ: أردُّ شُجاعَ البطنِ لَو تعلمينه وأُوثِر غَيْرِي من عِيالِك بالطُّعمِ والشَّجْعة: الفصيل تضعُه أمُّه كالمخبَّل. قلت: وَمِنْه قيل للرجل الضَّعِيف شَجْعة. وَيُقَال شجُع الرجلُ يشجُع شجاعة. قَالَ: وَيُقَال لقد تشجَّعَ فلانٌ أمرا عَظِيما، أَي رَكبه. والمشجوع: المغْلوب بالشجاعة. والأشجع: الرجُل الطَّوِيل، والمصدر الشَّجَع. وَقَالَ سُويد: بصِلاب الأَرْض فيهنَّ شَجَعْ وَقَالَ اللَّيْث: الشَّجَع فِي الْإِبِل: سرعَة نقلهَا قَوَائِمهَا. جَملٌ شَجِعٌ وناقة شَجِعة وَأنْشد: على شَجِعاتٍ لَا شِخاتٍ وَلَا عُصْلِ أَرَادَ بالشَّجِعات قَوَائِم الْإِبِل أنَّها طِوال. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: رجلٌ أَشْجَع: طَوِيل؛ وَامْرَأَة شَجْعاء. قَالَ: وشَجْع: قَبيلَة من عُذرة، وشُجَعُ: قَبيلَة من كنَانَة وَأَشْجَع فِي قيس. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي وَأبي عَمْرو قَالَا: الأشاجع: عروق ظَاهر الكفّ، وَهُوَ مَغْرِز الْأَصَابِع. وَقَالَ ابْن السّكيت: وَاحِدهَا أَشْجَع. وَقَالَ اللَّيْث: الأشجع فِي الْيَد وَالرجل: العصَب الْمَمْدُود فَوق السُّلامَى مَا بَين الرُّسغ إِلَى أصُول الْأَصَابِع الَّتِي يُقَال لَهَا أطناب الْأَصَابِع فَوق ظهر الكفّ. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: هُوَ العُظَيم الَّذِي يصل الإصبعَ بالرُّسْغ، لكلّ إصبعٍ أشجَع. قَالَ: واحتجَّ الَّذِي قَالَ هُوَ العصب بقَوْلهمْ للذئب والأسد: عارِي الأشاجع. فَمن جَعَل الأشاجعَ العصب قَالَ لتِلْك الْعِظَام هِيَ الأسناع، وَاحِدهَا سِنْع. جشع: فِي الحَدِيث أَن مُعاذاً لما خرج إِلَى الْيمن شيعه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَبكى معاذٌ جشعاً لفراق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ابْن السّكيت: الجَشَعُ: أَسْوَأ الْحِرْص. وَقَالَ سُوَيد: وكلابُ الصَّيد فيهنَّ جَشَعْ

باب العين والضاد والجيم

وَقَالَ شمر: الجشَع. شدَّة الْجزع لفراق الإلْف. قَالَ: والجشَع: الْحِرْص الشَّديد على الْأكل وَغَيره. رجلٌ جَشِعٌ: وقومٌ جَشِعون. وَقَالَ ابْن شُميل: رجلٌ جَشِعٌ بَشِع: يجمع جَزعاً وحِرصاً وخُبثَ نفس. وَقَالَ بعض الْأَعْرَاب: تجاشعنا المَاء نتجاشعه تجَاشُعاً، وتناهبناه، وتشاححناه إِذا تضايقنا عَلَيْهِ وتعاطشنا. وَمن الْأَسْمَاء مجاشع. جعش: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الجُعشوش: الرجل الطَّوِيل. وَقَالَ شمر: الجُعشوش: الرجلُ الدقيقُ النحيف، وَكَذَلِكَ الجعسوس. وَقَالَ غَيره: رجلٌ جُعشوش وجُعسوسٌ، إِذا كَانَ قمياً زريّاً. وَقيل: الجُعشوش اللَّئِيم. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الجُعشوش: النَّحيف الضامر. وَأنْشد: يَا ربَّ قَرْم سَرِسٍ عَنَطنَطِ لَيْسَ بجعسُوسٍ وَلَا بأذْوَط وَقَالَ ابْن حِلِّزة: بَنو لُجيم وجَعَاسيسُ مُضَرْ كل ذَلِك يُقَال بِالسِّين والشين. (بَاب الْعين وَالضَّاد وَالْجِيم) أهملت وجوهها غير حرف وَهُوَ: ضجع: قَالَ النحويون: أصل بِنَاء الْفِعْل من الِاضْطِجَاع، ضجع يضجَع فَهُوَ ضاجع. وقلّما تسْتَعْمل. والافتعال مِنْهُ اضْطجع يضطجع اضطجاعاً فَهُوَ مُضْطَجع. وَقَالَ ابْن المظفر: وَكَانَت هَذِه الطَّاء فِي الأَصْل تَاء، ولكنَّه قَبُح عِنْدهم أَن يَقُولُوا اضتجع فأبدلوا التَّاء طاء. وَله نَظَائِر أذكرها فِي موَاضعهَا. قلت: وَقَالَ الْفراء: من الْعَرَب من يَقُول اضَّجَعَ بتَشْديد الضَّاد، فِي مَوضِع اضْطجع. وَأنْشد: لمّا رأى أَن لادَعَه وَلَا شِبَعْ مالَ إِلَى أرطاةِ حِقْفٍ فاضَّجَعْ وَقَالَ: أدغمَ الضَّاد فِي التَّاء فَجَعلهَا ضاداً شَدِيدَة. وَقَالَ ابْن الْفرج: قَالَ الْفراء: يُقَال أضجعتُه فاضطجع. قَالَ: وَبَعْضهمْ يَقُول: (فالْضَجَعْ) بِإِظْهَار اللَّام، وَهُوَ نَادِر. قَالَ: وربّما أبدلوا اللَّام ضاداً كَمَا أبدلوا الضَّاد لاماً، قَالَ بَعضهم: الطراد واضْطِرادُ، لطرادِ الْخَيل. قَالَ: وروى إِسْحَاق عَن الْمُعْتَمِر بن سُلَيْمَان عَن لَيْث عَن مُجَاهِد وَالْحكم قَالَا: إِذا كَانَ عِنْد اضطرادِ وَعند ظلّ السيوف أجزَى الرجلَ أَن تكون صلَاته تَكْبِيرا، قَالَ: وفسَّره ابْن إِسْحَاق الطِّراد. وَيُقَال ضاجعَ الرجلُ امرأتَه مضاجعةً، إِذا نَام معَها فِي شعارٍ وَاحِد، وَهُوَ ضَجِيعها وَهِي ضجيعَتُه. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال أضجعتُ فلَانا، إِذا وضعتَ جنبَه بِالْأَرْضِ، وضَجَعَ، وَهُوَ يَضجَع نَفْسُه. قَالَ: وكلُّ شَيْء تَخفضه فقد

باب العين والجيم مع السين

أضجعته. والإضجاع فِي بَاب الحركات مثلُ الإمالة والخفض. قَالَ: والإضجاع فِي القوافي. وَأنْشد: والأعوج الضاجع من إكفائها وَهُوَ أَن يخْتَلف إِعْرَاب القوافي، يُقَال: أكفأ وأضجعَ بِمَعْنى وَاحِد. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: رجلٌ ضاجع أَي أَحمَق، ودلوٌ ضاجعة أَي ممتلئة. وغنم ضاجعة: كَثِيرَة لَازِمَة للحَمْض. ورَجلٌ ضُجْعيٌ، ضِجْعِيٌ وقُعديٌ وقِعديّ: كثير الِاضْطِجَاع فِي بَيته. وَقَالَ الأصمعيّ: ضَجَعت الشمسُ للغروب وضَجَع النجمُ فَهُوَ ضاجع، إِذا مالَ للمغيب؛ ونجومٌ ضواجع. وَيُقَال أَرَاك ضاجعاً إِلَى فلانٍ: مائلاً إِلَيْهِ. وَيُقَال ضِجْع فلانٍ إِلَى فلَان، كَقَوْلِك: صِغْوه إِلَيْهِ. ومضاجع الْغَيْث: مساقطه. ورجلٌ أضجع الثنايا: مائلُها؛ والجميع الضُّجْع. وَيُقَال تضاجعَ فلانٌ عَن أمرِ كَذَا وَكَذَا، إِذا تغافلَ عَنهُ. أَبُو عَمْرو: الضواجع: مصَابُّ الأودية، وَاحِدهَا ضاجعة، كأنَّ الضاجعة رَحْبةٌ ثمَّ تستقيم بعدُ فَتَصِير وَاديا. وسحابة ضَجوع: بطيئة من كَثْرَة مَائِهَا. والضَّجوع: رَملَة بِعَينهَا مَعْرُوفَة. والضُّجوع: بِضَم الضَّاد: حيٌّ فِي بني عَامر. والمَضاجع: اسْم مَوضِع. والمضاجع: جمع المَضْجَع أَيْضا. قَالَ الله جلّ وعزّ: {لاَ يَسْتَكْبِرُونَ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} (السَّجدَة: 16) أَي تَتَجَافَى عَن مضاجعها الَّتِي اضطجعت فِيهَا. والاضطجاع فِي السُّجُود: أَن يتضامَّ ويُلصِقَ صَدره بِالْأَرْضِ. وَإِذا قَالُوا: صلَّى مُضْطَجعا فَمَعْنَاه أَن يضطجع على شقِّه الْأَيْمن مُسْتَقْبلا الْقبْلَة. وَقَالَ ابْن السّكيت: الضَّجوع: مَوضِع. قَالَ: ودلوٌ ضاجعة: ملأى مَاء، تمِيل فِي ارتفاعها من الْبِئْر، لثقلها. وَأنْشد لبَعض الرجاز: إِن لم تجىء كالأجْدَل المسِفِّ ضاجعةً تَعدِلُ مَيل الدَّفّ إذَنْ فَلَا آبَتْ إليَّ كفِّي أوْ يُقطعَ العِرقُ من الألَفِّ قَالَ: والألفُّ: عِرقٌ فِي العضُد. وَقَالَ أَبُو عبيد: الضَّجوع: النَّاقة الَّتِي ترعى نَاحيَة. والعَنود مثلُها. قَالَ: وَقَالَ الْفراء: إِذا كثرت الْغنم فَهِيَ الضاجعةُ والضَّجْعاء. وَيُقَال أضجعَ فلانٌ جُوالقَه، إِذا كَانَ ممتلئاً ففرَّغه. وَمِنْه قَول الراجز: تُعجِلُ إضجاعَ الجَشيرِ القاعدِ والجشير: الجُوالق. والقاعد: الممتلىء. ع ج ص: مهمل (بَاب الْعين وَالْجِيم مَعَ السِّين) عجس، عسج، سجع، جعس: مستعملات عجس: أَبُو عبيدٍ عَن الْفراء: عجسته عَن حاجتِه: حَبسته. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: عَجسني

عَجَاساءُ الْأُمُور عَنْك. وَقَالَ: مامنعك فَهُوَ العَجَاساء. أَبُو عَمْرو: العَجاساءُ من الْإِبِل: الثَّقِيلَة الْعَظِيمَة الحوساء، الْوَاحِدَة عَجَاساء والجميع عَجَاساء. قَالَ: وَلَا يُقَال جَمَلٌ عَجاساء. قَالَ: والعَجاساء يمدُّ ويُقصَر. وَأنْشد: وطافَ بالحوضِ عَجَاساً حُوسُ قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: لَا نَعْرِف العَجاسا مَقْصُورَة. وَقَالَ شمر: عَجَاساء اللَّيْل: ظُلمتُه المتراكبة؛ وَمن الْإِبِل: الضخام، يُقَال للْوَاحِد والجميع عَجاساء. وَأنْشد قَول الرَّاعِي: وَإِن بركَتْ مِنْهَا عَجَاساءُ جِلَّةٌ بمَحْنِيَةٍ أشلَى العِفاسَ وبَرْوَعا يَقُول: إِذا استأخرتْ من هَذِه الْإِبِل عَجاساءُ دَعَا هَاتين الناقتين فتبعتْهما الْإِبِل. أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى: العُجوس: آخر ساعةٍ من اللَّيْل؛ والعُجوس أَيْضا: مشيُ العاجساء، وَهِي النّاقة السمينة تتأخّر عَن النُّوق لثقل قَتَالها، وقَتالها: لَحمهَا وشحمها. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: العُجْسَة: السَّاعة من اللَّيْل، وَهِي الهُتْكة والطَّبِيق. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: المعجِس والعِجْس: مَقبض الرَّامِي من الْقوس. وَقَالَ الْكسَائي: العَجْس والعَجْس والعِجْس وَاحِد. وَقَالَ اللَّيْث: العَجْس: شدَّة الْقَبْض على الشَّيْء. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: لَا آتِيك سَجيسَ عُجَيسٍ، وَمَعْنَاهُ الدَّهر. وَأنْشد: فأقسمت لَا آتِي ابنَ ضَمرةَ طَائِعا سَجِيسَ عُجَيسٍ مَا أبانَ لساني أَي لَا آتِيك أبدا. وَهُوَ مثل قَوْلهم: (لَا آتِيك الأزلَمَ الجذَع) ، وَهُوَ الدَّهر. وَقَالَ غَيره: تعجّسَت بيَ الراحلةُ وعَجَستْ بِي، إِذا تنكَّبَتْ بِهِ عَن الطَّرِيق من نشاطها. وَأنْشد لذِي الرمة: إِذا قَالَ حادينا أيا عجَسَتْ بِنَا صُهابيّةُ الْأَعْرَاف عُوجُ السَّوالِفِ ويروى: (عجَّستْ بِنَا) بِالتَّشْدِيدِ. أَبُو زيد: يُقَال هَذِه أرضٌ مضبوطة، أَي قد عمَّها الْمَطَر. وَقد تعجَّستْها غيوث، أَي أصابتها غيوث بعد غيوث فتثاقلت عَلَيْهَا. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : تعجَّسَه عِرقُ سَوء وتعقَّله وتثقَّلَه، إِذا قصَّر بِهِ عَن المكارم. وروى ابْن شُمَيْل فِي حَدِيث (يتعجَّسكم عِندَ أهل مَكَّة) ، قَالَ النَّضر: مَعْنَاهُ يضعِّف رأيَكم عِنْدهم. وَقَالَ اللَّيْث: عَجْزُ الْقوس وعَجْسُه. عسج: أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: العَسْج: ضربٌ من سير الْإِبِل. وَمِنْه قَول ذِي الرمة: والعِيسُ من عاسجٍ أَو واسجٍ خببا وَقَالَ اللَّيْث: العَسْج: مدُّ العُنق فِي السَّير. وَأنْشد: عَسجْنَ بأعناق الظباء وأعين ال جآذرِ وارتجَّت لهنَّ الروادفُ وَقَالَ غَيره: العوسج: شجر كثير الشوك

باب العين والجيم مع الزاي

مَعْرُوف، وَهِي ضروبٌ مِنْهَا مَا يُثمر ثمراً أحمرَ يُقَال لَهُ المُصَع. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: فِي بِلَاد باهلة معدِنٌ من مَعادن الفِضَّة يُقَال لَهُ عوسَجة. وعَوسَجةٌ من أَسمَاء الرِّجَال. والعواسج: قَبيلَة مَعْرُوفَة. سجع: تَقول الْعَرَب: سجعت الْحَمَامَة تَسجَع سجعاً، إِذا دعَتْ وطرَّبتْ فِي صَوتهَا، فَهِيَ سَجوعٌ وساجعة، وحمامٌ سواجع. وَقَالَ اللَّيْث: سجع الرجلُ، إِذا نطقَ بكلامٍ لَهُ فواصل. وصاحبُه سَجّاعةٌ. قلت: ولمّا قضى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي جَنين امرأةٍ ضربتها أُخْرَى فسقطَ ميّتاً بغُرَّةٍ على عَاقِلَة الضَّاربة قَالَ رجلٌ مِنْهُم: (كَيفَ نَدِي مَنْ لَا شرِبَ وَلَا أكَل، وَلَا صاحَ فاستهلّ، وَمثل دَمه يُطَلُّ) قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إيَّاكُمْ وسجعَ الكُهَّان) . ورُوي عَنهُ ج أَنه نَهَى عَن السَّجْع فِي الْكَلَام والدُّعاء، لمشاكلة كَلَام الكهنَة وسجعهم فِيمَا يتكهَّنون. فأمّا فواصل الْكَلَام المنظوم الَّذِي لَا يشاكل المسجَّع فَهُوَ مباحٌ فِي الْخطب والرسائل. وَالله أعلم. وَقَالَ أَبُو عبيد: بَينهم أُسجوعة من السَّجع، وَجَمعهَا الأساجيع والساجع: القاصد فِي سيره. وكل قَصدٍ سجْع. قَالَ ذُو الرمة: قطعتُ بهَا أَرضًا ترى وجهَ ركبِها إِذا علَوها مُكفأ غير ساجعِ أَرَادَ أنّ السَّمومَ قَابل هُبوبها وجوهَ الرّكْب فأكفئوها عَن مهبِّها اتِّقاء لحرِّها. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: نَاقَة ساجع: طَوِيلَة. قلت: وَلم أسمع هَذَا لغيره. وَيُقَال نَاقَة ساجع، إِذا طرَّبت فِي حنينها. جعس: قَالَ اللَّيْث وَغَيره: الجَعْس العَذِرة. وَقد جَعَس يَجعَس جَعْساً. قَالَ: والجُعسُوس: اللَّئِيم الخِلقة والخُلقُ. وهم الجعاسيس. وَقد مر تَفْسِيره فِي بَاب جعش. (بَاب الْعين وَالْجِيم مَعَ الزَّاي) عجز، عزج، جزع، جعز، زعج: مستعملات عجز: قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِى الاَْرْضِ وَلاَ فِى} (العَنكبوت: 22) قَالَ الْفراء: يَقُول الْقَائِل كَيفَ وصَفَهم الله أنّهم لايُعجِزون فِي الأَرْض وَلَا فِي السَّمَاء وَلَيْسوا فِي أهل السَّمَاء؟ فَالْمَعْنى مَا أَنْتُم بمعجزين فِي الأَرْض وَلَا من فِي السَّمَاء بمعجز. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: مَعْنَاهُ مَا أَنْتُم بمعجزين فِي الأَرْض وَلَا لَو كُنْتُم فِي السَّمَاء. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: قَالَ الْأَخْفَش: مَعْنَاهُ مَا أَنْتُم بمعجزين فِي الأَرْض وَلَا فِي السَّمَاء، أَي لاتعجزوننا هرباً فِي الأَرْض وَلَا فِي السَّمَاء. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: وَقَول الْفراء أشهر فِي الْمَعْنى، وَلَو كَانَ قَالَ وَلَا أَنْتُم لَو كُنْتُم فِي السَّمَاء بمعجزين لَكَانَ جَائِزا. قلت: وَمعنى الإعجاز الْفَوْت والسبق. يُقَال أعجزني فلانٌ، أَي فَاتَنِي. وَقَالَ اللَّيْث: أعجزَني فلانٌ، إِذا عَجزتَ عَن طلبه وإدراكه. وَقَالَ الله فِي سُورَة سبأ (هـ) : {وَالَّذِينَ سَعَوْاْ فِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ءَايَاتِنَا مُعَاجِزِينَ} (الحَجّ: 51) وقرأه بَعضهم:

(معجِّزين) وَقَالَ الْفراء: من قَرَأَ {مُعَاجِزِينَ} (الحَجّ: 51) فتفسيره معاندين. وَقَالَ بَعضهم: مسابقين، وَهُوَ قَول الزّجاج. وَمن قَرَأَ معجِّزين فَالْمَعْنى مثبِّطين عَن الْإِيمَان بهَا، من الْعَجز وَهُوَ نقيض الحَزْم. وَأما الإعجاز فَهُوَ الْفَوْت، وَمِنْه قَول الْأَعْشَى: فَذَاك وَلم يُعجِزْ من الْمَوْت رَبَّه وَلَكِن أَتَاهُ الموتُ لَا يتأبّقُ أَبُو عبيد عَن أبي زيد: إنّه ليُعاجِز إِلَى ثقةٍ، إِذا مالَ إِلَيْهِ. وَيُقَال فلانٌ يُعاجز عَن الحقِّ إِلَى الْبَاطِل، أَي يلجأ إِلَيْهِ. وَيُقَال هُوَ يُكارز إِلَى ثقةٍ مُكارَزةً، إِذا مَال إِلَيْهِ. وَرُوِيَ عَن عَليّ ح أَنه قَالَ: (لنا حقٌ إنْ نُعْطَهُ نأخذْه، وَإِن نُمنَعْه نركبْ أعجاز الْإِبِل وَإِن طَال السُّرى) . القتيبيُّ: أعجاز الْإِبِل: مآخيرها، جمع عَجُز، وَهُوَ مركب شاقّ. قَالَ: وَمَعْنَاهُ إِن مُنِعنا حَقَّنا ركبْنا المشقَّة وصَبَرنا عَلَيْهِ وَإِن طَال، وَلم نَضجَرْ مِنْهُ مُخِلِّين بحقِّنا. قلت: لم يُرد عليّ ح بقوله هَذَا ركوبَ المشقَّة، ولكنّه ضربَ أعجازَ الْإِبِل مثلا لتقدُّم غَيره عَلَيْهِ وتأخيره إِيَّاه عَن حقِّه، فَيَقُول: إِن قُدِّمنا للْإِمَامَة تقدّمنا، وَإِن مُنِعْنا حقَّنا مِنْهَا وأخِّرنا عَنْهَا صَبرنَا على الأثَرة علينا وَإِن طَالَتْ الْأَيَّام. وَفِي كَلَام بعض الْحُكَمَاء: (لَا تَدَبَّروا أعجازَ أمورٍ قد ولَّت صُدورها) ، يَقُول: إِذا فاتك الْأَمر فَلَا تُتبعْه نفسَك متحسِّراً على مَا فَاتَ، وتعزَّ عَنهُ متوكِّلاً على الله. وَقَالَ اللَّيْث: الْعَجُوز: الْمَرْأَة الشيخة، وَالْفِعْل عَجُزت تعجُز عَجْزاً. قلت: وروى أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: عجَّزت المرأةُ فَهِيَ معجِّز. قَالَ: وَبَعْضهمْ عَجَزَتْ بِالتَّخْفِيفِ. وَقَالَ ابْن السّكيت: عجَزت عَن الْأَمر أعجِز عَنهُ عَجْزاً ومَعجَزة. قَالَ: وَقد يُقَال عَجِزَتِ الْمَرْأَة تَعْجَز، إِذا عظُمت عجيزتها. وعجَّزت تعجّز تعجيزاً، إِذا صَارَت عجوزاً. قَالَ: وامرأةٌ معجَّزَة: ضخمة العجيزة. قَالَ يُونُس: امْرَأَة معجِّزة: طعنت فِي السنّ. وَامْرَأَة معجَّزة: ضخمة العجيزة. وَقَالَ ابْن السّكيت: تعجّزت البعيرَ، إِذا ركبت عَجُزَه. وَأَخْبرنِي أَبُو الْفضل عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ رجل من بني ربيعَة بن مَالك: (إنْ الحقَّ بقَبَلٍ فَمن تعدَّاه ظَلَم، وَمن قَصَّر عَنهُ عَجَز، وَمن انْتهى إِلَيْهِ اكْتفى) قَالَ: لَا أَقُول عَجِزَ إلاّ من العجيزة، وَمن الْعَجز عَجَز. وَقَوله (بقَبَلٍ) أَي يَضِحُ لَك حَيْثُ ترَاهُ. وَهُوَ مثل قَوْلهم (إنّ الحقَّ عارِي) . قلت: وَالْعرب تَقول لامْرَأَة الرجل وَإِن كَانَت شابّة: هِيَ عَجوزُهُ، وَللزَّوْج وَإِن كَانَ حَدثا: هُوَ شَيْخُها. وَقلت لامرأةٍ من الْعَرَب: حالِبِي زوجَكِ. فتذَّمَّرتْ وَقَالَت: هلاّ قلت: حالبي شَيخكِ؟ وَيُقَال للخمر إِذا عَتُقت عَجُوز. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الْكَلْب: مِسْمَار مَقبِض السَّيْف. قَالَ: وَمَعَهُ آخرُ يُقَال لَهُ العَجوز. وَقَالَ اللَّيْث: الْعَجُوز: نصل السَّيْف. قلت: وَالْقَوْل مَا قَالَ ابْن الْأَعرَابِي. قَالَ: والعجوز: القِبْلة. والعجوز: الْبَقَرَة.

والعجوز: الْخمر. وَيُقَال للرجل عَجُوز وللمرأة عَجُوز. قَالَ: وَيُقَال للْمَرْأَة عجوزَةٌ بِالْهَاءِ أَيْضا. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب أَنه قَالَ: رجلٌ معجوز، ومشفوه، ومعروك، ومنكود، إِذْ ألِحَّ عَلَيْهِ فِي الْمَسْأَلَة. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: فحلٌ عَجِيز وعجيس، إِذا عَجَز عَن الضراب. قلت: وَقَالَ أَبُو عبيد فِي بَاب العنِّين: هُوَ العَجِير بالراء، للَّذي لَا يَأْتِي النِّسَاء. قلت: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح. وَقَالَ اللَّيْث: العجيزة: عجيزةُ الْمَرْأَة خاصّةً. وَامْرَأَة عجزاء، وَقد عَجِزَتْ عَجَزاً. قَالَ: والجميع عجيزات، وَلَا يَقُولُونَ عَجَائِز مَخَافَة الالتباس. وَقَالَ ابْن السّكيت: عَجُز الرجل: مؤخَّره، والجميع الأعجاز؛ وَيصْلح للرَّجل وَالْمَرْأَة. وَأما العجيزة فعجيزة الْمَرْأَة خَاصَّة. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: العُجْز والعَجُز والعَجْز، وَكَذَلِكَ العُضْد والعضُد والعَضْد، ثلاثُ لُغَات. قَالَ: وتعجّزت البعيرَ: ركبت عَجُزه. وَقَالَ اللَّيْث: العجزاء من الرمال: حَبل مرتفعٌ كأنّه جَلَد، لَيْسَ برُكام رمل، وَهُوَ مكرُمةٌ للنبت، والجميع العُجْز لِأَنَّهُ نعتٌ لتِلْك الرَّملة. وَقَالَ غَيره: عُقابٌ عَجْزاء، إِذا كَانَ فِي ذنبها ريشة بَيْضَاء أَو ريشتان. وَقَالَ الشَّاعِر: عَجْزاءَ ترزُق بالسُّلَيِّ عيالَها وَيُقَال لِدابرة الطَّائِر: العِجازة. والعِجازةُ أَيْضا: مَا تعظِّم بِهِ الْمَرْأَة عجيزتها. وَيُقَال إعجازة، مثل العِظامة والإعظامة. قَالَه ابْن دُرَيْد. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: فلانٌ عِجزة ولد أَبَوَيْهِ، أَي آخِرهم، وكَذلك كِبْرَة ولد أَبَوَيْهِ. قَالَ: والمذكر والمؤنث وَالْجمع وَالْوَاحد فِي ذَلِك سَوَاء. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد فِي العِجزة مثله. قلت: أَرَادَ بِكبرة ولد أَبَوَيْهِ أكبرهم. وَقَالَ اللَّيْث: العِجزة ابنُ العجزة، هُوَ آخر ولدِ الشَّيْخ. وَيُقَال وُلد لعِجزة، أَي بَعْدَمَا كبِر أَبَوَاهُ. قَالَ: وَيُقَال اتَّقِي الله فِي شيبتكِ وعَجْزكِ، أَي بعد مَا تصيرين عجوزاً. وعجّز فلانٌ رأيَ فلَان، إِذا نسبه إِلَى خلاف الحزم، كَأَنَّهُ نسبه إِلَى الْعَجز. وأعجزتُ فلَانا، إِذا ألفيتَه عَاجِزا. عزج: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ ابْن دربد فِي (كِتَابه) : العَزْج: الدَّفع. قَالَ: وَقد يكنى بِهِ عَن النِّكَاح. وَقَالَ غَيره: عَزَجَ الأَرْض بالمسحاة، إِذا قَلَبها. كأنّه عاقب بَين عَزق وعَزَج. جزع: قَالَ الله جلّ وعزّ: {إِذا مَسّه الشَّرّ منوعا وَإِذا مَسّه الْخَيْر جزوعا. (المعارج: 19 20) والجَزوع ضدّ الصّبور على الشرّ. والجَزَع: نقيض الصَّبْر. وَقد جزِع يجزَع جزَعاً فَهُوَ جازع، فَإِذا كثُر

مِنْهُ الْجزع فَهُوَ جَزُوع. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الحرّاني عَن ابْن السّكيت قَالَ: الجَزْع بِفَتْح الْجِيم: الخَرَز الْيَمَانِيّ. والجِزْع، بِكَسْر الْجِيم: جِزع الْوَادي، وَهُوَ منعطَفهُ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ مُنحَناهُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: هُوَ إِذا قطعتَه إِلَى الْجَانِب الآخر. والجميع أجزاع. وَقَالَ غَيره: الجَزْع أَيْضا قَطعك وَاديا أَو مفازة أَو موضعا تقطعه عَرضاً. وناحيتاه جِزعاه. وَقَالَ الْأَعْشَى: جازعاتٍ بَطنَ العقيق كَمَا تَم ضِي رِفاقٌ أمامهنّ رِفاقُ قَالَ اللَّيْث: لَا يسمَّى جِزعُ الْوَادي جِزعاً حَتَّى تكون لَهُ سعةٌ تُنب الشّجر وَغَيره. قَالَ: والجازع: الْخَشَبَة الَّتِي ترفع بَين خشبتين عرضا منصوبتين ليوضع عَلَيْهِ سُروغ الكروم وقضبانها، لترفعَها عَن الأَرْض. وَقَالَ ابْن شُمَيل نَحوا مِنْهُ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: المجزِّع من الرُّطَب: الَّذِي بَلغَ الإرطابُ نصفه. قَالَ شمر: قَالَ المِسعريُّ: المجزِّع بِالْكَسْرِ. وَهُوَ عِنْدِي بِنصب الزَّاي على وزن مخطَّم. وَقلت: وسماعي من الهجريِّين رُطَبٌ مجزِّع بِكَسْر الزَّاي كَمَا رَوَاهُ المسعريّ عَن أبي عبيد. يُقَال جزَّع فَهُوَ مجزِّع. وَيُقَال: فِي القِرْبة جِزعةٌ من المَاء، وَفِي الوَطْب جِزْعة من اللَّبن، إِذا كَانَ فِيهِ شَيْء قَلِيل. وَقَالَ اللَّيْث: الجِزْعة من اللَّبن فِي السِّقاء مَا كَانَ أقلَّ من نِصْفه، وَكَذَلِكَ المَاء. وَكَذَلِكَ المَاء فِي الْحَوْض. الْأَصْمَعِي: مضَتْ جِزعة من اللَّيْل، أَي ساعةٌ من أوّلها وَبقيت جزعة من آخرهَا. أَبُو زيد: كلأ جُزَاع، وَهُوَ الَّذِي يقتُل الدوابّ. ولحمٌ مجزَّع: فِيهِ بياضٌ وَحُمرَة. وَنوى مجزَّع، إِذا كَانَ محكوكاً. وَقَالَ غَيره: تجزّع السهمُ، إِذا تكسر. وَقَالَ الشَّاعِر: إِذا رُمحُه فِي الدَّارعِينَ تجزَّعا وَقَالَ ابْن دُرَيْد: انجزعَ الحبلُ بنصفين، إِذا انْقَطع. وانجزعت الْعَصَا. قَالَ: والجُزَع: المحور الَّذِي تَدور فِيهِ المَحالة، لُغَة يَمَانِية. قَالَ: والجُزَع أَيْضا: الصِّبغ الْأَصْفَر الَّذِي يسمَّى العُرُوق. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يُقَال فِي الْحَوْض جِزعة، وَهُوَ الثُّلُث أَو قريبٌ مِنْهُ، وَهِي الجِزَعُ. وَقد جزَّع الحوضُ، إِذا لم يبْق فِيهِ إلاّ جِزْعة. وَيُقَال: فِي الغدير جِزعة، وَلَا يُقَال: فِي الركيّة جزعة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الجِزعة، والكُثبة، والغُرقة، والخَمْطة: البقيَّة من اللَّبن. جعز: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الجَعَز والجَأَزُ: الغَصص؛ كَأَنَّهُ أبدل من الْهمزَة عينا. زعج: قَالَ اللَّيْث: الإزعاج: نقيض الْإِقْرَار، يُقَال أزعجته من بِلَاده فشَخَص، وَلَا يَقُولُونَ أزعجتُه فَزَعج. وَلَو قيل انزعج وازدعج لَكَانَ قِيَاسا. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: يُقَال زَعَجه وأزعَجه، إِذا أقلقَه.

باب العين والجيم مع الدال عجد جدع جعد دعج مستعملات

وَقَالَ غَيره: الزّعَج: القَلَق. وَقد أزعجه الأمرُ، إِذا أقلقه. (بَاب الْعين وَالْجِيم مَعَ الدَّال عجد، جدع، جعد، دعجٌ: مستعملات. عجد: قَالَ اللَّيْث: العُجْد: الزَّبيب. قَالَ: وَهُوَ حبّ الْعِنَب أَيْضا، وَيُقَال بل ثمرةٌ غير الزَّبِيب شبيهةٌ بِهِ، وَيُقَال بل هُوَ العُنْجُد. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي عَن المفضَّل، وَعَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: العُنْجُد: عَجْم الزَّبِيب. قَالَ: وحاكم أَعْرَابِي رجلا إِلَى القَاضِي فَقَالَ: بعتُ مِنْهُ عُنْجُداً مُذْجَهْرٌ فَغَاب عنّي. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الجَهْر: قِطْعَة من الدَّهْر. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: العُنجدُ: رَدِيء الزَّبِيب، وَيُقَال عَنْجَد، وَيُقَال بل هُوَ حبُّ الزَّبِيب. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: العَجَد: الغِربان، واحدته عَجَدة. وَقَالَ الْهُذلِيّ يصف خيلاً: فأرسلوهنَّ يَهتلِكْنَ بهمْ شَطْرَ سَوَامٍ كأنَّها العَجَدُ جدع: أَبُو عبيد عَن أبي زيد: جدعت الرجلَ أجدعُه جدعاً، إِذا سجنته، فَهُوَ مجدوع. قَالَ شمر: الْمَحْفُوظ جَذَعت الرجل بِالذَّالِ بِمَعْنى حبست. وَأنْشد: كأنّه من طول جَذْع العَفْسِ قَالَ: وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: جَذع الرجلُ عِيَاله، إِذا حَبَس عَنْهُم الْخَيْر وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الَّذِي عندنَا فِي ذَلِك أنّ الجَدْع والجَذْع بِمَعْنى وَاحِد، وَهُوَ حَبْس من تحبسه على سوء ولايةٍ وعَلى الإذالة مِنْك لَهُ قَالَ: وَالدَّلِيل على ذَلِك قَول أَوْس: وذاتُ هِدمٍ عارٍ نواشرها تُصمِتُ بِالْمَاءِ تولَباً جَدِعاً قَالَ: وَهُوَ من قَوْلك جَدَعته فجدِع، كَمَا تَقول ضَربَ الصَّقيعُ النباتَ فضَرِبَ، وَكَذَلِكَ صَقِع، وعَقَرته فعَقِر أَي سقط، وقَرَحته فقَرِح. أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: الجدِع: السيّء الْغذَاء. وَقد أجدعته أمُّه. وَقَالَ الأصمعيّ: الجَدَاعُ: السَّنَة الَّتِي تُذهب كلَّ شيءٍ. وَأنْشد: لقد آليتُ أَغدِر فِي جَدَاعِ وإنْ مُنِّيتُ أُمّاتِ الرِّباعِ وَيُقَال جدَّع الْقَحْط النباتَ، إِذا لم يَزْكُ لانْقِطَاع الْغَيْث عَنهُ وَقَالَ ابْن مُقْبِل: وغيث مَريع لم يجدَّعْ نباتُه أَبُو عبيد عَن أبي زيد: جادعت الرجل مُجادَعةً، وَهِي المشاتَمة. والمشارَّةُ نَحْوهَا. وَقَالَ اللَّيْث: الجَدْع: قطع الْأنف وَالْأُذن والشَّفَة، تَقول جدعته جدعاً فَأَنا جادع. وَإِذا لزِمه النَّعْت قلت أجْدَعُ، وَقد جَدِعَ جَدَعاً. قَالَ: والجَدَعة: مَوضِع الجَدْع من المجدوع.

دعجٌ: قَالَ اللَّيْث: الدَّعَج: شدّة سَواد (سوادِ) الْعين وَشدَّة بَيَاض بيَاضها؛ عينٌ دعجاء، وامرأةٌ دَعْجاء، ورجلٌ أدعج بيِّن الدَّعَج. وَقَالَ العجاج يصف انفلاق الصُّبْح: تسُور فِي أعجاز ليلٍ أدعجا قَالَ: جعل اللَّيْل أدعج لشدَّة سوَاده مَعَ شدّة بَيَاض الصُّبْح. قلت: وَقد قَالَ غير اللَّيْث: الدُّعجة والدَّعَج سوادٌ عامٌّ فِي كلِّ شَيْء. يُقَال رجل أدعج اللَّوْن، وتيسٌ أدعج القرنين والعينين. وَقَالَ ذُو الرمة يصف ثوراً وحشياً وقرنيه: جرى أدعج الروقَين والعَينِ واضحُ ال قَرَا أسفع الخدَّين بالبين بارحُ فجعلَ القَرْنَ أدعجَ كَمَا ترى. قلت: وَرَأَيْت فِي الْبَادِيَة غليِّماً أسود كأنّه حُمَمةٌ، وَكَانَ يسمَّى نُصَيراً ويلقَّب دُعيجاً، لشدّة سوَاده. وَقَالَ أَبُو نصر: سَأَلت الأصمعيّ عَن الدَّعَج والدُّعجة فَقَالَ: الدَّعَج: شدّة السوَاد، ليلٌ أدعج وَعين دعجاء بيِّنة الدعَج والدُّعْجة فِي اللَّيْل: شدةُ سوَاده. قلت: وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب، وَالَّذِي قَالَه اللَّيْث فِي الدَّعج إنّه شدّة سَواد سوادِ الْعين مَعَ شدَّة بَيَاض بياضها، خطأٌ مَا قَالَه أحدٌ غَيره. وأمّا قَول العجاج: فِي أعجازِ ليلٍ أدعجا فَإِنَّهُ أَرَادَ بالأدعج الليلَ المظلم الْأسود. جعد: قَالَ اللَّيْث: الجَعْدة: حشيشة تنبُتُ على شاطىء الْأَنْهَار خضراء، لَهَا رَعْثة كرعثة الديك طيِّبة الرّيح تنْبت فِي الرّبيع وتيبس فِي الشتَاء؛ وَهِي من الْبُقُول. قلت: الجعدة بقلة بِرّيّة لَا تنْبت على شطوط الْأَنْهَار، وَلَيْسَ لَهَا رَعْثة. وَقَالَ النَّضر بن شُميل: الجَعْدة: شَجَرَة طيّبة الرّيح خضراء، لَهَا قُضُب فِي أطرافها ثَمَر أَبيض، يُحشَى بهَا الوسائد لطيب رِيحهَا، إِلَى المرارة مَا هِيَ، وَهِي جهيدةٌ يصلُح عَلَيْهَا المَال، واحدتها وجَماعتها جَعدة. وأجاد النَّضر فِي صفة الجعدة. وَقَالَ النَّضر أَيْضا: الجعاديد والصعارير أوّل مَا ينفتح الإحليل باللبأ، فَيخرج شيءٌ أصفر غليظ يَابِس، وَفِيه رخاوة وبلل كأنّه جُبْن، فيندُصُ من الطُّبْي مُصَعْرَراً، أَي يخرج مدحرجاً. وَنَحْو ذَلِك قَالَ أَبُو حَاتِم فِي الصَّعارير والجعاديد. وَقَالَ: يخرج اللبأ أولَ مَا يخرج مصمِّغاً. وَقَالَ فِي كِتَابه فِي (الأضداد) : قَالَ الْأَصْمَعِي: زَعَمُوا أَن الجعدَ السّخيُّ. قَالَ: وَلَا أعرف ذَلِك، والجعد: الْبَخِيل، وَهُوَ مَعْرُوف. قَالَ: وَقَالَ كثيِّر فِي السخيّ كَمَا زَعَمُوا يمدح بعض الْخُلَفَاء: إِلَى الْأَبْيَض الْجَعْد ابْن عَاتِكَة الَّذِي لَهُ فضل مُلكٍ فِي الْبَريَّة غالبُ قلت: وَفِي أشعار الْأَنْصَار ذِكرُ الجعدِ وُضِعَ موضعَ الْمَدْح، أبياتٌ كَثِيرَة، وهم من أَكثر الشُّعَرَاء مدحاً بالجعد.

باب العين والجيم والظاء

وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى أَنه قَالَ: الجَعْد من الرِّجَال: الْمُجْتَمع بعضه إِلَى بعض. والسَّبِط: الَّذِي لَيْسَ بمجتمع. وَأنْشد: قَالَت سُلَيمى لَا أحبُّ الجَعْدِينْ وَلَا السِّباطَ إنهمْ مَناتِينْ وَأنْشد أَبُو عبيد: يَا ربَّ جعدٍ فيهمُ لَو تدرينْ يَضرب ضَر السُّبُط المقاديمْ قلت: وَإِذا كَانَ الرجل مداخَلاً مُدمَج الخلْقِ معصوباً فَهُوَ أشدُّ لأسْرِه، وأخفُّ لَهُ إِلَى منازلة الأقران، فَإِذا اضْطربَ خَلْقُه وأفرط فِي طوله فَهُوَ إِلَى الاسترخاء مَا هُوَ. والجَعْدُ إِذا ذُهب بِهِ مذهبَ الْمَدْح فَلهُ مَعْنيانِ مستحبان: أَحدهمَا أَن يكون معصوب الْجَوَارِح شديدَ الْأسر غير مُسترخٍ وَلَا مُضْطَرب. وَالثَّانِي أَن يكون شعره جَعدًا غير سَبِط؛ لأنَّ سبوطة الشّعْر هِيَ الْغَالِبَة على شُعُور الْعَجم من الرّوم وَالْفرس، وجُعودةَ الشّعْر هِيَ الْغَالِبَة على شُعور الْعَرَب. فَإِذا مُدِح الرجل بالجعد لم يَخرُج من هذَيْن المعنَيين. وَأما الْجَعْد المذموم فَلهُ أَيْضا مَعْنيانِ كِلَاهُمَا منفيٌّ عمَّن يُمدح: أَحدهمَا أَن يقالُ رجلٌ جَعْدٌ، إِذا كَانَ قَصِيرا متردّد الْخلف. وَالثَّانِي أَن يُقَال رجلٌ جعدٌ، إِذا كَانَ بَخِيلًا لئيماً لَا يَبِضُّ حَجَرُه. وَإِذا قَالُوا رجل جَعْد الْيَدَيْنِ، وجعد الأنامل، لم يكن إلاّ ذمّاً مَحْضا. والجُعودة فِي الخدَّين: ضدُّ الأَسالة، وَهُوَ ذَمٌّ أَيْضا. والجعودة ضدُّ السُّبوطة مدحٌ، إلاّ أَن يكون قَطَطاً مُفلفَلاً كشعر الزنج والنُّوبة، فَهُوَ حينئذٍ ذمّ. وَقَالَ الراجز: قد تيَّمتْني طَفلةٌ أُملودُ بفاحمٍ زيَّنَه التجعيدُ وثرًى جَعْد، إِذا ابتلّ فتعقَّد. وزَبَدٌ جَعد: مُجْتَمع. وَمِنْه قَول ذِي الرمة: واعتمَّ بالزَّبَدِ الجعدِ الخراطيمُ وَالْعرب تسمِّي الذِّئب أَبَا جَعدة، وَمِنْه قَول عَبيد بن الأبرص: هِيَ الخمرُ صِرفاً وتُكْنَى الطِلاءَ كَمَا الذِّئبُ يكنى أَبَا جَعدةِ قَالَ أَبُو عبيد: يَقُول: الذِّئْب وَإِن كنّي أَبَا جعدة ونُوِّه بِهَذِهِ الكنية فإنَّ فعلَه غير حَسَن، وَكَذَلِكَ الطِّلاءُ وَإِن كَانَ خائراً فإنّ فعلَه فِعلُ الْخمر لإسكاره شاربَه. كلامٌ هَذَا مَعْنَاهُ. ع ج ت: أهملت وجوهه. ع ج ط: أهملت وجوهه. (بَاب الْعين وَالْجِيم والظاء) اسْتعْمل من وجوهه: جعظ: رُوِيَ عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي أَنه قَالَ: (أَلا أنبئكم بِأَهْل النَّار؟ كلُّ جَظَ جَعِظٍ مستكبِر) قلت: مَا الجَظُّ؟ قَالَ: (الضخم) قلت: مَا الجَعِظ؟ قَالَ: (الْعَظِيم فِي نَفسه) . قلت: وَتَفْسِير الجَعِظ عِنْد اللغويين يقرب من التَّفْسِير الَّذِي جَاءَ فِي الحَدِيث. وَقَالَ اللَّيْث: الجَعِظ: الرجل السيّىء الخُلق يتسخَّط عِنْد الطَّعام.

باب العين والجيم مع الذال

وَقَالَ أَبُو زيد الأنصاريّ: الجِعظايَة: الرجل الْقصير اللحِيم. وَأنْشد أَبُو سعيد بَيت العجاج: تواكلوا بالمِربد، الغِناظا والجُفرتين أُجعِظوا إجعاظا قلت: مَعْنَاهُ تعظَّموا فِي أنفسهم وزَمُّوا بآنُفِهم. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: جعظه وأجعظه، إِذا رفَعه ومنعَه، وَأنْشد بَيت العجاج هَذَا. وروى سَلمَة عَن الْفراء أَنه قَالَ: الجظُّ والجوّاظ: الطَّوِيل الجسيم، الأكول الشروب، البَطِر الكَفور. قَالَ: وَهُوَ الجِعظار أَيْضا. قلت: والجَعْظَريُّ مثله. (بَاب الْعين وَالْجِيم مَعَ الذَّال) اسْتعْمل من وجوهه: عذج، جذع، ذعج. عذج: أهمله اللَّيْث. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: يُقَال رجل مِعْذَجٌ، إِذا كَانَ كثير اللَّوم. وَأنْشد: فعاجت علينا من طُوالٍ سَرعرعٍ على خوف زَوج سيِّىء الظَّن مِعذَجٍ ذعج: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الذَّعْج: الدّفع، وربّما كني بِهِ عَن النِّكَاح. يُقَال ذعجها ذعجاً. قلت: وَلم أسمع الذَّعج بِهَذَا الْمَعْنى لغير ابْن دُرَيْد، وَهُوَ من مَنَاكِيره. جذع: أَخْبرنِي أَبُو الْفضل عَن أبي الْحسن الصيداويّ عَن الرياشي أَنه قَالَ: المجذوع: الَّذِي يُحبَس على غير مرعى. وَهُوَ الجَذْع. وَأنْشد: كَأَنَّهُ من طول جَذْع العَفْس ورَمَلان الخِمْسِ بعد الخِمسِ وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: جذَع الرجل عيالَه، إِذا حبسَ عَنْهُم خيرا. وَقَالَ ابْن السّكيت فِي الجَذْع نَحوا مِمَّا قَالَا. وَأما الجذَع فَإِنَّهُ يخْتَلف فِي أَسْنَان الْإِبِل وَالْخَيْل وَالْبَقر وَالشَّاء. وَيَنْبَغِي أَن يفسَّر قولُ الْعَرَب فِيهِ تَفْسِيرا مُشْبَعاً، لحَاجَة النَّاس إِلَى مَعْرفَته فِي أضاحيهم وصَدقاتهم وَغَيرهَا. فأمَّا الْبَعِير فإنّه يُجذِع لاستكماله أَرْبَعَة أَعْوَام ودخوله فِي السّنة الْخَامِسَة، وَهُوَ قبل ذَلِك حِقٌّ. وَالذكر جَذَع وَالْأُنْثَى جَذَعة، وَهِي الَّتِي أوجبهَا النَّبِي فِي صَدَقَة الْإِبِل إِذا جاوزتْ سِتِّين. وَلَيْسَ فِي صدقَات الْإِبِل سنٌّ فَوق الجَذعة. وَلَا يَجزِي الْجذع من الْإِبِل فِي الْأَضَاحِي. وأمّا الجَذَع من الْخَيل فإنّ المنذريّ أَخْبرنِي عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: إِذا استتمَّ الْفرس سنتَيْن وَدخل فِي الثَّالِثَة فَهُوَ جَذَع، وَإِذا استتمَّ الثَّالِثَة وَدخل فِي الرَّابِعَة فَهُوَ ثَنِيّ. وَأما الْجذَع من الْبَقر فَإِن أَبَا حَاتِم روى عَن الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ: إِذا طلعَ قرن الْعجل وقُبِضَ عَلَيْهِ فَهُوَ عَضْب. ثمَّ بعد ذَلِك جَذَع، وَبعده ثَنِيٌّ وَبعده رَبَاع وَقَالَ عتبَة بن أبي حَكِيم: لَا يكونُ الْجذَع من الْبَقر حتّى

يكون لَهُ سنتَانِ وَأول يَوْم من الثَّالِث. قلت: وَلَا يَجزِي الجَذَع من الْبَقر فِي الْأَضَاحِي. وَأما الجَذَع من الضَّأْن فَإِنَّهُ يَجزِي فِي الضحيّة، وَقد اخْتلفُوا فِي وَقت إجذاعه، فروى أَبُو عبيد عَن أبي زيد فِي أسنَان الغنمِ فَقَالَ فِي المِعزَى خاصّةً: إِذا أَتَى عَلَيْهَا الحولُ فالذكر تَيْسٌ وَالْأُنْثَى عَنْز، ثمَّ يكون جَذَعاً فِي السّنة الثَّانِيَة وَالْأُنْثَى جَذَعة، ثمَّ ثنيّاً فِي الثَّالِثَة، تمّ رباعياً فِي الرَّابِعَة. وَلم يذكر الضَّأْن. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الإجذاع وقتٌ وَلَيْسَ بسنَ. قَالَ: والجَذَع من الْغنم لسنة، وَمن الْخَيل لِسنتَيْنِ، وَمن الْإِبِل لأَرْبَع سِنِين. قَالَ: والعَنَاق تُجذِع لسنة، وربّما أجذعت العَناقُ قبل تَمام السّنة للخصب، وتَسمَن فيُسرع إجذاعها، فَهِيَ جَذَعة لسنة، وثنيّة لتَمام سنتَيْن. وَسمعت المنذرِي يَقُول: سَمِعت إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ يَقُول فِي الْجَذَع من الضَّأْن قَالَ: إِذا كَانَ ابْن شابَّين أجذع لسِتَّة أشهر إِلَى سَبْعَة أشهر، وَإِذا كَانَ ابْن هَرِمَين أجذعَ لثمانية أشهر إِلَى عشرَة أشهر. قلت: فَابْن الأعرابيّ فرَّق بَين المعزى والضأن فِي الإجذاع، فجعلَ الضأنَ أسرعَ إجذاعاً. قلت: وَهَذَا الَّذِي قَالَه ابْن الأعرابيّ إِنَّمَا يكون مَعَ خِصب السّنة وَكَثْرَة اللَّبن والعُشْب. قَالَ الْمُنْذِرِيّ: وَقَالَ الْحَرْبِيّ: قَالَ يحيى بن آدم: إِنَّمَا يَجزي الْجذع من الضَّأن فِي الْأَضَاحِي لِأَنَّهُ ينزو فيُلقح، فَإِذا كَانَ من المعزى لم يُلقح حَتَّى يثنَى. وَذكر أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: الجَذَع من الْمعز لسنة، وَمن الضَّأْن لثمانية أشهر أَو تِسْعَة. وَقَالَ اللَّيْث: الجَذَع من الدوابّ والأنعام قبل أَن يُثْنِيَ بِسنة، وَهُوَ أوّلُ مَا يُسطاع ركوبُه والانتفاعُ بِهِ، وَالْجمع جُذْع وجِذْعان. قَالَ: والدهر يسمَّى جَذَعاً لِأَنَّهُ جَدِيد الدَّهْر. وَيُقَال: فلانٌ فِي هَذَا الْأَمر جَذَع، إِذا أخذَ فِيهِ حَدِيثا. وَإِذا طَفِئَتْ حَرْب بَين قوم فَقَالَ بَعضهم: إِن شِئْتُم أعدناها جَذَعة، أَي أولَ مَا يبْتَدأ فِيهَا. وَقَالَ غَيره: الأزلم الجذَع هُوَ الدَّهر؛ يُقَال: لَا آتِيك الأزلم الجذَع: أَي لَا آتِيك أبدا، لأنَّ الدَّهرَ أبدا جديدٌ، كَأَنَّهُ فَتِيٌّ لم يُسِنّ. والجِذْع: جِذْع النَّخْلَة، وَلَا يتبيَّن لَهَا جذعٌ حتّى يتبيَّن سَاقهَا. والجِذاع: أحياءٌ من بني سَعْدٍ معروفون بِهَذَا اللقب. وجُذعان الجِبال: صغارُها. وَقَالَ ذُو الرمّة: جَواريه جُذعانَ القِضاف النَّوابكِ والقَضَفَة: مَا ارْتَفع من الأَرْض. وَرُوِيَ عَن عَليّ ح أَنه قَالَ: (أسلم أَبُو بكر وَأَنا جَذَعمة) ، أَرَادَ: وَأَنا جَذَع، أَي حَدَث السنّ غير مدرك، فَزَاد فِي آخرهَا ميماً كَمَا زادوها فِي سُتْهُم للعظيم

باب العين والجيم والثاء

الاست، وزُرقُم للأزرق، وكما قَالُوا للِابْن ابنُمٌ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يُقَال: ذهب القومُ جِذَعَ مِذَعَ، إِذا تفرَّقوا فِي كلّ وَجه. وَفِي (النَّوَادِر) : جَذَعت بَين البعيرين، إِذا قرنتهما فِي قَرَن، أَي حَبل. (بَاب الْعين وَالْجِيم والثاء) اسْتعْمل من وجوهه: عثج، ثعج عثج: قَالَ ابْن المظفر: العَثَج والثَّعج لُغَتَانِ، وأصوبهما العَثَج، وهم جماعةٌ من النَّاس فِي السَّفر. قَالَ الراجز: لاهُمَّ لَوْلَا أَن بكرا دونكا يَبَرُّك الناسُ ويفجُرونكا مَا زَالَ مِنَّا عَثَجٌ يأتونكا ذكر هَذِه الأرجوزة مُحَمَّد بن إِسْحَاق فِي كتاب (المَبعث) ، وَأَن بعض الْعَرَب فِي الْجَاهِلِيَّة ارتجزَ بهَا. وَقَالَ اللَّيْث: العَثَوْثَج: الْبَعِير السَّريع الضَّخم، يُقَال قد اعثوثَجَ اعثيجاجاً. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: رَأَيْت عَثْجاً من النَّاس وعَثَجاً، أَي جمَاعَة. وَقَالَ الْفراء فِيمَا أَقْرَأَنِي المنذريّ لَهُ، وَرَوَاهُ عَن أبي طَالب عَن أَبِيه عَنهُ: رَأَيْت عُثَجاً من النَّاس وعَثَجاً، أَي جمَاعَة. وَيُقَال للْجَمَاعَة من الْإِبِل تَجْتَمِع فِي المرعى عَثَج. وَقَالَ الرَّاعِي يصف فحلاً: بناتُ لَبونِه عَثَجٌ إِلَيْهِ يَسُفنَ اللِّيتَ مِنْهُ والقَذَالا وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: سَأَلت المفضَّل عَن معنى هَذَا الْبَيْت فَأَنْشد: لم تلتفتْ لِلِدَاتِها ومَضَت على غُلَوائها قَالَ: قلت: أُرِيد أبْيَنَ من هَذَا. قَالَ: فَأَنْشَأَ يَقُول: خُمصانةٌ قَلِقٌ موشَّحُها رُؤد الشَّبَاب غَلاَ بهَا عَظْمُ يَقُول: من نجابة هَذَا الْفَحْل سَاوَى بناتُ اللَّبون من بنَاته قذَالَه؛ لحُسْن نباتها. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العَثْجج: الْجمع الْكثير. قَالَ: وَيُقَال عَثِجَ يَعْثَج، وَهُوَ أَن يديم الشُّربَ شَيْئا بعد شَيْء. وَهِي العُثْجة والعَثْج. وَمثله غَفَق يَغفِق. (بَاب الْعين وَالْجِيم مَعَ الرَّاء) عرج، عجر، جرع، جعر، رَجَعَ، رعج: مستعملات. عرج: قَالَ الله جلّ وعزّ: {الْمَعَارِجِ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} (المعَارج: 4) أَي تصعد. يُقَال: عَرَج يَعرُج عُروجاً. وَقَوله جلّ وعزّ: {دَافِعٌ مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ} (المعَارج: 3) قَالَ قَتَادَة: ذِي المعارج ذِي الفواضل والنِّعَم. وَقيل مَعارجُ الْمَلَائِكَة، وَهِي مَصاعدُها الَّتِي تصعَد فِيهَا وتَعرُج فِيهَا، ذكر ذَلِك أَبُو إِسْحَاق. وَقَالَ الْفراء: ذِي المعارج من نعت الله، لأنَّ الْمَلَائِكَة تعرُج إِلَى الله، فوصَف نفسَه بذلك. والقُرَّاء كلُّهم على التَّاء فِي قَوْله {الْمَعَارِجِ} (المعَارج: 4) إلاّ مَا ذُكِر عَن

عبد الله، وَهُوَ قَول الْكسَائي. وَقَالَ اللَّيْث: عَرَج يعرُج عُروجاً ومَعْرَجاً. قَالَ: والمَعْرج: المصعد. والمَعرَج: الطَّريق الَّذِي تصعَد فِيهِ الْمَلَائِكَة. قَالَ: والمِعراجُ يُقَال: شبه سُلَّم أَو دَرَجَة تعْرُج فِيهِ الْأَرْوَاح إِذا قُبِضَتْ. يُقَال لَيْسَ شَيْء أحسَنُ مِنْهُ، إِذا رَآهُ الرُّوح لم يَتَمَالَك أَن يَخرج. قَالَ: وَلَو جمع على المعاريج لَكَانَ صَوَابا. فأمّا المعارج فَجمع المعرَج. قلت: وَيجوز أَن يجمع الْمِعْرَاج مَعارج. الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت قَالَ: العَرَج: مصدر عرِج الرجلُ يَعرَج، إِذا صَار أعرج. قَالَ: وَحكى لنا أَبُو عَمْرو: العَرَج: غَيبوبة الشَّمْس. وَأنْشد: حَتَّى إِذا مَا الشمسُ همَّتْ بعرَجْ وَقَالَ الأصمعيّ: عرَج يعرُج، إِذا مشَى مِشيةَ العُرجان. وَقَالَ اللَّيْث: عرِج يَعرَج، وَقد أعرجَه الله. قَالَ: والتعريج: أَن تحبِسَ مطيَّتَك مُقيما على رُفقتك أَو لحاجةٍ. وَيُقَال للطَّريق إِذا مَال: قد انعرَج. وانعرج الْوَادي، ومنعرَجهُ: حَيْثُ يمِيل يَمنةً ويَسرة. قَالَ: وانعرج الْقَوْم عَن الطَّرِيق، إِذا مالُوا عَنهُ. قَالَ: وعرَّجنا النَّهر، أَي أملناه يَمنة ويَسْرة. والعَرْجاء: الضَّبُع، والجميع عُرْج. وَقَالَ شمر: الْعَرَب تجْعَل عُرْج معرفَة لَا تَنْصَرِف، تجعلها يَعْنِي الضباعَ بِمَنْزِلَة قَبيلَة. وَقَالَ أَبُو مكعِّت الْأَسدي: أفكانَ أول مَا أُثِبْتَ تهارشت أبناءُ عُرْجَ عَلَيْك عِنْد وِجارِ قَالَ: أَوْلَاد عُرجَ، لم يُجرِها بِمَنْزِلَة قَبيلَة. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: العَرْج: الْكثير من الْإِبِل. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: إِذا جَاوَزت الْإِبِل الْمِائَتَيْنِ وقاربت الْألف فَهِيَ عَرْجٌ وعُروجٌ وأعراج. وَقَالَ ابْن السّكيت: العَرْج من الْإِبِل نحوٌ من الثَّمَانِينَ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أعرجَ الرجلُ إِذا كَانَ لَهُ عَرْجٌ من الْإِبِل. وأمرٌ عَرِيجٌ مَرِيجٌ: ملتبس. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب: كَمَا نوَّر المِصباحُ للعُجْم، أمرُهم بُعَيدَ رقاد النائمين عَريجُ والعَرْج: منزل بَين مَكَّة وَالْمَدينَة. وَجمع الْأَعْرَج عُرج وعُرجان. والأعَيرج من الْحَيَّات، قَالَ أَبُو خَيْرة: هِيَ حيّةٌ صَمَّاء لَا تَقبل الرُّقية، وتَطفِر كَمَا يطفر الأفعى، والجميع الأُعيرجات. وَقَالَ أَبُو زيد مثلَه. شمر عَن ابْن شُمَيْل قَالَ: الأعيرج: حيّةٌ عريض لَهُ قَائِمَة وَاحِدَة، عريضٌ مثل النَّبْث والترابِ تَنْبِثُه من ركيّة أَو مَا كانَ، فَهُوَ نَبْثٌ. وَهُوَ نَحْو الأصَلَة. ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: الأعيرج أخبثُ الْحَيَّات، يقفز على الْفَارِس حتَّى يصير معَه فِي سَرجه. قَالَ: والعارج: الْغَائِب. وَقَالَ اللَّيْث: وَلَا يؤنّث الأعيرج. قَالَ: والعَرَج فِي الْإِبِل كالحقَب، وَهُوَ ألاّ يَسْتَقِيم مخرجُ بَوله، فَيُقَال حَقِبَ البعيرُ وعَرِج، حَقَباً وعَرَجاً، وَلَا يكون ذَلِك إلاّ

للجمل إِذا شُدَّ عَلَيْهِ الحقَب. يُقَال أخلِفْ عَنهُ لئلاَّ يحقَب. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: إِذا وَردت الإبلُ يَوْمًا نصفَ النَّهَار وَيَوْما غُدوة فَتلك العُرَيجاء. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِيمَا روى عَنهُ أَبُو العبّاس وَأَخْبرنِي بِهِ الْمُنْذِرِيّ عَنهُ: العُرَيجاء: أَن تردَ غَدوةً وتصدُر عَن المَاء فَتكون سائرَ يَوْمهَا فِي الْكلأ وليلتَها ويومَها من غدِها، ثمَّ ترد لَيْلًا المَاء، ثمَّ تصدر عَن المَاء، تكون بَقِيَّة لَيْلَتهَا فِي الْكلأ ويومها من الْغَد وليلتها ثمَّ تصبِّح المَاء غدْوَة، فَهَذِهِ العُريجاء. قَالَ: وَفِي الرِّفْه الظاهرةُ، والضاحية، والآيِبة، والعُريجاء. وَقَالَ الكسائيّ: يُقَال إِن فلَانا ليَأْكُل العُريجاء، إِذا أكلَ كلَّ يومٍ مرّة وَاحِدَة. عجر: رُوِيَ عَن عَليّ ح أَنه طَاف ليلةَ وقعةِ الْجمل على الْقَتْلَى مَعَ مَوْلَاهُ قَنْبَر، فوقَف على طَلْحَة بن عبيد الله وَهُوَ صريع، فَبكى ثمَّ قَالَ: (عَزَّ عليَّ، أَبَا مُحَمَّد أَن أَرَاك معفَّراً تَحت نُجُوم السَّماء إِلَى الله أَشْكُو عُجَري وبُجَرِي) . قَالَ أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يزِيد: مَعْنَاهُ إِلَى الله أَشْكُو همومي وأحزاني الَّتِي أُسِرُّها. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الكُدَيمي قَالَ: سَأَلت الأصمعيّ قلت: يَا أَبَا سعيد، مَا عُجَري وبُجري؟ فَقَالَ: غمومي وأحزاني. وَقَالَ أَبُو عبيد: يُقَال أفضيتُ إِلَيْهِ بعُجَرى وبُجَري، أَي أطلعْتُه من ثقتي بِهِ على معايبي. قَالَ: وأصل العُجَر العُروقُ المتعقِّدة فِي الْجَسَد. والبُجَر الْعُرُوق المتعقّدة فِي الْبَطن خاصّة. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: قَالَ الْأَصْمَعِي فِي قَوْلهم: حدَّثته بعُجَري وبُجَري، فالعُجْرَةُ: الشَّيْء يجْتَمع فِي الْجَسَد كالسِّلْعة، والبُجْرةُ نَحْوهَا. فيراد أخبرتُه بكلّ شَيْء عِنْدِي لم أستُرْ عَنهُ شَيْئا من أَمْرِي. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: عَجَر الفرسُ يعجرُ، إِذا مدَّ ذنبَه يعدو. وَقَالَ أَبُو زُبَيد: مِن بينِ مُودٍ بالبسيطة يعجُر أَي هالكٍ قد مدَّ ذَنبه. وَقَالَ أَبُو عبيد: فرسٌ عاجر، وَهُوَ الَّذِي يعجُر برجليه كقُماص الْحمار. والمصدر العَجَران. وَأما قَول تَمِيم بن أبيّ بن مقبل: جُردٌ عواجرُ بالألبادِ واللُّحُمِ فَإِنَّهُ يَقُول: عَلَيْهَا ألبادها ولحمها، يصفها بالسِّمَن، وَهِي رافعةٌ أذنابَها من نشاطها. وَرَوَاهُ شمر: أما الأداة ففينا ضُمَّر صُنُعٌ جُردٌ عواجر بالألباد واللجُمِ بِالْجِيم. قَالَ: وَيُقَال الْخَيل عواجر بلُجمها وألبادها، إِذا عَدَتْ وَعَلَيْهَا سُروجُها وألبادُها وأداتُها. وَرَوَاهُ أَبُو الْهَيْثَم بِالْحَاء. قَالَ شمر: وَيُقَال عَجَر الريقُ على أنيابه، إِذا عَصَب بِهِ ولزِق، كَمَا يَعجِر الرجلُ بِثَوْبِهِ على رَأسه. وَقَالَ مزرِّد بن ضرار أَخُو الشماخ: إِذْ لَا يزَال نائساً لعابُه بالطَّلَوَان عَاجِزا أنيابُه

قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: عَجَر الفرسُ يَعجِر عجراً، إِذا مرّ مرّاً سَرِيعا. وعَجَر عجراً، إِذا مدّ ذنبَه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العَجَر: القُوّة مَعَ عِظَم الجسَد. قَالَ: والعَجير بالراء غير مُعْجمَة، والقَحول، والحَرِيك، والضعيف، والحصُور: العِنِّين. سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: الأعجر: الأحدب، وَهُوَ الأفزر، والأفرص، والأفرس، والأدنُّ، والأثبج قَالَ: والعجّار الَّذِي يَأْكُل العجاجير، وَهِي كُتَل الْعَجِين تُلقى على النَّار ثمَّ تُؤْكَل. والعَجَّار: الصِّرِّيع الَّذِي لَا يُطاق جَنْبُهُ فِي الصِّراع المُشَغزِبُ لصَرِيعه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: إِذا قُطع العجيم كُتَلاً على الخوان قبل أَن يُبسَط فَهُوَ المُشنَّق والعجاجير. سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: العَجْر: ليُّكَ عُنقَ الرجل. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : عجر عنقَه إِلَى كَذَا وَكَذَا يَعجِره، إِذا كَانَ على وجهٍ فأرادَ أَن يرجعَ عَنهُ إِلَى شيءٍ خلفَه وَهُوَ يُنهى عَنهُ، أَو أَمرته بالشَّيْء فعَجر عنقَه وَلم يرد أَن يذهب إِلَيْهِ لأمرك. وَقَالَ أَبُو سعيد فِي قَول الشَّاعِر: فَلَو كنتَ سَيْفا كَانَ أَثْرك عُجرة وكنَت دَداناً لَا يؤيِّسه الصَّقْلُ يَقُول: لَو كنت سَيْفا كنت كَهاماً بِمَنْزِلَة عُجْرة التِّكَّة لَا تقطع شَيْئا. وَقَالَ شمر: يُقَال عَجَرتُ عَلَيْهِ، وحَظَرت عَلَيْهِ، وحَجَرتُ عَلَيْهِ، بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ الْفراء: جَاءَ فلَان بالعُجَر والبُجَر، أَي جَاءَ بِالْكَذِبِ. وَقَالَ أَبُو سعيد: هُوَ الْأَمر الْعَظِيم. وَجَاء بالعَجَارِيّ والبَجاريّ، وَهِي الدَّواهي. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: عَجَره بالعصا وبَجره، إِذا ضرَبه بهَا فانتفخَ موضعُ الضَّرب مِنْهُ. والعَجاريُّ: رُؤُوس العِظام. وَقَالَ رؤبة: وَمن عَجَاريهنَّ كلَّ جنجنِ فخفّف يَاء العجاريّ وَهُوَ مشدّد وَقَالَ أَبُو عبيد: العَجِير: الَّذِي لَا يَأْتِي النِّسَاء. وَقَالَ شمر: يُقَال عَجِير وعِجِّير. وَقَالَ غَيره: المِعجَر والعِجار: ثوبٌ تلفُّه الْمَرْأَة على استدارة رَأسهَا ثمَّ تجلبِب فَوْقه بجلبابها. وَجمع المِعجر المعاجر. قَالَ شمر: وَمِنْه أُخِذ الاعتجار، وَهُوَ ليُّ الثَّوْب على الرَّأْس من غير إدارةٍ تَحت الحنَك. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه (دخل مكةَ يَوْم الْفَتْح معتجراً بعمامةٍ سَوْدَاء) الْمَعْنى أَنه لفَّها على رَأسه وَلم يتَلحَّ بهَا. وَقَالَ الراجز: جَاءَت بِهِ معتجراً ببُردهِ سَفْواء تَخدِي بنسيجِ وَحدِهِ وَقَالَ اللَّيْث: المعاجر من ثِيَاب اليَمن. قَالَ: ومِعْجَر الْمَرْأَة أَصْغَر من الرِّداء وأكبر من المِقْنعة. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: العجراء: الْعَصَا الي فِيهَا أُبَنٌ؛ يُقَال ضربَه بعَجْراءَ من سَلَم.

وَقَالَ اللَّيْث: حافرٌ عَجِرٌ: صُلب شَدِيد. وَقَالَ المرَّار: سَلِطُ السُّنْبُكِ ذُو رُسغٍ عَجِرْ قَالَ: والأعجر: كلُّ شَيْء ترى فِيهِ عُقداً. قَالَ: وكيسٌ أعجر، وَهُوَ الممتلىء. وبطنٌ أعجرُ: ملآنُ، وَجمعه عُجْر. وَقَالَ عنترة: أبَنِي زَبِيبةَ مَا لمُهركمُ متجرّداً وبطونُكم عُجْرُ قَالَ: والعُجْرة: كلُّ عقدةٍ فِي الْخَشَبَة. والخَلنْجُ فِي وشيِه عُجَر. قَالَ: وَالسيف فِي فرِندِه عُجَر. جرع: الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت قَالَ: الجَرْع مصدر جَرِع الماءَ يَجرَع جَرْعاً. والجَرْع: جمع جَرْعة، وَهِي دِعصٌ من الرمل لَا تنْبت شَيْئا. قلت: الَّذِي سمعته من الْعَرَب فِي الجرع غير مَا قَالَه. والجَرَع عِنْدهم: الرَّملة العَذاة الطيِّبة المَنبِت الَّتِي لَا وُعوثةَ فِيهَا، وَيُقَال لَهَا الجَرْعاء والأجرع، وَيجمع أجارع وجَرْعاوات. وتُجمع الجَرَعة جَرَعاً، غير أنَّ الجرعاء والأجرع أكبر من الجَرَعة. وَقَالَ ذُو الرمّة فِي الأجرع فَجعله يُنبِت النَّبَات: بأجرعَ مِرباعٍ مَرَبَ مُحلَّلِ وَلَا يكون مَرَبّاً محلَّلاً إلاّ وَهُوَ يُنبِت النَّبَات. وَقَالَ غير ابْن السّكيت فِي الأجرَعِ والجَرَع نَحوا مِمَّا قلته. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الجَرِع من الأوتار: أَن يكون مُسْتَقِيمًا وَيكون فِي مواضعَ مِنْهُ نُتوٌّ، فيمسَح بِقِطْعَة كسَاء حتّى يذهب. وَقَالَ ابْن شُميل: من الأوتار المجرَّع، وَهُوَ الَّذِي اخْتلف فتلُه وَفِيه عُجَر لم يُجَدْ فتلُه وَلَا إغارته، فظهرَ بعضُ قُواه على بعض. يُقَال وترٌ مجرَّع وجَرِع. وَيُقَال جَرِع المَاء يَجرَعُه جَرْعاً واجترعه، فَإِذا تابعَ الجرعَ مرّة بعد أُخْرَى كالمتكاره قِيلَ: تجرَّعه. قَالَ تَعَالَى: {يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ} (إِبْرَاهِيم: 17) . والجُرعة: ملْء الْفَم يبتلعُه. والجَرعة المرّة الْوَاحِدَة. وَجمع الجُرعة جُرَع. وَيُقَال مَا من جُرعة أَحْمد عُقباناً من جُرعةِ غيظ تكظمها. وَمن أَمْثَال الْعَرَب: (أفلتَ فلانٌ جُرَيعةَ الذَّقَن) و (بجُريعة الذَّقَن) ، يُرِيدُونَ أَن نَفسه صَارَت فِي فِيهِ فكاد يَهلِك فأفلتَ وتخلَّصَ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: من أمثالهم فِي إفلات الجبان: (أفلَتَني جُريعةَ الذَّقَن) ، إِذا كَانَ مِنْهُ قَرِيبا كقُرب الجُرعة من الذَّقَن ثمَّ أفلتَه. ورَوَى غَيره عَن أبي زيد يُقَال (أفلتَني فلانٌ جَريضاً) إِذا أفلتَك وَلم يكَدْ و (أفلتَني جُريعةَ الرِّيق) ، إِذا سبقَك فابتلعتَ عَلَيْهِ ريقَك غيظاً. قلت: وَمَا رَوَاهُ أَبُو عبيد عَن أبي زيد صحيحٌ لَا شكَّ فِيهِ. جعر: أَبُو عبيد عَن أبي الْجراح العقيليّ والأصمعي: الجِعار: الْحَبل يُشَدُّ بِهِ وسطُ الرجُل إِذا نزل فِي الْبِئْر وطرفُه فِي يَد

رجل، فَإِن سقَطَ مدَّه بِهِ. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه أنْشدهُ: لَيْسَ الجِعارُ مُنْجياً من القِدرْ وإنْ تجعَّرتَ بمحبوكٍ مُمَرّ وفسّر ابْن الْأَعرَابِي الجِعار كَمَا فسّراه أَبُو عبيد عَن أبي زيد: من أمثالهم فِي فِرار الجبان وخضوعه: روغِي جَعارِ وانظري أَيْن المفَرّ قَالَ: وجَعَارِ هِيَ الضّبُع: وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال لَهَا أمُّ جَعَارِ لِكَثْرَة جعرها. وَأنْشد غَيره: عَشْنزَرةٌ جواعرُها ثمانٍ فُويقَ زَماعِها خَدَم حُجُولُ ترَاهَا الضَّبُع أعظمَهنَّ رَأْسا جُراهِمةً لَهَا حِرَةٌ وثِيلُ قَالَ بَعضهم: إنّما قَالَ جواعرُها ثمانٍ لأنّ للضّبُع خروقاً كَثِيرَة. والجُراهمة: المغتلِمة. وَجعلهَا خُنثَى لَهَا حِرَةٌ وثِيلٌ قلت أَنا: وَالَّذِي عِنْدِي فِي تَفْسِير قَوْله (جواعرها ثَمَان) أَرَادَ كَثْرَة جعرها. والجواعر: جمع الجاعرة، وَهُوَ الجَعْر، أخرجه على فاعلة وفواعل وَمَعْنَاهَا الْمصدر، كَقَوْل الْعَرَب: سَمِعت رواغي الْإِبِل أَي رُغاءَها، وَسمعت ثواغي الشَّاء أَي ثُغاءها. وَكَذَلِكَ الْعَافِيَة مصدر وَجَمعهَا عَوافٍ. وَقَالَ الله جلّ وَعز: {الاَْزِفَةُ لَيْسَ لَهَا} (النّجْم: 58) ، أَي لَيْسَ لَهَا دونه جلَّ وعزّ كشْفٌ وَظُهُور. وَقَالَ: {عَالِيَةٍ لاَّ تَسْمَعُ فِيهَا} (الغَاشِيَة: 11) أَي لَغْواً. وَمثله كثيرٌ فِي كَلَام الْعَرَب. وَلم يُرد عددا محصوراً بقوله (جواعرها ثَمَان) ، وَلكنه وصفهَا بِكَثْرَة الْأكل والجعر وَهِي آكَلُ الدوابّ. وَأما الجاعرتان اللَّتَان تكتنفان الذَنَب والذنبُ بَينهمَا فليستا من قَول الْهُذلِيّ فِي شَيْء. وَقَالَ أَبُو زيد: والجاعرتان من الْبَعِير: العظمان المتكنّفان أصلَ الذَّنب والذنبُ بَينهمَا. وَقَالَ اللَّيْث: الجاعرتان حَيْثُ يكوى من الْحمار فِي مؤخّره على كاذَتَيه. وَيُقَال للدُّبُر الجاعرة والجعراء. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الجَعْر يُبْس الطبيعة. وَرجل مِجعارٌ إِذا كَانَ كَذَلِك. وَقَالَ اللَّيْث: الْجَعر: مَا يَبِس فِي الدُّبر من العَذِرة، أَو خرجَ يَابسا. قَالَ: وَلَا يُقَال للكلب إلاّ جَعَر يَجعَر جَعْراً. قَالَ: وَبَنُو الجَعْراء: حيٌّ من الْعَرَب يعيَّرون بِهَذَا اللقب. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الْجَعُور: خَبْراءُ لبني نهشَل. والجَعُور الْأُخْرَى: خَبْراء لبني عبد الله بن دارِم، يمْلَأ الْغَيْث الْوَاحِد كلتَيهما، فَإِذا امتلأتا وثِقوا بكَرع شتائهم. وَأنْشد: إِذا أردْت الجَفْر بالجَعور فاعمل بكلِّ مارنٍ صَبورِ وروى مَالك بن أنس بإسنادٍ لَهُ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (نَهَى عَن لونين فِي الصَّدقة من التَّمر:

الْجُعرور، ولون الحُبَيْق) . وَقَالَ الأصمعيّ: الْجُعرور: ضربٌ من الدَّقَل يحمل شَيْئا صغَارًا لَا خيرَ فِيهِ. ولون الحُبَيق من أردأ التُّمرانِ أَيْضا. ولصبيان الْأَعْرَاب لعبةٌ يُقَال لَهَا الْجِعِرَّى، الرَّاء شَدِيدَة، وَذَلِكَ أَن يُحمل الصبيُّ بَين اثْنَيْنِ على أَيْدِيهِمَا. ولُعبةٌ أُخْرَى يُقَال لَهَا سَفْد اللِّقاح، وَذَلِكَ انتظامُ الصِّبيان بَعضهم فِي إِثْر بعض، كلُّ ذَلِك آخِذٌ بحُجزة صاحبِه من خَلفه. رعج: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي فِي الْبَرْق الارتعاج، وَهُوَ كثرته وتتابُعه. وَقَالَ اللَّيْث: الإرعاج: تلألؤ الْبَرْق وتفرُّقه فِي السَّحَاب. وَأنْشد العجَّاج: سحّاً أهاضيبَ وبَرْقاً مُرعِجا وروى ابنُ الْفرج عَن أبي سعيد أَنه قَالَ: الارتعاج والارتعاش والارتعاد وَاحِد. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: رعَجَني هَذَا الْأَمر وأرعجَني، أَي أقلقَني. قلت: هَذَا منكَر وَلَا آمَنُ أنْ يكون مصحَّفاً، فَالصَّوَاب أزعجني بِمَعْنى أقلقني، بالزاي. وَقد مرَّ فِي بَابه. رَجَعَ: قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَالتَّرَآئِبِ إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ} (الطّارق: 8) قَالَ مُجَاهِد: إِنَّه على ردّ المَاء إِلَى الإحليل لقادر. وَقَالَ غَيره: إنّه على بَعثِهِ يومَ الْقِيَامَة لقادر، وَاعْتِبَار هَذَا بقوله جلّ وعزّ: {لَقَادِرٌ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَآئِرُ} (الطّارق: 9) الْمَعْنى إنّه على بَعثه لقادرٌ يَوْم الْقِيَامَة. وَقيل على رجعه لقادر، أَي على ردِّه إِلَى صلب الرجل وتَرِيبةِ الْمَرْأَة. وَالله أعلم بِمَا أَرَادَ. وَأما قَوْله تبَارك وَتَعَالَى: {نَاصِرٍ وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الرَّجْعِ} (الطّارق: 11) فإنَّ الْفراء قَالَ: تبتدىء بالمطر ثمَّ ترجع بِهِ كلَّ عَام. وَقَالَ غَيره: ذَات الرَّجع، أَي ذَات الْمَطَر؛ لِأَنَّهُ يجيءُ وَيرجع ويتكرَّر. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الرَّجْع فِي كَلَام الْعَرَب المَاء. وَأنْشد قولَ الْهُذلِيّ يصف السَّيْف وجعلَه كَالْمَاءِ: أبيضُ كالرَّجع رسوبٌ إِذا مَا ثاخَ فِي مُحتَفَل يَختَلي وقرأت بِخَط أبي الْهَيْثَم لِابْنِ بزرج، حَكَاهُ عَن الْأَسدي قَالَ: يَقُولُونَ للرّعد رَجْع. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه (نَهى أَن يُستنجَى بَرجيعٍ أَو عظْم) قَالَ أَبُو عبيد: الرَّجيع يكون الروثَ والعذِرة جَمِيعًا، وإنّما سمّي رجيعاً لأنَّه رجَع عَن حَاله الأولى بعد أَن كَانَ طَعَاما أَو علفَاً إِلَى غير ذَلِك. وَكَذَلِكَ كلُّ شَيْء يكون من قولٍ أَو فعل تردَّدَ فَهُوَ رجيع لأنّ مَعْنَاهُ مرجوع مَرْدُود. وَقَالَ الله جلّ وعزّ {اسْتَغْنَى إِنَّ إِلَى رَبِّكَ} (العَلق: 8) أَي الرُّجوع والمرجع، مصدرٌ على فُعلَى. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال هَذَا رجيع السبُع ورَجعهُ. يَعْنِي نَحوه. وَقَالَ اللَّيْث: رَجْع الْجَواب، ورجْع الرَّشْق فِي الرَّمْي: مَا يُردُّ عَلَيْهِ. والمرجوعة والمرجوع: جَواب الرِّسالة. قَالَ: وَيُقَال لَيْسَ لهَذَا البيع مرجوع، أَي لَا يُرجَع فِيهِ. قَالَ: ورجَع إليَّ فلانٌ من مرجوعِه كَذَا، يَعْنِي ردَّه الْجَواب. قَالَ: والرَّجْع: نَبَات الرّبيع، وَقيل الرَّجْع: الغدير، وَجمعه رُجْعان والرَّجِيع: الْعرق، سمِّي رجيعاً لِأَنَّهُ كَانَ مَاء فَعَاد عَرَقاً. وَقَالَ لبيد:

رجيعاً فِي المغابن كالعصيم أَرَادَ العرقَ الأصفَر، شبَّهه بعَصيم الحِنّاء وَهُوَ أثَره. وَيُقَال للجِرّة رجيعٌ أَيْضا. وكلُّ طعامٍ بَرَد فأُعيد على النَّار فَهُوَ رجيع. وَيُقَال سيفٌ نجيح الرَّجْع ونجيح الرجيع، إِذا كَانَ مَاضِيا فِي الضريبة. وَقَالَ لبيدٌ يصف السَّيْف: بأخلقَ محمودٍ نجيحٍ رجيعهُ وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {ء قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ} (الْمُؤْمِنُونَ: 99 100) يَعْنِي العبدَ إِذا بُعِث يومَ الْقِيَامَة فأبصر وعرفَ مَا كَانَ يُنكره فِي الدُّنْيَا يَقُول لرَبه ارجعوني، أَي رُدُّوني إِلَى الدُّنيا، وَقَوله (ارجعوني) واقعٌ هَاهُنَا، وَيكون لَازِما كَقَوْلِه: {وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ} (الأعرَاف: 150) ومصدره لَازِما الرُّجوعُ، ومصدرهُ وَاقعا الرَّجْع. يُقَال رجعتُه رجْعاً فرجَع رُجُوعا، يَسْتَوِي فِيهِ لفظ اللَّازِم وَالْوَاقِع. وَقَالَ اللَّيْث: الرَّجيع من الْكَلَام: الْمَرْدُود إِلَى صَاحبه. والرجيع من الدوابّ وَالْإِبِل: مَا رجَعْتَه من سفر إِلَى سفَر، وَالْأُنْثَى رجيعة. وَقَالَ ذُو الرمّة يصف نَاقَة: رجيعةُ أسفارٍ كَأَن زمامَها شُجاعٌ لَدَى يُسرَى الذراعين مطرقُ قَالَ: والرجْع: الخَطْو، قَالَ الهذليّ: نَهْدٌ سليمٌ رجْعُه لَا يظلعُ أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ قَالَ: إِذا ضُرِبت الناقةُ مِراراً فَلم تَلقَح فَهِيَ مُمارِنٌ، فإنْ ظهر لَهُم أنّها قد لقِحتْ ثمَّ لم يكن بهَا حملٌ فَهِيَ راجعٌ ومُخْلفة. وَقَالَ أَبُو زيد: إِذا أَلْقَت الناقةُ حملَها قبل أَن يستبِين خَلْقُه قيل قد رجَعت تَرجِع رِجاعاً. وَأنْشد أَبُو الْهَيْثَم للقِطاميّ يصف نجيبة لنجيبين: وَمن عَيرانةٍ عَقدت عَلَيْهَا لَقاحاً ثمَّ مَا كَسَرتْ رِجاعا قَالَ: أَرَادَ أَن الناقةَ عقدت عَلَيْهَا لقاحاً ثمَّ مَا رمَتْ بِمَاء الْفَحْل وَكسرت ذنبها بَعْدَمَا شالت بِهِ. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ أَنه أنْشدهُ للمرَّار يصف إبِلا: مَتابيعُ بُسْطٌ مُتْئماتٌ رواجعٌ كَمَا رجَعتُ فِي لَيْلهَا أمُّ حائلِ قَالَ: بُسْط: مخلاَّةٌ على أَوْلَادهَا بُسِطتْ عَلَيْهَا لَا تُقبَض عَنْهَا. مُتئمات: مَعهَا ابْن مَخاضٍ وحُوار. رواجع: رجَعتْ على أَوْلَادهَا. وَيُقَال رواجع: نُزَّع. أمُّ حَائِل: أمّ وَلَدهَا الْأُنْثَى. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: أرجعَ الرجلُ يَده، إِذا أهوَى بهَا إِلَى كِنَانَته ليَأْخُذ سَهْما. قَالَ: وَيُقَال هَذَا متاعٌ مُرجِع، أَي لَهُ مرجوع. وروى أَبُو عبيد فِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه (رأى فِي إبل الصَّدقة نَاقَة كَوماء، فَسَأَلَ عَنْهَا فَقَالَ المُصَدِّق: إنّي ارتجعتُها بِإِبِل. فسكَتَ) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الارتجاع: أَن يَقدَمَ الرجلُ المصرَ بإبله فيبيعها ثمَّ يَشْتَرِي بثمها مثلَها أَو غَيرهَا،

فَتلك الرِّجْعة. وَقَالَ الْكُمَيْت يصف الأثافيّ: جُردٌ جلادٌ معطَّفات على ال أورَقِ لَا رِجعةٌ وَلَا جَلَبُ قَالَ: فإنْ ردَّ أثمانَها إِلَى منزله من غير أَن يَشْتَرِي بهَا شَيْئا فَلَيْسَتْ برِجْعة. قَالَ أَبُو عبيد: وَكَذَلِكَ هَذَا فِي الصَّدقة، إِذا وجَب على ربِّ المَال سِنٌّ من الْإِبِل فَأخذ المصدِّق مَكَانهَا سِنّاً آخرَ فوقَها أَو دونَها، فَتلك الَّتِي أَخذ رِجعةٌ، لِأَنَّهُ ارتجعها من الَّتِي وجبتْ لَهُ. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال باعَ فلانٌ إبلَه فارتجعَ مِنْهَا رِجعةً صَالِحَة. قَالَ: وَشَكتْ بَنو تَغلِب إِلَى مُعَاوِيَة السنةَ فَقَالَ: كَيفَ تَشْكون الْحَاجة مَعَ اجتلاب المِهارة وارتجاع البِكارة؟ أَي تجلبون أَوْلَاد الْخَيل فترتجعون بأثمانها الْبكارَة للقِنْية. وَحكى ابنُ الأعرابيّ عَن بعض الْعَرَب أَنه قَالَ: (أوصانا أَبونَا بالرِّجَع والنُّجَع) ، أَي أوصانا بِأَن نبيع النِّيب والأكائل، ونرتجع بأثمانها القُلُص للقِنية. وَقَالَ ابْن السّكيت: الرَّجيعة: بعير ارتجعتَه، أَي اشتريتَه من أجلاب النَّاس، لَيْسَ من الْبَلَد الَّذِي هُوَ بِهِ. وَهِي الرجائع. وَأنْشد قَوْله: وبرَّحَ بِي إنقاضُهنَّ الرجائعُ وَقَالَ غَيره: أرجعَ الله همَّه سُروراً، أَي أبدلَ همَّه سُرُورًا. وَقَالَ الكسائيّ: أرجعَت الناقةُ فَهِيَ مُرجِعٌ، إِذا حسُنتْ بعد هُزال. وأرجَعَ من الرَّجيع، إِذا أنجى من النَّجْو. وراجعت الناقةُ رجاعاً، إِذا كَانَت فِي ضربٍ من السَّير فرجَعَتْ إِلَى سيرٍ سواهُ. وَقَالَ البعيث يصف نَاقَته: وَطول ارتماء البِيد بالبِيدِ تغتلي بهَا نَاقَتي تختبُّ ثمَّ تراجعُ وَيُقَال: رجَع فلانٌ على أنْف بعيره، إِذا انْفَسَخ خطمُه فردَّه عَلَيْهِ. ثمَّ يسمَّى الخِطام رِجاعاً. والمُراجع من النِّسَاء: الَّتِي يموتُ زوجُها أَو يطلِّقها فترجع إِلَى أَهلهَا. وَيُقَال لَهَا أَيْضا رَاجع. وَيُقَال للْمَرِيض إِذا ثَابت إِلَيْهِ نفسُه بعد تهوُّكٍ من العلّة: رَاجع. وَيُقَال طَعنه فِي مَرجِع كَتفيهِ. ابْن شُمَيْل: الراجعة: الناشغة من نواشغ الْوَادي. والرُّجْعان: أعالي التلاع قبل أَن يجْتَمع مَاء التلعة. وَقَالَ اللَّيْث: هِيَ مثل الحُجْران. وَيُقَال: هَذَا أرجَعُ فِي يَدي من هَذَا، أَي أَنْفَع. وَقَالَ ابْن الْفرج: سَمِعت بعض بني سُليم يَقُول: قد رجَع كَلَامي فِي الرجُل ونجَع فِيهِ بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ: وَرجع فِي الدّابّةِ العَلَفُ ونَجَع، إِذا تبيَّن أَثَره. قَالَ: والتَّرجيع فِي الْأَذَان: أَن يكرِّر قَوْله: أشهد أَن لَا إلاه إلاّ الله أشهد أَن مُحَمَّدًا رسولُ الله. ورجْع الوشم والنُّقوش وترجيعه: أَن يُعاد عَلَيْهِ السَّوادُ مرَّةً بعد أُخْرَى.

باب العين والجيم مع اللام

وَيُقَال: هَل جاءتك رِجعةُ كتابك ورُجْعانُه، أَي جَوَابه. وَكَذَلِكَ الرِّجعة بعد الطَّلَاق بِالْكَسْرِ. وأمّا قَوْلهم: فلانٌ يؤمِن بالرَّجْعة فَهُوَ بِالْفَتْح. قلت: وَيجوز الْفَتْح فِي رِجعة الْكتاب ورِجعة الطَّلاق. يُقَال طلّق فلانٌ فلانةَ طَلَاقا يملك فِيهِ الرَّجعة. وأمّا قَول ذِي الرمة يصف نسَاء تجلَّلْن بجلابيبهنَّ: كأنَّ الرِّقاقَ المُلحَماتِ ارتجعنَها على حَنوة القُريان ذَات الهمائِم أَرَادَ أنهنَّ رددنَها على وُجوهٍ ناضرة ناعمة كالرياض. وَقَالَ اللَّيْث: الترجيع: تقَارب ضروب الحركات فِي الصَّوت. قَالَ: وترجيع وشْي النقش والوشم: خطوطه. وَقَالَ زُهَيْر: مراجيع وشم فِي نَواشر مِعصَمِ جمع المرجوع، وَهُوَ الَّذِي أُعِيد عَلَيْهِ سوَاده. وَيُقَال: جعلهَا الله سَفرةً مُرجِعة والمُرجعة: الَّتِي لَهَا ثوابٌ وعاقبةٌ حَسَنَة. وَيُقَال الشَّيْخ يمرض يومينِ فَلَا يُرجِع شهرا، أَي لَا يثوب إِلَيْهِ جِسْمه وقوّته شهرا. واسترجع فلانٌ عَن مصيبةٍ نزلت بِهِ، إِذا قَالَ: إِنَّا لله وإنّا إِلَيْهِ رَاجِعُون. فَهُوَ مسترجِعٌ. (بَاب الْعين وَالْجِيم مَعَ اللَّام) جعل، عجل، علج، جلع، لعج: مستعملات. عجل: قَالَ الله جلّ وعزّ: {خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} (الأنبيَاء: 37) قَالَ الْفراء: خلق الإنسانُ من عَجَل وعَلى عَجَل كَأَنَّك قلت: بِنيتُه العَجَلة وخِلقتُه العَجَلة وعَلى العجلة. وَنَحْو ذَلِك قَالَ أَبُو إِسْحَاق: خُلِق الْإِنْسَان من عَجَل وخُلِق الْإِنْسَان عجولاً، خُوطب العربُ بِمَا تَعقِل؛ والعربُ تَقول للَّذي يُكثِر الشَّيْء: خُلِقْتَ مِنْهُ، كَمَا يُقَال خُلِقتَ من لعبٍ، إِذا بُولغ فِي وَصفه باللَّعب. وَقَالَ ابْن اليزيديّ: سمعتُ أَبَا حَاتِم يَقُول فِي قَوْله: {خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} (الأنبيَاء: 37) : أَي لَو يعلمُونَ مَا استعجلوا، والجوابُ مُضْمر. وروى أَبُو عُمر عَن أبي الْعَبَّاس أَنه قَالَ: العَجَل: العَجَلة. قَالَ: والعَجَل: الطِّين، قَالَه ابْن الْأَعرَابِي. وَقَالَ ابْن عَرَفَة: قَالَ بعض النَّاس: خُلِق الْإِنْسَان من عجل، أَي من طين. وَأنْشد: وَالنَّخْل ينْبت بَين المَاء والعَجَلِ قَالَ: وَلَيْسَ عِنْدِي فِي هَذَا حكايةٌ عمّن يُرجَع إِلَيْهِ فِي علم اللُّغَة. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ} (الأعرَاف: 150) : تَقول عَجِلتُ الشَّيْء، أَي سبقته. وأعجلته: استحثثته. وَأما قَول الله تَعَالَى: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِىَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} (يُونس: 11) فَإِن الفرّاء قَالَ: مَعْنَاهُ لَو أُجِيب الناسُ فِي دُعاء أحدهم على ابْنه وشبيهه فِي قَوْله: لعنك الله وأخزاك وَشبهه، لهلكوا. قَالَ: وَنصب قَوْله {اسْتِعْجَالَهُم} (يُونس: 11) بِوُقُوع الْفِعْل وَهُوَ يعجِّل. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: نصب استعجالهم على نعت

مصدرٍ محذوفٍ، الْمَعْنى وَلَو يعجِّل الله للنَّاس الشرَّ تعجيلاً مثل استعجالهم. وَقَالَ القتيبيّ: مَعْنَاهُ لَو عجَّل الله للنَّاس الشرَّ إِذا دَعَوا بِهِ على أنفسهم عِنْد الْغَضَب وعَلى أَهْليهمْ وَأَوْلَادهمْ، واستعجلوا بِهِ كَمَا يستعجلون بِالْخَيرِ فيسألونه الْخَيْر والرحمةَ لقُضِي إِلَيْهِم أجلُهم، أَي مَاتُوا. قلت: الْمَعْنى وَلَو يعجل الله للنَّاس الشرَّ فِي الدُّعَاء كتعجيله استعجالهم بِالْخَيرِ إِذا دعَوه بِالْخَيرِ لهلكوا. وَقَوله عزّ وَجل: {مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَآءُ} (الإسرَاء: 18) العاجلة: الدُّنيا، والآجلة الْآخِرَة. والعاجل: نقيض الآجل، عامٌّ فِي كل شَيْء. وَقَالَ اللَّيْث: العَجَل: مَا استُعجِل بِهِ من طعامٍ فقدِّم قبل إِدْرَاك الغَداء. وَأنْشد: إِن لم تُغِثني أكن يَاذَا الندى عَجَلاً كلُقمةٍ وَقعت فِي شِدق غَرْثانِ أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: العُجالة: مَا تعجَّلتَه. وَقَالَ اللحياني: (الثيِّبُ عُجالة الرَّاكِب) : تَمرٌ بسَويق. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: العجاجيل هَنّاتٌ من الأقطِ يجعلونها طِوالاً بغلظ الكفّ وطولها، مثل عجاجيل التَّمر والحيس، وَالْوَاحد عُجّال. وَيُقَال أَتَانَا بِعُجَّال وعِجَّول، أَي بجُمعةٍ من التَّمْر قد عُجِن بالسَّويق أَو بالأقط. قلت: والإعجالة اللَّبَن الَّذِي يعجِّله المعجّل إِلَى أَهله إِذا كَانَت إبِله فِي العَزيب قبل وُرُود الْإِبِل، وَجَمعهَا الإعجالات. قَالَ الْكُمَيْت: أتتكمْ بإعجالاتها وَهِي حُفَّلٌ تَمُجُّ لكم قبل احتلابٍ ثُمالَها يُخَاطب الْيمن يَقُول: أتتكم مودَّة مَعَدَ بإعجالاتها. والثُّمال: الرغوة. يَقُول: لكم عندنَا الصَّريح لَا الرَّغوة. قلت: وَالَّذِي يَجِيء بالإعجالة من الْإِبِل فِي العَزيب يُقَال لَهُ المعجِّل. وَقَالَ الْكُمَيْت: لم يقتعدها المعجِّلون وَلم يَمْسَخْ مَطاها الوُسوقُ والحَقَبُ وَقَالَ الأصمعيّ: العُجَيلي: ضرب من السّير سريع. قَالَ الشَّاعِر: يَمشي العُجَيلَى والخَنيفَ ويَضْبِرُ والعِجْلة: ضربٌ من النَّبتْ، وَمِنْه قَوْله: ذَا عِجلةٍ وَذَا نَصِيّ ضاحي أَبُو عبيد: العَجَلة: الْخَشَبَة المعترضة على النعامتين، والغَرْب معلَّق بالعَجَلة. النَّضر: المِعجال من الْحَوَامِل: الَّتِي تضع ولدَها قبلَ إناه: / / وَقد أعجلَتْ فَهِيَ مُعْجِلة، وَالْولد مُعْجَل. والمعاجيل: مختصَرات الطُّرق، يُقَال: خُذْ مَعاجيل الطُّرق فإنَّها أقرب. وَفِي (النَّوَادِر) : أخذتُ مستعجِلةً من الطَّرِيق، وَهَذِه مستعجِلات الطَّرِيق، وَهَذِه خُدعة من الطَّرِيق، ومَخدَع، ونَفَذٌ من الطَّرِيق، ونَسَم، ونَبَق وأنباق، كلُّه بِمَعْنى القُربة والخُصْرة. وَمن أَمْثَال الْعَرَب: (لقد عَجِلَتْ بأيِّمكَ

العَجول) ، أَي عَجِل بهَا الزَّواج. والإعجال فِي السّير: أَن يَثِبَ الْبَعِير إِذا رَكبه الرَّاكِب قبل استوائه عَلَيْهِ. يُقَال جملٌ مِعجال وناقةٌ معجال. وَقَالَ الرَّاعِي يصف رَاحِلَته: فَلَا تُعجِل الْمَرْء قبل الورو كِ وهْي بِرُكبته أبصَر وَقَالَ أَبُو عبيد: رجل عَجِل وعَجُل، لُغَتَانِ. وَقَالَهُ ابْن السّكيت وَغَيره. وَقَالَ اللَّيْث: الاستعجال والإعجال والتعجُّل وَاحِد. قلت: هِيَ بِمَعْنى الاستحثاث وَطلب العجلة. وَرجل عَجْلان وَامْرَأَة عَجْلَى، وَقوم عِجالٌ وعَجَالى وعُجالَى. والعَجَل: عَجَل الثيران، واحدته عجلة. والعَجلة: المَنْجَنون الَّذِي يُستَقى عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: العِجْلة: القِربة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: العِجلة: المزادة. والعجلة: شَجَرَة. والعِجلة: الدُّولاب أَيْضا. قَالَ: وأنشدني المفضّل فِي صفة فرس: عَرِقَتْ وأنجى نحرها فكأنّما خَلْفي وقدّامي عُجَيلةُ مُخْلِفِ قَالَ: أنجى، إِذا استخرج عرق فرسه. والعَجُول من الْإِبِل: الواله الَّتِي فَقدت ولدَها، وَهِي الثَّكْلى من النِّسَاء؛ وَجمعه عُجُل. وَقَالَ الْأَعْشَى: يَدفع بِالرَّاحِ عَنهُ نِسوةٌ عُجُلُ أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: ولد الْبَقَرَة عِجْل وَالْأُنْثَى عجلة، وَيُقَال عِجَّولٌ وَجمعه عجاجيل. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: يُجمع العِجْل عِجَلة. وَقَالَ أَبُو خيرة: هُوَ عِجلٌ حِين تضعُه أمُّه إِلَى شهر، ثمَّ بَرغَزٌ وبُرغُزٌ نَحوا من شَهْرَيْن وَنصف، ثمَّ هُوَ الفرقد. علج: ابْن السّكيت: إِذا أكل البعيرُ العَلَجان قيل بعير عالج. وعالج: رمال مَعْرُوفَة فِي الْبَادِيَة. وَيُقَال هَذَا عَلُوجُ صِدقٍ، وعَلوك صِدق، وألوك صِدق، لِمَا يُؤْكَل. وماتلوَّكت بأَلوكٍ وَلَا تعلَّجت بعَلوج. وَفِي حَدِيث عَليّ ح أَنه بعث رجلَيْنِ وَقَالَ لَهما: (إنَّكُمَا عِلجان فعالجا) . العِلج: الرجل القويّ الضّخم. وَقد استعلجَ الغلامُ، إِذا خرج وجههُ وعَبُل بدنُه. وَقَوله (فعالجا) أَي حارِسا العمَل الَّذِي ندبتكما لَهُ وزاولاه. وكل شيءٍ زاولتَه ومارسته فقد عالجتَه. وَيُقَال للعَير الوحشي إِذا سَمِن وقوِيَ عِلجٌ، وَيجمع عُلوجاً ومَعلوجَى بِالْقصرِ ومَعلوجاء بالمدّ وأعلاجاً. والعُلَج: الشَّديد من الرِّجَال الصِّرِّيع؛ وَيُقَال لَهُ عُلَّج بِالتَّشْدِيدِ. وَيُقَال: اعتلجَتْ أمواجُ الْبَحْر، إِذا تلاطمت. واعتلج القومُ، إِذا اتّخذوا صِراعاً وقتالاً. وَيُقَال: عالجتَ فلَانا فعلجتُه، إِذا زاولتَه فغلبتَه. والعَلَجانُ: شجر يُشبه العَلَندَى، وَقد رأيتُهما فِي الْبَادِيَة، وأغصانهما صليبة، الْوَاحِدَة عَلَجانة. وناقة عَلِجةٌ: شَدِيدَة، وتُجمع عَلِجات.

وَقَالَ ابْن شُمَيْل: المعتلجة: الأَرْض الَّتِي استأسد نباتُها والتفَّ وكثُر. وَيُقَال للرَّغيف الغليظ الْحُرُوف عِلج، وَيُقَال للرجل القويّ الضخم من الكفّار عِلجٌ أَيْضا. والمُعالج: المداوِي، سَوَاء عالجَ جريحاً أَو عليلاً أَو دابَّة. وَفِي حَدِيث عَائِشَة أنّ عبد الرحمان بن أبي بكر توفّي بالحُبْشِيّ على رَأس أميالٍ من مكّة، فنقله ابْن صَفْوانَ إِلَى مكّة فَقَالَت عَائِشَة: (مَا آسَى على شيءٍ من أمره إلاّ خَصْلَتَيْنِ: أَنه لم يُعالِجْ وَلم يُدفَن حَيْثُ مَاتَ) . قَالَ شمر: معنى قَوْلهَا لم يُعالِجْ، أَرَادَت أَنه لم يعالج سكرةَ الْمَوْت فَتكون كفّارة لذنوبه. قلت: وَيكون مَعْنَاهُ أنّ علّته لم تمتدَّ بِهِ فيعالجَ شدّة الضَّنَى ويقاسيَ عَلَزَ الْمَوْت. جعل: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: جَعَل: صيَّر. وجَعَل: أقبل. وَجعل: خَلَق. وجعَلَ: قالَ، وَمِنْه قَوْله: {الْمُبِينِ إِنَّا جَعَلْنَاهُ} (الزّخرُف: 3) . أَي قُلْنَاهُ. وَقَالَ غَيره: صيّرناه. وَيُقَال جَعل فلانٌ يصنع كَذَا وَكَذَا، كَقَوْلِك طَفِق وعَلِق يفعل كَذَا وَكَذَا. وَيُقَال جعلتُه أحذقَ النَّاس بِعَمَلِهِ، أَي صيّرته. وَقَول الله عزّ وجلّ: {سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولِ} (الفِيل: 5) مَعْنَاهُ صيَّرهم. وَقَالَ عزّ وجلّ: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَآءِ كُلَّ شَىْءٍ حَىٍّ} (الأنبيَاء: 30) ؛ أَي خلقْنا. وَإِذا قَالَ الْمَخْلُوق جَعلْتُ هَذَا الْبَاب من شجرةِ كَذَا، فَمَعْنَاه صيّرته. أَبُو عبيد: الجِعال: الخِرقة الَّتِي تُنزَل بهَا القُدور، قَالَه الْأَصْمَعِي. قَالَ: وَقَالَ الكسائيّ: أجعلتُ الْقدر إجعالاً، إِذا أنزلتَها بالجِعال. قَالَ: وَكَذَلِكَ من الجُعْل فِي العطيّة أجعلتُ لَهُ بِالْألف. وَقَالَ الأصمعيّ: هِيَ الجَعَالة بِالْفَتْح، من الشَّيْء تَجعَله للْإنْسَان. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أجَعَلت الكلبةُ والسِّباعُ كلُّها، إِذا اشتهت الْفَحْل. وَقَالَ غَيره: استجعلَت أَيْضا بِمَعْنَاهُ. وَقَالَ اللَّيْث: الجُعْل: مَا جعلتَه للْإنْسَان أجرا على عمله. قَالَ: والجَعَالاتُ: مَا يتجاعل النَّاس بَينهم عِنْد البَعْثِ أَو الْأَمر يَحزُبُهم من السُّلْطَان. والجُعَل: دابّة سَوْدَاء من دوابّ الأَرْض، تُجمَع جِعلاناً. وماءٌ مُجْعِلٌ وجَعِلٌ، إِذا تهافتت فِيهِ الجِعلان. وَمن أَمْثَال الْعَرَب: (لزِقَ بامرىءٍ جُعَلُه) ، يُقَال ذَلِك عِنْد التنغيص والإفساد. وَأنْشد أَبُو زيد: إِذا أتيتُ سُليمَى شُبَّ لي جُعَلٌ إنّ الشقيَّ الَّذِي يَصْلَى بِهِ الجُعَلُ قَالَه رجلٌ كَانَ يتحدَّث إِلَى امْرَأَة، فَكلما أَتَاهَا وقَعد عِنْدهَا صبَّ الله عَلَيْهِ مَنْ يقطع حَدِيثهمَا. وَقَالَ ابْن بزرج: قَالَت الْأَعْرَاب: لنا لُعبةٌ يلْعَب بهَا الصِّبيان نسمِّيها: جَبَّى جُعَلُ، يضع الصبيُّ رأسَه على الأَرْض ثمَّ يَنْقَلِب على ظَهره. قَالَ: وَلَا يُجْرون جَبَّى جُعَلُ إِذا أَرَادوا بِهِ اسْم رجل. فَإِذا قَالُوا هَذَا جعلٌ بِغَيْر جَبَّى أجرَوْه. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الجَعْل: قصار النّخل. وَقَالَ لبيد:

جَعْلٌ قِصارٌ وعَيدانٌ ينوء بِهِ من الكوافر مهضوم ومهتَصَرُ أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الجَعَل: القِصَر مَعَ السِّمَن واللجاج. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الجَعْوَل: الرَّأْلُ ولدُ النعام. جلع: أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: امْرَأَة جالعٌ، إِذا كَانَت متبرِّجة، بِغَيْر هَاء. قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: امرأةٌ جَلِعة، وَهِي الَّتِي قد ألقَتْ قِناع الْحيَاء؛ وَالِاسْم مِنْهُ الجَلاعة. وَقَالَ اللَّيْث: المجالعة: تنازُع الْقَوْم عِنْد شُربٍ أَو قِمار. وَأنْشد: أيدِي مُجالِعةٍ تكفُّ وتَنْهَدُ قلت: وَرَوَاهُ غَيره: (أَيدي مُخالِعة) ، وهم المقامرون. ورُوي فِي الحَدِيث أنَّ الزُّبير بن العَوَّام (كَانَ أجْلَعْ فَرِجاً) ، قَالَ القتيبي: الأجلع من الرِّجَال: الَّذِي لَا يزَال يَبْدُو فَرجُه. قَالَ: والأجلع: الَّذِي لَا تنضمُّ شَفَتاه على أَسْنَانه. قَالَ: وَكَانَ الْأَخْفَش أجلعَ لَا تنضمُّ شَفتاه. وروَى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الجَلِع المنقلب الشّفة. قلت: أصل الجَلْع: الكشْف، يُقَال جَلعت المرأةُ خِمَارَها، إِذا كشفَتْه عَن رَأسهَا. وَقَالَ الراجز: جالعة نصيفَها وتَجتَلحْ أَي تتكشَّف وَلَا تسَتَّر. وروى ابنُ الفَرَج: أَبُو تُرَاب عَن خَليفَة الحُصَينيّ أَنه قَالَ: الجَلَعة والجَلَقة: مَضحَك الْإِنْسَان. وَقَالَ الأصمعيّ: انجلع الشَّيْء، إِذا انكشَفَ. قَالَ الحكم بن مُعَيّة: ونسَّعتْ أسنانَ عَونٍ فانجلعْ عُمورُها عَن ناصلاتٍ لم تَدَعْ وَيُقَال للرجل إِذا انحسرت لِثاتُه عَن أَسْنَانه: قد نسَّع فوه. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: جَلَع الغلامُ غُرلتَه وفَصعها، إِذا حَسَرها عَن الحَشَفَة جَلْعاً وفَصْعاً. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الجَلعَم: الْقَلِيل الْحيَاء، الْمِيم زَائِدَة. وَأَخْبرنِي الإياديُّ عَن شمر أَنه قَالَ: الجُلَعلَعة: الخُنْفَسَاءة. قَالَ: ويروى عَن الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ: كَانَ عندنَا رجلٌ يَأْكُل الطين، فامتخَط فَخرجت من أَنفه جُلَعلَعة نصفُها طين وَنِصْفهَا خُنْفُساء قَد خُلِق. قَالَ شمر: وَلَيْسَ فِي الْكَلَام فُعَلعِل. وَقَالَ اللَّيْث: الجَلَعلَع من الْإِبِل: الْحَدِيد النَّفْس. لعج: أَبُو عبيد: اللاعج: الهَوَى المُحرِق، وَكَذَلِكَ كلُّ مُحرِق. وَأنْشد قَول الهذَليّ: ضربا أَلِيمًا بسِبتٍ يَلعَج الجِلِدا وَقَالَ اللَّيْث: لَعَج الحزْنُ فؤادَه يَلعَج لَعْجاً، وَهُوَ حرارتُه فِي الْفُؤَاد. وَقَالَ غَيره: التعجَ الرجلُ، إِذا ارتمضَ من هَمَ يُصِيبه. وَسمعت أَعْرَابِيًا من بني كُليب يَقُول: لمّا

باب العين والجيم مع النون

فَتح أَبُو سعيد القِرمِطِيّ هَجَرَ سوَّى حِظاراً من سعَف النَّخل وملأه من النِّسَاء الهَجَريَّات، ثمَّ أَلعجَ النَّار فِي الحِظار فاحترقْن. (بَاب الْعين وَالْجِيم مَعَ النُّون) عجن، عنج، جعن، نجع، نعج: مستعملات. عجن: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العُجُن أهل الرَّخاوة من الرِّجَال وَالنِّسَاء. يُقَال للرجل عجينة وعَجين، وللمرأة عجينة لَا غير، وَهُوَ الضَّعِيف فِي بدنه وعقله. قَالَ: والعُجُن: جمع عاجن، وَهُوَ الَّذِي أسنَّ فَإِذا قَامَ عجنَ بيدَيْهِ. يُقَال خَبَزَ وعَجَن، وثَنَّى وثَلَّث، ووَرَّصَ، كلُّه من نعت الْكَبِير. وَقَالَ اللَّيْث: العَجّان: الأحمق، وَيُقَال إِن فلَانا ليعجن بمرفقيه حُمقاً. قلت: وَسمعت أعرابيّاً يَقُول لآخر: يَا عجّان إنّك لتَعجِنُه. فَقلت لَهُ: مَا يَعجِن ويحَك؟ قَالَ: سَلْحه. فَأَجَابَهُ الآخر: أَنا أعجنه وَأَنت تَلقَمه. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: يُقَال عَجِنت الناقةُ تَعْجَنُ عَجَناً، إِذا سمنَتْ. وَقَالَ اللَّيْث: العجْناء: النَّاقة الْكَثِيرَة لحمِ الضَّرع مَعَ قلَّة لَبنهَا، بيّنة العَجَن. قَالَ: والمتعجّن: الْبَعِير المكتنز سِمَناً، كأنّه لحمٌ بِلَا عظم. قَالَ: والعِجان مَعْرُوف، وَهُوَ آخر الذّكر مَمْدُود فِي الْجلد، والجميع العُجُن، وَثَلَاثَة أعجنة. وَأنْشد: يمدُّ الحبلَ مُعْتَمدًا عَلَيْهِ كأنّ عجانه وترٌ جَديدُ وَقَالَ غَيره: والعِجان: العُنق بلغَة قومٍ من الْيمن. وَأنْشد بعضُهم: يَا رُبَّ خَودٍ ضَلْعةِ العِجان عِجانُها أطولُ من سِنانِ وعجان الْمَرْأَة: الوَتَرة الَّتِي بَين قبُلها وثَعلبتها. وَقَالَ اللحياني: عجنت الرجل، إِذا أصبتَ عِجانه. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: عاجنة الْمَكَان: وسطُه. وَأنْشد للأخطل: بعاجنةِ الرَّحوبِ فَلم يَسِيروا ثَعْلَب عَن ابْن عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: أعجنَ الرجلُ، إِذا ركب العَجْناء، وَهِي السَّمينة. وَقد عجِنَتْ عَجَناً. وأعجَن، إِذا جَاءَ بولدٍ عجينةٍ، وَهُوَ الأحمق. وأعجنَ، إِذا أسنَّ فَلم يَقُم إِلَّا عاجناً، وأعجن إِذا وَرِمَ عِجانُه، وَهُوَ الخَطُّ الَّذِي بَين أُدافه وثعلبتِه. قَالَ: والمعجون: المجبوس من الرِّجَال. أَبُو الهيْثم عَن نُصير: من الضُّروع الأعجَن. قَالَ: والعَجَن: لحْمَة غَلِيظَة مثل جُمع الرجُل حِيالَ فِرقَني الضَّرَّة، وَهُوَ أقلُّها لَبَنًا وأحسنُها مَرآة. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: تكون العجناء غزيرة وبكيئة. وَقَالَ ابْن السّكيت: العَجْن: مصدر عجنت الْعَجِين. والعَجَن: عيب يُصِيب الناقةَ فِي

حيائها، وَهُوَ شبيهٌ بالعَفَل، يُقَال نَاقَة عَجْناء. وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: العَجِنة والعَجْناء من الْإِبِل: الَّتِي يَرِمُ حياؤها فَلَا تلقح. قَالَ: والمعتَجِنة: الَّتِي قد انْتَهَت سِمَناً. عنج: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: العِناج إِن كَانَ فِي دَلْوٍ ثَقيلَة فَهُوَ حبلٌ أَو بطانٌ يشدُّ تحتهَا ثمَّ يشدُّ إِلَى العَراقي فَيكون عَوناً للوذَم. وَإِذا كَانَت الدلوُ خَفِيفَة شُدَّ خيط تحتهَا إِلَى العَرقُوة، وربّما شُدَّ فِي إِحْدَى آذانها. قَالَ: وَقَالَ الْكسَائي: عنَجت الدَّلوَ عَنجاً. وَقَالَ أَبُو زيدٍ مثل قَول الْأَصْمَعِي. وَقَالَ اللَّيْث فِي العناج نَحوا مِمَّا قَالَا. قَالَ: وكلُّ شيءٍ تَجذبه إِلَيْك فقد عَنجْتَه. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: قَالَ نُصَير: عَنَجت البَكر أُعنِجه عَنجاً، إِذا ربطتَ خِطامَه فِي ذراعه وقَصَرتَه. وإنّما يُفعل ذَلِك بالبكر الصَّغِير إِذا رِيضَ. وَهُوَ مأخوذٌ من عِناج الدَّلو. قَالَ: وَمن أمثالهم: (عَودٌ يُعَلَّم العَنْج) ، يضْرب مثلا لمن أَخذ فِي تعلُّم شيءٍ بعد مَا كبِر. وَقَالَ أَبُو زيد: عنجت الْبَعِير أعنُجه عَنْجاً، إِذا جذبتَ خطامه إِلَيْك وَأَنت راكبُه. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: قَالَ الأصمعيّ فِي قَوْلهم: (عَودٌ يعلَّم العَنْجَ) : أَي يرُاضُ فيردّ على رجلَيْهِ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: العَنْج: أَن يجذب راكبُه خِطامَه قِبَلَ رَأسه، حتَّى ربَّما لزِم ذِفراه بقادمة الرَّحْل. وَقَالَ الحطيئة يمدح قوما عقدوا لجارهم عهدا فوفوا بِهِ وَلم يُخفروه: قومٌ إِذا عَقدوا عَقداً لجارهمُ شَدُّوا العِناجَ وشدُّوا فَوْقه الكَرَبا وَهَذِه أمثالٌ ضربهَا لإيفائهم بالعهد. وَقَالَ النَّضر: عَنَجة الهَوْدجِ: عضادةٌ عِنْد بَابه تسُدُّ الْبَاب. وَقَالَ اللَّيْث: العَنَج بلغَة هُذَيْل: الرَّجُل. قَالَ: وَيُقَال بالغَين: غَنَج. قلت: قَالَه ابنُ الأعرابيّ وَغَيره بالغين، وَلم أسمعهُ بِالْعينِ من أحدٍ يُرجع إِلَى علمه، وَلَا أَدْرِي مَا صحتُه. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: العَناجيج: جِيَاد الْخَيل، وَاحِدهَا عُنجوج. وَقَالَ اللَّيْث: وَيكون العُنْجُوج من النجائب أَيْضا قَالَ: والعُنجُج: الضَّيْمُرَانُ من الرَّياحين. قلت: لم أسمعهُ لغيره. وَيُقَال: إنّي لَا أرى لأمرك عِناجاً، أَي مِلاكاً، مَأْخُوذ من عِناج الدَّلو. وَأنْشد اللَّيْث: وبعضُ القَوْل لَيْسَ لَهُ عِناجٌ كسَيْل المَاء لَيْسَ لَهُ إتاءُ عَمْرو عَن أَبِيه: أعنجَ الرجل، إِذا اشْتَكَى عِناجَه. والعِناج: وجع الصُّلب والمفاصل. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: رجلٌ مِعْنجٌ: يتعرَّض للأمور. نجع: قَالَ أَبُو عبيد: سمعتُ الأصمعيّ يَقُول: المنتَجَع: المنزلُ فِي طلب الْكلأ.

والمحضر: المرجعُ إِلَى الْمِيَاه. قلت: النُّجْعة عِنْد الْعَرَب: الْمَذْهَب فِي طلب الْكلأ. والباديةُ تحضُر مَحاضرَها عِنْد هَيج العُشب وَنقص الخُرَف، وفَناء مَاء السَّمَاء فِي الغُدران، فَلَا يزالون حَاضِرَة يشربون الماءَ العِدَّ حَتَّى يقعَ ربيعٌ بِالْأَرْضِ خَرَفيّاً كانَ أَو شَتياً، فَإِذا وقعَ الربيعُ توزّعَتْهم النُّجَع وتتبَّعوا مسَاقطَ الْغَيْث يرعَون الْكلأ والعُشب إِذا أعشَبت الْبِلَاد، وَيَشْرَبُونَ الكَرَع، فَلَا يزالون فِي النُّجَع إِلَى أَن يهيج العُشب من عامٍ قَابل وتَنشَّ الغُدران، فيرجعون إِلَى مجاضرهم على أعداد الْمِيَاه. وَقَالَ اللَّيْث: انتجعنا أَرضًا نطلُب الرِّيف. وانتجعنا فلَانا نطلب معروفَه. وَأنْشد قَول ذِي الرمة: فقلتُ لصَيدحَ انتجِعِي بِلَالًا وَيُقَال: نجعَ فِي الْإِنْسَان طعامُه ينجع، إِذا استمرأه وصَلَح عَلَيْهِ. قَالَ: والنَّجيع: دَمُ الجَوف. وَيُقَال نجعتُ البعيرَ أنجَعهُ، إِذا سقيتَه النَّجوع، وَهُوَ المَدِيدُ، وَذَلِكَ أَن تسقيه الماءَ بالبِزْر أَو السِّمسم. وَقَالَ ابْن السّكيت: هُوَ النَّجوع للمديد، وَقد نجعت الْبَعِير. وَيُقَال هَذَا طعامٌ يُنجَع بِهِ ويُستنجَع بِهِ ويُستَرجَع عَنهُ، وَذَلِكَ إِذا نَفَعَ واستُمرِىء فسُمِن عَنهُ. وَكَذَلِكَ الرِّعْي. وَهُوَ طعامٌ ناجعٌ، ومُنْجع، وغائر. ونُجِع الصبيُّ بِلَبن الشَّاة، إِذا غُذِي بِهِ وسُقِيَه. وَمِنْه الحَدِيث: (عَلَيْك باللَّبَن الَّذِي نُجِعْتَ بِهِ) ، أَي غُذِيتَ بِهِ. عَمْرو عَن أَبِيه: أنجع الرجلُ، إِذا أفلحَ. ونجع الدَّوَاء وأنجعَ، إِذا عمل. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أنجعَ إِذا نفع. يُقَال نَجَع فِيهِ الدواءُ ينجَع ويَنجِع ونَجَّعَ بِمَعْنى وَاحِد. وَيُقَال للمُنتَجَع مَنْجَع، وَجمعه مناجع، وَمِنْه قَول ابْن أَحْمَر: كَانَت مناجعَها الدَّهنا وجانبُها والقُفُّ مِمَّا نرَاهُ قِرْفة دَرَرا وَقَالَ ابْن دُرَيْد: مَاء ناجع ونجيع، إِذا كَانَ مريئاً. جعن: جَعْونةُ من أَسمَاء الْعَرَب. وَقَالَ أَبُو عَمْرو الشيْباني: رجلٌ جَعوَنة، إِذا كَانَ قَصِيرا سميناً. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الجَعْن فعلٌ مُماتٌ، وَهُوَ التقبُّض. قَالَ: وَمِنْه اشتقاق جَعونة. نعج: ثَعْلَب عَن أبي نصر عَن الأصمعيّ قَالَ: النَّعجة والعَجَّان: الأحمق. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: إِذا أكل الإنسانُ لحمَ ضأنٍ فثُقل على قلبه فَهُوَ نَعِجٌ. وَأنْشد: كأنَّ القومَ عُشُّوا لحمَ ضأنٍ فهمْ نَعِجونَ قد مَالَتْ طُلاهمْ وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: أنعج القومُ إنعاجاً، إِذا سَمِنت إبلُهم. وَقد نَعَجت الْإِبِل تنعَج، إِذا سمِنت. قَالَ: وَهِي فِي شعر ذِي الرمّة. وَقَالَ شمر: نعجت الإبلُ إِذا سمنت، حرفٌ غَرِيب. قَالَ: وفتّشت شعر ذِي الرمة فَلم أجد هَذِه الْكَلِمَة فِيهِ. قلت: نَعج بِمَعْنى سمِنَ حرفٌ صَحِيح.

باب العين والجيم مع الفاء

ونَظَر إليّ أعرابيٌّ كَانَ عهدُه بِي وَأَنا ساهمُ الْوَجْه، ثمّ رَآنِي وَقد ثابَتْ إليَّ نَفسِي، فَقَالَ لي: (نَعِجْتَ أَبَا فلانٍ بَعْدَمَا رَأَيْتُك كالسَّعَف الْيَابِس) . أَرَادَ صَلَحت وسَمِنت. وَقَالَ الله جلّ وعزّ فِي قصَّة دَاوُد وَقَول أحد المَلكين اللذَين احْتَكَمَا إِلَيْهِ: {الصِّرَاطِ إِنَّ هَذَآ أَخِى لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِى نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِى فِى الْخِطَابِ} (ص: 23) قَالَ أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يزِيد: النَّعْجة عِنْد الْعَرَب: الْبَقَرَة الوحشية، وَحكم الْبَقَرَة عِنْدهم حكم الضَّائنة، وَحكم الظبية حكم الماعزة. والنعجة: الْأُنْثَى من الضَّأْن، وَجَمعهَا نِعاج. وَالْعرب تكني بالنعجة وَالشَّاة عَن الْمَرْأَة، ويسمُّون الثور الوحشيّ شَاة. وَقَالَ أَبُو خيرة: النَّاعجة من الأَرْض السهلة المستوية، مَكْرُمةٌ للنَّبات تنْبت الرِّمْث. والنواعج والناعجات من الْإِبِل: البِيض الْكَرِيمَة. وجملٌ ناعج وناقة ناعجة. وَقد نَعِج اللونُ الْأَبْيَض يَنْعَج نُعوجاً، وَهُوَ الْبيَاض. وَقَالَ العجاج: فِي ناعجات من بَياضٍ نَعِجا ومَنعِج: اسْم مَوضِع. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: قَالَ أَبُو عمرٍ و: النَّعَج: السِّمَن، يُقَال نَعِجَ هَذَا بعدِي، أَي سَمِن. قَالَ: والنَّعْج: أَن يربوَ وينتفخ. قَالَ: وَقَالَ غَيره: النَّهَج مثله. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الناعجة: الْبَيْضَاء من الْإِبِل، وَيُقَال هِيَ الَّتِي يُصاد عَلَيْهَا نِعاج الْوَحْش. وَقَالَ ابْن دُريد: النَّعْج: ضرب من سير الْإِبِل. قد نَعجَت الناقةُ نَعْجاً. وَأنْشد: يَا ربِّ ربَّ القُلُصِ النَّواعجِ وَقَالَ غَيره: النَّواعج: الْبيض من الْإِبِل. (بَاب الْعين وَالْجِيم مَعَ الْفَاء) عجف، عفج، جعف، فجع، جفع، مستعملات عجف: أَبُو زيد: عَجَفْتُ نَفسِي عَن الطَّعَام أعجِفُها، إِذا حبستَ نفسَك عَنهُ وَأَنت تشتهيه لتُؤْثِر بِهِ غَيْرك. وَلَا يكون العَجْف إلاّ على الْجُوع والشَّهوة. قلت: وَهُوَ التَّعجيفُ أَيْضا، وَهُوَ قَول الراجز: لم يَغْذُها مُدٌّ وَلَا نَصيفُ وَلَا تُميراتٌ وَلَا تعجيفُ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: عَجَفَت نَفسِي على الْمَرِيض، إِذا أقمتَ على تمريضه. وعَجَفَت نَفسِي على أذَى الْخَلِيل، إِذا لم تخذُلْه. وَقَالَ الراجز: إنّي وَإِن عَيَّرتِنِي نُحولي لأَعْجِفُ النفسَ على خليلي وعجفَت نَفسِي عَنهُ عَجفاً، إِذا احتملتَ عَنهُ وَلم تؤاخذْه. وَقيل التعجيف: سوء الْغذَاء والهزَال. وسيفٌ معجوف، إِذا كَانَ داثراً لم يُصقَل. وَقَالَ كَعْب بن زُهَيْر: وكأنّ موضعَ رَحْلها من صُلبها سَيفٌ تقادمَ عهدُه معجُوفُ وَقَالَ ابْن دُرَيْد: العَجَف: غلظ الْعِظَام وعَرَاؤها من اللَّحْم. وَتقول الْعَرَب: أشدُّ الرِّجَال الأعجَف

الضَّخم: وَقَالَ اللَّيْث: العَجَف: ذَهاب السِّمَن. والذّكر أعجف والأنْثى عجفاء، والجميع عِجافٌ فِي الذُّكران وَالْإِنَاث، وَالْفِعْل عَجُف يَعجُف عَجَفاً. قَالَ: وَلَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب أفعل وفعلاء جمعهَا على فِعال غير أعجف وعَجْفاء، وَهِي شاذّة، حَمَلوها عى لفظ سِمان فَقَالُوا سِمان وعِجاف وَجَاء أفعل وفعلاء على فَعُلَ يفعُل فِي أحرف مَعْدُودَة، مِنْهَا عجُف يعجُف فَهُوَ أعجف، وأدُم يأدُم فَهُوَ آدَم، وسمُر يَسمُر فَهُوَ أسمر، وحَمُق يحمُق فَهُوَ أَحمَق، وخَرُق يخرُق فَهُوَ أخرق. وَقَالَ ابْن السّكيت: قَالَ الْفراء: يُقَال عَجُف وعَجِف، وحَمُق وحَمِق، ورعُن ورعِنَ، وخَرُق وخرِق. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ فِي قَوْله: وَلَا تُميراتٌ ولاتعجِيفُ قَالَ: التَّعجِيف: أَن ينْقل قُوتَها إِلَى غَيرهَا قبل أَن تشبع من الجدوبة. قَالَ: والعُجوف: مَنع النَّفْس من المقابح. والعُجوف أَيْضا: تَرْك الطَّعَام. وَقَول الله جلّ وعزّ: {يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ} (يُوسُف: 43) هِيَ الهَزْلى الَّتِي لَا لحم عَلَيْهَا وَلَا شَحم، ضُربت مثلا بِسبع سِنِين لَا قَطْرَ فِيهَا وَلَا خِصب. عفج: أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الأعفاج للْإنْسَان وَاحِدهَا عَفْج. والمصارين لذوات الخفّ والظِّلف وَالطير. وَقَالَ شمر: يُقَال لوَاحِد الأعفاج عَفْجٌ وعَفَج وعِفْج. وَقَالَ اللَّيْث: العَفْج من أمعاء الْبَطن لكلِّ مَا يجترّ كالمِمْرَغة للشاء. وَقَالَ الشَّاعِر: مَباشيم عَن غِبّ الخزيرِ كأنّما تُنقنِق فِي أعفاجهنَّ الضفادعُ وَقَالَ أَبُو زيد: عَفَجه بالعصا عفجاً، إِذا ضربَه بهَا فِي ظَهره وَرَأسه. قَالَ: وعفجَ الرجلُ جاريتَه، إِذا نكَحها. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المِعفجة: الْعَصَا. وَقَالَ: والمِعفَج الأحمق الَّذِي لَا يضْبط الْعَمَل وَالْكَلَام، وَقد يعالج شَيْئا يعيشُ بِهِ على ذَلِك. يُقَال إِنَّهُم ليَعفِجون ويَعثِمون فِي النَّاس. والعَثْم: أَن يَعثِم بعضَ الْأَمر ويَعجِز عَن بعض. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: العَفَجة: نِهاءٌ إِلَى جَنْب الْحِيَاض، فَإِذا قَلَص ماءُ الْحِيَاض اغترفوا من مَاء العَفَجة يسربون مِنْهَا. جعف: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (مَثل الْكَافِر كمثَل الأَرزة المُجْذِيَة حتَّى يكون انجعافُها مرّة وَاحِدَة) . قَالَ أَبُو عَمْرو: الانجعاف: الانقلاع. وَمِنْه قيل جعفتُ الرجلَ، إِذا صَرعتَه فضربتَ بِهِ الأَرْض. وَنَحْو ذَلِك قَالَ أَبُو عُبَيْدَة. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: يُقَال ضربه فجعبَه وجَعَفَه وجأفه، وجَعفله وجفَله، إِذا صَرَعَه. وَقَالَ اللَّيْث: جُعف: حيّ من الْيمن. والجَعْف: شِدّةُ الصرع. فجع: الفجيعة: الرزيئة الموجعة، وَجَمعهَا فجائع. والتفجُّع: التوجّع والتضوُّر للمرزِئة. والفواجع: المصائب المؤلمة الَّتِي تفجع الْإِنْسَان بِمَا يعزُّ عَلَيْهِ من مالٍ أَو حميم، والواحدة فاجعة ودَهر فاجعٌ وَمَوْت فاجع. وَقد فجِع فلانٌ فَهُوَ

باب العين والجيم مع الباء

مفجوع. وفجعني الموتُ بفلانٍ، إِذا أصيبَ لَهُ حميم. وَقَالَ لبيد: فجَّعني الرَّعْد والصواعقُ بالفا رس يومَ الكريهةِ النَّجُدِ جفع: قَالَ بَعضهم: جَعفَه وجَفَعه، إِذا صَرَعَه. وَهَذَا مقلوب، كَمَا قَالُوا: جذب وجَبَذ. وروى بعضهُم بَيت جرير: وضيفُ بني عِقالٍ يُجْفَعُ الْجِيم، أَي يُصرع من الْجُوع. وَرَوَاهُ بَعضهم: (يُخفَع) بِالْخَاءِ. وَقد أهمل اللَّيْث جفع، وَلم يصحَّ لي فِيهِ شَيْء. (بَاب الْعين وَالْجِيم مَعَ الْبَاء) عجب، عبج، جبع، جعب، بعج: مستعملات. عجب: قَالَ الله جلّ وعزّ: {طِينٍ لاَّزِبٍ بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخُرُونَ} (الصَّافات: 12) قَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ: (بل عجبتُ ويسخرون) بِضَم التَّاء، وَهَكَذَا قَرَأَ عليّ وَابْن عَبَّاس. وَقَرَأَ ابْن كَثِير، وَنَافِع، وَابْن عَامر، وَعَاصِم، وَأَبُو عَمْرو: {طِينٍ لاَّزِبٍ} (الصَّافات: 12) بِنصب التَّاء. وَقَالَ الْفراء: وَالْعجب وَإِن أسْند إِلَى الله تَعَالَى فَلَيْسَ مَعْنَاهُ من الله كمعناه من الْعباد؛ أَلا ترى أَنه قيل {فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ} (التّوبَة: 79) وَلَيْسَ السُّخْريُّ من الله كمعناه من الْعباد. وَقَالَ الزّجاج: أصل الْعجب فِي اللُّغة أَن الْإِنْسَان إِذا رأى مَا ينكرُه ويَقِلُّ مثله قَالَ: قد عجبتُ من كَذَا. وعَلى هَذَا معنى قِرَاءَة من قَرَأَ (بل عجبتُ) ، لأنّ الْآدَمِيّ إِذا فَعَل مَا يُنكره الله جَازَ أَن يَقُول فِيهِ عجبتُ. وَالله قد عَلِم مَا أنكرهُ قبل كَونه، وَلَكِن الْإِنْكَار والعَجَب الَّذِي تلْزم بِهِ الحجّةُ عِنْد وُقُوع الشَّيْء. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العَجَب: النَّظر إِلَى شَيْء غير مألوف وَلَا مُعْتَاد. وَقَالَ: العِجْب: الَّذِي يحبُّ محادثة النِّسَاء وَلَا يَأْتِي الرِّيبة. والعُجْب: فَضلةٌ من الْحُمْق صَرَفَها إِلَى العُجْب. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: العَجْب والعِجْب والعُجْب: الرجل الَّذِي يُعجِبه القُعود مَعَ النِّساء. قَالَ: والعَجْب: عَجْب الذَّنب، وَهُوَ العُصعُص. وَقَالَ اللَّيْث: عَجِبَ يَعجَب عَجَباً، وأمرٌ عَجِيب وعُجاب. قَالَ: والاستعجاب: شدّة التعجُّب. وقصّةٌ عَجَب. وَيُقَال أعجبني هَذَا الشَّيْء وأُعجِبتُ بِهِ، وَهُوَ شيءٌ معجِبٌ، إِذا كَانَ حسنا جدّاً. والمُعجَب: الْإِنْسَان المُعجَب بِنَفسِهِ أَو بالشَّيْء تَقول: عجَّبت فلَانا بِشَيْء تعجيباً فعجِب مِنْهُ. قَالَ: وعُجوب الكُثبان: أواخرها المستدِقّة. وَقَالَ لبيد: بعُجوب أنقاء يَمل هَيَامُها وناقة عَجْباء بيِّنة العَجَب، إِذا دقَّ أَعلَى مؤخَّرها وأشرفت جاعرتاها، وَهِي خِلقة قبيحة فِيمَن كَانَت. قَالَ: والعَجْب من كل دابَّة: مَا ضُمَّت عَلَيْهِ الوركانِ من أصل الذَّنب المغروز فِي مُؤخر العَجُز. وَيُقَال لشَدَّ مَا عجُبت النَّاقة، إِذا دقَّ أَعلَى

مؤخّرها وأشرفت جاعرتُها. وَقَالَ الله تَعَالَى: (إنْ هَذَا لشَيْء عُجاب) خَفِيف، وَقَرَأَ أَبُو عبد الرحمان السُّلَميُّ: {وَاحِداً إِنَّ هَاذَا لَشَىْءٌ} (ص: 5) بِالتَّشْدِيدِ. قَالَ الْفراء: هُوَ مثل قَوْلهم رجل كريم وكُرَامٌ وكُرَّام، وكبير وكُبَار وكُبَّار. وَفِي (النَّوَادِر) : تعجَّبني فلانٌ وتفتَّنني، أَي تَصَبّاني. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس أَنه قَالَ: التعجُّب: أَن تَرَى الشَّيْء يُعجِبُك تظنُّ أنّك لم تَرَ مثلَه. قَالَ: وَقَوْلهمْ لله زيد كأنَّه أَي جَاءَ بِهِ الله من أَمر عَجِيب، وَكَذَلِكَ قَوْلهم: لله درُّه، أَي جَاءَ بدرِّه من أَمر عَجِيب لكثرته. عبج: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ إِسْحَاق بن الْفرج: سَمِعت شجَاعاً السُّلَميَّ يَقُول: العَبَكة: الرجُل البغيض الطَّغَامة الَّذِي لَا يَعِي مَا يَقُول وَلَا خير فِيهِ. قَالَ: وَقَالَ مُدركٌ الْجَعْفَرِي: هُوَ العَبَجة، جَاءَ بهما فِي بَاب الْكَاف وَالْجِيم. جعب: أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: الجعابيب: الْقصار من الرِّجَال. وَقَالَ اللَّيْث: الجُعْبوب: الدنيّ من الرِّجَال. ثعلبٌ عَن عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الجَعْبيّ: ضربٌ من النَّمْل. وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ نملٌ أَحْمَر. وَجمعه جَعْبِيَّات. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الجِعِبَّى والجَعْبَاء والجَعْواء، والناطقةُ الخرساء: الدُّبُر وَنَحْو ذَلِك. وَقَالَ اللَّيْث: الجَعْباء: الدُّبر. قَالَ: والجَعْبة: كنَانَة النُّشَّاب. وَقَالَ ابْن شُمَيل: الجَعْبة: المستديرة الواسعة الَّتِي على فمها طبقٌ من فَوْقهَا. قَالَ: والوفْضَة أَصْغَر مِنْهَا وأعلاها وأسفلها مستوي. قَالَ: وأمَّا الجعبة فَفِي أَعْلَاهَا اتساع وَفِي أَسْفَلهَا تبنيق ويفرَّج أَعْلَاهَا لئلاّ ينتكث ريش السِّهَام، لِأَنَّهَا تُكَبُّ فِي الجعبة كَبّاً، فظُباتُها فِي أَسْفَلهَا، ويُفَلطَح أَعْلَاهَا من قِبَل الريش، وَكِلَاهُمَا من شقيقتين من خَشَب. وَقَالَ الْأَصْمَعِي فِيمَا يروي عَنهُ أَبُو تُرَاب: ضربَه فجعَبه وجعفَه، إِذا ضربَ بِهِ الأَرْض. ويثقَّل فَيُقَال جعَّبه تجعيباً، أَي صرعَه. قَالَ: والمتجعِّب: الميّت أَيْضا. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: المِجْعَب: الصِّرِّيع من الرِّجَال يَصرَع وَلَا يُصرَع. وَفِي (النَّوَادِر) : جَيشٌ يتَجَعْبَى ويتجَرْبَى، ويتقبقب، ويتهبهب، ويتدربَى: يركب بعضُه بَعْضًا. جبع: أهمله اللَّيْث. وَأنْشد أَبُو الْهَيْثَم قولَ ابْن مُقْبِل: وطَفلةٍ غيرِ جُبّاعٍ وَلَا نَصَفٍ وَقَالَ: أَرَادَ غير قَصِيرَة. وَقَالَ غَيره: الجُبّاع: سهمٌ قصير يَرمِي بِهِ الصِّبيان. وَيُقَال للْمَرْأَة القصيرة جُبّاعٌ تَشْبِيها بِالسَّهْمِ الْقصير. بعج: قَالَ ابْن المظفر وَغَيره: يُقَال تبعَّج السحابُ بالمطر وانبعج، وتبعَّق وانبعق، إِذا انفرَج عَن الوَبْل الشَّديد. وَقَالَ العجّاج: حَيْثُ استهلَّ المُزْنُ أَو تبعَّجا

باب العين والجيم مع الميم

وَيُقَال بعَّج الْمَطَر تبعيجاً فِي الأَرْض، إِذا اشتدَّ وقعُه حتَّى فَحَص الْحِجَارَة. قَالَ: ورجلٌ بَعِجٌ كَأَنَّهُ مبعوجٌ الْبَطن من ضعف مَشيِه. قَالَ: وَيَقُولُونَ بَعَجه حبُّ فلانٌ، إِذا اشتدَّ وجدُه وحَزِن لَهُ. قلت: لَعَجَه حبُّه أصوبُ من بعجه، لأنّ البعج الشقُّ. يُقَال بعجَ بَطْنه بالسكّين، إِذا شقَّه وخضخضَه فِيهِ. وَقَالَ الْهُذلِيّ: كأنَّ ظُباتِها عُقُرٌ بَعيجُ شبّه ظُباتِ النصال بِنَار جمرٍ سُخِيَ فظهرت حُمرتُه. وَفِي الحَدِيث: (إِذا رَأَيْت مكّة قد بُعِجَتْ كظائمَ، وساوَى بناؤها رؤوسَ الْجبَال، فاعلمْ أنّ الْأَمر قد أظَلَّك) . بُعِجَتْ أَي شُقَّتْ وَفتح كظائمُها بعضُها فِي بعض واستُخرِج عيونها. والبواعج: أَمَاكِن فِي الرمل تَسترِقّ، فإِذا نبتَ فِيهَا النصيُّ كَانَ أرقَّ لَهُ وَأطيب. وَقَالَ الشَّاعِر يصف فرسا: فَإِذا لَهُ بالصَّيف ظِلٌّ باردٌ ونصِي باعجَةٍ ومَحضٌ مُنْقَعُ قَوْله (مُنْقَع) ، أَي أُديمَ لَهُ اللبنُ الْمَحْض يسقاه. من نقع الشيءُ إِذا دَامَ. وباعجَة: اسْم مَوضِع. (بَاب الْعين وَالْجِيم مَعَ الْمِيم) عمج، عجم، جمع، جعم، مجع، معج: مستعملات عجم: قَالَ الله جلّ وعزّ: {لَّقَالُواْ لَوْلاَ فُصِّلَتْءَايَاتُهُءَاعْجَمِىٌّ} (فُصّلَت: 44) . قَالَ الْفراء: قرىء (أاعجَميٌّ وعربيٌّ) بالاستفهام، وَجَاء فِي التَّفْسِير: أيكونُ هَذَا الرَّسُول عربيّاً والكتابُ أعجَميٌّ. قلت: وَمَعْنَاهُ أَن الله قَالَ: وَلَو جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أعجمياً لقالوا هلاّ فصّلت آيَاته عربيَّةَ مفصَّلَةَ الْآي. كأنّ التَّفصيل للسان الْعَرَب، ثمَّ ابْتَدَأَ فَقَالَ: أعْجميٌّ وعربيّ؟ حِكَايَة عَنْهُم، كَأَنَّهُمْ يعْجبُونَ فَيَقُولُونَ كتاب أعجميٌّ ونبيٌّ عَرَبِيّ، كَيفَ يكون هَذَا؟ فَكَانَ أشدَّ لتكذيبهم. وَقَالَ الْفراء: وَقِرَاءَة الْحسن بِغَيْر اسْتِفْهَام، كأنّه جعله من قبل الْكَفَرَة. والأعجم والأعجمي: الَّذِي لَا يُفصِح وَإِن كانَ عربيَّ النَّسب. والعَجَميّ: الَّذِي نسبته إِلَى الْعَجم وَإِن كَانَ يفصح. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: يُقرأ (أأعجميٌّ) بهمزتين، وَيقْرَأ (أعْجميٌّ) بِهَمْزَة وَاحِدَة بعْدهَا همزَة خَفِيفَة تشبه الْألف، وَلَا يجوز أَن تكون ألفا خَالِصَة لِأَن بعْدهَا عينا وَهِي سَاكِنة. وَيقْرَأ: (أَعَجميٌّ) بِهَمْزَة وَاحِدَة وَالْعين مَفْتُوحَة. قَالَ: وَقَرَأَ الْحسن: (أَعْجَميٌّ وعربيٌّ) بِهَمْزَة وَاحِدَة وَسُكُون الْعين. قَالَ: وَجَاء فِي التَّفْسِير أَن الْمَعْنى لَو جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أعجمياً لقالوا هلاّ بُيِّنت آيَاته أقرآن أعجميٌّ ونبيٌّ عربيّ. وَمن قَرَأَ (أأعْجميٌّ) بِهَمْزَة وَألف فَإِنَّهُ مَنْسُوب إِلَى اللِّسان الأعجميّ. تَقول: هَذَا رجلٌ أعجميٌّ، إِذا كَانَ لَا يُفصح، كَانَ من الْعَجم أَو من الْعَرَب. ورجُلٌ عَجَميٌّ، إِذا كَانَ من الْأَعَاجِم، فصيحاً كَانَ أَو غير فصيج. قَالَ: والأجود

فِي الْقِرَاءَة: (أأعجميّ) بِهَمْزَة وَألف على جِهَة النِّسْبَة إِلَى الْأَعْجَم. أَلا ترى قَوْله: {أَلِيمٍ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْءَاناً أعْجَمِيّاً لَّقَالُواْ لَوْلاَ فُصِّلَتْءَايَاتُهُءَاعْجَمِىٌّ وَعَرَبِىٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَءَامَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ وَالَّذِينَ} (فُصّلَت: 44) وَلم يقرأهُ أحد عَجمياً. وَأما قِرَاءَة الْحسن (أعجمي وعربي) فعلى معنى هلاَّ بيِّنت آيَاته فَجعل بعضُه بَيَانا للعجم، وَبَعضه بَيَانا للْعَرَب. قَالَ: وكلُّ هَذِه الْأَوْجه الْأَرْبَعَة سَائِغَة فِي العربيّةِ وَالتَّفْسِير. وَأَخْبرنِي أَبُو الْفضل عَن أبي الْعَبَّاس أَنه سُئِلَ عَن حُرُوف المعجم: لم سمِّيتْ مُعجماً؟ فَقَالَ: أمّا أَبُو عَمْرو الشيبانيّ فَيَقُول: أَعْجَمت أبْهَمت. قَالَ: والعَجَميّ مُبهَم الْكَلَام لَا يتبيَّن كَلَامه. قَالَ: وَأما الْفراء فَيَقُول: هُوَ من أعجمت الْحُرُوف. قَالَ: وَيُقَال قُفل مُعجَم، وأمرٌ معجَمٌ، إِذا اعتاص. قَالَ: وسمِعتُ أَبَا الهيْثم يَقُول: مُعجَم الخطّ هُوَ الَّذِي أعجمَه كَاتبه بالنُّقط. تَقول: أعجمتُ الكتابَ أُعجِمُه إعجاماً. وَلَا يُقَال عجَمتُه، إنَّما يُقَال عَجَمتُ الْعود، إِذا عَضِضتَه لتعرف صلابتَه من رَخاوته. قَالَ: والعَجْم: عضٌّ شَدِيد بالأضراس دونَ الثنايا. قَالَ: وَكَانُوا يعجمُون القِدحَ بَين الضِّرسين إِذا كَانَ مَعْرُوفا بالفَوز ليؤثروا فِيهِ أثرا يعرفونه بِهِ. وَفِي الحَدِيث: (العَجْماءُ جُرْحُها جُبَار) ، قَالَ أَبُو عبيد: أَرَادَ بالعجْماء البهيمةَ، سمِّيت عجماءَ لأنَّها لَا تتكلَّم. قَالَ: وكلُّ من لَا يقدر على الْكَلَام فَهُوَ أعجمُ ومُستعجِم. قَالَ: وَيُقَال قَرَأَ فلانٌ فاستَعجم عَلَيْهِ مَا يَقْرَؤُهُ، إِذا الْتبس عَلَيْهِ فَلم يتهيَّأ لَهُ أَن يمضيَ فِيهِ. وَقَالَ الْحسن: (صَلَاة النَّهار عَجْماء) مَعْنَاهُ أَنه لَا يُسمَعُ فِيهَا قِرَاءَة. قَالَ: وَمعنى قَوْله: (العَجْماء جُرحُها جُبارٌ) الْبَهِيمَة تَنْفَلِت فتصيب إنْسَانا فِي انفلاتها، فَذَلِك هَدَرٌ، وَهُوَ معنى الجُبَار. وَقَالَ غَيره: العَجَم جمع العجَميّ، وَكَذَلِكَ الْعَرَب جمع العربيّ. وَنَحْو هَذَا من جمعهم اليهوديَّ والمجوسي اليهودَ والمجوسَ. والعُجْم جمع الْأَعْجَم الَّذِي لَا يُفصِح، وَيجوز أَن يكون جمعَ العَجَم، فَكَأَنَّهُ جمع الجَمْع. وَكَذَلِكَ العُرْب جمع الْعَرَب، يُقَال هَؤُلَاءِ الْعَرَب والعَجَم، وَهَؤُلَاء العُرب والعُجم. قَالَ ذُو الرمّة: وَلَا يرى مثلَها عُجْمٌ وَلَا عَرَبُ فَأَرَادَ بالعُجْم جمع العَجَم، لِأَنَّهُ عطف عَلَيْهِ العَرَب. وَقَالَ اللَّيْث: المُعْجَم: الْحُرُوف المقطَّعة، سمِّيت معجَماً لِأَنَّهَا أَعْجَمِيَّة. قَالَ: وَإِذا قلت كتابٌ معجَّم فإنّ تعجيمَه تنقيطه لكَي تستبين عُجمتُه وتَضِحَ. قلت: وَالَّذِي قَالَه أَبُو الْعَبَّاس وَأَبُو الْهَيْثَم أبْيَن وأوضَح. وَقَالَ ابْن السّكيت وَغَيره: العَجَم: نَوى التَّمْر والنَّبِق، الْوَاحِدَة عَجَمة. والعَجَم. صِغار الْإِبِل، وَيجمع عُجوماً. والعَجْم: العَضّ. وَقَالَ فِي قَول عَلْقَمَة: سُلاّءةٌ كعصا النَّهديِّ غُلَّ لَهَا ذُو فَيئةٍ من نَوى قُرَّانَ معجومُ قَالَ ابْن السّكيت: معنى قَوْله (غُلّ) ، أَي أُدخِل لَهَا إدخالاً فِي بَاطِن الْحَافِر فِي مَوضِع النُّسور. وشبَّه النسور بنوى قُرّانَ

لأنَّها صِلاب. قَالَ: وَقَوله (ذُو فيئة) يَقُول: لَهُ مَرجوع. وَلَا يكون ذَلِك إلاّ من صلابته؛ وَهُوَ أَن يُطعم الْبَعِير النَّوى، ثمَّ يفتّ بعره فَيخرج مِنْهُ النَّوَى يُعلَفه مرّة أُخْرَى، وَلَا يكون ذَلِك إلاّ من صلابته. قَالَ: وَقَوله (معجوم) يُرِيد أَنه نوى الفمِ، وَهُوَ أَجود مَا يكون من النَّوَى؛ لِأَنَّهُ أَصْلَب من نوى النَّبِيذ الْمَطْبُوخ. قَالَ: وخطب الْحجَّاج يَوْمًا فَقَالَ: (إنّ أَمِير الْمُؤمنِينَ نكب كنانتَه فعَجَم عيدانها عُوداً عُوداً، فوجدني أمرَّها عوداً) ، يُرِيد أَنه قد رازَها بأضراسه ليمتحنَ صلابتها. وَقَالَ النَّابِغَة: فضلَّ يَعجُم أَعلَى الرَّوقِ منقبضاً أَي يعضّ أعْلى قَرنه وَهُوَ يقاتله. وَيُقَال فلانٌ صُلب المَعْجمة، وَهُوَ الَّذِي إِذا جرّستْه الأمورُ وُجِد صلباً. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: نَاقَة ذَات مَعْجَمة، أَي ذَات صلابة وشِدّة. وَأنْشد بَيت المرّار: جمالٌ ذَات معجمةٍ ونوقٌ عَواقدُ أمسَكتْ لَقحاً وحُولُ وَقَالَ غَيره: ذَات مُعْجمَة، أَي ذَات سِمَن. وَأنْكرهُ شمر. وَقَالَ اللَّيْث: يَقُول الرجل للرجل: طَال عهدي بك، مَا عجمَتْك عَيْني مُنْذُ كَذَا وَكَذَا، أَي مَا أخذَتْك. وَقَالَ اللحياني: رَأَيْت فلَانا فجعلَتْ عَيْني تَعجمُه، أَي كأنّها لَا تعرفه وَلَا تمْضِي فِي مَعْرفَته كأنّها لَا تُثبته. وَقَالَ أَبُو دَاوُد السِّنْجيّ: رَآنِي أعرابيٌّ فَقَالَ لي: تعجُمك عَيْني، أَي يتخيَّل إليّ أنِّي رَأَيْتُك. قَالَ: وَنظرت فِي الْكتاب فعجَمتُ، أَي لم أقفْ على حُرُوفه. وَأنْشد: على أنّ الْبَصِير بهَا إِذا مَا أعَار الطرفَ يَعجُم أَو يَفِيلُ واستعجَمتْ على المصلِّي قراءَتُه، إِذا لم تَحضُره. وَالْإِبِل تسمَّى عواجمَ وعاجماتٍ لِأَنَّهَا تعجُم الْعِظَام. وَمِنْه قَوْله: وكنتُ كعظم العاجمات اكتَنفْنَهُ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: فحلٌ أعجم: يهدر فِي شِقشقةٍ لَا ثُقْب لَهَا، فَهِيَ فِي شدقه لَا يَخْرجُ الصَّوتُ مِنْهَا. وهم يستحبّون إرسالَ الْأَخْرَس فِي الشَّول؛ لِأَنَّهُ لَا يكَاد يكون إلاّ مئناثاً. قَالَ: والعَجَمات: صخور تنْبت فِي الأودية. وَقَالَ أَبُو دُوَاد: عذبٌ كَمَاء المُزْنِ أَن زلَه من العَجماتِ باردْ يصف ريقَ جاريةٍ بالعُذوبة. ورُوي عَن أمّ سَلمَة أَنَّهَا قَالَت: (نَهَانَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن نَعجُم النَّوى طَبْخاً) ، وَهُوَ أَن يُبالغَ فِي طبخه وإنضاجه حتّى يتفتّت النَّوَى وَيفْسد. قَالَ القتيبيّ: مَعْنَاهُ أَنه أَن يُبَالغ فِي طبخه وإنضاجه. قَالَ: وَرَأى أَن تُؤْخَذ حلاوته عفوا، يَعْنِي حلاوة التَّمْر وَلَا يبلغ فِي ذَلِك النَّوَى، إمّا لِأَنَّهُ قوتٌ للدواجن فَيذْهب قوّته إِذا أنضج، أَو لأنّه يُفْسِد طعم السُّلاَفة. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ فِيمَا روى عَنهُ أَب

وَالْعَبَّاس: العَجْميّ من الرِّجَال: المميِّز الْعَاقِل. قَالَ: والعَجوم: النَّاقة القويّة على السَّفر. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: نَاقَة عَجَمجمةٌ: شَدِيدَة. وَأنْشد: باتت تُباري ورِشاتٍ كالقطا عجمجماتٍ خُشفاً تَحت السُّرَى الورِشات: الخِفاف. والخُشُف: الْمَاضِيَة فِي سَيرهَا بِاللَّيْلِ. (1 وَمن بَاب عجم: قَالَ أَبُو زيد: يُقَال إِنَّه لتعجُمك عَيْني، أَي كأنّي أعرفُك. وَيُقَال: لقد عجموني ولفَظوني، إِذا عرفوك. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: أنشدنا ابنُ الأعرابيّ لجُبيهاء: فَلَو أنَّها طافت بظِنْبٍ معجَّمٍ نفَى الرقَّ عَنهُ جَدبُه فَهُوَ كالحُ قَالَ: المعجّم: الَّذِي قد أُكلَ حتّى لم يَبقَ مِنْهُ إلاّ قَلِيل. والظِّنْب: أصل العرفج إِذا انسلخَ من ورقه 1) . عمج: أَبُو عبيد: يُقَال عَمَج فِي سيره ومَعَج، إِذا سَار فِي كلِّ وَجه، وَذَلِكَ من النشاط. والتعمُّج: التَّلوّي فِي السّير. وَيُقَال: تعمّج السيلُ فِي الْوَادي، إِذا تعوَّجَ يَمنةً ويَسرةً. وَقَالَ العجاج: ميّاحة تَمِيحُ مَشْياً رَهْوَجا تَدَافُعَ السَّيلِ إِذا تعمَّجا وَيُقَال: عَمَج فِي المَاء، إِذا سبَح. والعَموج: السابح فِي شعر أبي ذُؤَيْب. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: العَومَج: الحيَّة. والتعمُّج: التَّلوِّي. معج: يُقَال معج الرجلُ جاريتَه يَمعجُها، إِذا نكَحها، ومَعجَ المُلْمولَ فِي المُكحُلة، إِذا حرَّكه فِيهَا. وَقَالَ اللَّيْث: حِمارٌ مَعَّاج: يشتقُّ فِي عَدْوه يَمِينا وشِمالاً. وَقد مَعَج يَمعَج، إِذا جَرَى فِي كلّ وَجه. وَقَالَ العجّاج يصف العَيْر: غمر الأجاريِّ مِسَحّاً مِمعَجا وَالرِّيح تمعع فِي النَّبَات: تَقلبُه وتَفْليه. وَقَالَ ذُو الرمة: أَو نفحةٍ من أعالي حَنوةٍ مَعجَتْ فِيهَا الصَّبا مَوهناً والرَّوضُ مرهومُ قَالَ: والفصيل يَمعَج ضرعَ أمِّه، إِذا لهزَه وقلَّبَ فَاه فِي نواحيه ليستمكن. وَقَالَ عُقبة بن غَزْوان: فعل ذَلِك فِي مَعجة شبابه وغَلوة شبابه وعُنفُوانه. وَقَالَ غَيره: فِي موجة شبابه بِمَعْنَاهُ. مجع: أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: المِجْعة من النِّسَاء هِيَ الَّتِي تَكلَّمُ بالفُحش، وَالِاسْم مِنْهُ المَجَاعة. وَقَالَ ابْن الْفرج: سمعتُ جمَاعَة من قيس يَقُولُونَ: تماجَنَ الرجُلان وتماجعا، إِذا ترافثا. وَقَالَ غَيره: يُقَال للرجل إِذا أكل التمرَ

بِاللَّبنِ: قد تمجَّعه، وَهُوَ لَا يزَال يتمجَّع، وَهُوَ أَن يَحسُوَ حُسوةً من اللَّبن ويَلقَم عَلَيْهَا تَمرةً. وَذَلِكَ المجيع عِنْد الْعَرَب. وربَّما أُلقِيَ التمرُ فِي اللَّبَن حتّى يتشرَّبَه، فيؤكل التَّمر وتَبقى المُجَاعة، وَهِي فُضالة المَجِيع. ورجلٌ مَجَّاعة ومُجَّاعة، إِذا كَانَ يحبُّ المجيع. وَأنْشد اللَّيْث: جارتي للخبيصِ والهرُّ للفأ رِ وشاتي إِذا اشتهينا مجيعا كَأَنَّهُ قَالَ: وشاتي للمجيع إِذا اشتهيناه. جعم: قَالَ اللَّيْث: الجَعماء من النِّسَاء: الَّتِي أُنكرَ عقلُها هَرَماً. قَالَ: وَلَا يُقَال للرجُل أجْعَم. قَالَ: وَيُقَال للناقة المسنَّة جعماء، قَالَ: وجَعِم الرجُل جَعَماً، إِذا قرِم إِلَى اللَّحم وَهُوَ فِي ذَلِك أكول. ورجلٌ جَعِمٍ وامرأةٌ جَعِمة، وَبِهِمَا جَعَمٌ، أَي غِلظُ كلامٍ فِي سَعةِ خَلق. وَقَالَ العجاج: إِذْ جَعِمَ الذُّهلانِ أيَّ مَجْعَمِ أَي جَعِموا كَمَا يُقرَم إِلَى اللَّحم. وَقَالَ غَيره: الجَعْماء من النِّسَاء: الهَوْجاء البَلْهاء. وجَعِم الرجلُ لكذا، إِذا خفَّ لَهُ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الجِعْميُّ: الْحَرِيص. والجَعوم: الْمَرْأَة الجائعة. والجَعوم: الطَّموعُ فِي غير مطمع. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: جَعِم الرجلُ يَجعَم، إِذا طمِع جَعمَا. قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: الجَعماء: المسنة من النُّوق. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هِيَ الجمعاء والجعماء مَعًا. ابْن السّكيت: جَعِمت الإبلُ تجعَم جَعَماً، وَهُوَ طَرَفٌ من القَرَم، إِذا لم تَجِد حَمْضاً وَلَا عِضاهاً فتَقرَم إِلَيْهَا فتقضَم العِظامَ وخَروءَ الْكلاب. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال للدُّبر الجَعْماء والوَجْعاء، والجَهْوة، والصِّمارَى. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ الجَعَم: الجُوع. يُقَال يَا ابْن الجعماء. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: الجيعم الجائع. جمع: قَالَ الله عزّ وجلّ: {فَأَجْمِعُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَآءَكُمْ} (يُونس: 71) قَالَ الفرّاء: الْإِجْمَاع: الإعداد والعزيمة على الْأَمر. قَالَ: وَنصب {شُرَكَآءَكُمْ} (الأعرَاف: 195) بِفعل مُضْمر كَأَنَّك قلت: فَأَجْمعُوا أَمركُم وَادعوا شركاءكم. قَالَ: وَكَذَلِكَ هِيَ فِي قِرَاءَة عبد الله. وَأنْشد فِي الْإِجْمَاع: يَا لَيْت شعري والمُنى لَا تنفعُ هَل أغدُوَنْ يَوْمًا وأمري مُجمَعُ قَالَ الْفراء: فَإِذا أردْت جمع المتفرِّق قلت: جمعت القومَ فهم مجموعون، كَمَا قَالَ الله تَعَالَى: {ذالِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ} (هُود: 103) . قَالَ: وَإِذا أردْت كسبَ المَال قلت جمَّعت المَال، كَقَوْل الله تَعَالَى: {الَّذِي جَمَّعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ. وَقد يجوز {الَّذِى جَمَعَ} (الهُمَزة: 2) بِالتَّخْفِيفِ. وَقَالَ الزّجاج: الَّذِي قَالَه الْفراء غلطٌ فِي إضماره وَادعوا شركاءكم؛ لأنَّ الْكَلَام لَا فَائِدَة فِيهِ، لأَنهم كَانُوا يَدْعون شركاءهم لِأَن يُجمعوا أَمرهم. قَالَ: وَالْمعْنَى فَأَجْمعُوا أَمركُم مَعَ شركائكم. وَإِذا كَانَ الدُّعاء لغير شيءٍ فَلَا فَائِدَة فِيهِ. قَالَ: وَالْوَاو بِمَعْنى مَعَ كَقَوْلِك: لَو تُركت الناقةُ

وفصيلَها لرضيعها. الْمَعْنى لَو تُركت مَعَ فصيلها. قَالَ: وَمن قَرَأَ: (فاجمعوا أَمركُم وشركاءهم) بِأَلف مَوْصُولَة فَإِنَّهُ يعْطف (شركاءكم) مَعَ (أمركمْ) . قَالَ: وَيجوز فاجمعوا أَمركُم على شركائكم. وَقَالَ الأصمعيّ: جمعتُ الشَّيْء، إِذا جئتَ بِهِ من هَاهُنَا وَهَاهُنَا. قَالَ: وأجمعتُه، إِذا صيَّرتَه جَمِيعًا. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: وأولاتِ ذِي العَرْجاء نَهبٌ مُجمَعُ وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله جلّ وعزّ: {فَأَجْمِعُواْ كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُواْ صَفّاً} (طاه: 64) قَالَ: الْإِجْمَاع: الإحكام والعزيمة على الشَّيْء، تَقول: أجمعتُ الخروجَ وأجمعتُ على الْخُرُوج. قَالَ: وَمن قَرَأَ: {فاجمعوا كيدكم فَمَعْنَاه لَا تدَعوا من كيدكم شَيْئا إِلَّا جئْتُمْ بِهِ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: أجمع أمرَه، أَي جعله جَمِيعًا بَعْدَمَا كَانَ متفرِّقاً. قَالَ: وتفرُّقه أَنه جعل يدبِّره فَيَقُول مرّةً أفعل كَذَا وَمرَّة أفعل كَذَا، فَلَمَّا عزمَ على أمرٍ مُحكم أجمعَه، أَي جعله جَمِيعًا. قَالَ: وَكَذَلِكَ يُقَال أجمعتُ النَّهب. والنَّهب: إبلُ القومِ الَّتِي أغار عَلَيْهَا اللُّصوص فَكَانَت متفرِّقةً فِي مراعيها فجمعوها من كلّ ناحيةٍ حتّى اجتمعتْ لَهُم ثمَّ طردوها وساقوها، فَإِذا اجْتمعت قيل أجمعوها. وَأنْشد: نهبٌ مُجمَعُ وَقَالَ بَعضهم: جمعت أَمْرِي. وَالْجمع: أَن تجمع شَيْئا إِلَى شَيْء. وَالْإِجْمَاع: أَن تجْعَل المتفرّقَ جَمِيعًا، فَإِذا جعلته جَمِيعًا بَقِي جَمِيعًا وَلم يكد يتفرَّق، كالرأي المعزوم عَلَيْهِ المُمضَى. وَقَالَ غَيره فِي قَول أبي وَجْزة السعديّ: وأجمعتِ الهواجرُ كلَّ رَجعٍ من الأجماد والدَّمِث البَثاءِ أَجمعت: أيبسَتْ. والرَّجع: الغدير. والبَثاء: السهل. وَقَالَ بَعضهم: أجمعْتُ الْإِبِل: سقتُها جَمِيعًا. وأجمعَتِ الأرضُ سَائِلَة وَأجْمع الْمَطَر الأَرْض، إِذا سَالَ رَغابُها وجَهادُها كلُّها. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {ءَامَنُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ إِذَا نُودِىَ لِلصَّلَواةِ مِن يَوْمِ} (الجُمُعَة: 9) قَالَ الْفراء: خفّفها الْأَعْمَش وثقَّلها عاصمٌ وَأهل الْحجاز. قَالَ: وفيهَا لُغَة: الجُمْعة، وَهِي لبني عُقيل. قَالَ: وَلَو قرىء بهَا لَكَانَ صَوَابا. قَالَ: وَالَّذين قَالُوا الجُمعَةَ ذَهَبُوا بهَا إِلَى صفة الْيَوْم أنّه يجمع النَّاس، كَمَا يُقَال رجلٌ هُمَزة لمُزَة: ضُحَكة. وَقَالَ اللَّيْث: الجمْعة يَوْم خُصَّ بِهِ لِاجْتِمَاع النَّاس فِي ذَلِك الْيَوْم، وَتجمع على الجُمُعات والجُمَع، وَالْفِعْل مِنْهُ جمَّع الناسُ، أَي شهِدوا الْجُمُعَة. قلت: الْجُمُعَة تثقَّل وَالْأَصْل فِيهَا التَّخْفِيف جُمْعة. فَمن ثقل أتبع الضمّةَ، وَمن خفّف فعلى الأَصْل. والقراء قرءوها بالتثقيل. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه ذكر الشُّهَدَاء

فَقَالَ: (وَمِنْهُم أَن تَمُوت الْمَرْأَة بجُمْع) ، قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو زيد والكسائيّ: يَعْنِي أَن تَمُوت وَفِي بَطنهَا ولد. وَقَالَ الكسائيّ: وَيُقَال بجَمْعٍ أَيْضا. قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ غَيرهمَا: وَقد تكون الَّتِي تَمُوت بجُمع أَن تَمُوت لم يمسَّها رجل. قَالَ: وَرُوِيَ ذَلِك فِي الحَدِيث: (أيُّما امرأةٍ مَاتَت بجُمْع لم تُطمثْ دخلت الجنّة) . وَأنْشد أَبُو عبيد: وردْناه فِي مجْرى سُهيل يَمَانِيا بصُعرِ البُرَى من بَين جُمعٍ وخادِجِ قَالَ: والجُمْع: النَّاقة الَّتِي فِي بَطنهَا ولدٌ. والخادج: الَّتِي أَلْقَت ولدَها. أَبُو الْعَبَّاس: الجُمَّاع: الضُّروب من النَّاس المتفرّقون. وَأنْشد قَول ابْن الأسلت: من بَين جَمع غيرِ جُمّاعِ وَالْجمع: اسْم لجَماعَة النَّاس. ويُجمَع جموعاً. وَقَالَ اللَّيْث: جُمَّاع كلّ شَيْء: مُجْتَمع خَلْقِه. من ذَلِك جُمّاع جسَدِ الْإِنْسَان. قَالَ: وجُمَّاع الثَّمرة وَنَحْوهَا، إِذا اجْتمعت براعيم فِي موضعٍ واحدٍ على حملهَا. وَقَالَ ذُو الرمّة: وَرَأس كجُمَّاع الثّريا ومِشفرٌ كسِبْتِ اليَمَاني قَدُّه لم يُحَرَّدِ وروى ابْن هانىء عَن أبي زيد: مَاتَت النساءُ بأجماع، والواحدة بجُمْع، وَذَلِكَ إِذا مَاتَت وولدُها فِي بَطنهَا، ماخضاً كَانَت أَو غير ماخض. قَالَ: وَإِذا طلّق الرجلُ امْرَأَته وَهِي عذراء لم يدخلْ بهَا قيل طُلِّقَتْ بجُمْع، أَي طُلّقتْ وَهِي عذارء لم يدْخل بهَا؛ وَكَذَلِكَ إِذا مَاتَت وَهِي عذراء قيل: مَاتَت بِجمع. وَيُقَال ضربوه بأجماعهم، إِذا ضَربوه بِأَيْدِيهِم. وضربه بِجُمْعِ كفِّه. وَيُقَال: أَمركُم بجُمْع فَلَا تُفشوه، أَي أَمركُم مُجْتَمع فَلَا تفرّقوه بالإظهار. وَقَالَ أَبُو سعيد: يُقَال أدام الله جُمعَةَ بَيْنكُمَا، كَقَوْلِك أدام الله ألفة مَا بَيْنكُمَا. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه أُتي بتمرٍ جنيبٍ فَقَالَ: من أَيْن لكم هَذَا؟ قَالُوا: إِنَّا لنأخُذ الصَّاعَ من هَذَا بالصاعين. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (فَلَا تَفعلُوا، بِعْ الجَمْع بِالدَّرَاهِمِ وابتعْ بالدَّراهم جنيباً) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيّ: كلُّ لونٍ من النّخل لَا يُعرف اسْمه فَهُوَ جَمْع. يُقَال قد كثُر الجَمْع فِي أَرض فلانٍ، لنخلٍ يخرج من النَّوَى. ومزدلفة يُقَال لَهَا جَمْع. وَقَالَ ابْن عَبَّاس: (بعثَني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الثَّقَل من جَمع بلَيْل) . وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: ضربت فلَانا بجُمْع كفّي، وَمِنْهُم من يكسر فَيَقُول بِجِمْع كفي. وَتقول أعطيتُك من الدَّرَاهِم جُمْعَ الكفّ كَمَا تَقول مِلْء الكفّ. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال الْمَسْجِد الجامعُ نعتٌ لَهُ لِأَنَّهُ عَلامَة للاجتماع يَجمع أَهله. قَالَ: وَلَا يُقَال مَسْجِد الْجَامِع. قلت: النحويون أَجَازُوا جَمِيعًا مَا أنكرهُ اللَّيْث. وَالْعرب تضيف الشَّيْء إِلَى نَفسه

وَإِلَى نَعته إِذا اخْتلف اللفظان، كَمَا قَالَ الله جلّ وعزّ: {الزَّكَواةَ وَذَلِكَ دِينُ} (البَيّنَة: 5) وَمعنى الدّين المِلّة كَأَنَّهُ قَالَ: وَذَلِكَ دينُ الملّة القيِّمة. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: الْعَرَب تضيف الِاسْم إِلَى نَعته كَقَوْلِه جلّ وعزّ: {الْجَنَّةِ وَعْدَ} (الْأَحْقَاف: 16) و {وُوِوَعْدَ الْحَقِّ} (إِبْرَاهِيم: 22) وصلاةُ الأولى، وَمَسْجِد الجامعِ. قلت: وَمَا علمت أحدا من النحويِّين أبَى إجازتَه، وَإِنَّمَا هُوَ الْوَعْد الصِّدقُ، والمسجدُ الجامعُ، وَالصَّلَاة الأولى. وَقَالَ اللَّيْث: المَجمَع يكون اسْما للنَّاس، وللموضع الَّذِي يَجْتَمعُونَ فِيهِ. قَالَ: وَالْجَمَاعَة: عددُ كلِّ شيءٍ وكثرته. والجِماع: مَا جَمَع عددا، كَمَا تَقول: جِماع الخباء أخبية. وَقَالَ الْحسن: (اتَّقوا هَذِه الْأَهْوَاء الَّتِي جِمَاعهَا الضَّلَالَة ومعادها النَّار) . وَكَذَلِكَ الْجَمِيع، لِأَنَّهُ اسْم لَازم. وَقَالَ اللَّيْث: رجل جَمِيع، أَي مُجْتَمع فِي خَلْقه. وَأما المُجتمِع فَالَّذِي اسْتَوَت لحيتُه وَبلغ غايةَ شبابه، وَلَا يُقَال للنِّسَاء. وَأنْشد أَبُو عبيد: قد سادَ وَهُوَ فَتى حَتَّى إِذا بلغَتْ أَشدُّهُ وغلا فِي الْأَمر واجتمعا وَيُقَال للرجل إِذا اسْتَوَت لحيته: مُجتمِع، ثمَّ كَهْلٌ بعد ذَلِك. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: لَك هَذَا المَال أجمعُ، وَلَك هَذِه الحِنطة جمعاءُ، وَهَؤُلَاء نسوةٌ هنَّ جُمَعُ لَك، غير منوَّن وَلَا مَصْرُوف. قَالَ: وَتقول: استجمعَ السَّيلُ، واستجمَعَتْ للمرء أمورُه، واستجمعَ الفرسُ جَرْياً. وَأنْشد: ومستجمع جَريا وَلَيْسَ ببارحٍ تُباريه فِي ضاحي المِتانِ سواعدُه يَعْنِي السَّراب. وسواعده: مجاري المَاء. والمجامعة والجِماع: كِنَايَة عَن النِّكاح. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الجمعاء: النَّاقة الكافَّة الهرمة. ابْن بزرج: يُقَال أَقمت عِنْده قَيظةً جَمْعَاء وَلَيْلَة جَمْعَاء. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: قِدرٌ جِماعٌ وجامعة، وَهِي الْعَظِيمَة. وَقَالَ الكسائيّ: أكبر البِرام الْجِمَاع، ثمَّ الَّتِي تَليها المِئكلة. وَيُقَال فلانٌ جماعٌ لبني فلَان، إِذا كَانُوا يأوُون إِلَى رَأْيه وسُودده، كَمَا يُقَال مَرَبٌّ لَهُم. وَاشْترى دابّةً جَامعا: تصلُح للسَّرج والإكاف. وأتان جَامع: أوّلَ مَا تحمل. وَقَالَ اللحياني: ذهب الشَّهْر بجُمْعٍ وبجمْع، أَي أجمع. وفلانٌ جَمِيع الرَّأْي، أَي لَيْسَ بمنتشر الرَّأْي. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: المَجمعة: الأَرْض القَفْر. والمَجمَعة: مَا اجتَمع من الرمال، وَهِي المَجامع. وَأنْشد: بَات إِلَى نَيْسبِ خَلَ خادعِ وَعْثِ النِّهاض قاطعِ المجامع بالأَمِّ أَحْيَانًا وبالمُشايِعِ

أبواب العين والشين

المشايع: الدَّلِيل الَّذِي يُنَادي إِلَى الطَّرِيق يَدْعُو إِلَيْهِ. وَقَالَ ابْن السّكيت: أجمع الرجلُ بناقته، إِذا صَرَّ أخلافَها أجمع. وَكَذَلِكَ أكمشَ بهَا. وجمَّعتِ الدجاجةُ تجميعاً، إِذا جَمعت بيضها فِي بَطنهَا وَيُقَال لِلْجَارِيَةِ إِذا شبّت؛ قد جمَعت، أَي لبست الدِّرع والخمار. وَيُقَال استأجرته مشاهرةً ومجامَعة، أَي كلَّ جُمعةٍ بِكَذَا. وَاسْتَجْمَعَ البقلُ: إِذا يبس كلُّه. وَاسْتَجْمَعَ الْوَادي، إِذا لم يبْق مِنْهُ موضعٌ إلاّ سالَ. وَاسْتَجْمَعَ القومُ، إِذا ذَهَبُوا كلُّهم لم يبقَ مِنْهُم أحد، كَمَا يستجمع الْوَادي بالسَّيل. وَرُوِيَ عَن عمر بن عبد الْعَزِيز أَنه قَالَ: (عجبتُ لمن لاحَنَ الناسَ كَيفَ لَا يعرف جوامعَ الْكَلم) يَقُول: كَيفَ لَا يقْتَصر على الإيجاز وَيتْرك الفضولَ من الْكَلَام. وَهُوَ من قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أوتيتُ جوامعَ الكَلِم) يَعْنِي الْقُرْآن وَمَا جَمَع الله عزَّ وجلَّ بِلُطْفِهِ من الْمعَانِي الجَمَّة فِي الْأَلْفَاظ القليلة، كَقَوْلِه تَعَالَى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِض عَنِ الْجَاهِلِينَ} (الأعرَاف: 199) . (أَبْوَاب الْعين والشين) ع ش ض) ع ش ص) أهملت وجوهُها. (بَاب الْعين والشين مَعَ السِّين) اسْتعْمل من وجوهه: شسع: أَبُو عبيد عَن أبي زيد: شَسَعْت النَّعْل وأشسعتُها إِذا جعلتَ لَهَا شِسعاً. ابْن بُزْرُج: يُقَال شَسِعت النَّعلَ، وقَبِلت وشرِكتْ، إِذا انْقَطع كلُّ ذَلِك مِنْهَا. قَالَ: وَيَقُولُونَ للرجل الْمُنْقَطع الشسع: شاسع. وَأنْشد: من آل أخنس شاسع النعلِ يَقُول: منقطِعه. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: أشسعت النَّعْل وشسَّعتها: جعلت لَهَا شسعاً. وَقَالَ اللَّيْث: الشِّسع السَّير نَفسه، وَجمعه شُسوع. قَالَ: والشاسع: الْمَكَان الْبعيد، وَقد شَسَع شسوعاً. وربَّما زادوا فِي الشِّسع نوناً. وَأنْشد: ويل لأجمال الكرِيِّ منّي إِذا غدوتُ وعدونَ إنّي أحدو بهَا مُنْقَطِعًا شِسْعَنّى فَأدْخل النُّون. وَقَالَ الْمفضل: الشِّسع: جُلُّ مالِ الرجل، يُقَال ذهب شِسع مَاله، أَي أَكْثَره. وَأنْشد: عَداني عَن بَنِيَّ وشِسْع مَالِي حِفاظٌ شَفَّني ودمٌ ثقيلُ وشِسع الْمَكَان: طَرَفه؛ يُقَال حللنا شِسعَيِ الدَّهناء. وكلُّ شَيْء نبا وشخَص فقد شَسَع. وَقَالَ بِلَال بن جرير: لَهَا شاسِعٌ تَحت الثِّيَاب كَأَنَّهُ قَفا الديك أوفَى غُرفه ثمَّ طرَّبا ويروى: (أوفى غُرفةً) .

باب العين والشين مع الزاي

وروى عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الأحوز: القُبَضة من الرِّعاء الحسنُ الْقيام على مَاله. وَهُوَ الشِّسع أَيْضا، وَهُوَ الصِّيصةُ أَيْضا. وَقَالَ شمر: قَالَ محَارب: إنَّ لَهُ شِسْعَ مالٍ، وَهُوَ الْقَلِيل. قَالَ: وَقَالَ العُقيلي: الشِّسع: مَا ضَاقَ من الأَرْض. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: عَلَيْهِ شسعٌ من المَال، ونَصِيّةٌ، وعُنصلة، وعِنْصِيَة؛ وَهِي البقيَّة. وَأنْشد بَيت المرار: عَداني عَن بنيّ وشِسع مَالِي قَالَ: وَيُقَال فلانٌ شِسع مَال، كَقَوْلِك أيِّلُ مَال وإزاءُ مَال. وَيُقَال شَسعت دَاره شُسوعاً، إِذا بَعدت. (بَاب الْعين والشين مَعَ الزَّاي) اسْتعْمل من وجوهه: عشز: أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: عشز الرجل يَعشِز عَشَزاناً، وَهِي مِشية الْمَقْطُوع الرِّجل. اللَّيْث: العَشْوَزُ: مَا صلُب مسلكُه من طريقٍ أَو أَرض. وَأنْشد لِلشَّمّاخ: المقفِراتُ العشاوزُ وقالهُ أَبُو عَمْرو وَأنْشد: تَدقّ شُهبَ طلحِهِ العشاوزُ (بَاب الْعين والشين مَعَ الطَّاء) اسْتعْمل من وجوهه: عشط، عَطش عشط: قلت: لم أجد فِي بَاب ثلاثيِّ عشط شَيْئا صَحِيحا. العَنْشط والعشَنَّط مِن رباعيِّه، وَالنُّون زَائِدَة. وروى أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ أَنه قَالَ: العَشَنَّط بتَشْديد النُّون، والعَنْشَط بتسكين النُّون: الطَّويل. عَطش: قَالَ اللَّيْث وَغَيره: يُقَال رجلٌ عطشان وَامْرَأَة عَطْشَانَة وعطشَى، والجميع عِطاش. وَقد عَطِش يَعْطَش عطشاً. وَتقول: هُوَ عاطِشٌ غَدا. والمعاطش: مَوَاقِيت الظِّمْء. قلت: وَاحِدهَا مَعطَش، وَقد يكون المعطش مصدرا لعطش يعطش. وَيُقَال عطّشت الإبلَ إِذا زِدْت فِي ظِمئها وحبستَها عَن المَاء يومَ وِردِها، فَإِن لم تبالغ فِي ذَلِك قلت أعطشتها والمُعَطَّش: الْمَحْبُوس عَن المَاء عمدا. اللِّحياني: مَكَان عَطِشٌ وعَطُشٌ، أَي قَلِيل المَاء. قَالَ: وَيُقَال رجل عَطشانُ نطشان، وقومٌ عَطاشَى وعُطاشَى. وَقد أعطشَ فلَان وإنّه لمُعْطِشٌ، إِذا عطشت إبلُه وَهُوَ لَا يُرِيد ذَلِك. ورجلٌ مِعطاشٌ وامرأةٌ مِعطاش. (بَاب الْعين والشين مَعَ الذَّال) اسْتعْمل من وجوهها شعذ: قَالَ اللَّيْث: اسْتعْمل مِنْهُ الشَّعوذة والشَّعوذيّ. قَالَ: وَلَيْسَ من كَلَام أهل الْبَادِيَة. فأمَّا الشعوذة فخِفَّة فِي الْيَد وأُخَذٌ كالسِّحر، يُرَى الشَّيْء بِغَيْر مَا هُوَ عَلَيْهِ أَصله فِي رَأْي الْعين. قَالَ: والشَّعوذيّ

باب العين والشين مع الثاء

اشتقاقه مِنْهُ، لسرعته، وَهُوَ الرَّسول لِلْأُمَرَاءِ على الْبَرِيد. (بَاب الْعين والشين مَعَ الثَّاء) شعث: رُوِيَ عَن عمر أَنه سَأَلَ زيدا عَن الجَدِّ وَالإِخْوَة فَقَالَ لَهُ: (شَعِّثْ مَا كنت مُشعِّثاً) قَالَ شمر: فسَّرهُ شُعْبَة قَالَ: التشعيث: التَّفْرِيق. وَيُقَال تشعَّثه الدَّهْر، أَي أَخذه. قَالَ: وتشعّثَ مالَه، إِذا أخذَه. قَالَ: وشَعِثْتُ من الطَّعَام: أكلت قَلِيلا. ولمّ الله شَعَثه، أَي جمع مَا تفرَّق مِنْهُ. وَمِنْه شَعَث الرَّأْس. وَقَالَ اللَّيْث: تَقول رجل أَشْعَث وشَعِثٌ وشَعْثَانُ الرَّأْس. وَقد شعِث يشعَث شَعَثاً وشُعوثة. وشعّثته أَنا تشعيثاً، وَهُوَ المغبَرّ الرَّأْس المنتَتِفُ الشّعْر الحافُّ الَّذِي لم يَدَّهن. قَالَ: والتشعُّث: التفرُّق والتنكّث، كَمَا يتشعّث رَأس المسواك. والتشعُّث: انتشار الْأَمر. وَأنْشد: لمَّ الْإِلَه بِهِ شعثاً ورمَّ بِهِ أمورَ أمّتهِ وَالْأَمر منتشرُ وَقَالَ النَّابِغَة: فلستَ بمستبقٍ أَخا لَا تَلُمُّه على شَعَثٍ أيُّ الرجالِ المهذَّبُ والأشعث: اسْم الوتد، سمِّى أشعثَ لتشعُّث رَأسه؛ وَمِنْه قَوْله: وَأَشْعَث عاري الضَّرتين مُشَجَّج بأيدي السَّبايا لَا أرى مثله جَبرا قَالَ: والمشعَّث فِي الضَّرب الْخَفِيف من الشّعْر: مَا صَار فِي آخِره مَكَان فاعلن مفعولن كَقَوْل سَلامَة بن جندل: وكأنَّ ريقتَها إِذا نبَّهتَها صهباءُ عَتَّقَها لشَرْبٍ ساقي قَالَ: وَيُقَال فِي الدُّعَاء: لمَّ الله شَعَثكم وجَمَع شَعْبكم، ولمّ الله شَعَثَ أمة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَي جمع كلمتَهم. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال للبُهمى إِذا يَبِس سفاه: أَشْعَث. قَالَ ذُو الرمّة: مَا زَالَ مُذْ أوجفَتْ فِي كلِّ ظاهرةٍ بالأشعث الفردِ إلاّ وَهُوَ مهمومُ قَالَ الْأَصْمَعِي: أَسَاءَ ذُو الرمّة فِي هَذَا الْبَيْت، وَإِدْخَال (إلاّ) هَاهُنَا قَبِيح، كَأَنَّهُ كره لَهُ إِدْخَال تَحْقِيق على تَحْقِيق. وَلم يُرد ذُو الرمّة مَا ذهبَ إِلَيْهِ، إِنَّمَا أَرَادَ لم يَزَلْ من مكانٍ إِلَى مَكَان يستقري المراتعَ إلاّ وَهُوَ مهموم، لأنّه رأى المراعي قد يَبِسَتْ. ف (مَا زَالَ) هَاهُنَا لَيْسَ بتحقيق، إِنَّمَا هُوَ كَلَام مجحودٌ فحقَّقه ب (إلاّ) . (بَاب الْعين والشين مَعَ الرَّاء) عشر، عرش، شرع، رعش، شعر: مستعملات عشر: قَالَ اللَّيْث: العَشْر عدد المؤنّث، وَالْعشرَة عدد المذكّر، فَإِذا جَاوَزت الْعشْرَة أنَّثت الْمُذكر وذكَّرتَ الْمُؤَنَّث، تَقول عشر نسْوَة وَعشرَة رجال، فَإِذا جاوزْت الْعشْر فإنّ ابْن السّكيت حكَى عَن الْفراء تَقول فِي الْمُذكر أحد عشَر. قَالَ: وَمن الْعَرَب من يسكِّن الْعين فَيَقُول أَحَدَ عْشَر، وَكَذَلِكَ يسكّنها إِلَى تسعةَ عشَر، إلاّ اثْنَي عشر فإنّ

َ الْعين مِنْهُ لَا تسكّن لسكون الْألف وَالْيَاء قبلهَا. قَالَ: وَالْعدَد منصوبٌ مَا بَين أحدَ عشرَ إِلَى تسعةَ عشرَ فِي النصب وَالرَّفْع والخفض، إلاَّ اثْنَي عشر فَإِن اثنَيْ واثنتي يعربان لِأَنَّهُمَا على هجاءين. قَالَ: وَإِنَّمَا نُصب أحد عشر وَأَخَوَاتهَا لأنَّ الأَصْل أحدٌ وعَشَرة، فَأسْقطت الْوَاو وصيِّرا جَمِيعًا اسْما وَاحِدًا، كَمَا تَقول: هُوَ جاري بيتَ بيتَ، ولقيتُه كِفَّةَ كِفَّة، وَالْأَصْل بيتٌ لبيتٍ، وكِفَّةٌ لِكفَّة، فصُيِّرتا اسْما وَاحِدًا. وَتقول فِي الْمُؤَنَّث إِحْدَى عَشَرة، وَمن الْعَرَب من يكسر الشين فَيَقُول عَشِرة، وَمِنْهُم من يسكّن الشين فَيَقُول إِحْدَى عَشْرة، وَكَذَلِكَ اثْنَتَيْ عَشَرة، واثنتي عَشِرة واثنتي عَشْرة، وثِنتيْ عَشَرة وعَشِرة وعَشْرة. قَالَ: وَتسقط الْهَاء من النيِّف فِيمَا بَين ثَلَاث عشرَة إِلَى تسع عشرَة من الْمُؤَنَّث. وَإِذا جُزتَ إِلَى الْعشْرين اسْتَوَى المذكّر والمؤنّث فَقلت عشرُون رجلا وَعِشْرُونَ امْرَأَة. قَالَ: وَتقول: هَذَا الْوَاحِد وَالثَّانِي وَالثَّالِث إِلَى الْعَاشِر فِي الْمُذكر، وَفِي الْمُؤَنَّث: هَذِه الْوَاحِدَة وَالثَّانيَِة وَالثَّالِثَة والعاشرة. وَتقول: هُوَ عَاشر عَشَرةٍ وَهِي عاشِرةُ عَشْرٍ. فَإِذا كَانَ فيهنَّ مُذَكّر قلت: هِيَ عاشرة عَشَرةٍ، غلَّبتَ الْمُذكر على الْمُؤَنَّث. وَتقول: هُوَ ثالثُ ثلاثةَ عشرَ، أَي هُوَ أحدهم. وَفِي الْمُؤَنَّث: ثالثةُ ثلاثَ عشرةَ لَا غير بِالرَّفْع فِي الأول. وَتقول: هُوَ ثالثُ عَشَرَ وَهُوَ ثالثَ عشرَ، يَا هَذَا، بِالرَّفْع وَالنّصب، وَكَذَلِكَ إِلَى تِسْعَة عشر. فَمن رفَع قَالَ: أردْت هُوَ ثالثُ ثلاثةَ عشرَ، فألقيتُ الثلاثةَ وتركتُ ثالثَ على إعرابه. وَمن نصبَ قَالَ: أردْت هُوَ ثالثُ ثلاثةَ عَشَر، فَلَمَّا أسقطت الثلاثةَ ألزمْتُ إعرابَها الأوّلَ ليُعلَم أنّ هَاهُنَا شَيْئا محذوفاً. وَتقول فِي الْمُؤَنَّث: هِيَ ثالثةُ عَشْرة وَهِي ثالثةَ عَشْرة. وَتَفْسِير الْمُؤَنَّث مثل تَفْسِير الْمُذكر. وَتقول: هُوَ الْحَادِي عَشرَ وَهُوَ الثَّانِي عشر وَالثَّالِث عَشَرَ إِلَى الْعشْرين، مَفْتُوح كلُّه. وَفِي الْمُؤَنَّث: هَذِه الحاديةَ عشرةَ والثانيةَ عشرةَ إِلَى الْعشْرين، تدخل الْهَاء فِيهَا جَمِيعًا. وَقَالَ الكسائيّ: إِذا أدخلتَ فِي الْعدَد الْألف وَاللَّام فأدخِلْهُما فِي الْعدَد كلِّه، فَتَقول: مَا فعَلَت الأحدَ عَشَرَ الألفَ الدِّرْهَم. والبصريون يدْخلُونَ الألفَ وَاللَّام فِي أوّله فَيَقُولُونَ: مَا فعلت الْأَحَد عشرَ ألف دِرْهَم. وَقَالَ اللَّيْث: تَقول: عشرتُ القومَ: صرتُ عاشرَهم، وَكنت عاشرَ عَشْرة. قَالَ: وعشرت القومَ وعَشَرتُ أَمْوَالهم، إِذا أخذتَ مِنْهُم العُشْر، وَبِه سمِّي العَشَّار. والعُشْر: جُزْء من العشَرة، وَهُوَ العَشِير والمِعشار. قَالَ: وَتقول: جاءَ الْقَوْم عُشَار عُشَارَ، ومعشر مَعشر، أَي عشرَة عشرَة، كَمَا تَقول: جَاءُوا أُحاد أُحاد، وثُناء ثُناءَ، ومَثنى مَثني. قَالَ: والعِشْر: ورد الْإِبِل يَوْم الْعَاشِر. وَفِي حسابهم: العِشْر التَّاسِع. وإبلٌ عواشر: ترِد المَاء عِشراً، وَكَذَلِكَ الثوامن

والسوابع والخوامس. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: إِذا وَردت الْإِبِل كلَّ يَوْم قيل: وردَتْ رِفْهاً، فَإِن وردَتْ يَوْمًا وَيَوْما لَا قيل: وردتْ غِبّاً، فَإِذا ارتفعتْ عَن الغِبِّ فالظِّمْء الرِّبع، وَلَيْسَ فِي الْورْد ثِلثٌ، ثمَّ الخِمس إِلَى العِشْر. فَإِن زَادَت فَلَيْسَ لَهَا تسميةُ وِردٍ، وَلَكِن يُقَال: هِيَ ترِدُ عشرا وغِبّاً وعِشْراً ورِبعاً إِلَى الْعشْرين، فَيُقَال حينئذٍ ظِمؤها عِشرانِ. فَإِذا جاوزَت الْعشْرين فَهِيَ جوازىء. وَقَالَ اللَّيْث: إِذا زَادَت على الْعشْرَة قَالُوا: وردنا رِفهاً بعد عِشر. قَالَ: وعشّرتُ الشيءَ تعشيراً، إِذا كَانَ تِسْعَة فزدت وَاحِدًا حتّى تَمَّ عَشرة. قَالَ: وعَشَرْتُ، خَفِيفَة: أخذتُ وَاحِدًا من عشرَة فَصَارَ تِسْعَة. فالعشور نُقصان والتعشير زِيَادَة وَتَمام. وَقَالَ اللَّيْث: قلتُ للخليل: مَا معنى الْعشْرين؟ قَالَ: جمَاعَة عِشْر قلت: فالعِشْر كم يكون؟ قَالَ: تِسْعَة. قلت: فعشرون لَيْسَ بِتمَام إنَّما هُوَ عِشْران ويومان. قَالَ: لمّا كَانَ من العِشْر الثَّالِث يومانِ جمعتَه بالعشرين. قلت: وَإِن لم يستوعب الْجُزْء الثَّالِث؟ قَالَ: نعم، أَلا ترى قَول أبي حنيفَة إِذا طلقَّها تَطْلِيقَتَيْنِ وعُشر تَطْلِيقَة فَإِنَّهُ يَجْعَلهَا ثَلَاثًا، وَإِنَّمَا من الطَّلقَة الثَّالِثَة فِيهِ جُزْء. فالعشرون هَذَا قياسُه. قلت: لَا يُشبه العِشْرُ التطليقة، لأنّ بعض التطليقة تَطْلِيقَة تامّة، وَلَا يكون بعض العِشْر عِشراً كَامِلا. أَلا تَرى أنّه لَو قَالَ لامْرَأَته: أَنْت طالقٌ نصفَ تَطْلِيقَة أَو جُزْءا من مائَة تطليقةٍ كَانَ تَطْلِيقَة تامّة، وَلَا يكون نصف العِشر وَثلث العِشْر عِشراً كَامِلا. وَقَالَ اللَّيْث: وَيَوْم عاشُوراء هُوَ الْيَوْم الْعَاشِر من المحرَّم. قلت: وَلم أسمع فِي أَمْثِلَة الْأَسْمَاء اسْما على فاعولاء إلاّ أحرفاً قَليلَة. قَالَ ابْن بزرج: الضَّاروراء: الضَّراء، والسّاروراءُ: السّرّاء، والدَّالولاءُ: الدَّالّة. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: الخابوراءُ: مَوضِع. وَرُوِيَ عَن ابْن عبّاس أَنه قَالَ فِي صَوْم عَاشُورَاء: (لَئِن سَلِمْتُ إِلَى قَابل لأصومنَّ الْيَوْم التَّاسِع) . وَرُوِيَ عَنهُ أَنه قَالَ: رعَت الْإِبِل عشرا، وَإِنَّمَا هِيَ تسعةُ أيّام. قلت: وَلقَوْل ابْن عباسٍ وجوهٌ من التأويلات: أَحدهَا أنّه كره موافقةَ الْيَهُود لأنَّهم يَصُومُونَ اليومَ الْعَاشِر. وروى ابْن عُيَيْنَة عَن عُبيد الله بن أبي يزِيد قَالَ: سمعتُ ابْن عباسٍ يَقُول: (صُومُوا التَّاسِع والعاشر وَلَا تشبَّهوا باليهود) . وَالْوَجْه الثَّانِي مَا قَالَ إِسْمَاعِيل بن يحيى المزَني: يحْتَمل أَن يكون التَّاسِع هُوَ الْعَاشِر. قلت: كَأَنَّهُ تأوّلَ فِيهِ عِشر الْورْد أنّها تِسْعَة أَيَّام، وَهُوَ الَّذِي حَكَاهُ اللَّيْث عَن الْخَلِيل، وَلَيْسَ ببعيدٍ من الصَّوَاب. وَقَالَ اللَّيْث: المعشِّر: الحمارُ الشَّديد النَّهيق الَّذِي لَا يزَال يوالي بَين عشرِ ترجيعات فِي نهيقِهِ، ونهيقُه يُقَال لَهُ التعشير. وَيُقَال عشّر يعشّر تعشيراً. وَقَالَ الله تَعَالَى: {سُيِّرَتْ وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ} (التّكوير: 4) . قَالَ الْفراء: العِشار لُقَّحُ

الْإِبِل، عطّلَها أهلُها لاشتغالهم بِأَنْفسِهِم. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: العِشار النُّوقُ الَّتِي فِي بطونها أولادُها إِذا أَتَت عَلَيْهَا عشرَة أشهر. قَالَ: وَأحسن مَا تكون الْإِبِل وأنْفَسُها عِنْد أَهلهَا إِذا كَانَت عِشاراً. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: إِذا بلغت الناقةُ فِي حملهَا عشرةَ أشهرٍ فَهِيَ عُشَراء، ثمَّ لَا يزَال ذَلِك اسمَها حتَّى تَضَعَ وَبَعْدَمَا تضعُ لَا يزايلُها؛ وَجَمعهَا عِشار. ... وَقَالَ غَيره: إِذا وضعَتْ فَهِيَ عائذٌ وجمعُها عُوذٌ. قلت: الْعَرَب يسمُّونها عِشاراً بَعْدَمَا تضع مَا فِي بطونها، للزومِ الاسمِ لَهَا بعد الْوَضع، كَمَا يسمُّونها لِقاحاً. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال عَشَّرَتْ فَهِيَ عُشَرَاء، وَالْعدَد عُشَرَاوات، والجميع العِشَار. قَالَ: وَيُقَال يَقع اسمُ العِشار على النُّوق الَّتِي نُتِج بعضُها وَبَعضهَا مَقاريب. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنَّه قَالَ للنِّسَاء: (إنّكنَّ أَكثر أهل النَّار، لأنكنَّ تُكْثِرنَ اللَّعنَ وتَكفُرنَ العشير) ، قَالَ أَبُو عبيد: أَرَادَ بالعشير الزَّوج، سمِّي عشيراً لأنَّه يعاشِرها وتُعاشِره. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ} (الحَجّ: 13) ، أَي لبئس المعاشر. وَأَخْبرنِي المنذرِيّ عَن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى قَالَ: المَعْشَر والنَّفَر وَالْقَوْم والرّهط، هَؤُلَاءِ معناهم الْجمع؛ لَا واحدَ لَهُم من لَفظهمْ، للرِّجَال دون النِّسَاء. قَالَ: وَالْعشيرَة أَيْضا للرِّجَال. قَالَ: والعالَم أَيْضا للرِّجَال. وَقَالَ أَبُو عبيد: الْعَشِيرَة تكون للقبيلة وَلمن هُوَ أقربُ إِلَيْهِ من الْعَشِيرَة، وَلمن دونهم. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الْعَشِيرَة العامّة؛ مثل بني تَمِيم وَبني عَمْرو بن تَمِيم. وَقَالَ اللَّيْث: المَعشَر: كلُّ جماعةٍ أمرُهم وَاحِد، نَحْو معشر الْمُسلمين ومعشر الْمُشْركين. وَقَالَ اللَّيْث: الْعَاشِرَة: حلْقة التعشير من عواشر الْمُصحف، وَهِي لفظةٌ مولَّدة. وَالْعرب تَقول: بُرمةٌ أعشار، أَي متكسِّرة، وَمِنْه قَول امرىء الْقَيْس فِي عشيقتِهِ: وَمَا ذَرفت عيناكِ إِلَّا لتضربي بسهميكِ فِي أعشار قلبٍ مقتَّلِ وَفِيه قولٌ آخر أعجَبُ إليَّ من هَذَا القَوْل، قَالَ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى: أَرَادَ بقوله (بسهميك) هَاهُنَا سهْمَي قِداح الميسر، وهما المعلَّى والرَّقيب، فللمعَلّى سَبْعَة أنصباء، وللرقيب ثَلَاثَة، فَإِذا فَازَ الرجلُ بهما غَلب على جزور الميسِر كلِّها فَلَا يطْمع غيرُه فِي شَيْء مِنْهَا. قَالَ: فَالْمَعْنى أَنَّهَا ضربت بسهامها على قلبِهِ فخرجَ لَهَا السَّهمانِ، فغلبتْه على قلبِه كلِّه وفتنتْه فملكتْه. قَالَ: وَيُقَال أَرَادَ بسهميها عينيها. قلت: وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم فِي تَفْسِير هَذَا الْبَيْت بنحوٍ مِمَّا فسَّره أَبُو الْعَبَّاس، إِلَّا أنّه جعل اسمَ السَّهم الَّذِي لَهُ ثَلَاثَة أنصباء الضَّريبَ، وَجعله ثعلبٌ الرَّقيب. وَنظرت فِي بَاب الميسر للِّحياني فِي (نوادره) فَذكر أَن بعض الْعَرَب يسمِّيه

الرَّقِيب، وَبَعْضهمْ يُسَمِّيه الضَّريب. وَهَذَا التَّفْسِير فِي هَذَا الْبَيْت هُوَ الصَّحِيح. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال عشَّرت القَدَح تعشيراً، إِذا كسَّرتَه فصيّرته أعشاراً. قَالَ وعَشر الحبُّ قلبَه، إِذا أضناه. وأعشَرْنا مُنْذُ لم نلتق، أَي أَتَى علينا عشر لَيَال. وَأما قَول لبيد يصف مَرتعاً: هَمَلٍ عشائرُه على أَوْلَادهَا من راشحٍ متقوِّب وفَطِيمِ فإنّ شمراً روى لأبي عَمْرو الشيبانيّ أَنه قَالَ: العشائر: الظِّباء الحديثات الْعَهْد بالنتاج. قلت: كأنّ العشائر فِي بَيت لبيدٍ بِهَذَا الْمَعْنى جمع عِشارٍ، وعشائرُ هُوَ جمع الْجمع، كَمَا يُقَال جمالٌ وجمائلُ، وحبال وحبائل. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال ذهبَ القومُ عُشارَياتٍ وعُسَارَياتٍ، إِذا ذَهَبُوا أيَادي سَبا متفرِّقين فِي كل وَجه. وَوَاحِد العُشارَيات عُشارَى، مثل حُبارى وحُبارَيات. والعُشارة: الْقطعَة من كلِّ شَيْء، قومٌ عُشارة وعشارات. وَقَالَ حَاتِم طَيء يذكر طيّئاً وتفرُّقَهم: فصاروا عُشاراتٍ بكلِّ مكانِ وَرُوِيَ عَن ابْن شميلٍ أَنه قَالَ: رجلٌ أعْشَر، أَي أَحمَق. قلت: لم يَروه لي ثقةٌ أعتمده، وَلم أسمعهُ لغيره، وَلَعَلَّه رجل أعسَر، وَلَا أحقُّ وَاحِدًا مِنْهُمَا. وَجمع العَشِير أعشراء. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (تِسْعَة أعشراء الرِّزق فِي التِّجَارَة، وجزءٌ مِنْهَا فِي السابِياء) . أَرَادَ تِسْعَة أعشار الرزق. والعَشير والعُشر وَاحِد، مثل الثَّمين والثُّمن، والسَّديس والسُّدس. والعَشير فِي حِسَاب مساحة الأَرْض: عُشر القَفِيز، والقفيز: عُشر الجريب. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَن أَعْرَابِيًا ذكر نَاقَة فَقَالَ: (إِنَّهَا لمِعشارٌ مِشْكار) ، قَالَ: معشار: غزيرةٌ ليلةَ تُنتَج، ومشكار: تغزر فِي أوَّل نبت الرّبيع. وَذُو العُشيرة: مَوضِع بالصَّمَّان مَعْرُوف، نسب إِلَى عُشَرة نابتة فِيهِ. والعُشَر من كبار الشَّجر، وَله صمغٌ حُلْو يُقَال لَهُ سُكّر العُشَر. وتِعْشار: مَوضِع بالدهناء، وَقيل وَهُوَ مَاء. عرش: قَالَ الله جلّ وعزّ: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طاه: 5) ، وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: {أَرْجَآئِهَآ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ} (الحَاقَّة: 17) . وروى سفيانُ الثَّوْريّ عَن عَمّار الدُّهْني عَن مسلمٍ البَطِين عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ: (الكرسِيُّ مَوضِع الْقَدَمَيْنِ، والعَرْش لَا يُقْدر قدره) . وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: قَالَ ابْن عَبَّاس: (الْعَرْش مجْلِس الرحمان) أرْسلهُ ابْن الْأَعرَابِي إرْسَالًا وَلم يُسنده. وَحَدِيث الثَّوري مُتَّصِل صَحِيح. وَالْعرش فِي كَلَام الْعَرَب: سَرِير المَلِك، يدلُّك على ذَلِك سَرِير ملكة سبأ، سَمَّاهُ

الله جلّ وعزّ عرشاً فَقَالَ: {يَقِينٍ إِنِّى وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَىْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} (النَّمل: 23) . قلت: وَالْعرش فِي كَلَام الْعَرَب أَيْضا: سَقْف الْبَيْت، وَجمعه عروش؛ وَمِنْه قَول الله جلّ وعزّ: {أَوْ كَالَّذِى مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِىَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا} (البَقَرَة: 259) قَالَ الْكسَائي فِي قَوْله: {وَهِىَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا} (البَقَرَة: 259) : على أَرْكَانهَا. وَقَالَ غَيره من أهل اللُّغَة: على سقوفها، أَرَادَ أنَّ حيطانها قائمةٌ وَقد تهدَّمت سقوفُها فَصَارَت فِي قَرَارهَا، وانقعرت الْحِيطَان من قواعدها فتساقطت على السقوف المتهدِّمة قبلهَا. وَمعنى الخاوية والمنقعرة وَاحِد، يدلُّك على ذَلِك قولُ الله عزّ وجلّ فِي قصَّة قوم عَاد: {صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ} (الحَاقَّة: 7) ، وَقَالَ فِي مَوضِع آخر يذكر هلاكهم أَيْضا: {النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ} (القَمَر: 20) ، فَمَعْنَى الخاوية والمنقعر فِي الْآيَتَيْنِ وَاحِد، وَهِي المنقلعة من أُصُولهَا حتَّى خَوَى مَنبِتها. وَيُقَال انقعرت الشجرةُ، إِذا انقلعت، وانقعر الْبَيْت، إِذا انقلعَ من أَصله فانهدم. وَهَذِه الصّفة فِي خراب الْمنَازل من أبلغ الصِّفات. وَقد ذكر الله جلّ وعزّ فِي مَوضِع آخر من كِتَابه مَا دلَّ على مَا ذكرته، وَهُوَ قَوْله: {فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ} (النّحل: 26) أَي قلع أبنيتَهم من أساسها، وَهِي الْقَوَاعِد، فتساقطت سقوفُها وعَلتْها الْقَوَاعِد وحيطانُها وهم فِيهَا. وَإِنَّمَا قيل للمنقعر خاوٍ لأنَّ الْحَائِط إِذا انقلعَ من أُسِّه خَوَى مكانُه، أَي خلا. ودارٌ خاوية، أَي خَالِيَة. وَقَالَ بَعضهم فِي قَوْله: {وَهِىَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا} (البَقَرَة: 259) أَي خاوية عَن عروشها لتهدُّمها، جعل على بِمَعْنى عَن، كَمَا قَالَ الله تَعَالَى: {لِّلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا} (المطفّفِين: 2) أَي اكتالوا عَنْهُم لأَنْفُسِهِمْ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي أَيْضا: الْعَرْش: بناءٌ فَوق الْبِئْر يقوم عَلَيْهِ الساقي. وَأنْشد: أكلَّ يومٍ عَرشُها مَقيلي قَالَ: وَالْعرش: المُلْك، يُقَال ثُلَّ عرشُه، أَي زالَ مُلكه وعزُّه. قَالَ زُهَيْر: تداركتما الأحلافَ قد ثُلّ عرشُها وذِبْيانَ إذْ زَلَّت بأقدامها النعلُ قلت: وَقد رأيتُ الْعَرَب تسمِّي المَظَالَّ الَّتِي تُسوَّى من جريد النَّخل ويُطرَح فوقَها الثُّمامُ عُروشاً، وَالْوَاحد مِنْهَا عريشٌ، ثمَّ يُجمَع عُرُشاً، ثمَّ عروشاً جمعُ الْجمع. وَمِنْه حَدِيث ابْن عمر أنّه كَانَ يقطع التلبيةَ إِذا نظرَ إِلَى عروش مكّة، يَعْنِي بيُوت أهل الْحَاجة مِنْهُم. وَمِنْه حَدِيث سعدٍ أَنه قَالَ: (تمتّعنا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وفلانٌ كافرٌ بالعُرُش) ، يَعْنِي وَهُوَ مقيمٌ بعروش مكَّة وَهِي بيوتها فِي حَال كفره. وَيُقَال للحظيرة الَّتِي تسوَّى للماشية تُكنُّها من الْبرد: عَرِيش. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الإعراش: أَن تُمنع الْغنم أَن ترتع؛ وَقد أعرشتها، إِذا منعتَها أَن ترتع. وَأنْشد: يُمحَى بِهِ المَحلُ وإعراشُ الرُّمُمْ وَيُقَال اعرَوّشْتُ الدّابةَ، واعترشته،

وتعَرْوشته، إِذا ركبته. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو زيد: بِئْر معروشة، وَهِي الَّتِي تُطوَى قدرَ قامةٍ من أَسْفَلهَا بِالْحِجَارَةِ ثمَّ يُطوَى سائرها بالخشب وحدَه فَذَلِك الخشبُ هُوَ الْعَرْش. يُقَال مِنْهُ عرشت الْبِئْر أعْرِشُها. فَإِذا كَانَت كلُّها بِالْحِجَارَةِ فَهِيَ مطوّيةٌ وَلَيْسَت بمعروشة. وَقَالَ غَيره: المَثَاب: مَقام الساقي فَوق العروش. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: وَمَا لمِثَابات العروش بقيةٌ إِذا استُلّ من تَحت العروش الدعائمُ وَقَالَ اللَّيْث: الْعَرْش: السَّرير للْملك وَالْعرش والعريش: مَا يُستظَلّ بِهِ. قَالَ: وعرشُ الرجُل: قِوامُ أمره، فَإِذا زَالَ قِوام أمره قيل: ثُلَّ عرشُه. وَقيل لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم بدر: أَلا نَبني لَك عَرِيشًا تتظلَّل بِهِ؟ وَيُقَال عرّشت الكرْمَ تعريشاً، إِذا عطَفت العيدَان الَّتِي تُرسَل عَلَيْهَا قُضبان الْكَرم، وَالْوَاحد عرش والجميع عروش، وَيُقَال عريشٌ وَجمعه عُرُش. والعريش: شِبه الهودج يُتَّخذ للْمَرْأَة تقعد فِيهِ على بَعِيرهَا. وَقَالَ رؤبة: أَطْرَ الصَّناعَينِ العريشَ القَعضا وَيُقَال عرّش الحمارُ بِعانته تعريشاً، وَذَلِكَ إِذا حَمَل على عانته فَرفع رأسَه شاخساً فَاه. وَقَالَ رؤبة أَيْضا: كأنّ حيثُ عرَّش القبائلا من الصَّبيبين وحِنواً ناصلا وللعُنق عُرشان بَينهمَا الْقَفَا، وَفِيهِمَا الأخدعان، وهما لحمتان مستطيلتان عَدَاء العنُق. وَقَالَ الشَّاعِر: وَعبد يَغُوث تحجل الطير حوله وَقد هذّ عُرشيه الحسَام المذكَّرُ وَالْعرش فِي الْقدَم: مَا بَين الحِمارِ والإصبع من ظهر الْقدَم، وَالْجمع الأعراش. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: ظهر الْقدَم العَرش وباطنه الأَخْمص. وَقَالَ الأصمعيّ: العُرشان: مَا زَالَ عَن العِلباوَين. قَالَ: والأُذنان تسمَّيان عُرشين لمجاورتهما العُرشين. يُقَال أَرَادَ فلانٌ أَن يُقرَّ بحقّي فنفثَ فلانٌ فِي عُرشيه. وَإِذا سارّه فِي أُذُنَيْهِ فقد دنا من عُرشيه. وَإِذا نبتَت رواكيبُ أربعٌ أَو خمسٌ على جذع النَّخلة فَهِيَ العَرِيش، قَالَ ذَلِك أَبُو عَمْرو. وعَرش الثريَّا: كواكب قريبٌ مِنْهَا. وَيُقَال اعترشَ العنبُ الْعَريش اعتراشاً، إِذا علاَه، وَقد عَرشوهُ عَرشاً. وبعيرٌ معروش الجنبين: عظيمهُما، كَمَا تُعرش الْبِئْر إِذا طويتْ. أَبُو زيد: تعرَّشنا بِبِلَاد كَذَا، أَي ثبتنا. وتَعَرَّشَ فلانٌ بهَا. وَقَالَ شمر: عَرِشَ فلانٌ وعَرِسَ. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: العُرشان من الْفرس: آخر شعر العُرف. وَقَالَ شمر: وبَطِر وبَهِتَ مثل عَرِشَ وعَرِسَ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال للكلب إِذا

خَرِق فَلم يدنُ للصَّيد: عَرِشَ وعَرِسَ. شعر: قَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللَّهِ} (المَائدة: 2) قَالَ الْفراء: كَانَت العربُ عامّةً لَا يرَوْنَ الصّفا والمروةَ من الشعائر، وَلَا يطوفون بَينهمَا، فَأنْزل الله جلّ وعزّ: {لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللَّهِ} (المَائدة: 2) ، أَي لَا تستحلُّوا تَركَ ذَلِك وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: شَعَائِر الله وَاحِدهَا شعيرَة، وَهِي مَا أُشعرَ ليُهدَى إِلَى بَيت الله وَقَالَ الزّجاج: شَعَائِر الله يُعنَى بهَا جَمِيع متعبَّدات الله الَّتِي أشعرَها الله، أَي جعلهَا أعلاماً لنا، وَهِي كلُّ مَا كَانَ من موقفٍ أَو مسعًى أَو ذِبْح. وإنّما قيل شَعَائِر الله لكلِّ عَلَمٍ مِمَّا تُعُبِّد بِهِ لأنَّ قَوْلهم شَعَرت بِهِ: علمتُه، فَلهَذَا سمِّيت الْأَعْلَام الَّتِي هِيَ متعبَّداتُ الله شَعَائِر. وَأما إِشْعَار الهَدْي فإنّ أَبَا عبيدٍ روى عَن الْأَصْمَعِي أنّه قَالَ: إِشْعَار الهَدْي هُوَ أَن يُطعَن فِي أسنمتها فِي أحد الْجَانِبَيْنِ بمبضعٍ أَو نَحوه بِقدر مَا يسيل الدَّم، وَهُوَ الَّذِي كَانَ أَبُو حنيفَة يكرههُ، وزعَمَ أنّه مُثْلة وسنّة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أولى بالاتِّباع. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الْإِشْعَار: الْإِعْلَام. والشِّعار: العَلاَمة. قَالَ: وَلَا أرى مشاعر الحجّ إلاّ من هَذَا لأنَّها علاماتٌ لَهُ. وَفِي حَدِيث آخر أَن جِبْرِيل أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ: (مُرْ أمَّتَك أَن يرفعوا أصواتَهم بِالتَّلْبِيَةِ فإنَّها من شِعار الحجّ) . وَمِنْه شِعار العَساكر، إنّما يَسِمُون لَهَا عَلامَة ينصبونها ليعرف بهَا الرجل رُفقَتَه. وَفِي حَدِيث آخر أَن شعار أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ: يَا منصورُ أمِتْ أَمِتْ وَرُوِيَ عَن عمر بن الْخطاب أنَّ رجلا رمى الجمرةَ فَأصَاب صَلَعَتَه بحجرِ فَسَالَ الدَّم فَقَالَ رجل: أُشعِر أميرُ الْمُؤمنِينَ ونادى رجل آخر: يَا خَليفَة، وَهُوَ اسْم رجلٍ، فَقَالَ رجل من بني لِهْبٍ: ليُقتَلَنَّ أَمِير الْمُؤمنِينَ. فرجَع فقُتِل فِي تِلْكَ السَّنة. ولِهْبٌ: قَبيلَة من الْيمن فيهم عِيافةٌ وزَجْر، وتشاءم هَذَا اللِّهبي بِقول أُشعِرَ أميرُ الْمُؤمنِينَ فَقَالَ ليقْتلن. وَكَانَ مُراد الرجل أَنه أُعلِمَ بسيلان الدمِ عَلَيْهِ من الشُّجّة، كَمَا يُشعَر الْهَدْي، وَذهب بِهِ اللِّهبيُّ إِلَى الْقَتْل؛ لأنّ الْعَرَب كَانَت تَقول للملوك إِذا قُتلوا: أُشعِروا. وَكَانُوا يَقُولُونَ فِي الْجَاهِلِيَّة: دِيَة المُشعَرة ألفُ بعير، يُرِيدُونَ دِيَة الْمُلُوك. فلمّا قَالَ الرجل أُشعِر أَمِير الْمُؤمنِينَ جعله اللِّهبيُّ قتلا فِيمَا توجَّه لَهُ من علم العيافة، وَإِن كَانَ مُراد الرجل أَنه دُمِّيَ كَمَا يدمَّى الهديُ إِذا أُشعِر. وروى شمر بإسنادٍ لَهُ عَن بَعضهم أَنه قَالَ: (لَا سَلَبَ إلاّ لمن أشعَرَ عِلْجاً، فأمّا من لم يُشعِرْ فَلَا سَلَبَ لَهُ) : قَالَ شمر: قَوْله إلاّ لمن أشعرَ عِلجاً، أَي طعنه حتّى دخَل السنانُ جَوفَه. قَالَ: والإشعار: الإدماء بطعن أَو رمي أَو وَجْءٍ بحديدة. وَأنْشد لكثيِّر: عَلَيْهَا ولمّا يبلغَا كلَّ جهدها وَقد أشعرَاها فِي أظل ومَدْمَعِ أشعراها: أدمياها وطعناها وَقَالَ الآخر: يَقُول للمُهْر والنُّشَّابُ يُشعره لَا تَجزعَنَّ فشرُّ الشَّيمة الجزُع قَالَ: وَمِنْه إِشْعَار الْهَدْي. وَدخل التَّجُوبيّ

ُ على عُثمان فأشعره مِشقَصاً. وَأنْشد أَبُو عُبَيْدَة: نقتِّلهم جيلاً فجِيلاً تراهُمُ شَعَائِر قُربان بهَا يُتقرَّبُ وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {فَاذْكُرُواْ اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ} (البَقَرَة: 198) هُوَ مُزدلِفة، وَهِي جَمْع، تسمَّى بهما جَمِيعًا. والمَشْعَر: المَعْلَم المتعبِّد من متعبّداته. وأمّا قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لغَسَلةِ ابْنَته حِين طرحَ إليهنَّ حَقوَه فَقَالَ: (أشعِرْنَها إيّاه) فإنَّ أَبَا عبيد قَالَ: مَعْنَاهُ اجعلْنَه شِعارها الَّذِي يَلِي جسَدها. وَجمع الشِّعار شُعُر. والدِّثار: الَّذِي فَوْقه، وَجمعه دُثُر وَقَالَ اللَّيْث: الشِّعار: مَا استشعرتَ من الثِّياب تحتهَا. قَالَ: وسمِّي شعاراً لأنّه يَلِي شعَر الْجَسَد دون مَا سواهُ من اللِّباس. قَالَ: والشِّعار: مَا ينادِي بِهِ القومُ فِي الحروب ليعرفَ بعضُهم بَعْضًا. وَقَالَ فِي قَول الْأَعْشَى: فِي حيثُ وارَى الأديمُ الشِّعارا أَرَادَ فِي حَيْثُ وارَى الشعار الْأَدِيم، فقلَبه. قَالَ: وَقَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم للْأَنْصَار: (أَنْتُم الشِّعار وغيركم الدِّثار) ، أَرَادَ أنَّهم أخصُّ أَصْحَابه، كَمَا سمّاهم عيبتَه وكَرِشَه. وروى عَمْرو عَن أَبِيه أَنه قَالَ: الشِّعار: الرَّعد. وَأنْشد: وقطار غادية بِغَيْر شعارِ الغادية: السحابة الَّتِي تَجِيء غدْوَة. وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن شُمَيْل: الشِّعار: مَا كَانَ من شجرٍ فِي لينٍ ووَطاء من الأَرْض يحلُّه النَّاس، نَحْو الدَّهناء وَمَا أشبههَا، يستدفئون بهَا فِي الشتَاء، ويستظلُّون بهَا فِي القيظ، فَهُوَ الشِّعار. يُقَال أرضٌ ذاتُ شِعار. وَأنْشد: تعدَّى الجانبَ الوحشي يأدو مَدِبَّ السَّيل واجتنبَ الشِّعارا قلت: قيّده شمر بخطِّه شِعار بِكَسْر الشين، وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي بِكَسْر الشين مثل شعار الْمَرْأَة. وَأما ابْن السّكيت فَرَوَاهُ عَن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ (شَعار) بِفَتْح الشين فِي الشّجر. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الصيداويّ عَن الرياشيّ قَالَ: قَالَ أَبُو زيد: الشَّعار كُله مكسور إلاّ شَعار الشّجر. قَالَ: والشِّعار: كَثْرَة الشّجر. قلت: فِيهَا لُغَتَانِ: شِعار وشَعار، فِي كَثْرَة الشّجر. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: روضةٌ شَعْراء: كَثِيرَة الشَّجر. ورملة شَعْراء: تُنبت النَّصِيَّ. وروى شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأبي عَمْرو أَنَّهُمَا قَالَا: استشعر القومُ، إِذا تداعَوا بالشِّعار فِي الْحَرْب. وَقَالَ النَّابِغَة الذبياني فِيهِ: مستشعِرين قد الفَوْا فِي دِيَارهمْ دُعاء سُوعٍ ودُعْميَ وأيوبِ يَقُول: غزاهم هَؤُلَاءِ فتداعَوْا بَينهم فِي بُيُوتهم بشِعارهم. أَبُو عبيد: أشعرتُ السِّكِّينَ: جعلتُ لَهَا شَعيرة.

ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الشَّعْراء: ذُبابٌ يلسَع الْحمار فيدور. قَالَ: وشَعَر لكذا، أَي فطِن لَهُ. وشَعِر، إِذا ملك عبيدا. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّعيرة: البَدَنة الَّتِي تُهدَى، وَجَمعهَا الشَّعائر. قَالَ: وشعائر الله: مَنَاسِك الحجّ، أَي علاماته. والمشعَر: مَوضع المَنْسَك من مَناسك الْحَج. قَالَ: والشَّعَر: مَا لَيْسَ بصوفٍ وَلَا وبَر، والوَاحدة شَعَرة، ويُجمع على الشُّعُور والأشعار. ورجلٌ أشعَرُ شَعْرانيٌّ: طَوِيل الشّعْر. وَقَالَ ابْن السّكيت: رجل أشعرُ: طَوِيل الشَّعر. ورجلٌ أظفَر: طَوِيل الْأَظْفَار. وَرجل أعنَقُ: طَوِيل العنُق. وَيُقَال رجلٌ رأَى الشعرة، إِذا رأى الشَّيبَ فِي رَأسه. وَقَالَ اللَّيْث: الْأَشْعر: مَا اسْتَدَارَ بالحافر من مُنْتَهى الْجلد حيثُ ينْبت الشُّعَيرات حوالَي الْحَافِر، وَجمعه الأشاعر. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم عَن نُصير الرازيّ قَالَ: يُقَال لناحيتَي فرج الْمَرْأَة الأَسْكَتانِ، ولطرفيهما الشُّفْران، وللذي يليهما الأشعران. وَقَالَ اللحياني: أشعَرُ خفِّ الْبَعِير حَيْثُ يَنْقَطِع، وأشعر الحافرِ مثله، وأشعر الحياءِ حَيْثُ يَنْقَطِع الشَّعَر. قَالَ: والأشعر: شَيْء يخرج بَين ظِلفي الشَّاة كأنّه ثؤلول تُكوَى مِنْهُ. وَقَالَ اللَّيْث: شعَرت بِكَذَا أشعُر، أَي فطِنتُ لَهُ وعلمته. وليت شِعري: لَيْت علمي. وَمَا يُشعِرك: مَا يُدريك. قَالَ: والشِّعر: القريض الْمَحْدُود بعلامات لَا يُجاوزها، وقائله شاعرٌ لِأَنَّهُ يَشعُر مَالا يشعُر غَيره، أَي يعلم. وجمعُه الشُّعراء. وَيُقَال شَعَرتُ لفلانٍ، أَي قلتُ لَهُ شِعراً. وَأنْشد: شَعَرت لكم لما تبيَّنتُ فَضلكُمْ على غَيْركُمْ مَا سَائِر النَّاس يَشْعُر وَقَالَ اللحياني: يُقَال من الشِّعر شَعَر فلَان، وشعُر يشعُر شَعراً وشِعراً، وَهُوَ الِاسْم. قَالَ: وشعرت بفلانٍ شِعرة وشِعراً ومشعورة ومشعوراً وشِعْرَى وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: لَا أعرف شِعْرَى قَالَ: وَيُقَال مَا شَعرت لفُلَان، حَكَاهُ عَن الْكسَائي. قَالَ: وَهُوَ كلامُ الْعَرَب. وَيُقَال ليتَ شعري لفلانٍ مَا صنَعَ، وليتَ شِعري عَن فلَان مَا صنع، وليتَ شعري فلَانا مَا صنع. وَأنْشد بَيت أبي طَالب بن عبد المطَّلب: ليتَ شِعري مُسافرَ بنَ أبي عَم رٍ ووليتٌ يقولُها المحزونُ وَأنْشد فِي لَيْت شعري عَنْ: يَا لَيْت شعري عَن فلانٍ مَا صنَع وَعَن أبي زيد وَكم كَانَ اضْطجع وَقَالَ آخر: يَا لَيْت شعري عَنْكُم حَنِيفا وَقد جَدَعنا مِنْكُم الأنوفا وَقَالَ اللَّيْث: الشَّعير: جنسٌ من الْحُبُوب، الْوَاحِدَة شعيرَة. قَالَ: والشَّعارير: صغَار القِثَّاء، واحدُها شُعرور. وَفِي حديثٍ رُوي، أنّه أهدي لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شعارير. قَالَ: والشَّعارير: لُعبةٌ للصِّبيان، لَا يُفردُ.

يُقَال لَعبْنا الشَّعارير. والشَّعراء: فَاكِهَة، جمعُه وواحده سَوَاء. والشَّعِيرة فِي الحُليّ: هَنَةٌ تُتَّخذ على خِلْقة الشَّعِيرة. وَبَنُو الشُّعيراء: قَبيلَة مَعْرُوفَة. وَقَالَ الله: {وَأَقْنَى وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى} (النّجْم: 49) . الشِّعرى: كوكبٌ نيِّر يُقَال لَهُ المِرزَم، وهما شِعريَانِ أَحدهمَا تسمَّى الغُميصاء، وَالْأُخْرَى يُقَال لَهَا العَبُور. وَقد عبَدَ الشِّعرى العَبورَ طائفةٌ من الْعَرَب فِي الجالية وَقَالُوا إِنَّهَا عَبَرت السَّمَاء عَرْضاً، وَلم يَعْبُرها عَرْضاً غيرُها. قَالَ الله: {وَأَقْنَى وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى} (النّجْم: 49) أَي ربُّ الشِّعرى الَّتِي تَعبُدون. وسمِّيت الْأُخْرَى الغُمَيصاء لأنَّ الْعَرَب قَالَت فِي أحاديثها إِنَّهَا بَكت على إثْر العَبور حتَّى غَمِصَتْ. وشَعْر: جبل لبني سليم. والشَّعرانُ: ضربٌ من الرِّمث أَخْضَر يضْرب إِلَى الغبرة. والشِّعْرة: الشعَر على عانة الرَّجُل ورَكَب الْمَرْأَة وعَلى مَا وراءهما. قَالَ اللحيانيّ: يُقَال تيسٌ أشعرُ وعَنْزة شعراء، وَقد شَعِر يَشعَر شَعَراً. وَكَذَلِكَ كلّ مَا كثُر شعره. قَالَ: وَسَأَلت أَبَا زيادٍ عَن تَصْغِير الشُّعور فَقَالَ: أُشَيعار، رَجَعَ إِلَى أشعار. وَهَكَذَا جَاءَ فِي الحَدِيث: (على أشعارهم وأبشارهم) . وَيُقَال استشعرت الشِّعار وأشعَرْتُه غَيْرِي. وَيُقَال أُشعِرتُ بفلانٍ، أَي أُطلِعت عَلَيْهِ. وأشعَرتُ بِهِ، أَي أطْلَعْتُ عَلَيْهِ. وَتقول للرجل: استشعِرْ خشيةَ الله، أَي اجْعَلْهُ شعارَ قَلْبك. وَيُقَال: أشعرتُ الخُفَّ والقَلَنْسُوَةَ وَمَا أشبههما. وشعَّرته وشَعَرته. وخفٌّ مُشعَر ومَشعور. وَقَالَ الْكسَائي: يُقَال أشعَرَ لفلانٍ مَا عمِله، وأشعَرَ فلَانا مَا عمله. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي طَالب عَن أَبِيه عَن الْفراء يُقَال الشّماطيط والعَبادِيد والشّعارير والأبابيل، كل هَذَا لَا يُفْرَد لَهُ وَاحِد. وَقَالَ أَبُو عبيد عَن الْفراء: ذَهَبُوا شعاليلَ مِثل شعارير بقِردَحْمةٍ، أَي تفرّقوا. وَيُقَال أُشعِر الجنينُ فِي بطن الأمّ، إِذا نبت شعره. وَأنْشد ابْن السّكيت فِي ذَلِك: كلَّ جنينٍ مُشعَرٍ فِي الغِرسِ واستشعر فلانٌ الخوفَ، إِذا أضمرَه. وأشعَرَ فلانٌ جُبَّتَه، إِذا بطّنها بالشّعَر، وَكَذَلِكَ أشعَرَ مِيثَرةَ سَرْجه. وَقَالَ ابْن السّكيت: أرضٌ ذاتُ شِعارٍ، أَي ذاتُ شَجَر. وَقيل الشِّعار: مكانٌ ذُو شجر. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: بالموصل جبلٌ يُقَال لَهُ شَعْران، سمِّي بِهِ لِكَثْرَة شجرِه قَالَ: وأرضٌ شَعْراء: كَثِيرَة الشّجر. وَقَالَ الطرمّاح: شُمّ الأعالي شابك حولهَا شَعْرَانُ مبيضٌّ ذرى هامها أَرَادَ شَمٌ أعاليها، فَحذف الْهَاء وَأدْخل الألفَ وَاللَّام، كَمَا قَالَ زُهَيْر: حُجْنُ المخالبِ لَا يَغْتاله الشِّبَعُ أَي حُجن مخالبه. قَالَ والمشاعر: كلُّ موضعٍ فِيهِ خَمَر وأشجار. وَقَالَ ذُو الرمّة

يصف ثوراً وحشياً: يلوح إِذا أفْضى ويُخفِي بريقه إِذا مَا أجنّتْه غُيوبُ المشاعرِ وأمّا قَول الشَّاعِر: على شَعْراء تُنقِضُ بالبِهامِ فإنّه أرادَ بالشّعراء خصيةً كَثِيرَة الشعَر النَّابِت عَلَيْهَا. وَقَوله (تُنقِض بالبهام) عَنَى أُدرةً فِيهَا إِذا فُشّتْ خرجَ لَهَا صَوتٌ كصوت المُنْقِض بالبَهْم إِذا دَعَاهَا. وَيُقَال شاعَرْتُ فلانةَ، إِذا ضاجعتَها فِي ثوبٍ واحدٍ فكنتَ لَهَا شِعاراً وَكَانَت لَك شِعاراً. وَيَقُول الرجل لامْرَأَته: شاعِرِيني. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر قَالَ: الشَّعِرة من المِعزَى: الَّتِي ينبُت الشّعر بَين ظِلفَيْها فتَدمَى. وَيُقَال للرجل الشَّديد: فلانٌ أشعرَ الرَّقَبَة، شبِّه بالأسد وَإِن لم يكن ثَمَّ شَعَر. وَكَانَ زِيَاد بن أَبِيه يُقَال لَهُ أشعَرُ بَرْكاً، أَي أنّه كثير شعر الصَّدْر. وأشعَر: قَبيلَة من الْعَرَب، مِنْهُم أَبُو مُوسَى الأشعريُّ. ويُجْمَعون الأشعرِينَ بتَخْفِيف يَا النِّسْبَة كَمَا يُقَال قوم يمانون. رعش: قَالَ اللَّيْث: يُقَال قد أخذتْ فلَانا رِعشةٌ عِند الحَرْب ضعفا وجُبناً. وَقَالَ النَّضر: إنّه لرَعِشٌ إِلَى الْقِتَال وَإِلَى الْمَعْرُوف، أَي سريع إِلَيْهِ. والرِّعشة: العَجَلة. وَأنْشد: والمُرعَشِينَ بالقنا المقوَّمِ كَأَنَّمَا أرعشوهم، أَي أعجلوهم. قَالَ: وتسمَّى الدابّة رعشاء لانتفاضها من شهامتها ونشاطها. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للجبان رِعشيش. وَيُقَال ارتعشَتْ يدُه، إِذا ارتعدت. قَالَ: وارتعشَ رأسُ الشَّيخ، إِذا رجَفَ من الْكبر. والرَّعشاء من النعام: السَّريعة، والظليمُ رَعِشٌ، وَهُوَ على تَقْدِير فَعِلٍ، بَدَلا من أفعل. وَكَذَلِكَ النَّاقة الرَّعْشاء، والجمل أرعَش. وَهُوَ الرَّعْشَنُ، والرَّعشَنة. وَأنْشد: من كلِّ رعشاءَ وناجٍ رَعْشَنِ وَالنُّون زَائِدَة فِي الرَّعْشَنِ كَمَا زادوها فِي الصَّيدَن، وَهُوَ الأصيد من الْمُلُوك، وكما قَالُوا للْمَرْأَة الخلاَّبة خَلْبَن. وَمِنْهُم من يَقُول: الرَّعْشَنُ بناءٌ رباعيٌّ على حِدَة. والرُّعاش: رِعشة تعتري الإنسانَ من داءٍ يصيبُه لَا يسكن. شرع: قَالَ الله جلّ وعزّ: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً} (المَائدة: 48) وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: {يَخْتَلِفُونَ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الاَْمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} (الجَاثيَة: 18) وَقَالَ: {عَلِيمٌ شَرَعَ لَكُم مِّنَ الِدِينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا} (الشّورى: 13) قَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله: {شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً} (المَائدة: 48) قَالَ بَعضهم: الشِّرعة فِي الدّين والمنهاجُ: الطَّريق، وَقيل الشِّرعة والمنهاج جَمِيعًا: الطَّريق. والطَّريق هَاهُنَا: الدِّين، ولكنَّ اللفظَ إِذا اختَلف أُتي بِهِ بألفاظٍ تؤكد بهَا القصَّة وَالْأَمر، كَمَا قَالَ عنترة: أقوَى وأقفَرَ بعد أمِّ الهيثَمِ فَمَعْنَى أقوى وأقفَرَ وَاحِد يدلُّ على الخَلْوة، إلاّ أنّ اللَّفظين أوكدُ فِي الخَلْوة. قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّد بن يزِيد: شِرعةً مَعْنَاهَا ابْتِدَاء الطَّرِيق. والمنهاج: الطَّرِيق المستمرّ.

وَقَالَ الفرّاء فِي قَوْله: {يَخْتَلِفُونَ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الاَْمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} (الجَاثيَة: 18) ، قَالَ: على دينٍ ومِلّة ومنهاج، وكلُّ ذَلِك يُقَال. وَقَالَ القتيبيّ: (على شَرِيعَة) : على مِثال ومذْهب، وَمِنْه يُقَال شَرَع فلَان فِي كَذَا وَكَذَا، أَي أخذَ فِيهِ. وَمِنْه مَشارع المَاء، وَهِي الفُرَض الَّتِي تَشرع فِيهَا الْوَارِدَة. وَقَوله جلّ وعزّ: {عَلِيمٌ شَرَعَ لَكُم مِّنَ الِدِينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا} (الشّورى: 13) قَالَ ابْن الأعرابيّ فِيمَا روى عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس: شَرَع أَي أظهَرَ. وَقَالَ فِي قَوْله: {شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ} (الشّورى: 21) قَالَ: أظهرُوا لَهُم. قَالَ: والشارع: الرَّبَّانيّ، وَهُوَ الْعَالم الْعَامِل المعلِّم. قَالَ: وشرعَ فلانٌ إِذا أظهرَ الحقَّ وقَمَعَ الْبَاطِل. وَقَالَ ابْن السّكيت: الشَّرْع: مصدر شَرَعتُ الإهابَ، إِذا شققتَ مَا بَين الرِّجلين وسلختَه. قَالَ: وهم فِي الْأَمر شَرَعٌ، أَي سَوَاء. قلت: فَمَعْنَى شَرَعَ بيَّنَ وأوضَحَ، مَأْخُوذ من شُرِع الإهابُ، إِذا شُقَّ وَلم يُزقَّقْ وَلم يُرجَّلْ. وَهَذِه ضروبٌ من السَّلخ مَعْرُوفَة، أوسعُها وأبيَنها الشَّرْع. وَقيل فِي قَوْله: {عَلِيمٌ شَرَعَ لَكُم مِّنَ الِدِينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا} (الشّورى: 13) إنّ نُوحاً أوّلُ من أَتَى بِتحريم الْبَنَات وَالْأَخَوَات والأمَّهات. وَقَوله جلّ وعزّ: {نُوحاً وَالَّذِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ} (الشّورى: 13) أَي وَشرع لكم مَا أَوْحَينَا إِلَيْك وَمَا وصَّينا بِهِ الْأَنْبِيَاء قبلك. والشِّرعة والشريعة فِي كَلَام الْعَرَب: المَشْرعة الَّتِي يشرعُها النَّاس فيشربون مِنْهَا ويستَقُون، وربَّما شرَّعوها دوابَّهم حَتَّى تشرعَها وتَشربَ مِنْهَا. والعربُ لَا تُسمِّيها شَرِيعَة حتّى يكون المَاء عِدّاً لَا انقطاعَ لَهُ ويكونَ ظَاهرا مَعِيناً لَا يُستَقى مِنْهُ بالرِّشاء. وَإِذا كَانَ من مَاء السَّمَاء والأمطار فَهُوَ الكَرَع، وَقد أكرعوه إبلَهم فكرعتْ فِيهِ، وَقد سقَوها بالكَرَع. ورُفع إِلَى عليّ ح أمرُ رجلٍ سافرَ مَعَ أصحابٍ لَهُ فَلم يَرجع حِين قَفَلوا إِلَى أَهَالِيهمْ، فاتَّهم أهلُه أصحابَه فرافعوهم إِلَى شُريح، فَسَأَلَ الأولياءَ البيِّنةَ فعجَزوا عَن إِقَامَتهَا وأخبروا عليّاً بِحكم شُريح، فتمثّل بقوله: أوردَها سعدٌ وسعدٌ مُشتَمِلْ يَا سعدُ لَا تُروَى بهذاك الإبلْ ثمَّ قَالَ: (إنّ أهوَنَ السَّقْي التشريع) ثمَّ فرَّق بَينهم وسألهم وَاحِدًا وَاحِدًا فَاعْتَرفُوا بقتْله فقتلَهم بِهِ: أَرَادَ عليٌّ أنّ الَّذِي فعله شُريحٌ كَانَ يَسِيرا هيِّناً، وَكَانَ نَوْلُه أَن يحْتَاط ويمتحِن بأيسر مَا يُحتاط بِهِ فِي الدِّمَاء، كَمَا أنّ أهونَ السَّقْي لِلْإِبِلِ تشريعها الماءَ، وَهُوَ أَن يوردَ ربُّ الْإِبِل إبلَه شَرِيعَة لَا يُحتاج مَعَ ظُهُور مَائِهَا إِلَى نَزْعٍ بالعَلَق من الْبِئْر وَلَا جَبْي فِي الْحَوْض. أَرَادَ أنّ الَّذِي فعله شُريح من طلب البيّنة كَانَ هيّناً، فَأتى الأهوَنَ وتركَ الأحوطَ، كَمَا أَن أَهْون السَّقي التشريع. وَقَالَ اللَّيْث: شرعت الواردةُ الشَّرِيعَة، إِذا تناولت المَاء بِفيها. والشريعة: المَشْرَعَة.

قَالَ: وَبهَا سُمِّي مَا شرَع الله للعبادِ شَرِيعَة، من الصَّلَاة وَالصَّوْم وَالنِّكَاح والحجّ وَغَيره. قَالَ: وَيُقَال أشرعنا الرماحَ نحوهم وشرعْناها فشَرعَتْ، فَهِيَ شَوارعُ. وَأنْشد: أفاجوا من رماح الخطِّ لمَّا رأونا قد شرعناها نِهالا وَكَذَلِكَ السُّيوف. وَقَالَ الآخر: غداةَ تعاورتْهم ثَمَّ بِيضٌ شُرِعْن إِلَيْهِ فِي الرَّهَج المكِنِّ قَالَ: وإبلٌ شُروع: قد شرعت الماءَ تشربُ. قَالَ الشماخ: تُسدُّ بِهِ نوائبُ تعتريه من الْأَيَّام كالنَّهَل الشُّروعِ والشارع من الطَّرِيق: الَّذِي يشرع فِيهِ النَّاس عامّةً. وَهُوَ على هَذَا الْمَعْنى ذُو شَرْع من الْخلق يشرعون فِيهِ. ودورٌ شارعةٌ، إِذا كَانَت أَبْوَابهَا شارعةً فِي طَرِيق شَارِع. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: دُورٌ شوارع: على نَهْج وَاحِد. قَالَ أَبُو عبيد: الشِّراع: الأوتار، وَهِي الشُّرُع. وَقَالَ لبيد: إِذا حَنَّ بالشُّرعِ الدِّقاقِ الأناملُ وَقَالَ آخر: كَمَا ازدهرت قَينةٌ بالشِّراع لإسوارِها عَلَّ مِنْهَا اصطباحا وَقَالَ اللَّيْث: تسمَّى الأوتار شِراعاً مَا دَامَت مشدودة على قوسٍ أَو عُودٍ. وَأنْشد للنابغة: كقوس الماسخيّ أرنَّ فِيهَا من الشِّرْعيّ مربوعٌ متينُ والشِّراع: شراع السَّفِينَة، وَهِي جُلولُها وقلاعُها. وَقَالَ اللَّيْث: إِذا رفعَ الْبَعِير عنقَه قيل: رفعَ شِراعَه. وَجمع الشِّراع أشرعة. قَالَ: وَيُقَال هَذَا شِرعةُ ذَاك، أَي مثله. وَأنْشد للخليل يذمّ رجلا: كفّاك لم تُخلقا للندى وَلم يَك لؤمهما بدعَه فكفٌّ عَن الْخَيْر مَقْبُوضَة كَمَا حُطَّ عَن مائَة سبعه وَأُخْرَى ثَلَاثَة آلافها وتِسعُ مئيها لَهَا شِرعَه أَي مثلهَا. وَيُقَال: هم فِي هَذَا الْأَمر شَرَعٌ وَاحِد، أَي سَوَاء. قلت: كَأَنَّهُ جمع شَارِع، أَي يشرعون فِيهِ مَعًا. ويُقال شَرعُك هَذَا، أَي حسبُك. وَمن أمثالهم: شَرعُك مَا بلَّغك المحَلاَّ وَقَالَ اللَّيْث: والشِّرعة: حِبالة من العَقَب يُجعَل شَركاً يُصطاد بِهِ القطا. ويُجمع شِرَعاً. وَقَالَ الرَّاعِي: من آجنِ المَاء محفوفاً بهَا الشِّرَعُ والشَّراعة: الجُرأة. والشَّريع: الرجُل الشُّجاع. وَقَالَ أَبُو وَجْزة:

باب العين والشين واللام

وَإِذا خبَرتَهُم خَبَرتَ سماحةً وشَراعةً تَحت الوشيجِ المُورَدِ وَقَالَ ابْن شُميل: الشُّراعيّة، النَّاقة الطَّوِيلَة العنُق. وَأنْشد: شُراعيّة الْأَعْنَاق تلقى قلوصَها قد استلأت فِي مَسْك كوماءَ بادنِ قلت: لَا أَدْرِي شُراعيّة، أَو شِراعيّة، وَالْكَسْر عِنْدِي أقرب، شبّهت أعناقُها بِشراع السَّفينة لطولها. يَعْنِي الْإِبِل. وَأما السِّنان الشُّراعيّ فَهُوَ منسوبٌ إِلَى رجلٍ كَانَ يَعمل الأسنَّة فِيمَا أَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي وَذكر أَنه أنْشدهُ: وأسمر عاتكٌ فِيهِ سنانٌ شُراعيٌّ كساطعة الشُّعاعِ أَرَادَ بالأسمر الرُّمحَ. والعاتك: المحمَرُّ من قِدمه. والشَّريع من اللِّيف: مَا اشتدَّ شوكُه وصَلَح لغِلظه أَن يُخرَز بِهِ، سمعتُ ذَلِك من الهَجَريِّين. وَفِي جبال الدهناء جبلٌ يُقَال لَهُ شَارِع، ذكر ذَلِك ذُو الرمة فِي شعره. وَقَالَ اللَّيْث: حِيتانٌ شُرُوع: رَافِعَة رَأسهَا. وَأما قَول الله جلّ وعزّ فِي صفة الحِيتان: {يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ} (الأعرَاف: 163) فَمَعْنَاه أنّ حيتانَ الْبَحْر كَانَت ترِدُ يومَ السبت عُنُقاً من الْبَحْر يُتاخم أَيْلة، ألهمها الله أنّها لَا تُصاد يَوْم السَّبت لنَهْيه الْيَهُود عَن صيدها، فَلَمَّا عَتَوْا وصادوها بحيلة توجَّهت لَهُم، مُسِخوا قِرَدة. وروى شِمر عَن محَارب: يُقَال للنَّبت إِذا اعتمَّ وشبِعت مِنْهُ الْإِبِل: قد أشرعت، وَهَذَا نبتٌ شُرَاع. قَالَ: والشوارع من النُّجُوم: الدَّانية من المغيب. وكلُّ دانٍ من شيءٍ فَهُوَ شَارِع، وَقد شَرَع لَهُ ذَلِك. وَكَذَلِكَ الدَّار الشارعة: الَّتِي قد دنت من الطَّريق وقَرُبتْ من النَّاس. وَهَذَا كلُّه راجعٌ إِلَى شيءٍ وَاحِد، إِلَى القُرب من الشَّيْء والإشراف عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يُقَال أشرعَ يدَه فِي المِطهرة، إِذا أدخلَها فِيهَا إشراعاً. قَالَ: وشَرَعتْ يدُه فِيهَا. وشرعَت الإبلُ الماءَ وأشرعناها. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الشَّريع: الكَتَّان، وَهُوَ الأَبَقُ، والزِّير، والرازقيّ. ومُشَاقته السَّبيخة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الشَّرَّاع: الَّذِي يَبِيع الشَّريع، وَهُوَ الكتّان الجيّد واللِّيفُ الجيّد. (بَاب الْعين والشين وَاللَّام) عشل، علش، شعل، شلع: مستعملة عشل: أهملَ ابْن المظفر عشل، وشلع، وهما مستعملان. فأمّا عشل فَإِن أَبَا الْعَبَّاس روى عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: العاشل والعاشن والعاكل: المخمِّن الَّذِي يظنُّ فَيُصِيب وَأما: علش: فإنَّ ابْن الأعرابيّ زعم أَن العِلّوْشَ هُوَ

ابْن آوَى. وَقَالَ اللَّيْث: علش لُغَة حميرية، مِنْهُ العلّوش، وَهُوَ الذِّئْب. قَالَ: وَقَالَ الْخَلِيل: لَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب شين بعد لَام، وَلَكِن كلُّها قبل اللَّام. قلت: وَقد وُجِد فِي كَلَامهم الشين بعد اللَّام. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي وَغَيره: رجلٌ لشلاشٌ، إِذا كَانَ خَفِيفا. وأمّا: شلع: فإنّ أَبَا عبيد روى عَن الْفراء أَنه قَالَ: الشعَلَّعُ: الطَّوِيل من الرِّجَال. قلتُ: وَلَا أَدْرِي أزِيدت الْعين الأولى أَو الْأَخِيرَة. فَإِن كَانَت الْأَخِيرَة مزيدةً فَالْأَصْل شعل، وَإِن كَانَت الأولى هِيَ المزيدة فَالْأَصْل شلَع. شعل: الشُّعلة: شبه الجِذْوة، وَهِي قطعةُ خشبةٍ يُشعَل فِيهَا النَّار، وَكَذَلِكَ القَبَس والشِّهاب. وَأما الشَّعيلةُ فَهِيَ الفَتيلة المُروّاة بالدُّهن يُستصبَح بهَا. وَقَالَ لبيد: أصاح تَرى بُريقاً هبَّ وَهنا كمصباح الشَّعيلة فِي الذُّبالِ وَيُقَال أشعلتُ النَّار فِي الْحَطب فاشتعلت. واشتعل فلانٌ غَضبا، واشتعل رأسُه شيباً، أَصله من اشتعال النَّار. وَنصب (شيباً) على التَّفْسِير، وَإِن شئتَ جعلتَه مصدرا، وَكَذَلِكَ قَالَ حُذَّاق النَّحويين. أَبُو عبيدٍ عَن الأصمعيّ وَأبي عَمْرو قَالَا: الْغَارة المُشْعِلة: المتفرِّقة. وَقد أشعلتْ، إِذا تفرّقت. قَالَ وَيُقَال أشعَلتِ القِربةُ والمزادة، إِذا سَالَ مَاؤُهَا. والمِشعَلُ وَجمعه المَشَاعل: أسَاقٍ لَهَا قَوَائِم. وَأنْشد الأصمعيّ لذِي الرمّة: أضَعْنَ مَواقِتَ الصلوَاتِ عمدا وحالفْن المشاعِلَ والجِرارا وَقَالَ: أشعَلَ فلانٌ إبلَها، إِذا عمَّها بالهِناء وَلم يَطْلِ النُّقَبَ من الجَرب دون غَيرهَا من بَدَن الْبَعِير الأجرب. وَيُقَال أشعلتُ جَمعَهم، أَي فرّقته. وَقَالَ أَبُو وجزة: فعادَ زمانٌ بعد ذاكَ مفرِّقٌ وأشعل وَلْيٌ من نوى كلَّ مُشعَلِ وأشعَلتِ الطعنةُ، إِذا خرج دمُها. وأشعلَت الْعين: كثُر دمعُها. وَقَالَ ابْن السّكيت: جَاءَ جيشٌ كالجراد المُشْعِل، وَهُوَ الَّذِي يخرجُ فِي كلّ وَجه. وكتيبة مُشْعِلة، إِذا انتشرت. وأشعَلَتِ الطعنةُ، إِذا خرجَ دمُها متفرِّقاً. وَجَاء كالحريق المُشعَل، بِفَتْح الْعين. أَبُو عُبَيْدَة: فرسٌ أشعَل. وغُرّةٌ شعلاء: تَأْخُذ إِحْدَى الْعَينَيْنِ حتّى تدخلَ فِيهَا. قَالَ: قَالَ: وَيكون الشَّعَل فِي النَّواصي والأذناب فِي نَاحيَة مِنْهَا. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّعَل: بياضٌ فِي الناصية والذَّنَب، والاسمُ الشُّعْلة. وَقد اشعالّ الْفرس اشعيلالاً، إِذا صَار ذَا شَعَل. وفرسٌ أشعلُ وشَعلاء. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: إِذا كَانَ البياضُ فِي طرف الذَّنب فَهُوَ أشعَل، فَإِذا كَانَ فِي وسط الذَّنب فَهُوَ أصْبَغُ، وَإِن كَانَ فِي صَدره فَهُوَ أدْعَم، فَإِذا بلغ التحجيل إِلَى رُكْبَتَيْهِ فَهُوَ مجبَّب، فَإِن كَانَ فِي يَدَيْهِ فَهُوَ مقفَّز.

باب العين والشين مع النون

أَبُو عبيد عَن الْفراء: ذهَبوا شَعاليل وشعارير. وَقَالَ أَبُو وجزة: حتّى إِذا مَا دنتْ مِنْهُ سوابقُها ولِلُّغَامِ بعطفيه شعاليلُ أَي فِرق وقِطع: يَعْنِي الْكلاب والثور، أَي سوابق الْكلاب (بَاب الْعين والشين مَعَ النُّون) عشن، عنش، شنع، شعن، نعش، نشع: مستعملات. عشن: أَبُو عبيد عَن الْفراء: عَشَن بِرَأْيهِ واعتشَنَ، إِذا قَالَ بِرَأْيهِ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: العاشِنُ: المخمِّن. وأفادني الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم قَالَ: العُشَانة: اللُّقاطة من التَّمْر. يُقَال: تَعشَّنتُ النخلةَ واعتشنتُها، إِذا تتبعت كُرابتَها فأخذتَه. ابْن نجدة عَن أبي زيد: يُقَال لما يبْقى فِي الكبَاسة من الرُّطَب إِذا لقُطت النخلةُ العُشَانُ والعُشَانة، والغُشَان، والنُّدَار مثلُه. عنش: روى ابْن الأعرابيّ قَول رؤبة: فقلْ لذاك المُزعَج المعنوشِ وفسَّره قَالَ: المعنوش المستفَزُّ المَسُوقُ. يُقَال عنشَه يعنِشه، إِذا سَاقه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: المعانَشة: الْمُفَاخَرَة. قَالَ: والمعانَشة أَيْضا: المعانَقة فِي الْحَرْب. وَقَالَ أَبُو عبيد: عانشتُه وعانقتُه بِمَعْنى واحدٍ وَحكى ابْن الْأَعرَابِي عَن أبي المكارم أَنه قَالَ: فلانٌ صَديق العِناش، أَي العِناق فِي الحَرْب. وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة: من كَلَام أهل نجد: فلانٌ يعتنِشُ النَّاس، أَي يظلمُهم. وَأنْشد لرجلٍ من بني أَسد: وَمَا قولُ عَبْسٍ وائلٌ هُوَ ثَأْرنَا وقاتِلُنا إلاّ اعتناشٌ بباطلِ أَي ظلم. اللحيانيُّ: مالَه عُنشُوشٌ، أَي مَاله شَيْء. وَقَالَ ابْن السّكيت: العَنَشْنَشُ: الطَّوِيل. وَقَالَ: عَنَشْنَشٌ تحمله عَنَشْنَشَه للدِّرع فَوق ساعديه خشخشه شعن: تَقول الْعَرَب: رَأَيْت فلَانا مُشْعانَّ الرَّأْس، إِذا رأيتَه شَعِثاً منتفش الرَّأْس مُغبرّاً. وروى عَمْرو عَن أَبِيه: أشْعَنَ الرجلُ، إِذا ناصَى عدوَّه فاشعانَّ شعرُه. والشّعَن: مَا تناثَر من ورق العُشْب بعد هَيجه ويُبسه. وَقد أهمل اللَّيْث (عشن) ، و (عنش) ، و (شعن) ، وَهِي مستعملة. شنع: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: شنّعت النَّاقة فِي سَيرهَا، إِذا شمَّرت تشنيعاً، فَهِيَ مشنِّعة. والتشنُّع: الانكماش والجدّ. وَقَالَ أَبُو سعيد: تَشنَّع فلانٌ لهَذَا الْأَمر، إِذا تهيّأ لَهُ. ابْن السّكيت: حكى لي العامريّ: تشنَّع الرجلُ قِرنَه، إِذا رَكبه. وتشنَّع الرجل راحلتَه، إِذا ركبهَا. وتشنَّع القومُ، إِذا جدُّوا وانكمشوا.

اللَّيْث: الشُّنْع والشَّناعة والشُّنوع، كلُّ هَذَا من قُبح الشَّيْء الَّذِي يُستَشنَع قُبْحه، وَهُوَ شنيعٌ أشنع، وقِصَّةٌ شَنْعاء، ورجلٌ أشنعُ الخَلْق. وَأنْشد شمر: وَفِي الْهَام مِنْهَا نظرة وشُنوعُ أَي قُبح يُتعجَّب مِنْهُ. وَقَالَ اللَّيْث: تَقول رَأَيْت أمرا شَنِعتُ بِهِ شُنْعاً، أَي استشنعته. وَأنْشد لمروان: فوِّضْ إِلَى الله الأمورَ فَإِنَّهُ سيكفيك لَا يشنعْ بِرَأْيِك شانعُ قَالَ: وشنَّعت على فلانٍ أمرَه تشنيعاً. وَقد اشتَشْنَعَ بفلانٍ جهلُه. وَفِي (النَّوَادِر) : شنَعَنا فلانٌ وفَضَحنا. قَالَ: والمشنوع: الْمَشْهُور. نشع: الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت قَالَ: النَّشوع والوَشوع: الوَجور الَّذِي يُوجَره الصبيُّ أَو الْمَرِيض. وَمِنْه قَول المرّار: إِلَيْكُم يَا لئام النَّاس إنّي نُشِعتُ العزَّ فِي أنفي نُشوعاً قَالَ: والنَّشوع: السَّعوط. يُقَال أنشعته. وَقَالَ أَبُو عبيد: كَانَ الأصمعيّ ينشد بَيت ذِي الرمة: فالأمُ مُرضَعٍ نُشِع المَحَارا قَالَ: وَهُوَ إيجارك الصبيَّ الدَّوَاء. ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: نُشِع الصبيُّ ونُشِغ بِالْعينِ والغين، إِذا أُوجِرَ فِي الْأنف. وَقَالَ الأصمعيّ فِيمَا روى عَنهُ أَبُو تُرَاب: هُوَ النُّشوع والنّشوغ، للوَجُور. وروى عَمْرو عَن أَبِيه: أنشعَ الصبيَّ، إِذا سَعَطَه. وَهُوَ النَّشوع والنَّشوغ. وَقَالَ اللَّيْث: النَّشوع: أَن يُعطَى الكاهن جُعلاً على كِهانته. وَأنْشد للعجّاج: قَالَ الحوازي واستحَتْ أَن تُنشَعا وَرَوَاهُ ابْن السّكيت: (وأبَى أَن يُنْشَعا) . وَيُقَال نُشِعت بِهِ نُشوعاً، أَي أُولعت بِهِ. وفلانٌ منشوعٌ بِكَذَا وَكَذَا، أَي مُولعٌ بِهِ. وَقَالَ أَبُو وجزة: نَشِعٌ بِمَاء البقل بَين طرائقِ من الْخلق مَا منهنَّ شيءٌ مضيَّعُ وطرائقه: اخْتِلَاف ألوان البقل. نعش: اللَّيْث: النعش: سَرِير الْمَيِّت. وَأنْشد: أمحمولٌ على النَّعش الهُمامُ وسمعتُ المنذريّ يَقُول: سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى وَسُئِلَ عَن قَوْله: يتْبعن قُلَّةَ رَأسه وَكَأَنَّهُ حَرَج على نعشٍ لهنَّ مخيِّم فَحكى عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: النَّعام منخوبُ الْجوف لَا عقل لَهُ. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: إنَّما وصَف الرئال أنَّها تتبع النعامة فتطمح بأبصارها قُلّة رَأسه، وكأنَّ قُلّة رَأسه ميّت على سَرِير قَالَ: وَالرِّوَايَة (مخيِّم) . قَالَ: وَيَقُولُونَ: النَّعش: الميّت، والنَّعشُ: السرير. قَالَ المنذريّ وَحَكَاهُ عَن الْأَصْمَعِي فِيمَا أَحسب. قلت: وروى

باب العين والشين مع الفاء

الْبَاهِلِيّ هَذَا الْبَيْت فِي كِتَابه. ... وكأنّه زَوْجٌ على نعشٍ لهنَّ مخيَّم قَالَ: هَذِه نعامٌ يتبعن الذّكر. والمخيَّم: الَّذِي جُعل بِمَنْزِلَة الْخَيْمَة. والزَّوج: النَّمَط. وقُلَّة رَأسه: أَعْلَاهُ. يَتْبعن، يَعْنِي الرئال. قلت: وَمن رَوَاهُ (حَرَج على نعش) ، فالحرَج: المشبَّك الَّذِي يُطْبَق على الْمَرْأَة إِذا وُضعَتْ على سَرِير الْمَوْتَى، يسمِّيه النَّاس النَّعْش، وإّما النَّعشُ السريرُ نفسُه، سمِّي حَرجاً لأنّه مشبَّك بعيدانٍ كأنّها حَرَج الهَودج. وبناتُ نعشٍ: سَبْعَة كواكب، فأربعةٌ مِنْهَا نعشٌ لِأَنَّهَا مربّعة، وَثَلَاثَة مِنْهَا بناتٌ يُقَال للْوَاحِد مِنْهَا ابْن نَعْش، لأنَّ الْكَوْكَب مُذَكّر. قلت: والشاعر إِذا اضطُرَّ يجوز أَن يَقُول بَنو نَعش، كَمَا قَالَ الشَّاعِر: إِذا مَا بَنو نَعشٍ دَنَوْا فتصوَّبوا وَوجه الْكَلَام بناتُ نعش، كَمَا يُقَال بَنَات آوى وَبَنَات عِرس، وَالْوَاحد مِنْهَا ابْن عِرس وَابْن مِقرَض. وهم يؤنّثون جَمِيع مَا خلا الْآدَمِيّين. أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: نَعَشه الله وأنعشَه. وَقَالَ ابْن السّكيت: نَعَشَه الله، أَي رفَعَه، وَلَا يُقَال أنعشَه، وَهُوَ من كَلَام العامّة. وَقَالَ شمر: النَّعش: الْبَقَاء والارتفاع، يُقَال نعشَه الله، أَي رَفعه. قَالَ: والنَّعش من هَذَا لأنّه مرتفعٌ على السَّرير. قَالَ: ونعَشْتُ فلَانا إِذا جبرتَه بعد فَقْر، ورفعتَه بعد عَثْرة. قَالَ: والنَّعش إِذا مَاتَ الرجُل فهم ينعَشونه، أَي يذكرُونَهُ ويرفعون ذكره. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال انتعِشْ نعشَك الله. وَمِنْه قَوْله: (تَعِسَ فَلَا انْتَعش، وشِيكَ فَلَا انتَقَش) . قَالَ: والنَّعْش: الرّفْع، يُقَال نعشه الله بعد فَقْر. ونعَشتُ الشجرةَ، إِذا كَانَت مائلةً فأقمتها. قَالَ: وَيُقَال أنعَشتُه بِالْألف أَيْضا. وَقَالَ رؤبة: أنعشَني مِنْهُ بسَيبٍ مُقْعَثِ وَغَيره يَقُول: (أقعثَني) . وَالربيع ينعش الناسَ، أَي يُخْصبهم. (بَاب الْعين والشين مَعَ الْفَاء) عفش، عشف، شفع، شعف: مستعملة شفع: قَالَ الله تَعَالَى جدّه: {مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً} (النِّساء: 85) يَقُول: أَي من يكْتَسب حَسَنَة يكن لَهُ نصيبٌ مِنْهَا، ومَن يشفع شَفَاعَة سَيِّئَة يكن لَهُ كِفلٌ مِنْهَا. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَرَأَ: {مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً} (النِّساء: 85) أَي يزْدَاد عملا إِلَى عمل. قَالَ: والشَّفْع: الزِّيَادَة. وعينٌ شافعة: تنظُر نظَرين. وَأنْشد: وَلم أكُ خلت فِي بَصرِي شفُوعا وَأنْشد ابنُ الْأَعرَابِي: مَا كَانَ أبصرَني بِغرّاتِ الصِّبا فاليوم قد شُفِعَتْ ليَ الأشباحُ أَي أرى الشَّخْص الْوَاحِد شَخْصَيْنِ لضعف بَصرِي.

قَالَ الْمُنْذِرِيّ: وسمعتُ أَبَا الْعَبَّاس وَسُئِلَ عَن اشتقاق الشُّفعة فِي اللُّغَة فَقَالَ: الشُّفعة: الزِّيَادَة، وَهُوَ أَن يشفِّعك فِيمَا تطلب حتّى تضمَّه إِلَى مَا عنْدك فتزيده وتشفعه بهَا، أَي تزِيدُه بهَا، أَي إِنَّه كَانَ وِتراً وَاحِدًا فضمَّ إِلَيْهِ مَا زَاده وشفعَه بِهِ. وروى أَبُو عُمر عَن الْمبرد وثعلبٍ أَنَّهُمَا قَالَا فِي قَول الله تبَارك وَتَعَالَى: {مَن ذَا الَّذِى يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} (البَقَرَة: 255) قَالُوا: الشَّفَاعَة: الدُّعاء هَاهُنَا. والشفاعة: كَلَام الشَّفيع للملِكِ فِي حاجةٍ يسْأَلهَا لغيره. وَقَالَ القتيبيّ فِي تَفْسِير الشُّفعة: كَانَ الرجلُ فِي الْجَاهِلِيَّة إِذا أَرَادَ بيعَ منزلٍ أَتَاهُ جارُه فشَفَع إِلَيْهِ فِيمَا بَاعَ فشفّعه وجعَلَه أولى ممَّن بَعُدَ سببُه، فسمِّيتْ شُفعةً وسمِّي طالبُها شَفِيعًا. قلتُ: جعلَ القتيبيُّ شفع إِلَيْهِ بِمَعْنى طَلبَ إِلَيْهِ. وأصلُ الشُّفعة مَا فسَّره أَبُو الْهَيْثَم وَأَبُو العبَّاس أَحْمد بن يحيى. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} (الفَجر: 3) {وَالْوَتْرِ وَالَّيْلِ إِذَا} (الفَجر: 4) قَالَ الْأسود بن يزِيد: الشَّفْع: يَوْم الْأَضْحَى؛ والوَتْر: يَوْم عَرَفَة. وَقَالَ عَطاء: الْوتر هُوَ الله تَعَالَى: والشَّفْع: خَلْقُه. وروى ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ: الوَتْر آدمُ شُفِع بِزَوْجَتِهِ. وَقَالَ فِي الشفع وَالْوتر: إِن الأعدادَ كلَّها شفعٌ ووتْر. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّفع من الْعدَد: مَا كَانَ زوجا، تَقول: كَانَ وِتراً فشفعته بآخر. قَالَ: والشافع: الطالبُ لغيره يستشفِع بِهِ إِلَى الْمَطْلُوب. وَتقول: تشفّعت لفلانٍ إِلَى فلَان فشفّعني فِيهِ، وَاسم الطَّالِب شفِيع. وَقَالَ الْأَعْشَى: واستشفعتْ من سَراة الحيّ ذَا ثقةٍ فقد عَصاها أَبوهَا وَالَّذِي شَفَعا قَالَ: وَتقول: إنّ فلَانا ليَشفَعُ لي بعداوةٍ، أَي يُضادُّني. قَالَ الْأَحْوَص: كأنَّ من لامَنِي لأصرمَها كَانُوا علينا بلومهمْ شفعوا مَعْنَاهُ أنَّهم كأنّهم أغرَوْني بهَا حِين لامُوني فِي هَواهَا، وَهُوَ كَقَوْلِه: ... إنّ اللّومَ إغراءُ عَمْرو عَن أَبِيه: الشُّفْعة: الْجُنُون، وَجَمعهَا شُفَع. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال فِي وَجهه شَفْعة وسَفْعةٌ، وشُنْعة، ورَدَّةٌ ونَظْرَةٌ، بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال للمجنون: مشفوع ومسفوع. وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث مصدِّقاً فَأَتَاهُ بشاةٍ شَافِع فردَّها وَقَالَ: (ائْتِنِي بمُعتاط) . قَالَ أَبُو عبيد: الشافع: الَّتِي مَعهَا وَلَدهَا، سمِّيت شافعاً لأنّ وَلَدهَا شَفَعها وشفعَتْه هِيَ. وَقَالَ شمر: قَالَ الْفراء: نَاقَة شافعٌ، إِذا كَانَ فِي بَطنهَا ولدٌ، يتلوها آخر. ونحوَ ذَلِك قَالَ أَبُو عُبَيْدَة، وَأنْشد: وشافع فِي بَطنهَا لَهَا ولدْ ومَعَها من خلفهَا لَهُ وَلَدْ وَقَالَ: مَا كَانَ فِي الْبَطن طلاها شافعُ وَمَعَهَا لَهَا وليدٌ تابعُ

الأصمعيّ: نَاقَة شَفوع: تجمع بَين مِحلبين فِي حَلْبة، وَهِي القَرون. وشُفعة الضُّحى: رَكعَتَا الضُّحى؛ جَاءَ فِي الحَدِيث. شعف: قَالَ الله جلّ وعزّ: {قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِى ضَلَالٍ مُّبِينٍ} (يُوسُف: 30) . وَقد قرىء الْحَرْف بِالْعينِ والغين، فَأَخْبرنِي المنذريّ عَن الْحُسَيْن بن فهم عَن مُحَمَّد بن سلاّم، عَن يُونُس أَنه قَالَ: مَن قَرَأَهَا (شعفها حبا) فَمَعْنَاه تيَّمها. وَمن قَرَأَهَا: {شَغَفَهَا} (يُوسُف: 30) قَالَ: أصَاب شغَافها. وَأخْبرنَا عَن الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت أَنه قَالَ: شَعَفه الحبُّ، إِذا بلغ مِنْهُ. وفلانٌ مشعوفٌ بفلانة، وَقد شعفَه حبُّها. وَيُقَال شَعَفَ الهِناءُ الْبَعِير، إِذا بلغ مِنْهُ ألمه. وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله {شَغَفَهَا} (يُوسُف: 30) : زَعَمُوا أَن الحسنَ كَانَ يقْرَأ بهَا. قَالَ: وَهُوَ من قَوْله شُعِفْتُ بهَا، كَأَنَّهُ قد ذهب بهَا كلّ مَذْهَب. والشَّعَف: رُؤُوس الْجبَال. وَقَالَ أَبُو عبيد: الشَّعْف بِالْعينِ: إحراق الحبِّ القلبَ مَعَ لذَّةٍ يجدهَا، كَمَا أنّ البعيرَ إِذا هُنِىءَ بالقَطِران يبلغ مِنْهُ مثل ذَلِك. وَقَالَ شمر: شَعَفَها: ذهبَ بهَا كلَّ مَذْهَب. قَالَ: والمشعوف: الذاهبُ الْقلب. وَأهل هجر يَقُولُونَ للمجنون: مشعوف. وَقَالَ أَبُو سعيد فِي قَوْله: كَمَا شَعَفَ المنهوءَةَ الرجلُ الطالِي يَقُول: أحرقْتُ فؤادها بحبِّي كَمَا أحرقَ الطالي هَذِه المهنوءة. وَقَالَ أَبُو زيد: شعَفه حبُّها يَشعَفُه، إِذا ذهبَ بفؤاده، مثل شعَفَه المرضُ، إِذا أذابَه. قَالَ: وَقَوله: كَمَا شَعَفَ المهنوءةَ الرجلُ الطالي يَقُول: فؤادها طَائِر من لذّة الهِناء. سَلمَة عَن الْفراء عَن الدُّبيرية قَالَت: يُقَال ألْقى عَلَيْهِ شَعَفَه وشغَفَه، ومَلقَه، وحُبَّه وحُبَّتَه، وبِشرَه بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ الْأَصْمَعِي فِي قَوْله: شَعَف الكلابُ الضارباتُ فؤادَهُ قَالَ: المشعوف: الذاهبُ الْفُؤَاد. وَبِه شُعافٌ أَي جُنُون. وَقَالَ جندلٌ الطُّهوَيّ: وَغير عَدْوَى من شُعافٍ وحَبَن والحَبَن: المَاء الْأَصْفَر. وَفِي الحَدِيث: (مِن خير النَّاس رجلٌ فِي شَعفَةٍ فِي غُنَيمةٍ لَهُ حتّى يَأْتِيهِ الْمَوْت) ، قَالَ أَبُو عبيد: الشَّعفة: رَأس الْجَبَل. قلت: وَتجمع شَعَفاتٍ. وَفِي حَدِيث آخر أَنه ذكر يأجوجَ وَمَأْجُوج فَقَالَ: (عِراض الْوُجُوه صِغار الْعُيُون، صُهْب الشِّعاف، من كلِّ حَدَبٍ يَنسِلون) . قَوْله: صُهب الشِّعاف يُرِيد شُعُور رؤوسهم، واحدُها شَعَفة، وَهِي أَعلَى الشَّعَر. وشَعَفَة كلّ شَيْء: أَعْلَاهُ. وَقَالَ رجل: ضرَبني عمرُ بدِرَّته فأغاثني الله بشَعفَتين فِي رَأْسِي) ، يَعْنِي أنَّهما وقَتَاه الضَّربَ. وَأَرَادَ بهما ذؤابتين على رَأسه. وَقَالَ أَبُو زيد: الشَّعْفة: المَطْرة الهيِّنة. قَالَ: ومثلٌ للْعَرَب: (مَا تنفَع الشَّعْفة فِي

باب العين والشين مع الباء

الْوَادي الرُّغُب) . يضْرب مثلا للَّذي يعطيك قَلِيلا لَا يَقع مِنْك مَوقعاً وَلَا يسدُّ مَسَدّاً. والوادِي الرُّغُب: الْوَاسِع الَّذِي لَا يملؤه إِلَّا السَّيْل الجُحاف. وَمن أمثالهم الْمَعْرُوفَة: (لكِنْ بشَعْفينِ أنتِ جَدُود) . يُضرب مثلا لمن كَانَ فِي حالٍ سيِّئة فحسنت حالُه. وشَعْفانِ: جبلانِ بالغَور. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّعَف: رُؤُوس الكمأة والأثافي المستديرة. قَالَ: وشَعَفة الْقلب: رأسُه عِنْد معلَّق النِّياط، وَلذَلِك يُقَال: شَعفَني حبُّها. قَالَ: وشعفَات الأثافي والأبنية: رؤوسُها. وَقَالَ العجّاج: دَواخساً فِي الأرضِ إلاَّ شَعفَا قلت: مَا علمتُ أحدا جَعَلَ للقلب شَعَفةً غير اللَّيْث. والحبُّ الشديدُ يتمكّن من سَواد الْقلب لَا مِن طَرفه. عشف: أهملَه اللَّيْث. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: العَشُوف: الشَّجَرَة الْيَابِسَة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل فِي كتاب (الْمنطق) : الْبَعِير إِذا جِيءَ بِهِ أوّلَ مَا يُجاءُ بِهِ لَا يَأْكُل القَتَّ والنَّوَى، يُقَال إنّه لمُعْشِف. والمُعْشِف: الَّذِي عُرضَ عَلَيْهِ مَا لم يكن يَأْكُل فَلم يأكلْه. وأكلتُ طَعَاما فأعشَفْتُ عَنهُ، أَي مرِضتُ عَنهُ وَلم يهنأني. وإنّي لأعشِفُ هَذَا الطعامَ أَي أقْذَره وأكرهه. وَوَاللَّه مَا يُعشَف لي الْأَمر الْقَبِيح، أَي مَا يُعرفُ لي. وَقد ركبتَ أمرا مَا كَانَ يُعشَف لَك، أَي مَا كَانَ يُعرف لَك. عفش: أهمله اللَّيْث. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : بهَا عُفاشَة من النَّاس، ونُخاعة، ولفُاظة، يَعْنِي من لَا خير فِيهِ من النَّاس. (بَاب الْعين والشين مَعَ الْبَاء) عشب، عبش، شبع، شعب، بشع: مستعملات. عشب: قَالَ اللَّيْث: العَشْب: الْكلأ الرَّطْب، وَهُوَ سَرَعان الْكلأ فِي الرّبيع يَهيج وَلَا يبقَى. وأرضٌ عَشِبةٌ ومُعْشِبة، وَقد أعشَبتْ واعشوشبتْ إِذا كثُر عُشْبُها. وأعشبَ القومُ إِذا أَصَابُوا عُشْباً. قَالَ: وأرضٌ عَشِبة بيّنة العَشَابة. وَلَا يُقَال عَشِبت الأَرْض، وَهُوَ قياسٌ إنْ قيل. وَأنْشد لأبي النَّجْم: يقُلْن للرائد أعشبتَ انزلِ قلت: الْكلأ عِنْد الْعَرَب يَقع على العُشْب وَهُوَ الرُّطْب، وعَلى العُرْوة وَالشَّجر والنصِيّ والصِّلِّيان الطيّب، كلُّ ذَلِك من الْكلأ، فأمّا العُشْب فَهُوَ الرُّطْب من الْبُقُول البريّة تنْبت فِي الرّبيع. وَيُقَال روضٌ عاشب: ذُو عُشْب. وروضٌ مُعْشِب. وَيدخل فِي العُشب أَحْرَار الْبُقُول وذكورها. فأحرارها: مَا رقَّ مِنْهَا وَكَانَ نَاعِمًا. وذكورها: مَا صُلب وغلُظ مِنْهَا. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال شيخٌ عَشَمة بِالْمِيم. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: يُقَال شيخ عَشمة وعَشبة، بِالْمِيم وَالْبَاء. وَقَالَ غَيرهمَا: عيالٌ عَشَبٌ: لَيْسَ فيهم صَغِير. وَقَالَ الراجز: جمعتُ مِنْهُم عَشَباً شَهابرا وَقَالَ اللَّيْث: رجلٌ عَشَبٌ وامرأةٌ عَشَبة،

وهما القصيرانِ فِي دَمامة. وَقد عَشُب عُشوبةً وعَشابة. وَقَالَ ابْن السّكيت: إِذا رعَى البعيرُ العُشبَ قيل عاشب. قَالَ: وبَلَدٌ عاشبٌ وَقد أعشَبَ، أَي ذُو عُشْب. وأرضٌ مُعْشِبة وعَشيبة: كَثِيرَة العُشب. وَقَالَ اللِّحيانيّ: يُقَال هَذِه أرضٌ فِيهَا تعاشيب، إِذا كانَ فِيهَا ألوانُ العُشْب. عبش: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو عُمَر عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: العَبْش الصَّلاح فِي كلّ شَيْء. قَالَ: وَالْعرب تَقول: الخِتان عَبْشٌ لِلصَّبيِّ، أَي صلاحٌ، بِالْبَاء. وَذكره فِي مَوضِع آخر العَمْش بِالْمِيم. وَقد ذكره اللَّيْث فِي كِتَابه فهما لُغَتَانِ. يُقَال الخِتان صلاحٌ للْوَلَد فاعمِشوه واعبِشُوه. وكلتا اللغتين صَحِيحَة. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: العَبْش: الغباوة. ورجلٌ بِهِ عُبْشة. شعب: قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ} (الحُجرَات: 13) قَالَ الْفراء: الشُّعوب أكبر من الْقَبَائِل، والقبائل أكبر من الأفخاذ. أَبُو عبيد عَن ابْن الكلبيّ أَنه قَالَ: الشَّعْب أكبر من الْقَبِيلَة، ثمَّ الْقَبِيلَة، ثمَّ الْعِمَارَة، ثمَّ الْبَطن، ثمَّ الفَخِذ. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب قَالَ: أُخِذت الْقَبَائِل من قبائل الرَّأْس لاجتماعها. قَالَ: وَمِنْهَا الشَّعب والشُّعوب، والقبائل دونهَا. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّعب: مَا تشعَّب من قبائل الْعَرَب والعجم. والجميع الشُّعوب. قَالَ: والشُّعوبيُّ: الَّذِي يصغِّر شأنَ الْعَرَب وَلَا يرى لَهُم فضلا على غَيرهم. وروَى أَبُو عبيدٍ بإسنادٍ لَهُ حَدِيثا عَن مَسْرُوق أنّ رجلا من الشُّعوب أسلمَ فَكَانَت تُؤْخَذ مِنْهُ الْجِزْيَة، فَأمر عُمر بألاّ تؤخَذ مِنْهُ. قَالَ أَبُو عبيد: والشُّعوب هَاهُنَا: الْعَجم، وَفِي غير هَذَا الْموضع أَكثر من الْقَبَائِل. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: الشَّعب شَعْب الرَّأْس: يَعْنِي شأنَه الَّذِي يضُمُّ قبائله. قَالَ: وَفِي الرَّأْس أربعُ قبائل. وَأنْشد: فإنْ أودَى معاويةُ بن صخرٍ فبشِّر شَعبَ رَأسك بانصداعِ قَالَ: والشَّعب: أَبُو الْقَبَائِل الَّذِي ينتسبون إِلَيْهِ، يَعْنِي يجمعهُمْ ويضمُّهم. قَالَ: وَيُقَال شَعَبتُه، أَي فرّقته. وشعَبتُه، أَي أصلحته. قَالَ: والشَّعيب: المزادة، سمِّيت شعيباً لِأَنَّهَا من قطعتين شُعِبتْ إِحْدَاهمَا إِلَى الْأُخْرَى، أَي ضُمَّتْ. وَأنْشد أَبُو عبيدٍ لعليّ بن الغدير الغَنَويّ فِي الشَّعب بِمَعْنى التَّفْرِيق: وَإِذا رَأَيْت المرءَ يشعَبُ أمره شَعْبَ الْعَصَا ويَلجُّ فِي العِصيانِ قَالَ: مَعْنَاهُ يفرِّق فِي أمرَه. وَرُوِيَ عَن ابْن عبّاس أنّ رجلا قَالَ لَهُ: مَا هَذِه الفُتيا الَّتِي شعَبت النَّاس. قَالَ أَبُو عبيد: معنى شَعَبَتْ فرّقت الناسَ. وَقَالَ الأصمعيّ: شعبَ الرجلُ أمرَه، إِذا فرَّقَه وشتَّته. قَالَ أَبُو عبيد: وَيكون الشَّعب

بِمَعْنى الْإِصْلَاح. وَهَذَا الْحَرْف من الأضداد. وَأنْشد للطِرمّاح: شَتَّ شَعبُ الحيِّ بعد التئامْ وشجاكَ اليومَ رَبعُ المُقَامْ إنّما هُوَ شَتَّ الْجَمِيع وَمِنْه شَعْب الصَّدع فِي الْإِنَاء، إنّما هُوَ إصلاحُه وملاءمته وَنَحْو ذَلِك. وَقَالَ ابْن السّكيت فِي الشّعب إِنَّه يكون بمعنيين: يكون إصلاحاً، وَيكون تفريقاً. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو زيد: يُقَال أقَصَّته شَعوبُ إقصاصاً، إِذا أشرف على الْمنية ثمَّ نجا، وشَعوبُ: اسْم المنيّة معرفةٌ لَا تَنْصَرِف. أَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم: يُقَال شعَبتْه شَعوبُ فأشعَبَ، أَرَادَ بشعوب الْمنية. فأشعَبَ، أَي مَاتَ. وَقَالَ ابْن السّكيت: أشعبَ الرجلُ، إِذا ماتَ أَو فارقَ فِراقاً لَا يرجع. وَقَالَ غَيره: انشعبَ الرجلُ، إِذا مَاتَ. وَأنْشد: لاقَى الَّتِي تشعَبُ الْأَحْيَاء فانشعبا وَقَالَ اللَّيْث: الشَّعْب: الصَّدْع الَّذِي يشعبه الشَّعَّاب. والمِشْعَب: مِثقَبُه. والشُّعْبة: الْقطعَة الَّتِي يُوصَل بهَا الشَّعب من القَدَح. قَالَ وَيُقَال أشعبَه فَمَا يَنْشعِب، أَي مَا يلتئم. قَالَ: والتأم شَعب بني فلانٍ، إِذا كَانُوا متفرِّقين فَاجْتمعُوا. قَالَ: وَيُقَال تفرَّق شَعبُهم. وَهَذَا من عجائب كَلَامهم. قَالَ: وانشعبَ الطريقُ، إِذا تفرَّق. وانشعَبَ النَّهر، وانشعبت أغصانُ الشَّجَرَة. قَالَ: وَيُقَال هَذِه عَصاً فِي رَأسهَا شُعبتانِ. قلت: وسماعي من الْعَرَب عَصا فِي رَأسهَا شُعبان بِغَيْر تَاء. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إِذا قَعَد الرجلُ من الْمَرْأَة بَين شُعَبها الْأَرْبَع اغتسلَ) ، وَقَالَ بعضُهم: شُعَبها الْأَرْبَع: يداها ورجلاها، كُنِي بِهِ عَن الْإِيلَاج. وَقَالَ غَيره: شُعَبها الْأَرْبَع: رجلاها وشُفْرا فرجهَا كنَّى بذلك عَن تغييبه الْحَشَفَة فِي فرجهَا. وَقَالَ اللَّيْث: شُعَب الْجبَال رؤوسها. وأقطارُ الْفرس: شُعَبُه، وَهِي عُنقُه ومَنْسِجهُ وَمَا أشرف مِنْهُ. وَأنْشد: أشمُّ خنذيذٌ منيفٌ شُعَبُه وشُعَب الدَّهْر: حالاته. وَأنْشد قَول ذِي الرمّة: وَلَا تَقَسَّمَ شَعباً وَاحِدًا شُعَبُ أَي ظننتُ ألاّ يتقسَّم الْأَمر الواحدَ أمورٌ كَثِيرَة. قلت: لم يجوِّد الليثُ فِي تَفْسِير الْبَيْت. وَمَعْنَاهُ أنّه وصف أَحيَاء كَانُوا مُجْتَمعين فِي الرَّبيع، فلمَّا قَصَدوا المَحاضرَ تقسَّمتهم الْمِيَاه. وشُعَب الْقَوْم: نِيَّاتُهم فِي هَذَا الْبَيْت، وَكَانَت لكلّ فرقةٍ مِنْهُم نيَّةٌ غير نيَّة الآخرين، فَقَالَ: مَا كنت أظنُّ أنّ نيّات مُخْتَلفَة تفرِّق نيّةً مجتمعة. وَذَلِكَ أنَّهم كَانُوا فِي منتواهم ومنتجعهم مُجْتَمعين على نيّة وَاحِدَة، فلمَّا هاجَ العُشبُ ونَشَّت الغُدرانُ توزَّعتْهم المحاضر، فَهَذَا معنى قَوْله:

وَلَا تَقَسَّم شعبًا وَاحِدًا شُعَبُ وأوَّلُه: لَا أَحسب الدهرَ يُبلِي جِدَّةً أبدا وَلَا تَقسَّمَ شعبًا وَاحِدًا شُعَبُ وَقَالَ اللَّيْث: مَشعَب الحقّ: طَرِيق الْحق. وَقَالَ الْكُمَيْت: وَمَا ليَ إلاّ مَشعَبَ الحقِّ مَشْعَبُ قَالَ: وظبْيٌ أشعبُ، إِذا انفرقَ قرناه فتباينا بينونةً شَدِيدَة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: تَيسٌ أشعبُ، إِذا انْكَسَرَ قرنُه. وعنزٌ شَعْباء. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الأشعب: الظَّبْي الَّذِي قد انشعَبَ قرناه، أَي تبَاعد مَا بَينهمَا. وَقَالَ اللَّيْث: والشَّعب: مَا انفرج بَين جبلين. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الشّعب: مسيل المَاء فِي بطن من الأَرْض لَهُ حرفان مشرفان، وعرضُه بطحةُ رجلٍ إِذا انبطح. وَقد يكون بَين سندَيْ جبلين. وَقَالَ اللَّيْث: الشُّعَب: الْأَصَابِع قَالَ: وَالزَّرْع يكون على ورقةٍ ثمّ يشعِّب. قَالَ: وَيُقَال للْمَيت: قد انشعَبَ. وَأنْشد لسهمٍ الغنويّ: حتّى يصادفَ مَالا أَو يقالَ فَتى لاقَى الَّتِي تَشعَبُ الفِتيانَ فانشعبا قَالَ: والشِّعب: سِمَةٌ لبني مِنقَر كَهَيئَةِ المِحجَن وَصورته. وجَمَلٌ مشعوب. وشَعبان: اسْم شهر. وشَعبانُ: حيٌّ من الْيمن. وَقَالَ غَيره: إِلَيْهِم نُسِب الشَّعْبيّ. والشُّعبة: صَدْعٌ فِي الْجَبَل تأوي إِلَيْهِ الطُّيور. وشَعَبعَب: مَوضِع. وَقَالَ الأصمعيّ: شَعَبه يَشعَبه شعبًا، إِذا صَرَفَه. وشعَبَ اللجامُ الفرسَ، إِذا كفَّه. وَأنْشد: شاحِيَ فِيهِ واللجامُ يشعَبُه وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الشِّعاب: سِمةٌ فِي الْفَخْذ فِي طولهَا، خَطَّان يُلاقَى بَين طرفيهما الأعليين، والأسفلان متفرّقان. وَأنْشد: نارٌ عَلَيْهَا سِمَةٌ الغواضرْ الحَلْقتان والشِّعابُ الفاجرْ يُقَال بعير مشعوب وإبل مشعَّبة. وَقَالَ غَيره: شُعَبَى: اسْم مَوضِع فِي جبل طيّىء. وَقَالَ الكسائيّ: الْعَرَب تَقول: أبي لَك وشعبي لَك، مَعْنَاهُ فديتك. وَأنْشد: قَالَت رَأَيْت رجلا شَعْبِي لكِ مُرَجّلاً حسبتُه ترجيلَك قَالَ: وَمَعْنَاهُ رَأَيْت رجلا فديتك شبَّهتُه إياك. وَقَالَ الأصمعيّ: يسمَّى الرَّحْلُ شَعِيباً. وَمِنْه قَول المرّار يصف نَاقَة: إِذا هِيَ خَرَّت خَرَّ مِن عَن شِمالها شَعِيبٌ بِهِ إجمامُها ولُغوبها يَعْنِي الرَّحْلَ لأنّه مشعوبٌ بعضُه إِلَى بعض، أَي مضموم، وَكَذَلِكَ المزادَة

سميت شَعيباً لأنَّه ضُمَّ بعضُها إِلَى بعض. وَقَالَ شمر عَن ابْن الأعرابيّ: الشَّعِيب: المزادة من أديمَين يُقابَلان لَيْسَ فيهمَا فِئَام فِي زواياهما. وَقَالَ الرَّاعِي يصف إبِلا ترعى فِي العَزيب: إِذا لم تَرُح أدَّى إِلَيْهَا معجِّلٌ شعيبَ أَدِيم ذَا فِراغَينِ مُترعا يَعْنِي: ذَا أديمين قُوبِل بَينهمَا. قَالَ: والشَّعيب مثل السَّطيحة. شبع: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (المتشبِّع بِمَا لَا يَملك كلابسِ ثَوبَيْ زُور) قَالَ أَبُو عبيد: يَعْنِي المتزيِّن بِأَكْثَرَ ممّا عِنْده يتكثَّر بذلك ويتزيَّن بِالْبَاطِلِ، كَالْمَرْأَةِ تكون للرجل وَلها ضرائر، فتتشبّع تدَّعي من الحُظوة عِنْد زَوجهَا بِأَكْثَرَ مِمَّا عِنْده لَهَا، تُرِيدُ بذلك غَيظَ جارتها وإدخالَ الْأَذَى عَلَيْهَا، وَكَذَلِكَ هَذَا فِي الرِّجَال. وَمعنى ثَوْبَي الزُّور: أَن يُعمَد إِلَى الكُمَّينِ فيُوصَلَ بهما كُمَّانِ آخَرانِ، فَمن نظر إِلَيْهِمَا ظنَّهما ثَوْبَيْنِ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الشِّبْع من الطَّعَام: مَا يَكْفِيك. والشِّبَع الْمصدر. يُقَال قدِّمْ إليَّ شِبْعي. قَالَ: والشَّبْع: غلظ السَّاقين. والشِّبْع: مصدر شَبِع يشبَعُ شِبَعاً. قَالَ اللَّيْث قَالَ: الشِّبْع: اسْم مَا أشبعَ من الطَّعام وَغَيره. وَأنْشد: وكلُّكمُ قد نَالَ شِبْعاً لبطنه وشِبْع الْفَتى لؤمٌ إِذا جاعَ صاحبُه ورجلٌ شَبْعانُ وامرأةٌ شَبْعي وشَبعانة. وَقَالَ غَيره: امرأةٌ شَبعَى الوشاحِ، إِذا كَانَت مُفاضةً. وَامْرَأَته شَبَعي الدِّرع، إِذا كَانَت ضخمةً. وَيُقَال: أشبعتُ الثوبَ صِبْغاً. وكلُّ شيءٍ توفّره فقد أشبعتَه حتّى الْكَلَام يُشْبَع فيوفَّر حروفُه. وَجَاء فِي الحَدِيث أنّ زمزمَ كَانَ يُقَال لَهَا شُباعة فِي الْجَاهِلِيَّة؛ لأنّ ماءها يُروِي العَطْشان ويُشْبع الغَرثان. وَقَالَ أَبُو زيد: هَذَا ثوبٌ شَبيع وثيابٌ شُبُع، إِذا أَكْثرُوا غزل الثَّوْب وثَلّة الحَبْل، وَهُوَ صوفُه أَو شعره وَوبره. ابْن السّكيت: يُقَال هَذَا بلدٌ قد شَبِعتْ غنمُه، إِذا وُصِف بِكَثْرَة النَّبْت، وَهَذَا بلدٌ قد شُبِّعتْ غنمُه، إِذا قاربت الشِّبَع وَلم تَشْبَعْ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: شَبُع عقلُه فَهُوَ شَبيع؛ ورجلٌ مُشْبَع الْعقل وشبيع الْعقل، أَخْبرنِي بذلك المنذريّ عَن ثَعْلَب عَنهُ. بشع: قَالَ اللَّيْث: البَشَع: طعمٌ كريهٌ فِيهِ حُفوفٌ ومرارةٌ كطعم الهَليلَج قَالَ: ورجلٌ بَشِع الْفَم وامرأةٌ بشِعة الْفَم، إِذا كَانَ رَائِحَة فمهما كريهة لَا يتخللان وَلَا يستاكان والمصدر البَشَع والبَشاعة. ورجلٌ بَشِع الخُلُق، إِذا كَانَ سيِّيء العِشرة والخُلق. ورجلٌ بَشِع المنظر، إِذا كَانَ دميماً. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: البَشِع: الخَشِن من الطَّعام واللِّباس وَالْكَلَام. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: رجلٌ بَشِع النَّفس، أَي خَبِيث النَّفْس. وبَشِع الوجْه، إِذا كَانَ

باب العين والشين مع الميم

عَابِسا باسراً. وثوبٌ بَشِعٌ: خَشِن. وأكلنا طَعَاما بَشِعاً، أَي حافّاً يَابسا لَا أُدْمَ فِيهِ. وخَشَبة بَشِعة: كثيرةُ الأُبَن. وَقَالَ ابْن دُريد: البَشَع: تَضايُق الحَلْق بطعامٍ خَشِن. قَالَ: وبَشِعَ الْوَادي بشَعاً، إِذا تضايقَ بِالْمَاءِ. وبَشِعْتُ بِهَذَا الْأَمر: ضِقتُ بِهِ ذَرْعاً. وكلامٌ بَشِعٌ: خَشِن. (بَاب الْعين والشين مَعَ الْمِيم) عشم، عمش، شعم، شمع، معش مشع: مستعملات. عشم: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: شيخٌ عَشَمة. وَقَالَهُ أَبُو عُبَيْدَة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العَشَم: الشُّيُوخ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: العُشُم: ضربٌ من الشّجر، واحده عاشم وعَشِم. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: العَيشوم؛ نبت. وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ مَا يبِس من الحُمَّاض. وَأنْشد: كَمَا تَناوحَ يومَ الرِّيح عَيشومُ قلت: العَيشوم: نبتٌ غير الحُمَّاض، وَهُوَ من الخُلَّة يشبه الثُّدَّاء. وَقَالَ اللَّيْث: عَشمَ الخبزُ يَعشِم عُشوماً، وخبزٌ عاشم. قلت: لَا أعرف العاشم فِي بَاب الخُبز. والعُسوم بِالسِّين: كِسَر الخُبز الْيَابِسَة، قَالَه يُونُس فِيمَا رَوَاهُ شمر. عمش: أَبُو زيد: الْأَعْمَش: الْفَاسِد الْعين الَّذِي تَغْسِق عَيناهُ. وَمثله الأرمَص. وَقَالَ اللَّيْث العَمَش: ألاّ تزَال العينُ تُسيل الدَّمع، وَلَا يكَاد الْأَعْمَش يُبصر بهَا. وَالْمَرْأَة عمشاءُ. وَالْفِعْل عَمِشَ يَعمَشُ عَمَشاً. قَالَ: والعَمْش: مَا يكون فِيهِ صلاحُ الْبدن. يُقَال الخِتان عَمْشٌ للغلام؛ لِأَنَّهُ يُرَى فِيهِ بعد ذَلِك زِيَادَة. وَهَذَا طعامٌ عَمِشٌ لَك، أَي موافقٌ لَك. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي مثله فِي العَمْش، أنّه صلاحُ الْبدن. وَقَالَ: يُقَال اعمِشُوه، أَي طهِّروه، يَعْنِي الْغُلَام. وَقَالَ غَيره: عَمِشَ جسمُ المريضُ، إِذا ثابَ إِلَيْهِ. وَقد عمَّشه الله تعميشاً. وفلانٌ لَا تَعمِش فِيهِ الموعظةُ، أَي لَا تنجع. وَقد عَمَش فِيهِ قولُك، أَي نجع. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: العُمْشوش: العُنقود يُؤْكَل مَا عَلَيْهِ ويُترك بعضُه، وَهُوَ العُمشوقُ أَيْضا، حَكَاهُ أَحْمد بن يحيى عَنهُ. وَيُقَال تعامَشْتُ أَمر كَذَا وتعامستُه وتعامصتُه، وتغاطسته وتغاطشته، وتعاشيتُه، كلُّه بِمَعْنى تغابيتُه. شعم: أهمله اللَّيْث. روى أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الشَّعْم: الْإِصْلَاح بَين النَّاس. وَهُوَ حرفٌ غَريب. وَقَالَ أَبُو الْحسن اللِّحياني: رجلٌ شُعمومٌ وشُغْمومٌ، بِالْعينِ والغين، أَي طَوِيل. معش: أهمله اللّيث: وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أنّه قَالَ: المَعْش بالشين: الدَّلك الرَّفيق. قلت: وَهُوَ المَعْس بالسِّين أَيْضا، يُقَال

أبواب العين والضاد

مَعَسَ إهابَه مَعْساً. وكأنَّ المَعْشَ أهْوَنُ من المَعْس. شمع: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (مَن يتتبَّع المَشْمَعَة يُشمِّع الله بِهِ) . قَالَ القتيبيّ: المَشْمعة: المُزاح والضّحِك. وَقَالَ المتنخّل الْهُذلِيّ: سأبدؤهم بمَشمَعةٍ وأَثْنِي بجُهدي من طعامٍ أَو بِساطِ يُرِيد أنَّه يبْدَأ أضيافَه عِنْد نزولهم بالمُزاح والمضاحكة، ليؤنسهم بذلك. قَالَ: وَيُقَال شَمَع الرجلُ يَشمَع شُموعاً، إِذا لم يَجِدَّ. وَمِنْه قَول أبي ذُؤَيْب الهذليّ: فيجِدُّ حينا فِي العلاج ويَشْمَعُ وَأَرَادَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّ مَن كَانَ مِن شَأْنه العبثُ بِالنَّاسِ والاستهزاء، أصاره الله إِلَى حالةٍ يُعبَث بِهِ فِيهَا ويُستهزأ بِهِ مِنْهُ. وَقَالَ أَبُو عبيد: الشَّموع: الْمَرْأَة اللعوب الضَّحوك. وَقَالَ ابْن السكّيت: قُلِ الشَّمَع للمُومِ وَلَا تقل الشَّمْع. وَقَالَ اللَّيْث: أشمَع السِّراجُ، إِذا سَطَعَ نورُه. وَأنْشد: كلمعِ بَرقٍ أَو سراجٍ أَشمَعا مشع: قَالَ اللَّيْث: المَشْع: نوعٌ من الْأكل. يُقَال مَشَعتُ القِثّاءَ مشعاً، أَي مَضَغته. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: المَشْع: السَّير السهل. والمَشْع: أكل القِثّاء وَغَيره مِمَّا لَهُ جَرْسٌ عِنْد الْأكل. قَالَ: وَيُقَال مشّعْنا القَصْعة تمشيعاً، أَي أكلنَا كلَّ مَا فِيهَا. أَبُو عبيد عَن الْفراء: مَشع فلانٌ يَمشَع مَشْعاً، إِذا جَمَع وكسَب. الْأَصْمَعِي: امتشع السَّيْف من غمده، إِذا امتعَدَه وسلّه مُسرِعاً. وَقَالَ ابْن الْفرج: سَمِعت خليفةَ الحصينيَّ يَقُول: امتشعتُ مَا فِي الضَّرع وامتشقته، إِذا لم تدع فِيهِ شَيْئا. قَالَ: وَكَذَلِكَ امتشعت مَا فِي يَد الرجل وامتشقته، إِذا أخذت مَا فِي يَده كُله. قَالَ: وامتَشَعَ سيفَه وامتلخه، إِذا استلّه. وروى ابْن شُمَيْل حَدِيثا أَنه نُهِيَ أَن يتَمشّع برَوْثٍ أَو عَظْم. قَالَ: والتمشُّع: التَّمسُّح فِي الِاسْتِنْجَاء. قلت: وَهُوَ حرف صَحِيح. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: تمشَّعَ الرجُل وامتشَّ، إِذا أزالَ الْأَذَى عَنهُ. (أَبْوَاب الْعين وَالضَّاد) ع ض ص ع ص س ع ض ز مهملات الْوُجُوه. عضط: قَالَ ابْن دُرَيْد: العِضيَوط: الَّذِي يُحدث إِذا جامَعَ، وَيُقَال لَهُ العِذْيَوطُ. وَيُقَال للأحمق: أذوَط وأضْوَط. (بَاب الْعين وَالضَّاد مَعَ الدَّال) اسْتعْمل من وجوهه: عضد: قَالَ الله جلّ وعزّ: {يُكَذِّبُونِ قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِئْايَاتِنَآ أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا} (القَصَص: 35) قَالَ الزّجاج: أَي سنُعينك بأخيك. قَالَ: وَلَفظ الْعَضُد على

جِهَة الْمثل، لأنّ اليدَ فَوْقهَا عضدها؛ وكلّ معينٍ فَهُوَ عَضُد. وعاضَدَني فلانٌ على فلانٍ، أَي عاونَني. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: أهل تهَامَة يَقُولُونَ العُضُد والعُجُز. فيؤنّثونهما، وَتَمِيم تَقول العَضُد والعَجز ويذكِّرون، وَفِيه لُغَتَانِ أخريان عَضْدٌ وعُضْد. وَقَالَ جلّ وعزّ: {وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً} (الْكَهْف: 51) . وقرىء: (وَمَا كنت) ، أَي مَا كنت يَا مُحَمَّد لتتّخذ المضلِّين أنصاراً. وعضُد الرجل: أنصارُه وأعوانه. والاعتضاد: التقوِّي والاستعانة. وَقَالَ اللَّيْث: العضُد: مَا بَين المَرفِق إِلَى الْكَتف، وهما العَضُدَان، والجميع الأعضاد. وفلانٌ يَعضُد فلَانا، أَي يُعِينه. قَالَ: واليَعْضِيد: بقلةٌ من بقول الرّبيع فِيهِ مرَارَة. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: عَضُد الْحَوْض: من إزائه إِلَى مؤخّره. والإزاء: مصبُّ المَاء فِيهِ. قَالَ اللَّيْث: وَجمعه أعضادٌ. وَأنْشد للبيد: راسخ الدِّمْنِ على أعضاده ثلمتْهُ كلُّ ريحٍ وسَبَلْ يصف الحوضَ الَّذِي قد طَال عهدُه بالواردة. وَقَالَ أَبُو عبيد: المعضّد: الثَّوْب المخطَّط. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال لأعلى ظَلِفَتي الرَّحْل ممّا يَلِي العَرَاقِي العَضُدان، وأسفلهما الظَّلِفتان، وهما مَا سَفَلَ من الحِنْوَين: الواسط والمؤخرة. وَقَالَ اللَّيْث: للرَّحْل العَضُدان، وهما خشبتان لصيقتانِ بِأَسْفَل الواسط. قَالَ: وعِضادتا الإبزيم من الْجَانِبَيْنِ، وَمَا كَانَ نَحْو ذَلِك فَهُوَ العِضادة. قلت: وعضادتا الْبَاب: الخشبتان المنصوبتان عَن يَمِين الدَّاخِل وشِماله. وَيُقَال فلانٌ عَضُدُ فلانٍ، وعِضادته، ومُعاضِده، إِذا كَانَ يعاونه ويرافقه. وَقَالَ لبيد: أَو مِسحَلٌ سَنِقٌ عِضادةُ سَمحجٍ بسَراتها نَدَبٌ لَهُ وكُلومُ يَقُول: هُوَ يَعضُدها يكون مرّةً عَن يَمِينهَا ومرّةً عَن يسارها لَا يفارقها: والعاضد: الَّذِي يمشي إِلَى جَانب دابّةٍ عَن يَمِينه أَو عَن يسَاره. وَقد عَضَد يعضُد عُضوداً، وَالْبَعِير معضود. وَقَالَ الراجز: ساقَتُها أربعةٌ كالأشطانْ يَعضُدها اثْنَان ويتلوها اثنانْ وَيُقَال اعضُدْ بعيرك وَلَا تَتْلُه. وعضَد البعيرُ البعيرَ، إِذا أخذَه بِعضُده فصرعه، وضَبَعَه إِذا أَخذه بضَبْعه. وحمار عَضِدٌ وعاضد، إِذا ضمَّ الأتُن من جوانبها. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العضادتان: العودان اللَّذَان فِي النِّير الَّذِي يكون على عُنُق ثَوْر العَجَلة. قَالَ: والواسط: الَّذِي يكون وسطَ النِّير. وَقَالَ الكسائيّ: يُقَال للدُّملج المِعضَدَةُ، وَجَمعهَا مَعاضد. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: إِذا صَار للنخلة جِذعٌ يتَنَاوَل مِنْهُ المتناوِل فَتلك النَّخلةُ

باب العين والضاد مع الراء

العَضِيد، وَجَمعهَا عِضْدانٌ. وَقَالَ غَيره: عَضَدَ القتبُ البعيرَ عضْداً، إِذا عضَّه فعقَره. وَقَالَ ذُو الرمة: وهُنَّ على عَضْدِ الرِّحال صوابرُ وعضَدَتها الرِّحالُ، إِذا ألحّتْ عَلَيْهَا. وأعضاد الْبَيْت: نواحيه. والعَضَد: مَا عُضِدَ من الشَّجر، بِمَنْزِلَة المعضود. وَقَالَ النَّضر: أعضاد الْمزَارِع: جُدورها. والعَضَد: دَاء يَأْخُذ الْبَعِير فِي عَضُده، وَمِنْه قَول النَّابِغَة: شَكَّ المُبيطِرِ إذْ يَشفي من العَضَدِ ورجلٌ عُضاديٌّ: ضخم العضُد. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: عضَدتُ الرجلَ أعضُده، إِذا أصبتَ عَضُده، وَكَذَلِكَ إِذا أعنتَه وَكنت لَهُ عَضُداً. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: اليَعضِيد: التَّرْخَجْقُوق. وَقَالَ ابْن السّكيت: امرأةٌ عَضَادٌ. وَقَالَ المؤرّج: وَيُقَال للرجل الْقصير عَضَاد. وَأنْشد قَول الهذليّ: لَهَا عُنُق لم تُبْلِهِ جَيْدريَّةٌ عَضَادٌ وَلَا مكنوزةُ اللَّحم ضَمْرَزُ عَمْرو عَن أَبِيه: ناقةٌ عَضادٌ، وَهِي الَّتِي لَا تردُ النَّضيح حَتَّى يَخلُوَ لَهَا، تنصرمُ عَن الْإِبِل. وَيُقَال لَهَا القَذُور. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الْعَرَب تَقول: فلانٌ يفُتُّ فِي عَضُد فلانٍ ويَقدح فِي سَاقه. قَالَ: فالعَضُد: أهل بَيته. وساقُه: نَفسُه. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: إِذا نحرت الرِّيح من هَذِه العضُد أَتَاك الْغَيْث، يَعْنِي نَاحيَة الْيَمين. الأصمعيّ: السَّيْف الَّذِي يُمتَهَنُ فِي قطع الشّجر يُقَال لَهُ المِعضَد. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: المعضاد: سيف يكون مَعَ القصّابين يُقطَع بِهِ الْعِظَام. ع ض ت ع ض ظ ع ض ذ ع ض ت أهملت وجوهها غير حرف واحدٍ. فِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : امْرَأَة تَعضوضة. قلت: أَرَاهَا الضيِّقة. والتَّعضوض: نوع من التَّمر. قلت: وَالتَّاء فيهمَا لَيست بأصلية، وَهِي مثل ترنوق المَسِيل. (بَاب الْعين وَالضَّاد مَعَ الرَّاء) عرض، عضر، ضرع، رضع: مستعملة عرض: قَالَ لله جلَّ وعزَّ: {وَلاَ تَجْعَلُواْ اللَّهَ عُرْضَةً لاَِيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ} (البَقَرَة: 224) قَالَ سَلمَة عَن الْفراء: يَقُول: لَا تجْعَلُوا الْحلف بِاللَّه مُعْتَرضًا مَانِعا لكم أَن تَبرُّوا، فَجعل العُرضة بِمَعْنى الْمُعْتَرض. ونحوَ ذَلِك قَالَ أَبُو إِسْحَاق الزجّاج. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: يُقَال جعلتُ فلَانا عُرضةً لكذا وَكَذَا، أَي نصبتُه لَهُ. قلت: وَهَذَا قريبٌ مِمَّا قَالَه النحويون، لِأَنَّهُ إِذا نُصِب فقد صَار مُعْتَرضًا مَانِعا. قلت: وَقَوله عُرضَة: فُعلة مِن عَرضَ يَعرِض.

وكلُّ مانعٍ منعَكَ من شُغل وَغَيره من الْأَمْرَاض فَهُوَ عارضٌ، وَقد عَرضَ عارضٌ، أَي حَال حائلٌ وَمنع مَانع. وَمِنْه قيل لَا تَعرِضْ لفلانٍ، أَي لَا تعترضْ لَهُ فتمنعَه باعتراضك أَن يقْصد مُرادَه وَيذْهب مذهبَه. وَيُقَال سلكتُ طريقَ كَذَا فَعرض لي فِي الطَّريق عارضٌ، أَي جبلٌ شامخ قطع عليَّ مذهبِي على صَوْبي. وَقَالَ أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: فلانٌ عُرضة للشَّرّ، أَي قويٌّ عَلَيْهِ. وفلانة عُرضةٌ للأزواج، أَي قويَّة على الزَّوْج. قلت: وللعُرضة معنى آخر، وَهُوَ الَّذِي يَعرِض لَهُ الناسُ بالمكروه ويقَعون فِيهِ. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: وإنْ يَتركوا رَهْط الفَدَوْكسِ عُصبةً يتامَى أيامَى عُرضةً للقبائل أَي نَصباً للقبائل يعترضهم بالمكروه مَن شَاءَ. وَقَالَ اللَّيْث: فلانٌ عُرضَةٌ للنَّاس: لَا يزالون يَقعون فِيهِ. وَقَول الله جلّ وعزّ: {يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَاذَا الاَْدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا} (الأعرَاف: 169) قَالَ أَبُو عبيد: جَمِيع مَتَاع الدُّنيَا عَرَضٌ، بِفَتْح الرَّاء. يُقَال: إنّ الدُّنيا عَرضٌ حَاضر، يَأْكُل مِنْهَا البَرُّ والفاجر. وَأما العَرْض بِسُكُون الرَّاء فَمَا خالفَ الثمنَين: الدَّنانيرَ وَالدَّرَاهِم، من مَتَاع الدُّنيا وأثاثها، وَجمعه عُروض. فَكل عَرْضٍ داخلٌ فِي العَرَض، وَلَيْسَ كلُّ عَرَضٍ عَرْضاً. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال عَرَضْتُ لفلانٍ من حقِّه ثوبا فَأَنا أعرِضه عَرضاً، إِذا أعطيتَه ثوبا أَو مَتَاعا مكانَ حقِّه. و (من) فِي قَوْلك عرضت لَهُ من حقّه بِمَعْنى الْبَدَل، كَقَوْل الله عزّ وجلّ: {إِسْرَاءِيلَ وَلَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَا مِنكُمْ مَّلَائِكَةً فِى الاَْرْضِ يَخْلُفُونَ} (الزّخرُف: 60) يَقُول: لَو نشَاء لجعلنا بدلكم فِي الأَرْض مَلَائِكَة. وَقَالَ اللَّيْث: عَرضَ فلانٌ من سِلعته، إِذا عارضَ بهَا: أعْطى وَاحِدَة وأخذَ أُخْرَى. وَأنْشد قَول الراجز: هَل لكِ والعارِضُ منكِ عائضُ فِي مائَة يُسْئِر مِنْهَا القابضُ قلت: وَهَذَا الرجز لأبي مُحَمَّد الفقعسيّ يُخَاطب امْرَأَة خطبَها إِلَى نَفسهَا ورغّبها فِي أَن تنكحه بِمِائَة من الْإِبِل يَجعلها لَهَا مهْرا. وَفِيه تَقْدِيم وَتَأْخِير، وَالْمعْنَى: هَل لكِ فِي مائَة من الْإِبِل يُسئر مِنْهَا قابضُها الَّذِي يَسُوقهَا لكثرتها. ثمَّ قَالَ: والعارض مِنْك عائض، أَي المعطِي بدل بُضْعكِ عَرْضاً عائض، أَي آخذ عِوضاً يكون كِفاءً لما عَرَضَ مِنْك. يُقَال عِضْتُ أَعاضُ، إِذا اعتضتَ عوضا، وعُضْتُ أعوض، إِذا عوَّضت عوضا، أَي دفعت. فَقَوله عائض من عِضْت لَا من عُضْت. وَقَالَ اللَّيْث: العَرَض من أَحْدَاث الدَّهْر من الْمَوْت وَالْمَرَض وَنَحْو ذَلِك. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: العَرَض: الْأَمر يَعرِضُ للرجل يُبتَلَى بِهِ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال أَصَابَهُ سهمُ عَرَضٍ، مُضَاف، وَحَجَر عَرَض، إِذا تُعُمِّد بِهِ غيرُه فَأَصَابَهُ. فَإِن سقَطَ عَلَيْهِ حجرٌ من غير أَن يَرمِيَ بِهِ أحدٌ فَلَيْسَ بعَرَض. ونحوَ ذَلِك قَالَ النَّضر.

وَيُقَال: مَا جَاءَك من الرَّأْي عَرَضاً خيرٌ مِمَّا جَاءَك مُستكرَهاً، أَي مَا جَاءَك من غير تروية وَلَا فكر. وَيُقَال: عُلِّق فلانٌ فلانةَ عَرَضاً، إِذا رَآهَا بَغْتَة من غير أنْ قصَدَ لرؤيتها فَعَلِقَها. وَقَالَ ابْن السّكيت فِي قَوْله: (عُلِّقْتُها عرضا) : أَي كَانَت عَرَضاً من الْأَعْرَاض اعترضَني من غير أَن أطلبه. وَأنْشد: وإمّا حُبّها عَرَضٌ وإمّا بشاشة كلّ علقٍ مستفادِ يَقُول: إِمَّا أَن يكون الَّذِي بِي من حبِّها عَرَضاً لم أطلبه، أَو يكون عِلْقاً. وَقَالَ اللِّحياني: العَرَض: مَا عَرَضَ للْإنْسَان من أمرٍ يحبِسُه، من مرضٍ أَو لُصوص. قَالَ: وَسَأَلته عُراضةَ مالٍ، وعَرْض مالٍ، وعَرَض مالٍ فَلم يُعطِنيهِ. وَقَالَ ابْن السّكيت: عرضْت الجُندَ عَرْضاً. قَالَ: وَقَالَ يُونُس: فاتَه العَرَض بِفَتْح الرَّاء، كَمَا يُقَال قبضَ الشَّيْء قَبْضاً، وَقد أَلْقَاهُ ودخَلَ فِي القَبَض. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: العَرْضَ: خِلاف الطُّول. وَيُقَال عَرَضتُ العُودَ على الْإِنَاء أَعرُضُه. وَقَالَ غير الأصمعيّ: أعرِضُه. وَفِي الحَدِيث: (وَلَو بعودٍ تَعرُضُه عَلَيْهِ) ، أَي تضعه معروضاً عَلَيْهِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: العَرْض: الْجَبَل. وَأنْشد: كَمَا تَدَهْدَى من العَرْض الجلاميدُ ويشبّه الْجَيْش الكثيف بِهِ فَيُقَال: ماهو إلاّ عَرْضٌ، أَي جبل. وَأنْشد: إنّا إِذا قُدنا لقومٍ عَرْضا لم نُبقِ من بَغْي الأعادي عِضّا والعَرْض: السَّحاب أَيْضا، يُقَال لَهُ عَرْض إِذا استكثَفَ. قَالَه ابْن السّكيت وَغَيره. يُقَال عرضتُ المتاعَ وَغَيره على البيع عَرْضاً. وَكَذَلِكَ عَرْض الجُنْدِ والكِتاب. وَيُقَال لَا تَعرِضَ عَرْض فلَان، أَي لَا تذكرهُ بِسوء. وَيُقَال عَرضَ الفرسُ يَعرِض عرضا، إِذا مرَّ عارضاً فِي عَدْوه. وَقَالَ رؤبة: يَعرِض حتَّى يَنصِبَ الخيشوما وَذَلِكَ إِذا عدَا عارضاً صدرَه ورأسَه مائلاً. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّه ذكر أهل الجنّة فَقَالَ: (لَا يُبولُون وَلَا يتغوَّطون، إِنَّمَا هُوَ عَرَق يَجرِي فِي أعراضهم مثل ريح المِسْك) قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأمويّ: وَاحِد الأعراضِ عِرْض، وَهُوَ كل مَوضِع يعرق من الْجَسَد. يُقَال فلَان طيّب العِرْض، أَي طيّب الرّيح. قَالَ أَبُو عبيد: الْمَعْنى هَاهُنَا فِي العِرْض أَنه كل شَيْء فِي الْجَسَد من المَغَابن، وَهِي الْأَعْرَاض. قَالَ: وَلَيْسَ العِرض فِي النّسَب من هَذَا بِشَيْء. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: العِرض: بدن كلِّ الْحَيَوَان. والعِرضُ: النَّفْس. قلت: فَقَوله (عَرَق يجْرِي من أعراضهم) ، مَعْنَاهُ من أبدانهم على قَول ابْن الأعرابيّ، وَهُوَ أحْسَنُ من أَن يُذهب بِهِ إِلَى أَعْرَاض المغابن. وَقَالَ الأصمعيّ: رجل خَبِيث العِرض، إِذا

كَانَ مُنتِن الرِّيح. وسِقاءٌ خبيثُ العِرض، أَي مُنْتن الرّيح. وَقَالَ اللحياني: لبَن طيِّب العِرض، وَامْرَأَة طيّبة الْعرض، أَي الرِّيح. قَالَ: والعِرْض: عِرض الْإِنْسَان ذُمَّ أَو مُدِحَ، وَهُوَ الجَسد. قَالَ: ورجلٌ عِرضٌ وامرأةٌ عِرضة، وعِرَضْنٌ وعِرَضْنَة، إِذا كَانَ يعْتَرض الناسَ بِالْبَاطِلِ. وَأخْبرنَا السعديّ عَن الْحُسَيْن بن الْفرج عَن عَليّ بن عبد الله قَالَ: قَالَ سُفْيَان فِي قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (لَيُّ الْوَاجِد يُحِلُّ عِرضَه وعقوبته) قَالَ: عِرضُه أَن يُغَلَّظ لَهُ. وعقوبته الحَبْس. قلت: معنى قَوْله (يُحلُّ عِرضه) أَن يُحِلّ ذمّ عِرضه لأنّه ظَالِم، بَعْدَمَا كَانَ محرَّماً مِنْهُ لَا يحلّ لَهُ اقتراضه والطعن عَلَيْهِ. وَقَالَ اللَّيْث: عِرض الرجل: حَسَبه. وَقَالَ غَيره: العِرْض: وَادي الْيَمَامَة. وَيُقَال لكلِّ وادٍ فِيهِ قُرًى ومياهٌ: عِرْض. وَقَالَ الراجز: أَلا ترى فِي كل عِرضٍ مُعْرِضِ كلَّ رَدَاحٍ دَوْحة المحوَّضِ وَقَالَ الأصمعيّ: أخصبَ ذَلِك العِرض، وأخصبت أعراضُ الْمَدِينَة، وَهِي قُراها الَّتِي فِي أَوديتهَا. وَقَالَ شمر: أَعْرَاض الْيَمَامَة هِيَ بطونُ سوادِها حَيْثُ الزّرعُ وَالنَّخْل. وعَرَضَ الجيشَ عَرْضاً. وَقد فَاتَهُ العَرَض، وَهُوَ الْعَطاء والطمع. وَقَالَ عديّ بن زيد: وَمَا هَذَا بِأول مَا أُلَاقِي من الحَدَثان والعَرَض القريبِ أَي الطَّمع الْقَرِيب. يُقَال أَخذ القومُ أطماعَهم، أَي أَرْزَاقهم. وأمَّا العُرْض فَهُوَ ناحيةُ الشَّيْء من أَي جهةٍ جئتَه. يُقَال استعرض الخوارجُ النَّاس، إِذا قتلوهم من أيّ وجهٍ أمكنَهم. وَقيل: استعرضوهم أَي قتلوا من قدَروا عَلَيْهِ أَو ظفِروا بِهِ وَيُقَال اضربْ بِهَذَا عُرضَ الْحَائِط، أَي ناحيته وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: عُرْضا أنفِ الْفرس: مُبْتَدأ مَا انحدرَ من قَصَبَة الْأنف فِي حافتيه جَمِيعًا. وَرُوِيَ عَن مُحَمَّد بن عَليّ أَنه قَالَ: (كُلِ الجُبُنَّ عُرْضاً) قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: مَعْنَاهُ اعترضْه واشترِه ممَّن وجدتَه، وَلَا تسْأَل عَن عَمَلِه، أعمِلَه مسلمٌ أَو غَيره. وَهُوَ مَأْخُوذ من عُرض الشَّيْء، وَهُوَ ناحيته. وَقَالَ اللِّحياني: ألقِهِ فِي أيّ أَعْرَاض الدَّار شئتَ. الْوَاحِد عُرْضٌ وعَرْض وَقَالَ: خُذْهُ من عُرض النَّاس وعَرْضهم، أَي من أيّ شقَ شئتَ. وكلُّ شَيْء أمكنكَ من عُرضِه فَهُوَ مُعْرِض لَك، يُقَال أعرضَ لَك الظَّبيُ فارمِه، أَي ولاّك عُرضَه، أَي ناحيته. ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: العُرض: الْجَانِب من كل شَيْء. والعُرُض مثقَّل: السَّير فِي جَانب، وَهُوَ محمودٌ فِي الْخَيل مَذْمُوم فِي الْإِبِل. وَمِنْه قَوْله: معترضاتٍ غيرَ عُرضيَّاتِ أَي يَلزَمْن المَحَجّة. قَالَ: والعَرَض: مَا يَعرِض للْإنْسَان من الهموم والأشغال. يُقَال عَرَض لي يَعرِض، وعَرِضَ يَعرَض، لُغَتَانِ. قَالَ:

والعِرْض: بدن كلّ الْحَيَوَان. وَقَالَ اللَّيْث: العَروض: طريقٌ فِي عُرض الْجَبَل، والجميع عُرُضٌ، وَهُوَ مَا اعترضَ فِي عُرض الْجَبَل. قَالَ: وعُرض الْبَحْر وَالنّهر كَذَلِك. وَيُقَال جَرَى فِي عُرض الحَدِيث، وَيُقَال فِي عُرض النَّاس، كلُّ ذَلِك يُوصَف بِهِ الوسَط. قَالَ لبيد: فتوسَّطَا عُرضَ السَّرِيّ وصدّعا مَسجورةً متجاوراً قُلاَّمُهَا قَالَ: وَيُقَال نظرتُ إِلَيْهِ عَن عُرُض، أَي جَانب. وَأنْشد: ترَى الريشَ عَن عُرضِهِ طامياً كعَرضك فوقَ نِصالٍ نصالا يصف مَاء صَار ريشُ الطَّائِر فوقَه بعضُه فَوق بعض، كَمَا تعرِضُ نصلاً فَوق نصل. وَفِي حَدِيث عمر أَنه خطب فَقَالَ: (ألاَ إنَّ الأُسَيفِعَ أُسَيفِعَ جُهينة رضيَ عَن دينه وأمانته بِأَن يُقَال سابِقُ الحاجّ، فادّانَ مُعرِضاً قد رِينَ بِهِ) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو زيد فِي قَوْله (فادّانَ مُعرِضاً) يَعْنِي استدانَ مُعرضاً، وَهُوَ الَّذِي يعترضُ النَّاس فيستدِين ممَّن أمكنَه. وروى أَبُو حَاتِم عَن الأصمعيّ فِي قَوْله (فادّانَ مُعْرِضاً) ، أَي أَخذ الدَّينَ وَلم يُبالِ ألاّ يؤدّيَه. وَقَالَ شمر فِي مؤلَّفه: المُعرِض هَاهُنَا بِمَعْنى الْمُعْتَرض الَّذِي يعْتَرض لكل من يُقْرضه. قَالَ: وَالْعرب تَقول: عَرَض لي الشيءُ وَأعْرض وتعرَّضَ واعترضَ بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ شمر: وَمن جَعَل المُعرِضَ مُعرضاً هَاهُنَا بِمَعْنى الْمُمكن فَهُوَ وجْهٌ بعيد، لأنَّ معرِضاً مَنْصُوب على الْحَال لِقَوْلِك ادّان، فَإِذا فسَّرته أَنه يَأْخُذ مِمَّن يمكنُه فالمُعْرِض هُوَ الَّذِي يُقرِضه، لأنّه هُوَ الْمُمكن. قَالَ شمر: وَيكون المُعْرِضُ من قَوْلك أعرضَ ثَوبُ المُلْبِس، أَي اتّسَعَ وعَرُض. وَأنْشد لطائيٍ فِي أعرض بِمَعْنى اعْترض: إذاأعرضَتْ للناظرِينَ بدا لهمْ غِفارٌ بِأَعْلَى خدِّها وغِفارُ قَالَ: وغِفارٌ: مِيسمٌ يكون على الخدّ. قَالَ: وَيُقَال أعرضَ لَك الشيءُ، أَي بدا وظهَرَ. وَأنْشد: إِذا أعْرَضَتْ داويّةٌ مُدلهمَّةٌ وغرّدَ حاديها فَرَيْنَ بهَا فِلْقَا أَي بَدَت. وَقَالَ الفرَّاء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضاً} (الْكَهْف: 100) أَي أبرزْناهَا حتّى رأوها. قَالَ: وَلَو جعلتَ الْفِعْل لَهَا زدتَ ألفا فقلتَ أعرضَتْ، أَي استبانتْ وظهرتْ. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ فِي بَيت ابْن كُلْثُوم: وأعرضتِ اليمامةُ واشمخرَّتْ أَي أبدتْ عُرضَها. وَيُقَال ذَلِك لجَبَلها وَهُوَ عارضُها. وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة فِي قَوْله (فادّان مُعْرِضاً) أَي استدانَ مُعْرِضاً عَن الْأَدَاء مولِّياً عَنهُ. قَالَ: وَلم نجدْ أعرضَ بِمَعْنى اعْترض فِي

كَلَام الْعَرَب. وَقَالَ ابْن شُمَيْل فِي قَوْله (فادّانَ مُعْرِضاً) قَالَ: يعرِض إِذا قيل لَهُ لَا تستدِنْ فَلَا يَقبَل. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ يُقَال عَرّضْتُ أَهلِي عُراضةً؛ وَهِي الهديّةُ تُهديها لَهُم إِذا قدِمتَ من سفَر. وَأنْشد للراجز: يَقدُمُها كلُّ عَلاةٍ عِلْيانْ حَمراء من مُعَرَّضات الغِربانْ يَعْنِي أَنَّهَا تَقْدُم الْإِبِل فيسقُط الغرابُ على حِملها إِن كَانَ تَمرا فيأكله، فكأنّها أهدته لَهُ. قَالَ: وَيُقَال قوسٌ عُرَاضة، أَي عريضة. وَيُقَال لِلْإِبِلِ: إنّها العُراضاتُ أثرا. وَقَالَ ساجعهم: (وأرْسِل العُراضاتِ أثرا، يَبغينك فِي الأَرْض مَعْمراً) ، أَي أرسل الإبلَ العريضة الْآثَار عَلَيْهَا رُكبانُها ليرتادوا لَك منزلا تنتجعه. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يُقَال تعرَّضَ لي فلانٌ، وعَرَض لي يَعرِض، وَاعْترض لي يشتُمني وَيُؤْذِينِي، وَمَا يُعْرِضك لفُلَان. وَيُقَال عَتودٌ عَروض، وَهُوَ الَّذِي يَأْكُل الشجرَ بعُرْضِ شِدقه. قَالَ: وَيُقَال للماعز إِذا نَبَّ وَأَرَادَ السِّفاد عَريض، وَجمعه عِرْضان. وَيُقَال عريض عَروض، إِذا اعترضَ المرعَى بشِدقه فَأَكله. وَيُقَال تعرَّضَ فلانٌ فِي الْجَبَل، إِذا أخذَ فِي عَرُوضٍ مِنْهُ فاحتاجَ أَن يَأْخُذ فِيهِ يَمِينا وَشمَالًا. وَمِنْه قَول عبد الله ذِي البِجادين المزَنيّ يُخَاطب نَاقَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يَقُودهَا على ثنّيةٍ رَكوبة، فَقَالَ: تعرَّضي مَدَارجاً وسُومِي تعرُّضَ الجوزاءِ للنجوم وَهُوَ أَبُو الْقَاسِم فاستقيمي وَيُقَال: تعرَّضتُ الرِّفاقَ أسألهم، أَي تصدَّيت لَهُم أسألهم. وَقَالَ اللِّحياني: يُقَال تعرَّضت معروفَهم ولمعروفهم، أَي تصدَّيت. وَيُقَال استُعمل فلانٌ على العَروض، يُعنَى مكةُ والمدينةُ واليمن. وَيُقَال أَخذ فِي عَروضٍ مُنكرَة، يَعْنِي طَرِيقا فِي هَبوط. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال تعرَّضَ فلانٌ بِمَا أكره. وَيُقَال تعرَّضَ وصلُ فلانٍ، أَي دخَلَه فَسَاد. وَأنْشد: فاقطعْ لُبانةَ مَن تَعرَّضَ وصلُه وَقيل: معنى (مَنْ تعَرَّضَ وصلُه) : أَي زاغَ وَلم يستَقِمْ، كَمَا يتعرَّض الرجل فِي عَروض الْجَبَل يَمِينا وَشمَالًا. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس يصف الثريا: إِذا مَا الثريَّا فِي السَّمَاء تعرَّضَتْ تعرُّضَ أثناءِ الوشاحِ المفصَّلِ أَي لم تستقم فِي سَيرهَا ومالت كالوشاح المعوَّج أثناؤه على جَارِيَة توشَّحت بِهِ. وَيُقَال اعترضَ الشيءُ، إِذا مَنَع، كالخشبة المعترضة فِي الطَّرِيق تمنع السالكين سلوكَها. واعترضَ فلانٌ عِرضَ فلانٍ، إِذا وَقع فِيهِ وتنقَّصه فِي عِرضه وحَسَبه. وَيُقَال اعْترض لَهُ بسهمٍ، إِذا أقبلَ بِهِ قُبْلَه فَأَصَابَهُ. واعترضَ الفرسُ فِي رَسَنه، إِذا لم يستقمْ لقائده. وَقَالَ الطرمّاح: وأماني المليك رُشدي وَقد كن تُ أخَا عُنجهيّةٍ واعتراضِ

وَيُقَال اعترضَ الجندُ على قائدهم. واعتَرَضَهم الْقَائِد، إِذا عرضَهم وَاحِدًا وَاحِدًا، وَقَول الراجز: معترضاتٍ غيرَ عُرضيّات يَقُول: اعترَاضهنَّ من النشاط، لَيْسَ اعترَاضَ صعوبة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: العُرُض محرّك: السَّير فِي جَانب. قَالَ: وَهُوَ محمودٌ فِي الْخَيل مذمومٌ فِي الْإِبِل. قَالَ: وَمِنْه قَوْله: معترضاتٍ غيرَ عُرضيّات أَي يلزَمن المحَجَّة. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال عارضَ فلانٌ فلَانا: إِذا أخذَ فِي طريقٍ وَأخذ فِي غَيره فَالْتَقَيَا. وعارضَ فلانٌ فلَانا، إِذا فعلَ مثلَ فعله وأتى إِلَيْهِ مثل الَّذِي أتَى إِلَيْهِ. وَيُقَال عارضتُ فلَانا فِي السَّير، إِذا سِرْت حيالَه وحاذيتَه. وعارضتُه بمتاعٍ أَو دابّةٍ أَو شيءٍ مُعارضةً، إِذا بادلتَه بِهِ. وعارضتُ كتابي بِكتابه. وفلانٌ يُعارضني، أَي يباريني. وَيُقَال سِرنا فِي عِراض الْقَوْم، إِذا لم تستقبلهم وَلَكِن جئتهم من عُرضهم. وَقَالَ أَبُو عبيد: أُلقحتْ نَاقَة فلانٍ عِراضاً، وَذَلِكَ أَن يُعارضها الْفَحْل مُعَارضَة فيضربها من غير أَن تكون فِي الْإِبِل الَّتِي كَانَ الفحلُ رسيلاً فِيهَا. وَقَالَ الرَّاعِي: فلائص لَا يُلقَحن إلاَّ يَعارةً عِراضاً وَلَا يُشرَينَ إلاَّ غواليا وَقَالَ ابْن السّكيت فِي قَول البَعِيث: مَدحنا لَهَا رَوقَ الشَّباب فعارضَتْ جَنَاب الصِّبا فِي كاتم السرِّ أعجما قَالَ: عارضَتْ: أخذَت فِي عُرضٍ، أَي ناحيةٍ مِنْهُ. جَناب الصِّبا: إِلَى جَنْبه. وَقَالَ اللحياني: بعير مُعارِضٌ، إِذا لم يستقم فِي القطار. وَيُقَال جَاءَت فلانةُ بولدٍ عَن عِراض ومعارضة، إِذا لم يعرف أَبوهُ وَيُقَال للسَّفيح: هُوَ ابْن المعارَضة. والمُعارَضة: أَن يُعَارض الرجُلُ الْمَرْأَة فيأتيهَا بِلَا نِكَاح وَلَا مِلْك. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: يُقَال عرَّض لي فلانٌ تعريضاً، إِذا رَحرحَ بالشَّيْء وَلم يبيِّن وَقَالَ غَيره: عرّضت الشيءَ: جعلتُه عريضاً. والمعَاريض من الْكَلَام: مَا عُرِّض بِهِ وَلم يصرَّح. والتعريض فِي خِطبة الْمَرْأَة فِي عِدّتها: أَن يتكلَّم بِكَلَام يُشْبه خِطبتها وَلَا يصرِّح بِهِ، وَهُوَ أَن يَقُول لَهَا: إنّك لجميلة، وَإِن فيكِ لبقيّةً، وَإِن النِّسَاء لمِنْ حَاجَتي. والتعريض قد يكون بِضرب الْأَمْثَال وَذكر الألغاز، وَهُوَ خلافُ التَّصْرِيح فِي جُملة الْمقَال. وعَرَّض الْكَاتِب تعريضاً، إِذا لم يبيِّن الحروفَ وَلم يقوِّم الخطّ. وَمِنْه قَول الشَّمَّاخ: بتيماءَ حَبرٌ ثمَّ عَرَّضَ أسطُرا ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: عَرَّضَ الرجلُ: إِذا صَار ذَا عارضة. والعارضة: قوّة الْكَلَام وتنقيحه، والرأي الجيِّد. وعَرَّضَ فلانٌ، إِذا دامَ على أكل العَرِيض، وَهُوَ الإمَّر. وإبلٌ معرَّضة: سِمَتُها العِراض فِي عَرض الْفَخْذ لَا فِي طوله. يُقَال مِنْهُ عَرَضتُ الْبَعِير وعرّضته تعريضاً. والعَرِيض من المِعزَى: مَا فوقَ الفطيم وَدون الجَذَع. وَقَالَ بَعضهم: العريض من

الظباء: الَّذِي قَارب الإثناء. والعريض عِنْد أهل الْحجاز خاصَّةً: الخصيُّ، وَجمعه عِرضان. وَيُقَال أعرضْتُ العِرضانَ، إِذا خَصَيْتَها. وَيُقَال أعرضتُ العِرضانَ، إِذا جَعلتهَا للْبيع وَلَا يكون العريض إِلَّا ذكرا. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: إِذا رعَى الجَفْرُ من أَوْلَاد المِعزَى وقَوِيَ فَهُوَ عريضٌ، وَجمعه عِرضانٌ. وروى ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: إِذا أجذَع الجدْيُ والعَناق سمِّي عريضاً وعَتُوداً، وَجمعه عِرضان. قَالَ: والعارض جَانب العِراق. والعارض: السَّحابُ المُطِلّ. وَقَالَ اللَّيْث: أعرضْتُ الشيءَ، أَي جعلتُه عَريضاً. واعترضت عُرْضَ فلانٍ، إِذا نحوتَ نحوَه. قَالَ: ونظرتُ إِلَى فُلَانَة مُعارَضةً، إِذا نظَرتَ فِي عُرضٍ. ورجلٌ عِرِّيضٌ: إِذا كَانَ يتعرَّض للنَّاس بالشرِّ. قَالَ: والعَروض: عرُوض الشّعْر، والجميع الأعاريض، وَهُوَ فواصل أَنْصَاف الشّعْر، سمِّي عرُوضا لِأَن الشعرَ يُعرَض عَلَيْهِ، فالنصف الأوّل عرُوض؛ لأنّ الثَّانِي يُبنَى على الأول. وَالنّصف الْأَخير الشَّطر. قَالَ: وَمِنْهُم من يَجْعَل الْعرُوض طرائقَ الشّعْر وعموده، مثل الطَّوِيل، تَقول: هُوَ عروضٌ وَاحِد. وَاخْتِلَاف قوافيه يسمَّى ضروباً. قَالَ: ولكلَ مقَال. والعَروض عَرُوض الشّعْر مُؤَنّثَة، وَكَذَلِكَ عَروض الجَبل. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: عَتودٌ عَروضٌ، وَهُوَ الَّذِي يَأْكُل الشَّيْء بعُرض شِدقه. وأخَذ فِي عَروضٍ منكَرة. وَقَالَ ابْن السّكيت: عَرَفتُ ذَلِك فِي عَروض كَلَامه، أَي فَحوى كَلَامه وَمعنى كَلَامه. وَقَالَ التغلبي: لكلّ أناسٍ من مَعدَ عِمارةٌ عَروضٌ إِلَيْهَا يلجئون وجانبُ قَالَ: وَتقول هِيَ عَروض الشِّعر. وَأخذ فلانٌ فِي عَروض مَا تُعجِبني، أَي فِي نَاحيَة. وَيُقَال هَذِه ناقةٌ فِيهَا عُرضِيَّةٌ، إِذا كَانَت ريِّضَاً لم تُذَلَّل. وَيُقَال ناقةٌ عُرضيّةٌ وجَملٌ عُرْضيٌّ. وَقَالَ الشَّاعِر: واعرورتِ العُلُطَ العُرضيَّ تركضه أم الفوارسِ بالدِّيداء والرَّبَعَه وَفِي حَدِيث عمر حِين وصف نفسَه بالسياسة وحُسن النَّظر لرعيّته فَقَالَ: (إنّي أضمُّ العَنود، وأُلْحِقُ العَطوف، وأزجر العَروض) ، قَالَ شمر: العَروض العُرْضيّة من الْإِبِل: الصَّعبة الرَّأْس الذَّلول وسطُها الَّتِي يُحمل عَلَيْهَا ثمَّ تساق وسطَ الْإِبِل المحمّلة، وَإِن ركبهَا رجلٌ مضَتْ بِهِ قُدماً وَلَا تَصَرَّف لراكبها. قَالَ: وإنّما قَالَ: (أزجُر العَروضَ) لِأَنَّهَا تكون آخر الْإِبِل. قَالَ: وَتقول ناقةٌ عَروض وفيهَا عَروض، وناقة عُرْضية. وَقَالَ ابْن السّكيت: ناقةٌ عَروضٌ، إِذا قبِلتْ بعض الرياضة وَلم تستحكم. قَالَ شمر: وَأما فِي قَول حميد: فَمَا زالَ سَوطي فِي قِرابي ومِحجني وَمَا زلتُ مِنْهُ فِي عَروضٍ أذودُها أَي فِي ناحيةٍ أداريه وَفِي اعْتِرَاض. وَقَالَ فِي قَول ابْن أَحْمَر يصف جَارِيَة: ومنَحتُها قولي على عُرْضيّة عُلُطٍ أُدارىء ضِغنَها بتودُّدِ

وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: شبّهها بناقةٍ صعبةٍ فِي كَلَامه إيَّاها ورفقِه بهَا. وَقَالَ غَيره: منحتُها: أعَرتُها وأعطيتها. وعُرضيّة: صعوبة، كأنّ كلامَه ناقةٌ صَعبة. وَيُقَال إِنَّه أَرَادَ كلَّمتها وَأَنا على ناقةٍ صعبة فِيهَا اعْتِرَاض. والعُرضيُّ: الَّذِي فِيهِ جفاءٌ وَاعْتِرَاض. وَقَالَ العجّاج: ذُو نَخْوةٍ حُمَارسٌ عُرضيُّ وَقَالَ اللَّيْث: المِعراض: سهمٌ يُرمَى بِهِ بِلَا ريش يَمضِي عَرْضاً. والمَعرَض: الْمَكَان الَّذِي يُعرَض فِيهِ الشَّيْء. وثوبٌ مِعرضٌ: تُعرَض فِيهِ الْجَارِيَة والعارضة: عارضة الْبَاب. وفلانٌ شَدِيد الْعَارِضَة: ذُو جَلَد وصرامة. والعوارض: سقائف الْمحمل. والعوارض: الثنايا، سمِّيت عوارضَ لأنّها فِي عُرض الْفَم. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الْعَوَارِض: الْأَسْنَان الَّتِي بعد الثَّنايا، يُقَال فُلَانَة نقيّة الْعَوَارِض. وَقَالَ اللحياني: الْعَوَارِض من الأضراس. وَقَالَ غَيره: الْعَارِض: مَا بَين الثنيّة إِلَى الضرس. وقِيل: عَارض الْفَم: مَا يَبْدُو مِنْهُ عِنْد الضحك. وَقَالَ كَعْب: تجلو عوارض ذِي ظَلْم إِذا ابتَسَمتْ كأنّه مُنهَلٌ بِالرَّاحِ معلولُ يصف الثنايا وَمَا بعْدهَا. وَفِي الحَدِيث أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعثَ أم سُلَيم لتنظرَ إِلَى امْرَأَة فَقَالَ: (شمِّي عوارضَها) ، قَالَ شمر: الْعَوَارِض هِيَ الْأَسْنَان الَّتِي فِي عُرض الْفَم، وَهِي مَا بَين الثَّنايا والأضراس، وَاحِدهَا عَارض. وَقَالَ جرير: أتَذْكُر يومَ تَصقُلُ عارضَيها بفَرعِ بَشامةٍ سُقِيَ البَشامُ وَقَالَ شمر: الْعَارِض أَيْضا: الخدُّ. يُقَال أخذَ الشَّعَرَ من عارضيه، أَي خدَّيه. وَإِنَّمَا أمرَ النَّبِي بشمَ عوارضها لتَبورَ بذلك ريحَ فمها، أطيّب أَمْ خَبِيث. وَقَالَ اللِّحياني: عارضا الْوَجْه وعَروضاه: جانباه. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال بَنو فلَان أكَّالون للعوارض، جمع الْعَارِضَة، وَهِي الشَّاة أَو الْبَعِير يصيبُه داءٌ أَو سبُعٌ أَو كسر. وَقَالَ شمر: يُقَال عَرضَتْ من إبل فلَان عارضةٌ، أَي مرِضت. قَالَ: وَبَعْضهمْ يَقُول عَرِضت. قَالَ شمر: وأجوده عَرَضَت. وَأنْشد: إِذا عَرِضَتْ مِنْهَا كَهاةٌ سمينةٌ فَلَا تُهدِ مِنْهَا واتَّشِق وتَجَبجَبِ اللَّيْث: يُقَال فلانٌ يعدو العِرَضْنةَ، وَهُوَ الَّذِي يشتقُّ فِي عَدْوه. وَقَالَ اللحياني: يُقَال اشْتَرِ بِهَذَا عُرَاضة لأهْلك، أَي هديّة، مثل الحنّاء وَنَحْوه. وَقَالَ أَبُو زيد فِي العُراضة: الهديّة التَّعْرِيض مَا كَانَ من مِيرةٍ أَو زادٍ بعد أَن يكون على ظهر بعير. يُقَال عَرِّضونا من مِيرتكم. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: العُراضة: مَا أطعمَه الراكبُ من استطعَمَه من أهل الْمِيَاه. وَقَالَ هِميان: وعرَّضوا المجلسَ مَحْضا ماهجاً أَي سقَوهم. وَيُقَال: عَرَفت ذَلِك فِي

مِعراض كَلَامه، ومعاريض كَلَامه وفحواه أَي فِي عرُوض كَلَامه. وَمِنْه قَول عِمرانَ بن حُصَين: (إنّ فِي المعاريض لمَندوحةً عَن الْكَذِب) . وَيُقَال عرضَتِ الشَّاةُ الشوكَ تعرُضه، إِذا تناولتْه وأكلتْه. وَيُقَال رَأَيْته عَرْضَ عين، أَي ظَاهرا من قريب. والمعَرَّضة من النِّسَاء: الْبكر قبل أَن تُحجَب، وَذَلِكَ أَنَّهَا تُعرَض على أهل الحيِّ عَرضةً ليرغِّبوا فِيهَا من رَغِب، ثمَّ يحجبونها. وَقَالَ الْكُمَيْت: لياليَنا إذْ لَا تزالُ تَروعُنا مُعرَّضةٌ منهنَّ بِكر وثيِّبُ وَيُقَال استُعرِضت النَّاقة بِاللَّحْمِ، فَهِيَ مستَعرَضَة، كَمَا يُقَال قُذِفت بِاللَّحْمِ ولُدِسَت، إِذا سمنتْ. وَقَالَ ابْن مقبل: قَبَّاء قد لحقَتْ خسيسةَ سنِّها واستُعرِضت ببضيعها المتبتِّرِ قَالَ: خسيسة سِنِّها: حِين بَزَلتْ، وَهِي أقصَى أسنانها. وَيُقَال: كَانَ لي على فلانٍ نَقدٌ فأعسرته واعترضتُ مِنْهُ، أَي أخذتُ العَرْض. وَإِذا طلب قومٌ عِنْد قومٍ دَمًا فَلم يُقِيدوهم قَالُوا: نَحن نَعْرِض مِنْهُ فاعترِضوا مِنْهُ، أَي اقْبَلُوا الدّيةَ عَرْضاً. وَيُقَال انْطلق فلانٌ يتعرَّض بجَمله السوقَ، إِذا عرضَه على البيع. وَيُقَال تَعرَّضْ بِهِ، أَي أقمْه فِي السُّوق. وفلانٌ معتَرَضٌ فِي خُلقه، إِذا ساءك كلُّ شيءٍ من أمره. وعَرضَ الرَّامِي القوسَ، إِذا أضجعها ثمَّ رمَى عَنْهَا عَرْضاً. وَقَالَ الله تَعَالَى: {تَجْهَلُونَ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُواْ هَاذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم} (الْأَحْقَاف: 24) أَي قَالُوا: الَّذِي وُعدنا بِهِ سحابٌ فِيهِ الْغَيْث. فَقَالَ الله: {مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم} (الْأَحْقَاف: 24) . وَيُقَال للرِّجْل الْعَظِيم من الْجَرَاد: عَارض؛ يُقَال مرَّ بِنَا عارضٌ قد مَلأ الْأُفق. وَقَالَ أَبُو زيد: الْعَارِض: السحابة ترَاهَا فِي ناحيةِ السَّمَاء، وَهُوَ مثل الجُلْب، إلاّ أنّ الْعَارِض يكون أبيضَ والجُلْبُ إِلَى السَّواد، والجُلب يكون أضيقَ من الْعَارِض وأبعَدَ. والعوارض من الْإِبِل: الَّتِي تَأْكُل العِضاهَ عُرُضاً، أَي تَأْكُله حيثُما وَجدته. وَقَول ابْن مُقبل: مهاريق فَلُّوجٍ تعرَّضْنَ تاليا أَرَادَ: تعرّضهنّ تالٍ يقرؤهن؛ فَقلب. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال مَا يَعْرُضك لفُلَان، وَلَا يُقَال مَا يُعَرِّضك. وَيُقَال: هَذِه أرضٌ مُعْرِضة: يستعرضها المَال ويعترضها، أَي هِيَ أرضٌ مُعْرِضة فِيهَا نبتٌ يرعاه المَال إِذا مرَّ فِيهَا. ضرع: الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت: الضَّرْع ضرع الشَّاة والناقة. والضَّرَع: الضَّعِيف. وَقَول الله جلّ وعزّ: {تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً} (الأنعَام: 63) قَالَ أَبُو إِسْحَاق: الْمَعْنى تَدْعون مُظهرِينَ الضَّرَاعة، وَهِي شدّة الْفقر إِلَى الشَّيْء والحاجةِ إِلَيْهِ. وانتصابهما على الْحَال وَإِن كَانَا مصدرين. وَأما قَول الله تَعَالَى: {فَلَوْلا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - إِذْ جَآءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ} (الأنعَام: 43) فَمَعْنَاه تخشَّعُوا

وتذلَّلوا وخضعوا. وَقَالَ شمر: يُقَال ضَرِعَ فلَان لفُلَان وضَرَع لَهُ، إِذا مَا تخشَّعَ لَهُ وَسَأَلَهُ أَن يُعطيَه. قَالَ: وَيُقَال قد أضرَعْتُ لَهُ مَالِي، أَي بذلْتُه لَهُ. وَقَالَ الْأسود: وَإِذا أخِلاَّئي تنكَّبَ وُدُّهم فأبُو الكُدادةِ مالُه ليَ مُضْرَعُ أَي مبذول. وَقَالَ الْأَعْشَى: سائلْ تميماً بِهِ أيامَ صفقتهم لمّا أَتَوْهُ أُسارى، كلُّهم ضَرَعا أَي ضرعَ كلُّ واحدٍ مِنْهُم وخضع. قَالَ: وَيُقَال ضَرَع لَهُ واستضرعَ. قَالَ: وَقَالَ ابْن شُمَيْل: لفلانٍ فرسٌ قد ضَرِع بِهِ، أَي غلبَه، وَهُوَ فِي حديثٍ لِسَلْمان. وتضرَّع الظلُّ: قلَّ وقَلَص. وَقَالَ يُوسُف بن عَمرو: فمِلنَ قُدَيداً بكرَة، وظلالُه تضرَّعُ فِي فَيءِ الغَداةِ تضرُّعا مِلْنَ قُديداً، أَي من قُديد. والضَّريع: الشَّراب الرَّقِيق. وَقَالَ يصف ثغراً: حَمشُ اللِّثاتِ شتيتٌ وَهُوَ معتدلٌ كأنّه بضريع الدَّنِّ مصقولُ والضريع: لغةٌ فِي الضرَع الضَّعِيف. وَقَالَ: ومطويّةٍ طيَّ القَليبِ رفعتُها بمستنبِحٍ جِنْحَ الظلام ضريعِ المطويّة عَنى بِهِ الأُذن. والمستنبح: الَّذِي ينبح نبحَ الْكلاب طلبا للقِرى. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: ضرّعت الشمسُ أيْ دنت للغروب. وَقَالَ غَيره: رجلٌ ضارع، أَي نحيف ضاويّ. وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَلَيْهِ رأى ولدَيْ جعفرٍ الطيّار فَقَالَ: (مَالِي أراهما ضارعين) . الضارع: الضاوِيُّ النحيف. وَمِنْه قَول الْحجَّاج لسَلم بن قُتَيْبَة: (مَالِي أراكَ ضارعَ الْجِسْم؟) . أَبُو عبيد عَن الأمويّ: الضريعة من الْغنم: الْعَظِيمَة الضَّرع. وَقَالَ أَبُو زيد: الضَّرْع جِماع، وَفِيه الأطْباءُ وَهِي الأخلاف، وَاحِدهَا طِبْيٌ وخِلْف، وَفِي الأطْباء الأحاليل، وَهِي خُروق اللَّبَن. أَبُو عبيد عَن الكسائيّ قَالَ: ضرَّعتِ القِدرُ تضريعاً، إِذا حانَ أَن تُدرِك. وَقَالَ الأصمعيّ: التضرُّع: التلوّي والاستغاثة. وَقَالَ اللَّيْث: رجلٌ ضَرَعٌ، وَهُوَ الغُمر من الرِّجَال الضعيفُ. وَأنْشد: فَمَا أَنا بالواني وَلَا الضَّرَعِ الغُمْرِ وَيُقَال جسدُك ضارعٌ، وجَنْبك ضارع وَأنْشد: من الحُسْن إنعاماً وجنبُك ضارعُ قَالَ: وقومٌ ضَرَع ورجلٌ ضَرَع. وَأنْشد: وأنتُم لَا أُشاباتٌ وَلَا ضَرَعُ قَالَ: وأضرعت الناقةُ فَهِيَ مُضْرِعٌ، إِذا قرُبَ نِتاجُها. قَالَ: والمضارعة للشَّيْء: أَن يضارعَه كأنّه مثلُه أَو شِبْهه. وَقَالَ الْأَزْهَرِي: والنحويون يَقُول للْفِعْل الْمُسْتَقْبل: مضارِع؛ لمشاكلتِهِ الْأَسْمَاء فِيمَا يلْحقهُ من الْإِعْرَاب.

وَيُقَال هَذَا ضِرْع هَذَا وصِرعه، بالضاد وَالصَّاد، أَي مثله. والضُّروع والصُّروع: قُوَى الحَبْل، وَاحِدهَا ضِرعٌ وصِرعٌ. أَبُو عبيد عَن الْفراء: جَاءَ فلانٌ يتضرَّع لي ويتأرض، ويتصدّى ويتأتّى، أَي يتعرّض. وَقَالَ الله تَعَالَى: {ءَانِيَةٍ لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ} (الغَاشِيَة: 6) قَالَ الْفراء: الضريع: نبتٌ يُقَال لَهُ الشِّبرِق، وَأهل الْحجاز يسمُّونه الضَّريعَ إِذا يَبِس. وَهُوَ اسمٌ. وَجَاء فِي التَّفْسِير أَن الكفَّار قَالُوا: إنَّ الضَّريع لتَسمَنُ عَلَيْهِ إبلُنا. فَقَالَ الله: {ضَرِيعٍ لاَّ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِى مِن جُوعٍ} (الغَاشِيَة: 7) . وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للجِلدة الَّتِي على الْعظم تَحت اللَّحم من الضَّلَع: هِيَ الضَّريع. ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الضَّريع: العَوسَج الرَّطب، فَإِذا جفَّ فَهُوَ عَوسَجٌ، فَإِذا زادَ جُفوفُه فَهُوَ الخَزيز. قَالَ: والضارع: المتذلِّل الغنيّ. والضَّرَع: الرجُل الجَبان. والضَّرَع: المتهالك من الْحَاجة للغنيّ. والضَّرَع: الْجمل الضَّعِيف. عضر: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أبي عمرٍ وَقَالَ: العاضر: الْمَانِع، وَكَذَلِكَ الغاضر، بِالْعينِ والغين. رضع: قَالَ الله جلّ وعزّ: {تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ} (الحَجّ: 2) وَاخْتلف النحويون فِي علّة دُخُول الْهَاء فِي المرضِعة، فَقَالَ الْفراء: المرضِعة: الْأُم. والمُرضِع: الَّتِي مَعهَا صبيٌّ تُرضِعُه. قَالَ: وَلَو قيل فِي الأمّ مُرضِع لأنَّ الرَّضَاع لَا يكون إلاّ من الْإِنَاث، كَمَا قَالُوا امْرَأَة حَائِض وطامث، كانَ وَجها. قَالَ: وَلَو قيل فِي الَّتِي مَعهَا صبيٌّ مرضعةٌ كَانَ صَوَابا. وَقَالَ الْأَخْفَش: أَدخل الْهَاء فِي الْمُرضعَة لِأَنَّهُ أَرَادَ وَالله أعلم الفِعلَ. وَلَو أَرَادَ الصّفة لقَالَ مُرضِع. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: الَّذِي قَالَه الْأَخْفَش لَيْسَ بخطأ. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ابْن اليزيدي عَن أبي زيد قَالَ: المُرضعة: الَّتِي ترْضع. قَالَ و (كلُّ مُرْضِعةٍ) : كلّ أمَ. قَالَ: والمرضع: الَّتِي قد دنا لَهَا أَن تُرضِع وَلم تُرضِع بعد. والمُرضِع: الَّتِي مَعهَا الصبيُّ الرَّضِيع. وَقَالَ اللَّيْث: قَالَ الْخَلِيل: امرأةٌ مرضع: ذاتُ رَضِيع، كَمَا يُقَال امرأةٌ مُطفِل: ذَات طِفْل، بِلَا هَاء، لِأَنَّك لَا تَصِفُها بفعلٍ مِنْهَا واقعٍ أَو لَازم، فَإِذا وصفتَها بفعلٍ هِيَ تَفْعَلهُ قلت مُفْعِلة، كَقَوْل الله تَعَالَى: {تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ} (الحَجّ: 2) وصفَها بِالْفِعْلِ فَأدْخل الْهَاء فِي نعتها. وَلَو وصفَها بأنَّ مَعهَا رضيعاً قَالَ مُرضِع. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّه قَالَ: (انظرنَ مَا إخْوانكنّ، فإنّما الرضَاعَة من المَجَاعة) ، وَتَفْسِيره أَن الرَّضاعَ الَّذِي يحرِّم رِضَاعُ الصَّبِي؛ لِأَنَّهُ يُشْبِعه ويَغذوه ويسكِّن جَوعتَه، فأمّا الْكَبِير فرضاعُه لَا يحرّم؛ لِأَنَّهُ لَا ينفعُه من جوعٍ وَلَا يُغنيه من طَعَام، وَلَا يَغْذوه اللَّبن كَمَا يغذو الصغيرَ الَّذِي حياتُه بِهِ. وَقَالَ اللَّيْث: تَقول رضُع الرجل يرضُع رضاعة فَهُوَ رَضِيع راضع، أَي لئيم، والجميع الراضعون. وَالْعرب تَقول: لئيم راضع. وَيُقَال نُعِتَ بِهِ لأنّه يرضَع ناقتَه من

باب العين والضاد مع اللام

لؤمه لئلاَّ يُسمَع صوتُ الشَّخب فيطلب لبنه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الراضع والرَّضِع: الخسيس من الْأَعْرَاب، الَّذِي إِذا نزل بِهِ الضَّيْف رضِع شاتَه بفمه لئلاَّ يسمعهُ الضَّيف. يُقَال مِنْهُ رَضِع يرضَع رَضْعاً وَقَالَ بَعضهم: لَو عيَّرتُ رجلا بالرضع لخَشِيتُ أَن يَحُور بِي داؤه. قَالَ: والرَّضَع: صِغار النّخل، واحدهُ رَضَعة. وَامْرَأَة مُرضِع: مَعهَا رَضِيع. وَامْرَأَة مرضِعةٌ: ثَديُها فِي فَم ولدِها. اللَّيْث: الراضعتان من السن: اللَّتَان شرِب عَلَيْهِمَا اللَّبن. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: رضَع الصبيُّ يَرضِع، ورضِعَ يرضَع. قَالَ: وَأَخْبرنِي عِيسَى بن عمر أَنه سمع العربَ تُنشِد: وذمُّوا لنا الدُّنيا وهم يَرضِعونها أفاويقَ حتّى مَا يُدرُّ لَهَا ثُعْلُ قَالَ: وَقَالَ الأمويّ: الرَّضوعة من الْغنم: الَّتِي تُرضِع. قَالَ: وَيُقَال رَضاعٌ ورِضاع، ورَضاعة ورِضاعة. وَقَالَ الله تَعَالَى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ} (البَقَرَة: 233) اللَّفْظ لفظ الْخَبَر وَالْمعْنَى معنى الْأَمر، كَمَا تَقول حسبُك درهمٌ، فاللفظ لفظ الْخَبَر وَالْمعْنَى معنى الْأَمر، مَعْنَاهُ اكتفِ بدرهم. وَكَذَلِكَ معنى الْآيَة: لرتضعِ الوالداتُ. وَقَوله: {وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَوْلَادَكُمْ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ} (البَقَرَة: 233) أَي تَطْلُبُوا مُرضِعةً لأولادكم. (بَاب الْعين وَالضَّاد مَعَ اللَّام) اسْتعْمل من وجوهه: عضل، علض، ضلع، ضعل. عضل: قَالَ الله عزّ وجلّ: {فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ} (البَقَرَة: 232) نزلت فِي مَعقِل بن يَسار المُزَني، وَكَانَ زوّج أختَه رجلا فطلَّقهَا، فَلَمَّا انْقَضتْ عِدّتُها خطبَها، فآلى ألاّ يزوّجه إِيَّاهَا، ورغبتْ أُخْته فِيهِ، فَنزلت: {فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ} (البَقَرَة: 232) الْآيَة. وَيُقَال عَضَل فلانٌ أيِّمَه، إِذا منعهَا من التَّزْوِيج يعضُلها ويعضِلها عَضْلاً. قَالَه الأصمعيّ وَغَيره. وَأما قَول الله: {وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَآءَاتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ} (النِّساء: 19) فإنَّ العَضْل فِي هَذِه الْآيَة من الزَّوج لامْرَأَته، وَهُوَ أَن يُضارَّها وَلَا يحسنَ معاشرتَها ليضطرّها بذلك إِلَى الافتداء مِنْهُ بمهرها؛ سَمَّاهُ الله عَضْلاً لِأَنَّهُ يمْنَعهَا حقَّها من النَّفقة وحُسن العِشرة والإنصاف فِي الْفراش، كَمَا أَن الوليّ إِذا منع حريمتَه من التَّزْوِيج، قد منعهَا الحقَّ الَّذِي أُبِيح لَهَا من النِّكَاح إِذا دعَتْ إِلَى كفءٍ لَهَا. وروى معمر عَن أيُّوب عَن أبي قلَابَة أَنه قَالَ فِي الرجل يَطّلع من امْرَأَته على فاشحة، قَالَ: لَا بَأْس أَن يضارَّها حتَّى

تختلع مِنْهُ. قَالَ الأزهريّ: فَجعل الله اللواتي يَأْتِين الفاحشةَ مستثنَياتٍ من جملَة النِّسَاء اللواتي نَهَى الله أزواجهنّ من عَضْلهنَّ ليذهبوا بِبَعْض مَا آتَوهن من الصَدَاق. وَرُوِيَ عَن عمر أَنه قَالَ: (أعضَلَ بِي أهلُ الْكُوفَة، مَا يرضَون بأمير وَلَا يرضاهم أَمِير) قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأمويّ فِي قَوْله (أعضل بِي أهلُ الْكُوفَة) : هُوَ من العُضال وَهُوَ الْأَمر الشَّديد الَّذِي لَا يقوم بِهِ صاحبُه. يُقَال قد أعضلَ الأمرُ فَهُوَ مُعضِل. قَالَ: وَيُقَال قد عضَّلت الْمَرْأَة تعضيلاً، إِذا نشِب الولدُ فخرجَ بعضُه وَلم يخرجْ بعضٌ فَبَقيَ مُعْتَرضًا وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة يحمل هَذَا على إعضال الْأَمر وَيَرَاهُ مِنْهُ. وَيُقَال: أنزلَ الْقَوْم بِي أمرا مُعضِلاً لَا أقوم بِهِ. وَقَالَ ذُو الرمة: وَلم أقذِفْ لمؤمنةٍ حَصانٍ بِإِذن الله مُوجِبةً عُضالا وَقَالَ شمر: الدَّاء العُضَال: المنكَر الَّذِي يأخُذ مُبادَهةً ثمَّ لَا يلبث أَن يقتُل، وَهُوَ الَّذِي يعي الأطبّاء. يُقَال أمرٌ عُضال ومُعْضِل، فأوّلُه عُضال، فَإِذا لزِم فَهُوَ مُعضِل. قَالَ: وعَضْل الْمَرْأَة عَن الزَّوْج: حَبسهَا. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال عضّلت الأرضُ بِأَهْلِهَا، إِذا ضَاقَتْ بهم لكثرتهم. وَأنْشد لأوس بن حجَر: ترى الأرضَ مِنَّا بالفضاء مَرِيضَة معضِّلةً منا بِجمعٍ عَرَمْرمِ وَيُقَال فلانٌ عُضْلةٌ من العُضَل، أَي داهيةٌ من الدَّواهي. وَأما العَضَل بِفَتْح الضَّاد وَالْعين فَهُوَ الجُرَذ، وَجمعه عِضْلان. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: العَضَل ذكر الفأر. وَقَالَ اللَّيْث: بَنو عَضَل: حيٌّ من كنَانَة وَقَالَ غَيره: عَضَل والدِّيش: حيانِ يُقَال لَهما القارَة، وهم من كنَانَة. وَقَالَ أَبُو زيد: عضَّلت النَّاقة تعضيلاً وبدّدت تبديداً، وَهُوَ الإعياء من الْمَشْي والرُّكوبِ وكلِّ عمل. وَقَالَ أَبُو مَالك: عضّلت المرأةُ بِوَلَدِهَا، إِذا غَصَّ فِي الْفرج فَلم يخرجْ وَلم يدخلْ. وَسُئِلَ الشعبيّ عَن مَسْأَلَة مُشْكلةٍ فَقَالَ: (زَبَّاء ذاتُ وَبَرٍ، لَو وَردت على أَصْحَاب مُحَمَّد لعَضَّلَتْ بهم) قَالَ شمر: عضَّلت بهم، أَي ضَاقَتْ عَلَيْهِم. قلت: أَرَادَ أنّهم يَضيقون بِالْجَوَابِ عَنْهَا ذَرعاً؛ لإشكالها. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للقطاةِ إِذا نَشِب بيضُها: قطاة مُعَضِّل. قَالَ الْأَزْهَرِي: كَلَام الْعَرَب: قطاة مُطرِّق وَامْرَأَة معضِّل. والعُضليُّ: القويّ من الرِّجَال والعَضيل: المنكَر مِنْهُم الضَّخم الشَّأْن، الجمْع العَضِيلون والعُضَلاء. فَإِذا كَانَ من غير الرِّجَال فجمعُه عُضُل. وناقةٌ عضيلة: نكيرةٌ فِي الشدَّة. وحِصنٌ عَضِيل: نَكِير مُشرف. ومكانٌ عَضيل: ضيِّق بأَهْله، وَيكون المشرفَ، نَحْو حِصنٍ عضيل. قَالَ

مرّار: إِذا ضُمَّ لي بَحْرَا جذيمةَ والتقتْ عليَّ روابي كلُّهنَّ عضيلُ الروابي: الْأَشْرَاف من الأَرْض. أَبُو عَمْرو: العَضَلة: شَجَرَة مثل الدِّفْلَى، تأكلهُ الْإِبِل فَتَشرب كلَّ يومٍ عَلَيْهِ المَاء. قَالَ الْأَزْهَرِي: لَا أَدْرِي أهِيَ العَضَلة أم العَصَلة، وَلم يروِها لنا الثِّقات عَن أبي عَمْرو. وَقَالَ اللَّيْث: العَضَلة: كل لحمةٍ غليظةٍ مُنْتَبرة مثل لحْمَة السَّاق والعضد. يُقَال ساقٌ عَضِلَةٌ: ضخمة. قَالَ: والدَّاء العُضال: الَّذِي أعيا الأطباءَ علاجُه. وَالْأَمر المُعْضِل: الَّذِي قد أعيا صاحبَه القيامُ بِهِ. قَالَ: وعضَّلت عَلَيْهِ، أَي ضيّقتُ عَلَيْهِ أمره وحُلتُ بَينه وَبَين مَا يَرُومه، ظُلماً. قَالَ: والعَضَل: مَوضِع بالبادية كثير الغِياض. قَالَ: واعضألَّت الشَّجَرَة، إِذا التفّت وَكثر أغصانُها. وَأنْشد: كأنّ زِمامُها أَيْمٌ شجاعٌ تراءَدَ فِي غُصونٍ مُعْضئلّهْ قَالَ الْأَزْهَرِي: وَرَوَاهُ غَيره: (مُعطئلّهْ) بِالطَّاءِ. علض: أهمله اللَّيْث غير حرفٍ وَاحِد، قَالَ: العِلّوْض: ابْن آوى، بلغَة حمير. وروى ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العِلّوض: ابْن آوى. ضعل: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الضاعِل: الْجمل القويّ. قَالَ: والطاعل: السهْم المقوَّم وَلم أسمع هذَيْن الحرفين إلاّ لَهُ. قَالَ: والضَّعَل: دقّة الْبدن من تقَارب النّسَب. وَهَذِه الْحُرُوف غَرِيبَة، وَهِي من (نَوَادِر ابْن الأعرابيّ) . ضلع: أَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: ضلوع كلِّ إِنْسَان أَربع وَعِشْرُونَ ضِلعاً، وللصَّدر مِنْهَا اثْنَتَا عشرَة ضِلعاً تلتقي أطرافها فِي الصَّدْر، وتتّصل أَطْرَاف بَعْضهَا بِبَعْض وتسمَّى الجوانح، وخلْفها من الظّهْر الكَتِفانِ، والكتفانِ بحذاء الصَّدْر. واثنتا عشرَة ضلعاً أَسْفَل مِنْهَا فِي الجنبين، البطنُ بَينهمَا، لَا تلتقي أطرافُها، على طرف كلّ ضلع مِنْهَا شُرسُوف، وَبَين الصَّدر والجنبين غُضروفٌ يُقَال لَهُ الرَّهابة، وَيُقَال لَهُ لسانُ الصَّدر. وكل ضِلع من أضلاع الجنبين أقصر من الَّتِي تَلِيهَا إِلَى أَن تَنْتَهِي إِلَى آخرهَا، وَهِي الَّتِي فِي أَسْفَل الْجنب، يُقَال لَهَا الضِّلع الخِلْف. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الضالع: الجائر. وَقَالَ الْكسَائي مثله. وَقد ضَلِعَ يَضْلَع، إِذا مَال. وَمِنْه قيل: ضَلْعُك مَعَ فلَان. أَبُو زيد: هم عَلَيْهِ أَلْبٌ وَاحِد، وضَلْعٌ وَاحِد. يَعْنِي اجْتِمَاعهم عَلَيْهِ بالعداوة. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (اللَّهم إنّي أعوذ بك من الهمِّ والحزَن، والعَجْز والكسَل، والبُخْل والْجُبْن، وضَلَعِ الدَّين، وغَلَبة الرِّجَال) . وَقَالَ ابْن السّكيت: الضَّلْع: الْميل، وَمِنْه قَوْلهم: ضَلْعُك مَعَ فلَان. قَالَ: والضلَع: الاعوجاج. رُمحٌ ضَلِعٌ: معوَّج. قلت: فَمَعْنَى (ضَلَع الدَّين) ثِقَلُه حتّى يمِيل

بِصَاحِبِهِ عَن حدّ الاسْتوَاء لثقله. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه أَمر امْرَأَة فِي دم الْحيض يُصيب الثَّوْب: (حُتِّيه بِضِلَع) . هَكَذَا رَوَاهُ الثِّقَات بِكَسْر الضَّاد وَفتح اللَّام. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: الضِّلَع: العُود هَاهُنَا. قلت: أصل الضِّلَع ضِلَع الْجنب، وَقيل للعود الَّذِي فِيهِ انحناء وعِرَضٌ واعوجاجٌ ضِلَع، تَشْبِيها بالضِّلَع الَّذِي هُوَ وَاحِد الأضلاع. وَقَالَ اللَّيْث: هِيَ الضِّلَع والضِّلْع، لُغَتَانِ. قَالَ: وَالْعرب تَقول هَذِه ضِلَعٌ وَثَلَاث أضلُع. وَفِي حَدِيث ثَالِث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لمّا نظر إِلَى الْمُشْركين يَوْم بدرٍ قَالَ: (كأنّي بكم يَا أَعدَاء الله مُقتَّلينَ بِهَذِهِ الضِّلَع الْحَمْرَاء) ، قَالَ الأصمعيّ: الضِّلَع: جُبيل يستطيل فِي الأَرْض لَيْسَ بمرتفع فِي السَّمَاء، يُقَال: انْزِلْ بهاتيك الضِّلَع. وَقَالَ غَيره: الضِّلع جُبَيل صغيرٌ لَيْسَ بمنقاد وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الضِّلَع: خطٌّ يُخَطُّ فِي الأَرْض ثمَّ يُخَطُّ آخر، ثمَّ يُبْذَر مَا بَينهمَا. ورُمْحٌ ضَلِعٌ: أَعْوَج. وَأنْشد: بِكُل شعشعاعٍ كجذع المزدَرَع فَلِيقُه أجردُ كالرُّمح الضَّلِع يصف الْإِبِل تَنَاوَلُ الماءَ من الْحَوْض بِكُل عُنقٍ كجِذع الزُّرنوق. والفليق: المطمئن فِي عنق الْبَعِير الَّذِي فِيهِ الْحُلْقُوم. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال إنّي بِهَذَا الْأَمر مُضطلعٌ ومُطَّلعٌ، الضَّاد تدغَم فِي التَّاء فيصيران طاء مشدّدة، كَمَا تَقول اطَّنَّني أَي اتّهمني، واطَّلم إِذا احْتمل الظُّلم. قَالَ: واضطلع الحِمْلَ، إِذا احتملته أضلاعه. وَقَالَ ابْن السّكيت: هُوَ مضطلِع بِحمْلِهِ، أَي قويٌّ عَلَيْهِ، وَهُوَ من الضَّلاعة. قَالَ: وَلَا يُقَال مطّلع بِحمْلِهِ. وَقَالَ اللَّيْث: ورجلٌ أضلع وامرأةٌ ضَلعاءُ وقومٌ ضُلْع، إِذا كَانَت سنُّه شبيهةَ الضِّلع. قَالَ: والأضلع يُوصف بِهِ الشَّديد الغليظ. وَفِي صفة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ ضليعَ الْفَم. قَالَ أَبُو عبيد: أَرَادَ أَنه كَانَ وَاسع الْفَم. وَقَالَ القتيبي: ضليع الْفَم: عظيمُه، يُقَال ضليعٌ بَيِّنُ الضلاعة. قَالَ: وَمِنْه قَول الجنيّ الَّذِي صارعَ عمر بنَ الخطّاب: (إنّي مِنْهُم لضليع) قَالَ أَبُو عبيد: مَعْنَاهُ إِنِّي مِنْهُم لَعظيم الخَلْق. قَالَ القتيبي: وَالْعرب تذمُّ بصغر الفَمِ وتحمد سَعَته. قَالَ: وَمِنْه قَوْله فِي منطق النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّه (كَانَ يفْتَتح الْكَلَام ويختمه بأشداقه) ، وَذَلِكَ لِرُحْب شِدقه. وَيُقَال للرَّجُل إِذا كَانَ كَذَلِك أشْدَق، بيِّن الشّدِق. وَقَالَ الأصمعيُّ: قلت لأعرابيّ: مَا الْجمال؟ فَقَالَ: غُؤور الْعَينَيْنِ، وإشرافُ الحاجبَين، ورُحْب الشدقين. وَقَالَ ابْن السّكيت: فرسٌ ضليع الخَلْق، إِذا كَانَ تامَّ الخَلْق مُجْفَر الجنبين غليظَ الألواح كثير العَصَب. الضّليع: الطَّوِيل الأضلاع العريض الصَّدْر الْوَاسِع الجنبين. وَقَالَ الأصمعيّ: المضلوعة: القَوس. وَقَالَ المتنخِّل الهذليّ:

باب العين والضاد مع الفاء

واسلُ عَن الحبِّ بمضلوعةٍ تابَعَها البارِي وَلم يَعجَلِ وَقَالَ ابْن شُمَيْل: المضلَّع: الثَّوْب الَّذِي قد نُسج بَعضُه وَترك بعضه. وَقَالَ غَيره: بُردٌ مضلّع، إِذا كَانَت خطوطه عريضةً كالأضلاع. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الضَّوْلع: المائل بالهَوَى. هِيَ ضِلَعٌ عَلَيْهِ أَي جائرة عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْن هَرْمة يصف امْرَأَة: وَهِي علينا فِي حكمهَا ضِلَع جائرة فِي قَضَائهَا خَنِعهْ ع ض ن اسْتعْمل من وجوهه: نعض: أَبُو زيد عَن الْأَصْمَعِي: النُّعْض: شجر من الغَضا لَهُ شوك، واحدتها نُعْضَة. وَهُوَ مَعْرُوف. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: مَا نعَضْتُ مِنْهُ شَيْئا، أَي مَا أصبت. قلت: وَلَا أحقُّه، وَلَا أَدْرِي مَا صحّته، وَلم أره لغيره. (بَاب الْعين وَالضَّاد مَعَ الْفَاء) اسْتعْمل من وجوهه: ضعف، ضفع، فضع. ضعف: قَالَ الله جلّ وعزّ: {أَجْراً عَظِيماً يانِسَآءَ النَّبِىِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ} (الأحزَاب: 30) وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو: (يُضَعَّفْ) ، قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: مَعْنَاهُ يَجْعَل الْوَاحِد ثَلَاثَة، أَي تعذَّبُ ثَلَاثَة أعذبة. قَالَ: عَلَيْهَا أَن تعذَّب مرّةً فَإِذا ضوعف ضعفين صَار الْعَذَاب ثلاثةَ أعذِبة. قلت: هَذَا الَّذِي قَالَه أَبُو عُبَيْدَة هُوَ مَا يَسْتَعْمِلهُ النَّاس فِي مجَاز كَلَامهم، وَمَا يتعارفونه بَينهم. وَقد قَالَ الشَّافِعِي شَبِيها بقوله فِي رجل أوصى فَقَالَ: أعْطوا فلَانا ضِعفَ مَا يُصِيب وَلَدي. قَالَ: يعْطى مثله مرَّتين. قَالَ: وَلَو قَالَ ضعفَيْ مَا يُصِيب وَلَدي، نظرتَ، فَإِن أصَاب مائَة أعطيتَه ثَلَاثمِائَة. قلت: وَقد قَالَ الْفراء شَبِيها بقولهمَا فِي قَول الله عزّ وجلّ: {يَرَوْنَهُمْ مِّثْلَيْهِمْ رَأْىَ الْعَيْنِ} (آل عِمرَان: 13) . قلت: والوصايا يسْتَعْمل فِيهَا الْعرف الَّذِي فِي خطابهم مَوْضُوع كَلَام الْعَرَب يذهب إِلَيْهِ وَهْمُ الموصِي والموصَى إِلَيْهِ، وَإِن كَانَت اللُّغة تحْتَمل غَيره يتعارفه المخاطِب والمخاطب، وَمَا يسْبق إِلَى الأفهام من شَاهد الْمُوصي مِمَّا ذهب وهمه إِلَيْهِ كَذَلِك. وَكَذَلِكَ رُوِيَ عَن ابْن عباسٍ وَغَيره. فَأَما كتاب الله عزّ وجلّ فَهُوَ عربيٌّ مُبين، ويردّ تَفْسِيره إِلَى الْموضع الَّذِي هُوَ صِيغَة ألسنتها، وَلَا يُستعمل فِيهِ الْعرف إِذا خالفَتْه اللُّغَة. والضِّعف فِي كَلَام الْعَرَب: المِثْل إِلَى مَا زَاد، وَلَيْسَ بمقصور على مثلين، فَيكون مَا قَالَه أَبُو عُبَيْدَة صَوَابا، يُقَال هَذَا ضِعْف هَذَا أَي مِثْلُه، وَهَذَا ضعفَاهُ أَي مثلاه. وَجَائِز فِي كَلَام الْعَرَب أَن تَقول: هَذَا ضِعفاه أَي مثلاه وَثَلَاثَة أَمْثَاله، لِأَن الضعْف فِي الأَصْل زِيَادَة غير محصورة. أَلا ترى قَول الله عزّ وجلّ: {وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَائِكَ لَهُمْ جَزَآءُ

الضِّعْفِ} (سَبَإ: 37) لم يُرِدْ بِهِ مِثْلاً وَلَا مثلَين، ولكنَّه أَرَادَ بالضِّعف الْأَضْعَاف، وأَولى الْأَشْيَاء بِهِ أَن يُجعلَ عشرةَ أَمْثَاله، لقَوْل الله جلّ وعزّ: {مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَآءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - إِلاَّ مِثْلَهَا} (الأنعَام: 160) فأقلُّ الضعْف مَحْصُور وَهُوَ الْمثل، وَأَكْثَره غير مَحْصُور. وَأما قَول الله تَعَالَى: {بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا} (الأحزَاب: 30) إنّهما ضعفانِ اثْنَان فَإِن سِيَاق الْآيَة وَالْآيَة الَّتِي بعْدهَا دلّ على أنّ المُرَاد من قَوْله {ضِعْفَيْنِ} (البَقَرَة: 265) مَرَّتينِ. أَلا ترى قَوْله بعد ذكر الْعَذَاب: {اللَّهِ يَسِيراً وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ للَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُؤْتِهَآ أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً} (الأحزَاب: 31) . فَإِذا جعل الله لأمّهات الْمُؤمنِينَ من الْأجر مثلَيْ مَا لغيرهنّ من نسَاء الأمَّة تَفْضِيلًا لهنّ عليهنّ، فَكَذَلِك إِذا أَتَت بفاحشةٍ إحداهُنَّ عُذبتْ مثلَيْ مَا يعذَّب غَيرهَا. وَلَا يجوز أَن تُعطَى على الطَّاعَة أجرَين، وعَلى الْمعْصِيَة أَن تعذّبَ ثَلَاثَة أعذبة. وَهَذَا الَّذِي قلتُه قولُ حُذّاق النَّحْوِيين وقولُ أهل التَّفْسِير. وَإِذا قَالَ الرجل لصَاحبه: إِن أَعْطَيْتنِي درهما كافأتك بضعفين، فَمَعْنَاه بِدِرْهَمَيْنِ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق الزَّجَّاجُ فِي قَول الله: {فَئَاتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ} (الأعرَاف: 38) قَالَ: عذَابا مضاعفاً؛ لأنّ الضِّعف فِي كَلَام الْعَرَب على ضَرْبَيْنِ: أَحدهمَا الْمثل، وَالْآخر أَن يكون فِي معنى تَضْعِيف الشَّيْء {قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ} (الأعرَاف: 38) أَي للتابع والمتبوع؛ لأنّهم قد دخلُوا فِي الْكفْر جَمِيعًا، أَي لكلَ عذابٌ مضاعف. وَقَول الله جلّ وعزّ: {إِذًا لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَواةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ} (الإسرَاء: 75) أَي أذقْناك ضِعفَ عَذَاب الْحَيَاة وضِعفَ عَذَاب الْمَمَات، ومَعناهما التَّضْعِيف. وَقَول الله جلّ وعزّ: {عِندَ اللَّهِ وَمَآ ءاتَيْتُمْ مِّن زَكَواةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَائِكَ} (الرُّوم: 39) مَعْنَاهُ الداخلون فِي التَّضْعِيف، أَي يُثابون الضِّعْف الَّذِي قَالَ الله تَعَالَى: {وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَائِكَ لَهُمْ جَزَآءُ الضِّعْفِ} (سَبَإ: 37) . وَالْعرب تَقول ضاعفت الشَّيْء وضعّفته، بِمَعْنى وَاحِد. وَمثله امْرَأَة مُناعَمة ومنعَّمة، وصاعَر المتكبّر خَدَّه وصعّره، وعاقدت وعقّدت، وعاقبت وعقّبت، بِمَعْنى وَاحِد. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو قَالَ: المضعوف من أضعفتُ الشَّيْء وَأنْشد قَول لبيد: وعالَين مضعوفاً وفَرداً سُموطُه جُمانٌ ومَرجانٌ يشكُّ المفاصلا وَأما قَول الله عزّ وجلّ: {مُّسْلِمُونَ اللَّهُ الَّذِى خَلَقَكُمْ مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن} (الرُّوم: 54) قَالَ قَتَادَة: {اللَّهُ الَّذِى خَلَقَكُمْ} (الرُّوم: 54) قَالَ: من النُّطفة. {ضَعْفٍ قُوَّةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ} (الرُّوم: 54) ، قَالَ: الهَرَم. وَفِيه لُغَتَانِ: الضَّعْف والضُّعْف. وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة: {علم أَن فِيكُم ضعفا و: {فَهُمْ مُّسْلِمُونَ اللَّهُ الَّذِى خَلَقَكُمْ مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةٍ ثُمَّ جَعَلَ} (الرُّوم: 54) بِفَتْح الضَّاد فيهمَا. وَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَنَافِع وَابْن عَامر وَالْكسَائِيّ: (من ضُعْفٍ) و (ضُعْفاً) بِضَم الضَّاد، وهما لُغَتَانِ. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال ضعف الرجل يضعف ضَعفاً وضُعفاً، وَهُوَ خلاف القُوّة قَالَ:

باب العين والضاد مع الباء

وَمِنْهُم من يَقُول: الضَّعف فِي الْعقل والرأي، والضُّعف فِي الْجَسَد. قلت: هما عِنْد جمَاعَة أهل الْبَصَر باللغة لُغَتَانِ جَيِّدتان مستعملتان فِي ضَعف الْبدن وضَعف الرَّأْي. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن عُثْمَان بن سعيد عَن سلاّم الْمَدَائِنِي عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء عَن نَافِع عَن ابْن عمر أنّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَرَأَهَا: (خَلقكُم من ضُعْف) . وَيُقَال أضعفت فلَانا: أَي وجدته ضَعِيفا؛ وضعّفته، أَي صيّرته ضَعِيفا، واستضعفته، أَي وجدته ضَعِيفا أَيْضا. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال أضعفت الشَّيْء وضاعفتُه، إِذا زدتَ على أصل الشَّيْء فَجَعَلته مثلين أَو أَكثر من ذَلِك. أَبُو عَمْرو: أَضْعَاف الْجَسَد: عِظامه، الْوَاحِد ضِعف قَالَ: وَيُقَال أَضْعَاف الْجَسَد: أعضاؤه وَيُقَال فلانٌ ضَعِيف مُضْعِف، فالضّعيف فِي بدنه، والمضْعِف: الَّذِي دابّته ضَعِيفَة، كَمَا يُقَال فلانٌ قويٌ مُقّوٍ، فالقويّ فِي بدنه، والمُقْوِي: الَّذِي دابّته قويّة. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: رجلٌ مضعوف ومهبوتٌ، إِذا كَانَ فِي عقله ضَعف. شمر: وَمن الدُّروع المضاعَفة، وَهِي الَّتِي ضُوعِف حَلقُها. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال للرجل إِذا انتشرتْ ضيعتُه وكثُرت: أضعفَ الرَّجلُ فَهُوَ مُضْعِف. والأَضعاف: الْجوف قَالَ رؤبة: فِيهِ ازدهافٌ أيُّما ازدهافِ وَالله بَين القلبِ والأضعافِ فأضعاف الْجَسَد: عِظامه، الْوَاحِد ضِعْف. والضَّعَف: الثِّيَاب المضعَّفة، على مِثَال النَّفَض بِمَعْنى المنفوض. قَالَ الأفوه: تَتبعُ أسلافَنا عِينٌ مخدَّرة من تَحت دَوْلجِهنَّ الرَّيْطُ والضَّعَفُ وأرضٌ مُضْعَفة: أَصَابَهَا مطرٌ ضَعِيف. ابْن بزرج: رجل مضعوف وضَعوف وَضَعِيف قَالَ: وَرجل مغلوبٌ وغَلوب، وبعيرٌ معجوف وعَجيف وعجوف وأعجف، وناقة عجوف وعجيف، وَكَذَلِكَ امْرَأَة ضعوف. وَيُقَال للرجل ضَعِيف، إِذا كَانَ ضَرِير البصَر. وتضعَّفت الرجل، إِذا استضعفتَه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: رجل مضعوف ومَهْبوت ومرثوء، إِذا كَانَ فِي عقله ضعف. ضفع: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: ضَفَع الرجل يَضفَع ضفعاً، إِذا أبدى. وَقَالَ اللَّيْث: ضَفع، إِذا أحدثَ. وفَضَعَ لغةٌ فِي ضَفَعَ، وَهُوَ الإبداء. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: نَجْو الْفِيل الضَّفْع، وَجلده الحَوْران، وباطن جلده الحِرْصِيان. قلت: والضفْعانة: ثَمَرَة السَّعدانة ذَات الشّوك، وَهِي مستديرة كَأَنَّهَا فَلْكة، لَا ترَاهَا إِذا هاجَ السَّعدانُ وانتثر ثَمَرهَا إلاّ مسلنْقيةً قد كَشَرَتْ عَن شَوْكهَا وانتصَّت لقَدَم من يَطَؤُهَا، وَالْإِبِل تسمَن على السَّعدان وتطيب عَلَيْهِ أَلْبَانهَا. (بَاب الْعين وَالضَّاد مَعَ الْبَاء) عضب، ضبع، بضع، بعض: مستعملة

عضب: قَالَ الشَّافِعِي فِي الْمَنَاسِك: (وَإِذا كَانَ الرجل معضوباً لَا يسْتَمْسك على الرَّاحِلَة فحجَّ عَنهُ رجلٌ فِي تِلْكَ الْحَالة فإنّه يَجْزِيه) . والمعضوب فِي كَلَام الْعَرَب: المخبول الزَّمِن الَّذِي لَا حَراكَ بِهِ. يُقَال عضبَتْهُ الزَّمانةُ تَعضِبه عَضباً، إِذا أقعدته عَن الْحَرَكَة وأزمنَتْه. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: العَضَب: الشَّلَل، والعَرَج والخبَل. وَقَالَ شمر: يُقَال عضبت يَده بِالسَّيْفِ، إِذا قطعتَها. وَتقول: لَا يَعضِبُك الله، وَلَا يَعضِب الله فلَانا، أَي لَا يَخْبِله الله وإنَّه لمعضوب اللِّسَان، إِذا كَانَ مَقْطُوعًا عَييّاً فَدْماً. وَفِي مثلٍ: (إنَّ الْحَاجة ليَضِبُها طلبُها قبلَ وَقتهَا) . يَقُول: يقطعهَا ويُفسدها. والعَضَب فِي الرمْح: الْكسر؛ وَيُقَال عَضِب قَرنُه عَضَباً. قَالَ: وَتَدْعُو العربُ على الرجل فَتَقول: مَاله عضَبَه الله يدعونَ عَلَيْهِ بِقطع يَده وَرجله. وروى أَبُو عُبَيْدَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِإِسْنَادِهِ، أَنه (نَهَى أَن يضحَّى بالأعضَبِ القَرْنِ والأذُن) ، قَالَ أَبُو عبيد: الأعضب: المكسور الْقرن الدَّاخِل قَالَ: وَقد يكون العَضَب فِي الْأذن أَيْضا. فَأَما الْمَعْرُوف فَفِي القَرْن وَأنْشد للأخطل: إنَّ السيوفَ غُدوَّها ورواحَها تركت هوازنَ مثلَ قرنِ الأعضَب قَالَ أَبُو عبيد: وأمّا نَاقَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الَّتِي كَانَت تسمَّى العضْباء، فَلَيْسَ من هَذَا، إِنَّمَا ذَاك اسمٌ لَهَا سمِّيت بِهِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال عضبتُه بالعصا، إِذا ضربتَه بهَا، أعضِبُه عضْباً. وَيُقَال عضبتُه بالرُّمح أَيْضا، وَهُوَ أَن يشغَله عَنهُ. وَقَالَ غَيره: عَضَب عَلَيْهِ، أَي رجَع عَلَيْهِ. وفلانٌ يُعاضِب فلَانا، أَي يرادّه. وَقَالَ الأصمعيّ: إِنَّك لتَعضِبُني عَن حَاجَتي، أَي تقطعني عَنْهَا. وَقَالَ اللَّيْث: العَضْب: القَطْع؛ يُقَال عضَبَه يَعضِبُه، أَي قَطَعه. والعَضْب: السَّيْف الْقَاطِع. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للغلام الحادِّ الرَّأْس الْخَفِيف الْجِسْم: عَضْب، ونَدْبٌ، وشَطْب، وشَهْب، وعَصْب، وعَكْب، وسَكْب. أَبُو حَاتِم عَن الأصمعيّ: يُقَال لولد الْبَقَرَة إِذا طلع قرنُه، وَذَلِكَ بَعْدَمَا يَأْتِي عَلَيْهِ حولٌ: عَضْب، وَذَلِكَ قبل إجذاعه. وَقَالَ الطائفيّ: إِذا قُبِض على قرنه فَهُوَ عَضْبٌ، وَالْأُنْثَى عَضبة، ثمَّ جَذَع، ثمَّ ثَنِيٌّ، ثمَّ رَباعٍ، ثمَّ سَدَسٌ، ثمَّ التَّمَم والتَّمَمة. فَإِذا استجمعت أسنانُه فَهُوَ عَمَمٌ. ضبع: شمر عَن ابْن الأعرابيّ: الضَّبْع من الأَرْض: أكمة سوداءُ مستطيلة قَلِيلا. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّ رجلا أَتَاهُ فَقَالَ: (يَا رسولَ الله أكلَتْنا الضَّبُع) قَالَ أَبُو عبيد: الضَّبُع هِيَ السّنة المُجْدبة. وَأنْشد: أبَا خُراشةَ أمّا أنتَ ذَا نفرٍ فإنّ قوميَ لم تأكلهمُ الضَّبُعُ والضَّبُع: الْأُنْثَى من الضِّباع. وَيُقَال للذّكر ضِبعانٌ وَيجمع، ضُبْعاً وضِباعاً ومَضْبَعة. وأمّا الضَّبْعُ بِسُكُون الْبَاء فَهُوَ العَضُدُ؛ يُقَال أخَذ بضَبْعيه، أَي بعضُديه.

أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو قَالَ: الاضطباع بِالثَّوْبِ: أَن يُدخل رِدَاءَهُ تَحت يَده الْيُمْنَى ثمَّ يُلقِيَه على عَاتِقه الْأَيْسَر، كَالرّجلِ يُرِيد أَن يعالجَ أمرا فيتهيّأ لَهُ. يُقَال قد اضطبعتُ بثوبي. وَهُوَ مَأْخُوذ من الضَّبْع، وَهُوَ العضُد. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: إِذا لوى الفرسُ حافرَه إِلَى عَضُدِه فَذَلِك الضَّبْع، فَإِذا هَوَى بحافره إِلَى وحشيِّه فَذَلِك الخِناف. وَيُقَال ضَبَعت النَّاقة تَضبَع ضَبْعاً، وضبّعت تضبيعاً، إِذا مدَّت ضَبْعَيها فِي سَيرهَا واهتزَّت. وَيُقَال ضَبَع الرجُل يَضْبَعُ ضَبْعاً، إِذا رفَعَ يَدَيْهِ بالدُّعاء. وَمِنْه قَول الراجز: وماتَنِي أيدٍ علينا تَضْبَعُ وَيُقَال ضابعناهم بِالسُّيُوفِ، أَي مددنا أيديَنا إِلَيْهِم بالسُّيوف ومدُّوها إِلَيْنَا. وَقَالَ الراجز: لَا صُلحَ حتّى تضبعوا ونضبعا وَيُقَال ضَبَعَوا لنا من الطَّريق ضَبْعاً، أَي جعلُوا لنا فِيهِ قسما، كَمَا تَقول: ذَرعوا لنا طَرِيقا. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: ضَبَع القومُ للصُّلح، أَي مالوا إِلَيْهِ وأرادوه. قَالَ شمر: وَلم أسمعْ هَذَا إلاّ لأبي عَمْرو، وَهُوَ من نوادره. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: مرّت النَّجائبُ ضوابعَ. وضَبْعها: أَن تَهوى بأخفافها إِلَى العَضُد إِذا سَارَتْ. أَبُو سعيد: الضَّبْع: الجَور. وَفُلَان يَضْبَع، أَي يجور. سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: الضُّبْع: فنَاء الْإِنْسَان، يُقَال كنّا فِي ضُبْعٍ فلانٍ، أَي فنائه. قَالَ: والضَّبُع: السّنة المُهلِكة. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: يُقَال للناقة إِذا أَرَادَت الْفَحْل: قد ضَبِعَتْ ضَبَعةً. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال أضبعَتْ فَهِيَ مُضْبِعة. قَالَ: والمَضبَعة: اللَّحْم الَّذِي تَحت الْإِبِط من قُدُم. وفرسٌ ضابع وَجمعه ضوابع، وَهُوَ الْكثير الجري. وضُبَيعة: قَبيلَة فِي ربيعَة. وضُبَاعة: اسْم امْرَأَة. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : حِمارٌ مضبوع، ومخنوق، ومذءوب، أَي بِهِ خُنَاقِيَّةٌ وذئبة، وهما داءان. وَمعنى المضبوع دعاءٌ عَلَيْهِ أَن تَأْكُله الضبع. بضع: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي وَأبي زيد: إِذا شرِب حَتَّى يرْوى قَالَ بَضَعت أبضَع، وَقد أبضَعَني. وَقَالَ أَبُو زيد: بضَعتُ بِهِ وَمِنْه بُضوعاً. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أَعْطيته بَضعةً من اللَّحْم وَجَمعهَا بِضَع، إِذا أعطَاهُ قِطْعَة مجتمعة. وَمثلهَا الهَبرة. وَقَالَ اللَّيْث: بضَعت اللَّحْم بَضْعاً وبضّعته تبضيعاً، إِذا قطّعته، وإنّ فلَانا لشديد البَضْعة حسَنُها، إِذا كَانَ ذَا جِسمٍ وسِمَن. قَالَ: والبضيع: اللَّحْم أَيْضا وَأنْشد: خاظي البضيع لحمُه خَظَا بَظَا قَالَ: وَبَضعتُ من صَاحِبي بُضوعاً، إِذا أمرتَه بِشَيْء فَلم يَفْعَله، فدخَلَك مِنْهُ مَا سئمت من أَن تَأمره أَيْضا بِشَيْء. سَلمَة عَن الْفراء: بَضْعة وبَضْع مثل تَمْرة وتَمْر، وبَضْعة وبَضَعات مثل تَمْرة وتَمَرات، وبَضْعة وبِضَع مثل بَدْرة وبِدَر، وَبضْعَة وبِضاع مثل صَحْفَة وصحاف.

أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: البضيع: الجزيرة فِي الْبَحْر. والبضيع: اللَّحْم. قَالَ سَاعِدَة الْهُذلِيّ: سادٍ تجَرَّم بالبَضِيعِ ثمانيا يُلوِي بِعَيقات البحور ويُجنَبُ سادٍ مقلوب من الإسآد، وَهُوَ سَيْر اللَّيْل. تجَرَّم فِي البَضِيع، أَي أَقَامَ فِي الجزيرة. يُلوِي بعَيْقات، أَي يذهب بِمَا فِي ساحات الْبَحْر. ويُجنَب، أَي يُصيبه الجَنوب. وَيُقَال جبهتُه تتبضَّع، أَي تسيل عرقاً. قَالَه الأصمعيُّ. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: إلاّ الحميمَ فَإِنَّهُ يتبضَّعُ قَالَ: يتبضَّع: يتفتَّح بالعرق ويسيل متقطِّعاً قَالَ: والبُضَيع: اسْم مَوضِع وَأنْشد لحسان: فالبُضَيع فحَوملِ وَقَالَ الله: {فَلَبِثَ فِى السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} (يُوسُف: 42) قَالَ الْفراء: البِضع: مَا بَين الثَّلَاثَة إِلَى مَا دون الْعشْرَة. وَقَالَ شمر: البِضْع لَا يكون أقلَّ من ثَلَاث وَلَا أكثرَ من عَشرة. وَقَالَ أَبُو زيد: أَقمت عِنْده بِضْع سِنِين. وَقَالَ بَعضهم: بَضْع سِنِين. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: البِضْع: مَا لم يبلغ العَقْدَ وَلَا نصفَه، يُرِيد مَا بَين الْوَاحِد إِلَى أَرْبَعَة. وَقَالَ اللَّيْث: البِضْع: مَا بَين ثَلَاثَة إِلَى عشرَة. وَيُقَال الْبضْع سَبْعَة. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال لَهُ بضعَة وَعِشْرُونَ رجلا وَله بضع وَعِشْرُونَ امْرَأَة. وَقَالَ الله عزّ وجلّ: {وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ} (يُوسُف: 88) البضاعة: السِّلعة، وَأَصلهَا الْقطعَة من المَال الَّذِي يُتْجَر فِيهِ، وَأَصلهَا من البَضْع وَهُوَ القَطْع. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: البِضاعة: جُزْء من أَجزَاء المَال. قَالَ: والبِضْع من أربعٍ إِلَى تسع. قَالَ: وَقَالَ الْفراء: يُقَال للسُّيوف بَضَعة وَاحِدهَا باضع وللسِّياط خَضَعة، وَاحِدهَا خاضع. قَالَ: والباضع فِي الْإِبِل مثل الدَّلاّل فِي الدُّور. قَالَ: وَاخْتلف النَّاس فِي البُضْع، فَقَالَ قوم: هُوَ الْفرج، وَقَالَ قوم: هُوَ الْجِمَاع. أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: بضَعتُه بالْكلَام وأبضَعته، وَهُوَ أَن تبيِّن لَهُ مَا تنازعه حتَّى يشتفيَ كَائِنا من كَانَ. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال مَلك فلانٌ بُضْعَ فُلَانَة، إِذا ملك عُقدَة نِكَاحهَا، وَهُوَ كِنَايَة عَن مَوضِع الغِشْيان. وَقَالَ بعضُهم: ابتضعَ فلانٌ وبَضَع، إِذا تزوَّج. والمباضعة: الْمُبَاشرَة، يُقَال باضَعَها مباضعَةً، إِذا جامَعَها، وَالِاسْم البُضْع. اللَّيْث: يُقَال بضعتُه فانبضَع وبَضَع، أَي بيّنته فتبيَّنَ. قَالَ: والباضعة من الْغنم: قطعةٌ انقطعَتْ عَنْهَا، تَقول فِرْقٌ بَواضع. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي وَغَيره: الباضعة من الشجاج: الَّتِي تشُجُّ اللَّحْم تَبضَعه بعد الْجلد وَبعد المتلاحِمة. أَبُو سعيد: هُوَ شَرِيكي وبَضِيعي، وهم بُضَعائي وشركائي. وَقَالَ أَوْس بن حجر يصف قوساً: ومَبضوعةً من رأسِ فَرعِ شظيّةٍ يَعْنِي قوساً بَضَعَها، أَي قطَعها.

وَيُقَال أبضَعْت بضَاعَة للْبيع كائنة مَا كَانَت. بعض: قَالَ الله جلّ وعزّ فِي قصَّة مُؤمن آل فِرْعَوْن وَمَا أجراه على لِسَانه فِيمَا وعظَ بِهِ آل فِرْعَوْن: {رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِى} (غَافر: 28) . أَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم أنّه قَالَ فِي تَفْسِير قَوْله: {صَادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِى} (غَافر: 28) ، قَالَ: كل الَّذِي يَعدكُم، أَي إِن يكنْ مُوسَى صَادِقا يُصبْكم كل الَّذِي ينذركم ويتوعّدكم بِهِ، لَا بعضٌ دونَ بعض، لأنّ ذَلِك من فعل الكُهَّان، وأمّا الرُّسُل فَلَا يُوجد عَلَيْهِم وعدٌ مَكْذُوب. وَأنْشد: فياليتَه يُعفَى ويُقرِعُ بَيْننَا عَن الْمَوْت أَو عَن بعض شكواه مُقْرِعُ لَيْسَ يُرِيد عَن بعض شكواه دونَ بعض، بل يُرِيد الكلّ، وَبَعض ضدُّ كلّ. وَقَالَ ابْن مُقْبل يُخَاطب ابنَتيْ عَصَر: لَوْلَا الحياءُ وَلَوْلَا الدِّين عِبتُكما بِبعض مَا فيكما إذْ عِبْتُما عَوَري أَرَادَ: بكلّ مَا فيكما، فِيمَا يُقَال. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله: {كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِى} (غَافر: 28) : من لطيف الْمسَائِل أَن النبيَّ ج إِذا وعَدَ وَعدا وقعَ الوعدُ بأسْره وَلم يقعْ بعضُه، فَمن أَيْن جَازَ أَن يَقُول بعضُ الَّذِي يَعدكُم، وحقُّ اللَّفْظ كلّ الَّذِي يعدِكم. وَهَذَا بابٌ من النّظر يذهب فِيهِ المُناظِر إِلَى إِلْزَام الحجّة بأيسر مَا فِي الْأَمر. وَلَيْسَ فِي هَذَا نفيُ إِصَابَة الكلّ وَمثله قَول القطاميّ: قد يُدرِك المتأنِّي بعضَ حَاجته وَقد يكون مَعَ المستَعْجِلِ الزَّلَلُ وإنّما ذكر الْبَعْض ليوجب لَهُ الكلّ، لَا أنَّ البعضَ هُوَ الكلّ، ولكنّ الْقَائِل إِذا قَالَ أقلّ مَا يكون للمتأني إِدْرَاك بعض الْحَاجة، وَأَقل مَا يكون للمستعجل الزَّلَل، فقد أبانَ فضلَ المتأنّي على المستعجل بِمَا لَا يقدر الخصمُ أَن يدفعَه. وكأنَّ مُؤمنَ آل فِرْعَوْن قَالَ لَهُم: أقلُّ مَا يكون فِي صدقه أَن يُصِيبكُم بعضُ الَّذِي يَعدكُم. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى: أجمعَ أهلُ النَّحْو على أنّ البعضَ شيءٌ من أَشْيَاء، أَو شَيْء من شَيْء، إلاّ هشاماً، فَإِنَّهُ زعم أَن قَول لبيد: أَو يعتلقْ بعضَ النُّفوسِ حِمَامُها فادّعى وَأَخْطَأ أنّ الْبَعْض هَاهُنَا جمع. وَلم يكن هَذَا من عمله، وإنّما أَرَادَ لبيد بِبَعْض النُّفُوس نَفسه. قَالَ: وَأما جزم (أَو يعتلقْ) فإنّه ردّه على معنى الْكَلَام الأوّل وَمَعْنَاهُ جَزَاء، كأنّه قَالَ: وَإِن أخرجْ فِي طلب المَال أُصبْ مَا أمّلت أَو يعتلق الموتُ نَفسِي. وَقَالَ فِي قَوْله: {صَادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِى} (غَافر: 28) إنَّه كَانَ وعدَهم شَيْئَيْنِ من الْعَذَاب: عَذَاب الدُّنْيَا وَعَذَاب الْآخِرَة، فَقَالَ: يصبكم هَذَا العذابُ فِي الدُّنيا، وَهُوَ بعضُ الوعدَين، من غير أَن نَفَى عذابَ الْآخِرَة. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال إنّ بعض الْعَرَب تصل ببعضٍ كَمَا تصل بِمَا. من ذَلِك قَول الله:

{كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِى} (غَافر: 28) . قَالَ: وَبَعض كلِّ شيءٍ طَائِفَة مِنْهُ. وَيُقَال جَارِيَة حُسَّانة يشبه بعضُها بَعْضًا. وبعَّضتُ الشَّيْء تبعيضاً، إِذا فرَّقتَه أَجزَاء. وبعضٌ مذكّر فِي الْوُجُوه كلّها. والبعوضة مَعْرُوفَة، والجميع البَعوض. وَقَالَ الكسائيّ: قومٌ مبعوضون. وَقد بُعِض الْقَوْم، إِذا آذاهم البعوض. وأبعَضُوا: إِذا كَانَ فِي أَرضهم بعوض. وأرضٌ مَبْعَضة وَرمل الْبَعُوضَة مَعْرُوفَة بالبادية. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: قلت للأصمعيّ: رَأَيْت فِي (كتاب ابْن المقفّع) : (الْعلم كثيرٌ ولكنَّ أخْذَ الْبَعْض خيرٌ من تَرك الكُلّ) . فَأنكرهُ أشدّ الْإِنْكَار وَقَالَ: الْألف وَاللَّام لَا تدخلان فِي بعض وكلّ؛ لِأَنَّهُمَا معرفَة بِغَيْر ألف وَلَام، وَفِي الْقُرْآن: {شَآءَ اللَّهُ وَكُلٌّ} (النَّمل: 87) قَالَ أَبُو حَاتِم: وَلَا تَقول العربُ الكلَّ وَلَا البعضَ، وَقد اسْتَعْملهُ الناسُ حَتَّى سِيبَوَيْهٍ والأخفش فِي كتبهما، لقلَّة علمهما بِهَذَا النَّحْو، فاجتنِبْ ذَلِك فَإِنَّهُ لَيْسَ من كَلَام الْعَرَب. ع ض م اسْتعْمل من وجوهها: عضم، معض عضم: قَالَ اللَّيْث: العَضْم فِي الْقوس: المَعجِس، وَهُوَ المَقبِض، والجميع العضام. قَالَ: والعضام: عَسِيب الْبَعِير، وَهُوَ ذَنَبُه العَظْم لَا الهُلْب، وَالْعدَد أعضمة، والجميع العُضُم. والعَضْمُ: الخَشْبة ذاتُ الْأَصَابِع يذرَّى بهَا. وعَضْم الفدّان: لَوحُه العريض فِي رَأسه الحديدة تُشقُّ بِهِ الأَرْض. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: هُوَ العَضْم، والعَجْس، والمَقبِض، كُله بِمَعْنى وَاحِد وأنشدنا: ربَّ عَضْمٍ رأيتُ فِي وسط ضَهْر قَالَ: الضَّهر: البُقعة من الْجَبَل يُخَالف لونُها سَائِر لَونه. قَالَ: وَقَوله (رُبَّ عَضْم) أرادَ أَنه رأى عوداً فِي ذَلِك الْموضع فقطعَه وعمِل مِنْهُ قوساً. قَالَ: والعَضْم: الحِفْراة الَّتِي يُذَرَّى بهَا. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: العَضُوم: النَّاقة الصُّلبة فِي بدنهَا، القويّة على السَّفر. قَالَ: والعَصوم بالصَّاد: الكثيرةُ الْأكل. معض: اللَّيْث: يُقَال مَعِض الرَّجلُ من شَيْء سمِعه وامتعض مِنْهُ، إِذا شقَّ عَلَيْهِ وأوجعَه وتوجَّع مِنْهُ وَقَالَ رؤبة: ذَا مَعَضٍ لَوْلَا يردُّ المعْضا قَالَ: والفِعل المجاوِز أمعضتُه أَنا إمعاضاً ومعَّضتُه تمعيضاً. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: المعَّاضة من الْإِبِل: الَّتِي ترفع ذَنَبها عِنْد نتاجها.

أبوا العين والصاد

(أَبَوا الْعين وَالصَّاد) ع ص س ع ص ز أهملت وجوهها. وَلَا تأتلف الصَّاد مَعَ السِّين وَلَا مَعَ الزَّاي فِي شَيْء من كَلَام الْعَرَب. ع ص ط صعط، صطع. صعط: قَالَ اللحياني: الصَّعوط والسَّعوط بِمَعْنى وَاحِد. وروى أَبُو تُرابٍ لَهُ فِي (كِتَابه) : خطيبٌ مِصطَعٌ ومِصْقَعٌ، بِمَعْنى وَاحِد.

الجزء 2

(بَاب الْعين وَالصَّاد مَعَ الدَّال) (ع ص د) عصد، صدع، صعد، دعص: مستعملة عصد: أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: يُقَال: عَصَد فلَان يَعْصِد عُصُوداً إِذا مَاتَ. وَأنْشد شَمِر: على الرحل ممَّا منَّه السَيْر عاصدُ وَقَالَ اللَّيْث: العاصد هَهُنَا: الَّذِي يعصِد العَصِيدة أَي يُديرها ويقلبها بالمِعْصَدة، شبَّه الناعس بِهِ لِخَفَقان رَأسه. قَالَ: وَمن قَالَ: إِنَّه أَرَادَ الميّت بالعاصد فقد أَخطَأ. ابْن شُمَيل: تركتُهم فِي عِصْواد وَهُوَ الشَّرّ من قَتْل أَو سِبَاب أَو صَخَب. وَقد عَصْوَدوا مُنْذُ الْيَوْم عَصْوَدة أَي صاحوا واقتتلوا. وَقَالَ اللَّيْث: العِصْواد: جَلَبة فِي بَلِيَّة، يُقَال: عَصَدتهم العَصَاوِيدُ، وهم فِي عِصْواد بَينهم، يَعْنِي البلايَا والخُصُومات. قَالَ: وَجَاءَت الإبِل عَصَاوِيد: ركِب بعضُها بَعْضًا. وَكَذَلِكَ عصاويد الْكَلَام. وَقَالَ ابْن شُمَيل: العَصَاويد: العِطَاش من الإبِل. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: رجُل عِصْواد: عَسِر شَدِيد، وَامْرَأَة عِصْواد: صَاحِبَة شَرّ. وَأنْشد: يَا مَيَّ ذَات الطَوق والمِعضادِ فدتْكِ كُلَّ رَعبَلٍ عِصْوادِ ووِرْد عِصْواد: مُتْعِب وَأنْشد: وَفِي القَرَب العِصواد للعِيس سائق وَقوم عَصَاوِيد فِي الْحَرْب: يلازمون أقرانهم وَلَا يفارقونهم. وَأنْشد: لمّا رأيتهمُ لَا دَرْءَ دونهمُ يدعُون لِحْيان فِي شُعث عصاويد وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : يَوْم عَطَوَّد وعَطَرَّد وعَصَوَّد أَي طَوِيل. وركِب فلَان عِصْوَدَّة وعِرْبَدَّة إِذا ركِب رَأْيه. وَقَالَ أَبُو عُبَيدة: عَصَد الرجلُ الْمَرْأَة عَصْداً، وعَزَدها عَزْداً إِذا جَامعهَا. وَقَالَهُ اللَّيْث. قَالَ: وَيُقَال: أعصِدْني حِمَارك أَي أعِرْنيه لأُنْزِيه على أتَاني. قَالَ: وَرجل عَصِيد معصود: نَعْت سَوْء. وَيُقَال: عصدتُه على الْأَمر عَصْداً إِذا أكرهتَه عَلَيْهِ. والعَصْد: اللَيُّ، وَبِه سمِّيت العَصِيدة. صدع: قَالَ الله جلّ وعزّ: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} (الْحجر: 94) قَالَ بعض المفسّرين: اجهَر بِالْقُرْآنِ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} : أظهِر مَا تؤمَر بِهِ، أُخِذ من الصَدِيع

وَهُوَ الصُّبْح. قَالَ: وَتَأْويل الصَدْع فِي الزُجاج: أَن يَبين بعضُه من بعض. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الحَرّانيّ عَن ابْن السِكيت قَالَ: الصَدْع: الفَصْل. وَأنْشد لجرير: هُوَ الْخَلِيفَة فارضَوا مَا قَضَاهُ لكم بالحقّ يصدع مَا فِي قَوْله جَنَفُ قَالَ: يصدع: يفصل ويُنْفِذ. وَقَالَ ذُو الرُمَّة: فَأَصْبَحت أرمي كلَّ شَبْح وَحَائِل كَأَنِّي مُسَوَ قِسْمةَ الأَرْض صادع يَقُول: أَصبَحت أرمي بعيني كل شَبْح وَهُوَ الشَّخْص وَحَائِل: كل شَيْء يتحرّك. يَقُول: لَا يأخذني فِي عَيْني كسر وَلَا انثناء كَأَنِّي مُسوّ، يَقُول: كَأَنِّي أُرِيد قِسْمة هَذِه الأَرْض بَين أَقوام، صادع: قَاض، يصدع: يَفْرُق بَين الحقّ وَالْبَاطِل. وَقَالَ الفَرّاء: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} (الْحجر: 94) أَي اصدع بِالْأَمر، أَقَامَ (مَا) مقَام الْمصدر. وَقَالَ ابْن عَرَفة: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤمر أَي فرّق بَين الحقّ وَالْبَاطِل، من قَوْله جلّ وعزّ: {مِنَ اللَّهِ} (الرّوم: 43) أَي يتفرقون. وَقَالَ مُجَاهِد: {بِمَا تُؤمر أَي بِالْقُرْآنِ. قلت: ويسمّى الصُّبْح صَدِيعاً، كَمَا يسمّى فَلَقاً؛ وَقد انصدع وانفطر وانفلق وانفجر إِذا انشقَّ. وَقَالَ اللَّيْث: الصَدْع: شَقّ فِي شَيْء لَهُ صلابة. قَالَ: وصدعْت الفلاة أَي قطعتها فِي وسط جَوْزها. وَكَذَلِكَ صَدَع النهرَ: شقَّه شَقّاً، وصدع بالحقّ: تكلّم بِهِ جِهاراً. وَقَالَ الله تَعَالَى: {الرَّجْعِ وَالاََرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ} (الطارق: 12) قَالَ الفرّاء: ذَات الصدع: تتصدع بالنبات. وَقَالَ اللَّيْث: الصَدْع: نَبَات الأَرْض لِأَنَّهُ يصدع الأَرْض فتصدّع بِهِ. قَالَ: والصَدِيع: انصداع الصُّبْح، والصَدِيع: رُقعةٌ جَدِيدَة فِي ثوب خَلَق. وَقَالَ لَبِيد: دعِي اللوم أَو بِيني كشَقّ صَدِيع قَالَ بَعضهم: هُوَ الرِدَاء الَّذِي شُقَّ صِدْعتين، يضْرب مثلا لكل فُرْقة لَا اجْتِمَاع بعْدهَا. والصِدْعة والصَدِيع: قِطْعَة من الظباء والغَنَم. وجَبَل صادع: ذَاهِب فِي الأَرْض طُولاً. وَكَذَلِكَ سَبِيل صادع ووادٍ صادع. وَهَذَا الطَّرِيق يَصْدَع فِي أَرض كَذَا وَكَذَا. وَيُقَال: رَأَيْت بَين الْقَوْم صَدَعات أَي تفرّقاً فِي الرَّأْي والهَوَى، يُقَال: أصلِحوا مَا فِيكُم من الصَدَعات أَي اجتمِعوا وَلَا تتفرّقوا. وَقَالَ اللَّيْث: الصُدَاع: وَجَع الرَّأْس، وَقد صُدِّع الرجل تصديعاً. قَالَ: وَيجوز فِي الشّعْر صُدِع فَهُوَ مصدوع بِالتَّخْفِيفِ. وتصدّع القومُ: تفرّقوا. الحَرّاني عَن ابْن السّكيت: الصَّدْع فِي الزُجَاجة والحائط وَغَيرهمَا. والصَدَع: الوَعِل بَين الوَعِلين: لَيْسَ بالعظيم وَلَا بالشَّخْت. وَكَذَلِكَ هُوَ من الظِباء. وَأنْشد: يَا رُبّ أبَّازٍ من العُفْر صَدَعْ تقبَّض الذئبُ إِلَيْهِ فاجتَمَعْ وَقَالَ اللَّيْث: الصَّدَع: الفَتِيّ من الأوعال. قَالَ: وَيُقَال: هُوَ الرجل الشابّ الْمُسْتَقيم القناةِ. عَمْرو عَن أَبِيه: الصَّدِيع: الثَّوْب المشقَّق. والصديع: الصُّبْح. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي فِي قَوْله تَعَالَى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} أَي شُقّ جماعاتهم بِالتَّوْحِيدِ.

وَقَالَ غَيره: أظهِر التَّوْحِيد وَلَا تَخَفْ أحدا. وَقَالَ غَيره: فرّق القَوْل فيهم مُجْتَمعين وفُرَادَى. قَالَ ثَعْلَب: وَسمعت أَعْرَابِيًا كَانَ يحضر مجْلِس ابْن الأعرابيّ يَقُول: معنى (اصدع بِمَا تُؤمر) أَي اقصد بِمَا تُؤمر. قَالَ: وَالْعرب تَقول: اصدَع فلَانا أَي اقصده لِأَنَّهُ كريم. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: الصِرْمة والقِصْلة والحُدْرة: مَا بَين الْعشْرَة إِلَى الْأَرْبَعين من الْإِبِل، فَإِذا بلغتْ سِتّين فَهِيَ الصِدْعة. وَقَالَ ابْن السِكّيت: رجل صَدَع وصَدْع وَهُوَ الضَرْب الْخَفِيف اللحِم، وَأما الوَعِل فَلَا يُقَال فِيهِ إِلَّا صَدَع: وَعِل بَين وَعِلين. صعد: قَالَ الله جلّ وعزّ: {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أحَدٍ} (آل عمرَان: 153) الْآيَة قَالَ الفرّاء: الإصعاد: فِي ابْتِدَاء الْأَسْفَار والمخارج؛ تَقول أصعدنا من مكَّة وأصعدنا من الْكُوفَة إِلَى خُرَاسَان، وَمن بَغْدَاد إِلَى خُرَاسَان وَأَشْبَاه ذَلِك، فَإِذا صعِدت فِي السُلَّم أَو الدرجَة وأشباهه قلت: صَعِدت وَلم تقل: أصعدت. وَقَرَأَ الْحسن: (إِذْ تَصْعَدون) جعل الصُعود فِي الْجَبَل كالصعود فِي السُّلّم. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الحَرّانيّ عَن ابْن السكيّت قَالَ: يُقَال: صعِد فِي الْجَبَل وأصعد فِي الْبِلَاد. وَيُقَال: مَا زلنا فِي صَعُود، وَهُوَ الْمَكَان فِيهِ ارْتِفَاع. قَالَ: وَقَالَ أَبُو صَخْر: يكون النَّاس فِي مباديهم، فَإِذا يبِس البقلُ وَدخل الحَرّ أخذُوا إِلَى مَحَاضرهم، فَمن أمَّ القِبلة فَهُوَ مُصْعِد، وَمن أمّ الْعرَاق فَهُوَ منحدر. قلت: وَهَذَا الَّذِي قَالَه أَبُو صَخْر كَلَام عربيّ فصيح، سَمِعت غير وَاحِد من الْعَرَب يَقُول: عَارَضنَا الحاجّ فِي مَصْعدهم أَي فِي قصدهم مكَّة، وعارضناهم فِي مُنْحَدرهم أَي فِي مَرْجِعهم إِلَى الْكُوفَة من مكّة. وَقَالَ ابْن السِكّيت: قَالَ لي عُمَارة: الإصعاد إِلَى نَجْد والحِجاز واليمن والانحدار إِلَى الْعرَاق وَالشَّام وعُمَان. قلت: وَهَذَا يشاكل كَلَام أبي صَخْر. وَقَالَ الْأَخْفَش: أصعد فِي الْبِلَاد: سَار وَمضى، وأصعد فِي الْوَادي: انحدر فِيهِ، وأمَّا صعِد فَهُوَ ارتقاء. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد وَأبي عَمْرو يُقَال: أصعد الرجل فِي الْبِلَاد حَيْثُ توجّه. وَقَالَ غَيرهم: أصعدت السفينةُ إصعاداً: إِذا مدَّت شِرَاعها فَذَهَبت بهَا الرّيح صُعُداً. وَقَالَ اللَّيْث: صعِد إِذا ارْتقى، واصَّعَّد يَصَّعَّدُ إصّعّاداً فَهُوَ مصَّعِّد إِذا صَار مستقبِل حَدُور أَو نهر أَو وادٍ أَو أَرض أرفع من الْأُخْرَى. قَالَ: وصَعّد فِي الْوَادي إِذا انحدر. قلت: والاصَّعَّاد عِنْدِي مثل الصُعُود؛ قَالَ الله تَعَالَى: {كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِى السَّمَآءِ} (الْأَنْعَام: 125) يُقَال: صعِد واصَّعّد واصَّاعَد بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ الله تَعَالَى: {فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً} (النِّساء: 43) قَالَ الفرّاء فِي قَوْله تَعَالَى: {صَعِيداً جُرُزاً} (الْكَهْف: 8) : الصَّعِيد: التُّرَاب، وَقَالَ غَيره: هِيَ المستوية. وَقَالَ أَبُو عُبَيدة فِي قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إيّاكم والقُعود بالصُعُدات) : قَالَ: الصُعُدات: الطُرُق، مَأْخُوذَة من الصَعيد، وَهُوَ التُّرَاب. وَجمع الصَّعِيد صُعُد، ثمَّ صُعُدات جمع الْجمع. وَقَالَ الشَّافِعِي فِيمَا رُوِي لنا عَن الرّبيع لَهُ: لَا يَقع اسْم صَعِيد إلاّ على تُرَاب ذِي

غُبار. فأمّا الْبَطْحَاء الغليظة والرقيقة والكَثِيب الغليظ فَلَا يَقع عَلَيْهِ اسْم صَعِيد وَإِن خالطه تُرَاب أَو صَعِيد أَو مَدَر يكون لَهُ غُبَار كَأَن الَّذِي خالطه الصعيدَ. قَالَ: وَلَا يَتيَمم بنُورة وَلَا كُحل وَلَا زِرْنيخ، وكل هَذَا حِجَارَة. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق بن السرِيّ: الصَّعِيد: وَجه الأَرْض. قَالَ: وعَلى الْإِنْسَان أَن يضْرب بيدَيْهِ وَجه الأَرْض، وَلَا يُبَالِي أَكَانَ فِي الْموضع تُرَاب أَو لم يكن؛ لِأَن الصَّعِيد لَيْسَ هُوَ التُّرَاب، إِنَّمَا هُوَ وَجه الأَرْض، تُرَابا كَانَ أَو غَيره. قَالَ: وَلَو أَن أَرضًا كَانَت كلهَا صخراً لَا تُرَاب عَلَيْهِ ثمَّ ضرب المتيمِّمُ يَده على ذَلِك الصخر لَكَانَ ذَلِك طَهُوراً إِذا مَسَح بِهِ وَجهه. قَالَ الله جلّ وعزّ: {فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا} (الْكَهْف: 40) فأعلمك أَن الصَّعِيد يكون زَلَقاً. والصُعُدات: الطُرُق، وسمّي صَعيداً لِأَنَّهُ نِهَايَة مَا يُصْعَد إِلَيْهِ من بَاطِن الأَرْض لَا أعلم بَين أهل اللُّغَة اخْتِلَافا فِيهِ أَن الصَّعِيد وَجه الأَرْض. قلت: وَهَذَا الَّذِي قَالَه أَبُو إِسْحَاق أَحْسبهُ مَذْهَب مَالك وَمن قَالَ بقوله وَلَا أستيقنه. فأمَّا الشافعيّ والكوفيّون فالصعيد عِنْدهم التُّرَاب. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للحديقة إِذا خَرِبت وَذهب شَجْراؤها: قد صَارَت صَعِيدا أَي أَرضًا مستوية لَا شجر فِيهَا. شَمِر عَن ابْن الأعرابيّ: الصَّعِيد: الأرضُ بِعَينهَا، وَجَمعهَا صُعُدات وصِعْدان. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: الصُعُدات: الطُرُق فِي قَوْله: (إيَّاكُمْ وَالْقعُود بالصُعُدات) . قَالَ: وَهِي مَأْخُوذَة من الصَّعيد وَهُوَ التُّرَاب، وَجمعه صُعُد ثمَّ صُعُدات مثلُ طَرِيق وطُرُق وطُرُقات قَالَ: وَقَالَ غَيره: الصَّعِيد: وَجه الأَرْض البارزُ قلَّ أَو كثر. تَقول: عَلَيْك الصعيدَ أَي اجْلِسْ على وَجه الأَرْض. وَقَالَ جرير: إِذا تَيْم ثوتْ بصعيد أَرض بَكت من خُبْث لؤمهم الصعيدُ وَقَالَ فِي أُخْرَى: والأطيبين من التُّرَاب صَعِيدا سَلَمة عَن الفرّاء، قَالَ: الصَّعِيد: التُّرَاب، والصعيد: الأَرْض، والصعيد: الطَّرِيق يكون وَاسِعًا وضيّقاً، والصعيد: الْموضع العريض الْوَاسِع. والصعيد: الْقَبْر. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {عَنِيداً سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً} (المدَّثِّر: 17) قَالَ اللَّيْث وَغَيره: الصَّعُود: ضِدّ الهَبُوط، وَهِي بِمَنْزِلَة العَقَبة الكَئُود، وَجَمعهَا الأصْعِدة. وَيُقَال: لأُرهِقَنَّك صَعُوداً أَي لأُجشِّمنَّك مشقة من الْأَمر. وَإِنَّمَا اشتقوا ذَلِك لِأَن الِارْتفَاع فِي صَعود أشقّ من الانحدار فِي هَبُوط. قَالَ فِي قَوْله: {عَنِيداً سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً} يَعْنِي مشقَّة من الْعَذَاب. وَيُقَال: بَل جبل فِي النَّار من جَمْرة وَاحِدَة يكلَّف الْكَافِر ارتقاءه ويُضرب بالمَقَامع، فكلّما وضَعَ عَلَيْهِ رجله ذَابَتْ إِلَى أَسْفَل وركه، ثمَّ تعود مَكَانهَا صَحِيحَة. قَالَ: وَمِنْه اشتُقّ تصعَّدني ذَلِك الأمرُ أَي شقَّ عليَّ. وَقَالَ أَبُو عُبَيد فِي قَول عُمَر: مَا تصعَّدتني خُطْبة، مَا تصعَّدتني خُطْبة النِّكَاح: أَي مَا تكاءدتني وَمَا بَلَغت منّي وَمَا جَهَدتني. وَأَصله من الصَّعُود وَهِي العَقَبة

الشاقَّة. وَقَالَ اللَّيْث: الصُعُد شجر يذاب مِنْهُ القار. وَقَالَ غَيره: التصعيد: الإذابة، وَمِنْه قيل: خَلّ مُصَعَّد وشراب مصعَّد إِذا عولج بالنَّار حَتَّى يَحُول عمَّا هُوَ عَلَيْهِ، لوناً وطعماً. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: إِذا وَلَدت النَّاقة لغير تَمَام وَلكنهَا خَدَجت لسِتَّة أشهر أَو سَبْعَة فعُطفت على ولدِ عامِ أوَّلَ فَهِيَ صَعُود. وَقَالَ اللَّيْث: الصَّعُود: النَّاقة يَمُوت حُوارها فترجع إِلَى فَصِيلها فتدُرّ عَلَيْهِ، وَقَالَ: هُوَ أطيب لِلبنها. وَأنْشد: لَهَا لبن الخليَّة والصَّعُود قلت: وَالْقَوْل مَا قَالَه الأصمعيّ، سَماع من الْعَرَب، وَلَا تكون صَعُوداً حَتَّى تكون خادِجاً. أَبُو عبيد: الصَّعْدة: الأَلَّة، وَهِي نَحْو مِن الْحَرْبة أَو أَصْغَر مِنْهَا. وَقَالَ النَّضر: الصَّعْدة: القَنَاة. وَقَالَ اللَّيْث: هِيَ الْقَنَاة المستوية تنْبت كَذَلِك لَا تحْتَاج إِلَى التثقيف، وَكَذَلِكَ من القَصَب، وَجَمعهَا الصِّعَاد. وَأنْشد: صَعْدة نابتة فِي حائر أَيْنَمَا الريحُ تُمَيِّلْها تمِلْ وَقَالَ آخر: خرير الرّيح فِي قَصَب الصِّعَاد قَالَ: والصَعْدة من النِّسَاء: المستقيمة كَأَنَّهَا صَعْدة قَناةٍ، وجَوَارٍ صَعْدات، خَفِيفَة لِأَنَّهُ نعت. وَثَلَاث صَعَدات لِلقنا مثقَّلة لِأَنَّهُ اسْم. وَقَالَ ابْن شُمَيل: رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه خرج على صَعْدة يتبعهَا حُذَاقِيّ. قَالَ: الصَعْدة: الأتَان الطَّوِيلَة، والْحُذَاقِيّ: الْجَحش. وَقَالَ الأصمعيّ: الصُّعَداء: هُوَ التنفّس إِلَى فَوق، مَمْدُود. وَقَوْلهمْ: صنع أَو بلغ كَذَا وَكَذَا فَصَاعِدا أَي فَمَا فَوق ذَلِك: وعُنُق صاعد أَي طَوِيل. وَيُقَال: فلَان يتبع صُعُداء مَعْنَاهُ أَنه يرفع رَأسه وَلَا يطأطئه. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يُقَال للناقة: إِنَّهَا لفي صعيدة بازلَيها أَي قد دنت ولَمَّا تَبْزُل، وَأنْشد: سَدِيس فِي صَعِيدة بازلَيها عَبَنَّاة وَلم تَسِق الْجَنِينا زِيَادَة من غير خطّ المصنِّف: والصُّعْدُد: الصُّعُود وَهِي المشَقَّة، قَالَ: أغشيتَهم عَوْصاء فِيهَا صُعْدُد أُردِف فِي آخِره دَال، كَمَا أُردف فِي دُخلل الرجل أَي دخيله وبِطانته. والصَّعُوداء: الثنِيَّة الصعبة. وَقَالَ ابْن مقبل: وحدَّثته أَن السَّبِيل ثنِيَّة صعوداء يَدْعُو كل كهل وأمردا وَفِي نَفسه وصدره صَعْداء أَي مَا يتصاعده ويتكاءده، قَالَ الهذليّ: وَإِن سيادة الأقوام فَاعْلَم لَهَا صَعْداء مَطْلَعُها طَوِيل والصُّعَداء: الِارْتفَاع. ومثاله من المصادر المُضَواء من المضيّ، والمُطَواء من التمطّي، والثُّوبَاء من التثاؤب، والغُلَواء من الغلوّ، قَالَ ذُو الرمّة: قطعت بنهَّاض إِلَى صُعَدائه إِذا شمَّرت عَن سَاق خِمْس ذلاذلُه والصَعْد: الْجَبَل الطَّوِيل، قَالَ: وَلَقَد سموتُ إِلَيْك من جبل دون السَّمَاء صَمَحْمَح صَعْدِ

باب العين والصاد مع التاء

والمَصْعَد: الْحَرّ الْمُرْتَفع. دعص: الدِعْص: الكَثِيب من الرمل المجتمِع. وَجمعه دِعَصَة وأدعاص، وَهُوَ أقل من الحِقْف. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: أدعصه الحَرُّ إدعاصاً إِذا قَتله، وأهرأه البَرْد إِذا قَتله. اللَّيْث: المندعِص: الشَّيْء الميّت إِذا تفسَّخ، شُبّه بالدِعْص لِوَرَمه. قَالَ: وَوَاحِدَة الدِعْص دِعْصَة. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : دَعَص بِرجلِهِ ودَحَص ومحص وقَعَص إِذا ارتكض. وَيُقَال: أخَذْتُه مداعَصَة ومداغَصَة ومقاعصة ومرافصة ومحايصة ومتايَسة أَي أَخَذته مُعَازَّة. (بَاب الْعين وَالصَّاد مَعَ التَّاء) (ع ص ت) اسْتعْمل من وجوهه: صعت، صتع. صعت: قَالَ ابْن شُمَيل: جَمَل صَعْت الرُّبَة إِذا كَانَ لطيف الجُفْرة. وَأنْشد ابْن الأعرابيّ فِيمَا روى أَبُو الْعَبَّاس عَنهُ: هَل لكِ يَا خَدْلة فِي صَعْت الرُبَهْ مُعْرَنزِم هامتُه كالْجُبْجُبَهْ قَالَ: الرُّبَة: العُقْدة، وَهِي هَهُنَا الكَوْسَلة وَهِي الحَشَفَة. صتع: أَبُو عَمْرو: الصَّتَع: حِمَار الْوَحْش. قَالَ: والصَّتَع: الشابّ القويّ. وَأنْشد: يَا بنت عَمْرو قد مُنحتِ وُدّي والْحَبْلَ مَا لم تقطعي فمُدّي وَمَا وِصال الصَّتَع القُمُدّ وَقَالَ غَيره: يُقَال للحمار الوحشيّ: صُنْتُع. وَقَالَ الطرمَّاح: صُنْتع الحاجبين خَرَّطه البَقْ لُ بَدِيئاً قبل استكاك الرياضي وَهُوَ فُنْعُل من الصَّتَع. وَقَالَ اللَّيْث: جَاءَ فلَان يَتَصتَّع علينا بِلَا زَاد وَلَا نَفَقَة وَلَا حَقّ وَاجِب. وَقَالَ أَبُو زيد: جَاءَ فلَان يتصتَّع إِلَيْنَا، وَهُوَ الَّذِي يَجِيء وَحده لَا شَيْء مَعَه. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : هَذَا بعير يتمسّح ويتصتّع إِذا كَانَ طُلُقاً. وَيُقَال للْإنْسَان مثلُ ذَلِك إِذا رَأَيْته عُرْياناً. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن الطوسيّ عَن الخرّاز عَن ابْن الأعرابيّ أَنه أنْشدهُ: وأَكَل الْخَمْسَ عيالٌ جُوّع وَتَلِيت وَاحِدَة تصَتَّعُ قَالَ: تَلِي فلَان بعد قومه وغَدَر إِذا بَقِي. قَالَ: وتصتّعها: تردُّدها. وروى غَيره عنْه: تصتَّع فِي الْأَمر إِذا تلدَّد فِيهِ لَا يدْرِي أَيْن يتوجّه. ع ص ظ، ع ص ذ، ع ص ث: أهملت وجوهها. (بَاب الْعين وَالصَّاد مَعَ الرَّاء) (ع ص ر) عصر، عرص، صعر، صرع، رصع، رعص: مستعملات. عصر: قَالَ الله جلّ وعَزّ: {ُءِ} (الْعَصْر: 1، 2) قَالَ الفرّاء: وَالْعصر: الدَّهْر، أقسم الله بِهِ. وروى مُجَاهِد عَن ابْن عبّاس أَنه قَالَ: العَصْر: مَا يَلِي المغربَ من النَّهَار. وَقَالَ قَتَادَة: هِيَ سَاعَة من سَاعَات النَّهَار. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: الْعَصْر: الدَّهْر، وَالْعصر:

الْيَوْم، وَالْعصر: اللَّيْلَة. وَأنْشد: وَلَا يلبث العصران يَوْم وَلَيْلَة إذَا طَلَبَا أنْ يُدْرِكا مَا تيمَّما وَقَالَ ابْن السّكيت فِي بَاب مَا جَاءَ مثنَّى: اللَّيْل وَالنَّهَار يُقَال لَهما: العَصْران. قَالَ: وَيُقَال: العَصْران: الْغَدَاة والعَشِيّ. وَأنْشد: وأمطُلُه العَصْرين حَتَّى يَمَلَّني ويرضى بِنصْف الدَّين وَالْأنف راغِمٌ وَقَالَ اللَّيْث: الْعَصْر: الدَّهْر، وَيُقَال لَهُ: العُصُر مثقَّل. قَالَ: والعَصْران: اللَّيْل وَالنَّهَار. والعَصْر العَشِيّ. وَأنْشد: تَرَوَّحْ بِنَا يَا عَمْرو قد قَصُر الْعَصْر قَالَ: وَبِه سمّيت صَلَاة الْعَصْر. قَالَ: والغداة والعَشِيّ يسمّيان العصرين. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس قَالَ: صَلَاة الْوُسْطَى: صَلَاة الْعَصْر. وَذَلِكَ لِأَنَّهَا بَين صَلَاتي النَّهَار وصلاتي اللَّيْل. قَالَ: وَالْعصر: الحَبْس، وسُمِّيت عَصْراً لِأَنَّهَا تعصَر أَي تُحْبَس عَن الأولى. قَالَ: والعَصْر: العطِيَّة. وَأنْشد: يعصر فِينَا كَالَّذي تعصر أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: جَاءَ فلَان عَصْراً أَي بطيئاً. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} (يُوسُف: 49) قَالَ أَكثر المفسّرين: أَي يَعْصِرون الأعناب وَالزَّيْت. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: هُوَ من العَصَر وَهُوَ المَنجاة والعُصْرة والمُعْتَصَر والمُعَصَّر. وَقَالَ لبيد: وَمَا كَانَ وقّافاً بدار مُعَصّر وَقَالَ أَبُو زُبَيد: وَلَقَد كَانَ عُصْرة المنجود أَي كَانَ مَلْجأ المكروب. وَقَالَ اللَّيْث: قرىء: (وَفِيه تُعْصَرون) بضمّ التَّاء أَي تُمطَرون. قَالَ: وَمن قَرَأَ: (تَعْصِرون) فَهُوَ من عَصْر العِنب. قلت: مَا علمت أحدا من القرّاء المشهَّرين قَرَأَ: تُعصرون، وَلَا أَدْرِي من أَيْن جَاءَ بِهِ اللَّيْث. قَالَ: وَيُقَال: عصرت العِنَب وعصَّرته إِذا ولِيت عَصْره بِنَفْسِك، واعتصرت إِذا عُصِر لَك خاصَّة. والاعتصار: الالتجاء. وَقَالَ عَدِيّ بن زيد: لَو بِغَيْر المَاء حَلْقي شَرِق كنتُ كالغَصَّان بِالْمَاءِ اعتصاري قَالَ: والعُصَارة: مَا تحلَّب من شَيْء تَعْصِره. وَأنْشد: فَإِن العذَارى قد خلطن لِلِمَّتى عُصَارة حِنّاء مَعًا وصَبِيب وَقَالَ الراجز: عُصَارة الجُزء الَّذِي تحلّبا ويروى تجلّبا، من تجلّب الْمَاشِيَة بَقِيَّة العُشْب وَتلزّجته: أَي أَكلته، يَعْنِي: بقيَّة الرُطْب فِي أَجْوَاف حُمُر الْوَحْش. قَالَ: وكل شَيْء عُصر مَاؤُهُ فَهُوَ عَصِير. وَأنْشد قَول الراجز: وَصَارَ بَاقِي الجُزْء من عصيره إِلَى سَرَار الأَرْض أَو قُعوره يَعْنِي بالعصير الْجُزْء وَمَا بَقِي من الرُّطْب فِي بطُون الأَرْض ويبس مَا سواهُ. وَقَالَ الله جلَّ وعزَّ: {وَهَّاجاً وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ}

مَاء ثجاجاً) [النّبأ: 14] رُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ: المُعْصِرات: هِيَ الرِّيَاح. قَالَ الْأَزْهَرِي: سمّيت الرِّيَاح مُعْصِرات إِذا كَانَت ذواتِ أعاصِير، وَاحِدهَا إعصار، من قَول الله جلّ وعزَّ: {إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ} (الْبَقَرَة: 266) . والإعصار: هِيَ الرّيح الَّتِي تَهُبُّ من الأَرْض كالعَمُود الساطع نَحْو السَّمَاء، وَهِي الَّتِي يسمّيها بعض النَّاس الزّوْبَعة، وَهِي ريح شَدِيدَة، لَا يُقَال لَهَا إعصار حَتَّى تَهُبّ كَذَلِك بِشدَّة. وَمِنْه قَول الْعَرَب فِي أَمْثَالهَا: إِن كنتَ ريحًا فقد لاقيتَ إعصارا يضْرب مَثَلاً للرجل يَلْقَى قِرْنه فِي النَجْدة والبَسَالة. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ يُقَال: إعصار وعِصَار، وَهُوَ أَن تَهيج الريحُ الترابَ فترفعه. وَقَالَ أَبُو زيد: الإعصار: الرّيح الَّتِي تَسْطَع فِي السَّمَاء. وَجمع الإعصار الأعاصير، وَأنْشد الأصمعيّ: وبينما المرءُ فِي الْأَحْيَاء مغتبِط إِذا هُوَ الرَمْس تعفوه الأعاصير وَرُوِيَ عَن أبي الْعَالِيَة أَنه قَالَ فِي قَوْله: {وَأَنزَلْنَا مِنَ} : (النبأ: 17) إِنَّهَا السَّحَاب. قلت: وَهَذَا أشبه بِمَا أَرَادَ الله جلَّ وعزَّ؛ لِأَن الأعاصير من الرِّيَاح لَيست من ريَاح الْمَطَر، وَقد ذكر الله أَنه يُنزل مِنْهَا مَاء ثجاجاً. الْعَصْر: الْمَطَر، قَالَ ذُو الرمة: وتَبْسِم لَمْع الْبَرْق عَن متوضّح كلون الأقاحي شاف ألوانَها العَصْرُ وقولُ النَّابِغَة: تَنَاذرها الراقُون من سُوء سمّها تراسلهم عصراً وعصراً تراجع عصراً أَي مرّة. والعُصَارة: الغَلَّة. وَمِنْه يقْرَأ. {وَفِيه تَعْصِرون (يُوسُف: 49) أَي تستغلون. وعَصَر الزَّرْع: صَار فِي أكمامه. والعَصْرة شَجَرَة. وَقَالَ الفرّاء. السحابة المُعْصِر: الَّتِي تتحلّب بالمطر وَلما تَجْتَمِع، مثل الْجَارِيَة المعصر قد كَادَت تحيض وَلما تحِضْ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: المعصِرات: السحائب، لِأَنَّهَا تُعْصِر المَاء. وَقيل مُعْصِرات كَمَا يُقَال: أجزَّ الزرعُ إِذا صَار إِلَى أَن يُجَزَّ، وَكَذَلِكَ صَار السَّحَاب إِلَى أَن يمطر فيعصر. وَقَالَ البَعِيث فِي المعصرات فَجَعلهَا سحائب ذَوَات الْمَطَر فَقَالَ: وَذي أُشُر كالأُقحوان تشوفُه ذِهابُ الصَّبَا والمُعْصِرات الدوالحُ والدوالح من نعت السَّحَاب لَا من نعت الرِّيَاح، وَهِي الَّتِي أثقلها المَاء فَهِيَ تَدْلَحُ أَي تمشي مشي المُثْقَل، والذِهاب الأمطار. وَقَالَ بَعضهم: المعصِرات، الرِّيَاح. قَالَ: و (مِنَ) فِي قَوْله: {وَأَنزَلْنَا مِنَ} (النبأ: 14) قَامَت مقَام الْبَاء الزَّائِدَة، كَأَنَّهُ قَالَ: وأنزلنا بالمعصرات مَاء ثَجَّاجاً. قلت: وَالْقَوْل هُوَ الأول. وأمَّا مَا قَالَه الفرّاء فِي المُعْصِر من الْجَوَارِي: إِنَّهَا الَّتِي دنت من الْحيض ولمَّا تحِض فَإِن أهل اللُّغَة خالفوه فِي تَفْسِير المعصر، فَقَالَ أَبُو عُبَيد عَن أَصْحَابه: إِذا أدْركْت الجاريةُ فَهِيَ مُعْصِر، وَأنْشد: قد أعصرت أَو قد دنا إعصارها

قَالَ: وَقَالَ الْكسَائي: هِيَ الَّتِي قد راهقت الْعشْرين. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: المعصِر سَاعَة تَطْمُث أَي تحيض، لِأَنَّهَا تُحبس فِي الْبَيْت يَجْعَل لَهَا عَصَراً. قَالَ: وكل حِصن يتحصَّن بِهِ فَهُوَ عَصَر. وَقَالَ غَيره: قيل لَهَا معصر لانعصار دم حَيْضهَا ونزول مَاء تَريبتها للجماع، وروى أَبُو العبّاس عَن عَمْرو بن عَمْرو عَن أَبِيه يُقَال: أعصرت الجاريةُ وأشْهدت وتوضَّأت إِذا أدْركْت. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال لِلْجَارِيَةِ إِذا حرمت عَلَيْهَا الصَّلَاة وَرَأَتْ فِي نَفسهَا زِيَادَة الشَّبَاب: قد أعصَرت فَهِيَ مُعْصِر: بلغت عُصْرة شبابها وإدراكها. وَيُقَال: بلغت عَصْرها وعُصُورها. وَأنْشد: وفنَّقها المراضع والعُصُور وَرُوِيَ عَن الشعبيّ أَنه قَالَ: يَعْتِصر الوالدُ على وَلَده فِي مَاله. وَرَوى أَبُو قِلاَبة عَن عمر بن الْخطاب أَنه قضى أَن الْوَالِد يعتصر وَلَده فِيمَا أعطَاهُ، وَلَيْسَ للْوَلَد أَن يعتصر من وَالِده، لفضل الْوَالِد على الْوَلَد. قَالَ أَبُو عُبَيد: قَوْله: يعتصر يَقُول: لَهُ أَن يحْبسهُ عَنهُ ويمنعه إيّاه. قَالَ: وكل شَيْء حَبَسته ومنعته فقد اعتصرته وَقَالَ ابْن أَحْمَر: وَإِنَّمَا العَيش بربّانه وَأَنت من أفنانه معتصِر قَالَ: وعصرت الشَّيْء أعصِره من هَذَا. وَقَالَ طَرَفة: لَو كَانَ فِي أملاكنا أحَد يعصر فِينَا كَالَّذي تعصِرْ وَقَالَ أَبُو عُبَيْد فِي مَوضِع آخر: المعتصر الَّذِي يُصِيب من الشَّيْء: يَأْخُذ مِنْهُ ويحبسه. قَالَ: وَمِنْه قَول الله: {فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} (يُوسُف: 49) . وَقَالَ أَبُو عُبَيدة فِي قَوْله: يعصر فِينَا كَالَّذي تَعْصِرْ أَي يتّخذ فِينَا الأيادي. وَقَالَ غَيره: أَي يُعْطِينَا كَالَّذي تُعْطِينَا. وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن الأعرابيّ فِي قَوْله: (يعتصر الرجل مَال وَلَده) قَالَ: يعتصر: يسترجع. وَحكى فِي كَلَام لَهُ: قوم يعتصرون الْعَطاء ويُعبِرون النِّسَاء، قَالَ: يعتصرونه: يسترجعونه بثوابه. تَقول: أخذت عصرته: أَي ثَوَابه أَو الشَّيْء نَفْسه. وَقَوله: يُعْبِرون النِّسَاء أَي يختِنونهنّ. قَالَ: والعاصر والعَصُور: هُوَ الَّذِي يَعتصر ويعصر من مَال وَلَده شَيْئا بِغَيْر إِذْنه. شمر عَن العِتريفيّ قَالَ: الاعتصار: أَن يَأْخُذ الرجل مَال وَلَده لنَفسِهِ، أَو يبقّيه على وَلَده. قَالَ: وَلَا يُقَال: اعتصر فلَان مَال فلَان إلاّ أَن يكون قَرِيبا لَهُ. قَالَ: وَيُقَال للغلام أَيْضا: اعتصر مَال أَبِيه إِذا أَخذه قَالَ: وَيُقَال: فلَان عاصر إِذا كَانَ ممسِكاً. يُقَال: هُوَ عاصرٌ قَلِيل الخَير قَالَ شمر وَقَالَ غَيره: الاعتصار على وَجْهَيْن. يُقَال: اعتصرت من فلَان شَيْئا إِذا أصبته مِنْهُ. وَالْآخر أَن تَقول: أَعْطَيْت فلَانا عطيَّة فاعتصرتها أَي رجعت فِيهَا. وَأنْشد: ندِمت على شَيْء مضى فاعتصرته ولِلنحْلة الأولى أعفُّ وَأكْرم فَهَذَا ارتجاع. قَالَ: وَأما الَّذِي يمْنَع فَإِنَّمَا

يُقَال لَهُ: قد تعصّر أَي تعسّر، يَجْعَل مَكَان السِّين صاداً. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ يُقَال: مَا عَصَرك وثَبَرك وغَصنَك وشَجَرك أَي مَا مَنعك. والعصَّار: المَلِك المَلْجأ. وَيُقَال: مَا بَينهمَا عَصَر وَلَا يَصَر وَلَا أيصر وَلَا أعصر أَي مَا بَينهمَا مودَّة وَلَا قرَابَة. وَرُوِيَ فِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمر بِلَالًا أَن يؤذِّن قبل الْفجْر ليعتصر معتصرُهم أَرَادَ الَّذِي يُرِيد أَن يضْرب الْغَائِط. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه أنْشدهُ: أدْركْت معتصري وأدركني حلمي ويَسّر قائدي نَعْلي قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: معتصري: عُمُري وهَرَمي. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال هَؤُلَاءِ موالينا عُصْرة أَي دِنْية دون مَن سواهُم. قلت: وَيُقَال: قُصْرة بِهَذَا الْمَعْنى. قَالَ: والمِعْصَرة: الَّتِي يُعصر فِيهَا الْعِنَب. والمِعْصار: الَّذِي يَجْعَل فِيهِ شَيْء ثمَّ يعصر حَتَّى يتحلَّب مَاؤُهُ. وَكَانَ أَبُو سعيد يروي بَيت طَرَفة: لَو كَانَ فِي أملاكنا أحد يعصر فِينَا كَالَّذي يُعصرْ أَي يصاب مِنْهُ وَأنكر تعصر. قَالَ: وَيُقَال: أَعْطَاهُم شَيْئا ثمَّ اعتصره إِذا رَجَعَ فِيهِ. والعِصَار الحِين، يُقَال: جَاءَ فلَان على عِصَار من الدَّهْر أَي حِين. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: نَام فلَان وَمَا نَام لعُصْر وَمَا نَام عُصْراً، أَي لم يكَدْ ينَام. وَجَاء وَلم يجىء لعُصْر أَي لم يجىء حِين الْمَجِيء. وَقَالَ ابْن أَحْمَر: يدعونَ جارهم وذِمَّته عَلَها وَمَا يدعونَ من عُصْر أَي يَقُولُونَ: واذِمَّة جارنا، وَلَا يَدْعون ذَلِك حِين يَنْفَعهُ. وَقَالَ الأصمعيّ: أَرَادَ: من عُصُر فخفَّف، وَهُوَ الملجأ. وَيُقَال: فلَان كريم العَصير أَي كريم النّسَب. وَقَالَ الفرزدق: تجرّد مِنْهَا كلّ صهباء حُرَّة لعَوْهجِ أَو للداعريّ عصيرها والعِصَار: الفُسَاء. وَقَالَ الفرزدق أَيْضا: إِذا تعشّى عَتيق التَّمْر قَامَ لَهُ تَحت الخَمِيل عِصار ذُو أضاميم وأصل العِصَار مَا عصرتْ بِهِ الرّيح من التُّرَاب فِي الْهَوَاء. والمعصور: اللِّسَان الْيَابِس عطشاً. قَالَ الطِرِمَّاح: يَبُلّ بمعصور جَنَاحَيْ ضئيلةٍ أفاويق مِنْهَا هَلَّة ونُقُوع فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَن امْرَأَة مرَّت متطيّبة لذيلها عَسرَة، قَالَ أَبُو عبيد: أَرَادَ: الْغُبَار أَنه ثار من سَحْبها، وَهُوَ الإعصار. قَالَ: وَتَكون العَصَرة من فَوْح الطّيب وهَيْجه، فشبَّهه بِمَا تثير الرّيح من الأعاصير. أنْشدهُ الأصمعيّ: (وبينما المرءُ فِي الْأَحْيَاء مغْتَبِط إِذا هُوَ الرَّمسُ تعفوه الأعاصير)

قَالَ الدينوريّ: إِذا تبيَّنت أكمام السُنْبل قيل: قد عَصَّر الزَرْعُ، مَأْخُوذ من العَصَر وَهُوَ الحِرْز أَي تحرَّز فِي غُلْفه. وأوعية السُنْبل أخْبِيته ولفائفه وأغْشيته وأكمته وقنابعه. وَقد قنبعت السُنْبل. وَهِي مَا دَامَت كَذَلِك صمعاء ثمَّ ينفقىء) . عرص: أَبُو عبيد عَن الفرّاء: عرِص الْبَيْت أَي خَبُثت رِيحته. قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: كل جَوْبة منفتِقة لَيْسَ فِيهَا بِنَاء فَهِيَ عرْصة. قلت: وتُجمع عَرَصات وعِراصاً. وَأنْشد أَبُو عُبَيدةَ بَيت المخبّل: سيكفيك صرب الْقَوْم لَحمٌ معرّصٌ وماءُ قدور فِي القِصاع مشيبُ فروى ثَعْلَب عَن سَلَمة عَن الفرّاء أَنه قَالَ: لحم معرَّص أَي مقطَّع. وَقَالَ اللَّيْث: اللَّحْم المعرّص: الَّذِي يُلْقى على الجَمْر فيختلِط بالرَّمَاد وَلَا يَجُود نُضْجُه. قَالَ: فَإِن غيَّبْته فِي الْجَمْر فَهُوَ مملول، فَإِن شَوَيته فَوق الْجَمْر فَهُوَ مُفْأد. قلت: وَقَول اللَّيْث فِي المعرَّص أعجب إِلَيّ من قَول الفرّاء. وَقد روينَا عَن ابْن السِكِّيت فِي المعرَّص نَحوا مِمَّا قَالَه اللَّيْث. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: العَرّاص من البُرُوق: الشَّديد الِاضْطِرَاب. وَقَالَ اللَّيْث: العَرّاص من السَّحَاب: مَا أظلّ من فوقُ، وَلَا يكون إلاَّ إِذا رَعَد وبَرَق. وَأنْشد لذِي الرمة: يَرْقَدُّ فِي ظِلّ عَرّاص ويطرده حفيفُ نافجة عُثْنُونها حَصِبُ أَبُو عُبَيد عَن الفرّاء قَالَ: العَرَص والأرن: النشاط، وَقد عَرِصَ يعرَص. والترصّع مثله. أَبُو عُبَيْدَة: رمح عَرّاص: إِذا هُزّ اضْطربَ. وَقَالَ ابْن حبيب: بعير معرَّص للَّذي ذَلَّ ظهرُه وَلم يَذِلَّ رأسُه. قَالَ: ولَحْم معرَّص إِذا لم يُنْعَم طَبْخه وَلَا إنضاجه. وَقَالَ اللَّيْث: العَرْص: خَشَبة تُوضَع على الْبَيْت عَرْضاً إِذا أَرَادوا تسقيفه، ثمَّ يُلْقَى عَلَيْهِ أطرافُ الخُشُب الْقصار. وروى أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ هَذَا الْحَرْف بِالسِّين المعرَّس: الَّذِي عُمِل لَهُ عَرْس، وَهُوَ الْحَائِط يَجْعَل بَين حائطي الْبَيْت لَا يَبلغ أقصاه، ثمَّ يوضع الْجَائِز من طَرَف العَرْس الدَّاخِل إِلَى أقْصَى الْبَيْت، ويُسَقّف الْبَيْت كُله: فَمَا كَانَ بَين الحائطين فَهُوَ السَهْوة، وَمَا كَانَ تَحت الْجَائِز فَهُوَ المُخْدَع قلت: رَوَاهُ أَبُو عُبيد بِالسِّين، وَرَوَاهُ اللَّيْث بالصَّاد، وهما لُغَتَانِ وَيُقَال: تركت الصّبيان يَلْعَبُونَ ويعترصون ويَمْرَحُون. وسُمّيت ساحة الدَّار عَرْصة لاعتراص الصّبيان فِيهَا. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: العَرُوص: النَّاقة الطيّبة الرَّائِحَة إِذا عَرِقتْ. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : تعرَّصْ يَا فلَان وتهجَّسْ وتَعرَّج أَي أقِم والمِعراص: الهِلاَل، لبُرُوقه. وَقَالَ: وَصَاحب أَبْلَج كالمعراص رعص: أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ يُقَال للحيَّة إِذا ضُربت فلوت ذَنَبها: قد ارتعصتْ، وَأنْشد للعجّاج: إِلَّا ارتعاصاً كارتعاص الْحَيَّهْ وَقَالَ ابْن دُرَيْد: ارتعص الجَدْي إِذا طَفَر من نشاطه.

وَقَالَ اللَّيْث: الرَعْص بِمَنْزِلَة النَفْض، تَقول: ارتعصت الشَّجَرَة وَقد رعصتها الريحُ وأرعصتها، لُغَتَانِ. والثور يطعُن الْكَلْب فيحتمله ويَرْعُصُه رَعْصاً إِذا هزّه ونفضه. وروى البخاريّ فِي (كِتَابه) لأبي زيد: ارتعص السُوق إِذا غلا. وَالَّذِي رَوَاهُ شمر لأبي عبيد لأبي زيد: ارتفص، بِالْفَاءِ. قَالَ شمر: وَلَا أَدْرِي مَا ارتفص. قلت: ارتفص السُّوق بِالْفَاءِ إِذا غلا صَحِيح، كَأَنَّهُ مَأْخُوذ من الرُّفْصة وَهِي النّوبَة. وَالَّذِي رَوَاهُ مؤلف (الحصائل) تَصْحِيف وَخطأ. وَيُقَال: رَعَص عَلَيْهِ جلْدُه، يرعَص وارتعص واعترص إِذا اختلج، وروى ابْن مهديّ عَن أبي الزاهريَّة عَن ابْن شَجَرَة أَن أَبَا ذَرّ خرج بفرس لَهُ فتمعّك ثمَّ نَهَضَ ثمَّ رَعَص فسكَّنه وَقَالَ: اسكن فقد أجيبت دعوتك، قَالَ القتيبيّ: قَوْله: رعص يُرِيد أَنه لمَّا قَامَ من مراغه انتفض وأُرْعِد. يُقَال: رعص وارتعص. رصع: أَبُو عبيد عَن الفرّاء: الترصُّع: النشاط مثل العَرَص. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الرَّصْعاء من النِّسَاء: الزَلاَّء. وَقَالَ اللَّيْث: الرَّصَع مثل الرسَح، وَهِي رَصْعاء إِذا لم تكن عجزاء. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: هِيَ الَّتِي لَا إسكتين لَهَا. قَالَ: وأمَّا الرَصْع بِسُكُون الصَّاد فشِدَّة الطعْن، يُقَال: رصعه بِالرُّمْحِ وأرصعه. وَقَالَ العجّاج: وَخْضاً إِلَى النّصْف وطعناً أرصعا وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الرصائع: سيور مضفورة فِي أسافل حمائل السَّيْف، الْوَاحِدَة رِصَاعة. وَقَالَ اللَّيْث: الرَصيعة: العُقْدة الَّتِي فِي اللِّجَام عِنْد المعذَّر حَتَّى كَأَنَّهُ فَلْس. قَالَ: وَإِذا أخذت سَيْرًا فعقدت فِيهِ عُقَداً مثلَّثة فَذَلِك الترصيع. وَهُوَ عَقْد التَميمة وَمَا أشبه ذَلِك. وَقَالَ الفرزدق: وجئن بأولاد النَّصَارَى إليكُم حَبَالَى وَفِي أعناقهنَّ المراصع أَي الخَتْم فِي أعناقهنّ. وَقَالَ اللَّيْث: الرَّصَع: فِراخ النَحْل. قلت: هَذَا خطأ؛ قَالَ ابْن الأعرابيّ: الرَضَع: فِراخ النَحْل بالضاد، رَوَاهُ أَبُو الْعَبَّاس عَنهُ، وَهُوَ الصَّوَاب، وَقد مرّ فِي بَاب الضَّاد وَالْعين. وَالَّذِي قَالَه اللَّيْث بالصَّاد فِي هَذَا الْبَاب تَصْحِيف. أَبُو عُبيدة فِي كتاب (الْخَيل) : الرصائع واحدتها رَصِيعة، وَهِي مَشَكّ محاني أطرافِ الضلوع من ظَهْر الْفرس. وَفرس مرصَّع الثُّنَن إِذا كَانَت ثُنَنُه بعضُها فِي بعض. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الرصيعة: البُرّ يُدَقّ بالفِهْر ويبَلّ ويُطبخ بِشَيْء من سَمْن. عَمْرو عَن أَبِيه: الرَصِيع: زِرّ عُرْوة الْمُصحف، ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ، الرَصَّاع: الْكثير الجِماع. قَالَ: والرِّصَاع: الْجِمَاع، وَأَصله فِي العصفور الْكثير السفاد: وَقد تراصعت العصافير. قَالَ أَبُو عبيد فِي بَاب لزوق الشَّيْء: رصِع فَهُوَ رَصِع مثل عَسِق وعَبِق وعَتِق وعَتِك. صرع: أَبُو عُبَيد: الصُّرُوع: الضروب فِي قَول لَبِيد: وخَصْم كنادي الجنّ أسقطت شأوهم بمستحوِذٍ ذِي مِرّة وصُروع وَقَالَ غَيره: صروع الحبْل: قُواه.

وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: هما صِرْعان وضِرْعان وحَتْنان، وَهَذَا صِرْع هَذَا وضِرْعه أَي مِثله، وَأنْشد ابْن الأعرابيّ: مثل البُرَام غَدا فِي أُصْدَة خَلَق لم يَسْتَعِنْ وحوامي الموتِ تغشاه فرَّجْت عَنهُ بصَرْعَينا لأرملة أَو بائس جَاءَ مَعْنَاهُ كمعناه قَالَ يصف سَائِلًا شبَّهه بالبُرَام وَهُوَ القُرَاد: لم يستعِن يَقُول: لم يحلق عانته، وحوامي الْمَوْت وحوائمه: أَسبَابه، وَقَول: بصرعينا أَرَادَ بهما إبِلا مختلِفة الْمَشْي تَجِيء هَذِه وَتذهب هَذِه لكثرتها، هَكَذَا رَوَاهُ بِفَتْح الصَّاد وَقَالَ: الْأَسْنَان مرتصِعة إِذا التصقت وتقاربت، والرصَع: قرب مَا بَين الْمَنْكِبَيْنِ، رجل أرصع، والرصَع: التقارب والتضايق، ورَصِعت عَيناهُ: التزقتا. ورصِع فلَان بفلان فَهُوَ راصع بِهِ أَي لَازم، ورَصَع فلَان بمَكَان رصُوعاً ورصِع بإستْه الأَرْض رَصْعاً: ألْزقها بهَا ورصائع الْقوس: سُيورها الَّتِي تُحسَّن بهَا الْقوس، قَالَ: صفراء كالقوس لَهَا رصائعُ معطوفةٌ بالغَ فِيهَا الصَّانِع والمراصيع: النَّحْل أَي صغَار الْوَلَد وَقَالَ الأصمعيّ: فلَان يأتينا الصِّرْعَين أَي غُدوة وَعَشِيَّة. وَقَالَ ابْن السّكيت: الصَّرْعان: الغَداة والعشيّ، وَأنْشد لذِي الرمّة: كأنني نَازع يَثْنيه عَن وَطن صَرْعان رَائِحَة عَقْل وتقييدُ أَرَادَ عقلٌ عشيَّةً وَتَقْيِيد غُدوة، فَاكْتفى بِذكر أَحدهمَا. وَيُقَال لِلْأَمْرِ: صَرْعان أَي طرَفان. اللَّيْث وَغَيره: الصَّرْع: الطَّرْح بِالْأَرْضِ للْإنْسَان، تَقول: صرعه صَرْعاً، والمصارعة والصِّراع: معالجتهما أيّهما يصرع صَاحبه. وَرجل صِرِّيع إِذا كَانَ ذَلِك صَنعته وحاله الَّتِي يُعرف بهَا. وَرجل صَرَّاع إِذا كَانَ شَدِيد الصراع وَإِن لم يكن مَعْرُوفا. رجل صَرُوع للأقران: أَي كثير الصَّرْع لَهُم. والصَرَعة: هم الْقَوْم الَّذين يَصْرَعون من صارعوا. قلت: يُقَال: رجل صُرْعة وَقوم صُرَعة والمِصراعان من الشِّعْر: مَا كَانَ لَهُ قافيتان فِي بَيت وَاحِد، وَمن الْأَبْوَاب: مَاله بَابَانِ منصوبان ينضمَّان جَمِيعًا، مَدْخلهما بَينهمَا فِي وسط المصراعين. ومصارع القَتْلَى: حَيْثُ قُتِلوا. وأمّا قَول لَبيد: مِنْهَا مصَارِع غابة وقيامها فَإِن المصارع جمع مصروع من القَصَب. يَقُول: مِنْهَا مصروع، وَمِنْهَا قَائِم، وَالْقِيَاس مصاريع. وَبَيت من الشِّعر مُصَرّع: لَهُ مصراعان. وَكَذَلِكَ بَاب مصرَّع. وَفِي الحَدِيث: (الصُرَعة بتحريك الرَّاء الرجل الْحَلِيم عِنْد الْغَضَب) . وَقَالَ أَبُو مَالك: يُقَال: إِن فلَانا ليفعل ذَاك على كل صِرْعة أَي يفعل ذَاك على كلّ حَال. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الصَّرِيع: الْمَجْنُون، والصَّرِيع: الْقَضِيب يَسقط من شجر البَشَام، وَجمعه صِرْعان. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال: هَذَا صِرْعه وصَرْعه وضِرعه وضَرعه وطِبْعه وطَلعه

وطِباعه وطبيعه وشَنّه وقِرْنه وقَرْنه وشِلوه وشُلَّته أَي مِثله. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: طلبت من فلَان حَاجَة فَانْصَرَفت وَمَا أَدْرِي على أَي صِرْعَيْ أمرِهِ أنصرِف أَي لم يبيّن لي أمره. وَأنْشد: فرُحت وَمَا وَدَّعت ليلى وَمَا دَرَت على أيّ صِرْعَيْ أمرِها أتروّح والصريع من القِداح: مَا صُنع من الشّجر ينْبت على وَجه الأَرْض، وَقَالَ ابْن مقبل: وأزجر فِيهَا قبل نمّ صحائها صريع القِدَاح والمَنِيح المخيَّرا وَإِنَّمَا خيَّره لِأَنَّهُ فائز مبارك. وَيُقَال: الصريع: العُود يجِفّ فِي شَجَره، يتَّخذ مِنْهُ قِدْح، وَهُوَ أَجود مَا يكون، قَالَ: صريع دَرِير مسّه مس بيضه إِذا سنحت أَيدي المفيضِين يبرح أَي يُخرج فيدُرّ على صَاحبه بِاللَّحْمِ. والصَرْعانِ: حَلْبتا الغداةِ والعشيّ؛ قَالَ عنترة: ومنجوبٍ لَهُ مِنْهُنَّ صَرْع يمِيل إِذا عدلْتَ بِهِ الشِوارا المنجوب: السِّقاء المدبوغ بالنَّجَب. ومنهن يَعْنِي: من الْإِبِل، أَي لهَذَا السِّقاء من هَذِه الْإِبِل صَرْع كلّ يَوْم، والصرع الآخر لأولادها، وَأخْبر أَن هَذَا الصرع يمْلَأ السِّقَاء حَتَّى يمِيل بِكُل مَا يُعدَل بِهِ إِذا حُمِل، والشِّوار: مَتَاع الرَّاعِي وَغَيره. وَقَوله: أَلا لَيْت جَيْش العَيْر لَاقَى سَرِيَّة ثَلَاثِينَ منّا صَرْع ذاتِ الحقائل صرع ذَات الحقائل أَي حِذَاء ذَات الحقائل وناحيتها، وَهِي وادٍ. صعر: قَالَ الله جلّ وعزّ: {عَزْمِ الاُْمُورِ وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلاَ تَمْشِ فِى الاَْرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} (لُقْمَان: 18) وقرىء: (وَلَا تُصَاعر) . قَالَ الفرّاء: ومعناهما: الْإِعْرَاض من الكِبْر. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: مَعْنَاهُ: لَا تُعْرِض عَن النَّاس تكبّراً، ومجازه: لَا تُلزِم خَدّك الصَّعَر. وَقَالَ اللَّيْث: الصَّعَر: مَيل فِي العُنق وانقلاب فِي الْوَجْه إِلَى أحد الشِّقَّين، والتصعير: إمالة الخَدّ عَن النّظر إِلَى النَّاس تهاوُناً وكِبْراً، كَأَنَّهُ مُعْرض. قَالَ: وَرُبمَا كَانَ الظليم وَالْإِنْسَان أَصْعر خِلقَةً. قَالَ: وَفِي الحَدِيث: (يَأْتِي على النَّاس زمَان لَيْسَ فيهم إِلَّا أصعر وأبتر) ، يَعْنِي: رُزالة النَّاس الَّذين لَا دين لَهُم. قَالَ: والصعارير: دَحَاريج الجُعَل، وَقد صعْرَرْت صُعْرورة، وَأنْشد: يَبْعَرن مثل الفُلْفُل المصعرَرِ وَيُقَال: ضَربته فاصعَنْرر إِذا اسْتَدَارَ من الوَجَع مَكَانَهُ وتقبّض. وَرُبمَا قَالُوا: اصعَرَّر فأدغموا النُّون فِي الرَّاء. وكل حَمْل شَجَرَة يكون أَمْثَال الفُلفل نَحْو حَمل الأبْهل وأشباهه ممَّا فِيهِ صلابة فَإِنَّهَا تسمَّى الصعارير وَأنْشد: إِذا أَوْرق العبسيّ جَاع بَناتُه وَلم يَجدوا إِلَّا الصعارير مَطْعَما ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الصعارير: صَمْغ جامد يشبه الْأَصَابِع. قَالَ: والصعارير: الأباخس الطوَال، وَهِي الْأَصَابِع. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: الصعارير: اللبَنُ المصمَّغ فِي

باب العين والصاد مع اللام

اللِبأ قبل الإفصاح. وَقَالَ غَيره: الاصعرار: السيْرُ الشَّديد، يُقَال اصعرَّت الْإِبِل اصعراراً، وقَرَب مُصْعَرّ. وَأنْشد أَبُو عَمْرو: وَقد قَرَبن قَرَباً مُصْعَرّا إِذا الهِدَان حَار واسبكرَّا وَقَالَ أَبُو عُبَيد: الصَيْعرية: سِمَة فِي عُنُق الْبَعِير. والصَيْعريَّة أَيْضا: اعْتِرَاض فِي السَّيْر. وَيُقَال للصمغة المستديرة: صُعْرورة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الصَّعَر والصَّعَل: صِغر الرَّأْس، والصَّعَر: التكبّر، والصعَر: أكْل الصعارير وَهُوَ الصَّمْغ. وَقَالَ: اصعرَّت الْإِبِل واصعنفرت وتمشْمَشَتْ وامذقرَّت إِذا تفرَّقت. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الصعارير: صمغ جامد يشبه الْأَصَابِع. قَالَ: والصَّعارير: الأباخس الطوَال وَهِي الْأَصَابِع وَاحِدهَا أبخس. والأصعر: المعرض بِوَجْهِهِ كبْراً. وَفِي الحَدِيث: (كل صعَّار مَلْعُون) أَي كل ذِي كِبْر وأبَّهة. يُقَال: أصَاب البعيرَ صَعَر وصَيَد أَي أَصَابَهُ دَاء يلوي عُنُقه. وَيُقَال للمتكبّر: فِيهِ صَعَر وصَيَد. (بَاب الْعين وَالصَّاد مَعَ اللَّام) ع ص ل عصل، علص، صلع، صعل، لعص: مستعملات. لعص: أهمل اللَّيْث لعص وَقَالَ ابْن دُرَيْد: اللَّعَص: العَسَر، يُقَال تَلَعَّص فلَان علينا أَي تعسَّر. قَالَ: واللعِصُ: النهِمُ فِي الْأكل وَالشرب، وَقد لعِص لَعَصاً. وَلَا أحفظ مَا قَالَه أَبُو بكر لغيره. عصل: أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الأعصال: الأمعاء، وَاحِدهَا عَصَل، وَقَالَهُ اللَّيْث وَغَيره. والعَصَل فِي الناب: اعوجاجه. وَقَالَ: على شناحٍ نابُهُ لم يَعْصَلِ وَقَالَ صَخْر: أَبَا المثلَّم أقصر قبل باهظة تَأْتِيك مني ضروسٍ نابها عَصِل وَقَالَ أَوْس: رَأَيْت لَهَا ناباً من الشَّرّ أعصلا وَقَالَ اللَّيْث: الأعصل من الرِّجَال: الَّذِي عُصِبَتْ سَاقه فاعوجَّت. وشجرة عَصِلة وَهِي العوجاء الَّتِي لَا يُقدر على إِقَامَتهَا لصلابتها. وَسَهْم أعصل: معوجّ المَتْن، وَجمعه عُصْل، وَقَالَ لبيد: فرميت الْقَوْم رِشْقاً صائباً لسن بالعُصْل وَلَا بالمفتعل والعَصَلة: شَجَرَة إِذا أكل الْبَعِير مِنْهَا سَلَّحته. والجميع: العصل. وَقَالَ حسَّان: تَخْرُج الأضْياحُ من أستاههم كسُلاح النِيبِ يأكلن العَصَلْ والأضياح: الألبان الممذوقة. أَبُو عَمْرو: عصَّل الرجلُ تعصيلاً، وَهُوَ البُطْء فِي الْأَمر. أَبُو عُبَيْدَة: فرس أعصل: ملتوي العَسِيب حَتَّى يبرز بعضُ بَاطِنه الَّذِي لَا شعرَ عَلَيْهِ. والعَصِل: الرمْل الملتوي المعوجّ. وَرجل أعصل: يَابِس الْبدن، وَجمعه عُصْل. وَقَالَ الراجز:

ورُبَّ خيرٍ فِي الرِّجَال العُصْلِ وَيُقَال للسهم الَّذِي يلتوي إِذا رُمي بِهِ: مُعَصِّل. والعَصَل: الالتواء فِي كل شَيْء. عَمْرو عَن أَبِيه: يُقَال: هُوَ المِحْجَن والصَوْلجان والمِعْصِيل والمِعْصال، والصاع والميجار والصولجان. والمعْقف ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: المِعْصَل: المتشدّد على غَرِيمه، والعاصل: السهْم الصُّلْب والعَصْلاء: الْمَرْأَة الْيَابِسَة، قَالَ: لَيست بعصلاء تَذْمِي الكلبَ نكهَتُها وَلَا بِعَنْدلة يَصْطَكُّ ثَدْياها والعَصْلَى: الْموضع الَّذِي ينْبت فِيهِ العَصَل أَي القُلاَّم. قَالَ العبَّاس بن مِرْداس: عَفا مُنْهَل من أَهله فمُتالِع فَعصلَى أرِيكٍ قد خلت فالمصانع منهل: مَاء بِبِلَاد بني سُلَيم. أَبُو عَمْرو: عصَّل الرجل تعصيلاً إِذا أَبْطَأَ. وَأنْشد: يَألِبُها حُمْرانُ أيَّ ألْب وعَصَّل العَمْريُّ عَصْلَ الكلْب والألْب: السُّوق الشَّديد. يُقَال: ألَب الإبلَ يألِبُها إِذا طردها. والعاصل: السهْم الصُّلْب. علص: أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: العِلَّوْص والعِلَّوْز جَمِيعًا: الوَجَع الَّذِي يُقَال لَهُ: اللَّوَى وَنَحْو ذَلِك قَالَ اللَّيْث قَالَ: والعِلَّوص من التُخمة والبَشَم، وَهُوَ اللَّوَى الَّذِي يَيْبَس فِي الْمعدة. يُقَال: علَّصت التُخمَةُ فِي مَعِدته تعليصاً، وَإِن بِهِ لعِلَّوصاً، وَإنَّهُ لعِلَّوْص مُتَّخِم. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العِلَّوص: الوَجَع، والعِلَّوْز: الْمَوْت الوَحِيّ. والعِلّوض بالضاد: ابْن آوى. قَالَ: وَيكون العِلَّوز اللَّوَى. وَيُقَال: رجل عِلَّوص دأبه اللَّوَى. صلع: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الصُلَّعة: الصَّخْرَة الملساء، حَكَاهُ عَن أبي المكارم. وَفِي حَدِيث لُقْمَان بن عَاد: وإلاّ أر مطمعي فوَقّاع بصُلَّعِ قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ بَعضهم: سَأَلت ابْن مَنَاذر صَاحب الْعَرَبيَّة الشَّاعِر عَن الصُلَّع فَقَالَ: الحَجَر، قَالَ: وَسَأَلت الأصمعيّ عَنهُ فَقَالَ: هُوَ الْموضع الَّذِي لَا يُنْبِت من الأَرْض، وَأَصله من مَصلَع الرَّأْس. وَيُقَال للْأَرْض الَّتِي لَا تُنبت: صَلْعاء. وَقَالَ شَمِر فِيمَا ألَّف بِخَطِّهِ: الصَّلعاء: الداهية الشَّدِيدَة، يُقَال: لقِي من الصَلْعاء. وَأنْشد للكميت: فلمّا أحلّوني بصلْعَاء صَيْلَم لإحدى زُبَى ذِي اللبدتين أبي الشِبْل أَرَادَ: الْأسد. وَفِي الحَدِيث: (يكون كَذَا وَكَذَا ثمَّ تكون جبَرُوَّةٌ صلْعاء) . قَالَ: والصلعاء هَهُنَا: البارزة كالجبَل الأصلع البارز الأملس البرَّاق. قَالَ: وانصلعت الشَّمْس وتصلَّعت إِذا خرجت من الغَيْم. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: فِيهِ سِنَان كالمنارة أصلع أَي برّاق أملس. وَقَالَ آخر: يلوح بهَا المذلَّق مِذْرَبَاه خُرُوج النَّجْم من صَلَع الغِيام وَقَالَ اللَّيْث: الصُلاَّع: الصُفَّاح وَهُوَ

العريض من الصخر، والواحدة صُلاَّعة. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: صَلَّع الرجل إِذا أعذر وَهُوَ التصليع. وَقَالَ اللَّيْث: التصليع: السُلاَح. قَالَ: واللأُصيلع من الحيّات: العريض العُنُق كَأَن رَأسه بُنْدقة مُدحرَجة. واللأُصيلع: الذّكر يكنى عَنهُ. والصلَع: ذهَاب شعر الرَّأْس من مقدَّمه إِلَى مؤخَّره، وَكَذَلِكَ إِن ذهب وَسطه. تَقول: صَلِع صَلَعاً. والصلَعة: مَوضِع الصلَع من الرَّأْس، وَكَذَلِكَ النزَعة والكَشَفة والجَلَحة، جَاءَت مثقَّلات كلهَا. والعُرْفُطة إِذا سَقَطت رؤوسُ أَغْصَانهَا وأكلتها الْإِبِل قيل: قد صَلعت صَلَعاً. وَقَالَ الشمَّاخ يصف الْإِبِل: إِن تُمس فِي عُرْفُط صُلْعٍ جماجمُهُ من الأسالق عاري الشوك مجرود ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الصَّوْلَع: السِنَان المجلوّ. وَفِي الحَدِيث: أَن مُعَاوِيَة قدِم الْمَدِينَة فَدخل على عَائِشَة، فَذكرت لَهُ شَيْئا فَقَالَ: إِن ذَلِك لَا يصلح، قَالَت: الَّذِي لَا يصلح ادّعاؤك زياداً، قَالَ: فَقَالَ: شهِدت الشهودُ. فَقَالَت: شهِدت الشُّهُود وَلَكِن ركِبَتِ الصُلَيْعاءَ. معنى قَوْلهَا: ركبت الصليعاء أَي شهدُوا بزُور قَالَ الْمُعْتَمِر، قَالَ أبي: الصليعاء: الفخِر. والصلعاء فِي كَلَام الْعَرَب: الداهية وَالْأَمر الشَّديد. وَقَالَ مزرِّد أَخُو الشماخ: تأوُّهَ شيخ قَاعد وعجوزِه حريَّين بالصلعاء أَو بالأساود قَالَ أَبُو زيد: يُقَال: تصلَّعت السماءُ تصلُّعاً إِذا انْقَطع غيمها وانجردت. وَالسَّمَاء جرداء إِذا لم يكن فِيهَا غَيْم. وصِلاَع الشَّمْس: حرّها. وَيَوْم أصلع: شَدِيد الحرّ، قَالَ: يَا قِردة خشيت على أظفارها حَرَّ الظَهِيرة تَحت يَوْم أصلع والصلعاء: الأَرْض الخالية، قَالَ: ترى الضَّيْف بالصلعاء تَغْسِق عينه من الْجُوع حَتَّى يُحْسَب الضَّيْف أرمدا والصَلِيع: الأملس. وَقَالَ عَمْرو بن معد يكرب: وسَوْقُ كَتِيبَة دَلَفت لأخرى كأنّ زُهاءها رَأس صَليع يَعْنِي: رَأْسا أصلع أملس. وَفِي حَدِيث عمر فِي صفة التَّمْر قَالَ: وتُحترش بِهِ الضِباب من الصلعاء، يُرِيد الصَّحرَاء الَّتِي لَا تنْبت شَيْئا، مثل الرَّأْس الأصلع، وَهِي الحصَّاء مثل الرَّأْس الأحصّ. صعل: فِي حَدِيث أم مَعْبَد فِي صفة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لم تُزْرِ بِهِ صَعْلة) قَالَ أَبُو عبيد: الصَّعْلة: صِغَر الرَّأْس، يُقَال: رجل صَعْل الرَّأْس إِذا كَانَ صَغِير الرَّأْس. وَلذَلِك يُقَال للظَّلِيم: صَعْل لِأَنَّهُ صَغِير الرَّأْس. قَالَ اللَّيْث: رجل صَعْل إِذا صغُر رأسُه. وَقد يُقَال رجل أصعل وَامْرَأَة صعلاء. وَفِي حَدِيث عليّح: (استكثروا من الطّواف بِهَذَا الْبَيْت قبل أَن يحول بَيْنكُم وَبَينه من الْحَبَشَة أصعلُ أصمع) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيّ: قَوْله: أصعل هَكَذَا يُروى، فَأَما كَلَام الْعَرَب فَهُوَ صَعْل بِغَيْر

باب العين والصاد مع النون

ألف وَهُوَ الصَّغِير الرَّأْس، وَلذَلِك يُقَال للظليم: صَعْل. قَالَ اللَّيْث: وَأما قَول العَجّاج: ودَقَلٌ أجرد شَوْذَبيُّ صَعْل من الساج ورُبَّانيُّ فَإِنَّهُ أَرَادَ بالصَّعْل هَهُنَا الطَّوِيل. أَبُو عَمْرو: الصَّعْلة من النّخل: فِيهَا اعوجاج، وَأنْشد: مَا لم تكن صعلة صعباً مراقيها ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الصاعل: النعام الْخَفِيف. قَالَ شمر: الصَّعْل من الرِّجَال: الصَّغِير الرَّأْس الطَّوِيل العُنق الدقيقُهما. قَالَ: وَتَكون الصَّعْلة الخِفَّة فِي الْبدن والدقَّة والنحول. قَالَ الشَّاعِر يصف عَيْراً: نفى عَنْهَا المصيف وَصَارَ صَعْلا يَقُول: خفَّ جسمُه وضمُر. وَقَالَ آخر: جَارِيَة لاقت غُلَاما عَزَبا أزلَّ صَعْلَ النَسَوين أرقبا قَالَ أَبُو نصر: الأصعل: الصَّغِير الرَّأْس. وَقَالَ غَيره: الصعَل: الدقّة فِي العُنق وَالْبدن كُله. وَيُقَال للنخلة إِذا دقَّت: صَعْلة. (بَاب الْعين وَالصَّاد مَعَ النُّون) (ع ص ن) عصن، عنص، صنع، صعن، نصع، نعص: مستعملات. عصن: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: أعصن الرجل إِذا شدَّد على غَرِيمه وتمكَّكَه وروى عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: أعْصن الرمل إِذا اعوَجَّ وعسُر. عنص: لم أجد فِيهِ غير عَنَاصِي الشَّعَر. والعُنْصُوة الخُصْلَة من الشَّعَر، وَقَالَ الشَّاعِر: إِن يُمْس رَأْسِي أشمط العناصِي كَأَنَّمَا فرَّقه مُنَاصي قَالَ اللَّيْث: العُنْصُوة على تَقْدِير فُعْلُوة. قَالَ: وَمَا لم يكن ثَانِيه نوناً فَإِن الْعَرَب لَا تضم صَدره مثل تُنْدُوة. فَأَما عَرْقُوة وتَرْقُوة وقَرْنُوة فمفتوحات. عَمْرو عَن أَبِيه: أعنص إِذا بقيتْ على رَأسه عَنَاصٍ من ضفائره، وَهِي بقايا، وَاحِدهَا عُنْصُوة. وَقَالَ أَبُو زيد: العَنَاصِي: الشَّعَر المنتصِب قَائِما فِي تفرُّق. صعن: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: أصْعَن الرجل إِذا صغُر رأسُه. أَبُو عبيد: الصِعْوَنُّ: الظليم الدَّقِيق العُنُق الصَّغِير الرَّأْس، وَالْأُنْثَى: صِعْوَنَّة. وَقَالَ غَيره: الاصعنان: الدِقَّة واللطافة، وَمِنْه يُقَال: أُذُنٌ مُصَعَنَّة: مؤلَّلة، قَالَ عديّ: وأُذْنٌ مُصَعَّنَةٌ كالقَلَمْ عَمْرو عَن أَبِيه: أصْعَن إِذا صغر رَأسه ونقَصَ عقلُه. نعص: قَالَ ابْن المظفّر: أمَّا نعص فَلَيْسَ بعربيَّة إلاّ مَا جَاءَ أسَد بن ناعصة المشبِّب بخنساء فِي شعره، وَكَانَ صَعْب الشّعْر

جدّاً، وقلَّما يُرْوَى شِعره لصعوبته. قلت: وقرأت فِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : فلَان من نُصْرتي وناصرتي ونائصتي وناعِصتي وَهِي ناصرته. والنواعص: اسْم مَوضِع. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: النَّعْص: التمايل، وَبِه سمِّي ناعِصة. قلت: وَلم يَصح لي من بَاب (نعص) شَيْء أعتمِده من جِهَة من يُرجَع إِلَى علمه وَرِوَايَته عَن الْعَرَب. نصع: أَبُو عُبَيد عَن الفرّاء: أنْصَعتِ النَّاقة للفحل إنصاعاً إِذا قَرَّتْ لَهُ عِنْد الضِرَاب. وَقَالَ غَيره: أنصع لِلْحقّ إنصاعاً إِذا أقَرَّ بِه. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للرجل إِذا تصدَّى للشرّ: قد أنصع لَهُ إنصاعاً. وَقَالَ شمر: النِّصْعُ الثَّوْب الْأَبْيَض. وَأنْشد لرؤبة يصف ثوراً: كَأَن تحتي ناشطاً مُوَلَّعا بالشأم حَتَّى خلته مبرقَعا بَنِيقة من مَرْحَلِيّ أسْفَعا كَأَن نِصْعاً فَوْقه مقطَّعا مخالط التقليص إِذْ تَدَرَّعا قَالَ شمر: قَالَ ابْن الأعرابيّ: يَقُول: كَأَن عَلَيْهِ نِصْعاً مقلَّصاً عَنهُ، يَقُول: تخال أَنه أُلْبِس ثوبا أَبيض مقلَّصاً عَنهُ لم يبلغ كُروعَه الَّتِي لَيست على لَونه. ابْن السّكيت عَن ابْن الأعرابيّ: أَبيض ناصع. قَالَ: والناصع فِي كل لون خَلَص ووَضَح. قَالَ الأصمعيّ: وَأكْثر مَا يُقَال فِي الْبيَاض أَبُو عبيد: أَبيض ناصع ويَقَق. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: أصفر ناصع اللَّيْث: النَّصِيع: الْبَحْر وَأنْشد: أدْلَيت دَلْوِي فِي النَّصِيع الزاخر قلت: قَوْله: النَّصِيع: الْبَحْر غير مَعْرُوف، وَأَرَادَ بالنصيع: مَاء بِئْر ناصع المَاء لَيْسَ بكَدِر؛ لِأَن مَاء الْبَحْر لَا يُدْلَى فِيهِ الدَلْو. يُقَال: مَاء ناصع وماصع ونصِيع إِذا كَانَ صافياً. وَالْمَعْرُوف فِي الْبَحْر البَضِيع، بِالْبَاء وَالضَّاد: وَقد مرّ فِي بَابه وروى أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرو: الماصع: البَرّاق، بِالْمِيم، وَيُقَال: المتغيّر، قَالَ: وَمِنْه قَول ابْن مقبِل: فأفرغت من ماصع لونُه على قُلُص ينتهِبن السِّجَالا وَقَالَ شمر: ماصع يُرِيد بِهِ: ناصع، فصيَّر النُّون ميماً. قَالَ: وَقد قَالَ ذُو الرمَّة: ماصع فَجعله مَاء قَلِيلا. أَخْبرنِي بذلك كُله الإيَاديّ عَن شمر، وَقَالَ أَبُو سعيد: المَنَاصِع: الْمَوَاضِع الَّتِي يُتَخلى فِيهَا لبول أَو حَاجَة، وَالْوَاحد مَنْصَع. قلت: قَرَأت فِي حَدِيث الإفْك: (وَكَانَ متبرّز النِّسَاء بِالْمَدِينَةِ قبل أَن سُوّيت الكُنُف فِي الدّور المناصع) . وأُرى أَن المناصع مَوضِع بِعَيْنِه خَارج الْمَدِينَة، وَكن النساءُ يتبرّزْن إِلَيْهِ بِاللَّيْلِ على مَذَاهِب الْعَرَب فِي الجاهليَّة. وَقَالَ المؤرّج فِيمَا روى لَهُ أَبُو تُرَاب: النِّصَع والنِّطَع لوَاحِد الأنطاع، وَهُوَ مَا يتَّخذ من الأدَم. وَأنْشد لحاجز ابْن الجعيد الأزديّ: فننحرها ونخلطها بِأُخْرَى كَأَن سَرَاتها نِصَع دَهين قَالَ: وَيُقَال: نِصْع بِسُكُون الصَّاد. وَقَالَ شمر: قَالَ الأصمعيّ: كل ثوب خالط الْبيَاض والصفرة والحمرة فَهُوَ نِصْع. وَقَالَ

أَبُو عُبَيدة فِي الشيات: أصفر ناصع، قَالَ: هُوَ الْأَصْفَر السَرَاةِ تعلو متنَه جُدَّة غَبْساء. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: قَالَ الأصمعيّ: يُقَال: شرِب حَتَّى نَصَع وَحَتَّى نَقَع، وَذَلِكَ إِذا شَفَى غليله. قَالَ أَبُو نصر: الْمَعْرُوف: بضع. صنع: قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ} (الشُّعَرَاء: 129) المصانع فِي قَول بعض المفسّرين: الْأَبْنِيَة. وَقَالَ بَعضهم: هِيَ أحباس تُتَّخذ للْمَاء، وَاحِدهَا مَصْنَعة ومَصْنَع. قلت: وَسمعت الْعَرَب تسمّي أحباس المَاء: الأصناع والصُّنُوع، وَاحِدهَا صِنْع. وروى أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو قَالَ: الحِبْس مثل المَصْنَعة، قَالَ: والزَّلَف: المصانع. قلت: وَهِي مَسَّاكاتٌ لِماء السَّمَاء يحتفرها النَّاس فيملؤها ماءُ السَّمَاء يشربونها. وَيُقَال للقصور أَيْضا مصانع. وَقَالَ لبيد: بَلِينا وَمَا تَبْلى النُّجُوم الطوالعُ وتَبْلى الديارُ بَعدنَا والمَصَانِع وَقَول الله جلّ وعزَّ: {مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَتْقَنَ} (النَّمل: 88) قَالَ أَبُو إِسْحَاق: الْقِرَاءَة بِالنّصب، وَيجوز الرّفْع. فَمن نصب فعلى الْمصدر، لِأَن قَوْله: {أَتَوْهُ دَاخِرِينَ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِىَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَتْقَنَ كُلَّ شَىْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا} (النَّمل: 88) دَلِيل على الصَّنْعَة، كَأَنَّهُ قَالَ: صَنَع الله ذَلِك صُنْعاً. وَمن قَرَأَ: (صُنْعُ الله) فعلى معنى: ذَلِك صنع الله. وَقَول الله: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 -} (طاه: 39) مَعْنَاهُ: ولتربَّى بمرأًى منّي. يُقَال: صَنَع فلَان جَارِيَته إِذا رباها، وصَنَع فرسه إِذا قَامَ بعلفه وتسمينه. وَقَالَ اللَّيْث: صنع فرسَه، بِالتَّخْفِيفِ، وصنَّع جَارِيَته بِالتَّشْدِيدِ؛ لِأَن تصنيع الْجَارِيَة لَا يكون إِلَّا بأَشْيَاء كَثِيرَة وعِلاَج. قلت: وَغير اللَّيْث يُجِيز صَنَع جَارِيَته بِالتَّخْفِيفِ، وَمِنْه قَوْله: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 -} . وَفُلَان صَنِيع فلَان إِذا ربَّاه وأدَّبه وخرَّجه، وَيجوز: صنيعته. وَقَالَ الأصمعيّ: الْعَرَب تسمّي القُرَى مصانع، واحدتها مَصْنعة. وَقَالَ ابْن مُقْبل: أصواتُ نسوان أنباطٍ بمَصْنَعة بَجَّدْن للنَّوْح واجتَبْن التَبَا بَينا والمَصْنعة: الدَّعْوة يتّخذها الرجل وَيَدْعُو إخوانه إِلَيْهَا. وَقَالَ الرَّاعِي: ومصنعةٍ هُنَيدَ أعنْتُ فِيهَا قَالَ الْأَصْمَعِي: يَعْنِي مَدْعاة. وَفرس مُصَانِع، وَهُوَ الَّذِي لَا يعطيك جَمِيع مَا عِنْده من السّير، لَهُ صون يصونه فَهُوَ يصانعك ببذله سَيْرَه. وَيُقَال: صانعت فلَانا أَي رافقته. وصانعت الْوَالِي إِذا راشيته، وصانعته إِذا داهنته. وَقَالَ اللَّيْث: التصنُّع: تكلّف حُسْن السَّمْت وإظهاره والتزيُّن بِهِ وَالْبَاطِن مَدْخُول. وَقَالَ: الصُنَّاع: الَّذين يعْملُونَ بِأَيْدِيهِم، والحِرْفة الصِّنَاعة، وَالْوَاحد صانع. وَقَالَ ابْن السّكيت: امْرَأَة صَنَاع إِذا كَانَت رقيقَة الْيَدَيْنِ تسوِّي الأساقي وتَخْرُز الدلاء وتَفْريها. وَرجل صَنَع. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: وَعَلَيْهِمَا مَسرودَتان قضاهما دَاوُد أَو صَنَع السوابغ تُبَّعُ وَقَالَ ابْن الأنباريّ فِي (الزَّاهِر) : امْرَأَة صَنَاع إِذا كَانَت حاذقة بِالْعَمَلِ، وَرجل

صَنَع. إِذا أُفردت فَهِيَ مَفْتُوحَة متحرّكة. قَالَ: وَيُقَال: رجل صِنْع الْيَدَيْنِ، مكسور الصَّاد إِذا أضيفت. وَأنْشد: صِنْعُ الْيَدَيْنِ بحيثُ يكوى الأصْيَدُ وَأنْشد غَيره: أنبل عَدْوانَ كُلِّها صَنَعا والصَّنِيعة: مَا أَعْطيته وأسديته من مَعْرُوف أَو يَد إِلَى إِنْسَان تَصنعهُ بِهِ، وَجَمعهَا صنائع، قَالَ الشَّاعِر: إِن الصنيعة لَا تكون صَنِيعَة حَتَّى يصابَ بهَا طريقُ المَصْنَع وَقَول الله عزّ وجلّ {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِى} (طاه: 41) أَي ربَّيتك لخاصَّة أَمْرِي الَّذِي أردته فِي فِرْعَوْن وَجُنُوده. وحدّثنا الْحُسَيْن عَن أبي بكر بن أبي شَيْبة عَن يحيى بن سعيد القطَّان عَن مُحَمَّد بن يحيى عَن أَبِيه عَن أبي سعيد الخُدْريّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَا توقدوا بلَيْل نَارا) ؛ ثمَّ قَالَ: (أوقدوا واصطنعوا فَإِنَّهُ لن يدْرك قوم بعدكم مُدَّكم وَلَا صاعَكم) . قَوْله: اصطنعوا أَي اتّخذوا طَعَاما تنفقونه فِي سَبِيل الله. عَمْرو عَن أَبِيه: الصَنِيع: الثَّوْب الجيّد النقيّ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أصْنع الرجلُ إِذا أعَان آخر. قَالَ: وكل مَا صُنِع فِيهِ فَهُوَ صِنْع مثل السُّفْرة. وَيكون الصِنْع الشِّوَاء. وَقَالَ اللَّيْث: الصَّنَّاعة: خَشَبَة تُتّخذ فِي المَاء ليحبس بهَا المَاء وتُمسكه حينا. ورُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إِذا لم تَسْتَح فَاصْنَعْ مَا شِئْت) رَوَاهُ جَرِير بن عبد الحميد عَن مَنْصُور عَن رِبْعيّ بن حِرَاش عَن أبي مَسْعُود الأنصاريّ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ جرير: مَعْنَاهُ: أَن يُرِيد الرجل أَن يعْمل الْخَيْر فيدعَه حَيَاء من النَّاس، كَأَنَّهُ يخَاف مَذْهَب الريَاء. يَقُول: فَلَا يمنعْك الحياءُ من المضيّ لِمَا أردْت. قَالَ أَبُو عبيد: وَالَّذِي ذهب إِلَيْهِ جرير معنى صَحِيح فِي مذْهبه، وَلَكِن الحَدِيث لَا يدلّ سِيَاقه وَلَا لَفظه على هَذَا التَّفْسِير. قَالَ أَبُو عبيد: وَوَجهه عِنْدِي أَنه أَرَادَ بقوله: (إِذا لم تستح فَاصْنَعْ مَا شِئْت) إِنَّمَا هُوَ: من لم يستح صَنَع مَا شَاءَ، على جِهَة الذمّ لترك الْحيَاء، وَلم يرد بقوله: فَاصْنَعْ مَا شِئْت أَن يَأْمُرهُ بذلك أمرا، ولكنّه أمْر مَعْنَاهُ الْخَبَر؛ كَقَوْلِه ج: (من كذب عليّ متعمِّداً فليتبوّأ مَقْعَده من النَّار) ، لَيْسَ وَجهه أَنه أمره بذلك، إِنَّمَا مَعْنَاهُ: مَن كذب عليّ تبوَّأ مَقْعَده من النَّار. وَالَّذِي يُرَاد من الحَدِيث أَنه حَثَّ على الْحيَاء وأمرَ بِهِ وَعَابَ تَركه. وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن عَرَفة: سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى يَقُول فِي قَوْله: إِذا لم تستح فَاصْنَعْ مَا شِئْت قَالَ: هَذَا على الْوَعيد، فَاصْنَعْ مَا شِئْت فَإِن الله يجازيك. وَأنْشد: إِذا لم تخش عَاقِبَة اللَّيَالِي وَلم تستَحْيِ فَاصْنَعْ مَا تشَاء وَهُوَ كَقَوْل الله تَعَالَى: {فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ} (الْكَهْف: 29) . الأصناع: الْأَسْوَاق، جمع صِنْع. وَقَالَ ابْن مقبل يصف فرسا: بتُرْس أعجم لم تُنْجَر مسامره مِمَّا تَخَيَّرُ فِي أصناعها الرّوم لم تُنجز مسامره أَي لم تشدّ فِيهِ المسامير.

باب العين والصاد مع الفاء

والصِنْع: السَفُّود، قَالَ مَرّار يصف إبِلا: وَجَاءَت وركبانها كالشُروب وسائقها مثل صِنْع الشواء أَي هَذِه الْإِبِل وركبانها يتمايلون من النُّعَاس، وسائقها يَعْنِي نَفسه اسودّ من السَّمُوم. وَيُقَال: فلَان صَنِيع فلَان وصنيعته إِذا ربّاه وأدّبه حَتَّى خرّجه. (بَاب الْعين وَالصَّاد مَعَ الْفَاء) (ع ص ف) عصف، عفص، صفع، صعف، فصع: مستعملات. عصف: قَالَ الله جلّ وعزّ: {الاَْكْمَامِ وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ} (الرَّحمان: 12) وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: {سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولِ} (الْفِيل: 5) قَالَ الفرّاء: العَصْف فِيمَا ذكرُوا: بَقْل الزَرْع؛ لِأَن الْعَرَب تَقول: خرجنَا نَعْصِف الزَّرْع إِذا قطعُوا مِنْهُ شَيْئا قبل إِدْرَاكه، فَذَلِك العَصْف. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: ذُو العَصْف يُرِيد الْمَأْكُول من الحَبّ، وَالريحَان: الصَّحِيح الَّذِي يُؤْكَل. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: العَصْف: وَرَق الزَّرْع. وَيُقَال للتبْن: عَصْف وعَصِيفة. وَقَالَ النضْر: العَصْف: القَصِيل. قَالَ: وعصفْنا الزرعَ نعصِفه أَي جززنا ورقه الَّذِي يمِيل فِي أَسْفَله ليَكُون أخفّ للزَّرْع، وَإِن لم يُفعل مَال بالزرع. وَذكر الله جلّ وعزّ فِي أوّل هَذِه السُّورَة مَا دلَّ على وحدانيَّته من خَلْقه الْإِنْسَان وتعليمه الْبَيَان، وَمن خَلْق الشَّمْس وَالْقَمَر وَالسَّمَاء وَالْأَرْض وَمَا أَنبت فِيهَا من رِزقِ مَن خلق فِيهَا من إنسيّ وبهيمة، تبَارك الله أحسن الْخَالِقِينَ. وأمَّا قَوْله تَعَالَى: {سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولِ} (الْفِيل: 5) فَلهُ مَعْنيانِ: أَحدهمَا أَنه أَرَادَ: أَنه جعل أَصْحَاب الْفِيل كورق أُخِذ مَا كَانَ فِيهِ من الحَبّ وَبَقِي هُوَ لَا حبّ فِيهِ. وَالْآخر أَنه أَرَادَ: أَنه جعلهم كعصف قد أكله الْبَهَائِم. وَقَالَ اللَّيْث: العَصْف: مَا على حبّ الحِنْطة وَنَحْوهَا من قُشور التبْن. قَالَ: والعَصْف أَيْضا: مَا على سَاق الزَّرْع من الْوَرق الَّذِي يبِس فتفتَّت، كل ذَلِك من العصف. قَالَ: وَقَوله: {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ} ذُكر عَن سعيد بن جُبَير أَنه قَالَ: هُوَ الهَبُّور، وَهُوَ الشّعير النَّابِت بالنَبَطيَّة. وَعَن الْحسن: كزرع قد أُكل حَبّه وَبَقِي تِبْنُه. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس أَنه قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ} : إِنَّه يُقَال: إِن فلَانا يعتصف إِذا طلب الرزق، والعصف: الرزق، والعَصْف والعَصِيفة: ورق السُنْبُل. وَقَول الله جلّ وعزّ: {عُرْفاً فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفاً} (المُرسَلات: 2) قَالَ المفسّرون: هِيَ الرِّيَاح. وَقَالَ الفرّاء فِي قَوْله: {أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ} (إِبْرَاهِيم: 18) قَالَ: فَجعل العُصُوف تَابعا لليوم فِي إعرابه وَإِنَّمَا العُصُوف للرياح. وَذَلِكَ جَائِز على جِهَتَيْنِ: إِحْدَاهمَا أَن العُصُوف وَإِن كَانَ للريح فَإِن الْيَوْم قد يوصَف بِهِ؛ لِأَن الرّيح تكون فِيهِ، فَجَاز أَن تَقول: يَوْم عاصف؛ كَمَا يُقَال: يَوْم بَارِد وَيَوْم حارّ وَالْبرد والحرّ فيهمَا. وَالْوَجْه الآخر أَن تُرِيدُ: فِي يَوْم عاصِف الريحِ، فتحذف الرّيح لِأَنَّهَا قد ذُكِرت فِي أول الْكَلِمَة، كَمَا قَالَ:

إِذا جَاءَ يومٌ مظلم الشَّمْس كاسفُ يُرِيد: كاسف الشَّمْس فَحَذفهُ لِأَنَّهُ قدَّم ذكره. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن الحرَّاني عَن ابْن السّكيت قَالَ: يُقَال: عَصَفت الريحُ وأعصفت فَهِيَ ريح عاصف ومُعْصفة إِذا اشتدَّت. وَقَالَ اللَّيْث: وَجمع العاصف عواصف. قَالَ: والمُعْصِفات: الرِّيَاح الَّتِي تُثير التُّرَاب وَالْوَرق وعَصْفَ الزَّرْع. قَالَ: والعُصافة: مَا سقط من السُنْبل، مثل التِّبْن وَنَحْوه. أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة قَالَ: الإعصاف: الإهلاك، وَأنْشد للأعشى: فِي فيلق شهباء ملمومة تُعْصِف بالدارع والحاسر أَي تُهلكهما. وَقَالَ اللَّيْث: تُعصف بهما أَي تَذهب بهما. قَالَ: والنعامة العَصُوف: السريعة: والعَصْف: السرعة، وَأنْشد: وَمن كل مِسْحاج إِذا ابتلَّ لِيتُها تحلَّب مِنْهَا ثائب متعصّف يَعْنِي العَرَق. أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرو قَالَ: العَصُوف: السريعة من الْإِبِل. وَقَالَ اللحيانيّ: أعصفت الناقةُ إِذا أسرعت، فَهِيَ مُعْصِفة. وَقَالَ النَّضر: إعصاف الْإِبِل: استدارتها حول الْبِئْر حرصاً على المَاء وَهِي تطحن التُّرَاب حوله وتثيره. وَقَالَ المفضّل: إِذا رمى الرجل غَرَضاً فصاب نَبْلُه قيل لَهُ: إِن سهمك لعاصف. قَالَ: وكل مَاء عاصف. وَقَالَ كثيّر: فمرّت بلَيْل وَهِي شدفاء عاصف بمنخرَق الدوَداة مَرَّ الخَفَيْدَدِ وَقَالَ اللحياني: هُوَ يَعْصِف ويعتصف وَيصرف ويصطرف، أَي يكسِب وَيطْلب ويحتال. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي، فِيمَا رَوَى عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس: العَصْفانِ: التِبْنانِ، قَالَ: والعُصُوف: الأتبان والعَصْف: السنْبُل، وَجمعه عُصوف. والعُصُوف: الرِّيَاح. والعُصُوف: الكَدّ. والعصوف الخُمُور. عفص: قَالَ اللَّيْث: العَفْص: حَمْل شَجَرَة البَلُّوط، يحمل سَنَة بَلُّوطاً وَسنة عَفْصاً. وَجَاء حَدِيث اللُّقَطة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (احفظ عِفَاصَها ووِكاءها) قَالَ أَبُو عبيد: العِفَاص: هُوَ الوِعاء الَّذِي تكون فِيهِ النفَقة إِن كَانَ من جلد أَو خرقَة أَو غير ذَلِك، وَلِهَذَا سمّي الْجلد الَّذِي يُلْبَسَهُ رَأس القارورة العِفَاص، لِأَنَّهُ كالوعاء لَهَا. وَلَيْسَ هَذَا بالصِّمَام الَّذِي يُدخَل فِي فَم القارورة فَيكون سِدَاداً لَهَا. قَالَ: وَإِنَّمَا أمره بحفظه ليَكُون عَلامَة لصدق مَن يعترفها. وَقَالَ اللَّيْث: العِفَاص: صمَام القارورة، ثمَّ قَالَ: وعِفَاص الرَّاعِي: وعاؤه الَّذِي تكون فِيهِ النَّفَقَة. قلت: وَالْقَوْل مَا قَالَه أَبُو عبيد فِي العفاص: أَنه الْوِعَاء أَو الْجلْدَة الَّتِي تُلْبَس رأسَ القارورة حَتَّى تكون كالوعاء لَهَا. وَيُقَال: عَفَصْت القارورة عَفْصاً إِذا جعلت العِفَاص على رَأسهَا. فَإِن أردْت أَنَّك جعلت لَهَا عِفَاصاً قلتَ: أعفصتها. وثوب مُعَفَّص: مصبوغ بالعفْص، كَمَا قَالُوا: ثوب ممسّك بالمِسْك. وَيُقَال: هَذَا طَعَام عَفِص إِذا كَانَت فِيهِ بشاعة ومرارة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: المِعفاص من الْجَوَارِي: الزَّبَعْبَق النهايةُ فِي سُوء الخُلُق. قَالَ:

باب العين والصاد مع الباء

والمعقاص بِالْقَافِ شرّ مِنْهَا. العفْص: العَصْر والهَصْر. وعَفَصَت الدابّة: ثَنَت عُنقها. مَا زلت أطالِبه بحقّي حَتَّى عفص بِهِ واعتفصته مِنْهُ أَي أَخَذته مِنْهُ. وعَفَصها: جَامعهَا. صعف: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ أَبُو عبيد: أَخْبرنِي مُحَمَّد بن كثير أَن لأهل الْيمن شرابًا يُقَال لَهُ: الصعْف، وَهُوَ أَن يُشْدَخ العِنَب، ثمَّ يُلْقى فِي الأوعية حَتَّى يَغْلِي. قَالَ: وجُهَّالهم لَا يرونه خمرًا لمَكَان اسْمهَا. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَنه قَالَ: الصعْفَانُ: المولَع بشراب الصفع وَهُوَ العَصير. فصع: أَبُو الْعَبَّاس عَن أبي الْأَعرَابِي: فصَّع الرجل يفصّع تفصيعاً إِذا خرج مِنْهُ ريح منتِن وفَسْوة. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنه نهى عَن فَصْع الرُطَبة) ، قَالَ أَبُو عبيد: فَصْعها: أَن يُخرجهَا من قشرها، يُقَال: فصعها فَصْعاً، وَأَنا أفْصَعُها. وَقَالَ اللَّيْث: فصْعها: أَن تأخذها بإصبعك فتَعْصِرها حَتَّى تتقشّر. قَالَ: والفَصْعاء: الْفَأْرَة. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الفَصْعَانُ: المكشوف الرَّأْس أبدا حرارة والتهاباً. وَقَالَ غَيره: الفُصْعة: غُلْفة الصبيّ إِذا كشفها عَن ثُومة ذكره قبل أَن يُختن، وَقد فصعها الصبيّ إِذا نحّاها عَن الحَشَفَة. وروى ابْن الْفرج عَن حَتْرَش الْأَعرَابِي قَالَ: فصَّع كَذَا من كَذَا وفصّله مِنْهُ بِمَعْنى وَاحِد إِذا أخرجه مِنْهُ. افتصعت حقّي مِنْهُ أَي أَخَذته بقهر فَلم أترك مِنْهُ شَيْئا. صفع: الصَفْع: أَن يَبْسُط الرجل كفّه فَيضْرب بهَا قفا الإنسانِ أَو بدنَه، فَإِذا جمع كفّه وَقَبضهَا ثمَّ ضرب بهَا فَلَيْسَ بصَفْع، وَلَكِن يُقَال: ضربه بجُمْع كفّه. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الصَوْفَعة: هِيَ أَعلَى الكُمَّة والعِمامةِ. يُقَال: ضربه على صَوْفَعته إِذا ضربه هُنَالك. قَالَ: والصَفْع أَصله من الصَوْفَعة، والصوفعة مَعْرُوفَة. قَالَ الْأَزْهَرِي: السَفْع: اللطح بِالْيَدِ، فَإِذا بسط الضَّارِب يَده فَضرب بهَا الْقَفَا، فَهُوَ الصفع بالصَّاد. (بَاب الْعين وَالصَّاد مَعَ الْبَاء) (ع ص ب) عصب، صبع، صَعب، بصع، بَعْص: مستعملة. عصب: قَالَ الله جلّ وَعز: {هَاذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ} (هُود: 77) أَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس عَن سَلَمة عَن الفرّاء قَالَ: يَوْم عَصِيب، وَيَوْم عَصَبصَب أَي شَدِيد. قَالَ: وعَصَب فوه يَعْصِب عَصْباً إِذا ذَبّ ويبِس رِيقه، وفوه عاصب. وَأَخْبرنِي الحَرّانيّ عَن ابْن السكيتِ يُقَال: عصَب الريقُ بِفِيهِ يعصِب عَصْبَاً إِذا يبِس. وَقَالَ: عَصَب فَاه الرِّيق. وَقَالَ ابْن أَحْمَر: ... حَتَّى يعصِب الريقُ بالفم وَقَالَ الراجز: يعصب فَاه الرِيقُ أَي عَصْب عَصْب الجُبَاب بشفاه الوطْب الجُبَاب: شِبْه الزُبْد فِي ألبان الْإِبِل. وروى بعض المحدِّثين (أَن جِبْرِيل جَاءَ

يَوْم بدر على فرس أُنْثَى وَقد عصم بثنّيتيه الغبارُ) ، فَإِن لم يكن غَلطا من المحدِّث فَهِيَ لُغَة فِي عَصَب، وَالْبَاء وَالْمِيم يتعاقبان فِي حُرُوف كَثِيرَة، لقرب مخرجيهما، يُقَال ضَرْبَةُ لازبٍ ولازم، وسبّد رَأسه وسمَّده. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: رجل معصَّب أَي فَقير قد عصَّبه الْجهد، وَهُوَ من قَوْله جلّ وَعز: {يَوْمٌ عَصِيبٌ} (هُود: 77) . وَقَالَ بَعضهم: يَوْم عصيب أَي شَدِيد مَأْخُوذ من قَوْلك: عَصَبَ القومَ أمرٌ يعصِبهم عَصْباً إِذا ضمَّهم وَاشْتَدَّ عَلَيْهِم. وَقَالَ ابْن أَحْمَر: يَا قومِ مَا قومِي على نأيهم إِذْ عَصَب النَّاس شَمَال وقرّ وَقَوله: مَا قومِي على نأيهم تعجّب من كرمهم، وَقَالَ: نِعم الْقَوْم هم فِي المجاعة إِذْ عصب النَّاس شَمال أَي أطاف بهم وشملِهم بَرْدَها. وَيُقَال للرجل الجائع يشتدّ عَلَيْهِ سَخْفة الجُوع فيعصِّب بَطْنه بِحجر: مُعَصَّب. وَمِنْه قَوْله: فَفِي هَذَا فَنحْن لُيُوث حَرْب وَفِي هَذَا غيوث مُعَصَّبينَا وَقَالَ الأصمعيّ: العَصْب: غَيْم أَحْمَر يكون فِي الأفُق الغربيّ يظْهر فِي سِنِي الجَدْب. وَقَالَ الفرزدق: إِذا العَصْب أَمْسَى فِي السَّمَاء كَأَنَّهُ سَدَى أُرْجوان واستقلَّت عَبُورها أَبُو عُبيد عَن أبي عُبَيدة: المعصَّب: الَّذِي عصَّبته السِنُون أَي أكلت مَاله. وَقَالَ الله جلّ وَعز: {وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِى ضَلَالٍ مُّبِينٍ} (يُوسُف: 8) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو زيد: العُصْبة من العَشَرة إِلَى الْأَرْبَعين. وَقَالَ الْأَخْفَش: العُصْبة والعِصابة: جمَاعَة لَيْسَ لَهَا وَاحِد. وَذكر ابْن المظفّر فِي كِتَابه حَدِيثا: إِنَّه يكون فِي آخر الزَّمَان رجل يُقَال لَهُ: أَمِير العُصَب، فَوجدت تَصْدِيقه فِي حَدِيث حدّثنا بِهِ مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن الرماديّ عَن عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن أَيُّوب عَن ابْن سِيرِين عَن عُقْبة بن أَوْس عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ أَنه قَالَ: وجدت فِي بعض الْكتب يَوْم اليرموك: أَبُو بكر الصّديق أصبْتُم اسْمه. عمر الْفَارُوق قَرْن من حَدِيد أصبْتُم اسْمه. عُثْمَان ذُو النورين كِفيْلَن من الرَّحْمَة لِأَنَّهُ يُقتل مَظْلُوما، أصبْتُم اسْمه. قَالَ: ثمَّ يكون مَلِك الأَرْض المقدَّسة وَابْنه. قَالَ عُقبة: قلت لعبد الله سمّهما. قَالَ: مُعَاوِيَة وَابْنه. ثمَّ يكون سفَّاح، ثمَّ يكون مَنْصُور، ثمَّ يكون جَابر، ثمَّ مهديّ، ثمَّ يكون الْأمين، ثمَّ يكون سين وَسَلام يَعْنِي صلاحاً وعافية، ثمَّ يكون أَمِير العُصَب، سِتَّة مِنْهُم من ولد كَعْب بن لؤيّ وَرجل من قحطان كلهم صَالح لَا يُرَى مثله. قَالَ أَيُّوب: فَكَانَ ابْن سِيرِين إِذا حَدَّث بِهَذَا الحَدِيث قَالَ: يكون على النَّاس مُلُوك بأعمالهم. قلت: وَهَذَا حَدِيث عَجِيب وَإِسْنَاده صَحِيح وَالله أعلم بالغيوب. والعَصْب من برود الْيمن، مَعْرُوف. وَقَالَ اللَّيْث: سمّي عَصْباً لِأَن غَزْله يُعصَب، ثمَّ يُصبغ ثمَّ يحاك، وَلَيْسَ من برود الرقْم.

وَلَا يجمع، يُقَال: بُرْد عَصْب وبرود عَصْب لِأَنَّهُ مُضَاف إِلَى الْفِعْل. وَرُبمَا اكتفَوا بِأَن يُقَال: عَلَيْهِ العَصْب لِأَن البُرْد عُرِف بذلك الِاسْم. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: العصَّاب: الغزّال. وَقَالَ رؤبة: طيّ القَسَاميّ بُرودَ العَصَّاب قَالَ: والقَسَاميّ: الَّذِي يَطْوي الثِّيَاب فِي أول طَيّها حَتَّى تُكسّر على طيّها. قلت: وَقَول أبي عَمْرو يحقّق مَا قَالَه اللَّيْث من عَصْب الغَزْل وصَبْغه. وَرُوِيَ عَن الحجّاج بن يُوسُف أَنه خطب النَّاس بِالْكُوفَةِ فَقَالَ: لأَعْصِبَنَّكم عَصْب السَّلَمة. قلت: والسَّلَمة شَجَرَة من الغَضَى ذَات شوك، وورقها القَرَظ الَّذِي يُدبغ بِهِ الأَدَم، ويعسُر خَرْط وَرقهَا لِكَثْرَة شَوْكهَا. ويَعْصِب الخابط أَغْصَانهَا بحَبْل ثمَّ يَهْصِرها إِلَيْهِ ويخبِطها بعصاه فيتناثر وَرقهَا للماشية وَلمن أَرَادَ جمعه. وعَصْبُها: جمع أَغْصَانهَا بِحَبل تُمدّ بِهِ وتُشَدّ شدّاً شَدِيدا. وأصل العَصْب اللَيّ، وَمِنْه عَصْب التَيْس وَهُوَ أَن يُشدّ خُصْياه شدّاً شَدِيدا حَتَّى تَنْدُرَا من غير أَن تنتزعا نزعاً، أَو تُسَلاّ سلاًّ. يُقَال: عَصبْتُ التيس أعصِبه فَهُوَ معصوب. قَالَ ذَلِك أَبُو زيد فِيمَا رَوى عَنهُ أَبُو عبيد. وَمن أَمْثَال الْعَرَب: فلَان لَا تُعْصَب سَلَماته يضْرب مثلا للرجل الْعَزِيز الشَّديد الَّذِي لَا يُقهر وَلَا يُستذَلّ. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: وَلَا سَلَماتي فِي بَجِيلة تُعْصَبُ أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: العَصُوب: الَّتِي لَا تَدِرّ حَتَّى يُعْصَب فخذاها بِحَبل، وَذَلِكَ الْحَبل يُقَال لَهُ: العِصَاب. وَقد عصبها الحالب عَصْباً وعِصَاباً. وَقَالَ الشَّاعِر: فَإِن صَعُبَتْ عَلَيْكُم فاعصِبوها عِصَاباً تَستدرّ بِهِ شَدِيدا وَقَالَ أَبُو زيد: العَصُوب: النَّاقة الَّتِي لَا تَدِرّ حَتَّى يُعْصَب أداني مَنْخِرَيها بخَيط ثمَّ تُثَوَّر وَلَا تُحلّ حَتَّى تُحلب. وَأما عَصَبة الرجل فهم أولياؤه الذُكور من ورثته، سُمُّوا عَصَبة لأَنهم عَصَبوا بنسبه أَي استكَفُّوا بِهِ، فالأب طَرَف وَالِابْن طَرَف والعَمّ جَانب وَالْأَخ جَانب، وَالْعرب تسمّي قَرَابَات الرجل أَطْرَافه، ولمّا أحاطت بِهِ هَذِه الْقرَابَات وعَصَبتْ بنسبه سُمّوا عَصَبة. وكل شَيْء اسْتَدَارَ بِشَيْء فقد عَصَب بِهِ. والعمائم يُقَال لَهَا: العصائب، واحدتها عِصَابة، من هَذَا. وأمَّا العَصَبة فَلم أسمع لَهُم بِوَاحِد. وَالْقِيَاس أَن يكون عاصباً؛ مثل طَالب وطَلَبة وظالم وظلَمة. وَيُقَال أَيْضا: عَصَبت الإبلُ بِعَطَنها إِذا استكفَّت بِهِ؛ قَالَ أَبُو النَّجْم: إِذْ عَصَبت بالعَطَن المغربَل يَعْنِي المدقَّق ترابُه. وَيُقَال: عَصَب الرجلُ بيتَه أَي أَقَامَ فِي بَيته لَا يبرحه، لَازِما لَهُ. وَيُقَال: عَصَب القَيْن صَدْع الزجاجة بضبَّة من فضَّة إِذا لأمها بهَا مُحِيطَة بِهِ. والضبَّة عِصَابة للصَّدْع. والعَصَبيَّة: أَن يَدْعُو الرجل إِلَى نُصْرة عَصَبته والتألُّب مَعَهم على من يناوئهم، ظالمين كَانُوا أَو مظلومين. وَقد تعصَّبوا عَلَيْهِم إِذا تجمّعوا. واعصوصب القومُ إِذا اجْتَمعُوا. فَإِذا تجمّعوا على فريق آخَرين قيل: تعصَّبوا.

وقرأت بخطّ شمر أَن الزبير بن العوّام لمّا أقبل نَحْو الْبَصْرَة سُئِلَ عَن وَجهه فَقَالَ: عَلِقتهم إِنِّي خلِقتُ عُصْبَهْ قَتَادةً تعلَّقت بنُشبَهْ قَالَ شمر: وَبَلغنِي أَن بعض الْعَرَب قَالَ: غلبتهم إِنِّي خُلِقتُ نُشْبَهْ قَتَادَة ملوِيَّة بعُصْبَهْ قَالَ: والعُصْبة نَبَات يتلوّى على الشّجر، وَهُوَ اللَّبْلاب. والنُشْبة من الرِّجَال: الَّذِي إِذا عبِث بِشَيْء لم يكد يُفَارِقهُ. وَأنْشد لكثيّر: باديَ الرّبع والمعارف مِنْهَا غير رَبْع كعُصْبة الأغيال وروى غَيره عَن ابْن الْأَعرَابِي عَن أبي الجرّاح أَنه قَالَ: العُصْبة: هَنَة تُلَفّ على القَتَادة لَا تُنزع عَنْهَا إلاّ بعد جَهد، وَأنْشد: تلبَّس حُبُّها بدمي ولحمي تلبُّسَ عُصْبة بِفُرُوع ضَالِ وَيُقَال للرجل إِذا كَانَ شَدِيد أسْرِ الخَلْق غير مسترخِي اللَّحْم: إِنَّه لمعصوب مَا حُفْضِج. وَقَالَ ابْن السّكيت: العَصَب عَصَب الْإِنْسَان والدابَّة، قَالَ: وَحكى لي الكلابيّ: ذَاك رجل من عَصَب الْقَوْم أَي من خيارهم، ونحوَ ذَلِك قَالَ ابْن الْأَعرَابِي. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس عَنهُ: العَصُوب الْمَرْأَة الرسحاء، وروى أَبُو نصر عَن الْأَصْمَعِي والأثرمُ عَن أبي عُبَيْدَة أَنَّهُمَا قَالَا: هِيَ العَصُوب والرسحاء والمَسْحاء والرصعاء والمصواء والمزلاق والمزلاج والمِنْداص. وَقَالَ اللَّيْث: العَصَب: أطناب المفاصل الَّتِي تلائم بَينهَا وتشدُّها وَلَيْسَ بالعَقَب. وَلحم عَصِب: صُلْب شَدِيد. وَيُقَال للرجل الَّذِي سوّده قومه: قد عصَّبوه فَهُوَ معصَّب؛ وَقد تعصّب. وَمِنْه قَول المخبَّل فِي الزبْرِقان: رَأَيْتُك هربَّتِ العِمَامة بَعْدَمَا أَرَاك زَمَانا حاسراً لما تُعَصَّبِ وَهَذَا مَأْخُوذ من العِصَابة وَهِي العِمَامة وَكَانَت التيجان للملوك، والعمائم الْحمر للسادة من الْعَرَب. وَرجل معصَّب ومعمَّم: أَي مسوَّد. وَقَالَ عَمْرو بن كُلْثوم: وَسيد معشر قد عصَّبوه بتاج المُلْك يَحْمى المُحْجَرينا فَجعل الملِك معصَّباً أَيْضا لِأَن التَّاج أحَاط بِرَأْسِهِ كالعِصابة الَّتِي عَصَبت بِرَأْس لَابسهَا. والعِصابة تقع على الْجَمَاعَة من النَّاس وَالطير وَالْخَيْل. وَمِنْه قَول النَّابِغَة: عصائب طير تهتدي بعصائب وَيُقَال: اعتصب التاجُ على رَأسه إِذا استكَفَّ بِهِ. وَمِنْه قَول قيس ذِي الرُّقيات: يعتصب التاجُ فَوق مَفْرِقه على جبين كَأَنَّهُ الذَّهَب وكلّ مَا عُصِب بِهِ كَسْر أَو قرح من خرقَة أَو خَبِيبة فَهُوَ عِصاب لَهُ. وَيُقَال لأمعاء الشَّاء إِذا طُوِيت وجمعت ثمَّ جُعلت فِي حَوِيَّة من حوايا بَطنهَا: عُصُب واحِدُها عَصِيب. والعصائب: الرِّيَاح الَّتِي تعصب الشّجر

فتدرج فِيهِ؛ قَالَ الأخطل: مطاعيم تعذُو بالعَبِيط جِفانُهم إِذا القُرّ ألوت بالعِصَاه عصائبُهُ وعَصِبت الفِصالُ الإبلَ: تقدَّمتها. والمعصوب: الْكتاب المطويّ. وَقَالَ: أَتَانِي عَن أبي هَرِم وَعِيد ومعصوبٌ تخُبّ بِهِ الرِّكابُ صَعب: يُقَال: عَقَبة صَعْبة إِذا كَانَت شاقَّة. وجَمَل مُصْعَب إِذا لم يكن منوَّقاً وَكَانَ محرَّم الظّهْر، وجمال مصاعب ومصاعيب. وَيُقَال: أصعَبْتُ الْأَمر إِذا ألفيته صَعْباً. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: لَا يُصْعِب الْأَمر إِلَّا رَيْث يَرْكبه وَلَا تَعَرّبُ إلاّ حوله العَرَبُ وَيُقَال: صَعُب الْأَمر يَصْعُب صُعُوبة فَهُوَ صَعْب. وَيُقَال: أَخذ فلَان بَكْراً من الْإِبِل ليقتضبه فاستصعب عَلَيْهِ استصعاباً. وَقد استصعبته أَنا إِذا وجدته صَعْباً. وَقَالَ ابْن السّكيت: المصعَب: الفَحْل الَّذِي يودَّع من الرّكُوب وَالْعَمَل، للفِحْلة. قَالَ: والمصعَب: الَّذِي لم يمسسه حَبْل وَلم يُركب. قَالَ: والقَرْم: الْفَحْل الَّذِي يُقْرم أَي يودَّع ويُعفى من الرّكُوب، وَهُوَ المُقْرَم والقريع والفَنِيق. وصَعْب من أَسمَاء الرِّجَال. وَجمع الصَّعْب صِعَاب. صبع: أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: صَبَعت بِالرجلِ وصبعت عَلَيْهِ أصْبَع صَبْعاً إِذا اغتبْتَه. وصبعت فلَانا على فلَان: دللته. وصبعت الْإِنَاء إِذا كَانَ فِيهِ شراب فقابلتَ بَين إصبعيك ثمَّ أرْسلت مَا فِيهِ فِي شَيْء آخر. قلت: وصَبْع الْإِنَاء أَن يُرسل الشَّرَاب الَّذِي فِيهِ من طَرَفي الإبهامين أَو السبَّابتين لِئَلَّا ينتشر فيندفق. قلت: وَهَذَا كُله مَأْخُوذ من الإصبع؛ لِأَن الْإِنْسَان إِذا اغتاب إنْسَانا أَشَارَ إِلَيْهِ بالإصبع. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: رجل مصبوع إِذا كَانَ متكبّراً. قَالَ: والصَبْع: الكِبْر التامّ. والإصبع: وَاحِدَة الْأَصَابِع. وفيهَا ثَلَاث لُغَات حَكَاهَا أَبُو عبيد عَن الكسائيّ قَالَ: هِيَ الإصْبَع وَالإصْبِع واللأُصْبُع. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه دمِيتْ إصبعُه فِي حفر الخَنْدَق فَقَالَ: هَل أَنْت إِلَّا إصبِع دَمِيتِ وَفِي سَبِيل الله مَا لقِيتِ وَإِن ذكَّر مذكِّر الإصبع جَازَ لَهُ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِيهَا عَلامَة التَّأْنِيث. والإصبع: الْأَثر الحسَن. يُقَال: فلَان من الله عَلَيْهِ إِصْبَع حَسَنة. وَإِنَّمَا قيل للأثَر الْحسن: إِصْبَع لإشارة النَّاس إِلَيْهِ بالإصبع. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: إِنَّه لحسن الإصبع فِي مَاله، وحَسَن المَسّ فِي مالِه أَي حسن الْأَثر. وَأنْشد: أوردهَا رَاع مَرِيء الإصبع لم تَنْتَشِر عَنهُ وَلم تَصَدّعِ وَفُلَان مُغِلّ الإصبع إِذا كَانَ خائناً. وَقَالَ الشَّاعِر: حدّثتَ نَفسك بِالْوَفَاءِ وَلم تكن للغدر خَائِنَة مُغِلّ الإصبع وَقيل: إِصْبَع: اسْم جبل بِعَيْنِه. بَعْص: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ:

باب العين والصاد مع الميم

البَعْص: نحافة الْبدن ودِقَّته. قَالَ: أَصله دُودة يُقَال لَهَا: البُعْصُوصة. قَالَ: وسَبٌّ للجواري: يَا بُعْصُوصة كُفّي، وَيَا وَجه الكُبَع: سمك بحري وَحِشُ المَرآة. وَقَالَ اللَّيْث: البُعصوصة: دوَيْبَّة صَغِيرَة لَهَا بريق من بياضها. وَيُقَال للصبيَّة يَا بُعصوصة لصِغَر جُثَّتها وضعفها. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ يُقَال للحيَّة إِذا ضُرِبت فلوَتْ ذَنَبها: هِيَ تَبعْصَصُ أَي تتلوَّى. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي أَيْضا: يُقَال للجُويرية الضاويَّة: البُعصوصة والعِنْفِص والبطيّطة الحطِّيطة. بصع: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: البَصْع: الجَمْع. وَمِنْه قَوْلهم فِي التَّأْكِيد: جَاءَ الْقَوْم أَجْمَعُونَ أكتعون أبصعون إِنَّمَا هُوَ شَيْء يَجمع الْأَجْزَاء. قَالَ: وَقَالَ الفرّاء: يَقُولُونَ: أَجْمَعُونَ أكتعون أبصعون، وَلَا يَقُولُونَ: أبصعون حَتَّى يتقدّمه أكتعون. وَسمعت المنذريّ يَقُول: سَمِعت أَبَا الْهَيْثَم يَقُول: الْكَلِمَة توَكَّد بِثَلَاثَة تواكيد. يَقُولُونَ: جَاءَ الْقَوْم أكتعون أبثعون أبصعون بالصَّاد؛ كَمَا قَالَ ابْن الْأَعرَابِي والفرّاء. وَقَالَ: أبثعون بالثاء وَالصَّوَاب: أبتعون بِالتَّاءِ، وظننت أَن المنذريّ لم يضبِطه عَن أبي الْهَيْثَم ضبطاً حسنا. وَقَالَ ابْن هانىء وَغَيره من النَّحْوِيين: أَخَذته أجمع أبتع وَأجْمع أبصع بِالتَّاءِ وَالصَّاد. وَقَالَ اللَّيْث: البَصْع: الخَرْق الضيِّق الَّذِي لَا يكَاد يَنفُذ فِيهِ المَاء. تَقول: بَصُع يبصُع بَصَاعة. قَالَ: وَيُقَال: تبصّع العَرَق من الجَسَد إِذا نبع من أصُول الشَّعَر قَلِيلا قَلِيلا. قلت: ورَوَى ابْن دُرَيْد بَيت أبي ذُؤَيْب: إلاّ الحَمِيم فَإِنَّهُ يتبصّع بالصَّاد أَي يسيل قَلِيلا قَلِيلا. قلت: ورَوَى الثِّقَات هَذَا الْحَرْف: يتبضّع الشَّيْء بالضاد إِذا سَالَ، هَكَذَا أَقْرَأَنِيهِ الإياديّ عَن شمر لأبي عُبيد، وَهَكَذَا رَوَاهُ الروَاة فِي شعر أبي ذُؤَيْب، وَابْن دُريد أَخذ هَذَا من (كتاب ابْن المظفّر) فمرّ على التَّصْحِيف الَّذِي صحَّفه. (بَاب الْعين وَالصَّاد مَعَ الْمِيم) (ع ص م) عصم، عمص، معص، مصع، صمع: مستعملة. عصم: قَالَ الله جلّ وَعز: {لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ} (هود: 43) قَالَ الفرّاء: (مَنْ) فِي مَوضِع نصب، لِأَن الْمَعْصُوم خلاف العاصم والمرحوم مَعْصُوم، فَكَانَ نَصبه بِمَنْزِلَة قَوْله: {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ} (النِّسَاء: 157) . قَالَ الفرَّاء: وَلَو جعلت عَاصِمًا فِي تَأْوِيل مَعْصُوم أَي لَا مَعْصُوم الْيَوْم من أَمر الله جَازَ رفع (مَن) . قَالَ: وَلَا تنكرنّ أَن يخرج الْمَفْعُول على الْفَاعِل، أَلا ترى إِلَى قَوْله جلّ وعزَّ: {خُلِقَ خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ} (الطارق: 6) مَعْنَاهُ وَالله أعلم: مدفوق. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس أَنه قَالَ: قَالَ الْأَخْفَش فِي قَوْله: {لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ} (هود: 43) يجوز أَن يكون: لَا ذَا عاصمةٍ أَي لَا مَعْصُوم، وَيكون {إِلَّا من رحم

رفعا بَدَلا من لَا عَاصِم. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: وَهَذَا خَلْف من الْكَلَام، لَا يكون الْفَاعِل فِي تَأْوِيل الْمَفْعُول إِلَّا شاذّاً فِي كَلَامهم، والمرحوم مَعْصُوم وَالْأول عَاصِم. و (مَنْ) نَصْب باستثناء الْمُنْقَطع. وَهَذَا الَّذِي قَالَه الْأَخْفَش يجوز فِي الشذوذ الَّذِي لَا ينقاس. وَقَالَ الزجَّاج فِي قَوْله تَعَالَى: {قَالَ سَآوِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِى مِنَ الْمَآءِ} (هود: 43) أَي يَمْنعنِي من المَاء. وَالْمعْنَى: من تغريق المَاء. قَالَ: (لَا عَاصِم الْيَوْم من أَمر الله إِلَّا من رحم) هَذَا اسْتثِْنَاء لَيْسَ من الأول وَمَوْضِع (من) نَصْب، الْمَعْنى: لَكِن من رحم اللَّهُ فَإِنَّهُ مَعْصُوم. قَالَ: وَقَالُوا: يجوز أَن يكون عَاصِم فِي معنى مَعْصُوم، وَيكون معنى {لَا عَاصِم: لَا ذَا عصمَة، وَتَكون (مَنْ) فِي مَوضِع رفع، وَيكون الْمَعْنى: لَا مَعْصُوم إِلَّا المرحوم. قلت: والحُذَّاق من النَّحْوِيين اتّفقوا على أَن قَوْله: لَا عَاصِم بِمَعْنى لَا مَانع، وَأَنه فَاعل لَا مفعول، وَأَن (مَنْ) نصب على الِانْقِطَاع. والعِصْمة فِي كَلَام الْعَرَب: المَنْع. وعِصْمة الله عبدَه: أَن يعصمه ممَّا يُوبِقه. واعتصم فلَان بِاللَّه إِذا امْتنع بِهِ. واستعصم إِذا امْتنع وأبى، قَالَ الله تَعَالَى حِكَايَة عَن امْرَأَة الْعَزِيز فِي أَمر يُوسُف حِين راودته عَن نَفسه::ُ: ِفَاسَتَعْصَمَ} (يُوسُف: 32) أَي تأبّى عَلَيْهَا وَلم يجبها إِلَى مَا طَلَبت. قلت: وَالْعرب تَقول: أعصمت بِمَعْنى اعتصمت. وَمِنْه قَول أوْس بن حَجَر: فأشرط فِيهَا نَفسه وَهُوَ مُعْصِم وَألقى بأسبابٍ لَهُ وتوكّلا أَي وَهُوَ معتصم بالحبل الَّذِي دَلاّه. وَيُقَال للراكب إِذا تقحَّم بِهِ بَعيرٌ صَعْب فامتسَك بواسط رَحْله أَو بقَرَبوس سَرْجه لِئَلَّا يُصرَع: قد أعْصَم فَهُوَ مُعْصِم. وَقَالَ الراجز: أَقُول والناقةُ بِي تَقَحَّمُ وَأَنا مِنْهَا مُكْلئزّ مُعْصِم وروى أَبُو عُبيد عَن أبي عَمْرو: أعصم الرجل بِصَاحِبِهِ إعصاماً إِذا لزِمه، وَكَذَلِكَ أخلد بِهِ إخلاداً. وَقَالَ ابْن المظفر: أعصم إِذا لَجأ إِلَى الشَّيْء وأعصم بِهِ. وَقَول الله: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ} (آل عمرَان: 103) أَي تمسَّكوا بِعَهْد الله. وَكَذَلِكَ قَوْله: {وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ} (آل عمرَان: 101) أَي من يتمسَّك بحبله وَعَهده. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه ذكر النِّسَاء المختالات المتبرِّجات فَقَالَ: (لَا يدْخل الجنَّة مِنْهُنَّ إلاّ مِثْلُ الْغُرَاب الأعصم) . قَالَ أَبُو عبيد: الْغُرَاب الأعصم: هُوَ الْأَبْيَض الْيَدَيْنِ. وَمِنْه قيل للوُعُول: عُصْم، وَالْأُنْثَى منهنّ عَصْماء وَالذكر أعصم، لبياض فِي أيديها. قَالَ: وَهَذَا الْوَصْف فِي الْغرْبَان عَزِيز لَا يكَاد يُوجد، وَإِنَّمَا أرجلها حُمْر. قَالَ: وأمَّا هَذَا الْأَبْيَض الظهرِ والبطن فَهُوَ الأبقع، وَذَلِكَ كثير، قَالَ: فَيرى أَن معنى الحَدِيث: أَن من يدْخل الجنَّة من النِّسَاء قَلِيل كقِلَّة الغِربان العُصْم عِنْد الغِربان السُود والبُقْع. قلت: وَقد ذكر ابْن قُتَيْبَة

هَذَا الحَدِيث فِيمَا رَدَّ على أبي عُبَيد، وَقَالَ: اضْطربَ قولُ أبي عبيد، لِأَنَّهُ زعم أَن الأعصم هُوَ الْأَبْيَض الْيَدَيْنِ، ثمَّ قَالَ: وَهَذَا الْوَصْف فِي الغِربان عَزِيز لَا يكَاد يُوجد وَإِنَّمَا أرجلها حمر، فَذكر مرّة الْيَدَيْنِ ومرّة الأرجل. قلت: وَقد جَاءَ الْحَرْف مفسَّراً فِي خبر أظنّ إِسْنَاده صَالحا، حدّثنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق قَالَ: حَدثنَا الرماديّ حدَّثنا الْأسود ابْن عَامر حدّثنا حمَّاد بن سَلَمة عَن أبي جَعْفَر الخَطْمِيّ عَن عُمَارة بن خُزيمة قَالَ: بَينا نَحن مَعَ عَمْرو بن الْعَاصِ فَعدل وعدلنا مَعَه حَتَّى دَخَلنَا شِعْباً، فَإِذا نَحن بِغربان وفيهَا غراب أعصم أَحْمَر المنقار وَالرّجلَيْنِ، فَقَالَ عَمْرو: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَا يدْخل الجنَّة من النِّسَاء إلاَّ قَدْرُ هَذَا الْغُرَاب فِي هَؤُلَاءِ الْغرْبَان قلت فقد بَان فِي هَذَا الحَدِيث أَن معنى قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إلاّ مثل الْغُرَاب الأعصم) أَنه أَرَادَ الْأَحْمَر الرجلَيْن لقلّته فِي الْغرْبَان، لِأَن أَكثر الْغرْبَان السُود والبُقْع. ورُوي عَن ابْن شُمَيْل أَنه قَالَ: الْغُرَاب الأعصم: الْأَبْيَض الجناحين. وَالصَّوَاب مَا جَاءَ فِي الحَدِيث المفسَّر. وَالْعرب تجْعَل الْبيَاض حمرَة فَيَقُولُونَ للْمَرْأَة الْبَيْضَاء اللَّوْن: حَمْرَاء، وَلذَلِك قيل للأعاجم: حُمْر لغَلَبَة الْبيَاض على ألوانهم. وأمَّا الأعصم من الظباء والوُعُول فَهُوَ الَّذِي فِي ذِرَاعَيْهِ بَيَاض، قَالَه الأصمعيّ وَغَيره. وأمَّا العُصْمة فِي الْخَيل فَإِن أَبَا عُبيدة قَالَ: إِذا كَانَ الْبيَاض بيدَيْهِ دون رجلَيْهِ فَهُوَ أعصم، فَإِذا كَانَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ دون الْأُخْرَى قيل: أعصم الْيُمْنَى أَو اليُسرى. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الأعصم: الَّذِي يُصِيب البياضُ إِحْدَى يَدَيْهِ فَوق الرُسْغ. وَقَالَ الأصمعيّ: إِذا ابيضَّت الْيَد فَهُوَ أعصم. وَقَالَ ابْن المظفَّر: العُصْمة: بَيَاض فِي الرُّسْغ. قَالَ: والأعصم: الوَعِل، وعُصْمته: بَيَاض شِبْه زَمَعة الشَّاة فِي رجل الوَعِل فِي مَوضِع الزَّمَعة من الشَّاء. قَالَ: وَيُقَال للغراب: إِذا كَانَ ذَلِك مِنْهُ أَبيض، وقلَّما وجد فِي الْغرْبَان كَذَلِك. قلت: وَهُوَ الَّذِي قَالَه اللَّيْث فِي نعت الوَعِل أَنه شِبْه الزَمَعة تكون فِي الشَّاء مُحال، إِنَّمَا عُصْمة الأوعال بَيَاض فِي أذرعها لَا فِي أوظفتها، والزَمَعة إِنَّمَا تكون فِي الأوظفة. وَالَّذِي يغيّره اللَّيْث من تَفْسِير الْحُرُوف أَكثر مِمَّا يغيّره من صُوَرها، فَكُن على حذَر من تَفْسِيره؛ كَمَا تكون على حَذَر من تصحيفه. وَقَالَ اللَّيْث: أعصام الْكلاب: عَذَباتها الَّتِي فِي أعناقها، الْوَاحِدَة عَصَمة، وَيُقَال: عِصَام، قَالَ لبيد: خُضْعا دواجنَ قَافِلًا أعصامُها وَقَالَ أَبُو عبيد: العِصَام: رِبَاط القِرْبة. قَالَ: وَقَالَ الْكسَائي: أعصمْتُ الْقرْبَة إِذا شددتها بالوِكَاء. قلت: وَالْمَحْفُوظ من الْعَرَب فِي عُصُم المَزَاد أَنَّهَا الحِبَال الَّتِي تُنْشَب فِي خُرَب الروايا وتُشدّ بهَا إِذا عُكِمت على ظهر الْبَعِير، ثمَّ يُرَوَّى عَلَيْهَا بالرِّوَاء، وَالْوَاحد عِصَام. فأمَّا الوِكاء فَهُوَ الشَرِيط الدَّقِيق أَو السَيْر الوثيق يُوكَى بِهِ فمُ القِرْبة والمَزَادة. وَهَذَا كلّه صَحِيح لَا ارتياب فِيهِ. وَقَالَ اللَّيْث: عِصام الدَلْو:

كلّ حَبْل يعصَم بِهِ شَيْء فَهُوَ عِصامه. قَالَ: والعُصُم: طرائق طَرَف المزادة عِنْد الكُلْية، وَالْوَاحد عِصام. قلت: وَهَذَا من أغاليط اللَّيْث وغُدَده. وَقَالَ اللَّيْث: العِصام: مُسْتدَقّ طرف الذَنَب والجميع الأَعْصِمة. وَوجدت لِابْنِ شُمَيل قَالَ: الذَنَب بهُلْبه وعَسِيبه يُسمى العِصَام بالصَّاد. قلت: وَقد قَالَ اللَّيْث فِيمَا تقدَّم من بَاب الْعين وَالضَّاد: العضام: عَسِيب الْبَعِير وَهُوَ ذَنَبه العَظْم لَا الهُلْب. قَالَ: وَالْعدَد الْقَلِيل أعضمة والجميع العُضُم. قلت: وَقَالَ غَيره: فِيهَا لُغَتَانِ بالضاد وَالصَّاد، وَالله أعلم. وَأما مِعْصما الْمَرْأَة فهما موضعا السوَارين من ساعديها. وَمِنْه قَول الْأَعْشَى: فأرتْك كفّاً فِي الخِضَا ب ومِعْصَماً مِلْءَ الجِبارة وَيُقَال: هَذَا طَعَام يَعْصِم أَي يمْنَع من الْجُوع. وروى أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ قَالَ: العَصِيم: بقيَّة كل شَيْء وأثره، من القِطران والخِضاب وَنَحْوه. وَأنْشد الأصمعيّ: يصفرّ لليُبْس اصفرار الوَرْسِ من عَرَق النَضْح عَصِيمُ الدَرْس قَالَ: وسمعتُ امْرَأَة من الْعَرَب تَقول لأخرى: أعطيني عُصُم حِنّائك. تَعْنِي مَا بَقِي مِنْهُ بعد مَا اختضَبَت بِهِ. وَقَالَ ابْن المظفر: العَصيم: الصَدَأ من العَرَق والهِنَاء والدرَز والوسخ وَالْبَوْل إِذا يبس على فَخذ النَّاقة حَتَّى يبْقى كالطريق خُثُورة. وَأنْشد: وأضحى عَن مواسمهم قَتِيلا بلَبَّته سرائحُ كالعَصِيم وَقَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: العُصْم: أثر كل شَيْء من وَرْس أَو زعفران وَنَحْوه. وَقَالَ اللَّيْث: عِصَاما المِحْمَل: شِكاله وقَيْده الَّذِي يُشَدّ فِي طَرَف العارضين فِي أعلاهما. قلت: عِصَاما الْمحمل كعِصَامي المزادتين. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العَيْصُوم من النِّسَاء: الْكَثِيرَة الْأكل الطَّوِيلَة النّوم المُدَمدِمة إِذا انتبهَت. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: رجل عَيْصوم وعَيْصام إِذا كَانَ أكولاً. وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: أُرجدَ رأسُ شَيْخَةٍ عيصوم وروى بَعضهم عَن المؤرّج أَنه قَالَ: العِصَام: الكُحْل فِي بعض اللُّغَات، وَقد اعتصمت الجاريةُ إِذا اكتحلتْ. قلت: وَلَا أعرف رِوَايَته عَن المؤرّج. فَإِن صحَّت الرِّوَايَة عَنهُ فَهُوَ ثِقَة مَأْمُون. والعَصِيم: شعر أسود ينْبت تَحت الوَبَر. والمُعْصَم: الجِلْد الَّذِي يجِفُّ بِشعرِهِ وَلم يُعطن لِأَنَّهُ أُعصم أَي أُلزم شعره. يُقَال: أعصمْنا الإهابَ وإهاب عَصِيم وأُهُب عُصُم، وَذَلِكَ من أَجود الأساقي. ودفَعته إِلَيْهِ بعُصْمته أَي برُمَّته. والعَنْز تسمَّى مِعْصَماً لبياض فِي كُرَاع يَدهَا. قَالَ أَحْمد بن يحيى: الْعَرَب تسمي الخُبْز عَاصِمًا وجابراً وَأنْشد: فَلَا تلوميني ولومي جَابِرا فجابر كلَّفني الهواجرا ويسمّونه عَامِرًا. وَأنْشد:

أَبُو مَالك يعتادني فِي الظهائرِ يَجِيء فيُلقِي رَحْله عِنْد عَامر أَبُو مَالك: الْجُوع ... وَفِي الحَدِيث أَن جبريلج جَاءَ على فرس أُنْثَى يَوْم بَدْر وَقد عَصَم بثنِيَّته الغُبارُ. قَالَ القُتَيْبِي: صَوَابه: عَصَب أَي يبِس الْغُبَار عَلَيْهَا. وَقَالَ غَيره: يُقَال: عَصَب الرِّيق بِفِيهِ وعَصَم، وَالْبَاء وَالْمِيم يتعاقبان فِي كثير من الْحُرُوف. عمص: قَالَ ابْن المظفر: عَمَصْت العامص والآمص وَهُوَ الخاميز. وَبَعْضهمْ يَقُول: عَاميص. قلت: العامص مُعرب. وَقد روى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: العَمِص: المولَع بِأَكْل العامص وَهُوَ الهُلاَم. معص: أَخْبرنِي المنذريّ عَن أَحْمد بن يحيى عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: إِذا أَكثر الرجل من الْمَشْي مَعِص أَي اشْتَكَى رجلَيْهِ من كَثْرَة المَشْي، وَبِه مَعَص. وَقَالَ النَّضر: المَعَص: أَن يمتلىء العَصَب من بَاطِن فينتفخَ مَعَ وجع شَدِيد. قَالَ: والمَعَص والعَضَد والبَدَل وَاحِد. وَقَالَ اللَّيْث: المَعَص شِبْه الخَلَج، وَهُوَ دَاء فِي الرِجْل. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: المَعَص والمَأَص: بِيض الْإِبِل وكرائمها. قَالَ: والمعِص: الَّذِي يقتني المَعَص من الْإِبِل وَهِي البِيض. وَأنْشد: أَنْت وهبت هَجْمة جُرجُورا سُوداً وبِيضاً مَعَصاً خُبُورا قلت: وَغير ابْن الْأَعرَابِي يَقُول: هِيَ المَغَص بالغين للبيض من الْإِبِل. وهما لُغَتَانِ. وروى ابْن الْفرج عَن أبي سعيد: فِي بطن الرجل مَعَص ومَغَص وَقد مَعِص ومغِص قَالَ: وتمعَّص بَطْني وتمغَّص أَي أوجعني. صمع: أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: الْفُؤَاد الأصمع والرأي الأصمع: العازم الذكيّ. قَالَ: والبُهْمَى أوّلُ مَا يَبْدُو مِنْهَا البارض، فَإِذا تحرّك قَلِيلا فَهُوَ جَمِيم، فَإِذا ارْتَفع وتمّ قبل أَن يتفقّأ فَهُوَ الصَمْعاء. وَأنْشد: رعت بارض البُهْمَى جَمِيماً وبُسْرة وصَمْعاء حتّى آنفتها نِصالُها والصَّمَع فِي الكعوب: لطافتها واستواؤها. وقناة صمعاء الكعوب إِذا لطُفت عُقَدها واكتنز جوفُها. وقوائم الثور الوحشيّ تكون صُمْع الكعوب لَيْسَ فِيهَا نُتُوء وَلَا جَفاء. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: وساقان كعباهما أصمعا ن لحمُ حَمَاتَيهما مُنْبَتر أَرَادَ بالأصمع: الضامر الَّذِي لَيْسَ بمنتفخ والحَمَاة: عَضَلة السَّاق. وَالْعرب تسْتَحب انبتارها وتزَيّمها وضمورها. وَقَوله: صُمْعُ الكعوب بريئاتٍ من الْحَرَد عَنى بهَا القوائم والمَفْصِل أَنَّهَا ضامرة لَيست بمنتفخة. وَرجل أصمع الْقلب إِذا كَانَ حادّ الفِطْنة. وَيُقَال لنبات البُهْمَى: صمعاء لضموره، يُقَال ذَلِك قبل أَن تتفقَّا. والريش الأصمع: اللَّطِيف العَسيبِ، ويُجمَع صُمْعاناً. وَيُقَال: تصمَّع رِيش السَهْم إِذا رُمي بِهِ رَمْية فتلطَّخ بِالدَّمِ وانضمّ. وَمِنْه قَول أبي ذُؤَيْب:

فرمَى فأنفذ من نَحُوصٍ عائط سَهْما فخرّ وريشُه متصمّع أَي مجتمِع من الدَّم. ورَوَى أَبُو حَمْزَة عَن ابْن عبّاس أَنه سُئِلَ عَن الصمعاء يجوز أَن يضحّى بهَا، فَقَالَ: لَا بَأْس. قلت: والصمعاء: الشَّاة اللطيفة الأُذُنِ الَّتِي لَصِق أذناها بِالرَّأْسِ. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الصَّمع: الصَّغِير الأُذُن المليحها وَهُوَ الْحَديد الفؤادِ أَيْضا. والصَوْمعة من الْبناء سُمّيت صومعة لتلطيف أَعْلَاهَا. وصَمّع الثَرِيدة إِذا رفع رَأسهَا وحَدّده. وَكَذَلِكَ صَعْنبها. وتسمّى الثريدة إِذا سوِّيت كَذَلِك صَوْمعة. وأمَّا قَول أبي النَّجْم فِي صفة الظلِيم: إِذا لوى الأحدعَ من صَمْعائه صَاح بِهِ عشرُون من رِعائه قَالُوا: أَرَادَ بصمعائه: سالِفته وموضعَ الأُذُن مِنْهُ. سمّيت صمعاء لِأَنَّهُ لَا أُذُن للظليم. وَإِذا لزِقت الأُذُن بِالرَّأْسِ فصاحبها أصمع. وَيُقَال: عنْز صمعاء وتَيْس أصمع إِذا كَانَا صغيري الأذُن. وَفِي حَدِيث عليّج (كَأَنِّي بِرَجُل أصمع أصعل حَمِش السَّاقَيْن) . قَالَ أَبُو عُبيد: الأصمع: الصَّغِير الْأذن. رجل أصمع وَامْرَأَة صمعاء، وَكَذَلِكَ غير النَّاس. وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس أَنه كَانَ لَا يرى بَأْسا أَن يضحّى بالصمعاء يَعْنِي: الصَّغِيرَة الْأُذُنَيْنِ. قَالَ: وقلب أصمع إِذا كَانَ ذكِيًّا فطِناً. وَيُقَال: عَزمَة صمعاء: أَي مَاضِيَة. وصمَّع فلَان على رَأْيه إِذا صمم عَلَيْهِ. وظَبْي مُصمَّع: مؤلَّل القرنين. ورُوي عَن المؤرّج أَنه قَالَ: الأصمع: الَّذِي يترقَّى أشرف مَوضِع يكون. قَالَ: والأصمع: السَّيْف الْقَاطِع. قَالَ: وَيُقَال: صَمِع فلَان فِي كَلَامه إِذا أَخطَأ، وصَمِع إِذا ركب رَأسه فَمضى غير مكترِث لَهُ، والأصمع: السادر. قلت: وكلّ مَا جَاءَ عَن المؤرّج فَهُوَ ممَّا لَا يعرَّج عَلَيْهِ إلاّ أَن تصحّ الرِّوَايَة عَنهُ. ابْن السّكيت: الأصمعان: الْقلب الذكيّ والرأي العازم. صَمَعه بِالسَّيْفِ والعصا صَمْعاً: ضربه. وصَمَعْت الْقَوْم: حبسْتهم بالْكلَام. وَقَول ابْن الرّقاع: وَلها مُنَاخ قلَّما بَركت بِهِ ومصمَّعات من بِنات مِعَائها عَنى بالمصمَّعات بَعَرات دقيقات ملتزِقات. والصوامع: البرانس جمع البُرْنُس. وَقَالَ بِشْر: تمشَّى بِهِ الثِيران تَتْرَى كَأَنَّهَا دهاقينُ أنباطٍ عَلَيْهَا الصوامعُ ويروى: تَرْدِي. والصمعاء: الداهية؛ قَالَ الْبَاهِلِيّ: وتعرف فِي عنوانها بعض لحنها وَفِي جوفها صمعاء تُبْلى النواصيا مصع: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: المَصِع: الْغُلَام الَّذِي يلْعَب بالمِخراق. والمصِع: الشَّيْخ الزحَّار. قلت: وَمن هَذَا قَوْلهم: قَبَحه الله. وأُمًّا مَصَعتْ بِهِ، وَهُوَ أَن تُلْقِي الْمَرْأَة وَلَدهَا بزَحْرة وَاحِدَة. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: أمصعت بِهِ بِالْألف وأزلخت وأخفدت بِهِ

أبواب العين والسين

وحَطَأت بِهِ وزَكَبَتْ بِهِ. أَبُو عبيد عَن الفرّاء: يُقَال: مَصَع فِي الأَرْض وامتصع إِذا ذهب فِيهَا. وَمِنْه يُقَال: مَصَع لَبَنُ النَّاقة إِذا ذهب، وأمصع القومُ إِذا ذهبت ألبانُ إبلهم. وَقَالَ غَيره: مَصَع الحوضُ إِذا نشِف مَاؤُهُ، ومصع ماءُ الْحَوْض إِذا نَشِفه الحوضُ. وَقَالَ الراجز: أصبح حوضاك لمن يراهما مُسَمَّلين ماصعاً قِراهما أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الماصع: البَرّاق، وَيُقَال: المتغيّر. وَأنْشد لِابْنِ مقبل: فأفرغن من ماصع لونُه على قُلُص ينتهِبن السِّجَالا وَقَالَ شمر: ماصع يُرِيد: ناصع، صيَّر النُّون ميماً. قلت: وَقد قَالَ ابْن مقبل فِي شعر لَهُ آخر فَجعل الماصع كدراً، فَقَالَ: عَبَّتْ بمشفرها وَفضل زمامها فِي فضلَة من ماصع متكدِّر وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: ومَصَعَت الناقةُ هُزَالاً. قَالَ: وكلّ مُوَلَ ماصع. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: هُوَ أَحْمَر كالمُصْعَة وَهِي ثَمَرَة العَوْسَج، حَكَاهُ ابْن السّكيت عَنهُ، والجميع المُصع. وَقَالَ اللَّيْث: المُصَع: ثَمَر العوسج يكون أَحْمَر حُلْواً يُؤْكَل. وَمِنْه ضرب أسود لَا يُؤْكَل، وَهُوَ أردأ العوسج وأخبثُه شوكاً. قَالَ: والمَصْع: التحريك، وَالدَّابَّة تَمْصَع بذَنَبها، وَأنْشد لرؤبة: يمصَعْن بالأذناب من لُوح وبَقّ قَالَ: والمَصْع: الضَّرْب بِالسَّيْفِ، وَرجل مَصِع. وَأنْشد: رُبَ هَيْضَل مَصِعٍ لَفَفْتُ بهيضل قَالَ: والمماصعة: المجالدة بِالسُّيُوفِ. وَأنْشد للقطامي: تراهم يغمزون من استركوا ويجتنبون من صدق المِصَاعا وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) يُقَال: أنصعت لَهُ بالحقّ وأمصعت وعجَّرت وعنّقت إِذا أقرّ بِهِ وَأَعْطَاهُ عَفْواً. وَفِي الحَدِيث: (البَرْق مَصْع مَلَك) . قَالَ أَبُو بكر: مَعْنَاهُ فِي الدّقَّة والتحريك وَالضَّرْب، فَكَأَن السَّوْط وَقْع بِهِ للسحاب وتحريك لَهُ. (أَبْوَاب الْعين وَالسِّين) ع س ز أهملت وجوهها، وَالزَّاي وَالسِّين لَا يأتلفان. (بَاب الْعين وَالسِّين مَعَ الطَّاء) (ع س ط) عسط، عطس، سَطَعَ، سعط، طسع: مستعملات. عسط: أمَّا عسط فَلم أجد فِيهِ شَيْئا غير عَسَطُوس، وَهِي شَجَرَة ليّنة الأغصان لَا أُبَن لَهَا وَلَا شوك يُقَال لَهَا الخيزران، وَهُوَ على بِنَاء قَرَبُوس وقَرَقوس وحَلَكوك للشديد السوَاد. وَقَالَ الشَّاعِر: عَصا عَسَطُوسٍ لينُها واعتدالُها عطس: وَأما عطس فَيُقَال: عَطَس فلَان

يَعْطِس عَطْساً وعَطْسة، وَالِاسْم العُطَاس، وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: يعطُس بضمّ الطَّاء أَيْضا، وَهِي لُغَة. ومَعْطِس الرجل أنْفه لِأَن العُطَاس مِنْهُ يخرج، وَهُوَ بِكَسْر الطَّاء لَا غير، وَهَذَا يدلّ على أَن اللُّغَة الجيّدة يعطِس. وَقَالَ اللَّيْث: الصُّبْح يسمّى عُطَاساً وَقد عَطَس الصبحُ إِذا انْفَلق. وأمَّا قَوْله: وَقد أغتدي قبل العُطَاس بسابح فَإِن الأصمعيّ زعم أَنه أَرَادَ: قبل أَن أسمع عُطَاس عاطس فأتطيّر مِنْهُ وَلَا أمضي لحاجتي، وَكَانَت الْعَرَب أهل طِيَرة، وَكَانُوا يتطيّرون من العُطَاس فَأبْطل النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم طِيَرتهم. قلت: وَإِن صحّ مَا قَالَه اللَّيْث: أَن الصُّبْح يُقَال لَهُ: العُطَاس فَإِنَّهُ أَرَادَ: قبل انفجار الصُّبْح، وَلم أسمع الَّذِي قَالَه لثقة يُرجَع إِلَى قَوْله. وَقَالَ أَبُو زيد: تَقول الْعَرَب للرجل إِذا مَاتَ: عَطَستْ بِهِ اللُجَمُ. قَالَ: واللُّجَمة: كلّ مَا تطيَّرتَ مِنْهُ. وَأنْشد غَيره: إِنَّا أُناس لَا تزَال جَزورُنا لَهَا لُجَم من المنيّة عاطس وَيُقَال للْمَوْت: لُجَم عَطُوسٌ، وَقَالَ رؤبة: وَلَا يخَاف اللُجَم العَطُوسا وَيُقَال: فلَان عَطْسة فلَان إِذا أشبهه فِي خَلْقه وخُلُقه. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: العاطوس: دابَّة يُتشاءم بهَا. وَأنْشد غَيره لطَرَفة بن العَبْد: لعمري لقد مرَّت عواطس جَمَّة ومَرّ قُبيل الصُّبْح ظَبْي مصمَّعُ سَطَعَ: يُقَال للصبح إِذا سَطَعَ ضوؤه فِي السَّمَاء: قد سَطَع يَسْطَع سُطُوعاً، وَكَذَلِكَ البَرْق يَسْطَع فِي السَّمَاء وَذَلِكَ إِذا كَانَ كذَنَب السرْحان مستطيلاً فِي السَّمَاء قبل أَن ينتشر فِي الأُفُق. وَمِنْه حَدِيث ابْن عبّاس حدّثناه ابْن هاجَك عَن عَليّ بن حُجْر عَن يزِيد بن هَارُون عَن هِشَام الدَّسْتَوائيّ عَن يحيى بن أبي كَثِير قَالَ: قَالَ ابْن عبّاس: (كلوا وَاشْرَبُوا مَا دَامَ الضَّوْء ساطعاً حَتَّى تعترض الْحمرَة فِي الأُفُق) ، ساطعاً أَي مستطيلاً. وسطع السهْم إِذا رُمِي بِهِ فشخص فِي السَّمَاء يلمع. وَقَالَ الشمَّاخ: أرِقت لَهُ فِي الْقَوْم وَالصُّبْح سَاطِع كَمَا سَطَع المِرِّيخ شَمَّره الغالي ويروى: سمّره، ومعناهما: أرْسلهُ. وَيُقَال: سطعتني رائحةُ الْمسك إِذا طارت إِلَى أَنْفك. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: سطعت الرَّائِحَة إِذا فاحت. والسَّطْع: أَن تسطع شَيْئا براحتك أَو بإصبعك ضربا. وَقَالَ ابْن المظفر: يُقَال: سَمِعت لضربته سَطَعاً (مثقّلاً) يَعْنِي صَوت الضَّرْبَة. قَالَ: وَإِنَّمَا ثُقِّلت لِأَنَّهُ حِكَايَة وَلَيْسَ بنعت وَلَا مصدر. قَالَ: والحكايات يخالَف بَينهَا وَبَين النعوت أَحْيَانًا. قَالَ: وَيُقَال للظليم إِذا رفع رَأسه ومَدّ عُنُقه: قد سَطَع. وَقَالَ ذُو الرمَّة يصف الظليم: يظلّ مختضِعاً يَبْدُو فتنكره طوراً ويَسْطَع أَحْيَانًا فينتسِبُ قَالَ: وظليم أسطع إِذا كَانَ عنقُه طَويلاً وَالْأُنْثَى سطعاء، فَيُقَال: سطِع سَطَعاً فِي

النَّعْت، وَيُقَال فِي رَفعه عُنُقه: سَطَع يَسْطَع. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: السِّطَاع: عَمُود من أعمدة الْبَيْت. وَقَالَ القُطَاميّ: أَلَيْسُوا بالألى قَسَطوا جَمِيعًا على النُّعْمَان وابتدروا السِّطَاعا قلت: وَيُقَال للبعير الطَّوِيل: سِطَاع تَشْبِيها بسِطَاع الْبَيْت. وَقَالَ مُلَيح الهذَليّ: وَحَتَّى دَعَا دَاعِي الْفِرَاق وأُدْنيتْ إِلَى الحيّ نُوقْ والسِّطَاعُ المُحَمْلَجُ وَقَالَ أَبُو زيد: السِّطَاع من سمات الْإِبِل فِي العُنق بالطول، فَإِذا كَانَ بالعَرْض فَهُوَ العِلاَط. وناقة مسطوعة وإبل مسطَّعة. وَقَالَ لَبيد: مسطَّعَة الْأَعْنَاق بُلْقَ القوادم والسِّطاع: اسْم جبل بِعَيْنِه. وَقَالَ صَخْر الغيّ: فَذَاك السِّطاع خلافَ النِجَا ء تحسبه ذَا طِلاء نتيفا خلاف النِّجَاء أَي بعد السَّحَاب تحسبه جملا أجرب نُتِف وهُنِىء. اللحياني: خطيب مِسْطع ومِصْقع. وَأما قَوْلك: لَا أسطيع فالسين لَيست بأصلية وَقد خرّجته فِي بَاب أطَاع. وَفِي حَدِيث أم مَعْبد وصفتها الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَت: وَكَانَ فِي عُنُقه سَطَع أَي طول، يُقَال: عُنُق سَطْعاء. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: العُنُق السطعاء: الَّتِي طَالَتْ وانتصبت علابِيُّها. ذكره فِي صِفَات الْخَيل. وَفِي حَدِيث قيس بن طَلْق عَن أَبِيه أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (كلوا وَاشْرَبُوا وَلَا يَهيدَنَّكم الساطع المصعد، وكلوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يتبيّن لكم الْأَحْمَر) ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ فِي هَذَا الْموضع من نَحْو الْمشرق إِلَى الْمغرب عَرْضاً. قَالَ الشَّيْخ: وَهَذَا دَلِيل على أَن الصُّبْح الساطع هُوَ المستطيل. وَمِنْه عنق سطعاء إِذا طَالَتْ وانتصبت علابِيُّها. قَالَ ذَاك أَبُو عُبَيْدَة. قَالَ الشَّيْخ: وَلذَلِك قيل للعمود من أعمدة الْخِباء: سِطَاع، وللبعير الطَّوِيل: سِطَاع. وظليم أسطع: طَوِيل الْعُنُق. سعط: السَّعُوط والنَّشُوع والنَشُوق فِي الْأنف. وَيُقَال للآنية الَّتِي يُسعط بهَا العليل: مُسْعُط بضمّ الْمِيم وَجَاء نَادرا مثل المُكْحُل والمُدُقّ والمُدْهُن والمُنْصُل: للسيف. ابْن السّكيت عَن أبي عَمْرو: لخَيْتَه ولخوته وألخيته إِذا سَعَطته. وَيُقَال: أسعطته، وَكَذَلِكَ وَجَرْته وأوجرته، فِيهَا لُغَتَانِ. وَيُقَال: نُشِعَ وأُنشِع. وأمّا النَّشُوق فَيُقَال فِيهِ: أنشقته إنشاقاً. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: أسعطْته الرمحَ إِذا طعنه فِي أَنفه. وَقَالَ غَيره: يُقَال: أسعطته عِلْماً إِذا بالغت فِي إفهامه وتكرير مَا تُعلِّمه عَلَيْهِ. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: السَّعِيط: الرّيح من الْخمر وَغَيرهَا من كل شَيْء. وَقَالَ ابْن السّكيت: وَيكون من الخَرْدل. وَقَالَ ابْن بُزُرْج يُقَال: سعطته وأسعطته. الإياديُّ عَن شمر: تَقول: هُوَ طيّب السَّعُوط والسُّعَاط والإسعاط. وَأنْشد يصف إبِلا وَأَلْبَانهَا: حَمْضيَّة طيّبة السُّعَاط حدَّثنا السَّعْديّ عَن الزعفرانيّ قَالَ: حدّثنا

باب العين والسين مع الدال

سُفْيَان عَن الزهريّ عَن عبيد الله بن عبد الله بن عُتْبة بن مَسْعُود عَن أم قيس بنت مِحْصَن قَالَت: دخلت بِابْن لي على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد أعلقتُ من العُذْرة فَقَالَ: (علام تدغَرْنَ أَوْلَادكُنَّ عليكنّ بِهَذَا العُود الهنديّ فَإِن فِيهِ سبعةَ أشفية، يُسْعَط من العُذْرة، ويُلَدّ من ذَات الجَنْب) . طسع: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: رجل طسِع وطزِع: لَا غَيْرة لَهُ. وَقَالَ ابْن المظفر مثله. وَقد طسِع طَسَعاً وطَزِع طَزَعاً. عَمْرو عَن أَبِيه: الطسِع والطزيع: الَّذِي يَرَى مَعَ أَهله رجلا فَلَا يغار لَهُ. (بَاب الْعين وَالسِّين مَعَ الدَّال) (ع س د) عسد، عدس، سعد، سدع، دسع، دعس: مستعملات. عسد: قَالَ ابْن المظفّر: العَسْد لُغَة فِي العَزْد، كالأسْد والأزْد. قلت: يُقَال: عَسَد فلَان جَارِيَته وعَزَدها عَصَدها إِذا جَامعهَا. وَقَالَ اللَّيْث: العِسْوَدّة: دويبة بَيْضَاء كَأَنَّهَا شحمة يُقَال لَهَا: بِنْت النَقَا تكون فِي الرمل يشبَّه بهَا بَنَات العَذَارَى، وَتجمع عساود وعِسْوَدَّات وَقَالَ ابْن شُمَيْل: العِسْوَدّ بتَشْديد الدَّال: العَضْرَفُوط. قلت: بِنْت النقا غير العضرفوط، لِأَن بِنْت النَقَا تشبه السَّمَكَة، والعضرفوط من العَظَاء وَلها قَوَائِم. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العِسْوَدّ والعِرْبَدّ: الحَيَّة. قلت: وَقَالَ بَعضهم: العِسْوَدّ هُوَ البَبْر، وَأَنا لَا أعرفهُ. عدس: أَبُو عبيد عَن الأمويّ: عَدَس يعدِس، وحَدَس يحدِس إِذا ذهب فِي الأَرْض. وَمن أَسمَاء الْعَرَب عُدَس وحُدَس. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العَدَس من الحُبُوب يُقَال لَهُ: العَلَس والعَدَس والبُلُس. وَقَالَ اللَّيْث: الحَبَّة الْوَاحِدَة عَدَسة. قَالَ: والعَدَسة: بَثْرة تخرج، وَهِي جِنْس من الطَّاعُون، وقلَّما يُسْلَم مِنْهَا. قَالَ: وعَدَسْ: زَجْر البَغْل، وناس يَقُولُونَ: حَدَسْ. قَالَ: وَزعم ابْن الأرقم أَن حدَسْ كَانُوا على عهد سُلَيْمَان بغَّالِين يَعْنَفُون على البِغال، وَكَانَ الْبَغْل إِذا سمع باسم حَدَس طَار فَرَقاً مِمَّا يَلْقى مِنْهُم، فلهج النَّاس بذلك، وَالْمَعْرُوف عِنْد النَّاس عَدَسْ. وَقَالَ ابْن مفرِّغ فَجعل البغلة نَفسهَا عَدَساً: عَدَسْ مَا لعبَّاد عليكِ إِمَارَة نجوتِ وَهَذَا تحملين طليق وَقَالَ غَيره: سمَّت الْعَرَب الْبَغْل عَدَساً بالزجر وَسَببه لَا أَنه اسْم لَهُ. العَدُوس: الجَرِيئة. وَقَالَ جرير: لقد ولَدَت غسَّانَ ثالبةُ الشَوَى عَدُوس السُرَى لَا يقبل الكَرْمَ جِيدُها الثالبة: المَعيبة. والعَدْس: الرَعْي. عَدَسْت المالَ. والعَدْس: ضرب من السّير خَفِيف. وَمِنْه قَول الرَّاعِي: مجسَّمة العِرنين منقوبة العَصَا عَدُوس السُرَى باقٍ على الخَسْف عودُها والعَدَسانُ والعِداس أَيْضا: السَيْر وَالْمَشْي السَّرِيع، قَالَ:

مارِسْ فَهَذَا زمن المِرَاس واعْدِس فَإِن الجَدّ بالعِدَاس سعد: رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ يَقُول فِي افْتِتَاح الصَّلَاة: (لبَّيك وسَعْديك، وَالْخَيْر فِي يَديك، والشرّ لَيْسَ إِلَيْك) . قلت: وَهَذَا خبر صَحِيح، وحاجة أهل الْعلم إِلَى معرفَة تَفْسِيره ماسَّة. فَأَما لبَّيك فَهُوَ مَأْخُوذ من لَبَّ بِالْمَكَانِ وألَبَّ أَي أَقَامَ بِهِ، لَبّاً وإلباباً، كَأَنَّهُ يَقُول: أَنا مُقيم فِي طَاعَتك إِقَامَة بعد إِقَامَة، ومجيب لَك إِجَابَة بعد إِجَابَة. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن الحَرّانيّ عَن ابْن السّكيت فِي قَوْله: (لبَّيك وَسَعْديك) ، تَأْوِيله إلباباً بعد إلباب أَي لُزُوما لطاعتك بعد لُزُوم، وإسعاداً لأمرك بعد إسعاد. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أَحْمد بن يحيى أَنه قَالَ: سَعْدَيك أَي مساعدة لَك ثمَّ مساعدة وإسعاداً لأمرك بعد إسعاد. وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: معنى سعديك أسعدك الله إسعاداً بعد إسعاد. قَالَ: وَقَالَ الفرَّاء: لَا وَاحِد للبَّيك وَسَعْديك على صِحَة. قَالَ: وحنانيك: رَحِمك الله رَحْمَة بعد رَحْمَة. قلت: وأصل الإسعاد والمساعدة مُتَابعَة العَبْد أَمر ربّه. وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: كَلَام الْعَرَب على المساعدة والإسعاد، غير أَن هَذَا الْحَرْف جَاءَ مثنَّى على سَعْديك وَلَا فعل لَهُ على سَعَد. قلت: وَقد قرىء قَول الله جلّ وعزَّ: {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ} (هود: 108) وَهَذَا لَا يكون إلاّ من سَعَده الله لَا من أسعده، وَبِه سُمّي الرجل مسعوداً. وَمعنى سَعَده الله وأسعده أَي أَعَانَهُ ووفَّقه. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي طَالب النحويّ أَنه قَالَ: معنى قَوْلك لبَّيك وَسَعْديك أَي أسعدني الله إسعاداً بعد إسعاد. قلت: وَالْقَوْل مَا قَالَ أَبُو الْعَبَّاس وَابْن السّكيت، لِأَن العَبْد يُخَاطب ربَّه وَيذكر طَاعَته لَهُ ولزومه أمره، فَيَقُول: سعديك كَمَا يَقُول: لبَّيك أَي مساعدة لأمرك بعد مساعدة. وَإِذا قيل: أسعد الله العبدَ وسَعَده فَمَعْنَاه: وفَّقه الله لما يرضيه عَنهُ فيَسْعد بذلك سَعَادَة. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (لَا إسعاد فِي الْإِسْلَام) . وتأويله أَن نسَاء أهل الْجَاهِلِيَّة كنّ إِذا أُصيبت إِحْدَاهُنَّ بمصيبة فِيمَن يَعِزُّ عَلَيْهَا بكته حولا، ويُسعدها على ذَلِك جاراتُها وَذَوَات قراباتها، فيجتمعن مَعهَا فِي عِداد النِّيَاحَة وأوقاتها ويتابعنها ويساعدنها مَا دَامَت تنوح عَلَيْهِ وتبكيه، فَإِذا أُصِيب صواحباتها بعد ذَلِك بمصيبة أسعدتهنّ بعد ذَلِك، فَنهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن هَذَا الإسعاد. والساعد ساعد الذِّرَاع وَهُوَ مَا بَين الزَنْدين والمِرْفَق، سمّي ساعداً لمساعدته الْكَفّ إِذا بَطَشَت شَيْئا أَو تناولته. وَجمع الساعد سواعد. وساعد الدَّرّ فِيمَا أَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: عِرْق ينزل الدَّر مِنْهُ إِلَى الضرْع من النَّاقة. وَكَذَلِكَ العِرْق الَّذِي يؤدّي الدَرّ إِلَى ثَدْي امْرَأَة يسمَّى ساعداً. وَمِنْه قَوْله: ألم تعلمي أَن الْأَحَادِيث فِي غَد وَبعد غَد يَا لُبْنَ ألْبُ الطرائد وكنتم كأُمَ لَبَّةٍ ظَعَن ابنُها إِلَيْهَا فَمَا درّت عَلَيْهِ بساعد قَالَ: رَوَاهُ الْمفضل: طعن ابْنهَا بِالطَّاءِ أَي

شخص بِرَأْسِهِ إِلَى ثَدْيها كَمَا يُقَال: طعن هَذَا الْحَائِط فِي دَار فلَان أَي شخص فِيهَا. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: السواعد مجاري الْبَحْر الَّتِي تَصُبّ إِلَيْهِ المَاء، وَاحِدهَا ساعد بِغَيْر هَاء، وَأنْشد شمر: تأبّد لَأْيٌ منهمُ فعُتائدهْ فذو سَلَم أنشاجُه فسواعدُهْ والأنشاج أَيْضا: مجاري المَاء، وَاحِدهَا نَشَج. وساعدة من أَسمَاء الْأسد معرفَة لَا ينْصَرف، وَكَذَلِكَ أُسَامَة. وسَعِيد المزرعةِ نهرها الَّذِي يسقيها. وَقَالَ ابْن المظفَّر: السَعْد ضدّ النَحْس، يُقَال: يَوْم سَعْد ويومُ نَحْسٍ. قَالَ: وَأَرْبَعَة منَازِل من منَازِل الْقَمَر تسمَّى سُعُوداً، مِنْهَا سعد الذَّابِح وَسعد بُلَعَ وَسعد السُعُودِ وَسعد الأخبيةِ. وَهَذِه كلهَا فِي بُرْجَيِ الدلْو والجَدْي. وَقَالَ ابْن كُناسة: سعد الذابِح: كوكبان متقاربان سمّي أَحدهمَا ذابحاً لِأَن مَعَه كوكباً صَغِيرا غامضاً يكَاد يلزَق بِهِ فَكَأَنَّهُ مكِبّ عَلَيْهِ يَذبحه والذابح أنور مِنْهُ قَلِيلا، قَالَ: وَسعد بُلَعَ: نجمان معترضان خفيّان. قَالَ أَبُو يحيى: وَزَعَمت الْعَرَب أَنه طلع حِين قَالَ الله عزّ وَجل: {ياَأَرْضُ ابْلَعِى مَآءَكِ وَياَسَمَآءُ أَقْلِعِى} (هود: 44) وَيُقَال: إِنَّمَا سمّي بُلَع لِأَنَّهُ كَأَنَّهُ لقرب صَاحبه مِنْهُ يكَاد أَن يبلعه. قَالَ: وَسعد السُّعُود: كوكبان، وَهُوَ أَحْمد السُّعُود وَلذَلِك أضيف إِلَيْهَا. وَهُوَ يُشْبه سعد الذَّابِح فِي مطلعه. وَسعد الأخبية: ثَلَاثَة كواكب على غير طَرِيق السُّعُود مائلة عَنْهَا، وفيهَا اخْتِلَاف وَلَيْسَت بخفيّة غامضة، وَلَا مضيئة منيرة. سميت سعد الأخْبِية لِأَنَّهَا إِذا طلعت خرجت حَشَرَاتُ الأَرْض وهَوَامُّها. من جِحَرتها، جُعِلت لَهَا كالأخبية. وفيهَا يَقُول الراجز: قد جَاءَ سعد مُقبلا بحَرّه راكدة جنودُه لشرّه فَجعل هوامّ الأَرْض جنود السعد الأخبية وَهَذِه السُّعُود كلهَا يمانِيَة، وَهِي من نُجُوم الصَّيف وَهِي من منَازِل الْقَمَر تطلع فِي آخر الرّبيع وَقد سكنت ريَاح الشتَاء وَلم يَأْتِ سلطانُ ريَاح الصَّيف، فَأحْسن مَا تكون الشَّمْس وَالْقَمَر والنجوم فِي أَيَّامهَا، لِأَنَّك لَا ترى فِيهَا غَبَرة. وَقد ذكرهَا الذبياني فَقَالَ: قَامَت تَرَاءَى بَين سِجْفَيْ كِلَّة كَالشَّمْسِ يَوْم طُلُوعهَا بالأسعُد والسُعُود مصدر كالسعادة؛ قَالَ: إِن طول الْحَيَاة غير سُعود وضلالاً تأميل نَيْل الخلود وَفِي الْمثل: أوردهَا سعد وَسعد مُشْتَمل يضْرب مثلا فِي إِدْرَاك الْحَاجة بِلَا مشقَّة، أَي أوردهَا الشرِيعة ويوردها بِئْرا يحْتَاج إِلَى أَن يَستقي مِنْهَا بالدُلِيّ. وَمثله: أَهْون السَقْي التشريع. وَقَالَ ابْن المظفّر: يُقَال سعِد يَسْعد سَعْد أَو سَعَادَة فَهُوَ سعيد، نقيض شقِي. وَجمعه السعَداء. وَيُقَال: أسعده الله وأسعد جَدَّه. قلت: وَجَائِز أَن يكون سعيد بِمَعْنى مَسْعُود من سَعَده الله؛

وَيجوز أَن يكون من سَعِد يَسْعَد فَهُوَ سعيد. والسَعْدانُ: نبت لَهُ شَوْك كَأَنَّهُ فَلْكة، يَسْلَنْقِي فتنظر إِلَى شوكه كالحاً إِذا يبِس، ومنبتِه سهولة الأَرْض. وَهُوَ من أطيب مرَاعِي الْإِبِل مَا دَامَ رَطْباً. وَالْعرب تَقول: أطيب الْإِبِل ألباناً مَا أكل السَعْدان والحُرْبُث. وخلَّط اللَّيْث فِي تَفْسِير السعدان، فَجعل الحَلَمة ثَمَر السعدان، وَجعل حَسَكاً كالْقُطب، وَهَذَا كُله غلط. القُطْب: شوك غير السعدان يشبه الحَسَك والسَعْدان مستدير شوكه فِي وَجهه. وأمَّا الحَلَمة فَهِيَ شَجَرَة أُخْرَى وَلَيْسَت من السَعْدان فِي شَيْء وَوَاحِدَة السَعْدان سَعْدانة. وسَعْدانة الثَدْي: مَا أطاف بِهِ كالفَلْكة. وَقَالَ أَبُو عبيد: العُقَد الَّتِي فِي أَسْفَل الموازين يُقَال لَهَا: السعدانات. قَالَ: والسَعْدانة: عُقْدة الشسْع ممَّا يَلِي الأَرْض والقِبالُ مثل الزِّمَام بَين الإصبع الْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِيهَا؛ قَالَ ذَلِك كُله الأصمعيّ. وَقَالَ أَبُو زيد: السَعْدانة أَيْضا كِرْكِرة الْبَعِير، سمّيت سَعْدانة لاستدارتها. والسعدانة: الحَمَامة أَيْضا. وسعدانة الإست: حِتَارها، وأمَّا قَول الهذليّ يصف الظليم: على حَتّ البُرَاية زَمْخَرِيّ الس وَاعد ظَلَّ فِي شَرْي طِوال فقد قيل: سواعد الظليم: أجنحته؛ لِأَن جناحيه لَهُ كاليدين. وَقَالَ الباهليّ: السواعد: مجاري المُخّ فِي الْعِظَام. قَالَ: والزمخريّ من كل شَيْء: الأجوف مثل القَصَب، وَعِظَام النَعَام جُوف لَا مُخَّ فِيهَا. والحتّ السَّرِيع، والبُرَاية، البقيَّة، يَقُول: هُوَ سريع عِنْد ذهَاب بُرَايته أَي عِنْد انحسار لَحْمه وشحمه. وَقَالَ غَيره: الساعدة: خَشَبَة تُنْصَب لتمسِك البَكْرة. وَجَمعهَا السواعد. وَقَالَ الأصمعيُّ: السواعد: قَصَب الضَرْع. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: هِيَ الْعُرُوق الَّتِي يَجِيء مِنْهَا اللَّبن، شُبِّهت بسواعد الْبَحْر وَهِي مجاريها. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: السَعِيد: النَّهر وَجمعه سُعُد وَأنْشد: وَكَأن ظُعْن الحيّ مُدْبِرة نخل مَوَاقرُ بَينهَا السُعُد قَالَ: السُعُد هَهُنَا: الْأَنْهَار وَاحِدهَا سعيد قَالَ: وَيُقَال لِلَبْنة الْقَمِيص سعيدة. والسُعْد: نبت لَهُ أصل تَحت الأَرْض أسود طيّب الرّيح. والسُعادَى: نبت آخر. وَقَالَ اللَّيْث: السُعادى: بنت السُعد. وَمن أَمْثَال الْعَرَب: مَرْعًى وَلَا كالسَعدان يُرِيدُونَ أَن السعدان من أفضل مراعيهم. والسُعُود فِي قبائل الْعَرَب كثير، وأكثرها عددا سعدُ بن زيد مَنَاة بن تَمِيم. وَمِنْهَا بَنو سعد بن بكر فِي قيس عَيْلان، وَمِنْهَا سعد هُذَيم فِي قُضاعة. وَمِنْهَا سعد العَشِيرة. وَبَنُو سَاعِدَة فِي الْأَنْصَار. وَمن أَسمَاء الرِّجَال سعد ومسعود وسَعِيد وأسعد وسُعَيد وسَعْدان. وَمن أَسمَاء النِّسَاء سُعَاد وسُعْدَى وسَعِيدة وسَعْدِيَّة وسُعَيْدة. وَمن أَسمَاء الرِّجَال مُسْعَدة. والسُعْد: ضرب من التَّمْر؛ قَالَ أَوْس: وَكَأن ظُعْنَ الحيّ مُدْبرة نخل بزارة حَمْلها السُعُد

والسَعَادة: رُقعة تزاد فِي الدَلْو ليتَّسع ساعد المزادة. وتسمَّى زِيَادَة الخفّ وبنائق الْقَمِيص سَعَادَة. وَخرج الْقَوْم يتسعَّدون أَي يطْلبُونَ مراعيَ السعدان. والسَعْدانة: اللّحَمات النابتات من الْحلق. قَالَ: جَاءَ على سعدانة الشَّيْخ المُكِلّ يَعْنِي الفالوذ. دعس: أَبُو عبيد: المَدَاعِس: الصُمُّ من الرماح قَالَ: وَيُقَال: هِيَ الَّتِي يُدْعَس بهَا. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: المِدْعَس من الرماح: الغليظ الشَّديد الَّذِي لَا ينثني، وَقد دَعَسه بِالرُّمْحِ إِذا طعنه، ورُمْح مِدْعَس. وَقَالَ اللَّيْث: الدَّعْس شدّة الوَطْء. وَيُقَال: دَعَس فلَان جَارِيَته دَعْساً إِذا نَكَحَهَا. والمُدَّعَس: مُخْتَبَز المَلِيل وَمِنْه قَول الهذليّ: ومُدَّعَسٍ فِيهِ الأنِيض اختفيته بجرداء مثل الوَكْف يكبو غرابها وَطَرِيق مِدْعاس ومدعوس، وَهُوَ الَّذِي دَعَسته القوائم ووطأته. وَقَالَ أَبُو عبيد: الدعْس: الأثَر. وَفِي (النَّوَادِر) : رجل دَعُوس وعَطوس وقَدُوس ودَقُوس، كل هَذَا فِي الاستقدام فِي الغَمَرات والحروب. سدع: أهمله الثِّقَات. وَقَالَ اللَّيْث: رجل مِسْدَع: ماضٍ لوجهه، نحوُ الدَّلِيل المِسْدِع الْهَادِي. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: السَدْع: صَدْم الشَّيْء الشيءَ، سَدَعه سَدْعاً. قَالَ: وسُدِع الرجل إِذا نُكب، لُغَة يَمَانِية. قلت: وَلم أجد لما قَالَ اللَّيْث وَابْن دُرَيْد شَاهدا من كَلَام الْعَرَب. دسع: يُقَال: دَسَعَ فلَان بقَيْئه إِذا رَمَى بِهِ، ودسع البعيرُ بجرّته إِذا دَفعهَا بمرَّة إِلَى فِيهِ. وَقَالَ ابْن المظفر: المَدْسع: مَضِيق مَوْلِج المَرِيء وَهُوَ مَجْرَى الطعامِ فِي الحَلْق، ويسمَّى ذَلِك الْعظم الدَسِيع، وَهُوَ الْعظم الَّذِي فِيهِ التَرْقُوتان. وَقَالَ سَلاَمة بن جندل: يُرْقَى الدسيعُ إِلَى هادٍ لَهُ تَلِعٍ فِي جؤجؤ كَمَدَاك الطِيب مخضوب وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الدَّسِيع: حَيْثُ يَدْسع الْبَعِير بجِرَّته، وَهُوَ مَوضِع المرِيء من حَلْقه، والمَرِيء: مدْخل الطَّعَام وَالشرَاب. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الدَّسِيع: مَفْرِز العُنُق فِي الْكَاهِل وَأنْشد الْبَيْت. وَالْعرب تَقول: فلَان ضخم الدَّسيعة يُقَال ذَلِك للرجل الجَوَاد. وَقَالَ اللَّيْث: الدَّسِيعة: مائدة الرجل إِذا كَانَت كَرِيمَة. وَقيل معنى قَوْلهم: فلَان ضخم الدَّسِيعة أَي كثير العطيَّة. سُمِّيت دَسِيعة لدفع الْمُعْطِي إيّاها مرّة وَاحِدَة، كَمَا يَدْفَع البعيرُ جِرّته دَفْعة وَاحِدَة. والدَّسَائع: الرغائب الواسعة. وَفِي الحَدِيث: (إِن الله تبَارك وَتَعَالَى يَقُول يَوْم الْقِيَامَة: يَابْنَ آدم ألم أحْملك على الْخَيل، ألم أجعلك تَرْبَع وتَدْسع) تَرْبع: تَأْخُذ رُبُعَ الغَنيمة وَذَلِكَ من فعل الرئيس، وتَدْسَع: تُعْطى فتُجزل. وروى ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ: الدَّسِيعة: الجَفْنة. وَقَالَ اللَّيْث: دَسَعْت الجُحْرَ إِذا أخذت دِسَاماً من خِرقة فسددته بِهِ. قَالَ اللَّيْث: دَسع البحرُ بالعنبر ودسر إِذا جمعه كالزَبَد ثمَّ يقذفه إِلَى نَاحيَة فَيُؤْخَذ

باب العين والسين مع التاء

وَهُوَ أَجود الطّيب. وناقة دَيْسَع: ضخمة كَثِيرَة الاجترار فِي سَيرهَا. قَالَ ابْن ميّادة: حملتُ الْهوى والرَّحْل فَوق شِمِلَّة جُمَاليَّة هوجاءَ كالفحل دَيْسَعِ أَي لم تظهر لِأَنَّهَا خفيت فِي اللَّحْم اكتنازاً. والدَّسيع والدسيعة: العُنُق والقوّة قَالَ الْأَعْوَر: رَأَيْت دسيعة فِي الرحل ينبي على دِعَم مخوِّية الفِجَاج الدِّعَم: القوائم، والفِجاج: مَا بَين قوائمه. (بَاب الْعين وَالسِّين مَعَ التَّاء) (ع س ت) اسْتعْمل من وجوهها: تعس، تسع. تسع: قَالَ اللَّيْث: التِّسْع والتِّسْعة من العَدَد يَجري وجوهُه على التَّأْنِيث والتذكير: تِسْعَة رجال وتسع نسْوَة. وَيُقَال: تسعون فِي مَوضِع الرّفْع وَتِسْعين فِي الجرّ وَالنّصب، وَالْيَوْم التَّاسِع وَاللَّيْلَة التَّاسِعَة، وتسع عشرَة مفتوحتان على كل حَال؛ لِأَنَّهُمَا اسمان جعلا اسْما وَاحِدًا فأُعطِيا إعراباً وَاحِدًا، غير أَنَّك تَقول: تسع عَشْرة امْرَأَة وَتِسْعَة عَشَر رجلا، قَالَ الله جلّ وَعز: {لِّلْبَشَرِ عَلَيْهَا تِسْعَةَ} (المدثر: 30) يَعْنِي: تِسْعَة عشر مَلَكاً. وَأكْثر القرّاء على هَذِه الْقِرَاءَة. وَقد قرىء: (تِسْعَة عْشر) بِسُكُون الْعين، وَإِنَّمَا أسكنها من أسكنها لِكَثْرَة الحركات. وَالتَّفْسِير أنّ على سَقَر تِسْعَة عشر مَلكاً. وَالْعرب تَقول فِي ليَالِي الشَّهْر: ثلاثٌ غُرَر، ولثلاث بعْدهَا: ثلاثٌ نفَل، ولثلاث بعْدهَا: ثلاثٌ تُسَع. سُمِّين تُسَعاً لِأَن آخِرتها اللَّيْلَة التَّاسِعَة، كَمَا قيل لثلاث بعْدهَا: ثلاثٌ عُشَر؛ لِأَن بادئتها اللَّيْلَة الْعَاشِرَة. أَبُو عبيد عَن أبي زيد قَالَ العَشِير والتَسِيع بِمَعْنى العُشْر والتُسْع. قَالَ شمر: وَلم أسمع تِسيع إلاّ لأبي زيد. وَيُقَال: كَانَ الْقَوْم ثَمَانِيَة فتَسَعْتُهم أَي صَيَّرْتهم تِسْعَة بنفسي، أَو كنت تاسعهم. وَيُقَال: هُوَ تَاسِع تسعةٍ وتاسعٌ ثَمَانِيَة. وتاسعُ ثمانيةٍ. وَلَا يجوز أَن تَقول: هُوَ تاسعٌ تِسْعَة وَلَا رابعٌ أَرْبَعَة، إِنَّمَا يُقَال: رَابِع أربعةٍ على الْإِضَافَة، وَلَكِنَّك تَقول: رابعٌ ثَلَاثَة. وَهَذَا قَول الفرّاء وغيرِه من الحُذّاق. وَيُقَال: تَسَعْت الْقَوْم إِذا أخذت تُسْع أَمْوَالهم أَو كنت تاسعهم، أتْسَعَهم بِفَتْح السِّين لَا غير فِي الْوَجْهَيْنِ. وَقَالَ اللَّيْث: رجل متَّسع وَهُوَ المنكمش الْمَاضِي فِي أمره، قلت لَا أعرف مَا قَالَ إِلَّا أَن يكون مفتعِلاً من السَعَة، وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَلَيْسَ من هَذَا الْبَاب. وَفِي نُسْخَة من (كتاب اللَّيْث) : مُسْتَعٌ، وَهُوَ المنكمش الْمَاضِي فِي أمره. قَالَ: وَيُقَال: مِسْدَعٌ، لُغَة. قَالَ: وَرجل مِسْتَع أَي سريع. وَقَوله عزّ وجلّ: {وَلَقَدْءَاتَيْنَا مُوسَى تِسْعَءَايَاتٍ بَيِّنَاتٍ} (الْإِسْرَاء: 101) هُوَ: أخْذ آل فِرْعَوْن بِالسِّنِينَ، وَإِخْرَاج مُوسَى يَده بَيْضَاء، والعصا، وإرسال الله عَلَيْهِم الطوفان وَالْجَرَاد والقُمَّل والضفادع وَالدَّم، وانفلاق الْبَحْر. وَفِي حَدِيث ابْن عبّاس: (لَئِن بقِيت إِلَى قَابل لأصومَنَّ التَّاسِع) يَعْنِي: عَاشُورَاء، كَأَنَّهُ تأوّل فِيهِ عِشر الوِرْد

باب العين والسين مع الراء

أَنَّهَا تِسْعَة أيَّام. وَالْعرب تَقول: وَردت المَاء عِشْراً يعنون: يَوْم التَّاسِع. وَمن هَهُنَا قَالُوا: عِشرِين وَلم يَقُولُوا: عِشْرَيْنِ لِأَنَّهُمَا عِشْران وَبَعض الثَّالِث. تعس: أَبُو عُبَيد عَن أبي عُبَيدة: تَعَسه الله وأتعسه فِي بَاب فَعَلت وأفعلت بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ شمر فِيمَا أَخْبرنِي عَنهُ أَبُو بكر الإياديّ: لَا أعرف تَعَسه الله، وَلَكِن يُقَال: تَعِس بِنَفسِهِ وأتعسَه الله. قَالَ: وَقَالَ الفرّاء: يُقَال: تَعَستَ إِذا خاطبت الرجل، فَإِذا صرت إِلَى أَن تَقول: فَعَل قلت: تعِس بِكَسْر الْعين. قَالَ شمر: وَهَكَذَا سمعته فِي حَدِيث عَائِشَة حِين عَثَرت صاحبتها أمّ مِسْطح فَقَالَت: تعِس مِسْطَح. قَالَ: وَقَالَ ابْن شُمَيْل: تَعَسْت كَأَنَّهُ يَدْعُو على صَاحبه بِالْهَلَاكِ. قَالَ وَقَالَ بعض الكلابيّين: تعَس يتعَس تَعْساً وَهُوَ أَن يخطىء حُجَّته إِن خَاصم، وبُغْيَته إِن طَلَب وَقَالَ: تَعِس فَمَا انْتَعش، وشِيك فَمَا انتقش، أَبُو دواد عَن النَّضر قَالَ: تَعَس: هلك، والتَعْس: الْهَلَاك. ابْن الأنباريّ: قَالَ أَبُو الْعَبَّاس مَعْنَاهُ فِي كَلَامهم: الشرّ. وَقيل: التَعْس: الْبعد. وَقَالَ الرُسْتُمي: التَعْس: أَن يخِرّ على وَجهه، والنُكْس أَن يخِرّ على رَأسه. والتَعْس أَيْضا: الْهَلَاك. وَأنْشد: وأرماحهم يَنْزَهْنَهُمْ نَهْزَ جُمَّة يقلن لمن أدركن تَعْساً وَلَا لعا وَقَالَ اللَّيْث: التَعْس: ألاَّ ينتعش من عَثْرته، وَأَن يُنكس فِي سَفَال. وَيَدْعُو الرجل على بعيره الجوادِ إِذا عثر فَيَقُول: تَعْساً، فَإِذا كَانَ غير جَوَاد وَلَا نجيب فعثَر قَالَ لَهُ: لَعاً. وَمِنْه قَول الْأَعْشَى: بِذَات لَوث عَفَرْنَاةٍ إِذا عَثَرتْ فالتَعْس أدنى لَهَا من أَن أَقُول لَعا وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جلّ وَعز: {كَفَرُواْ فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ} (مُحَمَّد: 8) : يجوز أَن يكون نَصْباً على معنى: أتعسهم الله قَالَ: والتَعْس فِي اللُّغَة: الانحطاط والعثور. قَالَ أَبُو مَنْصُور وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: قَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء: تَقول الْعَرَب: الوَقْس يُعدى فتعدّ الوَقْسا من يَدْنُ للوَقْس يلاقِ تَعْسا قَالَ: والوقْس: الجَرَب، والتَعْس الْهَلَاك. وتعدَّ أَي تجنَّب وتنكب. كُله سَوَاء) . ع س ظ ع س ذ ع س ث: أهملت وجوهها. (بَاب الْعين وَالسِّين مَعَ الرَّاء) (س ع ر) عسر، عرس، سرع، سعر، رسع، رعس: مستعملات. عسر: قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} (الْبَقَرَة: 280) ، وَقَالَ الله جلّ وَعز: {ءَاتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ} (الطَّلَاق: 7) وَقَالَ: {ذِكْرَكَ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ} (الشَّرْح: 5) . والعُسْر: نقيض الْيُسْر. والعُسْرة: قِلّة ذَات الْيَد. وَكَذَلِكَ الْإِعْسَار. والعُسْرى: الْأُمُور الَّتِي تعسُر وَلَا تتيسّر، واليسْرى: مَا اسْتَيْسَرَ مِنْهَا. والعسرى: تَأْنِيث: الأعسر من الْأُمُور. ورُوي عَن ابْن مَسْعُود أَنه قَرَأَ قَوْله جلّ

وَعز: {ُذِكْرَكَ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ} {ِيُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} (الشَّرْح: 5، 6) . فَقَالَ: لَا يَغلب عُسْر يسرين. وَسُئِلَ أَبُو الْعَبَّاس عَن تَفْسِير قَول ابْن مَسْعُود ومرادِه من قَوْله فَقَالَ: قَالَ الفرّاء: الْعَرَب إِذا ذكَرت نكرَة ثمَّ أعادتها بنكرة مثلهَا صارتا ثِنْتَيْنِ، وَإِذا أعادتها بِمَعْرِِفَة فَهِيَ هِيَ. تَقول من ذَلِك: إِذا كسبت درهما فأنفِق درهما، فَالثَّانِي غير الأوّل، فَإِذا أعدته بِالْألف وَاللَّام فَهِيَ هِيَ. تَقول من ذَلِك: إِذا كسبت درهما فأنفِق الدِّرْهَم، فَالثَّانِي هُوَ الأول. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: وَهَذَا معنى قَول ابْن مَسْعُود، لِأَن الله تَعَالَى لمّا ذكر (العُسر) ثمَّ أَعَادَهُ بِالْألف وَاللَّام عُلِم أَنه هُوَ، ولمّا ذكر (يسرا) بِلَا ألف وَلَام ثمَّ أَعَادَهُ بِغَيْر ألف وَلَام عُلِم أَن الثَّانِي غير الأول، فَصَارَ العُسْر الثَّانِي الْعسر الأول، وَصَارَ يسر ثَان غير يسر بَدَأَ بِذكرِهِ. وَيُقَال إِن الله جلّ وعزّ أَرَادَ بالعسر فِي الدُّنْيَا على الْمُؤمن أَنه يُبْدِله يسرا فِي الدُّنْيَا ويسراً فِي الْآخِرَة وَالله أعلم. وَقيل: لَو دخل الْعسر جُحْراً لدخل الْيُسْر عَلَيْهِ، وَذَلِكَ أَن أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانُوا فِي ضِيق شَدِيد، فأعلمهم الله أنْ سيفتح عَلَيْهِم، فَفتح الله عَلَيْهِم الفُتُوح، وأبدلهم بالعُسر الَّذِي كَانُوا فِيهِ اليسْر وَقيل فِي قَوْله: {بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} (اللَّيْل: 7) أَي لِلْأَمْرِ السهل الَّذِي لَا يقدر عَلَيْهِ إِلَّا الْمُؤْمِنُونَ. وَقَوله: {بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} (اللَّيْل: 10) قَالُوا: العسرى: الْعَذَاب وَالْأَمر العسير. قلت: وَالْعرب تضع المعسور مَوضِع العُسْر، والميسورَ مَوضِع اليُسْر، وجُعِل الْمَفْعُول فِي الحرفين كالمصدر. وَيُقَال: أعْسر الرجلُ فَهُوَ مُعْسِر إِذا صَار ذَا عُسْرة وقِلَّة ذَات يَد. قَالَ: وعَسَرت الْغَرِيم أعسِره عَسْراً إِذا أَخَذته على عُسْرة وَلم تَرْفُق بِهِ إِلَى مَيسَرته. وَيُقَال: عَسُر الْأَمر يعسُر عُسْراً فَهُوَ عَسِير، وعَسِر يَعْسَر عَسَراً فَهُوَ عسِر. وَيَوْم عسير: ذُو عُسْر. قَالَ الله تَعَالَى فِي صفة يَوْم الْقِيَامَة: {ُالنَّاقُورِ فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ} {ِعَسِيرٌ عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ} (المدثر: 9، 10) . وَيُقَال: رجل أعْسر بيِّن العَسَر وَامْرَأَة عسراء إِذا كَانَت قوّتّهما فِي أشْمُلهما، وَيعْمل كل وَاحِد مِنْهُمَا بِشمَالِهِ مَا يعْمل غَيره بِيَمِينِهِ. وَيُقَال: رجل أعْسر يَسَر وَامْرَأَة عَسْراء يَسَرة إِذا كَانَا يعملان بأيديهما جَمِيعًا، وَلَا يُقَال: أعْسَر أيسر، وَلَا عسراء يَسراء للْأُنْثَى، وعَلى هَذَا كَلَام الْعَرَب. وَيُقَال من اليَسَر: فِي فلَان يَسَرة. وَيُقَال: بلغتُ معسور فلَان إِذا لم تَرْفُق بِهِ، وعسَّرت على فلَان الْأَمر تعسيراً. وَيُقَال: استعسرت فلَانا إِذا طلبت معسوره، واستعسر الأمرُ وتعسّر إِذا صَار عسيراً. وَقَالَ ابْن المظفّر: يُقَال للغَزْل إِذا الْتبس فَلم تقدر على تخليصه: قد تغسّر بالغين وَلَا يُقَال بِالْعينِ إلاَّ تجشُّماً. قلت: وَهَذَا الَّذِي قَالَه ابْن المظفر صَحِيح، وَكَلَام الْعَرَب عَلَيْهِ، سمعته من غير وَاحِد مِنْهُم، وَيَوْم أعْسر أَي مشئوم قَالَ مَعْقِل الْهُذلِيّ: ورُحْنا بِقوم من بُدَالة قُرِّنوا وظلّ لَهُم يَوْم من الشَّرّ أعسرُ فسّر أَنه أَرَادَ بِهِ أَنه مشئوم. قَالَ: وَيُقَال:

أعسرت المرأةُ إِذا عَسُر عَلَيْهَا وِلادها. وَإِذا دُعي عَلَيْهَا قيل: أعسرتْ وآنثتْ، وَإِذا دُعي لَهَا قيل: أَيسَرت وأذكرتْ أَي وضعت ذكرا وتيسّر عَلَيْهَا الوِلاد. وَقَالَ اللَّيْث: العَسِير: النَّاقة الَّتِي اعتاطت فَلم تَحمل سَنَتها، وَقد عَسُرت، وَأنْشد قَول الْأَعْشَى: وعسير أدماء حادرة العي ن خَنُوفٍ عَيْرانة شِملالِ قلت: تَفْسِير اللَّيْث للعسير أَنَّهَا النَّاقة الَّتِي اعتاطت غير صَحِيح. والعَسِير من الْإِبِل عِنْد الْعَرَب: الَّتِي اعتُسِرت فرُكِبت وَلم تكن ذُلِّلت قبل ذَلِك وَلَا رِيضت. وَهَكَذَا فسّره الأصمعيّ فِيمَا رَوَى عَنهُ أَبُو عُبَيد. وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن السكِّيت فِي تَفْسِير قَوْله: وروحة دنيا بَين حَيّين رحتها أسِيرُ عَسِيراً أَو عَروضاً أروضها قَالَ: العَسِير: النَّاقة الَّتِي رُكبت قبل تذليلها، وَأما العاسرة من النوق فَهِيَ الَّتِي إِذا عَدَت رفَعَت ذَنَبها، وَتفعل ذَلِك من نشاطها، وَالذِّئْب يفعل ذَلِك. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: إِلَّا عواسرُ كالقداح معيدةٌ بِاللَّيْلِ مورد أيِّم متغضِّف أَرَادَ بالعواسر: الذئاب الَّتِي تعسِل فِي عَدْوها وتكسّر أذنابها. وناقة عَوْسَرانية إِذا كَانَ من دأبها تكسير ذَنَبها ورفعُه إِذا عَدَت. وَمِنْه قَول الطِرِمَّاح: عَوْسرانيّة إِذا انتفض الخِم سُ نفاضَ الفَضِيض أيَّ انتفاضِ الفضيض: المَاء السَّائِل، أَرَادَ أَنَّهَا ترفع ذَنَبها من النشاط وتعدو بعد عَطَشها وَآخر ظمئها فِي الخِمْس. وَزعم اللَّيْث أَن العَوْسَرانيّة والعَيْسَرانيّة من النوق: الَّتِي تُركَب من قبل أَن تُراض قَالَ: وَالذكر عَيْسُران وعَيْسَران، وَكَلَام الْعَرَب على غير مَا قَالَ اللَّيْث. وَقَالَ ابْن السّكيت: العَسْر: أَن تَعْسِر الناقةُ بذنبها أَي تشول بِهِ، يُقَال: عَسَرتْ بِهِ تعسِر عَسْراً. والعَسْر أَيْضا مصدر عَسَرته أَي أَخَذته على عُسْرة. قَالَ: والعُسْر بالضمّ من الْإِعْسَار وَهُوَ الضّيق. وَقَالَ الفرّاء: يَقُول الْقَائِل: كَيفَ قَالَ الله تَعَالَى: {بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} (اللَّيْل: 10) وَهل فِي العُسْرى تيسير. قَالَ الْفراء: وَهَذَا فِي جَوَازه بِمَنْزِلَة قَول الله تَعَالَى: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (التَّوْبَة: 3) والبِشارة فِي الأَصْل تقع على المفرِّح السارّ. فَإِذا جمعت كلامين فِي خير وشرّ جَازَ التبشير فيهمَا جَمِيعًا. قلت: وتَقول قابِلْ غَرْب السانية لقائدها إِذا انْتهى الغَرب طالعاً من الْبِئْر إِلَى يَدي الْقَابِل وتمكّن من عَرَاقِيها: ألاَ ويَسّر السانية أَي اعطف رَأسهَا كَيْلا تجَاوز المَنْحاة فيرتفع الغَرْب إِلَى المَحَالة والمِحْور فيتخرَّق. ورأيتهم يسمّون عَطْف السانية تيسيراً، لِمَا فِي خِلَافه من التعسير، وَيُقَال: اعتسرت الكلامَ إِذا اقتضبته قبل أَن تزوّره وتهيئه. وَقَالَ الجعديّ: فذَرْ ذَا وعَدِّ إِلَى غَيره فشرّ الْمقَالة مَا يُعْتسَرْ قلت: وَهَذَا من اعتسار الْبَعِير وركوبه قبل

تذليله. وَيُقَال: ذهبت الْإِبِل عُسَاريَات وعُشَاريَات إِذا انتشرت وتفرّقت. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: جَاءُوا عُسَاريَات وعُسَارَى تَقْدِير سكارى أَي بَعضهم فِي إثْر بعض. وَقَالَ النَّضر فِي الحَدِيث الَّذِي جَاءَ: يعتسر الرجلُ من مَال وَلَده رَوَاهُ بِالسِّين وَقَالَ: مَعْنَاهُ: يَأْخُذ من مَاله وَهُوَ كَارِه، وَأنْشد: إِن أصحُ عَن دَاعِي الْهوى المضِلِّ صُحُوّ ناسي الشوق مستبِلّ معتسِر للصُّرْم أَو مُدِلِّ وَقَالَ الْأَصْمَعِي: عَسَره وقَسَره وَاحِد. قَالَ: وعَسَرْت النَّاقة عَسْراً إِذا أَخَذتهَا من الْإِبِل. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العُسُر: أَصْحَاب التبرية فِي التقاضي وَالْعَمَل. والمِعْسَر: الَّذِي يُقعّط على غَرِيمه. قَالَ: والعِسْرة: قَبيلَة من قبائل الجِنّ. قلت: وَقَالَ بَعضهم فِي قَول أبي أَحْمَر: وفتيان كجِلّة آل عِسْر إِن عِسْر قَبيلَة من الجنّ. وَقيل: عِسْر: أَرض يسكنهَا الجنّ. وعِسْر فِي قَول زُهَيْر: مَوضِع: كَأَن عليهمُ بجُنُوب عِسْر والعُسْر لُعْبة لَهُم: ينصبون خَشَبَة ثمَّ ترمى بخشبة أُخْرَى وتقلَع. قَالَ الأغرّ بن عُبَيد اليَشْكُريّ: فَوق الحزامى ترتمين بهَا كتخاذف الوِلْدان بالعُسْر أَي تفعل مَنَاسمُ هَذِه النَّاقة بالحَصَى كَمَا تفعل الْولدَان بِهَذِهِ الْخَشَبَة. وعُقَاب عسراء: ريشها من الْجَانِب الْأَيْسَر أَكثر من الْأَيْمن. قَالَ سَاعِدَة: وعمّى عَلَيْهِ الْمَوْت أنّي طَرِيقه سِنِين كعسراء العُقَاب ومِنْهَبُ أَي فرس. وَيُقَال: حَمَام أعْسر وعُقَاب عسراء: بجناحه من يسَاره بَيَاض. عرس: رَوَى أَبُو عُبَيد فِي حَدِيث حسّان بن ثَابت أَنه كَانَ إِذا دُعِي إِلَى طَعَام قَالَ: (أَفِي خُرْس أَو عُرْس أَو إعْذار) . قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: فِي عُرْس أَي طَعَام الْوَلِيمَة. قلت: العُرْس: اسْم من إعراس الرجل بأَهْله إِذا بنى عَلَيْهَا وَدخل بهَا، وكل وَاحِد من الزَّوْجَيْنِ عَرُوس، يُقَال للرجل عَرُوس وللمرأة عروس كَذَلِك بغَيْرهَا، ثمَّ تسمى الْوَلِيمَة عُرْساً. وَالْعرب تؤنّث العُرْس، قَالَ ابْن السّكيت: تَقول: هَذِه عُرْس، والجميع الأعراس. وَأنْشد قَول الراجز: إِنَّا وجدنَا عُرُس الحَنَّاط مذمومةً لئيمة الحُوَّاط تُدْعى مَعَ النَّسَّاج والخَيَّاط وعِرْس الرجل: امْرَأَته. يُقَال: هِيَ عِرْسه وطَلَّته وقَعِيدته. ولَبُؤة الأسَد عِرْسه. والزوجان لَا يسميان عروسين إِلَّا أَيَّام البِناء واتّخاذ العُرْس. وَالْمَرْأَة تسمَّى عِرْس الرجل كلَّ وَقت. وَمن أَمْثَال الْعَرَب: لَا مَخْبَأ لعِطْر بعد عَرُوس. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ المفضّل: عروس هَهُنَا اسْم رجل تزوّج امْرَأَة، فلمَّا هُدِيت إِلَيْهِ وجدهَا تَفِلة فَقَالَ: أَيْن عِطركِ فَقَالَت: خبأته، فَقَالَ: لَا مخبأ لِعطر بعد عروس. وَقيل: إِنَّهَا قالته بعد مَوته. وَيُقَال للرجل: هُوَ عِرْس

امْرَأَته، وللمرأة: هِيَ عِرْسه. وَمِنْه قَول العجّاج: أَزْهَر لم يُولد بِنَجْم نَحْس أَنْجَب عِرْسٍ جُبلا وعِرْس أَي أكْرم رجل وَامْرَأَة. ابْن الْأَعرَابِي: عَرُوس وعُرُوس، وَبَات عَذُوباً وعُذُوباً وسَدُوس وسُدُوس. وحدَّثنا مُحَمَّد بن إِسْحَاق قَالَ: حَدثنَا شُعَيْب بن أَيُّوب عَن نُمير بن عُبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (إِذا دعِي أحدكُم إِلَى وَلِيمَة عُرْس فليجِب) . قَالَ الْأَزْهَرِي: أَرَادَ طَعَام الرجل بأَهْله. وعِرّيسة الأسَد وعَرّيسه بِالْهَاءِ وَغير الْهَاء: مَأْوَاه فِي خِيسه. وَفِي حَدِيث عمر أَنه نَهَى عَن مُتْعة الحجّ وَقَالَ: قد علمت أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فعله، وَلَكِنِّي كرهت أَن يظلّوا مُعْرِسين بهنّ تَحت الْأَرَاك ثمَّ يروحوا بِالْحَجِّ تقطُر رؤوسهم. وَقَوله: مُعْرِسين أَي مُلمّين بنسائهم وَهُوَ بِالتَّخْفِيفِ، وَهَذَا يدلُّ على أَن إِلْمَام الرجل بأَهْله يسمّى إعراساً أَيَّام بنائِهِ عَلَيْهَا وَبعد ذَلِك؛ لِأَن تمتّع الحاجّ بامرأته يكون بعد بنائِهِ عَلَيْهَا. وأمَّا التَّعْرِيس فَنومة الْمُسَافِر بعد إدلاجه من اللَّيْل، فَإِذا كَانَ وَقت السَّحَر أَنَاخَ ونام نومَة خَفِيفَة ثمَّ يثور مَعَ انفجار الصُّبْح سائراً. وَمِنْه قَول لَبِيد: قَلَّما عرَّس حَتَّى هِجتُه بالتباشير من الصُّبْح الأُوَلْ وأنشدتني أعرابيَّة من بني نُمَير: قد طلعت حَمْرَاء فَنْطَلِيسُ لَيْسَ لرَكْب بعْدهَا تعريس أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: عَرِس الرجل وعَرِش بِالسِّين والشين إِذا بَطِر أَي بهت ودُهِش. قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: الْبَيْت المعرَّس: الَّذِي عُمِل لَهُ عَرْس وَهُوَ الْحَائِط يَجْعَل بَين حائطي الْبَيْت لَا يُبْلَغ بِهِ أقصاه، ثمَّ يوضع الْجَائِز على طَرَف العَرْس الدَّاخِل إِلَى أقْصَى الْبَيْت وسُقِّف الْبَيْت كُله، فَمَا كَانَ بَين الحائطين فَهُوَ سَهْوة، وَمَا كَانَ تَحت الْجَائِز فَهُوَ المُخْدَع. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: عَرَسْت الْبَعِير عَرْساً وَهُوَ أَن تَشدَّ عُنُقه مَعَ يَدَيْهِ جَمِيعًا وَهُوَ بَارك، اسْم ذَلِك الحَبْل العِرَاس، فَإِذا شَدّ عُنقه إِلَى إِحْدَى يَدَيْهِ فَهُوَ العَكْس، وَاسم ذَلِك الحَبْل العِكَاس. وَيُقَال: عَرِس الرجلُ بِصَاحِبِهِ إِذا لزمَه، وعَرِس الصبيُّ بأمّه إِذا لَزِمَهَا، وعَرِس الشرُّ بَينهم إِذا لزِم ودام. قلت: وَرَأَيْت بالدَّهْنَى حِبَالاً من نُقْيان رمالها يُقَال لَهَا العرائس، وَلم أسمع لَهَا بِوَاحِد. وَابْن عِرْس: دُوَيْبة مَعْرُوفَة لَهَا نَاب. وَالْجمع: بَنَات عِرْس. والعِرْسِيّ: ضرب من الصِّبْغ كَأَنَّهُ شُبِّه لونُه بلون ابْن عِرْسٍ الدابّة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: ابْن عِرْس معرفَة ونكرة. يُقَال: هَذَا ابْن عِرْس مُقبلا، وَهَذَا ابْن عِرْس آخرُ مقبل. قَالَ: وَيجوز فِي الْمعرفَة الرّفْع وَيجوز فِي النكرَة النصب. قَالَ ذَلِك كُله المفضّل وَالْكسَائِيّ. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: اعترسوا عَنهُ أَي تفرّقوا. قلت: هَذَا حرف مُنكر لَا أَدْرِي مَا هُوَ. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العرّاس والمُعَرّس والمِعْرس: بَائِع الأعراس وَهِي الفُصْلان الصغار، وَاحِدهَا عُرْس وعَرْس. قَالَ:

وَقَالَ أَعْرَابِي: بكم البَلْهاء وأعراسها أَي أَوْلَادهَا. قَالَ: والمِعْرس: السَّائِق الحاذق بالسياق، فَإِذا نَشِط الْقَوْم سَار بهم، وَإِذا كَسِلوا عرّس بهم. قَالَ: والمِعْرَس: الْكثير التَّزْوِيج. قَالَ: والعَرْس: الْإِقَامَة فِي الفَرَح. قَالَ: والعَرّاس: بَائِع العُرُس وَهِي الحبال وَاحِدهَا عِرَاس. قَالَ: والعَرس. عَمُود فِي وسط الفُسْطاط. والعَرْس: الحَبْل. سعر: قَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى حِكَايَة عَن قوم صَالح: {فَقَالُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ إِنَّآ إِذاً لَّفِى ضَلَالٍ} (الْقَمَر: 24) قَالَ الْفراء: أَرَادَ بالسُّعُر: العَنَاء للعذاب. وَقَالَ غَيره فِي قَوْله: {نَّتَّبِعُهُ إِنَّآ إِذاً لَّفِى ضَلَالٍ} مَعْنَاهُ: إِنَّا إِذا لفي ضلال وجنون، يُقَال: نَاقَة مسعورة إِذا كَانَت كأنّ بهَا جنوناً. قلت: وَيجوز أَن يكون مَعْنَاهُ: إِنَّا إِن اتبعناه وأطعناه فَنحْن فِي ضلال وَفِي عَذَاب وعناء مِمَّا يُلزمنا، وَإِلَى هَذَا مَال الفرّاء وَالله أعلم. وَقَوله جلّ وَعز: {بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لاَِصْحَابِ} (الْملك: 11) أَي بُعْداً لأَصْحَاب النَّار، يُقَال: سَعَرت النَّار أسْعَرها سَعْراً إِذا أوقدتها، وَهِي مسعورة. وسَعَرت نَار الْحَرْب سَعْراً واستعرت النارُ إِذا استُوقِدت وَرجل مِسْعَر حربٍ إِذا كَانَ يؤرِّثها. والسَّعِير، النَّار نَفسهَا. وسُعَار النَّار: حَرّها. وَيُقَال للرجل إِذا ضربه السَّمُومُ فاستعرَ جوفُه: بِهِ سُعَار. وسُعَار الْعَطش: التهابه، وسُعَار الْجُوع: لهيبه، وَمِنْه قَول الشَّاعِر يهجو رجلا: تُسمّنها بأخثر حَلْبتيها ومولاك الأحم لَهُ سُعار وَصَفه بتغريزه حلائبه وكَسْعه ضروعها بِالْمَاءِ الْبَارِد وليرتدّ لَبنهَا فَيبقى لَهَا طِرْقها، فِي حَال جوع ابْن عَمه الْأَقْرَب مِنْهُ. والأحمّ: الْأَدْنَى الْأَقْرَب، وَالْحَمِيم: الْقَرِيب القرابةِ. ومَساعر الْبَعِير: حَيْثُ يستعِر فِيهِ الجَرَب من الآباط والأرفاغ وأُمّ القُرَاد والمشافِر. وَمِنْه قَول ذِي الرمَّة: قريع هجان دُسَّ مِنْهُ المساعر وَالْوَاحد مَسْعَر. وَيُقَال: سُعِر الرجل فَهُوَ مسعور إِذا اشتدّ جوعُه أَو عطشه. وَقَالَ اللَّيْث: السُّعْرة فِي الْإِنْسَان: لون يضْرب إِلَى سَواد فويق الأُدْمة. وَقَالَ العجاج: أَسعر ضَرْباً أَو طُوَالاً هِجْرَعا وَيُقَال: سعِر فلَان يَسْعَر سَعَراً فَهُوَ أَسعر قَالَ: والسِّعْرارة: مَا تردّد فِي الضَّوْء السَّاقِط فِي الْبَيْت من الشَّمْس وَهُوَ الهَبَاء المنبثّ. وَيُقَال لما يحرّك بِهِ النَّار من حَدِيد أَو خشب: مِسْعَر ومِسعار. وَيُقَال: سعرْتُ الْيَوْم سَعْرة فِي حوائجي ثمَّ جِئْت أَي طُفت فِيهَا. وَقَالَ الأصمعيّ: المِسْعَر: الشَّديد فِي قَوْله: وسامَى بهَا عُنُق مِسْعَرُ وروى أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: المِسْعَر: الطَّوِيل. وَيُقَال: سَعَرتِ الناقةُ إِذا أسرعت فِي سَيرهَا، فَهِيَ سَعُور. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي كتاب (الْخَيل) : فرس مِسْعَر ومُساعر، وَهُوَ الَّذِي تَطيح قوائمه متفرّقة وَلَا ضَبْر لَهُ. وَقَالَ ابْن السّكيت تَقول الْعَرَب: ضَرْب هَبْر، وَطعن نَتْر، ورَمْي سَعْر، مَأْخُوذ من سَعَرْت النارَ وَالْحَرب إِذا هيَّجتهما. وَإنَّهُ لمِسْعَر حَرْب أَي تُحمى بِهِ

الْحَرْب. قَالَ: والسِّعْر من الأسعار وَهُوَ الَّذِي يقوم عَلَيْهِ الثّمن. وَفِي الحَدِيث أَنه قيل للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَعِّر لنا فَقَالَ: (إِن الله هُوَ المسعّر) . وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال أَسعر وسعَّر بِمَعْنى وَاحِد. والساعورة كَهَيئَةِ التنّور يحفَر فِي الأَرْض يختبز فِيهِ، قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: وَقَالَ أَبُو زيد: السَّعَران: شدّة العَدْو، والجَمَرانُ: من الْجَمْر. والفَلَتان: النشيط وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: السُّعَيرة: تَصْغِير السَّعْرة وَهِي السُّعَال الحادّ. وَيُقَال: هَذَا سَعْرة الْأَمر وسَرْحته وفَوْعته أَي أوّله وحدَّته. أَبُو يُوسُف: استعر النَّاس فِي كل وَجه واستنْجوْا إِذا أكلُوا الرُطْب وأصابوه. قَالَ ابْن عَرَفَة: {الْمُجْرِمِينَ فِى ضَلَالٍ} (الْقَمَر: 47) أَي فِي أَمر نسعره أَي يُلْهبنا. سرع: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: سَرِع الرجل إِذا أسْرع فِي كَلَامه وفعاله. وَقَالَ: سَرْعان ذَا خُرُوجًا وسُرْعان ذَا خُرُوجًا وسِرْعان ذَا خُرُوجًا. والضمّ أفصحها. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: سَرُع يَسْرُع سَرَعاً وسُرْعة فَهُوَ سريع. وَالْعرب تَقول: لسَرْعان ذَا خُرُوجًا بتسكين الرَّاء. وَيُقَال: لسَرُع ذَا خُرُوجًا بضمّ الرَّاء. وَرُبمَا أسكنوا الرَّاء فَقَالُوا: سَرْع ذَا خُرُوجًا، وَمِنْه قَول مَالك بن زُغْبة الْبَاهِلِيّ: أنَوْراً سَرْع مَاذَا يَا فَرُوقُ وحَبْلُ الْوَصْل منتكِث حَذِيقُ أنوراً مَعْنَاهُ: أنِواراً يَا فَرُوق. وَقَوله: سَرُعْ مَاذَا أَرَادَ: سَرُع فخفَّف و (مَا) صلَة أَرَادَ: سَرُع ذَا نَوْراً. وسَرَعان النَّاس بِفَتْح الرَّاء: أوائلهم. وسَرَعان عَقَب المَتْنَين: شِبْه الخُضَل تخلَّص من اللَّحْم ثمَّ تُفتل أوتاراً للقِسيّ، يُقَال لَهَا السَّرَعان، سَمِعت ذَلِك من الْعَرَب. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: سَرَعان النَّاس محرك لمن يُسرع من الْعَسْكَر. وَقَالَ أَبُو زيد: وَاحِدَة سَرَعان العَقَب: سَرَعانة، وَكَانَ ابْن الْأَعرَابِي يَقُول: سَرْعان النَّاس: أوائلهم. وَقَالَ الْقطَامِي فِي لُغَة من يثقّل فَيَقُول: سَرَعان النَّاس: وحسبُنا نَزَع الكتيبة غُدْوة فيغيِّفون ونوجع السرَعانا أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الأساريع: الطُّرَق الَّتِي فِي الْقوس واحدتها طُرْقة. وأساريع الرمل وَاحِدهَا أُسروع ويَسروع بِفَتْح الْيَاء وضمّ الْهمزَة، وَهِي ديدان تظهر فِي الرّبيع مخطَّطة بسواد وَحُمرَة، ويشبَّه بهَا بَنَان العَذَارَى. وَمِنْه قَول امرىء الْقَيْس: وتعطو بِرَخْص غير شَثْن كَأَنَّهُ أساريعُ ظَبْي أَو مساويك إسْحِل وَقَالَ ابْن شُمَيْل: أساريع العِنَب شُكُر تخرج فِي أصُول الحَبَلة. وَرُبمَا أُكلت حامضة رَطْبة. الْوَاحِدَة أُسروع. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: أُسروع الظبي: عَصَبة تَسْتبطِن يَده ورِجله. والسَّرْوَعة: النَّبَكة الْعَظِيمَة من الرمل، وَتجمع سَرْوَعات وسَرَاوِع وَيُقَال: أسْرع فلَان المشيَ وَالْكِتَابَة وَغَيرهمَا وَهُوَ فعل مجاوز. وَيَقُولُونَ: أسْرع إِلَى كَذَا وَكَذَا يُرِيدُونَ: أسْرع المضيَّ إِلَيْهِ، وسارع بِمَعْنى أسْرع، يُقَال ذَلِك للْوَاحِد، وللجميع: سارعوا. قَالَ الله جلّ وعزَّ: {ُأَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ} {ِنُسَارِعُ لَهُمْ فِى الْخَيْرَاتِ}

(الْمُؤْمِنُونَ: 55، 56) مَعْنَاهُ: أيحسبون أَن إمدادنا لَهُم بِالْمَالِ والبنين مجازاةٌ لَهُم، وَإِنَّمَا هُوَ اسْتِدْرَاج من الله لَهُم. و (مَا) فِي معنى الَّذِي. أَرَادَ: أيحسبون أَن الَّذِي نَمدّهم بِهِ من مَال وبنين، وَالْخَبَر مَعَه مَحْذُوف، الْمَعْنى: نسارع لَهُم بِهِ. وَقَالَ الْفراء: خبر {أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ} قَوْله: {نُسَارِعُ لَهُمْ} وَاسم (أَن) : (مَا) بِمَعْنى الَّذِي. وَمن قَرَأَ: (يسارَع لَهُم فِي الْخيرَات) (فَمَعْنَاه: يسارَع بِهِ لَهُم فِي الْخيرَات فَيكون مثل {نسارِع. وَيجوز أَن يكون على معنى: أيحسبون إمدادنا يسارِع لَهُم فِي الْخيرَات، فَلَا يحْتَاج إِلَى ضمير، وَهَذَا قَول الزجّاج. وَقَالَ ابْن المظفّر: السَّرْع: قضيب سَنَةٍ من قضبان الكَرْم، وَالْجمع السُّرُوع. قَالَ: وَهِي تَسْرُع سُرُوعاً وهنّ سوارع والواحدة سارعة. قَالَ: والسَّرْع: اسْم الْقَضِيب من ذَلِك خاصّة. قَالَ: وَيُقَال لكل قضيب مَا دَامَ رَطْباً غضّاً: سَرَعْرَع، وَإِن أنَّثت قلت: سَرَعْرعة. وَأنْشد: أزمان إِذْ كنتُ كنعت الناعت سَرَعْرعاً خُوطاً كغصن نابت يصف عنفوان شبابه. قلت: والسَّرْغ بالغين: لُغَة فِي السَّرْع بِمَعْنى الْقَضِيب الرَطْب، وَهِي السُّرُوغ والسُّروع. الأصمعيّ: شبَّ فلَان شبَابًا سَرَعْرعاً. والسَرَعْرعة من النِّسَاء: الليّنة الناعمة. وَفِي الحَدِيث أَن أحد ابْني رَسُول الله بَال فَرَأى بَوْله أساريع، والأساريع: الطرائق. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: أَبُو سَرِيع: هُوَ كُنْية النَّار فِي العَرْفَج. وَأنْشد: لَا تعدِلنَّ بِأبي سريعِ إِذا غَدَتْ نكباء بالصقيع قَالَ: والصقيع: الثَّلج. والمِسْرع: السَّرِيع إِلَى خير أَو شرّ. فِي الحَدِيث: (فَأَخَذتهم من سَرْوَعَتين) ، السَّرْوعة: الرابية من الرمل. وَكَذَلِكَ الزَّرْوَحَةُ تكون من الرمل وَغَيره. رعس: أهمله اللَّيْث، وَهُوَ مُسْتَعْمل. قَالَ أَبُو عَمْرو الشيبانيّ: الرَّعْس والرَّعَسان: رَجَفان الرَّأْس، وَقَالَ بعض الطائيين: سَيعْلَمُ من يَنْوِي خِلابيَ أنني أريب بِأَكْنَافِ البُضَيض حَبَلَّسُ أَرَادوا خِلابي يَوْم فَيْدَ وقَرَّبوا لِحى ورؤوساً للشَّهَادَة تَرْعَسُ الحَبَلَّس والحَلَبَّس والحُلاَبس: الشجاع الَّذِي لَا يبرح مَكَانَهُ. وَأنْشد الباهليّ قَول العجاج يذكر سَيْفا يَهُذّ ضريبته هَذَّاً: يُذْري بإرعاسِ يمينِ المؤتلي خُضُمَّة الدارع هَذَّ المختلِي قَالَ: يُذْري أَي يُطير، والإرعاس: الرجف، والمؤتلي: الَّذِي لَا يبلغ جهده. وخُضُمَّة كل شَيْء: معظمه. والدارع: الَّذِي عَلَيْهِ الدرْع. يَقُول: يقطع هَذَا السَّيْف مُعظم هَذَا الدارع، على أَن يَمِين الضَّارِب بِهِ تَرْجُف وعَلى أَنه غير مُجْتَهد فِي ضَرْبته. وَإِنَّمَا نعت السَّيْف بِسُرْعَة الْقطع. والمختلي: الَّذِي يحتشّ بِمِخلاه وَهُوَ مِحَشّه. وناقة راعوس: تحرّك رَأسهَا

باب العين والسين مع اللام

إِذا عَدَت من نشاطها. ورمح رَعُوس ورَعَّاس إِذا كَانَ لَدْن المهَزّ عَرّاصاً شَدِيد الِاضْطِرَاب. وَقَالَ أَبُو سعيد: يُقَال: ارتعس رَأسه وارتعش إِذا اضْطربَ وارتعد. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المِرْعَس الرجل الْخَفِيف القَشَّاش. والقشاش: الَّذِي يلتقط الطَّعَام الَّذِي لَا خير فِيهِ من الْمَزَابِل. رسع: فِي حَدِيث عبد الله بن عَمْرو أَنه بَكَى حَتَّى رسَعت عينه. قَالَ أَبُو عبيد: يَعْنِي: فسَدت وتغيرت. وَفِيه لُغَتَانِ: رَسَع ورَسَّع. وَرجل مرسِّع ومرسِّعة. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: أيا هِنْد لَا تنكحي بُوهَة عَلَيْهِ عقيقتُه أحسبا مرسِّعة وسط أَرْبَاعه بِهِ عَسَم يَبْتَغِي أرنبا ليجعل فِي رِجله كعبها حذار المنيَّة أَن يعطَبا قَالَ: والمرسِّعة: الَّذِي فَسدتْ عينه، والبُوهة: الأحمق. وَقَوله: حذار المنِيَّة أَن يعطبا كَانَ حمقى الْعَرَب فِي الْجَاهِلِيَّة يعلِّقون كَعْب الأرنب فِي الرِّجْل وَيَقُولُونَ: إِن من فعل ذَلِك لم تصبه عين وَلَا آفَة. وَقَالَ ابْن السّكيت: الترسيع: أَن تخرق سَيْراً ثمَّ تُدخل فِيهِ سَيْراً كَمَا يُسَوّي سُيُور الْمَصَاحِف. وَاسم السّير المفعولِ بِهِ ذَلِك: الرَّسِيع وَأنْشد: وَعَاد الرسيع نُهْية للحمائل يَقُول: انكبَّت سيوفهم فَصَارَت أسافلها أعاليها. قلت: وَمن الْعَرَب من يَجْعَل بدل السِّين فِي هَذَا الْحَرْف الصَّاد فَيَقُول: هُوَ الرَّصِيع وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الرصائع: سيور مضفورة فِي أسافل الحمائل، الْوَاحِدَة رِصَاعة. ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: المرسَّع: الَّذِي انسلقت عينه من السهر. (بَاب الْعين وَالسِّين مَعَ اللَّام) (ع س ل) عسل، علس، سلع، سعل، لعس، لسع:} مستعملات. عسل: قَالَ الله جلّ وَعز: {لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ} (مُحَمَّد: 15) فالعسل الَّذِي فِي الدُّنْيَا هُوَ لُعَاب النَّحْل. وَجعل الله بِلُطْفِهِ فِيهِ شِفَاء للنَّاس. وَالْعرب تسمّي صَمْغ العُرْفُط عَسَلاً لحلاوته وتسمِّي صَقْر الرُّطَب وَهُوَ مَا سَالَ من سُلاَفته عَسَلاً. وَأَخْبرنِي عبد الْملك عَن الرّبيع عَن الشَّافِعِي أَنه قَالَ: عَسَل النَّحْل هُوَ الْمُنْفَرد بِالِاسْمِ دون مَا سواهُ من الحُلْو المسمَّى بِهِ على التَّشْبِيه. قَالَ: وَالْعرب تَقول للْحَدِيث الحُلْو: معسول. وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لامْرَأَة سَأَلته عَن زوج تزوَّجته لترجع بِهِ إِلَى زَوجهَا الأوّل الَّذِي طلَّقها فَلم ينتشر ذكره للإيلاج فَقَالَ لَهَا: (أَتُرِيدِينَ أَن تَرْجِعِي إِلَى رِفَاعة؟ لَا حَتَّى تَذُوقِي عُسَيلته وَيَذُوق عُسَيلتك) ، يَعْنِي جِمَاعهَا، لِأَن الْجِمَاع هُوَ المستحلَى من الْمَرْأَة. وَقَالُوا لكل مَا استحلَوْا: عَسَلٌ ومعسول، على أَنه

يُسْتحلى استحلاء العَسَل. وَقَالَ غَيره فِي قَوْله: (حَتَّى تَذُوقِي عُسَيلته وَيَذُوق عُسَيْلتك) : إِن العُسَيلة: مَاء الرجل. قَالَ: والنطْفة تسمَّى العُسَيلة، رَوَى ذَلِك شمر عَن أبي عدنان عَن أبي زيد الأنصاريّ: قلت: وَالصَّوَاب مَا قَالَه الشَّافِعِي؛ لِأَن العُسَيلة فِي هَذَا الحَدِيث كِنَايَة عَن حلاوة الْجِمَاع الَّذِي يكون بتغييب الحَشَفة فِي فرج الْمَرْأَة، وَلَا يكون ذَوَاق العُسَيلتين مَعًا إِلَّا بالتغييب وَإِن لم يُنزِلا، وَلذَلِك اشْترط عُسَيلتهما. وأنَّث العُسَيلة لِأَنَّهُ شبَّهها بِقِطْعَة من العَسَل. وَهَذَا كَمَا تَقول: كنّا فِي لَحْمَة ونَبِيذة وعَسَلة أَي فِي قِطْعَة من كل شَيْء مِنْهَا. وَالْعرب تؤنّث العَسَل وتذكّره. قَالَ الشمَّاخ: كَأَن عُيُون الناظرين تشوفها بهَا عسل طابت يَدَاً من يشورُها أَي تشوف العيونُ والأبصار بهَا هَذِه الْمَرْأَة. قَالَ ذَلِك ابْن السّكيت. والعَسَّالة: الخليَّة الَّتِي تسَوَّى للنحل من راقود وَغَيره فتعسِّل فِيهِ. يُقَال: عسّل النحلُ تعسيلاً. وَالَّذِي يَشتار الْعَسَل فَيَأْخذهُ من الخليَّة يسمَّى عاسلاً. وَمِنْه قَول لبيد: وأرْيِ دُبُورٍ شارَهُ النحلَ عاسلُ وَمن الْعَرَب من يذكّر العَسَل، لُغَة مَعْرُوفَة. والتأنيث أَكثر. وعَسَل اللُبْنَى: صَمْغ يَسيل من شجر اللبنى لَا حلاوة لَهُ: يسمَّى عَسَل اللبنى. وحدّثنا الْحُسَيْن بن إِدْرِيس حَدثنَا عُثْمَان ابْن أبي شَيبة عَن زيد بن الحُبَاب عَن مُعَاوِيَة بن صَالح عَن عبد الرَّحْمَن بن جُبَيْر بن نُفَير عَن أَبِيه قَالَ: سَمِعت عَمْرو بن الحَمِق يَقُول: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِذا أَرَادَ الله بِعَبْد خيرا عَسَله) : قيل: يَا رَسُول الله وَمَا عَسَله؟ قَالَ: (يَفتح لَهُ عملا صَالحا بَين يَدي مَوته حَتَّى يرضى عَنهُ مَن حوله) . ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: العَسَل: طِيب الثَّنَاء على الرجل. قَالَ: وَمعنى قَوْله: (إِذا أَرَادَ الله بِعَبْد خيرا عَسَله) أَي طيَّب ثناءه. وَقَالَ غَيره: معنى قَوْله: عَسَله أَي جعل لَهُ من الْعَمَل الصَّالح ثَنَاء طيّباً كالعَسَل؛ كَمَا يُعْسَل الطَّعَام إِذا جُعل فِيهِ العَسَل. يُقَال: عَسَلت الطعامَ والسَّوِيقَ أعْسِله وأعسُله إِذا جعلت فِيهِ عَسَلاً وطيَّبتْه وحلَّيته. وَيُقَال أَيْضا: عَسَلت الرجلَ إِذا جعلت أُدْمه العَسَل. وعسَّلت الْقَوْم بِالتَّشْدِيدِ إِذا زوّدتهم العَسَل. وَجَارِيَة معسولة الْكَلَام إِذا كَانَت حُلْوة الْمنطق مليحة اللَّفْظ طيّبة النَّغْمة. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: العَسَل: حَبَاب المَاء إِذا جرى من هبوب الرّيح. قَالَ: والعُسُل: الرِّجَال الصالحون. قَالَ: وَهُوَ جمع عاسل وعَسُول. قَالَ: وَهُوَ ممَّا جَاءَ على لفظ فَاعل وَهُوَ مفعول بِهِ. قلت: كَأَنَّهُ أَرَادَ: رجل عاسل: ذُو عَسَل أَي ذُو عمل صالحٍ، الثناءُ عَلَيْهِ بِهِ مستحلَى كالعسل. وَقَالَ الفرّاء: العَسِيل: مِكْنسة الطِّيب. والعَسِيل: الريشة الَّتِي تُقلع بهَا الغالية. والعَسِيل أَيْضا: قضيب الْفِيل وَجمعه كلّه عُسُل. وَأنْشد الفرّاء:

فرِشْني بِخَير لَا أكونَنْ ومِدْحتي كناحتِ يَوْمًا صخرةٍ بعَسِيل قَالَ: أَرَادَ: كناحتٍ صَخْرَة بعسيل يَوْمًا، هَكَذَا أنْشد فِيهِ المنذريّ عَن أبي طَالب عَن أَبِيه عَن الفرّاء. وَمثله قَول أبي الْأسود: فألفيتُه غير مستعتِب وَلَا ذاكِر اللَّهَ إِلَّا قَلِيلا قَالَ ابْن الأنباريّ: أَرَادَ: وَلَا ذاكرٍ الله، وَأنْشد الفرّاء أَيْضا: ربّ ابْن عَم لسُلَيمى مشمعلّ طبّاخ سَاعَات الْكرَى زادَ الكَسِل أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة قَالَ: رُمْح عاسل وعَسَّال: مضطرِب لَدْن، وَهُوَ العاتر، وَقد عَتَر وعَسَل. وَقَالَ اللَّيْث: العَسِل: الرجل الشَّديد الضَّرْب السَّرِيع رَجْعِ الْيَد بِالضَّرْبِ. وَأنْشد: تمشي موائلة وَالنَّفس تنذِرها مَعَ الوبيل بكف الأهوج العسِل فلَان أَخبث من أبي عِسْلة وَمن أبي رِعْلة وَمن أبي سِلعامة وَمن أبي مُعْطة كلّه الذِّئْب. وَيُقَال: عَسَل الذِّئْب يعسِل عَسْلاً وعَسَلاناً وَهُوَ سرعَة هِزّته فِي عَدْوه. وَقَالَ الجعديّ: عَسَلانَ الذِّئْب أَمْسَى قارباً بَرَد الليلُ عَلَيْهِ فنسَلْ وَيُقَال: رجل عِسْل مَال كَقَوْلِك: إزَاء مَال وخال مَال. ابْن السّكيت يُقَال: مَا لفُلَان مَضْرِب عَسَلة يَعْنِي: أعراقه. وَقَالَ غَيره: أصل ذَلِك فِي سُؤر الْعَسَل ثمَّ صَار مثلا للْأَصْل والنسَب. وَيُقَال: بَسْلاله وعَسْلاً وَهُوَ اللَّحْي فِي الملام. شمر عَن أبي عَمْرو: يُقَال: عَسَلْت من طَعَامه عَسْلاً أَي ذقت. وَيُقَال: هُوَ على أعسال من أَبِيه وأعْسان أَي على أثَر من أَثَره، الْوَاحِد عِسْل وعِسْن. وَهَذَا عِسْل هَذَا وعِسْنه أَي مِثله. والعَسْل: الحَلْب بستّين، والفَطْر: الحَلْب بِثَمَانِينَ. والعواسل: الريَاح. علس: أَخْبرنِي عبد الْملك عَن الرّبيع عَن الشَّافِعِي قَالَ: العَلَس: ضَرْب من الْقَمْح، يكون فِي الكمام مِنْهُ حبَّتان، يكون بِنَاحِيَة الْيمن. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العَدَس يُقَال لَهُ: العَلَس: أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: يُقَال للقُرَاد: العَلّ وَقَالَ شمر: والعَلُس مثلُه، وَجمعه أعلال وأعلاس. قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ الْأمَوِي: مَا ذقت عَلُوساً. وَقَالَ الْأَحْمَر: مَا ذقت عَلُوساً وَلَا ألُوساً أَي مَا ذقت طَعَاما. ابْن السّكيت عَن الكِلاَبيّ قَالَ: مَا عَلَسْنا عِنْدهم عَلُوساً. وَقَالَ ابْن هانىء، مَا أكلت الْيَوْم عَلاَساً، وَقد عَلَسَتِ الإبلُ تعلِس إِذا أَصَابَت شَيْئا تَأْكُله. وَقَالَ اللَّيْث: العَلْس: الشُّرْب، يُقَال: عَلَس يَعْلِس عَلْساً. والعَلِيس: شِوَاء مَسْمون. قلت: العَلْس: الْأكل، وقلَّما يُتَكلّمِ بِهِ بِغَيْر حرف النَّفْي. وَأَخْبرنِي الإياديّ عَن شمر قَالَ: العَلَسيُّ الحَمل الشَّديد. وَأنْشد قَول المَرّار: إِذا رَآهَا العَلَسيّ أبلسا وعَلَّق الْقَوْم أداوَى يُبَّسا

وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العَلَسِيّ: شَجَرَة المَقْرِ. وَقَالَ أَبُو وَجْزة السعديّ: كَأَنَّ النُّقْدَ والعَلَسيَّ أجنى ونعَّم نبته وَاد مطيرُ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العَلِيس: الشوَاء المنضَج. وَقَالَ ابْن السّكيت عَن الكلابيّ: رجل مجرَّس ومُعَلَّس ومنقَّح ومقلَّح أَي مجرَّب. لعس: فِي حَدِيث الزبير أَنه رأى فِتْية لُعْساً فَسَأَلَ عَنْهُم فَقيل: أمّهم مولاة للحُرَقة وأبوهم مَمْلُوك فَاشْترى أباهم وَأعْتقهُ فجرّ وَلاَءهم. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: اللُّعْس: الَّذين فِي شفاههم سَواد، وَهُوَ ممّا يُستحسن. يُقَال مِنْهُ: رجل ألعس وَامْرَأَة لعساء والجميع مِنْهُمَا لُعْس. وَقد لعِس لَعَساً. وَأنْشد لذِي الرمَّة: لمياء فِي شفتيها حُوَّة لَعَسٌ وَفِي اللِّثَات وَفِي أنيابها شَنَبُ قلت: قَوْله: رأى فتية لُعْساً لم يُرَدْ بِهِ سَواد الشّفة خاصَّة، إِنَّمَا أَرَادَ لَعَس ألوانِهم. سَمِعت الْعَرَب تَقول: جَارِيَة لَعْساء إِذا كَانَ فِي لَوْنهَا أدنى سَواد فِيهِ شُرْبة حمرَة لَيست بالناصعة، وَإِذا قيل: لعساء الشَّفَة فَهُوَ على مَا قَالَ الأصمعيّ. وَقد قَالَ العجاج بَيْتا دلَّ على أَن اللعَس يكون فِي بَشَرة الْإِنْسَان كلّها فَقَالَ: وبَشَرٍ مَعَ الْبيَاض ألعسا فَجعل البَشَر ألْعس، وَجعله مَعَ الْبيَاض لما فِيهِ من شُرْبة الْحمرَة. وَقَالَ اللَّيْث: رجل متلعّس: شَدِيد الْأكل. قَالَ: واللَّعْوَس: الأكُول الْحَرِيص. قَالَ: وَيُقَال للذئب: لَعْوَس ولَغْوس وَأنْشد لذِي الرمَّة: وماءٍ هتكتُ اللَّيْل عَنهُ وَلم يَرِد روايا الْفِرَاخ والذئابُ اللغاوس قَالَ: ويروى: اللعاوس. قلت: ورَوَى أَبُو عُبيد عَن الفرّاء: اللغْوَس بالغين: الذِّئْب الْحَرِيص الشرِه. قلت: وَلَا أنكر أَن يكون الْعين فِيهِ لُغَة. وَقَالَ النَّضر: مَا ذقت لَعُوساً أَي شَيْئا. قَالَ الْأَصْمَعِي: مَا ذقت لَعُوقاً مثله. وَقَالَ غَيره: اللَّعْس: العضّ، يُقَال: لَعَسني لَعْساً أَي عضَّني، وَبِه سمّي الذِّئْب لَعْوَسَاً. لسع: قَالَ ابْن المظفر: اللَّسْع للعقرب. قَالَ: وَيُقَال للحيَّة: تَلْسَع. قَالَ: وَزعم أَعْرَابِي أَن من الحيَّات مَا يلسع بِلِسَانِهِ كلَسْع حُمَة الْعَقْرَب، وَلَيْسَت لَهُ أَسْنَان. قَالَ: وَيُقَال: لَسَع فلَان فلَانا بِلِسَانِهِ إِذا قرضه، وَإِن فلَانا للُسَعة أيْ قرَّاضة للنَّاس بِلِسَانِهِ. قلت: والمسموع من الْعَرَب أَن اللسع لذوات الإبَر من العقارب والزنابير. فأمَّا الحيَّات فَإِنَّهَا تنهش وتَعَضّ وتَخْدِب وتَنْشِطُ. وَيُقَال للعقرب: قد لَسَعَتْه وأَبَرَتْه وَوَكَعَتْه وكَوَتْه. لَسَع فِي الأَرْض ومَصَع: ذهب. واللَّسُوع: الْمَرْأَة الفارك. والمُلْسِع: المُغْرِي بَين الْقَوْم. والملسِّعة: الْمُقِيم الَّذِي لَا يبرح، كَأَنَّهُ يلسع أَصْحَابه لثقله. سلع: أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: السَلَع: شجر مُرّ. وَقَالَ بِشْر: يسومون الصِّلاح بِذَات كَهْف وَمَا فِيهَا لَهُم سَلَع وقار

وَكَانَت الْعَرَب فِي جَاهِلِيَّتهَا تَأْخُذ حَطَب السَّلَع والعُشَر فِي المجاعات وقُحُوط الْمَطَر فتوقِر ظُهُور الْبَقر مِنْهَا ثمَّ تُلْعِج النارَ فِيهَا، يستمطرون بلهَب النَّار المشبّه بسنا البَرْق. وَأَرَادَ الشَّاعِر هَذَا الْمَعْنى بقوله: سَلَع مّا وَمثله عُشَر مّا عائلاً مّا وعالت البَيْقورا والسُّلُوع: شُقُوق فِي الْجبَال، وَاحِدهَا سَلْع وسِلْع. وَيُقَال: سَلَعْت رَأسه أَي شججته قَالَ ذَلِك أَبُو زيد. وَقَالَ شمر: السَّلْعة: الشَّجَّة فِي الرَّأْس كائنة مَا كَانَت. يُقَال: فِي رَأسه سَلْعتان وَثَلَاث سَلَعات، وَهِي السِّلاَع. وَرَأس مسلوع ومُنْسَلِع. وأمّا السِّلْعة بِكَسْر السِّين فَهِيَ الجَدَرة تخرج بِالرَّأْسِ وَسَائِر الْجَسَد، تمور بَين الجِلْد وَاللَّحم، ترَاهَا تَدِيص دَيَصاناً إِذا حرّكتها. والسِّلْعة وَجَمعهَا السِلَّع كل مَا كَانَ مَتْجوراً بِهِ. والمُسْلِع: صَاحب السِّلْعة. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للدليل الْهَادِي: مِسْلع. وَأنْشد بَيْتا للخنساء: سبَّاق عَادِية وَرَأس سَرِيَّة ومُقاتل بَطَل وهاد مِسْلع ابْن شُمَيْل: قَالَ رجل من الْعَرَب: ذهبت إبلي فَقَالَ رجل: لَك عِنْدِي أسْلاعها أَي أَمْثَالهَا فِي أسنانها وهيئاتها. وَهَذَا سِلْع أَي مِثله. وَيُقَال: تزلّعت رِجْله وتَسَلَّعت إِذا تشقَّقت. وسَلْع: مَوضِع يقرب من الْمَدِينَة. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: لعمرك إِنَّنِي لأحبّ سَلْعاً أَبُو عَمْرو: هَذَا سِلْع هَذَا أَي مِثلُه وشَرْواه. وَيُقَال: أَعْطِنِي سِلْع هَذَا أَي مثلَ هَذَا. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الأسلع: الأبرص. قَالَ: والسَّوْلع: الصَّبِر المُرّ. والصولع: السِّنان المجلوّ. أسلاع الْفرس: مَا تفلّق من اللَّحْم عَن نَسَبيها إِذا استخفَّت سِمَناً. وَقَوله: أجاعل أَنْت بيقوراً مسلَّعة ذَريعة لَك بَين الله والمطر يَعْنِي الْبَقر الَّتِي كَانَ يُعْقَد فِي أذنابها السَّلَع عِنْد الجَدْب. سعل: روى ابْن عُيَينة عَن عَمْرو عَن الْحسن بن مُحَمَّد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَا صَفَر وَلَا هَامة وَلَا غُول وَلَكِن السعالَى) . قَالَ شمر فِيمَا قَرَأت بِخَطِّهِ: قد فسّروا السعالى: الغِيلان وَذكرهَا الْعَرَب فِي أشعارها. قَالَ الْأَعْشَى: ونساءٍ كأنهن السعالى قَالَ: وَقَالَ أَبُو حَاتِم: يُرِيد: فِي سوء حالهن حِين أُسِرن. وَقَالَ لَبيد يصف الْخَيل: عَلَيْهِنَّ وِلدان الرِّجَال كَأَنَّهَا سعالَى وعِقبان عَلَيْهَا الرحائل وَقَالَ جِرَان العَوْد: هِيَ الغول والسِّعلاة حلْقِيَ مِنْهُمَا مُخَدّشُ مَا بَين التراقِي مكَدّح وَقَالَ بعض الْعَرَب: لم تصف العربُ بالسعلاة إلاّ الْعَجَائِز وَالْخَيْل. قَالَ شمر: وشبَّه ذُو الإصبع الفرسان بالسعالى فَقَالَ: ثمَّ انبعثنا أُسُود عَادِية مثل السعالى نقائبا نُزُعا

باب العين والسين مع النون

فَهِيَ هَهُنَا الفرسان. وَقَالَ بَعضهم: السعالِيَ من أَخبث الغِيلان. وَيُقَال للْمَرْأَة الصخَّابة: قد استسعلت. وَقَالَ أَبُو عدنان: إِذا كَانَت الْمَرْأَة قبيحة الْوَجْه سيِّئة الْخُلُق شُبِّهت بالسِّعْلاة. وَقيل: السِّعْلاة هِيَ الْأُنْثَى من الغيلان، وَتجمع سعالِيَ وسِعْلَيات، وَقَالَ أَبُو زيد: مثل قَوْلهم: استسعلت الْمَرْأَة قَوْلهم. عَنْزٌ نَزَت فِي جبل فاستَتْيَسَتْ، ثمَّ من بعد استتياسها استعْنَزت، وَمثله: إِن البغاث بأرضنا يستَنْسِر واستنوق الْجمل. وَقد استسعلت الْمَرْأَة إِذا صَارَت كَأَنَّهَا سِعْلاة خَبْثاً وسَلاَطة؛ كَمَا يُقَال: استأسد الرجل واستكلبت الْمَرْأَة. وَيُقَال: سَعَل الْإِنْسَان يَسْعل سُعَالاً وسَعَل سُعْلة. وَيُقَال: بِهِ سُعَال ساعل؛ كَقَوْلِهِم: شغل شاغل وَشعر شَاعِر. والساعل الْفَم فِي بَيت ابْن مقبل: على إِثْر عجَّاج لطيفٍ مصيرُه يمجُّ لُعَاعَ العَضْرَس الجَوْنِ ساعلُهْ أَي فَمه لِأَن الساعل بِهِ يسعل. أَبُو عُبَيْدَة: فرس سَعِل زعِل أَي نشيط، وَقد أسعله الْكلأ وأزعله بِمَعْنى وَاحِد. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: السَعَل: الشيص الْيَابِس. (بَاب الْعين وَالسِّين مَعَ النُّون) (ع س ن) عسن، عنس، سنع، سعن، نسع، نعس: مستعملات. عسن: أَبُو عبيد عَن الْفراء قَالَ: إِذا بقيتْ من شَحم النَّاقة ولحمها بقيَّة فاسمها الأُسْن والعُسْن وجمعهما آسان وأعسان، وناقة عاسنة: سَمِينَة. ونوق مُعْسِنات: ذَوَات عُسْن. وَقَالَ الفرزدق: فَخُضْتُ إِلَى الأنقا مِنْهَا وَقد يَرَى ذَات النقايا المُعْسِناتُ مكانيا أَبُو عَمْرو: أعسن إِذا سمن سِمَناً حسنا. وَقَالَ: العَسَن: الطول مَعَ حسن الشّعْر وَالْبَيَاض. وَيُقَال: هُوَ على أعسان من أَبِيه وآسان. وَقد تعسَّن أَبَاهُ وتأسَّنه وتأسَّله إِذا نزع إِلَيْهِ فِي الشَّبَه، قَالَ ذَلِك اللحياني وَغَيره. وَقَالَ اللَّيْث: العَسَن: نجوع العَلَف والرعْي فِي الدوابّ. تَقول: عَسِنَت الْإِبِل عسنَاً إِذا نجع فِيهَا الْكلأ وسمِنت. والعَسِن مثل الشكُور. والعَسْن: مَوضِع مَعْرُوف. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: العُسُن جمع أعسن وعَسُون وَهُوَ السمين. وَيُقَال للشحمة: عُسْنة وَجَمعهَا عُسَن. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: سَمِعت غير وَاحِد من الْأَعْرَاب يَقُول: فلَان عِسْل مَال وعسنُ مَال: إِذا كَانَ حسن الْقيام عَلَيْهِ. التعسين: خفّة الشَّحْم من الجَدْب وقلّة الْمَطَر وكلأ معسَّن قَالَ الراجز: نِعْمَ قريعُ الشَّوْل فِي التعْسين وَيُقَال: التعسين: الشتَاء. وأعسنت الناقةُ: حملت العُسْن وأعسنها الجَدْب: ذهب بعُسْنها وشحمها. وَهَذَا كَمَا يُقَال: قذّيت الْعين: أخرجت قذاها، وأقذيتها: ألقيت فِيهَا القَذَى. عنس: العَنْس: النَّاقة الصُّلْبة، وَقَالَ اللَّيْث: تسمَّى عَنْساً إِذا تمَّت سِنّها واشتدَّت قُوَّتها ووَفَر عظامُها وأعضاؤها. قَالَ: واعنونس

ذَنَب النَّاقة، واعنيناسه: وفور هُلْبه وطولُه. وَقَالَ الطرمَّاح يصف ثوراً وحشياً: يمسحُ الأَرْض بمعنونِس مثل مِثلاة النِّيَاح الْقيام أَي بذنَب سابغ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: العانس: الْمَرْأَة الَّتِي تُعَجِّز فِي بَيت أَبَوَيْهَا لَا تتَزَوَّج، وَقد عَنَست تَعْنُس عُنُوساً. وَقَالَ الأصمعيّ: لَا يُقَال: عَنَست وَلَا عَنَّست وَلَكِن يُقَال: عُنِّست فَهِيَ مُعَنَّسة. وَفِي الحَدِيث أَن الشّعبِيّ أَو غَيره من التَّابِعين سُئِلَ عَن الرجل يدْخل بِالْمَرْأَةِ على أَنَّهَا بِكر فَيَقُول: لم أَجدهَا عَذراء، فَقَالَ: إِن العُذْرة يُذهبها التعنيس والحَيضة. وتُجمع العانس عُنّساً وعوانس. وَيُقَال للرجل إِذا طعن فِي السنّ وَلم يتزوّج: عانس أَيْضا، والجميع العانسون وَمِنْه قَول الشَّاعِر: منا الَّذِي هُوَ مَا إِن طَرّ شارُبه والعانسون وَمنا المُرْدُ والشيبُ وَقَالَ اللَّيْث: عَنَست الْمَرْأَة عُنُوساً إِذا صَارَت نَصَفاً وَهِي بِكر لم تتزوّج. وعنّسها أَهلهَا إِذا حبسوها عَن الْأزْوَاج حَتَّى جَاوَزت فَتاء السنّ ولمَّا تُعَجِّز فَهِيَ معنَّسة. وَتجمع مَعَانس ومعنَّسات. وعَنْس: قَبيلَة من الْيمن. وَقَالَ غَيره: أعنس الشيبُ رأسَه إِذا خالطه. وَقَالَ أَبُو ضَبّ الهذليّ: فَتى قَبَلا لم يُعْنِس الشيبُ رَأسه سوى خُيُط كالنَّور أشرقن فِي الدُجَى روى المبرّد: لم تَعْنُس السنّ وَجهه، وَهُوَ أَجود. وناقة عانسة وجمل عانس: سمين تامّ الخَلْق. وَقَالَ أَبُو وَجْزة السعديّ: بعانسات هُزِمات الأزْمَل جُشّ كبحريّ السَّحَاب المُخْيِل عَمْرو عَن أَبِيه: العُنُس: المَرَايا، وَاحِدهَا عِنَاس للمرآة. قَالَ: وعَنَست الْمَرْأَة وعَنِست وعَنّست وأعْنست وتأطَّرت إِذا لم تُزوَّج. وَقَالَ ابْن السكّيت: يُقَال: رجل عانس وَامْرَأَة عانس وَقد عَنَست تَعْنُس عِنَاساً. سنع: أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: السَّنِيع: الحَسَن. وَقَالَ شمر: أهْدى أعرابيّ نَاقَة لبَعض الْخُلَفَاء فَلم يقبلهَا فَقَالَ: لم لَا تقبلهَا وَهِي حَلْبانة رَكْيانة مِسناع مرباع. قَالَ المِسناع: الْحَسَنَة الخَلْق. والمرباع: الَّتِي تبكّر فِي الِلقاح. وَرَوَاهُ الأصمعيّ: إِنَّا مِسْياع مِرْياع. قَالَ: والمِسياع: الَّتِي تحمل الضَيْعة وسوءَ الْقيام عَلَيْهَا. والمِرْياع: الَّتِي يسافَر عَلَيْهَا ويعاد. وَهَذَا فِي رِوَايَة الأصمعيّ. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: السَّنَع: الجَمَال. وَقَالَ: الْإِبِل ثَلَاثَة فَذكر السانعة. عَمْرو عَن أَبِيه: أسنع الرجل إِذا اشْتَكَى سِنْعه أَي سِنْطَه وَهُوَ الرُسْغ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: السِّنْع: الحَزّ الَّذِي فِي مَفْصِل الكفّ والذراع. وَقَالَ اللَّيْث: السِّنْع: السُلاَمى الَّذِي يصل بَين الْأَصَابِع والرسغ فِي جَوف الكفّ، والجميع: الأسناع والسِّنَعة. والسَّنَائع: الطُرُق فِي الْجبَال، الْوَاحِدَة سَنِيعة. وَقَالَ: إِذا صدرت عَنهُ تمشَّت مَخَاضُها إِلَى السَّرْو تدعوها إِلَيْهِ السنائع

ومَهْر سَنيع مُسْنَع: كثير. أسنع مَهْر الْمَرْأَة، وأسناه: أَكثر، قَالَ: مفرّكٌ مجتوىً لم ترض طَلّته وَلَو أَتَاهَا بمَهر مُسْنَع رُغُب وسُنُع الْإِبِل: خِيَارهَا. سعن: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: أسعن الرجلُ إِذا اتخذ السُّعْنة وَهِي المِظَلَّة. وَقَالَ اللَّيْث: السُّعْنُ: ظُلّة يتّخذها أهل عُمَان فَوق سُطُوحهم من أجل نَدَى الوَمَد. والجميع السُّعُون. قَالَ: والسَّعْن: الوَدَك. وَقَالَ أَبُو سعيد: السَّعْن: قِرْبة أَو إداوة يُقطع أَسْفَلهَا ويشدّ عُنُقها وتعلَّق إِلَى خَشَبَة ثمَّ يُنبذ فِيهَا. وَقَالَ اللَّيْث: السُّعْن شَيْء يتَّخذ من الأدَم شبه دَلْو إِلَّا أَنه مستطيل مستدير، وَرُبمَا جعِلت لَهُ قَوَائِم يُنبذ فِيهِ، الْجَمِيع: السِّعَنة، والأسعان. والمُسَعَّن من الغُرُوب يتّخذ من أدِيمين يُقَابل بَينهمَا فيعرقان عراقين وَله خُصْمان من جانبين لَو وُضع قَامَ قائمه فِي اسْتِوَاء أَعْلَاهُ وأسفلِه. أَبُو عبيد عَن أَصْحَابه: يُقَال: مَا لفُلَان سَعْنة وَلَا مَعْنة أَي مَا لَهُ قَلِيل وَلَا كثير. قَالَ: كَانَ الأصمعيّ لَا يعرف أَصْلهَا. وَقَالَ غَيره: السُّعْنة من المِعْزَى: صغَار الْأَجْسَام فِي خَلْقها، والمَعْن: الشَّيْء الهيّن وَأنْشد: وَإِن هَلَاك مَالك غير مَعْن أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: السَعْنة: الْكَثْرَة من الطَّعَام وَغَيره، والمَعْنة: القِلَّة من الطَّعَام وَغَيره، حَكَاهُ عَن الْمفضل فِي قَوْلهم: مَاله سَعْنة وَلَا مَعْنة. قَالَ: والسُّعْنة: القِرْبة الصَّغِيرَة يُنبذ فِيهَا. والسُّعْنة: المِظلَّة. نسع: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: النِّسْع والسِّنْع: المَفْصِل بَين الكفّ والساعد. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال لريح الشّمال: نِسْع ومِسْع وَأنْشد: نِسْع لَهَا بعضاه الأرْض تهزيز قلت: سُمّيت الشَّمَالِ نِسْعاً لدقَّة مَهَبّها، فشبّهت بالنِّسْع المضفور من الأدَم، وَهُوَ سَيْر يُضفر على هَيْئَة أعِنَّة البِغال يُشدّ بِهِ الرّحال. وَيجمع نسوعاً وأنساعاً. الأصمعيّ: نسَّعَتْ أسنانُه تنسِيعاً، وَهُوَ أَن تطول وَتَسْتَرْخِي اللثَات حَتَّى تبدو أُصُولهَا وَقد انحسر عَنْهَا مَا كَانَ يواريها من اللثَات، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: انتسعت الْإِبِل وانتسغت بِالْعينِ والغين إِذا تفرَّقت فِي مراعيها. وَقَالَ الأخطل: رَجَنّ بِحَيْثُ تنتسِع المطايا فَلَا بقًّا تخَاف وَلَا ذبابا وَقَالَ اللَّيْث: امْرَأَة ناسعة: طَوِيلَة البَظْر ونُسوعه: طولُه. قلت: ويَنْسُوعة القُفّ: مَنْهلة من مناهل طَرِيق مَكَّة على جادَّة الْبَصْرَة، بهَا ركايا عَذبة المَاء عِنْد منقطَع رمال الدهناء بَين ماوِيّة والنِبَاج، وَقد شربْتُ من مَائِهَا. عَمْرو عَن أَبِيه: أنسع الرجلُ إِذا كثر أَذَاهُ لجيرانه. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هَذَا سِنْعه وسَنْعه وشِنْعه وشَنْعُه وسِلْعه وسَلْعه ووَفْقه ووِفَاقه بِمَعْنى وَاحِد. نعس: قَالَ الله جلّ وَعز: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ} (الْأَنْفَال: 11) . يُقَال: نَعَس يَنْعُس نُعَاساً فَهُوَ ناعس، وَبَعْضهمْ

باب العين والسين مع الفاء

يَقُول: نَعْسان. قَالَ الفرّاء: وَلَا أشتهيها يَعْنِي نعسان. وَقَالَ اللَّيْث: قَالُوا: رجل نعسان وَامْرَأَة نَعْسَى، حملُوا ذَلِك على وَسْنان ووَسْنَى، وَرُبمَا حملُوا الشَّيْء على نَظَائِره، وَأحسن مَا يكون ذَلِك فِي الشّعْر. قلت: وَحَقِيقَة النعاس: السِّنَة من غير نوم، كَمَا قَالَ ابْن الرِّقَاع: وَسْنان أقصده النعاسُ فرنَّقت فِي عينه سِنَةٌ وَلَيْسَ بنائم أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: النَّعْس: لِين الرَّأْي والجسم وَضعفهمَا. قَالَ: ورَوَى عَمْرو عَن أَبِيه: أنعس الرجل إِذا جَاءَ ببنين كُسالى. وناقة نَعُوس: تُغمض عينيها عِنْد الْحَلب. ونَعَست السوقُ إِذا كَسَدت. وَالْكَلب يُوصف بِكَثْرَة النعاس. وَمن أمثالهم: يَمْطُل مَطْلاً كنُعاس الْكَلْب (بَاب الْعين وَالسِّين مَعَ الْفَاء) (ع س ف) عسف، عفس، سعف، سفع، فعس: مستعملات. عسف: رُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه بعث سَرِيَّة فَنَهى عَن قتل العُسَفاء والوُصَفاء. وَفِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَن رجلا جَاءَ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: إِن ابْني كَانَ عَسيفاً على رجل كَانَ مَعَه، وَإنَّهُ زنى بامرأته. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو وَغَيره: العُسَفاء: الأُجراء، وَالْوَاحد عَسِيف. وَقَوله: إِن ابْني كَانَ عَسِيفاً على هَذَا أَي كَانَ أَجِيرا. وَقَالَ ابْن السّكيت فِي العَسِيف مثلَه. وَقَالَ غَيرهم: العَسْف: ركُوب الْأَمر بِغَيْر رَوِيَّة وركوبُ الفلاة وقطعها على غير توخّي صَوْب وَلَا طَرِيق مسلوك. يُقَال: اعتسف الطَّرِيق اعتسافاً إِذا قطعه دون صَوْب توخّاه فَأَصَابَهُ. وَقَالَ شمر: العَسْف: السَّيْر على غير عَلَم وَلَا أثَر. وَمِنْه قيل: رجل عَسُوف إِذا لم يَقْصِد قَصْد الحقّ. وعَسَف الْمَفَازَة: قطعهَا بِلَا هِدَايَة وَلَا قصد. وتعسَّف فلَان فلَانا إِذا رَكبه بالظلم وَلم يُنْصِفه. وَرجل عَسُوف إِذا كَانَ ظلوماً. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: إِذا أشرف الْبَعِير على الْمَوْت من الغُدّة قيل: عَسَف يَعسِف، هُوَ بعير عاسف وناقة عاسف بِغَيْر هَاء. والعَسْف: أَن يتنفّس حَتَّى تَقْمُصَ حَنْجرته أَي تنتفخ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أعسَف الرجل إِذا أَخذ بعيرَه العَسْفُ وَهُوَ نَفَس الْمَوْت. قَالَ: وأعسف الرجل إِذا لزِم الشّرْب فِي العَسْف وَهُوَ القَدَح الْكَبِير. وأعسف إِذا أَخذ غُلَامه بِعَمَل شَدِيد، وأعسف إِذا سَار بِاللَّيْلِ خبط عشواء. وَأما قَول أبي وَجْزة السعديّ: واستيقَنَت أَن الصليفَ منعَسفْ هُوَ من عسف الحنجرة إِذا قمصت للْمَوْت. وعُسفان: مَنْهَلَة من مناهل الطَّرِيق بَين الجُحْفة ومَكّة. عفس: أَبُو عبيد: عفست الرجل عَفْساً: إِذا سجنته. وَقَالَ الرياشي فِيمَا أفادني الْمُنْذِرِيّ لَهُ: العَفْس: الكَدّ والإتعاب. وَقَالَ شمر: العَفْس الإذالة والاستعمال. وَقَالَ العجّاج:

كَأَنَّهُ من طول جَذْع العَفْس يُنحَت من أقطاره بفأس وَقَالَ اللَّيْث: العَفْس: شدّة سَوْق الْإِبِل. وَأنْشد: يَعفِسها السوَّاقُ كل مَعْفَس قَالَ: الْإِنْسَان يَعفِسُ المرأةَ بِرجلِهِ إِذا ضربهَا على عَجِيزتها يعافسها وتعافسه. وَقَالَ غَيره: المعافسة: الممارسة: فلَان يعافس الْأُمُور أَي يمارسها ويعالجها. والعِفَاس: العِلاج. والعِفَاس: اسْم نَاقَة ذكرهَا الرَّاعِي فِي شعره فَقَالَ: بمَحْنِية أشلى العِفَاس وبَرْوعا وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: العِفَاس والمعافسة: المعالجة. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: عَفَسته وعكسته وعَتْرسته إِذا جذبته إِلَى الأَرْض فضغطته إِلَى الأَرْض ضغطاً شَدِيدا. قَالَ: وَقيل لأعرابيّ: إِنَّك لَا تحسن أكل الرَّأْس، فَقَالَ: أما وَالله إِنِّي لأعفس أُذُنَيْهِ، وأفكّ لَحْييه وأسْحَى خدَّيه وأرمي بالمخّ إِلَى من هُوَ أحْوج مني إِلَيْهِ. قلت: أجَاز ابْن الْأَعرَابِي الصَّاد وَالسِّين فِي هَذَا الْحَرْف. العِيَفْس: الغليظ. قَالَ حُمَيد الأرقط: وَصَارَ ترجيم الظنون الحَدْس وتَيَهان التائه العِيَفْس وثوب معفَّس: صبور على البِذْلة، ومعفوس: خَلَق. وَقَالَ رؤبة: بَدَّل ثوبَ الجِدَّة الملبوسا والحُسْن مِنْهُ خَلَقاً معفوسا والمَعْفِس: المفصِل. وَقَالَ الحميريّ: فَلم يبْق إِلَّا مَعْفِس وعِجَانها وشُنْتُرَة مِنْهَا وَإِحْدَى الذوائب سفع: قَالَ الله جلّ وَعز: {ء (ِيَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ} (العلق: 15، 16) قَالَ الْفراء: ناصيته: مقدّم رَأسه أَي لَنَهصِرنَّها ولنأخذنَّ بهَا أَي لنُقْمِئنَّه ولَنذِلَّنه. وَيُقَال: لنأخذَنَّ بالناصية إِلَى النَّار كَمَا قَالَ: {بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِى} (الرحمان: 41) قَالَ: وَيُقَال: معنى {لنسفعا: لنسوّدنْ وَجهه، فكفت الناصية لِأَنَّهَا فِي مقدَّم الْوَجْه قلت: أما من قَالَ: لنسفعاً بالناصية أَي لنأخذنه بهَا إِلَى النَّار فحجَّته قَوْله: قوم إِذا فَزِعُوا الصَّرِيخ رَأَيْتهمْ من بَين ملجم مُهره أَو سافع أَرَادَ: وآخذٍ بناصيته. وَمن قَالَ: لنسفعاً أَي لنسوّدَنْ وَجهه فَمَعْنَاه: لنسِمَنّ مَوضِع الناصية بِالسَّوَادِ، اكتفَى بهَا من سَائِر الْوَجْه لِأَنَّهَا فِي مقدم الْوَجْه. والحُجَّة لَهُ قَوْله: وكنتُ إِذا نَفْسُ الغَوِيّ نزتَ بِهِ سفعت على العِرنين مِنْهُ بمِيسم أَرَادَ: وسمته على عِرْنينه، وَهُوَ مثل قَوْله: {الاَْوَّلِينَ سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ} (الْقَلَم: 16) . وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُتي بصبيّ فَرَأى بِهِ سَفْعة من الشَّيْطَان فَقَالَ: (اسْتَرْقُوا لَهُ) . قَوْله: سَفْعة أَي ضَرْبَة مِنْهُ، يُقَال: سفعته أَي لطمته، والمسافعة: الْمُضَاربَة. وَمِنْه قَوْله الْأَعْشَى: يسافع وَرْقاء جُونّية ليدركها فِي حمام تُكَنْ

أَي يضارب. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: السُّفْعة والشُّفعة بِالسِّين والشين: الْجُنُون، وَرجل مسفوع ومشفوع أَي مَجْنُون. ورَوَى أَبُو عبيد عَن الأمويّ أَنه قَالَ: المسفوعة من النِّسَاء: الَّتِي أصابتها سَفْعة وَهِي الْعين. فَفِي الحَدِيث على هَذَا التَّفْسِير أَنه رأى بالصبيّ عَيْناً أَصَابَته من الشَّيْطَان فَأمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالاسترقاء لَهُ. وَأَحْسبهُ أَرَادَ أَن يُقرأ عَلَيْهِ المعوِّذتان ويُنفَث فِيهِ. فَهَذِهِ ثَلَاثَة أوجه فِي قَوْله: رأى بِهِ سَفْعة. وأحسنها مَا قَالَه الأمويّ، وَالله أعلم. وَفِي حَدِيث آخر: (أَنا وسفعاء الخدَّين الحانيةُ على وَلَدهَا يَوْم الْقِيَامَة كهاتين) وضمّ إصبعيه، أَرَادَ بسفعاء الخدّين امْرَأَة سَوْدَاء عاطفة على وَلَدهَا. وَأَرَادَ بِالسَّوَادِ أَنَّهَا لَيست بكريمة وَلَا شريفة. وَإِذا قَالَت الْعَرَب: امْرَأَة بَيْضَاء فَهِيَ الشَّرِيفَة الْكَرِيمَة. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: قَالَ الأصمعيّ: الأسفع: الثور الوحشيّ الَّذِي فِي خدّيه سَواد يقرب إِلَى الْحمرَة قَلِيلا. قَالَ: وَيُقَال للأسفع: مُسَفَّع. وَقَالَ غَيره: يُقَال للحمامة المطوَّقة: سفعاء لسواد عِلاَطها فِي عُنُقهَا. وَمِنْه قَوْله: من الوُرق سفعاء العِلاَطين باكرت فروعَ أشَاءٍ مطلع الشَّمْس أسحما وَقَالَ الآخر يصف ثوراً وحشياً شبَّه نَاقَته فِي السرعة بِهِ: كَأَنَّهَا أسفع ذُو حِدَّة يمسُده البقلُ وليل سَدِي كَأَنَّمَا ينظر من برقع من تَحت رَوْق سَلِب مِذْوَد شبَّه السُّفْعة فِي وَجه الثور ببرقع أسود وَلَا تكون السفعة إِلَّا سواداً مشرباً وُرْقة. وَمِنْه قَول ذِي الرمَّة: أَو دِمْنة نسفت عَنْهَا الصَّبَا سُفَعا كَمَا تُنَشَّر بعد الطِيَّة الكُتُب أَرَادَ: سَواد الدِمَن أَن الرّيح هبَّت بِهِ فنسفته وألبسته بياضَ الرمل، وَهُوَ قَوْله: بِجَانِب الرزق أغشته معارفها وَيُقَال للأثافي الَّتِي أوقد بَينهَا النَّار: سُفْع؛ لِأَن النَّار سوَّدت صفاحها الَّتِي تلِي النَّار. وَقَالَ زُهَيْر: أثافيَّ سُفْعاً فِي معرَّس مِرْجل وأمَّا قَول الطرمَّاح: كَمَا بَلَّ مَتْنَيْ طُفْية نَضْحُ عائط يُزيِّنها كِنٌّ لَهَا وسُفُوعُ فَإِنَّهُ أَرَادَ بالعائط: جَارِيَة لم تحمل، وسُفُوعها: ثِيَابهَا؛ يُقَال: استفعت الْمَرْأَة ثِيَابهَا إِذا لبِستها. وَأكْثر مَا يُقَال ذَلِك فِي الثِّيَاب المصبوغة. وَيُقَال: سفعته النَّار تسفَعه سَفْعاً إِذا لَفَحته لَفْحاً يَسِيرا فسوَّدت بَشَرته، وسفعته السَّمُوم إِذا لوَّحت بَشَرة الْوَجْه. والسوافع: لوافح السَّموم. سعف: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: السُّعُوف: جِهاز العَروس، والعُسُوف: الأقداح الْكِبَار وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن الخرَّاز عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: كل شَيْء جاد وبَلَغ من عِلْق أَو مَمْلُوك أَو دَار ملكْتها فَهُوَ سَعَف. يُقَال للغلام: هَذَا سَعَف سَوْءٍ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: والسُّعُوف: طبائع النَّاس من الكَرَم وَغَيره

يُقَال: هُوَ طيّب السُّعُوف أَي الطبائع، لَا وَاحِد لَهَا. وَفُلَان مسعوف بحاجته أَي مُسْعَف. قَالَ الغنويِّ: فَلَا أَنا مسعوف بِمَا أَنا طَالب والسُّعَاف: شُقَاق فِي أَسْفَل الظُّفُر. وتسعف أَطْرَاف أَصَابِعه أَي تشقّقت وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال للضرائب: سُعُوف. قَالَ: وَلم أسمع لَهَا بِوَاحِد من لَفظهَا. قَالَ: والسَّعَف محرّك: جِهاز الْعَرُوس. الحرَّاني عَن ابْن السّكيت: السَّعَف: دَاء فِي أَفْوَاه الْإِبِل كالجَرَب، بعير أسعف، والسَّعَف: وَرَق جَرِيد النّخل الَّذِي يسَفَّ مِنْهُ الزُبْلان والجِلال والمراوح وَمَا أشبههَا. وَيجوز السعف. والواحدة سَعَفة. وَقَالَ اللَّيْث: أَكثر مَا يُقَال لَهُ السَّعَف إِذا يبس، وَإِذا كَانَت رَطْبة فَهِيَ الشَّطْبة. قلت: وَيُقَال للجَرِيد نَفسه سَعَف أَيْضا، وَوَاحِدَة الجريد جَرِيدة. وَتجمع السَّعَفة سَعَفاً وسَعَفات. الحرَّاني عَن ابْن السّكيت: يُقَال: فِي رَأسه سَعْفة سَاكِنة الْعين وَهُوَ دَاء يَأْخُذ الرَّأْس. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: السَعْفة يُقَال لَهَا: دَاء الثَّعْلَب، تورِث القَرَع، والثعالب يُصِيبهَا هَذَا الدَّاء، فَلذَلِك نُسب إِلَيْهَا. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: سَعُفت يدُه وسَعِفت وَهُوَ التشعّث حول الْأَظْفَار والشُّقَاق. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: نَاقَة سَعْفاء وَقد سَعِفت سَعَفاً، وَهُوَ داءٌ يتمعَّط مِنْهُ خُرطومها وَيسْقط مِنْهُ شعر الْعين قَالَ: وَهُوَ فِي النوق خاصَّة دون الذُّكُور. قَالَ: وَمثله فِي الْغنم الغَرَب. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي كتاب (الْخَيل) : من شيات نواصي الْخَيل نَاصِيَة سعفاء وَفرس أسعف إِذا شابت ناصيته. قَالَ: وَذَلِكَ مَا دَامَ فِيهَا لون مُخَالف الْبيَاض. فَإِذا خلصت بَيَاضًا كلهَا فَهِيَ صبغاء. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: التسعيف فِي المِسْك: أَن يروِّح بأفاويه الطّيب ويُخلط بالأدهان الطيّبة. يُقَال: سعِّف لي دُهْني. وَيُقَال: أسعفتْ دَاره إسعافاً إِذا دَنَت: وكل شَيْء دنا فقد أسعف. وَمِنْه قَول الرَّاعِي: وكائنْ ترى من مُسْعِف بمنيَّة وَمَكَان مساعِف ومنزل مساعف أَي قريب. وَقَالَ اللَّيْث: الْإِسْعَاف قَضَاء الْحَاجة. والمساعفة: المواتاة على الْأَمر فِي حسن مصافاة ومعاونة. وَأنْشد: إِذْ النَّاس نَاس والزمانُ بِغِرَّة وَإِذ أُمُّ عمَّار صديق مساعِفُ فعس: أهمل اللَّيْث هَذَا الْحَرْف. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْعَبَّاس أَن ابْن الْأَعرَابِي أنْشدهُ: بِالْمَوْتِ مَا عَيَّرتِ يَا لَمِيس قد يَهْلِك الأرقم والفاعوس والأسد المذرَّع النَّهوسُ والبَطَل المستلئم الجَئُوس واللَّعْلع المهتَبِل العَسوس والفِيل لَا يبْقى وَلَا الهِرميس قَالَ: الجئوس: القتَّال. والفاعوس الأفعى. والمذرَّع: على ذراعه دم فرائسه. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للداهية من الرِّجَال: فاعوس، قَالَ: والهِرْمس: الكَرْكَدَنّ واللعلع: الذِّئْب. والفاعوسة:

باب العين والسين مع الباء

فرج الْمَرْأَة لِأَنَّهَا تتفاعس أَي تنفرج. قَالَ حُمَيد الأرقط يصف الكمرة: كَأَنَّمَا ذُرَّ عَلَيْهَا الخَرْدَل تبيت فاعوستها تَأكَّلُ والفاعوس: الكمرة، والفُعُس: الحيَّات. والفاعوس: الوَعِل والكَرَّاز والفَدْم والمُلاعِب. (بَاب الْعين وَالسِّين مَعَ الْبَاء) (ع س ب) عسب، عبس، سبع، سعب: مستعملة. عسب: رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه نَهَى عَن عَسْب الفَحْل. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأمَوِي: العَسْب: الكِرَاء الَّذِي يُؤْخَذ فِي ضِراب الْفَحْل، يُقَال مِنْهُ: عسبت الرجلَ أعسِبه عَسْباً إِذا أَعْطيته الكِرَاء على ذَلِك. قَالَ: وَقَالَ غَيره: العَسْب: هُوَ الضِرَاب نَفسه. وَقَالَ زُهَيْر: وَلَوْلَا عَسْبه لتركتموه وشرّ مَنِيحة أيْر مُعَارُ قَالَ أَبُو عبيد: معنى العَسْب فِي الحَدِيث: الكِراء، وَالْأَصْل فِيهِ الضراب؛ وَالْعرب تسمّي الشَّيْء باسم غَيره إِذا كَانَ مَعَه أَو من سبَبه، كَمَا قَالُوا للمزادة: راوية وَإِنَّمَا الراوية: الْبَعِير الَّذِي يُستقَى عَلَيْهِ. والعسيب: عسيب الذَّنَب وَهُوَ مستدَقُّه. والعَسِيب: جريد النّخل إِذا نحِّي عَنهُ خُوصه. وَيجمع عُسُباً وعُسْبَاناً. وعَسِيب: جبل بعالية نَجْد مَعْرُوف، يُقَال: لَا أفعل كَذَا مَا أَقَامَ عسيب. وَفِي حَدِيث عليّ أَنه ذكر فتْنَة فَقَالَ: (فَإِذا كَانَ ذَلِك ضَرَب يَعْسُوبُ الدِين بِذَنبِهِ فيجتمعون إِلَيْهِ كَمَا يجْتَمع قَزَع الخَرِيف) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: أَرَادَ بقوله: يعسوب الدّين أَنه سيّد النَّاس فِي الدّين يَوْمئِذٍ. وَفِي حَدِيث آخر لعليّ أَنه مرّ بِعَبْد الرَّحْمَن بن عتَّاب بن أسِيد مقتولاً يَوْم الجَمَل، فَقَالَ: هَذَا يعسوب قُرَيْش، يُرِيد: سيّدها. قَالَ الْأَصْمَعِي: وأصل اليعسُوب: فَحْل النَّحْل وسيّدها، فشبَّهه فِي قُرَيْش بالفحل فِي النَّحْل. قَالَ أَبُو سعيد: معنى قَوْله: ضرب يعسوب الدّين بذَنَبه أَرَادَ بيعسوب الدّين ضعيفه ومحتقَره، وذليله، فَيَوْمئِذٍ يعظم شَأْنه حتّى يصير غير اليعسوب. قَالَ: وضَرْبه بِذَنبِهِ: أَن يغرِزه فِي الأَرْض إِذا باض كَمَا تَسْرأ الْجَرَاد. فَمَعْنَاه: أَن الْقَائِم يَوْمئِذٍ يثبت حَتَّى يثوب النَّاس إِلَيْهِ وَحَتَّى يظْهر الدّين ويفشو. قَالَ: وَقَول عليّ فِي عبد الرَّحْمَن بن أسِيد على التحقير لَهُ والوضع من قدره، لَا على التفخيم لأَمره. قَالَ الْأَزْهَرِي: وَالْقَوْل مَا قَالَه الأصمعيّ لَا مَا قَالَه أَبُو سعيد فِي اليعسوب. قلت: وروى شمر الحَدِيث الأول: ضرب يعسوب الدّين بذَنبه فَمَا زَاد فِي تَفْسِيره على مَا قَالَ أَبُو عبيد شَيْئا. قلت: وَمعنى قَوْله: ضرب يعسوبُ الدّين بذنبَه أَي فَارق الْفِتْنَة وَأَهْلهَا فِي أهل دينه. وذَنَبه: أَتْبَاعه الَّذين يتّبعونه على رَأْيه ويَجْتَبُون مَا اجتباه من اعتزال الفِتن. وَمعنى قَوْله: ضَرَب أَي ذهب فِي الأَرْض مُسَافِرًا ومجاهداً، يُقَال: ضرب فِي الأَرْض مُسَافِرًا وَضرب فلَان الْغَائِط إِذا أبعد فِيهَا للتغوّط. وَقَوله: بذَنَبه أَي

فِي ذَنَبه وَأَتْبَاعه، وَأقَام الْبَاء مُقَام فِي أَو مقَام مَعَ، وكلُّ ذَلِك من كَلَام الْعَرَب. ورَوَى ابْن الْأَعرَابِي عَن المفضّل أَنه أنْشدهُ: وَمَا خير عَيْش لَا يزَال كَأَنَّهُ مَحَلَّة يعسوبٍ بِرَأْس سِنان قَالَ: وَمَعْنَاهُ: أَن الرئيس إِذا قُتل جُعل رأسُه على سِنَان، فَمَعْنَاه أَن الْعَيْش إِذا كَانَ هَكَذَا فَهُوَ الْمَوْت. وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن شُميل: عَسْب الْفَحْل: ضِرَابه. يُقَال: إِنَّه لشديد العَسْب. وَيُقَال للْوَلَد: عَسْب. وَقَالَ كثيّر يصف خيلاً أسقطت أَوْلَادهَا: يغادرن عَسْب الوالقيّ وناصح تخُصّ بِهِ أُمُّ الطَّرِيق عيالَها فالعَسْب: الْوَلَد وَيُقَال: مَاء الْفَحْل. وَالْعرب تَقول: استعسب فلَان استعساب الْكَلْب وَذَلِكَ إِذا مَا هاج واغتلم. وكلب مُسْتَعْسِب. وَقَالَ اللَّيْث: اليعسوب: دَائِرَة عِنْد مَرْكَض الْفَارِس حَيْثُ يركُض بِرجلِهِ من جَنب الْفرس. قلت: وَهَذَا غلط، اليعسوب عِنْد أبي عُبَيْدَة وَغَيره: خطّ من بَيَاض الغُرَّة ينحدر حَتَّى يمسّ خَطْم الدابَّة ثمَّ يَنْقَطِع. وَقد قَالَه ابْن شُمَيْل. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: اليعسوب أَيْضا: طَائِر أَصْغَر من الجرادة طَوِيل الذَنَب. وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ طَائِر أعظم من الجرادة. وَالْقَوْل مَا قَالَ الأصمعيّ. عبس: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه نظر إِلَى نَعَم بني المُصْطَلِق وَقد عَبِست فِي أبوالها وأبعارها فتقنَّع بِثَوْبِهِ وَقَرَأَ: {وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ} (طاه: 131) قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: قد عَبِست فِي أبوالها يَعْنِي: أَن تجفَّ أبوالُها وأبعارها على أفخاذها، وَذَلِكَ إِنَّمَا يكون من كَثْرَة الشَّحْم، وَذَلِكَ العَبَسُ. وَأنْشد لجرير يصف راعية: ترى العَبَس الحَوْليّ جَوْناً بكُوعها لَهَا مَسَكاً من غير عاج وَلَا ذَبْل وَنَحْو ذَلِك قَالَ اللَّيْث فِي العَبَس. قَالَ: وَهُوَ الوَذَح أَيْضا. وَيُقَال للرجل إِذا قطَّب مَا بَين عَيْنَيْهِ: عَبَس يَعْبِس عبُوساً فَهُوَ عَابس، وعبّس تعبيساً إِذا كرَّه وجهَهُ. فَإِن كَشَر عَن أَسْنَانه مَعَ عبوسِه فَهُوَ كالح. وعَبْس: قَبيلَة من قَيس عَيْلان، وَهِي إِحْدَى الجَمَرات. وعُبَيس: اسْم. وعبّاس: اسْم. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: العبّاس: الأسَد الَّذِي تَهْرُبُ مِنْهُ الأُسْد، وَبِه سمّي الرجل عبّاساً. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: يُقَال: هُوَ جِبْس عِبْس لِبْس إتباع، وَيَوْم عَبُوس: شَدِيد. سبع: السَبْع من الْعدَد مَعْرُوف. تَقول: سبع نسْوَة وَسَبْعَة رجال. وَالسَّبْعُونَ مَعْرُوف، وَهُوَ العِقْد الَّذِي بَين الستّين والثمانين. وَفِي الحَدِيث: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (للبِكر سَبْع وللثيِّب ثَلَاث) . وَمَعْنَاهُ: أَن الرجل يكون لَهُ امْرَأَة فيتزوّج أُخْرَى، فَإِن كَانَت بِكراً أَقَامَ عِنْدهَا سَبْعاً لَا يحسبها فِي القَسْم بَينهمَا؛ وَإِن كَانَت ثيّباً أَقَامَ عِنْدهَا ثَلَاثًا غير محسوبة فِي القَسْم. وَقد سبَّع الرجلُ عِنْد امْرَأَته إِذا أَقَامَ عِنْدهَا سبع لَيَال. وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأمّ سَلَمة حِين تزوّجها وَكَانَت ثيّباً: (إِن شئتِ سبَّعت

عنْدك ثمَّ سبَّعت عِنْد سَائِر نسَائِي، وَإِن شِئْت ثلثت ثمَّ دُرْت) ، أَي لَا أحتسِب الثَّلَاث عَلَيْك. وَيُقَال: سبَّع فلَان الْقُرْآن إِذا وظَّف عَلَيْهِ قِرَاءَته فِي سبع لَيَال. وَفِي الحَدِيث: سبَّعت سُلَيم يَوْم الْفَتْح أَي تمَّت سَبْعمِائة رجل. وَقَالَ اللَّيْث: الأُسبوع من الطّواف سَبْعَة أطواف، وَيجمع على أسبوعات. قَالَ: والأيّام الَّتِي يَدُور عَلَيْهَا الزَّمَان فِي كل سَبْعَة مِنْهَا جُمُعَة تسمَّى الأُسبوع وَتجمع أسابيع، وَمن الْعَرَب من يَقُول سُبُوع فِي الْأَيَّام وَالطّواف بِلَا ألف، مَأْخُوذَة من عدد السَّبع. وَالْكَلَام الفصيح: الأُسْبوع، أَبُو عبيد عَن أبي زيد: السَبِيع بِمَعْنى السُبُع كالثَمين بِمَعْنى الثُمن، وَقَالَ شمر: لم أسمع سَبيعاً لغيره. وَفِي الحَدِيث: (أَن ذئباً اخْتَطَف شَاة من غنم فانتزعها الرَّاعِي مِنْهُ فَقَالَ الذِّئْب: مَن لَهَا يَوْم السَبْع) ؟ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: السَّبع: الْموضع الَّذِي إِلَيْهِ يكون المحشَر يَوْم الْقِيَامَة، أَرَادَ: من لَهَا يَوْم الْقِيَامَة وَرُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس أَنه سُئِلَ عَن مَسْأَلَة فَقَالَ: إِحْدَى من سَبْع. قَالَ شمر: يَقُول إِذا اشتدّ فِيهَا الفُتْيا قَالَ: يجوز أَن يكون اللَّيَالِي السَّبع الَّتِي أرسل الله الْعَذَاب فِيهَا على عَاد، ضربهَا مثلا للمسألة إِذا أشكلت. قَالَ: وَخلق الله السَّمَوَات سبعا وَالْأَرضين سبعا وَرُوِيَ فِي حَدِيث آخر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن السِبَاع قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: السِباع: الفِخار كَأَنَّهُ نهَى عَن الْمُفَاخَرَة بِكَثْرَة الْجِمَاع. وَحكى أَبُو عَمْرو عَن أَعْرَابِي أعطَاهُ رجل درهما فَقَالَ: سبَّع الله لَهُ الْأجر، قَالَ: أَرَادَ: التَّضْعِيف، وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : سبّع الله لفُلَان تسبيعاً وتبَّع لَهُ تَتْبيعاً أَي تَابع لَهُ الشَّيْء بعد الشَّيْء، وَهِي دَعْوَة تكون فِي الْخَيْر وَالشَّر، وَالْعرب تصنع التسبيع مَوضِع التَّضْعِيف وَإِن جَاوز السَّبع، وَالْأَصْل فِيهِ قَول الله جلّ وَعز: {كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّاْئَةُ حَبَّةٍ} (الْبَقَرَة: 261) ثمَّ قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (الْحَسَنَة بِعشر أَمْثَالهَا إِلَى سَبْعمِائة) . قلت: وأُرَى قَول الله جَلّ ثَنَاؤُهُ لنَبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} (التَّوْبَة: 80) من بَاب التكثير والتضعيف لَا من بَاب حَصْر العَدَد، وَلم يُرد الله جلّ ثَنَاؤُهُ أنهج إِن زَاد على السّبْعين غَفَر لَهُم، وَلَكِن الْمَعْنى: إِن استكثرتَ من الدُّعَاء وَالِاسْتِغْفَار لِلْمُنَافِقين لم يغْفر الله لَهُم. وأمَّا قَول الفرزدق: وَكَيف أَخَاف النَّاس وَالله قَابض على النَّاس والسَبْعَين فِي رَاحَة الْيَد فَإِنَّهُ أَرَادَ بالسبعَين: سبع سموات وَسبع أَرضين. وَيُقَال: أَقمت عِنْده سَبْعين أَي جمعتين وأسبوعين. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: المُسْبَع: المهمَل. وَهُوَ فِي قَول أبي ذُؤَيْب: صخِب الشواربَ لَا يزَال كَأَنَّهُ عبد لآل أبي ربيعَة مُسْبَعُ ورَوَى شمر عَن النَّضر بن شُمَيْل أَنه قَالَ: المُسْبَع: الَّذِي يُنْسَب إِلَى أَربع أمَّهات كلُّهن أمَة. وَقَالَ بَعضهم: إِلَى سبع أمَّهات. قَالَ: وَيُقَال أَيْضا: المُسْبع:

التابعة. يُقَال: الَّذِي يُولد لسبعة أشهر فَلم تُنْضجه الرحِم وَلم تتمَّ شهوره. وَقَالَ العجّاج: إِن تميماً لم يراضع مُسْبَعا قَالَ النَّضر: ربّ غُلَام قد رَأَيْته يراضِع. قَالَ: والمراضعة: أَن يرضع أمّه وَفِي بَطنهَا ولد. وروى أَبُو سعيد الضَّرِير قَول أبي ذُؤَيْب: عبد لآل أبي ربيعَة مسبع بِكَسْر الْبَاء وَزعم أَن مَعْنَاهُ: أَنه قد وَقع السبَاع فِي مَاشِيَته فَهُوَ يَصِيح ويصرخ، وَيُقَال: سبَّعت الشَّيْء إِذا صيَّرته سَبْعَة، فَإِذا أردْت أَنَّك صيَّرته سبعين قلت: كمَّلته سبعين، وَلَا يجوز مَا قَالَ بعض المولَّدين: سبعنته وَلَا قَوْلهم: سبعنَتْ دراهمي أَي كَمُلتْ سبعين. وَقَوْلهمْ: أخذت مِنْهُ مئة دِرْهَم وزنا وزنَ سَبْعَة الْمَعْنى فِيهِ: أَن كل عشرَة مِنْهَا تزن سَبْعَة مَثَاقِيل وَلذَلِك نصب وزنا. والسُبُع يَقع على مَاله نَاب من السِباع ويَعْدُو على النَّاس والدوابّ فيفترسها؛ مثل الأسَد وَالذِّئْب والنَّمِر والفَهْد وَمَا أشبههَا. والثعلب وَإِن كَانَ لَهُ نَاب فَإِنَّهُ لَيْسَ بسَبُع لِأَنَّهُ لَا يعدو على صغَار الْمَوَاشِي وَلَا ينيّب فِي شَيْء من الْحَيَوَان. وَكَذَلِكَ الضَبُع لَا يعدّ من السبَاع العادِية، وَلذَلِك وَردت السنَّة بِإِبَاحَة لَحمهَا وبأنها تُجزَى إِذا أُصِيبَت فِي الحَرَم أَو أَصَابَهَا الْمحرم. وَأما الوَعْوع وَهُوَ ابْن آوى فَهُوَ سَبُع خَبِيث ولحمه حرَام لِأَنَّهُ من جنس الذئاب إِلَّا أَنه أَصْغَر جِرْماً وأضعف بَدَناً. وَيُقَال: سبَع فلَان فلَانا إِذا قَصَبه واقترضه أَي عابه واغتابه. وَسبع فلَانا إِذا عضَّه بسنّه. وَمن أَمْثَال الْعَرَب السائرة قَوْلهم: أَخذه أَخذ سَبْعة. قَالَ ابْن السّكيت: إِنَّمَا أَصْلهَا سَبُعَة فخُفّفتْ. قَالَ: واللَبُؤة زَعَمُوا أنزقُ من الأسَد، قَالَ وَقَالَ ابْن الكلبيّ هُوَ سَبْعة بن عَوْف بن ثَعْلَبَة بن سَلامَان من طيّىء، وَكَانَ رجلا شَدِيدا. وَقَالَ ابْن المظفّر: أَرَادوا بقَوْلهمْ: لأعملنّ بفلان عمل سَبْعة: الْمُبَالغَة وبلوغَ الْغَايَة. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: أَرَادوا: عمل سَبْعَة رجال. وأرضٌ مَسْبَعَة: كَثِيرَة السِباع: وَيُقَال: سَبَعْتُ الْقَوْم أسْبَعُهم إِذا أخذت سُبُعَ أَمْوَالهم. وَكَذَلِكَ سَبَعْتُهُم أسْبَعُهم إِذا كنت سَابِعَهُم. وَفِي أظمَاء الْإِبِل السِّبْعُ، وَذَلِكَ إِذا أَقَامَت فِي مراعيها خَمْسَة أَيَّام كواملَ، ووردت الْيَوْم السَّادِس، وَلَا يُحسب يومُ الصَدَر. وسَبُعَتْ الوحشيّةُ فَهِيَ مسبوعة إِذا أكل السَبُع وَلَدهَا. قَالَ أَبُو بكر فِي قَوْلهم: فلَان يَسْبَع فلَانا قَولَانِ. أَحدهمَا: يرميه بالْقَوْل الْقَبِيح من قَوْلهم: سبعت الذِّئْب إِذا رميته. قَالَ: ويدلّك على ذَلِك حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه نهى عَن السّبَاع وَهُوَ أَن يتسابّ الرّجلَانِ فَيَرْمِي كلّ وَاحِد مِنْهُمَا صَاحبه بِمَا يسوءه من القَذْع. وَقيل: هُوَ إِظْهَار الرَفَث والمفاخرة بِالْجِمَاعِ، وَالْإِعْرَاب بِمَا يُكنَى عَنهُ من أَمر النِّسَاء.

باب العين والسين مع الميم

قَالَ والسَبُعَان: موضعٌ معروفٌ فِي ديار قَيس. وَلَا يعرف من كَلَامهم اسْم على فَعُلاَن غَيره. وَقَالَ النَّضر بن شُمَيْل: السُبَاعِيُّ من الجِمال: الْعَظِيم الطَّوِيل. قَالَ والرُباعيّ من الْجمال، مثل السُبَاعِي على طوله. قَالَ: وناقة سُبَاعِيَّة ورباعيّة. وَقَالَ غَيره: ثوبٌ سُبَاعِي إِذا كَانَ طوله سَبْع أَذْرع أَو سَبْعَة أشبار؛ لِأَن الشِبْر مذكّر، والذراع مُؤَنّثَة. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: سَبَعْتُه إِذا وَقعت فِيهِ، وأسْبَعْتُه إِذا أطعمته السِباع. وَقَالَ ابْن السّكيت: أسْبَعَ الرَّاعِي إِذا وَقع فِي مَاشِيَته السِبَاع. وسَبَعَ الذئبُ الشاةَ إِذا فرسها. وسَبَعَ فلَان فلَانا إِذا وَقع فِيهِ، وأسْبَعَ عَبْدُه إِذا أهمله. سعب: أهمل اللَّيْث هَذَا الْحَرْف، وَهُوَ مُسْتَعْمل. يُقَال: انسعب الماءُ، وانْثَعَبَ إِذا سَالَ، وفُوه يَجْرِي سَعَابِيبَ وثعابيبَ إِذا سَالَ مَرْغُه أَي لُعَابه. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: السَعَابيب الَّتِي تمتد شِبه الخيوط من العَسَل والخِطْمِيّ وَنَحْوه. وَقَالَ ابْن مقبل: يَعْلُون بالمردقوش الوَرد ضاحيةً على سعابيب مَاء الضَّالة اللجِنِ وَقَالَ ابْن شُمَيْل: السعابيب مَا اتَّبع يدَك من اللَّبن عِنْد الحَلَب مثل النخاعة يتمطط والواحدة سُعْبوبة. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : فلَان مُسَعَّبٌ لَهُ كَذَا وَكَذَا، ومُسَغَّبٌ، ومُسَوَّعٌ لَهُ كَذَا، ومُسَوَّغٌ ومُزَغَّبٌ، كل ذَلِك بِمَعْنى واحدٍ. (بَاب الْعين وَالسِّين مَعَ الْمِيم) (ع س م) عسم، عمس، سمع، سعم، معس، مسع: (مستعملات) . عسم: قَالَ النَضْر: يُقَال: مَا عَسَمْتُ بِمثلِهِ أَي مَا بَلِلْت بِمثلِهِ. وَيُقَال: مَا عَسَمت هَذَا الثَّوْب أَي لم أجْهده وَلم أنهكه. قَالَ: وَذكر أَعْرَابِي أمَة فَقَالَ: هِيَ لَنَا وكلُّ ضَرْبَة لَهَا من عَسَمة قَالَ: العَسَمة: النَسْل. أَبُو عبيد عَن الفرّاء: عَسَمْتُ أعْسِمُ أَي كَسَبْتُ، وأعْسَمْتُ أَي أَعْطَيْت. وَقَالَ شمر فِي قَول الراجز: بِئْر عَضُوض لَيْسَ فِيهَا مَعْسَمُ أَي لَيْسَ فِيهَا مَطْمَع. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: العَسَمُ: انتشار رُسْغ الْيَد من الْإِنْسَان. وَقَالَ أَيْضا: العَسَمُ: يُبْسُ الرُسْغ. وَقَالَ اللَّيْث: العَسَمُ: يُبْسٌ فِي المِرْفَق تعوجّ مِنْهُ الْيَد. يُقَال: عَسِمَ الرجل عَسَماً فَهُوَ أعْسَم، وَالْمَرْأَة عَسْمَاء. قَالَ والعُسُومُ: كِسَر الْخبز الْيَابِس. وَأنْشد قَول أُميَّة بن أبي الصَلْت فِي نعت أهل الْجنَّة: وَلَا يتنازعون عِنَان شِرْك وَلَا أقواتُ أهلهم العُسُومُ وَقَالَ يُونُس أَيْضا فِي العُسُوم: إِنَّهَا كِسر الْخبز الْيَابِس. وَقَوله: كالبحر لَا يَعْسِمُ فِيهِ عَاسِمُ

أَي لَا يطْمع فِيهِ طامع أَن يغالبه. وَالرجل يَعْسِمُ فِي جمَاعَة النَّاس فِي الْحَرْب، أَي يركب رَأسه وَيَرْمِي بِنَفسِهِ وَسطهمْ غير مكترِث. يُقَال عَسَمَ بِنَفسِهِ إِذا اقتحم. وَقَالَ غَيره: عَسَمَت العَيْنُ تَعْسِمُ فَهِيَ عَاسِمة إِذا غمَّضت، وَقَالَ غَيره: عَسَمَتْ إِذا ذَرَفَت، رَوَاهُ الْأَثْرَم عَن أبي عُبَيْدَة. وَقَالَ ذُو الرُمّة: ونِقْضٍ كرِئْمِ الرملِ نَاجٍ زَجَرته إِذا الْعين كَادَت من كَرَى اللَّيْل تعْسِمُ قيل: تَعْسِمُ تغمّض، وَقيل: تَذْرِف. وَقَالَ الآخر: كِلنا عَلَيْهَا بالقَفِيز الْأَعْظَم تِسْعِين كُرًّا كلُّه لم يُعْسَم أَي لم يُطَفَّفْ وَلم يُنقصْ. وَقَالَ المفضّل: يُقَال لِلْإِبِلِ وَالْغنم وَالنَّاس إِذا جُهِدُوا: عَسَمَهُمْ شِدّة الزَّمَان. قَالَ والعَسْمُ الانتقاص. وحمارٌ أعْسَمُ: دَقِيق القوائم. وَمَا فِي قِدْحِه مَعْسَم أَي مَغْمز. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: العَسْمِيُّ: الكَسُوبُ على عِيَاله. والعَسْمِيُّ المُخَاتِل. والعَسْمِيُّ المصلح لأموره، وَهُوَ المعوجّ أَيْضا. قَالَ والعُسُمُ: الكادّون على العِيال، واحدهم عَسُومٌ وعَاسِمٌ. قَالَ والعَسُومُ: النَّاقة الْكَثِيرَة الْأَوْلَاد. عمس: أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو قَالَ: العَمُوسُ: الَّذِي يَتَعَسَّفُ الْأَشْيَاء كالجاهل. وَمِنْه قيل: فلَان يَتَعَامس أَي يتغافل. قلت: وَمن قَالَ: يتغامس بالغين فَهُوَ مخطىء. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يومٌ عَمَاسٌ مثل قَتَامٍ شَدِيد. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يومٌ عَمَاسٌ، وَهُوَ الَّذِي لَا يُدْرَى من أَيْن يُؤْتى لَهُ. قَالَ: وَمِنْه قيل: أَتَانَا بِأُمُور مُعَمِّسَاتٍ ومُعَمَّسَاتٍ بِنصب الْمِيم وجرها أَي مُلَوَّيَاتٍ. وَقَالَ اللَّيْث: جمع عَمَاسٍ عُمْسٌ؛ وَأنْشد للعجّاج: ونزلوا بالسهل بعد الشأس ومَرَّ أيامٍ مَضَين عُمْسِ وَأسد عَمَاس: شَدِيد. وَقَالَ: قبيِّلتان كالحذف المندّى أطافٍ بَين ذوليد عَمَاسُ وَقد عَمُسَ يومُنا عَمَاسَةً وعُمُوسةً. وَيُقَال: عَمَّسْت عليَّ الأمرَ أَي لبَّسته. وعَامَسْتُ فلَانا مُعَامَسَةً إِذا ساترته وَلم تجاهره بالعداوة. وَامْرَأَة مُعَامِسَةٌ: تتستَّر فِي شَبِيبتها وَلَا تتهتّك وَقَالَ الرَّاعِي: إِن الْحَلَال وخَنْزَراً وَلَدَتْهُمَا أُمٌّ مُعَامِسَةٌ على الأطهارِ أَي تَأتي مَا لَا خير فِيهِ غير معالِنة بِهِ. وَقَالَ أَبُو ترابٍ: قَالَ خَليفَة الْحُصَينيّ: يُقَال تَعَامَسْتُ عَن الْأَمر وتَعَامَشْتُ وتَعَامَيْتُ بِمَعْنى واحدٍ. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: العَمِيسُ الْأَمر المغطَّى. وَقَالَ الفرّاء: المُعَامَسَةُ السِّرَار. وَفِي (النَّوَادِر) حَلفَ فلَان على العُمَيْسِيَّة، وعَلى الغُمَيْسِيَّة، أَي على يَمِين غير حقّ. سعم: أَبُو عبيد: السَعْمُ من سير الْإِبِل. وَقد سَعَمَ البعيرُ يَسْعَمُ سَعْماً. وناقةٌ سَعُومٌ

وجَمَلٌ سَعُوم. وَقَالَ اللَّيْث: السَعْمُ: سرعَة السّير والتمادي فِيهِ. وَأنْشد: سَعْمُ المَهَارَى والسُرَى دواؤُهُ سمع: أَبُو زيد: يُقَال لسمع الْأذن: المِسْمَع وَهُوَ الخَرْق الَّذِي يُسمَع بِهِ. وَقد يُقَال لجَمِيع خُرُوق الْإِنْسَان. عَيْنَيْهِ ومَنْخِريه وإسته: مَسَامع، لَا يفرد وَاحِدهَا. الحرّاني عَن ابْن السّكيت: السَمْع سِمْع الْإِنْسَان وَغَيره. وَيُقَال: قد ذهب سِمْعُ فلَان فِي النَّاس وصِيتُه أَي ذِكْره. قَالَ: والسِمْعُ أَيْضا: ولد الذِّئْب من الضَبُع. وَيُقَال: سِمْع أزَلّ. قَالَ: وَقَالَ الفرّاء: يُقَال: اللَّهُمَّ سِمْعٌ لَا بِلْغٌ وسَمْعٌ لَا بَلْغٌ وسَمْعاً لَا بَلْغاً وسِمْعاً لَا بِلْغاً مَعْنَاهُ: يُسْمَعُ وَلَا يَبْلغُ. قَالَ وَقَالَ الْكسَائي: إِذا سمع الرجل الْخَبَر لَا يُعجبهُ قَالَ: سِمْعٌ لَا بِلْغٌ وسَمْعٌ لَا بَلْغٌ أَي أسْمَعُ بالدواهي وَلَا تَبْلغني. اللَّيْث: السَمْع: الأُذُن وَهِي المِسْمَعَةُ. قَالَ: والمِسْمَعُ: خَرْقها. والسِمْعُ: مَا وَقَر فِيهَا من شَيْء تسمعه. وَيُقَال أَسَاءَ سَمْعاً فأساء جَابَة أَي لم يسمع حَسَناً. قَالَ وَتقول الْعَرَب: سَمِعَتْ أُذُنِي زيدا يفعل كَذَا أَي أبصرْتُه بعيني يفعل ذَاك. قلت: لَا أَدْرِي من أَيْن جَاءَ اللَّيْث بِهَذَا الْحَرْف، وَلَيْسَ من مَذَاهِب الْعَرَب أَن يَقُول الرجل: سَمِعَتْ أُذُنِي بِمَعْنى أبصرتْ عَيْني وَهُوَ عِنْدِي كَلَام فَاسد، وَلَا آمن أَن يكون ممّا ولّده أهل البِدَع والأهواء وَكَأَنَّهُ من كَلَام الجَهْميَّة وَقَالَ اللَّيْث: السّمَاعُ: اسْم مَا استلذَّت الأذنُ من صوتٍ حسنٍ. والسَمَاعُ أَيْضا مَا سَمِعْتَ بِهِ فشاع وتُكُلِّمَ بِهِ. والسَامِعَتَان: الأذنان من كل ذِي سَمْعٍ، وَمِنْه قَوْله: وَسَامِعَتَانِ تعرف العِتْق فيهمَا كَسَامِعَتَيْ شاةٍ بحَوْمَلِ مُفْرَدِ والسَمِيعُ من صِفَات الله وأسمائه. وَهُوَ الَّذِي وسِعَ سَمْعُهُ كلّ شَيْء؛ كَمَا قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى: {} (المجادلة: 1) وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: {مُبْرِمُونَ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ} (الزخرف: 80) قلت: والعَجَب من قوم فسَّروا السَمِيع بِمَعْنى المُسْمِع، فِرَارًا من وصف الله بِأَن لَهُ سَمْعاً. وَقد ذكر الله الْفِعْل فِي غير مَوضِع من كِتَابه. فَهُوَ سَمِيعٌ: ذُو سَمْعٍ بِلَا تكييف وَلَا تَشْبِيه بالسميع من خَلْقه، وَلَا سَمْعُه كسمع خَلْقه، وَنحن نَصِفُهُ بِمَا وصف بِهِ نَفسه بِلَا تَحْدِيد وَلَا تكييف. وَلست أنكر فِي كَلَام الْعَرَب أَن يكون السَّمِيعُ سَامِعاً، وَيكون مُسمِعاً. وَقد قَالَ عَمْرو بن مَعْدِي كَرِبَ: أمِنْ رَيْحَانَة الدَّاعِي السَّمِيعُ يؤرِّقني وأصحابي هجوعُ وَهُوَ فِي هَذَا الْبَيْت بِمَعْنى المُسْمِع، وَهُوَ شاذّ؛ وَالظَّاهِر الْأَكْثَر من كَلَام الْعَرَب أَن يكون السَّمِيع بِمَعْنى السَّامع، مثل عليم وعالم وقدير وقادر. ورجلٌ سَمَّاعٌ إِذا كَانَ كثير الِاسْتِمَاع لما يُقَال ويُنْطَق بِهِ. قَالَ الله جلّ وعزّ: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ} (الْمَائِدَة: 42) وفُسِّرَ قَوْله: سَمَّاعُونَ للكذب على وَجْهَيْن أَحدهمَا: أَنهم يسمعُونَ لكَي يكذبوا فِيمَا سمعُوا.

وَيجوز أَن يكون مَعْنَاهُ: أَنهم يسمعُونَ الْكَذِب ليُشيعوه فِي النَّاس وَالله أعلم بِمَا أَرَادَهُ. عَمْرو عَن أَبِيه أَنه قَالَ: من أَسمَاء الْقَيْد المُسْمِعُ. وَأنْشد: وَلِي مُسْمِعَانِ وَزَمَّارَةٌ وظلٌّ ظليلٌ وحصْنٌ أَمَقْ أَرَادَ بالزمّارة: السّاجور. وَكتب الحجّاج إِلَى عَامل لَهُ: أَن ابعثْ إليّ فلَانا مُسَمَّعاً مُزَمَّراً أَي مَقيَّداً مُسَوْجَراً. وَقَالَ الزجّاج: المِسْمَعَانِ جَانِبا الغَرْب. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: المِسْمَعُ العُرْوة الَّتِي تكون فِي وسط المزادة. ووسط الغَرْب ليعتدل. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر قَالَ: المِسْمَعَانِ: الخشبتان اللَّتَان تُدْخَلان فِي عُرْوتي الزَبِيل إِذا أخْرج بِهِ التُّرَاب من الْبِئْر، يُقَال مِنْهُ: أسمَعتُ الزَبِيل. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن أبي نصر عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: المِسْمَعُ عُرْوة فِي دَاخل الدَّلْو بإزائها عُرْوَة أُخْرَى، فَإِذا استَثقل الصبيُّ أَو الشَّيْخ أَن يَسْتَقِي بهَا جمعُوا بَين العُرْوتين وشدّوهما لتخفّ. وَأنْشد: سألتُ زيدا بعد بَكْرٍ خُفَّا والدَلْوُ قد تُسْمَعُ كَيْ تَخِفَّا قَالَ: سَأَلَهُ بَكْراً من الْإِبِل فَلم يُعْطه، فَسَأَلَهُ خُفًّا أَي جَمَلاً مُسِنًّا. وَقَالَ آخر: ونَعْدِلُ ذَا المَيْلِ إنْ رَامَنَا كَمَا عُدِلَ الغَرْبُ بالمِسْمَعِ وَسمعت بعض الْعَرَب يَقُول للرجلين اللَّذين ينزِعان المِشْئاة من الْبِئْر بترابها عِنْد احتفارها، أسْمِعَا المِشْئاة أَي أبيناها عَن جُول الرَكِيَّة وفمها. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ} (الْبَقَرَة: 7) فَمَعْنَى خَتَمَ: طَبَعَ على قُلُوبهم بكفرهم، وهم كَانُوا يسمعُونَ ويبصرون، وَلَكنهُمْ لم يستعملوا هَذِه الحواسّ اسْتِعْمَالا يُجدي عَلَيْهِم؛ فصاروا كمن لم يسمع وَلم يبصر وَلم يعقل؛ كَمَا قَالَ الشَّاعِر: أصَمُّ عَمَّا سَاءَهُ سَمِيعُ وَأما قَوْله: على سمعهم فَالْمُرَاد مِنْهُ على أسماعهم. وَفِيه ثَلَاثَة أوجه أَحدهَا: أَن السّمع بِمَعْنى الْمصدر، والمصدر يوحّد يُرَاد بِهِ الْجَمِيع. وَالثَّانِي أَن يكون الْمَعْنى على مَوَاضِع سمعهم، فحذفت الْمَوَاضِع كَمَا تَقول: هم عَدْلٌ أَي ذَوُو عَدْلٍ. وَالْوَجْه الثَّالِث: أَن يكون إِضَافَته السّمع إِلَيْهِم دَالا على أسماعهم؛ كَمَا قَالَ: فِي حَلْقكم عَظْم وَقد شَجِينا مَعْنَاهُ: فِي حلوقكم. وَمثله كثير فِي كَلَام الْعَرَب. ورُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (من سَمَّعَ النَّاس بِعَمَلِهِ سَمَّعَ الله بِهِ سَامِعُ خَلْقِه وحقّره وصغّره) . وَرَوَاهُ بَعضهم: أسَامِعَ خَلْقِه. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو زيد: يُقَال سَمَّعْتَ بِالرجلِ تسميعاً إِذا ندَّدت بِهِ وشهَّرته وفضحته. قَالَ: ومَن روى سامعُ خَلْقِه فَهُوَ مَرْفُوع أَرَادَ: سَمَّعَ الله سامعُ خلقه بِهِ أَي فضحه. وَمن رَوَاهُ أسَامِع خلقه فَهُوَ مَنْصُوب، وأسَامِع جمع أسْمُع وَهُوَ جمع السَمْع، ثمَّ أسَامِعُ جمع الأَسْمُع. يُرِيد إِن الله ليسمع أسماع خلقه بِهَذَا الرجل يَوْم الْقِيَامَة. والسُمْعَةُ: مَا

سَمَّعْتَ بِهِ من طَعَام أَو غَيره رِيَاء. وسَمَّعْت بفلان فِي النَّاس إِذا نوَّهتَ بِذكرِهِ. وحدّثنا أَبُو الْقَاسِم بن مَنيع قَالَ: حدّثنا مُحَمَّد بن مَيْمُون قَالَ: حدّثنا سُفْيَان قَالَ: حَدثنَا الْوَلِيد بن حَرْب عَن سَلمة بن كُهَيل عَن جُنْدُب البَجَليّ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: (من سمَّع يسمّع الله بِهِ، وَمن يُراء يراءِ الله بِهِ) . زَاد هَذَا الْجُنَيْد عَن سُفْيَان بِإِسْنَادِهِ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد فِي الْمُؤلف: شتَّرت بِهِ تشتيراً بِالتَّاءِ وندَّدت بِهِ وسمَّعت بِهِ وهجَّلت بِهِ إِذا أسمعته الْقَبِيح وشتمته. قَالَ الْأَزْهَرِي: من التسميع بِمَعْنى الشتم وإسماع الْقَبِيح قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (من سمَّع يُسمِّع الله بِهِ) أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي أَو الْأمَوِي: السّمَعْمَعُ: الصغيرُ الرَّأْس. ورَوَى شمر عَن ابْن الْكَلْبِيّ أَن عَوَانَة حَدَّثه أَن الْمُغيرَة سَأَلَ ابْن لِسَان الحُمَّرة عَن النِّسَاء، فَقَالَ: النِّسَاء أَربع: فربيع مُرْبِع. وجَميعٌ تَجمع. وشيطانٌ سَمَعْمَع. ويروى سُمَّعَ، وغُلٌّ لَا يُخْلَع. قَالَ: فَسِّرْ. قَالَ: الرّبيع المُرْبِعُ: الشابَّة الجميلة، الَّتِي إِذا نظرْت إِلَيْهَا سرّتك، وَإِذا أَقْسَمت عَلَيْهَا أبَرّتك. وأمَّا الْجَمِيع الَّتِي تَجمع فالمرأة تَزَوَّجُها وَلَك نَشَبٌ وَلها نَشَبٌ فتجمع ذَلِك. وأمَّا الشَّيْطَان السَمَعْمَع فَهِيَ الكالحة فِي وَجهك إِذا دَخَلْتَ، المولولِة فِي أثرك إِذا خرجتَ. قَالَ شمر: وَقَالَ بَعضهم امْرَأَة سَمَعْمَعَة كَأَنَّهَا غُول. قَالَ: والشيطان الْخَبيث يُقَال لَهُ سَمَعْمَع. قَالَ: وَأما الغُلّ الَّذِي لَا يُخْلع فبنت عمك القصيرة الفوهاء، الدَمِيمة السَّوْدَاء، الَّتِي قد نَثَرتْ لَك ذَا بطنِها. فَإِن طلّقتها ضَاعَ ولدك، وَإِن أمسكْتها أمسكْتها على مثل جَدْع أَنْفك. وَقَالَ اللَّيْث: السَمَعْمَع من الرِّجَال: المنكمش الْمَاضِي. قَالَ: وغُولٌ سَمَعْمَعٌ وَامْرَأَة سَمَعْمَعةٌ كَأَنَّهَا غولٌ أَو ذئبةٌ. والمِسْمَعان الأذنان، يُقَال: إِنَّه لطويل المِسْمَعَين. وَقَالَ اللَّيْث: السميعان من أدوات الحرّاثين: عودان طويلان فِي المِقْرَن الَّذِي يُقْرن بِهِ الثَوْران لحراثة الأَرْض. وَقَالَ أَبُو عبيد عَن أبي زيد: امرأةٌ سُمْعُنَّة نُظْرُنَّة، وَهِي الَّتِي إِذا سَمِعتْ أَو تبصّرتْ فَلم تَرَ شَيْئا تظنَّتْ تَظَنِّياً أَي عمِلتْ بظنّ. قَالَ وَقَالَ الْأَحْمَر أَو غَيره: سِمْعَنَّةٌ نِظْرَنَّةٌ. وَأنْشد: إنَّ لنا لكَنَّهْ مِعَنَّة مِفَنَّهْ سِمْعَنَّةً نِظْرَنَّهْ إلاَّ ترهْ تَظُنَّهْ كالذئب وَسْطَ العُنَّهْ وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال فعلتُ ذَلِك تَسْمِعَتَكَ وتَسْمِعَةً لَك أَي لِتَسْمَعَهُ. وَفِي حَدِيث قَيْلَة أَن أُخْتهَا قَالَت: الويلُ لأختي، لَا تخبرها بِكَذَا فتخرجَ بَين سمع الأَرْض وبصرها. قَالَ أَبُو زيد: يُقَال خرج فلَان بَين سَمْعِ الأَرْض وبصرها إِذا لم يَدْرِ أَيْن يتوجَّه. وَقَالَ أَبُو عبيد: معنى قَوْلهَا: تخرج أُخْتِي مَعَه بَين سمع الأَرْض وبصرها: أَن الرجل يَخْلُو بهَا لَيْسَ مَعهَا أحد يسمع كَلَامهَا أَو يبصرها إلاّ الأَرْض القَفْر، لَيْسَ أَن الأَرْض لَهَا سَمْع وَلكنهَا وَكّدت الشناعة فِي خلوتها بِالرجلِ الَّذِي صحبها. وَقيل مَعْنَاهُ: أَن تخرج بَين سَمْع أهل الأَرْض

أبواب العين والزاي

وأبصارهم، فحذفت الْأَهْل كَقَوْل الله جلّ وعزّ: {وَاسْئَلِ الْقَرْيَةَ} (يُوسُف: 82) أَي أَهلهَا. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال لقِيته يمشي بَين سَمْع الأَرْض وبصرها أَي بأرضٍ خلاءٍ مَا بهَا أحد. قلت: وَهَذَا يقرب من قَول أبي عبيد، وَهُوَ صَحِيح. وَقَالَ بَعضهم: غولٌ سُمَّعٌ: خَفِيف الرَّأْس. وَأنْشد شمر الْبَيْت: فَلَيْسَتْ بِإِنْسَان فينفعَ عقلُه وَلكنهَا غولٌ من الجنّ سُمَّعُ والسَمَعْمَع والسَمْسَام من الرِّجَال: الدَّقِيق الطَّوِيل. وامرأةٌ سَمَعْمَعة سَمْسامة. وَأنْشد غَيره: وَيْلٌ لأجمال الْعَجُوز مِنِّي إِذا دنوتُ ودَنَوْنَ مِنِّي كأنني سَمَعْمَع من جِنّ وأمّ السَمْعِ وأمّ السَّمِيعِ: الدِّمَاغ. قَالَ: نَقَبْنَ الحَرّة السَّوْدَاء عَنْهُم كنقب الرَّأْس عَن أُمّ السَمِيعِ ويُقال فِي التَّشْبِيه: هُوَ أَسْمَعُ من الْفرس والقُرَاد وفرخ العُقاب والقُنْفُذ. معس: أهمله اللَّيْث. وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مرَّ على أَسمَاء بنت عُمَيس وَهِي تَمعَسُ إهاباً لَهَا. تَمْعَسُ أَي تَدْبُغ. وأصل المَعسْ: الدَّلْك للجِلْد بعد إِدْخَاله فِي الدِبَاغ. وَقَالَ ابْن السّكيت: قَالَ الْأَصْمَعِي: بعثت امْرَأَة من الْعَرَب بِنْتا لَهَا إِلَى جارتها: أَن ابعثي إِلَيّ بنَفْسٍ أَو نَفْسَيْنِ من الدّباغ أمعَسُ بِهِ مَنِيئتي فَإِنِّي أفِدَةٌ. والمَنِيئَة المَدْبغة. والنَفْسُ: قَدْر مَا يُدْبَغ بِهِ من ورق القَرَظ أَو الأرْطَى. وأنشدني الْمُنْذِرِيّ وَذكر أَن الْعَبَّاس أخبرهُ عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه أنْشدهُ: يُخْرِجُ بَين الناب والضُرُوس حمراءَ كالمنيئة المَعُوسِ أَرَادَ: شِقْشِقة حَمْرَاء، شبّهها بالمنيئة المحرّكة فِي الدّباغ. وَقَالَ آخر: وصاحبٍ يَمْتَعِسُ امْتِعَاساً والمَعْسُ: النِّكَاح، وَأَصله الدَّلْك: قَالَ الراجز: فشِمْتُ فِيهَا كعمود الحِبْسِ أمْعَسُهَا يَا صاحِ أيّ مَعْسِ وَالرجل يَمْتَعِسُ أَي يمكّن استه من الأَرْض ويُحرّكها عَلَيْهِ. مسع: أهمله اللَّيْث. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: المَسْعِيُّ من الرِّجَال: الْكثير السيرِ القويّ عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيد قَالَ الأصمعيّ: يُقَال للشمَال: نِسْع ومِسْعٌ. (أَبْوَاب الْعين وَالزَّاي) ع ز ط اسْتعْمل من وجوهها: (طزع) . طزع: يُقَال: رجلٌ طَزِعٌ وطَزِيعٌ وطَسِعٌ وطَسِيعٌ؛ وَهُوَ الَّذِي لَا غَيْرة لَهُ وَقد طَزِع طَزَعَاً. ع ز د أهملت وجوهه.

باب العين والزاي مع الراء

دعز عزد: وَذكر ابْن دُرَيْد حرفين: دعز، عزد. قَالَ: الدَعْز: الدّفع يُقَال دَعَزَ الْمَرْأَة إِذا جَامعهَا. وَقَالَ غَيره مَعَه: العَزْد والعَصْد الْجِمَاع. وَقد عَزَدَهَا عَزْداً إِذا جَامعهَا. ع ز ت ع ز ظ، ع ز ذ، ع ز ث. أهملت (وجوهها) . (بَاب الْعين وَالزَّاي مَعَ الرَّاء) (ع ز ر) عزّر، عرز، زرع، زعر: مستعملة. ر عز، ر ز ع: مهملان. عزّر: قَالَ الله جلّ وَعز: {وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ} (الْفَتْح: 9) وَقَالَ: {وَعَزَّرْتُمُوهُمْ} (الْمَائِدَة: 12) جَاءَ فِي التَّفْسِير فِي قَوْله تَعَالَى: (لتعزروه) : أَي لتنصروه بِالسَّيْفِ. ومَن نصر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فقد نصر الله تَعَالَى. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي قَوْله: {وَعَزَّرْتُمُوهُمْ} (الْمَائِدَة: 12) قَالَ: عظَّمتموهم. وَقَالَ غَيره: {عزرتموهم: نصرتموهم. وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن السّرِيّ: وَهَذَا هُوَ الْحق وَالله أعلم. وَذَلِكَ أَن العَزْر فِي اللُّغَة: الردّ وَتَأْويل عزَّرْت فلَانا أَي أدَّبته إِنَّمَا تَأْوِيله: فعَلتُ بِهِ مَا يَرْدَعه عَن الْقَبِيح؛ كَمَا أَن نكَّلت بِهِ تَأْوِيله: فعَلت بِهِ مَا يجب أَن يَنْكُل مَعَه عَن المعاودة. فَتَأْوِيل عزَّرتموهم نصرتموهم، بِأَن تردّوا عَنْهُم أعداءهم. وَلَو كَانَ التَّعْزِير هُوَ التوقير لَكَانَ الأجود فِي اللُّغَة الِاسْتِغْنَاء بِهِ. والنُصْرة إِذا وَجَبت فالتعظيم دَاخل فِيهَا؛ لِأَن نُصْرة الْأَنْبِيَاء هِيَ المدافعة عَنْهُم، والذبّ عَن دينهم وتعظيمهم وتوقيرهم. قَالَ: وَيجوز: تَعْزُرُوه من عَزَرته عَزْراً بِمَعْنى عَزَّرْته تعزيراً. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العَزْرُ: النصرُ بِالسَّيْفِ. والعَزْرُ: التَّأْدِيب دون الحَدّ. والعَزْرُ: المنعُ والعَزْرُ: التَّوْقِيف على بَاب الدّين. قلت: وَحَدِيث سَعْدٍ يدلُ على أَن التَّعْزِير هُوَ التَّوْقِيف على الدّين؛ لِأَنَّهُ قَالَ: لقد رَأَيْتنِي مَعَ رَسُول الله وَمَا لنا طَعَام إِلَّا الحُبْلَة وورق السَمُر، ثمَّ أصبحتْ بَنو أَسد تعزّرني على الْإِسْلَام، لقد ضللتُ إِذا وخاب عَمَلي. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي أَيْضا: التَّعْزِير فِي كَلَام الْعَرَب: التوقير. وَالتَّعْزِير: النَّصْر بِاللِّسَانِ وَالسيف. وَالتَّعْزِير: التَّوْقِيف على الْفَرَائِض وَالْأَحْكَام. وَقَالَ أَبُو عبيد: أصل التَّعْزِير التَّأْدِيب. وَلِهَذَا يُسمى الضَّرْب دون الحَدّ تعزيراً، إِنَّمَا هُوَ أدبٌ. قَالَ: وَيكون التَّعْزِير فِي مَوضِع آخر: تعظيمَك الرجل وتبجيلَه: وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: معنى قَول سعدٍ: أصبحتْ بَنو أسدٍ تعزرني على الْإِسْلَام أَي توقِّفني عَلَيْهِ. قلت وأصل العَزْر الردّ وَالْمَنْع. وَقَالَ اللَّيْث: العَزِيرُ بلغَة أهل السوَاد هُوَ ثمن الكَلأ والجميع العزائر. يَقُولُونَ: هَل أخذت عَزِير هَذَا الحَصِيد؟ أَي هَل أخذت ثمن مراعيها؛ لأَنهم إِذا حصدوا باعوا مراعيها. وعُزَير: اسْم نبيّ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هِيَ العَزْوَرَة والحَزْوَرَةُ والسَرْوَعَة والقائدة:

الأكمة. أَبُو عَمْرو: مَحَالة عَيْزَارَة: شَدِيدَة الْأسر. وَقد عَيْزَرَهَا صَاحبهَا. وَأنْشد: فابْتَغِ ذَات عَجَل عَيَازِرَا صَرَّافَةَ الصَّوْت دَمُوكا عَاقِرَا والعَزَوَّرُ: السّيء الخُلُق عَن أبي عَمْرو. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: العَيْزَارُ الغُلاَم الْخَفِيف الرّوح النشيط. وَهُوَ اللَقْنُ الثَقْفُ وَهُوَ الريشة، والمماحل والمماني. عَزْوَرُ: مَوضِع قريب من مكَّة. قَالَ ابْن هَرْمَة: وَلم ننس أظعاناً عَرَضْن عَشِيَّة طوالع من هَرْشَى قواصد عَزْوَرَا والعَيَازِرُ: بقايا الشّجر الَّذِي أُخذت أعاليه بِالْقطعِ وَالْأكل. عرز: أَبُو عبيد عَن أبي زيد: المُعارَزة: المعاندة والمجانبة وَأنْشد للشمّاخ: وكلُّ خَلِيل غيرِها ضم نفسِه لوصل خَلِيل صارِمٌ أَو مُعَارِزُ شمر: المُعَازِرُ: المُعَاتِبُ وَقَالَ اللَّيْث: العَارزُ: العاتبُ. قَالَ: والعَرَز والواحدة عَرَزة وَهِي شَجَرَة من أصاغر الثُمَام وأدقّ شَجَره، لَهُ ورق صغَار متفرِّقة. وَمَا كَانَ من شجر الثُمَام من ضَرْبه فَهُوَ ذُو أمَاصِيخ، يمصوخةٌ فِي جَوف أمصوخة، تنقلع الْعليا من السُّفْلى انقلاع العِفَاص من رَأس المُكْحُلة. وَقَالَ غَيره: العَرْز: الانقباض، وَقد اسْتَعْرزَ الشيءُ أَي انقبض وَاجْتمعَ. وَيُقَال: عَرَزت لفُلَان عرزاً، وَهُوَ أَن تقبِض على شَيْء فِي كفّك وتضم عَلَيْهِ أصابعك وتُرِي مِنْهُ شَيْئا صاحبَك لينْظر إِلَيْهِ وَلَا تريه كُله. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) أعرزتني من كَذَا أَي أعوزْتني مِنْهُ. وروى أَبُو تُرَاب للخليل قَالَ: التعريز كالتعريض فِي الْخُصُومَة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العُرَّازُ المغتابون للنَّاس. قَالَ: والعَرَز: شجر الثُمام. زرع: اللَّيْث: الزَرْع: نَبَات كل شَيْء يُحْرَث. وَالله يَزْرعه أَي يُنَمِّيه حَتَّى يبلغ غَايَته. وَيُقَال للصبيّ: زرعه الله أَي أَنْبَتَهُ. والمُزْدَرِع: الَّذِي يزدرِع زَرْعاً يتخصَّص بِهِ لنَفسِهِ والمُزْدَرَعُ مَوضِع الزِّرَاعَة. وَقَالَ الشَّاعِر: واطلبْ لنا مِنْهُمُ نخلا ومُزْدَرَعاً كَمَا لجيراننا نَخْلٌ ومُزْدَرَعٌ مُفْتَعَلٌ من الزَّرْع. ومَنِيُّ الرجل: زَرْعُهُ. وَقَالَ النَّضر: الزِرِّيعُ: مَا ينْبت فِي الأَرْض المستحيلة، مِمَّا يَتَنَاثَر فِيهَا أَيَّام الْحَصاد من الحَبِّ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الزَرَّاعُ: النمّام الَّذِي يَزْرع الأحقادَ فِي قُلُوب الأحِبَّاء. أزْرعَ الزرعُ: أحصد. وَلَا ينزرع أَي لَا ينْبت. وكل بَذْر أردْت زرعه فَهُوَ زُرْعَة. والزَرّاعات: مَوَاضِع الزَّرْع كالمَلاّحات مَوَاضِع المِلْح. قَالَ جرير: فقَلَّ غَنَاءٌ عَنْك فِي حَرْب جعفرٍ تُغَنِّيك زَرَّاعَاتُهَا وقصُورهَا والمَزْرَعَةُ المَزْرَعَة. وزُرِعَ لفُلَان بعد

باب العين والزاي مع اللام

شقاوة أَي أصَاب مَالا بعد حَاجَة. وتَزَرَّعَ إِلَى الشَّيْء: تسرع. وَيُقَال للكلاب: أَوْلَاد زارِع. قَالَ: وَأخرج مِنْهُ الله أَوْلَاد زارع مُوَلَّعة أكنافها وجُنُوبها والمَزْروعان من بني كَعْب بن سعد لَقَبان لَا إسمان. زعر: اللَّيْث: الزَعَر فِي شَعر الرَّأْس وَفِي ريش الطَّائِر: قلّةٌ ورِقَّة وتفرّق. وَذَلِكَ إِذا ذهبت أصولُ الشَعر وَبَقِي شكيره. وَقَالَ: ذُو الرمة يصف الظليم: كَأَنَّهُ خَاضِبٌ زُعْرٌ قوادمه أجْنَى لَهُ باللِوَى آءٌ وتَنَوُّمُ وَقد زَعِرَ رَأسه يَزْعَرُ زَعَراً. أَبُو عبيد: فِي خُلُقه زَعَارَّةٌ بتَشْديد الرَّاء مثل حَمارة الصَّيف أَي شَرَاسة وَسُوء خُلُق وَرُبمَا قَالُوا: هُوَ زَعِرَ الْخُلُق. وَمِنْهُم من يخفِّف فَيَقُول فِي خُلُقه زَعَارَة، وَهِي لُغَة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الزَعَر: قِلَّة الشَعَر. وَمِنْه قيل للأحداث: زُعْرَان. وَقَالَ ابْن شُمَيل: الزُعْرُورُ: شَجَرَة الدُبّ. وَقَالَ غَيره الزعرور ثَمَر شجر، مِنْهُ أحمرُ وأصفر، لَهُ نوى صُلْبٌ مستدير. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الفُلْك: الزُعْرور. رَوَاهُ أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه. (بَاب الْعين وَالزَّاي مَعَ اللَّام) (ع ز ل) عزل، علز، زلع، زعل، لعز:} مستعملة. عزل: العَزْل: عَزْل الرجل الماءَ عَن جَارِيَته إِذا جَامعهَا لئلاَّ تحمل. وَفِي حَدِيث أبي سعيد الخُدْرِيّ أَنه قَالَ: بَينا أَنا جَالس عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَاءَ رجل من الْأَنْصَار فَقَالَ: يَا رَسُول الله إِنَّا نصيب سَبْياً فَنحب الْأَثْمَان، فَكيف ترى فِي العَزْل؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَا عَلَيْكُم ألاّ تَفعلُوا ذَلِك فَإِنَّهَا مَا من نَسَمة كتب الله أَن تخرج إِلَّا وَهِي خَارِجَة) وَفِي حَدِيث آخر: (مَا عَلَيْكُم ألاَّ تَفعلُوا) . قلت من رَوَاهُ (لَا عَلَيْكُم أَلا تَفعلُوا) فَمَعْنَاه عِنْد النَّحْوِيين: لَا بَأْس عَلَيْكُم أَلا تَفعلُوا، حذف مِنْهُ (بَأْس) لمعْرِفَة الْمُخَاطب بِهِ. وَمن رَوَاهُ (مَا عَلَيْكُم أَلا تَفعلُوا) فَمَعْنَاه أَي شَيْء عَلَيْكُم أَلا تَفعلُوا، كَأَنَّهُ كرِه لَهُم العَزْل وَلم يحرِّمه. قلت وَفِي قَوْله: (نُصِيبُ سَبْياً فنحبّ الْأَثْمَان فَكيف ترى فِي الْعَزْل) كالدلالة على أَن أمّ الوَلَد لَا تبَاع. وَيُقَال: اعزِلْ عَنْك مَا يَشِينك أَي نَحِّه عَنْك. وكنتُ بمَعْزِلٍ من كَذَا وَكَذَا أَي كنت بِموضع عُزْلةٍ مِنْهُ وكنتُ فِي نَاحيَة مِنْهُ. واعتزلت الْقَوْم أَي فَارَقْتهمْ وتنحَّيت عَنْهُم. وقومٌ من القَدَريَّة يلقَّبون المعتزِلة، زَعَمُوا أَنهم اعتزلوا فئتي الضَّلَالَة عِنْدهم، يعنون أهلَ السّنة والجماعةِ والخوارجَ الَّذين يستعرِضون النَّاس قتلا. والعَزَلُ فِي ذنَب الدابّة: أَن يَعزِل ذَنَبَه فِي أحد الْجَانِبَيْنِ، وَذَلِكَ عادةٌ لَا خِلْقة. وفرسٌ أعزلُ الذَنَب إِذا كَانَ كَذَلِك. وَمِنْه قَول امرىء الْقَيْس: بِضَافٍ فُوَيْقَ الأَرْض لَيْسَ بأَعْزَلِ وَقَالَ النَّضر: الكشَفُ أَن ترى ذَنَبَه زائلاً عَن دُبُره. وَهُوَ العَزَل.

وَقَالَ اللَّيْث: الأعزل من الدَّوَابّ: الَّذِي يمِيل بذَنَبه عَن دُبُره. والأعزل من الرِّجَال: الَّذِي لَا سلَاح مَعَه. وَأنْشد أَبُو عبيد: وَأرى الْمَدِينَة حِين كنت أميرها أمِنَ البريء بهَا ونام الأعْزَلُ وَفِي نُجُوم السَّمَاء سِمَاكَانِ: أَحدهمَا السِمَاك الأعزل، وَالْآخر السماك الرامح. فأمَّا الأعزل فَهُوَ من منَازِل القَمَر، ينزل الْقَمَر وَهُوَ شآمٍ وسُمّي أعزل لِأَنَّهُ لَا شَيْء بَين يَدَيْهِ من الْكَوَاكِب؛ كالأعزل الَّذِي لَا سلَاح مَعَه. وَيُقَال: سُمِّي أعزل لِأَنَّهُ إِذا طلع لَا يكون فِي أَيَّامه ريحٌ وَلَا بَرْدٌ. وَقَالَ أوْس بن حَجَر: كأنّ قُرُون الشَّمْس عِنْد ارتفاعها وَقد صادفتْ قَرْناً من النَّجْم أعْزَلاَ تردَّد فِيهِ ضوؤها وشعاعها فاحْصِنْ وأزْيِنْ لامرىءٍ إِن تَسَرْبَلاَ أَرَادَ إِن تسربل بهَا، يصف الدرْع أَنَّك إِذا نظرت إِلَيْهَا وَجدتهَا صَافِيَة برّاقةً، كأنّ شُعَاع الشَّمْس وَقع عَلَيْهَا فِي أَيَّام طُلُوع الأعزل والهواءُ صافٍ. وَقَوله: تردَّد فِيهِ يَعْنِي فِي الدرْع فذكّره للَّفظ، وَالْغَالِب عَلَيْهَا التَّأْنِيث. وَقَالَ الطرِمَّاح: محاهُنّ صَيّبُ نَوْء الرّبيع من الأنجم العُزْلِ والرامحهْ وعَزْلاء المزادة: مَصَبّ الماءِ مِنْهَا فِي أَسْفَلهَا حَيْثُ يُستفرغ مَا فِيهَا من المَاء، وَجَمعهَا العَزَالِي؛ سمّيت عزلاء لِأَنَّهَا فِي أحد خُصْمَيِ المزادة لَا فِي وَسطهَا، وَلَا هِيَ كفمها الَّذِي مِنْهُ يُسْقَى فِيهَا، وَيُقَال للسحابة إِذا انهمرت بالمطر الْجَوْد: قد حَلَّتْ عَزَالِيهَا، وَأرْسلت عَزَالِيهَا. والمِعْزَالُ من النَّاس: الَّذِي لَا ينزل مَعَ الْقَوْم فِي السَفَر، وَلَكِن ينزل وَحده. وَهُوَ ذمّ عِنْد الْعَرَب بِهَذَا الْمَعْنى. وَيكون المِعْزَال: الَّذِي يستبِدّ بِرَأْيهِ فِي رَعْي أُنُف الكَلأ، ويتّبع مساقط الْغَيْث، ويَعْزُبُ فِيهَا، فَيُقَال لَهُ: مِعْزَابه ومِعْزال. وَمِنْه قَوْله: وتلوى بلَبُون المِعْزَابَة المِعْزَالِ وَهَذَا الْمَعْنى لَيْسَ بذمّ عِنْدهم لِأَن هَذَا من فعل الشجعان وَذَوي الْبَأْس والنَجْدة من الرِّجَال. وَيجمع الأعزل من الرِّجَال الَّذِي لَا سلَاح مَعَه: عزلاً وأعْزَالاً. وَمِنْه قَول الفِنْد الزِمّاني واسْمه شَهْل: رَأَيْت الْفتية الأعْزَا ل مثل الأيْنُق الرُعْلِ فَجمع الأعزل على أعزال، وَكَأَنَّهُ جَمْع العُزُلِ. وَقد جَاءَ فِي الشِعر: عُزَّلاً. وَمِنْه قَول الْأَعْشَى: غير مِيل وَلَا عواوير فِي الهي جا وَلَا عُزَّلٍ وَلَا أكْفَالِ وَقَالَ أَبُو مَنْصُور: الأعزال جمع العُزُل على فُعُل كَمَا يُقَال: جُنُب وأجناب ومياه أسدام جمع سُدُم. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الأعزل من اللَّحْم يكون نصيبَ الرجل الْغَائِب. وَالْجمع عُزْلٌ. قَالَ: والأعزل من الرمال: مَا انْعَزل عَنْهَا أَي انْقَطع.

وَيُقَال لسائق الْحمار: اقْرع عَزَلَ حِمَارك أَي مؤخِّره. والعَزَلَة: الحَرْقَفة. والأعزل: النَّاقِص إِحْدَى الحَرْقَفتين. وَأنْشد: قد أعجلت ساقتها قرع العَزَلْ أَبُو دَاوُد عَن ابْن شُمَيْل: مرّ قَتَادَة بِعَمْرو ابْن عبيد فَقَالَ: مَا هَذِه المُعْتَزِلَةُ: فسُمُّوا الْمُعْتَزلَة. وَهُوَ عَمْرو بن عبيد بن بَاب. وَفِيه يَقُول الْقَائِل: بَرِئتُ من الْخَوَارِج لستُ منْهم من العُزَّالِ مِنْهُم وَابْن بَاب وعازلة: اسْم ضَيْعة كَانَت لأبي نُخَيلة الْحِمَّاني. وَهُوَ الْقَائِل فِيهَا: عازلة عَن كل خير تُعْزَل يابسة بطحاؤها تُفَلْفِلُ للجنّ بَين قارَتَيْها أفكل أقبل بِالْخَيرِ عَلَيْهَا مقبلُ ومقبل: اسْم جبل بِأَعْلَى عازلة. علز: قَالَ اللَّيْث: العَلَزُ: شِبه رِعْدة تَأْخُذ الْمَرِيض والحريص على الشَّيْء. تَقول: مَالِي أَرَاك عَلِزاً. وَأنْشد: عَلَزَان الأسِير شُدَّ صِفَادا قلت: وَالَّذِي ينزل بِهِ الْمَوْت يُوصف بالعَلَز، وَهُوَ سِيَاقه نفسَه. يُقَال: هُوَ فِي عَلَز الْمَوْت. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: عَلِزَ الرجل يَعْلَزُ عَلَزاً إِذا غَرِضَ. قلت: معنى قَوْله: غَرِضَ هَهُنَا أَي قَلِق. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: العِلَّوص والعِلَّوز جَمِيعًا: الوجع الَّذِي يُقَال لَهُ اللَوَى. وعَالِز: اسْم مَوضِع وَيُقَال للبظْر إِذا غَلُظَ: عِلْوَذّ وعِلْوَدّ. والعِلْوَز: الْجُنُون. وأعلزني أَي أعوزني. زلع: فِي الحَدِيث أَن المُحْرِم إِذا تزلّعَتْ رجلُه فَلهُ أَن يَدْهُنها. تزلّعَتْ أَي تشقّقت. قَالَ ذَلِك أَبُو عبيد وَغَيره. وَقَالَ اللَّيْث: الزُّلُوع: شُقُوق تكون فِي ظهر الْقدَم وباطنِه، يُقَال زَلَعَتْ رِجْلُهُ وقدمُهُ. قَالَ: والزَلْعُ استلابٌ فِي خَتْل؛ تَقول زَلَعْتُهُ وازدلعته. وَقَالَ الْمفضل: ازدلع فلَان حَقِّي إِذا اقتطعته. وَقَالَ: ازْدَلَعْتُ الشَّجَرَة إِذا قطعتها. وَهُوَ افتعال من الزَلْع. وَالدَّال فِي ازدلعت كَانَت فِي الأَصْل تَاء. وَقَالَ اللَّيْث: أزْلَعْتُ فلَانا فِي كَذَا أَي أطْعَمْتُهُ. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الزَيْلَعُ خَرَز مَعْرُوف. قَالَ: وزَيْلَعُ: مَوضِع. وَقَالَ زَلِعَتْ جراحته إِذا فسدتْ. وَقَالَ النَّضر: الزُلُوع والسُلوع: صُدوع فِي الْجَبَل فِي عُرْضه. وَقَالَ أَبُو عبيد: زَلَعْتُ رِجْله بالنَّار أزْلَعُهَا. المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال: زلعته وسلقته ودثثته وعصوته وهروته وفأوته بِمَعْنى وَاحِد رجل أزلع: قصير الشفتين فِي اسْتِحَالَة عَن وضَح الْفَم. وَامْرَأَة زَلْعاء وَلْعاء: وَاسِعَة الْفرج) . زعل: أَبُو عبيد: الزَعَل: النشاط. وَقَالَ اللَّيْث الزَعِلُ النشيط الأشِر. وحِمَار زَعِل. وَقد أزْعَلَهُ الرِعْيُ. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

باب العين والزاي مع النون

أكل الْجمِيم وطاوعَتْهُ سَمْحَجٌ مثلُ الْقَنَاة وأزْعَلَتْهَا الأَمْرُعُ وَقَالَ أَبُو زيد: الزَعَلُ والعَلَزُ: التضوُّر. وَقَالَ اللَّيْث: الزَعْلة من الْحَوَامِل: الَّتِي تَلد سنة وَلَا تَلد سنة، كَذَلِك تكون مَا عاشت. لعز: اللَّيْث: لَعَز فلَان جَارِيَته يَلْعَزُهَا إِذا جَامعهَا. قَالَ: وَهُوَ من كَلَام أهل الْعرَاق. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: اللعْز: كِنَايَة عَن النِّكَاح، بَات يَلْعَزها. قَالَ: وَفِي لُغَة قوم من الْعَرَب لَعَزَت الناقةُ فصيلها إِذا لَطِعته بلسانها. (بَاب الْعين وَالزَّاي مَعَ النُّون) (ع ز ن) عنز، نزع، عزن. (مستعملة) . عزن: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: أعزن الرجل إِذا قَاسم نصِيبه فَأخذ هَذَا نصِيبه وَهَذَا نصِيبه. قلت: وَكَأن النُّون مبدلة من اللَّام فِي هَذَا الْحَرْف. عنز: أَبُو عبيد: العَنَزَة: قَدْرُ نصف الرُمْح أَو أكبر شَيْئا وفيهَا زُجٌ كزُجّ الرمْح. وَقَالَ اللَّيْث: العَنَزَة والجميع العَنَزُ يكون بالبادية، دقيقُ الخَطْم. وَهُوَ من السِبَاع يَأْخُذ الْبَعِير من قِبَل دُبُره، وقلّما يُرَى. ويزعمون أَنه شَيْطَان. قلت: العَنَزة عِنْد الْعَرَب من جنس الذئاب، وَهِي مَعْرُوفَة، وَرَأَيْت بالصَمَّان نَاقَة مُخِرَتْ من قِبَل ذَنبها لَيْلًا: فَأَصْبَحت وَهِي ممخورة قد أكلت العَنَزَة من عجزها طَائِفَة والناقة حَيّة، فَقَالَ راعي الْإِبِل وَكَانَ نُمَيريًّا فصيحاً طرقها العَنَزَةُ فمخرهَا والمَخْرُ: الشق وقلَّما تظهر العَنَزَة لخُبْثها. وَمن أَمْثَال الْعَرَب الْمَعْرُوفَة: ركبتْ عَنْز بِحِدْج جملا. وفيهَا يَقُول الشَّاعِر: شَرَّ يوميها وأغواه لَهَا ركِبتْ عنزٌ بحِدْج جَمَلاَ وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: أَصله أَن امْرَأَة من طَسْم يُقَال لَهَا عَنْزٌ، أُخِذَتْ سَبِيّة فحملوها فِي هودج وألطفوها بالْقَوْل وَالْفِعْل. فَعِنْدَ ذَلِك قَالَت: شرَّ يَوْمَيْهَا وأغواه لَهَا. تَقول شرُّ أيامي حِين صرت أُكرَم للسِبَاء، يضْرب مثلا فِي إِظْهَار البِرّ بِاللِّسَانِ والفعلِ لمن يُرَاد بِهِ الغوائل. وعُنَيْزَة من أَسمَاء النِّسَاء تَصْغِير عَنَزَة أَو عَنْزَةٍ. وقبيلةٌ من الْعَرَب ينْسب إِلَيْهَا فَيُقَال: فلَان العَنَزِي. والقبيلة اسْمهَا عَنَزَة، والعَنْزُ الْأُنْثَى من المِعْزَى. وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: أَبُهَيُّ إنّ العَنْز تمنع رَبهَا مِن أَن يُبَيِّتَ جَاره بالحَائِلِ أَرَادَ يَا بُهَيَّة فرخّم. وَالْمعْنَى: أَن العَنْز يتبّلغ أَهلهَا بلبنها فتكفيهم الغارةَ على مَال الْجَار المستجير بأصحابها. وحَائل: أَرض بِعَينهَا أَدخل عَلَيْهَا الْألف وَاللَّام للضَّرُورَة. وَقَالَ اللَّيْث: وَكَذَلِكَ العَنْز من الأوعال والظباء. قَالَ: والعنْزُ: ضربٌ من السّمك يُقَال لَهُ: عَنْز المَاء. قلت: وسألني أعرابيّ عَن قَول رؤبة: وأرَمٍ أعيسُ فَوق عَنْزِ فَلم أعرفهُ. فَقَالَ: العَنْز القارة السَّوْدَاء. والأرَم: عَلَم يبْنى فَوْقهَا. وَجعله أعيس لِأَنَّهُ بُني من حِجَارَة بيض ليَكُون أظهر لمن

يُرِيد الاهتداء بِهِ على الطَّرِيق فِي الفلاة. وعُنَيْزَة: مَوضِع فِي الْبَادِيَة معروفٌ، وَقَالَ اللَّيْث: العَنْز فِي قَول رؤبة، صَخْرَة تكون فِي المَاء، وَالَّذِي قَالَه الأعرابيّ أصحّ. وَقَالَ اللَّيْث: العَنْز من الأَرْض: مَا فِيهِ حُزُونة من أكمة أَو تَلّ أَو حِجَارَة. وَقَالَ غَيره: يُقَال نَزَل فلَان معتنِزاً إِذا نزل حَرِيداً فِي نَاحيَة من النَّاس. ورأيته مُعْتَنِزاً ومنتبِذاً إِذا رَأَيْته متنحِّياً عَن النَّاس. وَقَالَ النَّضر: رجلٌ مَعَنَّزُ الْوَجْه إِذا كَانَ قَلِيل لحم الْوَجْه. وَأنْشد: مُعَنَّز الْوَجْه فِي عِرْنينه شَمَمُ وَقَالَ أَبُو دواد: سَمِعت أَعْرَابِيًا يَقُول لرجل: هُوَ معنَّز اللِّحْيَة، وفسّره أَبُو دواد: بَزْرِيش كَأَنَّهُ شبّه لحيته بلحية التيْس. وَمن أَمْثَال الْعَرَب: حَتْفَها تحمل ضأنٌ بأظلافها. وَقَالَ أَبُو عبيد: من أمثالهم فِي هَذَا لَا تَكُ كالعَنْز تبحث عَن المُدْية، يضْرب مثلا للجاني على نَفسه جِنَايَة يكون فِيهَا هَلَاكه، وَأَصله أَن رجلا كَانَ جائعاً بالفلاة فَوجدَ عَنْزاً وَلم يجد مَا يذبحها بِهِ، فبحثت بِيَدَيْهَا وأثارت عَن مُدْيةٍ، فذبحها بهَا. وَمن أمثالهم فِي الرجُلين يتساويان فِي الشّرف: قَوْلهم: هما كَرُكْبَتَي العَنْز، وَذَلِكَ أَن ركبتيها إِذا أَرَادَت أَن تَرْبض وقعتا مَعًا. ونحوُ ذَلِك قَوْلهم: هما كعِكْمَي العَيْر. ويروى هَذَا الْمثل عَن هَرِم بن سِنَان أَنه قَالَه لعلقمة وعامر حِين سافرا إِلَيْهِ فَلم ينفِّر وَاحِدًا مِنْهُمَا على صَاحبه، وَمن أمثالهم لقِي فلَان يَوْم العَنْز، يضْرب مثلا للرجل يَلْقى مَا يُهلكه. نزع: أَبُو عبيد: الأنزع: الَّذِي انحسر الشَعَرُ عَن جانبَيْ جَبهته. والنَزَعتان: ناحيتا منحسِر الشَعَرِ عَن الجبينين. وَقد نَزِعَ الرجل يَنْزَع نَزَعاً. وَالْعرب تحبّ النزَع وتتيّمن بالأنزع، وتذمّ الغَمَم وتتشاءم بالأغَمّ، وتزعم أَن الأغمّ الْقَفَا والجبينِ لَا يكون إلاَّ لئيماً. وَمِنْه قَول هُدْبَة بن خَشْرمَ: لَا تنكحي إنْ فرّق الدَّهْر بَيْننَا أغمَّ الْقَفَا والوجهِ لَيْسَ بأنزَعا قَالَ أَبُو عبيد. والنزائع من الْخَيل: الَّتِي نَزَعت إِلَى أعراق. وَيُقَال: الَّتِي انتُزِعت من أَيدي قوم آخَرين. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: بئرٌ نزوع إِذا نُزِعَ مِنْهَا المَاء بِالْيَدِ نَزْعاً. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عمر: هِيَ النَزَيع والنَزُوع. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ رأيتُني أنْزِع على قَلِيب. مَعْنَاهُ: رَأَيْتنِي فِي الْمَنَام أسقِي بيَدي من قَلِيب يُقَال: نزع بِيَدِهِ إِذا استقى بدَلْوٍ عُلّق فِيهَا الرشَاءُ. وَفِي حَدِيث آخر أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلَّى يَوْمًا بِقوم فلمّا سلَّم من صلَاته قَالَ: (مَالِي أنازَع القرآنَ) . وَذَلِكَ أَن بعض الْمُؤمنِينَ جهر خَلفه فنازعه قِرَاءَته، فَنَهَاهُ عَن الْجَهْر بِالْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاة خَلْفه. والمُنَازعة فِي الْخُصُومَة: مجاذبة الحُجَج فِيمَا يَتنازع فِيهِ الخَصْمان. ومنازعة الكأس: معاطاتها. قَالَ الله تَعَالَى: {يَشْتَهُونَ يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْساً لاَّ لَغْوٌ} (الطّور: 23) وَيُقَال نَازَعَنِي فلَان بنانه أَي صَافَحَنِي، والمنازعة المصافحة. وَقَالَ الرَّاعِي:

ينازعننا رخص البنان كَأَنَّمَا ينازعننا هُدَّاب رَيْط معضَّد سَلَمة عَن الفرّاء قَالَ: المَنْزَعة: الصَّخْرَة الَّتِي يقوم عَلَيْهَا الساقي قَالَ والمَنْزَعة: الْقوس الفَجْواء. والمَنْزَعة. قوّة عزم الرَّأْي والهمّة. وَيُقَال للرجل الجيّد الرَّأْي: إِنَّه لجيّد المَنْزَعة. وَأما المِنْزَعة بِكَسْر الْمِيم فخشبة عريضة نَحْو المِلْعَقة، تكون مَعَ مُشتار الْعَسَل ينزِع بهَا النحلَ اللاصق بالشَهْد وتسمّى المِحْبَضَة. وَيُقَال للْإنْسَان إِذا هوى شَيْئا ونازعته نَفسه إِلَيْهِ: هُوَ يَنْزِع إِلَيْهِ نِزَاعاً. ونَزَع فِي الْقوس يَنْزِع نَزْعاً إِذا مَدّ وتَرها. قَالَ الله جلّ وعزّ: {} (النازعات: 1) قَالَ الفرّاء: تَنْزع الأنفسَ من صُدُور الكفّار، كَمَا يُغْرِق النازع فِي الْقوس إِذا جَذَب الوَتر. وَقَالَ ابْن السّكيت: قَالَ الْكسَائي: يَقُولُونَ لتعلمنّ أَيّنَا أَضْعَف مِنْزعة. والمِنزعة: مَا يرجع إِلَيْهِ الرجل من رَأْيه وتدبيره، جَاءَ بِهِ ابْن السّكيت فِي بَاب مِفْعَلة ومَفعلة قَالَ: وَقَوله {يَشْتَهُونَ يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْساً لاَّ لَغْوٌ} أَي يتعاطون، وَالْأَصْل فِيهِ يتجاذبون. وَقَالَ ابْن عَبَّاس وَابْن مَسْعُود فِي قَوْله: {} . هِيَ الْمَلَائِكَة. وَيُقَال: فلَان يَنْزِع نَزْعاً إِذا كَانَ فِي السِّيَاق عِنْد الْمَوْت. وَكَذَلِكَ هُوَ يَسُوق سَوقاً. وَيُقَال نَزَعَ الرجل عَن الصِبَا، ينزِع نزوعاً إِذا كفّ عَنهُ. وَرُبمَا قَالُوا: نَزْعاً. وَيُقَال نَزَع فلَان إِلَى أَبِيه يَنْزِع إِذا أشبهه، ونَزَعَ إِلَى عِرْق، يَنْزِع، وَقد نَزَعَ شَبَهَهُ عِرْق. وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّمَا هُوَ عِرْق نَزَعَه. ونُزَّاعُ الْقَبَائِل: غرباؤهم الَّذين يجاورون قبائل لَيْسُوا مِنْهُم الْوَاحِد نَرِيع. وَيُقَال للرجل إِذا استنبط معنى آيَة من كتاب الله: قد انتزع معنى جيّداً، ونَزَعَهُ مثله إِذا استخرجه. والمِنْزَعُ: السهْم الَّذِي يُرْمَى بِهِ. وَمِنْه قَول أبي ذُؤَيْب: فأنفذ طُرَّتَيه المِنْزَعُ وَقَالَ ابْن السّكيت: انتزاع النيَّة: بُعْدها، أَخْبرنِي بذلك الْمُنْذِرِيّ عَن الْحَرَّانِي عَنهُ. قَالَ أَبُو مَنْصُور: وَمِنْه نزع فلَان إِلَى وَطنه. النزائع الغرباء وَكَذَلِكَ النُزّاع الْوَاحِد نزيع وَنَازع. وشرابٌ طيّب المِنْزَعة إِذا كَانَ طيّب الخِتام، وَهُوَ سَاعَة يَنْزعهُ عَن فِيهِ. وَقيل فِي قَوْله: {مَّخْتُومٍ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِى ذَلِكَ} (المطففين: 26) إِنَّهُم إِذا شرِبوا الرحِيق ففنِي مَا فِي الكأس وَانْقطع الشُّرب انختم ذَلِك برِيح الْمسك وطيبِه وَالله أعلم. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للخيل إِذا جَرَت: لقد نَزَعت سنَناً. وَأنْشد: وَالْخَيْل تنزِع قُبًّا فِي أعنّتها كالطير تنجو من الشُؤْبُوبِ ذِي البَرَدِ والنَزَعَة: الرُمَاة، واحدهم نَازع. وَمِنْه الْمثل عَاد الرميُ على النَزَعة يضْرب مثلا للَّذي يَحيق بِهِ مَكْرُه. أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: أنْزَعَ الْقَوْم فهم مُنْزِعون إِذا نزعَتْ إبلُهم إِلَى أوطانها. وَأنْشد: فقد أهافوا زَعَمُوا وأنْزَعُوا وَيُقَال هَذِه أَرض تنازِع أَرْضنَا إِذا كَانَت تتاخمها. وَقَالَ ذُو الرمّة: لَقًى بَين أجمادٍ وجَرْعاء نَازَعَتْ حِبالا بهنّ الجازئات الأوابد

باب العين والزاي مع الفاء

والنزائع من الرِّيَاح: هِيَ النُكْب، سمّيتْ نزائع لاخْتِلَاف مَهَابِّها. وَقَالَ اللَّيْث: غَنَمٌ نُزُعٌ إِذا حَنّت فاشتهت الفَحْل. وَبهَا نزاع وشاةٌ نَازِع. ابْن السّكيت: النَزَعة نبتٌ مَعْرُوف. ابْن الْأَعرَابِي: أنزع الرجل إِذا ظَهرت نزعاته. (بَاب الْعين وَالزَّاي مَعَ الْفَاء) (ع ز ف) عزف، عفز، زعف، فزع: مستعملة. عزف: يُقَال عَزَفَتْ نَفْسُه عَن الشَّيْء إِذا انصرفت عَنهُ عُزُوفاً. ورجلٌ عَزُوف عَن اللَّهْو إِذا لم يشتههِ، وعَزُوفٌ عَن النِّسَاء إِذا لم يَصْبُ إليهنّ. وَقَالَ الفرزدق: عَزَفْتَ بأعشاشٍ وَمَا كِدت تَعْزِفُ والعَزِيفُ: صَوت الرِمَال إِذا هبّت بهَا الرِّيَاح. وَالْعرب تجْعَل العَزِيف أصوات الجِنّ. وَفِي ذَلِك يَقُول قَائِلهمْ: وإنّي لأجتاب الفلاة وَبَينهَا عوازفُ جِنّانٍ وهام صَوَاخِدُ وَهُوَ العَزْف أَيْضا والعُزْف: الحَمَام الطُورانية فِي قَول الشمَّاخ: حَتَّى اسْتَغَاثَ بأحوى فَوْقه حُبُك يَدْعُو هديلاً بِهِ العُزْف العزاهيل وَهِي الْمُهْملَة. والعُزْف: الَّتِي لَهَا صَوت وهَدِير. وعَزَف الدُفّ: صَوته. وَقَالَ الراجز: للخَوْتع الأزرقِ فِيهَا صاهلْ عَزْف كعزف الدُفّ ذِي الجَلاَجلْ والمَعَازِف: قَالَ اللَّيْث: هِيَ الملاعب الَّتِي يُضرب بهَا، يَقُولُونَ للْوَاحِد: عَزْفٌ وللجميع مَعَازف رِوَايَة عَن الْعَرَب، فَإِذا أُفرد المِعْزَف فَهُوَ ضَرْبٌ من الطنابير يتَّخذه أهل الْيمن وَغَيره يَجْعَل العُود مِعْزَفاً. وَفِي حَدِيث أمّ زَرْع: (إِذا سمعن صَوت المَعَازف أيقَنّ أَنَّهُنَّ هوالك) . قلت: والعَزّاف: جبل من جبال الدهناء قد نزلتُ بِهِ. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: عَزَفَتْ نفسُه أَي سَلَتْ. وعَزَفَ الرجل يَعْزِف إِذا أَقَامَ فِي الْأكل وَالشرب. وأعْزَفَ سمع عَزِيف الرمال. عفز: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العَفْز: الجَوْز الَّذِي يُؤْكَل. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: مثله فِي العَفْز. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للجوز عَفْزٌ وعَفَازٌ. والواحدة عَفْزة وعَفَازَة. قَالَ والعَفَازَة: الأكمَة، يُقَال: لَقيته فَوق عَفَازَة أَي فَوق أكمَة. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: العَفْز: الملاعبة، يُقَال: باتَ يُعافز امْرَأَته أَي يغازلها. قلت هُوَ من قَوْلهم: بَات يعافسها. فأبدل السِّين زاياً. زعف: أهمله اللَّيْث. وَهُوَ مُسْتَعْمل صَحِيح. رَوَى أَبُو عبيد عَن الْكسَائي موت زُعَاف وذُعَاف وذُؤَاف بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الْمَوْت الزعَاف: الوَحِيُّ. وَقد أزعفته إِذا أقْعَصْته. وَكَذَلِكَ ازدعفته. أَبُو عبيد عَن أبي عمر: المُزْعِفُ: السمّ الْقَاتِل. وَقَالَ غَيره: سيفٌ مُزْعِفٌ: لَا يُطْنِي. وَكَانَ عبد الله بن سَبْرة أحد الفتّاك فِي الْإِسْلَام، وَكَانَ لَهُ سيف سمّاه المزعِفَ. وَفِيه يَقُول:

باب العين والزاي مع الباء

عَلَوْت بالمُزْعِف المأثورِ هامتَه فَمَا اسْتَجَابَ لداعيه وَقد سَمِعَا ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الزُعُوف: المَهَالك. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: من أَسمَاء الحيّة المِزعافة والمِزعامة. فزع: قَالَ الله تَعَالَى: {: ُ: ِأَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ} (سبإ: 23) اتّفق أهل التَّفْسِير وأهلُ اللُّغَة أَن معنى قَوْله {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ} : كُشِف الْفَزع عَن قُلُوبهم، وَتَأْويل الْآيَة أنّ مَلَائِكَة سَمَاء الدُّنْيَا كَانَ عهدُهم قد طَال بنزول الوَحْي من السَّمَوَات العُلا، فلمَّا نزل جِبْرِيل بِالْوَحْي على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أوّلَ مَا بُعث نبيًّا ظنّت الْمَلَائِكَة الَّذين فِي السَّمَاء الدُّنْيَا أَن جِبْرِيل نزل لقِيَام السَّاعَة، ففزِعوا لَهُ، فلمَّا تقرَّر عِنْدهم أَنه نزل لغير ذَلِك كُشِف الفَزَع عَن قُلُوبهم فَأَقْبَلُوا على جِبْرِيل وَمن مَعَه من الْمَلَائِكَة، وَقَالُوا لَهُم مَاذَا قَالَ ربكُم؟ . قَالُوا قَالَ الله الْحق وَهُوَ العليّ الْكَبِير. وَالَّذين فُزِّع عَن قُلُوبهم هَهُنَا مَلَائِكَة السَّمَاء الدُّنْيَا. وَقيل: إِن مَلَائِكَة كلّ سَمَاء فَزِعوا لنزول جبريلج وَمن مَعَه من الْمَلَائِكَة، فَقَالَ كل فريق مِنْهُم لَهُم: مَاذَا قَالَ ربكُم؟ وَقَالَ الفرّاء: المُفَزَّعُ يكون جَبَاناً، وَيكون شُجَاعاً، فَمن جعله مَفْعُولا بِهِ قَالَ: بِمثلِهِ تَنْزِل الأفزاع. وَمن جعله جَبَاناً جعله يَفْزَع من كل شَيْء. قَالَ: وَهَذَا مثل قَوْلهم للرجل: إِنَّه لمُغَلَّبٌ، وَهُوَ غالبٌ، ومُغَلَّبٌ وَهُوَ مغلوب. قلت: وَيُقَال: فَزَّعْتُ الرجل وأفزعته إِذا رَوَّعته. وَقَالَ اللَّيْث: الفَزَع: الغَرَق. وَقد فَزعَ يَفْزَع فَزَعاً فَهُوَ فَزِعٌ. وَفُلَان لنا مَفْزَعٌ. وامرأةٌ لنا مَفْزَع. مَعْنَاهُ: إِذا دَهِمنا أَمر فَزِعنا إِلَيْهِ أَي لجأنا إِلَيْهِ واستغثنا بِهِ. وَقد يُقَال: فلَان مَفْزَعة بِالْهَاءِ يَسْتَوِي فِيهِ التَّذْكِير والتأنيث إِذا كَانَ يُفْزَع مِنْهُ. ورجلٌ فَزَّاعة: يُفَزِّع الناسَ كثيرا. قلت: وَالْعرب تجْعَل الفَزع فَرَقاً، وتجعله إغاثةً للفَزِع المروَّع، وتجعله استغاثة. فأمّا الفَزع بِمَعْنى الاستغاثة فَإِنَّهُ جَاءَ فِي حَدِيث يرويهِ ثَابت عَن أنسٍ: أَنه فَزِع أهل الْمَدِينَة لَيْلًا، فَركب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَرَساً لأبي طَلْحَة عُرْياً، فلمَّا رَجَعَ قَالَ: (لن تُراعوا، لن تُراعوا، إِنِّي وجدته بَحْراً) . معنى قَوْله فزِع أهل الْمَدِينَة أَي استَصْرخوا، وظنّوا أَن عدوًّا أحَاط بهم، فلمَّا قَالَ لَهُم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لن تُرَاعوا) سَكَن مَا بهم من الفَزَع. وَأما الحُجّة فِي الْفَزع أَنه بِمَعْنى الإصراخ والإغاثة فَقَوْل كَلْحَبة الْيَرْبُوعي حَيْثُ يَقُول: فَقلت لكأسٍ ألجميها فَإِنَّمَا حَلَلْنا الكَثِيب من زَرُودَ لنفزَعَا مَعْنَاهُ: لنغيث ونُصْرِخ مَن اسْتَغَاثَ بِنَا. وَقَالَ بَعضهم: أفزعت الرجل إِذا رَوّعته، وأفزعته أَي أغَثْته. وَهَذِه الْأَلْفَاظ كلّها صَحِيحَة، ومعانيها عَن الْعَرَب مَحْفُوظَة. وَيُقَال: فَزِعْتُ إِلَى فلَان إِذا لجأت إِلَيْهِ، وَهُوَ مَفْزَع لمن فزِع إِلَيْهِ أَي مَلْجأ لمن التجأ إِلَيْهِ. (بَاب الْعين وَالزَّاي مَعَ الْبَاء) (ع ز ب) عزب، زعب، زبع، بزع: مستعملة. عزب: قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَرَبِّى لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لاَ

يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِى السَّمَاوَاتِ وَلاَ} (سبإ: 3) مَعْنَاهُ لَا يغيب عَن علمه شَيْء. وَفِيه لُغَتَانِ: عَزَبَ يَعْزُبُ ويَعْزِبُ إِذا غَابَ. ورجلٌ عَزَبٌ لَا أهل لَهُ. أَبُو عبيد عَن الفرّاء: امْرَأَة عَزَبَة: لَا زوج لَهَا. وَقَالَ الْكسَائي مثله. وَقَالَ ابْن بُزُرْج فِيمَا قَرَأت لَهُ بخطّ أبي الْهَيْثَم: رجلٌ عَزَبٌ، ورجلان عَزَبان، وقومٌ أعزابٌ، وامرأةٌ عَزَبة ونسوةٌ عَزَبَاتٌ ونساءٌ عُزَّابٌ: لَا أَزوَاج لهنّ، وَإِن كَانَ معهنّ أولادهنّ. وَقَالَ النَّضر: قَالَ المنتجِع: يُقَال امْرَأَة عَزَبٌ بِغَيْر هَاء. قَالَ وَلَا تقل: امْرَأَة عَزَبَة. وَأنْشد فِي صفة امْرَأَة جعلهَا عَزَباً بِغَيْر هَاء: إِذا العَزَبُ الهوجاء بالعطر نَافَحَتْ بَدَتْ شمس دَجْنٍ طلَّةً لم تَعَطّر أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي: رجلٌ عَزَبٌ، وَلم يَدْرِ كَيفَ يُقَال للْمَرْأَة. قَالَ أَبُو حَاتِم: وَيُقَال للْمَرْأَة أَيْضا عَزَبُ. وَأنْشد: يَا من يَدُلُّ عَزَباً على عَزَبْ على ابْنة الحُمَارِس الشَّيْخ الأزَبْ قَالَ: وَلَا يُقَال رجل أعزب. وَأَجَازَ غَيره: رجل أعزب. وَيُقَال: إِنَّه لعَزَب لَزَب وَإِنَّهَا لعَزَبة لَزَبة. وَيُقَال عَزَبَ يَعْزُبُ وتعزَّب بعد التأهّل. وَقَالُوا: رجلٌ عَزَبٌ للَّذي يَعْزُب فِي الأَرْض. وَقَالَ اللَّيْث: المِعْزَابة: الَّذِي طَالَتْ عُزُوبته، حَتَّى مَا لَهُ فِي الْأَهْل من حَاجَة. قَالَ وَلَيْسَ فِي الصِّفَات مِفعالة غير هَذِه الْكَلِمَة. قلت: قَالَ الفرّاء: مَا كَانَ من مفعال كَانَ مؤنَّثه بِغَيْر هَاء، لِأَنَّهُ انعدل عَن النعوت انعدالاً أشدّ من انعدال صَبُور وشَكُور وَمَا أشبههما ممّا لَا يؤنَّث، وَلِأَنَّهُ شُبِّه بالمصادر، لدُخُول الْهَاء فِيهِ. يُقَال امْرَأَة مِحْماق ومِذْكار ومِعْطار. قَالَ: وَقد قيل رجل مجذامة إِذا كَانَ قَاطعا للأمور جَاءَ على غير قِيَاس. وَإِنَّمَا زادوا فِيهِ الْهَاء لِأَن الْعَرَب تُدخل الْهَاء فِي المذكَّر على جِهَتَيْنِ: إِحْدَاهمَا الْمَدْح وَالْأُخْرَى الذمّ إِذا بولغ فِي الْوَصْف. قلت والمِعزبة دَخَلتهَا الْهَاء للْمُبَالَغَة أَيْضا. وَهُوَ عِنْدِي: الرجل الَّذِي يُكْثِر النهوض فِي مَاله العزِيبِ يتتبَّعُ مساقط الْغَيْث وأُنُف الْكلأ. وَهُوَ مدح بالغٌ على هَذَا الْمَعْنى. قَالَ اللَّيْث: وَيُقَال أعْزَبَ عَن فلَان حِلْمُه يَعْزُب عُزُوباً، وأعزب الله حِلْمه أَي أذهبه الله وَأنْشد: وأعزبتَ حلمي بعد مَا كَانَ أعْزَبَا قلت: جعل أعزب لَازِما وواقعاً. وَمثله أملق الرجل إِذا أعدم، وأملق مالَه الحوادثُ. وَقَالَ اللَّيْث: العَازِبُ من الْكلأ: البعيدُ المُطْلِب. وَأنْشد: وعَازِبٍ نَوّر فِي خلائه قَالَ: وأعزب الْقَوْم: أَصَابُوا عازِباً من الْكلأ. قلت: وعَزَبَ الرجل بإبله إِذا رعاها بَعيدا من الدَّار الَّتِي حلّ بهَا الحيُّ لَا يأوي إِلَيْهِم. وَهُوَ مِعْزَابٌ ومِعْزابَةٌ وكلّ مُنْفَرد عَزَبٌ. ومُعَزِّبَةُ الرجل: امْرَأَة يأوي إِلَيْهَا فتقوم بإصلاح طَعَامه وحِفظ أداته. وَيُقَال مَا لفلانٍ مُعَزِّبَة تُقَعّدُه. وَقَالَ أَبُو سعيد الضَّرِير: لَيْسَ لفُلَان امْرَأَة تُعَزِّبه أَي تُذْهِبُ عُزْبته بِالنِّكَاحِ، مثل قَوْلك: هِيَ تمرِّضه أَي تقوم عَلَيْهِ فِي مَرَضه. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : فلَان يعزّب فلَانا ويُرَبِّض فلَانا ويَرْبِضه: يكون لَهُ مثل الخازن. والعَزِيبُ:

المَال العَازِبُ عَن الحيّ، سمعته من الْعَرَب. وَمن أمثالهم: إِنَّمَا اشتريتُ الْغنم حِذارَ العازبة، والعازبة: الْإِبِل. قَالَه رجل كَانَت لَهُ إبل فَبَاعَهَا وَاشْترى غنما لِئَلَّا تَعْزُبَ، فعَزَبتْ غَنَمُه فعاتب على عزوبها. يُقَال ذَلِك لمن ترفّق أَهْون الْأُمُور مئونةً، فَلَزِمَهُ فِيهِ مشقَّةٌ لم يحتسبها. وهِراوة الأعْزاب: فرسٌ كَانَت مَشْهُورَة فِي الجاهليّة، ذكرهَا لَبِيد وَغَيره من قدماء الشُّعَرَاء. عَمْرو عَن أَبِيه: يُقَال لامْرَأَة الرجل: هِيَ محصّنته ومُعَزّبته وحاصِنته وحاضِنته وقابِلته ولحافه وَقَالَ ابْن شُمَيْل فِي قَوْله: ستجدونه معزّباً قَالَ: هُوَ الَّذِي عَزَب عَن أَهله فِي إبِله أَي غَابَ. والعَزِيب: المَال العازب عَن الحيّ. زعب: قَالَ شمر: جَاءَ فلَان بقِرْبة يَزْعَبُهَا أَي يحملهَا مَمْلُوءَة، ويَزْأبها: كَذَلِك. وَقَالَ الفرّاء: قِربة مزعوبة ومَمْزورة: مَمْلُوءَة. وَأنْشد: من الفُرْنِيّ يَزْعَبُهَا الجميلُ أَي يملؤها. ومطرٌ زاعِبٌ: يزعَبُ كل شَيْء أَي يملؤه وَأنْشد يصف سيلاً: مَا حازت العُفْر من ثُعَالة فالرَوْحَاءُ مِنْهُ مزعوبة المُسُلِ أَي مَمْلُوءَة. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: مرّ السَّيْل يَزْعَبُ إِذا جَرَى. ومرَّ يَزْعَبُ بِحِمْله إِذا مَرّ سَرِيعا. ورُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لعَمْرو بن الْعَاصِ: (إِنِّي أرْسلت إِلَيْك لأبعثك فِي وجهٍ يسلّمك الله ويغنّمك، وأزْعَبُ لَك زَعْبَة من المَال) . قَالَ أَبُو عبيد قَالَ الْأَصْمَعِي: قَوْله: أزعبُ لَك زَعبة من المَال أَي أُعْطِيك دُفْعة من المَال. قَالَ والزَعْبُ: هُوَ الدّفع. وجاءنا سيل يَزْعَبُ زعْباً أَي يتدافع. وَقَالَ اللَّيْث: زَعَبْتُ الْإِنَاء إِذا ملأته. وَالرجل يَزْعَبُ الْمَرْأَة إِذا جَامعهَا فَمَلَأ فرجهَا بفرجه. وَقَالَ غَيره: الزَعِيبُ والنعيبُ: صَوت الْغُرَاب، وَقد زَعَبَ ونَعَبَ بِمَعْنى وَاحِد. وزَعَبَ الرجل فِي قَيْئه إِذا أَكثر حَتَّى يدْفع بعضُه بَعْضًا. وزَعَبَتِ القِرْبةُ إِذا دفعتْ ماءها. وَقَالَ المبرّد: الزَاعِبِيُّ من الرماح: مَنْسُوب إِلَى رجل من الخَزْرَج يُقَال لَهُ: زاعِب كَانَ يَعْمل الأسنّة. قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: الزَاعِبيُّ الَّذِي إِذا هُزَّ كأنّ كعوبه يجْرِي بعضُها فِي بعض لِلِينه. وَهُوَ من قَوْلك مرّ يَزْعَبُ بِحملِه إِذا مرّ مرًّا سهلاً وَأنْشد: ونَصْلٌ كنَصْلِ الزَاعِبيِّ فَتِيق قَالَ أَرَادَ: كنصل الرمْح الزاعبيّ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الزاعبية: الرِمَاح كلّها. وَقَالَ شمر فِي قَوْله: زَعَبَ الغرابُ وليته لم يَزْعَب يكون زَعَبَ بِمَعْنى زعم أبدل الْمِيم بَاء، مثل عَجْب الذنَب وعَجْمه. وَقَالَ ابْن السّكيت: الزُعْب: اللئام الْقصار. واحدهم زُعْبُوبٌ على غير قِيَاس. وَأنْشد الفرَّاء فِي الزُعب: من الزُعبِ لم يضْرب عدوًّا بِسَيْفِهِ وبالفأس ضَرَّابٌ رؤوسَ الكرانِفِ وروى أَبُو تُرَاب عَن أَعْرَابِي من قيس أَنه قَالَ هَذَا الْبَيْت: مجتزىء بزِعْبه وزِهْبِهِ

باب العين والزاي مع الميم

أَي بِنَفسِهِ. وزعَبَ لي زُعْبَةً من مَاله وزَهَبَ لي زُهْبَةً إِذا أعطَاهُ قِطْعَة وافرة. وَأَعْطَاهُ زِهْباً من مَاله فازدهبه وزِعباً فازدعبه أَي قِطْعَة. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: ازْدَعَبَ الشَّيْء إِذا حمله، ومرّ بِهِ فازدعبه أَي حَمَله. زبع: الزَبْع أصل بِنَاء التزبُّع. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: المُتَزَبِّعُ: الَّذِي يُؤْذِي النَّاس ويشارّهم وَقَالَ متمِّم: وإنْ تلقه فِي الشَرْب لَا تلق فَاحِشا لَدَى الكأس ذَا قاذورة مُتَزَبِّعا وَفِي الحَدِيث أَن مُعَاوِيَة عزل عَمْرو بن الْعَاصِ عَن مصر، فَضرب فُسْطَاطه قَرِيبا من فسطاط مُعَاوِيَة، وَجعل يتزبّع لمعاوية. قَالَ أَبُو عبيد: التزبّع هُوَ التَّغَيُّظ وكل فَاحش سيّىء الْخلق مُتَزَبِّعٌ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الزَبِيع: الرجل المدَمْدِم فِي غضب. وَهُوَ المتزبّع. وَقَالَ اللَّيْث: الزَوْبَعة: اسْم شَيْطَان. وَيكون الإعصار أَبَا زَوْبَعَةَ، يَقُولُونَ فِيهِ شَيْطَان مارد. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: زَوْبَعَةُ: ريح تَدور وَلَا تقصد وَجها وَاحِدًا، وَتحمل الْغُبَار، أُخِذَت من التزبع. وَرُوِيَ عَن الْمفضل: الزوبعة مشْيَة الأحرد. قلت: وَلَا أَدْرِي من رَوَاهُ عَن المفضّل، وَلَا أعْتَمد هَذَا الْحَرْف وَلَا أحُقّه. بزع: عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: البَزِيع: الظريف. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: غلامٌ بَزِيعٌ، وجاريةٌ بَزِيعَةٌ إِذا وُصِفا بالظَرْف والمَلاَحة وذَكَاء الْقلب. وَلَا يُقَال إِلَّا للأحداث. قَالَ: وبَوْزَع: اسْم رَمْلة من رمال بني سعدٍ. قلت: وبَوْزَع: اسْم امْرَأَة، وَكَأَنَّهُ فَوعل من البَزِيع. (بَاب الْعين وَالزَّاي مَعَ الْمِيم) (ع ز م) عزم، زمع، زعم، مزع، معز: مستعملة. عزم: قَالَ الله جلّ وعزّ: {مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ} (مُحَمَّد: 21) سَمِعت الْمُنْذِرِيّ يَقُول: سَمِعت أَبَا الْهَيْثَم يَقُول فِي قَوْله تَعَالَى: {مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ} هُوَ فَاعل مَعْنَاهُ الْمَفْعُول، وَإِنَّمَا يُعْزَم الْأَمر وَلَا يَعزِم، والعزم للْإنْسَان لَا لِلْأَمْرِ. قَالَ: وَهَكَذَا كَقَوْلِهِم: هَلَك الرجلُ وَإِنَّمَا أُهْلِكَ. وَقَالَ الزجّاج فِي قَوْله: {مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ} : فَإِذا جدّ الأمرُ وَلزِمَ فرضُ الْقِتَال. قَالَ: هَذَا مَعْنَاهُ. وَالْعرب تَقول: عَزَمتُ الْأَمر وعزمتُ عَلَيْهِ. قَالَ الله تَعَالَى: {وَإِنْ عَزَمُواْ الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (الْبَقَرَة: 227) . وَقَالَ اللَّيْث: العَزْمُ مَا عَقَد عَلَيْهِ قلبُك من أمرٍ أَنَّك فَاعله. وَتقول: مَا لفُلَان عَزِيمَة، أَي لَا يثبت على أمرٍ يعزِم عَلَيْهِ. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (خير الْأُمُور عوازمها) . وَله مَعْنيانِ: أَحدهمَا: خير الْأُمُور مَا وكّدت عَزْمَك ورأيك ونِيّتك عَلَيْهِ، ووَفَيت بِعَهْد الله فِيهِ. وَرُوِيَ عَن عبد الله بن مَسْعُود أَنه قَالَ: إِن الله عز وَجل يحبّ أَن تُؤْتى رُخَصه، كَمَا يحبّ أَن تُؤْتى عَزَائِمه. قَالَ أَبُو مَنْصُور:

عَزَائِمه: فَرَائِضه الَّتِي أوجبهَا وأمرنا بهَا. ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: العَزْمِيُّ من الرِّجَال: المُوفِي بالعهد. وَالْمعْنَى الثَّانِي فِي قَوْله (خير الْأُمُور عوازمها) أَي فرائضها الَّتِي عَزَم الله عَلَيْك بِفِعْلِهَا. وَأما قَول الله جلّ وعزَّ فِي قصَّة آدم: {وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً} (طاه: 115) فَإِن الفرّاء قَالَ: لم نجد لَهُ صَرِيمة وَلَا حَزْماً فِيمَا فَعَل. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الصَرِيمة والعَزِيمة وَاحِدَة، وَهِي الْحَاجة الَّتِي قد عزمْتَ على فعلهَا. يُقَال: طَوَى فلَان فُؤَاده على عَزِيمة أمرٍ إِذا أسَرّها فِي فُؤَاده. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الْعَرَب تَقول: مَاله مَعْزِمٌ وَلَا مَعْزَم وَلَا عَزِيمة وَلَا عَزْمٌ وَلَا عُزْمَانٌ. وَقَالَ بَعضهم فِي قَوْله: {وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً} أَي رَأيا معزوماً عَلَيْهِ. والعَزِيمُ والعَزِيمة وَاحِد، يُقَال: إِن رَأْيه لذُو عَزِيم. وَقَالَ اللَّيْث: العَزِيمة من الرُقَى: الَّتِي يُعْزَمُ بهَا على الجنّ والأرواح. وَقَالَ غَيره: عَزَمْتُ عَلَيْك لتفعلنَّ أَي أقسمتُ. وعَزْمُ الراقِي والحَوّاء كَأَنَّهُ إقسام على الدَّاء والحَيّة. وَقَالَ اللَّيْث: الاعتزام: لُزُوم القَصْد فِي الحُضْر. وَأنْشد لرؤبة: إِذا اعتزمن الرَهْو فِي انتهاضِ والرحل يَعْتزِم الطريقَ: يمْضِي فِيهِ وَلَا ينثني، وَقَالَ الأُرَيْقِط: معتزماً للطُرُق النواشط وعزائم السُّجُود: مَا عُزِمَ على قارىء آيَات السُّجُود أَن يسْجد لله فِيهَا. والفَرَس إِذا وُصِف بالاعتزام فَمَعْنَاه تجليحُه فِي حُضْره غير مُجيب لراكبه إِذا كَبَحه. وَمِنْه قَول رؤبة: مُعْتَزِم التجليح ملاّخ المَلَقْ حَدثنَا مُحَمَّد بن مُعَاذ عَن عبد الْجَبَّار عَن سُفْيَان عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد قَالَ: سَمِعت قيسا يَقُول: سَمِعت الْأَشْعَث يَقُول لعَمْرو بن معد يكرب: أما وَالله لَئِن دنوتُ لأضرطنّك، قَالَ: كلاّ وَالله إِنَّهَا لعَزُوم مُفزعة. أَرَادَ بالعزوم اسْته. أَرَادَ أَن لَهَا عَزْماً وَلَيْسَت بواهية فتضرِط وَإِنَّمَا أَرَادَ نَفسه. وَقَوله: مفزَّعة: بهَا تنزل الأفزاع فتجليها. عزوم: ذَات صرامة وحَزْم. قَالَ شمر: العزوم الصَبور المجدّة الصَّحِيحَة العَقْد. قَالَ: والدُبُر يُقَال لَهَا: أمّ عَزْم، يُقَال: كَذبته أمُّ عزمِهِ. شمر: عزمت عَلَيْك أَي أَمرتك أمرا جِداً، وَهِي العَزْمة. وعزائم السُّجُود: مَا أمِر السُّجُود فِيهَا. قَالَ الْأَصْمَعِي: العَزُوم من الْإِبِل الَّتِي قد أسنَّت وفيهَا بَقِيَّة من الشَّبَاب. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: العَزْمِيُّ: بيَّاع الشجِير. قَالَ والعُزُمُ: عَجَم الزَّبِيب وَاحِدهَا عَزْمٌ. قَالَ والعَزُومُ والعَرْزَمُ: النَّاقة الهَرِمَة الدِلْقِم. قَالَ والعَزْم: الصَبْرُ فِي لُغَة هُذَيل. يَقُولُونَ: مَالِي عَنْك عَزْمٌ أَي صبرٌ. وَقَالَ جلّ وعزّ: {وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً} (طاه: 115) .

وَأَخْبرنِي ابْن مَنيع عَن عليّ بن الجَعْد عَن شُعْبة عَن قَتَادة فِي قَوْله تَعَالَى: {وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً} قَالَ: صبرا. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: العُزُمُ: الْعَجَائِز واحدتهنّ عَزُوم. قَالَ والعَزْمُ: شَجِير الزَبِيب. وَقَالَ أَبُو زيد: عُزْمَةُ الرجل: أُسْرته وقبيلته، وجماعها العُزَمُ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العَزَمَةُ: المصحّحون للمودّة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل فِي قَوْله: عَزْمَة من عَزَمَات الله قَالَ: حقٌّ من حُقُوق الله أَي وَاجِب مِمَّا أوجبه الله. وَقَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: {كُونُواْ قِرَدَةً} (الْبَقَرَة: 65) هَذَا أَمر عَزْم. وَقَوله: {كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ} (آل عمرَان: 79) هَذَا فَرْضٌ وحُكْمٌ. زمع: الْأَصْمَعِي: الزَمَعُ: رِعْدة تعتري الْإِنْسَان إِذا همّ بِأَمْر ورجلٌ زَمِيعٌ، وَهُوَ الشجاع الَّذِي إِذا أزْمَعَ الأمرَ لم يَنْثَنِ عَنهُ. والمصدر: الزَمَاعُ. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: أزْمَعتُ الْأَمر، وَأنكر أزْمَعْتُ عَلَيْهِ. قَالَ شمر: وَغَيره يُجِيز أزمعت عَلَيْهِ. أَبُو عبيد: الزَمَعُ: الزِّيَادَة الناتئة فَوق ظِلْف الشَّاة. الْأَصْمَعِي: الزَمُوع من الأرانب: الَّتِي تقارِب عَدْوَهَا وَكَأَنَّهَا الَّتِي تَعْدُو على زَمعتها. وَهِي الشَعَرات المُدَلاّة فِي مؤخِّر رِجْلها. أَبُو عمر: يُقَال مِنْهُ: قد أزْمَعَتْ أَي عَدَتْ. وَقَالَ أَبُو زيد: الزَمَعَةُ: الزَّائِدَة من وَرَاء الظِلْف، وَجَمعهَا زَمَع. وَقَالَ اللَّيْث: الزَمَعُ: هَنَات شِبْهُ أظفار الْغنم فِي الرُسْغ، فِي كل قَائِمَة زَمَعَتَانَ كَأَنَّمَا خُلِقتا من قِطَع القُرُون. قَالَ: وَذكروا أَن للأرنب زَمَعات خَلْف قَوَائِمهَا. وَلذَلِك تنْعَت فَيُقَال لَهَا: زَمُوع. قَالَ: وَيُقَال: بل الزَمُوع من الأرانب النشيطةُ السريعة، تَزْمَعُ زَمَعَاناً أَي تخف وتسرع. قَالَ: وَيُقَال لرُذالة النَّاس: إِنَّمَا هم زَمَعٌ، شُبِّهُوا بزَمَع الأظلاف. وَقَالَ اللَّيْث: الزَمَّاعة بالزاي: الَّتِي تتحرك من رَأس الصبيِّ فِي يَافُوخه. قَالَ: وَهِي الرمّاعة واللَمَّاعة. قلت: الْمَعْرُوف فِيهَا الرَمَّاعَة بالراء، وَمَا علمت أحدا روى الزَمَّاعة غير اللَّيْث وَالله أعلم. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الزَمَعُ: الأُبَنُ تخرج فِي مخارج العناقيد. وَقد أزْمَعَت الحَبَلَةُ إِذا أعظمت زَمَعَتها ودنا خُرُوج الحِجنة مِنْهَا والحِجنة والنامية شُعَب. إِذا عظمت الزَمَعة فَهِيَ البَنِيقة. وأكمحت الزَمَعة إِذا ابيَضَّت وَخرج عَلَيْهَا مثل القُطْن، وَذَلِكَ الإكماح، والزَمَعة أول شَيْء يخرج مِنْهُ فَإِذا عظم فَهُوَ بَنِيقة. وَقَالَ اللَّيْث: أزمَع النَبْتُ إزماعاً إِذا لم يَسْتَوِ العُشْب كُله وَكَانَ قِطَعاً متفرّقة وَبَعضه أفضل من بعض. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الزَمْعِيُّ: الخسيس. والزَمْعِيُّ: السَّرِيع الْغَضَب. وَهُوَ الداهية من الرِّجَال. سَلَمة عَن الفرّاء قَالَ: قَزَعَ قَزَعَاناً وزَمَعَ

زَمَعَاناً وَهُوَ مَشيٌ متقارِبٌ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: جَاءَ فلَان بالأزامع أَي بالأمور المُنكَرات. قَالَ: والزَمَعُ من النَّبَات: شَيْء هَهُنَا وَشَيْء هَهُنَا مثل القَزَع فِي السَّمَاء. قَالَ: والرَشَم من النَّبَات مثل الزمَع: رَشَمَةٌ هَهُنَا وَرَشَمَةٌ هَهُنَا. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : زُمْعَةٌ من نَبْت ورُمْعَةَ من نبت وزُوعَة من نبت ولُمْعَة من نبت ورُقْعة من نبت بِمَعْنى وَاحِد. زعم: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الزَعْمُ يكون حقًّا وَيكون بَاطِلا. وَأنْشد فِي الزَعْم الَّذِي هُوَ حَقّ: وإنّي أذينُ لكم أَنه سيُنجزكم ربّكم مَا زَعَمْ قَالَ: وَالْبَيْت لأُمَيَّة. وَقَالَ اللَّيْث: سَمِعت أهل الْعَرَبيَّة يَقُولُونَ: إِذا قيل: ذَكَر فلَان كَذَا وَكَذَا فَإِنَّمَا يُقَال ذَلِك لأمر يُسْتَيقَنُ أَنه حَقّ، فَإِذا شُكّ فِيهِ فَلم يُدْرَ لعلّه كذِب أَو بَاطِل قيل: زعم فلَان. قَالَ: وَكَذَلِكَ تفسّرُ هَذِه الْآيَة: {فَقَالُواْ هَاذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ} (الْأَنْعَام: 136) أَي بقَوْلهمْ الكذبَ. وَسمعت المنذريّ يَقُول: سَمِعت أَبَا الْهَيْثَم يَقُول: تَقول الْعَرَب قَالَ إِنَّه، وزَعَم أَنه، فكسروا الْألف مَعَ قَالَ، وفتحوها مَعَ زَعم؛ لِأَن زعم فِعْل وَاقع بهَا أَي بِالْألف متعدّ إِلَيْهَا؛ أَلا ترى أَنَّك تَقول: زعمتُ عبد الله قَائِما، وَلَا تَقول: قلتُ زيدا خَارِجا، إِلَّا أَن تُدخِل حرفا من حُرُوف الِاسْتِفْهَام فَتَقول: هَل تقولُه فعل كَذَا، وَمَتى تقولني خَارِجا؟ وَأنْشد: قَالَ الخليط غَدا تَصَدُّعُنَا فَمَتَى تَقول الدارَ تَجْمعُنَا فَمَعْنَاه فَمَتَى تظنّ وَمَتى تزْعم. وَقَالَ ابْن السّكيت فِي قَوْله: عُلِّقْتُهَا عَرَضاً وأقتُلُ قَومهَا زَعْماً لَعَمْرُ أَبِيك لَيْسَ بمزعَمِ قَالَ يَقُول: كَانَ حُبّها عَرَضاً من الْأَعْرَاض اعترضني من غير أَن أطلبه. فَيَقُول: عُلِّقْتُهَا وَأَنا أقتل قَومهَا، فَكيف أحبّها وَأَنا أقتلهم أم كَيفَ أقتلهم وَأَنا أحبّها ثمَّ رَجَعَ على نَفسه مخاطِباً لَهَا فَقَالَ: هَذَا فِعل لَيْسَ بِفعل مثلي. قَالَ: والزَعْمُ إِنَّمَا هُوَ فِي الْكَلَام. يُقَال: أمرٌ فِيهِ مُزَاعَم أَي أمرٌ غير مُسْتَقِيم، فِيهِ مُنَازعَة بعدُ. قلت: وَالرجل من الْعَرَب إِذا حدّث عمّن لَا يُحَقّق قولَه يَقُول: وَلَا زَعَمَاتِه وَمِنْه قَوْله: لقد خَطَّ رُومِيٌّ وَلَا زعماتِهِ أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الزَعُوم من الْغنم الَّتِي لَا يُدْرَى أَبِهَا شَحم أم لَا. وَمِنْه قيل: فلانٌ مُزَاعِم وَهُوَ الَّذِي لَا يوثَق بِهِ. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الزَعُوم: القليلة الشَّحْم، وَهِي الْكَثِيرَة الشَّحْم. وَهِي المُزْعِمة. قَالَ فَمن جعلهَا القليلة الشَّحْم فَهِيَ المزعومة، وَهِي الَّتِي إِذا أكلهَا النَّاس قَالُوا لصَاحِبهَا توبيخاً لَهُ: أزَعَمْت أَنَّهَا سَمِينَة. وَقَالَ أَبُو سعيد: أمرٌ مُزْعِم أَي مُطمِع وتزاعم الْقَوْم على كَذَا تزاعُماً إِذا تظافروا عَلَيْهِ. قَالَ: وَأَصله أَنه صَار بَعضهم لبَعض زعيماً. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (الدَّيْنُ مَقْضِيٌّ والزعيمُ غارِم) . وَقَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى: {وَأَنَاْ بِهِ

زَعِيمٌ} (يُوسُف: 72) قلت: وَمَا علمت المفسّرين اخْتلفُوا فِي قَوْله {وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ} . قَالُوا جَمِيعًا: مَعْنَاهُ: وَأَنا بِهِ كَفِيل، مِنْهُم سَعِيد بن جُبَير وَغَيره. أَبُو عبيد عَن الكِسائيّ قَالَ: زَعَمتُ بِهِ أزعمُ بِهِ زَعْماً وزَعَامَةً أَي كفَلتُ بِهِ. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: زَعَمَ يَزْعُمُ زَعَامَةً إِذا كفَلَ. وزَعِمَ يَزْعَم زَعَماً إِذا طمِع وَقَالَ لَبِيد: تَطير عدائدُ الأشراك شَفْعاً ووِتْراً والزَعَامة للغلامِ قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: الزَعَامة يُقَال: الشّرف والزعامة يُقَال الشّرف والرياسة. قَالَ وَقَالَ غير ابْن الْأَعرَابِي: الزَعَامة: الدِرْع. وزعيم الْقَوْم سيّدهم والمتكلِّم عَنْهُم. وَقَالَ الفرّاء: زعيم الْقَوْم سيّدهم ومِدْرَهُهم وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال زُعْم وزَعْمٌ. قَالَ: والزُعْمُ تميميّة. والزَعْمُ حجازية. قَالَ: وَتقول: زعمتْ أَنِّي لَا أحبّها، وزعمتْني لَا أحبّها، يَجِيء فِي الشِعر. فأمَّا فِي الْكَلَام فَأحْسن ذَلِك أَن تُوقِع الزَعْم على (أَن) دُون الِاسْم. وَأنْشد: فَإِن تزعُميني كنت أَجْهَل فيكمُ فَإِنِّي شَرَيت الحِلْم بعدكِ بِالْجَهْلِ قَالَ: وَيُقَال: زعِم فلَان فِي غير مَزْعَم أَي طَمِعَ فِي غير مطمَع. قَالَ والتزعّم: التكذب وَأنْشد: فأيّها الزاعِم مَا تَزَعّمَا ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الزَعْمِيُّ الكذَّاب والزَعْمِي الصَّادِق. وَقَالَ شمر: رُوِيَ عَن الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ: الزَعْم الْكَذِب. قَالَ الْكُمَيْت: إِذا الإكام اكتست مآليها وَكَانَ زَعْمَ اللوامع الكَذِبُ يُرِيد السراب. قَالَ شمر: وَالْعرب تَقول أكذب من يَلْمَع. وَقَالَ شُرَيح: زَعَمُوا كنيةُ الْكَذِب. وَقَالَ شمر: الزَّعْم والتزاعم أَكثر مَا يُقَال فِيمَا يُشَكُّ فِيهِ وَلَا يُحَقَّق. وَقد يكون الزَّعْم بِمَعْنى القَوْل. ويروى للجعديّ يصف نوحًا: نُودِيَ قُمْ واركبنْ بأهلك إنَّ الله موْفٍ للنَّاس مَا زَعَمَا فَهَذَا مَعْنَاهُ التَّحْقِيق. والمِزْعَامَة الحيّة. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن سَلَمة عَن الفرّاء قَالَ الكسائيّ: إِذا قَالُوا: عُزمَةٌ صَادِقَة لأتينَّك رفعوا، وحَلْفَةٌ صَادِقَة لأقومنَّ قَالَ: وينصبون يَمِينا صَادِقَة لأفعلنَّ. قَالَ: والزَعْم والزُعم والزِعم ثَلَاث لُغَات. معز: المَعْزُ والمعَزُ: ذَوَات الشعرِ من الغَنَم. وَيُقَال للْوَاحِد مَاعِز. وَيجمع مِعْزىً ومَعيزاً وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: مِعْزى تُصْرَفُ إِذا شُبِّهَتْ بمِفْعَل. قَالَ وَأَصله فِعْلَى فَلَا تصرف. قَالَ: وَهُوَ الْمُعْتَمد عَلَيْهِ. قَالَ: وَكَذَلِكَ دُنْيَا لَا تصرف: لِأَنَّهَا فُعْلَى. قلت الْمِيم فِي المِعْزَى أصليّة. قَالَ: وَمن صرف دُنْيا شبَّهها بفُعْلَل، وَالْأَصْل ألاَّ تصرف. وَيُقَال: رجل ماعِز إِذا كَانَ حازماً مَانِعا مَا وَرَاءه شَهْماً، ورجلٌ ضائن إِذا كَانَ ضَعِيفا أَحمَق. قَالَ ذَلِك ابْن حبيب. ثَعْلَب عَن

أبواب العين والطاء

ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: المعْزِيّ: الْبَخِيل الَّذِي يجمع ويَمْنَع. وَقَالَ اللَّيْث: الرجل الماعِز: الشَّديد عَصْبِ الخَلْق: يُقَال مَا أمعزه من رجل، أَي مَا أشدَّه وأصلبه. والأمْعُوز: جمَاعَة الثياثل من الأوعال. وَقَالَ غَيره: رجل مَعَّاز: صَاحب مِعْزى. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: عِظَام الرمل ضوائنه، ولِطَافه: مواعزه. وَقَالَ: رجل ضائن: كثير اللَّحْم. وَرجل ماعِز إِذا كَانَ معصوباً. وَمَا أمعز رَأْيه إِذا كَانَ صُلْب الرَّأْي. الرياشي عَن الأصمعيّ قَالَ الأمْعَز: الْمَكَان الْكثير الحَصى والمَعْزاء مثله. وَتجمع أمَاعِز ومَعْزاوات. وَرُبمَا جُمعت على مُعْزٍ وَأنْشد اللَّيْث: جَمادٌ بهَا البَسْبَاسُ يُرْهِصُ مُعْزهَا بناتِ اللَّبُون والصلاقمةَ الحمُرَا وَقَالَ مثمر قَالَ ابْن شُمَيْل: المَعْزَاء: الصَّحرَاء فِيهَا إشرافٌ وغلِظٌ، وَهِي طينٌ وحَصًى مختلطانِ غير أَنَّهَا أَرض صُلْبة غَلِيظَة الموطىء، وإشرافها قَلِيل لئيم تقود أدنى من الدعْوَة وَهِي مَعِرَة من النَّبَات. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الأُمْعُوز: الثَّلَاثُونَ من الظِباء إِلَى مَا زَادَت. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: المِعْزِى للذكور وَالْإِنَاث، والمَعْزُ مثلهَا والمعيز مثلهَا وَكَذَلِكَ الضِئين. مزع: فِي الحَدِيث: (مَا عَلَيْهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ) مَعْنَاهُ: مَا عَلَيْهِ حُزّة لحم وَكَذَلِكَ مَا فِي وَجهه لحادة لحْم روى ابْن الْمُبَارك عَن معمر عَن عبد الله بن مُسلم عَن حَمْزَة بن عبيد الله عَن ابْن عمر قَالَ: لَا تزَال الْمَسْأَلَة تأخذكم حَتَّى يلقى الله مَا فِي وَجهه مُزْعةُ لحم وَيُقَال: مَزَّعَ فلَان أمره تمزيعاً إِذا فرّقه. وَقَالَ الْكسَائي فِيمَا رَوَى عَنهُ أَبُو عبيد مَا عَلَيْهِ مُزعَة لحمٍ فِي بَاب النَّفْي. وَقَالَ اللَّيْث المِزْعَة من الريش والقطن كالمِزقة والبِتْكة وَجَمعهَا مِزَعٌ ومزَاعَة الشَّيْء: سُقَاطتهُ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: المَزْعِيُّ النمّام وَيكون السيّار بِاللَّيْلِ والقنافذ تَمْزَع بِاللَّيْلِ مَزْعاً إِذا سعت فأسرعتْ. وَأنْشد الرياشي لعَبْدة بن الطَبِيب: قومٌ إِذا دَمَسَ الظلام عَلَيْهِم حَدَجوا قنافذ بالنميمة تمزعُ تضرب مثلا للنمّام. ومزّع اللَّحْم تمزيعاً إِذا قطَّعه وَقَالَ خُبَيب: وَذَلِكَ فِي ذَات الْإِلَه وَإِن يَشَأْ يُبَارك على أوصال شِلْو ممزَّع وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال مَزَعَ الظبْيُ يمزَعُ إِذا أسْرع فِي عَدْوه. وَالْمَرْأَة تمزّع الْقطن بِيَدِهَا إِذا زَبَّدَتهُ تقَطّعه ثمَّ تؤلفه فتجوّده بذلك. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: القُنْفُذ يُقَال لَهُ: المزَّاع. وَيُقَال للظبي إِذا عَدَا: مَزَعَ وقَزعَ. عَمْرو عَن أَبِيه: مَا ذقتُ مُزعَةَ لحم وَلَا حِذْفَةً وَلَا حِذبة وَلَا لحبَةً وَلَا حِرْباءة وَلَا يَرْبوعةً وَلَا مَلاكاً وَلَا مَلوكاً بِمَعْنى وَاحِد. (أَبْوَاب الْعين والطاء) ع ط د اسْتعْمل من وجوهه: (عطد) . عطد: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: سَفَر عَطَوَّدٌ: شاقٌ شَدِيد. وَفِي (نَوَادِر

باب العين والطاء مع الذال

الْأَعْرَاب) : جَبَلٌ عَطَوَّدٌ وعَطَرَّدٌ وعَصَوَّدٌ أَي طَوِيل. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: هَذَا طَرِيق عَطَوَّدٌ أَي بيِّن يذهب فِيهِ حَيْثُمَا شَاءَ. وَقَالَ اللَّيْث: العَطَوَّد السّفر الشاقّ الشَّديد. وَأنْشد: فقد لَقينَا سَفَراً عَطَوَّدَا يتْرك ذَا اللَّوْن البصيصِ أسْوَدَا قَالَ: وبعضٌ يَقُول: عَطَوَّط. وَقَالَ الفرّاء: العَطَوَّدُ: الطَّوِيل. وَقَالَ أَبُو عبيد: العَطَوَّدُ الانطلاق السَّرِيع. وَيُقَال ذهب يَوْمًا عَطَوَّداً أَي يَوْمًا أجمع وَأنْشد: أقِم أَدِيم يَوْمهَا عَطَوَّدَا مثل سُرَى لَيْلَتهَا أَو أبْعَدَا) ع ط ت، ع ط ظ: مهملات. (بَاب الْعين والطاء مَعَ الذَّال) ع ط ذ عذ ط، ذعط. (مستعملات) . عذط: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: العِذْيوْطُ هُوَ: الزُمَّلق والزَلق وَهُوَ الثَمُوت والثَّتّ. وَقَالَ: العِذيَوطَة من النِّسَاء: الَّتِي تحدث إِذا أُتِيَتْ وَهِي التيتاءة وَيُقَال: رجل تيتاء إِذا كَانَ كَذَلِك وَقَالَ شمر: العِذيَوط الَّذِي إِذا غشي الْمَرْأَة أكسل أَو أحدث. وَقَالَ اللَّيْث: العِذْيَوْط: الَّذِي إِذا أَتَى أَهله أبدَى. والجميع العذاويط والعذاييط. وَقد عَذْيطَ الرجلُ يُعَذيطُ عَذْيطَةً. وَيجمع أَيْضا على عِذْيَوْطِين. وَمِنْهُم من يَقُول عِظْيَوْط بالظاء. ذعط: الأصمعيّ: الذاعط: الذَّابِح، ذَعَطَه إِذا ذبحه. وَقَالَ الهُذَليّ: إِذا وردوا مصرهم عوجلوا من الْمَوْت بالهِمْيَغ الذاعِطِ وَقَالَ اللَّيْث: الذَعْط: الذّبْح نَفسه. وَقد ذعطْته بالسكين، وذَعَطَته المنيةُ وسَحَطته. (بَاب الْعين والطاء مَعَ الثَّاء) ع ط ث اسْتعْمل من وجوهه: ثطع ثعط. ثطع: أَبُو الْعَبَّاس عَن سَلَمة عَن الفرّاء قَالَ: الثُطَاعِي مَأْخُوذ من الثُطاع وَهُوَ الزُكام. وَقَالَ اللَّيْث: ثُطِعَ فَهُوَ مثطوع. وَهُوَ مثل الزُّكَام والسعال. ثعط: عَمْرو عَن أَبِيه: ثَعِط اللحمُ ثَعَطاً إِذا أنتن. وأنشدني أَبُو بكر الْإِيَادِي: يَأْكُل لَحْمًا بائتاً قد ثَعِطَا أَكثر مِنْهُ الْأكل حَتَّى خَرِطَا قَالَ وخَرِط بِهِ أَي غَصّ بِهِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: إِذا مَذِرت البَيْضة فَهِيَ الثَعِطَة. وَقَالَ بعض شعراء هُذيل يهجو نسَاء: يُثَعّطْنَ العَراب وَهن سُودٌ إِذا خَالسْنَهُ فُلُحٌ فِدَامُ العَرَاب: فثم الخَزَم، واحدته عَرَابة. يُثَعّطْنَه: يرضَحْنَه ويَدْقُقْنه. فُلح: جمع الفَلْحَاء: الشفةِ. فدَام: هَرِمَات. (بَاب الْعين والطاء مَعَ الرَّاء) (ع ط ر) عطر، عرط، طعر: مستعملة. رعط، رطع، طرع: مُهْملَة.

باب العين والطاء مع اللام

عطر: قَالَ اللَّيْث: العِطْر: اسْم جَامع لهَذِهِ الْأَشْيَاء الَّتِي تعالج للطيب. وبَيَاعه: العَطّار، وحِرْفته: العِطارة. ورجلٌ عَطِر وامرأةٌ عَطرَة إِذا تعاهدا أَنفسهمَا بالطيب. وَقَالَ غَيره: رجلٌ عَطِر وامرأةٌ عَطِرَة إِذا كَانَا طيّبَيْ ريح الجِرْمِ وَإِن لم يتعطّرا. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: رجلٌ عاطِرٌ، وَجمعه عُطُر، وَهُوَ المحِبّ للطِيبِ. وَقَالَ: رجلٌ عاطِر وعَطِر ومِعطار ومِعطِير. وَالْمَرْأَة مثله. وَزَاد غَيره: يُقَال امْرَأَة عَطِرة مَطِرة بَضّة مَضَّة. قَالَ: والمَطِرة: الْكَثِيرَة السِوَاك، وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: نَاقَة مِعْطَرة ومِعطار وعِرْمِسٌ أَي كَرِيمَة. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه: تأطَّرت المرأةُ وتعطّرت إِذا أَقَامَت فِي بَيت أَبَوَيْهَا وَلم تتزوَّج. وقرأت فِي كتاب (الْمعَانِي) للباهليّ فِي قَول الراجز: لهْفي على عَنْزين لَا أنساهُما كأنَّ ظِل حَجَرٍ صُغْرَاهُمَا وصَالِغٌ مُعْطَرة كبراهما قَالَ مُعطَرة: حَمْرَاء. وَجعل الْأُخْرَى ظلّ حجر لِأَنَّهَا سَوْدَاء. قَالَ شمر: نَاقَة عَطَّارة وعطِرة وتاجرة إِذا كَانَت نافقة فِي السُّوق. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: يُقَال: بَطْني أعْطِري وسائري فذري يُقَال ذَلِك لمن أَتَاك بِمَا لَا يحْتَاج إِلَيْهِ ويمنعك مَا تحْتَاج إِلَيْهِ، كَأَنَّهُ فِي التَّمْثِيل رجل جَائِع أَتَى قوما فطيَّبوه. عرط: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ أَبُو الْحسن اللِحْياني: العَقْرب يُقَال لَهَا أُمّ العِرْيَط. وَيُقَال عَرَط فلَان عِرض فلَان واعترطه إِذا اقترضه بالغِيبة وأصل العَرْطُ: الشقّ حَتَّى يَدْمَى. طعر: روى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الطَعْرُ إِجْبَار القَاضِي الرجلَ على الحكم. قلت: وَهَذَا مِمَّا أهمله اللَّيْث. وَهُوَ حرف غَرِيب لم يروِه غير أبي عُمَر صَاحب كتاب (الْيَاقُوت) . وَقَالَ ابْن دُرَيْد فِي (كِتَابه) : طَعَرَ فلَان جَارِيَته طَعْراً ورَطَعَها رَطْعاً، يكنَى بِهِ عَن الْجِمَاع. وَلم أسمعها لغيره وَلَا أَدْرِي مَا صِحَّتهَا. قَالَ: وَقَالَ: اعترط الرجلُ إِذا أبعَدَ فِي الأَرْض. (بَاب الْعين والطاء مَعَ اللَّام) (ع ط ل) عطل، علط، لعط، لطع، طعل، طلع: مستعملات. طعل: أهمل اللَّيْث طعل. وروى أَبُو عُمَر عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الطاعِل: السهْم المقوَّم. والطَعْل: القَدْح فِي الْأَنْسَاب. قلت: وهما حرفان غَرِيبَانِ لم أسمعهما لغيره. لعط: أهمله اللَّيْث أَيْضا، وَهُوَ مَعْرُوف. قَالَ النَّضر بن شُمَيْل فِيمَا قَرَأت بخطّ شَمِر لَهُ: اللُعْطُ: مَا لَزِق بنجَفة الجَبَل. يُقَال: خُذ اللُعْطَ يَا فلَان. ومرّ بفلان لاَعِطاً أَي مَرّ مُعَارِضاً إِلَى جَنْب حَائِط أَو جَبَل. وَذَلِكَ الْموضع من الْحَائِط والجبل يُقَال لَهُ: اللُّعْطُ. والمَلاَعِطُ: المراعِي حول الْبيُوت. يُقَال: إبل فلَان تَلْعَط المَلاَعِط أَي ترعى قَرِيبا من الْبيُوت وَأنْشد شمر:

مَا راعني إِلَّا جَنَاحٌ هابطا على الْبيُوت قَوطَه العُلابطَا ذَات فُضُول تَلْعَطُ المَلاَعِطَا قَالَ: وجَنَاح: اسْم راعي غَنَم. وَجعل هابطاً هَهُنَا وَاقعا وَقَالَ غَيره: لَعَطني فلَان بحقّي لَعْطاً أَي لوانِي بِهِ ومَطَلَنِي. وروى أَبُو عُمَر عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: ألْعَطَ الرجلُ إِذا مَشى فِي لُعْط الْجَبَل وَهُوَ أَصله. وَيُقَال لَعْط الْجَبَل أَيْضا. ورأيته لاعِطاً أَي مَاشِيا فِي جَنْب الجَبَل. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: نَعْجة لَعْطَاء وَهِي الَّتِي بِعُرْض عُنُقها لُعْطَة سَوْدَاء وسائرها أَبيض. قلت: وَهَذِه الْحُرُوف كلهَا صَحِيحَة وَقد أهملها اللَّيْث. عطل: أَبُو عبيد عَن الفرّاء: امْرَأَة عاطِل بِغَيْر هَاء: لَا حُلِيّ عَلَيْهَا. قَالَ: وَامْرَأَة عُطُلٌ مثلهَا. وأنشدنا القَنانيّ: وَلَو أشرَفَت من كُفَّة السِتْر عاطلاً لقلتَ غزالٌ مَا عيه خَضَاضُ وَقَالَ الشمّاخ: يَا ظَبْيَة عُطُلاً حُسَانَةَ الجِيد وقوسٌ عُطُل: لَا وَتَر عَلَيْهَا. والأعطال من الْخَيل: الَّتِي لَا أرسان عَلَيْهَا. وَقَالَ اللَّيْث: عَطِلَتِ الْمَرْأَة تَعْطَلُ عَطَلاً وعُطُولاً وتَعَطَّلَت إِذا لم تَلْبَس الزِينة وَإِذا تُرِك الثَغْرُ بِلَا حامٍ يحميه فقد عُطِّلَ. والمواشي إِذا أهمِلَتْ بِلَا رَاع فقد عُطِّلَت وَكَذَلِكَ الرعيّة إِذا لم يكن لَهَا والٍ يسوسها فهم مُعَطَّلون، وَقد عُطِّلُوا أَي أهمِلوا. وبئر معطّلة لَا يُسْتقى مِنْهَا وَلَا ينْتَفع بِمَائِهَا. وتعطيل الْحُدُود: ألاَّ تُقَام على مَن وَجَبت عَلَيْهِ. وعُطِّلَت الغَلاّت والمزارع إِذا لم تُعْمَرْ وَلم تُحْرَث. وسمعتُ الْعَرَب تَقول: فلَان ذُو عُطْلة إِذا لم تكن لَهُ صَنْعَة يمارسها. ودَلْوٌ عَطِلَة: إِذا تَقَطع وذَمُها فتعطَّلت من الاستقاء بهَا وَفِي حَدِيث عَائِشَة فِي صفة أَبِيهَا: فرأب الثَأْي وأوذم العطِلة، أَرَادَت أنَّه ردّ الْأُمُور إِلَى نظامها وقوَّى أَمر الْإِسْلَام بعد ارتداد النَّاس، وأوهى أَمر الردَّة حَتَّى استقامت لَهُ النَّاس. والعَطِيل: شِمْراخ من شماريخ فُحّال النّخل يؤبَر بِهِ. سمعته من أهل الأحساء. والعَطَل: تَمام الْجِسْم وطولُه. وَامْرَأَة حَسَنة العَطَل إِذا كَانَت حَسَنَة الجُرْدَة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: نَاقَة حَسَنَة العَطَل وَهِي نَاقَة عَطِلة إِذا كَانَت تامَّة الْجِسْم والطول. ونوق عَطِلاَت. وَقَالَ لبيد: فَلَا نتجاوز العَطِلات مِنْهَا إِلَى البَكْر المقارب والكَزُومِ وَقَالَ اللَّيْث: شَاة عَطِلَة: يعرف فِي عُنُقها أَنَّهَا غزيرة. والعَيْطَل: النَّاقة الطَّوِيلَة فِي حُسْن مَنْظَر وسِمَن. وَقَالَ ابْن كُلْثوم: ذِراعَيْ عَيْطَلٍ أدماء بِكْر هِجان اللَّوْن لم تقْرَأ جَنِيناً وَقَالَ اللَّيْث: امْرَأَة عَيْطَلٌ: طَوِيلَة من النِّسَاء فِي حُسْن جسم. وَامْرَأَة عَطِلة ذَات عَطَلٍ أَي حُسن جسمٍ. وَأنْشد أَبُو عَمْرو: وَرْهَاءُ ذاتُ عَطَلٍ وَسِيمُ وَرَأَيْت بالسَّوْدَة من ديارات بني سعد جبلا منيفاً يُقَال لَهُ: عَطَالَة وَهُوَ الَّذِي يَقُول فِيهِ الْقَائِل:

خليليّ قُومَا فِي عَطَالَة فانْظُرَا أناراً تَرَى من ذِي أبانين أم برْقَا وَقَالَ شمر: التعطّل: ترك الحُليّ: والمِعْطال من النِّسَاء: الَّتِي تُكثر التعطّل. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: المعطال من النِّسَاء: الْحَسْنَاء الَّتِي لَا تبالي ألاّ تتقلّد قِلاَدة لجمالها وتمامها. قَالَ ومَعَاطِل الْمَرْأَة: مواقع حُليّها. وَقَالَ الأخطل: زَانَتْ مَعَاطِلها بالدُرّ والذهبِ قَالَ وَيُقَال: امْرَأَة عَطْلاَء: لَا حليّ عَلَيْهَا. علط: أَبُو عبيد: سَمِعت الأصمعيّ يَقُول نَاقَة عُلُط: بِلَا خِطام. قَالَ أَبُو عبيد: وَقيل نَاقَة عُلُطٌ لَا سِمَةَ عَلَيْهَا. وَقَالَ الْأَحْمَر: العِلاَط سِمَة فِي العُنُق بالعَرْض وَقد عَلَطْتها أعْلُطُها عَلْطاً. وَقَالَ غَيره: عِلاَطا الْحَمَامَة طوقها فِي صَفْحَتَيْ عُنُقهَا بسوادٍ. وَأنْشد: من العُلْط سفعاء العِلاطين بادرتْ فُرُوعَ أشَاءٍ مَطلِع الشَّمْس أسحَما وَقَالَ ابْن السّكيت: العُلْطَة: القِلادة. وَأنْشد: جاريةٌ من شِعْب ذِي رُعَينِ حَيَّاكة تمشي بعُلطَتَين وَقَالَ أَبُو زيد: عَلطتُ الْبَعِير عَلْطاً إِذا وَسَمْتَه فِي عُنُقه. قَالَ: وعلَّطته تعليطاً إِذا نزعتَ حَبْله من عُنُقه. وَهُوَ بعير عُلُطٌ من خِطَامه. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: العُلْطَةُ سَواد تخطّه الْمَرْأَة فِي وَجههَا تتزيَّن بِهِ. وَكَذَلِكَ اللُعْطة. قَالَ: ولُعْطة الصَّقْر: سُفْعَةٌ فِي وَجهه. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: العُلُطُ: الطوَال من النوق. والعُلُط أَيْضا: القِصَار من الحَمِير. قلت: وَهَذَا من (نَوَادِر ابْن الْأَعرَابِي) . وَقَالَ: الإعلِيط: وعَاء ثَمَر المَرْخ. وَأنْشد: كإعليط مَرْخٍ إِذا مَا صَفِرْ شبّه بِهِ أُذُن الْفرس. وَقَالَ اللَّيْث: عِلاَط الإبْرة: خيطها. وعِلاط الشَّمْس: الَّذِي كأنّه خيط إِذا نظرْت إِلَيْهَا. وَكَذَلِكَ النُّجُوم. وَأنْشد: وأعلاط النُّجُوم مُعَلَّقَاتٌ كحبل الفَرْق لَيْسَ لَهُ انتصابُ قَالَ: الفَرْق: الكتَّان. قلت: وَلَا أعرف الْفرق بِمَعْنى الكتّان. وَقَالَ غَيره: أعلاط الْكَوَاكِب هِيَ النُّجُوم المسمّاة الْمَعْرُوفَة كَأَنَّهَا معلوطة بالسِمَاتِ. وَقَالَ بَعضهم: أعلاط الْكَوَاكِب هِيَ الدَرَاريّ الَّتِي لَا أَسمَاء لَهَا من قَوْلهم: نَاقَة عُلُط: لَا سِمَة عَلَيْهَا وَلَا خِطام. ونوق أعلاط. والأعلوَّاط: ركُوب الرَّأْس والتقحم على الْأُمُور بِغَيْر رَوِيَّة. يُقَال: اعلوَّطَ فلَان رأسَه، واعلوَّط الجملُ العنَّاقةَ يَعلوِّطها إِذا تسدَّاها ليضربها. وَهُوَ من بَاب الأفعوّال مثل الأخروّاط والاجلوَّاذ. طلع: يُقَال: طلعَت الشمسُ تطلُع طُلُوعاً ومَطْلعاً فَهِيَ طالِعَة. وَكَذَلِكَ طلع الْفجْر والنجم وَالْقَمَر. والمطلِع: الْموضع الَّذِي تطلع عَلَيْهِ الشَّمْس وَهُوَ قَوْله تَعَالَى: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ} (الْكَهْف: 90) . وأمَّا قَول الله جلّ وعزّ: {أَمْرٍ سَلَامٌ هِىَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} (الْقدر: 5) فَإِن الْكسَائي قَرَأَهَا (هِيَ حَتَّى مَطْلِعِ الْفجْر)

بِكَسْر اللَّام. وَكَذَلِكَ روى عبيد عَن أبي عَمْرو بِكَسْر اللَّام. وَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَابْن عَامر واليزيديّ عَن أبي عَمْرو وَعَاصِم وَحَمْزَة {سَلَامٌ هِىَ حَتَّى مَطْلَعِ} بِفَتْح اللَّام. وَقَالَ الفرّاء: أَكثر القرّاء على (مَطْلَع) . قَالَ: وَهُوَ أقوى فِي قِيَاس الْعَرَبيَّة؛ لِأَن المطلَع بِالْفَتْح هُوَ الطُّلُوع، والمطلِع بِالْكَسْرِ هُوَ الْموضع الَّذِي يُطْلَع مِنْهُ، إِلَّا أَن الْعَرَب تَقول: طلعت الشَّمْس مطلِعاً فيكسرون وهم يُرِيدُونَ الْمصدر. وَقَالَ: إِذا كَانَ الْحَرْف من بَاب فَعَلَ يَفْعُل مثل دَخَلَ يدخُل وخَرَجَ وَمَا أشبههما آثرت الْعَرَب فِي الِاسْم مِنْهُ والمصدر فتح الْعين إِلَّا أحرفاً من الْأَسْمَاء ألزموها كسر الْعين فِي مفعِل. من ذَلِك المسجِد والمطلِع والمغرِب والمشرِق والمَسْقِط والمفرِق والمَجْزِرُ والمسكِنُ والمرفِقُ والمنسِك والمنبِتُ فَجعلُوا الْكسر عَلامَة للاسم، وَالْفَتْح عَلامَة للمصدر. قلت أَنا: وَالْعرب تضع الْأَسْمَاء مَوَاضِع المصادر، وَلذَلِك قَرَأَ من قَرَأَ (هِيَ حَتَّى مَطْلِعِ الْفجْر) لِأَنَّهُ ذهب بالمطلِع وَإِن كَانَ اسْما إِلَى الطُّلُوع مثل المطلَع. وَهَذَا قَول الْكسَائي والفرّاء. وَقَالَ بعض الْبَصرِيين: من قَرَأَ (مَطْلِعِ الْفجْر) بِكَسْر اللَّام فَهُوَ اسْم لوقت الطُّلُوع. قَالَ ذَلِك الزجّاج. وَأَحْسبهُ قَول الْخَلِيل أَو قَول سِيبَوَيْهٍ. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال طلع فلَان علينا من بعيد. قَالَ: وطَلْعته: رُؤْيَته. يُقَال حيّا الله طَلْعَتَك. قَالَ: واطَّلَعَ فلَان إِذا أشرف على شَيْء، وأطلع غَيره. وَقَول الله جلّ وعزّ: {ُ أَءِنَّا لَمَدِينُونَ قَالَ هَلْ أَنتُمْ مُّطَّلِعُونَ} ِ (الصافات: 54، 55) القرّاء كلهم على هَذِه الْقِرَاءَة، إِلَّا مَا رَوَاهُ حُسَيْن الجُعْفِيّ عَن أبي عَمْرو أَنه قَرَأَ (هَل أَنْتُم مُطْلِعونِ) سَاكِنة الطَّاء مَكْسُورَة النُّون فأُطلِعَ بِضَم الْألف وَكسر اللَّام على فأُفْعِلْ قلت: وَكسر النُّون فِي (مُطْلِعُونِ) شَاذ عِنْد النحويّين أَجْمَعِينَ، وَوَجهه ضَعِيف. وَوجه الْكَلَام على هَذَا الْمَعْنى: هَل أَنْتُم مُطْلِعيَّ وَهل أَنْتُم مُطْلِعُوه بِلَا نون؛ كَقَوْلِك: هَل أَنْتُم آمِروه وآمِريّ. وَأما قَول الشَّاعِر: هم الْقَائِلُونَ الْخَيْر والآمِرُونَهُ إِذا مَا خَشُوا من محدَث الْأَمر مُعظَمَا فَوجه الْكَلَام: والآمرون بِهِ. وَهَذَا من شواذّ اللُّغَات. وَالْقِرَاءَة الجيّدة الفصيحة {ُأَنتُمْ} {ِأَنتُمْ} (الصافات: 54، 55) . وَمَعْنَاهَا: هَل تحبون أَن تتطلَّعوا فتَعْلموا أَيْن منزلتكم من منزلَة أهل النَّار فاطَّلع الْمُسلم فَرَأى قَرِينَه فِي سَوَاء الْجَحِيم أَي فِي وسط الْجَحِيم. وَإِن قَرَأَ قارىء: (هَل أَنْتُم مُطْلِعونَ) بِفَتْح النُّون فأطْلَع فَهِيَ جَائِزَة فِي العربيّة، وَهِي بِمَعْنى هَل أَنْتُم طَالِعُون ومطّلعُون. يُقَال: طَلَعْتُ عَلَيْهِم واطّلعت عَلَيْهِم بِمَعْنى واحدٍ. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: نَخْلَة مُطْلِعَة إِذا طَالَتْ النخلةَ الَّتِي بحذائها فَكَانَت أطول مِنْهَا. وَقد أطْلَعْتُ من فَوق الْجَبَل واطّلَعْتُ بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال أطْلَعَ النخلُ الطَلْع إطْلاَعاً، وطَلَعَ الطَلْع يَطْلُع طلوعاً، وطَلَعْتُ على أَمرهم أطلُع طُلُوعاً، واطّلعتُ عَلَيْهِم اطّلاعاً وطَلَعْتُ فِي الْجَبَل أطلُعُ طلوعاً إِذا أَدْبَرت فِيهِ حَتَّى لَا يراك

صَاحبك وطلَعتُ على صَاحِبي طلوعاً إِذا أَقبلت عَلَيْهِ. أَبُو عبيد فِي بَاب الْحُرُوف الَّتِي فِيهَا اخْتِلَاف اللُّغَات والمعاني: طلِعْت الْجَبَل أطلَعُه، وطَلَعت على الْقَوْم أطْلُع. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة فيهمَا جَمِيعًا: طَلَعت أطْلُع وأقرأني الإيَاديّ عَن شمر لأبي عبيد عَن أبي زيد فِي بَاب الأضداد: طَلَعت على الْقَوْم أطْلُع طُلُوعاً إِذا غِبت عَنْهُم حَتَّى لَا يَرَوك، وطَلَعت عَلَيْهِم إِذا أَقبلت إِلَيْهِم حَتَّى يروك. قلت: وَهَكَذَا رَوَى الحرّاني عَن ابْن السّكيت: طَلَعت عَلَيْهِم إِذا غِبْت عَنْهُم، وَهُوَ صَحِيح جُعِل عَلَى فِيهِ بِمَعْنى عَن كَمَا قَالَ الله جلَّ وعزّ: {ُ} ِ (المطففين: 1، 2) مَعْنَاهُ إِذا اكتالوا عَن النَّاس وَمن النَّاس، كَذَلِك قَالَ أهل اللُّغَة أَجْمَعُونَ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْحسن الصَيْدَاوِيّ عَن الرياشيّ عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: الطِلْعُ: كل مطمئن من الأَرْض ذاتِ الربْوة إِذا أطْلَعْتَه رَأَيْت مَا فِيهِ. وَمن ثمّ يُقَال أطْلِعْنِي طِلْعَ أَمرك. وَيُقَال: أطلَع الرجل إطلاعاً إِذا قاء. وَقَالَ اللَّيْث: طَلِيعَة الْقَوْم: الَّذين يبعثون ليطّلعوا طِلْع العدوّ. ويسمّى الرجل الْوَاحِد طَلِيعَة والجميع طَلِيعَة والطلائع الْجَمَاعَات. قلت: وَكَذَلِكَ الرَبِيئة والشِّيفة والبَغِيَّة بِمَعْنى الطليعة، كل لَفْظَة مِنْهَا تصلح للْوَاحِد وَالْجَمَاعَة. ورُوي عَن عمر بن الْخطاب أَنه قَالَ عِنْد مَوته: لَو أنَّ لي مَا فِي الأَرْض جَمِيعًا لافتديت بِهِ من هَوْل المُطّلَع. قَالَ أَبُو عبيد قَالَ الْأَصْمَعِي: المُطَّلَع هُوَ مَوضِع الاطّلاع من إشرافٍ إِلَى الانحدار، فشبّه مَا أشرف عَلَيْهِ من أَمر الْآخِرَة بذلك. قَالَ: وَقد يكون المُطَّلَع المَصْعَد من أَسْفَل إِلَى الْمَكَان المُشْرِف. قَالَ: وَهَذَا من الأضداد. وَمِنْه حَدِيث عبد الله بن مَسْعُود فِي ذكر الْقُرْآن: (لكل حرف حَدّ وَلكُل حَدّ مُطَّلَع) مَعْنَاهُ: لكل حَد مَصْعَدٌ يُصْعد إِلَيْهِ، يَعْنِي: من معرفَة علمه. وَمِنْه قَول جرير: إِنِّي إِذا مُضَرٌ عَلَي تحدَّبتْ لاقيتُ مُطَّلَعَ الْجبَال وُعُورا وَيُقَال: مُطَّلَعُ هَذَا الْجَبَل من كَذَا وَكَذَا أَي مَصْعَده ومأتاه. وَقد رُوي فِي حَدِيث عمر هَذَا أَنه قَالَ: لَو أَن لي طِلاَعَ الأَرْض ذَهَبا لافتديت بِهِ من هول المُطَّلَع. قَالَ أَبُو عبيد: وطِلاَع الأَرْض: مِلْؤها حَتَّى يطالع أَعلَى الأَرْض فيساويه، وَمِنْه قَول أَوْس بن حَجَر يصف قوساً وَأَن مَعْجِسها يمْلَأ الكفّ فَقَالَ: كَتُومٌ طِلاَع الكفّ لَا دون مِلئها وَلَا عَجْسُهَا عَن مَوضِع الكفّ أفْضَلاَ وَقَالَ اللَّيْث: طِلاَع الأَرْض فِي قَول عمر: مَا طلعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْس من الأَرْض. وَالْقَوْل مَا قَالَه أَبُو عبيد. وَقَالَ اللَّيْث: والطلاع هُوَ الاطّلاع نَفسه فِي قَول حُمَيد بن ثَوْر: وَكَانَ طِلاَعاً من خَصاصٍ ورِقْبَةً بأعين أَعدَاء وطَرْفاً مُقَسَّمَا

قلت: قَوْله: وَكَانَ طِلاَعاً أَي مُطالعة يُقَال طالعته مطالعة وطِلاَعاً. وَهُوَ أحسن من أَن تَجْعَلهُ اطِّلاَعاً؛ لِأَنَّهُ الْقيَاس فِي الْعَرَبيَّة. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: إِن نَفسك لطُلَعَةٌ إِلَى هَذَا الْأَمر، وَإِنَّهَا لَتَطَّلِعُ إِلَيْهِ أَي لِتُنَازِع إِلَيْهِ. وَامْرَأَة طُلَعَةٌ قُبَعَةٌ: تنظر سَاعَة ثمَّ تختبىء سَاعَة. وَقَول الله جلّ وعزّ: {ُلِّلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ أَلا يَظُنُّ أُوْلَائِكَ أَنَّهُمْ مَّبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ يَقُومُ} ِ (الْهمزَة: 6، 7) قَالَ الفرّاء: يَقُول يبلغ ألَمُها الأفئدة. قَالَ والاطِّلاَع وَالْبُلُوغ قد يكونَانِ بِمَعْنى وَاحِد. وَالْعرب تَقول مَتى طَلَعْتَ أَرْضنَا أَي مَتى بلغْتَ أَرْضنَا. وَقَالَ غَيره: {تَطَّلِعُ على الأفئدة توفِي عَلَيْهَا فتحرقها، من اطّلعت إِذا أشرفت. قلت: وَقَول الفرّاء أحَبّ إليّ وَإِلَيْهِ ذهب الزجّاج. وَيُقَال: طَلَعْتُ الْجَبَل إِذا عَلَوته أطْلُعُهُ طُلُوعاً وَفُلَان طَلاَّع الثَنَايا وطَلاَّع أنْجُد إِذا كَانَ يَعْلُو الْأُمُور فيقهرها بمعرفته وتجاربه وجَوْدة رَأْيه والأنجد جمع النَجْد وَهُوَ الطَّرِيق فِي الْجَبَل، وَكَذَلِكَ الثَنِيَّة. وَمن أَمْثَال الْعَرَب: هَذِه يَمِين قد طَلَعَتْ فِي المخارم وَهِي الْيَمين الَّتِي تجْعَل لصَاحِبهَا مَخْرَجاً. وَمن هَذَا قَول جرير: وَلَا خير فِي مَال عَلَيْهِ ألِيَّة وَلَا فِي يَمِين غيرِ ذَات مخارِمِ والمخارِم: الطّرق فِي الْجبَال أَيْضا، وَاحِدهَا مَخْرِمٌ. والطالِعُ من السِّهَام: الَّذِي يَقع وَرَاء الهَدَف، ويُعْدَلُ بالمُقَرْطِس. وَقَالَ المرّار: لَهَا أسهمٌ لَا قاصراتٌ عَن الحَشَى وَلَا شاخصاتٌ عَن فُؤَادِي طوالِعُ أخبَر أَن سهامها تصيب فُؤَاده وَلَيْسَت بِالَّتِي تَقْصُر دونه أَو تجاوزه فتخطئه. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: رُوي عَن بعض الْمُلُوك أَنه كَانَ يسْجد للطالع مَعْنَاهُ: أَنه كَانَ يخْفض رَأسه إِذا شخص سَهْمُه فارتفع عَن الرَمِيَّة، فَكَانَ يطأطىء رَأسه ليتقوّم السهمُ فَيُصِيب الدارة. وَيُقَال اطَّلَعْتُ الفجرَ اطّلاعاً أَي نظرت إِلَيْهِ حِين طلع. وَقَالَ: نسيمُ الصَبَا من حَيْثُ يُطّلَعُ الفجرُ وَحكى أَبُو زيد: عافى الله رَجُلاً لم يتطّلع فِي فِيك، أَي لم يتعقب كلامك. وَيُقَال: فلَان بِطِلْعِ الْوَادي، وَفُلَان طِلْعَ الْوَادي، بِغَيْر الْبَاء. قَالَ: واستطلَعْتُ رَأْي فلَان إِذا نظرت مَا رَأْيه. وطَلَعَ الزَّرْع إِذا بدا يَطلع إِذا ظهر نَبَاته. وأطْلَعَتِ النخلةُ إِذا أخرجت طَلْعَهَا. وطَلْعُهَا: كُفُرَّاها قبل أَن تنشقّ عَن الغَرِيض. والغَريض يسمّى طَلْعاً أَيْضا. وَحكى ابْن الْأَعرَابِي عَن المفضّل الضّبيّ أَنه قَالَ: ثَلَاثَة تُؤْكَل وَلَا تُسَمِّن، فَذكر الجُمَّار والطَلْع والكَمْأة، أَرَادَ بالطَلْع: الغَرِيض الَّذِي ينشَقّ عَنهُ كافوره، وَهُوَ أول مَا يُرَى من عِذْق النَّخْلَة. الْوَاحِدَة: طَلْعَة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الطَوْلَعُ الطُلَعَاء وَهُوَ الْقَيْء. عَمْرو عَن أَبِيه: من أَسمَاء الحيّة الطِلْع والطِلّ. وَأَخْبرنِي بعض مَشَايِخ أهل الْأَدَب عَن بَعضهم أَنه قَالَ: يُقَال أطْلَعْت إِلَيْهِ مَعْرُوفا مثل أزْلَلْتُ. وَقَالَ شمر: يُقَال مَا لهَذَا الْأَمر مُطَّلَعٌ وَلَا

باب العين والطاء مع النون

مَطْلَع أَي مَاله وَجه وَلَا مَأْتًى يُؤْتَى مِنْهُ. وَيُقَال مَطْلَع هَذَا الْجَبَل من مَكَان كَذَا أَي مَصْعَدة ومأتاه. وَأنْشد أَبُو زيد: مَا سُدَّ من مَطْلَع ضَاقَتْ ثنِيّته إلاّ وَجَدتُ سَوَاء الضِّيق مُطَّلَعا وَيُقَال أطلعَني فلَان وأرهقني وأذْلقني وأقحمني أَي أعجلني. وطُوَيْلع: رَكِيّة عادِيّة بِنَاحِيَة الشواجن عَذْبة المَاء قريبَة الرِشاء وطَلَّعْتُ كَيْله أَي ملأته جِدّاً حَتَّى تَطَلَّع أَي فاض قَالَ: كنت أَرَاهَا وَهِي توقى محلباً حَتَّى إِذا مَا كيلها تَطَلَّعَا وقَدَح طِلاع: ممتلىء. وَعين طِلاَعة: ممتلئة. قَالَ: أمَرُّوا أَمرهم لِنَوًى شَطُونٍ فنفسي من ورائهم شَعَاعُ وعيني يَوْم بانوا واستمرُّوا لنِيَّتهم وَمَا رَبَعُوا طِلاَعُ وطَلَعْتُ الجَبَل: علوته. وأطْلَعْتُ مِنْهُ: انحدرت نَحْو فَرَعتُ الْجَبَل عَلوته وأفرعتُ انحدرتُ ومَرَّ مُطَّلِعاً لذَلِك الْأَمر أَي غَالِبا لَهُ ومالكاً. وَهُوَ على مَطْلع الأكمة أَي ظَاهر بَيِّنٌ. وَهَذَا مَثَل يضْرب للشَّيْء فِي التَّقْرِيب. يُقَال: الشرّ يُلقَى مَطَالِع الأكم، أَي ظَاهر بارز. قَالَ ابْن هَرْمة: صادتك يَوْم المَلاَ من مَصْغَرٍ عَرَضاً وَقد تُلاَقِي المنايا مَطلِعَ الأكمِ وطَلْعُ الشَّمْس: طُلُوعُهَا. قَالَ: باكر عَوفاً قبل طَلْعِ الشَّمْس لطع: اللَّيْث: لَطِعَ الْإِنْسَان الشَّيْء يَلْطَعُهُ لَطْعاً إِذا لحسَه بِلِسَانِهِ. قَالَ: والألطع: الرجل الَّذِي قد ذهبت أَسْنَانه، وَبقيت أسناخها فِي الدُرْدُر. قَالَ وَيُقَال بل اللَّطَعُ: رِقّة فِي شَفَة الرجل الألطع وَامْرَأَة لَطْعَاء. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الفرّاء: امْرَأَة لَطْعَاء بيّنة اللَطَع إِذا انسحقت أسنانها فلصِقت باللِثَة، وَقد لَطَعت الشَّيْء ألْطَعُهُ لَطْعاً إِذا لعِقته. قَالَ: وَقَالَ غَيره لَطِعْتُهُ بِكَسْر الطَّاء. وَقيل: امْرَأَة لطعاء: قَليلَة لحم الرَكَب. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) . لَطَعتُه بالعصا. قَالَ والطِعْ اسْمه أَي أثبِتْهُ، الطَعْهُ أَي امحُه. وَكَذَلِكَ اطلِسْهُ. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: اللطْع بَيَاض الشّفة واللطَع قلَّة لحم الْفرج واللطَعُ أَن تتحاتّ الْأَسْنَان. واللطْعُ لَطْعُكَ الشَّيْء بلسانك ولَطَعْتُه بالعصا: ضَربته ولَطَعت عينَه: ضربتها ولطمتها. ولطَعتُ الغَرَض: رَمَيته فَأَصَبْته ولَطَعت البئرُ: ذهب مَاؤُهَا. والناقة اللطعَاء: الَّتِي ذهب فمها من الهَرَم. ولَطِعَ إصبعه ولعِق إِذا مَاتَ. ولَطَعَ الشرابَ والتطعه: شرِبه. قَالَ: ولَطْعَةُ الذِّئْب على صَوته وصنعَة السُرفة والدَّبرَ. واللطَع: الحَنَك والجميع: ألطاع. (بَاب الْعين والطاء مَعَ النُّون) (ع ط ن) عطن، عنط، نعط، نطع، طعن: الْمُوقَدَةُ الَّتِى تَطَّلِعُ عَلَى} مستعملات. عطن: رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه نهى عَن الصَّلَاة فِي أعطان الْإِبِل. أَخْبرنِي المنذريّ عَن الحرّاني عَن ابْن السّكيت قَالَ: العَطَن:

مَبْرَك الْإِبِل حول المَاء. وَقد عَطَنَت الإبلُ على المَاء وعَطَّنَت، وأعْطَنْتُها أَنا إِذا سقيتها ثمَّ أنحتها فِي عَطَنِهَا لتعود فَتَشرب. وَأَخْبرنِي عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: قومٌ عُطَّانٌ وعَطَنَةٌ وعُطُونٌ وعَاطِنُون إِذا نزلُوا فِي أعطان الْإِبِل. وَلَا يُقَال: إبل عُطَّان. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (رأيتُني أنزِعُ على قَلِيب، فجَاء أَبُو بكر فاستقى وَفِي نَزْعه ضَعْفٌ وَالله يغْفر لَهُ، فجَاء عمر فنَزَعَ فاستحالت الدَلْو فِي يَده غَرْباً فأروى الظَمِئة حَتَّى ضَرَبت بعَطَن) قَالَ ابْن السّكيت: قَوْله: (ضَرَبت بعَطَنٍ) يُقَال ضَرَبَت الإبلُ بعَطَنٍ إِذا رَوِيَتْ ثمَّ بَرَكَتْ على المَاء. وَأَخْبرنِي عبد الْملك عَن الرّبيع عَن الشافعيّ فِي تَفْسِير قَوْله: (ثمَّ ضَرَبَتْ بعَطَنٍ) بنحوٍ ممّا قَالَه ابْن السّكيت. وَقَالَ اللَّيْث: كل مَبْرَك يكون مَألفاً لِلْإِبِلِ فَهُوَ عَطَنٌ لَهَا بِمَنْزِلَة الوطن للغنم وَالْبَقر قَالَ: وَمعنى مَعَاطِن الْإِبِل فِي الحَدِيث: موَاضعهَا. وَأنْشد: وَلَا تكَلِّفُنِي نَفسِي وَلَا هَلَعِي حِرْصاً أُقيم بِهِ فِي مَعْطِن الهُونِ قلت لَيْسَ كل مُنَاخ لِلْإِبِلِ يسمّى عَطَناً وَلَا مَعْطِناً. وأعطان الْإِبِل ومَعَاطنها لَا تكون إلاّ مَبَارِكَها على المَاء. وَإِنَّمَا تُعْطِن العربُ الإبلَ على المَاء حِين تَطْلُع الثريّا، وَيرجع النَّاس من النُجَع إِلَى المحاضِر، وتُعْطَنُ يَوْم وِرْدها فَلَا يزالون كَذَلِك إِلَى وَقت طُلُوع سُهَيْل فِي الخريف، ثمَّ لَا يُعْطِنُونهَا بعد ذَلِك، وَلكنهَا تَرِد المَاء فَتَشرب شَرْبتها وتَصْدُر من فَوْرها. وَفِي حَدِيث عمر أَنه دخل على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفِي بَيته أُهُبٌ عَطِنَةٌ. قَالَ أَبُو عبيد: العَطِنَة: المُنْتِنة الرّيح. قلت: وَيُقَال عَطَنْتُ الجِلْد أعْطِنُهُ عَطْناً إِذا جعلتَه فِي الدبَاغ وَتركته فِيهِ حَتَّى يتمرّط شَعَرُه ويُنْتِن، فَهُوَ معطونٌ وعَطِينٌ. وَقد عَطِن الجِلد عَطَناً إِذا أنْتَنَ وأمْرَق عَنهُ وَبَرُه أَو صُوفه. وَيُقَال للَّذي يُسْتَقْذَر: مَا هُوَ إلاّ عطِينة، من نَتْنه. وَقَالَ أَبُو زيد: عَطِن الْأَدِيم إِذا أنْتَنَ وَسقط صوفه فِي العَطْن. والعَطْنُ أَن يُجْعَل فِي الدِبَاغ. قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ أَبُو زيد: مَوضِع العَطِن العَطَنة قَالَ: والعَطْنُ فِي الجِلد: أَن يُؤْخَذ الغَلْقة وَهو ضربٌ من النَّبَات يدبغ بِهِ أَو فَرْثٌ يُلْقى فِيهِ الجِلْد حَتَّى يُنْتِن ثمَّ يلقى بعد ذَلِك فِي الدِبَاغ. وَفُلَان وَاسع العَطَن والبَلَد، وَهُوَ الرَحْب الذراعِ. عنط: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: العَنَطْنَطُ: الطَّوِيل من الرِّجَال. وَقَالَ اللَّيْث: واشتقاقه من عنَط وَلكنه أُرْدِف بحرفين فِي عَجُزه. وَأنْشد: يَمْطو السُرَى بعُنُقٍ عَنَطْنَطِ قَالَ: وَامْرَأَة عَنَطْنَطَةٌ: طَوِيلَة العُنُق مَعَ حُسْن قَوَام. قَالَ: وعَنَطُها: طول قَوَامها وعنقها لَا يَجْعَل مصدر ذَلِك إِلَّا العَنَط. قَالَ: وَلَو جَاءَ فِي الشّعْر عَنَطْنَطَتُهَا فِي طول عُنُقهَا جَازَ ذَلِك فِي الشِعر. قَالَ وَكَذَلِكَ أسدٌ غَشَمْشمٌ بَين الغَشْم، ويومٌ عَصَبْصَبٌ بَين العَصَابة. ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: أعْنَط: جَاءَ بولدٍ عَنَطْنَطٍ.

طعن: اللَّيْث: طعنه بِالرُّمْحِ يَطْعُنُهُ طَعْناً. وطَعَنَ بالْقَوْل السَيّء يَطْعَن طَعَنَاناً. واحتجّ بقوله: وأبى الكاشحون يَا هندُ إِلَّا طَعَنَاناً وَقَول مَالا يُقَال ففرّق بَين المصدرين، وَغَيره لم يفرّق بَينهمَا. وَأَجَازَ لِلشاعر طعناناً فِي الْبَيْت؛ لِأَنَّهُ أَرَادَ: أَنهم طعَنُوا فِيهِ بِالْعَيْبِ فَأَكْثرُوا، وتطاول ذَلِك مِنْهُم، وفَعَلاَن يَجِيء فِي مصَادر مَا يَتَطَاول ويتمادَى وَيكون مناسباً للميل والجَور. قَالَ اللَّيْث: والعَين مِن يَطْعُنُ مَضْمُومَة. قَالَ: وَبَعْضهمْ يَقُول: يَطْعُنُ بِالرُّمْحِ ويَطْعَنُ بالْقَوْل فيفرّق بَينهمَا. ثمَّ قَالَ اللَّيْث: وَكِلَاهُمَا يَطْعُنُ. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس قَالَ الْكسَائي: لم أسمع أحدا من الْعَرَب يَقُول يَطْعَنُ بِالرُّمْحِ وَلَا فِي الْحسب، إِنَّمَا سَمِعت يَطْعُنُ. قَالَ: وَقَالَ الفرّاء: سمعتُ أَنا يطعَنُ بِالرُّمْحِ. وَقَالَ اللَّيْث: الْإِنْسَان يَطْعُنُ فِي المغازة وَنَحْوهَا إِذا مضى فِيهَا قلت: وَيُقَال: طَعَنَ فلَان فِي السِنّ إِذا شخص فِيهَا وطَعَنَ غُصْنٌ من أَغْصَان الشَّجَرَة فِي دَار فلَان إِذا مَال فِيهَا شاخصاً. وأنشدني الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْعَبَّاس لمُدْرِك بن حُصَين يُعَاتب قومه: وكنتم كأُمَ لَبَّة طَعَنَ ابْنهَا إِلَيْهَا فَمَا دَرَّتْ عَلَيْهِ بسَاعِدِ قَالَ: طَعَنَ ابْنهَا إِلَيْهَا أَي نَهَضَ إِلَيْهَا وشخص بِرَأْسِهِ إِلَى ثَدْيها، كَمَا يَطْعُن الْحَائِط فِي دَار فلَان إِذا شخص فِيهَا. وَيُقَال: طَعَنَت المرأةُ فِي الحَيْضة الثَّالِثَة أَي دخلتْ. وَقَالَ بَعضهم: الطَعْنُ: الدُّخُول فِي الشَّيْء. وَيُقَال طُعِنَ فلَان فَهُوَ مطعون وطَعِين إِذا أَصَابَهُ الدَّاء الَّذِي يُقَال لَهُ: الطَّاعُون. وَيُقَال: تَطَاعَن الْقَوْم فِي الْحَرْب واطَّعَنُوا إِذا طَعَنَ بَعضهم بَعْضًا: والتفاعل والافتعال لَا يكَاد يكون إِلَّا باشتراك الفاعلين فِيهِ؛ مثل التخاصم والاختصام، والتعاور والاعتِوار. ورجلٌ طِعِّين: حاذق بالطِعَان فِي الْحَرْب. نطع: أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: هُوَ النَطْع والنَطَعُ والنِطْعُ والنِطَعُ. وَجمعه أنطاع. وَقَالَ اللَّيْث: النِطَعُ: مَا ظهر من الْغَار الْأَعْلَى، وَهِي الجِلدة المُلْزَقة بِعظم الخُلَيْقَاء فِيهَا آثَار كالتحْزيز، والجميع النُطوع. والتَنَطُّع فِي الْكَلَام: التعمُّق فِيهِ، مَأْخُوذ مِنْهُ قلت: وَفِي الحَدِيث: (هلك المتنطِّعون) وهم المتعمّقون الغالُون. وَيكون: الَّذين يَتَكَلَّمُونَ بأقصى حُلُوقهمْ تكبّراً؛ كَمَا قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إنّ أبغضكم إليّ الثرثارون المتفيهِقون) . وسأفسّره فِي مَوْضِعه. وَقَالَ أَبُو سعيد: يُقَال وَطئنا نِطَاعَ بني فلَان أَي دَخَلنَا أَرضهم. قَالَ وجَنَاب الْقَوْم نِطاعهم. قلت: ونَطَاعِ بِوَزْن قَطَامِ: ماءة فِي بِلَاد بني تَمِيم قد وَرَدتُهَا يُقَال شَرِبَتْ إبلُنا من مَاء نَطَاعِ، وَهِي رَكيّة عَذْبة المَاء غزيرته. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: النُطُعُ: المتشدّقون فِي

باب العين والطاء مع الفاء

كَلَامهم وَقَالَ ابْن الْفرج: سَمِعت أَبَا السَمَيْدَع يَقُول: تَنَطَّعَ فِي الْكَلَام وتَنَطَّسَ إِذا تأنّق فِيهِ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: النُطَاعَةُ والقُطَاعَةُ والعُضَاضَة: اللُقْمة يُؤْكَل نصفهَا ثمَّ تردّ إِلَى الخِوَان وَهُوَ عيبٌ. يُقَال: فلَان لاطِع ناطِع قاطِع. نعط: ناعِطٌ: حِصْن فِي رَأس جبلٍ بِنَاحِيَة الْيمن قديمٌ كَانَ لبَعض الأَذْواء. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: النُعْطُ: المسافرون سفرا بَعيدا، بالعَين. قَالَ والنُعْطُ: القاطعو اللُقَم بنصفين فَيَأْكُلُونَ نِصفاً ويُلقون النّصْف الآخر فِي الغَضَار. وهم النُعُط والنُطُعُ واحدهم ناعِط وناطِع وَهُوَ السيّىء الأدبِ فِي أكله ومروءته وعَطائه. قَالَ: وَيُقَال: نعَط وأنطع إِذا قطع لُقْمة قَالَ: والنُغُط بالغين: الطِوال من النَّاس. (بَاب الْعين والطاء مَعَ الْفَاء) (ع ط ف) اسْتعْمل من وجوهه: عطف، وعفط، وأهمل بَاقِي الْوُجُوه. عطف: قَالَ الله جلّ وعزّ: {ثَانِىَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ} (الْحَج: 9) جَاءَ فِي التَّفْسِير أَن مَعْنَاهُ: لاوياً عُنُقه. وَهَذَا يُوصف بِهِ المتكبِّر. فَالْمَعْنى: وَمن النَّاس من يُجَادِل فِي الله بِغَيْر علم ثَانِيًا عطفه. وَنصب {ثَانِىَ عِطْفِهِ} (الْحَج: 9) على الْحَال وَمَعْنَاهُ التَّنْوِين؛ كَقَوْلِه جلّ وعزّ: {هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ} (الْمَائِدَة: 95) مَعْنَاهُ: بَالغا الكعبةَ. وعِطْفا الرجل: ناحيتاه عَن يَمِين وشِمَال. ومَنْكِب الرجل: عِطْفه وإبطه عطفه ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (سُبْحَانَ من تعطَّف العِزَّ وَقَالَ بِهِ) ، مَعْنَاهُ وَالله أعلم: سُبْحَانَ منْ تَرَدَّى بالعِزّ، والعطاف: الرِدَاء. وَالْمرَاد مِنْهُ بهاء الله وجلاله وجماله. وَالْعرب تضع الرِّدَاء مَوضِع الْبَهْجَة وَالْحسن، وتضعه مَوضِع النعْمة والبهاء. وسمّي الرِّدَاء عِطافاً لوُقُوعه على عِطْفَيِ الرجُل وهما ناحيتا عُنُقه. فَهَذَا معنى تعطّفِه العِزَّ. وَيجمع العِطَاف عُطُفاً وأعْطِفَةً. والمِعْطَف: الرِّدَاء وَجمعه المعاطف. وَهُوَ مثل مئزر وَإِزَار وَمِلْحَف ولِحَاف ومِسْرَد وسِراد. وَقَالَ أَبُو زيد: امْرَأَة عَطِيف وَهِي الَّتِي لَا كِبْر لَهَا اللينة الذليلة المِطواع فَإِذا قلت: امْرَأَة عَطوف فَهِيَ الحانية على وَلَدهَا. وَكَذَلِكَ رجلٌ عَطُوفٌ. وَيُقَال: عَطَفَ فلَان إِلَى نَاحيَة كَذَا يَعْطِفُ عَطْفاً إِذا مَال إِلَيْهِ، وانعطف نَحوه. وعَطَفَ رأسَ بعيره إِلَيْهِ إِذا عَاجَهُ عَطْفاً. وعَطَفَ الله بقلب السُّلْطَان على رعيّته إِذا جعله عَاطِفاً رحِيما. وَيُقَال عَطَف الرجل وِساده إِذا ثَنَاه ليرتفق عَلَيْهِ ويتّكىء. وَقال لَبيد: وَمَجُودٍ من صُبَابات الكَرَى عَاطِف النمرق صَدْق المُبْتَذَلْ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: العُطُوف: الأردية. والعُطوف الآباط. وعِطْفا كل إنسانٍ ودابّةٍ: شِقَّاه من لدن رَأسه إِلَى وركيه شمر عَن ابْن شُمَيْل: العِطَاف

تَردّيك بِالثَّوْبِ على منكبيك كَالَّذي يفعل النَّاس فِي الحرّ وَقد تعطف بردائه. قَالَ: والعطاف الرِّدَاء والطيلسان وكل ثوب تَعَطَفُهُ أَي تَردَّى بِهِ فَهُوَ عطاف. وَقَالَ اللَّيْث: العَطاف: الرجل الحَسن الْخُلُق العَطُوف على النَّاس بفضله. وظبية عَاطِف إِذا رَبضتْ فعَطفتْ عُنقها. وَكَذَلِكَ الحاقِف من الظباء. وناقةٌ عطوفٌ إِذا عَطِفَتْ على بَوّ فرئمته. والجميع العُطُف. وَيُقَال فلَان يتعاطف فِي مِشيته بِمَنْزِلَة يتهادى ويتمايل من الخُيَلاء والتبختُر. وَيقال: عَطَفْتُ رَأس الخَشَبة فانعطف إِذا حَنَيته فَانْحنى. والعَطُوف وبعضٌ يَقُول: العاطوف مِصْيدة، سمّيتْ بِهِ لانعطاف خشبتها. وَقَالَ غَيره: العطائف: القِسيّ، الْوَاحِدَة عطِيفَة، كَمَا سمّوها حنِيَّةً وَجَمعهَا حَنيُّ. قَالَ والعطف: عطف أَطْرَاف الذَيل من الظهارة على البِطانة. وَقَالَ ذُو الرمة فِي العطائف القسِيّ: وأصفر بلَّى وشيَه خفقانُه عَلَى البِيض فِي أغمادها والعطائف أصفر يَعْنِي بردا يظلّل بِهِ. وَالْبيض السيوف والعطَّاف فِي صفة قِداح الميسر. وَيُقَال: العَطُوف: وَهُوَ الَّذِي يَعطف على القداح فَيخرج فائزاً. وَقَالَ الْهُذلِيّ يصف مَاء وَرده: فخضخضتُ صُفْنِيَ فِي جَمَّهِ خِيَاض الْمدَابر قِدحاً عطُوفاً وَقَالَ القتيبي فِي كتاب (الميسر) : العَطوف: القِدْح الَّذِي لَا غُرْم فِيهِ وَلَا غُنْم لَهُ، وَهُوَ أحد الأغفال الثَّلَاثَة فِي قِداح الميسر، سُمّي عطُوفاً لِأَنَّهُ يُكَرُّ فِي كل رَبَابه يضْرب بهَا. قَالَ وَقَوله: قِدحاً عطوفاً وَاحِد فِي معنى جَمِيع، وَمِنْه قَوْله: حَتَّى يخضخض بالصُفْن السبيخ كَمَا خَاضَ القِدَاح قَمِيرٌ طامِعٌ خَصِلُ السبيخ: مَا نَسَل من ريش الطير الَّتِي ترد المَاء. والقمير: المقمور. والطامِع: الَّذِي يطْمع أَن يعود إِلَيْهِ مَا قُمِرَ. وَيُقَال: إِنَّه لَيْسَ يكون أحد أطمع من مقمور، خَصِل: كثير خِصَال قَمْرِهِ. وَأما قَول ابْن مقبل: وأصفرَ عطَّاف إِذا رَاح رَبُّهُ غَدا ابْنا عِيانٍ بالشِوَاء المُضَهَّبِ فَإِنَّهُ أَرَادَ بالعَطَّاف قِدْحاً يعطِف عَن مآخذ القِداح وَينفرد. وَقال ابْن شُمَيْل: العَطَفة هِيَ الَّتِي تَعَلَّقُ الْحَبَلَةُ بهَا من الشّجر. وَأنْشد: تَلَبَّسَ حُبُّها بدمِي ولحمِي تَلَبُّسَ عطْفةٍ بِفُرُوع ضَالِ قَالَ النَّضر: إِنَّمَا هِيَ عطَفَة فخفّفها ليستقيم لَهُ الشِعْر. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: مِن غَرِيب شجر البَرّ العَطْفُ واحده عطَفَة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال تَنَحَّ عَن عطْف الطَّرِيق وعطْفِه وعلَبِهِ ودَعسِهِ وقَرِيّه وَقَرِقِه وقَارِعته. وروى بَعضهم عَن المؤرِّج أَنه قَالَ فِي حَلْبة الْخَيل إِذا سوبق بَينهَا وَفِي أساميها: هُوَ السَّابق، والمصَلّى، والمسَلّى، والمجلِّي، وَالتالي والعاطف، والحظيّ، وَالمؤمَّل، وَاللَطِيم، وَالسُكَيْت.

باب العين والطاء مع الباء

وَقَالَ أَبُو عبيد: لَا يعرف مِنْهَا إِلَّا السَّابِق وَالمصَلّى ثمَّ الثَّالِث وَالرابع إِلَى الْعَاشِر وَآخرها السُكَيت وَالفِسْكِل. قلت: وَقد رَأَيْت لبَعض الْعِرَاقِيّين هَذَا الَّذِي رُوي عَن المؤرج، وَلم أجد الروَاية ثَابِتَة عَن المؤرج من جِهَة مَن يوثق بِهِ فَإِن صحَّت الروَاية عَنهُ فَهُوَ ثِقَة، وَقد جَاءَ بِهِ ابْن الْأَنْبَارِي. وَالعطَفة من خرَز النِّسَاء تتعلّقها طلب محبَّة أزوَاجها. وَسميت بذلك تفاؤلاً بهَا. وقوسٌ عَطُفٌ: ليّنة الانعطاف. قَالَ: فظل يمطو عُطُفاً رُجُوماً وَقيل للقوس: عُطفٌ لِأَنَّهَا معطوفة، فُعُل بِمَعْنى مفعولة، كَمَا قيل: قَوس عُطُلٌ أَي مُعَطَّلَة لَا وَتَر عَلَيْهَا، وقلبٌ فُرُغٌ أَي مفرَّغ من الْحزن، وَنَحْو ذَلِك كثير. والعَطَفُ: وجع فِي الْعُنُق من تعادى الوسادة عِطف الرجل. وَقَوله فِي وصف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفِي أَشْفَاره عَطَفٌ أَي انعطافٌ. وعطَّفتُه ثوبي أَي جعلته عِطافاً لَهُ. وَقَالَ ابْن كُرَاع: وَإِذا الرِكَابُ تكلفتها عُطِّفَتْ ثمرَ السِّيَاط قطوفها وسِيَاعَهَا أَي جُعِلَتِ السياطُ عُطفاً لَهَا جُنُوبها، وَإِنَّمَا تُضْرَبُ بالثمر لِأَنَّهَا لَا تدرَك فتضربَ بِالسياط. وثمر السِّيَاط: أطرافها. وعِطاف من أَسمَاء الْكَلْب. قَالَ: فصَبَّحَهُ عِنْد السروق عُدَيَّة أَخُو قَنَصٍ يُشْلى عِطَافاً وأجذلاَ عفط: قَالَ اللَّيْث: العَفْطُ والعَفِيط نَثْر الشَّاة بأنوفها كَمَا يَنْثِر الْحمار، وَالْعرب تَقول: مَا لفُلَان عَافِطَة وَلَا نافِطة فَقَالَ الْأَصْمَعِي: العَافِطَة: الضائنة، والنافِطة: الماعزة. وَقَالَ ابْن السّكيت: قَالَ غير الْأَصْمَعِي من الْأَعْرَاب: العافطَة: الماعزة إِذا عَطَست. وَقَالَ اللَّيْث: قَالَ أَبُو الدُقَيش العافِطة: النعجة، والنافِطة: العَنْز، وَقَالَ غَيره: العافِطة: الأَمَة، والنافِطة: الشَّاة، لِأَن الأمَة تَعْفِط فِي كَلَامهَا، كَمَا يَعْفِط الرجلُ العِفْطِيّ وَهُوَ الألكن الَّذِي لَا يُفْصح وَهُوَ العَفَّاط، وَقد عَفَطَ فِي كَلَامه عَفْطاً وعَفَتَ عَفْتاً، وَهُوَ عَفَّاتٌ عَفَّاط. وَلَا يُقَال على جِهَة النِّسْبَة إلاّ عِفْطِي. قلت: الأعْفَتُ والألْفَتُ: الأعسر الأخرق. وعَفَتَ الكلامَ إِذا لواه عَن وَجهه. وَكَذَلِكَ لَفَته. وَالتَّاء تبدل طاءً لقرب مخرجيهما. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العَافِط الَّذِي يَصِيح بالضأن لتأتِيَه. وَقَالَ بعض الرجّاز يصف غنما: يحار فِيهَا سَالِىءٌ وآقِطُ وحالبان ومَحَاحٌ عَافِطُ وَيُقَال حاحيت بالمِعْزَى حِيحاء ودعدعت بهَا دعدعة إِذا دعوتها. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: سَمِعت عَرّاماً يَقُول: عَفَق بهَا وعَفَط بهَا إِذا ضَرَط. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العَفْطُ الحُصَاص للشاة، والنَفْطُ: عُطَاسُها. (بَاب الْعين والطاء مَعَ الْبَاء) (ع ط ب) عطب، عبط، طبع، طعب، بعط: مستعملة. عطب: قَالَ اللَّيْث: العَطَبُ: هَلَاك الشَّيْء

وَالْمَال وعَطِبَ البعيرُ إِذا انْكَسَرَ أَو قَامَ على صَاحبه، وأعْطَبتُهُ أَنا: أهلكته. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العَوْطَبُ أعمقُ مَوضِع فِي الْبَحْر. وَقَالَ فِي موضعٍ: العَوْطَبُ: المطمئنّ بَين الموجتين. قَالَ: والعَطْبُ: لِين الْقطن وَالصُّوف يُقَال: عَطَبَ يَعطُبُ عَطْباً وعُطُوباً. وَهَذَا الْكَبْش أعطَبُ من هَذَا أَي أَلين. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: هُوَ العُطْبُ والعُطُبُ للقُطُن. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال إِنِّي لأجد ريح عُطْبَة أَي أجد ريح قطنة محترِقة. وَقَالَ أَبُو سعيد: التعطيبُ، علاج الشَّرَاب ليطيب ريحُه. يُقَال: عَطْبَ الشرابَ تعطيباً. وَأنْشد بَيت لَبيد: يَمُجُّ سُلاَفاً من رحيق مُعَطَّبِ وَرَوَاهُ غَيره: من رحيق مُقَطَّبِ، وَهُوَ الممزوج، وَلَا أَدْرِي مَا مُعَطَّب. والمعَاطِبُ: المهالك وَاحِدهَا معطب. عبط: قَالَ اللَّيْث: العَبْطُ: أَن تَعْبِط نَاقَة فتنحرها من غير دَاء وَلَا كَسْر. يُقَال: عَبَطَها يَعبِطُها عَبْطاً، واعْتَبَطَها اعتِباطاً. وَقَالَ ابْن بُزُرْجَ فِيمَا وجدت لَهُ بِخَط أبي الْهَيْثَم: العِبِيط من كلّ اللَّحْم وَذَلِكَ مَا كَانَ سليما من الْآفَات إِلَّا الْكسر. قَالَ: وَلَا يُقال للّحم الدَوِي الْمَدْخُول من آفةٍ: عَبِيط، وَيُقَال للدابة عبيطة ومعتبَطة، وَاللَّحم نَفسه عبيط أَي سليم إِلَّا من كسر. وَيُقَال مَاتَ فلَان عَبْطَة، أَي شابًّا صَحِيحا. واعتبطه الموتُ. وَقَالَ أمَيَّة بن أبي الصَلْت: من لم يمت عَبْطَة يَمُتْ هَرَماً للْمَوْت كأسٌ فالمرء ذائقها وَيُقَال لحمٌ عَبيط ومعبوط إِذا كَانَ طريًّا لم يُنَيِّبْ فِيهِ سَبُعٌ وَلم تُصبه عِلة. وَقَالَ لَبيد: وَلَا أَضَنُّ بمعبوطِ السَنَام إِذا كَانَ القُتارُ كَمَا يُسْتَرْوَحُ القُطُرُ وَقَالَ اللَّيْث: زعفران عبيط: يشبّه بِالدَّمِ العبيط. قَالَ: وَيُقَال: عَبَطَتْه الدَّوَاهِي أَي نالته من غير اسْتِحْقَاق. وَقَالَ الأُريقط: بمنزلِ عَفَ وَلم يخالِط مُدَنّسَاتِ الرِيَبَ العَوَابِطِ وَيُقَال: عَبَط فلَان الأَرْض عَبْطاً واعتبطها إِذا حفر موضعا لم يكن حُفِر قبل ذَلِك. وَقَالَ المرَّار العَدَوي: ظَلَّ فِي أَعلَى يَفَاعٍ جازلا يعبط الأَرْض اعتباط المحتَفِر أَبُو عبيد: العَبْط: الشقُ. وَمِنْه قَول الْقطَامِي: وظلّت تعبُط الْأَيْدِي كلُوماً وثوبٌ عبيط أَي مشقوق وَجمعه عُبُط. وَمِنْه قَول أبي ذُؤَيْب: فتخالسا نفسيهما بنوافذٍ كنوافذ العُبُطِ الَّتِي لَا تُرْقَعُ وَأَخْبرنِي المنذريّ أَن أَبَا طَالب النَّحْوِيّ أنْشدهُ فِي كتاب (الْمعَانِي) للفرّاء: كنوافذ العُطُب. ثمَّ قَالَ ويروى كنوافذ العُبُط. قَالَ والعُطُب: الْقطن، والنوافذ: الْجُيُوب يَعْنِي جُيُوب الأقمصة. وَأخْبر أَنَّهَا لَا تُرقَع،

شبّه سَعَة الْجِرَاحَات بهَا. قَالَ: وَمن رَوَاهَا: العُبُط أَرَادَ بهَا: جمع عبيط، وَهُوَ الَّذِي يُنحر لغير علّة، وَإِذا كَانَ كَذَلِك كَانَ خُرُوج الدَّم أشدّ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: اعتبط فلَان عليّ الكذبَ، وعَبَطَ يَعْبِط إِذا كذب. ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العابط الكذّاب. والعَبْطُ: الْكَذِب. والعَبْطُ: الغِيبة. والعَبْط الشَقُّ وَيُقَال عَبَط الحمارُ الترابَ بحوافره إِذا أثاره، والترابُ عبيطٌ. وعَبَطَتِ الرّيح وجهَ الأَرْض إِذا قَشَرتْهُ. وعَبَطْنَا عَرَق الْفرس أَي أجريناه حَتَّى عَرِقَ. وَقَالَ الْجَعْدِي: وَقد عَبَطَ الماءَ الحميمَ فأسْهَلاَ طبع: الحرّاني عَن ابْن السّكيت قَالَ: الطَبْع مصدر طَبَعْتُ الدِّرْهَم طَبْعاً. والطِبْعُ النَّهر وَجمعه أطباع، عَن الْأَصْمَعِي. وَأنْشد للبيد: فَتَولَّوْا فاتراً مَشْيُهمُ كروايا الطِبْع همَّت بالوحَلْ وَيجمع الطِبعُ بِمَعْنى النَّهر على الطُبوع، سمعته من الْعَرَب. والطَبْع: ابتداءُ صَنْعَة الشَّيْء. تَقول: طَبَعْتُ اللَبِن طَبْعاً وطَبَعْتُ السَّيْف طَبْعاً والطَبَّاع: الَّذِي يَأْخُذ الحديدة فيطَبَعُها ويُسَوِّيها إمّا سِكّيناً وإمّا سَيْفا وَإِمَّا سِناناً. وحِرْفَتُه الطِبَاعَة. وطَبَعَ الله الخَلْق على الطبائع الَّتِي خلقهَا فأنشأهم عَلَيْهَا، وَهِي خلائقهم. وَيجمع طَبْع الْإِنْسَان طِبَاعاً، وَهُوَ مَا طُبِعَ عَلَيْهِ من طِبَاع الْإِنْسَان فِي مأكله ومشربه وسهولة أخلاقه وحُزُونتها وعُسرها ويُسرها وشدّته ورخاوته وبُخْله وسخائه. وَيُقَال طَبَعَ الله على قلب الْكَافِر نعود بِاللَّه مِنْهُ أَي ختم عَلَيْهِ فَلَا يعي وَعْظاً وَلَا يوفَّق لخير. والطَابَع: الخاتَم. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق النَّحْوِيّ: معنى طَبَعَ فِي اللُّغَة وخَتَم واحدٌ وَهُوَ التغطية على الشَّيْء والاستيثاق من أَن يدْخلهُ شَيْء؛ كَمَا قَالَ {الْقُرْءَانَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ} (مُحَمَّد: 24) {ُِالاَْوَّلِينَ كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ} (المطفيين: 14) مَعْنَاهُ: غَطّى على قُلُوبهم، وَكَذَلِكَ {طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} (النَّحْل: 108) . قلت: فَهَذَا تَفْسِير الطَّبْع بتسكين الْبَاء على الْقلب. وَأما طَبَع الْقلب بِحركة الْبَاء فَهُوَ تلطُّخه بالأدناس. وأصل الطَبَع: الصدأ يكثر على السَّيْف وَغَيره. قَالَ ابْن السّكيت: وَذكر أَن الْأَصْمَعِي وَغَيره أنْشدهُ هَذِه الأرجوزة: إِنَّا إِذا قلّتْ طخارير القَزَعْ وَصدر الشَّارِب مِنْهَا عَن جُرَعْ نَفْحَلها البِيضَ القليلاتِ الطَبَعْ من كل عَرَّاصٍ إِذا هُزَّ اهْتَزَعْ وَفِي الحَدِيث: (نَعُوذ بِاللَّه من طَمَع يَهْدي إِلَى طبَع) . قَالَ أَبُو عبيد: الطبَع الدنس وَالْعَيْب، وَكلُّ شَيْن فِي دِين أَو دُنيا فَهُوَ طَبَع. وَيُقَال مِنْهُ: رجلٌ طَبِعٌ. وَمِنْه قَول عمر بن عبد الْعَزِيز: لَا يتزوجُ من الموَالِي فِي الْعَرَب إلاّ الأشِر البَطِر. وَلَا يتَزَوَّج من الْعَرَب فِي الموَالِي إلاّ الطمِعُ الطَبَعُ. وَقَالَ أَبُو عبيد قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: المُطَبَّعُ: المَلآن وَأنْشد غَيره: وَأَيْنَ وَسْق النَّاقة المُطَبَّعَهْ

قَالَ: المُطَبَّعَةُ: المثقّلة. قلت: وَتَكون المطبَّعَة النَّاقة الَّتِي مُلئتْ شَحْماً وَلَحْمًا فتَوثَّق خَلْقُها. وَقَالَ اللَّيْث: طَبَّعْتُ الْإِنَاء تطبيعاً، وَقد تطبَّع النهرُ حَتَّى إنّه ليتدفّق. قَالَ: والطَبْع مَلؤك السِقَاء حَتَّى لَا مَزِيد فِيهِ من شدّة مَلْئه. وَقَالَ فِي قَول لبيد: كرَوَايَا الطِبْع هَمَّت بالوَحَلْ إِن الطِّبْع كالمِلْء. قَالَ: وَلَا يُقَال للمصدر: طَبْع؛ لِأَن فِعله لَا يخفّف كَمَا يُخَفف فعل مَلَأت. قَالَ وَيُقَال: الطِبْع فِي بَيت لبيد: المَاء الَّذِي يُمْلأ بِهِ الراوية. قلت: وَلم يعرف اللَّيْث الطِبْع فِي بَيت لبيد، فتحيّر فِيهِ، فمرّةً جعله المِلء وَهُوَ مَا أَخذ الإناءُ من المَاء، ومرّةً جعله المَاء، وَهُوَ فِي الْمَعْنيين غير مُصِيب. والطِبْع فِي بَيت لبيد مَا قَالَه الْأَصْمَعِي أَنه النَّهر. وسُمِيّ النَّهر طِبْعاً لِأَن النَّاس ابتدءوا حفره، وَهُوَ بِمَعْنى الْمَفْعُول كالقِطْف بِمَعْنى المقطوف والنِكث بِمَعْنى المنكوث من الصُّوف، وأمَّا الْأَنْهَار الْكِبَار الَّتِي شَقّها الله تَعَالَى فِي الأَرْض شَقًّا مثل دِجْلة والفُرَات والنّيل وَمَا أشبههَا فَإِنَّهَا لَا تسمَّى طُبُوعاً، إِنَّمَا الطُبُوع: الْأَنْهَار الَّتِي أحدثها بَنو آدم واحتفروها لمرافقهم. وَقَول لَبيد: هَمَّتْ بالوحَل يدلّ على مَا قَالَ الْأَصْمَعِي؛ لِأَن الروايا إِذا أوقرت بالمزايد مَمْلُوءَة مَاء ثمَّ خاضت أَنهَارًا فِيهَا وَحَل عَسُر عَلَيْهَا الْمَشْي فِيهَا وَالْخُرُوج مِنْهَا. وَرُبمَا ارتطمت فِيهَا ارتطاماً إِذا كثر الوحَل. فشَبّه لبيد الْقَوْم الَّذين حاجّوه عِنْد النُّعْمَان بن الْمُنْذر فأدحض حججهم حَتَّى ذلّوا فَلم يتكلّموا بروايا مثقلة خاضت أَنهَارًا ذَات وَحَل فتساقطتْ فِيهَا وَالله أعلم. وَقَالَ شمر: يُقَال طَبِع إِذا دَنِس وعِيبَ وطُبِع وطُبِّعَ إِذا دُنِّس وعِيبَ. قَالَ وأنشدتنا أم سَالم الكلابيّة: ويحمدها الجيرانُ والأهلُ كلُّهم وتبغِض أَيْضا عَن تُسَبَّ فتُطْبَعَا قَالَ: ضمّت التَّاء وَفتحت الْبَاء. وَقَالَت: الطَبْع: الشَين فَهِيَ تبغِض أَن تُطْبَع أَي تُشان. وَقَالَ ابْن الطَثْريّة: وعَنْ تخلطي فِي طيّب الشِرب بَيْننَا من الكَدِر المأبيّ شِرباً مُطَبَّعا أَرَادَ: وَأَن تخلطي وَهِي لُغَة تَمِيم. قَالَ: والمطَبَّع: الَّذِي قد نُجِّسَ. والمأبيّ المَاء الَّذِي يَأْبَى شُرْبه الْإِبِل. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الطَبْعُ الْمِثَال، يُقَال اضربه على طَبْع هَذَا وعَلى غِراره وصِيغته وهِدْيته أَي على قدره. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : يُقَال قد قَذَذت قفا الْغُلَام إِذا ضَربته بأطراف الْأَصَابِع، فَإِذا مكَّنت الْيَد من الْقَفَا قلت طَبَعْتُ قَفاهُ. والطَّبُّوع: دابّة من الحشرات شَدِيدَة الْأَذَى بالشأم. وَلفُلَان طابِعٌ حَسَنٌ أَي طبيعةٌ حسنةٌ. قَالَ الرُؤَاسِيّ: لَهُ طابِعٌ يجْرِي عَلَيْهِ وَإِنَّمَا تَفَاضَلُ مَا بَين الرِّجَال الطَبَائِعُ أَي تتفاضل. وطُبْعَان الْأَمِير: طينُه الَّذِي يُختم بِهِ الْكتب.

باب العين والطاء مع الميم

بعط: قَالَ اللَّيْث: يُقَال أبعَط الرجلُ فِي كَلَامه إِذا لم يُرْسِلهُ على وَجهه. وَقَالَ رؤبة: وقلتُ أقوالَ امرىءٍ لم يُبْعِطِ أعْرِضْ عَن النَّاس وَلَا تَسَخَّطِ وَقَالَ الْأَصْمَعِي وَأَبُو زيد: يُقَال أبعط فلَان فِي السَّوم إِذا جَاوز فِيهِ القَدْر. وَكَذَلِكَ طمح فِي السّوم وأشطّ فِيهِ. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: هُوَ المُعْتَنِز والمُبْعِطُ والصُنْتُوت والفَرِدُ والفَرَدُ والفَرْدُ والفَرُود. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن سَلمَة عَن الفرّاء أَنه قَالَ: يبدلون الدَّال طاء، فَيَقُولُونَ: مَا أبعط طَارَك يُرِيدُونَ مَا أبْعَدَ دَارَك. وَيُقَال بَعَطَ الشَّاة وسَحَطَهَا وذَمَطَها وبَرخَها وذَعَطَها إِذا ذَبحهَا. طعب: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: مَا بِهِ من الطَعْبِ أَي مَا بِهِ من اللَّذَّة والطِّيب. (بَاب الْعين والطاء مَعَ الْمِيم) (ع ط م) عطم، عمط، طعم، طمع، مطع، معط: مستعملات. عطم: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العُطْمُ: الصُّوف المنفوش. قَالَ والعُطُم: الهَلْكَى واحدهم عَطِيم وعاطِم. عمط: أهمله اللَّيْث وَقَالَ غَيره: اعتبط فلَان عِرْض فلَان واعتمطه إِذا وَقع فِيهِ وقَصَبه بِمَا لَيْسَ فِيهِ. طعم: قَالَ الله جلّ وعزّ: {إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 -} (الْبَقَرَة: 249) قَالَ أَبُو إِسْحَاق: مَعْنَاهُ: من لم يتطعَّم بِهِ. وَقَالَ اللَّيْث: طَعْمُ كل شَيْء ذَوقه قَالَ: والطَعْمُ الْأكل بالثنايا. وَتقول إِن فلَانا لحسن الطَّعْم وَإنَّهُ ليَطعَمُ طَعْماً حَسَناً. قَالَ: والطُعْمُ: الحَبُّ الَّذِي يُلْقَى للطير. وَقَالَ الْأَصْمَعِي فِيمَا روى عَنهُ الْبَاهِلِيّ: الطعْمُ: الطَّعَام، والطَعم: الشَّهْوَة. وَهو الذَّوْق. وَأنشد لأبي خِرَاش الهذليّ: أردُّ شُجاع الْبَطن لَو تعلمينه وَأوثر غَيْرِي من عِيَالك بالطُعْم أَي بِالطَّعَامِ. ثمَّ أنْشد قَول أبي خرَاش فِي الطَعْمِ: وأغتبِقُ المَاء القَرَاح فأنتهي إِذا الزَّاد أَمْسَى للمزَلَّج ذَا طَعْم قَالَ: ذَا طَعم أَي ذَا شَهْوَة. قَالَ وَرجل ذُو طَعمٍ أَي ذُو عقلٍ وَحزمٍ. وَأنشد: فَلَا تأمري يَا أم أَسمَاء بِالَّتِي تُجِرُّ الْفَتى ذَا الطَعْم أَن يتكلَّما وَيقال: مَا بفلان طَعْمٌ وَلا نَوِيصٌ أَي لَيْسَ لَهُ عقلٌ وَلا بِهِ حَراك. وَقيل فِي قَول الله تَعَالَى: {وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 -} أَي من لم يَذُقه. يُقَال طعم فلَان الطَعَام يطعَمُه طَعْماً إِذا أكله بِمقدم فِيهِ وَلم يُسرِف فِيهِ. وطَعِمَ مِنْهُ إِذا ذاق مِنْهُ. وَإِذا جعلته بِمَعْنى الذَّوْق جَازَ فِيمَا يُؤْكَل وَيشْرب. والطَعَام: اسمٌ لما يُؤْكَل، وَالشرَاب: اسمٌ لما يُشرب. وَيجمع الطَّعَام أطْعِمة ثمَّ أطعماتٍ

جمع الْجمع. وأهلَ الحِجَاز إِذا أطْلقُوا اللَّفْظ بِالطَّعَامِ عَنَوا بِهِ البُرَّ خَاصَّة. قَالَ أَبُو حَاتِم: يُقَال لَبَنٌ مُطَعِّمٌ وَهُوَ الَّذِي أخَذ فِي السِقَاء طعماً وطِيباً. وَهُوَ مَا دَامَ فِي العُلْبة مَحْضٌ وَإِن تغيّر. وَلَا يَأْخُذ اللبنُ طعماً وَلَا يُطَعِّمُ فِي العُلْبة والإناء أبدا. وَلَكِن يتغيّر طعمه من الإنقاع. وَيُقَال فلَان طَيّبُ الطِعمة وَفُلَان خَبِيث الطِعمة إِذا كَانَ من عَادَته ألاّ يَأْكُل إلاّ حَلَالا أَو حَرَامًا. وَيُقَال: جعل السلطانُ نَاحيَة كَذَا طُعْمة لفُلَان أَي مَأكَلةً لَهُ. وَيُقَال: فِي بُسْتَان فلَان من الشّجر المُطْعِم كَذَا أَي من الشّجر المثمِر الَّذِي يُؤْكَل ثمره. وَيُقَال: اطَّعَمَت الثمرةُ على افتعَلَت أَي أخَذَت الطَعْم. وَيُقَال: فلَان مُطْعَمُ للصَّيْد ومُطْعَمُ الصَّيْد إِذا كَانَ مرزوقاً مِنْهُ. وَمِنْه قَول امرىء الْقَيْس: مُطعَم للصَّيْد لَيْسَ لَهُ غيرَها كسْبٌ على كِبَره وَقَالَ ذُو الرمة: (وَمُطْعَمُ الصَّيْد هَبَّال لبغيته) وَقَالَ اللَّيْث: رجل مِطعام: يكثر إطْعَام النَّاس، وَامْرَأَة مطعام بِغَيْر هَاء وَرجل مطعم: شَدِيد الْأكل وَامْرَأَة مِطْعَمَة. قَالَ والمُطْعِمَتَان من رِجْل كل طَائِر: هما المتقدّمان المتقابلتان. والمُطْعِمة من الْجَوَارِح هِيَ الإصبعُ الغليظة الْمُتَقَدّمَة فاطَّرد هَذَا الِاسْم فِي الطير كلهَا. قَالَ وقوسٌ مُطْعَمة: يصاد بهَا الصَّيْد، وَيكثر الصَّوَاب عَنْهَا. وَأنْشد: وَفِي الشِمَال من الشِرْيان مُطْعَمة كبدَاء فِي عَجْسها عَطْفٌ وتقويمُ سمِّيتْ كَذَلِك لِأَنَّهَا تُطْعَم الصَّيْد. قَالَ: والمطعِمُ من الْإِبِل: الَّذِي تَجِد فِي مخِّه طعم الشَّحْم من سمنه. وكل شَيْء وُجِد طعمهُ فقد أطعِم. قَالَ وَقَول الله تَعَالَى: {وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 -} (لبقرة: 249) جَعَل ذواق المَاء طَعْماً: نَهَاهُم أَن يَأْخُذُوا مِنْهُ إلاّ غَرْفَةً وَكَانَ فِيهَا رِيّهم ورِيّ دوابّهم. وَقَالَ غَيره: يُقَال إِنَّك مُطْعَمٌ مَوَدّتي أَي مَرْزُوق مَوَدّتي. وَقَالَ الْكُمَيْت: بلَى إنَّ الغواني مُطْعَمات مَوَدّتَنا وَإِن وَخَطَ القَتيرُ أَي يُحِبّهنّ وَإِن شِبْنَا. أَبُو زيد: إِنَّه لمتطاعِم الخَلْق أَي متتابِع الخَلْق. وَيُقَال هَذَا رجل لَا يَطَّعِمُ بتثقيل الطَّاء أَي لَا يتأدّب وَلَا يَنْجَع فِيهِ مَا يُصلحه، وَلَا يَعْقِل. وَيُقَال: فلَان تُجْبَى لَهُ الطُعَمُ أَي الْخراج والإتاوات. وَقَالَ زُهَيْر: مِمَّا تُيَسَّرُ أَحْيَانًا لَهُ الطُعَمُ وَقَالَ الحسَن: القِتال ثَلَاثَة: قتال على كَذَا، وقتال لكذا، وقتال على هَذِه الطُعْمَة يَعْنِي الفَيْء والخَرَاج. وَقَالَ أَبُو سعيد: يُقَال لَك غَثُّ هَذَا وطَعُومُه أَي غَثُه وسَمِينه. وناقةٌ طَعُوم: بهَا طِرْق، وجَزُورٌ طَعُومٌ: سَمِينَة. وَقَالَ ابْن السّكيت عَن الْفراء: جزور طَعُوم وطَعِيم إِذا كَانَت بَين الغَثّة والسمينة. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: مُسْتَطْعم الْفرس: مَا تَحت مَرْسِنِه إِلَى أَطْرَاف جحافله. قَالَ ويستحبُّ للْفرس لُطْفُ مُسْتَطعَمه. وَيُقَال استطعمْت الفرسَ إِذا طلبت جَرْيه. وَأنْشد أَبُو عُبَيْدَة:

تدارَكه سعيٌ وركضُ طِمِرَّة سَبُوحٍ إِذا استطعمتها الجري تَسْبَحُ وَقَالَ النَّضر: أطعمتُ الغُصْن إطعاماً إِذا وصلت بِهِ غصناً من غير شَجَره. وَقد أطعمته فطَعِمَ أَي وصلته بِهِ فَقبل الْوَصْل. وأطعَمتُ عينه قذًى فَطَعَمْتُه. وَيُقَال: طَعِمَ يَطْعَمُ مَطْعَماً وَإنَّهُ لطيبُ المَطْعَم كَقَوْلِك طيّبُ المأكل. ورُوي عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ فِي زَمْزَم: إِنَّه طعَامُ طُعْمٍ وشفاء سُقْمٍ، قَالَ ابْن شُمَيْل: طعامُ طُعْمٍ أَي يَشبع مِنْهُ الْإِنْسَان. وَيُقَال: إِنِّي طاعِم عَن طَعَامكُمْ أَي مستغنٍ عَن طَعَامكُمْ. وَيُقَال: هَذَا الطَّعَام طَعَام طُعْمٍ أَي يَطْعَم مَن أكله أَي يشْبع، وَله جُزْء من الطَّعَام مَا لَا جُزء لَهُ. وَمَا يَطْعَمُ آكل هَذَا الطَّعَام أَي مَا يشْبع. قَالَ: والطُعْمُ أَيْضا: القُدْرَة. يُقَال: طَعِمْتُ عَلَيْهِ أَي قَدَرت عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال أخَذ فلَان بمَطْعَمة فلَان إِذا أَخذ بحَلْقِه يَعْصُره. وَلَا يَقُولُونَهَا إلاّ عِنْد الخَنْق والقتال. والمُطْعَمة: المأدُبة والتطاعم: إِدْخَال الْفَم فِي الْفَم، كَمَا يَفعل الحمامُ عِنْد التَّقْبِيل. وَقَالَ: كَمَا تَطَاعم فِي خضراء ناعمةٍ مُطَوّقان صباحاً بعد تغريدِ ونُهِيَ عَن بيع الثَّمَرَة حَتَّى تُطْعِم أَي تُدْرِك وَتَأْخُذ الطَعْم. طمع: الحَرّاني عَن ابْن السّكيت: رجلٌ طمِعٌ وطَمُعٌ بِمَعْنى واحدٍ. والطَمَع: ضدّ الْيَأْس. وَقَالَ عمر بن الْخطاب: تعلَّمُنَّ أَن الطمع فقر، وَأَن الْيَأْس غنى. وَيُقَال: مَا أطمع فلَانا، على التَّعَجُّب من طَمَعه. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: إِنَّه لَطمُع الرجلُ بضمّ الْمِيم فِي التعجّب؛ كَقَوْلِك: إِنَّه لحسن الرجُلُ. وَرُبمَا قَالُوا: إِنَّه لطَمْعَ الرجُلُ، وَكَذَلِكَ التعجّب فِي كل شَيْء مضمومٌ؛ كَقَوْلِك: لخرُجَت الْمَرْأَة فُلَانَة إِذا كثر خُرُوجهَا، ولقَضُوَا القَاضِي فلَان، وَنَحْو ذَلِك أجمع، إلاّ مَا قَالُوا فِي نِعم وَبئسَ فَإِن الرِّوَايَة جَاءَت فيهمَا بِالْكَسْرِ. وَامْرَأَة مِطماع وَهِي الَّتِي تُطمِعُ وَلَا تمكِّن. والمَطْمَعُ: مَا طَمِعْتَ فِيهِ. وَيُقَال: إِن قَول المخاضعة من الْمَرْأَة المَطْمَعة فِي الْفساد أَي ممَّا يُطمِع ذَا الرِيبة فِيهَا. وَقَالَ اللحياني: أَخذ القومُ أطماعَهُم أَي أَرْزَاقهم، الْوَاحِد طمَعٌ. وفعلتُ ذَاك طَمَاعِيَةً فِي كَذَا مِثال عَلَانيَة أَي طَمَعا فِيهِ. قَالَ الْهُذلِيّ: أما وَالَّذِي مسّحتُ أَرْكَان بَيته طماعِيَةً أَن يغْفر الذنبَ غَافِرُهْ والمُطْمِعُ: الطَّائِر الَّذِي يوضع فِي وسط الشَبَك ليصاد بدلالته الطيورُ. معط: المَعْطُ: الجَذْب. يُقَال ضرب فلَان يَده إِلَى سَيْفه فامتعطه من غِمده، وامتعده إِذا استلّه. ومَعَطَ شعره إِذا نتفه. وَرجل أمْعَط أمْرَط: لَا شَعر على جسده. وذئبٌ أمعط قد امَّرَطَ شَعرُه عَنهُ. وَالْأُنْثَى مَعْطَاء. ولصٌّ أمعَط: يشبّه بالذئب الأمعط لخُبْثه. ولُصُوص مُعْط. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال مَعِطَ الذِّئْب وَلَا يُقَال مَعِطَ شَعره وَقد امَّعَطَ شعره إِذا مَعَطَه الدَّاء. قَالَ: وَيُقَال: إِنَّه لطويل مُمَّعِطُ كَأَنَّهُ قد مُدَّ. قلت: الْمَعْرُوف فِي الطول المُمَّغِط بالغين

أبواب العين والدال

مُعْجمَة، كَذَلِك رَوَاهُ أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي وَلم أسمع مُمَّعطِ بِهَذَا الْمَعْنى لغير اللَّيْث، إِلَّا مَا قرأته فِي كتاب (الاعتقاب) لأبي ترابٍ، قَالَ: سَمِعت أَبَا زيد وَفُلَان بن عبد الله التَّمِيمِي يَقُولَانِ: رجلٌ مُمَّغِط ومُمَّعِط أَي طَوِيل. قلت: وَلَا أبعد أَن يَكُونَا لغتين، كَمَا قَالُوا: لَعَنَّكَ ولَغَنَّك بِمَعْنى لعلّك، والمعَصُ والمَغَصُ: البِيض من الْإِبِل، وسُرُوعٌ وسُرُوغٌ للقُضْبان الرَخْصة. وَقَالَ اللَّيْث: المَعْطُ ضربٌ من النِّكَاح يُقَال: مَعَطها إِذا نَكَحَهَا. وَآل أبي مُعيط فِي قُرَيْش معروفون. وأمعَط: اسْم موضعٍ ذكره الرَّاعِي فِي شعره فَقَالَ: بقاعِ أمْعَطَ بَين السهل والصبرِ ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: من أَسمَاء السَوْءة المَعْطَاء والشَعْراء والدَفْراء. ومَعَطت النَّاقة بِوَلَدِهَا: رَمَتْ بِهِ عِنْد الْولادَة. وَالذِّئْب يكنى أَبَا مُعْطَةَ. ومَعَطَ بهَا ومَرَطَ إِذا خرجت مِنْهُ ريح. وأرضٌ مَعْطَاء: لَا نبت فِيهَا. مطع: قَالَ اللَّيْث: المَطْعُ: ضربٌ من الْأكل بِأَدْنَى الْفَم. يُقَال: هُوَ مَاطِع إِذا كَانَ يَأْكُل بالثنايا وَمَا يَليهَا من مقاديم الْأَسْنَان: وَهُوَ القَضْم أَيْضا. وَقَالَ غَيره: فلَان مَاطِع ناطِع بِمَعْنى واحدٍ. والممطِعَة: الضَرْع الَّتِي تشخُب أطباؤها لَبَناً. (أَبْوَاب الْعين وَالدَّال) ع د ت اسْتعْمل من وجوهها: (عتد) . عتد: قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَئًا} (يُوسُف: 31) أَي هيّأت وأعدّت. وَقَالَ اللَّيْث: العَتَاد: الشَّيْء الَّذِي تُعِدّه لأمرٍ مَا وتهيئُه لَهُ. قَالَ: وَيُقَال: إنّ العُدَّة إِنَّمَا هِيَ العُتْدَةُ، وأعَدّ يُعِدّ إِنَّمَا هُوَ أعتَد يُعْتِد، وَلَكِن أدغمت التَّاء فِي الدَّال. قَالَ: وَأنكر آخَرُونَ فَقَالُوا: اشتقاق أعَدّ من عين ودالين؛ لأَنهم يَقُولُونَ: أعدَدْناه فيُظهرون الدالين. وَأنْشد: أَعدَدْت للحرب صارِماً ذكرا مجرَّب الوقع غير ذِي عَتَبِ وَلم يقل: أعتدت. قلت: وَجَائِز أَن يكون الأَصْل أَعدَدْت ثمَّ قلبت إِحْدَى الدالين تَاء، وَجَائِز أَن يكون عتد بِنَاء على حِدةٍ، وعَدَّ بِنَاء مضاعفاً. وَهَذَا هُوَ الأصوب عِنْدِي. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {قَرِينُهُ هَاذَا مَا لَدَىَّ} (ق: 23) قَالَ بعض المفسّرين: عتِيد أَي حَاضر. وَقَالَ بَعضهم: قريبٌ. وَيُقَال: أعتَدت الشَّيْء فَهُوَ مُعْتَدُ، وعتِيد. وَقد عَتُدَ الشيءُ عَتَادَةً فَهُوَ عتِيد: حَاضر. قَالَه اللَّيْث. قَالَ: وَمن هُنَالك سُمِّيت العَتِيدة الَّتِي فِيهَا طِيب الرجُل وأدهانه. وَقَوله: {قَرِينُهُ هَاذَا مَا لَدَىَّ} فِي رَفعه ثَلَاثَة أوجه عِنْد النَّحْوِيين. أَحدهَا أَنه على إِضْمَار التكرير، كَأَنَّهُ قَالَ: هَذَا مَا لديّ هَذَا عتِيد وَيجوز أَن ترفعه على أَنه خبر بعد خبر، كَمَا تَقول: هَذَا حُلْو حامض. فَيكون الْمَعْنى: هَذَا شَيْء لديّ عتيد. وَيجوز أَن يكون بإضمار هُوَ، كَأَنَّهُ قَالَ: هَذَا مَا لدي هُوَ عتيد والعَتِيدة طَبْل العرائس أُعتِدت تحْتَاج إِلَيْهِ العَرُوس من

باب العين والدال مع التاء

طيب وأداة وبَخُور ومُشْط وَغَيره، أَدخل فِيهَا الْهَاء على مَذْهَب الْأَسْمَاء. وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَدَب الناسَ إِلَى الصَّدَقَة. فَقيل لَهُ: قد مَنَع خَالِد بن الْوَلِيد والعبّاس عمّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أمّا خَالِد فَإِنَّهُم يظْلمُونَ خَالِدا، إنّ خَالِدا جعل رَقيقه وأعْتُدَه حُبُساً فِي سَبِيل الله. وأمّا الْعَبَّاس فَإِنَّهَا عَلَيْهِ ومثلُها مَعَه. والأعتُدُ يجمع العَتَاد: وَهُوَ مَا أعدّه الرجل من السِّلَاح والدوابّ والآلة للْجِهَاد. وَيجمع أعتِدَةً أَيْضا. وَيُقَال: فرسٌ عَتِدٌ وعَتَدٌ وَهُوَ المُعَدّ للرُّكُوب. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: راحوا بصائرُهُم على أكتافهم وبصيرتي يعدو بهَا عَتِدٌ وَأي وَسمعت أَبَا بكر الْإِيَادِي يَقُول: سَمِعت شمراً يَقُول: فرسٌ عَتِدٌ وعَتَدٌ: مُعَدٌّ مُعْتَدٌ؛ وهما لُغَتَانِ. وَقَالَ ابْن السّكيت: فرسٌ عتِد وعَتَد وَهُوَ الشَّديد التامّ الخَلْق المُعَدّ للجري. قَالَ وَمثله رجل سبِطٌ وسَبَطٌ وشَعَر رَجِل ورَجَلٌ وثغْر رَتِل ورَتَل أَي مفلّج. أَبُو عبيد عَن أبي زيد قَالَ: العَتُود من أَوْلَاد الْمعز: مَا رَعَى وقَوي وَجمعه أعتِدَة وعِدَّان، وَأَصله عِتْدَان، إلاّ أَنه أدغم قَالَ: وَهُوَ العَرِيض أَيْضا. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: إِذا أجذع الجَدْيُ أَو العَنَاق سمِّي عَرِيضاً وعَتُوداً. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: ولد المِعْزَى إِذا أجذع فَهُوَ عَرِيض، فَإِذا أثْنَى فَهُوَ عَتُود. وَقَالَ اللَّيْث: العَتُود: الجَدْي إِذا استَكْرَش. وَيُقَال: بل هُوَ إِذا بلغ السِفَاد والجميع العِدان. وَثَلَاثَة أعتِدَة. وأصل عِدّان عِتْدَان. وَأنْشد أَبُو زيد: وَاذْكُر غُدَانَة عِدّاناً مُزَنَّمَةً من الحَبَلَّقِ تُبْنَى حولهَا الصِّيَرُ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العَتَاد: القَدَح وَهُوَ العَسْف والصَحْن. وَقَالَ شمر: أَنْشدني أَبُو عدنان وَذكر أنّ أَعْرَابِيًا من بني العنبر أنْشدهُ هَذِه الأرجوزة: يَا حَمْزَ هَل شَبِعْتَ من هَذَا الخَبَطْ أم أَنْت فِي شكَ فَهَذَا مُنْتَقَدْ صَقْبٌ جسيمٌ وشديدُ المعتَمَدْ يَعْلُو بِهِ كل عَتُودٍ ذاتَ وَدْ عروقها فِي الْبَحْر يعمى بالزَبَدْ قَالَ العَتود السِدْرة أَو الطَلْحة قَالَ: عَتْوَد على بِنَاء جَهْور: مأسدة. قَالَ ابْن مقبل: جُلُوسًا بِهِ الشمّ العجافُ كَأَنَّهُمْ أسود تَبْرجٍ أَو أسودٌ بعتودا (بَاب الْعين وَالدَّال مَعَ التَّاء) ع د ت دعت: سقط من النُّسْخَة. وَقد ذكره ابْن دُرَيْد فَقَالَ: الدَعْت: الدّفع العنيف. دَعَته يدعَته دَعْتاً، بِالدَّال والذال. ع د ظ اسْتعْمل من وجوهها: (دعظ) . دعظ: قَالَ اللَّيْث: الدَعْظُ: إِيعَاب الذّكر كُله فِي فرج الْمَرْأَة يُقَال دَعَظَها بِهِ، ودعظه فِيهَا إِذا أدخلهُ كلّه فِيهَا. وَقَالَ ابْن السّكيت فِي (الْأَلْفَاظ) إِن صحّ لَهُ

باب العين والدال مع الثاء

الدِعْظاية الْقصير. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر من هَذَا الْكتاب: وَمن الرِّجَال الدِعْظَاية، وَقَالَ أَبُو عَمْرو الدِعْكَاية وهما الْكثير اللَّحْم، طالا أَو قصُرا. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: الجعْظَاية بِهَذَا الْمَعْنى. ع د ذ أهملت وجوهه. (بَاب الْعين وَالدَّال مَعَ الثَّاء) ع د ث دعث، عدث، ثعد، دثع. (مستعملات) . دعث: أَبُو عبيد عَن الأُمويّ: أول المَرَض الدَعْثُ، وَقد دُعِثَ الرجل. وَقَالَ شمر: قَالَ محاربٌ: الدَعْثُ تدقيقك التُّرَاب على وَجه الأَرْض بالقَدَم أَو بِالْيَدِ أَو غير ذَلِك، تَدْعَثُهُ دَعْثاً. قَالَ وكل شَيْء وَطِيء عَلَيْهِ فقد اندَعث ومَدَرٌ مَدْعُوثٌ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ: الدَعْث: بقيّة المَاء. وَأنْشد: ومنهَلٍ ناءٍ صُوَاه دَارِسِ وَرَرْتُهُ بِذُبَّل خوامِسِ فاسْتَفْنَ دِعْثاً بَالِدَ المَكَارِسِ دَلَّيْتُ دلوي فِي صَرًى مُشَاوِسِ المَكَارِسِ مَوَاضِع الكِرْس والدِمْن. قَالَ: المُشاوِس، الَّذِي لَا يكَاد يُرى من قِلَّتِه، بَالِد المكارِس قديم الدِمْن. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الدِعْثُ والدِئْثُ: الذَحْل. عدث: عُدْثان: اسمٌ. قَالَ ابْن دُرَيْد فِي كتاب (الِاشْتِقَاق) لَهُ: العَدْث سهولة الخُلُق، وَبِه سُمِّي الرجل عُدْثَان. دثع: قَالَ ابْن دُرَيْد: الدَثْع الوَطْء الشَّديد، لُغَة يمانيَة. قَالَ: والدَّعْثُ: الأَرْض السهلة. وَيُقَال: الدَّعْث والدَثْع وَاحِد. قلت: أَرْجُو أَن يكون مَا قَالَ أَبُو بكر مَحْفُوظًا، وَلَا أحُقّه يَقِيناً. ثعد: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: إِذا دخل البُسْرَة الإرطابُ وَهِي صُلبة لم تنهضم بعد فَهِيَ جُمْسَة، فَإِذا لانت فَهِيَ ثَعْدَة وَجَمعهَا ثَعْدٌ. (بَاب الْعين وَالدَّال مَعَ الرَّاء) (ع د ر) عدر، عرد، ردع، رعد، درع، دعر: مستعملات. عدر: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: العَدَّار: المَلاَّح. قَالَ: والعَدَر: القِيلَة الْكَبِيرَة. قلت: أَرَادَ بالقِيلة الأدَر، وكأنّ الْهمزَة قُلبت عينا فَقيل: عَدِرَ عَدَراً، وَالْأَصْل: أدِرَ أدَراً. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: العُدْرَة الجُرْأة والإقدام وَقد سَمّت الْعَرَب عُدَاراً. وَقَالَ اللَّيْث: العَدْرُ: المَطَر الْكثير. وأرضٌ معدورة ممطورة ونحوَ ذَلِك. قَالَ شمر: قَالَ: وعَنْدَرَ الْمَطَر فَهُوَ مُعندِرٌ. وَأنْشد: مُهْدَودراً مُعَنْدراً جُفَالا عَمْرو عَن أَبِيه: العادِر الكذّاب. قَالَ: وَهُوَ العاثِر أَيْضا. عرد: اللَّيْث: العَرْدُ: الشَّديد من كل شَيْء الصُلْب المنتصب. يُقَال: إِنَّه لعَرْد مَغْرِزِ العُنق. وَقَالَ العجّاج: عَرْدَ التراقي حَشْوَراً مُعَقْرَباً

وَيُقَال: قد عَرَدَ النابُ يَعْرِدُ عُرُوداً إِذا خرج كُله واشتدّ وانتصب، قَالَه أَبُو عَمْرو. وعَرَدَ الشّجر عُرُوداً ونَجَم نُجُوماً أوّلَ مَا يَطْلُع. وَقَالَ العجّاج: وعُنقاً عَرْداً ورَأْساً مِرْأَسَا وَقَالَ الْأَصْمَعِي: عَرْداً: غليظاً، مِرْأَساً: مِصَكًّا للرؤوس. قَالَ: وَعَرَدَتْ أنيابُ الْجمل إِذا غَلُظت واشتدّت. قَالَ ذُو الرمة: يُصَعِّدْنَ رُقشاً بَين عُوج كَأَنَّهَا زِجَاجُ القَنَا مِنْهَا نَجِيمٌ وعَارِدُ وَقَالَ فِي (النَّوَادِر) : عَرَدَ الشَجَرُ وَأَعْرَدَ إِذا غَلُظ وكَبُر. الفرّاء: رمحٌ متَلٌّ ورمحٌ عُرُدٌّ وَوَتَرٌ عُرُدٌّ. وَأنْشد: والقوس فِيهَا وَتَر عُرُدٌّ مِثْلُ ذِرَاع البَكْر أَو أشَدُّ ويروى: مثل ذِرَاع البَكْر. شبّه الْوتر بِذِرَاع الْبَعِير فِي توتّره. وَقَالَ ابْن بُزُرْجَ: إِنَّه لقويٌّ عُرُدٌّ شَدِيد. قَالَ: والعَارِد: المُنْتَبِذُ. وَأنْشد: ترى شؤون رَأسه العَوَارِدَا أَي منتبِذة بعضُها من بعض. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: العَرَادَة: شَجَرَة صُلْبة العُود. وَجَمعهَا عَرَاد. وَأَخْبرنِي مُحَمَّد بن إِسْحَاق السعديّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: تَقول الْعَرَب: قيل للضَبِّ: وِرْداً وِرْداً، فَقَالَ: أصبح قلبِي صَرِداً لَا يَشْتَهِي أَن يَردا إلاَّ عِرَاداً عَرِدَا وَعَنْكَثاً مُلتبِدَا وصلِّياناً بَرِدَا قَالَ: وعَرَادَ: نَبْت عَرِد صُلبٌ منتصبٌ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: العَرَاد: نبت، واحدته عَرَادة. وَبِه سُمّي الرجل. وَقَالَ اللَّيْث: العَرَادَة: نَبْت طيّب الرّيح. قلت: قد رَأَيْت العَرادَة فِي الْبَادِيَة، وَهِي صُلْبة العُود منتشرة الأغصان وَلَا رَائِحَة لَهَا. وَالَّذِي أَرَادَ اللَّيْث العَرادة فِيمَا أَحسب، فَإِنَّهَا بَهَار البَرّ. أَبُو عبيد: عَرَّدَ الرجل عَن قِرْنه إِذا أحجم ونَكَل. قَالَ: والتعريد: الفِرار. وَقَالَ اللَّيْث: التعريد: سرعَة الذّهاب فِي الْهَزِيمَة. وَأنْشد لبَعْضهِم: لما استباحُوا عَبدَ رَبَّ وَعرَّدَت بِأبي نَعَامة أمُّ رَأْلٍ خَيْفَق يذكر هزيمَة أبي نعَامَة الْحَرُوريّ قطري. وَقَالَ أَبُو نصر: عَرّدَ السهْمُ تعريداً إِذا نَفَذ من الرَمِيَّة. وَقَالَ سَاعِدَة الهُذَليّ: فجالت وخالت أَنه لم يَقع بهَا وَقد خَلّهَا قِدِحٌ صَويبٌ مُعَرِّدُ مُعَرِّدٌ أَي نَافِذ، خَلَّها أَي دخل فِيهَا، صَويبٌ: صائبٌ قاصِد. وعَرَّدَ النَّجْم إِذا مَال للغروب بعد مَا يُكبّد السَّمَاء؛ قَالَ ذُو الرمّة: وهَمَّت الجوزاء بالتعريد وَقَالَ اللَّيْث: العَرَادَة: الجَرَادة الْأُنْثَى. والعَرَّادَة: شِبْه مَنْجَنيق صَغِير. والجميع العَرَّدَات. ونِيقٌ مُعَرِّدٌ: مُرْتَفع طَوِيل. وَقَالَ الفرزدق: فَإِنِّي وإيّاكم ومَن فِي حبالكم كمن حَبْله فِي رَأس نِيق مُعَرِّدِ

وَقَالَ شمر فِي قَول الرَّاعِي: بأطيَبَ من ثَوْبَيْنِ تأوي إِلَيْهِمَا سُعَادُ إِذا نجم السماكين عَرَّدَا أَي ارْتَفع. وَقَالَ أَيْضا: فجَاء بأشوال إِلَى أهل خُبَّةٍ طُرُوقاً وَقد أقعى سُهَيْل فَعَرَّدا قَالَ: أقعى: ارْتَفع ثمَّ لم يبرح. وَيُقَال: قد عَرَّد فلَان بحاجتنا إِذا لم يقضها. وَقَالَ اللَّيْث وَغَيره: العَرْد الذَكَر إِذا انْتَشَر واتمهَلَّ وصَلُبَ. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي عَرِد الرجل إِذا هرب. وعَرِد إِذا قوِي جِسْمه بعد الْمَرَض. درع: الدِرْع دِرْعُ الْمَرْأَة مذكّر. ودِرْع الْحَدِيد تؤنّث. وتصغيرهما مَعًا دُرَيْع بِغَيْر هَاء. ابْن السّكيت: هِيَ دِرْع الْحَدِيد وَالْجمع الْقَلِيل أدْرُع وأدراع. فَإِذا كثرتْ فَهِيَ الدروع، وَهُوَ دِرع الْمَرْأَة لقميصها وَجمعه أَدْرَاع. ورجلٌ دَارِع عَلَيْهِ دِرْع. وَقَالَ اللَّيْث: ادَّرَع الرجل وتَدَرَّعَ إِذا لبِس الدِرْع. والدُرَّاعَة: ضربٌ من الثِّيَاب الَّتِي تُلبس. والمِدْرَعة ضربٌ آخر، وَلَا تكون إلاّ من صوفٍ. فرّقوا بَين أَسمَاء الدِرع والدُرَّاعة والمِدْرَعة لاختلافها فِي الصَّنْعَة؛ إِرَادَة الإيجاز فِي الْمنطق. قَالَ وَيُقَال: لصُفَّة الرَحْل إِذا بدا مِنْهَا رَأْسا الواسِط والآخِرة: مُدَرَّعَة. أَبُو عبيد عَن أبي زيد فِي شِيات الْغنم من الضَّأْن: إِذا اسودّت العُنُق من النعجة فَهِيَ دَرْعَاء. وَقَالَ اللَّيْث: الدَرَع فِي الشَّاة: بَيَاض فِي صدرها ونحرها وَسَوَاد فِي الْفَخْذ. قَالَ: والليالي الدُرَعُ هِيَ الَّتِي يَطْلُع الْقَمَر فِيهَا عِنْد وَجه الصُّبْح وسائرها أسود مظلم. وَقَالَ أَبُو سعيد: شَاة دَرْعاء: مُخْتَلفَة اللَّوْن. وَقَالَ ابْن شُمَيْل الدَرْعاء: السَّوْدَاء غير أَن عُنُقهَا أَبيض، والحمراء وعنقها أَبيض فَتلك الدرعاء. قَالَ: وَإِن ابيضّ رَأسهَا مَعَ عُنقها فَهِيَ دَرْعاء أَيْضا. قلت: وَالْقَوْل مَا قَالَ أَبُو زيد. سُمِّيت دَرْعَاء إِذا اسودّ مُقَدّمها تَشْبِيها بالليالي الدُرع، وَهِي لَيْلَة سِتّ عشرَة وَسبع عشرَة وثمانيَ عشرَة اسودّتْ أوائلها وابيضّ سائرها فسُمِّينَ دُرَعاً لم يخْتَلف فِيهَا قَول الْأَصْمَعِي وَأبي زيد وَابْن شُمَيْل. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن المبرّد عَن الرياشي عَن الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ فِي ليَالِي الشَّهْر بعد اللَّيَالِي الْبيض: وَثَلَاث دُرَع. وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو عبيد غير أَنه قَالَ: الْقيَاس: دُرْعٌ جمع دَرْعَاء. فَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم فِيمَا أفادني عَنهُ الْمُنْذِرِيّ: ثَلَاث دُرَعٌ، وَثَلَاث ظُلَم جمع دُرْعَة وظُلْمَة لَا جمع دَرْعَاء وظلماء. قلت: هَذَا صَحِيح وَهُوَ الْقيَاس. وروى أَبُو حَاتِم عَن أبي عُبَيْدَة أَنه قَالَ: اللَّيَالِي الدُرْع هِيَ السود الصُّدُور الْبيض الأعجاز من آخر الشَّهْر، والبِيض الصُّدُور السود الأعجاز من أول الشَّهْر. وَكَذَلِكَ غَنَم دُرْعٌ للبيض المآخير السُّود المقاديم، أَو السود المآخير الْبيض المقاديم. قَالَ: وَالْوَاحد من الْغنم والليالي دَرْعَاء، وَالذكر أدرع. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: ولغة أُخْرَى: ليالٍ دُرَع بِفَتْح الرَّاء الْوَاحِدَة دُرْعَة. قَالَ أَبُو حَاتِم: وَلم أسمع ذَلِك من غير أبي

عُبَيْدَة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: مَاء مُتَدرّع إِذا أُكل مَا حوله من المرعى فتباعد قَلِيلا وَهُوَ دون المُطْلِب. وَقَالَ الهُجَيْمِي: أدرَعَ القومُ إدرَاعاً، وهم فِي دُرْعَةٍ إِذا حَسَر كلؤهم عَن حوالَيْ مِيَاههمْ. ونحوَ ذَلِك قَالَ ابْن شُمَيْل. قَالَ وَإِذا جاوزْت النّصْف من الشَّهْر فقد أدْرَع، وإدراعُه: سَواد أوّله. وَقَالَ ابْن بُزُرْجَ: يُقَال للهجين إِنَّه لمعَلهَجٌ وَإنَّهُ لأدْرع. قَالَ شمر وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَابْن الْأَعرَابِي: يُقَال دَرَعَ فِي عُنُقه حبلاً ثمَّ اختنق. قلت: وأقرأني الْإِيَادِي لأبي عبيد عَن الْأمَوِي: التذريع بِالذَّالِ الخنقُ، وَقد ذَرَّعَه إِذا خنقه. قلت: وَأما شمر فَإِنَّهُ روى لأبي عُبَيْدَة وَابْن الْأَعرَابِي: ذَرَع فِي عُنُقه حبلاً ثمَّ اختنق، بِالذَّالِ. أَبُو عبيد: الاندرَاع التَّقَدُّم. وَأنْشد للقطامي: أمامَ الْخَيل تندرع اندراعَا قَالَ أَبُو زيد: ذرَّعته تذريعاً إِذا جعلت عُنقه ثِنْيَ ذراعك وعضدك فخنقته، وَهُوَ الصَّوَاب. وَقَالَ غَيره: اندرأ يفعل كَذَا وَكَذَا واندرع أَي انْدفع. وَأنْشد: واندرعت كلُّ علاَة عَنْس تَدَرُّعَ اللَّيْل إِذا مَا يُمسِي وَحكى شَمِر عَن القزمُليّ قَالَ: الدِرع: ثوبٌ تجوب الْمَرْأَة وَسَطه، وَتجْعَل لَهُ يدين وتخيط فرجيه، فَذَلِك الدِرْع. ودُرِّعَت الصبيّةُ إِذا أُلبست الدِرع. ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: دُرِعَ الزرعُ إِذا أُكل بعضه. وَقَالَ بعض الْأَعْرَاب: عُشْبٌ دَرِعٌ نَزَع ونَمِغٌ وذَمِطٌ ووَلخٌ إِذا كَانَ غَضًّا. وادَّرَعَ فلَان الليلَ إِذا دخل فِي ظلمته ليسري وَالْأَصْل فِيهِ ادترع كَأَنَّهُ لَيْسَ ظلمَة اللَّيْل فاستتر بِهِ. دعر: قَالَ شمر: العُود النَخِر الَّذِي إِذا وضع على النَّار لم يَسْتوقد ودَخِن فَهُوَ دُعَرٌ وَأنْشد لِابْنِ مقبل: باتت حَوَاطِبُ ليلى يلتمسن لَهَا جَزْل الجِذَى غير خَوَّارٍ وَلَا دُعَرِ قَالَ: وحَكى أَبُو عدنان عَن أبي مَالك: هَذَا زَنْد دُعَر، وَهُوَ الَّذِي لَا يورِي وَأنْشد: مُؤْتَشِبٌ يكبو بِهِ زَنْد دُعَرْ وَقَالَ ابْن كَثْوَةَ: الدُعَر من الْحَطب الْبَالِي وَهُوَ الدَعِر أَيْضا. وَقَالَ اللَّيْث: الدُعَر: مَا احْتَرَقَ من الْحَطب فطَفِىء قبل أَن يشتدّ احتراقه. والواحدة دُعَرَة. وَهُوَ من الزِّنَاد: مَا قد قُدِحَ بِهِ مرَارًا حَتَّى احْتَرَقَ طَرَفه فَصَارَ دُعَراً لَا يُورِي. قَالَ والدَعَارَة: مصدر الداعر، وَهُوَ الْخَبيث الْفَاجِر. قلت: وَسمعت الْعَرَب تَقول لكل حطبٍ يُعَثِّنُ إِذا استُوقِد بِهِ دُعَرٌ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: دَعِرَ الرجلُ دَعَراً إِذا كَانَ يسرق ويزني ويؤذي النَّاس وَهُوَ الدَاعِر. وَقَالَ أَبُو المِنْهال: سَأَلت أَبَا زيد عَن شَيْء فَقَالَ: مَالك وَلِهَذَا هَذَا كَلَام المَدَاعِير. وَيُقَال للنخلة إِذا لم تقبل اللِقَاح: نَخْلَة داعِرة ونخيل مَدَاعِير، فتزاد تلقيحاً وتبخّق. قَالَ: وتبخيقها، أَن تُوطأ عُسُفُهَا حَتَّى تسترخي، فَذَلِك دواؤها. ثَعْلَب عَن

ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للون الْفِيل: المُدَعَّر. قَالَ ثَعْلَب والمُدعّر: اللَّوْن الْقَبِيح من جَمِيع الْحَيَوَان. والدّعَّار المُفْسِد. ردع: أَبُو عبيد عَن الأصْمَعي الرُدَاع الوجع: فِي الْجَسَد وأنشدنا: فواحزَنَا وعاودني رُدَاعِي وَقَالَ الْأَصْمَعِي: المرتدِع من السِّهَام: الَّذِي إِذا أصَاب الهَدَف انفضح عودُه. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: رُدِعَ إِذا نُكِس فِي مَرضه. وَقَالَ كُثَير: وَإِنِّي على ذَاك التجلّد إِنَّنِي مُسِرّ هُيَامٍ يَسْتَبِلّ وَيُرْدَعُ وَقَالَ أَبُو الْعِيَال الهذليّ: ذكرت أخي فعاودني رُدَاع السُقْم والوصبُ الرُدَاع: النُكْس، قد ارتدع فِي مَرضه. وَفِي حَدِيث عمر بن الْخطاب أَن رجلا أَتَاهُ فَقَالَ لَهُ: إِنِّي رميت ظَبْيًا محرما فَأَصَبْت خُشَشَاءَهُ فَركب رَدْعَه فأسِنَ فَمَاتَ. قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله ركب رَدْعَه يَعْنِي أَنه سقط على رَأسه. قَالَ وَإِنَّمَا أَرَادَ بالرَدْع: الذَّم، شبّهه برَدْع الزَّعْفَرَان. وركوبُه إِيَّاه: أَن الدَّم سَالَ فخَرّ الظبيُ عَلَيْهِ صَرِيعًا، فَهَذَا معنى قَوْله: ركب رَدْعَه. وَقَالَ أَبُو عبيد: لَيْسَ يُعرف مَا ذكر أَبُو عبيد، ولكنّ الرَدْع العُنُق، رُدِعَ بِالدَّمِ أَو لم يُرْدَع. يُقَال: اضْرِب رَدْعَهُ كَمَا يُقَال اضْرِب كَرْدَهُ. قَالَ وسُمِّي العُنُق رَدْعاً لِأَنَّهُ بهَا يَرتدع كلُّ ذِي عُنُقٍ من الْخَيل وَغَيرهَا. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: ركب رَدْعَهُ إِذا وَقع على وَجهه، وَركب كُسْأَه إِذا وَقع على قَفاهُ. قَالَ شمر: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِي قَوْلهم: ركب رَدْعَه أَي خرّ صَرِيعًا لوجهه، غير أَنه كلّما همّ بالنهوض ركب مقاديمه. وَقَالَ أَبُو دُوَادٍ: فعلّ وأنهل مِنْها السنا نَ يركبُ مِنْهَا الرَدِيعُ الظِلاَلاَ قَالَ: والرَدِيع: الصريع يركب ظِلّه. وَقَالَ شمر: الرَدْعُ على أَرْبَعَة أوجه: الرَدْعُ: الكَفّ. رَدَعته: كففته. والرَدْع: اللَطْخ بالزعفران. وَركب رَدْعَه: مقاديمه وعَلى مَا سَالَ من دَمه والرَدْع: رَدع النَصْل فِي السهْم، وَهُوَ تركيبه وضربك إيَّاه بِحجر أَو غَيره حَتَّى يدْخل. وَقيل: ركب رَدْعَه إِن الرَدْع كلّ مَا أصَاب الأَرْض من الصريع حِين يَهْوي إِلَيْهَا، فَمَا مَسّ الأَرْض مِنْهُ أَولا فَهُوَ الرَّدْع، أيّ أقطاره كَانَ. قَالَ: وَيُقَال رُدِعَ بفلان أَي صُرِع، وَأخذ فلَانا فَرَدَعَ بِهِ الأَرْض إِذا ضَرَبَ بِهِ الأَرْض. وَيُقَال: رَدَع الرجل الْمَرْأَة إِذا وَطئهَا. وَقَالَ اللَّيْث: الرَدْعُ: أَن تردَعَ ثوبا بِطيب أَو زعفران، كَمَا تردَع الجاريةُ صَدْرَ جَيْبها بالزعفران بملء كفّها. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: حُوراً يُعَلّلْنَ العَبِيرَ رَوَادِعاً كَمَهَا الشقائق أَو ظِبَاء سَلاَمِ

السلاَم: الشّجر. وَأما قَول ابْن مقبل: يجْرِي بديبَاجَتَيْه الرشح مُرْتَدِعُ فَفِيهِ قَولَانِ. قَالَ بَعضهم: منصبغ بالعَرَق الْأسود، كَمَا يُرْدَع الثوبُ بالزعفران. وَقَالَ خَالِد: مُرْتدِع قد انْتَهَت سِنّه. يُقَال قد ارتدع الْجمل إِذا انْتَهَت سِنّه. وأقرأني الْمُنْذِرِيّ لأبي عبيد فِيمَا قَرَأَ على أبي الْهَيْثَم الرديع الأحمق بِالْعينِ غير مُعْجمَة. وَأما الْإِيَادِي فَإِنَّهُ أَقْرَأَنِيهِ عَن شمر: الردِيغ بالغين مُعْجمَة. قلت: وَكِلَاهُمَا عِنْدِي من نعت الأحمق. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال خَرّ فِي بِئْر فَركب رَدْعه إِذا هَوَى فِيهَا. وَركب فلَان رَدْع المَنِيَّة. قَالَ والرَدْع: مقاديم الْإِنْسَان إِذا كَانَت فِي ذَلِك منيّته. وَأنْشد قَول الْأَعْشَى فِي رَدْع الزَّعْفَرَان وَهُوَ لَطْخه: ورَادعَة بالطيب صفراء عِنْدهَا لجسّ الندامى فِي يَد الدرْع مُفْتَقُ وَقيل ركب رَدْعَه إِذا رُدِع فَلم يرتدع، كَمَا يُقَال: ركب النَّهْيَ. عَمْرو عَن أَبِيه: المِردَع: الرجل الَّذِي يمْضِي فِي حَاجته فَيرجع خائباً، والمِرْدَع: السهْم الَّذِي يكون فِي فُوقه ضِيق، فيُدقّ فُوقُه حَتَّى يتفتَّح. قَالَ: وَيُقَال فِيهِ كُله بالغين، قَالَ والرَّدْع: الدقّ بِالْحجرِ. والمِرْدَع الكَسْلان من الملاحين. رعد: قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ} (الرّعد: 13) . قَالَ ابْن عَبَّاس: الرَعْد: مَلَك يَسُوق السَّحَاب، كَمَا يَسُوق الْحَادِي الْإِبِل بحُدَائه. وَسُئِلَ وهب بن منبِّه عَن الرَّعْد فَقَالَ: الله أعلم. وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: قَالَ اللغويون: الرَّعْد: صَوت السَّحَاب والبَرْق ضوء وَنور يكونَانِ مَعَ السَّحَاب. قَالُوا: وَقَول الله عز وَجل: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلْائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ} (الرّعد: 13) ذِكْره الْمَلَائِكَة بعد الرَّعْد يدل على أَن الرَّعْد لَيْسَ بمَلَك. وَقَالَ: الَّذين قَالُوا: الرَّعْد ملك: ذكر الْمَلَائِكَة بعد الرَّعْد وَهُوَ من الْمَلَائِكَة كَمَا يذكر الْجِنْس بعد النَّوْع. وَقَالَ عِكْرِمة وَطَاوُس وَمُجاهد وَأَبُو صَالح وَأَصْحَاب ابْن عَبَّاس: الرَعْد: مَلَكٌ يَسُوق السَّحَاب، وَسُئِلَ عليّ عَن الرَّعْد فَقَالَ: مَلك، وَعَن الْبَرْق فَقَالَ: مَخَاريق بأيدي الْمَلَائِكَة من حَدِيد. وَقَالَ اللَّيْث: الرَعْد: مَلَك اسْمه الرَعْد يَسُوق السَّحَاب بالتسبيح، قَالَ ومِن صَوته اشتُقّ فِعل رَعَدَ يَرعُدُ، وَمِنْه الرِعْدَة والارتعاد. قَالَ: ورجلٌ رِعْدِيد: جَبَان. قَالَ وكل شَيْء يترجرج من نَحْو القَرِيس فَهُوَ يَتَرعدَد كَمَا تترعدَد الأَلْية. وَأنْشد للعجَّاج: فَهِيَ كرعديد الكَثِيب الأَهْيَم وَقَالَ الْأَخْفَش: أهل الْبَادِيَة يَزْعمُونَ أَن الرَعد هُوَ صَوت السَّحَاب. وَالْفُقَهَاء يَزْعمُونَ أَنه مَلَك.

باب العين والدال مع اللام

أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: يُقَال: رَعدَت السَّمَاء وبرقَتْ، وَرعد لَهُ وبَرَق لَهُ إِذا أوعده. وَلَا يُجِيز أَرْعَد وَلَا أبرق فِي الْوَعيد وَلَا فِي السَّمَاء. وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة يَقُول: رَعَد وأَرْعدَ وبَرَقَ وأَبْرَقَ بِمَعْنى واحدٍ، ويحتجّ بقول الكُمَيت: أَبْرِق وأرعد يَا يزي د فَمَا وعِيدُك لي بضائرْ وَلم يكن الْأَصْمَعِي يحْتَج بِشعر الكُمَيت. وَقَالَ الفرَّاء: رَعَدت السَّمَاء وبرَقَت، رَعداً ورُعوداً وبَرْقاً وبُرُوقاً، بِغَيْر ألف. قَالَ: وَيُقَال للْمَرْأَة إِذا تزيَّنتْ وتهيّأتْ: أبرَقَتْ. قَالَ: وَيُقَال للسماء المنتظَرة إِذا كثر الرَّعْد والبرق قبل الْمَطَر: قد أرعدت وأبرقت، وَيُقَال فِي كُله: رَعدَتْ وبَرَقَتْ. قَالَ: وَإذا أوعدَ الرَجل قيل: قد أرْعدَ وَأَبْرَقَ، وَرَعَدَ وَبَرقَ. وَقَالَ ابْن أَحْمَر: فابْرُقْ بأرضِك مَا بدا لَك وارْعُدِ وَقَالَ النَّضر: جَارِيَة رِعْدِيدة: تارّة ناعمة، وجَوَارٍ رَعَادِيد. أَبُو عبيد عَن الْفراء: فِي الطَّعَام رُعَيْدَاء مَمْدُود وَهُوَ مَا يُرْمَى بِهِ إِذا نُقِّيَ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: كثيب مُرْعَد أَي مُنْهَال وَقد أُرعِد إرعَاداً وَأنْشد: وكفل يرتجّ تَحت المِجْسَدِ كالدِعْصِ بَين المُهُدَات المُرْعَدِ أَي مَا تمهّد من الرمل. ورجلٌ رِعديد إِذا كَانَ جَبَاناً. ورعشِيش مثله. وجمعهما الرعاديد والرعاشيش. وَهُوَ يرتعد ويرتعش. (بَاب الْعين وَالدَّال مَعَ اللَّام) (ع د ل) عدل، علد، دلع، دعل: مستعملة. عدل: قَالَ الله جلّ وعزّ: {أَو عَدْلُ ذالِكَ صِيَاماً} (المَائدة: 95) . قَالَ الْفراء: العَدْل: مَا عَادلَ الشَّيْء من غير جنسِه. والعِدْل: المِثل، مثل المِحْمَل وَذَلِكَ أَن تَقول: عِنْدِي عِدْلُ غلامك وعِدْل شَاتك إِذا كَانَت شاةٌ تعدِل شَاة أَو غُلَام يَعدل غُلَاما. فَإِذا أردْت قِيمَته من غير جنسه نصبت الْعين فَقلت: عَدْل. وَرُبمَا قَالَ بعض الْعَرَب: عِدلُه، وَكَأَنَّهُ مِنْهُم غلط؛ لتقارب معنى العَدْل من العِدْل. وَقد اجْتَمعُوا على أنّ وَاحِد الأعدال عِدْلٌ. قَالَ ونُصب قَوْله (صياما) على التَّفْسِير، كَأَنَّهُ: عَدلُ ذَلِك من الصّيام، وَكَذَلِكَ قَوْله: {مِّلْءُ الاَْرْضِ ذَهَبًا} (آل عِمرَان: 91) أَخْبرنِي بِجَمِيعِ ذَلِك الْمُنْذِرِيّ عَن أبي طَالب عَن أَبِيه عَن الْفراء. وَقَالَ الزجّاج: العَدلُ والعِدْل وَاحِد فِي معنى المِثْل. قَالَ: وَالْمعْنَى وَاحِد، كَانَ المِثلُ من الْجِنْس أَو من غير الْجِنْس. قَالَ أَبُو إِسْحَاق: وَلم يَقُولُوا: إِن الْعَرَب غلِطت. وَلَيْسَ إِذا أَخطَأ مخطىء وَجب أَن يَقُول: إِن بعض الْعَرَب غلِط. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العَدْلُ: الاسْتقَامَة. وَقَالَ

عَدْلُ الشَّيْء وعِدْلُه سَوَاء أَي مثله. قَالَ وَأَخْبرنِي ابْن فهم عَن مُحَمَّد بن سلاّم عَن يُونُس قَالَ: العَدْلُ: الفِدء فِي قَوْله جلّ وعزّ: {وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَآ} (الْأَنْعَام: 70) . قَالَ وَسمعت أَبَا الْهَيْثَم يَقُول: العِدْلُ: المِثل: هَذَا عدله: والعَدْلُ: القِيمة يُقَال: خُذ عَدْله مِنْهُ كَذَا وَكَذَا أَي قِيمَته. قَالَ: وَيُقَال لكلّ من لم يكن مُسْتَقِيمًا: حَدْلٌ وضدّه عَدْلٌ. يُقَال: هَذَا قَضَاء عَدْلٌ غير حَدْلٍ. قَالَ والعِدْلُ: اسْم حِمْل مَعدُولٍ بِحمْل أَي مُسَوًّى بِهِ. والعَدْل: تقويمك الشَّيْء بالشَّيْء من غير جنسه حَتَّى تَجْعَلهُ لَهُ مِثلاً. وَقَول الله جلّ وعزّ: {بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُواْ ذَوَى عَدْلٍ} (الطَّلَاق: 2) . قَالَ سعيد بن المسيّب: ذَوَيْ عقل. وَقَالَ إِبْرَاهِيم: العَدْل الَّذِي لم تظهر مِنْهُ رِيبَة. وَكتب عبد الْملك إِلَى سَعيد بن جُبَير يسْأَله عَن العَدْل، فَأَجَابَهُ: إِن العَدْل على أَرْبَعَة أنحاء: العَدْل فِي الحكم: قَالَ الله تَعَالَى: {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ} (النِّسَاء: 58) والعَدل فِي القَوْل؛ قَالَ الله تَعَالَى: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ} (الْأَنْعَام: 152) . والعَدل: الفِدْية؛ قَالَ الله: {وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ} (البَقَرَة: 123) . والعَدْل فِي الْإِشْرَاك قَالَ الله جلّ وعزّ: {ثْمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} (الأنعَام: 1) . وأمّا قَوْله جلّ وعزّ: {وَلَن تَسْتَطِيعُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَآءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ} (النِّساء: 129) . قَالَ عَبِيدة السَلْماني والضحَّاك: فِي الحُبّ وَالْجِمَاع. وَقَوله سُبْحَانَهُ: {وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَآ} (الأنعَام: 70) كَانَ أَبُو عُبَيْدَة يَقُول مَعْنَاهُ وَإِن تُقسط كل أقساطٍ لَا يُقبل مِنْهَا. قلت: وَهَذَا خطأ فَاحش وإقدام من أبي عُبِيدة على كتاب الله. وَالْمعْنَى فِيهِ: لَو تَفْتَدِي بِكُل فِداء لَا يقبل مِنْهَا الْفِدَاء يَوْمئِذٍ. وَمثله قَوْله: {يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ} (المعَارج: 11) الْآيَة أَي لَا يقبل ذَلِك مِنْهُ وَلَا يُنْجيه. وَقَوْلهمْ: رجلٌ عَدْل مَعْنَاهُ ذُو عدل أَلا ترَاهُ. قَالَ فِي موضِعين: {بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُواْ ذَوَى عَدْلٍ} (الطَّلَاق: 2) ، فنُعِتَ بِالْمَصْدَرِ. وَقيل: رجل عَدْلٌ، ورجلان عَدْلٌ وَرِجَال عَدلٌ، وَامْرَأَة عَدْلٌ، ونِسْوة عَدلٌ، كل ذَلِك على معنى: رجال ذوِي عَدلٍ ونسوة ذَوَات عَدل. والعَدْل: الاسْتقَامَة. يُقَال: فلَان يَعدِل فلَانا أَي يُسَاوِيه. وَيُقَال مَا يعدِلك عندنَا شَيْء أَي مَا يَقع عندنَا شَيْء مَوْقعك. وَإِذا مَال شَيْء قلت: عَدلتُه أَي أقمتُه فاعَتَدَلَ أَي استقام وَمن قَرَأَ قَول الله جلّ وعزّ: {الَّذِى خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ} بِالتَّخْفِيفِ {فَعَدَلَكَ فِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَىِّ صُورَةٍ مَّا} (الانفِطار: 7، 8) . قَالَ الْفراء: من خفّف فوجهه وَالله أعلم فصرفك إِلَى أيّ صُورَة شَاءَ إِمَّا حَسَن وَإِمَّا قَبِيح وَإِمَّا طَوِيل وَإِمَّا قصير. وَمن قَرَأَ: (فَعَدَّلك) فَشدد وَهُوَ أعجب الْوَجْهَيْنِ إِلَى

الْفراء وأجودهما فِي الْعَرَبيَّة وَمَعْنَاهُ: جعلك مُعْتَدِلاً مُعْدَّلَ الخَلْق. قَالَ: واخترتُ (عَدّلك) ؛ لِأَن (فِي) للتركيب أقوى فِي العربيِّة من أَن تكون (فِي) للعَدْلِ؛ لِأَنَّك تَقول: عَدَلْتُكَ إِلَى كَذَا وصَرفتُك إِلَى كَذَا. وَهَذَا أَجود فِي الْعَرَبيَّة من أَن تَقول: عَدلتك فِيهِ وصرفتك فِيهِ. قلت: وَقد قَالَ غير الفرّاء فِي قِرَاءَة مَن قَرَأَ: {فَسَوَّاكَ} بِالتَّخْفِيفِ: إِنَّه بِمَعْنى: فسوّاك وقوّمك، من قَوْلك: عَدلتُ الشَّيْء فاعتدل أَي سوّيتهُ فَاسْتَوَى. وَمِنْه قَوْله: وعَدَلْنَا مَيْل بَدْرٍ فاعْتَدَل أَي قوّمناه فاستقام. وَقَرَأَ عَاصِم وَالْأَعْمَش بِالتَّخْفِيفِ {فَسَوَّاكَ} ، وَقَرَأَ نافِع وَأهل الْحجاز. {} (فَعَدَّلَكَ) بِالتَّشْدِيدِ. وَقَوله: {أَو عَدْلُ ذالِكَ صِيَاماً} (الْمَائِدَة: 95) قَرَأَهَا الْكسَائي وَأهل الْمَدِينَة بِالْفَتْح، وَقرأَهَا ابْن عَامر بِالْكَسْرِ: (أَو عِدْلُ ذَلِك صياما) وَقَالَ اللَّيْث: العَدْل من النَّاس: المرضِيّ قولُه وحُكمه. قَالَ: وَتقول إِنَّه لعَدْلٌ بيّن العَدْل والعَدَالة. قَالَ: والعَدْلُ: الحُكم بالحقّ. يُقَال هُوَ يقْضِي بالحقّ ويعدل وَهُوَ حَكَم عَادلٌ: ذُو مَعْدَلةٍ فِي حكمه وَقَالَ شمر: قَالَ القُزْملي: سَأَلت عَن فلانٍ العُدَلَة أَي الَّذين يُعَدُّلُونَه. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال رجل عُدَلَة وَقوم عُدَلَة أَيْضا وهم الَّذين يزكّون الشُّهُود. وَقَالَ يُونُس: جَائِز أَن يُقَال: هما عَدْلَان وهم عُدُول، وَامْرَأَة عَدْلة. وَقَالَ الكلابيون: امْرَأَة عَدْلٌ وقومٌ عُدُل. وَقَالَ يُونُس عَن أبي عَمْرو: الجيّد امرأةٌ عَدْلٌ، وقومٌ عَدْلٌ، ورجلٌ عَدْلٌ. وَقَالَ الباهليّ: رجلٌ عَدْل وعَادِل: جَائِز الشَّهَادَة. وَامْرَأَة عَادِلة: جَائِزَة الشَّهَادَة. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال عَدَلت الجُوَالق على الْبَعِير أعدِله عَدْلاً يُحمل على جَنْب الْبَعِير ويُعْدَل بآخر. وَفِي الحَدِيث: (مَن شرب الْخمر لم يقبل الله مِنْهُ صَرْفاً وَلَا عَدْلاً أَرْبَعِينَ لَيْلَة) . قَالَ بَعضهم: الصَرْف الْحِيلَة. والعَدل: الفِدْية. قَالَ يُونُس بن عُبَيد: الصّرْف الْحِيلَة، وَيُقَال مِنْهُ فلَان يتصرّف أَي يحتال. قَالَ الله عز وَجل: {فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلاَ نَصْراً} (الْفرْقَان: 19) وَقَالَ ابْن عَبَّاس: الصَرْف: الدِية، والعَدْلُ: السَّوِيَّة، وَقَالَ شمر: أَخْبرنِي ابْن الحَرِيش عَن النَّضر بن شُمَيْل قَالَ: العَدْلُ: الْفَرِيضَة. وَالصرْف: التطوّع. وَقَالَ مُجَاهِد فِي قَوْله تَعَالَى: {ثْمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} (الْأَنْعَام: 1) أَي يُشركون. وَقَالَ الْأَحْمَر: عَدَل الْكَافِر بربه عَدْلاً وعُدُولاً إِذا سَوَّى بِهِ غَيره فعَبَدَهُ. وَقَالَ الْكسَائي: عَدَلت الشَّيْء بالشَّيْء أعدِله عُدُولاً إِذا ساويته بِهِ. وعَدل الحاكِم فِي الحكم عَدْلاً. وَقَالَ شمر: أما قَول الشَّاعِر: أفذَاكَ أم هِيَ فِي النَجَا ء لمن يُقَاربُ أَو يُعَادِلْ يَعْنِي: يُعَادِل بَين نَاقَته والثَوْر، قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي المعادلة: الشكّ فِي الْأَمريْنِ وَأنْشد: وَذُو الهمّ تُعْديه صَرَامَةُ هَمِّهِ إِذا لم تُمَيّثْهُ الرُّقَى ويُعَادِل

يَقُول يعَادِل بَين الْأَمريْنِ أيُّهما يَركبُ، تُمَيِّثه: تُذَلِّله المَشُورَات، وَقَول النَّاس: أَيْن تذْهب، وَقَالَ المرَّار: فَلَمَّا أَن صَرَمَتْ وَكَانَ أمْرِي قويماً لَا يمِيل بِهِ العُدُولُ قَالَ عَدَل عنِّي يَعْدِلُ عُدولاً لَا يمِيل بِهِ عَن طَرِيقه الميْلُ. وَقَالَ الآخر: إِذا الهَمُّ أمْسَ وَهْو دَاء فأَمضِهِ وَلست بمُمْضيه وَأَنت تُعَادِله قَالَ: مَعْنَاهُ: وَأَنت تشكّ فِيهِ. رَوى أَبُو عبيد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين ذكر الْمَدِينَة فَقَالَ: (من أحدث فِيهَا حَدَثاً أَو آوى مُحْدِثاً لم يقبل الله مِنْهُ صَرْفاً وَلَا عَدْلاً) ، قَالَ أَبُو عبيد رُوي عَن مَكْحُول أَنه قَالَ الصّرْف التَّوْبَة وَالْعدْل: الْفِدْيَة. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَوْله (من أحدث فِيهَا حَدَثاً) فَإِن الْحَدث كل حَدّ يجب لله تَعَالَى على صَاحبه أَن يُقَام عَلَيْهِ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي العَدَلُ مُحرّك: تَسْوِيَة الأوْنَين، وهما العِدْلان. وَقَالَ اللَّيْث: العَدْل أَن تعدِل الشَّيْء عَن وَجهه، تَقول، عَدَلْتُ فلَانا عَن طَرِيقه، وعَدَلْتُ الدَّابَّة إِلَى مَوضِع كَذَا فَإِذا أَرَادَ الاعوجاج نَفسه قَالَ: هُوَ يَنْعَدِل أَي يعوجّ. وَقَالَ فِي قَوْله: وَإِنِّي لأنْحِي الطَرْف من نَحْو أرْضهَا حَيَاء وَلَو طاوعتُهُ لم يُعَادِل قَالَ: مَعْنَاهُ، لم ينعَدِل قلت معنى قَوْله لم يعادل أَي لم يَعْدِل بِنَحْوِ أرْضهَا أَي بقصدها نَحوا وَلَا يكون يُعَادِل بِمَعْنى ينعدل. وَقَالَ اللَّيْث: المعتدِلة من النوق: الحسَنَة المتّفقة الْأَعْضَاء بعضُها بِبَعْض. وروى شمر عَن محَارب: قَالَ: المُعْنَدِلة من النوق وَجعله رباعيًّا من بَاب عَندَل. قلت وَالصَّوَاب المعتدلة بِالتَّاءِ. وروى شمر عَن أبي عدنان أنّ الْكِنَانِي أنْشدهُ: وعَدَل الفَحل وَإِن لم يُعْدلِ واعْتَدَلَتْ ذاتُ السَنَام الأَمْيَل قَالَ: اعْتِدَال ذَات السَّنَام الأميَل استقامة سَنامها من السِمَن بَعْدَمَا كَانَ مائلاً. قلت: وَهَذَا يدلّ على أَن قَول محَارب: المُعْنَدِلة غير صَحِيح، وَأَن الصَّوَاب: المُعْتَدِلة، لِأَن النَّاقة إِذا سمِنتْ اعتدلت أعضاؤها كلُّها من السنام وَغَيره. ومُعَنْدِلة من العَنْدَل وَهُوَ الصُلب الرَّأْس وَلَيْسَ هَذَا الْبَاب لَهُ بموضعٍ، لِأَن العَنْدل رباعي خَالص. شمر العَدِيل: الَّذِي يُعَادِلك فِي المحمِل والعَدْل: نقيض الجَوْر. وَرُوِيَ عَن عمر بن الْخطاب أَنه قَالَ: الْحَمد لله الَّذِي جعلني فِي قومٍ إِذا مِلْتُ عَدَلُوني كَمَا يُعْدَل السهْم فِي الثِقاف، أَي قَوَّموني. شمر عَن أبي عدنان: شرب حَتَّى عَدَّل أَي امْتَلَأَ. قلت وَكَذَلِكَ عَدَّنَ وأوَّن بِمَعْنَاهُ. وَيُقَال أَخذ الرجل من مَعْدَل الْبَاطِل أَي فِي طَرِيق الْبَاطِل ومذهبه، وَيُقَال انْظُرُوا

إِلَى سُوء مَعَادِلِهِ، ومذموم مداخله، أَي إِلَى سوء مذاهبه ومسالكه، وَقَالَ زُهَيْر: وسُدِّدَتْ ... عَلَيْهِ سِوَى قَصْد الطَّرِيق مَعَادِلُهْ وَيُقَال عَدَّلْتُ أَمْتعَة الْبَيْت إِذا جَعلتهَا أعدالاً مستوِية للاعتكام يَوْم الظعْن. وعَدَّل القسَّام الْأَنْصِبَاء للقَسْم بَين الشُّرَكَاء إِذا سوّاها على القِيم. وأمّا قَول ذِي الرمّة: إِلَى ابْن العامريّ إِلَى بلالٍ قطعتُ بنَعْفِ مَعقُلة العِدَالا فالعرب تَقول: قطعْتُ العِدَال فِي أَمْرِي، ومضيت على عزمي، وَذَلِكَ إِذا مَيَّلَ بَين أَمريْن أيُّهما يَأْتِي، ثمَّ استقام بِهِ الرَّأْي فعزم على أوْلاَهُما عِنْده، وَيُقَال أنَا فِي عِدَال من هَذَا الْأَمر أَي فِي شكّ مِنْهُ: أأمضي عَلَيْهِ أم أتركه، وَقد عَادَلت بَين أَمريْن أيَّهما آتِي أَي ميِّلت وفرسٌ معتدل الغُرّة إِذا توسّطَت غُرَّتُه جَبهته، فَلم نصب وَاحِدَة من الْعَينَيْنِ وَلم تَمل على وَاحِد من الخدّين، قَالَه أَبُو عُبَيْدَة. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: العَدَوليّ من السفن مَنْسُوب إِلَى قَرْيَة بِالْبَحْرَيْنِ يُقَال لَهَا: عَدوْلَى. قَالَ وَالخُلْجُ سفنٌ دونَ العَدوْلِيَّة. وَقال شمر: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي قَول طرَفة: عَدَوْليَّة أَو من سفين ابْن نَبْتَل قَالَ نَسَبهَا إِلَى ضِخَم وقِدَم، يَقُول: هِيَ قديمَة أَو ضخمة. وَقَالَ اللَّيْث: العَدْوَلِيَّة نُسِبَتْ إِلَى مَوضِع كَانَ يُسمى عَدَوْلاَة وَهُوَ بِوَزْن فَعَوْلاَة. وَذكر عَن الْكَلْبِيّ أَنه قَالَ: عَدَوْلَى لَيْسُوا من ربيعَة وَلَا مُضر وَلَا ممّن يعرف من الْيمن، إِنَّمَا هم أمّة على حِدَة، قلت: وَالْقَوْل فِي العَدَوْليّ مَا قَالَه الْأَصْمَعِي. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال لزوايا الْبَيْت: المعَدَّلات والدراقيع والمُزَوَّيات والأخصام والثَفنات. وَقَالَ فِي قَول الله: {فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَىِّ صُورَةٍ} (الانفطار: 7، 8) أَي فقوّمك. وَمن خفّف أَرَادَ: عَدَلَك من الْكفْر إِلَى الْإِيمَان، وهما نعمتان. وَهَذَا قَول ابْن الْأَعرَابِي. وَقَالَ ابْن السّكيت عَن ابْن الْكَلْبِيّ فِي قَول النَّاس للشَّيْء الَّذِي يُئِسَ مِنْهُ: وُضِعَ على يَدَيْ عَدْلٍ قَالَ: هُوَ العَدْل بن جَزْء بن سعد العَشِيرة، وَكَانَ وَلي شُرَط تُبَّع، فَكَانَ تُبَّع إِذا أَرَادَ قتل رجل دَفعه إِلَيْهِ فَقَالَ النَّاس وُضِعَ على يَدَي عَدْلٍ. علد: قَالَ أَبُو عَمْرو والأصمعي: الأعلاد: مضائغ فِي العُنُق من عَصَب، وَاحِدهَا عَلْد. وَقَالَ رؤبة يصف فحلاً: قَسْبَ العَلاَبيّ جُرَازَ الأعلاد وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُرِيد عَصَب عُنُقه. والقَسْبُ: الشَّديد الْيَابِس. وَقَالَ اللَّيْث: العَلْدُ الصُلْب الشَّديد، كأنَّ فِيهِ يُبْساً من صلابته. أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: العِلْوَدُّ: الْكَبِير. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: كَانَ مُجَاشع بن دارم عِلْوَدّ الْعُنُق. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العِلْوَدّ من الرِّجَال:

الغليظ الرَّقَبَة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: العِلْوَدّة من الْخَيل: الَّتِي تنقاد بقوائمها وتجذِب بعنقها القائدَ جَذْباً شَدِيدا، وقلَّما يَقُودهَا حَتَّى يَسُوقهَا سائق من وَرَائِهَا، وَهِي غير طَيِّعة القِيَاد وَلَا سَلِسة. وَأما قَول الْأسود بن يَعْفَرُ: وغُودِرَ عِلْوَدٌّ لهَا مُتَطَاوِل نبيل كجُثمان الجُرَادة نَاشِرُ فَإِنَّهُ أَرَادَ بعلْوَدّها: عُنُقهَا، أَرَادَ: النَّاقة والجُرَادة: اسْم رَملَة بِعَينهَا. وَقَالَ الراجز: أيُّ غلامٍ لَشِ عِلْوَدّ العُنُق لَيْسَ بكيَّاسٍ وَلَا جَدَ حَمِقْ قَوْله: لشِ أَرَادَ: لَك لُغَة لبَعض الْعَرَب وأنشدني الْمُنْذِرِيّ فِي صفة الضبّ لبَعْضهِم: كَأَنَّهُمْ ضَبَّان ضَبّا عَرَادَةٍ كبيران عِلْوَدَّانِ صُفْر كُشَاهُمَا عِلودّان: ضخمان. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: اعْلَوَّدَ الرجل بعدِي إِذا غَلُظ. وَقَالَ أَبُو زيد: رجل عِلْوَدّ وَامْرَأَة عِلْوَدَّة، وَهُوَ الشَّديد ذُو القَسْوة. وبعير عِلْوَدّ وناقة عِلْوَدَّةٌ، وَهِي الهَرِمة. وَقَالَ اللَّيْث: سَيِّدٌ عِلْوَدٌّ: رَزِين ثخين. وفِعْلُهُ عَلْوَدَ يُعَلْوِدُ إِذا لزم الشَّيْء مَكَانَهُ فَلم يُقدر على تحريكه. دعل: أهمله اللَّيْث وَلم يذكرهُ شمر فِي (كِتَابه) وروى أَبُو عُمَر عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الدَعَل: المخاتلة بِالْعينِ. وَهُوَ يُدَاعِلُهُ أَي يخاتله. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: الداعِل الهارِب. دلع: أَبُو عبيد عَن أبي زيد: دَلَع لِساني، ودَلَعْتُه أَنا. قَالَ: وَبَعْضهمْ يَقُول أدلَعتُهُ. وَقَالَ ابْن بُزُرْج: دَلَعْت اللِّسَان وأدلعته. وَقَالَهُ ابْن الْأَعرَابِي. وَقَالَ اللَّيْث: دَلَع اللِّسَان يَدْلَعُ دُلُوعاً إِذا خرج من الْفَم واسترخى. وأدلع الرجلُ لسانَه. وَقد يُقَال اندلَعَ لِسَانه قَالَ: وَجَاء فِي الْأَثر عَن بَلْعَمَ أَن الله لَعنه فأدلع لِسَانه فَسَقَطت أسَلَتُه على صَدره، فَبَقيت كَذَلِك. وَيُقَال للرجل المندَلِث البطنِ أَمَامه: مُنْدَلِع البَطْن. وَقَالَ نُصَير فِيمَا روى لَهُ أَبُو تُرَاب: اندَلَعَ بطن الْمَرْأَة واندلق إِذا عظُم واسترخى وَقَالَ غَيره: اندلَع السَّيْف من غِمْده واندلق. وناقة دَلُوع: تتقدَّم الْإِبِل. وَقَالَ الرّبيع: الدَلِيع: الطَّرِيق السهل فِي مَكَان حَزْن لَا صَعُود فِيهِ وَلَا هَبُوط. وروى أَبُو عُمر عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الدَّوْلَع: الطَّرِيق البَيّن. وروى شمر عَن محَارب: طَرِيق دَلَنَّع وَجمعه دَلاَنِع إِذا كَانَ سهلاً. وَقَالَ شمر قَالَ الهُجَيمي: أحمقٌ دالِعٌ، وَهُوَ الَّذِي لَا يزَال دالِع اللِّسَان، وَهُوَ غَايَة الحُمْق. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الدَوْلَعة: صَدَفة متَحوّيَة إِذا أَصَابَهَا ضَبْح النَّار خرج مِنْهَا كَهَيئَةِ الظفر فيُسْتَلُّ قدر إِصْبَع، وَهُوَ هَذَا الأظْفار الَّذِي فِي القُسْط. وَأنْشد للشَمَرْدَل:

باب العين والدال مع النون

دَوْلَعَة تستلُّها بظفرها علد (علند) : وَقَالَ اللَّيْث فِي بَاب العَلْد: العَلَنْدَى: البَعِير الضخم الطَّوِيل. والجميع العَلاَنِد والعَلاَدِي والعَلَنْدَيَاتُ وَأحسنه العَلاَنِد على تَقْدِير قلانس. وَقَالَ النَّضر: العَلَنْدَاة من الْإِبِل: الْعَظِيمَة الطَّوِيلَة. وَلَا يُقَال: جمل عَلَنْدَى. قَالَ والعَفَرْنَاة مثلهَا، وَلَا يُقَال: جمل عَفَرْنَى. وَقَالَ اللَّيْث: العَلَنْدَاة: شَجَرَة طَوِيلَة لَا شوك، لَهَا من العضاهِ قلت: لم يُصِبْ اللَّيْث فِي صفة العَلَنْدَاة؛ لِأَن العلنداة شَجَرَة صُلْبة العيدان جاسية لَا يَجْهَدها المالُ وَلَيْسَت من العضاه وَكَيف تكون من العِضَاهِ وَلَا شوك لَهَا والعِضَاهُ من الشّجر مَا كَانَ لَهُ شوك، صَغِيرا كَانَ أَو كَبِيرا، والعَلَنْدَاة لَيست بطويلة. وأطولها على قدر قَعْدَة الرجُل. وَهِي مَعَ قِصَرها كثيفة الأغصان مجتمعة. (بَاب الْعين وَالدَّال مَعَ النُّون) (ع د ن) عِنْد، عدن، دعن، دنع (نَدع) : مستعملة. عدن: قَالَ الله جلّ وعزّ: {جَنَّاتِ عَدْنٍ} (التّوبَة: 72) رُوى عَن ابْن مَسْعُود أَنه قَالَ: جنَّات عدن: بُطْنَان الجنّة. قلت وبُطْنَانها: وَسطهَا. وبُطْنان الأودية: الْمَوَاضِع الَّتِي يسترِيض فِيهَا مَاء السَّيْل. فيَكْرُم نباتُها، وَاحِدهَا بَطْنٌ. قلت: والعَدْنُ مَأْخُوذ من قَوْلك: عَدَنَ فلَان بِالْمَكَانِ إِذا أَقَامَ بِهِ، يَعْدِن عُدُوناً، قَالَه أَبُو زيد وَابْن الأعرابيّ. قَالَ شمر: وَقَالَ القُزْمُلِيّ: اسْم عَدْنَان مُشْتَقّ من العَدْن، وَهُوَ أَن تلْزم الإبلُ المكانَ فتألفَه وَلَا تبرحه. تَقول تركتُ إبل بني فلَان عَوَادِن بمَكَان كَذَا وَكَذَا. قَالَ: وَمِنْه المَعْدِن، وَهُوَ الْمَكَان الَّذِي يثبت فِيهِ النَّاس وَلَا يتحوّلون عَنهُ شتاءً وَلَا صيفاً. قلت: ومَعْدِن الذَّهَب والفضّة سُمِّي مَعْدِناً لإنبات الله جلّ وعزّ فِيهِ جوهرهما وإثباته إيّاه فِي الأَرْض حَتَّى عَدَنَ أَي ثَبت فِيهَا. قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَىْءٍ مَّوْزُونٍ} (الحِجر: 19) ، وفُسِّرَ الْمَوْزُون على وَجْهَيْن: أَحدهمَا أَن هَذِه الْجَوَاهِر كلّها ممّا يوزَن، مثل الرَصَاص والنُحاس وَالْحَدِيد والثمنين أَعنِي الذَّهَب وَالْفِضَّة، كَأَنَّهُ قَصَدَ قصْد كل شَيْء يُوزَن وَلَا يُكَال. وَقيل: معنى قَوْله: {مِن كُلِّ شَىْءٍ مَّوْزُونٍ} أَنه المقَدّر الْمَعْلُوم وزنُه وقدرُه عِنْد الله تَعَالَى. وَقَالَ أَبُو مَالك: يُقَال: عَدَنَتْ إبلُ فلَان بمَكَان كَذَا وَكَذَا أَي صَلحَتْ بذلك الْمَكَان. وعَدَنَتْ مَعِدَته على كَذَا وَكَذَا أَي صَلحَتْ. وَقَالَ اللَّيْث: المَعْدِن مَكَان كل شَيْء يكون فِيهِ أَصله ومُبتدؤه؛ نَحْو مَعْدن الذَّهَب وَالْفِضَّة والأشياء. وَيُقَال: فلَان مَعدِن للخير وَالْكَرم إِذا جُبِل عَلَيْهِمَا. قَالَ: والعَدْن: إِقَامَة الْإِبِل فِي الحَمْض خاصَّةً. وَقَالَ أَبُو زيد: عَدَنَت الإبِلُ فِي الحَمْض تَعْدِن عُدُوناً إِذا استمرأت المكانَ ونَمَتْ عَلَيْهِ، وَلَا تَعْدِن إِلَّا فِي الحَمْض. وَقَالَ أَبُو مَالك: يكون فِي كل شَيْء. أَبُو عبيد: العَدَّان: الزَّمَان، وَأنْشد بَيت الفرزدق:

أَتَبْكِي على عِلْجٍ بمَيْسَان كافِرٍ ككِسْرَى على عِدَّانِهِ أَو كقَيْصَرَا يُخَاطب مِسْكينا الدارميّ لمّا رثى زياداً، وفيهَا يَقُول الْبَيْت: أَقُول لَهُ لمّا أَتَانِي نَعِيُّهُ بِهِ لَا بِظَبْيٍ فِي الصرائم أعْفَرَا وَقَالَ أَبُو عَمْرو فِي قَوْله: وَلَا على عَدَّان مُلك محتَضَر أَي على زَمَانه وإبّانه. قلت: وَسمعت أعرابيًّا من بني سعدٍ بالأحساء يَقُول: كَانَ أَمر كَذَا وَكَذَا على عِدّان ابْن بورٍ، وَابْن بور كَانَ والياً بِالْبَحْرَيْنِ قبل اسْتِيلَاء القرامطة أبادهم الله عَلَيْهَا. يُرِيد: كَانَ ذَلِك أَيَّام ولَايَته عَلَيْهَا. وَقَالَ الفرّاء: كَانَ ذَلِك على عِدَّان فِرْعون. قلت: من جعل عِدَّان فِعلاَناً فَهُوَ من العَدّ والعِدَاد. وَمن جعله فِعلالاً فَهُوَ من عَدَن. وَالْأَقْرَب عِنْدِي أَنه من العَدّ؛ لِأَنَّهُ جُعِل بِمَعْنى الْوَقْت. والعَيْدان من النّخل مَا طَال وأمَّا العَدَان بِفَتْح الْعين فَإِن الفرّاء حكى عَن المفضّل أَنه قَالَ: العَدَان: سبع سِنِين. يُقَال: مكثنا فِي غلاء السّعر عَدَانَيْنِ، وهما أَربع عشرَة سنة، الْوَاحِد عَدَانٌ. وَهُوَ سبع سِنِين. وأمَّا قَول لبيد: وَلَقَد يعلم صحبي كلهم بعَدَان السِيف صَبري وَنَقَلْ فَإِن شمراً رَوَاهُ بِعَدَان السِيف. وَقَالَ: عَدَان: مَوضِع على سِيف الْبَحْر. وَرَوَاهُ أَبُو الْهَيْثَم بِعِدان السَّيْف بِكَسْر الْعين. قَالَ: ويروى بَعَدَانِي السَّيْف. وَقَالَ: أرادُوا: جمع العَدِينة فقلبوا وَالْأَصْل بعَدَائن السَّيْف فأخّر الْيَاء، وَقَالَ عَدَانِي. وروى أَبُو عُمَر عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: عَدان النَّهر بِفَتْح الْعين: ضَفّته، وَكَذَلِكَ عِبْره ومِعبَره وبِرْغيله. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العَدَانة: الْجَمَاعَة من النَّاس، وَجمعه عَدَانات. وَأنْشد: بَني مَالكٍ لدَّ الحُضَينُ وراءكم رجَالًا عَدَاناتٍ وخَيْلاً أكاسِما وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: رجال عَدانَات: مقيمون. وَقَالَ: رَوْضَة أُكْسُوم إِذا كَانَت ملتفّةً بِكَثْرَة النَّبَات. أَبُو عبيد عَن الفرّاء: عَدّنتُ بِهِ الأرضَ ووَجَنْتُ بِهِ الأَرْض ومَرّنتُ بِهِ الأَرْض إِذا ضربْتَ بِهِ الأَرْض. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: العَدِين: عُرًى مُنَقَّشة تكون فِي أَطْرَاف عُرَى المزادة، واحدتها عَدِينة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: العَدِينة: رقْعَة منقَّشَة تكون فِي عُرْوَة المَزَادة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الغَرْبُ يُعَدَّن إِذا صغُر الأدِيم وَأَرَادُوا توفيره زادوا لَهُ عَدِينَة أَي زادوا فِي نَاحيَة مِنْهُ رُقعة، والخُفُّ يُعَدَّن: يُزَاد فِي مؤخّر السَّاق مِنْهُ زِيَادَة حَتَّى يتّسع. قَالَ: وكل رقْعَة تزاد فِي الغَرْب فَهِيَ عَدِينَة، وَهِي كالبَنِيقة فِي الْقَمِيص. وَأنْشد: والغَرْبَ ذَا العَدِينة الموَعَّبَا والموعّب: الموسَّعُ الموَفّر. وَقَالَ أَبُو سعيد فِي قَول المخبَّل: خَوَامِس تنشقّ الْعَصَا عَن رؤوسها كَمَا صَدَع الصخر الثِقالَ المُعَدِّنُ قَالَ: المُعَدِّن: الَّذِي يُخرِج من المعدِن

الصخر ثمَّ يكسِّرها يَبْتَغِي فِيهَا الذَّهَب. وعَدَّنَ الشاربُ إِذا امْتَلَأَ، مثل أَوَّنَ وعَدَّلَ. وعَدَنُ أبْيَن: بلد على سِيف الْبَحْر فِي أقْصَى بِلَاد الْيمن. عِنْد: قَالَ الله جلّ وعزّ: {عَتِيدٌ أَلْقِيَا فِى جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ} (ق: 24) قَالَ قَتَادَة: العنيد: المُعرِض عَن طَاعَة الله تَعَالَى. وَقَالَ الزّجاج: عَنَدَ أَي عَنَدَ عَن الحقّ. ورُوِي عَن ابْن عَبَّاس أَنه سُئِلَ عَن الْمُسْتَحَاضَة فَقَالَ: إِنَّه عِرْقٌ عانِد أَو رَكْضة من الشَّيْطَان. قَالَ أَبُو عبيد: العِرْق العانِد: الَّذِي عَنَدَ وبَغَى؛ كالإنسان يُعَانِد، فَهَذَا العِرْق فِي كَثْرَة مَا يخرج مِنْهُ بِمَنْزِلَتِهِ، وَأنْشد لِلرَّاعِي: وَنحن تركنَا بالفُعَالِيِّ طَعنَة لَهَا عَانِد فَوق الذراعين مُسْبِلُ وَقَالَ شمر: العَانِد: الَّذِي لَا يَرْقأَ. قَالَ: وَأَصله من عُنود الْإِنْسَان إِذا بَغَى وعَنَدَ عَن الْقَصْد. وَأنْشد: ومَجَّ كل عانِدٍ نَعُورِ أَبُو عبيد: عَنَدَ العِرْق وأَعْنَدَ إِذا سَالَ. وَقَالَ الكِسائي: عَنَدَت الطعنةُ تَعْنُدُ وتَعْنِد إِذا سَالَ دَمهَا بَعيدا من صَاحبهَا، وَهِي طعنة عانِدة. قَالَ: وعَنَدَ الدمُ يَعْنِدُ إِذا سَالَ فِي جَانب. رَوَاهُ ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الفرّاء أَن الْكسَائي قَالَه. أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي: عَنَدَ فلَان عَن الطَّرِيق يَعْنِدُ عُنُوداً إِذا تبَاعد. وَيُقَال: فلَان يعانِد فلَانا أَي يفعل مثل فعله، وَهُوَ يُعَارضهُ ويباريه. قَالَ: والعامّة يفسّرُونه: يعانِدُه: يفعل خلاف فعله. قَالَ: وَلَا أعرف ذَلِك وَلَا أُثبته، وَأنْشد: وَقد يحبّ كلُّ شَيْء وَلَدَهْ حَتَّى الحُبَارَى وتَدِفُّ عَنَدَهْ أَي مُعَارضَة للْوَلَد. قلت: تعارِضه شَفَقَة عَلَيْهِ. شمر عَن أبي عدنان عَن الْأَصْمَعِي: يُقَال عَانَدَ فلَان فلَانا إِذا جانَبَه. ودمٌ عَانِد: يسيل جَانِباً. قلت أَنا: المُعَانِد هُوَ المعارِض بِالْخِلَافِ لَا بالوفاق. وَهَذَا الَّذِي يعرفهُ العوامّ. وَقد يكون العِنَاد مُعَارضَة بِغَيْر الْخلاف؛ كَمَا قَالَ الْأَصْمَعِي. واستخرجه من عَنَدِ الحُبَارَى جعله اسْما من عانَد الحُبَارَى فَرخَهُ إِذا عَارضه فِي الطيران أوَّلَ مَا ينْهض كَأَنَّهُ يعلّمه الطيران شفَقة عَلَيْهِ. وَقَالَ اللَّيْث: عَنَدَ الرجل يَعْنِد عُنُوداً وعَاندَ مُعَانَدَةً، وَهُوَ أَن يعرف الشيءَ ويأبى أَن يقبله؛ ككفر أبي طَالب، كَانَ كفره مُعَانَدَة؛ لِأَنَّهُ عرَف وأقرّ وأنِف أَن يُقَال: تبع ابْن أَخِيه، فَصَارَ بذلك كَافِرًا. وأمَّا العَنِيد فَهُوَ من التجبّر، يُقَال: جبّار عَنِيد. قَالَ: والعَنُود من الْإِبِل الَّذِي لَا يخالطها، إِنَّمَا هُوَ فِي نَاحيَة أبدا. وروى شمر بإسنادٍ لَهُ رَفَع الحَدِيث فِيهِ إِلَى عمر أَنه وصف نَفسه بالسياسة فَقَالَ: إِنِّي أَنْهز اللَفُوت وأضُمّ العَنُود وأُلْحِق القَطُوف وأزجُر العرُوض. قَالَ: العَنُود: الَّتِي تُعَانِد عَن الْإِبِل تطلب خِيَار المَرْتَع تتأنَّف، وَبَعض الْإِبِل يرتع مَا وجَد. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي وَأَبُو نصر: هِيَ الَّتِي تكون فِي طَائِفَة الْإِبِل أَي فِي ناحيتها. وَقَالَ القيسيُّ: العَنُود من الْإِبِل: الَّتِي تعانِد

الْإِبِل فتعارضها. قَالَ: فَإِذا قادتهن قُدُماً أمامهنّ فَتلك السلوف. أَبُو عُمَر عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أعنَدَ الرجل إِذا عَارض إنْسَانا بالخِلاف، وأَعْنَدَ إِذا عَارض بالاتّفاق. قَالَ: وَمِنْه قَوْله: حَتَّى الحُبَارَى ويُحبّ عَندَه أَي اعتراضه. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: عَنَدَ الرجل عَن أَصْحَابه يعنِد عُنوداً إِذا مَا تَركهم واجتاز عَلَيْهِم، وعَنَدَ عَنْهُم إِذا مَا تَركهم فِي سَفَرٍ وَأخذ فِي غير طريقهم أَو تخلَّف عَنْهُم. والعُنُود كَأَنَّهُ الْخلاف والتباعد والتَرك لَو رَأَيْت رجلا بِالْبَصْرَةِ من أهل الْحجاز لَقلت: شَدَّ مَا عَنَدْت من قَوْمك أَي تَبَاعَدت عَنْهُم. وسحابةٌ عَنُود: كَثِيرَة الْمَطَر. وَجمعه عُنُدٌ وَقَالَ الرَّاعِي: دِعْصاً أرذَّ عَلَيْهِ فُرَّقٌ عُنُدٌ وقدح عَنُود وَهُوَ الَّذِي يخرج فائزاً على غير وجهة سَائِر القِدَاح. وَيُقَال: استعنَدني فلَان من بَين الْقَوْم أَي قَصَدَني. وعَانَد، البعيرُ خِطامه أَي عَارَضَه. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: مَالِي عَن ذَلِك الْأَمر عُنْدَدٌ وَلَا مُعْلَنْدَدٌ، أَي مَالِي مِنْهُ بُدّ. وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العَنْدُدُ: الحِيلة. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: أعنَدَ الرجل فِي قَيْئه إعناداً إِذا أتبع بعضَه بَعْضًا. وَقَالَ اللَّيْث: عِنْدَ: حرفُ صفةٍ يكون موضعا لغيره، وَلَفظه نصبٌ؛ لِأَنَّهُ ظَرْف لغيره وَهُوَ فِي التَّقْرِيب شِبه اللِزْق. وَلَا يكَاد يَجِيء فِي الْكَلَام إِلَّا مَنْصُوبًا؛ لِأَنَّهُ لَا يكون إِلَّا صفة مَعْمُولا فِيهَا أَو مضمراً فِيهَا فِعلٌ، إلاّ فِي حرف وَاحِد. وَذَلِكَ أَن يَقُول الْقَائِل لشَيْء بِلَا عِلم: هَذَا عِندي كَذَا وَكَذَا، فَيُقَال: أوَلك عِندٌ فيُرفع. وَزَعَمُوا أَنه فِي هَذَا الْموضع يُرَاد بِهِ الْقلب وَمَا فِيهِ من مَعْقُول اللبّ. قلت: وَأَرْجُو أَن يكون مَا قَالَه اللَّيْث فِي تَفْسِير (عِنْد) قَرِيبا مِمَّا قَالَه النحويون. الفرّاء: الْعَرَب تَأمر من الصِّفَات بعليك وعندك ودونك وَإِلَيْك. يَقُولُونَ: إِلَيْك إِلَيْك عَنّي يُرِيدُونَ: تأخّر، كَمَا يَقُولُونَ: وَرَاءَك وَرَاءَك. فَهَذِهِ الْحُرُوف كَثِيرَة. وَزعم الكسائيّ أَنه سمع: البعيرَ بَيْنكُمَا فخذاه، فنصب الْبَعِير. وَأَجَازَ ذَلِك فِي كل الصِّفَات الَّتِي تفرد. وَلم يجزه فِي اللَّام وَلَا الْبَاء وَلَا الْكَاف. وَسمع الْكسَائي الْعَرَب تَقول: كَمَا أنْتِني يُرِيد: انتظرني فِي مَكَانك. أَبُو زيد يُقَال: إنّ تَحت طِرِّيقتك لعِنْدَاوَة. والطِّرِّيقة: اللين والسكون. والعِنْدَاوَة: الجفْوة وَالْمَكْر. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: مَعْنَاهُ: إِن تَحت سكونك لنَزْوةً وطِماحاً. وَقَالَ غَيره: العِنداوة الالتواء والعَسَرُ. وَقَالَ: هُوَ من العَدَاء. وهمزه بَعضهم فَجعل النُّون والهمزة زائدتين، على بِنَاء فِنْعَلْوَة. وَقَالَ غَيره: عِنْدَأْوة فِعْلَلْوَة. دنع: اللَّيْث: رجلٌ دَنيعة من قوم دَنَائع. وَهُوَ الفَسْل الَّذِي لَا لُبّ لَهُ وَلَا عقل: وَأنْشد شمر لبَعْضهِم: فَلهُ هُنَالك لَا عَلَيْهِ إِذا دَنِعَتْ أنوفُ الْقَوْم للتّعْسِ يَقُول لَهُ الْفضل فِي هَذَا الزَّمَان لَا عَلَيْهِ إِذا دُعِي على الْقَوْم. ودَنِعَتْ أَي دَقّت

باب العين والدال مع الفاء

ْ ولَؤُمَتْ. وَرَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي وَإِن رَغِمَتْ. ابْن شُمَيْل: دَنِعَ الصَّبِي إِذا جُهِدَ وجاع واشتهى. وَقَالَ ابْن بزرج: دَنِع وَرَثِع إِذا طمِعَ. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الدنيع: الخسيس. نَدع: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أندَعَ الرجل إِذا تبع أَخْلَاق اللئام والأنذال. قَالَ: وأدنع إِذا تبع طَريقَة الصَّالِحين. دعن: قَرَأت بِخَط أبي الْهَيْثَم فِي تَفْسِير شعر ابْن مقبل لأبي عَمْرو: يُقَال: أُدعِنت الناقةُ وأُدعِن الْجمل إِذا أطيل ركُوبه حَتَّى يهْلك، رَوَاهُ بِالدَّال وَالنُّون. وَقد أهمل اللّيث وشمر دعن. (بَاب الْعين وَالدَّال مَعَ الْفَاء) (ع د ف) عدف، عفد، فدع، دفع: مستعملة. عدف: أَبُو عبيد: العَدْف: الْأكل. قَالَ: وَقَالَ الْأَحْمَر: مَا ذقت عَدُوفاً وَلَا عَلُوساً وَلَا أَلُوساً. وَقَالَ أَبُو حسّان: سَمِعت أَبَا عَمْرو الشَّيْبَانِيّ يَقُول: مَا ذقت عَدوفاً وَلَا عَدُوفَة. قَالَ: وَكنت عِنْد يزِيد بن مَزْيَدْ الشَّيْبَانِيّ فَأَنْشَدته بَيت قيس بن زُهَيْر: ومُجَنَّبات مَا يَذُقْن عَدُوفة يَقْذفن المُهُرات والأمهارِ بِالدَّال، فَقَالَ لي يزِيد من مَزْيَد: صحَّفتَ يَا أَبَا عَمْرو. وَإِنَّمَا هِيَ عَذوفة بِالذَّالِ. قَالَ: فَقلت لَهُ: لم أصحِّف أَنا وَلَا أَنْت. تَقول رَبيعة هَذَا الْحَرْف بِالذَّالِ، وَسَائِر الْعَرَب بِالدَّال. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: العِدْفَة: مَا بَين الْعشْرَة إِلَى الْخمسين وَجَمعهَا عِدَفٌ. قَالَ شمر: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي مثله، قَالَ: والعَدَف: القَذَى. وَقَالَ اللَّيْث: العَدُوف: الذَوَاق الْيَسِير من العَلَف. قَالَ: والعِدْفة كالصَّنِفَة من قِطْعَة ثوبٍ. وعِذْفَة كل شَجَرَة: أَصْلهَا الذَّاهِب فِي الأَرْض، وَجَمعهَا عِدَفٌ. وَأنْشد: حَمَّال أثقالِ دِيَاتِ الثَأَى عَن عِدَف الأصْل وكُرَّامِهَا قَالَ: وَيُقَال: بل هُوَ عَن عَدَف الأَصْل جمع عَدَفَة أَي يلمّ مَا تفرّق مِنْهُ. وَيُقَال: عَدَفَ لَهُ عِدْفَةً من مَاله إِذا قطع لَهُ قِطعة من مَاله. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العَدَف والعائر والغُضَابُ: أَذَى الْعين. وَقَالَ ابْن السّكيت: العَدْفُ الأَكْل يُقَال مَا ذَاق عَدْفاً. والعَدَفُ القَذَى. عفد: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الاعتفاد: أَن يُغلق الرجل الْبَاب على نَفسه، فَلَا يَسأل أحدا حَتَّى يَمُوت جوعا. وَأنْشد: وقائلةٍ ذَا زمَان اعتفادْ ومَن ذَاك يَبْقى على الاعتفَادْ وَقد اعْتَفَدَ يَعْتَفِدُ اعتِفاداً. وَقَالَ شمر: قَالَ مُحَمَّد بن أنس: كَانُوا إِذا اشتدّ بهم الْجُوع وخافوا أَن يموتوا أغلقوا عَلَيْهِم بَابا، وَجعلُوا حَظِيرة من شَجَرَة يدْخلُونَ فِيهَا ليموتوا جوعا. قَالَ: وَلَقي رجل جَارِيَة تبْكي فَقَالَ لَهَا: مَالك؟ قلت: نُرِيد أَن نَعْتَفِد. قَالَ: وَقَالَ النظّار بن هَاشم الأسَديّ:

صاحَ بهم على اعتِفَادٍ زمانْ مُعْتَفِدٌ قَطّاع بينِ الأقرانْ قَالَ شمر: وَوَجَدته فِي (كتاب ابْن بزرج) : اعْتقد الرجل بِالْقَافِ وآطم وَذَلِكَ أَن يغلق عَلَيْهِ بَابا إِذا احْتَاجَ حَتَّى يَمُوت. قَالَ: وَوَجَدته فِي (كتاب أبي خَيرة) : عَفَدَ الرجل وَهُوَ يَعْفِد. وَذَلِكَ إِذا صفّ رجلَيْهِ فَوَثَبَ من غير عَدْوٍ. دفع: قَالَ اللَّيْث: الدَفْع مَعْرُوف. يَقُول: دفع الله عَنْك الْمَكْرُوه دَفْعاً، ودافع عَنْك دِفاعاً. قَالَ والدَفْعَة: انْتِهَاء جمَاعَة قوم إِلَى مَوضِع بمرّة. والدُّفْعَة مَا دَفَعْتَ من سِقَاء أَو إِنَاء فانصبَّ بمرَّةٍ. وَقَالَ الْأَعْشَى: وسَافَتْ من دَمٍ دُفَعَا وَكَذَلِكَ دُفَع الْمَطَر ونحوِه. قَالَ: والدُفَّاع: طَحْمة الموج والسيل. وَأنْشد قَوْله: جَوَاد يَفيض على المعتَفِين كَمَا فاضَ يَمٌّ بُدُفَّاعِهِ وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الدوافع: أسافل المِيث حَيْثُ تَدْفَعُ فِي الأودية، أسفلُ كل مَيْثاء دافِعَة. وَقَالَ اللَّيْث: الدَافِعَة: التَلْعَة تَدفَع فِي تلعَة أُخْرَى من مسايل المَاء إِذا جرى فِي صَبب وحدور من حَدَبٍ، فترى لَهُ فِي مَوَاضِع قد انبسط شَيْئا أَو اسْتَدَارَ ثمَّ دفع فِي أُخْرَى أَسْفَل مِنْهُ، فكلّ وَاحِد من ذَلِك دَافِعَة. والجميع الدَوَافِع. قَالَ: ومَجْرَى مَا بَين الدافعتين مِذْنَبٌ. وَقَالَ غَيره: المَدَافِع: المجاري والمسايل. وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: شِيبِ الْمُبَارك مدروسٌ مَدَافِعُهُ هَابي المراغِ قليلِ الوَدْق مَوْظُوبِ قَالَ شمر قَالَ أَبُو عدنان: المدروس: الَّذِي لَيْسَ فِي مَدْفِعِه آثَار السَّيْل من جدوبته. والموظوب: الَّذِي قد وُظِبَ على أكله أَي ديم عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو سعيد: مدروس مَدَافِعُهُ: مَأْكُول مافي أوديته من النَّبَات. هابي المراغِ: ثائرٌ غُبَاره. شِيبٌ: بيضٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الاندفاع: المضيّ فِي الأَرْض كَائِنا مَا كَانَ. وَقَالَ فِي قَول الشَّاعِر: أَيهَا الصُلصُل المُغِذُّ إِلَى المَدْ فَعِ من نهر مَعقلٍ فالمذَارِ أَرَادَ بالمَدْفَع اسْم موضعٍ. قَالَ: والمُدَفَّع: الرجل المحقور الَّذِي لَا يُقْرَى إِن ضاف، وَلَا يُجْدَى إِن اجتدى. وَيُقَال: فلَان سيّد قومه غير مُدَافَعٍ أَي غير مزاحَمٍ فِي ذَلِك وَلَا مَدْفُوع عَنهُ. وَيُقَال: هَذَا طَرِيق يدْفع إِلَى مَكَان كَذَا أَي يَنْتَهِي إِلَيْهِ. ودُفِعَ فلَان إِلَى فُلان أَي انْتهى إِلَيْهِ. وَيُقَال غشيتْنا سَحَابَة فدفَعْناها إِلَى بني فلَان أَي انصرفت عَنَّا إِلَيْهِم. والدافع: النَّاقة الَّتِي تَدْفع اللبَنَ على رَأس وَلَدهَا، إِنَّمَا يكثر اللَّبن فِي ضَرْعها حِين تُرِيدُ أَن تصنع. وَكَذَا الشَّاة المِدفاع. والمصدر الدَفْعة. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: قوم يجْعَلُونَ المفْكِه والدافع سَوَاء. يَقُولُونَ: هِيَ دَافِع بِولد،

وَإِن شِئْت قلت: هِيَ دافِع بِلَبن، وَإِن شِئْت قلت: هِيَ دافِع بضَرْعها، وَإِن شِئْت قلت: هِيَ دافِع وتسكت. وَأنْشد: ودافِع قد دَفَعَتْ للنَّتْجِ قد مَخضَتْ مَخَاض خَيْل نُتْجِ وَقَالَ النَّضر: يُقَال دفعت بلبنها وباللبن إِذا كَانَ وَلَدهَا فِي بَطنهَا، فَإِذا نُتِجت فَلَا يُقَال: دَفَعَتْ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الدُفَّاع: الْكثير من النَّاس وَمن السّير وَمن جَرْي الْفرس إِذا تدافع جَرْيُه. وفرسٌ دَفَّاعٌ. وَقَالَ ابْن أَحْمَر: إِذا صَلِيتُ بَدفَّاع لَهُ زَجَلٌ يُوَاضِخُ الشَدَّ والتقريب والخَبَبَا ويروى بدُفَّاعٍ يُرِيد الْفرس المتدافِع فِي جريه. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: بعيرٌ مُدَفَّعٌ: كالمُقْرم الَّذِي يودَّع للفِحْلة فَلَا يُرْكَبُ وَلَا يُحْمَل عَلَيْهِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ الَّذِي إِذا أُتِي بِهِ ليحمل عَلَيْهِ. قيل: ادْفَعْ هَذَا أَي دَعْه إبْقَاء عَلَيْهِ. وَأنْشد غَيره لذِي الرمّة: وَقَرَّبْنَ للأظعان كل مُدَفَّعِ قَالَ: وَيُقَال: جَاءَ دُفَّاع من الرِّجَال وَالنِّسَاء إِذا ازدحموا فَركب بعضهُم بَعْضًا. أَبُو زيد: يُقَال دَافَع الرجلُ أمرَ كَذَا وَكَذَا إِذا أولع بِهِ وانهمك فِيهِ. وَيُقَال دَافَع فلَان فلَانا فِي حَاجته إِذا ماطله فِيهَا فَلم يقضها. وَفِي (كتاب شمر) قَالَ أَبُو عَمْرو: المَدَافِع: مجاري المَاء. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: مَدْفَع الْوَادي: حَيْثُ يدْفع السَّيْل وَهُوَ أَسْفَله حَيْثُ يتفرّق مَاؤُهُ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الدوَافِع: مَدَافِع المَاء إِلَى المِيث، والميث تدفع إِلَى الْوَادي الْأَعْظَم. فدع: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الأفدع: الَّذِي يمشي على ظهر قَدَمَيْهِ. أَبُو نصر عَن الْأَصْمَعِي: هُوَ الَّذِي ارْتَفع أَخْمَص رجله ارتفاعاً لَو وطىء صاحبُها على عصفورٍ مَا آذاه قَالَ: وَفِي رجله قَسَطٌ وَهُوَ أَن تكون الرِجل ملساء الْأَسْفَل كَأَنَّهَا مَالَجٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الفَدَعُ: مَيْل فِي المفاصل كلّها، كَأَن المفاصل قد زَالَت عَن موَاضعهَا، وَأكْثر مَا يكون فِي الأرساغ. قَالَ: وكلّ ظلِيم أفدَع؛ لِأَن فِي أَصَابِعه اعوجاجاً. وَقَالَ رؤبة: عَن ضَعفِ أطنابٍ وسمْكٍ أَفْدَعَا فَجعل السّمْك المائل أَفْدَع. وَأنْشد شمر لأبي زُبَيد: مُقَابَل الخَطْوِ فِي أَرْسَاغِهِ فَدَعُ قَالَ: وأنشدني أَبُو عدنان: يومٌ من النَثْرة أَو فَدْعَائِهَا يُخْرِج نَفْسَ العَنْزِ من وَجْعَائِهَا قَالَ: يَعْنِي بفدعائها: الذِّرَاع تُخرج نَفْس العَنْز من شدّة القُرِّ. قَالَ ابْن شُمَيْل: الفَدَعُ فِي الْيَد: أنْ ترَاهُ يطَأ على أم قِردَانِهِ فيشخص صدر خُفه،

باب العين والدال مع الباء

جملٌ أفَدع وناقةٌ فَدْعاء. وَلَا يكون الفدع إِلَّا فِي الرُسْغ جُسْأة فِيهِ. وَقَالَ غَيره: الفَدَع: أَن يصطك كعباه ويتباعد قدماه يَمِينا وشِمالاً. قلت: أصل الفَدَع الْميل والعَوَج، فكيفما مَالَتْ الرِجْل فقد فَدِعَتْ. (بَاب الْعين وَالدَّال مَعَ الْبَاء) (ع د ب) عبد، عدب، دعب، بعد، بدع: مستعملة. عبد: أَبُو عبيد عَن الفرّاء: مَا عَبَّد أَن فعل ذَاك وَمَا عَتَّم وَمَا كذّب مَعْنَاهُ كُله: مالبَّث. قَالَ: وَيُقَال امتَلّ يعدو، وانكدر يعدُو، وعَبّدَ يَعدُو إِذا أسْرع بعض الْإِسْرَاع. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {يَكْتُبُونَ قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَانِ وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} (الزّخرُف: 81) . قَالَ اللَّيْث: العَبَد: الأنفُ والحمِيَّة من قَول ليُستحيا مِنْهُ ويُستنكف. قَالَ: وَقَوله: {وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ} أَي الآنفين من هَذَا القَوْل. قَالَ: ويُقرأ: (فَأَنا أول العَبدِين) مَقْصُور من عَبِدَ يَعْبَدُ فَهُوَ عَبِد. قَالَ: وَبَعض الْمُفَسّرين يَقُول: {وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ} أَي كَمَا أَنه لَيْسَ للرحمان ولد أَنا لست بِأول من عبد الله. قلت: وَهَذِه آيَة مشكلة. وَأَنا ذَاكر أقاويل السّلف فِيهَا، ثمَّ مُتبعها بِالَّذِي قَالَ أهل اللُّغَة وأُخبِر بأصَحِّها عِنْدِي وَالله الْمُوفق. فَأَما القَوْل الَّذِي ذكره اللَّيْث أوّلاً فَهُوَ قَول أبي عُبَيْدَة، على أَنِّي مَا عَلِمتُ أحدا قَرَأَ: (فَأَنا أول العَبِدِين) وَلَو قرىء مَقْصُورا كَانَ مَا قَالَه أَبُو عُبَيْدَة مُحْتملا. وإذْ لم يقْرَأ بِهِ قارىء مشهورٌ لم يُعبَأ بِهِ. وَالْقَوْل الثَّانِي: مَا رُوِيَ عَن ابْن عُيَيْنَة أَنه سُئِلَ عَن هَذِه الْآيَة فَقَالَ: مَعْنَاهُ: {قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَانِ وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ} (الزّخرُف: 81) ، يَقُول: فَكَمَا أَنِّي لستُ أوّل من عَبَدَ الله فَكَذَلِك لَيْسَ لله ولد. وَهَذَا القَوْل يُقَارب مَا قَالَه اللَّيْث آخِراً، وأضافه إِلَى بعض الْمُفَسّرين. وَقَالَ السُّدي: قَالَ الله تَعَالَى لمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قل لَهُم: إِن كَانَ على الشَّرْط للرحمان ولد كَمَا تَقولُونَ لَكُنْت أوّل من يطيعه ويعبده. وَقَالَ الْكَلْبِيّ: إِن كَانَ مَا كَانَ. وَقَالَ الحسَنُ وَقَتَادَة: إِن كَانَ للرحمان ولد على معنى مَا كَانَ فَأَنا أول العابدين: أوّلُ من عَبَدَ الله من هَذِه الأمّة. وَقَالَ الْكسَائي: قَالَ بَعضهم: إِن كَانَ أَي مَا كَانَ للرحمان ولد فَأَنا أول العابدين: الآنفين، رجلٌ عَابِد وعَبِدٌ وآنِف وأنِفٌ. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي فِي قَوْله: {وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ} (الزّخرُف: 81) أَي الغِضاب الآنفين وَيُقَال: فَأَنا أول الجاحدين لِمَا تَقولُونَ. وَيُقَال: أَنا أول من يعبده على الوحدانية مخالَفةً لكم. وَرُوِيَ عَن عليّ أَنه قَالَ: عَبِدتُ فصَمَتُّ أَي أنِفْتُ فسَكَتُّ. وَقَالَ ابْن الأنباريّ: مَعْنَاهُ: مَا كَانَ للرحمان ولد وَالْوَقْف على الْوَلَد، ثمَّ

يبتدىء: فَأَنا أول العابدين لَهُ، على أَنه لَا ولد لَهُ. وَالْوَقْف على (العابدين) تامّ. قلت: قد ذكرتُ أقاويل مَن قدّمنا ذكرهم، وَفِيه قَول أحسن من جَمِيع مَا قَالُوا وأَسْوغ فِي اللُّغَة، وَأبْعد من الاستكراه وأسرع إِلَى الْفَهم. رَوَى عبد الرازق عَن مَعْمَر عَن ابْن أبي نَجِيح عَن مُجَاهِد فِي قَوْله تَعَالَى: {يَكْتُبُونَ قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَانِ وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} (الزّخرُف: 81) يَقُول: إِن كَانَ لله ولد فِي قَوْلكُم فَأَنا أول من عَبَدَ الله وَحده وكذّبكم بِمَا تَقولُونَ. قلت: وَهَذَا وَاضح. وممّا يزِيدهُ وضوحاً أَن الله جلّ وعزّ قَالَ لنبيّه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قل يَا مُحَمَّد للْكفَّار إِن كَانَ للرحمان ولد فِي زعمكم فَأَنا أول العابدين إلهَ الْخلق أَجْمَعِينَ الَّذِي لم يلد وَلم يُولد، وأولّ الموحِّدين للرب الخاضعين المطيعين لَهُ وَحده؛ لِأَن من عَبَدَ الله واعترف بِأَنَّهُ معبوده وَحده لَا شريك لَهُ فقد دَفَعَ أَن يكون لَهُ ولد. وَالْمعْنَى: إِن كَانَ للرحمان ولد فِي دعواكم فَالله جلّ وعزّ وَاحِد لَا شريك لَهُ، وَهُوَ معبودي الَّذِي لَا ولد لَهُ وَلَا وَالِد. قلت: وَإِلَى هَذَا ذهب إِبْرَاهِيم بن السَرِيّ وَجَمَاعَة من ذَوي الْمعرفَة، وَهُوَ القَوْل الَّذِي لَا يجوز عِنْدِي غَيره. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَىَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِى إِسْرَاءِيلَ} (الشُّعراء: 22) الْآيَة. قلت: وَهَذِه الْآيَة تقارِب الَّتِي فسّرنا آنِفا فِي الْإِشْكَال، وَنَذْكُر مَا قيل فِيهَا ونخبر بالأصحّ الأوضح ممَّا قيل. أَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس أَنه قَالَ: قَالَ الْأَخْفَش فِي قَوْله: {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَىَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِى إِسْرَاءِيلَ} قَالَ: يُقَال: إِن هَذَا استفهامٌ، كَأَنَّهُ قَالَ: أوَ تِلْكَ نعْمَة تمنُّها عليّ ثمَّ فَسَّر فَقَالَ: أَن عَبّدت بني إِسْرَائِيل فَجعله بَدَلا من النِّعْمَة. قَالَ أَبُو العبّاس: وَهَذَا غلط؛ لَا يجوز أَن يكون الِاسْتِفْهَام يُلْقى وَهُوَ يُطْلَبُ، فَيكون الِاسْتِفْهَام كالخبر. وَقد استُقبح وَمَعَهُ (أم) وَهِي دَلِيل على الِاسْتِفْهَام. استقبحوا قَول امرىء الْقَيْس: تروح من الحَيّ أم تَبْتَكِرْ قَالَ بَعضهم: هُوَ أتروح من الحيّ أم تبتكر فَحذف الِاسْتِفْهَام أوّلاً وَاكْتفى بِأم. وَقَالَ أَكْثَرهم: بل الأول خبر وَالثَّانِي اسْتِفْهَام. فأمَّا وَلَيْسَ مَعَه (أم) لم يقلهُ إِنْسَان. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: وَقَالَ الفرّاء: وَتلك نعْمَة تمنها عليّ، لِأَنَّهُ قَالَ: وَأَنت من الْكَافرين لنعمتي أَي لنعمة تربيتي لَك، فَأَجَابَهُ فَقَالَ: نعم هِيَ نعْمَة عليّ أَن عَبَّدت بني إِسْرَائِيل وَلم تستعبدني. يُقَال: عَبَّدَتُ العَبِيد وأعبدتهم أَي صيّرتُهم عبيدا، فَيكون مَوضِع (أَن) رفعا وَيكون نصبا وخفضاً. من رَفَع ردّها على النِّعْمَة، كَأَنَّهُ قَالَ: وَتلك نعْمَة تعبيدك بني إِسْرَائِيل ولَمْ تُعَبِّدْني. وَمن خفض أَو نصب أضمر اللَّام. قلت: وَالنّصب أحسن الْوُجُوه، الْمَعْنى: أَن فِرْعَوْن لمّا قَالَ لمُوسَى: {قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ} (الشُّعَرَاء: 18) فاعتَدّ فرعونُ على

مُوسَى بِأَن ربّاه وليداً مُنْذُ وُلِد إِلَى أَن كَبِر، فَكَانَ من جَوَاب مُوسَى لَهُ: تِلْكَ نعْمَة تَعتدّ بهَا عليّ لِأَنَّك عَبّدتَ بني إِسْرَائِيل وَلَو لم تُعبْدهم لكفَلني أَهلِي وَلم يُلْقوني فِي اليمّ، فَإِنَّمَا صَارَت نعْمَة لِمَا أقدمت عَلَيْهِ ممَّا حظره الله عَلَيْك. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق الزجّاج: المفسّرون أخرجُوا هَذِه على جِهَة الْإِنْكَار أَن تكون تِلْكَ نعْمَة، كَأَنَّهُ قَالَ: وأيّ نعْمَة لَك عليّ فِي أَن عَبَّدت بني إِسْرَائِيل وَاللَّفْظ لفظ خبر. قَالَ: وَالْمعْنَى يخرج على مَا قَالُوا على أَن لَفظه لفظ الْخَبَر. وَفِيه تبكيتٌ للمخاطَب كَأَنَّهُ قَالَ لَهُ هَذِه نعْمَة أَن اتخذتَ بني إِسْرَائِيل عَبيداً، على جِهَة التهكّم بفرعون. وَاللَّفْظ يُوجب أَن مُوسَى قَالَ لَهُ: هَذِه نعْمَة لِأَنَّك اتَّخذت بني إِسْرَائِيل عبيدا وَلم تتخذني عَبداً، وَقَالَ الشَّاعِر فِي أعبَدت الرجل بِمَعْنى عَبَّدته: علام يُعْبِدُني قومِي وَقد كثرت فيهم أباعِر مَا شَاءُوا وعُبْدانُ وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: المُعَبَّد: المُذَلَّل. والمُعَبّد: الْبَعِير الجَرِبُ. وَأنْشد لَطَرفة: وأفردت إِفْرَاد الْبَعِير المعُبَّدِ قَالَ والمُعَبَّد: المكرَّم فِي بَيت حَاتِم حَيْثُ يَقُول: تَقول أَلا تُبقي عَلَيْك فإنني أرى المَال عِنْد الممسكين مُعَبَّدَا أَي مُعَظَّماً مخدُوماً. قَالَ: وَأَخْبرنِي الحرّاني عَن ابْن السّكيت: يُقَال اسْتَعْبَده وعَبَّدَه أَي أَخذه عَبْداً وَأنْشد قَول رؤبة: يَرْضَوْنَ بالتعبيد والتأمِيّ قَالَ: وَيُقَال: تَعَبَّدت فلَانا أَي اتّخذته عَبداً، مثل عَبَّدته سَوَاء. وَتَأَمَّيْتُ فلانةَ أَي اتخذتها أَمَةً. وَقَالَ الفرّاء: يُقَال: فلَان عَبْدٌ بَيِّنُ العُبُودة والعُبُودِيَّة والعَبْدِيّة. وتَعَبَّد الله العَبْد بِالطَّاعَةِ أَي استعبده. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِّن ذالِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} (الْمَائِدَة: 60) قَرَأَ أَبُو جَعْفَر وشَيْبَة ونافِع وعاصِم وَأَبُو عَمْرو وَالْكسَائِيّ: و {وُوِوَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} . قَالَ الفرّاء: هُوَ مَعْطُوف على قَوْله وَجعل مِنْهُم القِردَة والخنازير وَمن عَبَدَ الطاغوت. وَقَالَ الزّجاج: قَوْله {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} نَسَقٌ على {مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ} الْمَعْنى: من لَعنه الله وَمن عبد الطاغوت. قَالَ وَتَأْويل {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} أَي أطاعه يَعْنِي الشَّيْطَان فِيمَا سوّل لَهُ وأغواه. قَالَ: والطاغوت هُوَ الشَّيْطَان. قَالَ فِي قَول الله تَعَالَى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} (الفَاتِحَة: 5) : إياك نطيع الطَّاعَة الَّتِي نخضع مَعهَا. قَالَ: وَمعنى الْعِبَادَة فِي اللُّغَة: الطَّاعَة مَعَ الخضوع. وَيُقَال طريقٌ مُعَبَّدٌ إِذا كَانَ مذلَّلاً بِكَثْرَة الْوَطْء، وبعيرٌ مُعَبَّد إِذا كَانَ مَطْليًّا بالقَطِران. وَقَرَأَ: (وعَبُدَ الطاغوتِ)

يحيى بن وَثّابٍ وَالْأَعْمَش وَحَمْزَة. قَالَ الفرّاء: وَلَا أعلم لَهُ وَجها إِلَّا أَن يكون عَبُدَ بِمَنْزِلَة حذُر وعَجُل. وَقَالَ نُصَير الرازيّ: (عَبُدٌ) وَهمٌ ممَّن قَرَأَهُ، ولسنا نَعْرِف ذَلِك فِي العربيَّة. ورُوي عَن النَّخعِيّ أَنه قَرَأَ: (وعُبُدَ الطاغوتِ) وَذكر الفرّاء أَن أُبَيَّاً وَعبد الله قرءا (وعبدوا الطاغوت) . ورُوي عَن بَعضهم أَنه قَرَأَ: (وعُبَّاد الطاغوت) وَبَعْضهمْ (وعَابِدَ الطاغوت) . ورُوي عَن ابْن عَبَّاس: (وعُبِّدَ الطاغوت) . ورُوي عَنهُ أَيْضا: (وعُبَّدَ الطاغوت) . قلت: وَالْقِرَاءَة الجيّدة الَّتِي لَا يجوز عندنَا غَيرهَا هِيَ قِرَاءَة العامّة الَّتِي بهَا قَرَأَ القُرّاء المشهّرون. {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} (الْمَائِدَة: 60) على التَّفْسِير الَّذِي بيّنته من قَول حُذَّاق النَّحْوِيين. قلت: وَأما قَول أَوْس بن حجر: أبَنِي لبيني أَن أُمَّكُمُ أَمَةٌ وَإِن أَبَاكُم عَبُدُ فَإِنَّهُ أَرَادَ: وَإِن أَبَاكُم عَبْد فثقَّله للضَّرُورَة، فَقَالَ: عَبُدُ. وَقَالَ اللَّيْث: العَبد: الْمَمْلُوك. وجماعتهم: العَبِيد، وهم العِبَاد أَيْضا؛ إلاَّ أنّ العامّة اجْتَمعُوا على تَفْرِقَة مَا بَين عباد الله والمَماليك، فَقَالُوا: هَذَا عَبْد من عباد الله، وَهَؤُلَاء عبيد مماليك. قَالَ: وَلَا يُقَال: عَبَدَ يَعْبُدُ عِبَادَةً إلاّ لمن يَعْبُدُ الله. وَمن عَبَدَ مِن دونه إِلَهًا فَهُوَ من الخاسرين. قَالَ: وَأما عَبْدٌ خَدَمَ مَوْلَاهُ فَلَا يُقَال: عَبَدَه. قَالَ اللَّيْث: وَمن قَرَأَ: (وَعَبُدَ الطاغوتُ) فَمَعْنَاه صَار الطاغوتُ يُعْبَد، كَمَا يُقَال: فَقُهَ الرجل وظَرُفَ. قلت: غَلِط اللَّيْث فِي الْقِرَاءَة وَالتَّفْسِير. مَا قَرَأَ أحد من قُرَّاء الْأَمْصَار وَغَيرهم (وَعَبُدَ الطاغوتُ) بِرَفْع الطاغوت، إِنَّمَا قَرَأَ حَمْزَة: (وَعَبُدَ الطاغوتِ) وَهِي مهجورة أَيْضا. قَالَ اللَّيْث: وَيُقَال للْمُشْرِكين: هم عَبَدَة الطاغوتِ. وَيُقَال للْمُسلمين: عِبَاد الله يَعْبُدُون الله. وَذكر اللَّيْث أَيْضا قِرَاءَة أُخْرَى مَا قَرَأَ بهَا أحد وَهِي (وعابدو الطاغوت) جمَاعَة. وَكَانَ ح قَلِيل الْمعرفَة بالقراءات. وَكَانَ نَوْلُه ألاّ يَحْكِي الْقرَاءَات الشاذَّة، وَهُوَ لَا يحفظها القارىء قَرَأَ بهَا وَهَذَا دَلِيل على أَن إِضَافَته كِتَابه إِلَى الْخَلِيل بن أَحْمد غير صَحِيح، لِأَن الْخَلِيل كَانَ أَعقل وَأَوْرَع من أَن يسمِّى مثل هَذِه الْحُرُوف قراءات فِي الْقُرْآن، وَلَا تكون مَحْفُوظَة لقارىء مَشْهُور من قُرّاء الْأَمْصَار وَدَلِيل على أَن اللَّيْث كَانَ مغفَّلاً ونسأل الله التَّوْفِيق للصَّوَاب. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال أعبَدني فلَان فلَانا أَي ملّكني إيّاه. قلت: وَالْمَعْرُوف عِنْد أهل اللُّغَة: أعبَدت فلَانا أَي استعبدته. وَلست أنكر جَوَاز مَا ذكره اللَّيْث إِن صحَّ لثقة من الْأَئِمَّة، فَإِن السماع فِي اللُّغَات أولى بِنَا من القَوْل بالحَدْس والظنّ وابتداع قياسات لَا تستمرّ

وَلَا تطّرد. وَقَالَ اللَّيْث: العِبِدَّى: جمَاعَة العَبيد الَّذين وُلِدُوا فِي العُبُودَة، تعبيدةً ابنَ تعبيدة، أَي فِي العُبُودة إِلَى آبَائِهِ. قلت: هَذَا غَلَط. يُقَال: هَؤُلَاءِ عِبِدَّى الله أَي عِبَادُه. وَفِي الحَدِيث الَّذِي جَاءَ فِي الاسْتِسْقَاء: (وَهَذِه عِبِدّاك بِفناء حَرَمك) . قَالَ اللَّيْث: والعبادِيد: الْخَيل إِذا تفرّقتْ فِي ذهابها ومجيئها، وَلَا تقع إِلَّا على جمَاعَة: لَا يُقَال للْوَاحِد عِبْدِيد. قَالَ وَيُقَال فِي بعض اللُّغَات: عبابيد، وَأنْشد: وَالْقَوْم آتوك بَهزٌ دون إِخْوَتهم كالسيل يركب أَطْرَاف العبَابِيد قَالَ: وَهِي الْأَطْرَاف الْبَعِيدَة، والأشياء المتفرقة. وهم عَباديد أَيْضا. قلت: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: العبابيد: الطُرُق الْمُخْتَلفَة. ورَوَى أَبُو طَالب عَن أَبِيه عَن الفرّاء أَنه قَالَ: العَبَاديد والشماطِيط لَا يُفْرد لَهُ وَاحِد. قَالَ: وَقَالَ غَيره: وَلَا يُتكلم بهما فِي الإقبال، إِنَّمَا يتَكَلَّم بهما فِي التَّفَرُّق والذهاب. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال صَارُوا عَبابِيد وعَبَادِيد أَي متفرّقين. وَقَول الله جلّ وعزّ: {وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ} (الْمُؤْمِنُونَ: 47) أَي دائنون، وكل من دَان لملكٍ فَهُوَ عَابد لَهُ. وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: فلَان عَابِد وَهُوَ الخاضع لربّه المستسلم لقضائه المنقاد لأَمره. وَقَوله {اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ} (الْبَقَرَة: 21) أَي أطِيعُوا ربّكم. وَقيل فِي قَوْله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} (الْفَاتِحَة: 5) : إيّاك نوحِّد، وَالْعَابِد الموحِّد. وَالدَّرَاهِم العَبْديَّة كَانَت دَرَاهِم أفضل من هَذِه الدَّرَاهِم وَأكْثر وزنا. وَأما بَيت بشر: مُعَبَّدةُ السقائف ذَات دُسْرٍ مُضَبَّرةٌ جوانبها رَداحُ فَإِن أَبَا عُبَيْدَة قَالَ: المعَبَّدة: المطليَّة بالشحم أَو الدُهْن أَو القار. وَقيل مُعَبَّدة: مُقَيرة. وَقَالَ شمر: يُقَال للعبيد مَعْبَدَة. وَأنْشد للفرزدق: وَمَا كَانَت فُقَيم حَيْثُ كَانَت بِيَثْرِب غيرَ مَعْبَدَة قُعُودِ قلت: وَمثل معبَدة جمع العبْد مشيْخة جمع الشَّيْخ، ومسْيفة جمع السَّيْف. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: أعبَدَ الْقَوْم بالرجُل إِذا ضربوه، وَقد أُعْبِدَ بِهِ إِذا ذهبتْ رَاحِلَته، وَكَذَلِكَ أُبْدِعَ بِهِ. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: نَاقَة ذَات عَبَدَة أَي لَهَا قوّة شَدِيدَة. وَقَالَ شمر: العَبَدَة الْبَقَاء يُقَال مَا لثوبك عَبَدَة أَي بَقَاء سُمِّي عَلْقمة بن عَبَدَة وَقَالَ أَبُو دوادٍ الإياديُ: إنْ تُبتذل تُبتذل من جندلٍ خِرسٍ صَلاَبةٍ ذَات أَسدارٍ لَهَا عَبَدَه وَقيل أَرَادَ بالعَبَدَة: الشدّة. وَقَالَ شمر: يُجمع العَبْدُ عَبيداً ومَعْبُودَاء وعِبِدَّى ومَعْبَدَة وعُبْدَاناً وعِبْدَاناً وَأنْشد:

تركت العِبدّى يَنْقُرون عجانَهَا وَقَالَ اللحياني: عَبَدت الله عِبَادَةً ومَعْبَداً والمُعَبَّدُ: الطَّرِيق الموطوء فِي قَوْله: وَظيفاً وظيفاً فَوق مَوْرٍ مُعَبَّدِ وَأنْشد شمر: وَبَلد نائي الصُوَى مُعَبَّد قطعتُه بذاتِ لَوْثٍ جَلْعَدِ قَالَ: أنشدنيه أَبُو عدنان وَذكر أَن الكلابيّة أنشدته وَقَالَت: المُعَبَّد: الَّذِي لَيْسَ فِيهِ أثَر وَلَا عَلم وَلَا مَاء. وَقَالَ شمر: المُعَبَّدُ من الْإِبِل: الَّذِي قد عُمَّ جِلدُه كلّه بالقَطران من الجَرَب. وَيُقَال: المُعَبَّدُ: الأجرب الَّذِي قد تساقط وَبَره فأُفرد عَن الْإِبِل ليُهْنَأَ. وَيُقَال: هُوَ الَّذِي عَبَّده الجَرَب أَي ذَلّلَهُ. وَقَالَ ابْن مقبل: وضَمَّنتُ أرسانَ الْجِيَاد مُعَبَّداً إِذا مَا ضربنا رَأسه لَا يُرَنَّحُ قَالَ: والمعَبَّد هَهُنَا الوتِد وَيُقَال أنوم من عَبّود. قَالَ الْمفضل بن سَلمَة: كَانَ عبود عبدا أسود حطاباً فَغَبَر فِي محتطبه أسبوعاً لم ينم ثمَّ انْصَرف وَبَقِي أسبوعاً نَائِما فَضرب بِهِ الْمثل وَقيل: نَام نوم عبّود وَقَالَ أَبُو عدنان: سَمِعت الكلابيّين يَقُولُونَ: بعيرٌ مُتَعَبِّدٌ ومُتَأَبِّد إِذا امْتنع على النَّاس صعوبةً فَصَارَ كآبِدة الوَحْش. قَالَ وَيُقَال: عَبِدَ فلَان: إِذا ندِم على شَيْء يفوتهُ وَيَلُوم نَفسه على تَقْصِير كَانَ مِنْهُ. وَقَالَ النَّضر: العَبَدُ طول الْغَضَب. وَقَالَ أَبُو عبيد قَالَ الفرّاء: عَبِدَ عَلَيْهِ وأحِن عَلَيْهِ وأمِد وأبِد أَي غضِب. وَقَالَ الغَنَوِيّ: العَبَدُ: الحزَنُ والوَجْد. وَقيل فِي قَول الفرزدق: أُولَئِكَ قوم إِن هجوني هجوتهم وأعْبَدُ أَن أهجو كُلَيباً بدَارِمِ أعْبَدُ: أَي آنف. وَقَالَ ابْن أَحْمَر يصف الغَوّاص: فأرسَل نَفسه عَبَداً عَلَيْهَا وَكَانَ بِنَفسِهِ أرِباً ضَنِينَا قيل: معنى قَوْله: عَبَداً أَي أنَفَاً. يَقُول: أنِفَ أَن تفوته الدُرَّة. وَقَالَ شمر: قيل للبعير إِذا هُنِىءَ بالقَطِران: مُعَبَّدٌ لِأَنَّهُ يتذلَّل لشهوته للقطران وَغَيره، فَلَا يمْتَنع. والتعبُّد: التذلّل. قَالَ: والمعَبَّد: المذلَّل. يُقَال: هُوَ الَّذِي يُتركُ وَلَا يُركبُ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: ذهب الْقَوْم عَبَادِيد وعَبَابِيد إِذا ذَهَبُوا متفرّقين، وَلَا يُقَال: أَقبلُوا عَبَادِيد. قَالَ: والعَبَادِيد: الآكام. وَقَالَ الزّجاج فِي قَول الله جلّ وعزّ: {الْمُؤْمِنِينَ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ} (الذّاريَات: 56) الْآيَة، الْمَعْنى: مَا خلقتهمْ إلاّ لأدعوهم إِلَى عبادتي وَأَنا مُرِيد العِبَادَة مِنْهُم، وَقد علم الله قبل أَن يخلقهم من يَعْبُدُه ممّن يكفر بِهِ، وَلَو كَانَ خلقهمْ ليُجبرهم على عِبَادَته لكانوا كلهم عُبَّاداً مُؤمنين. قلت: وَهَذَا قَول أهل السنّة وَالْجَمَاعَة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المعَابد: المسَاحِي والمُرُور، وَاحِدهَا مِعْبَدٌ. قَالَ عَدِيّ بن زيد العِبَاديّ: إِذْ يَحْرُثْنَه بالمَعَابِدِ وَقَالَ أَبُو نصر: المعَابد: العَبيد. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العَبْدُ: نَبَات طيّب الرَّائِحَة. وَأنْشد:

حَرَّقها العَبد بعنظوانِ فاليومُ مِنْهَا يومُ أَرْوَنانِ قَالَ: والعَبْد تَكْلَف بِهِ الإبلُ؛ لِأَنَّهُ مَلْبَنَة مَسْمَنة، وَهُوَ حادٌّ المِزَاج، إِذا رعته الْإِبِل عطشت فطلبت المَاء، وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن سَلَمة عَن الفرّاء: يُقَال صُكّ بِهِ فِي أم عُبَيد، وَهِي الفَلاَة وَهِي الرّقّاصَة. قَالَ: وَقلت للقَنَاني: مَا عُبَيد؟ فَقَالَ: ابْن الفلاة. وَأنْشد قَول النَّابِغَة: مُنَدَّى عُبَيدان المحلِّىء باقِرَهْ قَالَ: يَعْنِي بِهِ الفَلاَة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: عُبَيْدان: اسْم وَادي الحَيّة، وَذكر قصَّتها وَاسْتشْهدَ عَلَيْهَا بِشعر النَّابِغَة. والعِبَاد: قوم من أفناء الْعَرَب، نزلُوا بالحِيرة وَكَانُوا نَصَارَى، مِنْهُم عَدِيّ بن زيد العِبَاديّ. وَقد سَمَّت الْعَرَب عَبَّاداً وعُبَادة وعُبَاداً وعَبِيداً وعَبيدة وعَبَدَة ومَعْبَداً وعُبَيْداً وعابداً وعَبْدان وعُبَيْدان تَصْغِير عَبدان. عدب: أهمله اللَّيْث وَهُوَ مَعْرُوف. روى أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة والأصمعي أَنَّهُمَا قَالَا: العَداب: مُسْتَرق الرمل حَيْثُ يذهب مُعْظمها وَيبقى شَيْء مِنْهَا. وَأنْشد: وأقفر المُودِس من عَدَابها يَعْنِي الأَرْض الَّتِي قد أنبتت أول نبت ثمَّ أَيسَرت. وَقَالَ ابْن أَحْمَر: كثَور العَداب الفَرد يضْربهُ الندَى تعَلّى الندى فِي مَتْنه وتحدّرا ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: العَدُوبُ: الرمل الْكثير. والعَدابُ: مَا استَرَقّ من الرمل. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العُدَبيّ من الرِّجَال: الْكَرِيم الأخلاقِ. وَقَالَ كَثير: سَرَت مَا سَرَت من لَيْلهَا ثمَّ عَرَّسَتْ إِلَى عُدَبيَ ذِي غَناء وَذي فَضْلِ وَقَالَ الرياشي فِي العُدبيّ مثله. وَهُوَ حرف صَحِيح غَرِيب. بدع: قَالَ الله جلّ وعزّ: {الرَّحِيمُ قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنَ الرُّسُلِ وَمَآ أَدْرِى مَا يُفْعَلُ بِى وَلاَ بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَىَّ وَمَآ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} (الْأَحْقَاف: 9) الْآيَة. أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الحَرّاني عَن ابْن السّكيت قَالَ: البِدْعة: كلّ مُحْدَثة. وَيُقَال: سِقَاء بَدِيع أَي جَدِيد. وَكَذَلِكَ زِمام بديع. وأفادني المنذريّ لأبي عُمَر الدُوريّ عَن الْكسَائي أَنه قَالَ: البِدْع فِي الشرّ وَالْخَيْر. وَقد بَدُعَ بَدَاعَةً وبُدُوعاً. ورجلٌ بِدْع وَامْرَأَة بِدْعَةٌ إِذا كَانَ غَايَة فِي كل شَيْء، كَانَ عَالما أَو شريفاً أَو شجاعاً. وَقد بُدِعَ الْأَمر بَدْعاً وبَدَعُوهُ وابتَدَعُوه. وَرجل بِدْع ورجالٌ أَبْدَاع ونساءٌ بدعٌ وأبْداع شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: البِدْع من الرِّجَال الغُمْر قَالَ أَبُو عدنان: المبتدع الَّذِي يَأْتِي أمرا على شِبْه لم يكن ابتدأه إيّاه قلت: وَمعنى قَول الله تَعَالَى: {الرَّحِيمُ قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنَ الرُّسُلِ وَمَآ أَدْرِى مَا يُفْعَلُ بِى وَلاَ بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَىَّ وَمَآ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} أَي مَا كنتُ أول مَنْ أرسِل، قد أرسِل قبلي رُسُلٌ كثير. وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (إِن تِهامة كبَديع العسَل: حلُوٌ أوّله، حُلوٌ آخِره) . البَديع: السِقَاء الْجَدِيد والزِقّ الْجَدِيد. وشبّه تهَامَة بزِقّ العَسَل لِأَنَّهُ لَا يتغيّر هواؤها، فأوله وَآخره طيب، وَكَذَلِكَ العَسَل لَا يتَغَيَّر. وأمّا اللَّبن فَإِنَّهُ يتغيّر. وتهامة فِي فُصُول السّنة كلِّها طيِّبة عَذاةٌ،

ولياليها أطيب اللَّيَالِي، لَا تؤذِي بحَرَ مُفرِط وَلَا قُرَ مؤذٍ. وَمِنْه قَول امْرَأَة من الْعَرَب وصفتْ زَوجهَا فَقَالَ: زَوجي كليلِ تهَامَة، لَا حَرّ وَلَا قُرّ وَلَا مَخَافَة وَلَا سآمة. وَقَول الله جلّ وعزّ: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ} (البَقَرة: 117) أَي خالقهما. وبَديعٌ من أَسمَاء الله وَهُوَ البَديع الأوَّل قبل كل شَيْء. وَيجوز أَن يكون من بَدَعَ الخَلْقَ أَي بدأه. وَيجوز أَن يكون بِمَعْنى مُبْدع. وَقَالَ الزّجاج: بديع السَّمَاوَات وَالْأَرْض منشئهما على غير حِذَاء وَلَا مِثَال. وكلّ مَن أنشأ مَا لم يسبَق إِلَيْهِ قيل لَهُ: أَبْدَعْتَ. وَلِهَذَا قيل لمن خَالف السّنة: مُبْتَدِع. لِأَنَّهُ أحدث فِي الْإِسْلَام مَا لم يسْبقهُ إِلَيْهِ السَّلَف. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بإسنادٍ صَحِيح أَنه قَالَ: (إيَّاكم ومُحْدَثَات الْأُمُور، فَإِن كل مُحْدَثة بِدْعة، وكل بِدعَة ضَلَالَة) . قلت: وَقَول الله تَعَالَى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ} بِمَعْنى مُبْدعهما؛ إِلَّا أَن (بديع) مِن بَدَع لَا مِن أَبْدَعَ. وَأَبْدَعَ أَكثر فِي الْكَلَام من بَدَعَ وَلَو استُعمل بَدَعَ لم يكن خطأ، فبَدِيع فَعِيل بِمَعْنى فَاعِل مثل قدير بِمَعْنى قَادر. وَهُوَ صفة من صِفَات الله؛ لِأَنَّهُ بَدَأَ الْخلق على مَا أَرَادَ على غير مثالٍ تَقَدّمه. والبَديع من الحِبال: الَّذِي ابتدىء فَتْله، وَلم يكن حبْلاً فنكِث ثمَّ غُزِلَ وأعيد فتله. وَمِنْه قَول الشماخ: وأُدْمج دَمْج ذِي شَطَنٍ بَدِيعِ وَأنْشد الأعرابيّ فِي السّقاء: نَضْحَ البَدِيعِ الصَفَق المُصَفَّرا يَعْنِي المزاد الْجَدِيد الَّذِي يسرّب أول مَا يسقَى فِيهِ فَيخرج مَاؤُهُ أصفر، وَهُوَ الصَّفَق. قلت: والبَديع بِمَعْنى السِّقاء أَو الحبْل فعِيل بِمَعْنى مفعول. ورَوَى عبد الله بن مَسْعُود عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن رجلا أَتَاهُ فَقَالَ: يَا رَسُول الله إنّي قد أُبْدِعَ بِي فَاحْمِلْنِي. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة يُقَال للرجل إِذا كَلَّتْ رِكَابه أَو عَطِبتْ وَبَقِي مُنْقَطِعًا بِهِ: قد أُبدِع بِهِ. قَالَ: وَقَالَ الْكسَائي مثله، وَزَاد فِيهِ: أبدَعَتِ الركابُ إِذا كَلَّتْ وعَطِبَتْ. وَقَالَ بعض الْأَعْرَاب: لَا يكون الإبداع إلاّ بظَلْعٍ، يُقَال أبدَعَتْ بِهِ رَاحِلَته إِذا ظَلَعتْ. قَالَ أَبُو عبيد: وَلَيْسَ هَذَا باخْتلَاف، وَبَعضه شَبيه ببعضٍ. وَقَالَ اللحياني: يُقَال أَبْدَعَ فلَان بفلان إِذا قَطَعَ بِهِ وخَذَله وَلم يقم بحاجته وَلم يكن عِنْد ظنّه بِهِ. وَقَالَ أَبُو سعيد: أُبْدِعَتْ حُجَّة فلَان أَي أُبْطِلَتْ، وَأَبْدَعَتْ حجّته أَي بَطَلَتْ. وَقَالَ غَيره: أَبْدَعَ بِرُّ فلَان بشكري وأبدَع فَضله وإيجابه بوصفي إِذا شكره على إحسانه إِلَيْهِ، واعترف بِأَن شكره لَا يَفِي بإحسانه. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: بَدِعَ يَبْدَعُ فَهُوَ بَدِيعٌ إِذا سَمِنَ.

وَأنْشد لبَشِير بن النِكْث أحد الرُجَّاز: فبَدِعَتْ أَرْنَبُهُ وخِرْنُقُهْ أَي سمِنتْ وَقال اللَّيْث: قرىء: (بديعَ السَّمَوَات وَالْأَرْض) (الْبَقَرَة: 117) بِالنّصب على وَجه التَّعَجُّب لِمَا قَالَ الْمُشْركُونَ، على معنى بدْعاً مَا قُلْتُمْ وبديعاً اخترقتم، فنصبه على التعجّب وَالله أعلم أهوَ كَذَلِك أم لَا. فأمّا قِرَاءَة الْعَامَّة فالرفع، وَيَقُولُونَ: هُوَ اسْم من أَسمَاء الله. قلت مَا علمت أحدا من القرّاء قَرَأَ: (بديعَ) بِالنّصب، والتعجُّبُ فِيهِ غير جَائِز. وَإِن جَاءَ مثله فِي الْكَلَام فنصبه على الْمَدْح كَأَنَّهُ قَالَ اذكر بديع السَّمَاوَات شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: البِدْع من الرِّجَال الغُمْرُ. بعد: قَالَ اللَّيْث: بَعْدُ كلمة دالّة على الشَّيْء الْأَخير. تَقول: بعدَ هَذَا، منصوبٌ. فَإِذا قلت: أمَّا بعدُ فَإنَّك لَا تضيفه إِلَى شَيْء، وَلَكِنَّك تَجْعَلهُ غَايَة نقيضاً لقَبْل. قَالَ الله تَعَالَى: {بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الاَْمْرُ مِن قَبْلُ} (الرُّوم: 4) فرفعهما لِأَنَّهُمَا غايةٌ مقصودٌ إِلَيْهَا، فَإِذا لم يَكُونَا غَايَة فهما نَصْبٌ لِأَنَّهُمَا صفة. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: قَالُوا: قَبل وَبَعد من الأضداد. وَقَالَ فِي قَول الله تَعَالَى: {ضُحَاهَا وَالاَْرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} (النَّازعات: 30) أَي قبل ذَلِك. قلت وَالَّذِي حَكَاهُ أَبُو حَاتِم عمَّن قَالَه خطأ، قبل وبعدُ كلّ وَاحِد مِنْهُمَا نقيض صَاحبه، فَلَا يكون أَحدهمَا بِمَعْنى الآخر، وَهُوَ كَلَام فَاسد. وأمَّا قَول الله جلّ وعزّ: {ضُحَاهَا وَالاَْرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} (النَّازعات: 30) فَإِن السَّائِل يَسأل عَنهُ فَيَقُول: كَيفَ قَالَ: {وَالاَْرْضَ بَعْدَ} وَالْأَرْض أُنشىء خَلْقها قبل السَّمَاء، وَالدَّلِيل على ذَلِك قَول الله تَعَالَى: {مَمْنُونٍ قُلْ أَءِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِى خَلَقَ الاَْرْضَ فِى يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ} (فُصّلَت: 9) فلمَّا فرغ من ذكر الأَرْض وَمَا خَلَق فِيهَا قَالَ الله: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَآءِ} (فصلت: 11) وثُمَّ لَا يكون إِلَّا بَعد الأول الَّذِي ذُكِر قبله. وَلم يخْتَلف المفسّرون أَن خَلْق الأَرْض سَبَق خَلق السَّمَاء. وَالْجَوَاب فِيمَا سَأَلَ عَنهُ السَّائِل أَن الدَحْوَ غيرُ الْخلق، وإنَّما هُوَ البَسْط، والخَلق هُوَ الْإِنْشَاء الأوَّل. فَالله جلّ وعزّ خلق الأَرْض أوَلاً غير مَدْحُوَّة. ثمَّ خلق السَّمَاء، ثمَّ دَحا الأَرْض أَي بَسَطها. والآيات فِيهَا مؤتلِفة وَلَا تنَاقض بِحَمْد الله فِيهَا عِنْد من يفهمها. وَإِنَّمَا أُتِيَ الملحِد الطاعن فِيمَا شاكلها من الْآيَات من جِهَة غباوته وغِلظ فهمه، وقلَّة علمه بِكَلَام الْعَرَب. وَقَالَ الفرّاء فِي قَوْله جلّ وعزّ: {بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الاَْمْرُ مِن قَبْلُ} (الرُّوم: 4) الْقِرَاءَة بِالرَّفْع بِلَا نونٍ لِأَنَّهُمَا فِي الْمَعْنى يُرَاد بهما الْإِضَافَة إِلَى شَيْء لَا محَالة، فَلَمَّا أدّتا عَن معنى مَا أضيفتا إِلَيْهِ وسُميتَا بِالرَّفْع، وهما فِي مَوضِع جرّ ليَكُون الرّفْع دَلِيلا على مَا سقط. وَكَذَلِكَ مَا أشبههما؛

كَقَوْلِه: إِن تأت من تَحت أجئها من علو وَقَالَ الآخر: إِذا أَنا لم أومن عَلَيْك وَلم يكن لقاؤك إلاّ مِن وراءُ وراءُ فَرفع إِذْ جعله غَايَة وَلم يذكر بَعدَه الَّذِي أضيف إِلَيْهِ. قَالَ الفرّاء: وَإِن نَوَيْت أَن تُظهر مَا أضيف إِلَيْهِ وأظهرته فَقلت: لله الْأَمر من قبلِ وَمن بَعدِ جَازَ، كَأَنَّك أظهرت المخفوض الَّذِي أضفت إِلَيْهِ قَبْلَ وبَعد. وَقَالَ اللَّيْث: البُعد على مَعْنيين: أَحدهمَا ضِدّ القُرب. تَقول مِنْهُ: بَعُدَ يَبْعُد بُعْداً فَهُوَ بَعيد. وَتقول: هَذِه الْقرْيَة بَعِيدٌ، وَهَذِه الْقرْيَة قريبٌ وَلَا يُرَاد بِهِ النعتُ، وَلَكِن يُرَاد بهما الِاسْم. وَالدَّلِيل على أَنَّهُمَا اسمان قَوْلك: قريبُه قريبٌ وبَعيده بَعيدٌ. قَالَ والبُعْدُ أَيْضا من اللعْن كَقَوْلِك: أَبْعَدَه الله أَي لَا يُرثَى لَهُ فِيمَا نَزَل بِهِ. وَكَذَلِكَ بُعْداً لَهُ وسُحْقاً. ونَصَب بُعْداً على الْمصدر وَلم يَجعله اسْما، وَتَمِيم ترفع فَتَقول: بُعْدٌ لَهُ وسُحْقٌ؛ كَقَوْلِك: غلامٌ لَهُ وفرسٌ. وَقَالَ الفرّاء: الْعَرَب إِذا قَالَت: دَارك منّا بَعِيدٌ أَو قريبٌ، أَو قَالُوا: فُلَانَة منا قريبٌ أَو بَعِيدٌ ذكَّروا الْقَرِيب والبَعيد؛ لِأَن الْمَعْنى هِيَ فِي مَكَان قريب أَو بَعيد، فجُعل الْقَرِيب والبَعِيد خَلَفاً من الْمَكَان. قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَمَا هِى مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ} (هُود: 83) وَقَالَ {عِندَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ} (الأحزَاب: 63) وَقَالَ {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} (الْأَعْرَاف: 56) قَالَ: وَلَو أُنِّثَتا وبُنِيتَا على بَعُدَت مِنْك فَهِيَ بعيدَة، وقرُبَت فَهِيَ قريبَة كَانَ صَوَابا. قَالَ: وَمن قَالَ قريبٌ وبعيدٌ وذكّرهما لم يُثَنِّ قَرِيبا وبعيداً، فَقَالَ: هما مِنْك قريبٌ وهما مِنْك بعيدٌ. قَالَ: ومَن أنثهما فَقَالَ: هِيَ مِنْك قريبَة وبعيدة ثنَّى وَجمع فَقَالَ: قريبات وبعيدات. وَأنْشد: عَشِيَّةَ لَا عفراء مِنْك قريبَة فتدنو وَلَا عفراء مِنْك بعيد قَالَ: وَإِذا أردْت بالقريب والبعيد قَرَابة النّسَب أنّثت لَا غير، لم يخْتَلف الْعَرَب فِيهَا. وَقَالَ الزجّاج فِي قَول الله جلّ وعزّ: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} : إِنَّمَا قيل: قريبٌ لِأَن الرَّحْمَة والغفران وَالْعَفو فِي معنى واحدٍ. وَكَذَلِكَ كلّ تَأْنِيث لَيْسَ بحقيقيّ. قَالَ: وَقَالَ الْأَخْفَش: جَائِز أَن تكون الرَّحْمَة هَهُنَا بِمَعْنى المَطَر. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم يَعْنِي الفرّاء: هَذَا ذُكِّر ليفصل بَين الْقَرِيب من القُرْب والقريب من الْقَرَابَة. وَهَذَا غلط، كل مَا قَرُبَ فِي مَكَان أَو نسَبٍ فَهُوَ جارٍ على مَا يُصِيبهُ من التَّأْنِيث والتذكير. وَقَوله جلّ وعزّ: {أَلاَ بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ} (هُود: 95) قَرَأَ الكسائيّ وَالنَّاس: {كَمَا بَعِدَتْ} قَالَ وَكَانَ أَبُو عبد الرحمان السُلَمِيّ يقْرؤهَا: (بَعُدَتْ) ، يَجْعَل الْهَلَاك والبُعد سَوَاء، وهما قريبٌ من السوَاء؛ إلاّ

أَن الْعَرَب بَعضهم يَقُول: بَعُدَ، وَبَعْضهمْ: بَعِدَ مثل سَحِقَ وسَحُق. وَمن النَّاس من يَقُول بَعُدَ فِي الْمَكَان وبَعِدَ فِي الْهَلَاك. وَقَالَ يُونُس: الْعَرَب تَقول: بَعِدَ الرجل وبَعُدَ إِذا تَبَاعَدَ فِي غير سَبّ. وَيُقَال فِي السبّ: بَعِدَ وسَحِق لَا غير. وَقَالَ ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: {عَمًى أُوْلَائِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ} (فُصّلَت: 44) بعيد قَالَ: سَأَلُوا الردّ حِين لَا رَدّ. وَقَالَ مُجَاهِد: أَرَادَ: من مَكَان بعيد من قُلُوبهم. وَقَالَ بَعضهم: من مَكَان بعيد من الْآخِرَة إِلَى الدُّنْيَا. وَقَوله جلّ وعزّ: {مِن قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن} (سبأ: 53) قَالَ: قَوْلهم: ساحِر، كاهِن، شاعِر. وَقَالَ الزجّاج فِي قَوْله جلّ وعزّ فِي سُورَة السَّجْدَة: {عَمًى أُوْلَائِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ} أَي بعيد من قُلُوبهم يَبعد عِنْدهم مَا يُتْلَى عَلَيْهِم. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: هُوَ أبْعَدُ وأَبْعَدُون وَأقرب وأقربون وأباعد وأقارب. وَأنْشد: من النَّاس من يغشى الأباعِدَ نفعُه ويشقى بِهِ حَتَّى الْمَمَات أقارِبُهْ فإنْ يَكُ خيرا فالبعيد يَنَالهُ وإِنْ يَكُ شَرّاً فَابْن عمّك صَاحِبُهْ وَقَالَ حُذّاق النَّحْوِيين: مَا كَانَ من أفعَل وفُعلَى فَإِنَّهُ تدخل فِيهِ الْألف وَاللَّام كَقَوْلِك: هُوَ الأَبْعَدُ والبُعْدَى وَالْأَقْرَب والقُرْبَى وَقَالَ ابْن شُمَيْل: قَالَ رجل لِابْنِهِ إنْ غَدوتَ على المِرْبَد ربِحْتَ عَناءً ورجعْتَ بِغَيْر أَبْعدَ أَي بِغَيْر مَنْفَعَة. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: مَا عنْدك أَبْعَد. وَإنَّك لَغَير أَبْعَدَ أَي مَا عِنْده طائل إِذا ذمّه. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي إِنَّه لذُو بُعْدَة أَي ذُو رأيٍ وحَزْمٍ، وَإنَّك لغير أبعَد أَي لَا خير فِيك لَيْسَ لَك بُعْدُ مَذهبٍ وَقَالَ صَخْر الغيّ: الموْعِد يُنَافِي أَن تُقَتِّلهم أفناء فَهْم وبيننا بُعَدُ أَي أفناء فهم ضروب مِنْهُم بُعَد جمع بُعْدة. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أَتَانَا فلَان من بُعْدَة أَي من أَرض بعيدَة. وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: يَكْفِيك عِنْد الشّدة البئيسَا ويعتلي ذَا البُعْدة النُحُوسا ذَا البُعدَة: الَّذِي يُبعِد فِي المعاداة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: رجل ذُو بُعْدة إِذا كَانَ نَافِذ الرَّأْي ذَا غَوْرٍ وَذَا بُعْدِ رَأْي. وَقَالَ النَّضر فِي قَوْلهم: هلك الْأَبْعَد قَالَ: يَعْنِي صاحبَه. وَهَكَذَا يُقَال إِذا كُنِيَ عَن اسْمه وَيُقَال للْمَرْأَة هَلَكت البُعْدَى. قلت: هَذَا مِثل قَوْلهم: فَلَا مرْحَبًا بالآخَر إِذا كنَى عَن صَاحبه وَهُوَ يذمّه. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: لقِيته بُعَيْدات بَيْن إِذا لَقيته بعد حِين ثمَّ أَمْسَكت عَنهُ ثمَّ أَتَيْته. وَأنْشد شمر: وَأَشعَث مُنَقَّد الْقَمِيص دَعوته بُعَيْداتِ بَيْنٍ لَا هِدانٍ وَلَا نِكْسِ وَقَالَ غَيره: إِنَّهَا لتضحك بُعَيْدات بينٍ أَي بَين المرّة ثمَّ المرّة فِي الحِين. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: هم مني غيرُ بَعَدٍ أَي لَيْسُوا بِبَعِيد. وانطلِقْ يَا فلَان غير بَاعِدٍ أَي لَا ذهبتَ

أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: تنحّ غير باعِدٍ أَي غير صاغرٍ، وتنحّ غير بعيد أَي كن قَرِيبا. وَقَول الذبياني: فضلا على النَّاس فِي الْأَدْنَى وَفِي البَعَدِ قَالَ أَبُو نصر: فِي الْقَرِيب والبعيد. قَالَ: وَالْعرب تَقول: هُوَ غير بَعَد أَي غير بعيد. وَرَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي: فِي الْأَدْنَى وَفِي البُعد قَالَ: بَعيدٌ وبُعُدٌ. وَقَالَ اللَّيْث: البِعاد يكون من المباعدة. وَيكون من اللعْن؛ كَقَوْلِك: أَبْعَدَه الله. وَقَول الله جلّ وعزّ مخبرا عَن قوم سبأ: {ءَامِنِينَ فَقَالُواْ رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِى ذَلِكَ لاََيَاتٍ لِّكُلِّ} (سَبَإ: 19) . قَالَ الْفراء: قِرَاءَة العوامّ: (باعِدْ) . وَيقْرَأ على الْخَبَر: (ربُّنا باعَدَ) و (بَعَّدَ) . و (بَعِّدْ) جَزْمٌ. وقرىء (رَبَّنَا بَعُدَ بَيْنُ أسفارنا) و (بَيْنَ أسفارنا) قَالَ الزجّاج: من قَرَأَ (بَاعِدْ) و (بَعِّدْ) فمعناهما وَاحِد. وَهُوَ على جِهَة الْمَسْأَلَة. وَيكون الْمَعْنى: أَنهم سئموا الرَّاحَة وبطِروا النِّعْمَة، كَمَا قَالَ قوم مُوسَى: {فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ} (الْبَقَرَة: 61) الْآيَة. وَمن قَرَأَ؛ (بَعُدَ بَيْنُ أسفارنا) بِالرَّفْع فَالْمَعْنى بَعُدَ مَا يتَّصل بسفرنا. وَمن قَرَأَ: (بَعُدَ بَيْنَ أسفارنا) فَالْمَعْنى بَعُدَ مَا بَين أسفارنا وبَعُدَ سَيْرنا بَين أسفارنا قلت: قَرَأَ أَبُو عَمْرو وَابْن كثير: (بَعِّد) بِغَيْر ألفٍ. وروى هِشَام بن عمّار بِإِسْنَادِهِ عَن عبد الله بن عَامر: (بَعِّدْ) مثل أبي عَمْرو. وَقَرَأَ يَعْقُوب الحضرميّ: (رَبُّنَا باعَدَ) بِالنّصب على الْخَبَر. وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم وَالْكسَائِيّ وَحَمْزَة: (باعِد) بِالْألف على الدُعَاء. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ يُبعِد فِي المَذْهب مَعْنَاهُ: إمعانه فِي ذَهَابه إِلَى الْخَلَاء، وأبعَدَ فلَان فِي الأَرْض إِذا أمْعن فِيهَا. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال للرجل: إِذا لم تكن من قُربان الْأَمِير فَكُن من بُعْدانِه، يَقُول: إِذا لم تكن مِمَّن يقترب مِنْهُ فتَبَاعَدْ عَنهُ لَا يُصِبْك شَرُّه. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: رَاوَدَ رجل من الْعَرَب أعرابيّة عَن نَفسهَا فَأَبت إلاّ أَن يَجْعَل لَهَا شَيْئا، فَجعل لَهَا دِرْهَمَيْنِ، فلمَّا خالطها جعلت تَقول: غمزاً ودرهماك لَك، فَإِن لم تغمز فبُعْدٌ لَك، رَفَعت البُعْدَ، يضْرب مثلا للرجل ترَاهُ يعْمل الْعَمَل الشَّديد. دعب: رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لجَابِر بن عبد الله وَقد تزوج: (أبِكراً تزوجتَ أم ثَيِّبًا؟) فَقَالَ: بل ثَيِّبًا. فَقَالَ: (فهَلاَّ بكرا تداعِبها وتداعبك) . قَالَ أَبُو عبيد: الدعَابة: المُزاح. قَالَ وَقَالَ: اليزيديّ: رجل دَعَّابة. وَبَعْضهمْ يَقُول رَجُلٌ دَعِبٌ. وَحكى شمر عَن ابْن شُمَيْل: يُقَال: تدعّبت عَلَيْهِ أَي تدلّلت، وَإنَّهُ لدَعِبٌ وَهُوَ الَّذِي يتمايل على النَّاس ويَرْكبهم بثَنِيَّته أَي بناحيته. وَإنَّهُ ليَتَدَاعَب على النَّاس أَي يركبهم بمُزَاحٍ وخُيَلاء ويغمّهم وَلَا يَسُبُّهم. وَإِنَّمَا الدَعِب: اللعَّابة. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال هُوَ يَدْعَبُ دَعْباً إِذا قَالَ قولا يُستملَح؛ كَمَا يُقَال: مزح يمزح. وَقَالَ الطرمَّاح: واستطربَت ظُعْنُهُمْ لمّا احزألّ بهم مَعَ الضُّحَى ناشِطٌ من داعِبَاتِ دِدِ

باب العين والدال مع الميم

يَعْنِي اللواتي يمزَحن ويلعبن ويُدَأَدِدْن بأصابعهنّ. والدَدُ هُوَ الضَّرْب بالأصابع فِي اللّعب. قَالَ: وَمِنْهُم مَن يروي هَذَا الْبَيْت: مِنْ دَاعِبٍ دَدِدِ، يَجعله نعتاً للداعب ويَكْسَعه بدالٍ أُخْرَى ليتمّ النَّعْت؛ لِأَن النَّعْت لَا يتمكّن حَتَّى يصير ثَلَاثَة أحرف، فَإِذا اشتقّوا مِنْهُ فعلا أدخلُوا بَين الدالين الأُوليين همزَة لِئَلَّا تتوالى الدالات فيثقل، فَيَقُولُونَ: دَأْدَدَ يُدَأْدِدُ دَأْدَدَةً. قَالَ: وعَلى قِيَاسه قَول الراجز وَهُوَ رؤبة: يُعِدُّ ذَأْداً وهَديراً زَعْدَبَا بَعْبَعَةً مَرّاً وَمَرّاً بأْبَبَا وَإِنَّمَا حكى جَرْساً شِبْه بَبَبْ، فَلم يستقم فِي التصريف إلاّ كَذَلِك. وَقَالَ آخر يصف فحلاً: يَسُوقهَا أَعْيَسُ هَدَّار بَبِبْ إِذا دَعَاهَا أقبلتْ لَا تَتَّئِبْ قَالَ اللَّيْث: فأمَّا المداعبة فعلى الِاشْتِرَاك كالممازحة، اشْترك فِيهَا اثْنَان أَو أَكثر. قَالَ والدُعْبُوبُ: النشيط. وَأنْشد قَول الراجز: يَا رُبَّ مُهْر حَسَنٍ دُعْبُوبِ رَحْب اللبَانِ حَسَنِ التَّقْرِيب قَالَ: والدُعبُوب: الطَّرِيق المذلَّل الَّذِي يسلكه النَّاس. قَالَ: والدُعْبُوبة: حَبّة سَوْدَاء تُؤْكَل، وَهِي مثل الدُعَاعة. وَقَالَ بَعضهم: بل هِيَ أصلُ بقلةٍ يقشَرُ فيؤكل. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَالْفراء وَابْن شُمَيْل: الدُعْبُوب: الطَّرِيق المسلوك الموطوء. قَالَ الْفراء: وَكَذَلِكَ الذَّلِيل الَّذِي يطؤه كلّ وَاحِد. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الدُعبُوبُ: والدُعْبُوث والدُعثوت من الرِّجَال المأبون المخنَّث. وَأنْشد: يَا فَتى مَا قتلتُمُ غير دُعْبُو ب وَلَا مِن قُوَارة الهِنَّبْرِ قَالَ: وَلَيْلَة دعبوبٌ: ليلةُ سَوْءٍ شَدِيدَة وَأنْشد: وَلَيْلَة من مُحاق الشَّهْر دعبوبِ وَقَالَ أَبُو صَخْر: ولكنْ تقرّ الْعين وَالنَّفس أَن ترى بعقدته فَضْلات زُرْق دَوَاعِبِ قَالُوا: دَوَاعِب: جَوَارٍ، ماءٌ دَاعِبٌ يَسْتَنَّ سَيلُه. قلت: لَا أَدْرِي دواعب أَو ذواعب ويُنْظَر فِي شِعر أبي صَخْر. عَمْرو عَن أَبِيه: الدُعَابُ والطَّثْرَج والحَرام والحَذَال من أَسمَاء النَّمْل. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي الدُعْبُبُ المَزّاح وَهُوَ المغنّي الْمجِيد والدُغْبُبْ الْغُلَام الشَّابُّ البَضّ. دبع: دبع مهمل وَالله أعلم. (بَاب الْعين وَالدَّال مَعَ الْمِيم) (ع د م) عدم، عمد، دمع، معد، (دعم مُدع) : مستعملات. عدم: قَالَ اللَّيْث: العَدَم: فِقدان الشَّيْء وذهابه. يُقَال: عَدِمته أعدَمه عدماً. والعُدْم لُغَة فِيهِ. قَالَ: ورأيناهم إِذا ثَقَّلوا قَالُوا: العَدَم وَإِذا خففوا قَالُوا: العُدْم، ورجلٌ عَدِيم: لَا مَال لَهُ. وأعْدَمَ الرجل: صَار ذَا عَدَم قَالَ: وَيَقُول الرجل لحبيبه:

عَدِمْتُ فقدك وَلَا عدمت فضلك وَلَا أعدَمَني الله فضلك أَي لَا أذهَبَ عنّي فضلك. وَقَالَ لَبِيد أنْشدهُ شمر: وَلَقَد أغْدُو وَمَا يُعْدِمني صَاحب غير طَوِيل المُحْتَبَلْ قَالَ أَبُو عَمْرو: أَي مَا يَفْقِدْني فرسي. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: وَمَا يُعْدِمُني أَي لَا أعْدَمُهُ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال إِنَّه لعديم الْمَعْرُوف وَإِنَّهَا لعديمة الْمَعْرُوف وَأنْشد: إنّي وجدت سُبَيْعَة ابْنة خالِدٍ عِنْد الجَزُور عديمةَ الْمَعْرُوف وَقَالَ: عَدِمتُ فلَانا وأَعْدَمَنِيه الله. وَرجل عَدِيم لَا مَال لَهُ. وأعدم الرجُل فَهُوَ معدِم وعَدِيم. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: رجُل عَدِيم: لَا عقل لَهُ، ورجُل مُعْدِم: لَا مَال لَهُ، وَقَالَ غَيره: فلَان يَكْسب المعدومَ إِذا كَانَ مجدوداً ينَال مَا يُحْرَمه غيرُه. وَيُقَال: هُوَ آكلكم للمأدوم، وأكسبكم للمعدوم، وأعطاكم للمحروم. وَقَالَ الشَّاعِر يصف ذئباً: كَسُوبٌ لَهُ المعدومَ مِنْ كسَب واحدٍ مُحَالِفُهُ الإقتار مَا يتموّل أَي يكْسب الْمَعْدُوم وَحده وَلَا يتموّل. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال عَدِمَ يَعْدَمُ عَدَماً وعُدْماً فَهُوَ عَدِمٌ، وأعدم إِذا افْتقر، وعَدُمَ يَعْدُم عَدَامَةً إِذا حَمُقَ فَهُوَ عَدِيم أَحمَق وَأنْشد أَبُو الْهَيْثَم قَول زُهَيْر: وَلَيْسَ مَانع ذِي قربى وَلَا رحم يَوْمًا وَلَا مُعْدِماً من خابط وَرقا قَالَ: مَعْنَاهُ أَنه لَا يفْتَقر من سَائل يسْأَله مَاله فَيكون كخابط وَرقا. قَالَ الْأَزْهَرِي: وَيجوز أَن يكون مَعْنَاهُ وَلَا مَانِعا من خابط وَرقا أعدمْته أَي منعته طَلَبَته. عمد: قَالَ الله جلّ وعزّ: {بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} (الفَجر: 7) سَمِعت المنذريّ يَقُول: سَمِعت المبرّد يَقُول: رجل طَوِيل العِمَاد إِذا كَانَ مُعَمَّداً أَي طَويلا. قَالَ: وَقَوله {بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} أَي ذَات الطُول ونحوَ ذَلِك قَالَ الزجّاج. قَالَ: وَقيل: ذَات الْعِمَاد: ذَات البِنَاء الرفيع. وَقَالَ الفرّاء: ذَات الْعِمَاد أَي أَنهم كَانُوا أهل عَمَد ينتقِلون إِلَى الكَلأ حَيْثُ كَانَ؛ ثمَّ يرجعُونَ إِلَى مَنَازِلهمْ. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال لأَصْحَاب الأْخْبِيَة الَّذين لَا ينزلون غَيرهَا: هم أهل عَمُود وَأهل عماد. والجميع مِنْهُمَا العُمُدُ. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: كلّ خِبَاء كَانَ طَويلا فِي الأَرْض يُضرب على أعمدة كَثِيرَة فَيُقَال لأَهله: عَلَيْكُم بِأَهْل ذَلِك العَمُود، وَلَا يُقَال: أهل العَمَد. وَأنْشد: وَمَا أهل العَمُودِ لنا بأهلٍ وَلَا النَعَمُ المُسام لنا بِمَال وَقَالَ فِي قَول النَّابِغَة: يبنون تَدْمُرَ بالصُفّاح والعَمَد قَالَ: العَمَد: أساطين الرُخَام. وأمَّا قَول الله جلّ وعزّ: {ء الاَْفْئِدَةِ إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ فِى عَمَدٍ مُّمَدَّدَةِ} (الْهمزَة: 8، 9) قُرِئت (فِي عُمُد) وَهُوَ جمع عِمَاد وعَمَدٌ وعُمُدٌ، كَمَا قَالُوا: إهابٌ وأَهَبٌ وأُهُبٌ. وَمَعْنَاهُ: أَنها فِي عُمُدٍ من النَّار. قَالَ ذَلِك أَبُو إِسْحَاق الزجّاج. وَقَالَ الْفراء: العُمُد والعَمَد جَمِيعًا جمعان للعمود مثل أَدِيم وأَدَمٍ

وأُدُم، وقَضِيم وقَضَم وقُضُم. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِى} (لقمَان: 10) قَالَ الْفراء: فِيهِ قَولَانِ: أَحدهمَا أَنه خلقهَا مَرْفُوعَة بِلَا عَمَد، وَلَا تحتاجون مَعَ الرُّؤْيَة إِلَى خَبَر. وَالْقَوْل الثَّانِي أَنه خلقهَا بعمَد، لَا ترَوْنَ تِلْكَ الْعمد. وَقيل: العمَد الَّتِي لَا ترى لَهَا قدرته. وَقَالَ اللَّيْث: مَعْنَاهُ: أَنكُمْ لَا ترَوْنَ الْعمد، وَلها عَمَد. واحتجّ بِأَن عَمدها جبل قَاف الْمُحِيط بالدنيا، وَالسَّمَاء مثل القبّة أطرافها عَلَى قَاف. وَهُوَ من زَبَرْجَدة خضراء. وَيُقَال إنّ خضرَة السَّمَاء من ذَلِك الْجَبَل، فَيصير يَوْم الْقِيَامَة نَارا تَحْشر النَّاس إِلَى المحْشَر. وَفِي حَدِيث عمر بن الْخطاب فِي الجالب: يَأْتِي أحدهم بِهِ عَلَى عَمُود بَطْنه. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: عَمُود بَطْنه هُوَ ظَهْره. يُقَال: إِنَّه الَّذِي يُمْسِك الْبَطن ويقوّيه، فَصَارَ كالعمود لَهُ الجالب الَّذِي يجلب الْمَتَاع إِلَى الْبِلَاد. يَقُول: يُترك وبيعَه وَلَا يتَعَرَّض لَهُ حَتَّى يَبِيع سِلْعته كَمَا شَاءَ، فَإِنَّهُ قد احْتمل المشقّة والتعب فِي اجتلابه وقاسى السّفر وَالنّصب. قَالَ أَبُو عبيد: وَالَّذِي عِنْدِي فِي عَمُود بَطْنه أَنه أَرَادَ: أَنه يَأْتِي بِهِ على مشقّة وتَعب وَإِن لم يكن ذَلِك على ظَهره إِنَّمَا هُوَ مَثل لَهُ. وَقَالَ اللَّيْث: عَمُود الْبَطن شِبه عِرْق مَمْدُود من لدن الرَهابة إِلَى دُوَين السُرّة فِي وَسطه يشق من بطن الشَّاة. قَالَ: وعمود الكبد: عِرْق يسقيها. وَيُقَال للوتين: عَمُود السَحْر. قَالَ: وعمود السنان: مَا توسَّط شَفْرتيه من عَيْره الناتىء فِي وَسطه. وَقَالَ النَّضر: عَمُود السَّيْف: الشَطِيبة الَّتِي فِي وسط مَتْنه إِلَى أَسْفَله. وَرُبمَا كَانَ للسيف ثَلَاثَة أعمدة فِي ظَهره، وَهِي الشُطَبُ والشطائب. وعمود الأُذُنُ: مُعظمها وقِوامها. وعمود الإعصار: مَا يَسْطع مِنْهُ فِي السَّمَاء أَو يستطيل على وَجه الأَرْض. وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود أَنه أَتَى أَبَا جهل يَوْم بدر وَهُوَ صَرِيع، فَوضع رجله عَلَى مُذَمَّرِه ليجهِز عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو جهل: أعْمَدُ من سيّد قَتله قومه قَالَ أَبُو عبيد: مَعْنَاهُ: هَل زَاد عَلَى سيّد قَتله قومه هَل كَانَ إِلَّا هَذَا؟ أَي أَن هَذَا لَيْسَ بعاد. قَالَ: وَكَانَ أَبُو عبييدة يَحْكِي عَن الْعَرَب: أعمد من كيلِ مُحِقّ أَي هَل زَاد عَلَى هَذَا وَقَالَ ابْن مَيَّادة: تُقَدَّم قيسٌ كلَّ يَوْم كريهة ويُثنى عَلَيْهَا فِي الرخَاء ذنوبها وأعمدُ من قومٍ كفاهم أخوهم صِدَام الأعادي حِين فُلَّت نيوبها يَقُول: هَل زِدْنَا عَلَى أَن كَفَينا إخوتنا. وَقَالَ شمر فِي قَوْله (أعمَدُ من سَيّد قَتله قومه) : هَذَا اسْتِفْهَام، أَي أعجب من رجل قَتله قومه. قلت: كَانَ فِي الأَصْل أأعمد من سَيّد فخففت إِحْدَى الهمزتين. وَأما قَوْلهم: أعمد من كيل محقّ فَإِنِّي سمعته فِي رِوَايَة ابْن جَبَلة وَرِوَايَة عليّ عَن أبي عبيد (محقّ) بِالتَّشْدِيدِ، ورأيته فِي كتاب قديم مسموع: أعمد من كيلٍ مُحِقَ

بِالتَّخْفِيفِ من المَحق، وفُسِّر: هَل زَاد على مكيال نُقِصَ كَيْلُه أَي طُفِّفَ. وحسبت أَن الصَّوَاب هَذَا. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: عَمُود الكَبِد: عرقان ضَخْمان جَنَابتي السُّرة يَمِينا وشِمالاً، يُقَال: إِن فلَانا لخارجٌ عموده من كَبِدِه من الْجُوع. أَبُو عبيد: عَمدتُ الشَّيْء: أقمته، وأعمدته: جعلت تَحْتَهُ عَمَداً. الحرّاني عَن ابْن السّكيت قَالَ: العَمْد مصدر عمَدت للشَّيْء أعمِد لَهُ عمْداً إِذا قصدت لَهُ. وعَمدت الْحَائِط أعمِده عمْداً إِذا دَعمته. قَالَ والعَمَد مُثَقّل فِي السنَامِ وَهُوَ أَن ينشدخ انشداخاً. وَذَلِكَ إِذا رُكِب وَعَلِيهِ شحْم كثير. يُقَال بعير عَمِدٌ. وَقَالَ لَبيد: فَبَاتَ السَّيْل يركب جانبيه من البَقَّار كالعَمِد الثَقَالِ قَالَ: العَمِد: الْبَعِير الَّذِي قد فسد سَنَامه. قَالَ: وَمِنْه قيل: رجل عميد ومعمود أَي بلغ الحُبُّ مِنْهُ. قَالَ وَيُقَال: عَمِد الثرى يَعمَد عَمداً إِذا كَانَ تراكب بعضُه على بعض ونَدِيَ، فَإِذا قبضت مِنْهُ على شَيْء تعقَّد وَاجْتمعَ من نُدُوَّته. قَالَ الرَّاعِي يصف بقرة وحشيّة: حَتَّى غَدَت فِي بَيَاض الصُّبْح طيّبة ريح المباءة تخْدِي وَالثَّرَى عَمِدُ أَرَادَ: طيبةَ ريح المباءة، فلمَّا نوّن (طيّبة) نصب (ريح المباءة) . أَبُو عبيد عَن أبي زيد: عَمِدت الأرضُ عمدا إِذا رسخ فِيهَا المَطَر إِلَى الثَرَى حَتَّى إِذا قبضْت عَلَيْهِ فِي كفّك تعقّد وجَعُدَ. وَقَالَ اللَّيْث: العَميد: الرجل المعمود الَّذِي لَا يَسْتَطِيع الْجُلُوس من مَرضه، حَتَّى يُعمَدَ من جوانبه بالوسائد. وَمِنْه اشتُقّ القَلْب العميد. قَالَ: والجُرح العَمِدُ: الَّذِي يُعْصَر قبل أَن ينضج بَيضُه فيَرِم. وَالْقَوْل مَا قَالَه ابْن السّكيت فِي العميد من الْهوى: أَنه شُبِّه بالسَنَام الَّذِي انشدخ انشداخاً. وَقَالَ اللَّيْث: العَمْدُ: نقيض الْخَطَأ. قلت: وَالْقَتْل على ثَلَاثَة أوجه: قتل الْخَطَأ المحْض، وَقتل الْعمد الْمَحْض وَقتل شِبْه العَمْد فالخطأ الْمَحْض: أَن يَرْمِي الرجلُ بِحجر يُرِيد تنحيته عَن مَوْضِعه. وَلَا يقْصد بِهِ أحدا، فَيُصِيب إنْسَانا فيقتله. فَفِيهِ الدِيَة على عَاقِلَة الرَّامِي، أَخْمَاسًا من الْإِبِل، وَهِي عشرُون ابْنة مَخَاض وَعِشْرُونَ ابْنة لَبُون وَعِشْرُونَ ابْن لبون، وَعِشْرُونَ حِقّة، وَعِشْرُونَ جَذَعة. وَأما شِبه العَمْد فَأن يضْرب الإنسانَ بعمود لَا يقتل مِثْلُه، أَو بِحجر لَا يكَاد يَمُوت مَن أَصَابَهُ، فَيَمُوت مِنْهُ فَفِيهِ الدِيَة مغلَّظة. وَكَذَلِكَ العَمْد الْمَحْض: فيهمَا ثَلَاثُونَ حِقّةً، وَثَلَاثُونَ جَذَعة، وَأَرْبَعُونَ مَا بَين ثَنِيَّة إِلَى بازلِ عامِها، كلُّها خَلِفَة. فأمَّا شِبْه الْعمد فالدِيَة فِيهِ على عَاقِلَة الْقَاتِل. وَأما العَمْد الْمَحْض فَهُوَ فِي مَال الْقَاتِل. شمر عَن ابْن شُمَيْل: المعمود: الحزين الشَّديد الحُزن. يُقَال: مَا عَمَدَك أَي مَا أحزنك. قَالَ وَيُقَال للْمَرِيض أَيْضا: معمود. وَيُقَال لَهُ: مَا يَعْمِدك؟ أَي مَا يوجعك. وعمدني

المرضُ أَي أضناني. وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: سَأَلَ أعرابيّ أعرابيًّا وَهُوَ مَرِيض فَقَالَ لَهُ: كَيفَ تجدك؟ فَقَالَ: أمَّا الَّذِي يَعْمِدني فحُصْرٌ وأُسْرٌ. قَالَ: يعمده: يُسْقطه ويفْدحه ويشتدّ عَلَيْهِ وَأنْشد: أَلا مَن لهمَ آخِرَ اللَّيْل عَامِد مَعْنَاهُ: مُوجع. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه أنْشدهُ لسِماك العامليّ: أَلا من شجتْ لَيْلَة عامدهْ كَمَا أبدأ لَيْلَة واحدهْ وَقَالَ مَا معرفَة فنصب أبدا على خُرُوجه من الْمعرفَة كَانَ جَائِزا. قَالَ الْأَزْهَرِي وَقَوله: لَيْلَة عامدة أَي مُمِضّة موجعة. وَقَالَ النَّضر: عَمِدتْ أَلْيتاه من الرّكُوب وَهُوَ أَن تَرِما وتَخْلَجا. وَقَالَ شمر: يُقَال إِن فلَانا لعَمِدُ الثَرَى أَي كثير الْمَعْرُوف. وَقَالَ غَيره: عَمَدت الرجل أعمِده عَمْداً إِذا ضَربته بالعمود، وعَمَدته إِذا ضربت عَمُود بَطنه. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال فلَان عُمدة قومه إِذا كَانُوا يعتمدونه فِيمَا يَحْزُبهم. وَكَذَلِكَ هم عُمْدتنا. والعَمِيد: سيّد الْقَوْم. وَمِنْه قَول الْأَعْشَى: حَتَّى يصير عميدُ الْقَوْم متَّكئاً يدْفع بِالرَّاحِ عَنهُ نِسوة عُجُلُ وَيُقَال: استقام الْقَوْم على عَمُود رَأْيهمْ أَي على الْوَجْه الَّذِي يعتمدون عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْن بزرْج: يُقَال: حَلَس بِهِ وعَرِسَ بِهِ وعَمِد بِهِ ولَزِبَ بِهِ إِذا لَزِمه. وَقَالَ اللَّيْث: العُمُدُّ: الشابّ الممتلىء شبَابًا، وَهُوَ العُمُدَّانيّ وَالْجمع العُمُدَّنِيُّون. وامرأةٌ عُمُدَّانِيَّة: ذَات جسم وعَبَالة. وَيُقَال عَمّدت السَّيْل تعميداً إِذا سدَدت وَجه جِرْيته حَتَّى يجْتَمع فِي مَوضِع بِتُرَاب أَو حِجَارَة. شمر: يُقَال للْقَوْم: أَنْتُم عُمدّتنا أَي الَّذين نعتمد عَلَيْهِم. وَكَذَلِكَ الِاثْنَان، وَالْمَرْأَة وَالْوَاحد والمرأتان. وعمود الصُّبْح هُوَ المستطير مِنْهُ. وَاعْتمد فلَان ليلته إِذا ركبهَا يسري فِيهَا. وَاعْتمد فلَان فلَانا فِي حَاجته وَاعْتمد عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: سمعتُ الغَنَوي يَقُول: العَمَدُ والضَمَدُ: الْغَضَب. قلت: وَهُوَ العَبَدُ والأبَدُ أَيْضا. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ العَمود والعِمَاد وَالعُمْدَةُ والعُمْدَان: رَئِيس الْعَسْكَر وَهُوَ الزُوَير. وَيُقَال لرِجْلي الظليم: عَمُودان. وَقَالَ ابْن المظفر: عُمْدان: اسْم جبل أَو مَوضِع. قلتُ: أُراه أَرَادَ: غُمَدان بالغين فصحّفه. وَهُوَ حِصْن فِي رَأس جبل بِالْيمن مَعْرُوف. وَكَانَ لآل ذِي يَزَن. قلت: وَهَذَا كتصحيفه يَوْم بُعَاث وَهو من مشاهير أَيَّام الْعَرَب، فَأخْرجهُ فِي كتاب الْغَيْن وصَحَّفه. دمع: أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ: دمِعَتْ عينُه، بِكَسْر الْمِيم. وَقَالَ الكسائيّ وَأَبُو زيد: دَمَعت عينه بِفَتْح الْمِيم لَا غير.

أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: مِن سِمَات الْإِبِل الدُمُع، وَهِي فِي مجْرى الدمْع. وبعير مَدْموع، وجَفْنة دامعة: ممتلئة، وَقد دَمَعَت. ورَزِمت وَقَالَ لَبيد: إِذا جَاءَ وِرْدٌ أُسْبلت بدُمُوع يَعْنِي الْجَفْنَة. أَبُو عبيد: من الشِجَاج الدامعة. وَهُوَ أَن يسيل مِنْهَا دَمٌ. وثَرى دَامِع وَمَكَان دامع ودَمَّاع إِذا كانَ نَدِيّاً. وَقَدَحٌ دَمْعَان إِذا امْتَلَأَ فَجعل يسيل من جوانبه. وَقَالَ اللَّيْث: الدَمْع: مَاء الْعين. والمَدمَع: مُجْتَمع الدَمْع فِي نواحي الْعين وَجمعه مدامع. يُقَال: فاضت مدامعُه. قَالَ والماقِيَان من المدامع، والمُؤْخِران كَذَلِك. وَامْرَأَة دَمِعة: سريعة الدَمْعة والبكاء وَمَا أكثَر دَمْعَتها، التَّأْنِيث للدَّمْعَة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الدِمَاع مِيسَم فِي المناظِر سَائل إِلَى المَنْحِرْ، وَرُبمَا كَانَ عَلَيْهِ دِمَاعَانِ. والدُمَّاعُ دُمّاع الكَرْم، وَهُوَ مَا سَالَ مِنْهُ أيَّام الرّبيع. وَقَالَ أَبُو عدنان: من الْمِيَاه المدامع، وَهِي مَا قَطَر من عُرْض جَبَل. قَالَ: وَسَأَلت العُقَيْليّ عَن هَذَا الْبَيْت: والشمسُ تدمَع عَيناهَا ومَنخِرُها وهنّ يخْرجن من بِيدٍ إِلَى بِيدِ فَقَامَ أزعم أَنَّهَا الظَّهِيرة إِذا سَالَ لُعَاب الشَّمْس. وَقَالَ الغَنَويّ: إِذا عطِشت الدوابّ ذَرَفت عيونُها وسالت مناخرها. قَالَ والدمْع: السيلان من الراوُوق وَهو مِصْفاة الصَّبَّاغ. قَالَ والإدْماع: مَلْء الْإِنَاء. يُقَال أَدْمِع مُشَقَّرك أَي قَدَحك، قَالَه ابْن الْأَعرَابِي. دعم: ابْن شُمَيْل: يُقَال دَعَم الرجلُ الْمَرْأَة بأيْره يَدْعَمُها ودَحَمَها. والدعْم والدحْمُ: الطعْن وإيلاجه أجمع. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الدُعْمِيُّ: الْفرس الَّذِي فِي لَبَّته بَيَاض. والدُعْمِيُّ: النجَّار. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: إِذا كَانَت زَرَانيق الْبِئْر من خشب فَهِيَ دِعَم. اللَّيْث: الدعْمُ: أَن يمِيل الشَّيْء فتَدْعمه بِدِعامٍ، كَمَا تُدعَمُ عُرُوش الكَرْم ونحوِه. والدِّعَامة: اسْم الْخَشَبَة الَّتِي تُدعم بهَا. والمَدْعوم: الَّذِي يمِيل فيريد أَن يَقع، فتدعَمَهُ ليستقيم. وَأما المعمود فَالَّذِي تحامل الثقلُ عَلَيْهِ من فَوق، كالسقف فعُمد بالأساطين المنصوبة. والدِعامتان: خشبتا البكَرة. وَدُعْمِيّ: اسْم أبي حَيَ من ربيعَة. وَفِي ثَقِيف دُعْمِي آخر. وَيُقَال للشَّيْء الشَّديد الدَعام: إِنَّه لدُعميُّ: وَأنْشد: اكْتَدَ دُعميّ الحوامِي جَسْرَبا وَيُقَال: لفُلَان دعْمٌ أَي مَال كثير. وَجارية ذَات دعْمٍ إِذا كَانَت ذَات شَحم وَلحم. وَقَالَ الراجز: لَا دَعْمَ لي لَكِن بلَيْلي دَعْمُ جَارِيَة فِي وركيها شحمُ قَوْله: لَا دَعْمَ لي أَي لَا سَمِن بِي يَدْعمني أَي يقوّيني: ودُعْميّ الطَّرِيق: مُعظمه. وَقَالَ الراجز يصف الْإِبِل: وصَدَرَتْ تَبْتَدِر الثنيَّا تركب من دُعْمِيها دُعْمِيّا

ودُعمّيها: وَسطهَا، دُعمِيّاً أَي طَرِيقا موطوءاً. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: إِذا كَانَ فِي صدر الْفرس بَيَاض فَهُوَ أدْعَم، وَإِذا كَانَ فِي خواصره فَهُوَ مُشَكَّل. معد: قَالَ اللَّيْث: المَعِدَة: الَّتِي تستوعب الطَّعَام من الْإِنْسَان. والمِعْدَةُ لُغَة، وَقد مُعِدَ الرجل فَهُوَ ممعود إِذا دَوِيَت مِعدتُه فَلم يستمرىء مَا يَأْكُلهُ. والمَعْدُ كالجَذْب، تَقول: مَعَدْتُه مَعْداً. وَقَالَ الراحز: هَل يُرْوِيَنْ ذَوْدَكَ نَزْعٌ مَعْدُ وساقيان سَبِطٌ وجَعْدُ قَالَ ابْن بزرج: نزْعٌ مَعْدٌ: سريع. وبعضٌ يَقُول: شَدِيد، وَكَأَنَّهُ ينْزع من أَسْفَل قَعْر الركيَّة. وَيُقَال امتعد فلَان سَيْفه منْ غِمده إِذا استلّه واخترطه، وَجَاء إِلَى رمحه وَهُوَ مركوز فامتَعَدَه. وَجعل أحد السّاقيين جَعْداً وَالْآخر سَبِطاً لِأَن الجَعْد مِنْهُمَا أسود زنجيّ، والسَّبْط روميّ وَإِذا كَانَا هَكَذَا لم يشتغلا بِالْحَدِيثِ عَن صنعتهما، وَيُقَال: مَعَد فِي الأَرْض يَمْعَد إِذا ذهب. وذنبٌ مِمْعَدٌ وماعِد إِذا كَانَ يَجْذِب العَدْوَ جَذْباً. وَقَالَ ذُو الرمّة يذكر صائداً شبّهه فِي سرعته بالذئب: كَأَنَّمَا أطماره إِذا عَدَا جَلَّلْن سِرْحان فلاةٍ مِمْعَدَا أَبُو عبيد: المُتَمَعْدِدُ: الْبعيد. وَقَالَ مَعْن بن أَوْس: قِفَا إِنَّهَا أمست قِفَاراً ومَن بهَا وَإِن كَانَ مِن ذِي وُدِّنَا قد تَمَعْدَدا أَي تبَاعد. وَقَالَ شمر: قَوْله: المتمعدد الْبعيد لَا أعلمهُ إِلَّا من مَعَدَ فِي الأَرْض أَي ذهب فِيهَا، ثمَّ صيّره تَفَعْلُلاً مِنْهُ، وَأنشد: وَخارِبان خَرَباً فمعَدَا لَا يَحْسِبَان الله إِلَّا رَقَدَا وَفِي حَدِيث عمر: اخشوشِنوا وتَمَعْددوا وَقَالَ أَبُو عبيد: فِيهِ قَولَانِ: يُقَال هُوَ من الغِلَظ أَيْضا. وَمِنْه يُقَال للغلام إِذا شبّ وغلُظ: قد تَمَعْدَد. وَقَالَ الراجز: رَبَّيْتُه حَتَّى إِذا تَمَعْدَدا وَيُقَال تَمَعْدَدُوا: تشبّهوا بعيش مَعَدّ، وَكَانُوا أهل قَشَف وغِلَظ فِي المعاش. يَقُول: فكونوا مثلهم ودَعُوا التنَعُّم وزيّ العَجَم. وَهَكَذَا هُوَ حَدِيث لَهُ آخر: عَلَيْكُم باللِبسة المَعدِّية. وَقَالَ اللَّيْث: التَمَعْدُد: الصَّبْر على عَيْش مَعَدّ فِي الحضَر والسَّفَر. يُقَال: قد تَمَعْدَد فلَان. قَالَ وَإِذا ذكرت أَن قوما مِمَّن تحوّلوا عَن مَعَدّ إِلَى الْيمن ثمَّ رجعُوا قلت: تَمَعْدَدوا. قَالَ والمعَدّ الدَّال شَدِيدَة: اللَّحْم الَّذِي تَحت الكتِف أَو أسفلَ مِنْهَا قَلِيلا وَهُوَ من أطيب لحم الجَنْب. وَتقول الْعَرَب فِي مَثَل يضربونه: قد يَأْكُل المَعَدَّين أكْلَ السَوْء. قَالَ وَهُوَ فِي الِاشْتِقَاق يخرج على مَفْعل، وَيخرج على فَعَلّ على مِثَال (عَبَنّ) وعَلَدّ،

أبواب العين والتاء

وَلم يُشتقّ مِنْهُ فِعل. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: المَعَدَّان: مَوضِع رجْلي الرَّاكِب من الْفرس. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: من أمثالهم: أَن تسمع بالمُعَيْديّ خير من أَن ترَاهُ. وَسمعت المنذريّ يَقُول سَمِعت أَبَا الْهَيْثَم يَقُول: تسمع بالمعيديّ خير من أَن ترَاهُ. قَالَ: وَسمعت أَبَا طَالب يَقُول: الْكَلَام الْمُخْتَار: أَن تسمع بالمعيديّ خير من أَن ترَاهُ. قَالَ وَبَعْضهمْ يَقُول: تسمع بالميعدي لَا أَن ترَاهُ. وَإِن شِئْت قلت: لِأَن تسمع بالمعيدي خير من أَن ترَاهُ. قَالَ أَبُو عبيد: كَانَ الكسائيّ يرى التَّشْدِيد فِي الدَّال فَيَقُول المعَيْديّ. وَيَقُول: إِنَّمَا هُوَ تَصْغِير رجُل مَنْسُوب إِلَى مَعدّ، يضْرب مثلا لمن خَبَره خير من مَرآته. وَكَانَ غير الْكسَائي يرى تَخْفيف الدَّال ويشدّد يَاء النِّسْبَة مَعَ يَاء التصغير. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال فِي مثل: تسمع بالمعيدي لَا أَن ترَاهُ. وَهُوَ تَصْغِير مَعَدّيّ، إلاّ أَنه إِذا احتمعَتْ تشديدة الْحَرْف وتشديدة يَاء النِّسْبَة مَعَ يَاء التصغير خَفَّفت تشديدة الْحَرْف. وَقَالَ الشَّاعِر: ضلَّت حُلُومُهُمُ عَنْهُم وغرّهُمُ سَنُّ المعيدِيّ فِي رَعْي وتعْزيب يضْرب لرجل الَّذِي لَهُ صِيت وذِكر، فَإِذا رَأَيْته ازدريت مَرْآته. وكأنّ تَأْوِيله تَأْوِيل أَمر. كَأَنَّهُ قَالَ: اسْمَع بِهِ وَلَا تَره. وَقَالَ شمر: المعَدّ: مَوضِع رجل الْفَارِس من الدَّابَّة، وَمن الرجُل مثله. وَأنْشد بَيت ابْن أَحْمَر: فإمّا زلّ سَرجٌ عَن مَعَدِّ وأجدر بالحوادث أَن تَكُونَا قَالَ الْأَصْمَعِي يُخَاطب امْرَأَته فَيَقُول إِن زَلّ عَنْك سَرْجي فبِنْتِ بطلاقٍ أَو بموتٍ فَلَا تتزوجي هَذَا المطروق وَهُوَ قَوْله: فَلَا تَصِلي بمطروقٍ إِذا مَا سَرَى فِي الْقَوْم أصبح مُستكينا وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي مَعْنَاهُ: إِن عُرِّي فرسي من سَرْجه ومُتّ. فَبلِّي يَا غَنِيَّ بأَرْيَحِيىِّ من الفتيان لَا يُمْسِي بطينا وَأنْشد شمر فِي المَعَدِّ من الْإِنْسَان: وكأنما تَحت المعَدّ ضئيلة يَنْفِي رقادك سمُّها وسِمَامها يَعْنِي الحيّة. والمعْد والمغْد: النَتْف، بِالْعينِ والغين. مُدع: روى ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: المَدْعيِّ: المتّهم فِي نسبه قلت: كَأَنَّهُ جعله من الدعْوَة فِي النّسَب. وَلَيْسَت الْمِيم أَصْلِيَّة. (أَبْوَاب الْعين وَالتَّاء) ع ت ظ مهمل. ع ت ذ اسْتعْمل من وجوهه: (ذعت) .

باب العين والتاء مع الراء

ذعت: قَالَ اللَّيْث: ذَعَتَ فلَان فلَانا فِي التُّرَاب ذَعْتاً إِذا مَعَكه فِيهِ مَعْكاً. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: قَالَ أَبُو زيد: ذَأَتَه ذَأْتاً، وذَعَتَه ذَعْتاً، وَهُوَ أشدّ الخَنْقِ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: ذَعَتَه يَذْعَتُه ذَعْتاً إِذا خَنَقه. وَكَذَلِكَ زَمَتَه زَمْتاً إِذا خنقه. ع ت ث مهمل. (بَاب الْعين وَالتَّاء مَعَ الرَّاء) (ع ت ر) عتر، عرت، ترع، تعر، رتع: مستعملات. عتر (عرت) : أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيدة: الرُمح العاتر: المضطرب، مثل العاسِل. وَقد عَتَر وعَسَل. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيّ: وَمن الرماح العَرّات والعَرَّاص، وَهُوَ الشَّديد الِاضْطِرَاب. وَقد عَرِت يَعْرَت وعَرِص يَعْرَص. قلت: قد صَحَّ عَتَر وعَرَت ودلّ اخْتِلَاف بنائهما على أَن كل وَاحِد مِنْهُمَا غير الآخر. وَقَالَ اللَّيْث فِي عَتر الرمْح يَعْتِر مثله. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: لَا فَرَعة وَلَا عَتِيرة. قَالَ أَبُو عبيد: العَتِيرة هِيَ الرَجَبيّة، وَهِي ذَبيحة كَانَت تُذبح فِي رَجَب يتَقرَّب بهَا أهل الجاهليّة، ثمَّ جَاءَ الْإِسْلَام فَكَانَ على ذَلِك حَتَّى نُسِخَ بعدُ. قَالَ: وَالدَّلِيل على ذَلِك حَدِيث مِخْنَف بن سُلَيْم قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: (إِن على كل مُسلم فِي كلّ عَام أَضْحاةً وعَتِيرة) . وَقَالَ أَبُو عبيد: الحَدِيث الأوّل نَاسخ لهَذَا يُقَال مِنْهُ: عَتَرتُ أعتِر عَتْراً. وَقَالَ الْحَارِث بن حِلِّزة يذكر قوما أخذوهم بذَنْب غَيرهم فَقَالَ: عَنَنَاً بَاطِلا وظُلماً كَمَا تُعْتَرُ عَن حَجْرة الربيض الظِباءُ قَالَ: وَقَوله: كَمَا تُعْتَر يَعْنِي العَتِيرَة فِي رَجَب، وَذَلِكَ أَن الْعَرَب فِي الْجَاهِلِيَّة كَانَت إِذا طلب أحدهم أمرا نَذر: لَئِن ظفِر بِهِ ليذبحنّ من غَنَمه فِي رَجَب كَذَا وَكَذَا، وَهِي العتائر، فَإِذا ظفِر بِهِ فربّما ضنّ بغنمه وَهِي الربِيض فَيَأْخُذ عدَدها ظباءً فيذبحها فِي رَجَب مكانَ تِلْكَ الْغنم، فَكَانَت تِلْكَ عتائره فَضرب هَذَا مثلا. يَقُول: أخذتمونا بذنب غَيرنَا، كَمَا أُخِذت الظباء مَكَان الْغنم. وَقَالَ اللَّيْث فِي العتائر نَحوا ممّا فسَّر أَبُو عبيد، وَأنْشد: فخرّ صَرِيعًا مثل عاتِرة النُّسْكِ قَالَ: وَإِنَّمَا هِيَ معتورة، وَهِي مثل {فِى عِيشَةٍ} (الحَاقَّة: 21) وَإِنَّمَا هِيَ مَرْضيّة. وَقَالَ زُهَيْر فِي العِتْر: كمَنْصِب العِتْر دمَّى رأسَه النُسُكُ أَرَادَ بِمنْصب العِتْر صنماً كَانَ يقرَّبُ لَهُ عِتْرٌ أَي ذِبْح فيُذبَح لَهُ ويصيب رأسُه من دم العِتْر. الحرّاني عَن ابْن السّكيت قَالَ: العَتْر

مصدر عَتَر الرمْح يَعْتِر عَتْراً إِذا اضْطربَ. قَالَ: والعَتَّر مصدر عَتَر يَعْتِر عَتْراً إِذا ذَبَح العَتِيرة. وَهِي ذَبِيحَة كَانَت تُذْبح فِي رجبٍ للأصنام والعتْر: الْمَذْبُوح. قَالَ والعِتْر أَيْضا: ضرْبٌ من النبت. والعتْر: الأَصْل، وَمِنْه قَوْلهم: عَادَتْ لِعِتْرها لمِيسُ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: العِتْرة: الرِيقة العَذْبة. والعِتْر: الْقطعَة من المِسْك. والعِتْرة: شَجَرَة تنْبت عِنْد وِجَار الضبّ، فَهُوَ يُمَرِّسها فَلَا تَنْمي. وَيُقَال: هُوَ أذلّ من عِتْرة الضبّ. وَرَوى شَرِيك عَن الركين عَن الْقَاسِم بن حسّان عَن زيد بن ثَابت قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِنِّي تَارِك فِيكُم الثَقَلين خَلْفي: كتابَ الله وعِترتي، فَإِنَّهُمَا لن يَتَفَرَّقَا حَتَّى يردَا عليّ الْحَوْض) . قَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق: وَهَذَا حَدِيث حسن صَحِيح، وَرَفعه نَحوه زيد بن أَرقم وَأَبُو سعيد الخُدْرِيّ. وَفِي بَعْضهَا: (إِنِّي تَارِك فِيكُم الثَقَلين: كتاب الله وعِتْرتي أهل بَيْتِي. فَجعل العِترة أهل الْبَيْت. وَقَالَ أَبُو عبيد: عِتْرة الرجل وأُسْرته وفَصِيلته: رَهْطُه الأدنَوْن. وَقَالَ ابْن السّكيت: العِتْرة مثل الرَهْط. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: العِتْرة ولد الرجل وذُرّيته وعَقِبهُ من صُلْبه. قَالَ فعِتْرة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ولد فَاطِمَة البَتُولِ ث. وروى ابْن الْفرج عَن أبي سعيد قَالَ: العِتْرة: سَاق الشَّجَرَة. قَالَ: وعِترة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عبد الْمطلب ووَلده. قَالَ: ومِن أمثالهم: عَادَتْ لعِتْرها لَميس ولعِكْرها أَي أَصْلهَا. وَقَالَ ابْن المظفر: عِتْرة الرجل: أقرباؤه من وَلد عَمّه دِنْيا. وَقيل: عِتْرة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أهل بَيته، وهم آله الَّذين حُرّمَت عَلَيْهِم الصَّدَقة الْمَفْرُوضَة وهم ذَوُو الْقُرْبَى الَّذين لَهُم خمس الْخمس الْمَذْكُور فِي سُورَة الْأَنْفَال قَالَ الْأَزْهَرِي وَهَذَا القَوْل عِنْدِي أقربها وَالله أعلم. وعِترة الثغر إِذا رَقّت غُرُوب الْأَسْنَان ونقِيَت وَجرى عَلَيْهَا المَاء يُقَال: إِن ثغرها لذُو أُشرة وعِتْرة قَالَ وعِتْرة المِسْحاة: خشبتها الَّتِي تسمَّى يَد المِسحاة. واحتجّ القتيبيّ فِي أَن عترة الرجل أهل بَيته الأقربون والأبعدون بِحَدِيث رُوي عَن أبي بكر أَنه قَالَ: نَحن عِترة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الَّتِي تفقَّأَت عَنهُ. قَالَ الْأَزْهَرِي: ورَوَى عَمْرو بن مرّة عَن أبي عُبَيْدَة عَن عبد الله قَالَ: لما كَانَ يَوْم بدرٍ وَأخذ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الأُسَارى قَالَ: مَا ترَوْنَ فِي هَؤُلَاءِ؟ فَقَالَ عمر: كذَّبوك وَأَخْرَجُوك، ضَرِّبْ أرقابهم. فَقَالَ أَبُو بكر يَا رَسُول الله: عِترتُك وقومك، تجاوزْ عَنْهُم يستنقذْهم الله بك من النَّار، فِي حَدِيث طَوِيل. وَقَالَ أَبُو عبيد فِي غير هَذَا: العِتْر وَاحِدهَا عِتْرة: شجر صغَار. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْحسن الأسَدي عَن الرياشي قَالَ: سَأَلت الْأَصْمَعِي عَن العِتْر فَقَالَ: هُوَ نبتٌ ينْبت، مثل

ُ المَرْزَنْجوش متفرَّقاً. قَالَ: وأنشدنا بَيت الهذليّ: وَمَا كنتُ أخْشَى أَن أعيش خلافَهم لستّة أَبْيَات كَمَا ينْبت العِتْر يَقُول: هَذِه الأبيات مُتَفَرِّقَة مَعَ قلَّتها كتفرّق العِتْر فِي منبته. وَقَالَ ابْن المظفر: العِتْر: بقلة إِذا طَالَتْ قُطِعَ أَصْلهَا فَيخرج مِنْهُ لَبَن. ثمَّ ذكر بَيت الهذليّ لِأَنَّهُ إِذا قُطِع نَبتَت من حواليه شُعَبٌ ستّ أَو ثَلَاث. قلت: وَالْقَوْل مَا قَالَه الْأَصْمَعِي. وَقَالَ اللَّيْث: عِتْوَارَة اسْم حيّ من كَنَانَة وَأنْشد: من حَيّ عِتْوَار وَمن تَعَتْوَرا وَقَالَ المبرّد: العَتْوَرَة: الشِدّة فِي الْحَرْب. وَبَنُو عِتْوَارة سُمِّيَتْ بِهَذَا لقوّتها. قَالَ وعِتْوَر: اسْم وادٍ خشِن المَسْلَك. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: العَتَر: الشِّدة والقوّة فِي جَمِيع الْحَيَوَان. قَالَ: والعُتُر: الفُرُوج المُنْعِظة وَاحِدهَا عَاتِر وعَتُور. والعَتّار: الرجل الشجاع، والفَرس القويّ على السَّير، وَمن الْمَوَاضِع: الوحشُ الخشِن. وَقَالَ المبرّد: جَاءَ على فِعْوَل من الْأَسْمَاء خِرْوَع وعِتْوَر وَهُوَ الْوَادي الخشِن التُرْبةِ. وَبَنُو عِتْوَارة كَانُوا أُولِي صَبْرٍ وخشونة فِي الحروب. ترع: رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إِن منبري هَذَا على تُرْعَة من تُرعِ الجنّة) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: التُرْعة: الرَّوْضَة تكون على الْمَكَان المرتفِع خاصّة، فَإِذا كَانَت فِي الْمَكَان المطمئنّ فَهِيَ رَوْضة. قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ أَبُو زِيَاد الْكلابِي: أحسنُ مَا تكون الرَّوْضَة على الْمَكَان الَّذِي فِيهِ غِلظٌ وارتفاع. وَأنْشد قَول الْأَعْشَى: مَا رَوْضة من رياض الحَزْن مُعْشبة خضراء جاد عَلَيْهَا مُسْبلٌ هَطِل روى أَبُو يعلى عَن الْأَصْمَعِي عَن حمّاد بن سَلَمَة أَنه قَالَ: قَرَأت فِي مصحف أبيّ بن كَعْب: (وتَرَّعَتْ الْأَبْوَاب) . قَالَ الْأَزْهَرِي: هُوَ فِي مَوضِع {وَغَلَّقَتِ الاَْبْوَابَ} (يُوسُف: 23) . قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: التُرعَة: الدَرَجة. قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ غَيرهم: التُرعَة: الْبَاب، كَأَنَّهُ قَالَ: منبري على بَاب من أَبْوَاب الجنّة. قَالَ ذَلِك سَهْل بن سعد الساعديّ، وَهُوَ الَّذِي رَوَى الحَدِيث. قَالَ أَبُو عبيد: وَهُوَ الْوَجْه عندنَا. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه التُرْعَة: مَقَام الشاربة من الْحَوْض، والتُرعَة: الْبَاب، والتُرعَة: المِرْقاة من الْمِنْبَر. وَفِي حَدِيث آخر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (إِن قَدَمَيَّ على تُرْعَة من تُرْعِ الْحَوْض) . قلت: ترعة الْحَوْض: مَفتَح المَاء إِلَيْهِ. وَمِنْه يُقَال أَتْرَعْتُ الْحَوْض إتراعاً إِذا ملأتَهُ وأترعْتُ الْإِنَاء مثله، فَهُوَ مُتْرعٌ وسحابٌ تَرِع كثير الْمَطَر.

قَالَ أَبُو وَجْزَة: كَأَنَّمَا طرَقَتْ ليلى مُعَهَّدَةً من الرياض ولاها عَارِض تَرعُ وَقَالَ اللَّيْث: التَرَع: امتلاء الشَّيْء، وَقد أترعت الْإِنَاء، وَلم أسمع تَرِعَ الْإِنَاء، وَلَكِن يُقَال: تَرِعَ الرجل ترعاً إِذا اقتحم الْأَمر مَرَحاً، وَإنَّهُ لمُتَتَرِّع إِلَى الشرّ، وَأنْشد: الْبَاغِي الْحَرْب يسْعَى نَحْوهَا ترِعاً حَتَّى إِذا ذاق مِنْهَا جاحِماً بَردَا أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: هُوَ تَرِعٌ عَتِل وَقد تَرِعَ تَرَعاً وعَتِل عَتَلاً إِذا كَانَ سَرِيعا إِلَى الشرّ. قَالَ أَبُو عبيد: والمتترِّع الشرّير، يُقَال تَتَرَّع فلَان إِلَيْنَا بالشرّ إِذا تسرّع. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: حوضٌ تَرِعٌ ومُتْرِعٌ أَي مملوءٌ. قَالَ والتَرِع: السَّفِيه السَّرِيع إِلَى الشرّ، وَنَحْو ذَلِك رَوَى الحَرّاني عَن ابْن السّكيت قَالَ: رجل تَرِعٌ إِذا كَانَت فِيهِ عَجَلة، وَقد تَرِع تَرَعاً، وَهَذَا حوضٌ تَرِعٌ أَي مَمْلُوء. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: التَرَّاع: البوّاب، والتُرْعَة: الْبَاب. وروى أَبُو زيد عَن الكلابيين: فلَان ذُو مَتْرَعة إِذا كَانَ لَا يغْضب وَلَا يَعْجَل. قلت: وَهَذَا ضدّ الترِع. رتع: قَالَ الله جلّ وعزّ مخبِراً عَن إخْوَة يُوسُف وَقَوْلهمْ لأبيهم يَعْقُوب ج {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ} (يُوسُف: 12) . قَالَ الفرّاء: يَرتعْ، الْعين مجزومة لَا غير؛ لِأَن الْهَاء فِي قَوْله {أَرْسِلْهُ معرفَة ووُوِغَداً} معرفَة فَلَيْسَ فِي جَوَاب الْأَمر وَهُوَ {يَرْتَعْ} إلاّ الْجَزْم. قَالَ: وَلَو كَانَ بدل الْمعرفَة نكرَة كَقَوْلِك: أرسِل رجلا يرتع جَازَ فِيهِ الرّفْع والجزم، كَقَوْل الله جلّ وعزّ (ابْعَثْ لنا ملكا يقاتلْ فِي سَبِيل الله) (الْبَقَرَة: 246) ويقاتلُ، الْجَزْم لِأَنَّهُ جَوَاب الشَّرْط، وَالرَّفْع على أَنه صلَة للملِك كَأَنَّهُ قَالَ: ابْعَثْ لنا الَّذِي يُقَاتل. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي طَالب أَنه قَالَ: الرَتْعُ: الرَعيُ فِي الخِصْب. قَالَ: وَمِنْه قَوْلهم: القَيْدُ والرَتَعَة، وَيُقَال: الرَتَعة. قَالَ: وَمعنى الرَتْعَة: الخِصْب. وَمن ذَلِك قَوْلهم هُوَ يَرتَع أَي إِنَّه فِي شَيْء كثير لَا يُمْنَع مِنْهُ فَهُوَ مخصبٌ. قلت: وَالْعرب تَقول: رَتَع المالُ إِذا رَعَى مَا شَاءَ، وأرْتَعْتُها أَنا. والرَتْع لَا يكون إِلَّا فِي الخِصْب والسِعَة. وإبل رِتَاع وَقوم مرتِعون وراتعون إِذا كَانُوا مخاصيب. وَقَالَ أَبُو طَالب: سَمَاعي من أبي عَن الفرّاء: القَيْد والرَتَعة، مُثقّل. قَالَ: وهما لُغَتَانِ: الرَّتْعَة والرَتَعَة. قَالَ أَبُو طَالب: وأوّل من قَالَ الْقَيْد والرتْعة عَمْرو بن الصَّعِق بن خويلد بن نُفَيل بن عَمْرو بن كلاب، وَكَانَت شاكرُ من هَمْدَان أسروه فَأحْسنُوا إِلَيْهِ وروّحوا عَنهُ، وَقد كَانَ يَوْم فَارق قومه نحيفاً فهَرَب من شاكِرَ فَلَمَّا وصل إِلَى قومه قَالُوا: أَيْ عَمْرو خرجْتَ من عندنَا نحيفاً وَأَنت الْيَوْم بادِنٌ، فَقَالَ: الْقَيْد والرتْعَة فأرسلها مثلا. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الرَتْع: الْأكل

باب العين والتاء مع اللام

بشَرَهِ، يُقَال: رَتَعَ يَرْتَع رَتْعاً ورِتَاعاً، والرَّتَّاع: الَّذِي يتتبّع بإبله المراتع المخصِبَة. وَقَالَ شمر: يُقَال أتيت على أَرض مُرْتِعَة وَهِي الَّتِي قد طمِع مَا لَهَا من الشِبَع، وَقد أرتع المالُ وأرتَعَت الأرضُ وغيثٌ مُرْتِع: ذُو خِصْبٍ. وَقَوْلهمْ فلَان يرتع قَالَ أَبُو بكر مَعْنَاهُ: هُوَ مُخصب لَا يَعْدَم شَيْئا يُريدهُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: معنى {يَرْتَعْ} : يلهو. وَقَالَ فِي معنى قَوْله: أَي يلهو ويَنعَم. وَقَالَ غَيره: مَعْنَاهُ: يسْعَى وينبسط. وَقيل معنى قَوْله {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ} : يَأْكُل. واحتجّ بقوله: وحبِيب لي إِذا لاقيته وَإِذا يَخْلُو لَهُ لحمي رَتَعْ مَعْنَاهُ: أكله. وَمن قَرَأَ (نرتع) بالنُّون أَرَادَ: ترتع إبلنا: تعر: أهمله اللَّيْث وروى أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: جُرْح تغار بالغين إِذا كَانَ يسيل مِنْهُ الدَّم. قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ غَيره: جُرْحٌ نَعَّار بالنُّون وَالْعين. قلت: وَسمعت غير وَاحِد من أهل الْعَرَبيَّة بهراة يزْعم أَن (تغار) بالغين تَصْحِيف، فَقَرَأت فِي (كتاب أبي عُمَر الزَّاهِد) رِوَايَة عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: جُرْحٌ تَعّار بِالتَّاءِ وَالْعين وتَغّار بِالتَّاءِ والغين ونَعّار بالنُّون وَالْعين بِمَعْنى وَاحِد، وَهُوَ الَّذِي لَا يرقأ فَجَعلهَا كلّها لغاتٍ وصحّحها. وَالْعين والغين فِي تعّار وتغّار تعاقبا، كَمَا قَالُوا: العَبِيثة والغبِيثة بِمَعْنى وَاحِد. قلت: وتِعَار: اسْم جبل فِي بِلَاد قيس. وَقد ذكره لبيد: إلاّ يرمرم أَو تِعَار ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: التعَر: اشتعال الْحَرْب. (بَاب الْعين وَالتَّاء مَعَ اللَّام) (ع ت ل) عتل، تلع، تعل: مستعملة. علت، لتع، لعت: مُهْملَة. عتل: قَالَ الله جلّ وعزّ: {الْحَمِيمِ خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ} (الدّخَان: 47) وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: {أَثِيمٍ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} (الْقَلَم: 13) قَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ: {خُذُوهُ} بِكَسْر التَّاء، وَكَذَلِكَ قَرَأَ أَبُو عَمْرو. وَقَرَأَ ابْن كَثِير وَنَافِع وَابْن عَامر وَيَعْقُوب: (فاعتلوه) بضمّ التَّاء. قلت: هما لُغَتَانِ فصيحتان، يُقَال: عَتَلَهُ يَعَتِله ويَعتُله. ورَوَى الْأَعْمَش عَن مُجَاهِد فِي قَوْله {الْحَمِيمِ خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ} أَي خذوه فاقصِفوه كَمَا يُقصَف الحَطَب. وَقَالَ أَبُو مُعَاذ النحويّ: العَتْل: الدَفْع والإرهاق بالسَّوْق العنيف. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن الحرّاني عَن ابْن السّكّيت: عَتَلْتُهُ إِلَى السجْن وعَتَنْتُه فَأَنا أعْتِلُه وأعْتُلُه وأعْتِنُه وأعْتُنُه إِذا دفعتَه دَفْعاً عنيفاً. وَقَالَ اللَّيْث: العَتْلُ: أَن تَأْخُذ بتَلْبيب الرجل فتعتِلَه، أَي تجرّه إِلَيْك وَتذهب بِهِ

إِلَى حَبْس أَو بَلِيَّة. وأَخَذ فلَان بِزِمام النَّاقة فعتَلها إِذا قادها قَوْداً عنيفاً. وَيُقَال: لاأَتَعَتَّل مَعَك شِبْراً أَي لَا أَبْرَح مَكَاني وَلَا أجيء مَعَك. وأمّا قَوْله تَعَالَى: { (الْقَلَم: 13) أَثِيمٍ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} جَاءَ فِي التَّفْسِير أَن العُتُلّ هَهُنَا: الشَّديد الْخُصُومَة، وَجَاء فِي التَّفْسِير أَيْضا أَنه: الجافي الخُلُقِ اللئيمُ الضَرِيبةِ، وَهُوَ فِي اللُّغَة: الغليظ الجافي. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: العَتَلَة: بَيْرَم النَجّار. وَقَالَ اللَّيْث: هِيَ حَدِيدَة كَأَنَّهَا حَدّ فأسٍ عريضة فِي أَصْلهَا خَشَبَة، تُحفر بهَا الأَرْض والحيطان، لَيست بمُعَقَّفَةٍ كالفأس، وَلكنهَا مُسْتَقِيمَة مَعَ الْخَشَبَة. قَالَ: وَرجل عُتُلٌّ: أكول مَنُوع. وَقَالَ أَبُو عبيد: العَتَلُ: القسِيّ الفارسية. وَقَالَ أُمية: يَرمُونَ عَن عَتَل كَأَنَّهَا غُبُطٌ بزَمْخَرٍ يُعجل المَرمِيّ إعجالاً قَالَ: واحدتها عَتَلة. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: إِنَّك لعَتِلٌ إِلَى الشرّ أَي سريع، وَقد عَتِل عتَلاً. الحرّاني عَن ابْن السّكّيت: العَتِيل: الْأَجِير بلغَة طَيء، وَجمعه العُتَلاَء. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: العَتَلَة: المدَرَة الْكَبِيرَة تتقلّع من الأَرْض إِذا أثيرت. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: العَاتِل الجِلْوَاز، وَجمعه عُتُلٌ. قَالَ: والعَتِيل: الْأَجِير وَجمعه عُتُلٌ أَيْضا. وَفِي (النَّوَادِر) : داءٌ عَتِيل شَدِيد والعتيل: الْخَادِم. تلع: من أَمْثَال الْعَرَب: فلَان لَا يمنَع ذنَبَ تَلْعه يضْرب للرجل الذَّلِيل الحقير. والتَلْعَة: وَاحِدَة التِلاَع. قَالَ أَبُو عبيد: وَهِي مجارِي المَاء من أعالي الْوَادي. قَالَ: والتلاع أَيْضا: مَا انهبط من الأَرْض. قَالَ وَهِي من الأضداد. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: يُقَال فِي مَثل: مَا أَخَاف إِلَّا من سَيْلِ تَلْعَتِي أَي من بني عمّي وَذَوي قَرَابَتي. قَالَ: والتَلْعَة: مَسِيل المَاء؛ لِأَن من نزل التَلْعَة فَهُوَ على خَطَر: إِن جَاءَ السَّيْل جَرف بِهِ. قَالَ: وَقَالَ هَذَا وَهُوَ نَازل بالتَلْعة فَقَالَ: لَا أَخَاف إِلَّا من مَأَمَنِي. وَقَالَ شمر: التِلاع: مسايل المَاء تسيل من الأسناد والنِجَاف وَالْجِبَال حَتَّى تنصبّ فِي الْوَادي. قَالَ وتَلْعة الْجَبَل: أَن المَاء يَجِيء فيخُدّ فِيهِ ويحفره حَتَّى يخلُص مِنْهُ. قَالَ: وَلَا تكون التِلاَع فِي الصحارى. قَالَ والتَلْعة رُبمَا جَاءَت من أبعد من خَمْسَة فراسخ إِلَى الْوَادي. قَالَ: وَإِذا جَرَت من الْجبَال فَوَقَعت فِي الصحارى حَفَرت فِيهَا كَهَيئَةِ الْخَنَادِق. قَالَ وَإِذا عظمت التَلْعَة حَتَّى تكون مثل نصف الْوَادي أَو ثُلثَيْهِ فَهِيَ مَيْثاء. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: من أمثالهم فِي الَّذِي لَا يوثق بِهِ: إِنِّي لَا أَثِق بسَيل تَلْعتك أَي لَا أَثِق بِمَا تَقول وَمَا تَجِيء بِهِ. قلت: فَهَذِهِ ثَلَاثَة أَمْثَال جَاءَت فِي التَلْعة. وَقَالَ اللَّيْث: التَلْعة: أَرض ارْتَفَعت وَهِي غَلِيظَة يتردّد فِيهَا السَّيْل، ثمَّ يَدْفع مِنْهَا إِلَى تَلْعَة أَسْفَل

باب العين والتاء مع النون

مِنْهَا. وَهِي مَكَرَمة من المنابت. أَبُو عبيد: التَتَلُّع: التقدّم. وَأنْشد لأبي ذُؤَيْب: فَوَردْنَ والعَيُّوقُ مقعدَ رابىءُ الض رباء فَوق النَّجْم لَا يتَتَلَّعُ الْأَصْمَعِي: الأتلع: الطَّوِيل. قَالَ أَبُو عبيد: وَأكْثر مَا يُرَاد بالأتلع: طول عُنُقه. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: هُوَ أتلع وتَلِع للطويل العُنُق. قَالَ: وَرجل تَلِعٌ: كثير التلفّت. قَالَ: وَرجل تَلِعُ بِمَعْنى التَرِع. قَالَ: وَيُقَال: لزم فلَان مَكَانَهُ فَمَا يَتَتَلَّعُ ومايَتَتَالَع أَي لَا يرفع رَأسه للنهوض، وَإنَّهُ ليَتَتَالع فِي مَشْيه إِذا مَدّ عُنُقه وَرفع رَأسه. قَالَ: وَيُقَال: تَلَع فلَان رَأسه إِذا أخرجه من شَيْء كَانَ فِيهِ، وَهُوَ شبه طَلَع، إلاّ أنّ طلع أعمّ. وتَلَع الثورُ إِذا أخرج رَأسه من الكِنَاس. قلت: الْمَعْرُوف فِي كَلَام الْعَرَب أتلع رَأسه إِذا أطلعه فَنظر؛ وتلع الرأسُ نفسُه. وَقَالَ الشَّاعِر: كَمَا أتلعَت من تَحت أَرْطى صريمةٍ إِلَى نَبْأة الصَّوْت الظباءُ الكوانِس وَيُقَال: تَلَع النَّهَار إِذا ارْتَفع يَتْلَع تلُوعاً. وجِيدٌ تَلِيع: طَوِيل. ومُتَالِع: جبل بِنَاحِيَة الْبَحْرين بَين السَوْدة والأحساء. وَفِي سفح هَذَا الْجَبَل عَين يسيح مَاؤُهَا، يُقَال لَهَا: عين مُتَالِع. تعل: أهمله اللَّيْث وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: التعَل: حرارة الْحلق الهائجة. وَأما عَلَتَ فمهمل. (بَاب الْعين وَالتَّاء مَعَ النُّون) (ع ت ن) عتن، عنت، نتع، نعت: مستعملة. عتن: أهمل اللَّيْث عتن وَهُوَ مُسْتَعْمل، أَخْبرنِي المنذريّ عَن الحَرّانيّ عَن ابْن السكّيت قَالَ: يُقَال: عَتَله إِلَى السِجْن وعَتَنه يَعْتِنه ويَعْتُنه عَتْناً إِذا دَفعه دَفْعاً عَنيفاً. أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: العُتُن: الأشِدَّاء، جمع عَتُونٍ، وعاتِنٍ إِذا تشدّد على غَرِيمه وآذاه. عنت: قَالَ الله عزّ وجلّ: {لِمَنْ خَشِىَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ} (النِّساء: 25) نزلت الْآيَة فِيمَن لم يسْتَطع طَوْلاً أَي فَضْل مالٍ ينْكح بِهِ حُرّة، فَلهُ أَن ينْكح أمَة، ثمَّ قَالَ: {ذَلِكَ لِمَنْ خَشِىَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ} . وَهَذَا يُوجب أَن من لم يخْش العَنَت وَوجد طَوْلاً لحُرَّة أَنه لَا يحلّ لَهُ أَن ينْكح أَمَة. وَاخْتلف النَّاس فِي تَفْسِير العَنَت. فَقَالَ بَعضهم: مَعْنَاهُ: ذَلِك لمن خَافَ أَن يحملهُ شدّة الشَّبَق والغُلْمة على الزِّنَى فَيلقى الْعَذَاب الْعَظِيم فِي الْآخِرَة، والحَدَّ فِي الدُّنْيَا. وَقَالَ بَعضهم: مَعْنَاهُ: أَن يعشق أَمَة، وَلَيْسَ فِي الْآيَة ذكر عشق، وَلَكِن ذَا العِشقِ يلقى عَنَتاً. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يَزيد الثُمَاليّ: العَنَت هَهُنَا: الْهَلَاك. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الهَيْثَم أَنه قَالَ: العَنَت فِي كَلَام الْعَرَب: الجَوْر والإِثْم والأَذَى. قَالَ: فَقلت لَهُ: آلتعنُّت من هَذَا؟ قَالَ: نعم، يُقَال: تعنت فلَان فلَانا إِذا أَدخل عَلَيْهِ الأَذَى. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق الزجَّاج: العَنَت فِي اللُّغَة: المَشَقَّة الشَّدِيدَة؛ يُقَال: أكمَة عَنُوت إِذا كَانَت شاقَّة

المَصْعَد. قلت: وَهَذَا الَّذِي قَالَه أَبُو إِسْحَاق صَحِيح، فَإِذا شَقَّ على الرجل العُزْبة وغلبته الغلْمة وَلم يجد مَا يتزوّج بِهِ حُرّة فَلهُ أَن ينْكح أَمَة؛ لِأَن غَلَبَة الشَّهْوَة واجتماعَ المَاء فِي صُلْب الرجل رُبمَا أدّى إِلَى العِلَّة الصعبة، وَالله أعلم. وَقَول الله عزّ وجلّ: {وَلَوْ شَآءَ اللَّهُ لأَعْنَتَكُمْ} (الْبَقَرَة: 220) مَعْنَاهُ: وَلَو شَاءَ الله لشدَّد عَلَيْكُم وتعبَّدكم بِمَا يَصعب عَلَيْكُم أَدَاؤُهُ؛ كَمَا فَعل بِمن كَانَ قبلكُمْ. وَقد يوضع العَنَت مَوضِع الْهَلَاك، فَيجوز أَن يكون مَعْنَاهُ: لَو شَاءَ اللَّه لأعنتكم أَي أهلككم بِحكم يكون فِيهِ غير ظَالِم. وَقَول الله عزّ وجلّ: {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} (التّوبَة: 128) مَعْنَاهُ: عَزِيز عَلَيْهِ عَنَتكم، وَهُوَ لِقَاء الشدّة والمشقّة. وَقَالَ بَعضهم: مَعْنَاهُ: عَزِيز عَلَيْهِ أَي شَدِيد مَا أعنتكم أَي مَا أوردكم العَنَت والمَشَقَّة. وَقَوله عزّ وجلَّ: {نَادِمِينَ وَاعْلَمُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِى كَثِيرٍ مِّنَ الاَْمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَاكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الاِْيمَانَ} (الحُجرَات: 7) أَي لَو أطَاع مثل المُخْبِر الَّذِي أخبرهُ بِمَا لَا أصل لَهُ كَانَ سعى بِقوم من الْعَرَب إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنهم ارتدّوا لوقعتم فِي عَنَت أَي فَسَاد وهلاك. وَهُوَ قَوْله عزّ وجلّ: {رَّحِيمٌ ياأَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقُ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَن تُصِيببُواْ قَوْمَا بِجَهَالَةٍ} (الحُجرَات: 6) الْآيَة. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: أعنت فلَان فلَانا إعناتاً إِذا أَدخل عَلَيْهِ عَنَتاً أَي مَشَقَّة. قَالَ: وتعنَّته تعنُّتاً إِذا سَأَلَهُ عَن شَيْء أَرَادَ بِهِ اللَبْس عَلَيْهِ والمشَقَّة. قَالَ: والعَظْم المجبور يُصِيبهُ شَيْء فَيُعْنِته. قلت: مَعْنَاهُ: أَنه يَهيضه، وَهُوَ كسر بعد انجبار، وَذَاكَ أشدّ من الْكسر الأوّل. وَقَالَ ابْن شُمَيل: العَنَت: الْكسر، وَقد عنِتَت يَده أَو رجله أَي انْكَسَرت. وَكَذَلِكَ كل عظم. وَأنْشد: فداوِ بهَا أضلاع جنبيك بَعْدَمَا عَنِتن وأعيتك الجبائر من عَلُ وَقَالَ النَضْر: الوَثْءُ لَيْسَ بعَنَت، لَا يكون العَنَت إِلَّا الْكسر. والوَثْء: الضَّرْب حَتَّى يَرْهَص الجلدَ وَاللَّحم ويصل الضَّرْب إِلَى الْعظم من غير أَن ينكسر. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الإعنات: تَكْلِيف غير الطَّاقَة. وَيُقَال: أعْنت الجابر الكسيرَ إِذا لم يَرفُق بِهِ، فَزَاد الكسرَ فَسَادًا. وَكَذَلِكَ رَاكب الدابَّة إِذا حمله على مَا لَا يحْتَملهُ من العُنْف حَتَّى يَظْلعَ فقد أعْنته. وَقد عنِتَت الدابَّة. وجُملة العَنَت الضَّرَر الشاقّ المؤذي. والعُنْتُوت: العَقَبة الكَئُود الشاقَّة، وَهِي العَنُوت أَيْضا، قَالَه ابْن الأعرابيّ وَغَيره. قَالَ: وعُنْتُوت الْقوس: هُوَ الحَزّ الَّذِي تدخل فِيهِ الغانة، والغانة: حَلْقة رَأس الوَتَر. وَقَالَ ابْن الأنباريّ: أصل العَنَت التَّشْدِيد وتعنَّته إِذا ألزمهُ مَا يصعُب عَلَيْهِ. نعت: قَالَ اللَّيْث: النَعْت: وصفك الشَّيْء تَنْعته بِمَا فِيهِ وتبالغ فِي وَصفه. قَالَ: وكلّ شَيْء كَانَ بَالغا تَقول لَهُ: هَذَا

باب العين والتاء مع الفاء

نَعْت أَي جيّد بَالغ. قَالَ: وَالْفرس النَعْت: الَّذِي هُوَ غَايَة فِي العِتْق. وَمَا كَانَ نعتاً وَلَقَد نَعُتَ ينعُت نَعَاتة. فَإِذا أردْت أَنه تكلَّف فعله قلت: نعِت. قَالَ: واستنعتُّه أَي استوصفتُه. وَجمع النَّعْت نُعُوت. وَقَالَ غَيره: فرس نَعْت ومُنْتَعِت إِذا كَانَ مَوْصُوفا بالعِتْق والجَودة والسَبْق. وَقَالَ الأخطل: إِذا غرّق الآلُ الإكامَ علونه بمنتعِتات لَا بغالٍ وَلَا حُمُرْ والمنتعِت من الدوابّ وَالنَّاس: الْمَوْصُوف بِمَا يفضّله على غَيره من جنسه. وَهُوَ مفتعل من النَّعْت. يُقَال: نعتّه فانتعت؛ كَمَا يُقَال: وَصفته فاتّصف. وَمِنْه قَول أبي دُواد الإياديّ: جَار كجار الحُذَاقيّ الَّذِي اتّصفا أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: أنْعَتَ إِذا حَسُن وجههُ حَتَّى يُنْعَت. نتع: قَالَ ابْن المظفّر: نَتَع العَرَق نُتُوعاً. وَهُوَ شِبه نَبَع نُبوعاً، إِلَّا أَن نَتَع فِي العَرَق أحسن. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ أنتع الرجلُ إِذا عرق عَرَقاً كثيرا. وَقَالَ شمر: قَالَ خَالِد بن جَنْبة فِي المتلاحِمة من الشِجَاج: وَهِي الَّتِي تشقّ الجِلد فتزِلّه فينتِعُ اللَّحْم وَلَا يكون للمسْبار فِيهِ طَرِيق. قَالَ: والنَتْع: ألاَّ يكون دونه شَيْء من الجِلد يواريه، وَلَا وَرَاءه عَظْم يخرج قد حَال دون ذَاك الْعظم، فَتلك المتلاحمة. (بَاب الْعين وَالتَّاء مَعَ الْفَاء) ع ت ف اسْتعْمل من وجوهه: عتف، عفت. عتف: أهمل اللَّيْث وَغَيره عتف. روى أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: العُتُوف: النَتْف. وَقَالَ أَبُو بكر مُحَمَّد بن دُرَيد: مضى عِتْف من اللَّيْل وعِدْف من اللَّيْل أَي هَوِيّ. عفت: قَالَ اللَّيْث بن المظفّر: عَفَت فلَان الكلامَ عَفْتاً، وَهُوَ أَن يَلْفِته ويكسره. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: امْرَأَة عفتاء وعفكاء ولَفْتاء، وَرجل أعفت أعفك ألْفت، وَهُوَ الأخرق. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: الألْفت: الأعسر، وَكَذَلِكَ الأَعْفت. قَالَ: وَإِنَّمَا سُمّي ألْفت لِأَنَّهُ يعْمل بجانبه الأميل. قَالَ: وكلّ مَا رميته إِلَى جَانِبك فقد لَفَتَّه. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: عَفَت فلَان عظم فلَان، يَعْفِته عَفْتاً: إِذا كَسره. قلت: العَفْت واللفت: اللَيّ الشَّديد وكل شَيْء ثَنَيتَه فقد عَفَتَّه تعفِته عَفْتاً. وَإنَّك لتَعْفِتني عَن حَاجَتي أَي تثَنيني عَنْهَا. وَيُقَال للعصِيدة: عَفِيتة ولَفيتة. وَقَالَ الأصمعيّ: العِفَّتانيّ: الرجل الجَلْد القويّ، رَوَاهُ عَنهُ أَبُو نصر؛ وَأنْشد: بعد أزابي العفِتَّانّي الغَلِث

باب العين والتاء مع الباء

قلت: وَمَال عفتان فِي كَلَام الْعَرَب سِلِّجان يُقَال أَلْقَاهُ فِي سلجانه أَي حَلْقه. (بَاب الْعين وَالتَّاء مَعَ الْبَاء) ع ت ب عتب، تبع، تَعب، بتع: مستعملة. عتب: قَالَ الله عزّ وجلّ: {لَّهُمْ وَإِن يَسْتَعْتِبُواْ فَمَا هُم مِّنَ} (فُصْلَت: 24) . وَقَالَ أَبُو مُعَاذ النحويّ: قرىء: (وَإِن يُسْتَعْتَبوا) . قَالَ: وَمَعْنَاهُ: إنْ أقالهم الله وردّهم إِلَى الدُّنْيَا لم يُعتِبوا، يَقُول: لم يعملوا بِطَاعَة الله؛ لِمَا سبق لَهُم فِي علم الله من الشَّقَاء، وَهُوَ قَول الله جلّ وعزّ: {وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} (الأنعَام: 28) . قَالَ: ومَن قَرَأَ: {: ُ: ِلَّهُمْ وَإِن يَسْتَعْتِبُواْ فَمَا هُم مِّنَ} فَمَعْنَاه: إِن يستقيلوا رَبهم لم يُقِلْهُم؛ تَقول استعتبت فلَانا فَمَا أعتبني؛ كَقَوْلِك: استقلته فَمَا أقالني. قلت: وَهَذَا الَّذِي قَالَه أَبُو معَاذ فِي الْقِرَاءَتَيْن حسن إِن شَاءَ الله. وَقَالَ ابْن شُمَيل وَابْن المظفّر: العَتْب: المَوْجِدة؛ تَقول: عَتَب فلَان على فلَان عَتْباً ومَعْتِبة إِذا وَجَد عَلَيْهِ. وَقد أعتبني فلَان أَي ترك مَا كنت أجِد عَلَيْهِ من أَجله، وَرجع إِلَى مَا أرضاني عَنهُ بعد إسخاطه إيّاي عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو عُبيد: رُوي عَن أبي الدَّرْدَاء أَنه قَالَ: معاتبة الْأَخ خير من فَقْده. قَالَ فَإِن استُعتِب الْأَخ فَلم يُعْتِب فَإِن مثلهم فِيهِ قَوْلهم: لَك العُتْبى بِأَن لَا رضِيت، وَهَذَا فعل محوّل عَن مَوْضِعه؛ لِأَن أصل العُتْبى رُجُوع المستعتَب إِلَى محبّة صَاحبه، وَهَذَا على ضدّه. يَقُول: أُعتِبك بِخِلَاف رضاك. وَأنْشد لبِشْر: غَضِبت تَمِيم أَن تَقَتّل عَامر يَوْم النِسَار فأُعْتِبوا بالصَيْلم أُعتِبوا أَي أُرضوا بالاصطلام. وَقَالَ آخر: فدع العتاب فربّ شرْ رٍ هاج أولَه العتابُ والعُتْبى: اسْم على فُعْلى يوضع مَوضِع لإعتاب، وَهُوَ الرُّجُوع عَن الْإِسَاءَة إِلَى مَا يُرْضي العاتب. وَقَالَ اللَّيْث: استعتَب فلَان إِذا طلب أَن يُعْتَب أَي يُرضَى. قَالَ: واستَعتَب أَيْضا بِمَعْنى أَعتب. وَأنْشد: فَأَلْفَيْته غير مستعتِب وَلَا ذاكرِ الله إِلَّا قَلِيلا قَالَ الْأَزْهَرِي: قَوْله: غير مستعتِب أَي غير مستقيل أَي طَالب أَن يُقَال وَقَوله: وَلَا ذَاكر الله إِلَّا قَلِيلا أَي وَلَا ذاكرٍ الله، فَحذف التَّنْوِين. قَالَ: والتعتب والمعاتبة والعِتاب كل ذَلِك مُخَاطبَة المدلّين أخلاّءهم طَالِبين حُسْن مراجعتهم ومذاكرة بَعضهم بَعْضًا مَا كرهوه ممّا كَسَبهم الموجِدةَ.

قَالَ: وَيُقَال: مَا وجدت فِي قَوْله عُتْباناً وَذَلِكَ إِذا ذكر أَنه أعتبك وَلم تَرَ لذَلِك بَيَانا. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: مَا وجدت عَنهُ عَتْباً وَلَا عِتَاباً بِهَذَا الْمَعْنى. قلت: لم أسمع العتب والعتبان والعتاب بِمَعْنى الإعتاب، إِنَّمَا العتب والعتبان: لومك الرجلَ على إساءة كَانَت لَهُ إِلَيْك فاستعتبته مِنْهَا. وكلّ وَاحِد من اللَّفْظَيْنِ يخلص للعتاب، فَإِذا اشْتَركَا فِي ذَلِك وذكَّر كلُّ وَاحِد مِنْهُمَا صاحبَه مَا فَرَطَ مِنْهُ إِلَيْهِ من الْإِسَاءَة فَهُوَ العِتاب والمعاتبة. وأمّا الإعتاب والعُتْبى فَهُوَ رُجُوع المعتوب عَلَيْهِ إِلَى مَا يُرضِي العاتب. والاستعتاب: طَلَبك إِلَى الْمُسِيء أَن يرجع عَن إساءته. وَيكون الاستعتاب الاستقالة. أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: العَتَبة أُسْكُفّة الْبَاب الَّتِي تُوطأ. وَقَالَ اللَّيْث: كل مَرْقاة من الدَرَج عَتَبة. وَكَذَلِكَ العَتَب فِي الثنايا الشاقَّة، واحدتها عَتَبة. وَقَالَ ابْن شُمَيل: العَتَبة فِي الْبَاب هِيَ الْأَعْلَى. قَالَ: والخشبة الَّتِي فَوق الْأَعْلَى: الْحَاجِب قَالَ: والأُسْكُفّة هِيَ السُّفْلى. والعارضتان: العِضَادتان. وَيُقَال: مَا فِي طَاعَة فلَان عَتَبٌ أَي الْتواء وَلَا نَبْوة، ومافي مودّته عتَب إِذا كَانَت خَالِصَة لَا يشوبها فَسَاد. وَيُقَال: حُمِل فلَان على عَتَبة كريهة، وعَلى عَتَب كَريه من الْبلَاء والشرّ. وَقَالَ الشَّاعِر: يُعْلَى على العَتَب الكريه ويوبَس وَقَالَ ابْن السّكيت فِي قَول عَلْقَمَة: لَا فِي شظاها وَلَا أرساغها عَتَب أَي عيب. وَهُوَ من قَوْلك: لَا يُتَعتّب عَلَيْهِ فِي شَيْء. والفحل الْمَعْقُول أَو الظالع إِذا مَشى على ثَلَاث قَوَائِم كَأَنَّهُ يَقْفِز يُقَال: يَعْتِب عَتَباناً. أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: عَتَب عَلَيْهِ من العِتابِ، يَعتِب يعتُب، وَكَذَلِكَ من الْمَشْي على ثَلَاث قَوَائِم. وَتقول: عتِّب لي عَتَبة فِي هَذَا الْموضع إِذا أردْت أَن تَرقى بِهِ إِلَى مَوضِع تصعد فِيهِ. وَقَالَ اللَّيْث: إِذا أُعنت الْعظم المجبور قيل: قد أُعتِب وأُتعب. وَقَالَ أَبُو عبيد: يُقَال: اعتَتَب فلَان عَن الشَّيْء إِذا انْصَرف عَنهُ. وَمِنْه قَول الكُمَيت: فاعتتب الشوقُ عَن فُؤَادِي والش عر إِلَى من إِلَيْهِ مُعْتَتَب وَأنْشد المازنيّ قَول الحُطَيئة: إِذا مخارم أَحناء عَرَضْن لَهُ لم يَنْبُ عَنْهَا وَخَافَ الْجور فاعتَتَبا يَقُول: لم ينبُ عَنْهَا وَلم يخف الجَوْر. واعتتب أَي رَجَعَ من قَوْلهم: لَك العُتْبى أَي لَك الرُّجُوع ممّا تكره إِلَى مَا تُحِبّ. وعَتَبة الْوَادي: جَانِبه الْأَقْصَى الَّذِي يَلِي الجَبَل. وَيُقَال للرجل إِذا مَضَى سَاعَة ثمَّ رَجَعَ: قد اعتَتَب فِي طَرِيقه اعتِتاباً، كَأَنَّهُ عَرَض عَتَبٌ فتراجع. وَقَالَ أَبُو سعيد فِي قَول الْأَعْشَى: وثَنَى الكفّ على ذِي عَتَب يصل الصَّوْت بِذِي زِير أبَحَّ

قَالَ: العَتَب: الدَسْتَانات. وَقيل: العَتَب: العيدان المعروضة على وَجه الْعود، مِنْهَا تُمد الأوتار إِلَى طَرَف العُود. وَمن أَمْثَال الْعَرَب: أَوْدَى كَمَا أَوْدَى عَتِيب. قَالَ ابْن الكلبيّ: هُوَ عَتِيب بن أسلم بن مَالك، وهم حَيّ كَانُوا فِي دِين مَلِك أَسَرهم واستعبدهم، وَكَانُوا يَقُولُونَ: إِذا كبِر صبيانُنا افتكونا، فَلم يزَالُوا كَذَلِك حَتَّى هَلَكُوا، فصاروا مَثَلاً لمن هلك وَهُوَ مغلوب. وَمِنْه قَول عَدِيّ بن زيد: يُرَجِّيها وَقد وَقعت بقُرّ كَمَا ترجو أصاغرَها عَتِيبُ وَقَالَ اللَّيْث: عَتِيب: قَبيلَة. قَالَ: وعُتْبة وعَتَّاب وعِتْبان ومعتِّب من أَسمَاء الرِّجَال. وعَتَّابة من أَسمَاء النِّسَاء. أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الْعَرَب تكنِي عَن الْمَرْأَة بالعَتَبة والنَعْل والقارُورة. والبَيْت والدُمْية والغُلّ والقَيْد. قَالَ: والعِتْب: الرجل الَّذِي يعاتِب صَاحبه أَو صديقه فِي كل شَيْء إشفاقاً عَلَيْهِ ونصيحة لَهُ. والعَتوب: الَّذِي لَا يعْمل فِيهِ العتاب. وَيُقَال: فلَان يَستعتِب من نَفسه، وَيسْتَقْبل من نَفسه، ويَستدرك من نَفسه إِذا أدْرك بِنَفسِهِ تغييراً عَلَيْهَا بِحسن تَقْدِير وتدبير. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: الثُبْنَة: مَا عتَّبته من قُدّام السَّرَاوِيل. وَفِي حَدِيث سلمَان أَنه كَانَ عَتَّب سراويله فتشمّر. تَعب: قَالَ اللَّيْث: التَعَب: شدّة العَنَاء، وَقد تعِب يَتْعَب تَعَباً. وأتعب الرجلُ رِكابَه إِذا أعجلها فِي السَوْق أَو السَيْر الحَثِيثِ. قَالَ: وَإِذا أُعِنت الْعظم المجبور فقد أُتعِب. وَقَالَ ذُو الرمة: إِذا مَا رَآهَا رأية هِيض قلبُه بهَا كانتياض المتعَب المُتَتَمم وَيُقَال: أتعب فلَان نفسَه فِي عمل يمارسه إِذا أنصبها فِيمَا حمَّلها وأعملها فِيهِ. أَبُو الْعَبَّاس عَن سَلَمة عَن الفرّاء قَالَ: أتعب فلَان القَدَح إِذا ملأَهُ مَلأ يفِيض، فَهُوَ مُتْعَب. تبع: يُقَال: تبع فلَان فلَانا واتَّبعه؛ قَالَ الله تَعَالَى فِي قصّة ذِي القَرْنين: {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً} (الْكَهْف: 89) ، وقرىء: (اتَّبَعَ سَببا) . قَالَ أَبُو عُبَيد: وَكَانَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء يقْرَأ: (اتَّبَعَ سَببا) بتَشْديد التَّاء، وَمَعْنَاهَا: تَبِع. قَالَ: وَهِي قِرَاءَة أهل الْمَدِينَة، وَكَانَ الكسائيّ يقْرؤهَا: {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً} مَقْطُوعَة الألِف، وَمَعْنَاهَا: لحِق وَأدْركَ. قَالَ أَبُو عُبيد: وَيُقَال: أتبعت الْقَوْم مِثَال أفعلت إِذا كَانُوا قد سبقوك فلحِقتهم. قَالَ: واتَّبعتهم مثل افتعلت إِذا مرّوا بك فمضيت مَعَهم، وتبِعتهم تَبَعاً مثله. وَيُقَال: مَا زلت أتّبعهم حَتَّى أَتْبعتهم، أَي حَتَّى أدركتهم. قَالَ أَبُو عُبيد: وَقِرَاءَة أبي عَمْرو أحبّ إليّ من قِرَاءَة الكسائيّ. وَقَالَ الفرّاء: أتْبع أحسن من اتّبع؛ لِأَن الاتّباع: أَن يسير الرجل وَأَنت تسير وَرَاءه، فَإِذا قلت: أتْبعته فكأنك قَفَوته. وَقَالَ اللَّيْث: تبِعت فلَانا واتّبعته سَوَاء.

وأتبع فلَان فلَانا إِذا تبعه يُرِيد بِهِ شرّاً، كَمَا أتبع الشيطانُ الَّذِي انْسَلَخَ من آيَات الله فَكَانَ من الغاوين، وكما أتبع فِرْعَوْن مُوسَى. قَالَ: وَأما التَّتبُّع فَأن يتتبَّع فِي مُهْلة شَيْئا بعد شَيْء. وَفُلَان يتتبَّع مساوىء فلَان وأثَره، ويتتبَّع مَدَاقّ الْأُمُور، وَنَحْو ذَلِك. قَالَ: والتَبَع: مَا تبِع أثر شَيْء فَهُوَ تَبَعه. وَأنْشد قَول أبي دُوَاد الإياديّ فِي صفة ظَبْية: وقوائم تَبَع لَهَا من خَلْفها زَمَع معلَّقْ وَقَالَ غَيره: يُقَال لجمع التَّابِع: تَبَع، كَمَا يُقَال لجمع الحارس: حَرَس ولجمع الْخَادِم: خَدَم. قَالَ: وَالتَّابِع: التَّالِي. وَقَالَ الفرّاء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {فَيُغْرِقَكُم بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا} (الْإِسْرَاء: 69) . قَالَ: التبيع فِي مَوضِع تَابع أَي تَابع بالثأر لإغراقنا إيّاهم. وَقيل: معنى قَوْله: {تَبِيعًا} أَي مطالباً. وَمِنْه قَول الله جلّ وعزّ: {فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَآءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ} (البَقَرة: 178) يَقُول: على صَاحب الدَّم اتّباع بِالْمَعْرُوفِ أَي الْمُطَالبَة بالدِية، وعَلى الْقَاتِل أَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَان. وَرفع قَوْله: (فاتباع) على معنى: فَعَلَيهِ اتِّبَاع بِالْمَعْرُوفِ. وَالْآيَة مستقصى تَفْسِيرهَا فِي المعتلاّت من الْعين فِي بَاب عَفا يعْفُو عِنْد ذكر قَوْله: {فَمَنْ عُفِىَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَىْءٌ} (البَقَرَة: 178) . وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (الظُّلم لَيُّ الواجِد، وَإِذا أُتبِع أَحَدُكم على مَليء فليَتَّبِع) مَعْنَاهُ: وَإِذا أُحِيل أحدكُم على مَلِيء فليحتَلْ، من الْحِوَالَة. وَفِي حَدِيث مَسْرُوق عَن مُعاذ بن جَبَل أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَعثه إِلَى الْيمن، فَأمره فِي صَدَقة البَقَر أَن يَأْخُذ من كل ثَلَاثِينَ من الْبَقر تَبِيعاً، وَمن كل أَرْبَعِينَ مُسِنّة. أَبُو عُبيد عَن أبي فَقْعَس الأسَديّ قَالَ: ولد الْبَقَرَة أوَّلَ سنة تَبِيع ثمَّ جَذَع ثمَّ ثنِيّ ثمَّ رَباعٍ ثمَّ سَدَس ثمَّ صالغ. وَقَالَ اللَّيْث: التَبِيع: العِجْل المُدْرِك، إِلَّا أَنه يتبع أُمَّه بَعْدُ. والعَدَد ثَلَاثَة أَتبِعة، والجميع الأتابيع جمع الْجمع. وبقرة مُتْبِع: خَلْفها تَبِيع. وخادم مُتْبِع: يتبعهَا وَلَدهَا حَيْثُمَا أَقبلت وأدبرت. قلت: قَول اللَّيْث: التبيع: الْمدْرك وَهَم، لِأَنَّهُ يدْرك إِذا أثْنى أَي صَار ثنِيّاً، والتبيع من الْبَقر يسمّى تَبِيعاً حِين يستكمل الْحول، وَلَا يسمّى تَبِيعاً قبل ذَلِك، فَإِذا اسْتكْمل عَاميْنِ فَهُوَ جَذَع، فَإِذا استوفى ثَلَاثَة أَعْوَام فَهُوَ ثَنِيّ، وحينئذٍ يُسِنّ، وَالْأُنْثَى مُسِنّة، وَهِي الَّتِي تُؤْخَذ فِي أَرْبَعِينَ من الْبَقر. وَيُقَال للْأُنْثَى: تَبِيعة وللذكر تَبيع. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للَّذي لَهُ عَلَيْك مَال يتابعك بِهِ أَي يطالبك بِهِ: تَبِيع. قَالَ: وتابع فلَان بَين الصَّلَاة وَبَين الْقِرَاءَة إِذا وَالَى بَينهمَا، فَفعل هَذَا على أثر هَذَا بِلَا مُهْلة بَينهمَا. وَكَذَلِكَ رَمَيته فأصبتُه بِثَلَاثَة أسم تِباعاً أَي وِلاءً. قَالَ: والتَبِعة والتِبَاعة: اسْم للشَّيْء الَّذِي لَك فِيهِ بغية

شِبْهُ ظلامة وَنَحْو ذَلِك. قلت: وَيُقَال: فلَان تِبْع نسَاء أَي يتبعهنّ، وحِدْث نسَاء يحادثهنّ، وَزِير نسَاء: يزورهنّ، وخِلْبُ نسَاء إِذا كَانَ يخالبهنّ. والخِلْب أَيْضا: حِجاب الْقلب. وأمّا قَول الجُهَنِيَّة: يرِد الْمِيَاه حَضِيرة ونفيضَة وِرْد القَطَاة إِذا اسمألّ التُبَّعُ فَإِن أَبَا عُبَيد وَابْن السّكيت قَالَا: التُبَّع: الطلّ، واسمئلاله: قُلُوصه نِصْفَ النَّهَار وضمورُه. وَقَالَ أَبُو سعيد الضَّرِير: التُبَّع: هُوَ الدَبَران فِي هَذَا الْبَيْت، سمّي تُبّعاً لاتّباعه الثريّا. قلت: وَقد سَمِعت بعض الْعَرَب يسمّي الدَبَران التَّابِع والتُوَيْبع. وَمَا أشبه مَا قَالَ الضَّرِير بِالصَّوَابِ، لِأَن القَطَا تَرِد الْمِيَاه لَيْلًا، وقلَّما ترِدها نَهَارا، لذَلِك يُقَال: أدَلّ من قطاة، وَقَول لَبيد يدلّ على ذَلِك: فوردنا قبل فُرّاط القَطا إِن من وِرْدِيَ تغليسَ النَهَلْ وَقَالَ اللَّيْث: التُبَّع: ضرب من اليعاسيب من أعظمها وأحسنها، وَجمعه التبابع. قلت: وأمَّا تُبَّعٌ الْملك الَّذِي ذكره الله فِي كِتَابه فَقَالَ: {الاَْيْكَةِ وَقَوْمُ تُّبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ} (ق: 14) فقد روينَا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (مَا أَدْرِي أتبّع كَانَ لعِيناً أم لَا) . وَقَالَ اللَّيْث: كَانَ تُبَّع ملِكاً من الْمُلُوك وَكَانَ مُؤمنا، وَكَانَ فيهم تبابعة. قَالَ: وَيُقَال: إِن ثَبت اشْتُقّ لَهُم هَذَا الاسمُ من تُبَّع وَلَكِن فِيهِ عجمة ولُكْنة، وَيُقَال: هم الْيَوْم من وضائع تُبَّع بِتِلْكَ الْبِلَاد. وَفِي حَدِيث أبي وَاقد الليثيّ: تابعْنا الْأَعْمَال فَلم نجد شَيْئا أبلغ فِي طلب الْآخِرَة من الزّهْد فِي الدُّنْيَا. قَالَ أَبُو عبيد قَالَ أَبُو زيد وَغَيره: قَوْله: تابعنا الْأَعْمَال يَقُول: أحكمناها وعرفناها وَيُقَال للرجل إِذا أتقن الشَّيْء وأحكمه: قد تَابع عمله. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن سَلَمة عَن الفرّاء أَنه قَالَ: يُقَال تَابع فلَان كَلَامه وَهُوَ تبيع الْكَلَام إِذا أحكمه. وَفرس متتابع الخَلْق أَي مُسْتَوٍ. وَقَالَ حُمَيد بن ثَوْر: ترى طَرَفيه يعسِلان كِلَاهُمَا كَمَا اهتزّ عُود الساسَم المتتابع قَالَ النَّابِغَة الذبيانيّ: من لُؤْلُؤ متتابع متَسَرّد وَقَالَ غَيره: فلَان متتابع العِلْم إِذا كَانَ علمه يشاكل بعضُه بَعْضًا لَا تفَاوت فِيهِ. وغُصن متتابع إِذا كَانَ مستوِياً لَا أُبَن فِيهِ. وَيُقَال: تَابع المرتعُ المالَ فتتابعت أَي سمَّن خَلْقها فسمِنت وحَسُنت. وَقَالَ أَبُو وَجْزة السعديّ: حرْفٌ مُليكية كالفحل تابعها فِي خِصْب عَاميْنِ إفراق وتهميل وناقة مُفرِق أَي تمكث سنتَيْن أَو ثَلَاثًا لَا تَلْقَح. وَيُقَال: هُوَ يُتَابع الحَدِيث إِذا كَانَ يَسْرده. وأمَّا قَول سلامان الطائيّ: أخِفن اطّناني إِن سَكتن وإنني لفي شغل عَن ذَحلي اليُتَتَبَّعُ

فَإِنَّهُ أَرَادَ: ذحليَ الَّذِي يُتَتبَّع، فَطرح الَّذِي وَأقَام الْألف وَاللَّام مقَامه، وَهِي لُغَة لبَعض الْعَرَب. وَقَالَ ابْن الأنباريّ: إِنَّمَا أقحم الْألف وَاللَّام على الْفِعْل الْمُضَارع لمضارعته الْأَسْمَاء. وَفِي حَدِيث زيد بن ثَابت حِين أمره أَبُو بكر الصدّيق بِجمع الْقُرْآن قَالَ: فعلِقت أتتبّعُه من اللخاف والعُسُب أَرَادَ أَنه كَانَ يتتبّع مَا كُتب مِنْهُ فِي اللخاف والعُسُب، وَذَلِكَ أَنه استقصى جَمع جَمِيع الْقُرْآن من الْمَوَاضِع الَّتِي كُتب فِيهَا، حَتَّى مَا كُتب فِي اللِخاف وَهِي الْحِجَارَة وَفِي العُسُب، وَهِي جريد النّخل، وَذَلِكَ أَن الرَقّ أعوزهم حِين نزل على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأمر كُتَّاب الْوَحْي بإثباته فِيمَا تيسَّر من كتِف ولَوْح وجِلْد وعَسِيب ولَخفَة. وَإِنَّمَا تتبَّع زيد بن ثَابت الْقُرْآن وَجمعه من الْمَوَاضِع الَّتِي كُتب فِيهَا وَلم يقتصِر على مَا حفِظ هُوَ وَغَيره وَكَانَ من أحفظ النَّاس لِلْقُرْآنِ استظهاراً واحتياطاً، لِئَلَّا يسْقط مِنْهُ حرف لسُوء حفظ حافظه، أَو يتبدّل حرف بِغَيْرِهِ. وَهَذَا يدلّك أَن الْكِتَابَة أضبط من صُدُور الرِّجَال وَأَحْرَى ألاّ يسْقط مَعَه شَيْء، فَكَانَ زيد يتتبَّع فِي مُهْلة مَا كتب مِنْهُ فِي موَاضعه ويضمّه إِلَى الصُّحُف، وَلَا يثبت فِي تِلْكَ الصُّحُف إِلَّا مَا وجده مَكْتُوبًا كَمَا أُنزِل على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأملاه على مَن كتبه، وَالله أعلم. وَفِي حَدِيث أبي مُوسَى الأشعريّ أَنه قَالَ: اتّبعوا الْقُرْآن وَلَا يتبعنَّكم الْقُرْآن فَإِنَّهُ من يتبع الْقُرْآن يهْبط بِهِ على رياض الجنَّة وَمن يتّبعه الْقُرْآن يزُخّ فِي قَفاهُ حَتَّى يقذف بِهِ فِي نَار جَهَنَّم. قَالَ أَبُو عُبيد قَوْله: اتبعُوا الْقُرْآن يَقُول: اجعلوه إمامكم ثمَّ اُتْلُوهُ؛ كَمَا قَالَ الله عزّ وجلّ: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ} (البَقَرَةَ: 121) أَي يتّبعونه حق اتِّبَاعه. وَأما قَوْله: وَلَا يتبعنَّكم الْقُرْآن فَإِن بعض النَّاس يحملهُ على معنى: لَا يطلبنكم الْقُرْآن بتضييعكم إيّاه، كَمَا يطْلب الرجل صَاحبه بالتبعة. قَالَ أَبُو عبيد: وَهَذَا معنى حسن يصدّقه الحَدِيث الآخر: (إِن هَذَا الْقُرْآن شَافِع مشفَّع، وَمَاحِل مصدَّق) ، فَجعله يمحل بِصَاحِبِهِ إِذا لم يتّبع مَا فِيهِ. قَالَ أَبُو عبيد: وَفِيه قَول آخر أحسن من هَذَا، قَوْله: لَا يتبعنكم الْقُرْآن: لَا تَدَعوا الْعَمَل بِهِ فتكونوا قد جعلتموه وَرَاء ظهوركم؛ كَمَا فعل الْيَهُود حِين نبذوا مَا أُمِروا بِهِ وَرَاء ظُهُورهمْ. وَهَذَا قريب من الْمَعْنى الأول؛ لِأَنَّهُ إِذا اتّبعه كَانَ بَين يَدَيْهِ، وَإِذا خَالفه كَانَ خَلْفه. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: التُبَّع: سيد النَّحْل، والتُبَّع: الظِلّ. وَمن أَمْثَال الْعَرَب السائرة: أتْبِع الفرسَ لجامَها، يضْرب مَثَلاً للرجل يُؤمر برَب الصَنيعة وإتمام الْحَاجة. بتع: فِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه سُئِلَ عَن البِتْع فَقَالَ: (كلّ شراب مسكِر فَهُوَ حرَام) .

باب العين والتاء مع الميم

قَالَ أَبُو عُبيد: البِتْع: نَبِيذُ العَسَل، وَهُوَ خَمْر أهل الْيمن. وَقَالَ اللَّيْث: البِتَع: الشَّديد المفاصِل والمَوَاصِل من الْجَسَد. قلت: وَغَيره يَجْعَل البَتَع طول العُنُق، يُقَال: عُنُق بَتِع وبَتِعه. وَقَالَ الراجز: كل علاة بِتع دليلها وَقَالَ الآخر: يرقى الدَسِيعُ إِلَى هادٍ لَهُ بَتِعٍ وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: البَتِع: الطَّوِيل العُنق، والتلِع: الطَّوِيل الظّهْر. قَالَ ابْن شُمَيْل: من الْأَعْنَاق البَتَع وَهُوَ الغليظ الْكثير اللَّحْم الشَّديد. قَالَ: وَمِنْهَا المرهَف وَهُوَ الدَّقِيق، وَلَا يكون إلاّ لعتيق. وَيُقَال: البَتَع فِي العُنق: شدّته، والتَلَع: طوله. وَيُقَال: بَتِع فلَان عليّ بِأَمْر لم يؤامرني فِيهِ إِذا قطعه دُونك. وَقَالَ أَبُو وَجْزَة السَعْديّ: بَان الخليط وَكَانَ البينُ بائجةً وَلم نخفْهم على الْأَمر الَّذِي بَتِعوا بتعوا أَي قطعُوا دُوننَا. وَيُقَال: عُنُق أبتع وبَتِع. وروى أَبُو تُرَاب عَن أبي مِحْجَن قَالَ: الانبتاع والانبتال: الِانْقِطَاع. وَقَالَ أَبُو زيد: جَاءَ الْقَوْم أَجْمَعُونَ أبصعون أبتعون بِالتَّاءِ، وَهَذَا من بَاب التَّأْكِيد. (بَاب الْعين وَالتَّاء مَعَ الْمِيم) (ع ت م) عتم، عَمت، متع: مستعملة. عتم: أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ عَتَم اللَّيْل وأعتم إِذا مَرَّ مِنْهُ قِطعة. وَقَالَ: إِذا ذهب النَّهَار وَجَاء اللَّيْل فقد جَنَح الليلُ. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (لايغلبنَّكُمُ الْأَعْرَاب على اسْم صَلَاتكُمْ العِشاء، فَإِن اسْمهَا فِي كتاب الله الْعشَاء، وَإِنَّمَا يُعْتَم بِحِلاب الْإِبِل) . قَوْله: (إِنَّمَا يُعْتَم بحلاب الْإِبِل) مَعْنَاهُ: لاتسمّوها صَلَاة العَتَمة؛ فَإِن الْأَعْرَاب الَّذين يَحْلبون إبلهم إِذا أعْتِمُوا أَي دخلُوا فِي وَقت العَتَمة، سَمَّوها صَلَاة الْعَتَمَة، وسمَّاها الله فِي كِتَابه صَلَاة العِشاء، فسَمُّوها كَمَا سمّاها الله، لَا كَمَا سمّاها الْأَعْرَاب. وعَتَمة اللَّيْل: ظَلاَم أوّله عِنْد سُقُوط نُور الشَفَق. يُقَال: عَتَم اللَّيْل يَعْتِم. وَقد أعتم الناسُ إِذا دخلُوا فِي وَقت العَتَمة. وَأهل الْبَادِيَة يريحُون نَعَمَهم بُعَيد الْمغرب، ويُنيخونها فِي مُرَاحها سَاعَة يستفيقونها، فَإِذا أفاقت وَذَلِكَ بعد مَر قِطعة من اللَّيْل أَثَارُوهَا وحلبوها. وَتلك السَّاعَة تُسمى عَتَمة. وسمعتهم يَقُولُونَ: استعتِموا نَعَمكم حَتَّى تُفيق ثمَّ احتلِبوها. وَيُقَال: قعد فلَان عندنَا قدرَ عَتَمة الحلائب أَي احْتبسَ قدر احتباسها للإفاقة. وأصل العَتْم فِي كَلَام الْعَرَب المُكث والاحتباس؛ يُقَال: ضرب فلَان فلَانا فَمَا عَتَّم وَلَا عَتَّب وَلَا كَذَّب أَي لم يتمكّث وَلم يتباطأ فِي ضربه إيّاه. وقِرًى

عاتم أَي بطيء. وَقد عَتَم قِراه، وأعتمه صَاحبه أَي أخّره. وَقَالَ الشَّاعِر: فلمّا رَأينَا أَنه عاتِم القِرَى بخيل ذكرنَا لَيْلَة الهَضْب كَرْدما وروى سَلَمة عَن الفرّاء أَنه قَالَ: يُقَال: قد أعتمتَ حاجتَك أَي أخّرتها، وعتمت حاجتُك. ولغة أُخْرَى: أعتمت حَاجَتك أَي أبطأتْ. وَأنْشد قَوْله: معاتِيمُ القِرَى سُرُف إِذا مَا أجَنَّت طَخْيةُ اللَّيْل البهيم وَقَالَ الطِرِمّاح يمدح رَجلاً: مَتى يَعِد يُنْجز وَلَا يكتبل مِنْهُ العطايا طولُ إعتامها وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: العُتُم يكون فعالهم مدحاً، وَيكون ذمّاً جمع عاتِم وعَتُوم، فَإِذا كَانَ مدحاً فَهُوَ الَّذِي يَقْرِي ضِيفانه اللَّيْل وَالنَّهَار، وَإِذا كَانَ ذمّاً فَهُوَ الَّذِي لَا يَحْلُب لبن إبل مُمْسياً حَتَّى ييأس من الضَّيْف. وَقَالَ اللَّيْث بن المظفّر: يُقَال: عَتَم الرجلُ يعتِم إِذا كَفّ عَن الشَّيْء بعد المضيّ فِيهِ، وَأكْثر مَا يُقَال: عَتَّم تعتيماً. وَفِي الحَدِيث أَن سَلْمان غرس كَذَا وَكَذَا وَدِيّاً والنبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يناوله وَهُوَ يَغْرِس، فَمَا عَتَّمت مِنْهَا ودِيَّة أَي مَا أَبْطَأت حَتَّى علِقَت. وَقَالَ اللَّيْث: العَتَمة هُوَ الثُلُث الأول من اللَّيْل بعد غيبوبة الشَفَق؛ يُقَال أعتم الرجل إِذا صَار فِي ذَلِك الْوَقْت. وعتَّموا تعتيماً إِذا سَارُوا فَوَرَدُوا فِي ذَلِك الْوَقْت، وَكَذَلِكَ إِذا صدرُوا فِي تِلْكَ السَّاعَة. وَقَالَ غَيره: نَاقَة عَتُوم، وَهِي الَّتِي لَا تزَال تُعَشَّى حَتَّى تذْهب سَاعَة من اللَّيْل، وَلَا تُحلب إلاَّ بعد ذَلِك الْوَقْت. وَقَالَ الرَّاعِي: أُدِرُّ النَسَا إِذْ لَا تدُرّ عَتُومها وروى ابْن هانىء عَن أبي زيد الأنصاريّ أَنه قَالَ: الْعَرَب تَقول للقمر إِذا كَانَ ابْن ليلته: عَتَمَةُ سُخَيله، حلَّ أَهلهَا برُمَيلهْ، أَي قدر احتباس الْقَمَر إِذا كَانَ ابْن لَيْلَة ثمَّ غروبه قدر عَتَمة سَخْلة يرضع أمّه ثمَّ يَحتبس قَلِيلا ثمَّ يعود لرضاع أمّه، وَذَلِكَ أنَّ تفوُّق السَخْل أمَّه فُواقاً بعد فُواق يقرب وَلَا يطول. وَإِذا كَانَ الْقَمَر ابْن لَيْلَتَيْنِ قيل لَهُ: حَدِيث أَمَتين، بكذب وَمَيْن. وَذَلِكَ أَن جديثهما لَا يطول لشُغلما بمهْنة أهلهما وَإِذا كَانَ ابْن ثَلَاث قيل: حَدِيث فتيات، غير مؤتلفات. وَإِذا كَانَ ابْن أَربع قيل: عَتَمة رُبَع، غير جَائِع وَلَا مرضَع. أَرَادوا أَن قدر احتباس الْقَمَر طالعاً ثمَّ غروبَه قدرُ فوَاق هَذَا الرُبَع أَو فوَاق أُمّه. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: عَتَمة أمّ الرُبَع. وَإِذا كَانَ ابْن خمس قيل: حَدِيث وأُنْس، وَيُقَال: عَشَاء خِلفات قُعْس وَإِذا كَانَ ابْن سِتّ قيل: سِرْ وبِتْ. وَإِذا كَانَ ابْن سبع قيل: دَلْجة الضَبُع. وَإِذا كَانَ ابْن ثَمَان قيل: قمر إضْحِيان. وَإِذا كَانَ ابْن تسع قيل يُلتقط فِيهِ الجَزْع. وَإِذا كَانَ ابْن عشر قيل لَهُ: مخنِّق الْفجْر. والعُتُم من الزَّيْتُون: مَا ينْبت فِي الْجبَال.

وَقَالَ الهذليّ: من فَوْقه شُعَب قُرّ وأسفله جَيْء تنطَّق بالظَيَّان والعَتَم وثمره الزَغْبَج. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: العُتُم: الزَّيْتُون البَرّي لَا يحمل شَيْئا. وَقَالَ ذَلِك اللَّيْث. عَمت: قَالَ اللَّيْث: العَمْت: أَن يَعْمت الصُّوف، فتُلفّ بعضه على بعض مستطيلاً أَو متّخذاً حَلْقة، كَمَا يَفْعَله الغَزَّال الَّذِي يغزِل الصُّوف فيلقيه فِي يَده. وَالِاسْم العَمِيت، وَثَلَاثَة أعمِتة ثمّ عُمُت. وَأنْشد: يظَلّ فِي الشَّاء يرعاها ويحلبُها ويَعْمِت الدهرَ إلاَّ رَيْثَ يَهْتَبِدُ وَيُقَال: عَمَّت العَمِيت يُعَمته تَعميتاً. أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو بن أبي عَمْرو عَن أَبِيه أَنه أنْشدهُ: فظلّ يَعْمِت فِي قَوْط وراجلة يَكْفِتُ الدهرَ إلاّ رَيْثَ يَهْتَبِد قَالَ: يعمت: يغزل، من العَمِيتة وَهِي القِطعة من الصُّوف، وَقَالَ: يَكْفِت: يجمع ويحرص، إلاّ سَاعَة يقْعد يطْبخ الهَبِيد. والراجلة: كَبْش الرَّاعِي يحمل عَلَيْهِ مَتَاعه. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: العَمِيت: الْحَافِظ العالِم الفطِن. وَأنْشد: وَلَا تَبَغَّ الدهرَ مَا كُفِيتا وَلَا تُمَارِ الفَطِن العَمِيتا وَيُقَال: فلَان يَعْمِت أقرانه إِذا كَانَ يقهرهم ويلفُّهم، يُقَال ذَلِك فِي الحَرْب وجَودة الرَّأْي وَالْعلم بِأَمْر العدوّ وإثخانه. وَمن ذَلِك قيل للَفائف الصُّوف عُمُت، وَاحِدهَا عَمِيت: لِأَنَّهَا تُعْمَت أَي تُلَفّ. وَقَالَ الهذليّ يؤبّن رجلا: يلُفّ طوائف الفُرسا ن وهْو بلَفِّهم أَرِبُ متع: ذكر الله عزّ وجلّ الْمَتَاع والتمتّع والاستمتاع والتمتيع فِي مَوَاضِع من كِتَابه، ومعانيها وَإِن اخْتلفت رَاجِعَة إِلَى أصل وَاحِد. وَأَنا مفسّر كل لَفْظَة مِنْهَا على مَا يصحّ لأهل التَّفْسِير وَلأَهل اللُّغَة؛ لِئَلَّا تشتبه على مَن أَرَادَ علمهَا، ولأقرِّبها على من قَرَأَهَا، والموفّق للصَّوَاب ربّنا جلّ وعزّ. فأمّا الْمَتَاع فِي الأَصْل فكلّ شَيْء ينتفَع بِهِ ويُتبلَّغ بِهِ ويتزوَّد؛ والفناء يَأْتِي عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا. وَقَول الله جلّ وعزّ: {فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ} (البَقَرة: 196) وَصُورَة المتمتّع بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَج: أَن يُحرم بِالْعُمْرَةِ فِي أشهر الْحَج، فَإِذا أحرم بِالْعُمْرَةِ بعد إهلاله شوّالا فقد صَار متمتّعاً بِالْعُمْرَةِ إِلَى الحجّ. وسُمّي متمتّعاً بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَج لِأَنَّهُ إِذا قدِم مكّة وَطَاف بِالْبَيْتِ وسعى بَين الصَّفَا والمَرْوة حَلّ من عمرته وَحلق رَأسه وَذبح نُسكه الْوَاجِب عَلَيْهِ لتمتّعه، وحلّ لَهُ كلُّ شَيْء كَانَ حرم عَلَيْهِ فِي إِحْرَامه: من النِّسَاء والطِيب، ثمَّ يُنشىء بعد ذَلِك إحراماً جَدِيدا للحجّ وَقت نهوضه إِلَى مِنًى أَو قبل ذَلِك، من غير أَن يجب عَلَيْهِ الرجوعُ إِلَى الْمِيقَات الَّذِي أنشأ مِنْهُ عُمْرته، فَذَلِك تمتّعه بِالْعُمْرَةِ إِلَى الحجّ أَي انتفاعه وتبلّغه بِمَا انْتفع بِهِ: من حِلاَق وطِيب وتنظُّف وَقَضَاء تَفَث وإلمام بأَهْله

إِن كَانَت مَعَه؛ وكلّ هَذِه الْأَشْيَاء كَانَت محرَّمة عَلَيْهِ، فأبيح لَهُ أَن يُحِلّ وَينْتَفع بإحلال هَذِه الْأَشْيَاء كلهَا، مَعَ مَا سقط عَنهُ من الرُّجُوع إِلَى الْمِيقَات وَالْإِحْرَام مِنْهُ بالحجّ، وَالله أعلم، وَمن هَهُنَا قَالَ الشافعيّ: إِن المتمتّع أخفّ حَالا من الْقَارِن، فافهمه. وأمَّا قَول الله جلّ وعزّ: {وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ} (البَقَرَة: 241) ، وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: {لاَّ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَآءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُواْ لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدْرُهُ مَتَاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ} (البَقَرَة: 236) . قلت: وَهَذَا التمتيع الَّذِي ذكره الله للمطلقات على وَجْهَيْن، أَحدهمَا وَاجِب لَا يَسعهُ تَركه، وَالْآخر غير وَاجِب يستحبّ لَهُ فعله. فَالْوَاجِب للمطلَّقة الَّتِي لم يكن زَوجهَا حِين تزوّجها سَمَّى لَهَا صَداقاً، وَلم يكن دخل بهَا حَتَّى يطلّقها، فَعَلَيهِ أَن يمتّعها بِمَا عزّ وَهَان من مَتَاع ينفعها بِهِ: من ثوب يُلبِسها إيّاه، أَو خادِم يَخدمها أَو دَرَاهِم أَو طَعَام. وَهُوَ غير موقّت؛ لِأَن الله عزّ وجلّ لم يحصره بِوَقْت، وَإِنَّمَا أَمر بتمتيعها فَقَط؛ وَقد قَالَ: {عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدْرُهُ مَتَاعاً بِالْمَعْرُوفِ} . وَأما الْمُتْعَة الَّتِي لَيست بواجبة وَهِي مستحبَّة من جِهَة الْإِحْسَان والمحافظة على الْعَهْد فَأن يتزوّج الرجل امْرَأَة ويسمّي لَهَا صَدَاقا، ثمَّ يطلّقها قبل دُخُوله بهَا وَبعده، فَيُسْتَحَب أَن يمتّعها بمُتْعة سوى نصف الْمهْر الَّذِي وَجب عَلَيْهِ لَهَا إِن لم يكن دخل بهَا، أَو الْمهْر الْوَاجِب كُله إِن كَانَ دخل بهَا، فيمتّعها بمُتْعة ينفعها بهَا، وَهِي غير وَاجِبَة عَلَيْهِ، وَلكنه اسْتِحْبَاب ليدْخل فِي جملَة الْمُحْسِنِينَ أَو المتّقين، وَالله أعلم. وَالْعرب تسمي ذَلِك كلُّه مُتْعة ومَتَاعاً وتَحْميماً وحَمّاً. وأمَّا قَول الله جلّ وعزّ: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لاَِّزْوَاجِهِم مَّتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ} (الْبَقَرَة: 240) فَإِن هَذِه الْآيَة مَنْسُوخَة بقول الله جلّ وعزّ: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} (الْبَقَرَة: 234) فمُقام الْحول مَنْسُوخ باعتداد أربعةِ أشهر وعَشْرِ، والوصيَّة لهنّ مَنْسُوخَة بِمَا بيَّن الله من مِيرَاثهَا فِي آيَة الْمَوَارِيث. وقرىء {وَصِيَّةً لاَِّزْوَاجِهِم} و { (وصيةٌ) بِالرَّفْع وَالنّصب. فَمن نصب فعلى الْمصدر الَّذِي أُرِيد بِهِ الْفِعْل، كَأَنَّهُ قَالَ: ليوصوا لهنَّ وصيّةً. ومَن رفع فعلى إِضْمَار: فَعَلَيهم وصيّةٌ لأزواجهم. وَنصب قَوْله: (مَتَاعا) على الْمصدر أَيْضا، أَرَادَ متّعوهن مَتَاعا. وَالْمَتَاع والمُتْعة اسمان يقومان مقَام الْمصدر الحقيقيّ، وَهُوَ التمتيع، أَي انفعوهنّ بِمَا توصون بِهِ لهنّ من صلَة تَقُوتهنّ إِلَى تَمام الحَوْل. وَأما قَول الله جلَّ وعزَّ فِي سُورَة النِّسَاء بعقب مَا حَرَّم من النِّسَاء فَقَالَ: {وَأُحِلَّ لَكُمْ مَّا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُمْ مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ} (النِّساء: 24) أَي عاقدين النِّكَاح الْحَلَال غير زناة {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَئَاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً} (النِّساء: 24) فَإِن

أَبَا إِسْحَاق الزجّاج ذكر أَن هَذِه آيَة قد غلِط فِيهَا قوم غَلَطاً عَظِيما لجهلهم باللغة، وَذَلِكَ أَنهم ذَهَبُوا إِلَى أَن قَوْله: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَئَاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً} من المُتْعة الَّتِي قد أجمع أهل الْعلم أَنَّهَا حرَام؛ وَإِنَّمَا معنى {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ} : فَمَا نكحتموهُ مِنْهُنَّ على الشريطة الَّتِي جَرَت فِي الْآيَة أَنه الْإِحْصَان، أَن تَبْتَغُوا بأموالكم محصنين أَي عاقدين التَّزْوِيج، أَي فَمَا استمتعتم بِهِ مِنْهُنَّ على عقد التَّزْوِيج الَّذِي جرى ذكره {فَئَاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً} أَي مُهُورهنّ. فَإِن استمتع بِالدُّخُولِ بهَا آتى الْمهْر تَاما، وَإِن استمتع بِعقد النِّكَاح آتى نصف الْمهْر. قَالَ: وَالْمَتَاع فِي اللُّغَة: كل مَا انتُفِع بِهِ، فَهُوَ مَتَاع. قَالَ: وَقَوله: {وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ} (الْبَقَرَة: 236) لَيْسَ بِمَعْنى: زوّدوهن المُتَع؛ إِنَّمَا مَعْنَاهُ: أعطوهن مَا يستمتعن بِهِ. وَكَذَلِكَ قَوْله: {وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ} (البَقَرة: 241) . قَالَ: وَمن زعم أَن قَوْله: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ} (النِّساء: 24) الْمُتْعَة الَّتِي هِيَ الشَّرْط فِي التمتّع الَّذِي يَفْعَله الرافضة فقد أَخطَأ خطأ عَظِيما؛ لِأَن الْآيَة وَاضِحَة بيّنة. قلت: فَإِن احتجّ محتجّ من الروافض بِمَا يرْوى عَن ابْن عبَّاس أَنه كَانَ يَرَاهَا حَلَالا، وَأَنه كَانَ يقْرؤهَا: (فَمَا استمتعتم بِهِ مِنْهُنَّ إِلَى أجل مسمَّى) فالثابت عندنَا أَن ابْن عَبَّاس كَانَ يَرَاهَا حَلَالا؛ ثمَّ لمَّا وقف على نهي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَنْهَا رَجَعَ عَن إحلالها؛ حدَّثناه مُحَمَّد بن إِسْحَاق، قَالَ: حَدثنَا الْحسن ابْن أبي الرّبيع، عَن عبد الرَّزَّاق، عَن ابْن جُرَيج عَن عَطاء، قَالَ: سَمِعت ابْن عَبَّاس يَقُول: مَا كَانَت المُتْعة إلاَّ رَحْمَة رحم الله بهَا أمَّة مُحَمَّد، فلولا نَهْيه عَنْهَا مَا احْتَاجَ إِلَى الزِّنَى أحد إلاّ شَفى، وَالله لكَأَنِّي أسمع قَوْله: (إِلَّا شَفًى) عَطاء الْقَائِل. قَالَ عَطاء: فَهِيَ الَّتِي فِي سُورَة النِّسَاء: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ} إِلَى كَذَا وَكَذَا من الأجَل، على كَذَا وَكَذَا شَيْئا مسمَّى. فَإِن بدا لَهما أَن يتراضيا بعد الْأَجَل فنعَمْ، وَأَن تفَرقا فنعَمْ، وَلَيْسَ بِنِكَاح. قلت: وَهَذَا حَدِيث صَحِيح، وَهُوَ يبيِّن أَن ابْن عَبَّاس صحّ لَهُ نهي النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْمُتْعَة الشرطيَّة، وَأَنه رَجَعَ عَن إحلالها إِلَى تَحْرِيمهَا. وَقَوله: (إلاّ شَفى) أَي إِلَّا أَن يُشْفي أَي يُشرف أَي على الزِّنَى وَلَا يواقِعه، أَقَامَ الِاسْم وَهُوَ الشَفَى مُقام الْمصدر الحقيقيّ، وَهُوَ الإشفاء على الشَّيْء، وحَرْف كلّ شَيْء شفَاه، وَمِنْه قَول الله عزّ وجلّ: {عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ} (التَّوْبَة: 109) : وأشفى على الْهَلَاك إِذا أشرف عَلَيْهِ. وَإِنَّمَا بيَّنت هَذَا الْبَيَان لِئَلَّا يغُرّ بعضُ الرافضة غِرّ من الْمُسلمين فيُحِلّ لَهُ مَا حرّمه الله جلّ وعزّ على لِسَان رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِن النَّهْي عَن المُتعة الشّرطِيَّة صحّ من جِهَات لَو لم يكن فِيهِ غير مَا رُوِي عَن عَليّ بن أبي طَالب وَنَهْيه ابْن عَبَّاس عَنْهَا لَكَانَ كَافِيا. وَالله المسدّد والموفّق، لَا شريك لَهُ وَلَا نَدِيد. وأمّا قَول الله جلَّ وعزَّ: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ

مُّسَمًّى} (هُود: 3) فَمَعْنَاه: أَي يبقيكم بَقَاء فِي عَافِيَة إِلَى وَقت وفاتكم، وَلَا يستأصلكم بِالْعَذَابِ، كَمَا استأصل أهل القُرَى الَّذين كفرُوا. ومَتَّع الله فلَانا وأمتعه إِذا أبقاه وأنسأه إِلَى أَن يَنْتَهِي شَبَابه. وَمِنْه قَول لَبِيد يصف نخلا نابتاً على المَاء حَتَّى طَال طِواله فِي السَّمَاء، فَقَالَ: سُحُق يمتّعها الصَفَا وسَريُّه عُمّ نواعم بَينهُنَّ كُرُوم والصَفا والسرِيّ: نهران يتخلَّجان من نهر محلِّم الَّذِي بِالْبَحْرَيْنِ يَسْقِي قرى هَجَر كلهَا. وَقَول الله عزَّ وجلَّ: {لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ} (النُّور: 29) جَاءَ فِي التَّفْسِير أَنه عَنى ببيوت غير مسكونة الْخَانَات والفنادق الَّتِي ينزلها السابلةُ وَلَا يُقِيمُونَ فِيهَا إِلَّا مُقامك ظاعن. وَقيل: عَنى بهَا الخرابات الَّتِي يدخلهَا أَبنَاء السَّبِيل للانتفاض من بَوْل أَو خَلاَء. وَمعنى قَوْله: {فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ} (النُّور: 29) أَي مَنْفَعَة لكم تقضون فِيهَا حَوَائِجكُمْ مستترين عَن أبصار النَّاس، فَذَلِك الْمَتَاع. وَالله أعلم بِمَا أَرَادَ. وَقَالَ ابْن المظفر: الْمَتَاع من أَمْتعَة الْبَيْت: مَا يَستمتِع بِهِ الْإِنْسَان فِي حَوَائِجه، وَكَذَلِكَ كلّ شَيْء. قَالَ: وَالدُّنْيَا مَتَاع الْغرُور يَقُول: إِنَّمَا الْعَيْش مَتَاع أَيَّام ثمَّ يَزُول، أَي بَقَاء أَيَّام. وَيُقَال: أمتع الله فلَانا بفلان إمتاعاً أَي أبقاه الله ليستمتع بِهِ فِيمَا يحبّ من الِانْتِفَاع بِهِ وَالسُّرُور بمكانه. وَيَقُول الرجل لصَاحبه: ابغني مُتْعة أعيش بهَا أَي ابغ لي شَيْئا آكله، أَو زاداً أتزوّده، أَو قوتاً أقتاته. وَمِنْه قَول الْأَعْشَى يصف صائداً: من آل نَبهان يَبْغِي صَحبه مُتَعا أَي يَبْغِي لأَصْحَابه صيدا يعيشون بِهِ. والمُتَع جمع مُتْعَة. قَالَ اللَّيْث: وَمِنْهُم من يَقُول: مِتْعة، وَجَمعهَا مِتَع. ورَوَى عَمْرو عَن أَبِيه أَنه قَالَ: المُتْعة، الزَّاد الْقَلِيل، وَجَمعهَا مُتَع. قلت: وَكَذَلِكَ قَول الله عزَّ وجلَّ: {الرَّشَادِ ياقَوْمِ إِنَّمَا هَاذِهِ الْحَيَواةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الاَْخِرَةَ} (غَافِر: 39) أَي بُلْغة يُتبلَّغ بِهِ لابقاء لَهُ. وَيُقَال: لَا يُمتعِني هَذَا الثَّوْب أَي لَا يَبْقَى لي، وَمِنْه أمتع الله بك. وَيُقَال: مَتَع النَّهَار متُوعاً إِذا ارْتَفع حَتَّى بلغ غَايَة ارتفاعه قبل أَن يَزُول. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: وأدركْنا بهَا حَكَم بن عَمْرو وَقد متع النهارُ بِنَا فزالا وَيُقَال للحبل الطَّوِيل ماتع. ونبيذ ماتع إِذا اشتدَّت حمرته. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الماتع من كل شَيْء: الْبَالِغ فِي الْجَوْدَة الْغَايَة فِي بَابه؛ وَأنْشد: خُذْهُ فقد أُعطيتَه جيّداً قد أُحكمت صيغتُه ماتِعا أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر مَتَعت بالشَّيْء: ذهبت بِهِ. قَالَ: وَمِنْه قيل: لَئِن اشتريتَ هَذَا الْغُلَام لتَمْتَعَنَّ مِنْهُ بِغُلَام صَالح أَي لتذهبنَّ. وَقَالَ أَبُو زيد: أمتعت بأهلي وَمَالِي أَي تمتعت بِهِ. قَالَ: وَمِنْه قَول الرَّاعِي: خليطين من شَعبين شتَّى تجاورا زَمَانا وَكَانَا بالتفرق أمتعا وَقَالَ الْكسَائي: طالما أُمْتِع بالعافية، فِي

أبواب العين والظاء

معنى: مُتِّع وتمتَّع. الحَرّانيّ عَن ابْن السّكيت: قَالَ أَبُو عَمْرو: أمتعت عَن فلَان أَي اسْتَغْنَيْت عَنهُ. وَقَالَ الأصمعيّ فِي قَول الرَّاعِي: . . وَكَانَا بالتفرق أمتعا قَالَ: لَيْسَ من أحد يُفَارق صَاحبه إِلَّا أمتعه بِشَيْء يَذكره بِهِ. وَكَانَ مَا أمتع بِهِ كلّ وَاحِد من هذَيْن صَاحبه أَن فَارقه. وَقَول الله جلّ وعزّ: {فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ} (التّوبَة: 69) قَالَ الفَرّاء: اسْتَمْتعُوا يَقُول: رَضُوا بنصيبهم فِي الدُّنْيَا من أنصابهم فِي الْآخِرَة، وفعلتم أَنْتُم كَمَا فعلوا. ونحوَ ذَلِك قَالَ الزّجاج. وَقَالَ غَيرهمَا: مَعْنَاهُ: اسْتَمْتعُوا بنصيبهم من الْآخِرَة فِي الدُّنْيَا. وَأنْشد المازنيّ هَذَا الْبَيْت: ومنّا غداةَ الروعْ فِتْيان نَجْدةٍ إِذا امتَعَت بعد الأكفّ الأشاجع قَالَ: زعم عُمَارة بن جرير أَنهم يَقُولُونَ: نَبيذ ماتع إِذا كَانَ أَحْمَر، وَقَوله: إِذا امتَعَت أَي إِذا احْمَرَّتْ الأكفّ والأشاجع من الدَّم. (أَبْوَاب الْعين والظاء) ع ظ ذ ع ظ ث مهملان. (بَاب الْعين والظاء مَعَ الرَّاء) ع ظ ر اسْتعْمل مِنْهُ: عظر، رعظ. عظر: أَبُو عبيد عَن أبي الجرّاح قَالَ: إِذا كَظَّ الرجلَ شُرْبُ المَاء وثقُل فِي جَوفه فَذَلِك الإعظار، وَقد أعظرني الشرابُ. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: العِظَار: الامتلاء من الشَّرَاب. وَقَالَ شمر: العَظَارِيّ: ذُكُور الْجَرَاد. وَأنْشد: غَدا كالعَمَلَّس فِي حُذْله رُؤُوس العَظَاري كالعُنْجُد والعملَّس: الذِّئْب، وحُذْله: حُجْزة إزَاره، والعُنْجُد: الزَّبِيب. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: العُظرُ جمع عَظُور، وَهُوَ الممتلىء من أيّ الشَّرَاب كَانَ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العِظْير: الْقصير من الرِّجَال. وَقَالَ الأصمعيّ: العِظْير: القويّ الغليظ، وَأنْشد: تُطَلِّح العظير ذَا اللَوْتِ الضَبِث وَقَالَ ابْن دُرَيْد: العِظْير: الكَزَ الغليظ. رعظ: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الرُعْظ: مَدْخَل النَصْل فِي السهْم، وَجمعه أرعاظ. وَمن أَمْثَال الْعَرَب: إِن فلَانا ليكسِر عَلَيْك أرعاظ النَبْل، يضْرب للرجل الَّذِي يشتدّ غَضَبه. وَقد فسّر على وَجْهَيْن. أَحدهمَا أَنه أَخذ سَهْما وَهُوَ غَضْبَان شَدِيد الْغَضَب فَكَانَ يَنْكُت بنصله الأَرْض وَهُوَ واجم نَكْتاً شَدِيدا حَتَّى انْكَسَرَ رُعْظ السهْم. وَالْقَوْل الثَّانِي أَنه مثل قَوْلهم: إِنَّه ليَحْرِق عَلَيْك الأُرَّم أَي الْأَسْنَان، أَرَادوا أَنه كانَ يَصْرِف بأنيابه من شدَّة غَضَبه حَتَّى عَنِتَت أسناخُها من شدَّة الصَرِيف، شبّه مدَاخِل الأنياب ومنابتها مدَاخِل النِصال من النبال. وَقَالَ أَبُو خَيرة: سهم مرعوظ، وَصفه بالضعف وَقَالَ اللَّيْث: الرُعْظ: الَّذِي يُدخل فِيهِ سِنْخ النصل. وَأنْشد:

باب العين والظاء مع اللام

يَرْمي إِذا مَا سَدَّد الأرعاظا على قسيّ حُرْبظت حِرباظا وَسَهْم مرعوظ إِذا انْكَسَرَ رُعْظُه فشُدّ بالعَقَب فَوْقه، وَذَلِكَ العَقَب يسمَّى الرِصَاف. (بَاب الْعين والظاء مَعَ اللَّام) ع ظ ل اسْتعْمل من وجوههن: عظل، ظلع، لعظ. عظل: رُوِيَ عَن عمر بن الخطّاب أَنه قَالَ لقوم من الْعَرَب: أشعر شعرائكم مَن لم يعاظل الْكَلَام وَلم يتّبع حُوشِيّه. قَوْله: لم يعاظل الْكَلَام أَي لم يَحمل بعضه على بعض، وَلم يتكلّم بالرَجِيع من القَوْل وَلم يكرّر اللَّفْظ وَالْمعْنَى. وحُوشيِّ الْكَلَام: وَحْشِيّه وغريبه. وَمن أيّام الْعَرَب الْمَعْرُوفَة يَوْم العَظَالَى وَهُوَ يَوْم مَعْرُوف. وَيُقَال أَيْضا: يَوْم العَظَالَى، سمي الْيَوْم بِهِ لركوب النَّاس فِيهِ بعضهِم بَعْضًا. وَقَالَ الأصمعيّ: ركب فِيهِ الثَّلَاثَة والاثنان الدابَّة الْوَاحِدَة. وتعظّل الْقَوْم على فلَان إِذا تركَّبوا عَلَيْهِ يضربونه. وَقَالَ اللَّيْث: عَظَل الْجَرَاد وَالْكلاب كل مَا يلازم فِي السِفاد، وَالِاسْم العِظَال؛ وَأنْشد: كلاب تَعَاظَلُ سودُ الفِقَا حِ لم تحم شَيْئا وَلم تصطد قَالَ: وجَرَاد عَظْلَى: متعاظلات؛ وَأنْشد: يَا أمَ عَمْرو أَبْشِرِي بالبُشْرَى موتٌ ذَرِيعٌ وجَرَاد عَظْلَى قلت: أَرَادَ أَن يَقُول: يَا أم عَامر فَلم يستقم الْبَيْت فَقَالَ: يَا أمّ عَمْرو. وَأم عَامر: كُنْية الضبَعُ، وَالْعرب تضرب بهَا المَثَل فِي الحُمْق. وَيَجِيء الرِّجَال إِلَى وِجارها فيسُدّ فَمه بعد مَا يدْخلهُ لِئَلَّا ترى الضَّوْء، فتَحمل الضبْع عَلَيْهِ، فَيَقُول لَهَا: خامري أم عَامر، أَبْشِرِي بِرِجَال قَتْلَى، وجَرَاد عَظْلَى، فتذِلّ لَهُ، حَتَّى يَكْعَمها، ثمَّ يجرّها ويستخرجها. وتعاظلت الجرادُ إِذا تسافدت. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: سَفَد السَبُع وعاظل. قَالَ: والسِباع كلّها تُعاظل. وَالْجَرَاد والعظاء تعاظل وَيُقَال: تعاظلت السبَاع وتشابكت. قَالَ: والعُظُل: هُوَ المجبوسون، مَأْخُوذ من المعاظلة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يُقَال: رَأَيْت الْجَرَاد رُدَافَى ورُكَابَى وعُظَالَى إِذا اعتظلت. وَذَلِكَ أَن ترى أَرْبَعَة وَخَمْسَة قد ارتدفت. ظلع: أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو قَالَ: الظالع: المتَّهَم. قَالَ: وَمِنْه قَوْله: ظَالِم الرب ظلع قلت: هَذَا بالظاء لَا غير. وَأما الضالع بالضاد فَهُوَ المائل، وَقد ضَلَع يَضْلَع. وَيُقَال: ضَلْعك مَعَ فلَان أَي مَيْلك مَعَه. وَأَخْبرنِي أَبُو الْفضل المنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: يُقَال: ارْقَ على ظَلْعك، فَيَقُول: رقِيت رُقِيّاً. وَيُقَال: ارقأ على ظَلْعك بِالْهَمْزَةِ فَيَقُول: رقأت، وَمَعْنَاهُ: أَصلِحْ أَمرك أوّلاً. وَيُقَال: قِ على ظَلْعك، فَيُجِيبهُ: وَقَيت، أقِي، وقيّاً. وروى ابْن هانىء عَن

باب العين والظاء مع النون

أبي زيد: تَقول الْعَرَب: اقْأ على ظَلْعك، أَي كُفّ فَإِنِّي عَالم بمساويك. وَفِي (النَّوَادِر) : فلَان يرقأ على ظَلْعه أَي يسكت على دائه وعيبه. وَقَالَ ابْن المظفر: الظَلْع كالغَمْز، وَقد ظَلَع فِي مَشْيه، يظْلَع، ظَلْعاً وَقَالَ كثير: وكنتُ كذات الظَلْع لمّا تحاملت على ظَلْعها يَوْم العِثَار استقلَّت وَيُقَال: هَذِه دابَّة ظالع وبِرْذون ظالع، بِغَيْر هَاء فيهمَا. ورَوَى أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ فِي بَاب تَأْخِير الْحَاجة ثمَّ قَضَائهَا فِي آخر وَقتهَا: من أمثالهم فِي هَذَا: إِذا نَام ظالع الْكلاب، قَالَ: وَذَلِكَ أَن الظالع مِنْهَا لَا يقدر أَن يعاظِل مَعَ صِحاحها لضَعْفه، فَهُوَ يؤخّر ذَلِك وينتظر فرَاغ آخرهَا فَلَا ينَام، حَتَّى إِذا لم يبْق مِنْهَا شَيْء سَفَد حينئذٍ ثمَّ ينَام. وَنَحْو ذَلِك قَالَ ابْن شُمَيْل فِي كتاب (الْحُرُوف) . وَقَالَ ثَابت بن أبي ثَابت فِي كتاب (الفروق) : من أَمْثَال الْعَرَب: إِذا نَام ظالع الْكلاب، وَلَا أفعل ذَلِك حَتَّى ينَام ظالع الْكلاب. قَالَ: والظالع من الْكلاب: الصَّارِف. يُقَال صَرَفَت الكلبة وظلعت وأجعلت واستطارت إِذا اشتهت الْفَحْل. قَالَ: والظالع من الْكلاب لَا تنام، فَتضْرب مَثَلاً للمهتم بأَمْره الَّذِي لَا ينَام عَنهُ وَلَا يهمله. وَأنْشد خَالِد بن يزِيد قَول الحطيئة يُخَاطب خيال امْرَأَة طَرَقَه: تسدّيتِنا من بعد مَا نَام ظالع ال كلاب وأخبى نارَه كلُّ موقِد قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: قَالَ بَعضهم: ظالع الْكلاب: الكلبة الصَّارِف، يُقَال: ظَلَعت الكلبة وصَرَفت، لِأَن الذُّكُور يتبعْنها وَلَا يدعْنها تنام، حَكَاهُ عَن ابْن الأعرابيّ. قَالَ: وَقَالَ غَيره: ظالع الْكلاب: الَّذِي ينتظرها أَن تسفِد ثمَّ يسفد بعْدهَا. قَالَ الْأَزْهَرِي: وَالْقَوْل مَا قَالَه الأصمعيّ فِي ظالع الْكلاب، وَهُوَ الَّذِي أَصَابَهُ ظَلْع أَي غَمْز فِي قوائمه فضعف عَن السِفَاد مَعَ الْكلاب. قَالَ: وَقَوله: ارقَأ على ظلعك أَي تصعّد فِي الْجَبَل وَأَنت تعلم أَنَّك ظالع، لَا تجهدْ نَفسك. لعظ: قَالَ ابْن المظفر: يُقَال: هَذِه جَارِيَة ملعّظة إِذا كَانَت سَمِينَة طَوِيلَة. قلت: وَلم أسمع هَذَا الْحَرْف مُسْتَعْملا فِي كَلَام الْعَرَب لغيره، وَأَرْجُو أَن يكون ضَبطه. (بَاب الْعين والظاء مَعَ النُّون) ع ظ ن) عظن، عنظ، ظعن، نعظ: مستعملة. عظن: أهمله اللَّيْث: وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: أعظن الرجل إِذا غَلُظ جِسمه. قَالَ وأنعظ إِذا اشْتهى الْجِمَاع. وَلَا أحفظ أعظن لغير ابْن الأعرابيّ. وَهُوَ ثِقَة مَأْمُون. عنظ: قَالَ ابْن المظفّر: العُنْظُوان: نَبْت. قَالَ: ونونه زَائِدَة، إِذا استكثر مِنْهُ الْبَعِير وَجِع بَطْنُه. قَالَ: وأصل الْكَلِمَة عين وظاء وواو. قَالَ: والعُنْظُوانة: الجرادة الْأُنْثَى. والعُنْظُب: الذّكر. وروى أَبُو عُبَيد عَن الفرّاء أَنه قَالَ: العُنْظُوان: الْفَاحِش من الرِّجَال، وَالْمَرْأَة عُنْظُوانة.

باب العين والظاء مع الفاء

قلت: وَيُقَال للرجل البَذِيء والفاحش: إِنَّه لعِنْظِيان، وَالْمَرْأَة: عِنْظِيانة. وَمثله رجل خِنْظِيان وَامْرَأَة خِنْظِيانة، وَهُوَ يُعَنْظِي ويُخَنْذِي ويُخَنظى. وَقَالَ الراجز يصف امْرَأَة: باتت تعنظي بِكَ سَمْع الْحَاضِر أَي تُسمِّع بكِ وتفضحك بشنيع الْكَلَام بمَسْمع من الْحَاضِر. والعُنْظُوان: ضرب من الحَمْض مَعْرُوف يشبه الرِمْث غير أَن الرمث أسبط مِنْهُ وَرقا وأمرأ، وأنجع للنَعَم. وعُنْظُوان: مَاء لبني تَمِيم مَعْرُوف. ظعن: الحرّانيّ عَن ابْن السّكيت: يُقَال: هَذَا جمل تَظَّعِنه المرأةُ أَي تركبه فِي سفرها وَفِي يَوْم ظَعْنها. وَقَالَ الله عزَّ وجلَّ: {يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ} (النّحل: 80) وقرىء: (ظَعَنِكم) . والظَعْنُ: سير الْبَادِيَة لنُجْعة أَو حُضُور مَاء أَو طلب مَرْتَع أَو تحوّل من مَاء إِلَى مَاء أَو من بلد إِلَى بلد. وَقد ظَعَنوا يَظْعَنون. وَقد يُقَال لكل شاخص لسفر فِي حجّ أَو غَزْو أَو مسير من مَدِينَة إِلَى أُخْرَى: ظاعِن، وَهُوَ ضدّ الْخَافِض، يُقَال: أظاعن أَنْت أم مُقيم؟ وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الظعنة: السَفْرة القصيرة. أَبُو عُبيد عَن الكسائيّ: الظَعُون: الْبَعِير الَّذِي يُعتمل فيُحمل عَلَيْهِ. قَالَ: والظِعَان: الْحَبل الَّذِي يشدّ بِهِ الحِمْل. أَبُو عبيد عَن أبي زيد قَالَ: الظعائن: هِيَ الهوادج، كَانَ فِيهَا نسَاء أَو لم يكن، الْوَاحِدَة ظَعِينة، قَالَ: وَإِنَّمَا سمّيت النِّسَاء ظعائن لأنهنّ يكنّ فِي الهوادج. وَقَالَ ابْن السّكيت: قَالَ أَبُو عَمْرو يُقَال للبعير الَّذِي تركبه الظعينةُ الظَعُون. قَالَ: والظِعَان: النِسْعة الَّتِي يُشدّ بهَا الهوادج. قَالَ: والظعائن: النِّسَاء فِي الهوادج. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: ظعينته وزوجه وقعيدته وعِرْسه. وَقَالَ اللَّيْث: الظعينة: الْمَرْأَة لِأَنَّهَا تَظْعن إِذا ظعن زَوجهَا وتقيم بإقامته. قَالَ: وَيُقَال هُوَ الْجمل الَّذِي يُركب، وَتسَمى الْمَرْأَة ظَعِينَة لِأَنَّهَا تركبه. قَالَ: وَأكْثر مَا يُقَال الظعينة للْمَرْأَة الراكبة. وَأنْشد قَوْله: تبصر خليلي هَل ترى من ظعائن لمية أَمْثَال النخيل المخارف قَالَ: شبَّه الْجمال عَلَيْهَا هوادج النِّسَاء بالنخيل. قَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: هَذَا جَمَل تظَّعِنه الْمَرْأَة أَي تركبه يَوْم ظعنها مَعَ حَيّها. نعظ: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: نعَظ ذَكَر الرجل يَنْعَظ نَعْظاً ونُعُوظاً؛ وأنعظ الرجل إنعاظاً، وأنعظت الْمَرْأَة إنعاظاً إِذا اهتاجت. قَالَ: وإنعاظ الرجل: انتشار ذَكرِه. وَأنْشد أَبُو عُبَيْدَة: إِذا عَرِق المهقوع بِالْمَرْءِ أنعظت حليلتُه وازداد رَشْحاً عجانُها وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أنعظ الرجل إِذا اشْتهى الْجِمَاع، وأنعظت الْمَرْأَة إِذا اشتهت أَن تُجامَع وَقَالَ أَبُو عُبيدة: إِذا فتحت الْفرس ظَبْيَتها وقبضَتْها واشتهت أَن يضْربهَا الحِصان قيل: انتعظت انتعاظاً. (بَاب الْعين والظاء مَعَ الْفَاء)

باب العين والظاء مع الباء

ع ظ ف اسْتعْمل من وجوهه: فظع. فظع: قَالَ ابْن المظفر: فَظُع الأَمرُ يفظُع فَظَاعة فَهُوَ فَظِيع. وَقد أفظعني هَذَا الأمرُ وفَظِعت بِهِ. واستفظعته إِذا رأيتَه فظيعاً، وأفظعته كَذَلِك. قَالَ: وأَفْظع الأمرُ فَهُوَ مُفْظِع. وَقَالَ أَبُو زيد: فظِعت بِالْأَمر أفظَع بِهِ فَظَاعة إِذا هَالَك وغلبك فَلم تثِق بِأَن تُطِيعهُ. وَقَالَ أَبُو وَجْزة: ترى العِلاَفيّ مِنْهَا موفِداً فظِعاً إِذا احزألَّ بِهِ من ظهرهَا فِقَر قَالَ: فظِعاً أَي ملآن، وَقد فَظِع يَفْظَع فَظَعاً إِذا امْتَلَأَ. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: المَاء الفَظِيع: هُوَ المَاء الصافي الزُلاَل، وضده المُضَاض وَهُوَ الشَّديد الملوحة. (بَاب الْعين والظاء مَعَ الْبَاء) ع ظ ب اسْتعْمل من وجوهه: عظب. عظب: قَالَ اللَّيْث: عَظَب الطائرُ، وَهُوَ يَعْظِب عَظْباً، وَهُوَ سرعَة تَحْرِيك الزِمِكيّ. وَرَوَاهُ أَبُو تُرَاب للأصمعي: حَظَب على الْعَمَل وعَظَب إِذا مَرَن عَلَيْهِ. وَقَالَ: وَقَالَ أَبُو نصر: عَظَبت يدُه إِذا غلظت على الْعَمَل. قَالَ: وعَظَب جِلدُه إِذا يبِس. وَقَالَ عُثْمَان الْجَعْفَرِي: إِن فلَانا لحسن العُظُوب على الْمُصِيبَة إِذا نزلت بِهِ يَعْنِي أَنه حسن التبصّر جميل العَزَاء. وَقَالَ مبتكر الْأَعرَابِي: عَظَب فلَان على مالِه وَهُوَ عاظب إِذا كَانَ قَائِما عَلَيْهِ؛ وَقد حَسُن عُظُوبه عَلَيْهِ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: العَظُوب: السمين. يُقَال: عَظِب يَعْظَب عَظْباً إِذا سمِن. وَفِي (النَّوَادِر) : كنت الْعَام عَظِباً وعاظباً وعذياً وشظفاً وصاملاً وشذياً وشذباً، وَهُوَ كُله نُزُوله الفلاةَ ومواضعَ اليبس. (بَاب الْعين والظاء مَعَ الْمِيم) ع ظ م اسْتعْمل من وجوهه: عظم، مظع. عظم: قَالَ الله عزَّ وجلَّ: {فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً} (الْمُؤْمِنُونَ: 14) وَيقْرَأ: (فكسونا الْعظم لَحْمًا) والتوحيد وَالْجمع هَهُنَا جائزان؛ لِأَنَّهُ يعلم أَن الْإِنْسَان ذُو عِظَام، فَإِذا وحّد فَلِأَنَّهُ يدلّ على الْجمع، وَلِأَن مَعَه اللَّحْم لَفظه لفظ الْوَاحِد. وَقد يجوز من التَّوْحِيد إِذا كَانَ فِي الْكَلَام دَلِيل على الْجمع مَا هُوَ أشدَّ من هَذَا قَالَ الراجز: فِي حَلْقكم عَظْم وَقد شَجِينا يُرِيد: فِي حلوقكم عِظَام. وَقَالَ عزَّ وجلَّ: {وَنَسِىَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحىِ الْعِظَامَ} (يس: 78) قَالَ: (الْعِظَام) وَهِي جمع ثمَّ قَالَ: (رَمِيم) فَوحد. وَفِيه قَولَانِ؛ أَحدهمَا: أَن الْعِظَام وَإِن كَانَت جمعا فبناؤها بِنَاء الْوَاحِد لِأَنَّهَا على بِنَاء جِدار وَكتاب وجِراب وَمَا أشبههَا، فَوحد النَّعْت للفظ؛ وَقَالَ الشَّاعِر: يَا عَمْرو جِيرَانكُمْ باكرُ فالقلب لَا لاه وَلَا صابرُ

وَالْجِيرَان جمع جَار، والباكر نعت للْوَاحِد وَجَاز ذَلِك لِأَن الجِيران لم يُبن بناءُ الْجمع، وَهُوَ على بِنَاء عِرفان وسِرْحان وَمَا أشبهه. وَالْقَوْل الثَّانِي أَن الرميم فعيل بِمَعْنى مرموم، وَذَلِكَ أَن الْإِبِل تَرُمّ الْعِظَام أَي تَقْضُمها وتأكلها، فَهِيَ رِمَّة ومرمومة ورَميم. وَيجوز أَن يكون رَمِيم من رمَّ العظمُ إِذا بَلِيَ يرِمَّ فَهُوَ رامّ ورميم أَي بَال. وَمن صِفَات الله عزّ وجلّ العليّ الْعَظِيم، ويسبّح العَبْد رَبَّه فَيَقُول: سُبْحَانَ ربّي الْعَظِيم. وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أمّا الرُّكُوع فَعَظمُوا فِيهِ الربّ) أَي اجعلوه فِي أَنفسكُم ذَا عَظمَة وعَظَمة الله لَا تكيف وَلَا تُحَدّ وَلَا تمثَّل بِشَيْء. وَيجب على الْعباد أَن يعلمُوا أَنه عَظِيم كَمَا وصف نفسَه وَفَوق ذَلِك بِلَا كيفيَّة وَلَا تَحْدِيد. وعَظَمة الذِّرَاع: مَستغلَظها. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: عَظَمة اللِّسَان: مستغلَظه فَوق العَكَدة، قَالَ: وعَكَدته: أَصله. وَإِن لفُلَان عَظَمة عِنْد النَّاس أَي حُرْمة يعَّظم لَهَا. وَله معاظم مثله. وَقَالَ مرقّش: وَالْخَال لَهُ معاظم وحُرَمْ وَإنَّهُ لعَظيم المَعَاظِم أَي عَظِيم الحُرْمة. وَيُقَال: عظُم يعظُم عِظَماً فَهُوَ عَظِيم. وَأما عَظْم اللَّحْم فبتسكين الظَّاء، يجمع عِظاماً وعِظَامة. وَقَالَ الراجز: وَيْلٌ لبُعْران أبي نعامَهْ مِنْك وَمن شَفْرتك الهُذَامَهْ إِذا ابتركت فحفرت قامَهْ ثمَّ نثرت الفَرْث والعِظَامَهْ وَمثله الفِحالة والذِكارة وَالْحِجَارَة والنِقَادة جمع النَقَد والجِمَالة جمع الجَمَل؛ قَالَ الله: {كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ} (المُرسَلات: 33) هِيَ جمع جمالة وجمال. وَقَالَ اللَّيْث: العَظَمة: التعظّم والنّخْوة والزَهْو. قلت: أمَّا عَظمَة الله فَلَا تُوصَف بِمَا وصفهَا بِهِ اللَّيْث. وَإِذا وُصف العَبْد بالعَظَمة فَهُوَ ذَمّ؛ لِأَن العظمة فِي الْحَقِيقَة لله عزَّ وجلَّ، وأمَّا عَظمَة العَبْد فَهُوَ كِبْره المذموم وتجبُّره. وعُظْم الشَّيْء ومُعظمه: جُلّه وأكبره. قَالَ ابْن السّكيت: الْعَرَب تَقول: عَظُم الْبَطن بطنُك، وعَظْم الْبَطن بَطْنك بتَخْفِيف الظَّاء، وعُظْم الْبَطن بَطْنك، يسكّنون الظَّاء وينقلون ضمّتها إِلَى الْعين، وَإِنَّمَا يكون النَّقْل فِيمَا كَانَ مدحاً أَو ذمّاً. وَقَالَ اللَّيْث: استعظمت الْأَمر إِذا أنكرته يُقَال والعَظِمية: المُلِمَّة إِذا أعضلت. قَالَ: وَيُقَال: لَا يتعاظمني مَا أتيت إِلَيْك من عَظِيم العظِيمة. وَسمعت خَبرا فأعظمته. قَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: أَصَابَنَا مَطَر لَا يتعاظمه شَيْء أَي لَا يعظم عِنْده شَيْء. وَقَالَ اللحيانيّ: يُقَال: أعظمني مَا قلتَ لي أَي هالني وعَظُم عليّ. وَيُقَال: مايُعْظِمني أَن أفعل ذَاك أَي مَا يَهُولني، ورماه بمُعْظِم أَي بعَظيم، وَقد أعظم الأمرُ فَهُوَ مُعْظِم وَالْعَظَمَة: مَا يَلِي الْمرْفق من مستغلظ الذِّرَاع وَفِيه العضلة. والعَضَلة، وَالنّصف الآخر الَّذِي يَلِي الكفّ يُقَال لَهُ الأسَلة وَدخل فِي عُظْم النَّاس وعَظْمهم

أبواب العين والذال

أَي فِي مُعْظَمهم. قلت: وَيُقَال: تعاظمني الْأَمر وتعاظمته إِذا استعظمته. وَهَذَا كَمَا يُقَال: تهيَّبني الشَّيْء وتهيَّبته. أَبُو عبيد عَن الفرّاء قَالَ العُظْمة، شَيْء تعظَّم بِهِ الْمَرْأَة رِدْفها من مِرْفقة وَغَيرهَا. وَهَذَا فِي كَلَام بني أسَد، وَغَيرهم يَقُول: العِظَامة بِكَسْر الْعين. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: عَظْم الرجْل: خَشَبة بِلَا أَنساع وَلَا أَدَاة. وَذُو عظم: عِرْض من أَعْرَاض خَيْبَر، فِيهِ عُيُون جَارِيَة ونخيل عامرة وعَظَمات الْقَوْم. سادتهم وذوو شرفهم. وَوصف الله عَذَاب النَّار فَقَالَ: {عَذَابٌ عَظِيمٌ} (البَقَرَة: 114) وَكَذَلِكَ الْعَذَاب فِي الدُّنْيَا، وَوصف كيد النِّسَاء، فَقَالَ: {إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} (يُوسُف: 28) . وَهَذَا على الاستفظاع لَهُ. وَالله أعلم. مظع: اللَّيْث: المُظْعة: بقيَّة من الْكلأ. قَالَ: وَالرِّيح تُمظّع الْخَشَبَة حَتَّى تستخرج نُدُوَّته. وَقَالَ غَيره: مَظَعْت الْخَشَبَة إِذا قطعتها رَطْبة ثمَّ وَضَعتهَا بلِحَائها فِي الشَّمْس حَتَّى تتشرب ماءها، ويُترك لِحَاؤها عَلَيْهَا لِئَلَّا يتصدَّع ويتشقَق. وَقَالَ أَوْس بن حَجَر يصف رجلا قطع شَجَرَة يتَّخِذ مِنْهَا قوساً: فمظَّعها حَوْلَيْنِ ماءَ لحائها تُعالَى على ظهر العَرِيش وتُنزَلُ أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه: يُقَال للرجل إِذا روَّى دسَمَ الثَّرِيد: قد روّغه ومرَّغه ومظّعه ومَرْطله وسَغْبله. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: مظَّع فلَان وَتَره تمظيعاً إِذا ملَّسه ويَبّسه. وَكَذَلِكَ الْخَشَبَة. وَلَقَد تمظَّع فلَان مَا عنْدك أَي تلحَّسه كُله. الْأَصْمَعِي: فلَان يتمظَّع الظِلّ أَي يتتبَّعه من مَوضِع إِلَى مَوضِع. (أَبْوَاب الْعين والذال) ع ذ ث مهمل. (بَاب الْعين والذال مَعَ الرَّاء) ع ذ ر) عذر، ذرع، ذعر: مستعملة. عذر: قَالَ الله عزَّ وجلَّ: {قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ} (الْأَعْرَاف: 164) نزلت فِي قوم من بني إِسْرَائِيل وَعظوا الَّذين اعتدَوا فِي السبت من الْيَهُود، فَقَالَت طَائِفَة مِنْهُم: {لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ} (الْأَعْرَاف: 164) ، فَقَالُوا يَعْنِي الواعظين: {مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ} . الْمَعْنى: قَالُوا: موعظتنا إيَّاهم معذِرة إِلَى ربكُم. فَالْمَعْنى: أَنهم قَالُوا: الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَاجِب علينا، فعلينا موعظة هَؤُلَاءِ ولعلّهم يتّقون. وَيجوز النصب فِي {مَعْذِرَةً} فَيكون الْمَعْنى: نعتذر معذرة بوعظنا إيّاهم إِلَى ربّنا. والمَعْذِرة: اسْم على مفعِلة من عَذَر، يعذِر، وأقيم مُقَام الِاعْتِذَار؛ كَأَنَّهُمْ قَالُوا: موعظتنا اعتذار إِلَى ربّنا، فأقيم الِاسْم مُقام الِاعْتِذَار. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَجَآءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الاَْعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ} (التّوبَة: 90) رَوَى الضحّاك عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَرَأَ: (وَجَاء المُعْذِرون من الْأَعْرَاب) . وَقَالَ: لعن الله

المعذِّرين قلت: يذهب ابْن عبّاس إِلَى أَن المُعْذِرين هم الَّذين لَهُم عُذْر والمعذّرون بِالتَّشْدِيدِ الَّذين يَعْتَذِرُونَ بِلَا عذر، وَكَأَنَّهُم المقصرون الَّذين لَا عُذْر لَهُم وَالْعرب تَقول: أعذر فلَان أَي كَانَ مِنْهُ مَا يُعذَر بِهِ. وَمِنْه قَوْلهم: قد أعذر من أنذر. وَيكون أعذر بِمَعْنى اعتذر اعتذاراً يُعذَر بِهِ. وَمِنْه قَول لَبيد يُخَاطب ابْنَتَيْهِ: فقوما فقولا بِالَّذِي قد علمتما وَلَا تخمِشا وَجها وَلَا تحلقا الشَعَرْ إِلَى الْحول ثمَّ اسْم السَّلَام عَلَيْكُمَا وَمن يبك حولا كَامِلا فقد اعتذرْ فَجعل الِاعْتِذَار بِمَعْنى الْإِعْذَار، والمعتذِر يكون مُحِقاً وَيكون غير مُحِقّ؛ والمعاذير يشوبها الْكَذِب. وَاعْتذر رجل إِلَى عمر بن عبد الْعَزِيز، فَقَالَ لَهُ: عَذَرتك غير معتذِر. وَيَقُول: عذرتك دون أَن تعتذر وَقَرَأَ يَعْقُوب الحضرميّ وَحده: (وَجَاء المُعْذِرون) سَاكِنة الْعين، وَسَائِر قرّاء الْأَمْصَار قرءوا: {وَجَآءَ الْمُعَذِّرُونَ} (التَّوْبَة: 90) بِفَتْح الْعين وَتَشْديد الذَّال، مِمَّن قَرَأَ {الْمُعَذِّرُونَ} فَهُوَ فِي الأَصْل: المعتذرون، فأدغمت التَّاء فِي الذَّال لقرب المخرجين، وَمعنى المعتذرين: الَّذين يَعْتَذِرُونَ، كَانَ لَهُم عذر أَو لم يكن، وَهُوَ هَهُنَا شَبيه بِأَن يكون لَهُم عذر. وَيجوز فِي كَلَام الْعَرَب: المعِذّرون بِكَسْر الْعين؛ لِأَن الأَصْل: المعتذرون فأسكنت التَّاء وأدغمت فِي الذَّال ونُقِلت حركتها إِلَى الْعين، فَصَارَ الْفَتْح فِي الْعين أولى الْأَشْيَاء، وَمن كسر الْعين جرّه لالتقاء الساكنين، وَلم يُقرأ بِهَذَا. وَيجوز أَن يكون {الْمُعَذِّرُونَ} : الَّذين يعذّرون يوهمون أَن لَهُم عذرا وَلَا عذر لَهُم. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ابْن فهم عَن مُحَمَّد بن سَلاَّم الجُمَحيّ عَن يُونُس النحويّ أَنه سَأَلَهُ عَن قَوْله تَعَالَى: {وَجَآءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الاَْعْرَابِ} (التَّوْبَة: 90) فَقَالَ: قلت ليونس: (المُعْذرون) مخفّفة كَأَنَّهَا أَقيس؛ لِأَن المُعْذِر: الَّذِي لَهُ عُذْر، والمعذّر: الَّذِي يعْتَذر ولاعذر لَهُ. فَقَالَ يُونُس: قَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء: كِلاَ الْفَرِيقَيْنِ كَانَ مسيئاً، جَاءَ قوم فعذَّروا، وجَلَّح آخَرُونَ فقعدوا. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ فِي قَوْله: {وَجَآءَ الْمُعَذِّرُونَ} . قَالَ: مَعْنَاهُ: المعتذرون. وَيُقَال: عذَّر الرجل يَعِذّر عِذّاراً فِي معنى اعتذر. وَيجوز عِذِّر يَعِذّر فَهُوَ مُعِذِّر، واللغة الأولى أجودهما. قَالَ: وَمثله هَدّى يَهدّى هِدّاءً إِذا اهْتَدَى. وهِدَّى يهِدِّي. قَالَ الله جلّ وعزّ: {أَمَّن لاَّ يَهِدِّى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - إِلاَّ أَن يُهْدَى} (يُونس: 35) . قلت: وَيكون {الْمُعَذِّرُونَ} بِمَعْنى المقصّرين على مفعِّلين من التعذير وَهُوَ التَّقْصِير. يُقَال: قَامَ فلَان قيام تعذير فِيمَا استكفيتُه إِذا لم

يُبَالغ وقصّر فِيمَا اعتُمد عَلَيْهِ. وَفِي الحَدِيث أَن بني إِسْرَائِيل كَانُوا إِذا عُمِل فيهم بِالْمَعَاصِي نَهَاهُم أَحْبَارهم تعذيراً، فعمَّهم الله بالعقاب، وَذَلِكَ إِذا لم يبالغوا فِي نهيهم عَن الْمعاصِي وداهنوهم وَلم ينكروا أعمالَهم بِالْمَعَاصِي حقّ الْإِنْكَار. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (لن يهْلك النَّاس حَتَّى يُعْذِروا من أنفسهم) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عُبيدة: يَقُول حَتَّى تكْثر ذنوبهم وعيوبهم. قَالَ: وَفِيه لُغَتَانِ، يُقَال أعذر الرجل إعذاراً إِذا صَار ذَا عيب وَفَسَاد. وَكَانَ بَعضهم يَقُول: عَذَر يَعْذِر بِمَعْنَاهُ، وَلم يعرفهُ الأصمعيَّ. قَالَ أَبُو عبيد: وَلَا أرى أَخذ هَذَا إلاَّ من العُذْر، يَعْنِي: يعذِروا من أنفسهم باستيجابهم الْعقُوبَة فَيكون لمن يعذّبهم العذرُ فِي ذَلِك. قَالَ: وَهُوَ كالحديث الآخر: (لن يهلِك على الله إِلَّا هَالك) ، وَمِنْه قَول الأخطل: فَإِن تَكُ حَرْبُ ابنَيْ نِزَارٍ تواضعت فقد عَذَرْتنا فِي كلاب وَفِي كَعْب ويروى: أعذرتْنا أَي جعلَتْ لنا عذرا فِيمَا صنَعْنا. وَمِنْه قَول النَّاس: من يَعْذِرني من فلَان. وَقَالَ ذُو الإصبع العَدْوانيّ: عذَيرَ الحيّ من عَدْوا ن كَانُوا حَيَّة الأَرْض أَي هاتِ عَذِير الحيّ من عَدْوان أَي من يَعْذِرني، كَأَنَّهُ قَالَ: هَات من يَعْذِرني. وَمِنْه قَوْله: عَذِيرَك مِن خَلِيلك من مُرَاد وَهَذَا يرْوى عَن عليّ ح. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: مَن عَذِيري من فلَان أَي مَن يَعْذِرني مِنْهُ، كَأَنَّهُ يخبر بإساءته إِلَيْهِ واستيجابه المجازاة، فَيَقُول: من يَعْذِرني مِنْهُ إِذا جازيتُه بِسوء فعله. قَالَ: وعذير الرجل: مَا يروم وَمَا يحاول ممَّا يُعْذَر عَلَيْهِ إِذا فعله. قَالَ العجَّاج يُخَاطب امْرَأَته: جاريَ لَا تستنكري عذيري سَعْيي وإشفاقي على بَعِيري وَذَلِكَ أَنه عزم على السّفر فَكَانَ يرُمّ رَحْل راحلتِه لسفره، فَقَالَت لَهُ امْرَأَته: مَا هَذَا الَّذِي تَرُمّ؟ فخاطبها بِهَذَا الشّعْر، أَي لَا تنكري مَا أحاول. وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: أَعْذَر فلَان من نَفسه أَي أُتِي من قِبَل نَفْسه. قَالَ: وعَذّر يُعَذّر من نَفسه أَي أُتِي من نَفسه. قَالَ يُونُس: هِيَ لُغَة للْعَرَب. قَالَ: وَقَالَ خَالِد بن جَنْبة. يُقَال: أَما تُعْذِرني من هَذَا بِمَعْنى: أما تُنْصفني مِنْهُ، يُقَال: أعذِرني من هَذَا أَي أنصِفني مِنْهُ. وَيُقَال: لايُعْذِرك من هَذَا الرجل أحد، مَعْنَاهُ: لَا يُلزِمه الذنبَ فِيمَا تضيف إِلَيْهِ وتشكوه بِهِ. وَمِنْه قَوْلهم: من يَعذرني من فلَان أَي من يقوم بعُذْري إِن أَنا جازيته بسُوء صَنِيعه فَلَا يُلزمني لوماً على مَا يكون منّي إِلَيْهِ. وَيُقَال: اعتذر فلَان اعتذاراً وعِذْرة ومَعْذِرة من ذَنبه فعذَرته. قَالَ: وتعذَّر عليَّ هَذَا الأمرُ إِذا لم يستقم. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: عذيري من فلَان أَي من يَعْذِرني. ونصبه على إِضْمَار هلمّ معذرتَك إيَّاي. قَالَ: والعذير أَيْضا:

الْحَال، وَجمعه عُذُر، وَرُبمَا خُفِّفَ فَقيل: عُذْر. وَقَالَ حَاتِم: وَقد عذرتْني فِي طِلابكم العُذْرُ قَالَ: والعُذْرة: الناصية، وَجَمعهَا عُذَر. وَقَالَ طَرَفة: وهِضَبَّاتٍ إِذا ابتل العُذْر والعُذْرة: وَجَع فِي الْحلق، يُقَال مِنْهُ: رجل مَعْذُور. وَقَالَ جرير: غَمْز الطَّبِيب نغانغ الْمَعْذُور وَيُقَال: فلَان أَبُو عُذْر فُلَانَة إِذا كَانَ افْترعها وَقَالَ الأصمعيّ: أعذرْت الْغُلَام وَالْجَارِيَة وعَذَرتهما، لُغَتَانِ إِذا خُتِنا. وَقَالَ الراجز: تلوية الخاتن زُبّ المُعْذَر ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العُذْرة: خاتَم البِكر، والعُذْرة: وَجَع الحَلْق، والعُذْرة: العَلاَمة. وَقَالَ أَبُو الْحسن اللِحياني: لِلْجَارِيَةِ عُذْرتان، إِحْدَاهمَا تخفِضها، وَهُوَ مَوضِع الْخَفْض من الْجَارِيَة، والعُذْرة الثَّانِيَة قِضَّتها، سمّيتا عُذْرة بالعَذْر وَهُوَ الْقطع؛ لِأَنَّهَا إِذا خُفِضت قطعت نَوَاتها، وَإِذا افْتُرِعَتْ انْقَطع خَاتم عُذْرتها. وَيُقَال لقُلْفة الصبيّ أَيْضا عُذْرة. وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم استعذر أَبَا بكر من عَائِشَة، كَأَنَّهُ عَتَب عَلَيْهَا بعض الْأَمر فَقَالَ لأبي بكر: (اعذِرني مِنْهَا إِن أدّبتُها) . وَقَالَ أَبُو زيد: سَمِعت أعرابيَّيْن تميميَّاً وقيسيّاً يَقُولَانِ: تعذّرت إِلَى الرجل تعذُّراً فِي معنى اعتذرت اعتذاراً. وَقَالَ الْأَحْوَص بن محمَّد الأنصاريّ: طريد تلافاه يزِيد برَحْمَةٍ فَلم يُلْفَ من نَعمائه يتعذَّر أَي يعْتَذر، يَقُول: أنعم عَلَيْهِ نعْمَة لم يحْتَج إِلَى أَن يعْتَذر مِنْهَا. وَيجوز أَن يكون معنى قَوْله يتَعَذَّر أَي يذهب عَنْهَا. وَقَالَ ابْن بُزُرْج: يُقَال: تعذّروا عَلَيْهِ أَي فرّوا عَنهُ وخَذَلوه. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: قَوْلهم: اعتذرت إِلَيْهِ هُوَ قَطْع مَا فِي قلبه، يُقَال: اعتذرتِ المياهُ إِذا تقطَّعت، واعتذرت المنازلُ إِذا دَرَسَتْ، ومررت بمنزل معتذر: بالٍ. وَقَالَ لَبِيد: شهورَ الصَّيف واعتذرت إِلَيْهِ نِطافُ الشيطين من الشِمال وَقَالَ ابْن أَحْمَر فِي الِاعْتِذَار بِمَعْنى الدُرُوس: قد كنتَ تعرف آيَات فقد جَعَلت أطلالُ إلْفِك بالوَدْكاء تعتذر وأُخِذ الِاعْتِذَار من الذَّنب من هَذَا؛ لأنّ من اعتذر شابَ اعتذارَه بكذب يعفي على ذَنْبه. قَالَ: وَإِنَّمَا سُمِّيت البِكْر عَذْراء من ضِيقها، وَمِنْه يُقَال: تعذَّر عليَّ هَذَا الأمرُ. قَالَ الْمُنْذِرِيّ: وَقَالَ أَبُو طَالب المفضَّل بن سلَمَة: الِاعْتِذَار قَطْع الرجل عَن حَاجته، وقَطْعه عمَّا أمْسك فِي قلبه. قَالَ: والاعتذار: مَحْو أثر الموجِدة من قَوْلهم: اعتذرتِ المنازلُ إِذا دَرَسَت. أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ يُقَال لأثر الجُرْح: عاذر. وَقَالَ ابْن أَحْمَر: وبالظهر مني من قَرَا الْبَاب عاذر

أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الْإِعْذَار: مَا صُنع من الطَّعَام عِنْد الخِتان، وَقد أعذرت. وَأنْشد: كلَّ الطَّعَام تشْتَهي ربيعَهْ الخُرْسَ والإعذارَ والنقيعَهْ سَلَمة عَن الفرّاء قَالَ: العَذِيرة: طَعَام الخِتان. قَالَ: وعَذَرْت الغلامَ وأعذرته. وَفِي حَدِيث عليّ ح أَنه عَاتب قوما فَقَالَ: مَا لكم لَا تنظفون عَذِرَاتكم قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيّ: العَذِرة أَصْلهَا فِنَاء الدَّار، وإيّاها أَرَادَ عليّ. قَالَ أَبُو عبيد: وَإِنَّمَا سُمِّيت عَذِرة النَّاس بِهَذَا لِأَنَّهَا كَانَت تُلْقَى بالأفنية، فكُني عَنْهَا باسم الفِناء؛ كَمَا كني بالغائط وَهِي الأَرْض المطمئنَّة عَنْهَا. وَقَالَ الحطيئة يذكر الأفنية: لعمري لقد جرّبتكم فوجدتكم قِباح الْوُجُوه سَيّئي العَذِرات والمعاذر جمع مَعْذِرة، وَمن أمثالهم: المعاذر مكاذب. وَقَالَ الله عزَّ وجلَّ: {بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} (القِيَامَة: 15) قَالَ بَعضهم: وَلَو أدلى بكلّ حُجَّة يَعتذِر بهَا. وَجَاء فِي التَّفْسِير أَيْضا: وَلَو ألْقى ستوره، المعاذير: الستور بلغَة أهل الْيمن، وَاحِدهَا مِعْذار. وَيُقَال: أعذر فلَان فِي ظهر فلَان بالسياط إعذاراً إِذا ضربه فأثَّر فِيهِ شَتَمه فَبَالغ فِي شَتمه حَتَّى أثر بِهِ فِيهِ، وَقَالَ الأخطل: وَقد أعذرن فِي وَضَح العِجَانِ وَترك المَطَرُ بِهِ عاذراً أَي أثرا، والعِذَار: سِمَة. وَقَالَ الْأَحْمَر: من السِمَات العُذُر، وَهِي سِمَة فِي مَوضِع العِذَار، وَقد عُذِر الْبَعِير فَهُوَ مَعْذُور. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ فِي قَول الشَّاعِر: ومخاصمٍ قاومتُ فِي كَبَد مثل الدِهَان فَكَانَ لي العُذْرُ قَالَ: العُذْر: النُجْحُ. ولي فِي هَذَا الْأَمر عُذْر وعُذْرَى ومَعْذِرة أَي خُرُوج من الذَّنب. وَيُقَال فِي الْحَرْب: لمن العُذْر أَي النُجْح والغَلَبة. وَقَالَ الأصمعيّ: خلع فلَان مُعَذَّره إِذا لم يُطع مُرْشداً، وَأَرَادَ بالمعذَّر: الرَسَن ذَا العِذارين. والعَذْراء: الرَمْلة الَّتِي لم تُوطأ. ودُرَّة عَذْراء: لم تُثْقب. وَيُقَال: مَا عِنْدهم عَذِيرة أَي لَا يَعْذرون، وَمَا عِنْدهم غَفِيرة أَي لَا يَغفرون. وعذراء: قَرْيَة بِالشَّام مَعْرُوفَة. والعَذَارَى: هِيَ الْجَوَامِع كالأغلال تجمع بهَا الْأَيْدِي إِلَى الْأَعْنَاق، واحدتها عذراء. وَقَالَ اللحيانيّ: هِيَ العَذِرة والعَذِبة لِمَا سقط من الطَّعَام إِذا نُقِّي. وَيُقَال: اتخذ فلَان فِي كَرْمه عِذَاراً من الشّجر أَي سِكَّة مصطفَّة. وعذارا الْحَائِط والوادي: جانباه. وَقَالَ أَبُو سعيد: يُقَال للرجل إِذا عاتبك على أَمر قبل التقدّم إِلَيْك فِيهِ: وَالله مَا استعذرت إليّ وَمَا استنذرت، أَي لم تقدِّم إليَّ المعذرة والإنذار. والاستعذار: أَن تَقول لَهُ: اعذِرني مِنْك. وعذار اللجام: مَا وَقع مِنْهُ على خدّي الدَّابة. وَقَالَ النَّضر: عذارُ اللجام: السَّيْران اللَّذَان يُجمعان عِنْد الْقَفَا. وَقَالَ الْكسَائي: أعذرْت الْفرس: جعلت لَهُ عِذَاراً. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: عَذَرت الفَرَس: جعلت لَهُ

عِذَاراً. وَقَالَ ابْن المظفَّر: عَذَرت الْفرس فَأَنا أَعْذِره بالعِذَار وأعذرته إِذا جعلت لَهُ عِذَاراً، وعذَّرته تعذيراً بالعِذار. قَالَ: والعِذَار: طَعَام البِنَاء وَأَن يَسْتَفِيد الرجل شَيْئا جَدِيدا يتَّخذ طَعَاما يَدْعُو عَلَيْهِ إخوانه. وعذَّر فلَان تعذيراً للخِتان وَنَحْوه. وحِمَار عذَوَّر، وَهُوَ الْوَاسِع الجَوْف. ومُلْك عذَوَّر: وَاسع عريض. والعُذْرة: نجم إِذا طلع اشتدَّ غَمّ الحَرّ، وَهِي تطلع بعد الشعْرى وَلها وَقْدَة وَلَا ريح لَهَا وَتَأْخُذ بالنَفْس ثمَّ يطلع سُهَيْل بعْدهَا. وَقَالَ المازنيّ: العواذير: جمع العاذر وَهُوَ الأَثَر. وَقَالَ أَبُو وَجْزة السعديّ: إِذا الحَيّ والحَوْم المُيَسِّر وَسْطنا وَإِذ نَحن فِي حَال من الْعَيْش صَالح وَذُو حَلَق نُقْضَى العواذيرُ بَينه يلوح بأخطار عِظَام اللقائح وَقَالَ الأصمعيّ: الحَوْم: الْإِبِل الْكَثِيرَة، المُيَسِّر: الَّذِي قد جَاءَ لَبَنه. وَذُو حَلَق يَعْنِي إبِلا مِيسَمُها الْحَلَق. والعواذير: جمع عاذور، وَهُوَ أَن يكون بَنو الْأَب ميسَمُهم وَاحِدًا فَإِذا اقتسموا مَا لَهُم قَالَ بَعضهم لبَعض: أَعْذِر عنّي، فيخطّ فِي المِيسم خَطاً أَو غَيره ليعرف بذلك سِمَة بَعضهم من بعض. والعاذُور أَيْضا: مَا يُقطع من مَخْفِض الْجَارِيَة. وَقَالَ الله عزَّ وجلَّ: {فَرْقاً فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً عُذْراً أَوْ} (المرسلات: 5، 6) فِيهِ قَولَانِ. أَحدهمَا: فالملقيات ذكرا للإعذار والإنذار، وَالْقَوْل الثَّانِي: أَنَّهُمَا نصبا على الْبَدَل من قَوْله: {ذِكْرًا} . وَفِيه وَجه ثَالِث وَهُوَ أَن تنصبهما بقوله: {ذِكْرًا} الْمَعْنى: الملقيات إِن ذكرت عذرا أَو نذرا. وهما اسمان أُقيما مُقام الْإِعْذَار والإنذار، وَيجوز تخفيفهما مَعًا وتثقيلهما مَعًا. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: العُذُر جمع العاذر وَهُوَ الأبداء يُقَال: قد ظهر عاذِره، وَهُوَ دَبُوقاؤه. والعُذُر جمع عِذَار وَهُوَ المستطِيل من الأَرْض. والعِذَار: اسْتِوَاء شَعَر الْغُلَام، يُقَال: مَا أحسن عِذاره أَي خَطَّ لِحيتِه. والعَذَر: الْعَلامَة، يُقَال: أَعْذِر على نصيبك أَي أعلِم عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو مَالك عَمْرو بن كِرْكِرة: يُقَال: ضربوه فأعذروه أَي ضربوه فأثقلوه. ذعر: اللَّيْث: ذُعِر فلَان ذُعْراً فَهُوَ مَذْعوراً أَي أُخيف. والذُعْر: الفَزَع، وَهُوَ الِاسْم. وَرجل متذعّر. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الذَعَر: الدَهَش من الْحيَاء. قَالَ: والذَعْراء والذُعْرة: الفُنْدُورة. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: الذُعرة: أم سُؤيد. والذَعْرة: الفَزْعة. وَقَالَ ابْن بزرج: ذَعَرته وأذعرته بِمَعْنى وَاحِد وَأنْشد: غَيران شَمَّصَه الوُشاةُ فأذعروا وَحْشاً عَلَيْك وجدتَهنَّ سُكُونا وَالْعرب تَقول للناقة الْمَجْنُونَة: مَذْعُورَة، ونُوق مذعَّرة: بهَا جُنون. ذرع: فِي الحَدِيث أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَذْرع ذِراعيه من أَسْفَل الجُبَّة إذراعاً، قَالَ النَّضر: أَذْرع ذِرَاعَيْهِ أَي أخرجهُمَا. وَرجل ذَرِيع الْيَد بِالْكِتَابَةِ أَي سريع الْيَد. الحرّانيّ عَن ابْن السّكيت: هَذَا ثوب سَبْع فِي

ثَمَانِيَة فَقَالُوا: سبع لِأَن الأذرع مؤنَّثة، تَقول: هَذِه ذِرَاع، وَقلت: ثَمَانِيَة لِأَن الأشبار مذكّرة. وَقَالَ اللَّيْث: الذِّرَاع من طَرَف الْمرْفق إِلَى طرف الإصبع الْوُسْطَى. وَقد ذَرَعت الثَّوْب وَغَيره أَذْرَعه فَأَنا ذارع وَهُوَ مذروع. وَالرجل يذرِّع فِي سِبَاحته تذريعاً. قَالَ: والذِرَاع: اسْم جَامع فِي كل مَا يسمَّى يدا من الروحانيين ذَوي الْأَبدَان. قَالَ: ومذاريع الدابَّة: قَوَائِمهَا، وَاحِدهَا مذراع، وَيُقَال: مذراع، وثَوْر مَوْشِيّ المذَارع. ومذارع الأَرْض: نَوَاحِيهَا. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو قَالَ: المذارع: هِيَ الْبِلَاد الَّتِي بَين الرِّيف والبَر؛ مثل القادسيَّة والأنبار، وَهِي المَزَالِف أَيْضا. وَقَالَ اللَّيْث: موت ذَريع: سريع فاشٍ، لَا يكَاد النَّاس يتدافنون. والذِرَاع: سِمَة بني ثَعْلَبَة من اليمَن. قَالَ: وذِراع الْعَامِل صَدْر الْقَنَاة. قَالَ: والذَرِيعة: حَلْقة يعلَّم عَلَيْهَا الرَّمْي. والذريعة: جَمَل يَستتِر بِهِ الرَّامِي من الصَّيْد فيرميه. ويسيَّب الجَمَل مَعَ الصَّيْد حَتَّى يأتلفا، وَيَمْشي الصيَّاد إِلَى جَنْبه فَيَرْمِي الصيدَ إِذا أكثبه. أَبُو عبيد: الذَرَع: ولد الْبَقَرَة الوحشيَّة، وأُمّه مُذْرِع. وَقَالَ اللَّيْث: هنّ المُذْرِعات أَي ذَوَات ذِرْعان. قَالَ: وَأَذْرعَات: بلد تنْسب إِلَيْهِ الْخمر. وَأنْشد بَعضهم: تنوّرتُها من أذرعاتٍ وَأَهْلهَا بيثربَ أدنى دارِها نظر عَال قَالَ: وَهَذَا أَكثر الرِّوَايَة. وَقد أنْشد بِالْكَسْرِ بِغَيْر تَنْوِين من أَذْرُعَات، فأمّا الْفَتْح فخطأ، لِأَن نصب تَاء الْجَمِيع وفتحه وحفضها كسر. قَالَ وَالَّذِي أجَاز الْكسر بِلَا صَرْف فَلِأَنَّهُ اسْم لَفظه لفظ جمَاعَة لوَاحِد. وَالْقَوْل الْجيد عِنْد جَمِيع النَّحْوِيين الصّرْف، وَهُوَ مثل عَرَفات، والقُرّاء كلهم فِي قَوْله: {مِّنْ عَرَفَاتٍ} (الْبَقَرَة: 198) على الْكسر والتنوين، وَهُوَ اسْم لمَكَان وَاحِد، وَلَفظه لفظ جمع. أَبُو الْهَيْثَم: المذرَّع من النَّاس: الَّذِي أُمّه أشرف من أَبِيه. قَالَ: والهَجِين: الَّذِي أَبوهُ عَرَبِيّ وأمّه أَمَة. وَأنْشد هُوَ أَو غَيره: إِذا باهليّ تَحْتَهُ حنظليَّة لَهُ ولد مِنْهَا فَذَاك المذرَّعُ وَإِنَّمَا سمّي مذرَّعاً تَشْبِيها بالبَغْل، لِأَن فِي ذِرَاعَيْهِ رَقْمين كرَقْمَتَيْ ذِرَاع الحِمَار نَزَع بهما إِلَى الْحمار فِي الشّبَه، وأُمّ الْبَغْل أكْرم من أَبِيه. الذوارع الزِقاق، وَاحِدهَا ذارع. وَقَالَ الْأَعْشَى: والشاربون إِذا الذوارع أُغْليت صَفْو الفِضَال بطارف وتِلاد أَبُو عبيد: امْرَأَة ذِرَاع إِذا كَانَت خَفِيفَة الْيَدَيْنِ بالغَزْل. وَيُقَال: ذرَّع فلَان لبعيره إِذا قَيَّده بِفضل خِطامه فِي ذِرَاعَيْهِ، وَالْعرب تسمّيه تذريعاً. وَيُقَال: ضقت بِالْأَمر ذَرْعاً وذِرَاعاً، نصبت ذرْعاً لِأَنَّهُ خرج مُفَسرًا محوَّلاً؛ لِأَنَّهُ كَانَ فِي الأَصْل ضَاقَ ذرعي بِهِ، فلمَّا حُوّل الْفِعْل خرج قَوْله ذَرْعاً مُفَسرًا. وَمثله قَرِرْت بِهِ عَيناً وطِبت بِهِ نَفْساً. والذَرْع يوضع مَوضِع الطَّاقَة. وَالْأَصْل فِيهِ

أَن يَذْرَع البَعِيرُ بيدَيْهِ فِي سَيره ذَرْعاً على قَدْر سَعَة خَطْوه، فَإِذا حَملته على أَكثر من طَوْقه قلت: قد أبطرت بعيرك ذَرْعَه، أَي حَملته من السّير على أَكثر من طاقته حَتَّى يَبْطَر ويَمُدَّ عُنُقه ضَعْفاً عمَّا حُمِل عَلَيْهِ. وَمن أَمْثَال الْعَرَب السائرة: هُوَ لَك على حَبْل الذِّرَاع، أَي أُعَجِّله لَك نَقْداً. والحَبْل عِرْق فِي الذِّرَاع، وَيُقَال: مَالِي بِهِ ذَرْع وَلَا ذِرَاع أَي مَا لي بِهِ طَاقَة. وفَرَس ذَريع: شريع وَاسع الخَطْو. وَفرس مذرّع إِذا كَانَ سَابِقًا، وَأَصله الْفرس يلْحق الوحشيّ وفارسُه عَلَيْهِ، فيطعُنه طعَنْة تَفُور بِالدَّمِ فتلطِّخ ذراعي الْفرس بذلك الدَّم فَيكون عَلامَة لسبْقه. وَمِنْه قَول تَمِيم بن أُبَيْ بن مقبل يصف الْخَيل فَقَالَ: خلال بيُوت الحيّ مِنْهَا مذرَّع والضَبُع مُذَرَّعة لسواد فِي أذرعها وَمِنْه قَول الْهُذلِيّ: مذرَّعة أُمَيْمَ لَهَا فَلِيل وذرعات الدابَّة: قوائمه. وَمِنْه قَول ابْن خذَّاق العبديّ يصف فرسا: فأمْست كتيس الرَبْل تعدو إِذا عدت على ذَرِعات يعتلينَ خُنُوسا أَي على قَوَائِم يعتلين مَن جاراهن وهنّ يخْنِسْن بعض جريهنّ أَي يُبْقين مِنْهُ، يَقُول: لم يَبْذلن جَمِيع مَا عِنْدهن من السَير. وَيُقَال: فلَان ذَريعتي اللَّيْلَة أَي سبَبي ووُصلتي الَّذِي بِهِ أتسبَّب إِلَيْك، أُخِذ من الذَرِيعة. وَهُوَ الْبَعِير الَّذِي يستتِر بِهِ الرَّامِي من الصَّيْد ويخاتله حَتَّى يُكْثِبُه فيرميه. وَقَالَ أَبُو وَجْزَة يصف امْرَأَة: طافت بِهِ ذَات ألوان مشبّهة ذَريعة الجِنّ لَا تُعْطِي وَلَا تدعُ أَرَادَ كَأَنَّهَا جِنّية لَا يُطمَع فِيهَا وَلَا يُعلَم مافي نَفسهَا. أَبُو عُبيد عَن الأمويّ: التذريع: الخَنِق، وَقد ذرَّعته إِذا خَنَقته. وَقَالَ أَبُو زيد: ذرّعته تذريعاً إِذا جعلت عُنُقه بَين ذراعك وعضدِك فخَنَقْته. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: تذرَّع فلَان الجريدَ إِذا وَضعه على ذراعه فشَطَّبه. وَمِنْه قَول قيس بن الخَطيم: ترى قَصَد المُرّان تُلْقَى كَأَنَّهَا تَذَرُّعُ خِرصانٍ بأيدي الشواطب قَالَ: والخِرْصان أَصْلهَا القضبان من الجريد، والشواطب جمع الشاطبة. وَهِي الْمَرْأَة الَّتِي تقشُر العَسِيب ثمَّ تلقيه إِلَى المنقّية فتأخذ كلّ مَا عَلَيْهِ بسكّينها حَتَّى تتركه رَقِيقا، ثمَّ تلقيه المنقّية إِلَى الشاطبة ثَانِيَة فتشطُبه على ذراعها وتتذرّعه. وكل قضيب من شَجَرَة خُرْص. وَهَذَا كُله قَول الأصمعيّ حَكَاهُ عَنهُ ابْن السّكيت. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: التذرّع، قدر ذِرَاع ينكسر فَيسْقط. قَالَ: والتذرّع والقِصَد عِنْده وَاحِد. قَالَ: والخِرْصان: أَطْرَاف الرماح الَّتِي تلِي الأسِنَّة، الْوَاحِد خِرْص وخُرْص وخَرْص. قلت: وَقَول الأصمعيّ أشبههما بِالصَّوَابِ. وَيُقَال: ذرع الْبَعِير يَده إِذا مدَّها فِي السّير. وَيُقَال اقصِد بذرعك أَي لَا تَعْدُ بك قدرَك. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: مذارع الْوَادي: أضواجه ونواحيه. وَيُقَال: هَذِه نَاقَة تذارع بُعْدَ

باب العين والذال مع اللام

الطَّرِيق أَي تمدّ بَاعهَا وذراعها لتقطعه. وَهِي تذارع الفلاة وتَذْرعها إِذا أسرعت فِيهَا كَأَنَّهَا تقيسها. وَقَالَ الراجز يصف الْإِبِل: وَهن يَذْرَعن الرَقَاق السَمْلَقا ذَرْع النواطي السُحُل المرقَّقا والنواطي: النواسج، الْوَاحِدَة ناطية. وَيُقَال: ذَرَّع فلَان بِكَذَا إِذا أقرَّ بِهِ، وَبِه سمّي المذرِّع أحد بني خَفَاجة بن عُقَيل وَكَانَ قتل رجلا من بني عَجْلان ثمَّ أقرَّ بقتْله فأقيد بِهِ فسمّي المذرِّع. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : أَنْت ذرَّعت بَيْننَا هَذَا وَأَنت سحلته، يُرِيد: سبَّبْته، وَرجل ذَرِع: حَسَن العِشرة والمخالطة. وَمِنْه قَول خَنْساء: جَلْد جميل مُخِيل بارع ذَرِع وَفِي الحروب إِذا لاقيت مسعار وَيُقَال: ذراعته مذارعة إِذا خالطته. أَبُو زيد: الإذراع: كَثْرَة الْكَلَام والإفراطُ فِيهِ، وَقد أَذْرع إِذا أفرط فِي الْكَلَام. وَيُقَال ذَرَعه الْقَيْء إِذا سَبَق إِلَى فِيهِ، وَقد أذرعه الرجل إِذا أخرجه. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: ذَرَّع فلَان تذريعاً إِذا حرَّك ذِرَاعه فِي السَّعْي واستعان بهَا. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: اندرع وانذرع واندر أَو رَعَف واسترعف إِذا تقدّم. قَالَ: والذَرِع: الطَّوِيل اللِّسَان بالشرّ. وَهُوَ السَيَّار الليلَ وَالنَّهَار. (بَاب الْعين والذال مَعَ اللَّام) ع ذ ل عذل، لذع، ذعل (ذلع) : مستعملة. عذل: قَالَ اللَّيْث: العَذْل: اللَوْم. وَقَالَ غَيره: العَذَل مثله. وَهُوَ مصدر عَذَل يَعْذِلُ عَذْلاً وعَذَلاً. والعُذَّال جمع العاذل. والعواذل من النِّسَاء جمع العاذلة، وَيجوز العاذلات. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: العَذْل: الإحْراق، فَكَأَن اللائم يُحْرِق بعَذْله قلب المعذول. قَالَ: وَقَول الْعَرَب: هَذِه أيّامٌ مُعْتَذِلات إِذا كَانَت نِهَايَة فِي الْحر من هَذَا. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: هَذِه أَيَّام معتذلات بذال مُعْجمَة إِذا كَانَت شَدِيدَة الحَرّ. وَأنْشد أَبُو نصر عَن الأصمعيّ: لوَّامة لامت بلومٍ شِهَبِ قَالَ: الشِهَب أَرَادَ: الشهَاب، كَأَن لومها يحرقه. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ أَيْضا: العُذُل: الأيَّام الحارَّة. قَالَ: وَجمع العاذل العِرْقِ عُذُل أَيْضا. وَفِي حَدِيث ابْن عبّاس أَنه سُئِلَ عَن الْمُسْتَحَاضَة، فَقَالَ: ذَاك العاذل يغذو. قَالَ أَبُو عُبَيد: العاذل: هُوَ اسْم العِرْق الَّذِي يسيل مِنْهُ دم الِاسْتِحَاضَة. أَبُو عُبَيد عَن الْأَحْمَر: عَذَلْنا فلَانا فاعتذل أَي لَام نَفْسَه وأعْتب. وَقَالَ ابْن السّكيت: سَمِعت الكِلابيّ يَقُول: رَمَى فلَان فَأَخْطَأَ ثمَّ اعتذَل أَي رمى ثَانِيَة. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن سَلَمة عَن الفرّاء أَنه قَالَ: سَمِعت المفضّل الضّبيّ يَقُول: كَانَت

باب العين والذال مع النون

الْعَرَب تَقول فِي الْجَاهِلِيَّة لشعبان: عاذل، ولشهر رَمَضَان: ناتق، ولشوال: وَعِل، وَلِذِي القَعْدة: وَرْنة، وَلِذِي الحِجَّة: بُرَك، ولمحرّم: مؤتمر، ولصَفَر: ناجر، ولربيع الأول: خَوّان، ولربيع الآخِرِ: وَبْصان. ولجمادي الأولى: رُنَى، وللآخرة: حُنَين، ولرجب: الأصمّ. لذع: قَالَ اللَّيْث: لَذَع يَلْذَع لَذْعاً. وَهِي حُرْقة كحُرْقة النَّار. قَالَ: ولذعتُ فلَانا بلساني. قَالَ: والقَرْحة إِذا قيَّحت تلتذع، والقَيْح يلذعها. قَالَ: والطائر يَلْذَع الجناحَ إِذا رَفْرَف ثمَّ حَرّك شَيْئا قَلِيلا جناحيه. أَبُو عبيد: اللَوْذَعِيّ: الحَدِيد الفؤادِ. وَقَالَ الهذليّ: فَمَا بالُ أهل الدَّار لم يتفرّقوا وَقد خَفَّ عَنْهَا اللوذعيُّ الحُلاحِلُ وَقيل: هُوَ الحَديد النفْس. وَيُقَال: لَذَع فلَان بعيره فِي فَخذه لَذْعة أَو لَذْعتين بطَرَف المِيسَم. وَجَمعهَا اللَذَعات. ذعل: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الذَعَل: الْإِقْرَار بعد الْجُحُود. قلت: وَهَذَا حرف غَرِيب مَا رَأَيْت لَهُ ذكرا فِي الْكتب. ذلع: قَالَ بعض المصحِّفين: الأذلعيّ بِالْعينِ الضخم من الأيور الطويلُ. قلت: وَالصَّوَاب: الأذْلغِيّ، بالغين لَا غير. (بَاب الْعين والذال مَعَ النُّون) ع ذ ن أهملت وجوهها مَا خلا: الإذعان (عذن) . ذعن: قَالَ الله جلّ وعزَّ: {وَإِن يَكُنْ لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ} (النُّور: 49) . قَالَ ابْن الأعرابيّ: (مذعنين) مقرّين خاضعين. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: جَاءَ فِي التَّفْسِير: مُسْرِعين. قَالَ: والإذعان فِي اللُّغَة: الْإِسْرَاع مَعَ الطَّاعَة، تَقول: قد أذعن لي بحقّي مَعْنَاهُ: قد طاوعني لِما كنت ألتمِسه مِنْهُ، وَصَارَ يُسرع إِلَيْهِ. وَقَالَ اللَّيْث: الإذعان: الانقياد، أذعن إِذا انْقَادَ وسَلِس بِنَاؤُه: ذَعِن يذْعن ذَعَناً. وناقة مذعان: سَلِسة الرَّأْس منقادة لقائدها. قَالَ: وَقَوله: مذعنين: منقادين. عذن: أهمله اللَّيْث. وروى إِسْحَاق بن الْفرج عَن عَرّام أَنه قَالَ: العذَانة: الإست. وَالْعرب تَقول: كَذَبت عَذّانته وكذّانته بِمَعْنى وَاحِد. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: أعذن الرجل إِذا آذَى إنْسَانا بالمخالفة. (بَاب الْعين والذال مَعَ الْفَاء) ع ذ ف عذف، ذعف: مستعملان. ذعف: قَالَ اللَّيْث: الذُعَاف: سمّ سَاعَة. وَطَعَام مذعوف: جُعل فِيهِ الذعاف. أَبُو عُبَيد عَن الكسائيّ: موت ذُؤاف وذُعاف. وَأنْشد: سقتهنّ كأساً من ذُعَاف وجَوْزلا وحيَّة ذَعْف اللعَاب: سريعة الْقَتْل. عذف: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ:

باب العين والذال مع الباء

العُذُوف: السُّكُوت. قَالَ: والذُعُوف: المرارات. أَبُو عَمْرو: مَا ذقت عَذُوفاً وَلَا عَدُوفاً أَي مَا ذقت شَيْئا. وَقد مرَّ تَفْسِيره فِيمَا تقدم. (بَاب الْعين والذال مَعَ الْبَاء) ع ذ ب عذب، بذع، ذعب: مستعملة. عذب: قَالَ اللَّيْث: عَذُب المَاء يَعْذُب عُذُوبة فَهُوَ عَذْب: طيب. وأعذب الْقَوْم إِذا عَذُب ماؤهم. قَالَ: واستعذَبوا إِذا استقوا مَاء عَذْباً. وعذب الْحمار يَعذُب عُذوباً فَهُوَ عاذب وعَذُوب إِذا لم يَأْكُل العَلَف من شدّة الْعَطش. قَالَ: ويَعْذُب الرجل عَن الْأكل فَهُوَ عاذب: لَا صَائِم وَلَا مفطر. وأعذبته إعذاباً، وعذَّبته تعذيباً. كَقَوْلِك فَطَمته عَن هَذَا الْأَمر. وكل من مَنعته شَيْئا فقد أعذبته وعذّبته. قَالَ: وعذَّبته تعذيباً وَعَذَابًا من الْعَذَاب. وعَذَبة السَّوْط: طَرَفه، وأطراف السيور عَذَبها وعَذَباتها. وعَذَبة قضيب الجَمَل: أسَلَته المستدِقّ فِي مقدَّمه. والجميع العَذَب. وعَذَبة شِرَاك النَّعْل: المرسلةُ من الشرَاك. والعُذَيب: مَاء مَعْرُوف بَين الْقَادِسِيَّة ومُغِيثة. وَفِي حَدِيث عليّ أَنه شَيَّع سريَّة فَقَالَ: أَعذِبوا عَن النِّسَاء. قَالَ أَبُو عبيد: يَقُول: امنعوا أَنفسكُم عَن ذكر النِّسَاء وشَغْل الْقُلُوب بهنّ؛ فَإِن ذَلِك يكسركم عَن الغَزْو. وكلّ مَن منعته شَيْئا فقد أعذبته. وَقَالَ عَبِيد بن الأبرص: وتبدّلوا اليَعْبُوب بعد إلاههم صنما فقِرّوا يَا جَدِيل وأَعْذِبوا قَالَ والعاذب والعَذُوب سَوَاء. وَيُقَال للْفرس وَغَيره: بَات عَذُوباً إِذا لم يَأْكُل شَيْئا وَلم يشرب لِأَنَّهُ مُمْتَنع من ذَلِك. وَأنْشد: فَبَاتَ عَذُوباً للسماء كَأَنَّهُ سُهَيل إِذا مَا أفردته الْكَوَاكِب يصف ثوراً وَحْشياً بَات فَرِداً لَا يَذُوق شَيْئا. قَالَ: والعَذُوب: الَّذِي لَيْسَ بَينه وَبَين السَّمَاء سُترة. وَكَذَلِكَ العاذب. قلت: وَقَول أبي عبيد فِي العَذُوب والعاذب: أَنه الَّذِي لَا يَأْكُل وَلَا يشرب أصوب من قَول اللَّيْث: إِن العَذُوب: الَّذِي يمْتَنع عَن الْأكل لعطشه. وَيُقَال: أعذب عَن الشَّيْء إِذا امْتنع، وأعذب غَيره إِذا مَنعه فَيكون لَازِما وواقعاً، مثل أملق إِذا افْتقر، وأملق غَيره. أَبُو عبيد: العَذَبة: الخَيط الَّذِي يُرفع بِهِ الْمِيزَان، وعَذَبة اللِّسَان: طَرَفه. وَقَالَ غَيره: العَذَب: مَا يخرج على أثَر الْوَلَد من الرَحِم. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: العَذَابة: الرَحِم. وَأنْشد: وَكنت كذاتِ الْحيض لم تُبقِ ماءها وَلَا هِيَ من مَاء العَذَابة طَاهِر قَالَ: والعذابة: رَحِم الْمَرْأَة. وَقَالَ اللحياني: استعذبت عَنْك: أَي انْتَهَيْت.

باب العين والذال مع الميم

وَيُقَال: مَرَرْت بِمَاء مَا بِهِ عَذَبة أَي لارِعْيَ فِيهِ وَلَا كلأ. وَيُقَال: اضْرِب عَذَبة، الْحَوْض حَتَّى يظْهر المَاء أَي اضْرِب عَرْمَضه. وَقَالَ الكسائيّ: العَذَبة: الغُصْن وَجَمعهَا عَذَب. وعَذَب النوائح هِيَ المآلي: وَهِي المعاذب أَيْضا وَاحِدهَا معذبة. وعَذُوبات النَّاقة: قَوَائِمهَا. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: عذَّبت السَّوْط فَهُوَ معذَّب إِذا جعلت لَهُ عِلاَقة. قَالَ: وعَذَبة السَّوْط: عِلاَقته. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال للجِلدة المعلَّقة خَلْف مُؤْخِرة الرحل من أَعْلَاهُ عَذَبة وذوَابة. وَأنْشد: قَالُوا صدقت ورفَّعو لمطيّهم سَيْراً يُطير ذوائبَ الأكوار عَمْرو عَن أَبِيه: يُقَال لخِرْقة النائحة عَذَبة ومِعْوَز. وَجمع العذبة معاذب على غير قِيَاس. بذع: قَالَ ابْن المظفّر: البَذَع: شبه الفَزَع. والمبذوع كالمذعور. وَيُقَال: بُذِعوا فابذعَرُّوا أَي فزعوا فتفرّقوا. قلت: وَمَا سَمِعت هَذَا لغير اللَّيْث. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: البَذْع: قَطرْ حُبْ المَاء. قَالَ وَهُوَ المَذْع أَيْضا. يُقَال: مَذَع وبَذَع إِذا قَطَر. ذعب: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو تُرَاب للأصمعيّ أَنه قَالَ: رَأَيْت الْقَوْم مذعاً بيِّن كَأَنَّهُمْ عُرْف ضِبْعان، ومثعابِّين بِمَعْنَاهُ، وَهُوَ أَن يَتْلُو بعضُهم بَعْضًا قلت: وَهَذَا عِنْدِي مَأْخُوذ من انثعب المَاء وانذعب إِذا سَالَ واتصل جَرَيَانه فِي النَّهر. (بَاب الْعين والذال مَعَ الْمِيم) ع ذ م اسْتعْمل من وجوهه: عذم، مذع. عذم: قَالَ ابْن المظفّر: العَذْم: الْأَخْذ بِاللِّسَانِ واللومُ، وَقد عَذَم يَعْذِم عَذْما إِذا عَنَف فِي لومه. والعَذِيمة: الْمَلَامَة. وَقَالَ الراجز: يظلّ من جاراه فِي عذائم من عُنْفُوان جَرْيه العُفاهِم وَفرس عَذُوم أَي عَضُوض. قَالَ: والعُذّام: شجر من الْحَمْض يَنْتمىء، وانتماؤه: انشداخ ورقه إِذا مسِسَتْه، وَله ورق كورق القاقلّ، والواحدة عُذَّامة. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن الصَيْداويّ عَن الرياشيّ أَنه قَالَ: العَذْم: العَضُ. وَذكر عَن عُمَارة بِإِسْنَاد لَهُ أَنه قَالَ: العَذْم: المَنْع، يُقَال: لأعْذِمنَّك عَن ذَلِك. قَالَ: وَالْمَرْأَة تَعْذِم الرجل إِذا أَربع لَهَا بالْكلَام أَي تشتمه إِذا سَأَلَهَا الْمَكْرُوه، وَهُوَ الإرباع. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: العُذُم: البراغيث، وَاحِدهَا عَذُوم. والعُذُم: اللوّامون والمعاتِبون. وَفِي (النَّوَادِر) : عَذَمته عَن كَذَا وَكَذَا وأعذمته أَي منعته. مذع: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْكسَائي: إِذا أخبر الرجل بِبَعْض الْخَبَر وكتم بَعْضًا قلت: مَذَع يَمْذَع مَذْعاً وماش

أبواب العين والثاء

يميش مَيْشاً. وَقَالَ غَيره: يُقَال للكذّاب: المَذَّاع، وَقد مَذَع إِذا كَذَب. وَقَالَ الْمفضل مَذَع فلَان يَمِينا إِذا حَلَف. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: المَذْع: سيلان المزادة. المَذْع: السيلان من العيونِ الَّتِي تكون فِي شَغَفَات الْجبَال. وَقَالَ أَبُو زيد: المَذّاع، الكذوب الَّذِي لَا وَفَاء لَهُ وَلَا يَحفظ أحدا بِظهْر الغَيْب. (أَبْوَاب الْعين والثاء (بَاب الْعين والثاء مَعَ الرَّاء) ع ث ر عثر، ثعر، رعث، رثع، ثرع: مستعملة. عثر: قَالَ الله جلّ وعزّ: {فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّآ إِثْماً} (المَائدة: 107) مَعْنَاهُ: فَإِن اطُّلع على أَنَّهُمَا قد خَانا. وَقَالَ الله جلَّ وعَزَّ {وَكَذالِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ} (الْكَهْف: 21) مَعْنَاهُ: وَكَذَلِكَ أَطْلعنا. وَقَالَ اللَّيْث: عَثَر الرجل يَعْثُر عُثُوراً إِذا هجم على أَمر لم يهجُم عَلَيْهِ غَيره وأعثرت فلَانا على أَمر أَي أطلعته. وعَثَر الرجل يَعْثُر عَثْرة، وعَثَر الْفرس عِثَاراً. وعيوب الدوابّ تَجِيء على فِعَال؛ مثل العِثار والعِضَاض والخِراط والضِرَاح والرِمَاح وَمَا شاكلها. أَبُو عُبيد عَن أبي عَمْرو: العَثَرِيّ: العِذْي، وَهُوَ مَا سقته السماءُ. قلت: العَثَرِيّ من الزروع: مَا سُقِي بِمَاء السَّيْل والمطر وأُجرِي إِلَيْهِ الماءُ فِي المسايلِ وحُفر لَهُ عاثور أَي أتيّ يُجْرى فِيهِ المَاء إِلَيْهِ. وَجمع العاثور عواثير. وَمن هَذَا يُقَال: وَقع فلَان فِي عاثور شرّ وعافور شرّ إِذا وَقع فِي وَرْطة لم يحتسبها وَلَا شَعَر بهَا. وَأَصله الرجلُ يمشي فِي ظُلْمة اللَّيْل فيتعثّر بعاثور المَسِيل أَو فِي خدّ خَدَّه سيلُ الْمَطَر فَرُبمَا أَصَابَهُ مِنْهُ وَثْء أَو عَنَت أَو كسر. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إِن قُريْشًا أهل أَمَانَة، مَن بغاها العواثر كبَّه الله لمنخره) . وَقَوله: (من بغاها العواثر) أَي بغى لَهَا المكايد الَّتِي تَعْثُر بهَا كالعاثور الَّذِي يُخَدّ فِي الأَرْض فتعثّر بِهِ الْإِنْسَان إِذا مَرَّ بِهِ لَيْلًا وَهُوَ لَا يشْعر بِهِ فَرُبمَا أَعْنته. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: يُقَال: جَاءَ فلَان رائقاً عَثَّرِيّاً بتَشْديد الثَّاء إِذا جَاءَ فَارغًا قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: وَهُوَ غير العَثَريّ الَّذِي جَاءَ فِي الحَدِيث، لِأَن الَّذِي فِي الحَدِيث مخفّف الثَّاء، وَهَذَا مشدّد الثَّاء، وَنَحْو ذَلِك قَالَ أَبُو الْهَيْثَم فِي العِذْي: إِنَّه العَثَريّ بتَخْفِيف الثَّاء، وَكَانَ شمر يشدّد الثَّاء فِيهِ، وَالصَّوَاب تخفيفها؛ كَمَا قَالَ أَبُو الْعَبَّاس وَأَبُو الْهَيْثَم. وروى شمر عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: رجل عَثَريّ: لَيْسَ فِي أَمر الدُّنْيَا وَلَا فِي أَمر الْآخِرَة. وَقَالَ اللَّيْثِيّ فِي قَول الراجز: (وبلدة كَثِيرَة العاثور) قَالَ: يَعْنِي المتالِف. أَبُو عبيد: العِثْيَر: الغُبَار. قَالَ: وأنشده الأمويّ: ترى لَهُم حول الصِقَعْل عِثْيره يَعْنِي الْغُبَار. وَقَالَ اللَّيْث: العِثْيَر: الْغُبَار الساطع. وَأما قَوْلهم: مَا يرى لفُلَان أَثَرٌ وَلَا عَيْثَرٌ فَإِنَّهُ مبنيّ على مِثَال فَيْعَل. وروى الأصمعيّ عَن أبي عَمْرو بن العَلاَء أَنه قَالَ: بُنيَتْ سَيْلَحُون: مَدِينَة بِالْيمن فِي

ثَمَانِينَ أَو سبعين سنة، وبنيت بَرَاقِش وَمعين بِغُسالة أَيْديهم، فَلَا يرى لسَيْلحين أَثَرٌ وَلَا عَيْثَرٌ، وَهَاتَانِ قائمتان. وَأنْشد قَول عَمْرو بن معد يكرب: دَعَانَا من بَرَاقِش أَو مَعِين فأَسمع واتلأَب بِنَا مليع ومَلِيع: اسْم طَرِيق. وَقَالَ الأصمعيّ: العَيْثَر تبع لأثر. قَالَ: وَأما العِثْيَر فَهُوَ الْغُبَار. وَقَالَ الرياشي: العَيْثَر: أخْفى من الأَثَر، يُقَال: إِن العَيْثَر: عَين الشَّيْء وشخصه فِي قَوْله: مَاله أثر وَلَا عَيْثر وَأنْشد: لعمر أَبِيك يَا صَخْر بن عَمْرو لقد عيثرت طيرك لَو تعيفُ يُرِيد: لقد أَبْصرت وعاينت. وَقَالَ اللَّيْث: العَيْثَر: مَا قَلَبْت من تُرَاب أَو مَدَر أَو طين بأطراف أَصَابِع رجليك إِذا مشيتَ وَلَا يرى من القَدَم أثر غَيره، فَيُقَال: مَا رَأَيْت لَهُ أثرا وَلَا عَيْثراً. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: العثْر: الكذِب، يُقَال فلَان فِي العَثْر والبائن، يُرِيد: فِي الْحق وَالْبَاطِل. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي يُقَال: كَانَت بَين الْقَوْم عَيْثَرة وغَيْثَرة شَدِيدَة، وَكَأن العَيْثرة دون الغَيْثرَة. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: تركت الْقَوْم فِي غَيْثرة وعَيْثرة أَي فِي قتال دون الْقِتَال. قَالَ وَيُقَال: مَا رَأَيْت لَهُ أثرا وَلَا عَيْثراً. قَالَ: والعَيْثَر: الشَّخْص العَثَر الِاطِّلَاع على سِرِّ الرجل. وعَثَّر: مَوضِع وَهُوَ مأسَدة، جَاءَ على فَعَّل مثل بَقَّمَ. وَقَالَ أَبُو سعيد فِي قَول الْأَعْشَى: فَبَانَت وَقد أورثت فِي الفؤا د صَدْعاً يخالط عَثَّارها قَالَ: عثَّارها هُوَ الْأَعْشَى عَثَر بهَا فابتُليَ بهواها وتزوّد مِنْهَا صَدْعاً فِي فُؤَاده. وعُثَارى: اسْم وَاد. ثعر: رَوَى أَبُو الزبير عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إِذا مُيّز أهل الجنَّة من أهل النَّار أُخرِجوا قد امْتُحِشوا فيُلْقَون فِي نهر الْحَيَاة فَيخْرجُونَ بيضًا مثل الثعارير) . والثعارير فِي هَذَا الحَدِيث: رُؤُوس الطراثيث، ترَاهَا إِذا خرجت من الأَرْض بيضًا شُبّهوا فِي الْبيَاض بهَا. ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الثعارير: الثآليل وَاحِدهَا ثُعرور. قَالَ: والثَعَر: كَثْرَة الثآليل. قَالَ: والثُعْرور أَيْضا: ثَمَر الذُؤْنُون وَهِي شَجَرَة مُرَّة. وَيُقَال لرأس الطُرْثُوث: ثُعْرور، وَكَأَنَّهُ كَمَرة ذَكَر الرجل فِي أَعْلَاهُ. وَقَالَ اللَّيْث: الثُعْرورة: الرجل الْقصير. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ فِي مَوضِع آخر: الثُعْرور: قِثّاء صغَار. قَالَ: وَهُوَ الثُؤلول، وَهُوَ قُرَاد الثَدْي وَهُوَ حَلَمته. قَالَ: والثعارير: نَبَات يشبه الهِلْيَوْن. وَقَالَ اللَّيْث: الثَّعْر: لُغَة فِي الثُعْر، وَهِي شَجَرَة السمّ إِذا قُطِر مِنْهُ فِي الْعين مَاتَ صَاحبه وَجَعاً. رعث: رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ يحلِّي بَنَات فلَان وكنّ فِي حجْره رِعَاثاً من ذهب. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: وَاحِد الرَعَاث رعَثَة ورَعْثة، وَهُوَ القُرْط. قَالَ: والرَعْث فِي غير هَذَا: العِهْن من الصُّوف. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن

باب العين والثاء مع اللام

الأعرابيّ قَالَ: الرَعَثة فِي أَسْفَل الأُذُن الشَنْف فِي أَعلَى الْأذن. وَقَالَ اللَّيْث: الرَعْثة: رَعْثة الديك وَهِي لِحْيته قَالَ: وَرَعثتَا المِعْزَى: زَنَمتاها. ورَعَثَتِ العَنْزُ رَعْثاً إِذا ابيضَّت أَطْرَاف زَنَميتيْها. قَالَ: وكلّ مِعْلاق كالقُرْط وَنَحْوه يعلَّق من أذن أَو قلادة فَهُوَ رِعَاث. قَالَ: والرُعُث: ذَبَاذب من العِهْن تعلَّق من الهوادج زِينَة لَهَا، وَاحِدهَا رَعْثة. قَالَ: والرَعْثة التَلْتَلة تتخَّذ من جُف الطَلْعة يُشرب بهَا. وحُكِي عَن بَعضهم أَنه قَالَ: يُقَال لراعوفة الْبِئْر: راعوثة. قَالَ: وَهِي الأُرْعُوفة والأُرْعُوثة. وَتَفْسِيره فِي الْعين وَالرَّاء. وبَشَّار المُرَعَّث سمّي مُرَعثاً لِرَعَاث كَانَت فِي أُذُنه. ثرع: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: ثَرِع الرجل إِذا طَفَّل على قوم. رثع: أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: رجل راثع وَهُوَ الَّذِي يرضى من العطيّة بالطفيف، ويخادن أخدان السَوْء. وَقد رَثِع رَثَعاً. وَقَالَ اللَّيْث: رجل رَثِع وراثع: حَرِيص ذُو طَمَع. (بَاب الْعين والثاء مَعَ اللَّام) ع ث ل علث، عثل، ثعل، لعث: مستعملة. علث: أَبُو عبيد عَن الفرّاء قَالَ: المعلوث: بِالْعينِ: الْمَخْلُوط. قَالَ: وَقد سمعناه بالغين: مغلوث، وَهُوَ مَعْرُوف. الحَرّانيّ عَن ابْن السّكيت قَالَ: العَلْث: أَن يُخلط البُرّ بِالشَّعِيرِ، يُقَال: عَلَث الطعامَ يَعْلِثه عَلْثاً. وَمِنْه اشتقّ عُلاثة. قَالَ: والعَلَث: شدّة الْقِتَال. يُقَال: قد عَلِث بعضُ الْقَوْم بِبَعْض قلت: وَالَّذِي ذكره ابْن السّكيت بِالْعينِ يجوز فِي جَمِيع مَا ذكر فِي الْغَيْن. يُقَال: طَعَام مغلوث وغَلِيث وعَلِيث وَرجل غَلِث: ملازم لمن طَالب قتال أَو غَيره، وَهُوَ صَحِيح كُله. وعُلاَثة: اسْم رجل، وَهُوَ الَّذِي يَجمع من هَهُنَا وَهَهُنَا. وَقد عَلَث. قَالَ: وَيُقَال: اعتلث الزَنْدُ إِذا لم يورِ، واعتاص عِلاَثة. وَأنْشد: فَإِنِّي غير معتِلث الزِّنَاد أَي غير صَلْد الزِّنَاد. وَيُقَال: اعتلث فلَان زَنْداً إِذا أَخذه من شجر لَا يُدرى أيُورى أم لَا. والمعتلث من السِهَام: الَّذِي لَا خبر فِيهِ، قَالَه ابْن شُمَيْل. أَبُو زيد: إِذا خُلط البُرّ بِالشَّعِيرِ فَهُوَ عَليث. وَحكى النَّضر عَن الجعديّ: غَلَثوا البُرّ بِالشَّعِيرِ أَي خلطوه، وَهُوَ الغَلِيث. وَقَالَ أَبُو الجرّاح: الغَليث: أَن يخلط الشّعير بالبرّ للزِّرَاعَة ثمَّ يحصدان ويجمعان مَعًا. والجِرْبة: المزرعة، وَأنْشد: جفاه ذَوَات الدَرّ واجتزّ جِرْبَةً عليثاً وأعْيا دَرُّ كل عَتُوم عثل: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ الفرّاء: يُقَال: عَثَمَتْ يَدُه وعثَلَت تَعْثُل إِذا جَبَرت على غير اسْتِوَاء. وَأنْشد غَيره: ترى مُهجَ الرِّجَال على يَدَيْهِ كَأَن عِظَامه عَثَلت بجَبْر أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: العَثَل: ثَرْب الشَّاة، وَهُوَ الخِلْم والسِمْحاق. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: رجل عِثْوَلّ قِثْوَلّ إِذا كَانَ عَيِيّاً

باب العين والثاء مع النون

فَدْماً ثقيلاً. قَالَ: وَقَالَ لي أعرابيّ وَلِصَاحِب لي كَانَ يستثقله، وَكُنَّا مَعًا نَخْتَلِف إِلَيْهِ، فَقَالَ لي: أَنْت قُلْقُل بُلْبُل، وَصَاحِبك هَذَا عِثْوَلٌّ قِثْوَلٌّ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: العَثُول: الأحمق، وَجمعه عُثُل. ثعل: أَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم قَالَ: الثُعْل: زِيَادَة طُبْي على سَائِر الْأَطِبَّاء، وَزِيَادَة سِنّ على سِنّ. وَأنْشد: ذمّوا لنا الدُّنْيَا وهم يرضعونها أفاويق حَتَّى مَا يدرُّ لَهَا ثُعْلُ وَقَالَ الأصمعيّ: رجل أثعل إِذا كَانَ زَائِد السنّ. وَتلك السن الزَّائِدَة يُقَال لَهَا الراءول. اللَّيْث: رجل أثعل وَامْرَأَة ثعلاء وَقد ثَعِل ثَعَلاً وَهُوَ زِيَادَة سنّ أَو دُخُول سنّ تَحت سنّ فِي اخْتِلَاف من المَنْبت. قَالَ: والأثعل: السّيد الضخم إِذا كَانَ لَهُ فضول. قَالَ: والثَعُول: الشَّاة الَّتِي تُحلب من ثَلَاثَة أمكنة أَو أَرْبَعَة للزِّيَادَة الَّتِي فِي الطُبْي. الْأَصْمَعِي: وِرد مُثْعِل إِذا ازْدحم بعضه على بعض من كثرته. اللَّيْث الْأُنْثَى من الثعالب يُقَال لَهَا ثُعَالة. قلت: وَيُقَال لجمع الثَّعْلَب ثعالب وثعالى بِالْبَاء وَالْيَاء. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: لَهَا أشارير من لحم تُتَمرُه من الثعالى ووَخْز من أرانيها أَرَادَ: من الثعالب وَمن أرانبها. وَقَالَ اللَّيْث: الثُعْلُول: الرجل الغضبان وَأنْشد: وَلَيْسَ بِثُعْلُول إِذا سِيل واجتُدِي وَلَا برماً يَوْمًا إِذا الضَّيْف أوهما ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: فِي أَسْنَانه ثَعَل وَهُوَ تراكب بَعْضهَا على بعض. وَقيل: أَخبث الذئاب الأَثْعل وَفِي أَسْنَانه شَخَس وَهُوَ اخْتِلَاف النِبتة. ابْن شُمَيْل: الثَّعْلَب: الذّكر، وَالْأُنْثَى ثَعْلَبَة. وَيُقَال لكل ثَعْلَب إِذا كَانَ ذكرا: هَذَا ثُعَالة، كَا ترى بِغَيْر صرف، وَلَا يُقَال للْأُنْثَى: ثُعَالة، وَيُقَال للأَسَد: أُسامة بِغَيْر صرف، وَلَا يُقَال للْأُنْثَى: أُسامة. وَبَنُو ثُعَل: حَيّ من أَحيَاء طيّء. وبَلَد مَثْعَلة: كثير الثعالب. لعث: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ غَيره: الألعث: الثقيل البطيء من الرِّجَال، وَقد لعِث لَعَثاً وَقَالَ أَبُو وَجْزة السعديّ: ونفضتُ عني نومَها فسرْيتها بالقوم من تَهِمٍ وألعثَ وانِ والتهِم والتهِن: الَّذِي قد أثقله النُعَاس. (بَاب الْعين والثاء مَعَ النُّون) ع ث ن عثن، عنث، نثع: مستعملة. عثن: فِي حَدِيث سُرَاقة بن مَالك أَنه طلب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَبا بكر حِين خرجا مهاجِرَين، فلمَّا بَصُر بهما دَعَا عَلَيْهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فساخت قَوَائِم فرسه فِي الأَرْض، فَسَأَلَهُمَا أَن يخلّيا عَنهُ، فَخرجت قَوَائِمهَا، وَلها عُثَان. قَالَ أَبُو عبيد: العُثان أَصله الدُخَان. وَجمع العُثَان عَوَاثن، وَكَذَلِكَ جمع الدُّخان دواخن على غير قِيَاس. وَأَرَادَ بالعثان هَهُنَا الغُبَار شبَّهه بالدخان، كَذَلِك قَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء. وَيُقَال: عَثَنَت الْمَرْأَة بدخنتها إِذا استجمرت، وعَثَنْت الثَّوْب

باب العين والثاء مع الفاء

بالطِيب إِذا دخنته عَلَيْهِ حَتَّى عَبِق بِهِ. وَطَعَام مَعْثون وعَثِن ومَدْخون ودَخِن إِذا فسد لدخان خالطه وَيُقَال للرجل إِذا استوقد بحطب رَطْب ذِي دُخَان: لَا تُعَثِّن علينا. وَقَالَ اللَّيْث: عُثْنون اللِّحْيَة: طَرَفها. وعثانين الرِّيَاح: أوائلها. وعثانين السَّحَاب: مَا تدلَّى من هَيْدبها. وعُثْنون الْبَعِير: شُعَيرات عِنْد مذبحه. وعُثْنون التَيْس: مَا تدلَّى من الشّعْر تَحت مَذْبحه. وَقَالَ أَبُو زيد: العُثْنُون: مَا فَضَل من اللِّحْيَة بعد العارضين من باطنهما. وَيُقَال لما ظهر مِنْهَا: السَبَلة. وَقد يجمع بَين السَبَلة والعَثْنُون فَيُقَال لَهما: عُثْنُون وسَبَلة. أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: عَثْنت فِي الْجَبَل وعَفَنت إِذا صَعِدت فِيهِ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: العَثَن: الصَنَم الصَّغِير، والوثن: الْكَبِير، وَالْجَمَاعَة: الأَعثان والأوثان. وَيُقَال: عَثَن فلَان بَيْننَا تعثيناً أَي خلَّط وأثار الْفساد. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: سَمِعت زَائِدَة البكريّ يَقُول: الْعَرَب تَدْعُو ألوان الصُّوف العهن، غير بني جَعْفَر فَإِنَّهُم يَدعُونَهُ العِثْن بالثاء. قَالَ: وَسمعت مدرك بن غَزْوان الجعفريّ وأخاه يَقُولَانِ: العِثْن: ضرب من الخُوصة يرعاه المَال إِذا كَانَ رَطْباً، فَإِذا يبِس لم ينفع. وَقَالَ مبتكِر: هِيَ العِهْنة، وَهِي شَجَرَة غبراء ذَات زهر أَحْمَر عنث: اللَّيْث العُنْثُوة: يَبيس الحَلِيّ خاصّة إِذا اسودَّ وبَلِيَ وَيُقَال لَهُ: عُنْثة أَيْضا. وشَبَّه الشَّاعِر شَعرَات اللِمَّة بِهِ بعد الشيب فَقَالَ: عَلَيْهِ من لِمَّته عَنَاثِى قلت: عَنَاثي الحليّ: ثَمَرَتهَا إِذا ابيضّت ويَبِست قبل أَن تسودَّ وتَبْلَى، هَكَذَا سَمِعت من الْعَرَب. وشبَّه الراجز بَيَاض لِمَّته ببياضها. نثع: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: أنثع الرجلُ إِذا قاء. وأنثع إِذا خرج الدَّم من أَنفه غَالِبا لَهُ. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: أنثع القَيْء مِن فِيهِ إنثاعاً، وَكَذَلِكَ الدَّم من الْأنف. (بَاب الْعين والثاء مَعَ الْفَاء) ع ث ف اسْتعْمل من وجوهه: عفث. عفث: وَقد أهمله اللَّيْث. وَفِي الحَدِيث أَن الزُبَير بن العوّام كَانَ أعفث. أَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: رجل أعفث: لَا يواري شَوَاره أَي فرجه. وَقَالَ غَيره: هُوَ الْكثير التكشّف إِذا جلس. (بَاب الْعين والثاء مَعَ الْبَاء) ع ث ب عَبث، ثعب، بثع، بعث: مستعملة. عَبث: قَالَ الله جلّ وعزّ: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً} (الْمُؤْمِنُونَ: 115) أَي لَعِباً. وَقد عبِث يَعْبَث عَبَثاً فَهُوَ عابث: لاعب بِمَا لَا يعنيه وَلَيْسَ من باله. قلت: نَصَب {عَبَثاً} لِأَنَّهُ مفعول لَهُ، الْمَعْنى: خَلَقْنَاكُمْ للعبث. أَبُو عُبيد عَن الفرّاء: عَبَثْتُ الأقِط أَعْبَثُه عَبَثَاً وَمِثْته، ودُفته. قَالَ أَبُو عبيد: وَفِيه لُغَة أُخْرَى: غَبثته بالغَين. قَالَ: وَقَالَ الْأمَوِي: الغَبِيثة بالغين: طَعَام يُطْبخ

وَيجْعَل فِيهِ جَرَاد وَهُوَ الغَثِيمة أَيْضا. الحرّانيّ عَن ابْن السّكيت قَالَ: العَبْث: مصدر عَبَث الأَقِط يَعْبَثه عَبْثاً إِذا خلط رَطْبه بيابسه. وَهِي العَبِيثة. قَالَ: والعَبَث أَن يَعبَث بالشَّيْء. قَالَ: وعَبَثَت الْمَرْأَة أقِطها إِذا فرَّغَتْه على المُشَرّ الْيَابِس ليحمِل يابسه رَطْبُه. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبَيدة: فِي نسب بني فلَان عَبِيثة: أَي مؤتشِب، كَمَا يُقَال: جَاءَ بعَبِيثة فِي وِعَائه أَي بُرّ وشعير قد خُلِطا. وَقَالَ اللَّيْث: العَبِيث فِي لغةٍ: المَصْل. والعَبْث: الخَلْط، وَهُوَ بالفارسيَّة: ترفْ تَرِين. قَالَ وَتقول: إِن فلَانا لفي عَبِيثة من النَّاس ولَوِيثة من النَّاس، وهم الَّذين لَيْسُوا من أَب وَاحِد، تهبَّشُوا من أَمَاكِن شَتى. وَأنْشد: عَبِيثَة من جُشَم وجَرْم وَيُقَال مَرَرْنَا على غَنَم بني فلَان عَبِيثة وَاحِدَة أَي اخْتَلَط بَعْضهَا بِبَعْض. ثعب: أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الثَعَب: مَسِيل الْوَادي، وَجمعه ثُعْبان. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الفرّاء قَالَ: الثَعْب والوَقِيعة والغَدِير كلّ ذَا من مجامع المَاء. وَقَالَ اللَّيْث: الثَعْب: الَّذِي يجْتَمع فِي مَسِيل المَطَر من الغُثاء. قلت: لم يجوّد اللَّيْث فِي تَفْسِير الثَعْب، وَهُوَ عِنْدِي: المسيل نَفسه، لَا مَا يجْتَمع فِي المَسِيل من الغُثَاء. وَقَالَ اللَّيْث: ثَعَبت المَاء ثَعَباً إِذا فَجَرْته فانثعَب كانثعاب الدَّم من الْأنف. قَالَ وَمِنْه اشتُقّ مَثْعَب المَطَر. قَالَ والثُعْبان: الحيَّة الضخم الطَّوِيل الذّكر قَالَ: الأَثْعَبيّ: الْوَجْه الضخم فِي حُسْن وَبَيَاض. قلت: وَمِنْهُم من يَقُول: وَجه أُثْعبانيّ. قَالَ: والثُعْبة: ضَرْب من الوَزَغ يسمَّى سامَّ أبرص، غير أَنَّهَا خضراء الرَّأْس والحَلْق جاحظة الْعَينَيْنِ، لَا تلقاها أبدا إلاَّ فَاتِحَة فاها. وَهِي من شرّ الدوابّ. وَجَمعهَا ثُعَب. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: من أَسمَاء الفأر البِرّ والثُعْبة والعَرِم. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الثُعْبة: دابَّة أغْلظ من الوَزَغة تلسع، وَرُبمَا قَتَلت. قَالَ: ومَثَل من أمثالهم: مَا لخَوافي كالقِلَبة، وَلَا الخُنّاز كالثُعْبة. قَالَ والخُنّاز: الوَزَغة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الحيَّات كلهَا ثعبان، الصَّغِير وَالْكَبِير وَالْإِنَاث والذُكران. وَقَالَ أَبُو خيرة: الثعبان الحيَّة الذّكر، وَنَحْو ذَلِك قَالَ الضَّحَّاك فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى: {فَإِذَا هِىَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ} (الأعرَاف: 107) . وَقَالَ قُطْرب: الثعبان: الحيَّة الذّكر الْأَصْفَر الْأَشْقَر، وَهُوَ من أعظم الحيَّات. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: قَالَ الْخَلِيل: الثُعْبان: مَاء الْوَاحِد ثَعب. قَالَ: وَقَالَ غَيره: هُوَ الثغب بالغين. وَقَالَ شمر: قَالَ بَعضهم: الثعبان من

الحيَّات ضخم عَظِيم أَحْمَر يصيد الفأر. وَقَالَ: وَهِي بِبَعْض الْمَوَاضِع تستعار للفأر، وَهِي أَنْفَع فِي الْبَيْت من السنانير. وَقَالَ حُمَيد بن ثَور: شَدِيدا توقّيه الإمامَ كَأَنَّمَا يَرى بتوقّيه الخِشاشة أرقما فَلَمَّا أنته أنشبت فِي خِشاشه زِماماً كثعبان الحَمَاطة محكما قَالَ الْأَزْهَرِي: ومَثْعب الْحَوْض: صُنْبُوره وَهُوَ ثَقْبه الَّذِي يخرج مِنْهُ المَاء. قَالَ: وَرُوِيَ عَن ثَعْلَب فِي قَوْله تَعَالَى وتشبيهه عَصا مُوسَى بثعبان مُبين فِي مَوضِع، وَقد شبَّهها فِي مَوضِع آخر بالجان فَقيل الثعبان: أضخم الحَيَّات جُثّة، والجانّ: أخفُ الحيَّات وألطفها غَلْقاً فَكيف شبّهت الْعَصَا مرّة بالثعبان ومرَّة بالجانّ؟ فَقَالَ شبَّهها فِي ضخمها بالثعبان، وَفِي خفَّتها بالجان وَنَحْو ذَلِك قَالَ الزّجاج. بثع: أَبُو زيد: بَثِعت لِثَةُ الرجل تَبْثَع بُثُوعاً إِذا خرجت وَارْتَفَعت حَتَّى كأنَّ بهَا وَرَماً، وَذَلِكَ عيب وَإِذا ضحك الرجل فَانْقَلَبت شفته فَهِيَ باثعة أَيْضا. وَقَالَ اللَّيْث: البَثَغ ظُهُور الدَّم فِي الشفتين وَغَيرهمَا من الجَسَد. قَالَ: وَهُوَ البَثَغ بالغين فِي الْجَسَد. قلت: لم أسمع البَثَغ بالغين لغيره. بعث: قَالَ اللَّيْث: بَعَثت الْبَعِير فانبعث إِذا حللت عِقَاله وأرسلته لَو كَانَ باركاً فأثرته. قَالَ: بعثته من نَومه فانبعث. قَالَ والبَعْث: بَعْث الجُنْد إِلَى العَدُوّ. قَالَ والبَعْث يكون نَعْتاً للْقَوْم يُبْعثون إِلَى وَجه من الْوُجُوه؛ مثل السفَر والرَكْب. بَعيث: اسْم رجل. قلت: هُوَ شَاعِر مَعْرُوف من بني تَمِيم؛ وبَعيث لقب لَهُ، وَإِنَّمَا بعَّثَه قولُه: تبعَّث مني مَا تبعَّث بَعْدَمَا استمرْ قلت: وبُعاث بِالْعينِ: يَوْم من أَيَّام الْأَوْس والخزرج مَعْرُوف ذكره الْوَاقِدِيّ وَمُحَمّد بن إِسْحَاق فِي (كِتَابَيْهِمَا) . وَذكر ابْن المظفّر هَذَا فِي كتاب (الْغَيْن) فَجعله يَوْم بُغَاث فصحّفه. وَمَا كَانَ الْخَلِيل ح يخفي عَلَيْهِ يومُ بُعَاث؛ لِأَنَّهُ من مشاهير أيَّام الْعَرَب، وَإِنَّمَا صحَّفه اللَّيْث وَعَزاهُ إِلَى خَلِيل نفسِه، وَهُوَ لِسَانه. وَالله أعلم. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ قَالُواْ ياوَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ} (يس: 52) هَذَا وقف التَمَام وَهُوَ قَول الْمُشْركين يَوْم النُشُور وَقَوله جلّ وعزّ: {مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمانُ} (يس: 52) قَول الْمُؤمنِينَ و {وُوِهَاذَا} رفع بِالِابْتِدَاءِ وَالْخَبَر {مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا} وقرىء (يَا ويلنا مِن بَعْثِنا من مرقدنا) أَي مِن بَعْث الله إيانا من مرقدنا. والبعث فِي كَلَام الْعَرَب على وَجْهَيْن أَحدهمَا الْإِرْسَال؛ كَقَوْل الله تَعَالَى: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى} (الْأَعْرَاف: 103) مَعْنَاهُ: أرسلنَا. والبَعْث: إثارة بارِكٍ أَو قَاعد. تَقول بعثت الْبَعِير فانبعث أَي أثرته فثار. والبَعْث أَيْضا: الْإِحْيَاء من الله للموتى. وَمِنْه قَوْله جلّ وعزّ: {ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ} (البَقَرَة: 56) أَي

باب العين والثاء مع الميم

أحييناكم. وَفِي حَدِيث حُذَيْفَة: (إِن للفتنة بَعْثات ووَقَفات فَمن اسْتَطَاعَ أَن يَمُوت فِي وَقفاتها فَلْيفْعَل) . وَقَالَ شمر فِي قَوْله: (بعثات) أَي إثارات وهَيْجات. قَالَ: وكلّ شَيْء أثرتَه فقد بعثتَه. وَبعثت النَّائِم إِذا أهْبَبتَه. قَالَ: والبَعْث: الْقَوْم المبعوثون المُشْخصون. ويُقَال: هم البَعْث بِسُكُون الْعين. وَفِي (النَّوَادِر) : يُقَال: ابْتَعَثْنا الشَّام عَيْراً إِذا أرْسلُوا إِلَيْهَا رِكَاباً لِلْمِيرَةِ. وباعِيثاء: مَوضِع مَعْرُوف. الأصمعيّ: رجل بَعِث: لَا يكَاد ينَام، وناقة بَعِثة: لَا تكَاد تَبْرُك. (بَاب الْعين والثاء مَعَ الْمِيم) ع ث م عثم، مثع، ثعم: مستعملة. عثم: أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: عَثَمت يَدُه تعثِم، وعثَمتها أَنا إِذا جَبَرتها على غير اسْتِوَاء. وَقَالَ أَبُو زيد فِي العثم مثله. وَقَالَ الفرّاء: تَعْثُم بِضَم الثَّاء وتعْثُل مثله. وَقَالَ اللَّيْث: العَثْم: إساءة الجَبْر حَتَّى يبْقى فِيهِ أَوَد كَهَيئَةِ المَشَش. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العَيْثُوم: الْأُنْثَى من الفِيلة. وَقَالَ أَبُو عبيد: العَيْثُوم: الضَبُع وَالذكر ضِبْعان. وَقَالَ اللَّيْث: العَيْثوم: الضخم الشَّديد من كل شَيْء. وَيُقَال للفيلَة الْأُنْثَى عَيْثوم. قَالَ: وَيُقَال للفيل الذّكر: عَيْثُوم وجمعُه عَيَاثيم. وَقَالَ الشَّاعِر: وَقد أَسِير أَمَام الحيّ تحملنِي والفضلتين كِنَازُ اللَّحْم عَيثوم وصف نَاقَته فَجَعلهَا عَيْثُوماً. قَالَ: والعَيْثام: شجر يُقَال لَهُ الْبَيْضَاء، الْوَاحِد عَيْثامة. أَبُو عبيد عَن عَمْرو: العَثْمْثَم: الشَّديد الْعَظِيم من الْإِبِل. وَقَالَ اللَّيْث: العَثمْثَم من الْإِبِل: الطَّوِيل فِي غِلَظ، وَالْجمع عَثَمْثَات. قَالَ: والأسد عَثَمْثَم، يُقَال ذَلِك من ثِقَل وَطْئه. بَغْل عَثَمْثَم: قويّ. وَقَالَ الجعديّ يصف جملا: أَتَاك أَبُو ليلى يجوب بِهِ الدُجَى دُجَى اللَّيْل جَوّابُ الفلاة عَثَمْثَم أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: إِنِّي لأعْثِم لَهُ شَيْئا من الرَجَز أَي أنتف. وَقَالَ ابْن الْفرج: سَمِعت جمَاعَة من قيس يَقُولُونَ: فلَان يَعْثِم ويَعْثِن أَي يجْتَهد فِي الْأَمر ويُعْمِل نَفْسه فِيهِ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: العَثْم فِي الْكسر وَالْجرْح: تداني الْعظم حَتَّى هَمّ أَن يَجْبُر وَلم يَجْبُر بعد كَمَا يَنْبَغِي. يُقَال: أجبَر عظمُ الْبَعِير؟ فَيُقَال: لَا وَلكنه عَثَم وَلم يَجْبُر. وَقد عَثَمَ الْجرْح وَهُوَ أَن يُكْنب ويَجْلُب وَلم يبرأ بعد. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: العُثْمُ جمع عاثم وهم المُجبَّرون، عَثَمه إِذا جَبَره. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: العُثْمان: الجانّ، جَاءَ بِهِ فِي بَاب الحيَّات: أَبُو عبيد ابْن عَمْرو: العَثْمْثَم: الشَّديد الْعَظِيم من الْإِبِل. قَالَ الْأَزْهَرِي: عُثمان: فُعْلان من العَثْم. ثعم: اللَّيْث: الثَعْم: النَزْعُ والجرُّ. وَيُقَال: تثعَّمتْ فلَانا أرضُ بني فلَان إِذا أعجبَتْه

أبواب العين والراء

وجرَّته إِلَيْهَا، ونحوُ ذلكَ كَذَلِك. قلت وَلَا أبعده من الصَّوَاب وَمَا سَمِعت الثعْم فِي شَيْء من كَلَامهم غير مَا ذكره اللَّيْث. مثع: أهمله اللَّيْث وَهُوَ مَعْرُوف. روى أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو قَالَ: المَثَع: مشْيَة قبيحة للنِّسَاء وَقد مَثَعث تَمْثَع. وَقَالَ شمر: تَمْثَع وتَمْثُع: وَأنْشد: كالضبع المثعاء عنَّاها السُدُم قَالَ: المَثْعاء: الضبع المُنْتِنة. (أَبْوَاب الْعين وَالرَّاء (بَاب الْعين وَالرَّاء مَعَ اللَّام) ع ر ل اسْتعْمل من وجوهه: رعل. رعل: أَبُو حَاتِم عَن الأصمعيّ: الأَرْعل: الأحمق، وَأنكر الأرعن. قَالَ: ومَثَل للْعَرَب: زَاده الله رَعَالة، كلَّما ازْدَادَ مَثَالة: أَي كلَّما ازْدَادَ غِنى زَاده الله حُمْقاً. وَقد رَعِل يَرْعل فَهُوَ أرعل. وعُشْب أرعل إِذا انثنى وَطَالَ، وَأنْشد: أرعل مجَّاج الندى مَثّاثا وناقة رعلاء، وَهُوَ أَن يُشَقّ أُذُنُها ثمَّ يُتْرَك نائساً. وَقَالَ الفِنْد الزِمَّاني: رَأَيْت الفِتية الأعزا ل مثل الأيْنُق الرُعْل وَفِي (النَّوَادِر) : شَجَرَة مُرْعِلة ومُقْصِدة أَي رَطْبَة. فَإِذا عَسَتْ رَعْلتها فَهِيَ مُمْشِرة إِذا غَلظت. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ يُقَال لفحل الدَقَل: الراعل. قَالَ: والرِعَال: الدَقَل من النخيل واحدتها رَعْلة. قَالَ: وَقَالَ أَبُو شَنْبَل الأعرابيّ: استرعلت الغَنَمُ إِذا تَتَابَعَت فِي السّير. وَرُوِيَ عَن الْأَحْمَر: من السمات فِي قَطْع الجِلْد الرَعْلة، وَهُوَ من يُشقَّ من الْأذن شَيْء ثمَّ يتْرك معلَّقاً. قَالَ أَبُو عبيد: ويسمّى ذَلِك المعلّق الرَعْل. قلت: وكلّ شَيْء متدلّ مسترخٍ فَهُوَ أَرْعَل. وَيُقَال للقلفاء من النِّسَاء إِذا طَال مَوضِع خَفْضها حَتَّى يسترخي: أرعل. وَمِنْه قَول جرير: رَعَثاتِ عُنْبُلها الغِدَفْل الأرعل أَرَادَ بعُنْبُلها بَظْرها. والغِدَفل: العريض الْوَاسِع. وَقَالَ اللَّيْث الرَعْل: شدَّة الطعْن، يُقَال: رَعَله بِالرُّمْحِ، وأرعل الطعنَ. قَالَ: والرَعْلة: القَطِيع من الْخَيل تكون فِي أوائلها، وَهُوَ الرَعِيل. وَتجمع الرَعَلة رِعَالاً. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: وغارةٍ ذَات قيروان كَأَن أسرابها الرِعَالُ وَقَالَ بَعضهم: يُقَال للقطعة من الفرسان: رَعْلة، ولجماعة الْخَيل: رَعيل. والمُسْتَرعِل: الَّذِي ينْهض فِي الرعيل الأول. وَأنْشد أَبُو عبيد وَابْن الْأَعرَابِي قَول تأبَّط شَرّاً: مَتى تبغني مَا دمتُ حيّاً مسلَّماً تجدني مَعَ المسترعل المُتَعَبْهِل وَقَالَ اللَّيْث: الرَعْلة النعامة، سميت بذلك لِأَنَّهَا لَا تكَاد تُرَى إِلَّا سَابِقَة للظليم. قَالَ: وَتجمع الرَعْلة من الْخَيل أرعالاً ثمَّ أراعيل. قَالَ: والرَعْلة: هِيَ القُلْفة. وَهِي أَيْضا: الجِلدة من أذن الشَّاة تُشَقّ فَتتْرك نائسة معلَّقة فِي مُؤخر الأُذُن. وَقَالَ

باب العين والراء مع النون

قُطْرُب: الرِعْل: ذكر النَحْل، وَبِه سمّي رِعْل بن ذَكْوان. وَقَالَ أَبُو زيد: رَعَله بِالسَّيْفِ رَعْلاً إِذا نفحه بِهِ، وَهُوَ سيف مِرْعَل ومِخْذَم. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ عَن الْمفضل: هُوَ أَخبث من أبي رِعْلة وَهُوَ الذِّئْب، وَكَذَلِكَ أَبُو عِسْلَة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْعَرَب تَقول للأحمق: كلما ازددت مَثَالة، زادك الله رعالة. قَالَ: والرعالة: الرعونة، والمَثَالة: الغِنى. (بَاب الْعين وَالرَّاء مَعَ النُّون) ع رن رعن، رنع، عرن، نعر: مستعملة. عرن: أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: العَرَن: قَرْح يخرج بقوائم الفُصْلان وأعناقها. قلت: وَأما عَرَن الدوابّ فَهُوَ غير عَرَن الفِصْلان، وَهُوَ جُسُوء فِي رُسْغ رجل الدابَّة وَمَوْضِع ثُنَنها من أُخُر لشَيْء يُصِيبهُ من الشُقَاق أَو المَشَقّة من أَن يرمح جَبلاً أَو حجرا. وَقَالَ اللَّيْث: العَرَن مثل السَحَج يكون فِي الجِلد فيُذهِب الشّعْر فَهُوَ عَرِن وَبِه عَرَن وعُرْنة وعِرَان، على لفظ العِضَاض والخِرَاط. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ قَالَ: الخِشاش: مَا كَانَ من عود أَو غَيره يَجْعَل فِي عَظْم أنف الْبَعِير. قَالَ: والعِرَان: مَا كَانَ فِي اللَّحْم فَوق الْأنف. وَقد عرنت الْبَعِير، فَهُوَ معرون. قلت: وأصل هَذَا من العَرَن والعِرَين وَهُوَ اللَّحْم. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأمويّ والعَرِين: اللَّحْم وَأنْشد لغادية الدُبَيريَّة: موشَّمة الْأَطْرَاف رَخْص عَرِينها وَقَالَ الأصمعيّ العِرَان: عُود يَجْعَل فِي وَتَرَة الْأنف، وَهُوَ مَا بَين المنخرين، وَهُوَ الَّذِي يكون للبَخَاتيّ. وَقَالَ اللَّيْث: العِرْنين: الأنْف، وَجمعه عَرَانين. قلت: وعرانين النَّاس: وُجُوههم وأشرافهم. وعرانين السَّحَاب: أَوَائِل مَطَره. وَمِنْه قَول امرىء الْقَيْس يصف غيثاً: كَأَن ثبيراً فِي عرانين وَبْله من السَّيْل والغُثَّاء فلكَةُ مِغْزَل أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي وَعَن عَمْرو وَعَن أَبِيه قَالَا: الظِمْخ واحدتها ظِمْخة، وَهُوَ العِرْن واحدته عِرْنة: شَجَرَة على صُورَة الدُلْب تُقطع مِنْهُ خُشُب القصَّارين الَّتِي تدفن، وَيُقَال لبائعها: عَرّان. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: سِقَاء معرون: مدبوغ بالعِرْنة وَهُوَ خَشَب الظِمْخ. قَالَ: وَهُوَ شجر خشِن يشبه العَوْسجَ إلاّ أَنه أضخم مِنْهُ، وَهُوَ أثِيث الفَرْع وَلَيْسَ لَهُ سوق طوال، يُدَقّ ثمَّ يطْبخ فَيَجِيء أديمه أَحْمَر. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العِرْنة: عروق العَرَتُن. وَقَالَ شمر: العَرتُن بِضَم التَّاء: شجر واحدتها عَرَتُنة. وَقَالَ غَيره: يُقَال مِنْهُ أدِيم مُعَرْتَن. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العَرِين: صِياح الفاختة. والعَرِين: اللَّحْم الْمَطْبُوخ. والعرين: الفِناء. والعَرِين: الشَوْك وَفِي الحَدِيث: دُفِن بعض الْخُلَفَاء بعرين مكَّة أَي فِي فنائها. والعران: الْقِتَال. والعران: الدَّار الْبَعِيدَة. وَقَالَ أَبُو عبيد: العران: الْبعد، يُقَال: دَارهم عارنة أَي بعيدَة. وَأنْشد قَول ذِي الرُمَّة:

أَلا أَيهَا الْقلب الَّذِي برَّحت بِهِ منَازِل مَيّ والعِرَان الشواسِعُ ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: أعرن الرجل إِذا تشقَّقت سيقان فِصْلانه. وأعرن إِذا وَقعت الحِكَّة فِي إبِله. وأعرن إِذا دَامَ على أكل العَرَن وَهُوَ اللَّحْم الْمَطْبُوخ. وَقَالَ اللَّيْث: العَرَين: مأوى الْأسد. وَقَالَ الطِرِمّاح يصف رَحْلاً: أحمّ سراةِ أَعلَى اللَّوْن مِنْهُ كلون سراة ثعبان العَرِين وَقيل: العرين: الأجمة هَهُنَا. وَقيل اللَّيْث: عُرَينة: حيّ من اليَمَن. وعَرِين: حيّ من تَمِيم وَلَهُم يَقُول جرير: عَرِين من عُرَينة لَيْسَ مِنّا بَرِئت إِلَى عُرَينة من عَرِين وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العَرَن: رَائِحَة لحم لَهُ غمَر؛ يُقَال: إِنِّي لأجد رَائِحَة عَرَنِ يدك. قَالَ: وَهُوَ العَرَم أَيْضا. أَبُو عبيد عَن الْفراء قَالَ: إِذا كَانَ الرجل صِرّيعاً خبيثاً قيل: هُوَ عِرْنة لَا يُطاق. وَقَالَ ابْن أَحْمَر يصف ضعفه: وَلست بعِرْنة عَرِك سلاحي عَصا مثقوفَة تقص الحمارا يَقُول: لست بقويّ. ثمَّ ابْتَدَأَ فَقَالَ: سلاحي عَصا أسوق بهَا حماري وَلست بِمُقرِن لقِرني. وَقَالَ أَبُو عبيد: يُقَال: هَذَا مَاء ذُو عُرانية إِذا كَثُرُوا وارتفع عُبَابه. قَالَ: وَمِنْه قَول عديّ بن زيد العِبَاديّ: كَانَت ريَاح وَمَاء ذُو عُرانية وظُلمة لم تدع فَتْقاً وَلَا خَلَلا وعِرْنان: اسْم وَاد مَعْرُوف. وبطن عُرَنة: وادٍ بِحذَاء عَرَفَات. رعن: الرَعْن: الأنْف الْعَظِيم من الجَبَل ترَاهُ متقدّماً. وَمِنْه قيل للجيش الْعَظِيم: أرْعن، شبّه بالرَعْن من الْجَبَل. قلت: وَقد جعل الطِرِمّاح ظلمَة اللَّيْل رَعُونا. شبّهها بجبل من الظلام فِي قَوْله يصف نَاقَة تشقّ بِهِ ظُلَم اللَّيْل: تشُقّ مُغَمِّضات اللَّيْل عَنْهَا إِذا طرقت بمِرْداس رَعُون ومغمِّضات اللَّيْل: دياجيرُ ظُلَمِها. بمرداس رعون: بجَبَل من الظلام عَظِيم. وَيُقَال: الرَعُون: الْكثير الْحَرَكَة. وَقَالَ اللَّيْث: الرَعْن من الْجبَال لَيْسَ بطويل، وَجمعه رُعُون. وَيُقَال: بل هُوَ الطَّوِيل. وَقَالَ رؤبة: يعدلُ عَنهُ رَعْنُ كل صُدّ قَالَ: ورَعُن الرجلُ يرْعُن رَعَناً ورُعُونة فَهُوَ أرعن: أهوج. وَالْمَرْأَة: رَعْناء. قَالَ: ورُعِن الرجل فَهُوَ مَرعون إِذا غُشي عَلَيْهِ. وَأنْشد: كَأَنَّهُ من أوار الشَّمْس مرعون أَي مَغْشِيّ عَلَيْهِ. ورُعَيْن: اسْم جبل بِالْيمن فِيهِ حِصْن ينْسب إِلَيْهِ. وَذُو رُعَين: ملك من الأذواء مَعْرُوف. وَكَانَ يُقَال لِلْبَصْرَةِ:

الرَعْناء لِما يكثر بهَا من وَمَد الْبَحْر وعكِيكه. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا} (البَقَرَة: 104) كَانَ الْحسن يقْرؤهَا: (لَا تَقولُوا رَاعنا) بِالتَّنْوِينِ. وَالَّذِي عَلَيْهِ قِرَاءَة القُرَّاء: {رَاعِنَا} غير منوّن. وَقيل فِي {رَاعِنَا} غير منوّن ثَلَاثَة أَقْوَال قد فسّرناها فِي معتلّ الْعين عِنْد ذكرنَا المراعاة وَمَا يُشتقّ مِنْهَا. وَقيل: إِن (رَاعنا) كلمة كَانَت تجْرِي مجْرى الهُزْء فنُهِي الْمُسلمُونَ أَن يَلْفِظوا بهَا بِحَضْرَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَذَلِكَ أَن الْيَهُود لعنهم الله كَانُوا اغتنموها فَكَانُوا يَسُبّون بهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي نُفُوسهم، ويتستّرون من ذَلِك بِظَاهِر المراعاة مِنْهَا، فأمِروا أَن يخاطبوه بالتعزير والتوقير. وَقيل لَهُم: {لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا} كَمَا يَقُول بَعْضكُم لبَعض {وَقُولُواْ انظُرْنَا} أَي انتظرنا. وَأما قِرَاءَة الْحسن (رَاعنا) بِالتَّنْوِينِ فَالْمَعْنى: لَا تَقولُوا: حُمْقاً، من الرعونة. نعر: الحرّانيّ عَن ابْن السّكيت: نَعَر الرجل يَنْعَر نَعِيراً، من الصَّوْت. قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ فِي حَدِيث ذكره: مَا كَانَت فتْنَة إِلَّا نَعَر فِيهَا فلَان أَي نَعَق فِيهَا. وَإِن فلَانا لنعَّار فِي الفِتَن. وَقد نَعَر العِرْق بالدَم يَنْعَرُ، وَهُوَ عِرْق نعَّار بِالدَّمِ إِذا ارْتَفع دَمُه. ونَعِر الْفرس وَالْحمار يَنْعَرُ نَعراً إِذا دخلت فِي أَنفه النُعَرة. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: من أَيْن نَعَرت إِلَيْنَا؟ أَي من أَي أَقبلت. وَقَالَ شمر: الناعر: على وَجْهَيْن: الناعر: المصوّت، والناعر: العِرْق الَّذِي يسيل دَمًا. وَقَالَ المخبَّل السعديّ: إِذا مَا هُم أصلحوا أَمرهم نَعَرت كَمَا يَنْعَر الأخدع يَعْنِي: أَنه يُفسِد على قومه أَمرهم. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: إِن فِي رَأسه لنُعَرة أَي كبْراً. قَالَ: والنَعرة أَيْضا: ذُبَابَة. قَالَ وَقَالَ الأُموي: إِن فِي رَأسه لنَعَرة بِفَتْح النُّون أمرا يهُمّ بِهِ. قَالَ: وَيُقَال للْمَرْأَة وَلكُل أُنْثَى: مَا حملت نَعَرة قطّ بِالْفَتْح: أَي مَا حملت مَلقوحاً أَي ولدا. وَيُقَال: نَعَر الْجرْح بِالدَّمِ إِذا فار، يَنْعَر. وجرح نَعَّار: لَا يكَاد يَرْقأ. ونَعَر الرجل وَغَيره يَنْعِر إِذا صوَّت. أَبُو عَمْرو: النَعِر: الَّذِي لَا يستقرّ فِي مَكَان. الْأَحْمَر: النُعَرة: ذُبَابَة تسْقط على الدَّوَابّ فتؤذيها. وَمِنْهَا يُقَال: حمَار نَعِر. وَقَالَ ابْن مقبل: ترى النُعَرات الخُضْر حول لَبَانه أُحَاد ومثنَى أصعقتها صواهلُهْ أَي قَتلهَا صهيله. وَقَالَ اللَّيْث: نَعَر يَنْعِر نَعِيراً، وَهُوَ صَوت الخيشوم. قَالَ: والنُعَرة: هِيَ الخيشوم، وَمِنْهَا يَنْعِر الناعر. قَالَ: وجرح نَعُور بِصَوْتِهِ من شدَّة خُرُوج دَمه مِنْهُ. قَالَ: والنُعَرة: ذُبَابَة الْحمير الْأَزْرَق. والنُعَرة: مَا أجنَّت الْحمرُ فِي أرحامها، شبه بالذباب، وَأنْشد: والشَدَنيات يساقطن النُعَر قَالَ: وَامْرَأَة نعَّارة: صَخَّابة. وَيُقَال غَيْرى

باب العين والراء مع الفاء

نَعْرى للْمَرْأَة. قلت: نَعْرى لَا يجوز أَن يكون تَأْنِيث نَعْران وَهُوَ الصخَّاب؛ لِأَن فعلان وفَعْلى يجيئان فِي بَاب فَعِل يَفْعَل وَلَا يَجِيء فِي بَاب فَعَل يَفعِل. وأمَّا قَول اللَّيْث فِي النعير: إِنَّه صَوت فِي الخيشوم، وَقَوله: النُّعَرة: الخَيشوم فَمَا سمعته لأحد من الأئمّة، وَمَا أُرى اللَّيْث حفِظه. وَيُقَال: سَفَر نَعُور إِذا كَانَ بَعيدا. وَمِنْه قَول طرفَة: ومثلي فاعلمي يَا أم عَمْرو إِذا مَا اعتاده سفر نَعُور وهِمَّة نَعُور: بعيدَة والنعُور من الْحَاجَات: الْبَعِيدَة. ونَعَرت الرِيح إِذا هبَّت مَعَ صَوت، ورياح نواعر، وَقد نَعَرت نُعَاراً. والنَعْرة: مثل البَغرة من النَوْء إِذا اشتدّ بِهِ هبوب الرّيح وَمِنْه قَوْله: عمِل الأنامل ساقطٍ أوراقهُ متزحّر نَعَرَت بِهِ الجوزاء وَيُقَال: لأُطيرنّ نُعَرتك أَي كِبْرك وجهلك من رَأسك. وَالْأَصْل فِي ذَلِك أَن الْحمار إِذا نَعِر ركب رَأسه. فَيُقَال لكل من ركب رَأسه: فِيهِ نُعَرة. رنع: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ شمر: قَالَ الفرّاء: كَانَ لنا البارحة مَرْنَعة وَهِي الْأَصْوَات واللعب. وَقَالَ غَيره: يُقَال للدّابة إِذا طَرَدت الذُّبَاب برأسها: رَنَعت. وَأنْشد شمر لمصاد بن زُهَيْر: سما بالرانعات من المطايا قويّ لَا يضلّ وَلَا يجورُ أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: أصبْنَا عِنْده مَرْنعة من طَعَام أَو شراب، كَمَا تَقول: أصبْنَا مَرْنعة من الصَّيْد أَي قِطْعَة. سَلَمة عَن الفرّاء: قَالَ: المَرْنَعَة: الرَّوْضَة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: هِيَ المرنعة والمرغدة للروضة. وَفِي (النَّوَادِر) : يُقَال: فلَان رانع اللَّوْن، وَقد رَنَع لونهُ يَرْنَع رُنُوعاً إِذا تغيَّر وذَبَل. (بَاب الْعين وَالرَّاء مَعَ الْفَاء) ع رف عرف، عفر، رفع، رعف، فرع، فعر: مستعملات. عرف: اللَّيْث: عَرَف يَعْرف عِرْفاناً ومَعْرِفة. وَأمر عَارِف: مَعْرُوف عَرِيف. قلت: لم أسمع أَمر عَارِف أَي مَعْرُوف لغير اللَّيْث. وَالَّذِي حصَّلناه للأئِمَّة: رجل عَارِف أَي صَبُور. قَالَ أَبُو عبيد وَغَيره: يُقَال: نزلت بِهِ مُصِيبَة فوُجِد صَبُوراً عَارِفًا. قلت: وَنَفس عارفة بِالْهَاءِ مثله. وَقَالَ غَيره: فصبرتُ عارفة لذَلِك حُرَّة ترسو إِذا نفسُ الجَبَان تَطَلَّعُ وَنَفس عَرُوف: صبور. إِذا حُمِلت على أَمر احتملَتْه. وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: فآبُوا بِالنسَاء مردَّفاتٍ عوارفَ بعد كِنَ وائتحاح أَرَادَ: أَنَّهُنَّ أقررن بالذلّ بعد النِعمة. ويروى: (وابتحاح) . فَمن رَوَى: (وائتجاح) فَهُوَ من الوِجَاح وَهُوَ السِتْر. وَمن رَوَى: (وابتحاح) فَهُوَ من البحوحة، وَهَكَذَا رَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي. وَيُقَال: اعْترف فلَان إِذا ذَلَّ وانقاد. وانشد الفرّاء: أتضجرين والمطِيّ معترفْ

أَيْن تعترف وتصبر. وذكّر (معترف) لِأَن لفظ المطيّ مذكَّر. وأمَّا قَول الله جلّ ذكره {} (المُرسَلات: 1) فَقَالَ بعض المفسّرين فِيهَا: إِنَّهَا أُرسلت بِالْمَعْرُوفِ، وَالْعرْف والعارفة وَالْمَعْرُوف وَاحِد، وَهُوَ كلّ مَا تعرفه النفْس من الْخَيْر وتَبْسَأ بِهِ وتطمئنّ إِلَيْهِ. قَالَ الله جلّ وعزّ {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِض عَنِ الْجَاهِلِينَ} (الأعرَاف: 199) . وَقيل فِي قَوْله: {} (المرسلات: 1) : إِنَّهَا الْمَلَائِكَة أُرسلت متتابعة كعُرف الْفرس. وقرئت (عُرْفاً) و (عُرُفاً) وَالْمعْنَى وَاحِد. وَقيل المُرْسَلات: هِيَ الرُسُل. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: عَرَف الرجل إِذا أَكثر من الطِيب، وعرِف إِذا ترك الطّيب. وَقَول الله جلّ وعزّ: {الْحَكِيمُ وَإِذَ أَسَرَّ النَّبِىُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ} (التَّحْريم: 3) وقرىء (عَرَف بعضه) بِالتَّخْفِيفِ. قَالَ الْفراء: من قَرَأَ: (عرَّف) بِالتَّشْدِيدِ فَمَعْنَاه: أَنه عرَّف حَفْصة بعضَ الحَدِيث وَترك بَعْضًا. قَالَ: وكأنّ من قَرَأَ (عَرَف) بِالتَّخْفِيفِ قَالَ: غَضِب من ذَلِك وجازى عَلَيْهِ؛ كَمَا تَقول للرجل يسيء إِلَيْك: وَالله لأعرفنَّ لَك ذَلِك. قَالَ: وَقد لعمري جازى حفصةَ بِطَلَاقِهَا. قَالَ الفرّاء: وَهُوَ وَجه حسن، قَرَأَ بذلك أَبُو عبد الرحمان السُلَميّ. قلت: وَذهب أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم ابْن السريّ فِي معنى (عرَّف) و (عَرَف) إِلَى نَحْو ممَّا قَالَه الفرّاء. قلت: وَقَرَأَ الْكسَائي والأعشى عَن أبي بكر عَن عَاصِم: (عَرَفَ بعضه) خَفِيفَة. وَقَرَأَ حَمْزَة وَنَافِع وَابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر اليحصبيّ {عَلَيْهِ عَرَّفَ} بِالتَّشْدِيدِ. وَأما قَول الله جلّ وعزّ: {بَالَهُمْ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا} (محَمَّد: 6) فَإِن الفرّاء قَالَ: يعرَّفون مَنَازِلهمْ إِذا دخلوها، حَتَّى يكون أحدهم أعرف بمنزله فِي الْجنَّة مِنْهُ بمنزله إِذا رَجَعَ من الْجُمُعَة إِلَى أَهله. وَقلت: وَهَذَا قَول جمَاعَة من المفسّرين، وَقد قَالَ بعض اللغويين: إِن معنى {الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا} أَي طيَّبها، يُقَال: طَعَام معرَّف أَي مطيَّب. وَقَالَ الْأَصْمَعِي فِي قَول الْأسود بن يعفر يهجو عِقَال بن مُحَمَّد بن شفين: فتُدخَل أيد فِي حناجر أُقْنِعت لعادتها من الخَزِير المعرَّف أُقنعت أَي مُدَّت ورُفِعت للَّقْم. وَالله أعلم بِمَا أَرَادَهُ. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: قَالَ بَعضهم فِي قَول الله عزّ وجلّ: {بَالَهُمْ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا} : وَهُوَ وضعك الطَّعَام بعضَه على بعض من كثرته. وخَزِير معرَّف: بعضه على بعض. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: العَرْف: الرَّائِحَة، تكون طيّبة وَغير طيّبة. وَأما قَول الله جلّ وعزّ: {وَنَادَى أَصْحَابُ الاَْعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ} (الْأَعْرَاف: 48) فالأعراف فِي اللُّغَة: جمع عُرْف، وَهُوَ كل عَال مُرْتَفع. وَقَالَ بعض المفسّرين: الْأَعْرَاف: أعالي سُور بَين أهل الجَنَّة وَأهل النَّار. وأصحابها قوم اسْتَوَت حسناتهم وسيّئاتهم، فَلم يستحقُّوا الجنَّة بِالْحَسَنَاتِ،

وَلَا النارَ بالسّيئات، فَكَانُوا على الحِجَاب الَّذِي بَين الجَنَّة وَالنَّار. قلت: رَوَى ذَلِك جرير بن حَازِم عَن قَتَادة عَن ابْن عَبَّاس، حدَّثني بذلك أَبُو الْحسن الخُلْديّ عَن يُونُس بن عبد الْأَعْلَى عَن ابْن وهب عَن جرير. وَقَالَ قوم: هم مَلَائِكَة، ومعرفتهم كلا بِسِيمَاهُمْ أَنهم يعْرفُونَ أهل الْجنَّة بإسفار وُجُوههم، وأهلَ النَّار باسوداد وُجُوههم. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: وَيجوز أَن يكون جمعه على الْأَعْرَاف على معرفَة أهل الْجنَّة وَأهل النَّار. وَالله أعلم بِمَا أَرَادَ. وَيُقَال: عَرَف الرجل ذَنبه إِذا أقرَّ بِهِ. وَقَالَ أَعْرَابِي: مَا أعرف لأحد يصرعني، أَي لَا أقِرّ بِهِ. وَيُقَال: أتيت فلَانا متنكّراً ثمَّ استعرفت أَي عرَّفته مَن أَنا. وَقَالَ مُزَاحم العُقَيليّ: فاستعرِفا ثمَّ قولا إِن ذَا رحمٍ هَيْمانَ كلَّفَنا من شَأْنكُمْ عَسِرا فَإِن بغَتْ آيَة تستعرفان بهَا يَوْمًا فقولا لَهَا العُودُ الَّذِي اختُضرا أَبُو عُبَيْدَة: اعْترفت الْقَوْم: سَأَلتهمْ. وَأنْشد قَول بشْر: أسائلةٌ عُمَيرةُ عَن أَبِيهَا خلال الركب تعترف الركابا وأمّا الحَدِيث الَّذِي جَاءَ فِي اللّقطَة: (فَإِن جَاءَ من يعترفها) فَمَعْنَاه: مَعْرفَته إيَّاها بصفتها وَإِن لم يرهَا فِي يدك. وَقَالَ الفرّاء: رجل عَرُوفة بِالْأَمر أَي عَارِف. أَو نَاقَة عَرْفاء إِذا كَانَت مذكَّرة يُشْبه الجِمال. وَقيل لَهَا: عَرْفاء لطول عُرْفها والضَبُع يُقَال لَهَا: عَرْفاء لطول عُرْفها. والمعارف: الْوُجُوه. وَقَالَ الهذليّ: متكورين على المعارف بَينهم ضرب كتعطيط المزاد الأثجل والمَعْرَف وَاحِد. وَقيل: نَاقَة عرفاء: مشرِفة السَنَام. ومعارف الأَرْض: مَا عُرِف مِنْهَا. وسَنَام أعرف: طَوِيل. وَيُقَال للرجل إِذا ولّى عَنْك بودّه: قد هَاجَتْ معارف فلَان، ومعارفه: مَا كنت تعرفه من ضنّه بك. وَمعنى هَاجَتْ: أَي يَبِست كَمَا يهيج النَّبَات إِذا يبس. وأعراف الرِّيَاح والسحاب: أوائلها وأعاليها. الحرَّانيّ عَن ابْن السّكيت: أَصَابَت فلَانا عَرْفة، وَهِي قُرْحة تخرج فِي بَيَاض الكفّ. وَهُوَ رجل مَعْروف إِذا أَصَابَته العَرْفة. قَالَ: وَهُوَ يَوْم عَرَفة غير منوَّن، وَلَا يُقَال: العرفة. وَقد عرَّف الناسُ إِذا شهدُوا عَرَفَة. وَهُوَ المعرَّف للموقف بِعَرَفَات. والأعراف: ضرب من النّخل. وَأنْشد بَعضهم: يغْرس فِيهَا الزَّاد والأعرافا والنابجيَّ مُسْدِفاً إسدافاً وَيُقَال للحازي عرَّاف. وللقُناقِن: عَراف. وللطبيب عرَّاف لمعْرِفَة كل مِنْهُم بِعِلْمِهِ. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (من أَتَى عَرَّافاً أَو كَاهِنًا فقد كفر بِمَا أنزل على مُحَمَّد) ، أَرَادَ بالعَرَّاف: الحازي أَو المنجّم الَّذِي يدَّعي علم الْغَيْب الَّذِي اسْتَأْثر الله بِعِلْمِهِ. وعريف الْقَوْم: سيِّدهم، وَقد عَرَف عَلَيْهِم يَعْرُف عَرافة. وَقَالَ عَلْقَمَة بن عَبَدة:

بل كلّ حيّ وَإِن عزُّوا وَإِن كرُموا عريفهم بأثافي الشرّ مرجوم والعُرُفَّان: دويْبَّة صَغِيرَة تكون فِي رمال عالج ورمال الدَهْنى. وَيُقَال: اعرورف الدَّم إِذا صَار لَهُ من الزَبد شِبْه العُرْف. وَقَالَ الهذليّ: مستنَّة سنَنَ الفَلو مِرشَّة تَنْفِي التُّرَاب بقاحِز معرورف يصف طعنة فارت بِدَم غَالب. وَيُقَال: اعرورف فلَان للشرّ كَقَوْلِك: اجْثَألّ وتشزّن. وَقَالَ اللَّيْث: العُرْف: عُرْف الْفرس: ومَعْرَفة الْفرس: أصل عُرْفه. وَقَالَ غَيره: هُوَ اللَّحْم الَّذِي ينْبت عَلَيْهِ العُرْف. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: العُرْف: الْمَعْرُوف، بالضمّ. والعِرْف بِالْكَسْرِ: الصَّبْر، وَأنْشد: قل لِابْنِ قيس أخي الرقيَّات مَا أحسن العِرْف فِي المصيبات وَقَالَ: أعرف فلَان فلَانا وَعرَّفه إِذا وقَفَه على ذَنبه ثمَّ عَفا عَنهُ. رعف: أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: رَعَف يَرْعَف، ورَعَفَ يَرْعُف، هَكَذَا رَوَاهُ عَنهُ. وَقَالَ أَبُو عبيد: الرَعْف: السَبْق رَعَفت أَرْعُف. وَقَالَ الْأَعْشَى: بِهِ تَرعُف الألفُ إِذا أرْسلت غداةَ الصَّباح إِذا النَقْعُ ثارا قلت: وَقيل للدم الَّذِي يخرج من الْأنف: رُعاف لسَبْقه علْمِ الراعف. وَقَالَ عُمَر بن لَجَأ: حَتَّى ترى العُلْبة من إذرائها يَرعُف أَعْلَاهَا من امتلائها وَقَالَ اللَّيْث: الراعف: أنف الْجَبَل، وَجمعه الرواعف. والراعف: طَرَف الأرْنَبة. وَفِي حَدِيث عَائِشَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سُحِر وَجعل سِحْره فِي جُفّ طَلْعة ودُفِن تَحت راعوفة الْبِئْر. قَالَ أَبُو عبيد: راعوفة الْبِئْر: صَخْرَة تُترك فِي أَسْفَل الْبِئْر إِذا احتُفرت، تكون نابتة هُنَاكَ، فَإِذا أَرَادوا تَنْقية الْبِئْر جلس المنقي عَلَيْهَا. قَالَ: وَيُقَال: بل هُوَ حَجَر ناتىء فِي بعض الْبِئْر يكون صُلْباً لَا يُمكنهُم حفره فيتركُ على حَاله. وَيُقَال: هُوَ حجر يكون على رَأس الْبِئْر يقوم عَلَيْهِ المستقي. قَالَ اللَّيْث: وَيُقَال لَهُ: أرْعُوفة. شمر عَن خَالِد بن جَنْبة قَالَ: راعوفة الْبِئْر: النَطَّافة. قَالَ: وَهِي مثل عين على قدر جُحْر الْعَقْرَب نيط فِي أَعلَى الركيَّة فيجاوزونها فِي الحَفْر خمس قِيَم وَأكْثر، فَرُبمَا وجدوا مَاء كثيرا تَبَجُّسه. قَالَ: وبالروبنج عين نَطَّافة عَذْبة وأسفلها عين زُعَاق، فَتسمع قطران النَطاقة فِيهَا: طرَقْ طرَقْ. قَالَ شمر: من ذهب بالراعوفة إِلَى النطَّافة فَكَأَنَّهُ أَخذه من رُعَاف الْأنف وَهُوَ سيلان دَمه وقَطَرانُه. وَيُقَال ذَلِك لسيلان الذَنِين. وَأنْشد قَوْله:

على مَنْخرَيْهِ سائفاً أَو معشّراً بِمَا انفضّ من مَاء الخياشيم راعف وَقَالَ شمر: من ذهب بالراعوفة إِلَى الْحجر الَّذِي يتقدّم طيّ الْبِئْر على مَا ذكر عَن الْأَصْمَعِي فَهُوَ من رَعَف الرجل أَو الْفرس إِذا تقدّم وسَبَق. وَكَذَلِكَ استرعف. سَلَمة عَن الفرّاء قَالَ: الرُعَافِيّ: الرجل الْكثير الْعَطاء مَأْخُوذ من الرعاف وَهُوَ الْمَطَر الْكثير. وَقَالَ غَيره: يُقَال للْمَرْأَة لُوثي على مراعفك أَي تلثَّمي ومراعفها: الْأنف وَمَا حوله. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: بَينا نَحن نذْكر فلَانا رَعَف بِهِ الْبَاب أَي دخل علينا من الْبَاب. أَبُو حَاتِم عَن الأصمعيّ يُقَال: رَعَف يَرعَف ويَرعُف. وَلم يعرف رُعِف وَلَا رَعُف فِي فعل الرعاف. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الرعوف: الأمطار الخِفاف. قَالَ: وَيُقَال للرجل إِذا استقطر الشَحْمةَ وَأخذ صُهَارتها: قد أودف واستودف، واسترعف واستوكف واستدام واستدمى كُله وَاحِد. عفر: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ إِذا سجد جافي عَضُديه حَتَّى يَرى مَنْ خَلْفه عُفرة إبطَيْهِ. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو زيد والأصمعيّ: العُفْرة: الْبيَاض، وَلَكِن لَيْسَ بالبياض الناصع الشَّديد، وَلكنه لون الأَرْض. وَمِنْه قيل للظباء: عُفْر إِذا كَانَت ألوانها كَذَلِك، وَإِنَّمَا سميت بعَفَر الأَرْض وَهُوَ وَجههَا وَيُقَال: مَا على عَفَر الأَرْض مِثله أَي مَا على وَجههَا. وَرُوِيَ عَن أبي هُرَيْرَة أَنه قَالَ: لدَمُ عفراء أحبّ إليّ فِي الْأُضْحِية من دم سوداوين. قَالَ: وَيُقَال: عفَّرت فلَانا فِي التُّرَاب إِذا مرّغته فِيهِ، تعفيراً. قَالَ أَبُو عبيد: والتعفير فِي غير هَذَا يُقَال للوحشيَّة: هِيَ تعفّر وَلَدهَا. وَذَلِكَ إِذا أَرَادَت فطامه قطعت عَنهُ الرَّضَاع يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ. فَإِن خَافت أَن يضرّه ذَلِك ردَّته إِلَى الرَّضَاع أَيَّامًا ثمَّ أعادته إِلَى الفِطَام، تفعل ذَلِك مَرَّات حَتَّى يستمرّ عَلَيْهِ، فَذَلِك التعْفير، وَالْولد معفَّر. قَالَ أَبُو عبيد: والأمّ تفعل مثل ذَلِك بِوَلَدِهَا الإنْسِيّ. وَأنْشد بَيت لَبِيد يذكر بقرة وَحْشية وَوَلدهَا: لمعفَّر قَهْد تنَازع شِلْوه غُبْس كواسب مَا يُمَنّ طعامُها قلت: وَقيل فِي تَفْسِير المعفَّر فِي بَيت لَبيد: إِنَّه وَلَدهَا الَّذِي افترسه الذئاب الغُبْس فعفَّرته فِي التُّرَاب أَي مرَّغته. وَهَذَا عِنْدِي أشبه بِمَعْنى الْبَيْت. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: عَفَرته فِي التُّرَاب عفراً وَأَنا أعفره وَهُوَ منعفر الْوَجْه فِي التُّرَاب ومعفَّر الْوَجْه وَقد عفَّرته تعفيراً. وَقَالَ: اعتفرته اعتفاراً إِذا ضربت بِهِ الأَرْض فمغَثْته. وَقَالَ الشَّاعِر يصف شَعَر امْرَأَة طَال حَتَّى مَسَّ الأَرْض: تهلِك المِدْراة فِي أكنافه وَإِذا مَا أَرْسلتهُ يعتفِرْ أَي يسْقط شعرهَا على الأَرْض، جعله من عَفَرته فاعتفر. وَرُوِيَ أَن رجلا جَاءَ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ: إِنِّي مَا قرِبت أَهلِي مذ

عَفَار النّخل وَقد حَمَلت، فلاعن بَينهمَا. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: عَفَار النّخل: تلقيحها وإصلاحها، يُقَال: قد عَفَروا نَخْلهمْ يعفِرون. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: العَفَار: أَن تتْرك النخيل بعد التلقيح أَرْبَعِينَ يَوْمًا لَا تسقى. قَالَ: والعفَّار: لقّاح النخيل. أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي: العَفر: سُقي الزَّرْع بعد إِلْقَاء الحَبّ. قلت: عفر الزَّرْع: أَن يسقى سَقْية ينْبت عَنهُ، ثمَّ يتْرك أَيَّامًا لَا يسقى فِيهَا حَتَّى يعطش، ثمَّ يسُقى فيصلح على ذَلِك. وَأكْثر مَا يفعل ذَلِك بخِلْف الصَّيف وخضراواته. وَقيل فِي قَول الله جَل وَعز ذكره: {ء تَشْكُرُونَ أَفَرَءَيْتُمُ النَّارَ الَّتِى تُورُونَ أَءَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَآ أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ} (الْوَاقِعَة: 71، 72) : إِنَّهَا المَرْخ والعَفَار، وهما شجرتان فيهمَا نَار لَيْسَ فِي غَيرهمَا من الشّجر، ويسوَّى من أغصانهما الزِنَاد فيُقْتدح بهَا. وَقد رأيتهما فِي الْبَادِيَة. وَالْعرب تضرب المَثَل بهما فِي الشّرف العالي فَتَقول: فِي كل الشّجر نَار، واستَمجَد المَرْخ والعَفَار. استَمْجَد: استكثر. وَذَلِكَ أَن هَاتين الشجرتين من أَكثر الشّجر نَارا، وزنادهما أسْرع الزِّنَاد وَرْياً، والعُنَّاب من أقلّ الشّجر نَارا، وَقَالَ الْمبرد: يُقَال: رجل مَعَافرِيّ. ومَعَافر بن مُرّ أَخُو تَمِيم بن مرّ. قَالَ: وَنسب على الْجمع لِأَن مَعَافر اسْم لشَيْء وَاحِد؛ كَمَا تَقول لرجل من بني كلاب أَو من الضباب: كلابيّ وضِبابيّ. فأَمَّا النّسَب إِلَى الْجَمَاعَة فَإِنَّمَا توقع النّسَب على وَاحِد؛ كالنسب إِلَى الْمَسَاجِد تَقول: مسجديّ، وَكَذَلِكَ مَا أشبه. وَتقول: بُرْد مَعافريّ؛ لِأَنَّهُ نسب إِلَى رجل اسْمه معافر. وَقَالَ أَبُو زيد: من الظباء العُفْر وَهِي الَّتِي تسكن القِفاف وصَلاَبة الأَرْض وَهِي حُمْر. وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو زِيَاد الكلابيّ. أَبُو عبيد: اليَعْفور: ولد الْبَقَرَة الوحشيَّة. وَقَالَ اللَّيْث: اليعفور: الخِشْف سمّي يعفوراً لِكَثْرَة لزوقه بِالْأَرْضِ. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو زيد: يُقَال للسَوِيق الَّذِي لَا يُلَتّ بالأُدْم عَفِير. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: يُقَال: أكل فلَان خبْزًا قَفَاراً وعَفَاراً وعفيراً أَي بِلَا شَيْء مَعَه. وَقَالَ: عَلَيْهِ العَفَار والدبَار وَسُوء الدَّار. أَبُو عبيد عَن الفرّاء قَالَ: العفير من النِّسَاء: الَّتِي لَا تُهدي شَيْئا؛ قَالَ الْكُمَيْت: وَإِذا الخُرَّد اغْبررْن من المحْ ل وَصَارَت مِهداؤهن عفيرا أَبُو عُبَيد: العِفْرية خَفِيفَة على مِثَال فِعللة، وَهُوَ من الْإِنْسَان: شَعَر الناصية، وَمن الدابّة: شَعَر القَفَا. قَالَ وَقَالَ: الأصمعيُ: العِفْرية النِفْرية؛ الرجل الْخَبيث المنكَر. وَمثله العَفِر. وَامْرَأَة عَفِرة. قلت: وَيُقَال: لعِفْرية الرَّأْس: عِفْراةٌ. وَقَالَ الله عزَّ وجلَّ: {مُسْلِمِينَ قَالَ عِفْرِيتٌ مِّن الْجِنِّ أَنَاْءَاتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ} (النَّمل: 39) قَالُوا: العفريت: النَّافِذ فِي الْأَمر المبالغ فِيهِ مَعَ خُبْث ودهاء يُقَال: رجل عِفْر وعفريت وعِفْرية وعُفَارية بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ الفرّاء: من قَالَ: عِفْرية فَجَمعه عفارٍ، وَمن قَالَ: عفريت جمعه عفاريت.

وَجَاز أَن يَقُول: عفارٍ؛ كَقَوْلِهِم فِي جمع الطاغوت: طواغيت وطواغٍ. وَقَالَ شمر: امْرَأَة عِفِرَّة وَرجل عِفِرّ بتَشْديد الرَّاء. وَأنْشد فِي صفة امْرَأَة غير محمودة الصّفة: وضِبَّرة مثل الأتان عِفِرَّة ثجلاء ذَات خواصر مَا تشبع قَالَ اللَّيْث: وَيُقَال للخبيث: عِفِرِّيّ أَي عِفِرّ، وهم العِفِرِّيُّون. قَالَ: وَأسد عَفَرْنى ولَبُؤة عَفَرْناة إِذا كَانَا جريئين. قَالَ: وأمّا لَيْثُ عِفِرِّين فَإن الْعَرَب تسمِّي بِهِ دوَيْبة يكون مأواها التُّرَاب والسهل فِي أصُول الْحِيطَان تدوِّر دُوّارة، ثمَّ تندس فِي جوفها: فَإِذا هجت رَمَت بِالتُّرَابِ صُعُداً. قَالَ وَيُقَال للرجل ابْن الْخمسين: ليثُ عِفِرين إِذا كَانَ كَامِلا. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ وَأبي عَمْرو: يُقَال: إِنَّه لأشجع من لَيْث عفرّين هَكَذَا قَالَا فِي حِكَايَة المَثَل وَاخْتلفَا فِي التَّفْسِير. فَقَالَ أَبُو عَمْرو: هُوَ الْأسد. وَقَالَ الأصمعيّ: هُوَ دابَّة من الحرباء يتعرّض للراكب. قَالَ: وَهُوَ مَنْسُوب إِلَى عِفِرّين: اسْم بلد ونحوَ ذَلِك. رَوَى أَبُو حَاتِم عَن الأصمعيّ يُقَال: إِنَّه دابّة مثل الحرباء يتحدّى الرَّاكِب وَيضْرب بذَنَبه. وَقَالَ اللَّيْث: العِفْر: الذّكر الْفَحْل من الْخَنَازِير. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: لَقيته عَن عُفْر أَي بعد حِين. وَعَن أبي زيد: لَقيته عَن عُفْر: بعد شهر وَنَحْوه. وَأما قَول المرّار: على عُفُر من عَن تناء وَإِنَّمَا تَدانى الْهوى من عَن تناء وَعَن عفر وَكَانَ هجر أَخَاهُ فِي الْحَبْس بِالْمَدِينَةِ فَيَقُول: هجرت أخي على عُفْر أَي على بعد من الحيّ والقرابات أَي وَنحن غُرَباء وَلم يكن يَنْبَغِي لي أَن أهجره وَنحن على هَذِه الْحَالة. قَالُوا: والعُفْر: الْبعد. وَيُقَال: العُفْر: قلَّة الزِّيَارَة، يُقَال: إِلَّا عَن عُفْر أَي بعد قلَّة زِيَارَة، وَيُقَال: دخلْت المَاء فَمَا انعفرتْ قَدَمَايَ أَي لم تبلغا الأَرْض. وَمِنْه قَول امرىء الْقَيْس: وتر الضبّ حفيفاً ماهراً ثَانِيًا بُرْثُنه مَا ينْعفرْ وبُرْد معافري: مَنْسُوب إِلَى مَعَافر الْيمن. ثمَّ صَار اسْما لَهَا بِغَيْر نِسْبَة فَيُقَال: مَعافر. أَبُو سعيد: تعفّر الوحشيّ تعفُّراً إِذا سمن. وَأنْشد: ومجرُّ منتحر الطليْ تعفّرت فِيهِ الفِرَاء بجِزع وَاد مُمكِن قَالَ: هَذَا سَحَاب يمرّ مرّاً بطيئاً لِكَثْرَة مَائه. كَأَنَّهُ قد انتحر لِكَثْرَة مَائه وطليّه: مناتح مَائه بِمَنْزِلَة أطلاء الْوَحْش وتعفّرت: سمنت. والفِراء: حُمُر الْوَحْش. والممكن: الَّذِي أمكن مرعاه. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أَرَادَ بالطليّ نَوْء الحَمَل ونَوْء الطَلِيّ والحَمَل وَاحِد عِنْده. قَالَ: ومنتحِر أَرَادَ أَنه نَحره فَكَانَ النَوْء بذلك الْمَكَان من

الحَمَل. قَالَ: وَقَوله: وَاد مُمكن يُنْبت المَكْنان وَهُوَ نَبْت من أَحْرَار الْبُقُول. وَيُقَال: رماني عَن قَرْن أعفر أَي رماني بداهية. وَمِنْه قَول ابْن أَحْمَر: وَأصْبح يَرْمِي النَّاس عَن قرن أعفرا وَذَلِكَ أَنهم كَانُوا يتّخذون الْقُرُون مَكَان الأسِنَّة، فَصَارَ مثلا عِنْدهم فِي الشدَّة؛ تنزل بهم. وَيُقَال للرجل إِذا بَات ليلته فِي شِدّة تُقْلقه: كنت على قَرْن أعفر. وَمِنْه قَول امرىء الْقَيْس: كَأَنِّي وأصحابي على قرن أعفرا أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للحمار الْخَفِيف: فلْو ويَعْفور وهِنْبِر وزِهْلِق. وعَفَارة: اسْم امْرَأَة. وَمِنْه قَوْله: بَانَتْ لتحزننا عَفَارة سميت عَفَارة بالعَفَار من الشّجر الْوَاحِدَة عَفَارة. وعُفَير من أَسمَاء الرِّجَال. فرع: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (لَا فَرَعة وَلَا عَتِيرة) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: هِيَ الفَرَعة والفَرَع، بِنصب الرَّاء. قَالَ: وَهُوَ أوَّل مَا تلِده النَّاقة. وَكَانُوا يذبحون ذَلِك لآلهتهم فِي الْجَاهِلِيَّة فنهُوا عَنهُ. وَقَالَ أَوْس بن حَجَر يذكر أَزْمَة فِي شدَّة البَرد: وشُبّه الهَيْدَب العَبَام من الأق وام سَقْباً مجَللاً فَرَعا أَرَادَ: مجلَّلاً جِلد فَرَع فاختصر الْكَلَام؛ كَقَوْلِه: {وَاسْئَلِ الْقَرْيَةَ} (يُوسُف: 82) : أهل الْقرْيَة. وَيُقَال: قد أفرع الْقَوْم إِذا فعلت إبلهم ذَلِك. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: فرَّع الرجل فِي الْجَبَل إِذا صَعِد فِيهِ وفرّع إِذا انحدر. قَالَ: وَقَالَ مَعْن بن أَوْس فِي التَّفْرِيع: فَسَارُوا فَأَما جلّ حَيّي ففرّعوا جَمِيعًا وَأما حَيّ دَعْد فصعَّدا قَالَ شمر: وأفرع أَيْضا بالمعنيين. وَرَوَاهُ شمر: (فأفرعوا) أَي انحدروا. وَقَالَ الشمّاخ: لَا يدركنَّكَ إفراعي وتصعيدي قَالَ: إفراعي: انحداري. شمر: استفرع الْقَوْم الحَدِيث وافترعوه إِذا ابتدءوه. وَقَالَ الشَّاعِر يرثي عبيد بن أيُّوب: ودلَّهتني بالحزن حَتَّى تَرَكتنِي إِذا استفرع القومُ الأحاديثَ سَاهِيا وَرُوِيَ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (فرّعوا إِن شِئْتُم وَلَكِن لَا تذبحوه غَرَاة حَتَّى يَكْبَر) . قَالَ شمر: وَقَالَ أَبُو مَالك: كَانَ الرجل فِي الْجَاهِلِيَّة إِذا تمّت إبِله مائَة بعير قدَّم بَكْراً فنحره لصنمه. وَذَلِكَ الْفَرْع وَأنْشد: إِذْ لَا يزَال قَتِيل تَحت رايتنا كَمَا تشحَّط سَقْبُ الناسك الفَرَعُ قَالَ شمر: وَقَالَ يزِيد بن مُرَّة: من أمثالهم: أول الصَّيْد فَرَع. قَالَ: وَهُوَ مشبَّه بِأول النِّتَاج. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: من القِسِيّ القَضيب والفَرَع. فالقضيب: الَّتِي عُملت من غُصْن وَاحِد غير مشقوق. والفَرَع: الَّتِي عملت من طَرَف الْقَضِيب. وَيُقَال: افترعت الْجَارِيَة إِذا ابتكرتها.

وَيُقَال لَهُ افتراع لِأَنَّهُ أول جِمَاعهَا. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: أفرع: هَبَط، وفرّع: صَعِد. وَقَالَ كثيِّر: إِذا أفرعت فِي تَلْعة أصعدت بهَا وَمن يطْلب الْحَاجَات يُفرِع ويصعد قَالَ: وفَرَع إِذا علا. وَأنْشد: أَقُول وَقد جاوزن من صحن رابغ صحاصح غُبْراً يَفْرَع الْآل آلُها أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الفَرَعة: القَمْلة الْعَظِيمَة. والفَرَعة أَيْضا: أَعلَى الْجَبَل، وَجَمعهَا فِراع. وَمِنْه قيل: جبل فارع إِذا كَانَ أطول ممّا يَلِيهِ. وَبِه سمّيت الْمَرْأَة فارِعة. وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَرَع بَين جاريتين من بني عبد الْمطلب أَي حَجَز وَفرق بَينهمَا، يُقَال: فَرَعت بَين المتخاصمين أَفْرَعُ إِذا حجزت بَينهمَا. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: فرَّع بَين الْقَوْم وفرّق بِمَعْنى وَاحِد. ورَوَى فِي ذَلِك حَدِيثا بِإِسْنَاد لَهُ عَن أبي الطُفَيل قَالَ: كنت عِنْد ابْن عَبَّاس فجَاء بَنو أبي لَهَب يختصمون فِي شَيْء بَينهم، فَاقْتَتلُوا عِنْده فِي الْبَيْت، فَقَامَ يفرّع بَينهم أَي يحجِز بَينهم. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الفارع: عَوْن السُّلْطَان، وَجمعه فَرَعة. قلت: هُوَ مثل الْوَازِع، وَجمعه وَزَعة أَيْضا. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: فَرَعت فرسي أَفْرَعه أَي قَدَعته. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الْفَرْع أَيْضا: القِسْم. وَقَالَ أَبُو زيد: تفرّع فلَان القومَ إِذا ركبهمْ وشتَمهم. وَقَالَ غَيره: تفرَّع فلَان الْقَوْم إِذا علاهم. وَقَالَ الشَّاعِر: وتفرّعنا من ابْني وَائِل هَامة العِزّ وجُرْثوم الْكَرم وَيُقَال: رجل فارع، وَنقاً فارع: مُرْتَفع طَوِيل. وَقَالَ أَبُو سعيد: الفَرَعة: جِلْدة تزاد فِي القِرْبة إِذا لم تكن وفراء تامَّة. أَبُو عبيد: أفرعت الْمَرْأَة: حَاضَت. وأفرعت إِذا رَأَتْ دَماً قبل الْولادَة. وَقَالَ الْأَعْشَى: صددت عَن الْأَعْدَاء يَوْم عُبَاعب صدودَ المذاكي أفرعتها المساحِلُ أَي أدْمتها اللُجُم كَمَا تدمى الْحَائِض أَبُو عُبَيْدَة: الفوارع: تلاع مشرفات المسايل. وَرجل فَرْع قومه أَي شرِيف قومه. وَقَالَ أَبُو سعيد فِي قَول الهذليّ: وذكّرها فَيْحُ نجم الفرو ع من صَيْهَد الحَرّ برد الشَمَال قَالَ: هِيَ فروع الجوزاء، بِالْعينِ. قَالَ: وَهُوَ أشدّ مَا يكون الحرّ. فَإِذا جَاءَت الفروغ بالغين وَهِي من نُجُوم الدَلْو كَانَ الزَّمَان حينئذٍ بَارِدًا، وَلَا فَيْح يومئذٍ. اللَّيْث: أَعلَى كل شَيْء: فَرْعه. وفَرَع فلَان فلَانا إِذا علاهُ. وفرعت رَأس الجَبَل: علوته. قَالَ: والفَرَع: المَال الطائل المُعَدّ. وَقَالَ الشَّاعِر:

فمنَّ واستبقى وَلم يعتصرْ من فَرعه مَالا وَلَا المكسِر قَالَ: المكسر: مَا تكسَّر من أصل مَاله. قَالَ: وفَرِعَ الرجل يفرع فَرَعاً: كثر شعره، وَهُوَ أفرع. وَرجل مُفْرع الْكَتف إِذا كَانَ مُرْتَفع الْكَتف. وَيَقُول: أفرعت بفلان فَمَا أحمدته أَي نزلت بِهِ وفرعت أَرض بني فلَان أَي جَوَّلت فِيهَا فَعلمت عِلْمها. وفارعة الطَّرِيق: حَوَاشِيه. وتفرعت بني فلَان: تزوّجت فِي الذُروة مِنْهُم والسَنام. وَكَذَلِكَ تذرَّيتهم وتنصَّيتهم. والمُفْرَع: الطَّوِيل من كل شَيْء. وَرُوِيَ عَن الشّعبِيّ أَنه قَالَ: كَانَ شُرَيح يَجْعَل المدبَّر من الثُّلُث، وَكَانَ مَسْرُوق يَجعله فارعاً من المَال. قَالَ شمر: قَالَ أَبُو عدنان: قَالَ بعض بني كلاب: الفارع: الْمُرْتَفع العالي الهيء الْحسن. وَكَذَلِكَ الفاع من كل شَيْء. عَمْرو عَن أَبِيه يُقَال: أفرع العروسَ إِذا قضى حَاجته من غشيانه إِيَّاهَا. وأفرعت الْفرس إِذا كبحتَه باللجام فَسَالَ الدَّم. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الفارع: العالي. والفارع: المتسَفل. قَالَ: وفرعت إِذا صعدت، وفرعت إِذا نزلت. فعر: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الفَعْر لُغَة يَمَانِية، وَهُوَ ضرب النَبْت، زَعَمُوا أَنه الهَيْشَر، وَلَا أَحُق ذَاك. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: الفعر: أكل الفَعَارير، وَهُوَ صغَار الذآنين. قلت: وَهَذَا يقوّي قَول ابْن دُرَيْد. رفع: قَالَ الله جلّ وعزّ فِي صفة الْقِيَامَة: {كَاذِبَةٌ خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ} (الْوَاقِعَة: 3) قَالَ الزجّاج: الْمَعْنى: أَنَّهَا تخْفض أهل الْمعاصِي وترفع أهل الطَّاعَة. وَالرَّفْع: ضد الْخَفْض. وَفِي الحَدِيث: (إِن الله يرفع القِسْط ويخفض) . قلت: وتأويله: وَالله أعلم أَنه يرفع القِسْط وَهُوَ العَدْل فيُعليه على الجَوْر وَأَهله، وَمرَّة يخفضه فيُظهر أهل الجَوْر على أهل الْعدْل ابتلاء لخَلْقه. وَهَذَا فِي الدُّنْيَا، وَالْعَاقبَة لِلْمُتقين. وَيُقَال: ارْتَفع الشَّيْء ارتفاعاً بِنَفسِهِ إِذا علا. وَقَالَ ابْن المظفَّر: بَرْق رَافع: سَاطِع. وَأنْشد: صَاح ألم تَحزُنك ريح مَرِيضَة وبَرْق تلألأ بالعقيقين رَافع قَالَ: وَالْمَرْفُوع من سَيْر الْفرس والبِرذَوْن دون الحُضْر وَفَوق الْمَوْضُوع يُقَال: ارْفَعْ من دابَّتك، هَكَذَا كَلَام الْعَرَب. ورَفُع الرجل يرفُع رَفَاعة فَهُوَ رفيع إِذا شَرُف، وَامْرَأَة رفيعة. وَالْحمار يُرفِّع وَفِي عَدوه ترفيعاً، أَي عدا عَدْواً بعضه أرفع من بعض. وَكَذَلِكَ لَو أخذت شَيْئا فَرفعت الأول فَالْأول قلت رفعته ترفيعاً. والرِفعة: نقيض الذِلَّة. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: رَفَعَ الْقَوْم فهم رافعون إِذا أصعدوا فِي الْبِلَاد. وَقَالَ الرَّاعِي:

دعاهن دَاع للخريف وَلم تَكُن لهنّ بلاداً فانتجعن روافعا أَي مصعِدات، يُرِيد: لم يَكن الْبِلَاد الَّتِي دعتهنّ لهنّ بلاداً. والرُفَاعة: شَيْء تعظم بِهِ الْمَرْأَة عَجِيزتها. والجميع رفائع. وَقَالَ الرَّاعِي: عِرَاض القطا لَا يتّخذن الرفائعا القطا: الأعجاز وَالْأَصْل فِيهِ قطاة الدابَّة. والرِفاع: حَبْل الْقَيْد يَأْخُذهُ المقيَّد بِيَدِهِ يرفعهُ إِلَيْهِ، حُكِي ذَلِك عَن يُونُس النحويّ؛ وَرفعت فلَانا إِلَى الْحَاكِم أَي قدَّمته إِلَيْهِ. وَرفعت قِصَّتي: قدَّمتها. وَقَالَ الشَّاعِر: وهم رفعوا فِي الطعْن أَبنَاء مَذْحج أَي قدَّموهم للحرب. وَيُقَال للَّتِي رفعت لَبنهَا فَلم تدُرّ: رَافع، بالراء. وَأما الدَّافِع فَهِيَ الَّتي دفعت اللِبَأ فِي ضَرْعها. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيّ: رَفع الْبَعِير ورفعته أَنا وَهُوَ السّير الْمَرْفُوع. الحرّاني عَن ابْن السّكيت قَالَ: يُقَال: جَاءَ زمنُ الرِفاع والرَّفاع إِذا رُفع الزَّرْع، حَكَاهُ عَن أبي عَمْرو. قَالَ: وَقَالَ الكسائيّ: لم أسمع الرِفاع، بِالْكَسْرِ. قَالَ: والرَفَاع: أَن يُحصِد الزَّرْع ويُرفع. وَقَالَ الفرّاء: فِي صَوته رُفاعة ورَفَاعة إِذا كَانَ رفيع الصَّوْت. وَيُقَال: رافعت فلَانا إِلَى الْحَاكِم إِذا قدَّمته إِلَيْهِ لتحاكمه. وَقَالَ النَّابِغَة الذبيانيّ: ورفَّعته إِلَى السِّجْفَين فالنضد أَي بلغت بالحَفْر وقدَّمته إِلَى مَوضِع السجْفَين، وهما سِتْرا رُوَاق الْبَيْت. قَالَ: وَهُوَ من قَوْلك: ارتفَع إليّ أَي تقدم، قَالَ: وارفعه إِلَى الْحَاكِم أَي قدِّمه، وَلَيْسَ من الِارْتفَاع الَّذِي هُوَ بِمَعْنى العُلُوّ. قَالَ ذَلِك كلَّه يَعْقُوب بن السّكيت، وَأنْشد قَوْله: وهم رفعوا بالطعن أَبنَاء مَذْحِج وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (كل رَافِعَة رفعت علينا من الْبَلَاغ فقد حرّمتها أَن تُعْضَد أَو تُخْبط إِلَّا لعصفور قَتَب أَو مَسَد مَحالَة) . قَالَ عبد الله بن مُسلم: معنى قَوْله: (كل رَافِعَة رفعت علينا من الْبَلَاغ) يُرِيد: كلّ جمَاعَة مبلّغة تبلّغ عَنَّا وتذيع مَا تَقوله. وَهَذَا كَمَا تَقول: رفع فلَان على الْعَامِل إِذا أذاع خَبره. وحُكي عَنهُ أَن كل حاكية حكت عنَّا وبلَّغت فلْتحكِ أَنِّي قد حرّمتها يَعْنِي الْمَدِينَة أَن يُعضد شَجَرهَا. وَفِي (النَّوَادِر) : يُقَال: ارْتَفع الشَّيْء بِيَدِهِ وَرَفعه. قلت: الْمَعْرُوف فِي كَلَام الْعَرَب: رفعت الشَّيْء فارتفع، وَلم أسمع ارْتَفع وَاقعا بِمَعْنى رفع، إِلَّا مَا قرأته فِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) . ابْن السّكيت: إِذا ارْتَفع الْبَعِير عَن الهَمْلجة فَذَلِك السّير الْمَرْفُوع، يُقَال: رفع البعيرُ يَرْفَع فَهُوَ رَافع. والروافع إِذا رفعوا فِي

باب العين والراء مع الباء

سيرهم، وَرفعت الدابَّة فِي سَيرهَا. ودابة مَرْفُوع. (بَاب الْعين وَالرَّاء مَعَ الْبَاء) ع ر ب عرب، عبر، ربع، رعب، برع، بعر: مستعملات. عرب: قَالَ ابْن المظفّر: العَرَب العاربة: الصَّرِيح مِنْهُم. قَالَ: والأعاريب: جمَاعَة الْأَعْرَاب. وَقَالَ غَيره: رجل عربيّ إِذا كَانَ نسبه فِي الْعَرَب ثَابتا وَإِن لم يكن فصيحاً. وَجمعه العَرَب؛ كَمَا يُقَال: رجل مجوسيّ ويهوديّ، وَالْجمع بِحَذْف يَاء النِّسْبَة: الْمَجُوس وَالْيَهُود. وَرجل مُعْرِب إِذا كَانَ فصيحاً وَإِن كَانَ عجميّ النّسَب. وَرجل أعرابيّ بِالْألف إِذا كَانَ بدويّاً صَاحب نُجْعة وانتواء وارتياد للكلأ وتتبّع لمساقط الْغَيْث، وَسَوَاء كَانَ من الْعَرَب أَو من مواليهم. وَيجمع الأعرابيّ على الْأَعْرَاب والأعاريب. والأعرابيّ إِذا قيل لَهُ يَا عربيّ فَرِح بِذَاكَ وهَشّ لَهُ. والعربيّ إِذا قيل لَهُ: يَا أعرابيّ غضِب لَهُ. فَمن نزل الْبَادِيَة أَو جاور البادين وظَعَنَ بظَعنهم وانتوى بانتوائهم فهم أَعْرَاب، وَمن نزل بِلَاد الرِّيف واستوطن المدن والقُرَى الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا مِمَّا ينتمي إِلَى الْعَرَب فهم عرب وَإِن لم يَكُونُوا فصحاء. وَقَول الله جلّ وعزّ: {خَبِيرٌ قَالَتِ الاَْعْرَابُءَامَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ وَلَاكِن قُولُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الاِْيمَانُ فِى قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لاَ يَلِتْكُمْ} (الحُجرَات: 14) هَؤُلَاءِ قوم من بوادي الْعَرَب قدِموا على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة طَمَعا فِي الصَّدقَات لَا رَغْبَة فِي الْإِسْلَام، فسمَّاهم الله الأعرابَ، وَمثلهمْ الَّذين ذكرهم الله فِي سُورَة البَحُوث: {الاَْعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا} (التَّوْبَة: 97) الْآيَة. قلت: وَالَّذِي لَا يفرق بَين الْعَرَب والأعراب والعربيّ والأعرابيّ رُبمَا تحامل على الْعَرَب بِمَا يتأوّله فِي هَذِه الْآيَة، وَهُوَ لَا يُمَيّز بَين الْعَرَب والأعراب. وَلَا يجوز أَن يُقَال للمهاجرين وَالْأَنْصَار: أَعْرَاب، إِنَّمَا هم عرب؛ لأَنهم استوطنوا القُرَى الْعَرَبيَّة وَسَكنُوا المُدُن، سَوَاء مِنْهُم الناشىء بالبَدْو ثمَّ استوطن الْقرى والناشىء بِمَكَّة ثمَّ هَاجر إِلَى الْمَدِينَة. فَإِن لحقت طائفةٌ مِنْهُم بِأَهْل البَدْو بعد هجرتهم واقتَنوا نَعَماً ورعَوا مساقط الْغَيْث بَعْدَمَا كَانُوا حَاضِرَة أَو مهاجرة قيل: قد تعرّبوا أَي صَارُوا أعراباً بَعْدَمَا كَانُوا عَرَباً. وَقَالَ أَبُو زيد الأنصاريّ يُقَال: أعرب الأعجمي إعراباً، وتعرّب تعرُّباً واستعرب استعراباً كلّ هَذَا للأغْتَم دون الصبيّ. قَالَ: وأفصح الصبِيّ فِي مَنْطِقه إِذا فهمت مَا يَقُول أوّلَ مَا يتَكَلَّم. وأفصح الأغتم إفصاحاً مثله. وَيُقَال للعربي: أفصِحْ لي إِن كنت صَادِقا أَي أَبِنْ لي كلامك. قَالَ: وَيُقَال: عرَّبت لَهُ الْكَلَام تعريباً وأعربته لَهُ إعراباً إِذا بيَّنته لَهُ حَتَّى لَا يكون فِيهِ حَضْرمة. قَالَ: وفَصُح الرجل فَصَاحة وأفصح كلامُه إفصاحاً. قلت: وَجعل الله جلّ وعزّ الْقُرْآن المنزَّل على النَّبِي الْمُرْسل مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَرَبيا لِأَنَّهُ نَسَبه إِلَى الْعَرَب

الَّذين أنزلهُ بلسانهم، وهم النَّبِي والمهاجرون وَالْأَنْصَار الَّذين صِيغَة لسانهم لُغَة الْعَرَب فِي باديتها وقراها العربيّة. وَجعل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عربيّاً لِأَنَّهُ من صَرِيح الْعَرَب. وَلَو أَن قوما من الْأَعْرَاب الَّذين يسكنون الْبَادِيَة حَضَرُوا القُرَى الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وتَناءوْا مَعَهم فِيهَا سُمُّوا عربا وَلم يسمُّوا أعراباً. وَيُقَال: رجل عربيّ اللِّسَان إِذا كَانَ فصيحاً. وَقَالَ اللَّيْث: يجوز أَن يُقَال: رجل عَرَبانيّ اللسانيّ. قَالَ: وَالْعرب المستعربة هم الَّذين دخلُوا فيهم بعد فاستعربوا. وَقلت أَنا: المستعربة عِنْدِي: قوم من الْعَجم دخلُوا فِي الْعَرَب فتكلموا بلسانهم وحَكَوا هَيئاتهم وَلَيْسوا بُصَرحاء فيهم. وَقَالَ اللَّيْث: تعرّبوا مثل استعربوا. وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو زيد الْأنْصَارِيّ. قلت: وَيكون التعرّب أَن يرجع إِلَى الْبَادِيَة بَعْدَمَا كَانَ مُقيما بالحَضَر فيلحَق بالأعراب. وَيكون التعرّب المُقام فِي الْبَادِيَة. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: تعرَّب آبَائِي فهلاَّ وقاهم من الْمَوْت رَمْلاَ عالجٍ زَرُودِ يَقُول: أَقَامَ آبَائِي بالبادية وَلم يحضروا القُرَى. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (الثّيّب يُعْرب عَنْهَا لسانُها وَالْبكْر تُستأمَر فِي نَفسهَا) . وَقَالَ أَبُو عبيد: هَذَا الْحَرْف جَاءَ فِي الحَدِيث: يُعْرِب، بِالتَّخْفِيفِ. وَقَالَ الفرّاء: إِنَّمَا هُوَ يُعرِّب، بِالتَّشْدِيدِ يُقَال: عرَّبت عَن الْقَوْم إِذا تَكَلَّمت عَنْهُم واحتججت لَهُم. قلت: الْإِعْرَاب والتعريب مَعْنَاهُمَا وَاحِد، وَهُوَ الْإِبَانَة. يُقَال: أعرب عَنهُ لسانُه وعَرَّب أَي أبان وأفصح. وَيُقَال: أعرِبْ عَمَّا فِي ضميرك أَي أبِنْ. وَمن هَذَا يُقَال للرجل إِذا أفْصح فِي الْكَلَام: قد أَعْرب. وَمِنْه قَول الْكُمَيْت: وجدنَا لكم فِي آل حاميمَ آيَة تأوّلها مِنّا تَقِي ومُعْرِبُ تقِيّ: يتوقّى إِظْهَاره حِذارَ أَن يَنَالهُ مَكْرُوه من أعدائكم. ومعرب أَي مفصح بِالْحَقِّ لَا يتوقّاهم. وَالْخطاب فِي هَذَا لبني هَاشم حِين ظَهَرُوا على بني أميَّة، وَالْآيَة قَوْله جلّ وعزّ: {الصَّالِحَاتِ قُل لاَّ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى} (الشّورى: 23) . وأمَّا حَدِيث عمر بن الْخطاب: (مَا لكم إِذا رَأَيْتُمْ الرجل يخرق أَعْرَاض النَّاس ألاَّ تعرِّبوا عَلَيْهِ) فَلَيْسَ هَذَا من التعريب الَّذِي جَاءَ فِي خبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَإِنَّمَا هُوَ من قَوْلك: عرَّبت على الرجل قولَه إِذا قبَّحته عَلَيْهِ. قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ الْأَصْمَعِي وَأَبُو زيد الأنصاريّ فِي قَوْله: (ألاَّ تعربوا عَلَيْهِ) مَعْنَاهُ: ألاَّ تفسدوا عَلَيْهِ وَلَا تقبّحوه. وَمِنْه قَول أَوْس بن حَجَر: وَمثل ابْن عَثْم إِن ذُحول تُذُكّرت وقتلى تِيَاسٍ عَن صِلاح تعرِّب ويروى: يعرّب. يَعْنِي أَن هَؤُلَاءِ الَّذين

قُتِلوا منا وَلم نتَّئر بهم وَلم نقْتل الثأر إِذا ذكر دِمَاؤُهُمْ أفسدت الْمُصَالحَة ومنعتْنا عَنْهَا. والصِلاَح: الْمُصَالحَة. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: التعريب التَّبْيِين فِي قَوْله: (الثّيّب تُعرِب عَن نَفسهَا) . قَالَ: والتعريب: المَنْع فِي قَول عمر: (أَلا تعربوا) أَي لَا تمنعوا. وَكَذَلِكَ قَوْله: (عَن صِلاَح تعرب) أَي تمنع. قَالَ: والتعريب: الْإِكْثَار من شرب العَرَب، وَهُوَ المَاء الْكثير الصافي. قَالَ: والتعريب: أَن يتَّخذ فرسا عربيّاً. قَالَ: والتعريب: تمريض العَرِب، وَهُوَ الذرِب الَمعِدة. وَقَالَ أَبُو عبيد: وَقد يكون التعريب من الفُحْش، وَهُوَ قريب من هَذَا الْمَعْنى. وَقَالَ ابْن عَبَّاس فِي قَول الله جلّ وعزّ {فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ} (البَقَرَة: 197) : وَهُوَ العرَابة فِي كَلَام الْعَرَب. قَالَ: والعِرَابة كَأَنَّهُ اسْم مَوْضُوع من التعريب، وَهُوَ مَا قبح من الْكَلَام يُقَال مِنْهُ: عرّبت وأعربت. وَمِنْه حَدِيث عَطاء: أَنه كره الْإِعْرَاب للمُحْرِم. وَقَالَ رؤبة يصف نسَاء يجمعن العَفَاف عِنْد الغرباء وَالْإِعْرَاب عِنْد الْأزْوَاج، وَهُوَ مَا يستفحش من أَلْفَاظ النِّكَاح وَالْجِمَاع فَقَالَ: والعُرْبُ فِي عفافة وإعراب وَهَذَا كَقَوْلِهِم: خير النِّسَاء المتبذِلة لزَوجهَا، الخِفرة فِي قَومهَا، والعُرُب: جمع العَرُوب من قَول الله جلّ وعزّ: {أَبْكَاراً عُرُباً أَتْرَاباً} (الْوَاقِعَة: 37) وَهن المتحبّبات إِلَى أزواجهنّ. وَقيل: العُرُب الغَنِجات. وَقيل: العُرُب المغتَلمات، وكلّ ذَلِك رَاجع إِلَى معنى وَاحِد. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: العَرُوب من النِّسَاء: المطيعة لزَوجهَا المتحبّبة إِلَيْهِ. قَالَ: والعَرُوب أَيْضا: العاصية لزَوجهَا، الخائنة بفرجها، الْفَاسِدَة فِي نَفسهَا. وَأنْشد: فَمَا خلفٌ من أم عمرَان سَلْفَعٌ من السود ورهاءُ الْعَنَان عَروبُ وَقَالَ مُجَاهِد فِي قَول الله جلّ وعزّ: {أَبْكَاراً عُرُباً أَتْرَاباً} قَالَ: عواشق، وَقَالَ غَيره: هِيَ الشكلات بلغَة أهل مكَّة، والمَغْنوجات بلغَة أهل الْمَدِينَة. وَقَالَ أَبُو عبيد: العَرِبة مثل العَرُوب فِي صِفَات النِّسَاء. وَقَالَ أَبُو زيد الأنصاريّ: فعلت كَذَا وَكَذَا فَمَا عرَّب عليَّ أحد أَي مَا غيَّر عليَّ أحد. وَقَالَ شمر: التعريب: أَن يتَكَلَّم الرجل بِالْكَلِمَةِ فيُفحش فِيهَا أَو يخطىء فَيَقُول لَهُ الآخر: لَيْسَ كَذَا وَلكنه كَذَا للَّذي هُوَ أصوب، أَرَادَ معنى حَدِيث عمر: (ألاَّ تعربوا عَلَيْهِ) . قَالَ شمر: والعِرْب مثل الْإِعْرَاب من الْفُحْش فِي الْكَلَام. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: عرِبتْ مَعِدته عَرَباً وذرِبت ذَرباً فَهِيَ عَرِبة وذَرِبة إِذا فَسدتْ. قلت: وَيحْتَمل أَن يكون التعريب على من يَقُول بِلِسَانِهِ الْمُنكر من هَذَا لِأَنَّهُ يفْسد عَلَيْهِ كَلَامه كَمَا فَسدتْ مَعِدته. وَقَالَ اللَّيْث: العَرَب: النشاط والأَرَن.

وَأنْشد: كل طِمِرَ غَذَوانٍ عَرَبُهْ ويروى: عَدَوان. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: العِرْب: يبيس البُهْمَى والواحدة عِرْبة والتعريب: تعريب الْفرس، وَهُوَ أَن يُكْوَى على أشاعر حَافره فِي مَوَاضِع ثمَّ يُبْزغ بمبزَغ بَزْغاً رَقِيقا لَا يؤثّر فِي عَصَبه ليشتدّ أَشْعره. قلت: وأشاعر الْفرس: مَا بَين حَافره ومنتهى شعر أرساغه. وَرجل مُعْرِب: مَعَه فرس عربيّ. وَفرس مُعْرِب: إِذا خلصت عربيَّته. وَقَالَ الجعديّ: ويصهل فِي مثل جَوف الطوِيّ صهيلاً تبيَّنَ للمُعْرِب أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: المعرب من الْخَيل: الَّذِي لَيْسَ فِيهِ عِرْق هجين، وَالْأُنْثَى مُعْرِبة. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: قَالَ: العَبْرَب: السُمَّاق. قَالَ: وقِدْر عَرَبْرَبِيَّة وَهِي السُمَّاقيَّة. والعَرُوبة: يَوْم الْجُمُعَة. وَكَانَ يُقَال لَهُ فِي الْجَاهِلِيَّة: يَوْم العَرُوبة، والعَرَاب: حَمْل الخَزَم، وَهُوَ شجر يُفتل من لِحَائه الحِبَال، والواحدة عَرَابة، تَأْكُله القرود وَرُبمَا أكله النَّاس فِي المجاعة. وعرِب السَنَامُ عَرَباً إِذا ورم وتفتَّح. وَيُقَال: مَا فِي الدَّار عرِيب أَي مَا بهَا أحد. والعُرَيب: تَصْغِير الْعَرَب. وَيُقَال: ألْقى فلَان عَرَبُونه إِذا أحدث. وعرِيب: حيّ من الْيمن. وَقَالَ الفرّاء: أعربت إعراباً وعرَّبت تعريباً إِذا أَعْطَيْت العُربان. قلت: وَيُقَال لَهُ: العَرْبون. ورُوي عَن عَطاء أَنه كَانَ ينْهَى عَن الْإِعْرَاب فِي البيع. وَقَالَ شمر: الْإِعْرَاب فِي البيع: أَن يَقُول الرجل للرجل: إِن لم آخذ هَذَا البيع بِكَذَا فلك كَذَا وَكَذَا من مَالِي. وَقَالَ أَبُو زيد: عرِب الْجرْح عَرَباً وحبِط حَبَطاً إِذا بقيت لَهُ آثَار بعد البُرْء. والعَرَبات: طَرِيق فِي جبل بطرِيق مصر. وَاخْتلف النَّاس فِي الْعَرَب أَنهم لِمَ سُمُّوا عربا. فَقَالَ بَعضهم: أول من أنطق الله لِسَانه بلغَة الْعَرَب يَعْرُب بن قَحْطان وَهُوَ أَبُو اليَمَن، وهم الْعَرَب العاربة. وَنَشَأ إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم صلى الله عَلَيْهِمَا مَعَهم فَتكلم بلسانهم، فَهُوَ وَأَوْلَاده الْعَرَب المستعرِبة. وَقَالَ آخَرُونَ: نَشأ أَوْلَاد إِسْمَاعِيل بَعَرَبة وَهِي من تِهامة فنُسِبوا إِلَى بلدهم. روينَا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (خَمْسَة أَنْبيَاء من الْعَرَب. وهم: إِسْمَاعِيل، مُحَمَّد، شُعَيْب، صَالح، هود صلى الله عَلَيْهِم) . وَهَذَا يدلّ على أَن لِسَان الْعَرَب قديم. وَهَؤُلَاء الْأَنْبِيَاء كلهم كَانُوا يسكنون بِلَاد الْعَرَب. فَكَانَ شُعيب وَقَومه بِأَرْض مَدْيَن. وَكَانَ صَالح وَقَومه ثَمُود ينزلون بِنَاحِيَة الحِجْر. وَكَانَ هود وَقَومه وهم عَاد ينزلون الْأَحْقَاف من رمال الْيمن. وَكَانُوا أهل عَمَد. وَكَانَ إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم وَالنَّبِيّ

الْمُصْطَفى مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِمَا من سُكّان الحَرَم. وكلّ من سكن بِلَاد الْعَرَب وجزيرتها ونطق بِلِسَان أَهلهَا فهم عَرَب: يَمَنُهم ومَعَدّهم. وَالْأَقْرَب عِنْدِي أَنهم سُمّوا عربا باسم بلدهم: العَرَبات. وَقَالَ إِسْحَاق بن الْفرج: عَرَبة: باحة الْعَرَب، وباحة دَار أبي الفصاحة إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم ث. قَالَ: وَفِيهِمَا يَقُول قَائِلهمْ: وعَرْبة أَرض مَا يُحِلّ حرامَها من النَّاس إلاّ اللوذعيُّ الحُلاحل يَعْنِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحِلت لَهُ مكَّةُ سَاعَة من نَهَار، ثمَّ هِيَ حرَام إِلَى يَوْم الْقِيَامَة. قَالَ: واضطُرّ الشَّاعِر إِلَى تسكين الرَّاء من عَرَبة فسكَّنها. وَأنْشد قَول الآخر: ورُجّت باحة العَرَبات رَجاً ترقرقُ فِي مناكبها الدِّمَاء كَمَا قَالَ: وأقامت قُرَيْش بعرَبة فتَنَّخَتْ بهَا وانتشر سَائِر الْعَرَب فِي جزيرتها، فنُسبوا كلهم إِلَى عَرَبة؛ لِأَن أباهم إِسْمَاعِيل صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بهَا نَشأ (وربل أَي كثر أَوْلَاده) فِيهَا فكثروا. فلمَّا لم تحتملهم الْبِلَاد انتشروا وأقامت قُرَيْش بهَا. وروينا عَن أبي بكر الصّديق أَنه قَالَ: قُرَيْش هم أَوسط الْعَرَب فِي الْعَرَب دَارا، وَأحسنه جِواراً وأعربه ألْسنة. وَقَالَ قَتَادَة: كَانَت قُرَيْش تجتبي أَي تخْتَار أفضل لُغَات الْعَرَب، حَتَّى صَار أفضل لغاتها لُغَة لَهَا فَنزل الْقُرْآن بهَا. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: العرَّاب: الَّذِي يعْمل العرابات، واحدتها عرابة، وَهِي شُمُل ضُرُوعِ الْغنم. قَالَ: والعَرِيبة: الغريبة من الْإِبِل وَغَيرهَا. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَنهُ أَيْضا أَنه قَالَ: العَرَبة: النفْس. قَالَ: وعَرِب الرجل إِذا غرِق فِي الدُّنْيَا. وعَرِب إِذا فصُح بعد لُكْنة فِي لِسَانه. رعب: قَالَ ابْن المظفر: الرُعْب: الْخَوْف. وَتقول رَعَبت فلَانا رَعْبَاً ورُعْبَاً لُغَتَانِ فَهُوَ مرعوب ورَعِيب. ورعَّبته فَهُوَ مُرَعَّب، وَهُوَ مُرْتَعِب أَي فزِع. قَالَ: والحَمَام الراعِبيّ يُرعّب فِي صَوته ترعيباً، وَهُوَ شدّة الصَّوْت تَقول: إِنَّه لشديد الرعْب. وَقَالَ رؤبة: وَلَا أُجِيب الرَعْب إِن دعيتُ ويروى: إِن رُقيت. أَرَادَ بالرَعْب الوَعِيد، إِن رُقِيتُ: أَي خُدعت بالوعيد لم أنَقَدْ وَلم أخَف. أَبُو عبيد: الترْعيب: السَنَام المقطَّع. وَقَالَ شمر: ترعيبه: ارتجاجه وسِمَنه وغِلظه، كَأَنَّهُ يرتجّ من سمنه. وَيُقَال: أطعَمنا رُعبُوبة من سَنَام عِنْده. وَهُوَ الرُعَيْب. وَكَأن الْجَارِيَة قيل لَهَا: رُعْبُوبة من هَذَا. وَقَالَ اللَّيْث: جَارِيَة رُعْبوبة: تارّة شَطْبة. وَيُقَال: رُعْبوب. والجميع الرعابيب. وَقَالَ الأصمعيّ: الرُعْبُوبة: الْبَيْضَاء. وَأنْشد اللَّيْث:

ثمَّ ظلِلنا فِي شواء رُعْبَبه مُلَهْوَج مثل الكشى نُكَشِّبُه وَقَالَ غَيره: يُقَال لأصل الطلعة: رُعْبُوبة أَيْضا. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: جَاءَنَا سيل راعب وَقد رعب الواديَ إِذا ملأَهُ بالراء وأمَّا الزاعب فَهُوَ الَّذِي يَدْفع بعضُه بَعْضًا. وَقَالَ اللَّيْث: التِرْعابة: الفَرُوقة. أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: المَرْعَبة: القَفْرة المُخيفة. برع: أَبُو عبيد: البارع: الَّذِي قد فاق أَصْحَابه فِي السُودَد. وَقد بَرَع يَبْرُع وَبَرُع يَبْرُع براعة فَهُوَ بارع. وَقَالَ غَيره: فلَان يتبرَّع بالعطاء أَي يتفضّل بِمَا لَا يجب عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: البَرِيعة: الْمَرْأَة الفائقة الْجمال وَالْعقل. وَقَالَ غَيره: يُقَال: بَرَعه وفَرَعه إِذا علاهُ وفاقه وكلّ مُشْرِف بارعٌ فارع. ربع: فِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مرّ بِقوم يَرْبَعُون حجرا فَقَالَ: (عُمّال الله أقوى من هَؤُلَاءِ) . وَفِي بعض الحَدِيث: (يَرْتَبِعون حجرا) . قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الرَبْع: أَن يشال الحَجَرُ بِالْيَدِ، يُفعل ذَلِك لِتعرف بِهِ شدَّة الرجل. يُقَال ذَلِك فِي الْحجر خاصَّة. قَالَ: وَقَالَ الأمويّ مثلَه فِي الرَبْع. وَقَالَ: المِربَعة: عَصاً يحمل بهَا الأثقال حَتَّى تُوضَع على ظُهُور الدوابّ. وأنشدنا: أَيْن الشِظاظان وَأَيْنَ المِرْبَعَهْ وَأَيْنَ وَسْقُ النَّاقة الجَلَنْفَعَهْ ابْن السّكيت: رابعت الرجل إِذا رفعت مَعَه العِدْل بالعصا على ظهر الْبَعِير. وَقَالَ الراجز: يَا لَيْت أم العَمْر كَانَت صَاحِبي مكانَ من أنشا على الركائب ورابعتني تَحت ليل ضَارب بساعد فَعْم وكفّ خاضِب وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لعديّ بن حَاتِم قبل إِسْلَامه: (إِنَّك تَأْكُل المِرْباع وَهُوَ لَا يَحِلّ فِي دينك) . قَالَ أَبُو عبيد: المِرْباع: شَيْء كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّة، يَغْزُو بَعضهم بَعْضًا، فَإِذا غنموا أَخذ الرئيس ربع الْغَنِيمَة فَكَانَ خَالِصا لَهُ دون أَصْحَابه. وَقَالَ عبد الله بن عَنَمة: لَك المرباع فِيهَا والصفايا وحكمك والنَشِيطة والفُضُول وَقَالَ غَيره: رَبَعت الْقَوْم أَرْبَعهم رَبْعاً إِذا أخذت ربع أَمْوَالهم أَو كنت لَهُم رَابِعا. والرَبْع أَيْضا: مصدر رَبَعت الوَتَر إِذا فتلته على أَربع قُوًى. وَيُقَال: وَتَر مَرْبُوع. عَمْرو عَن أَبِيه: الرُوميّ: شِرَاع السَّفِينَة الفارغة، والمُرْبِع: شراع المَلأَى. قَالَ: والمتلمِّظة: مقْعد الاستيام وَهُوَ رَئِيس الركّاب. أَبُو عُبَيْدَة عَن الأصمعيّ: الرَبْع: هُوَ الدَّار بِعَينهَا حَيْثُ كَانَت. والمَرْبَع: الْمنزل فِي الرّبيع خاصَّة.

وَقَالَ شمر: الرُبُوع: أهل الْمنَازل أَيْضا. وَقَالَ الشماخ: تصيبُهمُ وتخطئني المنايا وأَخْلُف فِي رُبُوع عَن ربوع أَي فِي قوم بعد قوم. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُرِيد: فِي ربع من أَهلِي أَي فِي مسكنهم بعد ربع. وَقَالَ أَبُو مَالك: الرّبع مثل السَكْن وهما أهل الْبَيْت. وَأنْشد: فَإِن يَك رَبْع من رجالي أَصَابَهُم من الله والحَتْم المُطل شَعُوب وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الرَبَّاع: الرجل الْكثير شِرَى الرُبُوع، وَهِي الْمنَازل. وَقَالَ شمر: الرّبع يكون الْمنزل، وأهلَ الْمنزل. قَالَ: وأمَّا قَول الرَّاعِي: فعُجنا على رَبْع بِربع تعوده من الصَّيف حَشَّاء الحنين نَئُوج فَإِن الرّبع الثَّانِي طَرَف الْجَبَل. والرِبْع من أظماء الْإِبِل: أَن ترد الماءَ يَوْمًا وتدعه يَوْمَيْنِ ثمَّ ترد الْيَوْم الرَّابِع. وإبل روابع، وَقد وَردت رِبْعاً. وَأَرْبع الرجلُ إِذا وَردت إبِله رِبْعاً. والرِبْع: الحُمَّى الَّتِي تَأْخُذ كل أَرْبَعَة أيّام، كَأَنَّهُ يُحَمّ فيهمَا ثمَّ يحمّ اليومَ الرَّابِع. يُقَال: رُبع الرجل وأُرْبع. وَقَالَ الهذليّ: من المُرْبِعِين وَمن آزل إِذا جَنَّه اللَّيْل كالناحط أَبُو حَاتِم عَن الأصمعيّ: أربعت الْحُمَّى زيدا إِذا أَخَذته رِبْعاً، وأغَبَّته إِذا أخذتْه غِبَّاً. وَرجل مُغِبّ ومُرْبِع بِكَسْر الْبَاء وَأنْشد: من المربِعين وَمن آزل بِكَسْر الْبَاء، فَقيل لَهُ: لِمَ قلت: أربعت الحُمَّى زيدا. ثمَّ قلت: من المُرْبِعين؟ فَجَعَلته مرَّة مَفْعُولا ومرَّة فَاعِلا، فَقَالَ: يُقَال: أَرْبَع الرجلُ أَيْضا. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: يُقَال: أربعت عَلَيْهِ الحُمَّى وَمن الغِبّ: غَبّت. قلت: كَلَام الْعَرَب: أربعت عَلَيْهِ الحُمَّى، والرجُل مُرْبَع، بِفَتْح الْبَاء. وَقَالَ الأصمعيّ أَيْضا: يُقَال: أَرْبع الرجلُ فَهُوَ مُرْبِع إِذا وُلِد لَهُ فِي فَتَاء سِنه. وَولده رِبْعيّون. وَقَالَ الراجز: إِن بنِيَّ غِلْمة صِيْفِيّونْ أَفْلح مَن كَانَ لَهُ رِبعيّون وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: قد رَبَع الرجل يَرْبَع إِذا وقف وَتحبَّس. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: اربَعْ على ظَلْعك، وَاربَعْ على نَفْسك وَاربع عَلَيْك، كل ذَلِك وَاحد مَعْنَاهُ: انْتظر. وَقال الْأَحْوَص: مَا ضرّ جيراننا إِذا انتجعوا لَو أَنهم قبل بَينهم رَبَعوا وَقال آخر: أَرْبَع عِنْد الْوُرُود فِي سُدُم أنقع من غُلَّتي وَأجزاؤها قَالَ: مَعْنَاهُ: أُلقي فِي مَاء سُدُم وَألهج

فِيهِ. وَفي صفة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ أطول من المربوع وَأقصر من المشذَّب. فالمشذَّب: الطَّوِيل الْبَائِن. وَالمربوع: الَّذِي لَيْسَ بطويل وَلا قصير. وَكَذَلِكَ الرَّابِعَة فَالْمَعْنى: أَنه لم يكن مُفْرِط الطول، وَلكن كَانَ بَين الرَبْعة وَالمشذَّب. وَالمربوع من الشعْر: الَّذِي ذهب جُزْء من ثَمَانِيَة أَجزَاء من المديد والبسيط التامّ. وَالمثلوث: الَّذِي ذَهَب جزءان من سِتَّة أَجزَاء. والرَبْعة: الجوفة. وَيقال: رجل رَبْعة وَامرأة رَبْعة وَرجال وَنساء رَبَعات بتحريك الْبَاء وَخولف بِهِ طَرِيق ضَخْمة وَضَخَمات لِاسْتِوَاء نعت الرجل وَالْمَرْأَة فِي قَوْلك: رجل رَبْعة وَامرأة رَبعة فَصَارَ كالاسم، وَالْأَصْل فِي بَاب فَعْلة من الْأَسْمَاء مثل تَمْرة وجَفْنة أَن يجمع على فَعَلات مثل تَمرات وجَفَنات، وَما كَانَ من النعوت على فَعْلة مثل شَاة لَجْبَة وَامْرَأَة عَبْلة أَن يجمع على فَعْلات بِسُكُون الْعين. وَإنما جمع رَبْعة على رَبَعات وَهُوَ نعت لِأَنَّهُ أشبه الْأَسْمَاء لِاسْتِوَاء لفظ المذكّر والمؤنّث فِي وَاحده. وَقال الفرّاء: من الْعَرَب من يَقُول: امْرَأَة رَبْعة وَنسوة رَبْعات، وَكَذَلِكَ رجل رَبْعة وَرِجَال رَبْعُون، فَيَجْعَلهُ كَسَائِر النعوت وَيقال: ارتبع البعيرُ يرتبع ارتباعاً، وَالِاسْم الرَبعة، وَهُوَ أشدّ عَدْو الْبَعِير. وَأنْشد الأصمعيّ لبَعض الشُّعَرَاء: واعرورت العُلُطَ العُرْضِيّ تركضه أُمّ الفوارس بالدِئداء وَالرَبعَهْ وَقال أَبُو يحيى بن كُناسة فِي صفة أزمنة السّنة وَفصولها وَكان علاَّمة بهَا: اعْلَم أَن السّنة أَرْبَعَة أزمنة: الرّبيع الأوَل، وَهو عِنْد العامَّة: الخريف. ثمَّ الشتَاء ثمَّ الصَّيف، وَهو الرّبيع الآخر، ثمَّ القَيْظ. قَالَ: وَهذا كُله قَول الْعَرَب فِي الْبَادِيَة. قَالَ: وَالربيع الأوَّل الَّذِي هُوَ الخريف عِنْد الْفرس يدْخل لثَلَاثَة أَيَّام من أيلُول. قَالَ وَيدخل الشتَاء لثَلَاثَة أَيَّام من كانون الأول، قَالَ: وَيدخل الصَّيف الَّذِي هُوَ الرّبيع عِنْد الفُرس لخمسة أَيَّام تَخْلُو من آذار، وَيدخل القيظ الَّذِي هُوَ صيف عِنْد الْفرس لأربعة أَيَّام تَخْلُو من حَزِيران. قَالَ أَبُو يحيى: وربيع أهل الْعرَاق مُوَافق لربيع الفُرْس، وَهُوَ الَّذِي يكون بعد الشتَاء. وَهُوَ زمَان الوَرْد، وَهو أعدل الآوِنة، وَفيه تُقْطَع العُرُوق، وَيُشرب الدوَاء. قَالَ: وَأهل الْعرَاق يُمطَرون فِي الشتَاء كُله، وَيُخصِبون فِي الرّبيع الَّذِي يَتْلُو الشتَاء، وَأما أهل الْيمن فَإِنَّهُم يُمطَرون فِي القَيْظ وَيُخْصبون فِي الخريف الَّذِي يسمّيه الْعَرَب الرّبيع الأول. قلت: وَسمعت الْعَرَب تَقول لأوّل مطر يَقع بِالْأَرْضِ أَيَّام الخريف: ربيع، وَيَقُولُونَ: إِذا وَقع ربيع بِالْأَرْضِ بعثنَا الرواد وانتجعنا مساقط الْغَيْث. وسمعتهم يَقُولُونَ للنخيل إِذا خُرِفت وصُرمت: قد تربَّعت النخيلُ، وَإِنَّمَا سمّي فصل الخريف خَرِيفًا لِأَن الثِّمَار تُخترَف فِيهِ، وسمته الْعَرَب ربيعاً لوُقُوع أول الْمَطَر فِيهِ. وَيُقَال للفَصِيل الَّذِي يُنْتَج فِي أول النِّتَاج: رُبَع

وَجمعه رباع. وَمِنْه قَول الراجز: وعلبة نازعتها رِبَاعي سُمِّي رُبعاً لِأَنَّهُ إِذا مَشَى ارْتَفع ورَبَع أَي وَسَّع خَطْوه وعَدَا. ورِبْعِيّ كل شَيْء: أَوله: رِبْعيّ الشَّبَاب ورِبْعِيّ النِّتَاج. يُقَال سَقْب رِبْعيّ، وسِقاب رِبْعِيَّة: وُلِدت فِي أول النِتاج. وَقَالَ الْأَعْشَى: وَلكنهَا كَانَت نوى أجنبيَّة توالي ربِعيّ السقاب فأصحبا هَكَذَا سَمِعت الْعَرَب تنشِده. وفسّروا لي توالي السقاب أَنه من الْمُوَالَاة، وَهُوَ تَمْيِيز شَيْء من شَيْء، يُقَال: والينا الفِصْلان عَن أمّهاتها فتوالت، أَي فصلناها عَنْهَا عِنْد تَمام الْحول. ويشتد الْمُوَالَاة وَيكثر حَنِينها فِي أثر أمّهاتها، ويُتَّخذ لَهَا خَنْدق تحبس فِيهَا، وتُسَرَّح الْأُمَّهَات فِي وَجه من مراتعها. فَإِذا تَبَاعَدت عَن أَوْلَادهَا سُرِّحت الْأَوْلَاد فِي جِهَة غير جِهَة الأمَّهات فترعى وَحدهَا فتستمرّ على ذَلِك وتُصْحِب بعد أَيَّام. أخبر الْأَعْشَى أَن نَوَى صاحبتِه اشتدَّت عَلَيْهِ فحنَّ إِلَيْهَا حَنينَ رِبْعيّ السقاب إِذا وُولي عَن أمّه، وَأخْبر أَن هَذَا الفَصيل يستمرّ على الْمُوَالَاة ويُصحِب، وَأَنه دَامَ على حنينه الأول وتمَّ عَلَيْهِ وَلم يُصحب إصحاب السَقْب. وَإِنَّمَا فسرت هَذَا الْبَيْت لِأَن الروَاة لمَّا أشكل عَلَيْهِم مَعْنَاهُ تخبّطوا فِي استخراجه وخلّطوا وَلم يعرفوا مِنْهُ مَا يَعرف مَن شَاهد الْقَوْم فِي باديتهم، وَالْعرب تَقول: لَو ذهبت تُرِيدُ وِلاء ضَبَّة من تَمِيم لتعذَّر عَلَيْك مُوَالَاتهمْ مِنْهُم لاختلاط أنسابهم. وَقَالَ الشَّاعِر: وَكُنَّا خُلَيطى فِي الْجمال فَأَصْبَحت جِمالي تُوالَى وُلَّهاً من جمالِكِ تُوالى أَي تُمَيَّز مِنْهَا. وَجَاء فِي دُعَاء الاسْتِسْقَاء: (اسقنا غيثاً مَرِيعاً مُرْبِعاً) . فالمَريع: المُخْصِب الناجع فِي المَال. والمُرْبِع: المُغْني عَن الارتياد لعمومه وَأَن النَّاس يربعون حَيْثُ كَانُوا فيقيمون للخِصْب العامّ. وَقَالَ ابْن المظفر: يُقَال: أَرْبعت الناقةُ إِذا استغلق رحمُها فَلم تَقبل المَاء. ثَعْلَب عَن سَلَمة عَن الفرّاء: يُجمع ربيع الْكلأ وربيع الشُّهُور أَرْبِعة. وَيجمع ربيع النَّهر أَرْبِعاء. قَالَ: وَالْعرب تذكر الشُّهُور كلهَا مجرَّدة إِلَّا شَهْري ربيع وَشهر رَمَضَان. وَفِي الحَدِيث فِي الْمُزَارعَة قَالَ: (وَيشْتَرط مَا سَقَى الرَبيع) يُرِيد النَّهر، وَهُوَ السَعِيد أَيْضا. أَبُو عبيد عَن الفرّاء: النَّاس على سَكَناتهم ونَزَلاتهم ورِبَاعتهم ورَبَعاتهم يَعْنِي على استقامتهم. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال: مَا فِي بني فلَان أحد يُغْني رِبَاعتُه غير فلَان كَأَنَّهُ أمره وشأنه الَّذِي هُوَ عَلَيْهِ. قَالَ الأخطل: مَا فِي معدّ فَتى يُغني رِبَاعَتُه إِذا يهمّ بِأَمْر صَالح فَعَلا اللِّحيانيّ: قعد فلَان الأُرْبَعاء والأَرْبُعَاوَى أَي متربّعاً. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الْخَيل تُثْنِي وتُرْبِعُ وتُقْرِح، وَالْإِبِل تُثْني وتُرْبِع وتُسْدِس وتبزُل، وَالْغنم تُثني وتُربِعُ وتُسْدِس وتَصْلُغ. قَالَ وَيُقَال للْفرس إِذا استتمَّ سنتَيْن: جَذَع. فَإِذا استتمّ الثَّالِثَة فَهُوَ ثَنِيّ، وَذَلِكَ عِنْد إلقائه رواضعه. فَإِذا استتمّ الرَّابِعَة فَهُوَ رَبَاعٍ. قَالَ: أثنى إِذا

سَقَطت رواضعه وَنبت مَكَانَهُ سِنّ. فنبات تِلْكَ السِنِّ هُوَ الإثناء. ثمَّ تسْقط الَّتِي تَلِيهَا عِنْد إرباعه فَهِيَ رَبَاعِيته فتنبت مَكَانهَا سِنّ فَهُوَ رَبَاعٌ والجميع رُبْع وَأكْثر الْكَلَام رَبَع وأرباع. فَإِذا حَان قُرُوحه سقط الَّذِي يَلِي رباعيته فينبت مَكَانَهُ قارِحُه وَهُوَ نابه، وَلَيْسَ بعد القروح سُقُوط سنّ وَلَا نَبَات سنّ. وَقَالَ غَيره: إِذا طعن الْبَعِير فِي السّنة الْخَامِسَة فَهُوَ جَذَع، فَإِذا طَعَن فِي السَّادِسَة فَهُوَ ثَنِيّ، فَإِذا طَعَن فِي السَّابِعَة فَهُوَ رَبَاعٍ، وَالْأُنْثَى رَبَاعية فَإِذا طعن فِي الثَّامِنَة فَهُوَ سدوس وسدِيس، فَإِذا طعن فِي التَّاسِعَة فَهُوَ بازل. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: تُجْذِع العَنَاق لسنة وتُثْني لتَمام سنتَيْن، وَهِي رَبَاعية لتَمام ثَلَاث سِنِين وسَدَس لتَمام أَربع سِنِين صالغ لتَمام خمس سِنِين. وَقَالَ أَبُو فَقْعس الأسَديّ: وَلَد الْبَقَرَة أوَّلَ سنة تبِيع، ثمَّ جَذَع، ثمَّ ثنِيّ، ثمَّ رباعٍ، ثمَّ سَدَس، ثمَّ صالغ. وَهُوَ أقْصَى أسنانِه، روى ذَلِك أَبُو عبيد عَنهُ. وَقَالَ الأصمعيّ: للْإنْسَان من فَوق ثَنيَّتان ورباعِيتان بعدهمَا ونابان وضاحكان وَسِتَّة أرحاء من كل جَانب وناجِذان وَكَذَلِكَ من أَسْفَل. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال لكل خُفّ وظِلْف ثنيَّتان من أَسْفَل فَقَط. وأمّا الْحَافِر والسِبَاع كلهَا فلهَا أَربع ثنايا. وللحافر بعد الثنايا أَربع رَباعِيات وَأَرْبَعَة قوارح وَأَرْبَعَة أَنْيَاب وَثَمَانِية أضراس. اللَّيْث: يَوْم الْأَرْبَعَاء بِكَسْر الْبَاء مَمْدُود. وَمِنْهُم من يَقُول: أربَعاء بِنصب الْبَاء، وأربعاوان وأَرْبعاوات، حمل على قِيَاس قصباء وَمَا أشبههَا. وَمن قَالَ: أَرْبِعاء حمله على أسعِداء. وَيُقَال: رُبِعت الأَرْض فَهِيَ مربوعة إِذا أَصَابَهَا مطر الرّبيع. وَأنْشد غَيره: بأفنان مَرْبُوع الصَرِيمة مُعْبِل قَالَ: والربيعة: بَيْضة السِّلَاح. وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي ومرابيع النُّجُوم: الَّتِي يكون بهَا الْمَطَر فِي أول الأنواء. وَقَالَ أَبُو زيد: استربع الرملُ إِذا تراكم فارتفع. وَأنْشد: مستربع من عَجَاج الصَّيف منخول ابْن السّكيت: ربيع رَابِع إِذا كَانَ مُخْصِباً. واستربع البعيرُ للسَيْر إِذا قَوِي عَلَيْهِ. وَرجل مستربع بِعَمَلِهِ أَي مستقِل بِهِ قويّ عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو وَجْزة: مستربع بسُرَى الموماة هيَّاج وَأما قَول صَخْر: كريم الثنا مستربع كل حَاسِد فَمَعْنَاه: أَنه يَحمل حسده وَيقدر عَلَيْهِ. وَهَذَا كُله من رَبْع الْحجر وإشالته. وتربعت النَّاقة سَنَاماً طَويلا أَي حَملته: وَأما قَول أبي وجزة: حَتَّى إِذا مَا إيالات جرت بُرُحاً وَقد رَبَعن الشَوَى من ماطرٍ ماج فَإِن معنى رَبَعن: أَمْطَرن من قَوْلك: ربُعنا أَي أَصَابَنَا مطر الرّبيع. وَأَرَادَ بقوله: (من ماطر) أَي من عَرَق (ماج) : مِلْح. يَقُول: أمْطرت قوائمهن من عرقهنّ. والمرتَبِع من الدوابّ: الَّذِي رعى الرّبيع فسمِن ونشِط، وَيُقَال: تربّعنا الحَزْن والصَمَّان أَي رعينا بقُولها فِي الشتَاء. وتربت الإبلُ بمَكَان

كَذَا أَي أَقَامَت بِهِ وأنشدني أعرابيّ: تربَّعت تَحت السُمِيّ الغُيَّمِ فِي بلد عافى الرياض مُبْهِم عافى الرياض أَي رياضه عَافِيَة لم تُرع. مُبْهِم: كثير البُهْمَى. وأمّا قَول الشَّاعِر: يداك يَد ربيع النَّاس فِيهَا وَفِي الْأُخْرَى الشُّهُور من الْحَرَام فَإِنَّهُ أَرَادَ أَن خصِب النَّاس فِي إِحْدَى يَدَيْهِ لِأَنَّهُ يَنْعَش النَّاس بسَيْبه، وَأَن فِي يَده الْأُخْرَى الْأَمْن والحِيطة ورَعْي الذِمام. وأمّا قَول الفرزدق: أظنّك مفجوعاً برُبْع مُنَافِق تلبّسَ أَثوَاب الْخِيَانَة والغَدْر فَإِنَّهُ أَرَادَ أَن يَمِينه تقطع فَيذْهب ربع أَطْرَافه الْأَرْبَعَة. وَأما قَول الجعديّ: وَحَائِل بازل تربَّعت الصي ف طويلَ العِفاء كالأُطُم فَإِنَّهُ نصب الصَّيف لِأَنَّهُ جعله ظرفا، أَي تربَّعت فِي الصَّيف سَنَاماً طَوِيل العَفَاء أَي حملتْه، فَكَأَنَّهُ قَالَ: تربَّعت سَنَاماً طَويلا كثير الشَّحْم. وَقَالَ ابْن السّكيت فِي قَول لبيد يصف الْغَيْث: كأنَّ فِيهِ لما ارتفقْتُ لَهُ رَيْطاً ومِرْباع غانِم لَجَبا قَالَ: ذكر السَّحَاب. والارتفاق: الاتّكاء على الْمرْفق. يَقُول: اتكأت على مَرْفِقي أشيمه وَلَا أَنَام. شبَّه تَبوُّج البَرْق فِيهِ بالرَيْط الْأَبْيَض. والرَيْطة: مُلاءة لَيست بملفَّقة. وَأَرَادَ بمرباع غَانِم صوب رَعْده. شبَّهه بمرباع صَاحب الجَيش إِذا عُزِل لَهُ رُبع النَّهْب من الْإِبِل فتحانَّت عِنْد الْمُوَالَاة، فشبَّه صَوت الرَّعْد فِيهِ بحنينها. قَالَ: وَفِي بني عُقَيل رَبِيعتان: رَبِيعة بن عُقَيل، وَهُوَ أَبُو الخُلَعاء، وَرَبِيعَة بن عَامر بن عُقَيل، وَهُوَ أَبُو الأبرص وقُحافة وعَرْعَرة وقُرّة. وهما ينسبان: الرِبيعيِّينِ. وَيُقَال لولد النَّاقة يُنْتَج فِي أول النِّتَاج: رُبَع، وَالْأُنْثَى رُبَعة. والجميع رِبَاع. وَإِذا نسب إِلَيْهِ فَهُوَ رُبَعيّ. وَإِذا نسب إِلَى الرّبيع قيل: ربيعيّ. وَإِذا نسب إِلَى ربيعةِ الفَرس فَهُوَ رَبعيّ. واليرابيع: جمع اليَرْبوع. وترابيع الْمَتْن: لَحْمه، وَلم أسمع لَهَا بِوَاحِد. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الربَّاع: الْكثير شِرَى الرباع وَهِي الْمنَازل. قَالَ: والرَبِيعة: الرَّوْضَة. والربيعة: المزادة. والربيعة بَيْضَة الْحَرْب. والرَبِيعة: العَتِيدة. والرَبِيعَة: الحَجَر الَّذِي يشال. وَأنْشد الْأَصْمَعِي قَول الشَّاعِر: فوه ربيع وكفُّه قَدَح وبطنه حِين يتّكي شَرَبَهْ يَسَّاقط النَّاس حوله مَرضا وَهُوَ صَحِيح مَا إِن بِهِ قَلَبَهْ أَرَادَ بقوله: فوه ربيع أَي نهر لِكَثْرَة شربه وَجمعه أربِعاء. وَمِنْه الحَدِيث: إِنَّهُم كَانُوا يُكْرون الأَرْض بِمَا ينْبت على الْأَرْبَعَاء. وَقَالَ ابْن هانىء: قَالَ أَبُو زيد: يُقَال: بَيت أُرْبَعاواء على أفعلاواء، وَهُوَ الْبَيْت على طريقتين وَثَلَاث وَأَرْبع وَطَرِيقَة وَاحِدَة، فَمَا كَانَ على طَريقَة فَهُوَ خِبَاء، وَمَا زَاد على طَريقَة فَهُوَ بَيت. والطريقة: الْعمد الْوَاحِد، وكل عَمُود طَريقَة وَمَا كَانَ

بَين عمودين فَهُوَ مَتْن. بعر: البَعْر لكلّ ذِي ظِلْف وَلكُل ذِي خُفّ من الْإِبِل وَالشَّاء وبَقَر الْوَحْش والظباء، مَا خلا الْبَقر الأهلي فَإِنَّهَا تَخْثِي، وَهُوَ خِثْيها. والأرانب تَبْعَر أَيْضا. والمِبعار: الشَّاة والناقة تباعِر حالبها، وَهُوَ البِعار، ويُعدّ عَيْبا؛ لِأَنَّهَا رُبمَا أَلْقَت بَعَرها فِي المِخْلَب. ومباعر الشَّاء وَالْإِبِل: حَيْثُ تُلقى البَعَر مَنه، وَاحِدهَا مَبْعَر. الْأَصْمَعِي: الْبَعِير من الْإِبِل بِمَنْزِلَة الْإِنْسَان: يَقع على الْجمل والناقة إِذا أجْذَعا. يُقَال: رَأَيْت بَعِيرًا، وَلَا تبالي ذكرا كَانَ أَو أُنْثَى، وَيجمع الْبَعِير أَبْعِرَة فِي الْجمع الأقلّ، ثمَّ أباعر وبُعراناً. وَبَنُو تَمِيم يَقُولُونَ: بِعير، بِكَسْر الْبَاء. وشِعير، وَسَائِر الْعَرَب يَقُولُونَ: بَعير، وَهُوَ أفْصح اللغَتَيْن. وَيجمع البعر أبعاراً. وَهِي البَعْرة الْوَاحِدَة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: البُعَيرة: تَصْغِير البَعْرة وَهِي الغَضْبة فِي الله عزّ وجلّ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: البَعَر: الفَقْر التامّ الدَّائِم. وَقَالَ ابْن هانىء: من أمثالهم: أَنْت كصاحب البَعْرة. وَكَانَ من حَدِيثه أَن رجلا كَانَت لَهُ ظِنَّة فِي قومه فَجَمعهُمْ ليستبرئهم وَأخذ بَعْرة، فَقَالَ: إِنِّي رام ببعرتي هَذِه صَاحب ظِنَّتي. فجفَل لَهَا أحدهم وَقَالَ: لَا ترمني بهَا، فأقرَّ على نَفسه، فَذَهَبت مثلا. يُقَال عَنهُ المَزْرِبة على مَن أقرَّ على نَفسه. عبر: قَالَ الله جلّ وعزّ: {إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} (يُوسُف: 43) سَمِعت المنذريّ يَقُول: سَمِعت أَبَا الْهَيْثَم يَقُول: العابر: الَّذِي ينظر فِي الْكتاب فيعبُره أَي يعْتَبر بعضه بِبَعْض حَتَّى يَقع فهمُه عَلَيْهِ. وَلذَلِك قيل: عَبَر الرُّؤْيَا، وَاعْتبر فلَان كَذَا. وَقَالَ غَيره: أُخذ هَذَا كُله من العِبْر وَهُوَ جَانب النَّهر. وَفُلَان فِي ذَلِك العِبر أَي فِي ذَلِك الْجَانِب. وعبرت النَّهر وَالطَّرِيق عُبُوراً إِذا قطعته من هَذَا الْجَانِب إِلَى ذَلِك الْجَانِب، فَقيل لعابر الرُّؤْيَا: عَابِر لِأَنَّهُ يتأمَّل ناحتي الرُّؤْيَا فيتفكر فِي أطرافها ويتدبّر كلّ شَيْء مِنْهَا ويَمضي بفكره فِيهَا من أول مَا رأى النَّائِم إِلَى آخر مَا رأى. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى فِي قَول الله جلّ ذكره: {إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} : دخلت اللَّام فِي قَوْله: {لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} : لِأَنَّهُ أَرَادَ: إِن كُنْتُم للرؤيا عابرين وَإِن كُنْتُم عابرين الرُّؤْيَا، وتسمَّى هَذِه اللَّام لَام التعقيب لِأَنَّهَا عقَّبت الْإِضَافَة. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: عَبَرت النَّهر وَالطَّرِيق عُبُوراً، وعَبَرت الرُّؤْيَا عَبْراً وعِبارة. واستعْبرتُ فلَانا رُؤْيَايَ، وعَبَرت الْكتاب أعبُره عَبْرا إِذا تدبّرته فِي نَفسك وَلم ترفع بِهِ صَوْتك. ورُوي عَن أبي رَزِين العُقَيلي أَنه سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: (الرُّؤْيَا على رِجْل طَائِر، فَإِذا عُبِّرت وَقعت، فَلَا تقصّها إِلَّا على وادّ أَو ذِي رَأْي) . قَالَ الزّجاج: إِنَّمَا قَالَ: لَا تقصّها إِلَّا على وادّ أَو ذِي رَأْي لِأَن الوادّ لَا يجب أَن يستقبلك فِي تَفْسِيرهَا إِلَّا بِمَا تحبّ. وَإِن لم يكن عَالما بالعبارة لم يَعْجَل لَك بِمَا يَغُمّك، لَا أَن تَعْبِيره يزيلها عمَّا جعلهَا الله عَلَيْهِ. وَأما ذُو الرَّأْي فَمَعْنَاه: ذُو الْعلم بعبارتها، فَهُوَ يُخْبِرك بِحَقِيقَة تَفْسِيرهَا، أَو بأقرب مَا يُعلمهُ مِنْهَا. وَلَعَلَّه أَن يكون فِي تَفْسِيرهَا

موعظة ترْدعك عَن قَبِيح أَنْت عَلَيْهِ، أَو يكون فِيهَا بُشرى، فتحمد الله على النِّعْمَة فِيهَا. وَقَالَ الله عزّ وجلّ: {الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُواْ ياأُوْلِى} (الحَشر: 2) أَي تدبّروا وانظروا فِيمَا نزل بُقريظة والنَضِير، فقايسوا أفعالهم واتّعِظوا بِالْعَذَابِ الَّذِي نزل بهم. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: عَبِر الرجلُ يَعْبر عَبَراً إِذا حزِن. وفَلان عُبْر أسفار إِذا كَانَ قَوِيا على السّفر. والعُبْر أَيْضا: الْكثير فِي كل شَيْء. وَرَأى فلَان عُبْر عينه فِي ذَلِك الْأَمر مَا يُسْخِنُ عَيْنه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العُبْر من النَّاس: القُلْف، واحدهم عَبُور. والعُبْر: السحائب الَّتِي تسير سَيْراً شَدِيدا. والعُبْر: الثَكْلى. والعَبْر: النَّاقة القويَّة على السَفَر. والعُبْر: الْبكاء بالحزن، يُقَال: لأمّه العُبْر والعَبَر. قَالَ: والعِبَار: الْإِبِل القويّة على السّير، يُقَال للناقة هِيَ عُبْر سَفَر. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: أعبرت الْغنم إِذا تركتَها عَاما لَا تجزُّها. وَغُلَام مُعْبَر إِذا كَاد أَن يَحْتَلِم وَلم يُخْتَن. وناقة عِبْر أسفار: تُقطع الْأَسْفَار عَلَيْهَا بِالْكَسْرِ. أَبُو عُبَيْدَة: العَبِير عِنْد أهل الْجَاهِلِيَّة: الزَّعْفَرَان. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: العَبِيرة: الزعفرانة. وَقَالَ اللَّيْث: العَبِير: ضرب من الطّيب قَالَ: والمَعْبَر: شطّ نهر هُوَ للعبور. والمِعْبرة: سفينة يعبَر عَلَيْهَا النَّهر. وعبّر فلَان عَن فلَان تعبيراً إِذا عَيّ بحجَّته فَتكلم عَنهُ بهَا. قَالَ: وعبَّرت الدَّنَانِير تعبيراً إِذا وزنتها دِينَارا دِينَارا. وأمَّا قَول الله جلّ وعزّ: {وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِى سَبِيلٍ} فَمَعْنَاه: إِلَّا (النِّساء: 43) مسافرين؛ لِأَن الْمُسَافِر قد يُعوزه المَاء. وَقيل: إِلَّا مارين فِي الْمَسْجِد غير مريدين الصَّلَاة. وَقَالَ اللَّيْث: العِبْرة: الِاعْتِبَار بِمَا مضى. والشعرى العَبُور، وهما شعريان. إِحْدَاهمَا الغُمَيضاء، وَهُوَ أحد كوكبي الذراعين. وأمَّا العَبُور فَهِيَ مَعَ الجوزاء تكون نيّرة. سمّيت عُبُوراً لِأَنَّهَا عَبَرت المَجَرَّة وَهِي شأمية. وتزعم الْعَرَب أَن الْأُخْرَى بَكت على أَثَرهَا حَتَّى غمِصَت فسمّيت الغُمَيصاء. وَقَالَ اللَّيْث: عَبْرة الدمع: جَرْيه. قَالَ: والدمع نَفسه يُقَال لَهُ: عَبْرة. وَمِنْه قَوْله: وَإِن شفائي عَبْرة إِن سفَحتها وَرجل عَبْران وَامْرَأَة عَبْرى إِذا كَانَا حزينين. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: من أمثالهم فِي عناية الرجل بأَخيه وإيثاره إيَّاه على نَفسه قَوْله: لَك مَا أبْكِي وَلَا عَبْرة بِي، يضْرب مثَلاً للرجل يشتدّ اهتمامه بشأن أَخِيه. وَيُقَال: عبّر بفلان هَذَا الأمرُ إِذا اشتدّ عَلَيْهِ. وَمِنْه قَول الهذليّ: مَا أَنا والسيرَ فِي مَتْلف يعبّر بِالذكر الضَّابِط وَيُقَال: عَبَر فلَان إِذا مَاتَ فَهُوَ عَابِر، كَأَنَّهُ عبر سَبِيل الْحَيَاة. وَأنْشد أَبُو الْعَبَّاس: فَإِن نَعْبُر فَإِن لنا لُماتٍ وَإِن نغبُر فَنحْن على نذور سَلمة عَن الْفراء: العَبَر: الِاعْتِبَار. وَالْعرب تَقول: اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا ممَّن يعبَر الدُّنْيَا وَلَا يعبُرها أَي ممّن يعْتَبر بهَا

باب العين والراء مع الميم

وَلَا يَمُوت سَرِيعا حَتَّى يرضيك بِالطَّاعَةِ. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال فِي الْكَلَام: لقد أسرعت استعبارك الدَّرَاهِم أَي استخراجك إيّاها. وَيُقَال: عَبَرت الطير أعبُرها وأعبِرها إِذا زجرتها. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: عبرت متاعي أَي باعدته. والوادي يعبر السَيْل عَنَّا أَي يباعده. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العَبَّار: الجَمَل القويّ على السّير. والمُعْبَر: التَيس الَّذِي تُرك عَلَيْهِ شعره سنواتٍ فَلم يُجَزّ. وَقَالَ بِشْر بن أبي خازم: جَزيز الْقَفَا شبعان يربض حَجْرَةً حَدِيث الخصاء وارم العَفْل مُعْبَرُ وَقَالَ اللحياني: العَبُور من الْغنم: فَوق الْعَظِيم من إناث الْغنم. يُقَال: لي نعجتان وَثَلَاث عبائر. وَغُلَام مُعْبَر إِذا كبر وَلم يُخْتن. وَإنَّهُ لينْظر إِلَى عَبَر عينه إِذا كَانَ ينظر إِلَى مَا يُعْبِر عينه أَي يُسْخِنها. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: العُبْريّ من السِدْر: مَا كَانَ على شطوط الْأَنْهَار. وَقَالَ اللحياني العُمْريّ والعُبْريّ من السِدر الَّذِي يَشرب من الْمِيَاه. قَالَ: وَالَّذِي لَا يشرب من الْمِيَاه وَيكون بَرّيّاً يُقَال لَهُ الضال. وروى ابْن هانىء عَن أبي زيد: يُقَال للسِدْر وَمَا عظم من العوسج: العُبْرِيّ. وَقَالَ أَبُو سعيد: العُبْريّ والعُمْريّ: الْقَدِيم من السِدْر. (بَاب الْعين وَالرَّاء مَعَ الْمِيم) ع ر م عمر، عرم، رمع، رعم، مرع، معر: مستعملات. عمر: قَالَ الله جلّ وعزّ فِي كِتَابه الْمنزل عَلَيْهِ: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِى سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} (الحِجر: 72) رَوَى أَبُو الجوزاء عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: {لَعَمْرُكَ} يَقُول: بحياتك. قَالَ: وَمَا أقسم الله تَعَالَى بحياة أحد إلاّ بحياة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأخْبر المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: النحويون يُنكرُونَ هَذَا، وَيَقُولُونَ: معنى {لَعَمْرُكَ} : لَدِينُك الَّذِي تعمر. وَأنْشد: أَيهَا المنكح الثريا سهيلاً عَمْرَكَ الله كَيفَ يَلْتَقِيَانِ قَالَ: عَمْرَك الله أَي عبادتك الله، فنصب. وَأنْشد: عمركِ الله سَاعَة حدثينا وذرِينا من قَول مَن يؤذينا فأوقع الْفِعْل على اللهَ فِي قَوْله: عَمْرَك الله. قَالَ: وَتدْخل اللَّام فِي (لعمرك) ، فَإِذا أدخلتها رفعت بهَا فَقلت: لَعَمْرُك، ولعمر أَبِيك. قَالَ: فَإِذا قلت: لعمر أَبِيك الْخَيْر نصبت الْخَيْر وخفضت فَمن نصب أَرَادَ أَن أَبَاك عَمرَ الْخَيْر يَعْمُره عَمْراً وَعمارَة، وَنصب الْخَيْر بِوُقُوع العَمْر عَلَيْهِ، ومَنْ خفض الْخَيْر جعله نعتاً لأَبِيك. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: عَمْرَك الله، لَا أفعل ذَاك نَصَب على معنى: عمَّرتك الله أَي سَأَلت الله أَن يعمّرك، كَأَنَّهُ قَالَ: عمَّرت الله إياك. قَالَ: وَيُقَال: بِأَنَّهُ يَمِين بِغَيْر وَاو. وَقد يكون عَمْرَ اللهِ، وَهُوَ قَبِيح قَالَ: والعَمْر والعُمر وَاحِد. وسمّي الرجل عَمْراً تفاؤلاً أَن يبْقى. وعَمْرَك الله مثل ناشدتك الله.

وَقَالَ أَبُو عبيد: سَأَلت الفرّاء لِمَ ارْتَفع {لَعَمْرُكَ} (الْحجر: 72) فَقَالَ: على إِضْمَار قسم ثَان، كَأَنَّهُ قَالَ: وعَمْرِك فلعمرُك عَظِيم، وَكَذَلِكَ لحياتك مثله. قَالَ: وصدَّقَه الْأَحْمَر وَقَالَ: الدَّلِيل على ذَلِك قَول الله جلّ وعزّ: {اللَّهُ لَا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ} (النِّساء: 87) كَأَنَّهُ أَرَادَ: وَالله ليجمعنّكم فأضمر القَسَم. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى: قَالَ الْأَخْفَش فِي قَوْله: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ} : وعَيْشِك وَإِنَّمَا يُرِيد بِهِ العُمْرُ. وَقَالَ أهل الْبَصْرَة: أضمر لَهُ مَا يرفعهُ: لعمرك المحلوفُ بِهِ. قَالَ الفرّاء: الأَيمان يرفعها جواباتها: وَقَالَ: إِذا أدخلُوا اللَّام رفعوا. وَقَالَ المبرّد فِي قَوْلك: عَمْرَ الله: إِن شِئْت جعلت نَصبه بِفعل أضمرته، وَإِن شِئْت نصبته بواو حذفته: وعَمْرِكَ الله. وَإِن شِئْت كَانَ على قَوْلك: عمّرتك الله تعميراً، ونشدتُك الله نَشْداً، ثمَّ وضعت عمرك فِي مَوضِع التَّعْمِير وَأنْشد فِيهِ: عَمْرتُكِ الله إلاّ مَا ذكرتِ لنا هَل كنتِ جارتنا أَيَّام ذِي سَلَم يُرِيد: ذكّرتك. وَقَالَ اللَّيْث: تَقول الْعَرَب: لعمرك، تَحْلِيف بعُمر المخاطَب. قَالَ: وَقد نُهي عَن أَن يُقَال: لعمر الله. قَالَ: وَفِي لُغَة لَهُم: رَعَمْلُك يُرِيدُونَ: لعمرك. قَالَ: وَتقول: إِنَّك عمري لظريف. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الحَرّانيّ عَن ابْن السكّيت قَالَ: يُقَال: لعمرك ولعمر أَبِيك ولعمر الله مَرْفُوعَة. قَالَ: والعَمْر والعُمْر لُغَتَانِ فصيحتان، يُقَال: قد طَال عَمْره وعُمره؛ فَإِذا أَقْسمُوا فَقَالُوا: لعَمرك وعمرِك وعمري فتحُوا الْعين لَا غير. قَالَ: وأمَّا قَول ابْن أَحْمَر: ذهب الشَّبَاب وأَخلف العَمْر فَيُقَال: إِنَّه أَرَادَ العُمر، وَيُقَال: أَرَادَ بالعَمْر الواحدَ من عمور الْأَسْنَان وَبَين كل سِنَّين لحم متدلَ يسمّى العَمْر وَجمعه عُمُور. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: عَمَرت ربّي أَي عبدته. وَفُلَان عَامر لربّه أَي عَابِد. قَالَ: وَيُقَال: تركت فلَانا يعمُر ربَّه أَي يعبده. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {هُوَ أَنشَأَكُمْ مِّنَ الاَْرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} (هُود: 61) أَي أذِن لكم فِي عمارتها واستخراج قُوتكم مِنْهَا. وَقَوله جلّ وعزّ: {إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ} (فَاطِر: 11) وفُسّر على وَجْهَيْن: قَالَ الفرّاء: مَا يطوَّل من عمر من عمر معمَّر وَلَا يُنقص من عُمره يُرِيد آخر غير الأول، ثمَّ كنّى بِالْهَاءِ كَأَنَّهُ الأول. وَمثله فِي الْكَلَام: عِنْدِي دِرْهَم وَنصفه، الْمَعْنى: وَنصف آخر، فَجَاز أَن يَقُول: نصفه؛ لِأَن لفظ الثَّانِي قد يُظهر كَلَفْظِ الأول، فكنى عَنهُ كنايةَ الأول. قَالَ: وفيهَا قَول آخر: {إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلاَ يُنقَصُ} يَقُول: إِذا أَتَى عَلَيْهِ اللَّيْل وَالنَّهَار ونقَصا من عمره. وَالْهَاء فِي هَذَا الْمَعْنى للْأولِ لَا لغيره؛ لِأَن الْمَعْنى: مَا يطوَّل وَلَا يذهب مِنْهُ شَيْء إلاَّ وَهُوَ مُحْصًى فِي كتاب، وكلٌّ حسن، وَكَأن الأوّل أشبه بِالصَّوَابِ، وَهُوَ قَول ابْن عَبَّاس، وَالثَّانِي قَول سعيد بن جُبَير. وَقَالَ

الله جلّ وعزّ: {وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} (البَقَرَة: 196) وَالْفرق بَين الحجّ وَالْعمْرَة أَن الْعمرَة تكون فِي السّنة كلهَا، والحجّ لَا يجوز أَن يُحْرَم بِهِ إلاّ فِي أشهر الحجّ: شوّال وَذي الْقعدَة وعَشْر من ذِي الحجَّة. وَتَمام الْعمرَة أَن يطوف بِالْبَيْتِ وَيسْعَى بَين الصَّفَا والمرة، والحجّ لَا يكون إِلَّا مَعَ الْوُقُوف بِعَرَفَة يَوْم عَرَفَة. وَالْعمْرَة مَأْخُوذَة من الاعتمار وَهُوَ الزِّيَارَة. يُقَال: أَتَانَا فلَان مُعْتَمِرًا أَي زَائِرًا. وَمِنْه قَوْله: وراكبٌ جَاءَ من تَثْليث معتمرُ وَيُقَال الاعتمار: الْقَصْد، وَقَالَ: لقد سما ابْن معمر حِين اعْتَمر الْمَعْنى: حِين قصد مغزًى بَعيدا. وَقيل: إِنَّمَا قيل للمُحْرِم بِالْعُمْرَةِ: معتمِر لِأَنَّهُ قصد لعمل فِي مَوضِع عَامر، فَلهَذَا قيل: معتمِر. وَمَكَان عَامر: ذُو عمَارَة. وَيُقَال لساكن الدَّار: عَامر والجميع عُمَّار. أَبُو عُبَيْدَة عَن الأصمعيّ: عَمِر الرجلُ يَعْمَر عَمَراً أَي عَاشَ. وعَمَر فلَان بَيْتا يَعْمُره. وَأنْشد مُحَمَّد بن سَلاَّم كلمة جرير: لَئِن عَمِرَت تَيْم زَمَانا بِغِرّة لقد حُدِيت تَيمٌ حُدَاء عَصَبْصَبا وَقَالَ اللحياني: دَار معمورة: يسكنهَا الجِنّ. وَيُقَال عَمرَ مالُ فلَان يَعْمَر إِذا كثر. وأتيت أَرض بني فلَان فأعمرتها أَي وَجدتهَا عامرة. المَعْمَر: الَّذِي يُقَام بِهِ. وَقَالَ طرفَة: يَا لكِ من قُبَّرة بمَعْمَر وَقَالَ آخر: يَبْغينك فِي الأَرْض مَعْمَرا أَي منزلا. وَقَالَ اللَّيْث: العَمْر: ضرب من النّخل، وَهُوَ السَحُوق الطَّوِيل. قلت: غلِط اللَّيْث فِي تَفْسِير العَمْر، والعُمْر: نخل السُكّر يُقَال لَهُ: العُمْر، وَهُوَ مَعْرُوف عِنْد أهل الْبَحْرين. وَأنْشد الرياشيّ فِي صفة حَائِط نخل: أَسْود كالليل تدجَّى أخضرُهْ مخالط تعضوضُه وعُمُرُهْ بَرْنيَّ عَيْدَانٍ قَلِيلا قَشَرُهْ والعَضوض: ضرب من التَمر سَرِيّ. وَهُوَ من خير تُمْران هَجَر، أسود عَذْب الْحَلَاوَة. والعُمْر: نخل السُكّر، سَحُوقاً كَانَ أَو غير سَحوق. وَكَانَ الْخَلِيل بن أَحْمد من أعلم النَّاس بالنخيل وألوانه. وَلَو كَانَ الْكتاب من تأليفه مَا فسّر الْعُمر هَذَا التَّفْسِير. وَقد أكلت أَنا رُطَب العُمْر ورُطَب التعضوض وخَرَفتهما من صغَار النّخل وعَيْدانها وجَبّارها. وَلَوْلَا الْمُشَاهدَة لَكُنْت أحد المغترّين بالليث وخليلِه وَهُوَ لِسَانه. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال رجل عَمَّار إِذا كَانَ كثِير الصَّلَاة كثِير الصّيام. وَرجل عَمَّار مُوَقًّى مَسْتُور، مَأْخُوذ من العَمَر وَهُوَ المِنديل أَو غَيره تغطِّي بِهِ الحُرَّة رَأسهَا، وَرجل عمَّار وَهُوَ الرجل القويّ الْإِيمَان الثَّابِت فِي أمره الثخين الوَرَع، مَأْخُوذ من العَمِير، وَهُوَ الثَّوْب الصفيق النسِيج القويّ الغَزْلِ الصبور على الْعَمَل. قَالَ: والعَمَّار الزيْن فِي الْمجَالِس مَأْخُوذ

من العَمْر وَهُوَ القُرْط والعَمّار: الطيّب الثَّنَاء وَالطّيب الروائح مَأْخُوذ من العَمَار وَهُوَ الآس. قَالَ: وعمَّار المجتمِع الْأَمر اللَّازِم للْجَمَاعَة الحِدِب على السُّلْطَان مَأْخُوذ من العِمَارة وَهِي الْقَبِيلَة المجتمِعة على رَأْي وَاحِد. قَالَ: وعمَّار: الرجل الْحَلِيم الوَقُور فِي كَلَامه وفعاله، مَأْخُوذ من العَمارة، وَهِي الْعِمَامَة. وعَمَّار مَأْخُوذ من العَمْر وَهُوَ الْبَقَاء، فَيكون بَاقِيا فِي إيمَانه وطاعته وَقَائِمًا بِالْأَمر وَالنَّهْي إِلَى أَن يَمُوت قَالَ: وعَمَّار: الرجل يجمع أهلَ بَيته وأصحابَه على أدب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقِيَام بسُنّته، مَأْخُوذ من العَمَرات وَهِي اللَحَمات الَّتِي تكون تَحت اللحِي، وَهِي النغانغ واللغاديد. وَهَذَا كُله محكيّ عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: فِي أصل اللسَان عَمْرَتان. وَيُقَال عُمَيميرتان، وهما عظمان صغيران فِي أصل اللِّسَان. والعَمِيرة: كُوَّارة النَحْل. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال كَثِير بَثِير بَجِير عَمِير، هَكَذَا قَالَ بِالْعينِ. قَالَ: والمعمور: المخدوم. وعمرت رَبِّي وججَته أَي خدمْته. وَيُقَال للصنَبُع: أمُّ عَامر كَأَن وَلَدهَا عَامر وَمِنْه قَول الْهُذلِيّ: وَكم من وجار كَجيْب القمِيص بِهِ عَامر وَبِه فُرْعُل وَمن أمثالهم: خامِري أمّ عَامر، وَيضْرب مَثَلاً لمن يُخدع بلين الْكَلَام. وَيُقَال: تركت الْقَوْم فِي عَوْمرة أَي فِي صياح وجَلَبة. والعمَارة: الحَيّ الْعَظِيم تنفرد بظَعْنها وإقامتها ونُجْعتها. وَهُوَ من الْإِنْسَان: الصَدْر، سمّي الحيّ الْعَظِيم عِمارة بعمارة الصَّدْر، وَجَمعهَا عمائر. وَمِنْه قَول جرير: يجوس عمَارَة ويكفّ أُخْرَى لنا حتّى نجاوزها دَلِيل ورُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (لَا تُعْمِروا وَلَا تُرقبوا، فَمن أُعْمِر دَارا أَو أُرْقِبها فَهِيَ لَهُ ولورثته من بعده. وَقَالَ أَبُو عبيد: هِيَ العُمْرى والرقْبى. والعُمْرَى: أَن يَقُول الرجل للرجل: دَاري هَذِه لَك عمرك أَو يَقُول: دَاري هَذِه لَك عمري، فَإِذا قَالَ ذَلِك وسلَّمها إِلَيْهِ كَانَت للمعمَر وَلم ترجع إِلَى المعمِر إِن مَاتَ. وأمّا الرُقْبَى: فَأن يَقُول الَّذِي أرقبها: إِن متَّ قبلي رجعت إليّ، وَإِن متُّ قبلك فَهِيَ لَك. وأصل الْعُمْرَى مَأْخُوذ من العُمْر، وأصل الرقبى من المراقبة، فَأبْطل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَذِه الشُّرُوط وأمضى الْهِبَة. وَهَذَا الحَدِيث أصل لكلّ من وهب هِبة فَشرط فِيهَا شرطا بعد مَا قبضهَا الْمَوْهُوب لَهُ: أَن الهِبَة جَائِزَة وَالشّرط بَاطِل. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جلّ وعزَّ: {مَّنْشُورٍ وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ} (الطّور: 4) : جَاءَ فِي التَّفْسِير أَنه بَيت فِي السَّمَاء بِإِزَاءِ الْكَعْبَة، يدْخلهُ كلَّ يَوْم سَبْعُونَ ألْفَ ملَكٍ يخرجُون مِنْهُ وَلَا يعودون إِلَيْهِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: العُبْريّ والعُمْريّ: السِدْر الَّذِي يَنْبت على الْأَنْهَار ويَشرب المَاء.

وَقَالَ أَبُو العَمَيْثل الأعرابيّ: العُبْريّ والعمريّ من السِدْر: القديمُ، على نهر كَانَ أَو غَيره. قَالَ: والضال: الحَدِيث مِنْهُ. وَأنْشد قَول ذِي الرمة: قطعت إِذا تجوّفت العواطي ضروب السدر عُبريّاً وضالا وَقَالَ: الظباء لَا تكنِس بالسدر النَّابِت على الْأَنْهَار. وَقَالَ أَبُو سعيد الضَّرِير: القَوْل مَا قَالَ أَبُو العميثل، واحتجّ هُوَ أَو غَيره بِحَدِيث مُحَمَّد بن مَسْلَمة ومَرْحَب. قَالَ الرَّاوِي لحديثهما مَا رَأَيْت حَربًا بَين رجلَيْنِ قطّ علِمتها مثلهَا. قَالَ كلُّ وَاحِد مِنْهُمَا إِلَى صَاحبه عِنْد شَجَرَة عُمْريَّة، فَجعل كلُّ وَاحِد مِنْهُمَا يلوذ بهَا من صَاحبه. فَإِذا استتر مِنْهَا بِشَيْء خَذَم صاحبُه مَا يَلِيهِ حَتَّى يخلُص إِلَيْهِ، فَمَا زَالا يَتَخَذَّمانها بِالسَّيْفِ حَتَّى لم يبْق فِيهَا غُصْن، وأفضى كل وَاحِد مِنْهُمَا إِلَى صَاحبه، فِي حَدِيث طَوِيل. أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: العَمَار: كلّ شَيْء علا الرأسَ من عِمَامَة أَو قلنسوة أَو غير ذَلِك. وَيُقَال للمعتّم: مُعتمِر. وَقَالَ بَعضهم فِي قَول الْأَعْشَى: ... ورفعنا عمارا أَي قُلْنَا لَهُ: عمّرك الله أَي حيَّاك الله. وَقَالَ ابْن السّكيت: العامران فِي قيس: عَامر بن مَالك بن جَعْفَر، وَهُوَ مُلاَعِب الأسِنَّة، وَهُوَ أَبُو بَرَاء، وعامر بن الطُفَيل بن مَالك بن جَعْفَر. قَالَ: والعُمرَان أَبُو بكر وعُمَر، فغلّب عمر لِأَنَّهُ أخفّ الاسمين. قَالَ: وَقيل: سُنَّة العُمَرين قبل خلَافَة عمر بن عبد الْعَزِيز. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة نَحوه. قَالَ: فَإِن قيل: كَيفَ بدىء بعمر قبل أبي بكر وَهُوَ قبله، وَهُوَ أفضل مِنْهُ فَإِن الْعَرَب يَفْعَلُونَ مثل هَذَا، يبدءون بالأخسّ؛ يَقُولُونَ: ربيعَة ومُضَر، وسُلَيم وعامر، وَلم يتْرك قَلِيلا وَلَا كثيرا. وَقَالَ أَبُو يُوسُف: قَالَ الْأَصْمَعِي: حَدثنَا أَبُو هِلَال الراسبيّ عَن قَتَادَة أَنه سُئِلَ عَن عتق أمَّهات الْأَوْلَاد، فَقَالَ: أعتق العُمَران فِيمَن بَينهمَا من الْخُلَفَاء أمّهات الْأَوْلَاد، فَفِي قَول قَتَادَة: العُمَران: عمر بن الخطَّاب وَعمر بن عبد الْعَزِيز. وَقَالَ أَبُو عبيد: يُقَال: عمر الله بك مَنْزِلك وَأَعْمر، وَلَا يُقَال: أعمر الله منزله، بِالْألف. وَقَالَ يَعْقُوب بن السّكيت: العَمْران: عَمْرو بن جَابر بن هِلَال بن عُقَيل بن سُمَيّ بن مازِن بن فَزَارَة، وبَدْر بن عَمْرو بن جُؤَية بن لَوْذان بن ثَعْلَبَة بن عديّ بن فَزَارَة وهما رَوْقا فَزَارَة. وَأنْشد لقُرَاد بن حَنَش يذكرهما: إِذا اجْتمع الْعمرَان عَمْرو بن جَابر وَبدر بن عَمْرو خِلت ذُبْيان تُبّعا أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: أَبُو عمْرَة: كنيَة الْجُوع، وَأَبُو عُمَير: كنية فرج الرجل.

وَقَالَ اللَّيْث: الإفلاس يكنى أَبَا عَمْرة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: كنية الْجُوع أَبُو عمْرَة، وَأنْشد: إِن أَبَا عمْرَة شرّ جَار وَقَالَ ابْن المظفر: كَانَ أَبُو عمْرَة رَسُول الْمُخْتَار، وَكَانَ إِذا نزل بِقوم حلّ بهم البلاءُ من الْقَتْل وَالْحَرب. ويعْمُر الشُّدَّاخ أحد حكَّام الْعَرَب. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: اليعامير: الجِداء، وَاحِدهَا يَعْمُور. وَأنْشد: مثل الذميم على قُزْم اليعامير وَجعل قطرب اليعامير شَجرا، وَهُوَ خطأ. وَقَالَ أَبُو الْحسن اللحياني: سَمِعت العامريَّة تَقول فِي كَلَامهَا: تركْتُم سامراً بمَكَان كَذَا وعامراً. قَالَ أَبُو تُرَاب: فَسَأَلت مصعَباً عَن ذَلِك فَقَالَ: مقيمين مُجْتَمعين. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: العَمَر ألاَّ يكون للحُرَّة خِمار وَلَا صَوْقعة تغطّي رَأسهَا، فتُدخل رَأسهَا فِي كُمّها. وَأنْشد: قَامَت تصلّي والْخِمار من عَمَر قَالَ: والعَمْر حَلْقة القرط الْعليا، والْخَوْق: حَلْقةُ أسفلِ القُرط. والعَمْرة: خَرَزة الحُبّ. والعُمْرة: طَاعَة الله جلّ وعزَّ: معر: قَالَ ابْن المظفّر: مَعِر الظُفُر يَمْعَر مَعَراً إِذا أَصَابَهُ شَيْء فنصَل. قَالَ: وَيُقَال: غضب فلَان فتمعَّر لونُه إِذا تغيَّر وعَلَتْه صُفرة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الممعور: المقطِّب غَضَباً لله. وَقَالَ: يُقَال: معِر الرجل وأمعر ومَعَّر إِذا فنِي زادُه. وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن شُمَيْل: إِذا انفقأت الرهْصَة من ظَاهر فَذَلِك المَعَر، وَقد مَعِرت مَعَراً، وجَمَل مَعر، وخُفّ مَعِر: لَا شعرَ عَلَيْهِ. وَفِي الحَدِيث: (مَا أمعر حاجّ قطّ) مَعْنَاهُ: مَا افْتقر. وَأَصله من مَعَر الرَّأْس. وَقَالَ أَبُو عبيد: الزَمِر والمَعِر: الْقَلِيل الشعَر. وَأَرْض معِرة إِذا انجرد نَبْتها. وأمعر القومُ إِذا أجدبوا. وتمعّر رَأسه إِذا تمعَّط. وأمعرت الْمَوَاشِي الأرضَ إِذا رعت شَجَرهَا فَلم تَدَع شَيْئا يُرْعَى. وَقَالَ الْبَاهِلِيّ فِي قَول هِشَام أخي ذِي الرمة: حَتَّى إِذا أمعروا صَفْقَيْ مباءتِهِم وجرّد الخَطْبُ أثباج الجراثيم قَالَ: أمعروه: أكلوه. وأمعر الرجلُ إِذا افْتقر، فَهُوَ لَازم وواقع. وَمثله: أملق الرجل إِذا افْتقر، وأملقته الخطوب أَي أفقرته. رعم: قَالَ اللَّيْث: رَعمت الشَّاة تَرْعَم فَهِيَ رَعُوم. وَهُوَ دَاء يَأْخُذهَا فِي أَنْفها فيسيل مِنْهُ شَيْء يُقَال لَهُ: الرُعَام. قَالَ: ورَعُوم: اسْم امْرَأَة. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الرَعُوم بالراء: من الشَّاء الَّتِي يسيل مُخَاطها من الهُزَال وَقد أَرْعمت إرعاماً إِذا سَالَ رُعَامُها وَهُوَ

المُخَاط. وَيُقَال: كِسْر رَعِم: ذُو شَحم. والرِعْم: الشَحْم. وَقَالَ أَبُو وجزة: فِيهَا كسورٌ رَعِمات وسُدُفْ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الرَعَام واليعمور: الطلِيّ وَهُوَ العَرِيض. وَيُقَال رَعَمْتُ الشمسَ إِذا نظرت وُجُوبهَا. وَقَالَ الطِرِمَّاح: ومُشيحٍ عَدْوه مِتْأقٌ يَرْعَم الْإِيجَاب قبل الظلام أَي ينْتَظر وجوب الشَّمْس. عرم: اللَّيْث: عَرَم الْإِنْسَان يَعْرُم عَرَامة فَهُوَ عَارِم، وَأنْشد: إِن امْرُؤ يذُبّ عَن محارمي بَسْطةُ كَفّ ولسانٍ عارمِ وعُرَام الْجَيْش: حَدّهم وشِرَّتهم وكثرتهم. وَأنْشد: وَلَيْلَة هَول قد سَرَيت وفِتْيةٍ هَدَيتُ وَجمع ذِي عُرام مُلاَدِس ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: العَرِم: الْجَاهِل، وَقد عَرَم يَعْرُم وعَرُم وعَرِم. وَقَالَ الفرّاء: العُرَاميّ من العُرّام وَهُوَ الْجَهْل. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: يُقَال لقشور العَوْسج: العُرَام، وَأنْشد: وبالثُمَام وعُرَام العَوْسَج قَالَ: والعَرِم: السَيْل الَّذِي لَا يُطَاق. قَالَ الله جلّ وعزّ {غَفُورٌ فَأَعْرَضُواْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّاتِهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَىْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَىْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ} (سَبَإ: 16) قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: العَرِم جمع العَرِمة وَهِي السِكْر والمُسنَّاة. وَقيل: العَرِم: اسْم وَاد. وَقيل: العَرِم هَهُنَا: اسْم الجُرَذ الَّذِي بَثَق السِكْرَ عَلَيْهِم، وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ: الخلْد. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: من أَسمَاء الفأر البِرّ والثُعْبة والعَرِم. وَقيل: العَرِم: الْمَطَر الشَّديد. وَكَانَ قوم سبأ فِي نَعْمة ونِعمة وجِنان كَثِيرَة. وَكَانَت الْمَرْأَة مِنْهُم تخرج وعَلى رَأسهَا الزَبِيلِ فتعتمل بِيَدَيْهَا وتسير بَين ظهراني الشّجر المثمر فَيسْقط فِي زَبِيلها مَا تحْتَاج إِلَيْهِ من ثمار الشّجر، فَلم يشكروا نعْمَة الله، فَبعث الله عَلَيْهِم جُرَزاً وَكَانَ لَهُم سِكْر فِيهِ أَبْوَاب يفتحون مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ من المَاء، فنقبه ذَلِك الجُرَذ حَتَّى بثق عَلَيْهِم السِكْر فغرَّق جِنانَهم. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يَوْم عَارِم: ذُو نِهَايَة فِي البَرْد نهارُه وليلُه. وَأنْشد: وَلَيْلَة إِحْدَى اللَّيَالِي العُرَّم بَين الذراعين وَبَين المِرْزَم تهُمّ فِيهَا العَنْز بالتكلُّم أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ قَالَ: الحيَّة العَرْماء: الَّتِي فِيهَا نُقَط سود وبيض. وَقَالَ أَبُو عبيد: ورُوِي عَن مُعاذ بن جبل أَنه ضحَّى بكبشين أعرمين. وَأنْشد الأصمعيّ: أَبَا مَعْقِل لاتوطِئَنْك بَغَاضَى رؤوسَ الأفاعي فِي مراصدها العُرْمِ وَحكي عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء أَنه قَالَ: الأقلف يُقَال لَهُ: الأعرم. ورَوَى عَمْرو عَن أَبِيه أَنه قَالَ: العرامين: القُلْفان من الرِّجَال. قَالَ: والعُرمان: الأكَرَة،

واحدهم أعرم. قلت: وَنون العرامين والعُرْمان لَيست بأصلية. يُقَال: رجل أعرم وَرِجَال عُرْمان ثمَّ عرامين جمع الْجمع. وَسمعت الْعَرَب تَقول لجمع القِعْدان من الْإِبِل: القعادين، والقِعْدانُ جمع القَعُود، والقعادين نَظِير العرامين. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: العريم: الداهية. وَقَالَ ابْن شُمَيْل عَن الهَمْداني: العَرِم والمِعْذار: مَا يُرْفع حول الدبرة. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: العَرَمَة: أَرض صُلْبة إِلَى جَنْب الصَّمان. وَقَالَ رؤبَة: وعارض العِرْض وأعناق العَرَمْ قلت: العَرَمة تتاخم الدَهْنى وعارض الْيَمَامَة يقابلها، وَقد نزلْت بهَا. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: كَبْش أعرم: فِيهِ سَواد وَبَيَاض. وَقَالَ ثَعْلَب: العَرِم من كل شَيْء: ذُو لونين. قَالَ: والنمر ذُو عَرَم. وَكَذَلِكَ بَيْضُ القطا عُرْم. وَقَالَ أَبُو وَجْزة: باتت تباشر عُرماً غير أَزوَاج قَالَ: والعَرَمة: الأنبار من الحِنطة وَالشعِير. وَقَالَ اللَّيْث: العُرْمة: بَيَاض بَمَرمَّة الشَّاة الضائنة أَو المعْزى. وَكَذَلِكَ إِذا كَانَ فِي أذنها نُقَط سود وَالِاسْم العَرَم. قَالَ: والعَرَمة: الكُدْس المَدُوس الَّذِي لم يُذَرّ، يَجْعَل كَهَيئَةِ الأَزَج ثمَّ يُذرَّى. قَالَ: والعَرَمْرَم: الْجَيْش الْكثير. والعَرَم: اللَّحْم، قَالَه الفرَّاء. قَالَ: وَيُقَال: عَرَمت الْعظم أعرِمه إِذا تعرّقتَه. والعُرَام والعُراق وَاحِد. وَيُقَال: أعْرُم من كلب على عُرَام. وَيُقَال: إِن جزورَكم لطيّب العَرَمة أَي طيّب اللَّحْم. وَيُقَال عَرَم الصبيّ ثدي أمّه إِذا مَصّه. وَأنْشد يُونُس: وَلَا تُلْفَيَنّ كذات الغلا م إِن لم تَجِد عارماً تعترمْ أَرَادَ بِذَات الْغُلَام: الأمّ الْمُرْضع إِن لم تَجِد مَن يمتَصّ ثديها مصّته هِيَ. قَالَ: وَمَعْنَاهُ: لَا تكن كمن يهجو نَفسه إِذا لم يجد من يهجوه. وعارِمة: أَرض مَعْرُوفَة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: عَرْمى وَالله لَأَفْعَلَنَّ ذَاك وعَرْمى وحَرْمى ثَلَاث لُغَات بِمَعْنى: أَمَا وَالله. وَأنْشد: عَرْمى وجَدّك لَو وجدتَ لَهُم كعداوةٍ يجدونها تَغلي وَقَالَ شمر: العَرَم: الكُدْس من الطَّعَام، عَرَمةٌ وعَرَم. وَقَالَ بعض النَمريين: تجْعَل فِي كل سُلْفة من حبّ عَرَمة من دَمَال. فَقيل لَهُ: مَا العَرَمة؟ فَقَالَ: جُثْوة مِنْهُ يكون مزبلين حِمْلَ بقرتين. رمع: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الرَمِع: الَّذِي يتحرّك طَرَفُ أَنْفه من الْغَضَب. وَيُقَال: جَاءَنَا فلَان رامعاً قِبرّاه، والقِبرّي: رَأس الْأنف، ولأنفه رَمَعَان ورَمَعٌ ورَمْع. وَقَالَ اللَّيْث: رَمَع يَرْمَع رَمْعاً ورَمَعاناً وَهُوَ التحرك الرَمّاعة: مَا يتحرَّك من رَأس الصبيّ الرَّضِيع من يَافُوخه من رقَّته. قَالَ: والرمَّاعة: الاست لترمّعها أَي تحرّكها. قَالَ: واليَرْمَع: الحَصَى الْأَبْيَض الَّتِي تَلألأُ فِي الشَّمْس، الْوَاحِدَة يَرْمَعة. وَقَالَ غَيره: اليَرْمَع: الحزَّارة الَّتِي يَلعب بهَا الصّبيان إِذا أدِيرت سَمِعت لَهَا صَوتا،

وَهِي الخُذُروف. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الرَمّاع: الَّذِي يَأْتِيك مغضَباً ولأنْفه رَمَعان أَي تحرّك. قَالَ: والرمَّاع الَّذِي يشتكي صُلْبَه من الرُمَاع وَهُوَ وجع يعْتَرض فِي ظهر الساقي حَتَّى يمنعهُ من السَّقْي. وَأنْشد: بئس طَعَام العَزَب المرموع حَوْءبة تُنْقِض بالضلوع وَيُقَال: قبحه الله وأُمّاً رَمَعت بِهِ أَي وَلدته. أَبُو سعيد: هُوَ يَرْمَع بيدَيْهِ أَي يَقُول: لَا تَجِيء، ويومىء بيدَيْهِ، وَيَقُول: تعال. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه غضِب غَضبا شَدِيدا حَتَّى خُيِّل إِلَى من رَآهُ أَن أَنفه يتمزَّع. قَالَ أَبُو عبيد: لَيْسَ يتمزّع بِشَيْء، وَأَنا أَحْسبهُ يترمَّع. وَهُوَ أَن ترَاهُ كَأَنَّهُ يُرْعَد من شدّة الْغَضَب. قلت: إِن صحَّ يتمزَّع رِوَايَة فَمَعْنَاه: يتشقَّق، من قَوْلك: مَزَّعت الشَّيْء إِذا قسَّمته، وكل قِطْعَة مُزْعة، ومزعت الْمَرْأَة قطنها إِذا أقطْعته ثمَّ زبَّدته. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: دَعْه يترمَّعْ فِي طُمَّنه أَي دَعه يتسَكَّع فِي ضلالته. وَقَالَ غَيره: مَعْنَاهُ: دَعه يتلطَّخ بخُرْئه. مرع: شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: أَمْرِع رَأسك دُهْنه وأَمْرِغه أَي أَكثر مِنْهُ وأوسعه. وَقَالَ رؤبة: كغصن بَان عودُه سَرَعْرَع كَأَن وِرْداً من دهان يُمْرَع وَفِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَعَا فَقَالَ: (اسقِنا غيثاً مَرِيعاً) ، المَرِيع: ذُو المراعة والخِصْب، يُقَال: أمرع الْوَادي إِذا أخصب. وَقَالَ ابْن مقبل: وغيث مَرِيع لم يُجدَّع نباتُه ولته أهاليل السمَاكِين مُعْشِب لم يجدّع نَبَاته أَي لم يَنْقَطِع عَنهُ الْمَطَر فيجدَّع كَمَا يجدّع الصبيّ إِذا لم يَرْوَ من اللَّبن فيسوء غذاؤه ويُهْزَل. وأمرع الْقَوْم إِذا أَصَابُوا الْكلأ فأخصبوا. وأمرع الْمَكَان إِذا أَكْلأَ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي المُرَعة: طَائِر طَوِيل، واحدته مُرْعَة، وَجَمعهَا مُرَع. وَأنْشد: سقى جارتَيْ سُعْدى وسُعدَى ورهطَها وَحَيْثُ الْتقى شرقٌ بسُعْدى ومغربُ بِذِي هَيْدب أيْما الرُبَا تَحت وَدْقه فتَرْوَى وأيْما كلّ وَاد فيَرْعَبُ لَهُ مُرَع يخْرجن من تَحت وَدْقه من المَاء جُون ريشها يَتصبّب عَمْرو عَن أَبِيه: المُرَعة: طَائِر أَبيض حسن اللَّوْن طيّب الطّعْم فِي قَدْر السُّمَانى، وَجَمعهَا مُرَع. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المَرِع: الْموضع المخصب، وَقد أمرع الْمَكَان ومَرُع، وَلم يَأْتِ مَرَع وَيجوز مَرَّع. وَقَالَ: مرِع الرجل إِذا وَقع فِي خصب، ومَرِع إِذا تنعّم. ابْن شُمَيْل: المُمْرِعة: الأَرْض المعشِبة المُكْلِئة. وَقد أمرعت الأَرْض إِذا شبع غَنَمُها، وأمرعت إِذا أكلأت فِي الشّجر والبقل.

أبواب العين واللام

وَلَا تزَال يُقَال لَهَا: مُمْرِعة مَا دَامَت مكلئة من الرّبيع واليبيس. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: أمرعت الأَرْض إِذا أعشبت. وَمَكَان مُمْرِع مَرِيع. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أمرع المكانُ لَا غير. ومَرَع رأسَه بالدُهْن إِذا مَسَحه. وَقَالَ أعرابيّ: أَتَت علينا أَعْوَام أمْرُعٌ إِذا كَانَت خِصْبة. وَقَالَ فِي قَول أبي ذُؤَيْب: مثلُ الْقَنَاة وأزعلته الأَمْرُع إِنَّه عَنى السنين المخصبة. وَقَالَ الْأَعْشَى: سَلس مقلَّده أسيل خدّه مرِع جنابُه (أَبْوَاب الْعين وَاللَّام (بَاب الْعين وَاللَّام مَعَ النُّون) ع ل ن علن، لعن، نعل: مستعملة. علن: يُقَال: عَلِن الْأَمر يَعْلَن عَلناً، وعَلَن يَعْلُن إِذا شاع وَظهر. وأعلنته أَنا إعلاناً. وَقَالَ اللَّيْث: أعلن الأمرُ إِذا اشْتهر. قَالَ: وَتقول: يَا رجل استعلِنْ أَي أظهِرْهُ. قَالَ: والعِلاَن: المعالنة إِذا أعلن كل وَاحِد لصَاحبه مَا فِي نَفسه. وَأنْشد: وكفّي عَن أَذَى الْجِيرَان نَفسِي وإعلاني لمن يَبْغِي عِلاني والعَلاَنية على مِثَال الْكَرَاهِيَة والفراهية: ظُهُور الْأَمر. لعن: قَالَ الله جلّ وعزّ {بَل لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ} (البَقَرَة: 88) قَالَ أهل اللُّغَة: لعنهم الله أَي أبعدهم الله. واللعن: الإبعاد. وَقَالَ الشَّماخ: ذعرتُ بِهِ القطا ونفيتُ عَنهُ مقَام الذِّئْب كَالرّجلِ اللَعِين أَرَادَ: مقَام الذِّئْب اللعين الطريد كَالرّجلِ. وَيُقَال: أَرَادَ: مقَام الذِّئْب الَّذِي هُوَ كَالرّجلِ اللعين، وَهُوَ المنفيّ. وَالرجل اللعين لَا يزَال منتبِذاً عَن النَّاس، شبَّه الذِّئْب بِهِ. وكلّ من لَعنه الله فقد أبعده عَن رَحمته واستحقّ الْعَذَاب فَصَارَ هَالكا. وَقَالَ اللَّيْث: اللَّعْن: التعذيب. قَالَ: واللَعِين: المشتوم المسبوب ولعنه الله أَي عذّبه. قَالَ: واللعنة فِي الْقُرْآن: الْعَذَاب. قَالَ: واللعين: مَا يُتَّخذ فِي الْمزَارِع كَهَيئَةِ خَيَال يُذْعَر مِنْهُ السبَاع والطيور. وَقَالَ غَيره: اللَّعْن: الطَّرْد والإبعاد. وَمن أبعده الله لم تلْحقهُ رَحمته وخُلّد فِي الْعَذَاب. والمُلاعنة بَين الزَّوْجَيْنِ إِذا قذف الرجل امْرَأَته أَو رَمَاهَا بِرَجُل أَنه زنى بهَا فالإمام يلاعِن بَينهمَا. وَيبدأ بِالرجلِ ويقفه حَتَّى يَقُول: أشهد بِاللَّه أَنَّهَا زنت بفلان وَإنَّهُ لصَادِق فِيمَا رَمَاهَا بِهِ. فَإِذا قَالَ ذَلِك أَربع مَرَّات قَالَ فِي الْخَامِسَة: وَعَلِيهِ لعنة الله إِن كَانَ من الْكَاذِبين فِيمَا رَمَاهَا بِهِ. ثمَّ تُقَام الْمَرْأَة فَتَقول أَيْضا أَربع مَرَّات: أشهد

بِاللَّه أَنه لمن الْكَاذِبين فِيمَا رماني بِهِ من الزِّنَى، ثمَّ تَقول فِي الْخَامِسَة: وَعَلَيْهَا غضب الله إِن كَانَ من الصَّادِقين. فَإِذا فرغَتْ من ذَلِك بَانَتْ مِنْهُ وَلم تحِلّ لَهُ أبدا. وإ كَانَت حَامِلا فَجَاءَت بِولد فَهُوَ وَلَدهَا وَلَا يلْحق بِالزَّوْجِ؛ لِأَن السُنَّة نفته عَنهُ، سمّي ذَلِك كُله لِعَاناً لقَوْل الزَّوْج: عَلَيْهِ لعنة الله إِن كَانَ من الْكَاذِبين، وَقَول الْمَرْأَة: عَلَيْهَا غضب الله إِن كَانَ من الصَّادِقين. وَجَائِز أَن يُقَال للزوجين إِذا فعلا ذَلِك: قد تلاعنا ولاعنا والْتَعَنا. وَجَائِز أَن يُقَال للزَّوْج: قد التعن وَلم تلتعن الْمَرْأَة، وَقد التعنت هِيَ وَلم يلتعن الرجل. وَرجل لُعَنة إِذا كَانَ يكثر لَعْن النَّاس. وَرجل لُعْنة إِذا كَانَ النَّاس يلعنونه لشرارته. وَالْأول فَاعل وَهُوَ اللُّعَنة، وَالثَّانِي مفعول وَهُوَ اللُّعْنة. وَكَانَت الْعَرَب تحيّي مُلُوكهَا فِي الْجَاهِلِيَّة بِأَن تَقول للْملك: أبيتَ اللَّعْن، وَمَعْنَاهُ: أَبيت أَيهَا الملِك أَن تَأتي أمرا تُلْعَن عَلَيْهِ. وسمعْتُ الْعَرَب تَقول: فلَان يتلاعن علينا إِذا كَانَ يتماجن وَلَا يرتدع عَن سوء وَيفْعل مَا يسْتَحق بِهِ اللَّعْن. وَقَالَ اللَّيْث: التلاعن كالتشاتم فِي اللَّفْظ، غير أَن التشاتم يسْتَعْمل فِي وُقُوع فعل كل وَاحِد مِنْهُمَا بِصَاحِبِهِ. والتلاعن رُبمَا اسْتعْمل فِي فعل أَحدهمَا. وَرجل ملعَّن إِذا كَانَ يُلعَن كثيرا. وَقَالَ اللَّيْث: الملعَّن: المعذَّب، وَبَيت زُهَيْر يدلُّ على غير مَا قَالَ اللَّيْث، وَهُوَ قَوْله: ومرهَّق الضِيفان يحمد فِي الْ لأْواء غير ملعَّن القِدر أَرَادَ قِدْره لَا تلْعن لِأَنَّهُ يُكثر لَحمهَا وشحمها. وَفِي الحَدِيث: (اتّقوا الْملَاعن وأعِدّوا النُبَل) . والملاعن: جَوَادّ الطَّرِيق وظلال الشّجر ينزلها النَّاس نُهي أَن يُتغَوّط تحتهَا فيتأذَّى السابلةُ بأقذارها ويلعنون مَن جلس للغائط عَلَيْهَا. وَقَالَ شمر: أقرأنا ابْن الْأَعرَابِي لعنترة: هَل تُبْلغَنِّي دارها شَدنيَّةٌ لعِنت بمحروم الشَّرَاب مصرَّم وفسّره فَقَالَ: سُبَّت بذلك فَقيل: أخزاها الله فَمَا لَهَا دَرّ وَلَا بهَا لَبَن. قَالَ: وَرَوَاهُ أَبُو عدنان عَن الْأَصْمَعِي: لعنت لمحروم الشَّرَاب. وَقَالَ يُرِيد بقوله: بمحروم الشَّرَاب أَي قُذفت بضَرْع لَا لبن فِيهِ مصرّم. وَقَالَ الْفراء: اللَّعْن: المَسْخ أَيْضا؛ قَالَ الله تَعَالَى: {أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّآ أَصْحَابَ السَّبْتِ} (النِّساء: 47) أَي نمسخهم. قَالَ: واللعين: المُخْزَى المهلَك أَيْضا. وَفِي الحَدِيث: (لَا يكون الْمُؤمن لعَّاناً) أَي لَا يكون كثير اللَّعْن للنَّاس.

نعل: أَبُو الْعَبَّاس عَن سَلَمة عَن الفرّاء قَالَ: النِعَال: الأرَضون الصِلاب. وَأنْشد: قوم إِذا اخضرّت نعَالهمْ يتناهقون تناهُق الحُمُر قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: وَمِنْه الحَدِيث الَّذِي جَاءَ: (إِذا ابتلت النِّعَال فَالصَّلَاة فِي الرّحال) يَقُول: إِذا مُطرت الأرضون الصِلاب فتزلَّفت بِمن يمشي فِيهَا فصَلُّوا فِي مَنَازِلكُمْ، وَلَا عَلَيْكُم ألاَّ تشهدوا الصَّلَاة فِي مَسَاجِد الْجَمَاعَات. وَقَالَ اللَّيْث: النَعْل: مَا جعلته وِقَاية من الأَرْض. قَالَ: وَيُقَال: نَعِل يَنْعَل وانتعل إِذا لبِس النَّعْل. قَالَ: والتنعيل: تنعيلك حافر البرذَوْن بطَبَق من حَدِيد يَقِيه الْحِجَارَة. وَكَذَلِكَ تنعيل خُفّ الْبَعِير بالجِلْد لِئَلَّا يَحْفى. ويوصف حافر حمَار الْوَحْش فَيُقَال: ناعل لصلابته. وَرجل ناعل: ذُو نعْل. فَإِذا قلت: منتعل فَمَعْنَاه: لابس نعلا. وَامْرَأَة ناعلة. وَمن أمثالهم: أطِرِّي فَإنَّك ناعلة أَرَادَ: أدِلّي على الْمَشْي فَإنَّك غَلِيظَة الْقَدَمَيْنِ غير محتاجة إِلَى النَعْلين. وَقد ذكرت اخْتِلَاف النَّاس فِي تَفْسِيره فِي كتاب الطَّاء. وَيُقَال: أنعل فلَان دابَّته إنعالاً فَهُوَ مُنْعَل والنَعْل من جَفْن السَّيْف الحديدةُ الَّتِي فِي أَسْفَل قِرابه. أَبُو عُبَيْدَة: من وَضَح الْفرس الإنعال، وَهُوَ أَن يُحِيط البياضُ بِمَا فَوق الْحَافِر مَا دَامَ فِي مَوضِع الرُسْغ، يُقَال: فرس مُنْعَل. وَقَالَ أَبُو خَيْرة: هُوَ بَيَاض يَمُس حوافرَه دون أشاعره. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: النَعْل: حَدِيدَة المِكْرَب، وَبَعْضهمْ يسمّيه السِنّ. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: النَعْل: العَقَب الَّذِي يُلْبَس ظهر السِّيَة من الْقوس. قَالَ: وَإِذا قُطِعت الوَدِيَّة من أمّها بِكَرَبها قيل: ودِيَّة منعَّلة. أَبُو زيد يُقَال: رَمَاه بالمُنْعَلات أَي بالدواهي وَتركت بَينهم المُنعَلات. ابْن السّكيت عَن الأصمعيّ: النَّعل: الذَّلِيل من الرِّجَال وَأنْشد: وَلم أكن دارِجة ونَعْلا وَيُقَال: انتعل فلَان الرَمْضاء إِذا سَار فِيهَا حافياً. وانتعلت المطِيُّ ظِلالَها إِذا عَقَل الظلُّ نصفَ النَّهَار؛ وَمِنْه قَول الراجز: وانتَعَل الظلَّ فَكَانَ جوربا ويروى: وانتُعِل الظلُّ. وانتعل الرجلُ إِذا ركب صِلاَب الأَرْض وحِرَارها وَمِنْه قَول الشَّاعِر: فِي كل إنى قَضَاهُ اللَّيْل ينتعل شمر عَن ابْن الأعرابيّ: النَّعْل من الأَرْض والخُفُّ والكُرَاعُ والضِلَع كل هَذِه لَا تكون إِلَّا من الحَرَّة فالنعل مِنْهَا شَبيهَة بالنعل فِيهَا ارْتِفَاع وصلابة. والخُفّ أطول من النَّعْل، والكُرَاع أطول من الخُفّ، والضِلَع أطول من الكُرَاع، وَهِي ملتوية كَأَنَّهَا ضِلَع. وأنشدنا: فِدًى لامرىء والنعل بيني وَبَينه شفى غيم نَفسِي من وُجُوه الحواثر

باب العين واللام مع الفاء

النَّعْل: نعل الْجَبَل، والغَيْم: الوِتْر والذَحْل، وَأَصله الْعَطش. والحواثر من عبد الْقَيْس. (بَاب الْعين وَاللَّام مَعَ الْفَاء) ع ل ف علف، عفل، فلع، فعل، لفع، لعف: مستعملات. لعف: أمّا لعف فَإِن اللَّيْث قد أهمله. وَقَالَ ابْن دُرَيْد فِي (كِتَابه) وَلم أَجِدهُ لغيره: تلعَّف الأسَد والبعيرُ إِذا نظر ثمَّ أغضى ثمَّ نَظَر. وَإِن وُجد شَاهد لما قَالَ فَهُوَ صَحِيح. علف: قَالَ ابْن المظفر: عَلَف الرجل دابَّته يَعْلِفُه عَلْفاً. والعَلَف الِاسْم. والمِعْلَف: مَوضِع العَلَف والشاءُ المعلَّفة: الَّتِي تسمَّن بِمَا يُجمع من العَلَف وَلَا تُسْرح فترعى. وَقد علَّفتها إِذا أكثرت تعهّدها بإلقاء العَلَف لَهَا. والدابَّة يَعْتلِف إِذا أكل العَلَف، ويَستعلِف إِذا طلب العَلَف بالحمحمة. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: العُلَّفة من ثَمَر الطلح: مَا أخلف بعد البَرَمة، وَهُوَ شِبه اللوبياء وَهُوَ الحُبْلة من السَمُر، وَهُوَ السِنْف من المَرْخ كالإصبع. وَأنْشد قَوْله: بجِيد أدماء تنوش العُلَّفا وَقد أعلف الطَلْحُ إِذا خرج عُلَّفه. أَبُو عبيد عَن ابْن الْكَلْبِيّ: أوّل مَن عَمِل الرِحَال من العَرَب عِلاَف، وَهُوَ زَبَّان أَبُو جَرْم، وَلذَلِك قيل للرِحال: عِلاَفيَّة. وَقَالَ اللَّيْث: هِيَ أعظم الرّحال آخِرة وواسطاً وَالْجمع عِلاَفيَّات، وَشَيخ عُلْفُوف جافٍ كثير اللَّحْم وَالشعر كَبِير السنّ. وَمِنْه قَوْله: مأوى اليتيمِ ومأوَى كلّ نَهْبَلة تأوي إِلَى نَهْبَل كالنَسْر عُلْفوفِ أَبُو عبيد: العَلُوفة من الْمَوَاشِي: مَا يَعْلِفون. أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه: العِلْف: الْكثير الْأكل. والعَلْف. الشّرْب الْكثير. والغِلْف بالغين: الخصب الْوَاسِع. وَقَالَ أَبُو عبيد: العُلفُوف: الجافي من الرِّجَال وَالنِّسَاء. عفل: أَخْبرنِي المنذريّ عَن المفضّل بن سَلَمة أَنه قَالَ فِي قَول الْعَرَب: رمتني بدائها وانسلَّت: كَانَ سَبَب ذَلِك أَن سعد بن زيدِ مَنَاة كَانَ تزوّج رُهْمَ بنت الْخَزْرَج بن تَيْم الله، وَكَانَت من أجمل النِّسَاء، فَولدت لَهُ مَالك بن سعد، وَكَانَ ضرائرها إِذا ساببنها يقلن لَهَا: يَا عَفْلاء. فَقَالَت لَهَا أمهَا: إِذا ساببنك فابدئيهنَّ بعَفَالِ سُبِيَتِ فأرسلتها مثلا فسابَّتها بعد ذَلِك امْرَأَة من ضرائرها. فَقَالَت لَهَا رُهْم: يَا عَفلاء، فَقَالَت ضَرّتها: رمتني بدائها وانسلَّت. قَالَ: وَبَنُو مَالك بن سعد رَهْط العجَّاج كَانَ يُقَال لَهُم: العُفَيلَى. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ العَفَلة: بُظَارة الْمَرْأَة. قَالَ: وَإِذا مسّ الرجل عَفَل الْكَبْش لينْظر سِمَنه يُقَال: جسَّه وغَبَطه وعَفَله.

وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المَعْفَل: نَبات لحم ينْبت فِي قبُل الْمَرْأَة، وَهُوَ القَرْن وَأنْشد: مَا فِي الدوابر من رجليّ من عَقَل عِنْد الرِّهَان وَمَا أُكْوى من العَفَل قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ: القَرْن بالناقة مثل العَفَل بِالْمَرْأَةِ، فَيُؤْخَذ الرَضْف فيُحْمَى ثمَّ يُكوى بِهِ ذَلِك القَرَن. قَالَ: والعَفَل شَيْء مدوّر يخرج بالفرج. والعَفَل لَا يكون فِي الْأَبْكَار، وَلَا يُصِيب الْمَرْأَة إلاَّ بعد مَا تَلد. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: العَفَل فِي الرِّجَال: غِلَظ يحدث فِي الدُبُر، وَفِي النِّسَاء: غِلَظ فِي الرَحِم. وَكَذَلِكَ هُوَ فِي الدوابّ. وَقَالَ اللَّيْث: عَفِلت الْمَرْأَة عَفَلاً فَهِيَ عَفَلاء. وعَفِلت النَّاقة. والعَفَلة: الِاسْم، وَهُوَ شَيْء يخرج فِي حيائها شِبه الأُدْرة. أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: العَفْل: شَحم خُصْيَيْ الْكَبْش وَمَا حوله. وَمِنْه قَول بشر: حَدِيث الخصاء وارم العَفْل مُعْبَر قَالَ وقالَ الْكسَائي: العَفَل: الْموضع الَّذِي يُجسّ من الشَّاة إِذا أَرَادوا أَن يعرفوا سِمَنَها من غَيره. قَالَ: وَهُوَ قَول بشر. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العافل: الَّذِي يلبَس ثيابًا قصاراً فَوق ثِيَاب طوال. لفع: أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: التلفُّع: أَن يشتمِل الْإِنْسَان بِالثَّوْبِ حَتَّى يجلِّل جسده. قَالَ: وَهُوَ اشْتِمَال الصمَّاء عِنْد الْعَرَب. وَقَالَ غَيره: التفع بِالثَّوْبِ مثله. وَقَالَ أَوْس بن حَجَر: وهبَّت الشمألُ البَلِيلِ وَإِذ بَات كميعُ الفتاة ملتفِعا وَفِي الحَدِيث: كُنَّ نساءُ الْمُؤمنِينَ يَشهدن مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الصُّبْح ثمَّ يرجعن متلفّعات بمُرُوطهنّ مَا يُعْرَفن من الغَلَس أَي متجلِّلات بأكسِيَتهنّ. والمِرْط: كسَاء أَو مِطْرف يُشتَمل بِهِ كالمِلْحَفة. وَيُقَال: لَفَّعْت الْمَرْأَة إِذا ضممتها إِلَيْك مشتمِلاً عَلَيْهَا. وَيُقَال لذَلِك الثَّوْب: لِفَاع، وَمِنْه قَول أبي كَبِير: بُجُف بذلتُ لَهَا خوافيَ ناهضٍ حَشْر القوادم كاللِفَاع الأطحل أَرَادَ: كَالثَّوْبِ الْأسود. وَيُقَال: تلفّع الرجلُ بالمشيب إِذا شمِله الشيبُ، وَقد لَفَع الشيبُ رَأسه يَلْفَعُه إِذا شمِله. وَأما قَول كَعْب: وَقد تلفَّع بالقُور العساقيل فالعساقيل: السراب هَهُنَا، وَهَذَا من المقلوب، الْمَعْنى: وَقد تلفّعت القُور بِالسَّرَابِ، فقلبه. وَقَالَ اللَّيْث: إِذا اخضَرّت الأَرْض وانتفع المَال بِمَا يُصِيب من المرعى. قيل: قد تلفّعت الإبلُ وَالْغنم. قَالَ: ولُفِّعت المزادةُ فَهِيَ ملفَّعة إِذا قُلبت أَو نقضت فَجعل أطبَّتها فِي وَسطهَا فَذَلِك تلفيعها.

وأمّا قَول الحطيئة: وَنحن تلفَّعنا على عسكريهم جهاراً وَمَا طِبي ببغي وَلَا فَخْرِ أَي اشتملنا عَلَيْهِم. وأمّا قَول الراجز: وعُلْبة من قادم اللِفَاع فاللفاع: اسْم نَاقَة بِعَينهَا. وَقيل: هُوَ الخِلْف الْمُقدم. فلع: قَالَ ابْن المظفر: فَلَع فلَان رَأسه بِالْحجرِ يَفْلَعه إِذا شقَّه، فانفلع أَي انشقّ. والفِلْعة: القِطْعة من السَنَام، وَجَمعهَا فِلَع وتفلَّعت البطّيخة إِذا انشقّت، وتفلّع العَقِب إِذا انشقّ. وَيُقَال للْأمة إِذا سُبَّت: لعن الله فَلعتها، يعنون: مَشقّ جَهازها أَو مَا تشقّق من عَقبهَا. وَيُقَال: رَمَاه الله بفالعة أَي بداهية، وَجَمعهَا الفوالع. وَيُقَال: فلع رَأسه بِالسَّيْفِ إِذا فلاه بنصفين. وَقَالَ شمر: يُقَال: فلخته وقفحته وسلعته وفلعته وفلغته، كل ذَلِك إِذا أوضحته. قَالَ: ولفخته على رَأسه لَفْخاً. وَقَالَ: فلع رَأسه بالحَجَر إِذا شدخه وشَقَّه. وفلع السَنَامَ بالسكّين إِذا شقَّه. وَقَالَ طُفَيل الغَنَويّ: كَمَا شُقّ بِالْمُوسَى السنامُ المفَلَّع فعل: قَالَ اللَّيْث: فَعَل يفعَل فَعْلاً وفِعْلاً، فالمصدر مَفْتُوح وَالِاسْم مكسور. قَالَ: والفَعَال اسْم الْفِعْل الحَسَن؛ مثل الْجُود وَالْكَرم وَنَحْوه. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الفَعَال: فعل الْوَاحِد خاصَّة فِي الْخَيْر والشرّ، يُقَال: فلَان كريم الفَعال، وَفُلَان لئيم الفِعال. قَالَ والفِعال بِكَسْر الْفَاء إِذا كَانَ الْفِعْل بَين الِاثْنَيْنِ. قلت: وَهَذَا الَّذِي قَالَه ابْن الْأَعرَابِي هُوَ الصَّوَاب، لَا مَا قَالَه اللَّيْث؛ وَقَالَ: فلَان حَسَن الفَعال، وَفُلَان سيء الفَعال. وَلست أَدْرِي لم قصر اللَّيْث الفعَال على الحَسَن دون الْقَبِيح. وَقَالَ الْمبرد أَبُو الْعَبَّاس: الفَعال يكون فِي الْمَدْح والذمّ. قَالَ: وَهُوَ مُخلَّص لفاعل وَاحِد، فَإِذا كَانَ من فاعلين فَهُوَ فِعال، وَهَذَا هُوَ الدُرّ الْجيد. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الفِعَال: الْعود الَّذِي يَجْعَل فِي خُرْت الفأس يُعمل بِهِ. قَالَ: والنجَّار يُقَال لَهُ فَاعل. وَقَالَ اللَّيْث: الفَعَلة قوم يعْملُونَ عمل الطِين والحَفْر وَمَا أشبه ذَلِك من الْعَمَل. وَقَالَ ابْن مقبل فِي نِصَاب القَدوم، سَمَّاه فِعالاً: وتَهْوِي إِذا العِيسُ العِتاقُ تفاضلت هُوِيّ قَدُوم القَيْن جال فِعالُها يَعْنِي: نصابها. وَقَالَ النحويون المفعولات على وُجُوه فِي بَاب النَّحْو. فمفعول بِهِ، كَقَوْلِك: أكرمت زيدا وأعنت عمرا وَمَا أشبهه. ومفعول لَهُ؛ كَقَوْلِك: فعلت ذَلِك حِذارَ غضبك. وَيُسمى هَذَا مَفْعُولا من أَجْلٍ أَيْضا.

باب العين واللام مع الباء

ومفعول فِيهِ. وَهُوَ على وَجْهَيْن. أَحدهمَا الْحَال وَالْآخر فِي الظروف. فأمّا الظّرْف فكقولك: نمت الْبَيْت وَفِي الْبَيْت. وأمَّا الْحَال فكقولك: ضُرِب فلَان رَاكِبًا، أَي فِي حَال ركُوبه. ومفعول عَلَيْهِ؛ كَقَوْلِك: عَلَوْت السّطح ورقِيت الدرجَة. ومفعول بِلَا صلَة: وَهُوَ الْمصدر. وَيكون ذَلِك فِي الْفِعْل اللَّازِم وَالْوَاقِع؛ كَقَوْلِك: حفِظت حِفظاً وفهمت فهما. وَاللَّازِم كَقَوْلِك: انْكَسَرت انكساراً. وَالْعرب تَشتقّ من الْفِعْل المُثُل للأبنية الَّتِي جَاءَت عَن الْعَرَب؛ مثل فُعاله وفَعولة وأُفعول ومِفعيل وفِعليل وفُعْلول وفُعُّول وفِعَّل وفعْل وفُعَلة ومُفْعلل وفِعَيْل وفِعِيل وَيُقَال: شِعْر مفتعَل إِذا ابتدعه قَائِله وَلم يَحذُه على مِثَال تقدَّمه فِيهِ مَن قبله. وَكَانَ يُقَال: أعذب الأغاني مَا افتُعِل، وأطرف الشّعْر مَا افتُعِل؛ قَالَ ذُو الرُمَّة: غرائب قد عُرفن بِكُل أفق من الْآفَاق تُفتعل افتعالا أَي يبتدع بهَا غِناء بديع وَصَوت محدَث. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: افتعل فلَان حَدِيثا إِذا اخترقه. وَأنْشد: ذكر شَيْء يَا سُلَيْمى قد مضى وَوُشاةٍ ينطقون المفتعَلْ وَيُقَال لكل شَيْء يسَوَّى على غير مِثَال تقدَّمه: مفتعَل. وَمِنْه قَول لَبيد: فرميت الْقَوْم رَمْياً صائباً لَسْن بالعُصل وَلَا بالمفْتَعلْ وَيُقَال: عذبني وجع أسهرني فجَاء بالمفتعَل إِذا عانى مِنْهُ ألمَاً لم يعْهَد مثله فِيمَا مضى لَهُ. وفَعَال قد جَاءَ بِمَعْنى أفعلْ، وَجَاء بِمَعْنى فاعلة، بِكَسْر اللَّام. (بَاب الْعين وَاللَّام مَعَ الْبَاء) ع ل ب علب، عبل، لعب، بلع، بعل: مستعملات. علب: فِي الحَدِيث: (لقد فَتَحَ الفُتوحَ قوم مَا كَانَت حِلْية سيوفهم الذَّهَب والفضَّة، إِنَّمَا حِلْيتها العَلاَبي والآنُك) . العلابي جمع العِلْباء، وَهُوَ العَصَب، وَبِه سمي الرجل عِلباء. وَكَانَت الْعَرَب تشدّ بالعِلباء الرَطْبِ أجفان السيوف فتجِفّ عَلَيْهَا، وتشُدّ الرماح إِذا تصدَّعت بهَا. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: ندعّسها بالسَمْهريّ المعلَّب وَقَالَ القتيبي: بَلغنِي أَن العلابيّ: الرَصَاص، وَلست مِنْهُ على يَقِين. قلت: مَا علمت أحدا قَالَه، وَلَيْسَ بِصَحِيح. وَقَالَ شمر: قَالَ المؤرّج: العِلاَب سمة فِي العِلباء. قَالَ: والعَلْب تَأْثِير كأثر العِلاب. وَقَالَ شمر: أَقْرَأَنِي ابْن الْأَعرَابِي لطُفَيل الغنويّ: نهُوض بأشناق الدِّيات وحَمْلِها وثِقْل الَّذِي يَجْنِي بمنكبه لَعْب قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: لَعْب أَرَادَ بِهِ: عَلْب وَهُوَ الْأَثر.

وَقَالَ أَبُو نصر: يَقُول: الْأَمر الَّذِي يجني عَلَيْهِ وَهُوَ بمنكبه خَفِيف. وَفِي حَدِيث ابْن عُمَر أَنه رأى رجلا بأنْفه أثرَ السُّجُود فَقَالَ: لَا تَعْلُب صُورَتك، يَقُول: لَا تُؤثر فِيهَا أثرا بشدّة انتحائك على أَنْفك فِي السُّجُود. والعُلُوب: الْآثَار وَاحِدهَا عَلْب يُقَال ذَلِك فِي أثر المِيسم وَغَيره. وَقَالَ ابْن الرّقاع يصف الركاب: يتبعْن نَاجِية كَأَن بدَفّها من غَرْض نسْعَتِها علوبَ مواسم وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال: لحم عَلِب وعَلْب وَهُوَ الصُلْب. قَالَ: والعِلْب من النَّاس: الَّذِي لَا يُطمع فِيمَا عِنْده من كلمة وَلَا غَيرهَا، قَالَ: والعِلْب من الأَرْض الغليظ الَّذِي لَو مطر دهْراً لم يُنبت خضراء. وكل مَوضِع صُلْب خَشِن من الأَرْض فَهُوَ عِلْب. أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة قَالَ: المعلوب: الطَّرِيق الَّذِي يُعْلَب بجنبيه. وَمثله الملحوب. والمعلوب: سيف كَانَ لِلْحَارِثِ بن ظَالِم. وَيُقَال: إِنَّه سمَّاه معلوباً لآثار كَانَت فِي مَتْنه: وَيُقَال: سُمِّي معلوباً لِأَنَّهُ كَانَ انحنى من كَثْرَة مَا ضَرَب بِهِ وَفِيه يَقُول: أَنا أَبُو ليلى وسيفي المعلوب وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: العُلَب: جمع عُلْبة وَهِي الجَنبة والدَسْماء والسمراء. قَالَ: والعِلْبة وَالْجمع عِلَب أُبْنة غَلِيظَة من الشّجر تتَّخذ مِنْهُ المِقطرة. وَقَالَ الشَّاعِر: فِي رجله عِلبة خشناء من قَرْظ قد تيَّمته فبالُ الْمَرْء متبول وَقَالَ أَبُو زيد: العُلُوب: منابت السِدر، الْوَاحِد عِلْب. قلت: والعُلْبة: جِلدة تُؤْخَذ من جلد جَنْب الْبَعِير إِذا سُلخ وَهُوَ فَطِير فتسوَّى مستديرة ثمَّ تملأ رملاً سهلاً، ثمَّ بضمّ أطرافها وتُخلّ بخِلال ويوكَى عَلَيْهَا مَقْبُوضَة بِحَبل وتترك حَتَّى تجِفّ وتيبَس، ثمَّ يُقطع رَأسهَا وَقد قَامَت قَائِمَة لجفافها تُشبه قَصْعة مدوَّرة كَأَنَّهَا نُحِتت نَحْتاً أَو خُرِطت خَرْطاً. ويعلّقها الرَّاعِي والراكب فيحلُب فِيهَا وَيشْرب بهَا. وَتجمع عُلَباً وعِلاباً. وللبدويّ فِيهَا رِفق خفَّنها وَأَنَّهَا لَا تنكسر إِذا حرّكها الْبَعِير أَو طاحت إِلَى الأَرْض. والعِلاب أَيْضا: سِمَة فِي طول عنق الْبَعِير. وَقَالَ اللَّيْث: عَلِب النبت يَعلَب عَلَباً فَهُوَ علِب إِذا جَسَأ. وعَلِب اللَّحْم واستعلب إِذا غلظ وَلم يكن هَشّاً. واستعلبت الماشيةُ البقل، إِذا ذَوَى فأجمَتْه واستغلظته. والعِلْب: الوعِل الضخم المُسِنّ. والعِلْب: عَصَب الْعُنُق الغليظ خَاصَّة. وهما عِلْباءان وعلباوان. ورُمْح مُعَلَّب إِذا جُلز ولُوي بعَصَب العلب. وعلِب الْبَعِير عَلَباً فَهُوَ علِب وَهُوَ دَاء يَأْخُذهُ فِي ناحيتَيْ عُنُقه فترِم رقبتُه. وَقَالَ شمر: يُقَال هَؤُلَاءِ عُلبوبة الْقَوْم أَي خيارهم. قلت كَقَوْلِهِم: هَؤُلَاءِ عَصَب الْقَوْم أَي خيارهم. وَرجل عِلْب: جافٍ غليظ. عبل: فِي حَدِيث ابْن عُمَر أَنه قَالَ لرجل: (إِذا أتيتَ مِنًى فانتهيت إِلَى مَوضِع كَذَا وَكَذَا فَإِن هُنَاكَ سَرْحة لم تُعْبَل وَلم تُجْرد وَلم تُسْرَف، سُرّ تحتهَا سَبْعُونَ نبيّاً فانزِل

تحتهَا) . قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: لم تُعبل، يَقُول: لم يسْقط وَرقهَا؛ يُقَال: عَبَلْت الشَّجَرَة عَبْلاً إِذا حَتَتَّ عَنْهَا وَرقهَا. وأعْبل الشجَرُ إِذا طلع ورقه. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: العَبَل: كلّ ورق مفتول كورق الأَثْل والأرْطَى والطَرْفاء. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العَبَل: مِثل الْوَرق وَلَيْسَ بورق. ثَعْلَب عَن سَلَمة عَن الفرّاء قَالَ: أعبل الشّجر إِذا رَمَى بورقه. قَالَ: والسَرْو وَالنَّخْل لَا يُعبِلان وكل شجر ثَبت ورقهُ شتاء وصيفاً فَهُوَ لَا يُعْبل. قلت: وَقد ذكر أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو فِي (المصنَّف) نَحوا من قَول الفرّاء فِي أعبلت الشجرةُ إِذا سقط ورقُها، ثمَّ رَوَى عَن اليزيديّ القَوْل الأول: أعبلت الشَّجَرَة إِذا طلع وَرقهَا. وَقَالَ اللَّيْث مثله. قلت أَنا: وَسمعت غير وَاحِد من الْعَرَب يَقُول: غَضًى مُعْبِل وأرطًى معبل إِذا طلع عَبَلُه. وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح وَمِنْه قَول ذِي الرمَّة: إِذا ذَابَتْ الشَّمْس اتَّقى صَقَراتها بأفنان مَرْبُوع الصَرِيمةَ مُعْبِل وَإِنَّمَا يتَّقي الوحشيّ حَرّ الشَّمْس بأفنان الأرطاة الَّتِي طلع وَرقهَا، وَذَلِكَ حِين يَكنِس فِي حَمْرَاء القيظ. وَإِنَّمَا يسْقط وَرقهَا إِذا برد الزَّمَان وَلَا يَكْنس الوحشيّ حينئذٍ وَلَا يتّقي حَرَّ الشَّمْس. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: العَبْل: الغليظ والضخم، وَأَصله فِي الذراعين. وَجَارِيَة عَبْلة، وَالْجمع عَبْلات لِأَنَّهَا نعت. وَيُقَال: عَبَلتْه إِذا رَددته. وَأنْشد: هَا إِن رَميي عَنْهُم لمعبولْ فَلَا صريخ الْيَوْم إلاّ المصقول كَانَ يَرْمِي عدوّه فَلَا يُغني الرَّمْي شَيْئا، فقاتل بِالسَّيْفِ وَقَالَ هَذَا الرجز. والمعبول: الْمَرْدُود. وَقَالَ النَضْر: أعبلت الأرطاةُ إِذا نبت وَرقهَا: وأعبلَتْ إِذا سقط وَرقهَا، فَهِيَ مُعْبل. قلت: جعل ابْن شُمَيْل أعبلت الشَّجَرَة من الأضداد، وَلَو لم يحفظه عَن الْعَرَب مَا قَالَه لِأَنَّهُ ثِقَة مَأْمُون. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الأعبل والعبلاء: حِجَارَة بيض. وَقَالَ اللَّيْث: صَخْرَة عبلاء: بَيْضَاء. وَأنْشد فِي صفة نَاب الذِّئْب: يَبْرُق نابُه كالأعبل أَي كحجر أَبيض من حِجَارَة المَرْو. وَيُقَال: رجل عَبْل وَجَارِيَة عَبْلة إِذا كَانَا ضخمين. وَقد عَبُل الْغُلَام عَبَالة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العبلاء: مَعْدِن الصُفْر فِي بِلَاد قَيْس وَقَالَ أَبُو عُبَيْد عَن الْأَحْمَر: ألْقى عَلَيْهِ عَبَالَّته أَي ثِقْله. وَيُقَال للرجل إِذا مَاتَ: قد عَبَلته عَبُول، مثل شَعَبته شَعُوب. وأصل العَبْل الْقطع المستأصِل، وَأنْشد: . . عابِلتي عَبول والمِعْبَلة: النَصْل العريض وَجَمعهَا معابل. وَقَالَ عنترة: وَفِي البَجْلي مِعْبلة وقيع وَقَالَ الأصمعيّ: من النصال المِعْبلة، وَهُوَ أَن يعرّض النصل ويطوّل. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: غُلَام عابل: سمين.

وَجمعه عُبُل. وَامْرَأَة عَبُول: ثَكُول وَجَمعهَا عُبُل. ابْن شُمَيْل عَن أبي خَيْرة قَالَ: العبلاء الطَرِيدة فِي سَوَاء الأَرْض حجارتها بيض كَأَنَّهَا حِجَارَة القَدَّاح. وَرُبمَا قَدَحُوا بِبَعْضِهَا، وَلَيْسَ بالمَرْو، وَكَأَنَّهَا البَلُّور. وَقَالَ ابْن شُمَيل: الأعبل: حجر أخشن غليظ يكون أَحْمَر وَيكون أَبيض وَيكون أسود كل يكون، جبل غليظ فِي السَّمَاء. لعب: اللَّيْث: لعِب يلعَب لُعْباً ولَعِباً. وَرجل تِلِعَّابة إِذا كَانَ يتلعّب. وَرجل لُعبَة: كَثير اللّعب. قَالَ: واللُعْبة جَزْم: الَّذِي يُلعِب بِهِ، كالشِطْرَنجة وَنَحْوهَا. وَقَالَ الفرّاء: لعِبت لَعْبة وَاحِدَة. وَرجل حسن اللِعْبة بِالْكَسْرِ. واللُعْبة: مَا يُلْعَب بِهِ. الحرّانيّ عَن ابْن السّكيت: تَقول: لمن اللُعْبة؟ فتضمّ أَولهَا لِأَنَّهَا اسْم. وَتقول: الشطرنج لُعْبة، والنَرْد لُعْبة. وكل ملعوب بِهِ فَهُوَ لُعْبة. وَتقول: اقعد حَتَّى أفرغ من هَذِه اللُعْبة، وَهُوَ حسن اللِعْبة؛ كَمَا يَقُول: حسن الجِلسة، وَقد لعِبت لَعْبة وَاحِدَة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: لَعَب الرجل يَلْعَب إِذا سَالَ لُعَابه. وَقَالَ اللَّيْث: لُعَاب الشَّمْس: السَرَاب، وَأنْشد: فِي قَرْقَر بلعاب الشَّمْس مضروج قلت لُعَاب الشَّمْس: هُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ: مُخَاط الشَّيْطَان. وَهُوَ السَهَام بِفَتْح السِّين، وَيُقَال لَهُ: رِيق الشَّمْس، وَهُوَ شِبْه الْخَيط ترَاهُ فِي الْهَوَاء إِذا اشتدّ الحرّ ورَكَد الهواءُ. وَمن قَالَ: إِن لعاب الشَّمْس السراب فقد أبطل، إِنَّمَا السراب يُرَى كَأَنَّهُ مَاء جارٍ نصفَ النَّهَار. وَإِنَّمَا يعرف هَذِه الْأَشْيَاء مَن لزِم الصَّحَارِي والفلوات وَسَار فِي الهواجر فِيهَا. وَقَالَ اللَّيْث: مُلاَعب ظلِّه: طَائِر يكون بالبادية. والإثنان ملاعبا ظلّهما، وَالثَّلَاثَة ملاعبات أظلالهن. وَتقول: رَأَيْت ملاعبات أظلالٍ لهُنّ، وَلَا تقل: أظلالهن؛ لِأَنَّهُ يصير معرفَة. وَكَانَ عَامر بن مَالك أَبُو برَاء يُقَال لَهُ: مُلاَعِب الأسنَّة، سمّي بذلك يَوْم السُوبان. ولُعَاب الحَيَّة: سمّها. واللُّعَاب: فرس من خيل الْعَرَب بِهِ مَعْرُوف. ومَلاَعِب الصّبيان والجواري فِي الدَّار من ديارات الْعَرَب: حَيْثُ يَلْعَبُونَ، الْوَاحِد مَلْعَب. واللعاب: الرجل الَّذِي يكون لَهُ اللّعب حِرْفة. ولُعَاب النَّحْل: مَا تعسِّله. وَقَالَ أَبُو سعيد: استلعبت النخلةُ إِذا أطلعت طَلْعاً وفيهَا بقيَّة من حَمْلها الأول. وَقَالَ الطرماح يصف نَخْلَة: ألحقتْ مَا استلعبتْ بِالَّذِي قد أَنى إِذْ حَان وَقت الصرام لَعُوب: اسْم امْرَأَة سميت لعوب لِكَثْرَة لعبها. وَيجوز أَن تسمّى لعوب لِأَنَّهُ يلْعَب بهَا. واللعباء: سَبَخة مَعْرُوفَة بِنَاحِيَة الْبَحْرين بحذاء القَطِيف وسِيف الْبَحْر. بلع: أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: بَلِعت الطَّعَام أبلَعه بَلْعاً وسَرِطته سَرْطاً إِذا ابتلعته. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: بَلِع المَاء بلعاً إِذا شرِبه. قَالَ: وابتلاع الطَّعَام: ألاّ يَمْضُغه. قَالَ: والبُلَع الْوَاحِدَة بُلْعة، وَهِي من قامة البَكْرَة: سَمّها وثَقْبها. قَالَ: والبالوعة والبَلَّوعة لُغَتَانِ بِئْر تُحفر ويضيّق

رَأسهَا، يجْرِي فِيهَا مَاء الْمَطَر. قَالَ: و (بالوعة) لُغَة أهل الْبَصْرَة. والمَبْلَع: مَوضِع الابتلاع من الحَلْق. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: يُقَال للْإنْسَان أوَّلَ مَا يظْهر فِيهِ الشيب: قد بلَّع فِيهِ الشيب تبليعاً. وسَعْد بُلَع: نجمان معترضان خفيّان مَا بَينهمَا قريب، يُقَال: إِنَّه سمّي بُلَع؛ لِأَنَّهُ كَأَنَّهُ لقرب صَاحبه مِنْهُ يكَاد يَبْلَعه، يَعْنِي الْكَوْكَب الَّذِي مَعَه. وبَلْعاء بن قيس: رجل من كبراء الْعَرَب. وَرجل بُلَع ومِبْلع وَبُلَعة إِذا كَانَ كثير الْأكل. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: البوْلع: الْكثير الْأكل. بعل: وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَهَاذَا بَعْلِى شَيْخًا} (هُود: 72) قَالَ الزجّاج: نصب (شَيخا) على الْحَال. قَالَ: وَالْحَال هَهُنَا نَصْبها من غامض النَّحْو. وَذَلِكَ إِذا قلت: هَذَا زيد قَائِما فَإِن كنت تقصد أَن تخبر من لم يعرف زيدا أَنه زيد لم يجز أَن تَقول: هَذَا زيد قَائِما لِأَنَّهُ يكون زيدا مَا دَامَ قَائِما، فَإِذا زَالَ عَن الْقيام فَلَيْسَ بزيد. وَإِنَّمَا تَقول للَّذي يعرف زيدا: هَذَا زيد قَائِما، فتُعمِل فِي الْحَال التَّنْبِيه، الْمَعْنى انتبِه لزيد فِي حَال قِيَامه، أَو أُشير لَك إِلَى زيد فِي حَال قِيَامه، لِأَن (هَذَا) إِشَارَة إِلَى من حضر، فالنصب الْوَجْه كَمَا ذكرنَا. وَمن قَرَأَ: (هَذَا بعلي شيخ) فَفِيهِ وُجُوه. أَحدهَا التكرير، كَأَنَّك قلت: هَذَا بعلي، هَذَا شيخ. وَيجوز أَن تجْعَل (شيخ) مبنِيّاً عَن (هَذَا) . وَيجوز أَن تجْعَل (بعلي) و (شيخ) جَمِيعًا خبرين عَن (هَذَا) فترفعهما جَمِيعًا ب (هَذَا) ؛ كَمَا تَقول: هَذَا حُلْو حامض. وَقَوله عزَّ وجلَّ: {أَلاَ تَتَّقُونَ أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ} (الصَّافات: 125) قيل: إِن بعلاً كَانَ صَنَماً من ذهب يعبدونه. وَقيل: أَتَدعُونَ بعلاً أَي ربّاً، يُقَال: أَنا بَعْل هَذَا الشَّيْء أَي ربّه ومالكه، كَأَنَّهُ قَالَ: أَتَدعُونَ ربّاً سوى الله. وَذكر عَن ابْن عبّاس أَن ضالَّة أُنشِدت، فجَاء صَاحبهَا، فَقَالَ: أَنا بَعْلهَا يُرِيد أَنا ربّها، فَقَالَ ابْن عَبَّاس: هُوَ من قَول الله جلّ وعزّ: {أَلاَ تَتَّقُونَ} (الصَّافات: 125) أَي ربّاً. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ فِي صَدَقة النّخل: (مَا سُقِي مِنْهُ بَعْلاً فَفِيهِ العُشر) . قلت: هَذَا ذكره أَبُو عبيد فِي كتاب (غَرِيب الحَدِيث) وسمعته فِي كتاب (الْأَمْوَال) : (مَا شرب مِنْهُ بَعْلاً فَفِيهِ العُشر) وَهَذَا لفظ الحَدِيث، وَالْأول كتبه أَبُو عبيد: على الْمَعْنى. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيّ: البَعْل: مَا شرب بعروقه من الأَرْض من غير سَقي من سَمَاء وَلَا غَيره. وَأنْشد لعبد الله بن رَوَاحة: هُنَالك لَا أُبَالِي نخل سَقْي وَلَا بَعْل وَإِن عَظُم الإناءُ قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ الكسائيّ فِي البعْل: هُوَ العِذْي، وَهُوَ مَا سقته السَّمَاء. وَقَالَ ذَلِك أَبُو عُبَيْدَة. قلت: وَقد ذكر القتيبيّ هَذَا فِي الْحُرُوف الَّتِي ذكر أَنه أصلح الْغَلَط الَّذِي وَقع فِيهَا. وألفيته يتعجّب من قَول الأصمعيّ: البَعْل: مَا شرب بعروقه من الأَرْض من غير سقْي من السَّمَاء وَلَا غَيرهَا، وَقَالَ: لَيْت شعري أَيْنَمَا يكون هَذَا النّخل الَّذِي لَا يُسقى من سَمَاء

وَلَا غَيرهَا، وتوهَّم أَنه يُصلح غَلطاً، فجَاء بأطمّ غلط. وَجَهل مَا قَالَه الأصمعيّ، وَحمله جَهله بِهِ على التخبّط فِيمَا لَا يعرفهُ، فَرَأَيْت أَن أذكر أَصْنَاف النخيل لتقف عَلَيْهَا، فيصحَّ لَك مَا حَكَاهُ أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ. فَمن النخيل السَقِيّ. وَيُقَال: المَسْقَوِيّ. وَهُوَ الَّذِي يُسقَى بِمَاء الْأَنْهَار والعيون الْجَارِيَة. وَمن السقِيّ مَا يُسقَى نَضْحاً بالدلاء والنواعير وَمَا أشبههَا. فَهَذَا صنف. وَمِنْهَا العِذْي. وَهُوَ مَا نبت مِنْهَا فِي الأَرْض السهلة، فَإِذا مُطِرت نشِفت السهولةُ ماءَ الْمَطَر، فَعَاشَتْ عروقُها بالثرى الْبَاطِن تَحت الأَرْض، وَيَجِيء تمرها قَعقاعاً؛ لِأَنَّهُ لَا يكون ريَّان كالسَّقِيّ. ويسمَّى التَّمْر إِذا جَاءَ كَذَلِك قَسْباً وسُحّاً. وَالضَّرْب الثَّالِث من النخيل: مَا نبت ودِيُّه فِي أَرض يقرب مَاؤُهَا الَّذِي خلقه الله تَحت الأَرْض فِي رَقَّات الأَرْض ذَات النَزّ، فرسخت عروقُها فِي ذَلِك المَاء الَّذِي تَحت الأَرْض واستغنَتْ عَن سَقْي السَّمَاء وَعَن إِجْرَاء مَاء الْأَنْهَار إِلَيْهَا أَو سَقْيها نَضْحاً بالدلاء. وَهَذَا الضَّرْب هُوَ البَعْل الَّذِي فسّره الأصمعيّ. وتَمْر هَذَا الضَّرْب من التُمْران لَا يكون ريّان وَلَا سُحّاً وَلَكِن يكون بَينهمَا وَهَكَذَا فسّر الشافعيّ ح البَعْل فِي بَاب القَسْم، فِيمَا أَخْبرنِي عبد الْملك عَن الرّبيع عَن الشَّافِعِي فَقَالَ: البَعْل: مَا رَسَخ عروقه فِي المَاء فاستغنَى عَن أَن يُسقى. قلت: وَقد رَأَيْت بِنَاحِيَة الْبَيْضَاء من بِلَاد جزيمةِ عبد الْقَيْس نخلا كثيرا عروقها راسخة فِي المَاء وَهِي مستغنية عَن السَقْي وَعَن مَاء السَّمَاء تسمَّى بَعْلاً. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه ذكر أَيَّام التَّشْرِيق فَقَالَ: (إِنَّهَا أَيَّام أكل وشُرْب وبِعَال) . قَالَ أَبُو عبيد: البِعَال: النِّكَاح وملاعبة الرجل أَهله. يُقَال للْمَرْأَة: هِيَ تباعِل زَوجهَا بِعَالاً ومباعلة إِذا فعلت ذَلِك مَعَه. وَقَالَ الحطيئة: وَكم من حَصَان ذَات بَعْل تركتَها إِذا اللَّيْل أدجى لم تَجِد من تُبَاعِلُهْ أَرَادَ: أَنَّك قتلْتَ زَوجهَا أَو أسرته. وَيُقَال للرجل: هُوَ بعل الْمَرْأَة. وَيُقَال للْمَرْأَة: هِيَ بَعْله وبعلته. وَيجمع البعل بُعولة، قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ} (البَقَرَة: 228) . وَقَالَ اللَّيْث فِي تَفْسِير البعل من النّخل مَا هُوَ أطمّ من الْغَلَط الَّذِي ذَكرْنَاهُ عَن القتيبيّ. زعم أَن البعل: الذّكر من النّخل، وَالنَّاس يسمّونه الْفَحْل. قلت: وَهَذَا غلط فَاحش. وَكَأَنَّهُ اعْتبر هَذَا التَّفْسِير من لفظ البعل الَّذِي مَعْنَاهُ الزَّوْج. قلت: وبعل النخيل: إناثها الَّتِي تُلَقَّح فتحمِل. وَأما الفُحال فَإِن ثمره ينتفض، وَإِنَّمَا يلقَّح بطَلْعه طَلعُ الْإِنَاث إِذا انْشَقَّ. وَقَالَ اللَّيْث أَيْضا: البَعْل: الزَّوْج. يُقَال: بَعَل يَبْعَل بُعولة فَهُوَ باعل أَي مستعلج قلت: وَهَذَا من أغاليط اللَّيْث أَيْضا. وَإِنَّمَا سمّي زوج الْمَرْأَة بعلاً لِأَنَّهُ سيّدها ومالكها، وَلَيْسَ من بَاب الاستعلاج فِي شَيْء. وروى سَلَمة عَن الفرّاء وَأَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: بعل الرجل يَبْعَل بَعلاً كَقَوْلِك: دَهِش وخَرِق وعَقِر. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: البعل: الضَجَر والتبرُّم بالشَّيْء.

باب العين واللام مع الميم

وَأنْشد: بعِلت ابْن غَزْوان بَعِلت بِصَاحِب بِهِ قبلك الإخوانُ لم تَكُ تَبْعل قَالَ: والبَعْل: الصَنَم. والبعل: اسْم ملِك. والبعل: الزَّوْج، وَقد بَعَل يَبْعل بعلاً إِذا صَار بعلاً لَهَا. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: أصبح فلَان بَعلاً على أَهله أَي ثِقلاً عَلَيْهِم. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: البَعَل: حسن الْعشْرَة من الزَّوْجَيْنِ. والبِعال: حَدِيث العروسين. والبِعال: الْجمال. وَأنْشد: يَا ربُّ بعل سَاءَ مَا كَانَ بعل وَامْرَأَة حَسَنَة التبعل إِذا كَانَت مطاوِعة لزَوجهَا محِبَّة لَهُ. واستبعل النخلُ إِذا صَار بَعلاً راسخ الْعُرُوق فِي المَاء مستغنياً عَن السقْي وَعَن إِجْرَاء المَاء فِي نهر أَو عاثور إِلَيْهِ. (بَاب الْعين وَاللَّام مَعَ الْمِيم) ع ل م علم، عمل، لمع، لعم، ملع، معل: مستعملات. علم: حدّثنا مُحَمَّد بن إِسْحَاق السعديّ حَدثنَا سعد بن مَزْيد حَدثنَا أَبُو عبد الرحمان المُقْرِى فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ} (يُوسُف: 68) . فَقلت: يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن مِمَّن سَمِعت هَذَا؟ قَالَ: من ابْن عُيَينة، قلت: حَسْبي. وَرُوِيَ عَن ابْن مَسْعُود أَنه قَالَ: لَيْسَ الْعلم بِكَثْرَة الحَدِيث وَلَكِن العِلم الخَشْية. قلت: ويؤيّد مَا قَالَه قولُ الله جلّ وَعز: {أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ} (فَاطِر: 28) . وَقَالَ بَعضهم: العالِم هُوَ الَّذِي يعْمل بِمَا يعلم. قلت: وَهَذَا يقرب من قَول ابْن عُيَيْنَة. وَقَول الله جلّ وعزّ: {الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الفَاتِحَة: 2) رَوى عَطاء بن السَّائِب عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: {رَبِّ الْعَالَمِينَ} قَالَ: رب الجِنّ وَالْإِنْس. وَقَالَ قَتَادَة: ربّ الْخلق كلِّهم. قلت: وَالدَّلِيل على صحَّة قَول ابْن عَبَّاس قَول الله جلّ وعزّ: {تَبَارَكَ الَّذِى نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً} (الفُرقان: 1) وَلَيْسَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نذيراً للبهائم وَلَا للْمَلَائكَة، وهم كلّهم خَلْق الله، وَإِنَّمَا بُعث مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نذيراً للجنّ وَالْإِنْس. وَرُوِيَ عَن وهب بن منبّه أَنه قَالَ: لله تَعَالَى ثَمَانِيَة عشر ألف عَالم، الدُّنْيَا مِنْهَا عَالم وَاحِد؛ وَمَا العُمران فِي الخراب إِلَّا كفُسْطاط فِي صحراء. وَقَالَ الزّجاج: معنى العالمِين: كلّ مَا خلق الله كَمَا قَالَ: {وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَىْءٍ} (الأنعَام: 164) وَهُوَ

جمع عالَم. قَالَ: وَلَا وَاحِد لعالَم من لَفظه؛ لِأَن عالَماً جَمْع أَشْيَاء مُخْتَلفَة فَإِن جعل عَالم لوَاحِد مِنْهَا صَار جمعا لِأَشْيَاء متَّفقة. قلت: فَهَذِهِ جملَة مَا قيل فِي تَفْسِير الْعَالم. وَهُوَ اسْم بني على مِثَال فاعَل؛ كَمَا قَالُوا: خَاتم وطابَع ودانَقَ. وأمَّا قَول الله جلّ وعزّ: {وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ} (البَقَرَة: 102) تكلم أهل التَّفْسِير فِي هَذِه الْآيَة قَدِيما وحديثاً. وَأبين الْوُجُوه الَّتِي تأولوا: أَن المَلكين كَانَا يعلّمان النَّاس وَغَيرهم مَا يُسألان عَنهُ ويأمران باجتناب مَا حَرُم عَلَيْهِم، وَطَاعَة الله فِيمَا أُمروا بِهِ ونهوا عَنهُ. وَفِي ذَلِك حِكْمَة، لِأَن سَائِلًا لَو سَأَلَ: مَا الزِّنَى؟ وَمَا اللواط؟ لوَجَبَ أَن يُوقف عَلَيْهِ ويُعلَم أَنه حرَام. فَكَذَلِك مَجَاز إِعْلَام المَلَكين النَّاس السِحْر وأمْرهما السَّائِل باجتنابه بعد الْإِعْلَام. وَذكر أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: تَعَلَّمْ بِمَعْنى اعلَمْ. قَالَ: وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ} (البَقَرَة: 102) قَالَ وَمَعْنَاهُ أَن السَّاحر يَأْتِي الْملكَيْنِ فَيَقُول: أخبراني عَمَّا نهى الله عَنهُ حَتَّى أَنْتَهِي. فَيَقُولَانِ: نهى عَن الزِّنَى، فيستوصفهما الزِّنَى فيصفانه. فَيَقُول: وعمَّا ذَا؟ فَيَقُولَانِ: عَن اللواط. ثمَّ يَقُول: وعماذا؟ فَيَقُولَانِ: عَن السحر، فَيَقُول: وَمَا السحر؟ فَيَقُولَانِ: هُوَ كَذَا فيحفظه وينصرف، فيخالف فيكفر. فَهَذَا يعلمَانِ، إِنَّمَا هُوَ: يُعْلِمان. وَلَا يكون تَعْلِيم السحر إِذا كَانَ إعلاماً كفرا، وَلَا تعلُّمه إِذا كَانَ على معنى الْوُقُوف عَلَيْهِ ليجتنبه كفرا؛ كَمَا أَن من عرف الرِّبَا لم يَأْثَم بِأَنَّهُ عرفه، إِنَّمَا يَأْثَم بِالْعَمَلِ. قلت: وَلَيْسَ كتَابنَا هَذَا مَقْصُورا على علم الْقُرْآن فنودع مَوضِع الْمُشكل كل مَا قيل فِيهِ وَإِنَّمَا نثبت فِيهِ مَا نستَصْوبه وَمَا لَا يَسْتَغْنِي أهلُ اللُّغَة عَن مَعْرفَته. ومِنْ صِفَات الله الْعَلِيم والعالِم والعلاَّم. قَالَ الله جلّ وَعز: {مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ} (يس: 81) وَقَالَ: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} (الْأَنْعَام: 73) . وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: {يَقْذِفُ بِالْحَقِّ} (سَبَإ: 48) فَهُوَ الله العالِم بِمَا كَانَ وَمَا يكون كَوْنه، وَبِمَا يكون ولمّا يكن بعد قبل أَن يكون. وَلم يزل عَالما، وَلَا يزَال عالِماً بِمَا كَانَ وَمَا يكون، وَلَا تخفى عَلَيْهِ خافية فِي الأَرْض وَلَا فِي السَّمَاء. وَيجوز أَن يُقَال للْإنْسَان الَّذِي علَّمه الله عِلماً من الْعُلُوم: عليم؛ كَمَا قَالَ يوسُف للملِك: {إِنِّى حَفِيظٌ عَلِيمٌ} (يُوسُف: 55) . وَقَالَ الله جلّ وعزّ {أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ} (فَاطِر: 28) فَأخْبر جلَّ وعزَّ أَن من عباده مَن يخشاه وَأَنَّهُمْ هم الْعلمَاء. وَكَذَلِكَ صفة يُوسُف كَانَ عليماً بِأَمْر ربّه وَأَنه وَاحِد لَيْسَ كمثْله شَيْء؛ إِلَى مَا عَلَّمه الله من تَأْوِيل الْأَحَادِيث الَّذِي كَانَ يقْضِي بِهِ على الْغَيْب، فَكَانَ عليماً بِمَا علَّمه الله.

وَيُقَال: رجل علاَّمة إِذا بالغت فِي وَصفه بِالْعلمِ. والعِلْم نقيض الْجَهْل. وَإنَّهُ لعالم، وَقد علِم يعلَم عِلماً. وَيُقَال: مَا علمت بِخَبَر قدومك أَي مَا شَعَرت. وَيُقَال: استعلِمْ لي خبرَ فلَان وأعْلِمنيه حَتَّى أَعلمه. وَقَول الله تَعَالَى: {ء} (الرحمان: 1، 2) قيل فِي تَفْسِيره: إِنَّه جلّ ذكره يسَّره لِأَن يُذكَر. وَأما قَوْله: {الإِنسَانَ عَلَّمَهُ البَيَانَ} (الرحمان: 4) فَمَعْنَاه: أَنه علَّمه الْقُرْآن الَّذِي فِيهِ بَيَان كل شَيْء. وَيكون معنى قَوْله: {الإِنسَانَ عَلَّمَهُ البَيَانَ} : مميّزاً يَعْنِي الْإِنْسَان حَتَّى انْفَصل من جَمِيع الْحَيَوَان. وَقَالَ جلّ وعزَّ {تُكَذِّبَانِ وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَئَاتُ فِى} (الرحمان: 24) . قَالُوا الْأَعْلَام: الْجبَال، وأحدها عَلَم. وَقَالَ جرير: إِذا قَطعنَا علما بدا علم وَقَالَ فِي صفة عِيسَى: {يَخْلُفُونَ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَاذَا} (الزخرف: 61) وَهِي قِرَاءَة أَكثر القرَّاء. وَقَرَأَ بَعضهم: (وَإنَّهُ لَعَلَمٌ للساعة) الْمَعْنى أَن ظُهُور عِيسَى ونزوله إِلَى الأَرْض عَلاَمة تدلّ على اقتراب السَّاعَة. وَيُقَال لما يُبنى فِي جَوَادِّ الطَّرِيق من الْمنَار الَّتِي يستدلّ بهَا على الطَّرِيق: أَعْلَام، وَاحِدهَا عَلَم. والعَلَم: الرَّايَة الَّتِي إِلَيْهَا يجْتَمع الْجند. والعَلَم: عَلَم الثَّوْب ورَقْمه فِي أَطْرَافه. والمَعْلَم: مَا جعل عَلامَة وعَلَماً للطرق وَالْحُدُود؛ مثل أعلاَم الحرَم ومعالمه المضروبة عَلَيْهِ. وَفِي الحَدِيث: (تكون الأَرْض يَوْم الْقِيَامَة كقُرْصة النَقيّ لَيْسَ فِيهَا مَعْلَم لأحد) . وَذكر سَلَمة عَن الفرّاء: العُلام: الصَقْر. قَالَ: العُلاَميّ: الرجل الْخَفِيف الذكيّ، مَأْخُوذ من العُلاَم. وَقَالَ اللَّيْث: العُلاَم: الباشِق، وَهُوَ ضرب من الْجَوَارِح. وَأما العُلاّم بتَشْديد اللَّام فَإِن أَبَا الْعَبَّاس رَوَى عَن ابْن الأعرابيّ أَنه الحِنّاء. قلت: وَهُوَ صَحِيح. وَقَالَ أَبُو عُبيد: المَعْلَم: الْأَثر، وَجمعه المعالِم. وَيُقَال: أعلمت الثَّوْب إِذا جعلت فِيهِ عَلامَة أَو جعلت لَهُ عَلَماً. وأعلمت على مَوضِع كَذَا من الْكتاب عَلامَة. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: عالمَني فلَان فعلَمتُه أَعْلُمُه بالضمّ وَكَذَلِكَ كل مَا كَانَ من هَذَا الْبَاب بِالْكَسْرِ فِي يفعِل فَإِنَّهُ فِي بَاب المغالبة يرجع إِلَى الرّفْع؛ مثل ضاربته فضربته أضربه. وَعلمت يتَعَدَّى إِلَى مفعولين. وَلذَلِك أَجَازُوا علمتُنِي كَمَا قَالُوا: ظننتُني ورأيتُني وحسِبتُني. تَقول: علمت عبدَ الله عَاقِلا. وَيجوز أَن تَقول: علمت الشَّيْء بِمَعْنى عَرَفته وخَبَرته. وَقَالَ اللحياني: عَلَمت الرجل أعْلُمُه عَلْماً إِذا شققت شفته الْعليا، وَهُوَ الأعلم، وَقد

عَلِمَ يَعْلَم عَلَماً فَهُوَ أعلم. وَالْبَعِير يُقَال لَهُ: أعلم لعَلَم فِي مِشْفره الْأَعْلَى. وَإِذا كَانَ الشَقّ فِي شفته السُفلى فَهُوَ أَفْلح. وَقَالَ ابْن السّكيت: العَلْم: مصدر عَلَمت شفته أعلُمها عَلْماً. والعَلَم: الشقّ فِي الشَفَة الْعليا. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للرجل المشقوق الشّفة السُّفْلى: أَفْلح، وَفِي الْعليا: أعلم، وَفِي الْأنف: أخرم، وَفِي الأُذُن: أخرب، وَفِي الجَفْن: أشتر. وَيُقَال فِيهِ كُله أشرم. وَيُقَال: عَلَمت عِمَّتي أَعْلِمها عَلْماً. وَذَلِكَ إِذا لُثْتها على رَأسك بعلامة تُعرف بهَا عِمّتك. وَقَالَ الشَّاعِر: ولُثن السُبُوب خِمْرة قرشيَّة دُبَيريّة يَعْلِمن فِي لَوْثها عَلْما أَبُو عبيد عَن الفرّاء العَيْلام: الضبعان، وَهُوَ ذكر الضِبَاع. وَقَالَ الأمويّ والفرّاء: العَيْلم: الْبِئْر الْكَثِيرَة المَاء. وَرجل مُعْلِم إِذا عرف مَكَانَهُ فِي الْحَرْب بعلامة أعلمها. وأَعْلَم حمزةُ يَوْم بدر. وَمِنْه قَوْله: فتعرّفوني إِنَّنِي أَنا ذَا كُمُ شاكٍ سلاحي فِي الْحَوَادِث مُعْلِم وقِدْح مُعْلَم: فِيهِ عَلامَة. وَمِنْه قَول عنترة: وَلَقَد شربت من المدامة بَعْدَمَا ركد الهوا جربا لمَشُوف المعلَم وَقَالَ شمر فِيمَا قَرَأت بِخَطِّهِ فِي كتاب (السِّلَاح) لَهُ: العَلْماء من أَسمَاء الدروع. قَالَ: وَلم أسمعهُ إِلَّا فِي بَيت زُهَيْر بن جَناب: جَلَّح الدَّهْر فانتحى لي وقِدْماً كَانَ يُنْحي القُوَى على أمثالى يدْرك التِمْسَح المولَّع فِي اللُجَّ ة والعُصْمَ فِي رُؤُوس الْجبَال وتصدَّى ليصرع البطل الأرْ وَع بَين العَلْماء والسربال وروى غير شمر هَذَا الْبَيْت لعَمْرو بن قَمِيئة. وَقَالَ: بَين العلهاء والسربال، بِالْهَاءِ. وَالصَّوَاب مَا رَوَاهُ شمر بِالْمِيم. عمل: قَالَ الله تَعَالَى فِي آيَة الصَّدقَات: {وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا} (التّوبَة: 60) وهم السُعاة الَّذين يَأْخُذُونَ الصَّدقَات من أَرْبَابهَا، واحدهم عَامل وساعٍ. واستُعمل فلَان إِذا وَلِي عملا من أَعمال السُّلْطَان. وَيُقَال: أعمل فلَان ذِهنه فِي كَذَا وَكَذَا إِذا دبره بفهمه. وعمِل فلَان الْعَمَل يعمَله عَمَلاً فَهُوَ عَامل. وَلم يجىء فعِلت أفعَل فَعَلاً متعدّياً إلاَّ فِي هَذَا الْحَرْف. وَفِي قَوْلهم: هبلته أمّه هَبَلاً، وإلاّ فسائر الْكَلَام يَجِيء على فَعْل سَاكن الْعين؛ كَقَوْلِك: سرِطت اللُقْمة سَرْطاً وبِلعته بَلْعاً وَمَا أشبهه. والعُمَالة: رِزْق الْعَامِل الَّذِي جُعل لَهُ على مَا قُلِّد من الْعَمَل، وعامل الرمْح: صَدره دون السنان، وَيجمع عوامل. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: عاملت الرجل أعامله

مُعَاملَة فِي الْمُبَايعَة وَغَيرهَا. والعَمَلة: الْقَوْم الَّذين يعْملُونَ بِأَيْدِيهِم ضروباً من الْعَمَل فِي طين أَو حَفْر أَو غَيره. وَقَالَ اللحياني: العُمْلة والعُمَالة: أَجْر الْعَمَل. أَبُو عُبَيْدَة: عوامل الدابَّة: قوائمه، وَاحِدهَا عاملة. الكسائيّ: نَاقَة عَمِلة بيِّنة العَمَالة مثل اليَعْملة إِذا كَانَت فارهة، وَتجمع اليعملة من النوق: يَعْملات. وَقَالَت امْرَأَة من الْعَرَب: مَا كَانَ لي عَمِلة إلاَّ فسادكم، أَي مَا كَانَ لي عمل. وَيُقَال: لَا تتعمَّل فِي أَمرك ذَا، كَقَوْلِك: لَا تتعَنَّ، وَقد تعنَّيت للرأي تعنَّيت من أَجلك. وَقَالَ مُزَاحم العُقَيليّ: تكَاد مغانيها تَقول من البِلى لسائلها عَن أَهلهَا لَا تعَمَّلِ أَي لَا تتعَنَّ، فَلَيْسَ لَك فِي السُّؤَال فرَج. وَقَالَ أَبُو سعيد: سَوف أتعمَّل فِي حَاجَتك أَي أتعنَّى. وَقَالَ الجعديّ يصف فرسا: وترقبه بعاملة قَذوف سريعٍ طَرْفها قلقٍ قَذَاها أَي ترقبه بِعَين بعيدَة النّظر. والمسافرون إِذا مشَوا عَلَى أَرجُلهم يسمَّون بني العَمَل. وَأنْشد الأصعميّ: فَذكر الله وسمَّى وَنزل بمنزل ينزله بَنو عملْ لَا ضَفَف يَشْغَله وَلَا ثَقَلْ نزل: أَقَامَ بمنى، وَرجل خَبِيث العِمْلة إِذا كَانَ خَبِيث الْكسْب وَرجل عمول إِذا كَانَ كسُوباً. وَأنْشد الفرّاء قَول لَبيد: أَو مِسْحَل عمِلٌ عِضَادةَ سَمْحج بَسَرَاتها نَدَب لَهُ وكُلُوم فَقَالَ: أوقع (عمل) على (عصادة سَمْحج) قَالَ: وَلَو كَانَت (عَامل) كَانَ أبين فِي العربيّة. قلت: العضادة فِي بَيت لَبيد جمع العَضُد. وَإِنَّمَا وصف عَيْراً وأتانهُ وسَوقه إيّاها، فَجعل (عمل) بِمَعْنى مُعْمِل أَو عَامل، ثمَّ جعله عَمِلاً وَالله أعلم. وَقَالَ اللَّيْث: اعتمل الرجلُ؛ إِذا عمِل لنَفسِهِ. قلت: هَذَا كَمَا يُقَال: اختدم إِذا خدم نَفسه، واقترأ إِذا قَرَأَ السَّلَام على نَفسه. وَاسْتعْمل فلَان غَيره إِذا سَأَلَهُ أَن يعْمل لَهُ. وأعمل فلَان رَأْيه. وَيُقَال: اسْتعْمل فلَان اللبِن إِذا مَا بنى بِهِ بِنَاء. وَيُقَال: عَمَّلت الْقَوْم عُمَالتهم إِذا أَعطيتهم إيَّاها. وعاملة: قَبيلَة، إِلَيْهَا نسب عَدِيّ بن الرِقاع العامليّ. والمعاملة فِي كَلَام أهل الْعرَاق: هِيَ الْمُسَاقَاة فِي كَلَام الحجازيّين. ورُوِي عَن الشعبيّ أَنه أُتي بشراب مَعْمُول، قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: الْمَعْمُول فِي الشَّرَاب: الَّذِي فِيهِ اللبَن والعَسل والثّلج. لمع: اللَّيْث: لَمَع البَرْقُ يَلْمَع إِذا أَضَاء. وألمع الرجل بِثَوْبِهِ للإنذار.

قَالَ: وألمعت الناقةُ بذَنَبها فَهِيَ مُلْمِع. قَالَ: وَهِي مُلْمِع: قد لَفِحَتْ. وَهِي تُلمع إلماعاً إِذا حَمَلت، ولمَع ضَرْعها عِنْد نزُول الدِرَّة فِيهِ. قَالَ: وَإِذا تحرّك وَلَدهَا فِي بَطنهَا قيل: ألمعت. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: إِذا استبان حَمْل الأَتَان وَصَارَ فِي ضَرْعها لُمَع سَوَادٍ فَهِيَ مُلْمِع. وَقَالَ فِي كتاب (الْخَيل) : إِذا أشرق ضَرْع الْفرس للْحَمْل قيل: ألمعتْ. قَالَ: وَيُقَال ذَلِك لكل حافر وللسباع أَيْضا. قلت: لم أسمع الإلماع فِي النَّاقة لغير اللَّيْث، إِنَّمَا يُقَال للناقة: مُضْرِع ومُرْمِد ومُرِدّ. وَقَوله: ألمعت النَّاقة بذَنبها شاذّ، وَكَلَام الْعَرَب: شالت النَّاقة بذنبها بعد لَقَاحها، وشَمَذت واكتارت وعَسَرت. فَإِن فعلت ذَلِك من غير حَبَل قيل: أبرقت فَهِيَ مُبْرق. وَقَالَ اللَّيْث: اللُمَع: تلميع يكون فِي الحَجَر أَو الثَّوْب أَو الشَّيْء يتلوّن ألواناً شتَّى. يُقَال: حَجَر ملمَّع. وَوَاحِدَة اللُمَع لُمْعة. يُقَال: لُمْعة من سَواد أَو بَيَاض أَو حمرَة. قَالَ: وَيُقَال: للبرق الخُلَّب الَّذِي لَا مَطَر فِيهِ: يَلْمَع. وَيُقَال: هُوَ أكذب من يَلْمَع. وَيُقَال: اليَلْمَع: السراب قلت: وَالْعرب تَقول: وقعنا فِي لُمْعة من نَصِيّ وصِلِّيان أَي فِي بُقعة مِنْهَا ذاتِ وَضَح لِمَا نبت فِيهَا من النَصِيّ. وَيجمع لُمَعاً. ولُمعة جَسد الْإِنْسَان نَعْمتها وبَرِيق لَوْنهَا. وَقَالَ عَدِيّ بن زيد: تُكذب النفوسَ لُمعتُها وتحور بعد آثارا وَقَالَ اللَّيْث: اليَلْمَعِيّ والألمعيّ: الكذّاب، مَأْخُوذ من اليَلْمع وَهُوَ الشَّرَاب. قلت: مَا علمت أحدا قَالَ فِي تَفْسِير اليلمعي من اللغويين مَا قَالَه اللَّيْث. قَالَ أَبُو عبيد عَن أَصْحَابه: الألْمعيّ: الْخَفِيف الظريف. وَأنْشد قَول أَوْس بن حَجَر: الأَلمعيّ الَّذِي يظنّ لَك الظَن كَأَن قد رأى وَقد سمعا وَقَالَ ابْن السّكيت: رجل يَلْمعيّ وأَلْمَعيّ للذكيّ المتوقِّد. ورَوَى شمر عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: الألمعيّ: الَّذِي إِذا لمع لَهُ أوّلُ الْأَمر عرف آخِره، يُكْتَفَى بظنّه دون يقينه. وَهُوَ مَأْخُوذ من اللَمْع وَهُوَ الْإِشَارَة الخفيَّة وَالنَّظَر الخفيّ. قلت: وَتَفْسِير هَؤُلَاءِ الأئمّة اليلمعيّ مُتَقَارب يصدّق بعضُه بَعْضًا. وَالَّذِي قَالَه اللَّيْث بَاطِل؛ لِأَنَّهُ على تَفْسِيره ذمّ، وَالْعرب لَا تضع الألمعيّ إلاّ فِي مَوضِع الْمَدْح. وَفِي حَدِيث عمر رَحمَه الله أَنه رأى عَمْرو بن حُريث فَقَالَ: أَيْن تُرِيدُ؟ قَالَ: الشأم. فَقَالَ: أمَا إِنَّهَا ضَاحية قَوْمك، وَهِي اللمَّاعة بالرُكْبان. قَالَ شمر: سَأَلت السُلَميّ والتميميّ عَنهُ فَقَالَا جَمِيعًا: اللمّاعة بالركبان: تلمع بهم أَي تدعوهم

إِلَيْهَا وتطَّبيهم. وَقَالَ شمر: يُقَال: لَمَع فلَان البابَ أَي برز مِنْهُ. وَأنْشد: حَتَّى إِذا عَنْ كَانَ فِي التلمُّس أفلته الله بشِقّ الْأَنْفس مُلَمَّعَ البابِ رَثيم المَعْطِس وَقَالَ شمر: يُقَال: ألمع بالشَّيْء أَي ذهب بِهِ. وَأنْشد قَوْله: وعَمْراً وجوناً بالمشقَّر ألْمَعا قَالَ: وَيُقَال: أَرَادَ بقوله: ألمعا: اللَّذين مَعًا، فَأدْخل عَلَيْهِ الْألف وَاللَّام. وَقَالَ أَبُو عدنان: قَالَ لي أَبُو عُبَيْدَة: يُقَال: هُوَ الألمع بِمَعْنى الألمعيّ. قَالَ: وَأَرَادَ متممّ بقوله: وجوناً بالمشقر ألمعا أَرَادَ: أَي جونا الألمع فَحذف الْألف وَاللَّام. قَالَ شمر: وَقَالَ ابْن بُزُرْج: يُقَال: لَمَعت بالشَّيْء وألمعت بِهِ أَي فته. وَيُقَال: ألمعْتُ بهَا الطريقَ فلمعت. وَأنْشد: ألْمِع بهنّ وضح الطَّرِيق لَمْعَك بالكبساء ذَات الحُوق وَقَالَ ابْن مقبل فِي لَمَع بِمَعْنى أَشَارَ: عَيْثي يلُبّ ابْنه المكتوم إِذا لَمَعت بالراكبين على نَعْوان أَن يقفا عَيْثي بِمَعْنى عَجَبى ومَرْحَى. وَيُقَال للرجل إِذا فزِع من شَيْء أَو غضب وحزِن فتغيّر لذَلِك لونُه: قد التُمِع لونُه. وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود أَنه رأى رجلا شاخصاً بَصَرُه إِلَى السَّمَاء فِي الصَّلَاة فَقَالَ: مَا يدْرِي هَذَا، لَعَلَّ بَصَره سيُلْتَمع قبل أَن يرجع إِلَيْهِ. قَالَ أَبُو عبيد: مَعْنَاهُ: يُخْتَلس، يُقَال: التمعنا الْقَوْم: ذَهَبْنَا بهم. وَقَالَ الْقطَامِي: زمَان الْجَاهِلِيَّة كل حيّ أبَوْنا من فَصِيلتهم لِمَاعا قَالَ أَبُو عبيد: وَمن هَذَا يُقَال التمع لونُه إِذا ذهب. قَالَ: واللْمْعَة فِي غير هَذَا: هُوَ الْموضع الَّذِي لَا يُصِيبهُ الماءُ فِي الغُسْل وَالْوُضُوء. وَفِي حَدِيث لُقْمَان بن عَاد أَنه قَالَ: إِن أرَ مطمعي فحِدَوّ تَلَمَّع، وإلاَّ أرى مطمعي فوقّاع بصُلَّع. قَالَ أَبُو عبيد: معنى تلمَّع أَي تختطف الشَّيْء فِي انقضاضها، وَأَرَادَ بالحِدَوّ والحدَأَة، وَهِي لُغَة أهل عكة. وَيُقَال لَمَع الطَّائِر بجناحينه إِذا خَفَق بهما. ولَمَع الرجل بيدَيْهِ إِذا أَشَارَ بهما. وَيُقَال لجناحي الطَّائِر: مِلْمَعاه. وَقَالَ حُميد يذكر قطاي: لَهَا مِلْمَعاه إِذا أوغفا يحُثّان جوّجزها بالوَحَى أوغفا: أَسْرعَا. والوَحَى هَهُنَا: الصَّوْت، وَكَذَلِكَ الوَحَاة، أَرَادَ: حفيف جناحيها. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال ليافوخ الصبيّ مَا كَانَت ليّنة: لامعة. جمعهَا: اللوامع فَإِذا اشتدَّت وعادت عظما فَهِيَ اليافوخ.

ملع: أهمله اللَّيْث. أَبُو عبيد: المَلْع: سرعَة سير النَّاقة. وناقة مَيْلَع: سريعة. وَلَا يُقَال: جمل مَيْلع. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: المَلِيع: الأَرْض الَّتِي لَا نَبَات فِيهَا. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المَلِيع: الفَسِيح الْوَاسِع من الأَرْض الْبعيد المستوِي. وَإِنَّمَا سمّي مليعاً لمَلْع الْإِبِل فِيهَا وَهُوَ ذهابها. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: المَلِيع: الفضاء الْوَاسِع. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: المَليع: كَهَيئَةِ السِكَّة ذَاهِب فِي الأَرْض، ضيق قَعْره أقلّ من قامة، ثمَّ لَا يلبث أَن يَنْقَطِع، ثمَّ يضمحلّ إِنَّمَا يكون فِيمَا اسْتَوَى من الأَرْض فِي الصَّحَارِي ومتون الأَرْض، يَقُول الملِيعُ الغلْوتين أَو أقلّ وَالْجَمَاعَة مُلُع. وَقَالَ المرّار الفَقْعَسِيّ فِيهِ: رَأَيْت ودونهم هَضَبات أَفْعَى حُمُول الحيّ عالية مليعا قَالَ: تلِيع: مَدَى الْبَصَر أَرض مستوية. وَمن أَمْثَال الْعَرَب: ذهبت بِهِ عُقَابٌ تُلاَع قَالَ بَعضهم: تُلاَع: أَرض أضيف إِلَيْهَا. وَيُقَال: قلاع من نعت الْعقَاب أضيفت إِلَى نعتها. وَقَالَ أَبُو عبيد: من أمثالهم فِي الْهَلَاك: طارت بهم العنقاء، وأودَتْ بهم عُقَابٌ تلاَع وَيُقَال ذَلِك فِي الْوَاحِد والجميع. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم عِقَاب ملاع هُوَ العقيِّب الَّذِي يصيد الجِرْذان، يُقَال لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ: موش خارّه. أَخْبرنِي بذلك الْمُنْذِرِيّ عَنهُ. وَقَالَ أَبُو زيد: من أمثالهم: لأَنْت أخف يدا من عقيّب ملاع يَا فَتى مَنْصُوب وَهِي عُقَاب تَأْخُذ العصافير والجِرْذان لَا تَأْخُذ أكبر مِنْهَا. قَالَ: ومَلاعُ: أَرض. قَالَ: وأصابه خرء بَقَاع يَا فَتى مَصْرُوف، هُوَ أَن يُصِيبهُ غُبَار وعَرَق فَتبقى لُمَعُ من ذَلِك على جَسَده. وبَقَاع يَعْنِي بهَا أَرض. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: مَلَع العَضِيل أُمّه وملق أمّه إِذا رضعها. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: نَاقَة مَيْلَع مَيْلُق إِذا كَانَت سريعة. وَقَالَ شمر: المَيْلَع: النَّاقة الْخَفِيفَة السريعة. وَمَا أسْرع مَلْعها فِي الأَرْض وَهُوَ سرعَة عَنَقها. يُقَال: مَا أسْرع مَا مَلَعت وامتلعت وأملعت وَقد امتلع الْجمل فسَبق وَهُوَ سرعَة عَنَقه وَأنْشد: جَاءَت بِهِ ميلعة طمرة وَأنْشد الفرّاء: وتهفو بهادٍ لَهَا ملع كَمَا أقحم القادس الأردمونا قَالَ: الميلع: المضطرب هَهُنَا وَهَهُنَا. والميلع: الْخَفِيف. والقادس السَّفِينَة. والأرْدم: الملاَّح.

الجزء 3

(بَاب الْعين وَالنُّون) (ع ن ف) عنف، عفن، فنع، نفع، نعف: مستعملة. عنف: قَالَ اللَّيْث: العُنْفُ ضد الرِّفْق، يُقَال عَنُفَ بِهِ يَعْنُف عُنْفاً فَهُوَ عَنيف إِذا لم يكن رَفِيقًا فِي أمره. قَالَ: وأعنفته أَنا، وعنّفته تعنيفاً. قَالَ: وعُنْفوان الشَّبَاب أوّل بهجته، وَكَذَلِكَ عُنْفُوان النَّبَات. قلت: عُنْفُوان فُعْلُوان من العُنْف ضدّ الرِّفْق، وَيجوز أَن يكون الأَصْل فِيهِ: أُنْفُوَان، من ائتنفت الشَّيْء واستأنفته، إِذا اقتبلتَه، فقُلبت الْهمزَة عينا، فَقيل: عُنْفوان. وَسمعت بعض تَمِيم يَقُول: اعتنفت الْأَمر بِمَعْنى ائتنفته، واعتنفنا المراعي، أَي رعينا أُنفها. وَهَذَا كَقَوْلِهِم: (أعن ترسّمت) ، مَوضِع (أأن ترسّمت) . وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي العبَّاس أَن ابْن الأعرابيّ أنْشدهُ: لم يَخْتَرِ البَيْتَ على التعزُّبِ وَلَا اعْتِنَافَ رُجْلَةٍ عَن مركب قَالَ: والاعتناف الْكَرَاهَة، يَقُول لم يخْتَر كَرَاهَة الرُّجلة فيركبَ ويدع الرُجْلة، وَلكنه اشْتهى الرجلة، وَأنْشد فِي الاعتناف بِمَعْنى الْكَرَاهَة: إِذا اعْتَنَفَتْني بلدةٌ لم أكن بهَا نسيباً وَلم تُسْدَدْ عليَّ المطالب وَقَالَ أَبُو عُبَيد عَن أَصْحَابه: اعْتَنَفْتُ الشَّيْء: كرهته، وَوجدت لَهُ عليّ مشقّة وعُنْفاً. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: اعتنفت الْأَمر اعتنافاً جهِلته، وَأنْشد قَول رؤبة: بِأَرْبَع لايَعْتَنِفْنَ العَفْقا أَي لَا يجهلْن شدّة العَدْو. قَالَ: واعتنفت الْأَمر اعتنافاً أَي أَتَيْته وَلم يكن لي بِهِ علم. وَقَالَ أَبُو نُخَيْلة: نَعَيْتَ امْرأ زَيْناً إِذا تُعْقَدُ الحُبَا وَإِن أُطْلِقَتْ لم تَعْتَنِفْهُ الوقائع يُرِيد: لم تَجدهُ الوقائع جَاهِلا بهَا. وَقَالَ بن شُمَيْل: قَالَ الْبَاهِلِيّ: أكلتُ طَعَاما فاعتنفتُه، أَي أنكرته. قلت: وَذَلِكَ إِذا لم يُوَافقهُ. وَيُقَال: طَرِيق مُعْتَنِفٌ أَي غير قَاصد. وَقد اعتنف اعتنافاً إِذا جَار وَلم يقْصد، وَأَصله من اعتنفت الشَّيْء إِذا أَخَذته أَو أَتَيْته غير حاذق بِهِ وَلَا عَالم.

عفن: اللَّيْث: عَفِن الشَّيْء يَعْفَنُ عَفَناً فَهُوَ عَفِنٌ، وَهُوَ الشَّيْء الَّذِي فِيهِ نُدُوّة ويُحْبَس فِي مَوضِع مغموم فَيَعْفَنُ ويَفْسُد. وَقَالَ اللحياني وَغَيره: عَفَنَ فِي الْجَبَل وعَثَن فِيهِ، إِذا صَعَّد فِيهِ، جَاءَ بِهِ فِي بَاب الْفَاء والثاء. فنع: قَالَ اللَّيْث: الفَنَعُ نَفْحَة الْمسك، ونَشْر الثَّنَاء الْحسن. وَقَالَ سُوَيد بن أبي كَاهِل: وفُرُوع سابغ أطرافُها عَلَّلَتْها ريحُ مِسْكٍ ذِي فَنَع أَبُو عبيد: الفَنَع: الْكَرم وَالعطَاء والجود الْوَاسِع. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: أنشدنا ابْن الْأَعرَابِي: أظلَّ بَيْتي أم حسناء ناعمةً عَيَّرَتْني أم عَطَاء الله ذِي الفَنَعِ قَالَ: الفَنَعِ: الْكثير من كل شَيْء، وَكَذَلِكَ الفَنِيعُ، والفَنْع. وَيُقَال: لَهُ فَنَعٌ فِي الْجُود، وَمَال ذُو فنعٍ وفَنَأ، أَي ذُو كَثْرَة. قَالَ: والفَنَعُ أعرف وَأكْثر فِي كَلَامهم، قَالَه اللَّيْث. نفع: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: نَفَعَ يَنْفَعُ نَفْعاً فَهُوَ نَافِع، والنفْع ضدّ الضَّر، وَفُلَان ينْتَفع بِكَذَا وَكَذَا. قَالَ: والنِّفعُ فِي المزادة فِي جانبيها، يُشَقُّ الْأَدِيم فيُجْعَلُ فِي جانبيها، فِي كل جَانب نِفْعَةٌ. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن نَجْدة قَالَ أَبُو زيد: النَّفْعَةُ الْعَصَا، وَهِي فَعْلَةٌ من النَّفْع. عَمْرو عَن أَبِيه: يُقَال أَنْفَع الرجل إِذا اتجَّر فِي النَّفَعَاتِ وَهِي العِصِيُّ. وَقَالَ اللحياني: مَا عِنْدهم نَفِيعَةٌ أَي مَنْفَعَة. وَيُقَال: رجل نفَّاعٌ: إِذا كَانَ ينفع النَّاس وَلَا يضرّهم. نعف: قَالَ اللَّيْث: النَّعْفُ من الأَرْض الْمَكَان المرتفِع فِي اعْتِرَاض، وانْتَعَف الرجلُ إِذا ارْتقى نعفاً. قَالَ: والنَّعْفَةُ: ذؤابة النَّعْل، والنَّعَفة: أَدَم يَضرب خلف شَرْخ الرَّحْلِ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: النَّعفة: الْجلْدَة الَّتِي تعلّق على آخِرَةِ الرَّحْل. شمر عَن ابْن الأعرابيّ: النَّعْفَة فِي النَّعْل: السّير الَّذِي يضْرب ظهر الْقدَم من قبل وحْشِيِّها. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: النَّعْف مَا ارْتَفع عَن الْوَادي إِلَى الأَرْض، وَلَيْسَ بالغليظ. وَقَالَ غَيره: النَّعَف: مَا انحدر عَن غِلظ الْجَبَل، وارتفع عَن مَجْرَى السَّيْل، وَمثله الخَيْف. وَقَالَ أَبُو عبيد: يُقَال نعَافٌ نُعَّف، وقِفَافٌ قُفَّف. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: نَعْف الرملة: مقدَّمها، وَمَا استَرقّ مِنْهَا. وَفِي (النَّوَادِر) : أخذت نَاعِفَةَ القُنَّة، وراعفتها، وطارفتها، ورُعَافها، وقائِدَتها، كل هَذَا: متقادُها. اللحياني: يُقَال: ضَعِيف نَعِيفٌ إِتْباعٌ لَهُ. وَقَالَ غَيره: الانْتِعَافُ: وضوح الشَّخْص وظهوره. يُقَال: من أَيْن انْتعفَ الراكبُ أَي من أَيْن وَضَحَ وَمن أَيْن ظَهَر. والمُنْتعفُ الحَدُّ بَين الحَزْنِ والسَّهلِ. وَقَالَ البَعيثُ:

بمُنْتَعَفِ بَين الحُزُونَةِ والسّهْل وَقَالَ ذُو الرمة: قطعتُ بنعف مَعْقُلَةَ العِدَالا يُرِيد: مَا استرقَّ من رمله. ع ن ب عِنَب، عبن، نبع، نعب: مستعملة. عِنَب: العِنَبُ مَعْرُوف، والواحدة عِنَبَة. وَقَالَ اللَّيْث: رجل عَانِبٌ: ذُو عِنَب، كَمَا يَقُولُونَ: تَامِرٌ، ولابِنٌ، أَي ذُو تَمْرٍ وَلَبن. قَالَ: والعُنَّابُ من الثَّمر يُقَال لَهُ: السَّنجِلان بِلِسَان الْفرس. وَقَالَ ابْن شُميل: العِنَبة: بَثْرَة تشتدّ فتَرِم وتمتلىءُ مَاء وتُوجِعُ، تَأْخُذ الْإِنْسَان فِي عينه وحَلْقه. يُقَال: فِي عينه عِنَبة. وَقَالَ الفرّاء: العِنَبَاءُ: العِنَبٌ مَمْدُود، رَوَاهُ أَبُو عبيد عَنهُ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: إِذا كَانَ القَطرانُ غليظاً فَهُوَ مُعَنِّب وَأنْشد: لَو أَن فِيهِ الحنظل المقَشَّبا والقطِرَان العاتِق المُعَنَّبا وَقَالَ شمر قَالَ ابْن شُمَيْل: العُنَابُ: بَظْر الْمَرْأَة، قَالَ شمر: وَقَالَ غَيره: الأَعْنَبُ الأَنْف الضخمُ السَّمِجُ. وَقَالَ أَبُو عبيد: العُنَاب: الرجل الضخم الْأنف، وَأنْشد: وأفرق مَهْبُونِ التَّراتَى مُصَعَّدِ الْ بلاعيم رِخْوِ المَنْكبيْن عُنَابِ وَقَالَ شمر فِي كتاب (الْجبَال) : العُنَابُ: النَّبَكَةُ الطويلةُ فِي السَّمَاء الفاردةُ المُحَدَّدةُ الرَّأْس، يكون أسود وأحمر وأسمر، وعَلى كل لون يكون، وَالْغَالِب عَلَيْهَا السّمرة. وَهُوَ جبل طَوِيل فِي السَّمَاء لَا يُنبت شَيْئا مستدير. قَالَ: والعُنَابُ وَاحِد، قَالَ: وَلَا تَعُمُّه، أَي لَا تَجْمَعُهُ، قَالَ: وَلَو جمعت لَقلت: العُنُب. وَقَالَ الراجز: كَمَرَةٌ كَأَنَّهَا العُنَابُ قلت: وَهَذَا من كتاب ابْن شُمَيْل. قَالَ شمر: وعُناب: جبل فِي طَرِيق مكَّة، قَالَ المَرَّارُ: جعلن يمينهُنَّ رِعَانَ حَبْسٍ وَأعْرض عَن شمائِلها العُنَابُ وَقَالَ اللَّيْث: العُنابُ: الْجَبَل الصَّغِير الْأسود. وَقَالَ أَبُو عبيد: العَنَبَان: التَّيْسُ من الظِّبَاء. وَجمعه عِنْبَان. وَقَالَ اللَّيْث: ظَبْي عَنَبان: نشيط. عبن: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أعبن الرجلُ إِذا اتّخذ جملا عَبَنَّى، وَهُوَ القويّ. قَالَ: والعُبنَة: قوّة الْجمل والناقة. قَالَ: والعُبُنُ من النَّاس: السمان الملاح، والعُبْنُ من الدَّوَابّ: القويّات على السّير، الْوَاحِد عَبَنّى. قَالَ أَبُو عبيد: نَسْرٌ عَبَنيٌّ، وَهُوَ الْعَظِيم. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العَبْن: الغِلَظُ فِي الْجِسْم والخشونَةُ. وَقَالَ اللَّيْث: العَبِّنُ والعَبَنَّى: الْجمل الضخم الْجِسْم، وناقة عَبَنَّاةٌ، وجمل عَبَنّ

ُ الخَلْق، وناقة عَبَنَّةٌ. نعب: قَالَ اللَّيْث: نعَب الغرابُ يَنْعَب وينعِب نعْباً ونَعِيباً ونَعَباناً ونُعْاباً، وَهُوَ صَوته. وَفرس مِنْعَب: جواد، وناقة نَعَّابةٌ: سريعة. أَبُو عبيد: النَّعْب من سير الْإِبِل، وَقَالَ غَيره: النعْب: أَن يحرّك الْبَعِير رَأسه إِذا أسْرع، وَهُوَ من سير النجائب، يرفع رَأسه فينْعَبُ نعباناً. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَنْعَبَ الرجلُ إِذا نَعَر فِي الفِتن. نبع: يُقَال: نَبَع الماءُ ينبُع نَبْعاً ونُبُوعاً إِذا خرج من الْعين، قَالَه اللَّيْث، وَلذَلِك سميت الْعين يَنْبُوعاً. قلت: وَهُوَ يَفْعُول من نبع الماءُ إِذا جرى من الْعين، وَجمعه ينابيع. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن سَلَمة عَن الْفراء قَالَ: نبع الماءُ ينبَعُ وينبِعُ وينبُعُ، قَالَ ذَلِك الْكسَائي. وبناحية الْحجاز عَيْنٌ يُقَال لَهَا: يَنْبُع، تسقِي نخيلاً لآل عليّ بن أبي طَالب ح. نُبايع: اسْم مَكَان أَو جبل أَو وادٍ فِي بِلَاد هُذَيل، ذكره أَبُو ذُؤَيْب فَقَالَ: وَكَأَنَّهَا بالْجِزْعِ جِزْع نُبايع وأُولات ذِي العرجاء نَهْبٌ مُجْمَعُ وَيجمع على نُبَاعيات. والنَّبْعُ: شجر من أَشجَار الْجبَال يتّخذ مِنْهُ القِسيُّ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الْمبرد أَنه قَالَ: النَّبْع والشَّوْحَط والشّرْيَانُ: شَجَرَة وَاحِدَة، وَلكنهَا تخْتَلف أسماؤها لاخْتِلَاف منابتها وتَكْرُم على ذَلِك، فَمَا كَانَ مِنْهَا فِي قُلَّةِ الْجَبَل فَهُوَ النَّبْع، وَمَا كَانَ فِي سَفْحه فَهُوَ الشِّرْيَان، وَمَا كَانَ فِي الحَضِيض فَهُوَ الشَّوْحَطُ. والنَبْع لَا نَار فِيهِ، وَلذَلِك يضْرب بِهِ الْمثل فَيُقَال: لَو اقْتَدَحَ بالنَّبْعِ لأَوْرَى نَارا، إِذا وُصف بجَوْدَةِ الرَّأْي والحِذْقِ بالأمور. ع ن م عنم، عَمَّن، منع، معن، نعم: مستعملات. عنم: قَالَ اللَّيْث: العَنمُ: ضرب من شجر السِّوَاكِ لَيِّنُ الأغصان لَطِيفُها، كَأَنَّهَا بنان العَذَارى، واحدتها عَنَمَةٌ. قَالَ: وَيُقَال العَنَمُ: شَوْكُ الطَّلْحِ. قَالَ: والعَنَمُ ضرب من الوَزَغِ يشبه العَظَاية، إلاَّ أَنه أحسن مِنْهَا وأشدُّ بَيَاضًا. وَقَالَ رؤبة: يُبدين أطرافاً لِطَافاَ عَنَمُهْ وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العَنَمُ: شَجَرَة حِجَازِيَّةُ لَهَا ثَمَرَة حَمْرَاء يُشَبَّهُ بهَا البنانُ المَخْضُوبَةٌ. وَقَالَ أَبُو خَيْرَةَ: العَنَمُ لَهُ ثَمَرَة حمراءُ يُشَبَّهُ بهَا البنان المخضوب. قلت: الَّذِي قَالَه اللَّيْث فِي تَفْسِير العَنَمِ أَنهُ الوَزَغُ وَشَوْكُ الطَّلْحِ غيرُ صَحِيح. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِي مَوضِع: العَنَمُ يُشْبِهُ العُنَّابَ، الواحدةُ عَنَمةٌ، قَالَ: والعَنَمُ: الشَّجر الحُمْرُ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: أَعْنَمَ إِذا رعى الغَنَمَ، وَهُوَ شجر يحمل ثَمراً أَحْمرَ مثل العُنَّاب، والعَيْنُومُ: الضِّفْدِعُ الذَّكَرُ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: العَنْمة: الشَّقَّةُ فِي شَفَةِ الْإِنْسَان، قَالَ: والعَنْمِيُّ الحَسَنُ

الوَجْه المُشْرَبُ حمرَة. وَقَالَ أَبُو زيد فِي كتاب (النَّوَادِر) : العَنَمُ واحدته عَنَمة، وَهِي أَغْصَان تنْبت فِي سُوقِ العِضَاهِ رَطْبَةٌ لَا تُشْبِهُ سَائِر أغصانه، أَحْمَر النَّوْر، يتفرق أَعالي نَوْرِهِ بِأَرْبَع فرق، كَأَنَّهُ فَنَنٌ من أراكة يخْرجن فِي الشِّتَاءِ والقَيْظ. نعم: قَالَ اللَّيْث: نَعِمَ يَنْعَمُ نَعْمَةً فَهُوَ نَعِمٌ بَيِّنُ المَنْعَمِ. أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي: نَعِمَ يَنْعِمُ وَيجوز يَنْعَمُ، فَهُوَ ناعم. ثَعْلَب عَن سَلَمة عَن الْفراء، قَالُوا: نزلُوا منزلا يَنْعِمُهُمْ وَيَنْعَمُهُمْ ويَنْعُمُهم وَيُنْعِمُهُم عَيْناً، أَربع لُغَات. وَقَالَ اللِّحياني: نَعِمَك الله عينا، ونَعِمَ الله بِك عَيْناً ونَعِمَ وأنعم الله بك عَيناً، قَالَ: وَحكى الكسائيّ: نزل الْقَوْم منزلا يَنْعُمُهُم ويَنْعمَهُم وَيْنعُمُهم ويُنْعِمُهم، وَالْعرب تَقول: نَعَمْ ونُعْمَى عَيْنٍ، ونَعَامَ عَيْنٍ، ونَعْمَةَ عين ونَعِمَ عَينٍ ونِعَامَ عين، حَكَاهُ كلَّه اللحياني، وَقَالَ: يَا نُعْم عَيْني، أَي يَا قُرَّة عَيْني، وَأنْشد الْكسَائي فِيهِ: صبَّحك الله بخيرٍ باكرِ بنُعْمِ عين وشبابٍ فاخر قَالَ: ونَعْمَةُ الْعَيْش: حُسْنُه وغَضَارَتُه، والمذكّر مِنْهُ نَعْمٌ، وَيجمع أَنْعُما. قَالَ: ونِعْمَةُ الله: مَنُّه وعَطَاؤُه بِكَسْر النُّون، وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {فِى الاَْرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ} (لُقْمَان: 20) . قَالَ الْفراء: قَرَأَهُ ابْن عَبَّاس: (نعْمَة) قَالَ: وَلَو كَانَت نعْمَة لكَانَتْ نعْمَة دون نعْمَة أَو فَوق نعْمَة، قَالَ الْفراء: وقرىء (نِعَمه) وَهُوَ وَجه جيّد، لِأَنَّهُ قد قَالَ: {شَاكِراً لاَِّنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ} (النّحل: 121) ، فَهَذَا جمع النعم، وَهُوَ دَلِيل على أَن (نعمه) جَائِز. وَقَالَ ابْن عَبَّاس: النِّعْمَة الظَّاهِرَة: الْإِسْلَام، والباطنة: ستر الذُّنُوب. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: وَاحِدَة الأنْعُمِ نِعْمَةٌ، وَوَاحِدَة الأشُدِّ شِدَّةٌ. وَقَالَ الزّجاج: قَرَأَ بَعضهم: {الْعَلِىُّ الْكَبِيرُ أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِى فِى الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِّنْءَايَاتِهِ إِنَّ فِى ذَلِكَ} (لقمَان: 31) ، وقرىء: (بنعمَات الله) بِفَتْح الْعين وَكسرهَا. وَيجوز (بنعْمات الله) بِإِسْكَان الْعين. فأمَّا الْكسر فعلى من جمع كِسْرة كِسِرات، وَمن أسكن فَهُوَ أَجود الْأَوْجه على من جمع كِسْرة كِسْرات، وَمن قَرَأَ (بنعمَات الله) فَلِأَن الْفَتْح أخفّ الحركات، وَهُوَ أخفّ فِي الْكَلَام من: (نِعِمات الله) . وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {يَسْطُرُونَ مَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ} (القَلَم: 2) ، يَقُول: مَا أَنْت بإنعام الله عَلَيْك وحمدك إيّاه على نعْمَته بمجنون. والنِّعمة بِالْكَسْرِ اسْم من: أنعم الله عَلَيْهِ يُنعم إنعاماً ونِعْمَةً، أُقيم الِاسْم مُقَام الإنعام، كَقَوْلِك: أنفقت عَلَيْهِ إنفاقاً ونَفَقَةً بِمَعْنى وَاحِد. عَمْرو عَن أَبِيه: أنعم الرجلُ إِذا شيَّع صديقه حافياً خُطوات، وأنعم: أفضل وَزَاد، وَفِي الحَدِيث: (إِن أهل الْجنَّة ليتراءون أهل عليين كَمَا ترَوْنَ الْكَوْكَب الدُرّيّ فِي أُفُق السَّمَاء، وَإِن أَبَا بكر وَعمر مِنْهُم وأَنْعَما. قَالَ أَبُو عبيد، قَالَ الكسائيّ

فِي قَوْله: وأَنْعما) ، أَي زادا على ذَلِك، يُقَال: قد أحسنتَ إليّ وأنعمت، أَي زِدْت على الْإِحْسَان، ودققتُ دَوَاء فأنعمتُ دقّه، أَي بالغت وزدت؛ وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: سمين الضواحي لم تؤرِّقه لَيْلَة وأنعم أبكارُ الهُمُوم وعونُها الضواحي: مَا بَدَأَ من جسده، لم تؤرقه لَيْلَة أبكار الهموم وعونها وأنعم، أَي وَزَاد على هَذِه الصّفة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: أبكار الهموم: مافجئَك وعُونها: مَا كَانَ همّاً بعد همّ. وَحرب عَوَان إِذا كَانَت بعد حَرْب كَانَت قبلهَا. وَيُقَال: جَارِيَة منعَّمة ومناعَمَة، أَي مترَفة. ونعّم فلَان وَلَده إِذا ترَّفهم. وَيُقَال: ناعِمْ حبلَكَ وَغَيره، أَي أُحْكِمْهُ. والتنعيم: مَوضِع يقرب من مَكَّة. والنَّعامة هَذَا الطَّائِر يجمع نَعَاماً ونعامات ونعائم. الْأَصْمَعِي: وَمن أَسمَاء الجَنُوب النُّعامى على فُعالَى. وَقَالَ اللَّيْث: النَّعَام بغَيْرهَا: الظليم، والنعامة الْأُنْثَى. قلت: وَجَائِز أَن يُقَال للذّكر نعَامَة بِالْهَاءِ، وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى يُقَال لَهَا نعَامَة. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الزُّرْنُوقَان: منارتان تبنيان على رَأْسِ الْبِئْر، والنعامة: الْخَشَبَة المعترِضة على الزُرنوقين، ثمَّ تعلّق الْقَامَة وَهِي البَكَرَةُ من النّعامة، فَإِن كَانَت الزرانيق من خشب فَهِيَ دِعَمٌ. وَقَالَ أَبُو الْوَلِيد الكلابيّ: إِذا كَانَتَا من خشب فهما النعامتان، قَالَ والمعترضة عَلَيْهِمَا هِيَ العَجَلة، والغَرْبُ معلَّق بهَا. قلت: وَقد تكون النعامتان خشبتين يضم طرفاهما الأعليان ويُرْكَزُ طرفاهما الأسفلان فِي الأَرْض، أَحدهمَا من هَذَا الْجَانِب، وَالْآخر من الْجَانِب الآخر ويُصْقعان بِحَبل ثمَّ يُمَدُّ طرفا الْحَبل إِلَى وَتَدين مثبتين فِي الأَرْض أَو حجرين ضخمين وتعلّق الْقَامَة بَين شُعْبَتَيْ النعامتين. وَقَول الله جلّ وعزّ: {إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِىَ} (الْبَقَرَة: 271) ، وَمثله: {إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ} (النِّساء: 58) . قَالَ أَبُو عبيد: قَرَأَ أَبُو جَعْفَر وشَيْبَة وَنَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو: (فنِعْما) بِكَسْر النُّون وجَزْم الْعين وَتَشْديد الْمِيم، وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ: (فَنَعِمَّا) بِفَتْح النُّون وَكسر الْعين. وَذكر أَبُو عبيد حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين قَالَ لعَمْرو بن الْعَاصِ: (نَعِمَّا بِالْمَالِ الصَّالح للرجل الصَّالح) ، وَأَنه يخْتَار هَذِه من أجل هَذِه الرِّوَايَة. وَقَالَ الزّجاج: النحويّون لَا يجيزون مَعَ إدغام الْمِيم تسكين الْعين وَيَقُولُونَ إِن هَذِه الرِّوَايَة فِي (نعما) لَيست بمضبوطة. ورُوي عَن عَاصِم أَنه قَرَأَ: (فنِعِمَّا) بِكَسْر النُّون وَالْعين. وَأما أَبُو عَمْرو فَكَانَ مذْهبه فِي هَذِه كسرة خَفِيفَة مختلسة. وَالْأَصْل فِي نعْم، نَعِمَ، ونِعِم ثَلَاث لُغَات. وَمَا فِي تَأْوِيل الشَّيْء فِي نِعِمَّا،

الْمَعْنى: نعم الشَّيْء هِيَ. وَأما قَول الله جلّ وعزّ: {وَإِنَّ لَكُمْ فِى الاَْنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِى بُطُونِهِ} (النّحل: 66) ، فَإِن الْفراء قَالَ: الأنْعَامُ هَهُنَا بِمَعْنى النَّعَم، والنَّعَمُ يذكر ويؤنّث. وَلذَلِك قَالَ جلّ وعزّ: {مِّمَّا فِى بُطُونِهِ} (النّحل: 66) ، وَالْعرب إِذا أفردت النعم لم يُرِيدُوا بهَا إِلَّا الْإِبِل، فَإِذا قَالُوا: الْأَنْعَام، أَرَادوا بهَا الْإِبِل وَالْبَقر وَالْغنم. قَالَ الله تَعَالَى: {وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ} (الأنعَام: 142) الْآيَة، ثمَّ قَالَ: {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ} (الْأَنْعَام: 143) أَي خلق مِنْهَا ثَمَانِيَة أَزوَاج. وَكَانَ الْكسَائي يَقُول فِي قَوْله جلّ وعزّ: {نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِى بُطُونِهِ} (النّحل: 66) قَالَ: أَرَادَ فِي بطُون مَا ذكرنَا. قَالَ: وَمثله قَوْله: مثل الْفِرَاخ نَتَقَتْ حواصله. قَالَ: أَرَادَ حواصل مَا ذكرنَا. وَقَالَ آخر فِي تذكير النعم: فِي كلّ عَام نَعَم تَحْوونه يُلْقِحُه قوم وتَنْتِجُونه وَمن الْعَرَب من يَقُول لِلْإِبِلِ إِذا كثرت الْأَنْعَام والأناعيم. وَقَول الله جلّ وعزّ {فَجَزَآءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ} (المَائدة: 95) ، دخل فِي النعم هَهُنَا الْإِبِل وَالْبَقر وَالْغنم وَالله أعلم. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: من أَسمَاء الرَّوْضَة: الناعمة والواضعة والناصفة والغَلْباء واللفَّاء. وروى سَلمَة عَن الْفراء قَالَت الدُّبَيْرية يُقَال: حُقْت الحَشْرَبَةَ ونَعَمَتُها وصُلْتها. أَي كنستها، وَهِي المِحْوَقَة والمِنْعَم والمِصْوَل: المكنسة. وَقَالَ اللَّيْث: النعامة: صَخْرَة فِي الركيَّة نَاشِزَة. قَالَ: وَزَعَمُوا أَن ابْن النعامة من الطّرق كَأَنَّهُ مَرْكب النعامة فِي قَوْله: وَابْن النعامة يَوْم ذَلِك مركبي قَالَ: وَيُقَال: خفت نعامتهم أَي استمرّ بهم السّير. وَقَالَ النحويون فِي نعم وَبئسَ إِذا كَانَ مَعَهُمَا اسْم جنس بِغَيْر ألف وَلَام فَهُوَ نصب أبدا، وَإِذا كَانَت فِيهِ الْألف وَاللَّام فَهُوَ رفع أبدا، وَذَلِكَ قَوْلك: نعم رجلا زيد وَنعم الرجل زيد، نصبت رجلا على التَّمْيِيز، وَلَا يعْمل نعم وَبئسَ فِي اسمٍ علمٍ، إِنَّمَا تعملان فِي اسْم منكور دالّ على جنس أَو اسْم فِيهِ ألف وَلَام يدلّ على جنس، وَإِذا قلت بئْسَمَا فعل، أَو نعم مَا فعل فَالْمَعْنى: بئس شَيْئا وَنعم شَيْئا فعل، كَذَلِك قَول الله: {إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ} ِ (النِّساء: 58) بِهِ مَعْنَاهُ نعم شَيْئا يعظكم بِهِ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُواْ نَعَمْ} (الأعرَاف: 44) . وَفِي بعض اللُّغَات: نَعِمْ، فِي معنى نَعَم، مَوْقُوفَة الآخر، لِأَنَّهَا حرف جَاءَ لِمَعْنى، وَإِنَّمَا يُجَاب بهَا الِاسْتِفْهَام الَّذِي لَا جحد فِيهِ. وَقد يكون نَعَمْ تَصْدِيقًا، قَالَ ذَلِك النحويون. وروى أَبُو الْعَبَّاس بِإِسْنَادِهِ عَن الْكسَائي قَالَ: نَعَمْ يكون تَصْدِيقًا وَيكون عِدَةً. وَقَالَ اللحياني يُقَال للْإنْسَان: إِنَّه لخفيف النعامة إِذا كَانَ ضَعِيف الْعقل. وَقَالَ أَبُو

عُبَيْدَة فِي كتاب (الْخَيل) : النعامة: الْجلْدَة الَّتِي تَغْشى الدِّمَاغ، وَنَحْو ذَلِك قَالَ الْأَصْمَعِي، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: يُقَال: أتيت أَرضًا فنعَّمتني أَي وافقتني وأقمت بهَا، وتنعَّمت فلَانا: أَتَيْته على غير دابَّة، وتنعّم فلَان قَدَمَيْهِ أَي ابتذلهما. وَقَالَ الْفراء: ابْن النعامة عِرْق فِي الرجْل، قَالَ وسمعته من الْعَرَب. وَقَالَ أَبُو عَمْرو النعامة الظلمَة، وَالْعرب تَقول: أصمّ من نعَامَة، وَذَلِكَ أَنَّهَا لَا تلوي على شَيْء إِذا جَفَلت، وَيَقُولُونَ: أشمّ من هَيْق لِأَنَّهُ يَشَمّ الرّيح. وَقَالَ الراجز: أشمّ من هَيْق وأهدَى من جمل وَيَقُولُونَ: أموق من نعَامَة، وأشرد من نعَامَة، ومؤوقها: تركُها بيضها وحَضنها بيض غيرِها، وَيُقَال أجبن من نعَامَة، وأعدى من نعَامَة، وَيُقَال ركب فلَان جناحي نعَامَة إِذا جدَّ فِي أمره، وَيُقَال للمنهزمين: أضحَوا نعاماً، وَمِنْه قَول بِشر: فأمّا بَنو عَامر بالنِّسا ر فَكَانُوا غَدَاة لَقُونا نعاما وَتقول الْعَرَب للْقَوْم إِذا ظعنوا مُسْرِعين: خفّت نعامتهم، وشالت نعامتهم، وَيُقَال للعذارى: كأنهن بيض نعام، وَيُقَال للْفرس: لَهُ ساقا نعَامَة لقصر سَاقيه، وَله جؤجؤ نعَامَة لارْتِفَاع جؤجِئها. وَمن أمثالهم: مَا يجمع بَين الأرْوَى والنعام، وَذَلِكَ أَن مسَاكِن الأروى شَعَف الْجبَال، ومساكن النعام السهولة، فهما لَا يَجْتَمِعَانِ أبدا. وَيُقَال لمن يكثر علله عَلَيْك: مَا أَنْت إلاّ نعَامَة، يعنون قَوْله: وَمثل نعَامَة تُدعى بَعِيرًا تُعاظمه إِذا مَا قيل طيري وَلَو قيل احملي قَالَت فَإِنِّي من الطير المرِبَّة بالوُكور وَيَقُولُونَ للَّذي يرجع خائباً: جَاءَ كالنعامة لِأَن الْأَعْرَاب يَقُولُونَ: إِن النعامة ذهبت تطلب قرنين: فَقطعُوا أذنيها فَجَاءَت بِلَا أذنين، وَفِي ذَلِك يَقُول بَعضهم: أَو كالنعامة إِذا غَدَتْ من بَيتهَا يصاغ قرناها بِغَيْر أذِين فاجتُثَّت الأذنان مِنْهَا فانتهت جَمّاء لَيْسَ من ذَوَات قُرُون عَمْرو عَن أَبِيه: شالت نعامتهم إِذا تَفَرَّقت كلمتهم، وشالت نعامتهم إِذا ذهب عزهم وشالت نعامتهم إِذا دَرَست طريقتهم. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: ابْن النعامة: عَظْم السَّاق، وَابْن النعامة: عِرْق الرجل، وَابْن النعامة مَحَجَّة الطَّرِيق، وَابْن النعامة: الْفرس الفاره. وَابْن النعامة: الساقي الَّذِي يكون على الْبِئْر. والنَّعماء والنُّعمى ضدّ البأساء والبؤسى، ونَعْمان: اسْم جبل بَين مكّة والطائف، والنعائم منزل من منَازِل الْقَمَر، وَالْعرب تسميها: النعام الصَّادِر، وَهِي أَرْبَعَة كواكب مربّعة فِي طرف المجرَّة، وَهِي شأمية. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: النعامة الرِّجْل، والنَّعَامَةُ السَّاق، والنعامة الفَيْج المستعجِل، والنعامة الفَرَحُ، والنعامة

الْإِكْرَام والنعامة المحجَّة الْوَاضِحَة، وَمن أمثالهم: أَنْتَ كصاحبة النعامة، وَكَانَ من قصّتها أَنَّهَا وجدت نعَامَة قد غصَّت بصُعرورة فأخذتها وربطتها بخمارها إِلَى شَجَرَة، ثمَّ دنت من الحيّ فهتفت: من كَانَ يَحُفُّنا ويَرُفُنا فليتَّرِكْ، وقوَّضت بَيتهَا لتحل على النعامة، فانتهت إِلَيْهَا وَقد أساغت غُصَّتها وأُفلتت، وَبقيت الْمَرْأَة لَا صَيْدها أحرزت، وَلَا نصِيبهَا من الحيّ حَفِظت. يُقَال ذَلِك عِنْد المَزْرِيةِ على من يَثِق بِغَيْر الثِّقَة. وَقَالَ الْمبرد: النُعمان: الدَّم، وَلذَلِك قيل للشِّقِرِ: شقائق النُّعْمَان. معن: قَالَ الله عزّ وجلّ: {ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} (الْمُؤْمِنُونَ: 50) . قَالَ الفرّاء: (ذَات قَرَار) : أرضٍ منبسطة. وَقَوله: (ومعين) المَاء الظَّاهِر الْجَارِي، قَالَ: وَلَك أَن تجْعَل المعِين مَفْعُولا من الْعُيُون وَلَك أَن تَجْعَلهُ فعيلاً من الماعون، يكون أَصله المَعْن، والماعون الفاعول، وَقَالَ عَبِيد: واهية أَو مَعِنِ مُمعن أَو هَضْبة دونهَا لُهُوب ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: مَعَن المَاء يَمْعَن إِذا جرى، وأمعن أَيْضا، قَالَ: وأمعنته أَنا، ومياه مُعْنان، قَالَ: وَقَول النمر بن تَوْلب: وإنّ ضيَاع مَالك غَيْرُ مَعْن أَي غير حزم وَلَا كيس، من قَوْلهم: أمعن لي بحقّي إِذا أقرّ بِهِ وانقاد. وَقَالَ الله عزّ وجلّ: {يُرَآءُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} (المَاعون: 7) . رُوِيَ عَن عليّ ح أَنه قَالَ: الماعون: الزَّكَاة. وَقَالَ الْفراء: سَمِعت بعض الْعَرَب يَقُول: الماعون هُوَ المَاء بِعَيْنِه، وأنشدني فِيهِ: يَمُج صَبِيرُه الماعونَ صبّا وَقَالَ الزّجاج: من جعل الماعون الزَّكَاة فَهُوَ فاعول من المَعْن، وَهُوَ الشَّيْء الْقَلِيل، فسميت الزَّكَاة ماعوناً بالشَّيْء الْقَلِيل؛ لِأَنَّهُ يُؤْخَذ من المَال ربع عشره، وَهُوَ قَلِيل من كثير. قَالَ الرَّاعِي: قوم على الْإِسْلَام لمَّا يمنعوا مَا عونهم ويُبَدِّلوا تبديلا وَمِنْهُم من قَالَ: الماعون الْمَعْرُوف كُله، حَتَّى ذكر الْقَصعَة والقِدْر والفأس. وَقَالَ ثَعْلَب: الماعون: كلّ مَا يُستعار من قَدُوم وسُفْرَة وشَفْرة. وَقَالَت طَائِفَة: الزَّكَاة، وَعَلِيهِ الْعَمَل. وَقَالَ بَعضهم: الماعون: الطَّاعَة، يُقَال: ضرب الناقةَ حَتَّى أَعْطَتْ ماعونها وانقادت. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: روض ممعون، يُسقى بِالْمَاءِ الْجَارِي. وَقَالَ عَدِيّ بن زيد العِبَاديّ: وَذي تناوير ممعون لَهُ صَبَح يغْدو أوابد قد أفلين أمهارا وَيُقَال للَّذي لَا مَال لَهُ: مَاله سَعْنَةٌ وَلَا مَعْنَةٌ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: المَعْن: الْقَلِيل، والمَعْن: الْكثير، والمَعْن: الطَّوِيل، والمَعْن: الْقصير، والمَعْن: الْإِقْرَار بالحقّ، والمَعْن: الذلّ، والمَعْن: الْجُحُود، وَالْكفْر للنعم،

والمَعْن: المَاء الظَّاهِر. وَقَالَ اللَّيْث: المَعْن: الْمَعْرُوف، والسَّعْن: الوَدَك، قَالَ، وَيُقَال مَعْنَاهُ مَاله قَلِيل وَلَا كثير. وَأنْشد: وَلَا ضيَّعتُه فأنامَ عَنهُ فَإِن ضيَاع مَالك غير مَعْن اللَّيْث: أمعن الْفرس وَغَيره إِذا تبَاعد فِي عَدْوه. أَبُو زيد: أمْعَنَتِ الأرضُ ومُعِنَتْ إِذا رَوِيت، وَقد مَعَنها المطرُ إِذا تتَابع عَلَيْهَا فأرواها. ومَعِين: اسْم مَدِينَة بِالْيمن. والمَعْن: الْأَدِيم فِي قَوْله: وَلَا حبٍ كمَقَدّ المَعْن وعَّسَهُ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المَعْنِيَّ: الْكثير المَال، والمَعْنِيُّ: الْقَلِيل المَال. وَقَالَ أَبُو عبيد: مَعَان الْقَوْم: منزلهم، يُقَال: الْكُوفَة مَعَان منا أَي منزل منّا. قلت: وَالْمِيم من معَان مِيم مفعل. عَمْرو عَن أَبِيه: أمعن الرجل إِذا كثر مَاله، وأمعن إِذا قَلّ مَاله، وأمعن بِالْحَقِّ إِذا أقرّ بِهِ بعد جحوده. عَمَّن: عُمَان: اسْم كورة عربيّة، يُقَال: أعمن وعمّن إِذا أَتَى عُمَان. وَقَالَ رؤبة: نَواى شآمٍ بَان أم معمِّن وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: العُمُن: المقيمون فِي مَكَان يُقَال: الرجل عامن وعَمون، وَمِنْه اشتق: عُمَان. وروى عَمْرو عَن أَبِيه: أعْمن: دَامَ على الْمقَام بعُمان، قَالَ: وعُمان يصرف وَلَا يصرف، فَمن جعله بَلَدا صرفه فِي حالتي الْمعرفَة والنَّكرة، وَمن جعله بَلْدَة ألحقهُ بطلحة. وَأما عَمَّان فَهُوَ بِنَاحِيَة الشأم: مَوضِع، يجوز أَن يكون فَعْلان من عمّ يعمّ لَا ينْصَرف معرفَة وينصرف نكرَة، وَيجوز أَن يكون فعَّالاً من عَمن فَيَنْصَرِف فِي الْحَالَتَيْنِ إِذا عُني بِهِ الْبَلَد. منع: قَالَ اللَّيْث: المَنعُ أَن تَحُولَ بَين الرجل وَبَين الشَّيْء الَّذِي يُريدهُ. يُقَال: مَنَعْتُهُ فامْتَنَعَ. وَرجل منيعٌ: لَا يُخْلَصُ إِلَيْهِ، وَفُلَان فِي عز وَمَنَعَة، وَيُقَال: مَنْعة وَامْرَأَة مَنِعَةٌ: مُتَمَنِّعَةٌ لَا تُؤَاتَى على فَاحِشَة. وَقد مَنُعَتْ مَنَاعَةً وَكَذَلِكَ حِصن منيع، وَقد مَنُعَ مناعة: إِذا لم يُرَمْ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: المَنْعِيُّ: أكَّال المُنُوع: وَهِي السَّرَطَانَاتُ، وَاحِدهَا مَنْع. وَقَالَ غَيره: رجل مَنُوع وَمَنَّاع إِذا كَانَ بَخِيلًا ممسِكاً، قَالَ الله تَعَالَى: {عَنِيدٍ مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ} (ق: 25) وَقَالَ فِي آيَة أُخْرَى: {جَزُوعاً وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً} (المعارج: 21) . وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: رجل مَنُوع: يمْنَع غَيره، وَرجل مَنِيعُ يمْنَع نَفسه وَالْمَانِع من صِفَات الله تَعَالَى لَهُ مَعْنيانِ، أَحدهمَا مَا رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (اللَّهم لَا مَانِعَ لما أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لما مَنَعْتَ) فَكَأَنَّهُ عزَّ وجلَّ يُعْطي من استحقّ الْعَطاء، وَيمْنَع من لم يستحقّ إلاّ الْمَنْع، وَيُعْطِي من يَشَاء وَيمْنَع من يَشَاء، وَهُوَ الْعَادِل فِي جَمِيع ذَلِك؛ وَالْمعْنَى الثَّانِي فِي

باب العين والفاء

تَفْسِير الْمَانِع: أَنه تَبارك وَتَعَالَى يمْنَع أهل دينه أَي يحوطهم وَيَنْصُرهُمْ، وَمن هَذَا يُقَال: فلَان فِي مَنَعة أَي فِي قوم يمنعونه ويحمونه، وَهَذَا الْمَعْنى فِي مَنْعَة الله بَالغ، إِذْ لَا مَنَعة لمن لم يمنعهُ الله، وَلَا يمْتَنع من لم يكن الله لَهُ مَانِعا. وَقَالَ ابْن السِّكيت: المُتَمَنِّعَتانِ البَكْرة والعَنَاق تمنَّعان على السَّنةِ لفَنَائِهِمَا، وأنهما تشبعان قبل الجِلَّة، وهما المقاتلتان للزمان عَن أَنفسهمَا. وروى ابْن عَرَفَة عَن أَحْمد بن يحيى عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: المنِيع الْمُمْتَنع، والممنوع الَّذِي يمْنَع غَيره. وَقَالَ عَمْرو بن معد يكرب: براني حُبّ من لَا أَسْتَطِيع وَمن هُوَ للَّذي أَهْوى مَنُوع (بَاب الْعين وَالْفَاء) ع ف ب مهمل) ع ف م اسْتعْمل مِنْهُ: فَعم: اللَّيْث: فعُم يفعُم فَعَامة وفُعُومة فَهُوَ فَعْم: ممتلىء: وَجه فعْمٌ، وَجَارِيَة فَعْمةٌ ونهر مُفْعَوعم: أَي ممتلىء، وَقَالَ الشَّاعِر: مُفْعَوْعمٌ صَخِبُ الآذيِّ منبعق كَأَن فِيهِ أكُفَّ الْقَوْم تَصْطَفِق يصف نَهرا. قَالَ وَيُقَال: أفعمت الْبَيْت برائحة العُود فافعوعم، قَالَ: وأفعم المسكُ البيتَ، وأفعمت السقاء فَهُوَ مفعوم، وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي لكُثَيِّر: أَتِيٌّ ومفعوم حَثِيث كَأَنَّهُ غُرُوب السواني أترعتها النَّوَاضِح قَالَ وَهُوَ مثل قَوْله: ألناطق المبروز والمختوم قَالَ وَلم أسمعهُ إلاّ فِي هَذَا وَمثله: المضعوف من أضعفت. وَقَالَ غَيره: سِقَاء، مُفْعَم ومُفْأم، أَي مَمْلُوء. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: سَمِعت وَاقعا السّلمِيّ يَقُول أفعمت الرجل وأفغمته إِذا ملأته غَضبا أَو فَرحا. (بَاب الْعين وَالْبَاء) ع ب م اسْتعْمل من وجوهه: (عبم) . عبم: قَالَ اللَّيْث: العَبَامُ الرجل الغليظ الْخِلْقة، تَقول عَبُم يعبُم عَبَامة فَهُوَ عَبَام. وَقَالَ غَيره: العَبَام: الفَدْم العَييّ الثقيل من الرِّجَال. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للرجل الطَّوِيل الْعَظِيم الجسيم: عِبَمٌّ وهُدَبِد. قَالَ والعُبُم جمع عَبَام، وَهُوَ الَّذِي لَا عقل لَهُ وَلَا أدب وَلَا شجاعة وَلَا رَأس مَال، وَهُوَ عَبَمٌّ وعَبَاماء. وَقَالَ الْفراء: هُوَ العبَاماء للأحمق. والعبام، وَأنْشد قَول أَوْس بن حَجَر: وشُبِّه الهَيْدَبُ العَبَامُ من الأق وام سَقْباً مُجَللاً فَرعاً

باب العين والهاء

آخر الثلاثي الصَّحِيح من حرف الْعين، والمنّة لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: كتاب الثلاثي المعتل من حرف الْعين (بَاب الْعين وَالْهَاء) ع هـ (وَا يء) عوه، عهو، هيع، (يهيع، يهوع) . عوه، (عاه) : عاه: رُوِيَ عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه نَهَى عَن بيع الثِّمَار حَتَّى تذْهب العاهة، فَقيل لِابْنِ عمر: وَمَتى ذَلِك؟ فَقَالَ: طلوعَ الثُريّا. والعاهة: الآفة تصيب الزَّرْع وَالثِّمَار فتفسدها. وَقَالَ ابْن بُزُرْج: عِيهَ الزرعُ فَهُوَ مَعِيهٌ ومَعُوهُ ومَعْبُوهٌ. وَقَالَ طَبِيب الْعَرَب: اضمنوا لي مَا بَين مغيب الثريّا إِلَى طُلُوعهَا أضمنْ لكم سَائِر السّنة. أَبُو عُبَيْدَة عَن أبي زيد: أَعاه القومُ إِذا أَصَابَت مَا شِيَتَهم العاهة. وَقَالَ غَيره: أعاه الْقَوْم وَأَعَوَهُوا، وَقد عَاهَ المَال يعُوه عاهة وعَوُوهاً. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: طَعَام مَعُوه، أَصَابَته عاهة، وعِيهَ المالُ، وَرجل عائِهٌ وعاهٍ مثل مائِه وماهٍ، وَرجل عاه، أَيْضا كَقَوْلِك كَبْشٌ صافٌ، وَقَالَ طُفَيل: ودارٍ يظعَن العاهون عَنْهَا لنيّتهم وينسون الذِّماما وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: العاهون: أَصْحَاب الرِّيبِ والخُبْث. وَقَالَ اللَّيْث: العاهة: البلايا والآفات، أَي فسادٌ يُصِيب الزَّرْع وَنَحْوه من حرّ أَو عَطش. وَقَالَ: أعاه الزرعُ إِذا أَصَابَته آفَة من اليرقات وَنَحْوه فأفسده، وأعاه الْقَوْم إِذا أصَاب زرعهم خاصّةً عاهةٌ. قلت: وَسَأَلت أَعْرَابِيًا فصيحاً عَن قَول رؤبة: جَدْب المندَّى شئِزَ المعوَّهِ فَقَالَ: أَرَادَ بِهِ المُعَرَّج، يُقَال عرَّج وعوَّج وعوّه بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ اللَّيْث: التعويه والتعريس: نومَة خَفِيفَة عِنْد وَجه الصُّبْح. قَالَ وعوّه الرجلُ إِذا دَعَا الجحش ليلحق بِهِ فَقَالَ عَوْه عَوْه إِذا دَعَاهُ، وَيُقَال: عاه عاه إِذا زُجِرَتِ الإبِلُ لتَحْتَبِس: وَرُبمَا قَالُوا عَيْه عَيْه، وَيَقُولُونَ عَهْ عَهْ، وَيَقُولُونَ: عَهْعَهْت بِالْإِبِلِ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أعاه الرجلُ وأعْوه وعَاهَ وعَوَّه، كُله إِذا وَقعت العاهة فِي زرعه. وَقَالَ ابْن السّكيت: أَرض مَعْيوهة من العاهة. عهو: عَن شمر عَن أبي عدنان عَن بَعضهم قَالَ: العِفْو والعِهْوُ جَمِيعًا: الجحش.

قلت: وَوجدت لأبي وَجْزة السعديّ بَيْتا فِي العِهْو: قرَّبن كلَّ صَلَخْدَى مُحْنِق قَطِمِ عِهْوٍ لَهُ ثَبَج بالنِّيِّ مضبورُ وَقيل: جمل عِهْو، نبيل الثَبَج لطيفه، وَهُوَ شَدِيد مَعَ ذَلِك. قلت: كَأَنَّهُ شبه الْجمل بِهِ لنحفته. هيع: هاع يهيع رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (خير النَّاس رجل مُمْسك بعِنان فرسه كلّما سمع هَيْعة طَار إِلَيْهَا) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الهَيْعة: الصَّوْت الَّذِي تَفزع مِنْهُ وتخافه من عدوّ. قَالَ: وأصل هَذَا الْجزع، يُقَال: رجل هاعٌ لاعٌ وهائِعٌ لائِعٌ إِذا كَانَ جَبَانًا ضَعِيفا، وَقد هاع يهيع هُيُوعاً وهَيَعاناً. وَقَالَ الطِرِمّاح: أَنا ابْن حُماة الْمجد من آل مَالك إِذا جعلت خُور الرِّجَال تهِيع وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة أَيْضا: هاع الرجل يهاع إِذا تهوّع أَي قاء قَيْأ، وهاع يهاع هَيْعاً إِذا جَاع هَيَعاناً، وهاع يهيع إِذا جَبُنَ. وَقَالَ ابْن بُزُرْجَ: هِعْت أهاع هَيْعاً من الحبّ والحزن والجزع، قَالَ وَقَالُوا: هاع يهاع. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الهاعُ الجَزُوع، واللاع: الموجَع. وَقَالَ اللِّحياني: هاع يهاع هَيْعة إِذا جَاع وهاع هَيْعوعة إِذا تهوّع. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: الهائعة والواعية: الصَّوْت الشَّديد، قَالَ: وهِعْت أَهَاع، ولِعْت ألاع لَيَعاناً وهَيَعاناً إِذا ضجِرت، وَقَالَ عَدِيّ: إِذا أَنْت فاكهت الرِّجَال فَلَا تَلَعْ وَقل مثل مَا قَالُوا وَلَا تتزنَّدِ وَقَالَ اللَّيْث: الهاعُ: سوء الْحِرْص، يُقَال هاع يهاعُ هَيْعة وهاعاً، وَأنْشد لأبي قيس بن الأسلت: الكَيْسُ والقُوَّة خير من ال إشفاق والفَهَّة والهاع وَقَالَ: رجل هاعٌ وَامْرَأَة هاعة، قَالَ: وهاع يَهُوع هَوْعاً وهُواعاً إِذا جَاءَهُ الْقَيْء من غير تكلّف. وَإِذا تكلّف ذَلِك قيل: تهوَّع، فَمَا خرج من حلقه هُوَاعة، وَيُقَال: لأُهَوِّعَنَّه مَا أكل، أَي لأستخرجنّه من حَلْقه، وَيُقَال أَرض هَيِّعَةٌ: وَاسِعَة مبسوطة، وَرجل مُتَهَيِّع: حائر، وَطَرِيق مَهْيَعٌ: مفعل من التَّهَيُّعِ وَهُوَ الانبساط، قَالَ وَمن قَالَ مَهْيَعٌ فَعْيَل فقد أَخطَأ، لِأَنَّهُ لَا فَعَيْل فِي كَلَامهم بِفَتْح أَوله، قَالَ: وانهاع السراب انهياعاً، وَطَرِيق مَهْيَعٌ وَاضح، وَجمعه مهايع وَأنْشد: بالغَوْرِ يَهْدِيها طَرِيق مَهْيَعُ قَالَ: والهَيْعَة: سيلان الشَّيْء المصبوب على وَجه الأَرْض، تَقول هَاعَ يَهيعُ، وَمَاء هائع، والرَّصَاص يَهيعُ فِي المِذْوَب. وَقَالَ غَيره: هاعت الْإِبِل إِلَى المَاء تَهيعُ إِذا أَرَادَتْهُ، فَهِيَ هائعة. وَرُوِيَ عَن عَلْقَمَة أَنه قَالَ: الصَّائِم إِذا ذَرَعَهُ القَيْء فليتمّ صَوْمه، وَإِذا تهوّع فَعَلَيهِ الْقَضَاء، أَي استقاء، يُقَال: تهوّع نَفْسَه إِذا قاء بِنَفسِهِ كَأَنَّهُ يُخرجها. وَقَالَ رؤبة يصف

باب العين والخاء

ثوراً طعن كِلاباً: ينْهَى بِهِ سَوَّارَهُنَّ الأشجعا حَتَّى إِذا ناهزها تَهوّعا وَقَالَ بَعضهم: تهوَّع أَي قاء الدَّم، وَيُقَال قاء بِنَفسِهِ فأخرجها. أَبُو عبيد: المَهْيَع: الطَّرِيق الْوَاسِع الْوَاضِح وَقَالَ أَبُو الْعِيَال الْهُذلِيّ: ارْجِع منيحتك الَّتِي أْتْبعْتَها هَوْعاً وحَدَّ مذلَّق مسنون يَقُول: رُدّها فقد جزِعت نفسُك فِي أَثَرهَا. وَقيل الهُوع: الْعَدَاوَة، وَقيل: شدّة الْحِرْص، يُقَال: هاعت نَفسه هُوعاً أَي ازدادت حرصاً. وَفِي (النَّوَادِر) : فلَان منهاع إليّ ومُتَهَيِّع، وتيّع ومتتيّع وتَرْعان وتَرِعٌ أَي سريع إِلَى الشرّ. (بَاب الْعين وَالْخَاء) ع خَ (وَا يء) خوع: اللَّيْث: الخَوْعُ: جبل أَبيض، وَأنْشد: كَمَا يلوح الخَوْعُ بَين الأجبالْ وَقَالَ غَيره: الخَوْع: بطن من الأَرْض يُنْبِتْ الرِّمث، وَأنْشد: وأزفلةٍ بِبَطن الخَوْعِ شُعْثٍ تنوء بهم مُنَعْثِلَةٌ نَئولُ والخائع: اسْم جبل يُقَابله جبل آخر يُقَال لَهُ: نائع، وَقَالَ أَبُو وجزة السَّعْدِيّ يذكرهما: والخائع الجَوْنُ آتٍ عَن شمائلهم ونائع النَّعْفِ عَن أَيْمَانهم يَفَعُ أَي مُرْتَفع. أَبُو عبيد: خوّع وخوّف أَي نقص، وَقَالَ طَرَفة: وجاملٍ خَوَّع من نِيبه زجُرا لمعلَّى أُصُلا والسفيح ويروى: خوَّف من نيبه. وَقَالَ حُمَيد بن ثَوْر: ألَثَّت عَلَيْهِ دِيمة بعد وابل فللجِزْع من خَوْع السُّيُول قَسِيب يُقَال: جَاءَ السَّيْل فخوّع الْوَادي أَي كسر جَنْبَتَيْه. (بَاب الْعين وَالْقَاف) ع ق (وَا يء) عوق، عقي، قوع، قعا، وعق، وَقع: مستعملة. عوق: قَالَ اللَّيْث: تَقول: عَاق يعوق عَوْقاً، وَمِنْه التعويق والاعتياق، وَذَلِكَ إِذا أردْت أمرا فصرفك عَنهُ صَارف. تَقول: عاقني عَن الْوَجْه الَّذِي أردتُ عائق، وعاقتني الْعَوَائِق، الْوَاحِدَة عائقة. قَالَ: وَيجوز عاقني وعَقَاني بِمَعْنى وَاحِد. والتعويق تربيث النَّاس عَن الْخَيْر. وَرجل عُوَقَةٌ: ذُو تعويق للنَّاس عَن الْخَيْر. قَالَ: والعَوْق: الرجل الَّذِي لَا خير عِنْده، وَقَالَ رؤبة: فَدَاك مِنْهُم كلُّ عَوْقٍ أَصْلَدِ والعَوَقَةُ حيّ من الْيمن، وَأنْشد: إِنِّي امْرُؤ حنظليّ فِي أَرومتها لَا من عَتِيك وَلَا أخوالي العَوَقُ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: العَوْق، الْأَمر الشاغل، والعُوق أَبُو عُوج بن عُوق.

وَقَالَ اللَّيْث: العَيُّوق: كَوْكَب أَحْمَر مُضِيءٌ بحيال الثريّا، إِذا طلع عُلم أَن الثريا قد طلعت وعيّوق: فيعول، يحْتَمل أَن يكون بِنَاؤُه من عوْق وَمن عيْق، لِأَن الْيَاء وَالْوَاو فِي ذَلِك سَوَاء، وَأنْشد: وعاندت الثريّا بعد هَدْءٍ معاندة لَهَا العيُّوق جَار قَالَ: ويَعُوق: اسْم صنم كَانَ يُعبد على زمن نوح ج. قَالَ: ويَعُوق يُقَال: إِنَّه كَانَ رجلا من صالحي زمانِه قبل نوح، فلمَّا مَاتَ جزِع عَلَيْهِ قومه، فَأَتَاهُم الشَّيْطَان فِي صُورَة إِنْسَان فَقَالَ: أمثّله لكم فِي محرابكم حَتَّى ترَوه كلّما صلَّيتم، فَفَعَلُوا ذَلِك، فتمادى بهم ذَلِك إِلَى أَن اتّخذوا على مِثَاله صنماً فعبدوه من دون الله. وأمّا قَول الله جلّ وَعز: {وَلاَ نَصِيراً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَآئِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلاَ يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً} (الأحزَاب: 18) فَإِن المعوّقين قوم من الْمُنَافِقين كَانُوا يثبِّطون أنصار النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَنهُ، وَذَلِكَ أَنهم قَالُوا لَهُم: مَا مُحَمَّد وَأَصْحَابه إِلَّا أَكَلَةُ رَأس، وَلَو كَانُوا لَحْمًا لالتقمهم أَبُو سُفْيَان وَحزبه، فخلُّوهم وتعالَوا إِلَيْنَا، فَهَذَا تعويقهم إيَّاهُم عَن نُصرة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ تفعيل من عَاق يعوق. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: عاقني عَنْك عائق وعقاني عَنْك عاقٍ على الْقلب، وَأنْشد: فَلَو أَنِّي دعوتك من بعيد لعاقك عَن وعَاء الذِّئْب عاقى أَرَادَ: عائق فقلبه. وَقَالَ العجّاح: لاثٍ بِهِ الأشاءُ والعُبْرِيُّ وَإِنَّمَا هُوَ لائث من لاث يلوث فَهُوَ لائث فَجعله من لثا يلثو فَهُوَ لاثٍ. وَمثله: جُرُف هائر وهارٍ على الْقلب. وَقَالَ الْفراء: مثله عاث وعثا وقاف وَقفا. أَبُو عبيد عَن الأمويّ يُقَال للْمَرْأَة إِذا لم تحظَ عِنْد زَوجهَا: مَا لاقت وَلَا عَاقت، أَي لم تلصق بِقَلْبِه، وَمِنْه يُقَال: لاقت الدواةُ أَي لصِقت وَأَنا ألقْتها. قلت: كَأَن عاقت إتباع للاقت. وروى شمر لأبي عبيد عَن الأمويّ: مافي شقائه عَيْقة من الرُّب. قلت: كَأَنَّهُ ذهب بِهِ إِلَى قَوْله مَا لاقت وَلَا عاقت. وَغَيره يَقُول: مَا فِي نِحْيِه عَبَقَةٌ وَلَا عَمَقَةٌ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: رجل عَوْقٌ لَوْقٌ وضَيِّقٌ لَيِّقٌ عَيِّقٌ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: العَيْقة: سَاحل الْبَحْر. قلت: وَتجمع عَيْقان. قَالَ اللَّيْث: عُوقٌ وَالِدُ عُوج، قَالَ: وعَوْقٌ مَوضِع بالحجاز، وَأنْشد: فَعَوْق فُرمَاح فالَّ سلوى من أَهله قفرُ وَقَالَ اللِّحياني: سَمِعت عاقِ عاقِ وغاقِ غاقِ لصوت الْغُرَاب، قَالَ: وَهُوَ نُعاقه ونُغاقه بِمَعْنى وَاحِد. عقي: أَبُو الْعَبَّاس: عقا يَعْقُو ويَعْقِي إِذا كرِه شيأ، والعاقي: الكاره للشَّيْء. الحرَّانيّ عَن ابْن السّكيت: أعقى الشَّيْء يُعقي إعقاء إِذا اشتدَّت مرارته. وَيُقَال فِي مثل: لَا تكن مُرّاً فتُعقِي وَلَا حُلْواً فتُزْدَرَد وَيُقَال: فتُعْقَى، فَمن رَوَاهُ فتُعْقِي تُفْعِل

فَمَعْنَاه: فتشتدَّ مرارتك، وَمن قَالَ: فتُعْقَى فتُلْفَظَ لمرارتك. وَيُقَال: عَقَاه واعتقاه إِذا احتبسه وَمِنْه قَول الرَّاعِي: صبا تعتقيها مرّة وتقيمها قَالَ بَعضهم: معنى تعتقيها تُمضيها، وَقَالَ الأصمعيّ: تحبسها. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر يُقَال لأوّل مَا يخرج من بطن الصَّبِي: العِقْيُ، وَقد عَقَى يَعْقِي عَقْياً فَإِذا رضع فَمَا بعد ذَلِك فَهُوَ الطَّوْف، وَيُقَال فِي مَثَلٍ: أحرص من كلب على عِقْي صبيّ. وَقَالَ شمر قَالَ ابْن شُمَيْل: الحِوَلاَء مُضَمَّنة لما يخرج من جَوف الْوَلَد وَهُوَ فِيهَا، وَهِي أعقاؤه وَالْوَاحد عِقْي، وَهُوَ شَيْء يخرج من دُبُره وَهُوَ فِي بطن أمّه أسود بعضِهِ وأصفر بعضٍ، وَقد عَقَى يَعْقي، يَعْنِي الحُوار إِذا نُتجت أُمُّه فَمَا خرج من دُبُره عِقْيُ حَتَّى يَأْكُل الشّجر. وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس حِين سُئِلَ عَن الْمَرْأَة تُرضع الصبيّ الرَضْعة فَقَالَ: إِذا عَقَى حرمت عَلَيْهِ الْمَرْأَة وَمَا ولدت. قَالَ أَبُو عبيد: إِنَّمَا ذكر ابْن عَبَّاس العِقْيَ ليعلم أَن اللَّبن قد صَار فِي جَوْفه لِأَنَّهُ لَا يَعْقى من ذَلِك اللَّبن حَتَّى يصير فِي جَوْفه وَقد عَقَى الْمَوْلُود من الْإِنْس والدوابّ، وَهُوَ أوّل شَيْء يخرج من بَطْنه وَهُوَ يخرؤه. وَقَالَ اللَّيْث: العِقْيُ: مَا يخرج من بطن الصَّبِي حِين يُولد، أسودُ لَزِجٌ كالغِراء. وَيُقَال هَل عقَّيتم صبيّكم أَي هَل سقيتموه عَسَلاً ليسقط عِقْيُه. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ المُعَقِّي: الحائم المستدير من العِقْبان بالشَّيْء، قَالَ: وعَقَّت الدلوُ إِذا ارْتَفَعت فِي الْبِئْر وَهِي تستدير. وَأنْشد: لَا دَلْوَ إلاَّ مِثْلُ دَلْوٍ أُهْبان واسعةُ الفَرْغِ أدِيمان اثْنَان مِمَّا ينقِّي من عُكَاظَ الركْبَان إِذا السقاة اضطجعوا للأذقان عَقَّت كَمَا عقَّت دَلُوف العِقْبان بهَا فناهِبْ كل ساقٍ عجلَان قَالَ: عقت: ارْتَفَعت يَعْنِي الدَّلْو كَمَا ترْتَفع العُقاب فِي السَّمَاء. قلت: قَوْله: عقّت بمنى ارْتَفَعت. وَأَصله عقَّقَتْ، فَلَمَّا توالت ثَلَاث قافات قلبت إِحْدَاهُنَّ يَاء؛ كَمَا قَالَ العجّاج: تقضِّي الْبَازِي إِذا الباز كَسَرْ وَمثله قَوْلهم: التظَني من الظنّ، والتلعِّي لِلُّعاعة. وأصل تعقية الدَّلْو من العقّ وَهُوَ الشقّ. يُقَال: عَقَّ الرجلُ بسهمه إِذا رمى بِهِ فِي السَّمَاء فارتفع. وَيُسمى ذَلِك السهْم الْعَقِيقَة، وَقد مر تَفْسِيره فِي مضاعف الْعين. وَأنْشد أَبُو عَمْرو فِي التعقية: وعقَّت دلوُه حِين استقلّت بِمَا فِيهَا كتعقية العُقَاب وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: عقّى الرَّامِي بسهمه من عقَّق. وعَقْوَةُ الدَّار: ساحتها. يُقَال: نزلت بعَقْوته.

وَقَالَ اللَّيْث: العَقْوة: ماحوالي الدَّار والمحَلَّة يُقَال مَا بَعقوة هَذِه الدَّار مثل فلَان. وَتقول مَا يَطُورُ أحد بعَقْوة هَذَا الْأسد، وَنزلت الْخَيل بعقوة العدوّ. قَالَ: وَالرجل يحضر الْبِئْر فَإِذا لم يَنْبِط الماءُ من قعرها اعتقى يَمْنَة ويَسْرة، وَكَذَلِكَ يشتق الإنْسَانُ الْكَلَام فيعتقي فِيهِ، والعاقي كَذَلِك، وقلّما يَقُولُونَ: عقا يعقو، وَأنْشد بَعضهم: وَلَقَد دَرِبْتُ بالاعتقا ء والاعتقام فنلتُ نُجْحا وَقَالَ رؤبة: بشَيْظميّ يفهم التفهيما ويعتقي بالعُقم التعقيما وَقَالَ غَيره: معنى قَوْله: ويعتقي بالعُقم التعقيم معنى يعتقي أَي يحبس وَيمْنَع بالعَقَم التعقيم أَي بالشرّ الشرّ. قلت أَنا: أمّا الاعتقام فِي الْحفر فَإِن الأصمعيّ فسّره أَن الْحَافِر إِذا احتفر الْبِئْر فَإِذا قرب من المَاء احتفر بِئْرا صَغِيرَة فِي وَسطهَا بِقدر مَا يجد طعم المَاء، فَإِن كَانَ عذباً حفر بَقِيتَها، وَأنْشد: إِذا انتحى معتقِما أَو لجَّفا وَقد فسّرت هَذَا فِي بَابه. وأمّا الاعتقاء بِمَعْنى الاعتقام فَمَا سمعته لغير اللَّيْث. وَقَالَ اللَّيْث: العِقْيان: ذهب ينْبت نباتاً، وَلَيْسَ مِمَّا يستذاب من الْحِجَارَة. وَقَالَ غَيره: هُوَ الذَّهَب، وروى عَمْرو عَن أَبِيه: العِقْيان: الذَّهَب. وَفِي (النَّوَادِر) : يُقَال: ماأدري من أَيْن عُقيتُ وَلَا من أَي طُبيتُ، واعتُقيتُ وأُطُّبيتُ، وَلَا من أَيْن أُتِيتُ وَلَا من أَيْن اغتُيِلْت بِمَعْنى وَاحِد. قلت: وَجه الْكَلَام: اغْتِلْت. وعق: فِي حَدِيث عمر أَنه ذُكر لَهُ بعضُ الصَّحَابَة فَقَالَ: وعْقَةٌ لَقِسٌ. قَالَ أَبُو عبيد: الوعقة من الرِّجَال الَّذِي يضجر ويتبرّم مَعَ كَثْرَة صَخَب وَسُوء خلق. وَقَالَ رؤبة: قتلا وتوعيقا على من وعَّقا قَالَ شمر: التوعيق: الْخلاف وَالْفساد. وَقَالَ الْفراء: الوَعْقة: الْخَفِيف. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الوَعْقة الصَّخَّابة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الوعِق: السيّء الْخلق الضيّق، وَأنْشد قَول الأخطل: موطَّأ الْبَيْت مَحْمُود شمائله عِنْد الحَمَالةِ لاكزُّ وَلَا وَعِقُ قلت: وَهَذَا كُله مِمَّا جمعه شمر فِي تَفْسِير هَذَا الحَدِيث. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال رجل وَعْقة لعْقة وَهُوَ النَّكِدُ، وَرجل وعِق؛ فِيهِ حرص، وَوُقُوع فِي الْأَمر بِجَهْل. وَإنَّهُ لوعِق لعِق، قَالَ رؤبة: مَخَافَة الله وَأَن يوعَّقا أَي مَخَافَة أَن يُقَال لَهُ: إِنَّك وعِق قَالَ: وأمّا عِيّق فَمن أصوات الزّجر، يُقَال عيّق فِي صَوته. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الوَعِيق

والرَعِيق والوُعاق والرُعاق: الصَّوْت الَّذِي يسمع من بطن الدَّابَّة. وَهُوَ صَوت جُرْدَانهِ إِذْ تقلقل فِي قُنْبه. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال مِنْهُ: وَعَق يَعِقُ وَهُوَ صَوت يخرج من حَيَاء الدابّة إِذا مشت، قَالَ: هُوَ الخقيق من قُنْب الذّكر، قَالَ: وَيُقَال لَهُ: عُواق ووُعَاق، وَهُوَ العويق والوعيق، وَأنْشد: إِذا مَا الركبُ حَلَّ بدار قوم سَمِعت لَهَا إِذا هَدَرت عُوَاقا قلت أَنا: جميعُ مَا قَالَ اللَّيْث فِي الوعيق والخفيق خطأ؛ لِأَن الوعيق والوُعَاق: صَوت الجُرْدَان إِذا تقلقل فِي قُنْب الحِصَان، كَمَا قَالَ ابْن الْأَعرَابِي وَأَبُو عُبَيْدَة، وأمّا الخقيق فَهُوَ صَوت الْحيَاء إِذا هُزلت الْأُنْثَى لَا صَوت القُنْبِ. وَقد أَخطَأ فِيمَا فسَّر. قعا: رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه نهى أَن يُقْعِيَ الرجل فِي صلَاته. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عُبيدة: الإقعاء: أَن يُلصِق الرجل أليتيه بِالْأَرْضِ، وينصِب سَاقيه، وَيَضَع يَدَيْهِ بِالْأَرْضِ. قَالَ أَبُو عبيد: وأمّا تَفْسِير الْفُقَهَاء فَهُوَ أَن يضع أليته على عَقِبَيْهِ بَين السَّجْدَتَيْنِ، كَمَا يرْوى عَن العبادلة يَعْنِي عبد الله بن عَبَّاس وَعبد الله بن عمر وَعبد الله بن الزبير وَعبد الله بن مَسْعُود. قَالَ أَبُو عبيد: وَقَول أبي عُبَيْدَة أشبه بِكَلَام الْعَرَب، وَهُوَ الْمَعْرُوف، كَمَا يُقْعي الْكَلْب، وَلَيْسَ الإقعاء فِي السبَاع إلاّ كَمَا قَالَ أَبُو عُبَيْدَة. وَقد رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه أكل مقعياً، وَهُوَ كَمَا فسره أَبُو عُبَيْدَة. وَقَالَ اللَّيْث: القعا: رَدَّةٌ فِي رَأس الْأنف وَذَلِكَ أَن تُشرف الأرنبة ثمَّ تقعى نَحْو القَصَبة يُقَال: قَعِيَ الرجل يَقْعَى قعاً، وأقعت أرنبته وأقعى أنفُه. وَرجل أقعى وَامْرَأَة قعواء. قَالَ: وَقد يُقعى الرجل كَأَنَّهُ متساند إِلَى ظَهره، وَالذِّئْب وَالْكَلب يقعى كلّ وَاحِد مِنْهُمَا على استه. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الإقعاء: أَن يجلس الرجل على وركيه، وَهُوَ الاحتفاز والاستيفاز. وَقَالَ اللَّيْث: القَعْو: شبه البَكَرة يَسْتَقي عَلَيْهَا الطيّانون. وَقَالَ أَبُو عبيد قَالَ الْأَصْمَعِي: الخُطّاف الَّذِي تجْرِي البكرة فِيهِ إِذا كَانَ من حَدِيد، فَإِن كَانَ من خشب فَهُوَ القَعْو. وَأنْشد غَيره: إِن تمنعي قعوك أمنع محوري لقعو أُخْرَى حسنٍ مُدوّر والمِحْور: الحديدة الَّتِي تَدور عَلَيْهَا البكرة. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: القَعْو خَدّ البكرة، والقَعْو: أصل الْفَخْذ، وَجمعه القُعَى. قَالَ: والعُقَى: الْكَلِمَات المكروهات. وَرجل قَعُوُّ الألْيتين إِذا لم يكن منبسطهما، وأقعى الفرسُ إِذا تقاعس

على أقتاره، وَامْرَأَة قَعْوى وَرجل قَعْوان. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: إِذا ضرب الْجمل النَّاقة قيل: قعا عَلَيْهَا قُعُوّاً، وقاع يقوع مثله، وَهُوَ القُعُوّ والقَوْع. ونحوَ ذَلِك قَالَ أَبُو زيد. وَقَالَ اللَّيْث يُقَال قاعها وَقعا يقعو عَن النَّاقة وعَلى النَّاقة، وَأنْشد: قاعَ وَإِن يَترك فَشْول دُوَّخُ قوع: قَالَ الله جلّ وعزّ: {كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ} (النُّور: 39) . قَالَ الْفراء: القِيعة: جمع القاع كَمَا قَالُوا: جَار وجيرة. قَالَ والقاع: مَا انبسط من الأَرْض. وَفِيه يكون السراب نصف النَّهَار. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: القاع: الأَرْض الحُرَّة الطينِ الَّتِي لَا يخالطها رمل فيشربَ ماءها، وَهِي مستوية لَيْسَ فِيهَا تَطامن وَلَا ارْتِفَاع، وَإِذا خالطها الرمل لم تكن قاعاً؛ لِأَنَّهَا تشرب المَاء فَلَا تمسكه. وَقَالَ اللَّيْث: القاع: أَرض وَاسِعَة سهلة مطمئنَّة، قد انفرجت عَنْهَا الْجبَال والآكام. يُقَال: هَذِه قاع، وَثَلَاث أقْوُع، وأقواع كَثِيرَة. وَيجمع القِيعة والقيعان. وَهُوَ مَا اسْتَوَى من الأَرْض لَا حَصَى فِيهِ وَلَا حِجَارَة وَلَا يُنبت الشّجر وَمَا حواليه أرفع مِنْهُ، وَهُوَ مصبّ الْمِيَاه وتصغّر قُويعة فِيمَن أَنَّث، وَمن ذَكَّر قَالَ: قويع، ودلّت هَذِه الْوَاو أَن ألفها مرجعها إِلَى الْوَاو، قَالَ والقُوَاعُ الذّكر من الأرانب. روى أَبُو العبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القُوَاعة: الأرنب الأنثي. وَقَالَ اللَّيْث: تَقوّع الحِرْباء الشَّجَرَة إِذا علاها، كَمَا يتقوّع الفحلُ النَّاقة. وَقَالَ أَبُو زيد: القَوَّاع: الذِّئْب الصيّاح، والقَبَّاعُ: الْخِنْزِير الجبان. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: قاعة الدَّار: ساحتها. وَكَذَلِكَ باحتها وصرْحَتُها. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: قاعٌ وقيعان، وَهِي طين حُرّ يُنبت السِدْر، وَيُقَال أقواع، وَيُقَال قِيعةٌ وَقِيعٌ، وَهُوَ مَا اسْتَوَى من الأَرْض، وَمَا حواليه أرفع مِنْهُ، وَإِلَيْهِ مصبّ الْمِيَاه. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: قِيعة وَقِيعٌ. وَيُقَال: قاعٌ وقِيعة جمَاعَة وأقواع. وَقَالَ ذُو الرّمة: وودَّ عَن أقواع الشماليل بَعْدَمَا ذَوَى بقلُها أحرارها وذكورها قلت: وَقد رَأَيْت قِيعان الصَّمَّان وأقمت بهَا شَتْوتين الْوَاحِد مِنْهَا قاع وَهِي أَرض صُلْبة القفاف، حُرّة طينِ القيعان، تُمسك المَاء وتُنبت العُشْبَ. وربّ قاع مِنْهَا يكون ميلًا فِي ميل وأقلّ من ذَلِك وَأكْثر، وحوالي القيعان سُلْقان وآكام فِي رُؤُوس القفاف، غَلِيظَة، ينصبّ مياهها فِي القيعان، وَمن قيعانها مَا ينْبت الضالَ فترى فِيهَا حَرَجات مِنْهَا، وَمِنْهَا مَالا يُنبت، وَهِي أَرض مَريئة إِذا أعشبت ربَّعت العربَ أجمع. وَقع: تَقول الْعَرَب وَقع ربيع بِالْأَرْضِ يَقع وقوعاً لأوّل مطر يَقع فِي الخريف. وَيُقَال: سَمِعت وَقْع الْمَطَر، وَهُوَ شدّة

ضربه الأَرْض إِذا وَبَل. وَيُقَال: سَمِعت لحوافر الدَّوَابّ وَقْعاً ووقوعاً. وَوَقع القَوْل وَالْحكم إِذا وَجب. قَالَ الله جلّ وَعز: {مُّسْلِمُونَ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ الاَْرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِئَايَاتِنَا} (النَّمْل: 82) مَعْنَاهُ إِذا وَجب أخرجنَا لَهُم دابّة من الأَرْض. وَقَالَ جلّ وعزّ: {وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ} (الأعرَاف: 134) مَعْنَاهُ: لما أَصَابَهُم وَنزل بهم. وَيُقَال لِلْإِبِلِ إِذا بَركت، والدوابّ إِذا رَبَضت: قد وَقعت ووقَّعت، وطائر وَاقع إِذا كَانَ على شجر أَو مَوْكِن. وَقَالَ الأخطل: كَأَنَّمَا كَانُوا غراباً وَاقعا فطار لما أبْصر الصواقعا والنسر الْوَاقِع: كَوْكَب، سمّي وَاقعا لِأَن بحذائه النسْر الطَّائِر حَده مَا بَين النُّجُوم الشأميّة واليمانية، وَهُوَ معترِض غير مستطيل، وَهُوَ نيّر، وَمَعَهُ كوكبان غامضان وَهُوَ بَينهمَا وقّاد، كَأَنَّهُمَا لَهُ كالجناحين قد بسطهما وَكَأَنَّهُ يكَاد يطير، وَهُوَ مَعَهُمَا معترِض مصطّف، وَلذَلِك جَعَلُوهُ طائراً، وأمّا الْوَاقِع فَهِيَ ثَلَاثَة كواكب كالأثافي، فكوكبان مُخْتَلِفَانِ ليسَا على هَيْئَة النسْر الطَّائِر فهما لَهُ كالجناحين، ولكنهما منضّمان إِلَيْهِ كَأَنَّهُ طَائِر وَقع. وَقَالَ اللَّيْث: الوَقْعة فِي الْحَرْب: صَدْمة بعد صدمة، وَالِاسْم الوقيعة، يُقَال وَقع بهم وأوقع بهم فِي الْحَرْب. وَالْمعْنَى وَاحِد، وَإِذا وَقع قوم بِقوم قيل: واقعوهم، وأوقعوا بهم إيقاعاً، ووقائع الْعَرَب: أيّام حروبهم، والوِقَاع: المواقعة فِي الْحَرْب. وَقَالَ الْقطَامِي: وَمن شهد الْمَلَاحِم والوِقاعا والوِقَاع أَيْضا: مواقعة الرجل امْرَأَته إِذا باضعها وخالطها. وَيُقَال: وَقع فلَان فِي فلَان، وَقد أظهر الوقيعة فِيهِ إِذا عابه. والواقعة: النَّازِلَة من صُرُوف الدَّهْر، والواقعة: اسْم من أَسمَاء يَوْم الْقِيَامَة. قَالَ الله جلّ وعزّ: {} (الواقِعَة: 1، 2) . وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: يُقَال لكل آتٍ يتوقّع: قد وَقع الْأَمر، كَقَوْلِك قد جَاءَ الْأَمر، قَالَ والواقعة هَهُنَا: السَّاعَة وَالْقِيَامَة، قَالَ: والتوقّع تنظُّر الْأَمر. يُقَال: توقّعت مَجِيئه وتنظّرته. وَقَالَ اللَّيْث: التوقيع: رمى قريب لَا تباعده، كَأَنَّك تُرِيدُ أَن توقعه على شَيْء وَكَذَلِكَ توقيع الإزكَانِ تَقول: وَقِّعْ. أَي ألقِ ظنّك على شَيْء. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: المُوَقَّع: الْبَعِير الَّذِي بِهِ آثَار الدَّبَر. وَقَالَ اللَّيْث: التوقيع: سَحْج بأطراف عِظَام الدابّة من الرّكُوب، وَرُبمَا تحاصّ عَنهُ الشّعْر فنبت أَبيض، وَأنْشد: وَلم يُوَقَّعْ برُكوبٍ حَجَبُه وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: توقيع الْكَاتِب فِي الْكتاب الْمَكْتُوب: أَن يجمل بَين تضاعيف سطوره مقاصِد الْحَاجة ويحذف الفُضُول.

وَهُوَ مَأْخُوذ من توقيع الدَّبَر ظهر الْبَعِير، فَكَأَن الْموقع فِي الْكتاب يُؤَثِّر فِي الْأَمر الَّذِي كتب الْكتاب فِيهِ مَا يؤكّده ويوجبه. وَقَالَ أَبُو عبيد: الوَقْعُ: الْمَكَان الْمُرْتَفع، وَهُوَ دون الْجَبَل. وَقَالَ شمر: كَذَلِك قَالَ ابْن الْأَعرَابِي. قَالَ: وَقَالَ غَيرهمَا الوَقْع: الحَصَى الصغار، وَاحِدهَا وَقْعة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: أَرض وقِيعة: لَا تكَاد تَنْشَفُ الماءَ من القِيعان وَغَيرهَا من القفاف وَالْجِبَال. قَالَ: وأمكنة وُقُع بيّنة الوَقَاعة. قَالَ: وَسمعت يَعْقُوب بن مَسلمة الأسَديّ يَقُول: أوقعت الرَّوْضَة إِذا أَمْسَكت المَاء. وأنشدني فِيهِ: مُوقِعة جَثْجَاثُها قد أَنْوَرا أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر قَالَ: الوَقِعُ: الَّذِي يشتكي رِجْله من الْحِجَارَة، وَالْحِجَارَة الوَقَعُ، وَأنْشد شمر: يَا لَيْت لي نَعْلَيْنِ من جلد الضبع وشُرَكاً من استها لاتنقطع كلَّ الْحذاء يحتذي الحافي الوَقِعْ والوقَع والحَفَا والوَقَى وَاحِد. وَقَالَ الذبياني فِي الوَقَع بِمَعْنى الْحِجَارَة: بَرَى وَقَعَ الصَّوَّان حَدَّ نُسُورِها فهنّ لطاف كالصِّعَادِ الذوابل وَقَالَ رؤبة فِي الوَقَع بِمَعْنى الحفا: لَا وَقَعٌ فِي نَعله وَلَا عَسَم وَمعنى قَوْله: كلَّ الْحذاء يحتذي الحافي الوقِع، يَقُول: إِن الْحَاجة تحمل صَاحبهَا على التعلّق بِكُل مَا قَدَر عَلَيْهِ. قلت: وَنَحْو مِنْهُ قَوْلهم: الغريق يتعلّق بالطحلب. والعَسَمُ: انتشار فِي رُسْغ الْيَد. وَيُقَال: وَقِعَت الدَّابَّة تَوْقَع إِذا أَصَابَهَا دَاء ووجع فِي حافرها من وَطْ، على غلظ. والغلظ هُوَ الَّذِي بَرى حدّ نسورها. وَقَالَ اللَّيْث فِي قَول رؤبة: يركب قيناه وقيعا ناعلا الوقيع الْحَافِر المحدّد كَأَنَّهُ شُحذ بالأحجار، كَمَا يوَقّع السَّيْف إِذا شُحِذ. وَقَالَ غَيره: الوقيع: الْحَافِر الصلب، والناعل: الَّذِي لَا يحفى كَأَن عَلَيْهِ نعلا. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: وقّعته الْحِجَارَة توقيعاً، كَمَا يُسَنّ الْحَدِيد بِالْحِجَارَةِ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الوقيعة: النُّقْرة فِي الْجَبَل يَسْتَنْقِع فِيهَا الماءُ. وَجَمعهَا وقائع. وَقَالَ اللَّيْث: إِذا أصَاب الأرضَ مطر متفرّق أصَاب وَأَخْطَأ فَذَلِك توقيع فِي نبتها. أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: وَقَعتُ الحديدة أَقَعُها وَقْعاً إِذا حَدَدتها. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال ذَلِك إِذا فعلته بَين حجرين. وَقَالَ أَبُو وَجْزة: حرَّى موقّعة ماج البنانُ بهَا على خِضَمّ يُسَقَّى الماءَ عجَّاج أَرَادَ بالحَرَّى المِرْماة العطشى.

باب العين والكاف

وَقَالَ اللَّيْث: التوقيع إقبال الصيقل على السَّيْف يحدّده بِميقعة، يُقَال: سيف وقيع، وَرُبمَا وُقِّع بِالْحِجَارَةِ، ووقّعَت الحجارةُ الحافَر فقطَعت سنابكه توقيعاً، واستوقع السيفُ إِذا أَنى لَهُ الشحذُ، قَالَ: وَتسَمى خَشَبَة القَصّار الَّتِي يُدَقّ عَلَيْهَا بعد غَسْلٍ مِيقَعة، والاستيقاع شبه التوقيع. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: مَوْقِعَةُ الطَّائِر: الَّذِي يَقع عَلَيْهِ، وَجَمعهَا مواقع. وَقَالَ شمر: يُقَال: مَوْقِعَة ومَوْقَعة للمكان الَّذِي يعْتَاد الطير إِتْيَانه، قَالَ: ومِيقعة الْبَازِي مَكَان يألفه فَيَقَع عَلَيْهِ وَأنْشد: كَأَن متنية من النَّفِيِّ مواقعُ الطير على الصُّفيّ شبّه مَا انْتَشَر من مَاء الاستقاء بالدَّلْوِ على متنيه بمواقع الطير على الصَّفَا إِذا ذرقت عَلَيْهِ. وَقَالَ اللَّيْث: المَوْقع: مَوضِع لكل وَاقع، وَتقول: إِن هَذَا الشَّيْء ليَقَع من قلبِي موقِعاً، يكون ذَلِك فِي المسرَّة والمساءة، قَالَ: والتوقيع فِي الْكتاب: أَن يُلحق فِيهِ شَيْئا بعد الْفَرَاغ مِنْهُ. والتوقيع بالظنّ وَالْكَلَام: الرَّمْي يعتمده ليَقَع عَلَيْهِ وَهْمُه. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: كويته وَقَاعِ وَهِي الدائرة على الْجَاعِرَتَيْنِ، وَلَا تكون الإدارة حَيْثُ كَانَت وَقَالَ قيس بن زُهَيْر: وكنتُ إِذا مُنيتُ بخصم سَوْءٍ دَلَفت لَهُ فأكوِيه وَقَاعِ وَقَالَ شمر: كواه وَقَاعِ إِذا كوى أمّ رَأسه. وَقَالَ الْمفضل: بَين قَرْني رَأسه، يُقَال: وقعته أَقَعه إِذا كويته تِلْكَ الكَيَّة. والإيقاع ألحان الْغناء، وَهُوَ أَن يُوقِعَ الألحانَ ويَبْنيها، وسَمّى الْخَلِيل كتابا من كتبه فِي ذَلِك الْمَعْنى: كتاب (الْإِيقَاع) . الْفراء: طَرِيق موقَّع: مذلَّل، وَرجل موقَّع: منجَّذ. الْأَصْمَعِي: التوقيع فِي السّير: شَبيه بالتلقيف وَهُوَ رَفعه يَدَيْهِ إِلَى فَوق. ووقّع الْقَوْم توقيعاً إِذا عرّسوا. وَقَالَ ذُو الرمة: إِذا وَقعوا وَهْنا أَنا خوامطيهم والوقعة: حيّ من بني سعد بن بكر، وَأنْشد الأصمعيّ: من عَامر وسَلُول أَو من الوَقَعهْ أَبُو عبيد عَن أبي زيد: وَقَعت بالقوم فِي الْقِتَال وأوقعت. ابْن هانىء عَن أبي زيد: يُقَال لغِلاف القارورة: الوَقْعَةُ والوِقَاع، والوِقَعَة للْجَمِيع. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الْوَاقِع: الرجل الَّذِي ينقُر الرَّحَى، وهم الوَقَعَة. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الوَقْع: الْمَكَان الْمُرْتَفع وَهُوَ الْجَبَل. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال: قُع قُع إِذا أَمرته بالسياحة والتعبّد فِي القيعان والقفار، ولُع لُع إِذا أَمرته بتعهّد لَوْعيه وهم الأسودان حول الثديين. (بَاب الْعين وَالْكَاف)

ع ك (وَا يء) عكا، عوك، كعا، كوع، وعك، وكع: مستعملات. عكا: أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ: العَكْوة: أصل الذَنَب بِفَتْح الْعين رَوَاهُ لنا، قَالَ: فَإِذا تعطّف ذَنَبُه عِنْد العَكْوة وتعقّد قيل: بعير أعكى. وَقَالَ: برذون مَعْكو: مَعْقُود الذَّنب. قَالَ: والعَكْواء من الشَّاء: الَّتِي ابيضّ ذنبها وسائرها أسود قَالَ وَلَو اسْتعْمل الْفِعْل فِي هَذَا القيل عَكِي يَعْكَى فَهُوَ أعكى. قَالَ: وَلم أسمع ذَلِك. وأقرأني الإياديّ لأبي عُبيد عَن الْأَحْمَر قَالَ: العُكوة: أصل الذَّنب، بِضَم الْعين. قلت: هما لُغَتَانِ عُكوة وعَكْوة. وَقَالَ اللَّيْث: عكوْت ذَنْب الدَّابَّة عَكْواً إِذا عطفته وعقدته. أَبُو عَمْرو: العاكي: الغزَّال الَّذِي يَبِيع العُكَا جمع عُكوة، وَهِي الغَزْل الَّذِي يخرج من المِغزل قبل أَن يُكَبَّب على الدَجَاجة وَهِي الكُبَّة. والعاكي: الْمَيِّت يُقَال عكا وعكّى إِذا مَاتَ. قَالَ: والعاكي: المولَع بِشرب العُكيِّ وَهُوَ سَوِيق المَقل. أَبُو عبيد عَن الْفراء قَالَ: العَكِيُّ من اللَّبن: الْمَحْض. وَقَالَ شمر: العَكِيُّ: الخاثر. وَأنْشد قَول الراجز: وشربتان من عَكِيّ الضَأن أحسنُ مسّاً فِي حوايا الْبَطن من يَثْرِبيّات قِذاذ خُشْن قَالَ شمر: النِّيءُ من اللَّبن سَاعَة يحلب، والعَكِيُّ بعد مَا يَخْثُر وَيُقَال: عكا بِإِزَارِهِ يعكو إِذا شدّه قالصا عَن بَطْنه لئلاّ يسترخي لضخم بَطْنه، وَقَالَ ابْن مقبل: ثمَّ مخاميص لَا يعكون بالأُزُر يَقُول لَيْسُوا بعظام الْبُطُون فيرفعوا بآزرهم عَن الْبُطُون وَلَكنهُمْ لطافي الْبُطُون. وَقَالَ الْفراء: هُوَ عَكْوان من الشَّحْم وَامْرَأَة مَعْكِيَّة. وَيُقَال: عكوته فِي الْحَدِيد والوِثاق عَكْواً إِذا شددته. وَقَالَ أُميِّة يذكر مُلْك سُلَيْمَان صلوَات الله عَلَيْهِ: أيُّما شاطنٍ عَصَاهُ عكاهُ ثمَّ يُلْقَى فِي السجْن والأغلال شمر يُقَال للرجل إِذا مَاتَ: عَكّى وَقَرَضَ الرِّبَاط. وَقَالَ ابْن السّكيت: المِعكاء على مفعال: الْإِبِل المجتمعة يُقَال: مائَة معكاء. وَقد عكت تعكو إِذا غلظت واشتدَّت من السّمن. قَالَ: ورَوَى أَبُو عُبَيْدَة بَيت النَّابِغَة: الْوَاهِب الْمِائَة المعكاء زيّنها الَّ عدانُ يُوضِحُ فِي أوبارها اللِبَدِ يُوضح: يبين فِي أوبارها إِذا رُعِيَ، فَقَالَ: الْمِائَة المعكاء هِيَ الْغِلَاظ الشداد لَا يثنى وَلَا يجمع.

وَقَالَ أَوْس: الْوَاهِب الْمِائَة المعكاء يشفعها يَوْم الفِضال بِأُخْرَى غيرَ مجهود وَقَالَ الْفراء: العاكي: الشادُّ. وَقد عكا إِذا شدّ، وَمِنْه عَكْو الذَّنب، وَهُوَ شدّه. عوك: أَبُو عبيد عَن أبي زيد: عاك عَلَيْهِ يَعُوك عَوْكاً إِذا كرَّ عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ عكمَ يَعْكِم وعَتَك يَعْتِك. وَقَالَ الْمفضل: عاك على الشَّيْء أقبل عَلَيْهِ. والمَعَاك: الْمَذْهَب. يُقَال: مَاله مَعَك أَي مَذْهَب. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: عُوكِي على مَا فِي بَيْتك إِذا أعياكِ بَيت جارتك أَي كرِّي على بَيْتك. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: لقِيته عِنْد أول صَوْك ويَوْك وعَوْك أَي عِنْد أوّل كل شَيْء. سَلَمة عَن الْفراء قَالَ: العائك: الكسوب، عَاك معاشه يَعُوكُه عَوْكاً ومَعَاكاً. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: عُسْ مَعَاشك وعُك معاشك معاساً ومعاكاً. والقوْسُ: إصْلَاح الْمَعيشَة. كعا: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: كعا إِذا جبن؛ عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الكاعي: المنهزم، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي أَيْضا: الأكعاء: الْجُبَنَاء، قَالَ: والأعكاءُ العُقد. كوع: قَالَ أَبُو عبيد سَمِعت الأصمعيّ قَالَ: يُقَال: كاعٌ وكُوعٌ فِي الْيَد. وَقَالَ ابْن السّكيت: الكوعُ والكاع: طَرَف الزَنْد الَّذِي يَلِي أصل الْإِبْهَام. يُقَال: أَحمَق يمتخط بكوعه. وَقَالَ غَيره الكرسوع: طرف الزند الَّذِي يَلِي الْخِنْصر. وَقَالَ اللَّيْث: الْكُوع: طرف الزند الَّذِي يَلِي الْإِبْهَام وَهُوَ أخفاهما والكَاع: طرف الزند الَّذِي يَلِي الْخِنْصر وَهُوَ الكرسوع. قلت: وَالْقَوْل فِي الكُوع والكُرْسوع هُوَ القَوْل الأوّل. قَالَ اللَّيْث: وَيُقَال للَّذي يعظم كاعُه: أكواع، كوعاء للْأُنْثَى. وَأنْشد: دواخسٌ فِي رُسغِ غيرِ أكوعا والمصدر الكَوَع. قَالَ: وتصغير الكاع كُويع، والكَوَع أَيْضا: يبس فِي الرسغين، وإقبال إِحْدَى الْيَدَيْنِ على الْأُخْرَى: بعير أكوع، وناقة كوعاء وَقد كَوِع كَوَعاً. وَقَالَ أَبُو زيد: الْأَكْوَع: اليابسِ اليدِ من الرسغ، الَّذِي أَقبلت يَده نَحْو بطن الذِّرَاع. والأكوع من الْإِبِل: الَّذِي قد أقبل خُفُّه نَحْو الوظيف، فَهُوَ يمشي على رُسغه، وَلَا يكون الكوَع إلاّ فِي الْيَدَيْنِ. وَقَالَ غَيره: الكَوَع التواء الْكُوع. يُقَال للكلب: هُوَ يَكُوع فِي الرمل إِذا مَشى على كُوعه يمشي فِي شقّ. والكَوَع فِي النَّاس إِذا تعوّج الكفّ من قِبَل الكُوع، وَقد تكوّعت يدُه، وكاع يَكُوع إِذا مَشى على كُوعه. وكع: وَقَالَ اللَّيْث: الوَكَع: مَيَلان فِي صدر الْقدَم نَحْو الْخِنصر. وَرُبمَا كَانَ ذَلِك فِي إِبْهَام الْيَد الرجُل أوكع وَامْرَأَة وكعاء. وَأكْثر مَا يكون ذَلِك للإماء اللواتي يُكْدَدن فِي الْعَمَل. قَالَ: وَيُقَال: الأوكع والوكعاء للأحمق والحمقاء.

ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: فِي رُسغه وكَع وكوعٌ إِذا التوى كُوعه. أَبُو نصر عَن الأصمعيّ: الكَوَع: أَن تقبل إِبْهَام الرِّجْل على أخواتها إقبالاً شَدِيدا حَتَّى يظْهر عظم أَصْلهَا، وَقَالَ أَبُو زيد: الوَكَع فِي الرِّجل: انقلابها إِلَى وحشيّها. والكوَع فِي الْيَد: انقلاب الْكُوع حَتَّى يَزُول فَيرى شخصٌ أَصله خَارِجا. وَقَالَ غَيره: الوَكَع: ركُوب الْإِبْهَام على السّبابة من الرِجْل يُقَال: يَا ابْن الوكعاء واللكاعة اللؤم، والوكاعة: الشدّة: وَقَالَ اللَّيْث: فرس وَكِيع إِذا كَانَ شَدِيد الإهَاب صُلْباً. وَقد وكُع وَكَاعة. وسِقَاء وَكِيع: غليظ صلب، ومزاد وكيعة وَهِي الَّتِي قُوّرت فأُلقي مَا ضعف من الْأَدِيم وَبَقِي الجيّد فخرِز. واستوكع السقاءُ إِذا مَتُن واشتدَّت مخارزه بَعْدَمَا سُرِّب. وَأنْشد الأصمعيُّ بَيت الفرزدق يصف فرسا: ووفراءَ لم تُحْرَز بسيرٍ وكيعةٍ غَدَوْت بهَا طَبّاً يَدي برشائها وَقَالَ ابْن السكّيت: وفراء وافرة يَعْنِي فرسا أُنْثَى. وكيعة: وَثِيقَة الْخلق شَدِيدَة. يُقَال قد أسمن الْقَوْم وأوكعوا إِذا سمِنت إبلهم، وغلظت من الشَّحْم واشتدَّت. وكل وثيق شَدِيد فَهُوَ وَكِيع. يُقَال: دابّة وَكِيع، وسِقَاء وكِيع إِذا كَانَ محكمَ الجِلْد والخَرز. وَيُقَال: استوكعت معدته إِذا اشتدت وقويت. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: لدغته الْعَقْرَب ووكعته وكَوَته. وَقَالَ غَيره: المِيكع: المَالَقَةُ الَّتِي يسوَّى بهَا خُدَدُ الأَرْض المكروبة وَقَالَ جرير: جُرَّت فتاةُ مجاشع فِي مِنقر غيرَ المراء كَمَا يجرّ الميكع أَبُو عَمْرو الوَكْع الحلْبُ وَأنْشد: لَأَنْتُم بوكع الضَّأْن أعلم منكُم بقرع الكماة حيثُ تُبْغَى الجرائم قَالَ: ووكعت الدَّجَاجَة إِذا خضعت عِنْد سفاد الديك. وأوكع الْقَوْم: قلَّ خَيرهمْ. وَقَالَ أَبُو الجهم الْجَعْفَرِي: وَكَعْتَ الشَّاة إِذا نَهَزْتَ ضرْعهَا عِنْد الْحَلب. قَالَ: وَقَالَت العنز: احْلُبْ ودع، فَإِن لَك مَا تدع. وَقَالَت النعجة: احلب وَكَع. فَلَيْسَ لَك مَا تدع أَي انهز الضَّرع واحلب كل مَا فِيهِ. وعك: قَالَ اللَّيْث: الوعْك: مَغْثُ الْمَرَض. تَقول: وعكته الحمّى إِذا دكّته. وَرجل موعوك أَي مَحْمُوم وَقد وعَكته الحمّى تَعِكُه. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ وعكته الحمّى فَهُوَ موعوك مثله. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الممغوث والموعوك: المحموم. وَقَالَ اللَّيْث: الكِلاَب إِذا أخذت الصَّيْد أوعكته أَي مرّغته. قَالَ: والوَعْكة: معركة الْأَبْطَال إِذا أَخذ بَعضهم بَعْضًا. وَقد أوعكت الإبلُ إِذا ازدحمت فَركب بَعْضهَا بَعْضًا عِنْد الْحَوْض، وَهِي الوَعْكَة. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: إِذا ازدحمت الْإِبِل فِي الوِرد، واعتركت فَتلك الوَعْكة، وَقد أوعكت الإبلُ.

باب العين والجيم

وَقَالَ أَبُو عَمْرو: وَعْكة الْإِبِل: جماعتها قَالَ: والوعْكة: الدفعة الشَّدِيدَة فِي الجري. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو العكوَّك: السمين. (بَاب الْعين وَالْجِيم) ع ج (وَا ىء) عجا، عوج (يعيج) جعا، جوع، وجع: مستعملات. عجا: قَالَ اللَّيْث: يُقَال الأمّ تعجو ولدَها: تؤخّر رضاعه عَن مواقيته، وَيُورث ذَلِك وَلَدهَا وَهْناً وَقَالَ الْأَعْشَى: مُشفِقاً قلبُها عَلَيْهِ فَمَا تع جوه إِلَّا عُفَافَةٌ أَو فُواق قَالَ: والمعاجاة: أَلاَّ يكون للْأُم لبن يُروِي صبيّها، فتعاجيه بِشَيْء تعلّله بِهِ سَاعَة. وَكَذَلِكَ إِن ولي ذَلِك مِنْهُ غير أمّه. وَالِاسْم مِنْهُ العُجْوَة، وَالْفِعْل العَجْو. وَاسم ذَلِك الْوَلَد العَجِيُّ، وَالْأُنْثَى عجِيَّة، والجميع العُجايا. قَالَ: وأمَّا من مُنع اللَّبن فغُذي بِالطَّعَامِ يُقَال عُوجِيّ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم قَالَ: يُقَال للبن الَّذِي يعاجي بِهِ الصَّبِي الْيَتِيم أَي يُغْذي بِهِ عُجَاوة، وَيُقَال لذَلِك الْيَتِيم الَّذِي يغذي بِغَيْر لبن أمه: عَجِيٌّ. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: كنت يَتِيما وَلم أكن عجِيّاً. وَأنْشد اللَّيْث: إِذا شئتَ أبصرتَ من عَقْبهم يتامى يُعاجَون كالأذؤب وَقَالَ آخر فِي وصف أَوْلَاد الْجَرَاد: إِذا ارتحلتْ من منزل خلّفت بِهِ عَجايا يُحاثِي بِالتُّرَابِ صغيرُها أَبُو عبيد: العُجاية والعُجاوة لُغَتَانِ، وهما قدر مُضغة من لحم تكون مَوْصُولَة بعَصَبة تنحدر من ركبة الْبَعِير إِلَى الفِرْسِن. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العُجاية: عَصَبة فِي بَاطِن يَد النَّاقة، وَهِي من الفَرَس مَضِيغة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: العُجاية من الفَرَس: العَصَبة المستطيلة فِي الوظيف ومنتهاها إِلَى الرسغين وفيهَا يكون الحَطْم، قَالَ: والرُسْغ: مُنْتَهى العُجاية. وَقَالَ اللَّيْث: العُجاية: عَصَب مركّب فِيهِ فُصوص عِظَام يكون عِنْد رُسغ الدابّة، قَالَ: وَإِذا جَاع أحدهم دَقَّها بَين فهرين فَأكلهَا وَقَالَ كَعْب: شُمّ العُجَايات يتركن الْحَصَى زِيَمَا قَالَ: وَتجمع على العُجَى، يصف حوافرها بالصلابة. والعَجْوة: تمر. يُقَال هُوَ مِمَّا غرسه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِيَدِهِ. قلت: العَجْوة الَّتِي بِالْمَدِينَةِ هِيَ الصَيْحابية. وَبهَا ضروب من الْعَجْوَة لَيْسَ لَهَا عُذُوبة الصيحانية وَلَا رِيّها وَلَا امتلاؤها. أَبُو سعيد: عجا شَدْقَه إِذا لواه. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْحسن الشيخي عَن الرياشي قَالَ: قَالَ أَبُو زيد: العَجِيّ: السَيء الغِذَاء. وأنشدنا: يسْبق فِيهَا الحَمَلَ العجِيّا رَغْلا إِذا مَا آنس العِشّيا

قَالَ الرياشي: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: قَالَ لنا خلف الْأَحْمَر: سَأَلت أَعْرَابِيًا عَن قَوْلهم عجا شِدْقَهُ فَقَالَ: إِذا فَتحه وأماله. وَقَالَ الطِرمّاح يصف صائداً لَهُ أَوْلَاد لَا أمّهات لَهُم فهم يعاجَون تربية سيّئة: إِن يصب صيدا يكن جُلُّه لعجايا قُوتُهم باللِّحام وَقَالَ شُمَيْل: يُقَال: لقى فلَان مَا عَجَاه وَمَا عَظَاه وَمَا أورمه إِذا لَقِي شدَّة وبلاءً. عوج: الحرانيّ عَن ابْن السّكيت: يُقَال: مَا أعِيج من كَلَامه بِشَيْء أَي مَا أعْبأ بِهِ. قَالَ: وَبَنُو أسَد يَقُولُونَ: مَا أَعُوج بِكَلَامِهِ أَي مَا ألتفِت إِلَيْهِ أَخَذُوهُ من عُجت النَّاقة. وَيُقَال مَا عِجْتُ بَخَبرِ فلَان وَلَا أعيج بِهِ، أَي لم أستشفِ بِهِ وَلم أسْتَيْقِنُه، وشربت شربة من مَاء فَمَا عِجْتُ بِهِ أَي لم أنتفع بِهِ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ابي الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه أنْشدهُ: وَلم أر شَيْئا بعد ليلى ألَذُّه وَلَا مشربا أَرْوَى بِهِ فأعيجُ أَي أنتفع بِهِ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: مَا يعيج بقلبي شَيْء من كلامك، وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: عاج يَعُوج إِذا عَطَف. وعاج يعيج إِذا انْتفع بالْكلَام وَغَيره. وَيُقَال: مَا عِجْتُ مِنْهُ بِشَيْء، قَالَ: والعَيْج: الْمَنْفَعَة. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: العِياج: الرُّجُوع إِلَى مَا كنتَ عَلَيْهِ. وَيُقَال مَا أَعُوج بِهِ عُووجاً. وَقَالَ: مَا أعيج بِهِ عُيُوجاً أَي مَا أكترث لَهُ وَلَا أباليه. وَقَالَ اللَّيْث العَوْج: عطف رَأس الْبَعِير بالزمام أَو الحِطام. تَقول: عُجْت رَأسه أعُوجه عَوْجاً: قَالَ: وَالْمَرْأَة تعوج رَأسهَا إِلَى ضجيعها. وَقَالَ ذُو الرمّة يصف جواريَ قد عُجْن إِلَيْهِ رؤوسهنّ يَوْم ظَعْنهن فَقَالَ: حَتَّى إِذا عُجْن من أجيادهنّ لنا عَوْج الأخِشَّة أَعْنَاق العناجيج أَرَادَ بالعناجيج جِيَاد الرِكاب هَهُنَا، وَاحِدهَا عُنْجوج، وَيُقَال لجياد الْخَيل عناجيج أَيْضا. وَيُقَال عُجْته فانعاج أَي عطفته فانعطف. وَقَالَ غَيره: يُقَال: عاج فلَان فرسه إِذا عطف رَأسه وَمِنْه قَول لَبيد: فعاجوا عَلَيْهِ من سواهِمَ ضُمَّرٍ سَلمَة عَن الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: قَالَ: والعِوَج بِكَسْر الْعين فِي الدّين، وَفِيمَا كَانَ التعويج فِيهِ يكثر مثل الأَرْض وَمثل قَوْلك: عُجت إِلَيْهِ أَعُوج عِيَاجا وعوَجاً. وَأنْشد: قفا نسْأَل منَازِل آل ليلى مَتى عِوَج إِلَيْهَا وانثناء

قَالَ: وَقَوله جلّ وعزّ: {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِىَ لاَ عِوَجَ لَهُ} (طاه: 108) أَي يتبعُون صَوت الدَّاعِي للحشر لَا عوج لَهُ يَقُول: لَا عِوَجَ للمدعوّين عَن الدَّاعِي، فَجَاز أَن يَقُول (لَهُ) لِأَن الْمَذْهَب إِلَى الدَّاعِي وصوته. وَهُوَ كَمَا تَقول دعوتني دَعْوَة لَا عِوَج لَك عَنْهَا أَي لَا أعُوج لَك وَلَا عَنْك. قَالَ: وكل قَائِم يكون العوج فِيهِ خلقَة فَهُوَ عَوَجٌ. وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي فِي مثله: فِي نابه عَوَجٌ يُخَالف شِدْقه قَالَ والحائط والرُّمْحُ وكل مَا كَانَ قَائِما يُقَال فِيهِ: العَوَج. وَيُقَال: شجرتك فِيهَا عَوَج شَدِيد. قلت: وَهَذَا لَا يجوز فِيهِ وَفِي أَمْثَاله إلاَّ العَوَجُ. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال هَذَا شَيْء معوجٌّ وَقد اعوجّ اعوجاجاً على افعلّ افعلالاً. وَلَا تَقول معوَّج على مفعَّل إِلَّا لعُود أَو شَيْء رُكِّب فِيهِ: العاج. قلت: وَغَيره يُجِيز عوّجت الشَّيْء تعويجاً إِذا حنيته، وَهُوَ ضد قوّمته. فأمّا مَا انحنى من ذَاته فَيُقَال: اعوجّ اعوجاجاً، وَيُقَال عُجْته فانعاج أَي عطفته فانعطف، وَمِنْه قَول رؤبة: وانعاج عُودي كالشظيف الأخشن وَيُقَال عَوِجَ الشَّيْء يَعْوَجُ عَوَجاً فَهُوَ أَعْوَج لكلّ مَا يُرَى، وَالْأُنْثَى عوجاء، وَالْجَمَاعَة عُوج، وَيُقَال لقوائم الدَّابَّة: عَوج، ويستجبّ ذَلِك فِيهَا. يُقَال: نخيل عُوج إِذا مَالَتْ. وَقَالَ لبيد يصف عَيْر وأُتُنَهُ وسَوقه إيّاها: إِذا اجْتمعت وأَحوذ جانبيها وأوردها على عُوج طِوال فَقَالَ بَعضهم: مَعْنَاهُ: أوردهَا على نخل نابتة على المَاء قد مَالَتْ، فاعوجَّت لِكَثْرَة حَمْلها؛ كَمَا قَالَ فِي صفة النّخل: غُلبٌ سواجد لم يدْخل بهَا الْحصْر وَقيل معنى قَوْله: أوردهَا على عُوج طوال أَي على قَوَائِمهَا العُوج، وَلذَلِك قيل للخيل: عُوج، وَيُقَال نَاقَة عوجاء إِذا عَجِفت فاعوجَّ ظهرهَا؛ وَامْرَأَة عوجاء إِذا كَانَ لَهَا ولد تَعُوج إِلَيْهِ لترضعه، وَمِنْه قَول الشَّاعِر: إِذا المُرْغِث العوجاء بَات يَعُزُّها على ثديها ذُو وَدْعتين لَهُوج وَالْخَيْل الأعوجيّة منسوبة إِلَى فَحل كَانَ يُقَال لَهُ: أَعْوَج، يُقَال: هَذَا الحِصَان من بَنَات أَعْوَج. وَقَالَ اللَّيْث: العاج: أَنْيَاب الفِيَلة، قَالَ وَلَا يُسمى غير الناب عاجاً. وَقَالَ شمر: يُقَال للمَسكِ: عاج. قَالَ وأنشدني ابْن الْأَعرَابِي: وَفِي العاج والحِنّاء كفٌّ بنانُها كشحم النَقَا لم يُعْطهَا الزند قَادِح أَرَادَ بشحم النقا دوابَّ يُقَال لَهَا: الحُلَك. وَيُقَال لَهَا: بَنَات النقا يشبَّه بهَا بنان الْجَوَارِي للينها ونَعْمتها. قلت: وَالدَّلِيل على صِحَة مَا قَالَ شمر فِي العاج أَنه المَسكُ مَا جَاءَ فِي حَدِيث مَرْفُوع أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لثَوبان: (اشْتَرِ

لفاطمة سواراً من عاج) ، لم يُرد بالعاج مَا يُخْرط من أَنْيَاب الفِيَلة؛ لِأَن أنيابها مَيْتَةٌ، وَإِنَّمَا العاج الذُّبْلُ وَهُوَ ظهر السُّلَحْفاة البحرية. وَقَالَ ابْن شُمَيْل المَسَك من الذَّبْل وَمن العاج كهنئة السوار تَجْعَلهُ الْمَرْأَة فِي يَديهَا فَذَاك المَسَك. قَالَ: والذَّبْلُ. الْقُرُون فَإِذا كَانَ من عاج فَهُوَ مَسَك وعاج ووَقْفٌ، فَإِذا كَانَ مِن ذَبْلٍ فَهُوَ مَسَكٌ لَا غير. وَقَالَ الْهُذلِيّ: فَجَاءَت كخاصي العَيْرِ لم تَحْلَ عاجةً وَلَا جاجة مِنْهَا تلوح على وشم فالعاجة: الذَّبلة، والجاجة: خرزة لَا تَسَاوِي فَلْساً. وَقَالَ اللَّيْث: عُوجُ بن عُوق رجل ذُكِرَ من عِظَم خَلْقِه شناعةٌ، وذُكر أَنه ولد فِي منزل آدم فَعَاشَ إِلَى زمن مُوسَى، وَأَنه هلك على عِدَّان مُوسَى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ اللَّيْث: وَيُقَال نَاقَة عاج إِذا كَانَت مِذعان السّير ليّنة الانعطاف، وَمِنْه قَوْله: تَقَدَّى بِي الموماةَ عاجٌ كَأَنَّهَا قَالَ: وَيُقَال للناقة فِي الزّجر: عَاج بِلَا تَنْوِين، وَإِن شِئْت جزمت على توهّم الْوُقُوف، يُقَال: عجعجت بالناقة إِذا قلت لَهَا: عاج عاج. قَالَ: وذُكر أَن عوْج بن عُوق كَانَ يكون مَعَ فَرَاعِنَة مصر، وَيُقَال: كَانَ صَاحب الصَّخْرَة الَّتِي أَرَادَ أَن يُطْبقَها على عَسْكَر مُوسَى ج، وَهُوَ الَّذِي قَتله مُوسَى صلوَات الله عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو عبيد: يُقَال للناقة عاجٍ وجاهٍ بِالتَّنْوِينِ. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم فِيمَا قَرَأت بخطّه: وَكلّ صَوت يُزجَر بِهِ الْإِبِل فَإِنَّهُ يخرج مَجْزُومًا، إِلَّا أَن يَقع فِي قافية فيحوّل إِلَى الْخَفْض، تَقول فِي زجر الْبَعِير؛ حَلْ حَوْب، وَفِي زجر السَّبع: هَجْ هَجْ، وجَهْ جَهْ، وجاهْ جاهْ، قَالَ: فَإِذا حكيت ذَلِك قلت للبعير: حَوْبَ أَو حَوْبِ، وَقلت للناقة: حَلْ حَلْ، وَقلت لَهَا حَلٍ، وَأنْشد: أَقُول للناقة قولي للجمل أَقُول حَوْبٍ ثمَّ أثنيها بِحَل فخفض حَوْب ونوّنه عِنْد الْحَاجة إِلَى تنوينه. وَقَالَ آخر: قلت لَهَا حَلٍ فَلم تَحَلْحَلِ وَقَالَ آخر: وجمل قلت لَهُ حاهٍ جاهْ يَا ويله من جمل مَا أشقاهْ وَقَالَ آخر: سفرت فَقلت لَهَا هج فتبرقعت وَقَالَ شمر: قَالَ زيد بن كُثْوة: من أمثالهم: الْأَيَّام عُوج رواجع، يُقَال ذَلِك عِنْد الشماتة، يَقُولهَا المشموت بِهِ، أَو تقال عَنهُ، وَقد يُقَال عِنْد الْوَعيد والتهدُّد. قلت: عُوج هَهُنَا جمع أَعْوَج، وَيكون جمع عَوْجاء، كَمَا يُقَال أصور وصُور، وَيجوز أَن يكون جمع عائج؛ فَكَأَنَّهُ قَالَ: عُوُج على فُعُل فخفّفه، كَمَا قَالَ الأخطل: فهنّ بالبذل لَا بُخْلٌ وَلَا جُود أَرَادَ لَا بُخُلٌ وَلَا جُوُدٌ.

جوع: قَالَ اللَّيْث: الجُوع: اسْم للمخمصة، وَالْفِعْل جَاع يجوع جَوْعاً وجَوْعة، وَيُقَال: رجل جَائِع وجَوْعان، وَرجل جَائِع نائع، والمَجاعة: عامٌ فِيهِ جوع، وَيُقَال أجعته وجوّعته فجاع يجوع جوعا. وَقَالَ الشَّاعِر: أجاع الله من أشبعتموه وَأَشْبع مَنْ بجوْركمُ أُجيعا وَقَالَ الآخر: كَانَ الْجُنَيْد وَهُوَ فِينَا الزُّمَّلِقْ مجوَّعَ الْبَطن كِلاَبِيَّ الْخُلُقْ وَقَالَ أَبُو زيد: تَقول الْعَرَب جُعت إِلَى لقائك وعطِشت إِلَى لقائك. وَقَالَ أَبُو سعيد: المستجيع الَّذِي يَأْكُل كل سَاعَة الشَّيْء بعد الشَّيْء، وَفُلَان جَائِع القِدْر إِذا لم تكن قدره ملأى، وَامْرَأَة جائعة الوِشاح إِذا كَانَت ضامرة الْبَطن، وَيجمع الجائع جياعاً، وَرجل جوعان وَامْرَأَة جَوْعى، وَيُقَال تَوَحَّشْ للدواء وتجَوَّعْ للدواء أَي لَا تستوفِ الطَّعَام. وجع: قَالَ اللَّيْث: الوَجَع: اسْم جَامع لكل مرض مؤلم، يُقَال: رجل وجِع وَقوم وَجَاعى، ونسوة وجاعى وَقوم وَجِعون، وَقد وَجِعَ فلانٌ رَأْسَهُ أَو بَطْنَه، وَفُلَان يَوْجَعُ رَأْسَه، وَفِيه لُغَات، يُقَال: يَوْجَع، ويَيْجع، وياجَع، وَمِنْهُم من يكسر الْيَاء فَيَقُول يِيجَعُ، وَكَذَلِكَ تَقول: أَنا أيْجَع وأنتِ تَيْجع. قَالَ: ولغة قبيحة، مِنْهُم من يَقُول: وجِع يَجِع، قَالَ: وَتقول: أَنا أَوْجَع رَأْسِي، ويَوْجعني رَأْسِي، وأوجعت فلَانا ضربا وَجِيعاً، وتوجّعت لفُلَان ممَّا نزل بِهِ إِذا رَثَيت لَهُ من مَكْرُوه نَازل بِهِ. وَقَالَ غَيره: يُقَال ضرب وجيع أَي موجِع، كَمَا يُقَال عَذَاب أَلِيم بِمَعْنى مؤلم، وَقيل: ضرب وجيع: ذُو وَجَع، وأليم: ذُو ألم. وَقَالَ اللَّيْث وَغَيره: الوجعاء: الدُبُر ممدودة، وَأنْشد: أنِفت للمرء إِذْ نيكت حليلته وَإِذ يشدّ على وجعائها الثفَرُ أغشى الحروب وسر بالي مضاعفة تغشى البنان وسيفي صارم ذكر وروى سَلمَة عَن الْفراء: يُقَال للرجل: وَجِعْتَ بَطْنَكَ مثل سَفِهْتَ رَأْيَكَ ورَشِدْتَ أَمرك. قَالَ: وَهَذَا من الْمعرفَة الَّتِي هِيَ كالنكرة: لِأَن قَوْلك: (بَطْنك) مُفَسِّر، وَكَذَلِكَ: غَبِنْتَ رَأْيك، وَالْأَصْل فِيهِ: وجع رأسُك، وألم بطنُك، وَسَفه رأيُك ونفسُك، فَلَمَّا حُوّل الْفِعْل خرج قَوْلك: وجعت بَطْنك وَمَا أشبهه مُفَسرًا، قَالَ وَجَاء هَذَا نَادرا فِي أحرف مَعْدُودَة. وَقَالَ غَيره: إِنَّمَا نصبوا وجعت بَطْنك بِنَزْع الْخَافِض مِنْهُ، كَأَنَّهُ قَالَ: وَجعت من بَطْنك، وَكذلك سفهت فِي رَأْيك، وَهَذَا قَول الْبَصرِيين، لِأَن المفسِّرات لَا تكون إِلَّا نكرات. وَتجمع الوجعاء: الدبر وَجْعاوات. جعا: أهمله اللَّيْث. وَروى أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو بن أبي عَمْرو

باب العين والشين من معتل العين

عَن أَبِيه أَنه قَالَ: الْجَعْو: الطين، قَالَ وَيقال جعّ فلَان فلَانا إِذا رَمَاه بالجَعْو وَهو الطين. وَقَالَ اللَّيْث العَيْج: شبه الاكتراث، وَأنشد: وَما رَأَيْت بهَا شَيْئا أعِيج بِهِ إِلَّا الثمام وَإلا مَوقَدِ النَّار وَيُقَال: عاج بِهِ يعيج عيجوجة فَهُوَ عائج بِهِ. وَروى أَبُو إِسْحَاق عَن هُبَيْرَة أَنه قَالَ: سَمِعت عليا يَقُول نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الجِعة. وَفي الحَدِيث (الجِعَة شراب يصنع من الشّعير وَالحنطة حَتَّى يُسكر) . وَقال أَبُو عبيد: الجعة من الْأَشْرِبَة وَهو نَبِيذ الشّعير. (بَاب الْعين والشين من معتل الْعين) ع ش (وَا يء) عشا، عَيْش، شعا، شيع، شوع، وشع. عشا: أخبرنَا أَبُو الْفضل بن أبي جَعْفَر عَن أبي الْحسن الطوسيّ عَن الخزاز قَالَ: سَمِعت ابْن الأعرابيّ يَقُول: العُشْو من الشُّعَرَاء سَبْعَة: أعشى بني قيس أَبُو بَصِير، وَأعشى باهلة أَبُو قُحَافَة، وَأعشى بني نَهْشل الْأسود بن يَعْفر، وَفي الْإِسْلَام أعشى بني ربيعَة من بني شَيبَان، وَأعشى هَمْدان، وَأعشى تغلب بن جاوَان، وَأعشى طِرْوَد من سُلَيم. وَقال غَيره: وَأعشى بني مَازِن من تَمِيم. قلت: وَالعُشْو جمع الْأَعْشَى، وَقد عَشِي الرجل يعشى عشاً فَهُوَ أَعشى وَامرأة عشواء، وَرجلان أعشيان وَامرأتان عشواوَان وَرجال عُشْو وَأَعشون. وَقَالَ اللَّيْث: العشا يكون سوء الْبَصَر من غير عمى، وَيكون الَّذِي لَا يبصر بِاللَّيْلِ ويبصر بِالنَّهَارِ. وَقَالَ أَبُو زيد: الْأَعْشَى هُوَ السيّء الْبَصَر بِالنَّهَارِ وبالليل، وَقد عشا يعشو عَشْواً، وَهُوَ أدنى بَصَره، وَإِنَّمَا يعشو بعد مَا يَعْشَى. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: عشا يعشو إِذا أَتَى نَارا للضيافة، وعشا يعشو إِذا ضعف بَصَره. وَقَالَ أَبُو زيد: عشِي الرجل عَن حقّ أَصْحَابه يَعْشَى عَشاً شَدِيدا إِذا ظلمهم، وَهُوَ كَقَوْلِك: عمى عَن حَقه، وَأَصله من العشا، وَأنْشد: أَلا رُبَّ أعشى ظالمٍ متخمّط جعلتُ لعينيه ضِيَاء فأبصرا أَبُو عبيد عَن أبي زيد: عَشِيَ عليَّ فلَان يَعْشَى عشاً مَنْقُوص: ظَلَمَنِي. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للرِّجَال: يعشَوْن، وهما يعشيان، وَفِي النِّسَاء هن يعشَيْن، قَالَ: ولمَّا صَارَت الْوَاو فِي عشي يَاء لكسرة الشين تركت فِي يعشَيَانِ يَاء على حَالهَا، وَكَانَ قِيَاسه يعشَوَانِ، فتركوا الْقيَاس، قَالَ: وتعاشى الرجُل فِي أَمْرِي إِذا تجاهل. الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت: عَشِي فلَان يعشى إِذا تعشّى فَهُوَ عاشٍ. وَيُقَال فِي مثل: العاشقةِ تَهِيج الآبية، أَي إِذا رَأَتْ

الَّتِي تأبى الرَعْي الَّتِي تتعشّى هاجتها للرعي فرعت. والعِشْيُ: مَا يُتعشّى بِهِ، وَجمعه أَعْشاء. قَالَ الحطيئة: وَقد نظرتكم أعشاء صادرةٍ للخِمْس طَال بهَا حَوْزِي وَتَنْسَاسي قَالَ شمر أَرَادَ انتظرتكم طَويلا قدر مَا تَعَشَى إبل صدرت عَن المَاء لخمس وَطَالَ عشاؤُها. يَقُول انتظرتكم انْتِظَار إبل خوامِسَ؛ لِأَنَّهَا إِذا صدرت تعشَّت طَويلا وَفِي بطونها مَاء كثير فَهِيَ تحْتَاج إِلَى ثَقَل كثير. قَالَ: وَوَاحِد الأعشاء عِشْي. وَقَالَ اللَّيْث: العَشْواء من النوق: الَّتِي لَا تبصر مَا أمامها، وَذَلِكَ لِأَنَّهَا ترفع رَأسهَا فَلَا تتعاهد مَوضِع أخفافها. وَقَالَ زُهَيْر رَأَيْت المنايا خبط عشواء من تصب تُمِته وَمن تخطىء يُعمَّر فيهرَم وَمن أمثالهم السائرة: هُوَ يخبِط خَبْط عشواء، يُضرب مثلا للسادر الَّذِي يركب رَأسه وَلَا يهتم لعاقبته، كالناقة العشواء الَّتِي لَا تبصر، فَهِيَ تخبط بِيَدَيْهَا كل مَا مرَّت بِهِ، وشَبَّه زُهَيْر المنايا بخبط عشواء لِأَنَّهَا تعمّ الكلّ وَلَا تخصّ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: العُقَاب العشواء: الَّتِي لَا تبالي كَيفَ خَبَطت وَأَيْنَ ضربت بمخالبها كالناقة العشواء لَا تَدْرِي كَيفَ تضع يَدهَا. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: عشا يعشو: إِذا أَتَى نَارا للضيافة، وعشا يعشو: إِذا ضعف بَصَره. وَقَالَ اللَّيْث: العَشْو: إتيانك نَارا ترجو عِنْدهَا هدى أَو خيرا. تَقول: عشوتها أعشوها عَشْواً وعُشُوَّاً. قَالَ: والعاشية: كل شَيْء يعشو بِاللَّيْلِ إِلَى ضوء نَار من أَصْنَاف الْخَلْق؛ كالفَرَاش وَغَيره، وَكَذَلِكَ الْإِبِل العواشي تعشو إِلَى ضوء نَار. وَأنْشد: وعاشية حُوشٍ يِطانٍ ذعرتُها بضربِ قتيلٍ وسطَها يتسيَّفُ قلت: غلط فِي تَفْسِير الْإِبِل العواشي أَنَّهَا الَّتِي تعشو إِلَى ضوء النَّار. وَالْإِبِل العواشي جمع العاشية وَهِي الَّتِي ترعى لَيْلًا وتتعشّى، وَمِنْه قَوْلهم: العاشية تهيج الآبية. وَقَول الله جلّ عزّ: {لِلْمُتَّقِينَ وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَانِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} (الزّخرُف: 36) . قَالَ الْفراء فِي كِتَابه فِي الْمعَانِي وَلم أسمع هَذَا الْفَصْل من الْمُنْذِرِيّ لِأَن بعض هَذِه السُّورَة كَانَ فَاتَ أَبَا الْفضل مَعْنَاهُ: من يعرض عَن ذكر الرحمان، قَالَ وَمن قَرَأَ (وَمن يَعْشَ عَن ذكر الرحمان) فَمَعْنَاه من يَعْمَ عَنهُ. وَقَالَ القتيبي معنى قَوْله: {لِلْمُتَّقِينَ وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَانِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} أَي يُظلم بصرُه، قَالَ: وَهَذَا قَول أبي عُبَيْدَة ثمَّ ذهب يردّ قَول الْفراء وَيَقُول: لم أر أحدا يُجِيز عشوت عَن الشَّيْء أَعرَضت عَنهُ، إِنَّمَا يُقَال: تعاشيت عَن الشَّيْء: تغافلت عَنهُ، كَأَنِّي لم أره وَكَذَلِكَ تعاميت.

قَالَ: وعشوت إِلَى النَّار إِذا استدللت عَلَيْهَا ببصر ضَعِيف. قلت: أغفل القتيبي مَوضِع الصَّوَاب، وَاعْترض مَعَ غفلته على الْفراء يردّ عَلَيْهِ فَذكرت قَوْله لأبين عواره فَلَا يغتر بِهِ النَّاظر فِي كِتَابه، وَالْعرب تَقول: عَشَوت إِلَى النَّار أعشو عَشْواً أَي قصدتها مهتدياً بهَا، وعشوت عَنْهَا أَي أَعرَضت عَنْهَا، فيفرقون بَين إِلَى وَعَن موصولين بِالْفِعْلِ. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: عشا فلَان إِلَى النَّار يعشو عَشْواً إِذا رأى نَارا فِي أوَّل اللَّيْل فيعشو إِلَيْهَا يستضيء بضوئها، وعشا الرجل إِلَى أَهله يعشو، وَذَلِكَ من أول اللَّيْل إِذا علم مَكَان أَهله فقصد إِلَيْهِم. وأخبرن المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: عَشِي الرجل يَعْشَى إِذا صَار أعشى لَا يبصر لَيْلًا، عَشَا عَن كَذَا وَكَذَا يعشو عَنهُ إِذا مضى عَنهُ، وعَشَا إِلَى كَذَا وَكَذَا يعشوا إِلَيْهِ عَشْواً وعُشوَّاً إِذا قصد إِلَيْهِ مهتدياً بضوء ناره، وَأنْشد قَول الحطيئة: مَتى تأته تعشو إِلَى ضوء ناره تَجِد خير نَار عِنْدهَا خيرُ موقد قَالَ: وَيُقَال: استعشى فلَان نَارا إِذا اهْتَدَى بهَا، وَأنْشد: يتبعن جِرْوَياً إِذا هِبْن قَدَمْ كَأَنَّهُ بِاللَّيْلِ مُسْتَعْشِى ضَرَم يَقُول: هُوَ نشيط صَادِق الطَرْف جريء على اللَّيْل، كَأَنَّهُ مستعشٍ ضَرَمَةً وَهِي النَّار. وَهُوَ الرجل الَّذِي قد سَاق الخارب إبِله فطردها فعَمَد إِلَى ثوب فشقّه وفتله فتْلاً شَدِيدا ثمَّ غمسه فِي زَيْت أَو دهن فروّاه ثمَّ أَشْعَل فِي طَرَفه النَّار فاهتدى بهَا، واقتصّ أثر الخارب ليستنقذ إبِله. قلت: وَهَذَا كُله صَحِيح وَإِنَّمَا أَتَى القتيبي فِي وهمه الخطأُ من جِهَة أَنه لم يفرق بَين عشا إِلَى النَّار وعشا عَنْهَا، وَلم يعلم أَن كل وَاحِد مِنْهُمَا ضدّ الآخر فِي بَاب الْميل إِلَى الشَّيْء والميل عَنهُ، كَقَوْلِك: عدلت إِلَى بني فلَان إِذا قصدتهم، وَعدلت عَنْهُم إِذا مضيتَ عَنْهُم، وَكَذَلِكَ ملت إِلَيْهِم وملت عَنْهُم، ومضيت إِلَيْهِم ومضيت عَنْهُم وَهَكَذَا. قَالَ أَبُو إِسْحَاق الزّجاج فِي قَوْله جلّ وعزّ: {لِلْمُتَّقِينَ وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَانِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} (الزّخرُف: 36) أَي يُعرض عَنهُ كَمَا قَالَ الْفراء. قَالَ أَبُو إِسْحَاق: وَمعنى الْآيَة أَن من أعرض عَن الْقُرْآن وَمَا فِيهِ من الْحِكْمَة إِلَى أباطيل المضلّين فعقابُه بِشَيْطَان نقيّضه لَهُ حَتَّى يضلّه ويلازمه قريناً لَهُ فَلَا يَهْتَدِي؛ مجازاة لَهُ حِين آثر الْبَاطِل على الحقّ البيّن. قلت: وَأَبُو عُبيدة صَاحب معرفَة بالغريب وأيّام الْعَرَب، وَهُوَ بليد النّظر فِي بَاب النَّحْو ومقاييسه. وَفِي حَدِيث ابْن عمر أَن رجلا أَتَاهُ فَقَالَ لَهُ: كَمَا لَا ينفع مَعَ الشّرك عمل هَل يضرّ مَعَ الْإِيمَان ذَنْب؟ فَقَالَ ابْن عمر: عَشِّ وَلَا تَغْتَرَّ. قَالَ أَبُو عبيد: هَذَا مثل، وَأَصله فِيمَا يُقَال أَن رجلا أَرَادَ أَن يقطع مفازة بإبله فاتّكل على مَا فِيهَا من الْكلأ، فَقيل لَهُ عشِّ إبلك قبل أَن تفوِّز، وَخذ

بِالِاحْتِيَاطِ، فَإِن كَانَ فِيهَا كلأ لم يَضرك مَا صنعت، وَإِن لم يكن فِيهَا شَيْء كنت قد أخَذت بالثقة، فأَراد ابْن عمر بقوله هَذَا اجْتنب الذُّنُوب وَلَا تركبها اتّكالاً على الْإِسْلَام، وَخذ فِي ذَلِك بالثقة وَالِاحْتِيَاط. يُقَال عشّيت الْإِبِل إِذا رعيتها بعد غرُوب الشَّمْس إِلَى ثلث اللَّيْل، وعشيتها أَيْضا إِذا رعيتها بعد الزَّوَال إِلَى غرُوب الشَّمْس، وعشّيت الرجل إِذا أطعمته الْعشَاء، وَهُوَ الطَّعَام الَّذِي يُؤْكَل بعد العِشاء، وَمِنْه قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِذا قُرِّب العَشَاء وأقيمت الصَّلَاة فابدؤا بالعَشَاء، فالعَشَاء: الطَّعَام وَقت العِشاء) . وَقَالَ ابْن السّكيت: إِذا قيل لَك تَعشَّ قلت: مَا بِي تَعشَ يَا هَذَا. وَلَا تقل: مَا بِي عَشاء، قَالَ: وَرجل عَشْيان وَهُوَ من ذَوَات الْوَاو لِأَنَّهُ يُقَال عَشَيْتُه وعَشَوْتُه فَأَنا أعشوه أَي عشَّيته، وَقد عَشِي يَعْشَى إِذا تَعَشَّى، فَهُوَ عَاشَ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: يُقَال من الغَدَاء وَالْعشَاء: رجل غَدْيان وعَشْيان، قَالَ: وَالْأَصْل غدوان وعشوان؛ لِأَن أَصلهمَا الْوَاو، وَلَكِن الْوَاو تقلب إِلَى الْيَاء كثيرا؛ لِأَن الْيَاء أخفّ من الْوَاو. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: ضَحَيْتُ عَن الشَّيْء وعَشَيْتُ عَنهُ مَعْنَاهُمَا: رَفَقْت بِهِ. وَصَلَاة العِشَاء، هِيَ الَّتِي بعد صَلَاة الْمغرب، ووقتها حِين يغيب الشَّفق، وَهُوَ قَول الله جلّ وعزّ: {وَمِن بَعْدِ صَلَواةِ الْعِشَآءِ} (النُّور: 58) . وأمّا العَشِيُّ فَإِن الْمُنْذِرِيّ أَخْبرنِي عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: إِذا زَالَت الشَّمْس دُعي ذَلِك الْوَقْت العشيّ، فتحول الظل شرقياً وتحولت الشَّمْس غربية. قلت: وصلاتا العشِيّ هما الظّهْر وَالْعصر، وحدَّثنا السعديّ عَن عمر بن شَبَّة عَن عبد الْوَهَّاب عَن أَيُّوب عَن مُحَمَّد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: صلّى بِنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِحْدَى صَلَاتي العشيّ، وأكبر ظَنِّي أَنَّهَا الظّهْر، ثمَّ ذكر الحَدِيث. قلت: وَيَقَع العِشِيّ على مَا بَين زَوَال الشَّمْس إِلَى وَقت غُرُوبهَا، كل ذَلِك عِشيّ، فَإِذا غَابَتْ الشَّمْس فَهُوَ العِشاء. وَقَالَ اللَّيْث: العَشِيّ بِغَيْر هَاء: آخرُ النَّهَار. فَإِذا قلت: عشيّة فَهُوَ ليَوْم وَاحِد، يُقَال لَقيته عَشِيَّة يَوْم كَذَا وَكَذَا، ولقيته عشيَّة من العشيَّات. قَالَ أَبُو عبيد: يُقَال لصلاتي الْمغرب وَالْعشَاء العشاءان، وَالْأَصْل العِشاء فغُلّب على الْمغرب، كَمَا قَالُوا: الأبوان وهما الْأَب وَالأُم. وَمثله كثير. قَالَ النَّضر: العِشاء: حِين يُصَلِّي النَّاس لعتمة وَأنْشد: ومجوّل مَلَث الْعشَاء دعَوتُه وَاللَّيْل منتشر السقيط بهيم قَالَ: وَإِذا صغّروا العشيّ قَالُوا: عُشَيْشيَان، وَذَلِكَ عِنْد شفى وَهُوَ آخر سَاعَة من النَّهَار. قَالَ: وَيجوز فِي تَصْغِير عشِيَّة عُشَيَّة وعُشَيشية. قلت: كَلَام الْعَرَب فِي تَصْغِير عَشِيَّة: عُشَيشية، جَاءَ نَادرا على غير قِيَاس. وَلم أسمع عُشَيَّة فِي تَصْغِير عشِيّة، وَذَلِكَ أَن عُشية تَصْغِير العَشْوة وَهِي أوَّل ظلمَة اللَّيْل، فأرادوا أَن يفرقُوا بَين تَصْغِير

العَشِيَّة وتصغير العَشْوة. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ} (النَّازعَات: 46) يَقُول الْقَائِل: وَهل للعشية ضحى؟ قَالَ: وَهَذَا جيّد من كَلَام الْعَرَب. يُقَال: آتِيك العشِيّة أَو غداتَها، وآتيك الْغَدَاة عشِيّتها، فَالْمَعْنى لم يَلْبَثُوا إلاّ عَشِيَّة أَو ضحى العشية، فأضاف الضُّحَى إِلَى العشية. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْعَبَّاس أَن ابْن الْأَعرَابِي أنْشدهُ: ألاَ لَيْت حظّي من زِيَارَة أُمِّيَهْ غِديَّاتُ قيظ أَو عَشِياتُ أشتيه وَقَالَ: الغَدَوات فِي القيظ أطول وَأطيب، والعشِيَّات فِي الشتَاء أطول وَأطيب، وَقَالَ: غَدِية وغدِيات؛ مثل عَشِية وعَشِيَّات. الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت: يُقَال: لَقيته عُشَيشية وعشيشِيات وعشيشيانات وعُشَيَّانَات، ولقيته مغيربان الشَّمْس ومغيربانات الشَّمْس. وَذكر ابْن السّكيت عَن أبي عُبَيْدَة وَابْن الْأَعرَابِي أَنَّهُمَا قَالَا: يُقَال: أوطأته عَشْوَةً وعِشْوَةً وعُشوة. وَالْمعْنَى فِيهِ: أَنه حمله على أَن يركب أمرا غير مستبين الرشد، فَرُبمَا كَانَ فِيهِ عطَبُه، وَأَصله من عَشْواء اللَّيْل وعُشوته مثل ظلماء اللَّيْل وظلمته، فأمّا العِشاء فَهُوَ أول ظلام اللَّيْل. ورَوَى شمر حَدِيثا بِإِسْنَاد لَهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: يَا معشر الْعَرَب احمدوا الله الَّذِي رفع عَنْكُم العُشوة. وَقَالَ شمر: أَرَادَ بالعُشْوة ظلمَة الْكفْر، كلَّما ركب الْإِنْسَان أمرا بِجَهْل لَا يبصر وَجهه فَهُوَ عُشوة، مَأْخُوذ من عُشوة اللَّيْل، وَمِنْه يُقَال: أوطأته عُشْوة. وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو عَمْرو: العُشْوة أَيْضا فِي غير هَذَا: الشعلة من النَّار. وَأنْشد: حَتَّى إِذا اشتال سُهَيل بِسحر كعُشوة القابس تَرْمِي بالشرر عَيْش: يُقَال: عَاشَ يعِيش عَيْشًا ومعاشاً ومعيشة وعِيشة ومعيشاً بِغَيْر هَاء. وَقَالَ اللَّيْث: العَيْش: الْمطعم وَالْمشْرَب وَمَا يكون بِهِ الْحَيَاة. والمعِيشة: اسْم مَا يعاش بِهِ، والعيشة: ضرب من الْعَيْش، يُقَال. عَاشَ عِيشة صدق، وعيشة سَوْءٍ، وكلّ شَيْء يعاش بِهِ فَهُوَ معاش، وَالْأَرْض معاش لِلْخلقِ. وَيُقَال: عَيْش آل فلَان اللَّبن إِذا كَانُوا يعيشون بِهِ، وعيش آل فلَان الْخبز، وعيشهم التَّمْر، وَرُبمَا سموا الْخبز عَيْشاً. وَقَالَ المؤرج: هِيَ الْمَعيشَة؛ قَالَ والمَعُوشة لُغَة الأَزْد. وَأنْشد لحاجز بن الجُعَيْد: من الخفِرات لَا يُتْمٌ غَذَاها وَلَا كدُّ المعوشة والعلاجُ وَقَالَ ابْن السّكيت: تَقول: هِيَ عَائِشَة؛ وَلَا تقل عَيْشَة، وَتقول هِيَ رَيْطة؛ وَلَا تقل رائطة؛ وَتقول: هُوَ من بني عَيِّذ الله وَلَا تقل: عَائِذ الله. وَقَالَ اللَّيْث فلَان العائشيّ؛ وَلَا تقل:

العَيْشيّ؛ مَنْسُوب إِلَى بني عَائِشَة. وَأنْشد: عبدَ بني عَائِشَة الهُلاَبعا وَيُقَال إِنَّهُم ليتعيّشون إِذا كَانَت لَهُم بُلْغة من الْعَيْش؛ وَرجل عائش: حَاله حَسَنَة. وَقَالَ أَكثر الْمُفَسّرين فِي قَوْله جلّ وعزّ: {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً} (طاه: 124) : إِن الْمَعيشَة الضنك عَذَاب الْقَبْر، وَقيل: إِن هَذِه الْمَعيشَة الضنك فِي نَار جهنّم، والضنك فِي اللُّغَة: الضّيق والشدة. وَقَول الله جلّ وعزّ: {وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ} (الأعرَاف: 10) فَيحْتَمل أَن يكون: مَا يعيشون بِهِ، وَيُمكن أَن يكون الوُصْلة إِلَى مَا يعيشون بِهِ، قَالَ ذَلِك أَبُو إِسْحَاق، قَالَ: وَأكْثر الْقُرَّاء على ترك الْهَمْز فِي (معايش) ، إِلَّا مَا رُوي عَن نَافِع أَنه همزها، والنحويّون على أَن همزها خطأ. وَذكروا أَن الْهمزَة إِنَّمَا تكون فِي هَذِه الْيَاء إِذا كَانَت زَائِدَة؛ نَحْو صحيفَة وصحائف، فأمّا معايش فَمن الْعَيْش، الْيَاء أَصْلِيَّة. شيع: قَالَ اللَّيْث: شاع الشيءُ يشِيع مَشَاعاً وشَيْعُوعةً فَهُوَ شَائِع: إِذا ظهر وتفرق. وَأَجَازَ غَيره شاع شُيُوعاً. وَتقول: تَقْطُر قَطْرَة من لبن فِي المَاء فتشيع فِيهِ أَي تَفَرَّقُ فِيهِ، قَالَ: وَنصِيب فلَان شَائِع فِي جَمِيع هَذِه الدَّار، ومُشَاع فِيهَا أَي لَيْسَ بمقسوم وَلَا مَعْزُول. وَقَالَ غَيره: أشعت المَال بَين الْقَوْم، والقِدْرَ فِي الْحَيّ إِذا فرّقته فيهم. وَأنْشد أَبُو عُبَيْدَة: فَقلت أشيعا مَشرا القِدْرَ حولنا وأيَّ زمَان قِدْرُنا لم تُمَشَّر أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: أشاعت النَّاقة ببولها وأوزغت وأزغلت كل هَذَا إِذا رمت بِهِ رمياً وقطّعته، وَلَا يكون ذَلِك إلاَّ إِذا ضربهَا الْفَحْل. وَقَالَ أَبُو عبيد: يُقَال هَذَا شَيْعُ هَذَا أَي مثله. وَقَالَ شمر: لم أره مُنْذُ شهر وشَيْعِه أَرَادَ: وَنَحْوه، وأنشدني أَبُو بكر: قَالَ الخليط غَدا تصدُّعُنا أَو شَيْعَهُ أَفلا تودّعنا قَالَ أَبُو شيعه: أَو بعد غَد. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّيْع من أَوْلَاد الْأسد، وَرجل مشياع: مذياع لَا يكتم سرّاً. يُقَال: أشعت السرّ وشِعْتُ بِهِ إِذا أذعت بِهِ وَفِي لُغَة أشعت بِهِ. وَأما قَول الله جلّ وعزّ: {أَغْرَقْنَا الاَْخَرِينَ وَإِنَّ مِن} (الصَّافات: 83) فَإِن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الْهَاء لمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَي إِبْرَاهِيم خُبِّر بِخَبَرِهِ فاتّبعه ودعا لَهُ. وَكَذَلِكَ قَالَ الْفراء. يَقُول: هُوَ على منهاجه وَدينه وَإِن كَانَ إِبْرَاهِيم سَابِقًا لَهُ. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم فِي قَوْله {أَغْرَقْنَا الاَْخَرِينَ وَإِنَّ مِن} إِن من شيعته نوح وَمن أهل مّلته. قلت: وَهَذَا القَوْل أقرب؛ لِأَنَّهُ مَعْطُوف على قصّة نوح، وَهُوَ قَول الزَّجاج. والشيعة: أنصار الرجل وأَتْباعه. وكلّ قوم اجْتَمعُوا على أَمر فهم شِيعة. وَالْجَمَاعَة شِيَع وأشياع، وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم} (سَبَإ: 54) والشيعة: قوم يَهْوَوْن هوى عِتْرة النَّبِي مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ويوالونهم.

أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة قَالَ: المُشَايِع: اللَّاحِق، وَقَالَ لَبيد: كَمَا ضم أُخْرَى التالياتِ المُشَايِعُ أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: شيّعت النَّار تشييعاً إِذا ألقيت عَلَيْهَا مَا تُذَكِّيها بِهِ، وَيُقَال: شيعت فلَانا أَي خرجت مَعَه لأودّعه، وَيُقَال: شيعنا شهر رَمَضَان بستّ من شَوَّال أَي أتبعناه بهَا. وَقَالَ أَبُو عبيد المُشَيَّع: الشجاع من الرِّجَال، قَالَ وَقَالَ الْأمَوِي يُقَال شايعت بِالْإِبِلِ شِيَاعاً إِذا دعوتها، وَقَالَ غَيره: شايعت بهَا إِذا دَعَوْت بهَا لتجتمع وتنساق وَأنْشد قَول جرير يُخَاطب الرَّاعِي: فألقِ استك الهَلْباءَ فَوق قَعُودها وشايعْ بهَا واضمم إِلَيْك التواليا يَقُول صوِّت بهَا ليلحق أخراها أولاها. رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إِن مَرْيَم بنت عمرَان سَأَلت رَبهَا أَن يُطعمها لَحْمًا لَا دم فِيهِ فأطعمها الْجَرَاد، فَقَالَت: أَعِشه بِغَيْر رضَاع، وتابع بَينه بِغَيْر شِياع) ، الْمَعْنى تَابع بَينه فِي الطيران حَتَّى يتتابع من غير أَن يُشَايَعَ بِهِ كَمَا يشايعُ الرَّاعِي بإبله لتجتمع وَلَا تتفرّق عَلَيْهِ. وَقَالَ اللَّيْث: الشِّياع: صَوت قَصَبَة ينْفخ فِيهَا الرَّاعِي. وَأنْشد: حَنين النِيب تطرب للشِّياع أَبُو الْعَبَّاس عَن الْأَعرَابِي قَالَ: الشِّياع: زَمَّارة الرَّاعِي. وَهُوَ قَول مَرْيَم فِي دعائها للجراد: اللَّهُمَّ سُقْه بِلَا شِيَاع أَي بِلَا زَمَّارة رَاع. وَقيل: الشِّياع: الدُّعَاء، وَيُقَال: أشاعكم الله السلامَ. وشاعكم السلامُ لُغَتان، وَقَالَ الشَّاعِر: أَلا يَا نَخْلَة من ذَات عرق بَرُودَ الظل شاعكم السَّلَام وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: معنى شيَّعت فلَانا فِي اللُّغَة اتَّبعت، وَالْعرب تَقول: شاعكم السَّلَام أَي تبعكم السَّلَام وَتقول: آتِيك غَدا أَو شَيْعه أَي الْيَوْم الَّذِي يَتبعه. قَالَ وَمعنى الشِّيعَة: الَّذِي يتبع بَعضهم بَعْضًا وَمعنى الشِّيَع: الْفرق الَّتِي كل فرقة مِنْهُم يتبع بَعضهم بَعْضًا وَلَيْسَ كلهم متفقين قَالَ الله تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا} (الأنعَام: 159) قَالَ معنى قَوْله: {وَكَانُواْ شِيَعًا} أَي كَانُوا فرقا فِي دينهم، كل فرقة تكفّر الْفرق الْمُخَالفَة لَهَا، يَعْنِي الْيَهُود وَالنَّصَارَى بَعْضهَا يكفر بَعْضًا، وَكَذَلِكَ الْيَهُود، وَالنَّصَارَى تكفر الْيَهُود، وَالْيَهُود تكفرهم، وَكَانُوا أُمروا بِشَيْء وَاحِد. اللحيانيّ عَن الْكسَائي: قَالَ يُونُس: شاعكم الله بِالسَّلَامِ يشاعكم شَيْعاً أَي ملأكم. وَقد قيل: أشاعكم الله بِالسَّلَامِ يُشيعكم إِشَاعَة. وَيُقَال: شاعك الْخَيْر أَي لَا فارقك، قَالَ لبيد: فشاعهم حمد وزانت قُبُورهم أَسِرَّةُ رَيْحانٍ بقاعٍ مُنَوِّرِ وَيُقَال فلَان يُشيِّعه على ذَلِك مَال أَي يقوّيه. قَالَ الْأَصْمَعِي: وَمِنْه تشييع النَّار بإلقاء الْحَطب عَلَيْهَا يقويها. أَبُو سعيد: هما متشايعان ومشتاعان فِي دَار أَو أَرض

إِذا كَانَا شَرِيكَيْنِ فِيهَا، وهم شُيعاء فِيهَا، وكل وَاحِد مِنْهُم شُيِّع لصَاحبه، وَهَذِه الدَّار شَيِّعة بَينهم أَي مُشَاعة، وَقَالَ: كل شَيْء يكون بِهِ تَمام الشَّيْء أَو زِيَادَته فَهُوَ شِيَاع لَهُ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال لما انْتَشَر من أَبْوَال الْإِبِل إِذا ضربهَا الْفَحْل فأشاعت ببولها: شاعٌ، وَأنْشد: يقطّعن للإبْسَاس شاعاً كَأَنَّهُ جَدَايا على الأنساء مِنْهَا بصائر والجمل أَيْضا يقطِّع ببوله إِذا هاج، وبوله شاعٌ. وَأنْشد: وَلَقَد رمى بالشاع عِنْد مُنَاخِه ورغا وهدَّر أيَّما تهدير أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: جَاءَت الْخَيل شواعيّ وشوائع، مُتَفَرِّقَة، وَأنْشد للأجدع ابْن مَالك أبي مَسْرُوق بن الأجدع. وَكَأن صرعاها كِعَابُ مقامر ضُرِبَتْ على شُزُنٍ فهنّ شواعي وَقَالَ شمر: شاعة الرجل: امْرَأَته، وَقَالَ رجل لعبد الْمطلب: هَل لَك شاعة؟ أَي امْرَأَة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه سمع أَبَا المكارم يذمّ رجلا فَقَالَ: ضَبّ مَشِعٌ، أَرَادَ أَنه مثل الضبّ الحقود لَا ينْتَفع بِهِ، المَشِيع من قَوْلك: شِعْتُه أشِيعه شَيْعاً إِذا ملأته. قَالَ: والشاعة: الْأَخْبَار المنتشِرة. شوع: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: شَوُع رَأسه يَشْوُعُ شَوَعاً إِذا اشعانّ. قلت: هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عمر عَنهُ، وَالْقِيَاس: شَوِع رَأسه يَشْوَع شَوَعاً. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للرجل: شُعْ شُع إِذا أَمرته بالتقشّف وَتَطْوِيل الشّعْر، وَمِنْه قيل فلَان ابْن أَشوع. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ قَالَ: الشُّوع: شجر البان. وَقَالَ قيس بن الخَطِيم: بحافتيه الشُّوع والغِرْيَفِ شعا: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الشاعي الْبعيد. قَالَ: والشَّعْو: انتفاش الشَعَر. الشُعَا خُصَل الشّعْر المشْعانّ. وَقَالَ أَبُو عبيد قَالَ الْأَصْمَعِي: الْغَارة الشعواء: المتفرقة، وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: ماويّ يَا ربّمّا غارةٍ شعواء كاللذعة بالمِيسَم وَقَالَ اللَّيْث: أشعى الْقَوْم الْغَارة وأشعلوها. عَمْرو عَن أَبِيه: الشَّعْوانَة الجُمَّة من الشّعْر المُشعانِّ. قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: شَعِيَت الْغَارة تَشْعَى شَعاً إِذا انتشرت فَهِيَ شعواء، كَمَا يُقَال: عَشِيت الْمَرْأَة تعشى عَشاً فَهِيَ عَشْواء. وشع: أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْعَبَّاس عَن سَلَمة عَن الْفراء: يُقَال: توشَّعَ فلَان فِي الْجَبَل إِذا صعَّد فِيهِ، وَأنْشد: وَيْلُمِّها لِقْحَةَ شِيخ قد نَحَلْ حَوْسَاءُ فِي السهل وشُوعٌ فِي الْجَبَل قَالَ وَأخْبرنَا عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال وَشَع فِي الْجَبَل يَشَعُ وُشُوعاً مثله. أَبُو عبيد عَن الْفراء وَشَعَ فلَان الْجَبَل يَشَعُ وشْعاً إِذا علاهُ. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الوشيع:

باب العين والضاد

عَلَم للثوب. والوشيع: كُبَّة الْغَزل. والوشيع: خَشَبَة الحائك الَّتِي يسميها النَّاس الحَفَّ، وَهُوَ عِنْد الْعَرَب الحِلْوُ إِذا كَانَت صَغِيرَة، والوشيع إِذا كَانَت كَبِيرَة قَالَ: والوشيع الخُصُّ. والوشيع: سقف الْبَيْت. والوشيع: عَرِيش يبْنى للرئيس فِي المعسكر يُشرف مِنْهُ على عسكره. أَبُو عبيد: الوَشِيع: القصبة الَّتِي يَجْعَل النسَّاج فِيهَا لُحْمة الثَّوْب للنسج. وَقَالَ اللَّيْث: الوَشِيعة، وَجَمعهَا وشائع وَهِي خَشَبَة يُلْوى عَلَيْهَا الْغَزل من ألوان شتّى من الوَشْي وَغير ألوان الوشي. وكلُّ لَفِيفة مِنْهَا وشيعة. وَمن هُنَاكَ سُمّيت قَصَبَة الحائك وشيعة؛ لِأَن فِيهَا يُوَشَّع الْغَزل. وَأنْشد قَوْله: نَدْف القِياس القُطْن الموشَّعا قَالَ: وتوشيعه: أَن يُلفّ بعد الندْفِ. أَبُو سعيد الوشِيع: خَشَبَة غَلِيظَة تُوضَع على رَأس الْبِئْر يقوم عَلَيْهَا الساقي، وَقَالَ الطرماح يصف صائداً: فأزَلّ السهمَ عَنْهَا كَمَا زلّ بالسّاقي وشيعُ المُقَامْ قَالَ وَوَشَّعَ كَرْمَهُ إِذا بنى جِدَاره بقَصَب أَو سعف يُشَبِّكُ الْجِدَار بِهِ، وَهُوَ التوشيع، ووشّعت المرأةُ قطنها إِذا فَرَّصَتْه وهيّأته للندف بعد الحَلْج. وَهُوَ مثل التزبيد والتسبيخ وتوشّع الشيبُ رَأْسَهُ إِذا علاهُ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: توزّع بَنو فلَان ضيوفهم وتوشّعوهم سواءٌ، أَي ذَهَبُوا بهم إِلَى بُيُوتهم كلّ رجل مِنْهُم بطَائفَة. قَالَ: وَيُقَال: وَشَع فِيهِ القَتِيرُ ووشَّع وأتلعَ فِيهِ القتيرُ وسبّل فِيهِ الشيب ونصل بِمَعْنى وَاحِد، وَيُقَال لِمَا كِسا الغازلُ المِغْزَلَ. وَشِيعةٌ ووَلِيعة وسَليخة ونصْلَه وَيُقَال وَشْعٌ من خبر ووَشْم ووُشُوم وشمع وشموع وَكَذَلِكَ أثر وآثار. اللَّيْث: الوَشْعُ: شجر البان، والجميع الوشُوع. قَالَ: والوَشْع من زهر الْبُقُول مَا اجْتمع على أطرافها فَهُوَ وَشْعٌ ووشوع، قَالَ وَوَشَّعَتْ البقلةُ إِذا انفرجت زَهَرتها، قَالَ: والشُّوع أَيْضا: شَجَرَة البان، الْوَاحِدَة شُوعَة، وَأنْشد قَول الطرماح: فَمَا جَلسُ أبكارٍ أطَاع لسَرْحها جَنَى ثَمَر بالواديين وَشُوعُ قَالَ ويروى: وُشوع بِضَم الْوَاو، فَمن رَوَاهُ بِفَتْح الْوَاو: وَشوع فالواو وَاو النسق، وَمن رَوَاهُ: وُشوع فَهُوَ جمع وَشْع وَهُوَ زهر زَهَر الْبُقُول. (بَاب الْعين وَالضَّاد) ع ض (وَا يء) عضا، عوض، ضَاعَ، ضعا، ضوع، وضع. عضا: العِضْو والعُضو: الْوَاحِد من أَعْضَاء الشَّاة وَغَيرهَا، وَقد عضَّيْتُ الشَّاة والجَزُور تعضِية إِذا جَعلتهَا أَعْضَاء وقسمتها، وَفِي الحَدِيث عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَا تعضية فِي مِيرَاث إلاّ فِيمَا حمل القَسْمَ) . قَالَ أَبُو عبيد: هُوَ أَن يَمُوت الْمَيِّت ويَدَع شَيْئا إِن قُسم بَين ورثته كَانَ فِي ذَلِك ضَرَر على جَمِيعهم أَو على بَعضهم. يَقُول: فَلَا يقسم. والتعضية: التَّفْرِيق وَهُوَ

مَأْخُوذ من الْأَعْضَاء. يُقَال: عضيت اللَّحْم إِذا فرقته. قَالَ: وَالشَّيْء الَّذِي لَا يَحمل القَسْم مثل الحبّة من الْجَوْهَر؛ لِأَنَّهَا إِن فُرّقت لم ينتفَع بهَا، وَكَذَلِكَ الحمّام والطيلسان من الثِّيَاب وَمَا أشبهه. وَإِذا أَرَادَ بَعْضٌ القَسْمَ لم يُجَب إِلَيْهِ، وَلَكِن يُبَاع ثمَّ يقسم ثمنه بَينهم. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {الَّذِينَ جَعَلُواْ الْقُرْءَانَ عِضِينَ} (الحِجر: 91) . قَالَ اللَّيْث أَي جَعَلُوهُ عِضَةً عضةً فَتَفَرَّقُوا فِيهِ أَي آمنُوا بِبَعْضِه، قَالَ: وكل قِطْعَة عِضة. وَقَالَ غَيره: العضة من الْأَسْمَاء النَّاقِصَة؛ وَأَصلهَا عِضْوة، فنُقصت الواوُ، كَمَا قَالُوا: عِزَة وَأَصلهَا عِزْوة، وثُبَة وَأَصلهَا ثُبْوة من ثَبَّيْتُ الشَّيْء إِذا جمعته، وَتجمع عِزة عزين، وثُبة ثُبات وثُبِينِ. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي فِي قَول الله جلّ وعزّ: {الَّذِينَ جَعَلُواْ الْقُرْءَانَ عِضِينَ} (الحِجر: 91) : فرقوا فِيهِ القَوْل، فَقَالُوا شعر وسحر وكهانة. وَقَالَ الزّجاج: يُروى أَن الْمُشْركين قَالُوا فِي الْقُرْآن: أساطير الْأَوَّلين، وَقَالُوا: سحر، وَقَالُوا: شعر، وَقَالُوا: كِهَانة فقسموه هَذِه الْأَقْسَام، وعضَّوه أَعْضَاء. قَالَ: وَقيل: إِن أهل الْكتاب آمنُوا بِبَعْض وَكَفرُوا بِبَعْض كَمَا فعل الْمُشْركُونَ. وَقَالَ الفرّاء: العِضُون فِي كَلَام الْعَرَب: السحر، وَوَاحِد العضين عِضَة. قَالَ وَيُقَال: عضَّوه أَي فرقوهُ كَمَا تُعَضَّى الشَّاة. قلت أَنا: من جعل تَفْسِير عضين السحر جعل وَاحِدهَا عِضة، وَقَالَ هِيَ فِي الأَصْل عِضْهة والعِضَةُ السحر والعاضه السَّاحر، ثمَّ حذفت الْهَاء الْأَصْلِيَّة من عضهة وَتبقى عِضَةٌ، كَمَا قَالُوا شفة، وَالْأَصْل شَفْهَةٌ، وَسنة الأَصْل سَنْهَةٌ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: العِضَةُ والتِّوَلة: السحر، قَالَ: وعضا مَالا يعضوه إِذا فرقه. عوض: اللَّيْث: العَوْض: مصدر قَوْلك: عاض يَعُوض عَوْضاً وعِياضاً، وَالِاسْم العِوَض، والمستعمل التعويض. تَقول: عوّضْتُه من هِبته خيرا. واعتاضني فلَان إِذا جَاءَ طَالبا للعوض والصلة، واستعاضني إِذا سَأَلَك الْعِوَض. وَأنْشد: نعم الْفَتى ومَرْغَب المعتاض وَالله يَجْزِي الْقَرْض بالإقراض يَقُول: نعم مرغب الطَّالِب للعوض وعاوضت فلَانا بِعوَض فِي البيع وَالْأَخْذ والإعطاء، وَيُقَال: اعتضته مِمَّا أَعْطيته وعِضْت: أصبت عوضا، وَأنْشد: هَل لَكِ والعارض مِنْك عائض فِي هَجْمة يُغْدِرُ مِنْهَا الْقَابِض أَي هَل لَك فِي الْعَارِض مِنْك على الْفضل فِي مائَة يُسْئِرُ مِنْهَا الْقَابِض. قَالَ: وَهَذَا رجل خطب امْرَأَة فَقَالَ: أُعْطِيك مائَة من الْإِبِل يدع مِنْهَا الَّذِي يقبضهَا من كثرتها، يدع بَعْضهَا لَا يُطيق شَلّها. وَأَنا معارِضك، أُعطي الْإِبِل وآخذ نَفْسك فَأَنا عائض، أَي قد صَار مِنْك الْعِوَض كُله لي. قلت: قَوْله عائض من عِضْت أَي أخذت

عوضا لم أسمعهُ لغير اللَّيْث، وعائض من عاض يعوض إِذا أعْطى العِوض، وَالْمعْنَى: هَل لَك فِي هَجْمة أتزوّجك عَلَيْهَا، والعارض مِنْك أَي المعطِي عَرْضاً بذلك عائِض أَي معوِّص عِوَضاً ترضينه وَهُوَ الهَجْمة من الْإِبِل. وَقَالَ اللَّيْث: عَوْضُ كلمة تجْرِي مجْرى الْيَمين. وَبَعض النَّاس يَقُول: هُوَ الدَّهْر وَالزَّمَان. يَقُول الرجل لصَاحبه: عوضُ لَا يكون ذَلِك أبدا، فَلَو كَانَ عوضُ اسْما للزمان إِذا لجرى بِالتَّنْوِينِ، وَلكنه حرف يُرَاد بِهِ الْقسم، كَمَا أَن أَجَلْ وَنَحْوهَا ممّا لم يتمكّن فِي التصريف حُمل على غير الْإِعْرَاب. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْكسَائي: عوضُ بِضَم الضَّاد غير منوّن: الدَّهْر. وَقَالَ الْأَعْشَى: رضيعي لبانٍ ثَدْيَ أمّ تقاسما بأَسحم داج عوض لانتفرق قَالَ أَبُو زيد قَوْله: عَوْض أَي أبدا، قَالَ وَأَرَادَ بأسحم داج: اللَّيْل. وَيجوز عوضَ لَا نتفرق بِالْفَتْح. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو زيد، عوضُ لَا أفعل ذَلِك. وعوضَ كِلَاهُمَا بِغَيْر تَنْوِين. وَالنّصب فِي عَوْض أَكثر وَأفْشى. قَالَ: وَقَالَ الْأمَوِي: عوضَ، وَمن ذِي عوض. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: لَا أَفعلهُ عَوْضَ العائضين، وَلَا دهر الداهرين أَي لَا أَفعلهُ أبدا. قَالَ وَيُقَال: مَا رَأَيْت مثله عَوْض أَي لم أر مثله قطّ. وَأنْشد: فَلم أر عَاما عَوْض أَكثر هَالكا وَوجه غُلَام يَشْتَرِي وغلامَهْ وَيُقَال: عاهده لَا يُفَارِقهُ عوضُ أَي أبدا. وَيُقَال تعاوض الْقَوْم تعاوضاً أَي ثاب مَالهم ورجالهم بعد قلّة. وَقَالَ اللَّيْث: أَرَادَ الْأَعْشَى بقوله بأسحم داج سَواد حَلَمة ثدي أمّه. أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ والمفضل بن سَلمَة عَن أَبِيه عَن الْفراء أَنه قَالَ: لَقيته من ذِي قِبَلٍ وقَبَلٍ وَمن ذِي عِوَض وعَوَض وَمن ذِي أُنَفٍ، أَي فِيمَا يسْتَقْبل. ضوع: قَالَ اللَّيْث الضَوَع: تضوّع الرّيح الطيّبة أَيْن نفحتُها. وَأنْشد: إِذا قامتا تضوَّع الْمسك مِنْهُمَا قلت وَمن الْعَرَب من يسْتَعْمل التضوع فِي الرَّائِحَة المصِنّة. وَمِنْه قَوْله: يتضوّعن لَو تضمخن بالمس ك صُماحاً كَأَنَّهُ ريح مَرْق والصُّماح: الرّيح المنتن والمَرْق: الإهاب الَّذِي عُطِّن فَأَنْتن. وَقَالَ اللَّيْث: ضَاعَ الصبيّ يضوع، وَهُوَ تضوّره فِي الْبكاء فِي شدّة وَرفع صَوت. قَالَ: والصبيّ بكاؤه تضوّع، وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس يصف امْرَأَة: يعزّ عَلَيْهَا رِقْبَتي ويسوءها بكاه فتثنى الْجيد أَن يتضوعا يَقُول تثنى الْجيد إِلَى صبيّها حذارَ أَن يتضوع. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: ضَاعَ الطَّائِر إِذا زقّه. وَتقول مِنْهُ: ضُعْ ضُع إِذا أَمرته بزقّه.

وَقَالَ ابْن السّكيت ضاعه ذَلِك يضوعه إِذا حرّكه. وَأنْشد: يَضُوع فُؤَادَها مِنْهُ بُغام أَي يحرّكه: قَالَ: وتضوّع الرّيح إِذا تحرّك. وَقَالَ غَيره: ضاعني أَمر كَذَا وَكَذَا يَضُوعني إِذا أفزعني. وَرجل مَضُوع أَي مذعور. وَقَالَ الكُمَيت: رِئاب الصُدُوع غِيَاث المَضُو ع لأمَّته الصَّدَرُ المُبْجِل وَيُقَال: لَا يَضُوعنَّك مَا تسمع مِنْهُ، أَي لَا تكترث لَهُ. وانضاع الفرخ والتضوّع إِذا بسط جناحيه إِلَى أمّه لتَزَقَّه، أَو فَزِعَ من شَيْء فتضوّر مِنْهُ، وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: فُرَيخان ينضاعان بِالْفَجْرِ كلّما أحسّا دويّ الرّيح أَو صَوت ناعب وَقَالَ اللَّيْث: الضُّوَع: طَائِر من طير اللَّيْل من جنس الْهَام. قَالَ: وَقَالَ أَبُو الدُّقَيْشِ: هَذَا الطَّائِر إِذا أحسّ بالصَّباح صدح. وَقَالَ الْأَعْشَى يصف فلاة: لَا يسمع الْمَرْء فِيهَا مَا يؤنّسه بِاللَّيْلِ إلاّ نئيم البوم والضُّوَعا قَرَأت بِخَط أبي الْهَيْثَم: والضِّوَعا، بِكَسْر الضَّاد، وَجمعه: ضيعان، وهما لُغَتَانِ: ضُوَعٌ وضِوَعٌ، وَنصب الضُّوَع بنية النَّئيم، كَأَنَّهُ قَالَ: إِلَّا نئيم البوم وصياح الضُّوَع، فَأَقَامَ الضُّوع مقَام الصياح. ضيع: وَمن ذَوَات الْيَاء فِي هَذَا الْبَاب ضَاعَ الشَّيْء يضيع ضيَاعًا وَضيْعة. وَترك فلَان عِيَاله بمَضْيعة ومَضِيعة. وأضاع الرجل عِيَاله وَمَاله، وضيّعهم إِضَاعَة وتضييعاً، فَهُوَ مُضِيع ومُضيِّع. وضَيْعة الرجل: حِرفته وصناعته وكَسْبه. يُقَال: مَا ضيعتك؟ أَي مَا حرفتك. وَإِذا انتشرت على الرجل أَسبَابه قيل: فَشَتْ ضَيْعته حَتَّى لَا يدْرِي بأيّها يبْدَأ. وَمعنى قَوْله فَشَتْ أَي كثرت. وَقَالَ ابْن السّكيت: أضاع الرجل فَهُوَ مُضيع إِذا كثرت ضَيْعته وفشت. وَأنْشد قَول الشمّاخ: أعائش مَا لأهْلك لَا أَرَاهُم يُضيعون السوام مَعَ المضيع وَكَيف يُضيع صاحبُ مُدفَآت على أثباجهن من الصقيع وَقَالَ الْبَاهِلِيّ: كَانَ الشمّاخ صَاحب إبل يلْزمهَا وَيكون فِيهَا، فَقَالَت لَهُ هَذِه الْمَرْأَة: إِنَّك قد أفنيت شبابك فِي رَعْي الْإِبِل. مَالك لَا تنْفق مَالك وَلَا تتفتَّى فَقَالَ لَهَا الشمّاخ: مَا لأهْلك لَا يَفْعَلُونَ ذَلِك وَأَنت تأمرينني أَن أَفعلهُ. ثمَّ قَالَ لَهَا: وَكَيف أُضيع إبِلا هَذِه الصفةُ صفتهَا. ودلّ على هَذِه قَوْله على أثر هَذَا الْبَيْت: لمالُ الْمَرْء يُصلحه فيُغني مفاقرَه أعفُّ من القُنُوع يَقُول: لِأَن يصلح الْمَرْء مَاله وَيقوم عَلَيْهِ وَلَا يضيعه خير من القُنُوع وَهُوَ الْمَسْأَلَة. وَقَالَ اللَّيْث: الضِّياع: الْمنَازل، سميت ضيَاعًا لِأَنَّهَا تَضيع إِذا تُرك تعهّدها وعمارتها. وَقَالَ شمر: كَانَت ضَيْعَة الْعَرَب سياسة الْإِبِل وَالْغنم. وَيدخل فِي الضَّيْعَة الحِرفة وَالتِّجَارَة. يُقَال للرجل قُم إِلَى ضيعتك.

قلت: الضَيْعة والضِّيَاع عِنْد الْحَاضِرَة: مَال الرجل من النّخل والكَرْم وَالْأَرْض وَالْعرب لَا تعرف الضَّيْعَة إِلَّا الحرفة والصناعة، وسمعتهم يَقُولُونَ: ضَيْعَة فلَان الخِرازة، وضيعة آخر الفَتْل، وسَفّ الخُوص وَعمل النّخل ورعي الْإِبِل وَمَا أشبه ذَلِك. وَمن أمثالهم: إِنِّي لأرى ضَيعةَ، لَا يصلحها إِلَّا ضجعة، قَالَه رَاع رَفَضت عَلَيْهِ إبلُه فِي المرعى، فَأَرَادَ جمعهَا فتبدّدت عَلَيْهِ، فاستغاث حِين عجز بِالنَّوْمِ. وَقَالَ جرير: وقلن تروحّ لَا تكن لَك ضَيْعة وقلبك مَشْغُول وهنّ شواغله وَقد تكون الضَّيْعَة من الضيَاع. وَقَالَ النَّضر فِي قَوْله من ترك ضيَاعًا فإليّ قَالَ: الضّيَاع: الْعِيَال. وَقَالَ ابْن السّكيت: من أمثالهم: الصيفَ ضيعتِ اللَّبن إِذا خُوطِبَ بِهِ الْمُذكر أَو الْمُؤَنَّث أَو الِاثْنَان أَو الْجَمِيع فَهِيَ مَكْسُورَة التَّاء لِأَن الْمثل خُوطِبَ بِهِ الْمَرْأَة فَجرى المَثَل على الأَصْل. وضع: شمر عَن أبي زيد: وضعت النَّاقة وَهُوَ نَحْو الرقَصَان. أوضعتها أَنا. قَالَ: وَقَالَ ابْن شُمَيْل: وضع الْبَعِير إِذا عدا، وأوضعته أَنا إِذا حملتَه عَلَيْهِ. وَقَالَ اللَّيْث الدَّابَّة تضع السّير وَضْعاً، وَهُوَ سير دون. يُقَال: إِنَّهَا لحسنة الْمَوْضُوع. وَأنْشد: بِمَاذَا تردّين امْرأ جَاءَ لَا يرى كودّك ودّاً قد أكلّ وأوضعا قَالَ: يُرِيد أوضعها راكبها، وَهُوَ ذَلِك السّير الدون. وَمِنْه: {ولاََوْضَعُواْ خِلَالَكُمْ} (التّوبَة: 47) . قلت: قَول اللَّيْث: الْوَضع: سير دونٌ لَيْسَ بِصَحِيح، الْوَضع هُوَ العَدْو. وَاعْتبر اللَّيْث اللَّفْظ، وَلم يعرف كَلَام الْعَرَب فِيهِ. فأمّا قَول الله تَعَالَى: {ولاََوْضَعُواْ خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ} (التّوبَة: 47) فَإِن الْفراء قَالَ: الْعَرَب تَقول أوضع الرَّاكِب وَوضعت النَّاقة، وَرُبمَا قَالُوا للراكب وَضَع وَأنْشد: ألفيتني مُحْتَمِلاً بَزِّي أَضَع وَقَالَ الْأَخْفَش: يُقَال أوضعتُ، وَجئْت موضِعاً. وَلَا توقعه على شَيْء. وَيُقَال من أَيْن أوضع الراكبُ وَمن أَيْن أوضح الرَّاكِب. هَذَا الْكَلَام الجيّد. قَالَ: وَقد يَقُول بعض قيس: أَوضعت بَعِيري فَلَا يكون لحناً. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه سَمعه يَقُول بعد مَا عُرض عَلَيْهِ كَلَام الْأَخْفَش هَذَا. وَقَالَ يُقَال: وضعُ البعيرُ يضع وَضْعاً إِذا عدا فَهُوَ وَاضع، أوضعته أَنا أُوضعه إيضاعاً قَالَ وَيُقَال: وضع الرجل إِذا عدا يضع وَضْعاً. وَأنْشد: يَا لَيْتَني فِيهَا جذع أَخُبَّ فِيهَا وأضع أخُبّ من الخبب، وأضع أَي أَعْدو من الْوَضع. قَالَ وَقَول الله: {أَي أوضعوا مراكبهم خلالكم لَهُم قَالَ: وأمَّا قَوَائِم: إِذا طَرَأَ عَلَيْهِم الرَّاكِب: من أَيْن أوضح الراكبُ فَمَعْنَاه من أَيْن أنشأ، وَلَيْسَ من الإيضاع فِي شَيْء.

قلت: وَكَلَام الْعَرَب على مَا قَالَ أَبُو الْهَيْثَم. وَقد سمعتُ نَحوا مِمَّا قَالَ من بعض الْعَرَب. ورُوي عَن النَّبِي أَنه أَفَاضَ من عَرَفَة وَعَلِيهِ السَكِينة، وأوضع فِي وَادي مُحَسِّر. وَقَالَ أَبُو عبيد: الإيضاع: سير مثل الخَبَب، وَأنْشد: إِذا أُعطيتُ رَاحِلَة ورَحْلا وَلم أُوضِع فَقَامَ عليَّ ناعِي قلت الإيضاع: أَن يُعْدِي بعيره ويحملَه على العَدْو الحثيث. وَفِي الحَدِيث عَن النَّبِي أَنه دفع من عَرَفَات وَهُوَ يسير العَنَق، فَإِذا وجد فَجْوة نصّ. فالنصّ التحريك حَتَّى يسْتَخْرج من الدَّابَّة أقْصَى سَيرهَا، وكذل الإيضاع. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: وضعت الشَّيْء أَضَعهُ وضعا، وَهُوَ ضدّ رفعته. وَرجل وضيع، وَقد وضُع يَوْضُع وَضَاعة وضَعَةً. وَهُوَ ضدّ الشريف. ووُضِع فلَان فِي تِجَارَته فَهُوَ مَوْضُوع فِيهَا إِذا خسِر فِيهَا. قَالَ: والوضائع: قوم كَانَ كسْرَى ينقلهم من بِلَادهمْ، ويُسكنهم أَرضًا أُخْرَى حَتَّى يصيروا بهَا وَضِيعةً أبدا. قَالَ والوضيعة: قوم من الْجند يَجْعَل أَسمَاؤُهُم فِي كُورة لَا يَغْزُون مِنْهَا. قلت: أمّا الوضائع الَّذين وَصفهم فهم شبه الرهائن، كَانَ كسْرَى يرتهنهم ويُنزلهم بعض بِلَاده. وَقَالَ اللَّيْث: والخيَّاط يُوضِّع الْقطن توضيعاً على الثَّوْب. والمواضع مَعْرُوفَة وَاحِدهَا مَوضِع. والمواضعة: أَن تواضع صَاحبك أمرا تناظره فِيهِ وَيُقَال: دخل فلَان أمرا فَوَضعه دُخُوله فِيهِ فاتّضع. قَالَ: والتواضع التذلّل. فَهَذَا جَمِيع مَا ذكره اللَّيْث فِي بَاب وضع. الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت: يُقَال هَؤُلَاءِ أَصْحَاب وَضِيعة أَي أَصْحَاب حَمْض مقيمون لَا يخرجُون مِنْهُ، وَهِي إبل وَاضِعَة أَي مُقِيمَة فِي الحَمْض. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الحَمْضُ يُقَال لَهُ الوَضِيعة. وَالْجمع وَضَائع. وَقد وَضَعت الْإِبِل تضع إِذا رعت الحمض. وَقَالَ أَبُو زيد إِذا رعت الإبلُ الحَمْض حول المَاء فَلم تَبْرَح قيل: وضعت تضع وَضِيعة، ووضعتها أَنا فَهِيَ مَوْضُوعَة. ابْن الْأَعرَابِي: تَقول الْعَرَب: أُوْضِعْ بِنَا وأَخْلِلْ، والإيضاع فِي الحَمْضِ والإخلال فِي الخُلَّة وَأنْشد: وَضعهَا قيس وَهِي نزائع فطرحت أَوْلَادهَا الوضائع وَقَالَ أَبُو سعيد الوَضِيعة: الحَطِيطة. وَقد استوضع مِنْهُ إِذا استحطّ. وَقَالَ جرير: كَانُوا كمشتركين لمّا بَايعُوا خسِروا وشَفَّ عَلَيْهِم فاستَوْضعوا قَالَ: والوضائع: مَا يَأْخُذهُ السُّلْطَان من الْخراج والعُشُور. والوضيع: أَن يوضع التَّمْر قبل أَن يجفّ، فَيُوضَع فِي الجَرِين. وَفِي الحَدِيث (من رفع السِّلَاح ثمَّ وَضعه

فدمه هَدَر) ، وَقَالَ بَعضهم فِي قَوْله: (ثمَّ وَضعه) أَي ضرب بِهِ. وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَنه وَضعه من يَده، وَقَالَ سُدَيف: فضع السَّوْط وارفع السَّيْف حتّى لَا ترى فَوق ظهرهَا أمويّا إِن مَعْنَاهُ: ضع السَّوْط على بدن من تبسطه عَلَيْهِ وارفع السَّيْف لقتلهم. وَيُقَال: وضع يَده فِي الطَّعَام إِذا أكله. وَإِذا عاكم. وأذاعا كم الرجل صاحبَه الأعدالَ يَقُول أَحدهمَا لصَاحبه: واضِع أَي أمِل العِدْل على المِرْبعة الَّتِي يحْملَانِ الْعدْل بهَا فَإِذا أمره بِالرَّفْع قَالَ رَابِع. قلت: وَهَذَا من كَلَام الْعَرَب إِذا اعتكموا أَبُو عبيد عَن اليزيدي: مَا حَملته أمّه وُضْعاً أَي مَا حَملته على حَيْض. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: وضعت الْمَرْأَة فَهِيَ تضع وُضعاً وتُضْعاً فَهِيَ وَاضع. وَقَالَ ابْن السّكيت: وضع الْبَعِير فِي سيره يضع وضعا إِذا أسْرع. والوُضع: أَن تحمل الْمَرْأَة فِي آخر طهرهَا فِي مُقْبَل الْحيض. وَهُوَ التُّضْع أَيْضا. وَأنْشد: تَقول والْجُرْدان فِيهَا مكتنِع أما تخَاف حَبَلاً على تُضُع أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: امْرَأَة وَاضع بِغَيْر هَاء إِذا وضعت خمارها. وَيُقَال: إِن بلدكم لمتواضع عنَا كَقَوْلِك: متراخٍ ومتباعد. وَقَالَ ذُو الرمَّة: دَوَاء لغَوْل النازح المتواضع وَقَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ المتخاشع من بُعده ترَاهُ من بعيد لاصقاً بِالْأَرْضِ. وتواضع مَا بَيْننَا أَي بعد. وَيُقَال: وضع الْبَعِير حَكَمته إِذا طامن رَأسه وأسرع. وَيُرَاد بحَكَمته لَحْياه. وَقَالَ ابْن مقبل. فهَنَّ سَمَام وَاضع حكماته مخوّية أعجازه وكراكره ولِوى الوضيعة: رَملَة مَعْرُوفَة. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: فرس موضِّع إِذا كَانَ يفترش وظيفه، ثمَّ يُتبع ذَلِك مَا فَوْقه من خَلفه، وَهُوَ عيب. ووضّعت النعامةُ بيضها إِذا رَثَدته، وَهُوَ بَيْض موضّع: منضود. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْعَبَّاس أَنه قَالَ: يُقَال فِي فلَان توضيع أَي تخنيث. وَفُلَان موضَّع إِذا كَانَ مخنَّثاً. وَيُقَال للوديعة: وضيع. وَقد وضَعْت عِنْد فلَان وضِيعاً إِذا استودعته وَدِيعَة. وَيُقَال: اتّضع فلَان بعيره إِذا كَانَ قَائِما فطامن من عُنُقه ليركبه، وَقَالَ الْكُمَيْت: أصبحتَ فَرْعاً فُدَادياً بك اتّضعت زيد مراكبها فِي الْمجد إِذا ركبُوا فَجعل اتّضع متعدّياً. وَقد يكون لَازِما يُقَال: وَضعته فاتّضع. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الواضعة: الرَّوْضَة. أَبُو عبيد عَن اليزيدي: وُضِعت فِي مَالِي وأُوضعت ووُكست وأُوكِست. الْفراء لَهُ فِي قلبِي مَوْضِعة وموقِعة أَي محبّة. ضعا: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الضَعَة: شجر مثل الثُمَام وَجمعه ضَعَوات وَقَالَ جرير:

باب العين والصاد

متخذاً فِي ضَعَوات تَوْلجا قلت الضعة كَانَت فِي الأَصْل، ضَعْوَة نُقص مِنْهَا الْوَاو، أَلا تراهم جمعوها ضَعَوات. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ: ضعا إِذا اخْتَبَأَ، وطعا بِالطَّاءِ إِذا ذَلّ. وطعا إِذا تبَاعد أَيْضا. قلت قَوْله ضعا إِذا اخْتَبَأَ، وَقَالَ فِي مَوضِع آخر إِذا استتر مَأْخُوذ من الضعوة وَكَأَنَّهُ اتخذ فِيهَا تولجا أَي سَرَباً فَدخل فِيهِ مستتراً. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الأضعاء السِّفَل. (بَاب الْعين وَالصَّاد) ع ص (وَا يء) عَصا، عيص، صعا، صوع، وصع، عوص. وعص. ولاََوْضَعُواْ خِلَالَكُمْ} (مهمل) . عَصا: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لرجل: (لَا ترفع عصاك عَن أهلك) . قَالَ أَبُو عبيد قَالَ الْكسَائي وَغَيره: يُقَال: إِنَّه لم يُرد الْعَصَا الَّتِي يَضرب بهَا، وَلَا أَمر أحدا قطّ بذلك، وَلكنه أَرَادَ الْأَدَب. قَالَ أَبُو عبيد: وأصل الْعَصَا الِاجْتِمَاع والائتلاف، وَمِنْه قيل للخوارج: قد شقُّوا عَصا الْمُسلمين، أَي فرَّقوا جَمَاعَتهمْ. وَقَول الْقَائِل: إياك وقتيل الْعَصَا يَقُول: إياك أَن تكون قَاتلا أَو مقتولاً فِي شقّ عَصا الْمُسلمين، وَمِنْه قيل للرجل إِذا أَقَامَ بِالْمَكَانِ واطمأنّ وَاجْتمعَ إِلَيْهِ أمره: قد ألْقى عَصَاهُ وَألقى بَوَانِبَه، وَقَالَ الشَّاعِر: فَأَلْقَت عصاها واستقرت بهَا النَّوَى كَمَا قرَّ عينا بالإياب الْمُسَافِر وَيُقَال للرجل إِذا كَانَ رَفِيقًا حسن السياسة لما يَلِي: إِنَّه لليّن الْعَصَا، وَقَالَ مَعْن بن أَوْس المُزَني: عَلَيْهِ شَريب وادع ليَّن الْعَصَا يساجلها جُماتِهُ وتساجله وَقَالَ اللَّيْث فِي معنى الْبَيْت الأول فَأَلْقَت عصاها: كَانَت هَذِه امْرَأَة كلّما تزوّجت زوجا فارقته واستبدلت آخر، وَكَانَ عَلامَة إبائها ألاّ تكشف رَأسهَا فلمّا رضيت آخر أزواجها كشفت قناعها. أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: يُقَال: عَصَوته بالعصا. قَالَ: وكرهها بَعضهم وَقَالَ عَصِيت بالعصا ثمَّ ضَربته بهَا فَأَنا أَعْصى حَتَّى قالوها فِي السَّيْف تَشْبِيها بالعصى، وَقَالَ جرير: تصف السيوف وغيركم يَعْصى بهَا يَا ابْن القيون وَذَاكَ فعل الصيقل وَقَالَ أَبُو زيد: عَصِيَ فِي الْقَوْم بِسَيْفِهِ وَعَصَاهُ فَهُوَ يَعْصَى فيهم إِذا عاث فيهم عَيْثاً، وَالِاسْم الْعَصَا. أَبُو نصر عَن الأصمعيّ: عَصَاهُ بالعصا فَهُوَ يعصوه عَصْواً إِذا ضربه بالعصا. وَهُوَ يعتصي على عَصا جيّدة أَي يتوكَّأ. وَيُقَال: عَصا وعَصَوان وعُصِيّ فِي الْجمع. وَيُقَال: عِصِيّ. وَيُقَال لِلرَّاعِي إِذا كَانَ قَوِيا على إبِله ضابطاً لَهَا إِنَّه لصُلْب الْعَصَا وشديد العصاء وَمِنْه قَول عُمَر بن لَجأ: صُلْبُ الْعَصَا جافٍ عَن التغزُّل

أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ فِي بَاب تَشْبِيه الرجل بِأَبِيهِ: الْعَصَا من العُصَيّة. قَالَ أَبُو عبيد هَكَذَا قَالَ، وَأَنا أَحْسبهُ العُصَيَّة من الْعَصَا، إِلَّا أَن يُرَاد بِهِ أَن الشَّيْء الْجَلِيل إِنَّمَا يكون فِي بدئه صَغِيرا، كَمَا قَالُوا: إِن القَرْم من الأفيل. فَيجوز على هَذَا الْمَعْنى أَن يُقَال: الْعَصَا من العُصَيَّة. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: الْعَصَا تُضرب مثلا للاجتماع، وَيضْرب انشقاقها مثلا للافتراق الَّذِي لَا يكون بعده اجْتِمَاع. وَذَلِكَ أَنَّهَا لَا تُدْعى عَصا إِذا تشقّقت. وَأنْشد: فللَّه شَعْبَا طِيّةٍ صدعا الْعَصَا هِيَ الْيَوْم شتَّى وَهِي أمسِ جَمِيع قَوْله: فللَّه لَهُ مَعْنيانِ: أَحدهمَا أَنَّهَا لَام التَّعَجُّب، تَعَجَّب مِمَّا كَانَا فِيهِ من الأُنْس واجتماع الشمل، وَالثَّانِي أَن ذَلِك مُصِيبَة موجِعة فَقَالَ: لله ذَلِك يفعل مَا يَشَاء، وَلَا حِيلَة فِيهِ للعباد إلاّ التَّسْلِيم كالاسترجاع. وَيُقَال: قرع فلَان فلَانا بعصا الْمَلَامَة إِذا بَالغ فِي عَذْله. وَلذَلِك قيل للتوبيخ: تقريع. وَقَالَ أَبُو سعيد: يُقَال فلَان يُصَلِّي عَصا فلَان أَي يدبّر أمره ويليه. وَأنْشد: وَمَا صَلَّى عصاك كمستديم قلت: وَالْأَصْل فِي تصلية الْعَصَا أَنَّهَا إِذا اعوجّت ألزمها مقوّمها حَرّ النَّار حَتَّى تلين لَهُ وتجيب التثقيف. يُقَال: صلّيت الْعَصَا النارَ إِذا ألزمتها حَرَّها حَتَّى تلين لغامزها. وتفاريق الْعَصَا عِنْد الْعَرَب أَن الْعَصَا إِذا انْكَسَرت جُعلت أشِظَّة، ثمَّ تجْعَل الأشِظَّة أوتاداً، ثمَّ تجْعَل الْأَوْتَاد توادِيَ للصِرار. يُقَال: هُوَ خير من تفاريق الْعَصَا وَكَانَت الْعَصَا لجَذِيمة الأبرش، وَهِي اسْم فرس كَانَت من سوابق خيل الْعَرَب. وَيُقَال للعصا: عصاة بِالْهَاءِ. يُقَال أخذت عصاته وَمِنْهُم من كره هَذِه اللُّغَة وَمن أمثالهم: إِن الْعَصَا قُرِعت لذِي الْحلم، وَذَلِكَ أَن بعض حكّام الْعَرَب أسنّ وَضعف عَن الحكم، فَكَانَ إِذا احتكم إِلَيْهِ خصمان وزلّ فِي الْحُكم قَرَعَ لَهُ بعضُ وَلَده الْعَصَا يفطّنه بقرعها للصَّوَاب فيفطُن لَهُ، وَيُقَال للْقَوْم إِذا استُذلوا: مَا هم إِلَّا عبيد الْعَصَا. وَيُقَال: عِرق عَاص، إِذا لم يرقأ دَمه: هُوَ العاند النّحار، وَمِنْه قَول ذِي الرمة: وَهن من واطىء تثنى حويَّته وناشج وعواصي الْجوف تنشخب، يَعْنِي عروقاً تقطعت فِي الْجوف فَلم يرقأ دَمهَا وَيُقَال عصى فلَان أميره يعصيه عصياً وعِصْياناً إِذا لم يطعه، وَعصى العَبْد ربه إِذا خَالف أمره. وَيُقَال للْجَمَاعَة إِذا خرجت عَن طَاعَة السُّلْطَان: قد اسْتَعْصَتْ عَلَيْهِ. وَيُقَال فلَان يعْصى الرّيح إِذا اسْتقْبل مهبَّها وَلم يتَعَرَّض لَهَا، اعتصى فلَان بالعصا إِذا توكأ عَلَيْهَا فَهُوَ معتصٍ بهَا. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال: عَصَاهُ يعصوه إِذا ضربه بالعصا قَالَ وعَصِي يَعْصَى إِذا لعب بالعصا كلعبه بِالسَّيْفِ.

قَالَ: وَيُقَال عَصا إِذا صَلُب. قلت كَأَنَّهُ أَرَادَ عسا بِالسِّين فقلبها صاداً وروى الْأَصْمَعِي من بعض الْبَصرِيين أَن الْعَصَا سميت عَصا لِأَن الْيَد والأصابع تَجْتَمِع عَلَيْهَا، مَأْخُوذ من قَول الْعَرَب: عصوت الْقَوْم أعصوهم، إِذا جمعتهم على خير أَو شَرّ، قَالَ: وَلَا يجوز مد الْعَصَا وَلَا إِدْخَال التَّاء مَعهَا، قَالَ وَأول لحن سمع بالعراق هَذِه عصاتي بِالتَّاءِ والفصيل عِنْد الْعَرَب إِذا لم يتبع أمه عاصٍ وَقد عُصَى أمّه. وَقَول الشَّاعِر: أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي: أَظُنك لما خضحضت بطنَك الْعَصَا ذكرت من الْأَرْحَام مَا لست نَاسِيا قَالَ الْعَصَا عَصا الْبَين هَاهُنَا. عوص: يُقَال كَلَام عَويص. وَقد عَاص يَعَاص، وعِوص يَعْوَص، وَكلمَة عَوْصاء مِن عِوص. وداهية عوصاء: شَدِيدَة. واعتاص عليّ هَذَا الأمرُ يعتاص فَهُوَ معتاصٌ إِذا التَاث عَلَيْهِ، فَلم يهتدِ لجِهَة الصَّوَاب فِيهِ. وأعوَص فلَان بخصمه: إِذا أَدخل عَلَيْهِ من الْحُجَج ماعَسُر عَلَيْهِ الْمخْرج مِنْهُ. وَقَالَ لَبيد: فَلَقَد أعوِص بالخصْم وَقد أملأ الْجَفْنة من شَحم القلل وَيُقَال للناقة إِذا ضربهَا الْفَحْل فَلم تَلْقح: قد اعتاصت. قَالَ ذَلِك اللَّيْث، وَأكْثر الْكَلَام اعتاطت بِالطَّاءِ. شمر عَن شُمَيْل: العوصاء المَيْثاء الْمُخَالفَة: هَذِه ميثاء عَوْصاء بَيِّنَة العَوَص. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: عوّص فلَان إِذا ألْقى بَيت شعر صعبَ الاستخراج. أَبُو عبيد: العوصاء: الشدَّة، وَقَالَ غَيره: أَصَابَتْهُم عوصاء أَي شدَّة، وَقَالَ ابْن أَحْمَر: لم تدر مَا نسج الأرندج قبله ودِرَاسُ أعْوَصَ دارسٍ متجدد قَالَ الْبَاهِلِيّ: أَرَادَ دراس كتاب الموصَى عَلَيْهَا متجدد لغَيْرهَا. والأعوص: الغامض الَّذِي لَا يُوقف عَلَيْهِ، قَالَ: والمِعْياص كل متشدد عَلَيْك فِيمَا تريده مِنْهُ قَالَ والمعياص كل متشدد عَلَيْك فِيمَا تريده مِنْهُ. عيص: قَالَ اللَّيْث: العِيص: منبِت خِيَار الشّجر قَالَ: وأعياص قُرَيْش كرامهم ينتمون إِلَى عِيص، وعيص فِي آبَائِهِم وَقَالَ العجاج: من عيص مَرْوَان إِلَى عيصٍ غَطِم قَالَ والمَعِيص كَمَا تَقول: المنبت. وَهُوَ اسْم رجل. وَأنْشد: ولأثأرنَّ ربيعَة بن مُكَدَّم حَتَّى أنال عُصَيّة بن مَعِيص وَقَالَ أَبُو عَمْرو العيصانُ من معادن بِلَاد الْعَرَب. الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت قَالَ: قَالَ عُمارة: العِيص من السِدْر والعَوسج والنْبع والسَلَم وَمن العضاه كلهَا إِذا اجْتمع وتدانى والتفّ. الْجَمِيع العِيصان وَهُوَ من الطَّرفاء الغَيْطلةُ، وَمن القَصَب الأجَمَةُ. وَقَالَ الْكلابِي: العِيص: مَا التفَّ من

عاسي الشّجر وَكثر: مثل السَلَم والطلح والسَّيال والسِدْر والسَمُر والعُرْنُط والعضاه. وَقَالَ شمر: عِيص الرجل: أَصله. وَأنْشد: ولعَبْد الْقَيْس عيص أشب وقنيب وهجانات زُهُرْ أَبُو عبيد عَن أبي زيد: من أمثالهم فِي استعطاف الرجل صَاحبه على أقربيهِ وَإِن كَانُوا لَهُ غير مستأهلين قَوْلهم: مِنْك عيصُك وَإِن كَانَ أشِبا. قَالَ أَبُو الْهَيْثَم فِي قَوْله: وَإِن كَانَ أشبا أَي وَإِن كَانَ ذَا شوك دَاخِلا بعضه فِي بعض. وَهَذَا ذمّ. قَالَ: وَأما قَوْله: ولعَبْد الْقَيْس عِيص أشب فَهُوَ مدح أَرَادَ بِهِ المنعة وَالْكَثْرَة. وَيُقَال هُوَ فِي عيص صدق أَي فِي أصل صدق. صوع: قَالَ الله جلّ وعزّ: {قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ} (يُوسُف: 72) . سَلمَة عَن الفرّاء قَالَ: الصُوَاع: ذكر. وَهُوَ الْإِنَاء الَّذِي كَانَ للْملك يَشرب بِهِ. قَالَ: والصاع يؤنث ويذكّر. فَمن أنّثه قَالَ: ثَلَاث أصوع مثل ثَلَاث أَدْوُر، وَمن ذكَّره قَالَ: أصواع مثل ثَوَاب. وَقَالَ سعيد بن جُبَير فِي قَوْله: {: ِصُوَاعَ الْمَلِكِ} قَالَ: هُوَ المكوك الفارسيّ الَّذِي يلتقي طرفاه. وَقَالَ الْحسن: الصُوَاع والسِقاية شَيْء وَاحِد. وَقد قيل: إِنَّه كَانَ من ورِق كَانَ يُكَال بِهِ، وَرُبمَا شربوا بِهِ، أَخْبرنِي بذلك المنذريّ عَن ابْن فهم عَن مُحَمَّد بن سلاّم عَن يُونُس وَيجمع الصَّاع أَيْضا صِيعاناً. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ يتوضّأ بِالْمدِّ، ويغتسل بالصاع. وَصَاع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الَّذِي بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعَة أَمْدَاد بمدهم الْمَعْرُوف عِنْدهم. وَهُوَ يَأْخُذ من الحَبّ قدر ثُلثي مِنا بلدنا. وَأهل الْكُوفَة يَقُولُونَ: عيار الصَّاع أَرْبَعَة أُمَنَاء والمدّ ربعه وصاعهم هَذَا هُوَ القفيز الحَحّاجي لَا يعرفهُ أهل الْمَدِينَة. وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن شُمَيْل: الصاعَة، الْبقْعَة الجرداء لَيْسَ فِيهَا شَيْء. قَالَ: والصاعة يكسحها الْغُلَام، وينحّي حجارتها، ويكرو فِيهَا بكرته. فَتلك الْبقْعَة هِيَ الصاعة. وَبَعْضهمْ يَقُول: الصَّاع. وَأنْشد ابْن السّكيت: مرِحت يداها للنجاء كَأَنَّمَا تكْرُو بكفَّي لاعبٍ فِي صَاع وَقَالَ ابْن السّكيت: الصَّاع: المطمئن من الأَرْض كالحفرة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: رُبمَا اتَّخذت صاعة من أَدِيم كالنِّطَع لندف الْقطن أَو الصُّوف عَلَيْهِ. وَقَالَ اللَّيْث: إِذا هيّأت الْمَرْأَة لندف الْقطن موضعا يُقَال صوَّعت موضعا. وَاسم ذَلِك الْموضع الصاعة. وَقَالَ اللحياني: صُعْت الْغنم وصِعْتها أصوعها وأَصِيعها إِذا فرقتها. ابْن السّكيت عَن أبي عَمْرو: تصوّع البقلُ

تصوُّعاً، وتصيّع تصيُّعاً إِذا هاج. وَمثله تصوَّح وتصيَّح. وَيُقَال تصوَّع الْقَوْم إِذا تفَرقُوا تصوُّعاً. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: تصوَّع الشَعَرُ إِذا تفرّق. وَقَالَ اللَّيْث: الكمِيُّ يصُوع أقرانه إِذا حازهم من نواحيهم، والراعي يصوع الْإِبِل كَذَلِك. قلت: غلط اللَّيْث فِيمَا فسَّر، وَمعنى يصوع الكميّ أقرانه إِذا حمل بَعضهم على بعض أَو أَن يحمل عَلَيْهِم فَيُفَرق جمعهم. وَكَذَلِكَ الرَّاعِي يصوع إبِله إِذا فرّقها فِي المرعى والتيس إِذا أُرْسل فِي الشَّاء صاعها إِذا أَرَادَ سفادها أَي فرقها. وَأنْشد أَبُو عبيد: يصوع عُنوقها أحوى زنيم لَهُ ظأْب كَمَا صخِب الغريمُ وَيُقَال: صُعتُ الْقَوْم وصِعْتهم إِذا حملت بَعضهم على بعض. وَقَالَ اللَّيْث فِي قَوْله: فظلّ يَكْسُوهَا النَّجَاء الأصيعا قَالَ: لَو ردّ إِلَى الْوَاو ولقال الأصوعا. وَقَالَ أَبُو عبيد: انصاع الرجلُ إِذا انْفَتَلَ رَاجعا، والمُنصاع والمعرِّد والناكص وَاحِد؛ قَالَ ذُو الرمة: فانصاع جانبُه الوحشيُّ وانكدرت يَلْحَبْن لَا يأتلي المطلوبُ والطَلَبُ صعا: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: صعا إِذا دَقّ، وصعا إِذا صغر. قلت: كَأَنَّهُ ذهب بِهِ إِلَى الصَعْوة، وَهُوَ طَائِر لطيف وَجمعه صِعَاءٌ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي أَيْضا: الأعصاء: الْأُصُول، والأصعاء جمع الصَعْو: طَائِر صَغِير. وَقَالَ اللَّيْث: الصَعْو: صغَار العصافير، وَالْأُنْثَى صَعْوة. قَالَ وَهُوَ: أَحْمَر الرَّأْس وَجمعه صِعاء على لفظ السِّقَاء. قَالَ: وَيُقَال صَعْوة وَاحِدَة، وصَعْو كثير. وَيُقَال: بل الصَّعْو والوَضَع وَاحِد كَمَا يُقَال جذب وجبذ وبض وضبَّ. وصع: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إِن الْعَرْش على مَنْكِبِ إسْرَافيل، وَإنَّهُ ليتواضع لله جلّ وعزّ حَتَّى يصير مثل الوَصع) . قَالَ أَبُو عبيد يُقَال فِي الوَصْع: إِنَّه الصَّغِير من أَوْلَاد العصافير، وَيُقَال: هُوَ طَائِر شَبيه بالعصفور الصَّغِير فِي صغر جِسْمه. وَقَالَ اللَّيْث: الوَصْع والوَصَع صغارها خاصّة، والجميع الوِصْعان. قَالَ: والوَصِيع: صَوت العصفور. وَقَالَ شمر: لم أسمع الْوَصع فِي شَيْء من كَلَامهم، إِلَّا أَنِّي سَمِعت بَيْتا لَا أَدْرِي مَن قَائِله، وَلَيْسَ الْوَصع الطَّائِر فِي شَيْء: أَنَاخَ فَنعم مَا اقلولَى وخوَّى على خَمْس يَصَعن حَصى الجَبوب قَالَ يصعن الْحَصَى: يغيّبنه فِي الأَرْض. قلت: الصَّوَاب عِنْدِي: يصُعن حَصَى الجَبُوب أَي يفرّقنها يَعْنِي الثفنات الْخمس. وَأما عِيصُو فَهُوَ ابْن إِسْحَاق أَخُو يَعْقُوب. وَهُوَ أَبُو الرّوم.

باب العين والسين

(بَاب الْعين وَالسِّين) ع س (وَا يء) عسا، عوس، سعا، عيس، سوع، وسع، سيع، وعس. عسا: أَبُو عبيد عَن الأمويّ: يُقَال للشَّيْخ إِذا وَلّى وكبِر: عتا يعتُو عُتِيّاً، وعسا يعسو مثله. قَالَ: وَقَالَ الْأَحْمَر: عست يدُه تعسو عُسُوّاً إِذا غَلُظت من الْعَمَل. وَقَالَ اللَّيْث: عسا الشَّيْخ يَعسو عَسْوَةً وَعَسَاءً إِذا كبِر. قلت: وَالصَّوَاب فِي مصدر عسا مَا قَالَ الْأَحْمَر، وَيجوز عُسِيّاً مثل عُتِيّاً. وَقَالَ اللَّيْث: عسا النَّبَات إِذا غلظ. قَالَ: ولغة أُخْرَى: عَسِى يَعْسِى عَسى، وَأنْشد: يَهْوون عَن أَرْكَان عزّ أورما عَن صامل عاسٍ إِذا مَا اصلخْمَمَا قَالَ وعست يَده إِذا غلظت من الْعَمَل. وَكَانَ جلاَّدٌ صَاحب شرطة الْبَصْرَة يكنى أَبَا العَسَاء. قَالَ أَبُو بكر: العَسَاءُ مصدر عسا الْعود يعسو، والقَسَاءُ مصدر قسا الْقلب يقسو وَعَسَى: حرف من حُرُوف المقاربة وَفِيه ترجَ وطمع. وَهِي من الله وَاجِب وَمن الْعباد ظن، وَقد قَالَ الشَّاعِر فَجعله يَقِينا أنْشدهُ أَبُو عبيد: ظنّ بهم كعسى وهم بتنوفَةٍ يتناوبون جوائب الْأَمْثَال وَقَالَ ابْن كيسَان: عَسى من الله وَاجِب وَمن الْعباد ظن، لِأَن العَبْد لَيْسَ لَهُ فِيمَا تسْتَقْبل علم نَافِذ إلاّ بدلائل مَا شَاهد، وَقد يجوز أَن تبطل الشواهد لَهُ على مَا لم يكن فَلَا يكون مَا يُظن، وَقد اجْتهد فِي عَسى بأغلب الظَّن عَلَيْهِ وَهُوَ مُنْتَهى علمه فِيمَا لم يَقع، وَالله تَعَالَى علمه بِمَا لم يكن كعلمه بِمَا كَانَ، فَلَا يكون فِي خَبره عَسى إِلَّا على علمه، فَهِيَ وَاجِبَة من قِبَله على هَذَا، وَقد قَالَ الشَّاعِر حِين انْتهى بظنّه عِنْد نَفسه إِلَى حَقِيقَة الْعلم فمثّله بعسى إِذا كَانَت أغلب الظَّن وأقواه، فَقَالَ: ظنّي بهم كعسى وهم بتنوفة يتنازعون جوائب الْأَمْثَال وَقَالَ اللَّيْث: عَسى يجْرِي مجْرى لعَلّ، عسَيت، وعسَينا، وعَسَيتم، وعسَت للْمَرْأَة، وعستا، وعَسَين. يتكلّم بِهِ على فعل مَاض، وأُميت مَا سواهُ من وُجُوه فعله. لَا يُقَال: يعسَى وَلَا يعسِي، وَلَا مفعول لَهُ وَلَا فَاعل. وَقَالَ النحويون: يُقَال: عسَى وَلَا يُقَال: عسِى. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {لَّهُمْ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِى الاَْرْضِ وَتُقَطِّعُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَرْحَامَكُمْ} (محَمَّد: 22) اتّفق الْقُرَّاء أَجْمَعُونَ على فتح السِّين من قَوْله {عَسَيْتُمْ} إلاّ مَا جَاءَ عَن نَافِع أَنه كَانَ يقْرَأ: (فَهَل عسيتم) بِكَسْر السِّين. وَكَانَ يقْرَأ: {عَدُوَّكُمْ} (الأعرَاف: 129) ، فَدلَّ مُوَافَقَته الْقُرَّاء على عَسى على أَن الصَّوَاب قَوْله {عَسَيْتُمْ} فتح السِّين. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المُعْسِية: النَّاقة الَّتِي يُشكّ فِيهَا أَبِهَا لبن أم لَا.

وَقَالَ الشَّاعِر: إِذا المُعْسياتُ مَنَعن الصَبُو ح خبّ جَرِيُّكِ بالمُحْصَن جريُّه: وَكيله وَرَسُوله: والمُحْصَن: مَا أُحْصِن وادّخر مِنَ الطَّعَام. وَقَالَ اللحياني: إِنَّه لَمَعْساة أَن يفعل ذَاك؛ كَقَوْلِك: مَحْراة، وأعِس بِهِ أَن يفعل ذَاك كَقَوْلِك أحر بِهِ. والمِعْسَاءُ من الْجَوَارِي: المراهِقة الَّتِي يَظنّ من رَآهَا أَنَّهَا قد توضَّأَت. وَأنْشد ثَعْلَب: ألم ترني تركت أَبَا يزِيد وصاحِبَهُ كمِعْسَاءِ الْجَوَارِي بِلَا خَيْط وَلَا نَيْط وَلَكِن يدا بيد فها عِيثِي جَعَارِ قَالَ: هَذَا رجل طعَن رجلا، ثمَّ قَالَ: تركته كمعساء الْجَوَارِي: يسيل الدَّم عَلَيْهِ كَالْمَرْأَةِ الَّتِي لم تَأْخُذ الحِشْوَةَ فِي حَيْضهَا، فدمها يسيل على فخذيها، وَقَوله. يدا بيد، أَي طعنه كفاحاً وَلم أطعنه خَتْلاً. أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: العاسي: الشمراخ من شماريخ العَذْق فِي لُغَة بلحارث بن كَعْب. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الأعساء: الأرزان الصُلْبة قلت وواحدها عاسٍ. عوس: أَخْبرنِي الإياديّ عَن شمر قَالَ يُقَال: هُوَ يعُوس عِيَاله ويعولهم أَي يقوتُهم. وَأنْشد: خلّي يتامَى كَانَ يُحسن عَوْسهم ويقوتهم فِي كلّ عَام جَاحد سَلمَة عَن الْفراء: عاس فلَان معاشه عَوْساً ورقَّحه وَاحِد. وَقَالَ أَبُو زيد: عاس فلَان مالَه عَوْساً، وساسه سياسة إِذا أحسن الْقيام عَلَيْهِ. وَإنَّهُ لسائس مالٍ، وعائس مالٍ بِمَعْنى وَاحِد. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال: عاس على عِيَاله يَعُوس عَوْساً إِذا كدّ وكدح عَلَيْهِم. قَالَ: والعُوس الكِباش الْبيض. قَالَ: والعُواسة: الشَّرْبَة من اللَّبن وَغَيره. وَقَالَ اللَّيْث: والعَوْس والعَوَسان: الطوفان بِاللَّيْلِ. قَالَ: وَالذِّئْب طلب شَيْئا يَأْكُلهُ. قَالَ: والأعوس: الصيقل. ثمَّ قَالَ: وَيُقَال لكل وصّاف لشَيْء: هُوَ أعوس وصّاف. وَقَالَ جرير: تجلو السيوف وغيركم يَعْصَى بهَا يَا ابْن القُيُون وَذَاكَ فعل الأعوس قلت: رَابَنِي مَا قَالَه فِي الأعوس وَتَفْسِيره إِبْدَاله قافية هَذَا الْبَيْت بغَيْرهَا. وَالرِّوَايَة: وَذَاكَ فعل الصيقل. وَالْقَصِيدَة لجرير مَعْرُوفَة وَهِي لاميّة طَوِيلَة. وَقَوله الأعوس: الصيقل لَيْسَ بِصَحِيح عِنْدِي. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: العَوَس: مصدر قَوْلك رجل أعوس، وَامْرَأَة عوساء، وَهُوَ دُخُول الخدّين حَتَّى تكون فيهمَا هَزْمتان وَهُوَ العَوَس. أَبُو عبيدِ عَن القَنَاني: العَوَاساء من الخنافس: الْحَامِل وَأنْشد:

بكرا عواساء تَفَاسى مُقْرِبا وعس: أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: المِيعاس: الأَرْض الَّتِي لم تُوطأ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الأوعس؛ السهل الليّن من الرمل. وَقَالَ ابْن بُزُرْجَ: الميعاس، الطَّرِيق. وَأنْشد: واعَسن ميعاسا وجُمهوراتِ من الكَثِيب متعرِّضات وَقَالَ اللَّيْث: الميعاس: الْمَكَان الَّذِي فِيهِ الرمل الوَعْس، وَهُوَ الرمل الَّذِي تَسُوخ فِيهِ القوائم. وَالِاسْم الوَعْساء وَرمل أوعس، وَهُوَ أعظم من الوَعْساء. وَأنْشد: ألبِسْن دِعْصاً بَين ظَهْري أوعسا وَقَالَ جرير: حيَّ الهِدَملة من ذَات المواعيس وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: أَلْقَت طلا بَوْعسة الحَوْمان وَقَالَ اللَّيْث: المواعسة: ضرب من سير الْإِبِل فِي السرعة. تَقول: واعسن بالأعناق إِذا مددن الْأَعْنَاق فِي سَعَة الخَطْو. وَأنْشد: كم اجتبن من ليل إِلَيْك وداعست بِنَا البيدَ أَعْنَاق المهارى الشعاشع وَقيل: المواعسة: المباراة فِي السّير وَهِي المواضحة. أَبُو عبيد المواعسة: الْإِقْدَام فِي السّير. سوع: قَالَ اللَّيْث: سُواع: اسْم صنم عُبد زمن نوح فغرّقه الله أَيَّام الطوفان وَدَفنه فاستثاره إِبْلِيس لأهل الْجَاهِلِيَّة فعبدوه. وَقَالَ اللحياني: يُقَال: أَتَيْته بعد سُوَاع من اللَّيْل، وَبعد سُوْع من اللَّيْل أَي بعد سَاعَة. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: السُّواعيُّ مَأْخُوذ من السُّواع وَهُوَ المَذْي وَهُوَ السُّوَعاء قَالَ: وَيُقَال: سُع سُع إِذا أَمرته أَن يتعهّد سُوَعاءه. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: أَخْبرنِي أَبُو عُبَيْدَة أَنه قَالَ لرؤبة: مَا الوَدْي. فَقَالَ: يسمّى عندنَا السُوعاء. وَقَالَ شمر: السوعاء مَحْدُود: المَذْي الَّذِي يخرج قبل النُطْفة. وَقد أَسْرع الرجلُ وأنشر إِذا فعل ذَلِك، حَكَاهُ عَن أبي العَمَيثل وَغَيره. والساعة: الْوَقْت الَّذِي تقوم فِيهِ الْقِيَامَة، سمّيت سَاعَة لِأَنَّهَا تفجأ النَّاس فِي سَاعَة فَيَمُوت الخَلْقُ كلُّهم عِنْد الصَّيْحَة الأولى الَّتِي ذكرهَا الله، فَقَالَ: {كُنَّا مُنزِلِينَ إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ} . (يس: 29) والساعة: جُزْء من آخر اللَّيْل وَالنَّهَار، وتُجمع سَاعَات وساعاً. وتصغّر سُويعة. وَاللَّيْل وَالنَّهَار مَعًا أَربع وَعِشْرُونَ سَاعَة. وَإِذا اعتدلا فَكل وَاحِد مِنْهُمَا اثْنَتَا عشر سَاعَة. وَيُقَال: هُوَ ضائع سائع، وَقد أضعْت الشَّيْء وأَسَعته. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: أسعت الْإِبِل أَي أهملتها. وساعت هِيَ تَسُوع سَوْعاً. وَمِنْه قيل: ضائع سائع، وناقة مِسْياع. وَهِي الذاهبة فِي الرَعْي.

وَقَالَ شمر: يُقَال: تَسِيعُ مَكَان تسوع. قَالَ: وناقة مسياع: تدع وَلَدهَا حَتَّى يَأْكُلهُ السَّبع. وَرجل مِسْياع وَهُوَ المضياع لِلْمَالِ. وَيُقَال: رُبّ نَاقَة تُسيع وَلَدهَا حَتَّى يَأْكُلهُ السبَاع. وَيُقَال: ساوعت الْأَجِير إِذا استأجرته سَاعَة بعد سَاعَة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: السَّاعَة: الهَلْكى، وَالطَّاعَة: المطيعون، والجاعة: الجياع. سعا: سَلمة عَن الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {بِغُلَامٍ حَلِيمٍ فَلَمَّا بَلَغَ} (الصافات: 37) قَالَ: أطَاق أَن يُعينهُ على عمله وسعيه. وَقَالَ: وَكَانَ إِسْمَاعِيل يومئذٍ ابْن ثَلَاث عشرَة سنة، ونحوَ ذَلِك قَالَ الزجّاج. وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله جلّ وعزّ: {الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْاْ إِلَى ذِكْرِ} (الجُمُعَة: 9) قَالَ: السَّعْي والذهاب بِمَعْنى وَاحِد؛ لِأَنَّك تَقول للرجل: هُوَ يسْعَى فِي الأَرْض وَلَيْسَ هَذَا باشتداد. وَقَالَ الزّجاج: أصل السَّعْي فِي كَلَام الْعَرَب التصرّف فِي كل عمل. وَمِنْه قَول الله جلّ وعزّ: {أُخْرَى وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا} (النّجْم: 39) مَعْنَاهُ: إلاّ مَا عمل. قَالَ وَمعنى قَوْله: {الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْاْ إِلَى ذِكْرِ} : فاقصدوا، وَلَيْسَ مَعْنَاهُ العَدْو. قلت: وَقد يكون السَّعْي بِمَعْنى العَدْو فِي كَلَام الْعَرَب، وَمِنْه قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِذا أتيتم الصَّلَاة فَلَا تأتوها وَأَنْتُم تسعَون، وَلَكِن ائتوها وَعَلَيْكُم السكينةُ، فَمَا أدركتم فصلُّوا، وَمَا فاتكم فأتِمُوا) فالسعي فِي هَذَا الحَدِيث العَدْو. اللحياني: السَّاعِي الَّذِي يقوم بِأَمْر أَصْحَابه عِنْد السُّلْطَان. والجميع سُعاة. قَالَ: وَيقوم أهلَه أَي يقوم بأمرهم. وَيُقَال؛ فلَان يسْعَى على عِيَاله أَي يتصرّف لَهُم، كَمَا قَالَ الشَّاعِر: أسعى على جُلّ بني مَالك كل امرىء فِي شَأْنه ساعي والسَعَاة: التصرّف. وَنَظِير السَعَاة من الْكَلَام النجَاة من نجا ينجو، والقلاة من فلاه يفلوه إِذا قطعه عَن الرَّضَاع، وَعَصَاهُ يعصوه عَصَاة، والغراة من قَوْلهم: غَرِيت بِه أَي أولعت غراةً قَالَ: لَا تخلنا على غراتك إِنَّا قبلُ مَا قد وشى بِنَا الأعداءُ وَفعلت ذَلِك رجاة كَذَا وَكَذَا، وَتركت الْأَمر خشاة الْإِثْم، وأذى بِهِ أَذَى وأذاة وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: سعى إِذا مَشى، وسعى إِذا عدا، وسعى إِذا عمل، وسعى إِذا قصد. قَالَ وَقَوله: {أَي اقصدوا. ورُوي عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ: السَّاعِي لغير رِشْدة، أَرَادَ بالساعي الَّذِي يسْعَى بِصَاحِبِهِ إِلَى سطانه فتمحِل بِهِ. وَأَرَادَ بقوله: لغير رشدة: أَنه لَيْسَ بِثَابِت النّسَب من أَبِيه الَّذِي ينتمي إِلَيْهِ. ورُوي عَن كَعْب أَنه قَالَ: السَّاعِي مثَلث وتأوّله أَنه يُهلك ثَلَاثَة نفر بسعايته؛ أحدهم المسعِيّ بِهِ، وَالثَّانِي السُّلْطَان الَّذِي سعى

بِصَاحِبِهِ إِلَيْهِ حَتَّى أهلكه، وَالثَّالِث هُوَ السَّاعِي نَفسه، سمى مثلثاً لإهلاكه ثَلَاثَة نفر، وَمِمَّا يحقّق ذَلِك الخبرُ الثَّابِت عَن النَّبِي أَنه قَالَ: (لَا يدْخل الْجنَّة قَتّات) فالقَتّات والساعي والماحِل وَاحِد. وَيُقَال لعامل الصَّدقَات: ساعٍ وَجمعه سُعَاة، وَقد سعى يسْعَى إِذا عمل عمل الصَّدقَات فَأَخذهَا من أغنيائها وردّها فِي فقرائها. وَقَالَ عَمْرو بن العدّاء الكلبيّ: سعى عِقَالاً فَلم يتْرك لنا سَبَدا فَكيف لَو قد سعى عَمْرو عِقَالَيْنِ وَفِي حَدِيث عمر أَنه أُتِي فِي إِمَاء وَنسَاء سَاعَيْنَ فِي الجاهليّة، فَأمر بأولادهنّ أَن يقوَّموا على آبَائِهِم وَلَا يسترقّوا. قَالَ أَبُو عبيد: وَأَخْبرنِي الأصمعيّ أَنه سمع ابْن عون يذكر هَذَا الحَدِيث فَقَالَ لَهُ: إِن المساعاة لَا تكون فِي الْحَرَائِر، إِنَّمَا تكون فِي الْإِمَاء. قَالَ أَبُو عبيد: وَمعنى المساعاة الزِّنَى. وخصّ الْإِمَاء بالمساعاة لِأَنَّهُنَّ كن يسعَين على مواليهنّ فيكسِبن لَهُم. قلت: وَمن هَذَا أُخذ استسعاء العَبْد إِذا عَتَق بعضه ورَقّ بعضه، وَذَلِكَ أَنه يسْعَى فِي فَكَاك مَا رقّ من رقبته، فَيعْمل فِيهِ ويتصرّف فِي كَسبه حَتَّى يعْتِق. وَيُسمى تصرفه فِي كَسبه سِعَايَة لِأَنَّهُ يعْمل فِيهِ. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: المساعاة: مساعاة الْأمة إِذْ ساعاها مَالِكهَا، فضَرب عَلَيْهَا ضريبة تؤدّيها بالزنى، وَمِنْه يُقَال: استُسعِي العَبْد فِي رقبته سُوعِيَ فِي غَلَّته فالمستسعَى الَّذِي يُعتقه مَالِكه عِنْد مَوته، وَلَيْسَ لَهُ مَال غَيره، فَيعتق ثلثه ويُستسعى فِي ثُلثي رقبته. والمساعاة: أَن يساعيه فِي حَيَاته فِي ضريبته. وَالسَّعْي يكون فِي الصّلاح، وَيكون فِي الْفساد. قَالَ الله جلّ وعزّ: {الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْاْ إِلَى ذِكْرِ} (المَائدة: 33) نصب قَوْله (فَسَادًا) لِأَنَّهُ مفعول لَهُ، أَرَادَ: يسعون فِي الأَرْض للْفَسَاد. وَكَانَت الْعَرَب تسمي أَصْحَاب الحَمَالات لحَقْن الدِّمَاء وإطفاء النائرة سُعَاة؛ لسعيهم فِي صَلَاح ذَات الْبَين. وَمِنْه قَول زُهَيْر: سعى ساعياً غيظِ بن مُرَّة بَعْدَمَا تبزّل مَا بَين الْعَشِيرَة بِالدَّمِ أَي سعياً فِي الصُّلْح وجَمْع مَا تحمّلا من ديات الْقَتْلَى. وَالْعرب تسمي مآثر أهل الشّرف وَالْفضل مساعي واحدتها مَسعاة لسعيهم فِيهَا، كَأَنَّهَا مكاسبهم وأعمالهم الَّتِي أعْنوا فِيهَا أنفسهم. والسَّعاة اسْم من ذَلِك، وَمن أَمْثَال الْعَرَب: شغلت سَعَاتِي جدواي. قَالَ أَبُو عبيد: يُضرب هَذَا مثلا للرجل يكون شيمته الْكَرم غير أَنه مُعدِم. يَقُول: شغلتني أموري عَن النَّاس والإفضال عَلَيْهِم. وَمن أمثالهم فِي هَذَا: بالساعد تبطش الْيَد. قلت كَأَنَّهُ أَرَادَ بالسعاة الْكسْب على نَفسه والتصرّف فِي معاشه. وَمِنْه قَوْلهم: الْمَرْء يسْعَى لغارَيْه أَي

يكْسب لبطنه وفرجه. وساعي الْيَهُود وَالنَّصَارَى: هُوَ رئيسهم الَّذِي يُصدرون عَن رَأْيه وَلَا يقضون أمرا دونه. وَهُوَ الَّذِي ذكره حُذَيفة فَقَالَ: إِن كَانَ يَهُودِيّا أَو نَصْرَانِيّا ليردَّنه عليّ ساعيه. وَيُقَال أَرَادَ بالساعي: الْوَالِي الَّذِي عَلَيْهِ من الْمُسلمين، وَهُوَ الْعَامِل. يَقُول يُنصفني مِنْهُ. وَإِن لم يكن لَهُ إِسْلَام. وقلّ من ولى عملا على قوم فَهُوَ ساعٍ عَلَيْهِم. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: مضَى من اللَّيْل سِعْو وسَعْواء مَمْدُود. وَقَالَ ابْن بُزُرْجَ: السِّعواء مذكّر، قَالَ وَقَالَ: بَعضهم: السِعْوا فَوق السَّاعَة من اللَّيْل. وَكَذَلِكَ السِعواء من النَّهَار. وَيُقَال كُنَّا عِنْده سِعْواوات من اللَّيْل وَالنَّهَار. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: قَالَ: السَعْوة السَّاعَة من اللَّيْل. والسَعْوة: الشَمَعة قَالَ: والأسعاء: سَاعَات اللَّيْل وَيُقَال للْمَرْأَة البذيئة الجالعة: سِعْوة وعِلْقَة وسِلْقة. عيس: الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت قَالَ: العَيْس: مَاء الْفَحْل. يُقَال عاسها يعيسها عَيْساً. والعِيس جمع أعيس وعيساء، وَهِي الْإِبِل الْبيض يخالط بياضَها شَيْء من شقرة. وَقَالَ أَبُو عبيد: عاس الفحلُ من الْإِبِل الناقةَ يعيسها عَيْساً إِذا ضربهَا. وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة والمؤرِّج: العَيْسُ: مَاء الْفَحْل. وَأنْشد بَيت طرفَة. سأحلب عَيْسا صَحْنَ سَمِّ قَالَ والعَيْس يقتل، لِأَنَّهُ أَخبث السمّ. قَالَ شمر: وأنشدنيه ابْن الأعرابيّ: سأحلُب عنسا صحن سمّ بالنُّون: وَقَالَ النَّضر: الْجمل يعيس النَّاقة أَي يضْربهَا. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: إِذا خالط بياضَ الْبَعِير شقْرة فَهُوَ أعْيس. وَقَالَ اللَّيْث: العَيس والعِيسة: لون أَبيض مشرب صفاء فِي ظلمَة خفيّة. يُقَال: جمل أعيس. قَالَ: والعِيسة فِي أصل الْبناء فُعْلة على قِيَاس الصُّهبة والكُمْتة، وَإِنَّمَا كُسرت الْعين لمجاورتها الْيَاء. قَالَ: وظبي أعيس. قَالَ: وَعِيسَى: اسْم نبيّ الله صلوَات الله عَلَيْهِ يجمع: عِيسُون بضمّ السِّين؛ لِأَن الْيَاء زَائِدَة فَسَقَطت. قَالَ: وَكَأن أصل الْحَرْف من العَيَس. قَالَ: وَإِذا اسْتعْملت الْفِعْل مِنْهُ قلت عَيِسَ يَعْيَس أَو عاس يعيس. قَالَ وَعِيسَى شبه فُعلى. وَقَالَ ابْن كيسَان فِي جمع عِيسَى ومُوسَى: عيسَون وموسَوْن مثل المصطفون والأدنون فِي الرّفْع، وَفِي النصب والخفض: المصطفين والأدَنين. وَقَالَ الزّجاج: عِيسَى: اسْم أعجميّ عُدل عَن لَفظه بالأعجميّة إِلَى هَذَا الْبناء وَهُوَ غير مَصْرُوف فِي الْمعرفَة؛ لِاجْتِمَاع العجمة والتعريف فِيهِ. وَمِثَال اشتقاقه من كَلَام الْعَرَب أَن عِيسى فِعْلى. فالألف تصلح أَن تكون للتأنيث فَلَا تَنْصَرِف فِي معرفَة وَلَا نكرَة. وَيكون اشتقاقه من

شَيْئَيْنِ: أَحدهمَا العَيَس، وَالْآخر من العَوْس وَهُوَ السياسة، فقلبت الْوَاو يَاء لانكسار مَا قبلهَا. فأمّا اسْم نبيّ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فمعدول عَن أيسُوع كَذَا يَقُول أهل السريانية. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: إِذا نسبت إِلَى عِيسَى ومُوسَى وَمَا أشبههما مِمَّا فِيهِ الْيَاء زَائِدَة قلت موسِيٌّ وعيسيٌّ بِكَسْر السِّين وَتَشْديد الْيَاء. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة أعْيَس الزرعُ إعياساً إِذا لم يكن فِيهِ رَطْب، وأَخْلس إِذا كَانَ فِيهِ رطب ويابس، وَرجل أعيس الشّعْر: أبيضه. وَسْم أعيس: أَبيض. قَالَ شمر: تسمّى الرّيح الْجنُوب النُعامَى بلغَة هُذَيْل، وَهِي الأَزْيب أَيْضا. قَالَ بَعضهم: نسميها مِسْعاً. وَقَالَ بعض أهل الْحجاز: يُسْع بِالْيَاءِ مَضْمُومَة. وَأما اسْم النَّبِي فَهُوَ الْيَسع. وقرىء: اللَّيْسع. وسع: الْوَاسِع من صِفَات الله تَعَالَى: الَّذِي وسع رزقُه جميعَ خلقه، ووسعت رحمتُه كلّ شَيْء وَيُقَال: إِنَّه ليسعني مَا وسعك، وَرجل مُوسِع وَهُوَ المليء، والوُسْع: الجِدّة وقدرة ذَات الْيَد. وأوسع الرجلُ إِذا كثر مَاله. قَالَ الله جلّ وعزّ: {عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدْرُهُ} (البَقَرَة: 236) وَيُقَال: إِنَّه لفي سَعَة من عيشه. ووسّعت الْبَيْت وَغَيره فاتّسع وَاسْتَوْسَعَ، وَفرس وَسَاعٌ إِذا كَانَ جواداً ذَا سَعَة فِي خَطْوه وذَرْعه. وَقد وسُع وَسَاعة، ووَسِع مَاء لبني سعد. وَيُقَال: مَا أسع ذَاك أَي مَا أُطِيقهُ. وَلَا يسعني هَذَا الْأَمر مثله. ويروى عَن عمر أَنه كَانَ يَقُول: اللَّهُمَّ لَو أَسْتَطِيع أَن أسع النَّاس لوسعتهم اللَّهم إِنِّي لَا أحلّ لَهم أشعارهم وَلَا أبشارهم، من ظلمه أميره فَلَا إمرة عَلَيْهِ دوني. معنى قَوْله: أَن أسع النَّاس أَي أطيقهم، يُقَال: هَذَا الْكَيْل يَسعهُ ثَلَاثَة أُمَنَاء هَذَا الْوِعَاء يسع عشْرين كَيْلا، وَهَذَا الْوِعَاء يسع عشرُون كَيْلاً على مِثَال قَوْلك: أَنا أسع هَذَا الْأَمر وَهَذَا الْأَمر يسعني. وَالْأَصْل فِي هَذَا أَن تدخل فِيهِ فِي وعَلى وَاللَّام؛ لِأَن قَوْلك: هَذَا الْوِعَاء يسع عشْرين كَيْلا مَعْنَاهُ: يسع لعشرين كَيْلا أَي يتَّسع لذَلِك، وَمثله هَذَا الخُفّ يسع برجلي أَي يسع لرجلي ويسع على رجْلي أَي يتّسع لَهَا وَعَلَيْهَا، وَتقول هَذَا الْوِعَاء يَسعهُ عشرُون كَيْلا مَعْنَاهُ يسع فِيهِ عشرُون كَيْلا أَي يتَّسع فِيهِ عشرُون كَيْلا، وَالْأَصْل فِي هَذِه الْمَسْأَلَة أَن يكون بِصفة، غير أَنهم ينزعون الصِّفَات من أَشْيَاء كَثِيرَة حَتَّى يتّصل الْفِعْل إِلَى مَا يَلِيهِ ويفضي إِلَيْهِ كَأَنَّهُ مفعول بِهِ، كَقَوْلِك كلتك واستحيتك ومكَّنتك أَي كلت لَك واستحيت لَك ومكَّنت لَك. وَيُقَال: وسعت رَحْمَة الله كل شَيْء وَلكُل شَيْء. وَقَالَ {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضَ} (البَقَرَة: 255) أَي اتَّسع لَهَا. وَعَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إِنَّكُم لَا تَسَعون النَّاس بأموالكم فليسعهم مِنْك بَسَطُ الْوَجْه) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله تَعَالَى: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (البَقَرَة: 115) يَقُول: أَيْنَمَا توَلّوا فاقصدوا وَجه الله بتيممكم الْقبْلَة إِن الله وَاسع عليم يدلّ على أَنه توسعة على النَّاس فِي شَيْء رخّص لَهُم.

باب العين والزاي

وَيُقَال: هَل تسع هَذَا أَي هَل تُطِيقهُ، وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {فَاسِقِينَ وَالسَّمَآءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} (الذّاريَات: 47) قَالَ أَبُو إِسْحَاق يَقُول: جعلنَا بَينهَا وَبَين الأَرْض سَعَة، جعل أوسع بِمَعْنى وسّع. وَالسعَة أَصْلهَا وِسْعة فحذفت الْوَاو. وَيُقَال: ليسعك بَيْتك مَعْنَاهُ الْقَرار فِيهِ، وَفِي (النَّوَادِر) : اللَّهم سَعْ عَلَيْهِ أَي وسِّع عَلَيْهِ. قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: الْوَاسِع من أَسمَاء الله: الكَثير العطايا الَّذِي يسع لما يُسأل. وَهَذَا قَول أبي عُبَيْدَة. وَيُقَال الْوَاسِع: الْمُحِيط بِكُل شَيْء من قَوْلهم: وسع كل شَيْء علما أَي أحَاط. وَقَالَ: أعطيهم الْجهد منى بَلْه مَا أسع مَعْنَاهُ: فدع مَا أحيط بِهِ وأقدر عَلَيْهِ. وَالْمعْنَى أعطيهم، لَا أَجِدهُ إِلَّا بِجهْد فدع مَا أحيط بِهِ. سيع: اللَّيْث: السَيَاع بالجصّ والطين والقِير. يُقَال: سيّعت بِهِ تسييعاً؛ أَي طليت بِهِ طَلْياً رَفِيقًا، قَالَ القَطاميّ: فَلَمَّا أَن جرى سِمَنٌ عَلَيْهَا كَمَا بطَّنت بالفدن السَّياعا قَالَ يجوز السَّياع والسِّياع. قلت: مَعْنَاهُ كَمَا بطنت الفدن بالسياع فقلَب. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: السَياع الطين. وَقَالَ اللَّيْث المِسْيَعة: خَشَبَة مملّسة يطيَّن بهَا وَالْفِعْل مِنْهُ سيّعته تسييعاً أيْ طينته تطييناً، وَقَالَ رؤبة: من شِلّها مَاء السراب لأسيعا قَالَ يصفه بالرقّة. وَقَالَ اللَّيْث: قَالَ بَعضهم: السَّياع أَيْضا: شجر اللُبان وَهُوَ من شجر العضاه لَهُ ثَمَرَة كَهَيئَةِ الفُستق. قَالَ ولثاهُ مثل الكُنْدُر إِذا جَمَد. (بَاب الْعين وَالزَّاي) ع ز (وَا يء) عزا (عزو) ، عوز، زوع، وزع، وَعز، زعا. عزا (عزو) : أَبُو عبيد وَغَيره: عزوته إِلَى أَبِيه، أعزوه وأَعزِيه عَزْواً إِذا نسبته. وَيُقَال: إِلَى من تَعْزِي هَذَا الحَدِيث؟ أَي إِلَى من تَنْميه. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (من تعزّى بعَزَاء الْجَاهِلِيَّة فأعِضوه بِهن أَبِيه وَلَا تكْنُوا) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْكسَائي: قَوْله تعزَّى يَعْنِي انتسب وانتمى كَقَوْلِك: يالفلان ويالبني فلَان، وَقَالَ الرَّاعِي: فَلَمَّا الْتَقت فرساننا ورجالهم دَعَوا يَا لكلبٍ واعتزينا لعامر وَقَالَ بشر بن أبي خازم: نعلو القوانس بِالسُّيُوفِ ونعتزي والخيلُ مُشْعَرة النحور من الدَّم وَقَالَ إِن جريح حدث عَطاء بِحَدِيث فَقيل لَهُ: إِلَى من تَعزيه؟ أَي إِلَى من تَسنده. وَأما الحَدِيث الآخر: (من لم يتعز بعزاء الله فَلَيْسَ منّا) فَإِن لَهُ وَجْهَيْن: أَحدهمَا أَلا يتعزَّى بعزاء الْجَاهِلِيَّة وَدَعوى الْقَبَائِل وَلَكِن يَقُول يَا للْمُسلمين فَتكون دَعْوَة الْمُسلمين وَاحِدَة غير مَنْهِيّ عَنْهَا.

وَالْوَجْه الثَّانِي أَن معنى التعزّي فِي هَذَا الحَدِيث التأسّي والتصبّر، فَإِذا أَصَابَت المسلمَ مُصِيبَة تَفْجَعُه قَالَ: إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون؛ كَمَا أمره الله تَعَالَى. وَمعنى قَوْله: بعزاء الله أَي بتعزية الله إيّاه، فَأَقَامَ الِاسْم مُقَام الْمصدر الحقيقيّ وَهُوَ التَّعْزِيَة من عزَّيت؛ كَمَا يُقَال: أَعْطيته عَطاء وَمَعْنَاهُ أَعْطيته إِعْطَاء. وَأما قَول الله جلّ وعزّ: {مُهْطِعِينَ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ} (المعَارج: 37) فَمَعْنَى (عزين) خِلَقاً خِلَقا، وَجَمَاعَة جمَاعَة، وعِزُون جمع عِزْوة، فَكَانُوا عَن يَمِينه وَعَن شِمَاله جماعات فِي تَفْرِقَة. وَقَالَ اللَّيْث: العِزَة عُصبةٌ من النَّاس فَوق الحَلْقة. وَالْجَمَاعَة عزون. ونقصانها وَاو. قلت أصل عزة عِزْوة، كَأَن كل جمَاعَة اعزازها أَي انتسابها وَاحِد عِزة. وَهِي مثل عِضَة أَصْلهَا عِضْوة. وَقد مرّ تَفْسِيرهَا. وَقَالَ اللَّيْث يُقَال عَزِي الرجلُ يَعْزَى عزاء مَمْدُود. وَإنَّهُ لعزِيّ: صبور إِذا كَانَ حسن العزاء على المصائب. وَتقول عزّيت فلَانا أعزّيه تَعْزِيَة أَي أسّيته وَضربت لَهُ الأُسَى وأمرته بالْعزاء فتعزّى تعزّياً أَي تصبَّر تصبّراً. والعزاء: الصَّبْر نَفسه عَن كل مَا فقدت. وَقَالَ أَبُو زيد: عزا فلَان نفسَه إِلَى بني فلَان يعزوها عَزْواً إِذا اعتزى إِلَيْهِم، محِقّا كَانَ أَو بَاطِلا، وانتمى إِلَيْهِم مثلُه. قَالَ: وَالِاسْم العِزوة والنِمْو وَيُقَال: النِمْيَة. قلت: والعِزة الْجَمَاعَة مَأْخُوذَة من هَذَا. وَقَالَ اللَّيْث: كلمة شنعاء من لُغَة أهل الشِّحْر يَقُولُونَ يَعْزى مَا كَانَ كَذَا وَكَذَا كَمَا نقُول نَحن: لعمري لقد كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: العَزْو لُغَة مَرْغُوب عَنْهَا يتَكَلَّم بهَا بَنو مَهْرة بن حَيْدان يَقُولُونَ: عَزْوَى كأنّها كلمة يتلطّف بهَا. وَكَذَلِكَ يَقُولُونَ يَعزى. قَالَ: وَبَنُو عَزْوان حَيّ من الجنّ وَالْعرب تَقول: إِن النعام مراكب الجنّ وَقَالَ ابْن أَحْمَر يصف الظليم: حَلَقَتْ بَنو عَزْوان جُؤجؤَهُ والرأسَ غير قنازع زُعْر وَقَالَ اللَّيْث: الاعتزاء: الِاتِّصَال فِي الدَّعْوَى إِذا كَانَت حَرْب. فَكل من ادّعى فِي شعاره: أَنا فلَان بن فلَان أَو فلَان الْفُلَانِيّ فقد اعتزى إِلَيْهِ. عوز: قَالَ اللَّيْث: العَوَز: أَن يعوزك الشَّيْء وَأَنت إِلَيْهِ مُحْتَاج. قَالَ: وَإِذا لم تَجِد الشَّيْء قلت: عازني. قلت عازني لَيْسَ بِمَعْرُوف. وَقَالَ أَبُو مَالك: يُقَال: أعوزني هَذَا الْأَمر إِذا اشتدّ عَلَيْك وعَسُر، وَقَالَ غَيره: أعوزني الْأَمر يُعوزني أَي قلّ عِنْدِي مَعَ حَاجَتي إِلَيْهِ. وَرجل مُعْوِز: قَلِيل الشَّيْء. وَقَالَ اللَّيْث: أعوز الرجلُ إِذا ساءت حَاله. وأعوزه الدَّهْر إِذا حلّ عَلَيْهِ الْفقر. قَالَ والمِعْوَز والجميع المعاوز وَهِي الخِرق الَّتِي يلفّ فِيهَا الصبيّ. وَقَالَ حسّان: وموءودة مقرورة فِي معاوز بآمتها مرموسة لم توسّد وَقَالَ غَيره: المعاوز: خُلْقان الثِّيَاب، لُف

ّ فِيهَا الصبيّ أَو لم يلفّ. وَقَالَ ابْن هانىء: يُقَال: إِنَّه لعَوِز لَوِز تَأْكِيد لَهُ، كَمَا تَقول: تعساً لَهُ ونعساً. عَمْرو عَن أَبِيه: العَوْز: ضيق الشَّيْء. وَالْمَعْرُوف العَوَز أَبُو حَاتِم عَن أبي زيد يُقَال: مَا يُعوِز لفُلَان شَيْء إلاّ ذهب بِهِ، كَقَوْلِك: مَا يُوهِف لَهُ وَمَا يُشرف. قَالَه أَبُو زيد بالزاي قَالَ أَبُو حَاتِم: وَأنْكرهُ الْأَصْمَعِي. قَالَ: وَهُوَ عِنْد أبي زيد صَحِيح، وَمن الْعَرَب مسموع. زعا: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: زَعَا إِذا عدل، وشعا إِذا هرب، وَقعا إِذا ذَلَّ، وفعا إِذا فتّت شَيْئا. وَعز: قَالَ اللَّيْث: الوَعْز: التقدِمة. يُقَال: أوعزت إِلَى فلَان فِي ذَلِك الْأَمر إِذا تقدّمت إِلَيْهِ. وروى الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت قَالَ يُقَال: وَعَّزت وأوعزت، وَلم يُجِز وَعَزت مخففاً. وَنَحْو ذَلِك روى أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي أَنه أنكر وَعَزَت بِالتَّخْفِيفِ. وزع: قَالَ اللَّيْث: الوَزْع: كفّ النَّفس عَن هَواهَا. يُقَال: وزعته أزَعه وَزْعاً. وَفِي الحَدِيث: (لَا بدّ للنَّاس من وَزَعة) أَي من سُلْطَان يَزَع بَعضهم من بعض. والوازع فِي الْحَرْب: الموكلُ بالصفوف يَزع من تقدّم مِنْهُم بِغَيْر أمره. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {بِئَايَاتِنَا فَهُمْ} (النَّمل: 83) أَي يُكِفّون. وَجَاء فِي التَّفْسِير: يُحبس أوّلهم على آخِرهم. وَأما قَوْله: {سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَنْ أَشكُرَ} (الْأَحْقَاف: 15) فَمَعْنَى {رَبِّ} ألهمني. وتأويله فِي اللُّغَة: كُفّني عَن الْأَشْيَاء إلاّ عَن شكر نِعْمَتك، وكُفّني عمّا يباعدني عَنْك. هَكَذَا قَالَ أَبُو إِسْحَاق الزجّاج الْمُنْذِرِيّ عَن الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت قَالَ: يُقَال: قد أوزعته بالشَّيْء أيزاعاً إِذا أغريته، وَإنَّهُ لموزَع بِكَذَا وَكَذَا أَي مُغْرًى بِهِ وَالِاسْم الوَزُوع. وَقد أوزعه الله إِذا ألهمه. وَنَحْو ذَلِك قَالَ الْفراء. قَالَ معنى {رَبِّ} ألهمني. وَقَالَ اللَّيْث: التَّوْزِيع: الْقِسْمَة. يُقَال وزّعنا الجَزُور فِيمَا بَيْننَا. قلت: وَمن هَذَا أُخِذ الأوزاع، وهم الفِرَق من النَّاس. يُقَال: أتيتهم وهم أوزاع أَي متفرقون. وَفِي حَدِيث عمر أَنه خرج لَيْلَة فِي رَمَضَان وَالنَّاس أوزاع أَي يصلونَ مُتَفَرّقين غير مُجْتَمعين على إِمَام وَاحِد. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال: بهَا أوزاع من النَّاس وأوباش، وهم الضروب المتفرقون، وَلَا وَاحِد للأوزاع. وَقَالَ الشَّاعِر يمدح رجلا: أحْللتَ بيتكَ بِالْجَمِيعِ وبعضُهم متفرِّق ليحلّ بالأوزاع الأوزاع هَاهُنَا: بيُوت منتبِذة عَن مُجْتَمع النَّاس. وَفِي الحَدِيث (مَن يَزع السُّلْطَان أَكثر مِمَّن يَزع الْفرْقَان) مَعْنَاهُ: أَن من يكفّه السُّلْطَان عَن الْمعاصِي أَكثر مِمَّن يكفّه الْفرْقَان بِالْأَمر وَالنَّهْي والإنذار. وَيُقَال لَا بدّ للنَّاس من وَزَعة أَي مِمَّن يكفّهم عَن الشرّ وَالْفساد.

باب العين والطاء

وَقَوله حُصَيب الهذليّ يذكر قربه من عدوّ لَهُ: لما رَأَيْت بني عَمْرو ويازعهم أيقنت أَنِّي لَهُم فِي هَذِه قَوَد قَالَ: يازعمهم لغتهم، يُرِيدُونَ: وازعهم فِي هَذِه الْوَاقِعَة أَي سيستقيدون منا أَبُو عبيد يُقَال: أُوزِعتُ بالشَّيْء مثل أُلهمته وأُولعت بِهِ. قَالَ: ووزّعت الشَّيْء بَين الْقَوْم قسمته. زوع: أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ وَزَعته فَأَنا أزَعُه: كففته. وزُوْعته فَأَنا أزعه مثله. قَالَ: وَيُقَال: زُعته: قدَّمته. وَقَالَ ذُو الرمّة: وخافِق الرَّأْس مثل السَّيْف قلت لَهُ زُعْ بالزمام وجَوْزُ اللَّيْل مركوم أَي ادفعه إِلَى قُدَّام وقدّمه. وَقَالَ شمر: زُعْ راحلتك أَي استحثّها، وَبَعْضهمْ يَقُول زُعْ بالزمام أيْ هيّج وحرّك. وَقَالَ اللَّيْث: الزُوْع جذبك النَّاقة بالزمام لتنقاد. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: زُعته: حرّكته وقدّمته. وَقَالَ ابْن السّكيت: زاعه يزوعه إِذا عطفه. وَقَالَ ذُو الرمّة: أَلا لَا تبالي العِيس مَن شدَّ كورها عَلَيْهَا وَلَا من زاعها بالخزائم ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ: الزاعة. الشُرط. وَفِي (النَّوَادِر) : زوّعتِ الريحُ النبت تزوّعه، وصوّعته، وَذَلِكَ إِذا جمعته لتفريقها بَين ذرّاه، وَيُقَال: زُوعة من نبت، ولُمْعة من بنت. وَقَالَ ابْن دُرَيد: الزّوْع: أخذك الشي بكفّك، نَحْو الثَّرِيد، أقبل يزوع الثَّرِيد إِذا اجتذبه بكفّه. قَالَ: وزعت لَهُ زَوْعة من البِطِّيخ إِذا قطعت لَهُ قِطْعَة. (بَاب الْعين والطاء) (ع ط (وَا يء)) عطا، عوط، طعا، طوع، عيط، يُعْط. عطا: أَبُو عبيد العَطْو: التَّنَاوُل. يُقَال مِنْهُ: عَطَوت أعطو. وَقَالَ بشر بن أبي خازم: أَو الأُدْم الموشَّحةِ العواطي بأيديهن من سَلَم النِعاف يَعْنِي الظباء وَهِي تتطالل إِذا رفعت أيديها لتتناول ورق الشّجر. والإعطاء مَأْخُوذ من هَذَا. والمعاطاة: المناولة. وَقَالَ اللَّيْث: عاطى الصبيُّ أهلَه إِذا عمِل وناولهم مَا أَرَادوا. وَالعطَاء: اسْم لما يعطَى. وَيُقَال: إِنَّه لجزيل الْعَطاء. وَهُوَ اسْم جَامع. فَإِذا أفرد قيل: العطيّة، وَجَمعهَا العطايا. وأمّا الأعْطِية فَهِيَ جمع الْعَطاء. يُقَال ثَلَاثَة أعطية، ثمَّ أعطيات جمع الْجمع. والتعاطي: تنَاول مَا لَا يجوز تنَاوله. يُقَال: تعاطى فلَان ظلمك. وَفِي الْقُرْآن: {صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى} (القَمَر: 29) أَي فتعاطى الشقيُّ عَقْر النَّاقة فَبلغ مَا أَرَادَ. وَقَالَ اللَّيْث: وَيُقَال بل تعاطيه: جُرْأته. وَيُقَال للْمَرْأَة: هِيَ تعَاطِي خِلْمها أَي تنَاوله قُبَلها ورِيقها. وَقَالَ ذُو الرمة: تعاطيه أَحْيَانًا إِذا جِيد جَودة رُضَاباً كطعم الزنجبيل المعسَّل

وَقَالَ غَيره: يُقَال: عطَّيته وعاطيته أَي خدمته وَقمت بأَمْره؛ كَقَوْلِك: نعّمته وناعمته. تَقول: من يُعَطِّيك أَي من يتولّى خدمتك. وقوس مُعْطِية: ليّنة لَيست بكزّة ولاممتنعة على من يمدّ وترها. وَقَالَ أَبُو النَّجْم: وهَتَفى مُعطية طروحاً أَرَادَ بالهَتَفى قوساً لوترها رنين. وقوس عَطْوى بِمَعْنى المعطية. وَيُقَال: هِيَ الَّتِي عُطفت فَلم تنكسر، وَقَالَ ذُو الرمة: لَهُ نبعة عَطْوى كَأَن رنينها بألوى تعاطته الأكفّ المواسح أَرَادَ بالألوى: الْوتر. وَالنِّسْبَة إِلَى عطيّة عَطَوِيّ، وَإِلَى عَطاء عطائيّ. وَسمعت غير وَاحِد من الْعَرَب يَقُول لراحلته إِذا انْفَسَخ خَطْمه عَن مَخْطِمه: أعطِ فيعوج رَأسه إِلَى رَاكِبه فَيُعِيد الخطم على مَخطِمه. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال هُوَ يتعاطى معالَي الْأُمُور ورفيعها، وَيتَعَاطَى أمرا قبيحاً. قَالَ: وَقَالَ رجل من قيس يكنى أَبَا قُوَّة أَقُول هُوَ يتعاطى الرّفْعَة من الْأَمر، ويتعطّى القبيحَ تعطّياً. وَيُقَال هُوَ يستعطي النَّاس بكفّه، وَفِي كفّه، استعطاءً إِذا سَأَلَهُمْ وَطلب إِلَيْهِم. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ: الأعطاء: المناولات. والمعاطاة أَن يسْتَقْبل رجل رجلا وَمَعَهُ سيف فَيَقُول: أرِني سَيْفك فيعطيه فيهزّه هَذَا سَاعَة وَهَذَا سَاعَة وهما فِي سُوق أَو مَسْجِد، وَقد نُهي عَنهُ. وَمن أَمْثَال الْعَرَب عاطٍ بِغَيْر أنواط، يضْرب مثلا لمن انتحل عِلْماً لَا يقوم بِهِ. طوع: الحرّاني عَن ابْن السّكيت: يُقَال: قد أطَاع لَهُ المَرْتع إِذا اتّسع لَهُ المرتع، وَأمكنهُ من الرَعْي. وَقد يُقَال فِي هَذَا الْموضع: طَاع. وَقَالَ أَوْس بن زُهَير: كَأَن جيادهن بَرْعن زُمَ جرادٌ قد أطَاع لَهُ الوَرَاقُ أنْشدهُ أَبُو عبيد. وَقَالَ: الْوراق: خضرَة الأَرْض من الْحَشِيش، وَلَيْسَ من الْوَرق. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال أمره بِأَمْر فأطاعه، بِالْألف لَا غير. وَالْعرب تَقول: لَهُ عليّ أمره مطاعة. قَالَ: وَقد طاع لَهُ إِذا انْقَادَ لَهُ بِغَيْر ألف. وَقَالَ اللَّيْث: الطَّوع: نقيض الكَرْه، لتفعلنّه طَوْعاً أَو كرها، وطائعاً أَو كَارِهًا. وطاع لَهُ إِذا انْقَادَ لَهُ، فَإِذا مضى لأَمره فقد أطاعه، وَإِذا وَافقه فقد طاوعه. قَالَ وَالطَّاعَة: اسْم من أطاعه إطاعة. والطواعية: اسْم لما يكون مصدر المطاوَعةِ. يُقَال: طاوعت المرأةُ زَوجهَا طواعِية. قَالَ: وَيُقَال للطائع: طاعٍ، وَهُوَ مقلوب وَمِنْه قَول الشَّاعِر: حَلَفت بِالْبَيْتِ ومَن حوله من عَائِذ بِالْبَيْتِ أَو طاع وَهَذَا كَقَوْلِهِم: عاقني عائقٌ وعاقٍ. وَيُقَال: تطاوعْ لهَذَا الْأَمر حَتَّى تستطيعه. وَإِذا قلت: تطوَّع فَمَعْنَاه تكلّف استطاعته. قَالَ: وَالْعرب تحذف التَّاء فَتَقول اسْطاع يَسْطيع. قَالَ والتطوّع: مَا تبرّعت بِهِ من ذَات نَفسك فِيمَا لَا يلزمك فرضُه. وَفرس طَوْع العِنان إِذا كَانَ سَلِساً. وَقَول الله جلّ وعزّ: (وَمن يَطَّوَّعْ خيرا) (البَقَرَة: 158)

الأَصْل فِيهِ وَمن يَتَطوّع، فأدغمت التَّاء فِي الطَّاء وكل حرف أدغمته فِي حرف نقلته إِلَى لفظ المدغم فِيهِ. وَمن قَرَأَ {على لفظ المضيّ فَمَعْنَاه الِاسْتِقْبَال؛ لِأَن الْكَلَام شَرط وَجَزَاء، فَلفظ الْمَاضِي فِيهِ يَئُول إِلَى معنى الِاسْتِقْبَال، وَهَذَا قَول حُذّاق النحويّين. وَأما قَول الله جلّ وعزّ: {} (الْكَهْف: 97) فَإِن أَصله اسْتَطَاعُوا بِالتَّاءِ، وَلَكِن التَّاء والطاء من مخرج وَاحِد، فحذفت التَّاء ليخفّ اللَّفْظ. وَمن الْعَرَب من يَقُول: استاعوا بِغَيْر طاء، وَلَا يجوز فِي الْقِرَاءَة. وَمِنْهُم من يَقُول: فَمَا أَسطاعوا بِأَلف مَقْطُوعَة، الْمَعْنى: فَمَا أطاعوا فزادوا السِّين قَالَ ذَلِك الْخَلِيل وسيبويه عوضا عَن ذهَاب حَرَكَة الْوَاو؛ لِأَن الأَصْل فِي أطَاع أَطْوَع. وَمن كَانَت هَذِه لغته قَالَ فِي الْمُسْتَقْبل يُسطِع بضمّ الْيَاء. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت قَالَ: يُقَال: مَا أَستطيع وَمَا اسطيع وَمَا أَسْطيع وَمَا أستيع، وَكَانَ حَمْزَة الزيّات يقْرَأ (مِمَّا اسْطَّاعوا) بإدغام الطَّاء وَالْجمع بَين ساكنين. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق الزجّاج: من قَرَأَ بِهَذِهِ الْقِرَاءَة فَهُوَ لاحِنٌ مخطىء. زعم ذَلِك الْخَلِيل يُونُس وسيبويه، وَجَمِيع مَن يَقُول بقَوْلهمْ. وحجَّتهم فِي ذَلِك أَن السِّين سَاكِنة، وَإِذا أدغمت التَّاء فِي الطَّاء صَارَت طاء سَاكِنة، وَلَا يجمع بَين ساكنين. قَالَ: وَمن قَالَ: أطرحُ حَرَكَة التَّاء على السِّين فأقرأ (فَمَا اسَطَّاعوا) فخطأ أَيْضا لِأَن سين استفعل لم تحرّك قطّ. والمطّوّعة: قوم يتطوَّعون بِالْجِهَادِ، أدغمت التَّاء فِي الطَّاء، كَمَا قُلْنَا فِي قَوْله: {وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا} . وأمّا قَوْله جلّ وعزّ: {فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ} (المَائدة: 30) فَإِن الْفراء قَالَ: مَعْنَاهُ فتابعته نَفسه. وَقَالَ الْمبرد؛ {فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ} فعَّلت من الطَوْع. وَقَالَ أَبُو عبيد: حدّثنا يزِيد عَن وَرْقَاء عَن ابْن أبي نَجيح عَن مُجَاهِد؛ {فطوعت لَهُ نَفسه قَالَ شجَّعته. قَالَ أَبُو عبيد عَن مُجَاهِد: إِنَّهَا أعانته على ذَلِك وأجابته إِلَيْهِ. وَلَا أرى أَصله إلاّ من الطواعية. قلت: وَالْأَشْبَه عِنْدِي أَن يكون معنى (طوّعت) سمَّحت وسهَّلت لَهُ نفسهُ قتلَ أَخِيه أَي جعلت نَفسه بهواها المُردي قتلَ أَخِيه سهلاً وهوَّنته. وأمَّا على قَول الْفراء والمبرد فانتصاب قَوْله قتل أَخِيه على إفضاء الْفِعْل إِلَيْهِ؛ كَأَنَّهُ قَالَ: فطوعت لَهُ نَفسه أَي انقادت فِي قتل أَخِيه ولقتل أَخِيه فَحذف الْخَافِض وأفضى الفعلُ إِلَيْهِ فنصبه. وَيُقَال: فلَان طَوْع المكاره إِذا كَانَ مُعْتَادا لَهَا، ملقىً إيّاها. وَقَالَ النَّابِغَة: فارتاع من صَوت كَلاّب فَبَاتَ لَهُ طوعُ الشوامت من خوف وَمن صَرَد ويروى: طوعَ الشوامت. فَمن رفع: أَرَادَ بَات لَهُ مَا أطَاع شامته من الْبرد وَالْخَوْف أَي بَات لَهُ مَا اشْتهى شامته، وَهُوَ طَوْعه، وَمن ذَلِك تَقول: اللَّهم لَا تطيعنّ بِي شامتاً أَي لَا تفعل بِي مَا يشتهيه ويحبّه.

وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال طاع لَهُ وأطاع، سَوَاء. فَمن قَالَ: طاع قَالَ يطاع، وَمن قَالَ: أطَاع قَالَ يُطيع، فَإِذا جِئْت إِلَى الْأَمر فَلَيْسَ إلاّ أطاعه؛ كَمَا ذَكرْنَاهُ فِي أوّل الْبَاب. وَمن روى بَيت الذبياني: فَبَاتَ لَهُ طوعَ الشوامت بِالنّصب أَرَادَ بالشوامت قوائمه وَاحِدهَا شامتة يَقُول: فَبَاتَ الثَوْر طوع قوائمه أَي بَات قَائِما. قلت: وَمن الْعَرَب من يَقُول: طاع لَهُ يَطُوع طَوْعاً فَهُوَ طائع بِمَعْنى أطَاع أَيْضا، وطاع يطاع لُغَة جيّدة. اللحياني: يُقَال: أَطَعْت لَهُ وأطعته. وَيُقَال: طِعْت لَهُ وَأَنا أطِيع لَهُ طَاعَة، وَيُقَال: طُعْت لَهُ وَأَنا أطوع لَهُ طَوْعًا أَي انقدت، وَفرس طَوْع العِنان وطوعة الْعَنَان. وبعير طيّع: سلِس القياد. عوط: أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: إِذا لم تحمل الناقةُ أوّل سنة يَطرُقها الْفَحْل فَهِيَ عائط، فَإِذا لم تحمل السنةَ المقبِلة أَيْضا فَهِيَ عائطُ عُوطٍ وعُوطَطٍ. قَالَ: وَقَالَ العَدَبَّس الكنانيّ: يُقَال تعوَّطَت إِذا حُمِلَ عَلَيْهَا الْفَحْل فَلم تحمل. وَقَالَ ابْن بُزُرْجَ: بَكْرة عائط، وَجَمعهَا عِيطٌ، وَهِي تَعِيط. قَالَ: فأمَّا الَّتِي تعطاط أرحامُها نعائطُ عُوطٍ وَهِي مِنْ تَعُوطُ. وَأنْشد: يَرُعْنَ إِلَى صوتي إِذا مَا سمعته كَمَا ترعوى عِيط إِلَى صَوت أعيسا وَقَالَ آخر: نَجَائِب أبكار لقِحْن لعِيطط وَنعم فهنّ المهجِرات الخيائر وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للناقة الَّتِي لم تحمل سنوات من غير عُقْر: قد اعتاطت. قَالَ: وَرُبمَا كَانَ اعتياطها من كَثْرَة شحمها، أَي اعتاصت. قَالَ: وَقد تعتاط الْمَرْأَة. وناقة عائط. وَقد عاطت تعِيط عِياطا، ونُوق عِيط وعُوط من غير أَن يُقَال: عاطت تعوط. قَالَ: وَجمع العائط عوائِط. وَقَالَ غَيره: العِيط: خِيَار الْإِبِل، وأفتاؤها مَا بَين الحِفّة إِلَى الرباعِية. عيط: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: امْرَأَة عَيْطاء: طَوِيلَة الْعُنُق. وَرجل أعيط، وقَارة عَيْطاء: مشرفة. والمصدر العَيَط. وَفرس عيطاء، وخيل عِيط: طوال. وَقَالَ اللَّيْث: الأعيط: الطَّوِيل الرَّأْس والعنق. والعيطاء: النَّاقة الطَّوِيلَة الْعُنُق، وَالذكر أعيط وَالْجمع عِيط. قَالَ وعِيطِ: كلمة ينادَى بهَا الأَشِرُ عِنْد السكر، ويُلهج بهَا عِنْد الْغَلَبَة، فَإِن لم يزدْ على وَاحِدَة قَالُوا عيّط، وَإِن رجَّع قَالُوا: عطعط. غَيره التعيط: غضب الرجل واحْتلاطه وتكبره. وَقَالَ رؤبة: وَالْبَغي من تعيّط العيّاط وَيُقَال: التعيّط هَاهُنَا: الجلبة، وصياح الأَشِر بقوله عِيطِ وَقَالَ اللَّيْث: التعيّط تنبّع الشَّيْء من حجر أَو شجر يخرج مِنْهُ شَيْء فيصمِّغ أَو يسيل. وذفرى الْجمل تتعيّط بالعَرَق الْأسود وَأنْشد:

باب العين والدال

تَعَيّطُ ذفراها بجَوْن كَأَنَّهُ كُحَيْل جرى من قنفذ اللِّيت نابع وَيُقَال عيَّط فلَان بفلان إِذا قَالَ لَهُ: عِيط عِيط. يُعْط: قَالَ اللَّيْث: يَعَاط: زجرك للذئب إِذا رَأَيْته قلت: يَعَاطِ. يعاط وَتقول: يعَطت بِهِ وَيَا عطت بِهِ وَأنْشد: صُبَّ على شَاءَ أبي رِباط ذؤالةٌ كالأقُدح الأمراط يدنو إِذا قيل لَهُ يَعَاطِ قَالَ: وَبَعض يَقُول: يِعاط بِكَسْر الْيَاء. قَالَ: وَهُوَ قَبِيح؛ لِأَن كسر الْيَاء زادَها قبحاً. وَذَلِكَ لِأَن الْيَاء خُلِقَت من الكسرة، وَلَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب كلمة على فِعَال فِي صدرها يَاء مَكْسُورَة. وَقَالَ غَيره: يِسَار لُغَة فِي اليَسَار. وَبَعض يَقُول: إسار بقلب الْيَاء همزَة إِذا كُسرت. قلت: وَهُوَ بشع قَبِيح، أعنى يِسَار وإسار. طعا: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: طعا إِذا تبَاعد. عَمْرو عَن أَبِيه: الطاعي بِمَعْنى الطائع إِذا ذلَّ. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الأطعاء: الطَّاعَة. (بَاب الْعين وَالدَّال) (ع د (وَا يء)) عدا، عود، دَعَا، دَاع، ودع، وعد، يدع. عدا (عندأوة) : قَالَ الله جلّ وعزّ: وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّواْ اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ} (الْأَنْعَام: 108) وقرىء (عُدُوَّاً بِغَيْر علم) . قَالَ المفسّرون: نُهوا قبل أَن أُذن لَهُم فِي قتال الْمُشْركين أَن يلعنوا الْأَصْنَام الَّتِي عبدوها. وَقَوله: {فَيَسُبُّواْ اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ} أَي فيسبّوا الله ظلما و (عدوا) مَنْصُوب على الْمصدر، وعَلى إِرَادَة اللَّام، لِأَن الْمَعْنى: فيَعْدُون عَدْواً أَي يَظلمون ظلما. وَيكون مَفْعُولا لَهُ أَي فيسبّوا الله للظلم. وَمن قَرَأَ (فيسبوا الله عُدُواً) فَهُوَ فِي معنى عَدْو أَيْضا. يُقَال فِي الظُّلم قد عدا فلَان عَدْواً وعُدُوَّاً وعُدْواناً وعَدَاءً أَي ظلم ظلما جَاوز من الْقدر، وقرىء (فيسبوا الله عَدُوُّاً) بِفَتْح الْعين، وَهُوَ هَهُنَا فِي معنى جمَاعَة، كَأَنَّهُ قَالَ: فيسبوا الله أَعدَاء. و (عَدُوّاً) مَنْصُوب على الْحَال فِي هَذَا القَوْل. وَكَذَلِكَ قَوْله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِىٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ} (الأنعَام: 112) (عَدُوّاً) فِي معنى أَعدَاء. الْمَعْنى: كَمَا جعلنَا لَك ولأمّتك شياطين الْإِنْس وَالْجِنّ أَعدَاء كَذَلِك جعلنَا لمن تقدّمك من الْأَنْبِيَاء أَو أممهم. و (عدُوّاً) هَهُنَا مَنْصُوب لِأَنَّهُ مفعول بِهِ و {شياطين الْإِنْس مَنْصُوب على الْبَدَل. وَيجوز أَن يكون (عدوّاً) مَنْصُوبًا لِأَنَّهُ مفعول ثَان وشياطين الْإِنْس الْمَفْعُول الأول.

والعادي: الظَّالِم. يُقَال لَا أشمت الله بك عاديَك أَي عدوّك الظَّالِم لَك. والاعتداء والتعدّي والعُدْوان: الظُّلم. وَقَول الله: {فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ} (البَقَرَة: 193) أَي فَلَا سَبِيل. وَكَذَلِكَ قَوْله: {الاَْجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلاَ} (القَصَص: 28) أَي لَا سَبِيل عليّ. وَقَوله: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ} (البَقَرَة: 194) الأول ظلم، وَالثَّانِي جَزَاء. وَهُوَ مثل قَوْله: {يَنتَصِرُونَ وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا} (الشّورى: 40) السّيئة الأولى سَيِّئَة، وَالثَّانيَِة مجازاة، وَإِن سُمّيت سيّئة. فالاعتداء الأول ظلم، وَالثَّانِي لَيْسَ بظُلْم، وَإِن وَافق اللَّفْظ اللَّفْظ. وَمثل هَذَا فِي كَلَام الْعَرَب كثير. يُقَال: أثِم الرجلُ يأثَم إِثْمًا، وَأَثَمَهُ الله على إثمه أَي جازاه الله عَلَيْهِ يَأثِمُه أثاماً. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَمَن يَفْعَلْ ذالِكَ يَلْقَ أَثَاماً} (الفُرقان: 68) أَي جَزَاء لإثمه وَقَول الله جلّ ذكره: {وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} (المَائدة: 2) يَقُول: لَا تعاونوا على الْمعْصِيَة وَالظُّلم، وَقَوله: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا} (البَقَرَة: 229) أَي لَا تجوزوها إِلَى غَيرهَا، وَكَذَلِكَ قَوْله: {وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ} (البَقَرَة: 229) أَي يجاوزْها، وَقَوله: {فَمَنِ ابْتَغَى وَرَآءَ ذالِكَ فَأُوْلَائِكَ هُمُ الْعَادُونَ} (الْمُؤْمِنُونَ: 7) أَي المجاوِزون مَا حُدّ لَهُم وأُمروا بِهِ، وَقَوله: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ} (الْبَقَرَة: 173) أَي غير مجاوِز لما يُبلِّغُهُ ويغُنيه من الضَّرُورَة، وأصل هَذَا كلّه مُجَاوزَة الْقدر والحقّ، يُقَال: تعديت الحقّ واعتديته، وعَدَونه أَي جاوزته، وَقد قَالَت الْعَرَب اعْتدى فلَان عَن الحقّ، واعتدى فَوق الْحق، كَأَن مَعْنَاهُ: جَازَ عَن الحقّ إِلَى الظُّلم، وَيُقَال: عدا فلَان طَوْره إِذا جَاوز قَدْره، وَعدا بَنو فلَان على بني فلَان أَي ظلموهم وَقَوْلهمْ: عدا عَلَيْهِ فَضَربهُ بِسَيْفِهِ لَا يُرَاد بِهِ عَدْو على الرجلَيْن، وَلَكِن من الظُّلم. وَمن حُرُوف الِاسْتِثْنَاء قَوْلهم: مَا رَأَيْت أحدا مَا عدا زيدا، كَقَوْلِك، مَا خلا زيدا. وتنصب زيدا فِي هذَيْن. فَإِذا أخرجت (مَا) خفضت ونصبْت فَقلت: مَا رَأَيْت أحدا عدا زيدا. وَعدا زيد، وخلا زيدا، وخلا زيدٍ، النصب بِمَعْنى إلاَّ، والخفض بِمَعْنى سوى. وَتقول: مَا يعدو فلَان أَمرك، أَي مَا يُجَاوِزهُ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى} (الأنفَال: 42) قَالَ الْفراء: العدوة: شاطىء الْوَادي، الدُّنْيَا ممّا يَلِي الْمَدِينَة، والقُصْوى ممّا يَلِي مكّة. وَقَالَ الزجّاج: العدوة: شَفِير الْوَادي. وَكَذَلِكَ عدا الْوَادي مَقْصُور. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت قَالَ: عِدوة الْوَادي وعُدْوته جَانِبه، والجميع عِدًى وعُدًى، قَالَ: والعِدَى: لأعداء يُقَال هَؤُلَاءِ قوم عِدَى يكْتب بِالْيَاءِ؛ وَإِن كَانَ أَصله الْوَاو لمَكَان الكسرة فِي أَوله وعدى مثله. وَقَالَ غَيره: العُدى الْأَعْدَاء، والعِدى الَّذين لَا قرَابَة بَيْنك وَبينهمْ وَالْقَوْل الأول. والعدى أَلفه مَقْصُور يكْتب بِالْيَاءِ وَقَالَ:

إِذا كنت فِي قوم عِدًى لست مِنْهُم فَكل مَا علفت من خَبِيث وَطيب وَقَالَ ابْن السّكيت زعم أَبُو عَمْرو أَن العِدَى الْحِجَارَة والصخور. وَأنْشد قَول كثير: وَحَال السَفى بيني وَبَيْنك والعِدى ورَهْنُ السفى غَمر النقيبة ماجد أَرَادَ بالسَفَى: تُرَاب الْقَبْر: وبالعِدَى: مَا يُطْبقُ على اللَّحْد من الصفائح. وَقَالَ بدر بن عَامر الهذليّ فمدّ العِدَاء، وَهِي الْحِجَارَة والصخور: أَو استمرّ لمسكن أثوِي بِهِ بقرار ملحدة العداء شَطُون وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العِدَاء ممدودة: مَا عاديت على الْمَيِّت حِين تدفنه من لبِن أَو حِجَارَة أَو خشب أَو مَا أشبهه. وَالْوَاحد عِدَاءة. وَقَالَ أَيْضا: العِدَاء: حجر رَقِيق، يُقَال لكل حجر يوضع على شَيْء يستره فَهُوَ عداء. قَالَ أُسَامَة الْهُذلِيّ: تا لله مَا حُبّي عليا بشَوَى قد ظعن الحيّ وَأمسى قد ثوى مغادَرا تحْت العداء وَالثَّرَى مَعْنَاهُ: مَا حبّي عليا بخطأ. وأعداء الْوَادي وأعناؤه: جوانبه. وَقَالَ اللَّيْث: العُدْوة: صلابة من شاطىء الْوَادي. وَيُقَال: عِدوة: قَالَ: والعُدَواء: أَرض يابسة صُلبة. وَرُبمَا جَاءَت فِي الْبِئْر إِذا حُفرت، وَرُبمَا كَانَت حجرا حَتَّى يحيد عَنْهَا الْحَافِر، وَقَالَ العجّاج: وَإِن أصَاب عُدَوَاء حروفا يصف الثور. قلت: وَهَذَا من قَوْلهم: أَرض ذَات عُدَواء إِذا لم تكن مُسْتَقِيمَة وطيئة، وَكَانَت متعادية. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: العُدَواء: الْمَكَان الغليظ الخشن. وَقَالَ غَيره: العدواء: الْبعد، وأمَّا قَوْله: مِنْهُ على عدواء الدَّار تسقيم قَالَ الْأَصْمَعِي عُدَواؤه: صَرْفه واختلافه. وَقَالَ المؤرّج: عُدَواء على غير قصد. وَإِذا نَام الْإِنْسَان على مَوضِع غير مستوٍ، فِيهِ انخفاض وارتفاع قَالَ: نمت على عُدَواء. قَالَ شمر: وَقَالَ محَارب: العُدَوَاء: عَادَة الشّغل. وَقَالَ النَّضر: العدواء من الأَرْض الْمَكَان المشرف، يَبْرك عَلَيْهِ الْبَعِير فيضطجع عَلَيْهِ، وَإِلَى جنبه مَكَان مطمئنّ فيميل فِيهِ الْبَعِير فيتوهنّ، فالمشرف العُدَواء، وتوهّنه أَنه يمدّ جِسْمه إِلَى الْمَكَان الوطىء فَتبقى قوائمه على المشرف فَلَا يَسْتَطِيع أَن يقوم حَتَّى يَمُوت فتوهُّنُه اضطجاعه. وَقَالَ أَبُو زيد: طَالَتْ عدواؤهم أَي تباعدهم وتفرقهم. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العُدَواء: الْمَكَان الَّذِي بعضه مُرْتَفع وَبَعضه متطأطىء: وَهُوَ المتعادِي. قَالَ: والعُدَاوء: إناخة قَليلَة. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: جئْتُك على فرس ذِي

عُدَواء غَيْرَ مُجْرَى إِذا لم يكن ذَا طمأنينة وسهولة. وَقَالَ أَبُو عمر: عُدَواء الشّوْق: مَا يَرَّح بِصَاحِبِهِ، وَيُقَال: آديتك وأعْديتك من العَدْوى وَهِي المَعُونة. والمتعدي من الْأَفْعَال: مَا يُجَاوز صَاحبه إِلَى غَيره. وَيُقَال: تعدّ مَا أَنْت فِيهِ إِلَى غَيره أَي تجاوزه، وعُدْ عَمَّا أَنْت فِيهِ أَي اصرِف هَمّك وقولك إِلَى غَيره، وعدَّيت عني الهمّ أَي نحّيته، وَتقول لمن قصدك: عدّ عني إِلَى غَيْرِي أَي اصرف مركبك إِلَى غَيْرِي. والعَدَاوة اسْم عَام من العدوّ يُقَال عَدو بَيِّنُ الْعَدَاوَة وَهُوَ عدوّ وهما عدوّ وهنّ عدوّ هَذَا إِذا جعلته فِي مَذْهَب الِاسْم والمصدر، فَإِذا جعلته نعتاً مَحْضا قلت: قلت هُوَ عدوّك، وَهِي عدوّتك وهم أعداءك وَهن عَدُوَّاتُكَ. قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: قَوْلهم: هُوَ عدوّه مَعْنَاهُ: يعدو عَلَيْهِ بالمكروه ويظلمه. وَيُقَال فُلَانَة عدوّ فلَان وعدوّته. فَمن قَالَ: عدوّءه قَالَ: هُوَ خبر للمؤنث، فعلامة التَّأْنِيث لَازِمَة، وَمن قَالَ: فُلَانَة عدوّ فلَان قَالَ ذكَّرت عدوّاً لِأَنَّهُ بِمَنْزِلَة قَوْلك: امْرَأَة ظلوم وصبور وغضوب. والأعادي جمع الْأَعْدَاء. وَيُقَال: عَدَا الْفرس يعدو عَدْواً إِذا أَحضر. وأعديته أَنا إِذا حَملته على الحُضْر. وَيُقَال للخيل الْمُغيرَة: عَادِية. قَالَ الله جلّ وعزّ: {} (العَاديَات: 1) قَالَ ابْن عَبَّاس: هِيَ الْخَيل، وَقَالَ عليّ: هِيَ الْإِبِل هَهُنَا. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال للشديد العَدْو: إِنَّه لعَدَوان. وَفرس عَدَوان: كثير العَدو. وذئب عَدَوان: يعدو على النَّاس. وَأنْشد: تذكُرُ إِذا أنتَ شديدُ القَفْز عِنْد القُصَيْرى عَدَوانُ الجَمْز وَأَنت تعدو بخَروف مُبْزى يُخَاطب ذئباً كَانَ اخْتَطَف حروفاً لَهُ فَقتله وَقَالَ ابْن شُمَيْل: رددت عني عَادِية فلَان أَي حِدّته وغضبه. وَقَالَ اللَّيْث: العادية، الشُغل من أشغال الدَّهْر يعدوك عَن أمورك، أَي يَشغلك وَجَمعهَا عوادٍ. وَقد عداني عَنْك أمْرٌ فَهُوَ يعدوني أَي صرفني؛ والعَدَاء: الشّغل. وَقَالَ زُهَيْر: وعادَك أَن تلاقيها العَدَاءُ قَالُوا: مَعْنَاهُ: عداك فقلبه. وَقَالُوا: معنى قَوْله: عادك: عادلك وعاودك: وَيُقَال: استعدى فلَان السُّلْطَان على ظالمه أَي اسْتَعَانَ بِهِ، فأعداه عَلَيْهِ أَي أَعَانَهُ عَلَيْهِ. والعَدْوى اسْم من هَذَا وَيُقَال استأداه بِالْهَمْز فآداه أَي فأعانه وقوّاه. وَبَعض أهل اللُّغَة يَجْعَل الأَصْل فِي هَذَا الهمزَة وَيجْعَل الْعين بَدَلا مِنْهَا. وَيُقَال كُفّ عَنَّا عاديتك أَي ظُلْمك وشرّك. وَهَذَا مصدر جَاءَ على فاعلة كالراغية والثاغية. يُقَال: سَمِعت راغبة الْبَعِير، وثاغية الشَّاء أَي رُغَاء الْبَعِير وثُغَاء الشَّاء. وَكَذَلِكَ عَادِية الرجُل: عَدْوه عَلَيْك بالمكروه. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (لَا عَدْوى وَلَا هَامة وَلَا صَفَر) .

والعَدْوى أَن يكون بِبَعِير جَرَب أَو بِإِنْسَان جُذَام أَو بَرَص فتتّقي مخالطته أَو مؤاكلته حِذار أَن يعدوه مَا بِهِ إِلَيْك أَي يُجَاوِزهُ فيصيبك مثلُ مَا أَصَابَهُ. وَيُقَال إِن الجرب ليُعدى أَي يُجَاوز ذَا الجربِ إِلَى من قاربه حَتَّى يَجْرَب. وَقيل للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن النُقْبة تبدو بمشفر الْبَعِير فتُعدى الْإِبِل كلهَا. فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام للَّذي خاطبه: فَمَا أعدى الأوّل، وَقد نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ إِنْكَاره الْعَدْوى أَن يُورِدَ مُصِحٌّ على مُجْرب مثلا يُصِيب الصحاحَ الجربُ، فيحقّق صاحبُها العَدْوى. والعَدْوى اسْم من أعدى يعدي فَهُوَ مُعْدٍ. وَمعنى أعدى أَي أجَاز الجرب الَّذِي بِهِ إِلَى غَيره. أَو أجَاز جرباً بِغَيْرِهِ إِلَيْهِ. وأصل هَذَا من عدا يعدو إِذا جَاوز الحدّ. وَيُقَال: عادى الْفَارِس بَين صيدين وَبَين رَجُلين إِذا طعنهما طعنتين متواليتين. والعِدَاء والمعاداة: الْمُوَالَاة. يُقَال: عادى بَين عشرَة من الصَّيْد أَي والى بَينهَا رمياً وقتلاً. وروى شمر عَن محَارب أَنه قَالَ: العَدَاء والعِدَاء لُغتان. وَهُوَ الطَّلَقَ الْوَاحِد للْفرس. وَأنْشد: يصرع الخَمْس عِدَاء فِي طَلْقْ قَالَ: فَمن فتح الْعين قَالَ: جَازَ هَذَا إِلَى ذَاك، وَمن كسر العداء فَمَعْنَاه أَنه يعادي الصَّيْد من العَدْو، وَهُوَ الحُضْر حَتَّى يلْحقهُ. وَقَالَ اللَّيْث: العَدَاء: طَوَارُ الشَّيْء، تَقول: لَزِمت عَدَاء النَّهر، وعَدَاء الطَّرِيق والجبل أَي طَوَاره. وَيُقَال: الأكحل عرقٌ عَدَاء السَّاعدِ. وَقد يُقَال عِدْوة فِي معنى العَدَاء. وعِدْوٌ فِي مَعْنَاهُ بِغَيْر هَاء. والتعداء: التفعال من كل مَا مرّ جَائِز. وعَدْوان: حيّ من قيس سَاكِني الدَّال. ومعد يكرب اسمان جُعلا اسْما وَاحِدًا فأُعطيا إعراباً وَاحِدًا، وَهُوَ الْفَتْح. وَالنِّسْبَة إِلَى عدِيّ الرُّباب عَدَوَيّ. وَكَذَلِكَ إِلَى بني عَدِيّ فِي قُرَيْش رَهْط عمر بن الْخطاب. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: يُقَال للخُلَّة من النَّبَات: العُدوة فَإِذا رعتها الْإِبِل فَهِيَ إبل عُدْوِيَّة وعَدَوِيّة وإبل عوادٍ، وَقَالَ ابْن السّكيت: إبل عادِيَة ترعى الخُلّة، وَلَا ترعى الحَمْض، وإبل آركة وأَوَارك مُقِيمَة فِي الحمض. وَأنْشد لكثير: وَإِن الَّذِي يَنْوِي من المَال أهلُها أوَارك لما تأتلفْ وعوادي وروى الرّبيع عَن الشَّافِعِي فِي بَاب السَلَم ألبان إبل عوادٍ وأوَارك. وَالْفرق بَينهمَا مَا ذكرت. وَقَالَ اللَّيْث: العَدَويَّة من نَبَات الصَّيف بعد ذهَاب الرّبيع: أَن يخضرّ صغَار الشّجر فترعاه الْإِبِل. تَقول: أَصَابَت الإبلُ عَدَويَّة. قلت: العَدَويّة: الْإِبِل الَّتِي ترعى العُدْوة وَهِي الخُلّة. وَلم يضْبط اللَّيْث تَفْسِير العدوية فَجعله نباتاً وَهُوَ غلط. ثمَّ خلّط فَقَالَ: والعَدَويّة أَيْضا: سِخال الْغنم، يُقَال: هِيَ بَنَات أَرْبَعِينَ يَوْمًا فَإِذا جُزّت عَنْهَا عقيقتها ذهب عَنْهَا هَذَا الِاسْم، قلت، وَهَذَا غلط بل تَصْحِيف مُنكر،

وَالصَّوَاب فِي ذَلِك الغَدَوية بالغين الْمُعْجَمَة أَو الغَذَوية بِالذَّالِ. والغِذَاء صغَار الْغنم وَاحِدهَا غذِيّ. وَهِي كلهَا مفسّرة فِي معتل الْغَيْن. وَمن قَالَ: العَدَوية سخال الْغنم فقد أبطل وصحّف. وَيُقَال: فلَان يعادي بني فلَان من الْعَدَاوَة. قَالَ لله جلّ وعزّ: {الْحَمِيدُ عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (المُمتَحنَة: 7) وَقَالَ الْمَازِني: عدا الماءُ يعدو إِذا جرى. وَأنْشد: وَمَا شعرتُ أَن ظَهرت ابتلاَّ حَتَّى رَأَيْت المَاء يعدو شَلاَّ وَيُقَال تعادى الْقَوْم عليّ بنصرهم أَي توالَوا أَو تتابعوا. وَقَالَ الْخَلِيل فِي جمَاعَة العدوّ: عُدًى. قَالَ وَكَانَ حدّ الْوَاحِد عَدُو بِسُكُون الْوَاو ففخموا آخِره بواو فَقَالُوا: عدوّ، لأَنهم لم يَجدوا فِي كَلَام الْعَرَب اسْما فِي آخِره وَاو سَاكِنة. قَالَ: وَمن الْعَرَب من يَقُول قوم عدًى. وَقَالَ الْكُوفِيُّونَ إِنَّمَا هُوَ مثل قُضَاة وغزاة وعداة فحذفوا الْهَاء، فَصَارَت عُدى، وَهُوَ جمع عادٍ. وَيُقَال رَأَيْت عَدِيَّ الْقَوْم مُقبلا أَي مَن حَمَل من الرّجالة. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: العَدِيَّ: جمَاعَة الْقَوْم بلغَة هُذَيْل، وَقَالَ مَالك بن خَالِد الخناعي: لما رَأَيْت عَدِيّ الْقَوْم يسلُبُهم طَلْحُ الشواجن والطَّرفاءُ والسلّم وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِي قَول الأخطل: وَإِن كَانَ حياناً عِدى آخر الدَّهْر قَالَ العِدَى: التباعد، قوم عِدًى إِذا كَانُوا متباعدين لَا أَرْحَام بَينهم وَلَا حِلْف. وَقوم عُدى إِذا كَانُوا حَربًا. وَقَالَ فِي قَول الْكُمَيْت: يَرْمِي بِعَيْنيهِ عَدْوة الأمد الْأَبْعَد هَل فِي مطافه رِيَب قَالَ: عدوة الأمد: مدّ بَصَره ينظر هَل يرى رِيبَة تريبه. أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي: يَقُول هَؤُلَاءِ قوم عِدَى مَقْصُور يكون للأعداء والغرباء، وَلَا يُقَال: قوم عُدى إِلَّا أَن تُدْخل الْهَاء فَتَقول عُدَاة فِي وزن قُضَاة. قَالَ: وَرُبمَا جمعُوا أَعدَاء على أعاديّ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: العُدْوة. سَنَد الْوَادي، وَقَالَ أَبُو خيرة: العُدوة: الْمَكَان الْمُرْتَفع شَيْئا على مَا هُوَ مِنْهُ. أَبُو عبيد عَن أَصْحَابه: تقادع القومُ تقادُعاً، وتعادَوا تعادياً، وَهُوَ أَن يَمُوت بَعضهم فِي إِثْر بعض، وَأنْشد قَول عَمْرو بن أَحْمَر: فمالكِ من أروى تعاديتِ بالعمى ولاقيت كلاَّبا مُطِلاً وراميا وَقَالَ العكلي: يُقَال: عادِ رجلك عَن الأَرْض أَي جافِها. وَرُوِيَ عَن حُذَيْفَة أَنه خرج وَقد طَمّ شعره فَقَالَ: إِن كَانَ شَعْرَة لَا يُصِيبهَا المَاء جَنَابَة، فَمن ثمَّ عاديت رَأْسِي كَمَا ترَوْنَ. قَالَ شمر مَعْنَاهُ أَنه طمّه واستأصله ليصل المَاء إِلَى أصُول الشّعْر.

وَقَالَ غَيره: عاديت رَأْسِي أَي جفوت شعره وَلم أدهُنه. وَقَالَ آخَرُونَ عاديت رَأْسِي أَي عاودته بوُضوء وَغسل. والمعاداة: الْمُوَالَاة والمتابعة. وروى أَبُو عدنان عَن أبي عُبَيْدَة: عاديت شعري أَي رفعته عِنْد الْغسْل وعاديت الوسادة أَي ثنيتها، وعاديت الشَّيْء: باعدته، وتعاديت عَنهُ أَي تجافيت. وَمَكَان متعادٍ: بعضه مُرْتَفع، وَبَعضه متطامن. وَفِي (النَّوَادِر) فلَان مَا يعاديني وَلَا يوادبني قَالَ لَا يعاديني أَي لَا يجافيني وَلَا يواديني أَي: لَا يواتيني. وَقَالَ ابْن شُمَيْل تعادت الْإِبِل جمعاءُ أَي موّتت، وَقد تعادت بالقَرْحة. وَيُقَال: عاديت القِدْر، وَذَلِكَ إِذا طامنت إِحْدَى الأنافي وَرفعت الْأُخْرَيَيْنِ لتُميل القِدْر على النَّار. وَقَالَ الأصمعيّ: عداني مِنْهُ شرّ أَي بَلغنِي، وعداني فلَان من شرّه بشرّ يعدّوني عَدْواً، وَفُلَان قد أعدى النَّاس بشر أَي ألزق بهم مِنْهُ شرا، وَقد جَلَست إِلَيْهِ فأعداني شرا أَي أصابني بشره. وَرُوِيَ عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ لبَعض أَصْحَابه وَقد تخلّف عَنهُ يَوْم الْجمل: مَا عدا مِمَّا بدا. قَالَ أَبُو عُمَر: قَالَ أَحْمد بن يحيى مَعْنَاهُ: مَا ظهر مِنْك من التخلّف بَعْدَمَا ظهر مِنْك من التَّقَدُّم فِي الطَّاعَة. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: وَيُقَال فلَان فعل ذَلِك الْأَمر عَدْواً بَدْواً أَي ظَاهرا جهاراً. وَقَالَ غَيره: معنى قَوْله: مَا عدا مِمَّا بدا أَي مَا عداك مِمَّا كَانَ بدا لنا من نصرك أَي مَا شغلك، وَأنْشد: عداني أزورك أنّ بَهْمي عَجَايا كلُّها إلاّ قَلِيلا وَقَالَ أَبُو حَاتِم قَالَ الْأَصْمَعِي فِي قَول الْعَامَّة: مَا عدا من بدا هَذَا خطأ وَالصَّوَاب: أما عدا من بَدَأَ على الِاسْتِفْهَام. يَقُول: ألم يتعدّ الْحق من بَدَأَ بالظلم، وَلَو أَرَادَ الْإِخْبَار قَالَ: قد عدا من بَدَأَ بالظلم أَي قد اعْتدى، وَإِنَّمَا عدا من بَدَأَ. وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن شُمَيْل يُقَال: الزم عَدَاء الطَّرِيق وَهُوَ أَن تَأْخُذهُ لَا تظلمه. وَيُقَال: خُذ عَدَاء الْجَبَل أَي خُذ فِي سَنَده تَدور فِيهِ حَتَّى تعلوه، وَإِن استقام فِيهِ أَيْضا فقد أَخذ عَدَاءَهُ. وعداء الخَنْدَق وعداء الْوَادي بَطْنه. وَقَالَ ابْن بزرج: يُقَال: الزم عَدْوَ أعداءِ الطَّرِيق، وألزم أَعدَاء الطَّرِيق أَي وَضَحُه. وَقَالَ رجل من الْعَرَب لآخر: ألبناً نسقيك أم مَاء؟ فَأجَاب: أيّهما كَانَ وَلَا عداء مَعْنَاهُ: لَا بدّ من أَحدهمَا، وَلَا يكوننّ ثَالِث. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الْأَعْدَاء: حِجَارَة الْمَقَابِر قَالَ: والادعاء آلام النَّار. عندأوة: شمر عَن محَارب: العِنْدَأَوة: التواء وعَسَر يكون فِي الرِجْل. تَقول: إِن تَحت طرِّيقتك لعِنْدأْوة أَي خلافًا وتعسُّفاً.

وَقَالَ بَعضهم: هُوَ من العَدَاء وَالنُّون والهمزة زائدتان. وَقَالَ بَعضهم: هُوَ بِنَاء على فِنْعَلْوة. وَقَالَ بَعضهم: عندأْوة فِعْلَلْوة. وَالْأَصْل قد أُميت فعله، وَلَكِن أَصْحَاب النَّحْو يتكلّفون ذَلِك باشتقاق الْأَمْثِلَة من الأفاعيل. قَالَ: وَلَيْسَ فِي جَمِيع كَلَام الْعَرَب شَيْء تدخل فِيهِ الْهمزَة وَالْعين فِي أصل بنائِهِ إلاّ عِنْدأوة وإمَّعة وعَبَاء وعفاء وعماء. فأمّا عظاءة فَهِيَ لُغَة فِي عظاية، وإعاء لُغَة فِي وعَاء. وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: نَاقَة عندأوة، وقِنْدأوة، وسِنْدأوة أَي جريئة. قَالَ وَمعنى قَوْلهم: إِن تَحت طِرِّيقتك لعندأوة يُقَال ذَلِك للسِّكِّيت الداهي. وَقَالَ اللحياني: العنداوة: الْمَكْر والخديعة وَلم يهمزه. وَقَالَ أَبُو عبيد: يُقَال ذَلِك للمُطْرق الَّذِي يَأْتِي بداهية. قَالَ: والعنداوة أدهى الدَّوَاهِي. دَعَا: قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَادْعُواْ شُهَدَآءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (البَقَرَة: 23) قَالَ أَبُو إِسْحَاق يَقُول: ادعوا مَن استدعيتم طَاعَته، ورجوتم معونته فِي الْإِتْيَان بِسُورَة مثله. وَقَالَ الْفراء {وَادْعُواْ شُهَدَآءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ} يُرِيد: آلِهَتهم. يَقُول: استغيثوا بهم. وَهُوَ كَقَوْلِك للرجل: إِذا لقِيت العدوّ خَالِيا فَادع الْمُسلمين، وَمَعْنَاهُ استغث بِالْمُسْلِمين. فالدعاء هَاهُنَا بِمَعْنى الاستغاثة. وَقد يكون الدُّعَاء عبَادَة؛ وَمِنْه قَول الله جلّ وعزّ: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ} (الأعرَاف: 194) أَي الَّذين تَعْبدُونَ من دون الله. وَقَوله بعد ذَلِك: {فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ} (الأعرَاف: 194) يَقُول: ادعوهُمْ فِي النَّوَازِل الَّتِي تنزل بكم إِن كَانُوا آلِهَة تَقولُونَ، يجيبوا دعاءكم. فَإِن دعوتموهم فَلم يجيبوكم فَأنْتم كاذبون أَنهم آلِهَة. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جلّ وعزّ: {أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} (البَقَرَة: 186) يَعْنِي الدُّعَاء لله على ثَلَاثَة أضْرب. فَضرب مِنْهَا توحيده وَالثنَاء عَلَيْهِ؛ كَقَوْلِك: ياالله لَا إِلَه إِلَّا أَنْت، وكقولك: ربّنا لَك الْحَمد، إِذا قلته فقد دَعوته بِقَوْلِك ربّنا، ثمَّ أتيت بالثناء والتوحيد. وَمثله قَوْله تَعَالَى: {يُؤْمِنُونَ وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ} (غَافِر: 60) . الْآيَة فَهَذَا الضَّرْب من الدُّعَاء. وَالضَّرْب الثَّانِي مَسْأَلَة الله العفوَ وَالرَّحْمَة وَمَا يقرِّب مِنْهُ، كَقَوْلِك: اللَّهُمَّ اغْفِر لنا. وَالضَّرْب الثَّالِث مَسْأَلته الحظُّ من الدُّنْيَا، كَقَوْلِك: اللَّهم ارزقني مَالا وَولدا. وَإِنَّمَا سمى هَذَا أجمعُ دُعَاء لِأَن الْإِنْسَان يصدّر فِي هَذِه الْأَشْيَاء بقوله: يَا الله يَا ربّ يَا رحمان. فَلذَلِك سُمّي دُعَاء. وَأما قَول الله جلّ وعزّ: {فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَآءَهُم بَأْسُنَآ إِلاَ أَن قَالُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ} (الأعرَاف: 5) الْمَعْنى أَنهم لم يحصلوا ممّا كَانُوا ينتحلونه من الْمَذْهَب وَالدّين وَمَا يدَّعونه إلاَّ على الِاعْتِرَاف بِأَنَّهُم كَانُوا ظالمين. وَهَذَا كُله قَول أبي إِسْحَاق. وَالدَّعْوَى: اسْم لما تدّعيه. وَالدَّعْوَى تصلح أَن تكون فِي معنى الدُّعَاء، لَو قلت: اللَّهُمَّ أشركنا فِي صَالح دُعَاء الْمُسلمين وَدَعوى الْمُسلمين جَازَ، حكى ذَلِك سيوبيه، وَأنْشد:

قَالَت ودعواها كثير صَخَبُه وَقَالَ الله فِي سُورَة الْملك (27) : {كَفَرُواْ وَقِيلَ هَاذَا الَّذِى كُنتُم بِهِ} قَرَأَ أَبُو عَمْرو (تدّعون) مثقّلة وفسّره الْحسن: تكذِبون من قَوْلك: تدّعِي الْبَاطِل وتدّعي مَا لَا يكون. وَقَالَ الفرّاء: يجوز أَن يكون (تدّعون) بِمَعْنى تَدْعون. وَمن قَرَأَ (تَدْعون) مخفّفة فَهُوَ من دَعَوْت أَدْعُو. وَالْمعْنَى: هَذَا الَّذِي كُنْتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُون، وتدْعون الله بتعجيله. يَعْنِي قَوْلهم: {اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَاذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَآءِ} (الْأَنْفَال: 32) ذكر ذَلِك لنا المنذريّ عَن ابْن فهم عَن مُحَمَّد بن سلاّم عَن يُونُس النَّحْوِيّ، وَقَالَهُ الزّجاج أَيْضا. قَالَ: وَيجوز أَن يكون (تدّعون) فِي الْآيَة تفتعلون من الدُّعَاء، وتفتعلون من الدَّعْوَى. وَقَالَ اللَّيْث: دَعَا يَدْعُو دَعْوة ودُعَاء، وادّعى يدَّعي ادّعاء ودَعْوى. قَالَ: والادّعاء فِي الْحَرْب: الاعتزاء، وَكَذَلِكَ التداعِي. قَالَ: والتداعي: أَن يدعوا القومُ بعضُهم بَعْضًا. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَاللَّهُ يَدْعُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِى مَن يَشَآءُ} (يُونس: 25) دَار السَّلَام هِيَ الْجنَّة وَالسَّلَام هُوَ الله. وَيجوز أَن تكون الْجنَّة دَار السَّلامَة والبقاء. وَدُعَاء الله خلقه إِلَيْهَا كَمَا يَدْعُو الرجل النَّاس إِلَى مَدْعاة أَي مأدُبة يتَّخذها. وطعامِ يَدْعُو النَّاس إِلَيْهِ. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إِن الله تَعَالَى بني دَارا واتَّخذ مأدبة، فَدَعَا النَّاس إِلَيْهَا) . وَقَرَأَ هَذِه الْآيَة: وروى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إِذا دُعي أحدكُم إِلَى طَعَام فليجب، فَإِن كَانَ مُفطرا فَليَأْكُل، وَإِن كَانَ صَائِما فليصَلّ) . وَهِي الدّعْوة والمَدْعاة للمأدُبة. وأمَّا الدِّعوة بِكَسْر الدَّال فادّعاء الْوَلَد الدعيّ غير أَبِيه. يُقَال دعِيّ بيّن الدعْوَة والدِعاوة. والمؤذّن دَاعِي الله، وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَاعِي الأمّة إِلَى تَوْحِيد الله تَعَالَى وطاعته. قَالَ الله تَعَالَى مخبرا عَن الجنّ، الَّذين اسْتَمعُوا الْقُرْآن وولّوا إِلَى قَومهمْ منذرين: {مُّسْتَقِيمٍ ياقَوْمَنَآ أَجِيبُواْ دَاعِىَ اللَّهِ وَءَامِنُواْ بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} (الْأَحْقَاف: 31) وَيُقَال لكل من مَاتَ: دُعي فَأجَاب. وَيُقَال دَعَاني إِلَى الْإِحْسَان إِلَيْك إحسانك إليّ. وَالْعرب تَقول: دَعَانَا غيث وَقع ببلدة فأَمْرَع، أَي كَانَ ذَلِك سَببا لانتجاعنا إياهُ. وَمِنْه قَول ذِي الرمَّة: تَدْعُو أنفَه الرببُ ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ للحالب (دَعْ دَاعِي اللَّبن) وَيُقَال دَاعِيَة اللَّبن قَالَ أَبُو عبيد يَقُول: أبقِ فِي الضَّرع قَلِيلا من اللَّبن، فَلَا تستوعب كلّ مَا فِيهِ؛ الَّذِي تُبقيه فِيهِ يَدْعُو مَا وَرَاءه من اللَّبن فينزله، وَإِذا استنفض كل مَا فِي الضَّرع أَبْطَأَ دَرُّه على حالبه. قلت: وَمَعْنَاهُ عِنْدِي: دع مَا يكون سَببا لنزول الدِرّة. وَذَلِكَ أَن الحالب إِذا ترك فِي الضَّرع لأَوْلَاد الحلائب لُبَيْنةً تَرضعها طابت أَنْفسهَا، فَكَانَ أسْرع لإفاقتها والداعية: صريخ الْخَيل فِي الحروب. يُقَال: أجِيبُوا دَاعِيَة الْخَيل اللحياني: الدعْوَة الحِلْف يُقَال: دَعوة فلَان فِي بني فلَان. قَالَ: وَيُقَال: لبني فلَان الدعْوَة على قَومهمْ إِذا كَانَ يبْدَأ بهم. والدعوة الْوَلِيمَة. وَفِي نِسْبَة دَعْوة أَي دَعْوَى،

ودعِيّ بَين الدِعوة والدَعاوة) . وَقَالَ اللَّيْث: النادبة تَدْعُو الْمَيِّت إِذا ندبته. وَقَول الله جلّ ذكره حِين ذكر لظى نَعُوذ بِاللَّه مِنْهَا قَالَ: {لِّلشَّوَى تَدْعُواْ مَنْ} (المعَارج: 17) قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: تَدْعُو الكافرَ باسمه، وَالْمُنَافِق باسمه. وَقيل: لَيست كالدعاء: تَعالَ، وَلَكِن دعوتها إيَّاهُم مَا تفعل بهم من الأفاعيل. وَيُقَال: تداعى البناءُ والحائط إِذا تكسّر وآذن بانهدام. وَيُقَال: داعينا عَلَيْهِم الحِيطان من جوانبها أَي هدمناها عَلَيْهِم. وتداعى الكَثِيب من الرمل إِذا هِيل فانهال وتداعت القبائلُ على بني فلَان إِذا تألَّبوا، ودعا بَعضهم بَعْضًا إِلَى التناصر عَلَيْهِم. شمر قَالَ: التداعي فِي الثَّوَاب إِذا أخلق، وَفِي الدَّار إِذا تصَدَّع من نَوَاحِيهَا والبرق يتداعى فِي جَوَانِب الْغَيْم قَالَ ابْن أَحْمَر: وَلَا بَيْضَاء فِي نَضَد تداعى ببرق فِي عوارض قد شرِينا والدُعاة: قوم يَدْعون إِلَى بَيْعةِ هدى أَو ضَلَالَة، واحدهم داعٍ، وَرجل دَاعِيَة إِذا كَانَ يَدْعُو النَّاس إِلَى بِدعَة أَو دين، أدخلت الْهَاء فِيهِ للْمُبَالَغَة. وَأما قَول الله جلّ ذكره فِي صفة أهل الْجنَّة: {وَءَاخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (يُونس: 10) يَعْنِي أَن دُعَاء أهل الْجنَّة تَنْزِيه الله وتعظيمه، وَهُوَ قَوْله: {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ} (يُونس: 10) ثمَّ قَالَ: {وَءَاخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ للَّهِ} أخبر أَنهم يبتدئون بتعظيم الله وتنزيهه، ويختمونه بشكره وَالثنَاء عَلَيْهِ، فَجعل تنزيهه دُعَاء، وتحميده دُعَاء. وَالدَّعْوَى هَهُنَا مَعْنَاهَا الدُّعَاء. أَبُو عبيد: الأُدْعِيَّة مثل الأُحْجيَّة، وَهِي الأُغلوطة، وَقد داعيته أداعيه. وَأنْشد: أُداعيك مَا مستحقَبات مَعَ السُرى حسان وَمَا آثارها بِحسان أَي أحاجيك. وَأَرَادَ بالمستحقَبات السيوف. وَيُقَال: بَينهم أُدْعيَّة يتداعَون بهَا، وأحجيَّة يتحاجَون بهَا وَهِي الأُلْقيَّة أَيْضا. وَيُقَال: لبني فلَان الدَعوة على قَومهمْ إِذا بدىء بهم فِي الدُّعَاء إِلَى أعطياتهم. وَقد انْتَهَت الدعْوَة إِلَى بني فلَان. وَكَانَ عمر بن الْخطاب ح يقدّم النَّاس فِي أعطياتهم على سوابقهم فَإِذا انْتَهَت الدعْوَة إِلَيْهِ كبّر. والتدعّي: تطريب النائحة فِي نياحتها على ميتها. والدعوة الحِلف. وَفُلَان يَدَّعي بكرم فعاله أَي يخبر عَن نَفسه بذلك. وَيُقَال تداعت إبل فلَان فَهِيَ متداعية إِذا تحطَّمت هَزْلاً. وَقَالَ ذُو الرمّة: تَبَاعَدت مني أَن رَأَيْت حَمُولتي تداعت وَأَن أحْيا عَلَيْك قطيع والدَاعي: نَحْو المساعي والمكارم. يُقَال: لذُو مداعٍ ومساعٍ. شمر عَن محَارب: دَعَا الله فلَانا بِمَا يكره أَي أنزل بِهِ مَكْرُوه. قَالَ أَبُو النَّجْم: رماك الله من عَيْش نافعي إِذا نَام الْعُيُون سرت عليكا

إِذا أقبلته أحوى جميشا أتيت على حيالك فانثنيتا والحمامة تَدْعُو إِذا ناحت. وَقَالَ بشر: أحببنا بني سعد بن ضَيَّة إِذْ دَعوا وَللَّه مولى دَعْوَة لَا يجيبها يُرِيد الله وليّ دَعْوَة يُجيب إِلَيْهَا، ثمَّ يدعى فَلَا يُجيب. وَقَالَ النَّابِغَة فَجعل صَوت القطا دُعَاء: تَدْعُو قطاً وَبهَا تُدْعى إِذا انتسبت يَا صدقهَا حِين تدعوها فتنتسب أَي صَوتهَا قطا وَهِي قطا وَمعنى تَدْعُو: أَي تصوّت قطا قطا. وَيُقَال: مَا دعَاك إِلَى هَذَا الْأَمر أَي مَا الَّذِي جرَّك إِلَيْهِ واضطرك. قَالَ الْكَلْبِيّ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنَ لَّنَا مَا هِىَ} (البَقَرَة: 68) قَالَ سل لنا رَبك. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (الدُّعَاء هُوَ الْعِبَادَة) ثمَّ قَرَأَ: {يُؤْمِنُونَ وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ} (غَافر: 60) . وَقَالَ مُجَاهِد فِي قَوْله: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِىِّ} (الْكَهْف: 28) قَالَ يصلّون الصَّلَوَات الْخمس. وَرُوِيَ مثل ذَلِك عَن سعيد بن المسيَّب. وَيُقَال: تداعت السحابةُ بالبرق والرعد من كل جَانب إِذا رَعَدت وَبَرقَتْ من كل جِهَة. وَقَالَ أَبُو عدنان: كل شَيْء فِي الأَرْض إِذا احْتَاجَ إِلَى شَيْء فقد دَعَا بِهِ، وَيُقَال للرجل إِذا أخلقت ثِيَابه: قد دعت ثيابُك أَي احتجت إِلَى أَن تلبس غَيرهَا من الثِّيَاب. وَقَالَ الْأَخْفَش: يُقَال: لَو دُعينا إِلَى أَمر لاندعينا، مثل قَوْلك بعثته فانبعث. وَقَالَ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَانِ وَلَداً} (مريَم: 91) أَي جعلُوا. وَقَالَ ابْن أَحْمَر الْبَاهِلِيّ: وَكنت أَدْعُو قذاها الإثْمِد القردا أَي كنت أجعَل وأُسَمّي. وَقَوله: {لَن نَّدْعُوَاْ مِن دُونِهِ إِلاهاً} (الْكَهْف: 14) أَي لن نعْبد إِلَهًا دونه. وَقَالَ جلّ وعزّ: {أَلاَ تَتَّقُونَ} (الصَّافات: 125) أَي أتعبدون ربّاً سوى الله. وَقَالَ: {لَمَعْزُولُونَ فَلاَ تَدْعُ مَعَ اللَّهِ} (الشُّعَرَاء: 213) أَي لَا تعبد. وَقَالَ ابْن هانىء فِي قَوْله: {ُفِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ} ِ (يس: 57) أَي مَا يتمنّون. تَقول الْعَرَب ادّع عَلَيَّ مَا شِئْت. وَقَالَ اليزيدي: يُقَال لي فِي هَذَا الْأَمر دَعْوى ودَعاوى ودِعاوة. وَأنْشد: تأبى قضاعة أَن ترْضى دِعاوتكم وابنا نزار فَأنْتم بَيْضَة الْبَلَد قَالَ: وَالنّصب فِي دعاوة أَجود. وَقَالَ الْكسَائي: لي فيهم دِعوة أَي قرَابَة وإخاء. قَالَ وَفِي العُرْس دِعوة أَيْضا. وَهُوَ فِي مدعاتهم كَمَا تَقول فِي عرسهم. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الدَّعوة فِي الطَّعَام.

والدِّعوة فِي النّسَب. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ المُدَّعَى: الْمُتَّهم فِي نسبه وَهُوَ الدعيّ. والدعِيّ أَيْضا: المتبنيَّ الَّذِي تبنّاه رجل فَدَعَاهُ ابْنه ونَسَبُه إِلَى غَيره. وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تبنّى زيد بن حَارِثَة فَأمر الله جلّ وعزّ أَن ينْسب النَّاس إِلَى آبَائِهِم، وألاّ ينسبوا إِلَى من تبنَّاهم فَقَالَ: {يَهْدِى السَّبِيلَ ادْعُوهُمْ لاَِبَآئِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْءَابَاءَهُمْ فَإِخوَانُكُمْ فِى الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَآ أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَاكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً} (الأحزَاب: 5) وَقَالَ {مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَآءَكُمْ أَبْنَآءَكُمْ ذَلِكُمْ} (الأحزَاب: 4) . عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الدَّاعِي المعذَّب: دَعَاهُ الله أَي عذّبه. وَقَالَ مُحَمَّد بن يزِيد فِي قَول الله جلّ وعزّ: {لِّلشَّوَى تَدْعُواْ مَنْ} (المعَارج: 17) تعذّب. وَقَالَ ثَعْلَب: تنادي من أدبر. والتدعّي: تطريب النائحة إِذا نَدَبَت. عود: قَالَ شمر قَالَ محَارب: العَوْد: الجَمَل المسنّ الَّذِي فِيهِ بَقِيَّة قُوَّة، والجميع عِوَدة. وَيُقَال فِي لُغَة: عِيَدة وَهِي قبيحة وَقد عوّد البعيرُ تعويداً إِذا مَضَت لَهُ ثَلَاث سِنِين بعد بُزُوله أَو أربعٌ. وسُودَد عَوْد إِذا وُصف بالقدم. قَالَ: وَلَا يُقَال للناقة: عَوْدة، وَلَا عَوَّدت. قلت: وَقد سَمِعت بعض الْعَرَب يَقُول لفرس لَهُ: أُنْثَى عَوْدة. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه دخل على جَابر بن عبد الله منزله. قَالَ جَابر: فعَمَدت إِلَى عَنْزٍ لي لأذبحها، فثغت، فَسمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثَغْوتها، فَقَالَ: يَا جَابر: لَا تقطع دَرّاً وَلَا نَسْلًا. فَقلت: يَا رَسُول الله إِنَّمَا هِيَ عَوْدة علفناها البَلَح والرُطَب فَسَمنت. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: عوّد الرجل تعويداً إِذا أسنّ. وَأنْشد: فَقُلْنَ قد أقصر أَو قد عوّدا أَي صَار عَوْداً كَبِيرا. قَالَ: وَلَا يُقَال: عَوْدٌ إِلَّا لبعير أَو لشاة. وَيُقَال للشاة: عَوْدة. وَلَا يُقَال للنعجة: عَوْدة قَالَ وناقة معوِّد. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: جمل عَوْد، وناقة عَوْدة، وناقتان عَوْدتان، ثمَّ عِوَدة فِي جَمْع العَوْدة مثل هِرَّة وهِرَر وعَوْد وعِوَدة مثل هِرّ وهِرَرةَ. وَفِي (النَّوَادِر) : عَوْد وعِيَدة، وجمل غَلْق وغِلَقة إِذا هُزل وكبِر. وَأما قَول أبي النَّجْم: حَتَّى إِذا تجلَّى أصحمه وانجاب عَن وَجه أغرَّا دَهمُه وَتبع الْأَحْمَر عَوْد يزحمُه فَإِنَّهُ أَرَادَ بالأحمر الصُّبْح، وَأَرَادَ بالعَوْد الشَّمْس. وَطَرِيق عود إِذا كَانَ عادياً. وَقَالَ: عَوْد على عَوْد من القُدْم الأول أَرَادَ بالعَوْد الأول: الْجمل المسنّ، على عَوْد أَي عَن طَرِيق قديم. وَقَالَ اللَّيْث تَقول: هَذَا الْأَمر أعْود عَلَيْك

أَي أرْفق بك؛ لِأَنَّهُ يعود عَلَيْك بِرِفْق ويُسْر. والعائدة: اسْم مَا عَاد بِهِ عَلَيْك المُفْضِل من صلَة أَو فضل، وَجَمعهَا العوائد. وعادٌ: قَبيلَة. وَيُقَال للشَّيْء الْقَدِيم: عادِيّ وبئر عاديّة. وَقَالَ الفرّاء: يُقَال هَؤُلَاءِ عَوْد فلَان وعُوَّاده مثل زَوره وزُوَّاره، وهم الَّذين يعودونه إِذا اعتلَّ والعوائد: النِّسَاء اللواتي يَعُدن الْمَرِيض، الْوَاحِدَة عَائِدَة. وَقَالَ اللَّيْث: العُود: كل خَشَبَة دَقَّت. قَالَ: وخشبة كل شَجَرَة غلظ أورقّ يُسمى عُوداً. قَالَ: وَالْعود: الَّذِي يستَجْمرُ بِهِ مَعْرُوف. وَقَول الْأسود بن يعْفُر: وَلَقَد علمت سوى الَّذِي ينتابني أَن السَّبِيل سَبِيل ذِي الأعواد قَالَ الْمفضل: سَبِيل ذِي الأعواد يُرِيد الْمَوْت، عَنى بالأعواد مَا يحمل عَلَيْهِ الْمَيِّت. قلت: وَذَلِكَ أَن الْبَوَادِي لَا جنائز لَهُم؛ فهم يضمّون عوداً إِلَى عود ويحملون الْمَيِّت عَلَيْهَا إِلَى الْقَبْر. قَالَ وَيُقَال للرِّجَال الَّذين يعودون الْمَرِيض: عُوَّاد؛ وللنساء عُوَّد؛ هَكَذَا كَلَام الْعَرَب. قَالَ: والعُود: ذُو الأوتار الَّذِي يضْرب بِهِ، وَيجمع عيداناً والعَوّاد الَّذِي يتخذها. وَقَالَ شمر فِي قَول الفرزدق: وَمن ورث العُودين والخاتم الَّذِي لَهُ المُلك وَالْأَرْض الفضاء رحيبُها قَالَ العودان: مِنْبَر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَصَاهُ. وَقَالَ بَعضهم: العَوْد تَثْنِيَة الْأَمر عوداً بعد بَدْء. يُقَال: بَدَأَ ثمَّ عَاد. والعَوْدة: عوده مرّة وَاحِدَة. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ} (الْأَعْرَاف: 29، 30) يَقُول: لَيْسَ بعثكم بأشدّ من ابتدائكم. وَقيل: مَعْنَاهُ: تعودُونَ أشقياء وسعداء كَمَا ابْتَدَأَ فطرتكم فِي سَابق علمه، وَحين أَمر بنفخ الرّوح فيهم وهم فِي أَرْحَام أمّهاتهم. وَقَوله جلّ وعزّ: {غَفُورٌ وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُواْ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (المجَادلة: 3) . قَالَ الْفراء: يصحّ فِيهَا فِي الْعَرَبيَّة: ثمَّ يعودون إِلَى مَا قَالُوا وَفِيمَا قَالُوا يُرِيد النِّكَاح، وكلٌّ صَوَاب. يُرِيد: يرجعُونَ عَمَّا قَالُوا وَفِي نقض مَا قَالُوا. قَالَ: وَقد يجوز فِي الْعَرَبيَّة أَن تَقول: إِن عَاد لما فعل، تُرِيدُ إِن فعله مرّة أُخْرَى وَيجوز إِن عَاد لما فعل إِن نقض مَا فعل. وَهُوَ كَمَا تَقول حلف أَن يَضْرِبك فَيكون مَعْنَاهُ حلف لَا يَضْرِبك. وَحلف ليضربنّك. وَقَالَ الْأَخْفَش فِي قَوْله: {نِّسَآئِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا} إِنَّا لَا نفعله فيفعلونه يَعْنِي الظِّهَار. فَإِذا أعتق رَقَبَة عَاد لهَذَا الَّذِي قَالَ إِنَّه علَيّ حرَام فَفعله. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: الْمَعْنى فِي قَوْله {ثُمَّ يَعُودُونَ

لِمَا} لتحليل مَا حرَّموا، فقد عَادوا فِيهِ. وروى الزّجاج عَن الْأَخْفَش أَنه جعل (لما قَالُوا) من صلَة (فَتَحْرِير رَقَبَة) فَالْمَعْنى عِنْده: وَالَّذين يظاهرون من نِسَائِهِم ثمَّ يعودون فَتَحْرِير رَقَبَة لما قَالُوا. قَالَ: وَهَذَا مَذْهَب حسن. وَقَالَ الشَّافِعِي فِي قَوْله: {غَفُورٌ وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُواْ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} يَقُول: إِذا ظَاهر مِنْهَا فَهُوَ تَحْرِيم، كَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة يَفْعَلُونَهُ، وحُرّم على الْمُسلمين تحريمُ النِّسَاء بِهَذَا اللَّفْظ. فَإِن اتبع الْمظَاهر الظِّهَار طَلَاقا فَهُوَ تَحْرِيم أهل الْإِسْلَام، وَسَقَطت عَنهُ الكفَّارة. وَإِن لم يُتبع الظِّهَار طَلَاقا فقد عَاد لما حَرَّم وَلَزِمتهُ الكفّارة عُقُوبَة لما قَالَ. قَالَ: وَكَانَ تَحْرِيمه إيّاها بالظهار قولا، فَإِذا لم يطلِّقها فقد عَاد لما قَالَ من التَّحْرِيم. وَقَالَ بَعضهم: مَعْنَاهُ: وَالَّذين يظاهرون مِنْكُم من نِسَائِهِم أَي كَانُوا يظاهرون قبل نزُول الْآيَة ثمَّ يعودون للظهار فِي الْإِسْلَام فَعَلَيهِ الْكَفَّارَة، فَأوجب عَلَيْهِ الكفّارة بالظهار. وَقَالَ بَعضهم: إِذا أَرَادَ الْعود إِلَيْهَا وَالْإِقَامَة عَلَيْهَا مَسّ أَو لم يمسّ كفّر. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {كَانُواْ يَعْمَلُونَ إِنَّ الَّذِى فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ لَرَآدُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَعْلَمُ مَن جَآءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِى} (القَصَص: 85) . قَالَ الْحسن: معاده الْآخِرَة. وَقَالَ مُجَاهِد: يُحييه يَوْم الْبَعْث. وَقَالَ ابْن عَبَّاس: {لرادّك إِلَى مَعَاد إِلَى مَعدِنك من الجنّة. وَقَالَ بَعضهم: إِلَى معاد إِلَى مَكَّة. وَقَالَ الْفراء: لرادّك إِلَى معاد حَيْثُ وُلدت. قَالَ: وَذكروا أَن جِبْرِيل قَالَ: يَا مُحَمَّد أَشْتَقْتَ إِلَى مولدك ووطنك؟ قَالَ: نعم. فَقَالَ: إِن الَّذِي فرض عَلَيْك الْقُرْآن لرادك إِلَى معاد. قَالَ والمَعَاد هَهُنَا: إِلَى عادتك حَيْثُ ولدت وَلَيْسَ من الْعود. وَقد يكون أَن تجْعَل قَوْله: لرادك إِلَى معاد لمُصَيِّرُكَ إِلَى أَن تعود إِلَى مَكَّة مَفْتُوحَة لَك فَيكون الْمعَاد تَعَجبا إِلَى معاد أَيَّما معاد لما وعده من فتح مكّة. وَقَالَ اللَّيْث: المَعَادة والمَعَاد كَقَوْلِك لآل فلَان معادة أَي مُصِيبَة يَغْشَاهُم النَّاس فِي مناوح أَو غَيرهَا يتَكَلَّم بهَا النِّسَاء. يُقَال: خرجت إِلَى الْمُعَادَة والمعاود: المآتم. والمعاد. كل شَيْء إِلَيْهِ الْمصير. قَالَ: وَالْآخِرَة قَالَ: وَالْآخِرَة مَعَاد للنَّاس. وَأكْثر التَّفْسِير فِي قَوْله لرادك إِلَى معاد لباعثك، وعَلى هَذَا كَلَام النَّاس: اذكر الْمعَاد أَي اذكر مبعثك فِي الْآخِرَة قَالَه الزّجاج. وَقَالَ ثَعْلَب: الْمعَاد: الْموعد. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: إِلَى أصلك من بني هَاشم. وَقَالَت طَائِفَة وَعَلِيهِ الْعَمَل معاد أَي إِلَى الْجنَّة. وَمن صِفَات الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: المبدىء المعيد: بَدَأَ الله الْخلق أَحيَاء ثمَّ يميتهم ثمَّ يحييهم كَمَا كَانُوا. قَالَ الله جلّ وعزّ: {لَّهُ قَانِتُونَ وَهُوَ الَّذِى يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ} (الرُّوم: 27) . وَقَالَ: {لَشَدِيدٌ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِىءُ وَيُعِيدُ} (البروج: 13) بَدَأَ وأبدأ بِمَعْنى وَاحِد.

وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: إِن الله يحبّ النَكَل على النَكَل. قيل: وَمَا النَكَل على النَكَل. قَالَ: الرجل القويّ المجرب المبدىء المعيد على الْفرس المجرب المبدىء المعيد. وَقَوله المبدىء المعيد قَالَ أَبُو عبيد: هُوَ الَّذِي قد أبدأ فِي غَزوه وَأعَاد، أَي غزا مرّة بعد مرّة، وجرَّب الْأُمُور وَأعَاد فِيهَا وأبدأ. قلت: وَالْفرس المبدىء المعيد: الَّذِي قد رِيض وذُلّل وأُدِّب، ففارسه يصرفهُ كَيفَ شَاءَ لطواعيته وذِلِّه، وَأَنه لَا يستصعب عَلَيْهِ وَلَا يمنعهُ رِكَابه وَلَا يجمح بِهِ. وَيُقَال: معنى الْفرس المبدىء المعيد: الَّذِي قد غزا عَلَيْهِ صَاحبه مرَّة بعد أُخْرَى وَهَذَا كَقَوْلِهِم: ليل نَائِم إِذا نيم فِيهِ، وسر كاتم قد كتموه. وَقَالَ شمر: رجل معيد أَي حاذق. وَقَالَ كثَيِّر: عوم المعيد إِلَى الرَجا قذفت بِهِ فِي اللجّ داوية الْمَكَان جَموم قَالَ. وَأما قَول الأخطل: يشول إِن اللَّبُون إِذا رَآنِي ويخشاني الضُواضيَةُ المُعيد قَالَ أصل المعيد الْجمل الَّذِي لَيْسَ بعياياء وَهُوَ الَّذِي لَا يضْرب حَتَّى يُخلَط لَهُ. والمعيد: الَّذِي لَا يحْتَاج إِلَى ذَلِك. قَالَ والمعيد من الرِّجَال: الْعَالم بالأمور الَّذِي لَيْسَ بغُمْر. وَأنْشد: كَمَا يَتبع العَوْد المعيدَ السلائب أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: المعيد: الْفَحْل: الَّذِي ضَرَب فِي الْإِبِل مَرَّات. وَقَالَ أَبُو كَبِير الْهُذلِيّ يصف الذئاب: إلاّ عواسر كالمِراط مُعيدة بِاللَّيْلِ موردَ أيّم متعضَّف أَي وَردت مرَارًا فَلَيْسَ تنكر الْوُرُود. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال رَأَيْت فلَانا مَا يبدىء وَمَا يُعِيد، أَي مَا يتَكَلَّم ببادئة وَلَا عَائِدَة. وَأعَاد فلَان الصَّلَاة فَهُوَ يُعِيدهَا. وعاود فلَان مَا كَانَ فِيهِ فَهُوَ معاوِد. واعتادني هم وحزن. قَالَ والاعتياد فِي معنى التعوّد، وَهُوَ من الْعَادة. يُقَال: عوَّدته فاعتاد وتعوَّد. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للرجل المواظب على أمره: مُعاوِد. قَالَ وَفِي كَلَام بَعضهم: الزموا تقى الله واستعيدوها، أَي تعوَّدها. وَقَالَ فِي قَوْله: إلاّ المعيداتُ بِهِ النواهضُ يَعْنِي النوق الَّتِي استعادت النهْض بالدَلْو. وَيُقَال للشجاع: بَطل العاوِد. وَيُقَال: هُوَ ميعبد لهَذَا الشَّيْء أَي مطيق لَهُ لِأَنَّهُ قد اعتاده. شمر عَن أبي عدنان: هَذَا أَمر يعوّد النَّاس على أَي يُضرِّيهم بظلمي وَقَالَ: أكره أَن يعوّد على الناسَ فيضرَوْا بظلمي أَي يعتادوه. وَقَالَ غَيره العَوَادُ: البِرّ واللطف. يُقَال: عُدْ إِلَيْنَا، فَإِن لَك عندنَا عَوَاداً، أَي برّاً ولَطَفا. أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: العُوادة، مَا أُعيد على الرجل من الطَّعَام بَعْدَمَا يفرغ. قلت: إِذا حذفت الْهَاء. قلت: عَوَاد، كَمَا

قَالُوا: أكال، ولَمَاظ، وقَضَام. وَيُقَال للطريق الَّذِي أَعاد فِيهِ السَّفْر وأبدءوا: مُعيد. وَمِنْه قَول ابْن مقبل يصف الْإِبِل السائرة: يُصبحن بالخَبْت يجتَبْن النِّعاف على أَصلاب هادٍ معبد لابسِ القَتَم أَرَادَ بالهادي الطَّرِيق الَّذِي يُهتَدى بِهِ، والمُعيد الَّذِي لُحِب. وَقَالَ اللَّيْث: وعادٌ الأولى هم عَاد ابْن عادِياء بن سَام بن نوح الَّذين أهلكهم الله وَقَالَ زُهَيْر: واهلك لُقْمَان بن عَاد وعاديا وَأما عَاد الْآخِرَة فَهُوَ بَنو أُمَيم ينزلون رمال عالِج، عَصوا الله فمُسخوا نَسناساً لكل إِنْسَان مِنْهُم يَد وَرجل من شِقّ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: العَيْدانة، النحلة الطَّوِيلَة، وَالْجمع العَيْدان. وَقَالَ لبيد: وأبيضَ العَيْدَانِ والجبّارِ وَقَالَ اللَّيْث: العِيد: كل يومِ مَجْمع، وسُمّي عيداً لأَنهم قد اعتادوه. قَالَ: واشتقاقه من عَاد يعود كَأَنَّهُمْ عَادوا إِلَيْهِ. وَقَالَ العجاج يصف الثور الوحشي: واعتاد أرباضاً لَهَا آرِيّ كَمَا يعود الْعِيد نصرانيّ فَجعل الْعِيد من عَاد يعود. قَالَ: وتحوّلت الْوَاو فِي الْعِيد يَاء لكسرة الْعين. وتصغير عيد عُييد، تَرَكُوهُ على التَّغْيِير؛ كَمَا أَنهم جَمَعُوهُ أعياداً وَلم يَقُولُوا: أعواداً. قَالَ: والعِيدية: نَجَائِب منسوبة مَعْرُوفَة. وَقَالَ غَيره: مَا اعتادك من الْهم فَهُوَ عيد. وَقَالَ الْمفضل: عادني عيدِي أَي عادتي. وَأنْشد: عَاد قلبِي من الطَّوِيلَة عِيد أَرَادَ بالطويلة رَوْضَة بالصَّمّان تكون ثَلَاثَة أَمْيَال فِي مثلهَا. وأمَّا قَول تأبَّط شرا. يَا عيدُ مَالك من شوق وإيراق ومَرَّ طيف من الْأَهْوَال طرَّاق قَالَ أَرَادَ يَا أَيهَا المعتادي. وَقَوله: مَالك من شوق كَقَوْلِك: مَالك من فَارس، وَأَنت تتعجّب من فروسيته وتمدَحه. وَمثله: قَاتله الله من شَاعِر. ابْن الْأَنْبَارِي فِي قَوْله: يَا عيد مالكُ الْعِيد: مَا يعتاده من الْحزن والشوق. وَقَوله: مَالك من شوق أَي مَا أعظمك من شوق. ويروى: يَا هَيَد مَالك. وَمعنى يَا هَيْد: مَا حالك وَمَا شَأْنك، وَيُقَال: أَتَى فلَان الْقَوْم فَمَا قَالُوا لَهُ: هَيْد مَالك أَي مَا سَأَلُوهُ عَن حَاله. قَالَ: والعيد عِنْد الْعَرَب: الْوَقْت الَّذِي يعود فِيهِ الْفَرح والحزن، وَكَانَ فِي الأَصْل العِوْد فلمَّا سكنت الْوَاو وانكسر مَا قبلهَا صَارَت يَاء. وَقَالَ أَبُو عدنان يُقَال عَيْدنت النخلةُ إِذا صَارَت عَيْدانة. وَقَالَ المسيَّب بن عَلَس: والأُدْم كالعَيْدان آزرها تَحت الأَشَاء مكمّم جَعْلُ قلت أَنا: من جعل العيدان فيعالاً جعل النُّون أَصْلِيَّة وَالْيَاء زَائِدَة. وَدَلِيله على ذَلِك قَوْلهم: عيدنت النَّخْلَة. وَمن جعله فعلان مثل سيحان من ساح يسيح جعل الْيَاء أَصْلِيَّة وَالنُّون زَائِدَة. وَمثله هَيْمان

وعَيْلان. الْأَصْمَعِي: العَيْدانة: شَجَرَة صُلبة قديمَة لَهَا عروق نَافِذَة إِلَى المَاء. وَأنْشد: تجاوبن فِي عَيْدانة مُرْجحِنَّة من السّدر رَوَّاها المصيفَ مَسِيلُ وَقَالَ آخر: بَوَاسِق النخلَ أَبْكَارًا وعُوناً ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: سُمِّي العِيد عِيداً لِأَنَّهُ يعود كل سنة بفرح مجدَّد. قَالَ ثَعْلَب: وأصل الْعِيد عِوْد فقلبت الْوَاو يَاء ليفرقوا بَين الِاسْم الحقيقيّ وَبَين الْمصدر. وَقَالَ شمر العِيديَّة: ضرب من الْغنم وَهِي الْأُنْثَى من البُرقان، وَالذكر خروف، فَلَا يزَال اسمَه حَنى تُعَقّ عقيقته. قلت: لَا أعرف العيديَّة فِي الْغنم، وَأعرف جِنْسا من الْإِبِل العُقَيليَّة يُقَال لَهَا العِيديَّة وَلَا أَدْرِي إِلَى أيّ شَيْء نسبت. وَقَالَ شمر: المتعيد: الظلوم. وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي لطَرَفة: فَقَالَ أَلا مَاذَا ترَوْنَ لشارب شديدٍ علينا سُخْطُه متعيّد أَي ظلوم. وَقَالَ جرير: يرى المتعيّدون عليّ دوني أُسودَ خفِيَّة الغُلْب الرقابا قَالَ وَقَالَ غَيره: المتعيّد: الَّذِي يتعيَّد عَلَيْهِ يُوعده. وَقَالَ أَبُو عبد الرحمان: المتعيّد المتجنّي فِي بَيت جرير. وَقَالَ ربيعَة بن مقروم: على الجهّال والمتعيّدينا قَالَ والمتعيَّد: الغضبان. وَقَالَ أَبُو سعيد: يُقَال تعيّد العائن على من يتعيَّن لَهُ إِذا تشهَّق عَلَيْهِ، وتشدَّد ليبالغ فِي إِصَابَته بِعَيْنِه. وَحكي عَن أعرابيّ: هُوَ لَا يُتعيَّن عَلَيْهِ وَلَا يُتعيَّد. وَأنْشد ابْن السّكيت: كَأَنَّهَا وفوقها المجلَّد وقِربة غَرْفية ومِزود غَيْرِي على جاراتها تَعَيَّد قَالَ: المجلَّد: حمل ثقيل، فَكَأَنَّهَا وفوقها هَذَا الحِمْل وقربة ومزود امْرَأَة غَيْرِي تَعَيَّد أَي تندرىء بلسانها على ضَرَّاتها وتحرك يَديهَا. وعد: اللَّيْث: الوَعْد والعِدَة يكونَانِ مصدرا واسماً. فأمّا العِدَة فتُجمع عِدَات، والوعد لَا يجمع. والموعد: مَوضِع التواعد، وَهُوَ الميعاد. وَيكون الْموعد مصدر وعدته. وَيكون الْموعد وقتا للعِدَة. والموعدة أَيْضا: اسْم للعدة. والميعاد لَا يكون إلاّ وقتا أَو موضعا. والوعيد من التهدّد. قلت أَنا: الْوَعْد مصدر حقيقيّ، والعِدَة إسم يوضع مَوضِع الْمصدر، وَكَذَلِكَ الموعدة. قَالَ الله جلّ وعزّ: {إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَآ إِيَّاهُ} (التّوبَة: 114) . وَقَالَ مُجَاهِد فِي قَوْله: {مَآ أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا} (طاه: 87) قَالَ: الْموعد: الْعَهْد. وَكَذَلِكَ قَوْله: {فَأَخْلَفْتُمْ مَّوْعِدِى} (طاه: 86) قَالَ: عهدي. وَقَوله جلّ وعزّ: {تُبْصِرُونَ وَفِى السَّمَآءِ رِزْقُكُمْ وَمَا توعدون}

(الذّاريَات: 22) قَالَ: رزقكم الْمَطَر، وَمَا توعدن الْجنَّة. وَقَالَ قَتَادَة فِي قَوْله: {الْبُرُوجِ وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ} (البُرُوج: 2) إِنَّه يَوْم الْقِيَامَة. وَقَالَ جلّ وعزّ: {وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} (البَقَرَة: 51) قَرَأَ أَبُو عَمْرو (وعدنا) بِغَيْر ألف، وَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَابْن عَامر وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائيّ: {واعدنا بِالْألف. وَقَالَ أَبُو مُعَاذ النحويّ: وَاعَدت زيدا إِذا وَعدك ووعدته، ووعدت زيدا إِذا كَانَ الْوَعْد مِنْك خاصّة. الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت: تَقول: وعدته شرا، ووعدته خيرا. قَالَ: وَهُوَ الوَعْد والعِدَة فِي الْخَيْر والشرّ. وَأنْشد: أَلا علّلاني كل حيّ معلَّل وَلَا تعداني الشَّرّ وَالْخَيْر مقبل قَالَ: وَتقول: أوعدته بالشرّ إِذا أدخلُوا الْبَاء جَاءُوا بِالْألف. قَالَ: وأنشدني الْفراء: أوعدني بالسجن والأداهم رِجْلي ورِجْلي شَثْنةُ المناسم قَالَ أَبُو بكر: العامَّة تخطىء فَتَقول: أوعدني فلَان موعداً أَقف عَلَيْهِ، وَكَلَام الْعَرَب وعدت الرجل خيرا ووعدته شرّاً وأوعدته خيرا وأوعدته شرّاً، فَإِذا لم يذكرُوا الْخَيْر قَالُوا: وعدته فَلم يدخلُوا ألفا، وَإِذا لم يذكرُوا الشرَّ قَالُوا: أوعدته فَلم يسقطوا الْألف. وَأنْشد: وَإِنِّي وَإِن أوعدته أَو وعدته لأُخلف إيعادي وأُنجز موعدي قَالَ: وَإِذا أدخلُوا الْبَاء لم يكن إلاّ فِي الشرّ، كَقَوْلِك: أوعدته بِالضَّرْبِ. قَالَ: وواعدت فلَانا أواعده إِذا وعدتُه ووعدني. وَقَالَ الله: وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى} وقرىء: {واعدنا فَمن قَرَأَ: (وَعَدنا) فالفعل من الله وَمن قَرَأَ (واعدنا) فالفعل من الله وَمن مُوسَى. وَقَالَ غَيره: اتَّعدت الرجل إِذا وعدته. وَقَالَ الْأَعْشَى: فَإِن تتّعدني أتّعدك بِمِثْلِهَا وَقَالَ بَعضهم: فلَان يتَّعد إِذا وثِق بعدتك. وَقَالَ: أَنَّي أتْممت أَبَا الصبَاح فاتعدي واستبشري بنوال غير منزور وَقَالَ الْأَصْمَعِي: مَرَرْت بِأَرْض بني فلَان غِبّ مطر وَقع بهَا، فرأيتها واعدة إذَا رُجي خَيرهَا، وتمامُ نَبْتها فِي أول مَا يظْهر النبت. وَقَالَ سُوَيد بن كُراع: رَعَى غير مذعور بهنّ وراقه لُعَاع تهاداه الدكادك وَاعد وَيُقَال للدابة والماشية إِذا رُجي خَيرهَا وإقبالها: وَاعد. وَقَالَ الراجز: كَيفَ ترَاهَا واعداً صغارُها يسوء شُنّاء العدا كبارُها

وَيُقَال يَوْمنَا يعِد بَرْداً، وَهَذَا غُلَام تعد مخايلُه كرماً، وشِيمَه تعد جَلَداً وصرامة. ودع: فِي الحَدِيث عَن النَّبِي: إِذا لم يُنكر النَّاس الْمُنكر فقد تُوُدّع مِنْهُم وَقَوله فقد تُودِّع مِنْهُم أَي أُهمِلوا وتُركوا مَا يرتكبون من الْمعاصِي وَلم يُهدَوا لرشدهم، حَتَّى يستجبوا الْعقُوبَة، فيعاقبَهم الله، وَأَصله من التوديع وَهُوَ التّرْك. وَمِنْه قَوْله جلّ وعزّ: سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ} (الضُّحَى: 3) أَي لم يقطع الله عَنْك الْوَحْي وَلَا أبغضك. وَذَلِكَ أَنه اسْتَأْخَرَ الوحيُ عَنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أيّاماً، فَقَالَ نَاس من النَّاس: إِن مُحَمَّدًا ودّعه ربه وقلاه فَأنْزل الله جلّ وعزّ: {سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ} الْمَعْنى: وَمَا قلاك. وَقَرَأَ عُرْوَة بن الزبير هَذَا الْحَرْف (مَا وَدَعَك رَبك) بِالتَّخْفِيفِ، وَسَائِر الْقُرَّاء قرءوه {ودَّعك بِالتَّشْدِيدِ. وَالْمعْنَى فيهمَا وَاحِد أَي مَا تَركك. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي أَحْمد الجمادي عَن ابْن أخي الْأَصْمَعِي أَن عمّه أنْشدهُ لأنَس بن زُنَيم اللَّيْثِيّ: لَيْت شعري عَن أَمِيري مَا الَّذِي غاله فِي الحبّ حَتَّى ودعَهْ لَا يكن برقك برقاً خُلّباً إِن خير الْبَرْق مَا الغيثُ مَعَه الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت قَالَ: وَيُقَال: ذَرْ ذَا، وَدَع ذَا. وَلَا يُقَال: وَدَعته وَلَكِن تركته. وَقَالَ اللَّيْث: الْعَرَب لَا تَقول: وَدَعته فَأَنا وادع فِي معنى تركته فَأَنا تَارِك، وَلَكِن يَقُولُونَ فِي الغابر: يدع وَفِي الْأَمر دَعْه وَفِي النَّهْي: لاتدَعْه. وَأنْشد: وَكَانَ مَا قدَّموا لأَنْفُسِهِمْ أَكثر نفعا من الَّذِي وَدَعوا يَعْنِي تركُوا. أنْشد ابْن السّكيت قَول مَالك بن نُويرة وَذكر نَاقَته: قاظت أُثَال إِلَى الملا وتربّعت بالحَزْن عازبة تُسنّ وتودَع قَالَ: تودَع أَي تودَّع، وتسنّ أَي تصقل بالرعي يُقَال: سنَّ إبِله إِذا أحسن الْقيام عَلَيْهَا وصقلها. وَكَذَلِكَ إِذا صقل فرسه إِذا أَرَادَ أَن يبلغ من ضُمره مَا يبلغ الصيقل من السَّيْف وَهَذَا مثل. وَقَالَ اللَّيْث: الوَدْع: جمع وَدْعة وَهِي مناقف صغَار تخرج من الْبَحْر تزيّن بهَا العثاكيل، وَهِي بيض فِي بَطنهَا مَشَقٌ كَشَقِّ النواة، وَهِي جُوف فِي جوفها دُوَيْبَّة كالحَلَمة. قَالَ: والوَدِيع. الرجل الهادىء السَّاكِن ذُو التُّدَعة. وَيُقَال: ذُو وَدَاعة. قَالَ: والدَعَة: الخَفْض فِي الْعَيْش والراحة. وَرجل متَّدع: صَاحب دَعَة. وَيُقَال: نَالَ فلَان المكارم وادِعاً أَي من غير أَن تكلّف فِيهَا مشقّة. وَيُقَال ودُع يَوْدُع دَعة، واتَّدع تُدْعة وتُدَعة فَهُوَ متَّدِع. والتوديع: أَن يُوَدِّعَ ثوبا فِي صِوان لَا يصل إِلَيْهِ غُبَار وَلَا ريح. والمِيدع ثوب يَجْعَل وقاية لغيره. ويُنْعت بِهِ الثَّوْب المبتذَل، فَيُقَال: ثوبٌ مِيدع. ويضاف فَيُقَال: ثوبُ ميدعٍ والوَدَاع: توديع

النَّاس بعضِهم بَعْضًا فِي السّير. وَقَالَ ابْن بزرج: فرس وديع ومُوَدَّعٌ وَمَوْدوع. وَقَالَ ذُو الإصبع العَدْواني: أقصُر من قَيده وأُودعه حَتَّى إِذا السَرْب ريع أَو فَزعًا قَالَ وَقَالُوا: ودُع الرجلُ من الْوَدِيع. قَالَ وودَعت الثَّوْب بِالثَّوْبِ وَأَنا أدَعه مخفّف. وَقَالَ أَبُو زيد المِيدع كل ثوب جعلته مِيدعاً لثوب جَدِيد، تودِّعه بِهِ أَي تصونه بِهِ. وَيُقَال مِيداعة وَجمع الميدع موادع. وَقَالَ اللحياني: ميدع الْمَرْأَة مِيدَعتها: الَّتِي تودّع بِهِ ثِيَابهَا. وَقَول عَدِيّ: كَلاّ يَمِينا بِذَات الوَدْع لَو حَلَفت فِيكُم وقابل قبرُ الْمَاجِد الزارا قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: يُرِيد بِذَات الوَدْع: سفينة نوح يحلف بهَا. وَقَالَ أَبُو نصر: ذَات الوَدْع: مكّة؛ لِأَنَّهُ كَانَ يعلّق عَلَيْهَا فِي سِتْرها الوَدْع. قَالَ: وَيُقَال أَرَادَ بِذَات الوَدْع الْأَوْثَان. وتوديع الْمُسَافِر أَهله إِذا أَرَادَ سفرا: تخليفُه إيَّاهُم خافضين وادعين، وهم يودّعونه إِذا سَافر تفاؤلاً بالدعة الَّتِي يصير إِلَيْهَا إِذا قَفَلَ وَيُقَال وَدَعته بِالتَّخْفِيفِ فودَع وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: وسِرْتُ المطيَّة مودعةً تُضَحِّي رويداً وتُمسي زُزَيفا وَهُوَ من قَوْلهم فرس وديع ومودِع ومُودَع. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: المِيدَع: الثَّوْب الَّذِي تبتذله، وتودِّع بِهِ ثِيَاب الْحُقُوق ليَوْم الحَفْل. قَالَ: وَإِنَّمَا يُتخذ المِيدع ليودع بِهِ المَصُون. وَيُقَال للثوب الَّذِي يُبتذل: مِبذَل ومِيدع، ومِعْوز ومِفْضَل. وَقَالَ الشَّاعِر: أقدّمه قُدَّام وَجْهي واتّقي بِهِ الشرّ إِن الصُّوف للخزّ مِيدع وَقَالَ شمر: التوديع يكون للحيّ وللميت. وَأنْشد بَيت لَبيد: فودِّعْ بِالسَّلَامِ أَبَا حُرَيْز وقلّ وداعُ أربدَ بِالسَّلَامِ قلت أَنا: والتوديع وَإِن كَانَ الأَصْل فِيهِ تخليفَ الْمُسَافِر أَهله وَذَوِيهِ وادعين فَإِن الْعَرَب تضعه مَوضِع التَّحِيَّة وَالسَّلَام، لِأَنَّهُ إِذا خلَّف أَهله دَعَا لَهُم بالسلامة والبقاء، ودعَوا لَهُ بِمثل ذَلِك؛ أَلا ترى لبيداً قَالَ فِي أَخِيه وَقد مَاتَ: فودع بِالسَّلَامِ أَبَا حُريز. أَرَادَ الدُّعَاء لَهُ بِالسَّلَامِ بعد مَوته، وَقد رثاه لبيد بِهَذَا الشّعْر وودّعه توديع الحيّ إِذا سَافر. وَجَائِز أَن يكون التوديع تَركه إِيَّاه فِي الخَفْض والدعة. وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي قَالَ: (لينتهينّ أَقوام عَن وَدْعهم الْجُمُعَات أَو ليُختمنّ على قُلُوبهم ثمَّ ليكتُبنّ من الغافلين) . قَالَ شمر: معنى وَدْعهم الْجُمُعَات: تَركهم إيَّاها، من وَدَعته وَدْعاً إِذا تركته. قَالَ: وَزَعَمت النحوية أَن الْعَرَب أماتوا مصدر يدع ويذر، واعتمدوا على التّرْك. قَالَ شمر: وَالنَّبِيّ أفْصح الْعَرَب وَقد رُويت عَنهُ هَذِه الْكَلِمَة. ورَوَى شمر عَن محَارب: ودّعت فلَانا من وَداع

السَّلَام. وَقَول القطاميّ: قفي قبل التَّفَرُّق يَا ضُبَاعا وَلَا يَك موقف مِنْك الوداعا أَرَادَ: وَلَا يَكْفِي مِنْك موقف الْوَدَاع، وَلَكِن ليكن موقفَ غِبْطَة وَإِقَامَة؛ لِأَن موقف الْوَدَاع يكون للفراق، وَيكون منغصاً بِمَا يتلوه من تباريح الشوق. وودَّعت فلَانا أَي هجرته. قَالَ: والداعة من خفض الْعَيْش، والدَعَة من وقار الرجُل الْوَدِيع، ودُع يُوَدُع دَعَة ووداعة. وَأنْشد شمر قَول عُبَيد الرَّاعِي: ثَنَاء تَشرق الأحساب مِنْهُ بِهِ نتودّع الْحسب المصونا أَي نقيه ونصونه. عَمْرو عَن أَبِيه: الوَدِيع: الْمقْبرَة، وَيُقَال وَدَع الرجلُ يَدَع إِذا صَار إِلَى الدعة والسكون وَمِنْه قَول سُوَيد بن كُراع: أرَّق العينَ خيال لم يَدَعْ لسليمى ففؤادي منتزَع أَي لم يبْق وَلم يقرّ. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أَحْمد بن يحيى أَنه أنْشدهُ قَول الفرزدق: وَعَضَّ زمَان يَا ابْن مَرْوَان لم يَدَع من المَال إِلَّا مُسْحَتٌ أَو مجلَّف وَقَالَ فِي قَوْله: لم يدَع: لم يتقارّ وَلم يتّدع. وَقَالَ الزّجاج: معنى لم يدع من المَال أَي لم يسْتَقرّ وأنشده سَلمَة عَن الْفراء: لم يدع من المَال إلاّ مسحتاً أَو مجلف أَي لم يتْرك من المَال إِلَّا شَيْئا مستأصلاً هَالكا أَو مجلّف كَذَلِك. وَنَحْو ذَلِك رَوَاهُ الْكسَائي وفسّره. فَقَالَ: وَهُوَ كَقَوْلِك: ضربت زيدا وَعَمْرو تُرِيدُ: وَعَمْرو مَضْرُوب كَذَلِك، فلمّا لم يظْهر الْفِعْل رفع. وَقَالَ شمر: أَنْشدني أَبُو عدنان: فِي الكفّ مني مَجلات أربعُ مبتذلات مالهن ميدعُ قَالَ: (مالهن ميدع) أَي مالهن من يكفيهن الْعَمَل، فيدعهنّ أَي يصونهنّ عَن الْعَمَل. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: أودعت فلَانا مَالا إِذا دَفعته إِلَيْهِ يكون وَدِيعَة عِنْده. وأودعته: قبلت وديعته جَاءَ بِهِ فِي بَاب الأضداد. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: لَا أَعرف أَودعته؛ قبِلت وديعته، وَأنْكرهُ شمر، إِلَّا أَنه حكى عَن بَعضهم: استودعني فلَان بَعِيرًا فأبيت أَن أودعَهُ أَي أقبله. قلت: قَالَ ابْن شُمَيْل فِي كتاب (الْمنطق) } . قلت: والكسائيّ لَا يَحْكِي عَن الْعَرَب شَيْئا إلاّ وَقد ضَبطه وَحفظه. وَيُقَال: أودعت الرجل مَالا واستودعته مَالا. وَأنْشد: يَا ابْن أبي وَيَا بُنَيَّ أُمِّيَهْ أودعتك الله الَّذِي هُو حسبيه وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: حَتَّى إِذا ضرب القسوسُ عصاهمُ ودنا من المتنسكين رُكُوع أودعتنا أَشْيَاء واستودعتنا أَشْيَاء لَيْسَ يُضعيعهِن مضيع

وَأنْشد أَيْضا: إِن سرّك الرِّيُّ قُبيل النَّاس فودِّع الغَرْب بِوَهْم شَاس ودّع الغرب أَي اجْعَلْهُ وَدِيعَة لهَذَا الْجمل أَي أَلزِمه الغَرْب. وَأما قَول الله جلّ وعزّ: {فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ} (الأنعَام: 98) فَإِن ابْن كثير وَأَبا عَمْرو قرءا (فَمُسْتَقِرُ) بِكَسْر الْقَاف. وَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ وَنَافِع وَابْن عَامر بِالْفَتْح، وَكلهمْ قرءوا {مستودع بِفَتْح الدَّال. وَقَالَ الْفراء: مَعْنَاهُ: فمستقر فِي الرَّحِم، ومستودع فِي صُلْب الْأَب. ورُوي ذَلِك عَن ابْن مَسْعُود وَمُجاهد وَالضَّحَّاك. وَقَالَ الزّجاج: من قَرَأَ فمستقر فَمَعْنَاه: فلكم فِي الْأَرْحَام مُسْتَقر وَلَكِن فِي الأصلاب مستودع. وَمن قَرَأَ (فَمُسْتَقِرُ) بِالْكَسْرِ فَمَعْنَاه. فمنكم مستقِرَّ فِي الْأَحْيَاء، ومنكم مستودَعٌ فِي الثَرَى. وَقَالَ ابْن مَسْعُود فِي قَوْله: رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا} (هود: 6) أَي مستقرها فِي الْأَرْحَام، ومستودعها فِي الأَرْض. وَرُوِيَ عَن ابْن مَسْعُود أَنه قَالَ: إِذا كَانَ أجل الرجل بِأَرْض أُتِّيت لَهُ إِلَيْهَا الْحَاجة، فَإِذا بلغ أقْصَى أَثَره قُبض، فَتَقول الأَرْض يَوْم الْقِيَامَة: هَذَا مَا استودعتني وَقَالَ قَتَادَة فِي قَوْله جلّ وعزّ: {الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ} (الأحزَاب: 48) يَقُول: اصبر على أذاهم. وَقَالَ مُجَاهِد: ودَع أذاهم أَي أعرِض عَنْهُم. وَقَوله: بِهِ نتودَّع الْحسب المصونا أَي نقرُّه على صونه وادعاً. وَقَالَ اللحياني: كَلَام مِيدع إِذا كَانَ يحزن، وَذَلِكَ إِذا كَانَ الْكَلَام يحتشم مِنْهُ وَلَا يستحن وَقَالَ اللَّيْث: وَدْعان مَوضِع، وَأنْشد: ببَيْض وَدْعان بَسَاطٌ سِيُّ قَالَ: وَإِذا أمرت رجلا بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقار قلت: تودَّعْ واتَّدعْ، وَعَلَيْك بالمودوع، من غير أَن يَجْعَل لَهُ فعلا وَلَا فَاعِلا؛ مثل المعسور والميسور. وَقَالَ غَيره: تودَّع فلَان فلَانا إِذا ابتذله فِي حَاجته، وتودَّع ثِيَاب ضَونه إِذا ابتذلها، وناقة مودَّعة: لَا تُركب وَلَا تحلب اللَّيْث: الأودع من أَسمَاء اليربوع وَيُقَال: توادع الْفَرِيقَانِ إِذا أعْطى كلّ وَاحِد مِنْهُمَا الآخرين عهدا أَلا يغزوهم. وَاسم ذَلِك الْعَهْد الوَدِيع، وَمِنْه الحَدِيث الَّذِي جَاءَ: (لكم يَا بني نهد ودائع الشّرك ووضائع المَال) . وَيُقَال: وَادعت الْعَدو إِذا هاونته موادعة؛ وَهِي الهُدْنة وَالْمُوَادَعَة. وَقيل فِي قَول ابْن مفرّغ: دعيني من اللوم بعض الدعهْ أَي اتركيني بعض التّرْك. وَقَالَ ابْن هانىء: من أمثالهم فِي المَزْرِية على الَّذين يتصنّع فِي الْأَمر وَلَا يُعْتمد مِنْهُ على ثِقَة: دَعْنِي من هِنْد فَلَا جديدَها ودعت، وَلَا خَلقَها رَقَعت. يدع: قَالَ اللَّيْث: الأَيدع: صِبغ أَحْمَر، وَهُوَ خشب البَقَّم، وَهُوَ على تَقْدِير أفعل. يَقُول: يَدَّعته وَأَنا أُيدِّعه تيديعاً. قَالَ: والأودع من أَسمَاء اليربوع. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: العَنْدَمُ: دم الْأَخَوَيْنِ. وَيُقَال: هُوَ الأيدع أَيْضا، وَيُقَال: البقّم، وَقَالَ الْهُذلِيّ:

باب العين والتاء

بهما من النضج المجدّح أيدع وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: أَوْذَمْتُ يَمِينا، وأيدعتها أَي أوجبتها. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: أيدع الرجلُ إِذا أوجب على نَفسه حجّاً. وَأنْشد لجرير: وَرب الراقصات إِلَى الثنايا بشُعْت أيدعوا حَجّا تَمامًا قَالَ أيدعوا أوجبوا على أنفسهم، وَأنْشد شمر لكثيّر: كَأَن حُمُول الْقَوْم حِين تحمّلوا صرِيمة نخل أَو صريمة أَيْدع وَقَالَ ابْن قيس: وَالله لَا يَأْتِي بخيرٍ صديقَها بَنو جُنْدُع مَا اهتز فِي الْبَحْر أيدع قلت: هَذَا الْبَيْت يدلّ على أَن الأيدع هُوَ البقّم؛ لِأَنَّهُ يُحْمَل فِي السفن من بِلَاد الْهِنْد. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: دُع دُع إِذا أَمرته بالنعيق بغنمه. وَغَيره يَقُول: دَعْ دَعْ بِالْفَتْح وهما لُغَتَانِ. (بَاب الْعين وَالتَّاء) (ع ت (وَا يء)) عتا (يعتو) ، تاع (يتيع) ، تعا (يتعى) . عتا: قَالَ اللَّيْث عتَا يعتو عُتُوّا وعتيّا، وَهُوَ مُجَاوزَة الحدّ إِذا استكبر. وَيُقَال: تَعتّت الْمَرْأَة، وتعتّى فلَان وَأنْشد: بأَمْره الأرضُ فَمَا تعتَّت أَي فَمَا عصته. والعاتي: الجبّار، وَجمعه العُتَاة. وَقَول الله جلّ وعزّ: (وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عُتِياً) (مريَم: 8) وقرىء (عِتِيّاً) . وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: كل شَيْء قد انْتهى فقد عتا يعتو عُتِيّاً وعُتُوّا، وعسا يعسو عُسُوَّا وعُسِيّاً. فَأحب زَكَرِيَّا أَن يعلم من أيّ جِهَة يكون لَهُ ولد ومِثْل امْرَأَته لَا تَلد، وَمثله لَا يُولد لَهُ. قَالَ الله جلّ وعزّ: {كَذاَلِكَ} (مَرْيَم: 9) ، مَعْنَاهُ وَالله أعلم: الْأَمر كَمَا قيل لَك. أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: يُقَال للشَّيْخ إِذا ولَّى وكَبِر: عتاً يعتو عتيّا، وعسا يعسو مثله. سَلمَة عَن الْفراء الإعْتاءُ الدُّعار من الرِّجَال. قلت وَالْوَاحد عاتِ تاع: رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كتب لِوَائِل بن جُحْر كتابا فِيهِ (على التِيعة شَاة والقِيمة لصَاحِبهَا) . قَالَ أَبُو عبيد: التِيعة: الْأَرْبَعُونَ من الْغنم، لم يزدْ على هَذَا التَّفْسِير. وَقَالَ أَبُو سعيد الضَّرِير: التِيعة: أدنى مَا يجب من الصَّدَقَة؛ كالأربعين فِيهَا شَاة وكخمس من الْإِبِل فِيهَا شَاة إِنَّمَا يتَعَّ التِيعة الحقّ الَّذِي وَجب لِلمُصَدِّق فِيهَا؛ لِأَنَّهُ لَو رام أَخذ شَيْء مِنْهَا قبل أَن يبلغ عدده مَا تجب فِيهِ التِيعة لمَنعه صَاحب المَال، فلمَّا وَجب فِيهَا الحقّ: تاع إِلَيْهِ المصدِّق أَي عَجِلَ، وتاع ربّ المَال إِلَى إِعْطَائِهِ فجاد بِه، وَأَصله من التَيْع وَهُوَ القَيء، يُقَال: أتاع قيئه فتاع. وَقَالَ أَبُو عبيد: أتاع الرجل إتاعة، إِذا قاء. وَقَالَ القطاميّ: تمجّ عروقُها عَلقاً مُتَاعا

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِي أتاع إِذا قاء مثله. وَقَالَ ابْن شُمَيْل التِّيْع: أَن تَأْخُذ الشَّيْء بِيَدِك. يقاله: تاع بِهِ يتيع تيعاً وتَيَّعَ بِهِ إِذا أَخذه بِيَدِهِ وَأنْشد: أعطيتهَا عُوداً وتِعْت بتمرة وَخير المراغي قد علمنَا قصارُها قَالَ: وَهَذَا رجل زعم أَنه أكل رغوة مَعَ صَاحِبَة لَهُ، فَقَالَ: أعطيتهَا عوداً تَأْكُل بِهِ وتعت بتمرة أَي أَخَذتهَا آكل بهَا. والمِرغاة: الْعود أَو التَّمْر أَو الكِسْرة يُرتغى بهَا وَجَمعهَا المراغي. وَرَأَيْت بخطّ أبي الْهَيْثَم: وتِعت بتمرة. قَالَ: وَمثل ذَلِك تيَّغْت بهَا، وَأَعْطَانِي تَمْرَة فتِغت بهَا. قَالَ: وَأَعْطَانِي فلَان درهما فتِعْتُ بِهِ أَي أَخَذته وَأَنا فِيهِ وَاقِف. وَالصَّوَاب تِعت بِالْعينِ غير مُعْجمَة. وَيُقَال أتاع قيئه، وأتاع دَمه فتاع يتيع تُيُوعاً. والتَيُّوعات: كل بقلة أَو ورقة إِذا قطِعت أَو قُطفت ظهر لَهَا لبن أَبيض يسيل مِنْهَا؛ مثل ورق التِّين، وَيَقُول آخر يُقَال لَهَا اليتوعات. وَقَالَ اللَّيْث: التَوْع: كسرك لِبَأ أَو سمناً بكسرة خبز ترفعه بهَا. تَقول مِنْهُ: تُعته وَأَنا أتوعه تَوْعاً قَالَ: وتاع المَاء يتيع تيعاً إِذا تتَيَّع على وَجه الأَرْض أَي انبسط. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (كَمَا يتتايَعُ الفَرَاشُ فِي النَّار) . قَالَ أَبُو عبيد: التَّتَابُع: التهافت فِي الشَّيْء والمتابعة عَلَيْهِ، يُقَال قد تتابعوا فِي الشرّ إِذا تهافتوا فِيهِ وسارعوا إِلَيْهِ. وَفِي حَدِيث آخر (لَوْلَا أَن يتتايع فِيهِ الغَيْران والسكران) ، أَي يتهافت وَيَقَع فِيهِ. قَالَ أَبُو عبيد: وَيُقَال فِي التتايع: إِنَّه اللجاجة، وَهُوَ يرجع إِلَى هَذَا الْمَعْنى. قَالَ: وَلم نسْمع التتايع فِي الْخَيْر، إِنَّمَا سمعناه فِي الشَّرّ. وَقَالَ اللَّيْث: الرجل يتتايع أَي يَرْمِي بِنَفسِهِ فِي الْأَمر سَرِيعا، وَالْبَعِير يتتايع فِي مَشْيه إِذا حرك ألواحه كَأَنَّمَا يتفكّك. وَيُقَال: أتّايعتت الرّيح بورق الشّجر إِذا ذهبت بِهِ، وَأَصله تتايعت بِهِ. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب يذكر عقره نَاقَته، وَأَنَّهَا كاست على رَأسهَا فخرّت: فخرّت كَمَا تَتَّايعُ الريحُ بالقَفْل والقَفْل: مَا يبس من الشّجر. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: تُعْ تُع إِذا أَمرته بالتواضع. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: التِيعة لَا أَدْرِي مَا هِيَ، وبلغنا عَن الْفراء أَنه قَالَ: التِيعة من الشَّاء الْقطعَة الَّتِي تجب فِيهَا الصَّدَقَة، ترعى حول الْبيُوت. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: التتايع ركُوب الْأَمر على خلاف النَّاس. وتتايع الْقَوْم فِي الأَرْض إِذا تباعدوا فِيهَا على عمى وشَدَهٍ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: التاعة، الكُتْلة من اللِّبأ الثخينة. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : يتيع عليَّ فلانٌ وَفُلَان تيَّعَان وتَيَّحان تيِّع تَيِّح وتَيَّقَان وتيِّق مثله.

باب العين والظاء

تعا: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: تَعي إِذا عدا، وثَعى إِذا قذف. قَالَ: والتَّعَى الْحِفْظ الْحسن، والعَتا: الْعِصْيَان عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: العاتي المتمرد والتاعي اللِّبَأ المسترخي، والثاعي الْقَاذِف، سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: الأتعاء سَاعَات اللَّيْل، وَالثَّعَى القَذْفُ. (بَاب الْعين والظاء) (ع ظ (وَا يء)) عظا، وعظ. عظا: قَالَ اللَّيْث: العظاية: على خِلْقة سامّ أبرص أَو أعِيظم مِنْهُ شيأ. قَالَ والعظاءة لُغَة فِيهَا؛ وَالْجمع العَظَاء، وَثَلَاث عظايات. الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت: يُقَال: عظاءة وعظاية، لُغَتَانِ؛ كَمَا يُقَال: امْرَأَة سقّاءة وسقّاية. الأصمعيّ عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء: تَقول الْعَرَب: أَرَدْتَ مَا يُلهيني، فقلتَ مَا يَعْظيني، قَالَ: يُقَال هَذَا للرجل يُرِيد أَن ينصح صَاحبه فيخطىء، ويقولُ مَا يسوءه. قَالَ وَمثله: أَرَادَ مَا يحظيها فَقَالَ مَا يَعْظيها. وَقَالَ اللحْياني: يُقَال: قلت: مَا أورمه وعَظَاه، أَي قلت مَا أسخطه. وَقَالَ ابْن شُمَيْل العَظَى أَن تَأْكُل الْإِبِل العُنْظُوان، وَهُوَ شجر فَلَا تَسْتَطِيع أَن تجترَّه وَلَا أَن تَبْغره فتحبَط بطونُها، فَيُقَال: عِظى الْجمل يعظي عظًى شَدِيدا فَهُوَ عظٍ عَظْيان. قَالَ وعظى فلَان فلَانا إِذا سَاءَهُ بِأَمْر يَأْتِيهِ إِلَيْهِ يَعْظيه عَظْياً. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: عظا فلَانا يعظوه إِذا قطَّعه بالغِيبة. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: عظاه يعظوه عَظْواً إِذا اغتاله فَسَقَاهُ سمّاً. وعظ: قَالَ اللَّيْث: العِظة: الموعظة، وَكَذَلِكَ الْوَعْظ. وَالرجل يتَّعظ إِذا قَبِل الموعظة حِين يذَكَّرُ الخَير وَنَحْوه، مِمَّا يرقّ لذَلِك قلبه. يُقَال وعظته عظة. وَمن أمثالهم الْمَعْرُوفَة: لاتعظيني وتَعَظْعَظِي أَي اتْعظي وَلَا تَعظي. قلت وَقَوله تعظعظي وَإِن كَانَ كمكرّر المضاعف فَإِن أَصله من الْوَعْظ، كَمَا قَالُوا: خضخض الشَّيْءَ فِي المَاء وَأَصله من خَاضَ. (أَبْوَاب الْعين والذال) (ع ذ (وَا يء)) عوذ، ذيع، عذي، ذعي، وذع. عوذ: يُقَال: عاذ فلَان بربّه يعوذ عَوْذاً إِذا لَجأ إِلَيْهِ واعتصم بِهِ. قَالَ الله جلّ وعزّ: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} (النّحل: 98) مَعْنَاهُ: إِذا أردْت قِرَاءَة الْقُرْآن فَقل: أعوذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم ووسوسته. وعاذ وتعوَّذ واستعاذ بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ} (يُوسُف: 79) أَي نَعُوذ بِاللَّه مَعَاذاً أَن نَأْخُذ غير الْجَانِي بِجِنَايَتِهِ، نَصبه على الْمصدر الَّذِي أُرِيد بِهِ الْفِعْل. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه تزوّج امْرَأَة من الْعَرَب، فلمَّا أُدخلت عَلَيْهِ

قَالَت: أعوذ بِاللَّه مِنْك، فَقَالَ لَهَا لقد عُذْتِ بمَعَاذ فالحقي بأهلك. والمَعَاذ فِي هَذَا الحَدِيث: الَّذِي يعاذ بِهِ. وَالله جلّ وعزّ معاذُ من عاذ بِهِ، وملجأ مَن لَجأ إِلَيْهِ، والملاَذ مِثْل المعاذ. وَقَالَ عوَّذت فلَانا بِاللَّه وأسمائه، وبالمعوذتين من الْقُرْآن إِذا قلت: أُعيذك بِكَلِمَات الله وأسمائه من كل شرّ وكل دَاء وحاسد وَعين. ويُروى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ يعوِّذ نَفسه بالمعوِّذتين بعد مَا طُبَّ، وَكَانَ يعوّذ ابْني ابْنَته البتولِ ت بهما. وأمّا التعاويذ الَّتِي تكْتب وتعلَّق على الْإِنْسَان من الْعين فقد نُهي عَن تَعْلِيقهَا. وَهِي تسمى المَعَاذات أَيْضا، يعوَّذ بهَا مَن عُلِّقت عَلَيْهِ من الْعين والفزع وَالْجُنُون. وَهِي العُوَذ، واحدتها عُوذة. الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت: قَالَ يُقَال عَوْذٌ بِاللَّه مِنْك أَي أعوذ بِاللَّه مِنْك. وَأنْشد: قَالَت وفيهَا حَيْدة وذُعْر عَوْذٌ بربي مِنْكُم وحُجْرُ قَالَ: وَتقول الْعَرَب للشَّيْء ينكرونه، والأمرِ يهابونه: حُجراً أَي دَفْعاً لَهُ، وَهُوَ استعاذة من الْأَمر. وَيُقَال أُفلت فلَان من فلَان عَوَذاً إِذا خوّفه وَلم يضْربهُ أَو ضربه وَهُوَ يُرِيد قَتله فَلم يقْتله وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال فلَان عَوَذ لَك أَي ملْجأ. وَيُقَال: اللهمّ عائذاً بك من كل سوء أَي أعوذ بك عائذاً والعَوَذ: مَا دَار بِهِ الشَّيْء الَّذِي تضربه الرّيح فَهُوَ يَدُور بالعَوَذ من حجر أَو أَرومة. قَالَ وتعاوذ الْقَوْم فِي الْحَرْب إِذا تواكلوا وعاذ بَعضهم بِبَعْض. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: من دوائر الْخَيل المعوَّذ، وَهِي الَّتِي تكون فِي مَوضِع القلادة يستحبّونها. وَفُلَان عَوَذ لبني فلَان أَي لَجأ لَهُم يعوذون بِهِ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {كَذِباً وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادوهُمْ} (الجنّ: 6) قيل إِن أهل الْجَاهِلِيَّة كَانُوا إِذا نزلت رُفقة مِنْهُم فِي وادٍ قَالَت: نَعُوذ بعزيز هَذَا الْوَادي من مَرَدة الْجِنّ وسفهائهم أَي نلوذ بِهِ ونستجير. وَقَالَ أَبُو عبيد وَغَيره: النَّاقة إِذا وضعت وَلَدهَا فَهِيَ عَائِذ أيّاماً، ووقَّت بَعضهم سَبْعَة أَيَّام. وَجَمعهَا عُوذ بِمَنْزِلَة النُفَساء من النِّسَاء. وَهِي من الشَّاء رُبَّى وَجَمعهَا رِباب، وَهِي من ذَوَات الْحَافِر فرِيشٌ. وَقيل سميت النَّاقة عائذاً لِأَن وَلَدهَا يعوذ بهَا، فَهِيَ فَاعل بِمَعْنى مفعول. وَقيل: إِنَّمَا قيل لَهَا: عَائِذ لِأَنَّهَا ذَات عَوْذِ أَي عاذ بهَا وَلَدهَا عَوْذاً. وَمثله قَول الله جلّ وعزّ: {خُلِقَ خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ} (الطّارق: 6) أَي ذِي دَفق. ذيع: اللَّيْث: الذَيْع: أَن يشيع الْأَمر. يُقَال: أذعناه فذاع. وَرجل مِذْياع: لَا يَسْتَطِيع كتمان خبر. وَقوم مذاييع. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَإِذَا جَآءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الاَْمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ} (النِّساء: 83) وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق يَعْنِي بِهَذَا جمَاعَة من الْمُنَافِقين، وضعفةً من الْمُسلمين. قَالَ: وَمعنى (أذاعوا بِهِ) أَي أظهروه ونادَوا بِهِ فِي النَّاس وَأنْشد: أذاع بِهِ فِي النَّاس حَتَّى كَأَنَّهُ بعلياءَ نارٌ أُوقدت بثَقُوب وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا أُعلِم أَنه ظَاهر على قومٍ آمنٌ مِنْهُم، أَو أُعلم بتجمّع قوم يخَاف

من جمع مثلهم أذاع المُنَافِقُونَ ذَلِك ليحذر من يَنْبَغِي أَن يحذر من الْكفَّار، وليقوى قلبُ من يَنْبَغِي أَن يقوى قلبه على مَا أذاع. وَكَانَ ضَعَفة الْمُسلمين يُشيعون ذَلِك مَعَهم عَن غير علم بِالضَّرَرِ فِي ذَلِك، فَقَالَ الله جلّ وعزّ: لَو ردّوا ذَلِك إِلَى أَن يأخذوه من قِبَل الرَّسُول وَمن قبل أولي الْأَمر مِنْهُم لعلم الَّذين أذاعوا بِهِ من الْمُسلمين مَا يَنْبَغِي أَن يذاع أَو لَا يذاع. قَالَ أَبُو زيد: أذعت الْأَمر، وأذعت بِهِ: قَالَ: وَيُقَال أذاع الناسُ بِمَا فِي الْحَوْض إذاعة إِذا شربوا مَا فِيهِ، وأذاعت بِهِ الإبلُ إذاعة إِذا شربته، وَتركت متاعي فِي مَكَان كَذَا وَكَذَا فأذاع النَّاس بِهِ إِذا ذَهَبُوا بِهِ. وكلّ مَا ذُهب بِهِ فقد أذيع بِهِ. وأذعت السرّ إذاعة إِذا أفشيته وأظهرته. عذي: قَالَ اللَّيْث: العِذْيُ: مَوضِع بالبادية. قَالَ والعِذْيُ: اسْم للموضع الَّذِي يُنبت فِي الشتَاء والصيف من غير نَبْع مَاء. قلت أما قَوْله: العِذْي مَوضِع بالبادية فَلَا أعرفهُ وَلم أسمعهُ لغيره. وَأما قَوْله: فِي العذي: إِنَّه اسْم للموضع الَّذِي ينْبت فِي الشتَاء والصيف من غير نبع مَاء فَإِن كَلَام الْعَرَب على غَيره. وَلَيْسَ العِذْي اسْما للموضع، وَلَكِن العِذْي من الزروع والنخيل: مَا لَا يُسقى إلاّ بِمَاء السَّمَاء. وَكَذَلِكَ عِذْي الْكلأ والنبات: مَا بعد عَن الرِّيف وأنبته مَاء السَّمَاء. والعَذَاة: الأَرْض الطيّبة التربة الْكَرِيمَة المنبت الْبَعِيدَة عَن الأحاء والنزوز والريف، السهلةُ المَرِيئةُ الَّتِي يكون كلؤها مريئاً ناجعاً. وَلَا تكون العذاة ذَات وخامة وَلَا وباء. وَقَالَ ذُو الرمة: بِأَرْض هجان الثرب وسميّة الندى عذاةٍ نأت عَنْهَا المُثُوجَةُ والبحرُ وَقَالَ ابْن شُمَيْل: العَذِيَّة الأَرْض الطيّبة الَّتِي لَيست بسبِخة. وَيُقَال: رعينا أَرضًا عَذَاة، ورعينا عَذَوات الأَرْض. قَالَ وَيُقَال فِي تصريفه: عذِيَ يَعْذَى عَذًى فَهُوَ عذٍ وعَذِيٍ وعَذْى وعِذْى وَجمع العِذْى أعذاء. والعِذْى ينْبت من مَاء السَّمَاء. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: عذا يعذو إِذا طَابَ هواؤه. وَقَالَ أَبُو زيد عَذُوَت الأرضُ، وعذِيت أحسنَ العَذَاةِ وَهِي الطيّبة الْبَعِيدَة من المَاء. وَقَالَ حُذَيْفَة لرجل: إِن كنت لَا بدّ نازلاً بِالْبَصْرَةِ فَانْزِل عَذَواتها، وَلَا تنزل سُرّتها. وَقَالَ شمر: العذاة: الأَرْض الطيّبة الْبَعِيدَة من الْأَنْهَار والبحور والسباخ، واستعذيت الْمَكَان واستقمأته. وَقد قامأني أَي وَافقنِي. ذعي: أنْشد الْمَازِني: كَأَنَّمَا أوسطها لمن رَقبْ بمِذعَيين نُقْبة من الجربْ قَالَ: مِذْعيان: مَكَان. وَالْبَاء فِي مَوضِع مَعَ. رَقَب: نظر، والرقيب: النَّاظر. يَقُول: هَذِه الأَرْض قد أُخذ حطبها وَأكل فتقوَّبت، وَمَا حولهَا عافٍ لم يُؤْكَل، فَكَأَنَّهَا نُقْبة جرب فِي جلد صَحِيح) . وذع: قَالَ ابْن السّكيت فِيمَا قَرَأت لَهُ من

باب العين والثاء

الْأَلْفَاظ إِن صحّ لَهُ: وذع الماءُ يذع وهمى يهمي إِذا سَالَ. قَالَ: والواذع المَعِين. قَالَ: وكل مَاء جرى على صفاة فَهُوَ واذع. قلت: وَهَذَا حرف مُنكر وَمَا رَأَيْته إلاّ فِي هَذَا الْكتاب. وَيَنْبَغِي أَن يفتش عَنهُ. (بَاب الْعين والثاء) (ع ث (وَا يء)) عثا (عثي) ، عيث، وعث، ثوع، عوث. عثا: قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَلاَ تَعْثَوْاْ فِى الاَْرْضِ مُفْسِدِينَ} (البَقَرَة: 60) الْقُرَّاء كلهم قرءوه {وَلَا تَعثوا بِفَتْح التَّاء من عَثِي يَعْثَى عُثُوّاً وَهُوَ أَشد الْفساد. وَفِيه لُغَتَانِ أخريان لم يُقرأ بِوَاحِدَة مِنْهُمَا عثا يعثو مثل سما يسمو، قَالَ ذَلِك الْأَخْفَش وَغَيره. وَلَو جَازَت الْقِرَاءَة بِهَذِهِ اللُّغَة لقرىء (وَلَا تَعْثُوا) وَلَكِن الْقِرَاءَة سنَّة، وَلَا يُقرأ إلاّ بِمَا قَرَأَ بِهِ الْقُرَّاء. واللغة الثَّالِثَة عاث يعيث وَتَفْسِيره فِي بَابه. وَحكى ابْن بُزُرج: عَثَا يَعْثَى، وهم يَعْثَون فِي الأَرْض مثل يسعَون. قَالَ: وعثا يعثو عَثْواً. قلت: واللغة الجيّدة: عثِىَ يَعْثَى؛ لِأَن فَعَل يفعَل لَا يكون إِلَّا مِمَّا ثَانِيه أَو ثالثه أحد حُرُوف الْحلق. وَقَالَ أَبُو زيد: فِي الرَّأْس العُثْوة، وَهُوَ حُفوف شعره والتباده. وقددَعثِيَ شعره يعثى عَثاً وَرجل أعثى. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الأعثى: الثقيل، الأحمق. وَرجل أعثى: كثيف اللِّحْيَة وَقد عَثِي يعثى عَثاً. أنْشد أَبُو عَمْرو: وحاص مني فَرَقاً وطَحْربا فَأدْرك الأعثى الدَثور الخُنْتُبا فشدّ شدّاً ذَا نَجَاء مُلْهَبا الدُّثُور الَّذِي ينَام نَاحيَة. والخُنْتب: الْقصير. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: شَاب عَثَا الأَرْض مَقْصُور إِذا هاج نبتها. وأصل العَثَا: الشّعْر ثمَّ يستعار فِيمَا تشعّث من النَّبَات، مثل النَّصِيِّ والبُهْمَى والصِّلِّيان. وَقَالَ اللَّيْث: الأعثى: لون إِلَى السوَاد. والأعثى: الْكثير الشّعْر. والأعثى: الضبع الْكَبِير. وَالْأُنْثَى عثواء والجميع العُثْو، وَيُقَال: العُثْيُ. وَقَالَ أَبُو عبيد: الذّكر من الضباع يُقَال لَهُ عِثْيان. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ العَثْوة والوَفْضة والغُسْنة هِيَ الْجُمَّة من الرَّأْس وَهِي الوَفْرة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: العِثَى: اللِّمم الطوَال. وَقَالَ ابْن الرّقاع فِيمَن قَالَ: عثا يعثو إِذا أفسد: لَوْلَا الْحيَاء وَأَن رَأْسِي قد عثا فِيهِ المشيب لزرت أم الْقَاسِم عثا فِيهِ المشيب أَي أفسد. وَقَالَ ابْن الرّقاع أَيْضا: بسرارة حَفَش الرّبيع غُثَاؤها حوَاء يزدرع الغَمير ثراها حَتَّى اصطلى وهج المقيظ زَمَانه أبقى مشاربه وشاب عثاها أَي يبس عشبها.

عيث: قَالَ اللَّيْث: العيث: مصدر عاث يعيث، وَهُوَ الْإِسْرَاع فِي الْفساد. وَالذِّئْب يعيث فِي الْغنم فَلَا يَأْخُذ مِنْهُ شَيْئا إلاّ قَتله. وَأنْشد غَيره لكثيّر: وذِفْرَى ككاهل ذِيخ الخلي ف أصَاب فَرِيقة ليل فعاثا وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العيث أَن تركب الْأَمر لَا تبالي علام وَقعت. وَأنْشد: فعِثْ فِيمَن يليك بِغَيْر قصد فَإِنِّي عائث فِيمَن يليني قَالَ: وَإِذا كَانَت الأَرْض دَهِسة فَهِيَ عَيْثة. وَقَالَ اللَّيْث: التعييث: طلب الْأَعْمَى، وَطلب الرجل الْبَصِير الشَّيْء فِي الظلمَة. والتعييث إِدْخَال الرجل يَده فِي الكِنانة يطْلب سَهْما. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: ... فعيَّثَ فِي الكنانة يُرجع وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو عَمْرو: العَيْثة: الأَرْض السهلة. وَقَالَ ابْن أَحْمَر الْبَاهِلِيّ: إِلَى عَيْثية الْأَطْهَار غيَّر رسمها بناتُ البلَى من يخطىء الْمَوْت يهرم وَقَالَ الأصمعيّ: عَيْثة: بلد بالشُّرَيْف. وَقَالَ المؤرج: العَيْثة بالجزيرة. وروى ابْن الْأَعرَابِي بَيت الْقطَامِي: سَمعتهَا ورِعَان الطَوْد مُعْرِضةٌ من دونهَا وكثيب العيثة السهِلُ وعث: يرْوى عَن النَّبِي أَنه كَانَ إِذا سَافر سفرا قَالَ: اللَّهم إِنَّا نَعُوذ بك من وَعْثاء السّفر، وَكآبة المنقلب. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: وَهُوَ شدَّة النَصَب والمشقَّة وَكَذَلِكَ هُوَ فِي المآثم. وَقال الْكُمَيْت يذكر قُضَاعة وانتسابهم إِلَى الْيمن: وَابنُ ابْنهَا منا ومنكم وبعلها خُزَيمة والأرحام وَعثاءُ حوبُها يَقُول: إِن قطيعة الرَّحِم مأثم شَدِيد. وَإِنَّمَا أصل الوعثاء من الوعث وَهُوَ الدَهْس. الدهس: الرمال الرقيقة وَالْمَشْي يَشْتَدُّ فِيهِ على صَاحبه، فجُعل مَثَلاً لكل مَا يَشُقّ على صَاحبه. وَقَالَ اللَّيْث: الوَعْث من الرمل: مَا غَابَتْ فِيهِ القوائم وَهُوَ مشقة، وأوعث الْقَوْم: وَقَعُوا فِي الوَعْث. وَقَالَ غَيره: أوعث فلَان إيعاثاً إِذا خلّط. والوَعْثُ: فَسَاد الْأَمر واختلاطه، وَيجمع على الوُعُوث. ابْن السّكيت: أوعث فلَان فِي مَاله وأقْعث فِي مَاله وطأطأ الركضَ فِي مَاله إِذا أسرف فِيهِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الوَعْث: كل ليّن سهل. وَقَالَ الْفراء: قَالَ أَبُو قطرِيّ: أَرض وَعْثة ووَعِثة، وَقد وَعْثت وَعْثاً. وَقَالَ غَيره: وُعُوثة ووَعَاثة. وَقَالَ خَالِد بن كُلْثُوم: الوعثاء: مَا غَابَتْ فِيهِ الحوافر والأخفاف من الرمل الرَّقِيق، والدَهَاسِ من الْحَصَى الصغار وَشبهه. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال طَرِيق وَعْث فِي طُرُق وُعُوث. وَقد وَعُث الطَّرِيق ووعِث وُعوثة وأوعث القومُ إِذا وافقوا الوعوثة. وأوعث الْبَعِير. وَقَالَ رؤبة:

باب العين والراء

لَيْسَ طَرِيق خيرهِ بالأَوْعَث قَالَ: وَيُقَال: الوَعَث: رقَّة التُّرَاب ورخاوة الأَرْض تغيب فِيهِ قَوَائِم الدَّوَابّ. وَنَقاً مُوَعَّث إِذا كَانَ كَذَلِك. وَامْرَأَة وَعْثة: كَثِيرَة اللَّحْم، كَأَن الْأَصَابِع تَسُوخ فِيهَا من لينها وَكَثْرَة لَحمهَا. وَقال رؤبة: تُمِيلها أعجازُها الأوَاعث ثوع: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: ثُعْ ثُعْ إِذا أَمرته بالانبساط فِي الْبِلَاد فِي طَاعَة الله. عَمْرو عَن أَبِيه الثاعي: الْقَاذِف. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الثاعة: القَذَفة. عوث: فِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) } : تَقول: عوَّثني فلَان عَن أَمر كَذَا تعويثَاً أَي ثبَّطني عَنهُ. وتعوَّث الْقَوْم تعوثاً إِذا تحيروا. وَتقول عوَّثني حَتَّى تعوثت، أَي صرفني عَن أَمْرِي حَتَّى تحيرت. وَتقول: إِن لي عَن هَذَا الْأَمر لَمَعاثاً أَي مندوحة، أَي مذهبا ومسلكاً، وَتقول: وَعثَّته أَي صرفته. (بَاب الْعين وَالرَّاء) (ع ر (وَا يء)) عرى، عرا، عير، عور، رعي، روع، ريع، ورع، وعر، يعر، يرع. عرا: قَالَ الله جلّ وعزّ: {إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُءَالِهَتِنَا بِسُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ءٍ} (هُود: 54) قَالَ الْفراء: كَانُوا كذّبوه يَعْنِي هوداً ثمَّ جَعَلُوهُ مختلِطاً، وادَّعَوا أَن آلِهَتهم هِيَ الَّتِي خَبَّلته لعيبه إيّاها. فهنالك قَالَ: {إِنِّى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أُشْهِدُ اللَّهِ وَاشْهَدُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَنِّى بَرِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ} (هود: 54) . وَقَالَ الزّجاج فِي قَوْله {إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُءَالِهَتِنَا بِسُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ءٍ} (هود: 54) أَي مَا نقُول إِلَّا مَسَّك بعض أصنامنا بجنون لسبّك إِيَّاهَا. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه سَمعه يَقُول: إِذا أتيت رجلا تطلب مِنْهُ حَاجَة قلت: عروْته وعررْته، واعتريته واعتررته. وَقَالَ اللَّيْث: عراه أَمر يعروه عَرْواً إِذا غشِيه وأصابه. يُقَال: عراه الْبرد وعرته الحُمَّى وَهِي تعروه إِذا جَاءَتْهُ بنافض، وأخذته الْحمى بعُرَوائِها، وعُرِي الرجل فَهُوَ مَعْرُوّ، واعتراه الْهم، عَام فِي كلّ شَيْء. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: إِذا أخذت المحمومَ قِرَّةٌ وَوجد مسّ الْحمى، فَتلك العُرَواء وَقد عُرِي فَهُوَ مَعْرُوّ. قَالَ: وَإِن كَانَت نافضاً قيل: نفضته فَهُوَ منفوض، وَإِن عَرِق مِنْهَا فَهِيَ الرُحَضاء. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: العُرَواء: قلٌّ يَأْخُذ الْإِنْسَان من الحُمّى، ورِعدة. وأخذته الحمَّى بنافض أَي برعدة وَبرد. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (خفّفوا فِي الْخَرص؛ فَإِن فِي المَال العرِيّة والوصيَّة) . وَفِي حَدِيث آخر أَنه رخَّص فِي الْعَرَايَا. قَالَ أَبُو عبيد: الْعَرَايَا واحدتها عريّة. وَهِي النَّخْلَة يُعْريها صَاحبهَا رجلا مُحْتَاجا، والإعراء: أَن يَجْعَل لَهُ ثَمَرَة عامِها. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: استعرى الناسُ فِي كل وَجه إِذا أكلُوا الرُطَب، أَخذه من الْعَرَايَا. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ بعض الْعَرَب: منا من يُعْرِي. قَالَ: وَهُوَ أَن يَشْتَرِي الرجُلُ النّخل ثمَّ يَسْتَثْنِي نَخْلَة أَو نخلتين.

وَقَالَ الشَّافِعِي: الْعَرَايَا ثَلَاثَة أَصْنَاف: واحدتها أَن يَجِيء الرجل إِلَى صَاحب الْحَائِط، فَيَقُول لَهُ: بِعني من حائطك ثَمَر نَخَلات بِأَعْيَانِهَا بخرْصِها من التَمْر، فيبيعه إِيَّاهَا وَيقبض التَمْر ويُسلِّم إِلَيْهِ النَخَلات يأكلها ويبيعها ويُتَمِّرها، وَيفْعل بهَا مَا يَشَاء. قَالَ: وجِمَاع الْعَرَايَا: كل مَا أُفرد ليؤكل خاصّة، وَلم يكن فِي جملَة البيع من ثَمَر الْحَائِط إِذا بِيعَتْ جُمْلَتهَا من وَاحِد. والصنف الثَّانِي أَن يحضر ربَّ الْحَائِط القومُ فَيعْطى الرجلَ ثَمَر النَّخْلَة أَو النخلتين وَأكْثر عرِيّة يأْكُلها. وَهَذِه فِي معنى المِنْحة. قَالَ وللمُعْرَى أَن يَبِيع ثَمَرهَا، ويُتَمِّره، ويصنع فِيهِ مَا يصنع فِي مَاله؛ لِأَنَّهُ قد ملكه. والصنف الثَّالِث من الْعَرَايَا أَن يعرى الرجل الرَّحُلَ النَّخْلَة وَأكْثر من حَائِطه ليَأْكُل ثَمَرهَا ويهديه ويتَمِّره وَيفْعل فِيهِ مَا أحبّ وَيبِيع مَا بَقِي من ثَمَر حَائِطه مِنْهُ فَتكون هَذِه مُفْردَة من الْمَبِيع مِنْهُ جملَة. وَقَالَ غَيره الْعَرَايَا أَن يَقُول الْغَنِيّ للْفَقِير: ثَمَر هَذِه النَّخْلَة أَو النَخَلات لَك، وَأَصلهَا لي. وَأما تَفْسِير قَوْله ج: أَنه رخّص فِي الْعَرَايَا فَإِن الترخيص فِيهَا كَانَ بعد نهي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْمُزَابَنَة، وَهِي بيع الثَّمر فِي رُؤُوس النّخل بالتَّمْرِ، ورخَّص من جملَة الْمُزَابَنَة فِي الْعَرَايَا فِيمَا دون خَمْسَة أوسق وَذَلِكَ الرجلُ يفضُل من قوت سنته التمرُ، فيدرك الرُطبُ ولانَقْد بِيَدِهِ يَشْتَرِي بِهِ الرُطَب، وَلَا نخل لَهُ يَأْكُل من رُطَبه، فَيَجِيء إِلَى صَاحب الْحَائِط فَيَقُول لَهُ: بِعني ثَمَر نَخْلَة أَو نخلتين أَو ثَلَاث بِخِرْصها من التَّمْر، فيعطيه التَّمْر بثمر تِلْكَ النَخَلات؛ ليصيب من رُطَبها مَعَ النَّاس، فرخّص النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من جملَة مَا حرم من الْمُزَابَنَة فِيمَا دون خَمْسَة أوسق، وَهُوَ أقلّ ممّا تجب فِيهِ الزَّكَاة، فَهَذَا معنى ترخيص النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْعَرَايَا، لِأَن بيع الرُطَب بالتَمْر محرّم فِي الأَصْل، فَأخْرج هَذَا الْمِقْدَار من الْجُمْلَة المحرَّمة لحَاجَة النَّاس إِلَيْهِ. قلت: وَيجوز أَن تكون العِرْية مَأْخُوذَة من عَرِي يَعْرى، كَأنها عُرِّيت من جملَة التَّحْرِيم فعَرِيت أَي خلت وَخرجت مِنْهَا فَهِيَ عرِيَّة: فعيلة بِمَعْنى فاعلة، وَهِي بِمَنْزِلَة المستثناة من الْجُمْلَة، وَجَمعهَا الْعَرَايَا. وروى أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: استعرى الناسُ فِي كل وَجه إِذا أكلُوا الرُطَب، وأعرى فلَان فلَانا ثَمَر نَخْلَة إِذا أعطَاهُ إيَّاها، يَأْكُل رُطَبها وَلَيْسَ فِي هَذَا بيع، إِنَّمَا هَذَا مَعْرُوف وَفضل، وَالله أعلم. وَرَوَى شمر عَن صَالح بن أَحْمد عَن أَبِيه قَالَ: الْعَرَايَا: أَن يُعري الرجل من نخلِهِ ذَا قرَابَته أَو جَاره مَا لَا يجب فِيهِ الصَّدَقَة، أَي يَهَبهَا لَهُ، فأرخص للمُعْرِي فِي بيع ثَمَر نَخْلَة فِي رَأسهَا بخِرصها من التَّمْر. قَالَ والعَرِيَّة مُسْتَثْنَاة من جملَة مَا نُهي عَن بَيْعه من الْمُزَابَنَة. وَقيل: يَبِيعهَا الْمُعَرى مِمَّن أعراه إِيَّاهَا. وَقيل لَهُ أَن يَبِيعهَا من غَيره. وَقَالَ شمر: يُقَال لكل شَيْء أهملته وخليته: قد عرّيته. وَأنْشد: إيجعُ ظَهْري وأَلَوِّي أَبْهَري

لَيْسَ الصَّحِيح ظَهره كالأدبر وَلَا المعرَّى حِقبة كالموقَر فالمعرَّى: الْجمل الَّذِي يرسَل سُدًى وَلَا يحمل عَلَيْهِ. وَمِنْه قَول لبيد: فكلفتها مَا عُرّيت وتأبَّدت وَكَانَت تسامي بالعَزيب الجمائلا قَالَ: عُرّيت: ألْقى عَنْهَا الرحل، وَتركت من الْحمل عَلَيْهَا، وأُرسلت ترعى، يصف نَاقَة. وَقَالَ أَبُو عدنان: قَالَ الْبَاهِلِيّ: العرِيّة من النّخل: الفاردة الَّتِي لَا تُمسك حَملها، يَتَنَاثَر عَنْهَا. قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ: فَلَمَّا بَدَت تُكْنَى تُضيع مودتي وتخلِط بِي قوما لِئَامًا جدودُها رددتُ على تكنى بقيَّة وصلِها ذَمِيمًا فأمست وَهِي رَثّ جديدها كَمَا اعتكرت للاّقطين عرِيَّة من النّخل يوطى كلّ يَوْم جريدُها قَالَ: اعتكارها كَثْرَة حَتّها، فَلَا تَأتي أَصْلهَا دَابَّة إِلَّا وجد تحتهَا لُقَاطاً من حملهَا وَلَا يأنى خوافيها إِلَّا وجد سِقَاطاً من أيّ مَا شَاءَ وَيُقَال: عرِي فلَان من ثَوْبه يَعْرَى عُرْياً فَهُوَ عَار، وعُرْيان. وَيُقَال هُوَ عِرْو من هَذَا الْأَمر، كَمَا يُقَال: هُوَ خِلْو مِنْهُ وعَرْوَى اسْم جبل، وَكَذَلِكَ عَرْوان. سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: الْعُرْيَان من النبت: الَّذِي قد عرِي عُرْياً إِذا استبان لَك. قَالَ أَبُو بكر: الأعراء الَّذين لَا يُهمهم مَا يُهِمُّ أَصْحَابهم. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: العرا: الفناء مَقْصُور يكْتب بِالْألف؛ لِأَن أنثاه عَرْوة. وَقَالَ غَيره: العَرَى: الساحة والفناء؛ سمّي عَرًى لِأَنَّهُ عرِي من الْأَبْنِيَة والخيام. وَيُقَال: نزل بعراه وعَروتِه أَي نزل بساحته. وَكَذَلِكَ نزل بحراه. وَأما العراء مَمْدُود فَهُوَ مَا اتّسع من فضاء الأَرْض. قَالَ الله جلّ وعزّ: {يَوْمِ يُبْعَثُونَ فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَآءِ وَهُوَ سَقِيمٌ} (الصَّافات: 145) . وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: إِنَّمَا قيل لَهُ عَرَاء لِأَنَّهُ لَا شجر فِيهِ وَلَا شَيْء يغطيه. وَقيل: إِن العَراء وَجه الأَرْض الْخَالِي وَأنْشد: ورفعتُ رجلا لَا أَخَاف عِثَارها ونبذت بِالْبَلَدِ العَراءَ ثِيَابِي وَقَالَ الزّجاج: العَرَاء على وَجْهَيْن: مَقْصُور وممدود. فالمقصور النَّاحِيَة، والممدود الْمَكَان الْخَالِي. وَقَالَ أَبُو زيد: العُرَواء عِنْد اصفرار الشَّمْس إِلَى اللَّيْل إِذا اشتدّ الْبرد، واشتدّت مَعَه رِيحه بَارِدَة وشَمَال عرِيّة بَارِدَة. وَقد أعرينا إعراء إِذا بلغنَا بَرْد العِشيّ: قَالَ: وَالْعرب تَقول: أهلَك فقد أعريت. وَيُقَال: عُرِيت إِلَى مَال لي أشدَّ العُرَواء إِذا بِعته ثمَّ تَبعته نفسُك. وعُرِي هَوَاهُ إِلَى كَذَا أَي حنّ إِلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو وجزة: يُعْرَى هَوَاك إِلَى أَسمَاء واحتظرت بالنأي وَالْبخل فِيمَا كَانَ قد سلفا وَقَالَ أَبُو زيد: أعرى الْقَوْم صَاحبهمْ إعراء إِذا تَرَكُوهُ فِي مَكَانَهُ وذهبوا عَنهُ.

وَقَالَ اللَّيْث: عَرِي الرجل عِروة شَدِيدَة وعِرْية شَدِيدَة، وعُرْيا فَهُوَ عُرْيان، وَالْمَرْأَة عُرْيَانَة. وَرجل عارٍ وَامْرَأَة عَارِية. والعُرْيان من الْخَيل: الْفرس الطَّوِيل القوائم المقلِّص. والعريان من الرمل نَقياً لَيْسَ عَلَيْهِ شجر. وَفِي حَدِيث أنس أَن أهل الْمَدِينَة فزعوا لَيْلًا فَركب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فرسا لأبي طَلْحَة عُرْياً. قلت: وَالْعرب تَقول: فرس عُرْى، وخيل أعراء. وَلَا يُقَال رجل عُرْى. وَقد اعرورى الفارسُ فرسَه إِذا رَكبه عرياً وَكَذَلِكَ اعرورى البعيرَ وَمِنْه قَوْله: واعرورت العُلُط العُرْضِيَّ تركضه أُمُّ الفوارس بالدِئِداء والرَبَعهْ أَبُو الْهَيْثَم: دابّة عُرْي وخيل أعراء، وَرجل عارٍ وَامْرَأَة عَارِية إِذا عريا من أثوابه، وَرجل عَار إِذا خلقت ثِيَابه. وَقَالَ: أَتَيْتُك عَارِيا خلقا ثِيَابِي على عجل تظن بِي الظنون وَرُوِيَ عَن زَائِدَة البكريّ أَنه قَالَ: نَحن نُعاري أَي نركب الْخَيل أعراء، وَذَاكَ أخف فِي الْحَرْب وأعريت الْمَكَان إِذا تركت حُضُوره. وَقَالَ ذُو الرمة: ومنهلٍ أعرى جَبَاه الحُضَّر وَقَالَ اللَّيْث أعراء الأَرْض: مَا ظهر من متونها وظهورها. وَأنْشد: وبلدٍ عَارِية أعراؤه قَالَ والعراء كل شَيْء أعريته مِن سُتْرته تَقول استره من العراء. وَتقول: مَا تعرّى فلَان من هَذَا الْأَمر أَي مَا تخلص. قَالَ والنخلة العرِيَّة: الَّتِي إِذا عَرضت النّخل على بيع ثَمَرهَا عُرَّيت مِنْهَا نَخْلَة أَي عزلتها من المساومة. والجميع الْعَرَايَا. قَالَ: وَالْفِعْل مِنْهُ الإعراء، وَهُوَ أَن يَجْعَل ثَمَرَتهَا لمحتاجٍ عامها ذَلِك، أَو لغير مُحْتَاج. ومعاري الْمَرْأَة: مَالا بدّ لَهَا من إِظْهَاره، وَاحِدهَا مَعْرًى. ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: نزل بَعْروته وعَقْوته أَي بِفنائه. وَقَوله جلّ وعزّ: {فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَ انفِصَامَ لَهَا} (البَقَرَة: 256) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: مَعْنَاهُ: فقد عقد لنَفسِهِ من الدّين عقدا وثيقاً لَا تحلّه حُجَّة. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: العروة من الشّجر الَّذِي لَا يزَال بَاقِيا فِي الأَرْض لَا يذهب وَجَمعهَا عُرى وَمِنْه قَول مهلهل: خلع الْمُلُوك وَسَار تَحت لوائه شجر العرى وعَراعِرُ الأقوام وَنَحْو ذَلِك قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَأَبُو عَمْرو فِي العروة. قلت والعروة من دِقّ الشّجر: مَاله أصل بَاقٍ فِي الأَرْض؛ مثل العَرْفَج والنَصِيّ وأجناس الخُلَّة والحَمْض، فَإِذا أمحل النَّاس عصمت العروةُ الْمَاشِيَة فتبلّغت بهَا، ضربهَا الله مثلا لما يُعتصم بِهِ من الدّين فِي قَوْله {فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} .

وَأنْشد ابْن السّكيت: مَا كَانَ جُرِّب عِنْد مَدّ حبالكم ضعف يخَاف وَلَا انفصام فِي العرى قَالَ قَوْله: انفصام فِي العرى أَي ضعف فِيمَا يعْصم النَّاس. وَقَالَ الْأَخْفَش: العروة الوثقى شُبِّه بالعروة الَّتِي يتَمَسَّك بهَا. وَقَالَ اللَّيْث: العروة عُرْوَة الدَّلْو وَعُرْوَة الْكوز وَنَحْوه. وَفِي (النَّوَادِر) : أَرض عُرْوة وذِروة وعِصمة إِذا كَانَت خصيبة خصباً يبْقى. وَقَالَ ابْن السّكيت فِي قَوْلهم: أَنا النذير الْعُرْيَان: هُوَ رجل من خثعم حَمَل عَلَيْهِ يَوْم الخَلَصة عَوْف بن عَامر بن أبي عويف بن مَالك بن ذبيان بن ثَعْلَبَة بن عَمْرو بن يشْكر، فَقطع يَده وَيَد امْرَأَته، وَكَانَت من بني عُتْوارة ابْن عَامر بن لَيْث بن بكر بن عبد مَنَاة بن كنَانَة. وروى أَبُو أُسَامَة عَن بُريد بن أبي بردة عَن أَبِيه عَن أبي مُوسَى أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (إِنَّمَا مثلى ومثلكم كَمثل رجل أنذر قومه جَيْشًا فَقَالَ: أَنا النذير الْعُرْيَان، أنذِركم جَيْشًا) . وَقَالَ اللَّيْث: جَارِيَة حَسَنَة المُعَرَّى أَي حَسَنَة عِنْد تجريدها من ثِيَابهَا، والجميع المعاري. وَقَالَ ومعاري رُؤْس الْعِظَام حَيْثُ يعرى الْعظم عَن اللَّحْم. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: المعاري: الْوُجُوه والأطراف والترائب. وَقَالَ: فَإِن يَك سَاق من أُميَّة قلَّصت لقيس بِحَرب لَا تُجنّ المعاريا أَي شمر تشميراً لَا يستر معاريه. والمحاسر مثل المعاري من الْمَرْأَة. وفلاة عَارِية المحاسر إِذا لم يكن فِيهَا كِنّ من شَجَرهَا. ومحاسرها متونها الَّتِي تنحسر عَن النَّبَات. وَقَالَ غَيره: العُرْوة: النفيس من المَال مثل الْفرس الْكَرِيم وَنَحْوه. وَيُقَال لطوق القلادة: عُرْوَة. وَيُقَال: فلَان عُرْيان النجِيّ إِذا كَانَ يُنَاجِي امْرَأَته، ويشاورها ويُصْدر عَن رأيها. وَمِنْه قَوْله: أصاخ لعريان النجيّ وَإنَّهُ لأزور عَن بعض الْمقَالة جَانِبه أَي اسْتمع إِلَى امْرَأَته وأهانني. وعُرا المرجان: قلائد المرجان، وعرا المزادة: آذانها. والعُرَا سَادَات النَّاس الَّذين يعتِصم بهم الضعفى، ويعيشون بعُرْفهم، شبِّهوا بعُرا الشّجر العاصمة الْمَاشِيَة فِي الجدب. شمر عَن ابْن شُمَيْل العَرَاء: مَا اسْتَوَى من ظهر الأَرْض وجَهَر. والعراء الجهراء مُؤَنّثَة غير مَعْرُوفَة. والعراء مُذَكّر مَصْرُوف، وهما الأَرْض المستوية المُصْحِرة لَيْسَ بهَا شجر، وَلَا جبال وَلَا آكام وَلَا رمال وهما فضاء الأَرْض. وَالْجَمَاعَة الأعراء. يُقَال وطئنا أعراء الأَرْض والأعرية. وَقَالَ أَبُو زيد: أتتنا أعراؤهم أَي

أَفْخَاذهم. وَقَالَ الْأَصْمَعِي. الأعراء: الَّذين ينزلون فِي الْقَبَائِل من غَيرهم، واحدهم عُرْى. قَالَ الْجَعْدِي: وأمهلت أهل الدَّار حَتَّى تظاهروا عليّ وَقَالَ العُرْيُ مِنْهُم فأهجرَا وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العَرَى البَرْد. وعَرِيت ليلتنا عَرًى. وَقَالَ ابْن مقبل: وكأنما اصطبحت قريح سَحَابَة بعَرًى تنازعه الرِّيَاح زلال قَالَ: العرى: مَكَان بَارِد. وَقَالَ ابْن شُمَيْل العرى مثل العَقْوة، مَا بعرانا أحد أَي مَا بعقوتنا أحد. عَمْرو عَن أَبِيه أعْرى إِذا حُمَّ العُرْوَاء قَالَ: وَيُقَال حم عُرَواء وحم بعرواء وحم العَرَوَاء. وَقَول الشَّاعِر وَهُوَ الْجَعْدِي: وأزجر الْكَاشِح العدوّ إِذا اغتا بك زجرا مني على أَضَم زجر أبي عُرْوَة السبَاع إِذا أشفقن أَن يلتبسن بالغنم قَالَ خلف: كَانَ أَبُو عُرْوَة يزْجر الذِّئْب فَيَقَع مَيتا من زَجره، ويصيح بالسبع فَيَمُوت مَكَانَهُ، ويشقّون عَنهُ فيجدون فُؤَاده قد خرج من غشائه. رعي: الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت: الرَعْي مصدر رعى يرْعَى رَعْياً الْكلأ وَنَحْوه. والرِعْي: الْكلأ نَفسه بِكَسْر الرَّاء. والراعي يرْعَى الْمَاشِيَة أَي يحوطها ويحفظها. والماشية تَرْعى أَي ترتعُ وتأكل الرَّعْي. وكل شَيْء حُطْته فقد رَعيته. والوالي يرْعَى رَعيته إِذا ساسهم وحفظهم. والرِعاية: حِرْفَة الرَّاعِي، والمسوس مَرْعِيّ. وَقَالَ أَبُو قيس بن الأسلت: لَيْسَ قَطاً مثل قُطَيّ وَلَا ال مرعيّ فِي الأقوام كَالرَّاعِي وَجمع الرَّاعِي رِعَاء. قَالَ الله تَعَالَى: {لاَ نَسْقِى حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَآءُ وَأَبُونَا} (القَصَص: 23) وَيجمع الرَّاعِي رُعَاة ورُعْياناً. وَأكْثر مَا يُقَال رُعَاة للولاة، والرعيان لجمع راعي النعم. وَيُقَال للنعم هِيَ ترعى وترتعي. وَقَرَأَ بعض الْقُرَّاء قَول الله تَعَالَى: (أرْسلهُ مَعنا غَدا نرتِعي ونلعبْ) (يُوسُف: 12) وَهُوَ نفتعل من الرَّعْي. وَقيل معنى نرتعي أَي يَرعى بَعْضنَا بَعْضًا. وَأما قَول الله جلّ وعزّ: {لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا} (البَقَرَة: 104) فَإِن الْفراء قَالَ هُوَ من الإرعاء والمراعاة. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: (رَاعنا) أَي رَاعنا سَمعك أَي اسْمَع منا، حَتَّى نُفَهِّمك وتفهم عَنَّا. قَالَ: وَهِي قِرَاءَة أهل الْمَدِينَة، ويصدّقها قِرَاءَة أُبَيّ بن كَعْب: (لَا تَقولُوا راعونا) وَالْعرب تَقول: أَرْعِنا سمعَك، وراعنا سَمعك بِمَعْنى وَاحِد. وَقد مرّ معنى مَا أَرَادَ الْقَوْم براعنا من بَاب الرعن والرعونة. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: فلَان يُرَاعِي أَمر فلَان أَي ينظر إِلَى مَا يصير أمره، وراعيت النُّجُوم، وإبل راعية والجميع الرواعي. قَالَ: والإرعاء: الْإِبْقَاء على أَخِيك. وَقَالَ ذُو الإصبع: بغى بعضُهم بَعْضًا

فَلم يُرْعوا على بعض والرَعْوى: اسْم من الإرعاء، وَهُوَ الْإِبْقَاء. وَمِنْه قَول ابْن قيس الرقيات: إِن يكن للإاله فِي هَذِه الْأُم ة رَعْوى يعد إِلَيْك النَّعيم. والبَقْوى والبُقْيا: اسمان يوضعان مَوضِع الْإِبْقَاء. وروى أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: الرَّعْوى والرُّعْيَا من رِعَايَة الْحِفَاظ. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: ارعوى فلَان عَن الْجَهْل ارعواء حسنا، ورَعْوَى حَسَنَة، وَهُوَ نزوعه وَحسن رُجُوعه. قلت: والرَعْوى لَهَا ثَلَاثَة معَان: أَحدهَا: الرَعْوى اسْم من الإرعاء وَهُوَ الْإِبْقَاء والرعوى رِعَايَة الحِفَاظ للْعهد، والرَعْوى حسن الْمُرَاجَعَة والنزوع عَن الْجَهْل. وَقَالَ شمر: تكون المراعاة من الرَعْي مَعَ آخر. يُقَال: هَذِه إبل تراعي الْوَحْش أَي ترعى مَعهَا. والمراعاة: الْمُحَافظَة، والإبقاء على الشَّيْء. قَالَ: والإرعاء: الْإِبْقَاء. وأرعيت فلَانا سَمْعِي إِذا استمعت مَا يَقُول. والمراعاة: المناظرة والمراقبة، يُقَال: راعيت فلَانا مُرَاعَاة ورِعَاء إِذا راقبته وتأمَّلت فعله. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الرَعِيَّة: الأمّة بأسرها. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: الرَعَاوى والرُعَاوى جَمِيعًا: الْإِبِل الَّتِي يُعتمل عَلَيْهَا. وَقَالَت امْرَأَة لزَوجهَا: تمششتني حَتَّى إِذا مَا تركتْني كنِفْو الرُّعاوَى قلت إِنِّي ذَاهِب قَالَ شمر: لم أسمع الرعاوي بِهَذَا الْمَعْنى إلاّ هَا هُنَا. أَبُو عبيد عَن الْفراء: إِنَّه لترعِيّة مَال إِذا كَانَ يَصْلُح المالُ على يَده. سَلمَة عَن الْفراء: يُقَال: تَرْعِيَّة وتِرْعِيَّة وتُرْعاية وتِرْعاية وتُرْعِيَّة بِهَذَا الْمَعْنى. وَأنْشد الْفراء: ودارِ حفاظ قد نزلنَا وغيرِها أحبّ إِلَى الترعيَّة الشنآن أَبُو عَمْرو الأُرْعُوه بلغَة أَزْد شَنُوءة: نير الفَدَّان يُحْتَرَثُ بهَا. وَيُقَال أرعى الله الْمَوَاشِي إِذا أنبت لَهَا مَا ترعاه. وَقَالَ الشَّاعِر: تَأْكُل من طيّب وَالله يُرعيها وَيُقَال: فلَان لَا يُرْعى إِلَى قَول أحد أَي لَا يلْتَفت إِلَى أحد. وَرَأى فلَان راعية الشيب وَرَواعي الشيب: أولُ مَا يظْهر مِنْهُ. وَقَالَ أَبُو سعيد: أَمر كَذَا أرْفق بِي وأرعى عليّ. عير عور: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: العَيْر: الْفرس النشيط. قَالَ: وَالْعرب تمدح بالعيَّار وتَذمّ بِهِ. يُقَال: فلَان عَيَّار: نشيط فِي الْمعاصِي، وَغُلَام عَيَّار: نشيط فِي طَاعَة الله تَعَالَى وَفرس عَيَّار وعيَّال: نشيط. وَيُقَال عَار

الرجلُ يعير عَيَراناً، وَهُوَ تردده فِي ذَهَابه ومجيئه. وَمِنْه قيل: كلب عيَّار وعائر. وَهَذَا من ذوَات الْيَاء. وَأما العاريّة والإعارة والاستعارة فَإِن الْعَرَب تَقول فيهمَا: هم يتعاورون العواريّ ويتعوَّرونها بِالْوَاو، كَأَنَّهُمْ أَرَادوا تَفْرِقَة بَين مَا يتردّد من ذَات نَفسه وَبَين مَا يُردَّد. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: الْعَارِية منسوبة إِلَى العارة، وَهِي اسْم من الْإِعَارَة. يُقَال: أعرته الشَّيْء أُعيره إِعَارَة وعارة، كَمَا قَالُوا: أطعته إطاعة وَطَاعَة، وأجبته إِجَابَة وجابة. وَهَذَا كثير فِي ذَوَات الثَّلَاث؛ مِنْهَا العارة، والدارة، والطاقة، وَمَا أشبههَا. وَيُقَال: استعرت مِنْهُ عارِيّة فأعارنيها. وَقَالَ اللَّيْث: سمِّيت الْعَارِية عاريّة لِأَنَّهَا عارٌ على من طلبَهَا: قَالَ: والعار: كل شَيْء تلْزم بِهِ سُبّة أَو عيب. وَالْفِعْل مِنْهُ التعيير. قَالَ وَمن قَالَ هَذَا قَالَ: هم يتعيّرون من جيرانهم الماعون والأمتعة. قلت: وَكَلَام الْعَرَب يتعوَّرون بِالْوَاو والمعاورة والتعاور: شبه المداولة والتداول فِي الشَّيْء يكون بَين اثْنَيْنِ. وَمِنْه قَول ذِي الرمة: وَسِقط كعين الديك عاوَرت صَاحِبي أَبَاهَا وَهيَّأنا لموقعها وَكْرا يَعْنِي الزند وَما يسْقط من نارها وَأنشد ابْن المظفر: إِذا رَد المعاوِر مَا استعارا وَيقال: تعاوَر الْقَوْم فلَانا، واعتوروه ضربا إِذا تعاونوا عَلَيْهِ. فَكلما أمسك وَاحِد ضَرب وَاحد، وَالتعاور عَام فِي كل شَيْء. وَتَعاوَرت الرياحُ رسم الدَّار حَتَّى عَفَته أَي تواظبت عَلَيْهِ. قَالَ ذَلِك اللَّيْث. قلت: وَهذا غلط. وَمعنى تعاوَرت الرِّيَاح رسم الدَّار: تداوَلته، فَمرَّة تَهُبّ جَنُوباً، وَمرة تهبّ شمالاً، وَمرة قَبُولاً، وَمرة دَبُوراً. وَمنه قَول الْأَعْشَى: دِمْنة تَفْرة تعاوَرَها الصي ف بريحين من صَبَا وَشَمالِ وَقال أَبُو زيد: تعاوَرنا العواريّ تعاوُراً إِذا أعَار بَعْضكُم بَعْضًا، وتعوَّرنا تعوُّراً إِذا كنت أَنْت الْمُسْتَعِير، وَتَعاوَرنا فلَانا ضربا إِذا ضَربته مرّة، ثمَّ صاحبُك، ثمَّ الآخر أَيْضا. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: التعاور والاعتوار: أَن يكون هَذَا مَكَان هَذَا وَهَذَا مَكَان هَذَا يُقَال اعتوراه وابتدَّاه، هَذَا مرّة وَهَذَا مرّة، وَلَا يُقَال: ابتدّ زيد عمرا، وَلَا اعتور زيد عمرا. وَيُقَال للحمار الأهلي والوحشي: عَيْر، وَيجمع أعياراً. وَقد يُقَال: المَعْيُوراء ممدودة؛ قَالَ ذَلِك الْأَصْمَعِي؛ مثل المعلوجاء، والمشيوخاء، والمأتوناء، يمدّ ذَلِك كُله ويُقصر. وَمن أمثالهم إِن ذهب عَيْر فعَيْر فِي الرِّبَاط. وَمن أمثالهم أَيْضا فلَان أذلّ من العَيْر، فبعضهم يَجعله الْحمار الأهلي، وَبَعْضهمْ يَجعله الوتِد. وَقَالَ أَبُو عبيد: من أمثالهم فِي الرِّضَا بالحاضر ونسيان الْغَائِب قَوْلهم: إِن ذهب

عير فَعير فِي الرِّبَاط قَالَ: وَلأَهل الشَّام فِي هَذَا مثل: عَيْر بعَيْر، وزيادهَ عشرَة. وَكَانَ خلفاء بني أُميَّة كلَّما مَاتَ وَاحِد زَاد الَّذِي يخلُفه فِي عطائهم عشرَة، فَكَانُوا يَقُولُونَ هَذَا عِنْد ذَلِك. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي طَالب أَنه قَالَ فِي قَول الْعَرَب: أَتَيْته قبل عَيْر وَمَا جرى، قَالَ: العير الْمِثَال الَّذِي فِي الْحَدقة يُسمى اللُّعبة. قَالَ: وَالَّذِي جرى الطَرْف، وجَرْيه حركته. وَالْمعْنَى: قبل أَن يطرِف الْإِنْسَان. وَقَالَ الشماخ: وتعدو القِبصَّى قبل عَيْر وَمَا جرى وَلم تدر مَا بالي وَلم تدر بالها قَالَ والقِبِصّى والقمصى: ضرب من العَدْو فِيهِ نَزْو. وَيُقَال: فلَان ظَاهر الأعيار أَي ظَاهر الْعُيُوب وَقَالَ الرَّاعِي: ونبتَّ شرَّبني نُمَير منصِبا دَنِس الْمُرُوءَة ظَاهر الأعيار قَالَ: كَأَنَّهُ مِمَّا يعيّر بِهِ. وَقَالَ أَحْمد بن يحيى: أَخْبرنِي أَبُو نصر عَن الْأَصْمَعِي عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء أَنه قَالَ: مَاتَ من يحسن تَفْسِير بَيت الْحَارِث بن حِلّزة: زَعَمُوا أَن كل من ضرب العَيْ ر مُوَال لنا وأنّا الوَلاء قَالَ أَبُو عَمْرو: العَيْر: هُوَ الناتىء فِي بؤبؤ الْعين. وَمَعْنَاهُ أَن كل من انتبه من نَومه حَتَّى يَدُور عَيْره جنى جِنَايَة فَهُوَ مولى لنا، يَقُولُونَهُ ظلما وتجنّياً. قَالَ: وَمِنْه قَوْله أَتَيْتُك قبل عَيْر وَمَا جرى، أَي قبل أَن ينتبه نَائِم. وَقَالَ أَحْمد بن يحيى فِي قَوْله: وَمَا جرى: أَرَادوا جريه، أَرَادوا الْمصدر. وَقيل فِي قَول ابْن حِلّزة: إِن العير جَبَل بالحجاز. وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حرّم مَا بَين عَيْر إِلَى ثَوْر، وهما جبلان. وَقيل: العَيْر وادٍ فِي قَوْله: وواد كجوف العَيْر قفرٍ هبطته وَقَول كجوف العَيْر أَي كوادي العير، وكلّ وَاد عِنْد الْعَرَب جَوْف. وَقَالَ اللَّيْث: العَيْر: اسْم مَوضِع كَانَ مخصِباً، فغيَّره الدَّهْر فأقفر، فَكَانَت الْعَرَب تُضرب بِهِ المَثَل فِي الْبَلَد الموحش. وَقيل: العَيْر الطبل وَالْعير: الْعظم الناتىء وسط الْكَتف. قَالَ ابْن السّكيت. قَالَ: والعَيْر: عَيْر النصل، وَهُوَ الناتىء فِي وَسطه وعَيْر القَدَم: الناتىء فِي ظهرهَا. وعَيْر الورقة: الناتىء فِي وَسطهَا. قَالَ: والعِيرُ: الْإِبِل الَّتِي تحمل المِيرة. وروى أَبُو سَلمَة عَن الْفراء أَنه أنْشدهُ قَول ابْن حلزة: زَعَمُوا أَن كل من ضرب العير موَالٍ لنا بِكَسْر الْعين قَالَ: والعِير: الْإِبِل، موَالٍ لنا أَي الْعَرَب كلهم موَالٍ لنا من أَسْفَل، لأَنا أسرنا فيهم فلنا نعم عَلَيْهِم. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ} (يُوسُف: 94) إِنَّهَا كَانَت حُمُراً.

قَالَ: وَقَول من قَالَ: العير الْإِبِل خاصّة بَاطِل، كل مَا امتِير عَلَيْهِ من الْإِبِل وَالْحمير وَالْبِغَال فَهِيَ عِير. قَالَ: وأنشدنا نُصَير لأبي عَمْرو السعدني فِي صفة حَمِير سمّاها عِيراً، فَقَالَ: أهكذا لَا ثَلَّة وَلَا لبنْ وَلَا يذكين إِذا الَّذين اطْمَأَن مُفَلطحات الرَوْث يأكن الدِمن لَا بدّ أَن يخترن مني بَين أَن يُسَقَن عيرًا أَو يُبَعن بِالثّمن قَالَ وَقَالَ نصير: الْإِبِل لَا تكون عِيرا حَتَّى يُمتار عَلَيْهَا. وَقَالَ الْمُنْذِرِيّ: أَخْبرنِي أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العِير من الْإِبِل: مَا كَانَ عَلَيْهِ حِمْله أَو لم يكن. قَالَ: والعَيْر جمع عائر، وَهُوَ النشيط وَهُوَ مدح وذمّ. قَالَ: وَفرس عَيَّار إِذا عَار، وَفرس عَيَّار إِذا نشِط، فركِب جانباً ثمَّ عدل إِلَى جَانب آخر من نشاطه. وَأنْشد أَبُو عبيد: وَلَقَد رأيتَ فوارساً من رهطنا غَنَظوك غَنْظ جَرَادَة الْعيار قيل: أَرَادَ بجرادة العيّار جَرَادَة وَضعهَا فِي فِيهِ فأفلتت من فِيهِ. وَقيل: جَرَادَة الْعيار اسْم فرس والعيار اسْم رجل، قَالَ ذَلِك ابْن الْأَعرَابِي. أَبُو عُبيد عَن الْكسَائي والأصمعي وَأبي زيد: عايرت المكاييل وعاورتها كَقَوْلِهِم: عيّرتها. وَقَالَ أَبُو الْجراح مثله. ذكر ذَلِك فِي بَاب مَا خَالَفت الْعَامَّة فِيهِ لُغَة الْعَرَب. وَقَالَ اللَّيْث: العِيَار: مَا عايرْت بِهِ المكاييل؛ فالعِيار صَحِيح تامّ وافٍ. تَقول: عايرت بِهِ أَي سوّيته وَهُوَ العِيَار والمعيار. قَالَ: وعيَّرت الدِّينَار وَهُوَ أَن تلقي دِينَارا دِينَارا فتوازن بِهِ دِينَارا دِينَارا. وَكَذَلِكَ عيّرت تعييراً إِذا وزنت وَاحِدًا وَاحِدًا. يُقَال هَذَا فِي الْكَيْل وَالْوَزْن. قلت: وَفرق اللَّيْث بَين عايرت وعيّرت فَجعلت عايرت فِي الْمِكْيَال وعيّرت فِي الْمِيزَان. وَالصَّوَاب مَا روينَاهُ لأبي عبيد عَن أَصْحَابه فِي عايرت وعيّرت فَلَا يكون عيّرت إلاّ من الْعَار والتعيير. وَأنْشد أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى قَول الشَّاعِر: وجدنَا فِي كتاب بني تَمِيم أحقُّ الْخَيل بالركض المعَار فَقَالَ اخْتلف النَّاس فِي المُعَار. فَقَالَ بَعضهم: هُوَ المنتوف الذَّنب وَقَالَ قوم: المعار السمين وَقَالَ قوم المعار: المُضَمَّر المُقَدَّح. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي وَحده: هُوَ من الْعَارِية. وَأنْشد غَيره: أعيروا خيلكم ثمَّ اركبوها وَقَالَ معنى أعيروها أَي ضمّروها بترديدها من عَار يعير إِذا ذهب وَجَاء. وَقيل للمضمَر: مُعار لِأَن طَريقَة مَتنه نتأت، فَصَارَ لَهَا عَيْر ناتىء. وَأنْشد الْبَاهِلِيّ قَول الراجز: وَإِن أعارت حافراً معارا وَأْباً حمت نسورَه الأوقارا

وَقَالَ: معنى أعارت: رفعت وحوَّلت. قَالَ: وَمِنْه إِعَارَة الثِّيَاب والأدوات. قَالَ: واستعار فلَان سَهْما من كِنَانَته أَي رَفعه. وحوّله مِنْهَا إِلَى يَده. وَأنْشد قَوْله: هثّافة تخْفض من نذيرها وَفي الْيَد الْيُمْنَى لمستعيرِها شهباء تُروِي الريشَ من بصيرها شهباء: مِعْبَلَة. وَالْهَاء فِي مستعيرها لَهَا وَالبصير: طَريقَة الدَّم. وَقَالَ بشر بن أبي خازم: كَأَن خَفِيف منخره إِذا مَا كَتَمن الرَبْو كِير مستعار قيل فِي قَوْله: مستعار قَولَانِ: أَحدهمَا: أَنه استعير فأُسرع العملُ بِهِ مبادرة لارتجاع صَاحبه إيّاه. وَالثاني: أَن تَجْعَلهُ من التعاور، يُقَال: استعرنا الشَّيْء وَاعتورناه وَتعاوَرناه بِمَعْنى وَاحد عَارَ عَيْنَه وَيقال: عارت عينه تعار، وعوِرت تَعْوَر، وَاعورَّت تعورّ، وَاعوارَّت تعوارّ بِمَعْنى وَاحد. وَيُقَال: يَعُورها إِذا عوَّرها. وَمنه قَول الشَّاعِر: فجَاء إِلَيْهَا كاسراً جفن عينه فَقلت لَهُ من عَار عَيْنك عنترة يَقُول: من أَصَابَهَا بعُوَّار، وأعارها من العائر. وَقَالَ ابْن بزرج: يُقَال: عَار الدمعُ يعير عَيَراناً إِذا سَالَ. وَأنْشد: وربت سَائل عني حفِيّ أعارت عينه أم لم تعارا أَي أدمعت عينه. وَقَالَ اللَّيْث: عارت عينه فِي هَذَا الْبَيْت بِمَعْنى عورت وَلَيْسَ بِمَعْنى دَمَعَتْ؛ لأَنهم يَقُولُونَ عَار يعير بِمَعْنى دمع. أَبُو عبيد عَن اليزيدي: بِعَيْنِه ساهِك وعائر وهما من الرَمَد. قَالَ: والعُوَّار مثل القذى بِالتَّشْدِيدِ: سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: العُوَّار: الرمد. العُوَّار الرمَد الَّذِي فِي الحَدَقة. أَبُو عبيد عَن الْفراء: العَوَار: الْعَيْب بِفَتْح الْعين فِي الثَّوْب. وَقَالَ ذُو الرمَّة: تُبَيِّنُ نِسْبَة المَرَئيّ لوما كَمَا بيَّنت فِي الأدَم العَوارا وَقَالَ اللَّيْث: العائر غَمَصة تَمُضّ الْعين، كَأَنَّمَا وَقع فِيهَا قذًى وَهُوَ العُوّار. قَالَ: وَعين عائرة: ذَات عُوّار. قَالَ: وَلَا يُقَال فِي هَذَا الْمَعْنى عارت، إِنَّمَا يُقَال عارت الْعين تعار عَوَاراً إِذا عوَّرت. وَأنْشد: أعارت عينه أم لم تعارا قَالَ وأَعْور الله عين فلَان، وعورها. وَرُبمَا قَالُوا: عُرْت عينه. قَالَ: وعَوِرت عينه واعورَّت إِذا ذهب بصرها. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: من أمثالهم: كلب عائر خير من كلب رابض. فالعائر المتردّد، وَبِه سمي العَيْر لِأَنَّهُ يعِير فيتردّد فِي الفلاة. وَيُقَال: جَاءَهُ سهم عائر فَقتله وَهُوَ الَّذِي لَا يُدرى من رَمَاه. وَأنْشد أَبُو عبيد: أخْشَى على وَجهك يَا أَمِير

عوائراً من جندل تعير أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو قَالَ: العُوَّار: الرجل الجبان. وَجمعه العواوير. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: العواوير: الخطاطيف. وَهِي الأقذاء فِي الْعين، وَالْوَاحد مِنْهَا عُوَّار. وَقَالَ اللَّيْث: العُوَّار: ضرب من الخطاطيف أسود طَوِيل الجناحين. قَالَ: والعُوَّار: الجبان السَّرِيع الْفِرَار وَالْجَمَاعَة العواوير. وَمن أَمْثَال الْعَرَب السائرة: أعْوَرُ عَيْنَك والحَجَر. قَالَ اللَّيْث: يُسمى الْغُرَاب أَعور، ويصاح بِهِ فَيُقَال: عُوَير. وَأنْشد: وصحاحُ الْعُيُون يُدعَون عُورا وَإِنَّمَا سمي الْغُرَاب أَعور لحدّة بَصَره، كَمَا يَقُولُونَ للأعمى: أَبُو بَصِير، وللحبشي: أَبُو الْبَيْضَاء. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: يُقَال للكلمة القبيحة: عوراء، وللكلمة الحَسَنة عَيْناء. وَأنْشد قَول الشَّاعِر: وعوراء جَاءَت من أَخ فرددتها بسالمة الْعَينَيْنِ طالبةٍ عذرا أَي بِكَلِمَة حَسَنَة لم تكن عوراء والعَوَر شين وقبح. وَقَالَ اللَّيْث العوراء: الْكَلِمَة الَّتِي تهوِي فِي غير عقل وَلَا رُشْد. قَالَ: ودجلة العوراء بالعراق بمَيْسان وَيُقَال للأعمى بَصِير، وللأعور أَحول. قلت رَأَيْت بالبادية امْرَأَة عوراء، كَانَ يُقَال لَهَا الحولاء، وَقد يَقُولُونَ للأحول أَعور قَالَ والعَوَر: خَرْق أَو شَقّ يكون فِي الثَّوْب. قَالَ: والعَوَر: ترك الْحق. وَقَالَ العجاج: وعوّر الرحمنُ من ولّى العَوَر أَرَادَ من ولاه العور. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العَوَر: الرداءة فِي كل شَيْء. قَالَ: وَالْعرب تَقول للَّذي لَيْسَ لَهُ أَخ من أَبِيه وَأمه: أَعور. وَقَالَ أَبُو عبيد: يُقَال للرجل إِذا كثر مَاله: ترِد على فلَان عائرةُ عين، وعائرة عينين أَي ترد عَلَيْهِ إبل كَثِيرَة، كَأَنَّهَا من كثرتها تملأ الْعَينَيْنِ، حَتَّى تكَاد تَعُورها أَي تفقؤها. يُقَال: عَار عينَه وعوَّرها. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: مَعْنَاهُ أَنَّهَا من كثرتها تعِير فِيهَا الْعين. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أصل ذَلِك أَن الرجل من الْعَرَب فِي الْجَاهِلِيَّة كَانَ إِذا بلغ أبلُه ألفا عَار عين بعير مِنْهَا، فأرادوا بعائرة الْعين ألفا من الْإِبِل تعُور عينُ وَاحِد مِنْهَا. وَقَالَ شمر: عورت عُيُون الْمِيَاه إِذا دفنتها وسددتها، وعوَّرت الرَّكية إِذا كبستها بِالتُّرَابِ حَتَّى تنسد عيونها. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: العُوَّار: الْبِئْر الَّتِي لَا يُستقى مِنْهَا. قَالَ: وعوَّرْت الرجل إِذا استسقاك فَلم تسقه وَقَالَ الفرزدق: مَتى مَا ترد يَوْمًا سفارِ تَجِد بِهِ أديهم يَرْمِي المستجيز المعوَّرا سَفَارِ: اسْم مَاء، والمستجيز الَّذِي يطْلب المَاء؛ وَالْعرب تصغر الْأَعْوَر عُوَيرا، وَمِنْه قَوْلهم كُسَير وعوير، وكل غيرُ خير. وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله جلّ وعزّ: {النَّبِىَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا

عَوْرَةٌ وَمَا} (الْأَحْزَاب: 13) الْقُرَّاء أَجمعُوا على تسكين الْوَاو من عَورَة، وَذكر عَن بَعضهم فِي شواذّ الْقرَاءَات أَنه قَرَأَ (عَوِرة) على فَعِلة. وَالْعرب تَقول: قد أَعور منزلُك إِذا بَدَت مِنْهُ عَورَة، وأعور الفارسُ إِذا كَانَ فِيهِ مَوضِع خللٍ للضرب. وَقَالَ الشَّاعِر يصف الْأسد: لَهُ الشَّدَّة الأولى إِذا القِرْن أعورا قَالَ وَإِنَّمَا أَرَادوا بقَوْلهمْ {النَّبِىَّ يَقُولُونَ إِنَّ} أَي ممكِنة للسُرّاق؛ لخلوتها من الرِّجَال، فأكذبهم الله جلّ وعزّ وَقَالَ: {بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا} وَلَكِن يُرِيدُونَ الْفِرَار. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله {إِن بُيُوتنَا عَورَة أَي مُعورة أَي بُيُوتنَا ممّا يَلِي العدوّ وَنحن نُسرق مِنْهَا، فَأعْلم الله أَن قصدهم الْهَرَب. قَالَ: وَمن قَرَأَ (عَوِرة) فمعناها: ذَات عَورَة {هِىَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ} (الأحزَاب: 13) الْمَعْنى: مَا يُرِيدُونَ تحرّزاً من سَرَق، وَلَكِن يُرِيدُونَ الْفِرَار عَن نصْرَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيُقَال: لَيْسَ كل عَورَة تصاب. وَمَا يُعور لفُلَان الشَّيْء إلاّ أَخذه. وَقَالَ أَبُو زيد: مَا يُعْوِز بالزاي. قَالَ الْأَصْمَعِي: الزَّاي تَصْحِيف، وفسّر يُعور: لَيْسَ يرى شَيْئا لَا حَافظ لَهُ إلاَّ أَخذه لَا يتحرَّج. وَفِي الْمثل: لَيْسَ كل عَورَة تصاب أَي لَيْسَ كل خَال من الْحفاظ يُؤْخَذ. ابْن الْأَعرَابِي: المُعْور: الْمُمكن البيّن الْوَاضِح. وَأنْشد لكثيّر: كَذَاك أذود النَّفس يَا عَزَّ عَنْكُم وَقد أعورت أسرابُ من لَا يذودها أعورت: أمكنت. وَمَكَان مُعْوِر إِذا كَانَ مخوّفاً. أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي: رجل مُعور وزقاق معور. والعامة تَقول: معوز بالزاي، وَلَا يجوز ذَلِك. وَيُقَال للشَّيْء الضائع البادي الْعَوْرَة: مُعْوِر. وَقَالَ اللَّيْث الْعَوْرَة سوءة الْإِنْسَان، وكل أَمر يُستحيا مِنْهُ فَهُوَ عَورَة، وَالنِّسَاء عَورَة، والعورة فِي الثغور وَفِي الحروب: خَلَل يُتخوف مِنْهُ القتلُ. وَقَوله {النَّبِىَّ يَقُولُونَ إِنَّ} (الْأَحْزَاب: 13) أَي لَيست بحريزة، وَمن قَرَأَ عَوِرة ذكّر وأنّث، وَمن قَرَأَ (عَورة) قَالَ فِي التَّذْكِير والتأنيث وَالْجمع (عَوْرة) كالمصدر. وَقَوله جلّ وعزّ {ثَلاَثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ} (النُّور: 58) على معنى لِيَسْتَأْذِنكُم ثَلَاث عورات أَي فِي أَوْقَات ثَلَاث عَوْرات لكم. وَقد فَسرهَا الله. ابْن السّكيت عَن الْفراء: يُقَال مَا أَدْرِي أَي الْجَرَاد عاره، أيْ أيّ النَّاس أَخذه. قَالَ: وَلَا ينطقون فِيهِ بيفعل، وَقد قَالَ بَعضهم: يَعيره. وَيُقَال معنى عاره أَي أهلكه. أَبُو زيد عوَّرت عَن فلَان مَا قيل لَهُ تعويراً أَي وكذّبت عَنهُ مَا قيل لَهُ تَكْذِيبًا. وَقَول العجاج: وعوّر الرحمان من ولّى العور يَقُول: أفسد الرحمان من جعله وليا للعَوَر، وَهُوَ قبح الْأَمر وفساده. وَيُقَال

عوَّرت عَلَيْهِ أمره تعويرا أَي قبّحته عَلَيْهِ. وَيُقَال: عَوْرَته عَن المَاء تعويرا أَي حَلَّأته. وعوَّرته عَن حَاجته: منعته. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَأَبُو عَمْرو: التعوير: الردّ، عَوْرَته عَن حَاجته: رَددته عَنْهَا. أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: عورت عَن الرجل تعويراً، وعَوَّيت عَنهُ تعوِية إِذا كذَّبت عَنهُ ورددت. وَقَالَ ابْن الإعرابي: تعوَّر الكتابُ إِذا درس، وَكتاب أَعور: دارس. قَالَ: والأعور: الدَّلِيل السيّء الدّلَالَة لَا يحسن يَدُلّ وَلَا يَنْدلّ. وَأنْشد: مَالك يَا أَعور لَا تندلّ وَكَيف يندلّ امْرُؤ عِتْولُّ قَالَ والعُوَّارى: شجر يُؤْخَذ جِراؤها فتُشدخ ثمَّ تُيَبَّس ثمَّ تُذَرَّى ثمَّ تحمل فِي الأوعية إِلَى مَكَّة فتباع ويتّخذ مِنْهَا مخانق. وَالْعرب تَقول للأحول الْعين: أَعور، وللمرأة الحولاء: هِيَ عوراء. وَيُقَال: فلَان عُيَيرِ وحدِه، وجَحَيش وَحده وهما اللَّذَان لَا يشاوران النَّاس وَلَا يخالطانهم، وَفِيهِمَا مَعَ ذَلِك مهانة وَضعف. وَقَالَ ابْن شُمَيْل فلَان عُيَير وحدِه أَي يَأْكُل وَحده وَيكون وَحده. وَيُقَال: لقِيت مِنْهُ ابْنة مِعْيَر يُرِيدُونَ الداهية والشدّة. وَقَالَ الْكُمَيْت: بنى ابْنة مِعْور والأَقورينا وَيُقَال: فلَان يعاير فلَانا ويكايله، أَي يساميه ويفاخره. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: هما يتعايبان ويتعايران، فالتعاير السباب ألف والتعايب دون التعاير إِذا عَابَ بَعضهم بَعْضًا. وعر: أَبُو عبيد عَن أبي زيد: وعُر الطَّرِيق يَوْعُر، ووعَر يَعِر. وَقَالَ شمر: الوَعْر: الْمَكَان الحَزن ذُو الوعورة، رمل وَعِر، وَمَكَان وَعِر. وَقد وعِر يَوْعَر وَعَراً فَهُوَ وَعِر وأوعر ووَعُر، وَقد أوعر القومُ إِذا وَقَعُوا فِي مَكَان وَعْر. وَفِي حَدِيث أمّ زرع: زَوجي لحم جمل غَثّ على جبل وَعْر، لَا سهل فيُرتَقى، وَلَا سمين فينتقى. قلت: والوعورة تكون غِلَظاً فِي الْجَبَل، وَتَكون وُعُوثة فِي الرمل. وَقَالَ اللَّيْث: الوَعْر: الْمَكَان الصُلْب، وَفُلَان وَعْر الْمَعْرُوف: قَليلَة. أَبُو عبيد: قَلِيل شَقْن ووَتْح ووَعْر وَهِي الشُقُونة والوُتُوحة والوُعُورة بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ الفرزدق: وفَتْ ثمَّ أدّت لَا قَلِيلا وَلَا وَعْرا يصف أم تَمِيم أَنَّهَا ولدت فأنجبت وَأَكْثَرت. واستوعر القومُ طريقَهم وأوعروا: وَقَعُوا فِي الوعر. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الوعر الْموضع المخيف الوَحِش. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: شَعَر مَعِر وَعِر زَمِر بِمَعْنى وَاحِد. اللحياني: وَعِر صَدره وَعَراً مثل وَغِر بالغين عقيبان. ورع: قَالَ أَبُو حَاتِم: قَالَ الْأَصْمَعِي: الرِّعة: الهَدْي وَحسن الْهَيْئَة، أَو سوء الْهَيْئَة.

يُقَال: قوم حَسَنَة رِعَتهم أَي شَأْنهمْ وَأمرهمْ وأدبهم. وَأَصله من الوَرَع، وَهُوَ الكفّ عَن الْقَبِيح. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي قَالَ: الورَع: الجبان. وَقد ورُع يَوْرُع. وَمن التحرج: وَرِع يَرِع رِعَة. وسُمّي الجبان دَرَعاً لإحجامه ونكوصه. وَمِنْه يُقَال وَرَّعْتُ الْإِبِل عَن الْحَوْض إِذا رَددتهَا فارتدَّت. وَفِي حَدِيث عمر أَنه قَالَ: ورِّع اللص وَلَا تراعِه. قَالَ أَبُو عبيد: يَقُول: إِذا رَأَيْته فِي مَنْزِلك فادفعه واكففه بِمَا اسْتَطَعْت، وَلَا تنْتَظر فِيهِ شَيْئا. وكل شَيْء كففته فقد ورّعته. قَالَ أَبُو زُبَيد وورَّعت مَا يَكْبي الْوُجُوه رِعَايَة ليحضُر خير أَو ليَقْصُر منْكر يَقُول: ورعت عَنْكُم مَا يَكبي وُجُوهكُم، يمتَنّ بذلك عَلَيْهِم. وَقَوله: وَلَا تراعِه يَقُول: وَلَا تنتظره، وكل شَيْء تنتظره فَأَنت تراعيه وترعاه. وَمِنْه يُقَال: هُوَ يرْعَى الشَّمْس أَي ينْتَظر وُجُوبهَا، والساهر يرْعَى النُّجُوم. الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت: رجل وَرِع إِذا كَانَ متحرّجاً. وَقد وَرِع يرِع وَرَعاً. قَالَ: والوَرَع: الصَّغِير الضَّعِيف. يُقَال: إِنَّمَا مَال فلَان أوراع أَي صغَار. وَقَالَ أَبُو يُوسُف: وأصحابنا يذهبون بالورع إِلَى الجبان وَلَيْسَ كَذَلِك. وَيُقَال: مَا كَانَ وَرَعاً وَلَقَد وَرُع يَوْرُع وُرْعاً ووُروعاً ووَرَاعة، وَمَا كَانَ وَرِعاً وَلَقَد وَرِع يَرِع وَرَعاً وَوَرَاعة. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: والموارعة المناطقة. وَقَالَ حسّان: نشدت بني النجار أَفعَال وَالِدي إِذا العانِ لم يُوجد لَهُ من يوارعه وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي مثل ذَلِك فِيمَا رَوَى عَنهُ ثَعْلَب. وَيُقَال: أورعت بَين الرجلَيْن وورّعت أَي حجزت. وَقَالَ شمر: قَالَ الْفراء: أورعت بَين الرجلَيْن وورّعت أَي حجزت. وَقَالَ: التوريع: الكفّ وَالْمَنْع. وَقَالَ أَبُو دُوَاد: فبتنا نورّعه باللجامْ نُرِيد بِهِ قَنَصا أَو غِوَارا أَي نكفّه، وَمِنْه الوَرَع فِي التحرج. يُقَال: وَرِعٌ بَين الوَرَع. وَقد وَرِع يَرِع. وَأنْشد الْمَازِني فِي الوريعة: وردّ خليلَنا بعطاء صدق وأعقبه الوريعةَ من نِصَاب الوريعة اسْم فرس ونصاب اسْم فرس كَانَ لمَالِك بن نُوَيْرَة، إِنَّمَا يُرِيد أعقبه الوريعة من نسل نُصاب. والوريعة: وَاد مَعْرُوف فِيهِ شجر كثير. وَقَالَ الرَّاعِي يذكر الهوادج: تخيّرن من أثل الوريعة وانتحى لَهَا الْقَيْن يَعْقُوب بفأس ومبرد روع ريع: الرَوْع: الْفَرْع. يُقَال: راعني هَذَا الْأَمر يروعني، وارتعْت مِنْهُ، وروَّعته

فتروَّع. وَقَالَ اللَّيْث: وَكَذَلِكَ كل شَيْء يَروعك مِنْهُ جمال وَكَثْرَة، تَقول: راعني فَهُوَ رائع. وَفرس رائع. والأرْوع من الرِّجَال: من لَهُ جسم وجَهَارة وَفضل وسؤدد. وَهُوَ بيِّن الرَوَع. قَالَ وَالْقِيَاس فِي اشتقاق الْفِعْل مِنْهُ روِع يَرْوَع رَوَعاً. قَالَ ورُوع الْقلب: ذهنه وخَلَده. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إِن رُوح الْقُدس نفث فِي رُوعي وَقَالَ: إِن نفسا لن تَمُوت حَتَّى تستوفي رزقَها، فاتّقوا الله وأجملوا فِي الطّلب) . قَالَ أَبُو عبيد: مَعْنَاهُ كَقَوْلِك: فِي خَلَدي وَفِي نفْسي وَنَحْو ذَلِك. وَمن أَمْثَال الْعَرَب: أَفرخَ رَوْعُك أَي انْكَشَفَ فزعك، هَكَذَا رُوي لنا عَن أبي عبيد: أفرخ رَوْعك، وفسّره لنا: ليذهبْ رُعبك وفزعك؛ فَإِن الْأَمر لَيْسَ على مَا تحاذِر قَالَ: وَهَذَا الْمثل لمعاوية، كتب بِهِ إِلَى زِيَاد. وَذَلِكَ أَنه كَانَ على الْبَصْرَة، والمغيرة بن شُعبة على الْكُوفَة فتوفِّي بهَا، فخاف زِيَاد أَن يولِّي معاويةُ عبدَ الله بن عَامر مَكَانَهُ، فَكتب إِلَى مُعَاوِيَة يُخبرهُ بوفاة الْمُغيرَة، وَيُشِير عَلَيْهِ بتولية الضَّحَّاك بن قيس مَكَانَهُ فَفطن لَهُ مُعَاوِيَة وَكتب إِلَيْهِ: قد فهمت كتابك، فأمَرِخ رَرْعَك أَبَا الْمُغيرَة، قد ضممنا إِلَيْك الْكُوفَة مَعَ الْبَصْرَة. قلت: وكلّ من لقيتُه من اللغويين يَقُول: أفرخ رَوعُه بِفَتْح الرَّاء من روعه، إِلَّا مَا أَخْبرنِي بِهِ الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه كَانَ يَقُول: إِنَّمَا هُوَ أفرخ رُوعه بِضَم الرَّاء. قَالَ وَمَعْنَاهُ: خرج الرَوْع من قلبه قَالَ وأفرِخْ رُوعَك أَي اسكُن وامْن. فالرُوع مَوضِع الرَوْع وَهُوَ الْقلب. وَأنْشد قَول ذِي الرمة: جذلان قد أفرخت عَن رُوعِه الكُرَب قَالَ: وَيُقَال: أفرخت الْبَيْضَة إِذا خرج الْوَلَد مِنْهَا. قَالَ: والرَوْع الْفَزع، والفزع لَا يخرج من الْفَزع، إِنَّمَا يخرج من الْموضع الَّذِي يكون فِيهِ، وَهُوَ الرُّوع. قَالَ والرَّوع فِي الروع كالفرخ فِي الْبَيْضَة. يُقَال أفرخت الْبَيْضَة إِذا انفلقَت عَن الفرخ فَخرج مِنْهَا. قَالَ: وأفرخ فؤاد الرجل إِذا خرج رَوْعه مِنْهُ. قَالَ وَقَلبه ذُو الرمة على الْمعرفَة بِالْمَعْنَى فَقَالَ: جذلان قد أفرخت عَن رُوعه الكرب قلت: وَالَّذِي قَالَه أَبُو الْهَيْثَم بيّن، غير أَنِّي أستوحِش مِنْهُ؛ لانفراده بقوله. وَقد يَستدرك الْخلف على السّلف أَشْيَاء رُبمَا زلّوا فِيهَا، فَلَا ينكَر إِصَابَة أبي الْهَيْثَم فِيمَا ذهب إِلَيْهِ، وَقد كَانَ لَهُ حظّ من الْعلم موفور ح. وَفِي الحَدِيث الْمَرْفُوع (إِن فِي كل أمة محدَّثين ومروَّعين، فَإِن يكن فِي هَذِه الْأمة مِنْهُم أحد فَهُوَ عمر) . والمروع الَّذِي ألقِي فِي رُوعه الصَّوَاب والصدق، وَكَذَلِكَ المحدَّث؛ كَأَنَّهُ حُدِّث بِالْحَقِّ الْغَائِب فَنَطَقَ بِهِ. وَيُقَال مَا راعني إلاّ مجيئك، مَعْنَاهُ: مَا شعَرت إلاّ بمجيئك، كَأَنَّهُ قَالَ: مَا أصَاب رُوعي إلاّ ذَلِك. وَقَالُوا: راعه أَمر كَذَا أَي بلغ الرَوْع مِنْهُ رُوعه.

قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: راعني كَذَا وَأَنا مَروع أَي وَقع فِي رُوعي، وَهُوَ النفْس. والرَوْع. الْخَوْف. وَيُقَال: سقاني فلَان شربةً رَاع بهَا فُؤَادِي أَي بَرَد بهَا غُلَّة رُوعي بهَا وَمن قَول الشَّاعِر: سقتني شربةً راعت فُؤَادِي سَقَاهَا الله من حَوْض الرَّسُول وَقيل: الرائع من الجَمَال: الَّذِي يُعجب رُوع من رَآهُ فيسرّه. وَنَحْو ذَلِك قَالَ يَعْقُوب ابْن السّكيت. وَفِي (النَّوَادِر) : رَاع فِي يَدي كَذَا وَكَذَا، وراق مثله، أَي فاد. ورِيع فلَان يُراع إِذا فزع. وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ركب فرسا لأبي طَلْحَة عُرْياً لَيْلًا لفزع نَاب أهل الْمَدِينَة فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ: لن تراعوا، لن تراعوا، إِنِّي وجدته بحراً، مَعْنَاهُ: لَا فزع وَلَا رَوْع فاسكُتوا واهدءوا. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الرَوْعة: المَسْحة من الْجمال. والرَدْقة الْجمال الرَّائِق. والوَعْرة: البُقعة المخيفة. وَيُقَال نَاقَة رُواعة الْفُؤَاد إِذا كَانَت شهمة ذكيّة. وَيُقَال فرس رُوَاع بِغَيْر هَاء. وَقَالَ ذُو الرمة: رفعت لَهُ رحلي على ظهر عِرْمس رُواع الْفُؤَاد حرَّة الْوَجْه عيطل أَبُو زيد ارتاع للخير وارتاح للخير. شمر روّع فلَان خبزه بالسمن وروّغه إِذا روّاه. أَبُو عبيد: أراعت الْحِنْطَة إِذا زكتْ وأرْبَتْ تُربي بمعناها، وَبَعْضهمْ يَقُول راعت، وَهُوَ قَلِيل. قَالَ: وَقَالَ الْأمَوِي: أراعت الإبلُ إِذا كثر أَوْلَادهَا. وناقة مِرْياع؛ وَهِي الَّتِي يُعَاد عَلَيْهَا السّفر. الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت قَالَ: الرَيْع: الزِّيَادَة يُقَال طَعَام كثير الرَّيع. والرِّيع: الْمَكَان الْمُرْتَفع. قَالَ الله جلّ وعزّ: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍءَايَةً} (الشُّعَرَاء: 128) قَالَ وَقَالَ عُمارة: الرِيع: الْجَبَل. وَقَالَ أَبُو يُوسُف: الرَّيع مصدر رَاع عَلَيْهِ الْقَيْء يَريعُ إِذا عَاد إِلَى جَوْفه. ورُوي عَن الْحسن الْبَصْرِيّ أَنه سُئِلَ عَن الصَّائِم يَذْرعه القيءُ هَل يفْطر؟ فَقَالَ: إِن رَاع مِنْهُ إِلَى جَوْفه شَيْء فقد أفطر. قَالَ أَبُو عبيد: مَعْنَاهُ: إِن عَاد. وَكَذَلِكَ كلّ شَيْء رَجَعَ إِلَيْك فقد رَاع يريع. وَقَالَ طرفَة: تَرِيع إِلَى صَوت المُهيب وتتّقي بِذِي خُصَل روعاتِ أكلف مُلْبِد وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جلّ وعزّ: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍءَايَةً} قَالَ: يُقَال رِيع ورَيْع، ومعناهما الْموضع من الأَرْض المرتفعُ. وَمن ذَلِك كم رَيْع أَرْضك أَي كم ارْتِفَاع أَرْضك قَالَ: وَجَاء فِي التَّفْسِير بِكُل رِيع: كل فج. قَالَ: والفج الطَّرِيق المنفرج فِي

الْجبَال خاصّة. وَقَالَ الْفراء: الرِيع والرَيع لُغَتَانِ مثل الرِير والرَير. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الرِيع: مَسِيل الْوَادي من كل مَكَان مشرف. وَجمعه أرياع وريوع. قَالَ: وَأنْشد لِلرَّاعِي يصف إبِلا: لَهَا سَلَف يعوز بِكُل رِيع حَمَى الحوزات واشتهر الإفالا قَالَ: السّلف: الْفَحْل. حمى الحوزات أَي حمى حَوْزاته ألاّ يدنو مِنْهُنَّ فَحل سواهُ. واشتهر الإفال: جَاءَ بهَا تشبهه. وَقَالَ اللَّيْث: الرَيْع: فضل كل شَيْء على أَصله؛ نَحْو رَيْع الدَّقِيق، وَهُوَ فَضله على كَيل البُرّ، وريع البَذْر: فضل مَا يخرج من النُزْل على أصل البَذْر. ورَيْع الدرْع فضول كُمَتِها على أَطْرَاف الأنامل. قَالَ: ورَيْعان كل شَيْء أفضله وأوله، ورَيْعان الْمَطَر أوّله. قَالَ والرِيع: السَّبِيل سُلِك أَو لم يسْلك. شمر عَن أبي عَمْرو والأصمعيّ وَابْن الْأَعرَابِي: رَاع يَرِيع وَرَاه يرِيه أَي رَجَعَ. وراع الْقَيْء عَلَيْهِ وَرَاه عَلَيْهِ أَي رَجَعَ. وتَريَّع السرابُ وتريَّه إِذا ذهب وَجَاء. وتريَّعت الإهالةُ فِي الْإِنَاء إِذا ترقرقت، وتريَّعت يَده بالجود إِذا فاضت. وناقة لَهَا رَيْع إِذا جَاءَت بسير بعد سير، كَقَوْلِهِم: بِئْر ذَات غَيِّث. شمر قَالَ ابْن شُمَيْل: تريَّع السمنُ على الخبزة وتريَّغ وَهُوَ خُلوف بعضه بأعقاب بعض. وتريَّعْتُ وتورعْت يَعْنِي: تلبَّثْت، وتوقّفت. وَأَنا متريِّع عَن هَذَا الْأَمر، ومُثْنَوْنٍ، ومنتقِض، أَي منتشر. يعر: قَالَ اللَّيْث: اليَعْر: الشَّاة الَّتِي تُشدّ عِنْد زُبْية الذِّئْب. وَقَالَ أَبُو عبيد: اليَعْر: الجدي. وَأنْشد: أسائل عَنْهُم كلّما جَاءَ رَاكب مُقيما بأملاح كَمَا رُبط اليَعْرُ قلت؛ وَهَكَذَا قَالَ ابْن الْأَعرَابِي وَهو الصَّوَاب، رُبط عِنْد زُبْية الذِّئْب أَو لم يرْبط. وَقَالَ اللَّيْث: اليُعَار: صَوت من أصوات الشَّاء شَدِيد. يُقَال يَعَرت تَيْعر يُعَارا. وَنَحْو ذَلِك قَالَ غَيره. وَقَالَ اللَّيْث: اليَعُور: الشَّاة الَّتِي تبول على حالبها وتَبْعَر، وتفسد اللَّبن. قلت: هَذَا وهْم. شَاة يَعُور إِذا كَانَت كَثِيرَة اليُعَار. وَكَأن اللَّيْث رأى فِي بعض الْكتب شَاة بعور بِالْبَاء فصحّفه وَجعله يَعُورا بِالْيَاءِ. أَبُو عبيد الْأَصْمَعِي: اليَعَارة: أَن يُعَارض الفحلُ النَّاقة فيعارضها مُعَارضَة من غير أَن يُرْسل فِيهَا، وَأنْشد: قَلَائِص يَلْقَحْن إلاّ يَعَارة عراضا وَلَا يُشْرَين إلاّ غواليا وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يَعارة: لَا تُضرب مَعَ الْإِبِل، وَلَكِن يَعار إِلَيْهَا الْفَحْل. وَذَلِكَ لكرمها.

قلت: قَوْله يعَار إِلَيْهَا الْفَحْل محَال. وَمعنى بَيت الرَّاعِي هَذَا أَنه وصف نَجَائِب لَا يُرْسل فِيهَا الْفَحْل ضِنّاً بِطرقها، وإبقاء لقوَّتها على السّير؛ لِأَن لقاحها يُذهب مُنَّتها. وَإِذا كَانَت عائطاً فَهُوَ أبقى لسيرها، وأقلّ لتعبها. وَمعنى قَوْله إلاّ يعارة يَقُول: لَا تَلْقح إلاّ أَن يُفْلِت فَحل من إبل أُخْرَى فيعير ويضربها فِي عَيْرانه. وَكَذَلِكَ قَالَ الطرماح فِي نجيبة حَمَلت يَعَارة: سَوف تدنيك من لميسٍ سبنتا ة أمارت بالبول مَاء الكراض أنضجته عشْرين يَوْمًا ونِيلت حِين نيلت يَعَارة فِي عراض أَرَادَ أَن الْفَحْل ضربهَا يعارة فَلَمَّا مضى عَلَيْهَا عشرُون لَيْلَة من يَوْم طرقها الْفَحْل أَلْقَت ذَلِك المَاء الَّذِي كَانَت عقدت عَلَيْهِ، فَبَقيت مُنّتها كَمَا كَانَت. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: معنى اليَعَارة أَن النَّاقة إِذا امْتنعت على الْفَحْل عارت مِنْهُ أَي نفرت تعار فيعارضها الْفَحْل فِي عَدْوها حَتَّى ينالها فيستنيخها ويضربها. قَالَ: وَقَوله: (يَعارة) إِنَّمَا يُرِيد عائرة فَجعل يعارة اسْما لَهَا وَزَاد فِيهِ الْهَاء وَكَانَ حَقه أَن يُقَال: عارت تعير، فَقَالَ: يعار لدُخُول أحد حُرُوف الْحلق فِيهِ. قَالَ والعَيَّار الَّذِي ينفر، يَجِيء وَيذْهب فِي الأَرْض وَفرس عَيّار: نافر ذَاهِب فِي الأَرْض. ومِن، بَاب عور رَوَى أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي يُقَال: رجل مُعْور، وزقاق مُعْور، والعامة تَقول: معوز: وَلَا يُقَال ذَلِك. قَالَ: وَيُقَال للشَّيْء الضائع البادي الْعَوْرَة أَيْضا: مُعْوِر. قَالَ أَبُو حَاتِم: قَالَ أَبُو زيد: تَقول الْعَرَب: مَا يُعْوز لَهُ شَيْء بالزاي إلاَّ أَخذه؛ كَقَوْلِهِم مَا يَطِفّ لَهُ شَيْء وَلَا يوهِف لَهُ شَيْء إِلَّا أَخذه. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: صحَّف أَبُو زيد. قَالَ وَتَفْسِيره أَنه لَيْسَ يرى شَيْئا لَا حَافظ لَهُ إلاَّ أَخذه لَا يتحرج. قَالَ: وَمثل من أمثالهم: لَيست كل عَورَة تصاب. يَقُول: لَيْسَ كل خَال من الْحفاظ يُؤْخَذ، رُبما غُفِل عَنهُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: وَالَّذِي قَالَه أَبُو زيد فِيمَا زعم مَشْهُور عِنْد الْعَرَب مَا يعوز لَهُ شَيْء إلاّ ذهب بِهِ مثل مَا يوهف. يرع: قَالَ ابْن دُرَيْد: اليَرُوع لُغَة مَرْغُوب عَنْهَا لأهل الشِّحر؛ كَانَ تَفْسِيرهَا: الرُعْب والفزع. وَقَالَ اللَّيْث وَغَيره: اليَرَاع: القَصَب، الْوَاحِدَة يَرَاعة. قَالَ: القصبة الَّتِي ينْفخ فِيهَا الرَّاعِي تسمى اليراعة. وَأنْشد: أحِنُّ إِلَى ليلى وَإِن شَطّت النَوَى بليلى كَمَا خَنّ اليراع المثقَّب وَيُقَال للرجل الجبان: يراع ويراعة. قَالَ: واليَرَاع كالبعوض يَغشى الْوَجْه، الْوَاحِدَة يراعة. قَالَ عَمْرو بن بَحر: نَار اليراعة قيل هِيَ نَار أبي حُباحب، وَهِي شَبيهَة بِنَار الْبَرْق. قَالَ: واليراعة: طَائِر صَغِير، إِن طَار بِالنَّهَارِ كَانَ كبعض الطير، وَإِن طَار بِاللَّيْلِ فَكَأَنَّهُ شهَاب قُذف، أَو مِصْبَاح يطير. وَأنْشد: أَو طَائِر يدعى اليراعة إِذْ تُرى

باب العين واللام

فِي حِنْدِس كضياء نَار منوِّر (بَاب الْعين وَاللَّام) (ع ل (وَا يء)) علا (عَليّ) ، عول، لعا، لوع، ولع، وعل، عيل. علا (على) : قَالَ الْحسن الْبَصْرِيّ وَمُسلم البَطِين فِي قَول الله جلّ وعزّ: {يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ تِلْكَ الدَّارُ الاَْخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِى الاَْرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} (القَصَص: 83) قَالَ: العلُوّ: التكبّر فِي الأَرْض. وَقَالَ الْحسن: الْفساد: الْمعاصِي. وَقَالَ مُسلم: الْفساد: أَخذ المَال بِغَيْر حقّ؛ وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِى الاَْرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً} (القَصَص: 4) جَاءَ فِي التَّفْسِير أَن مَعْنَاهُ: طَغى فِي الأَرْض. وَقَوله جلّ وعزّ: {وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً} (الإسرَاء: 4) مَعْنَاهُ: لتبْغُنّ ولتتعظمُنّ، يُقَال لكل متجبّر: قد علا وتعظّم. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: تعلّى فلَان إِذا هجم على قوم بِغَيْر إِذن، وَكَذَلِكَ دَمَق وَدمَر. على: على لَهَا مَعَان، والقُراء كلهم يفخّمونها؛ لِأَنَّهَا حرف أَدَاة. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْعَبَّاس أَنه قَالَ فِي قَول الله تَعَالَى: {ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنْكُمْ} (الأعرَاف: 63) جَاءَ فِي التَّفْسِير: مَعَ رجل مِنْكُم؛ كَمَا تَقول: جَاءَنِي الْخَيْر على وَجهك وَمَعَ وَجهك. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال رميت عَن الْقوس ورميت عَلَيْهَا، وَلَا تقل: رميت بهَا. وأَنشد: أرمي عَلَيْهَا وَهِي فَرْع أجمعُ وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يَقُولُونَ إِذا كَانَ لَهُ مَال: عَلَيْهِ مَال وَلَا يَقُولُونَ لَهُ مَال وَيَقُولُونَ: عَلَيْهِ دين، ورأيته على أوفاز كَأَنَّهُ يُرِيد النهوض. وَيَجِيء على بِمَعْنى (عَن) قَالَ الله جلّ وعزّ: {الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ} (المطفّفِين: 2) مَعْنَاهُ: إِذا اكتالوا عَنْهُم. وتجيء على بِمَعْنى عَنهُ. قَالَ مُزاحم العُقَيليّ: غَدَتْ من عَلَيْهِ بعد مَا تمّ ظمِؤها تَصِلّ وَعَن قيض بزبزا مَجْهَل قَالَ الْأَصْمَعِي: مَعْنَاهُ: غَدَتْ من عِنده. قَالَ ابْن كيسَان: عَلَيْك ودونك وعندك إِذا جُعلن أَخْبَارًا رَفعن الْأَسْمَاء، كَقَوْلِك عَلَيْك ثوب، وعندك مَال، ودونك خير. ويُجعلن إغراء فيُجرين مجْرى الْفِعْل فينصبن الْأَسْمَاء. يَقُول: عَلَيْك زيدا، ودونك عمرا، وعندك بكرا أَي الزمه وخذه، وَأما الصِّفَات سواهن فيَرفعن إِذا جُعلن أَخْبَارًا وَلَا يُغرى بِهن. قَالَ الزّجاج فِي قَوْلهم: عَلَيْهِم وإليهم: الأَصْل علاهم وإلاهم؛ كَمَا تَقول: إِلَى زيد وعَلى زيد، إلاَّ أَن الْألف غُيِّرت مَعَ الْمُضمر، فأبدلت يَاء ليُفصل بَين الْألف الَّتِي فِي آخر المتمكنة، وَبَين الْألف فِي غير المتمكنة الَّتِي الْإِضَافَة لَازِمَة لَهَا؛ أَلا ترى أَن إِلَى وعَلى ولدى لَا تنفرد عَن الْإِضَافَة. وَقَالَت الْعَرَب: فِي كِلاَ فِي حَال النصب والجرّ: رَأَيْت كليهمَا وكليكما، ومررت بكليهما، ففصلت بَين الْإِضَافَة إِلَى الْمظهر والمضمر، لما كَانَت كِلاَ تنفرد وَلَا تكون كلَاما إلاّ بِالْإِضَافَة.

الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت: يُقَال: أَتَيْته من عَلُ بِضَم اللَّام، وأتيته من عَلُو بِضَم اللَّام وَسُكُون الْوَاو، وأتيته من عَلِي بياء سَاكِنة، وأتيته من عَلْوُ بِسُكُون اللَّام وضمّ الْوَاو، وَمن عَلْوَ ومَن عَلْوِ وَأنشد: من عَلْوَ لَا عَجَب مِنْهَا وَلَا سَخَر وَيروى من عَلْوُ وَمن عَلْوِ. قَالَ وَيقال: أَتَيْته من عالٍ وَمن مُعَالٍ. وَأنشد: ظمأى النَسَا من تحتُ، ريّا من عالْ وَأنشد فِي معال: وَنَغَضان الرحل من مُعالِ وَقال الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {كَبِيراً عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَسَاوِرَ} (الإنسَان: 21) قرىء (عاليهم) بِفَتْح الْيَاء و (عاليهم) بسكونها. قَالَ الْفراء: من فتح (عاليهم) جعلهَا كالصفة: فَوْقهم. قَالَ: وَالعرب تَقول: قوتك دَاخل الدَّار فَيَنْصبُونَ دَاخل لِأَنَّهُ محلّ، فعاليهم من ذَلِك. وَقَالَ الزّجاج: لَا يُعرف (عالَيا) فِي الظروف. قَالَ: ولعلّ الْفراء سمع بعالي فِي الظروف. قَالَ: وَلَو كَانَ ظرفا لم يجز إسكان الْيَاء، وَلَكِن نَصبه على الْحَال من شَيْئَيْنِ: أَحدهمَا من الْهَاء وَالْمِيم فِي قَوْله: {سَلْسَبِيلاً وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ} (الْإِنْسَان: 19) ثمَّ قَالَ {كَبِيراً عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَسَاوِرَ} أَي فِي حَال علوّ الثِّيَاب إيَّاهُم. قَالَ: وَيجوز أَن يكون حَالا من الْولدَان. قَالَ: فالنصب فِي هَذَا بيّن. قَالَ وَمن قَرَأَ (عاليهم) فرفْعه بِالِابْتِدَاءِ وَالْخَبَر {ثِيَاب سندس. قَالَ وَقد قرىء (عاليتَهم) بِالنّصب، و (عاليتُهم) بِالرَّفْع، وَالْقِرَاءَة بهما لَا تجوز، لخلافهما الْمُصحف. وقرىء (عَلَيْهِم ثِيَاب سندس) وَتَفْسِير نصب (عاليتهم) ورفعِها كتفسير (عاليهم) و (عاليهم) . وَقَالَ ابْن السّكيت: سِفْل الدَّار وعِلْوها وسُفْلها وعُلْوها. وَيُقَال: علا فلَان الْجَبَل إِذا رَقِيه، يعلوه عُلُوْاً، وَعلا فلَان فلَانا إِذا قهره، وَعلا فلَان فِي الأَرْض إِذا تكبّر وطغى. وَيُقَال: فلَان تعلو عَنهُ الْعين بِمَعْنى تنبو عَنهُ، وَإِذا نبا الشيءُ عَن الشَّيْء وَلم يلصَق بِهِ فقد علا عَنهُ. وَقَالَ اللَّيْث: عالى كل شَيْء أَعْلَاهُ. وَكَذَلِكَ عاليه كل شَيْء أَعْلَاهُ وَيُقَال نزل فلَان بعالية الْوَادي وَسافلته. فعاليته: حَيْثُ ينحدر المَاء مِنْهُ، وَسافلته، حَيْثُ ينصبّ إِلَيْهِ، وَعالية تَمِيم هم بَنو عَمْرو بن تَمِيم، وهم بَنو الهُجَيم والعنبر ومازِن. وعُليا مضرهم قُرَيْش وَقيس. قَالَ و (على) صفة من الصِّفَات وَللعرب فِيهَا لُغَتَانِ: كنت على السَّطْح، وَكنت أَعلَى السَّطْح. وَقَالَ اللَّيْث: الله تبَارك وتَعالى هُوَ الْعلي المتعالي العالي الْأَعْلَى ذُو الْعَلَاء والعُلاَ وَالمَعَالي، تَعَالَى عَمَّا يَقُول الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِيرا. وَهُوَ الْأَعْلَى سُبْحَانَهُ بِمَعْنى العالي قَالَ: وَتَفْسِير تَعَالَى: جلّ عَن كل ثَنَاء، فَهُوَ أعظم وأجلّ وَأَعْلَى مِمَّا يُثنَى عَلَيْهِ، لَا إلاه إلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ. قلت: وَتَفْسِير هَذِه الصِّفَات لله يقرب بَعْضهَا من بعض، فالعليّ الشريف فعيل من علا يَعْلُو، وَهُوَ بِمَعْنى العالي، وَهُوَ الَّذِي لَيْسَ فَوْقه شَيْء. وَيُقَال: هُوَ الَّذِي علا

الْخلق فقهرهم بقدرته. وأمّا المتعالي فَهُوَ الَّذِي جَلّ عَن إفْك المفترين، وتنزّه عَن وساوس المتحيّرين. وَقد يكون المتعالي بِمَعْنى العالي. والأعلى هُوَ الله الَّذِي هُوَ أَعلَى من كل عالٍ. واسْمه الْأَعْلَى أَي صفته أَعلَى الصِّفَات. والْعَلَاء الشّرف. وَذُو الْعَلَاء صَاحب الصِّفَات العُلاَ والعُلاَ جمع العُلْيا أَي جمع الصّفة الْعليا والكلمة الْعليا. وَيكون العُلاَ جمع الِاسْم الْأَعْلَى. وَصفَة الله الْعليا: شَهَادَة أَن لَا إلاه إلاّ الله فَهَذِهِ أَعلَى الصِّفَات وَلَا يُوصف بهَا غير الله وَحده لَا شريك لَهُ. وَلم يزل الله عليّاً عَالِيا متعالياً، تَعَالَى الله عَن إلحاد الْمُلْحِدِينَ وَهُوَ الْعلي الْعَظِيم. وَيُقَال رجل عليّ أَي شرِيف، وَجمعه عِلْية يُقَال: فلَان من عِلْية النَّاس أَي من أَشْرَافهم وَمثله صَبِيّ وصِبْية. وَفُلَان عالي الكعب إِذا كَانَ ثَابت الشّرف، وعالي الذّكر. وَقَالَ اللَّيْث: العَلْياء، رَأس كل جبل مشرِف. قَالَ: والعالية: القَنَاة المستقيمة، وَجَمعهَا العوالي. قَالَ ويسمّى أَعلَى الْقَنَاة الْعَالِيَة وأسفلها السافلة. قلت: وَقَالَ غير اللَّيْث: عوالي الرماح: أسِنّتها، واحدتها عالية. وَمِنْه قَول الخنساء حِين خطبهَا دُرَيد بن الصِّمَّة: أتَرونني تاركة بني عمّي كَأَنَّهُمْ عوالي الرماح، وَمُرْتَثَّةً شيخ بني جُشَم. شبَّههتم بعوالي الرماح لطراءة شبابهم، وبريق سَحَناتهم، وَحسن وُجُوههم. وعالية الْحجاز: أَعْلَاهَا بَلَدا وَأَشْرَفهَا موضعا. وَهِي بِلَاد وَاسِعَة. وَإِذا نسبوا إِلَيْهَا قيل: عُلْوِيّ، وَالْأُنْثَى عُلْوِية. وَيُقَال: عالي الرجلُ وَغَيره إِذا أَتَى عالية الْحجاز. وَقَالَ بشر بن أبي خازم: مُعَالِيةً لَا هَمّ إلاّ محجَّر وحَرَّة ليلى السهلُ مِنْهَا فلُو بهَا وحَرَّة ليلى وحرَّة شَوران وحَرَّة بني سُلَيم فِي عالية الْحجاز. وَقَالَ اللَّيْث: المَعْلاة: مكسب الشّرف وَجَمعهَا الْمَعَالِي. قَالَ والعُلِّيّة: الغرفة على بناءَ حُرِّية. قَالَ: وَهِي فِي التَّعْرِيف فُعُّولة. وَقَالَ شمر: قَالَ الْأَصْمَعِي: العِلِّيّ: الغرف، واحدتها عِلِّيّة. وَقَالَ العجّاج: وبِيعة لسورها عِلّيّ وَقَالَ أَبُو حَاتِم: العَلاَليّ من الْبيُوت، واحدتها عِلّيّة قَالَ وَوزن عِلّيّة فِعيلة، الْعين شَدِيدَة. قلت: وعِلِّيّة أَكثر فِي كَلَامهم من عُلِّيَّة. وَقَالَ اللَّيْث: عِلِّيّين: جمَاعَة عِلّيّ فِي السَّمَاء السَّابِعَة، إِلَيْهِ يُصعَد بأرواح الْمُؤمنِينَ. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {تُكَذِّبُونَ كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الاَْبْرَارِ لَفِى عِلِّيِّينَ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ} (المطفّفِين: 18، 19) . يَقُول الْقَائِل كَيفَ جمعت علّيّون بالنُّون وَهَذَا من جمع الرِّجَال؟ قَالَ: وَالْعرب إِذا جمعت جمعا لَا يذهبون فِيهِ إِلَى أَن لَهُ بِنَاء من وَاحِد واثنين قَالُوا فِي الْمُذكر والمؤنث بالنُّون من ذَلِك عِلّيّون. وَهُوَ شَيْء فَوق شَيْء غير مَعْرُوف واحدُه وَلَا اثناه. قَالَ: وَسمعت الْعَرَب تَقول: أطعمنَا مَرَقة مَرَقِينَ، تُرِيدُ اللُحمان إِذا طُبخت بِمَاء

وَاحِد، وَأنْشد: قد رَوِيت إلاّ دُهَيدِ هينا قليِّصات وأُبيكرينا فَجمع بالنُّون؛ لِأَنَّهُ أَرَادَ الْعدَد الَّذِي لَا يُحَد آخِره. وَكَذَلِكَ قَول الشَّاعِر: فَأَصْبَحت المذاهِب قد أذاعت بهَا الإعصارُ بعد الوابلينا أَرَادَ الْمَطَر بعد الْمَطَر غير مَحْدُود وَكَذَلِكَ علّيّون: ارْتِفَاع بعد ارْتِفَاع. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله جلّ وعزّ: {الاَْبْرَارِ لَفِى} (المطففين: 18) : أَي فِي أَعلَى الْأَمْكِنَة. {عِلِّيِّينَ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ} (المطفّفِين: 19) فإعراب هَذَا الِاسْم كإعراب الْجمع، لِأَنَّهُ على لفظ الْجمع؛ كَمَا تَقول: هَذِه قِنَّسْرون وَرَأَيْت قِنَّسرين. وَقَالَ مُجَاهِد فِي قَوْله {لفي عليين قَالَ: عليون السَّمَاء السَّابِعَة. وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو مُعَاذ: عليّين السَّمَاء السَّابِعَة. قلت: وَمِنْه حَدِيث النَّبِي: (إِن أهل الْجنَّة ليتراءون أهل عليّين، كَمَا ترَوْنَ الْكَوْكَب الدُرّيّ فِي السَّمَاء) . وَيُقَال للْمَرْأَة إِذا طَهُرت من نفَاسهَا: تعلّت فُلَانَة من نفَاسهَا. وَفِي حَدِيث سُبَيعة أَنَّهَا لما تعلّت من نفَاسهَا تشرَّفت لخُطَّابها. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: وَلَا ذَات بعل من نِفَاس تعلّت وَالسَّمَوَات العُلاَ جمع السَّمَاء العُلْيَا، والثنايا الْعليا، والثنايا السُّفْلى، يُقَال للْجَمَاعَة: عُلْيا وسُفْلى لتأنيث الْجَمَاعَة. وَمثله قَول الله جلّ وعزّ: {لِنُرِيَكَ مِنْءَايَاتِنَا الْكُبْرَى} (طاه: 23) وَلم يقل: الكُبَر. وَهُوَ بِمَنْزِلَة الْأَسْمَاء الْحسنى، وبمنزلة قَوْله جلّ وعزّ: {وَلِىَ فِيهَا مَأَرِبُ أُخْرَى} (طاه: 18) . وَتقول الْعَرَب فِي النداء للرجل: تعالَهْ، وللاثنين: تعاليا، وللرجال: تعالَوْا، وللمرأة: تعالَيْ، وللنساء: تعالين. وَلَا يبالون إِن كَانَ المدعوّ فِي مَكَان أَعلَى من مَكَان الدَّاعِي، أَو فِي مكانٍ دونه. وعَلْوى اسْم فرس كَانَت من سوابق خيل الْعَرَب. وَيُقَال: ضربت عِلاَوته أَي رَأسه وعُنُقه. والعِلاوة: مَا يحمل على الْبَعِير وَغَيره بَين العِدْلين. وَيُقَال: أعطَاهُ ألفا وديناراً عِلاوة، وَأَعْطَاهُ أَلفَيْنِ وَخَمْسمِائة عِلاَوة. وَجمع العِلاَوة عَلاَوَى، مثل هِراوة وهَرَاوَى. وَيُقَال: عَلِّ عَلاَواك على الْأَحْمَال وعالها. وَإِذا نسب الرجل إِلَى عليّ بن أبي طَالب ح قَالُوا عَلَوِيّ، وَإِذا نسبوا إِلَى بني عَليّ وهم قَبيلَة من كنَانَة قَالُوا: هَؤُلَاءِ العِليُّون. أخبرنَا الْمُنْذِرِيّ عَن الطوسي عَن الخراز عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ فِي تَفْسِير قَوْله: بَنو عَليّ كلّهم سَوَاء قَالَ: بَنو عَليّ من بني العَبَلات من بني أميَّة الْأَصْغَر، كَانَ وَلِي من بعد طلحةِ الطلحات؛ لِأَن أمّهم عَبْلة بنت جازل من البراجم، وَهِي أم ولد أميّة الْأَصْغَر. والمعلِّي: أحد قداح المَيْسِر، وَهُوَ القِدْح السَّابِع. وَله فوز سَبْعَة أسْهم إِن فَازَ. وغُرْم سَبْعَة أسْهم إِن لم يفز. وكلّ من قهر

رجلا أَو عَدُوّاً فَإِنَّهُ يُقَال فِيهِ: علاهُ واعتلاه واستعلاه واستعلى عَلَيْهِ. وَيُقَال: عُلْوان الْكتاب لعُنوانه. وَالْعرب تبدل اللَّام من النُّون فِي حُرُوف كَثِيرَة؛ مثل لعلَّك ولعنَّك وعَتَله إِلَى السجْن، وعَتَنه. وَكَأن علوان الْكتاب اللَّام فِيهِ مبدلة من النُّون. وَقد مرّ تَفْسِيره فِي مضاعف الْعين. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: رجل عِلْيانا وعِلَّيَان إِذا كَانَ طَويلا جسيماً وَكَذَلِكَ نَاقَة عِلْيان وَأنْشد: أنشدُ من خَوَّارة عِلْيانِ مضبورة الْكَاهِل كالبنيانِ وَقَالَ اللَّيْث: العِلْيان: الذّكر من الضباع قَالَ وَيُقَال للجمل الضخم: عِلْيان. قلت هَذَا تَصْحِيف، إِنَّمَا يُقَال لذكر الضباع: عِثْيان بالثاء، فصحَّفه اللَّيْث، وَجعل بدل الثَّاء لاماً. وَقد مر ذكر العِثْيان فِي بَابه. وَقَالَ اللَّيْث: العَلاَة السَنْدان؛ ويشبّه بهَا النَّاقة الصُلْبة. قلت: وَهَكَذَا قَالَ غَيره من أَئِمَّتنَا فِي النَّاقة الصُلْبة وَهَذِه الحديدة. وَقيل فِي تَفْسِير قَوْله: {بِالْقِسْطِ وَأَنزْلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ} (الحَديد: 25) قَالَ: أنزل العَلاَة والمَرّ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: يُقَال للرجل الَّذِي يردّ حَبل المستَقِي بالبكرة إِلَى مَوْضِعه مِنْهَا إِذا مَرِسَ المعلِّي، والرِّشاء المعلَّى. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: التعلية أَن ينتأ بعضُ الطيّ أَسْفَل الْبِئْر، فينزلَ رجل فِي الْبِئْر يعلِّي الدَّلْو عَن الْحجر الناتىء وأَنشد لعدي: كهُويّ الدَّلْو نزّاها المُعَلْ أَرَادَ المعلِّي. قَالَ والعلاة: صَخْرَة يُجعل لَهَا إطار من الأخْثاء وَمن اللَّبن والرماد، ثمَّ يطْبخ فِيهَا الأقط. ويجعع عَلاً. وَأنْشد أَبُو عُبَيْدَة: وَقَالُوا عَلَيْكُم عاصِماً نستغِثْ بِهِ رُوَيدكَ حَتَّى يصفِق البَهْمَ عَاصِم وَحَتَّى ترى أَن العلاة تمدّها جُخَاديّةٌ والرائحات الروائم يُرِيد أَن تِلْكَ العلاة يزِيد فِيهَا جُحاديّة، وَهِي قِربة مَلأى لَبَنًا، أَو غِرارَة ملأى تَمرا أَو حِنْطَة يصبّ مِنْهَا فِي العلاة للتأقيط، فَذَلِك مدّها فِيهَا. وَيُقَال: نَاقَة حَلِيّة عَلِيّة حَلِيَّة: حُلْوة المنظر وَالسير عَلِيَّة: فائقة. وَيُقَال: عاليته على الْحمار، وعلّيته عَلَيْهِ. وَأنْشد ابْن السكّيت: عاليت أَنساعي وجِلْبَ الكُور على سَرَارة رائح مَمْطُور وَقَالَ: فإلاَّ تجلَّلها يعالوك فَوْقهَا وَكَيف تُوقي ظهرَ مَا أَنْت رَاكِبه أَي يُعلوك فَوْقهَا. أَبُو سعيد: عَلَوْت على فلَان الرّيح أَي كنت فِي عُلاوتها. وَيُقَال: لَا تَعلُ الرّيح على الصَّيْد فيرَاح ريحِك وينفِر. وَيُقَال: أتيت الناقةَ من قِبَل مستعلاها أَي من قبل إنسيّها. قَالَ والمُسْتَعْلي هُوَ الَّذِي يقوم على يسَار الحَلُوبة. والبائن: الَّذِي يقوم على يَمِينهَا. والمستعلي يَأْخُذ العُلْبة بِيَدِهِ الْيُسْرَى ويحلب باليمنى. وَقَالَ الْكُمَيْت فِي المستعلي والبائن:

يبشر مستعلياً بَائِن من الحالبَينِ بِأَن لَا غرارا ويُقال: اعلُ الوسادة أَي اقعد عَلَيْهَا، وأَعْلِ عَنْهَا أَي انْزِلْ عَنْهَا. وأنشدني أَبُو بكر الْإِيَادِي لامْرَأَة من الْعَرَب عُنِّن عَنْهَا زوجُها: فقدنك من بعل علام تدكُّني بصدرك لَا تغني فتيلا وَلَا تُعلِي أَي لَا تَنزِل وَأَنت عَاجز عَن الْإِيلَاج. وَيُقَال: فلَان غير مؤتل فِي الْأَمر، وَغير مُعْتلٍ أَي غير مقصِّر. وَأنْشد أَبُو الْعَبَّاس بَيت طُفيل: وَنحن منعنَا يَوْم حَرْس نساءكم غَدَاة دَعَانَا عَامر غير مُعتل وَقَالَ الْفراء: هُوَ عُلْوان الْكتاب وعُنوانه. وَقَالَ اللحياني: عَلْونت الْكتاب عَلْونة وعلوانا، وعنونته عنونة وعنواناً. وَقَالَ أَبُو زيد: عُلْوان كل شَيْء: مَا علا مِنْهُ، وَهُوَ العُنْوان. وَأنْشد: وحاجة دون أُخْرَى قد سمحتُ بهَا جَعلتهَا للَّذي أخفيت عنواناً أَي أظهرت حَاجَة وأخفيت أُخْرَى. وَهِي الَّتِي أُريغ، فَصَارَت هَذِه عنواناً لما أردْت. وَقَالَ أَبُو سعيد: هَذِه كلمة مَعْرُوفَة عِنْد الْعَرَب: أَن يَقُولُوا لأهل الشّرف فِي الدُّنْيَا وَالثروَة والغنى: أهل عليين. فَإِذا كَانُوا متّضعين قَالُوا: سِفليُّون. والعِلِّيُّون فِي كَلَام الْعَرَب: الَّذين ينزلون أعالي الْبِلَاد. وَإِن كَانُوا ينزلون أسافلها فهم سِفْليُّون. وَيُقَال هَذِه الْكَلِمَة تستعلي لساني إِذا كَانَت تعتزّه وتجري عَلَيْهِ كثيرا. وَتقول الْعَرَب: ذهب الرجل عَلاَء وعَلْواً، وَلم يذهب سُفْلاً إِذا ارْتَفع. وَفُلَان منِ علْية النَّاس لَا من سَفلتهم. وَقَالَ اللَّيْث: الْفرس إِذا بلغ الْغَايَة فِي الرِّهَان يُقَال: قد استعلى على الْغَايَة. وَيُقَال: قد استعلى فلَان عَلَى النَّاس إِذا غلبهم وقهرهم وعلاهم قَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى: {وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى} (طاه: 64) وَيُقَال: تعلَّى الْمَرِيض من عِلَّته إِذا أَفَاق مِنْهَا. ويَعْلى: اسْم رجل. وتَعْلى: اسْم امْرَأَة. لعا: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: كلبة لَعْوة، وذِئبة لَعْوة، وَامْرَأَة لَعْوة: يُعنى بكلّ ذَلِك الحريصة الَّتِي تقَاتل على مَا يُؤْكَل. والجميع اللَعَوات واللِّعاء. قَالَ: وَيُقَال للعسل وَنَحْوه إِذا تعقّد: قد تَلعّى. ولَعاً: كلمة تقال للعاثر. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: إِذا دُعي للعاثر قيل: لعاً لَك عَالِيا، وَمثله دع دع. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: من دُعَائِهِمْ: لالعاً لفُلَان أَي لَا أَقَامَهُ الله، وَمِنْه قَول الْأَعْشَى يصف نَاقَة لَهُ نجيبة: بِذَات لوث عفرناة إِذا عَثَرت فالتعس أدنى لَهَا من أَن تَقول لعا وَأنْشد غَيره لرؤبة: وَإِن هوى العاثرُ قُلْنَا دَعْ دَعَا لَهُ وعالينا بتنعيش لعا وَالْعرب تَدْعُو عَلَى العاثر من الدوابّ إِذا

كَانَ جَوَاداً بالتعْس فَيَقُولُونَ: تعْساً لَهُ، وَإِن كَانَ بليداً كَانَ دعاؤهم لَهُ إِذا عثر، لعاً لَك وَهُوَ معنى قَول الْأَعْشَى: فالتعس أدنى لَهَا من أَن يُقَال لعا أَبُو عبيد عَن الْفراء. رجل لَعْو ولَعاً مَنْقُوص، وَهُوَ الشرِه الْحَرِيص. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: اللعُوة واللَعَاة: الكلبة وَجَمعهَا لِعَاء. وَيُقَال: مَا بِالدَّار لاعِي قَرْوٍ أَي مَا بهَا أحد. والقَرْو. الْإِنَاء الصَّغِير. شمر. اللاعي بِمَنْزِلَة الحاسي. والقَرْو. العُسّ. وَقال فِي قَوْله: داوِيَّة شقَّت على اللاعي السَّلِعْ وَإِنَّمَا النّوم بهَا مثل الرضِعْ قَالَ: اللاعي من اللوعة. قلت كَأَنَّهُ أَرَادَ اللائع فقلَب، وَهُوَ ذُو اللوعة. والرضع: مصَّة بعد مَصَّة. وَقَالَ أَبُو سعيد: يُقَال هُوَ يَلعَى بِهِ ويَلْغَى بِهِ أَي يتولع بِهِ. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: اللَعْوة: السوَاد حول الحَلَمة. قَالَ وَبِه سمّي ذُو لَعْوة: قيل من أقيال حمير. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: اللولع الرَّغْثاء، وَهُوَ السوَاد الَّذِي على الثدي، وَهُوَ اللطخة قَالَ والألعاء: السُلاتيات. والأعْلاء: الطوَال من النَّاس. وَخَرجْنَا نَتَلَعّى أَي نصيب اللّعَاعة من بقول الرّبيع. لوع: أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الْحَرَّانِي عَن التَوَّزيّ وثابت بن أبي ثَابت أَنَّهُمَا قَالَا: اللَوعة: السوَاد حول الحَلَمة حلمةِ ثدي الْمَرْأَة. وَقد أَلْعى ثديُها إِذا تغيَّر. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: ألواع الثدي جمع لَوْع وَهُوَ السوَاد الَّذِي على الثدي. قلت: هَذَا السوَاد يُقَال لَهُ: لَعْوة ولَوْعة، وهما لُغَتَانِ. وَقَالَ زِيَاد الْأَعْجَم: كذبتَ لم تغذه سوداءُ مقرِفة بلَوع ثدي كأنف الْكَلْب دمّاع أَبُو عبيد اللوعة: حُرقة الْهوى. وَقَالَ ابْن بُزُرْجَ: يُقَال: لاع يَلاَع من الضجر والجزع والحزن، وَهِي اللوعة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: لاع يلاع لَوعة إِذا جزع أَو مرض. قَالَ: واللوعة: لوعة الْحزن والحبّ وَالْمَرَض وَهُوَ وجع الْقلب. وَرجل لاعٌ وَقوم لاعون ولاعة. قَالَ: والهاع الجَزُوع، واللاع الموجَع. أَبُو عَمْرو: يُقَال: لَا تَلَعْ أَي لَا تضجر. وَقد لِعْتُ ألاع لَيْعاناً، وهِعْت أهاع هَيْعاناً. قلت: لاتَلَعْ من لاع، كَمَا تَقول: لَا تَهَب من هاب يهاب. أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: رجل هاعٌ لاعٌ، وهائع لائع إِذا كَانَ جَبَانًا ضَعِيفا. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ اللاعة: الْمَرْأَة الحديدة الْفُؤَاد الشهمة. وَقَالَ اللَّيْث: الْمَرْأَة اللاعة قد اختُلف فِيهَا. فَقَالَ أَبُو الدُقَيش: اللَعَّة وَهِي الَّتِي تغازلك وَلَا تمكّنك. وَقَالَ أَبُو خيرة: هِيَ اللاعة بِهَذَا الْمَعْنى امْرَأَة لاعة: إِذا كَانَت مليحة بعيدَة من الرِّيبَة. ولاع يلاع إِذا جزع جزعاً شَدِيدا. وَقَالَ يُقَال: لاعني الهمّ والحزن فالتعْت التياعاً. واللَوْعة: حُرقة يجدهَا من

الوجد، تلوعه لَوْعاً. وَرجل هاعٌ لاع: حَرِيص سيّء الخُلُق. وَالْفِعْل لاع يلوع لَوْعاً ولُوُوعاً. والجميع الألْواع واللاعون. عول: قَالَ الله جلّ وعزّ: {ذالِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ} (النِّساء: 3) قَالَ أَكثر أهل التَّفْسِير: مَعْنَاهُ: ذَلِك أقرب أَلا تَجُورُوا وتميلوا، وَرُوِيَ عَن عبد الرحمان بن زيد بن أسلم أَنه قَالَ فِي قَوْله {ذالِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ} أَي أدنى أَلا يكثر عيالكم. قلت: وَإِلَى هَذَا القَوْل ذهب الشَّافِعِي فِيمَا أَخْبرنِي عبد الْملك عَن الرّبيع عَنهُ. قلت: وَالْمَعْرُوف فِي كَلَام الْعَرَب: عَال الرجل يعول إِذا جَار، وأعال يعيل إِذا كثر عِيَاله. وَقد رَوَى أَبُو عمر عَن أَحْمد بن يحيى عَن سَلَمة عَن الْفراء أَن الْكسَائي قَالَ: عَال الرجل يعيل إِذا افْتقر، وأعال الرجل إِذا كثر عِيَاله. قَالَ الْكسَائي: وَمن الْعَرَب الفصحاء من يَقُول: عَال يعول إِذا كثر عِيَاله. قلت: وَهَذَا يؤيّد مَا ذهب إِلَيْهِ الشَّافِعِي فِي تَفْسِير الْآيَة، لِأَن الْكسَائي لَا يَحْكِي عَن الْعَرَب إلاّ مَا حفظه وَضَبطه. وَقَول الشَّافِعِي نَفسه حجَّة؛ لِأَنَّهُ عربيّ اللِّسَان فصيح اللهجة. وَقد اعْترض عَلَيْهِ بعض المتحذلقين فخطَّأه، وَقد عجل وَلم يتثبت فِيمَا قَالَ. وَلَا يجوز للحضريّ أَن يعجل إِلَى إِنْكَار مَا لَا يعرفهُ من لُغَات الْعَرَب سَلمَة عَن الفرّاء قَالَ: قَالَ الكلبيّ مَا زلت مُعيلاً، من العَيْلة أَي مُحْتَاجا. وأمّا عَوْل الْفَرِيضَة فَإِن المنذريّ أَخْبرنِي عَن المفضَّل بن سَلمَة أَنه قَالَ: عالت الفريضةُ أَي ارْتَفَعت وزادت. وَفِي حَدِيث على أَنه أُتي فِي ابْنَتَيْن وأبوين وَامْرَأَة، فَقَالَ: صَار ثمنهَا تسعا. قَالَ أَبُو عبيد: أَرَادَ أَن السِّهَام عالت حَتَّى صَار للْمَرْأَة التسع، وَلها فِي الأَصْل الثّمن، وَذَلِكَ أَن الْفَرِيضَة لَو لم تعُلْ كَانَت من أَرْبَعَة وَعشْرين سَهْما، فلمَّا عالت صَارَت من سَبْعَة وَعشْرين: للابنتين الثُّلُثَانِ: سِتَّة عشر سَهْما وللأبوين السدسان: ثَمَانِيَة، وللمرأة ثَلَاثَة فَهَذِهِ ثَلَاثَة من سبع وَعشْرين وَهُوَ التسع وَكَانَ لَهَا قبل العَوْل ثَلَاثَة من أَرْبَعَة وَعشْرين وَهُوَ الثّمن. وَقَالَ اللَّيْث: العَوْل: ارْتِفَاع الْحساب فِي الْفَرَائِض. وَيُقَال للفارض: أعِلِ الفريضَة. قَالَ والعَول الْميل فِي الحكم إِلَى الجَوْر. قَالَ والعول: كل أَمر عالك. وَقَالَت الخنساء: وَيَكْفِي الْعَشِيرَة مَا عالها وَإِن كَانَ أَصْغَرهم مولدا أَبُو عبيد؛ عالني الشَّيْء يعولني: غلبني وَثقل عليّ. وَيُقَال لَا تعُلْني أَي لَا تغلبني قَالَ وَأنْشد الْأَصْمَعِي قَول النمر بن تولب: وأحْبِبْ حَبِيبك حُبّاً رويداً فَلَيْسَ يعولك أَن تَصْرما قَالَ: وَمِنْه قَول ابْن مقبل: عيل مَا هُوَ عائله أَي غُلِبُ مَا هُوَ غالبه. وَقَالَ أَبُو طَالب: يكون عِيل صَبْرُه أَي غُلب. وَيكون رُفع وغيِّر عمّا كَانَ عَلَيْهِ،

من قَوْلهم: عالت الْفَرِيضَة إِذا ارْتَفَعت. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: عَال الْمِيزَان إِذا مَال، مَأْخُوذ من الجَور. وَقَالَ أَبُو طَالب بن عبد المطّلب: بميزان قِسط لَا يَغُلُّ شَعِيرة لَهُ شَاهد من نَفسه غيرُ عائل وَأما قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (وابدأ بِمن تعول) فَإِن الْأَصْمَعِي قَالَ: عَال الرجل عِيَاله يعولهم إِذا كفاهم معاشهم. وَقَالَ غَيره: عَال عِيَاله إِذا قاتهم. والعَوْل: القَوْت. وَأنْشد: كَمَا خامرت فِي جفنها أمُّ عَامر لَدَى الحَبْل حَتَّى عَال أَوْس عيالها هَكَذَا أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي. وَقَالَ: أمُّ عَامر هِيَ الضبع، أَي بَقِي جراؤها وَلَا كاسب لَهُنَّ فَجعلْنَ يتبعن مَا بَقِي من الذِّئْب وَغَيره، فيأكلنه. قَالَ: وَالْحَبل حَبل الرمل. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الضبع إِذا هَلَكت قَامَ الذِّئْب بشأن جرائها. وَأنْشد فِيهِ هَذَا الْبَيْت: وَالذِّئْب يغذو بَنَات الذِيخ نَافِلَة بل يحْسب الذِّئْب أَن النجل للذيب يَقُول: لِكَثْرَة مَا بَين الضباع والذئاب من السِفاد يظنّ الذِّئْب أَن أَوْلَاد الضبع أَوْلَاده. وَقَالَ اللَّيْث: العَوْل: قَوْت الْعِيَال. قَالَ: وَوَاحِد الْعِيَال عَيَّل. يُقَال: عِنْده كَذَا وَكَذَا عيِّلا أَي كَذَا وَكَذَا نَفْساً من الْعِيَال. قَالَ: وأعال الرجل إِذا كثر عِيَاله. وأَمّا قَوْلهم: ويلَه وعَوْله فَإِن أَبَا عَمْرو قَالَ: العَوْل والعويل الْبكاء. وَأنْشد: أبلغ أَمِير الْمُؤمنِينَ رِسَالَة شكوى إِلَيْك مطلة وعويلا وَقَالَ الْأَصْمَعِي: العَوْل وَالعَوِيل: الاستغاثة، وَمِنْه قَوْلهم مُعَوَّلى على فلَان أَي اتكالي عَلَيْهِ واستغاثتي بِهِ. وَقَالَ أَبُو طَالب: النصب فِي قَوْلهم: ويلَه وعَوْله على الدُّعَاء والذمّ كَمَا يُقَال ويلا لَهُ وتراباً لَهُ. وَقَالَ شمر: العَوِيل: الصياح والبكاء. قَالَ: وأعول إعوالاً وعَوَّل تعويلاً إِذا صَاح وَبكى. وَمِنْه حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (المعوَّل عَلَيْهِ يعذَّب) . وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: فَهَل عِنْد رسم دارس من معوّل أَي من مَبْكًى. وَقيل من مستغاث وَقيل من مَحْمِل ومعتمد. وَأنْشد: عوِّل على خاليك نعم الْمعول وَيُقَال: عوَّلنا إِلَى فلَان فِي حاجتنا، فَوَجدناه نعم المعوَّل، أَي فَزِعنا إِلَيْهِ حِين أعوزنا كلُّ شَيْء قَالَ: والعَوِيل يكون صَوتا من غير بكاء. وَمِنْه قَول أبي زُبَيد: للصدر مِنْهُ عويل فِيهِ حشرجة أَي زئير كَأَنَّهُ يشتكي صَدره. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: أعال الرجلُ وأَعْول إِذا حَرَص. وأعولت عَلَيْهِ أَي أدلَلْت عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو سعيد: عوِّلْ عَلَيْهِ أَي اسْتَعِنْ بِهِ. قَالَ وَيُقَال: فلَان عِوَلي من النَّاس أَي

عُدَّتي ومَحْمِلي وَقَالَ تأبط شرا: لكنما عِوَلي إِن كنت ذَا عول على كريم بِنصب الْمجد سبَّاق وَيُقَال: أَمر عالٍ وعائل أَي متفاقِم، على القَلْب. وَقَالَ الْأَصْمَعِي فِي قَول الهُذلي: فازدرت مُزدار الْكَرِيم الْمعول قَالَ: هُوَ من أعال وأعول إِذا حَرَص، وَرجل مُعْوِل أَي حَرِيص والمعول الَّذِي يَحمل عَلَيْك بدالَّة. وَأما قَول الْكُمَيْت: وَمَا أَنا فِي ائتلاف بني نزار بملبوس عليَّ وَلَا مَعُول فَمَعْنَاه أَنِّي لست بمغلوب الرَّأْي من عِيل أَي غلب. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال عوَّل الرجل عَالَة هِيَ شبه الظُلَّة يسوّيها الرجل من الشّجر، يسْتَتر بهَا من الْمَطَر. وَقَالَ الْهُذلِيّ: الطعْن شعشعة وَالضَّرْب هَيْقعة ضرب المعوّل تَحت الدِيمة العَضَدا وَقَالَ اللَّيْث: المِعْول: حَدِيدَة يُنقر بهَا الْجبَال. وَجمعه معاول. وَقَالَ أَبُو زيد: أعيل الرجل فَهُوَ مُعِيل، وأعول فَهُوَ مُعْوِل إِذا حَرَص. النَّضر عَن يُونُس: لَا يَعُول على الْقَصْد أحد أَي لَا يحْتَاج، وَلَا يعيل مثله. عيل: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: عَال الرجل يَعيل عيلة وَعَالَة إِذا افْتقر. وَيُقَال ترك يتامى عَيْلَى، أَي فُقَرَاء. وَوَاحِد الْعِيَال عيّل وَيجمع عيائل والعيّل يَقع على الْوَاحِد والجميع، أنْشد ابْن الأعرابيّ: إِلَيْك أَشْكُو عَرْق دهر ذِي خبلْ وعيّلاً شعثاً صغَارًا كالحجل فَجعله جمَاعَة. وَفِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة يَنْقُلهُ إِلَى عشرَة عِيّل، وَلم يقل: عيائل. وَقَالَ الْأَحْمَر: عالني الشَّيْء يعيلني عيلاً ومَعِيلاً إِذا أعجزك. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد، عِلْت الضَّالة أعيل عيلاناً إِذا لم تَدْر أَي جِهَة تبغيها. وَجَاء فِي الحَدِيث (مَا عَال مقتصد وَلَا يعيل) أَي مَا افْتقر. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: عَال يعيل وتعيَّل يتعيّل إِذا تبختر فِي مشيته. وَأنْشد: كالمرزبانيّ عيَّال بآصال أَي متبختر ابْن الْأَنْبَارِي: عَال الرجل فِي الأَرْض يعيل فِيهَا إِذا ضرب فِيهَا، وأعال الذِّئْب يُعيل إعالة إِذا التمس شَيْئا وَيُقَال عيّل فلَان دابّته إِذا أهمله وسيَّبها، وَأنْشد: وَإِذا يقوم بِهِ الحسير يعيَّل أَي يسيَّب. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: العُيُل العَيْلة، والعُيُل جمع العائل وَهُوَ الْفَقِير. والعُيُل جمع العائل وَهُوَ المتكبّر والمتبختر أَيْضا. وَقَالَ يُونُس طَالَتْ عيلتي إياك أَي طالما عُلتك وَرَوى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِن من الْبَيَان سحرًا، وَإِن من الْعلم جهلا، وَإِن من الشّعْر حُكماً وَإن من القَوْل عَيْلاً) . قيل فِي قَوْله عيلاً: عَرْضك حَدِيثك وكلامك عَلَى من لَا يُريدهُ وَلَيْسَ من شَأْنه. ولع: أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: الوَلُوع من

أُولعت، وَكَذَلِكَ الوَزُوع من أُوزِعت. قلت: وهما اسمان أقيما مقَام الْمصدر الحقيقيّ. وَقَالَ اللَّيْث: أُولع فلَان بِكَذَا وَلُوعاً وإيلاعاً إِذا لجّ. قَالَ وَيُقَال: وَلِع يَوْلَع وَلَعاً فَهُوَ وَلِع وَوَلُوع وَلاعة. قَالَ: وَالوَلَع: نفس الوَلُوع. وَوَلِع بفلان: لجّ فِي أمره وحَرَص عَلَى إيذائه. وَأخبرني المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء: وَلِعَت بِالْكَذِبِ تَلَع وَلْعاً. وَروَى أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي والأحمر: وَلَع يَلَع وَلْعاً ووَلَعاناً إِذا كذب. وَأنْشد: وهنّ من الإخلاف والولَعان وَقَالَ كَعْب: لَكِنَّهَا خُلَّة قد سيط من دَمهَا فجع وَوَلْع وإخلاف وَتبديل وَقَالَ ذُو الإصبع العُدْواني: إلاّ بِأَن تكذبا عَلَيّ وَلَا أملك أَن تكذبا وَأَن تَلَعا وَقال اللحياني: يُقَال: وَلَع يَلَع إِذا استخفّ، وَأنْشد: فتراهن عَلَى مُهْلته يختلين الأَرْض وَالشاةُ يَلَعْ أَي يستخفّ عَدْواً، وذكَّر الشَّاة. قَالَ الْمَازِني فِي قَوْله: وَالشَّاة يلع أَي لَا يُجدّ فِي العدْو، كَأَنَّهُ يلْعَب. قلت: هُوَ من قَوْلهم: وَلَع يَلَع إِذا كذب، كَأَنَّهُ كذب فِي عَدْوه وَلم يجدَّ. ابْن السّكيت: رجل وُلَعة: يُولَع بِمَا لَا يعنيه، وَهُلَعة: يجوع سَرِيعا. وَيقال وَلَع فلَانا والِع، وَوَلَعته وَالعة وَاتّلعته وَالعة، أَي خفِي عَلَيّ أمْرُه، فَلَا أَدْرِي أحيّ أم ميت. وَيُقَال: فَقدنَا فلَانا فَمَا نَدْرِي مَا وَلَعَه أَي مَا حَبسه. وَقد وَلَع فلَان بحقّي وَلْعاً أَي ذهب بِهِ. وَقال ابْن الأعرابيّ وَغيره: الوَلِيع: الطّلع مَا دَامَ فِي قِيقائه، كَأَنَّهُ نظم اللُّؤْلُؤ فِي شدّة بياضه. وَالواحدة وَليعة وَأنشد: وَتبسم عَن نيّر كالوليع تُشَقَّقُ عَنهُ الرقاة الجُفُوفا وَقال اللَّيْث: المولّع الَّذِي أَصَابَهُ لُمَعَ من بَرَص فِي جسده أَي بَرَّصه. وَأنْشد: كَأَنَّهُ فِي الْجلد توليع البَهَقْ قلت: التوليع: التلميع من البرص وَغَيره وَقال أَبُو ذُؤَيْب: ... بالطرتين مولَّع وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: فرس مولَّع؛ وَهُوَ الَّذِي فِي بَيَاض بَلقه استطالةٌ وتفرقةٌ. وَقَالَ عَرّام: يُقَال: بفلان من حبّ فُلَانَة الأولع والأولق؛ وَهُوَ شبه الْجُنُون. وابتلعت فُلَانَة قلبِي وَفُلَان موتلَع الْقلب، ومُوتَله الْقلب، ومتَّلَه الْقلب ومنتزَع الْقلب بِمَعْنى وَاحِد. وعل: اللَّيْث: الوَعِلُ وَجمعه الأوعال: وَهِي الشَّاء الجَبَليَّة. وَقد استوعلَتْ فِي الْجبَال وَيُقَال: وَعِل، ووَعْل. قَالَ: ولغة للْعَرَب: وُعِل بِضَم الْوَاو وَكسر الْعين من غير أَن يكون ذَلِك مطّرداً، لِأَنَّهُ لم يَجِيء فِي كَلَامهم فُعِل اسْما إلاّ دُئل، وَهُوَ شاذّ. قَالَ

باب العين والنون

والوَعْل خَفِيف بِمَنْزِلَة بُدّ؛ كَقَوْلِك: مَا بُدّ من ذَلِك وَلَا وَعْل، هَذَا كُله عَن اللَّيْث. قلت: الوَعْل خَفِيف: الملجأ، يُقَال: مَا وجد وَعْلا يَلجأ إِلَيْهِ أَي موئلاً يئل إِلَيْهِ، وَأما الوُعِل فَمَا سمعته لغير اللَّيْث. وَيُقَال استوعلت الأوعالُ إِذا ذهبت فِي قُلَل الْجبَال وَقَالَ ذُو الرمة: وَلَو كلمت مستوعِلا فِي عَمَاية تصبّاه من أَعلَى عمايةَ قِيلُها يَعْنِي وَعِلاً مستوعلاً فِي قلَّة عماية وَهُوَ جبل. وَقَالَ الْفراء: أمالك من هَذَا الْأَمر وَعْل، وَمَالك مِنْهُ وَغْل أَي ملْجأ. وَقَالَ غَيره هما بِمَعْنى مَاله مِنْهُ بدّ. وَقَالَ ذُو الرمة: حَتَّى إِذا لم يجد وَعْلاً ونجنجها مَخَافَة الرَّمْي حَتَّى كلهَا هيم وَيُقَال لأشراف النَّاس الوعُول، ولأرذالهم التُحوت. وَفِي الحَدِيث (من أَشْرَاط السَّاعَة أَن يظْهر أَو يَعْلُو التحوت، ويسفل الوعول يَعْنِي الْأَشْرَاف) . قَالَ النَّضر: المستوعَل: الحِرْز الَّذِي يتحرز بِهِ الوعل فِي رَأس الْجَبَل. قَالَ: وَلذَلِك سمي الوعل وَعلا. والجميع المستوعَلات. وَكَذَلِكَ المستوأل بِهَمْزَة وَهُوَ الْمَكَان الَّذِي يستوئل إِلَيْهِ أَي يأوي إِلَيْهِ، وَمِنْه أَخذ الموئل. ومكانه الَّذِي يُوفيه المشترَف والجميع المشترفات يَعْلُو العلوّ لِئَلَّا يُخْتَلّ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال لعُرْوة الْقَمِيص الوَعْلة ولزرّه الزِير. (بَاب الْعين وَالنُّون) (ع ن (وَا يء)) عون، عَنَّا، نعو، عين، وَعَن، ينع، نعي، نوع، ونع. عون: يُقَال امْرَأَة متعاوِنة إِذا اعتدل خَلْقُها فَلم يبدُ حجمها، وبرذون متعاون ومتدارِك ومتلاحك إِذا لحِقت قوّته وسِنّه. وَقَالَ اللَّيْث: كل شَيْء أعانك فَهُوَ عَوْن لَك؛ كَالصَّوْمِ عَوْنٌ على الْعِبَادَة والجميع الأعوان. قَالَ: وَتقول: أعنته إِعَانَة، واستعنته، واستعنت بِهِ، وعاونته. وَقد تعاونّا أَي أعَان بَعْضنَا بَعْضًا. والمَعُونة: مَفْعُلة فِي قِيَاس من جعلهَا من العَوْن. وَقَالَ نَاس: هِيَ فَعُولة من الماعون، والماعون فاعول. وَقَالَ غَيره من النَّحْوِيين: المَعُونة مَفْعُلة من العَوْن، مثل المَغُوثة من الْغَوْث، والمَضُوفة من أضَاف إِذا أشْفق، والمشورة من أَشَارَ يُشِير. وَمن الْعَرَب من يحذف الْهَاء فَيَقُول: مَعُون وَهُوَ شاذّ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب مَفْعُل بِغَيْر هَاء. ورَوَى الْفراء عَن الكسائيّ أَنه قَالَ: لَا يَأْتِي فِي المذكّر مَفْعُل بِضَم الْعين إِلَّا حرفان جَاءَا نادرين لَا يُقَاس عَلَيْهِمَا وَأنْشد: بثين الزمى لَا إِن لَا إِن لَزِمته على كَثْرَة الواشين أيُّ معون وَقَالَ آخر: ليَوْم هيجا أَو فَعال مَكْرُم وَقَالَ الْفراء: مَعُون جمع مَعُونَة، ومكرم

جمع مكرمَة. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذالِكَ} (البَقَرَة: 68) قَالَ الْفراء: انْقَطع الْكَلَام عِنْد قَوْله {وَلَا بكر ثمَّ اسْتَأْنف فَقَالَ {عَوَانٌ بَيْنَ ذالِكَ} قَالَ: والعوان يُقَال مِنْهَا قد عوَّنَتْ. وَقَالَ أَبُو عبيد: العَوَان من النِّسَاء: الثيّب. وَجَمعهَا عُون. وَقَالَ أَبُو زيد عانت الْبَقَرَة تَعُون عُوُوناً إِذا صَارَت عَوانا. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم قَالَ: العَوَان: النَصَف الَّتِي بَين الفارض وَهِي المسنّة وَبَين الْبكر وَهِي الصَّغِيرَة. قَالَ: وَيُقَال: فرس عَوَان وخيل عُون على فُعْل. وَالْأَصْل عُوَن؛ فكرهوا إِلْقَاء ضمة على الْوَاو فسكَّنوها. وَكَذَلِكَ يُقَال رجل جواد وَقوم جُود. وَقَالَ زُهَيْر: نَحُلَّ سهولها فَإِذا فزِعنا جَرَى مِنْهُنَّ بالآصال عونُ فزِعنا: أغثنا مستغيثاً. يَقُول: إِذا أغثنا ركبنَا خيلاً. قَالَ: وَمن زعم أَن العُون هَاهُنَا جمع الْعَانَة فقد أبطل. وَأَرَادَ أَنهم شجعان، فَإِذا استغيث بهم ركبُوا الْخَيل وأغاثوا. وَقَالَ أَبُو زيد: بقرة عوان: بَين المسِنَّة والشابَّة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العَوَان من الْحَيَوَان: السنّ بَين السنّين، لَا صَغِير وَلَا كَبِير. وَامْرَأَة عَوَان: ثيب. وَحرب عوان: كَانَ قبلهَا حَرْب. أَبُو عبيد: الْعَانَة: الْجَمَاعَة من حُمُر الْوَحْش وَقَالَ غَيره: تجمع عُوناً وعانات. وَقَالَ اللَّيْث: عانات: مَوضِع بالجزيرة تنْسب إِلَيْهِ الخَمُر العانيَّة. قَالَ: وعانة الرجل إسبه من الشّعْر النَّابِت على فرجه وتصغيرها عُوَيْنة. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الْعَانَة منبِت الشّعْر فَوق القُبُل من الْمَرْأَة، وَفَوق الذّكر من الرجل، وَالشعر النَّابِت عَلَيْهَا يُقَال لَهُ الشِعْرة والإسب. قلت: وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب لَا مَا قَالَه اللَّيْث. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: اسْتَعَانَ الرجل إِذا حلق عانته وَأنْشد: مثل البُرام غَدا فِي أُصدة خَلَق لم يستعن وحوامي الْمَوْت تغشاه البُرَام: القراد. لم يستعن أَي لم يحلق عانته وحوامي الْمَوْت حوائمه فقلبه. وَهِي أَسبَاب الْمَوْت. اللحياني: يُقَال: فلَان على عانة بكر بن وَائِل أَي على جَمَاعَتهمْ وحرسهم أَي هُوَ قَائِم بأمرهم. اللَّيْث: رجل مِعوان: حسن المعونة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العَوَانة النَّخْلَة الطَّوِيلَة، وَبهَا سمي الرجل، وَهِي المنفردة وَيُقَال لَهَا: القِرْواح والعُلْبة. قَالَ: والعَوَانة أَيْضا: دودة تخرج من الرمل فتدور أشواطاً كَثِيرَة. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: العَوَانة: دابَّة دون الْقُنْفُذ تكون فِي وسط الرملة الْيَتِيمَة وَهِي المنفردة من الرَمَلات فتظهر أَحْيَانًا،

وتدور كَأَنَّهَا تطحن ثمَّ تغوص. قَالَ: وَيُقَال لهَذِهِ الدَّابَّة: الطُّحَن. قَالَ: وبالعوانة الدَّابَّة سمى الرجل. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: العَوِين: الأعوان. قَالَ الْفراء: وَمثله طَسِيس جمع طَسّ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي التعوين كَثْرَة بَوْك الْحمار لعانته والتوعين لعانته السِمَن. وَعَن: قَالَ أَبُو عبيد عَن أبي زيد: إِذا بلغت النَّاقة أقْصَى غَايَة السِمَن قيل توعّنت فَهِيَ متوعنة وَهِي نَهِيّة مثلهَا. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ قَرْيَة النَّمْل إِذا خربَتْ فانثقل النَّمْل إِلَى غَيرهَا وَبقيت آثارها فَهِيَ الوِعَان وَاحِدهَا وَعْن. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي مثله، إلاّ أَنه قَالَ: وَعْنة. وَقَالَ اللَّيْث الوَعْنة جمعهَا الوِعَان. بَيَاض ترَاهُ على الأَرْض تعلم بِهِ أَنه وَادي النَّمْل لَا يُنبت شَيْئا. وَأنْشد: ... كالوِعان رسومها قَالَ وَالْغنم إِذا سمِنت أَيَّام الرّبيع فقد توعَّنت. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الوِعَان: خطوط فِي الْجبَال شَبيهَة بالشئون. عين: يُقَال عان الرجل فلَانا يُعينهُ عَيْناً إِذا مَا أَصَابَهُ بِالْعينِ، فَهُوَ عائن، والمصاب بِالْعينِ معِين. وَمن الْعَرَب من يَقُول: مَعْيون. وأنشدني غير وَاحِد: قد كَانَ قَوْمك يحسبونك سيدا وإخال أَنَّك سيّد مَعْيون وتعيَّن الرجلُ إِذا تشوَّه تأنّى ليصيب شيأ بِعَيْنِه. وَرجل عَيُون إِذا كَانَ نَجِىءَ الْعين. وَيُقَال: أتيت فلَانا فَمَا عيّن لي بِشَيْء، وَمَا عيَّنني بِشَيْء أَي مَا أَعْطَانِي شيأ. وَيُقَال: عيَّنت فلَانا أَي أخْبرته بمساويه فِي وَجهه. وَيُقَال: بعثنَا عَيْنا أَي طَلِيعَة، يعتان لنا أَي يأتينا بالخبَر. والاعتيان: الارتياد. وَيُقَال ذهب فلَان فاعتان لنا منزلا مُكْلئاً أَي ارتاد لنا منزلا ذَا كلأ. والعِينة: خِيَار الشَّيْء وَجَمعهَا عِيَن. وَقَالَ الراجز: فاعتان مِنْهَا عِينة فاختارها حَتَّى اشْترى بِعَيْنِه خِيَارهَا ابْن الأنباريّ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا} (هود: 37) قَالَ أَصْحَاب النَّقْل وَالْأَخْذ بالأثر: الْأَعْين يُرِيد بِهِ العَين. قَالَ: وعَيْن الله لَا تفسَّر بِأَكْثَرَ من ظَاهرهَا، وَلَا يسع أحدا أَن يَقُول: كَيفَ هِيَ أَو مَا صفتهَا. قَالَ: وَقَالَ بعض الْمُفَسّرين {بأعيننا بإبصارنا إِلَيْك. وَقَالَ غَيره: بإشفاقنا عَلَيْك. واحتجّ بقوله: وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 -} (طه: 39) أَي لتغَذَّى بإشفاقي. تَقول الْعَرَب: على عَيْني قصدت زيدا يُرِيدُونَ الإشفاق. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: اللُّومة: السِنّة الَّتِي تُحرث بهَا الأَرْض، فَإِذا كَانَت على الفَدَان فَهِيَ العِيان وَجَمعهَا عُيُن لَا غير. وَقَول عمر بن أبي ربيعَة: ونفسك لم عينين جِئْت الَّذِي ترى وطاوعت أَمر الغيّ إِذْ أَنْت سادر

قَالَ: قَالَ الزبير: عينين: مُعَاينَة. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: عينين جعله بَدَلا من النَّفس. أَبُو عبيد: حضرت حَتَّى عِنْت وأَعْينت بلغت الْعُيُون. ابْن السّكيت: يُقَال قدِم فلَان من رَأس عَيْن، وَلَا تقل: من رَأس الْعين. وَيُقَال: مَا بِالدَّار عين وَلَا عائنة أَي أحدٌ. الْفراء: لَقيته أوّل عَيْن أَي أوَّل شَيْء. وَأَبُو عبيد عَن الْكسَائي مثله. وَقَالَ أَبُو زيد لَقيته أول عائنة مثله. وَقَالَ الْفراء: مَا بهَا عائن وَمَا بهَا عَيَن بِنصب الْيَاء. والعَينُ: أهل الدَّار. وَقَالَ اللحياني: إِنَّه لأعيْن إِذا كَانَ ضخم الْعين واسعها وَالْأُنْثَى عيناء. والجميع مِنْهَا عِين قَالَ الله تَعَالَى: {يَشْتَهُونَ وَحُورٌ عِينٌ} (الواقِعَة: 22) وَلَقَد عَيِنَ يَعْيَنُ عَيَنَاً وعِينةً حَسَنَة. ونعجة عيناء إِذا اسودت عينتها، وابيض سَائِر جَسدهَا قَالَ وعِينتها: مَوضِع المَحْجِر من الْإِنْسَان، وَهُوَ مَا حول الْعين. وحفر الْحَافِر فأعْيَن وأعان أَي بلغ العُيون. وَرَأَيْت فلَانا عِيَاناً أَي مُوَاجهَة. وَيُقَال: طلعت الْعين وَغَابَتْ الْعين، أَي الشَّمْس. وَفِي الحَدِيث: (إِن أَعْيَان بني الْأُم يتوارثون دون بني العَلاّت) . وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أَحْمد بن يحيى أَنه قَالَ: الْأَعْيَان: ولد الرجل من امْرَأَة وَاحِدَة، والأَقْران: بَنو أمّ من رجال شتّى، وَبَنُو العَلاّت: بَنو الرجل من أمّهات شَتَّى، وَمعنى الحَدِيث أَن الْإِخْوَة للْأَب وَللْأُمّ يتوارثون، دون الْأُخوة للْأَب. ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: أَصَابَته من الله عَيْن. قَالَ: وَقَالَ عمر لرجل ضربه رجل بحقّ: أصابتك عين من عُيُون الله. وَأنْشد: فَمَا النَّاس أردَوه وَلَكِن أقاده يَد الله والمستنصر الله غَالب وَيُقَال: هَذِه دراهمك بِأَعْيَانِهَا وَهِي أَعْيَان دراهمك وَلَا يُقَال فِيهَا أعْيُن وَلَا عُيُون وَكَذَلِكَ يُقَال هَؤُلَاءِ إخْوَتك بأعيانهم، وَلَا يُقَال: أعين وعيون. وَيُقَال: غارت عَيْن المَاء، وَتجمع عيُونا. وَيُقَال: عيَّن التَّاجِر يُعيّن تعيينا وعينة قبيحة، وَهِي الِاسْم، وَذَلِكَ إِذا بَاعَ من رجل سلْعَة بِثمن مَعْلُوم إِلَى أجل مُسَمّى ثمَّ اشْتَرَاهَا مِنْهُ بأقلّ من الثّمن الَّذِي بَاعهَا بِهِ. وَقد كرِه العِينَة أكثرُ الْفُقَهَاء. ورُوي النَّهْي فِيهَا عَن عَائِشَة وَابْن عَبَّاس. فَإِن اشْترى التَّاجِر بِحَضْرَة طَالب العِينة سِلْعة من آخر بِثمن مَعْلُوم، وَقَبضهَا، ثمَّ بَاعهَا من طَالب الْعينَة بِثمن أَكثر مِمَّا اشْتَرَاهُ إِلَى أجل مسمّى ثمَّ بَاعهَا المُشْتَرِي من البَائِع الأول بِالنَّقْدِ بِأَقَلّ الثّمن الَّذِي اشْتَرَاهَا بِهِ فَهَذِهِ أَيْضا عِينة. وَهِي أَهْون من الأولى. وَأكْثر الْفُقَهَاء على إجازتها، على كَرَاهَة من بَعضهم لَهَا. وَجُمْلَة القَوْل فِيهَا أَنَّهَا إِذا تعرّت من شَرط يُفْسِدهَا فَهِيَ جَائِزَة. وَإِن اشْتَرَاهَا المتعيّن بِشَرْط أَن يَبِيعهَا من

بَائِعهَا الأول فَالْبيع فَاسد عِنْد جَمِيعهم وسمّيت عِينة لحُصُول النَّقْد لطَالب العِينة. وَذَلِكَ أَن الْعينَة اشتقاقها من العَيْن وَهُوَ النَّقْد الْحَاضِر يحصل لَهُ من فوره. وَقَالَ الراجز: وعَيْنه كالكالىء الضِّمَارِ يُرِيد بعِينه حَاضر عطيته. يَقُول فَهُوَ كالضِّمار، وَهُوَ الْغَائِب الَّذِي لَا يُرجى. والعَيْن: عين الرُكْبَة وَهِي نُقْرة الرُكْبة. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: العَيْن: الْمَطَر يَدُوم خَمْسَة أَيَّام أَو أَكثر لَا يُقلع. وَالْعين: مَا عَن يَمِين قِبلة أهل الْعرَاق. وَكَانَت الْعَرَب تَقول: إِذا نشأت السحابة من قِبَل العَيْن فَإِنَّهَا لَا تكَاد تُخلِف، أَي من قِبَل قِبْلة أهل الْعرَاق. الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت قَالَ: الْعين: الَّتِي يبصر بهَا النَّاظر. وَالْعين: أَن يُصِيب الْإِنْسَان بِعَين. وَالْعين: الَّذِي ينظر للْقَوْم. وعينُ الْمَتَاع: خِيَاره. وَعين الشَّيْء: نَفسه. وَيُقَال: لَا أقبل إلاّ درهمي بعينِه. والعينُ عين الرُكبةِ وَالْعين: الَّتِي يخرج مِنْهَا المَاء. وَالْعين: الدَّنَانِير. وَالْعين: مطر أَيَّام لَا يُقلِع. وَالْعين: مَا عَنْ يَمِين قبْلَة أهل الْعرَاق. وَيُقَال: فِي الْمِيزَان عَيْن إِذا رجحت إِحْدَى كِفَّتيه على الْأُخْرَى. وَالْعين عين الشَّمْس. قَالَ وَالْعين: أهل الدَّار. وَأنْشد: تشرب مَا فِي وَطْبها قبل العَين وَالْعين: النَقْد. يُقَال: اشْتريت العَبْد بالدَيْن أَو بالعَيْن. وَعين الْقوس: الَّتِي يَقع فِيهَا البندق. وَالْعين اليَنبوع الَّذِي يَنْبع من الأَرْض وَيجْرِي. وَعين الركيَّة: منبعها. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الْعَرَب تَقول: فِي هَذَا الْمِيزَان عَيْن أَي فِي لِسَانه مَيَل قَلِيل. وَيَقُولُونَ: هَذَا دينارٌ عَيْن إِذا كَانَ ميّالاً أرجح بِمِقْدَار مَا يمِيل بِهِ لِسَان الْمِيزَان. قَالَ وَعين سَبْعَة دَنَانِير نصف دانق. أَبُو سعيد عين مَعْيونة: لَهَا مادّة من المَاء وَقَالَ الطرمّاح: ثمَّ آلت وَهِي مَعْيونة من بطىء الضَهْل نَكْز المهامي أَرَادَ أَنَّهَا طَمَتْ ثمَّ آلت أَي رجعت. وَيُقَال للرجل يُظهر لَك من نَفسه مَا لَا يَفِي بِهِ إِذا غَابَ: وَهُوَ عَبْدُ عَيْنٍ، وَهُوَ صديق عَيْن. وعان الماءُ يعين إِذا سَالَ. والعِيَان: حَلْقة السِّنَّة وَجمعه عُيُن. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال إِن فلَانا لكريمٌ عينُ الْكَرم. وَيُقَال فِي مثل: لَا أطلب أثرا بعد عين أَي بعد المعاينة. وَأَصله أَن رجلا رأى قاتِل أَخِيه فَلَمَّا أَرَادَ قَتله قَالَ: أفتدي بِمِائَة نَاقَة، فَقَالَ: لست أطلب أثرا بعد عين وَقَتله. وَقَوله: حبشيّاً لَهُ ثَمَانُون عينا بَين عَيْنَيْهِ قد يَسُوق إفالا أَرَادَ عبدا حَبَشِيًّا لَهُ ثَمَانُون دِينَارا بَين عَيْنَيْهِ يَعْنِي بَين عَيْني رَأسه. وَالْعين: الَّذِي تبعثه بتجسس الْأَخْبَار، تسميه الْعَرَب ذَا

العِيَيْنَتين وَذَا العُيَيْنَتَين وَذَا العُوَينتين كُله بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ اللَّيْث: والعِينة: السَلَف. وَقد تعيّن مِنْهُ عِينة، وعيَّنة التَّاجِر. والعِين: بقر الْوَحْش وَهَؤُلَاء أَعْيَان قَومهمْ أَي أَشْرَافهم وَالْمَاء المعِين: الظَّاهِر الَّذِي ترَاهُ الْعُيُون. وثوب مُعَيَّر: يُرى فِي وشيه ترابيع صغَار تشبه عُيُون الْوَحْش. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: عيَّنت الْقرْبَة إِذا صببت فِيهَا مَاء ليخرج من مخارزها وَهِي جَدِيدَة فتنسدّ وسرَّبتها كَذَلِك. وَقَالَ الْفراء: التعيّن أَن يكون فِي الْجلد دوائر رقيقَة. وَقَالَ الْقطَامِي: وَلَكِن الأدِيم إِذا تَفَرّى بِلاً وتعيُّناً غلب الصَنَاعا وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: تعيّنت أخفافُ الْإِبِل إِذا نقِبت مثل تعيّن الْقرْبَة. وتعينتُ الشَّخْص تعيُّناً إِذا رَأَيْته. وسقاء عَيِّن إِذا رَقَّ فَلم يُمسك المَاء. وَيُقَال: عيَّن فلَان الْحَرْب بَيْننَا تعييناً إِذا أدارها وِعِينة الْحَرْب مادّتها. وَقَالَ ابْن مقبل: لَا تحلُب الحربُ مني بعد عِينتها إِلَّا عُلاَلة سِيد مارد سَدِم أَبُو عَمْرو: مَا عيّن فلَان لي شيأ، أَي لم يدلّني على شَيْء. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الكُوفَة مَعَان منا أَي منزل ومَعْلم. ورأيته بعائنة العدوّ، أَي بِحَيْثُ ترَاهُ عُيُون العدوّ، وَمَا رَأَيْت ثَمّ عائنة أَي إنْسَانا. وَرجل عَيِّن أَي سريع الْبكاء، ولقيته عَيْنَ عُنَّةٍ أَي مُوَاجهَة وعَيْنَين: جبل بأُحُد. وبالبحرين قَرْيَة تعرف بعينين، وإليها ينْسب خُلَيد عينين وَقد دَخَلتهَا أَنا، وعان المَاء يَعِين إِذا سَالَ. عَنَّا: قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَىِّ الْقَيُّومِ} (طاه: 111) . قَالَ الْفراء: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ} : نصِبت لَهُ وعملت لَهُ. وَذكر أَيْضا أَنه وَضْع الْمُسلم يَدَيْهِ وجبهته وركبتيه إِذا سجد وَركع، وَهُوَ فِي معنى الْعَرَبيَّة أَن يَقُول الرجل: عَنَوت لَك: خضعت لَك وأطعتك. قَالَ: وَيُقَال للْأَرْض: لم تعنُ بِشَيْء أَي لم تُنبت شيأ. وَيُقَال: لم تَعْنِ بِشَيْء، وَالْمعْنَى وَاحِد؛ كَمَا يُقَال حَثَوت عَلَيْهِ التُّرَاب وحَثَيت. قَالَ وَقَوْلهمْ: أخذت الشَّيْء عَنْوة يكون غَلَبَة، وَيكون عَن تَسْلِيم وَطَاعَة مِمَّن يُؤْخَذ مِنْهُ الشَّيْء. وَأنْشد الْفراء: فَمَا أخذوها عَنْوة عَن مودّة ولكنّ ضرب المشرفيّ استقالها فَهَذَا على معنى التَّسْلِيم وَالطَّاعَة بِلَا قتال. وَقَالَ الْأَخْفَش فِي قَوْله: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ} (طاه: 111) : استأسرت. قَالَ: والعاني: الْأَسير. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: العاني: الخاضع، والعاني: الْأَسير. والعاني: العَبْد.

والعاني: السَّائِل من مَاء أَو أَدَم. يُقَال: عنت القِربة تعنو إِذا سَالَ مَاؤُهَا. وَقَالَ المتنخِّل الْهُذلِيّ: تعنو بمخروت لَهُ ناضحٌ ذُو رَيِّق يغذو وَذُو سَلسَل قَالَ شمر: تعنو بمخروت أَي تسيل بمخروت أَي من شَقٍ مخروت، والخَرْت: الشَقُ فِي الشَفة والمخروت المشقوق. وَرَوَاهُ: ذُو شَلْشَل بالشين مُعْجمَة مَعْنَاهُ: ذُو قَطَران من الواشل وَهُوَ القاطر أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: عنوت الشَّيْء: أخرجته. وَأنْشد: وَلم يبْق بالخلصاء مِمَّا عَنَتْ بِهِ أَي أَخرجَتْه. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: العَنَاء: الْحَبْس فِي شدّة وذل. يُقَال: عَنَا الرجلُ يعنو عُنُوَّاً وعَنَاء إِذا ذَلَّ لَك واستأثر. قَالَ: وعنّيته أُعَنّيه تعنية إِذا أسرته فحبسته مضيِّقاً عَلَيْهِ. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (اتَّقوا الله فِي النِّسَاء فَإِنَّهُنَّ عوانٍ عنْدكُمْ) أَي كالأسرى. قَالَ: وأخذته عَنْوة أَي قسْراً قهرا. وفُتحت هَذِه الْبَلدة عَنْوة أَي فتحت بِالْقِتَالِ قوتل أَهلهَا حَتَّى غُلبوا عَلَيْهَا، أَي فتحت الْبَلدة الْأُخْرَى صلحا؛ لم يُغلبوا وَلَكِن صولحوا على خَرْج يُؤدّونه. وَقَالَ أَبُو عبيد فِي قَوْله: (فَإِنَّهُنَّ عنْدكُمْ عوانٍ) وَاحِدَة العواني عانية وَهِي الْأَسِيرَة يَقُول: إِنَّمَا هن عنْدكُمْ بِمَنْزِلَة الأسرى. وَرجل عانٍ وَقوم عُنَاة: وَمِنْه قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (عُودوا المرضى، وفُكّوا العاني) يَعْنِي الْأَسير. قَالَ: وَلَا أُراه مأخوذاً إِلَّا من الذل والخضوع، وكل من ذل واستكان فقد خضع وعنا. وَالِاسْم مِنْهُ العَنْوة. وَقَالَ الْقطَامِي: ونأت بحاجتنا ورُبَّتَ عَنوة لَك من مواعدها الَّتِي لم تصدق وأُخِذت الْبِلَاد عَنوة أَي بالقهر والإذلال. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: هَذَا يعنو هَذَا أَي يَأْتِيهِ فيشمَّه. والهموم تعاني فلَانا أَي تَأتيه. وَأنْشد: وَإِذا تعانيني الهمومُ قريتُها سُرُح الْيَدَيْنِ تُخالس الخَطَرانا وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للأسير: عَنَّا يعنو، وعَنِيَ يَعْنَى. قَالَ: وَإِذا قلت أعْنَوه فَمَعْنَاه أبقَوه فِي الإسار. قَالَ: وعُنْوان الْكتاب مشتقّ فِيمَا ذكرُوا من المَعْنَى. وَفِيه لُغَات: عنونت وعنَّيت، وعنَّنْت. وَقَالَ الْأَخْفَش: عَنَوْت الْكتاب واعْنُهُ. وَأنْشد يُونُس: فطِنِ الْكتاب إِذا أردْت جَوَابه واعُن الْكتاب لكَي يُسَرّ ويُكْتما ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ عَنِيت بأَمْره عناية: وعُنِيّاً، وعنا فِي أمره سَوَاء فِي

الْمَعْنى وَمِنْه قَوْلهم: إياكِ أَعنِي واسمعي يَا جارهْ وَتقول عنيتك بِكَذَا وَكَذَا عِنِيّا، والعَناء الِاسْم وَيُقَال عَنيت وتعنّيت كل يُقَال. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال: عَنَّا عَلَيْهِ الْأَمر أَي شقّ عَلَيْهِ. وَأنْشد قَول مزرِّد: وشقّ على لعرىء وعنا عَلَيْهِ تكاليف الَّذِي لن يستطيعا وَيُقَال: عُني بالشَّيْء فَهُوَ مَعْنِيّ بِهِ، وأعنيته وعنَّيته بِمَعْنى وَاحِد. وَأنْشد: وَلم أَخْلُ فِي قَفْر وَلم أُوفِ مَرْبأ يَفَاعا وَلم أُعن المطِيّ النواجيا قَالَ: وعنّيته: حَبسته حبسا طَويلا، وكل حبس طَوِيل فَهُوَ تعنية. وَمِنْه قَول عُقْبة: قطعتَ الدَّهْر كالسَدِم المعنّي تُهَدِّرُ فِي دمشق وَمَا تريم وَيُقَال: لقِيت من فلَان عَنْية وَعَنَاء أَي تَعَباً. أَبُو عبيد عَن الْفراء: مَا يَعْنَى فِيهِ الأكلُ أَي مَا ينجَع. وَقد عَنَى أَي نجع، هَكَذَا رُوِي لنا عَن أبي عبيد عَنَى يَعْنَى. وروَاه ثَعْلَب عَن سَلَمة عَن الْفراء: شرب اللَّبن شهرا فَلم يَعْنَ فِيهِ كَقَوْلِك: لم يُغنِ عَنهُ شَيْئا وَقد عَنِيَ يَعْنَى عُنِيّاً بِكَسْر النُّون من عَنِيَ. قلت: وَالصَّوَاب مَا رَوَاهُ أَبُو الْعَبَّاس، وَهُوَ قِيَاس كَلَام الْعَرَب. وَمن أمثالهم عَنِيَّتُه تشفى الجرب يضْرب مثلا للرجل الْجيد الرَّأْي. وأصل العنِيَّة فِيمَا روى أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي أَبوال الْإِبِل يُؤْخَذ مَعهَا أَخلاط فتُخلط، ثمَّ تُحبس زَمَانا فِي الشَّمْس، ثمَّ يُعالج بهَا الْإِبِل الْجَرْبَى، سُمِّيت عَنِيَّة من التعنية وَهُوَ الْحَبْس وَنَحْو ذَلِك قَالَ أَبُو عَمْرو. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: عَنَّا يعنو إِذا أَخذ الشَّيْء قهرا، وعنا يعنو عَنْوة فيهمَا إِذا أَخذ الشَّيْء صلحا بإكرام ورفق. وَقَالَ اللَّيْث: عناني هَذَا الْأَمر يَعْنيني عِناية فَأَنا معنِيّ بِهِ، وَقد اعتنيت بأَمْره. قَالَ: وَمعنى كل شَيْء محنته وحاله الَّتِي يصير إِلَيْهَا أمره. وأَخبرني الْمُنْذِرِيّ عَن أَحْمد بن يحيى قَالَ: المَعْنى وَالتَّفْسِير والتأويل وَاحِد. وَقَالَ اللَّيْث: المُعنَّى كَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة إِذا بلغت إبل الرجل مائَة عَمدُوا إِلَى الْبَعِير الَّذِي أَمْأت بِهِ إبِله فأغلقوا ظَهره لِئَلَّا يركب وَلَا ينْتَفع بظهره؛ ليعلم أَن صَاحبهَا مُمْء وإغلاق ظَهره أَن يُنزع مِنْهُ سَنَاسِنُ من فِقرته ويعقر سنامه. وَقَالَ فِي قَول الفرزدق: غلبتك بالمفقّىء والمُعَنِّي وبيتِ المحتبِي والخافقات قَالَ أَرَادَ بالمفقِّىء بَيته: فلستَ وَلَو فقَّأت عَيْنَيْك واجدا أبالك إِذْ عُدَّ المساعي كدارم وَأَرَادَ بالمعنِّي قَوْله: تَعَنَّى يَا جرير لغير شَيْء

وَقد ذهب القصائد للرواة فَكيف تردّ مَا بعُمان مِنْهَا وَمَا بجبال مصر مشهَّرات وَأَرَادَ بالمحتبِي قَوْله: بَيت زُرَارَة محتبٍ بفنائه ومجاشع وَأَبُو الفوارس نهشل لَا يحتبِي بِفنَاء بَيْتك مثلُهم أبدا إِذا عُدّ الفَعَال الْأَفْضَل وَأَرَادَ بالخافقات قَوْله: وَأَيْنَ يُقَضّى المالكان أمورها بحقّ وَأَيْنَ الخافقات اللوامع أَخذنَا بآفاق السَّمَاء عَلَيْكُم لنا قمراها والنجوم الطوالع ابْن الْأَعرَابِي: فِي الحَدِيث عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لرجل: لقد عَنِي الله بك؛ قَالَ: معنى الْعِنَايَة هَاهُنَا الْحِفْظ، أَي لقد حفظ الله دينك وأمرك حَتَّى خلَّصك وَحفظه عَلَيْك وَقَالَ: عُنيت بِأَمْرك فَأَنا مَعْنِي وعَنيت فَأَنا عانٍ وعنٍ. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: الأعناء: النواحي وَاحِدهَا عَناً، كَمَا ترى وَهِي الأعنان أَيْضا. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه سُئِلَ عَن الْإِبِل، فَقَالَ: أعنان الشَّيَاطِين، أَرَادَ أَنَّهَا مثلهَا، كَأَنَّهُ أَرَادَ أَنَّهَا من نواحي الشَّيَاطِين. وَقَالَ اللحياني: يُقَال: فِيهَا أعناء من النَّاس، وأعراء، وَاحِدهَا عِنْو وعِرْو، أَي جماعات. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أعناء الشَّيْء: جوانبه، وَاحِدهَا عِنْو. وَقَالَ الْفراء: يُقَال هُوَ معنيٌّ بأَمْره وعانٍ بأَمْره وَعَنٍ بأَمْره بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ ابْن السّكيت عَن الْكسَائي: يُقَال: لم تَعْنِ بِلَادنَا بِشَيْء أَي لم تُنبت شَيْئا وَلم تَعْنُ بِشَيْء أَي لم تُنْبِت يسكنون الْعين فِيهَا شَيْئا. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: سَأَلته فَلم يَعْنُ لي بِشَيْء، كَقَوْلِك لم يَنْدَ لي بِشَيْء، وَلم يبِضّ لي بِشَيْء، وَقد عَنَّا النبت يعنو إِذا ظهر، وأعناءهُ الْمَطَر إعناء، وعنا المَاء إِذا سَالَ، وَدم عانٍ سَائل، وعَنَوت الشَّيْء: أخرجته. وَقَالَ أَبُو سعيد: عَنَيت فلَانا عَنْياً أَي قصدته وَمن تَعْنِي بِقَوْلِك؟ أَي من تقصد؟ وعناني أَمرك أَي قصدني وَفُلَان تَتعنَّاه الحُمَّى أَي تتعهَّده، وَلَا تقال هَذِه اللَّفْظَة فِي غير الحُمَّى. وَرُوِيَ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا اشْتَكَى أَتَاهُ جِبْرِيل فَقَالَ: باسم الله أَرقيك من كل دَاء يَعْنِيك، من شرّ حَاسِد إِذا حسد، وَمن شَرّ كل ذِي عين. قلت: قَوْله: يَعْنِيك أَي يشغلك. تَقول: هَذَا الْأَمر لَا يعنيني أَي لَا يشغلني. وَقيل: يَعْنِيك أَي يقصدك كَمَا قَالَ أَبُو سعيد، والمعنيان متقاربان. أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي: عُني فلَان بِالْأَمر فَهُوَ مَعْنِيّ بِهِ. وَيُقَال: لتُعْنَ بحاجتي. وَيُقَال عَنِيت فِي الْأَمر إِذا تعنيت فِيهِ، فَأَنا أَعْنَى وأَنا عَنٍ. وَإِذا سَأَلت قلت كَيفَ من تُعْنى بأَمْره مضموم؛ لِأَن الْأَمر عناه وَلَا يُقَال كَيفَ من تَعْنَى بأَمْره.

وَقَالَ اللَّيْث المعاناة: المقاساة. وروى أَبُو سعيد عَن ابْن الْأَعرَابِي: المعاناة: المداراة. وَقَالَ الأخطل: فَإِن أك قد عانيت قومِي وهبتهم فهلهل وأَوّل عَن نُعَيم بن اخثما هلهل: تأن وانتظر. وَأنْشد ابْن الْأَنْبَارِي فِي قَوْلهم عناني الشَّيْء أَي شغلني: عناني عَنْك والأنصابِ حَرْب كَأَن صُلاتها الأبطالَ هِيم أَي شغلني. وَقَالَ آخر: لَا تلمني على الْبكاء خليلي إِنَّه مَا عاناك مَا قد عناني وَقَالَ آخر: إِن الْفَتى لَيْسَ يُقميه ويقمعه إِلَّا تكلُّفه مَا لَيْسَ يعنيه تَفْسِير مِنْ وَعَن قَالَ الْمبرد: مِنْ وَإِلَى وربَّ وَفِي وَالْكَاف الزَّائِدَة وَالْبَاء الزَّائِدَة وَاللَّام الزَّائِدَة هِيَ حُرُوف الْإِضَافَة الَّتِي يُضَاف بهَا الْأَسْمَاء وَالْأَفْعَال إِلَى مَا بعْدهَا. قَالَ: وأمّا مَا وَضعه النحويون؛ نَحْو على وَعَن وَقبل وَبعد وَبَين وَمَا كَانَ مثل ذَلِك فَإِنَّمَا هِيَ أَسمَاء. يُقَال: جِئْت من عِنْده، ومِن عَلَيْهِ، وَمن عَن يسَاره، وَمن عَن يَمِينه قَالَ الْقطَامِي: من عَنْ يَمِين الحُبَبَّا نظرةٌ قَبَل وممَّا يَقع الْفرق فِيهِ بَين مِن وَعَن أَن مِن يُضَاف بهَا مَا قَرُب من الْأَسْمَاء، وَعَن يُوصل بهَا مَا ترَاخى؛ كَقَوْلِك: سَمِعت من فلَان حَدِيثا، وحدّثنا عَن فلَان حَدِيثا. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي قَول الله جلّ وعزّ: {الصُّدُورِ وَهُوَ الَّذِى يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُواْ عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} (الشّورى: 25) أَي من عباده. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: حدَّثني فلَان من فلَان يُرِيد: عَنهُ، ولهِيتُ من فلَان وَعنهُ. وَقَالَ الْكسَائي: لهيت عَنهُ لَا غير. وَيُقَال: اله مِنْهُ وَعنهُ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: لهِيت مِنْهُ وَعنهُ: وَقَالَ عَنْك جَاءَ هَذَا يُرِيد: مِنْك. وَقَالَ سَاعِدَة بن جُؤيَّة: أفعنك لَا برقٌ كَأَن وميضه غَابَ تسنَّمه ضِرَام موقَد يُرِيد: أمنك برق، وَلَا صلَة، رَوَى جَمِيع ذَلِك أَبُو عبيد عَنْهُم. وَالْعرب تَقول: سِرْ عَنْك، وانفُذ عَنْك، أَي امْضِ وجُز، وَلَا معنى لعنك. وَفِي حَدِيث عمر أَنه طَاف بِالْبَيْتِ مَعَ يَعْلَى ابْن أميَّة، فَلَمَّا انْتهى إِلَى الرُّكْن الغربيّ الَّذِي يَلِي الْأسود قَالَ لَهُ: لَا تستلم. قَالَ: فَقَالَ لَهُ: انفُذ عَنْك فَإِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يستلمه. وَفِي الحَدِيث تَفْسِيره أَي دَعه. وَقَالَ ابْن السّكيت: تكون عَن بِمَعْنى على. وَأنْشد قَول ذِي الإصبع العَدْواني: لاه ابْن عمك لَا أفضلت فِي حسب عني وَلَا أَنْت ديّاني فتخزوني قَالَ: عنّي فِي معنى عليّ، أَي لم تُفضل فِي حسب عليَّ. قَالَ: وَقد جَاءَ عَن

بِمَعْنى بعد. وَأنْشد: وَلَقَد شُبَّت الحروب فَمَا غَمَّر ت فِيهَا إِذْ قَلّصت عَن حِيَال أَي قلَّصت بعد حيالها. وَقَالَ فِي قَول لبيد: لِوَرْد تَقْلِص الغِيطانُ عَنهُ يَبُذّ مَسَافَة الخِمس الْكَمَال قَالَ: قَوْله: عَنهُ أَي من أَجله. وَعَن الْفراء أنة يُقَال: اغسل عَن وَجهك ويدك، وَلَا يُقَال: اغسل عَن ثَوْبك. وَيُقَال: جَاءَنَا الْخَبَر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فتخفض النُّون. وَتقول: جَاءَنَا منَ الْخَبَر مَا أوجب السَكر فتفتح النُّون؛ لأَنَّ عَن كَانَت فِي الأَصْل عَنِى، وَمن أَصْلهَا مِنا، فدلَّت الفتحة على سُقُوط الْألف، كَمَا دلّت الكسرة فِي عَن على سُقُوط الْيَاء. وَأنْشد بَعضهم: مِنا أَن ذَرَّ قرن الشَّمْس حَتَّى أغاث شريدهم مَلَثُ الظلام وَقَالَ الزّجاج: فِي إِعْرَاب من الْوَقْف، إِلَّا أَنَّهَا فتحت مَعَ الْأَسْمَاء الَّتِي يدخلهَا الْألف وَاللَّام لالتقاء الساكنين؛ كَقَوْلِك: من النَّاس، النُّون من مِن سَاكِنة، وَالنُّون من النَّاس سَاكِنة، وَكَانَ الأَصْل أَن يكسر لالتقاء الساكنين، وَلكنهَا فتحت لثقل اجْتِمَاع كسرتين، لَو كَانَ مِنِ النَّاس لثقل ذَلِك. فَأَما إِعْرَاب عَن النَّاس فَلَا يجوز فِيهِ إِلَّا الْكسر؛ لِأَن أول عَن مَفْتُوح. وَالْقَوْل مَا قَالَ الزّجاج فِي الْفرق بَينهمَا. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: المعاناة والمقاناة: حُسْن السياسة. وَيُقَال: مَا يعانون مَالهم وَلَا يقانونه أَي مَا يقومُونَ عَلَيْهِ. وَقَالَ أَحْمد بن يحيى: يُقَال عَدَل من الشَّيْء إِذا كَانَ مَعَه ثمَّ تَركه، وَعدل عَن الشَّيْء إِذا لم يكن مَعَه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: بهَا أعناء من النَّاس وأفناء أَي أخلاط. وَالْوَاحد عِنْو وفِنْو. قَالَ وأعنى الرجل إِذا صَادف أَرضًا قد أمْشَرَت وَكثر كلؤها. وَيُقَال خُذ هَذَا وَمَا عاناه أَي شاكله. نعو: أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: النَعْو من الْبَعِير: المَشَقّ من مشفره الْأَعْلَى. وَأنْشد غَيره قَول الطرماح: خريعَ النعو مُضْطَرب النواحي كأخلاق الغَرِيفة ذَا غُضُون خريع النعو: ليّنه. والغَرِيفة: النَّعْل. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ: نَعْو الْحَافِر فَرَجة فِي مؤخره. نعي: وَقَالَ اللَّيْث: نعى يَنْعَى نَعْياً. وجاءنا نَعْي فلَان: وَهُوَ خبر مَوته. والنعِيّ بِوَزْن فعيل: نِدَاء الناعي. والنعِيّ أَيْضا: هُوَ الرجل الَّذِي يَنْعَى. ورُوي عَن شدّاد بن أَوْس أَنه قَالَ: يَا نَعَايا الْعَرَب. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي وَغَيره، إِنَّمَا هُوَ فِي الْإِعْرَاب يَا نعاءِ العربَ تَأْوِيله: انعَ الْعَرَب، يَأْمر بنعيهم. كَأَنَّهُ يَقُول: قد ذهبت الْعَرَب. وَقَالَ أَبُو عبيد: خَفْضُ نَعَاءِ مثل قَوْلهم قَطَام ودَراك ونزال. وَأنْشد للكميت:

نعاء جُذاما غير مَوت وَلَا قتل وَلَكِن فراقا للدعائم وَالْأَصْل قَالَ: وَبَعْضهمْ يرويهِ يَا نُعْيان الْعَرَب. فَمن قَالَ هَذَا أَرَادَ الْمصدر؛ يُقَال: نعيته نَعْياً ونُعياناً. . قلت: وَيكون النُعْيان جمعا للناعي، كَمَا يُقَال لجمع الرَّاعِي: رُعْيان، ولجمع الْبَاغِي: بُغْيان وَسمعت بعض الْعَرَب يَقُول لخَدمه: إِذا جَنّ عَلَيْكُم الليلُ فثقّبوا النيرَان فَوق الآكام يَضْوِي إِلَيْهَا رُعياننا وبغياننا. قلت: وَقد يجمع النعِيّ نعايا، كَمَا تجمع المَرِيّ من النوق مرايا، والصَفِيّ صفايا. وَمن قَالَ: يَا نعاء العربَ فَمَعْنَاه: يَا هَذَا انع الْعَرَب، وَيَا أَيهَا الرجل انعهم. وَيُقَال: فلَان ينعى على نَفسه بالفواحش إِذا شَهَر نَفسه بتعاطيه الْفَوَاحِش. وَكَانَ امْرُؤ الْقَيْس من الشُّعَرَاء الَّذين نَعَوا على أنفسهم بالفواحش، وأظهروا التعهّر. وَكَانَ الفرزدق فَعُولاً لذَلِك. ونعى فلَان على فلَان أمرا إِذا أشاد بِهِ وأذاعه. وَفُلَان ينعى فلَانا إِذا طلب بثأره. وَكَانَت الْعَرَب إِذا قُتل مِنْهُم رجل شرِيف أَو مَاتَ، بعثوا رَاكِبًا إِلَى قبائلهم ينعاه إِلَيْهِم، فَنهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن ذَلِك. وَقَالَ أَبُو زيد: النَعِيّ: الرجل الْمَيِّت. والنَعْي: الْفِعْل. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الناعي المشنِّع. يُقَال: نعى عَلَيْهِ أمره إِذا قبَّحه عَلَيْهِ. عَمْرو عَن أَبِيه: قَالَ يُقَال: أنَعْى عَليه، ونعى عَلَيْهِ شيأ قبيحاً إِذا قَالَه تشنيعاً عَلَيْهِ. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: ذهبت تَمِيم فَلَا تُنْعَى وَلَا تُسْهى وَلَا تُنْهى أَي لَا تُذكر. وتناعى بَنو فلَان فِي الْحَرْب إِذا نَعَوا قتلاهم ليحرّضوهم على الطّلب بالثأر. وَقَالَ اللَّيْث: النعِيّ: الناعي الَّذِي ينعي. وَأنْشد قَوْله: قَامَ النعِيّ فأسمعا ونَعَى الكريمَ الأروعا قَالَ: والاستغناء: شبه النفار. قَالَ: وَلَو أَن قوما مُجْتَمعين قيل لَهُم شَيْء ففزعوا مِنْهُ وَتَفَرَّقُوا نافرين لَقلت: استنْعَوا. والناقة إِذا نفرت فقد استنعت. وَقَالَ أَبُو عبيد فِي بَاب المقلوب: استناع واستنعى إِذا تقدم، وَيُقَال: عطف. وَأنْشد: ظلِلنا نعوج العِيس فِي عَرَصاتها وقوفاً ونستنعي بهَا فنصورها وَقَالَ شمر فِيمَا أَخْبرنِي عَنهُ الإياديّ: استنعى إِذا تقدم فَذهب ليتبعوه. وَيُقَال: تَمَادى. قَالَ ورُبّ نَاقَة يستنعِي بهَا الذئبُ أَي يعدو بَين يَديهَا وتتبعه، حَتَّى إِذا امّاز بهَا عَن الحُوَار عَفَق على حوارها مُحضِراً فافترسه. وَقَالَ أَبُو عبيد: استناع واستنعى إِذا تقدّم. وَأنْشد: وَكَانَت ضَرْبَة من شَدْقَمِيّ إِذا مَا اسْتَنَّت الْإِبِل استناعا وَقَالَ أَبُو عَمْرو: استناع واستنعى إِذا تَمَادى وتتابع. نوع: قَالَ اللَّيْث: النَوع والأنواع جمَاعَة.

وَهُوَ كل ضرب من الشَّيْء، وكل صِنف من الثِّيَاب وَالثِّمَار وَغير ذَلِك حَتَّى الْكَلَام. قَالَ: واختُلِفَ فِي النُوع، فَقَالَ بَعضهم: هُوَ الْجُوع، وَقَالَ بَعضهم: هُوَ الْعَطش. قَالَ: وَهُوَ بالعطش أشبه؛ لقَوْل الْعَرَب: هُوَ جَائِع نائع، فَلَو كَانَ الجُوع نُوعاً لم يحسن تكريره. وَقيل: إِذا اخْتلف اللفظان جَازَ التكرير وَالْمعْنَى وَاحِد. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي فِي بَاب الإتباع: رجل جَائِع نائع. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد يُقَال: جُوعا لَهُ ونُوعا، وجُوسا لَهُ وجُودا لَهُ لم يزدْ على هَذَا. قَالَ ونويعة: اسْم وادٍ بِعَيْنِه قَالَ الرَّاعِي: بنُو يعتين فَشَاطىء التسرير ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ: قيل لِابْنِهِ الْخُسّ: مَا أحد شَيْء؟ قَالَت: ضِرسُ جائعِ يقذف فِي مِعًى نائع. وَقَالَ أَبُو بكر فِي قَوْلهم: هُوَ جَائِع نائع، قَالَ أَكثر أهل اللُّغَة: النائع هُوَ الجائع. وَقيل: هُوَ إتباع، كَقَوْلِهِم: حسن بَسَن. وَقيل: النائع العطشان. وَأنْشد: لعمر بني شهَاب مَا أَقَامُوا صُدُور الْخَيل والأسل النياعا قَالَ: الأسَل: أَطْرَاف الأسنَّة، والنِياع: العطاش إِلَى الدِّمَاء. وَيُقَال للغُصْن إِذا حرّكته الرِّيَاح فَتحَرك قد ناع قد ينوع نَوَعاناً، وتنوَّع تنوّعاً، واستناع استناعة، وَقد نوَّعته الرِّيَاح تنويعاً إِذا ضَربته وحرّكته. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: ناع ينُوع، ويَنِيع إِذا تمايل. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: النَوْعة: الْفَاكِهَة الرَطبة الطريّة. شمر عَن أبي عدنان قَالَ لي أَعْرَابِي فِي شَيْء سَأَلته عَنهُ: مَا أَدْرِي على أَي منواع هُوَ أيّ على أَي وَجه. قَالَ وَقَالَ غَيره: هَذَا على أَي منوال. قَالَ أَبُو عدنان: وَالْمعْنَى وَاحِد فِي المِنواع والمنوال. ونع: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الوَنَع لُغَة يَمَانِية: كلمة يشار بهَا إِلَى الشَّيْء الحقير. ينع: قَالَ الله جلّ ذكره: {انْظُرُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَآ أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ} (الأنعَام: 99) الينع: النُضْج. يُقَال يَنَع الشّجر يَيْنَع يَنْعاً. وأينع إِذا أدْرك. قَالَ الشَّاعِر: فِي قِباب حول دسكرة حولهَا الزيتونُ قد ينعا وقرىء: (ويانعه إِن فِي ذَلِك) وَيُقَال: أينع الثمرُ فَهُوَ مُونع ويانع. كَمَا يُقَال أَيفع الْغُلَام فَهُوَ يافع، وَقد ينعَت الثَّمَرَة تينع ينعاً، وأينعت تُونع إيناعاً. واليانع: الْأَحْمَر من كل شَيْء. وثمر يَانِع: إِذا لَوَّن. وَامْرَأَة يانعة الوجنتين. وَقَالَ رَكَّاض الدُّبَيْري: ونحرا عَلَيْهِ الدُرّ يزهو كرومُه ترائب لَا شقرا ينعن وَلَا كُهْبا وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فِي ابْن الملاعَنة: (إِن جَاءَت بِهِ أمّه أحَيمر مثل اليَنَعة فَهُوَ لِأَبِيهِ) . قَالَ: اليَنَعة: خَرَزة حَمْرَاء، واليَنَع: ضرب من العقيق. وَقَالَ أَبُو الدُّقَيش: ضروب الْجَرَاد

باب العين والفاء

الحَرْشف، والمُعَيَّن، والمَرَجَّل، والخَيْفان. قَالَ: فالمعيَّن الَّذِي يَنْسَلِخ فَيكون أَبيض وأحمر وآدَم والخَيْفان نَحوه، والمرجّل: الَّذِي بَدَأَ آثَار أجنحته قَالَ: وغَزَالُ شعْبَان، وراعية الأُتُن والكُدَم من ضروب الْجَرَاد. وَيُقَال لَهُ كُدَم السَّمُر. وَهُوَ الجَحْل والسِّرْمان والشَّقَير واليعسوب وَهُوَ جَحَل أَحْمَر عَظِيم. (بَاب الْعين وَالْفَاء) (ع ف (وَا يء)) عَوْف، عيف، فعا، فوع، يفع، وفع، وعف. عَفا: قَالَ اللَّيْث: الْعَفو عَفْو الله عَن خَلْقه. وَالله العَفُوّ الغفور. قَالَ: وكل من اسْتحق عُقُوبَة فتركتها فقد عفوتَ عَنهُ. وَقَالَ أَبُو بكر بن الْأَنْبَارِي: الأَصْل فِي قَوْله الله جلّ وعزّ: {عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ} (التّوبَة: 43) : محا الله عَنْك مَأْخُوذ من قَوْلهم: عفت الرِّيَاح الْآثَار إِذا درستها ومحتها. وَقد عفت الآثارُ تَعْفُو عُفُوّاً، لفظ اللَّازِم والمتعدّي سَوَاء. وقرأت بِخَط شمر لأبي زيد: عَفا الله عَن العَبْد عَفْواً، وعفت الرِّيَاح الْأَثر عفاءً، فَعَفَا الْأَثر عُفُواً وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (سلوا الله العَفْو والعافية والمعافاة) فأمَّا الْعَفو فَهُوَ مَا وَصفنَا من مَحْو الله ذنُوب عبدِه عَنهُ. وأمَّا الْعَافِيَة فَأن يعافيه الله من سقم أَو بليّة. يُقَال: عافاه الله، وأعفاه أَي وهب لَهُ الْعَافِيَة من العِلَل والبلايا. وأمَّا المعافاة فَأن يعافيك الله من النَّاس ويعافيهم مِنْك. وَقَالَ اللَّيْث: الْعَافِيَة: دفاع الله عَن العَبْد يُقَال: عافاه الله من الْمَكْرُوه يعافيه معافاة وعافية. وَقَالَ غَيره: يُقَال: عافاه الله عَافِيَة؟ وَهُوَ اسْم يوضع مَوضِع الْمصدر الحقيقيّ وَهُوَ المعافاة. وَقد جَاءَت مصَادر كَثِيرَة على فاعلة. قَالَ: سَمِعت راغية الْإِبِل، وثاغية الشَّاء أَي سَمِعت رُغاءها وثغاءها. وَقَالَ اللَّيْث: الْعَفو أحلّ المَال وأطيبه قَالَ وعَفْوُ كل شَيْء خِياره وأجوده، وَمَا لَا تَعب فِيهِ. وَكَذَلِكَ عُفاوته وعِفاوته. وَقَالَ حسَّان بن ثَابت: خُذ مَا أَتَى مِنْهُم عَفْواً فَإِن منعُوا فَلَا يكن همَّك الشيءُ الَّذِي منعُوا قَالَ: الْعَفو الْمَعْرُوف. وَقَالَ غَيره فِي قَول الله جلّ وعزّ: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} (الأعرَاف: 199) : الْعَفو: الْفضل الَّذِي يَجِيء بِغَيْر كُلْفة. وَالْمعْنَى: اقبَل الميسور من أَخْلَاق النَّاس، وَلَا تستقصِ عَلَيْهِم فيستقصِي الله عَلَيْك، مَعَ مَا يتَولَّد مِنْهُ من الْعَدَاوَة والبغضاء. وَقَالَ ابْن السّكيت عَفْو الْبِلَاد: مَا لَا أثر لأحد فِيهَا بمِلك. وَقَالَ الشَّافِعِي فِي قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (من أَحْيَا أَرضًا مَيْتة فَهِيَ لَهُ) إِنَّمَا ذَلِك فِي عَفْو الْبِلَاد الَّتِي لم تُمْلك. وَأنْشد ابْن السّكيت: قبِيلة كشراك النَّعْل دارجة إِن يهبطوا العَفْوَ لَا يُوجد لَهُ أثر قَالَ: وَيُقَال لولد الْحمار عَفْو وعُفْو وعِفْو

وعَفاً مَنْقُوص. وَأنْشد ابْن السّكيت: وطعنٍ كتَشْهاقِ العَفَا همَّ بالنَهْق وعَفْو المَاء: مَا فَضَل عَن الشاربة، وأُخذ بِغَيْر كُلْفة، وَلَا مزاحمة عَلَيْهِ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ العِفْو الجحش، والأتان نَفسهَا تسمى العِفاوة. قَالَ: والعِفَاء من الْوَبر مَمْدُود. وَعَفا ظَهره: نبت لَحْمه وبرأ دَبَره. وَقَالَ ابْن هانىء: قَالَ أَبُو زيد، يُقَال عِفْو، وَثَلَاثَة عِفَوة مثل قِرَطة، وَهِي العِفَاء وَهُوَ الجحش وَالْمهْر أَيْضا. وَكَذَلِكَ العِجْلة. والظِّئَبة جمع الظَأْب، وَهُوَ السِّلْفُ. وَقَالَ اللَّيْث: ولد الْحمار عِفْو والجميع عِفَوة وعِفَاء؛ كَمَا قَالَ أَبُو زيد. وَهِي أفتاء الحُمُر. قَالَ: وَلَا أعلم فِي جَمِيع كَلَام الْعَرَب واواً متحركة بعد حرف متحرك فِي آخر الْبناء غيرَ وَاو عِفَوة. قَالَ وَهِي لُغَة لقيس كَرهُوا أَن يَقُولُوا عِفَاة فِي مَوضِع فِعَلَة وهم يُرِيدُونَ الْجَمَاعَة فتلتبس بوُحْدان الْأَسْمَاء. قَالَ: وَلَو تكلّف متكلِّف أَن يَبْنِي من الْعَفو اسْما مُفردا على بِنَاء فِعَلة لقَالَ: عِفَاة. وروى أَبُو هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إِذا كَانَ عنْدك قوتُ يَوْمك فعلى الدُّنْيَا العَفَاء) . قَالَ أَبُو عبيد وَغَيره: العفاء: التُّرَاب. وَقَالَ زُهَير: تحمَّل أَهلهَا مِنْهَا فَبَاتُوا على آثَار مَا ذهب العَفَاء قَالَ والعفاء أَيْضا: الدُّرُوس. يُقَال: عفت الدَّار عُفُوّاً وعَفَاءً. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال فِي السبّ: بِفِيهِ العَفَاء وَعَلِيهِ العَفَاء، وَالذِّئْب العوَّاء، وَذَلِكَ أَن الذِّئْب يعوِي فِي أثَرِ الظاعن إِذا خلت الدَّار. قَالَ: والاستعفاء: أَن تطلب إِلَى من يكلّفك أمرا أَن يُعفيك مِنْهُ. وَيُقَال: خُذ من مَاله مَا عَفا وَصفا أَي مَا فَضَل وَلم يشقّ عَلَيْهِ. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (من أَحْيَا أَرضًا مَيْتة فَهِيَ لَهُ، وَمَا أكلت الْعَافِيَة مِنْهُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَة) . قَالَ أَبُو عبيد: الْوَاحِد من الْعَافِيَة عافٍ، وَهُوَ كلّ من جَاءَك يطْلب فَضْلا أَو رِزقاً فَهُوَ عافٍ ومعتفٍ، وَقد عَفَاك يعفوك وَجمعه عُفَاةٌ وَأنْشد قَول الْأَعْشَى: تَطوف العُفَاة بأبوابه كطَوْف النَّصَارَى بِبَيْت الوَثَن قَالَ: وَقد تكون الْعَافِيَة فِي هَذَا الحَدِيث من النَّاس وَغَيرهم. قَالَ: وَبَيَان ذَلِك فِي حَدِيث أم مبشّر الْأَنْصَارِيَّة قَالَت: دخل عليّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا فِي نخل لي، فَقَالَ: من غرسه؟ أمسلم أم كَافِر؟ قلت: لَا، بل مُسلم. فَقَالَ: (مَا من مُسلم يغْرس غَرْساً أَو يزرع زرعا فيأكلُ مِنْهُ إِنْسَان أَو دابّة أَو طَائِر أَو سبع إلاّ كَانَت لَهُ صَدَقَة) . وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه أَمر بإحفاء الشَّوَارِب وإعفاء اللحَى. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْكسَائي: إعفاء

اللحى: أَن توفَّر وتكثر. يُقَال مِنْهُ: قد عَفا الشعْرُ وَغَيره إِذا كثر، يعْفُو فَهُوَ عافٍ. وَقد عفَّيته وأعفيته لُغَتَانِ إِذا فعلت ذَلِك بِهِ، قَالَ الله جلّ وعزّ: {حَتَّى عَفَواْ} (الأعرَاف: 95) يَعْنِي كَثُرُوا. وَفِي الحَدِيث (إِذا عَفا الوَبَر وبرىء الدَبَر حَلَّت الْعمرَة لمن اعْتَمر) . وَيُقَال للشعر إِذا طَال ووَفَى: عِفَاء. وَقَالَ زُهَيْر: أذلك أم أقبّ الْبَطن جأبٌ عَلَيْهِ من عقيقته عِفَاء وَيُقَال تعفّت الديارُ تعفِّياً إِذا دَرَست. وَقَالَ اللَّيْث: نَاقَة ذَات عِفاء: كَثِيرَة الْوَبر. قَالَ وعِفَاء النعامة: ريشه الَّذِي قد علا الزِّف الصغار. قَالَ: وَكَذَلِكَ عِفاء الديك وَنَحْوه من الطير، الْوَاحِدَة عِفاءة ممدودة. وَلَيْسَت همزَة العِفَاء والعِفاءة أَصْلِيَّة، إِنَّمَا هِيَ وَاو قُلبت ألِفاً فمُدّت؛ مثل السَّمَاء أصل مدّتها الْوَاو. وَيُقَال فِي الْوَاحِدَة: سماوة وسماءة. قَالَ: وعِفَاء السَّحَاب كالخَمْل فِي وَجهه. قَالَ: وَلَا يُقَال للريشة الْوَاحِدَة: عِفَاءة حَتَّى تكون كَثِيرَة كثيفة. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم فِي همزَة العِفَاء: إِنَّهَا أَصْلِيَّة. قلت وَلَيْسَت همزتها أَصْلِيَّة عِنْد النَّحْوِيين الحذّاق وَلكنهَا همزَة مدّة، وتصغيرها عُفَيّ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {فَمَنْ عُفِىَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَىْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَآءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ} (الْبَقَرَة: 178) . قلت: وَهَذِه آيَة مشكلة، وَقد فسّرها ابْن عَبَّاس ثمَّ مَن بعده تَفْسِيرا قرّبوه على قدر أفهام أهل عصرهم، فَرَأَيْت أَن أذكر قَول ابْن عَبَّاس، وأؤيّده بِمَا يزِيدهُ بَيَانا ووضوحاً. حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق السَّعْدِيّ، قَالَ حَدثنَا المَخْزُومِي. قَالَ: حَدثنَا ابْن عُيَينة عَن عَمْرو بن دِينَار عَن مُجَاهِد قَالَ سَمِعت ابْن عَبَّاس يَقُول: كَانَ القِصَاص فِي بني إِسْرَائِيل، وَلم تكن فيهم الدِّيَة، فَقَالَ الله جلّ وعزّ لهَذِهِ الْأمة {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ} (البَقَرَة: 178) إِلَى قَوْله: {فَمَنْ عُفِىَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَىْءٌ} قَالَ فالعفو أَن يُقبل الدِّيَة فِي الْعمد {ذاَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ} (البَقَرَة: 178) ممّا كتب على من كَانَ قبلكُمْ، يطْلب هَذَا بِإِحْسَان ويؤدِّي هَذَا بِإِحْسَان. قلت: فَقَوْل ابْن عَبَّاس: الْعَفو: أَن يقبل الدِّيَة فِي الْعمد الأَصْل فِيهِ أَن الْعَفو فِي مَوْضُوع اللُّغَة الْفضل. يُقَال: عَفا فلَان لفُلَان بِمَالِه إِذا أفضل لَهُ، وَعَفا لَهُ عمّا عَلَيْهِ إِذا تَركه. وَلَيْسَ الْعَفو فِي قَوْله: {فَمَنْ عُفِىَ لَهُ} (الْبَقَرَة: 178) عفوا من ولي الدَّم، وَلكنه عَفْو من الله جلّ وعزّ. وَذَلِكَ أَن سَائِر الْأُمَم قبل هَذِه الْأمة لم يكن لَهُم أَخذ الدِّيَة إِذا قُتل قَتِيل، فَجعله الله لهَذِهِ الْأمة عَفْوا مِنْهُ وفضلاً، مَعَ اخْتِيَار ولي الدَّم ذَلِك فِي الْعمد وَهُوَ قَول الله جلّ وعزّ: {فَمَنْ عُفِىَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَىْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ} (الْبَقَرَة: 178) أَي من عَفا الله جلّ وعزّ اسْمه لَهُ بِالدِّيَةِ حِين أَبَاحَ لَهُ أَخذهَا بَعْدَمَا كَانَت محظورة على سَائِر الْأُمَم، مَعَ اخْتِيَاره

إِيَّاهَا على الدَّم، اتّباع بِالْمَعْرُوفِ أَي مُطَالبَة للدية بِمَعْرُوف، وعَلى الْقَاتِل أَدَاء الدِّيَة إِلَيْهِ بِإِحْسَان. ثمَّ بيَّن ذَلِك فَقَالَ: {ذاَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ} (البَقَرَة: 178) لكم يَا أمَة مُحَمَّد وَفضل جعله لأولياء الدَّم مِنْكُم {وَرَحْمَة خصكم بهَا {فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذاَلِكَ} (البَقَرَة: 178) أَي من سفك دم قَاتل وليِّه بعد قبُوله الدِّيَة {فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (البَقَرَة: 178) وَالْمعْنَى الْوَاضِح فِي قَوْله فَمن عُفيَ ( { (ُلَهُ} ) من أَخِيه شَيْء أَي من أُحِلَّ لَهُ أَخذ الدِّيَة بدل أَخِيه الْمَقْتُول، عفوا من الله وفضلاً مَعَ اخْتِيَاره، فليطالب بِالْمَعْرُوفِ و (من) فِي قَوْله: {مِنْ أَخِيهِ} مَعْنَاهَا الْبَدَل. وَالْعرب تَقول عَرَضت لَهُ من حقّه ثوبا، أَي أَعْطيته بدل حقّه ثوبا. وَمِنْه قَول الله جلّ وعزّ: {إِسْرَاءِيلَ وَلَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَا مِنكُمْ مَّلَائِكَةً فِى الاَْرْضِ يَخْلُفُونَ} (الزّخرُف: 60) يَقُول: لَو نشَاء لجعلنا بدلكم مَلَائِكَة فِي الأَرْض وَالله أعلم. قلت: وَمَا علمت أحدا أوضح من معنى هَذِه الْآيَة مَا أوضحته، فتدبّره واقبله بشكر إِذا بَان لَك صَوَابه. وَأما قَول الله جلّ وعزّ فِي آيَة مَا يجب للْمَرْأَة من نصف الصَدَاق إِذا طُلِّقَتْ قبل الدُّخُول بهَا فَقَالَ: {إَّلا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَاْ الَّذِى بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} (البَقَرَة: 237) فَإِن الْعَفو هُنَا مَعْنَاهُ الإفضال بِإِعْطَاء مَا لَا يجب عَلَيْك أَو تركِ الْمَرْأَة مَا يجب لَهَا، يُقَال: عَفَوْت لفُلَان بِمَالي إِذا أفضلت لَهُ فأعطيته وعفوت لَهُ عَمَّا لي عَلَيْهِ إِذا تركته لَهُ. وَقَوله {إَّلا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَن يَعْفُونَ} فعل لجَماعَة النِّسَاء يطلِّقهن أَزوَاجهنَّ قبل أَن يمسُوهن مَعَ تَسْمِيَة الْأزْوَاج لَهُنَّ مهورهنَّ، فيعفون لِأَزْوَاجِهِنَّ مَا وَجب لهنّ من نصف الْمهْر ويتركنها لَهُم، {أَوْ يَعْفُوَاْ الَّذِى بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} وَهُوَ الزَّوْج بِأَن يُتِمّ لَهَا الْمهْر كُله، وَإِنَّمَا وَجب عَلَيْهِ نصفه، وكل وَاحِد من الزَّوْجَيْنِ عافٍ أَي مفضل أما إفضال الْمَرْأَة فَأن تتْرك للزَّوْج المطلِّق مَا وَجب لَهَا عَلَيْهِ من نصف الْمهْر. وَأما إفضال الزَّوْج فَأن يتم لَهَا الْمهْر كملاً؛ لِأَن الْوَاجِب عَلَيْهِ نصفه، فتفضّل مُتَبَرعا بِالْكُلِّ وَقَوله: {إَّلا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَن يَعْفُونَ} فعل لجَماعَة النِّسَاء وَالنُّون نون فعل جمَاعَة النِّسَاء فِي يفعلُنْ، وَلَو كَانَ للرِّجَال لوَجَبَ أَن يُقَال إِلَّا أَن يعفوا لِأَن أَن ينصب الْمُسْتَقْبل ويحذف النُّون، وَإِذا لم يكن مَعَ فعل الرجل مَا ينصب أَو يجْزم قيل: هم يعفون وَكَانَ فِي الأَصْل يعفوون، فحذفت إِحْدَى الواوين استثقالاً للْجمع بَينهمَا، فَقيل: يعفون فافهمه. وَأما فعل النِّسَاء فَقيل لَهُنَّ يعفون لِأَنَّهُ على تَقْدِير يفعُلْن. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَيَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} (البَقَرَة: 219) قَالَ: وَجه الْكَلَام فِيهِ النصب، يُرِيد: قل يُنْفقُونَ الْعَفو، وَهُوَ فضل المَال. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: وَمن رفع أَرَادَ: الَّذِي يُنْفقُونَ الْعَفو. قَالَ: وَإِنَّمَا اخْتَار الْفراء النصب لِأَن مَاذَا عندنَا حرف وَاحِد كثُر فِي كَلَام الْعَرَب؛ فَكَأَنَّهُ قَالَ: مَا يُنْفقُونَ، وَلذَلِك اختير النصب. قَالَ: وَمن جعل ذَا بِمَعْنى الَّذِي رفع. وَقد يجوز أَن يكون مَاذَا حرفا

وَيرْفَع بالائتناف. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: يُقَال عفَوت الرجل إِذا طلبت فَضله. والعَفْو: الْفضل. وَقَالَ الزّجاج: نزلت هَذِه الْآيَة قبل فرض الزَّكَاة، فأُمروا أَن ينفقوا الْفضل، إِلَى أَن فرضت الزَّكَاة، فَكَانَ أهل المكاسب يَأْخُذ الرجلُ من كَسبه كل يَوْم مَا يَكْفِيهِ، ويتصدّق بباقيه، وَيَأْخُذ أهل الذَّهَب وَالْفِضَّة مَا يكفيهم فِي عَامهمْ، وينفقون بَاقِيه. هَذَا قد رُوِي فِي التَّفْسِير. قَالَ: وَالَّذِي عَلَيْهِ الْإِجْمَاع أَن الزَّكَاة فِي سَائِر الْأَشْيَاء قد بيّن مَا يجب فِيهَا. أَبُو عبيد عَن زيد يُقَال: أكلنَا عَفْوة الطَّعَام أَي خِيَاره، وَيكون فِي الشَّرَاب أَيْضا. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الْعَافِي: مَا يُرَدُّ فِي القِدْر من المَرَقة إِذا استُعيرت وأَنْشَدها: إِذا رَدَّ عافي القِدْر من يستعيرها وَقَالَ ابْن السّكيت عافى فِي هَذَا الْبَيْت فِي مَوضِع الرّفْع، لِأَنَّهُ فَاعل وَمن فِي مَوضِع النصب، لِأَنَّهُ مفعول بِهِ. وَمَعْنَاهُ أَن صَاحب القِدْر إِذا نزل بِهِ الأضياف نصب لَهُم قِدْراً، فَإِذا جَاءَ من يستعير قدره فرآها مَنْصُوبَة لَهُم رَجَعَ وَلم يطْلبهَا. والعافي هُوَ الضَّيْف، كَأَنَّهُ يردّ الْمُسْتَعِير لارتداده دون قَضَاء حَاجته. وَقَالَ غَيره: عافي الْقدر بقيَّة المرقة يردّها الْمُسْتَعِير، وَهُوَ فِي مَوضِع النصب. وَكَانَ وَجه الْكَلَام عافَى الْقدر، فَترك الْفَتْح للضَّرُورَة. وَقَالَ أَبُو عُبيد: أَعْطيته المَال عَفْواً بِغَيْر مَسْأَلَة. وَأنْشد الْأَصْمَعِي لرؤبة: يُعفيك عافِيه وَعِيد النَحْز قَالَ النحز: الكدّ والنخس يَقُول: مَا جَاءَك مِنْهُ عفوا أَغْنَاك عَن غَيره. والعِفَاوة: الشي يُرفع من الطَّعَام لِلْجَارِيَةِ تُسَمَّن فتؤثَر بهَا. وَقَالَ الْكُمَيْت: وظلَّ غُلَام الْحَيّ طَيّان ساغبا وكاعبُهم ذَات العِفاوة أسغب قَالَ: والعِفاوة من كل شَيْء صفوته وكثرته. وَقَالَ غَيره: عَفَت الأرضُ إِذا غطّاها النَّبَات. وَقَالَ حُمَيد يذكر دَارا: عفت مثل مَا يعْفُو الطليح فَأَصْبَحت بهَا كبرياء الصعب وَهِي رَكُوب يَقُول: غطَّاها العُشْب كَمَا طَرَّ وَبَرُ الْبَعِير وَبَرأَ وَبَره. وناقة عَافِيَة اللَّحْم: كَثِيرَة اللَّحْم. ونوق عافيات. وَقَالَ لبيد: بأسَؤق عافيات اللَّحْم كُوم وَيُقَال عفُّوا ظهر هَذَا الْبَعِير أَي ودِّعوه حَتَّى يسمن. وَيُقَال: عَفا فلَان على فلَان فِي الْعلم إِذا زَاد عَلَيْهِ وَقَالَ الرَّاعِي: إِذا كَانَ الجِراء عَفَتْ عَلَيْهِ أَي زَادَت عَلَيْهِ فِي الجري. والعَفَا من الْبِلَاد مَقْصُور، مثل الْعَفو: الَّذِي لَا مِلك فِيهِ لأحد، وَجَاء فِي الحَدِيث (ويَرْعَوْن عَفَاها) أَي عَفْوها. وروى ابْن الْأَعرَابِي بَيت البعيث: بعيد الندى جالت بِإِنْسَان عينه عِفَاءة دمع جال حَتَّى تحدّرا يَعْنِي دمعاً كثر وَعَفا فَسَالَ والمُعْفِي: من

يصحبك ويتعرَّض لمعروفك. تَقول: اصطحبنا وكلانا مُعْفٍ وَقَالَ ابْن مقبل: فَإنَّك لَا تبلو امْرأ دون صُحْبَة وَحَتَّى تعيشا مُعْفِيَين وتجهدا أَي تعرفه فِي الْحَالَتَيْنِ جَمِيعًا. وَيُقَال: فلَان يعْفُو على مُنْية المتمنِّي وسؤال السَّائِل أَي يزِيد عطاؤه عَلَيْهِمَا. وَقَالَ لبيد: يعْفُو على الْجهد وَالسُّؤَال كَمَا يعْفُو عِهَاد الأمطار والرصدِ أَي يزِيد ويفضل. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: عَفا يعْفُو إِذا أعْطى. وَعَفا يعْفُو إِذا ترك حقّاً. وأعفى إِذا أنْفق العَفْو من مَاله، وَهُوَ الْفَاضِل عَن نَفَقَته. قَالَ: والأعفاء: أَوْلَاد الْحمير. والأفعاء: الروائح الطيّبة. وَيُقَال: عَفا الله على أثر فلَان وعفّى الله عَلَيْهِ، وقفَّى الله على أثر فلَان وقَفاً عَلَيْهِ بِمَعْنى وَاحِد. عَوْف، عيف: قَالَ أَبُو عبيد: من أَمْثَال الْعَرَب فِي الرجل الْعَزِيز المنيع الَّذِي يَعِزّ بِهِ الذَّلِيل، ويذلّ بِهِ الْعَزِيز قَوْلهم: لَا حُرَّ بوادي عَوْف، أَي كلّ من صَار فِي ناحيته خضع لَهُ. قَالَ: وَكَانَ الْمفضل يخبر أَن الْمثل للمنذر بن مَاء السَّمَاء، قَالَه فِي عَوْف بن محلّم الشَّيْبَانِيّ، وَذَلِكَ أَن الْمُنْذر كَانَ يطْلب زُهَيْر ابْن أُمَيَّة الشَّيْبَانِيّ بذَحْل، فَمَنعه عَوْف بن محلِّم، وأبى أَن يُسْلمه، فَعندهَا قَالَ الْمُنْذر: لَا حُرَّ بوادي عَوْف، أَي إِنَّه يقهر مَن حلّ بواديهم. وَقَالَ أَبُو عبيد يُقَال للجرادة: أمّ عَوْف، وَيُقَال: هِيَ دُوَيْبَّة أُخْرَى. وَقَالَ الْكُمَيْت: تُنَفِّض بُرْدَيْ أمِّ عَوْف وَلم يطِر بِنَا بارق بخ للوعيد وللرَهْب أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو فِي بَاب الدُّعَاء للْإنْسَان: نَعِم عَوْفك. قَالَ وَهُوَ طَائِر. وَأنكر مَا يَقُوله النَّاس: إِنَّه ذكره. قَالَ أَبُو عبيد: وَأنكر الْأَصْمَعِي قَول أبي عمر فِي نَعِم عوفك، قَالَ وَيُقَال نعم عوفك أَي جَدُّك وبختك. قَالَ الْأَصْمَعِي: وَيُقَال: نعم عوفك إِذا دُعي لَهُ أَن يُصِيب الباءَة الَّتِي تُرْضِي، قَالَ والعوف الْحَال أَيْضا. وَقَالَ اللَّيْث: العَوْف هُوَ الضَّيْف، وَهُوَ الْحَال، تَقول للرجل: نَعِم عوفك أَي ضيفك. قَالَ: وَيُقَال هَذَا للرجل إِذا تزوج، وعَوْفه: ذكره، وَيُقَال العَوْف من أَسمَاء الْأسد؛ لِأَنَّهُ يتعوف بِاللَّيْلِ فيطلب. وَيُقَال كل من ظفر بِاللَّيْلِ بِشَيْء فَذَلِك الشَّيْء عُوافته. قَالَ: والعَوْف أَيْضا: نبت. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: العَوْف: فرج الرجل. والعَوْف: الْحَال. والعَوْف: الكادّ على عِيَاله. والعَوْف: الْأسد. والعوف: الذِّئْب. والعَوْف. ضرب من الشّجر. يُقَال: قد عاف إِذا لزم ذَلِك الشّجر. وَأنْشد غَيره: جَارِيَة ذَات هنٍ كالنَّوْفِ مُلَملمٍ تستره بحَوْف يَا لَيْتَني أَشْيَم فِيهَا عَوْفي أَي أُولج فِيهَا ذكري. وَيُقَال لذكر الْجَرَاد:

أَبُو عُوَيف وَقَالَ الْفراء: هِيَ الْحَال والعَوْف والبال بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: عُوافة الْأسد: مَا يتعوَّفه بِاللَّيْلِ فيأكله. وَمن ذَوَات الْيَاء. قَالَ اللَّيْث: عاف الشيءَ يعافه عِيَافاً إِذا كرهه، طَعَاما كَانَ أَو شرابًا. قَالَ: والعَيُوف من الْإِبِل: الَّتِي تَشَمُّ المَاء فتدعه وَهِي عطشى. قَالَ: والعِيَافة: زَجْر الطير، وَهُوَ أَن يرى طائراً أَو غراباً فيتطيَّر. وَإِن لم ير شَيْئا فَقَالَ بالحَدْس كَانَ عيافة أَيْضا. وَقد عاف الطير يعيفه وَقَالَ الْأَعْشَى: مَا تعِيف الْيَوْم فِي الطير الرَّوَح من غراب الْبَين أَو تيسٍ بَرَحْ وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس، وذِكْره إِبْرَاهِيم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وإسكانه ابْنه إِسْمَاعِيل وأمّه مَكَّة وَأَن الله جلّ وعزّ فجرّ لَهما زَمْزَم قَالَ: فمرت رفْقَة من جرهم، فَرَأَوْا طائراً وَاقعا على جبل، فَقَالُوا: إِن هَذَا الطَّائِر لعائف على مَاء. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: العائف هَاهُنَا: هُوَ الَّذِي يتردّد على المَاء ويحوم وَلَا يمْضِي. وَمِنْه قَول أبي زُبَيد: كَأَن أَوب مساحي الْقَوْم فَوْقهم طير تَعِيفُ عَلَى جُون مزاحيف شبّه اخْتِلَاف الْمساحِي فَوق رُؤُوس الحفّارين بأجنحة الطير. وَأَرَادَ بالجُون المزاحيف إبِلا قد أَزْحَفت، فالطير تحوم عَلَيْهَا. يُقَال عاف الطيرُ عَلَى المَاء وغيرِه، يَعيف عَيْفاً إِذا حام عَلَيْهِ. والعائف: الَّذِي يعيف الطير فيزجرها، وَهِي العِيَافة. قَالَ: والعائف أَيضاً: الكاره للشَّيْء المتعذِّر لَهُ. وَمِنْه حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه أُتي بضبّ فَلم يَأْكُلهُ، وَقَالَ إِنِّي أعافه؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ من طَعَام قومِي. وَقَالَ ابْن السّكيت: أعاف القومُ أعافة إِذا عافت دوابُّهم المَاء فَلم تشربه. وَقَالَ شمر: عَيَاف والطَّرِيدة: لُعْبتان لصبيان الْأَعْرَاب. وَقد ذكر الطرماح جواري شَبَبْن عَن هَذِه اللُّعبِ فَقَالَ: قَضَت من عَيَاف والطَرِيدة حَاجَة فهنّ إِلَى لَهو الحَدِيث خُضُوع وَروَى إِسْمَاعِيل عَن قيس قَالَ: سَمِعت الْمُغيرَة بن شُعْبَة: يَقُول: لَا تحرّم العيفة. قُلْنَا: وَمَا العيفة؟ فَقَالَ: الْمَرْأَة تَلد فيُحصر لَبنهَا فِي ثديها فترضعه جارتها الْمرة والمرتين. قَالَ أَبُو عبيد: لَا نَعْرِف العيفَة فِي الرَّضَاع، وَلَكِن نُراها العُفَّة، وَهِي بقيّة اللَّبن فِي الضَّرع بعد مَا يُمتَكُّ أَكثر مَا فِيهِ. فوع: أَبُو بكر عَن شمر يُقَال: أَتَانَا فلَان عِنْد فَوْعة الْعشَاء يَعْنِي أوَّل الظلمَة، قَالَ: وفُوعة النَّهَار أَوله. قَالَ: وَوجدت فَوْعة الطّيب، وفَوْغته بِالْعينِ والغين، وَهُوَ طيب رَائِحَته يَطِيرُ إِلَى خياشيمك. وَقَالَ غَيره فوعة السم: حُمَّتُه وحَدّه. فعا: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ: الأفعاء: الروائح الطيّبة. وفَعَا فلَان شيأ إِذا فتّته. قَالَ: وأفعى الرجلُ إِذا صَار ذَا شرّ بعد خير. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الفاعِي: الغضبان المُزْبِد. والعافي: الْمِسْكِين.

وَقَالَ شمر فِي كتاب (الحَيّات) : الأفعى من الْحَيَّات: الَّتِي لَا تَبْرَح، إِنَّمَا هِيَ مترحِّية: وتَرحِّيها استدارتها على نَفسهَا وَتَحَوّيها. قَالَ أَو النَّجْم: زُرْق العيونِ مُتَلوّيات حول أفاعٍ متحوّيات قَالَ: وَيُقَال لذكر الأفعى الأُفعوان. والجميع الأفاعِي. قَالَ وَقَالَ بَعضهم: الأفعى: حيَّة عريضة على الأَرْض، إِذا مشت متثنِّية بثنيين أَو ثَلَاثَة تمشي بأثنائها تِلْكَ، خَشْناء يَجْرُش بَعْضهَا بَعْضًا. والجَرْش: الحكّ والدلك. قَالَ: وَسَأَلت أعرابيّاً من بني تَمِيم عَن الجَرْش، فَقَالَ: هُوَ العَدْو البطيء. قَالَ وَرَأس الأفعى عريض كَأَنَّهُ فلْكة، وَلها قَرْنان. ورُوي عَن ابْن عَبَّاس أَنه سُئِلَ عَن قتل المحرِم الحيَّات، فَقَالَ: لَا بَأْس بقتل الأَفْعَوْ، وَلَا بَأْس بقتْله الحِدَوْ فَقلب الْألف فيهمَا واواً فِي لغته. وَقَالَ اللَّيْث: الأفعى لَا تَنْفَع مِنْهَا رُقْية وَلَا ترياق. وَهِي رقشاء دقيقة الْعُنُق عريضة الرَّأْس، والأفعى: هَضْبة فِي بِلَاد بني كلاب. أَبُو عبيد عَن أبي زيد فِي بَاب سمات الْإِبِل: مِنْهَا المفعاة كالأفعى. قَالَ: والمثفَّاة كالأثافي، وَقَالَ غَيره: جمل مُفَعّى إِذا وُسم هَذِه وَقد فعَّتيه أَنا. وفع: أهمله اللَّيْث. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الرَبَذَة والوفيعة والطُّلية صوفة يُطلى بهَا الجَرْبَى. قَالَ: والوَفِيعة أَيْضا: صمام القارورة. وَقَالَ ابْن السّكيت: الوفيعة تتّخذ من العراجين والخُوص مثل السَلَّة. عَمْرو عَن أَبِيه: يُقَال للخرقة الَّتِي يَمْسح بهَا الْكَاتِب قلمه من المِداد: الوفِيعة. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: وِفَاع القارورة: صِمامها. وعف: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الوُعُوف بِالْعينِ: ضعف الْبَصَر. قلت جَاءَ بِهِ فِي بَاب الْعين وَذكر مَعَه العُوُف. وَأما أَبُو عبيد فَإِنَّهُ ذكر عَن أَصْحَابه الوَغْف بالغين ضعف الْبَصَر. وَقد قَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِي بَاب آخر: أوغف الرجلُ إِذا ضعف بَصَره، وكأنهما لُغَتَانِ بِالْعينِ والغين. وَقَالَ ابْن دُرَيْد الوعف وَجمعه وِعَاف وَهِي مَوَاضِع فِيهَا غِلَظ يَسْتَنْقِع فِيهَا المَاء. يفع: اللَّيْث: اليَفَاع: التَلّ المشرِف. وكلّ شَيْء مرتفِع فَهُوَ يَفَاع. وَغُلَام يَفَعة. وَقد أَيفع إِذا شَبّ وَلم يبلغ وَالْجَارِيَة يَفَعة، والأَيْفاع جمَاعَة. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: أَيفع الْغُلَام فَهُوَ يافع، وَهُوَ على غير قِيَاس وَالْقِيَاس مُوفع. وَجمعه أيفاع وَيُقَال: غُلَام يَفَعَة. والجميع مثل الْوَاحِد على غير قِيَاس. وَقَالَ أَبُو زيد: سَمِعت غُلَاما يَفَعة ووَفَعة بِالْيَاءِ وَالْوَاو. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي اليَفَاع: مَا ارْتَفع من الأَرْض. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِي قَول عدي: مَا رجائي فِي اليافعات ذَوَات

باب العين والباء

الهيج أم مَا صبري وَكَيف احتيالي قَالَ اليافعات من الْأُمُور: مَا علا وغَلَب مِنْهَا. وَقَالَ اللحياني: يُقَال: يَافَعَ فلَان وليدة فلَان ميافعة إِذا فجر بهَا. (بَاب الْعين وَالْبَاء) (ع ب (وَا يء)) عبأ، عيب، بعا، بيع، بوع، وبع، وعب: مستعملات. عبأ: أمّا عبا فَهُوَ مَهْمُوز لَا أعرف فِي معتلاَّت الْعين حرفا مهموزاً غَيره. وَمِنْه قَول الله جلّ وعزّ: {قُلْ مَا يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّى لَوْلاَ دُعَآؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً} (الْفرْقَان: 77) ، وَهَذِه آيَة مشكِلة. ورَوَى ابْن أبي نَجيح عَن مُجَاهِد أَنه قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: {قُلْ مَا يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّى} أَي مَا يفعل بكم رَبِّي لَوْلَا دعاؤكم إيّاه لتعبدوه وتطيعوه، وَنَحْو ذَلِك قَالَ الْكَلْبِيّ. وروى سَلمَة عَن الْفراء فِي قَوْله تَعَالَى: {قُلْ مَا يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّى} أَي مَا يصنع بكم رَبِّي {لَوْلاَ دُعَآؤُكُمْ} ابتلاؤكم: لَوْلَا دعاؤه إيّاكم إِلَى الْإِسْلَام. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: {قُلْ مَا يَعْبَؤُا بِكُمْ} أَي مَا يفعل بكم {لَوْلاَ دُعَآؤُكُمْ} مَعْنَاهُ: لَوْلَا توحيدكم. قَالَ وتأويله: أيُّ وزن لكم عِنْده لَوْلَا توحيدكم، كَمَا يَقُول: مَا عَبَأت بفلان، أَي مَا كَانَ لَهُ عِنْدِي وزن وَلَا قَدْر، قَالَ: وأصل العبء الثّقل. قَالَ وعبّأت الْمَتَاع: جعلت بعضه فَوق بعض. وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو عبد الرحمان: مَا عَبَأت بِهِ شَيْئا أَي لم أعدّه شيأ. قَالَ أَبُو عدنان عَن رجل من باهلة يُقَال: مَا عبأ الله بفلان إِذا كَانَ فَاجِرًا أَو مائقاً. وَإِذا قيل: قد عبأ الله بِهِ فَهُوَ رجلُ صدقٍ وَقد قبل الله مِنْهُ كل شَيْء. قَالَ: وَأَقُول: مَا عَبَأت بفلان أَي لم أقبل مِنْهُ شيأ وَلَا من حَدِيثه. وَقَالَ غَيره: عبأتُ لَهُ شرا أَي هيأتُه. قَالَ وَقَالَ ابْن بزرج: احتويت مَا عِنْده وامتخرته واعتبأته وازدلعته وأخذته وَاحِد. وَقَالَ أَبُو زيد: عَبَأت الْأَمر والطِيب عَبْأ إِذا مَا صَنعته وخلطته، وعَبأت الْمَتَاع عَبْأ إِذا مَا هيأته. وَيُقَال عبَّأته تعبئة، وكل من كَلَام الْعَرَب وعبّأت الْخَيل تعبئة وتعبيئا، وَجمع العبء أعباء، وَهُوَ الْأَحْمَال والأثقال. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: المعبأة: خرقَة الْحَائِض. وَقد اعتبأت الْمَرْأَة بالمعبأة. قَالَ وعبا وَجهه يعبأ إِذا أَضَاء وَجهه وأشرق. قَالَ والعبوة: ضوء الشَّمْس وَجمعه عِباً. وَقَالَ اللَّيْث العِبُّ كل حِمْل من غُرْم أَو حَمَالة. وَمَا عبَأت بِهِ شيأ: لم أباله. قَالَ: والعباية: ضرب من الأكسية وَاسع فِيهِ خطوط سود والجميع العَبَاء. والعباءة لُغَة فِيهَا. قَالَ: والعَبَا مَقْصُور: الرجل العَبَامُ، وَهُوَ الجافي. ومدَّه الشَّاعِر فَقَالَ: كجبهة الشَّيْخ العَبَاء الثطّ قلت: وَلم أسمع العبا بِمَعْنى العَبَام لغير

اللَّيْث. وَأما الرجز فَالرِّوَايَة عِنْدِي كجبهة الشَّيْخ العياء بِالْيَاءِ. يُقَال شيخ عياء وعياياء وَهُوَ العبام الَّذِي لَا حَاجَة لَهُ إِلَى النِّسَاء وَمن قَالَه بِالْبَاء فقد صحف. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال فِي ترخيم اسمِ مِثْلِ عبد الرحمان أَو عبد الرَّحِيم عَبْوَيْه مثل عَمْرو وعمرويه. وَقَالَ غَيره العَبُ: ضوء الشَّمْس وحسنها. يُقَال: مَا أحسن عَبَها وَأَصله العَبْوُ فنُقِص. عيب: قَالَ اللَّيْث: العاب والعَيْب لُغَتَانِ. وَمِنْه المعاب. يُقَال عَابَ فلَان فلَانا يعِيبهُ عَيْبا، وَرجل عيّاب وعيّابة إِذا كَانَ يعيب النَّاس، وَعَابَ الحائطُ والشيءُ إِذا صَار ذَا عيب، وعبته أَنا. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم فِي قَول الله جلّ وعزّ: {فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا} (الْكَهْف: 79) أَي أجعلها ذَات عيب، يَعْنِي السَّفِينَة. قَالَ والمجاوِز وَاللَّازِم فِيهِ وَاحِد. قَالَ وعَيْبَةُ الْمَتَاع، وَجَمعهَا العِيَاب. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه أمْلى فِي كتاب الصُّلْح بَينه وَبَين كُفّار أهل مَكَّة بالحُدَيبِيَة (لَا إِغْلَال وَلَا إِسْلَال وبيننا وَبينهمْ عَيْبة مَكْفُوفَة) فسّر أَبُو عبيد الإغلال والإسلال، وَأعْرض عَن تَفْسِير العَيْبة المكفوفة. وَرُوِيَ عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: مَعْنَاهُ: أَن بَيْننَا وَبينهمْ فِي هَذَا الصُّلْح صَدرا معقوداً على الْوَفَاء بِمَا فِي الْكتاب، نقِيّاً من الغِلّ والغَدْر والمكفوفة هِيَ المُشْرجة المعقودة. وَالْعرب تكني عَن الصُّدُور الَّتِي تحتوي على الضمائر المخفاة بالعِيَاب، وَذَلِكَ أَن الرجل إِنَّمَا يضع فِي عَيْبته حُرَّ مَتَاعه وثيابه، ويكتم فِي صَدره أخصّ أسراره الَّتِي لَا يحبّ شيوعها فسميت الصُّدُور عِيَاباً تَشْبِيها بِعياب الثِّيَاب وَمِنْه قَول الشَّاعِر: وكادت عِياب الودّ منا ومنكم وَإِن قيل أَبنَاء العُمُومَة تَصْفَرُ أَرَادَ بعياب الود صُدُورهمْ. وَقَالَ اللَّيْث: العِيَاب: المِنْذف. قلت وَلم أسمعهُ لغيره بيع بوع: قَالَ أَبُو عبد الرحمان: قَالَ المفضّل الضبيّ: يُقَال بَاعَ فلَان على بيعِ فلَان. وَهُوَ مَثَل قديم تضربه الْعَرَب للرجل يُخَاصم صَاحبه وَهُوَ يُريغ أَن يغالبه: فَإِذا ظفر بِمَا حاوله قيل: بَاعَ فلَان على بيع فلَان، وَمثله شَقّ فلَان غُبَار فلَان. وَقَالَ غَيره: يُقَال بَاعَ فلَان على بيعك أَي قَامَ مقامك فِي الْمنزلَة والرفعة. وَيُقَال مَا بَاعَ على بَيْعك أحد أَي لم يساوِك أحد. وتزوّج يزِيد بن مُعَاوِيَة أمّ مِسْكين بنت عَمْرو على أمّ هَاشم فَقَالَ لَهَا: مالكِ أمّ هَاشم تبكِّين من قَدَر حلّ بكم تضِجْين باعت على بيعكِ أمُّ مِسْكين مَيْمُونَة من نسْوَة ميامين وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (البيّعان بِالْخِيَارِ مَا لم يَتَفَرَّقَا) البَيّعان هما البَائِع وَالْمُشْتَرِي وكل وَاحِد مِنْهُمَا بَيّع وبائع. وَرَوَاهُ بَعضهم: الْمُتَبَايعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لم يَتَفَرَّقَا. وَقَالَ أَبُو عبيد: البَيْع من حُرُوف الأضداد

فِي كَلَام الْعَرَب. يُقَال: بَاعَ فلَان إِذا اشْترى، وَبَاعَ من غَيره وَأنْشد قَول طرفَة: ويأتيك بالأنباء من لم تبِع لَهُ بتاتاً وَلم تضرب لَهُ وَقت موعد أَرَادَ من لم تشتر لَهُ زاداً. وأمّا قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَا يَخْطِب الرجل على خِطْبة أَخِيه وَلَا يِبِعْ على بيع أَخِيه) ، فَإِن أَبَا عبيد قَالَ: كَانَ أَبُو عُبَيْدَة وَأَبُو زيد وَغَيرهمَا من أهل الْعلم يَقُولُونَ: إِنَّمَا النَّهْي فِي قَوْله: (لَا يَبِيع على بيع أَخِيه) إِنَّمَا هُوَ: لَا يَشْتَرِي على شِرَاء أَخِيه، فَإِنَّمَا وَقع النَّهْي على المُشْتَرِي لَا على البَائِع، لِأَن الْعَرَب تَقول: بِعْت الشَّيْء بِمَعْنى اشْتَرَيْته. قَالَ أَبُو عبيد: وَلَيْسَ للْحَدِيث عِنْدِي وَجه غير هَذَا لِأَن البَائِع لَا يكَاد يدْخل على البَائِع، وَإِنَّمَا الْمَعْرُوف أَن يُعطَى الرجل بسلعته شَيْئا فَيَجِيء مُشْتَر آخر فيزيد عَلَيْهِ. قلت: وَأَخْبرنِي عبد الْملك عَن الرّبيع عَن الشافعيّ أَنه قَالَ فِي قَوْله: (وَلَا يَبِيع الرجل على بيع أَخِيه) هُوَ أَن يَشْتَرِي الرجل من الرجل سِلْعة ولَمّا يَتَفَرَّقَا عَن مَقامهما، فنَهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يَعرض رجل آخر سلْعَة أُخْرَى على المُشْتَرِي تُشْبِه السّلْعَة الَّتِي اشْترى، ويبيعها مِنْهُ؛ لِأَنَّهُ لَعَلَّه أَن يردّ السّلْعَة الَّتِي اشْترى أوّلاً؛ لِأَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جعل للمتبايعين الْخِيَار مَا لم يَتَفَرَّقَا فَيكون البَائِع الآخر قد أفسد على البَائِع الأوّل بَيْعه، ثمَّ لَعَلَّ البَائِع الآخر يخْتَار نقض البيع فَيفْسد على البَائِع والمبتاع بَيْعه. قَالَ: وَلَا أنهى رجلا قبل أَن يتبايع الْمُتَبَايعَانِ، وَإِن كَانَ تساوما، وَلَا بعد أَن يَتَفَرَّقَا عَن مقامهما الَّذِي تبَايعا فِيهِ عَن أَن يَبِيع أيُّ الْمُتَبَايعين شَاءَ؛ لِأَن ذَلِك لَيْسَ بِبيع على بيع غَيره فينهى عَنهُ. قَالَ وَهَذَا يُوَافق حَدِيث (الْمُتَبَايعين بِالْخِيَارِ مَا لم يَتَفَرَّقَا) . فَإِذا بَاعَ رجل رجلا على بيع أَخِيه فِي هَذِه الْحَال فقد عصى الله إِذا كَانَ عَالما بِالْحَدِيثِ فِيهِ، وَالْبيع لَازم لَا يفْسد. قلت: البَائِع وَالْمُشْتَرِي سَوَاء فِي الْإِثْم إِذا بَاعَ على بيع أَخِيه، أَو اشْترى على شِرَاء أَخِيه؛ لِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا يلْزمه اسْم البَائِع، مُشْتَريا كَانَ أَو بَائِعا، وكلُّ منهيّ عَن ذَلِك وَالله أعلم. وَقَالَ الشَّافِعِي: هما متساومان قبل عَقْد الشِّرَى، فَإِذا عقد البيع فهما متبايعان، وَلَا يسميان بيِّعين وَلَا متبايعين وهما فِي السَوْم قبل العقد. قلت: وَقد تأوّل بعض مَن يحتجّ لأبي حنيفَة وَذَوِيهِ؛ وَقَوْلهمْ: لَا خِيَار للمتبايعين بعد العقد بِأَنَّهُمَا يسميَّان متبايعين وهما متساومان قبل عقدهما البيع. واحتجّ فِي ذَلِك بقول الشماخ فِي رجل بَاعَ قوساً: فَوَافى بهَا بعض المواسم فانبرى لَهَا بَيّع يُغْلي لَهَا السومَ رائز قَالَ فسمّاه بَيّعاً، وَهُوَ سائم. قلت: وَهَذَا وهَم وتمويه. ويردّ مَا تأوّله هَذَا المحتجُّ شيآن. أَحدهمَا أَن الشماخ قَالَ هَذَا الشّعْر بعد مَا انْعَقَد البيع بَينهمَا، وتفرقا عَن مَقَامهما الَّذِي تبَايعا فِيهِ، فسمَّاه بَيِّعاً بعد ذَلِك، وَلَو لم يَكُونَا أتَمّا البيع لم يسمّه بَيّعاً. وَأَرَادَ بالبيّع: الَّذِي اشْترى. وَهَذَا لَا يكون

حجَّة لمن يَجْعَل المتساومين بَيِّعين ولمَّا ينْعَقد بَينهمَا البيع. وَالْمعْنَى الثَّانِي الَّذِي يردّ تَأْوِيله مَا فِي سِيَاق خبر ابْن عمر، وَهُوَ مَا حَدثنَا بِهِ الْحُسَيْن بن إِدْرِيس عَن مُحَمَّد بن رُمْح عَن اللَّيْث بن سعد عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (البَيِّعان بِالْخِيَارِ مَا لم يَتَفَرَّقَا، إِلَّا أَن يخيِّر أَحدهمَا صَاحبه، فَإِذا قَالَ لَهُ: اختر فقد وَجب البيع، وَإِن لم يَتَفَرَّقَا) أَلا ترَاهُ جعل البيع ينْعَقد بِأحد شَيْئَيْنِ أَحدهمَا أَن يتفرّقا عَن مكانهما الَّذِي تبَايعا فِيهِ، وَالْآخر أَن يخيِّر أَحدهمَا صَاحبه، وَلَا معنى للتَّخْيِير إِلَّا بعد انْعِقَاد البيع. وَقد شرحت هَذَا فِي تَفْسِير حُرُوف (الْمُخْتَصر) بأوضح من هَذَا، فَإِن أردْت استقصاء مَا فِيهِ فَخذه من ذَلِك الْكتاب. وَقَالَ اللَّيْث: البَوْع والباع لُغَتَانِ، وَلَكنهُمْ يسمون البُوع فِي الخِلْقة، فأمَّا بَسط الباع فِي الْكَرم وَنَحْوه فَلَا يَقُولُونَ إلاَّ كريم الباع، قَالَ والبَوْع أَيْضا: مصدر بَاعَ يبوع وَهُوَ بسط الباع فِي الْمَشْي، والإبلُ تبوع فِي سَيرهَا، وَالرجل يبوع بِمَالِه إِذا بسط بِهِ بَاعه وَأنْشد: لقد خفت أَن ألْقى المنايا وَلم أنل من المَال مَا أسمو بِهِ وأبوع والبِياعات: الْأَشْيَاء الَّتِي يُتبايع بهَا فِي التِّجَارَة. وَقَالَ: البَيْعة الصَّفْقَة لإِيجَاب البيع على الْمُتَابَعَة وَالطَّاعَة. يُقَال: تبايعوا على ذَلِك الْأَمر؛ كَقَوْلِك أَصْفَقوا عَلَيْهِ. قَالَ: والبَيْع: اسْم يَقع على الْمَبِيع، والجميع الْبيُوع. قَالَ والبِيعة: كَنِيسَة النَّصَارَى. وَجَمعهَا بِيَع، وَهُوَ قَول الله تَعَالَى: {وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ} . (الْحَج: 40) قلت: فَإِن قَالَ قَائِل: فَلم جعل الله هدمها من الْفساد وَجعلهَا كالمساجد، وَقد جَاءَ الْكتاب بنسخ شَرِيعَة النَّصَارَى وَالْيَهُود؟ فَالْجَوَاب فِي ذَلِك أَن البِيَع والصوامع كَانَت متعبّدات لَهُم إذْ كَانُوا مستقيمين على مَا أُمروا بِهِ غير مبدِّلين وَلَا مغيرين، فَأخْبر الله جلّ ثَنَاؤُهُ أَنه لَوْلَا دَفعه النَّاس عَن الْفساد بِبَعْض النَّاس لهدّمت متعبّدات كل فريق من أهل دينه وطاعته فِي كل زمَان. فَبَدَأَ بِذكر البِيَع على الْمَسَاجِد لِأَن صلوَات من تقدم من أَنْبيَاء بني إِسْرَائِيل وأُممهم كَانَت فِيهَا قبل نزُول الْفرْقَان، وَقبل تَبْدِيل من بدّل وَأَحدثت الْمَسَاجِد وسمّيت بِهَذَا الِاسْم بعدهمْ، فَبَدَأَ جلّ ثَنَاؤُهُ بِذكر الأقدم، وأخَّر ذكر الأحدث لهَذَا الْمَعْنى، وَالله أعلم. وَقَالَ بعض أهل الْعَرَبيَّة: يُقَال: إِن رباع بني فلَان قد بُعْن من البيع. وَقد بِعن من البَوْع فضم الْبَاء فِي البيع، وكسروها فِي البوع للْفرق بَين الْفَاعِل وَالْمَفْعُول، أَلا ترى أَنَّك تَقول: رَأَيْت إِمَاء بِعْن مَتَاعا إِذا كنّ بائعات، ثمَّ تَقول: رَأَيْت إِمَاء بُعن إِذا كنّ مبيعات، فَإِنَّمَا يتَبَيَّن الْفَاعِل من الْفَاعِل باخْتلَاف الحركات وَكَذَلِكَ من البوع. قلت: وَمن الْعَرَب من يجْرِي ذَوَات الْيَاء على الْكسر وَذَوَات الْوَاو على الضَّم. سَمِعت الْعَرَب تَقول صِفنا بمَكَان كَذَا وَكَذَا أَي أَقَمْنَا بِهِ فِي الصَّيف وصِفْنا أَيْضا إِذا أَصَابَنَا مطر الصَّيف، فَلم يفرقُوا بَين فعل الفاعلين والمفعولين.

وَقَالَ الْأَصْمَعِي: قَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء: سَمِعت ذَا الرمّة يَقُول: مَا رَأَيْت أفْصح من أَمَة آل فلَان، قلت لَهَا كَيفَ كَانَ الْمَطَر عنْدكُمْ فَقَالَت: غِثْنا مَا شِئْنَا. رَوَاهُ هَكَذَا بِالْكَسْرِ. وروى ابْن هانىء عَن أبي زيد قَالَ يُقَال: الْإِمَاء قد بعن أشمُّوا الْبَاء شيأ من الرّفْع. وَكَذَلِكَ الْخَيل قد قدن، وَالنِّسَاء قد عدن من مرضهن أَشمُّوا هَذَا كُله شيأ من رفع، وَقد قِيل ذَلِك، وَبَعْضهمْ يَقُول: قَول. وَقَالَ اللحياني: يُقَال: وَالله لَا تبلغون تَبَوُّعه أَي لَا تَلْحَقُونَ شأوه. وَأَصله طول خطاه. يَقُول بَاعَ وانباع وتبوَّع. وانباع العَرَق إِذا سَالَ. قَالَ وانباعت الحيَّة إِذا بسطت بعد تَحَوِّيها لتساور وَقَالَ الشَّاعِر: ثُمّتَ ينباع انبياع الشجاع وَمن أَمْثَال الْعَرَب، مُطْرِق لينباع، يضْرب مثلا للرجل إِذا أضَبَّ على داهية. الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت قَالَ: أبَعت الشَّيْء إِذا عرضته للْبيع وَقد بِعته أَنا من غَيْرِي. وَقَالَ الهمذاني: فرضيت آلَاء الْكُمَيْت وَمن يُبع فَرَساً فَلَيْسَ جوادنا بمباع أَي بمعرَّض للْبيع. وَقَالَ فِي قَول صَخْر الْهُذلِيّ: لفاتح البيع يَوْم رؤيتها وَكَانَ قبلُ انبياعُه لَكِد قَالَ انبياعه: مسامحته بِالْبيعِ. يُقَال: قد انباع لي إِذا سامح فِي البيع وَأجَاب إِلَيْهِ. وَإِن لم يسامح قلت: الاينباع. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال بُعْ بُعْ إِذا أَمرته بمدّ باعيه فِي طَاعَة الله تَعَالَى. بعا: أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: البَعْو: الْجِنَايَة وَقد بعا إِذا جنى. قَالَ عَوْف: وابْسالى بَنَّى بِغَيْر بَعْو جَرَمناه وَلَا بِدَم مراق يُقَال: بعا يبعو، يَبْعى. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: البعْو أَن يستعير الرجل من صَاحبه الْكَلْب فيصيد بِهِ. قَالَ وَيُقَال: أبِعنِي فرسك أَي أعِرْنيه، واستبعى يستبعي إِذا اسْتعَار. وَقَالَ الْكُمَيْت: قد كادها خَالِد مستبعِيا حُمُرا بالوكت تجْرِي إِلَى الغايات والهضب والهَضَب: جري ضَعِيف. والوَكْت: القرمطة فِي الْمَشْي وَقد وكَت يكِت وَكْتاً. كادها: أرادها. سَلَمَة عَن الْفراء: المستبعِي: الرجل يَأْتِي الرجل وَعِنْده فرس فَيَقُول: أعطنيه حَتَّى أسابِق عَلَيْهِ. وعب: اللَّيْث: الوَعْب: إيعابك الشَّيْء فِي الشَّيْء، كَأَنَّهُ يَأْتِي عَلَيْهِ كلّه، وَكَذَلِكَ إِذا استؤصل الشَّيْء فقد استُوعب. وأوعب القومُ: إِذا خَرجُوا كلّهم إِلَى الْغَزْو. وَيُقَال: استوعب الجرابُ الدقيقَ. وَفِي الحَدِيث: (إِن النِّعْمَة الْوَاحِدَة تَستوعب جميعَ عمل العَبْد يَوْم الْقِيَامَة) ، أَي تَأتي عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيث مُسْند (فِي الْأنف إِذا استُوعب جدْعُه الديةُ) ، وَفِي رِوَايَة أُخْرَى: (إِذا أُوعِب جَدْعه) . قَالَ أَبُو عبيد ومعناهما: استؤصل. وكل شَيْء اصطُلِم

باب العين والميم

فَلم يَبْق مِنْهُ شَيْء فقد أُوعِب واستُوعب، وَقد أوعبته فَهُوَ موعَب. وَأنْشد قَول أبي النَّجْم يمدح رجلا: يجدع من عَادَاهُ جَدْعاً موعِبا وَقَالَ عَبِيد بن الأبرص فِي إِيعَاب الْقَوْم إِذا نفروا جَمِيعًا: أُنبئت أَن بني جَدِيلة أوعبوا نُفَراء من سَلْمى لنا وتكتَّبوا قَالَ: وَمِنْه قَول حُذَيْفَة فِي الجُنُب: قَالَ: ينَام قبل أَن يغْتَسل؛ فَهُوَ أوعب للغُسْل، يَعْنِي أَنه أَحْرَى أَن يخرج كل بقيّة فِي ذكره من المَاء. وَقَالَ غَيره: بَيت وَعِيب، ووُعاء وعيب: وَاسع. وَيُقَال لِهَنِ الْمَرْأَة إِذا كَانَ وَاسِعًا: وَعيب. وركض وعيب: إِذا استفرغ الحُضْر كلّه. وَقَالَ ابْن السّكيت: جدعه جَدْعاً موعِباً أَي مستأصِلاً. وأوعب الْقَوْم كلهم إِذا حَشَدوا جَاءُوا موعبِين. وَقد أوعَب بَنو فلَان جَلاَء فَلم يبْق مِنْهُم ببلدهم أحد. وبع: أهمله اللَّيْث. أَبُو عبيد عَن أبي زيد يُقَال: كَذَبت عَفَّاقته ومخذ محدفته ووبَّاعته وَهِي استه. عَمْرو عَن أَبِيه: أَنْبَق فلَان: إِذا خرجت ريحهُ ضَعِيفَة، فَإِن زَاد عَلَيْهَا قيل عَفَق بهَا، ووبَّع بهَا. قَالَ: وَيُقَال لرَمَّاعة الصَّبِي: الوبّاعة والغَاذِيَة. وَقَالَ ابْن الْفرج: قَالَ مدرك الْجَعْفَرِي: كذَبت وبَّاعته، ووبَّاغته، ونبَّاعته، ونَبَّاغته. (بَاب الْعين وَالْمِيم) (ع م (وَا يء)) عَمَّا، عمي، عَام، مَعًا، ماع، وَعم، وَمَعَ: مستعملات. عَمَّا: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال عَمَّا يَعْمو: إِذا خضع وذلّ. وَمِنْه حَدِيث ابْن عمر: مثل الْمُنَافِق مثل الشَّاة بَين الربيضين: تعمو مرّة إِلَى هَذِه، وَمرَّة إِلَى هَذِه، قَالَ وَمِنْه قَوْله جلّ وعزّ: {مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذالِكَ} (النِّساء: 143) قَالَ: والعَمَا: الطُول. يُقَال: مَا أحسن عَمَّا هَذَا الرجل أَي طوله. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: سَأَلت ابْن الْأَعرَابِي عَنهُ فَعرفهُ. وَقَالَ: الأعماء: الطوَال من النَّاس. وَيُقَال عَمَى الماءُ يَعْمِي إِذا سَالَ وهَمَى يَهْمِي مثله. وَقَالَ المؤرج: رجل عامٍ: رام. وعَمَاني بِكَذَا رماني، من التُّهمَة. قَالَ: وعَمَى النبتُ يَعْمِي واعتمّ واعتمى ثَلَاث لُغَات. وَقَالَ اللَّيْث: العَمْي على مِثَال الرَّمْي: دفع الأمواج القذى والزَبَدَ فِي أعاليها. وَأنْشد: زها زَبَدا يَعْمِي بِهِ الموجُ طاميا قَالَ: وَالْبَعِير إِذا هدر عَمَى بلُغامه على هامته عَمْياً. وأنشدني الْمُنْذِرِيّ فِيمَا أَقْرَأَنِي لأبي الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: وغبراء مَعْمى بهَا الآلُ لم يبن بهَا من ثنايا المَنهَلين طَرِيق قَالَ عَمَى يعمِي إِذا سَالَ. يَقُول: سَالَ عَلَيْهَا الْآل. وَيُقَال عَمَيْت إِلَى كَذَا أَعْمِى

عَمَياناً وعطِشت عَطَشاناً: إِذا ذهبت إِلَيْهِ لَا تُرِيدُ غَيره، غير أَنَّك تؤمُّه على الإبصار والظلمة. قَالَ اللَّيْث: العَمَى: ذهَاب الْبَصَر من الْعَينَيْنِ كلتيهما وَالْفِعْل مِنْهُ عَمِي يَعْمَى عَمًى. قَالَ: وَفِي لُغَة أُخْرَى: أعماىَ يعمايُ أعمَياء، أَرَادوا حَذْو ادهامَّ يدهامّ، فأخرجوه على لفظ صَحِيح، وَكَانَ فِي الأَصْل: ادهامَمَ، فادّغموا لِاجْتِمَاع الميمين فلمَّا بنوا اعمايا على أصل ادهامم اعتمدت الْيَاء الْآخِرَة على فَتْحة الْيَاء الأولى فَصَارَت ألِفاً، فلمّا اختلفتا لم يكن للإدغام فِيهَا مَسَاغ كمسَاغة فِي الميمين. وَلذَلِك لم يَقُولُوا: اعمايّ مدغمة. وعَلى هَذَا الحَذْو يجرِي هَذَا كُله فِي جَمِيع هَذَا الْبَاب، إِلَّا أَن يَقُول قَائِل تكلفاً على لفظ ادهامّ بالتثقيل: اعمايّ فلَان غير مُسْتَعْمل. قلت: وَقَول النحويّين على مَا حَكَاهُ اللَّيْث، وَأَحْسبهُ قَول الْخَلِيل وسيبويه. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الْأَعْمَى: اللَّيْل، وَالْأَعْمَى: السَّيْل، وهما الأبهمان أَيْضا. وَأنْشد: وهبت إخاءك للأعميي ن وللأبهمين وَلم أَظلِم قَالَ: وهما الأبهمان أَيْضا بِالْبَاء لِليْل والسيل. وروى سُفْيَان عَن ابْن جُرَيج عَن مُجَاهِد فِي قَوْله: {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً} (طاه: 125) قَالَ: أعمى عَن الحجَّة، وَقد كنت بَصيرًا بهَا. وَقَالَ نفطويه: يُقَال عمِي فلَان عَن رُشْده وعَمِي عَلَيْهِ طريقُه إِذا لم يهتدِ لطريقه. وَرجل عمٍ، وَقوم عَمُون. قَالَ: وكلّما ذكر الله جلَّ وعزَّ العَمَى فِي كِتَابه فذمَّه يُرِيد عمى الْقلب. قَالَ الله جلّ وعزّ: {فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الاَْبْصَارُ وَلَاكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِى فِى الصُّدُورِ} (الحَجّ: 46) . وَقَالَ اللَّيْث: رجل أعمى وَامْرَأَة عمياء. وَلَا يَقع هَذَا النَّعْت على الْعين الْوَاحِدَة؛ لِأَن الْمَعْنى يَقع عَلَيْهِمَا جَمِيعًا. تَقول: عميتْ عَيناهُ، وَامْرَأَتَانِ عَمْياوان، وَنسَاء عَمْياوات. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَمَن كَانَ فِى هَاذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِى الاَْخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} (الإسرَاء: 72) قَالَ الْفراء: عدّد الله نِعَم الدُّنْيَا عَلَى المخاطبين، ثمَّ قَالَ: {: ُ، يَعْنِي فِي نعم الدُّنْيَا الَّتِي اقتصصناها عَلَيْكُم، فَهُوَ فِي نعم الْآخِرَة أعمى وأضلُّ سَبِيلا. قَالَ: وَالْعرب إِذا قَالُوا: هُوَ أفعل مِنْك قَالُوهُ فِي كل فَاعل وفعيل وَمَا لَا يُزَاد فِي فعله شَيْء على ثَلَاثَة أحرف. فَإِذا كَانَ على فعللت مثل زخرفت، أَو على افعللت مثل احمررت لم يَقُولُوا: هُوَ أفعل مِنْك حَتَّى يَقُولُوا: هُوَ أَشد حمرَة مِنْك، وَأحسن زخرفة مِنْك. قَالَ: وَإِنَّمَا جَازَ فِي الْعَمى لِأَنَّهُ لم يُرد بِهِ عَمَى الْعَينَيْنِ، إِنَّمَا أُرِيد بِهِ وَالله أعلم عمى الْقلب، فَيُقَال: فلَان أعمى من فلَان فِي الْقلب، وَلَا يُقَال: هُوَ أعمى مِنْهُ فِي الْعين، وَذَلِكَ أَنه لمّا جَاءَ على

مَذْهَب أَحْمَر وحمراء تُرك فِيهِ أفعل مِنْهُ؛ كَمَا ترك فِي كثير. قَالَ: وَقد تَلْقى بعض النَّحْوِيين يَقُول: أُجيزه فِي الْأَعْمَى والأعشى والأعرج والأزرق؛ لأَنا قد نقُول: عَمِيَ وزَرِق وعَرِج وعشِي. وَلَا نقُول حَمِر وَلَا بَيِض وَلَا صَفِرَ، قَالَ الْفراء: وَلَيْسَ ذَلِك بِشَيْء، إِنَّمَا يُنظر فِي هَذَا إِلَى مَا كَانَ لصَاحبه فِيهِ فِعْل يقلّ أَو يكثر، فَيكون أفعل دَلِيلا على قِلَّة الشَّيْء وكثرته؛ أَلا ترى أَنَّك تَقول: فلَان أقوم من فلَان، وأجمل؛ لِأَن قيام ذَا يزِيد على قيام ذَا، وجماله يزِيد على جماله، وَلَا تَقول للأعميين: هَذَا أعمى من ذَا، وَلَا لميّتين: هَذَا أَمُوت من ذَا. فَإِن جَاءَ مِنْهُ شَيْء فِي شعر فَهُوَ شاذّ؛ كَقَوْلِه: أمّا الْمُلُوك فَأَنت الْيَوْم ألأمُهم لؤماً وأبيضهم سِرْبالَ طبّاخ وَيُقَال: رجل عَمٍ إِذا كَانَ أعمى الْقلب، وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {} (فُصّلَت: 44) قَرَأَهَا ابْن عَبَّاس: عَمٍ، وَقَالَ أَبُو مُعَاذ النَّحْوِيّ: من قَرَأَ {وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ} فَهُوَ مصدر يُقَال: هَذَا الْأَمر عَمًى، وَهَذِه الْأُمُور عَمًى؛ لِأَنَّهُ مصدر، كَقَوْلِك: هَذِه الْأُمُور شُبْهة ورِيبة، قَالَ: وَمن قَرَأَ عمٍ؛ فَهُوَ نعت؛ نقُول: أَمر عمٍ وَأُمُور عَمِيَة، وَرجل عمٍ فِي أمره: لَا يبصره، وَرجل أعمى فِي الْبَصَر. وَقَالَ الْكُمَيْت: أَلا هَل عَمٍ فِي رَأْيه متأمِّل وَمثله قَول زُهَيْر: ولكنني من علم مَا فِي غَد عَم وَفِي حَدِيث أبي رَزِين العُقَيليّ أَنه قَالَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَيْن كَانَ رَبنَا قبل أَن يخلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض؟ قَالَ: فِي عَمَاء، تَحْتَهُ هَوَاء وفوقه هَوَاء. قَالَ أَبُو عبيد: العَمَاء فِي كَلَام الْعَرَب: السَّحَاب، قَالَه الْأَصْمَعِي وَغَيره وَهُوَ مَحْدُود. وَقَالَ الْحَارِث بن حِلِّزةَ: وكأنَّ الْمنون تَردْى بِنَا أصْ حَمَ عُصْم ينجاب عَنهُ العماءُ يَقُول: هُوَ فِي ارتفاعه قد بلغ السَّحَاب، فالسحاب ينجاب عَنهُ أَي ينْكَشف. قَالَ أَبُو عبيد: وَإِنَّمَا تأوّلنا هَذَا الحَدِيث على كَلَام الْعَرَب الْمَعْقُول عَنْهُم، وَلَا نَدْرِي كَيفَ كَانَ ذَاك العَمَاء. قَالَ: وأمَّا الْعَمى فِي الْبَصَر فمقصور، وَلَيْسَ هُوَ من هَذَا الحَدِيث فِي شَيْء. قلت: وَقد بَلغنِي عَن أبي الْهَيْثَم وَلم يعزه لي إِلَيْهِ ثِقَة أَنه قَالَ فِي تَفْسِير هَذَا الحَدِيث. وَلَفظه: إِنَّه كَانَ فِي عمى مَقْصُور. قَالَ وكلّ أَمر لَا تُدْرِكهُ الْقُلُوب بالعقول فَهُوَ عَمًى. قَالَ: وَالْمعْنَى: أَنه كَانَ حَيْثُ لَا يُدركه عقول بني آدم، وَلَا يَبلغ كنههَ وصف. قلت أَنا: وَالْقَوْل عِنْدِي مَا قَالَه أَبُو عُبيد أَنه العماء مَمْدُود، وَهُوَ السَّحَاب وَلَا يُدرى كَيفَ ذَلِك العَمَاء بِصفة تحصُره وَلَا نعتٍ يَحدّه. ويُقَوِّي هَذَا القَوْل قَول الله جلّ وعزّ: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ} (البَقَرَة: 210) فالغمام مَعْرُوف فِي كَلَام الْعَرَب، إلاّ أَنا لَا نَدْرِي

كَيفَ الْغَمَام الَّذِي يَأْتِي الله جلّ وعزّ يَوْم الْقِيَامَة فِي ظُلَل مِنْهُ فَنحْن نؤمن بِهِ، وَلَا نكيِّف صفته. وَكَذَلِكَ سَائِر صِفَات الله جلّ وعزّ. وَقَالَ اللَّيْث: العَمَاية الغَوَاية. وَهِي اللَجَاجة. قَالَ والعَمَاية والعماءة: السحابة الكثيفة المطبِقة. قَالَ وَقَالَ بَعضهم: العماء: الَّذِي قد حَمَل المَاء وارتفع. وَقَالَ بَعضهم: هُوَ الَّذِي قد هراق مَاءَهُ ولمّا يتقطع تقطع الجَفْل. وَالْعرب تَقول: أَشد برد الشتَاء شَمَالٌ جِرْبياء فِي غبّ سَمَاء، تَحت ظلّ عَمَاء. قَالَ: وَيَقُولُونَ للقطعة الكثيفة: عماءة، قَالَ: وَبَعض يُنكر ذَلِك وَيجْعَل العماء اسْما جَامعا. قَالَ: والتعمية: أَن تُعَمِّي على إِنْسَان شيأ فتلبّسه عَلَيْهِ تلبيساً. قَالَ: والأعماء جمع عَمَىً وَأنْشد: وبلد عامِيَة أعماؤه وَقَالَ غَيره: عامِيَة: دارسة. وأعماؤه: مجاهله. بلد مَجْهل وعَمًى: لَا يُهتدى فِيهِ. والمعامي: الأرضون المجهولة. والواحدة مَعْمِيَة فِي الْقيَاس، وَلم أسمع لَهَا بِوَاحِدَة. وَقَالَ شمر: العامِي: الَّذِي لَا يبصر طَرِيقه. وَأنْشد: لَا تأتيّني تبتغي لين جَانِبي برأسك نحوي عامياً متعاشياً قَالَ: وَأَرْض عمياءُ وعامِيَة. وَمَكَان أعمى: لَا يُهتدى فِيهِ. قَالَ: وأقرأني ابْن الْأَعرَابِي: وماءٍ صَرًى عافى الثنايا كَأَنَّهُ من الأَجْن أبوالُ الْمَخَاض الضوارب عمٍ شَرَكَ الأقطار بيني وَبَينه مراريُّ مَخْشِيّ بِهِ الموتُ ناضبِ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: قَوْله: عَمٍ شَرَك كَمَا تَقول عمٍ طَرِيقا وعمٍ مَسْلكاً. يُرِيد الطَّرِيق لَيْسَ مبَيّنَ الْأَثر. وَفِي الحَدِيث: (من قَاتل تَحت راية عَمِّيَّة يغْضب لعَصَبة أَو ينصر عَصَبة أَو يَدْعُو إِلَى عصبَة فَقُتِل قُتل قِتلة جاهليَّة) . وَقَالَ شمر: قَالَ إِسْحَاق بن مَنْصُور: سُئِلَ أَحْمد بن حَنْبَل عمّن قُتل فِي عَمِيَّة، قَالَ: الْأَمر الْأَعْمَى العصبية لَا يستبين مَا وَجهه. قَالَ: وَقَالَ إِسْحَاق: إِنَّمَا معنى هَذَا فِي تحارُب الْقَوْم وَقتل بَعضهم بَعْضًا. يَقُول مَنْ قتل فِيهَا كَانَ هَالكا. وَقَالَ أَبُو زيد: العِمِّيَّة الدعْوَة العمياء فقتيلها فِي النَّار. وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو الْعَلَاء: العَصَبة: بَنو العمّ. والعَصَبيَّة أخذت من العَصَبة. وَقيل: العمِّية: الْفِتْنَة. وَقيل الضَّلَالَة. وَقَالَ الرَّاعِي: كَمَا يذود أَخُو العِمِّيَّة النجد يَعْنِي صَاحب فتْنَة. أَبُو عبيد عَن أبي زيد يُقَال: لَقيته صَكَّةَ عُمَيّ قَالَ: وَهُوَ أشدّ الهاجرة حَرّاً. وَقَالَ شمر: هُوَ عُمَيّ، وَكَأَنَّهُ تَصْغِير أعمى. قَالَ وأنشدني ابْن الْأَعرَابِي: صكّ بهَا عين الظهيرة غائراً عُمَىّ وَلم يُنْعَلن إلاّ ظلالَها وَقَالَ غَيره: لَقيته صَكَّة، عُمَىّ، وصَكّة أعمى أَي لَقيته نصف النَّهَار فِي شدَّة

الْحر. وعُمَيّ تَصْغِير أعمى على التَّرْخِيم. وَلَا يُقَال ذَلِك إِلَّا فِي حَمَارَّة القيظ. وَالْإِنْسَان إِذا خرج نصف النَّهَار فِي أَشد الْحر لم يتهيأ لَهُ أَن يمْلَأ عَيْنَيْهِ من عين الشَّمْس، فأرادوا أَنه يصير كالأعمى. وَقَالَ أَبُو سعيد: يُقَال اعتمتيه اعتماءً أَي قصدته. وَقَالَ غَيره اعتمتيه: اخترته. وَكَذَلِكَ اعتمته وَالْعرب تَقول: عَمَا وَالله، وَأما وَالله، وهَمَا وَالله، يبدلون من الْهمزَة الْعين مرّة، وَالْهَاء أُخْرَى. وَمِنْهُم من يَقُول غَمَا وَالله بالغين مُعْجمَة. مَعًا: قَالَ اللَّيْث المُعَاء مَمْدُود من أصوات السنانير. يُقَال: مَعًا يَمْعو، ومغا يمغو، لونان أَحدهمَا يقرب من الآخر وَهُوَ أرفع من الصَّئيّ أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: إِذا أرطب النّخل كُله فَذَلِك المَعْو، وَقد أمعى النخلُ. قَالَ: وَقِيَاسه أَن تكون الْوَاحِدَة مَعْوة وَلم أسمعهُ. قَالَ: وَقَالَ اليزيدي: يُقَال مِنْهُ قد أمعت النَّخْلَة. وَنَحْو ذَلِك قَالَ اللَّيْث. عَمْرو عَن أَبِيه: الماعي اللّين من الطَّعَام. وَقَالَ النحويون هِيَ كلمة تضمّ الشَّيْء إِلَى الشَّيْء وَأَصلهَا مَعًا وَقَالَ اللَّيْث: كُنَّا مَعًا مَعْنَاهُ: كنّا جَمِيعًا. وَقَالَ الزّجاج فِي قَول الله: {إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ} (البَقَرَة: 14) : نَصْب {مَعَكُمْ} كنصب الظروف؛ تَقول: أَنا مَعكُمْ، وَأَنا خلفكم، مَعْنَاهُ أَنا مستقرّ مَعكُمْ، وَأَنا مستقرّ خلفكم. وَقَالَ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ} (النّحل: 128) أَي الله ناصرهم وَكَذَلِكَ قَوْله: {لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} (التّوبَة: 40) أَي الله ناصرنا. وَقَالَ اللَّيْث: رجل إمَّعة: يَقُول لكلّ: أَنا مَعَك. قَالَ: وَالْفِعْل من هَذَا تأمّع الرجل واستأمع. قَالَ: يُقَال للَّذي يتَرَدَّد فِي غير صَنِيعَة إمّعة. وَرُوِيَ عَن ابْن مَسْعُود أَنه قَالَ: أُغْدُ عَالما أَو متعلّماً، وَلَا تَغْدُ إمَّعة. قَالَ أَبُو عبيد: أصل الإمَّعة الرجل الَّذِي لَا رَأْي لَهُ وَلَا عَزْم، فَهُوَ يُتَابع كلّ أحد على رَأْيه، وَلَا يثبت على شَيْء. وَكَذَلِكَ الرجل الإمَّرة: وَهُوَ الَّذِي يُوَافق كل إِنْسَان على مَا يُريدهُ. قَالَ: وَرُوِيَ عَن عبد الله أَنه قَالَ: كُنَّا نعدّ الإمَّعة فِي الْجَاهِلِيَّة الَّذِي يَتْبع النَّاس إِلَى الطَّعَام من غير أَن يُدْعى، وَإِن الإمَّعة فِيكُم الْيَوْم المُحْقِبُ النَّاس دِينه. قَالَ أَبُو عبيد: وَالْمعْنَى الأول يرجع إِلَى هَذَا. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (الْمُؤمن يَأْكُل فِي مِعًى وَاحِد، وَالْكَافِر يَأْكُل فِي سَبْعَة أمعاء) . قَالَ أَبُو عبيد: نُرى ذَلِك لتسمية الْمُؤمن عِنْد طَعَامه، فَتكون فِيهِ الْبركَة، وَالْكَافِر لَا يفعل ذَلِك. قَالَ: وَقيل: إِنَّه خاصّ لرجل كَانَ يُكثر الْأكل قبل إِسْلَامه، فلمّا أسلم نقص أكلُه. ويَرْوِي أهل مصر أَنه أَبُو بصرة الغِفَاريّ، لَا نعلم للْحَدِيث وَجها غَيره؛ لأَنا نرى من الْمُسلمين مَن يَكثرُ أكلُه، وَمن الْكَافرين من يقلّ أكله، وَحَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا خُلْف لَهُ، فَلهَذَا وُجِّه هَذَا الْوَجْه.

قلت: وَفِيه وَجه ثَالِث أَحْسبهُ الصَّوَاب الَّذِي لَا يجوز غَيره، وَهُوَ أَن قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (الْمُؤمن يَأْكُل فِي مِعًى وَاحِد، وَالْكَافِر يَأْكُل فِي سَبْعَة أمعاء) مَثَل ضربه لِلْمُؤمنِ، وزهده فِي الدُّنْيَا وقناعته بالبُلْغة من الْعَيْش، وَمَا أُوتِيَ من الْكِفَايَة، وللكافر واتّساع رغبته فِي الدُّنْيَا وحرصه على جمع حُطَامها، ومنعها من حقّها، مَعَ مَا وصف الله الْكَافِر من حرصه على الْحَيَاة، وركونه إِلَى الدُّنْيَا واغتراره بزُخرفها، فالزهد فِي الدُّنْيَا مَحْمُود؛ لِأَنَّهُ من أَخْلَاق الْمُؤمنِينَ، والحرص عَلَيْهَا وَجمع عَرَضها مَذْمُوم؛ لِأَنَّهُ من أَخْلَاق الْكفَّار. وَلِهَذَا قيل: الرُغْب شُؤْم، وَلَيْسَ مَعْنَاهُ كَثْرَة الْأكل دون اتساع الرَّغْبَة فِي الدُّنْيَا والحرص على جمعهَا، فَالْمُرَاد من الحَدِيث فِي مَثَل الْكَافِر استكثاره من الدُّنْيَا وَالزِّيَادَة على الشِّبَع فِي الْأكل دَاخل فِيهِ، ومثلِ الْمُؤمن زهدُه فِي الدُّنْيَا وقلّة اكتراثه بأثاثها واستعداده للْمَوْت وَالله أعلم. وَقَالَ شمر: قَالَ الْفراء: جَاءَ فِي الحَدِيث (الْمُؤمن يَأْكُل فِي مِعًى وَاحِدَة) . قَالَ الْفراء ومِعًى وَاحِد أعجب إليّ. قَالَ: المِعَى أَكثر الْكَلَام على تذكيره، يُقَال هَذَا معى وَثَلَاث أمعاء، رُبمَا ذَهَبُوا بِهِ إِلَى التَّأْنِيث، كَأَنَّهُ وَاحِد دَلّ على جمع. وَقَالَ الْقطَامِي: كَأَن نُسُوع رحلي حِين ضمت حوالب غُرَّزاً ومعى جياعا وَقَالَ اللَّيْث: وَاحِد الأمعاء يُقَال: مِعًى ومِعَيان وأمعاء. قَالَ وَهُوَ جَمِيع مَا فِي الْبَطن مِمَّا يتردّد فِيهِ من الحوايا كلهَا. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الأمعاء مَا لَان من الأَرْض وانخفض. وَقَالَ رؤبة: يحبو إِلَى أصلابه أمعاؤه قَالَ: والأصلاب: مَا صَلُب من الأَرْض. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الأمعاء: مسايل صغَار. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يحبو أَي يمِيل، وأصلابه: وَسطه، وأمعاؤه: أَطْرَافه. وَقَالَ أَبُو خَيْرة المِعَى غير مَمْدُود الْوَاحِدَة أَظن مِعَاة: سهلة بَين صلبين وَقَالَ ذُو الرمة: تراقب بَين الصُلْب من جَانب المِعَى معَى واحفٍ شما بطيئاً نُزُولهَا وَقَالَ اللَّيْث: المِعَى من مذانب الأَرْض، كل مِذْنب بالحضيض يناصي مِذْنباً بالسَنَد. وَالَّذِي فِي السفح هُوَ الصلب. قلت: وَقد رَأَيْت بالصَمَّان فِي قيعانها مَسَاكَاتٍ للْمَاء وإخَاذاً متحوّية تسمى الأمعاء، وَتسَمى الحوايا، وَهِي شبه الغُدْران، غير أَنَّهَا متضايِقة لَا عَرْض لَهَا. وَرُبمَا ذهبت فِي القاع غَلْوة. وَالْعرب تَقول للْقَوْم إِذا أخصبوا وصلحت حَالهم هم فِي مثل المِعَى والكَرِش. وَقَالَ الراجز: يَا أيَهذا النَّائِم المفترشْ لستَ على شَيْء فَقُمْ وانكمش لستَ كقوم أصلحوا أَمرهم فَأَصْبحُوا مثلَ المعى والكرش

ميع: قَالَ اللَّيْث: ماع الماءُ يَميع مَيْعاً إِذا جرى على وَجه الأَرْض جَريا منبسطاً فِي هِينَة. وَكَذَلِكَ الدَّم يَميع وَأنْشد: كَأَنَّهُ ذُو لبد دَلَهْمَسُ بساعديه جَسَد مورَّس من الدِّمَاء مَائِع ويُبَّس وأمَعْته أَنا إماعة. والسراب يميع. قَالَ: وميعة الحُضْر ومَيْعة الشَّبَاب أَوله وأنشطه. قَالَ والمَيْعة: شَيْء من الْعطر. وَفِي حَدِيث ابْن عمر أَنه سُئِلَ عَن فَأْرَة وَقعت فِي سمن، فَقَالَ: إِن كَانَ مَائِعا فأرِقه، وَإِن كَانَ جامِساً فألْقِ مَا حوله. قَالَ أَبُو عبيد فِي قَوْله: إِن كَانَ مَائِعا أَي ذائباً، وَمِنْه سميت المَيْعة لِأَنَّهَا سَائِلَة. يقالُ ماع الشَّيْء وتميّع إِذا ذاب، وَمِنْه حَدِيث عبد الله حِين سُئِلَ عَن المُهْل فأذاب فضَّة فَجعلت تميَّع وتلوَّن، وَقَالَ هَذَا: من أشبه مَا أَنْتُم راءون بالمُهْل. وَقَالَ غَيره: يُقَال لناصية الْفرس إِذا طَالَتْ وسالت: مائعة. وَمِنْه قَول عَدِيّ: يهزهز غصناً ذَا ذوائب مَائِعا أُراد بالغصن الناصية. عوم عيم: قَالَ اللَّيْث: الْعَام: حول يَأْتِي على شَتْوة وصيفة وَيجمع أعواماً. ورسم عامِيّ: قد أَتَى عَلَيْهِ عَام. وَأنْشد: من أَن شجاك طلل عاميُّ وَقَالَ أَبُو عبيد: أخذت فلَانا معاومة ومسانهة، وعاملته معاومة ومساناة أَيْضا. وَفِي الحَدِيث: (نهى عَن بيع النّخل معاومة) . وَهُوَ أَن يَبِيع ثَمَر النّخل أَو الكَرْم أَو الشّجر سنتَيْن أَو ثَلَاثًا فَمَا فَوق ذَلِك. وَيُقَال: عاومت النخلةُ إِذا حَمَلت سنة، وَلم تحمل أُخْرَى، وَكَذَلِكَ سانهَتْ: حملت عَاما وعاماً لَا. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: جَاوَرت بني فلَان ذَات العُوَيم، وَمَعْنَاهُ الْعَام الثَّالِث ممّا مضى، فَصَاعِدا إِلَى مَا بلغ الْعشْر. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَتَيْته ذَات الزُمَين وَذَات العُوَيم أَي مُنْذُ ثَلَاثَة أزمان وأعوام. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: هُوَ كَقَوْلِك: لَقيته مذ سُنَيَّات. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: عوَّم الكرمُ: حمل عَاما وقلّ حمله عَاما. وَقَالَ اللحياني: المعاومة: أَن يَحِلّ دَينك على رجل، فتزيده فِي الْأَجَل ويزيدك فِي الدَّين. قَالَ وَيُقَال: هُوَ أَن تبيع زرعك بِمَا يخرج من قَابل فِي أَرض المُشْتَرِي. وَيُقَال: عَام مُعِيم، وشحم مُعَوِّم: شَحم عَام بعد عَام. وَقَالَ أَبُو وَجْزَة السعديّ: تنادَوا بأغباش السوَاد فقُربت علافيفُ قد ظاهرن نَيّا معوِّماً أَي شَحْماً معوِّماً. ابْن السّكيت: يُقَال: لَقيته عَاما أوّلَ، وَلَا تقل: عَام الأوّلِ. والعَوْم: السباحة. والسفينة تعوم فِي المَاء، وَالْإِبِل تعوم فِي سَيرهَا. وَقَالَ الراجز: وَهن بالدَوّ يَعُمن عَوما

وَقَالَ اللَّيْث: يُسمى الْفرس السابح عَوَّاماً، يعوم فِي جريه ويسبح. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ العامَة: المِعْبَر الصَّغِير يكون فِي الْأَنْهَار وَجَمعهَا عامات. وَقَالَ اللَّيْث: الْعَامَّة تتَّخذ من أَغْصَان الشّجر وَنَحْوه، يُعبر عَلَيْهَا الْأَنْهَار، وَهِي تموج فَوق المَاء، والجميع الْعَام والعامات. قَالَ: والعامة: هَامة الرَّاكِب إِذا بدا لَك رأسُه فِي الصَّحرَاء وَهُوَ يسير. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم لَا أسمي رَأسه عَامَّة حَتَّى أرى عَلَيْهِ عِمَامَة. الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت: عَام الرجل إِلَى اللَّبن يعام عَيْمة وَهُوَ رجل عَيْمان وَامْرَأَة عَيْمى، ويُدعى على الرجل فَيُقَال: مَاله آم وعام، فَمَعْنَى آم: هَلَكت امْرَأَته، وعام: هَلَكت مَاشِيَته فيعامُ إِلَى اللَّبن. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ يتعوّذ من العَيْمة والأَيمة، فالعيمة شدَّة الشَّهْوَة للبن حَتَّى لَا يصبر عَنهُ، يُقَال: عَام يعام عيمة وَقوم عَيَامى وعِيَام. والغيمة: شدَّة الْعَطش وَالْأَيمَة: طول العُزْبة. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال عِمْت عَيْمة عَيَماً شَدِيدا. قَالَ: وكلّ شَيْء من نَحْو هَذَا مِمَّا يكون مصدرا لِفَعْلان وفَعْلى فَإِذا أنّثت الْمصدر فخفّف، وَإِذا حذفت الْهَاء فثقّل نَحْو الحَيرة والحَيَر والرَغْبة والرَغَب والرَهْبة والرَهب، وَكَذَلِكَ مَا أشبهه من ذواته. وَقَالَ غَيره: أعامنا بَنو فلَان أَي أخذُوا حلائبنا حَتَّى بَقِينا عَيَامى نشتهي اللَّبن وأصابتنا سنة أعامتنا، وَمِنْه قَالُوا: عَام مُعِيم: شَدِيد العَيْمة. وَقَالَ الْكُمَيْت: بعام يَقُول لَهُ المؤلِفو ن هَذَا المُعيم لنا المُرْجل وَيُقَال: أعام القومُ إِذا قلّ لبنهم. وَرُوِيَ عَن المؤرِّج أَنه قَالَ: طَابَ العَيَام أَي طَابَ النَّهَار، وطاب الشَرْق أَي الشَّمْس وطاب الهويم أَي اللَّيْل. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: عِيمة كل شَيْء خِيَاره. وَجَمعهَا عِيَم. وَقد اعتام يعتام اعتياما، واعتان يعتان اعتياناً إِذا اخْتَار. وَقَالَ الطّرماح يمدح رجلا وَصفه بالجود: مبسوطة يَسْتن أوراقُها على مُواليها ومعتلمِها وَقَالَ أَبُو سعيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: العَيْم والغيم الْعَطش. وَقَالَ أَبُو المثلّم الْهُذلِيّ: تَقول أرى أُبينيك اشرهفّوا فهم شُعْث رؤوسُهم عِيَامُ قلت أَرَادَ: أَنهم عِيام إِلَى شرب اللَّبن شديدةٌ شهوتهم إِلَيْهِ. وَعم: ذُكر عَن يُونُس بن حبيب أَنه قَالَ: يُقَال: وَعَمَت الدارَ أَعِم وَعماً أَي قلت لَهَا: انعمي. وَأنْشد: عِمَا طللى جُمْل على النأي واسلما قَالَ يُونُس: وَسُئِلَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء عَن

قَول عنترة: وعِمِى صباحاً دَار عبلة واسلمى فَقَالَ: هُوَ كَمَا يَعْمِي المطرُ وَيعْمِي الْبَحْر بزَبَده، وَأَرَادَ كَثْرَة الدُّعَاء لَهَا بالاستسقاء. قلت: إِن كَانَ من عَمَى يعمِي إِذا سَالَ فحقّه أَن يُروى: واعمى صباحاً؛ فَيكون أمرا من عَمَى يَعْمي إِذا سَالَ أَو رمى. قلت: وَالَّذِي سمعناه وحفظناه فِي تَفْسِير عَم صباحاً: أَن مَعْنَاهُ: أنعِم صباحاً، كَذَلِك أَخْبرنِي أَبُو الْفضل عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي؛ قَالَ: وَيُقَال: أنعم صباحاً وعِمْ صباحاً بِمَعْنى وَاحِد. قلت: كَأَنَّهُ لمّا كثر هَذَا الْحَرْف فِي كَلَامهم حذفوا بعض حُرُوفه لمعْرِفَة الْمُخَاطب بِهِ. وَهَذَا كَقَوْلِهِم: لَا هُمّ، وَتَمام الْكَلَام اللَّهُمَّ، وكقولهم: لهنَّكَ، وَالْأَصْل لله إِنَّك. وَمَعَ: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الوَعْمة: ظَبْيَة الْجَبَل، والومعة الدُفعة من المَاء.

بَاب لفيف الْعين عوى، عا، عى، عيي، وعى، وعوع، وع، عوّ. (مستعملات) . عوى: قَالَ اللَّيْث: عوت الكلابُ وَالسِّبَاع تَعْوي عُوَاء وَهُوَ صَوت تمدّه وَلَيْسَ بنبح. أَبُو عبيد عَن أبي الْجراح قَالَ: الذِّئْب يَعْوِي. وأنشدني أعرابيّ: هَذَا أحقّ منزل بِالتّرْكِ الذِّئْب يَعْوِي والغراب يبكي وَمن أمثالهم فِي المستغيث بِمن لَا يغيثه قَوْلهم: لَو لَك عَوَيت لم أَعْوِهْ. وَأَصله الرجل يبيت بِالْبَلَدِ القفر فيستنبح الْكلاب بعُوائه ليندلّ بنُباحها على الحيّ. وَذَلِكَ أَن رجلا بَات بالقَفْر فاستنبح، فَأَتَاهُ ذِئْب، فَقَالَ: لَو لَك عَوَيت لم أَعْوِهْ. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال عَوَيت الحبلَ إِذا لويته. والمصدر العَيّ. والعَيُّ فِي كل شَيْء: الليّ. قَالَ: وعَوَيت رَأس النَّاقة إِذا عُجْتها، فانعوى. والناقة تَعْوِي بُرَتها فِي سَيرهَا إِذا لوتها بخَطْمها. وَقَالَ رؤبة: تعوي البُرَى مستوفضات وفضا قَالَ: وَيُقَال للرجل إِذا دَعَا قوما إِلَى الْفِتْنَة: عَوَى قوما فاستُعْوُوا. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي طَالب عَن سَلمَة عَن الْفراء أَنه قَالَ: هُوَ يستعوي القومَ، ويستغويهم أَي يستغيث بهم. وَقَالَ اللَّيْث: المُعَاوية: الكلبة المستحرمة تَعْوِي إِلَى الْكلاب إِذا صَرَفت ويَعْوِين. وَقد تعاوت الْكلاب. وَيُقَال تعاوى بَنو فلَان على فلَان وتغاوَوْا عَلَيْهِ إِذا تجمّعوا عَلَيْهِ، بِالْعينِ والغين. قَالَ: والعَوَّى مَقْصُور: نجم من منَازِل الْقَمَر، وَهُوَ من أنواء الْبرد. وَقَالَ ساجع الْعَرَب: إِذا طلعت العَوَّاء، وجَثَمَ الشتَاء، طَابَ الصِّلاء. وَقَالَ ابْن كُناسة: هِيَ أَرْبَعَة كواكب: ثَلَاث مثفَّاة مُتَفَرِّقَة، وَالرَّابِع قريب مِنْهَا كَأَنَّهُ من النَّاحِيَة الشأميّة، وَبِه سُمِّيت العَوَّاء، كَأَنَّهُ يَعْوِي إِلَيْهَا من عُوَاء الذِّئْب. قَالَ: وَهُوَ من قَوْلك: عويت الثَّوْب إِذا لويته، كَأَنَّهُ يَعْوِي لمَّا انْفَرد. قَالَ: والعوّاء فِي الْحساب يَمَانِية. وَجَاءَت مُؤَنّثَة عَن الْعَرَب. قَالَ: وَمِنْهُم من يَقُول: أول اليمانية السِّماك الرامح، وَلَا يَجْعَل العَوّاء يَمَانِية؛ للكوكب الْفَرد الَّذِي فِي النَّاحِيَة الشأمية.

وَقَالَ ابْن هانىء: قَالَ أَبُو زيد: العَوَّاء مَمْدُود؛ والجوزاء مَمْدُود، والشِّعْرى مَقْصُور. وَقَالَ اللَّيْث: العَوَى والعَوَّة لُغَتَانِ، وَهِي الدُبُر. وَأنْشد: قيَاما يوارون عَوَّاتهم بشتمي وعَوَّاتهم أظهرُ وَقَالَ الآخر فِي العَوَّى بِمَعْنى العَوَّة: فَهَلا شددت العقْد أَو بتّ طاويا وَلم تَفْرُج العوَّى كَمَا يُفرج القَتَبْ وَقَالَ شمر: العَوَّاء خَمْسَة كواكب كَأَنَّهَا كتابةُ ألِف، أَعْلَاهَا أخفاها. وَيُقَال: كَأَنَّهَا نون. وتدعى وَرِكي الْأسد، وعرقوب الْأسد. وَالْعرب لَا تكْثر ذكر نوئها، لِأَن السماك قد استغرقها وَهُوَ أشهر مِنْهَا وطلوعها لاثْنَتَيْنِ وَعشْرين لَيْلَة تَخْلُو من أيلول، وسقوطها لاثْنَتَيْنِ وَعشْرين لَيْلَة تَخْلُو من آذار. وَقَالَ الْحُصَينيّ فِي قصيدته الَّتِي يذكر فِيهَا الْمنَازل: وانتثرت عَوّاؤه تناثُر العِقْد انْقَطع وَمن سجعهم فِيهَا: إِذا طلعت العَوَّاء ضرب الخِبَاء، وطاب الْهَوَاء، وكُرِه العراء، وشَنَّن السقاءُ. قلت أَنا: من قصر العَوَّى شبَّهها باست الْكَلْب، وَمن مدّها جعلهَا تعوِي من يعوِي الْكَلْب، وَالْمدّ فِيهَا أَكثر. وَيُقَال عَفَت يَده وعواها إِذا لواها. وَقَالَ أَبُو مَالك: عوت النَّاقة البُرَة إِذا لوتها عَيّاً. وعَوَى الْقَوْم صُدُور رِكَابهمْ وعَوَّوها إِذا عطفوها. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: عَوَّيت عَن الرجل إِذا كذَّبت عَنهُ وردَدْت. أَبُو عبيدِ عَن أبي زيد: العَوَّة والضَوَّةُ: الصَّوْت. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ العَوِيّ: الذِّئْب: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال للرجل الحازم الْجلد: مَا يُنْهَى وَلَا يُعْوَى. وَقَالَ أَبُو العميثل: عَوْيت الشَّيْء عَيّاً إِذا أملته. وَقَالَ الْفراء: عَوَيت الْعِمَامَة عَيّة، ولويتها لَيَّة، وعَوَى الْقوس: عطفها. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: العَوُّ جمعُ عَوَّة، وَهِي أم سُوَيد. وَقَالَ اللَّيْث (عا) مَقْصُور زجر الضَئِين. وَرُبمَا قَالُوا: عَوْ، وعايْ: وعاءِ، كلّ ذَلِك يُقَال. وَالْفِعْل مِنْهُ: عَاعَى يُعاعي معاعاة وعاعاة. وَيُقَال: أَيْضا عَوْعى يُعوعِي عوعَاة، وعَيْعَى يعيعى عيعاة وعِيْعَاءَ وَأنْشد: وَإِن ثِيَابِي من ثِيَاب مُحَرِّق وَلم أستعرها من مُعَاعٍ وناعق عَيَيَ: أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي: عَيي فلَان بياءين بِالْأَمر إِذا عجز عَنهُ. وَلَا يُقَال: أعيا بِهِ وَمن الْعَرَب من يَقُول عَيَّ بِهِ فيدغم. وَيُقَال فِي الْمَشْي: أعييت إعياء. قَالَ: وتكلَّمت حَتَّى عَيِيت عِيّاً. وَإِذا

أَرَادوا علاج شَيْء فعجزوا يُقَال: عيِيت وَأَنا عَيِيّ، وَقَالَ النَّابِغَة: عَيّت جَوَابا وَمَا بِالربعِ من أحد قَالَ: وَلَا ينشد: أعيت جَوَابا. وَأنْشد لشاعر آخر فِي لُغَة من يَقُول عَييَ: وحَتَّى حَسِبناهم فوارس كَهَمْسٍ حَيُوا بَعْدَمَا مَاتُوا من الدَّهْر أعصرا وَيُقَال: أعيا عليَّ هَذَا الْأَمر، وأعياني، وَيُقَال: أعياني عَيَاؤه. قَالَ المَرَّار: وأعْيَت أَن تجيب رُقى لراقي وَيُقَال: أعيا بِهِ بعيره وأذَمّ، سَوَاء. وَقَالَ اللَّيْث: العِيّ تأسيس أصلِه من عين وياءين وَهُوَ مصدر العَيِّ قَالَ: وَفِيه لُغَتَانِ رجل عَييّ بِوَزْن فعيل، وَقَالَ العجاج: لَا طائش قاقٌ وَلَا عَييّ وَرجل عَيُّ بِوَزْن فَعْل، وَهُوَ أَكثر من عَيّ، قَالَ: وَيُقَال: عَيَيَ يَعْيَا عَن حُجّته عيّاً وعَيَّ يعيا كلُّ يُقَال؛ مثل حَيي يحيا وحَيّ. قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَيَحْيَى مَنْ حَىَّ عَن بَيِّنَةٍ} (الْأَنْفَال: 42) وَالرجل يتكلّف عملا فيَعْيا بِهِ، وَعنهُ، إِذا لم يهتدِ لوجه عمله. سَلمَة عَن الْفراء: يُقَال فِي فعل الْجَمِيع من عَيّ: عَيُّوا. قَالَ وأنشدني بَعضهم: يَحِدْن بِنَا عَن كل حَيّ كأننا أخاريس عَيُّوا بِالسَّلَامِ وبالنَسَبْ وَقَالَ آخر: من الَّذين إِذا قُلْنَا حديثهمُ عَيُّوا وَإِن نَحن حدَّثناهم شَغِبوا قَالَ: وَإِذا سكن مَا قبل الْيَاء الأولى لم تُدْغَم كَقَوْلِك: هُوَ يُعْي ويُحيى. قَالَ: وَمن الْعَرَب من أَدْغَم فِي مثل هَذَا قَالَ: وأنشدني بَعضهم: فَكَأَنَّهَا بَين النِّسَاء سبيكة تمشي بسدّة بَيتهَا فتُعِيُّ وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: هَذَا غير جَائِز عِند حُذّاق النَّحْوِيين. وَذكر أَن الْبَيْت الَّذِي اسْتشْهد بِهِ الْفراء لَيْسَ بِمَعْرُوف. قلت: وَالْقِيَاس مَا قَالَ أَبُو إِسْحَاق، وَكَلَام الْعَرَب عَلَيْهِ. وَأجْمع القُرَّاء على الْإِظْهَار فِي قَوْله: {يُحْىِ وَيُمِيتُ} (الْأَعْرَاف: 158) . وَقَالَ اللَّيْث: الإعياء: الكلال. تَقول: مشيت فأعييت، وَأَنا مُعْيٍ. قَالَ: والمعاياة: أَن تدَاخل كلَاما لَا يَهتدي لَهُ صاحبُك، قَالَ: والفحل العَيَاياء: الَّذِي لَا يَهتدِي لضراب طَرُوقته. قَالَ: وَكَذَلِكَ هُوَ فِي الرِّجَال. قلت: وَفِي حَدِيث أمّ زرع: أَن الْمَرْأَة السَّادِسَة قَالَت: زَوجي عياياء، طباقاء، كلّ دَاء لَهُ دَاء. قَالَ أَبُو عبيد: العيَاياء من الْإِبِل: الَّذِي لَا يَضْرب وَلَا يُلْقح، وَكَذَلِكَ هُوَ من الرِّجَال. وَقَالَ اللَّيْث: الدَّاء العَياء: الَّذِي لَا دَوَاء لَهُ قَالَ وَيُقَال: أَيْضا الدَّاء العَيَاء: الْحُمْق. وَقَالَ أَبُو زيد: جمل عَياء وجِمَال أَعْياء. وَهُوَ الَّذِي لَا يُحسن أَن يضْرب. وَقَالُوا: حَيَاء النَّاقة وَجمعه أَحيَاء. وَقَالَ شمر: عَيِيت بِالْأَمر وعيِيته، وأعيا عليَّ ذَلِك وأعياني.

وَقَالَ اللَّيْث: أعياني هَذَا الْأَمر أَن أَضبِطه، وعَيِيت عَنهُ. وَقَالَ غَيره: عيِيت فلَانا أعْياه أَي جهلته. وَفُلَان لَا يَعْياه أحد أَي لَا يجهله أحد، وَالْأَصْل فِي ذَلِك أَن تعيا عَن الْإِخْبَار عَنهُ إِذا سُئِلت، جهلا بِهِ. وَقَالَ الرَّاعِي: يَسْأَلْن عَنْك وَلَا يعياك مسؤول أَي لَا يجهلك. وَبَنُو أَعْيا: حَيّ من الْعَرَب وَالنِّسْبَة إِلَيْهِ أعْيَوِيّ. وداء عَيِيّ مثل عياء. وَيُقَال: عاعى بالغنم وحاحى عِيعاءً وحِيحَاءً؛ وَهُوَ زجرها. وعي: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: وعى الحديثَ يعيه وَعْياً إِذا حفظه. وأوعى الشَّيْء فِي الوِعَاء يوعيه إيعاء بِالْألف فَهُوَ مُوعًى. قَالَ والوِعَاء يُقَال لَهُ: الإعَاء. وَقَالَ اللَّيْث: الوَعْي: حفظ الْقلب للشَّيْء. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: إِذا جَبَر العظمُ بعد الْكسر على عَثْمٍ وَهُوَ الاعوجاج قيل: وعى يعي وَعْياً، وأَجَر يأجِر أَجْراً، ويأجُرُ أُجُوراً. وَقَالَ أَبُو زُبَيد: خُبَعْثِنة فِي ساعدَيه تزايُل تَقول وَعَى من بعد مَا قد تجبّرا وَقَالَ أَبُو زيد: إِذا سَالَ الْقَيْح من الجُرْح قيل: وَعَى الْجَرْحُ يَعِي وَعْياً. قَالَ: والوَعيى هُوَ الْقَيْح. وَمثله المِدَّة. وَقَالَ اللَّيْث فِي وَعْيِ الْكسر والمِدَّة مثله. قَالَ: وَقَالَ أَبُو الدقيش: إِذا وعت جايئته أَي مدَّته. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال بئس واعي الْيَتِيم ووالي الْيَتِيم، وَهُوَ الَّذِي يقوم عَلَيْهِ. أَبُو عُبَيْدَة عَن أبي عَمْرو: الواعية والوَعْي والوَعَى كلهَا الصَّوْت. وَقَالَ اللَّيْث: الواعية الصُرَاخ على الْمَيِّت. قَالَ: والوَعَى جلبة أصوات الْكلاب وَالصَّيْد قَالَ: وَلم أسمع لَهما فعلا. قَالَ: وَإِذا أمرت من الوعي قلت عِهْ، الْهَاء عماد للوقوف لخفّتها؛ لِأَنَّهُ لَا يَسْتَطِيع الِابْتِدَاء وَالْوُقُوف مَعًا على حرف وَاحِد. الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت يُقَال: مَالِي عَنهُ وَعْي أَي بُدّ، وَلَا وعْيَ عَن كَذَا أَي لَا تماسك دونه. وَقَالَ النَّضر: إِنَّه لفي وَعْي رجال أَي فِي رجال كثير. وَقَالَ ابْن أَحْمَر: تواعدن أَن لَا وَعْي عَن فرج راكس فرُحْن وَلم يغضِرن عَن ذَاك مَغْضرا وعع (وعوع) : قَالَ اللَّيْث: الوَعْوعة هِيَ من أصوات الْكلاب، وَبَنَات آوَى. قَالَ: وَتقول خطيب وَعْوع: نعت حسن. وَرجل مِهذار وَعْواع: نعت قَبِيح. وَقَالَت الخنساء: هُوَ القَرْم واللسِن الوعوع قَالَ والوَعْواع: الجلبة وَأنْشد: تسمع للمرء بِهِ وَعْواعا وَأنْشد شمر لأبي ذُؤَيْب: وعاث فِي كُبَّة الوعواع والعِير وَقَالَ اللَّيْث: يُضَاعف فِي الْحِكَايَة، فَيُقَال: وعوع الكلبُ وعوعة. والمصدر الوعوعة والوَعواع. قَالَ: وَلَا يُكسَر وَاو الوعواع كَمَا تكسر الزَّاي من الزلزال

وَنَحْوه؛ كَرَاهِيَة للكسرة فِي الْوَاو. قَالَ: وَكَذَلِكَ حِكَايَة اليَعْيعة واليَعْياع من فِعال الصّبيان إِذا رمى أحدهم الشَّيْء إِلَى صبيّ آخر؛ لِأَن الْيَاء خِلْقتها الْكسر، فيستقبحون الْوَاو بَين كسرتين، وَالْوَاو خِلقتها الضَّم، فيستقبحون التقاء كسرة وضمة فَلَا تجدهما فِي كَلَام الْعَرَب فِي أصل الْبناء، وَأنْشد: أمست كهامة يعياع تداولها أَيدي الأوازع مَا تُلْقي وَمَا تُذَرُ عَمْرو عَن أَبِيه: الوعوع: الديدبان يكون وَاحِدًا وجمعاً. أَبُو نصر عَن الْأَصْمَعِي الديدبان يُقَال لَهُ الوَعْوع. قَالَ: والوعوع: الرجل الضَّعِيف. والوعوع ابْن آوى. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الوعاوع الأشدّاء، وأوّل من يغيث. وَقَالَ غَيره: الوعاوع: الخِفاف الأجرياء. وَقَالَ أَبُو كَبِير: لَا يُجفلون عَن الْمُضَاف إِذا رَأَوْا أُولي الوعاوع كالغَطَاط الْمقبل عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: العاعاء صَوت الذِّئْب. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الوعيُّ: الحافِظ الْكيس الْفَقِيه. وَتقول استوعى فلَان من فلَان حقّه إِذا أَخذه كُله؛ وأوعى فلَان جَدْع أَنفه واستوعاه إِذا استوعبه. وَفِي الحَدِيث: (فِي الْأنف إِذا استُوعي جدعُه الديةُ) . وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الوعاوع: أصوات النَّاس إِذا حَمَلوا. وَيُقَال للْقَوْم إِذا وعوعوا: وعاوع أَيْضا. وَقَالَ سَاعِدَة الْهُذلِيّ: ستنصرني أفناء عَمْرو وكاهل إِذا مَا غَزَا مِنْهُم غَزيٌّ وعاوع والوعواع: مَوضِع. وَيُقَال عيّع الْقَوْم تعييعاً إِذا عيُّوا عَن أَمر قصدوه. وَأنْشد: حططتُ على شقِّ الشمَال وعيّعوا حُطُوط رَباعٍ محصَفِ الشدّ قَارب الحطّ: الِاعْتِمَاد على السّير. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: سَمِعت عوعاة الْقَوْم، وغوغاتهم إِذا سَمِعت لَهُم لَجّة وصوتاً. آخر لفيف الْعين والْمنَّة لله فِي تيسير مَا يسر.

باب العين والحاء

كتاب الرباعي من حرف الْعين قَالَ الْخَلِيل بن أَحْمد: الرباعي يكون اسْما وَيكون فعلا، وَأما الخماسي فَلَا يكون إلاّ اسْما، وَهُوَ قَول سِيبَوَيْهٍ وَمن قَالَ بقوله. (بَاب الْعين والحاء) ع ح) جحلنجع: وَقَالَ أَبُو تُرَاب: كنت سَمِعت من أبي الهَمَيْسَع حرفا، وَهُوَ جَحْلَنْجَع، فَذَكرته لشمر بن حَمْدَوَيْه، وتبرّأت إِلَيْهِ من مَعْرفَته، وأنشدته فِيهِ مَا كَانَ أَنْشدني، قَالَ: وَكَانَ أَبُو الهَمَيْسَع ذكر أَنه من أَعْرَاب مَدْين، وَكُنَّا لَا نكاد نفهم كَلَامه، فَكَتبهُ شمِر، والأبيات الَّتِي أَنْشدني: إِنِّي تمنعي صوبَكِ صوب المدمع يجْرِي على الخد كضِئْبِ الثَّعْثَع من طمحة صبيرها جَحْلنجع لم يَحْضُها الجدولُ بالتنوع قَالَ وَكَانَ يُسمِّي الكورَ المِحْضى. (ثعجح) : قَالَ أَبُو تُرَاب: وَسمعت عتير بن غرزة الْأَسدي يَقُول: اثعنجح الْمَطَر بِمَعْنى اثعحنجر: إِذا مَال وَكثر وَركب بعضُه بَعْضًا، فَذَكرته لشمر فاستغربه حِين سَمعه وَكتبه، وأنشدته فِيهِ مَا أَنْشدني عتير لعديّ بن عليّ الغاضري فِي الْغَيْث: جَوْنٌ ترى فِيهِ الروايا دُلّحا كَأَن جِنّانا وبَلْقا ضُرَّحا فِيهِ إِذا مَا جُلْبه تَكَلَّحا وسحَّ سحّاً مَاؤُهُ فاثعنجحا (بَاب الْعين وَالْهَاء) ع هـ) خهفع: وَقَالَ أَبُو تُرَاب أَيْضا: سَمِعت أعرابيّاً من بني تَمِيم يكنى أَبَا الخَيْهَفْعى. وَسَأَلته عَن تَفْسِير كنيته، فَقَالَ: (يُقَال) إِذا وَقع الذِّئْب على الكلبة جَاءَت بالسِّمع، وَإِذا وَقع الْكَلْب على الذئبة جَاءَت بالخيهفعى. وَلَيْسَ هَذَا على أبنية أسمائهم مَعَ اجْتِمَاع ثَلَاثَة أحرف من حُرُوف الْحلق. قلت: وَهَذِه حُرُوف لَا أعرفهَا، وَلم أجد لَهَا أصلا فِي كتب الثِّقَات الَّذين أخذُوا عَن الْعَرَب العاربة مَا أودعوا كتبهمْ، وَلم أذكرها وَأَنا أُحقُّها، وَلَكِنِّي ذكرتها استنداراً لَهَا، وتعجّباً مِنْهَا، وَلَا أَدْرِي مَا صحّتها.

عهعخ: وَقَالَ ابْن المظفر: قَالَ الْخَلِيل بن أَحْمد: سمعنَا كلمة شنعاء لَا تجوز فِي التَّأْلِيف. قَالَ: وَسُئِلَ أَعْرَابِي عَن نَاقَته فَقَالَ تركتهَا ترعى العُهْعُخ. قَالَ: وَسَأَلنَا الثِّقَات من عُلَمَائهمْ، فأنكروا أَن يكون هَذَا الِاسْم من كَلَام الْعَرَب. قَالَ: وَقَالَ الفذّ مِنْهُم: هِيَ شَجَرَة يُتَداوى بهَا وبورقها. قَالَ وَقَالَ أَعْرَابِي آخر: إِنَّمَا هِيَ الخُعْخُع. قَالَ اللَّيْث: هَذَا مُوَافق لقياس الْعَرَبيَّة والتأليف. (علهض علهص) : قَالَ اللَّيْث: تَقول عَلْهضت رَأس القارورة إِذا عَالَجت صِمَامها لتستخرجه. قَالَ: وعلهضت الْعين إِذا استخرجتها من الرَّأْس، وعلهضت الرجُل إِذا عالجته علاجاً شَدِيدا. قَالَ: وعلهضت مِنْهُ شيأ إِذا نلْت مِنْهُ شيأ. قلت: علهضت رَأَيْته فِي نسخ كَثِيرَة من كتاب (الْعين) مُقَيّدا بالضاد وَالصَّوَاب عِنْدِي الصَّاد. أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العِلْهاص: صِمَام القارورة. وَفِي (نوارد اللحياني) : علهص القارورة بالصَّاد أَيْضا إِذا استخرج صِمَامها. وَقَالَ شُجَاع الْكلابِي فِيمَا روى عَنهُ عوَّام وَغَيره: العَلْهصة والعلفصة والعرعرة فِي الرَّأْي وَالْأَمر. وَهُوَ يعلهصهم ويَعْنُف بهم ويقَسُرهم. وَقَالَ ابْن دُرَيْد فِي (كِتَابه) : رجل عُلاهض جرافض جرامض وَهُوَ الثقيل الوخم. قلت: قَوْله: رجل علاهض مُنكر. وَمَا أرَاهُ مَحْفُوظًا. هجرع: وَقَالَ اللَّيْث: الهِجْرَع من وصف الْكلاب السَلُوقيّةِ الخِفاف. والهِجْرَع: الطَّوِيل الممشوق. قَالَ العجاج: أَسعر ضربا أوطُوَا لَا هجرعا قَالَ والهِجْرَع: الطَّوِيل الأحمق من الرِّجَال. وَأنْشد: ولأقضين على يزيدَ أميرِها بِقَضَاء لَا رِخْوٍ وَلَيْسَ بهِجرع وروى أَبُو عُبَيْدَة عَن الْأَصْمَعِي: الهجرع بِكَسْر الْهَاء: الطَّوِيل. وَقَالَ شمر: يُقَال للطويل: هِجرع وهَجرع. قَالَ: وَقَالَ أَبُو نصر: سَأَلت الْفراء عَنهُ فَكسر الْهَاء وَقَالَ: هُوَ نَادِر. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: رجل هِجْرَع بِكَسْر الْهَاء، وهَرْجَع بِفَتْح الْهَاء: طَوِيل أَعْوَج. هجنع: وَقَالَ اللَّيْث: الهَجَنَّع: الشَّيْخ الأصلع. قَالَ: والظليم الْأَقْرَع وَبِه قُوَّة بعدُ هَجَنَّع. والنعامة هَجَنَّعة. قَالَ: والهجنع من أَوْلَاد الْإِبِل مَا نُتج فِي حَمَارّة الصَّيف قَلما يسلم من قَرَع الرَّأْس. وَقَالَ أَبُو عبيد: الهجنع الْعَظِيم الطَّوِيل. علهج: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: المُعَلْهَج: أَن يُؤْخَذ الجِلد، فيقدّم إِلَى النَّار حَتَّى يلين، فيُمضغ ويبلع، وَكَانَ ذَلِك من مآكل الْقَوْم فِي المجاعة. وَقَالَ اللَّيْث: المُعَلهج: الرجل الأحمق الهَذِر اللَّئِيم. وَأنْشد:

فَكيف تساميني وَأَنت معلهج هُذارِمة جَعْد الأنامل حَنْكَل عنجة: قَالَ والعُنْجُه: الجافي من الرِّجَال. تَقول: إِن فِيهِ لُعنْجُهِيَّة أَي جفوة فِي جُشُوبَةِ مطعمه وأموره. وَقَالَ حسان: وَمن عَاشَ منا عَاشَ فِي عُنْجُهِيَّةِ على شَظف من عيشه المتنكّد وَقَالَ رؤبة: بِالدفع عني دَرْء كل عُنْجه قَالَ: والعُنْجُهة: القنفذة الضخمة. وَقَالَ الْفراء فِيمَا يروي عَنهُ أَبُو عبيد: فِيهِ عنجهِيَّة وعُنْجهانية أَي كبر وعظمة. عجهن: وَقَالَ اللَّيْث: العُجاهن: صديق الرجل المُعْرِس الَّذِي يجْرِي بَينه وَبَين أَهله فِي إعراسه بالرسائل، فَإِذا بنى بهَا فَلَا عُجَاهن لَهُ. قَالَ: والعُجَاهنة: المَشَّاطة إِذا لم تفارق الْعَرُوس حَتَّى يبْني بهَا. قَالَ: والعَجَاهنة جمع عُجَاهن. وَقَالَ الْكُمَيْت: ينازعن العَجَاهنة الرِّئينا قَالَ: وَالْمَرْأَة عُجَاهنة، وَهِي صديقَة الْعَرُوس. قَالَ: وَالْفِعْل مِنْهُ تعجهن يتعجهن تعجُهناً. وَقَالَ أَبُو عبيد: العُجَاهنُ الطبَّاخ. قلت: وَقَول الْكُمَيْت شَاهد لهَذَا. (عجهر) : وَقَالَ ابْن دُرَيْد: عَيْجَهُور: اسْم امْرَأَة واشتقاقه من العَجْهرة وَهِي الْجفَاء. (عدهل) : عيدهول قَالَ: وناقة عيذهول: سريعة. عمهج وعوهج: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: العَمْهَج والعَوْهج: الطَّوِيلَة. وَقَالَ هِمْيان: فقدَّمت حناجرا غوامجا مُبْطِنَةً أَعْنَاقَهَا العَماهجا قَالَ: وَقَوله مبطنة أَي جعلت الْحَنَاجِر بطائن لأعناقها. وَقَالَ أَبُو زيد: العُماهج مثل الخامط من اللَّبن عِنْد أول تغيره. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: العماهيج: الألبان الجامدة. وَقَالَ اللَّيْث العُمَاهج: اللَّبن الخاثر من ألبان الْإِبِل. وَأنْشد: تُغذى بمحض اللَّبن العماهج ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العَمْهَج: الطَّوِيل من كل شَيْء. يُقَال عُنق عَمْهَج وعُمْهوج، ونبات عُماهج: أَخْضَر ملتفٌ، قَالَ وكل نَبَات غَضّ فَهُوَ عُمْهُوج. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: العمهج السَّرِيع. وَيُقَال العُمَاهج: الممتلىء لَحْمًا. وَأنْشد: ممكورة فِي قَصَب عُمَاهج عجهم: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: العُجْهوم: طَائِر من طير المَاء كَأَنَّ منقاره جَلَمُ الْخياط. (سمعج) : وَقَالَ الْفراء: لبن سَمْعَج وسَمْلَج. وَهُوَ الدسمِ الحلو. عنبج: وَقَالَ اللَّيْث: العُنْبُج من النَّاس: الثقيل. (همسع) : قَالَ: والهَمَيْسَع من الرِّجَال: الْقوي الَّذِي لَا يُصرع جنبه. قَالَ: والهميسعُ هُوَ جَد عدنان بن أدد.

علهز: اللَّيْث: العِلْهِز: الوَبَر مَعَ دم الحَلَم. وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِك فِي الجاهليّة. يعالج الوَبَر مَعَ دِمَاء الْحلم يَأْكُلُونَهُ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل فِي العلهز نَحوه، وَأنْشد: وإنَّ قِرَى قحطان قِرْف وعِلْهِز فأقبحْ بِهَذَا ويحَ نفسِك مِنْ فعلِ قَالَ: والعِلْهز: القُرَاد الضخم وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم فِيمَا أَخْبرنِي عَنهُ الْمُنْذِرِيّ: العِلْهِز: دم يَابِس يدق بِهِ أوبار الْإِبِل فِي المجاعات ويؤكل. وَأنْشد: عَن أكلِيَ العلهز أكل الحَيْس ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: نَاب عِلْهِز ودِرْدِح. وَقَالَ ابْن شُمَيْل هِيَ الَّتِي فِيهَا بقيَّةِ، وَقد أسنَّت. وَقَالَ عِكْرِمَة كَانَ طَعَام أهل الْجَاهِلِيَّة العِلْهِز وَهُوَ الحَلَم بالوبر يُشوى فيؤكل. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ العِلْهِز: الصُّوف يُنفش ويُشَرَّب بالدماء، ويُشوى ويؤكل. والمُسَوَّدُ أَنْ تُؤْخَذ المُصْران فيفُصد فِيهَا النَّاقة ويشدّ رَأسه ويُشوى ويؤكل. هزلع: اللَّيْث: الهِزْلاع: السِّمع الأزلّ. قَالَ: وهَزْلعَتُه: انسلاله ومُضيّه. عزهل: قَالَ: والعِزْهِل: الذّكر من الْحمام وَجمعه العَزَاهل. وَأنْشد: إِذا سَعْدانة الشَعَفات ناحت عَزَاهلُها سَمِعت لَهَا عَرِينا وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: العَرِين: الصَّوْت. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: العزاهيل من الْإِبِل وَاحِدهَا عُزهول، وَهِي الْمُهْملَة. أَبُو زيد: رجل عِزْهَلّ إِذا كَانَ فَارغًا، وَأنْشد: وَقد أُرى فِي الفِتية العزاهل أَجُرُّ من خَزّ الْعرَاق الذائل فضفاضة تضفو على الأنامل وَقَالَ ابْن دُرَيْد: رجل عُزهول: خَفِيف سريع. زهنع: أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: يُقَال: زَهْنَعْتُ الْمَرْأَة وزَتَّتُها إِذا زيّنتها، وَنَحْو ذَلِك قَالَ اللَّيْث. وَأنْشد الْأَحْمَر: بني تَمِيم زهنعوا فتاتكم إِن فتاة الْحَيّ بالتزتُّت وَقَالَ ابْن بزرج: التزهنع: التلبّس والتهيؤ. (عزه) : أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: رجل عِنْزَهْوة وعِزْهاة كِلَاهُمَا العازف عَن اللَّهْو. وَقَالَ الْكسَائي: فِيهِ عنزهوة أَي كِبْر وَكَذَلِكَ فِيهِ خُنْزُوَانة. أَبُو عُبَيْدَة رجل عِزْهاة وعِنْزَهْوة إِذا كَانَ لَا يُرِيد النِّسَاء. هطلع: اللَّيْث: رجل هَطَلَّع وَهُوَ الطَّوِيل الجسيم وبَوْشٌ هَطَلَّع أَي كثير. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: هَطَلَّع: بَوْش كثير. هرنع: اللَّيْث: الهُرْنوع: القملة الضخمة، وَقيل للصغيرة. وَأنْشد: يَهِزُ الهَرَانعَ عقدهُ عِنْد الخصا بأذلّ حَيْثُ يكون من يتذلّل وَقَالَ غَيره: الهَرَانع: أصُول نَبَات تشبه الطراثيث.

ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الهُرنعُ والهُرْنوع القملة الصَّغِيرَة. وَكَذَلِكَ القَرْدُوع. (عرهن) : عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ العراهين والعراجين وَاحِدهَا عُرْهون وعُرْجون. وَهِي القعابل. وَهِي الكمأة الَّتِي يُقَال لَهَا الفُطْر. هرمع: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: نشأت سَحَابَة فاهرمّع قَطْرها إِذا كَانَ جَوْداً. وَقَالَ اللَّيْث: اهرمّع الرجل فِي مَنْطِقه وَحَدِيثه إِذا انهمك فِيهِ. والنعت مهرمِّع قَالَ: وَالْعين تهرمّع إِذا أذرت الدمع سَرِيعا. وَرجل هَرَمَّع: سريع الْبكاء يُقَال اهرمّع إِلَيْهِ إِذا تباكى إِلَيْهِ. (عراهم) : قَالَ والعُراهم: التارّ الناعم من كل شَيْء وَأنْشد: وقصبا عُفَاهما عُرْهوما قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: العُراهم والعراهمة نعت للمذكر والمؤنث. وَأنْشد: وقرَّبوا كلَّ وَأَى عُراهم من الْجمال الجِلَّة العَفَاهم عفهم: قَالَ والعُفاهم: النَّاقة القوية الجَلْدة، وَقَالَ غَيْلان: يظلّ مَنْ جَارَاه فِي عَذَائِم من عُنْفُوان جَرْيِه العُفاهم قَالَ يصف أوّل شبابه وقوّته. قَالَ والعُفَاهم، مَن جعل الْجَمَاعَة عفاهيم فَإِنَّهُ جعل المدّة فِي آخرهَا مَكَان الألِف الَّتِي أَلْقَاهَا من وَسطهَا. وَقَالَ شمر: عنفوان كل شَيْء: أَوله وَكَذَلِكَ عفاهمه. وَأنْشد: من عنفوان جريه العُفاهم وسَيْلٌ عُفاهم أَي كثير المَاء. سَلمَة عَن الْفراء: عَيْش عُفَاهم أَي مخصب أَبُو عبيد عَن أبي زيد: عَيْش عُفَاهم: وَاسع، وَكَذَلِكَ الدَّغْفَليّ. (عرهن عرهم) : أَبُو عبيد عَن الْفراء: بعير عُرَاهن وعُراهم وجُرَاهم: عَظِيم. قَالَ: والعرهوم: الشَّديد. وَكَذَلِكَ العلكوم. (علهن) : وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العُلْهُون والعُرْجون والعُرْجُد الإهَان (عزهل عرهل) : أَبُو زيد: رجل عِزْهَلٌّ مشدد اللَّام إِذا كَانَ فَارغًا وَيجمع على العزاهل وَأنْشد: وَقد أُرَى فِي الْفتية العزَاهل وَقَالَ غَيره بعير عِزْهَل: شَدِيد. وَأنْشد: وَأَعْطَاهُ عِزْهَلاّ من الصُهْب دَوْسَرا أَخا الرُبْع أَو قد كَاد للبُزْل يُسْدِس والعُرَاهل من الْخَيل: الْكَامِل الخَلْق. وَأنْشد: يتبعن زَيَّاف الضُّحَى عُراهلا ينفح ذَا خصائل غدافلا كالبُرْد ريَّان الْعَصَا عثا كلا غدافل: كثير سبيب الذَّنب. والعَزَاهل: الْجَمَاعَة الْمُهْملَة. وَقَالَ الشماخ: حَتَّى اسْتَغَاثَ بأحوى فَوْقه حُبُك يَدْعُو هديلا بِهِ العُزْفُ العزاهيل مَعْنَاهُ: اسْتَغَاثَ الْحمار الوحشيّ بأحوى وَهُوَ المَاء فَوْقه حُبُك أَي طرائق، يَدْعُو هديلا وَهُوَ الفرخ بِهِ العُزف،

وَهِي الحَمَام الطُورانية. هربع: وَقَالَ اللَّيْث: لصّ هُرْبُع، وذئب هُرْبُع خَفِيف، وَقَالَ أَبُو النَّجْم: وَفِي الصَفِيح ذِئْب صيد هُرْبُعُ فِي كفّه ذاتُ خِطام ممتعُ عبهر: اللَّيْث: العَبْهَر: اسْم للنرجس. وَيُقَال: الياسَمين. وَجَارِيَة عَبْهرة: رقيقَة الْبشرَة ناصعة الْبيَاض، وَأنْشد: قَامَت ترائيك قَوَاماً عَبْهَرا مِنْهَا ووجهاً وَاضحا وبَشَرا لَو يَدْرُج الذَرُّ عَلَيْهِ أثَّرا قَالَ وَيُقَال: العَبْهَر: الطَّوِيل الناعم من كل شَيْء. عَمْرو بن أبي عَمْرو عَن أَبِيه: العَبْهَر: الطَّوِيل من الرِّجَال. والعَبْهَر النَرْجِس. وَقَالَ أَبُو كَبِير الْهُذلِيّ يصف قوساً: وعُراضة السِّيتيْنِ تُوبِعَ بَرْيُها تأوِي طوائفها لعجس عَبْهَر عبهر ملاَن غليظ. وَقَالَ ذُو الرمة: وَفِي العاج مِنْهَا والدماليج والبُرى قِنَا مالىء للعين ريّان عبهر والعبهرة: الْحَسَنَة الخَلْق، وَقَالَ الشَّاعِر: عبهرة الخَلْق لُبَاخِية تزينه بالخُلُق الطَّاهِر وَقَالَ: من نسْوَة بيض الوجو هـ نواعم غِيد عباهر عبهل: وَفِي كتاب كَتبه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِوَائِل بن حُجْر ولقومه: (من مُحَمَّد رَسُول الله إِلَى الْأَقْيَال العباهلة من أهل حَضْرموت) قَالَ أَبُو عبيد: العباهلة: الَّذين قد أُمّروا على مُلكهم لَا يُزالون عَنهُ، وَكَذَلِكَ كل شَيْء أهملته فَكَانَ مهملاً لَا يُمنع ممَّا يُرِيد، وَلَا يُضرب على يَدَيْهِ فَهُوَ مُعَبْهَل، وَقَالَ تأبّط شرّاً: مَتى تبغني مَا دمتُ حيّاً مسلَّما تجدني مَعَ المسترعِل المتعبهِل قَالَ: المتعبهِل: الَّذِي لَا يُمنع من شَيْء. وَقَالَ الراجز يذكر الْإِبِل أَنَّهَا قد أُرسلت على المَاء ترِدُه كَيفَ شَاءَ، فَقَالَ: عباهل عبهلها الوُرَّادُ شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ: المعبهَل: المعزهَل المهمل. وَقَالَ اللَّيْث: ملِك مُعَبْهَل: لَا يردّ أمره فِي شَيْء. علهب: قَالَ: والعَلْهَب: التيس الطَّوِيل القرنين من الوحشيّة والإنسيّة. ويوصف بِهِ الثور الوحشيّ. وَأنْشد: مُوَشَّى أكارعُه عَلْهَبا والعَلْهَب: الرجل الطَّوِيل، وَالْمَرْأَة عَلْهبة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل يُقَال للذّكر من الظباء تَيْس، وعَلْهَب، وهَبْرَج (وَقَالَ ابْن السّكيت يُقَال للذّكر من الظباء شَبُوب ومُشِبّ وَعَلْهَب وتَشْعَم وهَبْرَج) .

هبلع: عَمْرو عَن أَبِيه: رجل هِبْلع: أكول. وَقَالَ اللَّيْث: الهِبْلَع: الأكول الْعَظِيم اللَقْم الْوَاسِع الحُنْجور. قَالَ: وهِبْلع من أَسمَاء الْكلاب السَلوقية. وَأنْشد: والشد يدنى لاحقاً وهبلعا هلبع: قَالَ: والهُلابع: الكُرَّزِيّ اللثيمِ الْجِسْم وَأنْشد: عبد بني عَائِشَة الهلابعا وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الهُلَبِع والهُلابع من أَسمَاء الذِّئْب. هملع: وَقَالَ اللَّيْث: الهَمَلَّع: المتخطرِف الَّذِي يوقّع وطأه توقيعاً شَدِيدا من خِفّة وَطئه. وَأنْشد: رَأَيْت الهملع ذَا اللعوتي ن لَيْسَ بآب وَلَا ضَهْيَد قَالَ: ضهيد كلمة مولدة وَلَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب نَعْيَل، وَقَالَ ابْن السّكيت الهملع الذِّئْب وَأنْشد: لَا تَأْمُرِينِي ببنات أسْفعٍ فالعنز لَا تمشي مَعَ الهملع قَالَ: أسفع: فَحل من الْغنم. وَقَوله: لَا نمشي مَعَ الهملّع أَي لَا تكْثر مَعَ الذِّئْب. وَقَالَ أَبُو عبيد: الهملَّع: الْبَعِير السَّرِيع. وَأنْشد اللَّيْث: جَاوَزت أهوالاً وتحتي شيقَبٌ يعدو رَحْلي كالفنيق هَمَلّع وَقيل: الهمَلّع من الرِّجَال: الَّذِي لَا وَفَاء لَهُ وَلَا يَدُوم على إخاء أحد. وَقَالَ أَبُو سعيد: الهملَّع والسَمَلَّع: السَّرِيع الْخَفِيف. علهم: أَبُو عَمْرو: العِلْهَمّ: الضخم الْعَظِيم من الْإِبِل وَغَيرهَا. وَأنْشد: لقد غدوتُ طارداً وقانصاً أَقُود عِلْهَمّا أشَقّ شاخصا أُمْرِج فِي مَرْج وَفِي فَصافِصا أَو زهرَ ترى لَهُ بصائصا حَتَّى نَشَا مُصامِصا دُلامصا وَيجوز عِلّهم بتَشْديد اللَّام. (هنبع) : وَقَالَ اللَّيْث: سَمِعت عُقْبة بن رؤبة يَقُول: الهُنْبُع: شبه مِقنعة قد خيط مقدَّمها يلبسهَا الْجَوَارِي. وَيُقَال: الهُنبع: مَا صغر مِنْهَا. والخُنْبُع مَا اتّسع مِنْهَا، حَتَّى يبلغ الْيَدَيْنِ أَو يغطّيهما. وَالْعرب تَقول: مَا لَهُ هُنبع وَلَا خُنْبع. عنته: وَقَالَ ابْن دُرَيْد: رجل عُنْتُه وعُنْتُهيّ: وَهُوَ المبالغ فِي الأمل إِذا أخَذ فِيهِ. همقع: سَلمَة عَن الْفراء: رجل هُمّقِع: أَحمَق، وَامْرَأَة هُمّقعة: حمقاء زعم ذَلِك أَبُو شَنْبل. وَقَالَ اللحياني فِي (كِتَابه) : الهُمَّقع: جَنَى التَّنْضُب، وَهُوَ شجر مَعْرُوف. قَالَ: وَمثله رجل قُمَرِّز أَي قصير وَرجل زُمَّلق وَهُوَ الشَّكَّاز. دهقع: ابْن هانىء عَن أبي زيد: الْجُوع الدُهْقوع: هُوَ الشَّديد الَّذِي يَصْرع صَاحبه. هبقع: وَقَالَ ابْن دُرَيْد: رجل هَبْقَع وهُبَاقع: قصير ملزَّز الخَلْق.

باب العين والخاء من الرباعي

(بَاب الْعين وَالْخَاء من الرباعي) (ع خَ) خضرع: قَالَ اللَّيْث: الخُضَارع: هُوَ الْبَخِيل المتسمّح، وتأبى شيمته السماحة، وَهُوَ المتخضرِع. (خذعب) : (قَالَ: والخُذْعوبة هِيَ الْقطعَة من القَرْعة أَو القِثّاء أَو الشَّحْم) . خثعم: قَالَ: وخَثْعَم: اسْم جبل، فَمن نزله فهم خَثْعَمِيُّون، قَالَ: وخَثْعَم: قَبيلَة. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الخَثْعَمة: أَن يُدخل الرّجلَانِ إِذا تعاقدا إصبعيهما فِي منخر الْجَزُور المنحور يتعاقدان على هَذِه الْحَالة. وَقَالَ قطرب: الخثعمة: التلطّخ بِالدَّمِ. يُقَال خثعموه فَتَرَكُوهُ أَي رَمّلوه بدمه. ختعر: وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الخيتعور: الغادر. وروَى عَن سَلمَة عَن الْفراء أَنه قَالَ: يُقَال للشَّيْطَان: الخَيْتَعُور. ونَوًى خيتعور: وَهِي الَّتِي لَا تستقيم. وَقَالَ اللَّيْث: الخَيْتَعُور: مَا بَقِي من السراب من آخِره حَتَّى يتفرّق فَلَا يلبث أَن يضمحلّ. قَالَ وخَتعَرَتُه اضمحلاله. قَالَ: وَيُقَال: بل الخَيْتَعُور: دُوَيْبة تكون على وَجه المَاء، لَا تلبث فِي مَوضِع إلاّ ريثما تَطْرِف. وكل شَيْء لَا يَدُوم على حَال ويتلوَّن فَهُوَ خَيْتَعُور. والغُول خيتعور. وَالَّذِي ينزل من الْهَوَاء أبيضَ كالخيوط أَو كنسج العنكبوت هُوَ الخيتعور. قَالَ والخيتعور الدُّنْيَا. وَأنْشد: كل أُنْثَى وَإِن بدا لَك مِنْهَا آيةُ الحبِّ حُبُّها خيتعور قَالَ: والخَيْتَعُور: الذِّئْب، سمّي بذلك لِأَنَّهُ لَا عهد لَهُ وَلَا وَفَاء. خرعب: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ الخَرْعبة الْجَارِيَة الليّنة القصبِ الطَّوِيلَة. وَقَالَ اللَّيْث: الخَرْعَبة: الشابَّة الْحَسَنَة القَوَام، كَأَنَّهَا خُرْعوبة من خراعيب الأغصان من نَبَات سَنَتِها، وجمل خُرْعوب طَوِيل فِي حسن خَلْق. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: بَرَهْرهة رَخْصة رُودة كخُرعوبة البانة المنفطر خرفع: وَقَالَ أَبُو عَمْرو الخُرْفع: مَا يكون فِي جراء العُشَر وَهُوَ حُرَّاق الْأَعْرَاب. وَيُقَال للقطن المندوف: خُرفُع وَقَالَ اللَّيْث: الخرفع: الْقطن الَّذِي يفسُد فِي براعيمه. (خنعب) : أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: هِيَ الخُنْعُبة والنونة والثومة والهَزْمة والوهدة والقَلْدَة والهَرْتمة والعَرْتمة والحِثْرِمة. وَقَالَ اللَّيْث: الخُنْعُبة: مَشَقُّ مَا بَين الشاربين بِحيال الوَتَرَة.

باب العين والقاف

خبعج: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الخَبْعَجَة: مِشية متقارِبة مثل مِشية المُريب: يُقَال: جَاءَ يُخبْعِج إِلَى رِيبَة. وَأنْشد: كَأَنَّهُ لمّا غَدا يخبعج صَاحب موقين عَلَيْهِ مَوْزَج وَقَالَ آخر: جَاءَ إِلَى جِلّتها يخبعج فكلهن رائم تُدَرْدِج خزعل: سَلمَة عَن الْفراء: نَاقَة بهَا خَزْعال أَي ظَلْع. وَلَيْسَ فِي الْكَلَام مثله. وخَزْعل خَزْعلة إِذا ظلع. وَقَالَ الراجز: وسَدْو رجْلي من ضِعَاف الأرجل مَتى أُرِد شدّتها تُخَزْعِلِ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الخُزْعالة اللّعب والمزاح. خذعل: وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: الخِذْعِل والخِرْمِل: الْمَرْأَة الحمقاء. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ: خَذْعل البطّيخَ إِذا قطعه قِطَعاً صغَارًا، وخردل اللَّحْم وخرذله بِالدَّال والذال مثله. وَقَالَ ابْن دُرَيْد خذعله: بِالسَّيْفِ: إِذا قطعه قَالَ: والخذعلة والخزعلة ضرب من الْمَشْي. (خنتع) : وَقَالَ الْمفضل الخُنْتَعَة: الثُّرملة، وَهِي الْأُنْثَى من الثعالب. ختلع: وَقَالَ ابْن دُرَيْد: أَخْبرنِي أَبُو حَاتِم أَنه قَالَ لأم الْهَيْثَم وَكَانَت أعرابية فصيحة: مَا فعلت فُلَانَة الأعرابية لامْرَأَة كنت أَرَاهَا مَعهَا؟ فَقَالَت: ختلعت وَالله طالعة. فَقلت: مَا ختلعت؟ فَقَالَ: ظَهرت، تُرِيدُ أَنَّهَا خرجت إِلَى البدو. (خرعب خبرع) : وَقَالَ ابْن دُرَيْد: جَارِيَة خرعبة وخُرعوبة: دقيقة الْعِظَام كَثِيرَة اللَّحْم، وجسم خرعب، قَالَ والخُبروع النمَّام، والخَبْرَعة فعله. خنفع: عَمْرو عَن أَبِيه الخنفع: الأحمق. تخطع: وَقَالَ ابْن دُرَيْد: تخطع اسْم قَالَ وَأَحْسبهُ مصنوعاً لِأَنَّهُ لَا يعرف مَعْنَاهُ. خندع: وَقَالَ أَبُو الدقيش: الخُنْدَع بِالْخَاءِ: أَصْغَر من الجندب، حَكَاهُ ابْن دُرَيْد. (بَاب الْعين وَالْقَاف) (ع ق) قعضب: اللَّيْث: القَعْضَب الضخم (الشَّديد) الجريء، قَالَ والقَعْضَبة: استئصال الشَّيْء. وَقَالَ غَيره: قعضب اسْم رجل كَانَ يعْمل الأسِنّة، إِلَيْهِ نسبت أسنة قَعْضَب.

عَمْرو عَن أَبِيه: القعضبة: الشدّة، قَالَ: وقَرَب قَعْضَبيّ، وقَعْطَبيّ: شَدِيد. قَالَ: وَكَذَلِكَ قَرَبٌ مُقَعَّط. قضعم: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القَضْعم: الشَّيْخ المسِن. (دعشق) : وَقَالَ اللَّيْث: الدُعْشُوقة: دويْبَة شِبْه خنفساء، وَرُبمَا قَالُوا للصبية وَالْمَرْأَة القصيرة: يَا دُعْشُوقة، تَشْبِيها بِتِلْكَ الدويبة. قشعم: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: القَشْعَم: النسْر المسنّ. والقَشْعَم: الْمَوْت. وَقَالَ اللَّيْث: القَشْعم هُوَ المسنّ من النسور والرَخَم لطول عمره. وَالشَّيْخ الْكَبِير يُقَال لَهُ: قشعم الْقَاف مَفْتُوحَة وَالْمِيم خَفِيفَة، فَإِذا ثَقَّلت الْمِيم كسرت الْقَاف، وَكَذَلِكَ بِنَاء الرباعي المنبسط إِذا ثُقّل آخِره كسر أَوله وَأنْشد: إِذا زعمت ربيعَة القِشْعَمُّ قَالَ: وتكنى الْحَرْب أمَّ قشعم، والضبع أمّ قشعم. وَقَالَ أَبُو عبيد فِي القَشْعَم والقِشْعَمّ نَحوا مِمَّا قَالَ اللَّيْث، وَكَذَلِكَ قَالَ شمر. قَالَ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: وأَمّ قشعم هِيَ المنيّة، وَهِي كنية الْحَرْب أَيْضا، وَقَالَ زُهَيْر: لَدَى حَيْثُ أَلْقَت رَحلهَا أم قشعم وَقَالَ أَبُو زيد كل شَيْء يكون ضخماً فَهُوَ قَشْعم وَأنْشد: وقِصَع يُكْسَى ثُمالا قَشْعما والثمال: الرغوة. وَقَالَ ابْن دُرَيْد القُشْعوم: الصَّغِير الْجِسْم، وَبِه سمي القُرَاد، وَهُوَ القرشوم والقِرْشام. عشرق: وَقَالَ اللَّيْث: العِشْرِق من الْحَشِيش، ورقه شَبيه بورق الْغَار، إلاّ أَنه أعرض مِنْهُ وَأكبر إِذا حركته الرّيح تسمع لَهُ زَجلاً، وَله حَمْل كحَمْل الْغَار، إلاّ أَنه أعظم مِنْهُ. وَقَالَ الْأَعْشَى: كَمَا اسْتَغَاثَ برِيح عِشْرِق زَجِل وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: العِشْرِق نَبَات أَحْمَر طيّب الرَّائِحَة تستعمله العرائس. قشعر: وَقَالَ اللَّيْث: القُشْعُر: القثاء. والقُشَعْرِيرة: اقشعرار الجِلد، وكل شَيْء تغيّر فَهُوَ مقشعرّ. قَالَ والقُشْعُرة: الْوَاحِدَة من القِثَاء بلغَة أهل الْجوف من الْيمن. قَالَ: واقشعرت السّنة من شدَّة الشتَاء وَالْمحل واقشعرّت الأَرْض من المَحْل، واقشعرّ الْجلد من الجَرَب. والنبات إِذا لم يصب ريّاً فَهُوَ مُقْشَعِر. وَقَالَ أَبُو زُبيد: أصبح الْبَيْت بَيت آل بَيَان مقشعِرّا والحيّ حيٌ خلوف سَلمَة عَن الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ} (الزمر: 23) . قَالَ يقشعرّ من آيَة الْعَذَاب ثمَّ تلين عِنْد نزُول آيَة الرَّحْمَة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِي قَول الله جلّ وَعز: {تُرْجَعُونَ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالاَْخِرَةِ وَإِذَا} (الزُّمَر: 45) أَي اقشعرَّت. وَقَالَ غَيره نفرت. واقشعر شَعَره إِذا قَفَّ. قضعم: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال

للناقة الهرِمة: قِضْعِم، وجَلْعَم. (قلعم) : قَالَ: والقَلْعَم: الْعَجُوز المسنّة. عشنق: وَقَالَ اللَّيْث: العَشَنَّق: الطَّوِيل الْجِسْم. وَامْرَأَة عَشَنَّقة: طَوِيلَة العُنُق ونعامة عَشَنَّقة. والجميع العشانق والعشانيق والعَشَنَّقُون. وَفِي حَدِيث أمّ زرع أَن إِحْدَى النِّسَاء قَالَت: زَوجي عَشَنّق إِن أنطق أَطْلَق، وَإِن أسكت أعْلَق. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: العشنق الطَّوِيل. تَقول: لَيْسَ عِنْده أَكثر من طُوله بِلَا نفع، فَإِن ذكرتُ مَا فِيهِ من الْعُيُوب طلَّقني، وَإِن سكتّ تركني معلَّقة، لَا أيّماً وَلَا ذَات بعل. عنقش: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العِنْقاش: اللَّئِيم الوَغْد. وَقَالَ أَبُو نُخَيلة: لما رماني النَّاس بِابْني عَمّي بالقِرد عِنقاشٍ وبالأصمّ قلت لَهَا يَا نفسِ لَا تهتمي قرشع: وَقَالَ أَبُو عَمْرو أَيْضا: القِرْشِع: الجائر، وَهُوَ حَرٌّ يجده الرجل فِي صَدره وحَلْقه. وَحكى عَن بعض الْعَرَب أَنه قَالَ: إِذا ظهر بجسد الْإِنْسَان شَيْء أَبيض كالملح فَهُوَ القِرْشِع. قَالَ: والمقرنشع: المنتصب المستبشر. (صقعر) : وَقَالَ اللَّيْث: الصقعر: المَاء المر الغليظ. (صرقع) : وَقَالَ أَبُو سعيد: يُقَال سَمِعت لرجله صرقعة وفَرقعة بِمَعْنى وَاحِد. عرقص: وَقَالَ اللَّيْث: العُرْقُصَاء، والغُرَيقِصاء: نَبَات يكون بالبادية. وَبَعض يَقُول: عَرَنْقُصانة. والجميع عَرَنْقُصَان. قَالَ: وَمن قَالَ عُرَيقِصاء وعُرْقُصاء فَهُوَ فِي الْوَاحِدَة والجميع مَمْدُود على حَال وَاحِدَة. وَقَالَ الْفراء: العَرَقُصان والعَرَتُن محذوفان، الأَصْل عَرَنْتُن وعَرَنْقُصان، فحذفوا النُّون وأبقوا سَائِر الحركات على حَالهَا، وهما نبتان. عَمْرو عَن أَبِيه: العَرَقُصان: دَابَّة من الحشرات. سَلمَة عَن الْفراء: قَالَ العَرْقصة: مشي الحيَّة. قنصعر: وَقَالَ اللَّيْث: القِنْصَعْر: الْقصير الْعُنُق وَالظّهْر المكتّل من الرِّجَال. وَأنْشد: لَا تعدِلي بالشيظم السِبَطْرِ الباسط الباع الشَّديد الْأسر كلَّ لئيم حَمِق قُنْصَعْر قَالَ وضربته حَتَّى اقعنصر أَي تقاصر إِلَى الأَرْض. وَهُوَ مقعنصر، قُدّم الْعين على النُّون حَتَّى يحسن إِخْفَاؤُهَا، فَإِنَّهَا لَو كَانَت بِجنب الْقَاف ظَهرت. وَهَكَذَا يَفْعَلُونَ فِي افعنلل، يقلبون الْبناء حَتَّى لَا تكون النُّون قبل الْحُرُوف الحَلْقية، وَإِنَّمَا أَدخلْتُ هَذِه الْكَلِمَة فِي حدّ الرباعيّ فِي قَول من يَقُول: الْبناء رباعيّ وَالنُّون زَائِدَة. قرصع: وَقَالَ اللَّيْث: قرصعت الْمَرْأَة قرصعة

وَهِي مشْيَة قبيحة. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: قرصعت الْمَرْأَة قرصعة وَهِي شبه قبيحة وَأنْشد: إِذا مشت سَالَتْ وَلم تُقرصع هز الْقَنَاة لدنة التهزّع قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: قرصعت الْكتاب قرصعة إِذا قَرْمطته. قَالَ وَيُقَال: رَأَيْته مقرنصعا أَي متزمّلا فِي ثِيَابه، وقرصعته أَنا فِي ثِيَابه. عَمْرو عَن أَبِيه: القَرْصَع من الأيور: الْقصير المُعَجَّر، وَأنْشد: سلوا نسَاء أشجعْ أيّ الأيور أَنْفَع أألطويل النُعْنُع أم الْقصير القَرْصع وَقَالَ أَعْرَابِي من بني تَمِيم: إِذا أكل الرجل وَحده من اللؤم فَهُوَ مُقَرْصِع. صقعل: أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: الصِقَعْل: التَّمْر الْيَابِس، يُنقع فِي اللَّبن الحليب. وَأنْشد: ترى لَهُم حول الصِّقَعْلِ عِثْيرَة صلقع وسلقع: وَقَالَ اللَّيْث: الصَلْقع والصَلقعة: الإعدام. يُقَال صَلْقع الرجلُ فَهُوَ مُصَلقع: عديم مُعْدِم. قَالَ: وَتجوز فِيهِ السِّين. وَهُوَ نعت يَتبع البلقع لَا يفرد: يُقَال بَلْقَع سَلْقع. قَالَ: وبلاد بَلَاقِع سلاقع، قَالَ: والسَلْقع الْمَكَان الحَزْن والحصى إِذا احميت عَلَيْهِ الشَّمْس وَهِي الأَرْض القَفَار الَّتِي لَا شَيْء فِيهَا. وَيُقَال: اسلنقع البرقُ إِذا استطار فِي الْغَيْم، وَإِنَّمَا هِيَ خَطْفة خَفِيفَة لَا لبث فبها. والسِلِنْقاع الِاسْم من ذَلِك. عسلق: قَالَ: وكل سبع جريء على الصَّيْد يُقَال لَهُ عَسْلَق والجميع عسالق. وَقَالَ غَيره: العَسَلَّق: الظليم وَقَالَ الرَّاعِي: بِحَيْثُ يلاقي الآبِدَات العَسَلَّقُ عَمْرو عَن أَبِيه: العَسْلَق: السراب. (عسقل) : وَقَالَ اللَّيْث: العُسْقول: ضرب من الجَبْأة. وَهِي كمأة لَوْنهَا بَين الْبيَاض والحمرة والواحدة عُسقولة. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: هِيَ العساقيل. قَالَ: وأنشدنا أَبُو زيد: وَلَقَد جنيتك أكمؤا وعساقلا وَلَقَد نهيتك عَن بَنَات الأوبر أَبُو عبيد والعساقيل من السراب أَيْضا. وَقَالَ كَعْب بن زُهَيْر: وَقد تلفَّح بالقُور العساقيل أَرَادَ تلفعت القُور بالعساقيل فَقلب. وَقَالَ اللَّيْث: العسقلة والعُسقول: تلمّع السراب. وقِطَع السراب عساقل. وَقَالَ رؤبة: جرد مِنْهَا جُدَدا عساقلا تجريدك المصقولة السلائلا يَعْنِي المسحلَ جرَّداتُنا انسلَتَ شعرُها، فَخرجت جُدَدا بيضًا كَأَنَّهَا عساقل السراب. عَمْرو عَن أَبِيه يُقَال ضرب عَسْقَلانه، وَهُوَ أَعلَى رأسِه. وعسقلان من أجناد الشَّام. عسقد: الْأَثْرَم عَن أبي عُبَيْدَة وَابْن الْأَعرَابِي

عَن الْمفضل قَالَا العُسْقُد: الطَّوِيل الأحمق. عسقف: وَقَالَ اللَّيْث: العسقفة نقِيض الْبكاء. يُقَال: بَكَى فلَان وعسقف فلَان أَي جَمَدت عينه فَلم يبك. فقعس: وَبَنُو فقعس حيّ من الْعَرَب من بني أسَد. وَلَا أَدْرِي مَا أَصله فِي الْعَرَبيَّة. صقعب: قَالَ والصَّقْعَب: الطَّوِيل من الرِّجَال. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي فِي الصَّقْعَب مثله. عبقص: ابْن دُرَيْد العَبْقَص والعُبْقُوص: دويّبة. عسقب: وَقَالَ اللَّيْث: العِسْقِبة: عُنِيقيد يكون منفرِداً مُلْتَزما بِأَصْل العنقود الضخم. والجميع العساقب. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: العَسْقَبة: جمود الْعين فِي وَقت الْبكاء. قلت جعله اللَّيْث العسقفة بِالْفَاءِ وَالْبَاء عِنْدِي أصوب. (قعمص قعمس) : والقُعْمُوص والقُعْمُوس والجُعْمُوس وَاحِد. وَيُقَال قَعْمس إِذا أبدى بمرّة، وَوضع بِمرَّة. قَالَ: وَيُقَال تحرّك قُعْمُوصه فِي بَطْنه، وَهُوَ بلغَة أهل الْيمن. قَالَ والقُعموس: ضرب من الكَمأة. صعفق: وَقَالَ اللَّيْث: الصعفوق: اللَّئِيم من الرِّجَال. وهم الصعافقة، كَانَ آباؤهم عبيدا فاستعربوا. وَقَالَ العجَّاج: من آل صَعْفوق وَأَتْبَاع أُخَر قَالَ: وَقَالَ أعرابيّ: مَا هَؤُلَاءِ الصعافقة حولك. وَيُقَال هم بالحجاز مسكنهم. رذَالة النَّاس. وَيُقَال للَّذي لَا مَال لَهُ: صَعْفُوق وصعَفْقيّ. والجميع صعافقة وصعافيق. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: رجل صَعْفقيّ. قَالَ: والصعافقة يُقَال قوم من بقايا الْأُمَم الخالية بِالْيَمَامَةِ، ضلَّت أنسابُهم. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: وَغَيره يَقُول: هم الَّذين يدْخلُونَ السُّوق بِلَا رَأس مَال. ورَوَى أَبُو عبيد عَن الشّعبِيّ أَنه قَالَ: مَا جَاءَك عَن أَصْحَاب مُحَمَّد فَخذه، ودع مَا يَقُول هَؤُلَاءِ الصعافقة. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الصعافقة: قوم يحضُرون السُّوق للتِّجَارَة، وَلَا نَقْد مَعَهم وَلَا رُؤُوس أَمْوَال فَإِذا اشْترى التُّجَّار شَيْئا دخلُوا مَعَهم. وَالْوَاحد صَعْفَقِيّ. وَقَالَ غير الْأَصْمَعِي: صعفق، وَكَذَلِكَ كل من لَيْسَ لَهُ رَأس مَال. وجمعهم صعافقة وصعافيق. وَقَالَ أَبُو النَّجْم: يَوْم قَدرنَا والعزيز مَن قدر وآبت الْخَيل وقضّينا الوطر من الصعافيق وأدركنا المِئَرْ أَرَادَ أَنهم ضعفاء لَيست لَهُم شجاعة وَلَا قُوَّة على قتالنا. وَكَذَلِكَ أَرَادَ الشّعبِيّ: أَن هَؤُلَاءِ لَا علم لَهُم وَلَا فقه، فهم بِمَنْزِلَة التُّجَّار الَّذين لَيْسَ لَهُم رُؤُوس أَمْوَال. (سعفق) : الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت قَالَ: كلّ مَا جَاءَ على فعلول فَهُوَ مضموم الأول؛ مثل زُنبور وبُهلول وعُمروس

وَمَا أشبه ذَلِك، إلاّ حرفا جَاءَ نَادرا، وهم بَنو سَعفوق لَخَول بِالْيَمَامَةِ. وَبَعْضهمْ يَقُول: سُعفوق (1) بِالضَّمِّ. وَأنْشد ابْن شُمَيْل لطَرِيف بن تَمِيم: لَا تأمنن سليمى أَن أفارقها صَرْمى ظعائن هِنْد يَوْم سُعفوق لقد صرمتُ خَلِيلًا كَانَ يألفني والآمنات فراقي بعده خوقُ قَالَ: سُعفوق: اسْم ابْنه. والخوقاء الحمقاء من النِّسَاء. قعسر: وَقَالَ اللَّيْث: القَعْسَرِيّ: الْجمل الضخم الشَّديد. وَهُوَ القَعْسَر أَيْضا. قَالَ والقعسرِيّ: الْخَشَبَة الَّتِي يدار بهَا الرَّحَى الصَّغِيرَة. يطحن بهَا بِالْيَدِ. وَأنْشد: الزَمْ بقعسرِيّها وألق فِي خُرِيَّها تُطْعِمُك من نقِيّها ونفيها وَقَالَ: فُرِيُّها: فمها الَّذِي تُلقى فِيهِ لُهوتها. قَالَ والقعسري فِي صفة الدَّهْر. قَالَ العجاج: أفنى الْقُرُون وَهُوَ قَعْسَرِيّ شبه الدَّهْر بالجمل الشَّديد. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه أنْشدهُ: دلوتمأَى دُبغت بالحُلَّب وبأعالي السلَم المضرَّب بلَّت بكفي عَزَب مشذّب إِذا اتنك بالنَقِيّ الْأَشْهب فَلَا تُقَعْسرها وَلَكِن صوّب أَي لَا تجذبها إِلَيْك وَقت الصب. الْفراء: القعسريّ: الصُلْب الشَّديد. سرقع: عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ السُّرْقُع: النَّبِيذ الحامض. قَالَ وكبش قَرْعَسٌ إِذا كَانَ عَظِيما. عسقر: وَقَالَ المؤرج: رجل متعسقِر إِذا كَانَ جلدا صبوراً وَأنْشد: وصرتَ ملهودا بقاعٍ قَرقر يجْرِي عَلَيْك المُورُ بالتهرهر يَا لكِ من قُنْبَرة وقُنْبر كنت على الْأَيَّام فِي تعسقر أَي فِي صَبر وجلادة. والتهرهر: صَوت الرّيح، تهرهرت وهرهرت وَاحِد. قلت: وَلَا أَدْرِي مَن روى هَذَا عَن المؤرّج، وَلَا أثِق بِهِ. عقرس: اللَّيْث: عِقْرِس: حَيّ من الْيمن. قرعس: عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: القِرْعَوْس والقِرْعَوْش: الْجمل الَّذِي لَهُ سَنَامان. عنسق: وَفِي (النَّوَادِر) العنسق من النِّسَاء الطَّوِيلَة المعرقة وَمِنْه قَول الراجز: حَتَّى رُميت بمزُق عنسقِ تَأْكُل نصف المُدّلم يُلَبَّقِ عنقس: وَقَالَ ابْن دُرَيْد: العَنْقَس: الداهي الْخَبيث.

قعنس: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: المُقْعَنْسِسُ: الشَّديد. وَهُوَ المتأخّر أَيْضا. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: جَمَل مقعنسِس إِذا امْتنع أَن يضام. (أَبُو عَمْرو: القعنسة: أَن يرفع الرجل رَأسه وصدره. قَالَ الجعديّ: إِذا جَاءَ ذُو خُرْجين مِنْهُم مُقَعِنسا من الشأم فَاعْلَم أَنه شَرّ قافل) قنعس: وَقَالَ اللَّيْث: القِنعاس: الْجمل الضخم، وَرجل قِنْعاس: شَدِيد منيع، وَقَالَ جرير: وابنُ اللَّبون إِذا مَا لُزَّ فِي قَرَن لم يسْتَطع صَوْلة البُزْل القناعيس وَقَالَ أَبُو عبيد فِي القنعاس مثله. (عقبس عقبل) : اللحياني: العقابيس: الشدائد من الْأُمُور وَقَالَ غَيره: رَمَاه الله بالعقابيس والعقابيل والعباقيل وَهِي الدَّوَاهِي. قنْزع: اللَّيْث: المُقَنْزَعة: الْمَرْأَة القصيرة جدا. والقُنْزُعة هِيَ الَّتِي تتخذها الْمَرْأَة على رَأسهَا، والقُنزعة من الْحِجَارَة أعظم من الجَوزة وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لأم سُلَيم (خَضّلي قنازعك) أَي ندّيها ورطّليها بالدُهن ليذْهب شَعَثُها، وقنازعها: خُصَل شعرهَا الَّذِي تطاير من الشَعَث وتمرَّط، فَأمرهَا بترطيلها بالدهن ليذْهب شَعَثُه. وَفِي حَدِيث آخر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن القنازع. قَالَ الْأَصْمَعِي: القنازع وَاحِدهَا قُنْزُعة وَهُوَ أَن يُؤْخَذ الشّعْر، وَيتْرك مِنْهُ مَوَاضِع لَا تُؤْخَذ. وَيُقَال: لم يبْق لَهُ من شعره إلاّ قُنْزُعة. والعُنْصُوة مثل ذَلِك. قَالَ: وَهَذَا مِثْل نَهْيه عَن القَزَع. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: القنازع: الدَّوَاهِي. والقُنْزُعة: العَجْب. وقنازع الشّعْر خُصَله ويشبَّه بهَا قنازع النَّصِيّ والإِسنامة. قَالَ ذُو الرمَّة: قنازعَ أسنام لَهُ وثغام وَقَالَ شمر: القنازع من الشّعْر: مَا يبْقى فِي نواحي الرَّأْس متفرّقا. وَاحِدهَا قنْزُعة. وَأنْشد: صيَّر مِنْك الرَّأْس قنزعاتِ واحتلق الشعرَ عَن الهامات قَالَ: والقنازع فِي غير هَذَا الْقَبِيح من الْكَلَام. وَقَالَ عدِيّ بن زيد: أنشدنيه ابْن الْأَعرَابِي: فَلم أحتَمل فِيمَا أتيتُ ملامة أتيتُ الْجمال واجتنبتُ القنازعا قَالَ شمر: وَقَالَ أَبُو عَمْرو وَابْن الْأَعرَابِي: القنازع والقناذع: الْقَبِيح من الْكَلَام، فَاسْتَوَى عِنْدهمَا الزَّاي والذال فِي الْقَبِيح من الْكَلَام، فأمّا فِي الشَعَر فَلم أسمع إلاّ قنازع. قَالَ: وَأما الديّوث فَيُقَال قنذع وقندع بِالذَّالِ وَالدَّال. وَهَذَا رَاجع إِلَى المخازي والقبائح.

وروى شُعْبَة عَن يزِيد بن حُمير قَالَ سَمِعت زُرْعة الوحاظيّ قَالَ كُنَّا مَعَ أبي أَيُّوب فِي غَزْوَة فَرَأى رجلا مَرِيضا، فَقَالَ لَهُ: أبشِرْ، مَا من مُسلم يمرض فِي سَبِيل الله إِلَّا حَطّ الله عَنهُ خطاياه وَلَو بلغت قنذُعة رَأسه. رَوَاهُ بُندار عَن أبي دَاوُد عَن شُعْبَة قَالَ بنْدَار: قَالَ لأبي دَاوُد: قل قنزعة؛ فَقَالَ: قنذعة. قَالَ شمر: وَالْمَعْرُوف فِي الشَعَر القُنْزعة والقنازع، كَمَا لقَّن بنْدَار أَبَا دَاوُد فَلم يَلْقَنه. قَالَ: والقنازع من الشّعْر: مَا يَبْقى فِي نواحي الرَّأْس مُتَفَرقًا، وَاحِدهَا قنزعة. وَقَالَ ذُو الرمة يصف القطا وفراخها: يَنُؤنَ وَلم يُكسَيْن إِلَّا قنازعا من الريش تَنْواء الفصال الهزائل عنقز: وَقَالَ اللَّيْث: العَنْقَز: المَرْزَنْجُوش. وَقيل العنقز السمّ. وَقيل العنقز: الداهية، من كتاب أبي عَمْرو. وَقَالَ بَعضهم: العَنْقَز. جُرْدان الْحمار. وَأنْشد غَيره: اسْلَمْ سَلِمتَ أَبَا خَالِد وحيّاك رَبك بالعنقز قعفز: أَبُو عبيد عَن الْفراء: جلس القَعْفَزَى وَقد اقعنفز وَهُوَ أَن يجابس مستوفِزا. عقفز: أَبُو عَمْرو: العَقْفزةُ: أَن يجلس الرجل جِلسة المحتبى، ثمَّ يضمّ رُكْبَتَيْهِ وفخذيه، كَالَّذي يَهُمّ بِأَمْر شهوةٍ لَهُ وَأنْشد: ثمَّ أَضَاءَت سَاعَة فعقفزا ثمَّ علاها فَدَجاً وارتهزا (زعفق) : والزعفقة: سوء الخُلُق. وَقوم زعافق: بخلاء. وَأنْشد: إِنِّي إِذا مَا حَمْلق الزَعَافقُ عنزق: وَيُقَال: عنزق عَلَيْهِ عنزقة أَي ضيّق عَلَيْهِ. زبعق: وَرجل زَبَعْبَق وزَبَعْبَقِيٌّ إِذا كَانَ سيّىء الْخلق. وَأنْشد: شِنْغِيرة ذُو خُلُق زَبَعْبَقِ (زعبق) : وَفِي (النَّوَادِر) : تزعبق الشيءُ من يَدي أَي تبذَّر وتفرّق. قلعط: اللَّيْث: اقلعطَّ الشَعرُ واقلعدّ. وَهُوَ الشَعر الَّذِي لَا يطول وَلَا يكون إلاّ مَعَ صَلابَة الرَّأْس وَأنْشد: بأتلع مقلعطِّ الرَّأْس طاطِ قعطل: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: قَعْطَله قَعْطَلة إِذا صرعه. وَكَذَلِكَ جَعْفله. وقَعْطل على غَرِيمه إِذا ضيّق عَلَيْهِ فِي التقاضي. قعطر: أَبُو عَمْرو: القَعْطرة: شدّة الوَثاق. وكلّ شَيْء أوثقتَه فقد قعطرتَه. (قَالَ: وَهِي الجرفسة. وَمِنْه قَوْله: بَين صييتَيْ لَحيه مُجَرْفَسا والكركسة: التردّد) . قعط: قَالَ: وقعْوطوا بُيُوتهم إِذا قوّضوها

وجوَّروها. وَقَالَ فِي مَوضِع: قعطره أَي صرعه. وصَتَعه أَي صرعه. قمعط: وَقَالَ اللَّيْث: اقمعطّ الرجل إِذا عظُم أَعلَى بطنِه وخَمِص أسفلُه. قَالَ: والقعموطة والقمعوطة والبعقوطة كُله: دُحروجة الجُعَل. (عرقط) : قَالَ: والعُريقطة، دويَّبة عريضة من ضرب الجُعْل. (قطعر) : واقطعرّ الرجل إِذا انْقَطع نَفسَه من بُهْر. قعطب: أَبُو عَمْرو: خِمْس قَعْطَبِيّ: لَا يُبلغ إلاّ بالسير الشَّديد البَصْبَاصِ. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: ضَرَبه فقعطبه أَي قطعه. (بعقط) : قَالَ: والبُعْقُوط: الْقصير. عندق: اللَّيْث: العندقة مَوضِع فِي أَسْفَل الْبَطن عِنْد السُّرة كَأَنَّهُ ثغرة النَّحْر فِي الخلْقة. (عنقد) : والعنقود من الْعِنَب، وحَمْل الْأَرَاك والبُطْم ونحوِه. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: عنقود وعِنْقاد، وعُثْكول وعِثْكال. (قردع) : وَقَالَ اللَّيْث: القُرْدوعة: الزاوية تكون فِي شِعْب جبل. وَأنْشد: من الثياتل مأواها القراديع سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: القَرْدعة والقَرْدَحة: الذلّ. (درقع) : والدَرْقَعة: فرار الرجل من الشَّدِيدَة. يُقَال: درقع، دَرْقعة، وادْرَنْقع. عَمْرو عَن أَبِيه: الدُّرْقُع: الرّاوية. قمعد: اللَّيْث: كَلمته فاقمعدّ اقمعدادا: والمقمعدّ: الَّذِي تكَلمه بجهدك، فَلَا يلين لَك وَلَا ينقاد. (عرقد) : والعَرْقَدة: شدَّة فَتْل الْحَبل ونحوِه من الْأَشْيَاء كلهَا. دعلق: وَفِي (النَّوَادِر) : دعلقت الْيَوْم فِي هَذَا الْوَادي وأعلقت، ودعلقت فِي الْمَسْأَلَة عَن الشَّيْء وأعلقت فِيهَا أَي أبعدت فِيهَا. درقع: والجوع الدَيْقُوع والدُّرقوع: الشَّديد. وَكَذَلِكَ الْجُوع اليَرْقوع والبُرْقُوع. (قذعل) : قَالَ بَعضهم: المقذعِلّ: السَّرِيع من كل شَيْء. وَأنْشد: إِذا كُفيت أكتفي وإلاَّ وجدتني أَرمُل مقذعلاَّ (عذلق) : ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للغلام الحارّ الرَّأْس الْخَفِيف الرّوح: عُسلوج، وعُذْلوق، وذُعْلوق، وغيْذان وغيدان، وشَمَيْذَر. ذعلق: اللَّيْث: الذُعْلُوق: نَبَات يكون بالبادية. وَقَالَ غَيره: يُشَبَّه بِهِ المُهْر الناعم. وَأنْشد: يَا ربّ مُهر مَزْعوقْ مقيّل أَو مغبوق حَتَّى شَتَا كالذُعْلوق قذعل: أَبُو عَمْرو رجل قِذَعْل: لئيم خسيس. قذعر: اللَّيْث: المقذعِرّ: المتعرض للْقَوْم ليدْخل فِي أُمُورهم وحديثهم. يَقُول: يَقْذَعِرّ نحوهم يَرْمِي بِالْكَلِمَةِ بعد الْكَلِمَة ويتزحّف إِلَيْهِم.

قنذع: أَبُو عبيد: القُنْذُع والقُنْذَع: الديُّوث. وَقَالَ اللَّيْث مثله. وَهُوَ بالسُّرْيَانيَّة. (قرثع) : اللَّيْث: القَرْثَع هِيَ الْمَرْأَة الجريئة القليلة الْحيَاء. وَقَالَ غَيره: امْرَأَة قَرْثَع وقَرْدَع وَهِي البلهاء. أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي: القَرْثع من النِّسَاء الَّتِي تكحل إِحْدَى عينيها، وتلبس درعها مقلوباً وَجَاء عَن بَعضهم أَنه قَالَ. النِّسَاء أَربع. فمنهن أَرْبَعَة تَرْبَع، وجامعة تجمع، وَشَيْطَان سَمَعْمَع. ومنهنّ القرثع. وَقَالَ ابْن السّكيت: أصل القرثع وَبَر صغَار تكون على الدوابّ. وَتقول: صوف قَرْثَع تشبَّه الْمَرْأَة بِهِ لضَعْفه ورداءته. أَبُو عبيد عَن الْفراء: إِنَّه لقِرْثَعِة مالٍ، وقَرْثَعة مَال إِذا كَانَ يَصْلح المالُ على يَدَيْهِ. وَمثله إِنَّه لَتِرْعيَّة مَال. قعثر: ابْن دُرَيْد: القَعْثَرة: اقتلاعك الشَّيْء من أَصله. والتقرعُث: التجمع. (قعثل) : قَالَ ومَرّ يتقلعث فِي مَشْيه ويتقعثل إِذا مرّ كَأَنَّهُ يتقلّع من وَحَل. (قمعث) : قَالَ: والقُمْعُوث: الديُّوث. (قنعث) : وَرجل قِنْعَاث: كثير شعرِ الْوَجْه والجسد. (قعثب) : وَقَالَ اللَّيْث: القُعْثُبان: دُوَيْبَّة كالخنفساء، تكون على النَّبَات. قَالَ: والقَعْثَب: الْكثير. أَبُو زيد: يُقَال جمل قَبَعْثى، وناقة قَبَعثاة فِي نُوق قباعث. وَهُوَ الْقَبِيح الفراسن. (عرقل) : قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي فِي قَوْلهم: قد عرقل فلَان على فلَان وحوَّق مَعْنَاهُمَا: قد عوَّج عَلَيْهِ الْكَلَام وَالْفِعْل، وأدار عَلَيْهِ كلَاما لَيْسَ بِمُسْتَقِيم. وحوَّق مَأْخُوذ من حُوق الذّكر، وَهُوَ مَا دَار حول الكمرة. قَالَ: وَمن العرقلة سمّي عَرْقَل بن الخطيم. وَقَالَ غَيره: العِرْقيل: صفرَة البَيْض. وَأنْشد: طَفلة تُحسب المجاسد مِنْهَا زعفراناً يداف أَو عِرْقيلا وَقيل: الغِرقيل: بَيَاض البَيْض بالغين مُعْجمَة. عرقب: اللَّيْث: عرقبتُ الدَّابَّة إِذا قطعت عرقوبها. والعُرْقُوب عَقَب موتَّر خلف الْكَعْبَيْنِ. وَمِنْه قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (ويل لِلْعَرَاقِيبِ من النَّار) يَعْنِي فِي الْوضُوء. قَالَ: والعرقوب من الْوَادي منحنى فِيهِ، وَفِيه التواء شَدِيد. وَأنْشد: وَمخُوف من المناهل وَحْش ذِي عراقيب آجِن مدفان وعراقيب الْأُمُور: عَصَاويدها، وَإِدْخَال اللَبْس فِيهَا. أَبُو عبيد عَن ابْن الْكَلْبِيّ: من أمثالهم فِي خُلْف الْوَعْد: مواعيد عرقوب. قَالَ: وَسمعت أبي يخبر بحَديثه: أَنه كَانَ رجلا

من العماليق يُقَال لَهُ عرقوب، فَأَتَاهُ أَخ لَهُ يسْأَله شَيْئا، فَقَالَ لَهُ عرقوب: إِذا أطلعت النَّخْلَة فلك طَلْعها. فلمَّا أطلعت أَتَاهُ للعِدَة فَقَالَ لَهُ: دعها حَتَّى تصير بَلَحا، فلمَّا أبلحت قَالَ: دعها حَتَّى تصير زَهْواً، ثمَّ حَتَّى تصير رُطَبا ثمَّ تَمْرا، فَلَمَّا أَتْمَرت عَمَد إِلَيْهَا عرقوب من اللَّيْل فجدَّها وَلم يُعْط أَخَاهُ مِنْهُ شَيْئا. فَصَارَ مثلا فِي الخُلْف. وَفِيه يَقُول الْأَشْجَعِيّ: وعدتَ وَكَانَ الْخلف مِنْك سجيَّة مواعيد عرقوب أَخَاهُ بِيَثْرِب قَالَ اللَّيْث: يُقَال مرَّ بِنَا يَوْم أقصر من عُرقوب القطاة، يَعْنِي سَاقهَا. وَقَالَ غَيره العرقوب. طَرِيق ضيق يكون فِي الْوَادي. القعِير الْبعيد، لَا يمشي فِيهِ إلاَ وَاحِد. فَيُقَال: تعرقب الرجلُ إِذا أَخذ فِيهِ، وتعرقب لخصمه إِذا أَخذ فِي طَرِيق يخفى عَلَيْهِ وَأنْشد: وَإِن مَنطِقٌ زَلّ عَن صَاحِبي تعرقبت آخر ذَا معتقَبْ وَيُقَال عَرْقِب لبعيرك. أَي ارْفَعْ بعرقوبه حَتَّى يقوم. وَالْعرب تسمى الشِّقِرّاق طير العراقيب. وهم يتشاءمون بِهِ، وَمِنْه قَول الشَّاعِر: إِذا قَطناً بلَّغتنِيه ابنَ مُدْرك فلاقيت من طير العراقيب أخيلا وَتقول الْعَرَب إِذا وَقع الأخيل على الْبَعِير ليُكسَفَنَّ عرقوباه. عَمْرو عَن أَبِيه يُقَال: إِذا أعياك غريمك فَعَرْقِبْ أَي احْتَل. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: وَلَا يُعييك عُرقوب لوَأْيٍ إِذا لم يعطك النَّصفَ الخصيمُ وَفِي (النَّوَادِر:) عرقبت للبعير وعلّيت لَهُ إِذا أعنته بِرَفْع. أَبُو خيرة العرقوب والعراقيب: خياشيم الْجبَال وأطرافها وَهِي أبعد الطّرق لِأَنَّك تتبع أسهلها أَيْن كَانَ. وَيُقَال العرقوب: مَا انحنى من الْوَادي وَفِيه التواء شَدِيد. (قرعب) : اللَّيْث المقرعِبُّ من الْبرد واقرعبَّ يقرعبُّ اقرعبابا. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: اقرنبع: انقبض. وَقَالَ اللحياني: وَمثله اقرعبّ أَي انقبض وَقَالَ غَيره تقرعف وتَفَرْقَع. عقرب: اللَّيْث: الْعَقْرَب: الذّكر وَالْأُنْثَى سَوَاء. وَالْغَالِب عَلَيْهِ التَّأْنِيث. وَقَالَ أَبُو عبيد عَن ابْن الْكَلْبِيّ: العُقْرُبان الذّكر من العقارب. وأنشدنا: كأنَّ مرعى أمّكم إِذْ غَدَتْ عَقْربةٌ يكومها عُقْرُبان وَيُقَال للرجل الَّذِي يقترض أَعْرَاض النَّاس: إِنَّه لتدبّ عقاربه. وَقَالَ ذُو الإصبع العَدْواني: تسرِي عقاربُه إليّ وَلَا تدبّ لَهُ عقارب أَرَادَ: وَلَا تدبّ لَهُ مني عقارب. أَبُو زيد: أرْض مَعْقرِبة ومثعلِبة: كَثِيرَة العقارب والثعالب. وَكَذَلِكَ مُضَفدِعة ومُطَحلِبة.

عَمْرو عَن أَبِيه: العَقْربة: الأَمَة الْعَاقِلَة الخَدُوم. وَقَالَ اللَّيْث: الْعَقْرَب سير مضفور فِي طَرَفه إبزيم يشدّ بِهِ ثَغْر الدابَّة فِي السرج. وعقرب النَّعل سير من سيوره. وحمار معقرَب الخَلْق: مُلَزَّز مجتمِع شَدِيد. قَالَ العجَّاج: عَرْدَ التراقي حَشْورا معقرَبا والعقربُ بُرج من بروج السَّمَاء. وَله من الْمنَازل الشَوْلة وَالْقلب والزُبَانَى. وَفِيه يَقُول ساجع الْعَرَب: إِذا طلعت الْعَقْرَب جمَس المِذْنب وقُرُّ الأشْيَب وَمَات الجندب. والعقربَّان: دويبة، يُقَال: هُوَ دَخَّال الْأذن. عبقر: اللَّيْث: عَبْقَر: مَوضِع بالبادية كثير الجنّ، يُقَال فِي الْمثل: كَأَنَّهُمْ جنّ عَبْقَر. وَقَالَ المَرَّار العَدَويّ: أعرفتَ الدَّار أم أنكرتها بَين تِبراكٍ فشَسَّيْ عَبَقُر قَالَ: كَأَنَّهُ توهم تثقيل الرَّاء. ذَلِك أَنه احْتَاجَ إِلَى تَحْرِيك الْبَاء لإِقَامَة الْوَزْن، فَلَو ترك الْقَاف على حَالهَا مَفْتُوحَة لتحوَّل الْبناء إِلَى لفظ لم يَجِيء مثله وَهُوَ عَبَقَر، وَلم يَجِيء على بنائِهِ مَمْدُود وَلَا مثقّل. فلمَّا ضم الْقَاف توهّم بِهِ بِنَاء قَرَبوس وَنَحْوه. والشاعر يجوز لَهُ أَن يقصُر قربوس فِي اضطرار الشّعْر فَيَقُول: قربُس. وَأحسن مَا يكون هَذَا الْبناء إِذا ذهب حرف المدّ مِنْهُ أَن يثقّل آخِره؛ لِأَن التثقيل كالمدّ. قَالَ: والعَبْقَرة من النِّسَاء التَارَّة الجميلة. وَقَالَ مِكْرَزُ بن حَفْص: تبدل حِصْنٌ بأزواجه عِشاراً وعبقرةً عبقرا يَعْنِي عبقرة عبقرة ذهبَت الْهَاء فَصَارَ فِي القافية ألف بدلهَا. قَالَ: وعبقر اسْم من أَسمَاء النِّسَاء. قَالَ: والعبقِريّ: ضرب من البُسُط، الْوَاحِدَة عَبْقَرِيَّة. وَالْجَمَاعَة عبقريّ. قَالَ الله جلّ وعزّ: {عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِىٍّ} (الرَّحمان: 76) قلت: وَقَرَأَ بَعضهم: (وعباقريّ حسان) أَرَادَ بعباقريّ جمع عبقريّ. وَهَذَا خطأ؛ لِأَن الْمَنْسُوب لَا يُجمع على نسبته، وَلَا سيّما الرباعي لَا يجمع الْخَثْعَمِي بالخثاعمى، وَلَا المهلّبيّ بالمهالبي، وَلَا يجوز ذَلِك إلاّ أَن يكون نُسب إِلَى اسْم على بِنَاء الْجَمَاعَة بعد تَمام الِاسْم على نَحْو شَيْء تنسبه إِلَى حَضَاجر، فَتَقول: حضاجرى، فتنسب كَذَلِك إِلَى عباقر، فَتَقول: عباقريّ. والسراويلي وَنَحْو ذَلِك كَذَلِك. قلت: وَهَذَا كُله قَول حذّاق النَّحْوِيين الْخَلِيل وسيبويه والكسائيّ وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قصّ رُؤْيا رَآهَا، وَذكر عمر فِيهَا. فَقَالَ: فَلم أر عبقرياً يفرِي فريَه. قَالَ الْأَصْمَعِي فِيمَا روى أَبُو عبيد عَنهُ سَأَلت أَبَا عَمْرو بن الْعَلَاء عَن العبقريّ فَقَالَ: يُقَال: هَذَا عبقريّ قوم: كَقَوْلِك هَذَا سيد قوم وَكَبِيرهمْ وشديدهم وقويّهم وَنَحْو ذَلِك. قَالَ أَبُو عبيد: وَإِنَّمَا أصل هَذَا فِيمَا يُقَال: أَنه نسب إِلَى عَبْقَر وَهِي أَرض يسكنهَا الْجِنّ، فَصَارَت مثلا لكل مَنْسُوب إِلَى شَيْء رفيع. وَقَالَ زُهَيْر بن أبي سلمى: بخيلٍ عَلَيْهَا جِنّةٌ عبقرية جديرون يَوْمًا أَن ينالوا فيستعلوا

وَقَالَ غَيره: أصل العبقَريّ صفة لكلّ مَا بولغ فِي وَصفه. وَأَصله أَن عبقر بلد كَانَ يُوَشَّى فِيهِ البُسُط وَغَيرهَا، فنسب كل شَيْء جيّد إِلَى عَبْقَر. وَقَالَ الْفراء: العبقريّ: الطَنافس الثخان، وَاحِدهَا عَبْقريَّة. وَقَالَ مُجَاهِد: العبقريّ: الديباج. وَقَالَ قَتَادَة: هِيَ الزرابيّ. قَالَ سعيد بن جُبَير: هِيَ عِتَاق الزرابيّ. وَقَالَ شَمِر: قرىء: (وعباقَريّ) بِنصب الْقَاف كَأَنَّهُ مَنْسُوب إِلَى عباقَر. وَقد قَالُوا: عباقر مَاء لبني فَزَارَة. وَأنْشد لِابْنِ عَنَمة. أَهلِي بِنَجْد ورحلي فِي بُيُوتكُمْ على عباقر من غَوْريَّة الْعلم برقع: وَقَالَ اللَّيْث: البِرْقع: اسْم السَّمَاء الرَّابِعَة. قلت: وَهَكَذَا قَالَ غَيره. وَجَاء ذكره فِي بعض الْأَحَادِيث قَالَ الْفراء: بِرْقَع نَادِر وَمثله هِجْرَع. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: هَجْرَع. وَقَالَ شمر: برقع اسْم السَّمَاء السَّابِع جَاءَ على فِعْلَل وَهُوَ غَرِيب نَادِر وَذكر أَبُو عبيد نَحوا مِنْهُ فِي البِرْقِع ثَعلب عَن ابْن الْأَعرَابِي عَن أبي المكارم. يُقَال: بُرْقُع وبُرْقَع وبُرقوع. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: تَقول الْعَرَب: بُرْقُع وَلَا تَقول بُرْقَع وَلَا بُرْقوع وَأنْشد: ووجْه كبرقع الفتاة قَالَ وَمن أنْشدهُ: كبرقوع، فَإِنَّمَا فرّ من الزحاف. قلت: وَمَا حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي عَن أبي المكارم يدلّ على أَن البُرقوع لُغَة فِي البُرقع. وَقَالَ اللَّيْث: جمع البرقع البراقع. قَالَ: وتُلْبَسها الدوابُّ، وتَلبَسُها نسَاء الْأَعْرَاب. وَفِيه خَرقان للعينين. وَقَالَ تَوْبَة الحُمَيّر: وَكنت إِذا مَا جئتُ ليلى تبرقعت فقد رَابَنِي مِنْهَا الغداةَ سفورُها وَقَالَ شمر: برقع مُوَصْوَص: إِذا كَانَ صَغِير الْعَينَيْنِ. أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: جوع يَرْقوع، وجوع بَرْقُوع بِفَتْح الْبَاء، وجوع بُرْكُوع وبَرْكُوع وخُنْتُور بِمَعْنى وَاحِد قلت: بَرْقوع بِفَتْح الْبَاء نَادِر، لم يَجِيء على فَعلول إلاّ صَعْفُوق. وَالصَّوَاب بُرقوع بِضَم الْبَاء. وجوع يَرْقوع بِالْيَاءِ صَحِيح. وَقَالَ غَيره: يُقَال للرجل المأبون قد برقع لحيته وَمَعْنَاهُ: تَزيّا بزيّ مَن لبس البرقع. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: ألم تَرَ قيسا قيس عيلان بَرْقعت لحاها وباعت نَبْلها بالمغازل وَقَالَ ابْن شُمَيْل: البُرْقُع: سِمَة فِي الْفَخْذ، حَلْقتان بَينهمَا خِبَاط فِي طول الفخِذ، وَفِي العَرْض الحلقتان صورته. (عرقل) : أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: عرقل الرجل إِذا جَار عَن الْقَصْد. عبقر: وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن بعض أهل اللُّغَة أَنه قَالَ: يُقَال: إِنَّه لأبرد من عَبْقَر، وأبرد من حَبْقَر، وأبرد من عَضْرَس. قَالَ: والعَبْقَر والحَبْقَر والعَضْرس: البَرَدُ. وَقيل العَضْرَسُ: الجليد. وَقيل: العضرس:

نبت. وَأنْشد ابْن حبيب: كَانَ فاهاً عَبْقريّ باردٌ أَو ريح رَوض مسّه تَنضاح رِكَّ وروى بَعضهم عَن أبي عَمْرو أَنه كَانَ يَقُول: هُوَ أبرد من عَبِ قُرّ. قَالَ: والعَبُ اسْم للبَرَد. وروى هَذَا الْبَيْت: كَأَن فاهاً عَبُ قُرّ بَارِد أَو ريح روض مسّه تنضاح رِك قَالَ وَبِه سمي عَبُ شمس. وَقَالَ الْمبرد: عَبَقُرّ. قَالَ: والعَبَقُر: الْبرد. وَقَالَ غَيره: عبُ الشَّمْس ضوء الصُّبْح. فرقع: قَالَ اللَّيْث: الفرقعة: نقيض الْأَصَابِع. يُقَال: فرقعها فتفرقعت. قَالَ: والمصدر الافرنقاع. قَالَ: وَقَالَ بعض المتصلّفين: افرنقعوا عني: تَنحَّوْا عنّي. قلت: الفرقعة فِي الْأَصَابِع والتفقيع وَاحِد. حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن مُصعب عَن وَكِيع عَن الْحسن بن صَالح عَن مُغيرة عَن إِبْرَاهِيم وَعَن لَيْث عَن مُجَاهِد أَنَّهُمَا كرها أَن يفرقع الرجل أَصَابِعه فِي الصَّلَاة. (عفقر) : وَقَالَ أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: جَاءَ فلَان بالعَنْقَفِير والسِّلْتِم وَهِي الداهية. وَقَالَ اللَّيْث: العَنْقفير الداهية من دواهي الزَّمَان يُقَال: غُول عنقفير. وعَقْفرتُها دهاؤها ونُكْرُها والجميع العقافير. وَيُقَال عقفرته الدَّوَاهِي حَتَّى تقعفر أَي صرعته وأهلكته. قَالَ: واغفنفرت عَلَيْهِ الدَّوَاهِي، تؤخّر النُّون من موضعهَا فِي الْفِعْل لِأَنَّهَا زَائِدَة حَتَّى يَعتدِل بهَا تصريف الْفِعْل. (عبقر) : (أَبُو الْعَبَّاس عَن سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: العَبْقَري السيّد من الرِّجَال: وَهُوَ الفاخر من الْحَيَوَان والجوهر. والعَبْقَريّ: الْبسَاط المنقَّش. والعبقريّ: الْكَذِب البَحْتُ. كذب عَبْقَريّ وسُماق: خَالص لَا يشوبه صدق) . (عنقر) : وَقَالَ اللَّيْث: العُنْقُر: أوّل مَا ينْبت من أصُول القَصَب وَنَحْوه وَهُوَ غَضٌّ رَخْص قبل أَن يظْهر من الأَرْض. والواحدة عُنْقُرة. وَقَالَ العجّاج: كعنقرات الحائر الْمَسْجُور قَالَ وَأَوْلَاد الدهاقين يُقَال لَهُم: عُنقر شبَّههم لترارتهم ونَعْمتهم بالعُنْقُر. (قفعل) : وَقَالَ اللَّيْث: الاقفعلال: تشنّج الْأَصَابِع والكفِّ من بَرْد أَو دَاء. وَالْجَلد قد يَقفعلُّ فينزوِي كالأُذن المقفعِلَّة. قَالَ وَفِي لُغَة أُخْرَى: اقلعفّ اقلعفافاً، وَذَلِكَ كالجَذْب والجَبْذ. وَقَالَ أَبُو عُبيد: المقفعِلّ: الْيَابِس. وَأنْشد شمر: أصبحتُ بعد اللين مقفعِلاّ وَبعد طيب جَسَد مصِلاّ وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للشَّيْء يتمدد ثمَّ ينضمّ إِلَى نَفسه أَو إِلَى شَيْء: قد اقلعفّ إِلَيْهِ. وَالْبَعِير إِذا ضَرَب النَّاقة فانضم إِلَيْهَا يقلعفّ فَيصير على عرقوبيه معتمِداً عَلَيْهِمَا وَهُوَ فِي ضِرابه يُقَال: اقلعفّها وَهَذَا لَا يقلب. عفلق: عَمْرو عَن أبيهِ: العَفْلق: الفَلْهم. وَقَالَ

اللَّيْث: العَفْلَق: الْفرج من الْمَرْأَة إِذا كَانَ وَاسِعًا رِخْواً. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي؛ قَالَ العَضَنَّكة والعَفّلَقة: الْمَرْأَة الْعَظِيمَة الركبِ. وَأنْشد اللَّيْث: يَا ابْن رَطُوم ذاتِ فرج عَفْلَقِ (قلفع) : أَبُو عبيد عَن الْفراء قَالَ: القِلْفِعة: قشر الأَرْض الَّذِي يرْتَفع عَن الكمأة فيدلّ عَلَيْهَا. وَقَالَ غَيره القِلْفع مَا تقشّر عَن أسافل مياه السُّيُول فتشقّقا بعد نضوبها. وَأنْشد: قِلْفِع روض شرِب الدِثَاثا وَقَالَ النَّضر: يُقَال للراكب إِذا لم يكن على مركب وطىء: متقلعِف. (علقم) : اللَّيْث: العَلْقم: شجر الحنظل، وَلذَلِك يُقَال لكل شَيْء فِيهِ مرَارَة شَدِيدَة: كَأَنَّهُ العلقم والقطعة مِنْهُ عَلْقَمَة. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي العَلقمة النَّبِعَة المُرَّة وَهِي الحَزْرة. وَقَالَ اللحياني طَعَام فِيهِ عَلْقَمَة أَي مرَارَة. أَبُو زيد: العَلْقم: أشدّ المَاء مرَارَة. عملق قمعل قلعم: وَقَالَ ابْن دُرَيْد: العَمْلَقة: اخْتِلَاط المَاء وَخثورته. وَقَالَ اللَّيْث: القُمْعُل: القَدَح الضخم بلغَة هُذَيل. وَقَالَ راجزهم: يلتهب الأَرْض بوَأْب حَوْأَبِ كالقمعل المنكبّ فَوق الأثلب ينعَت حافر الْفرس. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: القُمْعُل: القَدَح الضخم. وَقَالَ اللَّيْث: القِمْعال: سيّد الْقَوْم. عَمْرو عَن أَبِيه: العَمْلق الجَوْر وَالظُّلم. وَقَالَ اللَّيْث القِلَّعْم والقِلَّحم: الشَّيْخ المسن الهَرِم. والحاء أصوب اللغتين. قَالَ وَأما عِمْلاق وَهُوَ أَبُو العمالقة فَهُم الْجَبَابِرَة الَّذين كَانُوا بِالشَّام على عهد مُوسَى. ورُوِي عَن عبد الله بن خبّاب قَالَ: سمعني أبي وَنحن نَقْرَأ السَّجْدَة ونبكي ونسجد، فَبعث إليَّ فدعاني، فَأخذ الهِراوة فضربني بهَا حَتَّى حجزه عني الرَبْو. فَقلت يأبه مَالِي؟ قَالَ: أَلا أَرَاك جَالِسا مَعَ العمالقة، هَذَا قَرْن خَارج الْآن. قلت: كانَ عبدُ الله جلس فِي مجْلِس قاصّ لَا علم لَهُ، وَكَانَ يذكّرهم فيبكيهم فَأنْكر قعوده مَعَهم ودخوله فِيمَا بَينهم وسمَّاهم عمالقة لإعجابهم بِمَا هم فِيهِ وتكبرهم على النَّاس بقراءتهم شبّههم بالجبابرة الَّذين كَانُوا على عهد مُوسَى وإعجابهم بِأَنْفسِهِم وانفرادهم عَن النَّاس وَفِيهِمْ نزلَ {قَالُوا يَامُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ} (المَائدة: 22) . وَعَن الْأَعْمَش قَالَ: العمالقة حَرُوريَّة بني إِسْرَائِيل. قلت: كَأَن خَباباً شبّه الْقَوْم الحروريَّة. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القَعْمَلة الفَرْجَهارة، وَهِي القَمْعَلة. قَالَ والقَلْعَمة: السَّفِلة من النَّاس الخسيس وَأنْشد: أقلمعة بن صَلْمَعة بن فَقْع لهنك لَا أبالك تزدريني

وَقَالَ والقلعمة المسنَّة من الْإِبِل. عَمْرو عَن أَبِيه: قلمع رَأسه وصلمعه إِذا حَلَقه وَقَالَ غَيره: القِمعال: رَئِيس الرِّعاء. خرج مُقَمْعِلاً إِذا كَانَ على الرعاء يَأْمُرهُم وينهاهم وَيُقَال للرجل إِذا كَانَ فِي رَأسه عُجَر: فِيهِ قماعيل، وَاحِدهَا قُمعُول، قَالَ ذَلِك ابْن دُرَيْد. (قعبل) : اللَّيْث القَعْبَل: ضرب من الكمأة ينْبت مستطيلاً دَقِيقًا كَأَنَّهُ عُود إِذا يبس آض لَهُ رَأس مثل الدُّخْنة السَّوْدَاء. يُقَال لَهُ فَسَوات الضباغ. أَبُو عَمْرو: القَعْبَل: الفُطر، وَهُوَ العَسْقل. (بلقع عقبل) : وَأَرْض بلقع: قفر لَا شَيْء فِيهِ، وَكَذَلِكَ دَار بلقع وَإِذا كَانَ نعتاً فَهُوَ بِغَيْر هَاء للذّكر وَالْأُنْثَى. منزل بلقع وَدَار بلقع. فَإِذا أفردت قلت: انتهينا إِلَى بلقعة ملساء وَكَذَلِكَ القفر تَقول دَار قفر ومنزل قفر فَإِذا أفردت قلت انتهينا إِلَى قَفْرة من الأَرْض. وَقَالَ اللَّيْث العُقبول: الَّذِي يخرج بَين الشفتين فِي غِبّ الحُمّى الْوَاحِدَة عُقبولة، والجميع العقابيل قَالَ رؤبة: من وِرْد حُمَّى أسْأَرت عقابِلا أَي أبْقت، وَيُقَال لصَاحب الشَّرّ: إِنَّه لذُو عقابيل. وَيُقَال لذُو عواقيل. أَبُو عبيد عَن الْفراء: العقابيل بقايا الْمَرَض وَفِي الحَدِيث: (الْيَمين الكاذبة تدع الديار بَلَاقِع) قَالَ شمر: معنى بَلَاقِع: أَن يفْتَقر الْحَالِف، ويذهبَ مَا فِي بَيته من الْخَيْر وَالْمَال، سوى مَا ذُخِر لَهُ فِي الْآخِرَة من الْإِثْم. قَالَ والبلاقع: الَّتِي لَا شيءَ فِيهَا قَالَ رؤبة: فَأَصْبَحت دِيَارهمْ بلاقعا وَقَالَ ابْن شُمَيْل: البَلْقعة: الأَرْض الَّتِي لَا شجر بهَا، تكون فِي الرمل وَفِي القيعان. يُقَال قاع بلْقع، وَأَرْض بَلَاقِع، وانتهينا إِلَى بلقعة ملساء. وَقَالَ غَيره يُقَال: امْرَأَة بلقع وبلقعة خلت من كل خير. وَفِي بعض الحَدِيث فِي ذكر النِّسَاء: (شرهن السَّلْفعة البلقعة) . قَالَ: والسلفعة: البذيئة الفحَّاشة القليلة الْحيَاء. وَرجل سَلْفَع: قَلِيل الْحيَاء جريء، وَسَهْم بَلْقَعيّ إِذا كَانَ صافي النصل، وَكَذَلِكَ سِنان بَلْقعي وَقَالَ الطرماح: تَوَهَّن فِيهِ المَضْرَحيَّة بَعْدَمَا مَضَت فِيهِ أُذنا بَلْقَعيّ وعاملِ (بلعق) : ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: البَلْعَق: الجيّد من جَمِيع أَصْنَاف التمور. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: البَلْعَق: ضرب من التَّمْر. قنفع: اللَّيْث القُنْفُعة: اسْم من أَسمَاء القُنفذة الْأُنْثَى. قَالَ وتَقَنّفعت إِذا تقبّضت. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ من أَسمَاء الفأر الفُنْقُع الْفَاء قبل الْقَاف. قَالَ والفِرْنب مثله. وَقَالَ اللَّيْث القُنْفُعة: الفُرْقُعة وَهِي الاست يَمَانِية. وَأنْشد: قُفَرْنِية كَأَن بطبطْبَيها وقُنْفُعها طِلاء الأُرْجُوان والقُفرْنِيَة: الْمَرْأَة القصيرة.

باب العين والكاف

عَمْرو عَن أَبِيه: القُنْفُع: الفأر، الْقَاف قبل الْفَاء كَمَا قَالَ اللَّيْث. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: القُنْفُع: الْقصير الخسيس. (عنفق) : اللَّيْث: العنفقة بَين الشّفة السُّفْلى وَبَين الذَقَن. وَهِي شُعَيرات سَالَتْ من مقدّمة الشّفة السُّفْلى. وَرجل بَادِي العنفقة إِذا عَرِي موضعهَا من الشّعْر. (قعنب) : ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال: القُعْنُب: الأنْف المعوجّ. وَقَالَ اللَّيْث: قَعْنَب اسْم رجل من بني حَنْظَلَة. والقَعْنَب. الشَّديد الصُلْب من كل شَيْء. (قنعب) : عَمْرو عَن أَبِيه: القَنْعبة: اعوجاج فِي الْأنف. قَالَ: والقَنْعَبة أَيْضا: الْمَرْأَة القصيرة. (قنبع) : وَقَالَ اللَّيْث: القُنْبعة مثل الخُنْبَعة إلاّ أَنَّهَا أَصْغَر، وقَنْبعت الشَّجَرَة إِذا صَارَت زهرتها فِي قُنْبعة أَي فِي غطاء يُقَال: قَنْبعت الشَّجَرَة إِذا صَارَت زَهَرتها فِي قُنْبُعة أَي فِي غطاء. قَالَ قنبعت وبرهمت برهومة. وَقَالَ غَيره قَنْبع الرجلُ فِي بَيته إِذا توارى وَأَصله قَبَع، فزيدت النُّون، قَالَه أَبُو عَمْرو، وَأنْشد: وقنبع الجُعْبُوبُ فِي ثِيَابه وَهُوَ على مَا ذلّ مِنْهُ مكتئبْ عَمْرو عَن أَبِيه القنبع: وعَاء الحِنطة فِي السُنْبُل. وَقَالَ النَّضر: القنبعة: الَّتِي فِيهَا السنبلة. (دعفق) : وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الدَعْفقة: الْحمق. (عرقل) : أَبُو الْعَبَّاس عَن سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: العرقلة: التعويج. يُقَال عَرْقَلَتْ عَلَي أَي اعوَجَّت. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: عِرقل إِذا جَار عَن الْقَصْد. (عنقر) : والعُنْقُر قَالَ بَعضهم: هُوَ أصل البَرْدِيّ. وَقَالَ ابْن الْفرج: سَأَلت عامِرِيّاً عَن أصل عشبة رَأَيْتهَا مَعَه، فَقلت: مَا هَذَا؟ فَقَالَ: عُنْقُر. وَسمعت غَيره يَقُول: عُنْقَر بِفَتْح الْقَاف، وَأنْشد: يُنجد بَين الإسْكَتين عُنْقَرهْ وَبَين أصل الْوَرِكَيْنِ قَنْفَرهْ (بَاب الْعين وَالْكَاف) (ع ك) عكرش: فِي (النَّوَادِر) : عَجُوز عِكْرِشة وعِجْرِمة وعضمَّزة وقَلْمَزَّة، وَهِي اللئيمة القصيرة. وَقَالَ اللَّيْث: العكرش نَبَات يشبه الثِّيلَ، وَلكنه أشدّ خشونة مِنْهُ. قلت: العكرش منبته نُزُوز الأَرْض الرقيقة، وَفِي أَطْرَاف ورقه شوك إِذا توطَّأه الْإِنْسَان بقدميه أدمتهما وأنشدني أَعْرَابِي من بني سعد يكنى أَبَا صبرَة: اعلف حِمَارك عِكْرِشا حَتَّى يجد وَيكْمشا وَقَالَ اللَّيْث: العِكْرِشة: الأرنب الضخمة. وَيُقَال: سمّيت عكرشة لِأَنَّهَا ترعى

العِكْرِش. قلت: هَذَا غلط، الأرنب تسكن عَذَوات الْبِلَاد النائيةَ عَن الرِّيف وَالْمَاء، وَلَا تشرب المَاء، ومراعيها الحَلَمة والنِصيُّ وقَمِيم الرُّطْب إِذا هاج. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: العِكْرِشة: الْأُنْثَى من الأرانب الخُزَز: الذَكَر مِنْهَا. قلت: سمّيتْ عِكْرِشة لِكَثْرَة وَبَرها والتفافه، شُبِّه بالعِكْرِش لالتفافه فِي منابته. وعِكْراش بن ذُؤَيْب كَانَ قدم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَله رِوَايَة إِن صحت. وَيُقَال: إِنَّه كَانَ من أرمى أهل عصره. (( (عكبش) : وَقَالَ بعض قيس: العكبشة والكَرْبشة: أَخذ الشَّيْء وربطه. يُقَال: كَعْبشه وكربشه إِذا فعل ذَلِك بِهِ) 2) . سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: العَكْبشة: الشدّ الوثيق. وَقَالَ ابْن دُرَيْد قَالَ يُونُس: عَكْبشه وعَكْشَبَه شدَّه وَثَاقا. (عضنك) : أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي العَضَنَّكة: الْمَرْأَة الْكَثِيرَة اللَّحْم المضطربة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هِيَ الْعَظِيمَة الرَكَب. وَقَالَ اللَّيْث: العضنَّك: الْمَرْأَة اللَفَّاء الَّتِي ضَاقَ ملتقَى فخذيها مَعَ ترارتها، وَذَلِكَ لِكَثْرَة اللَّحْم. (صعلك) : اللَّيْث: الصُعْلوك، والجميع الصعاليك: وهم قوم لَا مَال لَهُم وَلَا اعْتِمَاد. يُقَال: تصعلك الرجل إِذا كَانَ كَذَلِك. وَرجل مُصعَلك الرَّأْس: مدوّره. وَأنْشد لذِي الرمة: يخيِّل فِي المرعى لَهُنَّ بشخصه مصعلَكُ أَعلَى قُلَّة الرَّأْس نِقْنق وَقَالَ شمر: المصعلَك من الأسنة الَّذِي كَأَنَّمَا حَدْرجت أَعْلَاهُ حَدْرجة، كَأَنَّمَا صَعْلكت أَسْفَله بيدِك ثمَّ مطلته صُعُداً، أَي رفعته على تِلْكَ الدَمْلكة وَتلك الاستدارة. وَرجل مصعلَك الرَّأْس: صَغِير الرَّأْس. وَقَالَ الْأَصْمَعِي فِي قَول أبي دُواد يصف خيلاً: قد تصعلكن فِي الرّبيع وَقد قرَّ ع جِلْدَ الفرائص الأَقدام قَالَ: تصعلكن أَي وَقَفن وطار عِفاؤها عَنْهَا. والفريصة: مَوضِع قدم الْفَارِس. وَقَالَ شمر: تصعلكت الإبلُ إِذا رقّت قَوَائِمهَا من السِمَن، وصعلكها البقلُ. (عكمص) : قَالَ ابْن دُرَيْد: كل شَيْء جمعته فقد عكمصته، وَرجل عُكْمِص وعُكامص. (عكنكع) : وَقَالَ اللَّيْث: العَكَنْكَع: الذّكر من الغِيلان. وَقَالَ غَيره يُقَال لَهُ: الكَعَنْكَع. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: الشَّيْطَان هُوَ الكَعَنْكَع والعَكَنْكَع والقازّ. علكس: وَقَالَ اللَّيْث: عَلْكَس: اسْم رجل من

أهل الْيمن. قَالَ وعلكس أصل بِنَاء اعلنكس الشعرُ إِذا اشتدّ سوَاده وَكثر. وَقَالَ العجاج: بفاحم دُووِي حَتَّى اعلنكسا قَالَ والمُعَلْكِس والمُعْلنكِس من اليبيس: مَا كثر وَاجْتمعَ. (عركس) : قَالَ: وعركس أصل بِنَاء اعرنكس. تَقول: عركست الشَّيْء بعضه على بعض، واعرنكس الشَّيْء إِذا اجْتمع بعضُه على بعض. وَقَالَ العجَّاج: واعرنكست أهوالُه واعرنكسا وَقَالَ غَيره: شَعَر معلنكِس، ومعلنِكك: كثيف مُجْتَمع أسود. (كرسع) : وَقَالَ اللَّيْث: الكُرسوع: حرف الزَنْد الَّذِي يَلِي الخِنْصِر الناتىء عِنْد الرُسْغ. وَامْرَأَة مُكَرسَعة: ناتئة الكرسوع تعاب بذلك. قَالَ وَبَعض يَقُول الكرسوع: عُظيم فِي طَرَف الوظِيف ممَّا يَلِي الرّسغ من وظيف الشَّاء وَنَحْوهَا. وَقَالَ غَيره: كرسعت الرجل: ضربت كرسوعه والكَرْسَعة: ضرب من الْعَدو. (عَسْكَر) : أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي العَسْكرة: الشدَّة وَقَالَ طرفَة: ظلّ فِي عسكرة من حبّها ونأت شحطَ مَزَار المدّكر أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: عسكرُ الرجل: جمَاعَة مَاله ونعمه. وَأنْشد: هَل لكَ فِي أجر عَظِيم تُؤجره تُغيث مِسْكينا قَلِيلا عسكره عشرُ شِيَاه سَمعه وبصره قد حَدَّث النَّفس بمصرٍ يحضُرهْ وَقَالَ غَيره: عسكرَ الليلُ إِذا تراكمت ظلمه. وعساكر الهمّ: مَا ركب بعضُه بَعْضًا وتتابع. وَإِذا كَانَ الرجل قَلِيل الْمَاشِيَة قيل: إِنَّه لقَلِيل الْعَسْكَر. قَالَ: والعسكر: مُجْتَمع الْجَيْش. وعسكر مُكْرَمٍ: اسْم بلد مَعْرُوف وَكَأَنَّهُ مُعرب. (عكمس) : وَقَالَ اللَّيْث: عكمس الليلُ عَكْمسة إِذا أظلم. وَيُقَال: تَعَكمس. وكل شَيْء كثر وتراكم حَتَّى يُظلم من كثرته فَهُوَ عُكَامِس. وَقَالَ العجّاج: عكامس كالسندس المنشور وَقَالَ اللحياني: إبل عُكامِس وعُكَمْس وعَكَمِس وعُكَبِس إِذا كثرت. وليلُ عُكَامس: متراكب الظلمَة. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: إِذا قاربت الْإِبِل الأَلف فَهِيَ عُكَامس وعُكَمس وعُكَبِس. (كعسم كسعم) : وَقَالَ ابْن السّكيت: كَعْسَم وكعسب إِذا هَرَب. وَقَالَ اللَّيْث: الكُعْسوم: الْحمار بالحميرية. وَيُقَال: بل الكسعوم. قلت: وَالْأَصْل فِيهِ الكُسْعة، وَالْمِيم زَائِدَة وَجمع الكُسعوم كساعيم. سمّيت كسعوماً لِأَنَّهَا تُكْسع من خلفهَا. دعكس: وَقَالَ اللَّيْث: الدَعْكَسة: لعب الْمَجُوس: يدورون قد أَخذ بَعضهم يَد بعض كالرقص. يُقَال دَعكسوا وهم يُدَعكسون، ويتدعكس بَعضهم على بعض.

وَقَالَ الراجز: طافوا بِهِ مُعْتكِسين نُكَّسا عَكْف الْمَجُوس يَلْعَبُونَ الدَعْكَسا (عكَلط) : اللَّيْث لبن عُكَلِط وعُكَلِد: خاثر. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: إِذا خَثُر اللَّبن جِدّاً وتكبَّد فَهُوَ عُكَلِط، وَعُجَلِط، وعُثَلِط. (علكد) وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه أنْشدهُ: وعِلْكِد خَثْلتها كالْجُفّ قَالَت وَهِي توعدني بالكَفّ أَلا املأنَّ وَطْبنا وكُفِّ قَالَ أَبُو الْهَيْثَم العِلْكِد: الداهية والعِلكد: الْعَجُوز. وَقَالَ اللحياني والفرّاء: غُلَام عِلْكِد وعُلاكد وَعَلَكدَ وعُلَكِد: غليظ حَزوّر. وَأنْشد اللَّيْث: أعْيَس مصبور القَرَا عِلْكَدّا قَالَ: شدّد الدَّال اضطراراً. قَالَ: وَمِنْهُم من يشدّد اللَّام. وَقَالَ النَّضر: فِيهِ عَلْكَدَة وجُسْأة، فِي خَلْقه أَي غِلَظ. (دلعك) : (قَالَ: والدَلْعَك: النَّاقة الضخمة. وَقَالَهُ الْأَصْمَعِي. (كنعد) : وَقَالَ اللَّيْث: الكَنْعَد: ضرب من السّمك البحريّ، النُّون سَاكِنة وَالْعين مَنْصُوبَة. وَأنْشد: قل لطَغَام الأزْد لَا تَبْطَروا بالشِّيم والجِرِّيثِ والكَنْعَدِ (كعدب) : عَمْرو عَن أَبِيه: يُقَال لبيت العنكبوت: الكُعْدُبَة والجُعْدُبة. وَقَالَ اللَّيْث الكُعْدُبة: الفَسْل من الرِّجَال، وَيُقَال: كَعْدبة. (كعتر) : قَالَ: وكعتر الرجل فِي مَشْيه إِذا تمايل كَالسَّكْرَانِ. (كرتع) : كرتع الرجل إِذا وَقع فِيمَا لَا يعنيه. وَأنْشد: ... يهيم بهَا الكَرْتَع (كثعم) : وَقَالَ اللَّيْث: كثعم من أَسمَاء النَمِر أَو الفَهْد. كعثب: قَالَ: وَامْرَأَة كَثْعَب وكَثْعَم وَهِي الضخمة الرَكب. ورَكبَ كَعْثَب، وَيُقَال: كَثْعَب. وَيُقَال هِيَ جَارِيَة كَعْثَب: ذَات رَكَب كَعْثَب. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال لقُبُل الْمَرْأَة: هُوَ كَعْثَبها وأجمُّها وشَكُرُها. وَقَالَ الْفراء أَنْشدني أَبُو ثروان: قَالَ الْجَوَارِي مَا ذهبتَ مذهبا وعِبنني وَلم أكن مُعَيَّبا أَرَيتَ إِن أُعطيتَ نَهْدا كعثبا أذاك أم نعطيك هَيْداً هيدبا أَرَادَ بالكعثب الركب الشاخص المكتنز والهَيْدِ الهيدب: الَّذِي فِيهِ رخاوة، مثل رَكَب الْعَجَائِز المسترخِي لكبرها.

(كبعث) : وَقَالَ شمر: الكبعثاة. عَفَل الْمَرْأَة. وَأنْشد الْبَيْت: فجيّأها النِّسَاء فخان مِنْهَا كَبَعْثاة ورادعة رَدْوم قَالَ الكَبَعْثاة: العَفَل. والرادعة: استها والرَدُوم: الضَرُوط. وجَيّأها النِّسَاء أَي خِطْنَها. يُقَال: جيّأب القِرْبَة إِذا خِطتها. (عثكل) : وَفِي الحَدِيث أَن سعد بن عُبَادة جَاءَ بِرَجُل فِي الحيّ مُخْدَج إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وُجد على امْرَأَة يَخْبُث بهَا، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (خُذُوا لَهُ عِثْكالاً فِيهِ مائَة شِمْراخ فَاضْرِبُوهُ ضَرْبَة) . قَالَ أَبُو عبيد: العِثْكال: العِذْق الَّذِي يُسمى الكِبَاسة. وَفِيه لُغَتَانِ: عِثكال وعُثْكول. وَأنْشد قَول امرىء الْقَيْس: أثيثٍ كقنو النَّخْلَة المتعثكل والقِنْو: العثكال أَيْضا. وشماريخ العثكال: أغصانه، وَاحِدهَا شِمراخ. وَقَالَ اللَّيْث: العُثْكول: مَا علق من صوف أَو زِينَة فتذبذب فِي الْهَوَاء. وَأنْشد: ترى الوَدْع فِيهَا والرجاتز زِينة بأعناقها معقودة كالعثاكل (كعبر) : اللَّيْث: الكُعْبُرة وَالْجمع الكعابِر، وَهِي عُقَد أنابيب الزَّرْع والسنبل وَنَحْوه. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: فِي الطَّعَام الكعابر، واحدتها كُعْبُرة وَهِي ممَّا يُخرج مِنْهُ فيُرمى بِهِ. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: واحدتها كُعْبُرة وكعبُرَّة وَالْجمع كعابير. وَهُوَ الغَسَق والغفى والمُدَبراء وَقَالَ غَيره الكُعْبُرة من اللَّحْم: الفِدْرة الْيَسِيرَة أَو عظم شَدِيد مُتَعَقِّد. وَأنْشد: لَو يتغدّى جَملاً لم يُسْئِر مِنْهُ سوى كْعْبَرة أَو كُعْبر وَقَالَ ابْن شُمَيْل الكعابر: رُؤُوس عِظَام الفخذين. وَهِي الكرادس. وَقَالَ أَبُو زيد: يُسمى الرَّأْس كُله كُعبورة وكُعبرة وكُعَابرا وَجمعه كعابِر وكَعَابير. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: كُعْبُرة الوظيف: مُجْتَمع الوظيف فِي السَّاق. وَقَالَ اللَّيْث المكعبِر من أَسمَاء الرِّجَال. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: كَعْبَر بِالسَّيْفِ إِذا قطعه بِهِ، وَبِه سُمّي المكعبِر. بركع: وَيُقَال بركع الرجلُ على رُكْبَتَيْهِ إِذا سقط عَلَيْهِمَا. وَقَالَ اللَّيْث البَرْكَعة: الْقيام على أَربع. وَيُقَال تبركعت الْحَمَامَة للحمامة الذّكر. وَأنْشد: هَيْهَات أعيا جدُّنا أَن يُصْرعا وَلَو أَرَادوا غَيره تبركعا وَقَالَ غَيره: بركعتُ الرجل بِالسَّيْفِ إِذا ضَربته. والبُرْكع: المسترخِي القوائم فِي ثِقل. والبُرْكع: الْقصير من الْإِبِل والكَرْبعة: الصَّرْع. يُقَال كَرْبعه: صرعه.

عكبر: وَقَالَ اللَّيْث: العُكْبُرَةُ من النِّسَاء الجافية العَكْباء فِي خَلْقها. وَأنْشد: عَكْباء عُكْبُرة اللَّحيين جَحْمرِش (عكفر) : أَبُو عَمْرو: جَارِيَة عُكْموزة: حادِرة، ثارّة. وعُكْمُز أَيْضا، وَأنْشد: إِنِّي لأقلي الْجِلْبَحَ العَجُوزا وأَمِقُ الفُتَيَّة العُكْموزا قَالَ وَيُقَال للأير إِذا كَانَ مكتنزاً: إِنَّه لعُكْمُز، وَأنْشد: وَفتحت للعَرْد بِئْرا هُزْهُزا فالتقمت جُردانهُ والعُكْمُزا (كعنب) : وَقَالَ ابْن دُريد رجل كعنب: قصير وكعانب الرَّأْس: عُجَر تكون فِيهِ. (بعكن) : ورملة بَعْكَنة: غَلِيظَة تشتدّ على الْمَاشِي فِيهَا. (عبنك) : وجمل عَبَنّك: شَدِيد صُلْب. (دعكن) : الْأَصْمَعِي نَاقَة دِعْكِنة: سمِينة صُلْبة، وَأنْشد: أَلا ارحلوا دِعْكِنة دِحَنَّهْ بِمَا ارتعى مُزْهِية مُغِنّه وَفِي (النَّوَادِر) : رجل دَعْكن: دَمِث حَسَن الخُلُق. وبرذون دَعْكن قَرُود ألْيَسِ بَين (بلعك دلعك) اللَيَس إِذا كَانَ ذلولاً. (عنكث) : ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: عَنكث: شَجَرَة يشتهيها الضبّ فيسحجها بذَنَبه، حَتَّى تتحات فيأكل مَا تحاتّ مِنْهَا. قَالَ وَالْعرب تحكي عَن الضبّ أَنه قيل لَهُ وِرْداً يَا ضبّ، فَقَالَ: أصبح قلبِي صَرِدَا لَا يَشْتَهِي أَن يرِدا إِلَّا عَراداً عَرِدا وَعَنْكَثا ملتبدا وصلِّيا نابَرِدا (علكد) : قَالَ: والعَلاكد: الْإِبِل الشداد. وَقَالَ دُكَيْن: يَا دِيلُ مَا بتِّ بلَيْل هاجدا وَلَا رحلتَ الأنيق العَلاكدا (كنعر) : ابْن دُرَيْد: كَنْعَرَ سنامُ الفصيل إِذا صَار فِيهِ شَحم. وَهُوَ مثل أكعر. (عفكل) : قَالَ: والعَفْكَل والعَنْفَك: الأحمق. (عكرم) : وَقَالَ اللَّيْث: العِكْرِمة: الْحمام الْأُنْثَى. (بعلبك) : وبَعْلَبَكّ: اسْم بلد. وهما اسمان جُعلا اسْما وَاحِدًا، فأُعطيا إعراباً وَاحِدًا، وَهُوَ النصب، يُقَال دخلت بعلبكّ ومررت ببعلبكّ وَهَذِه بعلبكُّ، وَمثله حَضرمَوْت ومعديكرب. بلعك دلعك: وَقَالَ اللَّيْث: البَلْعَك: الجَمَل البليد. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الدَّلْعَك: النَّاقة الضخمة مَعَ استرخاء فِيهَا. قَالَ النَّضر هِيَ البَلْعَك والدَّلْعك وَهِي النَّاقة الثَّقِيلَة.

وَفِي (النَّوَادِر) : رجل بَلْعَك: يُشتم ويُحْقر، وَلَا يُنكر ذَلِك لمَوْت نَفْسه وشدّة طمَعه. (كنعر) : وَقَالَ أَبُو زيد: الكَنْعَرة: النَّاقة الجسيمة السمينة، وَجَمعهَا كناعِر. (علكم) : اللَّيْث: العُلكُوم: النَّاقة الجسيمة السمينة. وَقَالَ لبيد: بُكرَت بِهِ جُرَشيّة مقطورة تُروى المحاجر بازلٌ علكوم وَقَالَ أَبُو الدقيش عَلْكَمُثها: عظم سَنَامها. أَبُو عبيد: العَلاكم: الْعِظَام من الْإِبِل. وَقَالَ ابْن دُرَيْد وَاحِدهَا عَلكَم وعلكوم وعلاكم وَهُوَ الشَّديد الصلب، قَالَ: والعَنْكَل: الصُلْب أَيْضا: وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يُقَال للتيس: إِنَّه لمكعنب القَرْن، وَهُوَ الملتوي القرنِ حَتَّى صَار كَأَنَّهُ حَلْقة، قَالَ والمشعنَب: الْمُسْتَقيم أَو المستقلم، ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العَلْكَمُ: الرجل الضخم وعَلْكم اسْم نَاقَة وَأنْشد: أَقُول والناقة بِي تَقَحَّمُ ويحكِ مَا اسْم أمّها يَا عَلْكمُ (عنكب) : وَقَالَ الْفراء: العَنْكَبُوت أُنْثَى. وَقد يذكّرها بعض الْعَرَب. وَأنْشد قَوْله: على هَطَّا لَهُم مِنْهُم بيُوت كَأَن العنكبوت هُوَ ابتناها وَقَالَ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَآءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ} (العَنكبوت: 41) قَالَ ضرب الله بَيت العنكبوت مَثَلاً لمن اتّخذ من دون الله وَلِيّاً أَنه لَا يَنْفَعهُ وَلَا يضرّه، كَمَا أَن بَيت العنكبوت لَا يَقِيهَا حَرّاً وَلَا بردا. ابْن السّكيت عَن الْفراء أَنه قَالَ التَّأْنِيث فِي العنكبوت أَكثر. قَالَ: وَيجمع عناكب وعناكيب وعنكبوتات. قَالَ ويصغر عُنَيْكباً وعُنَيْكيباً وَقَالَ اللَّيْث: العنكبوت بلغَة أهل الْيمن عَنْكبُوهٌ وعَنْكباهٌ. قَالَ وَهِي دويبة تنسج فِي الْهَوَاء وعَلى رَأس الْبِئْر نسجاً رَقِيقا مهلهلاً. وَقَالَ المبرّد: العنكبوت أُنْثَى وتذكّر. والعَنْزَروت أُنْثَى وتذكّر. قَالَ والبرغوث أُنْثَى وَلَا تذكّر. (كعدب) : وَقَالَ أَبُو عَمْرو يُقَال لبيت العنكبوت الكُعْدُبُة. وَيُقَال للنُفَّاخات الَّتِي تكون من مَاء الْمَطَر: كُعْدُبة أَيْضا وَهِي الجُعْدُبة والحَجَاة. (دعكر) : قَالَ: وادعنكر السيلُ إِذا أقبل وأسرع. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: اد عنكار سيل على عَمْرو وَقَالَ ابْن دُرَيْد: ادعنكر عَلَيْهِم بالفحش إِذا انْدَرَأ عَلَيْهِم بالسوء. (كعظل) : ابْن السّكيت: كعظل يكعظل إِذا عدا عَدْواً شَدِيدا، وَكَذَلِكَ كعسب يكعسب. (كعثل) : قَالَ والكعثلَة: الثقيل من العَدْو. علكز: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العِلْكِز: الرجل الصُلْب الشَّديد.

باب العين والجيم

(كعظل) : وَقَالَ ابْن الْفرج: قَالَ أَبُو عَمْرو: الكَعْظَلة والنَغْظلة: العَدْو البطيء. وَأنْشد: لَا يُدرَك الفوتُ بشدّ كعظل إِلَّا بإجذام النَّجَاء المُعْجَل (دبعك) : سَلمَة عَن الْفراء: رجل دَبعْبَك ودَبَعْبَكيّ للَّذي لَا يُبَالِي مَا قيل لَهُ من الشرّ. (عكرد) : وَقَالَ ابْن شُمَيْل: عَكْرَد الْغُلَام وَالْبَعِير يعكرد عَكْردة إِذا سمن. (بَاب الْعين وَالْجِيم) (ع ج) (ضرجع) : قَالَ اللَّيْث: الضَرْجَع من أَسمَاء النمر خاصّة. (ضمعج) : قَالَ: والضمْعَج: الضخمة من النوق قَالَ وأتان ضمعج وَامْرَأَة ضمعج قَصِيرَة ضخمة وَأنْشد: يَا رب بَيْضَاء ضحوك ضمعج أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: قَالَ الضَمْعَج من النِّسَاء: الَّتِي قد تمّ خلقهَا واستوثجت نَحوا من التَّمام وَكَذَلِكَ الْبَعِير وَالْفرس. (عفضج) : وَقَالَ اللَّيْث: العِفْضاج: الضخم الرِخْو. وعَفْضَجتُه عِظم بَطْنه وَكَثْرَة لَحْمه. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: العِفْضاج من النِّسَاء: الضخمة البطنِ المسترخية اللَّحْم. وَالْعرب تَقول إِن فلَانا لمعصوبٌ مَا عُفْضِج وماحفضج، إِذا كَانَ شَدِيد الأسْر غير رخو وَلَا مفاض الْبَطن. (عجمض) : ابْن دُرَيْد العَجَمْضَى: ضرب من التَّمْر. (ضجعم) : وضَجْعَم: أَبُو بطن من الْعَرَب. (شرجع) : وَقَالَ اللَّيْث: الشَرْجَع: هُوَ السرير الَّذِي يُحمل عَلَيْهِ الْمَيِّت. قَالَ: والْمشرجَع من مطارق الحدّادين: مَا لَا حُرُوف لنواحيه. وَكَذَلِكَ من الخُشُب إِذا كَانَت مربّعة، فَأَمَرته بنحت حُرُوفه قلت: شَرْجِعه. وَأنْشد: كَأَنَّمَا بَين عينيها ومذبحها مُشَرجَع من عَلاَة القَيْن ممطول وَقَالَ أميَّة بن أبي الصَّلْت يذكر الْخَالِق وملكوتَه: وَينفذ الطوفانَ نَحن فداؤه واقتات شَرْجَعَه بداح بَدْبَدُ وَقَالَ شمر: أَي هُوَ الْبَاقِي وَنحن الهالكون واقتات أَي وضع. قَالَ: وشَرْجَعُه سَرِيره. وبداح بدبد أَي وَاسع. (جرشع) : والجَرَاشع أَوديَة عِظَام. وَقَالَ الْهُذلِيّ: كأنّ أَتِيَّ السَّيْل مُدَّ عَلَيْهِم إِذا دَفعته فِي البَداح الجراشعُ وَقَالَ اللَّيْث: الجُرْشُع: الضخم الصدرِ وَقيل: الجرشع: المنتفِخ الجنبين. (شرجع) : عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الشَرْجَع: الطَّوِيل. والشَرْجَع: النعش. جعْشم: والجُعْشُم: الصَّغِير الْبدن الْقَلِيل اللَّحْم. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: إِذا كَانَ فِيهِ قصر وَغلظ مَعَ شدّة قيل: رجل جُعْشم وكُنْدُر. وَأنْشد:

لَيْسَ بجعْشوش وَلَا بجُعْشُمِ (شجعم) : وَقَالَ اللَّيْث: الشَجْعَم: الطَّوِيل مَعَ عظم جسم، وَكَذَلِكَ من الْإِبِل، وَهُوَ الجُعْشُم. قلت وَجعل الْهُذلِيّ الشَجْعَم من نعت الحيَّة الشجاع فَقَالَ: قد سَالم الحياتُ مِنْهُ القدما الأفعوان والشجاع الشجعما (عفشج) : وَقَالَ غَيره رجل عَفْشَج: ثقيل وخم. (عنجش) : والعُنْجُش: الشَّيْخ الفاني. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للبن إِذا خثر جدّاً وتكبّد. (عجلط) : عُجَلِط وعُجَلِد وعُجَالط. وَأنْشد: اصطبحت رائبا عُجَالطا من لبن الضَّأْن فلست ساخطا ونحواً من ذَلِك قَالَ الْأَصْمَعِي وَأَبُو عَمْرو وَهُوَ العُثَلِط، والعُكَلط. (عسلج) : اللَّيْث: العُسلوج: الْغُصْن ابْن سنة. وَجَارِيَة عُسلوجَة البنانِ والقَوَام. وَقَالَ العجّاج: وبطنَ أَيْم وقَوَاماً عُسْلُجا وعسلجت الشجرةُ إِذا أخرجت عساليجها. وَقَالَ طَرَفة: كبنات المَخْر يمأدن إِذا أنبت الصيفُ عساليج الْخَضِر قَالَ: وَيُقَال: بَلِ العساليج: عروق الشّجر. قَالَ: وَهِي نجومها الَّتِي تنجم من سنتها. قَالَ: والعساليج عِنْد الْعَامَّة: القضبان الحديثة. وَيُقَال عُسْلُج للعسلوج. (عسجر) : أَبُو عَمْرو: إبل عساجير جمع العيسجور. قَالَ: والعَسْجَر: المِلْح. وَقَالَ اللَّيْث: العَيْسَجُور: النَّاقة السريعة القويّة. والعَيْسَجُور: السِّعْلاة. وعَسْجَرتُها: خبثها. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ قَالَ: العَيْسَجُور: النَّاقة الصُلْبة. والعُبْسُور مثلهَا. وَقَالَ غَيره عَسْجر عَسْجَرة إِذا نظر نظرا شَدِيدا. وعسجرت الْإِبِل: استمرّت فِي سَيرهَا. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ العيسجور: النَّاقة الْكَرِيمَة النّسَب. وَقيل: هِيَ الَّتِي لم تُنْتَج قطّ فَهُوَ أقوى لَهَا. (عجنس) : وَقَالَ اللَّيْث: العَجَنَّس: الْجمل الضخم. وَأنْشد: يتبنَّعن ذَا هَدَاهدٍ عَجَسا إِذا الغرابان بِهِ تمرَّسا (عسنج) : ابْن دُرَيْد العَسَنَّج الظليم (عسجد) : وَقَالَ اللَّيْث: العَسْجَد: الذَّهَب. وَيُقَال: بل العسجد اسْم جَامع للجوهر كُله، من الدُرّ والياقوت. وَقَالَ ثَعْلَب: اخْتلف النَّاس فِي العسجد. فروَى أَبُو نصر عَن الْأَصْمَعِي فِي قَوْله: إِذا اصطكت بضِيق حُجْرتاها تلاقي العسجديّة واللطيم قَالَ: العسجدية منسوبة إِلَى سُوق يكون فِيهَا العسجد وَهُوَ الذَّهَب. قَالَ: وروى ابْن الْأَعرَابِي عَن الْمفضل أَنه

قَالَ: العسجدية منسوبة إِلَى فَحل كريم، يُقَال لَهُ عسجد. قَالَ: وَأنْشد الْأَصْمَعِي: بنُون وهجمة كأشَاء بُسّ تحلى العسجدية واللطيم عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: العسجد: الذَّهَب. وَكَذَلِكَ العِقْيان. وَقَالَ ابْن السّكيت: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: العسجديّة: رِكَاب الْمُلُوك الَّتِي تحمل الدِقّ الْكثير الثّمن لَيْسَ بجافٍ. قَالَ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: اللَطِيمة: سُوق فِيهَا بَزّ وَطيب. يُقَال أَعْطِنِي لطيمة من مسك أَي قِطْعَة. وَقَالَ الْمَازِني: فِي العسجدية قَولَانِ: أَحدهمَا يَقُول: تَلاقَى أَوْلَاد عسجد وَهُوَ الْبَعِير الضخم. وَيُقَال الْإِبِل تحمل العسجد وَهُوَ الذَّهَب. قَالَ واللطيم: الصُّغْر من الْإِبِل. سمّيت لطيماً لِأَن الْعَرَب كَانَت تَأْخُذ الفصيل إِذا صَار لَهُ وَقت من سِنه فتُقبل بِهِ سُهَبلا إِذا طلع، ثمَّ يُلطم خدّه، وَيُقَال لَهُ: اذْهَبْ فَلَا تذوق بعْدهَا قَطْرَة. وَقَالَ أَبُو عبيد العسجدي: فرس لبني أَسد. (دعسج) : وَقَالَ غَيره: دَعْسَج دَعْسَجة إِذا أسْرع. (جعمس) : اللَّيْث: الجُعْموس: العَذِرة وَرجل مُجَعْمِس وجُعَامس وَهُوَ أَن يَضَعهُ بمرّة. وَقَالَ غَيره: العسجمة الْخِفّة والسرعة. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الجُعْموس: مَا يطرحه الْإِنْسَان من ذِي بَطْنه وَجمعه جعاميس وَأنْشد: مَالك من إبْل تُرَى وَلَا نَعَمْ إلاّ جعاميسَك وسط المستحم (عجلز) : اللَّيْث: العِجْلِزة: الْفرس الشَّدِيدَة الْخَلْق. وَقَالَ بَعضهم: أُخذ هَذَا من جَلْز الخَلْق، وَهُوَ غير جَائِز فِي الْقيَاس ولكنهما اسمان اتّفقت حروفهما. ونحوُ ذَلِك قد يَجِيء وَهُوَ متباين فِي أصل الْبناء. وَلم أسمعهم يَقُولُونَ للذّكر من الْخَيل وَلَكنهُمْ يَقُولُونَ للجمل عِجْلِز، وللناقة عِجْلِزة. وَهَذَا النَّعْت فِي الْخَيل أعرف. قلت: وعِجْلِزة: اسْم رَملَة مَعْرُوفَة بحذاء حَفَرِ أبي مُوسَى، وتُجمع عَجَالز، ذكرهَا ذُو الرمة فَقَالَ: مررن على العَجَالز نصف يَوْم وأدَّين الأواصر والخِلالا الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت: نَاقَة عِجلزة وعَجْلزة. قَالَ: قيس تَقول: عِجلزة، وَتَمِيم: عَجْلزة. (جندع) : ابْن السّكيت أَيْضا الجُنْدُع والزَّنَبْتَرْ: الْقصير. وَأنْشد: تمهجروا وأيّما تمهجر وهم بَنو العَبْد اللَّئِيم العنصر مَا غرهم بالأسد الغضنفر بني استِها والجُندع الزبنتر وَقَالَ اللَّيْث: جُنْدع وجنادِع. وَفِي الحَدِيث: (إِنِّي أَخَاف عَلَيْكُم الجنادع) ،

يَعْنِي الْآفَات والبلايا. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: تَقول الْعَرَب فِي الضبّ: خرجت جنادعه. قَالَ: وَهِي هَنَات صغَار تسكن جِحَرَة الضبّ. والجنادع: الدَّوَاهِي. يُقَال: جَاءَت جنادعه، وَالله جادعه. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي من أمثالهم جَاءَت جنادعه يَعْنِي حوادث الدَّهْر وأوائل شَره. وَقَالَ غَيره: الْقَوْم جَنَادع إِذا كَانُوا فِرَقا لَا يجْتَمع رَأْيهمْ. وَقَالَ الرَّاعِي: بحيّ نُميريّ عَلَيْهِ مهابة جميعٍ إِذا كَانَ اللئام جنادعا يَقُول إِذا كَانَ اللئام فرقا شَتَّى فهم جَمِيع. (عنجد) : اللَّيْث: العُنْجُد: الزَّبِيب. وَأنْشد: رُؤُوس العناظب كالعُنْجُد قَالَ: شبّه رُؤُوس الْجَرَاد بالزبيب. وَمن رَوَاهُ حناظب فَهِيَ الخنافس. ابْن الْأَعرَابِي العَنْجَد والعُنْجُد: عَجَم الزَّبِيب. عَمْرو عَن أَبِيه: العُنْجُد عَجَم الزَّبِيب. سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: هُوَ العُنْجُد والعُنْجَد، وَهُوَ عَجَم الزَّبِيب. وَقَالَ شمر: هُوَ العُنْجُد والعُنْجَد وَأنْشد: غَدا كالعملس فِي حُذْلِه رؤوسُ العظاريّ كالعنجد قَالَ: العظاري ذُكُور الْجَرَاد. ابْن هانىء عَن أبي زيد يُقَال للزبيب: العَنْجَد والعُنْجُد والعُنْجَد ثَلَاث لُغَات. (دعْلج) : اللَّيْث: الدَعْلَج ألوان الثِّيَاب. وَيُقَال: ضرب من الجواليق والخِرَجة. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: إِن الصبيّ ليُدعلِج دَعْلجة الجُرَذ أَي يَجِيء وَيذْهب. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الدَعْلَجَة ضرب من الْمَشْي. قَالَ: ودعلجت الشَّيْء إِذا دحرجته. والدَعْلَجُ: الْحمار والدَعْلَجة الظلمَة. والدَعْلجة: الْأَخْذ الْكثير. وَأنْشد: يأكلن دَعْلجة ويشبع من عَفا أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الدَعْلج: الجُوَالق الملآن. والدعْلج: الَّذِي يمشي فِي غير حَاجَة. والدعلج الْآكِل الْكثير من النَّاس وَالْحَيَوَان، والدَعْلج: الشابّ الْحسن الْوَجْه الناعم الْبدن. والدَعْلَج: النَّبَات الَّذِي قد آزر بعضُه بَعْضًا. والدعْلَج: الذِّئْب. (جعدل) : وَقَالَ اللَّيْث: الجَعْدَل: الْبَعِير القويّ الضخم. (جلعد عجلد) : والجَلْعَد: النَّاقة القويّة الظهِيرة. والعُجَالد: اللَّبن الخاثر، وَهُوَ العُجَالِط. واجلعدَّ الرجلُ إِذا امتدّ صَرِيعًا. وجَلْعَدته أَنا. وَقَالَ جَنْدَل: كَانُوا إِذا مَا عاينوني جُلْعِدوا وضمّهم ذُو نَقِمات صِنْدِدُ والصِنْدِد: السيّد. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الجَلْعَد: الْجمل الشَّديد. وَيُقَال لَهُ: الجُلاَعِد. وَأنْشد: صَوَّى لَهَا ذَا كِدْنة جُلاَعِدا وَفِي (النَّوَادِر) : يُقَال: رَأَيْته مُجْرعِنّا، ومُجْلَعِبَّا ومُجْلَعِدّا ومُجْرَعِبّاً ومُسْلَحِدّاً إِذا

رَأَيْته مصروعاً ممتدّاً. (عجرد) : عَجْرَد: اسْم رجل. والعَجْرَدِيّة: ضرب من الحَرُورِيَّة، قَالَه اللَّيْث. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ العَجْرَد: الغليظ الشَّديد، وناقة عَجْرَد. وَمِنْه سمي حَمَّاد عَجْرد. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: المعجرَد العُرْيان رَوَاهُ شمر لأبي عُبَيد. المعجرِد قَالَ شمر: وَهُوَ بِكَسْر الرَّاء. قَالَ: وَكَأن اسْم عجرد وَمِنْه مَأْخُوذ. وَقيل: العَجْرَد: الذّكر، وَأنْشد شمر: فَشَام فِي وَمّاح سلمى العَجْردا (عرجد) : ابْن شُمَيْل: العُرْجُود: مَا يخرج من الْعِنَب أوَّل مَا يخرج كالثآليل. قَالَ: والعُرْجُود أَيْضا: العُرْجُون. وَهُوَ من الْعِنَب عُرْجُون صَغِير. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ العُرْجُدُ والعُرْجدُّ والعُرجود: العرجون لعرجون النّخل. (جعدب) : قَالَ والجُعْدُب: نُفَّاخات مَاء الْمَطَر. وَقَالَ اللَّيْث: جُعدُبُة: اسْم رجل من أهل الْمَدِينَة. قَالَ والجُعْدة مَا بَين صمغى الجَدْي من اللِّبأ عِنْد الْولادَة. (جمعر) : اللَّيْث الجَمْعَرة: القارَة المرتفعة المشرفة الغليظة. يُقَال أَشْرِف على تِلْكَ الجَمْعَرة. وَنَحْو ذَلِك قَالَ ابْن شُمَيْل. قَالَ اللَّيْث: والجمعرة أَن يجمع الحمارُ نَفسه وجراميزه، ثمَّ يحمل على الْعَانَة أَو على شَيْء إِذا أَرَادَ كَوْمَة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الجُمْعور: الجَمْع الْعَظِيم. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للحجارة الْمَجْمُوعَة: جَمْعَر. وَأنْشد: تحفّها أَسَافة وجَمْعَرُ وخَلَّة فردانها تَنَشَّرُ أُسافة: أَرض رقيقَة، وجَمعَر: غَلِيظَة يابسة. وَقَالَت عَائِشَة: كَانَ أَبُو بكر أسيفاً أَي رَقِيقا. شمر قَالَ أَبُو عَمْرو: الجَمْعرة: الأَرْض الغليظة المرتفعة. وَأنْشد: وانجبن عَن حَدَب الإكا م وَعَن جماعير الجراوِل وَقَالَ أَبُو عَمْرو أَيْضا الجمعرة: الحَرّة. والجماعير جمَاعَة. قَالَ: وَلَا يعدّ سَنَد الْجَبَل جمعرة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ الجماعير: تجمُّع الْقَبَائِل على حَرْب الْملك. قَالَ: وَمِنْه قَوْله: تحفهم أسافة وجمعر إِذا الجمارُ جعلت تجمر قَالَ: أسافة وجمعر: قبيلتان. قلت: وَالْقَوْل مَا قَالَ الْفراء. عجرم: اللَّيْث العُجْرُمة: شَجَرَة عَظِيمَة لَهَا عُقَد كهَنَات الكِعاب يتّخذ مِنْهُ القِسِيّ وَهِي العُجْرُومة. وعجرمتُها غلظ عُقَدها. وَقَالَ العجاج: نواجل مثل قِسِيّ العُجْرُم قَالَ والعِجْرِم أَيْضا: دويّبة صُلْبة كَأَنَّهَا مَقْطُوعَة، تكون فِي الشّجر وتأكل الْحَشِيش.

أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي العِجْرم: الْقصير الغليظ من الرِّجَال. وَقَالَ اللَّيْث العَجَارم من الدَّابَّة: مُجْتَمع عُقَد بَين فَخذيهِ وأصلِ ذكره. والعُجْرُم: أصل الذّكر. وَإنَّهُ لمعجرَم إِذا كَانَ غليظ الأَصْل. وَقَالَ غَيره نَاقَة مُعَجرمة: شَدِيدَة. وَقَالَ أَبُو النَّجْم: معجرَماتٍ بُزَّلا سَغَابِلا وَقَالَ ابْن دُرَيْد: العَجْرَمة: العَدْو الشَّديد. وَأنْشد: أوسِيد عادِية يُعجرم عجرمه ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال لِلْإِبِلِ إِذا بلغت الْخمسين: عُجْرُمة وعَجْرَمة وعِجْرِمة، ونحوَ ذَلِك. قَالَ أَبُو حَاتِم: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العُرْجُوم والعُلْجُوم: النَّاقة الشَّدِيدَة. (جنعظ) : وَقَالَ اللَّيْث: الجنعاظة الَّذِي يسْخط عِنْد الطَّعَام من سوء خلقه، وَأنْشد: جنعاظة بأَهْله قد بَرَّحَا إِن لم يجد يَوْمًا طَعَاما مُصْلَحا قبَّح وَجها لم يزل مقَبَّحا قَالَ وَهُوَ الجنْعيظ إِذا كَانَ أكولاً. وَقَالَ غَيره: الجِنْعاظ والجِنْعِظ: الجافي الغليظ. (جعظر) : وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (أهل النَّار كل جَعْظَرِيّ جَوَّاظ، منّاع جمّاع) . قَالَ القتيبي: أَخْبرنِي أَبُو حَاتِم عَن أبي زيد أَنه قَالَ: الجَعْظَري: الَّذِي يتنفَّج بِمَا لَيْسَ عِنْده، وَهُوَ إِلَى الْقصر ماهو. قَالَ وَقَالَ الْأَصْمَعِي يُقَال أَيْضا: جِعْظار وجِعظارة. وَأنْشد فِي أرجوزة لَهُ: لَيْسَ بقاس وَلَا نَمّ نجِث وَلَا بجعظار مَتى مَا يَضْطَبِث بالجار يعلق حبلَه ضِبت شبِث أَبُو الْعَبَّاس عَن سَلمَة عَن الْفراء أَنه قَالَ: الجَعْظَرِيّ: الطَّوِيل الجسيم الأكول الشروب البطر الْكَافِر. وَهُوَ الجِعْظارة والجِعْظار. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الجعظريّ: الْقصير السمين الأَشِر الجافي عَن الموعظة. وَقَالَ اللَّيْث: الجَعْظريّ: الأكول. قَالَ: والجِعْظار: الْقصير الرجلَيْن الغليظ الْجِسْم. فَإِذا كَانَ مَعَ غلظ أكولاً قَوِيا سمى جَعْظِريّاً. (عذلج) : وَقَالَ اللَّيْث: المُعَذْلَج: الناعم، عذلجته النَعْمة. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي يُقَال: عذْلجْت الولدَ وَغَيره، فَهُوَ معذلَج إِذا كَانَ حسن الغِذاء. وَقَالَ الرياشي: هُوَ المعذلَج، والمسرعَف لِلْحسنِ العذاء. (عثجل) : اللَّيْث: العَثْجَل: الْوَاسِع الضخم من الأساتي والأوعية. قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العَثْجَل: الْعَظِيم الْبَطن. جعثن: اللَّيْث الجِعْثِن: أرومة الشّجر بِمَا عَلَيْهَا من الأغصان إِذا قُطعت. والواحدة جِعْثِنة: قَالَ: وَمِنْهُم من يَقُول للْوَاحِد: جعثن والجميع الجعاثن. وكلّ شَجَرَة تبقى

أرومتها فِي الشتَاء من عِظَام الشّجر وصغارها فلهَا جِعْثِن فِي الأَرْض، وَبَعْدَمَا يُنزع فَهُوَ جعثن، حَتَّى يُقَال لأصول الشوك جِعْثِن. وجِعْثِن من أَسمَاء النِّسَاء وتَجَعثن الرجلُ إِذا تجمّع وتقبّض. وَيُقَال لأَرُومة الصِّلِّيَان جِعْثِنة. وَقَالَ الطرماح: وَمَوْضِع مَشكوكين ألقتهما مَعًا كوطأة ظَبْي القُفّ بَين الجعاثِن وَقَالَ الجِعْثِم والجِعْثِين: أصُول الصِّلِّيَان. وَأنْشد: أَو كمجلوح جِعْثِن بَلَّه القَطْرُ فأضحى مودِّس الْأَعْرَاض (جعثم) : وَقَالَ اللَّيْث: الجُعْثُوم: الغُرْمول الضخم. وقولُ أبي ذُؤَيْب: تأن ارتجاز الجُعْثميَّات وَسطهمْ نوائحُ يُسمعن البُكَى بالأزامل قَالُوا: الْقوس يُقَال لَهَا جُعْثُميّة. قلت: وَلَا أَدْرِي إِلَى أيّ شَيْء نسب. وَقيل: جُعْثُمة حَيّ من الأَزْد أزدِ السراة. وَقَالَ أَبُو نصر: جُعْثمة من هُذَيل. (عثنج) : أَبُو عَمْرو: العَثَنْثَج: الضخم من الْإِبِل. وَكَذَلِكَ العَثَمْثم والعَبَنْبَل. (ثعجر) : اللَّيْث: الثَّعْجَرَة: انصباب الدمع. يُقَال: ثعجره إِذا صبّه، فاثعنجر أَي انصبّ. تَقول: اثعنجر دمعُه، واثعنجرت الْعين دَمْعاً. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس حِين أدْركهُ الْمَوْت: يَا ربّ جَفْنة مثعنجِرة، وطعنة مسحنفرة، تبقى غَدا بأنقِرة. قَالَ: والمثعنجرة: الملأَى يفِيض وَدَكها واثعنجرت السحابة بقَطْرها. واثعنجر الْمَطَر نَفسه، يثعنجر اثعنجاراً. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: المُثْعَنْجِر والعُرَانِية: وَسَط الْبَحْر. وَقَالَ ثَعْلَب: لَيْسَ فِي الْبَحْر مَاء يُشبههُ كَثْرَة. (عرجل) : اللَّيْث: العَرْجَلة من الْخَيل: القطيع. وَهِي بلغَة تَمِيم الحَرْجلة. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: رَأَيْت الْقَوْم عراجِلة أَي مُشَاة. (عثجج) : ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: العَثْجَج: الْجمع الْكثير. (عرجن) : وَقَالَ اللَّيْث وَغَيره: العُرْجُون: أصل العِذْق وَهُوَ أصفر عريض، شبَّه الله بِهِ الْهلَال لمّا عَاد دَقِيقًا. فَقَالَ: {الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالعُرجُونِ الْقَدِيمِ} . (يس: 39) قَالَ والعُرْجون: ضرب من الكَمْأة قدر شبر أَو دُوَين ذَلِك، وَهُوَ طيِب مَا دَامَ غَضّا وَجمعه العراجين. قَالَ والعَرْجَنة: تَصْوِير عراجين النّخل، قَالَ رؤبة: فِي خِدْر مَيَّاس الدُّمَى مُعَرْجَنِ أَي مصوَّر فِيهِ صور النّخل والدمى. أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: عرجنته بالعصا: ضَربته. رجعن: وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: ضربه حَتَّى ارجعنّ وارجَحَنّ أَي انبسط وَسقط. وَقَالَ اللحياني: ضربه فارجعنّ، أَي اضْطجع وَألقى بِنَفسِهِ: وَتقول للرجل يُقَاتل الرجل: إِذا ارجعَنّ، شاصياً فارفع يدا. يَقُول: إِذا اضْطجع وغلَّبته وَرفع رجلَيْهِ فَاكْفُفْ يدك عَنهُ. وَقَالَ الشَّاعِر:

فَلَمَّا ارجعنّوا واسترينا خيارهم وصاروا الأُسارى فِي الْحَدِيد الملكَّد قَالَ وَقَالَ بَعضهم: ضربناهم بقَحَازِننا فارجعنُّوا أَي بِعصِيّنا. (عنجر) : اللَّيْث العَجَنْجرَة: علاف القارورة. قَالَ: وَكَانَ رجل يُقَال لَهُ عُنْجورة إِذا قيل لَهُ عُنْجِر يَا عُنجورة غضب. عَمْرو عَن أَبِيه العَنْجَرة: الْمَرْأَة المكتِّلة الْخَفِيفَة الرّوح. (ثنجر) : وَقَالَ أَبُو زيد: المثنجر والمسحَنْفِر: السَّيْل الْكثير. (جلعم) : أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الجَلْعَم: الْقَلِيل الْحيَاء، والجَيْعَم: الجائع. (جَعْفَر) : قَالَ والجَعْفَر: النَّهر الملآن، وَبِه شبّهت النُوق الغزيرة. قَالَ: وأنشدني المفضّل: من للجعافر يَا قومِي فقد صَرِيت وَقد يساق لذات الصرية الحَلَبُ وَقَالَ اللَّيْث: الجَعْفَر: النَّهر الْكَبِير الْوَاسِع وَأنْشد: تأوّد عُسْلوج على شطّ جَعْفَر وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الجعفر: النَّهر الصَّغِير، فَوق الجَدْول: (عجرف) : وَقَالَ اللَّيْث: العَجْرَفيَّة: جفوة فِي الْكَلَام، وخُرْق فِي الْعَمَل. وَيكون الْجمل عَجْرَفيّ الْمَشْي لسرعته. وَرجل فِيهِ عَجرَفية، وبعير ذُو عَجَارف. قَالَ: والعَجْرُوف: دويبة ذَات قَوَائِم طِوال. وَيُقَال أَيْضا لهَذَا النَّمْل الَّذِي رفعته عَن الأَرْض قوائمه: عجروف. قَالَ وعجاريف الدَّهْر: حوادثه. وَأنْشد: لم ينسني أمَّ عمَّار نوى قُذُفٌ وَلَا عجاريف دهر لَا تعريني وتعجرف فلَان علينا إِذا تكبّر. وَرجل فِيهِ تعجرُف. والعجرفيَّة من سير الْإِبِل: اعْتِرَاض فِي نشاط. وَأنْشد: وَمن سَيرهَا العَنَق المسبطرُّ والعجرفية بعد الكلال أَبُو عبيد: العَجْرَفِيَّة: الَّتِي لَا تقصد فِي سَيرهَا من نشاطها. (عرفج) : اللَّيْث: العَرْفج: نَبَات من نَبَات الصَّيف، ليّن أغبر، لَهُ ثَمَرَة خَشْناء كالحَسَك. وَالْوَاحد عَرْفَجة: وَهُوَ سريع الاتِّقاد. قلت: العرفج من الجَنْبة، وَله خُوصة. وَيُقَال رَعَينا رِقّة العرفج، وَهُوَ ورقه الشتَاء، وثمرته صفراء. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: إِذا مُطِر العَرْفَج ولان عُوده قيل: قد ثقب عوده، فَإِذا اسودّ شَيْئا قلت: قد تَمِل، فَإِذا ازْدَادَ قَلِيلا قيل: قد أرقاطّ، فَإِذا ازْدَادَ شَيْئا قيل: قد أدْبى. فَإِذا تمَّت خُوصته قيل: قد أَخْوَص. قلت: ونار العرفج تسميها الْعَرَب نَار الزحفتين؛ لِأَن الَّذِي يوقدها يزحف إِلَيْهَا، فَإِذا اتَّقدت زحف عَنْهَا. جعبر: اللَّيْث الجَعْبَرِيَّة والجَعْبَرة من النِّسَاء: القصيرة الدَّميمة.

أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الجَعْبَرِيَّة: القصيرة. وَقَالَ رؤبة: يُمْسين من قَسّ الْأَذَى غوافلا لاجَعْبَريّاتٍ وَلَا طَهَاملا (عربج) : أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ العُرْبَج والثَّمْمَّ: كلْبُ الصَّيْد. (عنبج) : وَقَالَ اللَّيْث: العُنْبُجُ: الضخم الرِخو الثقيل من كل شَيْء. وَأكْثر مَا يُوصف بِهِ الضبعان وَأنْشد: فَولدت أعْثَى ضَرُوطاً عُنْبُجا وَقَالَ النَّضر: العُنْبُج: الوَتَر الضخم الرِخو. العُنْبُج من الرِّجَال: الضخم الرخو الَّذِي لَا رَأْي لَهُ وَلَا عقل. (عفنج) : وَقَالَ اللَّيْث: العَفَنْجَج من الرِّجَال: كل ضخم اللهازم ذِي وَجَنات وألواح أكُولٌ فَسْلٌ. وَهُوَ بِوَزْن فعنلل وَبَعْضهمْ يَقُول: عَفَنّج. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: العَفَنْجَج: الأحمق. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: العَفَنْجَج: الجافي الخَلْق. وَأنْشد: وإذْ لم أعطّل قَوس ودّي وَلم أُضع سِهَام الصِّبا للمستميت العفنجج قَالَ المستميت الَّذِي قد استمات فِي طلب اللَّهْو وَالنِّسَاء. (عنجف) : أَبُو عَمْرو: العُنْجُوف: والعَنْجَف: الْيَابِس هُزَالاً. وَكَذَلِكَ العُنْجُل. (جعفل) : أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي جَعْفله إِذا صرعه. وَقَالَ طُفَيل: وراكضةٍ مَا تَستَجِنَ بجُنّة بَعِيرَ حِلال غادرته مجعفَل قَالَ: المجعفل: المقلوب. (علجم) : وَقَالَ اللَّيْث: العُلْجُوم الضِفدِع الذّكر، وَيُقَال البَطّة الذّكر. وَأنْشد: حَتَّى إِذا بلغ الحوماتُ أكرَعَها وخالطت مستنيماتِ العلاجيم قَالَ: والعُلْجُوم: الظلماء المتراكمة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ العُلْجُوم موج الْبَحْر. والعُلْجوم الأجمة. والعُلْجُوم الْبُسْتَان الْكثير النّخل. وَهُوَ الظلمَة الشَّدِيدَة وَهُوَ الضِفدِع. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: العُلْجُوم: الظبي الآدم. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العلاجيم: طوال الْإِبِل والحُمُر. وَقَالَ الرَّاعِي: فعُجن علينا من علاجيم جِلَّة لحاجتنا مِنْهَا رَتُوك وفاسج يَعْنِي إبِلا ضخاماً. الأصمعيّ عَن ابْن طرفَة: العَلْجَم: النامّ المسنّ من الْوَحْش. قَالَ: وَمِنْه قيل للناقة المسنة علجوم. وَكَذَلِكَ العلجوم من الضفادع وَرمل معلنجم: متراكب. وَقَالَ أَبُو نُخَيلة: كَأَن رملاً غيرَ ذِي تهيُّم من عالج ورملها المعلنجِم بملتقى عَثَاعث ومأكم (جمعل) : ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الجُمَعْليلة: النَّاقة الْهَرِمة. (جذعم) : وَيُقَال للجَذَع: جَذْعم وَجَذْعَمة. جلعب: الطوسي عَن الحَزَّاز عَن ابْن ا

باب العين والشين

لأعرابيّ قَالَ: اجرَعنّ وارجعنّ وأتلأَبّ واجرعبّ واجلعبّ إِذا صُرع فامتدَّ على وَجه الأَرْض. اللَّيْث: الجلعب: الرجل الجافي الْكثير الشرّ. وَأنْشد: جِلفا جَلَعْباً ذَا جلب قَالَ وَيُقَال: بل الجَلَعْبَى، وَالْأُنْثَى جَلَعْباة. وهما مَا طَال فِي هَوَج وعَجْرفيَّة. قَالَ: والمجلعبّ المستعجل الْمَاضِي. قَالَ: والمجلعبّ أَيْضا من نعت الرجل الشَرير. وَأنْشد: مُجْلَعبّاً بَين راووق ودَنّ أَبُو عبيد عَن الْفراء رجل جلعبى الْعين، وَالْأُنْثَى جلعباة: وَهِي الشَّدِيدَة الْبَصَر وَهِي الشدّة فِي كل شَيْء. وَقَالَ شمر: لَا أعرف الجَلَعْبى بِمَا فسّرها الْفراء. قَالَ: والجَلعباة من الْإِبِل: الَّتِي قد قَوَّست ودَنت من الكِبَر. قَالَ: والمجلعبّ: الْمَاضِي فِي السّير. والمجلعبّ أَيْضا: المصروع إمّا ميّتاً، وَإِمَّا صَرْعاً شَدِيدا. قَالَ والمجلعبّ: المحتدّ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: المجلعبّ: المضطجع. والمجلعبّ أَيْضا: الذَّاهِب. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الجَلَعْباة: الشَّدِيدَة من الْإِبِل. أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: سيل مزلعبّ ومجلعبّ: وَهُوَ الْكثير قَمْشُه. (علجن) : اللَّيْث: العَلْجَنُ: النَّاقة الكِنَازُ اللَّحْم. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ فِي بَاب مَا زَادَت الْعَرَب فِيهِ النُّون من الْحُرُوف: نَاقَة عَلْجَن، وَهِي الغليظة المستعلِجة الخَلْق. وَأنْشد قَول الراجز: وخلَّطت كل دِلاَث عَلْجن تَخْلِيط خرقاء الْيَدَيْنِ خَلْبَن (عملج) : وَقَالَ ابْن دُرَيْد: رجل عَمَلج: حسن الْغذَاء. قلت الَّذِي روينَاهُ عَن الثِّقَات: رجل غَمَلَّج بالغين إِذا كَانَ نَاعِمًا. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: رجل عَفَلَّط: أَحمَق. (عسلج) : عَمْرو عَن أَبِيه: العُسْلُج: الغُصْن الناعم. (عفنج) : والعَفْنجَج: الضخم الأحمق. والعَصَلَّج المعوجّ السَّاقَيْن. (زعبج) : الْأَثْرَم عَن أبي عُبيدة: الزَعْبَج: الْغَيْم الْأَبْيَض. قَالَ والزَعْبَج: الْحسن من كل شَيْء من الْحَيَوَان والجوهر والزَعْبَج: الزَّيْتُون. أَبُو عبيد عَن الْفراء: الزَعْبَج: السَّحَاب الرَّقِيق. (علجن) : أَبُو سعيد: نَاقَة عُلْجُوم وعُلْجون: أَي شَدِيدَة وَهِي العَلْجَن. وَقَالَ أَبُو مَالك: نَاقَة عَلْجَن: غَلِيظَة. (جعفل) : ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الجَعْفليل: الْقَتِيل المنتفِخ. وَقَالَ غَيره: طعنه فجعفله إِذا قلبه عَن السرج فصرعه. (بَاب الْعين والشين) (ع ش) شعفر: شَعْفَر من أَسمَاء النِّسَاء. وأنشدني

المنذريّ: يَا لَيْت أنّي لم أكن كِرَّيا وَلم أسُق بشَعْفَر المطِيّا (عشنط عنشط) : اللَّيْث: العَشَنَّط: الطَّوِيل من الرِّجَال. وَجمعه عَشَنَّطُون وعشانط. قَالَ: وَيُقَال هُوَ الشابّ الظريف قَالَ: والعَنْشَط: السيّء الخُلُق. وَأنْشد: أَتَاك من الفتيان أروعُ ماجد صبور على مَا نابه غير عَنْشَط أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: العَشَنَّط والعَنْشَط مَعًا: الطَّوِيل الأول بتَشْديد النُّون وَالثَّانِي بِسُكُون النُّون قبل الشين. (عشزر) : اللَّيْث: العَشَنْزَر، العَسِر الخُلُق من كل شَيْء. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: العَشَنْزَر والعَشَوْزَن من الرِّجَال الشَّديد. وَأنْشد غَيره: ضربا وطعناً باقراً عَشَنْزَرا (عشزن) : وَقَالَ اللَّيْث: العَشَوْزَن: العَسِر الخُلُق من كل شَيْء. وَيُقَال: عَشْزَنَتُه: خِلَافه. قَالَ: وَجمع العشوزن عشاوز. وناقة عشوزنة. وَأنْشد: أخذك بالميسور والعشوزن وَيجوز أَن يجمع عشوزن على عشاون بالنُّون. (شرعب) : اللَّيْث: الشَرْعَبَة: شقّ اللَّحْم والأديم طولا. وَقَالَ أَبُو عبيد: الشَرْعَب: الطَّوِيل وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الشَرْعَبيَّة برود. وَقَالَ الْأَعْشَى: كالبُسْتَان والشرعبي ذَا الأذيال وَقَالَ رؤبة يصف نَاب الْبَعِير: قدا يخدَّاد وهذَّا شَرْعبا (عفشل) : أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العَفْشَلِيل: الكِسَاء الغليظ. (وَرجل عَفَنْشَل: ثقيل وخْم) . شمعل: وَقَالَ اللَّيْث: شمعلت الْيَهُود شَمْعَلة. وَهِي قراءتهم إِذا اجْتَمعُوا فِي فُهْرهم. واشمعلَّت الْإِبِل إِذا تَفَرَّقت وَمَضَت مَرَحاً ونشاطاً. وَأنْشد: إِذا اشمعلّت سَنَناً رسابها بِذَات خرقين إِذا حَجَابها وناقة شمعلة سريعة: نشيطة. واشمعلّت الْغَارة إِذا انتشرت وتفرّقت. وَأنْشد: صبحتُ شَبَاما غَارة مشمعلَّة وَأُخْرَى شاهديها قَرِيبا لشاكرِ أَبُو زيد: الشَمْعَل: النَّاقة الْخَفِيفَة. وَأنْشد: يَا أَيهَا العَوْدُ الضَّعِيف الأَثْيَل مَالك إِذْ حُثَّ المطى تزحل أُخْراً وتنجو بالركاب شَمْعَلُ أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: المشمعِلَّة النَّاقة السريعة والمسمغلة الطَّوِيلَة بالغين وَالسِّين.

باب العين والضاد

وَقَالَ أَبُو تُرَاب: سَمِعت بعض قيس يَقُول: اشمعطَّ الْقَوْم فِي الطّلب، واشمعلوا إِذا بَادرُوا فِيهِ، وَتَفَرَّقُوا، واشمعلت الْإِبِل واشمعطَّت إِذا انتشرت. (شنعف) : اللَّيْث: الشِّنْعاف: الطَّوِيل الشَّديد. والشَّنْعاف: الطَّوِيل الرخو الْعَاجِز. وَأنْشد: تزوجتِ شنعافا فآنستِ مقرفا إِذا ابتدر الأقوام مجدا تقنّعا أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الشناعيف وَاحِدهَا شنعاف، وَهِي رُؤُوس تخرج من الْجبَال. (شبدع) : أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الشبادع: العقارب. وَاحِدهَا شِبْدِعة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: ألقيتُ عَلَيْهِ شِبْدِعا وشِبْدَعا، أَي داهية. قَالَ: وَأَصله الْعَقْرَب. (برشع) : أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: البِرْشاع: الأهوج المنتفخ. وَأنْشد: وَلَا ببِرشاع الوخام وَغْب (عشرب) : وَقَالَ غَيره العَشَرَّب والعَشَرَّم: السهْم الْمَاضِي. (شرعف) : والشُرْعُوف: نبت أَو ثَمَر. وَقَالَ مدرك الجعفريّ: يُقَال فَرِّقوا لضوالّكم بُغْيَانا يُضبّون لَهَا أَي يشمعطّون. فَسئلَ عَن ذَلِك فَقَالَ: أضَبّوا لفُلَان أَي تفَرقُوا فِي طلبه، وَقد أضب الْقَوْم فِي بُغيتهم أَي فِي ضالّتهم أَي تفرّقوا فِي طلبَهَا. (عنفش) : وَفِي (النَّوَادِر) : أَتَانَا فلَان مُعَنْفِشاً بلحيته، ومقنفِشاً، ومفنشياً. وَفُلَان عِنْفَاشُ اللِّحْيَة وعَنْفَشِيّ اللِّحْيَة: وقبشار اللِّحْيَة. (شعنب) : النَّضر: الشَعْنِبَة أَن يَسْتَقِيم قرن الْكَبْش ثمَّ يلتوي على رَأسه؛ من قِبل أُذُنَيْهِ. يُقَال: كَبْش مشعنِب الْقرن بِالْعينِ والغين. (بَاب الْعين وَالضَّاد) (ع ض) (ضلفع) : اللَّيْث: ضَلْفَع: مَوضِع. وَأنْشد: بَعَمايتين إِلَى جَوَانِب ضَلْفَع عَمْرو عَن أَبِيه: ضَلْفَعه، وضَلْعفه، وصَلمعه إِذا حَلَقه. (عرضن) : اللَّيْث: العِرَضْنَة والعِرَضْنى: عَدْو فِي اشتقاق. وَأنْشد: تعدو العِرَضْنَى خيلُهم حَرَاجِلا وَامْرَأَة عِرَضْنة: ضخمة قد ذهبت عَرْضاً من سمنها. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: العرضنى عَدْو فِي اعْتِرَاض ونشاط. قَالَ وحَرَاجل وعَرَاجل: جماعات: قَالَ وَيُقَال للرجّالة: عراجل أَيْضا. أَبُو عبيد: العِرَضْنة: الِاعْتِرَاض فِي السّير من النشاط. وَلَا يُقَال نَاقَة عِرَضْنة. ضفدع: الضِفدِع جمعه ضفادع. وَرُبمَا قَالُوا: ضفادي. وَأنْشد بَعضهم: ولضفادي جمّه نقانق أَرَادَ: الضفادع؛ فَجعل الْعين يَاء؛ كَمَا قَالُوا فِي أَرَانِي فِي أرانب. يُقَال: نقّت ضفادع بَطْنه إِذا جَاع؛ كَمَا يُقَال: نقت

عصافير بَطْنه. (ضلفع) : وَقَالَ ابْن السّكيت فِي الْأَلْفَاظ إِن صحّ لَهُ: الضَلْفَع والضلفعة من النِّسَاء: الواسعة. وَأنْشد: أقبلن تَقْرِيبًا وَقَامَت ضَلْفعا فأقْبَلتهُن هِبَلاَّ أبقعا عِنْد استها مثل استها أَو أوسعا (عربض) : وَقَالَ اللَّيْث: أَسَد عِرْباض: رحب الكَلكَل. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: العِرباض: الْبَعِير الغليظ الشَّديد. وَمثله العِرَبْض. شمر: العِرَبْض والعرباض: الضخم الْعَظِيم. وَأنْشد: ألْقى عَلَيْهَا كلكلاً عِرَبْضا وَقَالَ: إِن لنا هوَّاسةً عِرَبْضا (عرمض) : اللَّيْث: العَرْمَض: رِخْو أَخْضَر كالصوف فِي المَاء المزمن وَأَصله نَبَات. والعَرْمَض أَيْضا: شَجَرَة من شجر العضاه لَهَا شوك أَمْثَال مناقير الطير: وَهُوَ أصلبها عيدانا. وَيُقَال لصغار الأرك عرمض. والعرمض من السدر صغاره. وصغار العضاه عرمض والعرمض الغَلْفَق الْأَخْضَر الَّذِي يتغشّى المَاء، فَإِذا كَانَ من جوانبه فَهُوَ الطحلب. وَقَالَ أَبُو زيد: المَاء المعرمِض والمطحلب وهما وَاحِد. وَيُقَال لَهما ثَوْر المَاء وَهُوَ الْأَخْضَر الَّذِي يخرج من أَسْفَل المَاء حَتَّى يكون فَوق المَاء. (عضمز) : اللَّيْث: العَيْضَمُوز: النَّاقة الضخمة منعهَا الشحمُ أَن تحمل. وَرَوَى أَبُو عبيد عَن الكسائيّ قَالَ: العيضموز: الْعَجُوز الْكَبِيرَة. وَأنْشد: أعْطى خُبَاسة عيضموزاً كَهَّة لَطْعاء بئس هديّة المتكرّم قَالَ: وناقة عيضموز. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي عَجُوز عَضَمَّزة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العَضَمَّز: الشَّديد من كل شَيْء وَرجل عَضَمَّز الْخلق شديده. وَقَالَ اللحياني: العَضَمَّز: الرجل الْبَخِيل، وَامْرَأَة عَضَمَّزة. وَقَالَ حُمَيد: عَضَمَّزةٌ فِيهَا بقاءٌ وشِدَّةٌ ابْن السّكيت فِي بَاب الدَّوَاهِي: العضمَّزة: الداهية. عضرط: اللَّيْث: العُضْرُوط والعُضْرُط: الَّذِي يخدمك بِطَعَام بَطْنه. وهم العضاريط والعضارطة. الْأَصْمَعِي: العَضَارط الأجَراء. وَأنْشد: أذاك خير أيّها العضارط وأيها اللمعظة العَمَارط قَالَ: رجل لعمظة ولمعظة وَهُوَ الشرِه الْحَرِيص. وَقَالَ أَبُو زيد: اللمعظ: الشهوان الْحَرِيص. وَرجل لُعموظ ولُعموظة من قوم لعامِظة. الْأَصْمَعِي قوم عمارط: لَا شَيْء لَهُم. واحدهم عُمْروط. غَيره: هِيَ العِضْرِط والبُعْثُط للاست.

باب العين والصاد

يُقَال: أَلزق بُعْثطه وعِضْرِطه بالصَّلَّة يَعْنِي استه. وَقَالَ شمر: مثل للْعَرَب إياك وكل قِرْن أهلبِ العِضْرِط. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: العِضْرِط: العِجَان والخُصْية. (عضرس) : وَقَالَ اللَّيْث: العَضْرَس: نَبَات فِيهِ رخاوة تسودّ مِنْهُ جحافل الدوابّ إِذا أَكلته. وَقَالَ ابْن مقبل: والعَيْر ينفحُ فِي المَكْنَان قد كَتَنت مِنْهُ جحافله والعَضْرَسِ الثَجِر قَالَ: والعَضْرَس: البَرَد أَيْضا. وَقَالَ: أَبُو الْهَيْثَم: العَضْرَس: شَجَرَة لَهَا زهرَة حَمْرَاء. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: مُغَرَّثةً زُرْقا كَأَن عيونها من الذَمْر والإيساء نُوَّار عَضْرَس (قعضب) : عَمْرو عَن أَبِيه: قرَب قَعْضَبىّ، وقَعْطبىّ، ومقعَّط: شَدِيد. (بعثط) : أَبُو زيد: ألزق بُعثْطة بِالْأَرْضِ وعِضْرِطه وَهِي استه وجلدة خصييه ومذاكيره. وَقَالَ أَبُو مَالك البُعْثُط: العِجَان نَفسه. (بَاب الْعين وَالصَّاد) (ع ص) (صعتر) : قَالَ اللَّيْث: الصَعْتريّ: الشاطر بلغَة أهل الْعرَاق. قَالَ: والصَعْتر من الْبُقُول أَيْضا. أَبُو عَمْرو: هُوَ الصَعْتر بالصَّاد. قَالَ: وَرجل صَعْتَرِيّ لَا غير إِذا كَانَ فَتى كَرِيمًا شجاعاً. (صنتع) : أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو الصُّنْتُع: الحِمَار الصُلْب الرَّأْس. قَالَ: والصِّعْوَنّ: الدَّقِيق العُنُق. وَقَالَ اللَّيْث: حمَار صُنْتُع: شَدِيد الرَّأْس ناتىء الحاجبين عريض الْجَبْهَة. وظليم صُنْتُع. عنصر: قَالَ والعُنْصَرُ: أصل الْحسب، جَاءَ عَن الفصحاء، بضمّ الْعين وَنصب الصَّاد وَقد يَجِيء نَحوه من المضموم كثير؛ نَحْو السُنْبُل وَلَكنهُمْ اتّفقوا فِي العُنْصَر والعُنْصَل والعُنْقَر. وَلَا يَجِيء فِي كَلَامهم المنبسط على بِنَاء فُعْلَل إلاّ مَا كَانَ ثَانِيه نوناً أَو همزَة نَحْو الجُنْدَب والجُؤذَر. وَجَاء السُودَد كَذَلِك كَرَاهِيَة أَن يَقُولُوا سُودُد فتلتقي الضمَّات مَعَ الْوَاو ففتحوا. ولغة طيّىء: السودُد مضموم. وَقَالَ أَبُو عبيد: هُوَ العنصر بِضَم الصَّاد للْأَصْل. وروى ابْن السّكيت عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ يُقَال: عُنْصَل أَو عُنْصُل للبصل البرّي، وَهُوَ لئيم العُنْصَر والعُنْصُر أَي الأَصْل، وجُؤْذُر وجُؤْذَر، وقُنْفُذ وقُنْفَذ. قَالَ: وَقَالَ الْفراء: بُرْقُع وبُرْقَع. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العنصر الداهية. وَقَالَ غَيره: العنصر: الهمَّة وَالْحَاجة. وَقَالَ البَعيث: أَلا راج بالرَهْن الخليطُ فهَجّرا وَلم تقض من بَين العِثيّات عُنْصرا

وَقَالَ الْأَصْمَعِي: عُنْصَر الرجل وعُنْقَره: أَصله. وَقَالَ سُويد بن كُرَاع: أراعك بالبين الخليطُ المهجِّر وَلم يَك عَن بَين الْأَحِبَّة عنصر قلت: أَرَادَ: العَصَر والملجأ. (عصفر) : وَقَالَ اللَّيْث: العصفر نَبَات سلافته الجريال وَهِي معربة. وَقَالَ غَيره: تعصفرت الْعُنُق تعصفراً إِذا التوت. وَقَالَ اللَّيْث: العصفور: طَائِر ذكر. والعصفور: الْجَرَاد الذّكر. قَالَ والعصفور: شِمراخ يسيل من غُرَّة الْفرس لَا يبلغ الخَطْم. وَالعصفور: قِطْعَة من الدِّمَاغ تَحت فَرْخ الدِّمَاغ، كَأَنَّهُ بَائِن مِنْهُ، بَينهمَا جُلَيدة تفصله. وَأنشد: ضربا يزِيل الْهَام عَن سَرِيرِه عَن أمّ فرخ الرَّأْس أَو عصفوره قَالَ والعصفور فِي الهودج: خَشَبَة تَجْمع أَطْرَاف الخشبات فِيهَا، وَهِي كَهَيئَةِ عُصْفُور الإكاف، وعصفور الإكاف عِنْد مقدَّمه فِي أصل الذئبة وَهِي قِطْعَة خشب قدر جَمْع الكفّ أوَ أعيظم مِنْهُ شيأ، مشدودة بَين الحِنْوين المقدمين. وَقَالَ الطرماح يصف الغَبِيط أَو الهودج: كل مَشْكُوك عصافيره قانىء اللَّوْن حَدِيث الدِّمام يَعْنِي أَنه قد شُك فَشد العصفور من الهودج فِي موَاضعه بالمسامير. وَكَانَ للنعمان بن الْمُنْذر نَجَائِب يُقَال لَهَا عصافير النُّعْمَان. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: يُقَال للجمل ذِي السَنَامين: عصفوريّ. وَيُقَال للرجل إِذا جَاع: نقَّت عصافير بَطْنه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: العصفور السيّد. قَالَ: وَالعصافير: ضَرْب من الشّجر لَهُ صُورَة كصورة العصفور يسمون هَذَا الشّجر: مَنْ رأى مِثْلي. (عرصف) : اللَّيْث: العِرْصاف: العَقَب المستطيل. وَيقال: أَكثر مَا يُقَال ذَلِك لِعَقَب المتنين والجنبين. قلت: وَيُقَال للسوط إِذا سمى من العَقَب عِرصاف وعِرفاص. وعرصفت الشَّيْء إِذا جَذَبْتَهُ من شَيْء فشققته مستطيلا. وكل خُصْلة من سَرَعان المَتْنَين عِرصاف وعِرفاص سمعته من الْعَرَب. وَقال اللَّيْث: العراصيف أَرْبَعَة أوتاد تجمعن بَين رُؤُوس أحناء الرحل فِي رَأس كل حنو مِنْهَا من ذَلِك وَدَّان مشدودان بجلود الْإِبِل؛ يعدلُونَ الحِنْو بالعُرْصُوف. وعراصيف القتَب: عصافيره الَّتِي وَصفنَا. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: العراصيف: الخُشُب الَّتِي يُشد بهَا رُؤُوس الأحناء وتُضَمّ بهَا. وَقال الْأَصْمَعِي: فِي الرحل العراصيف وَهِي الخشبتان اللَّتَان تُشّدان بَين وَاسِط الرحل وآخرته وآخرته يَمِينا وَشمَالًا. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال للقِدَّة الَّتِي تَضم العراصيف: حنكة وحِنَاك. صمعر: وَقَالَ اللَّيْث الصَمْعَرِيّ: اللَّئِيم

والصَمْعَريّ: من لم يعْمل فِيهِ رُقْية وَلَا سِحْر. والصمعرية من الْحَيَّات الخبيثة، وَأنْشد: أحية وَادي ثُغْرة صَمْعَرِيَّةٌ أحب إِلَيْكُم أم ثلاثٌ لواقحُ أَرَادَ باللواقح العقارب. (عصمر) : وَقَالَ اللَّيْث: العصامير دلاء المنجنون وَاحِدهَا عُصْمُور. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: العُصْمور: دلو الدولاب. والصُمْعور: الْقصير الشجاع. (عرصم) : ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العَرصَم: النشيط. والعَرْصَم أَيْضا: الأكول. والعرْصوم: الْبَخِيل. وَقَالَ اللَّيْث العِرصمُّ: الرجل القويّ الشَّديد البَضْعة. (عنفص) : اللَّيْث: العِنْفِص. الْمَرْأَة القليلة الْجِسْم. وَيُقَال أَيْضا: هِيَ الداعرة الخبيثة. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: العِنْفص: البذيئة القليلة الْحيَاء من النِّسَاء. وَأنْشد شمر: لعمرك مَا ليلى بورهاء عِنْفِص وَلَا عَشَّةٍ خلْخَالهَا يتقعقع (صعنب) : ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال الصَّعْنَب: الصَّغِير الرَّأْس. وقالَ غَيره: صَعْنَبَي: قَرْيَة ياليمامة. وَقَالَ اللَّيْث: الصَّعنبة: أَن تُصعنَب الثريدة، يُضَمَّ جوانبها وتُكَوَّمَ صومعتها. وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سوّى ثريدة فلبَّقها بسمنٍ ثمَّ صَعْنبها. قَالَ أَبُو عبيد: يَعْنِي رفع رَأسهَا. وَقَالَ ابْن الْمُبَارك: صَعْنَبها: جعل لَهَا ذُروة. وَقَالَ شمر: هُوَ أَن يضمّ جوانبها، ويكوّم صومعتها. أنْشد أَبُو عَمْرو: يتبعْن عَوْداً كاللواء تَيْأبا ناجٍ عَفَرنى سرعانا أغلبا رَحْب الفُروج ذَا بَضيع مِنْهَبَا يُحْسَب باللِّوى صُوًى مُصَعْنَبا الصُوى: الْحِجَارَة الْمَجْمُوعَة الْوَاحِدَة صُوَّة. والمُصعنَب الَّذِي حدّد رَأسه، يُقَال: إِنَّه لمصعنَب الرَّأْس إِذا كَانَ محدّد الرَّأْس. وَقَوله: ناجٍ أَرَادَ ناجياً. (و) المِنْهَب: السَّرِيع: وَقد أجوُبُ ذَا السماط السَبْسَبا فَمَا ترى إِلَّا السِّرَاح اللّغَّبا وَأَن ترى الثَّعْلَب يعفُو مَحْرَبا محرباً: أَي منزلا. يعفُو: أَي يَأْتِي. (صنبع) : وَقَالَ اللَّيْث: الصّنْبَعة: انقباض الْبَخِيل عِنْد الْمَسْأَلَة. تَقول: رَأَيْته يُصَنْبِع لؤماً. وصُنَيْبِعات: مَوضِع يُسمى بِهَذِهِ الْجَمَاعَة. عَمْرو عَن أَبِيه الصَّنْعَبة: النَّاقة الصُلْبة. عنصل: الْأَصْمَعِي وَأَبُو عَمْرو العُنْصُل والعُنْصَل: كُرّاث بَرّى يُعمل مِنْهُ خَلّ يُقَال لَهُ: خلّ العُنْصُلانيّ وَهُوَ أَشد الخلّ حموضة. قَالَ الْأَصْمَعِي: ورأيته فَلم أقدر على أكله.

وَقَالَ أَبُو حَاتِم سَأَلت الْأَصْمَعِي عَن طَرِيق العنصلين فَفتح الصَّاد، وَقَالَ: لَا يُقَال بِضَم الصَّاد. قَالَ وتقوله العامّة إِذا أَخطَأ إِنْسَان الطَّرِيق، وَذَلِكَ أَن الفرزدق ذكر فِي شعره إنْسَانا ضل فِي هَذَا الطَّرِيق فَقَالَ: أَرَادَت طَرِيق العنصلين فيا سرت فظنت الْعَامَّة أَن كل من ضل يَنْبَغِي أَن يُقَال لَهُ هَذَا. قَالَ: وَطَرِيق العنصلين هُوَ طَرِيق مُسْتَقِيم. والفرزدق وَصفه على الصَّوَاب فظنّ النَّاس أَنه وَصفه على الْخَطَأ. وَذكر مُحَمَّد بن سلاَّم أَن الفرزدق قدم من الْيَمَامَة، وَدَلِيله عَاصِم رجل من بَلْعنبر فضلّ بِهِ الطَّرِيق فَقَالَ: وَمَا نَحن إِن جارت صُدُور رِكَابنَا بِأول من غرّت دلَالَة عَاصِم أَرَادَ طَرِيق العنصلين فيا سرت بِهِ العيس فِي وَادي الصوى المتشائم وَكَيف يضلّ العنبريّ ببلدة بهَا قطعت عَنهُ سيور التمائم وَقَالَ اللَّيْث: العنصل: نَبَات أَصله شبه البَصَل، وورقه كورق الكُرّاث أَو أعرض مِنْهُ، ونَوْره أصفر يتَّخذه صبيان الْعَرَب أكاليل وَأنْشد: وَالضَّرْب فِي جأواء ملمومة كَأَنَّمَا هامتها عنصل (عصلب) : أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: العَصْلبيّ: الشَّديد. وَأنْشد: قد حَشَّها اللَّيْل بعصلبيّ مهاجرٍ لَيْسَ بأعرابي اللَّيْث: العصلبيّ: الشَّديد الْبَاقِي على الْمَشْي وَالْعَمَل. قَالَ وعصلبتُه: شدَّة عَصْبه. (صلمع صلفع) : وَقَالَ اللَّيْث: الصَلْمَعة والصَّلْفعة من الإفلاس وَذَهَاب المَال. وَرجل مُصَلْمِع مُصَلْفِع مُفْقِع. أَبُو عبيد: الأصمعيّ: صلفع رَأسه إِذا ضرب عُنُقه. قَالَ وَقَالَ الْأَحْمَر: صلمعت الشَّيْء قلعته من أَصله صلمعة وأنشدنا: أصلمعة بن قلعمة بن فَقْع لهِنّك لَا أبالك تزدريني وَقَالَ الْفراء: صَلْمع رَأسه إِذا حلقه. عَمْرو عَن أَبِيه صلفع رَأسه وضلْمعه وضلعفه وقلمعه وجلمطه إِذا حلقه. وَأنْشد ثَعْلَب لعامر بن الطُّفَيْل يهجو قوما: سود صَنَاعية إِذا مَا أوردوا صدرت عَتُومهم ولمّا تُحلب صُلْع صلامعة كَأَن أنوفهم بَعَر ينظمه وليد يلْعَب لَا يخطبون إِلَى الْكِرَام بناتهم وتشيب أيّمهم وَلما تُخْطَب قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: صناعية الَّذين يَصْنعون المَال: يسمّنون فصلانهم وَلَا يسقون ألبان إبلهم الأضياف. صلامعة: رقاق الرؤوس: عَتُوم: نَاقَة غزيرة يُؤخّر حِلابها إِلَى آخر اللَّيْل. وَقَالَ أَبُو العمثيل: يُقَال للَّذي لَا يُعرف: هُوَ صَلْمَعة بن قَلْمعة وَهُوَ هَيّ بن بَيّ، وهَيَّان ابْن بَيَّان، وطامر بن طامر. دعمص: اللَّيْث الدُعْمُوص: دويبة تكون فِي

باب العين والسين

مستنقَع المَاء. (صعفر) : قَالَ: واصعنفرت الإبلُ: أجدَّت فِي سَيرهَا. واصعنفر إِذا نفر. وَقَالَ اللَّيْث اصعنفرت الحُمر إِذا ابذعَرَّت فنفرت وأسرعت فِرَارًا، وَإِنَّمَا صعفرها الخوفُ والفَرَق. (صمعد) : أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: المصمعدّ: الذَّاهِب واصمعدّ فِي الأَرْض: ذهب فِيهَا وأمعن. قلت: وَالْأَصْل أصعد، فزادوا الْمِيم، وَقَالُوا: اصمعدّ فشددوا فِي (نَوَادِر أبي عَمْرو) : الصَمَعْتُوت: الْحَدِيد الرَّأْس. قَالَ الْفراء أهل الْيَمَامَة يسمّون السِّكباجة صَعْفصة. قَالَ وتسمَّى رجلا بصعفص فتصرفه إِذا جعلته عَرَبيا. (سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: الصَعْفَصة السِّكْبَاج) . (صعبر) : أَبُو عبيد عَن الْفراء قَالَ: الصَعْبَر والصَنَعْبَر شجر بِمَنْزِلَة السِدْر. (فصعل) : شجر الفِصْعِل: العَقْرَب، وَأنْشد: وَمَا عَسى يبلغ لَسْبُ الفِصْعِلِ وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: من أَسمَاء الْعَقْرَب الفصعل، بِضَم الْفَاء وَالْعين والفرضخ مثله. (عملص) : وقَرَب عِمْلِيص: شَدِيد مُتْعب وَأنْشد: مَا إِن لَهُم بالدَوّ من محيص سوى نجاء القَرَب العِمْلِيص (دعفص) : وَقَالَ ابْن دُرَيْد الدِعفِصَة: الْمَرْأَة القليلة الْجِسْم. (عصلد) : قَالَ والعُصْلد والعُصْلود: الصلب الشَّديد. (بَاب الْعين وَالسِّين) (ع س) (عسطس) : اللَّيْث: عَسَطُوس: شَجَرَة تشبه الخيزران وَيُقَال: هِيَ شَجَرَة تكون بالجزيرة لينَة الأغصان. قَالَ وَيُقَال: عَسَطُوس من رُؤُوس النَّصَارَى بالرومية. وَأنْشد: عَصا عَسَطُوسٍ لينُها واعتدالها ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ الخيزران والعَسَطوس والْجُنْهِيّ. (عرطس) : اللَّيْث عَرْطَس فلَان إِذا تنحّى. وَفِي لُغَة عرطس إِذا ذلّ عَن الْمُنَازعَة. وَأنْشد: وَقد أَتَانِي أَن عبدا طِبْرِسا يوعدني وَلَو رَآنِي عرطسا وَقَالَ غَيره سَرْطَع وطَرْسَع إِذا عدا عَدْواً شَدِيدا. عطمس: أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: العَيْطَمُوس: النَّاقة التامّة الخَلْق. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: العيطموس:

النَّاقة الهَرِمة. أَبُو عبيد: العَيْطَموس من النِّسَاء: الحَسَنة الطَّوِيلَة. وَقَالَ اللَّيْث: هِيَ الْمَرْأَة التَّارَّة ذاتُ قوام. وَيُقَال ذَلِك لَهَا فِي تِلْكَ الْحَال إِذا كَانَت عاقراً. غَيره: اسمعطَّ العَجَاج اسمعطاطاً إِذا سَطَع وعسمطت الشَّيْء عَسْمطة إِذا خلطته. (عترس) : اللَّيْث: العِتْرِيس من الغيلان: الذّكر. قَالَ: والعَنْتَرِيس: النَّاقة الْوَثِيقَة الجَوَاد. وَقد يُوصف بِهِ الفَرَس. والعتْرَسة الغصْب يُقَال: أَخذ مَاله عَتْرَسة وَقد عَتْرَسه مالَه. وَفِي الحَدِيث أَن رجلا جَاءَ إِلَى عمر بِرَجُل قد كَتَفه، فَقَالَ: أتُعترسه، يَعْنِي: أتقهره وتظلمه دون حكم حَاكم. قَالَ شمر: وَقد رُوِيَ هَذَا الْحَرْف عَن عمر مُصحفا فَقَالُوا قَالَ عمر أبغير بيّنة؟ قَالَ: وَهَذَا محَال لِأَنَّهُ لَو أَقَامَ عَلَيْهِ الْبَيِّنَة لم يكن لَهُ فِي الحكم أَن يكتفه. عَمْرو عَن أَبِيه يُقَال للديك: العُترُسَان والعِتْرِس وَقَالَ اللَّيْث: العِتريس والعنتريس الداهية والعنتريس: الشجاع. وَأنْشد قَول أبي دؤاد: كل طِرف موثَّق عنتريس مستطيل الأقراب والبُلْعوم يصف فرسا، وعنى بالبلعوم جحفلته أَرَادَ بَيَاضًا سَائِلًا على جحفلته. الْأَصْمَعِي وَأَبُو عبيد عَن أبي الْحسن العَدَوي: العنتريس: النَّاقة الْكَثِيرَة اللَّحْم الشَّدِيدَة. وَقَالَ وَقيل: العتَرَّس: الحادرة الخَلْق الْعَظِيم الْجِسْم العَبْل المفاصل، وَمثله الكرَوّس، قَالَ العجَّاج: ضَخْم الخَبَاسات إِذا مَا تَخَبَّسا غَضْبا وَإِن لَاقَى الصعاب عَتْرسَا وَقَالَ: عَتْرَس: أَخذهم بجفاء وخُرْق، والْخُباسات الْغَنَائِم. (عردس) : وَقَالَ أَبُو عَمْرو العرندسة: النَّاقة الشَّدِيدَة. وَقَالَ العجّاج: وَالرَّأْس من خُزَيْمَة العرندسا أَي الشَّديد. (دلعس) : وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الدَلْعَس والبَلْعَس والدَلْعَك كل هَذَا: الضَخْمة من النوق مَعَ استرخاء فِيهَا، والعُبْسُور: الصلبة. (وجمل دِلْعَوْس ودُلاَعِس إِذا كَانَ ذلولاً) . (عبطس) : شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: العَبْطَمُوس من النِّسَاء: الجميلة. (عَنْبَس) : وَقَالَ اللَّيْث: العَنْبَس من أَسمَاء الأسَد، إِذا نعتّه قلت: عَنْبَس وعُنَابس. وَإِذا خصصته باسم قلت: عَنْبَسَة، كَمَا تَقول أُسَامَة وساعدة. أَبُو عبيد: العَنْبَس: الْأسد لِأَنَّهُ عَبُوس. بعنس: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: البَعْنَس الأَمَة الرعناء.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: بَعْنَس الرجل إِذا ذَلَّ بِخِدْمَة أَو غَيرهَا وعَنْبَس إِذا جَرَح. (عنسل) : وَقَالَ اللَّيْث: العَنْسَل: النَّاقة القويّةِ السريعة. وَقَالَ غَيره: النُّون زَائِدَة، أَخذ من عَسَلان الذِّئْب. (عملس) : وَقَالَ اللَّيْث العَمَلَّسُ: الذِّئْب الْخَبيث وَالْكَلب الْخَبيث وَقَالَ الطرماح يصف كلاب الصَّيْد: يوزّع بالأمراس كلّ عَمَلَّس من المطعِمات الصَّيْد غير الشواجن يوزّع: يكفّ. وَقيل يُغْري، كل عملّس: كل كلب كَأَنَّهُ ذِئْب. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العَمَلَّس: الْقوي على السّفر. والعملط: مثله. وَأنْشد: قرب مِنْهَا كل قَرْم مُشْرَط عَجَمْجَم ذِي كِدْنة عَمَلَّطِ (سلفع) : اللَّيْث: السَلْفَع: الشجاع الجسيم. وَرجل سَلْفَع وَامْرَأَة سَلْفَع الذّكر وَالْأُنْثَى فِيهِ سَوَاء: سليطة. (عرنس) : والعِرْناس: طَائِر كالحمامة لَا تشعُر بِهِ حَتَّى يطير من تَحت القَدَم فيُفزعك. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: العِرناس: أَنْف الْجَبَل. قَالَ والشِنْعاب: رَأس الْجَبَل بِالْبَاء. (عرمس) : وَقَالَ اللَّيْث العِرْمِس: اسْم للصخرة، وَبِه نعتت النَّاقة الصُلْبه. (عربس) : قَالَ والعِرْبِس: متْن مُسْتَو وَهُوَ العَرْبَسِيس. وَأنْشد قَول الطرماح: تُرَاكِل عَرْبَسِيس الْمَتْن مَرْتا كَظهر السَّيْح مطَّردَ المُتون قَالَ وَمِنْهُم من يَقُول: عِرْبَسيس بِكَسْر الْعين اعتبارااً بالعِرْبِس. قلت: وَهَذَا وَهَم؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي كَلَامهم على مِثَال فِعْلَليل بِكَسْر الْفَاء اسْم. وَأما فَعْلَليل فكثير، نَحْو مَرْمَرِيس ودَرْدَبِيس وخَمْجَرِير وَمَا أشبههَا. (عمرس) : وَقَالَ غير وَاحِد العُمْرُوس والطُمْرُوس: الخروف. وَقَالَ حُمَيد بن ثَوْر يصف نسَاء نشأن بالبادية: أُولَئِكَ لم يدرين مَا سَمَك القُرَى وَلَا عُصُب فِيهَا رِئات العمارس وَيُقَال للغلام الشابل عمروس. عسبر: اللَّيْث العُسْبُر: النَّمِر وَالْأُنْثَى عُسْبُرة. قَالَ: والعُسْبُور. ولد الْكَلْب من الذئبة. والعِسْبارة: ولد الضبع من الذِّئْب. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الفُرْعُل: ولد الضبع. وَالْأُنْثَى فُرْعُلة: قَالَ والعِسْبار: ولد الضبع من الذِّئْب وَجمعه عسابر. وَأنْشد: وَتجمع المتفرقو ن من الفراعل والعسابر وَقَالَ اللَّيْث: العسبورة والعُسْبُرة: النَّاقة السريعة من النجائب وَأنْشد: لقد أرانيَ وَالْأَيَّام تعجبني والمقفرات بهَا الخُور العسابير قلت: وَالصَّحِيح العُبْسورة، الْبَاء قبل السِّين فِي نعت النَّاقة، كَذَلِك رَوَاهُ أَبُو عبيد عَن أَصْحَابه.

برعس: وَقَالَ ابْن السّكيت: نَاقَة بِرْعِيس إِذا كَانَت غزيرة وَأنْشد: إِن سرك الغُزْر المَكُود الدَّائِم فاعمِد براعيسَ أَبوهَا الراهم وراهم اسْم فَحل. (سبعر) : وَقَالَ اللَّيْث نَاقَة سِبْعارة وسبعرتُها حِدَّتها ونشاطها إِذا رفعت رَأسهَا وخَطَرت بذنبها واندفعت. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الْمبرد قَالَ حدَّثني الرياشي عَن الْأَصْمَعِي قَالَ قيل لمنتجع بن نَبهَان: مَا السَمَيْدَع؟ فَقَالَ: السَّيِّد الموطّأ الأكناف. والأكناف: النواحي. وَقَالَ النَّضر: الذِّئْب يُقَال لَهُ: سَمَيدع لسرعته وَالرجل السَّرِيع فِي حَوَائِجه سميدع. (سمدع) : وَقَالَ اللَّيْث السميدع الشجاع. (سرعب) : والسُرْعُوب: ابْن عِرْس وَأنْشد: وثبة سُرْعوب رأى زَبَابا أَي رأى جُرَذا ضخماً. ويجْمع سراعيب. (سعبر) : أَبُو العبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي. بِئْر سَعْبَر أَي كثير. قَالَ ومرّ الفرزدق بصديق لَهُ فَقَالَ: مَا تشْتَهي يَا أَبَا فِرَاس؟ فَقَالَ شِواء رشراشا، ونبيذاً سَعْبَراً، وغِناء يفتق السّمع. قَالَ: الرشراش: الَّذِي يقطر، والسَعْبَر: الْكثير. وَقَالَ اللَّيْث: السَعْبَرة: الْبِئْر الْكَثِيرَة المَاء. وَقَالَ اللحياني: أخرجت من الطَّعَام كعابره وسعابِره بِمَعْنى وَاحِد. (سرعف) : اللَّيْث: السَرْعَفة: حسن الغِذاء والنَّعمة. وَهُوَ سُرْعوف: ناعم. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الشيخيّ عَن الرياشيّ قَالَ المُسَرْهَف والمسرعَف: الْحسن الغِذاء. وَأنْشد غَيره: سرعفتُه مَا شِئْت من سِرْعاف الْأَصْمَعِي: السُرْعوفة من النِّسَاء الناعمة الطَّوِيلَة. وَقَالَ النَّضر: السرعوفة: دابَّة تَأْكُل الثِّيَاب. (عرفس) : ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: العِرْفاس: النَّاقة الصبور على السّير. (عمرس) : أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي العَمَرَّس: القويّ الشَّديد. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العَمَلَّس بِاللَّامِ: القويّ على السّفر السَّرِيع. وَقَالَ اللَّيْث: العَمَلَّس والعَمَرَّس وَاحِد، إلاّ أَن العَمَلَّس يُقَال للذئب. قَالَ: وَيُقَال: العُمْرُوس: الْجمل إِذا بلغ النَزْو. وَقَالَ غَيره: يُقَال للجَمَل إِذا أكل واجترَّ فَهُوَ فُرْفُور وعُمْرُوس. وسير عَمَرَّس وعَمَرَّد: شَدِيد والعَمَرَّس من الْجبَال. الشامخ الَّذِي يمْتَنع من أَن يصعد إِلَيْهِ. أَبُو سعيد: العَمَرَّس والعَمَرَّط مثله. سلعم: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي عَن الْمفضل: هُوَ أَخبث من أبي سِلْعامة وَهُوَ الذِّئْب. وَقَالَ الطرماح يصف كلاباً: مُرْغِنات لأخلج الشِّدْق سِلعا مٍ مُمَرّ مفتولةٍ عضدُه قَوْله: مُرْغِنات يَعْنِي الْكلاب أَي مصغيات

أبواب العين والزاي

لدعاء كلب أخلج الشدق واسعه. وَقيل: السلعام: الدَّقِيق الخَطْم الطويله. (سملع) : اللحياني: يُقَال للخَبِّ الْخَبيث: إِنَّه تسَمَلَّعٌ هَمَلَّع. وَيُقَال للذئب: سَلَمَّع أَيْضا. (عملس) : والعَمْلَسَة: السرعة. وَمِنْه قيل للذئب عَمَلَّس. وَيُقَال سلعن فِي عَدْوه إِذا عدا عَدْواً شَدِيدا. (سلعف) : وسَلْعَفت الشَّيْء إِذا ابتلعته. (عردس) : وَيُقَال: أَخذه فعَرْدسه، ثمَّ كَرْدسه فأمَّا عَرْدَسه فَمَعْنَاه: صرعه. وَأما كردسه فأوثقه. (عدبس) : ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العَدَبَّسة: الكُتلة من التَّمْر: وَقَالَ: العَدَبّس: الْقصير الغليظ. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: جمل عَدَبّس: عَظِيم. (طعسف) : ابْن دُرَيْد: الطَعْسَفة لُغَة مَرْغُوب عَنْهَا يُقَال: مرّ يطعسف فِي الأَرْض، أَي مرَّ يخبطها. وَكَلَام مُعَلْسَط: لَا نظام لَهُ. (دلعس) : اللَّيْث: الدِلْعَوْسُ: الْمَرْأَة الجريئة على أمرهَا، العصِيّة لأَهْلهَا. والدلعوس: النَّاقة النشِزة الجريئة بِاللَّيْلِ، الدائبة الدُلْجة. (سلعف) : وَقَالَ زَائِدَة الْبكْرِيّ: السِّلَّعْف والشِّلَّعْف: الرجل المضطرب الْخَلْق. (سمعد) : وَقَالَ أَبُو سعيد: اسمغدَّ الرجل واسمعدّ إِذا امْتَلَأَ غَضَباً. وَكَذَلِكَ اشمَعَطّ واسمعَطَّ. وَيُقَال ذَلِك فِي ذكر الرجل إِذا اتْمَهَلّ. (سلفع) : وَفِي الحَدِيث عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: {فَجَآءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِى} (الْقَصَص: 25) قَالَ: لَيست بسَلْفَع. والسلفع: الجريئة القليلة الْحيَاء. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: يَوْمًا أتيح لَهُ جريء سلفع يُقَال: رجل سلفع وَامْرَأَة سلفع بغَيْرهَا. (أَبْوَاب الْعين وَالزَّاي) (ع ز) (زعفر) : الزَّعْفَرَان: صبغ: وَهُوَ من الطّيب. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه نهى أَن يتزعفر الرجل. والأسد يُسمى مُزَعْفراً لِأَنَّهُ وَرْد اللَّوْن. عَمْرو عَن أَبِيه أَنه قَالَ: يُقَال للفالوذ: المُلَوَّص، والمُزَعزَع، والمزعفر، والزعافر حَيّ من سعد الْعَشِيرَة. (عفزر) : وَقَالَ أَبُو عَمْرو العَفْزر الْكثير الجلبة فِي الْبَاطِل وعَفْزَر اسْم رجل. وَقَول جرير: عجبنا يَا بني عُدَس بن زيد لبسطام شَبيه عفزَّران قلت: عفزَّران لقب مخنَّث كَانَ بِالْبَصْرَةِ. وبسطام هُوَ ابْن نُعَيم بن الْقَعْقَاع بن سعيد بن زُرارة مالأ الفرزدق على جرير فهجاه جرير. زعنف: اللَّيْث: الزِّعْنِفة: طَائِفَة من كل شَيْء وَجَمعهَا زعانف. قَالَ: وَإِذا رَأَيْت جمَاعَة لَيْسَ أصلهم وَاحِدًا قلت: إِنَّهُم زعانف، بِمَنْزِلَة زعانف

الْأَدِيم، وَهِي نواحيه حَيْثُ يشدّ فِيهَا الْأَوْتَاد إِذا مدّ فِي الدّباغ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الزعانف: مَا تخرق من أسافل الْقَمِيص، يشبه بِهِ رُزَالُ النَّاس، وَأنْشد: وطيري بمخراق أشمّ كَأَنَّهُ سليم رماح لم تنله الزعانف طِيري أَي اعلقي بِهِ، والمِخراق: الْكَرِيم. لم تنله الزعانف: النساءُ أَي لم يتزوّج لئيمة قطُّ، سليم رماح: قد أَصَابَته الرماح، مثل سَلِيم من الْعَقْرَب والحيَّة. قَالَ: وَأَجْنِحَة السّمك يُقَال لَهَا: زعانف. (زبعر) : سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: الزِّبَعْرَى: السيء الخُلُق، وَبِه سمي ابْن الزِّبَعْرَى الشَّاعِر. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة من آذان الْخَيل أذن زِبَعْرة وَهِي الَّتِي غلظت وَكثر شعرهَا. وَقَالَ اللَّيْث: رجل زِبَعْرى وَامْرَأَة زِبَعْرَاة: فِي خُلُقها شكاسة. قَالَ والزَبْعر: ضرب من المَرْو والزبْعرِيّ: ضرب من السِّهَام مَنْسُوب. (زعبل) : وَقَالَ اللَّيْث: الزَعْبَل: الصبيّ الَّذِي لم يَنْجَعْ فِيهِ الغِذَاء فَعظم بطنُه، ودقَّت عُنُقه. وَمِنْه قَول رؤبة: سمط تِولّى وِلْدة زعابلا ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: الزَعْبَلة: الَّذِي يسمن بدنه وتدِقّ رقبتُه. والزَعْبَلة: الدَّلْو. وَمِنْه قَوْله: زَعْبَلة قَليلَة الخروق بُلّت بكفَّي شُزَّب ممشوق أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي زَعْبَلَ إِذا أعْطى عطيّة سنيّة. (عَرْزَم) : اللَّيْث العَرْزَم: الشَّديد القويّ المكلئزّ وَإِذا غلظت الأرنبة قيل: اعرنزمت. واللَّهزمة كَذَلِك. (زلعب) : أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: اعرنزم، واقرنبع، واحرنجم إِذا اجْتمع. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: جَاءَنَا سيل مزلعبّ ومُجْلَعبّ وَهُوَ الْكثير قَمْشُه. وَقَالَ غَيره: ازلعبّ السَّحَاب إِذا كثُف. وَأنْشد: تبدو إِذا رفع الضبابُ كسورَه وَإِذا ازلعبّ ضبابُه لم تبدُ لي (مرعز) : أَبُو عبيد: المِرْعِزّى إِن شدَّدت الزَّاي قصرت، وَإِن خففت مدَدت، وَالْمِيم وَالْعين مكسورتان على كلّ حَال. وَقَالَ اللَّيْث: المِرْعِزّى كالصوف يخلّص من بَين شعر العنز. وثوب مُمَرعز وعَلى وَزنه شِغْصِلَّي. وَيُقَال مَرْعِزَاء. فَمن فتح الْمِيم مدّه وخفف الزَّاي، وَإِذا كسر الْمِيم كسر الْعين وثَقَّل الزَّاي وَقصر. عرزل: اللَّيْث العِرْزال: مَا يجمعه الْأسد فِي مَأْوَاه من شَيْء يُمَهِّدُه لأشباله كالعُشّ. وعِرْزال الصياد: أهدامه وخِرقَه فِي القُتْرة يمتهدها. وَقَالَ بَعضهم العِرزال: مَا يجمع من القديد فِي قُتْرته.

باب العين والطاء

أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو العرزال: الْبَقِيَّة من اللَّحْم. قَالَ: والعرزال أَيْضا: مَوضِع يَتَّخِذهُ النَّاظر فَوق أَطْرَاف النّخل وَالشَّجر يكون فِيهِ فِرَارًا من الْأسد. وَقَالَ شمر بقايا الْمَتَاع عرزال. سَلمَة عَن الْفراء قَالَ العرزال مأوى الْأسد والعرزال مَا يخبأ للرجل من اللَّحْم والعرزال فَم المزادة وَالعرزال سَقِيفَة الناطور. وَقَالَ أَبُو زيد العرازيل عَن الْعَرَب مظالّ ذليلةْ فِيهَا مُتَيِّعٌ خَفِيف. وَأنْشد: قلت لقوم خَرجُوا هذاليلْ نَوْكَى وَلَا ينفع للنوكى القِيلْ احتذروا لَا يلقكم طَمَاليلْ قليلةٌ أموالُهم عرازيلْ قَالَ وعرزال الْحَيَّة: مَأْوَاه. وَقَالَ أَبُو النَّجْم: وكرهت أحناشُها العرازلا يَقُول: جَاءَ الصَّيف فَخرجت من جِحَرَتِها. (عَرْزَم) : وَقَالَ الْأَصْمَعِي حَيَّة عِرْزِم: قديمَة وَأنْشد: وزاتَ قرنين زحوفا عِرْزِما (عنزب) : ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: العُنْزُب السُمَّان وَهُوَ العُتْرُب والعَبْرَب وطبخ قدرا عَرَبربية أَي سُمّاقية. (بَاب الْعين والطاء) (ع ط) (عرفط) : فِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شرب عَسَلاً فِي بَيت امْرَأَة من نِسَائِهِ: فَقَالَت إِحْدَى نِسَائِهِ أأكلت مَغَافِير؟ فَقَالَ: لَا وَلَكِن شربتُ عسلاً. فَقَالَت جَرَسَتْ إِذا نحلُه العُرْفُطَ. المغافير: صمغ يسيل من شجر العرفط حُلو، غير أَن رَائِحَته لَيست بطيّبة والْجَرْس: الْأكل. وَقَالَ شمر: العُرْفُط: شَجَرَة قَصِيرَة متدانية الأغصان ذَات شوك كثير، طولهَا فِي السَّمَاء كطول الْبَعِير باركاً، لَهَا وريقة صَغِيرَة، تنْبت بالجبال تَعْلُقُها الْإِبِل أَي تَأْكُل بفيها أَعْرَاض غِصَنَتِها. وَقَالَ مُسَافر العبسيّ يصف إبِلا: عبسيّة لم ترع طَلْحاً مُجْعَما وَلم تواضع عُرفُطا وسَلَما لَكِن رعين الحزم حَيْثُ ادلَهما بقلاً تعاشيب ونَوراً توْأما أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: العُرْفُط: شَجَرَة من العضاه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: اعرنفط الرجلُ واجرنمز إِذا تقبّض. (عفلط) : وَقَالَ ابْن دُرَيْد العَفْلَطة: خلطك الشَّيْء، عَفْلَطْتُه بِالتُّرَابِ. (عطرد) : اللَّيْث: عُطارد: كَوْكَب لَا يُفَارق الشَّمْس. وَهُوَ كَوْكَب الكُتَّاب. وعُطارد: حيّ من بني سعد. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: العطرّد: الطَّوِيل. وَقَالَ غَيره يُقَال: عَطْرِد لنا عنْدك هَذَا يَا فلَان أَي صيّره لنا عنْدك. مَا لعُدّة واجعله لنا عُطروراً مثله. قَالَ: وَمِنْه اسْم عُطَارد. وَيَوْم عَطَرّد وعَطَوَّد: طَوِيل.

باب العين والدال

عمرط: أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: قوم عَمَارِط: لَا شَيْء لَهُم. واحدهم عُمْرُوط. وَيُقَال: العُمروط: اللصّ وَجمعه عمارِطة. وَقَالَ اللَّيْث: العَمَرَّط وَالْجمع العمارط وهم الخِفاف من الفتيان: وَيُقَال: الجسور الشَّديد. (عملط) : أَبُو عَمْرو: بعير عَمَلّط: قويّ شَدِيد. وَأنْشد: قرَّب مِنْهَا كل قَرْم مُشْرَط عَجَمْجَم ذِي كِدنة عَمَلَّط المشرط: الميسّر للْعَمَل. (عرطل) : اللَّيْث: العَرْطَل: الطَّوِيل من كل شَيْء. وَقَالَ أَبُو النَّجْم: وكاهل ضخم دعُنْق عَرْطَل (عطبل) : قَالَ: والعُطْبُول: الطَّوِيلَة الْعُنُق من الظباء وَالنِّسَاء. والجميع: العطابيل. وَنَحْو ذَلِك قَالَ أَبُو عبيد فِي العُطْبول من النِّسَاء. (علبط) : الأصمعيّ: العُلَبِط: الضخم. وَقَالَ غَيره عُلَبِط وعُلابط. وَقَالَ أَبُو عبيد: نَاقَة عُلَبِطة: عَظِيمَة. (عفنط) : اللَّيْث العَفَنّط: اللَّئِيم السيّيء الخُلُق. قَالَ: والعفنَط أَيْضا: الَّذِي يسمَّى عَنَاق الأَرْض. (عرطب) : قَالَ: والعَرْطَبة: اسْم للعُود. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: العَرْطَبة: الطُنْبُور. (ذعمط) : والذَعْمَطَة: الذّبْح الوَحِيّ. يُقَال: ذَعْمَطه إِذا وَحَّى قَتله. (ثرعط) : والثُرُعْطُطِ حَسَاءٌ رَقِيق طُبخ بِاللَّبنِ. وَقَالَ هِميان: فاستوبل الْأكلَة من ثرعططه (بعثط) : وبُعثط الْوَادي: سُرَّقه وَخير مَوضِع فِيهِ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للرجل العالِم بالأمور: هُوَ ابْن بُعْثُطها. وَقَالَ أَبُو زيد يُقَال: غَطِّ بُعْثُطك، وَهُوَ آسته ومذاكيره. (عثلط) : اللحياني: لبن عُثَلِط وعُثَالط أَي خاثر. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: هُوَ المتكبّد الغليظ. وَأنْشد: أخرس فِي مِجْزَمة عُثَالِط (طعثن) : وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الطَعْثَنة: الْمَرْأَة السيّئة الْخُلُق. وَأنْشد: يَا ربِّ من كتَّمني الصعادا فَهَب لَهُ حَلِيلَة مغدادا طَعْثَنة تَبَلَّعُ الأجلادا أَي تلتهم الأيور بهنها. (عرطل) : قَالَ: والعَرْطَوِيل والعَرْطَل: الشابّ الْحسن. (بَاب الْعين وَالدَّال) (ع د) (عمرد) : اللَّيْث العَمَرَّد: الشرس الْخُلُق القويّ. (دلعث) : قَالَ: والدِّلَعْث: الْجمل الضخم. وَأنْشد: دِلاَث دِلَعْثِيٌّ كَأَن عِظَامه وَعَث فِي محَال الزَوْر بعد كسور

وَهَذَا كل مَا جَاءَ بِهِ اللَّيْث فِي كِتَابه فِي هَذَا الْبَاب. دعبث: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ الدُعْبُوث: المخنَّث. وَقَالَ غَيره: هُوَ الأحمق المائق. (درعف) : أَبُو عبيد عَن الْفراء: ادْرَعَفَّت الْإِبِل، واذرَعَفَّت إِذا مَضَت على وجوهها. (ردعل) : والرِدَعْل: صغَار الْأَوْلَاد. وَقَالَ عُجَير: أَلا هَل أَتَى النصريَّ مَتْرَكُ صبيتي رِدَعلا ومَسْبى القومِ غَصْبا نسائيا قَالَ: الرِدَعْل: الصغار. (دعبع) : وَقَالَ ابْن هانىء: دَعْبَعْ: حِكَايَة لفظ الرَّضِيع إِذا طلب شيأ، كَأَن الحاكي لَفظه مرّة بدَعْ وَمرَّة بَبْع فجمعهما فِي حكايته فَقَالَ: دعبع. قَالَ: وأنشدني زيد بن كُثْوة العنبريّ: وليلٍ كأثناء الرُوَيْزِيّ جُبته إِذا سَقَطت أوراقه دون زَرْبَع قَالَ: زَرْبَع اسْم ابْنه ثمَّ قَالَ: لأدنو من نفس هُنَاكَ حبِيبة إليّ إِذا مَا قَالَ لي أَي دعبع كسر الْعين لِأَنَّهَا حِكَايَة. (دعثر) : أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: الدُعْثُور: الحَوْض الَّذِي لم يُتنوَّق فِي صَنعته وَلم يوسّع. وَقَالَ العَدَبَّس: هُوَ المثلَّم. غَيره: جَمَل دِعَثْر: شَدِيد يُدَعثر كل شَيْء أَي يكسِّره. وَقَالَ العجاج: قد أقرضت حَزْمةُ قرضا عَسْرا مَا أنسأتنا مذ أعارت شهرا حَتَّى أعدت بازلا دِعَثْرا أفضل من سبعين كَانَت خُضْرا وَكَانَ اسْتقْرض من ابْنَته حزمة سبعين درهما للمصدِّق، فَأَعْطَتْهُ ثمَّ تقاضته فقضاها بَكْراً. شمر قَالَ ابْن شُمَيْل: الدعاثير: مَا تهدّم من الْحِيَاض الجَوَابي والمراكي، إِذا تكسّر مِنْهَا شَيْء فَهُوَ دُعْثُور. وَقَالَ أَبُو عدنان: الدُعثور يحْفر حَفْراً وَلَا يبْنى، إِنَّمَا يحفِره صَاحب الْإِبِل يَوْم وِرْده. (دلثع) : شمر قَالَ أَبُو عَمْرو الدَلْثَع: الْكثير لحم اللِّثةِ. قَالَ الجعديّ: ودلاثعٍ حمرٍ لثاتُهم مَرِعين شرابين للحَزْر وَقَالَ غَيره: الدَلْثَع: الْحَرِيص الشره. وَجمعه دلاثع. شمر عَن النَّضر وأبى خيرة: الدَلْثَع: أسهل طَرِيق يكون فِي سَهْل أَو حَزْن لَا حَطُوط فِيهِ وَلَا هَبُوط. ثمعد: شمر عَن ابْن الأعرابيّ: المثمعدّ: الممتلىء المخصِب. وَأنْشد: يَا رَبِّ مَن أَنْشدني الصِّعَادا فَهَب لَهُ غرائِراً أرْآدا

فِيهِنَّ خَود تَشْغَف الفؤادا قد اثمعدّ خَلْقُها اثمعدادا والصعاد: اسْم نَاقَته. أَنْشدني أَي عرَّفني من قَوْلك: أنشدت الضالَّة إِذا عرَّفتها. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: هُوَ المثمعدّ والمثمئدّ للغلام الريَّان الناهِد السمين. (عردم) : شمر عَن محَارب: العَرْدَمة: الشدّة والصلابة، إِنَّه لعَرْدَم القَصَرة. وَقَالَ العجاج: نحمي حُمَيَّاها بعزّ عَرْدَم قَالَ إِذا قلت للعَرْد: عَرْدَم فَهُوَ أشدّ من العَرْد، كَمَا يُقَال للبليد: بَلْدَم فَهُوَ أبلد وأشدّ. أَبُو عبيد عَن الأمويّ: العِرْدام: العِذْق الَّذِي فِيهِ الشماريخ. وَقَالَ رؤبة: ويعتلي الرَّأْس القُمُدَّ عَرْدَمه قَالَ ابْن الأعرابيّ: عَرْدَمُه: عُنُقه الشَّديد. وَقَالَ النَّضر: العَرْدَم: الضخم التارّ الغليظ الْقَلِيل اللَّحْم. والعَرْد مثله، وَكَذَلِكَ قَالَ محَارب. (عمرد) : قَالَ شمر: وَقَالَ محَارب: العَمَرّد: الذِّئْب الْخَبيث السَّرِيع فِي شرَه، والجميع العمارِد وَهُوَ كالعَمَرَّط، إِلَّا أَن العَمَرَّط يُوصف بِهِ الرجل الْخَبيث. أَبُو عَمْرو: العَمَرَّد: الْبعيد من الأَرْض. وَأنْشد: حَرْفٍ تجُدّ النازح العمرَّدا وَقَالَ جرير يصف فرسا: على سابح نَهْد يُشبَّه بالضحى إِذا عَاد فِيهِ الركضُ سِيداً عَمَرَّدا وَقَالَ أَبُو عدنان: أنشدتني امْرَأَة شدّاد الكلابيَّة لأَبِيهَا: على رِفَلّ ذِي فُضول أقْوَد يغتال نِسْعَيه بجَوْز مُوفِد ضافي السبيب سَلِبٍ عَمَرِّد فسألتها عَن العَمَرَّد فَقَالَت النجيبة الرحيل من الْإِبِل. وَقَالَت: الرحيل الَّذِي يرتحله الرجل فيركبه. قَالَ: والعَمَرَّد: السّير السَّرِيع الشَّديد، وَأنْشد: فَلم أر للهمّ المُنيخ كرِحلة يحثّ بهَا القومُ النَجَاء العَمَرَّدا وَقَالَ أَبُو عبيد: العَمَرَّدُ: الطَّوِيل. (عربد) : شمر عَن محَارب قَالَ: الأُفْعُوان يسمّى العِرْبَدّ، وَهُوَ الذّكر من الأفاعي. وَيُقَال: بل هِيَ حيَّة حَمْرَاء خبيثة وَمِنْه اشتقّت عَرْبَدة الشَّارِب. وَأنْشد: مولَعة بخُلُق العِرْبَدّ وَقيل: العِرْبَدّ: الشَّديد. وَأنْشد: وَقد غضِبن غَضبا عِرْبَدا وَقَالَ أَبُو خيرة وَابْن شُمَيْل: العِرْبَدّ الدَّال شَدِيدَة حيَّة أَحْمَر أرقش بكُدْرة وَسَوَاد، لَا يزَال ظَاهرا عندنَا وقلَّما يظلم، إِلَّا أَن يُؤذي، لَا صَغِير وَلَا كَبِير. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: العِرْبَدُ والعِرْبَدّ: الْحَيَّة. وَيُقَال للمُعربِد: عِرْبيد كَأَنَّهُ شبه بالحية. دعرم: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الدِعْرِم: الْقصير الذَّميم. وَأنْشد:

إِذا الدِعْرَم الدِفْناس صَوّى لِقاحه فَإِن لنا ذَوْداً عِظَام المحالب لَهُنَّ فصَال لَو تكلَّمن لاشتكت كُلَيباً وَقَالَت ليتنا لِابْنِ غَالب وَأنْشد أَبُو عدنان: قرَّب راعيها القَعُود الدِعْرِما قَالَ: الدِعْرِم: الْقصير. وَقَالَ ابْن السّكيت الدَعْرَمة: قِصر الخَطْو وَفِيه عجلة. (عبرد) : شمر عَن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ: امْرَأَة عُبَرِد: بَيْضَاء ناعمة. وشحم عُبَرِد إِذا كَانَ يرتجّ. الْفراء: غُصْن عُبَرِد وعُبَارد إِذا كَانَ نَاعِمًا لينًا. وَقَالَ اللحياني: جَارِيَة عُبَرِدَة: يرتج من نَعْمتها. (علند) : شمر: العَلَنْدَى: الْبَعِير الضخم الطَّوِيل. وَالْأُنْثَى عَلَنْدَاة. والجميع العلاند، والعلادي والعَلَنْدَيات وأحسنها العلاند. وَقَالَ النَّضر: العلنداة: الْعَظِيمَة الطَّوِيلَة. وجمل عَلَنْدَى. والعَفَرْناة مثلهَا وَلَا يُقَال: جمل عَفَرْنى. والعلنداة: شَجَرَة طَوِيلَة لَا شوك لَهَا من العضاه. اللحياني: اعلندَى البعيرُ إِذا غلُظ. ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال رجل عَلَندًى وعلنداة، وجمل كَذَلِك، وَهُوَ الطَّوِيل المديد، وعَبَنّى وعبَنَّاة، وسَرَنْدًى وسرنداة وسَبَنْتًى وسَبَنَتاة كل هَذِه الْحُرُوف منوَّنة. (دلنع) : شمر عَن محَارب: الدَلَنَّع: الطَّرِيق السهل فِي مَكَان حَزْن، لَا صَعُودَ فِيهِ وَلَا هَبُوط. والجميع الدلانع. (الْأَصْمَعِي: مرَّ فلَان مُنعدِلاً ومُنْوَدِلاً إِذا مَشى مسترخياً) . (عدمل) : شمر عَن محَارب: العُدْمُل: الشَّيْء الْقَدِيم. وَأكْثر مَا يُقَال على جِهَة النِّسْبَة: ركيَّة عدملية، أَي عادِيَّة قديمَة. والجميع العَدَامِل. قَالَ: وَيُقَال للضبّ المسنّ: عُدْمُلِيّ؛ لقدمه. والأثنى عُدْمُلِيَّة. وَزعم أَبُو الدُقَيش أَنه معمرَّ عمر الْإِنْسَان حَتَّى يهرم فيسمَّى عُدْمُلِيّاً عِنْد ذَلِك. قَالَ الراجز: فِي عُدْمُلِيّ الْحسب الْقَدِيم وَقَالَ: فناشحوني قَلِيلا من مسوّفة من آجِن ركضت فِيهِ العداميلُ قَالَ ابْن السّكيت: العداميل: الضفادع. قلت: كَأَنَّهَا الضفادع الْقَدِيمَة. عندل: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العَنْدَلِيب: طَائِر أَصْغَر من العصفور. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ البُلْبُل. وَقَالَ أَبُو عدنان: أَخْبرنِي أَبُو عُبَيْدَة عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء أَنه قَالَ: عَلَيْكُم بِشعر الْأَعْشَى، فَإِنَّهُ بِمَنْزِلَة الْبَازِي يصيد مَا بَين الكُرْكِيّ والعندليب. قَالَ: وَهُوَ طَائِر أَصْغَر من العصفور. وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ طَائِر يصوّت ألواناً. قلت: وَجَعَلته رباعياً لِأَن أَصله العندل، ثمَّ مُدَّ بياء، وكُسعت بلام مكررة، ثمَّ قلبت بَاء. وَقَالَ بعض شعراء غنَّى:

باب العين والتاء

والعندليل إِذا زقا فِي جَنَّة خيرٌ وَأحسن من زُقَاء الدُّخَّلِ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: عندل البعيرُ إِذا اشتدَّ، وصَنْدَلَ: ضخم رَأسه. وَقَالَ محَارب: العَنْدَل من الْإِبِل: الضخم الرَّأْس، وَهُوَ العَنْدَل. وَقَالَ غَيره. العَنْدَل: النَّاقة الضخمة وَقيل: هِيَ الشَّدِيدَة، وَقيل: الطَّوِيلَة. وَامْرَأَة عَنْدَلة: ضخمة الثديين. وَقَالَ الشَّاعِر: لَيست بعصلاء يُذْمِي الكلبَ نكْهتُها وَلَا بعندلة يصطكّ ثدياها (علند) : أَبُو عدنان عَن خَالِد: يُقَال: مَا دون فلَان مُعْلَندِد بِكَسْر الدَّال أَي لَيْسَ دونه مُنَاخ وَلَا مَقِيل إلاَّ القصدَ نَحوه. وأنشدني: كم دون مهديَّة من مُعْلَنْدِد قَالَ: المعلندِد: الْبَلَد الَّذِي لَيْسَ بِهِ مَاء وَلَا مرعى. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: مَالِي عَنهُ عُنَدَوٌ وَلَا مُعْلَنْدَد وَلَا حُنْتَأْل أَي مَالِي مِنْهُ بُدّ. وَقَالَ اللحياني: مَا وجدت إِلَى ذَلِك عُنْدُداً وعُنْدَداً ومُعْلنْدَد، ومُعْلَنْدِداً أَي سَبِيلا. وَمَالِي عَن ذَاك مُعْلَنْدِد وَلَا معلندَد. (عندل) : وَقَالَ الْأَصْمَعِي: عندل الهدهد إِذا صوَّت عَنْدَلة. (عندب) : شمر عَن أبي عدنان المُعَنْدِب: الغَضبان وَأنْشد: لعمرك إِنِّي يَوْم واجهت عِنْدهَا مُعينا لرَجْلٌ ثابتُ الْحلم كَامِله وأعرضتْ إعْرَاضًا جميلاً مُعَنْدِبا بعنق كشُعْرور كثير مواصله قَالَ: الشعرور: القِثّاء، وَقَالَت الْكلابِيَّة: المعندِب الغضبان، وَهِي أنشدتني هَذَا الشّعْر لعبد يُقَال لَهُ وفيق. (عندم) : أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي العَنْدَم: دم الأخْوين وَهُوَ الأيْدَع. وَقَالَ محَارب: العندم صبغ الدَّار برنيان. وَقَالَ أَبُو عَمْرو شجر أَحْمَر، وَقَالَ بَعضهم: العندم: دم الغزال بِلحَاء الأرْطى، يُطبخان جَمِيعًا حَتَّى ينْعَقد فيختضبُ الْجَوَارِي بِهِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي فِي قَول الْأَعْشَى: سُخَاميَّةً حَمْرَاء تُحسب عَنْدما قَالَ: هُوَ صِبْغ زعم أهل الْبَحْرين أَن جواريهم يختضبن بِهِ. (دعبل) : ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للناقة إِذا كَانَت فَتيّة شابّة: هِيَ القرطاس والديباج والذِعلبة. والدِّعْبِل والعيطموس. (عردم) : قَالَ: العَرْدم: الغُرْمول الطَّوِيل الثخين المُتْمَهِلّ. (درعف) : الفرّاء: ادرعفَّت الْإِبِل واذرعفَت: مَضَت على وجوهها. (قدحر) : واقدحرَّ واقذَحرَّ إِذا تهَيَّأ للسباب. (بَاب الْعين وَالتَّاء) (ع ت) عترف: أَبُو عبيد عَن أبي زيد: العِتْرِيف: الْخَبيث الْفَاجِر الَّذِي لَا يُبَالِي مَا صنع وَجمعه عتاريف. قَالَ: وجمَل عتريف وناقة عتريفة: شَدِيدَة وَقَالَ ابْن مقبل:

من كل عِتْرِيفة لم تَعْدُ أَن بزلت لم يبغ دِرَّتها رَاع وَلَا رُبَع وَقَالَ اللَّيْث العُتْرُفان: الديك، ونَبْت عريض من نَبَات الرّبيع يُقَال لَهُ: العترفان. فأمَّا العِفريت من الرِّجَال فَهُوَ النَّافِذ فِي الْأَمر، المبالغ فِيهِ مَعَ خبث ودهاء. وَجمعه عفاريت. وَالتَّاء زَائِدَة. قلت أَصْلهَا هَاء، والكلمة ثلاثية: أَصْلهَا عِفْر وعِفْرية. عَمْرو عَن أَبِيه: يُقَال للديك: العُتْرُفان والعَتْرَف، والعُتْرَسان والعَتْرَس. (عرتم) : وَقَالَ اللَّيْث: العَرْتَمة: مَا وَتَرة الْأنف والشفة. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال للدائرة الَّتِي عِنْد الْأنف وسط الشّفة الْعليا: العَرْتَمة، والعَرْتَبة لُغَة فِيهَا. (عرتن) : أَبُو عبيد عَن الْفراء، العَرَتُن: نَبَات: يُقَال مِنْهُ: أَدِيم مُعَرْتَن. وَقَالَ شمر: العَرَتُن بِضَم التَّاء: شجر. وَيُقَال عَرَنْتُن والواحدة عَرَتُنة. ابْن السّكيت عَن أبي عَمْرو العِرْنة: عروق العَرَتُن. وَهُوَ شجر خشن يشبه العَوْسج، إِلَّا أَنه أضخم وَهُوَ أثيث القرْع. وَلَيْسَ لَهُ سوق طوال، يُدَقّ ثمَّ يطْبخ فَيَجِيء أديمه أَحْمَر. (عنتر) : عَمْرو عَن أَبِيه: العَنْتَر: الذُّبَاب. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: سُمِّيَ عنتَراً لِصوته. وَقَالَ أَبُو عَمْرو أَيْضا: العَنْتَرة: السلوك فِي الشدائد. وَقَالَ الْمبرد: العنْتَرة: الشجَاعَة فِي الْحَرْب. وَقَالَ النَّضر: العَنْتَر: ذُبَاب أَخْضَر. وَأنْشد: إِذا غرَّد اللَّقاع فيهمَا لعنتر بمغدودِن مستأسِد النبت ذِي خَبْرِ (عترف) : وَقَالَ أَبُو دؤاد فِي العُترفان: الديك: وَكَأن أشلاء الْجِيَاد شقائق أَو عُتْرُفان قد تحشحش للبلى يُرِيد ديكاً قد يبس وَمَات. (بلتع) : أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: المُتَبلتِع: الَّذِي يتكيّس ويتظرف. (علفت) : وَقَالَ غَيره العِلْفَتان: الضخم من الرِّجَال الشَّديد. وَأنْشد: يضْحك مني من رأى تكركسى من فرقى من عِلْفِتان أَدْبَس أخبثِ خَلْق الله عِنْد المَحْمِس والتكركس: التلوث والتردد. والمحْمس مَوضِع الْقِتَال. (عنتل) : وَقَالَ اللحياني: يُقَال لبُظَارة الْمَرْأَة: العُنْتُل والعُنْبُل. قَالَ: وأنشدني أَبُو صَفْوَان الأسَديّ يهجو ابْن ميَّادة: ألهَفى عَلَيْك يَا ابْن ميَّادة الَّتِي يكون ذِيَاراً لَا يُحَتُ خضابُها إِذا زَبَنَتْ عَنْهَا الفَصيل برجلها بدا من فروج الشملتين عُنابها بدا عَنْتَل لَو تُوضَع الفأس فَوْقه مذكَّرة لَا نفلّ عَنهُ غُرابها أَي يكون خضابها ذياراً، أَرَادَ أَنَّهَا راعية تصُرّ وتحلب. والذِيار: البَعَر الَّذِي يُضَمَّد بِهِ الإحليل لِئَلَّا يُؤثر فِيهِ الضراب.

أبواب العين والظاء

وَقَالَ أَبُو سعيد: هُوَ العُنْتُل والعُنْبُل للبقر، مثل نتع الماءُ ونبع. (أَبْوَاب الْعين والظاء) (ع ظ) لعمظ: قَالَ اللَّيْث: اللَعْمَظة: الانتهاس عَن الْعظم مِلْء الْفَم. يُقَال لَعْمظت اللَّحْم. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: اللَعْمَظ: الْحَرِيص. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: رجل لَعْمَظة: شهوان حَرِيص. أَبُو زيد: رجل لُعْمُوظ ولُعْموظة. وَجمعه لعامظة. وَقَالَ الْفراء: اللَعْمَظ، الشره الْحَرِيص. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: رجل لَعْمَظة ولَمْعظة. وَأنْشد لخاله: أذاك خير أَيهَا العضارط وأيها اللمعظة العمارط قَالَ وَهُوَ الْحَرِيص اللَحَّاس. (عنظ) : أَبُو عَمْرو: العُنْظُوان: شجر كَأَنَّهُ الحُرُض. قلت: هَذِه شَجَرَة من الحَمْض، واحدتها عُنْظُوانة. وَمِنْه قَول الراجز: حرّقها الحَمْض بعُنْظُوان فاليومُ مِنْهَا يَوْم أرْونان أَبُو عبيد عَن الْفراء: العُنْظُوان: الْفَاحِش. وَالْمَرْأَة عُنْظُوانة. وَيُقَال للْمَرْأَة البذيئة هِيَ تُعَنْظِي وتحنظي إِذا تسلّطت بلسانها فأفحشت، وتخنظي أَيْضا. وَقَالَ: قَامَت تُخَنظي بك سَمْع الْحَاضِر صهصلق لَا ترعوي لزاجر لَا تَسْتَطِيع رشَدات رَاشد. وَامْرَأَة خنظيان كَثِيرَة الشرّ. (عنظب) : وَقَالَ اللَّيْث: العُنْظُب: الْجَرَاد الذّكر. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الذّكر من الْجَرَاد هُوَ الحُنْظب والعُنْظُب. وَقَالَ الْكسَائي هُوَ العُنْظَب والعِنْظاب والعُنْظُوب. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: هُوَ العُنْظَب، فأمَّا الحُنْظَب فالذكر من الخنافس، وَأنْشد: وأمُّك سَوْدَاء مَوْدونة كأنّ أناملها الحُنْظَب ذكر القتيبيّ أَن فِي (كتاب سِيبَوَيْهٍ) العُنْظُبَاء. وَقَالَ اللحياني: يُقَال عُنْظُب وعُنْظَب وعُنْظاب وعِنظاب وَهُوَ الْجَرَاد الذّكر وَقيل هُوَ الْجَرَاد الْأَصْفَر. (عظلم) : وَقَالَ اللَّيْث: العِظْلَم: عُصَارة شجر لَونه كالنِيل، أَخْضَر إِلَى الكُدْرة. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: العِظْلِم نبت وَيُقَال: إِنَّه الوَسْمة. ابْن السّكيت ليل عِظلم: أَي مظلم. وَأنْشد: وليل عِظْلِم عرَّضت نَفسِي وكنتُ مشيَّعا رحب الذِّرَاع جريئاً لَا تصعصعني البلايا وأكوي من أعاديه وَقاع أَي كَيَّة الرَّأْس (عنظل) : ابْن السّكيت العَنْظَلة والنَعْظلة من العَدْو البطيء.

أبواب العين والذال

(أَبْوَاب الْعين والذال) (ع ذ) برذع: اللَّيْث: البَرْذَعة: الحِلْس الَّذِي يُلقى تَحت الرجل. والجميع البراذع وَقَالَ شمر: هِيَ البَرْذَعة والبَرْدَعة بِالذَّالِ وَالدَّال. وازرعفَّت الْخَيل وادرعفَّت الْخَيل إِذا سبقت وَقَالَ غَيره. البَرْذعة من الأَرْض لَا جَلَدٌ وَلَا سهل والجميع البراذع. (ذعلب) : وَقَالَ اللَّيْث الذِعْلِبة النعامة. وَيُقَال للناقة ذعلبة، وَإِنَّمَا شبّهت بالنعامة لسرعتها وَكَذَلِكَ جمل ذعلب. أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: الذعلبة: النَّاقة السريعة وَقَالَ خَالِد بن جَنَبَة: الذِعْلِبة: النُويقة الَّتِي هِيَ صَدَعٌ فِي جسمها وَأَنت تَحْقِرُها، وَهِي نجيبة. وَقَالَ غَيره: هِيَ البَكْرَة الحَدَثة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: هِيَ الْخَفِيفَة الْجواد وَلَا يُقَال: جمل ذعلب. وَقَالَ غَيره: يُقَال: جمل ذعلب. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة يُقَال للْحَاجة الْخَفِيفَة: ذِعْلِبة. وَتجمع الذعاليب. وَأنْشد للمَعْلُوط: مِمَّا أكون على الْحَاجَات ذَا لَبَث وأحوذِيَّاً إِذا انضمّ الذعاليب وَقَالَ اللَّيْث الذِعْلِب من الخِرَق: الْقطع المشقَّقة. وَأنْشد: منسرحاً إلاَّ ذعاليب الْخرق أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الذعاليب: مَا تقطّع من الثِّيَاب. قَالَ ذُو الرمة: تنوس كأخلاق الشُفُوف ذعالبُهْ قَالَ: وأطراف الْقَمِيص يُقَال لَهَا الذعاليب وَاحِدهَا ذُعْلُوب. وَهَذَا من (نَوَادِر أبي عَمْرو) . أَبُو عبيد عَن أبي زيد: تذعلبت تذعلُباً وَهُوَ انطلاق فِي استخفاء. (ذلعب) : أَبُو عبيد عَن أبي زيد أَيْضا: المذلَعِبّ: المنطلق والمصمعدّ مثله. وَقَالَ اللَّيْث: اذلعبّ الْجمل فِي سيره اذلعباباً من النَّجَاء. وَأنْشد: ناجٍ أَمَام الحَيّ مذلعبّ قَالَ واشتقاقه من الذعلب. قَالَ: وكل فعل رباعي ثُقّل آخِره فَإِن تثقيله معتمِد على حَرْفٍ من حُرُوف الْحلق. (علذم) : ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَرَأَ فَمَا تلعذم وَمَا تلعثم، أَي مَا تمكَّث. قَالَ: وَقَالَ الْمفضل: يُقَال: سَأَلته عَن شَيْء فَلم يتلعثم وَلم يتلعْذَم وَلم يتلَعْلَم وَلم يتثَمْثَم وَلم يتمرَّغ وَلم يتفكَّن أَي لم يتوقّف حَتَّى أجابني. وَقَالَ اللَّيْث: العَلْذَمِيّ من الرِّجَال: الْحَرِيص الَّذِي يَأْكُل مَا قَدَر عَلَيْهِ. (عذفر) : وَقَالَ: العُذَافِرة: النَّاقة الشَّدِيدَة الأمينة الْوَثِيقَة الظهيرة. وَهِي الأَمُون: قَالَ: وعُذَافر اسْم كَوْكَب الذَّنب. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: العُذَافرة: النَّاقة الْعَظِيمَة وكَذلك الدَوْسَرة. وَقَالَ لَبِيد: عُذَافرة تَقَمَّصُ بالرُدَافَى تخوَّنها نزولي وارتحالي

باب العين والثاء

بذعر: وَيُقَال: ابذعرَّت الخيلُ وابثعرَّت إِذا ركضت تبادر شَيْئا تطلبه. وَأنْشد أَبُو عبيد فِي الابذعرار: فطارت شِلالاً وابذعرَّت كَأَنَّهَا عِصابة سَبْي خَافَ أَن يُتَقَسما ابذعرت أَي نفرت وجَفَلت. (بَاب الْعين والثاء) (ع ث) (رثعن) : أَبُو عبيد: المرثعِنّ: المسترخي. قَالَ: والمرثعنّ من الْمَطَر: المسترسل السَّائِل. وَقَالَ أَبُو زيد: جَاءَ فلَان مرثعناً: سَاقِط الأكتاف أَي مسترخِياً. وَقَالَ ابْن السّكيت فِي قَول النَّابِغَة: كميشِ العَوالي مرثعِنّ الأسافل قَالَ؛ مرثعنّ: متساقط لَيْسَ بسريع، وَبِذَلِك يُوصف الْغَيْث. قَالَ: والمرثعنّ من الرِّجَال: الَّذِي لَا يمْضِي على هَوْل. وَقَالَ اللَّيْث: ارثعنّ المطرُ إِذا ثَبت وجاد، وَهُوَ يرثعنّ ارثعناناً. والمرثعنّ من الرِّجَال: الضَّعِيف. (بعثر) : وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وَعز: {فُجِّرَتْ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ} (الانفِطار: 4) قَالَ: خرج مَا فِي بَطنهَا من الذَّهَب وَالْفِضَّة. وَخُرُوج الْمَوْتَى بعد ذَلِك، قَالَ وَهُوَ من أَشْرَاط السَّاعَة: أَن تُخرج الأَرْض أفلاذَ كبِدها. قَالَ: وبَعْثرت وبحثرت لُغَتَانِ. وَقَالَ الزّجاج: بُعثرت: أَي قُلِب ترابها وبُعث الْمَوْتَى الَّذين فِيهَا. وَيُقَال: بعثروا مَتَاعهمْ وبحثروه إِذا قلبوه يُقَال: ذهب الْقَوْم بَعْذَرَى وبَعْثَرَى إِذا تفرَّقوا. (رعثن) : وَقَالَ اللَّيْث وَغَيره: الرَعْثَنة: التَّلْتَلَة تتّخذ من جُفِّ الطّلع فيُشرب بهَا. (عَبْثَر) : وَقَالَ: العَبَوْثرَان: نَبَات مثل القيصوم فِي الغُبْرة، ذَفِر الرّيح، إلاّ أَنه أطيب للآكِلِ، لَهُ قضبان دِقاق، الْوَاحِدَة عَبَوثَرانة. فَإِذا يَبِسَتْ ثَمَرَتهَا عَادَتْ صفراء كدراء. وفيهَا لُغَات: عَبَوثَران، وعَبَوْثُران عَبَيثَران وَعَبَيثُران. أَبُو عبيد عَن الْفراء: العَبَيْثَرانِ وَالعَبَوْثَران: شجر طيّب الرّيح، وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن السّكيت: هُوَ نبت طيّب الرّيح. وَأنْشد: يَا رِيَّها إِذا بدا صُنَاني كأنني جاني عَبَيْثَران قلت: شبه ذَفَر صنانه بذفر هَذِه الشَّجَرَة. والذفر شدَّة ذكاء الرَّائِحَة، طيّبة كَانَت أَو خبيثة. وأمَّا الدفر بِالدَّال فَلَا يكون إلاّ للمنتن. وَقَالَ اللحياني: وَقع بَنو فلَان فِي عبَيْثران شَرّ وعَبَوْثَران شَرّ وعَبَيْثِرة شرّ إِذا وَقَعُوا فِي أَمر شَدِيد. قَالَ: والعَبَيْثِران: شَجَرَة طيّبة الرّيح كَثِيرَة الشوك، لَا يكَاد يتخلَّص مِنْهَا من شاكها، تضرب مثلا لكل أَمر شَدِيد. عثلب: وَشَيخ مُعَثْلِب إِذا أدبر كِبَرا. وَقَالَ اللَّيْث: عَثْلَب فلَان زَنْدا: أَخذه من شَجَرَة لَا يُدرى أتورِي أم تصلد. قَالَ: وعَثْلَب: اسْم مَاء وَقَالَ الشمَّاخ:

وصدت صدوداً عَن شَرِيعَة عَثْلَب وَلَا بني عياذٍ فِي الصُّدُور حوامِز وَقَالَ غَيره: عثلبت جِدَار الْحَوْض وَغَيره: كَسرته وهدمته. وَقَالَ النَّابِغَة: وسُفْعٌ على آس ونؤى معثلَب ابْن السّكيت: طَعَام مُعَثْلَب، وَقد عثلبوه إِذا رمَّدوه بالرماد، أَو طبخوه فجشَّشُوا طحنه لمَكَان ضيف يَأْتِيهم، أَو أَرَادوا الظعْن، أَو غِشيهم حَقّ. وَطَعَام مُغَثْمر بالغين إِذا كَانَ بقشره لم ينَقَّ وَلم يُنْخل. (ثَعْلَب) : اللَّيْث: الثَّعْلَب الذّكر، وَالْأُنْثَى ثُعَالة. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: يُقَال للْأُنْثَى: ثَعْلَبَة. وَالذكر يُقَال لَهُ: الثُعْلُبان. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الثَّعْلَب: مَا دخل من الرمْح فِي السنان. وَقَالَ اللَّيْث: ثعلبَ الرجلُ من آخر فرَّ فَرَقاً. وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم استسقى يَوْمًا ودعا فَقَامَ أَبُو لُبابة، فَقَالَ يَا رَسُول الله: إِن التَّمْر فِي المرابد. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اللَّهم اسقنا، فَقَامَ أَبُو لُبابة عُريَانا يَسُدّ ثَعْلَب مِرْبده بِإِزَارِهِ. قَالَ أَبُو عبيد: ثعلبُ المِرْبد: حُجْره الَّذِي يسيل مِنْهُ مَاء الْمَطَر، إِن أصَاب التَّمْر وَهُوَ هُنَاكَ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الثعلبة: الاست. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الثَّعْلَب: أصل الراكوب فِي الْجذع من النّخل. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: هُوَ أصل الفَسِيل إِذا قطع من أمّه. (لعثم) : وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (مَا أحد من النَّاس عرضتُ عَلَيْهِ الْإِسْلَام إلاّ كَانَت لَهُ كَبْوة غير أبي بكر، فَإِنَّهُ لم يتلعثم) . قَالَ أَبُو عبيد قَالَ أَبُو زيد: يَقُول: لم ينْتَظر وَلم يتمكّث. وَقد تلعثم الرجل إِذا تمكَّث وتأنّى وتردّد فِيهِ. قَالَ: والكَبْوة: الوَقْفة. وَفِي حَدِيث لُقْمَان بن عَاد أَنه قَالَ فِي أحد إخْوَته: فَلَيْسَتْ فِيهِ لعثمة، إلاّ أَنه ابْن أمة، أَرَادَ أَنه لَا توقّف عَن ذكر مناقبه إلاّ عِنْد ذكر صَرَاحَة نسبه، فَإِنَّهُ يعاب بهجنته. (عمثل) : أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو قَالَ العميثل: الَّذِي يُطِيل ثِيَابه. قَالَ وَقَالَ الْأَصْمَعِي: العميثل من الوعول: الذيّال بذَنَبه. وَقَالَ اللَّيْث: العَمَيْثَل: الضخم الثقيل وَكَأن فِيهِ بُطْئاً من عِظَمه وَجمعه العماثل. نعثل: وَفِي حَدِيث عُثْمَان أَنه كَانَ يخْطب ذَات يَوْم، فَقَامَ رجل فنال مِنْهُ، فوذَأه ابْن سَلام فاتَّذأ، فَقَالَ لَهُ رجل: لايمنعك مَكَان ابْن سَلاَم أَن تسُب نَعْثَلاً فَإِنَّهُ من شيعته. قَالَ أَبُو عبيد قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: إِنَّمَا قيل لَهُ: نَعْثل لِأَنَّهُ كَانَ يشبَّه بِرَجُل من أهل مصر كَانَ طَوِيل اللِّحْيَة يُسمى نعثلاً، فَكَانَ عُثْمَان إِذا نيل مِنْهُ شُبَّه بذلك الرجل لطول لحيته، وَلم يَكُونُوا يَجدونَ فِيهِ عَيْبا غير هَذَا.

باب العين والراء وما بعدها من الحروف

وَقَالَ اللَّيْث: النَعْثَل: الشَّيْخ الأحمق. وَيُقَال: فِيهِ نَعْثَلة أَي حُمْق. قَالَ: والنَعْثَل: الذيخ وَهُوَ الذّكر من الضباع. ابْن الْأَعرَابِي: النعثل: الصنبع لمَكَان لحيته. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: النَعْثَلة أَن يمشي مُفَاجّاً، ويقلب قَدَمَيْهِ كَأَنَّهُ يغرِف بهما. وَهُوَ من التَّبَخْتُر. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: نعثل الفرسُ فِي جريه إِذا كَانَ يعْقد على رجلَيْهِ فِي شدَّة العَدْو وَهُوَ عيب وَقَالَ أَبُو النَّجْم: كل مكب الجري أَو منعثلة وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة فرس منعثل: يفرق قوائمه فَإِذا رَفعهَا فَكَأَنَّمَا يَنْزِعهَا من وَحل يخْفق رَأسه وَلَا يتبعهُ رِجْلَاهُ. (ثرعم) : ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي الثِرْعامة: الْمَرْأَة وَأنْشد: أَفْلح من كَانَت لَهُ ثِرْعامة أَي امْرَأَة. (بَاب الْعين وَالرَّاء وَمَا بعْدهَا من الْحُرُوف (عنبر) : قَالَ اللَّيْث: العَنْبَر من الطّيب، وَبِه سمّي الرجل. عَمْرو عَن أَبِيه: العنبر التُرْس. قلت: وَإِنَّمَا قيل للترس: عنبر لِأَنَّهُ يتَّخذ من جلد سَمَكَة بحريّة يُقَال لَهَا: العنبر. وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث سَرِيّة إِلَى نَاحيَة السِّيف، فجاعوا، فَألْقى لَهُم دابَّة يُقَال لَهَا العَنْبَر، فَأكل مِنْهَا جمَاعَة السرِيَّة شهرا حَتَّى سمِنوا. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: أَتَيْته فِي عَنْبَر الشتَاء أَي فِي شِدَّته. (مزعل) : وَقَالَ اللَّيْث: الفُرْعُل والبُرْعُل: ولد الضبع من الضبع. والجميع الفَرَاعِل. (رعبل) : أَبُو عُبَيْدَة عَن الْفراء: ثكلته الجَثَل، وثكلته الرَعْبَل مَعْنَاهُمَا: ثكِلته أُمُّه. سَلمَة عَن الْفراء: امْرَأَة رَعْبَل إِذا كَانَت خرقاء رعناء. وَقَالَ اللَّيْث: رَعْبلت اللَّحْم رَعْبَلة. والقطعة الْوَاحِدَة رُعْبُولة. والرعابيل: الثِّيَاب المتمزّقة. قَالَ وَامْرَأَة رَعْبَل فِي خُلْقان الثِّيَاب. وَقَالَ أَبُو النَّجْم: كصوت خرقاء تراعي رَعْبِل وَقَالَ غَيره: ريح رَعْبلة إِذا لم تستقم فِي هبوبها. وَقَالَ ابْن أَحْمَر يصف الرّيح: عشواء رعبلة الرواح خَجَوْ جاة الغُدُوّ رواحُها شهر وَقَالَ شمر فِي قَول الْكُمَيْت يصف ذئباً: يراني فِي اللمام لَهُ صديقا وشادنة العسابر رَعبليب قَالَ شمر: يراني يَعْنِي الذِّئْب. وشادنة العسابِير: أَوْلَادهَا رَعْبليبٌ أَي ملاطفة. وَقَالَ غَيره: رعبليب يمزّق مَا قدر عَلَيْهِ من رعبلت الْجلد إِذا مزقته وَمِنْه قَول ابْن أبي الحُقَيق: من سرّه ضرب يرعبل بعضُه بَعْضًا كمعمعة الأباء المُحْرَق

ربع (يَرْبُوع) : وَقَالَ اللَّيْث: اليَرْبُوع: دويبة فَوق الجُرَذ الذّكر وَالْأُنْثَى فِيهِ سَوَاء. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: هُوَ يَرَابيع المَتْن وحرَابِيّ الْمَتْن للحم الْمَتْن. وَقَالَ أَحْمد بن يحيى: إِن جعلت وَاو يَرْبُوع أَصْلِيَّة أجريت الِاسْم المسمّى بِهِ، وَإِن جَعلتهَا غير أَصْلِيَّة لم تجره وألحقته بِأَحْمَد. وَكَذَلِكَ وَاو يَكْسُوم. قَالَ ذَلِك الْفراء. (بلعم) : أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: البُلْعوم: مجْرى الطَّعَام فِي الْحلق. وَيُقَال: بُلْعُم. وَأما بَلْعَم: فَهُوَ اسْم رجل. وَقَالَ اللَّيْث: البُلْعوم: الْبيَاض الَّذِي فِي جحفلة الْحمار فِي طَرَف الْفَم. وَأنْشد: بيض البلاعيم أَمْثَال الخواثيم (برعم) : أَبُو عبيد: البُرْعُوم: نَوْر النبت قبل أَن يتشقق. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: البُرْعُوم: زَهَر النبت قبل أَن يتفتّح. وَيُقَال: بُرْعُم، وَمِنْه قَول الشَّاعِر: الآكلين صريحَ محضهما أكلَ الحُبَارى بُرْعُمَ الرُّطْب وَقَالَ أَبُو زيد: براعيم الْجبَال: شَماريخها وَاحِدهَا بُرْعُومة. وَقَالَ اللَّيْث: البراعيم: أكمام الشّجر فِيهَا الثَّمَرَة. يُقَال بَرْعَمت الشَّجَرَة فَهِيَ مُبَرعِمة إِذا أخرجت بُرْعمها. (عنبل) : اللَّيْث: امْرَأَة عنبلة. قَالَ: وعَنْبَلتُها: طول بَظْرها قَالَ: والعُنْبُلة: الْخَشَبَة الَّتِي يدَق بهَا فِي المهراس الشَّيْء. وَقَالَ اللحياني: عُنْبُل الْمَرْأَة: بُظَارتها. وَقَالَ جرير: إِذا ترمَّز بعد الطلق عُنْبُلها قَالَ القوابل هَذَا مِشْفَر الفِيل ووَتَر عُنَابل: غليظ. (رمعل) : الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت: ارمَعَل دمعُه وارمَعنّ إِذا سَالَ، فَهُوَ مرمعلّ ومُرْمعنّ. (فرعن) : ابْن شُمَيْل: الدروع الفِرْعونيَّة. قَالَ شمر: هِيَ منسوبة إِلَى فِرْعَوْن مُوسَى. وَقيل الفرعون بلغَة القبط: التمساح. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو المُعْلَنْبى: الَّذِي يُشْرِف ويشخَص بِنَفسِهِ. (علنب) : وَقَالَ اللحياني: أعلنبى الكلبُ والديك الهِرّ إِذا انتفش للنضال. (عبنق) : قَالَ: واعبنقى وابعنقى إِذا سَاءَ خُلُقه. (عقنب) : وعُقَاب عَقَنْبَاة وعَبَنقاة وبَعَنقاة. قَالَ الْكسَائي: هِيَ ذَات المخالب المنكَرة الخبيثة. وَقَالَ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: هِيَ السريعة الْأَخْذ. وَقَالَ اللَّيْث: العَقَنباة: الداهية من العِقبان. وَجَمعهَا عَقَنْبيَات. (عرطب) : وَفِي الحَدِيث: (إِن الله يغْفر لكل مذنب إلاّ لصَاحب عَرْطَبة أَو كوبة) . قَالَ أَبُو عبيد: العَرْطَبة: الْعود. وروى عَمْرو عَن أَبِيه: العَرْطَبة: الطُنْبور. صعفص: الصَعْفصة: السِكباج. رَوَاهُ أَبُو عَمْرو فِي (كِتَابه) .

بَاب خماسي حرف الْعين أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: (الهَبنْقَع) : الَّذِي يجلس على عَقِبَيْهِ، أَو على أَطْرَاف أَصَابِعه يسْأَل النَّاس. وَأنْشد أَبُو عبيد: ومهُور نسوتهم إِذا مَا أَنْكَحُوا غَدَوِيّ كل هَبَنْقَع تِنبال شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: الهبنقع: الَّذِي إِذا قعد فِي مَكَان لم يبرحه. وَأنْشد: أرسلها هَبَنْقَع يَبْغِي الغزلْ أخبر أَنه صَاحب نسَاء. وَقَالَ شمر: هُوَ الَّذِي يَأْتِيك يلْزم بابك فِي طلب مَا عنْدك لَا يبرح. وَقَالَ اللَّيْث: رجل هبنقع وَامْرَأَة هبنقعة هُوَ الأحمق، يُعرف حمقه فِي جُلُوسه وأموره. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: قَالَ الزِبْرِقان بن بدر: أبْغض كنائني إليّ: الَّتِي تمشي الدِّفقَّى، وتجلس الهبنقعة. قَالَ الْأَصْمَعِي: الدِفقِّي: مشي وَاسع. والهَبَنْقَعة: أَن تَرَبَّع وتمدّ إِحْدَى رِجْلَيْهَا فِي تربّعها. اخْتَارُوا من ضروب الخماسيَّة المعتدلة خَمْسَة أوجه، وَجْهَان مستعملان فِي كَلَامهم، وَثَلَاثَة أوجه مِنْهَا مستقبحة. فالوجهان المستعملان نَحْو شَمَرْدَل وسفرجل. وَالثَّانِي خُبَعْثِن وقُذَعمِل. وَالْأَوْجه المستقبحة نَحْو سَمَرْطل ودِلَعْثَم وشبرقر. واستثقلوا بناءها فَقَالُوا: سَمَرْطول، ودلعثام. وَكَذَلِكَ مدّوا الْوَجْهَيْنِ المعتدلين، فَقَالُوا: خُبَعثين، كَمَا قَالُوا: شُرَحْبيل. وَذكر فُرْهَنْد، وَقَالَ: لَا أعرف لَهُ نظيراً، وَلم يفَسِّره. أَبُو عبيد عَن الْفراء: (الحِنْثَعْبَة) : هِيَ النَّاقة الغزيرة. قَالَ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الخُبَعْثِنة من الرِّجَال: الشَّديد الخَلْق الْعَظِيم. وَقَالَ غَيره: هُوَ الْعَظِيم الشَّديد من الأُسْد. وَقَالَ أَبُو زُبَيد الطائيّ: خُبَعثِنة فِي ساعديه يزايل تَقول وَعَى من بعد مَا قد تجبرا وَقَالَ اللَّيْث: (المُنَعثِن) من كل شَيْء: التارّ البدنِ. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: (العَشَنْزَر) : الشَّديد. وقَرَب عَشَنزَر: مُتعب: وضَبُع عَشَنْزَرة: سيّئة الخُلْق. وَقَالَ اللَّيْث: العشنزر نعت يرجع فِي كل شَيْء إِلَى الشدّة. وَأنْشد: ضربا وطعناً باقرا عَشَنْزَرا وَقَالَ اللَّيْث: امْرَأَة (قَفَنْزَعة) : قَصِيرَة.

وَقَالَ (العَفَنْقَسُ) و (العَقَنْفَس) : السيّء الخُلْق المتطاول على النَّاس. وَأنْشد: إِذا أَرَادَ خُلُقاً عَفَنْقَسا أقرَّه الناسُ وَإِن تَفَجَّسا قَالَ وَيُقَال: مَا أَدْرِي مَا الَّذِي عَفْقَسه وعَقْفَسه أَي مَا الَّذِي أَسَاءَ خلقه بَعْدَمَا كَانَ حَسَن الْخلق. قَالَ الْكسَائي: رجل عَفَنْقَس فَلَنْقَس: وَهُوَ اللَّئِيم. وَقَالَ أَبُو زيد: العَفَنْقَس: العَسِر من الْأَخْلَاق. (والعَبَنْقَس) : الناعم الطَّوِيل من الرِّجَال: وَقَالَ رؤبة. سوفَ العذارى العارِم العَبَنْقَسا وَقَالَ ابْن السّكيت: العَبَنْقَس: الَّذِي جَدّتاه من جِهَة أَبَوَيْهِ عجميَّتان وَامْرَأَته عجمية. والفَلَنْقَس: الَّذِي هُوَ عربيّ لعربيّين، وجدّتاه من قِبَل أَبَوَيْهِ أمَتَان وَامْرَأَته عربيّة. أَبُو عبيد عَن أبي زيد وَأبي الْجراح (العَضْرَفُوط) : الذّكر من العَظَاء. وَقَالَ العَدَبّس الْكِنَانِي: هُوَ ضرب من العَظَاء، وَلَيْسَ بذَكَر العظاء، وَهُوَ أكبر من العظاء. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: هُوَ ذَكَر العظاء. وَقَالَ اللَّيْث: العَضْرَفُوط: دويَّبة تسمى العِسْوَدّة، بَيْضَاء ناعمة وَجَمعهَا عضافيط وعضرفوطات. قَالَ: وَبَعْضهمْ يَقُول: عُضْفُوط. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: مَا عِنْده قُذَعْمِلة وَلَا قِرْطَعبة أَي لَيْسَ لَهُ شَيْء. وَقَالَ النَّضر: القُذَعْمِلة: النَّاقة القصيرة الحَرَضُ. وَشَيخ قُذَعْمِل: كَبِير. وَيُقَال: مَا فِي الْوِعَاء قُذَعْمِلة. وَهُوَ الشَّيْء الْيَسِير ممّا كَانَ. وَقَالَ اللَّيْث: (القُذَعْمِل) والقُذَعْمِلة، الْقصير الضخم من الْإِبِل، مرخّم بترك الياءين. أَبُو عَمْرو: القذعميل: الضخم الرَّأْس. وَأنْشد: قرَّبن أجمالَ خُدور قُعْسا كل قُذَعْمِيل كَانَ الرأسا مِنْهُ عِباديّ تغشَّى تُرْسا يُقَال: مَا عَلَيْهَا قِرْطَعْبة أَي خِرقة. أَبُو زيد: مَا عِنْده قُذَعملة وَلَا قرطعبة. وَقَالَ أَبُو صاعد: مَا فِي الْوِعَاء خَرْبصيصة وَلَا بِهِ قذعملة. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: (القَبَعْثَرَى) : الْجمل الضخم. وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ الفصيل المهزول. قَالَه: وَسَأَلت أَبَا الدقيش عَن تصغيره، فَقَالَ قُبَعْثَرة، ذهب إِلَى التَّرْخِيم. وَقَالَ أَبُو زيد: جَمَل قَبَعْثَرىً، وناقة قَبَعْثراة: وَهِي الشَّدِيدَة. وَفِي (النَّوَادِر) : القبعثرى مثل الخمخم، وهما دابَّتان تَكُونَانِ فِي الْبَحْر. وَقَالَ الْخَلِيل: يَسْتَعُور خماسيّ، جَعَل الْيَاء من نفس الْحَرْف. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: الزَّوَائِد لَا تلحَق بأوائل الرباعيّ والخماسيّ. وَقَالَ اللَّيْث: (القَرَعْبَلانة) : دويْبَة عريضة محبنطِئة. وَمَا زَاد على قَرَعْبَل فَهُوَ فَضْل لَيْسَ من حروفهم الْأَصْلِيَّة. قَالَ: وَلم يَأْتِ اسْم فِي كَلَام الْعَرَب زَائِدا على خَمْسَة أحرف إلاّ بِزِيَادَات لَيست من

أَصْلهَا أوْ وَصْلِ حِكَايَة بحكاية؛ كَقَوْلِه: فتفتحه طَوْراً وطوراً تُجيفه فَتسمع فِي الْحَالين مِنْهُ جَلَنْبَلَقْ حكى صَوت بَاب ضخم فِي حالتي فَتحه وإسفَاقه، وهما حكايتان متباينتان (جَلَنْ) على حِدة، وبَلَقْ على حِدة إِلَّا أَنَّهُمَا التزقا فِي اللَّفْظ، فظنّ غير الْمُمَيز أَنَّهَا كلمة وَاحِدَة، وَنَحْو ذَلِك قَول الشَّاعِر فِي حكايته أصوات الدوابّ: جرت الْخَيل فَقَالَت حَبَطَقْطَقْ وَإِنَّمَا ذَلِك أرْدَاف أردفت بهَا الْكَلِمَة؛ كَقَوْلِك: عَصَبْصَب، وَأَصله من قَوْلهم: يَوْم عصيب. وَقَالَ اللَّيْث: (السُّفُرْفَع) : شراب لأهل الْحجاز من الشّعير والحبوب. وَهِي حبشية لَيست بعربيّة. وَبَيَان ذَلِك أَنه لَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب كلمة خماسية صدرها مضموم وعجزها مَفْتُوح، إلاّ مَا جَاءَ من الْبناء المرخّم نَحْو الذُرَحْرَحة والخُبَعْثَنَة. قَالَ: وَقَالَ بعض الْعلمَاء هُوَ (السُقُرْقَع) بالقافين وَهُوَ السُكْرَكَة. قلت: وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي سُقُرْقَع بقافين. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: (السَقَعْطَرِيّ) : النهايةُ فِي الطول. وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ الضخم الشَّديد الْبَطن الطَّوِيل من الرِّجَال. وَقَالَ شمر: (العَلْطَمِيس) : الضخم الشَّديد. وَأنْشد قَول الراجز: لما رَأَتْ شيب قذالى عِيسا وَهَامة كالطَسْت عَلطَمِيسا وَقَالَ اللَّيْث: هِيَ الضخمة من النوق ذَات أقطار وسَنَام. اللَّيْث (السَلَنْطَع) : الرجل المُتعتِّه فِي كَلَامه كَأَنَّهُ مَجْنُون. وَقَالَ ابْن دُرَيْد السِلِنْطَاع: الطَّوِيل. وَقَالَ شمر: نَاقَة جَلَنْفعة: قد أَسِنَت وفيهَا بقيَّة. وَأنْشد: وَأَيْنَ وسْقُ النَّاقة الجَلَنْفعَة وَقَالَ اللَّيْث: (الجَلَنْفَع) : الغليظ من الْإِبِل. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: رجل جَنَعْدل إِذا كَانَ غليظاً شَدِيدا. وَقَالَ الراجز: قد مُنِيت بناشىء جَنَعْدَل وَقَالَ اللَّيْث: (الْجَنَعْدَل) : التارّ الغليظ من الرِّجَال الرَبعة. ابْن الْأَعرَابِي: رجل يَلَنْدَد وجَنَعْدَل إِذا كَانَ غليظاً شَدِيدا. سَلمَة عَن الْفراء: امْرَأَة عَنْجَرِد: خبيثة سيّئة الخُلُق. وَأنْشد: عَنْجَرِد تحلف حِين أَحْلف كَمثل شَيْطَان الحَمَاط أعرفُ وَقَالَ غَيره: امْرَأَة عَنْجَرِد: سليطة. عَصَنْصَر: مَوضِع. أَبُو عمر: (العَنْفَجيج) من الْإِبِل: الحديدة الْمُنكرَة. وَقَالَ ابْن مقبل: وعنفجيج يُصِمُّ الحيّ جِرَّتها حرفٍ طليح كركن خَرَّ من حَصَن

وَقَالَ الْأَصْمَعِي: (العَنْفَجِيج) : الجافي الخَلْق والعَفَنْجَج الأحمق. وَقَالَ اللَّيْث (العَفَنْجَل) : الْكثير فضولِ الْكَلَام. أَبُو عُبَيْدَة عَن أبي عَمْرو (العَرَنْدَسة) : النَّاقة الشَّدِيدَة. وَقَالَ غَيره: بعير عَرَنْدَس، وناقة عَرَنْدَسة: شَدِيد عَظِيم وَقَالَ: أرْسلت فِيهَا جَحْجَباً عَرَنْدَسا وعِزّ عَرَنْدس: ثَابت. وحَيُّ عَرَنْدَس إِذا وُصفوا بالعز والمَنَعة. و (الدَلَعُثَم) هُوَ البطيء من الْإِبِل. وَرُبمَا قَالُوا دِلَعْثام. الْفراء: (الصَنَعْبَر) : شَجَرَة. وَيُقَال لَهَا الصعبر. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِيمَا روى عَنهُ ثعلَب خُزَعْبِيلات الْكَلَام: هَزْله ومُزَاحه. يُقَال هَات بعض خَزعبيلاتك. و (العنقفير) : الداهية. وَقَالَ اللَّيْث: رجل (جِعِنْظار) ، إِذا كَانَ أكولاً قويّاً عَظِيما جَسيماً، وَهُوَ الْجَعَنْظَر. ابْن دُرَيْد (عُقَنْفِصة) : دُوَيْبَة وَمَا بفلان (قُرَطْعَبة) أَي مَاله شَيْء وَأنْشد: فَمَا عَلَيْهِ من لِبَاس طِحْرِبَهْ وَمَاله من نشب قرَطْعَبَهْ وَأَبُو عبيد عَن أبي زيد: مَا عَلَيْهِ قِرْطَعْبَه. سَلمَة عَن الْفراء: الفُكَاهة: المُزَاح. وَكَذَلِكَ (الخُزَعْبِلة) . وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: من أَسمَاء الْعجب الخُزَعْبِلة والحَدَنْبَدَى. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: (خَزَعْبَل) وخُزَعبِل هِيَ الْأَحَادِيث المستطرَفة. قَالَ: و (السِلِنْقاع) : الْبَرْق إِذا لمع لمعاناً متدارِكاً، وَقد اسلنقع. قَالَ: و (الدِلِعْماظ) : الوقّاع فِي النَّاس وَرجل زِلِنْباع: مندرىء بالْكلَام. وَرجل (زِبِعْباق) : سيّء الخُلُق: و (بَرْقَعِيد) : مَوضِع. وَرجل (عَلَنْكَد) : صُلْب شَدِيد. وبلد (عَذَمْهَر) : رَحْب وَاسع. و (الهَبَرْكَع) : الْقصير. و (العَفَنْشل) : الثقيل الوخم. وَرجل (عَفَرْجَعْ) سيء الْخلق. و (زَمَعْلَق) : مثله. و (العَفَنْجَش) : الجافي. و (القَصَنْصَع) : الْقصير. و (العَلَنْدَس) . و (العَرَنْدَس) : الصلب الشَّديد. وَرجل (دَعَنْكر) مندرىء على النَّاس. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: (الجَعْفَلِيق) : الْعَظِيمَة من النِّسَاء، وَأنْشد: قَامَ إِلَى عذراء جعفليق قد زينت بكعب محلوق ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: رجل (قِنْذَعْل) إِذا كَانَ أَحمَق. وَقَالَ ابْن السّكيت قَالَ أَبُو عَمْرو: (البَلَنْتَعة) من النِّسَاء: السليطة المتشائمة الْكَثِيرَة الْكَلَام. وَقَالَ أَبُو عبيد (الهَجَنَّع) : الْعَظِيم من الرِّجَال الطَّوِيل. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة (اقرنشع) إِذا سُرَّ وابرنشق مثله. فِي (النَّوَادِر) : (الْجُنْدَعْر) : ضرب من الْجَرَاد. اللَّيْث: (المقرنشع) : الَّذِي ينْتَصب ويتهيأ

للشر، وَأنْشد: إِن الْكَبِير إِذا يَشَاء رأيتَه مُقْرَنْشِعَاً إِذا يهان استزمرا أَي تصاغر، من الزمِر. أَبُو زيد فِي (النَّوَادِر) : (اعرنقز) إِذا مَاتَ. عَمْرو عَن أَبِيه: (العَثْجَرة) من النِّسَاء: المكتَّلة الْخَفِيفَة الرّوح، و (الكعْنَكعة) : الغول. و (العَرَكْرَكة) : المسترخية الشَّحْم. الْأَصْمَعِي: (العَقَنْقَل) : الَحَبْل الْعَظِيم من الرمل يكون فِيهِ حِقَفة وجِرَفة وتعقُّد. جمعه عقاقيل. أَبُو تُرَاب: الهجنَّع والهجنَّف: الطَّوِيل الْعَظِيم. وَأنْشد الأصمعيّ لجران العَوْد: شبهها الرَّائِي الْمُشبه بَيْضَة غَدا فِي الندى عَنْهَا الظليم الهَجَنَّف وَمن الخماسي الملحق: (العَبَنْبَل) ، وَأنْشد أَبُو عَمْرو: سمَّيت عَوْدي الْخيْطف الهمرجلا الهوزب الدلهاثة العَبَنْبلا قَالَ: هُوَ الْعَظِيم. والدلهاثة: الْمُتَقَدّمَة. والهَمَرْجَل: السَّرِيع الوَسَاع. والفرجلة: التفحّج. والهوزب: الْكَبِير فِي سنّه. والْخيطف، السَّرِيع. والعَثَمْثَم: الضخم.

هَذَا كتاب حرف الْحَاء من تَهْذِيب اللُّغَة قَالَ أَبُو عبد الرحمان الْخَلِيل بن أَحْمد: الْحَاء: حرف مخرجه من الحلْق. وَلَوْلَا بُحّة فِيهِ لأشبه الْعين. قَالَ: وَبعد الْحَاء الْهَاء. وَلم يأتلفا فِي كلمة وَاحِدَة أَصْلِيَّة الْحُرُوف. وقبح ذَلِك على أَلْسِنَة الْعَرَب، لقرب مخرجيهما لِأَن الْحَاء فِي الْحلق بلِزق الْعين. وَكَذَلِكَ الْحَاء وَالْهَاء. ولكنهما يَجْتَمِعَانِ من كَلِمَتَيْنِ لكل وَاحِدَة معنى على حِدة كَقَوْل لبيد: يتمارى فِي الَّذِي قلت لَهُ وَلَقَد يسمع قولي حَيَّهَل وكقول الآخر: هيهاؤه وحيّهَلُهْ وَإِنَّمَا جَمعهمَا من كَلِمَتَيْنِ: حَيّ كلمة على حِدة وَمَعْنَاهُ هَلُمَّ. وهلْ: حثيثي. فجعلهما كلمة وَاحِدَة وَكَذَلِكَ مَا جَاءَ فِي الحَدِيث: (إِذا ذكر الصالحون فحيَّهَلَ بعمر) يَعْنِي إِذا ذكرُوا فأتِ بِذكر عمر. قَالَ: وَقَالَ بعض النَّاس: الحَيْهَلة: شَجَرَة. قَالَ: وَسَأَلنَا أَبَا خَيْرة وَأَبا الدُقيش وعِدَّة من الْأَعْرَاب عَن ذَلِك فَلم نجد لَهُ أصلا ثَابتا نطق بِهِ الشُّعَرَاء، أَو رِوَايَة منسوبة مَعْرُوفَة، فَعلمنَا أَنَّهَا كلمة مولَّدة وُضعت للمعاياة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: حَيّهَلاَ: بَقلة تشبه الشُّكَاعى يُقَال: هَذِه حَيَّهَلاَ كَمَا ترى، لَا تنوَّن فِي حَيّ وَلَا فِي هلا. الْيَاء من حيَّ شَدِيدَة، وَالْألف من هَلاَ منقوصة وَهِي مَبْنِيَّة مثل: خَمْسَة عشر. وَقَالَ اللَّيْث: قلت للخليل: مَا مِثل هَذَا من الْكَلَام: أَن يجمع بَين كَلِمَتَيْنِ فَتَصِير مِنْهُمَا كلمةٌ؟ قَالَ: قَول الْعَرَب عبد شمس وَعبد قيس، عبد كلمة وشمس كلمة فَيَقُولُونَ: تعبشم الرجل وتعبقس وَرجل عبشمي وعبقسي. قلت: وَقد روينَا عَن أَحْمد بن يحيى عَن سَلَمة عَن الْفراء أَنه قَالَ: لم نسْمع بأسماء بُنيت من أَفعَال إِلَّا هَذِه الأحرف: الْبَسْمَلَة، والسبْحلة، والهيللة، والحولقة. أَرَادَ أَنه يُقَال: بسمل إِذا قَالَ: بِسم الله، وسَبْحل إِذا قَالَ: سُبْحَانَ الله، وهَيْلَل إِذا قَالَ: لَا إلاه إلاّ الله، وحَوْلَق إِذا قَالَ: لَا حول وَلَا قوّة إِلَّا بِاللَّه. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: وحمدل حمدلة إِذا قَالَ: الْحَمد لله، وجَعْفَل جَعْفلة من جُعِلت فدَاك قَالَ والحَيْعَلة من حيّ على الصَّلَاة. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: وَهَذِه الأحرف الثَّلَاثَة عَن غير الْفراء.

أبواب مضاعف الحاء

وَقَالَ ابْن الأنباريّ فلَان يُبَرقل علينا، ودَعنا من البرقلة، وَهُوَ أَن يَقُول وَلَا يفعل، ويعد وَلَا ينجز، أُخذ من الْبَرْق وَالْقَوْل. (أَبْوَاب مضاعف الْحَاء) أهملت (الْحَاء) مَعَ الْهَاء فِي المضاعف وأهملت مَعَ الْخَاء، وأهملت مَعَ الْغَيْن (بَاب الْحَاء وَالْقَاف) (ح ق) حق، قح: مستعملان فِي الثنائي والمكرر. حق: قَالَ اللَّيْث: الْحق: نقيض الْبَاطِل، تَقول: حَقّ الشيءُ يَحِقّ حَقّا مَعْنَاهُ: وَجب يجب وجوبا. وَتقول: يحِقّ عَلَيْك أَن تفعل كَذَا وَكَذَا، وَأَنت حقيق عَلَيْك ذَلِك، وحقيق عليّ أَن أَفعلهُ. قَالَ: وحقيق فعيل فِي مَوضِع مفعول تَقول: أَنْت محقوق أَن تفعل ذَلِك، وَتقول للْمَرْأَة: أَنْت حَقِيقَة لذَلِك، يجعلونه كالاسم، وَأَنت محقوقة أَن تفعلي ذَلِك. وَقَالَ الْأَعْشَى: لمحقوقة أَن تستجيبي لصوته وَأَن تعلمي أَن المعان موفّق وَقَالَ شمر: تَقول الْعَرَب حَقّ عليّ أَن أفعل ذَلِك، وحُقّ، وَإِنِّي لمحقوق أَن أفعل خيرا. قَالَ: وَقَالَ الْفراء حُقّ لَك أَن تفعل كَذَا، وحَقّ عَلَيْك أَن تفعل كَذَا، فَإِذا قلت: حُقّ قلت: لَك وَإِذا قلت حَق قلت: عَلَيْك. قَالَ: وَتقول: يَحِقّ عَلَيْك أَن تفعل كَذَا وحقّ لَك، وَلم يَقُولُوا: حَقَقْت أَن تفعل. قَالَ: وَمعنى قَول من قَالَ حَقّ عَلَيْك أَن تفعل: وَجب عَلَيْك. قَالَ وَتقول: إِنَّك لحقيق أَن تفعل كَذَا، وحقيق فِي حَقّ وحُقّ فِي معنى مفعول. وَقَالَ الله تَعَالَى: {حَقِيقٌ عَلَى أَن لاَ أَقُولَ عَلَى اللَّهِ} (الْأَعْرَاف: 105) . وَقَالَ: {قَوْماً طَاغِينَ فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَآ إِنَّا لَذَآئِقُونَ} (الصَّافات: 31) . وَقَالَ جرير: قَصِّر فَإنَّك بالتقصير محقوق وَقَالَ الفرزدق: إِذا قَالَ غاوٍ من مَعَدّ قصيدة بهَا جرب عُدّت عليّ بَزوْبَرا فينطقُها غَيْرِي وأُرمى بذنْبها فَهَذَا قَضَاء حَقُّه أَن يغيَّرا قَالَ: حَقّه أَي حُقّ لَهُ. وَتقول مَا كَانَ بحقك أَن تفعل ذَاك فِي معنى مَا حُقّ لَك. وَقد حُقّ حَذرك. وَلَا تقل حَقّ حَذَرك، وحقَقت حَذَرك وأحقتته أَي فعلت مَا كَانَ يحذر. وَالْعرب تَقول: حققت عَلَيْهِ الْقَضَاء أحُقّه حَقّاً وأحققته أُحِقّه إحقاقاً أَي أوجبته. وَمِنْه قَول الله جلّ وعزّ: {حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ} (البَقَرَة: 236) مَنْصُوب على معنى: حَقّ ذَلِك عَلَيْهِم حقّاً. وَهَذَا قَول أبي إِسْحَاق النَّحْوِيّ. وَقَالَ الْفراء فِي نصب قَوْله {حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ} وَمَا أشبهه فِي الْكتاب: إِنَّه نصب من جِهَة الْخَبَر، لَا أَنه من نعت قَوْله {مَتَاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا} (الْبَقَرَة: 236) . قَالَ وَهُوَ

كَقَوْلِك عبد الله فِي الدَّار حَقًا إِنَّمَا نصب حَقًا من نيّة كَلَام المخبِر، كَأَنَّهُ قَالَ: أخْبركُم بذلك حَقّاً. قلت: وَهَذَا القَوْل يقرب مِمَّا قَالَه أَبُو إِسْحَاق؛ لِأَنَّهُ جعله مصدرا مؤكِّداً، كَأَنَّهُ قَالَ أخْبركُم بذلك أحَقُّ حَقّاً. وَقَالَ أَبُو زَكَرِيَّا الْفراء: وكل مَا كَانَ فِي الْقُرْآن من نكرات الحقّ أَو مَعْرفَته أَو مَا كَانَ فِي مَعْنَاهُ مصدرا فَوجه الْكَلَام فِيهِ النصب كَقَوْل الله جلّ وعزّ: {وَعْدَ الْحَقِّ} (إِبْرَاهِيم: 22) و {وُوِالْجَنَّةِ وَعْدَ} (الْأَحْقَاف: 16) . قلت: كَأَنَّهُ قَالَ: أعِد وعد الحقّ ووعد الصدْق. وَأما قَول الله جلّ وعزّ: {هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ} (الْكَهْف: 44) فالنصب فِي الحقّ جَائِز. تُرِيدُ: حقّاً أَي أَحُقّ الحقّ وأُحِقّه حَقًا، قَالَ: وَإِن شِئْت خفضت الْحق تَجْعَلهُ صفة لله، وَإِن شِئْت رفعته فَجَعَلته من صفة الْولَايَة هُنَالك الْولَايَة الحقُّ لله. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ {الْمُخْلَصِينَ قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ} (ص: 84) قَرَأَ الْقُرَّاء الأول بِالرَّفْع وَالنّصب، رُوِي الرّفْع عَن عبد الله بن عَبَّاس. الْمَعْنى فَالْحق مني وَأَقُول الْحق. وَقد نصبهما مَعًا كثير من الْقُرَّاء، مِنْهُم من يَجْعَل الأوّل على معنى: الحقَّ لأملأن، وَينصب الثَّانِي بِوُقُوع الْفِعْل عَلَيْهِ لَيْسَ فِيهِ اخْتِلَاف. وَأما قَوْله جلّ وعزّ: {ذالِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ} (مريَم: 34) رفع الْكسَائي القَوْل، وَجعل الْحق هُوَ الله. وَقد نصب (قَول) قوم من الْقُرَّاء يُرِيدُونَ: ذَلِك عِيسَى ابْن مَرْيَم: قولا حقّاً. وَقَالَ اللَّيْث: الحَقَّة من الحقّ كَأَنَّهَا أوجب وأخصّ. تَقول: هَذِه حَقَّتي أَي حَقّي. قَالَ: والحقيقة: مَا يصير إِلَيْهِ حَقّ الْأَمر ووجوبه. تَقول: أبلغت حَقِيقَة هَذَا الْأَمر، تَعْنِي يَقِين شأنِه. وَجَاء فِي الحَدِيث: (لَا يبلغ العَبْد حَقِيقَة الْإِيمَان حَتَّى لَا يعيب مُسلما بِعَيْب هُوَ فِيهِ) . وَقَالَ أَبُو عبيد وَغَيره: الْحَقِيقَة الرَّاية. وَقيل: حَقِيقَة الرجل: مَا يلْزمه حفظه وَمنعه. وَالْعرب تَقول: فلَان يَسُوق الوَسِيقة، ويَنْسِل الوَدِيقة، ويحمي الْحَقِيقَة. فالوسيقة: الطريدة من الْإِبِل، سميت وسيقة لِأَن طاردها يسِقها إِذا سَاقهَا أَي يَقْبِضُها والودَيقة: شدَّة الْحر والحقيقة مَا يحقّ عَلَيْهِ أَن يحميه. وَقَالَ اللَّيْث حَقِيقَة الرجل: مَا يلْزمه الدفاع عَنهُ. وَجَمعهَا الْحَقَائِق. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ الْحَقِيقَة: الرَّايَة. والحقيقة: الحُرْمة. والحقيقة: الفِنَاء. وَقَالَ ابْن المظفر: أحَقَّ الرجلُ إِذا قَالَ حَقّاً، أَو ادَّعى حقّاً فَوَجَبَ لَهُ. وَقَالَ: حقَّق الرجل إِذا قَالَ: هَذَا الشَّيْء هُوَ الحقّ كَقَوْلِك: صدّق. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: حَقَقْت الرجل وأحققته إِذا غلبته على الْحق وأثبتَّه عَلَيْهِ.

قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ أَبُو زيد حقَقْت حَذَر الرجل وأحققته: فعلت مَا كَانَ يحذر. وَقَالَ شمر: حققت الْأَمر وأحققته إِذا كنت على يَقِين مِنْهُ. وأحققت عَلَيْهِ الْقَضَاء إِذا أوجبته. قَالَ وَلَا أعرف مَا قَالَ الْكسَائي فِي حققت الرجل وأحققته إِذا غلبته على الْحق. قلت هُوَ عِنْدِي من قَوْلك حاققته فحققته أَي غلبته على الحقّ. وَقَول الله جلّ وعزّ: {} (الحاقة: 1 3) الحاقّة: السَّاعَة وَالْقِيَامَة. سمّيت حاقّة لِأَنَّهَا تَحُقّ كل إِنْسَان بِعَمَلِهِ من خير وشرّ. قَالَ ذَلِك الزّجاج. وَقَالَ الْفراء: سميت حاقة لِأَن فِيهَا حواقّ الْأُمُور وَالثَّوَاب. قَالَ وَالْعرب تَقول لما عَرَفت الحَقّة مني هَرَبَتْ. والحقَّة والحاقّة بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ غَيرهمَا: سميت الْقِيَامَة حاقة لِأَنَّهَا تَحُقّ كل مُحاقّ فِي دين الله بِالْبَاطِلِ، أَي كل مجادل ومخاصم فتحُقه أَي تغلبه وتخصُمه، من قَوْلك حاققته أحاقه حِقَاقاً ومحاقة فحققته أحُقّه أَي غلبته وفَلَجْت عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله {لِّلْعَالَمِينَ} رفعت بِالِابْتِدَاءِ و (مَا) رَفْعٌ بِالِابْتِدَاءِ أَيْضا. و {وُوِلِّلْعَالَمِينَ} الثَّانِيَة خبر (مَا) وَالْمعْنَى تفخيم شَأْنهَا. كَأَنَّهُ قَالَ: الحاقة أَي شَيْء الحاقة وَقَوله: {ُالْحَآقَّةُ وَمَآ أَدْرَاكَ} ِ مَعْنَاهُ: أيّ شَيْء أعلمك مَا الحاقة و {وُوِوَتَبَّ} موضعهَا رفع، وَإِن كَانَت بعد (أَدْرَاك) الْمَعْنى مَا أعلمك أيُّ شَيْء الحاقّة. وَفِي حَدِيث ابْن عمر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (مَا حَقّ امرىء يبيت لَيْلَتَيْنِ إِلَّا وصيَّته عِنْده) . قَالَ الشَّافِعِي مَعْنَاهُ مَا الحزم لامرىء وَمَا الْمَعْرُوف فِي الْأَخْلَاق لامرىء إلاّ هَذَا، لَا أَنه وَاجِب. قلت: وَهُوَ كَمَا قَالَ الشَّافِعِي ح. وَفِي حَدِيث عليّ ح: إِذا بلغ النساءُ نَصّ الْحَقَائِق، وَرَوَاهُ بَعضهم: نصّ الحقاق فالعَصَبة أولى. قَالَ أَبُو عبيد: نَصّ كل شَيْء منتهاه، ومبلغ أقصاه، قَالَ: وَأَرَادَ بنصّ الحِقَاق. الْإِدْرَاك؛ لِأَن وَقت الصغر يَنْتَهِي، فَتخرج الْجَارِيَة من حدّ الصغر إِلَى الْكبر. يَقُول: فَإِذا بلغت الْجَارِيَة ذَلِك فالعَصَبة أولى بهَا من أمّها، وبتزويجها وحضانتها إِذا كَانُوا مَحْرَماً لَهَا؛ مثل الْآبَاء وَالإِخْوَة والأعمام. قَالَ: والحقاق المحاقة، وَهُوَ أَن تحاقّ الأمُّ العَصَبة فِي الْجَارِيَة، فَتَقول: أَنا أَحَق بهَا، وَيَقُولُونَ: بل نَحن أحقّ. قَالَ: وَبَلغنِي عَن ابْن الْمُبَارك أَنه قَالَ: نَصّ الحقاق: بُلُوغ الْعقل، وَهُوَ مثل الْإِدْرَاك لِأَنَّهُ إِنَّمَا أَرَادَ يَنْتَهِي الْأَمر الَّذِي تجب بِهِ الْحُقُوق وَالْأَحْكَام، فَهُوَ الْعقل والإدراك. قَالَ أَبُو عبيد: وَمن رَوَاهُ نصّ الْحَقَائِق. فَإِنَّهُ أَرَادَ جمع حَقِيقَة وحقائق.

وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للرجل إِذا خَاصم فِي صغَار الْأَشْيَاء: إِنَّه لنَزِق الحِقَاق. وَقَالَ ابْن عَبَّاس فِي قراء الْقُرْآن: مَتى مَا يَغْلوا يحتقّوا. يَعْنِي المِرَاء فِي الْقُرْآن. وَمعنى يحتَقّوا: يختصموا، فَيَقُول كل وَاحِد مِنْهُم: الحقّ معي فِيمَا قَرَأت. يُقَال تحاقّ القومُ واحتقّوا إِذا تخاصموا، وَقَالَ كل وَاحِد مِنْهُم: الحقّ بيَدي وَمَعِي. والمحتق من الطعْن النَّافِذ إِلَى الْجوف. وَمِنْه قَول أبي كَبِير الْهُذلِيّ: فمضت وَقد شرع الأسنةُ نَحْوهَا من بَين محتَقَ بهَا ومشرَّم أَرَادَ: من بَين طعن نَافِذ فِي جوفها، وَآخر قد شرَّم جِلدها، وَلم ينفذ إِلَى الْجوف. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّآ إِثْماً} (الْمَائِدَة: 107) مَعْنَاهُ: فَإِذا طُّلع على أَنَّهُمَا استوجبا إِثْمًا أَي جِنَايَة بِالْيَمِينِ الكاذبة الَّتِي أقدما عَلَيْهَا {فَآخَرَانِ يِقُومَانُ مَقَامَهُمَا} من وَرَثَة المتوفّى {مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ} أَي مُلِك عَلَيْهِم حقّ من حُقُوقهم بِتِلْكَ الْيَمين الكاذبة. وَقد قيل معنى {عَلَيْهِمُ} عَلَيْهِم: مِنْهُم. وَإِذا اشْترى رجل دَارا من رجل فادّعاها رجل آخر، وَأقَام بيّنة عادلة على دَعْوَاهُ وحَكَم لَهُ الْحَاكِم ببيّنته فقد استحقّها على المُشْتَرِي الَّذِي اشْتَرَاهَا أَي مَلَكَها عَلَيْهِ، وأخرجها الْحَاكِم من يَد المُشْتَرِي إِلَى يَد من استحقّها، وَرجع المشترِي على البَائِع بِالثّمن الَّذِي أدّاه إِلَيْهِ. والاستحقاق والاستيجاب قريبان من السوَاء. وَقَالَ شمر: يُقَال: عَذَر الرجل وأعذر، واستحقّ واستوجب إِذا أذْنب ذَنبا اسْتوْجبَ بِهِ عُقُوبَة. وَمِنْه حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَا يهْلك النَّاس حَتَّى يعذروا من أنفسهم) . عَمْرو عَن أَبِيه: يُقَال: استلاط الْقَوْم، واستحقّوا، واستوجبوا، وأوجبوا، وأسْفَوا، وأوفوْا، وأطَلُّوا، ودَنَوا، وعَذَروا وأعذروا وعذّروا إِذا أذنبوا ذنوباً يكون لمن يعاقبهم عذر فِي ذَلِك لاستحقاقهم. وَيُقَال: استحقّت إبلنا ربيعاً، وأحقَّت ربيعاً: إِذا كَانَ الرّبيع تامّاً فرعته. وَقد أحقَّ القومُ إحقاقاً إِذا أسمنوا أَي سمن مَالهم. واستحقَّت الناقةُ سمناً وأحقَّت وحقَّت إِذا سمنت. واستحقَّت النَّاقة لقاحاً إِذا لقِحت، وَاسْتحق لقاحها. يَجْعَل الْفِعْل مرّة للناقة، ومرَّة للقاح. والحِقّ والحِقّة فِي حَدِيث صَدَقات الْإِبِل والديات. قَالَ أَبُو عبيد: الْبَعِير إِذا اسْتكْمل السّنة الثَّالِثَة وَدخل فِي الرَّابِعَة فَهُوَ حينئذٍ حِقّ، وَالْأُنْثَى حِقّة. وَهِي الَّتِي تُؤْخَذ فِي صَدَقَة الْإِبِل إِذا جَاوَزت خمْسا وَأَرْبَعين. قَالَ: وَيُقَال: إِنَّه سمي حِقّاً لِأَنَّهُ قد اسْتحق أَن يُحمل عَلَيْهِ ويُركب. قَالَ وَيُقَال هُوَ حِقّ بيِّن الحِقّة. وَقَالَ الْأَعْشَى: بحقَّتِها ربُطت فِي اللَجِي ن حَتَّى السَدِيس لَهَا قد أسنّ قلت: وَيُقَال: بعير حِقّ بيّن الحِقّ بِغَيْر هَاء.

وَقَالَ ذُو الرمة: أفانِينَ مَكْتُوب لَهَا دون حِقّها إِذا حملهَا راش الحِجَاجين بالثُكْل وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: أَتَت النَّاقة على حِقّها أَي على وَقتهَا الَّذِي ضربهَا الْفَحْل فِيهِ من قَابل هُوَ تَمَامُ حمل النَّاقة حَتَّى يَسْتَوْفِي الجنينُ السّنة. وَمعنى الْبَيْت أَنه كُتب لهَذِهِ النجائب إِسْقَاط أَوْلَادهَا قبل إنَى نتاجها. وَذَلِكَ أَنَّهَا رُكبت فِي سفر أتعبها فِيهِ شدَّة السّير، حَتَّى أجهضت أَوْلَادهَا. وَقَالَ بَعضهم: سمّيت الحِقّة حِقّة لِأَنَّهَا استحقّت أَن يَطْرُقها الْفَحْل. وَتجمع الحِقّة حِقاقاً وحقائق. وَقَالَ الراجز فِي الْحَقَائِق: ومَسَدٍ أُمِرَّ من أيانِقِ لسن بأنياب وَلَا حقائقِ وَهَذَا مِثْل جمعهم امْرَأَة غِرَّة على غَرَائِر، وكجمعهم ضرَّة على ضرائر، وَلَيْسَ ذَلِك بِقِيَاس مطَّرِد. وَقَالَ عَدِيّ: أيُّ قوم قومِي إِذا عزَّت الخَمْ ر وَقَامَت زِقاقهم بالحِقاق ويروى: وَقَامَت حقاقهم بالزقاق. وحِقَاق الشجو: صغارها، شُبّهت بحِقاق الْإِبِل. وَقَالَ أَبُو مَالك: أحقَّت البَكْرةُ إِذا استوفت ثَلَاث سِنِين، فَإِذا لقحت حِين تُحِقّ قيل: لقحت على بَسْرها. قَالَ: وَيُقَال استحقّت الناقةُ سِمَناً، وحَقَّت وأحقت إِذا سَمِنتْ وأحق القومُ إحقاقاً إِذا سمن مَالهم. قَالَ: واحتّقَ المالُ احتقاقاً إِذا سمن وانْتهى سِمَنه. وَحكى ابْن السّكيت عَن أبي عَطاء أَنه قَالَ: أتيت أَبَا صَفْوَان فَقَالَ لي: مِمَّن أَنْت؟ وَكَانَ أَعْرَابِيًا، فَأَرَادَ يمتحنه. فَقلت: من بني تَمِيم. قَالَ: من أيّ بني تَمِيم؟ قلت: رِبَابيّ قَالَ: وَمَا صنيعتك؟ قلت: الْإِبِل. قَالَ فَأَخْبرنِي عَن حِقّة حقّت على ثَلَاث حِقَاق. فَقلت: سألتَ خَبِيرا، هَذِه بَكْرة كَانَ مَعهَا بكرتان فِي ربيع وَاحِد، فارتبعن فَسَمنت قبل أَن تسمنا فقد حقت عليهنّ حقة وَاحِدَة؛ ثمَّ ضَبَعت وَلم تضبعا فقد حقت عَلَيْهِنَّ أُخْرَى، ثمَّ لقِحت وَلم تَلْقحا فَهَذِهِ ثَلَاث حقات فَقَالَ لي لعمري أَنْت مِنْهُم. وَقَالَ غَيره: يُقَال: لَا يَحُقّ مَا فِي هَذَا الْوِعَاء رِطلاً، مَعْنَاهُ: أَنه لَا يزِن رطلا. وَقَالَ اللَّيْث: الحُقَّة من خشب، والجميع الحُقُّ والحُقَق. وَقَالَ رؤبة: سَوَّى مساحيهن تقطيطَ الحُقَق يصف حوافر حمر الْوَحْش وَأَن الْحِجَارَة سوت حوافرها كَأَنَّهَا قططت تقطيط الحقق. قلت: وَقد تسوَّى الحُقَّة من العاج وَغَيره. وَمِنْه قَول عَمْرو بن كُلْثُوم: وثديا مثل حُق العاج رَخْصا حَصَانا من أكف اللامسينا وروى عَن عَمْرو بن الْعَاصِ أَنه قَالَ لمعاويةِ فِي محاورات كَانَت بَينهمَا: أَتَيْتُك من الْعرَاق، وَإِن أَمرك كحُقّ الكَهْوَل

وكالحَجَاة فِي الضعْف، فَمَا زلت أرُمّه حَتَّى استحكم، فِي حَدِيث فِيهِ طول. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس قَالَ أَبُو عَمْرو: حُقّ الكَهْوَل: بَيت العنكبوت. وَهَذَا صَحِيح. وَقد روى ابْن قُتَيْبَة هَذَا الْحَرْف بِعَيْنِه فصحفه وَقَالَ: مثل حق الكهول؛ وخبط فِي تَفْسِيره خبط العشواء، وَالصَّوَاب مَا رَوَاهُ أَبُو الْعَبَّاس عَن أبي عَمْرو مثل حق الكهول والكهول العنكبوت وَحقه بَيته. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْحق: صِدق الحَدِيث، والحقّ الْمِلكُ: وَالْحق: الْيَقِين بعد الشَّك. وَيُقَال أحققت الْأَمر إحقاقاً إِذا أحكمته وصححته. وَأنْشد: قد كنت أوعزت إِلَى الْعَلَاء بِأَن يُحقّ وَذَم الدِلاء وثوب مُحَقّق عَلَيْهِ وشى على صُورَة الحُقَق، كَمَا يُقَال: يُرْد مُرَحَّل. وَيُقَال حققت الشَّيْء وحققته وأحققته بِمَعْنى وَاحِد. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو قَالَ: الأحق من الْخَيل: الَّذِي لَا يعرق. وَقَالَ شمر قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الأحق: الَّذِي يضع رجله فِي مَوضِع يَده. وَأنْشد لبَعض الْأَنْصَار: وأقْدَرُ مشرف الصَهَوات ساطٍ كميتٌ لَا أحقُّ وَلَا شئيتُ وَقَول الله جلّ وعزّ: {حقيق عَليّ أَلا أَقُول على الله (الْأَعْرَاف: 105) وقرىء: (حقيق عَلَى أَلا أَقُول) فَمن قَرَأَ (حقيق عليَّ) ؛ فَمَعْنَاه وَاجِب عليّ ترك القَوْل على الله إِلَّا بِالْحَقِّ وَمن قَرَأَ: (حقيق عَلَى أَلا أَقُول) فَالْمَعْنى أَنا حقيق على ترك القَوْل على الله إِلَّا بِالْحَقِّ. وَقَالَ اللَّيْث: نَبَات الحُقيق: ضرب من التَّمْر وَهُوَ الشيص. قلت: صحف اللَّيْث هَذِه الْكَلِمَة وَأَخْطَأ فِي التَّفْسِير أَيْضا وَالصَّوَاب لون الحُبَيْق ضرب من التَّمْر رَدِيء. ونبات الحبيق فِي صفة التَّمْر تَغْيِير. ولون الحُبَيْق مَعْرُوف. وَقد روينَا عَن النَّبِي أَنه نهى عَن لونين فِي الصَّدَقَة أَحدهمَا الجُعْرُور، وَالْآخر لون الحُبَيق. وَيُقَال لنخلته عَذْق ابْن حُبَيق، وَلَيْسَ بشيص وَلكنه رَدِيء من الدَقَل. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ الحُقُق: القريبو الْعَهْد بالأمور خَيرهَا وشرها. قَالَ: والحُقُق: المحقّقون لما ادَّعوا أَيْضا. وروى عَمْرو عَن أَبِيه أَنه قَالَ: الحُقَّة: الداهية. وَقَالَ الْأَصْمَعِي حق عَلَيْهِ القَوْل وأحققته أَنا وحققت الْخَبَر أحُقّه حَقًا. وَيُقَال مَالِي فِيهِ حَقّ وَلَا حِقَاق أَي خُصُومَة والحُقُّ: حُقُّ الوَرِك. وحُقُّ الوابلة فِي الْعَضُد وَمَا أشبههما. وَيُقَال أصبت حاقَّ عَيْنَيْهِ. وَسمعت أَعْرَابِيًا يَقُول لِنُقْبة من الجرب ظَهرت بِبَعِير فشكُّوا فِيهَا فَقَالَ: هَذَا حاقّ صُمَادِحُ الْجَرَب. وَتعبد عبد الله بن مطرِّف بن الشِّخِّير فَلم

يقتصد، فَقَالَ لَهُ أَبوهُ: يَا عبد الله الْعلم أفضل من الْعَمَل، والحسنة بَين السيئتين، وَخير الْأُمُور أوساطها وشرّ السّير الْحَقْحَقَةُ. قَالَ اللَّيْث: الحَقْحقة سير اللَّيْل فِي أَوله، وَقد نُهي عَنهُ. وَقَالَ بَعضهم: الحَقْحَقة فِي السّير: إتعاب سَاعَة وكفّ سَاعَة. قلت: فسّر اللَّيْث الْحَقْحَقَةُ تفسيرين مُخْتَلفين لم يصب الصَّوَاب فِي وَاحِد مِنْهُمَا. والحقحقة عِنْد الْعَرَب: أَن يسَار البعيرُ وَيحمل على مَا يتعبه وَلَا يطيقه حَتَّى يُبْدَع براكبه. وَيُقَال قَرَب حقْحاق وهَقْهاق وقهقاةٌ ومُقَهْقه ومهقهَق إِذا كَانَ السّير فِيهِ شَدِيدا متعِباً. وَأما قَول اللَّيْث إِن الْحَقْحَقَةُ سير أول اللَّيْل فَهُوَ بَاطِل مَا قَالَه أحد، وَلَكِن يُقَال قَحِّموا عَن أول اللَّيْل أَي لَا تسيروا فِيهِ. وَمعنى قَول مطرِّف لِابْنِهِ: إِنَّك إِذا حملت على نَفسك من الْعِبَادَة مَا لَا تُطِيقهُ انْقَطَعت بِهِ عَن الدَّوَام على الْعِبَادَة، وَبقيت حسيراً، فتكلّفْ من الْعِبَادَة مَا تُطِيقهُ وَلَا يَحْسِرك فَإِن خير الْعَمَل مَا ديم عَلَيْهِ وَإِن قلّ. وَقَالَ شمر فِي (كِتَابه) الْحَقْحَقَةُ:} السّير الشَّديد. يُقَال حقحق القومُ إِذا اشتدُّوا فِي السّير. قَالَ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْحَقْحَقَةُ أَن يجْهد الضعيفَ شدَّةُ السّير. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الْحَقْحَقَةُ: المتعب من السّير. قح: قَالَ اللَّيْث: القُحّ: الجافي من النَّاس وَمن الْأَشْيَاء حَتَّى إِنَّهُم ليقولون للبطيخة الَّتِي لم تنضج: إِنَّهَا لَقُحّ. وَأنْشد اللَّيْث: لَا أَبْتَغِي سَيْب اللَّئِيم القُحّ يكَاد من نحنحة وأُحّ يَحْكِي سُعَال الشَرِق الأبَحِّ وَالْفِعْل قَحَّ يَقُحّ قُحُوحة. قلت: أَخطَأ اللَّيْث فِي تَفْسِير القُحّ، وَفِي قَوْله للبطيخة الَّتِي لم تنضج: إِنَّهَا لَقُحّ. وَهَذَا تَصْحِيف. وَصَوَابه: الفِجّ بِالْفَاءِ وَالْجِيم. يُقَال ذَلِك لكل ثَمَرَة لم تَنْضَج. وأمّا القُحّ فَهُوَ أصل الشَّيْء وخالصه: يُقَال: عربيّ قُحّ، وعربيّ مَحْض وقَلْبٌ إِذا كَانَ خَالِصا لاهجنة فِيهِ وَفُلَان من قُحّ الْعَرَب وكُحّهم أَي من صميمهم. قَالَ ذَلِك ابْن السّكيت وَغَيره. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: يُقَال: لأضطرنك إِلَى تُرِّك وقُحَاحك أَي إِلَى أصلك. وَقَالَ ابْن بُزُرْجَ: وَالله لقد وقعتُ بقَحَاحك، وبقُحَاح قُرّك، ووقعتُ بقُرّك، وَهُوَ أَن يعلم علمه كُله فَلَا يخفى عَلَيْهِ مِنْهُ شَيْء. وَقَالَ أَبُو زيد: القُحَاح والتُّرُّ: الأَصْل. وَأنْشد: وَأَتَتْ فِي المأروك من قُحَاحها أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: عبد كُحّ وكِحّ، وَعبد قُحّ إِذا كَانَ خَالص العُبُودة. وَكَذَلِكَ لئيم قُحّ إِذا كَانَ مَعْرُوفا لَهُ فِي اللؤم. وَقَالَ اللَّيْث: القُحْقُح فَوق القَبّ شَيْئا والقَبَّ: الْعظم الناتىء من الظّهْر بَين

باب الحاء والكاف من المضاعف

الألْيتين. وَقَالَ ابْن شُمَيْل القُحْقُح: ملتقى الْوَرِكَيْنِ من بَاطِن والخَوْرانُ بَين القَحْقح والعُصْعُص، قَالَ والقُحْقُح لَيْسَ من طَرَف الصُلْب فِي شَيْء. وملتقاه من ظاهري العُصُعُص. قَالَ: وَأَعْلَى العصعص العَجْب وأسفله الذَنَب. وَقَالَ غَيره: القُحْقُح: مُجْتَمع الوَرِكين، والعُصْعُص: طرف الصُلْب الْبَاطِن. وطرفه الظَّاهِر العَجَب والخَوَرَان هُوَ الدبر. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ القُحْقُح والفَنِيك والعِضْرِط والجزأة النَوْض والناق والعُكْوَةَ والعُزَيزاء والعُصْعُص. ويقالُ لضحك القرد: القَحْقَحة ولصوته الخَنْخَنة. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه يُقَال: قَرَب مُحَقْحَق، ومُقَحْقَح، وَقرَب مُهَقْهَق ومُقَهْقَه: شَدِيد. قلت وَهَذَا من مبدل المقلوب. (بَاب الْحَاء وَالْكَاف من المضاعف) (ح ك) حك، كح: مستعملان. حك: قَالَ اللَّيْث: حككت الرَّأْس، وَأَنا أَحُكّه حَكّاً، وَإِذا جعلت الْفِعْل للرأس قلت احتكّ رَأْسِي احتكاكاً وَتقول: حكّ فِي صَدْرِي؛ وَيُقَال احتكّ، وَهُوَ مَا يَقع فِي خَلَدك من وساوس الشَّيْطَان، وَفِي الحَدِيث (إيَّاكُمْ والحكّاكات فَإِنَّهَا المآثم) . ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن النَوَّاس بن سَمْعان سَأَلَهُ عَن البِرّ وَالْإِثْم فَقَالَ: (البِرّ حُسْن الخُلُق، وَالْإِثْم مَا حَكّ فِي نَفسك وكرهت أَن يطّلع عَلَيْهِ النَّاس) . قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: (مَا حَكّ فِي نَفسك) يُقَال: حَكّ فِي نَفسِي الشيءُ إِذا لم تكن منشرح الصَّدْر بِهِ، وَكَانَ فِي قَلْبك مِنْهُ شَيْء. وَمثله حَدِيث عبد الله بن مَسْعُود: الْإِثْم حَوَّازُ الْقُلُوب، يَعْنِي مَا حَزَّ فِي نَفْسك وَحَكّ فاجتنبه فَإِنَّهُ الْإِثْم، وَإِن أَفْتَاك فِيهِ النَّاس بِغَيْرِهِ. قلت وَهَذَا أصح ممّا قَالَ اللَّيْث فِي الحَكَّاكات: أَنَّهَا الوساوس. وَقَالَ اللَّيْث: الحُكَاكة: مَا تَحَاكَّ بَين حجرين إِذا حككت أَحدهمَا بِالْآخرِ لدواء أَو غَيره وَرُوِيَ أَن رجلا سَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا الإثْم؟ فَقَالَ: (مَا حَكَّ فِي صدرك فَدَعْهُ، قَالَ: فَمَا الْإِيمَان؟ قَالَ: (إِذا ساءتك سَيِّئتك وسرَّتك حَسَنتك فَأَنت مُؤمن) . قلت: مَا حَكَّ فِي صدرك أَي شَككت فِيهِ أَنه حَلَال أَو حرَام فالاحتياط أَن تتركه والحَكِيك: الكَعْب المحكوك والحَكِيك: الْحَافِر النحيت. وَقَالَ الْأَعْشَى: وَفِي كل عَام لَهُ غَزْوَة تحكّ الدوابر حَكّ السَفَنْ والحَكك الْوَاحِدَة حككة حَجر رِخو أَبيض أرْخى من الرخام وأصلب من الحَصَى. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الحكَكَة: أَرض ذَات حِجَارَة مثل الرخام رِخوة. وَقَالَ غَيره يُقَال: جَاءَ فلَان بالحُكيكات وبالأَحَاجي وبالألغاز بِمَعْنى وَاحِد وَاحِدهَا حُكَيْكَة.

باب الحاء والجيم

ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الحُكُكُ: المُلِحُّون فِي طلب الْحَوَائِج. والحُكُكُ: أَصْحَاب الشرّ. وَقَالَ اللَّيْث الحاكّة: السنّ. يُقَال: مَا فِي فِيهِ حاكّة. والتحكّك: التحرّش والتعرض، إِنَّه ليتحكّك بِي أَي يتَعَرَّض بشرّه لي. قَالَ: وَقَول الحُبَاب أَنا جُذَيلها المحكَّك مَعْنَاهُ: أَنا عماده وملجؤه عِنْد الشدائد. وَقَالَ أَبُو عبيد: الجُذَيل تَصْغِير جِذْل، وَهُوَ عُود يُنصب لِلْإِبِلِ الجَرْبَى لتحتكّ بِهِ من الجرب، فَأَرَادَ أَنه يُسْتشفى بِرَأْيهِ كَمَا تَستشفِي الجربَى بالاحتكاك بذلك الْعود. قلت وَفِيه معنى آخر أحبّ إليّ، أَرَادَ أَنه منجَّذ مجرَّس قد جَرَّب الْأُمُور وَعرفهَا وجُرِّب، فَوجدَ صُلب المكسِر غير رِخو، ثَبْتَ الغَدَر لَا يفرّ عَن قِرنه. وَقيل معنى قَوْله: أَنا جذيلها المحكك أَنه يُرِيد: أَنا دون الْأَنْصَار جذل حِكَاك لمن عاداهم وناوأهم، فَبِي تُقْرن الصعبة. وَيَقُول الرجل لصَاحبه: أجذِل للْقَوْم أَي انتصب لَهُم وَكن مخاصماً مُقَاتِلًا وَالْعرب تَقول: فلَان جِذْل حِكَاكَ خَشَعت عَنهُ الأُبَن، يعنون أَنه منقَّح لَا يُرمى بِشَيْء إِلَّا زل عَنهُ ونبا. وَقَالَ أَبُو النَّجْم: عرفت رسما لسعاد ناحلا بِحَيْثُ ناصى الحُكَكاتُ عَاقِلا قَالَ: الحككات: مَوضِع مَعْرُوف، وَهِي ذَات حِجَارَة بيض رقيقَة. وَقَالَ النَّضر: هِيَ: أَرض ذَات حِجَارَة مثل الرخام بيض رخوة تكسرها بفيك كح: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: عبد كُحّ وكَحّ إِذا كَانَ خَالص العَبُودة. وَقَالَ غَيره: عربيّ كُحّ وأعراب أكحاح إِذا كَانُوا خُلَّصاً. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي نَاقَة كُحْكُح وقُحْقُح وعَزُوم وعَوْزَم إِذا هرِمت. أَبُو الْهَيْثَم عَن نُصَيْر أَنه قَالَ: إِذا أسنَّت النَّاقة وَذَهَبت حِدّة أسنانها فَهِيَ ضِرْزِم ولِطْلِط وكِحْكِح وعِلْهِز، وهِرْهِر، ودِرْدِح. قَالَ الراجز يذكر رَاعيا وشفقته على إبِله: يبكى على إِثْر فصيل إِن نُحرْ والكِحْكح اللِطْلِطاء ذَات المختبر وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الكُحُح: الْعَجَائِز الهَرِمات. قَالَ وَيُقَال: حُكَّ الرجل إِذا اختبر وحَكّ إِذا شكّ. عَمْرو عَن أَبِيه الحِكّة: الشكّ فِي الدّين وَغَيره قَالَ: والحكَكات مَوضِع مَعْرُوف بالبادية. وَقَالَ أَبُو النَّجْم: عرفتُ رسماً لسعاد ماثلاً بِحَيْثُ نامى الحُكَكَاتُ عَاقِلا وَقَالَ أَبُو الدقيش الحككات هِيَ ذَات حِجَارَة بيض كَأَنَّهَا الأقِط تتكَسر تكسّراً، وَإِنَّمَا تكون فِي بطن الأَرْض. (بَاب الْحَاء وَالْجِيم) (ح ج) حج، جح: مستعملان فِي الثنائي والمكرر. حج: قَالَ اللَّيْث: الْحَج: القصدو السّير إِلَى

الْبَيْت خَاصَّة، تَقول حَجَّ يَحُجّ حَجّاً قَالَ: والحَجّ قَضَاء نُسُكِ سنة وَاحِدَة. وَبَعض يكسر الْحَاء فَيَقُول الحِجّ والحِجَّة وقرىء: {وَللَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} (آل عمرَان: 97) . و (حج الْبَتّ) وَالْفَتْح أَكثر. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق الزّجاج فِي قَول الله تَعَالَى {وَللَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} يقْرَأ بِفَتْح الْحَاء وَكسرهَا، وَالْفَتْح الأَصْل. تَقول: حججْت الْبَيْت أَحُجّه حَجّا إِذا قصدته. والْحِجُّ اسْم الْعَمَل. قَالَ وَقَوله: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ} (الْبَقَرَة: 197) . مَعْنَاهُ: أشهر الْحَج أشهر مَعْلُومَات، وَهِي شوّال وَذُو الْقعدَة وَعشر من ذِي الْحجَّة. وَقَالَ الْفراء: مَعْنَاهُ: وَقت الْحَج هَذِه الْأَشْهر. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي طَالب فِي قَوْلهم: مَا حَجّ وَلكنه دَجّ قَالَ: الحجّ: الزِّيَارَة والإتيان، وَإِنَّمَا سمي حَاجا بزيارته بَيت الله. وَقَالَ دُكَين: ظلَّ يُحَجّ وظللنا نحجبُه وظلّ يَرْمِي بالحصى مبوِّبُه قَالَ: والداجّ: الَّذِي يخرج للتِّجَارَة. الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت: يُقَال حَجّ حَجّاً وحِجَّاً. قَالَ الْمُنْذِرِيّ: وَسمعت أَبَا الْعَبَّاس يَقُول: قَالَ الْأَثْرَم وَغَيره: مَا سمعنَا من الْعَرَب حججْت حَجَّة وَلَا رَأَيْت رَأْية إِنَّمَا يَقُولُونَ حججْت حِجّة. قَالَ والحَجّ والحِجّ لَيْسَ عِنْد الْكسَائي بَينهمَا فُرْقَانٌ، وَغَيره يَقُول: الحَجّ حجّ الْبَيْت والحجُّ عمل السَّنَة. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: حججْت فلَانا واعتمرته أَي قصدته. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي قَول المخبَّل: وأشهدُ من عَوْف حُلُولا كَثِيرَة يَحُجُّون سِبَّ الزبْرِقَان المزعفرا أَي يقصدونه. وَقَالَ غَيره حججْت فلَانا إِذا أَتَيْته مرَّة بعد مرّة، فَقيل حجّ الْبَيْت لِأَن النَّاس يأتونه كل سنة. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: كَلَام الْعَرَب كُله على فعلت فَعْلة، إلاَّ قَوْلهم: حججْت حِجَّة ورأيته رُؤية. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للرجل الْكثير الْحَج: إِنَّه لحجَّاج بِفَتْح الْجِيم من غير إمالة. قَالَ: وكل نعت على فعّال فَهُوَ غير ممال الْألف؛ فَإِذا صيَّروه اسْما خاصّاً تحوّل عَن حَال النَّعْتِ ودخلته الإمالة كاسم الحجَّاج والعجَّاج. قَالَ والحَجِيج جمَاعَة الحاجّ. قلت: وَمثله غازٍ وغَزِيّ، وناجٍ ونَجِيّ ونادٍ ونَدِيّ للْقَوْم يتناجَون ويجتمعون فِي مجْلِس. وَقَالَ اللَّيْث: ذُو الحِجّة شهر الحَج. قَالَ: وَتقول حَجَّ علينا فلَان أَي قدِم علينا. قَالَ والمَحَجَّة: قَارِعَة الطَّرِيق. وَقَالَ ابْن بُزُرج: الحَجَوَّج: الطَّرِيق يَسْتَقِيم مرّة ويعوجَّ أُخْرَى وَأنْشد: أجدُّ أيامك من حَجَوَّجِ إِذا استقام مرّة يُعَوَّجِ وَقَالَ اللَّيْث: الحِجَّة: شَحْمة الْأذن. وَقَالَ

لبيد يذكر نسَاء: يَرُضْن صعاب الدُرّ فِي كل حِجّة وَإِن لم تكن أعناقهن عواطلا قَالَ وَقَالَ بَعضهم: الحِجّة هَاهُنَا الْمَوْسِم. وَقيل: فِي كل حِجَّة أَي فِي كل سنة وَجَمعهَا حجج. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ الحِجّة: ثُقْبة شحمة الْأذن. وَقَالَهُ ابْن الْأَعرَابِي أَيْضا. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي الحجيج من الشَّجَاج: الَّذِي قد عولج، وَهُوَ ضرب من علاجها. قَالَ وَقَالَ أَبُو الْحسن الْأَعرَابِي: هُوَ أَن يُشَجُّ الرجل فيختلط الدَّم بالدماغ فيُصبَّ عَلَيْهِ السّمن المُغْلَى حَتَّى يظْهر الدَّم عَلَيْهِ فَيُؤْخَذ بقطنة. يُقَال مِنْهُ حججته أحُجُّه حجَّاً. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي حججْت الشَجَّة إِذا سبرتها. قَالَ وَسمعت ابْن الفقعسي يَقُول حججتها: قِسْتها. وَحكى شمر عَنهُ نَحْو ذَلِك. قَالَ وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الحجّ أَن تفلق الهامة فَينْظر هَل فِيهَا وَكْس أَو دم. قَالَ: والوَكْس أَن يَقع فِي أُمّ الرَّأْس دم أَو عِظَام أَو يُصِيبهَا عَنَت. قَالَ وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الْحَج أَن تقدح فِي الْعظم بالحديد إِذا كَانَ قد هُشِم حَتَّى تقلع الَّتِي قد جفّت، ثمَّ يعالج ذَاك، فَيُقَال قد حُجَّ حجّاً. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: وصُبّ عَلَيْهَا الطِيبُ حَتَّى كَأَنَّهَا أَسِيٌّ على أُمّ الدماغِ حجيج وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ابْن السّكيت أَنه أنْشدهُ: يحجّ مأمومة فِي قعرها لَجَف فاستُ الطَّبِيب قذاها كالمغارِيد قَالَ: يحجّ: يصلح، مأمومة: شجة بلغت أم الرَّأْس. وَقَالَ اللَّيْث: الحُجّة: الْوَجْه الَّذِي يكون بِهِ الظفر عِنْد الْخُصُومَة، وَجَمعهَا حُجَج. قلت: وَإِنَّمَا سميت حُجة لِأَنَّهَا تُحَجُّ أَي تُقصد؛ لِأَن الْقَصْد لَهَا وإليها. وَكَذَلِكَ مَحَجَّة الطَّرِيق هِيَ الْمَقْصد والمسلك. وَقَالَ ثَعْلَب: حججته أَي قصدته. وَمن أَمْثَال الْعَرَب: لجّ فحجّ. قَالَ بَعضهم: مَعْنَاهُ: لجّ فَغَلب مَنْ لاجّه بحُججه. يُقَال: حاججته أُحَاجُّه حِجَاجاً ومُحاجَّة حَتَّى حججته أَي غلبته بالحجج الَّتِي أدليتُ بهَا. وَقيل معنى قَوْله: لَجَّ فحج أَنه لجّ وَتَمَادَى بِهِ لَجَاجة أَنه أدَّاه اللجاج إِلَى أَن حجّ الْبَيْت الْحَرَام، وَمَا أُراه أُرِيد إِلَّا أَنه هَاجر أهلَه بلجاجه حَتَّى خرج حاجَّاً. وَقَالَ اللَّيْث: الحِجَاج: الْعظم المستدير حول الْعين، وَيُقَال بل هُوَ الْأَعْلَى الَّذِي تَحت الْحَاجِب، وَأنْشد قَول العجاج: إِذا حجاجا مقلتيها هجَّجا وَقَالَ ابْن السّكيت: هُوَ الحِجَاج وَالْحجاج: العُظيم المطبِق على وَقْبة الْعين، وَعَلِيهِ ينْبت شعر الْحَاجِب، وحِجاج الشَّمْس حاجبها وَهُوَ قَرْنها. يُقَال: بدا حِجاج الشَّمْس، وحَجاجا الْجَبَل: جانباه. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الحُجج الطّرق المحَفَّرة. والحُجُج: الْجراح المسبورة.

باب الحاء والشين

وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الحَجَّة: خرزة أَو لؤلؤة تعلَّق فِي الْأذن. وَيُقَال للْقَوْم الحُجَّاج: حُجّ وَأنْشد: حُجّ بِأَسْفَل ذِي الْمجَاز نزُول وَقَالَ أَبُو عَمْرو رَأس أحجّ صُلب. وَقَالَ المرار يصف الركاب فِي سفر كَانَ سافره: ضربن بِكُل سافلة وَرَأس أحَجَّ كَأَن مُقْدمَه نَصِيل جح: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي جَحَّ الرجل إِذا أكل الجُحَّ وَهُوَ البطِّيخ المُشَنَّج. وَقَالَ ابْن دُرَيْد الجُحّ: البِطّيخ الصغار، والحنظل. قَالَ وجَحَّ الشَّيْء يَجُحُّه إِذا سحبه. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي جحجحت عَن الْأَمر وحجحجت أَي كَفَفْت. وَقَالَ العجاج: حَتَّى رأى رابئهم فحجحجا وَقَالَ الجحجوة: النكوص. يُقَال حَمَلوا ثمَّ حجحجوا أَي نكصوا. وَقَالَ أَبُو عَمْرو الحجحج: الفَسْل من الرِّجَال وَأنْشد: لَا تعلقي بحجحج حَيُوس ضيَّعة ذراعه يَبُوس أَبُو عبيد: الجحجاح من الرِّجَال: الْكَرِيم. وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ السَّيِّد السَمْح وَجمعه جحاجحة وجحاجح. وروى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه مر بِامْرَأَة مُجحَ فَسَأَلَ عَنْهَا، فَقَالُوا: هَذِه أمة لفُلَان فَقَالَ: أيلِمّ بهَا فَقَالُوا نعم. قَالَ لقد هَمَمْت أَن ألعنه لعناً يدْخل مَعَه فِي قَبره. كَيفَ يستخدمه وَهُوَ لَا يحلّ لَهُ أَو كَيفَ يورّثه وَهُوَ لَا يحلّ لَهُ. قَالَ أَبُو عبيد معنى المحِجّ: الْحَامِل المُقْرِب. قَالَ: وَوجه الحَدِيث أَن يكون الْحمل قد ظهر بهَا قبل أَن تُسْبَى فَيَقُول إِن جَاءَت بِولد وَقد وَطئهَا بعد ظُهُور الْحمل لم يحل لَهُ أَن يَجعله مَمْلُوكا لِأَنَّهُ لَا يدرى لَعَلَّ الَّذِي ظهر لم يكن حَمْلاً، وَإِنَّمَا حدث الْحمل من وَطئه، فَإِن الْمَرْأَة رُبمَا ظهر بهَا الْحمل ثمَّ لَا يكون شيأ حَتَّى يحدث بعد ذَلِك فَيَقُول: لَا يدرى لَعَلَّه وَلَده وَقَوله أَو كَيفَ يورّثه يَقُول: لَا يدرى لَعَلَّ الْحمل قد كَانَ بِالصِّحَّةِ قبل السباء فَكيف يورثه. وَمعنى الحَدِيث أَنه نهى عَن وَطْء الْحَوَامِل حَتَّى يَضعن كَمَا قَالَ يَوْم أَوْطاس: (أَلا لَا تُوطأ حَامِل حَتَّى تضع وَلَا حَائِض حَتَّى تُسْتَبْرَأَ بِحَيْضَة) . وَقَالَ أَبُو زيد: قيس كلهَا تَقول لكل سَبُعة إِذا حملت فأقربت وَعظم بَطنهَا: قد أَجَحَّت فَهِيَ مُجِحّ. قَالَ اللَّيْث: أجَحَّت الكلبة إِذا حملت فأقربت. وكلبة مُجِحّ والجميع مَجَاحّ. (بَاب الْحَاء والشين) (ح ش) حش، شح: مستعملان فِي الثنائي والمكرر. حش: قَالَ اللَّيْث حشَشت النَّار بالحَطَب أَحُشّها حَشّاً، وَهُوَ ضمّكَ مَا تفرق من الْحَطب إِلَى النَّار وَأنْشد: تالله لَوْلَا أَن تَحُشَّ الطُّبَّخُ بِي الحجيمَ حِين لَا مستصرخُ

يَعْنِي بالطُّبَّخ مَلَائِكَة الْعَذَاب. قَالَ: والنابِل إِذا راش السهْم فألزق القُذَذ بِهِ من نواحيه يُقَال: حشّ سَهْمه بالقُذَذ. وَأنْشد: أَو كمِرِّيخ على شِرْيانة حَشّه الرَّامِي بظُهْران حُشُر قَالَ: وَالْبَعِير وَالْفرس إِذا كَانَ مُجْفَر الجنبين يُقَال: حُشّ ظهرهُ بجنبين واسعين. وَقَالَ أَبُو دواد الْإِيَادِي يصف فرسا: من الحارك محشوش بجنْب جُرشُع رَحْب وَقَالَ شمر فِي قَوْله: قد حَشّها اللَّيْل بعصْلَبيّ قَالَ: حشّها: ضمّها. ويَحُشُّ الرجل الْحَطب، ويَحُشّ النَّار إِذا ضم الحَطَب إِلَيْهَا وأوقدها. وَقَالَ اللَّيْث: الحُشَاشة: رَمَق بقيّة من حَيَاة. وَقَالَ الفرزدق يصف القُرَاد: إِذا سَمِعت وَطْء الركاب تَنغَّشَتْ حُشاشَتها فِي غير لحم وَلَا دم أَبُو عبيد: الحُشَاشة والذَمَاء: بقيَّة النَفْس. وَقَالَ اللَّيْث: الحشِيش: الْكلأ، والطاقة مِنْهُ حشيشة. وَالْفِعْل الاحتشاش. وَسمعت الْعَرَب تَقول للرجل: حُشَّ فرسَك. وَمِنْه الْمثل السائر: أحُشُّك وتروثني، يُضرب مثلا لمن يسيء إِلَيْك وَأَنت تحسن إِلَيْهِ. وَمعنى أَحُشّك: أَحُشُّ لَك، وَيكون أحُشّك أعلفك الحشيشَ. وَيُقَال للمِنجَل الَّذِي يُحشّ بِهِ الْحَشِيش: مِحَشّ، أَي يُقطع بِهِ. وَرجل حَشَّاش: يجمع الْحَشِيش. وَرجل مِحَشّ حَرْب إِذا كَانَ يؤرّث نارها، وَهَذَا مَحَشّ صِدْق للبلد الَّذِي يكثر فِيهِ الْحَشِيش. وحَشّ الفرسُ يَحِشُّ حَشّاً إِذا أسْرع، وَمثله ألهب، كَأَنَّهُ يتوقّد فِي عَدْوه. وَقَالَ أَبُو دواد الإياديّ يصف فرسا: مُلْهِب حَشُّه كحشّ حريق وَسْط غَابَ وَذَاكَ مِنْهُ حِضار وَفِي حَدِيث عمر أَن امْرَأَة مَاتَ زَوجهَا، فاعتدّت أَرْبَعَة أشهر وَعشرا، ثمَّ تزوّجت رجلا، فَمَكثت عِنْده أَرْبَعَة أشهر وَنصفا، ثمَّ ولدت ولدا، فَدَعَا عمرُ نسَاء من نسَاء الْجَاهِلِيَّة فسألهن عَن ذَلِك، فَقُلْنَ: هَذِه امْرَأَة كَانَت حَامِلا من زَوجهَا الأول، فلمّا مَاتَ حَشّ ولدُها فِي بَطنهَا، فلمّا مسّها الزَّوْج الآخر تحرّك وَلَدهَا. قَالَ: فَألْحق عمر الْوَلَد بِالْأولِ. قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: حَشّ ولدُها فِي بَطنهَا أَي يبس. يُقَال حشَّ يَحِشُّ. وَقد أحشَّت الْمَرْأَة فَهِيَ مُحِشّ إِذا فعل وَلَدهَا ذَلِك. وَمِنْه قيل لليد إِذا شَلَّت: قد حَشَّت. وَقَالَ شمر قَالَ ابْن شُمَيْل: الحُشّ: الْوَلَد الْهَالِك فِي بطن الحاملة، وَإِن فِي بَطنهَا لحُشّاً، وَهُوَ الْوَلَد الْهَالِك تنطوي عَلَيْهِ. وتُهَريق وَمَا عَلَيْهِ. وَقَوله تنطوي عَلَيْهِ أَي يبْقى فَلَا يخرج. قَالَ ابْن مقبل: وَلَقَد غدوتُ على التِجَار بحَسْرة قلقٍ حشُوش جَنِينهَا أَو حائلِ قَالَ وَإِذا أَلْقَت وَلَدهَا يَابسا فَهُوَ الحشِيش وَلَا يخرج الْحَشِيش من بَطنهَا حَتَّى يُسطى عَلَيْهَا. وَأما اللَّحْم فَإِنَّهُ يتقطع فتبوله

حضيراً فِي بولها. وَالْعِظَام لَا تخرج إلاّ بعد السطو عَلَيْهَا. وَقد أحشّت الناقةُ، وحَشّ الولدُ. وَيُقَال: حَشّت يدُه تحُشّ وتحِشّ إِذا دَقّت وصغرت. واستحشّت مثله. والمستحِشّة من النوق الَّتِي دقّت أوظفتها من عِظَمها وَكَثْرَة شحمها، وحَمُشت سفلتها فِي رَأْي الْعين. يُقَال استحشّها الشَّحْم وأحشّها. وَقَامَ فلَان إِلَى فلَان فاستحشّه أَي صَغُر مَعَه. وَقَالَ أَبُو عبيد قَالَ الْأَصْمَعِي: الخَلَى: الرَطْب من الْحَشِيش، فَإِذا يبس فَهُوَ حشيش قَالَ: والمَحَشُّ: الَّذِي يَجْعَل فِيهِ الْحَشِيش وَيُقَال لَهُ مِحش بِكَسْر الْمِيم. قلت الْعَرَب إِذا أطْلقُوا اسْم الْحَشِيش عَنَوا بِهِ الحَلِيَّ خاصّة. وَهُوَ من أَجود علف يصلح الْخَيل عَلَيْهِ، وَهُوَ من خير مرَاعِي النعم. وَهُوَ عُرْوة فِي الجَدْب، وعُقْدة فِي الأزمات، إِلَّا أَنه إِذا حَالَتْ عَلَيْهِ السّنة تغيّر لَونه، واسودّ بعد صفرته، واجتوته النَعَم وَالْخَيْل، إِلَّا أَن تُمحِل السّنة وَلَا ينْبت البقل. وَإِذا بدا الْقَوْم فِي آخر الخريف قبل وُقُوع ربيع بِالْأَرْضِ فظعَنوا منتجعين لم ينزلُوا بَلَدا لَا حَلِيَّ فِيهِ. فَإِذا وَقع ربيع بِالْأَرْضِ وأبقلت الرياض أغنتهم عَن الحَلِيِّ والصِّلِّيان. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: البقل أجمع رَطْباً ويابساً حشيش وعَلَف وخَلًى. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: ألْقت النَّاقة ولدا حشيشاً إِذا يبس فِي بَطنهَا. قَالَ والحشيش: الْيَابِس من الْكلأ. وَلَا يُقَال لَهُ وَهُوَ رطب: حشيش. وَيُقَال هَذِه لُمْعَةٌ قد أحشَّت أَي أمكنت لِأَن تُحش، وَذَلِكَ إِذا يَبِسَتْ. واللُمْعة من الحَلِيِّ، وَهُوَ الْموضع الَّذِي يكثر فِيهِ الحَلِيّ. وَلَا يُقَال لَهُ: لُمْعة حَتَّى يصفرّ أَو يبيضّ. قلت وَهَذَا كُله كَلَام عربيّ صَحِيح. وَقَالَ ابْن المظفر: رُوي فِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى أَن يُؤْتى النِّسَاء فِي محاشّهن بالشين. قَالَ: وَرَوَاهُ بَعضهم فِي محاسّهن قَالَ والمَحَسّة: الدبر. قلت: كنى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الأدبار بالمحاشّ؛ كَمَا يكنى بالحُشُوش عَن مَوَاضِع الْغَائِط. والحشوش فِي الأَصْل جمع الحَشّ وَهُوَ الْبُسْتَان من النّخل وَكَانُوا يتغوّطون فِيهَا. وَمِنْه حَدِيث طَلْحَة بن عبد الله: أَنه قَالَ: إِنَّهُم أدخلوني الحَشّ، وقرّبوا اللُجّ فوضعوه على قَفَيّ فَبَايَعت وَأَنا مكرَه. قَالَ أَبُو عبيد: الحشّ: الْبُسْتَان. وَفِيه لُغَتَانِ: حُشّ وحَشّ. وَجمعه حِشَّان. قَالَ: وسمّي مَوضِع الخلاَء حُشّاً بِهَذَا؛ لأَنهم كَانُوا يقضون حوائجهم فِي الْبَسَاتِين. وَقَالَ شمر: سَمِعت ابْن الْأَعرَابِي يَقُول: الحشّ: حَائِط نخل، وَجمعه حِشّان. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: حشَّ عليّ الصَّيْد. قلت: كَلَام الْعَرَب الصَّحِيح: حُشْ عليَّ الصيدَ بِالتَّخْفِيفِ، من حاش يحوش. وَمن قَالَ: حششت الصَّيْد بِمَعْنى حُشْته فَإِنِّي لم أسمعهُ لغير اللَّيْث، وَلست أُبعده مَعَ ذَلِك من الْجَوَاز. وَمَعْنَاهُ: ضُمَّ الصَّيْد من

جانبيه؛ كَمَا يُقَال: حُشّ البعيرُ بجنبين واسعين أَي ضم، غير أَن الْمَعْرُوف فِي الصَّيْد الحوش. عَمْرو عَن أَبِيه: الحَشَّة: الرَّوْضَة. وَقَالَ اللحياني: حُشَاشاك أَن تفعل ذَاك، وغُنَاماك وحُمَاداك بِمَعْنى وَاحِد. وَيُقَال: حششت فلَانا فَأَنا أحُشّة إِذا أصلحت من حَاله. وحششت مَاله بِمَال فلَان أَي كثّرته. وَقَالَ الْهُذلِيّ: فِي المُزَنيّ الَّذِي حششتُ بِهِ مَال ضَرِيك تلادُه نَكِد وَقَالَ ابْن الْفرج: قَالَ الْفراء يُقَال: ألحق الحِسّ بالإسّ. قَالَ وَسمعت بعض بني أَسد يَقُول: ألحق الحشّ بالإشّ. قَالَ كَأَنَّهُ يَقُول: ألحق الشَّيْء بالشَّيْء: إِذا جَاءَك شَيْء من نَاحيَة فافعل مثله. جَاءَ بِهِ أَبُو تُرَاب فِي بَاب الشين وَالسِّين وتعاقبهما. شح: قَالَ اللَّيْث: الشُحّ: الْبُخْل، وَهُوَ الْحِرْص. يُقَال: هما يتشاحّان على أَمر إِذا تنازعاه، لَا يُرِيد كل وَاحِد مِنْهُمَا أَن يفُوته. والنعت شحيح، وَالْعدَد أشِحّة. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً} (الأحزَاب: 19) نزلت فِي قوم من الْمُنَافِقين كَانُوا يُؤْذونَ الْمُسلمين بألسنتهم فِي الْأَمْن، ويعوّقون عِنْد الْقِتَال ويَشِحّون عِنْد الْإِنْفَاق على فُقَرَاء الْمُسلمين. وَالْخَيْر: المَال هَاهُنَا. وَقَالَ الْمُفَسِّرُونَ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَائِكَ هُمُ} (الحَشر: 9) أَي من أخرج زَكَاته، وعَفّ عَن المَال الَّذِي لَا يحلّ لَهُ فقد وُقي شُحّ نفْسه. وَقَالَ الْفراء يُقَال: شحّ يشحّ بِكَسْر الشين من يشحّ. قَالَ وَكَذَلِكَ كل فعيل من النعوت إِذا كَانَ مضاعفاً فَهُوَ على فَعَل يَفْعِل، مثل خَفِيف، وذفيف، وعفيف. قَالَ: وَبَعض الْعَرَب يَقُول: شحّ يَشَحّ وَقد شحِحْت نَشَحّ وَمثله ضَنّ يَضَنّ فَهُوَ ضنين. وَالْقِيَاس هُوَ الأوّل: ضَنّ يضِن. واللغة الْعَالِيَة ضنّ يَضَنُّ. وَقَالَ أَبُو عبيد قَالَ الْأَصْمَعِي: رجل شَحَاح وشحِيح بِمَعْنى وَاحِد. وَأنْشد شمر: إِنِّي وتركي ندى الأكرمي ن وقدحي بكفيّ زنْداً شَحاحا كتاركة بيضها بالعرا ء وملبسة بيض أُخْرَى جَناحا قَالَ اللَّيْث: زند شَحَاح إِذا كَانَ لَا يُورى. وَفِي حَدِيث عَليّ ح حِين رأى رجلا يخْطب فَقَالَ: هَذَا الْخَطِيب الشَحْشَح. قَالَ أَبُو عبيد قَالَ أَبُو عَمْرو، وَهُوَ الماهر بِالْخطْبَةِ الماضِي فِيهَا. قَالَ أَبُو عبيد وكل ماضٍ فِي كَلَام أَو سير فَهُوَ شَحْشَح. وَقَالَ الْأمَوِي: الشَحْشَح: المواظب على الشَّيْء. قَالَ الطرماح: كَأَن المطايا لَيْلَة الخِمْس عُلِّقت بوَثَّابة تنضو الرواسم شحشح وَقَالَ ذُو الرمة: لدن غدْوَة حَتَّى إِذا امتدَّت الضُّحَى وحث القطينَ الشحشحانُ المكلّف يَعْنِي الْحَادِي. قَالَ: وَيُقَال: الشحشح:

باب الحاء والضاد

الْبَخِيل الممسك. وَقَالَ الراجز: فردّد الهدر وَمَا إِن شحشحا أَي مَا بخل بهديره. وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي رجل شَحْشَح وشَحشاح وشحِيح وشَحْشحان بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ وَيُقَال للغَيُور: شَحْشَح. وفلاة شحشح: لَا شَيْء فِيهَا. وَرجل شحشح: سيّء الخُلُق. وَقَالَ نُصيب: نُسَيَّة شحشاح غيورٍ يهينه أخى حذر يَلْهُون وَهُوَ مشيح وَقَالَ اللَّيْث: شحشح الْبَعِير فِي هديره، وَهُوَ الَّذِي لَيْسَ بالخالص من الهدير. ابْن السّكيت: هُوَ الشُحّ والشِّحّ. والشُّحْ كَلَام الْعَرَب، والشِّحّ لُغَة رَدِيئَة. وَأَرْض شَحَاح: لَا تسيل إلاّ من مطر جَوْد. وَأَرْض شَحْشَح كَذَلِك. وغراب شَحْشَح: كثير الصَّوْت. وشحشح الصُّرد إِذا صات. قَالَ والشحشح: الفلاة الواسعة قَالَ مُليح: تجْرِي إِذا مَا ظلام اللَّيْل أمكنها من السُّرَى وفلاة شحشح جَرَد وحمار شحشح: خَفِيف. وَمِنْهُم من يَقُول: شُحْشُح. وَقَالَ حُمَيد: تقدّمها شَحْشَح جَائِز لماء قعير يُرِيد الْقرى جَائِز: يجوز إِلَى المَاء. (بَاب الْحَاء وَالضَّاد) (ح ض) حض، ضح: مستعملان. حض: قَالَ اللَّيْث: حض يَحُض حَضاً، وَهُوَ الْحَث على الْخَيْر، والْحِضِّيضَى كالحثِّيثَى. وَقَول الله تَعَالَى: {الْيَتِيمَ وَلاَ تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} (الْفجْر: 18) قَرَأَ عَاصِم وَالْأَعْمَش {الْيَتِيمَ وَلاَ تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} بِالْألف وَفتح التَّاء. وَقَرَأَ أهل الْمَدِينَة (وَلَا تحُضّون) . وَقَرَأَ الْحسن (وَلَا يحضون) وَقَرَأَ بَعضهم (ولاتُحاضّون) بِرَفْع التَّاء. قَالَ الْفراء: وكلٌّ صَوَاب. فَمن قَرَأَ (تُحاضّون) فَمَعْنَاه تحافظون. وَمن قَرَأَ (تَحَاضّون) فَمَعْنَاه: يحضّ بَعْضكُم بَعْضًا. وَمن قَرَأَ (تَحُضّون) فَمَعْنَاه تأمرون بإطعامه وَكَذَلِكَ (يَحُضّون) وَيُقَال: حضَّضت الْقَوْم على الْقِتَال تحضيضاً إِذا حرّضْتَهم، وَقَالَ اللَّيْث: الحُضُض يتَّخذ من أَبْوَال الْإِبِل. وَقَالَ أَبُو عبيد عَن اليزيدي هُوَ الْحُضَض، والْحُضُظُ، والْحُظظُ، والحُظَظُ. قَالَ شمر وَلم أسمع الضَّاد مَعَ الظَّاء إِلَّا فِي هَذَا. وَهُوَ الحُدُل. سَلمَة عَن الفرّاء: الخذَال. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الْحُضُض والْحُضَض: صَمْغ من نَحْو الصَبِر والمُرّ وَمَا أشبههما. اللَّيْث الحضيض: قَرَار الأَرْض عِنْد سَفْح الْجَبَل. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الحَضِيض: القَرَار من الأَرْض بعد مُنْقَطع الْجَبَل وَأنْشد بَعضهم: الشِّعْر صَعب وطويل سُلّمه إِذا ارْتقى فِيهِ الَّذِي لَا يُعلمهُ زلت بِهِ إِلَى الحضِيض قَدَمُه يُرِيد أَن يعربه فيُعجمُه

باب الحاء والصاد

وَالشعر لَا يسطيعه من يَظْلمه وَقَالَ ابْن الْفرج: يُقَال احتضضت نَفسِي لفُلَان وابْتَضَضْتُها إِذا استزدتها. ضح: قَالَ اللَّيْث الضِّحّ: ضوء الشَّمْس إِذا استمكن من الأَرْض. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الضِّحّ نقيض الظلّ، وَهُوَ نُور الشَّمْس الَّذِي فِي السَّمَاء على وَجه الأَرْض. وَالشَّمْس هُوَ النُور الَّذِي فِي السَّمَاء يطلع ويغْرب. وَأما ضوؤه على الأَرْض فضِحّ قَالَ وَأَصله الضِحْيُ فاستثقلوا الْيَاء مَعَ سُكُون الْحَاء فثقّلوها. قَالُوا: ضحّ. وَمثله العَبْد القِنّ وَأَصله قِنْي من القِنية. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الضِحّ كَانَ فِي الأَصْل الوِضْح، فحذفنا الْوَاو، وزيدت حاء مَعَ الْحَاء الْأَصْلِيَّة، فَقيل: الضِحّ. قلت: وَالصَّوَاب أَن أَصله الضِحْيُ من ضحِيت للشمس. وَمن أَمْثَال الْعَرَب جَاءَ فلَان بالضحّ وَالرِّيح إِذا جَاءَ بِالْمَالِ الْكثير، يعنون أَنه جَاءَ بِمَا طلعت عَلَيْهِ الشَّمْس وهبَّت بِهِ الرّيح. وَقَالَ اللَّيْث: الضَحضاح: المَاء إِلَى الْكَعْبَيْنِ، أَو إِلَى أَنْصَاف السُوق. قَالَ: والضحضحة والتضحيح جري السراب. أَبُو عبيد: الضحضاح: المَاء الْقَلِيل يكون فِي الغدير وَغَيره. والضَحْل مثله. وَكَذَلِكَ المتضحضح. وَأنْشد قَول ابْن مقبل: وَأظْهر فِي غُلاّن رقد وسيلُه علاجيم لَا ضحلٌ وَلَا متضحضحُ وَأنْشد شمر لساعدة بن جُؤَيَّة: واستدبروا كل ضحضاح مُدفِّئة وَالْمُحصنَات وأوزاعاً من الصِرَم قَالَ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: ضحضاح كَثِيرَة بلغَة هُذَيْل لَا يعرفهَا غَيرهم. يُقَال عَلَيْهِ إبل ضحضاح. قَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ مثل الضحضاح ينتشر على وَجه الأَرْض، قَالَه فِي بَيت الهذليّ. قَالَ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي غنم ضحضاح، وإبل ضحضاح: كَثِيرَة. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: هِيَ المنتشرة على وَجه الأَرْض. وَمِنْه قَوْله: تُرَى بيُوت وتُرى رماح وغنم مزنَّم ضحضاح وضحضح الأمرُ إِذا تبيّن. (بَاب الْحَاء وَالصَّاد) (ح ص) حص، صَحَّ: مستعملان فِي الثنائي المكرر. حص: قَالَ اللَّيْث: الحُصَاص: سرعَة العَدْو فِي شدّة. وَيُقَال الحُصَاص: الضُّرَاط. وَرُوِيَ عَن أبي هُرَيْرَة أَنه قَالَ: إِن الشَّيْطَان إِذا سمع الْأَذَان خرج وَله حُصَاص. رَوَاهُ حمَّاد بن سَلمَة عَن عَاصِم بن أبي النَجُود. قَالَ حمّاد: فَقلت لعاصم: مَا الحُصَاص؟ فَقَالَ إِذا صَرَّ بأذنيه ومَصَع بذَنَبه وَعدا فَذَلِك الحصاص. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: الْحُصَاص: شدَّة العَدْو وسرعته.

قَالَ أَبُو عبيد: والحُصَاص: الضراط فِي قَول بَعضهم. قَالَ وَقَول عَاصِم والأصمعيّ أحبّ إليّ. قلت: وَالصَّوَاب مَا قَالَا. وَقَالَ اللَّيْث: الْحُصّ: الوَرْس وَإِن جمع فحصوص، يصْبغ بِهِ. وَأنْشد بَيت عَمْرو بن كُلْثُوم: مشعشعة كَأَن الْحُصّ فِيهَا إِذا مَا المَاء خالطها سخيفنا قلت: الْحُصّ بِمَعْنى الوَرْس مَعْرُوف صَحِيح. وَقد قَالَ بَعضهم: الْحُصّ اللُّؤْلُؤ. وَلست أحُقَّه وَلَا أعرفهُ. وَقَالَ الْأَعْشَى: وولَّى عُمَيْر وَهُوَ كابٍ كَأَنَّهُ يُطَلّى بحُص أَو يُغَشَّى بعِظْلِم وَقَالَ اللَّيْث: الحَصّ: إذهاب الشّعْر سَحْجاً؛ كَمَا تَحُصُّ البَيْضة رأسَ صَاحبهَا. وَفِي حَدِيث ابْن عمر أَن امْرَأَة أَتَتْهُ فَقَالَت: إِن بِنْتي عُرَيِّس، وَقد تمعَّط شعرهَا وأمروني أَن أرجلها بالخَمْر. فَقَالَ: إِن فعلتِ ذَاك فأَلقى الله فِي رَأسهَا الحاصَّة. قَالَ أَبُو عبيد الحاصَّة: مَا يحُصّ شعرهَا: يَحلقه كلَّه فَيذْهب بِهِ. وَقَالَ أَبُو قيس بن الأسلت: قد حصّت الْبَيْضَة رَأْسِي فَمَا أطعمُ نوما غير تَهجاع قَالَ: وَمِنْه يُقَال: بَين بني فلَان رحم حاصَّة أَي قد قطعوها وحَصّوها، لَا يتواصلون عَلَيْهَا. وَقَالَ اللَّيْث: سنة حَصَّاء إِذا كَانَت جَدْبة. وَقَالَ الحطَيئة: جَاءَت بِهِ من بَنَات الطُور تَحدُره حَصَّاءُ لم تتَّرك دون الْعَصَا شَذَبا وناقة حصّاء، إِذا لم يكن عَلَيْهَا وَبَر. وَقَالَ الشَّاعِر: عُلُّوا على شَارف صعبٍ مراكبها حصّاء لَيْسَ بهَا هُلْب وَلَا وبر عُلّوا وعُولوا وَاحِد من عَلاَّه وعالاه. أَبُو عبيد عَن اليزيدي: إِذا ذهب الشّعْر كُله قيل: رجل أَحَصّ وَامْرَأَة حصّاء. وَقَالَ غَيره: ريح حَصَّاء: صَافِيَة لَا غُبَار فِيهَا. وَقَالَ أَبُو قيس: كَأَن أَطْرَاف الولايا بهَا فِي شمأل حَصَّاء زعزاع وَيُقَال: انحصّ ورقُ الشّجر عَنهُ وانحتّ إِذا تناثر. وَقَالَ أَبُو عبيد: من أمثالهم فِي إفلات الجبان من الْهَلَاك بعد الإشفاء عَلَيْهِ: أُفلت وانحصّ الذَّنب. قَالَ ويروى هَذَا الْمثل عَن مُعَاوِيَة: أَنه أرسل رجلا من غَسّان إِلَى ملك الرّوم، وَجعل لَهُ ثَلَاث ديات على أَن يُنَادي بِالْأَذَانِ إِذا دخل مَجْلِسه، فَفعل الغسَّاني ذَلِك، وَعند الملِك بطارقته، فَوَثَبُوا ليقتلوه، فنهاهم الملِك وَقَالَ: إِنَّمَا أَرَادَ مُعَاوِيَة أَن أقتل هَذَا غَدْراً وَهُوَ رَسُول فيفعل مثلَ ذَلِك بِكُل مستأمِن منا، فجهَّزه وردّه، فَلَمَّا رَآهُ مُعَاوِيَة قَالَ: أفلت وانحصّ الذَّنب. فَقَالَ كلا إِنَّه لبِهُلبه، ثمَّ حدَّثه

الحَدِيث. فَقَالَ مُعَاوِيَة: لقد أصَاب، مَا أردْت غير ذَلِك وَأنْشد الْكسَائي: جَاءُوا من المصرين باللصوص كل يَتِيم ذِي قفاً محصوص وَيُقَال: طَائِر أحصّ الْجنَاح، وَرجل أحصّ اللِّحْيَة، ورَحيم حصَّاء: مَقْطُوعَة. وَقَالَ اللَّيْث: الحِصَّة: النَّصِيب، وَجَمعهَا الحِصَص. وَيُقَال تحاصّ الْقَوْم تَحَاصَّاً إِذا اقتسموا. أَبُو عبيد عَن اليزيدي: أحصصت الْقَوْم: أَعطيتهم حصصهم. وَقَالَ غَيره: حاصصته الشَّيْء أَي قاسمته، فحصَّني مِنْهُ كَذَا يحُصُّني أَي صَار ذَلِك حِصَّتي. قَالَ شمر ورَوَى بَعضهم بَيت أبي طَالب: بميزان قسط لَا يَحُصّ شعيرَة قَالَ وَمَعْنَاهُ لَا ينقص شعيرَة. وَقَالَ أَبُو زيد رجل أحصّ إِذا كَانَ نكداً مَشْئوماً. والأحصّ مَا ذكره الْجَعْدِي فَقَالَ: فَقَالَ تجاوزت الأحصّ وماءه وبطن شُبَيث وَهُوَ ذُو مترسم وَقَالَ ابْن الْفرج: كَانَ حَصِيص الْقَوْم وبَصِيصهم كَذَا أَي عَدَدهم. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {الئَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ} (يُوسُف: 51) لمّا دُعي النسْوَة فبرَّأن يُوسُف قَالَت: لم يبْق إلاّ أَن يُقبلن عليّ بالتقرير فأقرَّت. فَذَلِك قَوْلهَا: {تَقول: ضَاقَ الْكَذِب، وتبيَّن الْحق وَهَذَا من قَول امْرَأَة الْعَزِيز. وَقَالَ غَيره: حصحص الحقُّ إِذا ظهر وبرز. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: الحصحصة: الْمُبَالغَة. وَيُقَال: حصحص الرجل إِذا بَالغ فِي أمره. وَقَالَ الزّجاج: الئَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ} برز وَتبين. قَالَ: واشتقاقه فِي اللُّغَة من الْحصّة أَي بَانَتْ حِصَّة الْحق من حِصَّة الْبَاطِل. وَقَالَ اللَّيْث: الحصحصة: بَيَان الْحق بعد كِتْمَانه. يُقَال: حصحص الْحق: وَلَا يُقَال: حُصْحِص. وَفِي حَدِيث سَمُرة بن جُنْدَب أَنه أُتي بِرَجُل عِنّين، فَكتب فِيهِ إِلَى مُعَاوِيَة، فَكتب: أَن اشترِ لَهُ جَارِيَة من بَيت المَال وأدخِلها عَلَيْهِ لَيْلَة، ثمَّ سَلْها عَنهُ، فَفعل سَمُرة، فلمَّا أصبح قَالَ لَهُ: مَا صنعت قَالَ: فَعَلْتُ حَتَّى حصحص فِيهَا. قَالَ: فَسَأَلَ الْجَارِيَة فَقَالَت: لم يصنع شيأ فَقَالَ: للرجل خلِّ سَبِيلهَا يَا محصحص. قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله حصحِص: الحصحصة الْحَرَكَة فِي الشَّيْء حَتَّى يستمكن ويستقر فِيهِ. وَيُقَال حصحصت التُّرَاب وَغَيره إِذا حركته وفحصته يَمِينا وَشمَالًا. وَقَالَ حُميد بن ثَوْر يصف بَعِيرًا: وحصحص فِي صُمِّ الحصَى ثكناتُه ورام الْقيام سَاعَة ثمَّ صَمَّمَا قلت: أَرَادَ الرجل أَن ذكره انشام فِيهَا، فَبَالغ حَتَّى قرَّ فِي مَهْبلها. وروى أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو أَنه قَالَ:

الْحَصْحَصة: الذّهاب فِي الأَرْض. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي قَرَب حَصْحاص وحَثْحاث، وَهُوَ الَّذِي لَا وتيرة فِيهِ. وَقَالَ أَبُو سعيد: سير حصحاص: سريع. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي الحِصْحِص والكَثْكَث كِلَاهُمَا الْحِجَارَة. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: بِفِيهِ الحصحص أَي التُّرَاب. قَالَ وَقَالَ أَبُو خَيرة: الكَثْكَث: التُّرَاب. وَفِي حَدِيث عَليّ ح أَنه قَالَ: لِأَن أُحصحص فِي يَدَيَّ جمرتين أحب إليّ من أَن أُحصحص كعبتين. قَالَ شمر: الحصحصة التحريك والتقليب للشَّيْء والترديد. قَالَ: وَقَالَ الفقعسي: يُقَال تحصحص وتحزحز أَي لزِق بِالْأَرْضِ واستوى. وحصحص فلَان ودَهمج إِذا مَشى مَشْي المقيّد. وَقَالَ ابْن شُمَيْل مَا يُحصحص فلَان إِلَّا حول هَذَا الدِّرْهَم ليأخذه. قَالَ: والحصحصة لزوقه بك وإتيانه إياك وإلحاحه عَلَيْك. الأحَصّ: مَاء كَانَ نزل بِهِ كُلَيْب وَائِل فاستأثر بِهِ دون بكر بن وَائِل، فَقيل لَهُ أَسقِنا، فَقَالَ: لَيْسَ فِيهِ فَضْل عنّا. فَلَمَّا طعنه الجسَّاس استسقاهم المَاء، فَقَالَ لَهُ جسَّاس: تجاوزت الأحَصّ، أَي ذهب سلطانك عَن الأحصّ. وَفِيه يَقُول الجعديّ: وَقَالَ لجسّاس أَغِثْنِي بشَرْبة تدارك بهَا طَوْلا عليّ وأنعِم فَقَالَ تجاوزتَ الأحصّ وماءه وبطنُ شُبَيْث وَهُوَ ذُو مترسم صَحَّ: قَالَ اللَّيْث: الصحّة: ذهَاب السقم، والبراءة من كلّ عيب ورَيْب. يُقَال: صَحّ يصحّ صحَّة. وَفِي الحَدِيث: (الصَّوْم مَصَحّة) بِفَتْح الصَّاد، وَيُقَال: مَصِحَّة بِكَسْر الصَّاد. قَالَ: وَالْفَتْح أَعلَى، يَعْنِي يُصَحّ عَلَيْهِ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: صحَاح الْأَدِيم وَصَحِيحه بِمَعْنى وَاحِد. وَجمع الصَّحِيح أصحاء مثل شحيح وأشحاء. وصحّحت الْكتاب والْحساب تَصْحِيحا إِذا كَانَ سقيماً فأصلحت خطأه وأتيت فلَانا فأصححته وجدته صَحِيحا. وَأرض مَصَحَّة: لَا وباء فِيهَا، وَلَا يكثر فِيهَا الْعِلَل والأسقام. وصَحاح الطَّرِيق: مَا اشْتَدَّ مِنْهُ وَلم يسهل وَلم يُوطأ. وَقَالَ ابْن مقبل يصف نَاقَة: إِذا وجّهت وجهَ الطَّرِيق تيمّمت صَحاح الطَّرِيق عِزَّة تَسَهَّلا وأصحَّ القومُ إِذا صحَّت مَوَاشِيهمْ من الجَرَب والعاهة. وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَا يُورِدنَّ ذُو عاهة على مَصِحّ) . وَقَالَ اللَّيْث: الصَحْصَح والصحصحان: مَا اسْتَوَى وجَرِد من الأَرْض. والجميع الصحاصح. شمر عَن ابْن شُمَيْل: الصَحْصَح، الأَرْض

باب الحاء والسين

الجرداء المستوية ذَات حَصى صغَار. قَالَ والصحصحان والصحصح وَاحِد. قَالَ: وَأَرْض صحَاصح وصَحْصحان: لَيْسَ بهَا شَيْء، وَلَا شجر، وَلَا قَرَار للْمَاء، قلَّما تكون إلاّ إِلَى سَنَد وَاد أَو جبل قريب من سَنَد وَاد. قَالَ: والصحراء أشدّ اسْتِوَاء مِنْهَا. وَقَالَ الراجز: ترَاهُ بالصحاصح السمالق كالسيف من جفن السِّلَاح الدالق وَقَالَ آخر: وَكم قَطعنَا من نصابٍ عَرْفَج وصَحْصحان قُذُف مخرّج بِهِ الرذايا كالسفين المُخرج قَالَ نِصَاب العرفج ناحيته. قَالَ والقُذُف الَّتِي لَا مَرْتَع بهَا، والمخرّج الَّذِي لم يصبهُ مطر، وَأَرْض مخرّجة، فشبّه شخوص الْإِبِل الْحَسْرَى بشخوص السفن. قَالَ: وَيُقَال: صحصاح، وأنشذ: حَيْثُ ارثعنّ الوَدْق فِي الصحصاح قَالَ: والترَّهَات الصحاصح هِيَ الإباطيل. وَقَالَ ابْن مقبل: وَمَا ذكره دهماء بعد مزارها بِنَجْرَان إلاّ التُرّهات الصحاصح وَيُقَال للَّذي يَأْتِي بالأباطيل: مُصَحْصِح. (بَاب الْحَاء وَالسِّين) (ح س) حس، سح: مستعملان فِي الثنائي والتكرير. حس: قَالَ ابْن المظفر: الحَسّ: الْقَتْل الذريع. وَفِي الْقُرْآن: {إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} (آل عِمرَان: 152) أَي تقتلونهم قتلا شَدِيدا كثيرا. قَالَ: وَالْحَسّ: إِضْرَار البَرْد بالأشياء. يُقَال أَصَابَتْهُم حاسَّة من الْبرد الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت قَالَ: الْحَسّ: مصدر حَسَسْتُ الْقَوْم أَحُسّهم حَسّاً إِذا قَتلتهمْ. قَالَ وحَسَسْت الدابَّة أَحُسَها حَسّاً، وَذَلِكَ إِذا فَرْجَنتها بالمِحَسَّة وَهِي الفِرْجَون. قَالَ والْحِسّ بِكَسْر الْحَاء من أحسست بالشَّيْء. والْحِسّ أَيْضا: وجع يَأْخُذ النُّفَسَاء بعد الْولادَة. وَقَالَ أَوْس: فَمَا جَبُنُوا أَنا نشُد عَلَيْهِم وَلَكِن لَقُوا نَارا تَحُسّ وتَسْفَع هَكَذَا رَوَاهُ شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَقَالَ: تَحُس أَي تُحرِق، وتُفنى من الحاسَّة، وَهِي الآفة الَّتِي تصيب الزَّرْع والكلأ فتحرقه. وَهَكَذَا قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله تَعَالَى: {إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} (آل عِمرَان: 152) مَعْنَاهُ: تستأصلونهم قتلا. يُقَال حسَّهم الْقَائِد يَحُسّهم حسّاً إِذا قَتلهمْ. وَقَالَ الْفراء: الْحَسّ: الْقَتْل والإفناء هَاهُنَا قَالَ والحَسّ أَيْضا الْعَطف والرِّقَّة بِالْفَتْح وَأنْشد: هَل من بَكَى الدَّار راجٍ أَن تَحِسّ لَهُ أَو يُبكى الدارَ ماءُ العَبْرة الخَضِل قَالَ وَسمعت بعض الْعَرَب يَقُول: مَا رَأَيْت عُقَيْلياً إلاّ حَسَسْت لَهُ يَعْنِي رَققت لَهُ.

قَالَ الْفراء: وحَسَسْت لَهُ أَي رققت لَهُ وَرَحمته. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الْحِس بِكَسْر الْحَاء: الرقّة وَقَالَ الْقطَامِي: أَخُوك الَّذِي يملك الحِسّ نفسُه وترفَضّ عِنْد المحفِظات الكتائِفُ هَكَذَا رُوِيَ لنا عَن أبي عبيد بِكَسْر الْحَاء وَمعنى هَذَا الْبَيْت معنى الْمثل السائر: الحفائظ تحلّل الأحقاد. يَقُول: إِذا رأيتُ قَرَابَتي يضام وَأَنا عَلَيْهِ وَاجِد، أخرجت مَا فِي قلبِي من السخيمة لَهُ، وَلم أَدَعْ نُصرته ومعونته. قَالَ والكتائف: الأحقاد، وَاحِدهَا كَتِيفة. وَقَالَ أَبُو زيد: حَسَسْت لَهُ، وَذَلِكَ أَن يكون بَينهمَا رَحِم فيرقّ لَهُ. وَقَالَ أَبُو مَالك هُوَ أَن يشتكي لَهُ ويتوجَّع. وَقَالَ: أَطَّت مني لَهُ حاسَّة رَحِم. وَيُقَال: إِنِّي لأجد حِسّاً من وجع. وَقَالَ العجاج: وَمَا أَرَاهُم جُزَّعاً من حِسّ عطف البلايا المسّ بعد المسّ وعركات الْبَأْس بعد الْبَأْس أَن يسمهرُّوا لضِراس الضَرس يسمهرُّوا: يشتدّوا، والضراس: المعاضّة والضرس العضيّ. وَقَالَ اللَّيْث: مَا سَمِعت لَهُ حِسّاً وَلَا جِرْساً قَالَ: والحِسّ من الْحَرَكَة والجِرْس من الصَّوْت. قَالَ وَيُقَال ضُرِب فلَان فَمَا قَالَ حَسَ وَلَا بَسَ. وَمِنْهُم من يكسر الْحَاء وَمِنْهُم مَنْ لَا ينون فَيَقُول: فَمَا قَالَ حِسّ وَلَا بسّ. وَالْعرب تَقول عِنْد لذعة نَار أَو وجع حاد: حَسِّ حَسِّ. وبلغنا أَن بعض الصَّالِحين كَانَ يمدّ أصبعيه إِلَى شُعلة نَار، فَإِذا لذعته قَالَ: حَسِّ حَسِّ كَيفَ صبركَ على نَار جَهَنَّم، وَأَنت تجزع من هَذَا قَالَ: والحِسُّ: مسّ الْحمى أول مَا تبدأ. قلت وَقد قَالَ الْأَصْمَعِي: أوّل مَا يجد الْإِنْسَان مَسّ الْحمى قبل أَن تَأْخُذهُ وَتظهر فَذَلِك الرَسّ. قَالَ وَيُقَال وَجَد حِسّاً من الْحمى. قَالَ وَيُقَال جِيء بِهِ من حَسَّك وبَسّك أَي من حَيْثُ كَانَ وَلم يكن. وَقَالَ الزّجاج كَذَلِك لفظ الْأَصْمَعِي وتأويله: جِيءَ بِهِ من حَيْثُ تُدْرِكهُ حاسّة من حواسّك أَو يُدْرِكهُ تصرف من تصرفك. قَالَ الْأَصْمَعِي وَيُقَال ضربه فَمَا قَالَ: حَسّ يَا هَذَا قَالَ وَهَذِه كلمة كَانَت تكره فِي الْجَاهِلِيَّة وَحَسِّ مثل أوّه. قلت وَهَذَا صَحِيح قلت: وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ لَيْلَة يسري فِي مسيره إِلَى تَبُوك فَسَار بجنبه رجل من أَصْحَابه، ونَعَسَا، فَأصَاب قدمُه قدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: حَسّ قَالَ: والْحَسّ بَرْد يُحرق الْكلأ. يُقَال: أَصَابَتْهُم حاسَّة. وَيُقَال: إِن الْبرد مَحَسَّة للنبت. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ الحاسوس: المشؤوم من الرِّجَال. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {فَلَمَّآ أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ} (آل عِمرَان: 52) وَفِي قَوْله: {هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِّنْ أَحَدٍ} (مريَم:

98 -) مَعْنَاهُ فلمَّا وجد عِيسَى. قَالَ: والإحساس: الْوُجُود. تَقول فِي الْكَلَام هَل أحسست مِنْهُم من أحد؟ وَقَالَ الزّجاج معنى (أحسّ) علم وَوجد فِي اللُّغَة. قَالَ: وَيُقَال: هَل أحسست صَاحبك أَي هَل رَأَيْته؟ وَهل أحسست الْخَبَر أَي هَل عَرفته وعلمته؟ قَالَ وَيُقَال: هَل أحَسْت بِمَعْنى أحسست. وَيُقَال حَسْت بالشَّيْء إِذا عَلمته وعرفته. وَقَالَ الْفراء تَقول من أَيْن حَسِيت هَذَا الْخَبَر يُرِيدُونَ من أَنِّي تخبّرته وَقَالَ أَبُو زبيد: خَلا أَن الْعتاق من المطايا حَسِين بِهِ فهن إِلَيْهِ شُوسُ قَالَ وَقد تَقول الْعَرَب مَا أَحَسْتُ مِنْهُم أحدا فيحذفون السِّين الأولى. وَكَذَلِكَ فِي قَوْله: {وَانظُرْ إِلَى إِلَاهِكَ الَّذِى ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً} (طاه: 97) وَقَالَ: {حُطَاماً فَظَلْتُمْ} (الواقِعَة: 65) وقرىء (فظِلتم) ألقيت اللَّام المتحركة وَكَانَت فظللتم. وَقَالَ لي الْمُنْذِرِيّ: سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس يَقُول حَسْت وحَسَسْت: ووَدْت ووَدِدْت، وهَمْت وهَمَمْت وَقَوله جلّ وعزّ: {لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيَسَهَا} (الأنبيَاء: 102) أَي لَا يسمعُونَ حِسَّها وحركة تلهّبها والحَسِيس والحِسُّ الْحَرَكَة وَقَوله: {هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِّنْ أَحَدٍ} مَعْنَاهُ: هَل تُبصر، هَل ترى. قلت وَسمعت الْعَرَب يَقُول ناشدهم لضوالّ الْإِبِل إِذا وقف على حَيّ: أَلاَ وأَحِسّوا نَاقَة صفتهَا كَذَا وَكَذَا. وَمَعْنَاهُ: هَل أحسستم نَاقَة فَجَاءُوا بِهِ على لفظ الْأَمر. وَقَالَ اللَّيْث فِي قَوْله: {فَلَمَّآ أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ} أَي رأى. يُقَال: أحسست من فلَان مَا سَاءَنِي أَي رَأَيْت. قَالَ: والحِسّ والْحَسِيس تَسمعه من الشَّيْء يمر قَرِيبا مِنْك وَلَا ترَاهُ. وَأنْشد فِي صفة بازٍ: ترى الطير الْعتاق يظلن مِنْهُ جُنوحاً إِن سمعن لَهُ حَسِيسا وَقَالَ الله تَعَالَى: {لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيَسَهَا} (الْأَنْبِيَاء: 102) . قَالَ وَيُقَال: بَات فلَان بحِسَّة سَوْء أَي بِحَال سيّئة وشدَّة. قلت: وَالَّذِي حفظناه من الْعَرَب وَأهل اللُّغَة بَات فلَان بحِيبة سَوْء، وبِكينة سَوْء، وبِبيئة سوء. وَلم أسمع بحسة لغير اللَّيْث وَالله أعلم. وَقَوله: {يابَنِىَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ} (يُوسُف: 87) قَالَ أَبُو عبيد: تحسّست الْخَبَر وتحسيته. وَقَالَ شمر: وتندّسته مثله. وَقَالَ أَبُو معَاذ: التحسّس: شبه التسمّع والتبصّر. قَالَ: والتجسّس الْبَحْث عَن الْعَوْرَة، قَالَه فِي تَفْسِيره قَول الله تَعَالَى: {وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تجسسوا (الحجرات: 12) . ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: تنحست الْخَبَر وتحسسته بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ وَيُقَال أحسست الْخَبَر وأحَسْته وحَسِيت وحَسْت إِذا عرفت مِنْهُ طَرَفاً. وَتقول مَا أحسست بالْخبر وَمَا أَحَسْتُ وَمَا حسِيت وماحَسْته أَي لم أعرف مِنْهُ شَيْئا. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال لسمك صغَار تكون

بِالْبَحْرَيْنِ الحُسَاس، وَهُوَ سمك يجفَّف. وَيُقَال: انحسّت أَسْنَانه إِذا تكسّرت وتحاتَّت. وَأنْشد: فِي مَعْدن المُلْك الْكَرِيم الكِرْس لَيْسَ بمقلوع وَلَا مُنْحسّ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الحُساس الشؤم. وَأنْشد للراجز: رب شريب لَك ذِي حُسَاس شِرابه كالحزّ بالمواسي ذِي حساس: ذِي شُؤْم. قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال حشحشته النَّار وحسحسته بِمَعْنى. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: إِذا جعلت اللَّحْم على الْجَمْر قلت حَسْحسته. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ أَن تقشِر عَنهُ الرماد بعد مَا يخرج من الْجَمْر. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي ألزِق الحَسَّ بالأَسِّ. قَالَ: الحَسّ: الشَّرّ، والأس: أَصله. أَبُو عبيد جَاءَنَا بِالْمَالِ من حَسّه وبَسّه، وَمن حَسّه وعَسَه. وَقَالَ أَبُو زيد مثله وَزَاد فِيهِ من حِسِّه وبِسِّه، أَي من حَيْثُ شَاءَ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الحَسّ الْحِيلَة. قَالَ والْحُسَاس مثل الْجذاذ من الشَّيْء. وكسار الْحِجَارَة الصغار حُسَاس. وَقَالَ الراجز يذكر حجر المنجنيق: شُظِيّة من رَفْضة الحُسَاس تَعْصِف بالمستلئم التَرَّاس وحواس الْإِنْسَان خمس: وَهِي الطّعْم والشم وَالْبَصَر والسمع واللمس. وَقَالَ اللحياني: مرَّت بالقوم حَوَاسّ أيْ سنُون شَدَّاد، وَأَرْض محسوسة: أَصَابَهَا الْجَرَاد أَو البَرْد أَو الْبرد وَيُقَال لآخذن مِنْك الشي بحَسِّ أَو ببَسِّ أَي بمشادة أَو رِفْق. وَمثله: لآخذنه هَوْناً أَو عَتْرسة، وَيُقَال اقْتصّ من فلَان فَمَا تحسحس أَي مَا تحرّك وَمَا تضوّر. سح: قَالَ اللَّيْث: السَحّ والسُحُوح مصدران وهما سِمَن الشَّاة. يُقَال: سَحَّت وَهِي تَسِحّ سَحّاً وسُحُوحاً. وشَاة ساحّ بِغَيْر هَاء. قَالَ: وَقَالَ الْخَلِيل: هَذَا مِمَّا نحتج بِهِ أَنه قَول الْعَرَب فَلَا نبتدع فِيهِ شَيْئا. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: سَحَّت الشَّاة تسِحّ سُحُوحاً وسُحُوحة إِذا سمِنت. وَقَالَ اللحياني: سحت الشَّاة تَسُحّ بِضَم السِّين، وشَاة ساحّ، وَقد سحَّت سُحُوحة، وغنم سِحَاح. وَقَالَ أَبُو سعد الْكلابِي: مهزول، ثمَّ مُنْفٍ إِذا سمن قَلِيلا، ثمَّ شَنُون، ثمَّ سمين ثمَّ ساحٌّ ثمَّ مُتَرطِّم وَهُوَ الَّذِي انْتهى سِمناً. وَقَالَ اللَّيْث: سَحّ المطرُ والدمع وَهُوَ يَسُحّ سَحّاً وَهُوَ شدَّة انصبابه. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: سحّ الماءُ يُسحّ سحّاً إِذا سَالَ من فَوق. وساح يسيح سيحاً إِذا جرى على وَجه الأَرْض. وسحَّ المطرُ والدمعُ يَسُحّ سَحّاً، وَقد سحَّه مائَة سَوط يُسحّه سحّاً إِذا جَلَده. أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: سحّت الشَّاة

باب الحاء والزاي

تَسِحّ سُحُوحاً وسُحُوحة إِذا سمنت، وسحّ المَاء يَسِحّ سَحّاً. وَقَالَ اللَّيْث وَغَيره: فرس مِسَحّ: سريع، شبّه فِي سرعته بانصباب الْمَطَر. وَسمعت البحرانيين يَقُولُونَ لجنس من القَسْب: السُّحّ، وبالنِبَاج عين يُقَال لَهَا عُرَيفِجان تَسْقِي نخلا كثيرا. وَيُقَال لتمرها سُحّ عريفجان وَهُوَ من أجور قَسْب رَأَيْت بتيك الْبِلَاد. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: اذْهَبْ فَلَا أرنّيك بسَحْسَحي وسَحَاتي وحَرَاي وحَرَاتي وعَقْوَتِي وعَقَاتي. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي يُقَال نزل فلَان بسَحْسَحه أَي بناحيته وساحته وطعنة مُسَحسِحة: سَائِلَة ومطر سحساح وَأنْشد: مسحسِحة تعلو ظُهُور الأنامل سَلمَة عَن الْفراء قَالَ هُوَ السَحَاح والإيّار واللُوح والحالِق للهواء. وَقَالَ اللَّيْث السحسحة: عَرْصَة المحَلَّة. وَيُقَال انسحّ إبط الْبَعِير عَرَقاً فَهُوَ منسحّ أَي انصبّ. (بَاب الْحَاء وَالزَّاي) (ح ز) حز، زح:} مستعملان فِي الثنائي والمكرر. حز: قَالَ اللَّيْث: الحزّ: قطع فِي اللَّحْم غير بَائِن. والفَرض فِي الْعظم والعُودِ غير طائل حَزّ أَيْضا. وَيُقَال: حززته حَزّاً، واحتززته احتزازاً. وَأنْشد: وعبدُ يغوثَ تحجُل الطيرُ حوله قد احتزّ عُرْشَيْه الحسام المذكّر فَجعل الاحتزاز هَاهُنَا قَطْع الْعُنُق؛ والمَحَزّ مَوْضِعه. قَالَ والتحزيز كَثْرَة الحزّ؛ كأسنان المِنْجَل. وَرُبمَا كَانَ فِي أَطْرَاف الْأَسْنَان تحزيز. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: أَعْطيته حِذْية من لحم، وحُزّة من لحم، كلّ هَذَا إِذا قطع طولا. قَالَ وَيُقَال: مَا بِهِ وَذْية، وَهُوَ مثل حُزَّة. وَقَالَ اللَّيْث: جَاءَ فِي الحَدِيث: (أَخذ بحُزّته) . قَالَ؛ يُقَال: أَخذ بعُنُقه، قَالَ وَهُوَ من السَّرَاوِيل حُزَّة وحُجزة، والعُنُق عِنْدِي مُشبّه بِهِ. أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي: تَقول: حُجْزة السَّرَاوِيل، وَلَا تَقول: حُزّة، وَنَحْو ذَلِك قَالَ ابْن السّكيت. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: حُجزته وحُذْلته وحُزّته وحُبْكَته. وَقَالَ اللَّيْث: بعير محزوز: مَوْسُوم بسِمة الحَزّة، تحزّ بشَفرة ثمَّ تُفتل قَالَ والحَزَاز: هِبْرِية فِي الرَّأْس، الْوَاحِدَة حَزَازة، كَأَنَّهَا نُخَالة. وَنَحْو ذَلِك قَالَ الْأَصْمَعِي. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الحَزِيز مَا غلظ وصلب من جَلَد الأَرْض، مَعَ إشراف قَلِيل. قَالَ: وَإِذا جَلَست فِي بطن المِرْبَد فَمَا أشرف من أَعْلَاهُ حَزيز، وَهِي الحُزَّان. قَالَ: وَلَيْسَ فِي القِفَاف وَلَا فِي الْجبَال حُزّان، إِنَّمَا هِيَ فِي جَلَد الأَرْض. وَلَا يكون الحَزِيز إلاّ فِي أَرض كَثِيرَة الْحَصْبَاء.

وَقَالَ الْأَصْمَعِي وَأَبُو عَمْرو: الحَزِيز: الغليظ من الأَرْض المنقادُ. وَقَالَ ابْن الرّقاع يصف نَاقَة: نعم قُرقور المَرَوراة إِذا غرِق الحُزّان فِي آل السراب وَقَالَ زُهَيْر: تهوي تُدافعُها فِي الحَزْن ناشزَة ال أكتاف يَنْكُبها الْحِزّان والأكم وَقَالَ اللَّيْث: الحَزِيز من الأَرْض: مَوضِع كثرت حجارته، وغلظت، كَأَنَّهَا سكاكين. والجميع حِزّان وَثَلَاثَة أحِزّة. قَالَ: والحَزَازة: وجع فِي الْقلب من غيظ وَنَحْوه. وتُجمع حَزَازات. قَالَ وَيُقَال: حَزّاز بِالتَّشْدِيدِ قَالَ الشماخ: وَفِي الصَّدْر حَزّاز من اللوم حامز وَقَالَ آخر: وَتبقى حزازات النُّفُوس كَمَا هيا ابْن الْأَنْبَارِي فِي قَوْلهم: فِي قلبِي من الشَّيْء حَزَّاز مَعْنَاهُ: حُرقة وحزن. قَالَ: والحَزاز والحزازة مثله. وَأنْشد: إِذا كَانَ أَبنَاء الرِّجَال حزازة فَأَنت الحَلاَل الحُلو والبارد العَذْب وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: سَمِعت أَبَا الْحسن الْأَعرَابِي يَقُول لآخر: أَنْت أثقل من الجائر، وَفَسرهُ فَقَالَ: هُوَ حزّاز يَأْخُذ على رَأس الْفُؤَاد يُكرهُ على غِبّ تُخَمة. وَفِي الحَدِيث: (الْإِثْم حوازّ الْقُلُوب) . قَالَ اللَّيْث يَعْنِي مَا حَزّ فِي الْقلب وحكّ. أَبُو عبيد عَن العَدَّبس الْكِنَانِي قَالَ: العَرَك والحازّ وَاحِد وَهُوَ أَن يُحزّ فِي الذِّرَاع حَتَّى يُخلص إِلَى اللَّحْم وَيقطع الْجلد بحدّ الكِركِرة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: إِذا أثر فِيهِ قيل: بِهِ ناكت، فَإِذا حَزّ فِيهِ قيل: بِهِ حازّ. وَقَالَ اللَّيْث: إِذا أصَاب المرفقُ طرَف كِرْكِرة الْبَعِير فَقَطعه قيل: بِهِ حازّ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الحَزّ: الزِّيَادَة على الشّرف. يُقَال: لَيْسَ فِي الْقَبِيل أحد يَحُزّ على كرم فلَان أَي يزِيد عَلَيْهِ. عَمْرو عَن أَبِيه الحَزّة: السَّاعَة. يُقَال أيّ حَزَّة أتيتني قضيتك حقّك. وَأنْشد: وأبَنْتُ للأشهاد حَزَّةَ أَدَّعي أَي أبنت لَهُم قولي حِين ادّعيت إِلَى قومِي فَقلت: أَنا فلَان بن فلَان. اللَّيْث الحَزَاز من الرِّجَال: الشَّديد على السَوْق والقتال. وَأنْشد: فَهِيَ تَفَادى من حَزَاز ذِي حَزِق أَي من حزاز حَزِق،، وَهُوَ الشَّديد جذبِ الرِّبَاط. وَهَذَا كَقَوْلِك: هَذَا ذُو زُبْدٍ، وأتانا ذُو تمر. قلت: وَالْمعْنَى هَذَا زُبْدٌ وأتانا تمر. وَسمعت أَعْرَابِيًا يَقُول: مرَّ بِنَا ذُو عَوْن ابْن عديّ، يُرِيد: مرَّ بِنَا عون بن عدي. وَمثله فِي كَلَامهم كثير. وَقَالَ بعض الْعَرَب: الحَزّ: غامض من الأَرْض ينقاد بَين غليظين. والحَزّ: مَوضِع بالسراة. والحَزّ: الْوَقْت والحِين.

باب الحاء والطاء

وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: وَبِأَيِّ حَزّ مُلاوة يتقطع أَي بأيّ حِين من الدَّهْر. وَقَالَ مبتكر الْأَعرَابِي: المحازّة: الِاسْتِقْصَاء. وَبَينهمَا شركَة حِزَاز إِذا كَانَ كل وَاحِد مِنْهُمَا لَا يَثِق بِصَاحِبِهِ. وَقَالَ النَّضر: الحَزَاز من الرِّجَال: الشَّديد على السَوْق والقتال وَالْعَمَل. والحزحزة من فعل الرئيس فِي الْحَرْب عِنْد تعبئة الصُّفُوف. وَهُوَ أَن يقدّم هَذَا وَيُؤَخر هَذَا يُقَال: هم فِي حَزَاحِز من أَمرهم. وَقَالَ أَبُو كَبِير الْهُذلِيّ: تبوأ الأبطالُ بعد حَزاحِز هَكْع النواحز فِي مُنَاخ المَوْحِف. والمَوْحِف: المَبْرك بِعَيْنِه. وَذَلِكَ أَن الْبَعِير الَّذِي بِهِ النُحَاز يُترك فِي مناخه لَا يثار حَتَّى يبرأ أَو يَمُوت. أَبُو زيد: من أمثالهم: حَزَّت حازَّة من كُوعها يضْرب عِنْد اشْتِغَال الْقَوْم بقول فالقوم مشغولون بأمورهم عَن غَيرهَا أَي فالحازة قد شغلها مَا هِيَ فِيهِ عَن غَيره. زح: قَالَ الله جلّ وعزّ: {فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ} (آل عِمرَان: 185) قَالَ بَعضهم زُحزح أَي نُحّي وبُعِّد، فَقَالَ بَعضهم: هَذَا مُكَرر من بَاب المعتلّ. وَأَصله من زاح يزِيح إِذا تأخّر. وَمِنْه قَول لَبِيد: زاحَ عَن مثل مقَامي وزَحَلْ وَمِنْه يُقَال: زاحت عِلّته وأزحتها. وَقيل: هُوَ مَأْخُوذ من الزَوْح، وَهُوَ السَوْق الشَّديد. وَكَذَلِكَ الذَّوْح. وَقَالَ ابْن دُرَيْد يُقَال زحّه يَزحُّه إِذا دَفعه، وَكَذَلِكَ زَحْزَحه. أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: تزحزحت عَن الْمَكَان وتحزحزت بِمَعْنى وَاحِد: (بَاب الْحَاء والطاء) (ح ط) (حط، طح: مستعملان) . حط: قَالَ اللَّيْث: الحَطّ: وضع الْأَحْمَال عَن الدوابّ. تَقول: حَطَطْت عَنْهَا. وَإِذا طَنِي البعيرُ فالتزقت رئته بجنبه يُقَال: حَطَ الرجلُ عَن جنب بعيره بساعده دَلْكاً على حِيَال الطَنَى، حَتَّى ينْفَصل عَن الجَنْب. تَقول حَطّ عَنهُ، وحَطّ، قَالَ: والحَطّ الحَدْر من العُلُوّ. وَأنْشد: كجلمُود صَخْر حَطّه السيلُ من عَلي وَالْفِعْل اللَّازِم الانحطاط. وَيُقَال للهَبُوط: حَطُوط. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الحطّ: الِاعْتِمَاد على السّير. وناقة حَطُوط، وَقد حَطّت فِي سَيرهَا. وَقَالَ النَّابِغَة: فَمَا وخَدتْ بمثلك ذَات غَرْب حَطُوطٌ فِي الزِّمَام وَلَا لَجُونُ وَقَالَ الْأَعْشَى: فَلَا لعمر الَّذِي حَطّت مناسِمُها تَخْدِي وسِيق إِلَيْهِ الباقر الغُيُل حَطَّت فِي سَيرهَا وانحطت أَي اعتمدت. يُقَال ذَلِك للنجيبة السَّريعَة. قَالَ ذَلِك اللَّيْث. وَيُقَال: حَطّ الله عَنْك وِزْرَك فِي الدُّعَاء أَي خَفّف عَن ظهرك مَا أثقله من

الإزْر. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَقُولُواْ حِطَّةٌ} (البَقَرَة: 58) قَالَ: مَعْنَاهُ: قُولُوا مَسْأَلَتنَا حطةٌ أَي حُطّ ذنوبنا عنّا. وَكَذَلِكَ الْقِرَاءَة. قَالَ: وَلَو قُرِئت (حِطَّةً) كَانَ وَجْهاً فِي الْعَرَبيَّة، كَأَن قيل لَهُم: قُولُوا احطُط عَنَّا ذنوبنا حِطّة. فحرَّفوا هَذَا القَوْل وَقَالُوا لَفْظَة غير هَذِه اللَّفْظَة الَّتِي أُمروا بهَا. وَجُمْلَة مَا قَالُوا إِنَّه أَمر عَظِيم سمَّاهم الله بِهِ فاسقين. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ابْن فهم عَن مُحَمَّد ابْن سَلاّم عَن يُونُس فِي قَوْله {وَقُولُواْ حِطَّةٌ} هَذِه حِكَايَة، هَكَذَا أمروا. وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله {وَقُولُواْ حِطَّةٌ} (البَقَرَة: 58) يُقَال وَالله أعلم: وَقُولُوا مَا أمرْتُم بِهِ: حِطّة أَي هِيَ حِطَّة. فخالفوا إِلَى كَلَام بالنَبَطِيَّة. فَذَلِك قَوْله {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ} (الْبَقَرَة: 59) . وروى سَعِيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: {وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا} (البَقَرَة: 58) قَالَ: رُكّعاً، {وَقُولُواْ حِطَّةٌ} : مغْفرَة، قَالُوا: حِنْطَة، ودخلوا على أستاههم، فَذَلِك قَوْله {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ} الْآيَة. وَقَالَ اللَّيْث: بلغنَا أَن بني إِسْرَائِيل حِين قيل لَهُم: {وَقُولُوا حطة إِنَّمَا قيل لَهُم ذَلِك كي يستحِطّوا بهَا أوزارهم، فتُحطَّ عَنْهُم. قَالَ: وَيُقَال حَطّ الله عَنْك وِزْرك، وَلَا أنقض ظهرك. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: قيل لَهُم قُولُوا حطة فَقَالُوا حِنْطَة سَمَقاثا أَي حِنْطة جيّدة. قَالَ وَقَوله: أَي كلمة بهَا تحطّ عَنْكُم خطاياكم، وَهِي لَا إلاه إلاّ الله. الْفراء: حَطّ السعرُ وانحطّ حُطوطاً وكَسَر وانكسر، يُرِيد فَتَر، وَقَالَ: سعر مقطوط، وَقد قُطَّ السعرُ وقَطَّ السعرُ، وقطَّ الله الشَّعر إِذا غلا. وَقَالَ اللَّيْث: الحَطَاطة: بَثْرة تخرج فِي الْوَجْه صَغِيرَة تُقَيِّح وَلَا تَقْرح، وَأنْشد: وَوجه قد جلوتِ أميم صَاف كقَرْن الشَّمْس لَيْسَ بِذِي حَطَاط قَالَ: وَرُبمَا قَالُوا لِلْجَارِيَةِ الصَّغِيرَة: يَا حَطَاطة. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الحَطَاط: البثر، الْوَاحِدَة حَطَاطة. وَأنْشد: قَامَ إِلَى عذراء فِي الغُطاط يمشي بِمثل قَائِم الفُسطاط بمكفهرّ اللَّوْن ذِي حَطاط وَقَالَ أَبُو زيد: الأجرب الْعين الَّذِي تَبْثُر عينه ويلازمها الحَطَاط وَهُوَ الظَبظاب والجُدْجُد. وَقَالَ اللَّيْث: جَارِيَة محطوطة الْمَتْن مَحْدُودة حسِنة وَقَالَ النَّابِغَة: محطوطة المتنين غير مفاضة وَقَالَ أَبُو عَمْرو: حطّ وحَتّ بِمَعْنى وَاحِد. وَفِي الحَدِيث جلس رَسُول الله إِلَى غُصْن شَجَرَة يابسة فَقَالَ بِيَدِهِ وحَطّ وَرقهَا مَعناه: وحَت وَرقهَا. والحطيطة: مَا يُحَطّ من جملَة الْحساب فيُنقص مِنْهُ، اسْم من الحطّ، وَتجمع حطائط، يُقَال حطّ عَنهُ حطيطة وافية.

باب الحاء والدال

والمِحطّ من الأدواتِ قَالَ ابْن دُرَيْد: حطّ الْأَدِيم بالمِحطّ يحطّه حطّاً وَهُوَ أَن ينقشه بِهِ وَيُقَال يصقل بِهِ الْأَدِيم. وَقَالَ غَيره: المِحَطّ من أدوات النَطَاعين وَالَّذين يجلّدون الدفاتر: حَدِيدَة معطوفة الطّرف. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الحُطُط: الْأَبدَان الناعمة، والحُطُط أَيْضا: مراكد السّفل. عَمْرو عَن أَبِيه الحِطّة: نُقْصَان الْمرتبَة. وأديم محطوط: وَأنْشد: تثير وتُبدي عَن عروق كَأَنَّهَا أعِنّة خَرّاز تُحَطّ وتُبْشَر أَبُو عَمْرو الحُطائط: الصَّغِير من النَّاس وَغَيرهم وَأنْشد: وَالشَّيْخ مثل النسْر والحطائط والنسوة الأرامل المَبَالط وَيَقُول صبيان الْأَعْرَاب فِي أحاجيهم: مَا حُطَائط بُطائط يميس تَحت الْحَائِط، يعنون الذّرّة والحِطاط شِدة العَدْو. والكعب الحطيط: الأدرم. والحِطَّان: التيس. وحِطّان من أَسمَاء الْعَرَب. طح: اللَّيْث: الطَحّ: أَن يضع الرجل عقبه على شَيْء ثمَّ يَسْحَجُه بهَا. قَالَ: والمِطَحَّة من الشَّاة: مُؤخّر ظِلْفها، وَتَحْت الظلْف فِي مَوضِع المِطَحّة عُظَيم كالفَلْكة. وَقَالَ الْكسَائي: طحّان فعلان من الطّحّ: مُلْحق بِبَاب فعلان وفعلى، وَهُوَ السَحْج. وَقَالَ أَحْمد بن يحيى: يُقَال لهنة مثل الفَلْكة تكون فِي رِجل الشَّاة تسحَج بهَا الأَرْض: المَطَحَّة. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الطُّحُج: المَسَاحج. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: طححت الشَّيْء طَحّاً إِذا بسطت وَأنْشد: قد ركبتْ منبسطاً مُنَطَحاً تحسبه تَحت السراب الملحا أَبُو زيد: مَا على رَأسه طِحْطِحة أَي مَا عَلَيْهِ شَعْرَة. وَقَالَ اللحياني: أَتَانَا وَمَا عَلَيْهِ طِحْطِحة وَلَا طِحْربة. وَقَالَ اللَّيْث: الطَّحْطَحة: تَفْرِيق الشَّيْء هَلَاكًا، وَأنْشد: فيمسى نابذا سُلْطَان قَسْر كضوء الشَّمْس طحطحه الْغُرُوب ويروي بِالْخَاءِ: طخطخهُ. وَقَالَ رؤبة: طحطحه آذِيّ بَحر مُتْأق وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ يُقَال: طحطح فِي ضَحِكه. وطخْطخ: وطهطه، وكتكت، وكدكد، وكركر بِمَعْنى وَاحِد. (بَاب الْحَاء وَالدَّال) (ح د) حدّ، دحّ: مستعملان. حد: قَالَ اللَّيْث: فصل مَا بَين كل شَيْئَيْنِ حَدّ بَينهَا، ومنتهى كل شَيْء حَدّه. قلت: وَمِنْه أُخذ حُدُود الْأَرْضين، وحدود الْحرم. وَفِي الحَدِيث فِي الْقُرْآن: لكل حرف حدّ، وَلكُل حد مُطّلع. قيل: أَرَادَ لكل حرف مُنْتَهى لَهُ نِهَايَة.

وَقَالَ اللَّيْث: حَدّ كل شَيْء طَرَف شَباتِه، كَحَد السنان وحدّ السَّيْف، وَهو مَا دَقّ من شَفْرته، وَيُقَال حَدَّ السَّيْف واحتدّ فَهُوَ حاد حَدِيد، وأحددته. واستحدّ الرجلُ، واحتد الرجل حدّة فَهُوَ حَدِيد. قلت: والمسموع فِي حِدّة الرجل وطيشِه: احتدّ، وَلم أسمع فِيهِ استحدّ إِنَّمَا يُقَال استحد واستعان إِذا حَلَق عانته. وحدود الله: هِيَ الْأَشْيَاء الَّتِي بَيّن تَحْرِيمهَا وتحليلها، وَأمر أَلا يُتعدّى شَيْء مِنْهَا، فيُجاوَز إِلَى غير مَا أَمر فِيهَا أَو نهى عَنهُ مِنْهَا. والحَدّ حَدّ الزَّانِي وحدّ الْقَاذِف وَنَحْوه مِمَّا يُقَام على من أَتَى الزِّنَى أَو الْقَذْف أَو تعاطى السّرقَة. قلت فحدود الله ضَرْبَان؛ ضرب مِنْهَا حُدُود حدّها للنَّاس فِي مطاعمهم ومشاربهم ومناكحهم وَغَيرهَا، وَأمر بالانتهاء عَمَّا نهى عَنهُ مِنْهَا وَنهى عَن تعدّيها. وَالضَّرْب الثَّانِي عقوبات جُعلت لمن رَكب مَا نهي عَنهُ، كحدّ السَّارِق وَهُوَ قطع يَمِينه فِي ربع دِينَار فَصَاعِدا، وكحدّ الزَّانِي الْبكر، وَهُوَ جلد مائَة وتغريب عَام، وحدُّ المحصَن إِذا زَنَى الرَّجْم. وحدّ الْقَاذِف ثَمَانُون جلدَة. سميت حدوداً لِأَنَّهَا تَحُد أَي تمنع من إتْيَان مَا جُعلت عقوبات فِيهَا. وَسميت الأولى حدوداً لِأَنَّهَا نهايات نهى الله عَن تعدّيها. وَقَالَ اللَّيْث: الحَدّ الصّرْف عَن الشَّيْء من الْخَيْر والشرّ. وَتقول للرامي: اللَّهُمَّ احدده أَي لَا توفّقه للإصابة. وَتقول: حَدَدت فلَانا عَن الشرّ أيْ منعته. وَمِنْه قَول النَّابِغَة: إِلَّا سُلَيْمَان إِذْ قَالَ الإلاه لَهُ قُم للبريّة فاحدُدها عَن الفَنَد وَقَالَ اللَّيْث وَغَيره: الحُدّ: الرجل الْمَحْدُود عَن الْخَيْر. قلت: الْمَحْدُود المحروم. وَلم أسمع فِيهِ رجل حُدٌّ لغير اللَّيْث. وَهُوَ مثل قَوْلهم رجل جُدّ إِذا كَانَ مجدوداً. وَقَالَ اللَّيْث: حدّ الْخمر وَالشرَاب صلابته وَقَالَ الْأَعْشَى: وكأس كعين الديك باشرت حَدّها بفتيان صدق والنواقيس تُضرب قَالَ والحدّ بَأْس الرجل ونفاذه فِي نجدته، يُقَال: إِنَّه لذُو حدّ. وَقَالَ العجاج: أم كَيفَ حدَّ مُضَر القِطْيَمُ وَالْحَدِيد مَعْرُوف، وصانعه الحدّاد. وَيُقَال: ضربه بحديدة فِي يَده. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الحَدَّة: الغضبة. وَقَالَ أَبُو زيد: تحدَّد بهم أَي تحرش بهم. وَقَالَ اللَّيْث: أحدَّت الْمَرْأَة على زَوجهَا فَهِيَ مُحِدّ، وحَدَّت على زَوجهَا، وَهُوَ تسلُّبها على زَوجهَا. وَفِي الحَدِيث: (لَا يحل لأحد أَن يُحِدَّ على ميت أَكثر من ثَلَاثَة أَيَّام، إِلَّا الْمَرْأَة على زَوجهَا، فَإِنَّهَا تُحد أَرْبَعَة أشهر وَعشرا) . وَقَالَ أَبُو عبيد: إحداد الْمَرْأَة على زَوجهَا

تَركهَا الزِّينَة، ونُرى أَنه مَأْخُوذ من الْمَنْع لِأَنَّهَا قد مُنعت من ذَلِك. وَمِنْه قيل للبواب: حَدَّاد، لِأَنَّهُ يمْنَع النَّاس من الدُّخُول. وَقَالَ الْأَعْشَى يصف الْخمر والخَمّار: فقمنا وَلما يَصح ديكنا إِلَى جَوْنة عِنْد حَدَّادها يَعْنِي صَاحبهَا الَّذِي يحفظها ويمنعها. والجَوْنة: الخابية. يُقَال: أحدت الْمَرْأَة تُحِدُّ وحَدَّت تُحدُّ وتحِدّ حِداداً. وَقَالَ اللَّيْث: حاددته أَي عاصيته. وَيُقَال: مَا عَن هَذَا الْأَمر حَدَد وَلَا مُحْتَدّ أَي مَعْزِل. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: حَدَّ الرجل يَحُدّ حَدّاً إِذا جعل بَينه وَبَين صَاحبه حَدّاً. وحدّه يَحُدّه إِذا ضربه الحدّ. وحدّه يَحُدّه إِذا صرفه عَن أَمر أَرَادَهُ. وَأما حدّ يحِدّ فَمَعْنَاه أَنه أَخَذته عجلة وطيش. وأحدَّ السَّيْف إحداداً إِذا شَحَذه وحدَّده فَهِيَ مُحَدَّد مثله. وَفِي الحَدِيث الَّذِي جَاءَ فِي عَشْر من السُنَّة (الاستحداد من العَشْر) . قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الاستحداد: حَلْق الْعَانَة، وَمِنْه الحَدِيث الآخر حِين قَدِمَ من سفر فَأَرَادَ النَّاس أَن يطرقوا النِّسَاء لَيْلًا فَقَالَ: (أمهلوا حَتَّى تمتشط الشعِثة، وتستحدّ المُغِيبة) ، أَي تحلق عانتها. قَالَ أَبُو عبيد: وَهُوَ استفعال من الحديدة يَعْنِي الاستحلاق بهَا. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال استحدَّ الرجل إِذا أحدّ شَفْرة بحديدة وَغَيرهَا. قَالَ والحَدَّاد: صَاحب السجْن، وَذَلِكَ أَنه يَمنع مَن فِيهِ أَن يخرج. وَيُقَال: دون ذَلِك حَدَدٌ أَي مَنْع. وَأنْشد: لَا تَعْبدُونَ إِلَهًا غير خالقكم وَإِن دُعيتم فَقولُوا دونه حَدَد أَي مَنْع. وَيُقَال: فلَان حَدِيد فلَان إِذا كَانَت دَاره إِلَى جَانب دَاره. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِي قَول الله جلّ وعزّ: {غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ} (ق: 22) قَالَ: أَي لِسَان الْمِيزَان. وَيُقَال {غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ} أَي فرأيُك الْيَوْم نَافِذ. وَقَالَ شمر يُقَال للْمَرْأَة: الحَدّادة. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: مَالِي مِنْهُ بُدّ وَلَا مُحْتَدّ وَلَا مُلتَدّ، أَي مَالِي مِنْهُ بُدّ. وَقَالَ غَيره: حُدّان: قَبيلَة فِي الْيمن. وَيُقَال: حَدداً أَن يكون كَذَا، كَقَوْلِك: مَعَاذ الله. وَقَالَ الْكُمَيْت: حَدَداً أَن يكون سَيْبُك فِينَا وَتِحا أَو مُحَيّناً محصوراً دح: قَالَ اللَّيْث: الدَحَّ: شبه الدَسّ، تضع شَيْئا على الأَرْض، تدُحُّه وتدسُّه حَتَّى يلزق. وَقَالَ أَبُو النَّجْم: بَيْتا خفِيّاً فِي الثَرَى مدحوحا وَنَحْو ذَلِك قَالَ أَبُو عَمْرو فِي الدَحّ. وَقَالَ غَيره: مدحوحاً: موسّعاً، وَقد دحَّه أَي وسَّعه، يَعْنِي قُتْرة الصَّائِد. وَقَالَ شمر: دَحّ فلَان فلَانا يَدُحّه دَحّا ودَحَاه يدحوه إِذا دَفعه ورَمَى بِهِ، كَمَا قَالُوا: عراه وعرَّ إِذا أَتَاهُ. وَيُقَال: اندحّ بطنُه إِذا اتَّسع. ودَحّ فِي الثرى بَيْتا إِذا

باب الحاء والتاء

وسَّعه. وَأنْشد بَيت أبي النَّجْم. وَقَالَ: مدحوحاً أَي مُسَوًى. وَقَالَ نَهْشَل: فَذَلِك شِبْه الضبّ يَوْم رَأَيْته على الجُحْر مندحّاً خَصِيباً ثمائله أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الدُّحُح: الأرضون الممتدّة. وَيُقَال: اندحّت الأَرْض كلأً اندِحاحاً إِذا اتَّسعت بالكلأ. قَالَ: واندحّت خواصِر الْمَاشِيَة اندحاحاً إِذا تفتّقت من أكل البقل، واندحّ بطن الرجُل. وَفِي الحَدِيث: كَانَ لأسامة بطن مُنْدَحّ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: دَحَّها يَدُحّها دَحّاً إِذا نَكَحَهَا. وَحكى الْفراء: تَقول الْعَرَب: دحّاً محّاً يُرِيدُونَ: دعها مَعهَا. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو الدَحْدَاح: الرجل الْقصير. وَكَانَ قَالَه بِالذَّالِ ثمَّ رَجَعَ إِلَى الدَّال وَهُوَ الصَّحِيح. وَقَالَ اللَّيْث: الدَحْداح، والدَحداحة من الرِّجَال وَالنِّسَاء: المستدير الململَم، وَأنْشد: أغركِ أنني رجل قصير دُحيدِحة وأنكِ عَلْطَمِيس (بَاب الْحَاء وَالتَّاء) (ح ت) حت، تح، تَحت: مستعملة. حت: قَالَ اللَّيْث: الحَتّ: فَرْكك الشَّيْء الْيَابِس عَن الثَّوْب وَنَحْوه. وحُتَات كل شَيْء: مَا تحاتّ مِنْهُ وَأنْشد: تحتّ بقرنيها بَرِير أراكة وتعطو بظِلفيها إِذا الْغُصْن طالها قَالَ: والحتّ لَا يبلغ النحت. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو الْأَصْمَعِي: فرس حَتٌّ إِذا كَانَ جواداً وَجمعه أحتات. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لسعد يَوْم أحُد: احتُتْهم يَا سعد فِداك أبي وأمّي، يَعْنِي ارددهم. قلت: إِن صحَّت هَذِه اللَّفْظَة فَهِيَ مَأْخُوذَة من حتّ الشَّيْء وَهُوَ قَشره شَيْئا بعد شَيْء وحكُه. وَقد رُوِيَ عَنهُ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام أَنه قَالَ لامْرَأَة سَأَلته عَن الدَّم يُصِيب ثوبها فَقَالَ لَهَا: (حُتّيه وَلَو بضِلْع) . وَمَعْنَاهُ حُكِّيه وأزيليه. وَيُقَال: انحتّ شعرُه عَن رَأسه، وانحصّ إِذا تساقط. عَمْرو عَن أَبِيه: الحَتَّة: القَشرة. وحَتَّه مائَة سَوط إِذا عجَّل ضربه، وحتّه مائَة دِرْهَم إِذا نَقده بالعَجَلة. والحَتّ. العجلة فِي كل شَيْء. وَقَالَ شمر: تَركتهم حتًّا فتًّا بتًّا إِذا اسْتَأْصَلْتَهم. والحَتُوت من النّخل: الَّتِي يَتَنَاثَر بُسرها، وَهِي شَجَرَة مِحتات: منثار. وَقَالَ النحويون: حَتَّى تَجِيء لوقت منتظر. وتجيء بِمَعْنى إِلَى. وَأَجْمعُوا أَن الإمالة فِيهَا غير مُسْتَقِيم. وَكَذَلِكَ فِي على. ولحتى فِي الْأَسْمَاء وَالْأَفْعَال أَعمال مُخْتَلفَة، وَلَيْسَ هَذَا الْمَكَان موضعا لاستقصاء تَفْسِيرهَا.

باب الحاء والظاء

وَقَالَ بَعضهم: حَتَّى فَعْلَى من الحتّ وَهُوَ الْفَرَاغ من الشَّيْء، مثل شَتّى من الشَتّ. قلت: وَلَيْسَ هَذَا القَوْل ممّا يُعَرَّج عَلَيْهِ؛ لِأَنَّهَا لَو كَانَت فَعْلى من الحت كَانَت الإمالة جَائِزَة، وَلكنهَا حرف أَدَاة وَلَيْسَت باسم وَلَا فعل. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الحَتّ القَشْر. وَفِي الحَدِيث (حُتيّة بضِلْع) . قَالَ والضلع: العُود. وَأنْشد: وَمَا أخذا الدِّيوَان حَتَّى تصعلكا زَمَانا وحتّ الأشهبان غناهما حت: قشر وحك. تصعلكا: افتقرا. تح: قَالَ اللَّيْث: لَو جَاءَ فِي الْحِكَايَة تحتحه تَشْبِيها بِشَيْء لجَاز وَحسن. تَحت: قَالَ: وَتَحْت نقيض فَوق. وَفِي الحَدِيث: (لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يظْهر التحوت، وَيهْلك الوعول. والتحوت: الَّذين كَانُوا تَحت أَقْدَام النَّاس لَا يُؤبه لَهُم. وهم السِفَل والأنذال: والوعول: الْأَشْرَاف. (بَاب الْحَاء والظاء) ح ظ) اسْتعْمل مِنْهُ: الحظّ. قَالَ اللَّيْث: الحظّ: النَّصِيب من الْفضل وَالْخَيْر، وَجمعه حظوظ. وَفُلَان ذُو حَظّ وقِسم من الْفضل. قَالَ: وَلم أسمع من الحظّ فِعْلاً. قَالَ: وناس من أهل حِمْص يَقُولُونَ: حَنْظ، فَإِذا جمعُوا رجعُوا إِلَى الحظوظ. وَتلك النُّون عِنْدهم غُنّة، وَلَكنهُمْ يجعلونها أَصْلِيَّة. وَإِنَّمَا يجْرِي هَذَا اللَّفْظ على ألسنتهم فِي المشدد؛ نَحْو الرُزّ يَقُولُونَ: رُنْز، وَنَحْو أُتْرُجّة يَقُولُونَ: أُتْرُنْجة. قلت: للحظّ فعل جَاءَ عَن الْعَرَب وَإِن لم يعرفهُ اللَّيْث وَلم يسمعهُ. قَالَ أَبُو زيد فِيمَا روى عَنهُ أَبُو عبيد: رجل حظيظ جَدِيد إِذا كَانَ ذَا حظّ من الرزق. قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: رجل محظوظ ومجدود. قَالَ: وَيُقَال: فلَان أحظَّ من فلَان وأجدّ مِنْهُ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال حَظِظت فِي الْأَمر فَأَنا أحظّ حظّاً. وَجمع الْحَظ أَحُظٌّ وحظوظ وحظَاءٌ مَمْدُود، وَلَيْسَ بِقِيَاس. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم فِيمَا كتبه لِابْنِ بزرج يُقَال هم يحظون بهم ويجِدُّون بهم قَالَ: وَوَاحِد الأحظاء حَظٍ مَنْقُوص وَأَصله حَظّ. وروى سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: الحَظِيظ: الغنِيّ الموسِر. أَبُو عبيد عَن اليزيدي: هُوَ الحُظُظ، وَقَالَ غَيره: الحُظَظ على مِثَال فُعل. قَالَ شمر وَهُوَ الحُدُل. (بَاب الْحَاء والذال) (ح ذ اسْتعْمل مِنْهُ: حذ، ذ ح) . حذ: قَالَ اللَّيْث: الحَذّ. الْقطع المستأصل. والحَذَذ: مصدر الأحَذّ من غير فعل. والأحذّ يسمّى بِهِ الشَّيْء الَّذِي لَا يتعلّق بِهِ شَيْء. وَالْقلب يُسمى أَحَذّ. والأحذّ: اسْم عرُوض من أعاريض الشّعْر، وَهُوَ مَا كَانَ من الْكَامِل قد حذف من آخِره وتِدتامّ، يكون صَدره ثَلَاثَة أَجزَاء متفاعلن، وَآخره

باب الحاء والثاء

جزءان تامّان وَالثَّالِث قد حذف مِنْهُ علن وَبقيت فِي القافية مُتَفا، فَجعلت فَعِلن أَو فعْلن خَفِيفَة كَقَوْل ضابىء. إلاَّ كُميتا كالقناة وضابئا بالفَرج بَين لَبانه ويدِهْ وَكَقَوْلِه: وحُرِمت منّا صاحبا ومؤازِرا وأخاً على السّراء والضُرّ وَفِي حَدِيث عُتْبة بن غَزْوان أَنه خطب النَّاس فَقَالَ: إِن الدُّنْيَا قد آذَنت بصُرْم، وولّت حذّاء، فَلم يبْق مِنْهَا إلاّ صُبَابة كصُبابة الْإِنَاء. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو وَغَيره قَوْله: ولّت حَذّاء هِيَ السريعة الْخَفِيفَة الَّتِي قد انْقَطع آخرهَا. وَمِنْه قيل للقطاة: حَذّاء لقصر ذَنَبها مَعَ خفّتها. قَالَ النَّابِغَة يصف القَطَا: حَذّاء مُدبرة سكّاء مقبلة للْمَاء فِي النَّحْر مِنْهَا نَوْطة عَجَب قَالَ: وَمن هَذَا قيل للحمار الْقصير الذَنَب: أحَذّ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الحَذّ: الْإِسْرَاع فِي الْكَلَام والفَعال، وَمِنْه قَوْله: الدُّنْيَا ولّت حذّاء أَي سريعة، وَأمر أَحَذّ إِذا كَانَ قَاطعا سَرِيعا. وَقَالَ اللَّيْث: الدُّنْيَا ولّت حَذّاء: مَاضِيَة لَا يتعلّق بهَا شَيْء، وقصيدة حَذّاء: سائرة لَا عيب فِيهَا. شمر: أَمر أحَذّ أَي شَدِيد منكَر، وجئتنا بخطوب حُذّ أَي بِأُمُور منكَرة. وَقَالَ الطِرِمّاح: يقْضِي الأُمُور الحُذّ ذَا إربة فِي لَيّها شَزْراً وإبرامها أَي بقربها قَلْباً ذَا إربة. وقَرَبَ حذ حاذ: سريع، أُحذ من الأحذّ: الْخَفِيف. وَقَالَ فِي قَوْله: فزارياً أحذَّ يدِ الْقَمِيص أَرَادَ: أحذ اليدّ، فأضاف إِلَى الْقَمِيص لِحَاجَتِهِ، أَرَادَ خفّة يَده فِي السّرقَة. ذح: قَالَ أَبُو عبيد قَالَ أَبُو عَمْرو: الذحاذح: الْقصار من الرِّجَال واحدهم ذَحْذَاح، ثمَّ رَجَعَ إِلَى الدَّال. وَهُوَ الصَّحِيح. (بَاب الْحَاء والثاء) (ح ث) حث، ثح: مستعملان. حث: قَالَ اللَّيْث: الحَثّ: الإعجال فِي الاتّصال والحِثّيثَى الِاسْم نَفسه. يُقَال: اقْبَلُوا دِلِّيلَي ربّكم، وحِثِيثاه إيّاكم. وَيُقَال: حثثت فلَانا فاحْتَثَّ، وَهُوَ حثيث محثوث. جادّ سريع، وَقوم حِثاث، وَامْرَأَة حَثيث فِي مَوضِع حاثّة، وَامْرَأَة حَثيث فِي مَوضِع محثوثة وَقَالَ الْأَعْشَى: تدلّى حَثيثا كَأَن الصُوا ر يتبعهُ أَزْرَقِيّ لِحمْ شبه الْفرس فِي السرعة بالبازي. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: جَاءَنَا بِتَمْر فَذّ، وفَضّ، وحُثّ أَي لَا يلزق بعضه بِبَعْض. وَقَالَ اللَّيْث الحَثُوث: السَّرِيع. قَالَ: والحَثْحَثة: اضْطِرَاب الْبَرْق فِي السَّحَاب،

باب الحاء والراء

وانتخال الْمَطَر أَو الثَّلج. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: خِمْس حثحاث، وحَذحاذ، وقَسْقَاس: كل ذَلِك السَّيْر الَّذِي لَا وتيرة فِيهِ. عَمْرو عَن أَبِيه قَرَب حثحاث وثحثاح وحذحاذ ومُنَحِّب أَي شَدِيد. وَيُقَال: مَا ذقت حَثَاثا ولاحِثَاثا أَي مَا ذقت نوماً، قَالَه أَبُو عبيد وَغَيره. وَقَالَ زيد بن كثوة: مَا جعلت فِي عَيْني حِثاثا عِنْد تَأْكِيد السهر. قَالَ والحُثحوث: السَّرِيع يُقَال: حثحِثوا ذَلِك الْأَمر أَي حركوه. قَالَ: وحيَّة حَثحاث وفَضفاض: ذُو حَرَكَة دائمة. قَالَ والحُث: المدقوق من كل شَيْء. وَسَوِيق حُثّ: غير ملثوث. وحَثّثَ الرجلُ إِذا نَام، قَالَه أَبُو عَمْرو. ثح: قَالَ اللَّيْث: الثحثحة: صَوت فِيهِ بُحّة عِنْد اللهاة وَأنْشد: أبح مثحثِح صَحِل الشحيج وَقَالَ أَبُو عَمْرو: قرب ثحثاح: شَدِيد مثل حثحاث. (بَاب الْحَاء وَالرَّاء) (ح ر) حر، رح، حرح: مستعملات. حر: قَالَ اللَّيْث: الحَرّ نقيض الْبرد، والحارّ: نقيض الْبَارِد. وَتقول: حَرّ النهارُ وَهُوَ يَحِرّ حَرّاً. والحَرُور حَرّالشمس. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: حَرَرت يايوم تَحِرّ وحَرِرت تَحَرّ إِذا اشتدّ حر النَّهَار. وَقد حَرِرت تَحَرّ من الحرّية لَا غير. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: حر يَحَرّ إِذا عَتَق وحَرّ يَحِرّ إِذا سخُن مَاء أَو غَيره. أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: السَمُوم: الرّيح الحادّة بِالنَّهَارِ، وَقد تكون بِاللَّيْلِ والحَرُور بِاللَّيْلِ وَقد تكون بِالنَّهَارِ وَأنْشد: ونسجت لوامع الحرور سبائبا كشرَق الْحَرِير اللَّيْث: حَرّت كبده، وَهِي تَحَرُّ حِرّة ومصدره الحَرَر. وَهُوَ يُبْس الكبد عِنْد الْعَطش أَو الْحزن وَرجل حَرّان: عطشان، وَامْرَأَة حَرّى: عطشى. وَيَدْعُو الرجل على صَاحبه فَيَقُول: سلَّط الله عَلَيْهِ الحِرّة تَحت القِرّة: يُرِيد الْعَطش مَعَ الْبرد. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: شَيْء حارّ يارّ جارّ، وَهُوَ حرّان يَرّان جَرّان. قَالَ وَيُقَال حُرّ بيّن الحُرّية والحُرُوريّة، وَزَاد شمر فَقَالَ: وبيّن الْحرار بِفَتْح الْحَاء والحَرُوريّة أَيْضا. وَأنْشد: فَمَا رُدّ تَزْوِيج عَلَيْهِ شَهَادَة وَلَا رُدّ من بعد الحَرَارِ عَتيق قَالَ شمر: سَمِعت هَذَا الْبَيْت من شِيخْ من باهلة، وَمَا علمت أَن أحدا جَاءَ بِهِ. عَمْرو عَن أَبِيه، قَالَ: الحَرّة: البثرة الصَّغِيرَة. وَقَالَ اللَّيْث: الْحَرَارَة: حُرقة فِي طعم أَو فِي الْقلب من التوجّع. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الفُلفل لَهُ حَرَاوة وحرارة أَيْضا بالراء وَالْوَاو. وَقَالَ الفرزدق يصف نسَاء سُبِين: خرجن حريرات وأبدين مِجْلدا وجالت عَلَيْهِنَّ المكتَّبة الصُفْرُ

حريرات أَي محرورات يجدن حرارة فِي صدورهن. قَالَ: والمِجْلد: المِئْلاَةُ والمكتَّبة: السِّهَام الَّتِي أُجيلت عَلَيْهِنَّ حِين اقتُسِمْن وأسهم عليهنّ. اللَّيْث: الْحَرِير: ثِيَاب من إبريسم. قَالَ والحَريرة دَقِيق يطْبخ بِلَبن. وَقَالَ شمر: الحريرة من الدَّقِيق، والخزيرة من النُخالة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ هِيَ العصيدة ثمَّ النَجِيرة ثمَّ الحَرِير ثمَّ الحَسُوّ. اللَّيْث: الحَرّة: أَرض ذَات حِجَارَة سود نَخِرة؛ كَأَنَّمَا أُحرقت بالنَّار. والجميع الحَرّات والإحَرُّون والحِرَار. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الحَرّة: الأَرْض الَّتِي أُلبستها حِجَارَة سود. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الحَرّة: الأَرْض مسيرَة لَيْلَتَيْنِ سريعتين أَو ثَلَاث فِيهَا حِجَارَة، أَمْثَال البُروك، كَأَنَّمَا شُيِّطت بالنَّار، وَمَا تحتهَا أَرض غَلِيظَة من قاع لَيْسَ بأسود، وَإِنَّمَا سوّدها كَثْرَة حجارتها وتدانيها. وَقَالَ شمر: هِيَ حِرار ذَوَات عَدَد، مِنْهَا حَرّة واقِم، وحَرّة ليلى؛ وحرّة النَّار، وحرّة غَلاَّس. قَالَ وحَرَّة النَّار لبني سُلَيم وَهِي تسمّى أمّ صَبَّار وَأنْشد: لدن غدْوَة حَتَّى اسْتَغَاثَ شريدهم بحرة غلاَّس وشِلو ممزّق وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الحَرّة الرجلاء: الصلبة الشَّدِيدَة: وَقَالَ غَيره هِيَ الَّتِي أَعْلَاهَا سود وأسفلها بيض. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: تكون الحَرّة مستديرة فَإِذا كَانَ مِنْهَا شَيْء مستطيلاً لَيْسَ بواسع فَذَلِك الكُراع. وَقَالَ اللَّيْث: الحُرّ فرخ الْحمام. وَقَالَ أَبُو عبيد: سَاق حُرّ: الذّكر من القَمَاريّ. وَقَالَ شمر فِي سَاق حُرّ قَالَ بَعضهم: السَّاق الْحمام وحُرٌّ فرخها. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: سَاق حُرّ: ذكر الْحمام. وَقَالَ أَبُو عدنان: يعنون بساق حُرّ لحن الْحَمَامَة. وَقَالَ شمر: يُقَال لهَذَا الطَّائِر الَّذِي يُقَال لَهُ بالعراق باذنجان لأصغر مَا يكون جثة: حُرّ. وَيُقَال: سَاق حر صَوت القُمْرِيّ. قَالَ: وَرَوَاهُ أَبُو عدنان: سَاق حَرّ بِفَتْح الْحَاء. قَالَ وَهُوَ طَائِر تسمّيه الْعَرَب سَاق حر بِفَتْح الْحَاء لِأَنَّهُ إِذا هدر كَأَنَّهُ سَاق حَرّ قَالَ: وَالرِّوَايَة الصَّحِيحَة فِي شعر حميد: وَمَا هاج هَذَا الشوق إلاّ حمامه دعت سَاق حَرّ فِي حمام ترنما اللَّيْث الحُرّ: ولد الحيَّة اللطيفة فِي قَول الطرماح: مُنطوفي جَوف ناموسه كانطواء الحُرّ بَين السِّلاَم وَقَالَ شمر: الحُرّ زَعَمُوا أَنه الْأَبْيَض. قَالَ وَأنكر ابْن الْأَعرَابِي أَن يكون الحُرّ فِي هَذَا الْبَيْت الحيَّة، وَقَالَ الْحر هَاهُنَا الصَّقْر. وَسَأَلت عَنهُ أَعْرَابِيًا فصيحاً يمامِيّاً فَقَالَ مثل قَول ابْن الْأَعرَابِي. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الحُرّ: الجانّ من الْحَيَّات. والحُرّ: رُطَب الأَزَاذِ.

والحُرّ: كل شَيْء فاخر جيّد من شِعْر أَو غَيره قَالَ: والحُرّ خدّ الرجل. وَمِنْه يُقَال لطم حُرَّ وَجهه. والحُرَّة: الوَجْنة. اللَّيْث: الحُرّ: نقيض العَبْد. قَالَ والحُرّ من النَّاس: خيارهم وأفاضلهم. قَالَ والحُر من كل شَيْء أعْتقهُ. وحُرّ الْوَجْه: مَا بدا من الوجنة. وحُرّة الذِفْرَى: مَوضِع مجالِ القُرْط وَأنْشد: فِي خُشَشَاوَيْ حُرَّة التَّحْرِير يَعْنِي حُرّة الذِفْرَى. قَالَ والحُرّ والحُرّة الرمل والرملة الطيّبة. والحُرّة: الْكَرِيمَة من النِّسَاء. وَقَالَ الْأَعْشَى: حُرّة طَفْلة الأنامل تَرْتَبّ سُخَاما نكفُّه بِخلاَل قَالَ: والحرة نقيض الْأمة. وأحرار الْبُقُول مَا يُؤْكَل غير مطبوخ. وَقَالَ: أَبُو الْهَيْثَم أَحْرَار الْبُقُول: مَا رَقّ مِنْهَا ورَطُب، وذكورها: مَا غلظ مِنْهَا وخَشُن. وَقَالَ اللَّيْث: الحُرّ: ولد الظبي فِي قَول طرفَة: بَين أكنافٍ خُفافٍ فاللِّوَى مُحْزِفٌ تَحنو لرَخْص الظِلْف حُرّ قَالَ: والحُرّ: الْفِعْل الْحسن فِي قَوْله: لَا يكن حبُّكِ دَاء دَاخِلا لَيْسَ هَذَا منكِ ماوِيّ بُحرَّ أَي بِفعل حسن. قلت: وأمّا قَول امرىء الْقَيْس: لعمرك مَا قلبِي إِلَى أَهله بَحر وَلَا مُقصر يَوْمًا فيأتيني بقُرْ إِلَى أَهله أَي إِلَى صَاحبه بحُرَّ: بكريم؛ لِأَنَّهُ لَا يصير وَلَا يكفُّ عَن هَوَاهُ. وَالْمعْنَى أَن قلبه ينبو عَن أَهله، ويصبو إِلَى غير أَهله، فَلَيْسَ هُوَ بكريم فِي فعله. اللَّيْث: يُقَال لليلة الَّتِي تُزفّ فِيهَا الْمَرْأَة إِلَى زَوجهَا، فَلَا يقدر فِيهَا على افتضاضها: لَيْلَة حُرَّةٍ. وَقَالَ النَّابِغَة يصف نسَاء: شُمُس مَوَانِع كلَّ ليلةِ حُرَّة يُخلفن ظنَّ الْفَاحِش المغيار وَقَالَ غير اللَّيْث: فَإِن افتضَّها زَوجهَا فِي اللَّيْلَة الَّتِي زُفّت إِلَيْهِ فَهِيَ لَيْلَة شَيْبَاءَ. حَرَّان بلد مَعْرُوف. وحَرُورَاء: مَوضِع بِظَاهِر الْكُوفَة، إِلَيْهَا نسبت الحَرُورِيَّة من الْخَوَارِج وَبهَا كَانَ أول تحكيمهم واجتماعهم حِين خالفوا عليّاً ح. قلت: وَرَأَيْت بالدهناء رَملَة وَعْثة يُقَال لَهَا: رَملَة حَرُوراء. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي} (آل عِمرَان: 35) قَالَ أَبُو إِسْحَاق: هَذَا قَول امْرَأَة عمرَان. وَمعنى {إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} أَي جعلته خَادِمًا يخْدم فِي متعبّداتنا فَكَانَ ذَلِك جَائِزا لَهُم. وَكَانَ على أَوْلَادهم فرضا أَن يطيعوهم فِي نذرهم. فَكَانَ الرجل ينذِر فِي وَلَده أَن يكون خَادِمًا فِي متعبّدهم ولعُبَّادهم. وَلم يكن ذَلِك النّذر فِي النِّسَاء، إِنَّمَا كَانَ ذَلِك فِي الذُّكُور. فلمَّا ولدت امْرَأَة عمرَان مَرْيَم

قَالَت: رب إِنِّي وَضَعتهَا أُنْثَى، وَلَيْسَ الْأُنْثَى ممَّن يصلح للنذر فَجعل الله تَعَالَى من الْآيَات فِي مَرْيَم لِما أَرَادَهُ من أَمر عِيسَى أَن جعلهَا متقبَّلة فِي النّذر. فَقَالَ الله تَعَالَى: {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ} (آل عِمرَان: 37) . وَقَالَ اللَّيْث: المحرَّر: النذيرة. وَكَانَت بَنو إِسْرَائِيل إِذا وُلد لأَحَدهم ولد ربَّما حرَّره أَي جعله نذيرة فِي خدمَة الْكَنِيسَة مَا عَاشَ، لَا يَسعهُ فِي دينهم غيرُ ذَلِك. وَقَول عنترة: جَادَتْ عَلَيْهِ كل بِكر حرّة أَرَادَ كل سَحَابَة غزيرة الْمَطَر كَرِيمَة. وَقَالَ اللَّيْث: تَحْرِير الْكِتَابَة: إِقَامَة حروفها، وَإِصْلَاح السَقَط. قلت: وتحرير الْحساب إثْبَاته مستوياً، لَا غَلَت فِيهِ وَلَا سَقَط وَلَا محو. وَيجمع الْحر أحراراً وَيجمع الْحرَّة حرائر. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الحَرُّ: زجر المعَز. وَأنْشد: قد تركب حَيْهِ وَقَالَت حَرِّ ثمَّ أمالت جَانب الخِمَرِّ عمدا على جَانبهَا الأَيْسرّ قَالَ والحَيْه: زجر الضَّأْن. حرح: أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: الحِرُ فِي الأَصْل حِرْح، وَجمعه أحراح. وَقد حَرَحْتُ الْمَرْأَة إِذا أصبْتَ ذَلِك الْمَكَان مِنْهَا. قَالَ: وَرجل حَرِح: يحبّ الأحراح. قَالَ: واستثقلت الْعَرَب حاء قبلهَا حرف سَاكن فحذفوها وشدّدوا الرَّاء. وَرَوى ابْن هانىء عَن أبي زيد أَنه قَالَ: من أمثالهم احْمِلْ حِرَك أودع، قالتها امْرَأَة أدَلّت على زَوجهَا عِنْد الرحيل، تحثّه على حملهَا وَلَو شَاءَت لركبت. وَأنْشد: كل امرىء يحمي حِرَه أسوده وأحمره والشعرات المنفذات مشفره ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الحَرَّة: الظلمَة الْكَبِيرَة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الحَرَّة: البثرة الصَّغِيرَة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الحَرّة: الْعَذَاب الموجع. قَالَ: والحرّة: حرارة فِي الْحلق، فَإِن زَادَت فَهِيَ الحَرْوَة ثمَّ الثحثحة، ثمَّ الجَأْز ثمَّ الشَرَق، ثمَّ الفُئُوق، ثمَّ الجَرَض، ثمَّ العَسْف، وَهِي عِنْد خُرُوج الرّوح. قَالَ وَيُقَال: حَرّ إِذا سخن، وحَرّ إِذا عَتَق وحُرّيَة الْعَرَب أَشْرَافهم. وَقَالَ ذُو الرمّة: فَصَارَ حَيّاً وطَبَّق بعد خوف على حُرّية الْعَرَب الهُزالى أَي على أَشْرَافهم. قَالَ والهُزالَى مثل الكُسَالى. وَيُقَال: أَرَادَ الهُزالى بِغَيْر إمالة. وَيُقَال هُوَ من حُرّيّة قومه أَي من خالصهم. وَأَرْض حُرّيّة: رملية لينَة. والحُرّان: السوادان فِي أَعلَى الْأُذُنَيْنِ. رح: الأرَحّ من الرِّجَال: الَّذِي يَسْتَوِي باطنُ قدمه، حَتَّى يمسّ جميعُه الأَرْض. وَامْرَأَة رحّاء الْقَدَمَيْنِ. ويستحبّ أَن يكون الرجل خميص الأخمصين، وَالْمَرْأَة كَذَلِك. وَقَالَ اللَّيْث: الرَحَح: انْبسَاط الْحَافِر، وعِرَض الْقدَم وكل شَيْء كَذَلِك فَهُوَ أَرَحّ.

باب الحاء واللام

وَقَالَ الْأَعْشَى: فَلَو أَن عزّ النَّاس فِي رَأس صَخْرَة ململمة تعيي الأرحّ المخدّما أَرَادَ بالأرحّ: الوعل، وَصفه بانبساط أظلافه. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الأرحّ: الْحَافِر العريض، والمصرور: المنقبض. وَكِلَاهُمَا عيب وَأنْشد: لَا رَحَح فِيهَا وَلَا اصطرار يَعْنِي: لَا فِيهِ عِرَض مفرط، وَلَا انقباض وضيق وَلكنه وَأب بِقدر مَحْمُود. رَحْرَحان: اسْم وَاد عريض فِي بِلَاد قيس. وَقَالَ اللَّيْث: ترحرحت الْفرس إِذا فحَّجَت قَوَائِمهَا لتبول. وَقَالَ غَيره: طَسْت رحراح: منبسط لَا قَعْر لَهُ. وَكَذَلِكَ كلّ إِنَاء نَحوه. وجفنة رَحّاء: عريضة لَيست بقعيرة. عَمْرو عَن أَبِيه: إِنَاء رحراح ورَحْرَح، ورَهْرَهٌ ورحرحان ورهرهان. وَقَالَ أَبُو خيرة: قَصْعَة رَحْرَح ورحرحانيّة: وَهِي المنبسطة فِي سَعَة. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: رَحْرَح الرجلُ إِذا لم يُبَالغ قَعْر مَا يُرِيد، كالإناء الرحراح. قَالَ وعَرّض لي فلَان تعريضاً إِذا رحرح بالشَّيْء وَلم يبيّن. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الرُحُح: الجفان الواسعة. وكِرْكِرة رحّاء: وَاسِعَة. والرَحّة الحَيّة إِذا تطوّت. وَيُقَال: رحرحتَ عَنهُ إِذا سترتَ دونه. وَالله أعلم. (بَاب الْحَاء وَاللَّام) (ح ل) حل، لح، (لحح، حلحل، لحلح) : مستعملات. حل: قَالَ اللَّيْث: تَقول: حل يَحُلّ حُلولاً: وَذَلِكَ نزُول الْقَوْم بمحلَّة. قَالَ: وَهُوَ نقيض. الارتحال. والمَحَل: نقيض المرتحَل. وَأنْشد بَيت الْأَعْشَى: إِن مَحَلاًّ وإنّ مرتحلا وَإِن فِي السفْر مَا مضى مَهَلا قَالَ اللَّيْث: قلت للخليل: أَلَيْسَ تزْعم أَن الْعَرَب العاربة لَا تَقول: إِن رجلا فِي الدَّار، لَا تبدأ بالنكرة، وَلكنهَا تَقول: إِن فِي الدَّار رجلا. قَالَ: لَيْسَ هَذَا على قِيَاس مَا تَقول، هَذَا حِكَايَة سَمعهَا رجل من رجل: إِن مَحَلاّ وَإِن مرتحلا. ويصف بعد حَيْثُ يَقُول: هَل تذكر الْعَهْد فِي تَنَمُّصَ إذْ تضرب لي قَاعِدا بهَا مثلا إِن مَحَلاّ وَإِن مرتحلا المَحَلّ: الْآخِرَة، والمرتحَل: الدُّنْيَا. وَأَرَادَ بالسَفْر: الَّذين مَاتُوا فصاروا فِي البرزخ؛ والمَهَل الْبَقَاء والانتظار. قلت: وَهَذَا صَحِيح من قَول الْخَلِيل، وَهُوَ كَمَا حَكَاهُ عَن اللَّيْث. وَكلما قَالَ: قلت للخليل فَقَالَ، أَو قَالَ: سَمِعت الْخَلِيل فَهُوَ الْخَلِيل بن أَحْمد لَا تَدْلِيس فِيهِ، وَإِذا قَالَ قَالَ الْخَلِيل فَفِيهِ نظر. قلت: وَيكون المَحَلّ الْموضع الَّذِي يُحل بِهِ، وَيكون مصدرا، وَكِلَاهُمَا بِفَتْح الْحَاء؛ لِأَنَّهُمَا من

حلّ يُحل. فأمَّا المحِلّ بِكَسْر الْحَاء فَهُوَ من حَلّ يَحلّ أَي وَجب يجب. قَالَ: الله جلّ وعزّ: {حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْىُ مَحِلَّهُ} (البَقَرَة: 196) أَي الْموضع الَّذِي يَحِلّ فِيهِ نحرُه. والمصدر من هَذَا بِالْفَتْح أَيْضا، وَالْمَكَان بِالْكَسْرِ. وَجمع المحلّ محالّ. وَيُقَال: مَحَلّ ومحلَّة بِالْهَاءِ؛ كَمَا يُقَال: منزِل ومنزلة. وَقَالَ اللَّيْث: الحِلّة: قوم نزُول. وَقَالَ الْأَعْشَى: لقد كَانَ فِي شَيبَان لَو كنتَ عَالما قِباب وحَيّ حِلّة وقنابل أَبُو عبيد: الحِلاَل: جماعات بيُوت النَّاس وَاحِدهَا حِلّة. قَالَ: وحَيّ حِلال أَي كثير وَأنْشد شمر: حيّ حِلاَل يَزَعون القَنْبلا والْحِلاَل: مَتَاع الرَحْل. وَمِنْه قَول الْأَعْشَى: ضرا إِذا وضعت إِلَيْك حِلاَلها وَقَالَ اللَّيْث: الحَلّ الْحُلُول وَالنُّزُول. قلت: يُقَال حَلّ يُحل وحُلُولاً. وَقَالَ المثقِّب العبديّ: أكلّ الدَّهْر حَلّ وارتحال أما تُبقي عليّ وَلَا تقيني قَالَ: والحَلّ: حَلّ العُقدة. يُقَال حللتها أحُلّها حَلاً، فانحلَّت. وَمِنْه الْمثل السائر: يَا عَاقد اذكر حَلاّ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِى فَقَدْ هَوَى} (طاه: 81) قرىء {وَمَن يَحْلِلْ} بِضَم اللَّام وَكسرهَا. وَكَذَلِكَ قرىء: {فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِى} (طه: 81) بِكَسْر الْحَاء وَضمّهَا. قَالَ الْفراء: وَالْكَسْر فِيهِ أحبُّ إليَّ من الضَّم لِأَن الْحُلُول مَا وَقع، مِن يَحُلَّ، ويَحِلُّ: يجب، وَجَاء التَّفْسِير بِالْوُجُوب لَا بالوقوع، وكلّ صَوَاب. قَالَ: وأمّا قَوْله جلّ وعزّ: {أَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّكُمْ} (طاه: 86) فَهِيَ مَكْسُورَة. وَإِذا قلت: حلّ بهم الْعَذَاب كَانَت يُحلّ لَا غير. وَإِذا قلت: عليَّ أَو قلت: يحلّ لَك كَذَا وَكَذَا فَهِيَ بِالْكَسْرِ. وَقَالَ الزّجاج: من قَالَ: يحلّ لَك كَذَا وَكَذَا فَهُوَ بِالْكَسْرِ، وَمن قَرَأَ: (فيحِلّ عَلَيْكُم) فَمَعْنَاه فَيجب عَلَيْكُم. وَمن قَرَأَ: (فيحُلّ) فَمَعْنَاه: فَينزل. وَالْقِرَاءَة {وَمَن يَحْلِلْ} بِكَسْر اللَّام أَكثر. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال حَلّ عَلَيْهِ الحقّ يَحِلُّ مَحَلاّ. قَالَ وَكَانَت الْعَرَب إِذا نظرت إِلَى الْهلَال قَالَت: لَا مرْحَبًا بِمُحلِّ الديْن مُقرِّب الْأَجَل. قَالَ ومَحِلُّ الهَدْي يَوْم النَّحْر بمنى. قلت: مَحِلّ الهَدْي للمتمتع بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَج بِمَكَّة إِذا قدِمها، وَطَاف بِالْبَيْتِ، وسعى بَين الصَّفَا والمروة. ومَحِلّ هَدْي الْقَارِن يومَ النَّحْر بمنى. وَقَالَ اللَّيْث: والحِلّ: الرجل الْحَلَال الَّذِي لم يُحرم، أَو كَانَ أحرم فحلّ من إِحْرَامه. يُقَال: حلّ من إِحْرَامه حِلاً. قَالَت عَائِشَة: طيّبت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِحرْمه حِين أحرم، ولِحلّه حِين حَلّ من إِحْرَامه. وَيُقَال رجل حِلّ وحَلاَل، وَرجل حِرْم

وحَرَام أَي محرم. وَأما قَول زُهَيْر: وَكم بالقَنان من مُحلّ ومحرم فَإِن بَعضهم فسَّره وَقَالَ: أَرَادَ: كم بالقنان من عَدو يرى دمي حَلَالا، وَمن محرم أَي يرَاهُ حَرَامًا. وَيُقَال المحلّ: الَّذِي يحلّ لنا قِتَاله، وَالْمحرم: الَّذِي يحرم علينا قِتَاله. وَيُقَال: المُحِلّ: الَّذِي لَا عهد لَهُ وَلَا حُرْمَة، وَالْمحرم: الَّذِي لَهُ حُرْمَة. وَيُقَال للَّذي هُوَ فِي الْأَشْهر الْحرم: مُحرم، وللذي خرج مِنْهَا مُحِلّ. وَيُقَال للنازل فِي الْحرم: مُحرم، وللخارج مِنْهُ مُحِلّ. وَذَلِكَ أَنه مَا دَامَ فِي الْحرم يَحرم عَلَيْهِ الصَّيْد والقتال وَإِذا خرج مِنْهُ حل لَهُ ذَلِك. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ الحُلّة القُنْبُلانيّة وَهِي الكَرَاخة. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (لَا يَمُوت لمُؤْمِن ثَلَاثَة أَوْلَاد فتمسُّه النَّار إلاّ تَحِلَّة القَسَم) . قَالَ أَبُو عبيد: معنى قَوْله: (تحِلّة الْقسم) قَول الله جلّ وعزّ: {وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا} (مريَم: 71) قَالَ: فَإِذا مرّ بهَا وجازها فقد أبرّ الله قسمَه. وَقَالَ غير أبي عبيد: لَا قسم فِي قَوْله جلّ وعزّ: {وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا} فَكيف يكون لَهُ تَحِلّة وَإِنَّمَا التحلّة للأَيمان. قَالَ: وَمعنى قَوْله (إِلَّا تَحِلَّة الْقسم) إِلَّا التعذير الَّذِي لَا يَنْدَاهُ مِنْهُ مَكْرُوه. وَمثله قَول الْعَرَب: ضَربته تحليلاً، ووعظته تعذيراً، أَي لم أبالغ فِي ضربه ووعظه. وأصل هَذَا من تَحْلِيل الْيَمين وَهُوَ أَن يحلف الرجل، ثمَّ يَسْتَثْنِي اسْتَثْنَاهُ متِّصلاً بِالْيَمِينِ غيرَ مُنْفَصِل عَنْهَا. يُقَال: آلى فلَان ألِيّة لم يتحلّل فِيهَا، أَي لم يسْتَثْن، ثمَّ يَجْعَل ذَلِك مثلا للتقليل. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: نَجَائِب وقعهن الأرضَ تحليلُ أَي قَلِيل هيّن يسير. وَيُقَال للرجل إِذا أمعن فِي وَعِيد أَو أفرط فِي فَخر أَو كَلَام: حِلاّ أَبَا فلَان، أَي تحلَّل فِي يَمِينك، جعله فِي وعيده إِيَّاه كاليمين. فَأمره بِالِاسْتِثْنَاءِ. وَيُقَال أَيْضا: تحلّل فلَان من يَمِينه إِذا خرج مِنْهَا بكفّارة أَو حِنْث يُوجب الكفّارة. وَيُقَال: أعطِ الْحَالِف حُلاّن يَمِينه. وَقَالَ امرء الْقَيْس: عَلَيَّ وآلت حَلْفة لم تَحَلّل وَقَالَ: غذاها نمير المَاء غيرَ محلِّل قَالَ اللَّيْث غير مُحَلل غير يسير. قَالَ: وَيحْتَمل هَذَا الْمَعْنى أَن يَقُول: غذاها غِذاء لَيْسَ بمحلِّل أَي لَيْسَ بِيَسِير، وَلكنه غذَاء مَرِيء ناجع. قَالَ: ويروى: غير مُحَلَّل، أَي غير منزول عَلَيْهِ فيكدّره ويفسده. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم غير محلَّل يُقَال: إِنَّه أَرَادَ مَاء الْبَحْر أَي أَن الْبَحْر لَا يُنزل عَلَيْهِ؛ لِأَن مَاءَهُ زُعَاق لَا يذاق فَهُوَ غير محلَّل أَي غير منزول عَلَيْهِ. قَالَ: وَمن قَالَ: غير محلَّل أَي غير قَلِيل فَلَيْسَ بِشَيْء؛ لِأَن مَاء الْبَحْر لَا يُوصف بالقلة وَلَا بِالْكَثْرَةِ لمجاوزة حدّه الْوَصْف. وَرُوِيَ عَن عمر أَنه قضى فِي الأرنب إِذا قَتله الْمحرم بحُلاَّن. وفسّر فِي الحَدِيث أَنه

جَدْي ذكر. وَرُوِيَ عَن عُثْمَان أَنه قضى فِي أم حُبَيْن بحُلاّن، وَفسّر فِي الحَدِيث أَنه الحَمَل. وَقَالَ اللَّيْث: الحُلاّن: الجَدْي الَّذِي يُبقر عَنهُ بطن أمه. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ ولد المعزى حُلاَمٌ وَحُلاّن وَأنْشد: تُهْدَى إِلَيْهِ ذراعُ الْجَفْر تكرمة إمّا ذبيحاً وإمّا كَانَ حُلاّنا قَالَ: والذبيح: الْكَبِير الَّذِي قد أدْرك أَن يضَحّى بِهِ. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الحُلاَّم والحلاّن وَاحِد، وَهُوَ مَا يُولد من الْغنم صَغِيرا. وَهُوَ الَّذِي يَخُطُّون على أُذُنه إِذا وُلد خطّاً، فَيَقُولُونَ: ذكّيناه، فَإِن مَاتَ أكلوه. وَقَالَ أَبُو تُرَاب قَالَ عَرَّام: الحُلاّم: مَا بَقَرْت عَنهُ بطنَ أمه، فَوَجَدته قد حَمَّم وشَعَّر فَإِن لم يكن كَذَلِك فَهُوَ غَضِين. وَقد أغضنت النَّاقة إِذا فعلت ذَلِك. وَقَالَ أَبُو سعيد: ذُكر أَن أهل الجاهليّة كَانُوا إِذا ولَّدوا شَاة عَمَدوا إِلَى السَخْلة فشرطوا أُذُنه، وَقَالُوا وهم يشرطون: حُلاّن حَلاّن أَي حَلاَل بِهَذَا الشَّرْط أَن يُؤْكَل. فَإِن مَاتَ كَانَت ذَكَاته عِنْدهم ذَلِك الشَّرْط الَّذِي تقدم وَهُوَ معنى قَول ابْن أَحْمَر. قَالَ وَيُسمى حُلاَنا إِذا حُلّ من الرِّبْق، فَأقبل وَأدبر. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الحُلاّن: الحَمَل. وروى سُفْيَان عَن عَمْرو بن دِينَار قَالَ سَمِعت ابْن عَبَّاس يَقُول: هِيَ حِلّ وبِلّ يَعْنِي زَمْزَم. فَسئلَ سُفْيَان مَا حِلّ وبِلّ؟ قَالَ: حِلّ محلَّل. قلت: وَيُقَال: هَذَا حِلّ لَك وحلال، كَمَا يُقَال لضده: حِرْم وَحرَام أَي محرّم. وروى الْأَصْمَعِي عَن الْمُعْتَمِر بن سُلَيْمَان أَنه قَالَ: البِلّ الْمُبَاح بلغَة حمير. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: أَرض مِحلال، وَهِي السهلة اللّينة. ورَحَبة محلال أَي جَيِّدَة لمحلّ النَّاس، وروضة محلال إِذا أَكثر الْقَوْم الْحُلُول بهَا. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِي قَول الأخطل: وشربتها بأريضة مِحلال قَالَ الأريضة المخصبة: قَالَ: والمحلال: المختارة للحِلّة وَالنُّزُول، وَهِي العَذَاة الطّيبَة. اللَّيْث: الحليل والحليلة: الزَّوْجَانِ، سُميّا بِهِ لِأَنَّهُمَا يُحلاّن فِي مَوضِع وَاحِد. والجميع الحلائل. وَقَالَ أَبُو عبيد: سمّيا بذلك لِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا يُحالّ صَاحبه. قَالَ: وكل من نازلك أَو جاورك فَهُوَ حليلك أَيْضا. وَأنْشد: وَلست بأطلس الثَّوْبَيْنِ يُصبي حليلته إِذا هدأ النيام قَالَ: لم يرد بالحليلة هَاهُنَا امْرَأَته، إِنَّمَا أَرَادَ جارته، لِأَنَّهَا تحالّه فِي الْمنزل. قَالَ وَيُقَال: إِنَّمَا سميت الزَّوْجَة حَلِيلَة، لِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا مَحَلّ إِزَار صَاحبه. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال حَلْحلت بِالْإِبِلِ إِذا قلت لَهَا حَلْ بِالتَّخْفِيفِ وَأنْشد:

قد جعلت نَاب دُكَيْن ترحل أُخْرَى وَإِن صاحوا بهَا وحلحلوا قَالَ وَيُقَال: حلحلت الْقَوْم إِذا أزلتهم عَن موضعهم. وَقَالَ أَبُو عبيد: يُقَال مَا يَتَحَلْحَل عَن مَكَانَهُ أَي مَا يَتَحَرَّك. وَأنْشد: ثَهْلان ذُو الهَضَبات مَا يَتَحَلْحَل يُقَال: تحلحل إِذا تحرّك وَذهب، وتلحلح إِذا قَامَ فَلم يَتَحَرَّك. وَفِي الحَدِيث أَن نَاقَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تلحلحت عِنْد بَيت أبي أَيُّوب وَوضعت جِرَانها أَي أَقَامَت وَثبتت. وَأَصله من قَوْلك ألَحَّ يُلَحّ. وألحَّت النَّاقة إِذا بَركت فَلم تَبْرَح مَكَانهَا. وَقَالَ أَبُو عبيد: الحُلاحل: الركين مَجْلِسه، وَالسَّيِّد فِي عشيرته. وَجمعه حَلاحِل. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: يَا لهف نَفسِي إِن خطِئن كاهلا القاتلين الْملك الحُلاَحِلا وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كسا عليّاً حُلَّة سَيِراء. السِّيَراء: برود يخالطها حَرِير. وَقَالَ شمر: وَقَالَ خَالِد بن جَنَبة: الحُلَّة: رِدَاء وقميص تَمامهَا الْعِمَامَة. قَالَ: وَلَا يزَال الثَّوْب الْجيد يُقَال لَهُ فِي الثِّيَاب حُلَّة، فَإِذا وَقع على الْإِنْسَان ذهبت حُلَّته حَتَّى يجمعن لَهُ، إِمَّا اثْنَان وَإِمَّا ثَلَاثَة. وَأنكر أَن تكون الحُلّة إذاراً ورداء وَحده. قَالَ: والحُلّل: الوَشْي: والحِبَرة والَخَّز والقز والقُوهيّ والمَرْدِيّ وَالْحَرِير. قَالَ: وَسمعت اليمامي يَقُول: الحُلّة: كل ثوب جيّد جَدِيد تلبسه، غليظ أَو رَقِيق وَلَا يكون إلاّ ذَا ثَوْبَيْنِ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الحُلّة: الْقَمِيص والإزار والرداء، لَا أقلَّ من هَذِه الثَّلَاثَة. وَقَالَ شمر: الحُلّة عِنْد الْأَعْرَاب ثَلَاثَة أَثوَاب. قَالَ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للإزار والرداء: حُلّة، وَلكُل وَاحِد مِنْهُمَا على انْفِرَاده: حُلّة. قلت: وأمّا أَبُو عبيد فَإِنَّهُ جعل الحُلّة ثَوْبَيْنِ. وروى شمر عَن القَعْنَبيّ عَن هِشَام بن سعد عَن حَاتِم بن أبي نَضرة عَن عبَادَة بن نُسيَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (خير الْكَفَن الحُلّة، وَخير الضحِيّة الْكَبْش الأقرن) . وَقَالَ أَبُو عُبَيد: الحُلل: بُرُود الْيمن من مَوَاضِع مُخْتَلفَة مِنْهَا. قَالَ والحُلّة إِزَار ورداء، لَا تسمى حُلّة حَتَّى تكون ثَوْبَيْنِ. قَالَ: وممّا يبين ذَلِك حَدِيث عمر: أَنه رأى رجلا عَلَيْهِ حُلّة قد ائتزر بِإِحْدَاهُمَا وارتدى بِالْأُخْرَى فهذان ثَوْبَان. وَبعث عمر إِلَى مُعَاذ بن عفراء بحُلَّة فَبَاعَهَا، وَاشْترى بهَا خَمْسَة أرؤس من الرَّقِيق فَأعْتقهُمْ، ثمَّ قَالَ: إِن رجلا آثر قشرتين يَلْبسهُمَا على عتق هَؤُلَاءِ لغبين الرَّأْي. أَرَادَ بالقشرتين الثَّوْبَيْنِ. قلت: وَالصَّحِيح فِي تَفْسِير الحُلّة مَا قَالَ أَبُو عبيد، لِأَن أَحَادِيث السّلف تدلّ على مَا قَالَ. وَقَالَ اللَّيْث: الإحليل: مخرج اللَّبن من طُبْي النَّاقة وَغَيرهَا. قلت: وإحليل الذّكر ثَقْبه الَّذِي يخرج مِنْهُ

الْبَوْل وَجمعه الأحاليل. وَقَالَ اللَّيْث وَغَيره: المَحَالّ: الْغنم الَّتِي ينزل اللَّبن فِي ضروعها من غير نَتَاج وَلَا ولادٍ، الْوَاحِدَة مُحِلّ: يُقَال أحلّت الشَّاة فَهِيَ مُحِلّ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أحل المالُ فَهُوَ يُحِلّ إحلالاً إِذا نزل دَرّه حينَ يَأْكُل الرّبيع. يُقَال: شَاة مُحِلّ. أَبُو عبيد عَن الْفراء: إِذا كَانَ فِي عرقوبي الْبَعِير ضعف فَهُوَ أحَلّ وَبِه حَلَل. وذئب أحل وَبِه حَلَل، وَلَيْسَ بالذئب عَرَج وَإِنَّمَا يُوصف بِهِ لَخْمع يؤنَس مِنْهُ إِذا عدا. وَقَالَ الطرماح: يُحيل بِهِ الذِّئْب الأحلّ وقُوته ذواتُ المرادِي من مَنَاقٍ ورُزَّح وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الأحَلّ: أَن يكون منهوس المؤخّر أرْوح الرجلَيْن. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: فرس أحَلّ، وحَلَلُه ضعف نَسَاه ورخاوة كعبيه. وَفِي الحَدِيث: أَحِلّ بِمن أحَلّ بك. قَالَ اللَّيْث: من ترك الْإِحْرَام وأحلّ بك فقاتلك. وَفِيه قَول آخر، وَهُوَ أَن الْمُؤمنِينَ حُرّم عَلَيْهِم أَن يَقتل بَعضهم بَعْضًا، أَو يَأْخُذ بَعضهم مَال بعض، فكلّ وَاحِد مِنْهُم مُحْرِم عَن صَاحبه. يَقُول: فَإِذا أحَلّ رجل مَا حُرّم عَلَيْهِ مِنْك فادفعه عَن نَفسك بِمَا تهيّأ لَك دفعُه بِهِ من سلَاح وَغَيره، وَإِن أَتَى الدفُع بِالسِّلَاحِ عَلَيْهِ. وإحلال البادىء ظلم، وإحلال الدَّافِع مُبَاح. وَهَذَا تَفْسِير الْفُقَهَاء. وَهُوَ غير مُخَالف لظَاهِر الْخَبَر. وَقَالَ اللَّيْث أَرض محلال وروضة محلال إِذا أَكثر الْقَوْم الْحُلُول بهَا. قلت لَا يُقَال لَهَا: محلال حَتَّى تُمرِع وتخصب وَيكون نباتها ناجعاً لِلْمَالِ. وَقَالَ ذُو الرمة: بأَجرع محلال مَرَبّ محلَّل حَلْحَلة: اسْم رجل. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي يُقَال للناقة إِذا زجرتها: حَلْ جزم، وحلٍ منون، وحَلِي جزم لَا حليت. وَفِي الحَدِيث (لعن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم المحلِّل والمحلَّل لَهُ) . وَهُوَ أَن يُطلق الرجل امْرَأَته ثَلَاثًا فيتزوجها رجل، بِشَرْط أَن يطلّقها بعد مُوَافَقَته إِيَّاهَا؛ لتحلّ للزَّوْج الأول. وكل شَيْء أَبَاحَهُ الله فَهُوَ حَلَال، وَمَا حرّمه فَهُوَ حرَام. وَيُقَال: أحل فلَان أَهله بمَكَان كَذَا وَكَذَا إِذا أنزلهم. وحلّ الرجل من إِحْرَامه يحِلّ إِذا خرج من حُرْمهِ وأحَلّ لُغَة، وكرهها الْأَصْمَعِي وَقَالَ: أحَلّ إِذا خرج من شهور الْحرم أَو من عهد كَانَ عَلَيْهِ. وَيُقَال للْمَرْأَة تخرج من عِدَّتها: قد حَلَّت تَحِلّ حلاّ. وأحلّ الرجل بِنَفسِهِ إِذا اسْتوْجبَ العقوية. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: حُلّ إِذا سُكن وحَلَّ إِذا عدا. وَلبس فلانٌ حُلّته أَي سلاحه. أَبُو زيد حللت بِالرجلِ وحَلَلته، وَنزلت بِهِ ونزلته.

باب الحاء والنون

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الحَلّ: الشَيْرَج. لح: قَالَ اللَّيْث: الإلحاح: الإقبال على الشَّيْء لَا يَفْتُر عَنهُ. وَتقول هُوَ ابْن عمّ لَحَ فِي النّكرة وَابْن عمّي لَحّا فِي الْمعرفَة. وَكَذَلِكَ الْمُؤَنَّث والاثنان والجميع بِمَنْزِلَة الرجل الْوَاحِد. وَقَالَ أَبُو عبيد مثل ذَلِك سَوَاء. الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت: كل مَا كَانَ على فَعِلَتْ سَاكِنة التَّاء من ذَوَات التَّضْعِيف فَهُوَ مدغم، نَحْو صمّت المرأةُ وأشباهها، إلاّ أحرفاً جَاءَت نَوَادِر فِي إِظْهَار التَّضْعِيف، نَحْو لحِحَت عينُه إِذا التصقت. وَمِنْه يُقَال هُوَ ابْن عَمّي لحَّا وَهُوَ ابْن عمّ لَحَ، وَقد مَشِشَت الدابَّة، وصكِكَت، وَقد ضَبِب الْبَلَد أَو أَكثر ضِبابُه وألِلَ السقاء إِذا تغيَّرت رِيحه، وقَطِط شعره. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: تلحلح القومُ بِالْمَكَانِ إِذا ثبتوا بِهِ. وَمِنْه قَوْله: لحَيّ إِذا قيل ارحلوا قد أُتيتمو أَقَامُوا على أثقالهم وتلحلحوا قَالَ: وَأما التحلحل: فالتحرك والذهاب. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: المِلحاح: الرجل الَّذِي يَعَضّ. وألَحَّ القَتَب على ظهر الْبَعِير إِذا عقره، وألحّ الرجلُ على غَرِيمه فِي التقاضي إِذا واظب، وألحّت النَّاقة، وألحّ الْجمل إِذا لزما مكانهما. فَلم يبرحا كَمَا يَحرُن الْفرس. وَأنْشد: كَمَا ألحّت على رُكبانها الخُور وَرُوِيَ عَن الْأَصْمَعِي: يُقَال حَرَن الدَّابَّة وألحّ الْجمل، وخلأت النَّاقة. قَالَ: والمُلِحّ: الَّذِي يقوم من الإعياء فَلَا يبرح. قلت: وَأَجَازَ غَيره ألحَّت النَّاقة إِذا خَلأت وَأنْشد الْفراء لامْرَأَة دَعت على زَوجهَا بعد كبره: تَقول وَرْيا كلّما تنحنحا شَيخا إِذا قلّبته تلحلحا قَالَ وَيَقُول الْأَعرَابِي إِذا سُئِلَ مَا فعل الْقَوْم؟ يَقُول: تلحلحوا أَي ثبتوا. وَيُقَال: تحلحلوا أَي تفَرقُوا. قَالَ وَقَوْلها فِي الأرجوزة تلحلحا أَرَادَت: تحلحلا فقلبت. أَرَادَت أَن أعضاءه تفرّقت من الْكبر. أَبُو سعيد: لحّت الْقَرَابَة بيني وَبَين فلَان إِذا صَارَت لِحّا، وكلّت تِكلّ كَلَالَة إِذا تَبَاعَدت. ووادٍ لاحّ أَي ضيق بالأشِب من الشّجر. وَمَكَان لِحح: لاحّ. وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس فِي قصَّة إِسْمَاعِيل وأمّه هَاجر وَإِسْكَان إِبْرَاهِيم إيَّاهُمَا مَكَّة: والوادي يومئذٍ لاحّ أَي كثير الشّجر. قَالَ الشماخ: بخوصاوين فِي لِحح كنين أَي فِي مَوضِع ضيق يَعْنِي مقَرّ عني نَاقَته. وَرَوَاهُ شمر: والوادي يَوْمئِذٍ لاخ بِالْخَاءِ. وَقد فسر فِي مَوْضِعه. (بَاب الْحَاء وَالنُّون) (ح ن) حن، نح: (مستعملان) . حن: قَالَ اللَّيْث: الحِنّ: حَيّ من الجنّ،

يُقَال: مِنْهُم الْكلاب السود البُهم. يُقَال: كلب حِنّي. ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: الحِنّ: كلاب الجنّ. رُوي ذَلِك عَن ابْن عَبَّاس. وَقَالَ غَيره، هم سَفِلة الْجِنّ. عَمْرو عَن أَبِيه المحنون: الَّذِي يُصرع ثمَّ يُفيق زَمَانا. وَقَالَ اللَّيْث: حنين النَّاقة على مَعْنيين. حنينها: صوتُها إِذا اشتاقت إِلَى وَلَدهَا. وحنينها نزاعها إِلَى وَلَدهَا من غير صَوت. وَقَالَ رؤبة: حَنَّتْ قَلوصِي أمس بالأُرْدُنّ حِنِّي فَمَا ظُلِّمت أَن تحنِيّ وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُصَلِّي فِي أصل أسطوانة جِذْع فِي مَسْجده، ثمَّ تحوّل إِلَى أصلِ أُخْرَى، فحنّت إِلَيْهِ الأولى، ومالت نَحوه حَتَّى رَجَعَ إِلَيْهَا، فاحتضنها فسكنت. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: يُقَال للسهم الَّذِي يصوّت إِذا نَفَّزْتَه بَين إصبعيك: حَنَّان. وَأنْشد قَول الْكُمَيْت: فاستل أهزع حنّانا يعلّله عندالإدامة حَتَّى يرنو الطرِب إدامته: تنفيزه. يعلّله: يغنّيه بِصَوْتِهِ. حَتَّى يرنو لَهُ الطَّرب: يستمع إِلَيْهِ وَينظر متعجّباً من حسنه. قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: والحَنّان الَّذِي يحِنّ إِلَى الشَّيْء. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الحَنّان من أَسمَاء الله بتَشْديد النُّون بِمَعْنى الرَّحِيم. قَالَ: والحَنَان بِالتَّخْفِيفِ: الرَّحْمَة. قَالَ: والحَنَان: الرزق، والحَنَان: الْبركَة. والحَنَان الهيبة، والحَنَان: الْوَقار. أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: مَا نرى لَك حَنَاناً أَي هَيْبَة. وَقَالَ اللَّيْث: الحَنَان: الرَّحْمَة، وَالْفِعْل التحنُّن. قَالَ: وَالله الحَنَّان المنَّان الرَّحِيم بعباده وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا} (مريَم: 13) أَي رَحْمَة من لدنا. قلت: والحَنَّان من أَسمَاء الله تَعَالَى، جَاءَ على فعّال بتَشْديد النُّون صَحِيح. وَكَانَ بعض مشيايخنا أنكر التَّشْدِيد فِيهِ؛ لِأَنَّهُ ذهب بِهِ إِلَى الحنين، فاستوحش أَن يكون الحنين من صِفَات الله تَعَالَى، وَإِنَّمَا معنى الحنّان: الرَّحِيم من الحَنَان وَهُوَ الرَّحْمَة. وَقَالَ شمر الحَنِين بمعنيين. يكون بِمَعْنى النِزاع والشوق من غير صَوت، وَيكون الصوتَ مَعَ النزاع والشوق. يُقَال: حنّ قلبِي إِلَيْهِ، فَهَذَا نزاع واشتياق من غير صَوت، وحَنَّت النَّاقة إِلَى أُلاَّفها فَهَذَا صَوت مَعَ نِزاع. وَكَذَلِكَ حَنَّت إِلَى وَلَدهَا. وَقَالَ الشَّاعِر: يعارضْن مِلواحا كَأَن حنينها قبيل انفتاق الصُّبْح تَرْجِيع زامر وَأما قَوْلهم: حنانك وحنانيك فَإِن اللَّيْث قَالَ: حنانيك يَا فلَان افْعَل كَذَا أَو لَا تفعل كَذَا تذكّره الرَّحْمَة والبِرّ. وَقَالَ طرفَة: حنانيك بعض الشَّرّ أَهْون من بعض وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله: {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَواةً وَكَانَ} (مَرْيَم: 12، 13)

أَي وَآتَيْنَاهُ حناناً. قَالَ: والحَنَان: الْعَطف وَالرَّحْمَة. وَأنْشد: فَقَالَت حنان مَا أَتَى بك هَاهُنَا أذو نسب أم أَنْت بالحيّ عَارِف أَي أَمْرُنا حنان أَي عطف وَرَحْمَة. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه أنْشدهُ: ويمنحها بَنو شَمَجاى بن جَرْم مَعِيزهم حنانك ذَا الحنان يَقُول رحمتك يَا رحمان فأغنني عَنْهُم وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله تَعَالَى: و {وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا} الرَّحْمَة، أَي وَفعلنَا ذَلِك رَحْمَة لِأَبَوَيْك. قلت: وَقَوْلهمْ: حنانيك مَعْنَاهُ: تحنّن عليّ مرّة بعد أُخْرَى، وَحَنَانًا بعد حنان، وأذكِّرك حناناً بعد حنان. وَيُقَال: حَنّ عَلَيْهِ أَي عطف عَلَيْهِ، وحنّ إِلَيْهِ أَي نزع إِلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: الحَنّان فِي صفة الله: ذُو الرَّحْمَة والتعطّف. وَقَالَ اللَّيْث: بلغنَا أَن أمّ مَرْيَم كَانَت تسمّى حَنّة. قَالَ: والاستحنان: الاستطراب. وعُود حنّان مطَرِّب. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: حَنّة الرجل: امْرَأَته: وَهِي طَلّته. عَمْرو عَن أَبِيه: هِيَ حَنّته وكَنِينته، ونَهْضته، وحاصَفَتْه وحاضنته. وَقَالَ اللَّيْث: الحُنّة: خِرقة تلبسها الْمَرْأَة فتغطّي رَأسهَا. قلت: هَذَا حاقّ التَّصْحِيف الْوَحْش. وَالَّذِي أَرَادَ: الخَبّة بِالْخَاءِ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء أَنه قَالَ: الخَبِيبة: الْقطعَة من الثَّوْب. وروينا لأبي عبيد عَن الْفراء أَنه قَالَ الخَبة: الْخِرْقَة تخرجها من الثَّوْب فتعصِب بهَا يدك، يُقَال خَبّة وخُبّة وخَبِيبة. قلت: وَأما الحُنّة بِالْحَاء وَالنُّون فَلَا أصل لَهُ فِي بَاب الثِّيَاب. وَمن أَمْثَال الْعَرَب: لَا تعدم أدماء من أُمّها حَنّة يضْرب مثلا للرجل يُشبه الرجل. قلت: والحَنّة فِي هَذَا الْمثل: العطفة والشفقة والحَيْطة. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: مَاله حانّة وَلَا جارّة. فالحانة: الْإِبِل الَّتِي تَحِنّ إِلَى أوطانها. والجارّة: الحَمُولة تحمل الْمَتَاع وَالطَّعَام. وَفِي بعض الْأَخْبَار أَن رجلا أوصى ابْنه فَقَالَ: لَا تتزوجنّ حنانة وَلَا منانة. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: قَالَ رجل لِابْنِهِ: يَا بُنيّ إيّاك والرَقُوبَ الغضوب، الأنّانة الخنّانة والمنّانة. قَالَ: والحَنَّانة: الَّتِي كَانَ لَهَا زوج قبله فَهِيَ تذكُره بالتحزّن والأنين والحنين إِلَيْهِ. الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت: قَالَ: الحَنُون من النِّسَاء: الَّتِي تتزوّج، رِقّة على وَلَدهَا إِذا كَانُوا صغَارًا ليقوم الزَّوْج بأمرهم. وَمن أَمْثَال الْعَرَب: حنّ قِدْح لَيْسَ مِنْهَا، يضْرب مثلا للرجل ينتمي إِلَى نسب لَيْسَ مِنْهُ، أَو يدّعي مَا لَيْسَ مِنْهُ فِي شَيْء.

وَيُقَال رَجَعَ فلَان يخُفَّيْ حُنَين. يضْرب مثلا لمن يرجع بالخيبة فِي حَاجته. وَأَصله أَن رجلا جَاءَ إِلَى عبد الْمطلب بن هَاشم وَعَلِيهِ خُفّان أَحْمَرَانِ، وَقَالَ لَهُ: أَنا ابْن أسَد بن هَاشم، فَقَالَ لَهُ عبد الْمطلب: لَا وثيابِ هَاشم، مَا أرى فِيك شمائل هَاشم، فَارْجِع راشداً، فانصرفَ خائباً. وَكَانَ يُقَال: حُنَين، فَقيل رَجَعَ بخُفي حُنين. وحُنَين: اسْم وادٍ، بِهِ كَانَت وقْعَة أوْطاس. وَقد ذكره الله فِي كِتَابه فَقَالَ: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} (التَّوْبَة: 25) . وروى سَلمَة عَن الْفراء وَابْن الْأَعرَابِي عَن الْمفضل أَنَّهُمَا قَالَا: كَانَت الْعَرَب فِي الْجَاهِلِيَّة تَقول لجمادي الْآخِرَة: حَنِين، وصُرف لِأَنَّهُ عُني بِهِ الشَّهْر. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي يُقَال: مَا تَحُنُّني شيأ من شرّك أَي مَا تردّه. وَقَالَ شمر: وَلم أسمع تَحُنُّنِي بِهَذَا الْمَعْنى لغير الْأَصْمَعِي. وَيُقَال حُنّ عَنَّا شرّك أَي اصرفه، وَالْمَجْنُون من الحقّ: المنقوص. يُقَال مَا حننتك شيأ من حقّك أَي مَا نقصتك. والحَنِين للناقة، والأنين للشاة. يُقَال: مَاله حانّة وَلَا آنّة، أَي مَاله شَاة وَلَا بعير. وخِمْسُ حَنّان أَي بائص. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أَي لَهُ حَنِين من سرعته. والحَنّان: اسْم فَحْل من فحول خيل الْعَرَب مَعْرُوف. وَيُقَال: حَمَل فحنّن كَقَوْلِك: حمل فهلّل إِذا جَبُن. (نَحن نح) : كلمة يُرَاد بهَا جمع أَنا وَهِي مَرْفُوعَة. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: حِنْح زجر للغنم. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي حَنْحَن إِذا أشْفق. ونحنح إِذا ردّ السَّائِل ردّاً قبيحاً. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر فلَان شحيح نحيح أُبِيح. جَاءَ بِهِ فِي بَاب الإتباع. وَقَالَ اللَّيْث النحنحة: التنخنح، وَهُوَ أسهل من السُعال. وَهِي عِلّة الْبَخِيل وَأنْشد: يكَاد من نحنحة وأحّ يَحْكِي سُعَال الشرق الأبحّ

الجزء 4

(بَاب الْحَاء وَالْفَاء) (ح ف) حفَّ، فَحَّ: مُستعملان. حف: قَالَ اللَّيْث: الحُفوفُ: يُبوسَةٌ مِنْ غير دسم قَالَ رؤبة: قالتْ سُليمى أَنْ رأَتْ حفُوفِي مَعَ اضطرابِ اللَّحمِ وَالشُّفوفِ وقَالَ الأصمعيُّ: حَفَّ يحِفُّ حْفوفاً وأَحْفَفْتُه. وقالَ: سويقٌ حافٌّ: لمْ يُلَتَّ بِسَمْنٍ. عَمْرو عنْ أَبيه: الحَفَّةُ: الكَرامةُ التامّةُ، ومنهُ قولُهم: مَنْ حفَّنَا أَو رفَّنَا فليقتصد. وقَالَ أَبو عُبَيْد: مِنْ أمْثَالِهم فِي القَصْدِ فِي المدحِ (مَنْ حفَّنَا أوْ رَفَّنَا فليقتصد) . يقُولُ: مَنْ مَدْحنَا فَلَا يغْلُوَنَّ فِي ذَلِك وَلكن ليَتَكَلَّم بالحقِّ. وقَالَ الْأَصْمَعِي: هوَ يَحِفُّ وَيرِفُّ أَيْ يقومُ ويقعدُ، وَينْصَح ويشْفقُ، قَالَ: وَمعنى يحفّ: تسمع لَهُ حفيفاً، ويقَال: شجر يَرِفُّ إِذا كَانَ لَهُ اهتزازٌ منَ النّضَارةِ. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عنْ ثعْلَب عَنْ سَلَمَةَ عَنِ الفَرَّاء قَالَ: يُقَالُ: مَا يحفُهم إِلَيّ ذَلِك إلاَّ الحاجةُ يريدُ مَا يدْعُوهُم ومَا يُحوِجهم. وقَالَ اللَّيثُ: احتفَّت المرأةُ إِذا أَمرت مَنْ يحُفُّ شعر وَجهِها نتْفاً بخيطين. وَحفَّت الْمَرْأَة وَجههَا تحُفُّهُ حَفّاً وَحِفَافاً. وَحَفَّ القومُ بسيِّدِهِم يَحُفُّونَ حَفّاً إِذا أَطَافُوا بِهِ وَعكَفوا، وَمنْهُ قولُ الله جَلَّ وَعز: {الْعَامِلِينَ وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَآفِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِىَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ} (الزُّمَر: 75) ، قَالَ الزَّجّاجُ: جَاءَ فِي التفْسير معنى حَافِّينَ مُحْدِقينَ. وَقَالَ الأصمَعيُّ: يُقَالُ: بقِيَ مِنْ شَعرِهِ حِفافٌ وَذلكَ إِذا صلِعَ فبقِيتْ طُرّةٌ من شعرِه حولَ رأْسهِ قَالَ: وَجمعُ الحِفَافِ أَحِفَّةٌ. وقَال ذُو الرُّمَّةِ يصفُ الجِفَانَ الَّتِي يُطعُمُ فيهَا الضِّيفَانُ: لهُنَّ إذَا أَصبَحْنَ مِنْهُم أَحِفةٌ وحينَ يروْنَ الليلَ أقبلَ جائيَا قالَ: أَراد بقوله: لهُنَّ أَي للجفَانِ أَحِفّةٌ أَي قومٌ استداروا بهَا يَأْكُلُون من الثَّرِيدِ الَّذِي لُبِّقَ فيهَا واللُّحْمَانِ الَّتِي كُلِّلتْ بهَا. قَالَ الأصمعيُّ: وحفَّ عَلَيْهِم الغَيْثُ إِذا اشتدَّت غَبْيَتُه حَتَّى تسمعَ لَهُ حَفِيفاً، وَيُقَال: أجْرى الفرسَ حَتَّى أحَفَّه إِذا حمله على الحُضْرِ الشّديدِ حَتَّى يكون لَهُ حَفيفٌ. قَالَ: وَيُقَال: يبِسَ حَفَّافُه وَهُوَ اللّحمُ اللّيِّنُ أَسْفَل اللَّهَاةِ.

قَالَ: والمِحَفَّةُ: مَركبٌ من مراكِبِ النِّساء، وَقَالَ اللَّيثُ: المِحَفَّةُ: رحلٌ يُحَفُّ بِثَوْب تركبه المرأةُ. قَالَ: وحِفَافَا كُلِّ شَيْء: جانباه، وَقَالَ طرَفة: كَأَنَّ جَنَاحَيْ مَضْرَبِيَ تَكَنَّفَا حِفَافَيْهِ شُكَّا فِي العسيب بمسرد يصف ناحِيَتي عَسِيب ذَنْب النَّاقة. قَالَ: والحفيف: صوتُ الشَّيْء، كالرَّمْية، وطيران الطَّائِر، والتهاب النَّار، وَنَحْو ذَلِك. وَقَالَ اللَّيثُ: حَفُّ الحائِك: خَشَبَتُه العريضة يُنَسِّقُ بهَا اللُّحمَةَ بَين السَّدَى. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ قَالَ: الحَفّ بِغَيْر هاءٍ هُوَ المَنْسَجُ وَأما الحَفَّةُ فَهِيَ الْخَشَبَة الَّتِي يَلُفُّ عَلَيْهَا الحائكُ الثَّوْبَ. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: مَا أَنْت بِنِيرَةٍ ولاحَفَّة. مَعْنَاهُ: لَا تَصْلُح لشيءٍ، قَالَ: فالنِّيرَةُ هِيَ الخشبةُ المُعْترِضة، والحفَّةُ: القصباتُ الثَّلاثُ. وروى أَبُو حَاتِم عَن الأصمعيّ قَالَ: الَّذِي يضرِبُ بهِ الحائِكُ كالسيفِ الحِفَّةُ بِالْكَسْرِ، وَأما الحَفُّ فالقصبة الَّتِي تجيءُ وَتذهب، كَذَا هُوَ عِنْد الْأَعْرَاب. وَقَالَ الليثُ: الحَفَّانُ: الخَدَم. والحَفَّانُ: الصِّغارُ منَ الْإِبِل والنَّعام، الواحدةُ حَفَّانَةٌ. وَأنْشد: وَزَفّت الشَّوْلُ من بَرْدِ الْعَشِيّ كَمَا زَفَّ النَّعامُ إِلَى حَفَّانِه الرُّوحُ أَبُو عُبَيْد عَن الْأَصْمَعِي: الحَفّانُ: وَلَدُ النَّعامِ، الواحدةُ حَفَّانَةٌ، الذكرُ وَالْأُنْثَى جَمِيعًا. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: حفَفْتُ الشيءَ حَفّاً إِذا قشَرْتَه، ومنهُ حَفَّتِ المرأةُ وَجههَا، قَالَ: ومنهُ الحَفَفُ وَهُوَ الضِّيقُ والفقرُ. أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ: أصَابهُم مِنَ العيشِ ضَفَفٌ وحَفَفٌ وقشفٌ كلُّ هَذَا من شِدَّةِ العيشِ. قَالَ: وجاءَنا على حَففِ أمرٍ، أَي على ناحيةٍ مِنْهُ، ثعلبٌ عَن ابْن الأعرابيِّ قَالَ: الضَّفَفُ: القِلَّةُ، والحَفَفُ: الحاجةُ. قَالَ: وَقَالَ العُقَيْلِيّ: وُلِدَ الإنسانُ على حفف، أَي على حَاجَة إِلَيْهِ، وَقَالَ: الضَّفَفُ والحفَفُ واحدٌ، وَأنْشد: هَدِيَّةً كَانَتْ كَفَافاً حَفَفَا لاَ تَبْلُغُ الْجارَ وَمَنْ تَلَطُّفَا وَقَالَ أَبُو العبَّاس: الضَّفَفُ: أَن تكون الأَكَلَة أَكثر من مِقْدَار المالِ، والحَفَفُ: أَن تكون الأكلةُ بمقدارِ المَال، قَالَ: وَكَانَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا أَكلَ كَانَ من يأْكُلُ مَعَه أَكثر عددا من قدر مبلغ المأْكُولِ وكَفَافِه، قَالَ وَمعنى قَوْله: وَمن تلطَّفا أَي من بَرَّنا لم يكن عندنَا مَا نَبَرُّه. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: مَا رُئيَ عَلَيْهِم حفَفٌ وَلَا ضَفَف أَي أثَرُ عَوَزٍ، وأُولئك قوم محفوفون، وَقد حَفّتهم الحاجةُ إِذا كَانُوا محاويج. وَقَالَ اللِّحياني: إِنَّه لَحَافٌّ بَيِّنُ الحفُوفِ أَي شديدُ الْعين. ومعناهُ أَنه يُصِيبُ النَّاس بِعَيْنه. أَبُو زيد: مَا عِنْد فلانٍ إِلَّا حَفَفٌ مِنَ المتَاعِ، وَهُوَ القوتُ القليلُ. وَيُقَال: حَفَّتِ الثَّرِيدةُ إِذا يَبِسَ أَعْلَاهَا فَتَشَقَّقَتْ، وحَفَّتِ الأرضُ وقفَّت إِذا يَبِسَ

باب الحاء والباء

بَقلها. وفرسٌ قَفِرٌ حافٌّ: لَا يسمن على الصَّنعة. وحِفَافُ الرمل: مُنَقَطَعُهُ وَجمعه أَحِفَّةٌ. فح: اللَّيْث: الفَحِيحُ: من أصوات الأفعى شبيهٌ بالنَّفْخ فِي نَضْنَضَةٍ. قَالَ: والفحفَاحُ: الأَبَحُّ منَ الرِّجال. الأصمعيُّ: فَحَّتِ الأفعى فَهِيَ تَفِحُّ فَحيحاً إِذا سَمِعتَ صَوتهَا من فمها، يُقَال: سَمِعتُ فحيحَ الأفعى. قَالَ: وأمَّا الكَشيشُ فصوتُهَا من جِلْدِها. ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: فَحْفَح إِذا صَحَّح المودَّة وأخلصها، وحَفْحَف إِذا ضَاقَتْ معيشتُه. وَقَالَ أَبُو خَيرة: الأفعى تَفِحّ وتَحِفُّ والحفيفُ من جِلدِها، والفَحِيحُ من فِيهَا، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الفُحُحُ: الأفاعي. أَبُو زيد: كَشَّتِ الأفعى وفَحَّت وَهُوَ صوتُ جِلْدِها مِنْ بَين الحيَّاتِ، وفَحِيحُ الحيَّاتِ بعد الأفعى من أصواتِ أفواهها. (بَاب الْحَاء وَالْبَاء) (ح ب) حَبَّ بَحَّ: مستعملان مَا كرر مِنْهُ. حب: قَالَ الليثُ: الحَبُّ مَعْرُوف مستعملٌ فِي أشياءَ جَمَّة من بُرَ وشَعِيرٍ حَتَّى يَقُولُوا حبَّةُ عِنَبٍ ويجمعُ على الحُبُوبِ والحبَّات والحَبّ. وَجَاء فِي الحَدِيث: (كَمَا تَنْبُتُ الحِبَّة فِي حَمِيلِ السَّيْلِ) . قَالُوا: الحِبَّةُ إِذا كَانَت حبوبٌ مختلفةٌ من كلِّ شَيْء. وَيُقَال لِحَبِّ الرَّياحين حِبَّة وللواحدةِ مِنْهَا حَبَّة. وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: قَالَ الأصمعيُّ: كلُّ نَبتٍ لَهُ حبٌّ فاسمُ الحبِّ مِنْهُ الحِبَّة، وَقَالَ الفرّاء: الحِبَّة: بزُورُ البَقْل. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الْحِبَّة: نبْتٌ ينْبت فِي الْحَشِيش صِغار. وَقَالَ الْكسَائي: الْحِبّة: حَبُّ الرياحين، وَوَاحِدَة الْحِبَّة حبّة، قَالَ: وَأما الْحِنطة وَنَحْوهَا فَهُوَ الْحَب لَا غير. شمِر عَن ابْن الْأَعرَابِي: الحِبّة: حَبُّ البَقْل الَّذِي يَنتثِر، قَالَ: والحَبَّة: حَبَّة الطَّعَام: حَبَّةٌ من بُرَ وشعير وعَدَس ورُزّ وكل مَا يَأْكُلهُ النَّاس، قُلت أَنا: وَسمعت الْعَرَب تَقول: رَعَينا الحِبّة وَذَلِكَ فِي آخر الصَّيف إِذا هَاجَتْ الأَرْض ويَبِس البقل والعُشب وتناثرت بزورها وورقُها وَإِذا رَعَتها النّعم سَمِنت عَلَيْهَا: ورأيتهم يُسَمون الحِبّة بعد انتثارها القَميم والقَفّ، وَتَمام سِمَن النَّعَم بعد التَّبَقُّل ورَعْي العُشب يكون بِسَفّ الحِبَّة والقَميم وَلَا يَقع اسْم الحِبَّة إِلَّا على بُزُور العُشب والبُقول البريّة وَمَا تناثر من وَرقهَا فاختلط بهَا من القُلْقُلاَن والبَسباس والذُّرَق والنَّفَل والمُلاّح وأصناف أَحْرَار البُقول كلهَا وذُكورها. وَقَالَ اللَّيْث: حَبَّة الْقلب: ثَمَرَتُه وَأنْشد: فأصَبْتُ حَبَّةَ قَلبهَا وطِحالَها قلت: وحَبَّة الْقلب هِيَ العَلَقَة السَّوْدَاء الَّتِي تَكونُ دَاخل الْقلب، وَهِي حَمَاطة الْقلب أَيْضا. يُقال: أَصَابَت فُلاَنة حَبَّة قَلْب فُلان إِذْ شَغَفَ قَلبَه حُبُّها. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الْحَبّة وَسَط الْقلب.

الليثُ: الحُبُّ: نقيضُ البُغض، قالَ وَتقول: أحبَبْتُ الشَّيْء فَأنا مُحِبٌّ وَهو مُحَبٌّ. أَبُو عُبَيد عَن أبي زَيد: أحَبَّه الله فَهُوَ مَحْبوبٌ، قَالَ ومِثله محزونٌ ومجنونٌ ومَزكومٌ ومَكزوز ومقرور: وَذَلِكَ أَنهم يَقولون: قد فُعِل بغِر ألفٍ فِي هَذ كلِّه ثمَّ بني مفعولٌ على فُعِل وَإِلَّا فَلَا وَجه لَهُ، فَإِذا قَالُوا: أَفْعَلَهُ الله فَهُوَ كُله بالألِفِ. قُلْتُ: وَقد جَاءَ المُحَبُّ شاذّاً فِي الشِّعْر، وَمِنْه قَول عَنترة: وَلَقَد نَزَلْتِ فَلَا تظُنِّي غَيره مِنّي بمَنزلة المُحَبّ المُكْرَمِ وَقَالَ شَمِر: قَالَ الفرّاء: وحَببته لُغةٌ وَأنْشد الْبَيْت: فوَاللَّه لَوْلاَ تَمْرُه مَا حَبَبته وَلَا كَانَ أَدْنى من عُبَيْد ومُشْرِقِ قَالَ: ويُقال: حُبّ الشيءُ فَهُوَ مَحْبوب ثمَّ لَا تَقول حَبَبْتُه كَمَا قَالُوا: جُنَّ فَهُوَ مَجْنُون، ثمَّ يَقُولُونَ: أَجَنّه الله. اللَّيْث: حَبّ إِلَيْنَا هَذَا الشَّيْء وَهُوَ يَحَبُّ إِلَيْنَا حُبّاً وَأنْشد: دَعانا فَسَمَّانا الشِّعار مُقدِّماً وحَبَّ إِلَيْنَا أَن نَكُون المُقَدَّما ثَعلب عَن ابْن الْأَعرَابِي: حُبَّ إِذا أُتعِب، وحَبَّ إِذا وقف، وحَبّ إِذا تودد. أَبُو عُبَيْد عَن الْأَصْمَعِي: حَبَّ بفُلاَن مَعْنَاهُ مَا أحَبَّه إلَيّ، وَقَالَ الفرّاء: مَعْنَاهُ حَبُبَ بفلان ثمَّ أُدْغِم، وَأنْشد الفرّاء: وزاده كلفاً فِي الحُبّ أَن مَنَعَت وَحَبّ شَيْئا إِلَى الْإِنْسَان مَا مُنِعا قَالَ: وَمَوْضِع مَا رَفْعٌ، أَرَادَ حَبُبَ فأدغَم وَأنْشد شَمِر: ولحَبَّ بالطَّيْف المُلِمّ خَيالا أَي مَا أَحبَّه إلَيّ أَي أحبْبِ بِهِ. أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي: الْحُبابُ: الْحَيّة، قَالَ: وَإِنَّمَا قيل الحُباب اسْم شَيْطان (لِأَن الْحَيَّة يُقَال لَهَا شَيطان) . ويُقال للحَبيب: حُبابٌ مخفَّف، قَالَه ابْن السّكيت، وروى أَبُو عبيد عَن الْفراء مثله. وَقَالَ اللَّيثُ: الْحِبَّةُ والحِبُّ بِمَنْزِلَة الْحَبيبة والحَبيبِ قَالَ: والمَحَبَّة: الحُبُّ. وَقَالَ اللَّيْث: حَبَابك أَن يكون ذَلِك، مَعْنَاهُ: غايةُ مَحَبَّتِك. أَبُو عبيد عَن الأصمعيِّ: حَبَابكَ أَن تَفْعلَ ذَاك مَعْنَاهُ غايةُ محبَّتك وَمثله: حُمَاداكَ أَي جُهْدُك وغايتك. اللَّيث: حَبَّان وَحِبَّانُ لُغَةٌ: اسمٌ موضوعٌ من الحُبِّ. قَالَ: والحُبُّ: الْجَرَّةُ الضخمة والجميع الْحِبَبةُ والحِبَابُ. قَالَ: وَقَالَ بعضُ النَّاس فِي تَفْسِير الْحُبِّ والكَرامةِ، قَالَ: الْحُبُّ: الْخَشباتُ الأربعُ الَّتِي تُوضَع عَلَيْهَا الْجَرَّةُ ذاتُ الْعُرْوَتَيْن، قَالَ والكرامة الغطاء الَّذِي يوضع فَوق تِلْكَ الجِرَّةِ من خشب كَانَ أَو من خَزَفٍ، قَالَ الليثُ: وَسمعت هَاتين الْكَلِمَتَيْنِ بِخُرَاسَانَ. قَالَ وَأما حَبَّذَا فَإِنَّهُ حَبَّ ذَا فَإِذا وصلْتَ رَفَعْتَ بِهِ، فقلتُ حبذا زَيدٌ. قَالَ: والْحِبُّ: القُرْطُ من حَبَّة وَاحِدَة وَأنْشد: تبيتُ الحَيَّةُ النِّضْنَاضُ مِنْهُ مَكان الْحِبِّ يستمِعُ السِّرَارَا

قلتُ: وفسَّر غيْرُه الْحِبَّ فِي هَذَا الْبيتِ الْحَبِيبَ وأَرَاهُ قولَ ابنِ الأعْرَابيِّ. وحَبابُ الماءِ: فَقاقِيعُه الَّتِي تَطْفُو كأَنَّهَا الْقوارِيرُ، وَيُقَال: بل حَبابُ الماءِ: مُعْظَمُه، وَمِنْه قَول طَرَفَةَ: يَشُقُّ حَبابَ الماءِ حَيْزُومُها بهَا كَمَا قسمَ التُّرْبَ المُفَايِلُ بالْيَدِ وَقَالَ شمر: حَبَابُ الْماء: مَوْجُه الَّذِي يتْبَعُ بعضُه بَعْضًا قَالَه ابْن الْأَعرَابِي. وَأنْشد شمر: سُمُوَّ حَبَابِ الماءِ حَالاً عَلَى حَال وَقَالَ: قَالَ الأصمعيُّ: حَبابُ المَاء: الطَّرَائِقُ الَّتِي فِي المَاء كأَنَّها الْوَشْيُ، وَقَالَ جَريرٌ: كَنَسْجِ الرِّيح تَطَّرِدُ الْحَبَابا وَقَالَ: الْحَبَابُ: الطَّرَائِقُ، وَقَالَ ابْن دُريد: الحبَبُ: حَبَبُ المَاء، وَهُوَ تَكَسُّرُه وَهُوَ الحَبَابُ. وأَنْشَد اللّيثُ: كَأَنَّ صَلاَ جَهِيزَةَ حِين تَمْشِي حَبَابُ المَاء يَتَّبِعُ الْحَبَابَا شَبَّه مآكَمَها بالحَبَابِ الَّذِي كَأَنَّهُ دَرَجٌ وَلم يُشَبِّهْهَا بالْفَقاقِيع. قَالَ: وحَبَبُ الأسْنانِ: تَنَضُّدُها وَأنْشد: وإِذا تضحك تُبْدِي حَبَباً كأَقَاحي الرَّمل عَذباً ذَا أُشُرْ وَقَالَ غَيره: حَبَبُ الْفَمِ: مَا يَتَحَبَّبُ من بَياضِ الرِّيقِ عَلَى الأَسْنَان. وَقَالَ اللَّيْث: نَارُ الحُبَاحِب هُوَ ذُبابٌ يطير بِاللَّيْلِ لَهُ شُعاعٌ كالسِّراج، وَيُقَال: بل نَار الحُباحب: مَا اقْتَدَحْتَ من الشَّرارِ من النَّارِ فِي الْهَوَاء من تَصادُمِ الْحِجَارَة، وَحَبْحَبَتُها: اتِّقَادُها، وَقَالَ الفرَّاء: يُقَال للخيل إِذا أَوْرَتِ النَّار بِحوافِرِها هِيَ نَار الحُباحِب، قَالَ: وَقَالَ الْكَلْبِيّ: كَان الْحُبَاحِبُ رَجلاً من أحياءِ الْعَرَب، وكَان من أبخل النَّاس فبَخِل حَتَّى بلغ بِهِ الْبُخْل أَنه كَانَ لَا يُوقِدُ نَارا بِلَيل إِلَّا ضَعِيفَة فَإِذا انتبه منتبه ليقتبس مِنْهَا أَطْفَأَها: فَكَذَلِك مَا أَوْرَتِ الْخَيل لَا يُنتفع بِهِ كَمَا لَا يُنتفع بِنَار الْحبَاحِبِ. وَقَالَ أَبُو طَالب: يحْكى عَن الْأَعْرَاب: أنَّ الْحُباحِبَ طائرٌ أطول من الذُّبَاب فِي دِقَّة مَا يَطِيرُ فِيمَا بَين الْمغرب والعِشاء كأَنَّه شَرارَةٌ قلت: وَهَذَا مَعْرُوف. أَبُو العبَّاس عَن ابنِ الأعْرَابي: إبِلٌ حَبْحَبَةٌ: مَهَازيلُ. قَالَ: وَمن حَبْحَبَه نارُ أبي حُبَاحب. وَأنْشد: يَرَى الرَّاؤُون بِالشَّفَرَاتِ مِنْها وقُودَ أَبي حُبَاحِبَ والظُّبِينَا وَقَالَ اللَّيْث: الحَبْحَابُ: الصَّغِير الْجِسْم. سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: الحَبْحَبِيُّ: الصَّغِير الْجِسْم. ابْن هانىء: من أمثالِهم: (أهلكتَ من عشرٍ ثَمَانِياً وجِئتَ بسائرِها حَبْحَبَةً) يُقَال عِنْد المَزْرِيَةِ عَلَى المِتْلاَفِ لِمَالِهِ، قَالَ: والحَبْحَبَةُ تقع موقع الْجَمَاعَة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: حُبَّ إِذا أُتْعِبَ، وحَبَّ إِذا وقف. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: بَعِيرٌ مُحِبٌّ وَقد أَحَبَّ إحْبَاباً وَهُوَ أَن يصيبَه مرضٌ أَو كسر

فَلَا يَبْرَحُ مَكَانَهُ حَتَّى يبرأ أَو يَمُوت. قَالَ: والإحْبَابُ: هُوَ البُرُوكُ. وَقَالَ أَبُو الهَيْثَمِ: الإحْبَاب: أَن يُشرفَ البَعِيرُ عَلَى الموتِ من شِدَّة المرضِ فَيَبْرُكَ وَلَا يقدرَ أَن يَنْبَعِثَ وَقَالَ الرَاجزُ: مَا كَان ذَنبي فِي مُحِبَ بَارِكْ أَتَاهُ أَمْرُ الله وَهُوَ هَالِكْ أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَوّلُ الرِّيِّ التَّحَبُّبُ. وَقَالَ الأصمعيُّ: تَحَبَّبَ إِذا امْتَلأ، وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو عَمْرو. قَالَ: وحَبَّبْتُه فَتَحَبَّبَ إِذا ملأتَهُ لِلسِّقاء وَغَيره. اللَّحياني: حَبْحَبْتُ بالْجَمَل حِبْحَاباً، وحَوَّبْتُ بِه تَحْوِيباً إِذا قلت لَهُ: حَوْبُ حَوْب وَهُوَ زَجْر. أَبُو عَمْرو: الحَبَابُ: الطَّلُّ عَلَى الشَّجَرِ يُصْبِحُ عَلَيْهِ. بح: قَالَ اللَّيْث: البَحَحُ: مصدر الأبَحِّ، تَقول: بَحَّ يَبَحُّ بَحَحاً وبُحُوحاً، وَإِذا كَانَ من دَاء فَهُوَ البُحَاحُ. وعُودٌ أَبَحُّ إِذا كَانَ فِي صَوته غِلَظٌ. أَبُو عُبَيدة: بَحِحْتُ أبَحُّ هِيَ اللُّغَة الْعَالِيَة قَالَ: وبَحَحْتُ أَبَحُّ لُغَةٌ رواهُ ابْن السّكيت عَنهُ. روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (مَنْ سَرَّه أَن يَسْكُنَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمِ الْجَمَاعَة فَإِن الشَّيْطَان مَعَ الْوَاحِد وَهُوَ من الِاثْنَيْنِ أبْعَدُ) قَالَ أَبُو عبيد: أَرَادَ ببُحْبُوحَةِ الْجَنَّةِ وَسَطَها، قَالَ: وبُحْبُوحَةُ كُلِّ شَيْءٍ: وَسَطُه وخِيَارُه، وَأنْشد قولَ جرير: قَوْمِي تَمِيمٌ هُمُ الْقَوْمُ الّذِين هُمُ يَنْفُونَ تَغْلِبَ عَن بُحْبُوحَةِ الدّارِ وَيُقَال: قد تَبَحْبَحْتُ فِي الدَّار إِذا تَوَسَّطْتَها وتمكنت مِنْهَا. وَقَالَ اللَّيْث: التَّبَحْبُحُ: التَّمَكُّن فِي الْحُلُول والمُقام، وَأنْشد: وَأَهْدَى لَهَا أَكْبُشاً تَبَحْبَحُ فِي المِرْبَدِ قَالَ: وَقَالَ أعرابيُّ فِي امرأةٍ ضَرَبَها الطَّلْقُ: تركْتُهَا تَبَحْبَحُ عَلَى أيدِي القَوَابِل. أَبُو العبّاسِ عنْ سَلَمة عَن الفَرَّاءِ قالَ: البَحْبَحِيُّ: الْوَاسِع فِي النَّفَقَة، الواسعُ فِي المنْزِلِ. قالَ: ويقَالُ: نَحْنُ فِي بَاحَةِ الدَّارِ وَهِيَ وَسَطُها وَلذَلِكَ قِيلَ: تَبَحْبَحَ فِي المجْدِ. أيْ أَنَّهُ فِي مَجْدٍ وَاسعٍ. قُلْتُ: جَعَلَ الْفَرَّاءُ التَّبَحْبُحَ مِنَ البَاحَة، ولَمْ يَجعلْه مِنَ المُضَاعَفُ. أَبو عُبَيْد عَن الأصمَعِي: بَاحَةُ الدّارِ: قاعَتُهَا وَساحَتُها. وَحكى ابنُ الْأَعرَابِي عَن البَهْدَليّ قَالَ: البَاحَةُ: النَّخْلُ الكثيرُ، والبَاحَةُ: باحةُ الدّارِ. وَأنْشد: قَرَوا أضيافَهُم رَبَحاً بِبُحَ يجيءُ بفضلهنّ المَشُّ سُمْر قَالَ البُحُّ: قِدَاحُ الميسرِ. قالَ: ويقالُ: القومُ فِي ابتِحَاحٍ أَي فِي سَعَةٍ وخِصْب. وَقَالَ الْجَعْديُّ يَصفُ الدّينارَ: وأبَحَّ جُنديَ وثاقِبَةٍ سُبِكَتْ كثاقبةٍ مِنَ الجَمْرِ أرادَ بالأبَحِّ دِينَارا أبَحَّ فِي صوتِه. جُنديّ: ضُرِب بأجنادِ الشامِ. والثَّاقِبةُ: سَبيكةٌ مِنْ ذهب تَثْقُبُ أَي تَتَّقِد.

باب الحاء والميم

والبَحَّاءُ فِي الباديةِ: رابيةٌ تعْرَفُ برابيةِ البحَّاءِ. وَقَالَ كَعْب: وظلَّ سراةَ اليومِ يُبرِمُ أمرُه برابيةِ البحَّاءِ ذاتِ الأيايلِ (بَاب الْحَاء وَالْمِيم) (ح م) حم، مح: مُستعملان فِي الثنائي والمكرر. حم: قَالَ اللّيثُ: حُمّ هَذَا الأمرُ إِذا قُضِي قضاؤهُ قَالَ: والحِمامُ: قضاءُ الْمَوْت. وتقُولُ: أحمّني هَذَا الأمرُ واحْتَممْتُ لَهُ كَأَنَّهُ اهتمام بحَميمٍ قريبٍ، وَأنْشد الليثُ: تعزَّ عَن الصّبابة لَا تُلامُ كأنّك لَا يُلِم بك احْتمامُ وَقَالَ فِي قَوْل زُهير: مَضَت وأحمَّت حاجةُ الْيَوْم مَا تَخْلُو قَالَ مَعْنَاهُ: حانتْ ولزِمتْ، وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أَجمّت الحاجةُ بِالْجِيم تُجِمُّ إجماماً إِذا دنت وَحانت، وَأنْشد بَيت زُهير بِالْجِيم قَالَ: وأَحمَّ الأمرُ فَهُوَ يُحِمُّ إحماماً، وأمرٌ مُحمٌّ وَذَلِكَ إِذا أَخذَكَ مِنْهُ زَمَعٌ واهتمامٌ. قَالَ: وحُمَّ الأمرُ إِذا قُدِّرَ وَيُقَال: عَجِلت بِنَا وبكم حُمةُ الفِراقِ أَي قُدِّر الْفِرَاق ونزلَ بِهِ حِمامُه أَي قَدره وَمَوته. قلت: وَقد قَالَ بَعضهم فِي قولِ الله: {الْعَالَمِينَ} (غَافِر: 1) معناهُ قُضِيَ مَا هُوَ كائنٌ، وَقَالَ آخَرُونَ: هِيَ مِنَ الْحروفِ المُعجمَةِ وَعَلِيهِ العملُ. وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: أَحَمّت الحاجةُ وَأَجَمّت إِذا دَنتْ وَأنْشد: حيِّيا ذَلِك الغزالَ الأحمّا إِن يَكُنْ ذَلِك الفراقُ أَجَمَّا الكسائيُّ: أَجَمَّ الأمرُ وأَحمَّ إِذا حانَ وقتُه. وَقَالَ الفرَّاء: أَحَمَّ قدومُهم: دنَا، ويقالُ: أجَمَّ. شَمِر عَن أبي عَمْرو: وأحَمَّ وأجَمَّ: دنَا، وَقَالَت الكِلاَّبية: أحَمَّ رحيلُنا فنحنُ سائرونَ غَدا، وأَجَمَّ رحيلُنا فنحنُ سائرون اليومَ إِذا عزمنا أَن نسير من يَوْمنَا. عَمْرو عَن أَبِيه: مَاء محمومٌ وممكولٌ ومَسْمولٌ ومنقوصٌ ومَثمودٌ بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ اللَّيْث: الحَميم: القريبُ الَّذِي تَوَدُّهُ وَيودُّك. والحامَّةُ: خاصّةُ الرجلِ مِنْ أهلِهِ وَوَلدِهِ وَذي قرَابَته. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الحَميمُ: القرابةُ، يُقالُ: مُحِمٌّ مُقرِبٌ. وَقال الفراءُ فِي قَوْله تَعَالَى: {كَالْعِهْنِ وَلاَ يَسْئَلُ حَمِيمٌ} (المعَارج: 10) لايسألُ ذُو قَرابةٍ عَن قرابتهِ ولكنّهُمْ يَعرفونهم سَاعَة ثمّ لَا تعارُفَ بَعدَ تِلْكَ السَّاعَة. اللَّيْث: الحَمِيم: المَاء الحاءِّ والحمّام: مُشْتَقّ من الحَمِيمِ تُذَكِّره الْعَرَب. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: سألتُ ابْن الْأَعرَابِي عَن الْحَمِيم فِي قَول الشَّاعِر: وساغ لي الشرابُ وكنتُ قبلا أكاد أَغَصُّ بِالْمَاءِ الحَميم فَقَالَ: الْحَمِيم: المَاء الْبَارِد، قلت: فالحميم عِنْد ابْن الْأَعرَابِي من الأضداد، يكون الماءَ الحارّ وَيكون الْبَارِد. وَأنْشد

شَمِر بَيت المُرَقَّش: كلَّ عِشاء لَهَا مِقطرة ذَات كِباء مُعَدَ وحَميم قَالَ شمر: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْحميم إِن شِئْت كَانَ مَاء حارّاً، وَإِن شِئْت كَانَ جمراً تتبخَّر بِهِ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الْحَمِيم: العَرَق. واستَحَمّ الفَرَس إِذا عَرِق، وَأنْشد للأعشى: يَصيدُ النَّحوصَ ومِسجَلَها وجَحْشَيْهما قبل أَن يَستَحِمّ وَقَالَ أَيْضا: استَحَمّ إِذا اغْتسل بِالْمَاءِ الحَمِيم. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أَحَمّ نفسَه إِذا غسلهَا بِالْمَاءِ الحارّ قَالَ: وشربْتُ البارحة حَمِيمة أَي مَاء سخناً. قَالَ: وَيُقَال: جَاءَ بمَحَمّ أَي بقُمقُم يُسخَّن فِيهِ المَاء. وَيُقَال: اشرب على مَا تَجِد من الوَجَع حُساً من ماءٍ حَمَيم تُريد جمع حُسْوة من ماءٍ حَار. شمِر: الْحميم: الْمَطَر الَّذِي يكون فِي الصَّيف حِين تَسخُن الأَرْض. وَقَالَ الهُذَلي: هُنَالك لَو دَعَوْتَ أَتاك مِنْهُم رجالٌ مِثلُ أَرْمِيَة الْحَمِيم وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: الْحميمة: المَاء يُسَخَّن، يُقال: أَحِمُّوا لنا بِالْمَاءِ. قَالَ: والْحَمِيمة وَجَمعهَا حمائم: كرائم الْإِبِل يُقَال: أَخذ المُصَدِّق حمائم الْإِبِل أَي كرائمها. ويقالُ: طابَ حَمِيمُك وحِمَّتُك: للَّذي يخرُجُ من الحمَّام أَي طَابَ عَرَقُكَ. الليثُ: الحمَامةُ: طائرٌ. تَقول الْعَرَب: حمامةٌ ذكرٌ وحمامةٌ أُنثى والجميعُ الحَمام. وَأنْشد: أَو الِفاً مَكَّة من وُرْقِ الحِمَى أَرَادَ الْحمام. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: الحَمامُ هُوَ البَرِّيُّ الَّذِي لَا يألفُ البيوتَ قَالَ: وَهَذِه الَّتِي تكون فِي الْبيُوت هِيَ اليَمامُ. وَقَالَ: قَالَ الأصمعيُّ: اليَمامُ: ضرْبٌ منَ الْحمام بَرِّيّ، قَالَ: وَأما الْحمام فكلُّ مَا كَانَ ذَا طَوْقٍ مثلَ القُمْرِيّ والفاخِتَةِ وأشباهها. وَأَخْبرنِي عبد الْملك عَن الرّبيع عَن الشافعيِّ أَنه قَالَ: كلُّ مَا عَبَّ وهَدَر فَهُوَ حَمامٌ يدخلُ فِيهِ القَمَارِيُّ والدَّباسِيُّ والفَوَاخِتُ سَوَاء كَانَ مُطَوَّقَةً أَو غيرَ مُطَوَّقَةٍ آلفةً أَو وحْشِيّةً. قلت: جعل الشافعيُّ اسْم الْحمام وَاقعا على مَا عبَّ وهَدَرَ لَا على مَا كَانَ ذَا طَوْقٍ فيدخُلُ فِيهَا الوُرْقُ الأهْلِيَّة والمُطَوّقَةُ الوَحْشِيَّة. وَمعنى عَبَّ أَي شَرِبَ نَفَساً نَفَساً حَتَّى يَرَوَى وَلم يَنْقُر المَاء نقراً كَمَا يَفْعَله سَائِر الطير. والهدير صَوت الْحمام كلِّه. ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: الْحَمَامَة: الْمرْآة والحمامةُ: خِيارُ المَال، والحمامةُ: سَعْدانَةُ البعيرِ، والحمامةُ: ساحةُ القَصْر النَّقيَّة، والحمامةُ: بَكَرَةُ الدَّلوِ. وَأنْشد المُؤَرِّج: كَأَن عَيْنَيْهِ حَمَامتان أَي مرآتان. والحمامة: الْمَرْأَة الجميلة. اللَّيْث: الحُمَامُ: حُمَّى الْإِبِل والدَّوابِّ.

يُقَال: حُمَّ البعيرُ حُمَاماً، وحُمَّ الرجلُ حُمَّى شَدِيدَة. قَالَ: والمَحَمَّةُ: أرضٌ ذَات حُمَّى وَيُقَال: طعامٌ مَحَمَّةٌ إِذا كَانَ يُحَمُّ عَلَيْهِ الَّذِي يَأْكُلهُ. قَالَ: وَالْقِيَاس أحَمَّتِ الأرضُ إِذا صَارَت ذَات حُمّى كَثِيرَة. قَالَ: وحُمَّ الرجلُ وأَحَمَّه الله فَهُوَ مَحمومٌ. وَهَكَذَا قَالَ أَبُو عُبَيد رِوَايَة عَن أَصْحَابه. وَقَالَ ابْن شُمَيل: الإبلُ إِذا أكلت النَّدى أَخذهَا الحُمامُ والقُماح. فَأَما الحُمَامُ فيأخذها فِي جلدهَا حَرٌّ حَتَّى يُطلى جسدُها بالطين فتدعُ الرَّتْعة ويذهبُ طِرْقُها، يكُون بهَا الشَّهْر ثمَّ يذهبُ وَأما القُماحُ فَإِنَّهُ يأخُذُها السُّلاَحُ ويذهبُ طِرْقُها ورِسْلُها ونسْلُها. يُقَال: قامحَ البعيرُ فَهُوَ مُقامِحٌ، وَيُقَال: أَخذ الناسَ حُمامُ قُر وَهُوَ المُومُ يأخذُ النَّاس. وَقَالَ اللَّيْث: الحَمّةُ: عينُ ماءٍ فِيهَا ماءٌ حارٌّ يُستشفى بالاغتسال فِيهَا. وَفِي الحَدِيث: (مَثَلُ العالِم مثلُ الحَمَّة يَأْتِيهَا البُعَداء وَيَتْرُكهَا القُرَباء، فَبينا هِيَ كَذَلِك إذْ غَار مَاؤُهَا وَقد انْتفع بهَا قومٌ وَبَقِي أقوامٌ يتَفكّنُون) أَي يتندمون. وَقَالَ اللَّيْث: الحَمُّ: مَا اصطهرْتَ إهالَته من الألْيَة والشَّحم. والواحدةُ حَمَّةٌ. قَالَ أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: مَا أُذِيب من الأَلْيَةِ فَهُوَ حَمٌّ إِذا لم يبْق فِيهِ وَدَكٌ، واحدته حَمَّة، قَالَ: وَمَا أُذيب من الشَّحْم فَهُوَ الصُّهارةُ والجَمِيلُ، قلت: وَالصَّحِيح مَا قَالَه الْأَصْمَعِي. وَسمعت الْعَرَب تَقول: مَا أُذيب من سَنامِ الْبَعِير حَمٌّ، وَكَانُوا يُسَمُّون السَّنامَ الشَّحْم. وَقَالَ شمر عَن ابْن عُيَيْنة: كَانَ مَسْلَمةُ بن عبد الْملك عَرَبيا وَكَانَ يَقُول فِي خطبَته: إنَّ أقلَّ النَّاس فِي الدُّنْيَا هَمّاً أقلُّهم حَمّاً، قَالَ سُفْيان: أَرَادَ بقوله: أقلهم حَمّاً أَي مُتعة، وَمِنْه تحميم المُطَلَّقة. أَبُو عُبَيد عَن الْفراء: مَاله حَمٌّ وَلَا سَمٌّ، وَمَاله حُمٌّ وَلَا سُمٌّ غيرُك أَي مَاله هَمٌّ غَيْرك. أَبُو عبيد: يُقَال: حَمَمْتُ حَمَّه أَي قصدتُ قصدَه. وَقَالَ طَرَفةُ: جَعَلَتْه حَمّ كلْكَلها من رَبِيع دِيمةٌ تَثِمُه الأُمَويُّ: حاممتُه مُحامّةً: طالبْتُه. ابنُ شُمَيل: الحَمَّة: حجارةٌ سود ترَاهَا لَازِقَة بِالْأَرْضِ، تَقود فِي الأَرْض اللَّيْلَة والليلتين والثلاثَ، والأرضُ تحتَ الْحِجَارَة تكون جَلَداً وسُهولة، وَالْحِجَارَة تكون مُتدانية ومتفرقةً، تكون مُلْساً مثل الْجُمع ورُؤوس الرِّجَال، وجمْعُها الحِمام، وحجارتُها متقلِّع ولازقٌ بِالْأَرْضِ، وتُنبِت نبتاً كَذَلِك لَيْسَ بِالْقَلِيلِ وَلَا بالكثير. وَقَالَ أَبُو زيد: أَنا مُحامٌّ على هَذَا الْأَمر أَي ثَابت عَلَيْهِ. وَقَالَ اللَّيْث: الحُمَمُ: الفحم الْبَارِد، الْوَاحِدَة حُمَمةٌ. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إنَّ رجلا أَوْصى بَنيهِ عِنْد مَوته فَقَالَ: إِذا أنَا مُتُّ فاحرقوني بالنَّار، حَتَّى إِذا صرتُ حُمَماً

فاسحَقوني ثمَّ ذَرُّوني فِي الرِّيح، لعلِّي أَضِلُّ الله) . قَالَ أَبُو عُبَيد: الحُمَمُ: الفحم. الْوَاحِدَة حُمَمةٌ وَبهَا سُمِّى الرِّجُل حُمَمة. وَقَالَ طَرَفَة: أشَجَاكَ الرَّبْعُ أَمْ قِدَمُهْ أَمْ رَمادٌ دَارس حُمَمُهْ وَقَالَ اللَّيْث: الحُمَمُ: المنايا، واحدُها حُمّةٌ. وَيُقَال: عَجِلت بِنَا حُمّة الْفِرَاق وحُمَّةُ الْمَوْت، وفلانٌ حُمَّةُ نَفسِي وحُبَّة نفْسي. ثعلبٌ عَن ابْن الأعرابيِّ: يُقَال: لِسَمِّ الْعَقْرَب الحُمَّةُ والحُمَةُ، وَغَيره لَا يُجيز التَّشْدِيد، يَجْعَل أَصلَه حُمْوَةً. وَقَالَ اللَّيْث: الحَممُ: مصدر الأحَمِّ والحميع الْحُمُّ وَهُوَ الْأسود من كل شَيْء، وَالِاسْم الحُمَّةُ. يُقَال: بِهِ حُمَّةٌ شديدةٌ، وَأنْشد: وقاتمٍ أحمرَ فِيهِ حُمّةٌ وَقَالَ الْأَعْشَى: فَأَما إِذا ركبُوا لِلصَّبَاح فأَوْجُهُهُمْ مِن صدَى البَيْضِ حُمُّ وَقَالَ النَّابِغَة: أَحْوَى أَحَمِّ المُقْلَتَيْنِ مُقَلَّدِ وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَحَمِيمٍ وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ} (الواقِعَة: 43) . قَالَ: اليَحْمُومُ: الشَّديد السوَاد. وَقيل: إِنَّه الدُّخَانُ الشَّديد السوَاد. وَقيل: {وَحَمِيمٍ وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ} أَي من نَار يعذَّبون بهَا، وَدَلِيل هَذَا القَوْل قَول الله جلّ وعزّ: {الْمُبِينُ لَهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَالِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ ياعِبَادِ فَاتَّقُونِ} (الزُّمَر: 16) إِلَّا أَنه موصوفٌ فِي هَذَا الْموضع بِشدَّة السوَاد. وَقيل: اليَحْمُومُ: سُرادق أهل النَّار. وَقَالَ اللَّيْث: اليَحْمُومُ: الْفرس. قلت: اليحمومُ: اسْم فرس كَانَ للنعمان بن المُنذر سُمِّي يَحموماً لشدَّة سوَاده. وَقد ذكره الأعْشَى فَقَالَ: وَيَأْمُر لليحموم كلَّ عَشيَّةٍ بِقَتَ وتعليقٍ فقد كَاد يَسْنق وَهُوَ يفعولٌ من الأحَمِّ الْأسود. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: اليحمومُ: الأسودُ من كلِّ شَيْء. وَفِي حَدِيث عبد الرحمان بن عَوْف أَنه طلَّقَ امْرَأَته ومتَّعها بخادمٍ سوداءَ حَمَّمها إِيَّاهَا. قَالَ أَبُو عُبَيد: معنى حَمَّمها إِيَّاهَا أَي مَتَّعها بهَا بعد الطَّلَاق. وَكَانَت الْعَرَب تُسَميها التحميم. وَأنْشد: أَنْت الَّذِي وهبْتَ زيدا بَعْدَمَا هَمَمتُ بالعجوز أَن تُحَمُّمَا هَذَا رجل وُلد لَهُ ابْن سُمّاه زيدا بَعْدَمَا كَانَ هَمَّ بتطليق أُمِّه. وَقَالَ أَبُو عُبَيدٍ: قَالَ الأصمعيّ: التّحميم فِي ثَلَاثَة أَشْيَاء هَذَا أَحدهَا. ويُقال. حَمَّمَ الفرْخُ إِذا نبت ريشُه. قَالَ: وحَمَّمت وَجه الرجل إِذا سَوَّدته بالحُمم، وحَمَّمَ رأسُه بعد الحلْق إِذا اسود. وَفِي حَدِيث أَنَس: أَنه كَانَ إِذا حَمَّم رأسُه

بمكةَ خرج فاعتَمَر. وَقَالَ اللَّيْث: الحَمْحَمة: صوْتٌ لِلْبِرْذَوْنِ دُون الصَّوْت العالي، وللفرس دون الصهيل. يُقال: تحمْحَم تَحَمْحُماً، وحَمحم حَمْحَمَة، قلت: كَأَنَّهُ حكايةُ صوتِه إِذا طلب العلَفَ أَو رأى صاحبَه الَّذِي كَانَ أَلِفه فاستأنس إِلَيْهِ. أَبو عُبَيدٍ عَن الأصمعيّ: الحِمْحِمُ: الأسْودُ، والحِمْحِمُ: نباتٌ فِي الْبَادِيَة. قلت: وَهُوَ الشُّقَّارَى وَله حب أسود، وَقد يُقَال لَهُ: الخمْخِمُ بالخاءِ وَقَالَ عنترة: وَسْطَ الديار تَسَفُّ حَبَّ الخِمْخِم وَحَمُومةُ: اسْم جبل فِي الْبَادِيَة. أَبُو عَمْرو: وحمحم الثَّور إِذا نَبَّ وأَرادَ السِّفاد. وثيابُ التَّحِمَّة: مَا يُلبِس المُطلِّقُ امرأتَه إِذا مَتَّعهَا وَمِنْه قَوْله: فإنْ تَلبَسِي عَنَّا ثِيَاب تَحِمَّةٍ فَلَنْ يُفلح الواشِي بك المُتَنَصِّحُ ونبتٌ يَحْمُومٌ: أخضرُ رَيَّانُ أَسودُ. والحُمَامُ: السّيدُ الشّريفُ، قلتُ: أُراهُ فِي الأصلِ الهُمام فقُلبت الهَاءُ حاءً وَقَالَ: أَنَا ابْن الأكْرمِينَ أَخُو الْمَعَالِي حُمَامُ عشيرتَي وقِوامُ قَيْسِ واليحاميمُ: الجبالُ السُّودُ. والحَمامةُ: حلْقةُ البابِ، والحمامةُ مِنَ الفرسِ: القَصُّ قَالَه أَبُو عُبيدة. وَقَالَ اللِّحْيانِيّ: قَالَ العامريُّ: قلتُ لبَعْضهِم: أَبَقِي عِندكم شيءٌ؟ فَقَالَ هَمْهَامِ، وَحَمْحَامِ، ومَحْمَاحِ، وبَحْبَاح، أَي لم يبقَ شيءٌ. وَقَالَ المُنْذِريُّ: سُئِلَ أَبُو الْعَبَّاس عَن قَوْله: حم لَا يُنصرونَ. فَقَالَ معناهُ: وَالله لَا يُنصرونَ الكلامُ خبرٌ لَيْسَ بدُعاء. مح: قَالَ الليثُ: المَحُّ: الثّوبُ الْبَالِي، والفعلُ أَمَحَّ الثَّوبُ يُمحّ وَكَذَلِكَ الدارُ إِذا عفتْ والحُبُّ وَأنْشد: أَلا يَا قَتْلَ قد خَلُق الجديدُ وحُبُّكِ مَا يُمِحّ وَمَا يَبيدُ وثوبٌ ماحٌّ. وَقَالَ أَبُو عُبيد: مَحَّ الثوبُ: يَمُحُّ وأمحَّ يُمِحُّ إِذا أَخلقَ. ثعلبٌ عَن ابْن الأعرابيِّ: قَالَ: المحَّاحُ: الكذابُ وَقَالَ: مَحَّ الكذابُ يَمُحُّ مَحاحةً. وَقَالَ الليثُ: المحّاحُ: الَّذِي يُرْضي الناسَ بكلامِه وَلَا فِعلَ لَهُ. قَالَ هُوَ وَأَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: مُحُّ البيضِ: صُفرتُه. وَأنْشد غيرهُم: كَانَت قُريشٌ بَيضةً فَتفلَّقَتْ فالمُحُّ خالصةٌ لعبدِ مَناف وَقَالَ ابْن شُمَيل: مُحُّ البيضِ: مافي جَوْفه مِنْ أَصفر وأبيض كُلُّه مُحٌّ، قَالَ: وَمِنْهُم مَنْ قَالَ: المُحَّةُ الصفراءُ، والغرقيُّ: الْبيَاض الَّذِي يُؤكلُ. أَبُو الْعَبَّاس عَنْ عَمْرو عَنْ أَبِيه قَالَ: يُقَال: لِبياضِ البيضِ الَّذِي يُؤكلُ الآحُ ولِصُفرتِها المَاحُ. قَالَ: وَقالَ ابنُ الأعرابيِّ: مَحمَحَ الرَّجلُ إِذا أَخْلَصَ مودته.

أَبْوَاب الثلاثي الصَّحِيح من حرف الْحَاء قَالَ الْخَلِيل بن أَحْمد: أهملت الْحَاء مَعَ الْهَاء وَالْخَاء والغين. (أَبْوَاب) الْحَاء وَالْقَاف ح ق ك، ح ق ج أهملت وجوهها. ح ق ش اسْتعْمل من وجوهها: (شقح) . شقح: قَالَ اللَّيْث: الْعَرَب تَقول: قُبْحاً لَهُ وشُقْحاً، وإِنَّهُ لقَبِيحٌ شَقِيحٌ، وَلَا تكَاد الْعَرَب تَعْزِلُ الشُّقْحَ من القُبْح. أَبُو عُبَيد عَن الْكسَائي: هُوَ قَبِيحٌ شَقِيحٌ، وَجَاء بالقَباحَةِ والشَّقاحَةِ. وَقَالَ أَبُو زيد: شَقَحَ الله فُلاناً وَقَبَحَهُ فَهُوَ مَشْقُوحٌ مثل قَبَحَهُ فَهُوَ مقبوحٌ. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الشَّقْحُ: الكَسْرُ، والشَّقْحُ: البُعْدُ، والشَّقْحُ: الشَّجُّ. قَالَ: وَسمع عمَّار رجلا يسُبُّ عَائِشَة فَقَالَ لَهُ بعدَ مَا لَكَزَه لَكَزَات: أَأَنْت تسُبُّ حبيبةَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اقْعُدْ مَنْبُوحاً مَقْبوحاً مَشْقُوحاً. وَقَالَ اللَّحياني: لأشْقَحَنَّك شَقْحَ الجَوْز بالْجَنْدَل أَي لأكْسِرَنّك قَالَ: والشَّقْحُ: الكَسر. وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن بيع تمر النّخل حَتَّى يُشَقِّح. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: إِذا تَغَيَّرت البُسْرَةُ إِلَى الحُمَرةِ قيل هَذِه شَقْحَةٌ، وَقد أَشْقَحَ النَّخْلُ، قَالَ: وَهِي فِي لُغَة أهل الْحجاز الزَّهُوُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: يُقَال للأَحْمَر الأشْقَر: إنَّه لأشْقَح. قَالَ: والشَّقِيحُ: النَّاقِهُ من الْمَرَض، وَلذَلِك قيل: فلانٌ قَبِيح شَقِيحٌ. أَبُو عبيد عَن الْفراء: يُقَال لِحَياء الكلبة ظَبْيَةٌ وَشَقْحَةٌ، ولذوات الْحَافِر: وَطْبَةٌ. وَيُقَال: شاقَحْتُ فلَانا وَشَاقَيْتُه وَباذَيْتُهُ إِذا لاسَنْتَهُ بالأذيَّة. ح ق ض أهْمِلت وجُوهُها. ح ق ص قحص، حقص: (مستعملان) . قحص: قَالَ أَبُو العَمَيْثَل: يُقَال: قَحَص

وَمَحَص إِذا مَرَّ مَرّاً سَرِيعا. وأَقْحَصْتُه وقَحَصْتُه إِذا أبعدتَه عَن الشَّيْء. وَقَالَ أَبُو سعيد: فَحَصَ بِرِجْله وقَحَصَ إِذا رَكَضَ بِرِجْله. حقص: قَالَ ابْن الْفرج: سَمِعْتُ مُدْرِكاً الْجَعْفَرِي يَقُول: سبقني فلانٌ قَبْصاً وحَقْصاً وشَدّاً بِمَعْنى وَاحِد. ح ق س الْمُسْتَعْمل من وجوهه: قسح، سحق. قسح: قَالَ اللَّيْث: القَسْحُ: بَقَاء الإنعاظ. يُقَال: إِنَّه لقُساحٌ مَقْسُوحٌ. وقَاسَحَه: يابَسَه، والقُسُوحُ: اليُبْسُ. وإِنَّهُ لقَاسِحٌ: يابسٌ. سحق: اللَّيْث: السَّحْقُ: دونَ الدَّقِّ. وَقَالَ غَيره: سَحَقَتِ الرِّيحُ الأرضَ وسَهَكَتْهُ إِذا قَشَرَت وَجْهَ الأرضِ بشدَّةِ هُبُوبها. ومُسَاحَقَةُ النِّسَاءِ لفظ مُوَلَّدٌ. وَقَالَ اللَّيْث: السَّحْقُ فِي العَدْو: دون الحُضْر وفوْق السَّحْج. وَقَالَ رُؤبةُ: فَهِيَ تَعَاطَى شَدَّةَ المُكايَلا سَحْقاً من الْجِدِّ وسَحْجاً باطِلا وَقَالَ آخر: كَانَت لنَا جَارَةٌ فَأَزْعَجَها فَاذُورَة تَسْحَق النَّوَى قُدُمَا قَالَ: والسَّحْقُ: الثَّوْبُ البَالي، والفِعْلُ الانسحاقُ وَقد سَحَقَهُ البِلَى ودَعْكُ اللُّبْسِ، وَقَالَ أَبُو زيد: ثَوْبٌ سَحْقٌ وَهُوَ الْخَلَقُ. وَقَالَ غَيره: هُوَ الَّذِي قد انْسَحَق ولان، وَفِي حَدِيث عمر أَنه قَالَ: مَنْ زَافَتْ عليهِ دراهمُهُ فلْيأتِ بهَا السُّوقَ وليَشْترِ بهَا ثَوْبَ سَحَقٍ وَلَا يُخَالِفُ النَّاسَ أَنَّها جِيادٌ. وَقَالَ اللَّيْث: السّحْقُ كالبُعْد. تَقول: سُحْقاً لهُ: بُعْداً، ولغةُ أهل الْحجاز: بُعْدٌ لهُ وسُحْقٌ، يجعلونه اسْما، والنَّصْبُ عَلَى الدُّعَاء عَلَيْهِ، يُرِيدُونَ بِهِ: أبعده الله وَأَسْحَقهُ سُحْقاً وبُعْداً، وإِنَّهُ لبَعيدٌ سحيقٌ. وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله: {بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لاَِصْحَ ? بِ} (الْملك: 11) اجْتَمعُوا على التَّخْفِيف، وَلَو قُرئت فسُحْقاً كَانَت لُغَة حَسَنَة. وَقَالَ الزّجاج: فسُحْقاً منصوبٌ على الْمصدر. أسْحَقَهم الله سُحْقاً أَي باعدهم من رَحمتِه مُباعدةً. وَقَالَ غَيره: سَحَقه الله وأسْحَقه أَي أبعده، وَمِنْه قولُه: تَسْحَق النَّوَى قُدماً أَبُو عُبيد وَغَيره: السَّحوق مِن النّخل: الطويلةُ، وأتانٌ سَحوقٌ، وحمارٌ سحوق والجميع السُّحُقُ وَهِي الطِّوال المَسانّ، وَأنْشد أَبُو عُبيد فِي صفة النّخل: سُحُقٌ يمتِّعها الصَّفا وسَرِيُّه عُمٌّ نَواعِمُ بَينهُنَّ كُرومُ أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي: إِذا طَالَتْ النَّخْلَة مَعَ انْجِرادٍ فَهِيَ سَحوقٌ. وَقَالَ شَمِر: هِيَ الجرداء الطويلةُ الَّتِي لَا كربَ فِيهَا وَأنْشد: وسالفةٌ كسَحوق اللِّيانِ أَضْرَم فِيهَا الغَوِيُّ السُّعُرْ شبَّه عُنُق الْفرس بالنخلة الجرداء. وَقَالَ اللَّيْث: العيْنُ تسحق الدمعَ سَحْقاً.

ودُموعٌ مساحيقُ، وَأنْشد: طَلَى طرفَ عَيْنَيْهِ مساحيقُ ذُرَّفُ كَمَا تَقول: منكسِرٌ، ومكاسر. قلت: جعل المساحِيقَ جمعَ المُنْسَحِق وَهُوَ المُنْدَفق. قَالَ زُهَيْرٌ: (قِتْبٌ وغَرْبٌ إِذا مَا أُفرغ انسحقا) وَقَالَ اللَّيْث: الإسحاق: ارْتِفَاع الضَّرع ولُزُوقُه بالبطن. وَقَالَ لبيد: حَتَّى إِذا يَبِسَت وأسحق حالِقٌ لم يُبْلِه إرضاعُها وفِطامُها وَقَالَ شمر: أسحقَ الضَّرْع: ذهبَ مَا فِيهِ، وانسحقت الدَّلْوُ: ذهب مافيها، وأسحقت ضَرَّتُها: ضَمَرَت وَذهب لَبنهَا. وَقَالَ الأصمعيُّ: أسحَقَ: يَبِسَ. وَقَالَ أَبُو عُبيد: أسحَقَ الضّرْع: ذهب لبنُه وبَلِي. قَالَ: والسَّوحَقُ: الطويلُ من الرِّجَال. وَقَالَ الأصمعيُّ: من الأمطار السَّحَائقُ الواحدةُ سحيقَةٌ وَهُوَ الْمَطَر الْعَظِيم الْقطر، الشَّديد الوَقْع، الْقَلِيل العَرِمُ. قَالَ: وَمِنْهَا السَّحيفةُ بِالْفَاءِ وَهِي المطرة الَّتِي تجْرُف مَا مرت بِهِ. وساحُوق: بَلد، وَقَالَ: وهُنَّ بساحُوقٍ تداركنَ ذالِقا ح ق ز حزق، قحز، قزَح: مستعملة. حزق: قَالَ اللَّيْث: الحَزْق: شدةُ جذب الرِّباطِ والوَتر، وَالرجل المُتَحَزِّقُ: المتشدِّد على مَا فِي يَده ضَنّاً بِهِ وَكَذَلِكَ الحُزُقُّ والحُزُقّة والحَزِق مثله وَأنْشد: فهْي تَفَادى من حَزارٍ ذِي حَزِق وروى ابنُ الأعرابيِّ عَن الشَّعبي بِإِسْنَاد لَهُ أنَّ عليّاً خطب أَصْحَابه فِي أَمر المارقين، وحضَّهم عَلَى قِتَالهمْ، فَلَمَّا قتلوهم جَاءُوا فَقَالُوا: أبشرْ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، فقد استأصلناهم. فَقَالَ عليُّ ح: (حَزْقُ عَيْر حَزْقُ عَيُرٍ قد بقيت مِنْهُم بقيَّةٌ) . قَالَ ابْن الأعرابيّ: سمعتُ المُفَضَّل يَقُول فِي قَوْله: حَزْقُ عَيْر: هَذَا مَثَلٌ تَقوله الْعَرَب للرجلِ المُخْبِرِ بِخَبر غَيْر تامّ وَلَا مُحَصَّلٍ: حَزْقُ عَيْر حَزْقُ عَيْر أَي حُصَاصُ حِمار أَي لَيْسَ الأمرُ كَمَا زعمتم. وَقَالَ أَبُو العَبَّاس: وَفِيه قَوْل آخر: أَرَادَ عليٌّ أَنَّ أمرَهُم مُحْكَم بعد كحَزْقِ حِمْلِ الحمارِ: وَذَلِكَ أَنَّ الْحمار يَضْطَرب بِحِمله، فَرُبما أَلْقاه فيُحْزَقُ حَزْقاً شَدِيدا، يَقُول عليّ: فأَمْرُهُم بَعْدُ مُحْكَم. أَبُو عُبيد عَنِ الْفراء: رجلٌ حُزُقّةٌ وَهُوَ الَّذِي يُقارِبُ مِشْيَتَه. قَالَ: وَيُقَال: حَزُقّةُ. وَقَالَ شمر: الحُزُقَّةُ: الضيِّقُ القُدْرَة والرَّأْيِ، الشَّحيحُ. قَالَ: فإِنْ كَانَ قَصِيرا دميماً فَهُوَ حُزُقَّةٌ أَيْضا. ابْن السِّكِّيت عَنِ الأصمعيّ: رَجُلٌ حُزُقّةً وَهُوَ الضَّيِّقُ الرَّأْيِ من الرِّجَال والنِّسَاءِ، وَأنْشد: وأعْجَبْنِي مَشْيُ الحُزُقَّة خالدٍ كمشي الأتانِ حُلِّئَتْ بالمناهِلِ أَبُو عُبيدٍ عَنِ الْأَصْمَعِي: الحَزِيقُ: الجماعةُ من النَّاس وَقَالَ لَبيدٌ.

كحزِيقِ الحَبَشِيِّيْنَ الزُّجَلْ ورُوِي: يقالُ للجماعةِ: حِزْقَةٌ وحِزَقٌ. وَجمع الحَزيق حَزَائقُ وَفِي الحَدِيث (لَا رَأْي لحَازقٍ) وَقيل: هُوَ الَّذِي ضاقَ عَلَيْهِ موضعُ قدمه مِنْ خفِّه فحزَقَها كَأَنَّهُ فاعلٌ بِمعنَى مَفْعُول. ويقالُ: أحْزقتُه إحزاقاً إِذا منعتُه. وَقَالَ: أَبُو وَجْزَةَ: فمَا المالُ إِلَّا سُؤْرُ حَقِّكَ كلِّه ولكنَّه عمَّا سِوَى الحَقِّ مُحْزَق وَقَالَ أَبُو تُرابٍ: سمعتُ شمراً وأبَا سَعيدٍ يَقولانِ: رجلٌ حُزُقَّةٌ وحُزُمَّةٌ إِذا كَانَ قَصِيرا. قحز: قَالَ اللَّيْث: القَحْزُ: الوَثبَان والقَلقَ. وَقَالَ رؤبة. إِذا تَنزَّى قاحزَاتُ القَحْز يَعْنِي بِهِ شَدَائِد الْأُمُور. وَفِي حَدِيث أبي وائلٍ أنَّ الحجاجَ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ: أحْسِبُنَا قد رَوْعْنَاكَ فَقَالَ لَهُ أَبُو وائِلٍ: أما إِنِّي قد بتُّ أقْحَزُ البَارحة. وَقَالَ أَبُو عُبيد: قَوْله أقحز يَعْنِي أُنزَّى: يُقَال: قد قحز الرجلُ يقحز إِذا قلق. وَهُوَ رجلٌ قاحزٌ. وَأنْشد قَول أبي كَبِير يصف طَعنة: مُسْتَنَّةٍ سَننَ الفُلُوِّ مُرِشَّة تَنفي الترابَ بِقَاحزِ مُعرَورِف يَعْنِي خُرُوج الدَّم باسْتنَانٍ. ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: قحز الرجلُ فَهُوَ قاحزٌ إِذا سَقطَ شبهَ الميِّت. وَقَالَ النَّضرُ: القَاحزُ: السهْم الطامح عَنْ كبد الْقوس ذَاهِبًا فِي السَّمَاء. يُقَال: لشَدّ مَا قحز سهمك أيْ شَخَصَ. قزَح: فِي الحَدِيث (أنَّ الله ضَرَبَ مَطْعَمَ ابْن آدم لَهُ مثلا وإِنْ قَزَّحه وَمَلَّحَهُ) . أَبُو عُبيد عَن أبي زيد قَالَ: إِذا جَعَلْتَ التَّوَابِلَ فِي القِدْرِ قلت: فَحَّيْتُها وَتَوبَلْتُهَا وقَزَحْتُها بالتَّخفيف قَالَ: وَهِي الأقزاحُ واحِدها قِزْح، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ القِزْحُ والقَزْحُ والفِحَا والفَحَا، قَالَ: والأَقْزَاحُ أَيْضا: خُرْءُ الْحَيَّاتِ، واحدِهَا قِزْح. قَالَ: قَزَحَ الكلبُ بِبَوْلِه قَزْحاً إِذا رفع رِجْلَه وبَال. وَقَالَ اللَّيْث: قَزَّحْتُ القِدْرَ تَقْزِيحاً إِذا بَزَرْتَها. قَالَ: وقَوْسُ قُزَحَ: طريقةٌ مُتَقَوِّسَةٌ فِي السَّمَاء غِبَّ الْمَطَر أَيَّام الرّبيع. وَرُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ: (لَا تَقولُوا قَوْس قُزَح فَإِن قُزَحَ مِن أَسمَاء الشَّيَاطِين، وَلَكِن قُولُوا: قَوْسُ الله) . قَالَ. وَقَالَ أَبُو الدُّقَيْش: القُزَحُ: الطرائق الَّتِي فِيهَا، والواحدة قُزْحَه. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: القُسْطَانُ: قَوْسُ قُزَحَ. وسُئِل أَبُو الْعَبَّاس عَن صَرْفِ قُزَح فَقَالَ: مَن جعله اسْم شَيْطَان ألحقهُ بزُحَل، وَقَالَ المبرِّدُ: لَا ينْصَرف زُحل لِأَن فِيهِ العِلّتين المعرِفة والعدولَ. قَالَ أَبُو العبَّاس ثَعْلَبٌ: وَيُقَال: إِن قُزَحاً جمع قُزْحَة وَهِي خطوطٌ مِن صُفْرَةٍ وحُمْرة وخُضْرَةٍ، فَإِذا كَانَ هَكَذَا أَلْحَقتَه بِزيد، قَالَ: وَيُقَال: قُزَحُ: اسْم ملك مُوكَّل بِهِ، قَالَ: فَإِذا كَانَ هَكَذَا أَلْحقْتَه بِعُمر. قلت: وَعمر لَا ينْصَرف فِي

الْمعرفَة وينصرف فِي النكِرة. وَقَوازِحُ المَاء: نُفَّاخاته الَّتِي تنتفخ فتذهب. قَالَ أَبُو وجْزَةَ: لَهُم حَاضر لَا يُجْهَلُونَ وَصَارِخٌ كسَيْلِ الغَوَادِي تَرْتَمِي بِالْقَوَازِحِ وَقَالَ أَبُو زيد: قَزَحَتِ القِدْرُ تَقْزَحُ قَزَحاً وقَزَحَاناً إِذا أقطَرَتْ مَا خَرَجَ مِنْهَا. اللَّيْث: التَّقْزِيحُ فِي رأسِ شجرةٍ أَو نَبْتٍ إِذا شَعَّب شُعَباً مثل بُرْثُنِ الْكَلْب. وَفِي الحَدِيث النَّهيُ عَن الصَّلَاة خلف الشَّجَرَة المُقَزَّحة. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: ومِنْ غرِيب شجر الْبَرِّ: المُقَزَّحُ: وَهُوَ شجر على صُورَة التِّين لَهُ غِصْنَةٌ قِصَارٌ فِي رُؤوسِها مثل بُرْثُن الْكَلْب، وَمِنْه خبرُ الشَّعْبِيِّ عَن ابْن عَبَّاس أَنه كَرِهَ أَن يُصَلِّي الرجل إِلَى الشَّجَرَة المُقَزَّحَةِ. وَقَالَ اللَّيْث فِي قَول الْأَعْشَى: فِي مُحِيلِ القِدِّ مِن صَحْبِ قُزَحْ أَرَادَ بِقُزَحَ هَاهُنَا لقباً لَهُ وَلَيْسَ باسم ح ق ط أُهمِلَت وجوهها إلَّا: قحط. قحط: الْحَرّانِي عَن ابْن السّكيت: قُحِطَ النَّاس، وَقد قَحَطَ الْمَطَرُ، وَقَالَ اللَّيْث: القَحْطُ: احْتِبَاسُ المَطَر. يُقَال: قُحِطَ القَوْمُ وأَقحطوا، وقُحِطت الأرضُ فَهِيَ مقحوطةٌ، وقَحِطَ الْمَطَر أَي احْتبسَ. ورجُلٌ قَحْطِيٌّ وَهُوَ الأَكُولُ الَّذِي لَا يُبْقِي شَيْئا من الطَّعَام. وَهَذَا من كَلَام الْحَاضِرَة ونسبوه إِلَى القَحْط لِكَثْرَة الْأكل على معنى أَنه نجا من الْقَحْط فَلذَلِك كثر أكله. وَقَالَ اللَّيْث: قحطان: أَبُو الْيمن: وَهُوَ فِي قَول نسَّابيهم قحْطَان بن هودٍ، وبعضٌ يَقُول: قحطان بن أَرْفَخْشَذْ بن سَام بن نوح. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: قُحِطَ النَّاس وأُقْحِطوا وقَحَطَ، الْمَطَر. وَقَالَ شَمِرُ: قُحوط الْمَطَر: أَن يَحْتَبِس وَهُوَ مُحْتَاج إِلَيْهِ. وَيُقَال: زمانٌ قاحط، وعام قاحط، وسنةٌ قَحِيطٌ، وأَزْمُنٌ قَواحِطُ. وَفِي الحَدِيث: (أَن مَنْ جامَع فأَقْحَطَ فَلَا غُسْلَ عَلَيْهِ) وَمَعْنَاهُ أَن ينتشر فَيُولج، ثمَّ يَفْترُ ذَكَرُه قبل أَن يُنزلَ. والإقْحَاطُ مثل الإكسالِ، وَهَذَا مثل الحَدِيث الآخر: (الماءُ من المَاء) وَكَانَ هَذَا فِي أول الْإِسْلَام ثمَّ نُسِخَ وأُمِرُوا بالاغتسال بعد الْإِيلَاج. وَقَالَ ابْن الْفرج: كَانَ ذَلِك فِي إقْحاط الزَّمَان وإكْحَاط الزَّمَان أَي فِي شِدَّته. ح ق د حقد، حدق، قدح، قحد، دحق: مستعملات. قحد: قَالَ اللَّيْث: القَحَدَةُ: مَا بَين المأْنَتَيْن من شَحْم السنام. وناقَةٌ مِقْحَاد: ضخمة القَحَدَة وَأنْشد: مِن كلِّ كَوْمَاءَ شَطُوطٍ مِقْحَادْ أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيِّ: المِقْحَاد: النَّاقةُ الْعَظِيمَة السَّنام: وَيُقَال للسَّنام: القَحَدَة، قَالَ: والشَّطُوطُ: الْعَظِيمَة جَنْبَتَي السَّنَام. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيِّ قَالَ: المَحْقِدُ

والمَحفِدُ والمحْتدُ والمَحْكِدُ كُله الأَصْل، قلت: وَلَيْسَ فِي (كتاب أبي تُرَاب) المَحْقِد مَعَ المَحْتِد وذُكر عَن ابْن الْأَعرَابِي: المَحْفِدُ: أصل السَّنامِ بِالْفَاءِ وَعَن أبي نَصْر مثله. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: القَحَّاد: الرجل الفَرْدُ الَّذِي لَا أَخ لَهُ وَلَا ولد. وَيُقَال: واحدٌ قاحِدٌ وصَاخِدٌ وَهُوَ الصُّنْبُور. قلت: وروى أَبُو عَمْرو عَن أبي الْعَبَّاس هَذَا الْحَرْف بِالْفَاءِ فَقَالَ: واحِدٌ فَاحِدٌ، قلت: والصوابُ مَا روى شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي. أَبُو عُبيد: قَحَدت النَّاقة وأقْحَدَتْ: صَارَت مِقْحَاداً. حقد: شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: حَقِدَ المَعْدِنُ وأَحْقَدَ إِذا لم يَخْرُجْ مِنْهُ شَيْء وَذَهَبت منالَتُه. اللَّيْث: الحِقْد: إمساكُ الْعَدَاوَة فِي الْقلب والتَربُّص بِفُرْصتها، تقولُ: حقَد يَحْقِدُ على فلَان حَقْداً فَهُوَ حاقِدٌ فالحَقْدُ الْفِعْل، والحِقْدُ الِاسْم. قلت: وَيُقَال: رجل حَقودٌ. ومَعْدِن حاقِدٌ إِذا لم يُنل شَيْئا. وجَمْع الحِقْد أحْقَادٌ. قدح: اللَّيْث: القَدَحُ: من الْآنِية مَعْرُوف. وَجمعه أَقْدَاحٌ، ومُتَّخِذه القَدَّاح، وصناعتُه القِداحةُ. والقِدْحُ: قِدْح السَّهْم وجَمْعُه قِداح، وَصانِعُه قَدَّاح أَيْضا. قَالَ: والْقَدَّاح: أُرْآدٌ رَخْصة من الفِسْفِسَة. الْوَاحِدَة قَدَّاحة. قَالَ والقَدَّاح: الْحجر الَّذِي يُورَى مِنْهُ النَّار. وَقَالَ رُؤْبة: والْمَرْوَذَ القَدّاح مَضْبوحَ الفِلَق والقَدْحُ: قَدحُك بالزنْد وبالْقَدَّاحِ لِتُورِي والمِقْدَح: الحديدة الَّتِي يُقْدَح بهَا. والقَدْحُ: فِعْلُ القادح، وَقد قَدَحَ يَقْدَحُ، وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال للَّتِي تُضْرب فَيخرج مِنْهَا النارُ قَدّاحة. وَقَالَ اللَّيْث: القَدْح: أُكَالٌ يَقع فِي الشّجر والأسنان. والقادِحة: الدُّودَة الَّتِي تَأْكُل الشّجر والسِّنَّ، تَقول: قد أسْرَعت فِي أَسْنَانه القَوادِح، وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: وَقع القادحُ فِي خَشَبَة بَيتِه يَعْنِي الْآكِل. ويُقال: عودٌ قد قُدح فِيهِ إِذا وَقع فِيهِ القادحُ، وَقَالَ جميل: رمى الله فِي عَيْنَي بُثَيْنَةَ بالقَذَى وَفِي الغُرِّ من أنيابِها بالقَوادِح وَقَالَ اللَّيْث: القِدْحَةُ: اسْم مشتقٌ مِن اقتداح النَّار بالزنْد. وَفِي الحَدِيث: (لَو شَاءَ الله لجعل للنَّاسِ قِدْحَةَ ظُلْمَة كَمَا جعل لَهُم قِدحة نُور) . قَالَ: وَالْإِنْسَان يَقْتَدِحُ الأمرَ إِذا نظر فِيهِ وَدَبَّرَه، ويروى هَذَا البيتُ لعَمْرو بن الْعَاصِ: يَا قاتَل الله وَرْدَاناً وقِدْحَتَه أَبْدَى لعَمْرُكَ مافي النَّفس وَرْدَانُ وَوَرْدَان: غُلاَمٌ كَانَ لعَمْرو بن الْعَاصِ وَكَانَ حَصِيفاً، فاسْتشارَه عَمْرو فِي أَمر عليّ ح وَأمر مُعاوية، فَأَجَابَهُ وَرْدَان بِمَا كَانَ فِي نَفسه، وَقَالَ لَهُ: الآخرةُ مَعَ علِيّ

وَالدُّنْيَا مَعَ مُعَاوِيَة، وَمَا أَرَاك تخْتَار على الدُّنْيَا، فَقَالَ عَمْرو: هَذَا الْبَيْت. وَمن رَوَاهُ: وقَدْحَتَه أَرَاد بِهِ مَرَّة واحِدَة. وَقَالَ اللَّيْث: القَدِيحُ: مَا يبْقى من أَسْفَل القِدْر فيُغْرَفُ بِجهْد. وَقَالَ النابغةُ: فظل الإمَاءُ يَبْتَدِرْنَ قدِيحَها كَمَا ابْتَدَرَتْ كَلْبٌ مياه قَراقِر وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: قَدَحَ يَقْدَحُ قَدْحاً إِذا مَا غَرَف. وَيُقَال: أعْطِني قُدْحَةً من مَرقتك أَي غُرفة. والمِقْدحُ: مَا يُغْرَفُ بِهِ، وَأنْشد. لنَا مِقْدَحٌ مِنْهَا وللجَارِ مِقْدح. وَيُقَال: هُوَ يَبْذُل قَدِيح قِدْرِه يَعْنِي مَا غُرِف مِنْهَا، قَالَ: والمِقْدحَة: المِغْرفة. قَالَ: وَيُقَال: قَدَحَ فِي القِدْح يَقْدَحُ وَذَلِكَ إذَا خَزَقَ فِي السَّهْم بِسِنْخ النّصْل. وَفِي الحَدِيث (أَنَّ عُمَر كَانَ يُقَوِّمُهُم فِي الصفّ كَمَا يُقوِّمُ القَدَّاح القِدْحَ) . قَالَ: وَأول مَا يُقطع السهمُ ويُقْتَضَبُ يُسمى قِطْعاً، والجميع الْقُطُوعُ، ثمَّ يُبْرَى فَيسمّى بَرِيّاً، وَذَلِكَ قبل أَن يُقَوَّمَ، فَإِذا قُوِّم وأنَّى لَهُ أَن يُرَاش ويُنْصَل فَهُوَ القِدْح، فَإِذَا رِيشَ ورُكِّبُ نَصْلُه صَار سَهْما. الْأَصْمَعِي: قَدَّح فلانٌ فرسَه إِذا ضَمَّره فَهُوَ مُقْدَّح. وَقَدَّحَت عَيْنُه إِذا غارَتْ فَهِيَ مُقَدَّحَة. وَقَالَ أَبُو عُبيدة: وَيُقَال: قَدَحَ فِي سَاقه إِذا مَا عَمِل فِي شَيْء يكرههُ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: تَقول: فلَان يَفُتُّ فِي عَضُد فلَان ويَقْدَح فِي سَاقه. قَالَ: والعَضُد: أَهلُ بَيْته، وسَاقُه: نَفسُه. وَأما قَول الشَّاعِر: ولأنْت أَطْيَشُ حِين تَغْدو سادِراً رَعِشَ الجَنَانِ من الْقَدُوحِ الأقْدَح فَإِنَّهُ أَرَادَ قَول الْعَرَب: هُوَ أَطْيَشُ من ذُبَاب وكل ذُبَاب أقدحُ، وَلَا تراهُ إِلَّا وَكَأَنَّهُ يقدَحُ بيدَيْهِ، كَمَا قَالَ عنترة: هَزِجاً يَحُكُّ ذِرَاعه بذراعه قَدْحَ المُكِبّ على الزِّناد الأَجْذَم وَيُقَال فِي مَثَل: (صَدَقني وَسْمُ قِدْحه) أَي قَالَ الحقَّ. قَالَ أَبُو زيد: وَيَقُولُونَ: أبصِرْ وَسْمَ قِدْحِك أَي اعْرِف نَفسك وَأنْشد: ولَكن رَهْطُ أُمِّكَ من شُيَيْم فأبْصِرْ وَسمِ قِدْحِكَ فِي القِدَاح وَقَالَ أَبُو زيد: من أَمْثالهم (إِقْدَحْ بِدِفْلَى فِي مَرْخ) . مثل يُضْرَب للرجل الأديب الأريب، قلت: وزنادُ الدِّفْلَى والْمَرخ كَثِيرَة النَّار لَا تَصْلِد. أَبُو عُبيد قَالَ: القَادِحُ الصَّدْعُ فِي الْعود. حدق: قَالَ اللَّيْث: الْحَدقُ: جمَاعَة الحَدَقَةَ، وَهِي فِي الظَّاهِر سوادُ العيْنِ، وَفِي الْبَاطِن خَرَزَتُها وتُجمعُ على الحِدَاقِ. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: فالعين بعدهمْ كَأَن حِدَاقها وَقَالَ غير اللَّيْث: السوَاد الأَعْظَمُ فِي الْعين هُوَ الحَدَقة والأصغر هُوَ النّاظِرُ وَفِيه إِنْسَان العَيْنِ، وَإِنَّمَا النَّاظر كالمِرْآةِ إِذا استقْبَلْتَها

رَأَيْت فِيهَا شَخْصَك. وَقَالَ الفرَّاء فِي قَول الله: {وَنَخْلاً وَحَدَآئِقَ غُلْباً} (عَبَسَ: 30) قَالَ: كل بُسْتَان كَانَ عَلَيْهِ حائِطٌ فَهُوَ حديقة وَمَا لم يكن عَلَيْهِ حَائِط لم يُقَلْ لَهُ حَدِيقة. وَقَالَ الزَّجّاج: الحدائقُ: الْبَسَاتِين وَالشَّجر المُلْتَفّ، وَقَالَ اللَّيْث: الحَدِيقة: أَرض ذَات شجر مثمر، والحديقة من الرياض: كل رَوْضَة قد أَحْدَقَ بهَا حاجز أَو أَرض مُرْتَفِعة. وَقَالَ عَنْتَرَةُ: فَتَرَكْنَ كل حَدِيقةٍ كالدرهم قَالَ: وكل شَيْء اسْتدار بِشَيْء فقد أَحْدَق بِهِ، وَتقول: عَلَيْهِ شامةٌ سَوْداءُ قد أَحْدَقَ بهَا بَيَاض. قَالَ: والتَّحْدِيق: شدَّة النّظر. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للباذِنْجَان الحَدَقُ وَالمَغْدُ. غَيره: حَدَقَ فُلانٌ الشَّيْء بِعَيْنِه يَحْدِقُه حَدْقاً إِذا نظر إِلَيْهِ، وَحَدَقَ الميِّتُ إِذا فتح عيْنه وطرِف بهَا، والحُدُوق: الْمصدر، وَرَأَيْت المَيِّتَ يَحْدِقُ يَمْنَةً ويَسْرَةً أَي يفتح عَيْنيه ويَنْظُر. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: حَدِيقُ الرَّوْضِ: مَا أَعْشَبَ بِهِ والتَفّ. يُقَال: رَوْضَة بني فلَان مَا هِيَ إِلَّا حديقةٌ مَا يجوز فِيهَا شَيْء، وَقد أَحْدَقَتِ الرَّوْضَةُ عُشْباً، وَإِذا لم يكن فِيهَا عُشْبٌ فَهِيَ رَوْضَة. والحديقةُ: أرْض ذَات شجر مُثْمِر. وكل شَيْء أحَاط بِشَيْء فقد أَحْدَقَ بِهِ. دحق: الْعَرَب تسمي العَيْر الَّذِي غلب على عانَته دَحِيقاً. وَقَالَ ابْن المُظفَّر: الدَّحْقُ: أَن تَقصُر يَدُ الرَّجُل وتناوُلُه عَن الشَّيْء، تَقول: دَحَقْتُ يَدَ فُلان عَن فلَان، وَقد أَدْحَقَه الله أَي باعده عَن كل خَيْر، وَرجل دَحِيق مُدْحَق: مُنحّى عَن النَّاس والخَيْر. قَالَ: وَدَحَقَت الرَّحم إِذا رَمَتْ بِالْمَاءِ فَلم تقبله. وَقَالَ النَّابِغَة: دَحَقت عَلَيْك بِناتقٍ مِذْكارِ الْأَصْمَعِي: الدَّحُوق من الْإِبِل: الَّتِي يخرج رَحِمُها بعد نِتَاجِها. وَقَالَ ابْن هانىء: الدَّاحِق من النِّسَاء: المُخْرِجَةُ رَحِمَها شَحْماً وَلَحْمًا. رَوَاهُ شمر. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: تَقول العربُ: قَبَّحَه الله وأمًّا رَمَعَتْ بِهِ، ودَحَقَتْ بِهِ، ودَمصت بِهِ، بِمَعْنى وَاحِد. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الدَّحُوقُ من النِّسَاء: ضدُّ المَقَاليت وهنَّ المُتْمِئات. ح ق ت مهمل الْوُجُوه. ح ق ظ مهمل الْوُجُوه. (ح ق ذ) حذق، قذح، ذقح: (مستعملات) . حذق: قَالَ اللَّيْث: الحِذْقُ والحَذَاقَةُ: مهارَة فِي كل العَمَل. تَقول: حَذَق وَحَذِق فِي عمله يَحْذِقُ ويَحْذَق فَهُوَ حاذِقٌ، والغلام يَحْذِقُ الْقُرْآن حِذْقاً وحَذَاقاً، وَالِاسْم الحَذَاقَةُ.

ابْن السّكيت عَن أبي زيد: حَذَقَ الغلامُ الْقُرْآن وَالْعَمَل يَحْذِق حِذْقاً وحَذْقاً وحَذاقاً وحَذَاقَةً، وَقد حَذِق يَحْذَقُ لُغَة. قَالَ: وَقد حَذَقْتُ الحَبْل أَحْذِقُهُ حَذْقاً إِذا قَطَعْتَه، بِالْفَتْح لَا غَيْر. وَقد حَذَق الخَلُّ يَحْذِقُ حُذُوقاً إِذا كَانَ حَامِضاً. وَقَالَ اللَّيْث: حَذَقْتُ الشَّيْء وَأَنا أَحْذِقُه حَذْقاً، وَهو مَدُّكَ الشَّيْء تَقْطَعُه بِمِنْجَل ونَحْوِه حَتَّى لَا تُبْقِي مِنْهُ شَيْئاً، والفِعْلُ اللاَّزِمُ الانْحِذاقُ وَأَنْشَد: يَكَادُ مِنْهُ نِيَاطُ القَلْبِ يَنْحَذِقُ وأنْشَد ابْن السِّكّيت: أَنَوْراً سَرْعَ مَاذَا يَا فَرُوقُ وحَبْلُ الوَصْلِ مُنْتَكِثٌ حَذِيقُ أَي مَقْطُوع. أَبُو عُبَيْد عَن أبي زَيْد: الحُذَاقِيُّ: الفَصِيحُ اللّسَان البَيِّنُ اللَّهْجَةِ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: حَذَقَ الْخَلُّ يَحْذِق إِذا حَمُضَ وَخَلّ باسِلٌ، وَقد بَسَلَ بَسُولاً إِذا طَال تَرْكُه فَأَخْلف طَعْمُه وتَغَيَّر، وخَلّ مُبَسَّلٌ. قذح: قَالَ ابْن الفَرَج: سَمِعْتُ خَلِيفةَ الحُصَينيّ يَقُول: المُقاذَحَة والمُقاذَعَةُ: المُشاتَمة، وقَاذَحَنِي فُلاَنٌ وقابَحَنِي: شَاتَمنِي. ذقح: فِي (نَوَادِرِ الأَعْراب) : فُلاَنٌ مُتَذَقِّحٌ لِلشّرّ، وَمُتَفَقِّح، ومُتَنَقِّح، ومُتَقَذِّذ، ومُتَزَلِّم، ومُتَشَذِّب، ومُتَحَذِّف، ومُتَلَقِّح بِمعْنى وَاحِد. ح ق ث أهملت وجوهه. ح ق ر حقر، حرق، قرح، قحر، رقح، رحق: مستعملات. حقر: الحَقْرُ فِي كل الْمعَانِي: الذِّلَّةُ. تَقول: حَقَر يَحْقِر حَقْراً وحُقْرِيَّة وَكَذَلِكَ الاحتقار، واسْتَحْقَرَه: رَآهُ حَقِيراً، وتَحْقيرُ الْكَلِمَة: تَصْغِيرُها. والحَقِير: ضِدُّ الخَطِيرِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: يُقَال: حَقِير نَقِيرٌ. قحر: قَالَ اللَّيْث: القَحْرُ: المُسِنُّ وَفِيه بَقِيَّة وَجَلَدٌ. أَبُو عُبَيْد عَن أبي عَمْرو: شَيْخ قَحْر وقَهْب إِذَا أسَنَّ وكَبِرَ. الْأَصْمَعِي: إِذا ارْتَفَع الجَمل عَن العَوْدِ فَهُوَ قَحْر، والأُنْثَى قَحْرَة فِي أَسْنانِ الإبلِ، وَقَالَ غَيْره: هُوَ قُحَارِيّة. رقح: قَالَ اللَّيْث: الرَّقاحِيُّ: التَّاجِر. يُقَال: إِنَّه ليُرَقّحُ مَعِيشَتَه أَي يُصْلِحها. أَبُو عُبَيْد: التّرَقُّح: الاكتِسابُ، والاسمُ الرَّقاحَةُ، وَمِنْه قَوْلُهُم فِي التَّلْبِيَة: لم نَأْتِ لِلرَّقَّاحَةِ. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ دُرّة: بِكَفَّيْ رَقَاحِيَ يُرِيدُ نمَاءَها ليُبْرِزَها للْبَيْع فَهْيَ فَريجُ رحق: الرَّحِيق: من أَسْمَاء الْخَمْر مَعْرُوف. وَقَالَ الزّجّاج فِي قَول الله جلّ وعزّ: {يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ} (المطفّفِين: 25) . قَالَ:

الرّحِيقُ: الشّرَابُ الَّذِي لَا غِشَّ فِيهِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: مِنْ أَسماء الخَمْر الرّحِيقُ والرّاح. قرح: قَالَ اللَّيْث: القَرْح والقُرْح لُغَتان فِي عَضّ السِّلاح ونحْوِه مِمَّا يَجْرَحُ الجَسَد، وَتقول: إِنَّه لقَرِح قَرِيح وَبِه قَرْحَة دامِيَة، وَقد قَرِحَ قَلْبُه من الحُزْنِ. وَقَالَ الفَرَّاء فِي قَوْل الله جلّ وعزّ: {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ} (آل عِمرَان: 140) و (قُرْحٌ) قَالَ: وَأكْثر القُرّاء على فَتْحِ الْقَاف، وكأَنّ القُرْحَ أَلَمُ الجِراح بأَعْيانها. قَالَ: وَهُوَ مثل الوجْد والوُجْد. وَلَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُم وإلاّ جَهْدَهم. وَقَالَ الزّجَاج: القُرْح والقَرَح عِنْد أهل اللُّغَة بِمَعْنى وَاحِد، ومعناهما الجِراح وأَلَمُها يُقَال: قد قَرِح الرجل يقْرَح، قَرَحاً، وأصابه قَرْح، ثمَّ حكى قولَ الفَرَّاء بِعَيْنِه. أَبُو عُبَيْد: القَرِيح: الجَرِيح، وَأنْشد: لَا يُسْلِمون قَرِيحاً كَانَ وَسْطَهم يَوْم اللِّقاء وَلَا يُشْوُون مَن قَرَحوا وَقَالَ أَبُو الهَيْثم: القَرِيحُ: الَّذِي بِهِ قُرُوحٌ. والقَرِيح. الخالِص. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيب: وإنّ غُلاماً نِيلَ فِي عهد كاهِل لَطِرْفٌ كنَصْل السَّمهريِّ قَرِيحُ نِيلَ أَي قُتِلَ فِي عَهْد كَاهِل أَي وَله عهد وميثاق. الليثُ: القَرْحُ: جَرَب شَدِيد يَأْخُذ الفُصْلان فَلَا تكَاد تنجو يُقَال: فَصِيل مقرُوح. وَقَالَ ابْن السّكيت: قَرَح فلَان فلَانا بالحقِّ إِذا استقبلَه، وقَرَحه إِذا جَرَحه يقْرَحَه، وَقد قَرِح يَقْرَح إِذا خرجَتْ بِهِ قُرُوح. قلت: الَّذِي قَالَه اللَّيْث مِن أَن القَرْح جَرَب شَدِيد يَأْخُذ الفُصْلان غلط، إِنَّمَا القَرْحَة: داءٌ يَأْخُذ الْبَعِير فيهدَل مِشْفَرُه مِنْهُ. وَقَالَ البعيث: وَنحن منَعنا بالكُلاب نِسَاءَنَا بِضَرْب كأفواه المُقَرِّحة الهُدْلِ وَقَالَ ابْن السِّكّيت: المقرِّحة: الإبِل الَّتِي بهَا قُرُوح فِي أفواهها فتَهْدَل لذَلِك مَشافرها: قَالَ: وَإِنَّمَا سَرَق البَعِيث هَذَا الْمَعْنى من عَمْرو بن شَاس: وأسيافُهم آثارهُن كَأَنَّهَا مشافِرُ قَرْحَى فِي مَبارِكها هُدْلُ وَأَخذه الكُمَيت فَقَالَ: تُشَبِّه فِي الْهَام آثارها مَشافر قَرْحَى أَكلْنَ البريرا قلت: وقَرْحَى جَمْع قَرِيح فَعِيل بِمَعْنى مفعول: قُرِحَ الْبَعِير فَهُوَ مقروح وقريح إِذا أَصَابَته القَرْحة وقرَّحت الْإِبِل فَهِيَ مُقرِّحة، والقَرْحة لَيست من الجرَب فِي شَيْء. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي وَالْفراء: إبِلٌ قُرْحان: وَهِي الَّتِي لم تجرب قطْ. قَالَا: والصبيُّ إِذا لم يُصبه جُدَرِيٌّ قُرحان أَيْضا. وَأَنت قُرحان من هَذَا الْأَمر وقُراحِيٌّ أَي خَارج. وَقَالَ جرير:

نُدافع عَنْكُم كلّ يَوْم عظيمةٍ وأنتَ قُراحِيٌّ بِسِيف الكواظِم أَي أَنْت خِلْوٌ مِنْهُ سليم. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال للَّذي لم يُصبه فِي الحَرْب جِرَاحَة قُرْحانٌ. وَقَالَ شمر: قَالَ بَعضهم: القُرحانُ من الأضْداد: رجلٌ قُرْحان للَّذي قد مَسَّه القُرُوحُ، وَرجل قُرحان لم يَمْسَسْه قَرْحٌ وَلَا جُدَرِيّ وَلَا حَصْبة، وَكَأَنَّهُ الخالِص الْخَالِي من ذَلِك، وَرجل قَرِيح: خَالص، وَأنْشد بَيت أبي ذُؤَيب. أَبُو عُبَيْد عَن الْفراء فِي الْبَعِير والصبيِّ القرحان مِثل مَا روى شَمِر. قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَمِنْه الحَدِيث الَّذِي يُرْوى أَن أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَدِموا مَعَ عُمَر الشَّام وَبهَا الطَّاعُون، فَقيل لَهُ: إنّ مَن مَعَك مِن أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قُرْحانٌ فَلَا تُدْخلهم على هَذَا الطَّاعُون. وَقَالَ شَمِر: قُرْحان إِن شِئْت نَوَّنْت وَإِن شِئْت لم تُنَوَّن. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال: اقترَحْتُه واجْتَبيتُه وخَوَّصتُه وخلَّمْته واختلمتُه واستخلصتُه واستميتُه كُله بِمَعْنى اخترْتُه. وَمِنْه يُقَال: اقترح عَلَيْهِ صَوت كَذَا، وَكَذَا أَي اخْتَارَهُ. اللَّيْث: ناقَةٌ قارح، وَقد قَرَحَتْ تقْرَح قُرُوحاً إِذا لم يَظُنُّوا بهَا حَمْلاً، وَلم تُبشِّر بذنَبِها حَتَّى يَسْتبين الْحمل فِي بَطنهَا. أَبُو عُبَيْد: إِذا تمّ حملُ النَّاقة وَلم تُلْقِه فَهِيَ حِين يَستبين الحملُ بهَا قارحٌ، وَقد قَرَحَتْ قُرُوحاً. وَقَالَ اللَّيْث: اقترحْتُ الجملَ اقتراحاً أَي رَكِبتْه من قبل أَن يُرْكَبَ. قَالَ: والاقتِراحُ: ابتِداعُ الشيْء تَبْتَدِعُه وتقترِحُه من ذَات نفْسِك من غير أَن تسمَعَه. قلت: اقتِراح كل شَيْء: اخْتِيَاره ابْتِدَاء. يُقَال: قَرَحْتُه واقترحْتُه واجْتَبَيْتُه بِمَعْنى وَاحِد. وقُرْحُ كلِّ شَيْء: أَوَّله. يُقَال: فلَان فِي قُرْحِ الْأَرْبَعين أَي أَولهَا، رَوَاهُ أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: وقَرِيحةُ الإنسانِ: طبيعتُه الَّتِي جُبِل عَلَيْهَا وجمْعُها قرائحُ لِأَنَّهَا أولُ خِلقتِه. والقريحةُ: أَوّل مَاء يَخرج من الْبِئْر حِين تُحفَر، رَوَاهُ أَبُو عُبَيد عَن الأمويّ. وَأنْشد: فإنكَ كالقريحةِ عامَ تُمْهَى شَرُوبُ المَاء ثمَّ تعودُ ماجَا ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ: الاقتِراحُ: ابتداءُ أول الشَّيْء. وَقَالَ أوْس: على حينَ أَن جَدَّ الذكاءُ وأدركَتْ قريحةُ حِسْي من شُرَيْح مُغَمِّم يَقُول: حِين جَدَّ ذكائي أَي كَبِرْتُ وأَسْنَنْتُ وَأدْركَ من ابْني قريحة حِسْي يَعْنِي شِعر ابنِه شُرَيح بن أَوْس شَبَّهه بِمَاء لَا ينقطعُ وَلَا يُغَضْغَضُ. مُغَمْمِّمٌ أَي مُغْرِق. اللَّيْث: يُقَال للصُّبْح أَقْرَحُ لِأَنَّهُ بياضٌ فِي سَواد.

وَقَالَ ذُو الرُّمة: وَسُوجٌ إِذا الليلُ الخُدارِيُّ شَقَّه عَن الرَّكْب معروفُ السّماوَةِ أَقْرَح يَعْنِي الصُّبْح. قَالَ: والقُرحةُ: الغُرّة فِي وَسط الجَبهة. والنعت أقرحُ وقرحاءُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيدة: الغُرّة: مَا فَوق الدِّرْهَم والقُرْحةُ: قَدْرُ الدِّرهم فَمَا دونه. وَقَالَ النّضرُ: القُرْحةُ: مَا بَين عَيْنَي الْفرس مثل الدِّرهم الصَّغِير. قلت: وكُلهم يَقُول: قَرِحَ الفرسُ يقْرَحُ فَهُوَ أَقْرحُ، وَأنْشد: تُباري قُرْحةً مثل الوتي رةِ لم تكن مَغْدا يصف فرسا أُنثى، والوَتيرة: الحَلْقة الصَّغِيرَة يُتَعلَّم عَلَيْهَا الطعْن والرّمْيُ. والمَغْدُ: النّتْف أخبرَ أَن قُرحتَها جِبِلَّةٌ لم تَحدث عَن علاج نَتْف. وَقَالَ اللَّيْث: رَوْضَة قرحاءُ: فِي وَسَطِها نَوْرٌ أَبْيضُ. وَقَالَ ذُو الرمة: حَوّاءُ قَرْحاءُ أَشْرَاطِيَّةٌ وَكَفَتْ فِيهَا الذِّهابُ وحَفَّتْها البَرَاعيم وَقَالَ اللَّيْث: القارح من ذِي الْحَافِر: بِمَنْزِلَة البازِلِ. يُقَال: قَرَحَ الْفرس يَقْرَحُ قُرُوحاً فَهُوَ قارح، وقَرَحَ نابُه. وَالْجمع قُرَّحٌ وقُرْحٌ وقوارحُ وَيُقَال للْأُنْثَى: قارحٌ وَلَا يُقَال قارحة. وَأنْشد: والقارِحَ العَدَّا وكلَّ طَمِرّةٍ مَا إنْ يُنَالُ يدُ الطّويلِ قَذَالَها والقارح أَيْضا: السِّنُّ الَّتِي بهَا صَار قارحاً. وَأَخْبرنِي المُنذِريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: إِذا سَقَطَتْ رَبَاعِيَةُ الْفرس ونَبَتتْ مكانَها سِنٌّ فَهُوَ رَباع، وَذَلِكَ إِذا اسْتَتمَّ الرَّابِعَة، فَإِذا حَان قروحه سَقَطت السِّنّ الَّتِي تلِي رَباعيَتَه وَنبت مكانَها نابُه، وَهُوَ قارحُه وَلَيْسَ بعد القُروح سُقوطُ سنّ وَلَا نَبَات سنَ، قَالَ: وَإِذا دخل فِي الْخَامِسَة فَهُوَ قارحٌ. وَقَالَ غَيرُ ابْن الْأَعرَابِي: إِذا دخل الْفرس فِي السَّادِسَة واسْتَتمْ الْخَامِسَة فقد قَرِحَ. وَقَالَ الأصمعيّ: إِذا ألقَى الْفرس آخِرَ أسنانِه قيل قد قَرَحَ. وقُروحُه: وقوعُ السنِّ الَّتِي تَلِي الرّباعِيَة. قَالَ: وَلَيْسَ قروحُه نباتَه ونحوَ ذَلِك قَالَ ابْن الْأَعرَابِي. وَقَالَ اللَّيْث: القُرْحانُ والواحدة قُرْحانة: ضرْب من الكَمْأَة بِيضٌ صغَار ذواتُ رؤوسٍ كرؤوس الفُطْرِ. وَقَالَ اللَّيْث: القَراحُ: الماءُ الَّذِي لَا يُخالطه ثُفْلٌ من سَويق وَلَا غَيره وَلَا هُوَ الماءُ الَّذِي يُشْرَبُ على أثر الطَّعَام. وَقَالَ جرير: تُعَلِّلُ وَهْي سَاغِبَةٌ بَنِيهَا بِأَنْفَاسِ من الشَّبمِ القَراح قَالَ: والقَراح من الأَرْض: كلُّ قِطْعَة على حِيالِها من منابتِ النَّخل وغَير ذَلِك. قلت: القراحُ من الأَرْض: البارزُ الظاهرُ

الَّذِي لَا شجرَ فِيهِ. وروى شَمِر عَن أبي عُبيد أَنه قَالَ: القَراحُ من الأَرْض: الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شجرٌ وَلم يَخْتَلِط بهَا شَيْء. قَالَ: والقِرْوَاحُ مثلُه. وَقَالَ ابْن شُمَيل: القِرْواح: جَلَدٌ من الأرضِ وقاعٌ لَا يَسْتَمسك فِيهِ المَاء وَفِيه إشرافٌ وظَهرُه مُستوٍ لَا يَستقرُّ بِهِ ماءٌ إلاَّ سَالَ عَنهُ يَمِينا وَشمَالًا. قَالَ: والقِرواحُ تكونُ أَرضًا عريضة نحوَ الدَّعْوة وَهُوَ لَا نبت فِيهَا وَلَا شجر: طينٌ وسمالقُ. وَقَالَ شمر: قَالَ غَيره: القِرْواح: البارزُ لَيْسَ يستُرهُ من السَّمَاء شَيْء. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: القِرواحُ: الفضاءُ من الأَرْض المستوِي. قَالَ: والقَرَاحُ: الْخَالِص من كلِّ شَيْء الَّذِي لَا يُخالطه شَيْء غَيره. وَمِنْه قيل: مَاء قَراح. والقَراح من الأَرْض: الَّتِي لَيس بهَا شجر وَلم يَخْتَلِطْ بهَا شَيْء. وَأنْشد قَول ابْن أَحْمَر: عَضَّت من الشَّرِّ القراحِ بِمُعْظَمِ عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: القِرْواحُ من الْإِبِل: الَّتِي تَعافُ الشرابَ مَعَ الكِبار فَإِذا جَاءَ الدَّهداه، وَهِي الصِّغارُ شَرِبَت مَعَهُنَّ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: قَرِيحُ السَّحابة: مَاؤُهَا. وَقَالَ ابْن مُقْبل: وكأنما اصْطَبَحت قرِيحَ سَحابَة وَقَالَ الطِّرمّاح: ظَعائِنُ شِمْنَ قَرِيح الخريف مَن الأنجُم الفُرْغ والذَّابحة قَالَ: والقَريحُ: السَّحابُ أولَ مَا ينشأ. وَفُلَان يشوي القراح أَي يُسَخّنُ المَاء. شَمِر عَن أبي مَنْجوف عَن أبي عُبيدة: قَالَ: القُراحُ: سِيف القَطِيف، وَأنْشد للنّابغةِ: قُرَاحِيَّةٌ أَلْوَتْ بِليفٍ كَأَنَّهَا عِفاءُ قَلُوص طَار عَنْهَا تَوَاجر تواجر: تَنْفُقُ فِي البيع لحسنها. وَقَالَ جرير: ظعائن لم يَدِنَّ مَعَ النَّصَارَى وَلم يَدرين مَا سَمَكُ القُراح وَقَالَ فِي قَوْله: وَأَنت قُرَاحِيٌ بِسِيفِ الكَواظِم قَالَ أَبُو عَمْرو: قُرَاحٌ: قَريةٌ على شاطىء الْبَحْر نِسْبَة إِلَيْهَا. والقُراحِيُّ والقُرْحانُ: الَّذِي لم يَشهد الْحَرْب. أَبُو زيد: قُرْحَةُ الرّبيع: أَوّله، وقرحةُ الشِّتاءِ: أَوله. وَأَخْبرنِي المنذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ: لَا يُقْرِّحُ البَقْلُ إِلَّا من قدر الذِّرَاع من مَاء المَطَر فَمَا زَاد. قَالَ: وتقريحه: نباتُ أَصله، وَظُهُور عُودِه. قَالَ: ويَذُرُّ البَقْلُ من مطرٍ ضَعِيف قَدْر وَضَحِ الكَفِّ وَلَا يُقَرِّحُ إِلَّا مِن قدر الذِّراع. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: والقُرَيحاءُ: هَنَةٌ تكون فِي بطن الْفرس مثل رَأس الرَّجُل. قَالَ: وَهِي

من الْبَعِير لَقَّاطَةُ الحَصَا. قَالَ: وَمن أسْنان الفَرَسِ القارِحان، وهما خلْفَ رباعِيَتَيْه العُلْيَيَيْن، وقارحان خلف رَباعِيَتَيْه السُّفْلَيَيْنِ، ونَابانِ خَلْف قارِحَيْه الأَعْلَيَيْنِ، ونَابانِ خَلْفَ رَباعيتَيْه السُّفْلَيَيْنِ. وطريقٌ مَقْرُوح: قد أُثِّرَ فِيهِ فَصَارَ مَلْحُوباً بَيِّناً مَوْطُوءاً. حرق: قَالَ أَبُو عبيد: الحَرْقُ: حَرْق النَّابَيْن أَحَدِهِما بِالْآخرِ، وَأنْشد: أبَى الضَّيْمَ والنُّعمانُ يحْرق نابَه عَلَيْهِ فأَفْضَى والسُّيوفُ معاقِله قَالَ: وحَرِيقُ النَّاب: صَرِيفُه. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ} (ط ? هـ: 97) وقرىء: (ثمَّ لنَحْرقَنّه) . سَلَمة عَن الْفراء: من قَرَأَ (لنَحْرقَنَّه) فَمَعْنَاه لَنَبْرُدَنَّه بالحديد بردا، من حَرَقْتُه أَحْرُقُه حَرْقاً. وَأنْشد المُفَضَّل: بِذِي فِرْقَيْن يَوْمَ بَنُو حَبِيب نُيُوبَهُم علينا يَحْرُقُونا قَالَ: قَرَأَ عَليّ ح (لنحرُقَنَّه) . وَقَالَ: الزَّجَّاجُ: مَنْ قَرَأَ (لنُحرِّقَنَّه) فَالْمَعْنى لَنَحْرِّقَنَّه مرّة بعد مرّة ومَنْ قَرَأَ (لنَحْرُقَنَّه) فتأويلُه لَنَبْرُدَنّه بالمبْرد. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: حَرَقَ عَلَيْهِ نَابَه يَحْرُقُه. وحَرَقَ نابُه يَحْرُق ويَحْرِقُ. وَقَالَ اللَّيْث: أَحْرقنا فلَان أَي بَرَّحَ بِنَا وآذانا. قَالَ: والحَرَقُ من حَرَق النَّار، وَفِي الحَدِيث: (الحَرَقُ والشَّرَقُ والْغَرَقُ شَهَادَة) . أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: حَرَقُ النَّارِ لَهبُها. قَالَ وَهُوَ قَوْله: (ضالَّة الْمُؤمن حَرَقُ النَّار) أَي لهبُها، قلت: الْمَعْنى أَن ضَالَّة الْمُؤمن إِذا أَخذهَا إِنْسَان لِتَمَلُّكِها فَإِنَّهَا تُؤَدِّيه إِلَى حَرَق النَّار، والضَّالَّةُ من الْحَيَوَان: الْإِبِل وَالْبَقر وَمَا أشبههَا مِمَّا يُبْعِد ذِهَابَه فِي الأَرْض وَيمْتَنع من السِّباع، لَيْسَ لأحد أَن يعرض لَهَا، لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَوْعد من عَرض لَهَا ليأخذها بالنَّار. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: أَحْرَقَتْه النارُ فَاحْتَرَق. قَالَ: والحَرَقُ: مَا يُصِيب الثَّوْب من حَرَق من دقِّ القَصَّار. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ الحَرَقُ: الثَّقْبُ فِي الثَّوْب من النَّار، والحَرَقُ مُحَرك: الثَّقْب فِي الثَّوْب من دَقِّ القَصَّارِ، جعله مثل الحَرَقِ الَّذِي هُوَ لَهب النَّار. الحَرّاني عَن ابْن السّكيت قَالَ: الحَرْقُ: أَن يُصيب الثَّوْب من النَّار احْتِرَاقٌ، والحَرْقُ: مصدر حَرَق نَاب الْبَعِير يَحْرِقُ ويَحْرُقُ حَرْقاً إِذا صرف بنابه. والحَرَق فِي الثَّوب من الدِّقّ. ابْن الْأَعرَابِي: ماءٌ حُراقٌ وقُعاعٌ بِمَعْنى وَاحِد. اللَّيْث: الحَرّاقاتُ: مَوَاضِع القَلاَّئين والفَحَّامِين. قَالَ: والحَرُوق والحُرَّاقُ: الَّذِي تُورَى بِهِ النَّار. وَرَوى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي الحَرُوق والحرُّوق والحُرّاق: مَا يُثْقَبُ بِهِ

النَّار من خِرقة أَو نَبْخ قَالَ: والنَّبْخُ: أصُول البَرْدِي إِذا جف. وَقَالَ اللَّيْث: المُحَارَقةُ: المُبَاضَعةُ على الْجنب. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: امْرَأَة حَارِقَة: ضيِّقة المَلاقي. قَالَ وَفِي حَدِيث عليّ أَنه سُئِل عَن امْرَأَته وَقد جمعهَا إِلَيْهِ: كَيفَ وَجدتَها؟ فَقَالَ: (وَجدتُها حَارِقة طارقَةً فَائِقةً) . قَوْله: طارِقَةً أَي طَرَقْت بِخَير، وَرُوِيَ عَن عَلّي ح أَيْضا أنّه قَالَ: (كَذَبتكم الحارِقَةُ مَا قامَ لي بهَا إلاّ أسماءُ بنت عُمَيْس) هَكَذَا رَوَاهُ شمر بِإِسْنَادِهِ، قَالَ والحارِقَةُ: النِّكاحُ على الْجنب. وَقَالَ بَعضهم: الحارِقَةُ: الإبْرَاكُ. وَأما قَول جرير: أَمَدَحْتَ وَيْحَك مِنْقَراً أَن ألزَقُوا بالحَارِقَيْن فأرْسَلُوها تَظْلَع ورَوَى ابْن عُيَيْنَة عَن إِسْمَاعِيل عَن قيس أَنه قَالَ: قَالَ عَلِيّ ح: (عَلَيْكُم من النِّسَاء بالحَارِقَة فَمَا ثَبت لي مِنْهُنَّ إِلَّا أَسمَاءُ) ، قلت: كأنّه قَالَ: عَلَيْكُم بِهَذَا الضَّرْب من الجِمَاع مَعَهُنَّ. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم فِيمَا قرأتُ بخَطّه: الحارقَةُ: النِّكاحُ على الجنّب، قَالَ: وأُخِذَ من حارِقَةِ الوَرِك. وَقَالَ اللَّيْث: الحَارِقَةُ: عصبَة مُتّصلة بَين وابِلَتي الفَخِذ والعَضُد الَّتِي تَدور فِي صَدَفَة الوَرِك والكَتِف فَإِذا انفصلت لم تَلْتَئِم أبدا، يُقال عِنْدهَا: حُرِق الرجلُ فَهُوَ مَحْرُوق. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الحَارِقَة: العَصَبَةُ الَّتِي تكون فِي الوَرِك فَإِذا انْقَطَعت مَشى صاحِبُها على أطرافِ أصابِعِه لَا يَسْتَطِيع غير ذَلِك، قَالَ: وَإِذا مَشى على أَطْرَاف أَصَابِعه اخْتِيَارا فَهُوَ مُكْتَام، وَقد اكْتَام الرَّاعِي على أطرافِ أَصَابِعه يُرِيد أَن ينَال أطرافَ الشجَرِ بعصاه لِيَهُشّ بهَا على غنمه. وَأنْشد: تَرَاه تَحْتَ الفَنَن الوَرِيقِ يشُولُ بالمِحْجن كالمَحْرُوقِ قَالَ: والحارِقَة من النِّسَاء: الَّتِي تُكثِر سَبَّ جَارَاتِها. قَالَ: والحِرْقُ، والحَروقُ، والحُروق، والحِراقُ والحُراقُ: الكُشّ الَّذِي يُلْقَح بِهِ. أَبُو عُبيد عَن أَصْحَابه: إِذا انْقَطع الشعَرُ ونَسَل: قيل: حَرِقَ يَحْرَق فَهُوَ حَرِق وَأنْشد: حَرِقَ المَفَارِقِ كالبُراء الأَعفَرِ الأَعفَر: الْأَبْيَض الَّذِي تعلوه حمرَة. اللَّيْث: الحُرقة: حَيٌّ من الْعَرَب، والحُرْقَتَان تَيْم وَسعد وهما رهطُ الْأَعْشَى. وَقَالَ ابْن السِّكيت: الحُرْقَتَان هما ابْنا قيس بن ثَعْلَبَة. وَقَالَ اللَّيْث: الحُرْقَة: مَا تجِدُ فِي العيْن من الرمد وَفِي الْقلب من الوجع أَو فِي طَعم شَيْء مُحْرِق والحارِقَةُ من السّبُع: اسمٌ لَهُ. وَقَالَ ابْن السّكيت الحرِيقَة والنَّفِيتَةُ: أَن

يُذَرّ الدَّقِيق على مَاء أَو لبن حليب حَتَّى يَنْفِتَ ويتحسّى من نَفْتِهَا وَهِي أغْلظ من السَّخينة فيوسِّع بهَا صَاحب العيالِ لِعِيَالِهِ إِذا غَلبه الدَّهْر. وَقَالَ أَبُو مَالك: هَذِه نَار حِرَاقٌ وحُراق: تُحْرِق كُلَّ شَيْء، وَرجل حُرَاقٌ وَهُوَ الَّذِي لَا يُبْقِي شَيْئا إِلَّا أفْسدهُ، وسنَة حُراق ونَابٌ حُراق: يقطع كُلَّ شَيْء. وأَلْقَى الله الكافِرَ فِي حارقته أَي فِي نارِه. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الْحِرْقُ والحُرَاق والحِرَاق: الكُشُّ الَّذِي يُلَقَّح بِهِ النَّخْلَة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْحَرْق: الْأكل المُسْتَقْصِي. والحُرْقُ: الْغَضَابي من النَّاس. وحَرِقَ الرجل إِذا سَاءَ خُلقه. ح ق ل حقل، حلق، قلح، قحل، لحق، لقح: مستعملات. حقل: قَالَ اللَّيْث: الحَقْلُ: الزَّرْع إِذا تَشعَّب قبل أَن يَغْلُظ سوقه. يُقَال: أَحقَلَت الأرضُ وأحقلَ الزرعُ. وَقَالَ أَبُو عُبيد: الْحَقْلُ: القَراحُ من الأَرْض. قَالَ: ومَثَل لَهُم: (لَا تُنبِت البقلةَ إِلَّا الحَقْلةُ) قَالَ: وَمِنْه نَهَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن المُحَاقَلة قَالَ: وَهُوَ بَيْعُ الزرعِ فِي سُنْبُله بالبُر، مأخوذٌ من الْحقْل القَراح. وَأَخْبرنِي المَخْلدي عَن المُزَني عَن الشَّافِعِي عَن سُفْيَان عَن ابْن جُرَيج، قلت لعطاء: مَا المُحَاقَلة؟ قَالَ: المُحاقلة: بَيْعُ الزَّرْع بالقَمْح قَالَ: وَهَكَذَا فسّره لي جَابر. قلت: فَإِن كَانَ مأخُوذاً من إحقَال الزرعِ إِذا تَشَعّب كَمَا قَالَ اللَّيْث فَهُوَ بيع الزَّرْع قبل صَلَاحه وَهُوَ غَرَرٌ، وَإِن كَانَ مأخوذاً من الحَقْل وَهُوَ القَرَاح، وَبَاعَ زرعا فِي سُنْبُلِه نابتاً فِي قَرَاح بالبُرّ فَهُوَ بَيْع بُرَ مَجْهُول بِبُرّ مَعْلُوم ويدخله الرِّبَا: لِأَنَّهُ لَا يؤمَن التَّفَاضل، ويدخله الغَرَرُ لِأَنَّهُ مُغَيَّب فِي أَكْمامه. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الحقل بالحقل أَن يَبِيع زرعا فِي قَراح بزرع فِي قَراح، قلت: وَهَذَا قريب مِمَّا فَسّره أَبُو عُبيد. وروى عَمْرو عَن أَبِيه أَنه قَالَ: الحقلُ: الموضعُ الجَارِسُ وَهُوَ الموضعُ البِكْر الَّذِي لم يُزرع فِيهِ قطّ زَرْع. وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: وَمن أمثالهم: (لَا تُنْبِتُ البقلةَ إِلَّا الحَقْلَةُ) ، يضْرب مثلا للكلمة الخَسِيسَة تخرج من الرجل الخسيس. وَقَالَ اللَّيْث: الحَقِيلة: مَاء الرُّطْب فِي الأمعاء، ورُبّما جعله الشَّاعِر حقْلاً وَأنْشد: إِذا الْغُرُوضُ اضْطَمَّت الحَقَائِلا قلت: أَرَادَ بالرُّطْب البقولَ الرَّطْبة من العُشْب الْأَخْضَر قبل هَيْج الأرضِ ويَجْزَأُ المالُ حِينَئِذٍ بالرُّطْب عَن المَاء وَذَلِكَ المَاء الَّذِي يَجْزَأُ بِهِ النَّعَم من البُقُول يُقَال لَهُ الحَقْل والحَقِيلَة، وَهَذَا يَدُل على أَن الحَقْل من الزَّرْع مَا كَانَ رَطْبا غَضّاً. وروى شمر عَن ابْن شُمَيل قَالَ: المُحَاقَلَة: المُزارَعة على الثُّلُث والرُّبع.

قَالَ: والحقلُ: الزرعُ: وَقَالَ إِذا ظهر ورقُ الزَّرع واخضرّ فَهُوَ حَقْل، وَقد أَحْقَلَ الزَّرْعُ وَنَحْو ذَلِك قَالَ الشَّيْبَانِيّ. وَقَالَ شمر: قَالَ خَالِد بن جَنْبَةَ: الحقلُ: المَرعَةُ الَّتِي يزرع فِيهَا البُرُّ وَأنْشد: لَمُنْدَاحٌ من الدَّهْنَا خَصِيبٌ لتَنْفَاح الْجنُوب بهِ نَسيم أَحَبُّ إليّ من قَرَيات حِسْمَى وَمن حَقْلَيْن بَينهمَا تُخُوم وَقَالَ شمر: الْحَقْلُ: الرَّوْضَةُ، وَقَالُوا: مَوْضِع الزّرْع. والحاقِلُ: الأكَّارُ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: وَمن أَدْوَاءِ الإبِلِ الْحَقْلَةُ. يُقَال حَقِلت تَحْقَل حَقْلَةً. وَقَالَ العَجّاجُ: ذاكَ وتَشْفِي حَقْلَةَ الأمْرَاضِ وَقَالَ رؤبة: فِي بَطْنِه أَحْقَالُه وبَشَمه وَهُوَ أَن يَشرَب الماءَ مَعَ التُّراب فَيَبْشَم. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الحَقلة: وَجَع فِي الْبَطن يُقَال: جمل محقُول. قَالَ: وَهُوَ بمنزلَة الحَقْوَة، وَهُوَ مَغْسٌ فِي الْبَطن. وَقَالَ اللَّيْث: الحِقْلَةُ: حُسافة التَّمْر وَمَا بَقِي من نُفاياتِه. قلت: لَا أَعْرِف هَذَا الحرْف وَهُوَ مُرِيب. قَالَ اللَّيْث: والحَوْقل: الشَّيْخ إِذا فَتَر عَن الْجِمَاع. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الحوقل: الرجل الَّذِي لَا يَقدر على مُجامعة النِّسَاء من الكِبر أَو الضَّعف. وَأنْشد: أَقُول قَطْباً ونِعمَّا إِن سَلَق لَحَوْقَلٍ ذِراعُه قد امّلق وَقَالَ: وَكنت قد حَوْقلْت أَو دَنَوْتُ وَبعد حِيقَال الرِّجال الموْتُ وَقَالَ اللَّيْث: الحَوْقَلة: الغُرْمُول اللَّيِّن وَهُوَ الدَّوْقلة أَيْضا. قلت: وَهَذَا حرف غَلِط فِيهِ اللَّيْث فِي لَفظه وَتَفْسِيره، وَالصَّوَاب الحوْفلة بِالْفَاءِ وَهِي الكَمَرة الضخمة مَأْخُوذَة من الحفل وَهُوَ الِاجْتِمَاع والامتلاء. قَالَ ذَلِك أَبُو عَمْرو وَابْن الْأَعرَابِي. والحوقلة بِالْقَافِ بِهَذَا الْمَعْنى خطأ. وَقَالَ بَعضهم: المحاقلة: الْمُزَارعَة بالثّلُث والرُّبع وَأَقل من ذَلِك وَأكْثر، وَهُوَ مِثل المخابرة، والمحاقِلُ: المَزَارِعُ، وَالْقَوْل فِي المحاقَلة مَا رَويناه عَن عَطاء عَن جَابر وَإِلَيْهِ ذهب الشَّافِعِي وَأَبُو عُبيد. وَقَالَ اللحياني: حوْقلَ الرجل إِذا مَشى فأعْيا وضَعُف. وَقَالَ أَبُو زيد: رجل حَوْقل: مُعْيٍ، وَقد حوْقل إِذا أعْيا، وَأنْشد: مُحَوقِلٌ وَمَا بِهِ من بَاسِ إِلَّا بقايا غَيْطل النُّعاسِ وَفِي (النَّوَادِر) : أحقلَ الرجلُ فِي الرّكُوب إِذا لَزِم ظَهْرَ الراحِلة. وَيُقَال: إحقِلْ لي من الشَّرَاب وَذَلِكَ من الحِقْلة والْحُقلة، وَهُوَ مَا دُون مِلء القَدَح.

وَقَالَ أَبُو عُبيد: الحِقلة: الماءُ الْقَلِيل. وَقَالَ أَبُو زيد: الحِقلة: الْبَقِيَّة من اللّبنِ وَلَيْسَت بالقليلة. قحل: قَالَ اللَّيْث: القاحِل: الْيَابِس من الْجُلُود. سقاء قاحِلٌ، وشيخٌ قاحل، وَقد قَحَلَ يقْحَل قُحُولاً. وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: قَحل الرجل وقَفَل قُحُولاً وقُفولاً إِذا يَبس، وقَبَّ قُبُوباً وقَفَّ قُفُوفاً. وَقَالَ الراجز فِي صفة الذِّئب: صَبَّ عَلَيْهَا فِي الظلام الغَيْطلِ كلّ رَحِيب شِدْقُه مُسْتَقْبلِ يَدُقّ أوساطَ الْعِظَام القُحَّلِ لَا يَذْخَرُ العَامَ لِعَامٍ مُقْبِلِ وَيُقَال: تَقَحَّل الشَّيْخ تقحُّلا، وتقهَّلَ تقَهُّلاً إِذا يَبس جلدهُ عَلَيْهِ من البؤْس والكِبَر. وَشَيخ إِنْقَحْلٌ من هَذَا. شمر: قَحَلَ يَقْحَل قْحُولا، وتقَحَّل، وَشَيخ قاحِل. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: لَا أَقُول قَحِلَ وَلَكِن قَحَل. قلح: قَالَ اللَّيْث: القَلَح: صُفرة تعلو الْأَسْنَان، والنعت قَلِح وأقْلَح، وَالْمَرْأَة قَلْحَاء وقَلِحَة، وجمعُها قُلْحٌ، والاسمُ القَلح. والقُلاَحُ وَهُوَ اللُّطاخُ الَّذِي يَلْزَق بالثَّغْر قَالَ: وَيُسمى الْجُعَل أقْلَح. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لأَصْحَابه: (مَالِي أَرَاكُم تدخلون عليّ قُلْحاً) . قَالَ أَبُو عُبَيْد: القَلَح: صفرَة فِي الأسنَان ووسَخ يركَبُها من طول ترك السِّواك، وَمعنى الحَدِيث أَنهم حُثُّوا على السِّوَاك. وَقَالَ شَمِر: الحَبْرُ: صُفرة فِي الْأَسْنَان فَإِذا كَثُرَت وغَلُظت واسودت أَو اخضرت فَهُوَ القَلَح. قَالَ الْأَعْشَى: وفَشَا فيهم مَعَ اللُّؤْم القَلَح وَفِي (النَّوَادِر) : تَقَلَّح فلانٌ الْبِلَاد تَقَلّحا وترقَّعها، والترقُّع فِي الخِصْب، والتقَلُّح فِي الجَدْب. لقح: اللَّيْث: اللِّقاحُ: اسمُ ماءِ الْفَحْل، واللقَّاح: مصدر قَوْلك: لَقِحَت الناقةُ تَلْقَح لَقاحاً إِذا حملت، فَإِذا استبان حَمْلُها قيل استبان لَقاحُها فَهِيَ لاقِح. قَالَ: والمَلْقَح: يكون مصدرا كاللَّقاح وَأنْشد: يشهَدُ مِنْهَا مَلْقَحاً ومَنْتَحا وَقَالَ فِي قَول أبي النَّجْم: وَقد أَجَنّتْ عَلَقا ملقوحا يَعْنِي لَقِحَتْهُ من الفَحْل أَي أخَذَته. وَرُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس أَنه سُئل عَن رجل لَهُ امْرَأَتَانِ أرضعت إحداهُما غُلَاما، وأرضَعَت الْأُخْرَى جَارِيَة: هَل يتزوّج الْغُلَام الْجَارِيَة؟ قَالَ: لَا، اللِّقاحُ وَاحِد. قلت: قد قَالَ اللَّيْث: اللِّقاح: اسمِ لِمَاء الْفَحْل، فكأنّ ابْن عَبَّاس أَرَادَ أَن مَاء الفَحْل الَّذِي حَمَلتا مِنْهُ وَاحِد، فاللبن الَّذِي أرضَعَت كلُّ وَاحِدَة مِنْهُمَا مُرْضَعَها كَانَ أَصله مَاء الْفَحْل، فَصَارَ المُرْضعان وَلَدَين لزوجهما: لِأَنَّهُ كَانَ ألقَحَهما. قلت: وَيحْتَمل أَن يكون اللَّقاحُ فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس مَعْنَاهُ الإلقاح. يُقَال: ألقَحَ

الْفَحْل النَّاقة إلقاحاً ولَقَاحاً فالإلقاح مصدر حَقِيقِيّ، واللَّقَاح اسْم يقوم مَقام الْمصدر، كَقَوْلِك أعْطَى عَطاء وَإِعْطَاء وَأصْلح إصلاحاً وصلاحاً، وَأنْبت إنباتاً ونَباتاً. قلت: وأصلُ اللَّقاح لِلْإِبِلِ، ثمَّ استُعيرَ فِي النِّسَاء، فَيُقَال: لَقِحَت إِذا حَمَلت. قَالَ ذَلِك شَمِر وَغَيره من أهل الْعَرَبيَّة. وَقَالَ اللَّيْث: أَوْلَاد الملاَقِيح والمضَامِين نُهي عَن ذَلِك فِي المُبَايَعة، لأَنهم كَانُوا يَتَبَايعون أولادَ الشَّاة فِي بطُون الأمَّهات وأصلابِ الْآبَاء، قَالَ: فالملاَقِيح فِي بطُون الأمَّهات، والمضامين فِي أصلاب الفحول. وَقَالَ أَبُو عُبيد: الملاَقِيح: مَا فِي الْبُطُون وَهِي الأَجِنَّة، الْوَاحِدَة مِنْهَا مَلْقُوحَة، قَالَ وأنشدني الأصمعيّ: إنَّا وجدنَا طَرَدَ الهَوَامِل خيرا من التَّأَنَانِ والمسائِل وعِدَةِ العامِ وعامٍ قابِلِ ملقُوحَةً فِي بَطْن نابٍ حَائِلِ يَقُول: هِيَ مَلْقُوحة فِيمَا يُظْهر لي صاحبُها، وَإِنَّمَا أُمها حائِل. قَالَ: فالملقوحُ هِيَ الأجِنَّة الَّتِي فِي بطونها، وَأما المضامين فَمَا فِي أصلاب الفُحُول. وَكَانُوا يبيعون الْجَنِين فِي بطن النَّاقة، ويبيعون مَا يَضْرِب الفحلُ فِي عَامه أَو فِي أَعْوَام. قلت: وروى مَالك عَن ابْن شهَاب عَن سعيد بن المُسَيّب أَنه قَالَ: لَا رَبًّا فِي الْحَيَوَان، وَإِنَّمَا نُهَي من الْحَيَوَان عَن ثَلَاث: عَن المضامين والملاقِيح، وحَبَلِ الحَبَلة. قَالَ سعيد: والملاقيحُ: مَا فِي ظُهُور الْجمال، والمضامينُ: مَا فِي بطُون الْإِنَاث. وَقَالَ المُزَنيُّ: أَنا أحفظ أَن الشافعيّ يَقُول: المضامين: مافي ظُهُورِ الجِمال، والملاقيحُ: مافي بُطُون إناثِ الْإِبِل. قَالَ المُزَني: وأَعْلَمْتُ بقوله عبد الْملك بن هِشَام فأنشدني شَاهدا لَهُ من شعر الْعَرَب: إنَّ المَضَامِينَ الَّتِي فِي الصُّلْب ماءَ الفُحُول فِي الظُّهُور الحُدْب لَسْنَ بمُغْنٍ عَنْك جُهْدَ اللَّزْبِ وَأنْشد فِي الملاقيح: مَنَّيْتَني ملاقِحا فِي الأبْطُن تُنتَج مَا تَلْقَح بعد أَزْمُن قلت: وَهَذَا هُوَ الصُّواب. وَأَخْبرنِي المُنذِري عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: إِذا كَانَ فِي بطن النَّاقة حَمْل فَهِيَ ضامِن ومِضْمان وَهن ضَوَامِنُ ومَضَامِينُ، وَالَّذِي فِي بَطنهَا مَلْقُوح ومَلْقُوحَة. قلت: وَمعنى المَلْقُوح المَحْمُول، وَمعنى اللاَّقح الحامِل. وَقَالَ اللَّيْث: أَلْقَحَ الفحلُ الناقَة. واللِّقْحَةُ: النَّاقة الحَلُوب، فَإِذا جعلته نعتاً قلت: نَاقةٌ لَقُوحٌ، وَلَا يُقَال نَاقَة لِقْحَة، إِلَّا أَنَّك تَقول: هَذِه لِقْحَة فُلان. قَالَ: واللِّقَاحُ جمع اللِّقْحَة، واللُّقُح جَمْع لَقُوح. قَالَ: وَإِذا نُتِجت الْإِبِل فَبَعْضُها قد وَضَع وبَعْضُها لم يَضَعْ فَهِيَ عِشار، فَإِذا وضعت

كلهَا فَهِيَ لِقَاحٌ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال: لَقِحَت النَّاقة تَلْقَح لَقَاحاً ولَقْحاً، وناقة لاقِح وإبِل لواقِحُ ولُقَّح. واللَّقُوح: اللَّبُون، وَإِنَّمَا تكون لَقُوحاً أوَّل نَتاجِها شَهْرين أَو ثَلَاثَة أشهر، ثمَّ يَقَع عَنْهَا اسْم اللَّقُوح، فَيُقَال: لَبُون. قَالَ: وَيُقَال: نَاقَة لَقُوح ولِقْحة. وَجمع لَقُوح لُقُح ولِقَاحٌ ولَقائحُ، وَمن قَالَ لِقْحَة جمعهَا لِقَحاً. قَالَ: وحيّ لَقاح: إِذا لم يُمْلَكُوا وَلم يَدِينُوا للمُلُوك. وَرُوِيَ عَن عمر أَنه أوصى عُمَّاله إذْ بَعثهمْ فَقَالَ: وأَدِرُّوا لِقْحَة الْمُسلمين. قَالَ شمر: قَالَ بَعضهم: أرادَ بلِقْحة الْمُسلمين عطاءهم. قلت: أرَاهُ أَرَادَ بلِقْحة الْمُسلمين دِرَّةَ الفَيْء وَالْخَرَاج الَّذِي مِنْهُ عطاؤُهم وَمَا فُرِض لَهُم، وإدراره: جِبايَتُه وتَحَلُّبه وجمعُه مَعَ الْعدْل فِي أهل الفَيْء حَتَّى تَحْسُن حالُهم، وَلَا تَنْقَطِع مادّةُ جِبايتهِم. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يُقَال: لِقْحَة ولِقَح ولَقُوح ولَقَائحُ. واللِّقاح: ذواتُ الألْبَان من النُّوق، وَاحِدهَا لَقُوح ولِقْحة. قَالَ عديّ بن زيد: من يَكُنْ ذَا لِقَحٍ راخيات فلِقاحي مَا تَذُوقُ الشَّعِيرا بل حوابٍ فِي ظِلالِ فَسِيلٍ مُلِئَتْ أَجْوافُهُن عَصِيرا فتهادَرْن كَذَاك زَمَانا ثمَّ مَوَّتن فكُنَّ قُبُورا قَالَ شمر: وَتقول الْعَرَب: إنّ لي لقْحَة تُخْبِرني عَن لِقاح النَّاس. يَقُول: نَفسِي تُخْبِرُني فَتَصْدُقُني عَن نفوس النَّاس: إنْ أحْبَبْتُ لَهُم خَيْراً أَحَبُّوا لي خيرا. وَإِن أَحْبَبْت لَهُم شرا أَحبُّوا لي شرا. وَقَالَ زيد بن كَثْوة: الْمَعْنى: أنِّي أعرف مَا يصير إِلَيْهِ لِقَاحُ النَّاس بِمَا أرى من لِقْحَتِي، يُقَال: عِنْد التأْكيد للبَصَرِ بخاصِّ أُمُور النَّاس أَو عَوَامّها. وَأَخْبرنِي المُنْذِرِيّ عَن أبي الهَيْثَم أَنه قَالَ: تُنْتَجُ الإبلُ فِي أوَّل الرَّبيع فَتكون لِقاحاً واحدتها لِقْحَة ولَقْحة ولَقُوح فجَمْع لَقُوح لقائح ولُقُح، وَجمع اللِّقْحَة لِقَاح، فَلَا تزَال لِقَاحا حَتَّى يُدْبِرَ الصيفُ عَنْهَا. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: نَاقَة لاقِح وقارح يَوْم تَحْمِل، فَإِذا استبان حَمْلُها فَهِيَ خَلِفَة. قَالَ: وقَرَحَت تَقْرَحَ قُرُوحاً، ولَقِحَت تَلْقَح لَقَاحا ولَقْحا وَهِي أَيَّام نتَاجِها عائذٌ. اللَّيْث: اللَّقَاح: مَا يُلْقَح بِهِ النَّخْلة من الفُحَّال، تَقول: أَلْقَحَ القومُ النخلَ إلْقَاحا، ولَقَّحُوها تَلْقِيحاً، واستَلْقَحت النَّخْلة أَي أَنَى لَهَا أَن تُلْقَح. قَالَ: وأَلْقَحَت الرِّيحُ الشَّجَرَة وَنَحْو ذَلِك فِي كل شَيْء يُحْمل. قَالَ: واللَّواقحُ من الرِّياح: الَّتِي تَحْمل النَّدَى ثمَّ تَمُجُّه فِي السَّحاب فَإِذا اجْتَمَع فِي السحابِ صَار مَطَرا. وحربٌ لاقحُ: مُشبَّهة بِالْأُنْثَى الحامِل. وَقَالَ الفرّاء: فِي قَول الله جلّ وعزّ:

{وَأَرْسَلْنَا ? لرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} (الحِجر: 22) ، قَرَأَهَا حَمْزَة (وأَرْسَلْنَا الرِّيحَ لَوَاقِحَ) لِأَن الريحَ فِي معنى جمع، قَالَ: وَمن قَرَأَ (الرِّياحَ لَواقِحَ) فَهُوَ بَيِّن، وَلَكِن يُقالُ: إِنَّمَا الرِّيحُ مُلْقِحة تُلْقح الشّجر فَكيف قِيلَ لواقِح؟ فَفِي ذَلِك مَعْنيانِ أحدُهما أَن تجْعَل الريحَ هِيَ الَّتِي تَلْقَح بمرورِها على التُّرابِ والماءِ فَيكون فِيهَا اللِّقاحُ فَيُقَال رِيحٌ لاقِح كَمَا يُقَال: نَاقَة لاقِحٌ، ويَشْهَد على ذَلِك أَنه وصف رِيحَ الْعَذَاب بالعقِيم فَجَعلهَا عَقِيماً إِذْ لم تَلْقَح. قَالَ: والوجهُ الآخر أَن يكون وَصَفَها باللَّقْح وَإِن كَانَت تُلْقح كَمَا قيل: ليل نَائِم والنَّوْم فِيهِ، وسرٌّ كاتمٌ، وكما قيل: المَبْرُوزُ والمَخْتُومُ فَجعله مَبْرُوزاً وَلم يقل مُبْرِزاً، فَجَاز مَفْعُول لمُفْعَل، كَمَا جَازَ فاعِل لِمَفْعُول إِذْ لم يزدِ البِناءُ على الفِعْل، كَمَا قيل مَاء دافِق. وَأَخْبرنِي المُنْذِرِيّ عَن الحَرَّانِي عَن ابْن السِّكِّيت قَالَ: لواقِحُ: حَوَامل، واحدتها لاقِح. قَالَ: وسَمِعْتُ أَبَا الهَيْثَم يَقُول: ريحٌ لاقِحٌ أَي ذاتُ لِقاح كَمَا يُقال: دِرْهَم وازِنٌ أَي ذُو وَزْنٍ، وَرجل رامِحٌ وسائِفٌ ونابِل، وَلَا يُقَال: رَمَح وَلَا سافَ وَلَا نَبَل، يُرادُ ذُو رُمْح وَذُو سَيْفٍ وَذُو نَيْل. قلت: وَقيل: معنى قَوْله: {وَأَرْسَلْنَا ? لرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} (الحِجر: 22) أَي حوامِل جعل الرّيح لاقحاً لِأَنَّهَا تحمل المَاء والسحاب وتقلّبه وتصرّفه ثمَّ تَسْتَدِرّه، فالرياح لَوَاقِح أَي حوامل على هَذَا الْمَعْنى، وَمِنْه قولُ أبي وَجْزَة: حَتَّى سَلَكْنَ الشَّوَى مِنْهُنّ فِي مَسَك من نَسْلِ جَوَّابَةِ الْآفَاق مِهْدَاج سلكْنَ يعنِي الأُتُن أدخلن شَواهُنَّ أَي قوائمهن فِي مَسَك أَي فِي مَاء صَار كالمَسَك لأيديها، ثمَّ جعل ذَلِك المَاء من نَسْلِ ريح تجوب الْبِلَاد، فَجعل المَاء للريح كَالْوَلَدِ: لِأَنَّهَا حَملته. وَمِمَّا يُحَقّق ذَلِك قولُ الله جلّ وعزّ: {يُرْسِلُ ? لرِّيَاحَ بُشْرىً بَيْنَ يَدَىْ رَحْمَتِهِ حَتَّى ? إِذَآ أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً} (الأعرَاف: 57) أَي حَمَلَت، فَهَذَا على الْمَعْنى لَا يحْتَاج إِلَى أَن يكون لاقِحٌ بِمَعْنى ذِي لَقْح، وَلكنهَا حاملة تحمِلُ السَّحَاب وَالْمَاء. وَيُقَال للرجل إِذا تكلم فَأَشَارَ بيدَيْهِ: تلقَّحَتْ يَدَاهُ، يُشَبَّه بالناقة إِذا شالت بذنبها تُرِي أَنَّهَا لاقح لئِلاَّ يدنو مِنْهَا الفَحْلُ فَيُقَال تلقَّحت، وَأنْشد: تَلَقَّحُ أيدِيهم كأَنّ زَبِيبَهُم زبيبُ الفُحُول الصِّيدِ وَهِي تَلَمَّحُ أَي أَنهم يُشيرون بِأَيْدِيهِم إِذا خطبوا، والزَّبيبُ: شِبْه الزَّبَدِ يظْهر فِي صامِغَي الْخَطِيب إِذا زَبَّبَ شِدْقاه. لحق: اللَّيْث: اللّحَق: كلّ شَيْء لَحِق شَيْئا أَو أَلْحَقْتَهُ بِهِ من النَّبَات وَمن حَمْلِ النَّخْل، وَذَلِكَ أَن يُرْطِبَ ويُثْمِر، ثمَّ يخرُج فِي بعضه شَيْء يكون أَخْضَر قَلَّ مَا يُرْطِب حَتَّى يُدْرِكه الشِّتَاء وَيكون نَحْو ذَلِك فِي

الكَرْم يُسَمَّى لَحَقا، قلت: وَقد قَالَ الطِّرِمَّاح فِي مثل ذَلِك يصف نَخْلَة أَطْلَعَت بعد يَنْع مَا كَانَ خرج مِنْهَا فِي وقته فَقَالَ: أَلْحَقتْ مَا اسْتَلْعَبَت بِالَّذِي قد أَنَى إذْ حَانَ حِينُ الصِّرامْ أَي ألحقَت طَلْعا غَرِيضاً كَأَنَّهَا لعِبَت بِهِ إِذْ أَطْلَعَته فِي غير حِينه: وَذَلِكَ أَن النَّخلة إِنَّمَا تُطلِعُ فِي الرّبيع، فَإِذا أخْرَجت فِي آخِرِ الصَّيف مَا لَا يكون لَهُ يَنْع فَكَأَنَّهَا غير جَادّة فِيمَا أَطْلَعَت. وَقَالَ اللَّيْث: اللَّحَقُ من النَّاس: قومٌ يَلْحَقُون بِقوم بعد مُضِيِّهم، وَأنْشد: يُغنيك عَن بُصْرَى وَعَن أبوابِها وَعَن حِصارِ الرُّومِ واغتِرَابها ولَحَقٍ يَلْحَقُ من أعرابها تَحت لواءِ المَوْتِ أَو عُقَابها قلت: يجوز أَن يكون اللَّحَقُ مصدرا للَحِقَ، وَيجوز أَن يكون جمعا للاحِق كَمَا يُقَال: خادِم وخَدَم وعَاسّ وعَسَس. وَقَالَ اللَّيْث: اللَّحَق: الدّعِيُّ المُوَصَّل بِغَيْر أَبِيه، قلت: وسَمِعْتُ بعضَهُمْ يقولُ لَهُ: المُلْحَق. وأخبرَني المُنْذِرِي عَن ثَعلب عَن سَلَمة عَن الفرّاء قَالَ الكِسائِيّ: يُقَال: زرعُوا الألحاقَ وَالْوَاحد لَحَق وَذَلِكَ أَنّ الوادِي يَنْضُب فيُلْقَى البَذْرُ فِي كل مَوضِعٍ نَضَب عَنهُ الماءُ فَيُقَال: اسْتَلْحَقُوا إِذا زَرَعُوا. وَقَالَ أَبو العبّاس: قَالَ ابنُ الأعرابيّ: اللَّحَقُ أَن يَزْرَعَ القومُ فِي جوانِبِ الوادِي. يُقَال: قد زَرَعُوا الألْحَاقَ. وَقَالَ اللَّيْث: اللَّحَاق: مصدر لَحِق يلحَقُ لَحَاقا. قَالَ: والمِلْحاقُ: الناقَةُ الَّتِي لَا تكادُ الإبِل تَفُوقُها فِي السيْر. قَالَ: رُؤْبَة: فَهِيَ ضَرُوحُ الرّكْضِ مِلْحاقُ اللَّحَق وتلاَحَقَتِ الرِّكاب وَأنْشد: أَقُولُ وَقد تَلاحَقَتِ المَطَايا كفَاكَ القَوْل إنّ عَلَيْك عينا كَفاك القَوْل: أَي ارفُق وَأَمْسِك عَن القَوْل. لاحِقٌ: اسْم فرس مَعْرُوف من خَيْل العَرَب. أَبُو عُبَيْد عَن الكسائِيّ: لَحِقْتُه وأَلْحَقْتُه بِمَعْنى وَاحِد، قَالَ: وَمِنْه مَا جَاءَ فِي دُعاء الوِتْرِ: (إِن عذابك بالكفار مُلْحق) بِمَعْنى لَاحق وَمِنْهُم من يَقُول: إنَّ عَذابك بالكُفَّارِ مُلْحَق. قلت: واللَّحَق: مَا يُلْحَق بِالْكتاب بعد الفَراغ مِنْهُ فَتُلحِق بِهِ مَا سقط عَنهُ. ويُجْمَع أَلْحاقاً وَإِن خُفِّف فَقِيل لَحْق كَانَ جائِزاً. وَيُقَال: فرَسٌ لاحِق الأيْطَل وخيل لُحْق الأياطِل إِذا ضُمِّرَتْ. ابْن شُمَيل عَن الجَعْدي: اللَّحَقُ: مَا زُرِع بِمَاء السَّمَاء وجَمْعُه الألحاقُ: وَقَالَ يَعْقُوب: اللَّحَق: الزَّرْعُ العِذْيُ. وَقَالَ: لَحَقُ الغَنَمِ: أَولادها. حلق: قَالَ اللَّيْث: الْحَلْق: مَساغُ الطَّعامِ والشَّرَاب فِي المَرِيءِ. قَالَ: ومَخْرَجُ النَّفَسِ من الحُلْقُوم، ومَوْضِعُ الذَّبْح هُوَ أَيْضاً من الْحَلْق وجَمْعُه حُلُوق، وَقَالَ أَبُو

زَيْد: الْحَلْقُ: مَوضِع الغَلْصَمَة والمَذْبَح. ثَعْلَب عَن ابْنِ الْأَعرَابِي قَالَ: الْحَلق: الشُّؤْمُ. وَيُقَال: حَلَقَ فلَان فُلاَناً إِذا ضَرَبَه فأَصاب حَلْقَه، وَجَاء فِي الحدِيث عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنَّه قَالَ لِصَفِيّةَ بنتِ حُيَيّ حِين قِيلَ لَهُ يَوْمَ النَّفْر: إنّها نَفِست فَقَالَ: (عقرى حلقى مَا أَرَاهَا إِلَّا حابستنا) . قَالَ أَبُو عُبيد: مَعْنَاه عَقَرَها الله وحَلَقَها أَي أَصَابها الله بِوَجَع فِي حَلْقِها كَمَا يُقَال: رأَسَه إذَا أصَابَ رَأْسَه. قَالَ: وأَصْلُه عَقْراً حَلْقاً وأَصْحابُ الحَدِيثِ يَقُولُونَ: عَقْرَى حَلْقَى. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال عِنْد الأمْر يُعْجَبُ مِنْهُ خَمْشَى وعَقْرَى وحَلْقَى كأَنه من العَقْرِ والحَلْق والخَمْش، وَأنْشد: أَلاَ قَوْمِي أُولُو عَقْرَى وحَلُقَى لِمَا لاقَتْ سَلامانُ بن غَنْمِ وَمَعْنَاهُ قَوْمي أولُوا نِسَاء قد عَقَرْنَ وُجُوههن فَخَدَشْنَها وَحَلَقْن شُعُورَهن مُتَسَلِّبَاتٍ على مَنْ قُتِلَ من رِجالها. وَقَالَ شَمِر: روى أَبُو عُبَيْد: عَقْراً حَلْقاً فَقلت لَهُ: لَمْ أَسْمَع هَذَا إلاْ عَقْرَى حَلْقَى فَقَالَ: لكِنّي لم أسْمَع فَعْلَى على الدُّعاء. قَالَ شمر: فقُلْت لَهُ: قَالَ ابْنُ شُمَيْل: إِن صِبْيان البَادِيَة يَلْعَبُون وَيَقُولُونَ: مُطَّيْرى على فُعَّيْلَى وَهُوَ أَثْقَل من حَلْقى، قَالَ: فَصَيَّره فِي كِتابه على وَجْهَيْن مُنَوَّناً وَغير مُنَوَّنٍ. وَفِي حديثٍ آخر (ليْسَ مِنَّا من سَلَق أَو حَلَق أَو خَرَق) أَي لَيْسَ من سُنَّتِنَا رَفْعُ الصَّوْت فِي المَصائبِ وَلَا حَلْقُ الشَّعَر وَلَا خَرْق الثِّياب. وَقَالَ اللَّيْث: الحالقُ: المَشْؤُومُ. يَقُول: يَحْلِقُ أهلَه ويَقْشِرُهم قَالَ: وَيُقَال: للْمَرْأَة: حَلْقى عَقْرَى: مَشْؤومة مؤذِيَةٌ: قلت: وَالْقَوْل فِي تَفْسِيرهما مَا ذَكرْنَاهُ عَن أبي عُبَيد وشَمِر. وَمِنْه قَول الرَّاجِز: يومُ أَدِيمِ بَقَّةَ الشَّرِيمِ أَفْضَلُ من يومِ احْلِقي وقُومِي وَقَالَ اللَّيْث: الحَلْقُ: حَلْق الشَّعَرِ، والمُحَلَّقُ: موضِعُ حَلْقِ الرَّأسِ بِمِنًى وَأنْشد: كَلاَّ وَرَبِّ البَيْتِ والمُحَلَّقِ وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {ءَامِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ} (الفَتْح: 27) . وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: اشتريتُ كِساءً مِحْلَقاً إِذا كَانَ خَشِناً يَحْلِقُ الشَّعَر من الجَسَد. وَقَالَ الرَّاجِز يَصِف إبِلا تَرِدُ الماءَ فَتَشْرَب: يَنْفُضْن بالمشَافِر الهَدالِقِ نَفْضَكَ بِالْمَحاشِىء الْمَحالِقِ قَالَ والمحاشىء: أكْسِيَة خَشِنة تحلِق الْجَسَد واحِدُها مَحْشأ بِالْهَمْز، وَيُقَال: مِحْشاة بِغَيْر همز. وَيُقَال: حَلَق مِعزاه إِذا أَخذ شعرهَا وجَزّ ضأنَه، وَهِي مِعْزى محلوقةٌ وحَلِيق. وَقَالَ اللَّيْث: الحَلَقُ: نَبَات لورقه حُمُوضة يُخْلَط بالوسمة للخِضاب والواحدة حَلَقة. قَالَ: والمحلَّق من الْإِبِل: الموْسُوم بِحَلقَة فِي فَخِذِه أَو فِي أصل أُذُنه وَيُقَال لِلْإِبِلِ المُحَلَّقة حَلَق.

وَقَالَ جَنْدَل الطُّهَوِيّ: قد خرّب الأنضاد تنشَادُ الحَلَقْ من كلِّ بالٍ وجهُه بِلَى الخَلَقْ يَقُول: خرّبوا أنضاد بيوتِنا من أمْتِعتنا بِطَلَب الضَّوَالّ. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: حَلِق قَضيب الْحمار يحْلَق حَلَقا إِذا احْمَرَّ وتقشَّر. قَالَ: وَقَالَ ثَوْرٌ النَّمِرِيّ: يكون ذَلِك من دَاء لَيْسَ لَهُ دَوَاء إِلَّا أَن يُخْصَى وَرُبمَا سَلِم وَرُبمَا مَاتَ، وَأنْشد: خَصَيْتُك يَا ابْن حَمْزة بالقوافي كَمَا يُخْصى من الحَلَق الْحمار وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يكون ذَلِك من كَثْرَة السِّفادِ. وَقَالَ شَمِر: يُقَال: أَتان حَلَقِيَّة إِذا تداولتها الحُمُر فأصابها داءٌ فِي رَحِمِها. وَقَالَ اللَّيْث الْحَلقة بِالتَّخْفِيفِ: من الْقَوْم والجميع الحَلَق، قَالَ وَمِنْهُم من يَقُول: حَلَقَة. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: حلْقة من النَّاس وَمن حَدِيد والجميع حِلَق. مثل بَدْرَة وبِدَر وقَصْعَة وقِصَع: وَقَالَ أَبُو عُبيد: أَختارُ فِي حَلَقة الْحَدِيد فتح اللَّام ويَجُوزُ الْجَزْم وأختار فِي حَلْقةِ الْقَوْم الجَزْم وَيجوز التّثْقِيل. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْعَبَّاس أَنه قَالَ: أخْتَار فِي حَلْقَةِ الْحَدِيد وحلْقة النَّاس التَّخْفِيف، وَيجوز فيهمَا التّثْقِيل. وَالْجمع عِنْده حَلَق. وَقَالَ ابْن السِّكيت: هِيَ حَلْقَة الْبَاب وحَلْقَةُ الْقَوْم، وَالْجمع حَلَقٌ وحِلاقٌ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ: لَيْسَ فِي الْكَلَام حَلَقة إِلَّا قَوْلهم: حَلَقة للَّذين يحلقون المِعْزَى. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الحَلَقَةُ: الضُّرُوعُ المُرْتَفِعة. وَقَالَ أَبُو زيد فِيمَا رَوى ابْن هانىء عَنهُ: يُقَال: وفّيْتُ حَلْقَةَ الْحَوْض تَوْفِيَة والإناء كَذَلِك. وحَلْقَةُ الإنَاءِ: مَا بَقِي بعد أَن تجْعَل فِيهِ من الشَّرَاب وَالطَّعَام إِلَى نصفه، فَمَا كَانَ فَوق النّصْف إِلَى أَعْلَاهُ فَهُوَ الْحَلْقة وَأنْشد: قَامَ يُوَفِّى حَلْقَةَ الْحَوْضِ فَلَجْ وَقَالَ أَبُو مَالك: حَلْقَة الْحَوْضِ: امتلاؤه. وحَلْقَتُه أَيْضا: دون الامتلاء وَأنْشد: فَوَافٍ كَيْلُها ومُحَلِّقُ والمُحَلِّق: دون المِلْءِ. وَقَالَ الفرزدق: أَخَاف بِأَن أُدْعَى وحَوْضِي مُحَلِّق إِذا كَانَ يَوْمُ الْحَتفِ يَوْمَ حِمَامِي وَقَالَ اللَّيْث: الْحِلق: الخاتَم من فضَّة بِلَا فصّ. أَبُو عُبيد عَن أبي زيد: الْحِلقُ: المَال الْكثير: يُقَال: جَاءَ فلَان بالحِلْق. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: أُعطِي فلانٌ الحِلْقَ أَي خَاتم المُلك يكون فِي يَده. وَأنْشد: وأُعطِي منا الْحِلقَ أبيضُ مَاجِدٌ ردِيفُ مُلُوكٍ مَا تُغِبُّ نَوَافِلُه وَقَالَ الْأَصْمَعِي وَغَيره: الحالقُ: الجَبَلُ المُنِيفُ المُشرِفُ.

أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الحُلُقُ: الأَهْوِيةُ بَين السَّمَاء وَالْأَرْض، واحِدُها حَالقٌ. والحُلَّقُ: الضُّروع المرتفعة. وَقَالَ اللَّيْث: حلَق الضَّرعُ يَحْلُق حُلُوقاً فَهُوَ حالق يُرِيد ارتفاعه إِلَى الْبَطن وانضمامَه. وَفِي قَول آخر: كثْرَة لَبَنِه. أَبُو عُبيد: عَن الْأَصْمَعِي أَنه أنْشدهُ قَول الحُطَيْئَة يصف الْإِبِل: إِذا لم تكن إلاَّ الأَمَاليسُ أَصْبَحَتْ لَهَا حُلَّق ضَرَّاتُها شَكِرَات قَالَ: حُلَّق جَمْع حالق، وَرَواهُ غَيره: إِذا لم تكن إِلَّا الأَمَاليس رُوِّحَتْ مُحلَّقَةً ضَرَّاتُها شَكِرات قَالَ: محلَّقة: حُفَّلا كَثِيرَة اللَّبن وَكَذَلِكَ حُلَّق: ممْتلئة، وضرعٌ حالق: ممتلىء. وَقَالَ النَّضر: الحالق من الْإِبِل: الشَّدِيدَة الحَفْل الْعَظِيمَة الضَّرّةُ وَقد حَلَقت تَحْلِق حَلْقاً. قلت. الحالق من نَعْت الضُّرُوع جَاءَ بمَعْنَيْين مُتَضادّين: فالحالق المُرْتفع المُنْضَمّ إِلَى الْبَطن لقِلَّة لَبنِه، وَمِنْه قَوْلُ لبيد: حَتَّى إِذا يَئِسَت وأَسْحَق حالق لم يُبْلِه إرْضَاعُها وفِطَامُها فالحالق فِي بَيت لبيد الضّرْعُ المُرتفع الَّذِي قَلَّ لَبَنُه، وإسْحَاقُه دَليلٌ على هَذَا الْمَعْنى. والحَالق: الضَّرْعُ الممتلىء. وشاهدهُ قَول الحُطَيْئَة. وَقَوله: شَكِرات، يَدُل على كَثْرَة اللَّبن. شَمِر عَن ابْن الْأَعرَابِي: (هم كالحلقة المُفْرَغَة لَا يُدْرَى أَيهَا طرفها) . يضْرب مثلا للْقَوْم إِذا كَانُوا مُجْتَمعين مُؤتلفين، كلمتهم وأَيديهم واحِدَة، لَا يطْمع عَدُوُّهم فيهم وَلَا ينَال مِنْهُم. وَقَالَ اللَّيْث: الحالِق من الْكَرم والشَّرْى وَنَحْوهمَا: مَا الْتَوى مِنْهُ وَتعلق بالقُضبان. قَالَ: والمحالق من تعريش الكَرْم. قلت: كلُّ ذَلِك مَأخوذٌ من استدارته كالحلْقَةِ. وحَلَّقَت عينُ الْبَعِير إِذا غَارت. وحَلَّق الإناءُ من الشَّرَابِ إِذا امْتَلَأَ إلاّ قَلِيلا. ورُوي عَن أَنس بن مَالك أَنَّه قَالَ: (كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي العَصْر، والشَّمسُ بَيْضاء محلِّقة، فأرْجع إِلَى أَهْلي فأقُول: صَلُّوا) . قَالَ شمر: مُحَلِّقَة قَالَ أَسِيدُ: تَحْلِيق الشَّمْسِ من أوّل النهارِ: ارْتفاعها من المَشْرِق وَمن آخر النَّهَار: انحدارُها. وَقَالَ شَمِر: لَا أرى التَّحْلِيق إِلَّا الارتفاعَ فِي الْهَوَاء. يُقَال: حَلَّق النجمُ إِذا ارْتَفع، وحَلَّق الطَّائِر فِي كَبِد السَّماء إِذا ارْتَفع وَقَالَ ابْن الزُّبِير الأَسَدِي فِي النَّجْم: رُبَ مَنْهلٍ طَامٍ وردْتُ وَقد خَوَى نَجْمٌ وحَلَّق فِي السَّماء نُجُوم خَوَى: غَابَ. وَقَالَ أَبُو عُبيدة: حَلَّق ماءٌ لحوض إِذا قَلَّ وذهَب. وَفِي حَدِيث آخر: فحلَّق ببصره إِلَى السَّمَاء. قَالَ شمر أَي رَفَعَ الْبَصَر إِلَى السَّمَاء كَمَا

يُحَلّق الطائِرُ إِذا ارْتَفع فِي الْهَوَاء، وَمِنْه: الحَالق: الجبَلُ المُشرِفُ. قَالَ: وحَلّق الحوضُ: ذهبَ مَاؤُهُ، وحَلّقت عينُ البَعيرِ إِذا غارَتْ. وَقَالَ الزَّفَيانُ: ودُونَ مَسْرَاهَا فَلاَةٌ خَيْفَق نائي الميَاهِ ناضِبٌ مُحَلِّق وحَلَّق الطَّائِر إِذا ارْتَفع فِي الْهَوَاء. وَقَالَ النّابغة: إِذا مَا الْتَقَى الجَمْعان حَلَّق فَوْقهم عَصَائِبُ طَيْرٍ تَهْتَدِي بِعصائب وَقَالَ اللَّيْث: تَحَلَّق الْقَمَر إِذا صارَتْ حوله دارَةٌ. ومُحَلِّق: اسْم رَجُل. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أَصبَحت ضَرَّة الناقةِ حالِقاً إِذا قَاربت الملء وَلم تفعل. وَيُقَال: لَا تفعل ذَاك أمُّك حَالِقٌ، أَي أَثْكل الله أُمّك بك حَتَّى تَحْلق شعرهَا. وَيُقَال: لِحْيةٌ حَلِيقٌ، وَلَا يُقَال حَلِيقَة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: حَلَّق إِذا أَوجع، وحَلِق إِذا وَجِعَ. وَرُوِيَ فِي الحَدِيث (دبَّ إِلَيْكُم داءُ الْأُمَم البغضاءُ وَهِي الحَالِقَةُ) ، قَالَ شمر، وَقَالَ خَالِد بن جَنْبَة: الحَالِقَةُ: قطيعةُ الرَّحِم والتَّظالم وَالْقَوْل السَّيء. وَيُقَال: وَقعت فيهم حالِقَة لَا تدع شَيْئا إِلَّا أَهْلَكَتْهُ. قَالَ: والحالِقَةُ: السّنةُ الَّتِي تَحْلِق كل شَيْء، والقومُ يحلِقُ بَعضهم بَعْضًا إِذا قَتَلَ بَعضهم بَعْضًا، وَالْمَرْأَة إِذا حَلَقت شعرهَا عِنْد المُصِيبَة حالِقَةٌ وحَلْقى. وَمثل للْعَرَب: (لأُمِّك الحَلْق ولعينِك العُبْرُ) . والحالِقَةُ: المَنِيَّة، وَتسَمى حَلاَقِ. أَبُو عُبيد: الحَلْقَة: اسمٌ يجمع السِّلاح والدُّروع وَمَا أَشْبهها. وسِكِّين حالِقٌ وحَاذِقٌ أَي حَدِيد. وحَلَّق المكُّوك إِذا بلغ مَا يُجعل فِيهِ حَلقَة، والدُّروع تسمى حَلْقَة. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: قد أَكْثَرَ فلَان من الحَوْلَقَة إِذا أَكْثر من قَول: لَا حَوْل وَلَا قُوْةَ إِلَّا بِاللَّه. ح ق ن حقن، حنق، قنح، نقح: مستعملة. حقن: قَالَ اللَّيْث: الحَقِينُ: لَبنٌ مَحْقونٌ فِي مِحْقن. قلت: الحَقِين: اللبنُ الَّذِي قد حُقِنَ فِي السِّقَاء، وَيجوز أَن يُقال للسِّقَاء نَفسه مِحْقن، كَمَا يُقال لَهُ مِصْرَبٌ ومِجزَم. وكل ذَلِك مَحْفُوظ عَن الْعَرَب. وَمن أمثالهم: (أَبى الْحَقِينُ العِذْرَة) يضْرب مثلا للرجل يَعْتَذر وَلَا عُذْرَ لَهُ. وَقَالَ أَبُو عُبيد: أَصْلُ ذَلِك أَن رجلا ضاف قوما فاستسْقَاهم لَبناً وَعِنْدهم لبنٌ قد حَقَنُوه فِي وَطْب فاعْتَلُّوا عَلَيْهِ وَاعْتَذَرُوا فَقَالَ: أَبى الحَقِين العِذْرَةَ أَي هَذَا الحَقين يُكَذِّبُكم. وَقَالَ المُفَضَّل: كُلّ مَا ملأتَ شَيْئا أَو دَسَسْتَه فِيهِ فقد حَقَنْتَه. وَمِنْه سُمِّيت الْحُقْنَة. قَالَ: وحَقَن الله دَمه: حَبسه فِي جلْده وملأَه بِهِ، وَأنْشد فِي نعت إبل امتلأَت أَجوافُها: جُرْداً تحقَّنَت النَّجِيلَ كأنّمَا بجُلُودِهِنّ مَدَارِجُ الأَنْبَار وَقَالَ اللَّيْث: إِذا اجْتمع الدَّمُ فِي الْجوف

من طَعْنة جائِفَة تَقول: احتَقَنَ الدَّمُ فِي جوفِه. واحْتَقَنَ الْمَرِيض بالحُقْنَةِ. قَالَ وبعير مِحْقَان: وَهُوَ الَّذِي يَحْقِنُ الْبَوْل فَإِذا بَال أَكثر. قَالَ: والحاقِنَتان: نُقْرَتَا التَّرْقُوَتين والجميع الحَوَاقِنُ. وَقَالَ أَبُو عُبيد فِي قَول عَائِشَة: (تُوفِّي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَين سَحْرِي ونَحْرِي وحاقِنَتِي وذَاقِنَتي) . قَالَ أَبُو عَمْرو: الحَاقِنَة: النُّقرة الَّتِي بَين التَّرقُوة وحَبْلِ العاتِق وهما الحاقِنَتَان. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال فِي مَثَل: (لأُلحِقَنَّ حَوَاقِنَك بَذَواقِنك) . ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الحَاقِنَة المَعِدة، والذَّاقِنَة: الذَّقَنُ. قَالَ: وأحقَنَ الرجل إِذا جمع أَلوان اللبَن حَتَّى تطيب. وأَحقَن بَوْله إِذا حبَسَه. وَقَالَ ابْن شُمَيل: المُحْتَقِنَ من الضُّرُوع: الواسعُ الفسيح وَهُوَ أَحْسَنُهَا قَدْراً كَأَنَّمَا هُوَ قَلْتٌ مُجْتَمع مُتَصَعِّد حسَن، وَإِنَّهَا لمُحْتَقِنَة الضَّرْع. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الحَلْقَةُ والْحَقْنَةُ: وَجَع يكون فِي الْبَطن، والجميع أَحْقَالٌ وَأَحْقَانٌ، رَوَاهُ أَبُو تُرَاب. وَفِي الحَدِيث: (لَا رَأْي لِحاقِب وَلَا حاقِن) والحاقِنُ فِي البوْلِ والحاقِبُ فِي الغَائِطِ. نقح: اللَّيْث: النَّقْحُ: تَشْذِيبُك عَن الْعَصَا أُبَنَها وَكَذَلِكَ فِي كل شَيْء من أَذَى نحَّيْتَهُ عَن شَيْء فقد نَقَحْتَه. قَالَ: وَالمُنَقِّح للْكَلَام: الَّذِي يُنَقِّش عَنهُ وَيحسن النَّظر فِيهِ، وَقد نَقَّحتُ الْكَلَام. ورُوَي عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء أَنَّه قَالَ فِي مَثَل: (استغْنَت السُّلاَّءَة عَن التَّنْقِيح) ، وَذَلِكَ أَن الْعَصَا إِنَّما تُنَقَّح لتَمْلُسَ وتَخْلُق، والسُّلاَّءة: شَوْكَةُ النَّخْلَة وَهِي فِي غَايَة الاسْتوَاء والمَلاَسَة فَإِن ذهبتَ تَقْشِرُ مِنْهَا قِشْرَها خَشُنَت، يُضرب مثلا لمن يُريد تَقْوِيم مَا هُوَ مُسْتَقِيم. وَقَالَ أَبُو وَجْزَةَ السَّعْدِيّ: طَوْراً وَطَوْراً يَجُوبُ العُقْرَ من نَقَحٍ كالسَّنْدِ أَكْبَادُه هِيمٌ هراكِيلُ والنقحُ: الخالصُ من الرَّمل، والسّنْدُ: ثِيَاب بيض، وأكبادُ الرَّملِ: أوساطه. والهَراكيلُ: الضِّخامُ من كُثْبَانِه. أَبُو العبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: أنقَحَ الرجُلُ إِذا قلعَ حِلية سيفِهِ فِي الجَدْبِ والفَقْرِ. وأَنْقَح شِعْرَه إِذا نَقَّحَه وحَكَّكَه. قنح: قَالَ اللَّيْث: القَنْحُ: اتِّخاذُك قُنَّاحَة تَشُدُّ بهَا عِضادة بَاب وَنَحْوه تُسَمِّيه الفُرْسُ قَانَه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال لِدَرْوَنْدِ البابِ النِّجافُ والنَّجْرانُ، ولمِتْرَسِه القُنَّاحُ، ولِعتبتِه النَّهضةُ. وَفِي حَدِيث أُمِّ زرع: (وَعِنْده أقولُ فَلَا أُقَبِّح وأشرب فأَتقنَّح) وَبَعْضهمْ يرويهِ (فأتَقَمَّح) . قَالَ ابْن جَبَلة: قَالَ شمر: سمعتُ أَبَا عُبيد يسأَلُ أَبَا عبد الله الطُّوالَ النَّحْوِي عَن معنى قَوْله فَأَتَقَنَّحَ؟ فَقَالَ أَبُو عبد الله: أظُنّها تُريد أشربُ قَلِيلا قَلِيلاً. قَالَ شمر: فَقلت: لَيْسَ التَّفسيرُ هَكَذَا، وَلَكِن التّقَنُّح أَن يشرب فَوق الرِّيِّ، وَهُوَ حَرْفٌ رُوي عَن أبي زيد فأعجَبَ ذَلِك أَبَا

عُبيد، قُلْتُ: وَهُوَ كَمَا قَالَ شمر، وَهُوَ التَّقَنُّج والتَرْنُّح، سَمِعْتُ ذَلِك من أعرابِ بني أَسد، وَقَالَ أَبُو زيد: قَنَحْتُ من الشَّرَاب أَقْنَحُ قَنْحاً إِذا تكارهت على شَرْبه بعد الرِّيِّ، وتَقَنَّحْتُ مِنْهُ تَقَنُّحاً وَهُوَ الغالبُ على كَلَامهم. وَقَالَ أَبُو الصَّقر: قنِحْتُ أَقْنَح قَنَحاً. وَقَالَ غَيره: قَنَحْتُ الْبَاب قَنْحاً فَهُوَ مَقْنوحٌ: وَهُوَ أَن تَنْحِتَ خَشَبَة ثمَّ ترفع الْبَاب بهَا. تقولُ للنَّجَّارِ: اقنَحْ بَاب دارِنا فيصنعُ ذَلِك، وَتلك الْخَشَبَة هِيَ القُنَّاحَة وَكَذَلِكَ كلُّ خَشَبَة تُدْخِلُها تَحت أُخْرَى لتُحَرِّكَها. حنق: الحَنَق: شِدّة الاغتياظ. تَقول: حَنِقَ يَحْنَق حَنَقاً والنعت حَنِق. قَالَ: والإحْنَاقُ: لُزوقُ الْبَطن بالصُّلْب وَقَالَ لَبِيد: فأحنَقَ صُلبُها وَسَنَامُها وَقَالَ أَبُو عُبيد: المُحْنِق: الْقَلِيل اللَّحْم، واللاَّحِق مثلُه. وَقَالَ أَبُو الهَيْثَمِ: المُحْنِق: الضّامِرُ، وَأنْشد: قد قَالَتِ الأَنْسَاعُ للبَطْنِ الْحَق قِدْماً فَآضَتْ كالفَنِيق المُحْنِق وَقَالَ الْأَصْمَعِي فِي قَول ذِي الرُّمَّةِ يَصِفُ الرِّكَابَ فِي السَّفَر: مَحَانِيق تُضْحي وَهِي عُوجٌ كَأَنَّهَا بِجَوْزِ الفَلاَ مُسْتَأْجَرَاتٌ نَوَائح قَالَ: المَحَانِيق: الضُّمَّر. وروى أَبُو العبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الحُنُق: السِّمانُ من الإبِلِ. قَالَ: وأَحْنَق إِذا سَمِنَ فجَاء بشحم كثير. قلتُ: وَهَذَا من الأَضْدَادِ. قَالَ: وأَحْنَق الرَّجُلُ إِذا حَقَدَ حِقْداً لَا ينحلّ. قَالَ: وأَحْنَق الزّرعُ فَهُوَ مُحْنِق إِذا انْتَشَر سفا سُنْبُلِهِ بَعْدَمَا يُقَنْبِعُ. ورُوي عَن عمرَ أنَّه قَالَ: لَا يَصلح هَذَا الأمرُ إلاَّ لمن لَا يُحْنِق على جِرَّته. قَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: مَعْنَاهُ لَا يحقد على رَعيَّته: فَضَربهُ مثلا وَلَا يُقَال للرّاعي جِرَّة. ح ق ف حقف، فقح، قحف، قفح: مستعملة. حقف: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: للرَّمل إِذا طَال واعوَجَّ: قد احقَوْقَفَ. واحْقَوقَفَ ظهرُ الْبَعِير، ويُجمَع الحِقْفُ أحقافاً وحُقُوفاً. وَقَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: الحِقْفُ: الرملُ المُعَوجُّ، وَمِنْه قيل لِمَا اعوجَّ: مُحْقَوْقِف. وَقَالَ الفَرَّاء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ} (الْأَحْقَاف: 21) واحِدُها حِقْف وَهُوَ المُسْتَطِيل المُشرف. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه مَرّ هُوَ وَأَصْحَابه وهم مُحْرِمُون بِظَبْي حاقِفٍ فِي ظلّ شَجَرَة. قَالَ أَبُو عُبيد: يَعْنِي الَّذِي قد انحنى وتثنَّى فِي نَومه. وَلِهَذَا قيل للرمل إِذا كَانَ منحنياً حِقْفٌ، قَالَ: وَكَانَت مَنازِلُ قوم عَاد بالرمال، قَالَ: وَفِي بعض التَّفْسِير فِي قَوْله: بالأحْقَافِ قَالَ: بِالْأَرْضِ. وَالْمَعْرُوف فِي كَلَام الْعَرَب الأول وَأنْشد:

طَيَّ اللَّيَالي زُلَفاً فَزُلَفا سمَاوَةَ الْهلَال حَتَّى احْقَوْقَفا وَقَالَ اللَّيْث: الْأَحْقَاف فِي الْقُرْآن: جبل مُحيطٌ بالدنيا مِن زَبَرْجَدَةٍ خضراء، تلتَهِبُ يَوْم الْقِيَامَة فَتَحْشُرُ النَّاس من كلِّ أُفُق، قلت: هَذَا الجبلُ الَّذِي وَصفه يُقَال لَهُ قَافٌ، وَأما الْأَحْقَاف فَهِيَ رمال بِظَاهِر بِلَاد الْيمن، كَانَت عادٌ تنْزِل بهَا. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: الحِقْفُ: أصلُ الرْملِ، وأصل الْجَبَل والحائط. قَالَ: والظَّبْي الحَاقفُ يكون رابضاً فِي حِقْفٍ من الرَّمْلِ، وَيكون مُنْطَوِياً كالحِقْفِ. وَقَالَ ابْن شُميْل: جَمَلٌ أَحْقَفُ: خميصٌ. قحف: قَالَ اللَّيْث: القِحْفُ: الْعظم الَّذِي فَوق الدِّماغِ مِن الجُمْجُمَةِ. والجميع الأقْحافُ والقِحَفَةُ. قَالَ: والقَحْفُ: قَطْعُ القحْف أَو كَسْرُه، ورَجُل مَقْحُوفٌ: مَقْطُوع القِحْف، وَأنْشد: يَدعْنَ هامَ الْجُمْجُمِ المَقْحُوفِ صُمَّ الصَّدَى كالحَنْظَل المنْقُوفِ قَالَ: والقَحْفُ: شِدَّةُ الشُّرْبِ. وَقَالَ امْرُؤُ القَيْس لَمَّا نُعِي إِلَيْه أبُوه وَهُوَ يَشربُ: (اليوْمَ قِحافٌ وغَداً نِقافٌ) . وقحف الْإِنَاء: إِذا شرب مَا فِيهِ. أَبُو عُبَيْد عَن الأصمَعِيّ منْ أمثالِهم فِي رمْي الرّجُل صاحبَه بالمُعْضِلات أَو بِمَا يُسْكِتُه أَنْ يَقولُوا: (رماهُ بِأَقْحَافِ رأْسِه) . قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: القِحْفُ: العَظْمُ الَّذِي فَوْق الدّماغ من الْجُمْجُمَة. الحَرّاني عَن ابْن السِّكِّيت قَالَ: القِحْفُ: مَا ضُرِبَ من الرّأسِ فَطَاح. وَأنْشد لِجَرِيرٍ: تَهْوِي بِذِي العَقْرِ أَقْحَافاً جَماجِمُهم كأَنَّهَا حَنْظُل الْخُطْبانِ تُنْتقَف أَبُو زيد عَن الكِلاَبِيِّين قَالُوا: قِحْفُ الرّأْسِ: كلّ مَا انفَلَقَ من جُمْجُمَتِه فبانَ، وَلَا يُدْعَى قِحْفاً حَتَّى يَبين، وجَمَاعَةُ القِحْفُ أَقْحَافٌ وقَحْفَةٌ وَقُحُوفٌ، وَلَا يَقُولُون لجَمِيع الجُمْجُمَةِ قِحْفٌ إلاَّ أَن تَنْكَسِرَ والجُمْجُمَة: الَّتِي فِيهَا الدِّمَاغ. وَقَالَ غَيره: ضرَبه فاقْتَحَفَ قِحْفاً من رأسِه أَي أبان قِطْعَة من الْجُمْجُمَة، والجُمْجُمَةُ كلُّها تُسَمَّى قِحْفاً وأقْحَافاً. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: القِحافُ: شِدَّةُ المَشَارَبَة بالقِحْف، وَذَلِكَ أنَّ أحدهم إِذا قَتَلَ ثَأْره شَرِب بِقِحْفِ رأْسِه يَتَشَفى بِهِ. قلتُ: القِحْفُ عِنْد العربِ: الفِلْقَةُ من فِلَقِ الْقَصعَة أَو الْقدح إِذا تَثَلَّمَتْ، ورأيتُ أهلَ النَّعَم إِذا جَربت إبِلُهم يجْعَلُونَ الخَضْخَاضَ فِي قِحْف ويَطْلُونَ الأجربَ بالهِناء الَّذِي جَعَلُوهُ فِيهِ، وأَظُنُّهم شَبَّهُوه بِقحْف الرَّأس فسَمَّوْه بِهِ. وَقَالَ اللَّيْث: القاحِفُ من الْمَطَر كالقاعفِ إِذا جَاءَ فُجَاءَةً فاقْتَحَفَ سيلُه كل شَيْء. وَمِنْه قيل: سيلٌ قُحَافٌ وقُعَافٌ وجُحَافٌ بِمَعْنى وَاحِد. أَبُو زيد: عَجَاجَةٌ قَحْفاءُ وَهِي الَّتِي تَقْحَفُ الشَّيْء وَتذهب بِهِ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: القُحُوفُ: المَغارِفُ. فَحق: أهمله اللَّيْث: وَحكي عَن الفَرَّاءِ أَنه

قَالَ: الْعَرَب تَقول: فُلاَنٌ يَتَفَيْحَقُ فِي كلامِه ويَتَفَيْهَقُ إِذا تَوَسَّعَ فِيهِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: انْفَحَقَ بالْكلَام انْفِحَاقاً وَطَرِيق مُنْفَحِق: واسِعٌ، وَأنْشد: والعِيسُ فَوْقَ لاَحِبٍ مُعَبَّد غُبْرِ الحَصَا مُنْفَحِقٍ عَجَرَّد فقح: اللَّيْث: التَّفَقُّح: التَّفَتُّحُ بالْكلَام قَالَ: والجِرْوُ إِذا أبْصر. قيل: قد فَقَحَ يَعْنِي فَتَح عَيْنَيْهِ. وَفِي الحَدِيث: (أَن عُبيدَ الله بن جَحْش تَنَصَّر بعد إِسْلَامه فَقيل لَهُ فِي ذَلِك، فَقَالَ: إنَّا قد فَقَّحْنَا وَصَأْصَأْتُم) . قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ أَبُو زيد والفَرَّاء: فَقَّحَ الْجِرْوُ وجَصَّصَ إِذا فَتَح عَيْنَيْهِ، وَصَأْصَأَ إِذا لم يَفْتَحْ عَيْنَيْهِ. وَقَالَ اللَّيْث: الفُقَّاح: من العِطْر، وَقد يُجعل فِي الدَّوَاء. يُقال لَهُ: فُقَّاحُ الإِذْخِرِ، الْوَاحِدَة فُقَّاحَة، وَهُوَ من الْحَشِيش. قلت: هُوَ نَوْر الإِذْخِرِ إِذا تَفَتَّحَ بُرْعومُه، وكلُّ نَوْر تَفَتَّحَ فقد تَفَقَّح، وَكَذَلِكَ الْورْد وَمَا أشبهه من براعِيم النَّور. اللَّيْث: الفَقَحَةُ مَعْرُوفَة وَهِي الدُّبُر بجُمْعِها. قَالَ: والفَقْحَةُ: الرَّاحَة بلغةِ أهل الْيمن وَجمع الفَقْحَة فِقَاح. قفح: أَبُو بكر عَن شمر: قَالَ: قَفَح فلَان عَن الشَّيْء إِذا امْتنع عَنهُ وقَفَحَتْ نفْسُه عَن الطَّعَام إِذا تَركه وَأنْشد: يَسَفُّ خُرَاطة مَكْرِ الجِنا ب حَتَّى ترَى نفْسَه قافِحَة قَالَ شمر: قَافِحَةٌ أَي تاركة. قَالَ: والخُراطة: مَا انْخَرَط عِيدانُه وَوَرَقُه. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: قَفَحْتُ الشيءَ أَقْفَحُه إِذا اسْتَفَفْتَه. ح ق ب حقب، حبق، قبح، قحب: مستعملة. حبق: قَالَ اللَّيْث: الحَبَق: دَوَاءٌ من أدوية الصيادلة. أَبُو عُبيد عَن الأصْمَعي قَالَ: الحَبَق: الفُوذَنْجُ. اللَّيْث: الحَبْق: ضُرَاطُ المعِز. تَقول: حَبَقَت تحبِق حَبْقاً. وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: قَالَ الأصْمَعي: يُقَال: نَفَخَ بهَا، وحَبَق بهَا، إِذا ضَرَطَ. وعِذْقُ حُبَيْق ولون حُبَيق: ضَربٌ من التَّمْر رَدِيء، وَقد نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن دَفْعه فِي الصَّدَقَة الْمَفْرُوضَة. أَبُو عُبَيْدة: هُوَ يمشي الدِّفِقَّى والحِبِقَّى. قَالَ: والحِبقَّى: دون الدِّفِقَّى. حقب: اللَّيْث: الحَقَبُ: حَبل يُشَدُّ بِهِ الرَّحْل إِلَى بطن الْبَعِير لِئَلَّا يَجْتَذِبَه التَّصْدير فيُقَدِّمه، وَإِذا تَعَسَّر البَوْلُ على الْجمل قيل: قد حَقِبَ البَعِيرُ حَقَباً فَهُوَ بعير حَقِبٌ. أَبُو عُبَيد عَن الأصْمَعي: من أدواتِ الرَّحْل الغَرْض والحَقَبُ، فَأَما الغَرْض فَهُوَ حِزامُ الرّحْل وَأما الحقَبُ فَهُوَ حَبْلٌ يَلي الثِّيلَ. وَقَالَ أَبُو زيد: أحْقَبْت البعيرَ من الْحَقَب. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال: أَخْلَفْتُ عَن الْبَعِير

وَذَلِكَ إِذا أصَاب حَقَبُه ثِيلَه، فيحقَبُ حَقَباً، وَهُوَ احْتِباسُ بَوْله، وَلَا يُقَال ذَلِك فِي النَّاقَة لأنَّ بَوْلَ النَّاقة مِنْ حَيائها، وَلَا يبلُغُ الحَقَبُ الحَياء، فالإخلافُ عَنهُ أَن يُحَوَّلَ الحَقَبُ فيُجْعَلَ مِمَّا يَلِي خُصْيَتِي الْبَعِير. وَيُقَال: شَكَلْتُ عَن الْبَعِير، وَهُوَ أَن تجعلَ بَين الحَقَب والتَّصديرَ خَيْطاً ثمَّ تَشُدُّه لِكَيْلاَ يدنو الحَقَبُ من الثِّيل، وَاسم ذَلِك الخيْط الشّكالُ. وَجَاء فِي الحَدِيث: (لَا رَأْي لحازِق وَلَا حاقب) فالحازق: الَّذِي ضَاقَ عَلَيْهِ خُفُّه فحزق قدمَه حَزْقاً، وَكَأَنَّهُ بِمَعْنى لَا رَأْي لذِي حَزْق، وَأما الحاقبُ فَهُوَ الَّذِي احْتاج إِلَى الْخَلَاء فَلم يَتَبَرَّز وحَصر غائِطَه، وشُبِّه بالبعير الحَقِب الَّذِي دَنَا الْحَقبُ من ثَيْله فَمَنعه من أَن يَبول. اللَّيْث: الأحْقَبُ: الْحمار الوحشيُّ سُمِّي أحقبَ لبياضٍ فِي حَقْوَيْه، وَالْأُنْثَى حَقباءُ. وَقَالَ رؤبة: كَأَنَّهَا حَقباء بلقاءُ الزَّلَق والقارَةُ الحقباءُ: الدقيقة المستطيلة فِي السَّمَاء، وَأنْشد: ترى القُنَّةَ الحقباءَ مِنْهَا كَأَنَّهَا كُمَيْتٌ يُبَارِي رَعْلَةَ الخيْل فارِدُ وَقَالَ بَعضهم: لَا يُقَال لَهَا حقباءُ حَتَّى يلتوي السّرَابُ بِحَقْوِها. أَبُو عُبَيْد عَن الْأَصْمَعِي: حمارٌ أحقبُ: أَبيض موضِع الحقَب. قلت: والقارةُ الحقباءُ: الَّتِي فِي وَسطهَا ترابٌ أعفرُ ترَاهُ يَبرق لبياضه مَعَ بُرْقةِ سائِرِه. وَقَالَ اللَّيْث: الحِقابُ: شيءٌ تَتَّخِذُه المرأةُ تعلِّق بِهِ معاليق الحُليّ، تَشُدُّه على وَسطهَا والجميع الحُقُب. قلت: الحِقَابُ هُوَ البَرِيمُ إِلَّا أَن البريمَ يكون فِيهِ ألوانٌ من الخيوط تَشُدُّه الْمَرْأَة على حَقْوَيْها. وَقَالَ اللَّيْث: الاحتقابُ: شدُّ الحقيبة من خَلْفٍ، وَكَذَلِكَ مَا حُمِل من شَيْء من خَلْف. يُقَال: احْتُقب واستُحْقِب. قَالَ النَّابِغَة: مُسْتَحْقِبي حَلَقِ الماذِيِّ يَقْدُمُهم شُمُّ العَرانِين ضَرّابُونَ لِلْهَام وَقَالَ شمر: الحَقيبة كالبَرْذَعَة تتَّخذ لِلْحِلْس وللقَتَب، فَأَما حقيبة القتَبِ فَمن خَلْفٍ وَأما حقيبة الحِلْس فمجوَّبةٌ عَن ذِرْوَة السَّنان. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الحقيبة تكون على عجُزِ الْبَعِير تَحت حِنْوَى القتب الآخَرَين. والحَقَب: حَبْلٌ يُشد بِهِ الحقيبة. وَقَالَ اللَّيْث: الحِقْبة: زمانٌ من الدَّهْر لَا وَقت لَهُ، والحُقُب: ثَمَانُون سنة والجميع أحقابٌ. أَبُو عُبيد عَن الْكسَائي: الحُقُب السِّنون، واحدتها حِقْبة، والحُقُب: ثَمَانُون سنة. وَقَالَ الفرَّاء: الحُقُب فِي لُغة قيس سنةٌ. وَجَاء فِي التَّفْسِير أَنه ثَمَانُون سنة ذُكر ذَلِك فِي تَفْسِير قَوْله: {أَوْ أَمْضِىَ حُقُباً} (الْكَهْف: 60) . وَقَالَ الزجّاج: الحُقُب: ثَمَانُون سنة.

وَقَالَ الفرّاء فِي قَوْله جلّ وعزّ: {مَئَاباً لَّ ? بِثِينَ فِيهَآ} (النّبَأ: 23) . قَالَ: الحُقُب: ثَمَانُون سنة، السّنة ثلثمِائة وَسِتُّونَ يَوْمًا، الْيَوْم مِنْهَا ألف سنة من عدد الدُّنْيَا. قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا مِمَّا على غَايَة كَمَا يظنّ بعض النَّاس، وَإِنَّمَا يدل على الْغَايَة التَّوْقِيت خمسةُ أحْقابٍ أَو عشرَة، وَالْمعْنَى أَنهم يَلبثون فِيهَا أحقاباً كلما مضى حُقُب، تبعه حُقُب آخر. وَقَالَ الزجّاج: الْمَعْنى أَنهم يلبثُونَ أحقاباً لَا يذوقون فِي الأحقاب برْداً وَلَا شرابًا، وهم خَالدُونَ فِي النَّار أبدا كَمَا قَالَ الله جلّ وعزّ. وَيُقَال: حَقِبَ السماءُ حَقباً إِذا لم يُمْطِر. وحَقِب الْمَعْدن حَقَبا إِذا لم يُرْكِزْ. وحَقِب نائِلُ فلانٌ إِذا قل وانقَطع. وَالْعرب تسمِّي الثَّعْلَب مُحْقَبا لبياض بطنِه. وَأنْشد بعضُهم لأمِّ الصَّريح الكِنديَّة وَكَانَت تَحت جرير فوَقع بَينهَا وَبَين أُخت جَرِير لحاءٌ وفِخَارٌ فَقَالَت: أتعدِلين مُحْقَباً بأَوْسِ والْخَطَفَى بأشْعثَ بن قيس مَا ذَاك بالحزْم وَلَا بالكيْس عَنَتْ أنَّ رجال قومِها عِنْد رجالها كالثعلب عِنْد الذئْبِ، وأوْس هُوَ الذِّئْب، وَيُقَال لَهُ أُوَيْس. وَمن أمثالهم: (اسْتَحْقب الغَزْو أَصْحَاب البَرَاذِين) . يُقَال ذَلِك عِنْد ضِيقِ المخارج، وَيُقَال فِي مِثْله: (نَشِبَ الحديدةُ والْتوَى المِسمار) . يُقَال ذَلِك عِنْد تَأْكِيد كلِّ أَمر لَيْسَ مِنْهُ مَخْرج. قحب: اللّيث: قَحَب يَقْحُبُ قُحاباً وقَحْباً إِذا سعل. ويُقال أَخذه سُعالٌ قاحبٌ. وَأهل الْيمن يُسمُّون الْمَرْأَة المُسِنَّة قَحْبة. قَالَ: والقَحْبُ: سُعالُ الشّيخ، وسُعالُ الْكَلْب. أَبُو عُبيد عَن أبي زيد: من أمراض الْإِبِل القُحابُ وَهُوَ السُّعال، وَقد قَحَبَ يقْحُبُ قَحْباً وقُحَاباً وَكَذَلِكَ نَحَبَ يَنْحِبُ وَهُوَ النُّحاب والنُّحازُ مثله. وَقَالَ اللّحيانيُّ: الْعَرَب تَقول للبغيض إِذا سَعَل: وَرْياً وقُحاباً، وللحبيب إِذا سعل: عُمْراً وشباباً. قَالَ: والقُحاب: السُّعال. قَالَ: وَيُقَال للعجوز: القحْبَةُ والقحْمَةُ، وَكَذَلِكَ يُقَال لكل كَبِيرَة من الْغنم مُسِنَّةٍ. وَقَالَ غَيره: قيل للبغِيّ قحْبَةٌ لِأَنَّهَا كَانَت فِي الْجَاهِلِيَّة تُؤْذِنُ طُلاَّبها بقُحابها، وَهُوَ سُعالُها. وَقَالَ أَبُو زيد: عَجُوز قَحْبَة وَشَيخ قَحْب: وَهُوَ الَّذِي يَأْخُذهُ السُّعال. وَأنْشد غَيره: شَيَّبَنِي قَبْل إِنَى وقْتِ الهَرَم كلُّ عجوزٍ قَحْبَة فِيهَا صَمَمْ وَيُقَال: بِتْنَ نسَاء يُقَحَّبْنَ أَي يَسْعُلْن قبح: أَبُو عُبيد عَن أبي عَمْرو: قبحْتُ لَهُ وجهَه مخفَّفَة وأقبَحْتَ يَا هَذَا: أتيت بقَبيح. قلت: معنى قبحْتُ لَهُ وَجهه أَي قلت لَهُ: قبَحهُ الله، وَهُوَ من قَول الله

جلّ وعزّ: {? لدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ القِيَ ? مَةِ هُمْ} (القَصَص: 42) أَي من المُبعَدين المَلْعونين، وَهُوَ من القبْح وَهُوَ الإبعاد. وَالْعرب تَقول: قبَحه الله وأُمًّا رَمعت بِهِ أَي أبعده الله وَأبْعد والدته. وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو زيد: قبَح الله فُلاناً قبْحاً وقُبُوحاً أَي أقصاه وباعده من كلِّ خيْر كقُبوح الكلْب والْخِنْزِير. وَقَالَ الجَعْدِيُّ: وَلَيْسَت بَشْوَهَاءَ مَقْبُوحَةٍ تُوافي الدِّيارَ بوَجْهٍ غَبِرْ وَقَالَ أُسَيْدٌ: المَقبُوحُ: الَّذِي يُرَدُّ ويُخْسَأُ، والمَنْبُوحُ: الَّذِي يُضْرَبُ لَهُ مَثَلُ الكلْب. ورُوِي عَن عمَّار أَنه قالَ لرَجُلٍ نالَ بِحَضرَتِه من عائشَة: (اسْكتْ مَقْبُوحاً مَنْبُوحاً) . أَرَادَ هَذَا المعْنى. وَيُقَال: قبُح فُلانٌ يَقْبُح قَبَاحَةً وَقُبْحاً، فَهُوَ قَبِيح وَهُوَ نَقِيض الحُسْن عامٌّ فِي كلِّ شَيْء، وَفِي الحَدِيث: (لَا تُقَبِّحُوا الوَجْهَ) مَعْنَاهُ: لَا تقُولوا، إنَّه قَبِيح فَإِن الله صَوَّره، وَقد أَحْسَن كلَّ شَيْء خَلَقَه. وَيُقَال: قَبَحَ فُلان بَثْرَةً خَرَجَت بوجْههِ: وَذَلِكَ إِذا فَضَخَها حَتَّى يَخْرجَ قَيْحُها. وكلُّ شَيْء كَسرْته فقد قبَحتَه. وروى أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أنَّه قَالَ: يُقَالُ: وَقد اسْتَمْكَتَ العُدُّ فاقْبَحْهُ، والعُدُّ: البَثْرَةُ. واستِمْكاتُه: اقْتِرَابُه للانْفِقاء. وَقَالَ اللَّيْث: القَبِيحُ: طَرفُ عَظْمِ المِرْفَق. قَالَ: والإبْرَة: عُظَيْم آخَر رَأْسُه كبيرٌ وَبقِيَّتُهُ دَقِيق مُلَزَّزٌ بالقَبيح. وروى أَبُو عُبَيْد عَن الأُمَوِيِّ قَالَ: يُقال لِعَظْم الساعِدِ مِمَّا يَلِي النِّصْفَ منهُ إِلَى المِرْفَق كِسْرُ قَبِيحٍ، وَأنْشد: ولَوْ كُنْتَ عَيْراً كُنْت عَيْرَ مَذَلَّةٍ وَلَوْ كُنْت كِسْراً كُنْتَ كِسْرَ قَبِيح وَأَخْبرنِي المُنْذِريّ عَن أبي الهَيْثَم أنَّه قَالَ: القَبِيحُ: رَأْسُ العَضُد الَّذِي يَلي المِرْفَق بَيْنَ القَبِيح وبَيْنَ إبْرَة الذِّرَاع، من عِنْدِها يَذْرَعُ الذَّارِعُ. قَالَ: وطَرَفُ عَظْم العَضُد الَّذي يَلي المِنْكَب يُسَمَّى الحَسَنَ لِكَثْرَة لَحْمِه، والأسْفَل: القبيحُ. وَقَالَ شَمِر: قَالَ الفَرّاءُ: القَبِيحُ: رَأْسُ العَضُد الَّذِي يَلي الذِّراع وَهُوَ أقلّ العِظام مُشاشاً ومُخّاً، ويُقال لِطَرَفِ الذِّرَاع الإبْرَةُ وَأنْشد: حَيْثُ تُلاَقي الإبْرَةُ القَبِيحا وَقَالَ الفرّاءُ: أَسْفَل العَضُد: القَبِيحُ وأعْلاَها الحَسَنُ. وَفِي (النَّوادر) : المُقَابَحَةُ والمُكابَحةُ: المشَاتَمَةُ. روى أَبُو العبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: القبَّاحُ: الدُّبُّ الهَرِمُ. والمَقَابِحُ: مَا يُسْتَقْبَحُ من الأخْلاَق، والمَمَادِحُ: مَا يُسْتَحْسَنُ مِنْهَا. ح ق م حمق، قحم، قَمح، محق: مستعملة. قحم: قَالَ اللَّيْث: قَحَمَ الرّجلُ يَقْحَمُ قُحُوماً. وَفِي الْكَلَام العامِّ: اقْتَحَم وَهُوَ رَمْيُه بِنَفسِهِ فِي نَهرٍ أَو وهْدَة أَو فِي أَمر من غير دُرْبَة.

وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {? لنَّجْدَينِ فَلاَ ? قتَحَمَ} (البَلَد: 11) ثمَّ فسر اقْتِحَامَها فَقَالَ: (فَكَّ رَقَبة أَو أَطْعَمَ) . وقرىء: {? لْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِى يَوْمٍ} (الْبَلَد: 13، 14) وَمعنى فَلَا اقْتَحَمَ العَقَبة أَي فَلَا هُوَ اقتحم الْعقبَة، وَالْعرب إِذا نفت بِلَا فعلا كررتها كَقَوْلِه: {? لْمَسَاقُ فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّى ?} (القِيَامَة: 31) وَلم يُكَرِّرْها هَاهُنَا: لِأَنَّهُ أضمر لَهَا فعلا دلّ عَلَيْهِ سِيَاق الْكَلَام كَأَنَّهُ قَالَ: فَلَا آمَنَ وَلَا اقْتَحَم العَقَبَة، وَالدَّلِيل عَلَيْهِ قَوْله: {مَتْرَبَةٍ ثُمَّ كَانَ مِنَ ? لَّذِينَ} (الْبَلَد: 17) . وَيُقَال: تَقَحَّمَتْ بفلان دابَّتُه وَذَلِكَ إِذا نَدَّتْ بِهِ فَلم يضْبط رَأسهَا، فَرُبمَا طوَّحت بِهِ فِي وهْدَة أَو وَقَصَتْ بِهِ. وَقَالَ الراجز: أقُولُ والنَّاقةُ بِي تَقَحّمُ وَأَنا مِنْهَا مُكْلَئِزٌّ مُعْصِم ويحَكِ مَا اسمُ أُمِّها يَا عَلْكَمُ يُقَال: إِن النَّاقة إِذا تَقَحَّمَتْ براكبها نادَّةً لَا يضبِط رأسَها إِنَّه إِذا سَمّى أُمَّها وقَفَت وعَلْكَم اسْم نَاقَة. وَفِي حَدِيث عليّ ح أَنه وكَّل عبد الله بن جَعْفَر بالخُصُومة وَقَالَ: (إنَّ للخصومة قُحَماً) . قَالَ اللَّيْث: القُحَمُ: العِظامُ من الْأُمُور الَّتِي لَا يَرْكَبُها كلُّ أَحَد، والواحدة قُحْمَة. وَقَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ أَبُو زيد الكلابيُّ: القُحَم: المهالك. قَالَ أَبُو عُبيد: وأصلهُ من التقحم. قَالَ: وَمِنْه قُحْمَةُ الْأَعْرَاب، وَهُوَ أَن تُصيبَهم السَّنَةُ فتُهلكهم، فَذَلِك تَقَحُّمها عَلَيْهِم أَو تَقَحُّمُهُم بلادَ الرِّيفِ. وَقَالَ ذُو الرُّمَّة يصف الْإِبِل وَشدَّة مَا تلقى من السّير حَتَّى تُجْهِضَ أَوْلَادهَا: يُطْرِّحْنَ بالأولاد أَو يَلْتَزِمْنَها عَلَى قُحَمٍ بَين الفَلاَ والمَنَاهِلِ وَقَالَ شمر: كلُّ شاقَ صَعب من الْأُمُور المُعضِلة والحُروب والدُّيون فَهِيَ قُحَمٌ. وَأنْشد لرؤبة: من قُحَم الدَّين وزُهْدِ الأرفاد قَالَ: قُحَمُ الدَّيْنِ: كثرته ومَشَقَّتُه. قَالَ ساعِدَةُ بن جُؤَيَّة: والشيبُ داءٌ نجيسٌ لَا دَوَاء بِهِ للمرء كَانَ صَحِيحا صائبَ القُحَم يَقُول: إِذا تقَحَّمَ فِي أَمر لم يطش وَلم يخطىء، قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِي قَوْله: قومٌ إِذا حَاربُوا فِي حربهم قُحَمُ قَالَ: إقدامٌ وجرأةٌ وتقحُّم، وَقَالَ فِي قَوْله: (معنْ سَرَّه أَنْ يَتَقَحَّم جراثيمَ جَهَنَّم فَلْيَقْضِ فِي الحدِّ) . قَالَ شمر: التَّقَحُّم: التقدُّم والوقُوع فِي أُهْوِيَّة وشِدَّة بِغَيْر رَوِيَّة وَلَا تَثَبُّت. وَقَالَ العجَّاج: إذَا كَلَى واقْتُحم المَكْلِيُّ يَقُول: صُرِع الَّذِي أُصيبت كُلْيَتُه. قَالَ: واقْتَحَم النَّجْمُ إِذا غَابَ وَسقط. وَقَالَ ابْن أَحْمَر: أُراقبُ النَّجْم كَأَنِّي مُولَع بحيثُ يجْرِي النجمُ حَتَّى يَقْتَحم

أَي يسْقط. وَقَالَ جرير فِي التقدّم: هم الحامِلُون الخيلَ حَتَّى تَقَحَّمَتْ قَرابيسُها وازداد موجاً لُبُودُها وَقَالَ اللَّيْث: المَقاحيمُ مِنَ الْإِبِل الَّتِي تَقْتحِم فَتضْرب الشّوْلَ من غير إرْسَال فِيهَا، وَالْوَاحد مِقْحَامٌ. قلت: هَذَا من نعت الفُحُول. والمُقْحَمُ: البعيرُ الَّذِي يُرّبِعُ ويُثني فِي سنة وَاحِدَة: فَتَقْتَحِمُ سنٌّ على سنَ قبل وَقتهَا. يُقَال: أُقْحِمَ البَعِيرُ وَهَذَا قَول الْأَصْمَعِي إِن الْبَعِير إِذا ألقَى سِنَّيْه فِي عَام وَاحِد فَهُوَ مُقْحَم، وَذَلِكَ لَا يكون إلاَّ لابْن الهرِمين. وَقَالَ اللَّيْث: بعيرٌ مُقْحَم. وَهُوَ الَّذِي يُقْحَمُ فِي الْمَفَازَة من غير مُسِيمٍ وَلَا سائق. وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: أَوْ مُقْحَمٌ أَضْعَفَ الإبْطَان حَادِجُه بالأمْس فاسْتَأْخَرَ العِدْلانِ والقَتَبُ قَالَ: شبَّه بِهِ جَنَاحَي الظَّليم. قَالَ: وأعرابيٌّ مُقْحَمٌ: نَشأ فِي البَدْو والفَلَواتِ لم يُزَايلها. والتَّقْحيم: رَمْيُ الفَرَسِ فارِسَه على وَجْهِه وَأنْشد: يُقَحِّمُ الفارِسَ لَوْلا قَبْقَبُه وَفِي صفة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَا تَقْتَحِمُه عَيْن من قِصَر) . قَالَ أَبُو عُبيد: اقْتَحَمَتْه عَيْني إِذا احْتَقَرَتْه، أَرَادَ الواصف أَنه لَا تستصغره العينُ وَلَا تزدريه لقصره، وَفُلَان مُقْحَمٌ أَي ضَعِيف. وكُلُّ شَيْء نُسب إِلَى الضَّعْف فَهُوَ مُقْحَمٌ، وَمِنْه قَول الجَعْدِي: علوْنَا وسُدْنَا سُؤْدَداً غير مُقْحَم وأصل هَذَا كُله من المُقْحَم الَّذِي يتَحَوَّل من سِنِّ إِلَى سِنَ فِي سنة وَاحِدَة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: شيخ قَحْرٌ وقَحْمٌ بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: القَحْمُ: الْكَبِير من الْإِبِل، وَلَو شُبِّه بِهِ الرجلُ كَانَ جَائِزا، والقَحْرُ مثله. وَقَالَ أَبُو العَمَيْثَل الْأَعرَابِي: القَحْمُ الَّذِي أقْحَمَتْه السِّن ترَاهُ قد هَرِم فِي غير أَوَان الهَرَم. قَمح: قَالَ اللَّيْث: القَمْحُ: البُرُّ. قَالَ: وَإِذا جَرَى الدَّقيقُ فِي السُّنْبُل من لَدُنِ الإنضاج إِلَى الاكتناز، تَقول: قد جَرى القمحُ فِي السُّنْبل، وَقد أقْمَحَ البُرُّ. قلت: وَقد أنْضَج ونَضِج، والقَمْحُ لغةٌ شاميّةٌ، وَأهل الْحجاز قد تكلمُوا بهَا. وَقَالَ اللَّيْث: الاقْتِماحُ: أخْذُك الشَّيْء فِي راحتِك ثمَّ تَقْتَمِحهُ فِي فِيك، وَالِاسْم القُمْحَةُ كاللُّقْمَةِ والأُكْلَةِ: قَالَ: والقَمِيحَةُ: اسْم الجُوَارِشِ. قلت: يُقَال: قَمِحْتُ السويقَ أَقْمَحُهُ قَمحاً إِذا سفِفْتَه. أَخْبرنِي بذلك المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي. قَالَ: والقَمِيحَة: السَّفُوفُ من السَّويقِ وَغَيره. اللَّيْث: القُمَّحان: يُقَال: وَرْس. وَيُقَال: زَعْفَران. وَقَالَ أَبُو عُبيد: القُمَّحَانُ: زَبَدُ الخَمْرِ

ويقالُ: طيبٌ. وَقَالَ النَّابِغَة: (يبَيسُ القُمَّحَان مِنَ المَدَام) وَقَالَ اللَّيْث: المُقامِحُ والقامِح من الْإِبِل الَّذِي قد اشْتَدَّ عطَشُه حَتَّى فَتَر لذَلِك فُتوراً شَدِيدا، وبعير مُقْمَح، وَقد قَمَحَ يَقْمَح من شِدَّةِ الْعَطش قُموحاً، وأقمحَه العطشُ فَهُوَ مُقْمَح. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {أَعْن ? قِهِمْ أَغْلَ ? لَا فَهِىَ إِلَى ? لاَْذْقَ ? نِ} (يس: 8) : خاشعون لَا يرفعون أبصارَهم، قلت: كلُّ مَا قَالَه اللَّيْث فِي تَفْسِير القامِح والمُقامِح وَفِي تَفْسِير قوْله: {إِلَى ? لاَْذْقَ ? نِ} فخطأٌ، وَأهل الْعَرَبيَّة وَالتَّفْسِير على غيرِه، فَأَما المُقامِح فإنّ الإيَادِيّ أَقْرَأَنِي لشَمِر عَن أبي عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ: بَعِيرٌ مُقامحٌ وَكَذَلِكَ الناقةُ بِغَيْر هَاء إِذا رَفَع رأسَه عَن الحوضِ وَلم يشرَب. قَالَ وَجمعه قِمَاحٌ. وَقَالَ بِشْر بن أبي خازم يَذْكر سفينة ورُكبانَها: ونحنُ عَلَى جَوانِبها قُعُودٌ نَغُضُّ الطَّرْفَ كالإبلِ القِماح قَالَ أَبُو عُبيد: قَمَحَ البعيرُ يَقْمَحُ قُموحاً وقَمَه يَقْمَه قُموها: إِذا رفع رأسَه وَلم يشرَب المَاء. ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيِّ أَنه قَالَ: التقَمُّحُ: كراهةُ الشُّرْبِ. وَقَالَ الهُذَليّ: فَتى مَا ابنُ الأغَرِّ إِذا شَتَوْنا وحُبّ الزَّاد فِي شَهْرَيْ قُماح رَوَاهُ بضمِّ القافِ قُماح وَرَوَاهُ ابنُ السِّكِّيت فِي شَهْري قِماح بِالْكَسْرِ وهما لُغَتَانِ. وشَهْرا قُماح هما الكانونانِ أشدُّ الشتاءِ بردا: سُمِّيا شهرَي قِماح لكَراهةِ كلِّ ذِي كَبِدٍ شُرْبَ المَاء فيهمَا: وَلِأَن الإبِلَ لَا تشربُ الماءَ فيهمَا إِلَّا تَعْذيراً. وَقَالَ أَبُو زَيد: تَقَمَّحَ فلَان من المَاء: إِذا شرِبَ المَاء وَهُوَ متكاره. وَقَالَ شمر: يُقَال لشَهْرَي قِماح: شَيْبَانُ ومَلْحانُ. وَأما قَول الله جلّ وعزّ: {أَعْن ? قِهِمْ أَغْلَ ? لَا فَهِىَ إِلَى ? لاَْذْقَ ? نِ} (يس: 8) فَإِن سَلَمة روى عَن الْفراء أَنه قَالَ: المُقْمَحُ: الغاضُّ بصرَه بعد رفعِ رأسِه. وَقَالَ الزَّجَّاج: المُقْمَحُ: الرافع رأسَه الغاضُّ بصرَه. قَالَ: وقيلَ للكانونَيْنِ شَهْرا قُمَاح: لِأَن الإبلَ إِذا وَرَدَت الماءَ فيهمَا ترفعُ رؤوسها لشِدَّة بَرْده. قَالَ: وقولُه: {أَعْن ? قِهِمْ أَغْلَ ? لَا فَهِىَ} هِيَ كِنَايَة عَن الْأَيْدِي لَا عَن الأعناقِ لأنَّ الغُلَّ يجعَلُ اليدَ تَلِي الذَّقَنَ والعُنُقَ وَهُوَ مقاربٌ للذَّقن. قلتُ: وَأَرَادَ جلّ وعزّ أنَّ أيديَهم لمّا غُلَّت عِنْد أعناقِهم رَفَعَتِ الأغلالُ أذقانَهم ورؤوسهم صُعُداً كَالْإِبِلِ الرافعةِ رؤوسها. وَقَالَ اللّيثُ: يُقَال فِي مَثَل: (الظَّمَأُ القامحُ خَيرٌ من الرِّيِّ الفاضح) . قلتُ: وَهَذَا خلاف مَا سمِعناه من العربِ، والمسموع مِنْهُم: (الظمأ الفادحُ خَيرٌ من الرِّيِّ الفاضح) وَمَعْنَاهُ العطشُ الشاقُّ خيرٌ من

رِيَ يَفضحُ صاحبَه. وَقَالَ أَبُو عُبيد فِي قَوْل أُمِّ زَرْع: (وعِنده أقولُ فَلَا أُقَبَّحُ وأشربُ فأَتَقَمَّح) أَي أرْوَى حَتَّى أَدَعَ الشربَ من شِدة الرِّي: قلتُ: وأصْلُ التقَمُّح فِي المَاء فاستعارتْه فِي اللَّبن، أَرَادَت أَنَّهَا تَرْوى من اللَّبن حَتَّى ترفع رَأسهَا عَن شُرْبه كَمَا يفعل البعيرُ إِذا كَرِه شُرْبَ المَاء. قَالَ ابْن شُمَيل: إنَّ فلَانا لَقَموح للنَّبِيذ أَي شَرُوبٌ لَهُ وَإنَّهُ لَقَحوف للنبيذ. وَقد قَمَحَ الشرابَ والنبيذَ وَالْمَاء واللَّبَن واقْتَمَحَه وَهُوَ شُرْبه إيّاه. وقَمِح السَّوِيقَ قَمْحاً، وَأما الخبزُ والتّمرُ فَلَا يُقَال فيهمَا: قمِحَ، إِنَّمَا يُقَال الْقَمْح فِيمَا يُسَفّ. محق: قَالَ اللَّيْث: المَحْقُ: النُّقصانُ وذَهابُ الْبركَة. قَالَ: والمَحاقُ: آخر الشَّهْر إِذا امَّحَق الْهلَال. وَأنْشد: يزدادُ حَتَّى إِذا مَا تَمَّ أَعْقَبَهُ كَرُّ الْجَدِيدَيْنِ مِنْهُ ثمَّ يَمَّحِق قَالَ: وَتقول: مَحَقَه الله فامَّحق وامْتَحَق أَي ذهبَ خيرُه وبركتُه. وأَنشد لِرُؤبةَ: بِلالُ يَا ابنَ الأنجُم الأطْلاقِ لَسْنَ بنَحْسَاتٍ وَلَا أَمْحَاقِ قلت: واختلفَ أهل الْعَرَبيَّة فِي اللَّيالِي المحاقِ، فَمنهمْ من جَعَلها الثلاثَ الَّتِي هِيَ آخرُ الشهرِ وفيهَا السِّرارُ وَإِلَى هَذَا ذهب أَبُو عُبيد وَابْن الْأَعرَابِي، وَمِنْهُم من جَعَلها ليْلةَ خمسٍ وستَ وسبعٍ وَعشْرين لِأَن القمرَ يطلُع فِي أخيرِها ثمَّ يَأْتِي الصّبحُ فيَمْحَقُ ضوءَ الْقَمَر، والثلاثُ الَّتِي بعْدهَا هِيَ الدَّآدِىء وَهَذَا قَول الأصمعيّ وَابْن شُمَيل وَإِلَيْهِ ذهب أَبُو الهيْثَم والمبرِّد والرِّياشي، وَهُوَ أصحُّ القولَيْن عِندي. ابْن السّكيت عَن أبي عَمْرو: الإمْحَاقُ: أَن يَهِلك المَال كمَحاقِ الهلالِ وَأنْشد: أَبوك الَّذِي يَكْوِى أُنوفَ عُنُوقِه بأظفارِه حَتَّى أنَسَّ وأَمْحَقَا قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: جَاءَ فِي ماحقِ الصَّيف أَي فِي شدَّةِ حَرِّه. وَقَالَ ساعِدةُ الهُذَليُّ: ظلَّتْ صَوَافِنَ بالأرْزَانِ صادِيَةً فِي ماحِقٍ من نَهَار الصَّيْف مُحْتَدِم وَيُقَال: يَوْم ماحِقٌ: إِذا كَانَ شديدَ الحَرِّ أَي أَنه يَمْحَقُ كلّ شَيْء ويَحْرِقُه وَقد مَحقْتُ الشيءَ أَمْحَقُه. وقَرْنٌ مَحِيقٌ: إِذا دُلِك فَذهب حَدّه ومَلُسَ. وَمن المَحْقِ الخَفي عِنْد الْعَرَب أَن تَلِدَ الإبلُ الذّكورَ وَلَا تِلدَ الإناثَ: لِأَن فِيهِ انقطاعَ النَّسِل وذِهابَ اللَّبَن. وَمن المَحْقِ الخَفِي النَّخْل المُقارَب بينَه فِي الغَرْسِ. وكلُّ شَيْء أبطَلْتَه حَتَّى لَا يبقَى مِنْهُ شيءٌ فقد مَحَقْتَه وَقد أمْحَقَ أَي بَطَلَ. قَالَ الله: {يَمْحَقُ ? للَّهُ ? لْرِّبَو ? اْ وَيُرْبِى ? لصَّدَقَ ? تِ} (البَقَرَة: 276) أَي يَستأْصِل الله الرِّبا فيُذْهِب رَيْعَه وبَركتَهُ. وَقَالَ أَبُو زيد: مَحَقَه الله وأَمْحَقَه وأبَى الأصمعيّ إلاّ مَحَقَه. وَيُقَال: مُحَاقُ الْقَمَر وَمِحاقُه. ومَحَّق فلانٌ بفلان تَمْحِيقاً: وَذَلِكَ أنَّ

الْعَرَب فِي الجاهِلية إِذا كَانَ يَوْمُ المُحاق من الشَّهر، بدَرَ الرجل إِلَى مَاء الرجل إِذا غَابَ عَنهُ فيَنْزِل عَلَيه ويَسْقِي بِهِ مالَه، فَلَا يَزال قَيِّمَ المَاء ذَلِك الشَّهْر ورَبَّه حَتَّى يَنْسَلِخَ، فَإِذا انْسَلَخ كَانَ رَبُّه الأوَّلُ أحَقَّ بِه، وَكَانَت الْعَرَب تَدْعُو ذَلِك المَحِيقَ. أَبُو العبَّاس عَن ابْن الأعْرابيّ قَالَ: المَحْقُ: أَن يَذْهَب الشَّيْء كُلُّه حَتَّى لَا يُرَى مِنْهُ شَيْءٌ، وَمِنْه قَول الله: {يَمْحَقُ ? للَّهُ ? لْرِّبَو ? اْ} أَي يَسْتأْصِلُ الله. حمق: قَالَ اللَّيْث: حَمُقَ الرجلُ يَحْمُقُ حَماقَة وحُمْقاً، واسْتَحْمَق الرجُل إِذا فَعَل فِعْل الحَمْقَى. وامْرأةٌ مُحْمِقٌ: تَلِدُ الحَمْقَى. ويُقال مُحْمِقَةٌ. وَقَالَت امْرَأَةٌ من الْعَرَب: لستُ أُبالي أَن أكون مُحْمِقَهْ إِذا رأيتُ خُصْيَةً مُعَلَّقَهْ وَسُئِلَ أَبُو الْعَبَّاس عَن قَول الشَّاعِر: إِن للحُمْقِ نعْمَةً فِي رِقَابِ الْنَ اسِ تَخْفَى عَلَى ذَوِي الألْبَابِ فَقَالَ: سُئل بعضُ البُلغَاءِ عَن الْحُمقِ فَقَالَ: أَجْودُه خَيْرُه قَالَ: ومَعناه أَن الأحْمَق الَّذِي فِيهِ بُلْغَةٌ يطاوِلُك بحُمْقِه فَلَا تعثُر على حُمْقه إلاّ بعد مِرَاس طَوِيل، والأحْمَق: الَّذِي لَا مُلاَوَمَ فِيهِ ينْكَشف حُمقُه سَرِيعا فتستريح مِنْهُ وَمن صُحبتِه. قَالَ: ومعْنى البيْت مُقَدَّم ومؤخَّر، كَأَنَّهُ قَالَ: إِن للحُمق نعْمَة فِي رِقابِ العُقَلاءِ تَغِيبُ وتَخْفَى على غَيرهم من سَائِر النَّاس لأَنهم أفطَن وأذكَى من غَيره. قَالَ: والأحْمَق: مأخوذٌ من انحماق السوقِ إِذا كسدَت فَكَأَنَّهُ فَسَد عَقلُه حَتَّى كَسد. أَبُو عُبيد عَن الْأَحْمَر: نَام الثَّوْبُ وانحمق إِذا خَلُق. قالَ: وانْحمقَت السّوقُ إِذا كَسَدت. قَالَ: وَقَالَ الْكسَائي: الحُمَاقُ: الجُدَرِيُّ يُقَال منْه رجل مَحْموق. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: انحمق الرجُل إِذا ضَعُفَ عَن الْأَمر. قَالَ: والحَمِق: الْخَفِيف اللِّحية، وَقَالَ غَيره: يُقَال رَجُلٌ أحْمَق وحَمِقٌ بِمَعْنى واحِد. والحُمَيقَاءُ: الجُدَرِيُّ الَّذِي يصيبُ الصِّبيانَ. والبَقْلَةُ الحَمقاءُ: هِيَ الفَرْفَخَةُ. قَالَ: والحَمَاق: نَبْتٌ ذكَرَتْه أمُّ الْهَيْثَم قَالَ: وذَكَر بعضُهم أَن الحَمَقِيق نَبْتٌ. وَقَالَ الْخَلِيل: هُوَ الهَمَقِيق. وَقَالَ اللَّيْث: فَرَسٌ مُحْمِق إِذا كَانَ نِتاجُها لَا يَسبِق. قلت: لَا أَعْرِفُ المُحْمِق بِهَذَا المعْنى. وَقَالَ أَبُو زيد: انْحمق الطَّعام انْحماقاً. ومَأقَ مُؤُوقاً إِذا رَخُص. ابْن السِّكِّيت: يُقَال: لِلَّيَالي الَّتِي يطلُع القمرُ فِيهَا لَيلَه كلَّه فَيكون فِي السَّمَاء وَمن دونِه غَيْمٌ فترَى ضَوْءاً وَلَا ترى قمراً فتَظُن أَنَّك قد أصْبَحْت وَعَلَيْك لَيْل: المُحْمِقات. يُقَال: غَرَّنِي غُرورَ المُحْمِقات. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قالَ: الحُمْق أصلُه

أبواب الحاء والكاف

الكسادُ. وَيُقَال للأَحْمَق: الكاسِد العَقْل. قَالَ: والحُمْق أَيْضا: الغُرور. يُقَال: سِرْنا فِي لَيَال مُحْمِقاتٍ إِذا اسْتَتر الْقَمَر فِيهَا بغَيْم أبْيضَ رَقِيق فيَسير الرَّاكِبُ وَهُوَ يَظُن أَنه قد أصبح حَتَّى يملَّ، قَالَ: وَمِنْه أَخذ اسْم الأحمق لِأَنَّهُ يغرك فِي أول مَجْلِسه بتعاقله، فَإِذا انْتهى إِلَى آخر كَلَامه بيَّن حمقه فقد غَرَّك بِأول كَلَامه. (أَبْوَاب الْحَاء وَالْكَاف ح ك ج: مهمل. ح ك ش حشك، حكش، شحك، كشح: (مستعملات) . حشك: قَالَ اللَّيْث: الحَشَك: تَرْكُكَ الناقةَ لَا تَحْلُبها حَتَّى يجْتَمع لبنُها، فَهِيَ محشوكة. قَالَ: والحَشَك الِاسْم للدِّرَّة المجتمعة وَأنْشد: غَدتْ وَهِي محشوكَةٌ حَافلٌ فراحَ الذِّئارُ عَلَيْهَا صَحِيحا الذِّئَارُ: البَعَر الَّذِي يُلْطَخ بِهِ أَطْبَاءُ النَّاقة لِئَلَّا يؤثِّر الصِّرَارُ فِيهَا. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: الحَشَكُ: الدِّرَّةُ. حَشَكَت النَّاقة تَحْشِك حَشَكاً. وَقَالَ زُهير: كَمَا اسْتَغَاثَ بِسَيْءٍ فَزُّ غَيْطَلَةٍ خَافَ الْعُيُون وَلم يُنْظَرْ بِهِ الحَشَكُ قَالَ ابْن السّكيت: أَرَادَ الحَشْكَ فحركه للضَّرُورَة. أَبُو عبيد عَن الْفراء: حَشَكَ القَوْم وحشدوا بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: حَشَكَتِ النخلةُ إِذا كَثُر حَمْلُها. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: مِن دُعائهم: (اللَّهُمَّ اغْفِر لي قبل حشك النَّفس وأزِّ الْعُرُوق) . قَالَ: الحَشْكُ: النَّزْعُ الشَّديد. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الرِّياحُ الحَوَاشِكُ: الْمُخْتَلفَة، وَيُقَال: الشَّدِيدَة. وَقَالَ أَبُو زيد: حَشَكَتِ الرِّيحُ تَحْشِك حَشْكاً إِذا ضَعُفَت. وَقَالَ غَيره: قَوْسٌ حاشِكٌ وحاشكةٌ إِذا كَانَت مُواتية للرَّامي فِيمَا يُرِيد. وَقَالَ أُسَامَة الْهُذلِيّ: لَهُ أسهمٌ قد طَرَّهُنَّ سَنِينُه وحاشِكةٌ تَمْتَدُّ فِيهَا السَّواعد والحَشْك. النَّزعُ الشَّدِيد. وَيُقَال: أَحْشَكْتُ الدَّابة إِذا أقْضَمْتَها فَحَشِكَتْ أَي قَضَمتْ. حكش: قَالَ ابْن دُرَيْد: رجل حَكِشٌ مثل قَوْلهم حَكِر وَهُوَ اللَّجوجُ والحَكِشُ والعَكِشُ: الَّذِي فِيهِ الْتِوَاءٌ على خَصْمِه. كشح: قَالَ ابْن السّكيت: مرَّ فلانٌ يَشُلُّهم ومرَّ يَشْحَنُهم ومرَّ يَكْشَحُهُم أَي يطردُهم. قَالَ والكاشح: المتولِّي عَنْك بوُدِّه. يُقَال: كَشَحَ عَن المَاء إِذا أَدْبَرَ عَنهُ. أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي: كَشَحَ الرّجلُ وَالْقَوْم عَن المَاء إِذا ذَهَبُوا عَنهُ. وَقَالَ اللَّيْث: الكَشْحُ: مَا بَين الخاصرة إِلَى الضِّلَعِ الْخَلْفِ، وَهُوَ من لَدُن السُّرَّة إِلَى المَتْن، وهما كَشْحان وَهُوَ موقع السَّيْف من المُتَقَلِّد، وَيُقَال: طوى فُلانٌ

كشحَه عَلَى أمرٍ إِذا اسْتمرّ عَلَيْهِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ الذَّاهِبُ الْقَاطِع. يُقَال: طوى عنِّي كَشْحَه. إِذا قِطْعَة وعاداك. وَمِنْه قَول الْأَعْشَى: وَكَانَ طَوَى كَشْحاً وأَبَّ لِيَذّهَبا قلت يحْتَمل قَوْله وَكَانَ طوى كَشْحاً أَي عزم على أمْر واستمرت عزيمته. وَيُقَال: طوى كَشْحاً على ضِغْنٍ إِذا أضْمَرَهُ، وَمِنْه قَول زُهَيْر: وكَان طوَى كَشْحاً على مُسْتَكِنَّةٍ فَلَا هُوَ أبداها وَلم يتقَدَّم وَيُقَال: طوَى كَشْحَه عَنهُ إِذا أعْرَض عَنهُ. أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي: الكاشِحُ: العَدُوُّ المُبْغِضُ. وروى أَبُو نصر عَنهُ: سُمِّي العَدُوُّ كَاشِحاً: لِأَنَّهُ وَلاَّكَ كَشْحَه وَأعْرض عَنْك. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ المُفَضَّل: الكَاشِحُ لصَاحبه مَأْخُوذ من المِكْشَاحِ، وَهُوَ الفأْسُ. والكُشاحَةُ: المُقَاطَعَةُ: وَقَالَ بَعضهم: سُمِّي العَدُوُّ كَاشِحاً لِأَنَّهُ يَخْبَأُ الْعَدَاوَة فِي كَشْحه وَفِيه كبِدُه، والكَبِدُ: بَيْتُ الْعَدَاوَة والبغْضَاءِ: وَمِنْه قيل للعدُوِّ: أَسْوَدُ الكبد كأنَّ الْعَدَاوَة أحرقت كَبِدَه. وَقَالَ الْأَعْشَى: فَمَا أَجَشَمْتُ مِن إتْيَان قومٍ هْمُ الأعداءُ والأكْبَادُ سُودُ وجَمَلٌ مكْشُوحٌ: وُسِم بالكُشَاحِ فِي أسْفَلِ الضُّلوع وإبِلٌ مُكَشَّحَةٌ ومُجَنَّبَةٌ. شحك: اللَّيْث: الشِّحَاكُ والشَّحْكُ. يُقَال: شَحَكْتُ الجَدْي، وَهُوَ عودٌ يُعَرَّضُ فِي فَمِ الجَدْي يَمْنَعُه من الرَّضَاع. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقال لِلْعُوْد الَّذِي يدْخل فِي فَم الفصيلِ لِئَلاَّ يَرْضَع أُمَّه: شِحَاكٌ وحِناكٌ وشِبَامٌ وشِجارٌ، وَقَالَ غَيره: شَحَكَت الدَّابة إِذا أدخلتْ ذَنَبَها بَين رِجْلَيْهَا، وَأنْشد: يأوِي إِذا شَحَكت إِلَى أطْبَائِهَا سَلِبُ العَسِيب كَأَنَّه ذُعْلُوق ح ك ض استُعمل من وجوهه: (ضحك) ضحك: قَالَ اللَّيْث: الضَّحِك: معروفٌ، تقولُ: ضَحِك يَضْحَك ضَحِكاً وَلَو قيل ضَحَكاً لَكَانَ قِيَاساً، لِأَن مصدر فَعِلَ فَعَلٌ. قلت: وَقد جَاءَت أَحْرُفٌ من المصادر على فَعِلَ. مِنْهَا ضَحِكَ ضَحِكاً، وخَنَقَه خَنِقاً، وخَضَف خَضِفاً وضَرِطَ ضرِطاً وسَرَق سَرِقاً، قَالَ ذَلِك الفراءُ وَغَيره. وَقَالَ اللَّيْث: الضُّحْكَة: الشّيءُ الَّذِي يُضْحَك مِنْهُ، قَالَ والضَّحَكَة: الرّجلُ الْكثير الضَّحِك يُعابُ بِهِ. أَبُو عُبيد عَن الْكسَائي رجلٌ ضُحَكةٌ: كَثِيرُ الضَّحك، ورجلٌ ضُحْكَةٌ. يُضْحَكُ مِنْهُ. وَقَالَ اللَّيْث: رجلٌ ضَحَّاك نَعْتٌ على فَعَّال، قَالَ: والضَّحَّاك بن عَدْنَان زَعَمَ ابْنُ دَأْبٍ المَدَنيُّ أَنه الَّذِي يُقَال إِنَّه ملك الأَرْض، وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ المُذْهب وَكَانَت أمه جِنِّيَّة فلحق بالجِنِّ ويتبَدَّى للقُرَّاء، وَتقول العَجمُ: إِنَّه لَمَّا عَمِل السِّحر وَأظْهر الْفساد أُخِذ فشُدَّ فِي جبل

دُنْبَاوَنْد، وَيُقَال: إِن الَّذِي شدَّه أفْرِيذُون الَّذِي كَانَ مسح الدُّنْيَا فبلغت أَرْبَعَة وَعشْرين ألف فَرْسخ. قلت: وَهَذَا كلُّه بَاطِل لَا يؤمِنُ بِمثلِهِ إِلَّا أَحمَق لَا عَقْلَ لَهُ. وَقَالَ اللَّيْث فِي قَول الله جلّ وعزّ: {فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ} (هُود: 71) أَي طَمَثت. قلت: وروى سَلَمة عَن الفَرّاء فِي تَفْسِير هَذِه الْآيَة، لمّا قَالَ رُسُل الله جلّ وعزّ لِعبدِه وخَلِيله إِبْرَاهِيم: {لاَ تَخَفْ} (هود: 70) ضَحِكَتْ عِنْد ذَلِك امرأَتُه وَكَانَت قَائِمَة عَلَيْهِم وَهُوَ قَاعد فضَحِكت فبُشِّرَت بعد الضحِك بإسْحاق وَإِنَّمَا ضَحِكت سُرُورًا بالأمن لِأَنَّهَا خَافت كَمَا خَافَ إِبْرَاهِيم. وَقَالَ بعض أهل التَّفْسِير: هَذَا مُقَدَّم ومؤخَّر، الْمَعْنى فِيهِ عِنْدهم فبَشَّرْنَاها بإسْحاق فَضَحكت بالبِشَارة. قَالَ الفَرّاءُ: وَهُوَ مِمَّا يحْتَملهُ الْكَلَام وَالله أعلم بصوابه. قَالَ الفَرّاءُ: وَأما قَوْلهم فضحِكت: حَاضَت فَلم نَسْمَعهُ من ثِقَة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: سَمِعت أَبَا مُوسَى الحَامِض يسْأَل أَبَا الْعَبَّاس عَن قَوْله (فَضَحِكَت) أَي حَاضت، وَقَالَ: إِنَّه قد جَاءَ فِي التَّفْسِير فَقَالَ: لَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب، والتَّفْسِير مُسَلَّمٌ لأهل التَّفْسِير، فَقَالَ لَهُ: فَأَنت أنشدتنا: تَضْحَكُ الضَّبْعُ لِقَتْلَي هُذَيلٍ وَتَرَى الذِّئْبَ بِهَا يَسْتَهلّ فَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: تَضْحَك هَهُنا تَكْشِر، وَذَلِكَ أَن الذِّئْب ينازعها على الْقَتِيل فتَكْشِر فِي وَجْهه وعِيداً فيتركها مَعَ لحم الْقَتِيل ويَمُر. وَأَخْبرنِي المُنْذِرِي عَن أبي طَالب أَنه قَالَ: قَالَ بَعضهم فِي قَوْله فَضَحِكت: حَاضَتْ. قَالَ: وَيُقَال: إِن أَصله من ضَحَّاك الطَّلْعة إِذا انْشَقَّت. قَالَ: وَقَالَ الأَخْطَلُ فِيهِ بِمَعْنى الْحَيْض. تَضْحَك الضبْع من دِماءِ سُلَيْم إذْ رأَتْها على الحِدَاب تَمور وَكَانَ ابْن عَبَّاس يَقُول: ضحِكَت: عَجِبت من فزع إِبْرَاهِيم. وَقَالَ الكُميْت: وأَضْحَكَتِ الضِّبَاعَ سُيُوفُ سَعْد بِقَتْلَى مَا دُفِنَّ وَلاَ وُدينَا قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: الضَّحِك: الطَّلْع. قَالَ: وَسَمعنَا من يَقُول: أَضْحَكْتَ حَوْضَك إِذا ملأته حَتَّى يفِيض. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: فجَاء بِمزْج لم يَرَ الناسُ مثلَه هُوَ الضَّحْك إِلَّا أَنه عمل النَّحْل قَالُوا: هُوَ العَجَب وَهَذَا يُقَوِّي مَا رُوي عَن ابْن عَبَّاس. وَقَالَ أَبُو إسْحاق فِي قَوْله: {وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ} (هود: 71) يُروَى أنّها ضَحِكت لأنَّهَا كَانَت قَالَت لإِبْرَاهِيم: اضمُمْ لُوطاً ابْن أَخِيك إِلَيْك فإنِّي أَعْلَم أَنّه سَيَنْزِل بهؤلاء الْقَوْم عذابٌ، فَضَحِكَت سُرُوراً لمَّا أَتى الْأَمر على مَا توهَّمَت. قَالَ: فَأَما من

قَالَ فِي تَفْسِير: ضَحِكَت: حَاضَتْ فَلَيْسَ بشيءٍ. قلت: وَقد رُوِي ذَلِك عَن مُجَاهِد وعِكْرِمة فَالله أَعْلم. وَقَالَ اللَّيْث: قَالَ بَعضهم: فِي الضَّحِك الَّذِي فِي بَيت أبي ذُؤَيْبٍ: إِنَّه الثَّلْجُ، وَقيل: هُوَ الشَّهْدُ، وَقيل: هُوَ الزُّبْد. عَمْرو عَن أَبِيه: الضَّحْك والضَّحَّاكُ: وليعُ الطَّلْعَةِ الَّذِي يُؤكل. والضَّحْك: العَسَل. والضَّحْك: النَّورُ. والضَّحْك: المحجَّةُ. والضَّحْك: ظُهُور الثَّنايا من الْفَرح. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال للرجل أربعُ ثنايا وأربُع رُباعيَات وأَرْبعة ضَوَاحِكُ وَالْوَاحد ضَاحِكٌ وثِنْتا عشرةَ رَحًى فِي كل شِقَ سِتُّ وَهِي الطواحنُ ثمَّ النَّواجذُ بعْدهَا وَهِي أَقْصَى الأضْراس. اللَّيْث: الضَّحُوكُ من الطّرق: مَا وَضَح واسْتبان، وَأنْشد: على ضَحُوك النَّقْبِ مُجْرَهِدِّ أَبُو سعيد: ضَحِكاتُ القُلوب من الْأَمْوَال وَالْأَوْلَاد: خِيَارُها الَّتِي تَضْحَكُ القُلوبُ إِلَيْهَا. وضَحِكاتُ كل شَيْء: خِياره. ورأْيٌ ضَاحِكٌ: ظاهِرٌ غير مُلْتَبِسٍ. وَيُقَال: إِن رَأْيك لَيُضَاحِكُ المشكلات أَي تظهر عِنْده المشكلات حَتَّى تُعْرَف. وطريقٌ ضَحَّاك: مُسْتبين. وَقَالَ الفَرَزدق: إِذا هِيَ بالرّكْب العِجالِ تَرَدَّفَتْ نَحَائِزَ ضَحَّاك المَطَالع فِي نَقْب نَحائِزُ الطَّرِيق: جَوادُّه. وبُرْقَةُ ضَاحِك: فِي ديار تَميم، ورَوْضَةُ ضَاحِك بالصَّمَّانِ مَعْرُوفَة. ح ك ص اسْتعْمل من وجوهه: حكص، كحص. حكص: اللَّيْث: الحِكيصُ: المَرْميُّ بالرِّيبَةِ وَأنْشد: فَلَنْ تَرَاني أَبداً حَكِيصا معَ المُرِيبينَ ولَنْ أَلُوصَا قلت: لَا أعرف الحَكِيصَ وَلم أَسْمَعهُ لغير اللَّيْث. كحص: قَالَ: الكاحِصُ: الضَّارِبُ بِرجْلِه. سَلَمَةَ عَن الفَرّاءِ: فَحَص بِرجلِهِ وكَحَصَ بِرجْله. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: كَحَصَ الأثرُ كُحُوصاً إِذا دَثَرَ، وَقد كَحَصَه البِلَى، وَأنْشد: والدِّيَارُ الكَوَاحِص وكَحَص الظَّلِيمُ إِذا مَرّ فِي الأَرْض لَا يُرَى فَهُوَ كاحِص. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الكَحْصُ: نَبْت لَهُ حَبٌّ أَسْود يُشبَّه بعيون الجَرادِ، وَأنْشد فِي صِفَة الدُّرُوعِ: كأنَّ جَنى الكَحْصِ اليبيس قَتيرُها إِذا نُثِلَت سَالَتْ وَلم تَتَجَمّعِ ح ك س حسك، سحك، كسح: (مستعملات) . حسك: قَالَ اللَّيْث: الحسَكُ: نباتٌ لَهُ ثَمر خَشِن يتعلَّقُ بأصواف الغَنَم. قَالَ: وكل ثمَرَة يُشْبهها نَحْو ثَمَرَةِ القُطْب والسَّعْدان

والهَراس فَهُوَ حَسَك، والواحدة حَسَكةٌ، قَالَ: والحَسَكُ من أدوات الْحَرْب رُبما اتُّخِذَ من حَدِيد فَصُبّ حول العَسْكر. وحَسكُ الصَّدْر: حِقْدُ الْعَدَاوَة. يُقَال: إِنَّه لَحَسِكُ الصَّدر على فُلانٍ. قَالَ: والحِسْكِكُ: القُنْفُذُ الضَّخْمُ. أَبُو عبيد: فِي قلبه عَلَيْك حَسِيكةٌ وحَسِيفَةٌ وسخِيمةٌ بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ غَيره: يُقَال للْقَوْم الأشِدّاء: إِنَّهُم لَحَسَكٌ أَمْرَاسٌ، الْوَاحِد حَسَكةٌ مَرِسٌ. سحك: أَخْبرنِي المُنْذري عَن الحَرَّانِي عَن ابْن السِّكِّيت. قَالَ: سَمِعت ابْن الْأَعرَابِي يَقُول: أَسْوَدُ سُحْكُوكٌ وحُلْكُوكٌ. قلت: ومُسْحَنْكَك مثله مُفْعَنْلَلٌ من سَحَك. كسح: اللَّيْث: الكَسْحُ: الكَنْسُ. والكُسَاحَةُ: تُرابٌ مَجموعٌ كُسِحَ بالمِكْسَح. والمُكاسَحَةُ: المُشَارَّةُ الشديدةُ. قَالَ: والكَسَحُ ثِقَل فِي إِحْدَى الرِّجلين إِذا مَشَى جَرّها جَرّاً. ورجلٌ كَسْحَانُ، وَقد كَسِحَ كَسَحاً. وَفِي حَدِيث ابْن عمر أَنَّه ذكر الصَّدَقَة فَقَالَ: هِيَ مَالُ الكُسْحَان والعُوران، واحِدُهُم أَكْسَحُ وَهُوَ المُقْعدُ يُقَال مِنْهُ: كَسِحَ كَسَحاً. وَأنْشد: بَين مخذولٍ كَرِيمٍ جَدُّهُ وخَذُولِ الرِّجْلِ من غير كَسَحْ وَمعنى الحَدِيث: أَنّه كره الصَّدقة إِلَّا لأهْلِ الزَّمَانَةِ، وَأنْشد اللَّيْث بَيْتاً آخَرَ لِلأَعْشَى: وَلَقَد أَمْنَحُ مَنْ عَادَيْتُه كُلَّ مَا يَقْطَعُ من دَاء الكَسَحْ قَالَ: ويروى بالشِّين. وَقَالَ أَبُو سعيد: الكُسَاحُ: من أَدْوَاءِ الْإِبِل، جَمَل مَكْسُوح: لَا يَمْشِي من شِدة الظَّلْع. قَالَ: وعُودٌ مُكَسَّحٌ ومُكشّح أَي مَقشورٌ مُسوًّى. قَالَ: وَمِنْه قَول الطِّرِمَّاح: جُمَالِيَّةٌ تَغْتَالُ فَضلَ جَدِيلها شَنَاحٍ كَصَقْبِ الطائفِيِّ المُكَسَّحِ ويروى المُكَشَّحِ، أَرَادَ بالشَّنَاحِي عُنُقَها لطوله. وَقَالَ أَبُو سعيد: يُقَال: أَتينَا بني فُلانٍ فاكتسحنا مَالهم أَي لم نُبْقِ لَهُم شَيْئا. وَقَالَ المُفضَّلُ: كسَحَ وكَثَحَ بِمَعْنى وَاحِد حكاهُ أَبُو تُرَاب. ح ك ز اسْتعْمل من وجوهه: حَزَكَ، زَحَكَ. حزك: قَالَ الفراءُ: حَزَكْتُه بالحبلِ أحْزِكُه مثل حَزَقْتُه سَواء. قَالَ: وحَزَكه وحَزَقَهُ إذَا شدّه بحبلٍ جَمَع بِهِ يَدَيْهِ ورِجْلَيْه. أَبُو عُبيد: عَن الْأَصْمَعِي: الاحْتِزَاكُ هُوَ الاحْتِزَامُ بالثَّوْبِ. زحك: يُقَال: زَحَكَ فلَان عَنِّي وزحَلَ إِذا تَنَحَّى. قَالَ: رُؤْبَةُ: كَأَنَّهُ إذْ عادَ فِيهَا وَزحَكْ حُمَّى قَطِيفِ الخَطِّ أَوْ حُمَّى فَدَكْ

كَأَنَّهُ يَعْنِي الهَمَّ إذْ عَاد إلَيّ أَوْزحَكَ إِذا تَنَحَّى عَنِّي. ابْن الْفرج عَن عُرَام: أزْحَفَ الرجل وأَزْحَكَ إِذا أعْيَتْ بِهِ دابَّتُه. ح ك ط حكط: يُقَال: كحطَ المطرُ وقَحَطَ. ح ك د حكد، كدح: مستعملان. حكد: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ فِي مَحْكِد صدق ومَحْتِد صِدْق. كدح: اللَّيْث: الكدْحُ: عملُ الْإِنْسَان من الخيْرِ والشَّرِّ يكدَح لنَفسِهِ بِمَعْنى يسْعَى لنَفسِهِ، وَمِنْه قولُ الله جلّ وعزّ: {الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ} (الانشقاق: 6) أَي ناصبٌ إِلَى رَبك نصْباً. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: جَاءَ فِي التَّفْسِير: إِنَّك عاملٌ لِربكَ عملا وَجَاء أَيْضا: ساعٍ إِلَى ربِّك سعياً فملاقِيه. والكَدْحُ فِي اللُّغَة: السَّعْي والدُّؤوبُ فِي الْعَمَل فِي بابِ الدُّنْيَا، وَفِي بَاب الْآخِرَة، وقَالَ ابْن مُقْبل: وَمَا الدهرُ إِلَّا تارتانِ فمنهما أَمُوت وأخرَى أَبْتَغِي العيشَ أكدحُ أَي تَارَة أسعى فِي طلب الْعَيْش وأَدْأَبُ. وَقَالَ اللَّيْث: الكدْحُ: دون الكَدْم بالأسنان. والكدْحُ بِالْحجرِ والحافِر. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (مَنْ سأَلَ وَهُوَ غنِيٌّ جَاءَت مَسْأَلته يَوْم الْقِيَامَة خُدوشاً أَو خُمُوشاً أَو كُدُوحاً) . قَالَ أَبُو عُبيد: الكُدُوحُ: أَثرُ الخُدُوش وكلُّ أَثَرٍ من خَدْشٍ أَو عَضَ فَهُوَ كدْحٌ وَمِنْه قيلَ للحمار الوَحْشِي: مُكدَّح لِأَن الحُمُرَ يَعْضَضْنَه، وَأنْشد: يَمْشونَ حوْلَ مُكَدَّمٍ قد كدَّحَت مَتْنَيْهِ حَمْلُ حَناتِمٍ وقِلالِ وَيُقَال: كدَحَ فُلاَنٌ وَجْه فلَان إِذا مَا عَمِل بِهِ مَا يَشِينُه، وكَدَحَ وَجْهَ أَمْرِه إِذا أفْسَدَه. ح ك ت اسْتعْمل من وجوهه: حتك، كتح. حتك: قَالَ اللَّيْث: الْحَتكُ وَالحَتَكانُ شبه الرَّتَكان فِي المَشْي إِلَّا أَنَّ الرَّتَكانَ للإبِل خاصَّة، والحَتْك للْإنْسَان وغَيْره. أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي: الحَتْك ساكِنُ التَّاء: أَنْ يُقارِبَ الخَطوَ ويُسْرِع رَفْعَ الرِّجْل وَوَضْعها. شَمِر: قَالَ ابنُ حبيب: رجل حَتَكة وَهُوَ القَمِىءُ، وَكَذَلِكَ الحَوْتَكُ والحوْتَكيُّ هُوَ القصيرُ القَريبُ الخَطْوِ، قَالَ: والحاتِكُ: القَطُوفُ العاجزُ قَالَ: والقَطوفُ: القريبُ الخَطْو. وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: لنا وَلكم يَا مَيُّ أَمْسَتْ نِعاجُها يُماشِينَ أُمَّاتِ الرِّئالِ الحوَاتِك وَقَالَ الرَّاجزُ: وساقِيَيْن لم يكُونَا حَتَكا إِذا أَقُولُ وَنَيَا تَمَهَّكا أَي تَمَدَّدا بالدَّلْو. والحَوْتَكُ: الصَّغِير الجِسْم اللَّئيم. كتح: قَالَ اللَّيْث: الكَتحُ: دُون الكَدْحِ من

الْحَصَى. والشيءُ يُصِيبُ الجِلْدَ فيُؤَثِّرُ فِيهِ. وَقَالَ أَبُو النَّجْم يَصِفُ الحَمير: يلتَحْنَ وَجْهاً بالحَصَى مَلْتُوحا ومَرَّةً بِحَافِر مَكْتُوحا وَقَالَ الآخر: فأهْوِنْ بِذِئْب يكْتَحُ الرِّيحُ باسْتِه أَي يضْربهُ الرِّيحُ بالحَصى قَالَ: ومَنْ روى تَكثح الرِّيحُ الثَّاء فَمَعْنَاه تَكْشِف وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: كَتَحَ الدَّبا الأرْضَ إِذا أكل مَا عَلَيْهَا من نَبات أوْ شَجَر. وَأنْشد: لهُمْ أشَدُّ عَلَيْكُم يَوْم ذُلِّكُمُ من الكَواتِح من ذَاك الدَّبا السُّودِ قَالَ: وكَتَحَتْه الرِّيحُ وكَثَحَتْه إِذا سَفَتْ عَلَيْهِ الترابَ. ح ك ظ ح ك ذ: أهملت وجوهها ح ك ث كثح، كحث: مستعملان. كثح: قَالَ اللَّيْث: الكَثْحُ: كَشْف الرِّيح الشَّيْء عَن الشَّيْء. قَالَ: ويَكْثَحُ بالتُّراب وبالْحَصَى أَي يضْرب بِهِ. وَقَالَ المُفَضَّل: كَثَحَ من المَال مَا شَاءَ مثل كسحَ. كحث: قَالَ اللَّيْث: كَحَث لَهُ من المَال كَحْثاً إِذا غرَفَ لهُ منهُ غَرْفاً بيدَيْهِ. ح ك ر حرك، حكر، ركح: مستعملة. حكر: اللَّيْث: الحَكْر: الظُّلْمُ والتَّنَقُّصُ وسُوء العِشْرَةِ. يُقَال: فلَان يَحْكِر فلَانا إِذا أَدْخَلَ عَلَيْهِ مَشَقّة ومَضَرَّة فِي مُعاشَرَته ومُعايَشَته، والنَّعْتُ حَكِر. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الحَكْر: اللِّجاجَة. والحَكْرُ: ادّخارُ الطَّعام للتّرَبُّص. وَقَالَ اللَّيْث: الحَكْرُ: مَا احْتَكَرْت من طَعَام ونَحْوه ممَّا يُؤْكَلُ. وَمَعْنَاهُ الجَمْعُ. وصاحِبُه مُحْتَكِر وَهُوَ احتِباسُه انتِظارَ الغَلاء، وأَنْشَد: نَعَّمَتْها أُمُّ صِدْق بَرَّةٌ وأَبٌ يُكْرِمُها غَيْرُ حَكِرْ ابْن شُمَيل: إنَّهم لَيَتَحَكَّرُون فِي بَيْعهم: ينظُرون ويَتَربَّصُون. وإنَّه لَحَكِر لَا يزَال يحبِس سِلعتَه. والسوق مادَّةٌ حَتَّى يبيعَ بالكثِير من شِدَّة حَكْرِه أَي من شِدة احتباسه وترَبُّصِة. قَالَ: والسوق مَادَّة أَي مُلأى رجَالًا وبيُوعاً. وَقد مدَّت السُّوق تمُدُّ مدّاً. حرك: اللَّيْث: تَقول: حَرَكَ الشيءُ يحرُك حَرَكاً وحَرَكَة وَكَذَلِكَ يتحرَّك وَتقول: قد أعْيا فَمَا بِهِ حَراكٌ. قَالَ. وَتقول: حركْت مَحْركَه بِالسَّيْفِ حَرْكا، والمَحْرَك: مُنتهى العُنُقِ عِنْد مِفْصل الرّأس. والحاركُ: أَعلَى الكاهِل، وَقَالَ لَبيد: مُغْبِطُ الحارِكِ مَحْبُوك الكَفَل أَبُو زَيْد: حَرَكَه بِالسيف حَرْكاً إِذا ضرب عُنقَه قَالَ: والمَحْرَكُ: أَصْلُ العُنُق من أعْلاَها. وَيُقَال لِلْحَارك: مَحْرَك بِفَتْح الرَّاء: وَهُوَ

مَفْصِل مَا بيْن الكاهِلِ والعُنُق ثمَّ الْكَاهِل: وَهُوَ بَين المَحْرَك والمَلْحاء، والظَّهْرُ: مَا بَين المَحْرَك إِلَى الذَّنَب. وَقَالَ اللَّيْث: الحَرَاكِيكُ هِيَ الحَرَاقِفُ وَاحِدهَا حَرْكَكَة. ثَعْلَب عَن ابْن الأَعرابِي: حَرَكَ إِذا منع من الحَقّ الَّذِي عَلَيْهِ. وحَرِكَ إِذا عُنَّ عَن النِّساء. والحَرِيكُ: العِنِّين. وَقَالَ الفرّاء: حَركْتُ حَارِكَه: قَطَعْتُه فَهُوَ مَحْرُوك، ورُوِي عَن أَبِي هُرَيْرَة أَنَّهُ قَالَ: (آمَنْتُ بِمُحرِّف القُلُوبِ) ورَوَاهُ بَعْضُهم آمَنْتُ بمُحَرِّك القُلُوبِ، قَالَ الفرّاء: المُحَرِّفُ: المُزِيل، والمُحَرِّكُ: المُقَلِّب، وَقَالَ العَبَّاس: والمُحَرِّكُ أجْوَدُ لأَنَّ السُّنَّة تُؤيِّدُه: (يَا مُقَلِّب القُلُوب) . ركح: أَبُو عُبَيْد عَن الأُمَوِيّ: أركَحْتُ إِلَيْهِ أَي اسْتَنَدْتُ إِلَيْهِ. وَقَالَ الْفراء: لَجَأْتُ إِلَيْهِ. اللَّيْث: الرُّكْحُ: رُكْن من الجَبَل مُنِيفٌ صَعْبٌ، وَأنْشد: كأنَّ فاهُ واللِّجَامُ شَاحِي شَرْجَا غَبِيطٍ سَلِسٍ مِرْكاحِ أَي كَأَنَّهُ رُكْح جَبَل. قلت: والمِرْكاحُ من الأقْتاب غَيْر مَا فَسَّرَه اللَّيْثُ. أقْرَأنِي الإيادِيُّ لأَبي عُبَيْد عَن الأصْمَعِي قَالَ: المِرْكاح: القَتَب الَّذِي يَتَأخَّر فَيكون مَرْكَبُ الرَّجُل فِيهِ على آخِرةِ الرَّحْل، وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح. شَمِر عَن ابْن الْأَعرَابِي: رُكْحُ الْجَبَل: جانِبه وحرْفُه، ورُكْحُ كلِّ شَيْء: جانبُه. وَيُقَال: أركحْتُ ظَهْري إِلَيْهِ أَي ألْجأْت ظَهْري إِلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو كَبِيرٍ الهُذَلِيّ: وَلَقَد نُقِيمُ إِذا الخُصوم تنَافَدُوا أحلامَهم صَعَر الخَصيم المُجْنِفِ حَتَّى يظلَّ كأنَّه مُتَثَبِّت بُركُوحِ أمْعَزَ ذِي رُيودٍ مُشْرف قَالَ: مَعْنَاهُ يظَلُّ من فَرَقي أَن يتكلَّم فيُخطىءَ ويزلّ كَأَنَّهُ يمشي بِرُكْح جبل: وَهُوَ جانبُه وحرْفه فيخافُ أَن يزِلَّ ويسقُط. وَقَالَ أَبُو خَيْرة: الرَّكْحاءُ: الأرضُ الغلِيظة المُرْتفعة. وَفِي الحَدِيث: (لَا شُفعةَ فِي فنَاء وَلَا طَريق وَلَا رُكْح) . قَالَ أَبُو عُبيْد: الرُّكْحُ: ناحيةُ البيْت من ورائِه، وَرُبمَا كَانَ فضَاءً لَا بِناءَ فِيهِ. وَقَالَ القُطَامِيُّ: أما ترى مَا غَشِيَ الأرْكاحَا وَقَالَ ابنُ ميَّادة: ومُضَبَّر عَرِد الزِّجاجِ كأنَّه إرَمٌ لِعَادَ مُلَزَّزُ الأرْكاح وإرَم: قبر عَلَيْهِ حِجَارَة. ومُضَبَّر يَعْنِي رأسَهَا كَأَنَّهُ قبْر. والأرْكاح: الآساس والأركانُ والنَّواحي. قَالَ: وَرَوَاهُ بعْضُهم: أَلا تَرَى مَا غَشِيَ الأكْراحا قَالَ: وَهِي بيُوت الرُّهْبان قُلت: وَيُقَال لَهَا: الأُكْيَراحُ، وَمَا أَرَاهَا عربيَّة. أَبُو عُبيد عَن أبي عُبيْدة: الرُّكْحة: البقِيَّة من الثَّرِيد تبْقى فِي الجفْنة، وَمِنْه قيل للجَفنة المُرْتَكِحة إِذا اكْتَنَزَت بِالثَّريد.

وَيُقَال: إنَّ لفُلَان ساحةً يتَرَكَّحُ فِيهَا أَي يَتوسَّع. وَفِي النودار: تَرَكَّح فلَان فِي المعِيشة إِذا تَصَرّف فِيهَا. وتَرَكَّح بِالْمَكَانِ تَلبَّث بِهِ. وركَحَ الساقي على الدَّلْوِ إِذا اعْتَمد عَلَيْهَا نَزْعاً، والرّكْحُ: الاعْتماد. وأنْشَدَ الأصْمَعِيّ: فصادفْتَ أهْيَفَ مثل القِدْحِ أجْرَدَ بالدَّلْو شَديد الرّكْحِ ح ك ل حكل، حلك، كلح، كحل، لحك، لكح: مستعملات. كحل: قَالَ الليْث: الكُحْل: مَا يُكْتَحل بِهِ. والمِكْحال: المِيلُ تُكْحلُ بِهِ العيْنُ من المُكْحُلة. وَقَالَ ابْن السّكيت: مَا كَانَ على مِفْعَل ومِفْعَلة مِمَّا يُعتمَل بِهِ فَهُوَ مكسور الْمِيم مثل مِخْرز ومِبضع ومِسلّة ومِرْدَعة ومِخلاة إلاَّ أَحْرفاً جاءتْ نَوَادِر بضمِّ الْمِيم وَالْعين وَهِي: مُسْعُط ومُنْخُل ومُدْهُن ومُكحُلة ومُنْصُل. وَقَالَ اللَّيْث: الكَحَل: مصدر الأكْحَل والكَحْلاء من الرِّجَال وَالنِّسَاء: وَهُوَ الَّذِي يعلُو مَنابتَ أَشْفَاره سوادٌ خِلقة من غير كُحْل وَأنْشد: كَأَن بهَا كُحْلاً وَإِن لم تُكَحَّلِ والأكحلُ: عِرْقُ الْيَد يسمَّى أكحَلاً وَفِي كلِّ عُضْو مِنْهُ شُعبة لَهُ اسْم على حِدةٍ، فَإِذا قُطع فِي الْيَد لم يرقأ الدَّمُ. قَالَ: والكَحْل: شِدة المَحْل، يُقَال: أَصَابَهُم كَحْل ومَحْل. أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: صَرَّحَت كَحْلُ غَير مُجْرًى، وكَحَلَتهم السنون. وَأنْشد: قومٌ إِذا صرَّحَتْ كَحْلٌ بيوتُهم مأْوَى الضَّرِيكِ ومأْوَى كلِّ قُرضوبِ فأجراه الشَّاعِر لِحَاجَتِهِ إِلَى إجرائه. ثَعْلَب عَن سَلَمة عَن الْفراء: اكتَحَل الرجل إِذا وَقع فِي شِدة بعد رخاء. اللَّيْث: الكُحَيْل: ضرب من القَطِران. أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: الكُحَيْل: الَّذِي يُطلَى بِهِ الْإِبِل للجرَب هُوَ النِّفْط. قَالَ: والقَطِران إِنَّمَا هُوَ للدَّبَر والقِرْدان. وَقَالَ الْفراء: يُقَال: عَيْن كَحِيل بِغَيْر هَاء: مكحولة. والكحلاء: نَبْتٌ من العُشب معروفٌ. أَبُو عُبيد: يُقَال لفُلَان كُحْل وَلفُلَان سَوادٌ أَي مَال كثير. قَالَ: وَكَانَ الأصمعيّ: يتأوَّلُ فِي سَواد الْعرَاق أَنه سُمي بِهِ للكثرة. وَأما أَنا فأحسبُه للخُضْرة. وَمن أَمْثَال الْعَرَب الْقَدِيمَة قولُهم فِي التَّساوِي (باءَتْ عَرَارِ بكَحْل) وهما بقرتانِ كَانَتَا فِي بني إِسْرَائِيل وَقد مر تفسيرُهما. حكل: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: فِي لِسَانه حُكْلَة: أَي عُجْمة وَقد أَحكَل الرجل على القَوْم إِذا أَبَّرَ عَلَيْهِم شرّاً. وَأنْشد: أَبَوْا على النَّاس أبَوْا فأحْكَلوا تأْبَي لَهُم أُرُومة وأوَّلُ

يبْلَى الحديدُ قبلهَا والجَنْدَلُ سَلَمة عَن الْفراء قَالَ: أَشْكَلت عَلَيَّ الأخبارُ وأَحْكلَت وأعْكلَتْ واحْتكلَتْ أَي أشكلَتْ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: حَكَل وأَحْكل وعَكل وأَعْكَل واعْتكل واحْتكَل بِمَعْنى وَاحِد. أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: فِي لسانِه حُكلَةٌ أَي عُجمةٌ. وَقَالَ شمر: الحُكلُ: العُجمُ من الطُّيُور والبهائم. وَقَالَ رؤبة: لَو أنني أُعْطِيتُ عِلمَ الحُكْلِ عِلْمَ سلَيمان كلامَ النَّمل ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الحاكِل: المُخمِّن. لحك: قَالَ اللَّيْث: اللَّحْك: شدَّة لأْم الشَّيْء بالشَّيْء. تَقول: لُوحِكَت فَقار هَذِه النَّاقة. أَي دُوخِل بعضُها فِي بعض، والملاحَكة فِي البُنيان وَغَيره ملاءَمة. وَقَالَ الْأَعْشَى يصف نَاقَة: ودَأْيَاً تَلاحَك مثل الفُؤو س لاَحَمَ فِيهِ السَّليلُ الفَقَارا ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: لَحِكَ العسلَ يلْحَكه إِذا لَعِقه. وَأنْشد: كَأَنَّمَا ألحَك فَاه الرُّبا وَسمعت الْعَرَب تَقول: الدابَّة تكونُ فِي الرمل تشبه السَّمكة البَيْضاء كَأَنَّهَا شَحْمة مُشربة حُمْرة فَإِذا أحَسَّت بِإِنْسَان دارت فِي مَكَانهَا وَغَابَتْ. وَيُقَال لَهَا: بِنْت النَّقَا وَيُشبه بهَا بَنانُ العذارَى، وَتسَمى الحُلَكة واللُّحَكة، وَرُبمَا قَالُوا لَهَا اللُّحَكاء وَيُقَال لَهَا الحُلَكاء. أَبُو عُبيد عَن أبي عَمْرو قَالَ: المُتلاحِكة: النَّاقة الشديدةُ الخَلْق، والمحبوكة مِثلُها لِأَنَّهَا أُدْمِجَت إدماجاً. حلك: قَالَ اللَّيْث: الحَلَك: شدَّة السّوادِ كلَون الغُرابِ. تَقول: إِنَّه لأشدُّ سواداً من حَلَك الغُراب. وَيُقَال للأسود الشَّديد السوَاد: حالكٌ وحُلْكوك، وَقد حَلَك يحلُك حُلوكا. ابْن السكت عَن ابْن الْأَعرَابِي: أسْوَد حالك وحانِك ومُحْلَوْلك. وأسْودُ مثلُ حَلَكِ الغُراب وحَنكِ الْغُرَاب، وحُلْكوك ومُحْلَنْكك، والحُلَك: دابَّة قد مرَّ تفسيرُها. كلح: اللَّيْث: الكُلوح: بُدوّ الْأَسْنَان عِنْد العبوس، وَقد كلَح كُلوحاً، وأكلَحَه الأمرُ وَقَالَ الله: {تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} (الْمُؤْمِنُونَ: 104) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: الكالحُ: الَّذِي قد قَلَصَت شَفَتُه عَن أَسْنَانه نَحْو مَا ترى من رُؤُوس الغَنم إِذا بَرَزت الأسنانُ وتشمَّرَتِ الشِّفاه. قلت: وَفِي بَيْضاء بني جَذِيمة ماءٌ يُقَال لَهُ كلح وَهُوَ شَروب عَلَيْهِ نَخل بَعْل قد رَسَخَتْ عروقُها فِي المَاء. ودَهْر كالِح وكُلاح: شَدِيد. وَقَالَ لبيد: وعِصْمةً فِي السَّنَة الكُلاح وسَنةٌ كَلاحِ على فَعَالِ بِالْكَسْرِ إِذا كَانَت مُجْدبة. وسمِعْتُ أعرابيّاً يَقُول لجمل رَغُوَ قد كَشَّر عَن أنيابه: (قَبَحَ الله كلَحَته) . يَعْنِي فَمَه

وأنيابَه. وَقَالَ أَبُو زيد: تَكَلَّحَ البرْقُ تَكلُّحا وَهُوَ دوامُ برقِه واسْتِسْراره فِي الغَمامة البَيْضاء وَهَذَا مثل قَوْلهم: تَكلَّح إِذا تبسَّم، وتبسَّمَ البرْقُ مثلُه. لكح: ابْن دُريد: لَكَحَه يلكَحُه لكحاً إِذا ضربَه بيدِه شَبيهٌ بالوَكْز. وَأنْشد: يَلْهَزُه طَوْراً وطَوْراً يَلكَحُ حَتَّى تراهُ مائلاً يُرَنَّح ح ك ن حنك، نكح: (مستعملات) . نكح: قَالَ اللَّيْث: تَقول: نكحَ فلَان امّرأة يَنكِحُها نِكاحاً إِذا تزوَّجَها، ونكَحَها إِذا باضَعَها ينكِحُها أَيْضا، وَكَذَلِكَ دَحَمَها وخَجَأَها وَقَالَ الْأَعْشَى فِي نَكَحَ بِمَعْنى تزوَّج: وَلَا تَقَرَبَنَّ جَارة إنَّ سِرَّها عَلَيْك حرامٌ فانكِحَن أَو تأَبَّدَا قَالَ: وامرأةٌ ناكحٌ بِغَيْر هَاء: ذاتُ زَوْج. وَأنْشد: أحاطت بخُطَّاب الأيامَى فَطُلِّقت غداتَئِذٍ مِنْهُنَّ مَن كَانَ ناكحا وَيجوز فِي الشّعْر ناكحة. وَقَالَ الطِّرِماح: ومِثلُكَ ناحت عَلَيْهِ النسا ءُ من بَينِ بِكْرٍ إِلَى ناكحه قَالَ: وَكَانَ الرجل يأتى الحَيَّ خاطباً فَيقوم فِي نادِيهم فَيَقُول: خِطْبٌ أَي جِئْت خاطباً، فَيُقَال لَهُ: نِكْحٌ أَي قد أنكَحْناك. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {الزَّانِى لاَ يَنكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لاَ يَنكِحُهَآ إِلاَّ زَانٍ} (النُّور: 3) تأوِيلُه لَا يتزوجُ الزَّانِي إِلَّا زَانِيَة وَكَذَلِكَ الزَّانِيَة لَا يتزَوَّجُها إِلَّا زانٍ. وَقد قَالَ قوم: معنى النِّكاح هَاهُنَا الْوَطْء، فَالْمَعْنى عِنْدهم الزّاني لَا يطَأ إِلَّا زَانِيَة، والزانيةُ لَا يَطَؤُهَا إلاّ زانٍ، قَالَ: وَهَذَا القَوْل يَبْعُد، لِأَنَّهُ لَا يُعرفُ شيءٌ من ذِكْر النِّكاح فِي كتاب الله إِلَّا على معنى التَّزْوِيج. قَالَ الله تَعَالَى: {وَأَنْكِحُواْ الأَيَامَى مِنْكُمْ} (النُّور: 32) . فَهَذَا تزوِيجٌ لَا شكَّ فِيهِ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {بِاللَّهِ وَكِيلاً ياأَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن} (الأحزَاب: 49) فَأعْلم أنَّ عقد التَّزْوِيج يُسمى النِّكاح، وأكثرُ التَّفْسِير أَن هَذِه الْآيَة نزلت فِي قوم من الْمُسلمين فُقَرَاء بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ بهَا بَغَايا يَزْنين ويأخُذْن الأُجْرة فأرادُوا التزوُّج بِهن وعَوْلَهن فَأنْزل الله تَحْرِيم ذَلِك. وَيُقَال: رجل نُكَحَةٌ إِذا كَانَ كثير النِّكاح. قلت: أصلُ النِّكاح فِي كَلَام الْعَرَب الوطْء، وَقيل للتزوُّج نِكاح لِأَنَّهُ سببُ الْوَطْء المُباح. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال إِنَّه لنُكَحَة من قوم نُكَحاتٍ إِذا كَانَ شَدِيد النِّكاح. وَيُقَال: نَكَحَ المطَرُ الأرضَ إِذا اعْتَمد عَلَيْهَا. ونَكَحَ النّعاسُ عَيْنه وناكَ المطرُ الأَرْض. وناكَ النعاسُ عينَه إِذا غلب عَلَيْهَا. حنك: يُقَال: أَسْود حانِكٌ وحالِكٌ أَيْ شَديدُ السَّوادِ. وحَنَكُ الغُراب منقارُهُ.

والحَنَك: الْجَمَاعَة من الناسِ ينتجِعون بَلَدا يَرْعَوْنه. يُقَال: مَا ترك الأحْنَاكُ فِي أَرْضِنا شَيْئا يَعْنُون الْجَمَاعَات الْمَارَّة. وَقَالَ أَبُو نُخَيْلَة: إِنَّا وكُنَّا حَنَكاً نَجْدِيّا لمَّا انْتَجَعْنا الوَرَقَ المَرْعِيَّا فَلم نجد رُطْباً وَلَا لَوِيّا ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ: الحَنَكُ: الأسفَلُ، والفُقْمُ: الأعْلَى مِن الْفَم. يُقَال: أَخذ بفُقْمِه. وَقَالَ اللَّيْث: الحَنَكانِ للأعْلى والأسفل. فَإِذا فَصَلُوهُما لم يكادوا يَقُولُونَ للأعْلَى حَنَك. وَقَالَ حُمَيْدٌ يصف الفيلَ: فالحَنَكُ الأعْلى طُوالٌ سَرْطَمُ والحَنَكُ الْأَسْفَل مِنْهُ أَفْقَمُ يُرِيد بِهِ الحَنَكَيْنِ. وَقَول الله جلّ وعزّ: {لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً} (الإسرَاء: 62) . قَالَ الْفراء: يَقُول: لأسْتَوْلِيَنَّ عَلَيْهِم إِلَّا قَلِيلا، يَعْنِي المعصومين. وَقَالَ مُحَمَّد بنُ سَلاَّم: سألتُ يونُسَ عَن هَذِه الْآيَة فَقَالَ: يُقَال: كَأَن فِي الأَرْض كَلأً فاحتنَكه الجَرادُ أَي أَتَى عَلَيْهِ. وَيَقُول أحَدُهُم: لم أجد لِجاماً فاحْتَنَكتُ دَابَّتِي أَي ألقيتُ فِي حَنَكها حَبْلا وقدته بِهِ. وَقَالَ الْأَخْفَش فِي قَوْله تَعَالَى: {لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ} . قَالَ: لأستأصِلَنَّهُم ولأستَمِيلَنَّهُمْ. واحتنَك فلانٌ مَا عِنْد فلانٍ أَي أَخذه كُله. وَأَخْبرنِي المُنذرِيُّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أنْشدهُ لزَبَّان بن سَيَّار الفزَاري: فَإِن كنتَ تُشْكَى بالجِماحِ بن جَعْفَر فإنَّ لدَينا مُلْجِمِينَ وحانِك قَالَ تُشْكى: تُزَنّ. وحانك: مَن يدقّ حنَكه باللِّجَام. سَلَمةُ عَن الْفراء: رجل حُنُك وَامْرَأَة حُنُكَة إِذا كَانَا لبيبَين عاقلين. وَقَالَ: رجل مُحَنَّك وَهُوَ الَّذِي لَا يُسْتقلُّ مِنْهُ شَيْء مِمَّا قد عضَّته الْأُمُور. والمُحْتَنِك: الرجل المتناهِي عقلُه وسِنُّه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الحُنُك: العُقلاء. والحُنُك: الأكَلَة من النَّاس. والحُنُك: خشب الرَّحْل. قلت: الحُنُك: العقلاءُ، جمع حَنِيكٍ. يُقَال: رجل مَحْنوك وحَنِيك ومُحْتَنِك، ومُحْتَنَك إِذا كَانَ عَاقِلا. وَقَوله: الحُنُك: الْأكلَة من النَّاس جَمْع حانك وَهُوَ الآكِلُ بحَنَكه. وَأما الحُنُك: خشب الرّحْل فجَمْع حِناكٍ. أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي يُقَال للقِدَّةِ الَّتِي تَضُمُّ العَرَاصيفَ: حُنْكة وحِناك. اللَّيْث: يُقَال حَنَكَتُه السِّن إِذا نَبتَت أسنانُه الَّتِي تسمى أَسْنَان الْعقل. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: جرَّذَه الدَّهْر ودَلَكَه ووَعَسَه وحَنَّكه وعَرَكه ونَجَّذَه بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ اللَّيْث: يَقُولُونَ: هم أهل الحُنْك والحِنْك والحَنَك والحُنْكة أَي أهل السن

باب الحاء والكاف مع الفاء

والتجارب. قَالَ: والتَّحْنيك: أَن تُحَنَّك الدابةَ: تَغرِز عوداً فِي حَنَكه الْأَعْلَى أَو طرَف قرن حَتَّى يُدْميه لحَدَثٍ يحدث فِيهِ. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ يُحنِّك أَوْلَاد الْأَنْصَار. قَالَ: والتَّحْنِيك أَن يَمْضُغ التَّمْر ثمَّ يَدْلِكه بحَنك الصبيّ داخلَ فِيهِ، يُقَال مِنْهُ حَنَّكْتُه وحَنَكتُه فَهُوَ مَحْنوك ومُحَنَّك. قَالَ ذَلِك شَمِر. وَيُقَال: اسْتَحْنك الرجل إِذا اشْتَدَّ أكْله بعد قِلَّة. والحِناك: وثاق يُرْبَط بِهِ الْأَسير وَهُوَ غلٌّ كلما جُذِب أصَاب حَنَكه. وَقَالَ الرَّاعِي يَذكر رجلا مأسوراً: إِذا مَا اشْتَكَى ظُلْمَ الْعَشِيرَة عَضَّه حِناكٌ وقَرّاصٌ شَدِيد الشكائم وَقَالَ أَبُو سعيد: يُقَال: أحنَكهم عَن هَذَا الْأَمر إحناكا وأحكمَهم أَي رَدَّهم. قَالَ: والحَنَكة: الرابية المشرفة من القُفِّ يُقَال: أَشرِف على هاتيك الحنكة، وَهِي نَحْو الفَلَكَة فِي الغِلَظ. وَقَالَ أَبُو خيرة: الحَنَك: آكام صغَار مُرْتَفعَة كرِفعةِ الدّار المرتفعة، وَفِي حجارتها رَخاوة وبياضٌ كالكَذَّان. وَقَالَ النَّضر: الحَنَكة: تَلٌّ غليظ وَطوله فِي السَّمَاء على وَجه الأَرْض مثل طول الرَّزن وهما شيءٌ وَاحِد. (بَاب الْحَاء وَالْكَاف مَعَ الْفَاء) ح ك ف اسْتعْمل من وجوهه: كفح، كحف، حكف. كفح: قَالَ اللَّيْث: المُكافَحَة: مُصادَفَة الوَجْه مُفاجأة وَأنْشد: أَعاذِلَ مَنْ تُكْتَبْ لَهُ النّارُ يَلْقَهَا كِفاحاً ومَنْ يُكْتَب لَهُ الخُلْدُ يَسْعَد قَالَ وَتقول فِي التَّقْبِيل: كافَحَها كِفاحاً غَفْلَةً وِجاهاً. قَالَ: المُكافَحَةُ فِي الحَرْبِ: المضارَبَة تِلْقاءَ الوُجُوه. وَفِي حَدِيث أبي هُرَيرة أنَّه سُئِل: أَتُقَبِّلُ وَأَنت صَائِم؟ فَقَالَ: نعم وأَكْفَحُها، وَبَعْضهمْ يَرْويه وأَقْحَفُها. قَالَ أَبُو عُبَيْد: مَنْ رَوَاهُ أَكْفَحُها أَرَادَ بالكَفْح اللِّقاءَ والمُباشرة لِلْجِلْد. وكلّ مَنْ واجَهْتَه ولَقيته كَفَّةَ كَفَّة فقد كافَحْتَه كِفاحاً ومُكافَحَة. وَقَالَ ابْنُ الرِّقاع: تكافِحُ لَوْحاتِ الهَواجِر والضُّحَى مكافَحَةً للمَنْخَرَيْنِ ولِلْفَم قَالَ: ومَنْ رَوَى أَقْحَفُها أَرادَ: شُرْبَ الرِّيق. من قَحَفَ الرجلُ مَا فِي الْإِنَاء إِذا شَرِبَ مَا فِيهِ. أَبُو عُبَيد عَن الْكسَائي: لقِيتُه كِفاحاً أَي مُواجَهَة. وَقَالَ شمر: كَفِحَ فلانٌ عَنِّي أَي جَبُن. والمُكافحة: المُواجهة بضَرْب أَو بِشيء. تَقول: كافَحْتُ فلَانا بالسَّيف أَي واجَهْتُه. وكافَحْتُه أَي قبَّلْتُه. وأَكْفَحْتُه عَنِّي أَي رَدَدْتُه وجَبَّنْتُه عَن الإقْدامِ عَلَيّ. أَبُو عُبَيد عَن الفَرَّاء: كفَحْتُه بالعَصا بِالْحَاء أَي ضَرَبتُه. وَقَالَ شَمِر: الصّوابُ كفَخْته بِالْخَاءِ. قلت أَنا: كفَحْتُه بالعصا والسَّيْف

إِذا ضربْتُه مُواجَهَة، صَحِيحٌ، وكَفَخْتُه بالعصا إذَا ضَرَبْتَه لَا غير. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: أكْفَحْتُ الدَّابَّة إِذا تَلَقَّيْتَ فاهَا باللِّجام تَضْربُه بِهِ، وَهُوَ من قَوْلهم: لَقِيتُه كِفاحاً أَي اسْتَقْبَلْته كَفَّة كَفَّة. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: كَفَحْت الشيءَ، وكَثَحْتُه إِذا كشفت عَنهُ غِطاءه. وَقَالَ ابْن شُمَيلٍ فِي تَفْسِير قَوْله: (أَعْطَيْت مُحَمَّدًا كفاحاً أَي كثيرا من الْأَشْيَاء من الدُّنْيَا والآخِرَة. وَفِي (النَّوَادِر) : كَفْحَةٌ من النَّاس وكَثْحَةٌ أَي جَماعة ليْسَت بِكَثِيرَة. حكف: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو عَمْرو عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الحُكوفُ: الاسْتِرْخاءُ فِي العَمَل. كحف: أهمله اللَّيْث: وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: الكُحوفُ: الأعْضاء وَهِي القُحُوف. ح ك ب حبك، كحب، كبح: (مستعملات) . حبك: قَالَ اللَّيْث: حَبَكْتُه بالسّيْف حَبْكا وَهُوَ ضَرْب فِي اللَّحْم دُونَ العَظْم. ابْن هانىء عَن أبي زيد: يُقَال حَبَكْتُه بالسَّيْف حَبْكاً إِذا ضَرَبْتَه بِهِ. اللَّيْث: إنَّه لمَحْبوكُ المَتْن والعَجُز إِذا كَانَ فِيهِ اسْتِوَاء مَعَ ارتِفَاع، وَأنْشد: على كُل مَحْبوك السَّرَاةِ كأَنَّه عُقابٌ هَوَتْ من مَرْقَبٍ وتَعَلَّتِ وَقَالَ غَيره: فرسٌ مَحْبوكُ الكَفَلِ أَي مُدْمَجُه. قَالَ لبيد: مُشْرِفُ الحارِكِ مَحْبوكُ الكَفَل وَقَالَ الفرّاء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {لَوَاقِعٌ وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الْحُبُكِ} (الذّاريَات: 7) . قَالَ: الحُبُك: تَكسُّر كلِّ شَيْء كالرَّمْلة إِذا مَرَّت عليْهَا الرِّيحُ الساكنةُ وَالْمَاء القَائم، والدِّرْع من الحَدِيد لَهَا حُبُك أَيْضا. قَالَ: والشَّعْرَةُ الْجَعدة تكسُّرها حُبُك، وَوَاحِدُ الحُبُك حِباك وَحَبِيكَةٌ. وروى الثورِيُّ عَن عطَاء عَن سَعيد بن جُبَيْر عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: {لَوَاقِعٌ وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الْحُبُكِ} (الذّاريَات: 7) : ذَات الخَلْق الْحسن. قَالَ أَبُو إِسْحَاق: وَأهل اللّغة يَقُولُونَ: ذَات الطرائق الْحَسَنَة. قَالَ: والمَحْبوك: مَا أُجيد عَمَلُه. وَقَالَ شَمِر: دابّة مَحْبوكَة إِذا كَانَت مُدْمَجَة الخَلْق. وَقَالَ اللَّيْث: الحِبَاكُ: ربَاطُ الحظيرة بقصبات تُعَرَّضُ ثمَّ تُشَدّ. تَقول: حَبَكْتُ الحَظِيرَةَ كَمَا تُحْبَك عُرُوش الكرْم بالحِبَالِ. قَالَ: وحَبِيكُ البَيْضِ للرأس: طرائق حَدِيده، وَأنْشد: والضارِبُون حَبِيكَ البَيْضِ إذْ لَحِقُوا لَا يَنْكُصُون إِذا مَا استُلحِمُوا وحَموا وَكَذَلِكَ طَرائِقُ الرَّمْلِ مِمَّا تَحْبكه الرِّيَاحُ إِذا جَرَت عَلَيْهِ. ورُوِي عَن عائِشَة أنَّها كَانَت تَحْتَبِك تَحت دِرْعها فِي الصَّلاة. قَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: الاحتباك: الاحتِباءُ لم يُعرف إِلَّا هَذَا. قَالَ أَبُو عُبَيد: وَلَيْسَ للاحْتِبَاء

هَهُنَا معنى، وَلَكِن الاحْتِباك شَدُّ الْإِزَار وإحكامه، أرَادَ أَنَّهَا كَانَت لَا تُصلّي إلاّ مُؤْتَزِرَة. قَالَ: وكلُّ شَيْء أَحْكَمْتَه وأَحْسَنْتَ عَمَلَه فقد احْتَبَكْتَه. قَالَ: وَيُقَال: للدَّابَّة إِذا كَانَ شَدِيد الْخلْق مَحْبُوك. قلت: الَّذِي روَاهُ أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي فِي الاحْتِباك أَنه الاحْتِباءُ غَلَطٌ وَالصَّوَاب الاحْتِياك باليَاءِ. يُقَال: احْتَاكَ يَحْتَاكَ احْتِياكاً وتَحَوَّكَ بِثَوْبِهِ إِذا احْتَبَى بِهِ، هَكَذَا رَوَاهُ ابْن السّكيت وَغَيره عَن الْأَصْمَعِي بِالْيَاءِ. قلت: الَّذِي يسبِقُ إِلَى وهمي أَن أَبَا عبيد كتب هَذَا الْحَرْف عَن الْأَصْمَعِي بِالْيَاءِ، فزلّ فِي النقط وتَوهَّمَه بَاء، والعالم وَإِن كَانَ غَايَة فِي الضَّبْط والإتقان فَإِنَّهُ لَا يكَاد يَخْلُو من زلَّة، وَالله الْمُوفق للصَّوَاب. وَقَالَ شمر: الحُبْكَةُ. الحُجْزَةُ وَمِنْهَا أُخِذَ الاحْتِبَاكُ بِالْبَاء وَهُوَ شَدُّ الْإِزَار. وَحكى عَن ابْن الْمُبَارك: أَنه قَالَ: جعلت سِوَاكي فِي حُبْكَتِي. أَي فِي حُجْزَتي. وَقَالَ غَيره: التَّحْبِيكُ: التوثيق وَقد حَبَّكْتُ الْعقْدَة أَي وثَّقْتُها. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: مَا طَعِمْنَا عِنْده حَبَكة وَلَا لَبَكة. قَالَ وَبَعض يَقُول: عَبَكة قَالَ: والعَبَكة والحَبَكةَ: الحَبَّة من السَّوِيق. واللَّبَكَة: اللُّقْمَة من الثَّرِيدِ. قلت: وَلم أسمع حبكة بِمَعْنى عَبَكة لغير اللَّيْث، وَقد طلبته فِي بَاب الْعين والحاء لأبي تُرَاب فَلم أَجِدهُ. وَالْمَعْرُوف: مَا فِي نِحْيِه عبكة وَلَا عَبَقَة أَي لَطْخ من السّمن أَو الزَّيْت من عَبِقَ بِهِ وعَبِكَ بِهِ أَي لصق بِهِ. كحب: قَالَ اللَّيْث: الكَحَب بلُغَة أهل الْيمن النَّوْرَة. والحَبَّةُ مِنْهُ كَحْبَةٌ. قلت: هَذَا حرف صَحِيح. وَقد رَوَاهُ أَحْمد بن يحيى عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: وَيُقَال: كحَّب العِنَبُ إِذا انْعَقَد. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الكَحْبُ والكَحْمُ: الحِصْرِمُ لُغَة يَمَانِية. وروى سَلَمة عَن الْفراء: يُقَال: الدَّرَاهِم بَين يَدَيْهِ كاحِبَة إِذا واجهتك كَثِيرَة. قَالَ: وَالنَّار إِذا ارْتَفع لهبُهَا فَهِيَ كاحِبة. كبح: قَالَ اللَّيْث: الكَبْح: كَبْحُك الدابةَ باللجام. وَقَالَ غَيره: كَبَحه عَن حَاجته كَبْحاً إِذا ردَّه عَنْهَا، وكبح الحائطُ السهمَ كَبْحاً إِذا أصَاب الْحَائِط حِين رمى بِهِ فَرده عَن وَجهه وَلم يَرْتَزَّ فِيهِ. وَقيل لأعرابي: مَا للصَّقرِ يُحِبّ الأرنب مَا لَا يحب الخَرَب؟ فَقَالَ: لِأَنَّهُ يكْبَحُ سَبَلَته بذَرْقِهِ فَيَرُدّه. حكى ذَلِك الْأَصْمَعِي، ثمَّ قَالَ: رَأَيْت صقراً كأَنما صُبَّ عَلَيْهِ وِخاف خِطْمِيٌّ من ذَرْق الحُبَارَى. قَالَ: والكابحُ: مَن استقبلك مِمَّا يُتَطَيَّرُ مِنْهُ من تَيْسٍ وَغَيره، وَجمعه كوابِحُ. قَالَ البَعِيثُ: ومُغْتدياتٍ بالنُّحوس كَوَابِح ح ك م حكم، حمك، كمح، كحم، محك: مستعملات.

حكم: قَالَ اللَّيْث: الحَكَم: الله تبَارك وَتَعَالَى، وَهُوَ أحكم الْحَاكِمين، وَهُوَ الْحَكِيم لَهُ الحُكْم. قَالَ: والحُكم: العِلم والفِقْه {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً} (مريَم: 12) أَي عِلْماً وفِقهاً، هَذَا لِيَحْيَى بن زكريَّا. وَكَذَلِكَ قَوْله: الصَّمت حُكم وَقَلِيل فَاعله والحُكم أَيْضا: القضاءُ بِالْعَدْلِ. وَقَالَ النَّابِغَة: واحكُم كحُكْم فتاة الحيِّ إِذْ نظرت إِلَى حَمام سِراعٍ وارِدِ الثَّمَد قلت: وَمن صِفَات الله: الحَكَم، والحَكِيم والحاكِمُ وَهُوَ أَحكُم الْحَاكِمين، ومعاني هَذِه الْأَسْمَاء مُتَقَارِبَة وَالله أعلم بِمَا أَرَادَ بهَا، وعلينا الْإِيمَان بِأَنَّهَا من أَسْمَائِهِ، والحكيم يجوز أَن يكون بِمَعْنى حاكِم، مثل قدير بِمَعْنى قَادر وَعَلِيم بِمَعْنى عَالم. وَالْعرب تَقول: حَكَمْت وأَحْكمتُ وحكَّمت بِمَعْنى مَنَعْت ورددت، وَمن هَذَا قيل للْحَاكِم بَين النَّاس حَاكم: لِأَنَّهُ يمْنَع الظَّالِم من الظُّلم. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي طَالب أَنه قَالَ فِي قَوْلهم: حَكَم الله بَيْننَا، قَالَ الْأَصْمَعِي: أصل الحُكومة ردُّ الرجُل عَن الظُّلم، وَمِنْه سُمِّيت حَكَمةُ اللِّجام: لِأَنَّهَا تَرُدُّ الدَّابَّة. وَمِنْه قَول لبيد: أحكمَ الجِنْثِيَّ من عَوْراتِها كلُّ حِرْباءٍ إِذا أُكْرِه صَلّ والجِنْثِيُّ: السَّيْف، الْمَعْنى ردَّ السيفَ عَن عَوْرَاتِ الدِّرع وَهِي فُرَجُها كلُّ حِرْباء، وَهُوَ المِسْمار الَّذِي يُسَمّر بِهِ حَلْقُها. وَرَوَاهُ غَيره: أحكم الجِنْثِيُّ من عَوْراتِها كُل حِرباء ... ... . الْمَعْنى أحرَزَ الجِنْثِيُّ وَهُوَ الزَّرَّاد مساميرها وَمعنى الإحكام حينئذٍ الإحْرازُ. وَأَخْبرنِي المُنذري عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: حَكَم فلانٌ عَن الشَّيْء أَي رَجَعَ، وأحْكَمْتُه أَنا أَي رَجَعْتُه قلتُ: جعل ابْن الْأَعرَابِي حكم لَازِما كَمَا ترى كَمَا يُقَال: رَجَعتُه فرجعَ ونقصتُه فنقصَ، وَمَا سَمِعت حكم بِمَعْنى رَجَعَ لغير ابْن الْأَعرَابِي، وَهُوَ الثِّقَةُ الْمَأْمُون. أَبُو عُبيد: عَن أبي عُبيدة: حَكَمتُ الْفرس وأَحْكمتُه بالْحكَمة، وروينا عَن إِبْرَاهِيم النَّخَعِي أَنه قَالَ: حكِّم الْيَتِيم كَمَا تُحكِّم وَلَدَك. قَالَ أَبُو عُبيد: قَوْله: حَكِّم الْيَتِيم أَي امْنَعْه من الْفساد وأصلِحْه كَمَا تُصْلِح ولدَك وكما تَمنعهُ من الْفساد. قَالَ: وكلُّ مَنْ منعتَه من شَيْء فقد حَكّمْتَه وأَحْكَمْتَه. قَالَ جرير: بني حنيفَة أَحْكِمُوا سُفهاءَكم إنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم أنْ أَغْضبا يَقُول: امْنَعوهم من التعرُّض. قَالَ: ونَرى أنَّ حَكَمَة الدَّابَّة سُمِّيت بِهَذَا الْمَعْنى: لِأَنَّهَا تمنع الدَّابَّة من كثير من الْجَهْل. وَأما قَول الله جلّ وعزّ: {ال صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ ءايَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} (هُود: 1) فَإِن التَّفْسِير جَاءَ أَنه أُحْكِمَت آيَاته

بِالْأَمر وَالنَّهْي والحلال وَالْحرَام، ثمَّ فُصلت بالوعد والوعيد، وَالْمعْنَى وَالله أعلم أَن آيَاته أُحْكِمَت وفُصِّلت بِجَمِيعِ مَا يُحتاج إِلَيْهِ من الدّلالة على تَوْحِيد الله وتثبيت نُبُوّة الْأَنْبِيَاء وَشَرَائِع الْإِسْلَام، والدليلُ على ذَلِك قَول الله جلّ وعزّ: {مَّا فَرَّطْنَا فِى الكِتَابِ مِن شَىْءٍ} (الأنعَام: 38) . وَقَالَ بَعضهم: الْحَكِيم فِي قَول الله: {ال صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ر تِلْكَ ءايَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ} (يُونس: 1) إنّه فَعِيل بِمَعْنى مُفْعَل واسْتَدل بقوله جلّ وعزّ: {ال صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ ءايَاتُهُ} . قلت: وَهَذَا إِن شَاءَ الله كَمَا قيل: وَالْقُرْآن يُوضِّح بعضُه بَعْضًا، وَإِنَّمَا جَوَّزنَا ذَلِك وصوبناه: لِأَن حَكَمْتُ يكون بِمَعْنى أَحْكَمْت فرُدَّ إِلَى الأَصْل وَالله أعلم. وروى شمر عَن أبي سعيد الضَّرير أَنه قَالَ فِي قَول النَّخَعِيِّ: حَكِّم الْيَتِيم كَمَا تُحَكِّم ولدَك مَعْنَاهُ حَكِّمْه فِي مَاله ومِلْكهِ إِذا صَلَح كَمَا تُحَكِّم ولدَك فِي مِلْكه. قَالَ: وَلَا يكون حَكَّم بِمَعْنى أحكم لِأَنَّهُمَا ضدَّان. قلت: وَالْقَوْل مَا قَالَ أَبُو عُبيد، وَقَول الضَّرِير لَيْسَ بالمَرْضِيّ. وَأما قولُ النَّابِغَة: واحكم كَحكم فتاةِ الحَيِّ فَإِن يَعْقُوب بن السِّكِّيت حكى عَن الرُّواة أَن مَعْنَاهُ كُنْ حَكِيماً كفتاة الحَيِّ أَي إِذا قُلت فأَصِبْ كَمَا أَصَابَت هَذِه المرأةُ إذْ نظرتْ إِلَى الحمَام فأَحْصَتْها وَلم تُخْطِىء فِي عَدَدها. قَالَ: ويَدُلّك على أَن معنى احكم أَي كُن حكيماً قولُ النَّمِر بن تَوْلَب: وأبغِضْ بغِيضَك بُغْضاً رُوَيداً إِذا أَنْت حاولت أَن تَحْكُما يُرِيد إِذا أردْت أَن تكون حكيما فَكُن كَذَا وَلَيْسَ من الحُكم فِي الْقَضَاء فِي شَيْء. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للرجل إِذا كَانَ حكيما: قد أَحْكَمَتْه التجارب. قَالَ: واسْتَحْكَمَ فُلانٌ فِي مَال فلَان إِذا جَاز فِيهِ حُكْمه. وَالِاسْم الحُكومة والأُحْكُومةُ وَأنْشد: ولَمِثلُ الَّذِي جَمَعت لريبِ الده ر يَأْبَى حكومةَ المُقتالِ أَي يَأْبَى حُكومةَ المُحْتكِم عَلَيْك وَهُوَ المُقْتَال. قلت: وَمعنى الحُكومة فِي أَرْش الْجِرَاحَات الَّتِي لَيْسَ فِيهَا دِيَةٌ مَعْلُومَة أَن يُجْرحَ الإنسانُ فِي مَوضِع من بدنه بِمَا يبْقى شَيْنُه وَلَا يُبطِل العُضوَ فيقتاسُ الْحَاكِم أرْشَه بِأَن يَقُول: هَذَا الْمَجْرُوح لَو كَانَ عبدا غير مَشِين هَذَا الشَّيْنَ بِهَذِهِ الْجراحَة كَانَ قِيمَته ألفَ دِرْهَم، وَهُوَ مَعَ هَذَا الشَّيْن قِيمَتُه تِسْعُ مائَة دِرْهَم، فقد نَقصه الشَّيْنُ عُشْرَ قِيمَته فيجبُ على الْجَارِح فِي الحُرّ عُشرُ دِيَتِه. وَهَذَا وَمَا أشبهه معنى الحُكومة الَّتِي يستعملها الفُقَهاءُ فِي أرش الجِراحات فاعْلَمه. وَقَالَ اللَّيْث: التَّحكيمُ: قَول الحَرُورِيَّة لَا حُكْمَ إِلَّا لله وَلَا حَكَمَ إِلَّا الله. وَيُقَال:

حَكَّمْنَا فلَانا بَيْننَا أَي أَجَزْنا حكمه بَيْننَا. وحاكمنا فلَانا إِلَى الله أَي دعوناه إِلَى حكم الله. قَالَ اللَّيْث: وَبَلغنِي أَنه نُهِي أَن يُسَمَّى الرجلُ حَكَماً. قلت: وَقد سمَّى النَّاس حكيماً وَحَكَماً وَمَا علمت النَّهي عَن التَّسْمِيَة بهما صَحِيحا. وَقَالَ اللَّيْث: حَكَمةُ اللِّجامِ: مَا أَحاطَ بحَنَكَيْه وَفِيهِمَا العِذَاران سُمِّي حَكَمَةً: لِأَنَّهُ يَمْنَعُ الدّابة من الجَرْي الشَّدِيد. قَالَ: وفَرسٌ مَحْكومةٌ: فِي رَأسها حَكَمَة، وَأنْشد: محكومة حَكمات القِدِّ والأَبَقَا وَرَوَاهُ غيرُه: قد أُحْكِمَت حَكماتِ القِدِّ والأبَقَا وَهَذَا يدل على جَواز حَكَمْتُ الفَرَس وأَحْكَمْتُه بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ اللَّيْث: وسَمَّى الأعْشى القَصِيدَة المُحْكَمة حَكيمة، فَقَالَ: وغَرِيبَةٍ تَأتي المُلوكَ حَكِيمةً قد قُلْتُها ليُقالَ مَنْ ذَا قالَها وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الحَكَمة: حَلْقة تكون على فَمِ الْفرس. ثَعْلَب عَن ابْن الأعْرابي: قِيلَ للْحاكم حاكِمٌ لأنّه يَمْنَعُ من الظُّلْمِ. قَالَ: وحكَمْتُ الرَّجل وأَحْكَمْتُه وحَكَّمْتُه إِذا مَنَعْتَه. قَالَ: وحَكَم الرجلُ يَحْكُم حُكْماً إِذا بَلَغ النِّهايَة فِي مَعْناه مَدْحاً لازِماً وَقَالَ مُرَقِّش: يأتِي الشَّبابُ الأَقْوَرِين وَلاَ تغْبِط أخاكَ أَنْ يُقَالَ حَكَم أَي بَلَغ النِّهَايَة فِي مَعْنَاهُ. قَالَ: والمُحَكِّم الشَّارِي. والمُحَكِّم: الَّذِي يحكم فِي نَفْسه. وَقَالَ شَمِر: قَالَ أَبُو عَدْنان: اسْتَحْكَم الرجل إِذا تَناهَى عَمَّا يَضُرُّه فِي دينه أَوْ دُنْياه وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: لَمُسْتَحْكِمٌ جَزْلُ المُروءَةِ مُؤْمِنٌ من القوْم لَا يَهْوَى الكلاَمَ اللَّواغِيا قَالَ: وَيُقَال: حَكَّمْتُ فُلانا أَي أَطْلَقْتُ يَدَه فِيمَا شَاءَ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الحَكَمَةُ: القُضَاةُ، والحَكَمَةُ: المُسْتَهْزِئون. حمك: قَالَ اللَّيْث: الحَمَكُ من نعت الأَدِلاَّءِ تَقول: حَمِك يَحْمَكُ. أَبُو عُبَيد عَن أبي زَيْد: الحَمَكَة: القَمْلَة، وَجَمعهَا حَمَك. وَقَالَ: قد يُقْتاسُ ذَلِك لِلذَّرَّة وَمن ذَلِك قِيلَ للصبيان: حَمَك صِغار. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: إنَّه لمن حَمَكِهم أَي من أَنْذَالِهم وضُعَفائهم. والفراخ تدعى حَمَكاً. وَقَالَ الرَّاعي يصف فِراخَ القطا: صَيْفِيَّةٌ حَمَكٌ حُمْرٌ حَواصِلُها فَمَا تكادُ إلَى النَّقْناقِ تَرْتفِع أَي لَا تَرْتَفِعُ إِلَى أُمَّهاتِها إِذا نَقْنَقَتْ. وقَوْل الطِّرِمَّاحِ:

أبواب الحاء والجيم

وَابْن سَبيلٍ قَرَّبْتُه أُصُلاً من فَوْز حَمْكٍ مَنْسُوبَةٌ تُلُدُه أَرَادَ من فوز قِداح حَمكٍ فَخَفَّفَه لِحَاجَتِهِ إِلَى الوَزْن، والرِّواية المَعْرُوفَة من فَوْز بُحَ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الحَمَكَةُ: الصَّبِيَّةُ الصغيرةُ، وَهِي القَمْلَةُ الصغيرةُ. محك: اللَّيْث: المَحْك: التَّمَادي واللِّجاجَة. يُقَال: تَماحَك البَيِّعان. وَقَالَ غَيره: رَحل مَحِك ومُماحِك ومَحْكانُ إِذا كَانَ لَجُوجاً عَسِرَ الْخُلُق. وَفِي (النَّوادِر) : رجل مُمْتَحِك وَرجل مُسْتَلْحِك ومُتَلاحِكٌ فِي الغَضَب، وَقد أَمْحَكَ وألكَدَ يكون ذَلِك فِي الغَضَب وَفِي البُخْل. كمح: قَالَ اللَّيْث: الكَمْحُ: رَدُّ الفَرَسِ بِاللِّجام. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الكَمَحَة: الرَّاضَةُ. وَقَالَ اللِّحياني: كَبَحْتُه باللِّجان وأَكْبَحْتُه وكَمَحْتُه بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أَكْمَحْتُ الدَّابَّة إِذا جَذَبْتَ عِنانَها حَتَّى تصيرَ مُنْتَصِبَةَ الرَّأْس. قَالَ ذُو الرُّمَّة: ... والرأسُ مُكْمَح قَالَ: وكبَحْتُها باللِّجام بِغَيْر ألف، وَهُوَ أنْ تَجْذِبَها إِلَيْك، فتَضْرِبَ فاها باللِّجامِ لكيلاَ تَجْرِي. وَقَالَ اللِّحياني: إنَّه لمُكْمَح ومُكْبح أَي شامخٌ. وَقد أُكْبِح وأُكْمِح إِذا كَانَ كَذَلِك. ابْن شُمَيْل: أكْمَحَت الزَّمَعَة إِذا مَا ابيَضَّت وخَرَجَ عَلَيْهَا مثلُ القُطْن فَذَلِك الإكماحُ، والزَّمَعُ: الأُبَنُ فِي مَخارج العناقيد. ذَكَرَهُ عَن الطَّائِفي. أَبُو زَيْد: الكَيْمُوحُ، والكِيحُ: التُّرابُ. يُقَال: لِفُلاَن الكِيحُ والكَيْمُوح، قَالَ: الكِيحُ: التُّرَابُ. والكَيْمُوح: المُشْرِفُ. وَقَالَ غَيره: الكَوْمَحان: هما حَبْلاَن من حِبال الرَّمْل معروفان. قَالَ ابنُ مُقْبل: أناخَ برَمْل الكومَحَيْن إنَاخَة الْ يَمانِي قِلاَصاً حَطّ عَنْهُنْ أَكْوُرا يصِفُ سحابا. وَالْعرب تَقول: احْثُ فِي فِيه الكَوْمَح يَعْنُون التُّراب. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الكَوْمَح: الرجل المُتراكِبُ الأسنَانِ فِي الفمِ حَتَّى كأنَّ فاهُ قد ضاقَ بأسنانِه. وَأنْشد: أُهْجُ القُلاخَ واحْشُ فَاهُ الكَوْمَحا تُرْباً فأَهْلٌ هُوَ أَنْ يُقَلَّحَا (أَبْوَاب الْحَاء وَالْجِيم) ح ج ش شحج، جحش: (مستعملات) . شحج: قَالَ اللَّيْث: الشِّحيجُ: صَوت البغلِ وبعضُ أصوات الحِمار تَقول: شَحَجَ البغلُ يَشْحَجُ شَحِيجاً، والغُراب يَشْحَجُ شَحَجاناً، وَهُوَ ترجِيعُه الصَّوتَ فَإِذا مَدَّ رَأسه قلت: نَعَب. وَيُقَال للبِغال: بنَاتُ شاحِجٍ وَبَنَات شحَّاج، وَيُقَال لحِمار الْوَحْش: مِشْحَج وشَحَّاج. وَقَالَ لَبِيد:

فَهُوَ شَحَّاجٌ مُدِلٌّ سَنِق لَاحق البَطْنِ إِذا يَعْدُو زَمَل وَقَالَ غَيره: يُقَال للعربان: مُسْتَشْحَجَات ومُسْتَشْحِجَات بِفَتْح الْحَاء وَكسرهَا. قَالَ ذُو الرُّمَّة: ومُسْتَشْحَجاتٍ بالفِراقِ كأنّها مَثَاكِيلُ من صُيَّابَةِ النُّوبِ نُوَّحُ وَهُوَ الشُّحَاجُ والشَّحِيجُ، والنُّهاقُ والنَّهِيقُ. جحش: اللَّيْث: الجَحْشُ: من أَوْلَاد الْحمار كالمُهْرِ من الخَيْل والجميعُ الجِحَاش، وَالْعدَد جِحَشَة. الْأَصْمَعِي: الجَحْشُ: من أَوْلَاد الحَمِير من حِين تَضَعُه أُمُّه إِلَى أَن يُفْطَمَ من الرَّضاع، فَإِذا اسْتكْمل الحَوْلَ فَهُوَ تَوْلَب. وَقَالَ اللَّيْث: الجَحْشَةُ يَتَّخِذُها الرَّاعي من صُوفة كالحَلْقة يُلقيها فِي يَده ليَغْزِلها. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الجَحْشَةُ: الحَلْقَةُ من الوَبَر تكون فِي يَدِ الرَّاعي يَغْزِلُ مِنْهَا. وَقَالَ اللَّيْث: الجِحاشُ: مُدَافَعَة الْإِنْسَان الشَّيْء عَن نَفسه وَعَن غَيره. وَقَالَ غَيره: هُوَ الجِحاشُ والجِحاسُ، وَقد جاحَشَه وجاحَسَه مُجاحَشَةً ومْجاحَسَةً إِذا قاتَلَه. ورُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنَّه سَقَطَ من فرس فجُحِش شِقُّه. قَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ الْكسَائي فِي (جَحَش) : هُوَ أَن يُصِيبَه شَيْء فَيَنْسَحِج مِنْهُ جلدُه وَهُوَ كالخَدْش أَو أَكْبَر من ذَلِك. يُقَال: جُحِش يُجْحَشُ فَهُوَ مَجْحُوش. وَقَالَ ابْن الفَرَج: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الجَحْش: الجِهادُ، قَالَ: وتُحوَّل الشين سِيناً، وَأنْشد: يَوْمًا تَرَانا فِي عِراكِ الجَحْشِ نَنْبُو بأجْلالِ الأُمُور الرُّبْشِ أَي الدَّوَاهِي الْعِظَام. والجَحْيش: الفريد. يُقَال: نزل فُلاَنٌ جَحِيشاً إِذا نزل حَرِيداً فريدا. وَقَالَ شمر: الجَحِيشُ: الشِّقّ والنَّاحيةُ، يُقَال: نَزَل فلَان الجَحيشَ. قَالَ الْأَعْشَى: إِذا نَزَل الحَيُّ حَلَّ الجَحِيشُ شَقِيّاً مُبِيناً غَوِيّاً غَيُورا قَالَ: وَيكون الرجل مَجْحُوشا إِذا أُصيب شِقُّه مُشْتَقّاً من هَذَا. قَالَ: وَلَا يكون الجَحْشُ فِي الْوَجْه وَلَا فِي الْبدن، وَأنْشد: لجارتنا الجَنْبُ الجَحِيشُ وَلَا يُرَى لجارَتِنَا منا أخٌ وصَدِيقُ وَقَالَ الآخر: إِذا الضَّيْفُ أَلْقَى نَعْلَه عَن شمَالِه جَحِيشاً وصَلَّى النارَ حَقّاً مُلَثَّما قَالَ: جَحِيشا أَي جانباً بَعيدا. ح ج ض اسْتعْمل من وجوهه: (حضج) . حضج: قَالَ اللَّيْث: انْحَضَجَ الرجل إِذا ضَرَبَ بِنَفسِهِ الأرضَ، وَيُقَال ذَلِك إِذا اتَّسَع بَطْنُه، فَإِذا فعلتَ أَنْت بِهِ ذَلِك قلتَ: حضجتُه كأنّك أدخلت عَلَيْهِ مَا كَاد يَنْشَقُّ مِنْهُ. ورُوِي عَن أبي الدّرْداءِ أَنّه قَالَ فِي الرَّكعتين بعد الْعَصْر: (أَمَّا أَنا فَلَا أدَعهُما، فَمن شَاءَ أَنْ يَنْحَضِج فَلْيَنْحَضج) قَالَ أَبُو عُبَيد: قَوْله: أَن ينحضج يَعْنِي أَن يَنْقَدَّ من الغَيْظ ويَنْشَقَّ. وَمِنْه قيل للرّجل إِذا اتَّسَع

بطنُه وتَفَتَّقَ: قد انْحَضَج. وَيُقَال ذَلِك أَيْضا إِذا ضَرَب بِنَفسِهِ الأرضَ، فَإِذا فعلت بِهِ أنتَ ذَلِك، قلت: حَضَجْتُه. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يَنْحَضِجُ: يَضْطَجعُ. أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي: أخذتُه فحَضَجْتُ بِهِ الأرضَ، أَي ضَرَبْتُ بِهِ الأَرْض. وَقَالَ مُزاحم: إِذا مَا السوْطُ شَمَّر حالِبيْه وقلَّص بُدْنُه بعد انْحضَاج الحَالِبان: عِرْقان يكُونان من الخَصْرين يَعْنِي بعد انتِفاح وسِمَن. وَامْرَأَة مِحْضاج: واسعَةُ البَطْن. وَقَالَ اللَّيْث: الحَضيجُ: المَاء الْقَلِيل. يُقَال: حِضْج وحَضْج. قَالَ أَبُو عُبَيْد عَن الْأَصْمَعِي: الحِضْجُ: الماءُ الَّذِي فِيهِ الطِّين يَتَمَطَّطُ. قَالَ: وأخبَرني أَبُو مَهْدِيّ قَالَ: سَمِعت هِمْيان بن قُحافة ينشده: فأسْأرَتْ فِي الْحَوْض حِضْجاً حاضِجا وَقَالَ أَبُو عَمْرو فِي قَول رُؤْبة: فِي ذِي عُبابٍ مالىء الأحضَاجِ قَالَ: الأحضاجُ: الحِياضُ وَيُقَال: حِضْجُ الْوَادي: ناحِيَتُه. وَقَالَ أَبُو سعيد: حَضَجَ إِذا عدا والمُحْضَجُ: الحائِدُ عَن السَّبِيل. سَلَمَةُ عَن الفرَّاء قَالَ: المِحْضَبُ والمِحْضج والمِسْعَر: مَا يُحرَّك بِهِ النَّار. يُقَال: حَضَجْتُ النارَ وحَضبْتها. أَبُو زيْد: حَضَجَ البعِيرُ بِحمْله وانْحضَجَت عَنهُ أداتُه انْحضاجا. سَلَمَةُ عَن الفرَّاء: حَضَجتُ فلَانا ومغَثْتُه ومثْمَثْتُه وبرْطَلْته كُله بِمَعْنى غَرَّقْته. وَفِي الحَدِيث أنَّ بَغْلَةَ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لمَّا تنَاول الْحَصَى ليَرْمِي بِهِ يَوْم حُنَيْن فَهِمَت مَا أَرَادَ فانْحضجَت أَي انْبسطَت، قَالَه ابْن الْأَعرَابِي فِيمَا رَوى عَنهُ أَبُو العبَّاس، وَأنْشد: ومُقَتَّتٍ حضجَتْ بِهِ أيّامُه قد قاد بعْدُ قلائِصا وعِشارا قَالَ: مُقَتِّتٌ: فَقير. حَضَجَت: قَالَ: انْبسطَت أَيَّامه فِي الفقّرِ فأغناه الله وَصَارَ ذَا مَال. ح ج ص أهملت وجوهه. ح ج س اسْتعْمل من وجوهه: سحج، سجح، جحس. سحج: قَالَ اللَّيْث: سَحجْتُ رَأْسِي بالمُشْط سَحْجا وَهُوَ تسريحٌ لَيّن على فرْوة الرَّأْس. قَالَ: والسَّحْجُ: أَن يُصِيب الشيءُ الشيءَ فيَسْحجُه أَي يقشِر مِنْهُ شَيْئا قَلِيلا كَمَا يُصيبُ الحافِرَ قبل الوَجَى سَحجٌ. وانْسحج جِلدُه من شَيْء مرَّ بِهِ إِذا تَقشَّر الجلدُ الْأَعْلَى. قَالَ: والسَّحْجُ فِي جرْي الدَّوابّ: دون الشَّدِيد. يُقَال: حمارٌ مِسْحجٌ ومِسحاجٌ. وَقَالَ النابِغة: رَباعِيَةٌ أضَرَّ بهَا رَباعٌ بِذاتِ الجِذْع مِسحاجٌ شَنُون وَقَالَ غَيره: مَرَّ يسحَجُ أَي يُسْرع. وَقَالَ

مُزَاحِم: على أثر الجُعْفِيِّ دهْرٌ وَقد أَتَى لَهُ مُنْذُ ولَّى يَسْحَجُ السّير أرْبَعُ وَقَالَ اللَّيْث: التَّسْحِيج: الكَدْمُ وَأنْشد: قِلْواً ترى بِليتِه مُسحَّجاً قلت: كَأَنَّهُ أَرَادَ تَرَى بِليتِه تَسْحيجاً فَجعل مُسَحَّجاً مصدرا. والمُسحَّجُ: المُعضَّضُ وَهُوَ من سَحَج الْجلد. سجح: قَالَ اللَّيْث: الإسجاح: حُسن العَفْو. وَمِنْه الْمثل السائر (ملكْتَ فأسْجِحْ) وَقَالَ أَبُو عُبيد: من أمثالِهم فِي العفْو عِنْد الْقُدْرَة: (مَلكْت فأسْجِح) قَالَ: هَذَا يُرْوى عَن عَائِشَة أَنَّهَا قالته لِعلِيّ رَضِي الله عَنْهُمَا يَوْم الْجمل حِين ظَهَر على النَّاس فدَنَا من هَوْدَجِها، ثمَّ كَلَّمها بِكَلَام، فأجابتْه: ملكْت فأسجِح أيْ ظفِرْت فأحْسِن، فجهَّزها عِنْد ذَلِك بأحْسن الْجِهازِ إِلَى الْمَدِينَة. وَقَالَ أَبُو عُبيد: الأسْجحُ: الخَلْق المُعتَدِل الحَسَنُ. وَقَالَ اللَّيْث: (السَجَحُ) ليِّنُ الخدِّ، والنَّعت أسْجَح، وَأنْشد: وخَدٌّ كمِرآة الغَرِيبة أسْجَح قَالَ: وَيُقَال: مَشى فلانٌ مشْياً سجيحاً وسُجُحاً. وأنْشَدَ: ذَرُوا التَّخاجى وامشوا مِشْيةً سُجُحاً إنَّ الرِّجالَ أُولُو عَصْبٍ وتذْكيرِ اللَّيْث: سَجَحَتِ الحَمامة وسَجَعَت قَالَ: ورُبما قَالُوا مُزْجِح فِي مُسْجِح كالأَزْدِ والأَسْد. الأصمعيّ: بَنَى القومُ دُورَهم على سَجِيحَة وَاحِدَة وغِرارٍ وَاحِد أَي على قَدْرٍ وَاحِد. وَقَالَ أَبُو عُبيد: السَّجِيحَة: السَّجِيَّةُ والطَّبيعَةُ، قَالَه أَبُو زيد. قَالَ: وَيُقَال: خلّ عَن سُجْحِ الطَّرِيق أَي عَن سَنَنِه. وَكَانَت فِي تَمِيم امْرَأَةٌ كَذَّابة أَيَّامَ مُسَيْلِمَة المْتَنَبِّىء فَتَنَبَّتْ هِيَ واسْمُها سَجاح. وبَلَغَني أنَّ مُسَيْلِمة لَعنه الله خطبَها. فتزوَّجَتْه. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: رَكِبَ فلَان سَجِيحَة رأيِه وَهُوَ مَا اخْتَارَهُ لنَفسِهِ من الرّأْي فَرَكِبه. وَفِي (النَّوادِرِ) : يُقَال: سَجَحْت لَهُ بِشَيْء من الْكَلَام، وسَرَحْتُ وسَجَّحْتُ، وسَرَّحْتُ، وسَنَحْتُ، وسَنَّحْتُ، إِذا كَانَ كلامٌ فِيهِ تَعْرِيض بِمَعْنى من المَعَانِي. جحس: قَالَ ابْن السِّكِّيت: جاحَسَه وجاحَشَه إِذا قاتَلَه، وَأنْشد: لَوْ عَاشَ قاسَى لكَ مَا أُقاسِي وَالضَّرْب فِي يَوْم الوَغى الجِحاسِ ح ج ز اسْتعْمل من وجوهه: حجز، جزح. حجز: قَالَ اللَّيْث: الحَجْزُ: أَن تَحْجِزَ بَين مُقَاتِلَيْن، والحِجازُ: الِاسْم وَكَذَلِكَ الحاجِزُ. قَالَ الله جلّ وعزّ: {رَوَاسِىَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ} (النَّمل: 61) أَي حِجَازاً بَين مَاء مِلْحٍ وَمَاء عذب

لَا يَخْتلطان، وَذَلِكَ الْحجاز قُدرَةُ الله، قَالَ: وسُمِّي الحجَازُ حِجازاً، لِأَنَّهُ فَصَل بَين الغَوْر والشّأم وَبَين البادِية. قلت: سُمِّي الحِجَازُ حِجَازاً لأنّ الحِرارَ حَجزَت بَينه وَبَين عالِيَة نَجْد. وَقَالَ ابْن السِّكَّيت: مَا ارْتَفع عَن بطن الرُّمَّة فَهُوَ نجد، قَالَ: والرُّمة: وادٍ معْلُوم، قَالَ: وَهُوَ نَجْد إِلَى ثَنايَا ذاتِ عِرْق، قَالَ: وَمَا احْتَزَمَت بِهِ الحرَار حرَّة شَوْران وعامَّة منازِل بني سُلَيْم إِلَى الْمَدِينَة، فَمَا احتاز فِي ذَلِك الشق كُله حِجَاز. قَالَ: وطَرَف تِهامة من قِبَل الْحجاز: مَدارِج العَرْج، وأولها من قِبَل نَجْد مَدارج ذاتُ عِرْق. وَأَخْبرنِي المُنذِرِيّ عَن الصَّيداويّ عَن الرِّياشِيّ عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: إِذا عَرضَت لَك الحِرارُ بنَجْد فَذَلِك الْحجاز وَأنْشد: وفَرُّوا بالحجازِ ليُعْجِزُوني أَرَادَ بالحجاز الحِرارَ. وَيُقَال للجِبالِ أَيْضا حِجاز، وَمِنْه قَوْلُه: ونَحْن أُنَاسٌ لَا حِجاز بأرضنا وَقَالَ أَبُو عُبيد: كَانَت بَين الْقَوْم رِمِّيَّا ثمَّ حجزت بَينهم حِجِّيزَى. يُرِيدُونَ كَانَ بَينهم رمي ثمَّ صَارُوا إِلَى المحاجزة قَالَ: والحِجِّيزَى من الحَجْزِ بَين اثْنَيْنِ. وَمن أمثالهم (إِن أردْت المُحَاجزة فَقبل المُناجزة) قَالَ: والمحاجزة: المسالمة، والمناجزة: الْقِتَال. اللَّيْث: الحِجاز: حَبْل يُلقى للبعير من قِبَل رجلَيْهِ ثمَّ يُناخُ عَلَيْهِ يُشَدُّ بِهِ رُسغا رجلَيْهِ إِلَى حِقْوَيْه وعَجُزِه. أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي: حَجَزْت الْبَعِير أحْجِزُه حَجْزاً وَهُوَ أَن يُنِيخه ثمَّ يَشُدَّ حبلاً فِي أصل خُفّيْه جَمِيعًا من رِجْليه ثمَّ يرفع الْحَبل من تَحْتَهُ حَتَّى يَشُده على حِقْوَيْه وَذَلِكَ إِذا أَرَادَ أَن يرْتَفع خُفّه، وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: فهُنّ من بَين مَحْجُوزٍ بنافذةٍ وقَائِظٍ وكِلاَ رَوْقَيْه مُخْتَضِبُ الْأمَوِي: فِي الحَجْز مثله أَو نَحوه. وَقَالَ شمر: المُحْتَجِزُ: الَّذِي قد شَدَّ وسَطه. قَالَ: وَقَالَ أَبُو مَالك: يُقَال لكلِّ شَيْء يَشُدُّ بِهِ الرجُل وَسطه ليشمر ثِيَابه حِجاز قَالَ: وَقَالَ الإيادِي الاحْتِجازُ بِالثَّوْبِ: أَن يُدْرِجه الْإِنْسَان فيَشُدُّ بِهِ وَسطه، وَمِنْه أُخِذَتْ الحُجْزَة، وَقَالَت أُمُّ الرَّحَّال: إِن الْكَلَام لَا يُحْجَز فِي العِكْم كَمَا يُحْجَزُ العَباء. وَقَالَت: الحَجْزُ. أَن يُدْرج الحَبْل على العِكْم ثمَّ يُشَدُّ. والحَبْل هُوَ الحِجازُ. وَقَالَ اللَّيْث: الحُجْزَةُ: حَيْثُ يُثْنَى طَرَفُ الْإِزَار فِي لَوْثِ الْإِزَار، وَجمعه حُجُزَات. قَالَ: وحُجْز الرجل: مَنْبتُه وأصْلُه، وحُجْزُه أَيْضا: فَصلُ مَا بَين فَخِذه والفَخِذ الْأُخْرَى من عشيرته، وَقَالَ رؤبة: فامْدَح كريمَ المُنْتَمَى والحُجْز وَقَالَ أَبُو عمر: الحُجْز: الأَصْل والنَّاحية، وَقَالَ غَيره: الحُجْز: الْعَشِيرَة يَحْتَجِز بهم، وَرَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي: كَرِيم المُنْتمَى والحُجْزِ أَرَادَ أنَّه عفيف طَاهِر، كَقَوْل النَّابغة: رِقَاقُ النِّعال طَيِّب حُجُزَاتهم

يُرِيد أَنهم أَعِفّاء عَن الْفُجُور. ابْن السّكيت: انحجز الْقَوْم واحتَجَزوا إِذا أَتَوا الْحجاز. وَقَالَ ابْن بُزُرْج: الحَجَزُ والزَّنَجُ وَاحِد. يُقَال: حَجِزَ وزنِجَ وَهُوَ أَن تَقَبَّضَ أَمْعَاءُ الرَّجُل ومصارينُه من الظَّمأ، فَلَا يَسْتَطِيع أَن يُكْثِر الشُّرْب وَلَا الطُّعْم. جزح: أَبُو عبيد عَن أبي عمْرو: الجَزْحُ: العَطِيَّة يُقَال: جَزحْت لَهُ أَي أَعْطَيْتُه. وَأنْشد أَبُو عَمْرو لِابْنِ مُقْبل: وإنِّي إذَا ضَنَّ الرَّفُود بِرِفْده لمُخْتَبِط من تالد المالِ جازِحُ وَقَالَ بَعضهم: جازحٌ أَي قاطعٌ أَي أَقْطَع لَهُ مِنْ مَالِي قِطعةً. ح ج ط جطح: قَالَ اللَّيْث: تَقول الْعَرَب للعنز إِذا استصْعَبَت على حالِبها: جِطِحْ أَي قِرِّي فتَقِرُّ. ح ج د حدج، جدح، جحد، دحج: مستعملة. دحج: أهمله اللَّيْث: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: دَحَج إِذا جَامع. جحد: قَالَ اللَّيْث: الجُحود: ضِدُّ الإقرارِ كالإنكار والمعرفة. قَالَ: والجَحَد من الضِّيق والشُّحِّ. يُقَال: رجل جَحِد: قَليلُ الخَيْر. وَقَالَ الْفراء: الجَحْد والجُحْد: الضِّيقُ فِي الْمَعيشَة. يُقَال: جَحِد عَيْشُهم جَحَداً إِذا ضاقَ واشتدَّ. وأنشدني بعضُ العرَب فِي الجُحْد: لئِنْ بَعَثَتْ أُمُّ الحُمَيْدَيْنِ مائِراً لقد غَنِيَتْ فِي غير بُؤسٍ وَلَا جُحْد أَبُو عُبيد عَن أبي عَمْرو: أَجْحد الرجل وجَحَد إِذا أنْفَضَ وذَهَب مَالُه. وَأنْشد: وبيضاءَ من أهل الْمَدِينَة لم تَذُقْ يبيساً وَلم تَتْبَع حَمُولَةَ مُجْحِدقِ أَبُو عُبَيد: فرس جَحْد، والأُنثى جَحْدَة والجميع جِحاد وَهُوَ الغليظُ القصيرُ. وَقَالَ شمر: الجُحادِيَّة: قِرْبَةٌ مُلِئت لَبَناً أَو غرارة مُلِئَت تَمرا أَو حِنْطَةً. وَأنْشد: وَحَتَّى تَرَى أنّ العَلاَةَ تُمِدّها جُحَاديَّة والرائحاتُ الرَّواسم وَقد مَرّ تَفْسِير الْبَيْت فِي مُعْتَلِّ العَيْنِ. حدج: اللَّيْث: الحَدَج: حَمْلُ البِطِّيخ والحَنْظل مَا دَامَ رَطْباً، والواحدة حَدَجَة. قَالَ: وَيُقَال: ذَلِك لحَسَك القُطْب مَا دَامَ رَطْباً، والحُدْج لُغَة فِيهِ. أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي: إِذا اشْتَدَّ الْحَنْظَلُ وصَلُب فَهُوَ الحَدَجُ، وَاحِدهَا حَدَجَة، وَقد أحْدَجَت الشَّجَرَة قَالَ: ونحْوَ ذَلِك قَالَ أبُو الوَلِيد الْأَعرَابِي. اللَّيْث: التَّحْديج: شِدَّة النَّظَر بَعْدَ رَوْعَة وفَزْعَة. ورُوي عَن ابْن مَسْعُود أَنَّه قَالَ: (حَدِّثِ القَوْمَ مَا حَدَجُوك بأَبْصَارهم) . قَالَ أَبُو عُبيد: يَعْنِي مَا أحدُّوا النّظر إِلَيْك. يُقَال: حدَجَني بِبَصره إِذا أحد النظَر إِلَيْهِ. قَالَ وَمِنْه حديثٌ يُروَى فِي المِعْراج (ألم

تَرَوْا إِلَى مَيِّتِكم حِين يَحْدِج ببصره فَإِنَّمَا يَنظُر إِلَى المِعْراج من حُسْنه) . وَقَالَ أَبُو النَّجْم: تُقَتِّلُنا مِنْهَا عُيونٌ كأَنها عُيون المهَا مَا طَرْفُهن بحادِجِ يُرِيد أَنَّهَا ساجِيَةُ الطَّرْف. قَالَ: وَالَّذِي يُرادُ من الحَدِيث أنَّه يَقُول: حدِّثهم مَا داموا يَشتهُون حَدِيثك ويَرمُونك بأَبصَارِهم. فَإِذا رَأيتَهُم مَلُّوا فَدَعهُم. قلت: وَهَذَا يَدلُّ على أنَّ الحَدِيث يكونُ فِي النَّظَر بِلَا رَوْعٍ وَلَا فَزَع. ابْن السّكيت: حَدَجَه بسَهْم إِذا رَمَاه بِهِ. يُقَال: حَدَجَه بذَنْب غَيْره حَمَلَه عَلَيْه وَرَمَاه بِه، قَالَ: وَحَدج البعيرَ حَدْجاً إِذا شَدَّ عَلَيْهِ أَداته. وحَدَجَه ببصره إِذا رَمَاه بِهِ حَدْجاً وَقَالَ ابْن الفَرَج: حَدَجَه بالْعَصا حَدْجاً وحَبَجَه بهَا حَبْجاً إِذا ضَرَبُه بهَا. وَقَالَ اللَّيْث: الْحِدْجُ: مركب لَيْسَ بِرَحْلٍ وَلَا هَوْدَج يركبه نساءُ الْأَعْرَاب، قَالَ: وحَدَجْتُ النَّاقَةَ أَحْدِجُها حَدْجاً، وَالْجمع حُدُوجٌ وأَحْدَاجٌ. وَقَالَ شمر: سَمِعت أَعْرَابِيًا يَقُول: أُنظر إِلَى هَذَا الْبَعِير الغُرْنُوقِ الَّذِي عليهِ الحِدَاجَةُ، قَالَ: وَلَا يُحْدَجُ الْبَعِير حَتَّى يكمُل فِيهِ الأداةُ وَهِي البِدادان والبِطانُ والحَقَبُ. قلت: وسمعتُ العربَ تقولُ: حَدَجْتُ البعيرَ. إِذا شددتَ عَلَيْهِ حِدَاجَتَه، وَجمع الحِدَاجَةِ حَدائجُ، والعربُ تسمِّي مخالي القَتَب أَبِدَّةٌ واحِدُها بِدَادٌ، فَإِذا ضُمَّتْ وأُسِرَتْ وشُدَّتْ إِلَى أَقْتَابها مَحْشُوَّةً فَهِيَ حينئذٍ حِدَاجَة ويُسَمَّى الهَوْدَجُ المشدود فَوق القَتَب حَتَّى يُشَدُّ عَلَى الْبَعِير شَدّاً وَاحِدًا بِجَمِيعِ أَداته حِدْجاً وَجمعه حُدوج. وَيُقَال: أَحْدِج بعيرَك، أَي شُدَّ عَلَيْهِ قَتَبَهُ بأَداته. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم لِابْنِ السّكيت قَالَ: الحُدوجُ والأَحْداجُ والحَدَائجُ: مراكب النِّسَاء، وَاحِدهَا حِدْجٌ وحِداجةٌ. قلت وَالصَّوَاب: مَا فسَّرْتُه لَك وَلم يُفَرِّق ابنُ السّكيت: بَين الحِدْج والحِداجَة وَبَينهمَا فرق عِنْد الْعَرَب كَمَا بَينته لَك. وَقَالَ ابْن السّكيت: سَمِعت أَبَا صاعد الْكلابِي يَقُول: قَالَ رجل من الْعَرَب لصاحبِه فِي أَتانٍ شَرُودٍ: إلْزَمْها رَمَاهَا الله بِرَاكِب قَلِيل الْحِداجَة بعيد الْحَاجة، أَرَادَ بالحِداجة أَدَاة القَتَب. ورُوي عَن عمر أنهُ قَالَ: (حَجَّةً هَاهُنَا ثمَّ احْدِجْ هَاهُنَا حَتَّى تفْنَى) . قَالَ أَبُو عُبَيد: أحْدج هَهُنَا يَعْنِي إِلَى الْغَزْو. قَالَ والحَدْجُ شَدُّ الأحْمَالِ وتوسيقها يُقَال: حَدَجْتُ الْأَحْمَال أَحْدِجُها حَدْجاً وَالْوَاحد مِنْهَا حِدْج وَجَمعهَا حُدُوجٌ وأَحْدَاجٌ وَأنْشد قَول الْأَعْشَى: أَلاَ قُلْ لِمَيْثَاء مَا بالها أَلِلْبَيْنِ تُحْدَجُ أَحمَالُهَا قَالَ: ويُرْوى تُحْدَجُ أجمالُها أَي يُشَدُّ عَلَيْهَا قلت: معنى قَول عمر: ثمَّ أحْدِج هَهُنَا أَي شُدَّ الحِدَاجَةَ وَهُوَ القَتَب بأداته على الْبَعِير للغزو. وَالرِّوَايَة الصَّحِيحَة

تُحدَجُ أَحمالُها وَأما حَدْجُ الأحمالِ بِمَعْنى توسيقها فَغير مَعْرُوف عِنْد الْعَرَب وَهُوَ غلط. وَأما الحِدْجُ بِكَسْر الْحَاء، فَهُوَ مركَب من مراكب النِّسَاء نَحْو الهودج والمحفَّةُ ومنهُ الْبَيْت السائر: شَرَّ يَوْمَيْها وأَغْوَاهُ لَهَا ركِبَتْ عَنْزٌ بِحِدْجٍ جَمَلاَ وَقَالَ الآخر: فَخْرَ البَغِيّ بِحِدْج رَبَّ تها إِذا مَا النَّاس شَلُّوا شمر عَن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ: يُقَال: حَدَجْتُهُ بِبيع سوء إِذا فعلتَ ذَلِك بِهِ. قَالَ: وأنشدني ابْن الْأَعرَابِي: حَدَجْتُ ابْن محدوج بستين بَكْرَةً فلمَّا استَوَتْ رِجْلاهُ ضجَّ من الوِقر قَالَ: وَهَذَا شعر امْرَأَة تزَوجهَا رجل عَلَى ستِّين بكْرة. وَقَالَ غَيره. حَدَجْتُه بِبيع سَوْء ومتاع سَوْء إِذا ألزمته بيعا غبنتَه فِيهِ. ومنهُ قَول الشَّاعِر: يَعِجُّ ابنُ خِرْباقٍ من البيع بعد مَا حَدَجْتُ ابْن خرباقٍ بجَرْباء نازعِ قلت: جعله كبعير شُدَّ عليهِ حِداجته حِين ألزمهُ بَيْعاً لَا يقَالُ منهُ. وَقَالَ ابْن شُمَيل: أهل اليمامةِ يُسمُّون بطيخاً عِنْدهم أخضرَ مثل مَا يكون عندنَا أَيَّام التِّيرمَاه بِالْبَصْرَةِ الحَدَج. قَالَ. والحَدَجَةُ أَيْضا. طَائِر شَبيه بالقطَا وَأهل الْعرَاق يسمون هَذَا الطَّائِر الَّذِي نُسَمِّيهِ اللَّقْلقَ أَبَا حُدَيجٍ. جدح: اللَّيْث: جَدَحَ السويقَ فِي اللَّبن وَنَحْوه إِذَا خاضه بالْمِجْدَح حَتَّى يختَلِط. قَالَ: والْمِجْدَح: خَشَبَة فِي رَأْسها خشبتان مُعتَرِضتان. قَالَ: وَالْمِجْدَح فِي أَمْر السَّماء يُقَال: تردُّدُ رَيِّق المَاء فِي السَّحَاب. يُقَال: أرْسلت السَّمَاء مَجَاديحَها. وَرُوِيَ عَن عُمَرَ أَنه خرج إِلَى الاسْتِسْقَاء فَصَعدَ الْمِنبر فَلم يزدْ على الاسْتِغْفَار حَتَّى نزل، فَقيل لَهُ: إِنَّك لم تسْتَسْقِ، فَقَالَ: لقد استسقَيْتُ بِمَجَادِيح السَّماء. قَالَ أَبُو عُبَيْد: قَالَ أَبُو عمْرو: الْمَجَاديحُ وَاحِدهَا مِجْدح وَهُوَ نَجْم من النُّجُوم كَانَت الْعَرَب تزْعم أَنه يُمْطَر بِهِ كَقَوْلِهِم فِي الأَنْوَاء، وَقَالَ الأُمَوِيّ: هُوَ الْمُجْدَحُ أَيْضا بالضَّم، وأنشدنا: وأَطْعُنُ بالقوم شطر الْمُلو ك حَتَّى إِذا خَفَقَ الْمِجْدَحُ قَالَ: وَالَّذِي يُراد من الحَدِيث أَنه جعل الاسْتِغْفَار استسْقَاء، يتَأَوَّلُ قَول الله جلّ وعزّ: {لله فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ} (نوح: 10، 11) وَأَرَادَ عُمَرُ إبِْطَال الأنواء والتكذيبَ بهَا، لِأَنَّهُ جعل الاسْتِغْفَار هُوَ الَّذِي يُسْتَسْقَى بِهِ لَا الْمَجَاديحَ والأنواء الَّتِي كَانُوا يسْتَسْقُون بِها. وأَخبرني المُنْذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعْرابي قَالَ: المِجْدَحُ: نَجْم صَغِير بَين الدَّبَران والثُّريَّا. وَقَالَ شَمِر: الدَّبَران يُقَال لَهُ المِجْدَحُ

والتَّالي والتَّابع، قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: نَدْعُو جَناحَي الجَوْزاء المِجْدَحَين. وَيُقَال: هِيَ ثَلَاثَة كَواكِب كَأَنَّهَا مِجْدح يُعْتبر بطلوعِها الْحَرُّ، وَمِنْه قَول الرَّاجز: يَلْفَحُها المِجْدَحُ أَيَّ لفح تلوذ مِنْهُ بجَنَاء الطَّلْح قلت: وَأما مَا قَالَه اللَّيْث فِي تَفْسِير المجاديح أَنَّها تَرَدُّدُ رَيِّقِ المَاء فِي السَّحَاب فَبَاطِل، وَالْعرب لَا تعرفه. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: المَجْدوح: من أَطْعِمَة أهل الْجَاهِلِيَّة: كَانَ أحدهم يَعْمِد إِلَى النَّاقة فتُقْصَد لَهُ، ويأْخذ دَمَها فِي إِنَاء فيشربه. ج ح ظ أهملت وجوهه إِلَّا: جَحَظَ. جحظ: قَالَ اللَّيْث: الجَحاظان: حدقتا العَين إِذا كَانَتَا خارجتين، وَقَالَ: عين جاحظة. وَقَالَ غَيره: الجُحوظ: خروجُ المُقْلَة ونُتُوُّهَا من الحِجاج. وَالْعرب تَقول: لأَجْحَظَنَّ إِلَيْك أَثر يدك، يعْنون بِهِ لأُرِيَنَّك سوء أثر يَدِك، وَيُقَال: جَحَظَ إِلَيْهِ عمله يُرَاد بِهِ أَنَّ عمله نظر فِي وَجهه فَذَكَّره سُوءَ صَنِيعه. وَيُقَال: رجل جاحِظُ الْعَينَيْنِ إِذا كَانَت حَدَقَتَاه خارجَتَيْن. ح ج ذ أهمل اللَّيْث هَذَا الْبَاب كلّه، وَقد استعمِل مِنْهُ: ذَحَجَ. ذحج: أَخْبرنِي المُنْذِري عَن أبي العَبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: وَلَدَ أُدَدُ بن زيد بن مُرَّةَ بن يَشْجُب مُرَّةَ والأشعَر. وأمهما دَلَّةُ بنت ذِي مَنْجِشَان الحِمْيرَي فَهَلَكت فخلف على أُخْتها مُدِلَّة بنت ذِي مَنْجِشَان فَولدت مَالِكًا وطيِّئاً واسْمه جَلْهَمَة، ثمَّ هلك أُدَدُ فَلَنْ تتَزَوَّج مُدِلَّةُ وأقامت على ولديها مَالك وطَيء، فَقيل: أذْحَجَت على ولدِيها أَي أَقَامَت، فسُمِّي مَالك وطيِّءٌ مَذْحِجاً. وَقَالَ غَيره: مَذْحِجٌ: أكَمة ولدتْهُما عِنْدهَا فسُمُّوا مَذْحجاً. وَقَالَ ابْن دُرَيد: ذَحَجَه وَسَحَجَه بِمَعْنى وَاحِد، قَالَ: وذَحَجَتْه الرّيح أَي جرَّتْه. (ح ج ث) أُهمِلت وجوهه، وَقد قَالَ بَعضهم: (ثحج) : سَحَجَه وثَحَجَه إِذا جَرّه جرّاً شَدِيدا. ح ج ر حجر، حرج، جرح، جُحر، رجح: (مستعملات) . حجر: قَالَ اللَّيْث: الحَجَر وجَمْعُهُ الحِجارة وَلَيْسَ بِقِيَاس، لِأَن الْحجر وَمَا أشبهه يُجْمَع على أَحْجَار، وَلَكِن يجوز الاستِحْسان فِي العربيَّة كَمَا أَنه يجوز فِي الفِقْه وتَرْكُ الْقيَاس لَهُ: كَمَا قَالَ الأعْشَى يمدح قوما: لَا ناقِصِي حسبٍ وَلَا أَيْدٍ إِذا مُدَّتْ قِصَارَه قَالَ: وَمثله المِهارة والبكارة لجمع الْمهْر والبَكر، وَأَخْبرنِي الْمُنْذِريّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: الْعَرَب تدخل الْهَاء فِي كل جمع على فِعَالٍ أَو فُعُول، وَإِنَّمَا زادوا هَذِه الْهَاء فِيهَا، لِأَنَّهُ إِذا سُكِت عَلَيْهِ اجْتمع فِيهِ عِنْد السَّكْتِ ساكنان، أَحدهمَا الْألف الَّتِي تنحَرُ آخر حرف فِي فِعال، وَالثَّانِي آخِر

فِعال المَسْكُوتُ عَلَيْهِ، فَقَالُوا: عِظَام وعِظَامَهُ ونِقادٌ ونِقَادَة، وَقَالُوا: فِحَالَة وحِبَالَة وذِكَارةٌ وذُكورَةٌ وفُحُولَةٌ وحُمُولَةٌ، قلتُ: وَهَذَا هُوَ العِلّةُ الَّتِي عَلَّلَها النحويون، فأَمّا الِاسْتِحْسَان الَّذِي شَبَّهَه بالاستحسان فِي الْفِقْه فَإِنَّهُ بَاطل. وَيُقَال: رُمِي فلانٌ بِحجر الأَرْض إِذا رُمِي بِداهِيَة من الرِّجَال، ويُرْوَى عَن الأحْنَفِ بن قيس أَنه قَالَ لعَلي ح حِين سَمَّى مُعاوِيَةُ أحدَ الْحكمَيْنِ عَمْرو بن الْعَاصِ: إِنَّك قد رُمِيت بِحجر الأَرْض فَاجْعَلْ مَعَه ابْن عَبَّاس فَإِنَّهُ لَا يَعْقِد عُقْدَةً إِلَّا حَلَّها. وَقَالَ اللَّيْث: الحِجْر: حَطِيم مَكَّة كَأَنَّهُ حُجْرة مِمَّا يَلِي المَثْعَبَ من الْبَيْت. قَالَ: وحِجْرٌ: مَوضِع ثَمُود الَّذِي كَانُوا ينزلونه. قَالَ: وقَصَبَةُ الْيَمَامَة: حجْر بِفَتْح الْحَاء. قَالَ: والحِجْرُ: اللُّبُّ والعَقْل. قَالَ: والحِجْرُ والحُجْرُ لُغَتَانِ وَهُوَ الحَرام، قَالَ: وَكَانَ الرجل فِي الْجَاهِلِيَّة يلقى الرجل يخافُه فِي الشَّهْر الْحَرَام فَيَقُول: حِجْراً مَحْجُوراً أَي حرامٌ مُحَرَّم عَلَيْك فِي هَذَا الشَّهْر فَلَا يَنْدَاهُ مِنْهُ شَرّ، قَالَ: فَإِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة رَأَى الْمُشْركُونَ الْمَلَائِكَة فَقَالُوا: حِجْراً مَحْجُوراً، وظنوا أَن ذَلِك يَنْفَعهُمْ عِنْدهم كفعلهم فِي الدُّنْيَا وَأنْشد: حَتَّى دَعَوْنا بأَرْحامٍ لَهُم سَلَفَتْ وَقَالَ قائِلهُم إِنِّي بحاجُور يَعْنِي بمعاذٍ. يُقَال: أَنا مُسْتَمْسِك بِمَا يعيذني مِنْك ويَحْجُرُك عني، قَالَ: وعَلى قِيَاسه العاثُورُ وَهُوَ المَتْلَفُ. قلت: أما مَا قَالَه اللَّيْث فِي تَفْسِير قَوْله جلّ وعزّ: {وَيَقُولُونَ حِجْراً مَّحْجُوراً} (الفُرقان: 22) إِنَّه من قَول الْمُشْركين للْمَلَائكَة يَوْم الْقِيَامَة، فَإِن أهل التَّفْسِير الَّذين يُعتمدون مثل ابْن عَبَّاس وَأَصْحَابه فَسَّروه على غير مَا فَسَّرَهُ اللَّيْث، قَالَ ابْن عَبَّاس: هَذَا كُلّه من قَول الْمَلَائِكَة، قَالُوا للْمُشْرِكين: حِجْراً مَحْجُوراً أَي حُجِرَتْ عَلَيْكُم الْبُشْرَى فَلَا تُبَشَّرون بِخَير. وأَخْبَرني المُنْذِريُّ عَن اليَزِيدِيِّ قَالَ: سمعتُ أَبَا حَاتِمٍ يَقُول فِي قَوْله: وَيَقُولُونَ حِجْراً. . تَم الْكَلَام، قَالَ الْحسن: هَذَا من قَول الْمُجْرمين، فَقَالَ الله: مَحْجُوراً عَلَيْهِم أَن يُعَاذُوا وَأَن يُجارُوا كَمَا كَانُوا يُعَاذُون فِي الدُّنْيَا ويُجارُون، فحجر الله ذَلِك عَلَيْهِم يَوْم الْقِيَامَة. قَالَ أَبُو حَاتِم: وَقَالَ أحْمَد اللُّؤْلُؤيّ: بلغَني أَنَّ ابْن عَبَّاس قَالَ: هَذَا كُله من قَول الْمَلَائِكَة، قلت: وَهَذَا أَشْبَهُ بِنظْم القُرآن المُنَزَّل بِلِسَان الْعَرَب، وأَحْرَى أَن يكون قولُه: (حِجْراً مَحْجُوراً) كلَاما وَاحِدًا لَا كَلاَمَيْن مَعَ إِضْمَار كَلَام لَا دَلِيل عَلَيْهِ، وروى سَلَمَة عَن الفرّاء فِي قَوْله (حِجْراً مَحْجُوراً) أَي حَرَاماً مُحَرَّماً كَمَا تَقول: حَجَر التاجِرُ على غُلَامه، وحَجَر الرجل على أَهْله. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله: {وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً، وقرئت (حُجْرا مَحْجُوراً) بضَمِّ الْحَاء، وَالْمعْنَى وَتقول

الْمَلَائِكَة: حجْراً مَحْجُوراً أَي حَرَاماً مُحَرَّماً عَلَيْهِم الْبُشْرَى. قَالَ: وأصْلُ الحِجْرِ فِي اللُّغة مَا حَجَرْتَ عَلَيْهِ أَي منعتَه من أَن يوصَلَ إِلَيْهِ وكل مَا مَنَعْتَ مِنْهُ فقد حَجَرْت عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ حَجْرُ الْحُكَّام على الأَيْتَام مَنْعُهم. وَكَذَلِكَ الحُجْرة الَّتِي يَنْزِلُها النَّاس وَهُوَ مَا حَوَّطُوا عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: يُقَال: حِجْراً مَحْجُوراً وحَجْراً مَحْجُوراً، قَالَ: وحَجْرُ الْإِنْسَان وحِجْرهُ بِالْفَتْح وَالْكَسْر. وأَخْبَرَني المُنْذِرِيُّ عَن اليزيديِّ عَن أبي زَيْد فِي قَوْله: وَحَرْثٌ حِجْرٌ} (الْأَنْعَام: 138) : حرامٌ. وَيَقُولُونَ: حِجْراً: حَرَامًا، قَالَ: والحاءُ فِي الحرفين بِالضَّمِّ وَالْكَسْر لُغتان. قَالَ: وقولُه: {كَذَّبَ أَصْحَابُ الحِجْرِ} (الحِجر: 80) بِلَاد ثَمُود يُقَال لَهَا حِجرٌ. وَفِي سُورَة النِّسَاء {فِى حُجُورِكُمْ مِّن نِّسَآئِكُمُ} (النِّساء: 23) وَاحِدهَا حَجْر بِفَتْح الْحَاء. وَقَالَ غَيره: حَجْرُ المرأَةِ وحِجْرُهَا: حِضْنُها. قلت: وَيُقَال: فلَان حَجْر فلانٍ أَي فِي كَنَفَهِ ومَنَعَتِه ومَنْعِه، كُله وَاحِد، قَالَه أَبُو زيد، وَأنْشد لحَسّان بن ثَابت: أُولَئِكَ قَوْمٌ لَوْ لَهُمْ قِيل أَنْقذُوا أميرَكم أَلْفَيْتُموهُم أُولي حَجْر أَي أُولي مَنَعَة. ابْن السكِّيت: الحِجْر: الْفرس الأُنْثى، قلت: وَتجمع حُجُوراً وحُجُورَةً وأَحْجاراً، وَقيل: أَحجار الخَيْلِ: مَا اتُّخِذَ مِنْهَا لِلنَّسْل وَلَا يكادون يُفْردون الْوَاحِدَة، قلت: بَلَى، يُقَال: هَذِه حِجرٌ من أَحْجار خَيْلي يُرَاد بالحِجْر الفرسُ الْأُنْثَى خاصَّة جعلوها كالمُحرّمَة الرَّحِم إلاَّ على حِصان كريم. وَقَالَ لي أَعْرَابيٌّ من بني مُضَرِّس وأَشار إِلَى فرس لَهُ أُنثى فَقَالَ: هَذِه الحِجْر من جِياد خَيْلِنا. وَقَالَ اللَّيْث: المَحْجَر: المَحْرَم، والمَحْجِر من الوَجْه: حَيْثُ يَقع عَلَيْهِ النِّقَاب، وَقَالَ: مَا بَدَا لَك من النقاب مَحْجِر، وَأنْشد: وكَأَنَّ مَحْجِرَها سِراجُ المُوقِدِ وَقَالَ أَبُو الهَيْثم: المحجر: الحَرامُ وَأنْشد بَيت حُمَيد: فهمَمْتُ أَنْ أَغْشَى إِلَيْهَا مَحْجِراً ولَمَثْلُها يُغُشَى إِلَيْهِ المَحْجِرُ يَقُول: لَمَثْلُها يُؤْتى إِلَيْهِ الحرامُ. وَأَخْبرنِي المُنْذِريّ عَن الصَّيّداوِيّ أَنَّه سَمع عَبُّويَة يَقُول: المَحْجَر (بِفَتْح الْجِيم) : الحُرمَة وَأنْشد: وَهَمَمْتُ أَن أَغْشَى إِلَيْهَا مَحْجَراً قَالَ: والمَحْجِر: الْعين. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: المَحْجِر: المرعى المنخفض. قَالَ وَقيل لبَعْضهِم: أيُّ الْإِبِل أبقى على السَّنَة؟ فَقَالَ: ابْنَةُ لَبُون، قيل: لِمَه؟ قَالَ: لِأَنَّهَا ترعى مَحْجِراً وتَتْرُك وسطا. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: المَحْجِر هَهُنَا النَّاحِيَة. أَبُو عُبيد عَن أبي عَمْرو: المحاجِرُ.

الحدائق وَاحِدهَا مَحْجِر. قَالَ لَبيدٌ: تَرْوِي المحاجِرَ بازِلٌ عُلْكُوم العُلْكُومُ: الضخمة من الْإِبِل القوية. قَالَ: والحاجِرُ مِنْ مسايل الْمِيَاه ومنابت العُشْبِ: مَا اسْتَدَارَ بِهِ سَنَدٌ أَو نهرٌ مُرْتَفع والجميع الحُجْرانُ، وَقَالَ رؤبة: حَتَّى إِذا مَا هاج حُجْران الذَّرَقْ قلت: وَمن هَذَا قيل لهَذَا الْمنزل الَّذِي فِي طَرِيق مَكَّة حاجِرٌ. وَأما قَول العجَّاج: وجارةُ البيتِ لَهَا حُجْرِيُّ فَمَعْنَاه: لَهَا حُرْمَة والحَجْرَة: النَّاحِيَة، ومَثَل للْعَرَب (فُلانٌ يَرْعَى وسطا ويَرْبِضُ حَجْرةً) . وَمِنْه قَول الْحَارِث بن حِلِّزة: عَنَناً باطِلاً وظُلْماً كَمَا تُعْ تَرُ عَن حَجْرَة الرَّبِيض الظِّباءُ وحَجْرَتَا العَسْكر: جانباه من المَيْمَنة والمَيْسَرة. وَقَالَ: إِذا اجْتَمعُوا فَضَضْنَا حَجْرَتَيْهِم ونَجْمَعَهُم إِذا كَانُوا بَدادِ وَقَالَ الْفراء: الْعَرَب تَقول للحَجَر الأُحْجُرّ على أُفعلّ. وَأنْشد: يرْمِينِي الضَّعيفُ بالأُحْجُرّ قَالَ: ومِثْلُه. هُوَ أُكْبُرّهُمُ أَي أَكْبَرَهُم. وَفرس أُطْمُرٌّ وأُتْرُجٌّ يشدِّدون آخر الْحَرْف. وَيُقَال: تَحَجَّرَ عَلَيَّ مَا وسَّعَهُ الله أَي حَرَّمه وضَيَّقه. وَفِي الحَدِيث: (لقد تَحَجَّرْتَ وَاسِعًا) . وَفِي النَّوَادِر يُقَال: أَمْسَى المالُ مُحْتَجِرة بُطُونُه وتَجَبَّرتْ. ومالٌ مُتَشَدِّد ومُتَجَبِّر وَيُقَال: احتجر الْبَعِير احتجاراً، واحتجر من المالِ كُلُّ مَا كَرَّشَ وَبلغ نِصْف البِطْنَة وَلم يبلغ الشِّبَع كُله، فَإِذا بلغ نِصْف البِطْنَة لم يُقَلْ، فَإِذا رَجَعَ بعد سُوء حَال وعَجَفٍ فقد اجْرَوَّش وناس مَجْرَوِّشون. وَمن أَسمَاء الْعَرَب: حُجْرٌ، وحَجَر، وحَجَّار. ومُحَجِّر: اسْم مَوضِع بِعَيْنِه. ومَحْجِرُ القَيْل: من أقْيَال اليَمَنَ: حَوْزَتُه وناحيته الَّتِي لَا يدْخل عَلَيْهِ فِيهَا غَيره. وَتجمع الحُجْرة حُجْرات وحُجُراتٍ وحُجَراتِ لُغَات كلهَا. وَقَالَ ابْن السكِّيت: يُقَال لِلرَّجل إِذا كثُر مَاله وعدده: قد انتشرت حَجْرَتُه وَقد ارْتَعَجَ مَاله وارْتَعَجَ عدده. جُحر: قَالَ اللَّيْث: الجُحْرُ لكل شَيْء يُحْتَفر فِي الأَرْض إِذا لم يكن من عِظام الْخلق والجميع الجِحَرَةُ. وَتقول: أَجْحَرْتُه فانجحر أَي أدخلته الجُحْر، وَيُقَال: اجْتحر لنَفسِهِ جُحْراً. قَالَ: وَيجوز فِي الشِّعر. جَحَرَتِ الهَناةُ فِي جِحَرَتها. وَأنْشد: جَواحِرُها فِي صَرَّةٍ لم تَزَيَّل وَقَالَ أَبُو عُبيد: جَواحِرُها: مُتَخَلِّفاتُها. قَالَ والْجَحْرَة: السَّنَة الشَّديدة. وَقَالَ زُهَيْر: ونالَ كِرَامَ النَّاس فِي الْجَحْرَة الأكْلُ وَقَالَ اللَّيْث: قيل لَهَا جَحْرة لِأَنَّهَا تَجْحرُ النَّاس. وَيُقَال: أَجْحَرَت نُجُومُ الشِّتاء إِذا لم تمْطُر. وَقَالَ الراجز:

إِذا الشِّتَاءُ أَجْحَرَتْ نُجُومُه واشْتَدَّ فِي غير ثَرًى أُرُومُه والمُجْحَر: المُضْطَرّ المُلْجَأ، وَأنْشد: ... نحْمِي المُجْحَرِينا وَيُقَال: جَحَرَ عَنَّا خَيْرُك أَي تَخَلَّف فَلم يُصِبنا. وَقَالَ ابْن بُزُرْج: جَحَرَت الشَّمْس للغروب. قَالَ: وجَحَرَت الشمسُ إِذا ارْتَفَعت فأَزا الظِّلُّ. وجَحَرَ الربيعُ إِذا لم يُصِبْك مَطَرُه. والجَحْرَة: السَّنَة. ورُوِي عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: إِذا حاضَتِ الْمَرْأَة حَرُمَ الجُحْرَانِ، هَكَذَا رَوَاهُ بعض النَّاس بِكَسْر النُّون وَذهب بِمَعْنَاهُ إِلَى فَرْجِها ودُبُرها. (وَقَالَ) بعضُ أهل الْعلم: إِنَّمَا هُوَ الجُحْرانُ بِضَم النُّون اسْم للقُبُل خَاصَّة. حرج: الحَرَجُ: المَأْثَم، وَرجل حَارِجٌ: آثِم، وَرجل حَرَج وحَرِج: ضَيِّقُ الصَّدْر، وَأنْشد: لَا حَرِجُ الصَدْرِ وَلَا عَنِيفُ وقَوْلُ الله: {يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً} (الأنعَام: 125) وَقد حَرِجَ صَدْرُه أَي ضَاقَ فَلم يَنْشَرِح لخِير. وَرجل مُتَحَرِّج: كافٌّ عَن الإِثْم. وَقَالَ الفَرّاء: قَرَأَهَا ابْن عَبَّاس وَعمر {ضَيِّقاً حَرَجاً وَقرأَهَا النَّاس (حَرِجاً) ، قَالَ: والحَرَج فِيمَا فَسّر ابنُ عَبَّاس هُوَ المَوْضِع الْكثير الشَّجَر الَّذِي لَا تَصِلُ إِلَيْهِ الرّاعِيَة، قَالَ: وَكَذَلِكَ صَدْرُ الكافِرِ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ الحِكْمَةُ، قَالَ: وَهُوَ فِي كَسره ونصبه بِمَنْزِلَة الوَحَدِ والوَحِد، والفَرَد والفَرِد، والدَّنَفِ والدَّنِف. وَقَالَ الزّجاج: الحَرَجُ فِي اللُّغَة: أَضْيَق الضِّيق، وَمَعْنَاهُ أَنه ضَيِّقٌ جِدّاً، ومَنْ قَالَ: رَجُل حَرَجُ الصَّدْرِ فَمَعْنَاه ذُو حَرَج فِي صَدره، ومَنْ قَالَ: حَرِج جَعَلَه فَاعِلا، وَكَذَلِكَ رَجُل دَنَفٌ ذُو دَنَفٍ ودَنِفٌ نَعْتٌ. وَقَالَ أَبُو الهيْثم: الحِراجُ: غِياضٌ من شجر السّلَم مُلْتَفَّة، واحدتها حَرَجَة، والحَرَجَة من شدَّة التفافها لَا يَقْدِرُ أَحَد أَن يَنْفُذَ فِيهَا، وَقَالَ العَجَّاجُ: عايَنَ حَيّاً كالحِراج نَعَمُهُ وَقَالَ اللَّيْث: أَحْرَجْتُ فلَانا: صَيَّرْتُه إِلَى الحَرَج، وَهُوَ الضِّيقُ، وَقَالَ غَيْرُه: أَحْرَجْتُ فلَانا أَي أَلْجَأْتُه إِلَى مَضِيق، وَكَذَلِكَ أَجْحَرْته وأَجْرَذْتُه بِمَعْنى وَاحِد. وَقَوْلهمْ: رجل مُتَحَرِّج كَقَوْلِك: رجل مُتأثِّم ومُتَحوّب ومْتَحَنِّث: يُلْقِي الحَرَجَ والإِثْمَ والحُوبَ والحِنْثَ عَن نَفسه، وَرجل مُتَلَوِّم إِذا تَرَبَّصَ بِالْأَمر يُرِيغُ إلْقاء المَلاَمة عَن نَفسه، وَهَذِه حُروف جَاءَت مَعَانِيهَا مُخَالفَة لألْفاظها قَالَ ذَلِك أَحْمد بن يحيى. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال لِلْغُبارِ السّاطع المُنْضم إِلَى حائِط أَو سَنَد قد حَرِجَ إِلَيْهِ وَأنْشد: وغارَةٍ يَحْرَجُ القَتامُ لَهَا يَهْلِكُ فِيهَا المُنَاجِدُ البَطَلُ

وَيُقَال: أَحْرَجَنِي إِلَى كَذَا وَكَذَا فحَرِجْت إِلَيْهِ أَي انْضَمَمْت، وَقَالَ أَبُو عُبَيد: تَحْرَجُ العَيْن أَي تَحار، وَقَالَ اللَّيْث: معنى تَحْرَجُ العَيْن: لَا تَطْرِف وَلَا تَنْصَرِف، وَأنْشد قَوْلَ ذِي الرُّمّة: وتَحْرَجُ العَيْنُ فِيهَا حِين تَنْتَقِبُ قَالَ: والحِرْجُ: قِلادَةُ كلب، وثَلاثَةُ أَحْرِجَة، وتُجْمَع على أَحْراج وكِلابٌ مُحرَّجَة أَي مُقَلَّدَة، وَقَالَ الْأَصْمَعِي فِي قَوله يصف الثور وَالْكلاب: طاوِي الحَشَا قَصَرَتْ عَنهُ مُحَرَّجَة) قَالَ: مُحَرَّجة: فِي أعناقها حِرْجٌ، وَهُوَ الوَدَع، والوَدَع: خَرَز يُعَلَّق فِي أعناقها. وَقَالَ أَبُو سَعِيد: الحِرْجُ بِكَسْر الْحَاء: نَصِيب الكَلْب من الصَّيْد، وَهُوَ مَا أَشْبَه الْأَطْرَاف من الرَّأْس والكُراع والبَطْن، وَالْكلاب تطمع فِيهَا، وَقَالَ الطِّرِمَّاح: يَبْتَدِرْنَ الأَحْراج كَالثَّوْل والحِرْ جُ لِرَبِّ الكِلاب يَصْطَفِدُهْ يَصْطَفِدُه أَي يَدَّخِره ويَجْعَله صَفَداً لنَفسِهِ ويَخْتارُه، شَبَّه الْكلاب فِي سُرْعتها بالزنابير وَهِي الثَّوْلُ، وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: أَحْرِجْ لِكَلْبك من صَيْده فَإِنَّهُ أَدْعَى لَهُ إِلَى الصَّيْد. وَقَالَ المُفَضَّل: الحِرْج: حِبال تُنْصَبُ للسَّبُع، وَقَالَ الشَّاعِر: وشَرُّ النَّدامَى مَنْ تَبِيتُ ثِيابُه مُخَفَّفَةً كأَنها حِرْجُ حابِلِ وَيُقَال: حَرِجَ عَلَيَّ ظُلمك أَي حَرُم، وَيُقَال: أَحْرَجَ امْرَأَتَه بطَلْقَة أَي حَرَّمَها وَيُقَال: أكْسَعَها بالمُحْرِجات، يُرِيد بِثَلاَث تَطْلِيقَات. والحَرَج: سَرِير الميِّت. أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي: الحَرَج: خشب يُشَدّ بعضُه إِلَى بعض يُحمل فِيهِ المَوْتَى. وَقَالَ امرُؤُ الْقَيْس: على حَرَج كالقَرّ تَخْفِقُ أكفانِي وَأما قَول عنترة: يَتْبَعْن قُلَّةَ رَأسه وكأنَّه حَرَجٌ على نَعْش لَهُنَّ مُخَيَّمُ فَإِنَّهُ وصف نَعامَةً يَتْبَعُها رِئالُها وَهِي تَبْسُط جناحيها وتَجْعَلُها تحتهَا. وحَرَجُ النَّعْش: شِجارٌ من خَشَب جُعِلَ فَوق نَعْش الميِّت: وَهُوَ سَرِيره. والحَرَجُ أَيْضا: مَرْكَبٌ من مراكب النِّسَاء كالهَوْدَج. والحَرَج: الضّامر من الْإِبِل. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الحُرْجوج: الضامر من الْإِبِل وَجمعه حَرَاجيحُ، والحَرَجُ مثلهَا. والحَرَجُ: أَن يَنْظُر الرجل فَلَا يَسْتَطِيع أَن يَتَحَرَّك من مَكَانَهُ فَرَقا وغَيْظا. وَأَجَازَ بَعضهم: نَاقَة حُرْجُجٌ بِمَعْنى الحُرْجوج. وَقَالَ غَيره: حِراجُ الظَّلْماء: مَا كَثُف والْتَفّ. وَقَالَ ابْن ميّادة: أَلا طَرَقَتْنا أُمُّ أَوْس ودونها حِراجٌ من الظَّلماء يَعْشَى غُرابُها خص الغُراب لحدّة بَصَره، يَقُول: فَإِذا لم يُبْصر فِيهَا الْغُرَاب مَعَ حدَّة بَصَره فَمَا ظنُّك بِغَيْرِهِ.

وَقَالَ اللَّيْث: الحُرْجوجُ: النَّاقة الوقَّادة الْقلب، قَالَ: والحَرَج من الْإِبِل: الَّتِي لَا تُركب وَلَا يَضْرِبها الْفَحْل ليَكُون أسمن لَهَا، إِنَّمَا هِيَ مُعَدّة. قلت: وَالْقَوْل فِي الحُرْجوج والحَرَج مَا قَالَه أَبُو عُبيد رِوَايَة عَن أبي عَمْرو، وَقَول اللَّيْث مَدْخُول. وَقَرَأَ ابْن عَبَّاس: (وحَرْثٌ حِرْجٌ) وَقَرَأَ النَّاس: {وَحَرْثٌ حِجْرٌ} (الأنعَام: 138) ، حَدثنَا حَاتِم بن مَحْبُوب عَن عبد الجبَّار عَن سُفيان عَن عَمْرو عَن ابْن عَبَّاس أَنه كَانَ يقْرَأ (وحَرْث حِرْجٌ) أَي حرَام. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الحِرْج: الودَعَة، والحِرْجُ بِمَعْنى الحِجْر: الْحَرَام، والحِرْج: مَا يلقَى للكلب من صَيْده، والحِرْجُ: القِلاَدة لكل حَيَوَان، والحِرْجُ: الثِّيَاب الَّتِي تُبْسَط على حَبْل لتجِفّ وجمعُها حِراجٌ فِي جَمِيعهَا. وحَرَّجَ فُلان على فلَان إِذا ضيّق عَلَيْهِ. جرح: اللَّيْث: الجَرْح: الفِعْل، تَقول: جَرَحْتُه جَرْحا، وَأَنا أجْرَحه، والجُرْح: الِاسْم، والجِراحة: الْوَاحِدَة من طَعْنَة أَو ضَرْبة، وقولُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (العجماء جَرْحُها جُبار) بِفَتْح الْجِيم لَا غير. وَقَول اللَّيْث: الجِراحة الْوَاحِدَة خطأ، وَلَكِن يُقَال: جُرْح وجِراح وجِراحة، كَمَا يُقَال: حِجارة وجمالة وحِبالة لجَمْع الحَجَر والحَبْل والجمل. وَقَالَ اللَّيْث: جوارِح الْإِنْسَان: عوامِل جسده من يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ، واحدتها جارحة. والجوارِحُ من الطير والسِّباع: ذواتُ الصَّيْد، الْوَاحِدَة جارحة: فالبازي جارحة، وَالْكَلب الضَّاري جارحة: سُمِّيت جوارِح لِأَنَّهَا كواسِبُ أنفُسِها من قَوْلك: جَرَحَ واجتَرَح إِذا اكْتسب. قَالَ الله: {يُوقِنُونَ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُواْ السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ} (الجاثية: 21) . وَأما قَول الله جلّ وعزّ: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَآ أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِّنَ الْجَوَارِحِ} (المَائدة: 4) فَفِيهِ مَحْذوف أَرَادَ جلّ وعزّ: وأحلَّ لكم صيد مَا عَلَّمْتم من الجَوارِح فَحذف لِأَن فِي الْكَلَام دَلِيلا عَلَيْهِ، وَيُقَال: جَرَحَ الْحَاكِم الشَّاهِد إِذا عثَر مِنْهُ على مَا تسقُطُ بِهِ عَدَالَته من كذب وَغَيره، وَقد استُجْرِح الشَّاهِدُ. ورُوِي عَن بعض التَّابِعِين أَنه قَالَ: كثُرت هَذِه الأحاديثُ واسْتَجْرَحتْ أَي فَسدتْ وقَلَّ صِحاحُها. وَقَالَ عبد الْملك بن مَرْوَان: وعَظْتكم فَلم تزدادوا بِالْمَوْعِظَةِ إِلَّا اسْتِجْراحاً أَي فَسَادًا. وَقَالَ أَبُو عُبيدة: يُقال: لإناث الخَيْل جوارحُ، واحدتُها جارحة: لِأَنَّهَا تُكْسِبُ أَرْبَابهَا نِتَاجَها. وَيُقَال: مَا لَهُ جارِحَة أَي مَا لَهُ أُنْثَى ذاتُ رَحِم تحمِل، وَمَا لَهُ جارِحَة أَي مَا لَهُ كاسِب. وَفُلَان يَجْرَحُ لِعِيَالِهِ ويَجْتَرِح، ويَقْرِش ويَقْتَرِش بِمَعْنى وَاحِد. ابْن شُمَيل: جوارح المَال: مَا وَلَد يُقَال: هَذِه الْجَارِيَة، وَهَذِه الْفرس والنَّاقة والأتان من جوارح المَال أَي أَنَّهَا شابَّةٌ مُقْبلة الرَّحم والشَّباب، يُرْجَى ولَدُها. رجح: قَالَ اللَّيْث: الراجِح: الوازِن. يُقَال:

رَجَحتُ الشيءَ بيَدي أَي وزنتُه وَنظرت مَا ثِقْلُه، وأرْجَحتُ الْمِيزَان أَي أثقَلتُه حَتَّى مَال، ورَجَح الشيءُ نفسُه يَرْجَح رُجْحانا ورُجُوحا وَيُقَال: زِنْ وأرْجِح وأَعْطِ راجحا، وحِلْم راجِح: يَرْزُن بِصَاحِبِهِ فَلَا يُخِفُّه شَيْء. والأُرْجُوحة هِيَ المَرْجوحة الَّتِي يُلْعَب بهَا. وأراجيح الإبِل: اهتزازُها فِي رَتَكانها، وَأنْشد: على رَبِذٍ سَهْوِ الأراجيح مِرْجَم وَالْفِعْل الارتِجاح والتَّرجُّح، وَهُوَ التَّذَبْذُب بَين شَيْئَيْنِ. والمِرجاحُ من الْإِبِل: ذُو الأراجيح. وَقوم مراجيحُ: حُلماءُ، واحدهم مِرْجاح ومِرْجَح. وَقَالَ الْأَعْشَى: من شباب تراهُمُ غيرَ مِيلٍ وكُهُولا مراجِحاً أحلاما غَيره: كتائِبُ رجُحٌ: جرّارة ثَقيلَة. وجِفان رُجُحٌ: مَمْلُوءَة من الثَّريد وَاللَّحم. قَالَ لبيد: وَإِذا شَتَوْا عادَتْ على جِيرانهم رُجُحٌ يُوَفِّيها مَرابِعُ كُومُ أَي قِصاعٌ يَمْلَؤُها نوقٌ مَرابِع، وَقَالَ فِي الكتائِبِ: بِكَتائبٍ رُجُحٍ تَعَوَّدَ كَبْشُها نَطْحَ الكِباش كَأَنَّهُن نُجومُ ونخيلٌ مَراجيح إِذا كَانَت مَواقِيرَ، وَقَالَ الطِرمَّاح: نَخْل القُرى شالَتْ مراجِيحُه بالوِقْر فانْدالَتْ بِأَكْمامِها اندالت: تدلت أكمامها حِين ثقل ثمارها عَلَيْهَا. وَقَالَ اللَّيْث: الأَراجِيحُ: الفَلَوات كَأَنَّهَا تَتَرَجَّح بمَنْ سَار فِيهَا أَي تُطَوِّح بِهِ يَمِينا وَشمَالًا وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: بِلاَلٍ أَبي عَمْرو وَقد كَانَ بَيْننَا أراجِيحُ يَحْسِرْنَ القِلاَص النَّواجِيا أَي فيافٍ تَرَجَّح برُكْبانها قلت: وَيُقَال لِلْجَارِيَةِ إِذا ثَقُلت روادِفُها فتَذَبْذَبَت هِيَ تَرْتَجِح عَلَيْهَا، وَمِنْه قَوْله: ومَأْكَماتٍ يَرْتَجِحْن وُرَّمَا وَيُقَال للحبل الَّذِي يُتَرجَّح فِيهِ: الرُّجّاحة والنُّوّاعة والنُّوّاطة والطُّوّاحة. ح ج ل حجل، جحل، حلج، لحج، جلح، لجح: مستعملات. حجل: قَالَ اللَّيْث: الحَجَلُ: القَبَج، الْوَاحِدَة حَجَلة. وسمعتُ بعض الْعَرَب يَقُول: قَالَت القَطا للحَجَل: حَجَلْ حَجَلْ، تَفِرُّ فِي الْجَبَل، من خشيَة الرَّجل. فَقَالَت الحجَل للقطا: قَطَاقَطَا، بَيْضُكِ ثِنْتا، وبَيْضِي مِائَتا. قلت: الحَجَل: إناث اليَعاقِيب، واليَعاقِيبُ: ذُكورها، ورَوى ابنُ شُمَيْل حَدِيثا أنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (اللَّهُمّ إِنِّي أَدعو قُريْشًا وَقد جعَلوا طَعَامي كطعام الحَجَل) . قَالَ النَّضْر: الحَجَل هُوَ القَبَج يَأْكُل الحبّة بعد الحبّة لَا يَجِدّ. قلت: أَرَادَ أَنهم لَا يَجِدّون فِي إجَابَتِي، وَلَا يَدْخُل

مِنْهُم فِي دين الله إِلَّا الخَطِيئَةُ بعد الْخَطِيئَة. وَقَالَ اللَّيْث: الحَجَلَة للعَرُوس، والجميع الحِجال. وَقَالَ الفرزدق: رَقَدْن عَلَيْهِنَّ الحِجالُ المُسَجَّف قَالَ: الحِجال وَهِي جمَاعَة، ثمَّ قَالَ: المُسَجَّف فذَكَّر: لِأَن لفظ الحِجال لفظُ الْوَاحِد مثل الجِدار والجِراب، وَمثله قَول الله: {وَنَسِىَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحىِ الْعِظَامَ} (يس: 78) وَلم يَقُل: رَمِيمة. اللَّيْث: الحَجْل: مشي المُقَيَّد، قَالَ: وَالْإِنْسَان إِذا رفع رجلا وتوثَّب فِي مَشْيه على رِجْل فقد حَجَلَ، ونَزَوان الغُراب: حَجْلُه. وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لزيد: أَنْت مَوْلَانَا فحَجَلَ. قَالَ أَبُو عُبيد: الحَجْل: أَن يَرْفَع رِجْلاً ويقفِزَ على الْأُخْرَى من الْفَرح، وَقد يكون بالرِّجْلَين جَمِيعًا إِلَّا أَنه قَفزٌ وَلَيْسَ بمَشْي. وَقَالَ اللَّيْث: الحَجْل والحِجْل لُغَتَانِ، وَهُوَ الخَلْخال، قَالَ: وحِجْلا القَيْدِ: حَلْقَتاه. الحرَّاني عَن ابْن السّكيت: الحِجْل: الْخَلْخال: وَجمعه حُجُول، وَنَحْو ذَلِك رَوَى أَبُو عُبيد عَن أَصْحَابه حِجْل بِكَسْر الْحَاء، وَمَا علمتُ أحدا أجَاز الحِجْل غير مَا قَالَه اللَّيْث وَهُوَ غَلَط. وَقَالَ عَدِيّ: أعاذِلُ قد لاقيتُ مَا يَزَعُ الفَتَى وطابقتُ فِي الحِجْلين مَشْيَ المُقَيَّد وَقَالَ ابْن السّكّيت: حَجَل يَحْجُلُ حَجْلاً إِذا مَشَى فِي القَيْد. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَن المُفَضَّل أنْشدهُ: إِذا حُجِّلَ المِقْرَى يكون وفاؤُه تَمامَ الَّذِي تَهْوِي إِلَيْهِ المَوَارِد قَالَ: المِقْرى: القَدَح الَّذِي يُقْرَى فِيهِ، وتَحْجِيلُه: أَن تَصُبَّ فِيهِ لُبَيْنَة قَليلَة قَدْر تَحْجِيل الْفرس ثمَّ يُوَفَّى المِقْرى بِالْمَاءِ، وَذَلِكَ فِي الجُدُوبة وعَوَز اللّبن. وَقَالَ أَبُو نصر عَن الأصمعيّ: إِذا حُجِّل المِقْرى أَي سُتِر بالحَجَلة ضَنّاً بِهِ ليشربوه هم. وَقَالَ اللَّيْث: التَّحْجِيل: بَيَاض فِي قَوائم الفرَسِ. تَقول: فرس مُحَجَّل، وَفرس بادٍ حُجولُه، قَالَ الْأَعْشَى: تَعَالَوْا فإنّ العِلْمَ عِنْد ذَوي النُّهى من النَّاس كالبَلْقَاء بادٍ حُجُولُها وَقَالَ أَبُو عُبيدة: المُحَجَّلُ من الْخَيل: أَن تكون قوائمه الْأَرْبَع بِيضاً يبلغ الْبيَاض مِنْهَا ثُلُث الوَظِيف وَنصفه أَو ثُلثَيْهِ بعد أَن يتَجَاوَز الأَرْساغ، وَلَا يَبْلُغ الرُّكْبَتَين والعُرْقُوبين، فَيُقَال: مُحَجَّل القوائم فَإِن بلغ البياضُ من التحجيل رُكبَة الْيَد وعُرْقُوبَ الرِّجْل فَهُوَ فرس مُجَبَّب، فَإِن كَانَ الْبيَاض بِرِجْليه دون الْيَد فَهُوَ مُحَجَّل إِن جَاوز الأرساغ، وَإِن كَانَ البَيَاضُ بِيَدَيْه دون رجلَيْهِ فَهُوَ أَعْصَمُ، فَإِن كَانَ فِي ثلاثِ قوائمَ دون رِجْل أَو دون يَدٍ فَهُوَ مُحَجَّل الثَّلَاث مُطْلَق الْيَد أَو الرِّجل، وَلَا يكون التَّحْجِيل وَاقعا بِيَدٍ وَلَا يَدَيْن إِلَّا أَن يكون مَعهَا أَو مَعَهُمَا رجل أَو رجلَانِ. قلت: وأُخِذ تحجيلُ الْخَيل من الحِجْل وَهُوَ حَلْقة القَيْد، جُعِلَ ذَلِك الْبيَاض فِي

قَوَائِمهَا بِمَنْزِلَة القُيُود، وجَمْع الحِجْل حُجُول. وَيُقَال: أَحْجَلَ الرَّجُلُ بَعِيرَه إحجالا إِذا أطلق قيدَه من يَده اليُمنى وشَدّه فِي الأُخْرى. وحَجَّل فلَان أمرَه تَحْجِيلا إِذا شَهَرَه، وَمِنْه قَول الْجَعدِيّ يهجو لَيْلَى الأَخْيَليَّة: أَلاَ حَيِّيَا ليلَى وقولا لَهَا هَلاَ فقد رَكِبتْ أَمراً أَغَرّ مُحَجَّلا وضَرْع مُحجَّل: بِهِ تَحجيل من أثر الصِّرار، وَقَالَ أَبُو النَّجم: عَن ذِي قَرَاميصَ لَهَا مُحَجَّلِ وحَجَّلَتِ المرأَةُ بنانَها إِذا لَوَّنَت خضابها. أَبُو عُبيد عَن أبي زيد: نَعجةٌ حَجْلاء، وَهِي البيضاءُ الأَوْظِفة وسائرها أَسْود. عَمْرو عَن أَبِيه: الحُجَيْلاَءُ: المَاء الَّذِي لَا تصيبه الشَّمْس. وَقَالَ اللَّيْث: الحَوْجَلة: مَا كَانَ من القوارِير من صغارها واسعَ الرَّأْس، وَأنْشد: كأنَّ عَيْنَيْهِ من الغُؤُورِ قَلْتَان أَوْ حَوْجَلَتا قَارُور أَبُو الْعَبَّاس: عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الحَواجِل: القوارِيرُ، والسَّواجِل: غُلُفها، وَأنْشد ابْن الْأَنْبَارِي: نَهْج تَرَى حوله بَيْضَ القَطَا قَبَصاً كأنّه بالأفاحِيص الحَواجيلُ حواجِلٌ مُلِئَت زَيتاً مُجَرَّدَة لَيست عليهنّ من خُوص سَواجِيلُ قَالَ: القَبَصُ: الجماعاتُ والقِطَع، والسّواجيلُ: الغُلُف، وَاحِدهَا ساجُول وسَوْجَل. قَالَ: وحَجَل الإبِل: صِغارُ أَوْلَادهَا وحَشْوُها، قَالَ لَبِيد: لَهَا حَجَلٌ قد قرّعَت من رُؤوسه لَهَا فوقَه ممّا تَحلَّب واشل قَالَ ابْن السِّكِّيت: اسْتعَار الحَجل فَجَعلهَا صِغار الْإِبِل. والتَّحجيل والصّليبُ: سِمَتان من سِماتِ الْإِبِل. وَقَالَ ذُو الرُّمَّة يصف إبِلا: يَلُوحُ بهَا تَحجيلُها وصَليبُها وَأما قَول الشَّاعِر: ألم تَعْلَمي أنّا إِذا القِدْر حُجِّلَت وأُلْقِي عَن وَجْه الفَتاةِ سُتُورُها حُجّلت القِدْر أَي سُتِرت كَمَا تُسْتَر العَرُوس فَلَا تَبْرُز. وَيُقَال: حَجَلَتْ عينُه وحَجَّلَت إِذا غارت، وَأنْشد أَبُو عُبيدة: حَواجِلُ العُيون كالقِداح وَقَالَ آخر فِي الْإِفْرَاد دون الْإِضَافَة: حَواجِلٌ غائِرَة العُيون جحل: اللَّيْث: الجَحْل: ضرب من اليعاسِيب من صغارها، والجميع الجِحْلان. أَبُو عُبيد عَن الفرّاء: الجَحْلُ: ضَرْب من الحِرْباء. الحرّاني عَن ابْن السّكّيت قَالَ: الجَحْل هُوَ من الضِّبابِ: الضَّخم.

أَبُو زيد: الجَحْلُ السِّقاء الضَّخْم أَو الزّقّ، قَالَ: والجَحْل: صَرْعُ الرجلِ صَاحبه. يُقَال: جَحَلَه جَحْلا إِذا صَرَعَه. أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي: ضَرَبَه ضَرْبا فجَحَلَه، وَيُقَال بِالتَّشْدِيدِ: جَحَّله إِذا صَرَعَه. ابْن الْأَعرَابِي: الجَحْلاء من النوق: الْعَظِيمَة الْخلق. قَالَ: والجُحال: السُّمُّ. والجَحْلُ: السَّيِّد من الرِّجَال. والجَحْل: ولدُ الضَّبّ. والجَحْل: يَعْسُوب النَّحْل. لحج: قَالَ اللَّيْث: اللَّحَجُ: الغَمَصُ نَفسه. واللحْج مجزوم هُوَ المَيْلُولة، وَيُقَال: التَحَجُوا إِلَى كَذَا وَكَذَا، وألْحَجَهُم إِلَيْهِ كَذَا أَي أمالهم وَأنْشد قَول العجاج: أَوْ تَلْحَجُ الألسُنُ فِينَا مَلْحَجا أَي تَقول فِينَا فتميل عَن الحَسَنِ إِلَى الْقَبِيح. أَبُو عُبيد عَن أبي زيد: لَحْوَجْتُ الخبَر لَحْوجة: خَلَّطْتُه عَلَيْهِ. وَقَالَ الْفراء: لَحّجَهُ تلْحِيجاً إِذا أظهر غير مَا فِي نَفسه. الْأَصْمَعِي وَغَيره: أَتَى فلَان فلَانا فَلم يجد عِنْده مَوئِلا وَلَا مُلْتَحجاً وَأنْشد: حُبَّ الضَّرِيكِ تِلاَدَ المالَ زَرَّمَه فَقْرٌ وَلم يتَّخِذ فِي النَّاس مُلْتَحَجَا شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: ألحاجُ الْوَادي: نواحيه وأطرافه، وَاحِدهَا لُحْجُ. غَيره: لَحِجَ الشَّيْء إِذا ضَاقَ، ولحِجَتْ عينُه، وَقَالَ الشَّمّاخ: بخَوْصَاوَيْنِ فِي لُحْجٍ كَنينِ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال لزوايا الْبَيْت: الألْحاجُ والأدْحال والجوازي والحراسم والأخصام والأكسار والمَزْوِيّاتُ. قَالَ: والملاحِيج: الطّرق الضيقة فِي الْجبَال. وَفِي (النَّوَادِر) : لحجه بالعصا إِذا ضربه، ولحجَه بِعَيْنِه. لجح: أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي: اللُّجْحُ الْجِيم قبل الْحَاء: الشَّيْء يكون فِي الْوَادي نحوٌ من الدَّحْل فِي أَسْفَله وأسفل الْبِئْر والجبل كَأَنَّهُ نَقْب. قَالَ شمر: وأنشدني ابْن الْأَعرَابِي: بادٍ نواحِيه شَطُون اللُّجْح قَالَ: وَالْقَصِيدَة على الْحَاء. وَأَصله اللحج الْحَاء قبل الْجِيم فقُلِب. جلح: الجَلحُ: ذهَاب الشّعْر من مُقدَّم الرَّأْس، والنعت أَجْلَج وجَلْحَاءُ. أَبُو عُبيد: إِذا انحسر الشّعْر عَن جَانِبي الْجَبْهَة فَهُوَ أنْزَع، فَإِن زَاد قَلِيلا فَهُوَ أَجْلَحُ، فَإِذا بلغ النّصْف وَنَحْوه فَهُوَ أجْلَى ثمَّ هُوَ أَجْلَه، وَجمع الأَجْلح جُلْحٌ وجُلْحان. اللَّيْث: جُلاح: اسمُ أبي أُحَيْحة بن الجُلاح الخزرجي. قَالَ: والتَّجْليح: التَّصْميم فِي الأمْر والمُضِيُّ، يُقَال: جَلَّح فِي الْأَمر فَهُوَ مُجَلِّح. وَقَالَ أَبُو زيد: جَلَّح على الْقَوْم تَجْليحا إِذا

حَمَل عَلَيْهِم، وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: عصافِيرٌ وذِبَّان ودُودٌ وأَجْرَأُ من مُجَلِّحَة الذِّئَاب وَقَالَ لبِيد يصف فَلاةً: فكُنَّ سفينَها وضَرَبْنَ جَأْشاً لخَمْسٍ فِي مُجَلِّحة أَزُومِ أَي مفازة مُنكَشِفة بالشرّ. أَبُو عُبيد عَن أبي عَمْرو قَالَ: المُجَلِّح: الْكثير الْأكل، والمُجَلَّح: المأْكُول، وَقَالَ ابْن مُقْبل: ... إِذا اغْبَرَّ العِضاهُ المُجَلَّحُ وَهُوَ الَّذِي أُكِل حَتَّى لم يُتْرَك مِنْهُ شَيْء. قَالَ ابْن السّكيت: جَلَحَ المالُ الشجرَ يَجْلَحُه جَلْحاً إِذا أكل أَعْلَاهُ. قَالَ: والمجلوح: الْمَأْكُول رأسُه وَأنْشد: أَلا ازْحَمِيه زَحْمةً فَرُوحي وجاوِزِي ذَا السَّحَمِ المجلُوح المأْكُول رَأسه. وَقَالَ اللَّيْث: النَّاقة المجْلاحُ هُوَ المُجَلَّحَة على السَّنَة الشَّدِيدة فِي بَقَاء لَبنهَا، والجمِيعُ المجاليح، وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: المانِحُ الأَدَمَ والخُورَ الهِلابَ إِذا مَا حارد الخُورُ واجْتُثَّ المجاليحُ قَالَ: المجاليح: الَّتِي لَا تُبَالي قُحوطَ الْمَطَر، قلت: مجاليح الْإِبِل: الَّتِي تقضم العِيدان إِذا أقحطت السَّنَةُ فتَسْمَنُ عَلَيْهَا. أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: المجاليحُ من النوق: الَّتِي تَدِرُّ فِي الشتَاء. والتّجليح: السَّيْر الشّديدُ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: جَلَّح علينا أَي أَتَى علينا. اللَّيْث: الجالحة، والجوالح: مَا تطاير من رُؤوس النَّباتِ شِبْه القُطْن فِي الرِّيح وَمَا أشبه ذَلِك من نَسْج العنكبوت، وَكَذَلِكَ الثَّلج إِذا تهافت. قَالَ: والجلْحَاء من البَقَر: الَّتِي تَذْهَب قرناها أُخُرا. وقرية جَلْحاءُ: لَا حِصْن لَهَا، وقُرى جُلْح، وبقر جُلْح: لَا قُرون لَهَا. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أَنْشدني ابْن أبي طَرَفة: فسكَّنتُهم بالْقَوْل حَتَّى كأنَّهم بَوَاقِرُ جُلْحٌ سَكَّنَتْها المراتِعُ وَفِي حَدِيث أبي أَيُّوب: (مَنْ بَات على سطح أَجْلح فَلَا ذِمَّة لَهُ) . قَالَ شمر: هُوَ السَّطْح الَّذِي لم يُحجَّر بجدار وَلَا غَيره مِمَّا يَرُدُّ الرجل، قَالَ: والأَجْلَح من الثَّيران: الَّذِي لَا قَرْن لَهُ. وبقرة جَلْحَاء، وهودج أَجْلَح: لَا رَأْس لَهُ. وأكمة جَلْحَاء: إِذا لم تكن محددة الرَّأْس، وَفِي الحَدِيث: (إِن الله ليُؤدِّي الْحُقوق إِلَى أَهلهَا حَتَّى يَقُصَّ للشاة الجَلْجاء من الشَّاة القرناء نَطْحَتْها، قلت: وَهَذَا يبين لَك أَن الجلحاءَ من الشاءِ وَالْبَقر بِمَنْزِلَة الْجَمَّاء الَّتِي لَا قرن لَهَا. حلج: أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه: حَلَج إِذا مَشى قَلِيلا قَلِيلا. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: حَلَج الديكُ يَحلِجُ حلْجاً إِذا نشر جنَاحيه وَمَشى إِلَى أُنثاه ليَسْفِدها.

قَالَ: والحُلُج: عُصَارا الحِنَّاء. والحُلُج هِيَ التُّمور بالألْبان: والحُلُج أَيْضا: الكثيرو الْأكل. ابْن السّكيت: الْحلِيجة: عُصارة نِحْيٍ أَو لبَن أُنْقِعَ فِيهِ تمر. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) يُقَال: حَجَنْت إِلَى كَذَا حُجونا، وحاجَنْتُ وأَحْجَنْتُ وأَحْلَجْتُ، وحالجْتُ، ولاحَجْتُ ولَحَجْتُ لُحُوجاً وَتَفْسِيره لُصوقُك بالشَّيْء ودخولك فِي أضعافه. اللَّيْث: الْحَلجُ: حَلْج الْقطن بالمحلاج على المِحلَج. وَقَالَ: والْحَلْجُ فِي السّير كَقَوْلِك: بَيْننَا وَبينهمْ حَلْجَةٌ صَالِحَة وحَلْجَةٌ بعيدَة. قلت: الَّذِي سمعتُه من الْعَرَب: الْخَلْجُ فِي السّير بِالْخَاءِ، يُقَال: بَيْننَا وَبينهمْ خَلْجة بعيدَة، وَلَا أُنْكر الْحَاء بِهَذَا الْمَعْنى، غير أَن الْخلْجَ بِالْخَاءِ أَكثر وَأفْشى من الحلْج. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: دَعْ مَا تَحَلَّج فِي صدرك وتَخَلَّج أَي شَككت فِيهِ. قَالَ شمر: وهما قريبان من السّواء. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: تَحَلّج فِي صَدْرِي وتَخَلَّج أَي شككتُ فِيهِ، وَفِي حَدِيث عَدِيّ بن حَاتِم (لَا يَتَحَلَّجَنَّ فِي صدرك طَعَام ضارَعْتَ فِيهِ النَّصْرَانيّة) . قَالَ شمر: معنى لايَتَحَلَّجَنَّ أَي لَا يدخُلَنَّ قلبَك مِنْهُ شيءٌ يَعْنِي أَنه نظيف. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للحِمار الْخَفِيف: مِحْلج ومِحْلاج، وَجمعه المَحاليج. والحَلِيجة: عُصارَة الْحِنّاء. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: المحاليج: الحُمُر الطِّوالُ. ح ج ن حجن، حنج، جنح، جحن، نجح: مستعملات. حجن: قَالَ اللَّيْث: الحَجَن: اعْوِجَاج الشَّيْء الأَحْجَن، والصقر أحجن المنقار، وَمن الأنوف أَحْجَن وَهُوَ مَا أَقبلت رَوْثَتُه نَحْو الْفَم، واستأْخَرَت ناشزتاه قُبْحاً، والناشِزَة: حرف المَنْخَر. والحُجْنة: مصدر كالْحَجَن وَهُوَ الشَّعَر الَّذِي جُعودتُه فِي أَطْرَافه، والْحُجْنَةُ أَيْضا: مَوضِع أَصَابَهُ اعْوِجاج من الْعَصَا. والمِحْجَن: عَصا فِي طرفها عُقَّافة، وَالْفِعْل بهَا الاحتجان، وَمن ذَلِك يُقَال للرجل إِذا اخْتَص بِشَيْء لنَفسِهِ: قد احْتجنه لنَفسِهِ دون أَصْحَابه. وَتقول: حَجَنتُه عَنهُ أَي صَدَدتُه وصرفته وَمِنْه قَوْله: وَلَا بدَّ للمشعُوفِ من تَبَعِ الْهوى إِذا لم يَزَعْه من هوى النَّفس حاجن والغَزوة الحَجُون: الَّتِي يُظْهَرُ غَيرهَا ثمَّ يُخالَف إِلَى غير ذَلِك الْموضع) ، ويُقْصدُ إِلَيْهَا يُقَال: غزاهم غَزْوَة حَجُونا، وَيُقَال هِيَ الْبَعِيدَة. والحَجُون: مَوضِع بِمَكَّة، وَمِنْه قَوْله: فَمَا أَنْت من أهل الحَجُون وَلَا الصَّفَا وَلَا لَك حَقُّ الشِّرْبِ فِي مَاء زَمْزَم وَقَالَ غَيره: حَجَنْتُ الْبَعِير فَأَنا أَحْجنِهُ وَهُوَ بعير محجون إِذا وُسِم بسمة المِحْجن،

وَهُوَ خطّ فِي طرفه عَقْفة مثل مِحْجَن الْعَصَا. أَبُو عبيد التَّحْجِين: سِمَةٌ مُعْوَجَّة. وَفُلَان مِحْجَنُ مَال أَي حسن الْقيام على المَال وَأنْشد: مِحْجَنَ مالٍ حَيْثُما تَصرَّفا وَفِي الحَدِيث: (تُوضَع الرّحِمُ يَوْم الْقِيَامَة لَهَا حُجْنَةٌ كحُجْنة المِغْزَل. قيل: حُجْنة المغزل صِنَّارَتُها. وَهِي الحديدة العقْفَاءُ الَّتِي يُعلَّق بهَا الْخَيط، ثمَّ يفتل الغَزْل، وكل مُنْعَقِف أَحْجَن. واحْتجانُ المَال: إِصْلَاحه وَجمعه وضمُّ مَا انْتَشَر مِنْهُ. واحتجان مَال غَيْرك: اقتِطاعه وسَرِقَتهُ. وَصَاحب المِحْجَن فِي الْجَاهِلِيَّة: رجل كَانَ مَعَه مِحْجَن وَكَانَ يقعدُ فِي جادَّة الطَّرِيق فيأخُذُ بمحْجَنه الشَّيْء بعد الشَّيْء من أثاث الْمَارَّة، فَإِن عُثِر عَلَيْهِ اعْتَلَّ بِأَنَّهُ تعلق بِمِحْجَنِهِ. وَقَالَ أَبُو زيد: الأحْجَن: الشعَرُ الرَّجِلُ والحُجنة: الرَّجَل والسبِطُ الَّذِي لَيست فِيهِ حِجْنة، وسرتُ عَقَبَة حجوناً أَي بعيدَة. جحن: أَبُو عُبيد عَن الكِسائي: الجَحِن: السّيِّء الغِذاء وَقد أجحَنَتْه أُمُّه، وَقَالَ الْأَصْمَعِي: فِي المُجْحَن مِثْلَه. وَقَالَ أَبُو زيد: الجَحِن: البطيء الشَّباب. وَقَالَ الشَّمّاخ: وَقد عرِقت مَغابِنُهَا وجادت بِدرَّتها قِرَى جَحِنٍ قَتِينِ يَعْنِي أَنَّهَا عَرِقَت فَسَار عرقها قِرًى للقُراد. ومَثَلٌ من الْأَمْثَال: (عجِبْتُ أَن يَجِيء من جَحِنٍ خَيْرٌ) . اللَّيْث: جَيْحون، وجيْحان: اسْم نهر جَاءَ فيهمَا حَدِيث. وَقَالَ غَيره: نَبْت جَحِنٌ: زَمِرٌ صَغِير مُعَطَّش، وكل نَبْتٍ ضَعُفَ فَهُوَ جَحِن. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال جحَن وأجحَنَ وجَحَّن، وحَجَنَ وأحجَن وحجَّن، وجحَدَ وأجْحَدَ وجَحَّد كُله مَعْنَاهُ إِذا ضَيَّق على عِياله فَقْراً أَو بُخْلاً. وَيُقَال: حُجيْناء قلبِي ولُوَيْحاء قلبِي ولُوَيْذَاءُ قلبِي يَعْنِي مَا لزم القلبَ. جنح: اللَّيْث: جَنَحَ الطائِرُ جُنوحاً إِذا كَسَر من جناحَيْه ثمَّ أقبل كالواقع اللاّجِىء إِلَى مَوضِع. وَقَالَ الشَّاعِر: تَرَى الطيرَ العِتاق يَظَلْن مِنْهُ جُنُوحاً إِن سَمِعْن لَهُ حسِيسَا والرجلُ يَجْنح إِذا أقبل على الشَّيْء يعمله بيدَيْهِ، وَقد حَنَى عَلَيْهِ صدرَه، وَقَالَ لَبِيد: جُنُوحَ الهالِكِيّ على يَدَيْهِ مُكِبّاً يَجْتَلي نُقَب النِّصالِ والسفينةُ تجنَح جُنُوحاً إِذا انْتَهَت إِلَى المَاء الْقَلِيل فلَزِقت بِالْأَرْضِ فَلم تمْضِ. وَقَالَ ابْن شُمَيل: جَنَح الرّجلُ إِلَى الْحَرورِيّة، وجَنَح لَهُم إِذا تَابعهمْ وخضع لَهُم. وَقَالَ اللَّيْث: اجتنح الرّجل على رِجْله فِي مَقْعدِه إِذا انكَبّ على يديْه كالمتكىء على يَدٍ وَاحِدَة.

وروى أَبُو صَالح السَّمَّان عَن أبي هُرَيْرة أنَّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمَرَ بالتَّجَنُّح فِي الصَّلَاة فشَكا ناسٌ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الضَّعْفَ فَأَمرهمْ أَن يستعينوا بالرُّكَب. قَالَ شمر: التّجنُّح والاجْتِناح كَأَنَّهُ الِاعْتِمَاد فِي السُّجود على الكَفّيْن والادِّعامُ على الرّاحتيْن وتَرْكُ الافْتراشِ للذِّرَاعين، قَالَ: وَقَالَ ابْن شُمَيْل: جَنَح الرجلُ على مَرْفِقَيْه إِذا اعْتمد عَلَيْهِمَا وَقد وضعهما بِالْأَرْضِ أَو على الوِسادة يَجْنحُ جُنوحاً وجَنْحاً. قَالَ شمر: وَمِمَّا يُصَدِّق ذَلِك حَديثُ النُّعْمان بن أبي عَيّاش قَالَ: شكا أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَيْهِ الاعتمادَ فِي السُّجود، فرخَّص لَهُم أَن يستعينُوا بمرافِقِهم على رُكَبهم. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الاجْتِناحُ فِي النَّاقة: كَأنّ مُؤَخّرها يُسْنَد إِلَى مُقَدَّمها من شدَّة اندفاعها يَحْفِزُها رِجْلاها إِلَى صدرها. وَقَالَ شمر: اجتنَحَتِ النّاقةُ فِي سَيْرها إِذا أَسْرَعَت وَأنْشد: من كُلِّ وَرْقاء لَهَا دَفٌّ قَرِحْ إِذا تَبادَرْنَ الطريقَ تجْتَنِحْ وَقَالَ أَبُو عُبيدة: المُجْتَنِح من الخيْل: الَّذِي يكون حُضْرُه وَاحِدًا لأحد شِقَّيْه يَجْتنِح عَلَيْهِ أَي يعْتَمِدُه فِي حُضْره. وَقَالَ اللَّيْث: جَنَح الظَّلامُ جنوحاً إِذا أقبل اللَّيْل. وجنحُ الظلام وجُنْحهُ لُغَتَانِ، وَيُقَال: كَأَنَّهُ جِنْحُ ليل يُشَبَّه بِهِ العسكرُ الجرار. غَيْرِ سُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ} (القَصَص: 32) معنى جَنَاحك هُنَا العَضُد، وَيُقَال: اليدُ كُلّه جَناحٌ، وَقَالَ فِي قَوْله جَلّ وَعز: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} (الإسرَاء: 24) أَي أَلِنْ لَهما جانِبَك. اللَّيْث: جَنَحَتِ الْإِبِل فِي سَيرهَا إِذا أسرعت، والنَّاقةُ الباركةُ إِذا مَالَتْ على أحد شِقَّيها يُقَال: جَنَحَت، وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: إِذا مَال فَوق الرَّحْل أَحْييْتِ نَفْسه بِذِكْراك والعِيسُ المَراسيلُ جُنَّحُ وَيُقَال للناقة إِذا كَانَت واسِعةَ الْجَنْبَيْن إِنَّهَا لمجنحة الْجَنْبَين. وجَوَانِح الصَّدْر من الأضلاعِ: المتصلةُ رُؤوسُها فِي وَسْطِ الزَّوْر، الْوَاحِدَة جانِحَة. وَيُقَال: أقمتُ الشيءَ فاستقَام، وأجنحتُ الشيءَ أَي أَمَلْته فجنح أَي مَال، وَقَالَ الله: {وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا} (الأنفَال: 61) أَي إِن مالوا إِلَيْك للصلح فمِلْ إِلَيْهَا، والسِّلْمُ: المُصَالَحة، وَلذَلِك أُنِّثَتْ. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم فِي قَوْله تَعَالَى: {وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ} (البَقَرَة: 235) الْجُنَاحُ: الْجِنَايَة والْجُرْمُ، وَأنْشد قولَ ابْن حِلِّزَةَ: أَعلينا جُناحُ كِنْدَةَ أَنْ يَغْ نَمَ غَازِيهُمُ ومِنَّا الجَزَاءُ

وصف كِنْدَةَ بِأَنَّهُم جَنَوْا على بني تَغْلِبَ جِنَايَة، ثمَّ فسر الْجِنَايَة أَن يَغْنَم غَازِيهم بأَنهم غَزَوْكم فَقَتَلُوكم، وتحمِّلُونَنَا جَزَاء فِعْلهم أَي عِقابَ فعلهم، وَالْجَزَاء يكون ثَوابًا وعِقَابا، وَقيل فِي قَوْله: {وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ} (الْبَقَرَة: 235) أَي لَا إثْمَ عَلَيْكُم وَلَا تضييق. وَأَخْبرنِي المُنْذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الْعَرَب تَقول: أَنا إِلَيْك بِجُناح أَي مُتَشَوِّق وأنشدنا: يَا لَهْفَ نَفِسي بعد أُسْرَةِ واهِبٍ ذَهَبُوا وكُنْتُ إِلَيْهِم بجُناح وجَناحُ الشَّيْء: نَفسه، وَمِنْه قَول عَدِيّ بن زَيد: وأَحْوَرُ العَيْن مرْبُوب لَهُ غُسَنٌ مُقَلَّدٌ من جَنَاحِ الدُّرِّ تَقْصَارا وَقيل: جَنَاحُ الدُّرِّ: نَظْمٌ مِنْهُ يُعَرَّض. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: كلُّ شَيْء جعلتَه فِي نظام فَهُوَ جَنَاحٌ. وللعرب فِي الجَناح أمثالٌ مِنْهَا قَوْلهم للرجل إِذا جَدَّ فِي الْأَمر واحتفَل: (رَكِبَ فلانٌ جَنَاحَيْ نَعَامة) . وَقَالَ الشَّمَّاخ: فَمن يَسْع أَو يَركَبْ جَنَاحَيْ نَعَامَة ليُدْرِكَ مَا قَدَّمْتَ بالأَمْسِ يُسْبَقُ وَيُقَال: ركب القومُ جَنَاحَي الطَّائِر إِذا فارقوا أوطانهم، وَأنْشد الفَرَّاءُ: كأَنما بجناحي طَائِر طاروا وَيُقَال: فلَان فِي جَنَاحَي طَائِر إِذا كَانَ قلِقاً دهشاً كَمَا يُقَال: كأَنه على قرن أَعفَر، وَيُقَال: نَحن على جنَاح سَفَر أَي نُرِيد السَّفَر. وَفُلَان فِي جنَاح فلَان أَي فِي ذَراه وكَنَفِه، وَأما قَول الطرمّاح: يَبُلّ بمَعْصُورٍ جَنَاحيْ ضَئيلَةٍ أَفَاوِيقَ مِنْهَا هَلَّةٌ ونُقوعُ فإنّه يُرِيد بالجناحين الشَّفَتين. وَيُقَال: أَرَادَ بهما جَانِبي اللَّهاةِ والحَلْق. وَقَالَ أَبُو النَّجْم يصف سحابا: وَسَحَّ كلَّ مُدْجِنٍ سَحَّاحِ يَرْعُدُ فِي بِيض الذُّرى جُنَّاح قَالَ الْأَصْمَعِي: جُنّاحٌ: دَانِيةٌ من الأَرْض، وَقَالَ غَيره: جُنّاحٌ: مائلة عَن القَصْد. حنج: قَالَ اللَّيْث: الْحَنجُ: إمالة الشَّيْء عَن وَجهه، يُقَال: حَنَجْتُه أَي أَمَلْتُهُ فاحْتَنَج فعل لَازم، وَيُقَال أَيْضا: أحنَجْتهُ، وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الإحْناجُ أَن يَلْوِي الْخَبَر عَن وجههِ، وَقَالَ العجَّاج: فتَحْمِلُ الأرواحُ وحْياً مُحْنَجاً قَالَ: والمُحْنَج: الْكَلَام المَلْوِيّ عَن جِهَته كَيْلا يُفْطَن لَهُ، يُقَال: أَحْنَجَ عنِّي أمرَه أَي لواه. وَقَالَ اللَّيْث: المِحْنجَةُ: شَيْء من الأدوات. وَقَالَ الْأَصْمَعِي يُقَال: رَجَعَ فلَان إِلَى حِنجه وبِنْجه أَي رَجَعَ إِلَى أَصله. أَبُو عُبيد عَن أبي عُبيدة: هُوَ الحِنْجُ والبِنْجُ للأصْل. سَلَمة عَن الْفراء: هُوَ السِّرَارُ، والإحْنَاجُ، والنَّسِيفُ، والمُهَالَسَةُ، والمُعامَسةُ وَاحِد. عَمْرو عَن أَبِيه: الحِنَاجُ: الْأُصُول، واحدُها حِنْج. نجح: اللَّيْث: نجَحَتْ حَاجَتُك وأَنجحتُها

لَك. وَسَار فلَان سيراً ناجحاً ونَجِيحاً، وَقَالَ لبيد: فمضَيْنَا فقَضَيْنَا ناجِحاً مَوْطِناً يُسأَل عَنهُ مَا فَعَلْ ورأي نجيحٌ: صوابٌ، وَرجل نجيح: مُنْجِح للحاجات، وَقَالَ أَوْسٌ: نَجيحٌ جَوَادٌ أَخُو مَأْقِطٍ نِقَابٌ يُحدِّثُ بالغائِبِ وَيُقَال للنائم إِذا تتَابعت عَلَيْهِ رُؤَى صدق: تناجَحت أحلامه. وَقَالَ شمر: أنجَحَ بك الباطِلُ أَي غلبك الْبَاطِل، وكل شَيْء غلبك فقد أنجحَ بك، وَإِذا غلبته فقد أَنجحت بِهِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو. النَّجاحةُ: الصَّبر. وَيُقَال: مَا نَفْسي عَنهُ بنجيحة أَي بصابرة، وَقَالَ ابْن مَيَّادة: وَمَا هَجْرُ ليلَى أَن تكون تَبَاعَدت عَلَيْك وَلَا أَنْ أَحْصَرتك شغُولي وَلَا أَن تكون النفسُ عَنْهَا نجيحةً بِشَيْء وَلَا مُلْتَاقَةً ببديل ح ج ف حجف، حفج، جحف، فحج: مستعملة. حجف: اللَّيْث. الحَجَفُ: ضربٌ من التِّرَسَة، تُتَّخَذ من جُلُود الْإِبِل مُقَوَّرة، والواحدة جَحَفَة. ونحوَ ذَلِك قَالَ أَبُو عُبيد فِي الحَجَفِ. وَقَالَ اللَّيْث: الْحُجَافُ: مَا يَعتَري من كَثْرَة الْأكل أَو من شَيْء لَا يلائمهُ فيأخذُه الْبَطن استِطْلاقاً، وَرجل مَحْجُوفٌ. وَقَالَ الراجز: يَا أَيهَا الدّارِىءُ كالمَنْكُوفِ والمُتَشَكِّي مَغْلَةَ المحجوفِ هَكَذَا أنشدنيه المُنْذِري عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي. قَالَ: والمحجُوفُ والمجحوفُ وَاحِد، وَهُوَ الجُحافُ والحُجافُ: مَغْسٌ فِي الْبَطن شَدِيد. والمَنْكوف: الَّذِي يشتكي نكْفَتهُ، وَهُوَ أصل اللِّهْزِمة. وَقَالَ بعض الجعفريِّين: احْتَجَفْتُ نَفسِي واحتجَنتُها إِذا ظَلَفتُها. جحف: أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الجُحْفَة: مِلْء الْيَد وَجَمعهَا جُحَف. وَقَالَ اللَّيْث: الجَحْفُ: شدَّة الجَرْف إِلَّا أَن الجَرْف للشَّيْء الْكثير، والجَحْفَ للْمَاء. تَقول: اجتحفْنا مَاء الْبِئْر إِلَّا جُحفةً وَاحِدَة بالكَفِّ أَو بِالْإِنَاءِ. والفِتْيان يتجاحفون الكرة بَينهم بالصَّوالجة. قَالَ: والتَّجاحف أَيْضا فِي الْقِتَال: تنَاول بَعضهم بَعْضًا بِالْعِصِيِّ والسُّيوف، وَقَالَ العجَّاج: وَكَانَ مَا اهْتَضَّ الْجِحافُ بَهْرَجا يَعْنِي مَا كَسره التَّجاحُف بَينهم، يُرِيد بِهِ الْقَتْل.

وَالسّنة المُجحِفة: الَّتِي تُجْحِف بالقوم قتلا وإفساداً للأَموال. وَقَالَ بعض الْحُكَمَاء: من آثر الدُّنْيَا أجْحفت بآخِرته. والْجُحفَة: مِيقَات أهل الشَّام: قَرْيَة تقرب من سِيفِ الْبَحْر. أَبُو عُبيد عَن الْفراء: الْجِحافُ: أَن يستقِيَ الرجل فَيُصِيب الدَّلْو فَم الْبِئْر فَيَنْخَرِق وَأنْشد: قد عَلِمَتْ دلوُ بني منَافِ تَقْوِيمَ فَرْغَيْهَا عَن الْجِحاف الْأَصْمَعِي والفّراء: سيل جُحاف وجُرافٌ وَهُوَ الَّذِي يذهب بِكُل شَيْء، وَأنْشد. أَبْرز عَنْهَا جُحافٌ مُضِرّ ورُوِي عَن الأصْمَعي أَنه قَالَ: الجَحْف: أكل الثَّريد، والجَحْفُ: الضَّرْب بِالسَّيْفِ، وَأنْشد: (و) لَا يَسْتَوِي الْجحفَان جَحْفُ ثَرِيدَة وجَحفُ حرُوريَة بأبيض صارم والجَحَّاف السُّلَمي: رجل من الْعَرَب مَعْرُوف. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الجَحُوف: الثَّريد يبْقى فِي وسط الجَفْنة. فحج: قَالَ اللَّيْث: الفَحَجُ: تبَاعد مَا بَين أوساط السَّاقين فِي الْإِنْسَان والدَّابة، والنعت أفْحَجُ وفَحْجاء. أَبُو عُبيد عَن أبي عَمْرو: الأفحج: الَّذِي فِي رجلَيْهِ اعوجاج. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: أفْحَج فلَان عنَّا، وأحجم وأفَّج إِذا تبَاعد. ح ج ب حجب، حبج، جبح، جحب، بجح: (مستعملات) . حجب: قَالَ اللَّيْث: حَجَب: يَحجُب حَجْباً. والحِجابة: ولَايَة الْحَاجِب. والحِجاب: اسْم مَا حجبت بِهِ بَين شَيْئَيْنِ. وَكُلُّ شَيْء منع شَيْئا فقد حجَبَه، كَمَا تحجب الأمَّ الإخوةُ عَن فريضتها وَجَمَاعَة الْحِجاب حُجُب. وَجَمَاعَة الحَاجِب حَجَبَة. واحتجب فلَان إِذا اكْتَنَّ من وَرَاء الْحجاب. وحِجاب الْجوف: جلدَة بَين الْفُؤَاد وَسَائِر الْبَطن. والحاجِبان: العظمان فَوق الْعَينَيْنِ بشَعَره ولَحْمه وَثَلَاثَة حواجب. والحَجَبَتان: رُؤُوس عظمي الوَرِكَيْن مِمَّا يَلِي الْحَرقَفَتين، والجميع الحَجَب، وَثَلَاث حجبات، وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: لَهُ حَجَباتٌ مُشرفاتٌ على الفالِ وَقَالَ آخر. وَلم تُوقَّع برُكُوبٍ حَجَبُهْ وحاجِبُ الْفِيل كَانَ شَاعِرًا من الشُّعَرَاء.

وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو عَمْرو: الْحِجابُ: مَا أشرف من الْجَبَل. وَقَالَ غَيره: الحِجابُ: الحَرَّة وَقَالَ أَبُو ذُؤَيب: شَرَفُ الحِجابِ ورَيْبُ قَرْعٍ يُقرَع وَقَالَ غَيره: احتجبَت الْحَامِل بِيَوْم من تاسعها. وبيومين من تاسعها يُقَال ذَلِك للْمَرْأَة الْحَامِل إِذا مضى يَوْم من تاسِعها. يَقُولُونَ: أَصبَحت مُحْتَجِبَة بِيَوْم من تاسعها، هَذَا كَلَام الْعَرَب. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: حَاجِب الشَّمْس: قرْنها، وَهُوَ نَاحيَة من قُرصها حِين تبدأ فِي الطُّلُوع. يُقَال: بدا حَاجِب الشَّمْس وَالْقَمَر. قَالَ: وَنظر أَعْرَابِي إِلَى آخر يَأْكُل من وَسَط الرّغيف، فَقَالَ: عَليْك بحَواجبه أَي بحُروفه. وَفِي حَدِيث أبي ذَرَ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (إِن الله يغْفر للعبْد مَا لم يقَع الحِجابُ، قيل: يَا رَسُول الله: وَمَا الحجابُ؟ قَالَ: أَن تَمُوت النفسُ وَهِي مُشركَة) . قَالَ شمر وَقَالَ ابْن شُمَيل فِي حَدِيث ابْن مَسْعُود ح: (من اطَّلَع الحِجابَ وَاقع مَا وَرَاءه، قَالَ: إِذا مَاتَ الْإِنْسَان وَاقع مَا وراءَ الحِجابين: حجابِ الجنّة، وحجابِ النَّار: لِأَنَّهُمَا قد خَفِيا. وأنشدنا الغَنَوِيّ: إِذا مَا غَضِبْنا غَضْبَة مُضَرِيَّةً هَتَكنا حِجابَ الشَّمْس أَو مَطَرَتْ دمَا قَالَ: حِجابُها: ضوؤها هَاهُنَا. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عدنان عَن خَالِد فِي قَوْل ابنِ مَسْعُود: من اطَّلعَ الحِجابَ وَاقع مَا وَرَاءه. قَالَ: اطِّلاَعُ الحِجاب: مَدُّ الرأْس، والمُطالع يَمُدُّ رأسَه ينظر من وَرَاء السِّترِ، قَالَ: والْحِجابُ السِّترِ. وَامْرَأَة محجوبة. قد سُتِرت بِستر. قَالَ أَبُو عَمْرو وشَمِر: وَحَدِيث أبي ذرّ يدلّ على أَنه لَا ذنبَ يحجُب عَن العَبْد الرَّحْمَة فِيمَا دون الشِّرك. وَقَالَ أَبُو زَيْد: فِي الجَبين الحاجبان وهما مَنْبِت شَعَر الحاجبين من الْعظم والجميع الحواجبُ. حبج: قَالَ اللَّيْث: أحْبَجَتْ لنا النارُ إِذا بَدَت بَغْتَة، وأحبج العَلَم، وَقَالَ العَجَّاج: عَلَوْتُ أحْشاه إِذا مَا أَحْبَجا أَبُو عُبيد عَن أبي زيد: إِذا أكلت الإبِلُ العَرْفَجَ فَاجْتمع فِي بطونها عُجَر مِنْهُ حَتَّى تَشْتَكِي مِنْهُ قيل: حَبِجَت حَبَجاً. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الحَبَجُ: أَن يَأْكُل البَعيرُ لِحاءَ العَرْفَج فيَسْمَنَ على ذَلِك، ويَصِيرَ فِي بَطْنه مِثلَ الأفهار، وَرُبمَا قَتله ذَلِك. والحَبِجُ: السمينُ الْكثير الأعْفاج، قَالَ: وَقَالَ ابْن الزبير: (إِنَّا وَالله مَا نموت على مضاجعنا حَبَجا كَمَا يَمُوت بَنو مَرْوَان، وَلَكنَّا نموت قَعْصاً بِالرِّمَاحِ وموْتاً تَحت ظلالِ السيوفِ. وَقَالَ غَيره: أَحْبَج لَك الأمرُ إِذا أعرضَ

فأمكَن. والحَبْجُ: مُجْتَمَع الحيِّ ومُعظمُه. وَيُقَال: حَبَجَه بالعصا حَبْجاً، وَقد حَبَجَه بهَا حَبجاتٍ، قَالَه ابْن السّكّيت، قَالَ: وَكَذَلِكَ خَلَجه بالعصا إِذا ضربه بهَا. قَالَ: وإبِل حَبَاجَى إِذا انتفخَتْ بطونها عَن أكل العَرْفَج فتعَقَّد فِي بطونها وتمرَّغَت من الوجَع. أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي: حَبَج يَحْبِج، وخَبَج يَخبِج إِذا ضَرط. وَقَالَ شمر: حَبَجَ الرجلُ يَحبج حَبجاً إِذا انْتَفخ بطنُه عَن بَشم، وحَبِج البعيرُ إِذا أكلَ العرْفَج فتكبَّب فِي بَطْنه وضاق مَبْعَرُه عَنهُ وَلم يَخرج من جَوْفه وَرُبمَا هَلك وَرُبمَا نَجَا، قَالَ: وأنشدنا أَبُو عبد الرحمان: أشبعتُ راعِيَّ من اليَهْيَرِّ فظَلَّ يبْكي حَبجاً بشَرِّ خلْف اسْتِه مثلَ نَقيقِ الهِرِّ وَقَالَ أَبُو زيد: الحَبَجُ للبعير منزلَة اللَّوَى للْإنْسَان فَإِن سَلَح أَفَاق وإلاَّ مَاتَ. بجح: قَالَ اللَّيْث وَغَيره: فلَان يَتَبَجَّحُ بفلان ويتمجَّح إِذا كَانَ يَهذي بِهِ إعْجاباً، وَكَذَلِكَ إِذا تَمزَّح بِهِ. وَقَالَ اللحياني: فلَان يتبجَّح ويَتمجَّح أَي يفتخر ويباهي بِشَيْء مّا. وَفِي حَدِيث أم زرع: (وبَجَّحَني فبجَحْتُ) أَي فرَّحَني فَفَرِحت وَقد بَجِح يَبجَحُ وبَجَحَ يَبجَحُ قَالَ الرَّاعِي: وَمَا الفَقرُ من أَرض العَشيرة ساقَنا إِلَيْك ولكنّا بقُرْباك نَبجَحُ جبح: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: جَبَح القومُ بِكعابهم وجَبَخوا بهَا إِذا رَمَوْا بهَا لينظروا أَيهَا يَخرج فائزاً، وَأنْشد: فأجْبَح القومَ مثلَ جَبْح الكِعاب وَقَالَ اللَّيْث فِي جبَحَ القومُ بكِعابهم مثله. أَبُو عَمْرو: الجِبْحُ والجَبْح: خَلِيّة الْعَسَل، وَثَلَاثَة أَجْبُح وأجباحٌ كَثِيرَة. قَالَ الطِّرِمَّاح يُخَاطب ابْنه: وَإِن كنتَ عِنْدِي أنتَ أحلَى من الجَنَى جَنَى النحلِ أضحَى وَاتناً بَين أَجْبُح واتِناً: مُقيما. ح ج م حجم، حمج، جحم، جمح، مجح، محج: (مستعملات) . حجم: قَالَ اللَّيْث: الحَجْم: فِعلُ الحاجم، وَهُوَ الحَجَّام، وَفعله وحرفته الحِجامة. وَفِي الحَدِيث: (أفْطَرَ الحاجمُ والمَحْجومُ) . والمِحْجَمة: قارورتُه، وتطرح الْهَاء فَيُقَال: مِحْجَم وَجمعه مَحاجمُ. وَقَالَ زُهَيْر: وَلم يُهريقوا بَينهم مِلْءَ مِحْجَم والمَحْجَم من الْعُنُق: مَوضِع المِحْجمة، وَقَالَ غَيره: أصل الحَجْم المَصُّ، وَقيل للحاجم حَجَّام لامتصاصه فَم المِحْجمة. يُقَال: حَجَم الصبيُّ ثديَ أُمِّه إِذا مَصَّه، وثديٌ محجوم أَي ممصوص. أَبُو عُبيد عَن أبي زيد: أَحْجَمتِ المرأةُ للمولود إحجاماً، وَهُوَ أولُ رَضعة تُرضِعُه أُمُّه.

وَقَالَ اللَّيْث: الحَجْم أَيْضا: وِجْدانُك مَسَّ شَيْء تَحت ثوب، تَقول: مَسِسْتُ بطن الْحُبْلَى فَوجدت حجم الصَّبِيِّ فِي بَطنهَا. وَقد أحجم الثديُ على نحرِ الْجَارِيَة إِذا نتأ ونَهَد، وَمِنْه قَول الْأَعْشَى: قد أَحْجَم الثديُ على نحرِها فِي مُشْرِقٍ ذِي بهجَةٍ نائر وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: حَجَّمَ وبجَّمَ إِذا نظر نظرا شَدِيدا، قلت: وحَمَّجَ مثلُه. وَيُقَال لِلْجَارِيَةِ إِذا غطى اللحمُ رُؤوس عظامها فَسَمنت مَا يَبْدُو لعظامها حَجْم. وَقَالَ اللَّيْث وَغَيره: الحِجامُ: شَيْء يُجْعَل على خَطْم الْبَعِير لكيلا يَعَضّ، وَهُوَ بعير محجوم. قَالَ: والحَجْمُ: كَفُّك إنْسَانا عَن أَمر يُريده. يُقَال: أحجم الرجلُ عَن قِرْنه، وأحْجَم إِذا جَبُن وكَفّ. قَالَه الْأَصْمَعِي وَغَيره، والإحْجامُ ضدّ الإقْدامِ. وَقَالَ مُبْتَكِرٌ الْأَعرَابِي: حَجَمْتُه عَن حَاجته: منعته عَنْهَا. وَقَالَ غَيره: حَجَوْتُه عَن حَاجته: مثله. حمج: اللَّيْث: حَمَّجَت العينُ إِذا غارت، وَأنْشد: وَلَقَد تقودُ الخيْلَ لم تُحمَّجِ قَالَ: وَيُقَال: تحميجُها: هُزالها. قَالَ: والتَّحْمِيج: النّظر بخوف، والتَّحميج: التَّغَيُّر فِي الْوَجْه من الْغَضَب وَنَحْوه. وَفِي الحَدِيث أَن عمر قَالَ لرجل: (مَالِي أَرَاك مُحَمِّجا؟ . قلت: التَّحميجُ عِنْد الْعَرَب: نظرٌ بتحديق. وَقَالَ بعض الْمُفَسّرين فِي قَول الله جلّ وعزّ: {مُهْطِعِينَ مُقْنِعِى رُءُوسِهِمْ} (إِبْرَاهِيم: 43) قَالَ: مُحَمِّجين مُديمي النّظر، وَأنْشد أَبُو عُبيدة: آأنْ رَأَيْت بَنِي أَبِي ك مُحَمِّجِين إليّ شُوسَا ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: التحميجُ: فتحُ الْعين فَزَعاً أَو وعيداً، وَأنْشد قَول الْهُذلِيّ: وحَمّجَ للجَبَان المو تُ حَتَّى قَلْبُه يَجِبُ قَالَ: أَرَادَ: حَمّج الجَبانُ للْمَوْت فَقَلَبه. قلت: وَأما قولُ اللَّيْث فِي تَحميج العينِ أَنه بِمَنْزِلَة الغُثُور فَلَا يُعرف، وَكَذَلِكَ التَّحْميج بِمَعْنى الهُزال مُنكر. جمح: قَالَ اللَّيْث: جَمَح الفرسُ بِصَاحِبِهِ جِماحاً إِذا جَرَى بِهِ جَرْيا غَالِبا، وكل شَيْء إِذا مضى لِوَجْهه على أَمر فقد جمح بِهِ. وَفرس جَمُوح وجامح، الذكرُ وَالْأُنْثَى فِي النعتين سَوَاء. وجَمَحت السفينةُ فَهِيَ تَجْمَح إِذا تركت قصدَها فَلم يضبطها الملاحون. وجَمَحوا بِكِعابِهم مثل جَبَحوا. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ} (التّوبَة: 57) أَي وَلَّوْا إِلَيْهِ مُسْرِعين. وَقَالَ الزّجاج: وهم يَجْمَحُون. قَالَ: يسرعون إسراعاً لَا يَرُدُّ وجوهَهم شَيْء، وَمن هَذَا قيل: فرس جَمُوح وَهُوَ الَّذِي إِذا حَمَل لم يَردّه اللِّجَام. وَيُقَال: جَمَح

وطَمَح إِذا أسْرع وَلم يَردّ وجْهَه شيءٌ. قُلت: فرس جَمَوح لَهُ مَعْنيانِ: أَحدهمَا: يوضع مَوضِع العَيْب. وَذَلِكَ إِذا كَانَ من عَادَته ركوبُ الرَّأْس لَا يَثْنِيه رَاكِبه، وَهَذَا من الجماح الَّذِي يُرَدُّ مِنْهُ بِالْعَيْبِ. وَالْمعْنَى الثَّانِي فِي الْفرس الجَمُوح أَي يكون سَرِيعا نشيطاً مَرُوحاً، وَلَيْسَ بعيبٍ يُرَدُّ مِنْهُ ومصدره الجُموحُ، وَمِنْه قَول امرىء الْقَيْس: جَمُوحاً مَرُوحاً وإِحْضارُها كمَعْمَعَة السَّعَف المُوقَدِ وَإِنَّمَا مَدَحَها فَقَالَ: وأعددْتُ للحرْب وَثَّابَةً جَوَادَ المَحثَّةِ والمُرْوَدِ ثمَّ وصَفها فَقَالَ: جَمُوحاً مَرُوحاً أَو سَبُوحاً أَي تُسْرِعُ براكبها. وَقَالَ أَبُو زيد: جَمَحت المرأةُ من زَوجهَا تَجْمَح جِماحاً وَهُوَ خُرُوجهَا من بَيته إِلَى أَهلهَا قبل أَن يُطلِّقَها، وَمثله طَمَحَت طِماحاً. وَأنْشد: إِذا رأتني ذَاتُ ضِغْنٍ حَنَّتِ وجَمَحت من زَوْجها وأَنَّتِ وَقَالَ اللَّيْث: الجُمَّاحَةُ والجَمَامِيحُ هِيَ رُؤوس الحَلِيِّ والصِّلِّيان وَنَحْو ذَلِك مِمَّا يخرج على أَطْرَافه شِبْهُ سُنْبُل غير أَنه لَيِّنٌ كأَذْنَاب الثَّعَالِب. أَبُو عُبَيد عَن الأُمَوي: الجُمَّاح: ثَمَرَة تُجْعَل على رَأس خَشبة يلْعَب بهَا الصّبيان. وَقَالَ شمر: الجُمَّاح: سهمٌ لَا ريشَ لَهُ أَمْلَس فِي مَوضِع النَّصْل مِنْهُ تمر أَو طين يُرْمَى بِهِ الطَّائِر فيُلْقِيه وَلَا يقتُله حَتَّى يأخُذَه رامِيه يُقَال لَهُ الجُمَّاح والجُبَّاح، وَقَالَ الراجز: هَل يُبْلِغَنِّيهم إِلَى الصَّباحْ هِقْلٌ كأنّ رأسَه جُمَّاحْ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الجُمَّاح: المنهزمون من الْحَرْب. والجُمَّاحُ: سهم صَغِير يلْعَب بِهِ الصّبيان. قَالَ: وَفرس جَمُوح: سريع وَفرس جموح إِذا لم يُثْن رأسُه. وَأَخْبرنِي المُنذِري عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الجُمَّاح: سهم أَو قَصَبَة يُجْعَل عَلَيْهِ طين ثمَّ يُرْمى بِهِ الطير، وَأنْشد لرُقَيْعٍ الوَالِبِيّ: حَلَقَ الحوادثُ لِمَّتي فَتَرَكْن لي رَأْسا يَصِلُّ كَأَنَّهُ جُمَّاحُ أَي يُصَوِّت من امّلاسه، وَقَالَ الحطيئة: بزُبِّ اللِّحَى جُرْدِ الخُصَى كالجَمامِح وَقَالَ غَيره: الْعَرَب تسمي ذَكَر الرجل جُمَيْحاً ورُمَيْحا، وتسمِّي هَنَ الْمَرْأَة شُرَيْحا: لِأَنَّهُ من الرجل يَجْمَح فيرفع رأْسه، وَهُوَ مِنْهَا يكون مَشْروحاً أَي مَفْتُوحًا. جحم: قَالَ اللَّيْث: الجَحيم: النَّار الشَّدِيدَة التَّأجّج كَمَا أجَّجوا نَارا لإِبْرَاهِيم النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فَهِيَ تَجْحَم جُحوما أَي تَوَقَّد تَوَقُّدا. وجاحم الْحَرْب: شدَّة الْقَتْل فِي مُعْتَركِها، وَأنْشد: حَتَّى إِذا ذاق مِنْهَا جَاحِماً برَدَا

وَقَالَ الآخر: وَالْحَرب لَا يَبْقى لِجا حِمها التخيُّل والمِراح وَقَالَ: كلُّ نَار تُوقد على نَار جَحِيمٌ. والجَمرُ بعضُه على بعض جَحيم، وَهِي نَار جاحِمَة، وَأنْشد الْأَصْمَعِي: وضالّةٍ مِثْل الْجَحِيم المُوقَدِ شبّه النِّصال وحِدّتها بالنَّار، وَنَحْو مِنْهُ قَول الْهُذلِيّ: كأنّ ظُباتِها عُقُرٌ بَعِيجُ وَيُقَال للنار جاحم أَي تَوَقُّد والتهاب، وَرَأَيْت جُحْمَة النَّار أَي تَوقُّدها. وَقَالَ اللَّيْث: الجَحْمَة هِيَ الْعين بلغَة حِمْير، وَأنْشد: فياجَحْمَتا بَكِّي على أُمِّ مَالك أكِيلَةَ قِلِّيب بِبَعْض المذانب قَالَ: وجَحْمتا الْأسد: عَيناهُ بِكُل لُغَة. والأجْحَمُ: الشديدُ حُمْرة الْعين مَعَ سَعَتها، وَالْمَرْأَة جحماء. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الجُحام: دَاء مَعْرُوف. والْجُحْمُ: القَلِيلُو الحياءِ. وَأَخْبرنِي المُنْذِري عَن أبي طَالب فِي قَوْلهم: فلَان جَحَّام، وَهُوَ يتجاحم علينا أَي يتضايق، وَهُوَ مَأْخُوذ من جاحم الْحَرْب، وَهُوَ ضيقها وشدّتها، وَقَالَ بَعضهم: هُوَ يتجاحم أَي يتحرق حِرْصا وبُخْلاً وَهُوَ من الْجَحِيم. وَفِي الحَدِيث أَن كَلْبا كَانَ لمَيْمُونة فَأَخذه دَاء يُقَال لَهُ: الجُحامُ، فَقَالَت: وارَحْمَتا لمِسْمار تَعْنِي كلبها. قَالَ: وَأَخْبرنِي الحرّبي عَن عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: جَحَمَتْ نارُكم تَجْحَم إِذا كثر جمرها، وَهِي جحيم وجاحمة. محج: اللَّيْث: المَحْجُ: مسح شَيْء عَن شَيْء، وَالرِّيح تمْحَجُ الأَرْض: تذْهب بالتّراب حَتَّى تتَنَاوَل من أَدَمَة الأَرْض ترابها، وَقَالَ العجَّاج: ومحجُ أَرْوَاح يُبارينَ الصَّبَا أَغْشَيْن معروفَ الدِّيارِ التَّيْرَبا والثَّيْرَب والتّوْرَب والتّوْراب أَرَادَ التُّرَاب. وَأَخْبرنِي المُنْذِري عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: اخْتصم شَيْخَانِ غَنَوِيّ وباهِلِيّ، فَقَالَ أَحدهمَا لصَاحبه: الْكَاذِب مَحَج أُمَّه، وَقَالَ الآخر: انْظُرُوا مَا قَالَ لي الْكَاذِب: مَحَجَ أُمّه أَي نَاكَ أُمَّه، فَقَالَ الغَنوِيّ: كذب، مَا قُلْتُ لَهُ هَكَذَا، وَلَكِنِّي قلت: الْكَاذِب مَلَجَ أمَّه أَي رضعها. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المحَّاجُ: الْكذَّاب أَيْضا، وَأنْشد: ومجَّاج إِذا كثر التجَنّي قلت: فمحج عِنْد ابْن الْأَعرَابِي لَهُ مَعْنيانِ: أَحدهمَا الجِماعُ، وَالْآخر الكَذِب. وَقَالَ ابْن الفَرَج: مَحَج الْمَرْأَة ومَخَجَها إِذا نَكَحَهَا، ومَحَج اللبنَ ومَخَجَه إِذا مَخَضه. مجح: قَالَ غير وَاحِد: التَّمَجُّح والتبجج بِالْمِيم وَالْبَاء: البَذَخُ وَالْفَخْر. هُوَ يَتَمَجّح ويَتَبَجّح وَقد مرّ تَفْسِيره.

أبواب الحاء والشين

(أَبْوَاب الْحَاء والشين) ح ش ض: أهملت وجوهها:) ح ش ص: اسْتعْمل من وجوهه: (شخص) . شحص: قَالَ اللَّيْث: الشّحْصاءُ: الشَّاة الَّتِي لَا لبن لَهَا. أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي: الشَّحاصَة والشَّحَص جَمِيعًا: الَّتِي لَا لبن لَهَا، والواحدة والجميع فِي ذَلِك سَوَاء. شَمِر: جمع شَحَص أشْحُص، وَأنْشد: بأَشْحُص مُسْتَأْخِر مَسافدُه العَدَبَّس الكِنانِّي: الشحَصُ: الَّتِي لم يَنْزُ عَلَيْهَا الْفَحْل قطّ. وَقَالَ الْكسَائي: إِذا ذهب لبن الشاةِ كلُّه فَهُوَ شَحْص. وَفِي (النَّوَادِر) يُقَال: أَشْحَصْتُه عَن كَذَا وشَحَّصْته، وأَقْحَصْته وقَحَّصْته، وأَمْحَصْته ومَحَّصْته إِذا أبعدته، وَقَالَ أَبُو وَجْزَة السَّعْدِيّ: ظعائِنُ من قيس بن عيلانَ أشْحَصَت بِهن النَّوَى إِن النَّوَى ذَاتُ مِغْولِ أَشْحَصَت بِهن أَي باعدتْهن. ح ش س: أهملت وجوهها. ح ش ز: مهمل. ح ش ط اسْتعْمل من وجوهها: شحط، حشط. شحط: قَالَ اللَّيْث وَغَيره: الشّحط: البُعْد، يُقَال: شَحَطَت الدَّار تَشْحَط شَحْطاٍ وشُحوطاً، قَالَ: والشحْطُ: البُعْد فِي الْحَالَات كلهَا يُثَقَّل ويُخَفَّف، وَأنْشد: والشَّحْطُ قَطَّاعٌ رَجَاءَ مَنْ رَجَا وَقَالَ اللَّيْث: الشحْطَةُ: دَاء يَأْخُذ الْإِبِل فِي صُدُورها لَا تكَاد تنجو مِنْهُ. وَيُقَال لأَثَر سحْج يُصِيب جَنْباً أوْ فَخِذاً وَنَحْو ذَلِك. أَصَابَته شَحْطَة. ثَعْلَب عَن عَمْرو عَن أَبِيه يُقَال: شَحَطه وسَحَطه أَي ذبحه. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: شَحَطَتْه الْعَقْرَب وَوَكَعَتْه بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ: وَيُقَال: شَحَط الطَّائِر وَصَامَ، ومزَقَ ومَرَقَ وسَقْسَق، وَهُوَ الشَّحْط وَالصَّوْم. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّوْحَطُ: ضرب من النَّبْع، وَأَخْبرنِي المُنْذِرِيّ عَن المُبَرِّد قَالَ: يُقَال إِن النَّبْع والشَّوْحَط والشَّرْيَان شَجَرَة وَاحِدَة وَلكنهَا تخْتَلف أسماؤها بكرم منابتها، فَمَا كَانَ فِي قُلّة الْجَبَل فَهُوَ النَّبْع، وَمَا كَانَ فِي سفحه فَهُوَ الشَّرْيَان، وَمَا كَانَ فِي الحضيض فَهُوَ الشَّوْحَطُ. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: من أَشجَار الْجبَال النَّبْع والشَّوْحَط والتَّأْلَب. وَقَالَ اللَّيْث: المِشْحَطُ: عود يُوضَع عِنْد الْقَضِيب من قُضْبان الكرمْ يَقِيه من الأَرْض. النَّضْر عَن الطَّائِفِي أَنه قَالَ: الشَّحْطُ: عود يُرْفَعُ بِهِ الحَبَلة حَتَّى تستقلّ إِلَى الْعَريش قَالَ: وَقَالَ أَبُو الْخطاب: شَحَطْتُها أَي وضعت إِلَى جَانبهَا خَشَبَة حَتَّى ترْتَفع إِلَيْهَا. وَقَالَ اللَّيْث: التَّشحُّطُ: الِاضْطِرَاب فِي الدّم، وَالْولد يَتَشَحّط فِي السَّلَى أَي يضطرب فِيهِ، وأنشدَ بَيت النَّابِغَة:

ويَقْذِفْن بالأَوْلاَد فِي كل منزل تَشَحَّطُ فِي أسْلائها كالوصائِل وَقَالَ غَيره: يُقَال: جَاءَ فلَان سَابِقًا قد شَحَطَ الخيلَ شَحْطاً أَي فاتها، وَيُقَال: شَحَطَتْ بَنو هَاشم الْعَرَب أَي فاتوهم فضلا وسبقوهم. وَيُقَال: شَحَط فِي السَّوْم وأَبْعَط إِذا طَمَح فِيهِ. حشط: أهلمه اللَّيْث، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الحَشْط: الكشط، ثَعْلَب عَنهُ. ح ش د اسْتعْمل من وجوهه: حشد، شحد، شدح. حشد: قَالَ اللَّيْث: حَشَد الْقَوْم إِذا خَقُّوا فِي التَّعاون وَكَذَلِكَ إِذا دُعُوا فَأَسْرعُوا للإجابة قَالَ: وَهَذَا فعل يسْتَعْمل فِي الْجَمِيع، وقَلَّما يُقَال للْوَاحِد حَشَد إِلَّا أَنهم يَقُولُونَ لِلْإِبِلِ: لَهَا حالبٌ حاشد، وَهُوَ الَّذِي لَا يَفْتُر عَن حَلْبها، وَالْقِيَام بذلك. قلت: الْمَعْرُوف فِي حلْب الْإِبِل حاشِك بِالْكَاف لَا حاشِد بالدّال، وَقد مرّ تَفْسِيره فِي بَاب حَشَك إِلَّا أَن أَبَا عُبيد قَالَ: يُقَال: حَشَد القومُ، وحَشَكُوا، وتَحتْرشُوا بِمَعْنى وَاحِد فَجمع بَين الدَّال وَالْكَاف فِي هَذَا الْمَعْنى وَفِي حَدِيث صفة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الَّذِي يُروى عَن أُمِّ معْبد الخُزاعِية: (مَحْفُودٌ مَحْشُودٌ أَرَادَت أَن أَصْحَابه يخدمونه ويجتمعون عَلَيْهِ. وَيُقَال: احتشد القومُ لفُلَان إِذا أردتَ أَنهم تَحَمَّعوا لَهُ وتَأَهّبوا، وَعند فلَان حَشَدٌ من النَّاس أَي جمَاعَة قد احتشدوا لَهُ، وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال للرجل إِذا نزل بِقوم وأكرموه وأحسنوا ضيافته قد حشدوا لَهُ، وَقَالَ الفرّاء: حشدوا لَهُ وحَفَلوا لَهُ إِذا اختلطوا لَهُ وبالغوا لَهُ فِي إلْطافه وإكرامه. الحَرَّاني عَن ابْن السِّكِّيب: أَرض نَزْلَة: تَسِيلُ من أدنى مَطَر، وَكَذَلِكَ أَرْضٌ حَشاد وزَهادٌ، وَأَرْض شَحاح. وَقَالَ النَّضر: الحَشادُ من المسايل إِذا كَانَت أرضٌ صُلْبة سريعةُ السَّيْل وَكَثُرت شِعابُها فِي الرَّحْبَة وحَشَد بَعْضهَا بَعْضًا. قَالَ: وَرجل محشود: عِنْده حَشْدٌ من النَّاس. شحد: قَالَ اللَّيْث: الشُّحْدودُ: السيءُ الخُلُق، وَقَالَت أَعرابية وأرادت أَن تركب بَغْلاً: لَعَلَّه حَيُوص أَو قَمُوص أَو شُحْدودٌ، وَجَاء بِهِ غير اللَّيْث. شدح: أهمله اللَّيْث، وروى أَبُو عُبيد عَن الْفراء: انشدح الرجل انشداحاً إِذا استلقَى وفَرَّج رِجْلَيْه. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: نَاقَة شَوْدَح: طَوِيلَة على وَجه الأَرْض، وَأنْشد: قَطَعتُ إِلَى مَعْرُوفِها مُنكراتِها بِفَتْلاءِ إمْرارِ الذِّراعَيْن شَوْدَح وَيُقَال: لَك عَن هَذَا الْأَمر مُشْتدَح ومُرْتَدَح ومُرْتَكَح ومُنْتَدَح، وشُدْحَةٌ وبُدْحَة ورُكْحة ورُدْحَة وفُسْحة بِمَعْنى وَاحِد. وكلأ شادِح وسادِح ورادِح أَي وَاسع كثير. ح ش ت حتش: قَالَ اللَّيْث فِي كِتَابه: حَتَش يَنْظُر فِيهِ،

وَقَالَ غَيره: حَتَش إِذا أدام النَّظَر. وَقيل: حَتَش الْقَوْم وتَحَتْرَشوا إِذا حَشَدوا. تشح: قَالَ الطرماح يصف ثورا: مَلاً بائِصاً ثمَّ اعتَرَتْهُ حَمِيَّةٌ على تُشْحةٍ من زائِدٍ غيرِ واهِن (ح ش ظ: مهمل) . قَالَ أَبُو عَمْرو فِي قَوْله: على تُشْحَة أَي على جِدَ وحَمِيَّة. قلت: أَنا أَظن التشحة فِي الأَصْل أُشْحة فقُلِبت الهمزَةُ واواً ثمَّ قلبت تَاء كَمَا قَالُوا: تُراث وتَقَوى. وَقَالَ شمر: يُقَال: أَشِحَ يَأْشَح إِذا غضب، وَرجل أَشْحانُ أَي غَضْبَان. قلت: وأصل تُشْحة أُشْحة من قَوْلك: أَشِحَ. ح ش ذ اسْتعْمل من وجوهه: شحذ: قَالَ اللَّيْث: الشَّحْذُ: التَّحْدِيد. تَقول: شَحَذْت السكّين شَحْذا إِذا أَحْدَدْته فَهُوَ مشحوذ وشحِيذ، وَأنْشد: يَشْحَذ لَحْيَيْه بنابٍ أَعْصَلِ أَبُو عُبيد عَن الْأَحْمَر: الشَّحَذانُ: الجائِع. وَقَالَ اللحياني: شَحَذْتُه بعيني: أَحَدَدتُها فرميته بهَا حَتَّى أصبتُه بهَا وَكَذَلِكَ زَرَقْته وحدجْته قَالَ: وشَحَذْتُه أَي سُقْته سوقاً شَدِيدا، وسائق مِشحذ. وَقَالَ أَبُو نُخَيْلة: قلت لإبليسَ وهامان خُذَا سُوقا بني الجَعْراء سَوْقاً مِشْحَذا واكْتَنِفاهم من كَذَا وَمن كَذَا تَكَنُّفَ الرّيح الجَهام الرُّذَّذَا وَفُلَان مَشْحُوذ عَلَيْهِ أَي مغضوب عَلَيْهِ. وَقَالَ الأخْطَل: خيالٌ لأرْوَى والرَّباب وَمن يكن لَهُ عِنْد أَرْوَى والرَّباب تُبُولُ يَبِتْ وَهُوَ مَشْحُوذٌ عَلَيْهِ وَلَا يُرَى إِلَى بَيْضَتَي وَكْرِ الأُنوقِ سَبِيل شمِر عَن ابْن شُميل: المِشْحاذ: الأَرْض المستوية فِيهَا حَصًى نَحْو حَصَى الْمَسْجِد وَلَا جَبَل فِيهَا، قَالَ: وَأنكر أَبُو الدُّقَيْش المِشْحاذَ. وَقَالَ غَيره: المِشْحاذ: الأكمة القَرْواء الَّتِي لَيست بضَرِسَة الْحِجَارَة وَلكنهَا مستطيلة فِي الأَرْض، وَلَيْسَ فِيهَا شَجَر وَلَا سَهْل. أَبُو زيد: شَحَذَت السَّمَاء تَشْحَذُ شَحْذاً، وحَلَبَت حَلْباً وَهِي فَوق البَغْشَة. وَفِي (النَّوَادِر) : تَشَحَّذَنِي فلَان وتَزَعَّقَني أَي طردني وعَنَّاني. ح ش ث أهملت وجوهه. ح ش ر حشر، حرش، شرح، شحر، رشح: (مستعملات) . حشر: قَالَ اللَّيْث: الْحَشر: حَشْرُ يَوْم الْقِيَامَة، والمَحْشَر: المجمَع الَّذِي يُحْشر إِلَيْهِ الْقَوْم وَكَذَلِكَ إِذا حُشِروا إِلَى بلد أَو

معسكر وَنَحْوه. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {دِيَارِهِمْ لاَِوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن} (الحَشر: 2) نزلت فِي بني النَّضِير، وَكَانُوا قوما من الْيَهُود عاقدوا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما نزل الْمَدِينَة أَلا يَكُونُوا عَلَيْهِ وَلَا لَهُ، ثمَّ نَقَضُوا الْعَهْد وَمَا يلوا كُفَّار أهل مَكَّة فقصدهم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ففارَقُوه على الْجَلاء من مَنَازِلهمْ فجلَوْا إِلَى الشّام، وَهُوَ أوَّلُ حَشْر حُشِر إِلَى أَرض المَحْشَرِ، ثمَّ يُحْشَر الخَلْق يَوْم الْقِيَامَة إِلَيْهَا، وَلذَلِك قيل: لأوّل الْحَشر، وَقيل: إِنَّهُم أول من أُجْلِي من أهل الذِّمّة من جَزِيرَة الْعَرَب، ثمَّ أُجْلِي آخِرهم أيَّامَ عمر بن الْخطاب ح، مِنْهُم نَصَارى نَجْران ويهودُ خَيْبَر. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {عُطِّلَتْ وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ} (التّكوير: 5) ، وَقَالَ: {ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} (الأنعَام: 38) ، وَأكْثر الْمُفَسّرين قَالُوا: تُحْشَر الوحوشُ كلهَا وَسَائِر الدّواب حَتَّى الذُّباب للْقصَاص، وأُسْنِد ذَلِك إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ بَعضهم: حشرُها: مَوتهَا فِي الدُّنْيَا. وَقَالَ اللَّيْث: إِذا أَصَابَت الناسَ سَنَةٌ شَدِيدَة فأجْحَفَت بِالْمَالِ وأهلكت ذَوَات الْأَرْبَع قيل: قد حشرتْهُم السّنة تحشُرُهم وتحشِرُهم وَذَلِكَ أَنه تُضمُّهم من النواحي إِلَى الْأَمْصَار. وَقَالَ رؤبة: وَمَا نَجَا من حَشْرِهَا المحْشُوشِ وحْشٌ وَلَا طَمْشٌ من الطُّمُوشِ قَالَ: والحَشَرَةُ: مَا كَانَ من صغَار دوابِّ الأَرْض مثل اليَرابِيع والقنافِذِ والضِّبَاب وَنَحْوهَا وَهُوَ اسْم جَامع لَا يُفْرَد الْوَاحِد إِلَّا أَن يَقُولُوا هَذَا من الحَشَرة. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الحشرات والأحْراشُ والأحْناش وَاحِد وَهِي هوامُّ الأَرْض. وَفِي (النَّوَادِر) : حُشِر فلانٌ فِي ذَكَره وَفِي بَطْنه وأُحْثِل فيهمَا إِذا كَانَا ضخْمَين من بَين يَدَيْهِ. وَقَالَ اللَّيْث: الْحَشوَر من الدَّوَابّ: كل مُلَزَّز الخَلْق شديده، وَمن الرِّجَال: العظيمُ البَطْن أَبُو عُبَيد عَن الْأَحْمَر: الحَشْوَرُ: الْعَظِيم الْبَطن، وَأنْشد غَيره: حَشْوَرَةُ الْجَنبَيْن مَعْطاءُ القَفَا وَقَالَ اللَّيْث: الْحَشر من الآذان وَمن قُذَذِ ريش السِّهام: مَا لَطُف كَأَنَّمَا بُرِي بَرْياً، وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي فِي صفة نَاقَة: لَهَا أُذُن حَشْر وذِفْرَى أَسِيلَة وخَدٌّ كمِرْآة الغريبة أسْجَحُ وَقَالَ اللَّيْث: حَشَرْت السِّنان فَهُوَ مَحْشُور أَي دقَّقْتُه وأَلْطَفْته. وَقَالَ ابْن شُمَيْل عَن أبي الخَطَّاب: الحَبَّة عَلَيْهَا قِشْرَتان، فالتي تلِي الحَبَّةَ الحَشَرَة والجميع الحَشَر، وَالَّتِي فَوق الحشرة القَصَرَة، قَالَ: والمَحْشَرة فِي لُغَة أهل الْيمن: مَا بَقِي فِي الأَرْض وَمَا فِيهَا من نَبَات بَعْدَمَا يُحْصَد الزرعُ فَرُبمَا ظهر من تَحْتَهُ نَبَات أخْضَر فَذَلِك المَحْشَرَة. يُقَال: أرسلُوا دَوَابَّهم فِي المَحْشَرة. شحر: قَالَ اللَّيْث: الشِّحْر: سَاحل الْيمن فِي أقصاها، وَأنْشد: رَحَلْتُ من أقْصَى بِلَاد الرُّحَّلِ من قُلَل الشِّحْرِ فجَنْبَي مَوْكَلِ

ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الشِّحْرَةُ: الشَّطّ الضَّيِّق، والشِّحْر: الشَّطّ. شرح: قَالَ اللَّيْث: الشَّرْح والتَّشريح: قَطْع اللَّحْم عَن العُضْو قَطْعاً، وكلُّ قطْعة مِنْهَا شَرْحَةٌ. وَيُقَال: شَرَح الله صدرَه فانشرَح أَي وَسَّع صدرَه لقَبول الحقِّ فاتَّسع. وَيُقَال: شرحَ فلانٌ أَمْرَه أَي أوضحه. وَشرح مَسْأَلَة مُشْكِلة إِذا بَيَّنها. وَشرح جَارِيته إِذا سَلَقَها على قَفاها ثمَّ غَشِيَها. وَقَالَ ابْن عَبَّاس: كَانَ أَهْل الْكتاب لَا يَأْتُون نساءَهم إِلَّا على حَرْفٍ، وَكَانَ هَذَا الحيُّ من قُرَيش يَشْرحون النساءَ شَرْحاً. وَسَأَلَ رجل الحَسن: أَكَانَ الأنبياءُ يَشْرحون إِلَى الدُّنيا مَعَ علمهمْ برَبهمْ، يُرِيد كَانُوا يَنْبَسِطُون إِلَيْهَا ويرغبون فِي اقْتِنائها رَغْبَةً وَاسِعَة. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ رجُل من الْعَرَب لفَتَاه: أَبْغني شارحاً فإنَّ أَشَاءَنا مُغَوَّسٌ، وإنّي أخافُ عَلَيْهِ الطَّمْلَ. قَالَ أَبُو عَمْرو: الشَّارِح: الْحَافِظ، والمُغَوَّسُ: المُشَنَّخُ. قلتُ: تَشْنِيخُ النَّخْل: تَنْقِيحُه من السُّلاَّء. والأشَاءُ: صغَار النّخل. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الشّرْحُ: الحِفْظُ، والشَّرح: الفَتْحُ، والشَّرْحُ: البيانُ، والشَّرْح: الْفَهم، والشَّرْح: افْتِضاض الْأَبْكَار، وَأنْشد غَيره فِي الشَّارح بِمَعْنى الْحَافِظ: وَمَا شاكِرٌ إِلَّا عَصافيرُ قَرْيَةٍ يقومُ إِلَيْهَا شارِحٌ فَيُطِيرُها وَالشَّارِح فِي كَلَام أهل الْيمن: الَّذِي يحفظ الزرعَ من الطُّيُور وَغَيرهَا. وَقَالَ ابْن شُمَيل: الشَّرْحَة من الظِّبَاء: الَّذِي يُجاءُ بِهِ يَابسا كَمَا هُوَ لم يُقَدّد. يُقَال: خُذْ لنا شَرْحَةً من الظِّباء، وَهُوَ لحم مَشْرُوح، وَقد شَرَحْته وشَرَّحْتُه. والتَّصْفِيف نَحْو من التَّشْريح وَهُوَ تَرْقِيق البَضْعَةِ من اللّحم حَتَّى يَشِفَّ من رِقَّته ثمَّ يُلْقَى على الجَمْر. رشح: قَالَ ابْن المظفّر: الرَّشْح: نَدَى العَرَق على الْجَسَد. يُقَال: رشح فلَان عَرَقاً، والرَّشح: اسْم لذَلِك الْعرق، وسُمِّيت البطانة الَّتِي تَحت لِبد السَّرْجِ مِرْشحة لِأَنَّهَا تُنَشِّف الرَّشحَ يَعْنِي العَرَق. أَبُو الْعَبَّاس عَن سَلَمَة عَن الْفراء يُقَال: أَرْشَح عَرَقاً ورَشَح عَرَقاً بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الرَّشْح: العَرَق. وَقَالَ اللَّيْث: التَّرْشيح: أَن تُرَشِّحَ الأمُّ وَلَدهَا باللَّبن الْقَلِيل تجعلُه فِي فِيه شَيْئا بعد شَيْء حَتَّى يَقْوَى لِلْمَصِّ، قَالَ: والتَّرْشيح أَيْضا: لَحْسُ الأُمّ مَا على طفلها من النُّدُوَّةِ حِين تَلِدُهُ وَأنْشد: أُمُّ الظِّبَاء تُرَشَّح الأطْفالاَ وَقَالَ الْأَصْمَعِي: إِذا وضعت النَّاقة وَلَدهَا فَهُوَ سَلِيل، فَإِذا قَوِي وَمَشى فَهُوَ راشِح، وَأمه مُرْشِح، فَإِذا ارْتَفع عَن الرّاشح فَهُوَ جادِل.

وَقَالَ اللَّيْث: الراشِح والرَّواشِح: جبال تَنْدَى، فَرُبمَا اجْتمع فِي أُصُولهَا مَاء قَلِيل، فَإِن كثُر سُمِّي وَشَلاً، وَإِن رَأَيْته كالعرق يجْرِي خلال الْحِجَارَة سُمِّى راشِحا. وَقَالَ غَيره: بَنو فلَان يَسْتَرْشحون البقلَ أَي يَنْتَظِرون أَن يَطُول فَيَرْعَوْه ويَستَرْشحون البُهْمَى يُرَبّونه ليَكْبُر، وَذَلِكَ الْموضع مُسْتَرْشَح، وَقَالَ ذُو الرُّمة يصف الْحمير: يُقَلِّبُ أَشْبَاها كَأَن مُتُونَها بمُستَرْشَح البُهمى من الصّخْر صَرْدَحُ وَيُقَال: فلانُ يُرَشَّحُ للخلافة إِذا جُعِل وَلِيَّ العَهْد. حرش: اللَّيْث: الحَرْش والتَّحْرِيش: إغراؤك الْإِنْسَان والأسدَ ليَقَع بِقِرْنه. والأحْرَش من الدَّنانير: الخَشِن لجدَّته، والضَّبُّ أَحْرَشُ: خَشِنُ الْجلد كأنّه مُحَزَّز. وَتقول: أَحْرَشْتُ الضَّبَّ وَهُوَ أَن تُحَرِّشَه فِي جُحْره فتُهَيِّجه فَإِذا خرج قَرِيبا مِنْك هَدَمتَ عَلَيْهِ بَقِيَّة الْجُحر وَرُبمَا حدشَ الضَّبُّ الأفْعى إِذا أَرَادَت أَن تَدْخُل عَلَيْهِ قاتلها. قَالَ: وَقَالَ ابْن شُمَيل: يُقَال: قد احترشُوا الضِّباب. قَالَ: والحَرْش: أَن يُقَعْقِع الرجلُ الحِجارةَ على رَأس جُحرِه، أَو يُحرّكَ عَصاً أَو حَصًى على قَفَا جُحره فيحسِبُه دابّة تُرِيدُ أَن تدخل عَلَيْهِ فَيَجِيء ويَزْحَل على رِجْليه لِيُقَاتل فيناهِزه الرجلُ فيأخُذَ بِذَنبِهِ فيُضَبِّب عَلَيْهِ فَلَا يَقْدر أَن يَفيضَ ذَنَبُه أَن يُفْلِتَه أَي لَا يقدر أَن يَنْفلِت مِنْهُ. قَالَ شَمِر: والتَّضْبيب: شدّة الْقَبْض، قَالَ والمُنَاهَزَة: المُبادَرة، قَالَ: وأَفْعَى حَرْشاء: خشنة الْجلْدَة، وَهِي الْحَرِيش أَيْضا. وَأنْشد: تَضْحَكُ مِنّى أَن رَأَتْني أحْتَرِشْ وَلَو حَرَشْتِ لكَشَفْت عَن حِرْش أَرَادَ عَن حِرِك يقلبون كَاف المخاطبة للتأنيث شِينا. وَقَالَ أَبُو عُبيد: من أمثالهم فِي مُخاطبة الْعَالم بالشيءِ مَنْ يُريد تعليمَه: (أَتُعْلِمُني بضَبَ أَنا حَرَشتُه) ونحوٌ مِنْهُ قَوْلهم: (كمعلِّمَة أمَّها البِضَاعَ) . وَقَالَ اللَّيْث: الحَرِيشُ، يُقَال هُوَ دابّة لَهُ مَخالب كمخالب الْأسد، وَله قَرْنٌ وَاحِد فِي وسطِ هامته، وَأنْشد: بهَا الحَرِيش وضِغْزٌ مائل ضَئْزٌ يأوي إِلَى رَشحٍ مِنْهَا وتَقْلِيص قلت: وَلَا أَدْرِي مَا هَذَا الْبَيْت، وَلَا أعرف قَائِله، وَقَالَ غير اللَّيْث: وَذُو قَرْنٍ يقالُ لَهُ حَرِيش وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِيمَا أَقْرَأَنِيهِ الْمُنْذِرِيّ عَن أَحْمد بن يحيى لَهُ: الهِرْمِيس: الكرْكَدَّنُ: شَيْء أعظم من الْفِيل لَهُ قرن يكون فِي الْبَحْر أَو على شاطئه، قلت: وكأنّ الحَرِيش والهِرْمِيس شَيْء وَاحِد وَالله أعلم. أَبُو عُبيد: الحَرْشُ: الأثَر، وَجمعه حِراشٌ، وَبِه سُمِّي الرجل حِراشاً. وَسمعت غير وَاحِد من الْأَعْرَاب يَقُول للبعير الَّذِي أَجْلَبَ دَبَرُه فِي ظَهره: هَذَا بعير أَحْرَش، وَبِه حَرَش، وَقَالَ الشَّاعِر:

فطارَ بكَفِّي ذُو حِراش مُشَمِّرٌ أحَذُّ ذَلاَذِيلِ العَسيب قصير أَرَادَ بِذِي حِراش جَمَلا بِهِ أثر الدّبَر. وَيُقَال: حَرَشْتُ جَرَب الْبَعِير أَحْرِشه حَرْشاً وخَرَشْتُه خَرْشاً إِذا حكَّكتَه حَتَّى تَقَشَّر الجلدُ الأعْلى فيَدْمى ثمَّ يُطْلى حينئذٍ بالهِناء. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الحَرْشاءُ من الجُرْب: الَّتِي لم تُطْل، قلت: سُمّيت حَرْشاء لخشونة جلدهَا، وَقَالَ الشَّاعِر: وَحَتَّى كأَنِّي يَتَّقِي بِي مُعَبَّد بِهِ نُقْبَةٌ حرشاءُ لم تَلْقَ طاليا أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: وَمن نَباتِ السَّهْل: الحَرْشاءُ والصَّفراء والغَبْراء، وَهِي أعشاب مَعْرُوفَة تَسْتَطيبُها الرّاعية. وَقَالَ اللَّيْث: الحَرْشُ، ضَرْب من البَضْع وَهِي مُسْتَلْقِية. أَبُو سعيد: دَرَاهِم حُرْشٌ: جِيادٌ خُشْن حَدِيثَة الْعَهْد بالسِّكّة. ح ش ل أهملت وجوهها غير حرف وَاحِد: شلح: قَالَ اللَّيْث: الشَّلْحاء: هُوَ السيفُ بلُغة أهل الشَّحْر وهم بأقصى الْيمن، وروى أَبُو العَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الشُّلْح: السيوف الحِدادُ. قلتُ: مَا أُرَى الشَّلْحاء والشلْحَ عَرَبِيَّة صَحِيحَة، وَكَذَلِكَ التشليح الَّذِي يتَكَلَّم بِهِ أهل السوَاد، سمعتهم يَقُولُونَ: شُلَّح فلَان إِذا خرج عَلَيْهِ قُطَّاع الطَّرِيق فسلبوه ثِيَابه وعَرَّوْه، وأحسِبُها نَبَطِيَّة. ح ش ن حشن، حَنش، شحن، نشح، نحش، شنح: (مستعملات) . حشن: قَالَ ابْن المُظَفّر وَغَيره: حَشِنَ السقاءُ يَحْشَن حَشناً وأَحْشَنْتُه أَنا إحْشَانا إِذا أكثرت استعمالَه بِحَقْن اللَّبن فِيهِ وَلم تتعهّده بِمَا يُنظّفه من الوَضَر والدّرَن فأرْوَحَ وتغيّر بَاطِنه ولَزِق بِهِ وسخ اللَّبن. أَبُو عُبَيد عَن الأُمَويّ: الحِشْنة: الحِقدُ، وأنشدنا. أَلا لَا أَرَى ذَا حِشْنَةٍ فِي فَؤاده يُجَمْجِمُها إِلَّا سَيَبْدو دفِينُها وَقَالَ شَمِر: لَا أعرف الْحِشْنَة، قَالَ: وأراهُ مأخوذاً من حَشِن السقاء إِذا لزِق بِهِ وضَر اللبنِ ودَرِن، وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: وَإِن أتَاها ذُو فِلاَقٍ وحَشَن يَعْنِي وَطْبا تَفَلَّقَ لَبَنه وَوَسِخَ فَمُه شحن: قَالَ اللَّيْث: الشَّحْنُ: مَلْؤُك السفينةَ وإتمامُك جهازَها كُلّه فَهِيَ مشحونة: مَمْلُوءَة. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلاَ تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَآ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ قَالُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الاَْرْذَلُونَ قَالَ وَمَا عِلْمِى بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ إِنْ حِسَابُهُمْ إِلاَّ عَلَى رَبِّى لَوْ تَشْعُرُونَ وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ قَالُواْ لَئِنْ لَّمْ تَنْتَهِ يانُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُرْجُومِينَ قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِى كَذَّبُونِ فَافْتَحْ بَيْنِى وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِى وَمَن مَّعِى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} (الشُّعَرَاء: 119) يُرِيد المملُوء. قلت: والشِّحْنةُ: مَا يُقامُ للدّواب من العَلَفِ الَّذِي يكفيها يومَها وليلتَها هُوَ شِحْنَتها. وشِحْنَةُ الكُورة: مَنْ فيهم الْكِفَايَة لضبْطها من أَوْلِيَاء السُّلْطَان. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّحْناء: الْعَدَاوَة، وَهُوَ مُشاحن لَك، وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال:

شاحَنْتُه مشاحنةً من الشحناء، وآحنتُه مُؤاحنة من الإحْنة. أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ وَأبي زيد: أشحَنَ الرجلُ إشحاناً، وأجْهَشَ إجهاشاً إِذا تهَيَّأ للبكاء، قَالَ الخُذَلِيّ. ... وَقد هَمَّت بإشحانِ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: سيوف مُشْحَنةٌ فِي أغْمادِها، وَأنْشد: إِذْ عارَتِ النَّبْل والْتَفَّ اللُّفُوفُ وَإذْ سَلُّوا السيوفَ عُرَاةً بعد إشحَان وَسمعت أعْرَابِيّاً يَقُول لآخر: اشحَنْ عَنْك فلَانا أَي نحّه وأبْعِده، وَقد شحنه يَشْحَنُه شَحْناً إِذا طرده. وَقَالَ شَمِر: قَالَ الشَّيباني: الشّاحن من الْكلاب: الَّذِي يُبْعد الطريدَ وَلَا يَصِيد، وَفِي الحَدِيث (يغْفر الله لكل بشر، مَا خلا مُشْركًا أَو مُشاحِناً) . قَالَ شَمِر: قَالَ الْأَوْزَاعِيّ: هُوَ صاحبُ البِدْعة المفارق للْجَمَاعَة والأُمَّة. وَقيل المُشاحنة: مَا دُون الْقِتَال من السَّبِّ والتَّعاير، مَأْخُوذ من الشَّحناء. وَهِي الْعَدَاوَة. شنح: اللَّيْث: الشناحيّ: يُنعت بِهِ الجَمل فِي تَمام خَلْقه، وَأنْشد: أَعَدُّوا كلَّ يَعْمَلَةٍ ذَمُولٍ وأَعْيَسَ بازلٍ قَطِمٍ شَناحِي أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: الشَّناحيُّ: الطّويل، وَيُقَال: هُوَ شَناحٌ كَمَا ترى. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الشُّنُح: الطِّوالُ. والشُّنُح: السُّكارى. نشح: قَالَ اللَّيْث: نَشَحَ الشارِبُ إِذا شَرِب حَتَّى امْتَلَأَ. وسِقاء نَشَّاح: نَضَّاح. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: النُّشُح السُّكَارَى. الحرّاني عَن ابْن السّكيت: النَّشوح من قَوْلك: نَشَحَ إِذا شَرِب شُرْباً دون الرِّيِّ. وَقَالَ أَبُو النّجْم: حتَّى إِذا مَا غَيَّبَتْ نَشُوحا وسمعتُ أعرابيّاً يَقُول لأَصْحَابه: أَلا وانْشَحُوا خيلَكم نَشْحاً أَي اسقوها سَقْياً يَفْثأ غُلَّتَها وَإِن لم يُرْوِها، وَقَالَ الرَّاعي يذكر مَاء ورده: نَشحْتُ بهَا عَنْساً تَجافَى أظَلُّها عَن الأُكْم إِلَّا مَا وَقَتْها السَّرائح حَنش: اللَّيْث: الحَنشُ: مَا أَشْبه رُؤوسه رُؤُوس الحيّات من الحَرابِي وسَوَامِّ أَبْرَصَ ونحوِها، وَأنْشد: تَرَى قِطَعاً من الأحْناشِ فِيهِ جَماجِمُهُن كالخَشَلِ النَّزِيعِ وَقَالَ شمر: الحنَش: الحَيَّة، وَقَالَ غَيره: الأَفْعَى، قَالَ ذُو الرُّمَّة: وَكم حَنَشٍ ذَعْفِ اللُّعابِ كأنّه على الشَّرَك العَادِيِّ نِضْوُ عِصَامِ والذَّعْفُ: الْقَاتِل، وَمِنْه قيل: مَوت ذُعافٌ. قَالَ شمر: وَيُقَال للضَّباب واليَرابِيع: قد

احْتَنَشَت فِي الظَّلَم أَي اطَّرَدَت وَذَهَبت فِيهِ، وَأنْشد شمر فِي الحَنَش: فاقْدُرْ لَهُ فِي بعض أَعْرَاض اللِّمَمْ لَمِيمَةً من حَنَشٍ أعْمَى أَصَمْ فالحنَشُ هَاهُنَا الحيّة، وَقَالَ الكُمَيْتُ: فَلَا ترأمُ الْحِيتانُ أَحْنَاش قَفْرةٍ وَلَا تَحْسَب النِّيبُ الحِجاشَ فِصَالَها فَجعل الحَنَش دَوابَّ الأَرْض من الحيَّات وَغَيرهَا. أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرو: الحَنَشُ: الحيّة، والحَنَشُ كُلّ شَيْء يُصادُ من الطَّير والهَوامِّ. يُقَال مِنْهُ: حَنَشْتُ الصيدَ أحْنِشُه وأَحْنُشُه إِذا صِدْتَه، وَقيل: المَحْنُوشُ: الَّذِي لسَعَتْه الحَنَش، وَهِي الحَيَّة، وَقَالَ رُؤْبة: فقُلْ لذاكَ المُزْعَج المَحْنُوش أَي فَقل لذاك الَّذِي أقلقه الحَسَد وأزعجه، وَبِه مِثْلُ مَا باللَّسِيع. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المَحْنُوش: المَسُوق جِئْت بِهِ تَحْنِشُه أَي تسوقه مُكْرَهاً. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: حَنَشْتُه عَنهُ: عطفته. قلت: هُوَ بِمَعْنى طَرَدْته، يُقَال: حَنَشه وعَنَشه إِذا سَاقه وطرده، وَقَالَ أَبُو عَمْرو: المحنوش: المَغْموزُ فِي حَسَبه. نحش: أهمله اللَّيْث، وَقَالَ شَمِر فِيمَا قَرَأت بخَطّه: سَمِعْتُ أَعْرَابِياً يَقُول: الشِّظْفَةُ والنِّحَاشَةُ: الخُبْزُ المُحْتَرِق، وَكَذَلِكَ الجِلْفَةُ: والقِرْفَةُ. ح ش ف حشف، حفش، فشح، فحش: مستعملة. حشف: قَالَ اللَّيْث: الحَشَفُ من التَمْر: مَا لم يُنْوِ، فَإِذا يَبِس صَلُب وفَسَد لَا طعم لَهُ وَلَا لحاء، وَلَا حلاوة. وَيُقَال: قد أحشف ضَرْعُ النّاقة إِذا انقبض يَسْتَشنّ أَي يصير كالشَّنِّ. قَالَ: والحَشَفَةُ: مَا فَوق الخِتَان. ابْن السّكيت: الحَشِيفُ: الثَّوْب الخَلَق وَأنْشد: أُتِيحَ لَهَا أُقَيْدِرُ ذُو حَشِيفٍ إِذا سامَت على المَلَقَاتِ سامَا وَيُقَال لأُذُن الْإِنْسَان إِذا يَبِس فَتَقبَّض قد استَحْشَفَ وَكَذَلِكَ ضَرْعُ الأُنثى إِذا قَلَص وتَقَبَّضَ، يُقَال لَهُ: حَشَفٌ، وَقَالَ طرفَة: على حَشَفٍ كالشَّنِّ ذَاوٍ مُجَدَّد وَيُقَال للجزيرة فِي الْبَحْر لَا يَعْلُوها المَاء حَشَفَةٌ وَجَمعهَا حِشافٌ إِذا كَانَت صَغِيرَة مُسْتَديرة، وَجَاء فِي الحَدِيث أنَّ موضِعَ بيتِ الله كَانَت حَشَفَة فَدَحَا الله الأَرْض عَنْهَا. وَيُقَال: رأيتُ فلَانا مُتَحشِّفاً إِذا رَأَيْته سيِّىء الْحَال مُتَقَهِّلاً رَثَّ الْهَيئَة. وَقَالَ شمر: الحُسَافَةُ والحُشافَةُ، بِالسِّين والشين: المَاء الْقَلِيل. فحش: اللَّيْث: الفُحْشُ: مَعْرُوف، والفَحْشاءُ: اسْم الفاحِشَة، وكل شَيْء جَاوز حدّه وقدرَه فَهُوَ فَاحش. وأَفْحشَ الرجلُ إِذا قَالَ قولا فاحِشاً، وَقد فَحُش علينا فلَان، وَإنَّهُ لفَحَّاش، وكل أَمر لَا يكون مُوافِقاً للحق فَهُوَ فاحِشَة، وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ} (النِّساء: 19) قيل: الفاحِشَة المَبَيِّنَةُ: أَن تَزْنِي فَتُخرَجَ للحَدِّ، وَقيل: الفاحِشَةُ: خُرُوجهَا من بَيتهَا من غير إذْن

زَوْجها. وَقَالَ الشَّافِعِي: هُوَ أَن تَبْذَأَ على أَحْمائها بذَرَابة لِسانِها فَتُؤْذِيهَم، وتأوَّل ذَلِك فِي حَدِيث فَاطِمَة بنت قَيْس أنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يَجْعَل لَهَا سُكْنى وَلَا نَفَقَة، وَذكر أَنه نقلهَا إِلَى بَيت ابنِ أُمِّ مَكتُوم لِبَذاءتها وسَلاطَة لسانها، وَلم يُبْطِلْ سُكْناها لقولِ الله جلّ وعزّ: {رَبَّكُمْ لاَ تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلاَ يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ} (الطّلَاق: 1) . وَأما قَول الله جلّ وعزّ: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَآءِ} (البَقَرَة: 268) : قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: مَعْنَاهُ يَأْمُركُمْ بِأَن لَا تَتَصَدَّقُوا، وَقيل: الفَحْشَاءُ هَاهُنَا البُخْل، وَالْعرب تسمي البَخِيل فاحِشاً، وَقَالَ طرفَة: أرى الموتَ يَعْتَامُ الكِرامَ ويَصْطفِي عَقِيلةَ مالِ الفاحِشِ المُتَشَدِّدِ وَفِي الحَدِيث: (إِن الله يُبْغِضُ الفَاحِشَ المُتَفَحِّش، فالفَاحِشُ هُوَ ذُو الفُحْشِ والخَنَا من قَول وفِعْل، والمتفحِّش: الَّذِي يَتكلَّف سَبَّ النّاس ويُفْحِش عَلَيْهِم بِلِسَانِهِ، وَيكون المُتَفَحِّش: الَّذِي يَأْتِي الفاحِشَة المَنْهِيَّ عَنْهَا وَجَمعهَا الفواحِش. حفش: قَالَ اللَّيْث: الحِفْش: مَا كَانَ من أَسْقاط الْأَوَانِي الَّتِي تكون أوعيةً فِي الْبَيْت للطِّيب وَنَحْوه، وَفِي الحَدِيث أنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَعَثَ رجلا من أَصْحَابه ساعياً، فقَدِم بِمَال وَقَالَ: أمَّا كَذَا فَهُوَ من الصَّدقَات، وَأما كَذَا وَكَذَا فإنّه مِمَّا أُهْدِيَ لي، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (هَلاَّ جلس فِي حِفْشِ أُمِّه فينْظُرَ: هَل يُهدى لَهُ) . قَالَ أَبُو عُبَيد: الحِفْشُ: الدُّرْجُ وَجمعه أَحْفَاش، قَالَ أَبُو عُبَيد: شَبَّه بيتَ أمه فِي صِغَره بالدُّرْجِ. وَأَخْبرنِي عبد الْملك عَن الرّبيع عَن الشَّافِعِي أنّه قَالَ: الحِفْشُ: الْبَيْت الذَّليل القَرِيب السَّمْكِ من الأَرْض ونحوَ ذَلِك قَالَ ابْن الْأَعرَابِي. قلت: وأصل الحِفْش: الدُّرْج، كَمَا قَالَ أَبُو عُبَيد، وشَبَّه الْبَيْت الصَّغِير بِهِ. وَقَالَ اللَّيْث: الحَفْش مصدر قَوْلك: حَفَش السيلُ حَفْشاً إِذا جَمَع المَاء من كلِّ جانِب إِلَى مُسْتَنْقَعٍ وَاحِد، فَتلك المسايل الَّتِي تَنْصَبُّ إِلَى المَسيل الْأَعْظَم هِيَ الحَوافِشُ، واحدتها حافِشة، وَأنْشد: عَشِيَّةَ رُحْنَا وَرَاحوا إِلَيْنَا كَمَا مَلأ الحافِشاتُ المَسِيلا وَيُقَال للْفرس: يَحْفِشُ الجريَ أَي يُعقب جَرْياً بعد جَرْي وَلَا يزدادُ إِلَّا جَوْدة، وَقَالَ الكُمَيْتُ يَصِفُ غَيْثاً: بكُلِّ مُلِثَ يَحْفِشُ الأُكْمَ وَدْقُه كأنّ التِّجارَ اسْتَبْضَعَتْه الطيالِسا قَالَ شمر: يحفش: يَسِيل، وَيُقَال: يَقْشِر. يَقُول: اخْضَرَّ ونَضر، فشبَّهه بالطّيالِسة. أَبُو عُبَيد عَن الأُمَوي: يُقَال: هم يَحْفِشون عَلَيْك ويَجْلِبُون عَلَيْك أَي يَجْتَمعُونَ. وَقَالَ اللَّيْث: الحَفش: الْجَرْيُ. وَيُقَال: حَفَشَتِ الْمَرْأَة لزَوجهَا الوُدَّ إِذا اجتهدت فِيهِ. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: حَفَشَت الأوْدِية إِذا سَالَتْ كلّها.

وتَحَفَّشَتِ الْمَرْأَة على زَوجهَا إِذا أَقَامَت ولَزِمَته وأكَبَّتْ عَلَيْهِ. أَبُو زيد: يُقَال: حَفَشت السماءُ تَحْفِش حَفْشاً، وحشَكَت تَحْشِك حشْكاً، وأغْبَت تُغْبي إغْباء فَهِيَ مُغْبِيةٌ وَهِي الغَبْيَةُ والْحَفْشَة والحَشْكَةُ من الْمَطَر بِمَعْنى واحِد. ابْن شُميل قَالَ: الحَفَشُ: أَن تأخذَ الدَّبَرَة فِي مُقدَّم السّنام فتأكُلَه حَتَّى يَذهَب مُقدَّمُه فِي أَسْفَله إِلَى أَعْلَاهُ فَيبقى مُؤخَّرُه مِمَّا يلى عَجُزُه قَائِما صَحِيحا، وَيذْهَب مُقَدّمُه مِمَّا يَلِي غارِبَه. يُقَال: قد حَفِش سَنَام الْبَعِير، وبعير حَفِشُ السَّنامِ، وجمل أحفَش وناقة حَفْشاء وحفِشَة، وَقَالَ شُجاعٌ الْأَعرَابِي: حَفَزوا علينا الْخَيل والرِّكابَ وحفَشوها إِذا صَبُّوها عَلَيْهِم. وتَحَفَّشَت الْمَرْأَة فِي بَيتهَا إِذا لَزِمته فَلم تَبَرحْه. فشح: أهْمَله الليثُ: وأخْبَرني المُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: يُقَال: فَشَجَ وفَشَّج، وفَشح وفَشَّحَ إِذا فَرَّج مَا بَين رِجْلَيه بِالْحَاء وَالْجِيم. ح ش ب حشب، حبش، شحب، شبح: مستعملة. حشب: قَالَ اللَّيْث: الحوْشَب: عَظْمٌ فِي بَاطِن الْحَافِر بَين العَصَبِ والوَظِيفِ، قَالَ: والحَوْشَبُ: العَظِيم الْبَطن مثله، وَأنْشد بَيْتَ الأَعْلَم الهُذَلي: وتَجُرُّ مُجْرِيةٌ لَهَا لَحْمِي إِلَى أَجْرٍ حواشِبْ أَجْرٍ جمع جِرْوٍ على أَفْعُل. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الحَوْشبُ: حَشْوُ الحافرِ، والجُبَّةُ الَّذِي فِيهِ الحَوْشَبُ، قَالَ والدَّخِيس: بَين اللَّحْمِ والعَصَب، وَأنْشد: فِي رُسُغٍ لَا يَتَشَكّى الحوْشَبا وَقَالَ أَبُو عُبَيدة: الحوْشَب: مَوْصِل الوَظيف فِي الرُّسْغ، وَقَالَ: الحوْشبانِ: عَظْما الرُّسغَيْن. وَمِمَّا يذكر من شعر أَسَد بن ناعِصَة: وخَرْقٍ تَبَهْنَسُ ظِلْمانُه يُجَاوِبُ حوْشَبَه القَعْنَبُ قيل: القَعْنَبُ: الثَّعْلَب الذَّكَر، والحوْشَب: الأرنَب الذَّكَر، وَقيل: الحَوْشَبُ: العِجْل: وَهُوَ وَلَد الْبَقر. وَقَالَ الآخر: كأنَّها لما أزْلأَمّ الضُّحى أُدْمانَةٌ يَتْبَعُها حوْشَبُ وَقَالَ بَعضهم: الحَوْشَبُ: الضامرُ والحوْشبُ: الْعَظِيم الْبَطن، فَجعله من الأَضْداد، وَأنْشد: فِي البُدْن عِفْضَاجٌ إِذا بدَّنْتَه وإِذا تُضَمِّره فحَشْرٌ حوْشَبُ فالحشْر: الدَّقِيق، والحوْشَب: الضَّامر. وَقَالَ المؤرّج: احتَشب القومُ احتِشاباً إِذا اجْتَمعُوا. وَقَالَ أَبُو السَّمَيْدع الأعْرابي: الحَشيب من الثِّيَاب والخَشِيب والجَشِيب: الغليظ. وَقَالَ المُؤرّج: الْحَوْشَبُ والْحَوْشَبَة: الْجَمَاعَة من النّاس. شبح: قَالَ اللَّيْث: الشَّبحُ: مَا بدا لَك شخصُه

من النَّاس وَغَيرهم من الْخَلق، يُقَال: شَبَح لنا أَي مَثَل، وَأنْشد: رَمَقْتُ بِعَيْنِي كلَّ شَبْح وحائِل والجميع الأشباح. وَيُقَال فِي التصريف: أَسمَاء الأشباح: وَهُوَ مَا أَدْرَكته الرُّؤْية والْحِسُّ. قَالَ: والشَّبْح: مَدُّكَ شَيْئا بَين أَوتاد. والمضروب يُشبَحُ إِذا مُدَّ للجَلْد. وَفِي صفة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ مشبوح الذِّراعين أَي عريض الذِّراعين، وَقَالَ اللَّيْث أَي طويلَها. وَفِي بعض الرِّوَايَات: أَنه كَانَ شَبْحَ الذِّراعين. وَيُقَال: شبحتُ الْعود شَبْحاً إِذا نَحَتَّهُ حَتَّى تُعَرِّضَه. وَيُقَال: هلك أشباحُ مَاله أَي هلك مَا يُعرف من إبِله وغنمه وَسَائِر مواشيه، وَقَالَ الشَّاعِر: وَلَا تذْهب الأحسابُ من عُقْرِ دَارنَا وَلَكِن أشباحاً من المَال تَذْهَب وَيُقَال: شَبَح الدَّاعِي إِذا مد يَده للدُّعَاء وَقَالَ جرير: وعليكِ من صلوَات ربِّك كلَّما شبَح الْحَجيجُ الملْبِدونَ وغاروا شحب: اللَّيْث: شحَب يَشْحَب لونُ الرجل شُحوباً إِذا تغير من هُزال أَو عمل أَو سفر. أَبُو زيد: شحَب لَونه يشْحُب ويشحَب، وَيُقَال: شَحَب وشَحُب، وَقَالَ لَبِيد: رأَتني قد شَحَبْت وسَلَّ جسمي طِلاَبُ النَّازِحات من الهموم حبش: قَالَ اللَّيْث: الحَبَش: جنس من السودَان، وهم الحَبيشُ والحُبْشان، وَيُقَال الحَبَشَة على بِنَاء سَفَرَة، قَالَ: وَهَذَا خطأ فِي الْقيَاس، لِأَنَّك لَا تَقول للْوَاحِد حابش مثل فَاسِق وفَسَقَه وَلَكِن لما تُكُلِّمَ بِهِ سَار فِي اللُّغَات وَهُوَ فِي اضطرار الشّعْر جَائِز. قَالَ: والأُحْبُوش: جمَاعَة كالحَبَش، وَقَالَ العجّاج: كأَنَّ صِيران المَها الأخْلاطِ بالرَّمْل أُحْبُوشٌ من الأنباطِ قَالَ: وَأما الْأَحَابِيش فَكَانُوا أَحيَاء من القارَة انضمُّوا إِلَى بني لَيْثٍ فِي الْحَرْب الَّتِي وَقعت بَينهم وَبَين قُرَيْش قبل الْإِسْلَام، فَقَالَ إِبْلِيس لقريش: إِنِّي جَار لكم من بني لَيْث فواقعوا محمَّدا، وَفِيه يَقُول الْقَائِل: لَيْثٌ ودِيلٌ وكَعْبٌ وَالَّتِي ظَأَرت جُمْعَ الْأَحَابِيش لمَّا احمَرّت الْحَدَقُ قَالَ: فَلَمَّا سميت تِلْكَ الْأَحْيَاء بالأحابيش من قبل تَجمُّعها صَار التحبيش فِي الْكَلَام كالتَّجميع، وَقَالَ رُؤْبةُ: أولاكِ حَبَّشْتُ لَهُم تحبيشي وَقَالَ غَيره: حَبَّشتُ لِعِيَالِي وهَبَّشت أَي كسبت وجمعت، وَهِي الحُباشة والهُباشة وَأنْشد: لَوْلَا حُباشاتٌ من التَّحبيش وتحبَّش الْقَوْم وتهبشوا إِذا تجمعُوا.

قَالَ الْأَصْمَعِي: وَقَالَ اللِّحياني: إِن الْمجْلس ليجمع حُباشات وهُباشات أَي نَاسا لَيْسُوا من قَبيلَة وَاحِدَة. اللَّيْث: الْحُبشِيَّة: ضرب من النَّمْل سُود عِظام، لمَّا جُعل ذَلِك اسْما لَهَا غيَّروا اللَّفْظ ليَكُون فرقا بَين النِّسْبَة وَالِاسْم، فالاسم حُبْشِيَّة، وَالنِّسْبَة حَبَشِيّة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: من أَسمَاء العُقاب الحُباشِيَّة، والنُّساريَّة تُشبَّه بالنِّسر. ح ش م حشم، حمش، شَحم، محش: مستعملة. حشم: اللَّيْث: الحَشَم. خَدَم الرجل. وَقَالَ غَيره: حَشَمُ الرجل. مَنْ يغْضب لَهُ إِذا أَصَابَهُ أَمر. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: حَشَمتُ الرجلَ أَحْشِمه حَشْماً إِذا أَغْضَبْته، قَالَ ذَلِك الْفراء وَغَيره، وَأنْشد فِي ذَلِك: لعَمرُك إنَّ قُرْصَ أبي خُبَيْبٍ بطيءُ النُّضْج محشوم الأكيل أَي مُغضَب. قَالَ: وحَشَمُ الرجل: قَرَابته وَعِيَاله ومَنْ يغْضب لَهُ. وَقَالَ اللَّيْث: الحِشْمة: الانقباض عَن أَخِيك فِي المَطعم وَطلب الْحَاجة. تَقول: احْتَشَمْتَ، وَمَا الَّذِي أحشمك وَيُقَال حَشَمك. وَقَالَ اللَّيْث: الحُشوم: الإقبال بعد الهزال يُقَال: حشَم يحشِم حُشوماً، وَرجل حاشم وَقد حَشَمت الدَّوابُّ فِي أول الرّبيع، وَذَلِكَ إِذا أَصَابَت مِنْهُ شَيْئا فَحَسُنت بطونها وعَظُمت. وَقَالَ يُونُس: تَقول الْعَرَب: الحُسوم يُورث الحُشوم، قَالَ: والحسوم: الدُّؤوب، والحُشوم: الإعياء. وَقَالَ فِي قَول مُزاحِم: فعنَّت عُنوناً وَهِي صغْواءٌ مَا بهَا وَلَا بالخوافي الضاربات حشُوم أَي إعياء، وَقد حُشِم حَشما. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: فِي يَدَيْهِ حُشوم أَي انقباض، وروى الْبَيْت: وَلَا بالخوافي الخافقات حُشُوم وَقَالَ اللِّحياني: الحُشْمة بالضَّم: الْقَرَابَة يُقَال: لي فيهم حُشْمة أَي قَرابة. وَهَؤُلَاء أحشامي أَي جيراني وأضيافي. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: قَالَ بعض الْعَرَب: إِنَّه لمُحْتَشِم بأَمْري أَي مهتم بِهِ. قَالَ: وأحشمتُ الرجلَ: أغضبتُه. والاحتِشام. التَغَضُّب. شمر: وَقَالَ يُونُس: لَهُ الحُشمة: الذِّمام وَهِي الحُشْم، قَالَ: وَبَعْضهمْ يَقُول: الحُشْمة والحَشَم. وَإِنِّي لأتحشَّم مِنْهُ تحشُّماً أَي أتذمم وأستحي، قَالَ: وحَشَمت فلَانا وأحْشمته أَي أغضبته. أَبُو عُبَيد عَن الْكسَائي: حَشَمت الرجلَ وأحشمته وَهُوَ يجلس إِلَيْك فتُؤذيه وتُسْمِعُه مَا يكره. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الحُشُم. ذَوُو الْحيَاء التَّام، والْحُسُم بِالسِّين: الأطبّاء. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الحُشُم: المماليك، والحُشُم: الأتباع، مماليك كَانُوا أَو أحراراً. والحَشَم: الاستحياء.

حمش: قَالَ اللَّيْث: الحَمْش: الدَّقيق القوائم. وأَوْتَار حَمْشَة، وَوَتَر حَمْش: مُسْتَحْمِش. والاسْتِحْماش فِي الْوتر أَحْسَن، وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: كَأَنَّمَا ضُرِبَتْ قُدَامَ أَعْيُنِها قُطْنٌ لِمُسْتَحْمِشِ الأوْتارِ مَحْلوجُ وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: رَوَاهُ الفرّاء: كأَنما ضُرِبَت قُدّام أعْيُنها قُطْناً ... . وَقَالَ اللَّيْث: سَاق حَمْشَة: جَزْمٌ والجميع حَمْش وحِماش، وَقد حَمُشت ساقُه تَحمُش حُمُوشَة إِذا دَقَّت، وَكَانَ عبد الله بن مَسْعُود حَمْشَ السَّاقَيْن. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للرجل إِذا اشتدَّ غضبُه قد اسْتَحْمش غَضباً. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: أحمشت فُلاناً وحَمَّشتهُ إِذا أَغْضَبْتَه، وَأنْشد شمر: إِنِّي إِذا حَمَّشني تَحْمِيشى اللِّحياني: احْتَمَش الدِّيكان واحْتَمسا إِذا اقتتلا. وحَمِش الشّرُّ وحَمِس إِذا اشتدَّ. عَمْرو عَن أَبِيه: الحَمِيش: الشَّحْمُ المُذابُ. أَبُو عُبَيد: حَشَشْت النَّار وأَحْمَشْتُها، وَقَالَ: ... إِحْماشُ الوَلِيدة بالقِدْر محش: المَحْش: تناوُلٌ من لَهَب يُحرِق الْجلد ويُبْدي الْعظم. أَبُو عُبَيد عَن أبي عُبَيدة قَالَ: المَحَاش: الْمَتَاع، والأثاث، بِفَتْح الْمِيم. والمِحَاش: القومُ يحالفون غَيرهم من الحِلف عِنْد النَّار قَالَ النَّابغةُ: جَمِّعْ مِحاشَك يَا يزيدُ فإنّني أعددتُ يربُوعاً لكم وتَمِيماً شمِر عَن ابْن الْأَعرَابِي فِي قَوْله: جَمِّع مِحاشَك سَبَّ قبائل فصيَّرهم كالشيء الَّذِي أحرقَتْه النارُ، يُقَال: مَحشَتْه النارُ وأَمْحَشَتُه. وَقَالَ أَعْرَابِي: (مِنْ حَرَ كَاد أَن يَمحَش عِمامتي) ، قَالَ: وَكَانُوا يوقدون نَارا لَدَى الحِلف ليَكُون أوكدَ لَهُم. وَيُقَال: مَا أَعْطَانِي إِلَّا مِحْشى خِناقٍ قَمِلٍ وَإِلَّا مَحْشاً خِناقَ قَمِلٍ فَأَما المِحْشَى فَهُوَ ثوب يُلْبَس تَحت الثِّياب ويُحْتَشى بِهِ، وَأما مَحْشاً فَهُوَ الَّذِي يَمْحَشُ البَدَنَ بِكَثْرَة وسخه وأخلاقه. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (يخرج نَاس من النَّار قد امْتحَشُوا وصاروا حُمَماً) مَعْنَاهُ: قد احترقوا وصاروا فحماً. وَيُقَال للخبز الَّذِي قد احْتَرَقَ قد امْتَحَش، وَهُوَ خُبْزٌ مُحاشٌ. وَقَالَ بَعضهم: مَرَّ بِي حِمْلٌ فَمَحَشَني مَحْشاً وَذَلِكَ إِذا سَحَجَ جلدَه من غير أَن يَسْلُخَه. شَحم: أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الشَّحَم: البَطَر والحَشَم: الاستحياء. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّحْمُ، والقطعة مِنْهُ شَحْمَة، وَرجل شاحِمٌ لاحِم إِذا أطْعَم النَّاس الشحمَ واللحَم، وَقد شَحَمَهُم يَشْحَمُهُم.

أبواب الحاء والضاد

الحرّاني عَن ابْن السِّكّيت: رجل شحيم لحيم أَي سمين، وَرجل شَحِمٌ لَحِمٌ إِذا كَانَ قَرِما إِلَى اللَّحم والشحْم وَهُوَ يشتهيهما. وَقَالَ غَيره: رجل شاحم لاحم: ذُو شَحْم ولَحم، وَكَذَلِكَ لابِنٌ وتامِرٌ. وَيُقَال: هُوَ شاحِم ولاحِم إِذا كَانَ يُطْعِم النَّاس الشَّحْم واللَّحْم. وَالْعرب تُسَمي سنامَ الْبَعِير شَحْما، وبياضَ الْبَطن شَحْماً. والشَّحّامُ: الَّذِي يُكثِر إطْعَام النَّاس الشَّحْمَ: وَكَذَلِكَ بيَّاعُ الشَّحْم يُقَال لَهُ: شَحّام. وشَحْمُ الْحَنْظَل: مَا فِي جَوْفه سِوَى حبِّه. وشَحْمُ الرُّمانة الْأَصْفَر بَين ظَهْرانَي الحبِّ. وشَحْمةُ العَيْن: حَدَقَتها، وَيُقَال: هِيَ الشَّحْمة الَّتِي تَحت الحَدَقَة: وطَعام مَشْحوم، وخبز مشحوم: قد جُعِلَ فِيهِ الشحْم. وأَشْحَم الرجلُ إِذا كَثُر عِنْده الشَّحْم وَكَذَلِكَ ألحَم فَهُوَ مُلْحِم. (أَبْوَاب الْحَاء وَالضَّاد) ح ض ص ح ض س ح ض ز ح ض ط: أهملت وجوهها. ح ض د اسْتعْمل من وجوهه: (دحض) . دحض: قَالَ اللَّيْث: الدَّحْضُ: الزَّلَق. يُقَال: دَحَضتْ رِجْلُ الْبَعِير إِذا زَلِقَت. قَالَ: والدَّحْضُ: المَاء الَّذِي تكون مِنْهُ المَزْلَقَة. قَالَ: ودَحَضَت الشّمس عَن بطن السّماء إِذا زَالَت. ودَحَضَت حُجَّتُه إِذا بطلت، وأدحض حُجَّتَه إِذا أَبْطَلها. وَيُقَال: مكَان دَحْض إِذا كَانَ مَزَلّة لَا تَثْبُت عَلَيْهِ الْأَقْدَام. ودَحِيضَةُ: ماءٌ لبني تَمِيم. أَبُو سعيد: دحَضَ بِرجلِهِ ودَحَصَ إِذا فحص بِرجلِهِ. ح ض ت: مهمل. (ح ض ظ) حضظ: قَالَ اللَّيْث: الحُضَظُ: لُغَة فِي الحُضَض: وَهُوَ دَوَاء يتَّخذ من أَبْوَال الْإِبِل. أَبُو عُبَيد عَن اليزيدي قَالَ: الحُضَظُ، قَالَ شمر: وَلَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب ضاد مَعَ الظَّاء غير الحُضَظ. ح ض ذ ح ض ث: أهملت وجوهها. ح ض ر حضر، حرض، ضرح، رحض، رضح: مستعملة. حضر: قَالَ اللَّيْث: الحَضَر: خِلافُ البَدْو، والحاضرة: خِلافُ البادِيَة، وَأهل الحَضَر، وأَهْل البدو، والحاضِرَة: الَّذين حَضَرُوا الْأَمْصَار ومساكن الدِّيارِ الَّتِي يكون لَهُم بهَا قَرَار. قلت: المَحْضَر عِنْد الْعَرَب: المرْجِع إِلَى

أعداد الْمِيَاه، والمنْتجَع: المَذْهَب فِي طلب الْكلأ، وكل مُنْتَجع مَبْدًى، وَجمع المَبْدَى مَبادٍ، وَهُوَ البدو أَيْضا، فالبادية: الَّذين يتباعدون عَن أعْداد الْمِيَاه ذَاهِبين فِي النُّجَع إِلَى مساقط الْغَيْث ومنابت الْكلأ، والحاضرة: الَّذين يرجعُونَ إِلَى المحاضر فِي القيظ وينزلون على المَاء العِدِّ، وَلَا يُفارقونها إِلَى أنْ يَقع ربيع الأَرْض يمْلأ الغُدرانَ فينتجعونه. وَقوم ناجِعَة ونَواجِعُ، وباديةٌ وبَوادٍ بِمَعْنى وَاحِد. وكل مَنْ نَزَل على مَاء عِدَ، وَلم يتَحَوَّل عَنهُ شتاء وَلَا صيفا فَهُوَ حاضِر، سَوَاء نزلُوا فِي القُرَى والأَرْياف والدُّورِ المَدَرِيَّة أَو بنوا الأَخْبِيَة على الْمِيَاه فقَرُّوا بهَا ورَعَوْا مَا حواليْها من الْكلأ، فأمَّا الأعرابُ الَّذين هم بادِيَة فَإِنَّمَا يحْضرون الماءَ العِدَّ شُهُورَ القيْظ لحَاجَة النَّعَم إِلَى الوِرْدِ غِبّاً وَرَفْهاً وربعا فِي هَذَا الْفَصْل، فَإِذا انْقَضتْ أَيَّام القيظ بدوا فتَوزَّعَتْهُم النُّجَع وافْتَلوا الفَلَوات المُكلِئَة، فَإِن وَقع لَهُم رَبيع بِالْأَرْضِ شربوا مِنْهُ فِي مُبْداهم الَّذِي انْتَوَوْه، وَإِن اسْتَأْخَرَ القَطْرُ ارْتَوَوْا على ظُهُور الْإِبِل لشفاههم وخيلهم من مَاء عِدَ يليهم، وَرفعُوا أَظْماءَهم إِلَى السِّبع والثِّمْن والعِشْر، فَإِن كَثُرت الأمطارُ والتف العُشْب وأَخْصَبت الرياضُ وأَمْرَعَتِ الْبِلَاد جزأ النَّعَم بالرُّطْبِ، وَاسْتغْنى عَن المَاء، وَإِذا عَطِش المالُ فِي هَذِه الْحَال وَردت الغُدْرانَ والتَّنَاهِي فَشَرِبت كَرْعا، وَرُبمَا سَقَوْها من الدُّحْلان. وَقَالَ اللَّيْث: الحُضور جمع الْحَاضِر، قلت: وَالْعرب تَقول: حَيٌّ حَاضر بِغَيْر هَاء إِذا كَانُوا نازلين على مَاء عدَ، يُقَال: حَاضِرُ بني فلَان على مَاء كَذَا وَكَذَا، وَيُقَال للمقيم على المَاء حَاضر وَجمعه حُضُور وَهُوَ ضد الْمُسَافِر، وَكَذَلِكَ يُقَال للمقيم شَاهد وخافض. وَقَالَ اللَّيْث: الحَضْرة: قُرْبُ الشَّيْء، تَقول: كنت بِحَضْرَة الدَّار، وَأنْشد: فَشَلَّتْ يَدَاه يَوْم يَحْمِلُ رأْسه إِلَى نَهشلٍ والقَوْم حَضْرَةَ نَهْشَلِ وَيُقَال: ضربت فلَانا بحَضرة فلَان بِمَحْضَره. وَقَالَ اللَّيْث: الحاضِرُ الْقَوْم الَّذين حَضَرُوا الدَّار الَّتِي بهَا مُجْتَمعُهم، وَقَالَ الشَّاعِر: فِي حاضِرٍ لَجِبٍ باللَّيْلِ سَامِرُه فِيهِ الصواهَلُ والرَّاياتُ والعَكَر قَالَ: فَصَارَ الحاضِرُ اسْماً جَامعا كالحاجِّ والسّامر والجَامل وَنَحْو ذَلِك. قَالَ: والحُضْر والحِضارُ: من عَدْوِ الدوابِّ وَالْفِعْل الإحْضار، وَفرس مِحْضير ومِحْضار بِغَيْر هَاء للْأُنْثَى إِذا كَانَ شَدِيد الحُضر، وَهُوَ العَدْو، وَيُقَال عَنهُ أحضر الدَّابّةُ يُحضر إحضارا، وَالِاسْم الحُضْر وَهُوَ العَدْو. وَقَالَ اللَّيْث: الحَضِير: مَا اجْتمع من جايِئَة المِدَّة فِي الْجُرْح، وَمَا اجْتمع من السّخْدِ فِي السَّلَى وَنَحْوه. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أَلْقَتِ الشَّاةُ حَضِيرتَها وَهُوَ مَا ألْقَت بعد الْولادَة من القَذَى. وَقَالَ أَبُو عُبَيدة: الحَضِيرة: الصَّاءة تتبع

السَّلَى: وَهِي لِفافة الْوَلَد. وَقَالَ اللَّيْث: المحاضرة: أَن يُحاضِرك إِنْسَان بحَقِّك فَيذْهب بِهِ مُغَالبة أَو مُكَابَرَة. قَالَ: والحِضارُ من الْإِبِل: البِيضُ اسْم جَامع كالهِجان، وَالْوَاحد والجميع فِي الحِضار سَوَاء. أَبُو عُبَيد عَن الأمَوِي: نَاقَة حِضار إِذا جمعت قُوَّة ورُحْلَةً يَعْني جودة الْمَشْي. وَقَالَ شمر: لم أسمع الحِضارَ بِهَذَا الْمَعْنى، إِنَّمَا الحِضارُ بِيضُ الْإِبِل، وَأنْشد بَيت أَي ذُؤَيْب: بناتُ المخاضِ شِيمُها وحِضَارها أَي سودها وبيضها. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال حَضار بِمَعْنى احضر. وحضَارِ: اسْم كَوكب مجرور أبدا. وَقَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء: يُقَال: طلعَتْ حَضارِ والوَزْن، وهما كوكبان يطلعان قبل سُهَيل، فَإِذا طلع أَحدهمَا ظُنَّ أَنه سُهَيل، وَكَذَلِكَ الوزْنُ إِذا طلع، وهما مُحَلِّفان عِنْد الْعَرَب سُمِّيا مُحَلِّفين لاخْتِلَاف الناظِرَيْنِ إِلَيْهِمَا إِذا طلعا فيحْلِف أَحدهمَا أنّهُ سُهَيْل، وَيحلف الآخر أَنه لَيْسَ بِهِ، قَالَ ذَلِك كُله أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء فِيمَا روى أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي عَنهُ. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: حضرت الصَّلَاة، وَأهل الْمَدِينَة يَقُولُونَ: حَضِرت، وَكلهمْ يَقُول: تَحْضُر. وَقَالَ شمر: يُقَال: حَضِر القَاضِي امرأَةٌ تَحْضُر، قَالَ وَإِنَّمَا أُنْدِرت التّاءُ لوُقُوع القَاضِي بَين الْفِعْل وَالْمَرْأَة، قلت: واللغة الجيدة حَضَرت تَحْضُر. أَبُو عُبَيد عَن الْكسَائي: كَلمته بحَضْرة فلَان وحِضْرَة فلَان وحُضْرة فلَان، وَكلهمْ يَقُول: بحَضَر فلَان. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت عَن الْبَاهِلِيّ: الحَضِيرة مَوضِع التَّمْر، قَالَ: وَأهل الفَلْج يسمونها الصُّوبةَ وتُسَمَّى أَيْضا الْجُرنَ والْجَرِين. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الْعَرَب تَقول: اللَّبن مُحْتَضَر فغطِّه يَعْنِي تَحْضُره الدَّوَابُّ وَغَيرهَا من أهل الأَرْض. وحُضِر الْمَرِيض واحْتُضِر إِذا نزل بِهِ الْمَوْت، وحضرني الهمُّ واحْتَضرني وتحضَّرني. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: فِي قَول الجُهَنِيَّة تمدح رجلا: يَرِدُ المِياهَ حَضِيرَةً ونَفِيضَةً وِرْدَ القَطاةِ إِذا اسْمأَلَّ التُّبَّعُ قَالَ: الحَضيرة: مَا بَين سَبْعَة رجال إِلَى ثَمَانِيَة، والنَّفِيضة: الْجَمَاعَة، وهم الَّذين يَنْفضونَ الطَّرِيق. وروى سَلَمَة عَن الفرّاء قَالَ: حضيرة النَّاس وَهِي الْجَمَاعَة، ونفيضتهم وَهِي الْجَمَاعَة. وَقَالَ ابْن السّكّيت: الحَضِيرة: الْخَمْسَة وَالْأَرْبَعَة يَغْزُون، وَأنْشد: ... وحَلْقةٌ من الدَّارِ لَا تَأتي عَلَيْهَا الحَضائِر وَأَخْبرنِي الإيادِيّ عَن شَمِر فِي تَفْسِير قَوْله: حَضِيرةً ونَفِيضَةً، قَالَ حَضِيرَة: يَحْضُرها النَّاس يَعْنِي المِياه، ونَفِيضَة: لَيْسَ عَلَيْهَا

أحد، حُكيَ ذَلِك عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَنصب حَضِيرَة ونَفِيضة على الْحَال أَي خَارِجَة من الْمِيَاه. وروى أَبُو نصر عَن الْأَصْمَعِي: الحَضيرَة: الَّذين يَحْضُرون المَاء، والنَّفِيضَة: الَّذين يتقدمون الخَيْل وهم الطَّلائع. قلت: وَقَول ابْن الْأَعرَابِي أَحْسَن. وَقَالَ غَيره: يُقَال للرجل يصيبُه اللَّمَم والجنُون: فلَان مُحْتَضَر، وَمِنْه قَول الرّاجز: وانْهَم بدَلْوَيْك نَهِيمَ المُحْتَضَر فقد أَتَتْك زُمَراً بَعْدَ زُمَر ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال لأُذُن الفِيلِ الحاضِرَةُ، ولعيْنِه الهاصَّة. قَالَ: والْحَضْراء من النّوق وَغَيرهَا: المُبادِرة فِي الْأكل وَالشرب. والحَضْر: مَدِينَة بُنِيت قَدِيماً بَين دَجْلة والفُرات. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْحَضر: التَّطْفيل، وَهُوَ الشَّوْلَقِيّ، وَهُوَ القِرْواش، والواغلُ، قَالَ: والحَضْرُ: الرجل الواغِلُ الرَّاشِنُ. والحُضْرَة: الشِّدّة. أَبُو زيد: رجل حَضِر إِذا حضر بِخَير. قَالَ: وَيُقَال: إِنَّه ليعرف مَنْ بِحَضْرَته ومَن بِعَقْوته. رحض: الرَّحْضُ: الغَسْل. ثوب رَحِيض مَرحوض: مغسول. قَالَ: والمِرْحضَة: شَيْء يُتَوَضَّأ فِيهِ مثلُ كَنِيفٍ. وَفِي حَدِيث أبي أَيُّوب (قَدِمْنا الشَّام فَوَجَدنَا بهَا مراحيض قد استُقْبِل بهَا القِبْلَة، فَكُنَّا نَتَحَرَّف ونَسْتَغْفر الله) ، أَرَادَ بالمراحِيض مَوَاضِعَ قد بُنِيتْ للغائط، وَاحِدهَا مِرْحاض، أُخِذ من الرَّحْض، وَهُوَ الغَسْل. وَرُوِيَ عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت فِي عُثْمَان ح: استتابوه حَتَّى إِذا مَا تَرَكُوهُ كالثَّوب الرَّحيض أحالوا عَلَيه فَقَتَلُوهُ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المِرْحاض: المُتَوضَّأ، وَقَالَ ابْن شُمَيل: هُوَ المُغْتَسَلُ. قَالَ: والمِرْحاضَةُ: شَيْء يُتَوضَّأُ بِهِ كالتَّوْر. أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ: إِذا عَرِق المحموم من الحُمَّى فَهِيَ الرُّحَضاء. وَقَالَ اللَّيْث: الرُّحَضاء: عَرَقُ الحُمّى، وَقد رُحِضَ إِذا أَخَذته الرُّحَضاء. حرض: قَالَ اللَّيْث: التَّحْرِيض: التَحْضِيض، قلت: وَمِنْه قولُ الله جلّ وعزّ: {يَاأَيُّهَا النَّبِىُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ} (الأنفَال: 65) . قَالَ الزّجّاج: تَأوِيله حُثّهم على الْقِتَال، قَالَ: وَتَأْويل التَّحْريض فِي اللُّغَة: أَن تَحُثَّ الإنسانَ حَثّاً يعلم مَعَه أَنَّه حَارِض إنْ تَخَلَّف عَنهُ. قَالَ: والحارض: الَّذي قد قَارب الْهَلَاك. وَقَالَ اللِّحياني: يُقَال: حَارَض فلانٌ على العَمَل، وَوَاكب عَلَيْهِ، وَواظب عَلَيْهِ، وواصَبَ عَلَيْهِ إِذا داوم عَلَيْهِ، فَهُوَ مُحَارِض. قلت: وَجَائِز أَن يكون تَأْوِيل قَوْله: {حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ} (الأنفَال: 65) بِمَعْنى حُثَّهم على أَن يحارضوا أَي

يُداوموا على الْقِتَال حَتَّى يُثْخِنوهم. وَقَالَ الفرّاء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ} (يُوسُف: 85) . يُقَال: رجل حَرَض، وَقوم حَرَض وَامْرَأَة حَرَض، يكون مُوَحَّداً على كلِّ حَال، الذّكر وَالْأُنْثَى والجميع فِيهِ سَوَاء، قَالَ: وَمن الْعَرَب مَنْ يَقُول للذَّكَر حارِض، ولِلأنْثَى حارضة، ويُثَنَّى هَا هُنَا ويُجْمع: لأنّه قد خرج على صُورَة فاعِل، وفَاعِل يُجمَع. قَالَ: والحارض: الْفَاسِد فِي جِسْمه وعقله. قَالَ: وَأما الحَرَضُ فتُرِك جَمْعُه لِأَنَّهُ مَصْدر بِمَنْزِلَة دَنَفٍ وضَنًى، يُقَال: قومٌ دَنَفٌ وضَنًى، وَرجل دَنَف وضَنًى. وَقَالَ الزجّاج: مَنْ قَالَ رجل حَرَضٌ فَمَعْنَاه ذُو حَرَض: وَلذَلِك لَا يُثنّى وَلَا يُجْمع، وَكَذَلِكَ رجل دَنَفٌ ذُو دَنَف، وَكَذَلِكَ كُلّ مَا نُعِت بِالْمَصْدَرِ. الحرَّاني عَن ابْن السِّكِّيت قَالَ الْأَصْمَعِي: رجُل حارِضَةٌ: لِلّذي لَا خير فِيهِ. وَيُقَال: كَذَب كَذْبَةً فأحرَضَ نَفسه أَي أهلكها، وَجَاء بقَوْل حَرَض أَي هَالك. وَقَالَ أَبُو زيد فِي قَوْله: {حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً} أَي مُدْنَفاً، وَهُوَ مُحْرَض، وَأنْشد: أمِنْ ذِكْرِ سَلْمَى غَرْبَةً أَنْ نَأَتْ بهَا كأنّك حَمٌّ للأطبّاء مُحْرَض أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأَعْرابي أَنّ بعض الْعَرَب قَالَ: إِذا لم يعلم الْقَوْم مَكَان سيّدهم فهم حُرْضانٌ كلهم. قَالَ: والحارِضُ: السَّاقِط الَّذِي لَا خير فِيهِ. وَقَالَ: جمل حُرْضانٌ وناقة حُرْضانٌ: سَاقِط. قَالَ: وَقَالَ أكثَمُ بنُ صَيْفي: سُوءُ حَمْل الفاقَة يُحرِض الحَسَب، ويُذْئِر العَدُوّ، ويُقَوِّي الضَّرورَة. قَالَ: يُحْرِضه أَي يُسْقِطه. وَقَالَ أَبُو الهيْثم: الحُرْضَة: الرجل الَّذِي لَا يَشْتري اللَّحْم وَلَا يَأْكُلهُ بِثمن إِلَّا أَن يجده عِنْد غَيره. وَقَالَ الطّرماح يصف العَيْر: وَيَظَلُّ المَلِيءُ يُوفى على القِرْ نِ عَذُوباً كالحُرضَة المُسْتَفَاضِ أَي الْوَقْت الطَّوِيل عَذُوباً لَا يَأْكُل شَيْئا. قَالَ: والمُحْرض: الْهَالِك مَرضا الَّذِي لَا حيٌّ فيُرجَى، وَلَا ميّت فَيُوأس مِنْهُ. وَقَالَ اللَّيْث: رجل حَرَض: لَا خيرَ فِيهِ وَجمعه أحْراض، وَالْفِعْل حَرُض يَحْرُض حُرُوضاً. وناقَةٌ حَرَض وكل شَيْء ضاوِي حَرَضٌ. قَالَ: والحُرُض: الأُشْنان تُغسَل بِهِ الْأَيْدِي على أَثَر الطَّعَام. والمِحْرَضَة: الوِعاء الَّذِي فِيهِ الحُرُض، وَهُوَ النَّوْفلة. وَقَالَ غَيره: الحَرَّاضة: سُوقُ الأُشْنان: والحَرّاض: الَّذِي يُوقد على الْجِصّ، قَالَ عَدِيُّ بن زَيْد: مثل نَار الحَرّاض يَجْلُو ذُرَى المُزْ ن لمنْ شَامَه إِذا يَسْتَنِير

قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: شبّه البرقَ فِي سرعَة وميضه بالنَّار فِي الأشْنان لسرعتها فِيهِ. وَقَالَ غَيره: الحَرّاض: الَّذِي يُعَالجُ القِلْى. وَقَالَ أَبُو نصر: هُوَ الَّذِي يُحرِق الأُشْنان، قُلْتُ: وشَجَر الأُشْنان يُقَال لَهُ: الحَرْض وَهُوَ من الحَمْض، وَمِنْه يُسَوَّى القِلْي الَّذِي يُغْسل بِهِ الثِّياب ويُحْرَق الحَمْضُ رَطْباً، ثمَّ يُرَشُّ الماءُ على رماده فينعَقِد ويَصِيرُ قِلياً. وحَرَض: مَاء مَعْرُوف فِي الْبَادِيَة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الإحْريضُ العُصْفر. وثوب مُحَرَّض: مصبوغٌ بالعصفر. ضرح: الضَّرْح: حَفْرُك الضَّريحَ للميِّت. يُقَال: ضَرّحوا لَهُ ضَريحاً، وَهُوَ قبر بِلَا لَحْد، قلتُ: سُمِّي ضريحاً، لِأَنَّهُ يُشَقّ فِي الأَرْض شَقّاً، والضَّرح والضَّرْج بِالْحَاء وَالْجِيم: الشَّقُّ، وَقد انْضَرَحَ إِذا انشَقَّ. ورُوِي عَن الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ: انضرح مَا بَين القومِ وانضَرج، إِذا تبَاعد مَا بَينهم، وَقَالَ المُؤرِّج: الانْضِراحُ: الاتِّساع. وَقَالَ اللَّيْث: الضَّرْح: أَن تأخُذ شَيْئا فَتَرْمِي بِهِ، وَيُقَال: اضْطَرَحُوا فلَانا أَي رَمَوْا بِهِ فِي نَاحيَة، والعامة تَقول: اطَّرَحُوه، يظنون أَنه من الطَّرْح، وَإِنَّمَا هُوَ الضرْح، قلت: وَجَائِز أَن يكون اطرحوه افتعالا من الضرح قُلِبَت التَّاءُ طاء ثمَّ أُدْغِمَتْ الضَّاد فِيهَا فَقيل: اطَّرَح. وَقَالَ اللَّيْث: الضُّرَاح: بَيْت فِي السَّمَاء بِحِيال الْكَعْبَة فِي الأَرْض. قَالَ: والمضْرَحِيُّ من الصُّقور: مَا طَال جناحاه. وَقَالَ غَيره: المَضْرَحِيُّ: النّسْر، وبجناحيه شَبّه طَرَفَةُ ذَنَبَ نَاقَته وَمَا عَلَيْهِ من الهُلْب فَقَالَ: كَأَنَّ جَنَاحَيْ مَضْرَحِيَ تَكَنَّفَا حِفافيهْ شُكَّا فِي العَسِيب بِمِسْرَدِ مَضْرَحِي: نَسْر أَبيض. حِفَافَيه: ناحيتيه. شُكَّا: خُرِزا. وَيُقَال للرجل السَّيِّد السَّرِيّ مَضْرَحيّ. والمَضْرحِيّ: الْأَبْيَض من كل شَيْء. أَبُو عُبَيد عَن أبي زَيْد: ضَرَحْتُ عَنّي شِهادةَ الْقَوْم أضْرَحُها ضَرْحاً إِذا جَرَّحتْها وألقَيْتَها عَنْك. وضَرَحَتِ الدَّابَّةُ برجلها إِذا رَمَحَت. وضَرَحْتُ الضرِيحَ للميِّت أَضْرَحه ضَرْحاً وَقَالَ أَبُو عَمْرو فِي قَول ذِي الرُّمَّة: ضَرَحْنَ البُرُودَ عَن ترَائِب حُرَّةٍ أَي ألْقَيْن، وَمن رَوَاهُ بِالْجِيم، فَمَعْنَاه شققْنَ وَفِي ذَلِك تَغَاير. وَقَالَ المؤرِّج: فلَان ضَرَحٌ من الرِّجَال أَي فاسِد، وأضْرَحْتُ فلَانا أَي أفسدتُه، قَالَ: وأضرح فلانٌ السُّوقَ حَتَّى ضَرَحَتْ ضُرُوحاً وضَرْحاً أَي أكسَدَها حَتَّى كَسَدَت. قَالَ: وبيني وَبينهمْ ضَرْح أَي تباعُد وَوَحْشَة، وَقَالَ: ضارَحْتُه ورَامَيْته وسابَبْتُه واحدٌ. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: الأجْدل، والمَضرَحيّ، والصَّقر، والقَطَامِيّ وَاحِد. وَقَالَ غَيره: رجل مَضْرَحيّ: عَتِيقُ النِّجار.

وَقَالَ عرّامٌ: نِيّة ضَرَح وطَرَح أَي بعيدَة. وَقَالَ غَيره: ضَرَحه وطَرَحه بِمَعْنى وَاحِد، وَقيل: نِيّة تَرَح ونَفَح وطَوَح وضَرَح ومَصَح وطَمَح وطَرَح أَي بعيدَة، فِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) . رضح: اللَّيْث: الرّضْحُ: رَضْحُك النَّوَى بالمِرْضاح أَي بالحَجَر، وقلَّما يُقال بِالْحَاء، وَالْخَاء لُغَة فِيهِ، وَأنْشد: خَبَطْناهُم بِكُلِّ أرَحَّ لأْمٍ كمِرْضاح النَّوى عَبْلٍ وَقاحِ والرّضِيح: النَّوَى المَرْضوح ح ض ل اسْتعْمل من وجوهه: حضل، ضحل. ضحل: قَالَ اللَّيْث: الضّحْل: المَاء الْقَرِيب القعر: هُوَ الضَّحْضاحُ إلاّ أنّ الضَّحْضاح أعمُّ مِنْهُ. لِأَنَّهُ فِيمَا قلّ مِنْهُ أَو كَثُر. قَالَ: وأَتانُ الضَّحْل: الصَّخْرَة بَعْضهَا غمرَه الماءُ، وَبَعضهَا ظَاهر. والمَضْحَل: مَكَان يقل فِيهِ المَاء من الضَّحْل، وَبِه يُشَبَّه السّرابُ. وَقَالَ رُؤْبَة: يَنْسُجُ عُذْراناً على مَضاحِلاَ وَقَالَ أَبُو عُبَيد: الضَّحْل: المَاء الْقَلِيل يكون فِي الغدير وَغَيره، وَهُوَ الضَّحْضاحُ. وَقَالَ غَيره: يُقَال: إنّ خيرَك لضَحْل أَي قَلِيل، وَمَا أَضْحَل خَيْرَك أَي مَا أَقَلّه. وَقَالَ شمر: غَدِير ضاحِل، إِذا رَقّ ماؤُه فَذهب، والضَّحْل يكون فِي الْبَحْر والبِئْرِ والعَيْن وَغَيرهَا. حضل: قَالَ اللَّيْث: يُقَال للنَّخْلة إِذا فسد أصُول سَعَفِها قد حَضِلَت وحَظِلَت بالضاد والظَّاء. قَالَ: وصلاحها أَن تُشْعَل النارُ فِي كَرَبِها حَتَّى يَحْتَرِق مَا فسد من لِيفها وسَعفها ثمَّ تجودُ بعد ذَلِك. ح ض ن اسْتعْمل من وجوهه: حضن، نضح، نحض. حضن: قَالَ اللَّيْث: الحِضْن: مَا دون الإبْطِ إِلَى الكَشْح، وَمِنْه الاحتضان وَهُوَ احتمالُك الشَّيْء وجعلُه فِي حِضْنك، كَمَا تَحْتَضن المرأةُ ولدَها فتحتمله فِي أحد شِقَّيْها. والمُحْتَضَن: الحِضْن، وَأنْشد للأَعْشى. عَرِيضةُ بُوصٍ إِذا أَدْبرت هضيمُ الحشا شَخْتَةُ المُحْتَضَنْ وحِضْنا الْجَبَل: ناحيتاه، وحِضْنا الرجل: جَنْباه. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: حِضْنُ الجَبَل وحُضْنُه: مَا أطاف بِهِ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الحُضْنُ: أصل الْجَبَل. وَقَالَ اللَّيْث: الحَضانة: مصدر الحاضِن والحاضنة، وهما المُوَكّلان بالصّبي يرفعانه ويُربِّيانه. قَالَ: ناحيتا الفلاة: حِضْناها، وَأنْشد: أَجَزْتُ حِضْنَيْه هِبَلاًّ وَغْبَا هِبَلاًّ: جَمَلاً ثقيلا. قَالَ: والحِضان: أَن تَقْصر إِحْدَى طُبْيَى العَنْز وتطول الْأُخْرَى جدا فَهِيَ عَنْز حَضون.

وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: قَالَ أَبُو زيد وَالْكسَائِيّ: الحَضون من المِعْزَى: الَّتِي قد ذهب أحد طُبْيَيْها، وَالِاسْم الحِضان. وَقَالَ اللَّيْث: الْحَمَامَة تحضُن على بيضها حُضوناً إِذا رجَنَتْ عَلَيْهِ للتَّفريخ فِيهِ حاضن هَكَذَا يُقَال بِغَيْر هَاء. وَيُقَال للأثافي: سُفْعٌ حواضِنُ أَي جواثِمُ وَقَالَ النَّابِغَة: وسُفْعٌ على مَا بَينهُنَّ حواضِن يَعْنِي الأثافيّ والرماد. قَالَ والمحَاضِن: الْمَوَاضِع الَّتِي تحضُن فِيهَا الْحَمَامَة على بيضها، وَالْوَاحد مِحْضَن. قَالَ: والمِحْضَنَة: المَعْمُولَة من الطِّين للحمامة كالقصعة الرَّوحاء. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الحاضنة: النَّخْلَة إِذا كَانَت قَصِيرَة العُذوق، قَالَ: فَإِذا كَانَت طَوِيلَة العُذوق فَهِيَ بائِنة، وَأنْشد: من كل بائنةٍ تُبِينُ عُذُوقَها مِنْهَا وحاضنةٍ لَهَا مِيقار وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: احْتَجَنَ فلَان بِأَمْر دوني، واحتضنني مِنْهُ أَي أخرجني مِنْهُ فِي نَاحيَة. وَقَالَ اللَّيْث: جَاءَ فِي الحَدِيث أَن بعض الْأَنْصَار قَالَ يَوْم بُويع أَبُو بكر: تُرِيدون أَن تُحْضِنُونا من هَذَا الْأَمر. قلت: هَكَذَا وجدته فِي كتاب اللَّيْث: أَحْضَنني بِالْألف، وَالصَّوَاب حَضَنَني، وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود حِين أوصى فَقَالَ: وَلَا تُحْضَن زَيْنَبُ امرأتُه عَن ذَلِك، يَعْنِي عَن النَّظر فِي وصيّته وإنفاذها. قَالَ أَبُو عُبَيد: لاتُحْضَن: لَا تُحْجَب عَنهُ وَلَا يُقطع أمرٌ دونهَا. يُقَال: حضنتُ الرجلَ عَن الشَّيْء إِذا اخْتَزَلْتَه دونه. قَالَ: وَمِنْه حَدِيث عُمَرَ يَوْم أَتَى سَقيفَة بني ساعِدَة للبَيْعة قَالَ: فَإِذا إِخْوَاننَا من الْأَنْصَار يُرِيدون أَن يَخْتَزِلوا الأمرَ دُوننَا ويَحْضُنونا عَنهُ. هَكَذَا رَوَاهُ ابْن جَبَلَة وعليّ بن عبد الْعَزِيز عَن أبي عُبَيد بِفَتْح اليَاءِ وَهَذَا خلاف مَا رَوَاهُ اللَّيْث، لِأَن اللَّيْث جعل هَذَا الْكَلَام للْأَنْصَار، وَجَاء بِهِ أَبُو عُبَيْد لعُمَر وَهُوَ الصَّحِيح وَعَلِيهِ الرِّوَايَات الَّتِي دَار الحَدِيث عَلَيْهَا. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ أَبُو زيد: أَحْضَنْتُ بالرّجُل إحْضانا وأَلْهَدت بِهِ إلهاداً أَي أَزْرَيْتُ بِهِ. أَبُو عُبَيد عَن الْكسَائي: حَضَنْتُ فلَانا عمّا يُرِيد أَحْضُنُه وحَضَانَةً، واحتَضَنْتُه عَنهُ إِذا منعتَه عمّا يُرِيد. وَقَالَ ابْن السّكّيت: حضن الطَّائِر بيضه يحضنه حضناً. وحَضَنَ: اسْم جَبَل بِأَعْلَى نَجْد، وَمِنْه الْمثل السائر: (أَنْجَدَ مَنْ رَأَى حَضَنا. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: الحَضَنُ: نَاب الْفِيل، وَقَالَ غَيره: الحَضَن: العاج. وَقَالَ اللَّيْث: الأعْنُز الحَضَنِيَّات: ضَرْب مِنْهَا شَدِيد الحُمرة، وضربٌ سود شَدِيدَة السَّواد، قلت: كَأَنَّهَا نسبت إِلَى حَضَن، وَهُوَ جبل بقُنّة نجدٍ مَعْرُوف.

نضح: قَالَ اللَّيْث: النّضْح كالنَّضْخ رُبمَا اتّفقا وَرُبمَا اخْتلفَا، وَيَقُولُونَ: النّضْخ: مَا بَقِي لَهُ أثر كَقَوْلِك: على ثوبِه نَضْخُ دم، والعينُ تَنْضَح بِالْمَاءِ نَضْحاً إِذا رَأَيْتهَا تَنُور، وَكَذَلِكَ تَنْضَخ العَيْن. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: نَضَخَ عَلَيْهِ الماءُ يَنْضَخُ فَهُوَ ناضخ، وَفِي الحَدِيث (يَنْضَخُ البَحْرُ ساحِله. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: لَا يُقال من الْخَاء فَعَلْتُ، إِنَّمَا يُقَال: أَصَابَهُ نَضخٌ من كَذَا. وَقَالَ أَبُو الهَيْثَم: قَوْلُ أبي زَيْد أَصَحُّ، والقرآنُ يَدُلّ عَلَيْهِ، قَالَ الله جلّ وعزّ: {تُكَذِّبَانِ فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ} (الرَّحمان: 66) فَهَذَا يشْهد بِهِ يُقَال: نضخ عَلَيْهِ المَاء، لِأَن الْعين النَّضّاخة هِيَ الفَعّالة، وَلَا يُقَال لَهَا نَضّاخة حَتَّى تكون ناضحة. وَقَالَ ابْن الفَرَج: سَمِعْت جمَاعَة من قَيْس يَقُولُونَ: النَّضْح والنَّضْخ وَاحِد، قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: نَصَحْتُه. ونَضختُه بِمَعْنى وَاحِد، قَالَ: وسمعتُ الغَنَوِيّ يَقُول: النَّضْح والنَّضْخ وَهُوَ فِيمَا بَان أَثَره وَمَا رَقَّ بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: النَّضْخ: الَّذِي لَيْسَ بَينه فُرَج، والنَّضْح أرقّ مِنْهُ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: النَّضح: مَا نَضحْتَه بِيَدِك مُعْتَمد، والناقةُ تَنْضح ببولها، والقِرْبة تَنضحُ، والنَّضح مِن غير اعْتِمَاد: إِذا مَرَّ فوطىء على مَاءٍ، فَنَضَح عَلَيْهِ وَهُوَ لَا يُريد ذَلِك وَمِنْه نَضْحُ البَوْل فِي حَدِيث إِبْرَاهِيم. أَنه لم يكن يَرَى بِنضْح البَوْل بأْساً. قَالَ: وَقَالَ أَبُو لَيْلى: النَّضْح والنَّضْخ: مَا رَقَّ وثَخُن بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ اليزيديّ: نَضَحْناهم بالنَّبْل نَضْحا، ونَضَخْناهم نَضْخاً وَذَلِكَ إِذا فَرَّقوها فيهم. وَقَالَ شمر: يُقَال: نَضحْتُ الأديمَ: بَلَّلته ألاّ يَنْكسِر، وَقَالَ الكُمَيْت: نَضحْتُ أَدِيمَ الوُدِّ بيني وَبَيْنكُم بآصِرَة الأرْحام لَو يَتَبلَّلُ نَضحْت أَي وصلتُ. قَالَ: وَقد قَالُوا فِي نَضْح الْمَطَر بِالْحَاء وَالْخَاء. والنّاضحُ: الْمَطَر، وَقد نضحْتنا السماءُ. والنَّضْحُ أَمْثَل من الطّلّ، وَهُوَ قَطْر بَين قَطْرَيْن، قَالَ: وَيُقَال لكل شَيْء يتحلب من عرق أَو ماءٍ أَو بَوْل يَنْضَح، وَأنْشد: يَنْضَحْن فِي حَافَّاته بالأبوالِ وَقَالَ: عَيناهُ تَنْضَحَانِ. وَقَالَ: النَّضْح يَدْعُوه الهَمَلاَن، وَهُوَ أَنْ تمتلىء الْعين دمعاً ثمَّ تَنفضخ هَمَلاَناً لَا يَنْقَطِع، والجَرَّة تَنْضح ونَضَحَت ذِفْرَى البَعير بالعَرَق نَضْحاً ونَضْخاً، وَقَالَ الْقطَامِي: حَرَجاً كَأَن من الكُحَيْلِ صُبابةً نَضَحَت مَغابِنُها بِهِ نَضحَانا

قَالَ: وَرَوَاهُ المُؤرّج: نُضِخَت. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: نَضحْتُ الرِّيّ بالضّاد. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: فَإِن شَرِب حَتَّى يَرْوَى، قَالَ: نَصحْتُ بالصّاد الرِّيّ نَصْحا ونَصعْت بِهِ ونَقَعت، قَالَ: والنَّضح والنَّشْح وَاحِد: وَهُوَ أَن يَشرب دون الرِّيّ. وَقَالَ غَيرهم: نضحوهم بالنَّبْل أَي رَشقوهم ورمَوْهم. وَيُقَال: هُوَ يُناضِح عَن قومه وينافح عَن قومه أَي يذُب عَنْهُم، وَأنْشد: وَلَو بَلاَ، فِي مَحفِلٍ، نِضَاحي أَي ذَبيِّ ونَضْحِي عَنهُ. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: نَضَحتُ المَاء نضْحاً، ونَضَح الرجلُ بالعرق مثله إِذا عَرِقَ، وَقَالَ الكِسَائي مثله. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: نَضَح الشجرُ إِذا تَفَطَّر بالنبات. وَقَالَ أَبُو طَالب بن عبد الْمطلب: بُورِكَ الميِّت الغَريبُ كَمَا بور ك نَضْحُ الرُّمَّانِ والزَّيتُون قَالَ: والنَّضَح بِفَتْح الضّاد: الحَوْضُ الصَّغِير وَجمعه أنضَاح: قُلْتُ: ويُسمَّى نضيحاً أَيْضا قَالَه أَبُو عُبَيد. قَالَ: والنّاضِحُ: البَعير الَّذِي يَستَقِي المَاء والأُنْثى ناضحة، وَفِي الحَدِيث (مَا سُقي من الزَّرْع نَضْحاً فَفِيهِ نصفُ العُشْر) يُرِيد مَا سُقِي بالدِّلاء والغُروب والسَّواني وَلم يُسْقَ فَتحاً. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن عَدَّ عشر خلال من السُّنّة، وَذكر فِيهَا الانتضاح بِالْمَاءِ، وَهُوَ أَن يَأْخُذ مَاء قَلِيلا فَينْضَحَ بِهِ مذاكيره ومؤتَزَره بعد فَرَاغه من الْوضُوء لينفي بذلك عَنهُ الوَسْواس، وَهُوَ فِي خبر آخر انتفاض المَاء ومعناهما وَاحِد. وَالرجل يُرْمَى بِأَمْر أَو يُقْرَف بتهمة فَينْتَضِح مِنْهُ أَي يُظهر التبرُّؤ مِنْهُ. وَقَالَ اللَّيْث: النَّضِيح من الحُيَاض: مَا قَرُب من الْبِئْر حَتَّى يكون الإفراغ فِيهِ من الدَّلْو وَيكون عَظِيما، وَقَالَ الأعْشى: فَغَدَونا عَلَيْهِم بكرةَ الوِرْ دِ كَمَا تُورِدُ النَّضيحَ الهِيامَا قَالَ: وَإِذا ابْتَدَأَ الدَّقيق فِي حب السُّنْبُل وَهُوَ رَطْب فقد نَضحَ وأَنْضح لُغَتَانِ. قَالَ: والنَّضُوح: الطِّيبُ. الحَرّاني عَن ابْن السّكيت: النَّضوحُ: الوَجور فِي أَيِّ الْفَم كَانَ، وَقَالَ أَبُو النَّجم يصف راميا: أنْحى شِمَالا هَمَزَى نَضُوحا أَي مَدَّ شِماله فِي الْقوس هَمَزى يَعْنِي الْقوس أَنَّهَا شَدِيدَة. والنَّضوح أَيْضا من أَسمَاء القَوْس كَأَنَّهَا تَنْضَحُ بالنّبْل. والنَّضَّاحة: الْآلَة الَّتِي تُسَوَّى من النُّحاس أَو الصُّفْر للنِّفْط وزَرْقه. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: المِنْضحة والمِنْضخة بِالْحَاء وَالْخَاء: الزَّرّاقَةُ. قلت: وَهِي عِنْد عوام النَّاس النَّضاحة ومعناهما وَاحِد. قَالَ ابْن الْفرج: سَمِعت شُجاعاً السُّلَمي

يَقُول: أمضَحْتُ عِرْضي وأَنضَحته إِذا أفْسَدْته، وَقَالَ خَليفَة: أَمضَحْتُه إِذا أَنْهَبْته النَّاس. وَقَالَ شُجاع: مَضَح عَن الرجل، ونَضَح عَنهُ، وذَبَّ عَنهُ بِمَعْنى وَاحِد. نحض: قَالَ ابْن المُظَفِّر: النَّحْض: اللَّحمُ نَفسه، والقطعة الضخمة مِنْهُ تسمى نَحْضة. وَرجل نَحِيض وَامْرَأَة نَحِيضة، وَقد نَحُضا، ونحَاضَتُهما: كَثْرَة لحمهما، فَإِذا قلت: نُحِضت الْمَرْأَة فَمَعْنَاه ذهَاب لَحمهَا وَهِي مَنْحوضة ونَحِيض. وَقَالَ ابْن السّكيت: النَّحِيضُ من الأضداد يكون الكثيرَ اللحمِ، وَيكون القليلَ اللَّحْم كَأَنَّهُ نُحِض نَحضاً. وَقَالَ أَبُو عُبَيد وَغَيره: نَحضْتُ السِّنان فَهُوَ منحوض ونَحِيض إِذا رَقَّقْته وَأنْشد: كموْقِفِ الأشْقَرِ إِن تقدَّما باشَرَ منْحُوض السنَان لَهْذَما وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: يُبَارى شَباةَ الرُّمْح خَدٌّ مُذَلَّق كَحَد السِّنان الصُّلَّبِيِّ النَّحِيضِ وَقَالَ غَيره: يُقَال: نَحَضْت الْعظم أَنْحَضَه نَحْضاً إِذا أخذتَ اللَّحْم الَّذِي عَلَيْهِ عَنهُ. ونَحضْتُ فلَانا إِذا أَلْححْت عَلَيْهِ فِي السُّؤَال. ونَحضْت السنان إِذا رقَّقْته وأَحدَدْته. ح ض ف اسْتعْمل من وجوهها: حفض، فَضَح. فَضَح: قَالَ اللَّيْث: الفَضْحُ: فعل مجاوز من الفاضح إِلَى المفضوح، وَالِاسْم الفضيحة، وَيُقَال للمُفْتَضِح يَا فضوح، وَقَالَ الراجز: قومٌ إِذا مَا رَهِبوا الفَضائحا على النِّسَاء لَبِسوا الصَّفائحَا قَالَ: والفُضْحَة: غُبْرة فِي طُحْلة يخالِطَها لونٌ قَبِيح، يكون فِي ألوان الْإِبِل وَالْحمام، والنعت أفضح وفَضحاء وَالْفِعْل فَضِح يَفْضَح فَضَحاً، فَهُوَ أفْضح. وأَفضح البُسْر إِذا بَدَت فِيهِ الْحمرَة. قَالَ أَبُو عُبَيد: يُقَال: أَفضَح النّخل إِذا احْمَرَّ أَو اصْفَرّ. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب الهُذَليّ: يَا هَلْ أُريكَ حُمُولَ الحَيِّ عادِيَةً كالنَّخْل زيَّنَها يَنْعٌ وإفضاحُ وَقَالَ أَبُو عمْرو: سَأَلت أعرابيّاً عَن الأفَضَح فَقَالَ: هُوَ لونُ اللحمِ المَطْبُوخ: أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرو: الأفْضَح: الْأَبْيَض وَلَيْسَ بشديد الْبيَاض، وَمِنْه قَول ابْن مُقْبل يصف السَّحَاب: أَجَشُّ سِمَاكِيٌّ من الوَبْل أفضَحُ وَقَالَ غَيره: يُقَال للنائم وقْتَ الصَّباح: فَضَحَك الصُّبح فَقُم، مَعْنَاهُ أَن الصَّبحَ قد استنارَ وتَبَيَّن حَتَّى بيَّنك لمَنْ يراك وشَهَّرك، وَقد يُقَال: فصَحَك الصُّبْح بالصَّاد ومعناهما مُتَقَارب. وسُئِل بعض الْفُقَهَاء عَن فَضِيخ البُسر، فَقَالَ: لَيْسَ بالفَضِيخ، وَلكنه الفَضُوح، أَرَادَ أَنه يُسْكِر فيَفْضَح شَاربه إِذا سَكِر مِنْهُ. والفضيحة اسْم من هَذَا لكل أَمر سِيِّىء

يَشْهَر صاحِبَه بِمَا يسوءُ. وَيُقَال: افتضح الرجل افتضاحاً إِذا ركب أمرا سَيِّئاً فاشْتَهَرَ بِهِ. حفض: قَالَ ابْن المُظَفَّر: الحَفَضُ: قَالُوا: هُوَ القَعود بِمَا عَلَيْهِ: وَقَالَ آخر: بل الحَفَضُ كل جُوالِق فِيهِ مَتَاع الْقَوْم. أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرو: الحَفَض: مَتَاع الْبَيْت، قَالَ غَيره: فسُمِّي البعيرُ الَّذِي يحملهُ حَفَضاً بِهِ، وَمِنْه قولُ عَمْرو بن كُلْثُوم: ونحنُ إِذْ عِمادُ الحَيّ خَرّتْ على الأَحْفاض نمْنَع مَا يَلِينا فَهِيَ هَاهُنَا الْإِبِل، وَإِنَّمَا هِيَ مَا عَلَيْهَا من الْأَحْمَال. الحرّاني عَن ابْن السّكيت قَالَ: الْحَفْض: مصدر حَفَضْتُ العُودَ أحفِضُه حَفْضاً إِذا حنيته وَأنْشد: إِمَّا تَرَى دَهْراً حَنَاني حَفْضَا قَالَ: والحَفَض: الْبَعِير الَّذِي يحمل خُرْثِيَّ الْمَتَاع، والجميع أَحْفَاض، وَأنْشد: يَا ابْن القُرُومِ لَسْن بالأَحْفاض قَالَ: والحَفَض أَيْضا: مَتَاع الْبَيْت، ورُوِي بيتُ عَمْرو بن كُلْثُوم: ونحنُ إِذا عِمَادُ الحَيِّ خَرَّت على الأحفاض نَمنع مَنْ يَلِينا أَي خَرَّت الأحفاض عَن الْإِبِل الَّتِي تحمل خُرْثيّ المَتاع، فَيُقال: خَرّت العُمُد على الأحْفَاض أَي خَرَّت على الْمَتَاع، وَمن رَوَاهُ خَرَّت عَن الأَحْفَاضِ أَرَادَ خَرَّت عَن الْإِبِل هَكَذَا قَالَ ابْن السّكيت. وَقَالَ شمر: حَفّضتُ الشَّيْء وحَفَضْتُه إِذا أَلْقَيْتَه، وَقَالَ فِي قَول رؤبة: ... حَنَانِي حَفْضَا أَي أَلْقَانِي، وَمِنْه قَول أُمَيَّة: وحُفِّضَتِ النُّذُورُ وأردَفَتْهُم فُضُولُ الله وانْتَهَت القُسوم قَالَ: القُسومُ: الأيْمان، وَالْبَيْت فِي صفة الجَنَّة، قَالَ: وحُفِّضَتْ: طُومِنَت وطُرِحَت، قَالَ: وَكَذَلِكَ قَول رؤبة: ... حَنَانِي حَفْضَا أَي طامَن مِنِّي، قَالَ رَوَاهُ بَعضهم: حُفّضت البُدُور، قَالَ شمر: وَالصَّوَاب النُّذُور. فَقَالَ شمر: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الحَفَضُ: قُماش الْبَيْت وَرَدِيء الْمَتَاع ورُذاله، وَالَّذِي يُحْمَل عَلَيْهِ ذَلِك من الْإِبِل حَفَضَ، وَلَا يكَاد يكون ذَلِك إِلَّا رُذال الْإِبِل. قَالَ: وَيُقَال: نِعْمَ حَفَضُ العِلْم هَذَا أَي حاملُه: قَالَ شمر: وَقَالَ يُونُس. رَبِيعةُ كلهَا تجْعَل الحَفَض: البَعيرَ، وَقيس تجْعَل الحَفَض: المَتاعَ. . قَالَ شمر: وَبَلغنِي عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ يَوْمًا وَقد اجْتمع عِنْده جمَاعَة فَقَالَ: هَؤُلَاءِ أَحفاضُ علم، وَإِنَّمَا أخِذ من الْإِبِل الصغار، يُقَال: إبِل أَحفاض: ضَعِيفَة. وَمن أَمْثَال الْعَرَب السائرة: (يَوْمٌ بِيَوْمِ الحَفَضِ المُجَوَّر) يضْرب للمُجازاة بالسوء، والمُجَوَّرُ: المُطَرَّح. وَالْأَصْل فِي

هَذَا الْمثل أَن رجلا كَانَ بنُو أَخِيه يُؤْذُونَه، فَدَخَلُوا بَيْته وقلبوا مَتاعه، فَلَمَّا أدْرك بنوه صَنَعُوا بأَخيه مثل ذَلِك، فَشَكَاهُمْ، فَقَالَ: يَومٌ بِيَوْمِ الحَفَض المُجَوّر. وَفِي (النَّوَادِر) : حَفَّضَ الله عَنْه، وحَبَّضَ عَنْه أَي سَبَّخَ عَنهُ وخَفَّفَ. ح ض ب اسْتعْمل من وجوهها: حبض، حضب، ضبح. ضبح: قَالَ اللَّيْث: ضبحتُ العودَ فِي النَّار إِذا أَحْرَقْت من أعاليه شَيْئا، وَكَذَلِكَ حِجارةُ القدّاحة إِذا طلعت كَأَنَّهَا مُتَحَرِّقة مَضبُوحة، وَقَالَ رؤبة: والمَرْوَذَا القَدَّاحِ مَضْبُوحَ الفِلَقْ الحرّاني عَن ابْن السّكيت: ضَبَحَتْه الشمسُ وضَبَتْه إِذا غَيَّرت لَوْنَه ولَوَّحته، وَكَذَلِكَ النَّار، وَأنْشد: عُلِّقْتُها قبل انْضباح لَوْني وجُبْتُ لَمَّاعاً بعيدَ البَوْنِ قَالَ: الانْضِباح: تَغَيُّر اللَّوْن. وَقَالَ اللَّيْث: الضُّباحُ: صَوْتُ الثَّعالِب وَقَالَ ذُو الرُّمّة: سَبَارِيتُ يَخْلُو سَمْعُ مُجْتَازِ رَكْبها من الصَّوْت إِلَّا من ضُباحِ الثّعالبِ قَالَ: والهام تَضْبَحُ أَيْضا ضُباحا، وَمِنْه قَول العَجَّاج: من ضابِح الْهَام وبُومٍ بَوَّامِ وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {} (العَاديَات: 1) . قَالَ بَعضهم: يَعْنِي الْخَيْل تَضْبَح فِي عَدْوها ضَبْحاً تسمع من أفواهها صَوتا لَيْسَ بِصَهِيل وَلَا حَمْحَمة. وَقَالَ الفرّاء فِيمَا روى سَلَمة عَنهُ: الضّبح: أصوات أنفاس الْخَيل إِذا عَدَوْن، وَكَانَ ابْن عبّاس يَقُول: هِيَ الخَيْلُ تَضْبَح، وَكَانَ عَلِيٌّ يَجْعَل و {الْعادِيَتِ ضَبْحًا الإبِلَ. وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة: مَنْ جعلهَا الْإِبِل جعل ضَبْحاً بِمَعْنى ضَبْعاً، يُقَال: ضبحت النَّاقة فِي سَيرهَا، وضَبَعَت إِذا مَدّتْ ضَبْعَيْها فِي السَّير. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: ضَبْح الخَيْلِ وصَوْتُ أجوافها إِذا عَدت. وَقَالَ أَبُو عُبَيدة: ضَبَحَت الخيلُ وضَبَعَت إِذا عَدَتْ وَهُوَ السَّيْر، وَقَالَ فِي (كتاب الْخَيل) : هُوَ أَن يَمُدَّ الفَرَسُ ضَبْعيه إِذا عَدَا حَتَّى كَأَنَّهُ على الأَرْض طُولاً، يُقَال: ضَبَحَتْ وضَبَعَتْ، وَأنْشد: إنّ الجِيادَ الضَّابِحَاتِ فِي الغَدَرْ أَبُو عُبَيد عَن أبي عُبَيدة قَالَ: الضَّبْح: الرَّماد، قلتُ: أَصله من ضَبَحته النَّارُ. حضب: قَالَ ابْن المظفّر: قَرَأَ بعض القرّاء: حَصَبُ جَهَنَّمَ} (الْأَنْبِيَاء: 98) ، وَأنْشد: فَلَا تَكُ فِي حَربنا مِحْضَباً فتَجْعَلَ قومَك شَتّى شُعُوبا وَقَالَ الفرّاء: رُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس أَنَّه قَالَ: (حَضَب جَهَنّم) مَنْقُوطة، قَالَ: وكل مَا هَيَّجْتَ بِهِ النَّار أَو أَوقَدْتها بِهِ فَهُوَ حَضَب. وَقَالَ الْكسَائي: حَضَبتُ النارَ إِذا خَبَتْ فألقيتَ عَلَيْهَا الحَطَب لتَقِد.

وَقَالَ الفرّاء: هُوَ المَحْضَب والمحْضَأ والمِحْضَجُ والمِسْعر بِمَعْنى وَاحِد. وَحكى ابْن دُرَيْد عَن أبي حَاتِم أَنه قَالَ: تُسمّى المِقْلَى المِحْضَب. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: أحضاب الجَبل: جَوَانِبه، وَاحِدهَا حِضْب، وَهُوَ سَفْحُه. أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرو: الحِضْبُ: صَوت القَوْسِ وَجمعه أَحْضابٌ. وَقَالَ شَمِر: يُقَال: حِضْب وحَبْض، وَهُوَ صَوْتُ الْقوس وَجمعه أحضاب قَالَ: والحِضْب: الحيّة، وَقَالَ رُؤْبَة: جَاءَتْ تَصَدَّى خَوْفَ حِضْبِ الاَّحْضاب وَقَالَ فِي كِتَابه فِي (الحَيّات) : الحِضْب: الضَّخم من الحَيَّات الذَّكر، وَقَالَ: كل ذكر من الحَيَّات حِضْب مثل الْأسود والحُفَّاثِ وَنَحْوهَا، وَقَالَ رؤبة: وَقد تَطَوَّيْتُ انْطِوَاء الحِضْبِ بَيْنَ قَتَادِ رَدْهَةٍ وشِقْبِ أَبُو العَباس عَن سَلَمة عَن الفرّاء قَالَ: الحَضْب بِالْفَتْح: سُرعة أَخْذِ الطَّرْقِ الرَّهْدَنَ إِذا نَقَرَ الحَبَّةَ. الطَّرقُ: الفَخّ، والرَّهْدَنُ: العُصْفُورُ إِذا نَقَر الحَبَّة. قَالَ: والحَضْب أَيْضا: انقلاب الْحَبْل حَتَّى يسْقط. والحَضْبُ أَيْضا: دُخُول الحَبْل بَين القَعْو والبَكْرة، وَهُوَ مثل المَرَس، تَقول: حَضِبَت البَكْرَةُ ومَرِسَت، وتأْمُر فَتَقول: أَحْضِبْ بِمَعْنى أَمْرِس أَي رُدَّ الحَبْل إِلَى مجْرَاه. حبض: قَالَ اللَّيْث: حَبَض القلبُ فَهُوَ يَحْبِض حَبْضاً أَي يضْرب ضَرَباناً شَدِيدا، وَكَذَلِكَ العِرْق يَحْبِض ثمَّ يَسْكن، وَهُوَ أشدُّ من النَّبْض، قَالَ: وتَمُدّ الوتَر ثمَّ ترسله فيحبض، والسهمُ إِذا مَا وَقع بالرّميّة وَقْعاً غير شَدِيد، يُقَال: حَبِضَ السَّهْمُ، وَأنْشد: والنَّبْلُ يَهْوِي خطأ وحَبْضا قَالَ: وَيُقَال: أصَاب القومَ داهية من حَبَضِ الدَّهْر. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: الحابِضُ من السّهام: الَّذِي يَقع بَين يَدي الرّامي. وَقَالَ أَبُو زيد مِثْلَه، قلت: وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب، فأمَّا مَا قَالَه اللَّيْث: إِن الحابِضَ الَّذِي يَقع بالرّمِيّة وقْعاً غير شَدِيد فَلَيْسَ بصواب. وَجعل ابنُ مقبل المحابِضَ أوتارَ الْعود فِي قَوْله يذكر مُغَنِّيَة تحرّك أوتار العُودِ مَعَ غِنائها: فُضُلاً يُنَازِعُها المحابضُ رجعَهابِأَحَذَّ لَا قَطِعٍ وَلَا مِصْحالِ قَالَ أَبُو عَمْرو: المحابِضُ: الأوتار فِي هَذَا الْبَيْت. وَقَالَ ابنُ مُقْبِل أَيْضا فِي محابض الْعَسَل: كأنّ أصواتَها من حَيْثُ تَسْمَعُها صَوْتُ المحابِض يَنْزِعْن المَحارِينا قَالَ الْأَصْمَعِي: المحابِضُ: المَشاوِرُ، وَهِي عِيدان يُشَارُ بهَا العَسَل. وَقَالَ الشَّنفَري: أَو الخَشْرَمُ المَبْثُوثُ حَثْحَث دَبْرَه محابيضُ أَرْساهنَّ شارٍ مُعَسِّلُ أَرَادَ بالشّاري الشّائرَ فَقَلَبه، والمحارين: مَا تساقط من الدَّبْر فِي الْعَسَل فَمَاتَ فِيهِ.

أَبُو عُبَيد عَن أَصْحَابه: أحبَضْتُ حَقَّه إِحْباضاً أَي أبطَلْته فحبَضَ حُبُوضاً. أَي بَطَل وَذهب. شَمِر: مَا لَهُ حَبْضٌ وَلَا نَبْض أَي حَرَكة. قَالَ: وَيُقَال: الحبْضُ: حَبْضُ الْحَيَاة، والنَّبْضُ: نَبْضُ العِرْق. وروى أَبُو عُبَيد عَن الْأَحْمَر فِي بَاب الإتباع: (مَا بِهِ حَبَض وَلَا نَبَض) محرّك الْبَاء أَي مَا يَتَحَرَّك، وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن السّكيت: مَا بِهِ حَبَضٌ وَلَا نَبَضٌ أَي مَا بِهِ حَرَاك، وَالْقِيَاس مَا قَالَه شَمِر. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: حَبَض ماءُ الرَكِيَّة إِذا انحدَرَ وَنقص قَالَ أَبُو زيد: وَمِنْه يُقَال: حَبَضَ حَقُّ الرجل إِذا بَطَل. وَقَالَ ابْن الفَرَج: قَالَ أَبُو عَمْرو: الإحْباضُ: أَن يكُدّ الرجل رَكِيَّتَه فَلَا يَدَعُ فِيهَا مَاء، قَالَ: والإحباط: أَن يذهب ماؤُها فَلَا يعود كَمَا كَانَ، قَالَ وَسَأَلت الحُصَيْنيّ عَنهُ، فَقَالَ: هما بِمَعْنى وَاحِد. ح ض م اسْتعْمل مِنْهُ: حمض، مضح، مَحْض. حمض: قَالَ اللَّيْث: الْحمْضُ كلُّ نباتٍ لَا يَهيجُ فِي الرّبيع ويَبْقَى على القَيْظ، وَفِيه مُلوحة إِذا أكلت مِنْهُ الْإِبِل شَرِبَتْ عَلَيْهِ وَإِذا لم تجدْه رَقَّت وضَعُفَت. وَيُقَال: حَمَضَت الْإِبِل تَحْمُضُ حُمُوضاً إِذا رَعَت الحَمْض، وَهِي إبل حوامض، وَقد أَحْمَضْناها، وَأنْشد: قَرَيبَةٍ نُدْوَتُهُ من مَحْمَضِهْ أَي من مَوْضِعه الَّذِي يَحْمُض فِيهِ، قَالَ: وَمن الأعْرَابِ مَنْ يُسمِّي كلَّ نَبْتٍ فِيهِ مُلُوَحة حَمْضاً. قَالَ: واللَّحْم: حَمْض الرِّجَال. وَإِذا حَوَّلْتَ رجلا عَن أَمْر يُقَال قد أَحْمَضْته، وَقَالَ الطِّرِمَّاح: لَا يَنِي يُحْمِض العدُوّ وَذُو الخُلْ لَة يُشْفَى صَدَاه بالإحماضِ وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: حَمَضَت الْإِبِل فَهِيَ حامضة إِذا كَانَت ترعى الخُلَّة، وَهُوَ من النبت مَا كَانَ حُلْواً، ثمَّ صَارَت إِلَى الْحَمض ترعاه، وَهُوَ مَا كَانَ من النبت مالحاً أَو مِلْحاً وأَحْمَضْتها أَنا. قَالَ: فَإِذا كَانَت مُقِيمَة فِي الحَمْض، قيل إبل حَمِيضة، وَكَذَلِكَ إبل وَاضِعَة وآركة: مُقِيمَة فِي الحَمْض. قَالَ: وإبل زاهية: لَا تَرَى الحَمْض وَكَذَلِكَ إبل عَادِية. قلت: وَشَجر الحَمض كثير، مِنْهَا النّجِيل والرُّغْل، والرّمث، والخِذْراف، والإخريطُ، والهرْمُ، والقُلاّمُ. والعرَب تَقول: الخُلّة خُبْز الْإِبِل، والحَمْض فاكهتها. وَقَالَ ابْن السّكّيت فِي كتاب (الْمعَانِي) حَمَضتُها الْإِبِل أَي رَعَيْتُها الحَمْض، وأَحمَضْتُها: صَيَّرتُها تَأْكُل الحَمْض وَقَالَ الْجَعدِيُّ: وكَلْباً ولَخْماً لم تَزَل مُنْذُ أَحمضت بحَمضَتِنَا أَهْلَ الجَناب وخَيْبَرا أَي طردناهم ونفيناهم عَن مَنَازِلهمْ إِلَى

الجناب وخيبرا. قَالَ: وَمثله قَوْلهم: جَاءُوا مُخِلّين فَلاَقَوْا حَمْضَا أَي جَاءُوا يشتهون الشَّرَّ فوجدوا مَنْ شفاهم مِمّا بهم، وَقَالَ رؤبة: ونُورِدُ المُستَوْرِدين الحَمْضا أَي من أَتَانَا يَطْلب عندنَا شَرّاً شَفَيْناه من دائه، وَذَلِكَ أَن الْإِبِل إِذا شَبِعت من الخُلَّة اشتهت الحَمْض. وَقَالَ بعض النَّاس: إِذا أَتَى الرجل الْمَرْأَة فِي غير مأْتاها الَّذِي يكون موضعا للْوَلَد فقد حَمَّض تحْميضاً، كَأَنَّهُ تحوّل من خير المكانين إِلَى شرِّهما شَهْوَة معكُوسَة، كفِعْل قوم لُوط الَّذين أهلكهم الله بحجارة من سجِّيل. وَيُقَال: قد أحمض الْقَوْم إِحْماضا إِذا أفاضوا فِيمَا يؤنِسهم من الحَدِيث، كَمَا يُقَال: فلَان فكِهٌ ومُتفكِّه: والحُمَّاض: بَقْلة بَرِّية تَنْبُتُ أَيَّام الرّبيع فِي مَسايل المَاء، وَلها ثمرةٌ حمراءُ، وَهِي من ذُكُور الْبُقُول، وَقَالَ رؤبة: كثَمَرِ الحُمّاضِ من هَفْت العَلَق ومَنابت الحُمّاض: الشُّعَيْبات وملاجىء الأُوْدِية وفيهَا حُموضَة، وَرُبمَا نَبَّتها الحاضِرَةُ فِي بساتينهم وسَقَوْها وربَّوها فَلَا تَهِيج وَقت هَيْج البُقُول البَرِّيّة. وَيُقَال للَّذي فِي جَوف الأُتْرُجِّ حُمّاض، والواحدة حُمّاضة. ولَبن حامض، وَقد حَمُض يَحْمُض حُمُوضَةً فَهُوَ حامض وَإنَّهُ لَشَدِيد الحَمض والحُموضَة. وروى أَبُو عُبَيْد فِي كِتَابه حَدِيثا لبَعض التَّابِعين أَنه قَالَ: الأُذُنُ مجَّاجة وللنَّفْس حَمْضة. قَالَ أَبُو عُبَيد: المجَّاجة: الَّتِي تَمُجُّ مَا تسمع، يَعْني أَنَّهَا تُلْقيه وَلَا تَعِيه إِذا وُعِظت بِشَيْء أَو نُهِيت عَنهُ، وَقَوله: وللنّفس حَمْضة، أَرَادَ بالحَمْضة الشَّهوَة، أُخِذت من شَهْوَة الْإِبِل للحَمْض إِذا ملَّت الخُلَّة. قلت: وَالْمعْنَى أَن الآذان لَا تَعِي كُلّ مَا تسمعه، وَهِي مَعَ ذَلِك ذَات شَهْوَة لما تَسْتَطْرِفُه من غرائب الحَدِيث ونوادر الْكَلَام. وحَمْضٌ: مَاء مَعْرُوف لبني تَمِيم. وحُمَيْضة: اسْم رجل مَشْهُور من بني عَامر بن صَعْصَعَة: وَقَالَ ابْن شُمَيل: أَرض حَمِيضَةٌ أَي كثيرةُ أَحَمْض من الرِّمْتِ وَغَيره، وَقد أحْمَض القومُ إِذا أصابُوا حَمْضاً، ووطِئْنَا حُموضاً من الأَرْض أَي ذَوات حَمْض، قَالَ: والملُوحَة تُسَمّى الحمُوضة. مَحْض: قَالَ اللَّيْث: المَحضُ: اللبنُ الْخَالِص بِلَا رَغْوة، وكلّ شَيْء خَلَص حَتَّى لَا يَشُوبة شَيْء يُخَالِطه فَهُوَ مَحْضٌ. وَرجل مَمْحُوض الضَّرِيبة أَي مُخَلَّص. قلت: كَلَام الْعَرَب: رجل مَمْحوص الضَّرِيبة بالصَّاد إِذا كَانَ مُنَقَّحاً مُهَذَّباً، وَيُقَال: فِضَّة مَحْضةٌ، فَإِذا قلتَ: هَذِه الفِضَّة مَحْضاً، قلتَه بِالنّصب اعْتماداً على

المَصْدَر. وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: قَالَ غير وَاحِد: هُوَ عَرَبيّ مَحْض، وَامْرَأَة عربيّة مَحْضة ومَحْض، وبَحتٌ وبَحْتَة، وقَلْب وقَلبة، وَإِن شِئْت ثَنَّيتَ وجَمَعْت. قَالَ أَبُو عُبَيد: وَقَالَ أَبُو زَيد: أمحضتُه الحَدِيث إمْحاضاً أَي صَدَقْتُه، وَكَذَلِكَ أمْحضتُه النصح، وَأنْشد: قل للغواني أمَا فيكُنَّ فاتِكةٌ تَعْلُو اللئيمَ بضَرْبٍ فِيهِ إِمْحَاضُ وروى ابْن هانىء عَنهُ: أمْحَضْتُ لَهُ النُّصْح إِذا أَخْلَصْته، قلت: وَقد قَالَ غَيره: مَحْضتُك نُصحي بِغَيْر ألف، ومَحَضْتُك مَوَدَّتي، وَيُقَال: مَحَضتُ فلَانا إِذا سَقَيْتَه لَبَنًا مَحْضا لَا مَاء فِيهِ، وَقد امتحضه شاربُه، وَمِنْه قَول الرّاجز: فامْتَحَضا وسَقَّياني ضَيْحَا مضح: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: مَضَح الرجلُ عِرْض فلَان وأَمْضَحَه إِذا شانه وعابه. أَبُو عُبَيد عَن أبي عُبَيدة: مَضح الرجل عِرضه وأمْضحه إِذا شانه، وَقَالَ الفَرَزْذق: وأمضحتِ عِرضي فِي الْحَيَاة وشِنْتِني وأوْقَدْتِ لي نَارا بِكُل مَكَان وأنشدنا أَبُو عَمْرو: لَا تمْضَحَن عِرضي فَإِنِّي ماضِحُ عِرضَك إِن شاتَمتني وقادِحُ فِي ساقِ مَنْ شاتمنِي وجارحُ وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : مَضَحَت الْإِبِل ونضحت ورفَضَت إِذا انتشرت. ومَضحت الشَّمْس ونضَحَت إِذا انْتَشَر شُعاعها على الأرْض. أَبْوَاب الْحَاء وَالصَّاد ح ص س، ح ص ز، ح ص ط: أهملت وجوهها. ح ص د اسْتعْمل من وجوهها: حصد، صدح، دحص. حصد: قَالَ اللَّيْث: الحَصْد: جَزُّك البُرّ وَنَحْوه من النَّبات، وقَتْلُ النَّاس حَصْدٌ أَيْضا، قَالَ الله جلّ وعزّ: {حَتَّى ? جَعَلْنَ ? هُمْ حَصِيداً خَ ? مِدِينَ} (الأنبيَاء: 15) هَؤُلَاءِ قوم قتلوا رَسُولا بُعِث إِلَيْهِم فعاقبهم الله وقتلهم مَلِكٌ من مُلُوك الْأَعَاجِم، فَقَالَ الله جلّ وعزّ: {حَتَّى ? جَعَلْنَ ? هُمْ حَصِيداً خَ ? مِدِينَ} أَي كالزرع المحصود. وَقَالَ الْأَعْشَى: قَالُوا البقِيَّةَ والهِنْديُّ يَحْصُدُهم وَلَا بقيَّة إِلَّا الثَّأرُ فانكَشَفوا قَالَ: والحَصِيدة: المزرعة إِذا حُصِدت كلّها، والجميع الحصائد، وأحصدَ البُرُّ إِذا أَتَى حَصادُه. والحَصاد: اسْم للبُرِّ المحصود بَعْدَمَا يُحْصَد، وَأنْشد: إِلَى مُقْعَدات تَطْرَحُ الريحُ بالضُّحى عَلَيْهِنَّ رَفْضاً من حَصادِ القُلاقل قلت: وحَصاد كل شَجَرَة: ثَمَرَتهَا، وحَصاد الْبُقُول البَرِّيَّة: مَا تناثر مِنْ حِبتها عِنْد هَيْجِها والقُلاقِل: بقلة بَرِّية يُشْبِه حَبُّها حَبّ السِّمْسِم، وَلها أكمام كأكمامها، وَأَرَادَ بحصاد القُلاقل: مَا تناثر مِنْهُ بعد هَيْجه. وحصاد البَرْوَقِ: حَبَّة

سَوْدَاء، وَمِنْه قَول ابْن فَسْوة: كَأَن حَصاد البَرْوَق الجَعْدِ جائِلٌ بِذِفْرى عِفِرْناةٍ خلافَ المَعَذَّر شبَّه مَا يَقطُر من ذِفْراها إِذا عَرِقت بحب البَرْوَق الَّذِي جعله حَصَاده، لِأَن ذَلِك العَرَق يتحبَّب فيقطُر أسوَد. وَقَول الله جلّ وعزّ: {وَءَاتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} (الأنعَام: 141) يُرِيد وَالله أعلم يَوْم حَصْدِه وجَزارِه، يُقَال: حِصاد وحَصاد، وجِزاز وجَزاز، وجِداد وجَداد، وقِطاف وقَطاف. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه نهى عَن حَصاد اللَّيْل وَعَن جَداده. قَالَ أَبُو عُبَيد: يُقَال: إِنَّه إِنَّمَا نهى عَن ذَلِك لَيْلًا من أجل الْمَسَاكِين أَنهم كَانُوا يَحْضُرُونه فَيتُصدَّقُ عَلَيْهِم، وَمِنْه قَوْله: {وَءَاتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} ، وَإِذا فُعِل ذَلِك لَيْلًا فَهُوَ فِرَارٌ من الصَّدقة، وَيُقَال: بل نُهِي عَنهُ لمَكَان الهوامِّ أَلا تصيب النَّاس إِذا حَصَدوا لَيْلًا. قَالَ أَبُو عُبَيد: وَالْقَوْل الأول أحبُّ إليّ. وَقَول الله جلّ وعزّ: {جَنَّ ? تٍ وَحَبَّ} (ق: 9) قَالَ الفرّاء: هَذَا مِمَّا أُضيف إِلَى نَفسه، وَهُوَ مثل قَوْله: {جَحِيمٍ إِنَّ هَ ? ذَا} (الواقِعَة: 95) وَمثله قَوْله: {نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ} (ق: 16) والحبْلُ هُوَ الوريد نَفسه فأُضيف إِلَى نَفسه، لاخْتِلَاف لفظ الإسمين. وَقَالَ الزَّجَّاج: نصب قولَه: وحَبَّ الحصيد أَي وأنبَتْنا فِيهَا حَبَّ الحَصِيد، فَجمع بذلك جَمِيع مَا يُقْتات من حَبِّ الحِنْطة وَالشعِير وكلِّ مَا حُصِد، كَأَنَّهُ قَالَ: وحَبَّ النبْتِ الحَصِيد. وَقَالَ اللَّيْث: أَرَادَ حَبّ البُرّ المحصود. وقولُ الزجّاج أصح لِأَنَّهُ أعَمّ. وَقَالَ اللَّيْث: الحَصَدُ: مصدر الشَّيْء الأَحْصَد، وَهُوَ المُحْكم فَتْله وصَنْعته من الحبال والأوتار والدُّروع قَالَ: وَيُقَال للخَلْق الشَّديد أحْصَدُ مُحْصَد، حَصِدٌ مُسْتَحْصِد، وَكَذَلِكَ وَتر أَحْصَدُ: شَدِيد الفَتْل. وَقَالَ الجعْدِيُّ: مِنْ نَزْعِ أَحْصدَ مُسْتَأْرِب أَي شَدِيد مُحكَم. وَقَالَ آخر: خُلِقْتُ مشروراً مُمَرّاً مُحْصَدا قَالَ: والدِّرْع الحَصْداء: المُحْكَمة، قلت: ورأْي مُستحصِد: مُحْكَم. وَقَالَ لَبِيد: وخَصْمٍ كَنادِي الجِنّ أَسْقَطْت شأوَهم بمستحْصِدٍ ذِي مِرَّة وضُرُوع أَي بِرَأْي مُحْكم وثيق، والصُّرُوع والضُّرُوع: الضُّروب والقُوَى. واستحصد أمْرُ الْقَوْم واستَحْصفَ إِذا استحكم. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الْحَصادُ: نَبْتٌ لَهُ قَصَب يَنبَسِط فِي الأَرْض، لَهُ وُرَيْقَه على طرف قَصَبه. وَقَالَ ذُو الرمّة: قادَ الحَصادَ والنَّصِيَّ الأغْيَدَا شمر: الحَصْد: شجر، وَأنْشد: فِيهِ حُطامٌ مِن اليَنْبُوتِ والحَصَد

ويروى: والخضد، وَهُوَ مَا تثنى وتكسر وخُضِد، وَفِي الحَدِيث: (وَهل يَكُبُّ النَّاس على مناخِرهم فِي النارِ إلاّ حَصائِدُ أَلْسنتهم. قَالَ أَبُو عُبَيد: أَرَادَ بالحصائد مَا قالَتْه الألسنةُ، شُبِّه بِمَا يُحصد من الزَّرْع إِذا جُزَّ، وَيُقَال: أَحْصَد الزرعُ إِذا آن حَصَاده: وحَصَدَه واحتصده بِمَعْنى وَاحِد واستحصَدَ الزرعُ وأَحصَدَ واحِد. صدح: قَالَ اللَّيْث: الصَّدْحُ: من شدَّة صوْتِ الدِّيك والغراب وَنَحْوهمَا. وَقَالَ أَبُو النَّجْم: مُحَشرِجاً ومَرَّةً صَدُوحَا قَالَ: القَيْنة الصادحةُ: المُغَنِّيَة. وصَيْدح: اسْم نَاقَة ذِي الرّمّة، وفيهَا يَقُول: فقلتُ: لِصَيْدَحَ انتَجِعي بِلاَلاً شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الصَّدَحُ: الأسوَدُ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الصَّدَح أنشزُ من العُنَّاب قَلِيلا وأشدُّ حُمْرة، وحُمْرتُه تضرب إِلَى السوَاد. وَقَالَ غَيره: الصِّدْحَانُ: آكامٌ صغَار صِلاَبُ الحِجَارَةِ، وَاحِدُها صَدَحٌ. دحص: أهمله اللَّيْث، وَهُوَ مُسْتَعْمل، يُقَال: دَحَصَتِ الذَّبِيحَةُ بِرِجْلَيْها عِنْد الذَّبْح إِذا فحصت. وَقَالَ علْقَمَة بن عَبْدة: رغَا فَوْقَهُم سَقْبُ السَّمَاءِ فَدَاحِصٌ بِشِكَّتِه لم يُسْتَلَبْ وسَلِيبُ قَالَ: أَصَابَهُم مَا أصَاب قوم ثَمُود حِين عقروا النَّاقة فَرَغَا سَقْبُها، وَجعله سقب السَّماء. لِأَنَّهُ رُفِعَ إِلَى السَّمَاء لمَّا عُقِرَت أُمُّه. والدَّاحِصُ: الَّذِي يبْحَث بيدَيْهِ وَرجلَيْهِ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفسِهِ كالمَذْبُوحِ. (ح ص ت) ح ص ظ ح ص ذ ح ص ث: أهملت وجوهها. ح ص ر حصر، حرص، صرح، صحر، رصح: مستعملة. حصر: قَالَ اللَّيْث: الحَصَرُ: ضرْبٌ من العِيّ، تَقول: حَصِرَ فلانٌ فَلم يقدر على الْكَلَام، وَإِذا ضَاقَ صدرُ الْمَرْء من أَمْرٍ قيل: حَصِرَ صَدْرُ الْمَرْء عَن أمره يحصَر حَصَراً. قَالَ الله: {إِلاَّ ? لَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى ? قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَ ? قٌ أَوْ جَآءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَ ? تِلُونَكُمْ} (النِّساء: 90) مَعْنَاهُ: ضَاقَت صُدُورَهُم عَن قتالكم وقتال قَومهمْ. وَقَالَ الفرّاء فِي قَوْله: {أَوْ جَآءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} (النِّساء: 90) . الْعَرَب تَقول: أَتَانِي فلانٌ ذَهَبَ عَقْلُه يُرِيدُونَ قَدْ ذَهَب عَقْلُه. قَالَ: وَسمع الكِسَائيُّ رجلا يَقُول: فأصبحتُ نظرتُ إِلَى

ذَات التَّنَانِير. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: جعل الفرّاء قَوْله حَصِرَت حَالاً وَلَا تكون حَالاً إِلَّا بِقَدْ. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: حَصِرَت صُدُورُهم خَبَرٌ بعد خبر كَأَنَّهُ قَالَ: أَو جَاءُوكُم، ثمَّ أخبر بَعْدُ، فَقَالَ: حصرت صُدُورُهم أَن يُقَاتِلُوكُمْ. وَقَالَ أَحْمد بن يحيى: إِذا أضمرتَ قد قَرُبَتْ من الْحَال وَصَارَت كالاسم، وَبهَا قَرَأَ من قَرَأَ: (حَصِرَةً صُدُورُهُم) . وَقَالَ أَبُو زيد: وَلَا يكون جَاءَني القَوْمُ ضَاقَتْ صُدُورهمْ إِلَّا أَن تصله بواو أَو بقد، كَأَنَّك قلت: جَاءَنِي القَوْمُ وضَاقَت صُدُورُهم. وَقَالَ غَيره: كلّ من ضَاقَ صَدْرُه بِأَمْر فقد حَصِرَ، وَمِنْه قَول لبيد: جرداءَ يَحْصَرُ دُونَها جُرَّامها يصف نَخْلَة طَالَتْ فحَصِرَ صَدْرُ صَارِمِ ثَمَرهَا حِين نظر إِلَى أعاليها، وضاق صَدْرُه أَن رَقِيَ إِلَيْهَا لطولها. وَقَالَ اللَّيْث: الْحَصرُ: اعتقال البَطْن، وَصَاحبه مَحْصُور. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي واليزيدي: الحُصْرُ: من الغَائِط، والأُسْرُ: من البَوْلِ. قَالَ أَبُو عُبَيد: وَقَالَ الْكسَائي: حُصِرَ بغائطه، وأُحْصِرَ. وَقَالَ ابْن بُزُرْج: يُقَال: للَّذي بِهِ الْحُصرِ مَحْصُور، وَقد حُصِرَ عَلَيْهِ بَوْلُه يُحْصَر حَصْراً أَشَدَّ الحَصْر، وَقد أَخذه الحُصْرُ وَأَخذه الأُسْرُ شَيْء واحدٌ، وَهُوَ أَن يَمْسِك ببوله فَلَا يَبُول، قَالَ: وَيَقُولُونَ: حُصِرَ عَلَيْهِ بَولُه وخَلاَؤُه، وَرجل حَصِرٌ بالعَطَاء. قَالَ: وَيُقَال: قومٌ مُحْصَرون إِذا حُوصِرُوا فِي حِصْنٍ وَكَذَلِكَ هم مُحْصَرُون فِي الحَجِّ. قَالَ الله جلّ وعزّ: {فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ} (البَقَرَة: 196) قَالَ: وَرجل حَصُورٌ إِذا حُصِرَ عَن النِّسَاء فَلَا يَسْتَطِيعُهنّ. وَقَالَ اللَّيْث: الحِصَارُ: الْموضع الَّذِي يُحْصَر فِيهِ الْإِنْسَان، تَقول: حَصَرُوه حَصْراً، وحاصَرُوه وَكَذَلِكَ قَالَ رؤبة: مِدْحَة مَحْصورٍ تَشَكَّى الحَصْرا قَالَ: يَعْنِي بالمحصور: الْمَحْبُوس، قَالَ: والإحْصَارُ: أَن يُحْصَر الحاجُّ عَن بُلُوغ المَنَاسِكِ بِمَرَض أَو نَحوه. قَالَ: والحَصور: الَّذِي لَا أرَبَ لَهُ فِي النِّسَاء: والحَصورُ كالهَيُوب: المُحْجِمُ عَن الشَّيْء، وَأنْشد: لَا بالحَصُور وَلَا فِيهَا بِسَوّار وَقَالَ غيرُه: أَرَادَ الحَصور الْبَخِيل هَاهُنَا، وَقَالَ الفرّاء: الْعَرَب تَقول للَّذي يمنعهُ خوف أَو مرض من الْوُصُول إِلَى إتْمَام حَجِّه أَو عُمْرته وكل مالم يكن مقهوراً كالحَبْس والسِّجْنِ وَأَشْبَاه ذَلِك. يُقَال فِي الْمَرَض: قد أُحْصِر، وَفِي الْحَبْس إِذْ حَبَسه سُلْطَان أَو قاهِرٌ مَانع قد حُصِر، فَهَذَا فَرْقٌ بَينهمَا، وَلَو نويْتَ بقهر السُّلْطَان أَنَّهَا عِلَّة مانِعةٌ، وَلم تذْهب إِلَى فعل الْفَاعِل جَازَ لَك أَن تَقول: قد أُحْصِر الرجلُ، وَلَو قُلْت فِي أُحْصِر من الوجَع وَالْمَرَض إِن الْمَرَض حَصَره. أَو الخَوْف

جَازَ أَن يَقُول: حُصر، قَالَ: وَقَوله عَزَّ وَجَلٌ {وَسَيِّدًا وَحَصُورًا} (آل عِمرَان: 39) يُقَال: إِنَّه المُحْصَر عَن النِّسَاء لِأَنَّهَا عِلّة، وَلَيْسَ بمحبوس فعلى هَذَا فابْنِ. وأخْبَرني الْمُنْذِرِيّ عَن ابْن فَهْم عَن مُحَمَّد بن سلاّم عَن يُونُس أَنه قَالَ: إِذا رُدَّ الرجل عَن وَجه يُريدهُ فقد أُحْصِر. أَبُو عُبَيد عَن أبي عُبَيْدة: حُصِر الرجلُ فِي الحَبْس، وأُحْصِرَ فِي السّفر من مَرَضٍ أَو انْقِطَاع بِهِ. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: أحَصَرَهُ المرضُ إِذا مَنعه من السّفر أَو من حَاجَة يُريدُها، وحَصَرَه العدُوّ إِذا ضَيّق عَلَيْهِ فحُصِر أَي ضاقَ صدرُه، وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق النحويّ: الرِّواية عَن أهل اللُّغَة أَن يُقال للَّذي يَمْنعُه الخوْف وَالْمَرَض أُحْصِر، قَالَ: وَيُقَال للمحبوس حُصِر، قَالَ: وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِك كَذَلِك: لِأَن الرجل إِذا امْتنع من التَّصَرُّف فقد حَصَر نفْسه، فكأَن الْمَرَض أحْبَسه أَي جعله يَحْبس نَفْسَه، وقولك: حَصَرْتُه إنَّما هُوَ حَبَسْتُه لَا لأَنَّه حبَس نَفسه فَلَا يجوز فِيهِ أُحْصِر، قلت: وَقد صحَّت الرِّوَايَة عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ: لاحَصْر إِلَّا حصْر الْعَدو فَجعله بِغَيْر ألف جَائِزا بِمَعْنى قَول الله جلّ وعزّ: {فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا ? سْتَيْسَرَ مِنَ ? لْهَدْىِ} (البَقَرَة: 196) وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَ ? فِرِينَ حَصِيرًا} (الإسرَاء: 8) . قَالَ أَبُو الْحسن الأخْفَشُ: حَصِيرا أَي مَحْبِساً ومَحْصِرا، قَالَ: وَيُقَال للْملك حَصِيرٌ لِأَنَّهُ مَحْجُوب. والحَصيرُ: الجَنْبُ. قَالَ: والحصيرُ: الْبسَاط الصَّغِير من النَّبَات. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَ ? فِرِينَ حَصِيرًا} (الإسرَاء: 8) ، قَالَ: الحَصيرُ المَحْبِسُ: ثمَّ ذَكَرَ نَحْواً من تَفْسِير الْأَخْفَش. الحرّاني عَن ابْن السّكيت قَالَ: الحَصيرُ: المَحْبِس، وَيُقَال: رجل حَصُور وحصيرٌ إِذا كَانَ ضَيِّقاً، حَكَاهُمَا لنا أَبُو عَمْرو، قَالَ: وَيُقَال: قد حَصَرْتُ القومَ فِي مَدِينَة بِغَيْر ألف، وَقد أحْصَرهُ المرضُ أَي مَنعه من السّفر، قَالَ: والحَصُور: الَّذِي لَا يَأْتِي النِّسَاء، وَقَالَ اللَّيْث فِي قَوْله عز وجلّ: {وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَ ? فِرِينَ حَصِيرًا} (الإسرَاء: 8) يُفَسَّر على وَجْهَيْن على أَنهم يحصرون فِيهَا. قَالَ: وحَصِيرُ الأَرْض: وجْهُهَا. قَالَ: والحَصِيرُ: سَفِيفَةٌ من بَرْدِيَ أَو أَسَل. وَقَالَ القُتَيْبِيّ فِي تَفْسِير قَوْله: {وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَ ? فِرِينَ حَصِيرًا} (الإسرَاء: 8) من حَصَرْتُه أَي حَبَسْتُه، فعيل بِمَعْنى فَاعل. وَقَالَ الزّجاج: حَصِيرا مَعْنَاهُ حبْساً من حَصَرتُه أَي حَبَسْتُه فَهُوَ مَحْصُور، وَهَذَا حصيرُه أَي مَحْبسه. قَالَ: والْحَصيرُ: المنسوج: سُمِّي حَصِيرا لِأَنَّهُ حُصِرَت طاقاتُه بعضُها مَعَ بعض، وَقَالَ: والْجَنبُ يُقَال لَهُ الْحَصِير، لِأَن بعض الأضلاع مَحْصورٌ مَعَ بعض. أَبُو عُبَيْد عَن أبي عَمْرو قَالَ: الحَصيرُ:

الْجَنبُ. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الحَصِير: مَا بَين العِرْق الَّذِي يظْهر فِي جَنْب الْبَعِير وَالْفرس مُعْتَرضًا فَمَا فَوْقه إِلَى مُنْقَطَعِ الْجَنْب. فَهُوَ الحَصير. وَقَالَ شَمِر: الحَصيرُ: لحم مَا بَين الكَتِف إِلَى الخاصِرة. أَبُو عُبَيد عَن الْكسَائي: الحصور: النَّاقة الضّيِّقَةُ الإحليل، وَقد حَصُرت وأَحصَرَت. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الحِصَارُ: حَقِيبَة تُلْقى على الْبَعِير وَيرْفَع مؤخرها فَيجْعَل كآخرة الرَّحْل، ويُحْشَى مُقَدَّمُها فَيكون كقادمة الرَّحل، يُقَال مِنْهُ: قد احتَصَرْتُ الْبَعِير احتِصاراً. وَأما قَول الْهُذلِيّ: وَقَالُوا تَرَكْنا القومَ قد حَصَروا بِهِ وَلَا غَرْوَ أَن قَدْ كَانَ ثَمّ لَحِيمُ قَالَ معنى حَصَروا بِهِ أَي أَحَاطُوا بِهِ. وَقَالَ أَبُو سعيد: امرأةٌ حَصْراء أَي رَتْقَاء. وَقَالَ الزَّجاج فِي قَوْله: {وَسَيِّدًا وَحَصُورًا} (آل عِمرَان: 39) أَي لَا يَأْتِي النِّسَاء، وَقيل لَهُ حَصُور: لِأَنَّهُ حُصِرَ عَمَّا يكون من الرِّجَال. قَالَ: والحَصُورُ: الَّذِي لَا ينْفق على الندامى، وهم مِمَّن يُفَضِّلون الحَصور الَّذِي يكتم السرّ فِي نَفسه وَهُوَ الحَصِر، وَقَالَ جرير: وَلَقَد تَسقَّطَني الوُشَاةُ فَصَادَفُوا حَصِراً بِسِرِّك يَا أُمَيْمَ ضَنِينَا وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْعَبَّاس أَنه قَالَ: أصل الحَصْر والإحصار: المَنْعُ، قَالَ: وأَحصَرَه الْمَرَض، وحُصِر فِي الحبْس أقوى من أُحصِر، لِأَن القرآنَ جَاءَ بِهَا، قَالَ: وأحصَرْت الجَمل وحصَّرْتُه وَحَصَرْتُه: جعَلْتُ لَهُ حِصَاراً وَهُوَ كِسَاء يُجعَلُ حول سَنَامه. قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أَرض مَحْصُورَةٌ وَمَنْصورة ومَضْبُوطَة أَي مَمْطُورَةٌ. وَقَالَ شَمِر: يُقَال للناقة: إِنَّهَا لَحَصِرة الشُّخْب نَشِبَةُ الدَّرِّ. والحَصَرُ: نَشَبُ الدِّرَّة فِي الْعُرُوق من خُبْثِ النَّفْس وكَرَاهَة الدِّرَّة. وَيُقَال للحِصار مِحْصَرَة للكساء حوْلَ السَّنَام. صحر: قَالَ اللَّيْث: الصَّحرَاء: الفَضَاءُ الْوَاسِع وأَصْحَرَ القومُ إِذا بَرَزُوا إِلَى فَضَاءٍ لَا يُوَارِيهم شيءٌ وَجَمعهَا الصَّحارَى والصَّحَارِي، وَلَا يجمع على الصُّحْر لِأَنَّهُ لَيْسَ بنَعْت. وحمارٌ أَصْحَرُ اللَّوْن، وَجمعه صُحْرٌ. والصُّحْرَةُ: اسْم اللَّوْنِ، والصَّحَر المَصْدَر، وَهُوَ لون غُبْرَة فِيهِ حُمْرَةٌ خفيفةٌ إِلَى بَيَاض قَلِيل، وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: صُحْرَ السَّرَابِيل فِي أحشائِهَا قَبَبُ قَالَ: وَرجل أَصْحَرُ، وَامْرَأَة صَحْراءُ: فِي لونهما صُفْرَة. وَيُقَال للنبات إِذا أخذت فِيهِ الصُّفْرَةُ غير الْخَالِصَة قد اصحارَّ النَّبَات ثمَّ يهيجُ بَعْدُ فيَصْفَرُّ. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: الأصْحَرُ نحوُ الأصْبَح، والأنْثَى صَحْرَاء.

أَبُو عُبَيد عَن أبي زَيْد: لَقِيتُه صَحْرَةَ بَحْرَةَ إِذا لم يكن بَيْنَك وَبَينه شَيءٌ، وَقيل: لَمْ يُجْريا لِأَنَّهُمَا إسمان جعلا إسماً وَاحِدًا. وَقَالَ اللَّيْث: الصَّحِيرُ من صَوْت الحَمِير أشَدُّ من الصَّهيل فِي الخَيْل، يُقَال: صَحَرَ يَصْحَرُ صَحِيراً. ابْن السِّكّيت عَن أبي عَمْرو: الصَّحِيرَةُ: لَبَنٌ حليبٌ يُغْلَى، ثمَّ يُصَبُّ عَلَيْهِ السَّمنُ فَيُشْرَبُ. وَقَالَ الكِلاَبيُّ: الصَّحيرةُ: اللبَنُ الحليبُ يُسَخَّنُ، ثمَّ يُذَرُّ عَلَيْهِ الدَّقِيق ويُتَحَسَّى. وَقَالَ غَنِيَّةُ: الصَّحيرَةُ: الحَليب يَصْحَر، وَهُوَ أَن يُلْقَى فِيهِ الرَّضْفُ أَو يجعلَ فِي القِدْر فيُغْلَى بِهِ فَوْرٌ واحدٌ حَتَّى يحتَرِق. قَالَ: والاحْتِراقُ: قَبّلَ الغَلْي. وَقَالَت أُمُّ سَلَمَة لعائشةَ: سكَّنَ الله عُقَيْرَاكِ فَلَا تُصْحِريه، مَعْنَاهُ لَا تُبْرِزيه إِلَى الصَّحْراء. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الصّحْرَةُ: جَوْبَةٌ تَنْفَتِقُ بينَ جِبَال. وروى عَنهُ أَبُو عُبَيد: الصُّحْرةُ تَنْجَابُ فِي الحَرَّة تكون أَيْضا ليّنة تُطِيفُ بهَا حِجَارَة. وَقَالَ أَبُو ذَؤَيْب: أَتِيٌّ مَدَّهُ صُحَرٌ ولُوبُ وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الصَّحرَاء من الأَرْض: مِثْلُ ظهر الدَّابة الأجْرَد، لَيْسَ بهَا شَجَرٌ وَلَا إكامٌ وَلَا جبال مَلْسَاء، يُقَال صَحْرَاءُ بَيِّنَةُ الصَّحَر والصُّحْرَة. وَقَالَ شَمِر: يُقَال: أصْحَر المكانُ أَي اتَّسَع، وأصحَرَ الرجلُ: نَزَلَ الصَّحْرَاء. وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كُفِّنَ فِي ثَوْبَيْنِ صُحَارِيِّيْن. صرح: أَبُو الْهَيْثَم عَن نُصَيْر: يُقَال للناقة الَّتِي لَا تُرَغِّي أَي لَا يكون للبنها رغْوَةٌ مِصْرَاحٌ يَشْفَتِرُّ شُخْبُهَا وَلَا يُرَغِّى أبدا. أَبُو عُبَيْد: الصَّرْحُ: كلّ بِنَاء عَال مُرْتَفع، وَجمعه صُرُوحٌ. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: تَحْسِبُ آرامَهُنَّ الصُّرُوحا وَقَالَ الزَّجّاج فِي قَوْله جلّ وعزّ: {كَ ? فِرِينَ قِيلَ لَهَا ? دْخُلِى ? لصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ} (النَّمل: 44) قَالَ: الصَّرْحُ فِي اللُّغَة: القَصْرُ، والصَّحْنُ، يُقَال: هَذِه صَرْحَةُ الدَّار وقارِعَتُها أَي ساحَتُها. وَقَالَ بعض المفسّرين: الصَّرْحُ: بلاط اتُّخِذَ لَهَا من قَوَارِيرَ. وَقَالَ اللَّيْث: الصَّرْحُ: بَيت وَاحِد يُبْنَى مُنْفَرِداً ضَخْماً طَويلا فِي السَّمَاء وَجمعه صُرُوح. قَالَ: والصَّريحُ: المَحْضُ الخالِصُ من كل شَيْء، وَيُقَال للّبن والبَوْل صَريح إِذا لم يكن فِيهِ رُغوة. وَقَالَ أَبُو النَّجم: يَسُوفُ من أَبْوَالِها الصَّرِيحَا قَالَ: والصَّرِيح من الرِّجال وَالْخَيْل: المحضُ، ويجمعُ الرجالُ على الصُّرَحاء وَالْخَيْل على الصَّرَائح. قُلْتُ: والصَّرِيح: فَحْلٌ من خَيل الْعَرَب مَعْرُوف، وَمِنْه قَول طُفَيْل: عَناجِيجُ من آلِ الصّريح وأَعْوَجٍ مَغَاوِيرُ فِيها للأرِيبِ مُعَقِّب وصَرِيحُ النُّصْحِ: مَحْضُه.

أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: صَرَحَ الشيءَ وصَرّحَه وأَصْرَحَه إِذا بَيَّنَهُ وأَظْهَرَه، وَقَالَ الهُذَلي: وكَرّمَ مَاء صَرِيحاً أَي خَالِصا، وَأَرَادَ بالتكريم التكثير، وَهِي لُغَة هُذَلِيَّة. وَيُقَال: صَرّحَ فلَان مَا فِي نَفسه تَصْريحا إِذا أَبْدَاه، وصَرّحَتِ الخمرُ تَصْريحاً إِذا ذهب مِنْهَا الزّبَدُ وَقَالَ الْأَعْشَى: كُمَيْتاً تكَشَّفُ عَن حُمْرَةٍ إِذا صَرّحَتْ بَعْدَ إزبَادِهَا وَيُقَال: جَاءَ بالكُفْر صُرَاحاً أَي جِهَاراً قلت: كَأَنَّهُ أَرَادَ صَرِيحاً. أَبُو عُبَيْد عَن الفرّاء: لَقِيتُه مُصارحَةً ومُقَارَحَةً، وصِرَاحاً وكِفَاحاً بِمَعْنى وَاحِد، وَذَلِكَ إِذا لَقِيتُه مُوَاجَهَةً. وَيُقَال: صَرّحَتِ السنَةُ إِذا ظهَرَتْ جُدُوبَتُها، وَقَالَ سَلامةُ بن جَنْدل: قومٌ إِذا صَرّحَتْ كَحْلٌ بُيُوتَهُم مَأْوَى الضُّيُوفِ ومأْوى كلِّ قُرْضُوب وَمن أَمْثَال الْعَرَب: صَرّحَتْ بِجِدّانٍ وجِلْدَانٍ إِذا أَبْدَى الرجُلُ أَقْصَى مَا يُرِيدُه. والصَّرِيحُ: الخالِصُ، والصَّرَحُ مِثْلُه. وَأنْشد ابْن السِّكّيت قولَه: تعلو السيوفُ بأَيْدِيهم جَمَاجِمَهُم كَمَا يُفَلَّق مَرْوُ الأمْعَزِ القَرَح ويومٌ مصرِّحٌ: لَا سَحَاب فِيهِ وَلَا رِيح، وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ: إِذا امْتَلَّ يهوِي قلتَ ظِلُّ طَخَاءَة ذرا الرِّيحُ فِي أعقاب يَوْم مُصَرِّحِ أَي ذراه الرّيح فِي يَوْم مُصْحٍ. اللَّيْث: خَمْرٌ صُرَاح وصُرَاحِيَةٌ، وكأسُ صُرَاح: غير ممزوجة، وَجَاء بالْكفْر صُراحاً أَي خَالِصا جهاراً. شمر عَن ابْن شُمَيْل: الصَّرْحَةُ من الأَرْض: مَا اسْتَوَى وَظهر، يُقَال: هم فِي صَرْحَةِ المِرْبَدِ، وصرْحَةِ الدَّار، وَهُوَ مَا اسْتَوَى وَظهر، وَإِن لم يظْهر فَهُوَ صرحة بعد أَن يكون مُسْتَوِياً حَسَناً. قَالَ: وَهِي الصَّحرَاء فِيمَا زعم أَبُو أَسْلَم، وَأنْشد: كَأَنَّهَا حِين فاض الماءُ واخْتَلَفَتْ فَتْخَاءُ لاحَ لَهَا بالصرْحة الذّيبُ حرص: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الحَرْصَةُ والشَّقْفَة والرَّعْلَةُ والسَّلعَة: الشَّجَّةُ. اللَّيْث: حَرَصَ يحْرِصُ حِرْصاً، وَقَول الْعَرَب: حَرِيصٌ عَلَيْك مَعْنَاهُ حَرِيصٌ على نفعك. وَقوم حُرَصاء وحِرَاصٌ. قلت: اللُّغَة الْعَالِيَة حَرَصَ يحرِص، وأمَّا حَرِصَ يَحْرَص فلغة رَدِيئَة والقراء مجمعون على: {: ُ: ِوَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} (يُوسُف: 103) . وَقَالَ اللَّيْث: الْحَرْصةُ مِثل العَرْصة إِلَّا أَن الحَرْصة مُستقَر وسط كل شَيْء، والعَرْصةُ: الدَّار، قلت: لم أسمع حَرْصة بِمَعْنى العَرصة لغير اللَّيْث: وَأما الصرحةُ فمعروفة. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي وَغَيره قَالَ: أول الشِّجَاج الحارصة، وَهِي الَّتِي تحرِصُ الْجلد أَي تَشُقّه قَلِيلا، وَمِنْه قيل: حَرَصَ

القَصّارُ الثوبَ إِذا شَقَّه، وَقد يُقَال لَهَا: الحَرْصةُ. وَقَالَ ابْن السّكيت: قَالَ الْأَصْمَعِي: الحريصةُ: سَحَابَة تَقْشِر وَجه الأَرْض وتُؤثر فِيهِ من شدَّة وَقْعها وَنَحْو ذَلِك روى أَبُو عُبَيد عَنهُ، وأصل الحَرْصُ: القشر، وَبِه سُمِّيَت الشَّجّة حارِصة، وَقيل للشرِه حَرِيص، لِأَنَّهُ يَقْشِر بحرصه وَجُوه النَّاس يسألهم. والحِرْصِيانُ فِعْليَانٌ من الحَرْصِ وَهُوَ القَشْرُ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: يُقَال لباطن جِلْدِ الْفِيل حِرْصيان، وَقيل فِي قَول الله جلّ وعزّ: {خَلْقٍ فِى ظُلُمَ ? تٍ} (الزُّمَر: 6) هِيَ الحِرْصيان والغِرْس والبطن، قَالَ: والحِرْصِيان: بَاطِن جلد الْبَطن، والغِرْسُ: مَا يكون فِيهِ الْوَلَد. وَقَالَ فِي قَول الطرمَّاح: وَقد ضُمِّرتْ حَتَّى انْطَوَى ذُو ثَلاثِها إِلَى أَبْهَرَي دَرْمَاء شَعْبِ السَّنَاسِن قَالَ: ذُو ثلاثها أَرَادَ الحِرْصِيان والغِرْسَ والبَطن. وَقَالَ ابْن السّكيت: الحرصِيَانُ: جِلدةٌ حمراءُ بَين الْجلد الْأَعْلَى وَاللَّحم تُقْشَرُ بعد السَّلْخ، وَالْجمع الحِرْصِيَانَات، وَذُو ثَلاَثها عَنَى بِهِ بَطنهَا، والثلاثُ: الحِرْصِيانُ، والرَّحِم، والسابِيَاءُ. قلت: الحرصِيان فِعْلِيَانٌ من الْحَرْصِ، وعَلى مِثَاله حِذْريان وصِلِّيَان. رصح: أهمله اللَّيْث. وروى ابْن الْفرج عَن أبي سعيد الضَّريرِ أَنه قَالَ: الأرْصَح والأرصَعُ والأزَلُّ. وَاحِد. قَالَ: وَقَالَ ذَلِك أَبُو عَمْرو، وَيُقَال: الرَّصَعُ: قُرْبُ مَا بَين الوَرِكَيْن، وَكَذَلِكَ الرَّصَح والرَّسَحُ والزَّللُ. ح ص ل حصل، لحص، صلح، صَحِلَ: مستعملة. حصل: قَالَ اللَّيْث: تَقول: حَصَلَ الشيءُ يحصلُ حُصولاً، قَالَ: والحاصِل من كل شيءٍ: مَا بَقِي وثبَتَ وَذهب مَا سواهُ يكون من الْحساب والأعمال ونحوِها. والتحصيل: تَمْيِيز مَا يَحصُل، وَالِاسْم الحَصِيلَةُ. وَقَالَ لبيد: وكل امرىءٍ يَوْماً سَيُعْلم سَعْيُه إِذا حُصِّلت عِنْد الْإِلَه الحصائِلُ وَقَالَ الفرّاء فِي قَوْله تَعَالَى: {? لْقُبُورِ وَحُصِّلَ مَا فِى ? لصُّدُورِ} (العَاديَات: 10) أَي بُيِّن. وَقَالَ غَيره: مُيِّزَ. وَقَالَ بَعضهم: جُمِعَ. اللَّيْث: الحَوْصَلة: حَوْصَلَة الطَّائر، وَيُقَال للشاة الَّتِي عَظُم من بَطنهَا مَا فَوق سُرَّتها حَوْصلٌ وَأنْشد: أَو ذَات أَوْنَيْن لَهَا حَوْصلُ قَالَ: والطائر إِذا ثَنَى عُنُقه وَأخرج حَوْصَلَته يُقَال: قد احوَنْصَل. وَقَالَ أَبُو النَّجم: وأصبَح: الروضُ لَوِيّاً حَوْصَلهُ وحَوْصلُ الرَّوْض: قَرَارُه، وَهُوَ أبطؤها هَيْجاً، وَبِه سُمِّيت حوصلةُ الطَّائِر، لِأَنَّهَا قَرَار مَا يَأْكُلهُ.

ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: زَاوِرةُ القَطَاة: مَا تحمل فِيهِ المَاء لفراخها، وَهِي حَوْصَلتها، قَالَ: والغَرَاغِرُ: الحَوَاصِلُ، وَيُقَال: حَوْصلَة وحَوْصلَّة وحَوْصِلاء مَمْدُود بِمَعْنى وَاحِد. أَبُو زيد: الحَوْصلَّةُ للطير بِمَنْزِلَة الْمعدة للإسنان، وَهِي المصارين لِذي الظِّلْفِ والخُفِّ، والقانصةُ من الطير تُدْعَى الْجِرِّيئَةُ مَهْمُوزَة على فِعِّيلَة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: من أدواء الْخَيل: الحَصَلُ والقَصَلُ، قَالَ: والحَصَلُ: سَفُّ الفرسِ التُّرابَ من البَقْل فيجتمِعُ مِنْهُ ترابٌ فِي بَطْنه فيقتله، قَالَ: فَإِن قَتَله الحصَلُ قيل: إِنَّه لَحَصِلٌ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الحَصلُ فِي أَوْلَاد الْإِبِل: أَن تَأْكُل التُّرَاب، وَلَا تُخرِجَ الجِرَّة وَرُبمَا قتَلها ذَلِك. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: وَفِي الطَّعَام مُرَيْرَاؤه وحَصَلُه وغَفَاه وفَغَاهُ وحُثَالتُه وحُفالتُه بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ: وحصَّلَ النّخل إِذا اسْتَدَارَ بلَحُه. وَقَالَ غَيره: أحصل القومُ فهم مُحْصِلون إِذا حصَّلَ نخْلُهم: وَذَلِكَ إِذا استبان البُسْرُ وتدحْرَج. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الْحَاصِل: مَا خَلَصَ من الفِضَّة من حِجَارَة المَعْدِن، وَيُقَال للَّذي يُخَلِّصه مُحَصِّل، وَأنْشد: أَلاَ رَجُلٌ جَزَاهُ الله خيرا يَدُلُّ عَلَى مُحَصِّلةٍ تُبِيتُ أَي تُبِيتُني عِنْدهَا لأُجَامِعها صَحِلَ: قَالَ اللَّيْث: الصّحَل. صَوتٌ فِيهِ بُحَّة، يُقَال: صَحِلَ صوتُه صَحَلاً فَهُوَ صَحِلُ الصَّوْت. وَفِي صفة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين وصَفَتْه بهَا أُمُّ مَعْبَد: (وَفِي صوتِه صَحَلٌ) أَرَادَت أنَّ فِيهِ كالبُحّة، وَهُوَ ألاّ يكون حادّاً. وَقَالَ ابْن شُمَيل: الأصْحَل: دون الأبَحّ، إِنَّمَا الصَّحَل: جُشوءٌ فِي الصَّوْت إِذا لم يكن صافياً وَلَيْسَ بالشديد، وَلكنه حَسَنٌ، يُوصف بِهِ الظِّباء، وَأنْشد: إِن لَهَا لَسَائقاً إِن صَحَّا لَا صَحِلَ الصوتِ وَلَا أَبَحّا إِذا السُّقَاةُ عَرَّدُوا أَلَحَّا صلح: اللَّيْث: الصُّلْح: تَصالُح الْقَوْم بَينهم، والصَّلاَح: نقيض الْفساد، والإصلاح: نقيض الْإِفْسَاد، ورجُلٌ صَالح: مُصلحٌ، والصالح فِي نَفسه، والمصلح فِي أَعماله وأُموره، وَتقول: أصلحتُ إِلَى الدَّابَّة إِذا أحسنتَ إِلَيْهَا. والصِّلْحُ: نهر بمَيْسان. وَيُقَال: صلَح فلانٌ صُلُوحاً وصَلاحاً، وَأنْشد أَبُو زيد: فكيفَ بأطرافي إِذا ماشَتَمْتَني وَمَا بعد شَتْم الْوَالِدين صُلُوح والصِّلاَح بِمَعْنى الْمُصَالحَة، وَالْعرب تؤنِّثها، وَمِنْه قَول بِشْر بن أبي خازم: يَسُومون الصِّلاح بذاتِ كَهْفٍ وَمَا فِيهَا لَهُم سَلَعٌ وَقَارُ وَقَوله: وَمَا فِيهَا أَي فِي الْمُصَالحَة وَلذَلِك أنّث الصِّلاَح.

وصَلاَحِ: اسْم لِمَكَّة على فَعَالِ. والمصْلَحَةُ: الصَّلاَح. وتصالح الْقَوْم واصّالحوا واصطلحوا بِمَعْنى وَاحِد. لحص: قَالَ اللَّيْث: اللَّحْص والتَّلْحِيص: استقصاءُ خبر الشَّيْء وَبَيَانه، تَقول: قد لحص لي فلَان خبرَك وأمرَك إِذا بيّن ذَلِك كُله شَيْئا بعد شَيْء، وَكتب بعض الفصحاء إِلَى بعض إخوانه كتابا فِي بعض الْوَصْف فَقَالَ: وَقد كتبت كتابي هَذَا إِلَيْك وَقد حَصَّلتُه ولَحّصْتُه وفَصَّلته ووصّلْتُه وَبَعض يَقُول: لَخَّصتُه بِالْخَاءِ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ أَنه سَأَلَ أَبَا الْهَيْثَم عَن قَول أُمَيَّة بن أبي عَائِذ الهُذَليّ: قد كنتُ ولاَّجاً خُرُوجًا صَيْرَفا لم تَلْتَحِصْنِي حَيْصَ بَيْصَ لحَاص فَقَالَ: لحَاص أخرجه مُخْرَجَ قَطَام وحَذَامِ، قَالَ وَقَوله: لم تَلْتَحِصْنِي أَي لم تُثَبِّطْنِي. يُقَال: لحصتُ فلَانا عَن كَذَا، والْتَحصْتُه أَي حَبَسْتُه وثَبَّطْتُه. قَالَ: وَأَخْبرنِي الحرّاني عَن ابْن السّكيت فِي قَوْله: لم تَلْتَحِصْني أَي لم أَنْشَب فِيهَا. ولَحَاصِ فَعَال مِنْهُ. غَيره: لَحِصَتْ عينُه والْتَحَصَتْ إِذا الْتَزَقَت من الرَّمَص. وَقَالَ اللِّحياني: الْتَحَصَ فُلانٌ البيضَةَ إِذا تَحَسَّاها، والتحصَ الذئبُ عينَ الشَّاة، والْتَحَصَ بيضَ النَّعَام إِذا شَرِبَ مَا فِيهَا من المحِّ والبياضِ. ح ص ن حصن، حنص، صحن، نحص، نصح: مستعملة. حصن: قَالَ اللَّيْث: الحِصْنُ: كل مَوضِع حَصِين لَا يُوصَلُ إِلَى مَا فِي جَوْفه، تَقول: حَصُنَ يَحْصُن حَصَانَة، وحَصَّنَه صاحِبُه وأَحْصَنُه، والدِّرْعُ الحَصِينَةُ: المُحْكَمَةُ، وَقَالَ الْأَعْشَى: وكل دِلاصٍ كالأضَاةِ حَصِينَةٍ ترى فَضلهَا عَن رَيْعها يَتَذَبْذَبُ قَالَ شمر: الحَصينَة من الدُّرُوعِ: الأمِينَةُ المُتَدَانِيَةُ الحَلَق الَّتِي لَا يَحِيكُ فِيهَا السِّلَاح. وَقَالَ عنْتَرَةُ العبسيَّ. فَلَقَّى أَلَّتي بَدَناً حصيناً وَعَطْعَطَ مَا أَعَدَّ من السِّهَام وَقَالَ الله جلّ وعزّ فِي قصَّة دَاوُد: {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِّن بَأْسِكُمْ} (الأنبيَاء: 80) ، قَالَ الفرّاء: قرىء (ليُحْصِنَكم) وَ (لتُحْصِنَكم) و (لنُحْصِنَكُم) ، فَمن قَرَأَ (ليُحْصِنَكُم) فالتذكير لِلَّبُوسِ، وَمن قَرَأَ (لتُحْصِنَكُم) ذهب إِلَى الصّنْعَة، وَإِن شئْتَ جعلتَه للدِّرْع لِأَنَّهَا هِيَ اللَّبُوس وَهِي مُؤَنَّثَة، وَمعنى (ليُحْصِنَكُم) لِيَمْنَعكُم ويُحْرِزَكُم، وَمن قَرَأَ (لنُحْصِنَكُم) بالنُّون فَمَعْنَاه (لنُحصِنَكم) نَحن والفِعْل لله عزّ وجلّ. وَقَالَ اللَّيْث: الحِصَانُ: الفَحْلُ من الخَيلِ وَجمعه حُصُن. وتَحَصَّن إِذا تكلَّف ذَلِك. أَبُو عُبَيد عَن الْكسَائي: فرس حِصَانٌ بيَّن التَّحَصَّن، وامرأَةٌ حَصَانٌ بِفَتْح الْحَاء بَيِّنَةُ الحَصَانَةِ والحُصْنِ.

وَقَالَ شمر: امْرَأَة حَصَانٌ وحاصِنٌ وَهِي العَفيفَةُ، وَأنْشد: وحاصِنٍ من حاصِنَاتٍ مُلْسِ من الْأَذَى ومِنْ قِرَافِ الوَقْسِ الوَقْسُ: الجَرب. مُلْسٌ: لاعيب بِهن. وَقَالَ اللَّيْث: حَصُنَت المرأةُ تَحْصُن إِذا عَفَّت عَن الرِّيبَةِ فَهِيَ حَصَانٌ، قَالَ: والمُحْصَنَةُ: الَّتِي أحْصنهَا زَوجها، وَهِي الْمُحْصنَات، فَالْمَعْنى أَنَّهُنَّ أُحْصِنّ بأزواجهن. وَأَخْبرنِي الْإِيَادِي عَن شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي وَالْمُنْذِرِي عَن ثَعْلَب عَنهُ أَنه قَالَ: كَلَام الْعَرَب كُله على أفْعَلَ فَهُوَ مُفْعِل إِلَّا ثَلَاثَة أحرف أحْصَن فَهُوَ مُحْصَنٌ، وألْفَجَ فَهُوَ مُلْفَج، وأسْهَبَ فَهُوَ مُسْهَب. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: أجمع الْقُرَّاء: على نَصْبِ الصَّاد فِي الْحَرْف الأول من النِّسَاء فَلم يَخْتَلِفُوا فِي فتح هَذِه، لِأَن تَأْوِيلهَا ذواتُ الْأزْوَاج يُسْبَيْن فيُحِلُّهُنَّ السِّبَاءُ لمنْ وَطئهَا من المالِكين لَهَا، وتنقطع العِصْمَة بَينهُنَّ وَبَين أَزوَاجهنَّ بِأَن يَحِضْن حَيْضَة ويَطْهُرن مِنْهَا، فَأَما مَا سِوَى الْحَرْف الأول فالقُرّاء مُخْتَلفُونَ، فَمنهمْ من يكسر الصَّاد، وَمِنْهُم من يفتحها، فَمن نصب ذهب إِلَى ذَوَات الْأزْوَاج، وَمن كسر ذهب إِلَى أَنَّهُنَّ أسلَمْن فأَحْصَنَّ أنْفُسَهن فهن مُحْصِنَات. قلت: وَأما قَول الله جلّ وعزّ: {فَإِذَآ أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَ ? حِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى ? لْمُحْصَنَ ? تِ مِنَ ? لْعَذَابِ} (النِّساء: 25) فَإِن ابْن مَسْعُود قَرَأَ: (فَإِذا أحْصَنَّ) وَقَالَ: إحْصَانُ الأَمَةِ: إسْلامُها، وَكَانَ ابْن عَبَّاس يقْرؤهَا {فَإِذَآ أُحْصِنَّ} (النِّساء: 25) على مَا لم يُسَمّ فَاعله. ويفسره فَإِذا أُحْصِنّ بِزَوْج، وَكَانَ لَا يَرَى على الأَمَةِ حَدّاً مَا لم تتَزَوَّج، وَكَانَ ابْن مَسْعُود يرى عَلَيْهَا نِصْفَ حَدِّ الحُرَّة إِذا أسلمت وَإِن لم تُزَوّج وبِقَوْله يَقُول فُقَهاءُ الأمْصَارِ، وَهُوَ الصَّوَاب، وَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعبد الله بن عَامر وَيَعْقُوب فَإِذا أُحْصِنّ بضمّ الْألف، وَقَرَأَ حَفْصٌ عَن عَاصِم مثلَه، وَأما أَبُو بكر عَن عَاصِم فقد فتح الْألف وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ (فَإِذا أحْصنَّ) بفَتْح الْألف. وَقَالَ شمر: أَصْلُ الحَصانَة المَنْعُ، وَلذَلِك قيل: مَدِينةٌ حَصِينَةٌ، ودِرْعٌ حَصينَةٌ، وَأنْشد يُونُس: زَوْجُ حَصَانٍ حُصْنُها لم يُعْقَم وَقَالَ: حُصْنُها: تَحْصِينُها نفسَها. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: حَصَنَتِ المرأةُ نفسَها، وامرأةٌ حَصَانٌ وَحَاصِنٌ. سَلَمَةُ عَن الفرّاء فِي قَوْله: {وَ ? لْمُحْصَنَ ? تُ مِنَ ? لنِّسَآءِ} (النِّساء: 24) . قَالَ: المُحْصَنَاتُ: العَفَائِفُ من النِّسَاء، المُحْصنات: ذَوَات الأزْوَاج اللَّاتِي قد أَحْصَنَهُن أَزْوَاجُهُنّ. قَالَ: والمُحْصَنَات بِنَصْبِ الصَّادِ أكثرُ فِي كَلَام العَرَب. وَقَالَ الزّجاج فِي قَوْله: {مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَ ? فِحِينَ} (النِّساء: 24) . قَالَ: مُتَزَوِّجِينَ غَيْرَ زُنَاة.

قَالَ: والإِحْصَانُ: إحْصَانُ الفَرْج وَهُوَ إعْفَافُه، وَمِنْه قَوْله: {أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا} (الأنبيَاء: 91) أَي أعَفَّتْه، قلت: والأمَةُ إِذا زُوِّجَت جَازَ أَن يُقَال: قد أُحْصِنَتْ لِأَن تَزْويجها قد أَحْصَنَها وَكَذَلِكَ إِذا أُعْتِقَت فَهِيَ مُحْصَنَة لِأَن عِتْقَها قد أَعَفَّها، وَكَذَلِكَ إِذا أَسْلَمَت فَإِن إسْلاَمَها إِحْصَانٌ لَهَا. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: المِحْصَن: القُفْلُ. وخَيْلُ الْعَرَب: حُصُونُها، وهم إِلَى الْيَوْم يُسَمُّونَها حُصُوناً ذُكُورَها وإنَاثَها. وسُئِل بعضُ الحُكّام عَن رَجُل جَعَل مَالاً لَهُ فِي الحُصُون، فَقَالَ: اشْتَروا خَيْلاً واحْمِلُوا عَلَيْهَا فِي سَبِيل الله ذَهَب إِلَى قَولِ الجُعْفِيّ: وَلَقَد عَلِمْتُ عَلَى تَوَقِّيَّ الرَّدَى أَنَّ الحُصُونَ الخَيْلُ لَا مَدَرُ القُرَى وَالْعرب تسمي السِّلَاح كُلَّه حِصْنا، وَجعل سَاعِدَةُ الهُذَلِيُّ النِّصالَ أَحْصِنَةً فَقَالَ: وأَحْصِنَةٌ ثُجْرُ الظُّبَاتِ كأنَّها إِذا لم يُغَيِّبْها الجَفِيرُ جَحِيمُ الثُّجْرُ: العِرَاض، ويروى: وأَحْصَنَه ثُجْرُ الظُّبَاتِ أَي أَحْرَزَهُ. صحن: قَالَ اللَّيْث: الصَّحْنُ: سَاحَةُ وَسَطِ الدَّار، وساحة وسَط الفَلاة وَنَحْوهَا من متون الأَرْض وسَعَة بُطُونِها، وَأنْشد: ومَهْمَهٍ أَغْبَر ذِي صُحُونِ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الصَّحْنُ: المُسْتَوِي من الأرضِ. وَقَالَ ابْن شُمَيل: الصَّحْن: صَحْن الوَادِي، وَهُوَ سَنَده، وَفِيه شَيْء من إشْرافٍ عَن الأرضِ يُشْرِفُ الأولَ فالأوَّلَ كَأَنَّهُ مُسْنَدٌ إِسْنَادًا، وصَحْنُ الجَبَل، وصَحْنُ الأكمة مثله، وصُحُونُ الأرضِ: دُفُوفُها وَهُوَ مُنْجَرِدٌ يَسِيلُ وَإِن لم يكن مُنْجَرداً فَلَيْسَ بِصَحْن، وَإِن كَانَ فِيهِ شَجَرٌ فَلَيْسَ بِصَحْنٍ حَتَّى يَسْتَوِي. قَالَ: والأرضُ المُسْتَوِيَةُ أَيْضا مِثلُ عَرْصَة المِرْبَد صَحْنٌ. وَقَالَ الفرّاء الصَّحْنُ والصَّرْحَةُ: ساحة الدَّار وأَوْسَعُها. عَمْرو عَن أَبِيه: الصَّحْنُ: العَطِيَّةُ، يُقَال: صَحَنَه دِينَارا أَي أَعْطاهُ. وَقَالَ أَبُو زيد: خَرَجَ فلَان يَتَصَحَّن الناسَ أَي يسأَلُهُم. وَقَالَ أَبُو عَمرو: الصَّحْنُ: الضَّرْبُ، يُقَال: صَحَنَه عِشرين سَوْطاً أَي ضَرَبه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: أَوَّلُ الأقداحِ الغُمَرُ، وَهُوَ الَّذِي لَا يُرْوِي الْوَاحِد، ثمَّ القَعْب يُرْوِي الرَّجلَ، ثمَّ العُسُّ، ثمَّ الرِّفْد، ثمَّ الصَّحْنُ، ثمَّ التِّبْنُ، ونحوَ ذَلِك قَالَ أَبُو زَيْد فِيمَا رَوَى عَنهُ أَبُو عُبَيد. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَالُ للسَّائِلِ: هُوَ يتصحَّن الناسَ إِذا سَأَلَهُمْ فِي قَصْعَةٍ ونَحْوها. قَالَ: والصِّحْنَاةُ بِوَزْن فِعْلاة إِذا ذَهَبَت عَنْهَا الْهَاء دَخلهَا التَّنْوِين وَتجمع على الصِّحْنَى بطرح الْهَاء. وَقَالَ ابْن هانىء: سمعتُ أَبَا زَيْد يَقُول: الصِّحْنَاةُ: فارِسيَّة وتسميها الْعَرَب: الصِّيْر، قَالَ: وَسَأَلَ رجل الحَسَنَ عَن

الصِّحْنَاة؟ فَقَالَ وَهل يَأْكُل الْمُسلمُونَ الصِّحْنَاة قَالَ: وَلم يعرفهَا الحَسَنُ، لِأَنَّهَا فارِسِيَّة، وَلَو سَأَلَهُ عَن الصِّيرِ لأجابَه. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدة فِي كتاب (الْخَيل) : صَحْنا الأذُنَيْن من الفَرَس: مُسْتَقَرُّ داخِل الأذُنَيْن، قَالَ: والصَّحْنُ: جَوْفُ الْحَافِر، والجميع أَصْحَانٌ. وَقَالَ الأصْمَعي: الصَّحْنُ: الرَّمْح، يُقَال: صَحَنَه برجْله إِذا رَمَحَه بهَا، وَأنْشد قولَه يصف عَيْراً وأَتَانه: قوداءُ لَا تَضَغْن أَو ضَغُونُ مُلِحَّةٌ لنَحْرِه صَحُونُ يَقُول: كُلَّما دَنَا الحِمَارُ مِنْهَا صَحَنَتْه أَي رَمَحَتْه. نصح: قَالَ اللَّيْث: فلانٌ ناصِحُ الجَيْبِ مَعْنَاهُ ناصِحُ القلبِ لَيْسَ فِيهِ غِشٌّ. قَالَ: وَيُقَال: نَصَحْتُ فلَانا ونَصَحْتُ لَهُ نُصْحاً ونَصِيحةً، وإنّ فلَانا لَنَاصِحُ الجيْب، مثل قَوْلهم: طَاهِر الثِّيَاب. يُرِيدُونَ بِهِ نَاصح الصَّدْر. وَقَالَ اللَّيْث: النِّصاحَةُ: السُّلُوكُ الَّتِي يُخَاطُ بهَا، وتصغيرها نُصَيِّحَةٌ، وقميص منصوح أَي مَخِيط. أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمرو قَالَ: النِّصَاحات الجُلُودُ، وَقَالَ فِيهِ الأعْشى: فَتَرَى القومَ نَشَاوَى كُلَّهُم مِثْلَما مُدَّتْ نِصَاحَاتُ الرُّبَحْ والرُّبَحُ، قَالَ بَعضهم: أَرَادَ بِهِ الرُّبَع. وَقَالَ المؤرّج: النِّصَاحَاتُ: حِبَال يُجْعَل لَهَا حَلَق وتنصب للقُرُودِ إِذا أَرَادوا صيدها، يَعْمِد رجل فَيجْعَل عِدَّةَ حِبَالٍ، ثمَّ يَأْخُذ قِرْداً فَيَجْعَلهُ فِي حَبل مِنْهَا، والقرود تنظر إِلَيْهِ من فَوق الْجَبَل، ثمَّ يَتَنَحّى الحابِلُ فتنزل القرودُ فَتدخل فِي تِلْكَ الحبال، وَهُوَ ينظر إِلَيْهَا من حَيْثُ لَا ترَاهُ، ثمَّ ينزل إِلَيْهَا فَيَأْخُذ مَا نشب فِي الحبال، وَهُوَ قَول الْأَعْشَى: مِثْلَما مُدَّت نِصَاحَاتُ الرُّبَحْ قَالَت: والرُّبَحُ: القُرُودُ، وأَصْلُه الرُّباحُ. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي وَأبي زيد: نصَحْتُ القيمصَ أَنْصَحُه نَصْحاً إِذا خِطْتَه، قَالَ: والنِّصَاحُ: الخَيْطُ، وَبِه سُمِّي الرَّجُلُ نِصَاحاً. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: المُتَنَصَّحُ: المُخَيَّطُ وَقَالَ ابْن مقبل: غَدَاةَ الشَّمال الشُّمْرُخُ المُتَنَصَّحُ وروى عَن أَكْثَم بن صَيْفي أَنه قَالَ: (إيَّاكُمْ وَكَثْرَة التنصح فَإِنَّهُ يُورِثُ التُّهمَة. وَقَالَ الفَرَّاءُ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {? للَّهِ تَوْبَةً} (التّحْريم: 8) قَرَأَهَا أَهْلُ الْمَدِينَة بِفَتْح النُّون. وَذكر عَن عَاصِم (نُصُوحاً) بِضَم النُّون. قَالَ الفرَّاء: وَكَانَ الَّذين قرأوا (نُصُوحاً) أَرَادوا الْمصدر مثل القُعود، وَالَّذين قرأوا (نَصُوحاً) جَعَلُوهُ من صفة التَّوْبَة، وَالْمعْنَى أَن يُحَدِّثَ نَفسه إِذا تَابَ من ذَلِك الذَّنب ألاَّ يعود إِلَيْهِ أبدا. وسُئِل أَبُو عَمْرو عَن نُصوحاً فَقَالَ: لَا أعرفهُ. قَالَ الفرّاء: قَالَ المُفَضَّل: بَات عَذُوباً

وعُذوباً، وعَرُوساً وعُرُوساً. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: تَوْبَةٌ نَصُوحٌ: بالِغَةٌ فِي النُّصْح. قَالَ: وَمن قَرَأَ نُصُوحاً فَمَعْنَاه يَنْصَحُون فِيهَا نُصُوحاً. وَقَالَ غَيره: النَّاصِحُ: الخالِصُ، وَقَالَ الهُذَلِيُّ: فأَزَالَ نَاصِحَها بأَبْيض مُفْرَطٍ من مَاء أَلْخَابٍ عَلَيْهِ التَّأْلَبُ يصف رجلا مَزَجَ عسلا صافياً بِمَاء حَتَّى تَفَرَّقَ فِيهِ. وَقَالَ أَبُو زيد: نَصَحْتُه أَي صَدَقْتُه، وتَوْبَةٌ نَصُوحٌ: صادِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: النَّاصِحُ: النَّاصِعُ فِي بَيت سَاعِدَة الهُذَلِيّ، حَكَاهُ أَبُو تُرَاب، قَالَ: وَقَالَ النَّضْرُ: أَرَادَ أنَّه فرّق بَين خالصها ورديئها بأبيض مُفْرَط أَي بِمَاء غَدِير مَمْلُوء. أَبُو عُبَيد عَن الأصْمَعي: إِذا شَرِبَ حَتَّى يَرْوَى قَالَ: نَصَحْتُ الرِّيّ بالصَّاد وبَضَعْتُ ونَقَعْتُ مثله. وَيُقَال: إِن فِي ثَوْبك مُتَنَصَّحاً أَي مَوضعَ خِياطة وَإِصْلَاح، كَمَا يُقَال: إِن فِيهِ مُتَرَقَّعاً. وَقَالَ النَّضر: نَصَح الغيْثُ الْبِلَاد نَصْحاً إِذا اتَّصل نَبْتُها فَلم يكن فِيهِ فضاءٌ وَلَا خَلَلٌ، وَقَالَ غَيره: نَصَح الغيثُ البلادَ ونصَرَها بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ أَبُو زيد: الأرضُ المنصوحةُ هِيَ المَجُودَةُ نُصِحت نَصحاً. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للإِبْرَة: المنْصَحَة فَإِذا غَلُظَت فَهِيَ الشَّغِيزَةُ. وَيُقَال: انْتَصَحْتُ فلَانا وَهُوَ ضد اغْتَشَشْته وَمِنْه قَوْله: أَلا رُبّ من تَغْتَشُّه لَك ناصحٌ ومُنتَصِحٍ بادٍ عَلَيْك غَوائلُهْ تَغْتَشُّه: تعُدُّه غاشًّا لَك، وتَنْتَصِحُه: تعدُّه ناصحاً لَك. وَيُقَال: نصَحْتُ فلَانا نصْحاً، وَقد نصَحْتُ لَهُ نصيحتي نُصوحاً أَي أَخْلَصتُ وصَدَقْتُ. نحص: قَالَ اللَّيْث: النَّحُوصُ: الأتَان الوحشيَّة الحائلُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ الأصمعيّ: النَّحُوصُ من الأُتُنِ: الَّتِي لَا لَبنَ لَهَا. وَقَالَ شمر: النَّحُوصُ: الَّتِي مَنعَها السِّمَنُ من الحَمْل، وَيُقَال: هِيَ الَّتِي لَا لَبَنَ لَهَا وَلَا وَلدَ لَهَا. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: يَا لَيْتَني غُودِرْت مَعَ أصحابِ نُحْصِ الجَبَل، أَرَادَ يَا لَيْتَني غُودِرْتُ شَهِيدا مَعَ شُهَدَاء أُحُد. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: النُّحْصُ: أصلُ الْجَبَل وسَفْحُه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي. قَالَ: المِنْحاصُ: المرأةُ الدقيقة الطَّوِيلَة. حنص: قَالَ اللَّيْث: الحِنْصَأوَةُ من الرِّجَال: الضَّعِيف، يُقَال: رأيتُ رجلا حِنْصَأْوَةً أَي ضَعِيفا، وَقَالَ شمر نَحوه، وَأنْشد: حَتَّى ترى الحِنْصَأْوَةَ الفَرُوقَا مُتَّكِئاً يَقْتَمِحُ السَّوِيقَا

ح ص ف حصف، حَفْص، صفح، صحف، فصح، فحص: (مستعملة) . حصف: يُقَال: رجل حَصِيفٌ بَيّن الحَصافة، وَقد حَصُفَ حَصافة إِذا كَانَ جَيِّد الرَّأْي مُحْكَم العَقِل. وثوْبٌ حَصِيفٌ إِذا كَانَ مُحْكَمَ النسج صفيقَهُ. ورَأْيٌ مُسْتَحْصِفٌ، وَقد استَحْصَفَ رأيُه إِذا استحكم، وَكَذَلِكَ المُسْتَحْصِد. وَيُقَال للْفرس وَغَيره: أَحْصَفَ إحْصَافاً إِذا عَدَا فأَسرَعَ وَفِيه تقارُب، وَمِنْه قَول العَجّاج: ذَارٍ إِذا لاَقَى العَزَازَ أَحْصَفَا رَوَاهُ أَبُو عُبَيد عَن أَصْحَابه. وَقَالَ الليثُ: الحَصَفُ: بَثْرٌ صغَار يَقِيحُ وَلَا يَعْظُم وَرُبمَا خرجَ فِي مَرَاقّ البَطن أيامَ الحرِّ. يُقَال: حَصِف جِلْدُه حَصفاً. وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: حَصِفَ فلانٌ يَحْصَفُ حَصَفاً، وبَثِرَ وَجهُه يَبْثَرُ بَثَراً. وَقَالَ اللَّيْث: الحَصَافَةُ: ثَخَانَة الْعقل ورجلٌ حَصِيفٌ وحَصِفٌ. وأَحْصَفَ الناسجُ نَسْجَه، وَيُقَال: اسْتَحْصَفَ القومُ واستَحصَدُوا إِذا اجْتَمعُوا، قَالَ الْأَعْشَى: تأْوِي طوائِفُها إِلَى مَحْصوفَةٍ مَكْروهةٍ يَخشَى الكُمَاةُ نِزالَها قلتُ: أَرَادَ بالمحصوفة كَتِيبَة مَجْمُوعَة، وَجعلهَا مَحْصوفة من حُصِفَت فَهِيَ مَحصوفة. وَفِي (النَّوَادِر) : حَصبْتُه عَن كَذَا وَكَذَا، وأَحْصَبَتْهُ وحَصفْتُه وأحْصفْتُه، وحَصَيتُه وأَحصَيتُه إِذا أقْصَيتَه. فصح: الليثُ: الفِصحُ: فِطْر النَّصَارَى. قَالَ: والمُفْصِحُ من اللَّبَنِ إِذا ذهب عَنهُ اللِّبَأُ وكثُر مَحْضُه وقلَّت رَغْوته، وَيُقَال: فَصَّحَ اللبنُ تَفْصيحاً. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: أولُ اللَّبَن اللِّبَأُ ثمَّ الَّذِي يَلِيهِ المُفصِح. يُقَال: أفْصح اللَّبنُ إِذا ذهب عَنهُ اللِّبأُ. وَقَالَ اللَّيْث: رجل فَصِيحٌ، وَقد فَصُحَ فصاحةً، وَقد أفْصح الرجلُ القولَ، فَلَمَّا كثُر وعُرِف أضمروا القَوْل واكتفوا بِالْفِعْلِ، كَمَا تَقول: أَحْسَن، وأَسرع، وأَبْطأ، وَإِنَّمَا هُوَ أَحْسَنَ الشيءَ وأسرعَ، الْعَمَل. قَالَ: وَقد يَجِيء فِي الشّعرِ فِي وصف العُجْم أفْصح يرادُ بِهِ بَيَان القَوْل، وَإِن كَانَ بِغَيْر الْعَرَبيَّة كَقَوْل أبي النَّجْم: أَعْجَم فِي آذانها فصيحاً يَعْنِي صَوت الْحمار أَنه أعْجَمُ وَهُوَ فِي آذان الأَتنِ فصيح بَيِّن. وَيُقَال: أَفْصِحْ لي يَا فلَان وَلَا تُجَمْجِم قَالَ: والفَصِيحُ فِي كَلَام الْعَامَّة المُعْرِبُ. وَقَالَ غَيره: يُقَال: قد فَصَحَك الصُّبْحُ أَي بَانَ لَك وغَلَبَك ضَوْؤُه، وَمِنْهُم مَن يَقُول: فَضَحَك. وَقَالَ أَبُو زيد: مَا كَانَ فُلانٌ فَصِيحاً، وَلَقَد فَصُح فَصاحَةً، وَهُوَ البيِّن فِي اللِّسَان

والبلاغة، وَيُقَال أفْصح الصبيُّ فِي مَنْطِقه إفْصَاحاً إِذا فهمتَ مَا يَقُول فِي أول مَا يتَكَلَّم: وأفصح الأغْتَمُ إِذا فهمتَ كَلَامه بعد غُتْمَتِه. وَقَالَ ابْن شُمَيل: هَذَا يومٌ فِصْحٌ كَمَا ترى، والفِصْحُ: الصَّحْوُ من القُرِّ إِذا لم يكن فِيهِ قُرّ فَهُوَ فِصْح وَإِن كَانَ فِيهِ غَيمٌ ومَطَرٌ وريحٌ بعد ألاّ يكون فِيهِ قُرّ، وَكَذَلِكَ الفَصْيَةُ، وَهَذَا يَوْم فَصْيَةٍ كَمَا ترى، وَقد أفْصَينَا من هَذَا القُرِّ أَي خرجنَا مِنْهُ وَقد أفْصى يَومنا. وأفْصَى القُرُّ إِذا ذهب قَالَه ابْن شُمَيْل. صحف: قَالَ اللَّيْث: الصُّحُفُ: جماعةُ الصَّحِيفة، وَهَذَا من (النَّوَادِر) ، وَهُوَ أَن تجْمَع فَعِيلَة على فُعُل، قَالَ: وَمثله سفينة وسُفُن، وَكَانَ قياسُهما صحائفُ وسَفائن، قَالَ: وَقَول الله جلّ وعزّ: {? لاُْولَى ? صُحُفِ إِبْرَ ? هِيمَ وَمُوسَى ?} (الْأَعْلَى: 19) يَعْنِي الْكتب الَّتِي أنزلت عَلَيْهِمَا، قَالَ: وصحيفةُ الوَجْه: بَشَرَةُ جِلده. وَأنْشد: إِذا بَدَا من وَجهك الصَّحِيفُ قَالَ: وَإِنَّمَا سُمِّي المُصْحَفُ مُصْحَفاً لِأَنَّهُ أُصْحِفَ أَي جعل جَامعا للصُّحُف الْمَكْتُوبَة بَين الدَّفَّتَيْن. وَقَالَ الفرّاء: يُقَال: مُصحفٌ ومِصْحَف، كَمَا يُقَال: مُطرَفٌ ومِطرَفٌ قَالَ: وَقَوله: مُصحف من أُصْحِفَ أَي جُمِعت فِيهِ الصُّحُف، قَالَ: وأُطرِف: جُعل فِي طرَفيْه العَلَمان، قَالَ: فاستثقلت العربُ الضمة فِي حُرُوف فَكسرت الْمِيم، وَأَصلهَا الضَّم، فَمن ضَمّ جَاءَ بِهِ على أَصله، وَمن كَسره فلاستثقاله الضمة، وَكَذَلِكَ قَالُوا فِي المُغزَل مِغْزَلاً، والأصلُ مُغْزَل من أُغْزِل أَي أُدِير. وَقَالَ أَبُو زيد: تَمِيم تَقول: المِغْزَلُ والمِطْرَفُ والمِصحف، وَقيس تَقول: المُطرَف والمُغْزَل والمُصحَف. وَقَالَ اللَّيْث: الصَّحْفة: شبه قَصْعة مُسْلَنْطِحَة عريضة وجَمْعُها صِحَاف. وَأنْشد: والمَكَاكِيك والصِّحَاف من الفِ ضةِ والضامِزاتُ تَحت الرِّحَالِ وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {تُحْبَرُونَ يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَ ? فٍ مِّن ذَهَبٍ} (الزّخرُف: 71) . أَبُو عُبَيد عَن الكِسائي: أعظَمُ القِصَاع الجَفْنة، ثمَّ القَصْعةُ تَلِيهَا تُشْبع العَشَرَة، ثمَّ الصَّحْفَة تشبع الْخَمْسَة وَنَحْوهم، ثمَّ المِئكَلَة تُشْبع الرجلَيْن وَالثَّلَاثَة، ثمَّ الصُّحَيْفة تُشْبِعُ الرجل. قَالَ اللَّيْث: وَالَّذِي يَرْوِي الْخَطَأ على قِرَاءَة الصُّحُف هُوَ المُصَحِّف والصَّحَفِيُّ. صفح: قَالَ اللَّيْث: الصَّفْحُ: الْجَنب، وصفْحا كلِّ شيءٍ جانباه، قَالَ: وصَفْحَتا السَّيْف: وجهاه. وصفْحةُ الرجل: عُرْضُ وَجهه، وسَيفٌ مُصْفَحٌ: عريض، والصَّدْر المُصفَح كَذَلِك، وَأنْشد للأعشَى: أَلسنا نَحن أكرَمَ إِن نُسِبنا وأَضرَبَ بالمُهَنَّدَةِ الصِّفاح يَعْنِي العِراض، وَأنْشد: وصدرِي مُصْفَحٌ للْمَوْت نَهْدٌ إِذا ضاقَتْ عَن الموْتِ الصُّدُور

وَفِي حَدِيث حُذَيفة أَنه قَالَ: (القُلوبُ أَرْبَعَة: فقلْبٌ أغلفُ، فَذَاك قلب الْكَافِر، وقلبٌ مَنكوسٌ فَذَاك قلب رَجَعَ إِلَى الكُفر بعد الْإِيمَان، وقلبٌ أَجْرَدٌ مثل السِّرَاج يَزْهَر فَذَاك قلب المؤمِن، وقلب مُصْفح اجتمعَ فِيهِ النِّفاق والإيمانُ، فَمَثَل الْإِيمَان فِيهِ كمَثلِ بَقْلَةٍ يُمِدُّها الماءُ العَذْب، ومثَل النِّفَاق فِيهِ كَمثل قَرْحَة يُمِدُّها القَيْحُ والدّم، وَهُوَ لأيِّهما غَلَب) . وَقَالَ شمر فِيمَا قرأتُ بخطِّه: الْقلب المُصْفَح، زعم خَالِد أَنه المُضْجع الَّذِي فِيهِ غلّ، الَّذِي لَيْسَ بخالص الدِّين. وَقَالَ ابْن بُزرْج: المُصفَح: المقلوب. يُقَال: قلبْتُ السَّيْف وأَصْفَحْتُه وصابَيْتُه. فالمُصفَحُ والمُصابَى: الَّذِي يُحَرَّف عَن حَدِّه إِذا ضُرِب بِهِ ويُمَال إِذا أَرَادوا أَن يغمدوه. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو وَغَيره: ضَرَبه بِالسَّيْفِ مُصْفَحاً إِذا ضَرَبه بعُرْضه. وَقَالَ الطِّرِمَّاح: فلمَّا تناهتْ وَهِي عَجْلَى كَأَنَّهَا على حَرْفِ سيفٍ حَدُّه غير مُصْفَح قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: المُصْفَح: العَرِيض الَّذِي لَهُ صفحاتٌ لم تستقم على وَجْه وَاحِد كالمُصْفَح من الرُّؤُوسِ لَهُ جوانِب. قلت: وَالَّذِي عِنْدِي فِي الْقلب المُصْفَح أنَّ مَعْنَاهُ الَّذِي لَهُ صَفْحَان أَي وَجْهَان يَلقى أهل الكُفْرِ بِوَجْه، ويلقى الْمُؤمنِينَ بِوَجْه. وصَفْحُ كلِّ شَيْء: وَجهه وناحيتُه، وَهُوَ معنى الحَدِيث الآخر: (من شَرِّ الرِّجَال ذُو الْوَجْهَيْنِ الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْه وَهَؤُلَاء بِوَجْه) وَهُوَ الْمُنَافِق. وَيُقَال: صَفَحَ فلانٌ عنِّي أَي أَعْرَضَ بوجههِ وَوَلاَّني وَجه قَفاه. وَأنْشد أَبُو الْهَيْثَم: يَصْفَحُ للقِنَّة وَجها جَأْبا صَفْحَ ذِرَاعَيْه لِعَظْمٍ كَلْبَا قَالَ: وصف حبلا عرّضه فاتِلُه حِين فتله فَصَارَ لَهُ وَجْهَان، فَهُوَ مَصْفُوحٌ أَي عريضٌ، وَقَوله: صَفْح ذِرَاعَيْهِ أَي كَمَا يبْسُط الْكَلْب ذِراعيْه على عَرْقٍ يُوَتِّدُه على الأَرْض بذراعيه يَتَعَرَّقه، وَنصب كَلْبا على التَّفْسِير. قَالَ: وصَفْحَتا العُنُق: ناحيتاه، وصَفْحَتا الوَرَق: وجهاه اللَّذَان يُكْتَبُ فيهمَا فَجعل حُذَيفَة قلب الْمُنَافِق الَّذِي يَأْتِي الكُفار بِوَجْه وَأهل الْإِيمَان بِوَجْه آخر ذَا وَجْهَيْن. وَقَالَ رجل من الْخَوَارِج: (لنَضْرِبَنَّكم بِالسُّيُوفِ غير مُصْفَحات) يَقُول: نضْرِبُكم بحدّها لَا بِعُرْضها. وَقَالَ الشَّاعِر: تُحَيْتَ مناطِ القُرْط من غير مُصْفَحٍ أَجَاد بِهِ خَدّ المُقَلَّد ضَارِبُه وَيُقَال: أَتَانِي فلَان فِي حَاجَة فأصفَحْتُه عَنْهَا إصفَاحاً إِذا طلبَهَا فمنَعْتُه. والمُصَفَّحَات: السيوف العريضة وَهِي الصَّفائحُ واحدتُها صفيحة. وَقَالَ لبيد يصف السَّحَاب: كأنَّ مُصفَّحَاتٍ فِي ذُراه وأَنْوَاحاً عَلَيهن المآلي

شَبّه الْبَرْق فِي ظلمَة السَّحَاب بسيوف عِرَاضٍ، وَوَاحِد الصَّفائح صفيحة. وَيُقَال للحجارة العريضة صَفَائِح أَيْضا، واحدتها صَفيحَة وصفيح. وَقَالَ لبِيد: وصَفَائِحاً صُمّاً روا سِيها يُسَدِّدْن الغُضونا وَهِي الصُّفَّاح أَيْضا الْوَاحِدَة صُفَّاحة، وَمِنْه قَول النَّابِغَة: ويُوقِدْن بالصُّفَّاحِ نَار الحُباحِبِ وَأما قَول الله جلّ وعزّ: {حَكِيمٌ أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ ? لذِّكْرَ صَفْحاً أَن كُنتُمْ قَوْماً} (الزّخرُف: 5) الْمَعْنى أفَنُعْرِض عَن تذكيركم إعْرَاضًا من أجل إسرَافِكم على أنفُسِكم فِي كفركم، يُقَال: صَفَح عَن فلَان أَي أعرض عَنهُ مُوَلِّيا، وَمِنْه قَول كُثَيِّر يصف امْرَأَة أعرَضَتْ عَنهُ. صفُوحاً فَمَا تَلْقاك إِلَّا بَخيلَةً فَمَنْ مَلّ مِنْهَا ذَلِك الْوَصْل مَلَّتِ وَأما الصَّفوح من صِفَات الله جلّ وعزّ فَمَعْنَاه العَفُوّ. يُقَال: صَفَحْتُ عَن ذَنْبِ فلَان أَي أعْرَضت عَنهُ فَلم أُؤاخِذه بِهِ. قلت: فالصَّفُوحُ فِي نعت الْمَرْأَة المُعْرِضَةُ صَادَّةً هاجِرة والصَّفُوحُ فِي صفة الله العَفُوّ عَن ذَنْب عَبده معرِضاً عَن مجازاته تَكَرُّماً، فأحدهما ضد الآخر وَنصب قَوْله: صَفْحاً فِي قَوْله: {حَكِيمٌ أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ ? لذِّكْرَ صَفْحاً أَن كُنتُمْ قَوْماً} (الزّخرُف: 5) على الْمصدر: لأنّ معنى قَوْله {حَكِيمٌ أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ ? لذِّكْرَ صَفْحاً أَن كُنتُمْ قَوْماً} (الزّخرُف: 5) أَنُعْرِض عَنْكُم ونصفح وضَرْبُ الذِّكْر: رَدُّه وكَفُّه، وَقد أضْرب عَن كَذَا أَي كفَّ عَنهُ وَتَركه. وَقَالَ اللَّيْث: صفَحْتُ وَرَق الْمُصحف صَفْحاً وصَفَحْتُ القومَ إِذا عَرَضْتَهم وَاحِدًا وَاحِدًا، وتَصَفَّحْتُ وُجُوهَ الْقَوْم إِذا تأملتَ وُجُوههم تنظر إِلَى حُلاهم وصورهم وتَتَعَرَّف أَمرهم. قَالَ والصُّفَّاح من الْإِبِل الَّتِي عَظُمَت أسْنِمتُها، فَكَأَن سَنام النَّاقة يأْخُذُ قَرَاها، وجَمْعُها صُفَّاحات وصَفَافِيح. أَبُو عُبَيد: من أَسمَاء قِداح المَيْسر المُصْفَحُ والمُعَلَّى. قَالَ أَبُو عُبَيد، وَقَالَ أَبُو زيد: إِذا سقَى الرجلُ غيرَه أيَّ شراب كَانَ وَمَتى كَانَ قَالَ: صَفَحْتُ الرجلَ أصْفَحُه صَفْحاً، قَالَ: وصَفَحْتُ الرجلَ وأصْفَحْتُه كِلَاهُمَا إِذا سأَلَكَ فَمَنَعْته. وَفِي الحَدِيث: (التَّسْبِيحُ للرِّجال، والتَّصْفِيحُ للنِّسَاء) ، ويروى التَّصْفِيق ومعناهما وَاحِد، يُقَال: صَفَّح وصَفَّق بيدَيْهِ، وروى بَيت لبيد فِي صفة السَّحَاب: كأنَّ مُصَفِّحَاتٍ فِي ذُرَاه جعل المُصَفِّحَاتِ نسَاء يُصَفِّقْنَ بأيديهن فِي مأتم، شبّه صَوت الرَّعْد بتصفيقهن، وَمن رَوَاهُ: مُصَفَّحَات، أَرَادَ السيوف العَريضة، شبَّه بريق الْبَرْق بَبرِيقها. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الصَّافح: الناقةُ الَّتِي فقدت وَلَدهَا فَغَرَزَتْ وَذهب لَبنهَا وَقد صَفَحت صُفُوحاً. وَالرجل يصافحُ الرجل إِذا وضع صُفْحَ كَفِّه فِي صُفْح كَفّه وصُفْحا

كَفَّيْهما: وَجْهَاهُما. وصفْحٌ: اسْم رجل من كَلْب بن وَبْرَة، وَله حديثٌ عِنْد الْعَرَب مَعْرُوف. وصِفَاحُ نَعْمَانَ: جِبال تُتَاخِمُ هَذَا الْجَبَل وتُصَادفه. ونَعْمانُ: جَبل بَين مَكَّة والطائف. أَبُو زيد: من الرؤوس: المُصَفَح، وَهُوَ الَّذِي مُسِحَ جنبا رَأسه ونتأ جَبينُه فَخرج وَظَهَرت قَمَحْدُوَتُه، والأَرْأَسُ مِثْلُ المُصْفَح وَلَا يُقَال رؤاسِي. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: فِي جَبهته صَفَحٌ أَي عُرْضٌ فاحِشٌ. قَالَ: وناقَةٌ مُصَفَّحَةٌ ومُصَرَّاةٌ ومُصَوَّاة ومُصَرّبَةٌ بِمَعْنى وَاحِد. فحص: قَالَ اللَّيْث: الفَحْصُ: شِدَّةُ الطَّلَب خلال كلِّ شَيْء، تَقول: فَحَصْتُ عَن فُلانٍ، وفَحَصْتُ عَن أمْرِه لأعْلَم كُنْهَ حالِه، والدَّجاجَة تَفْحَص برجليها وجَناحيها فِي التُّرَاب تَتَّخِذ لنَفسهَا أُفْحُوصةً تبيض أَو تَجْثُم فِيهَا. وأَفاحيصُ القَطَا: الَّتِي تُفَرِّخُ فِيهَا، وَمِنْه اشْتُقَّ قَول أبي بكر: فحَصُوا عَن أوساط الرءُوس أَي عملُوها مثل أفاحِيص القَطَا. وَمِنْه الحَدِيث الْمَرْفُوع: (مَنْ بَنَى لله مَسْجداً، ولَوْ مثل مَفْحَص قَطَاةٍ بَنَى الله لَهُ بَيْتا فِي الْجنَّة) ، ومَفْحَصُ القطاة حَيْثُ تُفَرِّخ فِيهِ من الأَرْض، والمطر يفحصُ الحَصَى إِذا اشْتَدَّ وقْعُ غَبْيَتِه فَقلب الحَصَى ونحَّى بعضه عَن بعض، وغَبْيَةُ الْمَطَر: دَفْعَتُه الشَّدِيدَة بوابل من الْمَطَر. وَيُقَال: بَينهمَا فِحاصٌ أَي عَدَاوَة، وَقد فاحَصَني فلانٌ فِحَاصاً: كَأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا يَفْحَصُ عَن عيب صَاحبه وَعَن سِرِّه. وفلانٌ فَحِيصي ومُفَاحِصِي بِمَعْنى وَاحِد. حَفْص: قَالَ اللَّيْث: الدَّجاجةُ تُكَنى أُمّ حَفْصَة، وَولد الْأسد يُسمى حَفْصاً. وروى ابْن شُمَيْل عَن الْخَلِيل أَنه قَالَ: يُسمى ولد الْأسد حَفْصا. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ السَّبع أَيْضا. والزَّبِيلُ يُسمى حَفْصاً. وَجمعه أحْفاصٌ، وَهِي المِحْفَصَةُ أَيْضا. ح ص ب حصب، حبص، صبح، صحب: مستعملة. حصب: قَالَ اللَّيْث: الحَصَبُ: الحَطَبُ الَّذِي يُلْقَى فِي تَنُّور أَو فِي وَقُودٍ، فأمَّا مَا دَامَ غير مُسْتَعْمل لِلسُّجُورِ فَلَا يُسمَّى حَصَباً، قَالَ: والحَصْبُ: رَمْيُك بالحَصْبَاء: والحَصْبَاءُ: صغارُها وكِبَارُها. وَفِي الحَدِيث الَّذِي جَاءَ فِي مقتل عُثمان ح قَالَ: (تَحاصبُوا فِي الْمَسْجِد حَتَّى مَا أُبْصِرَ أَديمُ السَّمَاء) أَي ترامَوْا بالحصْباء. وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ? للَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ} (الأنبيَاء: 98) ذُكِرَ أنَّ الحَصَبَ فِي لُغَة أهلِ اليمنِ الحَطَب، وَرُوِيَ عَن عَلِيّ أَنه قَرَأَ

(حَطَبُ جَهَنَّم) . قلت: وَيُقَال: حَصَبْتُه أحْصِبُه حَصْباً إِذا رَمَيْتَه بالحصْباء، والحجَرُ المرْمِيّ بِهِ حَصَب، كَمَا يُقَال: نَفَضْتُ الشَّيْء نَفْضاً، والمنْفُوضُ نَفَضٌ فَمَعْنَى قَوْله: {حَصَبُ جَهَنَّمَ} (الأنبيَاء: 98) أَي يُلْقَوْنَ فِيهَا كَمَا يُلْقَى الحَطَبُ فِي النَّار. وَقَالَ الفرّاء: الحَصَبُ فِي لُغَة أهل نجد: مَا رَمَيْتَ بِهِ فِي النَّار، وحَصَبْتُ الرجلَ حصْباً إِذا رمَيْتَه، وَقَول الله: {بِ ? لنُّذُرِ إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَ ? صِباً} (القَمَر: 34) أَي عذَابا يَحْصِبهم أَي يَرْميهم بحِجارة من سِجِّيل. وَيُقَال للريح الَّتِي تَحْمِل التُّرابَ والحَصى حَاصِبٌ، وللسَّحَابِ يَرْمي بالبَرَد والثَّلْج حاصِبٌ لِأَنَّهُ يَرْمِي بهما رَمْياً، وَقَالَ الأعْشَى: لَنَا حَاصِبٌ مثلُ رِجْل الدَّبَى وجَأْواءُ تُبْرِقُ عنْهَا الهَيوبَا أَرَادَ بالحاصِبِ الرُّماة. وَفِي الحَدِيث أنَّ عُمَرَ أمَرَ بِتَحْصيبِ المَسْجِدِ وَذَلِكَ أَن يُلْقَى فِيهِ الحَصى الصغار، ليَكُون أَوْثَر للمُصلِّي وأغْفَرَ لِما يُلْقَى فِيهِ من الأقْشَاب والخَراشِيِّ والأقْذَار. وَيُقَال لموْضِع الجِمَارِ بمِنى المُحَصَّب. وَأما التَّحْصِيب فَهُوَ النَّوْمُ بالشِّعْبِ الَّذِي مَخْرَجُه إِلَى الأبْطَح سَاعَة من اللَّيْل ثمَّ يَخْرُجُ إِلَى مكَّة، وَكَانَ مَوْضِعاً نَزَل بِهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من غير أَنْ يَسُنَّه للنَّاس، فَمن شَاء حَصَّبَ وَمن شَاءَ لم يُحصِّب. والحَصْبَةُ: بَثْرَةٌ تَخْرُج بالإنسان وَيجوز الحَصَبَة، وهُما لُغتان قالهما الفرَّاء، وَقد حُصِبَ الرجلُ فَهُوَ مَحْصوب. وروى أَبُو عُبَيد عَن اليَزيدي: أرضٌ مَحْصَبةٌ: ذاتُ حَصْبَاء ومَحصاةٌ: ذاتُ حَصى. قَالَ أَبُو عُبَيد: وأرضٌ مَحْصَبَةٌ: ذاتُ حَصْبَة ومَجْدَرَةٌ: ذاتُ جُدَرِيّ. قَالَ: وَقَالَ الأصمعيُّ: الإحْصَابُ أَن يُثِيرَ الحَصَى فِي عَدْوه. وَمَكَان حاصِبٌ: ذُو حَصْبَاء، والحاصِبُ: العددُ الكثيرُ من الرَّحَّالَة، وَهُوَ معنى قَوْله: لَنَا حاصِبٌ مِثلُ رِجْلِ الدَّبَى شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: الحَاصِبُ من التُّراب: مَا كَانَ فِيهِ الحَصْبَاء. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الحَاصبُ: الحَصْباءُ فِي الرّيح يُقَال: كَانَ يوْمُنا ذَا حاصِبٍ، وريحٌ حاصِبٌ، وَقد حَصَبَتْنا تَحْصِبُنا. وريحٌ حَصِبَةٌ: فِيهَا حَصْبَاء، وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: حَفِيفُ نافِجَة عُثْنونُها حَصِب صحب: قَالَ اللَّيْث: الصَّحْبُ جمع الصاحب، والأصحابُ: جماعةُ الصَّحْب، وَيجمع الصاحِبُ أَيْضاً صُحْباناً وصُحْبَةً وصِحَاباً وصَحَابةً، قَالَ: والصَّحَابة مصدر قَوْلك: صاحَبَك الله وأحْسَن صَحَابتك. وَتقول للرّجُل: عِنْد التوديع: مُعاناً مُصاحَباً، وَمن قَالَ: مُعانٌ مُصَاحَبٌ فَمَعْنَاه أنْتَ مُعانٌ مُصاحَبٌ. قَالَ: والصُّحْبةُ: مصدر قَوْلك: صَحِب

يَصْحَبُ. وَقَالَ غيرُه: يُقَال: صاحِبٌ وأَصْحَابٌ كَمَا يُقَال شَاهِدٌ وأشْهاد، وناصِرٌ وأنصَارٌ، ومَنْ قَالَ: صاحِبٌ وصُحْبة فَهُوَ كَقَوْلِك: فَارِهٌ وفُرْهَة، وغُلامٌ رائِقٌ، والجميعُ رُوقة. ويُقَال: إنَّه لمِصْحابٌ لنا بِمَا يُحَبُّ وَقَالَ الأعْشَى: فَقَدْ أراكِ لنا بالوُدِّ مِصْحَاباً وَقد أَصْحَبَ الرجلُ إِذا كَانَ ذَا أَصْحاب، أَصْحَب إِذا انْقَادَ، وَقَالَ أَبُو عُبَيد: صَحِبْتُ الرجلَ من الصُّحْبة، وأصْحَبْتُ أَي انْقَدْتُ لَهُ، وَأنْشد: تَوالِيَ رِبْعِيِّ السِّقابِ فأَصْحَبَا وكل شَيْء لَازم شَيْئا فقد استصحبه، وَمِنْه قَوْله: إنّ لَك الْفضل على صاحبِي والمسك قد يَسْتَصْحِبُ الرَّامِكا وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله جلّ وعزّ: {وَلاَ هُمْ مِّنَّا يُصْحَبُونَ} (الأنبيَاء: 43) قَالَ: يَعْنِي الْآلهَة لَا تمنع أَنْفسهَا وَلَا هم منا يُصْحَبُون يَعْني يُجَارون أَي الْكفَّار، أَلا ترى أَن الْعَرَب تَقول: أَنا جارٌ لَك، وَمَعْنَاهُ أُجِيرُك وأمْنَعُك، فَقَالَ: يُصْحبون بالإجارَة، وَقَالَ قَتادة: لَا يُصْحَبون من الله بِخَير. وَقَالَ أَبُو عُثْمَان الْمَازِني: أصْحَبْتُ الرجلَ أَي مَنْعتُه، وَأنْشد قولَ الهُذَليّ: يَرْعَى برَوْض الحَزْنِ من أَبِّه قُرْبانَه فِي عانةٍ تُصْحَبُ أبُّه: كَلَؤُه. قُرْيانه: مجارى المَاء إِلَى الرياض، الْوَاحِد قَرِيّ، قَالَ: تُصْحَبُ: تُمْنَع وتُحْفَظَ، وَهُوَ من قَول الله: {وَلاَ هُمْ مِّنَّا يُصْحَبُونَ} (الأنبيَاء: 43) أَي يمْنَعُونَ، وَقَالَ غَيره: هُوَ من قَوْلك صَحِبَك الله أَي حفظك وَكَانَ لكَ جارا. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي وَأبي عَمْرو: أدِيمٌ مُصْحِب إِذا كَانَ على الْجلد شَعْرُه أَو صُوفُه أَو وَبَرُه، وَقَالَ ابْن بُزُرْج: إِنَّه يَتَصحَّب من مجالستنا أَي يستحي مِنْهَا، وَإِذا قيل: فلَان يَتَسحَّبُ علينا بِالسِّين فَمَعْنَاه أَنه يتمادخ ويَتَدَلَّل. وَيُقَال: أصْحَبَ الماءُ إِذا عَلاه العَرْمَضُ فَهُوَ ماءٌ مُصْحِبٌ. وفُلانٌ صاحِبُ صِدْق. صبح: قَالَ اللَّيْث: الصُّبح والصَّبَاح هما أوّل النَّهَار، وَهُوَ الإصباح أَيْضا، قَالَ الله: {فَالِقُ ? لإِصْبَاحِ} (الأنعَام: 96) يَعْنِي الصُّبْحَ، وَأنْشد: أفْنَى رَباحاً وَذَوي رَباحِ تَنَاسُخُ الإمساءِ والإصْبَاح يُرِيدُ بِهِ المَسَاءَ والصَّبَاح. وَقَالَ الفرّاءُ مثله وَزَاد: فَإِن قَالَ الإمساء والأصْبَاح فَهُوَ جمع المسَاءِ والصُّبْح وَمثله الإبكار والأبْكار. وَقَالَ اللَّيْث: التَّصبُّح: النومُ بِالْغَدَاةِ، وَفِي حَدِيث أم زرع أَنَّهَا قَالَت: (وَعِنْده أَقُول فَلَا أُقَبَّح، وأَرْقُدُ فأَتصَبَّح) والرَّقْدَةُ تُسمّى الصَّبْحَة والصُّبْحَة، وَقد كرهها بعْضهُم. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: المِصبَاح: الناقةُ الَّتِي تُصبِح فِي مَبْركها وَلَا تَرْتَعُ حَتَّى يرْتَفع النَّهار.

قَالَ: وَهَذَا مِمّا يُسْتَحَبُّ من الْإِبِل. وَقَالَ اللَّيْث: المِصبَاح من الْإِبِل: مَا يَبْرك فِي مُعَرَّسِه فَلَا يثُور وَإِن أُثيرَ حَتَّى يُصبِح. وَقَالَ اللَّيْث: الصَّبُوحُ: الخَمْرُ، وَأنْشد: وَلَقَد غدوتُ إِلَى الصَّبُوح مَعِي شَرْبٌ كِرَامٌ من بني رُهْمِ والصَّبْحُ: سَقْيُك أَخَاك صَبُوحاً من لبن، قَالَ: والصَّبُوحُ: مَا شُرِبَ بِالْغَدَاةِ فَمَا دون القَائلَة، وفعلك الاصْطِبَاحُ. وَقيل للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَتى تَحِلّ لنا المَيْتَة؟ فَقَالَ: (مَا لم تَصْطَبِحُوا أَو تَغْتَبِقُوا أَو تَجْتَفِئُوا بَقْلاً فشَأْنَكم بهَا) . قَالَ: أَبُو عُبَيد: مَعْنَاهُ إِنَّمَا لكم مِنْهَا الصَّبُوح، وَهُوَ الْغَدَاء، والغَبُوق وَهُوَ العَشَاء، يَقُول: فَلَيْسَ لكم أَن تجمعوهما من الميْتَة. قَالَ: وَمِنْه قَول سَمُرَة لِبَنِيهِ: يُجزىء من الضَّارُورَةِ صَبُوحٌ أَو غَبُوقٌ. قلت: وَقَالَ غير أبي عُبَيد فِي تَفْسِيره: مَعْنَاهُ: سُئِل مَتى تحل لنا المَيْتَة؟ أجابهم، فَقَالَ: إِذا لم تَجدوا من اللَّبن صَبُوحاً تَتَبَلَّغُونَ بِهِ وَلَا غَبُوقاً تَجْتَزِئُونَ بِهِ، وَلم تَجِدُوا مَعَ عَدَمكم الصَّبُوحَ والغَبُوقَ بَقْلَةً تأكلُونها وتَهْجَأ غَرَثَكم حَلَّت لكم المَيْتَةُ حينئذٍ، وَكَذَلِكَ إِذا وجدَ الرجلُ غَداء أَو عَشَاءً من الطَّعَام لم تحلّ لَهُ. وَهَذَا التَّفْسِير وَاضح بَيِّن الصَّوَاب إِن شَاءَ الله. وَيُقَال: صَبَحْتُ فُلاَناً أَي أَتَيْتُه صباحاً، وَأما قَول بُجَيْر بن زُهَيْر المُزَني وَكَانَ أسلم: صَبَحَناهم بأَلفٍ من سُلَيْمٍ وسَبْعٍ من بني عُثمان وَافي فَمَعْنَاه أَتَيْنَاهم صبَاحاً بِأَلف رجل من سُلَيْم. وَقَالَ الرَّاجز: نَحنُ صَبَحْنَا عامِراً فِي دَارِها جُرْداً تَعَادَى طَرفَيْ نَهَارها يُرِيد أتيناها صباحاً بخيل جُرْدٍ. وَيُقَال: صَبَحْتُ فُلاَناً أَي ناولتُه صَبُوحاً من لَبَنٍ أَو خَمْر أَصْبَحُه صَبْحاً، وَمِنْه قَول طَرَفَة: مَتى تأْتِني أَصْبَحْك كأساً رَوِيَّةً أَي أَسقِيك كَأْساً. وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: أَصْبَحْنا وأَمْسَيْنَا أَي صِرْنا فِي حِين ذَاك، وَأما صَبَّحْنَا ومَسَّيْنا فَمَعْنَاه أَتَيْنَاهُ صَبَاحاً وَمَساءً. وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو عدنان: الفرقُ بَين صَبَّحنَا وصَبَحْنَا أَنه يُقَال: صبَّحْنَا بَلَدَ كَذَا وَكَذَا، وصَبَّحْنَا فُلاَناً فَهَذِهِ مُشَدّدَة، وصَبَحْنَا أَهلهَا خَيْراً أَو شَرّاً، وَأنْشد: صَبَحْناهُم هِنْدِيَّةً بأكُفِّنا محرّبةً تذري سَوَاعِدُهُم صُعْدَا وَيُقَال أَيْضا: صَبَّحتُه خيرا أَو شرّاً. وَقَالَ النَّابِغَة: وصَبَّحَه فَلْجاً فَلَا زَالَ كَعْبُه على كل مَنْ عَادَى من النَّاس عَالِيا وَيُقَال: صَبَّحه بِكَذَا ومسّاه بِكَذَا كل ذَلِك جَائِز.

والتَّصْبِيحُ على وُجُوه، يُقَال: صَبَّحْتُ الْقَوْم المَاء إِذا سَرَيْتَ بهم حَتَّى تُورِدَهم الماءَ صبَاحاً، وَمِنْه قَوْله: وصَبَّحْتُهم مَاء بفَيْفَاءِ قَفْرَةٍ وَقد حَلَّقِ النَّجمُ اليَمَانِيُّ فاسْتَوى أَرَادَ سَرَيْتُ بهم حَتَّى انتهيتُ بهم إِلَى ذَلِك المَاء صَبَاحاً. وَتقول: صَبَّحْتُ الْقَوْم تَصْبِيحاً إِذا أتيتهم مَعَ الصَّباح، وَمِنْه قَول عَنْتَرَة يصفُ خَيْلاً: وَغداةَ صَبَّحْنَ الجِفارَ عَوَابِساً يَهْدي أَوَائِلَهُنَّ شُعث شُزَّبُ أَي أَتَيْنِ الجِفارَ صباحاً يَعْنِي خَيْلاً عَلَيْهَا فُرْسَانها. وَيُقَال: صَبَّحْتُ القومَ إِذا سَقَيْتَهم الصَّبُوح. والتَّصْبِيحُ: الغَداء. يُقَال: قَرِّب إِلَى تَصْبِيحي. وَفِي حَدِيث المَبْعَث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَتِيما فِي حِجْر أبي طَالب، وَكَانَ يُقَرَّبُ إِلَى الصِّبْيَان تَصْبِيحُهم فيختلسون ويَكُفَّ أَي يُقَرّبُ إِلَيْهِم غداؤهم، وَهُوَ اسْم بُنِي على تَفْعيل مثل التَّرعيب للسنام المُقَطَّع، والتنبيتُ: اسْم لِمَا نبت من الغِرَاس، والتَّنوير: اسْم لنَوْرِ الشّجر. والصَّابِحُ: الَّذِي يَصْبَح إبِلَه المَاء أَي يسقيها صباحاً، وَمِنْه قَول أبي زُبَيْد: حِين لاحَتْ للصَّابح الجوزاء وَتلك السّقْيَةُ تسميها الْعَرَب الصُّبْحة وَلَيْسَت بناجعة عِنْد الْعَرَب. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الصَّبُوحُ: اللَّبَنُ يُصْطَبَحُ، والنَّاقة الَّتِي تُحْلَبُ فِي ذَلِك الْوَقْت صَبُوح أَيْضا، يُقَال: هَذِه النَّاقة صَبُوحِي وغَبُوقِي، قَالَ: وأنشدنا أَبُو لَيْلَى الْأَعرَابِي: مَالِي لَا أَسْقِي حُبَيِّبَاتي صَبَائِحِي غَبَائِقِي قَيْلاَتِي قَالَ: والقَيْلُ: اللَّبن الَّذِي يُشْرَبُ وَقْتَ الظهيرة، والقَيْلُ والْقَالَةُ: النَّاقة الَّتِي تُحْلَبُ فِي ذَلِك الْوَقْت، وقَيَّلْتُ القومَ إِذا سَقَيْتَهم القَيْل، قَالَ: واقْتَلْتُ اقْتِيالا إِذا شَرِبْتَ القَيْلَ. وَالْعرب تَقول إِذا نَذِرَتْ بغارة من الْخَيل تفجؤهم صباحاً: يَا صَبَاحَاه، يُنْذِرُون الحَيَّ أَجْمَعَ بالنداء العالي. وَقَالَ اللَّيْث: المِصْبَاحُ: السِّرَاجُ بالمِسْرَجة، والمِصْبَاح نَفْسُ السِّرَاج، وَهُوَ قُرْطُه الَّذِي ترَاهُ فِي القِنْدِيل وَغَيره، والقِرَاطُ لُغَة، وَهُوَ قَول الله جلّ وعزّ: {? لْمِصْبَاحُ فِى زُجَاجَةٍ ? لزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّىٌّ} (النُّور: 35) . ومصَابيحُ النُّجُوم: أعلامُ الْكَوَاكِب، وَاحِدهَا مِصْباح، وَقَول الله جلّ وعزّ: {فَأَخَذَتْهُمُ ? لصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ} (الحِجر: 83) أَي أخذتهم الهَلكَةُ وَقت دُخُولهمْ فِي الصَّباح. والمُصْبَح: الْموضع الَّذِي تُصْبِح فِيهِ، والمُمْسى: الْمَكَان الَّذِي تُمْسي فِيهِ، وَقَوله: قَرِيبَةُ المُصْبَح من مُمْسَاها والمُصْبَحُ أَيْضا: الإصْبَاحُ، يُقَال: أصْبَحْنَا إصْبَاحاً ومُصْبَحاً، وَمن أَمْثَال الْعَرَب:

(أَعَنْ صَبُوح تُرَقِّقُ) يُضْرَبُ مثلا لمن يُجَمْجِمُ وَلَا يُصَرِّح، وَقد يُضْرَبُ أَيْضا لمنْ يُوَرِّي عَن الخَطْبِ الْعَظِيم بكناية عَنهُ، وَلمن يُوجِبُ عَلَيْك مَا لَا يجب بِكَلَام يُلَطِّفه، وَأَصله أَن رجلا من الْعَرَب نزل بِرَجُل من الْعَرَب عشَاء فَغَبَقَه لَبَنًا، فَلَمَّا روى عَلِقَ يُحَدِّثُ أُمَّ مَثْواه بِحَدِيث يُرَقِّقُهُ، وَقَالَ فِي خلال كَلَامه: إِذا كَانَ غَدا اصطبحنا وَفعلنَا، فَفَطِن لَهُ المَنْزولُ عَلَيْهِ، وَقَالَ: أَعَنْ صَبُوح تُرَقِّق. وَرُوِيَ عَن الشّعبِيّ أنَّ رجلا سَأَلَهُ عَن رجل قبَّل أمّ امْرَأَته، فَقَالَ لَهُ الشَّعْبِي: أَعَن صَبُوحٍ تُرَقِّق حَرُمَت عَلَيْهِ امرأتُه، ظنّ الشَّعْبِي أَنه كنى بتقبيله إيّاها عَن جِمَاعها. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: السِّيَاطُ الأصْبَحِيَّة منسوبة إِلَى ذِي أَصْبَح: ملك من مُلُوك حِمْيَر. وَقَالَ اللَّيْث: الصَّبَح: شدَّة الحُمرة فِي الشَّعَر. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: الاَّصْبَحُ: قريب من الأَصْهَب. وروى شمر عَن أبي نصْر قَالَ: فِي الشَّعر الصُّبْحَةُ والمُلْحَةُ، وَرجل أَصْبَحُ اللِّحية: للَّذي يَعْلُو شَعر لِحيته بَيَاض مُشْربٌ حُمرة، وَرجل أصبح بَيِّن الصُّبحة، وَقد اصْبَاحَّ شعره، وَمن ذَلِك قيل: دَمٌ صُبَاحِيٌّ لِشَدّة حمرته، قَالَ أَبُو زُبيد: عَبِيطٌ صُبَاحِيٌّ من الجَوْفِ أَشْقَرا وَقَالَ شمر: الأَصْبَحُ. الَّذِي يكون فِي سَوَادِ شعرَه حُمْرَة، وَمِنْه صُبْحُ النَّهارِ مُشْتَقٌّ من الأَصْبَح. وَقَالَ اللَّيْث: الصَّبِيحُ: الوضيء الْوَجْه، وَقد صَبُخَ يَصْبُح صَباحَةً، وَأما مِن الأصْبَح فَيُقَال صَبِحَ يَصْبَح صَبَحاً فَهُوَ أصْبَح الشَّعَر. قلت: ولون الصُّبْح الصادِق يَضربُ إِلَى الحُمْرَة قَلِيلا كَأَنَّهَا لونُ الشَّفق الأول فِي أول اللَّيْل. وَيُقَال للرَّجُل يُنَبَّه من سِنَةِ الغَفْلَةِ أَصْبِحْ أَي انْتبه وأَبْصِر رُشدَك وَمَا يُصْلِحُك، وَقَالَ رؤبة: أَصْبِحْ فَمَا مِنْ بَشَرٍ مَأْرُوشِ أَي بَشَرٍ مَعِيب، وقولُ الشَّمَّاخ: وتَشْكُو بِعَيْنٍ مَا أَكَلَّ رِكَابَها وقِيل المُنَادِي أَصْبَح القومُ أَدْلجِي يسْأَل السَّائِل عَنهُ فَيَقُول: الإِدْلاَجُ: سَيْرُ اللَّيْل، فَكيف يَقُول: أصبح الْقَوْم وَهُوَ يأمُر بالإدْلاَج، وَالْجَوَاب فِيهِ أَن الْعَرَب إِذا قَرَّبَتْ المكانَ تُرِيدُه تَقول: قد بَلَغْنَاه، وَإِذا قرَّبت للسَّارِي طلوعَ الصُّبْح وَإِن كَانَ غَيْرَ طالع تَقول: أَصْبَحْنَا، وَأَرَادَ بقوله: أصْبَح القومُ: دنا وقتُ دُخُولهمْ فِي الصَّباح: وَإِنَّمَا فسّرت هَذَا الْبَيْت لِأَن بعض النَّاس فَسَّره بِعَيْنِه على غير مَا هُوَ عَلَيْهِ. وصَبَاح: حَيّ من الْعَرَب، وَمن أَسمَاء الْعَرَب صُبح وصُبَيْح ومُصَبِّح وصَباحٌ وصَبيحٌ. وَمن أمثالهم السائرة فِي وصف الكذّاب قَوْلهم: (أكذب من الآخِذِ الصَّبْحان) . قَالَ شمر: هَكَذَا قَالَ ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: وَهُوَ الحُوار الَّذِي قد شرب فروِي فَإِذا أردْت

أَن تستدر بِهِ أمَّه لم يشرب لريِّه درتها، قَالَ: وَيُقَال أَيْضا: فلَان أكذَبُ من الأَخِيذَ الصبْحَان. قَالَ أَبُو عَدْنان: الأخِيذُ: الأسِيرُ، والصَّبْحَانُ: الَّذِي قد اصطبح فروى، وَقَالَ ابْن الأعْرَابي: هُوَ رجل كَانَ عِنْد قوم فصَبَحُوه حِين نَهَضَ عَنْهُم شاخصاً، فَأَخذه قوم وَقَالُوا: دُلّنا على حَيْثُ كنت فَقَالَ: إنّما بِتُّ القَفْر، فبَيْنَا هُم كَذَلِك إِذْ قعد يَبُول فَعَلمُوا أَنه بَات قَرِيبا عِنْد قوم فاستدلوا بِهِ عَلَيْهِم واسْتَبَاحُوهم. أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: أتيتُه ذَاتَ الصَّبُوح وذَاتَ الغَبُوق إِذا أَتَاهُ غُدْوَة وعَشِيَّةً، وذَا صَبَاح وَذَا مَسَاء، وذَاتَ الزُّمَيْن وذَاتَ العُوَيْم أَي مذ ثَلَاثَة أزمان وأَعْوَام. ح ص م حصم، حمص، صحم، صمح، مصح، محص: مستعملات. حصم: قَالَ اللَّيْث: حَصَم الفرَسُ، والحَصُومُ: الضَّرُوط. أَبُو عُبَيْد عَن الْأَصْمَعِي: يُقَال: حَصَم بهَا، ومَحَصَ بهَا، وحَبَجَ بهَا وخَبَجَ بهَا بِمَعْنى وَاحِد. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: المِحْصَمَةُ: مِدَقَّةُ الْحَدِيد، قَالَ: والحَصْمَاءُ: الأَتَانُ الخَضَّافَةُ، وَهِي الضَّرَّاطة. حمص: قَالَ اللَّيْث: الحِمَّصَةُ: حَبَّةُ القِدْرِ، والجميع الحِمَّص. وروى أَبُو العَبّاس عَن سَلَمَة عَن الفرّاء قَالَ: لم يَأْتِ على فِعَّل بِفَتْح العَيْن وَكسر الفَاءِ إِلَّا قِنَّفٌ وقِلَّفٌ، وَهُوَ الطين المُتَشَقِّق إِذا نَضَبَ عَنهُ المَاء وحِمَّصٌ وقِنَّبٌ، وَرجل خِنَّبٌ وخِنّابٌ: طَوِيل. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: قَالَ المبرّد: جَاءَ على فِعِّل جِلّقٌ وحِمَّصٌ، قَالَ: وَأهل الْبَصْرَة اخْتَارُوا حمِّصاً، وَأهل الْكُوفَة اخْتَارُوا حِمَّصاً. وَقَالَ اللَّيْث: حَمَصِيص: بَقْلة دُون الحُمَّاض فِي الحُمُوضَة، طيّبةُ الطَّعْم، تنبُت فِي رَمْل عالجٍ من أَحْرَار البُقُول. قلت: رَأَيْت الحَمَصِيصَ فِي جبال الدَّهْنَاءِ وَمَا يَليها، وَهِي بَقْلَة جَعْدَةُ الوَرَقِ حامضةٌ وَلها ثَمَرَة كثمرة الحُمَّاض، وطعمُها كطَعْمِه، وسمعتهم يُشَدِّدُونَ المِيمَ من الحَمصِيصِ، وكنَّا نأكلُه إذَا أجَمْنَا التمرَ وحلاوَتَه نَتَحَمَّضُ بِهِ ونَسْتَطِيبُه، وقرأت فِي كتب الأطِبَّاء: حَبٌّ مُحَمَّصٌ يُرِيدُونَ بِهِ المقْلُوَّ، قلت: كَأَنَّهُ مَأْخُوذ من الحَمْصِ، وَهُوَ التَّرَجُّح. قَالَ اللَّيْث: الْحَمْصُ أَن يَتَرَجَّحَ الغلامُ على الأُرْجُوحَة من غير أَن يُرَجِّحَه أَحَدٌ، يُقَال: حَمَص حَمْصاً، قلت: وَلم أسمع هَذَا الْحَرْف لغير اللَّيْث. وَقَالَ: الوَرَمُ إِذا سكن يُقَال: قد انْحَمَصَ، وحَمَّصه الدواءُ. وَقَالَ غَيره: حمَّزَهُ الدَّوَاء وحَمَّصَه إِذا أَخْرَجَ مَا فِيهِ. وَفِي حَدِيث ذِي الثُّدَيَّةِ الْمَقْتُول بالنَّهْرَوانِ أَنه كَانَت لَهُ ثُدَيَّة مثلُ ثَدْي الْمَرْأَة، إِذا مُدَّتِ امْتَدَّت، وَإِذا تُرِكَتْ تَحَمَّصَت، قلت: معنى تَحَمَّصَت أَي تَقَبَّضَت، وَمِنْه

قيل للورم إِذا انْفَشَّ قد حَمَص وَقد حَمَّصَه الدواءُ. وروى أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: إِذا سكن وَرَمُ الْجرْح قيل حَمَص يَحْمُص حُمُوصاً، وانْحَمَصَ انْحِمَاصاً. وَقَالَ اللَّيْث: إِذا وَقعت قَذَاةٌ فِي العَيْن فَرَفَقْتَ بإخْرَاجِها مَسْحاً رُوَيْداً. قلت: حَمَصْتُها بيَدي. قَالَ: وحِمْصُ: كورَةٌ من كُوَر الشأم. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الأَحْمَصُ: اللِّصُّ الَّذِي يسرقُ الحَمائص، واحِدُها حَمِيصَة، وَهِي الشَّاة المسروقة، وَهِي المَحْموصة والحرِيسة. سَلَمَة عَن الفرّاء: حمَّص الرجلُ إِذا اصطادَ الظِّبَاءَ نصفَ النهارِ. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: المِحْماصُ من النِّسَاء: اللِّصَّةُ الحاذِقةُ. محص: قَالَ اللَّيْث: المَحْصُ: خُلوصُ الشَّيْء. تَقول: مَحَصْتُه مَحْصاً إِذا خَلَّصتَه من كل عَيْب وَقَالَ رؤبة يصفُ فرَساً: شديدُ جَلْزِ الصُّلْبِ مَمْحُوصُ الشَّوَى كالكَرِّ لَا شَخْتٌ وَلَا فِيهِ لَوَى أَرَادَ باللَّوَى العِوَج، قَالَ: والتَّحميص: التَّطْهيرُ من الذُّنُوب. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَلِيُمَحِّصَ ? للَّهُ ? لَّذِينَءَامَنُواْ} (آل عِمرَان: 141) يَعْنِي يُمَحِّص الذُّنُوب عَن الَّذين آمنُوا، وَلم يزدْ الفرَّاء على هَذَا. وَقَالَ أَبُو إِسحاق: جعل الله جلّ وعزّ الْأَيَّام دُوَلاً بَين النَّاس ليُمَحِّص الْمُؤمنِينَ بِمَا يَقع عَلَيْهِم من قتل أَو ألم أَو ذهَاب مَال، ويَمْحَق الْكَافرين أَي يَستأْصِلُهم. قَالَ: والمَحْصُ فِي اللُّغَة: التخليص والتَّنْقيَةُ. قَالَ: وسمِعتُ المبرّد يَقُول: مَحِصَ الحبلُ يَمْحَص مَحْصاً إِذا ذهب وبَرُه حَتَّى يَمَّلِصَ، وحَبْلٌ محِصٌ ومَلِصٌ بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ: وَتَأْويل قَول النَّاس: محِّص عَنَّا ذنوبنا أَي أَذْهِبْ مَا تَعلَّق بِنَا من الذُّنُوب، قَالَ: فَمَعْنَى قَوْله: {وَلِيُمَحِّصَ ? للَّهُ ? لَّذِينَءَامَنُواْ} (آل عِمرَان: 141) أَي يخلصهم من الذُّنُوب. قَالَ: ومَحَصَ الظبي يَمْحَصُ إِذا عَدَا عَدْواً شَدِيدا، وَكَذَلِكَ فَحَص الظَّبيُ. قَالَ ويُستحَبُّ من الفرَسِ أَن تَمْحَص قوائمُه أَي تَخْلُص من الرَّهَلِ. أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرو: التَّمْحِيص: الاختبارُ والابتِلاءُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيدة: من صفاتِ الخَيْلِ المُمَحَّصُ والمَحْصُ، فَأَما المُمَحَّصُ فالشديد الخَلْق، والأثنَى مُمَحَّصةٌ. وَأنْشد: مُمَحَّصُ الخَلْقِ وأًى فُرافِصَهْ كلُّ شديدٍ أَسْرَه مُصامِصهْ قَالَ: والمُمَحَّصُ والفُرافِصةُ سَوَاء، قَالَ: والمَحْصُ بِمَنْزِلَة المُمَحَّصِ، والجميع مِحَاصٌ ومَحَصَاتٌ. وَأنْشد: مَحْصُ الشَّوَى مَعْصوبَةٌ قوائمُه قَالَ: وَمعنى مَحْصُ الشَّوَى: قَلِيل اللَّحْم إِذا قلت: مَحِصَ كَذَا، وَأنْشد فِي صفَةِ

فرَس: مَحْصُ المُعَذَّرِ أشْرفَتْ حَجَباتُه ينْضُو السوابقَ زاهِقٌ فَرِدُ وَقَالَ غَيره: المَمْحوصُ: السِّنانُ المَجْلُوُّ، وَقَالَ أُسامة الهذَليّ: أَشَفُّوا بمَمحوصِ القِطاع فؤادَه والقِطاع: النِّصَال: يصف عَيْراً رُمِيَ بالنصال حَتَّى رقّ فؤادُه من الفزَع. أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرو: المَمحُوصُ والمَحِيصُ: البعيرُ الشَّديدُ الخَلْقِ. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الأمْحَصُ: الَّذِي يقبل اعتِذارَ الصّادقِ والكاذب. وَيُقَال للزِّمام الجيِّد الفَتْل مَحِصٌ ومَحْصٌ فِي الشِّعر، وَأنْشد: ومَحصٍ كاسق السَّوْذَقَانِيّ نازَعَت بكَفِّي جَشَّاءُ البُغَامِ خَفوقُ أَرَادَ مَحِصَ فخَفّفه، وَهُوَ الزِّمام الشَّديد الفَتْل، قَالَ: والخفَوق: الَّتِي يَخْفِق مِشفَراها إِذا عَدَت. قَالَ ابْن عَرَفة: {وَلِيُمَحِّصَ ? للَّهُ ? لَّذِينَءَامَنُواْ} (آل عِمرَان: 141) أَي يَبتليهم. قَالَ: وَمعنى التمحيص النَّقْص. يُقَال محَّص الله عَنْك ذُنوبَك أَي نقَّصَها: فسمَّى الله مَا أصَاب الْمُسلمين من بلَاء تمحيصاً، لِأَنَّهُ ينْقُصُ بِهِ ذنوبهم، وَسَماهُ الله من الْكَافرين مَحْقاً. قَالَ أَبُو مَنْصُور: مَحَصْتُ العَقَبَ من الشّحْم إِذا نَقّيتَه مِنْهُ لِتَفْتله وتَرا وَأَرَادَ أَنه يخلصهم من الذُّنُوب. قَالَ: وَيُقَال: مَحَصتُ الذهبَ بالنَّار. وَفرس ممحوص القوائم: إِذا خلص من الرَّهَل. صحم: قَالَ اللَّيْث: الصُّحْمَةُ: لون من الغُبرة إِلَى سَواد قَلِيل. وبلدة صَحْماء: ذَات اغبرار، وَإِذا أخذت البَقْلَةُ رِيَّها، واشتدت خُضْرتها، قيل: اصحامّت فَهِيَ مُصحامَّة. قَالَ: والصحماء: بقلة لَيست بشديدة الخُضْرة. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: سَواد إِلَى الصُّفرَة وَقَالَ شمر فِي بَاب الفيافي: الغَبْراءُ والصَّحماءُ: فِي ألوانها بَين الغُبْرَة والصّحْمَة: قَالَ والصُّحْمةُ حُمرةٌ فِي بَيَاض وَيُقَال: صُفْرَةٌ فِي بَيَاض وَقَالَ الطِّرمّاح يصف فَلاَة: وصحماءَ أشباهِ الحَزَابيّ مَا يُرَى بهَا ساربٌ غيرُ القَطَا المُتَرَاطِنِ عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الأصْحَمُ: الْأسود الحالكُ. أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: حَنَأَت الأَرْض تَحنأ، وَهِي حانئة إِذا اخضَرَّت والتَفَّ نَبْتُها. قَالَ: وَإِذا أدبر الْمَطَر وتَغَيَّر نَبْتُها قيل اصْحَامَّت فَهِيَ مُصحامَّة. قَالَ أَبُو مَنْصُور: وَهَذَا أصح مِمَّا قَالَه اللَّيْث، وَقَالَ لبيد فِي نعت الحَمير: وصُحْمٍ صِيَامٍ بَين صَمْدٍ ورِجْلَةٍ صمح: قَالَ اللَّيْث: صَمَحَهُ الصَّيف إِذا كَاد يذيب دماغه من شدَّة الحرِّ.

وَقَالَ الطرماح يصف كانِساً من البَقَر: يَذِيلُ إِذا نَسَمَ الأَبْرَدانْ ويُخْدِرُ بالصَّرَّة الصامِحَه والصَّرَّةُ: شِدَّة الحَرِّ، والصَّامِحَةُ: الَّتِي تؤلم الدِّماغَ بِشِدَّة حَرِّها. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: الصَّمَحْمَحُ من الرِّجَال: الشَّديد، وَكَذَلِكَ الدَّمَكْمَكُ، وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ الْمُجْتَمع ذُو الألْوَاحِ وَهُوَ فِي السِّنِّ مَا بَين الثَّلَاثِينَ إِلَى الْأَرْبَعين. وَقَالَ غَيره: حافِرٌ صَمُوحٌ أَي شديدٌ، وَقد صمَح صُمُوحاً، وَقَالَ أَبُو النَّجم: لَا يتَشَكَّى الحافِرَ الصّمُوحا يَلْتَحْن وجْهاً بالحصَى مَلْتُوَحا وَقَالَ أَبُو وَجْزَةَ: زِبَنّون صَمَّاحون رَكْزَ المُصامح يَقُول: مَن شادّهم شادّوه فغلبوه. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: الصِّمْحَاءَةُ والحِزْباءَةُ: الأرضُ الغَليظَةُ، وَجَمعهَا الصِّمْحاءُ والحِزْباءُ. ثَعْلَب عَن سَلَمَة عَن الْفراء قَالَ: الصُّمَاحِيُّ مَأْخُوذ من الصَّمَاحِ: وَهُوَ الصُّنَان وَأنْشد: ساكِنَاتُ العقيق أشْهَى إِلَى النَّف سِ من الساكِنَاتِ دُورَ دِمَشْقِ يَتَضَوَّعْنَ لَو تَضَمَّخْن بالمِسْ ك صُمَاحاً كأنّه رِيحُ مَرْقِ والمَرْقُ: الإهابُ المُنْتِن، وأَنشد الْأَصْمَعِي فِي صفة ماتح: إِذا بَدَا مِنْهُ صُماحُ الصَّمح وفاض عِطْفَاه بِماءٍ سَفْح وَقَالَ: صَمَحْتُ فلَانا أصْمَحُه صَمْحاً إِذا غلَّظت لَهُ فِي مسئلة أَو غير ذَلِك. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الأصْمَح: الَّذِي يتعمَّد رُؤُوس الْأَبْطَال بالنَّقْفِ والضَّرْب لشجاعته: وَقَالَ العجّاج: ذُوقي عُقَيْدُ وقْعَةَ السِّلاحِ والدَّاءُ قد يُطلَبُ بالصُّماحِ ويروي: يُبْرَأُ فِي تَفْسِيره. عُقَيْد: قَبيلَة من بَجيلَة فِي بكر بن وَائِل، وَقَوله: بالصُّماح أَي بالكَيّ، يَقُول: آخر الدَّوَاء الكَي. قَالَ أَبُو مَنْصُور: الصُّماحُ أَخذ من قَوْلهم: صَمَحَتْهُ الشَّمْسُ إِذا آلمت دماغه بشِدَّة حَرَّها. مصح: قَالَ اللَّيْث: مَصَحَ النَّدى يَمْصَحُ مُصوحاً إِذا رسخ فِي الثَّرى، والدَّارُ تمصَحُ مُصوحاً أَي تَدْرُسُ، وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ: قِفَا نَسَلُ الدِّمَنَ المَاصِحَه وَهل هِيَ إِن سُئِلَتْ بائحه ومَصَحَت أَشَاعِرُ الفَرَسِ إِذا رَسَخَت أُصُولهَا حَتَّى أُمِنَت أَن تُنْتَتَفَ أَو تَنْحَصَّ، وَأنْشد: عَبْلُ الشَّوَى ماصِحَةٌ أَشَاعره ابْن الْأَعرَابِي: مَصَحَ الضَّرْع مُصُوحاً إِذا ذهب لَبَنُه، وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: ... والهَجْرُ بالآل يَمْصَحُ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: مَصَعَ لَبَنُ النَّاقَة ومصح إِذا ولَّى مُصُوحاً ومُصُوعاً. قَالَ: والأَمْصَحُ: الظّلُّ النَّاقِصُ.

أبواب الحاء والسين

وَقَالَ أَبُو زيد: مَصَحَ الثَّرى مُصُوحاً إِذا رسخ فِي الأَرْض. أَبُو عُبَيْد عَن الأصْمعي: محِص بِهَا وحَصَمَ بِهَا إِذا ضَرِط. (أَبْوَاب الْحَاء وَالسِّين (ح س ز: مهمل) ح س ط اسْتعْمل مِنْهُ: سطح، سحط، طحس. سطح: قَالَ اللَّيْث: السَّطْحُ: سَطْحُك الشيءَ على وَجه الأَرْض، كَمَا تَقول فِي الْحَرْب: سَطَحُوهُم أَي أَضْجَعُوهُم على الأَرْضِ، والسَّطِيحُ المسطوح هُوَ القَتِيلُ، وَأنْشد: حَتَّى تَراهُ وَسْطَهَا سَطيحاً وسَطِيحٌ الذِّئْبِيُّ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة يتكَهَّنُ سُمِّي سطيحاً، لِأَنَّهُ لم يكن لَهُ بَين مَفَاصِلِه قَصَبٌ فَكَانَ لَا يقدر على قيام وَلَا قعُود، وَكَانَ مُنْسَطِحاً على الأَرْض، وحَدَّثنا بِقِصَّتِهِ محمدُ ابنُ إسْحَاق السّعْدِيّ قَالَ: حَدثنَا عَليّ بن حَرْب المَوْصِليّ، قَالَ: حَدثنَا أَبُو أَيُّوب يَعْلَى بن عمْران البَجَلِيّ، قَالَ: حَدثنِي مَخْزُوم بن هانىء المَخْزُومِي عَن أَبِيه، وأَتَتْ لَهُ خَمْسُونَ وَمِائَة سنة قَالَ: لما كَانَت لَيْلَة ولد فِيهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ارْتَجَس إيوانُ كِسْرَى، وَسَقَطت مِنْهُ أربعَ عشرَة شُرْفَةً، وخَمِدَت نارُ فارِس، وَلم تَخْمَد قبل ذَلِك مائَة عَام، وغاضت بُحَيْرَة سَاوَةَ، وَرَأى المُوبِذَان إِبِلاً صِعاباً تقود خَيْلاً عِراباً قد قَطَعَتْ دِجْلَةَ، وانتشرت فِي بلادها فلمّا أصبح كسْرَى أفزعه مَا رأى، فلَبِس تاجه وَأخْبر مَرازِبَتَه بِمَا رأى، فورد عَلَيْهِ كتَابٌ بخمود النَّار، فَقَالَ المُوبِذَانُ: وَأَنا رَأَيْت فِي هَذِه اللَّيْلَة وقَصَّ عَلَيْهِ رُؤْيَاهُ فِي الْإِبِل، فَقَالَ لَهُ الْملك: وأيُّ شَيْء يكون هَذَا؟ قَالَ: حَادث من نَاحيَة الْعَرَب، فَبعث كسْرَى إِلَى النُّعْمَان بن الْمُنْذر أَن ابْعَثْ إليّ بِرَجُل عَالِمٍ ليخبرني عمَّا أسأله، فَوجه إِلَيْهِ بِعَبْد الْمَسِيح بن عَمْرو بن نُفَيْلَة الغَسَّانِي، فَأخْبرهُ بِمَا رأى، فَقَالَ: عِلْم هَذَا عِنْد خَالِي سَطِيح، قَالَ: فأته وسَلْه وأتِني بجوابه، فَقدم على سَطِيح وَقد أَشْفَى على الْمَوْت فأنْشَأَ يَقُول: أَصَمُّ أم يَسْمَعُ غِطْرِيفُ اليمَن أم فَادَ فازْلَمَّ بِهِ شَأْوُ العَنَن يَا فَاصِلَ الْخُطَّة أَعْيَتْ مَنْ ومَنْ أَتَاكَ شَيْخُ الحَيِّ من آل سَنَنْ رَسُولُ قَيْل العُجْم يَسْرِي لِلْوَسَن وأمّه من آل ذئْب بن حَجَن أَبْيَضُ فَضْفَاضُ الرِّداء والبَدَنْ تَجُوبُ بِي الأرضَ عَلَى ذَات شَجَن تَرْفَعُني وَجْنَاءُ تَهْوِي من وَجَن حَتَّى أَتَى عاري الجبين والقَطَن لَا يَرْهَبُ الرَّعدَ وَلَا ريْبَ الزَّمن تَلُفُّهُ فِي الرِّيح بَوْغَاءٌ الدِّمَن كأَنَّما حُثْحِثَ من حِضْنَي ثَكَن

فَلَمَّا سمع سَطِيح شِعْرَه رفع رأسَه فَقَالَ: عبد الْمَسِيح على جَمَلٍ مُشيح يهوي إِلَى سَطيح وَقد أوفى على الضَّرِيح، بَعَثَكَ مَلِك من بني سَاسَان لارْتجَاسِ الإيوان وخمود النيرَان ورُؤْيا المُوبِذان، رأى إبِلاً صِعَاباً تقود خَيْلاً عِرَاباً. يَا عبدَ الْمَسِيح، إِذا كَثُرَت التِّلاوة، وبُعِثَ صاحبُ الهِرَاوَة، وغاضت بُحَيرةُ سَاوَة، فَلَيْسَ الشأم لِسَطيح شَأماً، يَمْلكُ مِنْهُم مُلُوك ومَلِكات على عَدَدِ الشُّرُفات، وكلّ مَا هُوَ آتٍ آتٍ، ثمَّ قُبِضَ سَطِيحٌ مَكَانَهُ، ونهض عبد الْمَسِيح إِلَى رَاحِلَته وَهُوَ يَقُول: شَمِّر فَإنَّك مَا عُمِّرْتَ شِمِّيرُ لَا يُفْزِعَنَّكَ تَفْرِيقٌ وتَغْيِيرُ إِن يُمْسِ مُلْكُ بني ساسان أفرطهم فإنَّ ذَا الدَّهْرِ أَطْوَارٌ دَهَارِيرُ فرُبَّما رُبَّمَا أَضْحَوْا بِمَنْزِلَةٍ تخَافُ صَوْلَهُم أُسْدٌ مَهَاصِير مِنْهُم أَخُو الصَّرْح بَهْرَامٌ وإخْوَتهُم وهْرْمُزَانٌ وسَابُورٌ وسَابُورُ والناسُ أَوْلَاد عَلاَّتٍ فَمن عَلِمُوا أَنْ قد أقلَّ فَمَهْجُورٌ ومَحْقُورُ وهُم بَنُو الأُمِّ لَمَّا أَن رَأَوْا نَشَباً فَذَاك بالغَيْبِ مَحْفُوظٌ ومَنْصُورُ والخيرُ والشَّرُّ مقرونان فِي قَرَنٍ فالخيرُ مُتَّبَعٌ والشَّرُّ مَحْذُورُ فلمّا قدم على كِسْرى أخبرهُ بقول سطيح فَقَالَ كِسْرى: إِلَى أَن يَمْلِكَ مِنَّا أربعةَ عشرَ مَلِكاً تكون أمُورٌ، فَملك مِنْهُم عَشَرَة فِي أَربع سِنِين، ومَلَك الْبَاقُونَ إِلَى زَمَن عُثمان. قلت: وَهَذَا الْخَبَر فِيهِ ذكر آيَة من آيَات نبوة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبل مبعثه، وَهُوَ حَدِيث حسن غَرِيب. وَقَالَ اللَّيْث: السَّطحُ: ظَهْرُ الْبَيْت إِذا كَانَ مُسْتَوِياً، وفِعْلُكه التَّسْطِيح. قَالَ: والمِسْطَح والمِسْطَحَةُ: شبه مِطْهَرَة لَيست بمُربَّعة، قَالَ: ويُسَمَّى هَذَا الكوزُ الَّذِي يُتَّخَذُ للسَّفر ذُو الجَنْبِ الواحِدِ مِسْطَحاً. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّ حَمَلَ بن مَالك قَالَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كنتُ بَين جَارَتَين لي فضَرَبَت إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى بمِسْطح فَأَلْقَت جَنيناً ميِّتاً وَمَاتَتْ، فَقضى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بدية المقتولة على عَاقِلَة القاتلة، وَجعل فِي الْجَنِين غُرَّة. قَالَ أَبُو عُبَيد: المِسْطح: عُودٌ من عِيدان الخِباءِ أَو الفُسْطاط. وَأنْشد قَول عَوْف بن مَالك النَّضْرِيّ: تَعرَّض ضَيْطَارُو فُعَالة دُوننَا وَمَا خَيْرُ ضَيْطَارٍ يُقَلِّبُ مِسْطَحا يَقُول: لَيْسَ لَهُ سلَاح يُقَاتل بِهِ غير مِسْطح. وَفِي حَدِيث آخر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ فِي بعض أَسْفَاره، ففقدوا المَاء، فَأرْسل عَلِيّاً وَفُلَانًا يبغيان المَاء فَإِذا هما بِامْرَأَة بَين سطيحتين. قَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ الْأَصْمَعِي والكِسَائي: السَّطِيحةُ: المزادَةُ تكون من جلدين، والمزادة أكبر مِنْهَا.

ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: السَّطِيحة من المزاد: إِذا كَانَت من جلدين قُوبِل أَحدهمَا بِالْآخرِ فَسُطح عَلَيْهِ فَهِيَ سطيحة. وَقَالَ غَيره: المِسْطحُ: حصيرٌ يُسَفُّ من خُوصِ الدَّوْمِ، وَمِنْه قولُ تَمِيم بن مُقبل: إِذا الأمْعَزُ المَحْزُوُّ آضَ كَأَنَّهُ من الحَرِّ فِي حَدِّ الظهيرة مِسطَحُ والمِسْطَح: أَيْضا: صفيحة عريضة من الصخر يُحَوَّط عَلَيْهِ لماء السَّمَاء، ورُبما خلق الله عِنْد فَم الرَّكِيَّة صفَاةً ملساء مستويةً فيُحَوَّط عَلَيْهَا بِالْحِجَارَةِ، ويُسقَى فِيهَا لِلْإِبِلِ شبه الْحَوْض، وَمِنْه قَول الطّرمّاح: ... فِي جَنْبَيْ مَدِيَ ومِسْطَح والمِسْطَح أَيْضا: مَكَان مُسْتَوٍ يُجَفَّفُ عَلَيْهِ التَّمْر ويُسَمَّى الجَرِين. والسُّطَّاحَة: بقلة ترعاها الْمَاشِيَة، ويُغسَل بورقها الرؤوس. وَقَالَ الفرّاء: هُوَ المِسْطح والمِحْورُ والشُّوبق. قَالَ ابْن شُمَيْل: إِذا عُرِّش الكرْمُ عُمِدَ إِلَى دعائم يُحْفَر لَهَا فِي الأَرْض، لكل دعامة شُعْبَتان، ثمَّ تؤخَذُ خَشَبَةٌ فَتُعَرَّضُ على الدّعامَتَيْن، وتُسَمَّى هَذِه الْخَشَبَة المعروضة المِسْطح، وَيجْعَل على المساطِح أُطُرٌ من أدناها إِلَى أقصاها تُسمَّى المساطِح بالأُطُر مساطِح. طحس: قَالَ ابْن دُرَيْد: الطَّحْس يُكْنى بِهِ عَن الْجِمَاع. يُقَال: طَحَسَهاوطَحَزَها، قلت: وَهَذَا من مَناكِير ابْن دُرَيْد. سحط: أَبُو عَمْرو والأصمعي: سَحَطه وشَحَطه إِذا ذَبَحه. وَقَالَ اللَّيْث: سَحَط الشَّاةَ وَهُوَ ذَبْحٌ وَحِيٌّ. وَقَالَ المُفَضَّل: المَسْحُوط من الشَّرَاب كلِّه: الممْزُوج. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: أَكلَ طَعَاما فَسَحَطه أَي أَشرقَه، وَأنْشد ابنُ السِّكِّيت: كَاد اللُّعاعُ من الحَوْذَان يَسْحطُها ورِجْرِجٌ بَين لَحْيَيْها خَناطِيلُ ح س د حسد، حدس، دحس، سدح: مستعملة. حسد: قَالَ اللَّيْث: الحَسَدُ مَعْرُوف، وَالْفِعْل حَسدَ يَحْسُدُ حَسَداً. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الحَسْدَلُ: القُرَادُ، قَالَ: وَمِنْه أُخِذ الْحَسَد لِأَنَّهُ يَقْشِرُ القَلْبَ كَمَا يَقْشِر القُرادُ الْجلد فيمتصّ دَمَهُ. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (لَا حسَدَ إِلَّا فِي اثْنتَين، رجل آتَاهُ الله مَالا فَهُوَ يُنْفِقهُ آنَاء اللَّيْل وَالنَّهَار، وَرجل آتَاهُ الله قُرْآنًا فَهُوَ يتلُوه) . أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أَحْمد بن يحيى أَنه سُئل عَن معنى هَذَا الحَدِيث، فَقَالَ: مَعْنَاهُ لَا حَسَد لَا يضر إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ، قَالَ: والحَسَدُ أَن يَرَى الْإِنْسَان لِأَخِيهِ نِعْمةً فيتمنَّى أَن تُزْوَى عَنهُ وَتَكون لَهُ، قَالَ: والغَبْطُ: أَن يتَمَنَّى أَن يكون لَهُ مثلهَا من غبر أَن تُزْوَى عَنهُ، قلت: فالغَبْطُ ضرب من الْحَسَد، وَهُوَ أخَفّ مِنْهُ، أَلا ترى أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لمَّا سُئل: هَل يضر الغَبْط؟ فَقَالَ: نعم، كَمَا

يضُرّ الخبْطُ، فَأخْبر أَنه ضَارٌّ وَلَيْسَ كضرر الْحَسَد الَّذِي يتَمَنَّى صَاحبه زَيَّ النِّعْمَة عَن أَخِيه، والخَبْطُ: ضَرْبُ ورق الشّجر حَتَّى يَتَحَاتَّ عَنهُ، ثمَّ يَسْتَخلف من غير أَن يَضُرّ ذَلِك بِأَصْل الشَّجَرَة وَأَغْصَانهَا. وَقَوله ج: (لَا حق إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ) هُوَ أَن يتَمَنَّى أَن يرزقه الله مَالا ينْفق مِنْهُ فِي سُبُل الْخَيْر، أَو يَتمنَّى أَن يكون حَافِظًا لكتاب الله تَعَالَى فيتلُوه آنَاء اللَّيْل وَالنَّهَار، وَلَا يتَمَنَّى أَن يُرْزَأ صاحِبُ المَال فِي مَاله أَو تَالِي الْقُرْآن فِي حفظه. وأَصْلُ الحَسَدِ القَشر كَمَا قَالَ ابْن الْأَعرَابِي. سدح: قَالَ اللَّيْث: السَّدْحُ: ذَبْحُك الحيوانَ ممدوداً على وَجه الأَرْض وَقد يكون إضْجاعُك الشيءَ على وَجه الأَرْض سَدْحاً نَحْو القِرْبَة المملُوءَة المسْدُوحَة. وَقَالَ أَبُو النَّجْم يصف الْحَيَّة: يأْخذ فِيهِ الحَيَّةَ النَّبُوحا ثمَّ يَبِيتُ عِنْده مذبُوحا مُشَدَّخَ الهامةِ أَو مَسْدُوحا قلت: السَّدْح والسَّطْحُ وَاحِد أبدلت الطاءُ فِيهِ دَالا، كَمَا يُقَال: مَطَّ ومَدَّ وَمَا أشبهه. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: سَدَحَ بِالْمَكَانِ وردَحَ إِذا أَقَامَ بِالْمَكَانِ أَو المَرْعَى، قَالَ: وسَدَحْتُه أَي صَرَعْتُه. وَقَالَ ابْن بُزُرْج: سَدَحت الْمَرْأَة ورَدَحَت إِذا حَظِيت عِنْد زَوجهَا ورَضِيَت. حدس: قَالَ اللَّيْث: الحَدْسُ: التّوَهُّم فِي مَعَاني الْكَلَام والأمُور. بَلغنِي عَن فلَان أمْرٌ فَأَنا أَحْدِسُ فِيهِ أَي أَقُول بالظَّنِّ والتَّوَهُّم. قَالَ: والحَدْس فِي السّير: سُرعَةٌ ومُضِيٌّ على طَريقَة مُسْتَمِرَّة. وَأنْشد: كَأَنَّهَا من بَعْدِ سَيْرٍ حَدْسٍ وحُدَسُ: اسْم أبي حَيَ من العرَب. والعرَب تختلِفُ فِي زجر البغال فبعضٌ يَقُول: عَدَس. وَبَعض يَقُول: حَدَس. قلت: وعَدَس أَكثر من حَدَس. وَمِنْه قَول ابْن مُفَرِّغٍ: عَدَسْ مَا لِعَبَّادٍ عَلَيْك إمارَةٌ نَجَوْتِ وهَذَا تَحمِلين طَلِيقُ جعل عَدَسْ اسْما للبغلة، سَمَّاهَا بالزَّجر عَدسْ. وَقَالَ ابْن أَرقم الكُوفيُّ: حَدَسْ: قوم كَانُوا على عهد سُلَيْمَان بن دَاوُد ث وَكَانُوا يَعْنُفُون على البغال، فَإِذا ذُكِرُوا نَفَرت البِغالُ خوفًا لما كَانَت لَقِيَتْ مِنْهُم. وَقَالَ اللِّحياني: حَدَسْتُ الشَّاة حَدْساً إِذا أضجعتها لتذبحها، وَمِنْه المثَلُ السَّائر: (حَدَسَهم بِمُطْفِئَة الرَّضْف) . وَقَالَ ابْن كُناسَة: تَقول الْعَرَب: إِذا أمْسَى النَّجمُ قِمَّ الرَّأْس فَعُظْمَاها فاحْدِس، مَعْنَاهُ انْحَرْ أعْظَم الْإِبِل. وَقَالَ أَبُو زيد حَدَسْتُ بالناقة: إِذا أَنَخْتها. وَقَالَ غَيره: أصلُ الحَدْس: الرَّمْيُ، وَمِنْه حَدْسُ الظَّن إِنَّمَا هُوَ رَجْمٌ بِالْغَيْبِ. الحَرَّاني عَن ابْن السّكيت: يُقَال: بَلَغْتُ بِهِ الحِداسَ أَي الْغَايَة الَّتِي يُجْرَى إِلَيْهَا

وأبْعَدَ، وَلَا تَقُل الإدَاسَ. أَبُو عُبَيد عَن الأُمَوِي: حَدَس فِي الأَرْض وعَدَسَ يَحْدِسُ ويَعْدِس إِذا ذهب فِيهَا. وَقَالَ أَبُو زيد: تَحَدَّسْتُ عَن الْأَخْبَار تَحدُّساً، وتَنَدَّسْتُ عَنْهَا تَنَدُّساً، وتَوَجَّسْتُ إِذا كنتَ تُرِيغُ أخبارَ النَّاس لتعلمها من حَيْثُ لَا يعلمُونَ. وَيُقَال: حَدَسْتُ عَلَيْهِ ظَنِّي ونَدَسْتُه إِذا ظَنَنْتَ الظَّنَّ وَلم تَحُقَّه. وَمعنى الْمثل: حَدَسَهم بمُطْفِئَة الرَّضْف أَنه ذبح لأضيافه شَاة سَمِينَة أطفَأَت من شحمها ذَلِك الرَّضْف. وَيُقَال: دحَسَ بناقته إِذا وجأ فِي سَبَلَتِها أَي أناخها فوجأها فِي نحرها، والسَّبَلَةُ هَاهُنَا نحرُها. يُقَال: مَلأ الدَّلوَ إِلَى أسْبالها أَي إِلَى شِفَاهِها. دحس: اللَّيْث: الدَّحْسُ: التَدّسِيسُ للأمور تستبطنها وتطلُبُها أخْفى مَا تَقْدِر عَلَيْهِ: وَلذَلِك سُمِّيت دودةً تَحت التُّرَاب دَحّاسَةً، وَهِي صفراءُ صَافِيَة، لَهَا رَأس مُشَعَّبُ يَشُدّها الصِّبيان فِي الفِخاخ لصيد العصافير، لَا تُؤْذِي، وَأنْشد فِي الدَّحْس بِمَعْنى الاستبطان: وَيعْتِلُون مَنْ مَأَى فِي الدَّحْس وَقَالَ بعض بني سُلَيْم: وِعاءٌ مَدْحُوسٌ ومَدْكُوسٌ ومَكْبُوسٌ بِمَعْنى وَاحِد، وَهَذَا يدل على أَن الدَّيْحَسَ مثل الدَّيْكَس: وَهُوَ الشيءُ الْكثير. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: دَحَسْتُ بَين الْقَوْم دَحْساً: أفسدتُ بَينهم، وَكَذَلِكَ مَأَسْتُ وأرشْتُ. وأنشدني أَبُو بكر الْإِيَادِي: وَإِن دَحَسُوا بالشَّرِّ فاعْفُ تَكَرُّما وَإِن خَنَسُوا عَنْك الحديثَ فَلَا تَسَلْ النَّضْرُ: الدَّحَّاسُ: دُودٌ يُشَدُّ فِي الفَخِّ، وَجمعه دَحَاحِيس. سُئل الْأَزْهَرِي عَن الدَّاحس فَقَالَ: الدَّاحِسُ: قَرْحَةٌ تخرج بِالْيَدِ تسمى بِالْفَارِسِيَّةِ بَرْوَرَهْ. وداحس: اسْم فرس مَعْرُوف. ح س ت اسْتعْمل من وجوهه: (سحت) . سحت: اللَّيْث: السُّحْتُ: كلُّ حَرام قَبِيح الذِّكر يَلْزَمُ مِنْهُ الْعَار نَحْو ثمن الكَلْب وَالْخمر والخِنْزِير: وَإِذا وَقع الرجل فِيهَا قيل: قد أسْحَت الرجل. قَالَ: والسُّحْتُ: العَذَابُ، قَالَ: وسَحَتْنَاهم بلغنَا مجهودَهم فِي المَشَقَّة عَلَيْهِم، وأَسْحَتْنَاهم لُغَةٌ. وَقَالَ الفرّاء: قُرىءَ قَوْلُ الله جلّ وعزّ: {فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ} (طاه: 61) وقرىء: (فيَسْحَتَكم) بِفَتْح الْيَاء والحاء، قَالَ: ويَسْحَتُ أَكثر وَهُوَ الاستئصال. وَأنْشد قَول الفرزدق: وعَضُّ زَمَانٍ يَا ابْن مَرْوَان لم يَدَعْ من المَال إِلَّا مُسْحَتاً أَو مُجَلَّفُ قَالَ: وَالْعرب تَقول: سَحَت وأَسْحَتَ. ويُروَى: إِلَّا مُسْحَتٌ أَو مُجَلَّفُ. ومَنْ رَوَاهُ كَذَلِك جعل معنى لم يدع: لم يَتَقَارّ، وَمن رَوَاهُ: إِلَّا مُسْحَتاً، جعل لم يَدَعْ بِمَعْنى لم

يتْرك وَرفع قَوْله: أَو مُجَلَّفُ بإضمارٍ كأنَّه قَالَ: أَو هُوَ مُجَلَّفٌ كَذَلِك. وَهَذَا قَول الْكسَائي. وَيُقَال: أَسْحَت الحالِقُ شَعَرَه إِذا استأصله، وأسْحَت الخاتِنُ فِي خِتَان الصَّبِي إِذا استأصله. وَكَذَلِكَ أغْدَفَهُ. يُقَال: إِذا ختنت فَلَا تُغْدِف وَلَا تُسْحِت. وَقَالَ ابْن الْفرج: سمعتُ شُجَاعاً السُّلَمِي يَقُول: بَرْدٌ بَحْتٌ وسَحْتٌ ولَحْتٌ أَي صَادِقٌ، مثل سَاحَة الدَّار وَبَاحَتها، وَيُقَال: مالُ فلَان سُحْتٌ أَي لَا شَيْءَ على من اسْتَهْلكهُ. وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحمى بجُرَش حِمًى، وَكتب لَهُم بذلك كتابا فِيهِ: (فَمَنْ رعاه من النَّاس فَمَاله سُحْتٌ) أَي من أصَاب مالَ مَنْ رَعَى الحِمَى فقد أهدرْتُه ودَمُه سُحْتٌ أَي هَدَرٌ. وقُرىءَ (أَكَّالُون للسُّحُتِ) مُثَقَّلا، و {لِلسُّحْتِ} (الْمَائِدَة: 42) مُخَفَّفا، وتأويله أنّ الرُّشَا الَّتِي يأكلونها يُعْقِبُهم الله بهَا أَن يُسْحِتَهم بِعَذَاب، كَمَا قَالَ الله جلّ وعزّ: {لاَ تَفْتَرُواْ عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ} (طاه: 61) . أَبُو عُبَيد عَن الأحْمر: المَسْحُوتُ: الجائعُ، وامرأةٌ مَسْحُوتَةٌ. وَقَالَ رُؤبة يصفُ يُونُس والحُوتَ الَّذِي الْتَهَمَه. يُدْفَعُ عَنهُ جَوْفُه المَسْحُوتُ يَقُول: نَحَّى الله جلّ وعزّ جوَانِبَ جَوْفِ الْحُوت عَن يُونُس، وجافاه عَنهُ فَلَا يُصِيبُه مِنْهُ أَذَى. وَمن رَوَاهُ: يَدْفعُ عَنهُ جوفُه المَسْحوتُ يُرِيد أَن جوفَ الحوتِ صَار وِقاية لَهُ منَ الغَرَق، وَإِنَّمَا دفع الله جلّ وعزّ عَنهُ. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: أسْحَتَ الرجلُ فِي تِجَارَته إِذا اكْتَسَبَ السُّحْتَ. ح س ظ ح س ذ ح س ث: أهملت وجوهها. ح س ر حسر، حرس، سحر، سرح، رسح: مستعملة. حسر: قَالَ اللَّيْث: الْحَسْرُ: كَشْطُكَ الشَّيءَ عَن الشيءِ. يُقَال: حَسَرَ عَن ذِراعيه، وحَسَرَ البَيْضَة عَن رَأسه، وحَسَرَت الرِّيحُ السّحابَ حَسْراً. وانْحَسَرَ الشيءُ إِذا طاوَع. وَقد يَجِيء فِي الشِّعر حَسَرَ لَازِما مثل انْحَسَر. وَقَالَ اللَّيْث: حَسَرَ البَحرُ عَن السَّاحِل إِذا نَضِبَ عَنهُ حَتَّى بدا مَا تَحت المَاء من الأَرْض، وَلَا يُقالُ: انحسَرَ البَحْرُ. وَقَالَ ابْن السَّكِّيت: حَسَرَ الماءُ ونَضَبَ وجَزَرَ بِمَعْنى وَاحِد، وَأنْشد أَبُو عُبَيد فِي الحُسُورِ بِمَعْنى الانكشافِ: إِذا مَا القَلاَسِي والعَمائمُ أُخْنِسَتْ فَفِيهن عَن صُلْعِ الرِّجال حُسُور وَقَالَ اللَّيْث: الحَسْرُ والحُسُور: الإعياء، تَقول حَسَرَت الدَّابَّةُ والعَيْنُ، وحَسَرَها بُعْدُ الشَّيْء الَّذِي حَدَّقَتْ نَحوه، وَقَالَ رؤبة: يَحْسُرُ طَرْفَ عَيْنِه فَضَاؤُه

وَقَالَ الفَرَّاء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ} (المُلك: 4) يُرِيد يَنْقَلِب صاغِراً وَهُوَ حَسِيرٌ أَي كليلٌ كَمَا تَحْسِرُ الإبِل إِذا قُوِّمَتْ عَن هُزَال وَكَلال، وَهِي الحَسْرَى، وَاحِدهَا حَسِيرٌ، وَكَذَلِكَ قَوْله عزّ وجلّ: {وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُوراً} (الإسرَاء: 29) . قَالَ: نَهَاه أَن يُعْطِيَ كُلَّ مَا عِنْده حَتَّى يَبْقَى مَحْسُوراً لَا شَيْء عِنْده. قَالَ: والعَرَبُ تَقول: حَسَرْتُ الدَّابَّة إِذا سَيّرْتَها حَتَّى يَنْقَطِع سَيْرُها، وَأما البَصَرُ فَإِنَّهُ يَحْسُرُ عِنْد أقْصَى بُلُوغ النّظر. وَقَالَ أَبُو الهَيْثَم: حُسِرَت الدَّابَّةُ حَسْراً إِذا أُتْعِبَتْ حَتَّى تَبْقَى، واستحسرت إِذا أَعْيَتْ، قَالَ الله تَعَالَى: {وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ} (الأنبيَاء: 19) وَفِي الحَدِيث: (الحسير لَا يعقر) لَا يجوز للغَازِي إِذا حُسِرَت دابَّتُه وقَوَّمَتْ أَن يَعْقِرها مخافَةَ أَن يَأْخُذهَا العَدُوُّ، وَلَكِن يُسَيِّبُها. وَقَالَ غَيره: يُقَال للرّجَّالة فِي الْحَرْب الحُسَّر، وَذَلِكَ أَنهم يَحْسِرونَ عَن أَيْدِيهم وأَرْجُلِهم. وَقَالَ بَعضهم: سُمُّوا حُسَّرا لِأَنَّهُ لَا دُرُوعَ عَلَيْهِم وَلَا بَيْض، والحَاسِرُ: الَّذِي لَا بَيْضَةَ على رأسِه، وَقَالَ الأعْشى: يصف الدَّارعَ والحاسِر: تَعْصِفُ بالدَّارِع والحَاسِرِ وَفِي فتح مَكَّة أَن أَبَا عُبَيدة كَانَ يومئذٍ على الحُسَّر وهم الرَّجَّالَة، وَيُقَال للَّذين لَا دروع لَهُم. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله عزّ وجلّ: {هُمْ خَامِدُونَ ياحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِّن رَّسُولٍ} (يس: 30) هَذَا أَصْعَب مَسْأَلَة فِي الْقُرْآن إِذا قَالَ الْقَائِل: مَا الْفَائِدَة فِي مُناداة الحَسْرة، والحَسْرةُ مِمَّا لَا تُجِيب، قَالَ: والفائدة فِي مناداتها كالفائدة فِي مُناداة مَا يعقل، لِأَن النِّداءَ بابُ تَنْبِيه. إِذا قلت: يَا زَيْدُ، فَإِن لم تكن دَعوته لتخاطبه بِغَيْر النداء فَلَا معنى للْكَلَام، إِنَّمَا تَقول: يَا زيد لتنبهه بالنداء، ثمَّ تَقول لَهُ: فعلت كَذَا، أَلا تَرَى أَنَّك إِذا قلت لمن هُوَ مقبل عَلَيْك: يَا زيدُ، مَا أَحسنَ مَا صَنَعْتَ فَهُوَ أوكَدُ من أَن تَقول لَهُ: مَا أحسنَ مَا صنعت بِغَيْر نِدَاء، وَكَذَلِكَ إِذا قلت للمخاطب: أَنَا أعجَبُ مِمَّا فعلت، فقد أفدته أَنَّك مُتَعَجِّب، وَلَو قلت: واعَجَبَاهُ ممَّا فَعَلْت، وَيَا عجباه أتفعل كَذَا كَانَ دُعَاؤُك العَجَب أبلغ فِي الْفَائِدَة، وَالْمعْنَى يَا عَجَبَا أَقْبِلْ فَإِنَّهُ من أَوْقَاتِك، وَإِنَّمَا النداء تَنْبِيه للمتعَجَّب مِنْهُ لَا للعَجَب، والحَسْرَةُ أَشَدُّ النَّدَم حَتَّى يبْقى النَادِمُ كالحَسِيرِ من الدوَابِّ الَّذِي لَا مَنْفَعَة فِيهِ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {مَن يَشَآءُ فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ} (فَاطِر: 8) . وَهَذَا نَهْيٌ مَعْنَاهُ الْخَبَر، المَعْنَى: أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سوء عمله فأضله الله ذَهَبَتْ نَفْسُك عَلَيْهِم حَسْرةً وتَحسُّراً، وَيُقَال حَسِر فلَان يحسَر حَسْرَةً وحَسَراً إِذا اشتدت ندامتُه على أمرٍ فَاتَهُ، وَقَالَ المَرَّار: مَا أَنَا اليومَ على شيْء خَلاَ يَا ابْنَةَ القَيْن تَوَلَّى بِحَسِرْ

وَقَالَ اللَّيْث: الطيرُ تتحَسَّر إِذا خَرَجَتْ من الرِّيش العَتِيقِ إِلَى الحَدِيث، وحَسّرها إبَّان التَّحْسِير ثَقَّلَه: لِأَنَّهُ فُعِلَ فِي مُهْلَة. قلت: والبَّازِي يُكَرِّز للتَّحْسِير، وَكَذَلِكَ سَائِر الْجَوَارِح تَتَحَسّر. وتَحَسَّر الوَبَرُ عَن البَعِير والشَّعَر عَن الْحمار إِذا سَقَطَ. وَمِنْه قَوْله: تَحَسَّرَتْ عِقَّةٌ عَنهُ فأَنْسَلَها واجْتَابَ أُخرى جَدِيدا بعد مَا ابْتَقَلاَ وَقَالَ اللَّيْث: الْجَارِيَة تَتحَسَّر إِذا صَارَ لحمُها فِي موَاضعه، وَكَذَلِكَ البَعيرُ. وَقَالَ لبيد: فَإِذا تَغَالَي لَحمُها وتَحَسَّرَتْ وتَقَطَّعَتْ بعد الكَلاَلِ خِدَامُها قلت: وتحسُّرُ لحم الْبَعِير أَن يكون الربيعُ سَمَّنه حَتَّى كثُر شحمه وتَمَكَ سَنَامه، فَإِذا رُكِبَ أَيّاماً فَذهب رَهَلُ لَحْمه، واشْتَدَّ مَا تَزَيَّم مِنْهُ فِي موَاضعه فقد تَحسّر. وَرجل حاسِرٌ: لَا عِمامَةَ على رَأسه، وامرأةٌ حاسِرٌ بِغَيْر هَاء إِذا حَسَرَتْ عنهَا ثِيابها، ورجُلٌ حاسِرٌ: لَا دِرْعَ عَلَيْهِ وَلَا بَيْضَة على رأْسِه. وَقَالَ الليثُ: الحَسَارُ: ضَرْبٌ من النَّباتِ يُسلِّح الإبِلَ. ورجُلٌ مُحَسَّر: مُحَقَّرٌ مُؤْذًى. وَفِي الحَدِيث (يخرج فِي آخر الزّمان رجُلٌ يُسَمَّى أمِيرَ العُصَبِ، أَصْحَابُه مُحَسَّرُون مُحَقَّرُون مُقْصَوْن عَن أَبْوَاب السُّلْطَان، يأتونه من كل أَوْبِ كَأَنَّهُمْ قَزَعُ الخَريفِ يُوَرِّثُهُم الله مَشارِقَ الأرْضِ ومَغَارِبها) . أَبُو زيد فَحْلٌ حاسرٌ وفادِرٌ وجَافِرٌ إِذا أَلْقَح شَوْلَه فَعَدَلَ عَنْهَا وتَركها. وَفِي الحَدِيث: (ادعوا الله وَلَا تستحسروا) . قَالَ النَّضْرُ: مَعْنَاهُ لَا تَمَلُّوا. قَالَ الشَّيْخُ: رُوِي هَذَا الْحَرْف: فَحْلٌ جاسرٌ بِالْجِيم أَي فادِر، وَأَظنهُ الصَّوَاب، وَقَول العَجَّاج: كَجَمَلِ البَحْرِ إِذا خَاضَ جَسَرْ غَوَارِبَ اليَمِّ إِذا اليَمُّ هَدَر. حَتَّى يُقَال حَاسِرٌ وَمَا انْحَسَرَ يَعْنِي اليَمّ، يُقَال: حاسِرٌ إِذا جَزَر، وَقد حَسَر البَحْرُ وجَزَر وَاحِد. وَقَوله: إِذا خَاضَ جَسَر بِالْجِيم أَي اجترأ وخاض مُعْظَمَ الْبَحْر، وَلم تَهُلْه اللُّجَحُ. الحَسَارُ من العُشْبِ ينْبت فِي الرِّياض، الواحِدَةُ حَسَارَة. ورِجْلُ الغُرَاب: نَبْتٌ آخر، وَدم الغزال: نبت آخر: والتأويلُ: عُشْب آخر. سحر: قَالَ اللَّيْث: السِّحْرُ: عمل يُقْرَبُ فِيهِ إِلَى الشَّيْطَان وبمَعُونَةٍ مِنْهُ، كل ذَلِك الأمْرِ كَيْنُونَتُه السِّحْر، وَمن السِّحْر الأخْذَةُ الَّتِي تأْخُذُ العَيْنَ حَتَّى تَظُنَّ أنَّ الأمرَ كَمَا تَرى وَلَيْسَ الأصْلُ على مَا تَرَى. وَفِي الحَدِيث أنّ قيسَ بنَ عَاصمٍ المِنْقَرِيَّ والزِّبرقان بن بدر وَعَمْرو بن الأصمِّ قَدِمُوا على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَسَأَلَ النبيُّ عَمْراً عَن الزِّبْرِقَان فأَثْنَى عَلَيْهِ خيرا، فَلم يَرْضَ الزّبرِقَانُ بذلك، وَقَالَ: وَالله يَا رَسُول الله إِنَّه ليعلم أَنّي أفضل مِمَّا قَالَ، وَلكنه حَسَدَ

مكانِي مِنْك، فأَثْنَى عَلَيْهِ عَمْرو شَرّاً، ثمَّ قَالَ: وَالله مَا كَذَبْتُ عَلَيْهِ فِي الأُولى وَلَا فِي الْآخِرَة، وَلكنه أرضاني فَقلت بالرِّضا، ثمَّ أَسْخَطَني فَقلت بالسُّخْطِ، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إنّ من البَيَان لسِحْراً) : / / قَالَ أَبُو عُبَيد: كأنّ الْمَعْنى وَالله أعلم أَنه يَبْلُغُ من بَيَانِه أَنَّه يَمْدَحُ الإنسانَ فيَصْدُقُ فِيهِ حَتَّى يَصْرِفَ الْقُلُوب إِلَى قَوْله، ثمَّ يَذُمُّهُ فيَصْدُقُ فِيهِ حَتَّى يَصْرِفَ القُلُوبَ إِلَى قولِه الآخر، فكأنّه قد سَحَر السامعين بذلك. قلت: وأصل السِّحْرِ صَرْفُ الشَّيْء عَن حَقِيقَتِه إِلَى غَيره. وَقَالَ الفرّاء فِي قَول الله: {فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} (الْمُؤْمِنُونَ: 89) مَعْنَاهُ فأَنَّى تُصْرَفُون، ومِثْلُه {إِلاَّ هُوَ} (فَاطِر: 3) ، أُفِكَ وسُحِرَ سَوَاء. وَأَخْبرنِي المُنْذِري عَن ابْن فهم عَن مُحَمَّد بن سَلاَّم عَن يُونُسَ فِي قَوْله: {فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} (الْمُؤْمِنُونَ: 89) قَالَ: تُصْرَفُون. قَالَ يُونُس: تَقول الْعَرَب للرّجل: مَا سَحَرَكَ عَن وَجْه كَذَا وَكَذَا، أَي مَا صَرَفَك عَنهُ. وَقَالَ شَمِر: قَالَ ابْن عَائِشَة: العَرَبُ إِنَّمَا سَمَّت السِّحْرَ سِحْراً لِأَنَّهُ يُزِيلُ الصِّحَّة إِلَى الْمَرَض، وَإِنَّمَا يُقَال: سَحَرَه أَي أزاله عَنِ البُغْضِ إِلَى الْحبّ. وَقَالَ الكُمَيْت: وقَادَ إِلَيْهَا الحُبَّ فانْقَادَ صَعْبُه بِحُبَ من السِّحْرِ الحَلاَل التَّحَبُّبُ يُرِيد أنّ غَلَبَةَ حُبّها كالسّحر ولَيْسَ بِهِ، لِأَنَّهُ حُبٌّ حَلاَلٌ، والحَلاَلُ لَا يكون سحرًا، لِأَن السِّحْرَ فِيهِ كالْخِدَاعِ. قَالَ شَمِر: وأَقْرَأَني ابْن الأعرابيّ للنَّابِغَةِ: فَقَالَت يَمِينُ الله أَفْعَلُ إنَّني رأَيْتُك مَسْحُوراً يَمِينُك فاجِرَه قَالَ: مسحوراً: ذَاهِبَ العَقْلِ مُفسَداً. قَالَ: وطعَامٌ مَسْحُورٌ إِذا أُفْسِدَ عَمَلُه، وأرضٌ مَسْحُورَة: أصَابَهَا من المَطَرِ أكثَرُ مِمَّا يَنْبَغِي فأفْسَدَها، وغَيْثٌ ذُو سِحْرِ إِذا كَانَ ماؤُه أكثَرَ مِمَّا يَنْبَغِي. وَقَالَ ابْن شُميل: يقالُ للْأَرْض الَّتِي لَيْسَ فِيهَا نبت، إِنَّمَا هِيَ قاعٌ قَرَقُوسٌ. أَرض مَسْحُورَة: لَا تنْبت، وعَنْزٌ مَسحُورَةٌ: قليلَةُ اللَّبَن. وَقَالَ: إِنَّ البَسْقَ يَسْحَرُ أَلْبَانَ الغَنَم، وَهُوَ أَن يَنْزِلَ اللَّبَنُ قَبْلَ الوِلاَدِ. وَقَالَ الفَرَّاء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {إِنَّمَآ أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ} (الشُّعَرَاء: 153) قَالُوا لنَبِيّ الله: لستَ بمَلَكٍ إِنَّمَا إنت بشرٌ مثلُنا. قَالَ: والمُسَحَّرُ: المُجَوَّفُ، كَأَنَّهُ وَالله أَعْلم أُخِذَ من قَولِك: انْتَفَخَ سَحْرُك أَي أَنَّك تَأْكُلُ الطَّعامَ والشَّرابَ فَتُعَلَّلُ بِهِ، وَقَالَ لَبِيدٌ: فإنْ تَسْأَلِينَا فِيمَ نَحن فإنَّنَا عَصَافِيرُ من هَذَا الأَنَامِ المُسَحَّرِ يُرِيد المُعَلَّل المخدوع، قَالَ: ونرى أنّ السَّاحر من ذَلِك أُخِذَ لِأَن كالخديعة. وَقَالَ غَيره: {مِنَ الْمُسَحَّرِينَ} (الشُّعَرَاء: 153) أَي مِمّن سُحِرَ مَرَّةً بعد مَرَّة. والسِّحْرُ سُمِّي سِحْراً: لِأَنَّهُ صَرْفُ الشيءِ عَن

جِهتهِ، فكأنَّ الساحِرَ لمّا أَرَى البَاطِلَ فِي صُورَةِ الْحق، وخَيَّلَ الشيءَ على غير حَقِيقَته، فقد سَحَر الشيءَ عَن وَجهه أَي صَرَفَه. وَقَالَ بعضُ أهل اللُّغَة فِي قَوْله جلّ وعزّ: {إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا} (الإسرَاء: 47) قَوْلَيْنِ: أَحدهمَا أَنه ذُو سَحْرٍ مِثْلُنا، وَالثَّانِي أَنه سُحِرَ وأزيل عَن حد الاسْتوَاء. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: السِّحْرُ: الخَدِيعَةُ، والسَّحَرُ، قِطْعةٌ من اللَّيْل. وَقَوله عزّ وجلّ: {وَقَالُواْ ياأَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ إِنَّنَا} (الزّخرُف: 49) . يَقُول الْقَائِل: كَيفَ قَالُوا لمُوسَى: يَا أَيهَا السَّاحر وهم يَزْعمُونَ أَنهم مهتدون، فَالْجَوَاب فِي ذَلِك أَن السَّاحر عِنْدهم كَانَ نَعْتاً مَحْمُودًا، والسِّحْرُ كَانَ عِلْماً مرغوباً فِيهِ: فَقَالُوا: يَا أَيهَا السَّاحر على جِهَة التَّعْظِيم لَهُ، وخاطبوه بِمَا تَقدّم لَهُ عِنْدهم من التَّسْمِيَة بالساحر إِذْ جَاءَ بالمعجزات الَّتِي لم يعهدوا مثلهَا وَلم يكن السحر عِنْدهم كفرا وَلَا كَانَ مِمَّا يتَعايَرون بِهِ، وَلذَلِك قَالُوا لَهُ: يَا أَيهَا السَّاحر. وَقَالَ اللَّيْث: وَشَيْء يَلْعَبُ بِهِ الصِّبيان إِذا مُدَّ خرجَ على لَوْن وَإِذا مُدَّ من جانِبٍ آخر خرج على لون آخر مُخَالف للْأولِ ويُسمَّى السَّحَّارَةَ، قَالَ: والسِّحْرُ: الغِذَاءُ، وَأنْشد: أرانا مُوضِعِين لحَتْم غَيْبٍ ونُسْحَرُ بالطَّعَام وبالشَّرَاب وَقَالَ غَيره: معنى نُسْحَرُ بِالطَّعَامِ أَي نُعَلَّلُ بِهِ. وَقَالَ اللَّيْث: السَّحَرُ: آخِرُ اللَّيْل، تَقول: لَقيتُه سُحْرةَ يَا هَذَا، وسُحرَةً بِالتَّنْوِينِ، ولَقيتُه سَحَراً وسَحَرَ بِلَا تَنْوِين، ولَقيتُه بالسَّحرِ الْأَعْلَى ولقِيتُه بِأَعْلَى سَحَرينِ ولقِيتُه بِأَعْلَى السَّحَرَين، وَقَالَ العجّاج: غَدَا بأَعْلَى سَحَرٍ وأَحْرَسا قَالَ: وَهُوَ خطأ، كَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَن يَقُول: بأَعلى سَحَرَيْن، لِأَنَّهُ أولُ تنفُّس الصُّبْح، كَمَا قَالَ: مَرَّتْ بأَعلى سحَريْنِ تَدْأَلُ قَالَ: وَتقول: سحَرِيَّ هَذِه اللَّيْلَة. وَأنْشد: فِي لَيْلةٍ لَا نَحْسَ فِي سحَرِيِّها وعِشائها وبعضٌ يَقُول: سحريَّة هَذِه اللَّيْلة. سَلَمَةُ عَن الفرَّاء، فِي قَول الله عزّ وجلّ: {لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم} (القَمَر: 34) ، أجْرى سَحراً هَاهُنَا لِأَنَّهُ نكرَة، كَقَوْلِك: نجيناهم بلَيْلٍ، قَالَ: فَإِذا أَلْقَت الْعَرَب مِنْهُ الْبَاء لم يُجْرُوه فَقَالُوا: فعلتُ هَذَا سَحرَ يَا فتَى، وَكَأَنَّهُم فِي تَركهم إجراءَه أَن كَلَامهم كَانَ فِيهِ بِالْألف وَاللَّام فَجرى على ذَلِك، فَلَمَّا حُذفَت مِنْهُ الْألف وَاللَّام وَفِيه نِيَّتُهما لم يُصرَف، كَلَام الْعَرَب أَن يَقُولُوا: مَا زَالَ عندنَا مُنْذُ السَّحَر لَا يكادون يَقُولُونَ غَيره. وَقَالَ الزّجاج وَهُوَ قَول سِيبَوَيْهٍ: سَحَرٌ إِذا كَانَ نكرَة يَرادُ بِهِ سَحَرٌ من الأسْحارِ انْصَرف، تَقول: أَتيتُ زيدا سَحراً من الأسحار. فَإِذا أردْت سَحَر يومِك قلت: أَتَيتُهُ سَحَرَ يَا هَذَا، وأَتَيْتُه بِسحَرَ يَا هَذَا، قلت: والقياسُ مَا قَالَ سِيبَوَيْهٍ. والسَّحُورُ: مَا يُتَسحَّرُ بِهِ وَقت السَّحَر من

طَعام أَو لَبَنٍ أَو سَوِيق، وُضِعَ اسْما لمَا يُؤكَل ذَلِك الْوَقْت، وَقد تسحَّر الرجلُ ذَلِك الطعامَ أَي أَكَلَهُ. وَيُقَال: أسْحَرْنا أَي دخَلنَا فِي وَقت السَّحَر، واستَحَرنا أَي سِرنا فِي وَقت السَّحَرِ ونهَضْنا للسير فِي ذَلِك الْوَقْت، وَمِنْه قَول زُهَير: بَكَرْنَ بُكُوراً واستَحَرْنَ بسُحْرَة وَقَالَ ابنُ شُميْل فِي بَاب الأرنب: يُقَال للأرنب مُقَطَّعَةُ الأسْحار ومُقَطِّعة الْقُلُوب لِأَنَّهَا تُقَطِّع أَسْحارَ الكلابِ بشدَّة عَدْوِها، وتُقَطِّعُ أسحارَ مَنْ يطلبُها. وَقَالَ اللَّيْث: الإسْحارَّةُ بقلة يَسْمَنُ عَلَيْهَا المالُ. وَقَالَ النَّضْر: الإسْحارَّةُ: بَقْلَةٌ حارَّة تَنْبُتُ على سَاق لَهَا وَرَقٌ صِغَارٌ، لَهَا حبْة سَوْدَاء كالشَّهْنِيزَة. أَبُو عُبَيد عَن أبي عُبَيدة: السَّحْر خَفيفٌ: مَا لَصِق بالحلقوم وبالمريء من أَعلَى الْبَطن، وَقَالَ الفرَّاء فِيمَا روَى عَنهُ سَلَمة هُوَ السَّحْر والسُّحْر والسَّحَر. وَقَالَ الليثُ: إِذا نَزَت بِالرجلِ البِطْنَةُ يُقَال: انْتَفَخَ سَحْرُه مَعْنَاهُ عدا طَوْرَه وَجَاوَزَ قدرَه. قُلتُ: هَذَا خطأ إِنَّمَا يُقَال: انتفَخَ سَحْرُه للجبان الَّذِي مَلاَءَ الخَوفُ جوفَه فانتفَخَ السحْرُ وَهُوَ الرِّئَةُ حَتَّى رفع القلبَ إِلَى الحُلْقوم، وَمِنْه قَول الله جلّ وعزّ: {زَاغَتِ الاَْبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ} (الأحزَاب: 10) وَكَذَلِكَ قَوْله: {الْحِسَابِ وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الاَْزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلاَ} (غَافر: 18) . كل هَذَا يدل على أنّ انتِفَاخ السَّحْرِ مَثَلٌ لشدّة الخَوْف وتمكّن الْفَزع وَأَنه لَا يكون من البِطْنَة. والسَّحَرُ والسُّحْرَةُ: بَيَاض يعْلو السَّواد، يُقَال بِالسِّين وَالصَّاد إِلَّا أَن السِّين أَكثر مَا تُسْتعمَل فِي سَحَر الصُّبح، والصادَ فِي الألوان، يُقَال: حِمارٌ أَصْحرُ وأَتَانٌ صَحرَاء. وَقَول ذِي الرُّمّةِ يصفُ فَلاَة: مُغَمِّضُ أَسْحارِ الخُبوتِ إِذا اكتَسَى من الْآل جُلاًّ نَازِحَ المَاء مُقْفِر قيل: أَسحارُ الفَلاَة: أَطرافُها، وسَحَرُ كل شيءٍ: طرَفُه، شُبِّه بأَسحار اللَّيَالِي، وَهِي أطْراف مآخيرِها، أَرَادَ مُغَمِّضَ أَطْرَاف خُبُوتِه، فَأدْخل الْألف وَاللَّام فقاما مقَام الْإِضَافَة. وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الأسحارُ واحدُها سَحْر، قَالَ: وسَحْرُ الْوَادي: أَعْلَاهُ. وَأَخْبرنِي المُنذري عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للَّذي يَشْتَكي سَحْرَه سَحِيرٌ فَإِذا أَصَابَهُ مِنْهُ السِّلُّ فَهُوَ بَحِيرٌ وبَحِرٌ. وَأنْشد: وغِلْمَتي مِنْهُم سَحِيرٌ وبَحِرْ وقائمٌ من جَذْبِ دَلْوَيها هَجِرْ قَالَ: وسحَر إِذا تبَاعد، وسَحَر: خَدَع، وسَحَر إِذا بَكَّر. وروى الطُّوسِيُّ عَن الخَزَّاز قَالَ: السَّحِير الَّذِي انقطَع سَحْرُه، وَهُوَ رِئتُه، والبَحِر:

الَّذِي سُلَّ جسمُه وَذهب لحمُه، وهَجِرٌ وهَجيرٌ يَمشِي مُثْقَلاً مُتقارِبَ الخَطْو كأنّ بِهِ هِجاراً لَا يَنْشَطُ مِمَّا بِهِ من الشِّرَّةِ والبَلاءِ. حرس: الليثُ: الحَرْسُ: وَقتٌ من الدهرِ دون الحُقْبِ. أَبُو عُبَيد: الحَرْسُ: الدَّهرُ، والمُسْنَدُ: الدَّهرُ. وَقَالَ اللَّيْث: الحَرَسُ هم الحُرَّاسُ والأحْرَاسُ، وَالْفِعْل حَرَس يَحْرُس، وَالْفِعْل اللَّازِم يَحْتَرِسُ كَأَنَّهُ يَحْتَرِزُ. قلتُ: وَيُقَال حارِسٌ وحَرَسٌ للْجَمِيع، كَمَا يُقَال: خادِمٌ وخَدَمٌ، وعاسٌّ وعَسَسٌ. وَقَالَ الليثُ: البِناءُ الأحْرَسُ هُوَ الأصَمُّ الْبُنيان. قلت: البناءُ الأحْرَسُ هُوَ القَدِيمُ العَادِيُّ الَّذِي أَتَى عَلَيْهِ الحَرْسُ وَهُوَ الدَّهْرُ، وَمِنْه قوْلُ رُؤْبَة: وأَيْرَمٍ أَحْرَسَ فوْقَ عَنْزِ والأيْرَم: شبه عَلَمٍ يُبْنَى فَوق القَارَة يُسْتَدَلُّ بِهِ على الطَّرِيق، والعَنْزُ قَارَةٌ سَوْدَاء، ويروى: وإرَمٍ أَعْيَسَ فَوق عَنْزِ وَفِي الحَدِيث أَنَّ غِلْمةً لحاطِب بنِ أبي بَلْتَعَةَ: احْتَرَسوا ناقَةً لِرَجُلٍ فانْتَحَرُوها. وَفِي حَدِيث آخر: جَاءَ فِي حَرِيسَةِ الجَبَلِ قَالَ: لَا قَطْعَ فِيهَا. قَالَ شَمِر: الاحتِرَاسُ: أَن يُؤْخَذَ الشيءُ من المَرْعَى. وَقَالَ ابْن الأعرَابي: يُقَال للَّذي يَسْرِقُ الْغنم مُحْتَرِسٌ، وَيُقَال للشَّاةِ الَّتِي تُسْرَقُ حَرِيسَةٌ. وفُلاَنٌ يأْكُلُ الحَرِيساتِ إِذا تَسَرَّقَ غَنَمَ النَّاس فَأكلهَا، وَهِي الحَرائِسُ. وَقَالَ غَيره: يُقَال للرَّجل الَّذِي يُؤْتَمَنُ على حفظ شيءٍ لَا يُؤْمَنُ أَن يخون فِيهِ. مُحْتَرِسٌ من مِثْلِه وَهُوَ حارِسٌ. والحَرْسان: جَبلان يُقَال لأَحَدهمَا: حَرْسُ قَساً وَفِيه هَضْبة يُقَال لَهَا الْبَيْضَاء، وَقَالَ: هُمُ ضَرَبُوا عَن وَجْهِهَا بكَتيبَةٍ كبيضاء حَرْسٍ فِي طَرَائِقها الرَّجْل الْبَيْضَاء: هَضْبةٌ فِي الجبَل. سرح: قَالَ اللَّيْث: السَّرْح: المالُ يُسَامُ فِي المَرْعَى من الأنْعَامِ. يُقَال: سَرَح القومُ إبِلَهم سَرْحاً، وسرَحَتِ الإبلُ سَرْحاً، والمسرَحُ: مَرْعَى السَّرْح، وَلَا يُسَمَّى سَرْحاً إِلَّا بعد مَا يُغْدَى بِهِ ويُرَاح، والجميع السُّرُوحُ. قَالَ: والسَّارح يكون اسْما للرَّاعي الَّذِي يَسْرَحُها، وَيكون السَّارح اسْما للْقَوْم لَهُم السَّرْح نَحْو الْحَاضِر والسامر وهُما جَمِيعٌ. وَقَالَ أَبُو الهَيْثَمِ فِي قَول الله عزّ وجلّ: {حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ} (النّحل: 6) . يُقَال: سَرَحْتُ الماشيةَ أَي أخْرَجْتُها بِالْغَدَاةِ إِلَى المَرْعَى، وسَرَح المالُ نَفسه إِذا رَعَى بالغَدَاة إِلَى الضُّحَى. وَيُقَال: سَرَحْتُ أَنا أَسرَحُ سُرُوحاً أَي غَدَوْتُ، وَأنْشد لجرير: وَإِذا غَدَوْتِ فَصَبَّحَتْكِ تَحِيَّةٌ سبَقَتْ سُرُوحَ الشَّاحِجَاتِ الحُجَّلِ قَالَ والسَّرْحُ: المالُ الرَّاعي. وَقَالَ اللَّيْث: السَّرْحُ: شجرٌ لَهُ حَمْلٌ، وَهِي الأَلاَءَةُ، الواحِدَةُ سَرْحة.

قلت: هَذَا غلط. لَيْسَ السَّرْح من الألاءَة فِي شَيْء. قَالَ أَبُو عُبَيد: السَّرْحَةُ: ضرْبٌ من الشجَرِ مَعْرُوف، وَأنْشد: قَول عَنْتَرَة: بَطَلٍ كأنَّ ثِيابَهُ فِي سَرْحَةٍ يُحْذَى نِعَالَ السِّبْتِ لَيْسَ بِتَوْأَمِ يصفه بطول القامةِ فقَدْ بَيَّنَ لكَ أَنَّ السَّرْحَةَ من كِبَارِ الشَّجَر، أَلا ترى أَنه شَبَّه بِهِ الرجلَ لِطوله، والآلاء لَا ساقَ لَهُ، وَلَا طُول. وأَخْبَرني الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الهَيْثَم أَنه قَالَ: السَّرْح: كُلُّ شَجَرٍ لَا شوكَ فِيهَا. وَفِي حَدِيث ابْن عمر أَنه قَالَ: (إنَّ بمَكَان كَذَا وَكَذَا سَرْحَةً لم تُجْرَدْ وَلم تُعْبَلْ، سُرَّ تَحْتَهَا سَبْعُون نَبِيّاً) ، وَهَذَا يدل على أَنَّ السَّرْحَة من عِظامِ الشَّجَر. وَالْعرب تَكْنى عَن الْمَرْأَة بالسَّرْحةِ النَّابتَة على المَاء، وَمِنْه قَوْله: يَا سَرْحَةَ المَاء قَدْ سُدّتْ مَوَارِدُه أَمَا إِلَيْك طريقٌ غَيْرُ مَسْدُود لِحَائِمٍ حامَ حَتَّى لَا حَراك بِهِ مُحَلإٍ عَن طريقِ الوِرْدِ مَرْدُودِ كنى بالسَّرْحَةِ، النَّابتَة على المَاء، عَن الْمَرْأَة لِأَنَّهَا حِينَئِذٍ أحسن مَا تكون. ثَعْلَب عَن ابْن الأعْرابي: السَّرْحُ: كِبَارُ الذَّكْوَانِ، والذَّكْوَانُ: شَجَرٌ حَسَنٌ العَسَالِيج. وَقَالَ اللَّيْث: السَّرْحُ: انْفِجَارُ البَوْلِ بعدَ احتباسه. وَرَجُلٌ مُنْسَرِح الثِّيابِ إِذا كَانَ قَليلَها خَفيفاً فِيهَا وَقَالَ رؤبة. مُنْسرِحٌ إلاَّ ذَعاليبَ الخِرَقْ الذَّعاليبُ: مَا تَقَطَّع من الثِّيَاب. قَالَ: وكل قِطْعَة من خرقَة مُتَمَزِّقَة أَو دمٍ سَائل مستطيل يابِسٍ فَهِيَ وَمَا أشبههَا سريحَة وَجَمعهَا سَرائح، وَقَالَ لبيد: بِلَبَّتِه سَرائِحُ كالعَصيمِ قَالَ: والسَّرِيح: السَّيْرُ الَّذِي يُشَدُّ بِهِ الخَدَمَةُ فَوق الرُّسْغِ. أَبُو عُبَيْد عَن الْأَصْمَعِي: المُنْسَرِحُ: الْخَارِج من ثِيابِه، قلت وَهَذَا هُوَ الصَّواب لَا مَا قَالَه اللَّيْث. وَأما السَّرائح فَهِيَ سُيُورُ نِعال الْإِبِل، كلّ سَيْرٍ مِنْهَا سريحَة. والْخِدَامُ: سُيورٌ تُشَدُّ فِي الأرْساغِ، والسرائِحُ تُشدُّ إِلَى الخدَم. والسَّريحةُ: الطريقَةُ من الدَّمِ إِذا كَانَت مستطيلة. أَبُو سعيد: سَرَحَ السَّيلُ يَسْرَحُ سُرُوحاً وسَرْحاً إِذا جَرَى جَرْياً سهلاً، فَهُوَ سَيْلٌ سارح وَأنْشد: ورُبَّ كلِّ شُوْذَبِيَ مُنْسرِحْ من اللِّباسِ غَيْرَ جَرْدٍ مَا نُصِحْ والجَرْدُ: الخَلَقُ من الثِّيَاب. مَا نُصِح أَي مَا خِيط. وَقَالَ النّضرُ: السَّريحةُ من الأَرْض: الطَّرِيقَة الظَّاهِرةُ المسْتوِيةُ، وَهِي أكثرُ نَبْتاً وشجراً مِمَّا حولَها، وَهِي مُشْرِفةٌ على مَا حوْلها، والجميع السَّرائحُ. وسُرُحٌ: مَاء لبني عَجْلان ذكره ابْن مُقْبِل فَقَالَ:

قالَتْ سُلَيْمَى بِبَطْنِ القاع من سُرُحٍ وَالْعرب تَقول: إنَّ خَيْرَك لَفي سَرِيح، وإنَّ خيْرك لسَريح وَهُوَ ضِدُّ البطِيء، وفَرَسٌ سِرياحٌ: سَرِيعٌ، وَقَالَ ابْن مُقْبِل يصفُ الخيْل: مِنْ كلِّ أهْوجَ سِرياحٍ ومُقْرَبةٍ تُقَاتُ يومَ لِكَاكِ الوِرْدِ فِي الغُمَرِ قَالَ: وَإِنَّمَا خص الغُمَرَ وسَقْيها فِيهِ لِأَنَّهُ وصفهَا بالعتْقِ وسُبوطَة الخُدود ولَطَافَةِ الأفْواه كَمَا قَالَ: وتَشربُ فِي القَعْبِ الصَّغِير وَإِن تُقَدْ بِمشْفَرِها يَوْمًا إِلَى الماءِ تَنْقَدِ قَالَ اللَّيْث: وَإِذا ضاقَ شيءٌ فَفَرَّجْتَ عَنهُ قلت: سَرّحتُ عَنهُ تَسْرِيحاً، وَقَالَ العَجّاجُ: وسرّحَتْ عَنهُ إِذا تَحَوَّبا روَاجِبُ الْجَوْفِ الصَّهِيلَ الصُّلَّبا وتَسريحُ الشعْرِ: تَرجِيلُه وتَخْليصُ بعضه من بعض بالمُشْط، والمُشْط يُقَال لَهُ: المِرْجَلُ والمِسرح. وأمَّا المَسرحُ بِفَتْح الْمِيم فَهُوَ المَرْعَى الَّذِي تَسْرَحُ فِيهِ الدّوَابّ للرَّعْي وَجمعه المسارح وَمِنْه قَوْله: إِذا عَادَ المَسَارِحُ كالسِّبَاح وتَسريحُ دَمِ العِرْق المفصود: إرْسالُه بَعْدَمَا يسيل مِنْهُ حِين يُفْصدُ مرّةً ثَانِيَة وسَمّى الله جلّ وعزّ الطّلاقَ سَراحاً فَقَالَ: {تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ} (الأحزَاب: 49) كَمَا سَمّاهُ طَلاقاً من طَلّق المرأةَ، وسَمّاه الفِرَاقَ، فَهَذِهِ ثَلاَثَةُ ألْفَاظ تَجمَعُ صَرِيحَ الطّلاق الَّذِي لَا يُدَيَّنُ فِيهَا المُطَلِّق بهَا، إِذا أنكر أَن يكون عَنَى بهَا طَلاَقاً. وأمّا الكِناياتُ عَنْهَا بغَيْرهَا مثل البائنة والبَتّة والحَرَام وَمَا أشْبَهَها فَإِنَّهُ يُصدَّق فِيهَا مَعَ الْيَمين أَنه لم يُرِد بهَا طَلاقاً. وَقَالَ اللَّيْث: ناقَةٌ سُرُحٌ، وَهِي المنْسرِحةُ فِي سيرِها السريعة، وَأنْشد قولَ الْأَعْشَى: بجُلاَلةٍ سُرُحٍ كَأَن بِغَرْزِها هِرّاً إِذا انْتَعل المَطِيُّ ظِلاَلها أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: مِلاطٌ سُرُحُ الجَنْبِ هُوَ المُنْسَرِح للذهاب والمجيء، وَأَرَادَ بالملاط العَضُد. وَقَالَ ابْن شُمَيل: ابْنا مِلاَطَى البعيرِ هما العَضُدان، قَالَ: والمِلاَطان: مَا عَن يَمِين الكِرْكِرَة وشَمالها. اللَّيْث: السِّرْحان: الذِّئْبُ ويُجْمَع على السِّرَاح، قَالَ: والسِّرْحانِ فِعْلان من سَرَح يَسرَح. قلت: وَيجمع السِّرْحان سَرَاحينَ وسَرَاحِي بِغَيْر نون، كَمَا يُقَال: ثعَالِبُ وثَعَالِي، وَأما السِّرَاحُ فِي جمع السِّرْحان فَغير مَحْفُوظ عِنْدِي. وسِرْحانٌ يُجْرى من أَسمَاء الذِّئْب، وَمِنْه قَوْله: وغارَةُ سِرْحانٍ وتَقْرِيبُ تُفَّل وَقَالَ الْأَصْمَعِي: السِّرْحَانُ والسيِّد فِي لُغَة هُذَيْل: الأسَدُ. وَفِي لُغَة غَيرهم الذِّئْبُ. قَالَ أَبُو المُثَلَّم يَرْثِي رَجُلاً: شِهَابُ أَنْدِيَةٍ حَمَّالُ أَلْوِيَةٍ هَبَّاطُ أَوْدِيَةٍ سِرْحَانُ فِتيان وَأنْشد أَبُو الْهَيْثَم لِطُفَيْل:

وخَيْلٍ كأمثَالِ السِّراحِ مَصُونَةٍ ذَخَائرَ مَا أَبْقَى الغُرابُ ومُذْهَبُ قَالَ: وَيُقَال: سِرْحان وسَرَاحِين وسِرَاح. اللَّيْث: السِّرْحَانُ: الذِّئْب. وَيجمع على السَّرَاح. قَالَ الْأَزْهَرِي: وَيجمع سَراحِين وسَرَاحِي بِغَيْر نون كَمَا يُقَال: ثَعَالِب وثَعَالي فَأَما السِّراحُ فِي جمع السِّرْحان فَهُوَ مسموع من الْعَرَب وَلَيْسَ بِقِيَاس. وَقد جَاءَ فِي شعر الكاهِليّ: وقِيسَ عَلَى ضِبْعَان وضِبَاع. وَلَا أعرف لَهما نظيرا. وَقَالَ اللَّيْث: المُنْسَرِح: ضربٌ من الشّعْر على مستفعلن مفعولات مستفعلن سِتّ مرّات. وَفِي كتاب كتبه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأُكَيْدر دُومَةِ الجَنْدلِ: (لَا تُعْدَل سارِحَتُكم وَلَا تُعَدُّ فارِدتكم) . قَالَ أَبُو عُبَيد: أَرَادَ أنَّ ماشِيَتَهم لَا تُصْرفُ عَن مَرْعىً تُرِيدُه، والسارِحَةُ هِيَ الْمَاشِيَة الَّتِي تسرح بِالْغَدَاةِ إِلَى مراعيها. شَمِر عَن ابْن شُمَيل: السَّرِيحةُ من الأَرْض: الطَّرِيقَة الظَّاهِرَة المستوية بِالْأَرْضِ الضّيِّقَة، وَهِي أَكثر شَجرا مِمّا حولهَا، فَتَراها مستطيلة شَجِيرَةً، وَمَا حولهَا قليلُ الشّجر، وَرُبمَا كَانَت عَقَبة وجَمْعُها سَرَائِح. أَبُو عُبَيد عَن الكِسَائي: سَرّحَهُ الله وسَرحَه أَي وفّقَه الله، قلت: وَهَذَا حَرْفٌ غَرِيب سمعته بِالْحَاء فِي (الْمُؤلف) عَن الْإِيَادِي. وَقَالَ شمر: قَالَ خَالِد بن جَنْبَة: السارحة: الْإِبِل وَالْغنم، قَالَ: والسارحة: الدَّابَّة الْوَاحِدَة. قَالَ: وَهِي أَيْضا الْجَمَاعَة. وَيُقَال: تَسَرَّح فلَان من هَذَا الْمَكَان أَي ذَهَبَ وَخرج، وسَرَحْت مَا فِي صَدْرِي سَرْحاً أَي أخْرَجْته. وسُمَّى السَّرْحُ سَرْحاً لِأَنَّهُ يُسرَح فيخرجُ. وَأنْشد: وسرَحْنَا كلَّ ضَبَ مُكْتَمِنْ وَقَالَ فِي قَوْله: لَا تُعْدَلُ سارحتكم أَي لَا تُصرف عَن مرعىً تُرِيده. يُقَال: عَدَلْتُه أَي صَرَفْته فَعدل أَي انْصَرف. رسح: قَالَ اللَّيْث: الرَّسَحُ: أَلا تكون للْمَرْأَة عَجِيزةٌ. فَهِيَ رَسْحاءُ. وَقد رَسِحَتْ رسَحاً. وَهِي الزَّلاَّء والمِزلاجُ. وَيُقَال للسِّمع الأزَلِّ أَرْسَح. والرَّسْحاءُ: القَبَيحة من النِّسَاء. والجمعُ رُسْحٌ. ح س ل حَسَلَ، حلْس، سلح، سحل، لحس: مستعملات. حسل: قَالَ اللَّيْث: الحِسْلُ: وَلَدُ الضَّبِّ، ويُكْنى الضَّبُّ أَبَا حِسْل. وَقَالَ أَبُو الدُّقَيْش: تَقول الْعَرَب للضَّبّ: إِنَّه قَاضِي الدَّوَابِّ والطَّيْرِ. قَالَ الْأَزْهَرِي: وَمِمَّا يُحَقّق قولُه مَا حَدَّثَنَاه المُنْذِرِيّ عَن عُثْمَان بن سعيد عَن نُعَيم بن حَمَّادٍ عَن مَرْوَان بن مُعَاوِيَة عَن الْحسن بن عَمْرو عَن عَامر الشّعبِيّ، قَالَ: سَمِعت النُّعْمَان بن بشير على الْمِنْبَر يَقُول: يَا أَيهَا النَّاس، إِنِّي مَا وجدت لي وَلكم مَثَلاً إِلَّا الضَّبُع والثعلب، أَتَيَا الضَّبّ فِي جُحْرِه،

فَقَالَا: أَبَا حِسْل، قَالَ: أُجِبْتُما، قَالَا: جِئْناك نَحْتِكم. قَالَ: فِي بَيته يُؤْتى الحَكَمُ، فِي حَدِيث فِيهِ طول. وَقَالَ اللَّيْث: جَمْعُ الحِسْل حِسَلة، قلت: ويُجْمَعُ حُسُولاً. وروى أَبُو عُبَيْد عَن أبي زيد والأحمر أَنَّهما قَالَا: يُقَال لفَرْخِ الضَّبِّ حِين يخرج من بَيْضه حِسْل، فَإِذا كبِر فَهُوَ غَيْدَاقٌ. وَقَالَ أَبُو عُبَيدة: المَحْسُول والمَخْسولُ بِالْحَاء وَالْخَاء: المرذُول، وَقد حَسَلْتُه وخَسَلْتُه. أَبُو عُبَيد عَن الْفراء: الحُسالة: الرَّذْلُ من كل شَيْء. وَقَالَ بعض العَبْسِيِّينَ: قَتَلْتُ سَرَاتكم وحَسَلت مِنْكُم حَسِيلاً مثلَ مَا حُسِل الوَبَارُ قَالَ شمِر: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: حَسَلْتُ: أبقَيتُ مِنْكُم بَقِيَّةً رُذَالاً، قَالَ: والحَسِيل: الرُّذَال. وَقَالَ اللِّحْياني: سُحالة الفِضَّة وحُسالَتُها. وَقَالَ ابْن السِّكّيت: قَالَ الطَّائي: الحَسِيلة: حَشَفُ النّخل الَّذِي لم يكن حَلاَ بُسْرُه فيُيَبِّسونه حَتَّى يَيْبَس، فَإِذا ضُرِبَ انْفَتَّ عَن نَوَاه فَيَدِنُونَه بِاللَّبنِ ويمْرُدُون لَهُ تَمرا حَتَّى يُحَلِّيه فيأكلونه لَقِيماً. يُقَال: بُلُّوا لنا من تِلْكَ الحَسيلةِ، وَرُبمَا وُدِنَ بِالْمَاءِ. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: وَلَدُ البَقَرَة يُقَال لَهُ: الحَسِيل، وَالْأُنْثَى حَسِيلة. أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للبقرة لحَسيلة: والخَائِرَةُ والعجوز واليَفنَةُ، وَأنْشد غَيره: عَلَيَّ الحَشِيشُ ورِيٌّ لَهَا وَيَوْم الغُوَارِ لِحسْل بن ضَبّ يَقُولهَا المستَأْثَرُ عَلَيْهِ مَزْرِيةً على الَّذِي يفعلُه. قَالَ أَبُو حَاتِم: يُقَال لولد الْبَقَرَة إِذا قرمَ أَي أَكلَ من نَبَات الأَرْض حَسِيلٌ، والجميع حِسْلاَن، قَالَ: والحسيلُ إِذا هَلَكت أمه أَو ذَأَرَتْه أَي نفرت مِنْهُ فأُوجِر لَبَنًا أَو دَقِيقًا فَهُوَ مَحْسول، وَأنْشد: لَا تَفْخَرنَّ بلحيةٍ كَثُرَتْ منابِتُها طويلهْ تهوَى تُفَرِّقها الريا حُ كأَنها ذَنَبُ الحَسِيلهْ والحَسْل: السَّوْقُ الشَّديد. يُقَال: حسْلتُها حَسْلاً إِذا ضبَطتها سَوْقاً، وَقيل لولد الْبَقَرَة حَسِيلٌ وحَسِيلةٌ، لأنَّ أمَّه تُزَجِّيه مَعهَا وَقَالَ: كَيفَ رأيتَ نُجْعتي وحَسْلِي سحل: قَالَ اللَّيْث: السَّحِيلُ، والجميع السُّحُل: ثوب لَا يُبرَم غزلُه أَي لَا يُفْتَل طَاقيْن طَاقيْن، يُقَال: سَحَلوهُ أَي لم يَفْتِلُوا سَداه. وَقَالَ زُهَيْر: على كل حَالٍ من سَحِيلٍ ومُبْرَم وَقَالَ غَيره: السّحِيلُ: الغَزْل الَّذِي لم يُبْرَم، فَأَما الثَّوبُ فَإِنَّهُ لَا يُسمى سَحِيلاً، وَلَكِن يُقَال للثوب سَحْل. روى أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرو أَنه قَالَ: السّحْلُ: ثوبٌ أَبيض من قطن وَجمعه

سُحُلٌ. وَقَالَ المُتَنخِّل الهُذَليّ: كالسُّحُل الْبيض جَلاَ لَوْنَها هَطْلُ نِجاء الحَمَل الأَسْوَلِ قَالَ: وَوَاحِد السُّحُل سَحْلٌ. وسُحُولٌ: قَرْيَةٌ من قُرَى الْيمن يحمل مِنْهَا ثِيَاب قطن بيض تدعى السُّحُوليَّة بِضَم السِّين. وَقَالَ طرفَة: وبالسَّفْح آياتٌ كأنَّ رُسُومَها يَمَانٍ وشَتْه رَيْدَةٌ وسُحُولُ ريدة وسُحُول: قَرْيَتَانِ، أَرَادَ وَشْتْه أهل ريدة وسُحول. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: المُسَحَّلَةُ: كُبَّةُ الغَزْل. وَهِي الوشيعة والمُسْمَّطَة. وَقَالَ اللَّيْث: المِسْحَلُ: الْحمار الوَحْشِي وسَحِيلُه: أَشَدُّ نَهِيقِه. والمِسْحَلُ: من أَسمَاء اللِّسَان، والمِسْحَلُ من الرِّجَال: الْخَطِيب، قَالَ: والمِسْحَلاَن: حَلْقَتانِ. إِحْدَاهمَا مُدْخَلَةٌ فِي الأُخْرَى على طرف شَكِيم اللِّجام. وَأنْشد قولَ رُؤبة: لَوْلَا شَكِيم المِسْحَلَيْن انْدَقّا والجميع المَسَاحِلُ، وَمِنْه قولُ الأَعشَى: صددتَ عَن الْأَعْدَاء يَوْم عُبَاعِبٍ صُدودَ المَذاكِي أَفْرَعَتْها المَسَاحِلُ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: المِسْحَلُ: المِبْرَد، وَمِنْه سُحَالَةُ الفِضَّة. والمِسْحَلُ: فاسُ اللِّجام، والمِسْحَلُ: المطرُ الجَوْدُ. والمِسْحَل: الْغَايَة فِي السَّخاء. والمِسْحَل: الجَلاَّدُ الَّذِي يُقيمُ الحدودَ بَين يدَي السُّلْطان. والمِسْحَل: الساقي النشيط. والمِسْحَلُ: المُنْخُل، والمِسْحَلُ فمُ المَزَادَة. والمِسْحَل: الماهر بِالْقُرْآنِ. والمِسْحَلُ: الْخَطِيب والمِسْحَلُ: الثوبُ النقي من الْقطن. والمِسْحَل: الشجاع الَّذِي يعْمل وَحده. والمِسْحَلُ: الْخَيط الَّذِي يُفْتَل وَحده. والمِسحَلُ: المِيزابُ الَّذِي لَا يطاقُ ماؤُه. قَالَ: والمِسْحَلُ: الْعَزْم الصارم. يُقَال: قد ركب فلَان مِسْحَلَه إِذا عزم على الْأَمر وجَدَّ فِيهِ. وَأنْشد: وإنَّ عِنْدِي لَو رَكِبْتُ مِسْحَلي قَالَ: وَأما قَوْله: الْآن لَمَّا ابْيَضَّ أعْلَى مِسْحَلِي فالمِسْحَلاَن هَاهُنَا الصُّدْغان، وهما من اللِّجَام الخَدَّان. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: مِسْحَلُ اللِّجام: الحديدة الَّتِي تَحْتَ الحَنَك. قَالَ: والفأسُ: الحديدة الْقَائِمَة فِي الشَّكِيمَة. والشّكِيمَةُ: الحديدةُ المُعْترَضةُ فِي الْفَم. وَقَالَ اللَّيْث: السَّحْلُ: نَحْتُك الخشَبةَ بالمِسْحَل، وَهُوَ المِبْرَد. قَالَ: وسَحَلَه بِلِسَانِهِ إِذا شَتمه، والرِّياح تَسْحَلُ الأَرضَ سَحْلاً إِذا كَشَطت عَنْهَا أَدَمَتها. والسُّحَالَةُ: مَا تحَاتّ من الْحَدِيد وبُرِدَ من الموازين. وَقَالَ: وَمَا تحاتّ من الرُّزِّ والذُّرَة إِذا دُقّ شِبْهُ النُّخَالة فَهِيَ أَيْضا سُحالة. قَالَ: والسَّحْلُ: الضَّربُ بالسياط يَكْشِطُ الجِلْدَ. والسّاحِل: شاطىءُ الْبَحْر.

وَقَالَ غَيره: سُمِّي ساحِلا: لِأَن المَاء يَسْحَلُه أَي يَقْشِرُه إِذا عَلاَهُ فَهُوَ فاعِلٌ مَعْنَاهُ مفْعُول، وَحَقِيقَته أَنه ذُو سَاحِلٍ من المَاء إِذا ارْتَفع المَدُّ ثمَّ جَزَر فَجَرَف مَا مرَّ عَلَيْهِ، والإسْحِلُ: شَجَرة من شجر المَساويك. وَمِنْه قَول امرىء الْقَيْس: أسَارِيعُ ظَبْي أَو مساوِيك إسْحِل ومُسْحُلاَنُ. اسْم وادٍ ذكره النَّابِغَة فِي شعره فَقَالَ: فأَعْلَي مُسحُلاَن فحامِرَا وشابٌ مُسْحُلانيّ يُوصف بالطول وَحسن القوام. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: باتت السَّمَاء تَسْحَلُ لَيْلَتَها أَي تَصبُّ الماءَ. قَالَ: وانسِحَالُ النَّاقة: إسراعُها فِي سَيرهَا. وَيُقَال: سَحَلَه مائةَ دِرْهَم إِذا نَقَدَه، والسَّحْلُ النَّقْدُ. وَقَالَ الْهُذلِيّ: فأَصْبَح رَأْداً يَبْتَغِي المَزْج بالسّحْل وسَحَلَه مائَةَ سَوْطٍ أَي ضَرَبَه، وانْسَحَلَت الدَّرَاهمُ إِذا امْلاَسَّت، وانسَحَل الخَطِيبُ إِذا اسْحَنْفَرَ فِي كَلَامه، وَركب مِسْحَلَه إِذا مَضَى فِي خُطْبَته. وَفِي الحَدِيث أَنَّ ابْن مَسْعُود افْتَتَحَ سُورَةً فسحَلَها أَي قَرَأَها كلَّها. والسِّحَالُ والمُسَاحَلَةُ: المُلاَحَاةُ بَيْنَ الرَّجُلَين، يُقَال: هُوَ يُساحِله أَي يُلاَحِيه. وَقَالَ ابْن السّكيت: السّحَلَةُ: الأرنَبُ الصَّغِيرَة الَّتِي قد ارْتَفَعت عَن الخِرْنِق وَفَارَقت أُمَّها. وَقَالُوا: مِسْحَلٌ: اسْم شَيْطَان فِي قَول الْأَعْشَى: دعوتُ خَلِيلي مِسْحَلاً ودَعْوَا لَهُ جُهُنَّامَ جَدْعا للهجين المُذَمَّم والمِسْحَلُ: مَوضِع العِذار فِي قَول جَنْدَل الطُّهَوِيُّ الرَّجّاز: عُلِّقْتُهَا وَقد نَزَا فِي مِسْحَلي أَي فِي مَوضِع عِذَارَيْ من لِحْيَتِي، يَعْنِي الشيب. وَيُقَال: ركب فلَان مِسْحَلَه إِذا ركب غَيَّه وَلم يَنْتَه عَنهُ، وأصل ذَلِك الفَرَسُ الجموح يركب رَأسه ويَعَضُّ على لجَامِه. وَقَالَ شمر: يُقَال: سَحَلَه بالسَّوْطِ إِذا ضَرَبَه فقَشَرَ جِلْدَه، وسَحَلَه بِلِسَانِهِ، وَمِنْه قيل للسان مِسْحل وَقَالَ ابنُ أَحْمر: وَمن خَطيبٍ إِذا مَا انساح مِسْحَلُه مُفَرِّجُ القولِ مَيْسُوراً ومَعْسُورا وَقَالَ بعض الْعَرَب وَذكر الشّعْر فَقَالَ: الوقْفُ والسَّحْلُ، قَالَ: والسَّحْل: أَن يتبعَ بعضُه بَعْضًا وَهُوَ السَّرْدُ قَالَ: وَلَا يَجِيء الْكتاب إِلَّا على الْوَقْف. وَقَالَ أَبُو زيد: السِّحْلِيلُ: النَّاقة الْعَظِيمَة الضُّرْعِ الَّتِي لَيْسَ فِي الْإِبِل مِثْلُها فَتلك نَاقَة سِحْلِيلٌ. وَقَالَ الهُذَلِيُّ: وتَجُرُّ مُجْرِيَةٌ لَهَا لَحْمِي إِلَى أَجْرٍ حَوَاشب سُودٍ سَحَاليلٍ كأَ نَ جُلُودَهُنَّ ثِيابُ راهِب قَالَ: سَحَالِيل: عِظَام الْبُطُون. يُقَال: إِنَّه لِسِحْلال الْبَطن أَي عَظِيم الْبَطن.

وَفِي الحَدِيث أَن الله تبَارك وَتَعَالَى قَالَ لأَيَّوبَ ج: (إِنَّه لَا يَنْبَغِي أَن يُخَاصِمَني إِلَّا من يَجْعَلُ الزَّيارَ فِي فَم الْأسد، والسِّحَالَ فِي فَم العَنْقَاء) السِّحَالُ والمِسْحلُ: وَاحِد، كَمَا تَقول: مِنْطَقٌ ونِطَاقٌ، ومِئزَرٌ وإزَارٌ، وَهِي الحديدة الَّتِي تكون على طَرَفَي شَكِيمِ اللِّجام. وَفِي الحَدِيث أَن أُمَّ حَكِيم أَتَته بِكَتِفٍ، فَجعلت تَسْحَلُها لَهُ أَي تَكْشِطُ مَا عَلَيْهَا من اللَّحْم، وَمِنْه قيل للمِبْرَد مِسْحَلٌ، ويروى: فَجعلت تَسْحاها أَي تَقْشِرُهَا. والسّاحِيَةُ: المَطْرَةُ الَّتِي تَقْشِر الأَرْض، وسَحَوْتُ الشيءَ أَسْحَاهُ وأَسْحُوه. وَفِي حَدِيث عَليّ صلوَات الله عَلَيْهِ أَن بني أُمَيَّة لَا يزالون يَطْعُنُون فِي مِسْحَل ضَلاَلة، قَالَ القُتَيْبِيّ: هُوَ من قَوْلهم: ركب مِسْحَله إِذا أَخذ فِي أَمر فِيهِ كَلَام وَمضى فِيهِ مُجِدّاً، وَقَالَ غَيره: أَرَادَ أَنهم يُسْرِعُون فِي الضَّلَالَة ويُجِدّون فِيهَا. يُقَال: طَعَن فِي العِنان يَطْعُنُ، وطَعَنَ فِي مِسْحَلهِ يَطعُنُ، وَيُقَال: يَطْعَنُ بِاللِّسَانِ ويَطْعُنُ بالسِّنَان. سلح: اللَّيْث: السَّلْح والغالِب مِنْهُ السُّلاَح. وَيُقَال: هَذَا الحَشِيشَةُ تُسَلِّح الإبِلَ تَسْلِيحاً. قلت: والإسْلِيحُ: بَقْلَة من أَحْرَار الْبُقُول تَنْبُتُ فِي الشتَاء تُسَلِّح الْإِبِل. إِذا استكثرت مِنْهَا. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: قَالَت أعرابية: وَقيل لَهَا: مَا شَجَرَة أَبِيك؟ فَقَالَت: الإسْلِيحُ رُغْوَةٌ وصَرِيح. وَقَالَ اللَّيْث: السِّلاَحُ: مَا يُعَدّ للحرب من آلَة الْحَدِيد، والسيفُ وَحده يُسَمَّى سِلاَحاً، وَأنْشد: ثَلاَثاً وشَهْراً ثمَّ صَارَت رَذِيَّةً طَلِيحَ سِفَارٍ كالسِّلاَحِ المُفَرَّد يَعْنِي السَّيْف وَحده. قلت: وَالْعرب تؤنث السِّلاَح وتُذَكِّرُه، قَالَ ذَلِك الفرّاء وَابْن السّكيت. والعصا تُسَمَّى سِلَاحا. وَمِنْه قولُ ابْن أَحْمَر: ولستُ بِعِرْنَةٍ عَرِكٍ سِلاَحي عَصًى مَثْقُوبةٌ تَقِصُ الحِمارا وَقَالَ اللَّيْث: المَسْلَحَةُ: قوم فِي عُدَّة بِموْضِعٍ مَرْصَدٍ قد وُكِّلُوا بِهِ بإزَاءِ ثَغْر، والجميعُ المسالِحُ. والمَسْلَحِيّ الوَاحِدُ المُوَكّلُ بِهِ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: مَسْلَحة الجُند: خطاطيف لَهُم بَين أَيْديهم يَنْفضونَ لَهُم الطَّرِيق ويَتَحَسَّسُون خبر الْعَدو ويَعْلَمُون عِلْمَهم لِئَلَّا يُهجَمَ عَلَيْهِم وَلَا يَدَعُون وَاحِدًا من الْعَدو يدْخل عَلَيْهِم بِلَاد الْمُسلمين وَإِن جَاءَ جَيش أنذروا الْمُسلمين. وَقَالَ اللَّيْث: سَيْلَحِينُ: أَرض تسمى كَذَلِك، يُقَال: هَذِه سَيْلَحُونُ، وَهَذِه سَيْلَحِينُ. وَمثله صَرِيفُونُ وصَرِيفِينُ، وَأكْثر مَا يُقَال: هَذِه سيلحونَ، وَرَأَيْت سَيْلَحينَ: وَكَذَلِكَ هَذِه قِنَّسْرُونَ، وَرَأَيْت قِنَّسْرينَ. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: قَالَ أَبُو عَمْرو وَأَبُو سعيد فِي بَاب الْحَاء وَالْكَاف: السُّلَحَة والسُّلَكَة: فَرْخُ الحَجَل، وَجمعه سِلْحَانٌ

وسِلْكَانٌ. وَالْعرب تسمي السمَاكَ الرَّامحَ ذَا السِّلَاح، وَالْآخر الأعزل. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: السَّلَحُ: ماءُ السَّمَاء فِي الغُدْرَان، وَحَيْثُ مَا كَانَ يُقَال: مَاء العِدِّ وَمَاء السِّلَحِ. قلت: وَسمعت الْعَرَب تَقول لماء السَّمَاء مَاء الكَرَع، وَلم أَسْمَع السَّلَحَ. حلْس: شمر عَن العِتْرِيفي: يُقَال: فلَان حِلْسٌ من أَحْلاَس الْبَيْت: للّذي لَا يبرح الْبَيْت، قَالَ: وَهُوَ عِنْدهم ذمّ أَي أَنه لَا يصلح إِلَّا للُزُوم الْبَيْت، قَالَ: وَيُقَال: فلانٌ من أَحْلاَس الْبِلَاد: للَّذي لَا يزايلها من حُبِّه إيّاها، وَهَذَا مدح أَي أَنه ذُو عِزّة وشِدَّة أَي أنّه لَا يبرحها لَا يُبَالِي ذِئباً وَلَا سَنَةً حَتَّى تُخْصِبَ الْبِلَاد، فَيُقَال: هُوَ مُتَحَلِّس بهَا أَي مُقِيم، وَقَالَ غَيره: هُوَ حِلْسٌ بهَا، قَالَ: والحَلِسُ والحُلاَبِسُ: الَّذِي لَا يَبْرَح ويُلاَزِمُ قِرْنَه، وَأنْشد قَول الشَّاعِر: فَقُلْتُ لَهَا كأيِّنْ من جَبَانٍ يُصَابُ وَيُخْطَأُ الحَلِسُ المُحَامي كأيّن معنى كم. وَقَالَ اللَّيْث: الحِلْسُ: كُلُّ شَيءٍ وَلِيَ ظهر الْبَعِير تَحت الرَّحْلِ والقَتَبِ، وَكَذَلِكَ حِلْس الدَّابّة بِمَنْزِلَة المِرْشَحَة تكون تَحت اللِّبْد، وَيُقَال: فلَان من أَحْلاَس الْخَيل أَي يلْزم ظُهُور الْخَيْلِ كالحِلْس اللَّازِم لظَهْرِ الْفرس. والحِلْسُ: الْوَاحِد من أَحْلاَسِ الْبَيْت، وَهُوَ مَا بُسِط تَحت حُرِّ المَتَاع من مِسْحٍ وَنَحْوه. وَفِي الحَدِيث (كُنْ حِلْساً من أَحْلاَسِ بَيْتك فِي الفِتْنَة حَتّى تأتِيَك يَدٌ خاطِئَة أَو مَنِيَّةٌ قاضية) أمره بِلُزُوم بَيته وَترك الْقِتَال فِي الفِتْنَة. وَتقول: حَلَسْتُ البعيرَ فَأَنا أَحْلِسُه حَلْساً إِذا غَشَّيْتَه بِحِلْس. وَتقول: حَلَسَتِ السَّمَاء إِذا دَامَ مَطَرُها، وَهُوَ غَيْرُ وَابِل. وَقَالَ شَمِر: أَحْلَسْتُ بعير إِذا جعلتَ عَلَيْهِ الحِلْسَ. وَأَرْض مُحْلِسَةٌ إِذا اخْضَرَّت كلهَا. وَقَالَ اللَّيْث: عُشْبٌ مُسْتَحْلِسٌ تَرَى لَهُ طَرَائق بعضُها تَحت بعض من تراكُمُه وسَوَاده. أَبُو عُبَيْد عَن الْأَصْمَعِي: إِذا غَطَّى النباتُ الأرضَ بكثْرَته قيل: قد اسْتَحْلَس، فَإِذا بَلَغ وَالتَفَّ قيل قد اسْتَأْسَد. وَقَالَ اللَّيْث: اسْتَحْلَسَ السَّنَامُ إِذا ركبته رَوَادِفُ الشَّحْم وروَاكبُه. اللِّحياني: الرَّابِع من قداح المَيْسَر يُقَال لَهُ: الحِلْسُ، وَفِيه أَرْبَعَة فروض، وَله غُنْمُ أَرْبَعَة أنصباء إِن فَازَ، وَعَلِيهِ غرم أَرْبَعَة أنصباء إِن لم يَفُز. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الحَلْسُ: أَن يَأْخُذ المُصَدِّقُ النَّقدَ مَكَان الفَرِيضة. قَالَ: والحَلِس: الشجاع الَّذِي يلازِم قِرْنه، وَأنْشد: إِذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغَالِثُ المغَالِثُ: الملزم لقرنه لَا يُفَارِقهُ، وَقد حَلِسَ حَلَساً.

أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: فِي شيات المِعْزَى: الحَلْساءُ: بَين السَّوَادِ والحُمْرَة، لون بَطنهَا كلون ظهرهَا. وَالْعرب تَقول للرجل يُكرَه على عَمَل أَو أَمر: هُوَ مَحْلُوسٌ على الدَّبَر أَي مُلزَمٌ هَذَا الْأَمر إِلْزَام الحِلْس الدَّبَر وسَيْرٌ مُحْلَسٌ: لَا يُفْتَرُ. وَفِي (النَّوَادِر) : تَحَلّس فلَان لكذا وَكَذَا. أَي طَاف لَهُ وَحَام بِهِ، وتَحَلّس بِالْمَكَانِ وتَحَلَّزَ بِهِ، إِذا أَقَامَ بِهِ، وَقَالَ أَبُو سعيد: حَلِس الرجلُ بالشَّيْء وحَمِس بِهِ إِذا تَوَلّع بِهِ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال لِبِسَاطِ الْبَيْت: الحِلْسُ ولحُصُرِه الفَحُولُ. والحَلْسُ بِفَتْح الْحَاء وَكسرهَا هُوَ العهدُ الوَثيق، تَقول: أَحْلَسْتُ فُلاناً، إِذا أَعْطَيْتَه حِلْساً أَي عَهْداً يأمَن بِهِ قومَك، وَذَلِكَ مثل سَهْم يَأْمَن بِهِ الرجل مَا دَامَ فِي يَده. واسْتَحْلَس فلانٌ الخوْفَ، إِذا لم يُفَارِقهُ الخوفُ وَلم يَأْمَن. وَرُوِيَ عَن الشَّعبي أَنه دخل على الحجَّاج فَعَاتَبَهُ فِي خُرُوجه مَعَ ابْن الْأَشْعَث فَاعْتَذر إِلَيْهِ وَقَالَ: إِنَّا قد اسْتَحْلَسْنَا الْخوْفَ واكْتَحَلْنا السهرَ وأصابَتْنَا خِزْيَةٌ لم نَكُنْ فِيهَا بَرَرَةً أتقياء، وَلَا فَجَرَةً أقوياء. قَالَ: لله أَبُوكَ يَا شَعْبيّ. ثمَّ عَفَا عَنه. لحس: قَالَ اللَّيْث: اللَّحْسُ: أكل الدودِ الصوفَ، وَأكل الْجَرَاد الخَضِر والشَّجَر. واللاَّحُوسُ: المَشْئُوم وَكَذَلِكَ الحاسوس. واللَّحُوسُ من النَّاس: الَّذِي يَتَّبِعُ الحلاوةَ كالذُّباب. قَالَ: والمِلْحَسُ: الشُّجَاعُ. يُقَال: فلَان أَلَدُّ مِلْحَسٌ أَحْوَسُ أَهْيَسُ. أَبُو عُبَيد عَن الْكسَائي: لَحِسْتُ الشيءَ أَلحَسُه لَحْساً بِكَسْر الْحَاء من لَحِسْتُ لَا غير. وَيُقَال: أَصَابَتْهُم لَوَاحِسُ، أَي سِنُون شِدَاد تَلْحَسُ كُلّ شَيْء. وَقَالَ الكُمَيْتُ: وأَنْتَ رَبيعُ الناسِ وابنُ رَبيعهم إِذا لُقِّبَتْ فِيهَا السُّنونَ اللَّوَاحِسَا ح س ن حسن، حنس، سحن، سنح، نحس، نسح: (مستعملات) . حسن: قَالَ اللَّيْث: الحَسَنُ: نعت لما حَسُنَ، تَقول: حَسُنَ الشيءُ حُسْناً، وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا} (البَقَرَة: 83) وقُرِىء (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حَسَنا) . أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أَحْمد بن يحيى أَنه قَالَ: قَالَ بعض أَصْحَابنَا: اخْتَرْنَا حَسَناً: لِأَنَّهُ يُرِيد قولا حَسَنَا. قَالَ: والأُخْرى مصدر حَسُن يَحسُن حُسْناً. قَالَ: وَنحن نَذْهَب إِلَى أَن الحَسَنَ شيءٌ من الحُسْنِ، والحُسْنُ: شيءٌ من الكلّ وَيجوز هَذَا فِي هَذَا، وَاخْتَارَ أَبُو حَاتِم حُسْناً. وَقَالَ الزَّجاج: من قَرَأَ حُسْناً بِالتَّنْوِينِ فَفِيهِ قَولَانِ أَحدهمَا: قُولُوا للنَّاس قَوْلاً ذَا حُسْنٍ، قَالَ: وَزعم الأخْفَشُ أَنه يجوز أَن

يكون حُسْناً فِي معنى حَسَناً، قَالَ: وَمن قَرَأَ حُسْنَى فهوَ خطأ لَا يجوز أَن يُقْرَأَ بِهِ. وَقَالَ اللَّيْث: المَحْسَنُ والجميع المَحَاسن يَعْنِي بِهِ الْمَوَاضِع الحَسَنة فِي البَدَن. يُقَال: فُلاَنَةٌ كثِيرَةُ المَحَاسن، قلت: لَا تكَاد الْعَرَب تُوَحِّد المَحَاسن، والقياسُ مَحْسَن، كَمَا قَالَ اللَّيْث. قَالَ: وَيُقَال: امْرَأَة حسناء، وَلَا يُقَال: رجل أَحْسَن، وَرجل حُسَّان، وَهُوَ الْحَسَنُ وجارِيةٌ حُسَّانة. وأخبرَني المُنْذِري عَن أبي الهَيْثَم أَنه قَالَ: أصل قَوْلهم: شيءٌ حَسَنٌ إِنَّمَا هُوَ شَيءٌ حَسينٌ: لِأَنَّهُ من حَسُنَ يَحسُن، كَمَا قَالُوا: عَظُمَ فَهُوَ عظيمٌ، وكَرُم فَهُوَ كرِيم، كَذَلِك حَسُنَ فَهُوَ حَسينٌ، إِلَّا أَنه جَاءَ نَادرا، ثمَّ قُلِبَ الفعيل فُعَالاً ثمَّ فُعَّالاً، إِذا بولِغَ فِي نَعته فَقَالُوا: حَسينٌ وحُسَانٌ وحُسَّان، وَكَذَلِكَ كَرِيمٌ وكُرامٌ وكُرَّامٌ. وَقَالَ اللَّيْث: المَحَاسِنُ فِي الْأَعْمَال ضِدّ المساوِىء. وَيُقَال: أَحْسِنْ يَا هَذَا فإنّك مِحْسانٌ، أَي لَا تزَال مُحْسِناً. وَقَالَ المفسِّرون فِي قَول الله جلّ وعزّ: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (يُونس: 26) فالحُسْنَى هِيَ الجَنَّةُ وضِدّ الحُسنى السُّوءَى، وَالزِّيَادَة: النّظر إِلَى الله جلّ وعزّ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جلّ وعزّ: {ثُمَّ ءاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَحْسَنَ} (الأنعَام: 154) . قَالَ: يكون تَمامًا على المُحْسِن. الْمَعْنى تَمامًا من الله على الْمُحْسِنِينَ، وَيكون تَمامًا على الَّذِي أَحْسَنَ أَي على الَّذِي أَحْسَنهُ مُوسَى من طَاعَة الله، واتَّباع أَمْرِه. وَقَالَ الفرّاء نَحوه، وَقَالَ: يَجْعَل الَّذِي فِي معنى مَا، يُرِيد تَمامًا على مَا أَحْسَن مُوسَى. قلتُ: والإحسانُ: ضدُّ الْإِسَاءَة، وفسَّر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الإحسانَ حِين سألَه جبريلُ، فَقَالَ: هُوَ أَن تعبد الله كَأَنَّك ترَاهُ فَإِن لم تكن ترَاهُ فإِنه يراك، وَهُوَ تَأْوِيل قَوْله جلّ وعزّ: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإْحْسَانِ} (النّحل: 90) وَقَوله جلّ وعزّ: {تُكَذِّبَانِ هَلْ جَزَآءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ} (الرَّحمان: 60) أَي مَا جَزَاء من أحسن فِي الدُّنْيَا إِلَّا أَن يُحْسَن إِلَيْهِ فِي الْآخِرَة. والحَسَنُ: نَقاً فِي ديار بني تَمِيم مَعْرُوف، أُصِيب عِنْده بِسْطَامُ بن قيس يَوْم النَّقَا، وَفِيه يَقُول عبد الله بن عَنَمَةَ الضَّبِّيّ: لأُمِّ الأرضِ وَيْلٌ مَا أَجَنَّتْ بحيْثُ أَضرَّ بالحَسَنِ السبيلُ والتَّحاسِينُ: جمعُ التحسين، اسمٌ بُنِي على تَفْعيل، وَمثله تكاليفُ الْأُمُور. وتَقَاصيبُ الشَّعَر: مَا جَعُد من ذوائِبه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَحْسَنَ الرجلُ إِذا جلسَ على الحَسنِ، وَهُوَ الكَثيبُ النّقيُّ العالي. قَالَ: وَبِه سُمِّي الغلامُ حَسَنَا. قَالَ: والحُسَيْنُ: الْجَبَل العالي، وَبِه سمِّي الغلامُ حُسَيناً. وَأنْشد:

تركنَا بالعُوَيْنةِ من حُسيْنٍ نِساءَ الحيِّ يَلْقُطنَ الجُمَانَا قَالَ: والحُسيْن هَاهُنَا جبَل. وَفِي (النَّوَادِر) : حُسيْنَاؤُه أَن يفعل كَذَا، وحُسيْناه مثله، وَكَذَلِكَ غُنَيْماؤه وحُمَيْداؤه، أَي جهدهُ وغايتُه. وَقَوله جلّ وعزّ: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَآ إِلاَ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} (التّوبَة: 52) يَعْنِي الظَّفَر أَو الشَّهَادَة. وأنَّثهما لِأَنَّهُ أَرَادَ الخَصلَتَيْن. وَقَوله تَعَالَى: {وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ} (التّوبَة: 100) أَي باستقامة وسلوك للطريق الَّذِي درج السَّابِقُونَ عَلَيْهِ. {وَءاتَيْنَاهُ فِى الْدُّنْيَا حَسَنَةً} (النّحل: 122) يَعْنِي إِبْرَاهِيم آتيناه لِسَان صِدْق. وَقَوله عزّ وجلّ: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ} (هُود: 114) الصَّلَوَات الْخمس تكفّر مَا بَينهَا. وَقَوله: {إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} (يُوسُف: 36) الَّذين يُحسنون التَّأْوِيل. وَيُقَال: إِنَّه كَانَ ينصر الضعيفَ ويُعينُ الْمَظْلُوم، وَيعود المرضى، فَذَلِك إحسانَه. وَقَوله: {وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ} (الرّعد: 22) أَي يدْفَعُونَ بالْكلَام الحَسنِ مَا ورد عَلَيْهِم من سَيِّء غَيرهم. وَقَوله تَعَالَى: {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ} (الأنعَام: 152) قَالَ: هُوَ أَن يَأْخُذ من مَاله مَا سَتَر عَوْرتَه وسدَّ جَوْعَتَه. وَقَوله عزّ وجلّ: {الرَّحِيمُ الَّذِى أَحْسَنَ كُلَّ شَىْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ} (السَّجدَة: 7) أحسن يَعْنِي حَسَّن. يَقُول: حَسَّن خَلْقَ كلِّ شَيْء، نصب خلْقَه على البَدَل. وَمن قَرَأَ خَلَقَه فَهُوَ فعل. وَقَوله تَعَالَى: {وَللَّهِ الأَسْمَآءُ الْحُسْنَى} (الأعرَاف: 180) تأنيثُ الأحسنَ. يُقَال: الِاسْم الأحسنُ والأسماءُ الحُسنَى. وَلَو قيل فِي غير الْقُرْآن الحُسَنُ لجَاز، ومثلُه قَوْله: {لِنُرِيَكَ مِنْءَايَاتِنَا الْكُبْرَى} (طاه: 23) لِأَن الْجَمَاعَة مؤنّثة. وَفِي حَدِيث أبي رَجاء العُطَارِدِيّ وَقيل لَهُ مَا تذكُر؟ فَقَالَ: أذكرُ مَقْتَل بِسْطَام بن قيس على الحَسن. فَقَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ جبَلُ رمل. وَقَوله تَعَالَى: {كَانُواْ يَعْمَلُونَ وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِى مَا لَيْسَ لَكَ} (العَنكبوت: 8) أَي يفعلُ بهما مَا يَحسُن حسْناً، ومثلُه {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا} (البَقَرَة: 83) أَي قَولاً ذَا حُسن، والخطابُ لليهودِ، أَي اصدُقوا فِي صفة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَوله تَعَالَى: {تُنصَرُونَ وَاتَّبِعُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَحْسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً} (الزُّمَر: 55) أَي اتَّبِعوا الْقُرْآن، وَدَلِيله قَوْله: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ} (الزُّمَر: 23) . وَفِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة: كُنَّا عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي لَيْلَة ظلماء حِنْدِسٍ وَعِنْده الحَسنُ والحُسيْن ث، فَسمع تَوَلْوُل فَاطِمَة ب وَهِي تناديهما: يَا حَسَنَانُ. يَا حُسَيْنَانُ فَقَالَ: الْحَقَا بأمّكما. قَالَ أَبُو مَنْصُور: غَلَّبت اسْم أَحدهمَا على الآخر كَمَا قَالُوا: العُمَرانُ. وَيحْتَمل أَن يكون كَقَوْلِهِم: الجَلَمَانُ للجَلَم، والقَلَمانُ للمِقْلام وَهُوَ المِقراض. هَكَذَا روى سَلَمة عَن الفرّاء بِضَم النُّون فيهمَا جَمِيعًا: كَأَنَّهُ

جعل الاسمين اسْما وَاحِدًا، فَأَعْطَاهُمَا حَظّ الِاسْم الْوَاحِد من الْإِعْرَاب. وَقَوله تَعَالَى: {رَبَّنَآءَاتِنَا فِى الدُّنْيَا حَسَنَةً} (البَقَرَة: 201) أَي نعْمَة، وَيُقَال: حُظوظاً حَسَنَةً وَقَوله تَعَالَى: {وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ} (النِّساء: 78) أَي نعْمَة، وَقَوله: {إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ} (آل عِمرَان: 120) أَي غَنيمَةٌ وخِصْبٌ {وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ} (آل عِمرَان: 120) أَي مَحل. وَقَوله: {وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا} (الأعرَاف: 145) أَي يعملوا بِحَسَنِها، وَيجوز أَن يكون نحوَ مَا أمَرَنا بِهِ من الِانْتِصَار بعد الظُّلم، والصبرُ أحْسنُ من القِصاص، والعفْوُ أحْسنُ. أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الهَيْثَم قَالَ فِي قصَّة يُوسُف: {وَقَدْ أَحْسَنَ بَى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - إِذْ أَخْرَجَنِى مِنَ السِّجْنِ} (يُوسُف: 100) أَي قد أحْسنَ إليّ. وَالْعرب تَقول: أحسنْتُ بِفُلانٍ، وأسأتُ بفُلانٍ، أَي أحسنْتُ إِلَيْهِ، وأسأْتُ إِلَيْهِ، وَتقول: أحْسِنْ بِنَا أَي أحْسِن إليْنا وَلَا تُسِيء بِنَا، وَقَالَ كُثَيِّر: أسِيئي بِنَا أَو أحْسنِي لَا مَلُومَةٌ لَدَيْنَا وَلَا مَقْلِيَّةٌ إِن تَقَلَّتِ سحن: اللَّيْث: السَّحْنَةُ: لِينُ البَشَرَة ونَعْمتها. قَالَ أَبُو مَنْصُور: النَّعْمَةُ بِفَتْح النُّون: التَّنَعُّمُ، والنِّعْمَةُ بِكَسْر النُّون: إنعام الله على العبيد. وَقَالَ شَمِر: إِنَّه لَحَسنُ السَّحَنَة والسَّحْنَاءِ، قَالَ: وسَحْنةُ الرجل: حُسْنُ شَعره، ودِيباجَتُه: لونُه وليطُه، وَإنَّهُ لَحَسنُ سَحْناء الوجْه. قَالَ: وَيُقَال: سَحَنَاءُ مُثَقَّلٌ، وسحْنَاءُ أجوَدُ. وَقَالَ اللَّيْث: السَّحْنُ أَن تَدْلُكَ خَشَبَةً بِمسْحَن حَتَّى تَلِينَ من غير أَن تَأْخُذ من الخَشَبَة شَيْئاً. وَقَالَ غَيره: المساحِنُ: حِجَارَة يُدَقُّ بهَا حِجَارَة الفِضَّة واحدتُهَا مِسْحَنَةٌ. وَقَالَ الهُذَلِيّ: كَمَا صَرفَتْ فوقَ الجُذَاذِ المسَاحِنُ والْجُذَاذُ: مَا جُذَّ من الْحِجَارَة، أَي كُسِر فَصَار رُفَاتاً. وَيُقَال: جَاءَت فرس فلانٍ مُسْحِنَةً، إِذا كَانَت حَسنةَ الْحَال. والسِّحْنَاءُ: الهيئةُ والحالُ. أَبُو عُبَيد عَن الفرَّاء: ساحَنْتُه الشيءَ مُسَاحَنةً، وسَاحَنْتُك: خالَطْتُكَ وفاوَضْتُك. نحس: الليثُ: النَّحْسُ: ضِدّ السَّعْدِ، والجميع االنُّحُوس من النُّجُوم وغيرِها، تَقول: هَذَا يومٌ نَحِسٌ وأيَّامٌ نَحِسَات، من جعله نعتاً ثَقَّلَهُ، وَمن أضَاف اليومَ إِلَى النّحْس خَفَّفَ النَّحْسَ، يُقَال: يومُ نَحْسٍ وأَيَّامُ نحْسٍ، وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو: (فَأَرْسَلنَا عَلَيْهِم ريحًا صَرْصَرًا فِي أيامٍ نَحَساتٍ) قلت: وَهِي جمع أيّام نَحْسَة، ثمَّ نَحْسَاتٍ جَمْعُ الْجمع، وقرئت فِي (أيامٍ نحِسَات) ، وَهِي المشئومات عَلَيْهِم فِي الْوَجْهَيْنِ. والعرَبُ تُسَمِّي الرِّيحَ الْبَارِدَة إِذا دَبَرَتْ نَحْساً. وَقَالَ الْأَصْمَعِي فِي قَول ابْن أَحْمَر:

كأنَّ سُلافَةً عُرِضَتْ لنحسٍ يُحِيلُ شَفِيفُها الماءَ الزُّلاَلاَ قَالَ: لِنَحْسٍ، أَي وُضِعت فِي ريحٍ فبردت، وشَفِيفُها: برْدُها، قَالَ: وَمعنى يُحِيلُ: يَصُبّ، يَقُول: فبرْدُها يَصُبُّ الماءَ فِي الْحَلق، وَلَوْلَا بَرْدُها لم يُشْرَب الماءُ، والنَّحْسُ: الغُبارُ، يُقَال: هاج النَّحْس أَي الغُبَارْ. وَقَالَ الشَّاعِر: إِذا هَاجَ نَحْسٌ ذُو عَثَانينَ والْتَقَت سَباريتُ أَغفال بهَا الآلُ يمْصَحُ وَقَالَ الفرّاء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {تُكَذِّبَانِ يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن} (الرَّحمان: 35) وقرىء (ونِحاسٌ) ، قَالَ: النُّحَاسُ: الدُّخان، وَأنْشد: يُضيء كضَوْءِ سِرَاج السَّلِي ط لم يَجْعَل الله فِيهِ نُحاسا وَهُوَ قَول جَمِيع الْمُفَسّرين. أَبُو عُبَيد عَن أبي عُبَيدة قَالَ: النُّحاسُ بِضَم النُّون: الدُّخَان والنِّحاس، بِكَسْر النُّون: الطَّبيعةُ وَالْأَصْل: وَقَالَ الْأَصْمَعِي نَحوه. والنُّحَاس: الصُّفرُ والآنية. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: النِّحاسُ والنَّحَاس جَمِيعًا: الطبيعة. وَأنْشد بَيت لبيد: وَكم فِينَا إِذا مَا المَحْلُ أَبْدَى نِحاسَ القومِ من سَمْحٍ هَضُوم وَقَالَ آخر: يَا أَيهَا السائلُ عَنْ نِحَاسي قَالَ: النحّاس: مبلغ أصل الشَّيْء. أَبُو عُبَيد: اسْتَنْحَسْت، الخَبرَ إِذا تَنَدَّسْته وتَحسَّسْتَه. ابْن بُزُرْج: نُحاسُ الرجل ونِحَاسه: سجِيَّتُه وطبيعتُه. قَالَ: وَيَقُولُونَ النُّحاس بِالضَّمِّ: الصُّفر نَفسه، والنِّحاس مكسور: دُخانه. وَغَيره يَقُول للدخان نُحاس. حنس: قَالَ شمر: الحَوَنَّس من الرِّجَال: الَّذِي لَا يَضيمُه أحَدٌ إِذا قَامَ فِي مَكَان لَا يُحَلْحِله أحدٌ. وَأنْشد: يَجْرِي النَّفِيُّ فَوق أنفٍ أفْطَسِ مِنْهُ وعَيْنَيْ مُقْرِفٍ حَوَنَّس ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الحنَسُ: لُزُوم وسط المعركة شَجاعةً. قَالَ: والحُنُس: الوَرِعُون. سنح: قَالَ اللَّيْث: السانِحُ: مَا أتاكَ عَن يمينِك من طَائِر أَو ظَبْي أَو غير ذَلِك يُتَيَمَّن بِهِ تَقول: سنح لنا سُنُوحاً. وَأنْشد: جَرَتْ لَك فِيهَا السانحاتُ بأسْعُد قَالَ: وَكَانَت فِي الْجَاهِلِيَّة امْرَأَة تقوم بسوق عُكاظ: فتُنشد الْأَقْوَال وتضرِبُ الْأَمْثَال. وتُخْجِلُ الرِّجَال. فانْتَدَبَ لَهَا رجل: فَقَالَت الْمَرْأَة مَا قَالَت، فأجابها الرجل فَقَالَ: وَأَسْكَتَاكِ جامِحٌ ورامحُ كالظَّبْيَتَيْنِ سانحٌ وبَارِحُ فَخَجِلَتْ وهربت. قَالَ: وَيُقَال: سانح وسَنِيحٌ. وَيُقَال: سَنَح لي رأيٌ بِمَعْنى عَرَضَ لي وَكَذَلِكَ سنَح لي قَولٌ وقَرِيضٌ.

وَقَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ أَبُو عُبَيدة: سَأَلَ يونُسُ رُؤْبة وَأَنا شَاهد عَن السَّانح والبارح. فَقَالَ: السَّانحُ: مَا وَلاَّك ميامِنَه. والبارحُ: مَا وَلاَّك مَيَاسِره. وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو عَمْرو الشيبانيّ: مَا جَاءَ عَن يمينِك إِلَى يسارك. وَهُوَ إِذا وَلاَّك جانِبَه الْأَيْسَر. وَهُوَ إنْسِيُّه فَهُوَ سانح. وَمَا جَاءَ عَن يسارك إِلَى يَمينك. وَوَلاَّك جَانِبه الأيمَن. وَهُوَ وَحْشِيُّه فَهُوَ بارح. قَالَ: والسانح أحْسَنُ حَالا عِنْدهم فِي التَّيَمُّن من البارح. وَأنْشد لأبي ذُؤَيْب: أرِبْتُ لإرْبتِه فانطلقْ تُ أُرَجِّي لِحُبّ اللقاءِ السَّنيحَا يُرِيد: لَا أتَطَيّر من سانح وَلَا بارح. وَيُقَال: أَرَادَ أتَيَمَّن بِهِ. قَالَ: وَبَعْضهمْ يتشاءَمُ بالسَّانح. وَقَالَ عَمْرو بن قَمِيئة: وأشأَمُ طيْرِ الزَّاجرِين سَنِيحُها وَقَالَ الْأَعْشَى: أجارَهُما بِشْرٌ من الموْتِ بَعْدَمَا جرت لَهما طَيْرُ السَّنِيح بأَشْأَم وَقَالَ رؤبة: فكم جَرَى من سانحِ بِسَنْحِ وبَارِحاتٍ لم تَجُرْ بِبَرْحِ بِطَيْرِ تخْبِيبِ وَلَا بِتَرْحِ وَقَالَ شمر: رَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي بِسُنْحِ قَالَ: والسُّنْح: اليُمْنُ وَالْبركَة. وَأنْشد أَبُو زيد: أَقُول والطيرُ لنَا سانِحٌ تجْري لنا أيْمَنهُ بالسُّعُودْ وَقَالَ أَبُو مَالك: السَّانح يُتَبَرَّك بِهِ. والبارح يُتَشَاءم بِهِ. وَقد تشاءم زُهَيْر بالسَّانِح فَقَالَ: جَرَت سُنُحاً فقلتُ لَهَا أَجِيزِي نَوًى مَشْمولَةً فَمتى اللِّقاءُ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: السُّنُحُ: الظِّبَاءُ المَيَامِينُ، والسُّنُح: الظِّبَاءُ المَشَائيمُ. قَالَ: والسَّنِيحُ: الخَيطُ الَّذِي يُنْظَمُ فِيهِ الدُّرُّ قبل أَن ينظم فِيهِ الدُّرُّ، فَإِذا نُظِم فَهُوَ عِقْدٌ وَجمعه سُنُح. اللِّحياني: خَلِّ عَن سُنُح الطَّرِيق وسُجُح الطَّرِيق بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ بَعضهم: السَّنِيحُ: الدُّرُّ والحُلِيُّ، وَقَالَ أَبُو دُوَادٍ يذكر نِساءً: ويُغَالِينَ بالسَّنِيح ولايَسْ أَلنَ غِبَّ الصَّباحِ مَا الأخُبَارُ وَفِي (النَّوَادِر) يُقَال: اسْتَسْنَحْتُه عَن كَذَا وتَسَنَّحْتُه واسْتَنْحَسْتُه عَن كَذَا وتَنَحَّسْتُه بِمَعْنى اسْتَفْصَحْتُه. وَقَالَ ابْن السِّكّيت: يُقَال: سَنَحَ لَهُ سَانِحٌ فَسَنَحه عَمَّا أَرَادَ أَي صَرَفه وَرَدَّهُ. نسح: اللَّيْث: النَّسْحُ والنُّسَاحُ: مَا تَحَاتّ عَن التَّمْر من قِشْره وفُتَات أَقْمَاعه وَنَحْو ذَلِك مِمَّا يبْقى أَسْفَل الْوِعَاء. والمِنْسَاحُ: شَيْء يُدْفَعُ بِهِ التُّرَاب ويُذَرَّى بِهِ. ونِسَاحُ: وادٍ بِالْيَمَامَةِ. قَالَ الْأَزْهَرِي: وَمَا ذكره اللَّيْث فِي النَّسْح لم أسمعهُ لغيره، وَأَرْجُو أَن يكون مَحْفُوظًا.

ح س ف حسف، حفس، سحف، سفح، فسح، فحس: مستعملات. حسف: قَالَ اللَّيْث: الحُسافَةُ: حُسَافَةُ التَّمْر: وَهِي قُشُورُه وَرَدِيئُه، تَقول: حَسَفْتُ التمرَ أَحْسِفُه حَسْفاً إِذا نَفَيْتَه. وَقَالَ اللِّحياني وَغَيره: تَحَسَّفَت أوبارُ الْإِبِل وتَوَسَّفَت إِذا تَمَعَّطَت وتَطَايَرَت. أَبُو زيد: رَجَع فلَان بحَسِيفَة نَفسه إِذا رَجَعَ وَلم يَقْض حاجَةَ نَفسه، وَأنْشد: إِذا سُئِلوا المعروفَ لم يَبْخَلُوا بِهِ وَلم يَرْجِعُوا طُلاَّبَهُ بالحَسَائِف أَبُو عُبَيد: فِي قلبه عَلَيْهِ كَتِيفَةٌ وحَسِيفةٌ وحَسِيكَةٌ وسَخِيمة بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال لبَقِيَّة أقماع التَّمْر وقِشْره وكِسَرِه: الحُسَافَةُ. وَقَالَ الْفراء: حُسِفَ فلَان أَي أُرْذِلَ وأُسْقِطَ. وحُسَافَةُ النَّاس: رُذَالُهم. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الحُسُوفُ: استقصاء الشَّيْء وتَنْقِيَتُه. وَقَالَ بعض الْأَعْرَاب: يُقَال لجَرْس الحَيّات حَسْفٌ وحَسِيفٌ، وحَفِيفٌ، وَأنْشد: أَبَاتُوني بِشَرِّ مَبِيتِ ضَيْف بِهِ حَسْفُ الأفاعِي والبُرُوص شمر: الحُسافَةُ: الماءُ الْقَلِيل، قَالَ: وأنشدني ابْن الْأَعرَابِي لكُثَيّر: إِذا النَّبلُ فِي نَحْر الكُمَيْت كأنّها شَوارِعُ دَبْرٍ فِي حُسَافَةُ مُدْهُن قَالَ شمر: وهُوَ الحُشَافَة بالشين أَيْضا. والمُدْهن: صَخْرَةٌ يَسْتَنْقِعُ فِيهَا الماءُ. حفس: قَالَ اللَّيْث: رجل حِيَفْسٌ وحَفَيْسأٌ إِلَى الْقصر ولؤم الخَليقَة. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: إِذا كَانَ مَعَ الْقصر سِمَنٌ قيل رجل حِيَفْس وحَفَيْتَأ بِالتَّاءِ. قلتُ: أرى التَّاء مُبَدَلَةً من السِّين، كَمَا قَالُوا: انْحَتَّتْ أَسْنَانه وانْحَسَّت. وَقَالَ ابْن السّكيت: رَجُلٌ حَفَيْسأٌ وحَفَيْتَأٌ بِمَعْنى وَاحِد. سحف: اللَّيْث: السَّحْفُ: كَشْطُك الشَّعَر عَن الجِلْد حَتَّى لَا يبْقى مِنْهُ شَيْء تَقول: سَحَفْته سَحْفاً. والسَّحِيفَةُ والسَّحائف: طرائق الشَّحْم الَّتِي بَين طرائق الطَّفَاطف وَنَحْو ذَلِك مِمَّا يُرَى من شحمة عَريضَة مُلزَقة بالجِلْدة. وناقةٌ سَحُوفٌ: كَثِيرَة السحائف وجَمَلٌ سَحُوفٌ كَذَلِك، وَقد تكون الْقطعَة مِنْهُ سَحْفَة. قَالَ: والسَّحُوف أَيْضا من الغَنَم: الرَّقيقةُ صُوفِ البَطْن. قَالَ أَبُو عُبَيد: والسّحافُ: السِّلُّ، وَهُوَ رجل مَسْحُوف. والسَّيْحَفُ: النَّصلُ العريض وجَمْعُه: السَّيَاحِفُ، وَأنْشد: سَيَاحِفُ فِي الشِّرْيان يأمُلُ نَفْعَها صِحابِي وأُوْلِي حَدَّها مَنْ تَعَرَّما ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: سَحَفَ رأسَه وجَلَطَه وسَلَتَه إِذا حَلَقه وكَذلك سَحَتَه.

الْأَصْمَعِي: السَّحِيفَةُ بِالْفَاءِ المَطْرَةُ الحديدة الَّتِي تَجْرُف كلّ شَيْء، والسَّحيقَةُ (بِالْقَافِ) : المَطْرَةُ الْعَظِيمَة القَطْر، الشَّدِيدَةُ الوَقْع، القليلةُ العَرْضِ، وجَمْعُها السَّحائفُ والسَّحائقُ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ أَعْرَابِي: أتَوْنا بصِحَاف فِيهَا لِحَامٌ وسِحَافٌ أَي شُحُومٌ، وَاحِدهَا سَحْفٌ، وَقد أَسْحَفَ الرجل إِذا بَاعَ السَّحْفَ وَهُوَ الشَّحْم. أَبُو عُبَيد عَن الفرّاء قَالَ: السُّحَافُ: السُّلُّ وَهُوَ رجل مَسْحُوف. ابْن شُمَيل: قَالَ أَبُو أسلم: ومَرَّ بناقَةٍ فَقَالَ: هِيَ وَالله لأُسْحُوفُ الأحاليل أَي واسِعَتُها قَالَ: فَقَالَ الْخَلِيل: هَذَا غَرِيب. سفح: قَالَ اللّيث: السَّفْحُ: سَفْحُ الجَبَل وَهُوَ عُرْضُه المُضْطَجِع وَجمعه سُفوحٌ. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: السَّفْح: أصل الْجَبَل وأسْفَله. وَقَالَ اللَّيْث: سَفَحَ الدَّمعَ سَفَحَاناً. وَأنْشد: سِوَى سفَحَانِ الدَّمْعِ مِنْ كلِّ مَسْفَحِ قَالَ: والسَّفْح للدَّمِ كالصّبِّ، تَقول رَجُلٌ سَفَّاحٌ للدِّماء: سَفّاك. قَالَ الْأَزْهَرِي: وَيُقَال: سَفَحْتُ الدَّمعَ فَسَفَح وَهُوَ سَافِح ودمُوعٌ سَوافِحُ. وَقَالَ اللَّيْث: السِّفَاحُ والمُسَافَحَةُ: أَن تُقِيم امرأةٌ مَعَ رَجُل على فجور من غير تَزْوِيج صَحِيح. قَالَ: وَيُقَال لِابْنِ البَغِيّ ابْن المُسافِحَة، قَالَ: وَفِي الحَدِيثِ (أَوَّلُه سِفَاحٌ وَآخره نِكاحٌ) وَهِي الْمَرْأَة تُسَافِحُ رَجُلاً، فَيكون بَينهمَا اجْتِمَاع على فجور، ثمَّ يَتَزَوَّجهَا، وكَرِه بعض الصَّحَابَة ذَلِك، وَأَجَازَهُ أَكْثَرهم. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد قَالَ: المُسَافِحَةُ: الفاجِرَةُ، وَقَالَ الله عَزَّ وجَلَّ {مُحْصَنَات غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ} (النِّساء: 25) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: المُسَافِحَةُ: الَّتِي لَا تَمْتَنِعُ عَن الزِّنى، قَالَ: وسُمِّي الزِّنى سِفَاحاً: لِأَنَّهُ كَانَ عَن غير عقد، كَأَنَّهُ بِمَنْزِلَة المَاء المَسْفُوح الَّذِي لَا يَحْبِسُه شَيْء، وَقَالَ غَيره: سُمِّي الزِّنَى سِفَاحًا: لِأَنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ حُرْمة نِكاحٍ وَلَا عَقْدُ تَزْوِيج، وكل وَاحِد مِنْهُمَا سَفَحَ مَنِيَّه أَي دَفقَها بِلَا حُرْمَة أباحَتْ دَفْقَها وَيُقَال: هُوَ مَأْخُوذ من سَفَحْتُ المَاء أَي صَبَبْتُه، وَكَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة إِذا خطب الرجُل المرأةَ قَالَ: أنكحِينِي، فَإِذا أَرَادَ الزِّنَى قَالَ: سَافِحِينِي. وَقَالَ النَّضْرُ: السَّفِيحُ: الكِسَاءُ الغليظ. وَقَالَ اللَّيْث: السَّفِيحَانِ: جُوَالِقَان يجعَلان كالْخُرجين، وَأنْشد: تَنْجُو إِذا مَا اضْطَرَبَ السَّفِيحان نَجَاء هِقْلٍ جَافِلٍ بِفَيْحَان وَقَالَ اللحياني: يُدْخَلُ فِي قِدَاح المَيْسر قِدَاحٌ يُتَكَثَّر بهَا كَرَاهَة التُّهَمَة، أَولهَا المُصَدَّر، ثُمَّ المُضَعَّف، ثمَّ المَنِيحُ، ثمَّ السَّفِيح لَيْسَ لَهَا غُنْم وَلَا عَلَيْهَا غُرْم. وَقَالَ غَيره: يُقَال لكل مَنْ عَمِل عَمَلاً لَا يُجْدِي عَلَيْهِ مُسَفِّح، وَقد سَفّح تَسْفِيحاً، شُبِّه بالقِدْح السَّفِيح، وَأنْشد:

ولَطَالما أَرّبتُ غيرَ مُسَفِّح وكَشَفْتُ عَن قَمَع الذُّرَى بحُسَام وَقَوله: أرّبتُ أَي أحْكَمْتُ، وَأَصله من الأُرْبَة وَهِي العُقْدَة، وَهِي أَيْضا خَيْر نصيب فِي المَيْسَر، وَقَالَ ابْن مقبل: وَلاَ تُرَدُّ عَلَيْهِم أُرْبَةُ اليَسَر ويُقَالُ: ناقَةٌ مَسْفُوحَةُ الإبْطِ أَي واسِعَةُ الإبْط، وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: بِمَسْفُوحَةِ الآبَاطِ عُرْيَانةِ القَرَى نِبَالٌ تُوَاليها رِحابٌ جُنُوبُها وجَمَلٌ مَسْفُوح الضُّلُوع: لَيْسَ بِكَزِّهَا وَيُقَال: بَينهم سِفاحٌ أَي سَفْكٌ للدِّماء. فسح: الليثُ: الفُسَاحَة: السَّعَةُ الواسِعَةُ فِي الأَرْض، تَقول: بَلدٌ فَسِيحٌ وَمَفَازةٌ فَسِيحَةٌ، وَأمر فَسِيحٌ، وَلَك فِيهِ فَسْحَةٌ أَي سَعَةٌ، وَالرجل يَفْسح لِأَخِيهِ فِي الْمجْلس فَسْحاً إِذا وسَّعَ لَهُ، والقومُ يتفَسَّحُون إِذا مَكَّنُوا. وَيُقَال: انْفَسَح طَرْفُك إِذا لم يَرْدُدْه شيءٌ عَن بُعْدِ النَّظَر. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {ءَامَنُواْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُواْ فِى الْمَجَالِسِ} (المجَادلة: 11) . وَقَالَ الفَرَّاء: قَرَأَهَا النَّاس: (تَفَسَّحُوا) بِغَيْر ألف، وَقرأَهَا الحَسَنُ: (تَفَاسَحُوا) بِأَلف، قَالَ: وتفاسَحُوا وتَفَسَّحُوا مُتَقَارِبٌ فِي الْمَعْنى مثل تَعَهَّدْتَه وتَعَاهَدْتُه، وَصَاعَرْتُ وصَعَّرْتُ. قلتُ: وَسمعت أَعْرَابِيًا من بني عُقَيْل يُسَمَّى شَمْلَة يَقُول لخَرّازٍ كَانَ يَخْرِزُ لَهُ قِرْبَة، فَقَالَ لَهُ: إِذا خَرَزْتَ فافسَحِ الخُطا لِئَلَّا يَنْخَرِمَ الخَرْزُ، يَقُول: باعد بَيْنَ الخُرْزَتَين. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: مُرَاحٌ مُنْفَسِح إِذا كَثُرت نَعَمُه، وَهُوَ ضد قَرِع المُرَاح، وَقد انْفَسَح مُرَاحُهم أَي كَثُر إِبِلُهم، وَقَالَ الهُذَلِيُّ: سأُغْنِيكُم إِذا انْفَسَحَ المُرَاحُ وَفِي صفة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (فَسِيحُ مَا بَين المنْكِبَيْن) أَي بَعِيدٌ مَا بَينهمَا، يصفه بسَعَةِ صَدْرِه. وَفِي حَدِيث أم زرع (وبَيْتُها فُسَاحٌ) أَي وَاسعٌ. يُقَال: بَيْتٌ فَسيحٌ وفُسَاحٌ، ويُروى فَيَاحٌ بِمَعْنَاهُ. وجَمَلٌ مَفْسُوح الضُّلُوع بِمَعْنى مَسْفُوحٍ يَسْفَحُ فِي الأرضِ سَفْحاً، وَقَالَ حُمَيْد بن ثَوْر: فَقَرَّبْتُ مَسْفُوحاً لِرَحْلي كَأَنَّهُ قَرَى ضِلَعٍ قَيْدَامُها وصَعُودُها فحس: قَالَ اللَّيْثُ: الفَحْسُ: أخذك الشَّيْء عَن يَدِك بلسانك وفمك من المَاء وَغَيره ح س ب حسب، حبس، سحب، سبح: مستعملة. حسب: قَالَ اللَّيْث: الحَسَبُ: الشَّرَفُ الثَّابِت فِي الْآبَاء، رجل كريم الحَسَب، وَقوم حُسَبَاء، قَالَ: وَفِي الحَدِيث: (الحَسَبُ المَالُ، والكرَمُ التَّقْوَى) وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (تُنْكَحُ المرأةُ لِمَالِها وحَسَبِها ومِيَسَمِها ودينها فَعَلَيْك بِذَاتِ الدِّين، تَرِبَت يداك) . قلت: وَالْفُقَهَاء يَحْتَاجُونَ إِلَى معرفَة الْحسب، لِأَنَّهُ مِمَّا يُعْتَبَرُ بِهِ مَهْرُ مثل الْمَرْأَة إِذا عُقِد النِّكَاح على مهر فَاسد، فَقَالَ شَمِر

فِي كِتَابه (المُؤَلَّف فِي غَرِيب الحَدِيث) الحَسَبُ: الفَعَال الحَسَنُ لَهُ ولآبائه مَأْخُوذ من الحِسَاب إِذا حَسَبُوا مناقبهم، وَقَالَ المُتَلمِّس: ومَنْ كَانَ ذَا أَصْلٍ كريم وَلم يكن لَهُ حَسَبٌ كَانَ اللئيمَ المُذَمَّما ففرّق بَين الحسَب والنَّسَب، فَجعل النّسَب عدد الْآبَاء والأمهات إِلَى حَيْثُ انْتهى، والحَسَبُ: الفَعَالُ مثل الشجَاعَة والجود وحُسْنِ الخُلُق وَالْوَفَاء. قلت: وَهَذَا الَّذِي قَالَه شَمِر صَحِيح، وإنَّما سُمِّيت مَسَاعِي الرجل ومآثِرُ آبَائِه حَسَباً: لأَنهم كَانُوا إِذا تفاخَرُوا عَدَّ المُفَاخِرُ مِنْهُم مناقِبَه ومآثِرَ آبائِه وحَسَبَها، فالحَسْبُ: العَدُّ والإحصاء، والحَسَبُ: مَا عُدَّ، وَكَذَلِكَ العَدُّ مصدر عَدَّ يعُدُّ، والمعدود عددٌ. وحدّثني مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن عَليّ بن خَشْرَم عَن مُجَالد عَن عَمْرو عَن مَسْرُوق عَن عُمَر أنّه قَالَ: (حَسَبُ الْمَرْء دينُه، ومروءتُه خُلُقه، وَأَصله عَقْلُه) ، قَالَ: وحَدَّثنا الحُسَيْنُ بن الفَرج عَن إِبْرَاهِيم بن شمَّاسٍ عَن مُسْلِم بن خَالِد، عَن الْعَلَاء عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (كَرَمُ الْمَرْء دِينُه، ومُرُوءَتُه عَقْلُه، وحَسَبُهُ خُلُقُهُ) . الحَرّاني عَن ابْن السّكيت قَالَ: الشرفُ وَالْمجد لَا يكونَانِ إِلَّا بِالْآبَاءِ. يُقَال: رجل شرِيف، ورَجُلٌ ماجِد: لَهُ آبَاء متقدمون فِي الشّرف. قَالَ: والحَسَبُ وَالْكَرم يكونَانِ فِي الرَّجُل وَإِن لم يكن لَهُ آبَاء لَهُم شرَفٌ. وَيُقَال: رجل حَسِيب. وَرجل كَرِيمٌ بِنَفسِهِ. قلت: أَرَادَ أَن الحَسَب يحصل للرجل بكرم أخلاقِه وَإِن لم يكن لَهُ نسب، وَإِذا كَانَ حسيب الْآبَاء فَهُوَ أكْرم لَهُ. ابْن بزُرْج قَالَ: الحَسِيبُ عندنَا من الرِّجَال: السخِيُّ الجَوادُ فَذَلِك الحسيبُ، وَلَا يُقَال لذِي الأصْلِ والصَّليبة الْبَخِيل حسيب. قلت: يُقَال للسَّخِيِّ الجَوادِ حَسِيب. وللذي يَكْثُر أهل بَيته من الْبَنِينَ والأهل حسيب وَإِنَّمَا سُمّي حَسيباً لِكَثْرَة عدده. وسُمِّي الْجواد حسيباً لعدد مآثره ومنابته وكريم أخلاقه، وَبِكُل ذَلِك نطقت السُّنَن وَجَاءَت الْأَخْبَار، وَيبين ذَلِك مَا حدّثنا السَّعْدِيّ عَن الْجِرْجَانِيّ عَن عبد الرَّزَّاق عَن مَعْمر عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة أَنَّ هَوَازِنَ أَتَوا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا: أَنْت أبرُّ النَّاس وأوصلُهم وَقد سُبِيَ أبناؤُنا ونِساؤُنا وأُخِذَتْ أَمْوَالُنا، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (اخْتَارُوا إحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ إِمَّا المالَ، وَإِمَّا البَنِينَ) ، فَقَالُوا: أما إِذْ خيَّرتنا بَين المَال وَبَين الحسَب فَإنَّا نَخْتَارُ الحسَب، فَاخْتَارُوا أبناءَهم ونساءَهم، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِنَّا خَيَّرنَاهُم بَين المالِ والأحْساب فَلم يَعْدِلوا بالأَحْساب شَيْئا) ، فَأطلق لَهُم السَّبيَ. قلت: وبيّن هَذَا الحَدِيث أَن عدد أهل الْبَيْت يُسَمَّى حَسَباً. وَقَالَ اللَّيْث: الحَسَبُ: قدرُ الشيءِ كَقَوْلِك: على حسَبِ مَا أسْدَيْت إليّ

َ شكْرِي لَك تَقول: أشكرك على حَسَب بَلاَئِك عِنْدِي أَي على قدر ذَلِك. قَالَ: وأَمّا حَسْب مَجْزُومٌ فَمَعْنَاه كَفَى، تَقول: حَسْبك ذَاكَ أَي كَفَاكَ ذَاكَ، وَأنْشد ابْن السّكيت: وَلم يكن مَلَكٌ للْقَوْم يُنْزِلُهم إِلَّا صَلاَصِلُ لَا تُلْوَى على حَسَبِ قَالَ: قَوْله: لَا تُلْوَى على حَسَب أَي يُقْسَم بَينهم بالسَّوِيَّة لَا يُؤْثَرُ بِهِ أَحَدٌ، وَقيل: لَا تُلْوَى على حَسَب أَي لَا تُلْوَى على الكِفَاية لِعَوَزِ المَاء وقِلَّتِه. وَيُقَال أَحْسَبَني مَا أَعْطاني أَي كفَاني. وَقَالَ الفرّاء فِي قَول الله عزّ وجلّ: {يَاأَيُّهَا النَّبِىُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (الأنفَال: 64) جَاءَ فِي التَّفْسِير: يَكْفِيك الله ويَكْفِي مَنِ اتَّبَعَك، قَالَ: وَمَوْضِع الْكَاف فِي حَسْبُكَ وَمَوْضِع مَنْ: نَصْب على التَّفْسِير كَمَا قَالَ الشَّاعِر: إِذا كَانَت الهَيْجَاءُ وانْشَقَّتِ العَصَا فَحَسْبُك والضَّحّاكَ سَيْفٌ مُهَنَّد وَقَالَ أَبُو العَبّاس: معنى الْآيَة: يَكْفِيك الله وَيَكْفِي مَنِ اتَّبَعك. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق النَّحْوِيّ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً} (النِّساء: 6) يكون بِمَعْنى مُحَاسِباً، وَيكون بِمَعْنى كَافِيا أَي يُعْطي كل شَيْء من العِلْمِ والحِفظِ والجزاءِ مقدارَ مَا يُحْسِبه أَي يَكْفِيه تَقول: حَسْبُك هَذَا أَي اكتفِ بِهَذَا. قَالَ: وَقَوله تَعَالَى: {رَّبِّكَ عَطَآءً} (النّبَإِ: 36) أَي كَافِيا، وَإِنَّمَا سُمِّي الحِساب فِي الْمُعَامَلَات حِسَابا: لِأَنَّهُ يُعْلَم بِهِ مَا فِيهِ كِفايةٌ لَيْسَ فِيهِ زِيادَةٌ على الْمِقْدَار وَلَا نُقْصانٌ. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد. حَسِبْتُ الشيءَ أَحْسَبَه حِساباً، وحَسَبْتُ الشَّيْء أحْسَبُه حَساباً وحُسْبَاناً، وَأنْشد: على الله حُسْبَانِي إِذا النَّفسُ أَشْرَفتْ على طَمَعٍ أَو خافَ شَيْئا ضميرُها وَقَالَ الْفراء: حَسِبْتُ الشيءَ: ظَنَنْتُه أَحْسِبُه وأَحْسَبهُ، والكَسْرُ أَجْوَدُ اللُّغَتَيْن. وقُرِىء قولُ الله تَعَالَى: (وَلَا تحسبن) ، وليسَ فِي بَاب السَّالِم حَرْفٌ على فَعِل يَفْعِل بِكَسْر الْعين فِي الْمَاضِي والغابر غيرُ حَسِب يَحْسِب، ونَعِمَ يَنْعِم. وأَمَّا قَول الله جلّ وعزّ: {البَيَانَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} فَمَعْنَاه بِحِسَاب. وَأَخْبرنِي المنذِريُّ عَن ثَعْلَب أَنه قَالَ: قَالَ الْأَخْفَش فِي قَوْله جلّ وعزّ: {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً} (الأنعَام: 96) فَمَعْنَاه بِحِسَاب، فَحذف الْبَاء. وَقَالَ أَبُو العبَّاس: حُسْبَاناً: مصدر، كَمَا تَقول: حَسَبْتُه أَحْسبُهُ حُسْباناً وحِسَاباً، وَجعله الْأَخْفَش جَمْعَ حِسابٍ. وَقَالَ أَبُو الهَيْثَم: الحُسْبان جمع حِساب وَكَذَلِكَ أَحْسِبَةٌ مثلُ شِهَاب وأَشْهِبَة وشُهْبَان. وَأما قَوْله عزَّ ذِكْرُه: {وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَآءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا} (الْكَهْف: 40) فَإِن الْأَخْفَش قَالَ: الحُسْبَانُ: المَرَامي، واحدتها حُسْبَانة.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي أَيْضا: أَرَادَ بالحُسْبَان المَرَامِي، قَالَ: والحُسْبَانَةُ: الصاعِقَةُ، والحُسْبَانَةُ: السَّحابَة، والحُسْبانَةُ: الوِسادَةُ. وَقَالَ ابْن شُمَيل: الحُسْبَان: سِهَامٌ يَرْمي بهَا الرَّجلُ فِي جَوف قَصَبَةٍ ينْزِع فِي القَوْسِ ثمَّ يَرْمِي بِعِشْرين مِنْهَا، فَلَا تَمرُّ بِشَيْء إِلَّا عَقَرَتْه من صاحِب سِلاَحٍ وَغَيره، فَإِذا نَزَعَ فِي القَصَبة خَرَجَت الحُسْبَانُ كَأَنَّهَا غَيْبَةُ مَطَر فتَفَرَّقَتْ فِي النّاسواحدها حُسْبَانَةٌ، والمَرَامِي مِثْلُ المَسَالِّ رَقيقَةٌ فِيهَا شيءٌ من طول لَا حُرُوف لَهَا. قَالَ: والقِدْحُ بالحَدِيدَة: مِرْمَاةٌ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْله عزّ وجلّ: {وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَآءِ} (الْكَهْف: 40) . قَالَ: الحُسْبَانُ فِي اللُّغة: الحِساب. قَالَ الله عزّ وجلّ: {: ُ: ِالبَيَانَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} (الرَّحمان: 5) أَي بِحِسَاب، قَالَ: فَالْمَعْنى فِي هَذِه الْآيَة أَي يُرْسِل عَلَيْهَا عَذَاب حُسْبَان، وَذَلِكَ الحُسْبَان حِسَابُ مَا كَسَبَتْ يداك. قلت: وَالَّذِي قَالَه الزّجاج فِي تَفْسِير هَذِه الْآيَة بعيد، وَالْقَوْل مَا قَالَه الأخْفَشُ وَابْن الْأَعرَابِي وَابْن شُمَيْل وَالْمعْنَى وَالله أَعْلَم أَن الله يُرْسِل على جَنَّة الْكَافِر مَرَامِيَ من عَذَاب، إِمَّا بَرَدٌ وَإِمَّا حِجارة أَو غيرهُما مِما شَاءَ فَيُهْلكها ويُبْطِل غَلَّتَها وأَصْلَها. وَقَالَ اللَّيْث: الحِسابُ والحِسابةُ: عَدُّك الشيءَ، تَقول: حَسَبْتُ الشَّيْء أَحْسُبُه حِسَابا وحِسابَةً وحِسْبَةً. وَقَالَ النابِغَةُ: وأَسْرَعَتْ حِسْبَةً فِي ذَلِك العَددِ وَقَول الله عزّ وجلّ: {يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ} (البَقَرَة: 212) . قَالَ بَعضهم: بِغَيْر تَقْدِيرٍ على آخر بِالنُّقْصَانِ، وَقيل: بِغَيْر محاسبة مَا يخَاف أحدا أَن يُحاسِبَه عَلَيْهِ، وَقيل: بغَيْر أَن حَسِبَ المُعْطَى أَنّه يُعْطِيه أعطَاهُ من حَيْث لم يَحْتسِب. قَالَ: والحِسْبَةُ: مصدر احْتِسابك الْأجر على الله عزّ وجلّ، تَقول: فعلتُه حِسْبَةً، واحْتَسَب فِيهِ احْتِساباً. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: إِنَّه لَحَسَنُ الحِسْبَة فِي الْأَمر إِذا كَانَ حَسَنَ التَّدْبِير فِي الْأَمر وَالنَّظَر فِيهِ وَلَيْسَ هُوَ من احْتِسابِ الأجْرِ. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: احْتَسَبْتُ فلَانا: اخْتَبَرْتُ مَا عِنْدَه، والنساءُ يَحْتسِبن مَا عِنْد الرِّجَالِ لَهُنَّ أَي يَختَبِرْن. قَالَ: وَيُقَال: احْتَسَبَ فلانٌ ابْناً لَهُ وبنْتاً لَهُ إِذا ماتَا وهما كبيران، وافْتَرَط فَرَطاً إِذا مَاتَ لَهُ وَلَدٌ صَغِير لم يبلغ الْحُلُم. قلت: وَأما قَول الله جَلَّ وَعَزَّ: {مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَىْءٍ قَدْراً} (الطّلَاق: 3) فَجَائِز أَن يكون مَعْنَاهُ من حَيْثُ لَا يُقَدِّرُهُ وَلَا يَظُنّهُ كَائِنا، من حَسِبْتُ أَحْسِب أَي ظَنَنْتُ، وَجَائِز أَن يكون مأخوذاً من حَسبْتُ أَحْسُبُ، أَرَادَ من حَيْثُ لم يَحْسُبْه لنَفسِهِ رزقا وَلَا عَدَّه فِي حِسابه. وَقَالَ اللَّيْث: الحَسْبُ والتَّحْسِيبُ: دَفْنُ المَيِّتِ، وأَنْشَد:

غَدَاةَ ثَوَى فِي الرَّمْلِ غَيْرَ مُحَسَّبِ أَي غَيْرَ مدفون، وَيُقَال: غيرَ مُكَفَّن. قلتُ: لَا أعرف التَّحْسِيب بِمَعْنى الدَّفْن فِي الْحِجَارَة وَلَا بِمَعْنى التَّكْفِين، وَالْمعْنَى فِي قَوْله: غير مُحَسَّب أَي غير مُوَسَّد. قَالَ أَبُو عُبَيْدة وَغَيره: الحُسْبانَةُ: الوِسادَةُ الصَّغِيرَة، وقَدْ حَسَّبْتُ الرجل إِذا أَجْلَستَه عَلَيْهَا. وروى أَبُو العَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: يُقَال لِبِسَاط البَيْتِ: والحِلْسُ، لِمخَادِّه المَنَابذُ ولِمساوِرِه الحُسْبَانات، ولحُصْرِه الفُحولُ. وَقَالَ اللَّيْث: الأحْسَبُ: الَّذِي ابْيَضَّت جِلْدَتُه من دَاءٍ ففسدت شَعَرَته، فَصَارَ أَحْمَرَ وأبْيَض، وَكَذَلِكَ من الْإِبِل والنَّاس، وَهُوَ الأبْرَصُ، وأَنْشَدَ قولَ امْرِىء القَيْس: أَيَا هِنْدُ لَا تَنْكِحِي بُوهَةً عَلَيْهِ عَقِيقَتُه أَحْسَبَا وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: الأحْسَبُ: الَّذِي فِي شعره حُمْرَةٌ وبَيَاض. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الحُسْبَةُ: سَواد يضْرب إِلَى الحُمْرَةِ، والكُهْبَةُ: صُفْرَةٌ تَضرِبُ إِلَى الحُمْرَةِ، والقُهْبَةُ: سَواد يضْرب إِلَى الخُضْرَة، والشُّهْبَةُ: سوادٌ وبيَاضٌ، والْحُلْبَةُ: سوادٌ صِرْفٌ، والشُّرْبَةُ: بيَاضٌ مُشْرَبٌ بحمرة، واللُّهْبَةُ: بيَاضٌ ناصعٌ نَقِيّ، والنُّوبَةُ: لَوْنُ الخِلاسِيِّ والخِلاسِيُّ: الَّذِي أَخَذ من سوادٍ شَيْئا وَمن بَيَاض شَيئاً، كَأَنَّهُ وُلِد من عَرَبِيَ وحَبَشِيَّة. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: أَحْسَبْتُ الرجلَ أَي أَعْطيته مَا يَرْضَى، وَقَالَ غَيره مَعْنَاهُ: أَعْطَيْتُه حَتَّى قَالَ: حَسْبِي. والحِسَابُ: الْكثير من قَول الله عَزَّ وجَلَّ: {رَّبِّكَ عَطَآءً} (النّبَإِ: 36) أَي كثيرا. وَيُقَال: أَتَاني حِسابٌ من النَّاس أَي جماعةٌ كَثِيرَة، وَهِي لُغَة هُذَيْل. وَقَالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ الهُذَلِيّ: فَلم يَنْتَبِه حَتَّى أحَاط بِظَهْرِه حِسَابٌ وسِرْبٌ كالجرادِ يَسُوم وأمَّا قَوْل الشَّاعِر: باشَرْتَ بالوَجْعَاءِ طَعْنَة ثَائرٍ بِمُثَقِّفٍ وثَوَيْتَ غيْرَ مُحَسَّب فَإِنَّهُ يُفَسّر على وَجْهَيْن، قيل: غير مُوسَّد، وَقيل: غير مكرّم، وَمَعْنَاهُ أَنه لم يرفَعْك حَسَبُك فَيُنْجِيَكَ من الْمَوْت وَلم يُعَظَّمْ حَسَبُك. وَقَالَ الفَرّاء فِي قَوْله جَلّ وعَزّ: {البَيَانَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} (الرَّحمان: 5) قَالَ: بِحسَاب ومنازل لَا يَعْدُوانها. وَقَالَ الزَّجَّاج: بحُسْبَان يدل على عدد الشُّهُور والسنين وَجَمِيع الْأَوْقَات. أَبُو عُبَيد: ذَهَبَ فلَان يَتَحَسَّبُ الأخبارَ أَي يَتَحَسّسها ويطلبها تَحَسُّباً. وَقَالَ أَحْمد بن يحيى: سألتُ ابنَ الْأَعرَابِي عَن قَول عُرْوَةَ بنِ الوَرْد: ومُحْسِبَةٍ مَا أَخْطَأَ الحقُّ غَيرهَا تَنَفَّسَ عَنْهَا حَيْنُها فَهْي كالشَّوِي قَالَ: المُحْسِبَةُ بمعنيين من الحَسَب وَهُوَ الشَّرَف، وَمن الإحساب وَهِي الكِفَاية أَي

أَنَّهَا تُحْسِبُ بلبنها أهلَها والضَّيْفَ، وَمَا صلَة، الْمَعْنى أَنَّهَا نُحِرَت هِيَ وسَلِمَ غَيرهَا. أَبُو عُبَيد عَن أبي زِيَاد الْكلابِي: الأحْسَبُ من الْإِبِل: الَّذِي فِيهِ سَواد وحُمْرَة وبيَاض، والأَكْلَفُ نَحوه. وَقَالَ شمر: هُوَ الَّذِي لَا لون لَهُ الَّذِي يُقَال: أَحْسِبُ كَذَا وأَحْسِبُ كَذَا. وَقَوله تَعَالَى: {وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (البَقَرَة: 202) أَي حِسَابُه وَاقع لَا محَالة، وكلُّ وَاقع فَهُوَ سَرِيعٌ، وسُرْعَةُ حِساب الله أَنه لَا يَشْغَلُه حِسَابُ وَاحِد عَن مُحاسَبَة الآخر، لِأَنَّهُ لَا يشْغلهُ سَمْعٌ عَن سَمْع، وَلَا شأْنٌ عَن شأْن. وَقَوله: {يَاأَيُّهَا النَّبِىُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (الأنفَال: 64) . أَي كافيك الله. أَحْسَبَني الشيءُ أَي كَفَاني، وأعْطَيْتُه فأحسَبْتُه أَي أعطيتُه الكِفَايَة حَتَّى قَالَ حَسْبي، وَفِي قَوْله: {وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (الأنفَال: 64) كِفَايَةٌ إِذا نَصرهم الله، وَالثَّانِي حَسْبك من اتَّبَعَك من الْمُؤمنِينَ أَي يَكْفِيكُم الله جَمِيعًا. وَقَوله: {ُاقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} ِ (الإسرَاء: 14) أَي كفى بك لنَفسك مُحَاسِباً. وَقَوله: {يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ} (البَقَرَة: 212) أَي بِغَيرِ تَقْتِيرٍ وتضييق، كَقَوْلِك: فلَان ينْفق بِغَيْر حِسَاب أَي يُوَسِّع النّفَقَةَ وَلَا يَحْسُبُها. {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ} (الْكَهْف: 9) الخِطَابُ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والمرادُ الأُمَّةُ. أَخْبرنِي المُنْذِرِيّ عَن أبي بكر الخطَّابي عَن نوح بن حبيب عَن عبد الْملك بن هِشَام الذمارِي قَالَ أخبرنَا سُفْيان عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر بن عبد الله أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَرَأَ: (يَحْسِب أَن مَاله أخلده) (الهُمَزة: 3) معنى أَخْلَدَه يُخْلِدُه، وَمثله: {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ} (الأعرَاف: 50) أَي يُنَادي، وَقَالَ الحُطَيْئَة: شَهِدَ الْحُطَيْئَةُ حِين يَلْقَى رَبَّه أَنَّ الوليدَ أَحَقُّ بالعُذْرِ سحب: اللَّيْث: السَّحْبُ: جَرُّك الشيءَ على الأَرْض تَسْحَبُه سَحْباً، كَمَا تَسحَبُ الْمَرْأَة ذيلَها، وكما تَسْحَب الريحُ الترابَ، وسُمِّي السّحابُ سحاباً لانسحابه فِي الْهَوَاء. قَالَ: والسَّحْبُ: شِدَّةُ الْأكل والشُّرب ورَجُلٌ أُسْحوب: أَكُولٌ شَرُوب. قُلْتُ: الَّذِي عَرَفنَاهُ وحَصَّلْناه رجلٌ أُسْحُوتٌ بِالتَّاءِ إِذا كَانَ أَكُولا شروباً، وَلَعَلَّ الأسحُوبَ بِالْبَاء بِهَذَا الْمَعْنى جَائِز. وَيُقَال: رجل سَحْبَانُ أَي جَرَّاف يجرُف كلّ مَا مَرَّ بِهِ، وَبِه سُمِّي سَحْبَانُ وَائِل الَّذِي يضْرب بِهِ المثلُ فِي الفصاحة (أَفْصَحُ من سَحْبَانِ وائلٍ) . وَيُقَال: فلَان يَتَسَحَّبُ علينا أَيْن يتدَلَّل وَكَذَلِكَ يَتَدَكَّلُ ويتدَعَّبُ. والسُّحْبَةُ: فَضْلَةُ مَاء تبقى فِي الغَدِير، يُقَال: مَا بَقِي فِي الغدير إِلَّا سُحَيْبَة مَاء أَي مُوَيْهة قَليلَة. سبح: قَالَ الله جلّ وعزّ: {قِيلاً إِنَّ لَكَ فِى النَّهَارِ

سَبْحَاً طَوِيلاً} (المُزمّل: 7) . قَالَ اللَّيْث: مَعْنَاهُ فراغاً للنوم. قَالَ: وَقَالَ أَبُو الدُّقَيْش: وَيكون السَّبْحُ أَيْضا فراغاً بِاللَّيْلِ. وَقَالَ الفرَّاء: يَقُول لَك فِي النَّهَار. مَا تقضي حوائجك. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: سَبْحاً طوِيلاً، قَالَ فَرَاغاً وتَصَرُّفاً، وَمن قَرَأَ سَبْخاً فَهُوَ قَرِيبٌ من السَّبْح. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: من قَرَأَ سَبْحاً فَمَعْنَاه اضطراباً ومعاشاً. وَمن قَرَأَ: سَبْخاً أَرَادَ رَاحَة وتخفيفاً للأبدان. وَقَالَ ابْن الفَرَج: سمِعتُ أَبَا الجهم الجَعْفَرِي يَقُول: سَبَحْتُ فِي الأَرْض وسبَخْتُ فِيهَا إِذا تَبَاعَدت فِيهَا. قَالَ: وَسبح اليَرْبُوعُ فِي الأَرْض إِذا حفر فِيهَا، وسَبَحَ فِي الْكَلَام إِذا أكثرَ فِيهِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيدة: سَبْحاً طَويلا أَي مُنْقَلَباً طَويلا. وَقَالَ اللَّيْث: سُبْحَانَ الله: تَنْزِيه لله عَن كل مَا لَا يَنْبَغِي لَهُ أَن يُوصف بِهِ. قَالَ: ونَصْبُه أَنه فِي مَوضِع فعل على معنى تَسْبِيحاً لَهُ، تَقول: سَبَّحْتُ الله تسبيحاً أَي نَزّهْتُه تَنْزِيها. وَكَذَلِكَ رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ الزّجاج فِي قَول الله جَلّ وعزّ: {ُ سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً} (الإسرَاء: 1) مَنْصُوب على الْمصدر، أسبِّح الله تَسبيحاً. قَالَ: وسُبحَان فِي اللُّغَة: تنْزِيه لله عَزّ وجَلّ عَن السوء. قلت: وَهَذَا قَول سِيبَوَيْهٍ، يُقَال: سَبّحْت الله تسبيحاً وسُبْحَاناً بِمَعْنى وَاحِد، فالمصدر تَسْبِيح، والإسم سُبْحَانَ يقوم مقَام الْمصدر. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالَ أَبُو الخَطّاب الْكَبِير: سُبْحانَ الله كَقَوْلِك: بَرَاءَة الله من السوء، كَأَنَّهُ قَالَ: أُبَرِّىء الله من السوء. وَمثله قَول الأعْشَى: سُبْحَانَ مِنْ عَلْقَمَةَ الْفَاخِر أَي بَرَاءَة مِنْهُ. قلت: وَمعنى تَنْزِيه الله من السُّوء: تَبْعِيدُه مِنْهُ، وَكَذَلِكَ تسبيحه تبعيده، من قَوْلك: سَبَحْتُ فِي الأَرْض إِذا أَبْعَدْتَ فِيهَا، وَمِنْه قَوْله جَلَّ وعَزَّ: {سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِى} (يس: 40) ، وَكَذَلِكَ قَوْله: {نَشْطاً وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً} (النَّازعَات: 3) هِيَ النُّجُوم تَسْبَحُ فِي الفَلَكِ أَي تذهَبُ فِيهَا بَسْطاً كَمَا يَسْبَحُ السابح فِي المَاء سَبْحاً، وَكَذَلِكَ السابحُ من الخَيْل يَمُدُّ يَدَيه فِي الجَرْي سَبْحاً كَمَا يسبح السابح فِي المَاء وَقَالَ الأعْشَى: كم فيهم من شَطْبَهٍ خَيْفَقٍ وسَابِحٍ ذِي مَيْعَةٍ ضَامِر وَقَالَ اللَّيْث: النُّجُوم تسْبَح فِي الْفلك إِذا جَرَت فِي دورانه. وَقَالَ ابْن شُمَيْل فِيمَا رَوَى عَنهُ أَبُو دَاوُد المَصَاحِفي: رَأَيْت فِي الْمَنَام كأنّ إنْسَانا فَسّر لي سُبْحَانَ الله فَقَالَ: أما ترى الْفرس يَسْبَحُ فِي سرعته، وَقَالَ: سُبْحَان الله: السُّرْعَة إِلَيْهِ. قلت: والقولُ هُوَ الأوّلُ، وجِمَاعُ مَعْناه بُعْدُه تبَارك وَتَعَالَى عَن أَن يكون لَهُ مِثْلٌ أَو

شَرِيكٌ أَو ضِدٌّ أَو نِدٌّ. وَقَالَ الفرَّاء فِي قَول الله جَلَّ وعَزّ: {الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} (الرُّوم: 17) الْآيَة فصلّوا لله حِين تمسون وَهِي الْمغرب والعِشَاء، وَحين تُصْبِحُون صَلاَةَ الفَجْر، وعَشِيّاً الْعَصْر، وَحين تظْهِرون الأولى. وَكَذَلِكَ قَوْله: {ُوَهُوَ مُلِيمٌ فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ} ِ (الصَّافات: 143) . قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: من الْمُصَلِّين. وَقَالَ اللَّيْث: السُّبْحَةُ من الصَّلاَةِ: التَّطَوُّع. وَفِي الحَدِيث أَن جِبْرِيل قَالَ: (لله دون الْعَرْش سَبْعونَ حِجَاباً لَو دَنَوْنَا من أَحدهَا لأحرَقَتْنا سُبُحَاتُ وَجْه رَبنَا) قيل: يَعْنِي بالْسُبُحاتِ جَلالَه وعَظمتَه ونورَه. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: سُبُحَاتُ وَجْهِه: نُورُ وَجْهه. وَأَخْبرنِي المُنْذِرِيُّ عَن أبي الْعَبَّاس أَنه قَالَ: السُّبُحات: مَواضِعُ السُّجود. وَأما قَول الله: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالاَْرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَىْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَاكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} (الإسرَاء: 44) وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: قيل: إنَّ كل مَا خلق الله يسبِّحُ بحَمْدِه، وإنَّ صَرِيرَ السَّقْفِ وصريرَ الْبَاب من التَّسْبِيح، فَيكون على هَذَا الْخطاب للْمُشْرِكين وحدهم فِي {وَلَاكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} ، وَجَائِز أَن يكون تَسْبِيحُ هَذِه الْأَشْيَاء بِمَا الله بِهِ أعلم لَا يُفْقَهُ مِنْه إلاَّ مَا عُلِّمنا قَالَ: وَقَالَ قوم: {وَإِن مِّن شَىْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ} أَي مَا من شيءٍ إِلَّا وَفِيه دَلِيل أَن الله جلّ وعزّ خالِقُه، وأنَّ خالِقَه حكيمٌ مُبَرَّأٌ من الأسواء، وَلَكِنَّكُمْ أَيهَا الْكفَّار لَا تفقهون أثر الصَّنْعَةِ فِي هَذِه الْمَخْلُوقَات. قَالَ أَبُو إِسْحَاق: وَلَيْسَ هَذَا بِشَيْء لِأَن الَّذين خوطبوا بِهَذَا كَانُوا مُقرِّين بِأَن الله خالقُهم وخالِقُ السَّمَاء وَالْأَرْض ومَنْ فِيهِنَّ، فَكيف يجهلون الخِلْقَة وهم عارفون بهَا. قلت: وممّا يَدُلُّك على أَن تَسْبِيح هَذِه المخلوفات تَسبيحُ تُعِبِّدَتْ بِهِ قولُ الله جلّ وعزّ للجبال: {مِنَّا فَضْلاً ياَجِبَالُ أَوِّبِى} (سَبَإ: 10) وَمعنى أوِّبي أَي سَبِّحي مَعَ داوُد النهارَ كلَّه إِلَى اللَّيْل، وَلَا يجوز أَن يكون معنى أَمر الله جلّ وعزّ للجبال بالتأوِيبِ إِلَّا تعبُّداً لَهَا. وَكَذَلِكَ قَوْله جلّ وعزّ: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِى السَّمَاوَاتِ وَمَن فِى الاَْرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} (الحَجّ: 18) إِلَى قَوْله: {وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ} (الحَجّ: 18) فسُجودُ هَذِه الْمَخْلُوقَات عبادةٌ مِنْهَا لخالقها لَا نَفْقَهُها عَنْهَا كَمَا لَا نَفْقَه تسبيحَها. وَكَذَلِكَ قَوْله: {وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَآءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} (البَقَرَة: 74) وَقد علِم الله هُبوطَها من خَشَيتِه، وَلم يُعرِّفْنَا ذَلِك، فَنحْن نؤمِن بِمَا أَعْلَمَنا وَلَا نَدّعي بِمَا لم نُكَلَّف بأفهامنا من عِلْمِ فِعلِها كَيفيّةً نَحُدُّها. وَمن صِفَات الله جلّ وعزّ السُّبُّوحُ القُدُّوسُ. قَالَ أَبُو إِسْحَاق: السُّبُّوحُ: الَّذِي تَنزَّه عَن

كلِّ سوءٍ، والقُدُّوسُ: الْمُبَارك، وَقيل: الطَّاهرُ، قَالَ: وَلَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب بِنَاء على فُعُّول بِضَم أَوله غير هذَيْن الإسمين الجليلين وحرف آخر وَهُوَ قَوْلهم للذّرِّيحِ وَهِي دُوَيْبَّةٌ ذُرُّوح، وَسَائِر الْأَسْمَاء تَجِيء على فَعُّول مثل: سَفُّود وقَفُّود وقَبُّور وَمَا أشبههَا. وَيُقَال لهَذِهِ الخَرَزات الَّتِي يَعُدُّ بهَا المُسَبِّحُ تَسْبِيحَه السُّبْحَة وَهِي كلمة مولدة. أَبُو عُبَيد عَن أَصْحَابه: السَّبْحَة بِفَتْح السِّين وَجَمعهَا سِبَاحٌ: ثِيَاب من جُلُود. وَقَالَ مالكُ بن خَالِد الهذليّ: إِذا عادَ المسَارِحُ كالسِّبَاح قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: كِسَاءٌ مُسبَّح بِالْبَاء أَي قوي شَدِيد. قَالَ: والمُشَبَّح بِالْبَاء أَيْضا والشين: المُعَرَّض. وَقَالَ شمر: السَّباحُ بِالْحَاء: قُمُصٌ للصبيان من جُلُود. وَأنْشد: كَأَن زَوَائِدَ المُهُرَاتِ مِنْهَا جَوارِي الهِندِ مُرْخِيةَ السِّبَاحِ وَأما السُّبْجَةُ بِضَم السِّين وَالْجِيم فكِساءٌ أسود. وَقَالَ ابْن عَرَفَة المُلَقَّب بِنِفْطَوَيْه فِي قَول الله: {لِّلْمُقْوِينَ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} (الواقِعَة: 74) أَي سبِّحه بأسمائه ونزِّهه عَن التَّسمِيَة بغيْرِ مَا سَمّى بِهِ نَفسه. قَالَ: ومَنْ سَمّى الله بِغَيْر مَا سَمّى بِهِ نَفسه فَهُوَ مُلْحِد فِي أَسْمَائِهِ، وكلّ من دَعَاهُ بأسمائه فمسبِّح لَهُ بهَا إذْ كَانَت أسماؤه مدائحَ لَهُ وأوْصافاً. قَالَ الله جلّ وعزّ: {ُوَللَّهِ الأَسْمَآءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} ِ (الأعرَاف: 180) وَهِي صِفَاته الَّتِي وصف بهَا نَفسه، فَكل من دَعَا الله بأسمائه فقد أطاعه ومدحه ولَحِقَه ثوابُه. وروى الْأَعْمَش عَن أبي وَائِل عَن عبد الله قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (مَا أَحَدٌ أَغْيَرَ من الله، وَلذَلِك حَرَّم الفواحِشَ وَلَيْسَ أحدٌ أحَبّ إِلَيْهِ المدحُ من الله. حبس: قَالَ اللَّيْث: الحبْسُ والمَحْبِسُ: موضعان للمَحبوسِ. قَالَ: والمَحْبِسُ يكون سِجْناً وَيكون فعلا كالحَبْسِ. قلت: المَحبَسُ: مصدر، والمحبِسُ: اسْم للموضع. قَالَ اللَّيْث: والحَبِيسُ: الفرسُ يُجْعَلُ حَبِيساً فِي الله سَبِيل يُغْزَى عَلَيْه. قلت: والحُبُسُ جمع الحَبِيس، يَقع على كل شَيْء وقفَه صاحبِه وَقفا مُحَرَّماً لَا يُورَثُ وَلَا يُباع من أَرض ونخل وكَرْم ومُسْتَغَلّ يُحَبَّسُ أصلُه وَقفا مُؤبّداً وتُسَبَّلُ ثَمَرَتُه تَقَرُّبا إِلَى الله كَمَا قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعُمَر فِي نَخْلٍ لَهُ أَرَادَ أَن يتقرّب بِصَدَقَتِهِ إِلَى الله جلّ وعزّ، فَقَالَ لَهُ: (حَبِّس الأصلَ وسَبِّل الثّمَرَة) ، وَمعنى تَحْبِيسه: ألاّ يُورَثَ وَلَا يُبَاعَ وَلَا يُوهَبَ، وَلَكِن يُترَكُ أصلُه ويُجْعَلُ ثمرُه فِي سُبُل الْخَيْر. وَأما مَا رُوِي عَن شُرَيْح أَنه قَالَ: جَاءَ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِإِطْلَاق الحُبُسِ، فَإِنَّمَا أَرَادَ بهَا الحُبُسَ الَّتِي كَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة يَحْبِسُونها من السوائب والبَحَائِر والحام وَمَا أشبههَا، فَنزل الْقُرْآن بإحْلال مَا كَانُوا يُحرِّمون مِنْهَا وَإِطْلَاق مَا حَبَّسُوا بِغَيْر أَمر الله مِنْهَا.

وَأما الحُبُس الَّتِي وَردت السُّنَنُ بتَحْبِيس أَصْلهَا وتَسْبِيل ثَمَرِها فَهِيَ جاريَة على مَا سَنَّها الْمُصْطَفى ج، وعَلى مَا أُمِرَ بِهِ عُمَرُ فِيهَا. وَقَالَ اللَّيْث: الحِبَاسُ: شيءٌ يُحْبَسُ بِهِ المَاء نَحْو الحِبَاس فِي المَزْرَفَةِ يُحْبَس بِهِ فُضُولُ الماءِ. والحُباسَةُ فِي كَلَام الْعَجم: المَزْرَفَةُ: وَهِي الحُباسَات فِي الأَرْض قد أحاطت بالدّبْرَة: وَهِي المَشَارَةُ يحْبَس فِيهَا الماءُ حَتَّى تمتلىء ثمَّ يُساقُ الماءُ إِلَى غَيرهَا. قَالَ: وَتقول: حَبَّسْتُ الفرَاش بالمِحْبَس، وَهِي المِقْرَمَةُ الَّتِي تُبَسط على وَجه الْفراش للنوم. وَتقول: احتسبتُ الشَيْءَ إِذا اخْتَصَصْتَه لنَفسك خَاصَّة. وَفِي (النَّوَادِر) : يُقَال: جعلني فلانٌ رَبِيطَةً لكذا وحَبِيسَةً أَي يَذْهَبُ فيفعل الشَّيْء وأُوخَذُ بِهِ. وَقَالَ المُبَرّد فِي بَاب عِلَلِ اللِّسَان: الحُبْسَةُ: تَعَذُّر الْكَلَام عِنْد إِرَادَته، والغُقْلَةُ: التواء اللِّسَان عِنْد إِرَادَة الْكَلَام. أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرو: الحِبْسُ مثل المَصْنَعة وَجمعه أَحْبَاسٌ يُجْعَل للْمَاء، والحِبْسُ: المَاء المُسْتَنْقِع. وَقَالَ غَيره: الحِبْسُ: حِجارَةٌ تُبْنَى فِي مَجْرى المَاء لتَحْبِسَه للشَّارِبَة، فيُسمّى الماءُ حِبْساً كَمَا يُقَال نِهْيٌ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: يكون الْجَبَل خَوْعاً أَي أَبيض، وَتَكون فِيهِ بُقْعَةٌ سَوْدَاء، وَيكون الْجَبَل حَبْساً أَي أسود، وَتَكون فِيهِ بقْعَة بَيْضَاء. قَالَ: والحَبْسُ: الشَّجَاعةُ. والحِبْس بالكَسْرِ: حِجَارَةٌ تكون فِي فُوَّهَةِ النَّهْر تَمْنَعُ طُغْيَان الماءِ. والحِبْسُ: نِطاقُ الهَوْدَج. والحِبْسُ: المِقْرَمَةُ. والحِبْسُ: سِوَار من فِضَّة يُجْعَل فِي وسط القِرام، وَهُوَ سِتْرٌ يُجْمَعُ بِهِ ليضيءَ الْبَيْت. ح س م حسم، حمس، سحم، سمح، مسح، محس: (مستعملة) . حسم: قَالَ اللَّيْث: الحَسْم: أَن تَحْسِم عرقا فتكويه بالنَّار كَيْلا يَسِيلَ دَمه. والحَسْم: المَنْع. قَالَ: والمَحْسوم الَّذِي حُسم رَضَاعه وغِذَاؤه. تَقول حَسَمَتْه الرَّضَاعَ أمُّه تَحسِمه حَسْماً. وَتقول: أَنا أَحْسِم على فلَان الْأَمر أَي أقطعه عَلَيْهِ حَتَّى لَا يَظْفَر مِنْهُ بِشَيْء. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: الحُسامُ: السَّيْف الْقَاطِع، وَقَالَ الكِسائي: حُسَام السَّيْف: طَرَفه الَّذِي يضْرب بِهِ. وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله تَعَالَى: {لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ} (الحَاقَّة: 7) الحُسُوم: التِّبَاع إِذا تَتَابع الشَّيْء فَلم يَنْقَطِع أوَّلُه عَن آخِره. قيل فِيهِ حُسومٌ. قَالَ وَإِنَّمَا أُخِذَ من حَسْم الدَّاء إِذا كُوِيَ صاحِبُه: لِأَنَّهُ يُحْمَى يُكْوى بالمِكواة ثمَّ يُتابع ذَلِك عَلَيْهِ. وَقَالَ الزَّجَّاج: الَّذِي تُوجِبُه اللُّغة فِي معنى قَوْله: {حسوماً أَي تَحْسِمهم حسوماً أَي تُذْهِبهم وتُفْنِيهم.

قلت: وَهَذَا كَقَوْلِه جَلّ وعَزَّ: {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ} (الأنعَام: 45) . وَقَالَ يُونُس: تَقول الْعَرَب: الحُسُوم يُورِث الحُشُوم. وَقَالَ: الحُسُوم. الدُّءوبُ. قَالَ: والحُشوم. الإعياء، روى ذَلِك شمِر ليونس. وَقَالَ اللَّيْث: الحُسُوم. الشُّؤْم. يُقَال. هَذِه ليَالِي الحُسُوم تَحْسِم الخَيْرَ عَن أهْلِها. كَمَا حُسِمَ عَن عَاد فِي قَول الله: {لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ} (الحَاقَّة: 7) أَي شُؤْماً عَلَيْهِم ونَحساً. وَذُو حُسُم: مَوضِع. قَالَ: والْحَيْسُمَانُ اسْم رجل من خُزَاعَة. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: وعَرَّد عَنَّا الْحَيْسُمَان بن حَابِس وَقَالَ غَيره: الحَسْمُ: الْقطع. وَفِي الحَدِيث: (عَلَيْكُم بالصَّوْم فَإِنَّهُ مَحْسَمة أَي مَجْفَرَةٌ مَقْطَعَةٌ لِلبَاءَةِ. ابْن هانىء عَن ابْن كُثْوَة: قَالَ من أمثالهم (وَلْغُ جُرَيَ كَانَ محسوماً) يُقَال عِنْد استكثار الْحَرِيص من الشَّيْء لم يكن يَقْدِر عَلَيْهِ فقَدَر عَلَيْهِ أَو عِنْد أمره بالاستكثار حِين قَدَر. والمَحْسومُ: السّيِّءُ الغِذاء. سحم: قَالَ اللَّيْث: السُّحْمَةُ: سَوادٌ كلون الْغُرَاب الأسْحَم. قَالَ: والأسْحَم: اللَّيْل فِي بَيت الأعْشى: بأسحَم دَاجٍ عَوْضُ لَا نَتَفَرَّقُ وَقَالَ أَبُو عُبَيد الأسْحَم: الْأسود. وَيُقَال للسحاب الْأسود الأسْحَم. وللسحابة السَّوْدَاء سَحْمَاء. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: أسْحَمَتِ السَّماء وأَثْجَمَتْ. صبَّت مَاءَها. وَقَالَ زُهَيْر يصف بقرة وحشية وذَبَّها عَن نَفسهَا بقرنها فَقَالَ: وتَذْبِيبُها عَنْهَا بأسْحَمَ مِذْوَدِ أَي بقرن أسود. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: السَّحْمَةُ: الكُتْلَةُ من الْحَدِيد وَجَمعهَا سَحَمٌ. وَأنْشد لطَرَفة فِي صفة الْخَيل: ... مُنْعَلاَتٌ بالسَّحَمْ قَالَ: والسُّحُمُ: مَطَارِقُ الحَدَّاد. وَقَالَ ابْن السّكيت: السَّحَمُ والصُّفَارُ: نَبْتَان، وَأنْشد: إِن العُرَيْمَة مانِعٌ أَرْماحنا مَا كَانَ من سَحَم بهَا وصُفَارِ سمح: قَالَ اللَّيْث: رَجُلٌ سَمْحٌ، وَرِجَال سُمَحَاء. ورجُلٌ مِسْمَاحٌ، ورِجالٌ مَسَامِيحُ، وَمَا كَانَ سَمْحاً، وَلَقَد سَمُح سَمَاحَةً وجاد بِمَا لَدَيْهِ. قَالَ: والتَّسْمِيحُ: السُّرْعَةُ، وَأنْشد: سَمَّح واجْتابَ فَلاَةً قِيَّا والمُسامَحَةُ فِي الطِّعان والضِّراب: المُسَاهَلَة، وَأنْشد: وسَامَحْتُ طَعْناً بالوَشِيج المُقَوَّمِ ورُمْحٌ مُسَمَّح: ثُقِّفَ حَتَّى لاَنَ بهَا. أَبُو زيد: سَمَحَ لي بِذَاكَ يَسْمَحُ سَماحَةً، وَهِي الْمُوَافقَة على مَا طَلَب. وَقَالَ غَيره: تَقول العَرَب: عَلَيْك بالحَقِّ فإنَّ فِيهِ لمَسْمَحاً أَي مُتَّسَعاً، كَمَا قَالُوا:

إنَّ فِيهِ لمندوحة، وَقَالَ ابْن مقبل: وَإِنِّي لأستحيي وَفِي الْحق مَسْمَحٌ إِذا جاءَ باغِي العُرْفِ أَن أَتَعَذَّرا أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد سَمَح لي فلَان أَي أَعْطَاني، وَمَا كَانَ سَمْحاً، وَلَقَد سَمُح بِضَم الْمِيم. وَقَالَ ابْن الْفرج حِكَايَة عَن بعض الْأَعْرَاب قَالَ: السِّباحُ والسِّمَاح: بُيُوتٌ من أَدَم، وَأنْشد: إِذا كَانَ المسَارِحُ كالسِّماحِ وَيُقَال: سَمَّح البعيرُ بعد صعوبته إِذا ذَلَّ، قَالَ: وأَسْمَحَتْ قُرُونَتُه لذاك الْأَمر إِذا أطاعت وانْقَادَت. وَيُقَال: فُلانٌ سَمِيحٌ لَمِيحٌ، وسَمْحٌ لَمْحٌ. فِي الحَدِيث أنّ ابْن عبّاس سُئِل عَن رجل شَرِب لَبَناً مَحْضا أَيَتَوَضَّأ؟ فَقَالَ: (اسمح يسمح لَك) . قَالَ شمر: قَالَ الْأَصْمَعِي: مَعْنَاهُ: سَهِّل يُسَهَّل لَك وَعَلَيْك، وَأنْشد: فَلَمَّا تَنَازَعْنَا الحدِيثَ وأَسْمَحَتْ قَالَ: أسمحت: أسهلت وانقادت. أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ: أَسْمَحَتْ قَرِينَتُه إِذا ذَلّ واستقام، وَقَوْلهمْ: الحَنِيفِيَّة السّمْحَةُ: لَيْسَ فِيهَا ضِيقٌ وَلَا شِدّة. أَبُو عَدْنان عَن أبي عُبَيدة: اسْمَحْ يُسْمَحْ لَك، بالقَطْع والوصْل جَمِيعًا. وسَمَحَت النَّاقَةُ فِي سيْرِها إِذا انْقَادَت وأَسْرَعَتْ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: سَمَحَ لَهُ بِحاجَتِه وأَسْمَح أَي سهَّل لَهُ. وَقَالَ الفرّاء: رجلٌ سَمْحٌ، وَرِجَال سُمَحَاء، وَنسَاء مَسَامِيحُ. مسح: قَالَ ابْن شُمَيْل: المَسْحُ: القولُ الحسَنُ من الرّجُل، وَهُوَ فِي ذَلِك يخدعك. يُقَال: مسحتُه بِالْمَعْرُوفِ أَي بالمعْرُوف من القَوْل، وَلَيْسَ مَعَه إِعْطَاء، وَإِذا جَاء إعْطَاء ذهب االمَسْحُ وَكَذَلِكَ مَسّحْتُه. وَقَالَ اللَّيْث: المَسْحُ: مَسْحُك الشيءَ بِيَدِك كمسْحِك الرّشْحَ عَن جبينك، وكمسْحِك رأْسَك فِي وضوئك. وَفِي الدُّعَاء للْمَرِيض: مَسَحَ الله عَنْك مَا بِك، قَالَ: ورَجُل مَمسُوح الوَجْه: مَسيح: وَذَلِكَ أَن لَا يبْقى على أحد شِقَّيْ وَجْهه عينٌ وَلَا حاجبٌ إِلَّا اسْتَوى. قَالَ: والمَسِيخ الدّجَّالُ على هَذِه الصّفة. والمسيحُ عِيسَى ابْن مَرْيَم قد أُعْرِب اسْمه فِي الْقُرْآن على مسيح. وَهُوَ فِي التورءة مَشِيحَا. وَأنْشد: إِذا المَسيحُ يَقْتُل المسيحَا يَعْنِي عِيسَى ابْن مَرْيَم يقتل الدجّال بَنَيْزَكه. قَالَ أَبُو بكر الْأَنْبَارِي: قيل سُمِّي عِيسَى مَسيحاً لِسِياحَته فِي الأَرْض. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: سُمِّي مَسيحاً، لِأَنَّهُ كَانَ يَمْسَحُ الأَرْض أَي يَقْطعُها. وَرُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس أَنه كَانَ لَا يمْسَح بِيَدِهِ ذَا عاهَةٍ إِلَّا بَرَأَ، وَقَالَ غَيره: سُمِّي مَسِيحاً، لِأَنَّهُ كَانَ أَمْسَحَ الرِّجْل لَيْسَ لرجله أَخْمَصُ، وَقيل: سُمِّي مَسيحاً لِأَنَّهُ خرج من بطن أمه مَمسُوحاً بالدُّهْن. وَرُوِيَ عَن إِبْرَاهِيم أنَّ المسيحَ الصِّدِّيقُ.

قَالَ أَبُو بكر: واللغويون لَا يعْرفُونَ هَذَا، قَالَ: وَلَعَلَّ هَذَا قد كَانَ مُسْتَعْمَلاً فِي بعض الْأَزْمَان فَدَرَس فِيمَا درس من الْكَلَام. قَالَ: وَقَالَ الْكسَائي: قد درس من كَلَام العَرَب شيءٌ كثير. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: المسيحُ عيسَى أَصله بالعبرانية مَشِيحا، فَعُرِّب وغُيِّر، كَمَا قيل مُوسَى، وَأَصله مُوشَى. قَالَ أَبُو بكر: ورُوِي عَن بعض الْمُحدثين: المِسِّيح بِكَسْر الْمِيم وَالتَّشْدِيد فِي الدّجّال. قَالَ حَدثنَا إسماعيلُ بن إِسْحَاق عَن عبد الله بن مَسْلَمة عَن مَالك عَن نَافِع أَن ابْن عُمَر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَرَاني الله عِنْد الْكَعْبَة رجلا آدم كأحْسنِ مَن رَأَيْت، فَقيل لي: هُوَ الْمَسِيح ابْن مَرْيَم، قَالَ وَإِذا أَنا بِرَجُل جَعْد قططٍ أَعور العَيْن اليُمْنَى كَأَنَّهَا عِنَبَةٌ طافية، فَسَأَلتُ عَنهُ، فَقيل لي: المِسِّيح الدَّجَّال، قَالَ: وَهُوَ فِعِّيل من المَسْح. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: المَسِيحُ: الصِّدِّيق، وَبِه سُمَّي عِيسَى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: والمَسِيحُ الأَعْوَرُ، وَبِه سُمِّي الدَّجَّال، ونحوَ ذَلِك قَالَ أَبُو عُبَيد. وَقَالَ شمر: سُمِّي عِيسَى المَسيحَ لِأَنَّهُ مُسِحَ بِالْبركَةِ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: المَسِيحُ بن مَرْيَم: الصِّدِّيق، وضد الصِّدِّيق المَسيحُ الدَّجّال أَي الضِّلِّيل الكَذَّاب، خلق الله المَسِيحَيْن أَحدهمَا ضد الآخر، فَكَانَ المَسِيحُ ابْن مَرْيَم يُبْرِىءُ الأكمهَ والأبرصَ ويُحيِي الموتَى بإذنِ الله، وَكَذَلِكَ الدَّجَّال يُحْيي الْمَيِّت وَيُمِيت الْحَيّ، وينشىء السَّحَاب، ويُنبت النَّبَات، فهما مَسِيحان: مَسِيحُ الهُدَى، ومَسِيحُ الضَّلَالَة، قَالَ لي المُنْذِري: فَقلت لَهُ بَلغنِي أَن عِيسَى إِنَّمَا سُمِّي مَسِيحاً، لِأَنَّهُ مُسِح بالبَرَكَة، وسُمِّي الدَّجَّال مَسِيحاً، لِأَنَّهُ مَمْسُوحُ العَيْن، فَأنكرهُ وَقَالَ: إِنَّمَا المَسِيحُ ضِد المَسيح، يُقَال مَسَحَه الله أَي خَلَقَه خَلْقاً حَسَناً مُبارَكا، ومَسَحَه أَي خَلَقَه قَبِيحاً مَلْعُوناً. قَالَ: ومَسَحْتُ النَّاقَةَ ومَسَخْتُها أَي هَزَلْتُهَا وَأَدْبَرْتُها، والعَرَبُ تَقول: بِهِ مَسْحَةٌ من هُزَال ومَسْخةٌ من هُزَال، وَبِه مَسْحَةٌ من سِمَن وجَمالٍ. والشيءُ المَمسوحُ: القَبيحُ المَشْئوم المُغَيَّرُ عَن خَلْقِه. وَقَالَ ذُو الرُّمَّة فِي المَسْحَة بِمَعْنى الْجمال: على وَجْه مَيَ مَسْحَةٌ من مَلاَحةٍ وتحْتَ الثِّياب الشَّيْن لوْ كَانَ بادِيا وَعَن جرير بن عبد الله: مَا رَآنِي رَسُول الله مُذْ أسلمت إلاَّ تَبَسَّم فِي وَجْهي، وَقَالَ: (يَطْلع عَلَيْكُم رجل من خِيَارِ ذِي يَمَنٍ على وَجْهه مَسْحَةُ مَلَكٍ) . قَالَ شمر: الْعَرَب تَقول: هَذَا رجل عَلَيْهِ مَسْحَةُ جَمالٍ ومَسْحَةُ عِتْقٍ وكرَمٍ، لَا يُقَال إِلَّا فِي المدْحِ، وَلَا يُقَالُ: عَلَيْهِ مَسْحَةُ قَيْح وَقد مُسِحَ بالعِتْقِ والكَرَم مَسْحاً. وَقَالَ الكُمَيتُ:

خَوَادِمُ أَكْفَاءٌ عَلَيْهِنّ مَسْحَةٌ من العِتْقِ أَبْدَاهَا بَنَانٌ وَمَحْجِرُ وَقَالَ الأَخْطَلُ يَمْدَحُ رَجُلاً من ولد العَبَّاس كَانَ يُقَال لَهُ المُذْهَبُ: لَذَ تَقَبَّله النَّعِيمُ كأنَّما مُسِحَتْ تَرَاِئبُه بمَاءٍ مُذْهَبِ وَفِي صفة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (مَسِيحُ الْقَدَمَيْنِ) أَرَادَ أَنَّهُمَا مَلْسَاوَان: لَيْسَ فيهمَا وسَخٌ وَلَا شُقاقٌ وَلَا تَكَسُّرٌ إِذا أصابهما المَاء نَبا عَنْهُما. وَفِي حَدِيث أبي بكر: غَارة مَسْحَاء، هُوَ فعلاء من مَسَحَهم يَمْسَحهم إِذا مَرَّ بهم مَرّاً خَفِيفاً لَا يُقيم فِيهِ عِنْدهم. قَالَ: والمَسِيحُ: الكَذاب ماسِحٌ ومِسِّيحٌ وَمِمسَحٌ وتِمْسَحٌ، وَأنْشد: إنِّي إِذا عَنَّ مِعَنٌّ مِتْيَحُ ذُو نَخْوَة أَو جَدِلٌ بَلَنْدَحُ أَو كَيْذُبَانٌ مَلَذَانٌ مِمْسَحُ وَقَالَ آخر: بالإفْكِ والتَّكْذابِ والتَّمسَاح قَالَ: والمَسِيحُ: سبائك الفِضَّة، والمَسِيحُ: المنديل الأخْشَنُ، والمَسِيحُ: الذِّرَاعُ، والمَسِيحُ: العَرَقُ، والمَسِيحُ: الكَثِيرُ الجِماع، وَكَذَلِكَ الماسِحُ، يُقَال: مَسَحَها أَي جَامعهَا. قَالَ: والمَاسِحُ: القَتَّالُ، يُقَال: مسحهم أَي قَتَلَهم. والماسِحَةُ: المَاشِطَةُ. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: المسائح: الشّعْر. وَقَالَ شمر: هِيَ مَا مَسَحْتَ من شعرك فِي خدِّك ورَأسِك، وَأنْشد: مَسَائِحُ فَوْدَيْ رَأْسِه مُسْبَغَلَّةٌ جَرَى مِسْكُ دَارِينَ الأحَمُّ خِلاَلَهَا وَقَالَ الفرّاء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {عَلَىَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ} (ص: 33) يُرِيد: أقبل يَمسَح يَضْرِبُ سُوقَها وَأَعْنَاقها، فالمسْحُ هَاهُنَا الْقطع. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب أَنه سُئِل عَن قَوْله: {عَلَىَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ} (ص: 33) وَقيل لَهُ: قَالَ قطرب: يمسحها: يُبَرِّك عَلَيْهَا، فَأنكرهُ أَبُو العَبَّاس وَقَالَ: لَيْسَ بَشَيْء، قيل لَهُ: فَإيشْ هُوَ عنْدك؟ فَقَالَ: قَالَ الفرَّاء وَغَيره: يضْرب أعناقَها وسُوقَها: لِأَنَّهَا كَانَت سَبَبَ ذَنبه. قلتُ: ونحوَ ذَلِك قَالَ الزَّجَّاج، وَقَالَ: لم يَضْرِبْ سُوقَها وَلَا أعناقَها إِلَّا وَقد أَبَاحَ الله لَهُ ذَلِك: لِأَنَّهُ لَا يَجْعَل التَّوْبَة من الذَّنْبِ بِذَنْبٍ عَظِيم، قَالَ: وَقَالَ قوم: إِنَّه مَسَحَ أَعْنَاقَها وسُوقَها بِالْمَاءِ بِيَدِهِ، قيل: وَهَذَا لَيْسَ يُشْبِه شَغْلَها إِيَّاه عَن ذِكْرِ الله، وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِك قوم: لِأَن قَتْلَها كَانَ عِنْدهم مُنْكرا، وَمَا أَبَاحَهُ الله فَلَيْسَ بمُنكر، وَجَائِز أَن يُبِيح ذَلِك لسُلَيْمَان فِي وَقْتِه ويَحْظُره فِي هَذَا الوَقْتِ. أَبُو عُبَيد: التَّمْسَحُ: الرجل المارد الْخَبِيث. وَقَالَ اللَّيْث: التِّمْسَحُ والتِّمْسَاحُ يكون فِي المَاء شَبِيه بالسلحفاة إِلَّا أَنه يكون ضخماً طَويلا قَوِيّاً.

قَالَ: والمُمَاسَحَةُ: المُلاَيَنَةُ والمُعَاشَرَة والقُلُوبُ غير صَافِيَة. وَفُلَان يُتَمَسَّح بِهِ لِفَضْله وعبادته، كَأَنَّهُ يُتَقَرَّبُ إِلَى الله بالدُّنُوِّ مِنْه. وَقَالَ غَيره: مَسَحَت الإبلُ الأرضَ يومَها دَأْباً أَي سَارَتْ سيراً شدِيداً، قَالَه ابْن دُرَيْد. أَبُو عُبَيد: المَسْحَاءُ: الأرضُ المستوية. وَقَالَ اللَّيْث: الأمْسَحُ من المفَاوز كالأمْلَسِ وَجمعه الأَمَاسِحُ. والمَسَاحَةُ: ذَرْعُ الأَرْض، تَقول: مَسَحَ يَمْسَح مَسْحاً. وَقَالَ غَيره: جمع المَسْحَاء من الأَرْض مَسَاحِي. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: المَسْحَاءُ: أَرض حَمْرَاء، والوحْفَاءُ: السَّودَاءُ. وَقَالَ غَيره: المَسْحَاءُ: قِطْعَة من الأَرْض مستوية كَثِيرَة الحَصَى غَلِيظَة. وتَمَاسَحَ القومُ إِذا تَبَايَعُوا فتَصَافَقوا. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد قَالَ: إِذا كَانَت إِحْدَى رَبْلَتي الرِّجْل تُصِيب الْأُخْرَى قيل: مَشِقَ مَشَقاً ومَسِحَ مَسَحاً. وَقَول الله جلّ وعزّ: {وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ} (المَائدة: 6) . قَالَ بَعضهم: نزل الْقُرْآن بِالْمَسْحِ، والسُّنَّةُ بالغَسْلُ. وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة: مَنْ خَفَضَ وأرجلكم فَهُوَ على الجِوَار. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق النَّحْوِيّ: الْخَفْضُ على الجِوار لَا يَجُوزُ فِي كِتَاب الله، إِنَّمَا يجوز ذَلِك فِي ضَرورَة الشِّعْرِ، وَلَكِن المَسْحَ على هَذِه الْقِرَاءَة كالغَسْل، وَمِمَّا يدلّ على أَنه غَسْل أَن المَسْحَ على الرِّجل لَو كَانَ مَسْحاً كمَسْح الرأْسِ لم يَجز تحديدُه إِلَى الْكَعْبَيْنِ كَمَا جَاءَ التَّحْدِيد فِي الْيَدَيْنِ إِلَى الْمرَافِق، قَالَ الله: {وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ} (المَائدة: 6) بِغَيْر تَحْدِيد فِي الْقُرْآن، وَكَذَلِكَ فِي التَّيَمُّم: {فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِّنْهُ} (المَائدة: 6) من غير تَحْدِيد، فَهَذَا كُله يُوجب غَسْل الرِّجلين، وَأما من قَرَأَ: (وأرْجُلَكم) ، فَهُوَ على وَجْهَيْن: أَحدهمَا: أَن فِيهِ تَقْدِيماً وتأْخِيراً كَأَنَّهُ قَالَ: فَاغْسِلُوا وُجُوهكُم وَأَيْدِيكُمْ إِلَى الْمرَافِق وأرجَلكم إِلَى الْكَعْبَيْنِ، وامسحوا بُرؤسِكم وقدّم وأخرَّ ليَكُون الْوضُوء وِلاَءً شَيْئا بعد شَيْء. وَفِيه قوْلٌ آخَرُ: كَأَنَّهُ أَرَادَ أغسلوا أَرْجُلكُم إِلَى الكَعْبَيْن، لِأَن قَوْله إِلَى الْكَعْبَيْنِ قد دَلّ على ذَلِك كَمَا وَصفنَا، ويُنْسَقُ بالغَسْل على المَسْح كَمَا قَالَ الشَّاعِر: يَا لَيْت زَوْجَكِ قَدْ غَدَا مُتَقَلِّدَّا سَيْفاً ورُمْحا الْمَعْنى مُتَقَلِّداً سَيْفاً وحَامِلاً رُمْحاً. وَقَالَ غَيره: رجُلٌ أَمْسَحُ القدَم وَالْمَرْأَة مَسْحَاء إِذا كَانَت قَدَمُه مستوية لَا أَخْمَصَ لَهَا، وَامْرَأَة مَسْحَاءُ الثَّدْي إِذا لم يكن لِثَدْيِها حجم. والمَاسِحُ مِنَ الضَّاغِطِ إِذا مَسَحَ المِرْفَقُ الإبْطَ من غير أَن يعرُكَه عَرْكاً شَدِيدا. والأَمْسَحُ: الأَرْسَحُ، وقومٌ مُسْحٌ رُسْح وَقَالَ الأَخْطَل:

دُسْمُ العَمَائِم مُسْحٌ لَا لحومَ لَهُم إِذا أحَسُّوا بِشَخْصٍ نابىءٍ لَبَدُوا وَيُقَال: امْتَسَحْتُ السيفَ من غِمده وامْتَسَخْتُه إِذا اسْتَللْته. وَقَالَ سَلَمَةُ بنُ الخُرْشُب يَصِف فَرَساً: تَعَادَى من قوائِمها ثَلاثٌ بتَحْجِيلٍ وَوَاحِدَةٌ بَهِيمُ كَأَن مَسِيحَتَي وَرِقٍ عَلَيْهَا نَمَت قُرْطَيهما أُذُنٌ خَذِيمُ قَالَ ابْن السّكيت: يَقُول: كَأَنَّمَا أُلْبِسَتْ صَفِيحَة فِضَّة من حُسْنِ لَوْنهَا وبريقها، قَالَ: وَقَوله: نَمَتْ قُرْطَيْهما أَي نَمَتْ الْقُرْطَيْن اللَّذين من المَسِيحَتَيْن أَي رفَعَتْهُما، وَأَرَادَ أَن الْفضة مِمَّا يُتَّخَذُ لِلْحَلْي وَذَلِكَ أَصْفَى لَهَا، وأُذُنٌ خَذِيمٌ أَي مَثْقُوبَة. وَأنْشد لعبد الله بن سَلَمَة فِي مثله: تَعْلَى عَلَيْهِ مَسَائِحٌ من فَضَّةٍ وتَرَى حَبَابَ المَاء غَيْرَ يَبِيس أَرَادَ صَفَاءَ شَعْرَته وقِصَرها. يَقُول: إِذا عَرِق فَهُوَ هَكَذَا، وتَرَى المَاء أَوَّلَ مَا يَبْدُو من عَرَقه. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الأَمْسَحُ: الذِّئْب الأَزَلُّ، والأمْسَحُ: الأَعْوَرُ الأَبْخَقُ لَا تكون عينه بَلُّوْرَةً. والأَمْسَحُ: السَّيَّارُ فِي سِيَاحَتِه، قَالَ: والأَمْسَحُ: الكَذَّابُ: وَفِي حَدِيث اللِّعان أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فِي ولد المُلاعَنَة: (إِن جَاءَتْ بِهِ مَمْسُوحَ الأَلْيَتَيْن) . قَالَ شمر هُوَ الَّذِي لَزِقت أَلْيَتَاه بالعَظْمِ. رَجُلٌ أَمْسَحُ وامرأةٌ مَسْحَاء وَهِي الرَّسْحَاءُ، قَالَ ذَلِك ابْن شُمَيْل. وَقَالَ الفرّاء: المَسْحَاءُ: أرضٌ لَا نَبَات بهَا، يُقَال: مررتُ بِخَرِيقٍ بَين مَسْحاوَيْن، والخَرِيقُ: الأَرْض الَّتِي تَوَسَّطَها النَّبَات. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: المَسْحَاءُ: قِطْعَة من الأَرْض مستوية جرداء كَثِيرَة الحَصَى لَيْسَ فِيهَا شَجَرٌ وَلَا تُنبت، غَلِيظَةٌ جَلَدٌ تَضْرِبُ إِلَى الصَّلابَة مثل صَرْحَةِ المِرْبَد لَيست بقُفَ وَلَا سَهْلَة. وخَصِيٌّ مَمْسُوحٌ إِذا سُلِتَتْ مَذَاكِيرُه. ابْن شُمَيْل: مَسَحَه بالْقَوْل، وَهُوَ أَن يَقُول لَهُ مَا يُحِبّ وَهُوَ يَخْدَعه. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المَسْحُ: الكَذِبُ، مَسَحَ مَسْحاً. وَقَالَ أَبُو سعيد فِي بعض الْأَخْبَار: نرجو النصرَ على مَنْ خَالَفَنَا ومَسْحَةَ النِّقْمَة على مَنْ سعى عَلَى إمَامِنا. قيل: مَسْحَتُها: آيَتُها وحِلْيتُها، وَقيل مَعْنَاهُ: أنَّ أَعْنَاقهم تُمسَح أَي تُقْطَفُ. قَول الله تَعَالَى: {بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ} (آل عمرَان: 45) . قَالَ أَبُو مَنْصُور: سمى الله ابْتِدَاء أمره كلمة، لِأَنَّهُ ألْقى إِلَيْهَا الْكَلِمَة، ثمَّ كَون الْكَلِمَة بشرا. وَمعنى الْكَلِمَة: الْوَلَد. وَالْمعْنَى: يبشرك بِولد اسْمه الْمَسِيح. قَالَ الْحَرْبِيّ: سمي الدَّجَّال مسيحاً لِأَن عينه ممسوحة عَن أَن يبصر بهَا. وَسمي عِيسَى مسيحاً: اسْم خصّه الله بِهِ ولمسح زَكَرِيَّا إِيَّاه. حمس: اللَّيْث: رَجُلٌ أَحْمَسُ: شُجَاعٌ، وعام

أَحْمسُ، وَسَنةٌ حَمْساء: شَدِيدة، ونَجْدَةٌ حَمْسَاءُ يُرِيد بِها الشَّجَاعَة، وأصابتهم سنُون أَحَامِسُ، وَلَو أَرَادوا مَحْض النَّعْت لقالوا: سِنُونَ حُمْسٌ، إِنَّمَا أَرَادوا بالسِّنين الأَحامِس على تَذْكِير الأعوام. وَقَالَ أَبُو الدُّقَيْش: التَّنُّورُ يُقَال لَهُ الوَطِيسُ والْحَمِيسُ. قَالَ: والحُمْس: قُرَيش، وأَحْمَاسُ العَرَب: أَمَّهاتُهم من قُرَيْش، وَكَانُوا يَتَشَدَّدُون فِي دينهم، وَكَانُوا شجعان الْعَرَب لَا يُطاقُون، وَفِي قَيْس حُمْسٌ أَيْضا. والحَمْسُ: جَرْسُ الرِّجال، وَأنْشد: كأَنَّ صَوْتَ وَهْسِها تَحْتَ الدُّجَى حَمْسُ رِجَالٍ سَمِعُوا صَوْتَ وَحَا وأَخْبَرَني الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الهَيْثَم أَنه قَالَ: الحُمْسُ: قُرَيْش وَمن ولدت قُرَيْش وكنانة، وجَديلَةُ قيس، وهم فهْم وَعَدْوان ابْنا عَمْرو بن قَيْس عَيْلاَن، وَبَنُو عَامر بن صعصعة هَؤُلَاءِ الحُمْس، سُمُّوا حُمْساً لأَنهم تَحمَّسُوا فِي دينهم أَي تَشَدَّدوا، قَالَ: وَكَانَت الحُمْسُ سُكَّانَ الْحرم، وَكَانُوا لَا يخرجُون أَيَّام المَوْسِم إِلَى عَرَفَات، وَإِنَّمَا يقفون بالمُزْدَلِفة وَصَارَت بَنو عَامر من الحُمْس ولَيْسُوا من سَاكِني الحَرَم لِأَن أُمَّهُم قُرَشِيَّةً، وَهِي مَجْدُ بنت تَيْم بن مُرَّة. قَالَ: وخُزَاعة سُمِّيَتْ خُزَاعَة لأَنهم كَانُوا من سكان الْحرم فَخُزِعُوا عَنهُ أَي أُخْرِجُوا، وَيُقَال: إِنَّهُم من قُرَيْش انْتَقَلُوا بِنَسَبهم إِلَى الْيمن وهم من الحُمسْ. وأمَّا الأَحَامِسُ من الأَرْضِين فَإِن شَمِراً حكى عَن ابْن شُمَيْل أَنه قَالَ: الأَحامِسُ: الأَرْض الَّتِي لَيْسَ بهَا كَلأُ وَلَا مرتَعٌ وَلَا مَطَرٌ وَلَا شَيْء. أرضٌ أحَامِسُ، وَيُقَال: سنُون أَحَامِس، وَأنْشد: لَنَا إبل لم نكتسِبْها بِغَدْرةٍ وَلم يُفْنِ مَوْلاَها السِّنُون الأَحامِسُ وَقَالَ آخر: سَيذْهَب بِابْن العَبْدِ عَوْنُ بْنُ جَحْوَشٍ ضَلالاً وتُقْنِيهَا السِّنونَ الأحَامِسُ وَقَالَ أَبُو عُبَيد: يُقَال: وَقع فلَان فِي هِنْد الأَحَامس إِذا وَقع فِي الداهية. وَقَالَ شَمِر عَن ابْن الْأَعرَابِي: الحَمْسُ: الضلال، والهَلكَة والشَّرُّ، وأنشدنا: فإنكُم لَسْتُم بِدَارِ تُلُنَّةٍ ولكنَّما أَنْتُم بهنْدِ الأحَامِس وَقَالَ رؤبة: لاقَيْن مِنْهُ حَمَساً حَمِيسا مَعْنَاهُ: شِدَّةً وشَجَاعَة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِي قَول عَمْرو: بِتَثْلِيث مَا نَاصَيْتَ بَعْدِي الأحامِسَا أَرَادَ قُرَيْشاً. وَقَالَ غَيره: أَرَادَ بالأحامِس بني عامرٍ، لِأَن قُرَيْشاً ولدتهم، وَقيل: أَرَادَ الشجعان من جَمِيع النَّاس. وَقَالَ اللِّحْيَاني: يُقَال: احْتَمَسَ الدِّيكان واحْتَمَشَا، وحَمِسَ الشَّرُّ وحَمِس إِذا اشْتَدَّ. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الأَحْمَسُ: الوَرِعُ من

أبواب الحاء والزاي

الرِّجَال الَّذِي يتشدد فِي دينه. والأَحْمَسُ: الشجاع، وَقَالَ ابْن أَحْمَر: لَوْ بِي تَحمَّسْتِ الرِّكَابُ إِذا مَا خَانَنِي حَسَبي وَلَا وَفْرِي قَالَ شَمِر: تَحَمَّست: تَحَرَّمَتْ واستغاثت من الْحُمْسَةِ، وَقَالَ العَجَّاجُ: وَلم يَهَبْنَ حُمْسَةً لأَحْمَسَا وَلَا أَخَا عَقْدٍ وَلَا مُنْجَّسَا يَقُول: لم يَهَبْنَ لذِي حُرْمَة حُرْمَة أَي رَكِبْنَ رؤوسهن. وَفِي (النَّوَادِر) : الحَمِيسَةُ: القَلِيَّةُ، وقَدْ حَمَّسَ اللحمَ إِذا قَلاَه. محس: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الأمْحَسُ: الدَّبَّاغُ الحاذِقُ. قلت: المَحْسُ والمَعْسُ: دَلْكُ الجِلْدِ ودِبَاغُه، أبدلت الْعين حاء. (حسم) : وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الأَحْسَمُ: الرجلُ البازل القَاطِعُ للأمور. قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الحَيْسَمُ: الرجلُ القَاطِعُ للأُمورِ الكَيِّسُ. (أَبْوَاب الْحَاء وَالزَّاي) ح ز ط أهملت وجوهه. ح ز د دحز: قَالَ اللَّيْث: الدَّحزُ وَهُوَ الْجِمَاع. ح ز ت، ح ز ظ، ح زذ، ح ز ث: أهملت وجوهها. (ح ز ر) حزر، حرز، زحر، زرح، رزح: مستعملات. زحر: قَالَ اللَّيْث: زَحَرَ يَزْحَرُ زَحِيراً، وَهُوَ إِخْرَاج النَّفَس بأَنِينٍ عِنْد عمل أَو شدَّة، وَكَذَلِكَ التَّزَحّر، وَيُقَال للْمَرْأَة إِذا ولدت ولدا زَحَرَتْ بِهِ وتَزَحَّرَت عَنْهُ، وَأنْشد: إِنِّي زعيم لَك أَن تَزحَّرِي عَن وَارِمِ الْجَبْهَة ضخم المَنْخَرِ يوقال: هُوَ يَتَزَحَّر بِمَالِه شُحّاً. وَقَالَ ابْن السّسكيت: يُقَال: أَخذه الزَّحيرُ والزُّحَار، وَرجل زَحَّار. قَالَ: وَقَالَ الفرَّاء: أَنْشدني بعض كلب: وَعند الْفقر زَحَّاراً أُنَانَا حزر: قَالَ اللَّيْث الحَزَوَّرُ والجميع الحَزَاوِرَةُ. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال للغلام إِذا راهق وَلم يدْرك بعدُ حَزَوَّرٌ، وَإِذا أدْرك وَقَوِي واشتدَّ فَهُوَ حَزَوَّرٌ أَيْضا، وَقَالَ النَّابِغَة: نزع الحَزَوَّرِ بالرِّشاءِ المُحْصَدِ وَقَالَ أَرَادَ الْبَالِغ القَوِيَّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم فِي (الأضداد) : الحَزَوَّرُ: الغلامُ إِذا اشْتَدَّ وَقَوي، والحَزَوَّرُ: الضعيفُ من الرِّجَال وَأنْشد: وَمَا أَنا إنْ دَافَعْتُ مِصْرَاعَ بَابِه بِذِي صَوْلة فَانٍ وَلَا بِحَزَوّر وَقَالَ آخر: إنَّ أحَقَّ النَّاسِ بالمَنِيَّهْ حَزَوَّرٌ لَيْسَت لَهُ ذُرِّيَّهْ قَالَ: أَرَادَ بالحَزَوَّر هَاهُنَا رجلا بالِغاً

ضَعِيفاً. قَالَ أَحْمد بن يحيى: قَالَ سَلَمَة: قَالَ الْفراء، قَالَ: أَخْبرنِي الأرْمُ عَن أبي عُبَيْدة، وَأَبُو نصر عَن الْأَصْمَعِي، وَابْن الْأَعرَابِي عَن المُفَضَّلُ قَالَ: الحَزَوَّرُ عِنْد العَرَب: الصَّغيرُ غَيرُ البَالغِ، وَمن العَرَب من يَجْعَل الحَزَوَّر: الْبَالِغ القَوِيّ الْبدن الَّذِي قد حمل السِّلَاح. قلتُ: وَالْقَوْل هُوَ هَذَا. شَمِر عَن أبي عَمْرو: الحَزْوَرُ: الْمَكَان الغَلِيظُ، وَأنْشد: فِي عَوْسَجِ الوَادِي ورَضْمِ الحَزْوَر وَقَالَ عَبَّاسُ بن مِرْدَاسٍ: وذابَ لُعَابُ الشَّمْس فِيهِ وأُزِّرَتْ بِهِ قامِسَاتٌ من رِعَانٍ وحَزْوَر وَقَالَ اللَّيْث: الحَزْرُ: حَزْرُك عدد الشَّيْء بالحَدْس، تَقول أَنا أَحْزِرُ هَذَا الطَّعَام كَذَا وَكَذَا قَفِيزا، قَالَ: والحَزْرُ: اللَّبنُ الحامض، وَقَالَ الْأَصْمَعِي: إِذا اشتدَّت حُمُوضَة اللَّبن فَهُوَ حازر، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ حازر وحامزٌ بِمَعْنى وَاحِد. ابْن شُمَيْل عَن المُنْتَجِع قَالَ: الحازر: دَقِيق الشَّعِير وَله ريح لَيْسَ بِطيب. اللَّيْث: الحَزْرَةُ: خِيَارُ المَال، وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه بعث مُصَدِّقاً فَقَالَ: (لَا تأخُذ من حَزَرَات أَنْفسِ النَّاس شَيْئا، خُذِ الشَّارِفَ والبَكْر) . وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: الْحَزرَةُ: خِيَارُ المَال: وَأنْشد: الحَزَرَاتُ حَزَرَاتُ النّفْسِ وَأنْشد شمر: الحَزَرَاتُ حَزَرَاتُ القَلْبِ اللُّبُنُ الغِزَار غيرُ اللُّجْبِ حِقَاقُها الجِلادُ عِنْد اللَّزْبِ قَالَ شمر: يُقَال: حَزَرات وحَزُرات. وَقَالَ أَبُو سعيد: حَزَراتُ الأَمْوالِ: هِيَ الَّتِي يَوَدُّها أَرْبَابُها، وَلَيْسَ كل المَال الحَزَرَة، قَالَ: وَهِي العلائق، قَالَ: وَفِي مثل للْعَرَب: واحَزْرَتِي وأبْتَغي النَّوافِلاَ شَمِر عَن أبي عُبَيدة قَالَ: الحَزَرات: نُقَاوَةُ المالِ: الذّكر والأُنْثَى سَوَاء، يُقَال: هِيَ حَزْرَةُ مالِهِ وَهِي حَزْرَةُ قلبه، وَأنْشد شمر: نُدَافِعُ عَنْهُم كلَّ يَوْم كَرِيهَةٍ ونَبْذُلُ حَزْراتِ النُّفُوسِ ونَصْبِرُ وَقيل لخيار المَال حَزْرة، لِأَن صاحِبها يَحْزُرها فِي نَفسه كلما رَآهَا، وَمن أَمْثَال الْعَرَب (عَدَا القَارِصُ فَحَزَر) يُضْرَبُ للأمْرِ إِذا بَلَغَ غايَتَه وأَفْعَمَ. وَوَجْهٌ حازِرٌ: عَابِسٌ باسِرٌ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الحَزْرَةُ: النَّبِقَةُ المُرَّة، وتُصَغَّر حُزَيْرَة. رزح: اللَّيْث: رزح البَعيرُ رُزُوحاً إِذا أَعْيَا فقَامَ. بَعيرٌ رازح وإبِلٌ رَزْحَى: وإبِلٌ مَرَازيحُ، وبَعير مِرْزَاحٌ كَذَلِك. والمِرْزِيحُ: الصوتُ، وَأنْشد: ذَرْ ذَا وَلَكِن تَبَصَّر هَل تَرى ظُعُناً تُحْدَى لساقتِها بالدَّوِّ مِرْزِيحُ أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: الرَّازحُ: الْبَعِير

الَّذِي لَا يَتَحَرّك هُزَالاً، وَهُوَ الرازم أَيْضا. غَيره: وَقد رَزَحَ يَرزَحُ رُزوحاً ورَزاحاً. النَّضر عَن الطَّائِفِي قَالَ: المِرْزَحَةُ: خَشبةٌ يُرْفعُ بهَا العِنَبُ إِذا سقط بعضُه على بعض. والمِرْزَحُ: مَا اطمأنَّ من الأَرْض. قَالَ الطِّرِمَّاح: كَأَن الدُّجَى دونَ البلادِ مُوَكَّلٌ ببَمَ بِجَنْبَيْ كلِّ عِلْوٍ ومِرْزَحِ قَالَ أَبُو بكر الْأَنْبَارِي: رزَح فلَان مَعْنَاهُ ضَعُفَ وَذهب مَا فِي يَده، وأصلُه من رَزاحِ الإبِل إِذا ضَعُفَت ولَصِقَت بِالْأَرْضِ فَلم يكن بهَا نُهوض. وَقيل: رَزَح، أُخِذَ من المَرْزَح، وَهُوَ المطمَئِنُّ من الأرضِ، كَأَنَّهُ ضَعُف عَن الارتقاء إِلَى مَا عَلاَ مِنْهَا. زرح: أهمله اللَّيْث: وَقَالَ شمر: الزَّرَاوِحُ: الرَّوابي الصغار، وَاحِدهَا زَرْوَح. قَالَ: وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الزّرارِحُ من التلال: مُنبسِط من التلال لَا يُمسِك الماءَ رَأْسُه صَفَاة وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: وتَرْجافُ أَلْحِيْهَا إِذا مَا تَنَصَّبَتْ على رَافع الآلِ التِّلاَلُ الزَّراوحُ قَالَ: والحَزَاوِرُ مثلهَا وَاحِدهَا حَزْورَةٌ، قَالَ: والمِزْرَحُ: المُتَطَأْطِىءُ من الأَرْض. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي. قَالَ: الزُّرَاحُ: النَّشِيطُو الحركات. حرز: قَالَ اللَّيْث: الحِرْزُ: مَا أَحْرَزَك من موضعٍ وَغير ذَلِك. تَقول: هُوَ فِي حِرْزٍ لَا يُوصَلُ إِلَيْهِ، واحترزتُ أَنا من فلَان أَي جعَلْتُ نَفسِي فِي حِرزٍ وَمَكَان حَريز، وَقد حَرُزَ حَرازةً وحَرَزاً. قَالَ: والحَرَزُ هُوَ الخَطَر وَهُوَ الجَوْزُ المحكوك يَلْعَبُ بِهِ الصَّبيُّ، والجميع الأحْرازُ والأخْطَار. وَقَالَ أَبُو عَمْرو فِي (نوادره) : الحَرائِزُ من الْإِبِل: الَّتِي لَا تُبَاعُ نَفَاسَةً بهَا. وَقَالَ الشَّمَّاخُ: يُبَاعُ إِذا بِيعَ التِّلاَدُ الحرائز وَمن أمثالهم: (لَا حَرِيزَ من بَيْع) أَي أعطيتَنِي ثَمَناً أرضاه لم أَمْتنِع من بَيْعه. وَقَالَ الراجز يصف فحلاً: يَهْدِرُ فِي عَقَائلٍ حَرائِزِ فِي مثل صُفْنِ الأَدَمِ المخَارِزِ وَمن الأسماءَ حَرَّازٌ ومُحْرِزٌ وحَريزٌ. رحز: مهمل. ح ز ل حزل، حلز، لحز، زلح، زحل: مستعملات حزل: قَالَ اللَّيْث: الحَزْل من قَوْلك: احزألّ يَحْزَئِلُّ احزِئلالاً يُرادُ بِهِ الِارْتفَاع فِي السّير والأرضِ. قَالَ: والسحاب إِذا ارْتَفع نحوَ بَطْن السَّمَاء قيل احْزَأَلَّ، قَالَ: واحْزَأَلَّتِ الإبلُ إِذا اجْتمعت ثمَّ ارْتَفَعت عَن مَتْنٍ من الأَرْض فِي ذهابها. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: المُحْزَئِلُّ:

الْمُرْتَفع وَأنْشد: ذاتَ انْتِبَاذٍ عَن الحادِي إِذا بَرَكت خَوَّتْ عَلَى ثَفِناتٍ مُحْزَئِلاَّتِ وَقَالَ اللَّيْث: الاحتزال هُوَ الاحتزام بالثَّوْب، قلت: هَذَا تَصْحِيف، وَالصَّوَاب الاحتزاك بِالْكَاف. هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي فِي بَاب ضروب اللُّبْس، وَأَصله من الحَزْكِ والحَزْق، وَهُوَ شِدَّةُ المَدِّ والشَّدِّ، وَقد مرَّ تَفْسِيره فِي بَاب الْحَاء وَالْكَاف. وَقَالَ شمر: يُقَال للبعير إِذا بَرَك ثمَّ تَجافَى عَن الأَرْض قد احْزَأَلَّ. واحْزَأَلَّت الأكَمَةُ إِذا اجْتمعت، واحْزَأَلَّ فؤادُه إِذا انْضمَّ من الخَوْف. وَيُقَال: احْزَأَلَّ إِذا شَخَص. زلح: قَالَ اللَّيْث: الزَّلْحُ من قَوْلك: قَصْعَة زَلَحْلَحَة، وَهِي الَّتِي لَا قَعْر لَهَا، وَأنْشد: ثُمَّتَ جَاءُوا بقِصَاعٍ خَمْسِ زَلَحْلَحَات ظاهِراتِ اليُبْسِ أُخِذْنَ من السُّوقِ بِفَلْسٍ فَلْس قَالَ: وَهِي كلمة على فعلل أَصله ثُلاثيّ أُلحِقَ بِبناء الخُماسيّ. وَذكر ابْن شُمَيْل عَن أبي خَيْرَة أَنه قَالَ: الزَّلَحْلَحَاتُ فِي بَاب القِصاع، واحدتها زَلَحْلَحَة. وروى ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الزُّلْحُ: الصِّحَافُ الكِبارُ، حذف الزِّيَادَة فِي جمعهَا. لحز: قَالَ اللَّيْث: رَجُلٌ لَحِزٌ: شحِيحُ النّفْس، وَأنْشد: تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيحَ إِذا أُمِرَّت عَلَيْه لِما لَهُ فِيهَا مُهِينا وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: اللَّحِزُ: الضَّيِّقُ البخيلُ. وأَخْبرني الإيادِيُّ عَن شَمِر قَالَ: يُقَال: رجُلٌ لِحْزٌ بِكَسْر اللَّام وإسْكانِ الْحَاء، ولَحِزٌ بِفَتْح اللَّام وَكسر الْحَاء أَي بخيل. قَالَ: وشَجَرٌ مُتَلاحِزٌ أَي مُتَضايِق دخل بعضه فِي بعض. قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: رَجُلٌ لَحِزٌ. ولَحْزٌ وروى بَيت رُؤْبَة: يُعْطِيكَ مِنْهُ الجودَ قبل اللَّحْزِ أَي قبل أَن يَسْتَغْلِق ويَشْتَدّ. قَالَ الْأَزْهَرِي: وَفِي هَذِه القصيدة: إِذا أَقَلَّ الخَيْرَ كُلُّ لِحْزِ أَي كُلُّ لَحِز شَحِيح. وَقَالَ اللَّيْث: التَّلَحُّزُ: تَحَلُّبُ فِيك من أَكْلِ رُمَّانة أَو إجَّاصة شَهْوَةً لذَلِك. والمَلاَحِزُ المَضَايِقُ. حلز: قَالَ اللَّيْث: القَلْبُ يَتَحَلَّزُ عِنْد الحُزْنِ كالاعتصار فِيهِ والتَّوَجُّع. وقَلْبٌ حَالِزٌ. وإنْسَانٌ حالِزٌ وَهُوَ ذُو (حَلْزٍ) . ورَجُلٌ حِلِّزٌ أَي بخيل، وامرأةٌ حِلِّزَةٌ بَخِيلَةٌ. أَبُو عُبَيْد: الحِلِّزُ والحِلِّزَةُ مِثْله وأنشدني الإيَادِيّ:

هيَ ابْنَةُ عَمِّ القوْمِ لَا كُلِّ حِلِّزٍ كَصَخْرَةِ يَبْسٍ لَا يُغَيِّرُهَا البَلَلْ أَبُو عُبَيْد عَن الْأَصْمَعِي: حَلَزُون: دابَّةٌ تكون فِي الرِّمْث جاءَ بِهِ فِي بَاب فَعَلُولٍ، وَذكر مَعَه الزَّرَجُون والقَرَقُوس، فَإِن كَانَت النُّون أَصْلِيَّة فالحرف رباعي، وَإِن كَانَت زَائِدَة فالحرف ثلاثي أَصْلُه حَلَزَ. وَقَالَ قُطْرُبٌ: الحِلِّزَةُ: ضَرْبٌ من النَّبَات، قَالَ: وَبِه سُمِّي الحارِثُ بن حِلِّزة. قلت: وقُطْرب لَيْسَ من الثّقَات، وَله فِي اشتقاق الْأَسْمَاء حُرُوف مُنْفَرِدَة. وَفِي نَوَادِر الْأَعْرَاب: احْتَلَزْتُ مِنْهُ حَقِّي أَي أَخَذْتُه. وتحَالَزْنا بالْكلَام: قَالَ لي وَقلت لَهُ. وَمثله: احْتَلَجْتُ مِنْهُ حَقِّي، وتحَالَجْنا بالْكلَام. زحل: قَالَ اللَّيْث: يُقَال للشَّيْء إِذا زَالَ عَن مَكَانَهُ زَحَل، وَمِنْه قَول لَبِيد: لَو يقُومُ الفِيلُ أَوْ فَيَّالُه زَلَّ عَن مِثْلِ مَقَامِي وَزَحَل قَالَ: والناقة تَزْحَلُ زَحْلاً إِذا تأخَّرَتْ فِي سَيْرِها، وَأنْشد: قد جَعَلَتْ نَابُ دُكَيْنٍ تَزْحَلُ أُخْراً وَإِن صاحُوا بِهِ وحَلْحَلُوا قَالَ: والمَزْحَلُ: الموْضِعُ الَّذِي تَزْحَلُ إِلَيْهِ، وَقَالَ الأخْطَل: يَكُن عَن قُرَيْشٍ مُسْتَمازٌ ومَزْحَلُ قَالَ: والزَّحُولُ من الْإِبِل: الَّتِي إِذا غَشِيتِ الحوضَ ضَرَبَ الذَّائِدُ وجْهَهَا فَوَلَّتْه عَجُزَها وَلم تَزَل تَزْحَلْ حَتَّى تَرِدَ الحوْضَ. وَزُحَلُ: اسْم كَوكبٍ من الْكَوَاكِب الكُنَّس. وسُئِلَ مُحَمَّد بن يزِيد المُبَرَّدِ عَن صَرْفه فَقَالَ: لَا ينْصَرف لأنَّ فِيهِ العِلَّتَيْنِ: المَعْرِفَة والعُدُول. وَقَالَ غيْرُه: قيل لهَذَا الْكَوْكَب زُحَلُ لِأَنَّهُ زَحل أَي بَعُد، وَيُقَال: إِنَّه فِي السَّمَاء السَّابِعَة وَالله أعلم. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: قيل لِابْنِهِ الخُسِّ: أيُّ الجِمالِ أَفْرَهُ؟ قَالَت: السِّبَحْلُ الزِّحَلّ، الرَّاحِلَةُ الفَحْلُ. قَالَ: الزِّحَلُّ: الَّذِي يَزْحَلُ الإبَل، يُزَاحِمُها فِي الوِرْدِ حَتَّى يُنَحِّيها فَيَشْرَب، حَكَاهُ عَن الدُّبَيْرِي. وَقَالَ أَبُو مَالك عَمْرو بن كِرْكِرَة: الزِّحْلِيفُ والزِّحْلِيلُ: المكانُ الضَّيِّقُ الزَّلِقُ من الصفَا وغَيْره. ح زن حزن، زنح، زحن، نحز، نزح: مستعملة. حزن: قَالَ اللَّيْث: للْعَرَب فِي الحُزْن لُغَتَان، إِذا ثَقَلُوا فَتَحُوا، وَإِذا ضَمُّوا خَفَّفُوا، يُقَال: أَصَابَه حَزَنٌ شَدِيد وحُزْنٌ شَدِيد. وروى يُونُس عَن أبي عَمْرو قَالَ: إِذا جَاءَ الحَزَنُ مَنُصُوباً فَتَحُوا، وَإِذا جَاءَ مَرْفُوعا أَو مكسوراً ضَمُّوا الْحَاء كَقَوْل الله عَزَّ وَجَلَّ: {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ} (يُوسُف: 84) أَي أَنَّهُ فِي مَوْضع خَفْض. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: {تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً} (التَّوْبَة: 92) أَي أَنه فِي مَوضِع النصب، وَقَالَ: {أَشْكُو بَثِّى وَحُزْنِى إِلَى اللَّهِ} (يُوسُف: 86) ضمُّوا الْحَاء هَاهُنَا، قَالَ: وَفِي اسْتِعْمَال الْفِعْل

مِنْهُ لُغَتَانِ تَقول: حَزَنَني يَحْزُنُنِي حُزْناً فَأَنا محزون، وَيَقُولُونَ: أحزَنَني فَأَنا مُحْزَن وَهُوَ مُحْزِن، وَيَقُولُونَ: صوتٌ مُحْزِن، وأَمْرٌ مُحْزِن، وَلَا يَقُولُونَ: صَوت حَازِنٌ. وَقَالَ غَيره: اللُّغَة الْعَالِيَة حَزَنَه يَحْزُنُه، وَأكْثر القُرَّاء قرأوا: {جُندٌ مٌّ حْضَرُونَ فَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا} (يس: 76) وَكَذَلِكَ قَوْله: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِى يَقُولُونَ} (الأنعَام: 33) ، وَأما الْفِعْل اللَّازِم فَإِنَّهُ يُقَال فِيهِ: حَزِنَ يَحْزَنُ حَزَناً لَا غير. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: لَا يَقُولُونَ: قَدْ حَزَنَه الأَمْرُ، وَيَقُولُونَ: يَحْزُنُه، فَإِذا قَالُوا أَفْعَلَه الله فَهُوَ بِالْألف. وَفِي حَدِيث ابْن عمر حِين ذكر الغَزْوَ ومنْ يَغْزُو ولاَ نِيَّةَ لهُ: (إنَّ الشيطَانَ يُحَزِّنُه) . قَالَ شمر: مَعْنَاهُ أَنه يوسوس إِلَيْهِ وَيَقُول لَهُ: لِمَ تَرَكْتَ أَهْلَكَ ومالَكَ ويُنَدِّمُه حَتّى يُحَزِّنَه. وَقَالَ اللَّيْث: الحَزْنُ من الدَّوَاب وَالْأَرْض: مَا فِيهِ خُشُونَة، والأُنْثَى حَزْنة، وَالْفِعْل حَزُنَ يَحْزُنُ حُزُونة. قلت: وَفِي بِلَاد الْعَرَب حَزْنان: أَحدهمَا: حَزْنُ بني يَرْبُوع، وَهُوَ مَرْبعٌ من مَرَابع الْعَرَب فِيهِ رِياضٌ وقِيعان، وَكَانَت الْعَرَب تَقول: مَن تَرَبَّعَ الحَزْنَ وتَشَتَّى الصَّمَّانَ وتَقَيَّظَ الشَّرَفَ فقَدْ أَخْصَبَ، والحَزْنُ الآخَرُ: مَا بَيْنَ زُبَالَةَ فَمَا فَوق ذَلِك مُصْعِداً فِي بِلَاد نجد، وَفِيه غِلَظٌ وارتفاع. قَالَ ذَلِك أَبُو عُبَيد، وَكَانَ أَبُو عَمْرو يَقُول: الْحَزنُ والحَزْمُ: الغَليظُ من الأَرْض. وَقَالَ غَيره: الحَزْمُ من الأَرْض: مَا احْتَزَم من السَّيْلِ من نَجَوَاتِ المتُونِ والظهور، والجميع الحُزُومُ، والْحزنُ: مَا غَلُظَ من الأَرْض فِي ارْتِفَاع. قلت: وَأَنا مُفَسِّرٌ الحَزْمَ من أَسْمَاء البِلاَد فِي بَابهَا إِن شَاءَ الله. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: أوَّلُ حُزُونِ الأَرْض قِفَافُها وجِبَالها وقَوَاقِيها وخَشِنُها ورَضْمُها، وَلَا تُعَدُّ أرضٌ طَيِّبَةٌ وَإِن جَلُدَتْ حَزْناً، وَجَمعهَا حُزُونٌ. قَالَ: وَيُقَال: حَزْنَةٌ وَحَزْنٌ. وَقد أَحْزَن الرَّجُلُ إِذا صَارَ فِي الحَزْنِ. قَالَ: وَيُقَال للحَزْنِ حُزُنٌ لُغَتَانِ، وَأنْشد قَول ابْن مُقْبِل: مَرَابِعُهُ الحُمْرُ من صَاحَةٍ ومُصْطَافُهُ فِي الوُعُولِ الحُزُن قلت: الحُزُن جَمْعُ حَزْنٍ وَقَالَ اللَّيْث: يَقُول الرجل لصاحِبِه: كَيْفَ حَشَمُك وحُزَانَتُك أَي كَيْفَ مَنْ تَتَحَزَّنُ بأَمْرِهم. قَالَ: وتُسَمّى سَفَنْجَقَانِيّةُ الْعَرَب على الْعَجم فِي أول قُدُومهم الَّذِي استحقُّوا بِهِ من الدّور والضِّيَاع مَا اسْتَحَقُّوا حُزَانة. قَالَ الأزْهَرِي: السَّفَنْجَقَانِيَّةُ: شَرْط كَانَ للْعَرَب على الْعَجم بخُراسان إِذا افْتَتَحُوا بَلَداً صُلْحاً أَن يَكُونُوا إِذا مَرَّ بهم الجُيُوشُ أَفْذَاذاً أَو جَمَاعات أَن يُنْزِلُوهم ويَقْرُوهُم ثمَّ يُزَوِّدُوهم إِلَى نَاحيَة أُخْرَى. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: الحُزَانَةُ: عِيَال الرجل الَّذين يَتَحَزَّنُ لَهُم وبأَمْرِهم، قلت:

وَهَذَا كُله بِتَخْفِيف الزَّاي على فُعَالة. زحن: قَالَ اللَّيْث: زَحَنَ الرَّجُلُ يَزْحَنُ زَحْناً وَكَذَلِكَ يَتَزَحَّنُ تَزَحُّناً، وَهُوَ بُطؤه عَن أَمْرِه وَعَمله. قَالَ: وَإِذا أَرَادَ رَحِيلاً فعَرَض لَهُ شُغْلٌ فَبَطَّأَ بِهِ، قلت: لَهُ زَحْنَةٌ بَعْدُ. قَالَ: والرَّجُلُ الزِّيْحَنَّةُ: المُتَبَاطِىء عِنْد الْحَاجة تُطْلَبُ إِلَيْهِ، وَأنْشد: إِذا ماالْتَوَى الزِّيحَنَّةُ المتآزِفُ وَقَالَ غَيره: التَّزَحُّنُ: التَّقَبُّض. قلت: زَحَنٌ وَزَحَلٌ وَاحِد، وَالنُّون مُبْدَلَةٌ من اللَّام. وَقَالَ ابْن دُرَيد: الزَّحْنُ: الْحَرَكَة. قَالَ: وَيُقَال: زَحَنَه عَن مَكَانَهُ إِذا أزاله عَنهُ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الزَّحْنَة: القَافِلَةُ بِثِقْلِها وتُبَّاعها وحَشَمِها. قَالَ: والزُّحْنَةُ: مُنْعَطَفُ الْوَادي. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: رَجُلٌ زَحَنٌ وَامْرَأَة زُحَنَةٌ إِذا كَانَا قَصِيرَين. نزح: اللَّيْث: نَزَحَتِ الدَّار فَهِيَ تَنْزَح نُزُوحاً إِذا بَعُدت، وبَلَدٌ نَازِحٌ وَوصل نَازِحٌ كل ذَلِك مَعْنَاهُ البُعْدُ، قَالَ: ونَزَحَتِ البِئْرُ ونَزَحْتُ ماءَها، وبئْرٌ نَزَحٌ يَصِفُها بِقِلَّةِ المَاءِ، وَنَزَحَتِ البئْرُ أَي قَلَّ مَاؤُها. قَالَ: وَالصَّوَاب عِنْدنا نُزِحَت البِئْرُ أَي اسْتُقِي مَاؤُها. أَبُو عُبَيد عَن الفَرَّاء: نَزَحَتِ البِئْرُ ونَكَزَت إِذا قَلَّ ماؤُها. وَقَالَ الْكسَائي: فَهِيَ بِئْرٌ نَزَحٌ لَا مَاءَ فِيهَا، وجَمْعُها أَنْزَاحٌ. وَقَالَ أَبُو ظَبْيَة الْأَعرَابِي: النَّزَحُ: المَاءُ الكَدِرُ. نحز: اللَّيْث: النَّحْزُ كالنَّخْسِ. قَالَ: والنَّحْزُ: شِبْه الدَّقِّ والسَّحْقِ. والراكب يَنْحَزُ بصدره وَاسِطَ الرَّحْلِ قَالَ ذُو الرُّمَّة: يُنْحَزْنَ فِي جَانِبَيْهَا وَهِي تَنْسَلِبُ قلت: معنى قَوْله: يُنْحَزْنَ فِي جانِبيها أَي يُدْفَعْن بالأعْقَاب فِي مَرَاكِلِها يَعْنِي الرِّكابَ. قَالَ: والنُّحَازُ: سُعَال يأْخُذُ الإبِلَ والدَّوَابَّ فِي رِئاتِها، ونَاقَةٌ ناحِزٌ: بهَا نُحَازٌ. أَبُو عُبَيْد عَنِ الْأَصْمَعِي: إِذا كَانَ بالبَعير سُعَال. قيل: بَعِير ناحِزٌ. قَالَ: وَقَالَ الْكسَائي: نَاقَةٌ نحِزَة ومُنَحِّزَةٌ من النُّحَازِ. وَقَالَ أَبُو زيد مِثله وقَدْ نَحَزَ يَنْحِزُ ويَنْحَزُ. وَقَالَ اللَّيْث: النّاحِزُ أَيْضا. أَنْ يُصِيبَ المِرْفَقُ كِرْكِرَةَ البَعير فَيُقَالُ بِهِ نَاحِزٌ. قُلْتُ: لم أسمع النَّاحِزَ فِي بَاب الضَّاغِطِ لغير اللَّيْث، وَأرَاهُ أَرَادَ الحَازَّ فَغَيَّرَه. وَقَالَ اللَّيْث: المِنْحازُ: مَا يُدَقُّ بِهِ، وَأنْشد. دَقَّكَ بالمِنْحازِ حَبَّ الفُلْفُلِ وَقَالَ الآخر: نَحْزاً بِمِنْحَازٍ وهَرْساً هَرْسا قَالَ: ونَحِيزَةُ الرَّجُلِ: طَبِيعَتُه، وتُجْمَع

على النَّحَائز. والنَّحِيزَةُ من الأَرْضِ كالطِّبَّة مَمْدُودَة فِي بَطْنِ الأَرْض تَقُودُ الفَرَاسِخ وأقَلَّ من ذَلِك. قَالَ: ورُبّما جَاءَ فِي الشِّعر النحائز يُعْنَى بهَا طِبَبٌ كالخِرَق والأدَم إذَا قُطِعَت شُرُكاً طِوَالاً. أَبُو عُبَيْد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: النَّحِيزَةُ: طُرَّةٌ تُنْسَجُ ثُمَّ تُخَاط على شَفَةِ الشُّقَّةِ وَهِي العَرَقَةُ أَيْضا. شَمِر عَن ابْن شُمَيْل: النَّحِيزَةُ: طَريقَة سَوْدَاء كأَنَّها خَطٌّ، مُسْتَوِية مَعَ الأَرْض خَشِنَة، لَا يكون عَرْضُها ذِراعين، وَإِنَّمَا هِيَ عَلاَمَةٌ فِي الأرضِ، وَالْجَمَاعَة النَّحَائز، وإنَّمَا هِيَ حِجَارَةٌ وَطِينٌ، والطِّينُ أَيْضاً أَسْوَد. وَقَالَ الأصْمَعِيّ: النَّحِيزَةُ: الطَّرِيقُ بِعَيْنه شُبِّهَ بخطوط الثَّوْبِ، وَقَالَ الشَّمَّاخُ: فأقْبَلَها تَعْلُو النِّجَادَ عَشِيَّةً عَلَى طُرُقٍ كأَنَّهُنَّ نَحَائزُ وَقَالَ أَبُو زيد: النَّحِيزَةُ من الشَعَر: يكون عَرْضُها شِبْراً طَوِيلةٌ تُعَلَّقُ على الهَوْدَج، يُزَيّنُونَهُ بهَا، ورُبَّما رَقَمُوها بالعِهْن. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: النَّحِيزَةُ: النَّسِيجَةُ شِبْهُ الحَزام تكون على الفَسَاطِيط والبُيُوت تُنْسَجُ وَحْدَها فَكأَنَّ النَّحَائِزَ من الطُّرُقِ مُشَبَّهَةٌ بهَا. وَقَالَ أَبُو خَيْرَة: النَّحِيزَةُ: الجَبَلُ المُنْقَادُ فِي الأَرْض. قلت: أَصْلُ النَّحِيزَة: الطّرِيقَةُ المُسْتَدِقَّة، وكل مَا قَالُوا فِيهَا فَهُوَ صَحِيح، وَلَيْسَ يُشَاكِلُ بَعْضُه بَعْضاً. زنح: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ أَبُو خَيْرَةَ: إِذا شَرِبَ الرجلُ المَاءَ فِي سُرْعَةِ إسَاغَةٍ فَهُوَ التَّزْنِيحُ. قُلْتُ: وسَمَاعي من العَرَب: التَّزَنُّح. يُقَال: تَزَنَّحْتُ الماءَ تَزَنُّحاً إِذا شَرِبْتَه مَرَّة بعد أُخْرَى. أَبُو العَبَّاس عَن ابْن الأعْرَابي: زَنَّحَ الرجلُ إِذا ضَايَقَ إنْساناً فِي مُعَامَلَةٍ أَو دَيْنٍ. قَالَ: والزُّنُجُ: المُكَافِئُون على الخَيْرِ والشَّرِّ. ح ز ف حفز، زحف: (مستعملان) . زحف: قَالَ اللَّيْث: الزَّحْفُ: جَمَاعَة يَزْحَفُون إِلَى عَدُوَ لَهُم بِمَرَّة، فَهُوَ الزَّحْفُ وَجمعه الزُّحُوف. والصَّبِيُّ يَتَزَحَّفُ على بَطْنه قبل أَن يَمْشِي، والبَعيرُ إِذا أَعْيا فَجَرَّ فِرْسَنَه. يُقَال: زَحَف يَزْحَفُ زَحْفاً، فَهُوَ زاحِف، والجميع الزواحف، وَقَالَ الفرزدق: عَلَى زَوَاحِفَ تُزْجَى مُخُّهارِيرُ قَالَ: وأَزْحَفَها طولُ السَّفَر، ويَزْدَحِفُون فِي معنى يَتَزَاحَفُونَ وَكَذَلِكَ يَتَزَحَّفُونَ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ} (الأنفَال: 15) . قَالَ الزَّجَّاجُ: يُقَال: أَزْحَفْتُ للْقَوْم إِذا ثَبَتَّ لَهُم، قَالَ: فَالْمَعْنى: إِذا واقَفْتُمُوهم لِلْقِتَالِ فَلَا تُوَلُّوهم الأدبار. قُلتُ: أصل الزَّحْفِ لِلصَّبيِّ، وَهُوَ أَن يَزْحَفَ على إسته قبل أَن يقوم وَإِذا فعل ذَلِك على بَطْنه قيل قَدْ حَبَا، وشُبِّه بِزَحْف

ِ الصّبيان مَشْيُ الفِئَتَيْن تَلْتَقِيَان لِلْقِتَال فتمشي كل فِئَةٍ مَشْياً رُوَيْداً إِلَى الفئة الْأُخْرَى قبل التَّدَاني للضِّرَاب، وَهِي مَزَاحِفُ أهل الحَرْب، وَرُبمَا اسْتَجَنَّت الرَّجَّالَةُ بِجُنَبِها وتَزَاحَفَت من قُعُودٍ إِلَى أَن يَعْرِض لَهَا الضِّرابُ أَو الطِّعَان. وَيُقَال: ناقَةٌ زَحُوف ومِزْحَافٌ وَهِي الَّتِي تَجُر فراسنها، قَالَ ذَلِك الْأَصْمَعِي. وَيُقَال أَزْحَفَ البَعِيرُ إِذا أَعْيَا فَقامَ على صَاحِبِه. وإبِلٌ مَزَاحِيفُ، وَقَالَ أبُو زُبَيْد الطَّائِي: كَأَنَّ أوْبَ مَساحِي القَوْم فَوْقَهُم طَيْرٌ تَعِيفُ عَلَى جُونٍ مَزَاحِيف يصف حُفْرَة قبر عُثْمَان، وَكَانُوا حَفَروا لَهُ فِي الحَرّة فَشَبَّه الْمساحِي الَّتِي تُضْرَبُ بهَا الأَرْض بِطَيْرٍ عائِفَةٍ على إبِلٍ سود معايا، قد اسودَّت من العَرَق. وَيُقَال: أزْحَفَ لَنَا عَدُوُّنا إزْحَافاً أَي صَارُوا يزْحَفُون إِلَيْنَا زَحْفاً ليقاتلونا، وَقَالَ العَجَّاجُ يصف الثور والكلابَ: وانْشَمْن فِي غُبَارِه وَخَذْرَفا مَعاً وشَتَّى فِي الغُبَارِ كالسَّفَا مِثْلَيْن ثُمَّ أَزْحَفَت وأَزْحَفَا أَي أَسْرَع، وأَصْلُه من حُذروف الصَّبي وازْدحَفَ القومُ ازدحافاً إِذا مَشَى بعْضُهم إِلَى بعض. وَقَالَ أَبُو زيد: زَحَفَ المُعْيي يَزْحَفُ زَحْفاً وزُحُوفاً، وَيُقَال لكلِّ مُعْي زَاحِف مَهْزُولاً كَانَ أَو سميناً. وَقَالَ أَبُو الصَّقْر: أَزْحَفَ البَعِيرُ فهُوَ مُزْحِف، قَالَ: وأزحَف الرجلُ إزْحَافاً إِذا انْتهى إِلَى غَايَة مَا طَلَبَ وأَرَادَ. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: زَحِفْتُ فِي المَشْي وأَزْحَفْتُ إِذا أَعْيَيْتَ. وَقَالَ أَبُو سعيد الضَّرِير: الزَّاحفُ والزَّاحكُ: المُعْيي، يُقَال للذّكر والأُنْثى، وَأنْشد لكُثَيِّر: فأُبن وَمَا مِنْهُنَّ من ذَاتِ نَجْدَةٍ وَلَو بَلغَت إلاَّ تُرَى وَهْيَ زَاحِكُ وتُجْمَع الزَّواحِفَ والزَّواحِك، وَقَالَ كُثَيِّر: وقَدْ أُبْنَ أَنْضَاءً وهُنَّ زَواحِكُ أَبُو عَمْرو: من الحَيَّات: الزَّحَّاف: وَهُوَ الَّذِي يَمْشي على أَثْنَائِهِ كَمَا تمْشي الأَفْعى. ومَزَاحِف السَّحَاب: حَيْثُ وَقع قطره وزحف إِلَيْهِ، وَقَالَ أَبُو وَجْزَة: يقْرُو مَزَاحِف جَوْن ساقطِ الرَّبَبِ أَرَادَ: ساقِط الرَّباب فَقَصَدَه وَقَالَ الرَّبَب. وَقَوله جلّ وعزّ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً} (الأنفَال: 15) الْمَعْنى إِذا لقيتُموهُم زاحفين: وَهُوَ أَن يَزْحَفُوا إِلَيْهِم قَلِيلا قَلِيلا. وزَحَفَ القومُ إِلَى القَومُ: دَلَفُوا إِلَيْهِم. قَالَ أَبُو العَبَّاس: الزَّحْفُ: المَشْي قَلِيلا قَلِيلا. والزِّحَافُ فِي الشّعْر مِنْهُ، سقطَ مَا بَين الحرفين حَرْفٌ فَزَحَفَ أَحَدُهُما إِلَى الآخر، أَخْبرنِي المنْذِرِيُّ عَنهُ. وناقَةٌ زَحُوفٌ إِذا كَانَت تَجُرّ رِجْلَيْها إِذا مَشَتْ ومِزْحاف قَالَه الْأَصْمَعِي. حفز: قَالَ اللَّيْث: الحَفْزُ: حَثُّكَ الشَّيْء من خَلْفه سَوْقاً أَو غير سَوْق.

وَقَالَ الْأَعْشَى: لَهَا فَخذَان يَحْفِزانِ مَحَالَها وصُلْباً كَبُنيَان الصُّوَى مُتَلاَحِكا وروى أَبُو عُبَيد عَن أبي نوح عَن يُونس ابْن أبي إِسْحَاق عَن أَبِيه عَن عَليّ صلوَات الله عَلَيْهِ قَالَ: (إِذا صَلَّى الرجل فَلْيُخَوِّ، وَإِذا صَلَّت الْمَرْأَة فلْتُحَفِّز) أَي تَضَامَّ إِذا جَلَست وَإِذا سَجَدت. أَبُو عمر فِي (النَّوَادِر) : والحَفَزُ: الأَجَل فِي لُغَة بني سعد، وَأنْشد بَعضهم هَذَا الْبَيْت: أَو تَضْرِبوا حَفْزاً لِعَامٍ قَابل أَي تضربوا أَجَلاً. قَالَ: وَاللَّيْل يَحْفِزُ النهارَ أَي يَسُوقهُ، وَفِي حَدِيث أَنَس أَنَّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُتِيَ بتَمْر وَهُوَ محْتَفِزٌ فَجعل يَقْسِمه، قَالَ شَمِر: يَعْنِي أَنه كَانَ يَقسُمه وَهُوَ مُسْتَعْجِل. قَالَ: وَمِنْه حَدِيث أبي بكرَة أَنه دَبَّ إِلَى الصَّفِّ راكِعاً وَقد حَفزهُ النَّفَس. قلتُ وَأما قَوْله: وَهُوَ مُحْتفِز فَمَعْنَاه أَنه مُستوفِز غير مُتَمَكن من الأَرْض. وَيُقَال حافَزْتُ الرَّجُلَ، إِذا جاثَيْتَه، وَقَالَ الشَّمَّاخُ: كَمَا بَادر الخَصْمُ اللَّجوجُ المُخافِزُ وَقَالَ الْأَصْمَعِي: معنى حافَزْتُه: دانَيْتُه. وَقَالَ شمر: قَالَ بعض الكِلابيين: الحَفْزُ: تَقَارُب النَّفَس فِي الصَّدر، وَقَالَت امْرَأَة مِنْهُم: حَفْزُ النَّفَس حِينَ يَدْنو الإنسانُ من الْمَوْت، وَقَالَ العُكْلِيُّ: رأيتُ فُلاناً مَحْفُوزَ النَّفَس إِذا اشْتَدَّ بِهِ، وَأنْشد: تُرِيحُ بعد النَّفَسِ المَحْفُوز إرَاحَة الجَدَاية النَّفُوزِ قَالَ: وَالرجل يَحْتَفِزُ فِي جُلُوسه كَأَنَّهُ يُرِيد أَن يثور إِلَى الْقيام. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الاحْتِفازُ والاسْتِيفَاز والإقْعَاء وَاحِد. وروى شُعْبَة عَن أبي بشر عَن مُجَاهِد، قَالَ: ذُكِرَ القَدَرُ عِنْد ابْن عَبَّاس فاحْتَفَزَ وَقَالَ: (لَو رَأَيْت أحدَهم لعَضِضْتُ بِأَنْفِهِ) . قَالَ النَّضر: احْتَفَزَ: اسْتَوَى جَالِسا على وَرِكَيْه. وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن الأَعْرَابي: يُقَال: جعلتُ بيني وَبَين فلَان حَفَزاً أَي أمَداً، وَأنْشد غَيره: وَالله أفعلُ مَا أردْتُم طَائِعاً أَو تَضْرِبُوا حَفَزاً لعام قَابِلِ والْحَوْفَزَان لقب لجَرَّارٍ من جَرَّارِي الْعَرَب، لُقِّبَ بِهِ لِأَن بِسْطَام بن قَيْس طَعَنَه فأعجله وَهُوَ من الْحَفزِ. ح زب اسْتعْمل من وجوهه: حَزَب، زحب. زحب: قَالَ ابْن دُرَيْد: الزَّحْبُ: الدُّنُوّ من الأَرْض، زَحَبْتُ إِلَى فلَان وزحَبَ إليّ إِذا تَدَانيا. قلت: جعل زَحَب بِمَعْنى زَحف، ولعلها لُغَة، وَلَا أحفظها لغيره. حزب: قَالَ اللَّيْث: حَزَبَ الأمرُ فَهُوَ يَحْزُب حَزْباً إِذا نَابَكَ فَقَد حَزَبَك.

قَالَ: والحِزْبُ: أصحابُ الرجل مَعَه على رَأْيه، والمنافقون والكافرون حِزْبُ الشَّيْطَان، وكل قوم تَشَاكلت قُلُوبهم وأعمالهم فهم أَحْزَاب وَإِن لم يَلْقَ بعضُهم بَعْضًا بِمَنْزِلَة عادٍ وَثَمُود وَفرْعَوْن أُولَئِكَ الْأَحْزَاب. و {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} (الْمُؤْمِنُونَ: 53) أَي كُلُّ طَائِفَة: هَواهُم واحدٌ. وتَحَزَّبَ القومُ إِذا تَجَمَّعُوا فصاروا أَحْزَاباً. وحَزَّبَ فلانٌ أَحْزَاباً أَي جمعهم، وَقَالَ رؤبة: لَقَدْ وَجَدتُ مُصْعَباً مُسْتَصْعَبا حِينَ رَمَى الأَحْزَابَ والمُحَزِّبا وَقَالَ غَيره: وِرْدُ الرجل من الْقُرْآن وَالصَّلَاة حِزْبُه. والحِزْبُ: النَّصِيبُ، يُقَال: أعْطِني حِزْبي من المَال أَي حَظِّي ونَصِيبي. وَقَالَ اللَّيْث: الحِزْبَاءَةُ: أَرض غَلِيظَة حَزْنة، والجميع الحَزَابِيّ. وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو عَمْرو: الحِزْبَاءةُ: مَكَان غليظ مُرْتَفع. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الحَزَابِيُّ أماكِنُ مُنْقَادَةٌ غِلاَظٌ مُسْتَدِقَّة. قَالَ: وبَعِيرٌ حَزَابِيَةٌ إِذا كَانَ غَلِيظاً، ورَجُلٌ حَزَابٍ وحَزَابِيَةٌ أَي غَلِيظٌ، وحِمَارٌ حَزَابِيَةٌ: غَلِيظٌ، وَقَالَ أميّة بن أبي عَائِذ الهُذَلي: أَوَاصْحَمَ حَامٍ جَرَامِيزَه حَزَابِيَةٍ حَيَدَى بالدِّحَالِ أَي حَامٍ نفسَه من الرُّماة وجرامِيزُه، نفسُه وجَسدُه، وحَيَدَى أَي ذُو حَيَدَى، وأنَّثَ حَيَدَى: لِأَنَّهُ أَرَادَ الفَعْلَة، وَقَوله: بالدِّحال أَي وَهُوَ يَكُون بالدِّحَالِ. قَالَ: وَقَالَت امْرأَةٌ تَصِفُ رَكَبَها: إنَّ هَنِي حَزَنْبَلٌ حَزَابِيهْ إِذا قَعَدْتُ فَوْقَه نَبَابِيَهْ وَقَالَ ابنُ شُمَيل: الحِزْبَاءَةُ: من أَغْلَظِ القُفِّ، مُرْتَفع ارْتِفاعاً هَيِّناً فِي قُفَ أَيَرَّ شَدِيدٍ، وَأنْشد: إِذا الشَّرَكُ العَادِيُّ صَدَّ رأَيْتَها لِرُوسِ الحَزَابِيِّ الغِلاَظِ تَسُومَ وَقَالَ اللَّيْث: الحَيْزَنُون: العَجُوزُ، قَالَ: والنُّونُ زَائِدَة كَمَا زيدت فِي الزَّيْتُون. أَبُو عُبَيْد عَن الأُمَوي فِي الحَيْزَبون العَجُوز مثله. سَلَمَة عَن الفرَّاء: الحِزْبُ: النَّوْبةُ فِي وُرُودِ المَاء. والحِزبُ: مَا يَجعله الرجلُ على نَفسه من قِرَاءَة وَصَلَاة والحِزْبُ: الصِّنْفُ من النَّاس. وَقَالَ ابْن الأعْرَابي: الحِزْبُ: الجَمَاعة من النَّاس والجِزْبُ (بِالْجِيم) : النَّصِيبُ. وَفِي الحَدِيث: (طَرَأَ عَلَيَّ حِزْبي من الْقُرْآن فأَحْبَبْتُ ألاَّ أَخْرُجَ حَتَّى أقْضِيَه) ، طَرَأَ عَلَي يُرِيد أَنَّه بَدَأَ فِي حزبه، كَأَنَّهُ طَلَع عَلَيْهِ من قَوْلك: طَرَأَ فلانٌ إِلَى بَلَد كَذَا وَكَذَا فَهُوَ طارىءٌ إِلَيْهِ أَي أَنه طلع إِلَيْهِ حَدِيثاً وَهُوَ غير تَانِىءٍ بِهِ. والحازِبُ من الشُّغُلِ: مَا نَابَك. ابْن الأَعْرَابيّ: حِمَارٌ حَزَابية وَهُوَ الحِمَارُ الْجِلْدُ. ابْن السّكيت: رَجُلٌ حَزَابٍ وحَزَابِيَة وزَوَازٍ

وَزَوَازِيَة إِذا كَانَ غَليظاً إِلَى القِصَرِ ماهو، ورَجُلٌ هَوَاهِيَة إِذا كَانَ مَنْخُوبَ الفُؤَادِ. ح زم حزم، حمز، زحم، زمح، مزح، محز: مستعملات. حزم: قَالَ اللَّيْث: الحَزْمُ: حَزْمُك الحَطَب حُزْمَةً. والمِحْزَمُ: حِزامَةُ البَقْل، وَهُوَ الَّذِي تُشَدُّ بِهِ الحُزْمَة، وَأَنا أَحْزِمُه حَزْماً. والحِزَامُ للدَّابَّة: والصَّبيّ فِي مهده. يُقَال: فَرَسٌ نَبِيلُ المَحْزِم. قَالَ: والحَزِيمُ: مَوْضِعُ الحِزَام من الصَّدْرِ والظَّهْرِ كلِّه مَا اسْتَدار، يُقَال: قَدْ شَمَّر وشَدَّ حَزِيمَه وَأنْشد: شَيْخٌ إِذا حُمِّلَ مَكْرُوهَةً شَدَّ الحَيازِيمَ لَهَا والحَزِيمْ قَالَ: والحَيْزُوم: وَسَطُ الصَّدْر الَّذِي تلتقي فِيهِ رُؤُوس الجَوَانح فَوق الرُّهابَة بِحِيَال الكاهِلِ. قُلْتُ: فَرَّقَ اللَّيْث بَيْن الحَزِيم والْحَيْزُوم، ولَمْ أر لِغَيْره هَذَا الْفرق، وَقد اسْتَحْسَنْتُه لَهُ. قَالَ: وحَيْزُوم: اسْم فرس جِبْرِيل، وَفِي الحَدِيث أَنه سَمِعَ صَوْته يَوْم بدر يَقُول: أَقْدِم حَيْزُوم. قَالَ: والحَزْمُ: ضَبْطُ الرجل أمره وأَخْذُه فِيهِ بالثِّقَةِ، وَيُقَال: حَزُم الرجلُ يَحْزُمُ حَزَامَةً فَهُوَ حَازِمٌ: ذُو حَزْم. قَالَ الْأَزْهَرِي: أُخِذَ الحَزْمُ فِي الْأُمُور، وَهُوَ الأَخْذُ بالثِّقَةِ من الْحَزمِ، وَهُوَ الشَّدُّ بالحِزام والحَبْلِ استيثاقاً مِنَ المَحْزُومِ. وَقَالَ اللَّيْث: الحَزْمُ من الأَرْض: مَا احْتَزَم من السَّيْل من نَجَوَات الأَرْضِ والظُّهُورِ، والجميع الحُزُوم. وَقَالَ شَمِر: قَالَ ابْن شُمَيْل: الْحَزْمُ: مَا غَلُظَ من الأَرْض وكَثُرت حِجَارَتُه وأَشْرَف حتَّى صَار لَهُ أَقْبَالٌ، لَا تَعْلوه الإبِلُ والنَّاسُ إِلَّا بالجَهْدِ يَعْلونه من قِبَل قُبْلِه، وَهُوَ طِينٌ وحِجَارَة، وحجارَته أَغْلَظُ وأَخْشَنُ وأَكلَبُ من حِجَارَةِ الأكمة، غَيْرَ أَن ظَهْرَه عَرِيض طَوِيلٌ يَنْقَادُ الفَرسَخَيْن والثَّلاثَة، وَدون ذَاك لَا تَعْلوها الإبِلُ إِلَّا فِي طَرِيقٍ لَهُ قُبْلٌ مِثْلُ قُبْل الجِدَار، والحُزُومُ الجَمِيعُ. قَالَ: وقَدْ يكونُ الحَزْمُ فِي القُفِّ، لِأَنَّهُ جَبَلٌ وقُفٌّ، غير أَنه لَيْس بمستطيل مثل الجَبَل، قَالَ: وَلَا تَلْقَى الْحَزْمَ إلاَّ فِي خَشُونَةٍ وقُفَ، وقا المَرَّارُ بن سَعِيدٍ فِي حَزْمِ الأَنْعَمَيْن: بِحَزْمِ الأَنْعَمَيْن لَهُنَّ حَادٍ مُعَرَ ساقَهُ غَرِدٌ نَسُولُ قَالَ: وَهِي حُزوم عِدَّة، فَمِنْهَا حَزْما شَعَبْعَب، وحَزْمُ خَزَازَى، وَهُوَ الَّذِي ذكره ابْنُ الرِّقَاع فِي شِعْرِه فَقَالَ: فَقُلْتُ لَهَا أَنَّى اهْتَدَيْت وَدُونَنَا دُلوكٌ وأَشْرَافُ الجِبَالِ القَوَاهِرُ وجَيْحَانُ جَيْحَانُ الجُيُوش وآلِسٌ وحَزمٌ خَزَازَى والشُّعُوبُ القَوَاسِرُ ويُرْوَى العَوَاسِرُ، وَمِنْهَا حَزْمُ جَدِيد، ذكره المَرَّارُ فَقَالَ: يَقُول صِحَابي إِذْ نَظَرْتُ صَبَابَةً بِحَزْمِ جَدِيدٍ مَا لِطَرْفِك يَطْمَحُ

ومِنها حَزْمُ الأَنْعَمَيْن الَّذِي ذكره المَرَّارُ أَيْضا. الحَرَّاني عَن ابْن السّكيت قَالَ: الحَزَمُ كالغَصَصِ فِي الصَّدر، يُقَال مِنْهُ: حَزِمَ يَحْزَم حَزَماً، قَالَ: حَكاهُ لي الكِلاَبِيُّ والبَاهِليّ. وبَعيرٌ أَحْزَمُ: عظيمُ مَوضِع الحِزَام، والأَحْزَمُ هُوَ المَحْزِمُ أَيْضا، يُقَال: بَعيرٌ مُجْفَرُ الأحْزَمِ، وَقَالَ ابنُ فُسْوَةَ التَّمِيمِيّ: تَرَى ظَلِفَاتِ الرَّحْلِ شُمّاً تُبِينُها بأَحْزَمَ كالتَّابوتِ أَحْزَمَ مُجْفَرِ وحَزْمَةُ: اسْم فرس مَعْرُوفَة من خيل العَرَب، وسَمَّى الأخْطَلُ الحَزْمَ من الأرْضِ حَيْزُوماً فَقَالَ: فَظَلَّ بِحَيْزُومٍ يَفُلُّ نُسُورَه ويُوجِعُها صَوَّانُه وأَعَابِلُه ثَعْلَب عَن سَلَمَة عَن الفَرَّاء: رَجُلٌ حَازِمٌ وقَوْمٌ حُزَّمٌ وحُزَّامٌ وأَحْزَامٌ وحَزَمَةٌ وحَزَمٌ وحَزِيمٌ وحُزَمَاءٌ، وقَدْ حَزُمَ يَحْزُمُ وَهُوَ العاقِلُ الممَيِّزُ ذُو الحُنْكَةِ، وَقَالَ ابْن كَثْوَةَ: من أَمثَالهم: (إنَّ الوَحَا من طَعَام الحَزْمَةِ) يُضْرَبُ عِنْد التحَشُّدِ على الانكماشِ وحَمْدِ المنكَمِش، قَالَ: والحَزْمَةُ: الحزْمُ. وَيُقَال للرَّجُلِ: تحَزَّمْ فِي أمرِك أَي اقْبَلْه بالحزْمِ والوَثاقَة. زحم: قَالَ اللَّيْث: الزَّحْمُ: أَن يَزْحَمَ القَوْمُ بعضُهم بَعْضاً منْ كَثْرةِ الزِّحَامِ إِذا ازدحموا، والأمْوَاجُ تَزْدَحِمْ إِذا الْتَطَمت، وَأنْشد: تَزَاحُمَ المَوْج إِذا الموجُ الْتَطَمْ وأَخْبَرَني المُنْذِري عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعْرَابي: زَاحَمَ فُلاَنٌ الْأَرْبَعين وزَاهَمَها بِالْهَاءِ إِذا بَلَغَها، وَكَذَلِكَ: حَبَا لَهَا. قَالَ: والفِيلُ والثَّوْرُ ذُو القَرْنَيْنِ يُكَنَّيَانِ بِمُزَاحِمٍ. قَالَ: وأَبُو مُزَاحم: أَوَّلُ خَاقَان وَلِيَ التُّرْك وقاتَلَ العَرَب. وَرَجُلٌ مِزْحَمٌ: يَزْحَمُ النَّاسَ فَيَدْفَعهم. مزح: قَالَ اللَّيْث: المَزْحُ من قَوْلِك: مَزَح يَمْزَحُ مَزْحاً ومُزَاحاً ومُزَاحَةً، قَالَ: والمُزَاحُ الاسْمُ، والمِزَاحُ مَصْدَر كالمُمَازَحَةِ، مَازَحَهُ مِزَاحاً ومُمَازَحَةً. ثَعْلَب عَن ابْن الأَعْرَابي قَالَ: المُزَّحُ من الرِّجَال: الخارِجُون من طبع الثُّقَلاَء، المُتَمَيَّزُون من طَبْعِ البُغَضَاء. زمح: قَالَ اللَّيْث: الزَّوْمَحُ: الأَسْوَدُ القَبِيحُ من الرِّجَال قَالَ: وَمِنْهُم مَنْ يَقُول: الزُّمَّحُ، أَبُو عُبَيْد عَن أَبي عَمْرو قَالَ: الزُّمَّحُ: القَصِيرُ من الرِّجَال الشِّرِّير، وَأنْشد شَمِر: ولَمْ تَكُ شِهْدَارَةَ الأبْعَدين وَلَا زُمَّحَ الأقْرَبينَ الشّرِيرا ثَعْلَب عَن ابْن الأعْرَابي قَالَ: الزُّمَّحُ: القَصِيرُ السَّمِجُ الخِلْقَةِ السَّيِّءُ الأدَمُّ المشْئُوم قَالَ: والزُّمَّاحُ: طائِرٌ كَانَت الأعْرَاب تَقول: إِنَّه يَأْخُذُ الصَّبِيَّ من مَهْدِه قَالَ: وَزَمَّحَ الرَّجُلُ إِذا قَتَلَ الزُّمَّاحَ، وَهُوَ هَذَا الطَّائِر الَّذِي يأخُذُ الصَّبِيّ وَأنْشد: أَعَلَى العَهْدِ بَعْدَنَا أُمّ عَمْرٍ ولَيْتَ شِعْرِي أَمْ عَاقها الزُّمَّاحُ حمز: قَالَ اللَّيْث: تَقول: حَمَزَ اللَّوْمُ فؤادَه

أبواب الحاء والطاء

وقلبَه أَي أوجعهُ: أَبُو عُبَيْد: وسُئِلَ ابْن عَبَّاس: أَيُّ الأعمالِ أفْضَلُ؟ فَقَالَ: أحْمَزُها يَعْني أمْتَنُها وأقْوَاها. قَالَ: وَيُقَال: رَجُلٌ حَمِيزُ الْفُؤَاد وحامِزٌ. وَقَالَ الشَّمَّاخُ فِي رجل بَاعَ قَوْساً من رَجلٍ: فَلَمَّا شَرَاها فاضَت العَيْنُ عَبْرَةً وَفِي القَلْب حَزَّازٌ من اللَّوم حامِزُ وَقَالَ أنس بن مَالك: كَنَّاني رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ببقلة كُنْتُ أجْتَنِيها، وكانَ يُكْنَى أبَا حَمْزَة. قلت: والحَمْزَةُ فِي الطَّعامِ: شِبْه اللَّذْعَةِ والحَرَارَة كَطَعْمِ الخَرْدَلِ. وَقَالَ أَبُو حاتِم: تَغَدَّى أعْرَابيٌّ مَعَ قَوْمٍ فاعْتَمَدَ على الخَرْدَل، فَقَالُوا: مَا يُعْجِبُك مِنْهُ؟ فَقَالَ: حَمْزَةٌ فيهِ وحَرَاوَةٌ. قلت: وَكَذَلِكَ الشيءُ الحامِضُ إِذا لَذَع اللِّسَان وقَرَصَه فَهُوَ حامِز، وَقَالَ فِي قَول الشَّمَّاخ: وَفِي الصَّدْر حَزَّازٌ من اللَّوْمِ حَامِزُ أَي مُمِضٌّ مُحْرِقٌ. وَقَول ابْن عَبَّاس: أحْمَزُها، يُرِيد أمضُّها وأشَقُّها، والبَقْلَةُ الَّتِي جناها أنَس كَانَ فِي طعمها لَذْعٌ للسان فسُمِّيَت البقْلَةُ حَمْزةً لِفِعْلِها، وكُنِي أنَسٌ أبَا حَمْزَة لِجَنْيه إيَّاها. وَقَالَ اللِّحياني: كلّمْتُ فلَانا بكلِمَةٍ حَمَزَتْ فُؤَادَه أَي قَبَضَتْه وغَمَّتْه فَتَقَبَّضَ فؤادُه من الغَمِّ. ورُمَّانَةٌ حامِزَةٌ: فِيهَا حُمُوضة. شَمِر: قَالَ ابْن شُمَيْل: الحَمِيزُ: الظَّرِيفُ. ورَجُلٌ حَمِيزُ الْفُؤَاد أَي صُلْب الْفُؤَاد. وَقَالَ الفَرَّاءُ: إشْرَب من نَبِيذك فَإِنَّهُ حَمُوزٌ لما تَجِدُ، أَي يهضمه. وَفِي لُغَة هُذَيل: الحَمْزُ: التَّحْديدُ، يُقَال: حَمَزَ حَديدَتَه إِذا حَدَّدَها، وقَدْ جَاء ذَلِك فِي أشعارهم. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: يُقَال: فُلاَنٌ أحْمَزُ أمْراً من فُلاَنٍ إِذا كَانَ مُتَقَبِّضَ الأمْرِ مُشَمَّرَه، وَمِنْه اشْتُقَّ حَمْزَةُ، والحَامِزُ القَابِضُ. محز: قَالَ اللَّيْث: المَحْزُ: النِّكاحُ، يُقَال: مَحَزَها، وأنْشَدَ لجَرِير: مَحَزَ الفَرَزْدَقُ أمَّه من شَاعِرٍ وقرأْت بِخَطِّ شَمِر: رُبَّ فَتَاةٍ من بَنِي العِنَازِ حَيَّاكَةٍ ذَاتِ هَنٍ كِنازِ ذِي عَضُدَيْنِ مُكْلَئِزَ نَازِي تَأَشُّ للقُبْلَةِ والمِحَازِ أرادَ بالمِحازِ النَّيْكَ والجِماع. (أَبْوَاب الْحَاء والطاء ح ط د: مهمل. ح ط ت تحط: قلت: تَحُوطُ: اسْم للقَحْطِ وَالتَّاء زَائِدَة. وَمِنْه قَول أوْس بنِ حَجَر: الحافِظُ النَّاسَ فِي تَحُوطَ إذَا لم يُرْسِلُوا تحْت عَائِذٍ رُبَعَا قلت: كَأَن التَّاء فِي تحوط تَاء فعل مضارع، ثمَّ جعل اسْما معرفَة للسّنة، وَلَا يُجْري ذكرهَا فِي بَاب الْحَاء والطاء وَالتَّاء) . ح ط ظ، ح ط ذ، ح ط ث: أهملت وجوهها.

ح ط ر حطر، طحر، طرح: مستعملات. حطر: أهمل اللَّيْث حطر، وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) يُقَال: حُطِرَ بِهِ، وكُلِتَ بِهِ، وجُلِدَ بِهِ إِذا صُرِعَ. طحر: أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: طحَر يَطْحَر طَحِيراً إِذا زَحَرَ. قَالَ اللَّيْث: الطَّحْرُ: قَذْفُ العَينِ بِقَذَاها، وَأنْشد: تَرَى الشُّرَيْرِيغَ يَطْفُو فَوق طَاحِرَةٍ مُسْحَنْطِراً ناظِراً نَحْو الشَّنَاغِيبِ يصف عَيْنَ مَاء تَفُور بِالْمَاءِ، والشُّرَيْرِيغُ: الضِّفْدَعُ الصّغِيرُ، والطَّاحِرَةُ: العَيْنُ الَّتِي تَرْمِي مَا يُطْرَحُ فِيهَا لِشِدَّةِ حَمْوَةِ مَائِهَا من مَنْبَعِها وقُوَّةِ فَوَرانهِ، والشَّنَاغِيبُ والشَّغانيبُ: الأَغصَان الرّطبَة، وَاحِدهَا شُغْنُوب وشُنْغُوب: والمُسْحَنِطُر: المُشْرِفُ المُنْتَصِبُ. وَقَالَ اللَّيْث: طَحَرَتِ العَيْنُ الغَمْصَ وَنَحْوه إِذا رَمَتْ بِهِ. وقَوْسٌ مِطْحَرَةٌ: تَرْمِي سَهْمَهَا صُعُدًا لَا يقْصد إِلَى الرَّمِيَّة، قَالَ: والقَنَاةُ إِذا الْتَوْت فِي الثِّقَافِ فَوَثَبَت فَهِيَ مِطْحَرَةٌ. وَقَالَ طَرَفَةُ: طَحُورَان عُوَّارَ القَذَى فَتَراهما كَمَكْحُولَتي مَذْعُورَةٍ أمِّ فَرْقد قَالَ: والطَّحِيرُ: شِبْهُ الزَّحِير، وَقد طَحَرَ يَطْحِر طَحِيراً. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: خَتَن الخاتِنُ الصَّبِيَّ فأَطْحَرَ قُلْفَتَه إِذا اسْتَأْصَلَها. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: اخْتُن هَذَا الْغُلَام وَلَا تَطَحَر أَي تَسْتَأْصِلُ. وَقَالَ أَبُو مَالك: يُقَال: طَحَرَه طَحْراً وَهُوَ أَن يَبْلُغَ بالشيءِ أَقْصَاه. وَيُقَال: أحفى شاربَه وأطحره إِذا ألزق جَزَّهُ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعْرَابي: يُقَالُ: مَافي السَّمَاء طَحَرَة وَلاَ غَيَايةٌ. ابْن السِّكِّيت عَن البَاهِليّ: مَا فِي السَّماء طَحَرَةٌ أَي شَيْء من غَيْم. قَالَ: وَقَالَ الأصْمَعِيّ: مَا عَلَيْه طَحَرَةٌ إِذا كانَ عَارِياً، وَمَا بَقِيَت على الإبِل من طَحَرة إِذا نَسَلَتْ أَوْبَارها. وَقَالَ اللِّحياني: مَا عَلَى السَّمَاء طَحَرَةٌ ولاطخْرَةٌ بِالْحَاء وَالْخَاء. وَقَالَ الباهِلي: مَا عَلَيْهِ طُحْرُورٌ أَي مَا عَلَيْهِ ثوب وَكَذَلِكَ مَا عَلَيْهِ طُخْرُور، وَهِي الطَّحَارِيرُ والطَّخَارِيرُ لِقَزَعِ السَّحَاب. والمِطْحَرُ: السهْم البعيدُ الذّهاب، وَقيل: المِطْحَرُ مِنَ السِّهَام: الَّذِي قد أُلْزِقَ قَذَذُه. وقِدْحٌ مِطْحَرٌ إِذا كَانَ يُسْرِع خُروجُه فائزاً. وسَهْمٌ مِطْحَرٌ: يُبْعِدُ إِذا رُمِيَ بِهِ، وَمِنْه قَول أَبِي ذُؤَيْب: فَرَمَى فَأَلْحَقَ صَاعِدِيًّا مِطْحَراً بالكَشْح فاشْتَمَلتْ عَلَيه الأضْلُعُ يُرْوَى مِطْحَراً ومُطْحَراً بمعنين مُخْتَلفين. طرح: اللَّيْثُ: طَرَحْتُ الشيءَ أَطْرَحُه طَرْحاً. قَالَ: والطِّرْحُ: الشيءُ المَطْروحُ لَا حاجَةَ لأحَدٍ فِيهِ، والطُّرُوحُ مِنَ البِلاَد: البَعِيدُ. أبُو عُبَيد: الطَّرَحُ: البُعْدُ، وأنْشَد للأعشى: وتُرَى نارُك من ناءٍ طَرَحْ

وَقَالَ عُرَام: نِيَّةٌ طَوَحٌ وطَرَحٌ أَي بَعِيدَةٌ. وَقَالَ غَيره: قَوْسٌ طَرُوحٌ: يَبْعُدُ ذَهَابُ سهمها. وَقَالَ الأصمَعِي: سَيْرٌ طُرَاحِيٌّ: شَديدٌ، وَقَالَ مُزَاحِمٌ العُقَيْليّ: بِسَيْرٍ طُرَاحِيَ تَرَى من نَجَائه جُلُودَ المَهَارَى بالنَّدَى الجَوْنِ تَنْبُعُ وَيُقَال: طَرَحَ بِهِ الدَّهْرُ كُلَّ مَطْرَحٍ إِذا نَأَى بِهِ عَن أهْلِهِ وعَشِيرَته. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: طَرِحَ الرّجُلُ إِذا سَاء خُلُقُه، وطَرِحَ إِذا تَنَعَّمَ تَنعُّماً وَاسِعًا. وَقَالَ اللِّحْيَانِيّ: قَالَت امرأةٌ من العَرب: إنَّ زَوْجِي لَطَرُوح أَرَادَت أنّه إِذا جامَعَ أَحْبَلَ. ح ط ل حطل، حلط، طلح، طحل، لطح، لحط: مستعملات. حطل: أهمل اللَّيْث حطل، وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الحِطْلُ. الذِّئْبُ والجميع أحطَالٌ. لحط: أهمل اللَّيْث لحط، وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: اللَّحْطُ: الرَّشُّ، لَحَط بابَ دَارِه إِذا رَشَّه بِالْمَاءِ. قَالَ: واللَّحْطُ: الزّبْنُ. طلح: قَالَ اللَّيْث: الطَّلْحُ: شجر أم غَيْلاَن، لَهُ شوك أَحْجَنُ، وَهُوَ من أعظم العِضاه شوكاً وأصْلَبِه عودا وأجوده صمغا، والوحدة طَلْحَة. قَالَ: والطَّلْحُ فِي الْقُرْآن المَوْز. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله تبَارك وَتَعَالَى: {مَّخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ} (الواقِعَة: 29) جَاءَ فِي التَّفْسِير أَنه شجر المَوْز، قَالَ: والطلح: شجر أمِّ غَيْلاَن أَيْضا، قَالَ: وَجَائِز أَن يكون عُنِي بِهِ ذَلِك الشّجر، لِأَن لَهُ نَوْراً طيِّبَ الرَّائِحَةِ جِدّاً، فخُوطِبُوا وَوُعِدوا مَا يُحِبُّون مثله، إِلَّا أَن فَضله على مَا فِي الدُّنْيَا كفضل سَائِر مَا فِي الْجنَّة على سَائِر مَا فِي الدُّنْيَا. وَقَالَ مُجَاهِد: أعجبهم طَلْحُ وَجَ وحْسْنُه، فَقيل لَهُم: {مَّخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ} (الواقِعَة: 29) . وَقَالَ الفَرَّاءُ: الطِّلاَح: جمعُ الطَّلْح من الشَّجَر، وأَنْشَد: إنِّي زَعِيمٌ يَا نُوَيْ قَةُ إنْ نَجَوْتِ من الزَّوَاحْ أَن تَهْبِطِينَ بلادَ قَوْ مٍ يَرْتَعُون من الطِّلاَحْ أَبُو عُبَيد عَن الكِسَائي: يُقَال: إبِل طَلاَحَى وطَلِحَة إِذا رَعت الطَّلْحَ فاشتكت مِنْهُ وَكَذَلِكَ إبل أَرَاكَى وأرِكة. ثَعْلَب عَن ابْن الأعْرَابي: سُمِّي طَلْحَة الطَّلَحات الخُزاعيّ بأمهاته، وأمّه صَفِيَّة بنتُ الْحَارِث بن طَلْحَة بن عبد منَاف. وَكَانَ يُقَال لطلْحَة بن عبيد الله طَلْحَة الْخَيْر، وَكَانَ من أَجْوَادِ الْعَرَب، وَمِمَّنْ قَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم أحد: إِنَّه قد أَوْجَبَ. وَقَالَ ابْن الأعْرَابي: المُطَلِّح فِي الْكَلَام: البَهَّات. والمُطَلِّح فِي المَال الظَّالِم. والطِّلْحُ المُعْيِي. والطّلْحُ: القُراد. قَالَ: والطُّلُحُ: التَّعِبُون، والطِّلُحُ: الرُّعَاة. وَقَالَ اللَّيْث: الطَّلاَحُ: نَقِيض الصّلاح،

والفِعْل طَلِحَ يَطْلَح طَلاَحاً. قلت وَقَالَ بَعضهم: رَجُلٌ طَالِحٌ أَي فاسِدُ الدّين لَا خَيْرَ فِيهِ. الحرَّاني عَن ابْن السِّكِّيت قَالَ: الطَّلْحُ: مصدر طَلَحَ البعيرُ يُطْلَح طَلْحاً إِذا أَعْيَا وكَلَّ، وَقَالَ أَبُو عَمْرو: طَلِح البَعِيرُ. قَالَ: والطَّلَحُ: النِّعْمَة، وَأنْشد قَول الأَعْشَى: كم رَأينَا من أُناسٍ هَلَكُوا ورأينا الْمَرْء عَمْراً بِطَلَح وَقَالَ ابْن السّكيت: وَقيل: طَلَحَ فِي بَيت الأعْشَى: مَوضِع، وَقَالَ غَيره: أَتَى الأَعْشَى عَمْراً، وَكَانَ مَسْكَنه بِموضع يُقَال لَهُ ذُو طَلَح، وَكَانَ عَمْرو ملكا نَاعِمًا، فاجترأ الشَّاعِر بِذكر طَلَحَ دَلِيلا على النِّعْمَة، وعَلى طرح ذِي مِنْهُ، قَالَ: وَذُو طَلَح هُوَ الْموضع الَّذِي ذكره الحطيئة فَقَالَ وَهُوَ يُخَاطب عمر بن الْخطاب: ماذَا تَقُولُ لأفْرَاخٍ بِذِي طَلَح أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد قَالَ: إِذا أضمره الكَلالُ والإعْيَاءُ قيل: طَلَحَ يَطْلَح طَلْحاً. وَقَالَ شمر يُقَال سَار على النَّاقة حَتَّى طَلَحَها وطَلَّحها. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: إِنَّه لَطَلِيحُ سَفَر وطِلْحُ سَفَر ورَجِيعُ سَفَر ورَذِيَّةُ سَفَر بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: بَعِيرٌ طَلِيحٌ، وناقَةٌ طَلِيحُ. قَالَ: والمهزول من القُرَاد يُسَمّى طِلْحاً، وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ: وقَدْ لَوَى أَنْفَه بِمِشْفَرِها طِلْحٌ قَرَاشِيمُ: شاحِبٌ جَسَدُه. القراشيم: القِرْدَان. قَالَ ابْن السّكيت: إبِلٌ طِلاَحِيَّةٌ وطُلاَحِيَّةٌ للّتي تَأْكُل الطَّلْحَ، وَأنْشد: كَيْفَ تَرَى وقْعَ طِلاَحِيَّاتها لطح: قَالَ اللَّيْث: اللَّطْحُ قَالَ بَعضهم كاللَّطْخ إِذا جَفَّ وحُكَّ وَلم يبقَ أثَر. قَالَ: واللَّطْحُ: كالضَّرْبِ بالْيَد. أَبُو عُبَيْد عَن أبي عُبَيْدَةَ: اللَّطْحُ: الضَّرْبُ بالْيَدِ، يُقَال مِنْهُ لَطَحْتُ الرجلَ بِالْأَرْضِ قَالَ غَيره: هُوَ الضَّرْبُ لَيْسَ بالشّديد بِبَطن الْكَفّ وَنَحْوه. وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَلْطَحُ أُغَيْلِمَة بني الْمطلب لَيْلَةَ الْمزْدَلِفَة وَيَقُول: أُبَيْنِيّ، لَا تَرْمُوا جَمْرةَ العَقَبَة حتّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ. طحل: قَالَ اللَّيْث: الطُّحْلَةُ: لَوْنٌ بَين الغُبْرَة والبَياض فِي سَواد قَلِيل كَسَواد الرَّمادِ، ذِئْب أَطْحَلُ ورماد أَطْحَل. قَالَ: وشَرَاب طَاحِل إِذا لم يكن صافي اللَّوْنِ، قَالَ رُؤْبَةُ: وَبلدَةٍ تُكْسَى القَتامَ الطَّاحِلاَ قَالَ: وعَنْزٌ طَحْلاَءُ، وَقد طَحِلَت طَحَلاً. أَبُو زيد: ماءٌ طَحِل: كثِيرُ الطّحْلُبِ. ومَاءٌ طَحِل: كثِيرُ الطُّحْلُبِ. ومَاءٌ طَحِل: كَدِر، وَقَالَ زُهَيْر: يَخْرُجْنَ من شَرَبَاتٍ ماؤُها طَحِل عَلَى الْجُذُوع يَخَفْنَ الغَمَّ والغَرَقَا وكِسَاءٌ أَطْحَلُ على لَوْنِ الطِّحَال.

وطِحَال: مَوضِع، وَقد ذكره ابْن مُقْبِل فَقَالَ: لَيْتَ اللَّيَالي يَا كُبَيْشَةُ لم تَكُن إلاَّ كَلَيْلَتِنا بِحَزْمِ طِحَال وَمن أمثالهم: (ضَيَّعْتَ البِكارَ عَلَى طِحَال) ، يُضْرَبُ مَثَلاً لمن طلب حَاجَة إِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْهِ، وأصل ذَلِك أَن سُوَيْد بن أبي كَاهِل هَجَا بَنِي غُبَرَ فِي رَجَزٍ لَهُ، فَقَالَ: منْ سَرَّهُ النَّيْكُ بِغَيْرِ مالِ فالغُبَرِيّاتُ على طِحَالِ شَوَاغِراً يُلْمِعْن بالقُفَّالِ ثمَّ إِن سُوَيْداً أُسِرَ فَطَلَب إِلَى بني نُمَيْر أَن يُعينوه فِي فَكاكِه فَقَالُوا لَهُ: ضيَّعْتَ البِكارَ على طِحَال. والبِكارُ جمعَ بكْرٍ، وَهُوَ الفَتِيّ من الْإِبِل. أَبُو العبَّاس عَن ابْن الأعرَابي: الطَّحِل: الأسوَدُ، والطَّحِلُ: الماءُ المُطَحْلِبُ. قَالَ: والطَّحِل: الغضبانُ. والطّحِلُ: المُلآنُ: وَأنْشد: مَا إنْ يَرُودُ وَلَا يزَال فِراغُه طَحِلاً ويمْنَعُه من الإعْيَالِ حلط: قَالَ اللَّيْث: حَلَطَ فلانٌ إِذا نزل بِحَال مَهْلَكَةٍ. قَالَ: والاحْتِلاَطُ: الِاجْتِهَاد فِي مَحْكٍ ولَجاجَةٍ. أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الحلْطُ: الغَضَبُ، والحَلْطُ القَسَمُ، والحَلْطُ: الإقامةُ بِالْمَكَانِ. وَقَالَ: الحِلاَطُ: الغضَبُ الشديدُ. وَقَالَ فِي مَوضِع: الحُلُطُ: المُقْسِمُونَ على الشيءِ والحُلُطُ: المُقيمون فِي الْمَكَان، والحُلُطُ: الغُضَابى من النَّاس، والحُلُطُ: الهائِمُون فِي الصَّحَارَى عِشْقاً. أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ: أَحْرَضَ وَأَحْلَطَ اجْتَهدَ، وَمِنْه قيل: احْتَلَطَ فُلانٌ، وَقَالَ: فأَلْقَى التَّهَامِيُّ مِنْهُمَا بِلَطَاتِه وأَحْلَطَ هذَا لَا أَرِيمُ مَكانِيَا قَال أَبُو عُبَيد: أَحْلَطَ: اجْتَهَدَ وحَلَفَ وَقَالَ: لَعلَّ الاحْتِلاطَ مِنْهُ. قُلْتُ: احْتَلَطَ: غَضِبَ، واحْتَلَطَ: اجْتَهد. وَقَالَ ابْن الأعْرَابي فِي قَول ابْن أَحْمَر: وأَحْلَطَ هَذَا أَي أَقَام وَيجوز حَلَفَ. ح ط ن حنط، حطن، طحن، نطح، نحط، طنح: مستعملات طحن: قَالَ اللَّيْث: الطِّحْنُ: الطَّحِين المَطْحُون، والطَّحْنُ: الفِعْلُ، والطَّحَانَةُ: فِعْلُ الطَّحَّان. قَالَ: والطّاحُونةُ والطَّحَّانَةُ: الَّتِي تَدور بِالْمَاءِ، والجميعُ الطّوَاحِين. قَالَ: وكلّ سِنَ من الأضراس طاحِنَة. والطُّحَنَةُ: دُوَيْبَّةٌ كالجُعَلِ والجميع الطُّحَن قلتُ: الطُّحَنُ يَكون فِي الرَّمْل. وَيُقَال لَهُ الحْلَك وَلَا يُشْبِه الْجُعَل. وَقَالَ أَبُو خَيْرَة: الطُّحَنُ هُوَ لَيثُ عِفِرِّينَ مِثْلُ الفُسْتُقَةِ، لَوْنُه لوْنُ التُّرَاب. وَقَالَ غَيْرُه: هُوَ على هَيْئَة العَظايَة. تَشْتَال بذَنبها كَمَا تفعلُ الخَلِفَةُ من الْإِبِل، يَقُول لَهَا الصِّبْيان: اطحَنِي لنا جِرَاباً، فيطحِّنُ

بِنَفسِهِ فِي الأَرْض حَتَّى يغيب فِيهَا. حكى ذَلِك كُله أَبُو حَاتِم عَن الأعْرَاب. ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: إِذا كَانَ الرجلُ نِهَايَة فِي القِصَر فَهُوَ الطُّحَنَةُ. وروى أَبُو نصر عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: الطُّحَنَةُ: دابَّةٌ دون القُنْفُذ تكون فِي الرمل تظّهَرُ أَحْيَاناً وتَدُور كأَنَّها تطحن ثمَّ تَغُوصُ، ويجتمع صِبيان الْأَعْرَاب لَهَا إِذا ظَهرت ويصيحون بهَا اطْحَنِي جِرَاباً أَو جرابَيْن. وَيُقَال: طَحَنَتِ الأفْعَى إِذا دَخَلَتْ فِي الرَّمْلِ ورقَّقَتْه فَوْقهَا وأَخْرَجَتْ عَيْنَيها. وَقَالَ الراجز يصف حَيَّة: حَوَاه حاوٍ طَال مَا اسْتَبَاثَا ذكورَها الطُّحَّنَ والأناثا وَحكى النَّضْرُ عَن الجَعدِي قَالَ: الطاحن هُوَ الراكس من الدَّقُوقَةِ الَّذِي يَقُوم فِي وسط الكُدْسِ) . وَمن أَمْثالهم: (أسْمَعُ جَعْجَعَةً وَلَا أَرى طِحْناً) وَقد مرَّ تَفْسِيره. أَبُو عُبَيد عَن الفَرَّاء قَالَ. إِذا كَانَت الإبِل رِفَاقاً أَو مَعهَا أَهْلُها فَهِيَ الطَّحَّانَةُ والطَّحُونُ، والرَّطّانَةُ والرَّطون. وَقَالَ غَيره: الطّحُون: اسْم للحرب، وَقيل هِيَ الكَتِيبَةُ من كتَائِب الخَيْل إِذا كَانَت ذَات شَوْكةٍ وكثْرَةٍ. نطح: الليثُ: النَّطحُ لِلكباش وَنَحْوهَا، وتنَاطحَتِ الأمواجُ والسُّيول والرِّجال فِي الحَرْب. أَبُو عُبَيْد: نَطَحَ يَنْطَح ويَنْطِحُ، قَالَ: والنَّطِيح: الَّذِي يَسْتَقْبِلُك من الظِّبَاءِ والطُّيورِ وَمَا يُزْجَر، قلت: وَغَيره يُسَمِّيهِ النَّاطِح. وَأما النَّطِيحَةُ فِي سُورة الْمَائِدَة (3) فَهِيَ الشَّاةُ المَنْطوحَةُ تموتُ فَلَا يَحِلُّ أكلُها، وأُدخِلَت الهاءُ فِيهَا لِأَنَّهَا جُعِلت اسْما لَا نَعْتاً. وَقَالَ أَبُو عُبَيدة: من دوائر الخَيْل دَائِرَة اللَّطاةِ، وَهِي الَّتِي وسْطَ الجَبْهة، قَالَ فَإِن كَانَت دائرتانِ قَالُوا: فَرَسٌ نَطِيحٌ، قَالَ: ويُكْرهُ دائرتا النَّطيح. وَيُقَال: انْتَطَحَتِ الكِباشُ وتنَاطَحَت بِمَعْنى وَاحِد، وَقَالَ: اللَّيل داجٍ والكِباشُ تَنْتَطِحْ وَيُقَال: أَصَابهُ ناطِحٌ أَي أمْر شَديدٌ، وكلُّ أَمر شديدٍ ذِي مَشَقَّةٍ ناطحٌ، قَالَ الرَّاعِي: كَئِيبٌ يَرُدُّ اللَّهْفَتَيْن لأُمِّه وَقد مَسَّهُ مِنَّا ومِنْهُنَّ ناطِحُ يصف رجُلاً غيُورا. نحط: قَالَ اللَّيْث: النَّحْطَةُ: داءٌ يُصيبُ الخيْلَ والإبِل فِي صُدورها، فَلَا تكَاد تسلَم مِنْهُ. قَالَ: والنَّحْطُ: شِبْه الزَّفير. يُقَال: نَحَطَ فَهُوَ منْحوط مثل نَحَزَ فَهُوَ منحوز، وَهُوَ سُعال خَشِن قلَّما تسلَم مِنْهُ.

والقَصَّارُ ينْحِطُ إِذا ضَرَبَ بِثَوبِه على الحَجَر ليكونَ أرْوَحَ لَهُ، وَهُوَ النَّحِيطُ، وَقَالَ الشَّاعِر أنْشدهُ الفرَّاء: وتَنْحِطْ حَصَانٌ آخر اللَّيْلِ نَحْطةً تَقَضَّبُ مِنْهَا أَو تَكادُ ضُلوعُها حنط: اللَّيْث: الحِنْطةُ: البُرُّ، والحَنَّاطُ: بَيَّاعُه، والحِنَاطةُ: حِرْفَتُه. قَالَ: والحَنُوط: يُخْلَطُ من الطّيب للْمَيت خاصَّة، وَفِي الحَدِيث أنَّ ثمُودَ لمّا استيقَنُوا بالعَذَاب تكَفَّنوا بالأَنْطَاع وتَحَنَّطُوا بالصَّبِر. قلت: هُوَ الحَنُوط والحِناطِ. وروى ابْن المُبَارَك عَن ابْن جُرَيْجٍ قلتُ لِعَطَاء: أَيُّ الحِنَاطِ أحَبُّ إِلَيْك؟ قَالَ: الكافور، قُلت: فأَين يُجْعل مِنْهُ؟ قَالَ: فِي مرافِغِه، قلت: وَفِي بطْنِه؟ قَالَ نعم، قلت: وَفِي مَرْجِعِ رِجْلَيْه ومأْبِضِه؟ قَالَ: نعم، قلت: وَفِي عَيْنَيْهِ وَأَنْفه وَأُذُنَيْهِ؟ قَالَ: نعم. قلت: أيابساً يُجْعل الكافورُ أم يُبَلُّ بماءٍ؟ قَالَ: لَا بَلْ يَابسا، قلت: أتَكْرَهُ المِسْكَ حِنَاطاً؟ قَالَ: نعم. قلْتُ: وَهَذَا يَدُلّ على أَن كلَّ مَا يُطَيَّب بِهِ الْمَيِّت من ذَرِيرةٍ أَو مِسْكٍ أَو عَنْبَرٍ أَو كافور وَغَيره من قَصَبٍ هِنْدِي أَو صَنْدلٍ مدقوق فَهُوَ كلّه حَنوط وحِناط. قَالَ شمر: الرُّفْغَان: أصْلا الفَخِذَين. قَالَ: وَقَالَ بعض أَعْرَاب بني تَمِيم: الرُّفْغُ من الْمَرْأَة: مَا حَوْل فَرْجها، وَقد رَفَغ الرجل المرأةَ إِذا قَعَد بَين فخذيها، وَفِي الحَدِيث (إِذا الْتقَى الرُّفْغَان فقد وجَبَ الغُسْل) . ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال للبَقْل إِذا بَلَغ أَن يُحْصَدَ حانِطٌ، وَقد حَنَطَ الزَّرعُ وأَحْنَطَ وأَجَزَّ وأشْوى إِذا بلَغ أَن يُحْصَد، قَالَ: وأوَرَس الرَّمْثُ وأحْنَطَ، ومِثْله خَضَبَ العرْفَجُ. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: يُقَال للرِّمث أوّل مَا يتفَطَّر ليخرج ورَقه قد أقْمَل، فَإِذا زَاد قَلِيلا قيل: قد أدْبى، فَإِذا ظَهرت خُضْرَته قيل: بَقَلَ، فَإِذا ابْيَضَّ وأدرَكَ قِيلَ حَنَط. شَمِر: يُقَال: أحْنَطَ فَهُوَ حانِطٌ ومُحْنِطٌ كِلَاهُمَا، وإنَّه لَحَسنُ الحانِطِ، قَالَ: والحانِطُ والوارِسُ وَاحِد، وَأنْشد: تَبَدَّلْن بَعْد الرَّفض فِي حانِط الغَضَى أَبَانَا وغُلاَّناً بِهِ يَنْبُتُ السِّدْرُ وَقَالَ غَيره: رجلٌ حانِطٌ: كثيرُ الحِنْطَةِ، وَإنَّهُ لحانِطُ الصُّرَّةِ أَي عَظيمُها يَعْنونَ صُرَّةَ الدَّرَاهِم. وَيُقَال: حَنَطَ ونَحَطَ إِذا زَفَر، وَقَالَ الزَّفَيَانُ: وانْجَدَل المِسْحَلُ يَكْبُو حانِطا أَرَادَ ناحطاً يَزْفِرُ فَقَلَبَه. وَأهل اليَمن يسمون النَّبْلَ الَّذِي يُرْمَى بِهِ حَنْطاً. وَفِي (نَوَادِر الأعْراب) : فُلانٌ حانِطٌ إليّ ومُسْتَحْنِطٌ إليّ ومُسْتَقْدِمٌ إليّ ونَاتِلٌ إليّ ومُسْتَنْتِلٌ إلَيّ إِذا كَانَ مائلاً عَلَيْهِ مَيْل عَداوة وشحناء. أَخْبَرَني الْمُنْذِرِيّ عَن الطُّوسِيّ عَن الخَزّاز أَن ابْن الأعْرابي أَنشدَه: لَو أَنَّ كابِيةَ بنَ حُرْقُوصٍ بهم نَزَلَتْ قَلُوصِي حِين أَحْنَطَها الدَّمُ أَحْنَطها أَي رَمَّلَها ودَمَّاها وجف عَلَيْهَا.

وَذكرت الْحِنْطىء فِي بَاب الرباعي، وَهُوَ الْقصير، وعَنْزٌ حِنْطِئَةٌ، لِأَن الْهمزَة أَصْلِيَّة. طنح: أهمله اللَّيْث، وَقَالَ ابْن دُرَيْد: أَخْبرنِي عبد الرحمان عَن عَمه الْأَصْمَعِي قَالَ: يُقَال: طَنِحَتِ الإبلُ إِذا سَمِنَت بِالْحَاء، وطَنِخَت بِالْخَاءِ إِذا بَشِمَت، قَالَ: وَغَيره يجعلهما وَاحِدًا. قلتُ: وَلم يُسْمَع طنح بِالْحَاء لغيره. وَأما طنخ فَمَعْنَاه اتّخم وَهُوَ صَحِيح. حطن: أهمله اللَّيْث، والحِطَانُ: التيس، فَإِن كَانَ فِعَّالاً فالنون أَصْلِيَّة من حطن، وَإِن جعلته فعلاناً فَهُوَ من الحَطِّ. ح ط ف طحف، طفح، فطح، حطف: مستعملة. طحف: قَالَ اللَّيْث: الطَّحْفُ: حَبّ يكون بِالْيمن يُطْبَخُ. قلت: هُوَ الطهف بِالْهَاءِ وَلَعَلَّ الْحَاء تبدل من الْهَاء. فطح: قَالَ اللَّيْث: الفَطَح: عِرَضٌ فِي وسط الرَّأْس وَفِي الأَرْنَبةِ حَتَّى تلتزق بِالْوَجْهِ كالثَّوْرِ الأفطَح. وَقَالَ أَبُو النَّجْم يَصِفُ الْهامَةَ: قَبْصاءُ لم تُفْطَح وَلم تُكَتَّل وَيُقَال: فطحتُ الحَدِيدَةَ إِذا عَرَّضْتَها وسَوَّيتَها كمِسْحَاةٍ أَو مِعْزَقٍ أَو غَيْرِه. قَالَ جرير: لِفَطْحِ المسَاحي أَو لجدْلِ الأدَاهم طفح: قَالَ اللَّيْث: طفح النَّهر إِذا امْتَلأ، ورأيته طافحاً: مُمْتَلِئاً، وَيُقَال للَّذي يَشْرَبُ الْخمر حَتَّى يمتلىء سكرا طافِحٌ. قَالَ: والرِّيحُ تُطفح القُطْنَةَ إِذا سطعت بهَا. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: الطُّفَاحَةُ: زَبَدُ القِدْر وَمَا عَلاَ مِنْهَا. وَيُقَال اطَّفَحْتُ طُفَاحَةَ القِدْرِ إِذا أَخَذْتَها، وَأنْشد شمر: أَتَتْكُمُ الجوْفَاءُ جَوْعَى تَطَّفِحْ طُفَاحَةَ الإثْرِ وطَوْراً تَجْتَدِحْ وَقَالَ غَيره: ناقَةٌ طُفَّاحَة القوائم أَي سَرِيعَتُها، وَقَالَ ابْن أَحْمَر: طُفَّاحَةُ الرِّجْلَيْنِ مَيْلَعَةٌ سُرُحُ المِلاَطِ بَعِيدةُ القَدْرِ أَبُو عُبَيد عَن أبي عُبَيْدة: الطَّافِحُ والدِّهَاقُ والمَلآن وَاحِد، قَالَ: والطافح. الممتلىء الْمُرْتَفع، وَمِنْه قيل للسكران طافح أَي أَن الشَّرَاب قد ملأَهُ حَتَّى ارْتَفع، وَيُقَال: إطْفَح عَنِّي أَي إذْهَب عَنِّي. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الطَّافح: الَّذِي يَعْدُو، وَقد طَفَحَ يَطْفَحُ، وَقَالَ المُتَنَخِّل الهُذَلي يَصِفُ المُنْهَزِمِين: كانُوا نعائم حَفَّانٍ مُنَفَّرَةٍ مُغْطَ الحُلُوقِ إِذا مَا أُدْرِكُوا طَفَحْوا أَي ذَهَبُوا فِي الأَرْض يَعْدُون. حطف: الحَنْطَفُ: الضخم الْبَطن وَالنُّون فِيهِ زَائِدَة. ح ط ب حطب، حَبط، بطح: مستعملة. حطب: أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: من أمثالهم فِي الْأَمر يُبرم وَلم يشهده صَاحبه قَوْلهم: (صَفْقَةٌ لم يشهدها حَاطِب) . قَالَ: وَكَانَ أَصله أَن بعض آل حَاطِب بَاعَ بيعَة غُبِن فِيهَا فَقيل ذَلِك.

قَالَ أَبُو عُبَيد: وَقَالَ أَكْثَم بن صَيْفي: المِكْثَارُ كحاطب ليل. قَالَ أَبُو عُبَيد: وَإِنَّمَا شبهه بحاطب اللَّيْل: لِأَنَّهُ رُبمَا نهشته الْحَيَّة، كَذَلِك المِكثارُ رُبمَا أَصَابَهُ فِي إكثاره بعضُ مَا يكره) . قَالَ اللَّيْث: الحَطَب: مَعْرُوف، وَالْفِعْل مِنْهُ حَطَب يَحْطِب حَطْباً وحَطَباً. المُخفَّفُ مصدر، وَإِذا ثُقِّلَ فَهُوَ اسْم. واحْتَطَب احْتِطَاباً، وحَطَبْتُ فُلاَناً إِذا احْتَطَبْتَ لَهُ. وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: وهَلْ أَحْطِبَنَّ القَوْمَ وَهِي عَرِيَّةٌ أُصُولَ أَلاءٍ فِي ثَرًى عَمِدٍ جَعْدِ وَيُقَال للمُخَلِّط فِي كَلَامه أَو أَمْرِه حاطِب ليل، مَعْنَاهُ أَنه لَا يَتَفَقَّد كلامَه كالحاطب بِاللَّيْلِ الَّذِي يحطِبُ كُلَّ رَديء وجَيّد لِأَنَّهُ لَا يُبْصِر مَا يَجْمَع فِي حَبْله. وَقَالَ غَيْرُه: شُبِّه الجانِي على نَفسه بِلِسَانِهِ بحاطب اللَّيْل لِأَنَّهُ إِذا حطب لَيْلاً رُبمَا وقَعتْ يَدُه على أَفْعَى فَنَهَشَتْه، وَكَذَلِكَ الَّذِي لَا يَزُمُّ لِسانَه ويَهْجُو الناسَ ويذُمُّهم رُبَّما كَانَ ذَلِك سَبَباً لِحَتْفه. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: حَطَبَ فُلاَنٌ بفُلاَن إِذا سَعَى بِهِ. وَأما قَول الله تَعَالَى: {لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} (المَسَد: 4) فَإِنَّهُ جَاءَ فِي التَّفْسِير أَنَّهَا أُمّ جَمِيل امرأةُ أبي لَهَب، وكانتْ تمْشي بالنَّمِيمَةِ، وَمن ذَلِك قَوْل الشَّاعِر: من البِيضِ لم تُصْطَدْ على ظَهْرِ لأْمَةٍ ولَمْ تَمْشِ بَيْنَ الحَيِّ بالحَطَبِ الرَّطْبِ أَي بالنميمة، وَقيل إِنَّهَا كَانَت تحمل شَوْك العِضاه فتطرحه فِي طَرِيق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَطَرِيق أَصْحَابه. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: العِنَبُ كل عَام يُقْطَع من أعاليه شَيْءٌ ويُسَمَّى مَا يُقْطَع مِنْهُ الحِطَابُ، يُقَال: قد اسْتَحْطَبَ عِنَبُكم فاحْطِبُوه حَطْباً أَي اقْطَعوا حَطَبَه. وَيُقَال للَّذي يَحْتَطِب الحَطَبَ فيبِيعُه حَطَّاب، وَيُقَال: جاءَتِ الحَطَّابة. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: سَمِعتُ بعضَهم يَقُول: احْتَطَبَ عَلَيْهِ فِي الْأَمر واحْتَقَبَ بِمَعْنى وَاحِد. حَبط: قَالَ اللَّيْث: الحَبَطُ: وَجَعٌ يَأْخُذ البَعِيرَ فِي بَطْنِه من كلأ يَسْتَوْبِلُه، يُقَال: حَبِطَت الإبلُ تَحْبَط حَبَطاً، قَالَ: وَإِذا عَمِل الرجلُ عملا ثمَّ أفْسدهُ قيل: حَبِطَ عَمَلُه، وأَحْبَطه صاحِبُه، وأَحْبطَ الله أعْمَالَ مَنْ يُشْرِك بِهِ. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: حَبَطَ عَمَلُه يَحْبُط حَبْطاً وحُبُوطاً بِسُكُون الْبَاء، وحَبِطَ بطنُه إِذا انْتَفَخَ يَحْبَطُ حَبَطاً فَهُوَ حَبِطٌ، وَرَأَيْت بِخَط الأقْرَع فِي كتاب ابْن هانىء: حَبَطَ عَمَلُه يَحْبُط حُبُوطاً وحَبْطاً وَهُوَ أصَحّ. وأمَّا قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (وإنَّ مِمَّا يُنبِتُ الرّبيع مَا يقتل حَبَطاً أَو يُلِمّ) فَإِن أَبَا عُبَيد فَسَّرَ الحَبَط، وَترك من تَفْسِير هَذَا الحَدِيث أَشْيَاء لَا يَسْتَغْنِي أهل الْعلم عَن مَعْرفَتهَا، فذكرتُ الحديثَ على وَجهه لأفَسِّر مِنْهُ كلَّ مَا يُحتَاج إِلَيْهِ من تَفْسِيره. حَدّثنا عبد الله بن مُحَمَّد بن هاجَك قَالَ:

حَدثنَا عَليّ بن حُجْر، قَالَ: حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم عَن هِشَام عَن يحيى بن أبي كثير عَن هِلَال بن أبي مَيْمُونةَ عَن عَطاءِ بن يَسَار عَن أبي سَعِيد الخُدْرِي أَنه قَالَ: جلس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على المِنْبَر وجَلَسْنا حَوْلَه فَقَالَ: (إِنِّي أَخَاف عَلَيْكُم بعدِي مَا يُفْتَح عَلَيْكُم من زهرَة الدُّنْيَا وَزينتهَا) . قَالَ: فَقَالَ رجُلٌ: أَو يَأْتي الخَيْرُ بالشرِّ يَا رَسُول الله؟ قَالَ: فَسكت عَنهُ رَسُول الله وَرَأَيْنا أَنّه يُنْزَلُ عَلَيْهِ فأَفَاقَ يمْسَح عَنهُ الرُّحَضاء، وَقَالَ: أَيْنَ هَذَا السَّائِل وكأنّه حَمِده فَقَالَ: إِنَّه لَا يأْتي الْخَيْرُ بالشَّرِّ وَإِن مِمَّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ مَا يَقتُل حَبطاً أَو يُلِمّ إِلَّا آكِلةَ الْخَضِر، فَإِنَّهَا أكلت حَتَّى إِذا امْتَلَأت خاصِرَتاها اسْتقْبلت عَيْنَ الشَّمْس فَثَلَطَتْ وبالَتْ ثمَّ رَتَعَتْ، وإنَّ هَذَا المَال خَضِرَةٌ حُلْوَة، ونِعْمَ صاحِبُ المُسْلِم هُوَ لمن أعْطى الْمِسْكِين واليَتِيم وابنَ السَّبِيل أَو كَمَا قَالَ رَسُول الله: (وإنّه مَنْ يأْخُذْه بِغَيْر حَقِّه فَهُوَ كالآكل الَّذِي لَا يَشبَع وَيكون عَلَيْهِ شَهِيدا يَوْم الْقِيَامَة. قلت: وَإِنَّمَا تَقَصَّيْتُ رِواية هَذَا الْخَبَر لِأَنَّهُ إِذا بُتِر اسْتَغْلَقَ مَعْنَاهُ، وَفِيه مَثَلان: ضَرَبَ أحدَهما للمُفْرِط فِي جمع الدُّنْيَا ومَنْع مَا جَمَع من حَقّه، والمثل الآخر ضربه للمُقْتَصِد فِي جمع المَال وبذله فِي حَقّه. وَأما قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (وإنّ مِمَّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ مَا يَقْتُل حَبَطاً فَهُوَ مَثَلُ الحرِيص المُفْرِط فِي الْجمع والمَنْع وَذَلِكَ أَن الرَّبيع يُنبِت أَحْرارَ العُشْب الَّتِي تحْلَوْلِيها الماشِيَة فَتَسْتَكْثِر مِنْهَا حَتَّى تَنْتَفِخَ بطونها وتَهْلِكُ، كَذَلِك الَّذِي يجمع الدُّنْيَا ويحرص عَلَيْهَا ويَشحُّ على مَا جَمَعَ حَتَّى يمنَع ذَا الحقِّ حَقّه مِنْهَا، يَهلِكُ فِي الْآخِرَة بِدُخُول النَّار واستِيجابِ الْعَذَاب) . وأمَّا مَثَلُ المُقْتَصِد الْمَحْمُود، فَقَوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِلَّا آكِلَة الخَضِر فَإِنَّهَا أكلَتْ حَتَّى إِذا امْتَلَأت خواصِرُها استَقْبَلَتْ عينَ الشَّمْس فَثَلَطَتْ وبالَتْ ثمَّ رتَعَت، وَذَلِكَ أَن الخَضِر لَيْسَ من أَحْرار الْبُقُول الَّتِي تستكثر مِنْهَا الْمَاشِيَة فتُهْلكُه أكْلاً وَلكنه من الجَنْبَة الَّتِي ترْعاها بَعدَ هَيْج العُشبِ ويُبْسِه. وأكثرُ مَا رَأَيْت الْعَرَب يَجعَلون الخضِرَ مَا اخضَرَّ من الحَلِيّ الَّذِي لم يَصْفَرّ، والماشِيَةُ ترتَع مِنْهُ شَيئاً شَيئاً وَلَا تستكثر مِنْهُ فَلَا تحبَطُ بطونُها عَنهُ، وَقد ذكره طرفَةُ فَبيَّن أَنه من نَبَات الصَّيف فِي قَوْله: كنَباتِ المخْزِ يمأَدْنَ إِذا أنَبتَ الصَّيفُ عَسَالِيجَ الخَضِر فالخَضِر من كلأ الصَّيف، وَلَيْسَ من أَحْرَار بقول الرّبيع، والنَّعَم لَا تَسْتَوْبله وَلَا تحبَط بُوطنها عَنهُ، وأمَّا الخُضارَة فَهِيَ من الْبُقُول الشتوية وَلَيْسَت من الْجَنبة فَضرب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم آكِلَة الخَضِر مثلا لمن يَقْتَصِد فِي أَخذ الدُّنْيَا وَجَمعهَا وَلَا يسرف فِي قَمّها والحِرْص عَلَيْها وَأَنه ينجو من وَبَالِها كَمَا نَجَت آكِلَة الخَضِر، أَلا تَرَاه قَالَ: فَإِنَّهَا إِذا أَصَابَت من الخِضِر اسْتقْبلت عَيْنَ الشَّمْس فَثَلَطَت وبالت، وَإِذا ثَلَطَت فقد ذهب حَبَطُها، وَإِنَّمَا تَحْبَطُ الماشِيَةُ إِذا لم تَثْلِط ولَمْ تَبُلْ وأْتُطِمَت عَلَيْهَا بطونها. وَأما قَوْله ج: (إِن هَذَا

المَالَ خَضِرَةٌ حُلوْة) فالخَضِرَةُ هَاهُنَا الناعمة الغَضَّةُ، وحَثَّ على إِعْطَاء الْمِسْكِين واليتيم مِنْهُ مَعَ حَلاَوَتِه ورغبته ورغبة النَّاس فِيهِ لِيَقِيَه الله وَبالَ نَعْمتها فِي دُنْيَاهُ وآخرته. وَقَالَ اللَّيْث: الحَبِطَاتُ: حَيٌّ من تَمِيم، مِنْهُم المِسْوَر بن عَبّادٍ الحَبَطِيّ. قَالَ أَبُو عُبَيد: إِنَّمَا سُمُّوا الحَبطات: لِأَن أحدهم الحارثَ بن مَازِن بن عَمْرو بن تَمِيم الحَبِط كَانَ فِي سفر فأَصابه مِثْلُ الحَبَط الَّذِي يُصِيبُ المَاشِيَة فَنُسِبُوا إِلَيْهِ، وَقيل: فُلاَنٌ الحَبَطيّ، قَالَ وَإِذا نَسَبُوا إِلَى الحَبِط قَالُوا حَبَطِيٌّ، وَإِلَى سَلِمَة قَالُوا سَلَمِيّ، وَإِلَى شَقِرَة قَالُوا شَقَرِيّ، وَذَلِكَ أَنهم كَرهُوا كَثْرةَ الكسرات فَفَتَحُوا. قلت: وَلَا أرى حَبْطَ العَمَلَ وبُطْلاَنَه مأخوذاً إِلَّا من حبَط البَطْن: لِأَن صَاحب الحَبط يَهْلِك وَكَذَلِكَ عَمَل المُنافق والمُشْرِك يَحْبط غير أنَّهم سكنوا الْبَاء من قَوْلهم: حَبِطَ عملُه يَحْبَطَ حَبْطاً وحركوها من حَبِط بَطْنَه يَحْبَط حَبَطاً، كَذَلِك أُثْبِتَ لنا عَن ابْن السِّكِّيت وغَيْرِه. وَيُقَال: حَبِطَ دَمُ الْقَتِيل يَحْبَطُ حَبْطاً إِذا هُدِرَ، وحَبِط مَاءُ الْبِئْر حَبْطاً إِذا ذَهَب. وَأَخْبرنِي أَبُو بكر بن عُثْمَان عَن أبي حَاتِم عَن أبي زيد أَنه حكى عَن أَعْرَابي قَرَأَ: (فَقَدْ حَبَطَ عَمَلُه) بِفَتْح الْبَاء، وَقَالَ: يَحْبُط حُبُوطاً. قلت: وَلم أسمع هَذَا لغيره، والقِرَاءةُ: {فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ} (الْمَائِدَة: 5) . وَيُقَال: فَرَسٌ حَبِطُ القُصَيْرَى إِذا كَانَ مُنْتَفِخَ الخَاصِرَتَيْن، وَمِنْه قَول الجَعْدي: فَلِيقُ النَّسَا حَبِطُ المَوْقِفَيْ ن يَسْتَنُّ كالصَّدَعِ الأشْعَبِ وَلَا يَقُولُونَ حَبِط للْفرس حَتَّى يُضِيفُوه إِلَى القُصَيْرى أَو إِلَى الخاصرة أَو إِلَى الْموقف، لأنَّ حَبَطَه انْتِفاخُ خَوَاصِرِه. (بطح) : قَالَ اللَّيْث: البَطْحُ من قَوْلك: بَطَحَه على وَجهه فانْبَطَح، قَالَ والبَطْحاءُ: مَسِيلٌ فِيهِ دُقَاقُ الحَصَى، فَإِذا اتَّسَع وعَرُض فَهُوَ أَبْطَحُ، وبَطْحَاءُ مَكَّة وأَبْطَحُها. قَالَ: ومِنًى من الأبْطِح. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: قُرَيْش البِطَاح هم الَّذين ينزلون الشِّعْبَ بَين أَخْشَبَيْ مكّة، وقُريش الظَّوَاهِر: الَّذين ينزلون خَارِجَ الشِّعْبِ، وأكرمهما قُرَيْش البِطَاح. وتَبَطَّح فلانٌ إِذا اسْبَطَرَّ على وَجهه مُمْتداً على وَجه الأَرْض، وَمِنْه قَول الراجز: إِذا تَبَطَّحْنَ عَلَى المَحَامِلِ تَبَطُّحَ البَطِّ بِجَنْبِ الساحِلِ وَفِي (النَّوَادِر) : البُطاحُ: مرض يَأْخُذ من الحُمَّى. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: البُطَاحِيُّ مَأْخُوذ من البُطَاح، وَهُوَ الْمَرَض الشَّديد. وبُطَاح: منزل لبني يَرْبُوع وَقد ذكره لبيد

فَقَالَ: تَرَبَّعَتِ الأشْرَافَ ثُمَّ تَصَيَّفَت حِسَاءَ البُطَاحِ وانْتَجَعْنَ السَّلاَئلاَ والبَطِيحَةُ مَا بَيْنَ واسِط والبَصْرَة: ماءٌ مُسْتَنْقِعٌ لَا يُرى طرفاه من سعته، وَهُوَ مَغِيضُ مَاء دِجْلَة والفرات، وَكَذَلِكَ مَغَايض مَا بَيْنَ الْبَصْرَة والأهْوَاز، والطَّفُّ: ساحِلُ البَطِيحَة وَهِي البَطَائح. وتَبَطَّحَ السَّيلُ إِذا سَالَ سَيْلاً عريضاً، وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: وَلَا زَالَ من نَوْءِ السِّمَاكِ عَلَيْكُما ونوءِ الثُّريَّا وَابِلٌ مُتَبَطِّح وَقَالَ أَبُو سعيد: يُقَال: هُوَ بَطْحَةُ رَجُل مثل قَوْلك: قامةُ رَجُل. وَقَالَ النَّضر: الأبْطَحُ: بَطْنُ المَيْثَاء والتَّلْعة والوادي وَهُوَ البَطْحَاء، وَهُوَ التُّرَاب السهل فِي بطونها مِمَّا قد جَرَّتْه السُّيُول، يُقَالُ: أَتَيْنَا أَبْطَحَ الوَادِي فَنِمْنَا عَلَيْه، وبَطْحَاؤُه مِثْلُه، وَهُوَ تُرَابُه وحَصَاهُ السهل اللَّيِّنُ، والجميع الأبَاطِحُ لَا تنْبت شَيْئا إِنَّمَا هِيَ بَطْن المَسيل، وَيُقَال: قد انْبَطَح الْوَادي بِهَذَا الْمَكَان أَي اسْتَوْسَع فِيهِ. أَبُو عَمْرو: البَطِحُ: رمل فِي بطحاء وسُمِّي المكانُ أَبْطَح: لِأَن المَاء يَنْبَطِح فِيهِ أَي يَذهبَ يَميناً وَشمَالًا، والبَطِحُ بِمَعْنى الأَبْطَح. وَقَالَ لبيد: يَزَعُ الهَيَام عَن الثَّرَى ويَمُدُّه بَطِحٌ يُهايِلُه عَلَى الكُثْبَانِ حَدَّثَنا أبُو يَزِيد عَن عبد الجَبّار عَن سُفْيَان عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه قَالَ: كَانَ عُمَرُ أولَ مَنْ بَطَحَ المَسْجِدَ، وَقَالَ: ابْطَحُوه من الْوَادي المُبَارك، وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَائِما بالعَقِيقِ فَقيل لَهُ: إنَّكَ بالوادي المُبَارَك. قَوْله: بَطَحَ الْمَسْجِد أَي ألْقَى فِيهِ الحَصَى وَوَثَّرَه بِهِ. قَالَ ابْن شُمَيْل: بَطْحَاءُ الْوَادي وأَبَطَحُه: حَصَاهُ السَّهْلُ اللَّيِّنُ فِي بَطْن المَسِيل. ح ط م حطم، حمط، طمح، طحم، مطح، محط: مستعملات. حطم: قَالَ: اللَّيْث: الحَطْمُ: كَسْرُك الشيءَ اليَابِسَ كالعَظْم وَنَحْوه، حَطَمْتُه فانْحَطَم، والحُطام: مَا تكَسَّر من ذَلِك، وقِشْرُ البَيْض إذَا تكَسَّر حُطَامه. وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ: كأنَّ حُطَامَ قَيْضِ الصَّيْفِ فِيهِ فَرَاشُ صَمِيم أقحَافِ الشُّؤُون والحَطْمَةُ: السّنَةُ الشَّدِيدةُ، وحَطْمةُ الأسَدِ: عَيْثُه وفَرْسُه لِلْمَالِ. وحِجْرُ مَكَّة يُقَال لَهُ: الحَطيم مِمَّا يَلِي المِيزَاب. أَبُو دَاوُد عَن النَّضر: الحَطِيمُ: الَّذِي فِيهِ المِيْزَاب، وَإِنَّمَا سُمِّي حَطيماً لِأَن البَيْت رُفِعَ وتُرِك ذَاكَ مَحْطُوماً. أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الحرّاني عَن ابْن السّكيت: يُقَال: رجل حُطَمَة إِذا كَانَ كَثِيرَ الأَكْلِ. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال للنار الشَّدِيدَة: حُطَمة. وحَطَمَ فُلاَناً أهلُه إِذا كَبِرَ فيهم كَأَنَّهُمْ صَيَّرُوه شَيْخاً محْطُوماً بُطُولِ الصّحْبَة.

وَقَالَت عائِشَةُ فِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَعْدَمَا حَطَمْتُمُوه. وَيُقَال للجَوَارس حَاطُوم وهَاضوم وحُطَامُ الدُّنْيَا: عَرَضُها وأَثَرُها وزِينَتُها. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {أَخْلَدَهُ كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِى الْحُطَمَةِ} (الهُمَزة: 4) ، الحُطَمَةُ: اسْمٌ من أَسْمَاء النَّار. وَيُقَال: شَرُّ الرِّعَاءِ الحُطَمَةُ، وَهُوَ الرَّاعِي الَّذِي لَا يُمكن رَعِيَّتُه من المَرَاتَع الخَصِيبَة ويقبضها وَلَا يَدَعُها تَنْتشر فِي المَرْعَى. وَيُقَال: راعٍ حُطَمٌ بِغَيْر هَاء إِذا كَانَ عنيفاً كَأَنَّهُ يَحْطِمها أَي يكسرها إِذا سَاقهَا أَو أَسَامَها لعُنفه بهَا، وَمِنْه قَول الراجز: قَدْ حَشَّها اللَّيْلُ بِسَوَّاقٍ حُطَم وَيُقَال: فلانٌ قد حَطَمَتْه السِّنُّ إِذا أَسَنَّ وضَعُفَ. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال للعَكَرَةِ من الإبلِ حُطَمَة لحَطْمِها الْكلأ وَكَذَلِكَ الغَنَم إِذا كَثُرت. وحُطامُ الدُّنْيَا: كُلُّ مَا فِيهَا من مَالٍ يَفْنَى وَلَا يَبْقَى. وَيُقَال للهاضوم حَاطُوم. وفَرَسٌ حَطِمٌ إِذا هُزِل أَو أسَنَّ فَضَعُفَ. الْأَصْمَعِي: إِذا تكسر يَبِيسُ البَقْلِ فَهُوَ حُطَام. شمر: الحُطَمِيَّةُ من الدُّرُوعِ: الثَّقِيلَةُ العَرِيضَةُ. وَقَالَ بَعضهم: هِيَ الَّتِي تَكْسِر السُّيُوفَ وَكَانَ لعَلي رَضِي الله عَنهُ دِرْعٌ يُقَال لَهَا: الحُطَمِيَّةُ. حمط: قَالَ ابْن دُرَيْد: حمطْتُ الشيءَ حَمْطاً إِذا قَشَرْته. وَقَالَ اللَّيْث: الحَمَطِيط: نَبْتٌ وَجمعه الحَمَاطِيطُ. قلت: ولَمْ أسمع الحَمَط بِمَعْنى القَشْر لغير ابْن دُرَيْد، وَلَا الحَمَطِيطُ فِي بَاب النَّبَات لغير اللَّيْث. وقرأْتُ بِخَط شمر ليونس أَنه قَالَ: يُقَال: إِذا ضَرَبْتَ فأَوْجِع وَلَا تُحْمِّط، فَإِن التحميط لَيْسَ بِشَيْء. يَقُول بَالغ. قَالَ: والتحميط: أَن يُضْرَب الرَّجلُ فَيَقُول: مَا أوجعني ضَرْبُه أَي لم يُبَالِغ. وَأما قَول المُتَلَمِّس فِي تشبيهه وشْيَ الحُلَلِ بالحَمَاطِيط: كأنّما لَوْنُها والصُّبْح مُنْقَشِعٌ قَبْلَ الغَزَالَةِ أَلْوَانُ الحَمَاطِيط فَإِن أَبَا سعيد قَالَ: الحَماطِيط جمع حَمَطيطٍ: وَهِي دودة تكون فِي البَقْل أيَّام الرّبيع مُفَصَّلَةٌ بحمرة، يُشَبَّه بهَا تفصِيلُ البَنَان بالحِنّاء. شبّه المتلمس وشْي الْحُلَلِ بأَلْوَان الحَماطيط. أَبُو عُبَيْد عَن الْأَصْمَعِي: قَالَ: الحَمَاطَةُ: حُرْقَةٌ يجدهَا الرجل فِي حلْقِه. قَالَ أَبُو عُبَيد: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: إِذا يَبِسَ الأَفَانَى فَهُوَ الحَمَاطُ. قُلْتُ: الحَمَاطَةُ عِنْد العَرَب هِيَ الحَلَمَةُ وَهِي من الجَنْبَةِ، وَأما الأفَانَى فهُوَ من العُشْبِ الَّذِي يَتَنَاثر. وَقَالَ شمر: الحَمَاطُ: من ثَمَر اليَمَنِ مَعْرُوف عِنْدهم يُؤْكَلُ. قلت: وَهُوَ يشبه

التِّين. قلت: وَقيل: إِنَّه مِثْلُ فِرْسِكِ الخَوْخِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: العَرَبُ تَقول لجِنْس من الحَيَّات. شيطانُ الحَمَاط. وَأنْشد الفرّاء: عَنْجَرِدٌ تَحْلِفُ حِينَ أَحْلِفُ. كمِثْل شَيْطَان الحَمَاطِ أَعْرَفُ العَنْجَرِدُ: المرأةُ السَّلِيطَةُ. وَقيل: الحَماطُ بلغَة هُذَيل: شجَرٌ عِظامٌ تنْبت فِي بِلَادهمْ تأْلَفُها الحيَّاتُ. وَأنْشد بَعضهم: كأَمْثَال العِصِيِّ من الحَمَاطِ وحَمَاط: مَوضِع ذكره ذُو الرُّمَّة فِي شِعْره: فَلَمَّا لَحِقْنَا بالحُمُول وَقد عَلَتْ حَمَاطَ وَحِرْبَاءُ الضُّحَى مُتَشَاوِسُ وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: أصبت حَماطَةَ قلبه، كَقَوْلِك: أَصبت حَبَّةَ قلبه وأَسْوَد قلبه، وَأنْشد الْأَصْمَعِي: ليْتَ الغُرابَ رَمَى حَمَاطَة قَلْبه عَمْرٌ وبأَسْهُمِه الَّتِي لم تُلْغَبِ ثَعْلَب: عَن ابْن الأعرَابي أَنه ذكر عَن كَعْب أَنه قَالَ: أَسمَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْكتب السالفة: مُحَمَّد، وَأحمد، والمُتَوَكِّل والمُخْتار، وحِمْيَاطا، وَمَعْنَاهُ حَامِي الحُرَم، وفارِقْلِيطا أَي يَفْرُق بَين الْحق وَالْبَاطِل. طحم: قَالَ اللَّيْث: طَحَمَةُ السَّيْلِ: دُفَّاعُ مُعْظَمه. وطَحَمَةُ الفِتْنَةِ: جَوْلَةُ النَّاس عِنْدهَا. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: أَتَتْنا طُحْمَةٌ من النَّاس وطَحْمَةٌ وَكَذَلِكَ طَحْمَةُ السيْلِ وطُحْمَتُه بِفَتْح الطَّاء وَضمّهَا، وهم أَكثر من القَادِيَة، والقادِيَة: أوَّلُ من يطْرَأُ عَلَيْك. والطَّحْمَاء: نبت مَعْرُوف. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الطَّحُوم والطَّحُورُ: الدَّفُوعُ. وقَوْسٌ طَحُورٌ وطَحُومٌ بِمَعْنى وَاحِد. محط: قَالَ اللَّيثُ: المَحْطُ كَمَا يَمْحَطُ البازِي ريشَه أَي يَدْهُنه. يُقَال: اَمتحَط الْبَازِي. وَيُقَال: مَحَّطَتُ الوَتَرَ وَهُوَ أَنْ يُمِرَّ الأصابعَ لتُصْلِحَه، وَكَذَلِكَ تَمْحِيطُ العَقَب تَخْلِيصُه. وَقَالَ النَّضْرُ المُمَاحَطَةُ: شِدَّةُ سِنان الْجمل الناقَةَ إِذا اسْتَناخَها ليضْرِبها، يُقَال: سانَّها وَمَا حَطَها مِحَاطاً شَدِيداً حَتَّى ضَرَب بهَا الأَرْض. وامْتَحطَ سيْفَه من غِمْدِه وامْتَخَطه إِذا اسْتَلَّهُ من جَفْنِه. طمح: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: طَمَحَ فلَان ببصره إِذا رَمَى بِهِ إِلَى الشَّيْء، وَفرس طامحُ الْبَصَر، وَقَالَ أَبُو دُوادٍ: طَوِيلٌ طامح الطَّرْف إِلَى مِقْرَعَةِ الكَلْبِ وَيُقَال للْفرس إِذا رفع يَدَيْهِ قد طمّح تَطْمِيحاً. قَالَ أَبُو عَمْرو: الطَّامِحُ من النِّسَاء: الَّتِي تُبْغِضُ زَوجهَا وَتنظر إِلَى غَيره. وَأنْشد:

أبواب الحاء والدال

بَغَى الوُدَّ من مطْروفَةِ العَيْن طامح وطَمَحَت بِعَينهَا إِذا رمت ببصرها إِلَى الرجل، وَإِذا رفعت بصرها يُقَال: طَمَحَت، وطمحَ بِهِ: ذَهَب بِهِ، قَالَ ابنُ مُقْبِل: قُوَيْرَحُ أَعْوَامٍ رَفيعٌ قَذالُه يَظَلُّ بِبَزِّ الكَهْلِ والكَهْلُ يَطْمَح يطمح: يجْرِي وَيذْهب بالكَهْلِ وبَزِّه. وامرأَة طَمَّاحَة: تُكثِرُ نظرَها يَميناً وَشمَالًا إِلَى غير زوْجها. وَقَالَ: طَمَحَاتُ الدَّهْرِ: شدائِدُه، وَرُبمَا خفّف، قَالَ الشَّاعِر: باتَتْ هُمُومِي فِي الصَّدْرِ تَحْضَؤُها طَمْحَاتُ دهرٍ مَا كُنْتُ أَدْرَؤُها قَالَ: مَا هَاهُنَا صلَة. وَإِذا رَمَيْتَ بِشَيْء فِي الْهَوَاء قلتَ: طَمَّحْتُ بِهِ تطميحاً. والطَّمّاحُ: من أَسمَاء الْعَرَب. مطح: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: المَطْحُ: الضربُ بِالْيَدِ، قَالَ: ومَطَحَ الرجلُ جَارِيَته إِذا نَكَحَهَا. قلت: أما الضَّرْب بِالْيَدِ مَبْسُوطة فَهُوَ البَطْحُ، وَلَا أَعْرِفُ المطجَ بِالْمِيم إِلَّا أَن تكون الباءُ أبدلت ميماً. (أَبْوَاب الْحَاء وَالدَّال) ح د ت ح د ظ ح د ذ أهملت وجوهها: إِلَّا حرفا وَاحِدًا وَهُوَ: حتد. حتد: أهمله اللَّيْث: وَهُوَ مْسْتَعْمل. وروى أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: عَيْن حُتُد: لَا يَنقطع ماؤُها. قلت: لم يُرِدْ عَيْنَ المَاء، وَلكنه أَرَادَ عَيْنَ الرَّأْس. وروى أَبُو العَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي. قَالَ: الحُتُد: العيُونُ المُنْسَلقة وَاحِدهَا حَتَدٌ وحَتُودٌ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المَحْتِدُ والمحْفِدُ والمحْقِدُ والمَحْكِدُ: الأصْلُ، يُقَال: إِنَّه لكَرِيمُ المَحْتِد. وَقَالَ الْأَصْمَعِي فِي قَول الرَّاعي: حَتَّى أُنِيخَتْ لَدَى خَيْرِ الأنَام مَعًا من آل حَرْبٍ نَمَاهُ مَنْصِبٌ حَتِد قَالَ: الحَتِدُ: الخالِصُ الأَصْل من كل شَيْء، وَقد حَتِد يَحْتَد حَتَداً فَهُوَ حَتِد، وحَتَّدْتُه تَحْتِيداً أَي اخْتَرْتُه لخُلُوصِهِ وفَضْلِه. ح د ث اسْتعْمل من وجوهه: (حدث) . حدث: قَالَ: الحَدَث من أَحْدَاث الدَّهْر: شِبْهُ النَّازِلَة. قَالَ: والحَدِيثُ: مَا يُحدِّثُ بِهِ المُحَدِّثُ تحديثاً. ورجُلٌ حِدْثٌ أَي كثير الحدِيث. والأحاديثُ فِي الْفِقْه وَغَيره مَعْرُوفَة، قلت: وَاحِدَة الْأَحَادِيث أُحْدُوثة. وَقَالَ اللَّيْث: شابٌّ حَدَثٌ: فَتِيُّ السِّنِّ. والحَدِيثُ: الجديدُ من الْأَشْيَاء. وَيُقَال: صَار فلانٌ أُحْدُوثَةً أَي أَكْثرُوا فِيهِ الْأَحَادِيث.

باب الحاء والدال مع الراء

والحَدَثُ: الإبْدَاءُ. وَقَالَ اللحياني: رجل حَدَثٌ وحِدْث إِذا كَانَ حسَنَ الحَدِيث. شمِر عَن ابْن الْأَعرَابِي: رجل حَدِثٌ وحِدْثٌ وحِدِّيثٌ ومُحدِّثٌ بِمَعْنى وَاحِد. ثَعْلَب عَن الْأَعرَابِي: الحَدَثَانُ: الفأْسُ وَجمعه حِدْثان. وَأنْشد: وجَوْنٌ تَزْلَقُ الحَدَثانُ فِيهِ إِذا أُجَراؤُه نَحَطُوا أَجابَا قَالَ: أَرَادَ بجَوْنٍ جَبَلاً، وَقَوله: أَجابا يَعْنِي صَدَى الجَبل تسمعه. وَقَالَ غَيره: حَدَثانُ الدهرِ: حَوادِثُه وَرُبمَا أَنَّثَتِ العربُ الحَدثان يذهبون بِهِ إِلَى الْحَوَادِث، وَأنْشد الْفراء: أَلاَ هَلَكَ الشِّهابُ المستنيرُ ومِدْرَهُنا الكَمِيُّ إِذا نُغِيرُ وحَمَّالُ المِئينِ إِذا أَلَمَّتْ بِنَا الحَدَثانُ والإنِفُ النَّصُورُ وَقَالَ الْفراء: يَقُولُونَ: أَهْلَكَنا الحدَثان، وأمّا حِدْثانُ الشبابِ فبكسرِ الحاءِ وَسُكُون الدَّال. قَالَ أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ: يُقَال: أَتيْتُه فِي رُبَّى شبابِه ورُبَّان شَبابِه وحُدْثَي شبابِه وَحَدِيث شَبابِه وحِدْثانِ شبابِه بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ غَيره: يُقَال: هَؤُلَاءِ قومٌ حُدْثانٌ جمعُ حَدَث، وَهُوَ الفَتِيُّ السنّ. والعرَب تَقول: أَخَذَني مَا قَدُمَ وَمَا حَدُث بِضَم الدَّال من حَدُث، أتبعوه قَدُم، والأصلُ فِيهِ حدَث، قَالَ ذَلِك الأصمعيُّ وغيرُه. وَيُقَال: أَحْدَث الرجلُ إِذا صَلَّع أَو فَصَّع أَو خَصَف، أيَّ ذَلِك فعل فَهُوَ مُحْدِث. وأَحْدثَ الرجلُ وأحدثَتِ المرأةُ إِذا زَنَيا، يُكنَى بالإحداثِ عَن الزِّنى. ومُحْدَثاتُ الْأُمُور: مَا ابتدعَه أهلُ الْأَهْوَاء من الْأَشْيَاء الَّتِي كَانَ السلفُ الصَّالح على غَيرهَا. وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (كلُّ مُحدَثِ بِدْعة، وكلُّ بدعةٍ ضَلَالَة) . وَيُقَال: فلانٌ حِدْثُ نِساءٍ كَقَوْلِك: تِبْعُ نسَاء وزِيرُ نسَاء. وَيُقَال: أَحدثَ الرجلُ سيْفَه، وحادثَه إِذا جَلاَه. ورُوِيَ عَن الحَسَنِ أَنه قَالَ: (حادِثوا هَذِه الْقُلُوب فَإِنَّهَا سريعةُ الدُّثور) مَعْنَاهُ اجلوها بالمواعظ وشوِّفوها حَتَّى تَنْفُوا عَنْهَا الطَّبَع والصَّدأَ الَّذِي تَرَاكبَ عَلَيْهَا من الذُّنُوب وَقَالَ لبيد: كنَصْلِ السَّيْف حُودِثَ بالصِّقَال (بَاب الْحَاء وَالدَّال مَعَ الرَّاء) (ح د ر) حدر، حرد، دحر، درح، ردح: مستعملات. دحر: قَالَ اللَّيْث: الدَّحْرُ: تَبْعِيدُك الشيءَ عَن الشَّيْء، يُقَال: اللَّهم ادْحَرْ عَنَّا الشيْطان أَي اطرده ونَحِّه. وَقَالَ الله: {قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا} (الْأَعْرَاف: 18) قَالُوا: مَطروداً.

وَقَالَ الفرَّاء فِي قَول الله جلَّ وعزَّ: {الْمَلإِ الاَْعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ} (الصافات: 8، 9) قَرَأَ الناسُ بِضَم الدَّال ونَصْبها، فَمن ضَمّها جعَلَه مصدرا كَقَوْلِك: دَحَرْتُه دُحوراً، قَالَ: والدَّحْرُ: الدفْعُ، وَمن فتَحَها جعلهَا اسْما، كَأَنَّهُ قَالَ: يُقْذفون بداحر وَبِمَا يَدْحَرُ. قَالَ الفرَّاء: ولستُ أَشْتَهي الْفَتْح لِأَنَّهُ لَو وُجِّه على ذَلِك على صِحَة لَكَانَ فِيهَا الْبَاء كَمَا تَقول: يُقْذَفون بالحِجارة، وَلَا يُقَال: يُقْذفون الحِجارَة، وَهُوَ جَائِز. وَقَالَ الزجّاج: معنى قَوْله دُحوراً أَي يُدْحَرون أَي يُباعَدون. حدر: اللَّيْث: الحَدْرُ من كلِّ شيءٍ: تَحَدُّرُه من عُلُوَ إِلَى سُفْلٍ، والمُطاوَعَةُ مِنْهُ الانحدار، تَقول: حَدَرْتُ السفينةَ فِي الماءِ حُدوراً، وحَدَرَتْ عَيْنِي الدَّمعَ فانحدر الدمعُ وتحَدَّرَ، وحَدَرْت القِراءَة حَدْراً. والحَدور: اسْم مقدارِ المَاء فِي انحدار صَبَبه وَكَذَلِكَ الحَدور فِي سَفْح الْجَبَل وكل مَوضِع منحدر، وَيُقَال: وقَعْنا فِي حَدورٍ مُنكرَة، وَهِي الهَبوط، قلت: وَيُقَال لَهُ الحُدَراء بِوَزْن الصُّعداء. وَقَالَ اللَّيْث: الحادر: الممتلىء لَحْمًا وشَحْماً مَعَ تَرَارَة، وَالْفِعْل حَدُر حَدارةً، وناقَةٌ حادِرةُ العيْنَيْن إِذا امتلأَتا نِقْياً فارتَوَتَا وحَسُنَتا قَالَ الأعشَى: وعَسِيرٌ أَدْمَاءُ حادِرَةُ العَيْ نِ خَنوفٌ عَيْرانةٌ شِمْلاَلُ قَالَ: وكلُّ ريَّانٍ حَسَنِ الْخَلْقِ حادِرٌ، وَأنْشد: أُحِبُّ الصَّبيَّ السَّوْءَ من أَجْلِ أُمِّه وأُبغِضُه من بُغْضِها وهْوَ حادِرُ وَفِي حَدِيث عُمَر أَنه ضرب رجُلاً ثَلاَثينَ سَوْطاً كلُّهَا يَبْضَعُ وَيَحْدُرُ. قَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ الأصْمَعِيُّ: يَبْضَعُ يَعْنِي يَشُق الْجلد، ويَحْدُرُ يَعْنِي يورِّمُ وَلَا يشقُّ، قَالَ: واخْتُلِفَ فِي إعرابه، فَقَالَ بَعضهم: يُحْدِرُ إحْداراً من أحْدَرْتُ، قَالَ: وأظنها لغتين إِذا جعلتَ الْفِعْل للضرب، فَأَما إِذا كَانَ الفعلُ للجلد أَنه الَّذِي يَرِمُ فَإِنَّهُم يَقُولُونَ: قد حَدَر جِلْدُهُ يَحْدُرُ حُدُوراً لَا اخْتِلَاف فِيهِ أعلمهُ، وَقَالَ عمر بن أبي ربيعَة: لَو دَبَّ ذَرٌّ فَوق ضاحي جِلْدِهَا لأَبَانَ من آثارهن حُدورُ يَعني الْوَرَم. قَالَ: وَكَذَلِكَ يُقَال: حَدَرْتُ السَّفِينَة فِي المَاء، وكلُّ شَيْء أرسَلْته إِلَى أَسْفَل فقد حَدَرْته حَدْراً وحُدُوراً، قَالَ: وَلم أسمعهُ بِالْألف: أحْدَرْتُ، قَالَ: وَمِنْه سُمِّيت الْقِرَاءَة السريعة الحَدْر، لِأَن صَاحبهَا يَحدُرُها حَدْراً. قَالَ: وَأما الحَدُور فَهُوَ الْموضع المُنْحَدِر. قَالَ الأصمعيُّ: حَدَرتْهُم السَّنَةُ تَحْدُرُهُمْ إِذا حطَّتهم، وَجَاءَت بهم حُدوراً. وفتى حادِرٌ أَي غليظٌ مُجْتَمِع، وَقد حَدَرَ يَحْدُر حَدارةً. قَالَ: وأحْدَر ثوبَه يُحدِرُهُ إحداراً إِذا كَفَّهُ وَذَلِكَ إِذا فتله. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الحَدْرَةُ: الفتلة من فتل الأَكْسِيةِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال عَينٌ حَدْرة بَدْرَةٌ،

فَأَما قَوْلهم: حدرة فَمَعْنَاه مُكْتَنِزَةٌ صُلبةٌ، وبدرة: تَبْدُرُ بِالنّظرِ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: عين حَدْرةٌ واسعةٌ، وَأنْشد: وعيْنٌ لَهَا حَدْرةٌ بَدْرةٌ شُقَّتْ مآقيهما من أُخُرْ وغريفٌ حادر أَي تامٌّ، وَقَالَ غَيره: هُوَ الغليظ الْحُرُوف، وَأنْشد: كأَنَّكِ حادرةُ المَنْكِبَيْنِ رَصْعَاءُ تستنُّ فِي حائرِ يَعْنِي ضِفْدِعة ممتلئة الْمَنْكِبَيْنِ. وَرُوِيَ عَن عبد الله بن مَسْعُود أَنه قَرَأَ قَول الله جلّ وعزّ: (وَإِنَّا لجَمِيع حادرون) (الشُّعَرَاء: 56) بِالدَّال، وَقَالَ: مُؤدون بالكُرَاع والسِّلاح، هَكَذَا حَدثنِي الْمُنْذِرِيّ عَن عَليّ بن العبّاس الخُمَرِيُّ بِالْكُوفَةِ عَن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف الصَّيْرَفي عَن الحكم بن ظهَير عَن عَاصِم عَن زِرَ عَن عبد الله. قُلْتُ: وَالْقِرَاءَة بِالذَّالِ حاذِرون لَا غير، والدَّال شاذَّةٌ لَا يجوز عِنْدِي الْقِرَاءَة بهَا، وقرأَ عَاصِم وَسَائِر الْقُرَّاء بالذَّال. وَقَالَ ابْن السّكيت: الحادُور: القُرْطُ وَجمعه حَوادِيرُ، وَقَالَ أَبُو النَّجم يصف امْرَأَة: خِدَبَّةُ الخَلْق عَلَى تَحْضِيرها بَائنةُ المنكِب من حادورها أَرَادَ أَنَّهَا لَيست بِوَقْصاء. والحيْدار من الحَصى: مَا صُلب واكتَنَز، وَمِنْه قولُ تَمِيم بن أُبَيّ بن مُقْبِل: يَرْمِي النِّجَادَ بحَيْدَارِ الحَصَى قُمَزاً فِي مَشْيَةٍ سُرُحٍ خَلْطٍ أَفَانِينَا وَقَالَ أَبُو زيد: رَمَاه بالحَيْدَرَة أَي بالهَلَكَة. وَقَالَ أَبُو العَبَّاس أَحْمد بن يحيى: لم يخْتَلف الروَاة فِي أَنَّ هَذِه الأبيات لعَلي بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ: أَنَا الّذِي سَمَّتْنِ أُمِّيَ حَيْدَره كَلَيْثِ غَابَاتٍ غَلِيظِ القَصَرَهْ أَكِيلُكُم بالسَّيْفِ كَيْلَ السَّنْدَرهْ ورُوِي عَن عَمْرو عَنْ أَبِيه أَنه قَالَ: الحَيْدَرَةُ: الأسَدُ، قَالَ: والسَّنْدَرَةُ: مِكْيَالٌ كَبِير. وَقَالَ ابْن الأعْرَابي: الحَيْدَرَةُ فِي الأُسْد مثل المَلِك فِي النَّاس. قَالَ أَبُو العَبَّاس: يَعْني لِغِلَظِ عُنُقِهِ وقُوَّةِ سَاعِدَيه، وَمِنْه غُلاَمٌ حادِرٌ إِذا كَانَ ممتلىء البَدَنِ شَدِيدَ البَطْشِ، قَالَ: واليَاءُ والهَاءُ زائدتان. أَبُو عُبَيد عَن أبي زَيْد قَالَ: الحُدْرَةُ من الْإِبِل: مَا بَيْنَ العَشَرة إِلَى الأَرْبَعِين. وَقَالَ شمر: يُقَال: مَالٌ حَوَادِر: مُكْتَنِزةٌ ضِخَامٌ، والحَوَادِرُ من كُعُوبِ الرِّمَاح: الغِلاَظُ المُسْتَدِيرَةُ. وحَيٌّ حَادِرٌ: مُجْتَمِعٌ. وَقَالَ المُؤَرِّجُ: يُقَال: حَدَروا حَوْلَهُ وَبِه يَحْدُرُون إِذا طَافُوا بِهِ. وَقَالَ اللَّيْث: امرأةٌ حَدْرَاءُ، ورَجُلٌ أَحْدَرُ. وَقَالَ الفَرَزْدَقُ: عَزَفْتَ بأَعْشَاشٍ وَمَا كُنْتَ تَعْزِفُ وأَنْكَرْتَ مِنْ حَدْرَاءَ ماكُنْتَ تَعْرِفُ قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: الحَدْرَاءُ فِي نَعْتِ الفَرَسِ فِي حُسْنِها خَاصَّة.

قَالَ: والحَدْرَةُ: جِرْمُ قَرْحَةٍ تَخْرُجُ بِبَاطِنِ جَفْنِ العَيْن، وقَدْ حَدَرَت عَيْنُه حَدْراً. ثَعْلَب عَن ابْن الأعْرَابي قَالَ: الحَدْرُ: الإسْرَاعُ فِي القراءَةِ وَفِي كلِّ عَمَل، وَمِنْه قيل: رَجُلٌ حَدْرَةٌ أَي مُسْتَعْجِلُ. قَالَ: والحَدْرُ: الشَّقُّ، والحَدْرُ: الوَرَمُ بِلَا شَق، يُقَال: حَدَرَ جِلْدُه، وحَدَرَ زَيْدٌ جِلْده. قَالَ: والحَدْرَةُ: العَيْنُ الواسِعَةُ الجاحِظَةُ. والحَادِرُ والحَادِرَةُ: الغُلاَمُ المُمْتَلِىءُ الشَّبَابِ. ردح: ثَعْلَب عَن ابْن الأعْرَابي قَالَ: الرُّدْحِيُّ: الْكاسُورُ، وهُوَ بَقَّالُ القُرَى. وَقَالَ اللَّيثُ: الرَّدْحُ: بَسْطُك الشيءَ فَتُسوِّي ظَهْرَه بالأرْض كَقَوْل أبي النَّجْم: بَيْتَ حُتُوفٍ مُكْفَأً مَرْدُوحاً قَالَ: وقَدْ يَجِيءُ فِي الشِّعْرِ مُرْدَحاً مِثْل مَبْسُوط ومُبْسَطٍ. أَبُو عُبَيْد عَن الْأَصْمَعِي: رَدَحْتُ البَيْتَ وأَرْدَحْتُه من الرُّدْحَة، وَهِي قِطْعَة تُدْخَل فِيهَا بَنِيقة تزاد فِي الْبَيْت، وأنْشَدَ الْأَصْمَعِي: بَيْتَ حُتُوفٍ أُرْدِحَتْ حَمَائِرُهْ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخر الرّدْحَةُ: سُتْرةٌ فِي مُؤَخَّرِ البَيْتِ، قَالَ: وَرْدحةُ بَيْتِ الصَّائد وَقُتْرَتُه حِجارَةٌ ينصبها حَوْلَ بَيْتِه، وَهِي الحَمَائِرُ، وَاحِدهَا حِمَارَة. وَقَالَ اللَّيْثُ: امْرَأَةٌ رَدَاح: ضَخْمَةُ العَجِيزَةِ والمآكِمِ، وقَدْ رَدُحَتْ رَدَاحَةً وَهِي رَدَاحٌ وَرَدَحَةٌ. قَالَ: وكتِيبَةً رَدَاحٌ: ضخمة مُلَمْلَمَةٌ كَثِيرَة الفرسانِ، وكبشٌ رَدَاحٌ: ضخم الأَلْيَة. وَرُوِيَ عَن عَلِيّ رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ: إنَّ من وَرَائِكُمْ أُمُوراً مُتَماحِلَةً رُدُحاً، وبلاءً مُكْلِحاً مُبْلِحاً، فالمُتَمَاحِلةُ: المُتَطَاوِلَةُ، والرُّدُحُ: الْعَظِيمَة يَعْنِي الفِتَن جمع رَدَاح وَهِي الفتنةُ الْعَظِيمَة. وَرُوِيَ عَن أبي مُوسَى أَنه ذكر الفِتَن فَقَالَ: وَبقيت الرَّدَاحُ المُظْلِمَة الَّتِي مَنْ أَشْرَفَ لَهَا أشْرَفَتْ لَهُ) ، أَرَادَ الفِتنة أَيْضا. وَفِي حَدِيث أُمِّ زَرْع: (عُكُومُها رَدَاحٌ وبَيْتُها فَيَاحٌ) العُكُومُ: الأحْمَال المُعَدَّلَة، والرَّدَاحُ: الثَّقِيلَة الْكَثِيرَة الحشْوِ من الأثاث والأمْتِعَة. ومائدةٌ رَادِحَةٌ، وَهِي الْعَظِيمَة الْكَثِيرَة الْخَيْر. وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ: هُوَ الغَيْثُ للمُعْتَفِين المُفِيضْ بِفَضْل مَوَائِدِه الرّادِحَهْ وَقَالَ لبيد يصف كَتِيبَة: ومِدْرَهِ الكَتِيبَةِ الرّدَاحِ وَقَالَ شَمِر: رَوَى بَعضهم فِي حَدِيث عَليّ ج: (إنَّ من وَرَائكم فِتَناً مُرْدِحَة) ، قَالَ: والمُرْدِحُ لَهُ مَعْنيانِ: أحدُهما المُثْقِل، وَالْآخر المُغَطِّي على الْقُلُوب من أَرْدَحْتَ البيتَ إِذا أرسلتَ رُدْحَتَه، وَهِي سُتْرَةٌ فِي مُؤخر الْبَيْت، قَالَ: وَمَنْ رَواهُ فِتَناً رُدَّحاً فَهِيَ جمعُ الرَّادِحَةِ، وَهِي الثِّقَالُ

الَّتِي لَا تَكادُ تَبْرَحُ، قَالَ: والرَّادِحَةُ فِي بيتِ الطِّرِمَّاح: العِظامُ الثِّقَالُ. حرد: الحرَدُ: مصدر الأَحْرَد، وَهُوَ الَّذِي إِذا مَشَى رفعَ قوائمه رَفْعاً شَدِيدا ووضعها مَكَانهَا من شِدَّة قَطافَتِه فِي الدَّوَابِّ وَغَيرهَا، قَالَ: والرَّجُلُ إِذا ثَقُل عَلَيْهِ دِرْعه فَلم يسْتَطع الانْبِساطَ فِي المَشْي قيل حَرِدَ فَهُوَ أَحْرَد، وَأنْشد: إِذا مَا مَشَى فِي دِرْعِه غير أَحْرَدِ قلتُ: الحَرَدُ فِي الْبَعِير: حَادِثٌ لَيْسَ بِخِلْقة. وَقَالَ ابْن شُمَيل: الحَرَدُ: أَن تَنْقَطِع عَصَبَةُ ذِرَاعِ البَعيرِ فَتَسْتَرْخِي يدُه، فَلَا يزَال يَخْفِق بهَا أبدا، وَإِنَّمَا تَنْقَطِع العَصَبَةُ من ظَاهر الذِّرَاع، فتراها إِذا مَشَى الْبَعِير كَأَنَّهَا تَمُدُّ مَدّاً من شدَّة ارتفاعها من الأرضِ وَرَخاوَتِها، قَالَ: والحَرَدُ إِنَّمَا يكون فِي اليَدِ، والأَحْرَدُ يُلَقِّفُ قَالَ: وتَلْقِيفُه: شِدةُ رَفعه يَده كَأَنَّمَا يمُد مَدّاً، كَمَا يَمُدُّ دَقَّاقُ الْأرز خَشَبَته الَّتِي يدق بهَا فَذَلِك التَّلْقِيف. يُقَال: جَمَلٌ أَحْرَدُ، وناقةٌ حَرْدَاءُ. وَأنْشد: إِذا مَا دُعِيتُم للطِّعَانِ أَجَبْتُمُ كَمَا لَقَّفَتْ زُبٌّ شآمِيّةٌ حُرْدُ وَقَالَ اللَّيْث: الحَرَدُ لُغَتَانِ، يُقَال: حَرِدَ الرجلُ فَهُوَ حَرِد إِذا اغْتَاظ فَتَحَرَّشَ بالَّذِي غاظه وهَمّ بِهِ فَهُوَ حارِدٌ، وَأنْشد: أُسُودُ شَرًى لاقَت أُسُودَ خَفِيَّةٍ تسَاقيْنَ سُمّاً كُلّهن حَوَارِد وَقَالَ أَبُو العبَّاس: قَالَ أَبُو زيد والأصمعي وَأَبُو عُبَيدة: الَّذِي سُمِع من العَرب الفُصَحاء فِي الغَضَب: حَرِد يَحْرَدُ حَرَداً بتحريك الرَّاء. قَالَ أَبُو العبَّاس: وسألتُ ابنَ الأعْرابي عَنْهَا فَقَالَت: صَحِيحَة، إِلَّا أَنّ المُفَضَّل أَخْبَرَني أَنّ من العَرَب من يَقُول: حَرِدَ حَرَداً وحَرْداً، والتّسْكِينُ أَكثر، والأخْرَى فَصِيحة، قَالَ وقلَّما يلْحَنُ النَّاسُ فِي اللُّغة. أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الصَّيْدَاوِي عَن الرِّياشي قَالَ: قَالَ الأصْمَعيّ: الحَرَدُ: داءٌ يَأْخُذ البَعِير يَنْفُض مِنْهُ يَدَه، وَأنْشد لأبي نُخَيْلَةَ: سَفْقاً كتَلْقِيفِ البعِير الأحْرَد قَالَ: والأحْرَدُ من الرّجال: اللَّئِيم، وَأنْشد لرؤبة: أَحْرَدُ أَو جَعْدُ اليَدَيْنِ جِبْز وحَرَدْتُ حَرْدَه أَي قَصَدْتُ قَصْدَهُ. وَقَالَ ابْن الأعْرَابي: الحَرْدُ: القَصْدُ، والحَرْدُ: المنْعُ، والحَرْدُ: الغَيْظُ، والغَضَبُ، قَالَ: وَيجوز أَن هَذَا كُله معنى قَوْله: {مِّسْكِينٌ وَغَدَوْاْ عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ} (القَلَم: 25) . ورُوِي فِي بعض التَّفْسِير أَنّ قريتهم كَانَ اسْمهَا حَرْد. وَقَالَ الفرَّاء فِي قَوْله تَعَالَى: {مِّسْكِينٌ وَغَدَوْاْ عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ} (القَلَم: 25) يُرِيد على حَدَ وقُدْرَة فِي أنفسهم، قَالَ: والحَرْدُ: القَصْدُ أَيْضا، كَمَا تَقول للرَّجل: قَدْ أقْبَلْتُ قِبَلكَ، وقَصَدْتُ قَصْدَك، وحَرَدْتُ حَرْدَك، قَالَ وأنشدت:

وجَاءَ سَيْلٌ كَانَ من أَمر الله يَحْرِدُ حَرْد الْجَنّة المُغِلَّه يُرِيد: يقْصد قَصْدَها. وَقَالَ غَيره فِي قَوْله: {مِّسْكِينٌ وَغَدَوْاْ عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ} (القَلَم: 25) ، قَالَ: مَنَعُوا وهُمْ قادرون أَي واجِدُون، نصَبَ قادِرِين على الْحَال. وَقَالَ اللَّيْث: {مِّسْكِينٌ وَغَدَوْاْ عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ} (القَلَم: 25) قَالَ: على جِدَ من أَمرهم. قلت: هَكَذَا وجدتُه فِي نسخ كتاب اللَّيْث مُقَيّدا، وَالصَّوَاب على حَدَ أَي على مَنْعٍ هَكَذَا قَالَه الفرَّاء. وَقَالَ اللَّيْث: قَطاً حُرْدٌ: سِرَاعٌ. قلتُ: هَذَا خَطَأ، والقَطَا الحُرْدُ: القِصَارُ الأرْجُل، وَهِي مَوْصُوفةٌ بذلك، وَمن هَذَا قيل للبخيل أَحْرَدُ اليَدَيْن أَي فيهمَا انْقِباضٌ عَن العَطاء، وَمن هَذَا قوْلُ مَنْ قَالَ فِي قَوْله: {مِّسْكِينٌ وَغَدَوْاْ عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ} (القَلَم: 25) أَي على منع وبُخْل. أَبُو عُبَيد عَن الأصْمَعي: الحُرودُ: مَباعِرُ الْإِبِل، واحِدُها حِرْد وحِرْدةٌ بِكَسْر الْحَاء. وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن الأعْرابي: الحُرُودُ: الأمْعاء، وأقرأنا لِابْنِ الرِّقَاعِ: بُنِيَتْ عَلَى كَرِشٍ كأَنَّ حُرُودَها مُقُطٌ مُطَوَّاة أُمِرَّ قُوَاها وَسمعت العَرب تَقول للحَبْل إِذا اشْتَدَّتْ غَارةُ قُوَاه حَتَّى تَتَعَقَّدَ وتَتراكب: جَاءَ بحبْل فِيهِ حُرُود، وَقد حَرَّد حَبْله. وَقَالَ اللَّيْث: الحُرْدِيَّة: حِياصَةُ الحَظِيرة الَّتِي تُشَدُّ عَلَى حَائط من قَصَب عَرْضاً، يَقُول: حَرَّدناهُ تحْرِيداً، والجَمِيعُ الحَرادِيّ. قَالَ: والحَيُّ الحَرِيدُ: الَّذِي يَنزِلُ مُعْتزِلاً من جَماعة القبِيلة، وَلَا يُخالطهم فِي ارْتِجَالِه وحُلولِه. أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرو: رَجل حَرِيد، وَهُوَ المُتَحَوِّل عَن قَوْمه، وَقد حَرَد يَحْرِد حُروداً، وَمِنْه قَول جرير: نَبْنِي على سَنَن العَدُوِّ بُيوتَنا لَا نَسْتَجِيرُ وَلَا نَحُلُّ حَرِيدا يَقُول: لَا نَنْزِل فِي قَوْم من ضَعْفٍ وذِلَّة لِقُوَّتِنا وكثْرتِنا. وَقَالَ اللَّيْث: الحِرْد: قِطْعة من السِّنام. قلتُ: لم أَسْمَع بِهَذَا لغَيْر اللَّيْث، وَهُوَ خطأ، إِنَّمَا الحِرْدُ المِعَى. وحَارَدَتِ الإبلُ إِذا انْقَطع أَلْبَانهَا وقلّت فَهِيَ محاردةٌ وناقةٌ مُحَارِدٌ بِغَيْر هَاء: شديدةُ الحرَاد. وَقَالَ الكُمَيْت: وحَارَدَتِ النُّكْدُ الجِلاَدُ وَلم يَكُن لعُقْبَةِ قِدْرِ المُسْتَعِيرينَ مُعْقِبُ وَقَالَ النَّضْرُ: المُحَرَّدُ من الأوْتارِ: الحَصِد الَّذِي يظْهر بعض قواه على بعض، وَهُوَ المُعَجَّر. وَقَالَ: وَقَالَ يُونُس: سَمِعْتُ أعرابيّاً يسْأَل يَقُول: مَنْ يتصدَّق على المِسْكِين الحَرِد أَي الْمُحْتَاج. وَقَالَ أَبُو عُبَيدة: حَرْدَاء على فعلاء ممدودة: بَنو نَهْشَل بن الْحَارِث، لَقَبٌ لُقِّبُوا بِهِ، وَمِنْه قَول الفرزدق: لَعَمْر أبِيك الخَيْر مَا زَعْم نَهْشل عَلَيَّ وَلَا حَرْدَائِها بكَبِير

وَقد عَلِمَت يَوْم القُبَيْبَات نَهْشَلٌ وأَحْرَادُها أَن قد مُنُوا بِعَسِير فَجَمعهُمْ على الأحْرَاد كَمَا ترى. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الحارِدُ: القَلِيلةُ اللَّبَنِ من النُّوقِ. وحَرَّدَ الرجلُ إِذا أَوَى إِلَى كُوخٍ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال لخَشَبِ السَّقْفِ الرَّوَافِدُ، وَيُقَال: لِمَا يُلْقَى عَلَيْهَا من أَطْنَانِ القَصَبِ حَرَادِيُّ. قَالَ: وَرَجُلٌ حَرْدِيٌّ: واسعُ الأمعاء. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: البيتُ المُحَرَّدُ، وَهُوَ المُسَنَّمُ الَّذِي يُقَال لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ كوخ، قَالَ: والمُحَرَّدُ من كل شيءٍ المُعَوَّجُ. درح: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو العَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الدَّرَحُ: الهَرِمُ التَّامُّ، وَمِنْه قيل: ناقةٌ دِرْدِحٌ للهَرِمَة المُسِنَّة. أَبُو عُبَيد: إِذا كَانَ مَعَ القِصَرِ سِمَنٌ فَهُوَ دِرْحَايَة، وَأنْشد قَول الرَّاجز: عَكَوَّكٌ إِذا مَشَى دِرْحَايَه ح د ل حدل، دحل، دلح، لحد، (لدح) : مستعملة. حدل: قَالَ اللَّيْث: الأحْدَلُ. ذُو الخُصْيَةِ الْوَاحِدَة من كلِّ شيءٍ، قَالَ: وَيُقَال فِي بعض التَّفْسِير إِذا كَانَ مَائِلَ أَحَد الشِّقَّيْنِ فَهُوَ أحْدَلُ أَيْضا. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ الفرَّاء: الأحْدَل: المائِل، وَقد حَدِلَ حَدَلاً. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: الأحْدَلُ: الَّذِي يَمْشِي فِي شِقَ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الأحْدَل: الَّذِي فِي مَنْكِبَيْه ورَقَبَتِه انكِبابٌ عَلَى صَدْرِه. وَرَوَى ثعلبٌ عَن ابْن الأعْرَابي: فِي عُنُقِه حَدَلٌ أَي مَيْل، وَفِي مَنْكِبه دَفَأٌ. وَقَالَ الليثُ: قَوْسٌ مُحْدَلَةٌ وَذَلِكَ لاعْوِجاج سِيَتها. قَالَ والتَّحَادُلُ: الإنحناءُ عَلَى القَوْسِ. والحَوْدَلُ: الذَّكَرُ من القِرْدَان أَبُو عُبَيْد عَن أبي زَيْد: حَدَلَ عَلَيَّ فُلاَنٌ يَحْدِلُ حَدْلاً أَي ظَلَمَنِي، وإنَّهُ لحَدْلٌ غير عَدْلٍ. وَقَالَ غَيره: حَادَلني فُلاَنٌ مُحَادَلَةً إِذا رَاوَغَك، وحادَلَتِ الأُتُنُ مِسْحَلها: رَاوَغَتْه، وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: من العَضِّ بالأفْخَاذِ أَو حَجَباتها إِذا رابَهُ استِعْصَاؤُها وحِدَالُها وسمعتُ أَعْرَابيّاً يَقُول لآخر: أَلاَ وَانْزِلْ بهاتِيك الحَوْدَلَة، وَأَشَارَ إِلَى أَكَمَة بِحِذَائه، أَمَرَه بالنزول عَلَيْهَا. والحَدَالُ: شَجَرةٌ بالْبَادية. وَقَالَ بعضُ الهُذَلِيِّين: إذَا دُعِيَتْ بمَا فِي البَيْتِ قَالَت تَجَنَّ من الحَدَالِ وَمَا جُنِيتُ أَي وَمَا جُنِي لي مِنْه. وَيُقَال للقَوْسِ حُدَالٌ إِذا طُومِنَ من طائِفِها، قَالَ الهُذليُّ يَصِفُ قَوْساً: لَهَا مَحِصٌ غَيْرُ جَافِي القُوَى من الثَّوْرِ حَنَّ بِوَرْكٍ حُدَال

المَحِصُ: الوَترُ، وَقَوله: بِوَرْكٍ أَي بقَوْس عُمِلَتْ من وَرِك شَجَرَة أَي أَصل شَجَرَة من الثَّوْر أَي من عقَب الثَّوْر. وحَدَال: اسْم أَرض لكَلْب بِالشَّام. قَالَ الرَّاعي: فِي إِثْر مَنْ قُرِنَتْ مِنِّي قَرِينَتُه يَوْمَ الحَدَال بِتَسْبِيبٍ من القَدَرِ ويُرْوَى: يَوْم الحَدَالَي. لدح: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ ابْن دُرَيد: اللَّدْحُ: الضَّرْبُ باليَدِ، لَدَحَه بِيَدِه. قلتُ: وَالْمَعْرُوف من كَلَامهم بِهَذَا الْمَعْنى اللَّطْحُ، وكأنّ الطاءَ وَالدَّال تَعَاقَبَا فِي هَذَا الحَرْف. دحل: قَالَ اللَّيْث: الدَّحْلُ: مَدْخَلٌ تَحت الجُرْف أَو فِي عُرْض خشب الْبِئْر فِي أَسْفلِها وَنَحْو ذَلِك من الْمَوَارِد والمَناهِل. قَالَ: ورُبّ بَيتٍ من بيوتِ الْأَعْرَاب يُجْعلُ لَهُ دَحْلٌ تدخل فِيهِ الْمَرْأَة إِذا دَخَل عَلَيْهِم داخلٌ تدخل فِيهِ الْمَرْأَة إِذا دَخَل عَلَيْهِم دَاخل، والجميع الأدْحَال والدُّحْلان. وَفِي حَدِيث أبي هُرَيرة حِين سَأَلَهُ رَجلٌ مِصْرَادٌ أَيُدْخِلُ مَعَه المَبْوَلَةَ فِي البَيت، فَقَالَ: نَعم وادْحَلْ فِي الكِسْر. قَالَ أَبُو عُبَيد الدَّحْلُ: هُوَّةٌ تكون فِي الأَرْض وَفِي أسافِلِ الأوْدِية فِيهَا ضِيقٌ ثمَّ تتَّسِعُ، قَالَ ذَلِك الأصْمَعي. قَالَ أَبُو عُبَيد: فشبَّه أَبُو هُرَيْرَةَ جَوَانِب الخِبَاء ومداخِلَه بذلك، يَقُول: صِرْ فِيهَا كالّذي يصير فِي الدَّحْلِ. قلتُ: وَقد رأيتُ بالخَلْصاء ونَوَاحي الدَّهْناء دُحْلاَناً كَثِيرَة، وَقد دَخَلْتُ غَيرَ دَحْلٍ مِنْهَا، وَهِي خلائقُ خلقَها الله تَحت الأَرْض يَذهَب الدَّحْلُ مِنْهَا سَكّاً فِي الأَرْض قامةً أَو قامتيْن أَو أكثرَ من ذَلِك، ثمَّ يتَلَجَّفُ يَمِيناً أَو شِمَالاً، فمرَّةً يضيقُ ومَرَّةً يتَّسِع فِي صَفَاةٍ مَلساء لَا تَحيكُ فِيهَا المَعَاوِل المُحدَّدة لصلابتِها، وَقد دخلْتُ مِنْهَا دَحْلاً، فلَمَّا انتهيتُ إِلَى المَاء إِذا جَوٌّ من المَاء الراكد فِيهِ لم أَقف على سَعَته وعُمْقِه وكثرتِه لإظلام الدَّحْلِ تَحت الأَرْض، فاستقَيْتُ أَنَا مَعَ أُصَيْحَابي من مَائه وَإِذا هُوَ عَذْبٌ زُلال، لِأَنَّهُ مَاءُ السَّمَاء يَسِيلُ إليهِ من فَوق ويَجْتَمِعُ فِيهِ. وَأَخْبرنِي جماعةٌ من الْأَعْرَاب أَن دُحْلاَن الخلْصَاء لَا تَخْلُو من المَاء وَلَا يُسْتَقى مِنْهَا إِلَّا لِلشَّفَةِ وللخَيْل لتَعَذُّر الاستقَاءِ مِنْهَا وبُعْدِ المَاء فِيهَا من فُوهَةِ الدَّحْلِ، وسمعتهم يَقُولُونَ: دَحَلَ فلانٌ الدَّحْلَ بِالْحَاء إِذا دَخَله، وَيُقَال: دَحَلَ فلانٌ عَلَيَّ وَزَحَلَ أَي تَبَاعَدَ، ورَوَى بعضُهم قوْلَ ذِي الرُّمَّة: إِذا رَابَهُ استَعصاؤُها ودِحالُها وَرَوَاهُ بعضُهم وحِدَالُها، وهما قَرِيبا المعْنى من السوَاء، وَقَوله: أَوَ اصَحَمَ حَامٍ جَرَامِيزَه حَزَابِيَةٍ حَيَدَى بالدِّحالِ قَالَ الأصمَعيّ: الدِّحالُ: الامتناعُ كَأَنَّهُ يُوَارِبُ ويَعْصِي، قَالَ: وَلَيْسَ من الدَّحْلِ الَّذِي هُوَ سَرَبٌ. قَالَ شمِر: قيل للأسَدِيّة: مَا المُدَاحَلةُ؟

فَقَالَت: أَن يَلِيتَ الإنسانُ شَيْئا قد عَلِمَه أَي يكْتُمُه وَيَأْتِي بِخَبَر سواهُ. وَفِي حَدِيث أبي وَائِل قَالَ: وَرَد علينا كتابُ عُمَر ونحنُ بخانقِين إِذا قَالَ الرَّجُل للرَّجُل: لَا تَدْحَل فقد أَمَّنَه. قَالَ شمِر: سمعتُ عليَّ بن مُصْعَب يَقُول: لَا تَدْحَل بالنَّبَطِيَّةِ أَي لَا تخَفْ. وَقَالَ: فُلانٌ يَدْحَلُ عَنِّي أَي يَفِرّ، وَأنْشد: ورَجلٍ يَدْحَلُ عنِّي دَحْلاَ كَدَحَلاَنِ البَكْر لاقَى الفَحْلا فَكَأَن مَعنى لَا تَدْحَلْ: لَا تَهْرُب. وَقَالَ اللَّيْث: الدَّاحُولُ، والجميعُ الدَّاوحِيلُ، وَهِي خَشَبَاتٌ عَلَى رُؤوسِها خِرَقٌ كَأَنَّهَا طَرَّادات قِصَارٌ تُرْكَزُ فِي الأَرْض لِصَيْدِ الْحُمُر والظِّباء. وَقَالَ غيرُه: يُقَال لِلذي يَصيدُ بالدَّواحِيل الظِّبَاء دَحَّالٌ، وَرُبمَا نَصَب الدَّحَّالُ حِبَالَةً بِاللَّيْلِ للظِّبَاء ورَكَزَ دَواحِيلَه وأَوْقَدَ لَهَا السُّرُجَ. وَقَالَ ذُو الرُّمَّة يذكر ذَلِك: ويَشْرَبْنَ أَجْناً والنُّجُومُ كأَنها مصَابِيحُ دَحَّالٍ يُذكَّى ذُبَالُها اللِّحْياني عَن أبي عَمْرو: الدَّحِلُ والدَّحِنُ: الخَبُّ الخَبيثُ. أَبُو عُبَيد عَن الأصمَعي مِثْلُه، قَالَ: وَقَالَ الأُمَوِي: الدَّحِلُ: الخَدَّاعُ للنَّاس. اللِّحيَاني عَن أبي عَمْرو: الدَّحِلُ والدَّحِنُ: البَطِينُ العرِيضُ البَطن. وَقَالَ النَّضْرُ: الدَّحِلُ من الناسِ عِنْد البَيْع مَنْ يُدَاحِلُ الناسَ ويُماكِسهم حَتَّى يَسْتَمْكِنَ من حَاجَتِه، وَإنَّهُ لَيُدَاحِلُه أَي يُخادِعُه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الدَّاحِلُ: الحَقُودُ بالدَّال. لحد: قَالَ اللَّيثُ: اللَّحْدُ: مَا حُفِرَ فِي عَرْضِ القَبْر، وقبر ملْحُودٌ لهُ ومُلحَدٌ، وَقد لَحَدُوا لَهُ لَحْداً، وَأنْشد: أَنَاسِيُّ مَلْحُودٌ لَهَا فِي الحَوَاجِبِ شبَّه إنسانَ العيْن تحْتَ الحاجِب باللَّحْد، وذلكَ حِينَ غارَت عُيُون الْإِبِل من تَعب السَّيرِ. أَبُو عُبَيد عَن أبي عُبَيدة: لَحَدْتُ لَهُ وأَلْحَدْتُ لَهُ، وَقَالَ الله عزّ وجلّ: {لِّسَانُ الَّذِى يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِىٌّ وَهَاذَا لِسَانٌ عَرَبِىٌّ مُّبِينٌ} (النّحل: 103) . وَقَالَ الفرَّاء: يُقْرَأُ (يَلحَدُون) و (يُلْحِدُون) ، فَمَنْ قَرَأَ (يَلْحَدون) أرادَ يميلون إِلَيْهِ، و (يُلحدون) : يَعْترضون، قَالَ: وقولُه: {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} (الحَجّ: 25) أَي باعتِرَاضٍ. الحرَّاني عَن ابْن السِّكِّيت قَالَ: المُلْحِدُ: العادِلُ عَن الحَقِّ، المُدْخِلُ فِيهِ مَا ليسَ فِيهِ، قدْ أَلْحَدَ فِي الدِّين ولحَد، قَالَ: وقُرِىءَ: (يُلْحِدُون إِلَيْهِ) و (يَلْحَدُون) أَي يميلون. وقَدْ أَلْحَدْتُ للميِّتِ لَحْداً ولَحَدْتُ قَالَ: واللَّحدُ: الشَّقُ فِي جَانب الْقَبْر والضَّريحُ، والضَّرِيحةُ: مَا كَانَ فِي وَسَطه، وَأنْشد شَمِر لرؤبة: بالعَدْل حَتَّى انْضَمَّ كلُّ عانِدِ وتَرَكَ الإلْحَادَ كُلُّ لاحِدِ

فجَاء باللُّغَتَيْن مَعًا، وَقَالَ: لَحْدُ كلِّ شيءٍ: حَرْفُه ونَاحِيتُه، وَقَالَ: قَلْتَانِ فِي لَحْدَيْ صَفاً مَنْقُور وركِيَّةٌ لَحُودٌ: زوْرَاءُ أَيْ مُخَالِفَةٌ عَن القَصْدِ. وَقَالَ الزَّجَاجُ فِي قَوْله: {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ} (الحَجّ: 25) قيل الإلْحَادُ فِيهِ الشِّرْكُ بِاللَّه، وَقيل: كلُّ ظالمٍ فِيهِ مُلْحِدٌ، وَجَاء عَن عُمَر أَنَّ احتكار الطَّعام بِمَكَّة إلْحادٌ، وَقَالَ بعض أَهْلُ اللُّغَة: معنى الْبَاء الطَّرْح، الْمَعْنى وَمن يُرِدْ فِيهِ إلحاداً بِظُلم، وأَنْشَدُوا: هُنَّ الحرائرُ لَا رَبَّاتُ أَخْمِرَةٍ سُودُ المحاجِر لَا يقْرَأْنَ بالسُّوَرِ الْمَعْنى عِنْدهم لَا يقرأْنَ السُّوَرَ، قَالَ: وَمعنى الإلْحَاد فِي اللُّغة: المَيْلُ عَن القَصْدِ. وَقَالَ الليثُ: أَلْحَدَ فِي الحَرَمِ إِذا تَرَكَ القَصْدَ فِيمَا أُمر بِهِ وَمَال إِلَى الظُّلْم. وأَنْشَد: لما رَأَى المُلْحِدُ حينَ أَلْحَما صَوَاعِقَ الحجَّاج يَمْطُرْنَ دَمَا قَالَ: وحَدثني شَيْخٌ مِنْ بني شَيْبَةَ فِي مَسْجِد مَكَّة قَالَ: إِنِّي لأذكر حينَ نُصِبَ المنْجَنِيقُ على أبي قُبَيْس، وَابْن الزُّبَيْر قد تَحَصَّنَ فِي هَذَا الْبَيْت، فَجعل يَرْميه بالحِجارَة والنيران، فاشتعلت النَّارُ فِي أَسْتَار الكَعْبَةِ حَتَّى أَسْرَعَتْ فِيهَا، فَجَاءَت سَحابَةٌ من نَحْو الجُدَّةِ فِيهَا رَعْدٌ وبَرْقٌ مُرْتَفعَة كَأَنَّهَا مُلاَءهٌ حَتَّى اسْتَوَتْ فَوق الْبَيْت فمطرَتْ فَمَا جاوَزَ مطرُها البَيْتَ ومواضع الطَّوَافِ حَتَّى أطفَأَتِ النّار وسال المِرْزَابُ فِي الحِجْرِ، ثمَّ عَدَلَتْ إِلَى أبي قُبَيْس فرمت بالصَّاعقة فأَحْرَقت المنْجَنِيقَ وَمَا فِيهَا، قَالَ: فحدَّثتُ بِهَذَا الحَدِيث بالبَصْرَة قَوْماً، وَفِيهِمْ رَجُلٌ من أهل وَاسِط، وَهُوَ ابْن سُلَيْمَان الطَّيَّار شَعْوَذِيُّ الحجَّاج، فَقَالَ الرَّجلُ: سمعتُ أبي يحدِّثُ بِهَذَا الحَدِيث، وَقَالَ لمَّا أُحْرِقت المنْجَنيقُ أمْسَكَ الحجَّاجُ عَن القِتَالِ، وَكتب إِلَى عبد الْملك بذلك، فَكتب إِلَيْهِ عبد الملِك: أما بعد، فإنَّ بني إسْرَائيل إِذا قَرَّبُوا لله قُرْبَاناً فَتَقَبَّله منْهُم بعث نَارا من السَّمَاء فأَكلَتْه، وإنَّ الله قَدْ رَضِي عَمَلك، وتَقَبَّل قُرْبَانك، فجِدَّ فِي أَمرك والسَّلاَم. قَالَ شمر: روى أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ لأمية بن أبي الصَّلْت: إعلم بِأَن الله لَيْسَ كصُنْعِه صُنْعٌ، وَلَا يخفى عَلَيْهِ الملحد أَي الْمُشرك. وروى السُّدِّيّ عَن مُرّة عَن عبد الله: لَو هَمّ العَبْد بِسَيِّئَة، ثمَّ لم يعملها لم تكْتب عَلَيْهِ، وَلَو همّ بقتل رجل، وَهُوَ بِعَدَنَ أَبْيَنَ، وَهُوَ عِنْد الْبَيْت لأذاقه الله الْعَذَاب الْأَلِيم، ثمَّ تَلا الْآيَة. يقالُ: مَا عَلَى وَجْه فُلاَنٍ لُحادَةُ لحم وَلَا مُزْعَةُ لحم أَي مَا عَلَيْهِ شيءٌ من اللَّحْم لِهُزالِه. وَقَالَ الفَرَّاءُ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً إِلاَّ بَلاَغاً مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَن يَعْصِ} (الْجِنّ: 22، 23) أَي ملْجأ وَلَا سَرَباً ألجأُ إِلَيْهِ. أَبُو عُبَيد عَن الأَحمر. لحَدْتُ: جُرْتُ ومِلتُ. وألْحَدْتُ: مارَيتُ وَجَادَلْتُ.

دلح: قَالَ اللَّيْث: الدَّالِحُ: البَعِيرُ إِذا دَلَحَ. وَهُوَ تثَاقُلُه فِي مَشْيه من ثِقَل الحِمْل. والسَّحَابَةُ تَدْلَحُ فِي سَيرهَا من كثرةِ مَائِهَا. كأَنها تَنْخَزل انْخِزالاً. وَفِي الحَدِيث: (كنَّ النِّسَاء يدلحن بِالْقربِ على ظهورهن فِي الْغَزْو) أَي يَسْتَقين ويَسْقين الرِّجال. وَيُقَال: تدالح الرّجلَانِ الحِمْل بَينهُما تدالحُاً أَي حَملاه بَينهمَا. وتدالحَا العِكم إِذا أدْخلا عُوداً فِي عُرَى الْجُوالِق. وأخذا بطرفي العُود فحملاه. وَفِي حدِيث آخر أنَّ سَلمان وَأَبا الدَّرْداء اشتريا لَحْمًا فَتَدالحاهُ بينهُما على عُود. أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرو: الدَّلْحُ: مَشْيُ الرجل بِحِمْلِه وَقد أثْقَله. يُقَال: دَلَح يَدْلَحُ. وسَحَائِبُ دُلَّحٌ: كَثيرَةُ الماءِ. قَالَ النَّضْرُ: الدَّلاحُ من اللّبن: الَّذِي يُكْثَرُ مَاؤُهُ حَتَّى تتَبيَّن شُهْبَتُه. ودَلَحْتُ القومَ ودَلَحْتُ لَهُم وَهُوَ نَحْو من غُسالة السِّقاء فِي الرِّقَّةِ أرَقُّ من السَّمارِ. وفرسٌ دالحٌ: يَخْتالُ بِفارِسِه وَلَا يُتْعِبُه وَقَالَ أَبُو دواد: ولَقَد أغْدو بِطَرْفٍ هَيْكَلٍ سَبِط العُذْرَةِ مَيَّاسٍ دُلَحْ ح د ن حند، دحن، ندح، دنح: مستعملة. ندح: قَالَ اللَّيْث النَّدْحُ: السَّعَةُ والفُسْحَةُ، تَقول: إِنَّك لَفي نَدحَةٍ من الأمْرِ ومَنْدوحَةٍ مِنْهُ وأرْضٌ مَنْدوحَةٌ: بعيدَة وَاسِعَة، وَقَالَ أَبُو النَّجْم: يُطَوِّحُ الهَادِي بِهِ تَطْويحَا إِذا عَلا دَوِّيَّهُ المَنْدُوحا قَالَ: والدَّوُّ: بلدٌ مُسْتَوٍ أحد طَرفَيْهِ يُتَاخِم الحَفَر المنسوْب إِلَى أبي مُوسَى وَمَا صَاقَبَه من الطَّرِيق، وطرفُه الآخر يتاخم فلوات ثَبْرَة وطُوَيلع وأَمْواهاً غَيرهمَا. والنَّدْحُ فِي قَول العَجَّاج الكثْرَة حيثُ يَقُول: صِيدٌ تَسامَى وُرَّماً رِقَابُها بنَدْح وَهْمٍ قَطِمٍ قَبْقَابُها وَفِي حَدِيث عِمْران بن حُصَيْن أَنه قَالَ: (إنَّ فِي المعاريض لمندوحَةً عَن الْكَذِب) . قَالَ أَبُو عُبَيد: قَوْله: مندوحة يَعْنِي سَعَةً وفُسْحَةً. قَالَ: وَمِنْه قيل للرَّجُل إِذا عَظُم بطنُه واتَّسَعَ: قد انْدَاحَ بطنُه وانْدَحَى لُغَتَانِ، فَأَرَادَ أنَّ فِي المعاريض مَا يَسْتَغْني بِهِ الرجلُ عَن الِاضْطِرَار إِلَى الْكَذِب المَحْض. قلت: أصَاب أَبُو عُبَيد فِي تَفْسِير المَنْدُوحَة أَنه بِمَعْنى السَّعة والفُسْحَة، وغَلِطَ فِيمَا جَعَلَه مُشْتَقّاً مِنْهُ حِين قَالَ: وَمِنْه قيل: انْدَاحَ بطنُه وانْدَحى، لِأَن النُّون فِي المندوحة أَصْلِيَّة، وَالنُّون فِي انداحَ وانْدحَى غير أَصْلِيَّة، لِأَن انْدَاحَ من الدّوْح واندَحَى من الدَّحْوِ فبينهما وَبَين النَّدْح فُرْقَانٌ كبيرٌ، لِأَن المندوحة مَأْخُوذَة من أنداحِ الأَرْض، وَاحِدهَا نَدْحٌ، وَهُوَ مَا اتَّسع من الأَرْض، وَمِنْه قَوْلُ رُؤْبَة: صِيرَانُها فَوْضى بِكُلِّ نَدْح

وَمن هَذَا قَوْلهم: لَك مُنْتَدَحٌ فِي البِلادِ أَي مَذْهَبٌ واسعٌ عَريض. ابْن السّكيت: يُقَال: لي عَنْه مندوحة ومُنْتَدَح. قَالَ: والمُنْتَدَحُ: المكانُ الواسعُ وَهُوَ النَّدْحُ، وجَمْعُه أَنْدَاح. وَقد تَنَدَّحَتِ الغَنمُ فِي مَرَابضها إِذا تَبَدَّدَتْ واتَّسَعَتْ من البِطْنةِ، وَلَا تَقُل مَمْدُوحة. وَفِي حَدِيث أُمِّ سَلَمَة أَنها قَالَت لعائشَةَ حينَ أَرَادَت الْخُرُوج إِلَى البَصْرَة: قد جَمَع القُرآنُ ذيْلَكِ فَلَا تَنْدَحيه. وَبَعْضهمْ رَوَاهُ فَلَا تَبْدحيه بِالْبَاء، فَمَن قَالَه بِالْبَاء ذَهَب بِهِ إِلَى البَدَاح، وَهُوَ مَا اتَّسع من الأَرْض. وَمن رَوَاهُ بالنُّون فقد ذَهَبَ بِهِ إِلَى النَّدْح. وَيُقَال: نَدَحْتُ الشَّيْء نَدْحاً إِذا وَسَّعْتَه. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: تَندَّحَتِ الغَنَمُ فِي مرابِضها إِذا تَبَدَّدَتْ وَاتَّسَعَتْ. وَمِنْه يُقَال: لي عَنهُ مَنْدُوحَة ومُنْتَدَح أَي مكانٌ واسِعٌ. حند: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الحُنُدُ: الأحْساءُ، واحِدُها حَنُود، وَهُوَ حَرْفٌ غَرِيبٌ. قلتْ: أَحْسِبُه الحُتُد بِالتَّاءِ، واحِدُها حَتُود، وَمِنْه قَوْلهم: عَيْنٌ حُتدٌ: لَا ينْقطِع مَاؤُها. دحن: قَالَ اللَّيْث: الدَّحِنُ: العظيمُ البَطْن، وَقد دَحِنَ دَحَناً. قَالَ: وَقيل لابنَة الخُسِّ: أيُّ الإبِلِ خَيْرٌ؟ فَقَالَت: خَيْرُ الْإِبِل الدِّحَنَّة الطويلُ الذِّراعِ القصيرُ الكُرَاعِ، وقلَّما تَجِدَنَّه. قَالَ اللَّيْث: والدِّحِنَّةُ: الكثيرُ اللَّحْمِ الغَلِيظُ. قلتُ أَنا: ناقةٌ دِحَنّة ودِحِنَّةٌ بِفَتْح الْحَاء وَكسرهَا، فَمَن كسَرَها فَهُوَ مثل امْرَأَة عِفِرَّة وصِبِرَّة، وَمن فتحَ فَهُوَ مثالُ رجُل عكَبّ وَامْرَأَة عِكَبَّة إِذا كانَا جافِيي الْخَلق، وناقَةُ دِفَقَّةٌ: سَرِيعة. وَأنْشد ابنُ السِّكِّيت: أَلا ارْحَلُوا دِعْكِنّةً دِحِنَّةْ بِمَا ارْتَعى مُزْهِيَةً مُغِنَّهْ ويروى: أَلا ارْحلُوا ذَا عُكْنةٍ أَي جَمَلاً ذَا عُكَنٍ من الشَّحْمِ، وَهُوَ أَشْبَهُ، لِأَنَّهُ وَصفه بِنَعْتِ الذَّكَرِ فَقَالَ: ارْتَعَى. أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ قَالَ: الدَّحِل والدَّحِنُ: الخَبُّ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الدَّحِلُ: الدَّاهِيَةُ المُنكَرُ، والدَّحِنُ: السَّمِينُ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الدَّحِنُ والدِّحْوَنَّةُ: المُنْدَلِقُ البَطْن وَأنْشد: دِحْوَنَّةٌ مُكَرْدَسٌ بَلَنْدَحٌ ودَحْنَا: اسْم أَرْض. وَرُوِيَ عَن سَعِيدٍ أَنه قَالَ: خَلَقَ الله آدَمَ من دَحْنَا. دنح: أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال: دَنَّحَ الرجُلُ ودَبَّحَ وَدَرْبَحَ إذَا ذَلَّ. وَقَالَ شَمِر: دَمَّحَ وَدَبَّحَ، قَالَ: والدَّنْحُ: يَوْمُ عِيدٍ من أَعْيادِ النَّصَارَى، وأَحْسِبُه مُعَرَّباً. ح د ف اسْتعْمل من وجوهها: حفد، فدح، فحد.

حفد: قَالَ اللَّيْث: الْحَفْدُ فِي الخِدْمَةِ والعَمَل: الْخِفَّةُ والسُّرْعَةُ، وَأنْشد: حَفَدَ الوَلاَئِدُ حَوْلَهُنَّ وَأُسْلِمَتْ بأكفّهِنّ أَزِمَّةُ الأَجَمَالِ وَرُوِيَ عَن عُمَر أَنه قَرَأَ قُنُوت الْفجْر: وإِلَيْكَ نَسْعَى ونَحْفِد. قَالَ أَبُو عُبَيد: أَصْلُ الْحَفْدِ: الْخِدْمَة والعَمل. قَالَ: ورُوِي عَن مُجَاهِد فِي قَول الله جلّ وعزّ: {بَنِينَ وَحَفَدَةً} (النّحل: 72) أَنّهم الخدم، وَرُوِيَ عَن عبد الله أَنَّهُم الأصْهارُ، قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَفِي الْحَفْد لُغَة أُخْرى: أَحْفَدَ إحْفَاداً، وَقَالَ الرَّاعِي: مَزَايِدُ خَرْقَاءِ اليَدَيْن مُسِيفَةٍ أَخَبَّ بِهن المُخْلِفَان وَأَحْفَدَا قَالَ فَيكون أَحْفَدَا خَدَمَا، وَقد يَكُون أَحْفَدَا غَيرهمَا. قَالَ: وَأَرَادَ بقوله: وإلَيْكَ نَسْعَى ونَحْفِد: نَعْمَلُ لله بطاعَتِه. وَقَالَ اللَّيْث: الاحْتِفادُ: السُّرْعَةُ فِي كلِّ شَيْء، وَقَالَ الأعْشَى يَصِفُ السَّيْفَ: ومُحْتَفِدُ الوَقْعِ ذُو هَبَّةٍ أَجَادَ جِلاَهُ يَدُ الصَّيْقَل قُلْتُ: وروَاه غَيرُه: ومُحْتَفِل الوقع بِاللَّامِ، وَهُوَ الصَّوَابُ. حَدَّثنا أَبُو زيد عَن عبد الْجَبّار عَن سُفْيَان قَالَ: حَدَّثنا عَاصِم عَن زِرّ قَالَ: قَالَ عبد الله: يَا زِرّ، هَل تَدْرِي مَا الحَفَدَةُ؟ قَالَ: نعم، حُفّادُ الرَّجْلِ: من وَلَده وَوَلد وَلَده، قَالَ: لَا، وَلَكنهُمْ الأَصْهَارُ قَالَ عَاصِم: وَزعم الكَلْبِيّ أَنَّ زِرّاً قَدْ أَصَابَ، قَالَ سُفْيَان: قَالُوا: وكَذبَ الكَلْبِيّ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: مَنْ قَالَ الحَفَدَةُ: الأَعْوَانُ فَهُوَ أَتْبَعُ لكَلَام العَرَب مِمَّنْ قَالَ الأَصْهار. وَقَالَ الفرَّاءُ فِي قَوْله جلّ وعزّ: {بَنِينَ وَحَفَدَةً} (النّحل: 72) ، الحَفَدَةُ: الأَخْتَانُ، وَقَالَ: وَيُقَال: الأَعْوَان، وَلَو قيل الحَفَدُ لكَانَ صَوَابا، لِأَن الْوَاحِد حَافِد مثل القَاعِد والقَعَد. وَقَالَ الحَسَنُ فِي قَوْله: {بَنِينَ وَحَفَدَةً} (النّحل: 72) ، قَالَ: البَنُون: بَنُوك وبَنُو بَنِيك، وأَمَّا الحَفَدَةُ فَمَا حَفَدَك من شَيْء وعَمِلَ لَك وأَعَانَك. وروى أَبُو حَمْزَة عَن ابْن عَبَّاسٍ فِي قَوْله: {بَنِينَ وَحَفَدَةً} (النّحل: 72) قَالَ: مَنْ أعَانَكَ فَقَدْ حَفَدَكَ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْله: حَفَدَ الوَلاَئِدُ حَوْلَهُنَّ وأُسْلِمَتْ وَقَالَ الضَّحَّاكُ فِي قَوْله: {بَنِينَ وَحَفَدَةً} (النّحل: 72) قَالَ: بَنُو المَرْأَةِ من زَوْجها الأوَّل، وَقَالَ عِكْرِمَةُ: الحَفَدَةُ: مَنْ خَدَمَك من وَلَدِكَ وَوَلد، ولدك، وَقَالَ اللَّيْث: الحَفَدَةُ: البَنَاتُ، وهُنَّ خَدَمُ الأبَوَيْنِ فِي البَيْتِ، قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: الحَفَدَةُ: وَلَدُ الوَلَد. والحَفَدَانُ: فَوْق المَشْيِ كالخَبَبِ. قَالَ: والمَحْفِدُ: شيءٌ تُعْلَفُ فِيهِ الدَّابَّة، وَقَالَ الأعْشَى: وسَقْيي وإطْعَامِي الشَّعِيرَ بِمَحْفِدِ قَالَ: والمَحْفِدُ: السَّنَامُ. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: المَحَافِدُ فِي الثَّوْبِ: وَشْيُه، واحِدُها مَحْفِد. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الحَفَدَةُ:

صُنَّاعُ الوَشْي. والْحَفْدُ: الوَشْيُ. وَقَالَ شَمِر: سَمِعْتُ الدَّارِمي يَقُول: سَمِعْتُ ابْن شُمَيْل يَقُول لطرف الثَّوْب مِحْفَد بِكَسْر الْمِيم. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: المَحْتِدُ والمَحْفِدُ والمَحْقِدُ والمَحْكِد: الأصْلُ. وَقَالَ أَبو تُرَاب: احْتَفَد واحْتَمَد واحْتَفَل بِمَعْنى وَاحِد. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَبُو قَيْس: مِكْيالٌ واسْمه المِحْفَد، وهُوَ القَنْقَلُ. فدح: اللَّيْث: الفَدْحُ: إثْقَالُ الأَمْرِ والحِمْلِ صَاحِبَه، تَقول: نَزَل بهم أَمْرٌ فَادِحٌ. وَفِي الحَدِيث (وعَلَى الْمُسلمين ألاَّ يتْركُوا فِي الإسْلاَمِ مَفْدُوحاً فِي فِدَاءٍ أَو عَقْلٍ) ، قَالَ أَبُو عُبَيد: وَهُوَ الَّذِي فَدَحَهُ الدَّيْنُ أَي أَثْقَلَه. فحد: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: واحِدٌ فاحِدٌ، قلتُ: هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عَمْرو بِالْفَاءِ، وقرأتُ بِخَط شَمِر لِابْنِ الأعرابيّ قَالَ: القَحَّادُ: الرجلُ الفردُ الَّذِي لَا أَخَ لَهُ وَلاَ وَلَد، يُقَال: واحِدٌ قَاحِدٌ صَاخِدٌ، وَهُوَ الصُّنْبُورُ، قلتُ: وأنَا واقِف فِي هَذَا الحَرْفِ، وخَطُّ شَمر أقربُهما إِلَى الصَّوَاب، كَأَنَّهُ مَأْخُوذ من قَحَدَةِ السَّنَام، وَهُوَ أَصله. ح د ب حدب، دبح، دحب، بدح: مستعملة. حدب: قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَهُمْ مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ} (الأنبيَاء: 96) ، قَالَ اللَّيْث: الْحَدَبُ: حَدُورٌ فِي صَبَبٍ، وَمن ذَلِك حَدَبُ الرّيح وحَدَبُ الرَّمْلِ والجَمِيعُ الحِدَاب، وَقَالَ الفَرَّاء: {وَهُمْ مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ} (الأنبيَاء: 96) من كُلِّ أكَمةٍ، ومِنْ كُلِّ مَوْضع مرتَفِع، وَكَذَلِكَ قَالَ الزَّجَّاجُ: من كلِّ حَدَبٍ، قَالَ: الحَدَبُ: الأكَمَةُ. وَقَالَ اللَّيْث: الحَدَبُ: مصدر الأحْدَبِ، وَالِاسْم الحُدْبَةُ، والفِعْلُ: حَدِبَ يَحْدَبُ حَدَباً. قَالَ: وَيُقَال: احْدَوْدَبَ ظهْرُه. قلت: والحَدَبةُ مُحرَّكةُ الْحُرُوف: موضعُ الحَدبِ فِي الظَّهر الناتىء، فالحَدبُ دُخُول الصَّدْر وخروجُ الظّهْر، والقَعَسُ: دُخُول الظَّهر وخروجُ الصَّدرِ. اللَّيْث: حَدِبَ فلانٌ على فلانٍ يَحْدَبُ حَدَباً إِذا عطَف وحَنا عَلَيْهِ، وَيُقَال هُوَ لهُ كالوالد الحَدِب. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الحَدَأُ مثلُ الحَدَبِ، حَدِئْتُ عَلَيْهِ حَدَأً مثْلُ حدِبْتُ عَلَيْهِ حدَباً أَي أَشْفَقْتُ. قَالَ النَّضْرُ: فِي وَظِيفَي الفرَس عُجَايَتَاهما وهما عَصَبَتان تَحمِلان الرِّجل كلهَا، قَالَ: وَأما أحْدَباهما فهما عِرقان، قَالَ: وَقَالَ بَعضهم الأحدَبُ فِي الذِّراع: عِرقٌ مُستبْطِنٌ عَظْمَ الذِّراع. وَيُقَال: اجْتمع النَّبِيطُ يَلْعَبُونَ االحَدَبْدَبَى وَهِي لُعْبةٌ لَهُم. وحَدَبُ الشَّتاءِ: شِدّةُ بردِه وَسنة حدباء: شَدِيدَة قَالَ مُزَاحِمٌ العُقَيْلِيُّ فِي صفة فرس: لم يَدْرِ مَا حَدَبُ الشتاءِ ونَقْصُه ومضتْ صَنابرُه وَلم يتَخَدَّد

أَرَادَ أَنه كَانَ يتَعهَّدَه فِي الشتاءِ ويقومُ عَلَيْهِ والتحدُّبُ مثُله، وَمِنْه قَوْله: إِنِّي إِذا مُضَرٌ عَلَيَّ تَحَدَّبتْ لاقَيْتَ مُطَّلِعَ الجبالِ وُعوراً اللَّيْث: يُقَال للدَّابة الَّذِي قد بَدَتْ حَرَاقِفُه وعَظُم ظهرهُ حدْباء حِدْبيرٌ وحِدْبارٌ. وَقَالَ غيرُه: حَدَبُ السَّيْلِ: ارتفاعُه، وَقَالَ الفرزدق: غدَا الحيُّ من بيْنِ الأُعَيْلام بَعْدَمَا جرَى حَدَبُ البُهْمَى وهاجتْ أَعاصِرُه قَالَ: حَدَبُ البُهْمى: مَا تناثر مِنْهُ فَركب بعضُه بَعْضًا كحَدَب الرَّمل. وَقَالَ النَّضر: الحَدَبةُ: مَا أَشرف من الأرضِ وغَلُظ، قَالَ وَلَا تكون الحَدَبةُ إِلَّا فِي قُفَ أَو غِلَظِ أَرض. وَقَالَ غيرُه: حُدْب الْأُمُور: شَوَاقُّها، وَاحِدهَا حَدْباءُ، وَقَالَ الرَّاعِي: مروانُ أَحَزمُها إِذا نَزَلتْ بِهِ حُدْبُ الأُمورِ وخَيرُها مأَمولا وسَنةٌ حدباءُ: شديدةٌ، شُبِّهتْ بالدَّابةِ الحَدباء. وَقَالَ الأصمعيُّ: الحَدَبُ والحَدَر: الأثَرُ فِي الجِلْد، وَقَالَ غَيره: الحَدَر: السِّلَع، قلت: وصوابُه الجَدَر بِالْجِيم، الواحدةُ جَدَرَة، وَهِي السِّلْعة والضَّوَاةُ. شمِر: حَدَبُ المَاء: مَا ارْتَفع من أمواجه، وَقَالَ العجَّاج: نَسْجَ الشَّمالِ حَدَبَ الغَدير وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: حَدَبُهُ: كثْرتُه وارتفاعه، وَيُقَال: حَدَبُ الغَديرِ تحرُّك الماءِ وأمواجِه، قَالَ: والمُتحدِّب: المتعلِّق بالشَّيْء الملازمُ لَهُ. ابْن بُزُرْج: يُقَال: اشْترى الْإِبِل فِي حَدابِ على فَعَال أَي فِي سَنَةٍ حدْباء مثل فَسَاقِ. دبح: ابْن شُمَيْل: دَبَّح الرَّجلُ ظهرَه إِذا ثناه فارتفع وَسَطُه كَأَنَّهُ سَنَام. وَقَالَ اللَّيْث: التَّدْبيح: تَنْكيس الرَّأْس فِي المَشي، وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه نهَى أَن يُدَبِّح الرجلُ فِي رُكُوعه كَمَا يدبِّح الْحمار. وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: يُدبِّح، مَعْنَاهُ يطأْطىء رأْسَه فِي الرُّكُوع حَتَّى يكون أخفضَ من ظَهره. وَقَالَ الأُمَوِيّ: دبَّح تدبيحاً إِذا طَأطأَ رأسَه. وَقَالَ اللِّحْياني: دمَّح ودَبَّح ونحوَ ذَلِك قَالَ شمر. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: دبَّح ودنَّح إِذا ذَلَّ. وَقَالَ النَّضر: رمْلةٌ مُدَبِّحَةٌ أَي حدْبَاء، ورِمال مدابِحُ. أَبُو عدنان عَن الغَنَوِيّ: دبَّح الحمارُ إِذا رُكِب وَهُوَ يشتكي ظهرَه من دبَرِه، فيُرْخِي قوائمه ويُطامن ظهرَه وعَجُزَه من الْأَلَم. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: مَا بالدَّار دِبِّيح ولادِبِّيجٌ بِالْحَاء وَالْجِيم، والحاء أفصحهما وَرَوَاهُ أَبُو عُبَيد: مَا بِالدَّار دبِّيجٌ بِالْجِيم، قلت: وَمَعْنَاهُ من يَدِبّ. وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: التَّدبيح: خَفْضُ الرَّأْس وتنكيسه. وَأنْشد أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ:

لما رأى هِراوةً ذاتَ عُجَرْ دبّح واستَخْفَى ونادَى يَا عُمَرْ قَالَ: والتدبيح: التطأطؤ. يُقَال: دبِّح لي حَتَّى أركبك. وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو عَدنان: التَّدبيحُ تدبيحُ الصّبيان إِذا لَعبوا، وَهُوَ أَن يُطامِنَ أحدهم ظهرَه ليَجيءَ الآخر يَعدُو من بعيدٍ حَتَّى يركبه. والتدبيحُ أَيْضا: تَدْبيحُ الكَمْأة، وَهُوَ أَن تَنفتحَ عَنْهَا الأرضُ وَلَا تَصْلَع أَي لَا تَظهرَ، حُكِي ذَلِك عَن الْعَرَب. بدح: قَالَ اللَّيْث: البَدْحُ: ضَرْبُك بِشَيْء فِيهِ رَخاوة، كَمَا تَأْخُذ بِطِّيخَةً فَتَبْدحُ بهَا إنْسَانا، تَقول: رَأَيْتهمْ يتبادَحون بالكُرِينَ والرُّمّان ونحوِه عبَثاً يَعْنِي رَمْياً. أَبُو عُبَيْد: بَدَحَت المرأةُ وتبدَّحَتْ. وَهُوَ جنسٌ من مِشْيَتِها. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: التَّبَدُّح: حُسنُ مِشْيَةِ الْمَرْأَة، وَأنْشد: يَبْدَحْن فِي أَسْوُقٍ خُرْسٍ خَلاخِلُها أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: البَدَاح على لفظ جَناح: الأرضُ الليِّنَة الواسعةُ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: البَدْحُ: عَجْزُ الرجل عَن حَمالةٍ يحملُها، وعَجْزُ البعيرِ عَن حِمْله، وَأنْشد: إِذا حَمَل الأحْمَالَ ليْسَ بِبادح شمر عَن الْأَصْمَعِي: البَدَاحُ والأبْدَحُ والمَبْدوح: مَا اتَّسَع من الأَرْض، كَمَا يُقَال الأبْطَحُ والمبطوح، وَأنْشد: إِذا عَلاَ دَوِّيَّهُ المَبْدوحا رَوَاهُ بِالْبَاء. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الأبْدَحُ: العَرِيضُ الْجَنْبَيْنِ من الدَّوابِّ، وَقَالَ الرّاجزُ: حتَّى يُلاَقي ذَاتَ دَفَ أبْدَحِ بمُرْهَفِ النَّصْل رَغِيبِ المَجْرَحِ أَبُو عُبَيد عَن الفرّاء: بَدَحْتُه بالعَصا وكَفَحْتُه بَدحاً وكَفْحاً إِذا ضَرَبْتَه. وَقَالَ الْأَصْمَعِي فِي كِتَابه فِي (الأمْثال) يرويهِ أَبُو حَاتِم لَهُ يُقَال: أكلَ مالَهُ بأبْدَحَ ودُبيْدَح، قَالَ الْأَصْمَعِي: إِنَّمَا أَصله دُبيْح، وَمَعْنَاهُ أَنه أكله بِالْبَاطِلِ، وَحَكَاهُ ابْن السِّكِّيت: أَخَذَ مَاله بأبْدَح ودُبيدَح، أخْبَرني بذلك الْمُنْذِرِيّ عَن الحَرّانيُ عَنهُ، وَقَالَ سمعتُ التَّوَّزِي يَقُول: يُقَال أكلَ مالَه بأبْدَح ودُبيْدَح أَي بِالْبَاطِلِ، قَالَ: يُضْرَبُ مَثلاً لِلْأَمْرِ الَّذِي يَبْطُلُ، وَكلهمْ قَالَ دبيْدَح بِفَتْح الدَّال الثَّانية. عَمْرو عَن أَبِيه: يُقَال: ذَبَحَه، وبَذَحَه، ودبَحَه وَبَدحَه وَمِنْه سُمِّي بُدَيْح المُغَنِّي، كَانَ إِذا غَنَّى قَطَع غِنَاء غَيْره بِحُسْنِ صَوْتِه. دحب: أهمله اللَّيْث، وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الدَّحْبُ: الدَّفْع، وَهُوَ الدَّحْمُ، يُقَال: دَحَبَها ودَحَمَها فِي الجِماعِ، والاسْمُ الدُّحَاب. ح د م حدم، حمد، مدح، دمح، دحم: مستعملات. حدم: قَالَ اللَّيْث: الحَدْمُ: شِدَّةُ إحْماءِ الشَّيْءِ بِحَرِّ الشَّمْسِ والنَّار، تَقول: حَدَمه كَذَا فاحتدم. وَقَالَ الأَعْشَى:

وإدلاجِ لَيْلٍ على غِرَّةٍ وهَاجِرةٍ حَرُّها مُحْتَدِم أَبُو عُبَيد عَن الفرّاء: للنّار حَدَمَة وحَمَدة، وَهُوَ صَوت الالتهاب، وَهَذَا يَوْم مُحْتَدِمٌ ومُحْتَمِدٌ، وَقَالَ أَبُو عُبَيد: الاحْتِدامُ: شِدَّةُ الحَرّ. وَقَالَ أَبُو زيد: احْتَمَد يوْمُنا واحْتَدَمَ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: الحَدَمَةُ: من أصْوَاتِ الحيَّة، صَوْتُ حَفِّه كَأَنَّهُ دَوِيٌّ يَحْتدِم، واحْتَدَمَتِ القِدْرُ إِذا اشتدَّ غَلَيانُها. وَقَالَ أَبُو زيد: زَفيرُ النّار: لَهبُها وشَهِيقُها، وحَدَمُها وحَمَدُها وكلْحَبَتُها بِمَعْنى وَاحِد. واحْتَدم الشرابُ إِذا غَلَى، وَقَالَ الْجَعْدِي يصف الْخمر: رُدَّت إِلَى أكْلَفِ المَنَاكِب مَرْ شُومٍ مُقيمٍ فِي الطِّين مُحْتَدِم دحم: قَالَ اللَّيْث: دَحْمٌ ودَحْمانٌ: من الأسمَاء، والدَّحْم: النِّكاحُ، يُقَال: دَحَمَها دحْماً، وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قيل لَهُ: هَل يَنْكِحُ أهْلُ الجنَّةِ؟ فَقَالَ دحْماً دحْماً أَي يَدْحَمون دَحْماً، وَهُوَ شِدَّةُ الجِمَاع. ودحْمَةُ: اسْم امْرَأَة، ودُحَيْمٌ: اسْم رجل ابْن الْأَعرَابِي: دَحَمه دَحْماً إِذا دفَعَه، وَقَالَ رؤبة: مَا لَمْ يُبِحْ يأْجوجَ رَدْمٌ يَدْحَمُه أَي يَدْفَعُه. وَأنْشد أَبُو عمر: قَالَت وَكَيف وَهُوَ كالمُمَرتَك إِنِّي لطول الفَشل فِيهِ أشتكي فادحَمْه شَيْئا ساعَةً ثمَّ اترك مدح: قَالَ اللَّيْث المَدْحُ: نَقِيضُ الهِجَاء، وَهُوَ حُسْنُ الثَّناء، يُقَال: مدَحْتُه مَدْحَةً واحِدَة، والمِدْحَةُ: اسْم المَديح، والجميعُ المِدَحُ، قَالَ: والمُثْنِي يمْدح ويمْتَدحُ قلتُ: وَيُقَال: فلَان يَتَمدَّحُ إِذا كَانَ يُقَرِّظُ نَفسه ويُثْني عَلَيْهَا. والمَمَادح ضِدُّ المَقَابح، والمدائحُ جَمْعُ المديح من الشِّعر الَّذِي مُدح بِه. ورَجُلٌ مَدَّاحٌ: كَثِيرُ المدْح للْمُلوك. حمد: اللَّيْث: الحَمدُ: نَقيضُ الذَّمِّ، يُقَال: حَمِدْتُه على فعله، وَمِنْه المحْمدَةُ، وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الفَاتِحَة: 2) . قَالَ الفرّاءُ: اجْتمع القُرَّاء على رفع (الحمدُ لله) ، فَأَما أهْلُ البَدْو فَمنهمْ من يَقُول: الحمدَ لله، وَمِنْهُم من يَقُول: الحمدِ لله بخفض الدَّال، وَمِنْهُم من يَقُول: الحمدُ لله فيرفع الدَّال وَاللَّام، قَالَ أَبُو العباسُ: الرفُع هُوَ القراءَةُ، لِأَنَّهُ المأْثورُ، وَهُوَ الاخْتِيارُ فِي العَربيَّة. وَقَالَ النحويون: مَنْ نَصَبَ من الْأَعْرَاب الْحَمد الله فعَلى الْمصدر أَحْمد الْحَمد لله، وَأما مَنْ قَرَأَ: الحمدِ لله فَإِن الفَرّاء قَالَ: هَذِه كلمة كَثُرَت عَلَى ألْسنِ العَرب حَتَّى صَارَت كالاسم الْوَاحِد، فَثَقل عَلَيْهِم ضَمُّها بعد كَسْرَة فأَتْبَعوا الكَسْرَة الكَسْرَة. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: لَا يُلْتَفتُ إِلَى هَذِه اللُّغَة وَلَا يُعْبأ بهَا، وَكَذَلِكَ من قَرَأَ: الحمدُ لله فِي غير الْقُرْآن فَهِيَ لُغةٌ رديئةٌ. وَقَالَ الأخْفَشُ: الحمدِ لله: الشُّكْرُ لله، قَالَ: والحمدُ أيْضاً: الثَّناء، قلت: الشُّكْر

أبواب الحاء والتاء

ُ لَا يكون إِلَّا ثَنَاء لِيَدٍ أُوليتَها، والحمدُ قدْ يكون شُكْراً للصَّنِيعة وَيكون ابْتِدَاء للثناء عَلَى الرَّجُل، فحمدُ الله الثَّنَاء عَلَيْهِ، وَيكون شُكراً لِنِعَمِه الَّتِي شَمِلَت الكُلّ. وَقَالَ اللَّيْث: أحْمَدْتُ الرجلَ: وجَدْتُه مَحْمُودًا، وَكَذَلِكَ قَالَ غَيره: يُقَال: أتَيْنا فُلاَناً فأَحْمَدناهُ وأَذْمَمْناهُ أَي وجَدناه مَحْمُودًا أَو مذْموماً. وَقَالَ اللَّيْث: حُمَاداك أَن تَفْعَلَ كَذَا أَي حَمْدُك، وحُماداك أَن تَنْجُوَ من فُلان رأْساً بِرَأْس. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: حَبابُك أَن تفْعَلَ ذاكَ، وَمثله حُمادَاكَ. وَقَالَت أُمُّ سَلمَة: حُمادَياتُ النِّساء غَضُّ الطَّرْف وقِصَرُ الوَهَازَة، مَعْنَاهُ غَايَة مَا يُحْمَد مِنْهُنَّ هَذَا، وَقيل: غُناماك بِمعنى حُماداك، وعُنَاناك مِثْلُه. وَقَالَ اللَّيْث: التَحْمِيدُ: كَثْرَةُ حَمْدِ الله بالمحَامِدِ الحسَنَة. قَالَ: وأحْمَدَ الرَّجُلُ إِذْ فَعَلَ مَا يُحْمَدُ عَلَيْهِ. وَقَالَ الأعْشَى: وأحْمَدتَ إِذْ نَجَّيْتَ بالأمْسِ صِرْمَةً لَهَا غُدَداتٌ واللُّواحِقُ تَلْحَقُ ومُحمَّد وأَحْمد اسْما نَبِيِّنا الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَول الْعَرَب: أحْمَدُ إِلَيْك الله. قَالَ اللَّيْث مَعْنَاهُ أَحْمد مَعَك الله، وَقَالَ غَيره: أشكُر إِلَيْك أيادِيَه ونعمه. وَقَالَ ابْن شُمَيْل فِي قَوْله أحْمَدُ إِلَيْكُم غَسْلَ الإحْلِيل أَي أرضاه لكم، أَقَامَ إِلَى مُقام اللَّام الزَّائِدَة. وَقَالَ شمر: بَلَغَني عَن الْخَلِيل أَنه قَالَ: معنى قَوْلهم فِي الكُتُب: فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْك الله أَي أحْمد مَعَك الله، كَقَوْل الشَّاعِر: ولَوْحَيْ ذِرَاعَيْن فِي بِرْكةٍ إِلَى جُؤْجُؤٍ رَهِل الْمنْكب يُرِيد مَعَ بركَة. وَيُقَال: هَل تَحمَد لي هَذَا الْأَمر أَي هَل ترضاه لي. وَفِي (النَّوَادِر) : حَمِدْتُ عَلَى فلَان حَمْداً وضمِدْتُ ضَمَداً إِذا غَضِبْتَ، وَكَذَلِكَ أَرِمْتُ أَرَماً. وَقَول المُصَلِّي: سُبْحَانك اللَّهُمَّ وبِحَمْدِك الْمَعْنى وبِحَمْدِك أَبْتَدِىء، وَكَذَلِكَ الجِالِبُ للباء فِي بِسم الله الِابْتِدَاء، كَأَنَّك قلت: بَدَأْتُ باسْمِ الله، وَلم تَحْتَج إِلَى ذكر بدأت، لِأَن الْحَال أَنْبأَت أَنَّك مُبْتَدِىء. أَبُو عُبَيد عَن الفَرَّاء: للنار حَمَدَة، ويَوْمٌ مُحْتَمِدٌ ومُحْتَدِمٌ: شَدِيد الحَرِّ. والحَمِيدُ من صِفَاتِ الله بمَعْنَى المحمُودِ، ورَجُلٌ حُمَدَةٌ: كَثيرُ الْحَمدِ. وَرَجُلٌ حَمَّادٌ مِثْلُه. وَمن أَمْثَالهم: (من أنْفق مَاله على نَفسه فَلَا يتحمد بِهِ إِلَى النَّاس) ، الْمَعْنى أَنه لَا يُحمد على إحْسانه إِلَى نَفسه، إِنَّمَا يُحْمَد على إحْسَانِه إِلَى النَّاس. دمح: شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: دَمَّحَ ودَبَّح إِذا طَأْطَأَ رَأْسَه. (أَبْوَاب الْحَاء وَالتَّاء ح ت ظ ح ت ذ ح ت ث: أهملت وجوهها.

ح ت ر حتر، حرت، ترح: مستعملة. حتر: قَالَ اللَّيْث: الحَتْر: الذَّكَرُ من الثَّعَالِب، قلتُ: لَمْ أَسْمَع الحَتْرَ بِهَذَا الْمَعْنى لغير اللَّيْث، وَهُوَ مُنكر. وَقَالَ اللَّيْث: الحِتَارُ: اسْتَدَارَ بالعَيْن مِنْ زِيقِ الجَفْن من بَاطن. قَالَ: وحِتَارُ الظُّفْرِ: مَا أَحَاطَ بِهِ، وَكَذَلِكَ مَا يُحِيط بالخِباء، وكَذلك حِتَار الدُّبُر: حَلْقَته. قَالَ: والمُحْتِرُ: الَّذِي لَا يُعْطِي خَيْراً وَلَا يُفْضِل على أَحَد، إِنَّمَا هُوَ كَفَافٌ بكَفَافٍ لَا ينفلت مِنْهُ شَيْء، قد أَحتَر على نَفسه وَأَهله أَي ضَيَّق عَلَيْهِم ومنعهم خَيْرَه. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: حترتُ لَهُ شَيْئا بِغَيْر ألف، فَإِذا قَالَ: أَقَلَّ الرجلُ وأَحْتَر قَالَه بِالْألف، وَالِاسْم مِنْهُ الحِتْر، وَأنْشد للأعلم الهُذَلي: إِذا النُّفَساءُ لم تُخَرَّسْ بِبِكْرِها غُلاَماً وَلم يُسْكَتْ بِحِتْرٍ فَطِيمُهَا وَأَخْبرنِي الإيَادِيّ عَن شمر: الحَاتِر: المُعْطِي، وَأنْشد: إذْ لَا تَبِضُّ إِلَى التَّرا ئِكِ والضَّرَائِكِ كَفُّ حَاتِر قَالَ: وحَتَرْتُ: أَعْطَيْتُ عَن أبي عَمْرو، قَالَ: وَقَالَ غَيره: كَانَ عطاؤك إيّاه حَقْراً حَتْراً أَي قَلِيلا، وَقَالَ رُؤْبةُ: إِلَّا قَلِيلاً من قَلِيلٍ حَتْرِ قَالَ: وأَحَتَر علينا رِزْقَنا أَي أقَلَّه وحَبَسَه، قَالَ: وَيُقَال: مَا حَتَرْتُ اليومَ شَيْئا أَي مَا أَكَلتُه. وَقَالَ الفَرَّاء: حَتَرَهُ يَحتُرُه إِذا كَسَاهُ وأعْطَاه، وَقَالَ الشَّنْفَري: وأُمِّ عِيَالٍ قَدْ شَهِدْتُ تَقُوتُهم إِذا حَتَرَتْهُمُ أَتْفَهَت وأقَلَّتِ. غَيره: أحْتَرْتُ العُقْدَةَ إحْتاراً إِذا أحْكَمْتُها فَهِيَ مُحْتَرَةٌ، وبَيْنهم عَقْدٌ مُحْتَرٌ: قَد استُوثِقَ مِنْه. وَقَالَ لَبيد: وبِالسَّفْح من شَرْقِيِّ سَلْمَى مُحَارِبٌ شُجَاعٌ وذُو عَقْدٍ من القعوْم مُحْتَرِ ابْن السِّكِّيت عَن الفَزَارِيّ قَالَ: الحَتِيرَةُ: الوَكِيرَةُ، وهُو طَعَامٌ يُصْنَع عِنْد بِنَاء الْبَيْت، قُلْتُ: وَأَنا وَاقِف فِي هَذَا الْحَرْف، وَبَعْضهمْ يَقُول: حَثِيرة بالثاء. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: الحُتُرُ أكِفَّةُ الشِّقَاقِ، كل وَاحِد مِنْهَا حَتارٌ. وَقَالَ أَبُو زيد الْكلابِي: الحِتْرُ: مَا يُوصل بِأَسْفَل الخباءِ إِذا ارْتَفع عَن الأَرْض وقلص ليَكُون سترا، يُقَال مِنْهُ حَتَرْتُ البَيْتَ. ترح: التَّرَحُ: نقِيضُ الفَرَح، وَيُقَال: بَعْد كُلِّ فَرْحَةٍ ترْحَةٌ. قَالَ: والمِتْرَاحُ من النُّوقِ: الَّتِي يُسْرعُ انْقطَاعُ لَبنها، والجَميعُ المَتارِيح. وَقَالَ أَبُو وَجْزَة السَّعديّ يَمدَحُ رَجلاً: يُحَيُّونَ فَيَّاضَ النَّدَى مُتَفَضِّلاً إِذا التَّرِحُ المَنَّاعُ لَمْ يَتَفَضَّل قَالَ: التَّرِحُ: القَلِيلُ الخَير.

وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن مَنَاذِر: التَّرَحُ: الهبُوطُ، وَمَا زلْنَا مُنْذُ الليلةِ فِي تَرَح، وَأنْشد: كأنَّ جَرْسَ القَتَبِ المُضَبَّبِ إِذا انْتُحي بالتّرَح المُصَوَّب وَقَالَ: الانتحاء: أنَ يَسْقُط هَكَذَا، وَقَالَ بِيَدِهِ بَعْضُها فَوق بعض، وَهُوَ فِي السُّجُود أَن يُسْقِط جَبينَه إِلَى الأَرْضِ ويَشُدَّه وَلَا يعْتَمد على راحتيه وَلَكِن يعْتَمِدعلى جَبِينه، حكى شمر هَذَا عَن عبد الصَّمد بن حَسّان عَن بعض الْعَرَب. قَالَ شمر: وَكنت سَأَلت ابنَ مُناذِرٍ عَن الإنْتِحَاء فِي السُّجُود فَلم يعْرِفه. قَالَ: فذكرتُ لَهُ مَا سَمِعْتُ، فَدَعَا بدَواته وكتَبه بِيدِه. حدَّثنا عبد الرحمان بن أبي حَاتِم، قَالَ حَدَّثنَا أبِي، قَالَ: حدَّثنا الفَضْلُ بنُ دُكيْن، قَالَ: حدَّثَنا أَبُو مَعْشَر عَن شُرَحْبيل بن سَعْد عَن عليّ بن أبي طَالب، قَالَ: نهاني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن لِبَاس القَسِّيِّ المْتَرَّح وأنْ أَفْتَرِشَ حِلْسَ دابَّتي الَّذِي يَلي ظَهْرَها، وَألا أَضَعَ حِلْسَ دابّتي على ظهرهَا حَتَّى أذكر اسْم الله، فإنَّ على كلِّ ذِرْوَةٍ شَيْطَانا، فَإِذا ذكَرْتم اسمَ الله ذَهَبَ. قُلْتُ: كأنَّ المُتَرَّحَ المُشْبَع حُمْرَةً كالمُعَصْفَرِ. والتّرْحُ: الفَقْرُ، قَالَ الهُذَليُّ: كَسَوْتَ على شَفَا تَرْحٍ ولُؤْمٍ فأَنْتَ على دَرِيسِكَ مُسْتَمِيتُ دريسك: خَلَقك، على شفَا تَرْح أَي على شَرَف فَقْر وقِلّة، يُقَال: قَليلٌ تَرْحٌ. حرت: قَالَ اللَّيْث: حَرَتَ الشَّيْء يَحْرُتُه حَرْتاً وَهُوَ قَطْعُك إيّاه مستديراً كالفَلْكة. قَالَ: والمحْرُوتُ: أَصْلُ الأُنْجُذَانِ، قلت: وَلَا أَعْرِفُ مَا قَالَ الليثُ فِي الحرْتِ أَنه قَطْعُ الشَّيْء مُسْتَدِيراً، وأَظُنُّه تَصْحِيفاً: والصَّوابُ خَرَتَ الشيءَ يَخْرُتُه خَرْتاً بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة: لأنَّ الخُرْتَةَ هِيَ الثَّقْبُ المُسْتدير. وروى أَبُو عُمَر عَن أَحْمد بن يحيى عَن أَبِيه أَنه قَالَ: الحُرْتَةُ بِالْحَاء: أَخذُ لَذْعَةِ الخَرْدَل إِذا أَخَذَ بالأنف. قَالَ: والخُرْتَةَ بِالْخَاءِ: ثَقْبُ الشَّغِيزَة وَهِي المِسَلَّةُ. وروى ثَعْلب عَن ابْن الْأَعرَابِي: حَرِتَ الرجُلُ إِذا سَاءَ خُلُقُه. وَقَالَ ابْن شُمَيل: المحْرُوتُ: شَجَرَة بَيْضَاء تُجْعَل فِي المِلْح لَا تُخَالِطُ شَيْئا إِلَّا غَلَبَ رِيحُها عَلَيْهِ، وتنْبُتُ فِي البَادِية، وَهِي ذَكِيَّةُ الرّيح جدا، والواحدة مَحْرُوتَة. وَقَالَ الدينَوَرِي: هِيَ أصل الأُنْجُذان. ح ت ل حتل، حلت، لحت، لتح: مستعملة. وَقد أهمل اللَّيْث: حتل ولحت وهما مستعملان. لتح: قَالَ اللَّيْث: اللَّتْح: ضرب الْوَجْه والجسد بالحصى حَتَّى يؤثِّرَ فِيهِ من غير جَرْح شَدِيد، وَقَالَ أَبُو النَّجْم: يَلْتَحْنَ وَجْهاً بالحَصَى مَلْتُوحا

يصف عانَةً طردها مِسْحَلُها، وَهِي تَعْدُو وتُثِير الحَصَى فِي وَجْهِه. أَبُو زيد: لَتَحَها لَتْحاً إِذا نَكَحَهَا وجامعها، وَهُوَ لاتِحٌ، وَهِي مَلْتُوحة. وَأَخْبرنِي المُنْذِري عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: لتَحْتُ فُلاناً ببصرى أَي رَمَيْتُه، حَكَاهُ عَن أبي الْحسن الْأَعرَابِي الْكلابِي، وَكَانَ فصيحاً. ابْن الْأَعرَابِي: رجل لاتِح ولُتاحٌ ولُتَحَةٌ ولَتِحٌ إِذا كَانَ عَاقِلا داهياً، وقومٌ لُتَّاح، وهم الْعُقَلَاء من الرِّجَال والدُّهاةُ. الأُمَوِيُّ: اللَّتْحانُ: الجائع، وامرأةٌ لَتْحَى: جائِعة. حلت: قَالَ الليثُ: الحِلْتِيتُ. الأنْجُزَذُ، وَأنْشد: عَلَيْك بِقُنُأَةٍ وبِسَنْدَروسٍ وحِلْتِيتٍ وشَيْءٍ من كَنَعْدِ قلت: أَظن هَذَا الْبَيْت مصنوعاً وَلَا يحْتَج بِهِ، وَالَّذِي حَفِظته عَن البحرانيين: الخِلْتِيت بِالْخَاءِ: الأَنْجُزَذُ، وَلَا أرَاهُ عَرَبِيّاً مَحْضاً. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: يَوْم ذُو حِلِّيتٍ إِذا كَانَ شَدِيد الْبرد، والأزِيزُ مثله. قَالَ: والْحَلتُ: لُزُوم ظهر الخَيْل. وَقَالَ ابْن الْفرج: قَالَ الْكسَائي: حَلَتُّه أَي ضَرَبتُه، قَالَ: وَغَيره يَقُول: حَلأْتُه. اللحياني: حلأتُ الصوفَ عَن الشاةِ حَلأً، وحَلَتُّه حَلْتاً، وَهِي الحُلاتَةُ والْحُلاءةُ للنُّتافَةِ: وحِلِّيتُ: مَوضِع ذكره الرَّاعِي: بِحِلِّيتَ أَقْوَت مِنْهُمَا وتَبدَّلت ويروى بِحَليَة. لحت: قَالَ ابْن الْفرج: قَالَ السليمي: بَرْدٌ بَحْتٌ لَحْتٌ أَي بَرْدٌ صادِق. وَقَالَ غَيره: لَحَتَ فلانٌ عَصَاهُ لَحْتاً إِذا قَشَرَها، ولَحَتَه بالعَذْل لَحتاً مثله. حتل: أهمله اللَّيْث، وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الحاتِلُ: المِثلُ من كل شَيْءٍ. قُلْتُ: الأصْلُ فِيهِ الحاتِنُ، فَقْلِبَت النُّون لاما، وَهُوَ حِتْنُه وحَتْله أَي مِثْلُه. ح ت ن حتن، حنت، نحت، نتح: مستعملة. نحت: قَالَ اللَّيْث: النَّحْتُ نَحْتُ النَّجَّار الْخشب، يُقَال هُوَ يَنْحَتْ وينْحِتُ لُغَتَان وجَمَلٌ نَحِيتٌ قد انْحَتَّت مَنَاسِمُه، وَأنْشد: وَهُو من الأيْن وَجٍ نَحيتُ والنُّحاتَةُ: مَا نُحِتَ من الخَشَبِ. وَقَالَ: نَحَتَها نَحْتاً إِذا جامَعَها، ولَحَتَها مِثْلُه. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: إِنَّه لكَرِيمُ النَّحِيتةِ والطَّبِيعة والغريزة بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ اللحياني: الكَرَمُ من نحته ونحاسِهِ ونُحِتَ على الْكَرم وطُبِعَ عَلَيْهِ. حتن: قَالَ اللَّيْث: الحَتْنُ من قَوْلك: تحَاتَنَتْ دُمُوعُه إِذا تَتَابَعَت. وَقَالَ الطِّرِمِّاحُ: كأنَّ الْعُيُون المُرْسَلاتِ عَشِيَّةً شَآبِيبُ دَمْع العَبْرَةِ المُتَحَاتنِ

قَالَ: وتحَاتَنتِ الخِصالُ فِي النِّصَالِ إِذا وقَعت خَصَلاَتٌ فِي أصلِ القِرْطاس، قيل: تحاتَنَت أَي تتَابَعتْ. قَالَ: والخَصْلَةُ: كلُّ رَمْيَة لزِمَت القِرْطاس من غير أَن تُصِيبَه. قَالَ: وَأهل النِّضال يَحسبون كل خَصْلَتين مُقَرْطِسة. قَالَ: وَإِذا تَصَارَع الرّجلَانِ فصُرِعَ أحدُهما وثَبَ ثمَّ قَالَ: الحَتَني لَا خَيْرَ فِي سَهْم زَلَجْ وَقَوله: الحتَنَى أَي عاود الصِّرَاع. قَالَ: والزَّالِجُ: السَّهمُ الَّذِي يَقع بِالْأَرْضِ ثمَّ يُصِيب القرْطاس. قَالَ: والتَّحَاتُنُ: التَّبارِي. وَقَالَ النَّابغةُ يَصِفُ الرِّياحَ واختلافَها: شمالٌ تَحُاذِيها الجَنوبُ بقَرْضِها ونَزْعُ الصَّبا مُورَ الدَّبُورِ تُحاتِنُ أَبُو عُبَيد: المْحْتَتِنُ: الشيءُ المُسْتوِي لَا يخالِفُ بَعضُه بَعْضًا. وَأنْشد غَيره للطّرِمَّاح: تلكَ أحسابُنا إِذا احْتَتَنَ الخَصْ لُ ومُدَّ المَدَى مَدَى الأغْراض احتتنَ الخَصْلُ أَي اسْتَوَى إِصَابَة المُتَنَاضِلَيْن، والخَصْلةُ: الإصابةُ. وخَصَلْتُ القومَ خَصْلاً إِذا فَضَلتَهُم، وستقِفُ على تَفْسِير الخَصْل مُشْبَعاً فِي مَوْضِعه فِي كتاب الْخَاء إِن شَاءَ الله. وَيُقَال: فلانٌ سِنُّ فلانٍ وتِنُّه وحِتْنُه إِذا كَانَ لِدَتَه عَلَى سِنِّه. وَقَالَ الأصْمَعيّ: هُما حِتْنان أَي تِرْبان مُسْتَوِيان، وهم أَحْتان أَتْنان. وحَوْتَنانان: وادِيان فِي بِلَاد قَيْس، كلُّ وَادٍ مِنْهُمَا يُقَال لَهُ حَوْتَنان، وَقد ذكرهمَا تميمُ بنُ أبيّ بن مقبل فَقَالَ: ثُمَّ اسْتغَاثُوا بماءٍ لَا رِشاءَ لَهُ من حَوْتَنانيْن لَا مِلاْحٌ وَلَا زَننُ أَي لَا ضَيِّق قَلِيل. وَيُقَال: رَمَى القومُ فوقَعتُ سهامُهم حَتَنى أَي مستوية لَمْ يَنْضُل أحدُهم أَصْحَابه. أَبُو العبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: رَمَى فأحْتَن إِذا وقعَت سِهامُه كلُّها فِي مَوضِع واحِد. حنت: أَبُو زيد: رجلٌ حِنْتَأْوٌ، وامرأةٌ حِنَتأْوَةٌ وَهُوَ الَّذِي يُعْجَبُ بنَفْسِه وَهُوَ فِي أَعْيُنِ النَّاس صَغِير. نتح: قَالَ اللَّيْث: النَّتْجُ: خُروج العَرَق من أُصُول الشَّعْر، وَقد نَتَحَه الجِلْدُ، ومَناتحُ العَرَقِ: مَخَارِجُه من الجِلْدِ، وَأنْشد: جَوْنٌ كأَنَّ العَرَقَ المَنْتُوحَا لبَّسَه القَطْرَان والمُسُوحا وَقَالَ غَيره: نَتَحَ النِّحْيُ إِذا رَشَحَ بالسَّمْنِ، وذِفْرَى البَعِير تنِتحُ عَرَقاً إِذا سارَ فِي يَوْم صَائِف شَدِيد الحَرِّ فَقَطر ذِفْرَياه عَرَقاً. وَقَالَ ابْن السِّكْيت: نَتَح النِّحْيُ ورشَحَ ومَثّ، ونَضَحَت القِرْبةُ والوَطْب. وروى أَبُو تُرَاب عَن بعض الْعَرَب: امْتتَحْتُ الشيءَ وانْتَتَحْتُه وانتزَعْته بِمَعْنى وَاحِد.

ح ت ف حتف، حفت، فتح، تفح، تحف. حتف: قَالَ اللَّيْث: الحَتْفُ: الموْتُ، وَقَول العرَب: ماتَ فلانٌ حَتْفَ أَنْفِهِ أَي بِلاَ ضَرْبٍ وَلَا قتلٍ، والجميع الحُتُوف، وَلم أسمع للحَتْفِ فعلا. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (منْ ماتَ حَتْفَ أَنفِه فِي سَبِيل الله فقدْ وقَعَ أَجْرُه على الله) . قَالَ أَبُو عُبَيد: هُوَ أَن يَمُوت مَوْتاً على فِراشِهِ من غير قَتْل وَلَا غَرَق وَلَا سَبُع وَلَا غَيره. وَرُوِيَ عَن عُبَيد بن عُمَيْر أَنه قَالَ فِي السّمك: (مَا مَاتَ حَتْفَ أَنفِه فَلَا تأْكُله) يَعْنِي الَّذِي يَمُوت فِي المَاء وَهُوَ الطافي. وَقَالَ غَيره: إِنَّمَا قيل للَّذي يَمُوت على فرَاشه مَاتَ حَتْفَ أَنْفِه. وَيُقَال حَتْفَ أَنْفَيْه، لِأَن نَفْسه تخرُجُ بتَنَفُّسِه من فيهِ وأَنفِه. وَيُقَال أَيْضا: ماتَ حَتْفَ فِيهِ، كَمَا يُقَال: مَاتَ حتْفَ أَنْفِه، والأنفُ والفمُ: مَخْرَجَا النَّفَس. ومَنْ قَالَ: حَتْفَ أنْفَيْه، احْتَمَل أَن يكون أَرَادَ بأَنْفَيْه سَمَّيْ أنفِه وهما مَنْخَراه، ويُحْتَمَلُ أَن يُرادَ بِهِ أَنْفُه وفَمُه فَغُلِّب أحَدُ الإسمين على الآخر لتجاورهما. شمر: الحَتْفُ: الأمرُ الَّذِي يُوقِعُ فِي الهلاَكِ، والسَّبَبُ الَّذِي يكون بِهِ الْمَوْت، وَأنْشد لبَعض هُذَيْل: فَكانَ حَتْفاً بمِقْدَارٍ وأَدْرَكَه طولُ النَّهار وليلٌ غَيْرُ مُنْصَرِم تفح: التُّفَّاحُ هَذَا الثَّمرُ الْمَعْرُوف، وَجمعه تَفَافيح، وتُصَغَّر التُّفَّاحةُ الواحدةُ تُفَيْفِيحَة، والمَتْفَحَةُ: المكانُ الَّذِي يَنْبُتُ فِيهِ التُّفَّاحُ الكثيرُ. تحف: قَالَ اللَّيْث: التُّحْفَةُ أبدلت التَّاء فِيهَا من الْوَاو إلاّ أَن هَذِه التَّاء تلْزم تصريف فعلهَا إلاّ فِي التفعّل فَإِنَّهُ يُقَالُ: يَتَوَحَّف، وَيَقُولُونَ أَتْحَفْتُه تُحْفَةً يَعْنِي طُرَفَ الْفَوَاكِه وَغَيرهمَا من الرياحين. قلت: وأصلُ التُحَفَة وُحَفَة، وَكَذَلِكَ التُّهَمَة أَصْلُها وُهمَةَ وَكَذَلِكَ التُّخَمَة. وَرجل تُكَلَة، والأصلُ وُكَلَة، وتُقَاة أَصْلُها وُقَاة، وتُراثٌ أَصْلُها وُرَاث. فتح: قَالَ اللَّيْث: الفَتْحُ: افتِتَاحُ دَار الحرْب، والفَتْح: نقيض الإغْلاَق، والفَتْحُ: أَن تحكم بَين قومٍ يختصمون إِلَيْك كَمَا قَالَ الله جلّ وعزّ مُخْبِراً عَن شُعَيْب: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} (الأعرَاف: 89) . واسْتَفْتَحْتُ الله على فلَان أَي سألتُه النَّصْرَ عَلَيْهِ وَنَحْو ذَلِك. قَالَ: والمَفْتَحُ: الخِزَانَةُ وكلُّ خِزَانة كَانَت لِصِنْفٍ من الْأَشْيَاء فَهُوَ مَفْتَحٍ. والفَتَّاحُ: الحاكِمُ. وَقَالَ الله تَعَالَى: {إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ الْفَتْحُ} (الأنفَال: 19) . أَي إِن تَسْتَنْصِرُوا فقد جَاءكُم النَّصْرُ. وَمِنْه حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ يَسْتَفْتِح

ُ بصعاليك المُهَاجِرِين أَي يَسْتَنْصِرُ بهِمْ. وَقَالَ الفَرَّاء: قَالَ أَبُو جهل يَوْم بدر: اللَّهم انصر أَفْضَلَ الدِّينَيْن وأحَقَّه بالنَّصْر، فَقَالَ الله: {إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ الْفَتْحُ} (الأنفَال: 19) يَعْنِي النَّصْر. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: مَعْنَاهُ إِن تستنصروا فقد جَاءَكُم النَّصْرُ. قَالَ: وَيجوز أَن يكون مَعْنَاهُ: إِن تَسْتَقْضُوا فَقدْ جَاءَكُم القَضَاء، وَقد جَاءَ فِي التَّفْسِير المعنيان جَمِيعًا. ورُوِي أَن أَبَا جهل قَالَ يومئذٍ: اللَّهم أقْطَعَنَا للرَّحِم وأفسدَنا للْجَمَاعَة فأَحِنْه الْيَوْم، فَسَأَلَ الله أَن يَحكمُ بحَيْن من كَانَ كَذَلِك فَنُصِرَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ونَالَه هُوَ الحَيْنُ وأَصْحَابَه فَقَالَ الله: {إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ الْفَتْحُ} (الأنفَال: 19) أَي إِن تَسْتَقضُوا فَقَدْ جَاءكُم القَضَاء. وَقيل إِنَّه قَالَ: (اللَّهم انْصُر أحَبَّ الفِئَتَيْنِ إِلَيْك) فَهَذَا يدل أَنَّ مَعْنَاه إِن تَسْتَنْصِروا، وكِلا القَوْلَيْن جَيِّد. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {مِنَ الْكُنُوزِ مَآ إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ} (القَصَص: 76) . قَالَ الفرّاء: مَفَاتحه هَاهُنَا كنوزه وخزائنه، وَالْمعْنَى: مَا إنَّ مَفَاتِحَه لتُنِيء العُصْبَة تُمِيلُهم من ثِقَلِها. وروى أَبُو عَوانة عَن حُصَيْن عَن أبي رَزِين قَالَ: مفاتِحهُ: خزَائنه أنْ كَانَ كَافِياً مفتاحٌ واحدٌ خَزَائنَ الْكُوفَة، إِنَّمَا مَفاتِحُه المالُ. وروى أَبُو عَوانة أَيْضا عَن إِسْمَاعِيل بن سَالم عَن أبي صَالح {مِنَ الْكُنُوزِ مَآ إِنَّ مَفَاتِحَهُ} (القَصَص: 76) . قَالَ: مَا فِي الخَزائن من مَالٍ تنوء بِهِ العُصْبَة. وَقَالَ الزَّجاج فِي قَوْله: {مِنَ الْكُنُوزِ مَآ} (القَصَص: 76) جَاءَ فِي التَّفْسِير أنَّ مَفاتحه كَانَت من جُلُود وَكَانَت تُحْمَلُ على سِتَّين بَغْلاً. قَالَ: وَقيل: مَفَاتحه: خَزَائنه. قَالَ: وَالْأَشْبَه فِي التَّفْسِير أَن مَفَاتحه خَزائنُ مَالِه وَالله اعْلَمُ بِمَا أَرَادَ. وَقَالَ اللَّيْث: جمعُ المِفْتاح الَّذِي يُفتح بِهِ المِغْلاَق مَفَاتِيح، وجَمْعُ المَفْتَح الخِزانة المفاتح. قلت: وَيُقَال للَّذي يُفْتَح بِهِ المِغْلاَق مفتح بِكَسْر الْمِيم ومِفتاح وجمْعُهما مَفَاتح ومفَاتيح، وَهَذَا قَول النَّحْوِيين. وَقَول الله جلّ وعزّ: {ء أَفَلاَ يُبْصِرُونَ وَيَقُولُونَ مَتَى هَاذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لاَ يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ إِيَمَانُهُمْ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ} (السَّجْدَة: 28، 29) الْآيَة. وَقَالَ مُجَاهِد: يومُ الفَتْحِ هَاهُنَا يَوْم الْقِيَامَة، وَكَذَلِكَ قَالَ قَتَادة والكَلْبِيّ. وَقَالَ قَتَادَة: كَانَ أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُولُونَ: إنْ لنَا يَوماً أوشكَ أَن نَسْتريح فِيهِ وننعَم فَقَالَ الكفارُ: {يُبْصِرُونَ وَيَقُولُونَ مَتَى هَاذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (السَّجدَة: 28) . وَقَالَ الفَرَّاء: يَوْم الْفَتْح يَعْنِي يَوْم فتح مَكَّة. قلتُ: وَالتَّفْسِير جَاءَ بِخِلَاف مَا قَالَ وَقد نفع الكفارَ من أهل مَكَّة إيمانُهُم يَوْم فتح مَكَّة.

وَقَالَ الزَّجَّاجُ: جَاءَ أَيْضا فِي قَوْله: {أَفَلاَ يُبْصِرُونَ وَيَقُولُونَ مَتَى هَاذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (السَّجدَة: 28) مَتى هَذَا الحُكْمُ وَالقضَاءُ، فَأعْلم الله أَن يَوْم ذَلِك الْفَتْح لَا ينفع الَّذين كفرُوا إيمَانُهُم أَي مَا داموا فِي الدُّنْيَا فالتَّوْبَةُ مُعْرِضة وَلَا تَوْبَة فِي الْآخِرَة. وَقَالَ شمر فِي قَول الأسعَر الجُعْفِي: بأَنِّي عَن فُتَاحَتكم غَنِيّ أَي من قضائكم وحُكْمِكم. وَقَالَ قَتَادَة فِي قَوْله تَعَالَى: {} (الفَتْح: 1) أَي قضينا لَك قَضَاء مُبِيناً. وَفِي حَدِيث أبي الدَّرْدَاء أَنه أَتَى بَاب مُعَاوِيَة فحجبه فَقَالَ: من يَأْتِ سُدَدَ السُّلْطَان يقم وَيقْعد، وَمن يأتِ بَابا مغلقاً يجد إِلَى جَنْبه بَابا فُتُحاً رحْباً إِن دَعَا أُجِيبَ وَإِن سَأَلَ أَعْطِي. والسّدَّة: السَّقِيفَةُ فَوق بَاب الدَّار، وَقيل: السُّدَّة: الْبَاب نَفسه. قَالَ أَبُو عُبَيد وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الفُتُح: الْوَاسِع. قَالَ: وَلم يذهب إِلَى المفْتُوح وَلَكِن إِلَى السَّعَة. قَالَ أَبُو عُبَيد: يَعْنِي بالفُتُح الطّلب إِلَى الله وَالْمَسْأَلَة. والفَتّاحُ فِي صفة الله مَعْنَاهُ الحَاكم، وأهلُ الْيمن يَقُولُونَ للقَاضِي الفَتَّاحُ، وَيَقُول أحدهم لصَاحبه: تعال حَتَّى أُفَاتِحَك إِلَى الفَتّاح. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الفَتَاح: الْحُكُومَة، وَيُقَال للْقَاضِي الفَتّاح: لِأَنَّهُ يَفْتح مَوَاضِع الحقِّ. قَالَ: والفَتْحُ: النَّهْرُ، قلت: وَجَاء فِي الحَدِيث (مَا سُقِيَ فَتْحاً فَفِيهِ العُشْر) وَالْمعْنَى مَا فُتِح إِلَيْهِ ماءُ النَّهر فتحا من الزروع والنخيل فَفِيهِ العُشْر. وَأَخْبرنِي المُنْذِرِي عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الوَسْمِيُّ أولُ الْمَطَر وَهُوَ الفَتُوح بِفَتْح الْفَاء، وأقرأنيه الْمُنْذِرِيّ فِي مَوضِع آخر أَوَّل مطر الوَسْمِي الفُتُوحُ، الواحدُ فَتْح، وأَنْشَد: يَرْعَى غُيُوثَ العَهْدِ والفُتُوحا قلت: وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: الفتْحُ: مَا جَرَى فِي الْأَنْهَار من المَاء. وَقَالَ الليْثُ: الفُتْحَةُ. تَفَتُّح الْإِنْسَان بِمَا عِنْده من مِلْكٍ أَو أَدَبٍ يَتَطَاوَلُ بِهِ، تَقول: مَا هَذِه الفُتْحَةُ الَّتِي أظهرتها وتَفَتَّحْتَ بهَا علينا. وفواتِحُ الْقُرْآن: أَوَائِل السَّور، الواحدةُ فَاتِحَة، وأُمُّ الكِتَابِ يُقَال لَهَا فاتحةُ الْقُرْآن. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: بَاب فُتُحٌ أَي واسعٌ ضَخْم، وَقَالَ الكِسَائِيُّ: قارورةٌ فُتُحٌ: لَيْسَ لَهَا صِمَامٌ وَلَا غِلاف. وَقَالَ ابْن بُزُرْج: الفَتْحَي: الرِّيحُ، وأنْشَد: أكُلُّهُمُ لَا بَارَكَ الله فيهِمُ إِذا ذُكِرَتْ فَتْحَى من البَيْع عَاجِبُ فَتْحَى على فَعْلَي. شمر عَن خَالِد بن جَنْبَه يُقَال: فاتَحَ الرجلُ امْرَأَتَهُ إِذا جَامعهَا. قَالَ: وتفاتَحَ الرّجلَانِ إِذا تَفَاتَحَا كلَاما

بَينهمَا وتَخَافَتَا دون النَّاس. والفُتْحَةُ: الفُرْجَةُ فِي الشَّيْء. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: الفَتُوح: النَّاقة الواسعةُ الإحليل وَقد فَتَحَت وأَفْتَحَت، والثَّرُورُ مثل الفَتُوح. والفُتَاحَةُ: الحُكُومةُ، وَمِنْه قَوْله: بأنِّي عَن فُتَاحَتِكُم غَنِيّ حفت: قَالَ اللَّيْث: الْحَفْتُ: الهَلاكُ، تَقول: حَفَتَه الله أَي أهلكه ودَقَّ عُنُقه، قلت: لم أسمع حَفَتَه بِمَعْنى دَقَّ لغير اللَّيْث، وَالَّذِي سمعناه عَفَتَه ولَفَتَه إِذا لَوَى عَنُقَهُ وكسره، فَإِن جَاءَ عَن الْعَرَب حَفَتَه بِمَعْنى عَفَتَه فَهُوَ صَحِيح وَإِلَّا فَهُوَ مُريب وَيُشبه أَن يكون صَحِيحا لتعاقب الْحَاء والعَين فِي حُرُوف كَثِيرَة. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي إِذا كَانَ مَعَ قِصَرِ الرجل سِمَنٌ قيل رجلٌ حَفَيْتَأٌ مَهْمُوزٌ مَقْصُورٌ، وَمثله حَفَيْسَأٌ وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: لَا تجعليني وعُقَيْلاً عِدْلَيْنِ حَفَيْسَأ الشَّخصِ قَصيرَ الرِّجْلَيْنِ ح ت ب أهملت وُجُوه هَذَا الْبَاب غير بحتِ. بحت: قَالَ اللَّيْث: البَحْتُ: الشَّيْء الْخَالِص، خَمْرٌ بَحْتٌ وخُمُورٌ بَحْتَةٌ، والتذكير بَحْتٌ، وَلَا يجمع بَحْتٌ وَلَا يصغر وَلَا يُثنَّى. أَبُو عُبَيد: عربيٌّ بَحْتٌ وعربية بَحْتَةٌ كَقَوْلِك وَيُقَال: بَرْدٌ بَحْتٌ لَحْتٌ أَي شَدِيد. وَيُقَال: باحَتَ فلَان القِتال إِذا صَدَق القِتال وجَدَّ فِيهِ، وَقيل: البَرَاكَاءُ: مُبَاحَتَةُ الْقِتَال. وحِبْتُون: اسْم جبل بِنَاحِيَة المَوْصِل. ح ت م حتم، حمت، محت، متح، تحم: مستعملة. حتم: قَالَ اللَّيْث: الحاتِمُ: القَاضِي. والْحَتمُ: إيجابُ الْقَضَاء، قَالَ: وَكَانَت امْرَأَة يُقَال لَهَا صَدُوف فآلت أَلا تتَزَوَّج إِلَّا من يَرُدّ عَلَيْهَا جوابَها، فَجَاءَهَا خَاطب فَوقف ببابها، فَقَالَت لَهُ: من أَنْت؟ قَالَ: بَشَرٌ وُلِد صَغِيرا وَنَشَأ كَبِيرا. فَقَالَت: أَيْن مَنْزِلُكَ؟ قَالَ: عَلَى بِساطٍ واسعٍ وبلدٍ شاسعٍ، قريبُه بعيدٌ، وبعيدُه قريب. قَالَت: مَا اسْمك؟ قَالَ: من شَاء أحدث إسماً وَلم يكن ذَلِك حتما، قَالَت: كَأَنَّهُ لَا حَاجَة لَك، قَالَ: لَو لم تكن حَاجَة لم آتِكِ لَجَاجَة، وأَقِفْ ببابك وأَصِلْ بأسْبَابك. قَالَت: سِرٌّ حاجَتُك أم جَهْرٌ؟ قَالَ: سِرٌّ وسَتُعْلَنْ. قَالَت: فَأَنت إِذا خَاطب، قَالَ: هُوَ ذَاك، قَالَت: قُضِيَتْ، فَتَزَوَّجَهَا. قَالَ: والحاتِمُ: الغُرابُ الأسودُ، وَيُقَال: بل هُوَ غراب البَيْنِ أحمرُ المِنْقَارِ والرِّجْلَيْن. أَبُو عُبَيد عَن أبي عُبَيدة: الحَاتِمُ: الغُراب، وَأنْشد لِمُرَقّشٍ السَّدُوسِيّ: ولَقَدْ غَدَوْتُ وَكنت لَا أَغْدُو على وَاقٍ وحَاتِمْ فَإِذا الأشَائِمُ كالأيَا مِن والأيَامِنُ كالأشَائِمْ وكذاك لَا خَيْرٌ وَلَا شَرٌّ عَلَى أحَدٍ بِدَائم

عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الحاتم: المشئوم، والحاتِمُ: الأسْوَدُ من كُلِّ شَيْء. وَقَالَ غَيره: سُمِّي الْغُرَاب الأسْوَدُ حاتماً لِأَنَّهُ يَحْتِم عِنْدهم بالفراق إِذا نَعَبَ أَي يَحْكم، والحاتِمُ: الحاكِمُ المُوجِبُ للحُكْم. وَقَالَ اللَّيْث: التَّحَتُّم: الشَّيء إِذا أَكَلْتَه فَكَانَ فِي فمك هَشّاً. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد قَالَ: الحُتَامَةُ: مَا فَضَل من الطَّعام على الطَّبقَ الَّذِي يُؤْكل عَلَيْهِ فَهُوَ الحُتَامَة. وَقَالَ غَيره: مَا بَقِي على الْمَائِدَة من الطَّعَام. سَلَمَةُ عَن الفرَّاء: التَّحَتُّم: أَكْلُ الحُتَامَةِ وَهِي فُتاتُ الخُبز. وَجَاء فِي الْخَبَر: (من أَكَلَ وتَحَتَّم فَلَهُ كَذَا وَكَذَا من الثَّوَاب) . قَالَ الفَرَّاء: والتَّحَتُّم أَيْضا: تَفَتُّتُ الثُؤْلُول إِذا جَفَّ، والتَّحَتُّم: تَكَسُّر الزُّجاج بعضه على بعض. قَالَ: والْحَتَمَةُ: القارُورَةُ المُفَتَّتَةُ. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) يُقَال: تحتَّمتُ لَهُ بِخَير أَي تَمَنَّيْتُ لَهُ خيرا وتَفَاءَلْتُ لَهُ. وَيُقَال: هُوَ الأخُ الْحَتْمُ أَي المَحْضُ الحَقُّ. وَقَالَ أَبُو خِرَاش يَرْثي رَجُلاً: فوَاللَّه لَا أَنْسَاكَ مَا عِشْتُ لَيْلَةً صَفِيَ من الإخوانِ والْوَلَدِ الْحَتم تحم: قَالَ اللَّيْث: الأتْحَمِيُّ: ضَرْبٌ من البُرُود وَقَالَ رُؤْبَة: أَمْسَى كَسَحْقِ الأتْحَمِيّ أَرْسُمُه وَقد أتحمْتُ البُرُودَ إتحاماً فَهِيَ مُتْحَمَةٌ، وَقَالَ الشَّاعِر: صَفْرَاء مُتْحَمَةً حِيكَتْ نَمانِمُها من الدِّمِقْسِيِّ أَو مِنْ فَاخِرِ الطُّوطِ الطُّوطُ: القُطْنُ. وَقَالَ غَيره: تَحَّمْتُ الثوبَ: وشَّيْتُه، وفرسٌ مُتَحَّمُ اللَّوْنِ إِلَى الشُّقْرَةِ، وَكَأَنَّهُ شُبِّه بالأتْحمِيِّ من البُرودِ وَهُوَ الأحْمَرُ. وفرسٌ أَتْحَمِيُّ اللَّوْن. وروى أَبُو العَبّاس عَن سَلَمَة عَن الفرَّاء قَالَ: التَّحَمَةُ: البُرُودُ المخططة بالصُّفْرَة. عَمْرو عَن أَبِيه: التَّاحِمُ الحائِكُ. متح: قَالَ اللَّيْث: المَتْحُ: جَذْبُك رِشَاءَ الدَّلْو تَمُدُّه بيد وتأخُذُ بيد على رَأْسِ البِئْر. والإبلُ تَتَمَتَّحُ فِي سَيرها إِذا تَرَاوَحَت بأيديها. وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: لأيْدِي المَهَارَى خَلْفَها مُتَمَتَّحُ وفَرسٌ مَتَّاحٌ أَي مَدَّادٌ. وسُئل ابْن عَبَّاس عَن السّفر الَّذِي تُقْصَرُ فِيهِ الصَلاة، فَقَالَ: لَا تُقْصَرُ إِلَّا فِي يَوْم مَتَّاحٍ إِلَى اللَّيْل، أَرَادَ لَا تقصر الصَّلَاة إِلَّا مَسِيرَة يَوْم يَمْتَدُّ فِيهِ السّير إِلَى الْمسَاء بِلَا وَتِيرةٍ وَلَا نُزُول. وَقَالَ أَبُو سعيد المَتْح: القَطْعُ. يُقَال: مَتَحَ الشيءَ ومَتَخَه إِذا قطعه من أصلهِ، وَقَالَ: مَتَحَ بِسَلْحِه وَمَتَخَ بِهِ إِذا رَمَى بِهِ رَوَاهُ أَبُو تُرَاب عَنهُ.

أبواب الحاء والظاء

ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للجراد إِذا ثَبَّتَ أذنابَه ليَبِيض مَتَحَ وأَمْتَحَ ومَتَّحَ، وبَنَّ وأَبَنَّ وبَنَّنَ وقَلَزَ وأَقْلَزَ وقَلَّزَ. قلتُ: ومَتَخَ الجَرَادُ بالخاءِ مِثْلُ مَتَحَ. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: بئرٌ مَتُوحٌ وَهِي الَّتِي يُمَدُّ مِنْهَا باليَدَيْن نَزْعاً. قلتُ: وَهَذَا هُوَ الصَّواب لَا مَا قَالَه اللَّيْث. وَيُقَال: رَجُلٌ ماتِحٌ ورجالٌ مُتَّاحٌ، وبَعيرٌ ماتِحٌ وجِمَالٌ مَوَاتِحُ، وَمِنْه قولُ ذِي الرُّمَّة: ذِمامُ الرَّكَايَا أَنْكَرَتْها المَوَاتِحُ وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال مَتَحَ النهارُ ومَتَحَ الليلُ إِذا طَالاَ. ويومٌ متَّاحٌ: طَوِيلٌ تامٌّ، يُقَال ذَلِك لنهار الصَّيف وليل الشتَاء. حمت: قَالَ اللَّيْث: الحَمِيتُ: وِعَاءُ السَّمن كالعُكَّة والجميع الحُمُت. وَفِي حَدِيث عمر أَنه قَالَ لِرَجُلٍ أَتَاهُ سَائِلًا فَقَالَ: هَلَكْت، فَقَالَ لَهُ: أَهَلَكْتَ وأنتَ تِنِثُّ نَثِيثَ الحَمِيت. قَالَ أَبُو عُبَيد: الأحْمَرُ الحَمِيتُ: الْزِّقُّ المُشْعَر الَّذِي يُجعَل فِيهِ السمنُ والعسلُ والزيتُ وَجمعه حُمُتٌ. وَقَالَ ابْن السّكيت: الحَمِيتُ: المَتِينُ من كلِّ شَيْء وسُمِّي النِّحْيُ حَمِيتاً: لِأَنَّهُ مُتِّن بالرُّبِّ. قَالَ وغَضَبٌ حَمِيتٌ: شديدٌ وَأنْشد: حتَّى يَبُوخَ الغَضَبُ الحَمِيتُ وَيُقَال للتَّمرةِ الشديدةِ الْحَلَاوَة: هِيَ أَحْمَتُ حَلاوةً من هَذِه أَي أشدُّ حلاوة. أَبُو عُبَيد عَن الْكسَائي: يومٌ حَمْتٌ وليلةٌ حَمْتَةٌ، وَيَوْم مَحْتٌ وليلةٌ مَحْتَةٌ وَمَحْت وَقد حَمُتَ ومَحُتَ كل هَذَا فِي شدَّة الحَرِّ، وَأنْشد شمر: مِنْ سَافِعاتٍ وهَجِيرٍ حَمْت عَمْرو عَن أَبِيه: الحامِتُ: التَّمر الشَّديد الْحَلَاوَة. وَقَالَ ابْن شُمَيل: حَمَتَك الله عليْه أَي صَبَّك الله عَلَيْهِ بِحَمتِك. محت: أَبُو عُبَيد عَن الكِسائي: مَحَتَ يَوْمُنا وحَمُتَ إِذا اشتدَّ حرُّه. عَمْرو عَن أَبِيه. الماحِتُ: اليومُ الحارُّ. وَقَالَ غيرُه: عربيٌّ بَحْتٌ مَحْتٌ أَي خالِصٌ. (أَبْوَاب الْحَاء والظاء ح ظ ذ ح ظ ث: أهملت وجوهها. ح ظ ر اسْتعْمل من وجوهها: حظر. حظر: قَالَ اللَّيْث: الحِظَارُ: حائِطُ الحَضِيرَة، والحَظِيرَةُ تُتَّخَذُ من خشبٍ أَو قصب، وصاحبُها مُحْتَظِر إِذا اتَّخَذَها لنَفسِهِ، فَإِذا لم تَخُصَّه بهَا فَهُوَ مُحَظِّر، وكلُّ من حَال بينكَ وَبَين شَيْء فقد حَظَرَهُ عَلَيْك. قَالَ الله تَعَالَى: {وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا} (الإسرَاء: 20) ، وكلُّ شَيْء حَجَزَ بَين شَيئين فَهُوَ حِظَارٌ وحِجَارٌ. قلتُ: وسَمِعْتُ العربَ تَقول للجدار من الشَّجَر يُوضَع بعضُه على بعض ليَكُون ذَرًى لِلمَالِ يَرُدُّ عَنهُ برد الشمَال فِي الشتَاء حَظَارٌ بِفَتْح الْحَاء، وَقد حَظَّر فُلانٌ على

نَعَمِه، وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَنُذُرِ إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً} (القَمَر: 31) وقُرِىء (كهَشِيم المُحْتَظَر) ، فَمن قَرَأَ المُحْتَظِر أَرَادَ كالهشيم الَّذِي جمعه صاحبُ الحظيرَة، وَمن قَرَأَ المُحْتَظَر بِفَتْح الظَّاء فالمحتظَر اسْم للحظيرة، الْمَعْنى كهشيم الْمَكَان الَّذِي يُحْتَظَرُ فِيهِ الهشيمُ، والهشيمُ: مَا يَبِسَ من الحُظُرَاتِ فارْفَتَّ وتَكَسَّر. الْمَعْنى أَنهم بادوا وهَلكوا فصاروا كيَبِيس الشّجر إِذا تَحَطَّم. وَقَالَ الفرّاء: معنى قَوْله: كهشيم المُحْتَظِر أَي كهشيم الَّذِي يَحْتَظِر على هَشِيمِه، أَرَادَ أَنَّه حَظَّرَ حِظَاراً رَطْباً على حِظَارٍ قديمٍ قد يَبِسَ. وَيُقَال للحَطَبِ الرَّطْب الَّذِي يُحْظَرُ بِهِ الحَظِرُ. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: وَلم تمشِ بينَ الحيِّ بالحظِر الرَّطْب أَي لم تَمْشِ بَينهم بالنميمة. وَفِي حَدِيث أُكَيْدِر دُومَة: (وَلَا يُحْظَرُ عَلَيْكُم النَّبَاتُ) . يَقُول: لَا تُمْنَعُون من الزِّرَاعَة حَيْثُ شِئْتُم، وَيجوز أَن يكون مَعْنَاهُ: لَا يُحْمَى عَلَيْكُم المَرْتَعُ. ورُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (لَا حِمَى فِي الْأَرَاك) . فَقَالَ لَهُ رجلٌ: أَرَاكةٌ فِي حَظَارِي، فَقَالَ: (لَا حِمَى فِي الأَرَاك) . رَوَاهُ شَمِر وقَيَّدَهُ بخَطِّه فِي حِظارِي بِكَسْر الْحَاء. وَقَالَ: أَرَادَ بِحَظَارِ الأَرْض الَّتِي فِيهَا الزَّرْع المحاط عَلَيْهِ. ح ظ ل اسْتعْمل من وجوهه: حظل، لحظ. حظل: قَالَ اللَّيْث: الحَظِلُ: المُقَتِّرُ، وَأنْشد: طَبَانِيَةٌ فيَحْظُلَ أَو يَغَارا قَالَ: والحاظِلُ: الَّذِي يَمْشي فِي شِقَ مهن شَكاة. وَقَالَ: مَرَّ بِنَا فُلانٌ يَحْظُل ظالِعاً. وَعَن ابْن الْأَعرَابِي أنَّه أنْشد: وحَشَوْتُ الغَيْظَ فِي أَضْلاَعه فَهُوَ يَمْشي حَظَلاناً كالنَّقِر قَالَ: والكَبْشُ النَّقِرُ الَّذِي قد التوى عِرْقٌ فِي عُرْقُوبَيْه فَهُوَ يكُفُّ بعض مَشْيِه. قَالَ: وَهُوَ الْحَظَلاَنُ. قَالَ: حَظَلَ يَحْظُلُ حَظَلاَناً. وَقَالَ ابْن السّكيت: حَظَلَت النَّقِرَةُ من الشَّاء تَحْظُلُ حَظْلاً أَي كَفَّتْ بَعْضَ مِشْيَتِها. وَأما الْبَيْت الَّذِي احْتَجَّ بِهِ الليثُ فَإِن الروَاة رَوَوْهُ مَرْفُوعاً: فَمَا يُخْطِئْكِ لَا يُخْطِئْكِ مِنْهُ طَبَانِيَةٌ فَيَحْظُلُ أَو يَغَارُ يَصِفُ رجُلاً بِشدَّة الغَيْرَة، والطِّبَانَةِ لِكُل مَنْ نَظَرَ إِلَى حليلَتِه فإمَّا أَن يَحْظِلَها أَي يَكُفُّها عَن الظُّهُور أَو يَغَارُ فيغضب، وَرفع فيحظل على الِاسْتِئْنَاف. وَقَالَ اللَّيْث: بَعيرٌ حَظِلٌ إِذا أكَلَ الحَنْظَلَ وقلَّما يَأْكُلهُ يحذفون النُّون، فَمنهمْ من يَقُول: هِيَ زَائِدَة فِي الْبناء، وَمِنْهُم من

يَقُول هِيَ أَصْلِيَّة، وَالْبناء رُباعي وَلكنهَا أحَقّ بالطّرْح لِأَنَّهَا أخف الْحُرُوف، وهم الَّذين يَقُولُونَ: قد أسبل الزرعُ بطرح النُّون، ولغة أُخْرَى قد سَنْبَلَ الزَّرْع. وَقَالَ شمر: حظَلْتُ على الرِّجُل وحظَرْتُ وعَجَرْتُ وحجَرْتُ بِمَعْنى وَاحِد. سَمِعت ابْن الْأَعرَابِي يَقُوله، وأنشدنا: أَلا يَا لَيْلَ إنْ خُيِّرْتِ فينَا بعَيْشِكِ فانْظُري أَيْنَ الخِيَارُ فَمَا يُخْطِئْكِ لَا يُخْطِئْكِ مِنْهُ طَبَانِيَةٌ فَيَحْظُلُ أَو يَغَارُ قَالَ الفرَّاء: يَحْظُل: يَحْجُر ويُضَيِّق. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الحِظْلاِنُ: المَنْعُ، وأَنْشَد: تُعَيِّرُني الحِظْلاَنَ أُمُّ مُغَلِّس لحظ: قَالَ اللَّيْث: اللِّحَاظُ: مُؤْخِرُ العَيْنِ. واللَّحْظَةُ: النَّظْرَةُ من جانِب الأُذُن. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: فلمَّا تَلَتْه الخَيْلُ وهوَ مُثَابِرٌ على الركْضِ يُخْفِي لَحظَةً ويُعِيدُها وَقَالَ ابْن شُمَيْل: اللِّحَاظُ: مِيسَمٌ من مُؤْخرِ العَيْنِ إِلَى الأُذُن وهُو خَطُّ ممْدُود، وربْما كانَ لِحَاظَيْن من جانبين، وَرُبمَا كانَ لِحَاظاً وَاحِدًا من جَانب وَاحِد، وَكَانَت سِمَةَ بني سعد. وجَمَلٌ مَلْحُوظٌ بلِحَاظَيْن، وَقد لَحَظْتُ البَعِيرَ ولَحَّظْتُه تلْحِيظاً. ولَحْظَةُ: مَأْسَدَةٌ بتهامة. يُقَال: أُسْدُ لَحْظَة كَمَا يُقالُ: أُسْدُ بِيشَة. قَالَ النَّابِغةُ الجَعْدِيّ: سَقَطُوا عَلَى أَسَدٍ بِلَحْظَة مَشْ بُوحِ السَّوَاعِدِ باسِلٍ جَهْمِ وَأما قَول الهُذَلِيّ يَصِفُ سِهاماً: كساهُنَّ أَلآماً كأنَّ لِحَاظَها وتفصِيلَ مَا بَيْنَ اللِّحَاظ قَضِيمُ أَرَادَ كساها رِيشاً لُؤَاماً. ولِحَاظُ الرِّيشَةِ: بَطْنُها إِذا أُخِذَتْ من الجَنَاح فَقُشِّرَتْ فأَسْفَلُها الأبيضُ هُوَ اللِّحاظُ. شَبَّه بَطْنَ الرِّيشة المقشُورة بالقَضيم، وَهُوَ الرِّقُّ الأبْيضُ يُكْتَبُ فِيهِ. وَقَالَ غير وَاحِد: المأْقُ: طَرَفُ العَيْنِ الَّذِي يَلِي الأَنْفَ. واللِّحاظُ: مُؤْخِرُها الَّذِي يَلِي الصُّدْغَ. أَبُو زيد: لَحَظ فلَان يَلْحَظُ لَحَظاناً إِذا نَظرَ بمُؤْخِرِ عَيْنِه. وفلانٌ لَحِيظُ فلانٍ أَي نَظيرُه. ح ظ ن اسْتعْمل من وجوهه: نظح، حنظ. نظح: قَالَ اللَّيْث: أَنْظَح السُّنْبُلُ إِذا رَأَيْت الدَّقِيق فِي حَبِّه. قلت: الَّذِي حَفِظْناه وسمعناه من الثِّقَات: نَضَحَ السُّنبُلُ وأَنْضحَ وَقد ذكرته فِي بَاب الْحَاء وَالضَّاد، والظَّاء بِهَذَا الْمَعْنى تَصْحِيف إِلَّا أَن يكون مَحْفُوظًا عَن الْعَرَب فَيكون لُغَة من لغاتهم، كَمَا قَالُوا بَضْرُ الْمَرْأَة لِبَظْرِها. حنظ: تَقول الْعَرَب: رَجُلٌ حِنْظِيانٌ وحِنْذِيان وخِنْذِيان وعِنْظِيان إِذا كَانَ فَحَّاشاً.

وَيُقَال للْمَرْأَة: هِيَ تُحَنْظِي وتُحَنذِي وتُعَنْظِي إِذا كَانَت بَذِيَّةً فحّاشةً. قلت: وحنْظَى وعنْظَى ملحقان بالرُّبَاعي، وأصْلُها ثُلاثي، وَالنُّون فِيهَا زَائِدَة، كأنَّ الأصلَ مُعْتَل. ح ظ ف اسْتعْمل من وجوهه: (حفظ) . حفظ: قَالَ اللَّيْث: الحِفْظُ: نَقِيضُ النسْيَان، وَهُوَ التَّعاهُد وقِلَّةُ الغفْلةِ. والحَفيظُ: المُوكَّلُ بالشَّيْء يَحْفَظُه، يُقَال: فُلانٌ حَفِيظُنَا عليْكُم وحافِظُنا. قلت: والحَفيظُ من صِفَات الله جلّ وعزّ، لَا يَعْزُبُ عَن حِفظِه الأشياءُ كُلُّها مثقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَات وَلَا فِي الأَرْض، وَقد حَفِظَ على خَلْقِه وعباده مَا يعْمَلون من خَيْرٍ أَو شَرَ، وَقد حفِظَ السمواتِ والأرضَ بقدرته وَلَا يَؤُودُه حِفْظُهما وهُو العَلِيُّ الْعَظِيم. وَقَالَ جَلَّ وعزَّ: {ء مُّحِيطٌ بَلْ هُوَ قُرْءَانٌ مَّجِيدٌ فِى لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ} (البروج: 21، 22) قَالَ أَبُو إِسْحَاق: أَي الْقُرْآن فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ، وَهُوَ أُمُّ الكِتَاب عِنْد الله جَلَّ وعزَّ، قَالَ: وقُرِئَتْ مَحْفُوظٌ وَهُوَ من نعت قَوْله: بل هُوَ قُرْآن مَجِيدٌ مَحْفُوظٌ فِي لَوْحٍ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَاحِمِينَ} (يُوسُف: 64) ، وقُرِىء (خَيْرٌ حِفْظاً) نَصبٌ على التَّمْيِيز، ومَنْ قَرَأَ حافِظاً، جَازَ أَن يكون حَالا، وَجَاز أَن يكون تمييزاً. وَرَجُلٌ حَافِظٌ، وقَوْمٌ حُفَّاظٌ، وهُم الَّذين رُزقوا حِفْظ مَا سَمِعوا، وقلَّما يَنْسَوْن شَيْئاً يَعُونه. وَقَالَ بَعضهم: الاحْتِفَاظُ: خُصُوص الحِفْظِ، تَقول: احْتَفَظْتُ بالشَّيْء لِنَفْسي. وَيُقَال: اسْتَحْفَظتُ فُلاناً مَالا إِذا سَأَلته أَن يحفظه لَك واستحفظتُه سِرّاً، وَقَالَ الله فِي أهل الْكتاب: {بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللَّهِ} (المَائدة: 44) أَي استُودِعُوه وأَتُمِنُوا عَلَيْهِ. وَقَالَ اللَّيْث: التَّحَفُّظ: قِلَّةُ الْغَفْلَة فِي الْكَلَام، والتَّيَقُّظُ من السَّقْطة. والمحافظةُ: المواظبةُ على الْأَمر. قَالَ الله جلّ وعزّ: {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ} (البَقَرَة: 238) أَي واظبوا على إقَامتها فِي مَواقيتها. وَيُقَال: حافَظ على الْأَمر وَالْعَمَل وثابَرَ علَيه بمَعْنًى وحَارَضَ وبَارك إِذا داوم عَلَيْهِ. والحِفَاظ: المحافَظةُ على الْعَهْد، والمحَامَاةُ على الحُرَمِ ومَنْعُها من العَدُوِّ، وَالِاسْم مِنْهُ الحَفيظَةُ، يُقَال: رَجُلٌ ذُو حَفِيظة. وأهلُ الحَفَائِظ: أَهلُ الحَفَاظ، وهم المحَامون على عَوْرَاتِهم الذَّابُون عَلَيْهَا، وَقَالَ العَجَّاجُ: إنَّا أُنَاسٌ نَلزَمُ الحِفَاظا والحِفْظَةُ: اسْم من الاحتفاظ عِنْدَمَا يُرَى من حَفِيظة الرَّجُل، تَقول: أَحْفَظْتُه فاحْتَفَظَ حِفْظَةً، قَالَ العَجَّاجُ: مَعَ الْجَلاَ وَلاَئحِ القَتِيرِ وحِفْظَةٍ أَكَنَّهَا ضَمِيري يُفَسَّر على غَضْبَةٍ أَجَنَّها قَلْبي، وَقَالَ الآخر:

وَمَا العَفْوُ إِلَّا لامرىء ذِي حَفِيظَةٍ متَى يُعْفَ عَنْ ذنْبِ امرىء السَّوْءِ يَلْجَجِ وَقَالَ غَيْرُه: الحِفاظُ: المُحافَظَةُ على العَهْدِ، والوَفَاء بالعَقْد، والتَّمسُّك بالوُدّ. والْحَفِيظَةُ: الغَضَبُ لِحُرْمَةٍ تْنْتَهك من حُرَمَاتِكَ أَو جَارٍ ذِي قَرابةُ يُظْلَمُ من ذَويك أَو عَهْدٍ يُنْكَث. والمُحْفِظَات: الأمُورُ الَّتِي تُحفِظُ الرجلَ أَي تُغضِبه إِذا وُتِرَ فِي حَميمه أَو فِي جِيرَانه، وَقَالَ القَطامِيُّ: أخوكَ الَّذِي لَا يَمْلِكُ الحِسَّ نَفْسَه وتَرْفَضُّ عِنْد المُحْفِظاتِ الكَتَائفُ يَقُول: إِذا استَوْحَشَ الرجلُ من ذِي قرَابَته فاضطغن عَلَيْهِ سخيمةً لإساءَةٍ كَانَت مِنْهُ إِلَيْهِ فأوْحَشَتْه ثمَّ رَآهُ يُضامُ زَالَ عَن قَلْبه مَا احْتَقَدَهُ عَلَيْهِ وغَضِبَ لَهُ فَنَصَره وانْتَصَر لَهُ من ظالمِه. وحُرَمُ الرَّجُل: مُحْفِظاتُه أَيْضا. وَقَالَ النَّضْرُ: الطَّرِيق الحافِظُ هُوَ البَيِّن الْمُسْتَقيم الَّذِي لَا يَنْقَطِع، فأمَّا الطَّرِيق الَّذِي يَبينُ مَرَّةً ثمَّ يَنْقَطِع أَثَرُه ويمَّحى فَلَيْسَ بِحافِظٍ. وَقَالَ اللَّيْث: احْفَاظَّت الجِيفَةُ إِذا انْتفَخَت. قلت: هَذَا تَصْحِيف مُنكر، وَالصَّوَاب اجْفَأَظَّت بِالْجِيم، وروى سَلَمَةُ عَن الْفراء أَنه قَالَ: الجَفيظُ: الْمَقْتُول المُنْتَفِخُ بِالْجِيم، وَهَكَذَا قرأتُ فِي (نوادِر ابْن بُزُرج) لَهُ بِخَط أبي الهيْثَمِ الَّذِي عَرفته لَهُ اجْفَأَظَّت بِالْجِيم، والحَاء تَصْحيف، وَقد ذكر اللَّيْثُ هَذَا الحرفَ فِي كتَابِ الْجِيم فَظَنَنْتُ أَنه كَانَ مُتَحَيراً فِيهِ فَذكره فِي موضِعين. ح ظ ب أهمل اللَّيْث هَذَا الْبَاب وَاسْتعْمل مِنْهُ: حظب. حظب: أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الحُظُبًّى: صُلْبُ الرَّجل، وَأنْشد قَول الفِنْذِ الزِّمَّانِي، واسْمه شَهْلُ بنُ شَيْبَان: ولوْلا نَبْلُ عَوْضٍ فِي حظَبَّايَ وأوْصالِي أَرَادَ بالعَوْضِ الدَّهْرَ لَهُ، وحُظُبَّاهُ: صُلْبُه. الحَرَّاني عَن ابْن السِّكِّيت قَالَ الْفراء: رَجُلٌ حُظُبَّة: حُزُقَّةٌ إِذا كَانَ ضيِّقَ الْخُلُق، ورَجْلٌ حُظُبٌّ أَيْضا، وَأنْشد: حُظُبٌّ إِذا سَاءَلتِه أَو تَركْتِه قَلاكِ وَإِن أعْرَضْت رَاءَى وسمَّعَا أَبُو عُبَيْد عَن الأُمَوي: مِن أمْثالهم فِي بَاب الطَّعَام: (اعْلُل تحْظُبْ) أَي كُلْ مَرَّةً بعد أخْرى تَسْمَن، يُقَال مِنْهُ قد حَظَب يَحظِبُ حُظُوباً إِذا امْتَلأ، ومِثْلُه كَظَب يَكْظِبُ كُظُوباً. وَقَالَ الفرَّاء: حَظَبَ بَطْنُه وكَظَبَ إِذا انتفَخَ. أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن سَلَمَةَ عَن الْفراء قَالَ: من أَمْثال بَنِي أسَد: اشْدُدْ حُظُبَّي قَوْسَك، يُرِيد اشْدُد يَا حُظُبَّى قَوْسَك، وَهُوَ اسْم رجل، أَي هَيِّىءْ أمْرَك. ابْن السّكيت: رَأَيْت فُلاناً حاظِباً ومُحْظَئِبا

أبواب الحاء والذال

ً أَي مُمتَلِئاً بَطِيناً. ح ظ م أهمل اللَّيْث وجوهه: (حمظ) : وَقَالَ أَبُو تُراب: سَمِعت بعضَ بني سُلَيْم يَقُول: حَمَزَهُ وحَمَظَه أَي عَصَرَهُ جَاءَ بِهِ فِي بَاب الظَّاء والزَّاي. (أَبْوَاب الْحَاء والذال ح ذ ث: أهملت وجوهها كلهَا. ح ذ ر اسْتعْمل من وجوهها: حذر، ذرح. قَالَ اللَّيْث: ينظر فِي ذحر فَإِن وجد مُسْتَعْملا ذكر مَا فِيهِ قلت: وَلم أجذه مُسْتَعْملا فِي شَيْء من كَلَامهم. حذر: قَالَ اللَّيْث: الحَذَرُ: مَصْدَر قَوْلِك: حَذِرْتُ أحْذَرُ حَذَراً فَأَنا حاذِرٌ وحَذِرٌ قَالَ: وتُقرأُ هَذِه الْآيَة: {وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ} (الشُّعَرَاء: 56) أَي مُسْتَعِدُّون وَمن قَرأَ (حَذِرون) فمعْناهُ إنَّا نخَافُ شَرَّهُم. وَقَالَ الفرّاء فِي قَوْلِه (حاذِرونَ) ، رُوِي عَن ابْنِ مَسْعُود أنَّه قَالَ: مُؤذُوْن ذَوُو أداةٍ من السِّلاح، وقُرِىء (حَذِرون) ، قَالَ: وكأنَّ الحاذر الَّذِي يَحْذَرُك الْآن، وَكَأن الحَذِر المخلوقُ حَذِراً لَا تَلقاهُ إِلَّا حَذِراً، وَقَالَ: الزّجاج: الحاذِرُ: المسْتَعِدُّ، والحَذِرُ: المُتَيَقّظُ، وَقَالَ شمر: الحاذِرُ: المُؤذِي الشَّاكُّ فِي السِّلاحِ وَأنْشد: وبِزّةٍ فَوْقَ كَمِيَ حَاذِرِ ونَثْرَةٍ سَلَبْتُها عَن عَامِرِ وحَرْبَةٍ مِثْلِ قُدَامَى الطّائر أَبُو زيد: فِي العَيْن الحَذَرُ، وَهُوَ ثِقَلٌ فِيهَا من قَذًى يُصِيبُها. والحذَلُ: بِاللَّامِ طولُ البُكَاءِ، وألاّ تجِفّ عَيْنُ الْإِنْسَان. اللَّيْث: أنَا حَذِيرُك مِنْ فُلاَنٍ أَي أُحَذِّرُكَهُ. قلت: لم أسمع هَذَا الحَرْفَ لغَيْرِه، وكأنَّه جاءَ بِهِ على لَفْظِ نَذِيرُك وعَذِيرك. وَقَالَ اللَّيْث: يُقالُ حَذَارِ يَا فلَان أَي احْذَرْ وأنشدَ: حَذَارِ من أَرْمَاحِنا حَذَارِ جُرَّتْ لِلْجَزْمِ الَّذِي فِي الأمْر وأُنِّثَتْ لِأَنَّهَا كلمة، وتقولُ: قد سَمِعْتُ حَذَارِ فِي عَسكَرِهم ودُعِيَتْ نَزَالِ بينَهم. قَالَ: وحُذَارُ: اسْم أبي ربيعَة بن حُذَارٍ قَاضِي الْعَرَب فِي الجاهِلية، وَكَانَ مِنْ بَنِي أسدِ بن خُزَيمَة. أَبُو عُبَيد عَن الأصْمعي: الحِذْرِيَةُ مِن الأرضِ: الخَشِنَةُ وَالْجمع حَذَارِيّ. وَقَالَ النَّضْرُ: الحِذْرِيَةُ: الأرضُ الغَلِيظَة من القُفّ الخَشِنَةُ. وَقَالَ أَبُو خَيْرَةَ: أَعْلى الجبَل إِذا كَانَ صُلْباً غليظاً مُسْتوِياً فَهُوَ حِذْرِيَةٌ، ويقالُ: رَجُلٌ حِذْرِيانُ إِذا كانَ حَذِراً عَلَى فِعْلِيَانٍ. ذرح: ابْن المُظفَّر: الذُّرَحْرَحَةُ: الواحِدَةُ مِنَ الذَّرَارِيح، وَمِنْهُم مَنْ يَقُول: ذَرِيحة واحدةٌ وتقولُ: طعَامٌ مَذْرُوحٌ وَهِي أعظم من الذُّبَاب شَيْئا، مُجَزَّعٌ مُبَرْقَشٌ بحُمْرَة وسوَادٍ وصُفْرَةٍ لَهَا جَنَاحَانِ تطيرُ بهما، وَهُوَ سَمٌّ قاتلٌ فَإِذا أرَادُوا أَنْ يَكْسِرُوا حَدَّ سَمِّه خَلَطُوه بالعَدَس فَيصير دوَاءً لِمَنْ عَضَّهُ الكلْبُ الكَلِبُ.

قَالَ: وبَنو ذَرِيحٍ: من أحياءِ العربِ. والذَّرَحُ: شَجَرةٌ يُتَّخَذُ مِنها الرِّحَالةُ. عَمْرُو عنْ أَبِيه: الذَّرَائح: هَضَباتٌ تُبْسَطُ عَلَى الأرْض حُمْرٌ، واحدتُها ذَريحة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: ذَرَّحَ إِذا صَبَّ فِي لَبَنِه مَاء ليَكْثُرَ. أَبُو حَاتِم قَالَ أَبُو زيد: المَذِيقُ والضَّيْحُ، والمُذَرِّحُ، والذُّرَّاح والذُّلاَّحُ والمُذَرّقُ كلُّه: اللَّبَنُ الَّذِي مُزِجَ بالماءِ. عَمْرو عنْ أَبِيه: ذَرَّحَ إِذا طَلى إداوَتَه الْجَدِيد بالطين لتطيب رائحتها. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي مرّخ إداوته بِهَذَا المَعْنَى. قَالَ: وَيُقَال: أَحْمَرُ ذَرِيحِيٌّ إِذا كانَ شديدَ الحُمْرَة قَالَ: وذَرَّحْتُ الزَّعْفَرَان وغيرَهُ فِي الماءِ إِذا جَعَلْتَ منهُ فيهِ شَيْئا يَسِيراً. ح ذ ل اسْتعْمل من وجوهه: حذل، ذحل. حذل: قَالَ اللَّيْث: الحَذَل (مُثَقَّل) : حُمْرَةٌ فِي العَيْن. تقولُ: حَذِلتْ عَيْنُه حَذَلاً. وَقَالَ العَجّاجُ: والشَّوْقُ شَاجٍ لِلْعُيونِ الحُذَّلِ وصَفَها كأنَّ تلكَ الْحمْرَة اعْتَرتْها مِنْ شِدَّةِ النَّظرِ إِلَى مَا أَعْجِبَتْ بِهِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: الحَذَلُ: حُمْرَةٌ فِي العيْنِ وانْسِلاَقٌ وسَيَلانٌ. وانْسِلاَقُهَا: حُمْرَةٌ تَعْتَرِيها. وَقَالَ أَبُو زيد: الحَذَلُ: طُولُ البُكاء وأَلاَّ تَجِفَّ العَيْنُ. ابْن الْأَعرَابِي: الحُذَالُ: انسلاق الْعين. والحَذَالُ بِفَتْح الْحَاء: صَمْغُ الطَّلْح إِذا خرَجَ فأكلَ العُودَ فانحَتَّ واخْتَلَط بالصَّمْغ وَإذا كانَ كذلكَ لم يُؤْكل ولَمْ يُنتفَع بِهِ. أخبرَني المُنْذِريّ عنْ أبي العبَّاس عَن سَلَمة عَن الفرّاء قَالَ الْحُذالُ: حَيْضُ السَّمُر وَقَالَ نُسَمِّيه الدُّوَدِم: وذلكَ أَنهم يَحُزُّونَ حَزّاً فِي سَاق السَّمُرَةِ فيخرُجُ مِنْهَا دَمٌ كأَنَّه حَيْضٌ، وَأنْشد: كأَنَّ نبيذكَ هَذَا الحُذَال قَالَ: والحِذْلُ: الحُجْزَةُ. وَقَالَ ثعلبٌ: وسمِعْتُه يقولُ: حُجْزَتُه وحُذْلَتُه وحُزَّته وحُبْكتُه واحِدٌ. ذحل: قَالَ اللَّيْث: الذَّحْلُ: طَلَبُ مكافأَةٍ بجِنَايَةٍ جُنِيتْ عَلَيْك أَو عَداوةٍ أُتِيتْ إِلَيْك. قُلتُ: وَجمع الذَّحْلِ ذُحُول وهُوَ التِّرَةُ. ح ذ ن اسْتعْمل من وجوهه: حنذ، حذن. حنذ: قَالَ اللَّيْث: الحَنْذُ: اشْتِوَاءُ اللحْمِ بالحِجَارة المُسَخَّنة، تَقول: حَنَذْتُه حَنْذاً، وَقَالَ فِي قولِ الله جلّ وعزّ: {فَمَا لَبِثَ أَن جَآءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ} (هُود: 69) . قَالَ: مَحْنوذٌ مَشْوِيٌّ. سَلَمَةُ عنِ الفرَّاء قَالَ: الحَنِيذُ: مَا حفَرْت لَهُ فِي الأرْضِ ثمَّ غَمَمْته وهوَ من فِعْلِ أهلِ البادِيَةِ معْرُوف، وَهُوَ مَحْنوذٌ فِي الأصْل، قدْ حُنِذَ فهُوَ مَحْنوذٌ، كَمَا قيلَ: طَبِيخٌ ومَطْبُوخٌ. وَقَالَ فِي كتاب (المصادِرِ) : الخَيْل تُحنَّذُ إِذا أُلْقِيَتْ عَلَيْها الجِلاَلُ بعضُها عَلَى بَعض لِتَعْرَقَ.

قَالَ: وَيُقَال: إِذا سَقَيْتَ فاحْنِذْ يَعني أخْفِسْ، يُرِيدُ أقِلَّ المَاء وأَكثِر النَّبِيذ. قَالَ: وأَعْرَق فِي مَعْنى أَخْفَسَ. وأَخبرني المُنْذري عَن أبي الهيْثَم أَنّه أَنكرَ مَا قَالَه الفرَّاء فِي الإحنْاذِ أنّه بمعْنى أخْفسَ وأعْرَقَ وعَرَفَ الإخفاس والإعْرَاقَ. وَقَالَ أَبُو عمر: قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: شَرَابٌ مُحْنَذٌ ومُخْفَسٌ ومُمْذًى ومُمْهًى إِذا أُكثِرَ مِزَاجُه بِالْمَاءِ، وَهَذَا ضِدُّ مَا قَالَه الفرَّاء. وَقَالَ أَبُو الهيْثَم: أصلُ الحَنِيذِ من حِناذ الخيْل إِذا ضُمِّرَتْ. وحِناذها أَن يُظاهَرَ عليهَا جُلٌّ فَوق جُلَ حَتَّى تُجلَّلَ بأَجلاَلٍ خمسةٍ أَو سِتَّة ليَعْرَقَ الفرسُ تحْتَ تِلْكَ الْجِلاَلِ ويُخْرِجَ العَرَقُ شحمَه كيلاَ يتنفس تنفُّساً شَدِيدا إِذا أُجرى. قَالَ: والشِّوَاءُ المحنوذُ الَّذِي قد أَلْقيت فَوْقه الحجارَةَ المَرْضُوفَةَ بالنَّار حَتَّى يَنْشَوى انْشِواءً شَدِيدا فَيتهَرَّى تحتهَا. وَيُقَال: حنَذْنا الفرسَ نحنِذُه حَنْذاً وحِناذاً أَي ظاهَرنا عَلَيْهِ الجِلاَلَ حَتَّى يعرق تَحْتَها. وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: الحَنِيذُ: الشِّوَاءُ الَّذِي لم يُبَالَغْ فِي نُضْجه، قَالَ: وَيُقَال: هُوَ الشِّوَاءُ المَغْمُومُ. وَقَالَ شمر: الحنيذ من الشواء: الْحَار الَّذِي يقطر مَاؤُهُ وَقد شُوِي، وروى عَن شَمِر ابْن عَطِيَّة أَنه قَالَ فِي قَوْله: {جَآءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ} (هود: 69) هُوَ الَّذِي يَقْطُر مَاؤُه وَقد شُوِي وَهَذَا أَحْسنُ مَا قيل فِيهِ. وَقَالَ شمر: الحَنِيذُ: الماءُ السُّخْنُ. وأَنْشَد لِابْنِ مَيَّادَةَ: إِذا بَاكَرَتْه بالْحَنِيذ غَوَاسِلُهُ قَالَ شمر: الحَنِيذُ من الشِّوَاءِ: النَّضِيجُ وَهُوَ أَن تَدُسَّه فِي النَّار وَقد حَنَذَه يَحْنِذُه حَنْذاً وَيُقَال: أَحْنِذِ اللَّحْمَ أَي أنضجه. قلت: وَقَدْ رأيتُ بوادي السِّتَارَيْن من ديار بني سَعْد عَيْنَ مَاء عَلَيْهِ نَخْلٌ زَيْنٌ عامِرٌ وقُصُورٌ من قُصُورِ مياه الْعَرَب يُقَال لذَلِك المَاء: حَنِيذ، وَكَانَ نَشِيلُه حارّاً فَإِذا حُقِنَ فِي السِّقَاء وعُلِّق فِي الْهَوَاء حَتَّى تَضْرِبَه الرِّيحُ عَذُبَ وطابَ. وَفِي أَعْرَاضِ مَدِينَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَرْيَةٌ فِيهَا نَخْلٌ كثير يقالُ لَهَا: حَنَذ. وأَنْشَدَ ابْنُ السِّكِّيت لبَعض الرُّجازِ يصفُ النَّخْلَ وَأَنه بحذاء حَنَذ ويُتَأَبَّرُ مِنْهُ دون أَن يُؤْبَر فَقَالَ: تَأبَّرِي من حَنَذٍ فَشُولي تَأَبَّرِي يَا خَيْرَةَ الفَسِيلِ إذْ ضَنَّ أَهْلُ النَّخْلِ بالْفُحُولِ وَمعنى تَأَبري أَي تلقَّحي وَإِن لم تُؤَبَّري برائحة حِرْق فحاحيل حَنَذ: وَذَلِكَ أَنَّ النَّخْلَ إِذا كَانَ بحذاء حائِطٍ فِيهِ فُحّالٌ مِمَّا يَلِي مَهَبَّ الجنوبِ فَأَنَّهَا تَتَأَبَّرُ برَوَائحها وَإِن لم تُؤَبَّرْ، وَقَوله: فَشُولي، شبَّهها بالنَّاقَةِ الَّتِي تَلْقَح فَتَشُولُ ذَنَبها أَي ترفَعُه. حذن: أَبُو عُبَيْد عَن الأَحْمَرِ: الحُذُنَّتَانِ: الأذُنَانِ. قلت: والواحدة حُذُنَّةٌ وحُذْنُ الرَّجُلِ وحُذْلُه: حجزته. والْحَوْذَانَةُ: بَقْلةٌ من بُقُولِ الرِّياضِ رَأَيتُها فِي رياض الصَّمَّان وقِيعَانها، وَلها نَوْرٌ أصفرُ رائحتُه طيِّبَةٌ وتجمعُ الحوذَان.

ح ذ ف اسْتعْمل من وجوهها: حذف، وفذح. حذف: قَالَ ابْنُ المُظَفَّر: الحَذُف: قَطْفُ الشَّيءِ من الطَّرَفِ كَمَا يُحْذَفُ ذَنْب الدَّابَّة. قَالَ: والمَحْذُوفُ: الزِّقُّ، وَأنْشد: قَاعِدا حَوْلَهُ النَّدَامى فَمَا يَنْ فَكُّ يُؤْتَى بمُوكَرٍ مَحْذُوفِ المُوكَرُ: الزِّقُّ الملآنُ، ورَوَاهُ شمر عَن ابْن الأَعْرَابي مَجْدُوف ومَجْذُوف بِالْجِيم وبالدَّال أَو بالذَّال. قَالَ: ومَعْناهُما المقَطُوعُ، ورَواه أَبُو عُبَيد مَنْدُوف، فأَمَّا مَحْذُوف فَمَا رَواه غير اللَّيْث. قَالَ: والحذْفُ: الرَّمْيُ عَن جانِبٍ. تَقول: حَذَفَ يحْذِفُ حَذْفاً. وَتقول: حَذَفني فُلانٌ بجائِزَةٍ أَيْ وَصَلني. قَالَ: وَحَذَفَه بالسَّيف إِذا ضَرَبَه. ابْن شُمَيْل: الأبْقَعُ: الغُرَابُ الأبْيَضُ الجَنَاح. قَالَ: والحَذْفُ: الصِّغَارُ السُّودُ، والواحدة حَذَفَةٌ وَهِي الزِّيغَانُ الَّتِي تُؤكَل، والحَذَفُ: الصِّغارُ مِنَ النِّعاج، قَالَ: والحَذَفُ: شاءٌ صِغارٌ لَيست لَهَا أذنابٌ وَلَا آذانٌ يُجاءُ بهَا مِنْ جُرَشَ. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (تَرَاصُّوا بَيْنَكُم فِي الصَّلَاة لَا تَتَخَلَّلُكُم الشياطينُ كَأَنَّهَا بناتُ حَذَفٍ) . قَالَ أَبُو عُبَيد: الحَذَفُ هِيَ هَذِه الغَنمُ الصِّغار الحجازية واحدتها حَذَفَة، وَيُقَال لَهَا: النَّقَدُ أَيْضا. قَالَ: وَقد فُسِّر الحَذَفُ فِي بعض الرِّواية أَنَّهَا ضَأنٌ سُودٌ جُرْدٌ صِغارٌ تكون بِالْيمن. قَالَ أَبُو عُبَيد: وَهَذَا أحبُّ التَّفسيرين إليَّ لأَنَّه فِي الحَدِيث. والعربُ تقولُ: حَذَفَه بالْعَصَا إِذا رَمَاهُ بهَا. قلت: وَقد رأيتُ رُعْيانَهم يَحْذِفُونَ الأرانب بِعِصيِّهم إِذا عَدَتْ ودَرَمَتْ بَين أَيْديهم فرُبَّما أَصَابَت الْعَصَا قَوَائِمَها فيصيدُونها ويذبحُونها. وَأما الخَذْفُ بِالْخَاءِ فَإِنَّهُ الرَّمْيُ بالحَصَى الصِّغار بأطراف الْأَصَابِع، يُقَال: خذَفَه بالحَصَى خَذْفاً. ورُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه نَهَى عَن الخَذْفِ بالحَصى، وَقَالَ: (إِنَّه يَفْقَأُ العَيْنَ وَلَا يَنْكِي عَدُوّاً وَلَا يُحْرِزُ صَيْداً) ، ورَمْيُ الجِمَارِ يكون بِمِثْل حَصَى الخَذْف وَهِي صِغارٌ. ورَوَى الحَرَّاني عَن ابْن السِّكِّيت أَنه قَالَ: يُقَال: مَا فِي رَحْلِهِ حُذَافَةٌ أَي شيءٌ من طَعَام، وأكلَ الطَّعام فَمَا ترك مِنْهُ حُذَافَةً، واحتملَ رَحْلَهُ فَمَا ترك مِنْهُ حُذَافَةً. قلتُ: وأصحابُ أبي عُبَيْدٍ رَوَوْا هَذَا الْحَرْف فِي بَاب النَّفي حُذَافَةٌ بِالْقَافِ، وَأنْكرهُ شَمِر، والصَّواب مَا قَالَه ابْن السّكِّيت وَنَحْو ذَلِك قَالَه اللِّحْياني بالفاءِ فِي (نوادره) وَقَالَ: حُذَافَةُ الأَدِيم: مَا رُمِيَ مِنْهُ. قلت: وتَحْذِيفُ الشَّعَرِ تَطْرِيرُه وتسويته، وَإِذا أخذتَ من نواحيه مَا تُسوِّيهِ بِهِ فقد حَذَّفْتَه، وَقَالَ امْرؤْ الْقَيْس: لَهَا جَبْهةٌ كَسَرَاة المِجَنْ نِ حَذَّفَهُ الصَّانِعُ المُقْتدِر

وَقَالَ النَّضْرُ: التَحْذِيفُ فِي الطُّرَّةِ أَن تُجْعَلَ سُكَيْنِيَّةً كَمَا يفعل النَّصارى. فذح: أهمله الليثُ. وَقَالَ ابْن دُريد: تَفَذَّحَتِ النَّاقةُ وانْفَذَحَت إِذا تَفَاجّتْ لِتَبولَ. قلتُ: وَلم أسمع هَذَا الْحَرْف لغيرِه، والمعروفُ فِي كَلَامهم بِهَذَا الْمَعْنى تَفَشِّحَتْ وتَفَشَّجَتْ بِالْحَاء وَالْجِيم. ح ذ ب اسْتعْمل من وجوهه: ذبح، بذح. حَبذ: قلت: وَأما قَوْلهم حَبَّذَا كَذَا وَكَذَا بتَشْديد الْبَاء فَهُوَ حرف مَعْنًى أُلِّفَ مِنْ حَبَّ وَذَا، يُقَال: حَبَّذَا الإمارةُ وَالْأَصْل حَبُبَ ذَا فأُدغمت إِحْدَى الباءين فِي الْأُخْرَى وشُدِّدت، وَذَا إِشَارَة إِلَى مَا يقرب مِنْك وَأنْشد بَعضهم: حبذا رجعها إِلَيْهَا يَديهَا فِي يَدَيْ درْعِهَا تَحُلُّ الإزَارَا كَأَنَّهُ قَالَ: حَبُبَ ذَا، ثمَّ ترْجم عَن ذَا فَقَالَ: هُوَ رجعها يَديهَا إِلَى حَلِّ تِكَّتِها أيْ مَا أَحَبَّه وَيَدَا دِرْعِها: كُمَّاهَا. وَأما حَبَذَ: يَحْبِذُ فَهُوَ مهملٌ. وَقَالَ أَبُو الْحسن بن كَيْسَان: حَبَّذَا كلمتان جُعلتا شَيْئا وَاحِدًا وَلم تُغَيَّرا فِي تَثْنِيةٍ وَلَا جمعٍ وَلَا تأَنيثٍ، وَرُفِعَ بهَا الإسمُ تَقول: حَبَذَا زَيْدٌ وحَبَّذَا الزَّيْدَانِ، وحَبَّذَا الزَّيْدُون، وحَبَّذا هِندٌ وحَبَّذَا أَنْتَ وأَنْتُما وأَنْتُم. وحَبَّذَا يُبتدأ بهَا، فَإِن قلتَ: زَيْدٌ حَبَّذَا فَهِيَ جَائِزَة وَهِي قبيحة: لِأَن حَبَّذا كلمة مدح يُبتدأُ بهَا لِأَنَّهَا جَوَاب وإنَّما لم تُثَنَّ ذَا وَلم تجمع وَلم تُؤنث: لِأَنَّك إِنَّمَا أجريتها على ذِكْرِ شَيْء سمعته فكأنك قلت: حَبَّذَا الذَّكْرُ ذِكْرُ زَيْد فَصَارَ زَيْدٌ مَوضِع ذِكْرِه وَصَارَ ذَا مُشاراً إِلَى الذِّكْرِ بِهِ، والذِّكْرُ مُذَكَّر، وحَبَّذا فِي الْحَقِيقَة فِعْلٌ وَاسم، حَبَّ بِمنْزِلَةِ نِعْمَ وَذَا فَاعل بِمَنْزِلَة الرَّجُلِ. ذبح: قَالَ اللَّيْث: الذَّبْحُ: قَطْعُ الحُلْقُوم من باطنٍ عِنْد النَّصِيل، وَهُوَ مَوضِع الذَّبْح من الْحلق. قَالَ: والذَّبِيحَةُ: الشَّاةُ المذْبُوحَةُ. والذَّبْحُ: مَا أُعِدَّ لِلذَّبْحِ وَهُوَ بِمَنْزِلَة الذَّبِيح والمذبوح. قلتُ: والذَّبِيحَةُ: اسْم لما يُذْبَحُ من الْحَيَوَان، وأُنِّثَ لِأَنَّهُ ذُهِبَ بِهِ مَذْهَب الْأَسْمَاء لَا مَذْهَب النَّعت فَإِذا قلتَ: شاةٌ ذَبِيحٌ أَو كبشٌ ذَبِيحٌ أَو نَعْجَةٌ ذَبِيحٌ لم تُدْخِل فِيهِ الْهَاء لِأَن فَعِيلاً إِذا كَانَ نعتاً بِمَعْنى مفعول يُذَكَّرُ. يُقَال: امرأةٌ قتيلٌ وكَفٌّ خَضِيبٌ. والذَّبْحُ: المذبوحُ وَهُوَ بِمَنْزِلَة الطِّحْنِ بِمَعْنى المَطْحُون والقِطْفِ بِمَعْنى المَقْطُوف. قَالَ الله جلّ وعزّ: {الْبَلاَءُ الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} (الصَّافات: 107) . أَي بِكَبْشٍ يُذْبَحُ، وَهُوَ الْكَبْش الَّذي فُدِي بِهِ إِسْمَاعِيل بن خليلُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. والمِذْبَحُ: مَا تُذْبَحُ بِهِ الذَّبِيحَةُ من شَفْرَةٍ

وَغَيرهَا. وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَهَى عَن ذَبَائِح الجِنْ. قَالَ أَبُو عُبَيد: وذَبَائح الجِنِّ: أَن يَشْتَرِي الرجلُ الدارَ أَو يَسْتَخْرِجَ العينَ أَو مَا أشبه ذَلِك فَيَذْبَحَ لَهَا ذَبِيحَةً لِلطِيَرةِ، قَالَ: وَهَذَا التفسيرُ فِي الحَديثِ. قَالَ: ومعناهُ أَنَّهُمْ يَتَطَيَّرُون إِلَى هَذَا الفِعْلِ مَخَافَةَ أَنَّهُم إِن لم يَذْبَحُوا ويُطْعِمُوا أَن يُصِيبَهم فِيهَا شَيْء منَ الجِنِّ يُؤْذِيهم، فأَبْطَل النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ونَهَى عنْه. وَقَالَ اللَّيْث فِي كِتابه: جاءَ عَن النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه نَهَى أَن يُذَبِّحَ الرَّجُلُ فِي الصلاةِ كَمَا يُذَبِّحُ الحِمارُ. قَالَ وقولُه: أنْ يُذَبِّح هُوَ أَن يُطأْطِىءَ الرجلُ رأْسَه فِي الرُّكوعِ حَتَّى يكونَ أخُفَضَ من ظَهْرِه. قلتُ: صَحَّفَ الليثُ الحرْفَ، والصَّحيحُ فِي الحديثِ أنْ يُدَبِّحَ الرجلُ فِي الصَّلاةِ بالدَّالِ غَيْرِ مُعْجَمة. كَذَلِك رَوَاهُ أصحابُ أبي عُبَيْد عنْه فِي (غَريبِ الحديثِ) ، والذَّالُ خَطَأٌ لَا شَكَّ فِيه. رَوَى ابنُ شُمَيْل عنِ ابنِ عَوْنِ عَن ابْن سِيرين قَالَ: لمَّا كَانَ زَمَنُ ابْن المُهَلب أُتِي مَرْوَانُ برَجُلٍ كفَرَ بعدَ إسْلامِه فَقَالَ كعْبٌ أدْخِلُوه المَذْبح وضَعُوا التَّوْرَاةَ وحَلِّفُوهُ بِاللَّه. قَالَ شَمِر: المذابِحُ: المقَاصِيرُ، ويُقَالُ هِيَ المَحارِيبُ ونحوُها. قَالَ: وذَبَّحَ الرجلُ إِذا طأْطأَ رأْسَهُ للرُّكوعِ ودبَّحَ وَدَرْبَحَ. قَالَ: والذَّبْحُ: الشَّقُّ وكلُّ مَا يُشَقُّ فقَدْ ذُبِحَ. قَالَ أبُو ذُؤَيْبٍ: كأَنَّ عيْنَيَّ فِيهَا الصَّابُ مَذْبُوحُ وَكَذَلِكَ كلُّ مَا فُتَّ أَو قُلِعَ فقَدْ ذُبِحَ. قَالَ: وتُسَمَّى مقَاصِيرُ الكنَائِس مَذابحَ ومَذْبحاً لأَنهم كَانُوا يذْبحُونَ فِيهَا القُرْبانَ. وَقَالَ اللَّيْث: الذَّابِحُ: شَعَرٌ يَنْبُت بَين النَّصِيل والمذْبحِ. قَالَ: والذُّبْحَةُ: داءٌ يأْخُذُ فِي الحَلْقِ وربَّما قَتَل. قَالَ والذُّبَحُ: نبَاتٌ لَهُ أصْلٌ يُقْشَرُ عَنهُ قِشْرٌ أَسْوَدُ فيخرُج أبيضَ كأَنه جَزَرَةٌ، حُلْوٌ طَيِّبٌ يُؤْكَل، والواحدةُ ذُبَحةَ. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: الذُّبْحةُ بتسْكِين الْبَاء: وَجَعٌ فِي الْحَلْقِ، وَأما الذُّبَحُ فَهُوَ نَبْتٌ أحْمَرُ. وَفِي الحَدِيث أنَّ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَوَى أسْعَدَ بنَ زُرارةَ فِي حَلْقِه من الذُّبْحَةِ، وَقَالَ: لَا أدَعُ فِي نَفسِي حَرَجاً من أسْعد. وَكَانَ أَبُو زَيْد يقولُ: الذَّبَحَةُ والذِّبَحَةُ لهَذَا الدّاءِ وَلم يعْرِفْه بِإِسْكَان الْبَاء. وَأَخْبرنِي المُنْذِريُّ عَن ثَعْلَب أَنَّهُ قَالَ: الذُّبَحةُ والذُّبَحُ هُوَ الَّذِي يُشْبِه الكَمْأَةَ قَالَ: ويُقالُ لهُ: الذِّبَحَةُ والمذّبَحُ والضمُّ أكثرُ وَهُوَ ضَرْبٌ من الكمْأَةِ بِيضٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الذُّبَاحُ: نَبْتٌ من السَّمِّ وَأنْشد:

ولَرُبّ مَطْعَمَةٍ تكونُ ذُباحا وَقَالَ رُؤْبَةُ: كأساً منَ الذِّيفَانِ والذُّباح وَقَالَ الأعْشى: وَلَكِن مَاءُ عَلْقَمةٍ بِسَلْعٍ يُخَاضُ عَلَيْهِ مِنْ عَلَقِ الذُّباح أَبُو عُبَيد: عَن الْأَصْمَعِي: أخَذَهُ الذُّبَّاحُ بتَشْديد الْبَاء، وَهُوَ تَحَزُّزٌ وَتَشَقُّقٌ بَين أَصَابِع الصِّبْيَانِ من التُّرابِ. وَقَالَ ابنُ بُزُرْج: الذُّبَّاحُ: حَزٌّ فِي باطِن أصابِع الرِّجْلِ عَرْضاً، وَذَلِكَ أَنه ذَبَحَ الأصابعَ وقَطَعَها عرْضاً، وجَمْعُهُ ذَبَابِيحُ وَأنْشد: حَرٌّ هِجَفٌّ مُتَجَافٍ مَصْرَعُه بِهِ ذَبَابيحُ وَنَكْبٌ تُظْلِعُه وَكَانَ أَبُو الهَيْثَم يَقُول: ذُبَاح بالتَّخْفيف ويُنْكِر التَّشْديد. قلت: والتَّشْديد فِي كَلَام العربِ أَكثر، وذهبَ أَبُو الهَيْثَم إِلَى أنَّه من الأدْواءِ الَّتِي جَاءت عَلَى فُعال. وَقَالَ ابْن شُمَيل: مَذابِحُ النَّصَارى: بيوتُ كُتُبهم، وَهُوَ المَذْبَحُ لِبَيتِ كُتُبهم. وَيُقَال: ذَبَحْتُ فارَة المِسْكِ، إِذا فَتَقْتها وأخْرَجْتَ مَافيها من المِسْكِ، وَأنْشد ابنُ السِّكِّيت: كأنَّ بَين فَكِّها والفَكِّ فأرَةَ مِسْكٍ ذُبِحَتْ فِي سُكِّ أَي فُتِقت فِي الطِّيبِ الَّذِي يُقال لَهُ: سُكُّ المِسْكِ. وَقَالَ بعضُهمْ: الذُّبَحُ: الجَزَرُ البَرِّيُّ، ولوْنُه أَحْمَرُ، وأنشدَ بيتَ الأعْشَى: وشَمُولٍ تَحْسِبُ العينُ إِذا صُفِّقَتْ فِي دَنّها لوْنَ الذُّبَح ويُرْوَى صُفِّقَتْ بُرْدَتُها لوْنَ الذُّبَح) . وبُرْدَتُها: لَوْنُها وأَعْلاها. وَيُقَال ذَبَحَتْ فُلاناً لِحْيَتُه، إِذا سَالَتْ تَحْتَ الذَّقَنِ وبَدَا مُقَدّمُ حَنكِه، فهوَ مَذْبُوحٌ بهَا، وَقَالَ الرَّاعِي: من كلِّ أَشْمَطَ مَذْبوحٍ بِلِحْيَتِه بادِي الأداةِ على مَرْكُوِّهِ الطَّحِلِ يصِفُ قَيِّمَ ماءٍ منعَهُ الوِرْدَ. ويقالُ: ذَبَحَتْه العَبْرةُ، أَي خَنَقَتْه. شمر: يُقَال: أَصَابَهُ موت زُؤام، وذُؤاب، وذُباح. وَأنْشد للبيد: كأساً من الذِّيفانِ والذُّبَاح قَالَ: الذُّباح: الذّبْح. يُقَال: أَخذهم بَنو فلانٍ بالذُّباحِ، أَي بالذَّبْح، أَي ذبحوهم. قَالَ: وَيُقَال: أَخذ فلَانا الذُّبَحَةُ فِي حلقه بِفَتْح الْبَاء. يُقَال: كَانَ ذَلِك مثل الذُّبَحَةُ على العُرِّ، مثل يضْرب للَّذي تخاله صديقا فَإِذا هُوَ عَدو ظَاهر الْعَدَاوَة. وَقَالَ النَّضر: الذُّبَحَةُ: قَرْحَةٌ تخرج فِي حلق الْإِنْسَان مثل الذِّئبة الَّتِي تَأْخُذ الْحمار. وَقَالَ النَّضْرُ: الذَّابحُ: مِيسَمٌ على الْحَلْقِ فِي عُرْضِ العُنُق، ويُقَالُ للسِّمَةِ: ذَابِحٌ.

وَقَالَ ابْن كُنَاسة: سَعْدٌ الذَّابحُ: من الْكَوَاكِب، أحدُ السُّعُودِ سُمِّي ذابحاً لأنَّ بحذائه كَوْكَباً صَغِيرا كَأَنَّهُ قد ذبحهُ، والعربُ تقولُ: إِذا طلع الذابحُ انجحر النَّابحُ، وأصلُ الذبحِ الشّقُّ، وَمِنْه قَوْله: كأَنَّ عَيْنَيَّ فيهَا الصَّابُ مَذْبُوح أَي مشقوق مَعْصُور. وَقَالَ شَمِر: المذَابِحُ: من المسَايِلِ وَاحِدهَا مَذْبَح، وَهُوَ مسِيلٌ يسيل فِي سَنَدٍ أَو عَلَى قَرار الأرضِ، إِنَّمَا هُوَ جَرْحُ السَّيْلِ بعضِه عَلَى إثْرِ بعض. وعَرْضُ المذْبحِ فِتْرٌ أَو شِبْرٌ، وَقد تكون المذابحُ خِلْقَةً فِي الأَرْض المُسْتوية لَهَا كَهَيئَةِ النَّهْر يسيلُ فِيهَا مَاؤُهَا، فَذَلِك المذبحُ. والمَذابحُ تكون فِي جَمِيع الأرضِ فِي الأوْدِية وَغير الأوْدِيَةِ، وَفِيمَا تواطأ من الأَرْض. بذح: البَذْحُ: الشِّقُّ. أَبُو عُبَيد عَن العَدَبَّس الكِناني: بَذَحْتُ لِسَان الفصيل بَذْحاً، إِذا فلَقْتَهُ. قلت: ورأيتُ من الرُّعْيَان مَنْ يَشُقُّ لِسَان الفصيلِ اللاَّهج بثنَاياه فيقْطَعُه، وَهُوَ الإحْزَازُ عِنْد الْعَرَب. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: أَصَابَهُ بَذْحٌ فِي رجله، أَي شَقٌّ، وَهُوَ مثل الذَّبح، وكأَنه مَقلُوب. ح ذ م اسْتعْمل من وجوهه: حذم، مذح. حذم: قَالَ اللَّيْث: الحَذُمُ: القَطْعُ الوحِيُّ. وسيفٌ حَذْيَمٌ: قَاطع. وَفِي حَدِيث عُمَر أَنه قَالَ لمُؤذِّنِه: (إِذا أذَّنْت فترَسَّل، وَإِذا أقمتَ فاحْذِم) . قَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: الحذْمُ: الحَدْرُ فِي الْإِقَامَة وقطعُ التَّطْويل. قَالَ وأصلُ الحَذْم فِي الْمَشْي إِنَّمَا هُوَ الْإِسْرَاع فِيهِ، وَأَن يكون مَعَ هَذَا كأَنه يهْوِي بيدَيْهِ إِلَى خَلفه. وَقَالَ غَيره: هُوَ كالنَّتْفِ فِي المشيء شبيهٌ بمشي الأرنب. ابْن السّكِّيت عَن الْأَصْمَعِي: يُقَال: للأرْنب حُذَمَةٌ لُذَمَةٌ، تَسْبق الْجمع بالأكَمَة. حُذَمَة: إِذا عدت فِي الأكَمَةِ أسْرَعت فسبقَت مَن يطْلبهَا، لُذَمَة: لازمةٌ للعَدْوِ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يُقال: حَذَم فِي مشيته أَي قَارب الخطا وأسرع. قَالَ: والحُذَمُ: الْقصير من الرِّجَال القريبُ الخطوِ. وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو عدنان: الحَذَمَانُ: شيءٌ من الذَّميل فَوق الْمَشْي. قَالَ: وَقَالَ لي خَالِد بن جَنْبَةَ: الحَذَمَانُ: إبْطَاءُ الْمَشْي، وَهُوَ من حْروف الأضدادِ. قَالَ: وَاشْترى فلانٌ عَبْداً حُذَام الْمَشْي: لَا خير فِيهِ. وَقَالَ اللَّيْث: حَذَامِ: من أَسمَاء النسَاء وَأنْشد: إِذا قَالَت حَذَامِ فَصَدِّقُوها فَإِن القوْلَ مَا قَالَت حَذَامِ قَالَ: جَرّتِ الْعَرَب حذَامِ فِي مَوضِع الرَّفْع لأنهَا مَصْروفةٌ من حَاذِمة فَلَمَّا صُرِفتْ إِلَى فَعَال كُسِرَت: لأَنهم وجدوا أَكثر حالاتِ المؤنَّثِ إِلَى الْكسر، كَقَوْلِك: أنتِ، عليكِ، وَكَذَلِكَ فجَارِ، وفسَاقِ، قَالَ: وَفِيه

أبواب الحاء والثاء

قولٌ آخر أَن كلّ شَيْء عُدل من هَذَا الضَّرْب عَن وجههِ يُحملُ على إِعْرَاب الْأَصْوَات والحكايات من الزَّجْرِ وَنَحْوه مجروراً، كَمَا يقالُ فِي زجْرِ البَعيرِ: ياهٍ ياهٍ، ضاعف ياهٍ مرَّتَيْنِ. وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: يُنادي بَيَهْيَاهٍ وياهٍ كَأَنَّهُ صُوَيْتُ الرُّوَيعِي ضلَّ بالليلِ صاحبُه يقولُ: سكن الحرْف الَّذِي قبل الْحَرْف الْأَخير فحُرِّكَ آخِره بكسْرَةٍ، وَإِذا تحرَّكَ الْحَرْف قبل الْحَرْف الْأَخير وَسكن الأخيرُ جزمْت كَقَوْلِك: (بجَلْ) و (أَجَلْ) . وأمَّا حَسْبُ، وجَيْرُ، فَإنَّك كسرت آخِره، وحركْته لسكون السِّين والبَاء. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ: الحُذُمُ: الأرانبُ السِّرَاع. والحُذُمُ أَيْضا: اللُّصُوصُ الْحُذَّاقُ. مذح: قَالَ اللَّيْث: المَذَحُ: الْتِوَاءٌ فِي الفخِذيْنِ إِذا مَشى انْسَحَجَتْ إِحْدَاهمَا بِالْأُخْرَى. يُقال: مَذِحَ الرجل يَمْذَحُ مَذَحاً، ومَذِحَتْ فخذاهُ وَأنْشد: إِنَّك لَو صاحَبْتِنَا مَذِحْتِ وفَكَّكِ الْحِنوَانِ فانفَتَحْتِ أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: إِذا اصْطَكَّتْ أَلْيَتَا الرَّجُل حَتَّى تنسحجا قيل: مَشِقَ مَشَقاً قَالَ: وَإِذا اصْطكَّتْ فخذاه قيل: مَذِحَ يَمْذَحُ مَذَحاً. وَقَالَ غَيره: التَّمَذُّحُ: التَّمَدُّدُ. ويُقال: شرب حَتَّى تمذَّحت خاصرتُه أَي انتفخت من الرِّيّ، وَأنْشد أَبُو عُبَيد: فَلَمَّا سَقيناها العَكِيسَ تَمَذّحتْ خواصرُها وازْدَادَ رَشْحاً وَرِيدُها والعَكِيسُ: الدَّقِيق يُصَبُّ عَلَيْهِ الماءُ ثمَّ يُشْرَبُ. (أَبْوَاب الْحَاء والثاء) ح ث ر اسْتعْمل من وجوهه: حرث، حثر. حرث: قَالَ اللَّيْث: الْحَرْثُ: قَذفُكَ الحَبُّ فِي الأَرْض لازْدِرَاعٍ، وَقَالَ: الاحتراثُ من كَسْبِ المَال، وَقَالَ الشاعرُ يُخَاطبُ ذِئباً. وَمن يَحْتَرِثْ حَرْثِي وحَرْثَكَ يُهْزَلِ أَبُو عُبَيد عَن أبي عُبَيْدَةَ قَالَ: حَرَثتُ النَّاقَة وأَحْرَثتُها، إِذا سِرت عَلَيْهَا حَتَّى تُهْزَلَ، ونحوَ ذَلِك قَالَ اللّيْثُ. ابنُ بُزُرْج: أرضٌ مَحْرُوثةٌ ومُحْرَثَةٌ: وطِئَهَا النَّاس حَتَّى أَحْرَثُوها وحَرَثُوها، وَوُطِئت حَتَّى أَثَاروها، وَهُوَ فسادٌ إِذا وُطِئتْ فَهِيَ مُحْرَثَة ومَحْرُوثَة تُقْلَبُ للزَّرْعِ وكلاهُمَا يُقال بعدُ. عمْرُو عَن أَبيه: حَرِثَ الرجل إِذا جمع بَين أَربع نسْوةٍ، وحَرِثَ إِذا تفقَّه، وفَتَّشَ، وحَرِث إِذا اكْتسب لعيَالِه واجتهد لَهُم. والحُرْثَةُ: عِرق فِي أَصل أُدَاف الرَّجُل. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الحَرْثُ: إشعال النَّار قَالَ اللَّيْث: مِحْراثُ النَّار: مِسْحَاتُها الَّتِي تحرّك بهَا النَّار. ومِحْراث الحرْب: مَا يُهَيِّجُها. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الحَرْث: الجِماع الْكثير، وَقَالَ: حرْثُ الرجلِ: امرأتُه.

وَأنْشد المُبَرِّدُ: إِذا أكل الْجَرَاد حُرُوثَ قومِي فحرْثي همُّه أكلُ الْجَرَاد وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الحرثُ: المَحَجَّةُ المكدودة بالحوافر. والحَرْث أصل جُرْدان الْحمار. والحَرْث: تفتيش الْكتاب وتدبُّره، وَمِنْه قَول عبد الله: (احْرُثوا هَذَا الْقُرْآن) أَي فتشوه. وَقَالَ غَيره: الحَرْث: الْعَمَل للدُّنيا وَالْآخِرَة. وَمِنْه حَدِيث ابْن عمر أَنه قَالَ: (احرث لدنياك كَأَنَّك تعيش أبدا واحرث لآخرتك كَأَنَّك تَمُوت غَدا) . ومعناهُ تَقْدِيم أَمر الْآخِرَة وأعمالها حِذَار الفَوْت بِالْمَوْتِ على عمل الدُّنْيَا، وَتَأْخِير أَمر للدنيا كَرَاهِيَة الِاشْتِغَال بهَا عَن عمل الْآخِرَة. وَيُقَال: هُوَ يحْرُثُ لِعِيَالِهِ ويحترث، أَي يَكتسب. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الحُرثة: الفُرضة الَّتِي فِي طَرْف القوسِ للْوَتَرِ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} (البَقَرَة: 223) . قَالَ الزَّجَّاج: زعمَ أَبُو عُبَيدَة أَنه كِنَايَة، قَالَ: وَالْقَوْل عِنْدِي فِيهِ أنَّ معْنى نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لكم: فيهنَّ تحْرُثون الْوَلَد واللَّذَّة فأتُوا حرثَكم أنَّى شِئتم، أَي ائْتوا مَوضِع حَرْثِكم كَيفَ شِئْتم مُقْبِلةً ومُدْبرةً. قَالَ شمِر: قَالَ الغَنَوِي: يُقال: حَرْق الْقوس والكُظرَة وَهُوَ فُرْضٌ، وَهِي من القوْسِ حَرْثٌ، وَقد حرثتُ القوسَ أحرثها إِذا هَيَّأْتَ موضعا لِعُرْوة الوَتَر، قَالَ: والزَّندة تُحْرَث ثُم تُكْظَرُ بعد الحَرْثِ فَهُوَ حَرثٌ مَا لم يُنفَذْ، فَإِذا أُنفذ فَهُوَ كُظْرٌ. وَقَالَ الفرَّاء: حَرَثْتُ الْقُرْآن أحْرُثه، إِذا أطَلْتَ دراسَتَه وتدَبَّرْتَهُ. وَفِي الحَدِيث: أصدق الْأَسْمَاء الْحَارِث، لِأَن الْحَارِث معناهُ الكاسب. واحتراث المَال كَسبه. وَقَول الله جلّ وعزّ: {حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ} (الشورى: 20) أَي من كَانَ يُرِيد كسب الدُّنْيَا. حثر: أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الحَثْرَةُ: انْسلاق الْعين، وتصغِيرها حُثَيْرَةٌ. قَالَ: والحَوْثرة: الفَيْشَة الضخمة وَهِي الكوْشَلَةُ، والفَيْشَلة. أَبُو عُبَيد: حَثِر الدِّبْسُ، أَي خَثُرَ، وحَثِرَتْ عينه: خرج فِيهَا حبٌّ أحْمَر. شَمِر عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الدَّوَاء إِذا بُلَّ وعُجِنَ فَلم يجْتَمع وتناثر فَهُوَ حَثِرٌ، وَقد حَثِرَ حَثَراً. وأُذُنٌ حَثِرَةٌ إِذا لم تسمع سَمْعاً جيِّداً. ولسانٌ حَثِرٌ: لَا يجِد طَعْمَ الطَّعام. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابنِ الأعْرَابيِّ: حَثَّر الدَّوَاءَ، إذَا حَبَّبهُ، وحَثِرَ إذَا تَحَبَّبَ. ابنُ شُمَيْل: الحَثَرُ مِنَ العِنَب: مَا لَمْ يُونِع وَهُوَ حَامِضٌ صُلْبٌ لم يُشْكِلْ وَلَمْ يَتَمَوَّه. وحثِرَ العَسَلُ إذَا أَخَذَ يَتَحَبَّبُ، وَهُوَ عَسَلٌ حاثِرٌ وحَثِرٌ. والحَثَرَةُ مِنَ الجِبَأَة، كأَنَّها تُرَابٌ مَجْمُوعٌ فإذَا قُلِعَتْ رَأَيْتَ الرملَ حَوْلَها.

عَمْرو عَنْ أَبِيه قالَ: الحثَرُ: ثمَرُ الأرَاكِ، وَهُوَ البَريرُ. أَبُو حَاتِم الحَاثرُ الحاءُ غَيْرُ مُعْجَمَة: المُتَفَلِّقُ مِنَ اللَّبَنِ، وقَدْ حثَرَ يَحْثِرُ حُثُوراً. وَقَالَ الحِرْمَازِيُّ: الحَثِرُ: المُتَفَلِّقُ. ح ث ل (اسْتعْمل من وجوهه: حثل) . حثل: قَالَ اللَّيْث: الحَثْلُ: سُوءُ الرَّضَاعِ، تَقُولُ: أَحْثَلَتْهُ أُمُّه، وقَدْ يُحْثِلُه الدَّهْرُ بِسُوءِ الحَالِ، وأنْشَدَ: وأَشْعَثُ يَزْهَاهُ النُّبُوح مُدَفَّعٌ عَنِ الزَّادِ مِمَّن حَرَّفَ الدَّهْرُ مُحْثَلُ وحُثَالَةُ النَّاسِ: رُذَالَتُهُمْ. أَبُو زَيْد: أَحثَلَ فُلاَنٌ غَنَمَهُ، فَهِيَ مُحْثَلَةٌ إِذا هَزَلَها. أبُو عُبَيْد: المُحْثَلُ: السَّيِّيءُ الغِذَاء. وَقَالَ غيرُه: جَاءَ فِي الحَدِيث الَّذي يَرْويه عَبْدُ الله بنُ عُمَر أَنَّهُ ذَكَرَ آخِرَ الزَّمان: فيبْقَى حُثَالَةٌ مِنَ النَّاسِ لَا خَيْرَ فِيهم. أَرَادَ بحُثَالَةِ النَّاسِ رُذَالَهُمْ وَشِرَارَهم، وأصْلُه مِنْ حُثَالَة التَّمْرِ وحُفالَتِه وَهُوَ أَرَدَؤُه وَمَا لَا خيْرَ فِيه مِمَّا يَبْقَي فِي أَسْفَلِ الْجُلَّةِ. ثَعلبٌ عَنِ ابْن الأعْرَابي قَالَ: الحُثَالُ: السِّفَلُ. أَبُو عُبَيد عنِ الأصمعيّ: الْحِثيَلُ: مِنْ أسْمَاءِ الشَّجَرِ معْروفٌ. ح ث ن اسْتعْمل من وجوهه: حنث، حثن. حثن: أَهْمَلَه اللَّيْثُ. وحُثُن: جَاءَ فِي شِعْرِ هُذَيْل، وهُوَ موْضِعٌ مَعْروفٌ فِي بِلاَدِهم. حنث: قَالَ اللَّيْث: الحِنْثُ: الذِّنْبُ العظيمُ. ويُقَالُ: بَلَغَ الغُلاَمُ الحِنْث، أَي بَلَغَ مَبْلَغاً جَرَى القَلَم عَلَيْهِ بالطَّاعةِ والمَعَاصِي. قَالَ: وحَنِثَ فِي يَمينِه حنِثاً، إذَا لمْ يُبِرَّها. وَفِي الحَدِيث: (اليمِينُ حِنْثٌ أَوْ مَنْدَمَةٌ) يَقُول: إمَّا أَنْ ينْدَمَ عَلَى مَا حَلَفَ عَلَيْه، أَو يَحْنَثَ، فَتَلْزَمهُ الكَفَّارةُ. وَفِي حَدِيثٍ آخَر أَنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إلَيْهِ يَأْتي حِرَاءَ، وَهو جَبَلٌ بِمَكَّةَ فِيهِ غَارٌ، فَكَانَ يَتَحَنَّثُ فِيه اللَّيَالِي. قالَ أبُو العَبَّاس: قالَ ابنُ الأعْرَابي: قَوْلُه: يَتَحَنَّثُ، أَي يَفْعَلُ فِعْلاٍ يَخْرُجُ بِهِ من الحِنْثِ وَهُوَ الإثْم. ويُقَالُ: هُوَ يَتَحَنَّث أَيْ يَتَعَبَّدُ لله. قالَ: ولِلْعَرَبِ أَفْعَالٌ تُخَالِف معَانيها أَلْفَاظَها، يقَالُ فُلانٌ يَتَنَجَّسُ إذَا فَعَل فِعْلاٍ يَخْرُجُ بِهِ مِنَ النَّجاسَةِ. كَمَا يُقَال فُلاَنٌ يَتَأَثَّمَ وَيَتَحَرَّج، إذَا فَعَل فعْلاً يَخْرُج بِهِ مِنَ الْإِثْم والحَرَج. قَالَ: وقَوْلُهُم: بَلَغَ الغُلاَم الحِنْثَ. أَي الإدْرَاك والبُلوغ. قَالَ: والحِنْث فِي غير هَذَا: الرُّجُوعُ فِي اليمنِ. وأخْبَرَني المُنْذِرِيُّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الحِنْثُ الحُلُمُ، والْحِنْثُ: الشِّرْكُ. قَالَ الله تَعَالَى: {مُتْرَفِينَ وَكَانُواْ يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ} (الواقِعَة: 46) وَأنْشد: من يَتشَاءَمْ بِالْهدى فالحِنْثُ شَرّ

أَي الشِّرْكُ شَرٌّ. قَالَ: والْحِنْثُ: حِنْثُ الْيَمين إِذا لم تَبرَّ وَفِي الحَدِيث (من مَاتَ لَهُ ثَلاَثَةٌ من الْوَلَد لم يبلغُوا الحِنْثَ دخل من أيّ أَبْوَاب الجَنَّة شَاءَ) . قَالَ ابنُ شُمَيل: مَعْنَاهُ: قبل أَن يبلغُوا فيُكْتَبَ عَلَيْهِم الإثمُ. قَالَ: والحِنْثُ: الإثمُ، وحَنِثَ فِي يَمِينه أَي أَثِمَ. وَقَالَ خَالِد بنُ جَنْبةَ: الحِنْثُ: أَن يَقُول الْإِنْسَان غيرَ الحَقِّ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: عَلَى فُلان يمينٌ قد حنِثَ فِيهَا، وَعَلِيهِ أَحْنَاثٌ كَثِيرَة. وَقَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْله: {مُتْرَفِينَ وَكَانُواْ يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ} . قَالَ: الحِنْثُ: الذَّنبُ، ويُصِرُّون، أَي يَدُومون. والحِنْثُ: المَيلُ مِنْ باطلٍ إِلَى حَقَ، وَمِن حقَ إِلَى بَاطِل. يُقَال: قد حَنِثْتُ، أَي مِلتُ إِلَى هَوَاك عَلَيَّ، وَقد حَنِثْتُ مَعَ الحقِّ عَلَى هوَاك. ورُوِي عَن حَكِيم بن حِزَام أَنهُ قَالَ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَرَأَيْتَ أُمُوراً كُنتُ أتحنَّثُ بهَا فِي الجاهِلية مِن صلَة رَحِمٍ وصَدَقةٍ هَل لي فِيهَا مِن أَجْرٍ؟ فَقَالَ لهُ ج: أَسْلَمتَ عَلَى مَا سَلَف لَك مِنْ خَير) يُرِيدُ بقوله: كنتُ أتحَنَّث أَي أتَعَبَّدُ وألْقِي بهَا الحِنْثُ، وَهُوَ الْإِثْم، عَن نَفسِي. ويُقالُ للشَّيْء الَّذِي يَختلفُ فِيهِ النَّاس فيحتَمِلُ وَجْهَيْن: مُحْلِفٌ، ومُحْنِث. ح ث ف حفث، فَحَث (حثف، فثح) : (مستعملات) . حفث فَحَث: أَبُو عُبَيد عَن الْأَحْمَر: الحَفِثُ والفَحِثُ: الَّذِي يكونُ مَعَ الكَرِشِ وَهُوَ يُشْبهها. وَقَالَ اللَّيْث: الحفْثَةُ: ذَاتُ الطَّرَائق من الكَرِش كأَنها أَطْبَاقُ الفَرْثِ. وأَنشد الليثُ: لاتُكْرِبَنَّ بَعْدَها خُرْسِيّا إنّا وَجَدْنَا لَحْمَها رَدِيّاً الكِرْشَ والحِفْثَة والمَرِيّا (فَحَث) : وَقَالَ أَبُو عَمْرُو: الفَحِثُ: ذاتُ الطَّرَائق والقِبَةُ الأخرَى إِلَى جَنْبه. وَلَيْسَ فِيهَا طرائق قَالَ: وفيهَا لُغَاتٌ: حَفِثٌ، وحَثِفٌ، وحِفْثٌ، وحِثْفٌ: وَقيل: فِثْحٌ، وثِحْفٌ، ويُجْمْعُ الأحْثَافَ والأفْثَاحَ والأثحَافَ، كُلٌّ قد قيلَ. وَقَالَ شَمِر: الحُفَّاثُ: حَيَّةٌ ضخمٌ عظيمُ الرَّأْسِ أَرْقَشُ أحْمَرُ أكْدَرُ، يُشْبُه الأسْوَد وَلَيْسَ بِهِ، إِذا حَرَّبْته انتَفَخَ ورِيدُه. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: هُوَ أكبرُ مِنَ الأرْقَمِ، ورَقَشُه مِثلُ رَقَشِ الأرْقم، لَا يَضُرُّ أحدا، وجَمْعُه حَفَافِيثُ. وَقَالَ جرير: إنَّ الحفَافيثَ عِنْدِي يَا بَنِي لَجَأٍ يُطرِقْنَ حِينَ يصُولُ الحيَّةُ الذَّكَرُ وَقَالَ الليثُ: الحُفَّاثُ: ضَرْبٌ من الحيَّات يأْكلُ الحشيشَ لَا يضُرّ شَيْئا. وَيُقَال للغَضْبان إِذا انْتَفختْ أوْدَاجه: قدِ احرَنفَشَ حُفَّاثُه.

وَفِي (النَّوَادرِ) : افتحَثْتُ مَا عِنْد فُلاَنٍ وابْتَحَثتُ بِمَعْنى واحدٍ. ح ث ب اسْتعْمل من وجوهه: بحث، حبث. بحث: قَالَ اللَّيْث: البَحْثُ: طلَبُك الشيءَ فِي التُّرَاب، والبَحْث: أَن تسألَ عَن شيءٍ وتَسْتَخْبر، يُقَالُ: بحَثْتُ أبحَثُ بَحْثاً، واسْتَبْحَثتُ، وابْتَحَثْتُ، وتَبَحَّثْتُ بمعْنى واحدٍ. والبَحُوث مِن الْإِبِل: الَّتِي إِذا سارَتْ بحثتِ التُّرَابَ بأيْديها أُخُراً، أَي ترْمي بِهِ إِلَى خَلفها، قَالَه أَبُو عَمْرو. وَقَالَ أَبُو زيد وَابْن شُمَيْل: البَاحِثَاءُ من جِحَرَةِ اليَرابيع: تُرَابٌ يُخَيَّلُ إلَيْكَ أَنه القاصِعاءُ وليْسَ بهَا، والجميع بَاحِثَاوَات. وسورةُ برَاءَة كانَ يُقالُ لَهَا: البَحُوث: لِأَنَّهَا بحثَتْ عنِ المنافقِينَ وأسْرَارِهم. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: البُحَّيْثى مِثال خُلَّيْطَى: لُعْبَةٌ يَلْعَبُونَ بهَا بالتُّرَاب. قَالَ: والبحْث: المَعْدِن يُبْحَث فِيهِ عَن الذَّهب والفِضَّة. قَالَ: والبُحَاثةُ: الترَاب الَّذي يُبْحَثُ عمّا يُطلَب فِيهِ. وَقَالَ شمر: البُحْثَة جَاءَ فِي الحَدِيث أنّ غُلاَمَيْنِ كَانَا يَلعَبَانِ البُحْثةَ، وَهُوَ لَعِبٌ بالتُّرَابِ. حبث: ينشد للأصْمَعي فِي أُرجوزَةٍ لَهُ: أَوْمَجّ أَنْيَابٍ قُزَاتٍ أوْ حَبِث والقُزَات: جَمْع قُزَة: مِن الحَيّات، وَكَذَلِكَ الحِبْثُ. قُلت: لَا أَعرِف الحَبِث. ح ث م أهمله اللَّيْث وَاسْتعْمل من وجوهه: حثم. حثم: أَبُو العبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الحُثُمُ: الطُّرُق الْعَالِيَة. وَسمعت الْعَرَب تَقول للرَّابية: الحَثَمة، يُقَال: انزِل بهاتِيك الحَثَمَة، وَجَمعهَا حَثَمات، ويَجوز حَثْمَة بِسُكُون الثّاء، وَمِنْه ابْن أبي حَثْمَةَ.

الجزء 5

أَبْوَاب الْحَاء وَالرَّاء [/ كت] ح ر ل اسْتعْمل من وجوهه: رَحل: قَالَ اللَّيْث: الرَّحْلُ: مَرْكَبٌ للبعير. والرحالةُ نحوُه، كلُّ ذَلِك من مَراكِب النِّسَاء. قلت: الرَّحْلُ فِي كَلَام الْعَرَب على وجُوهٍ. قَالَ شمر: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الرحْلُ بِجَمِيعِ رَبَضِه وحَقَبِه وحِلْسِه وَجَمِيع أَغْرُضِه. قَالَ: وَيَقُولُونَ أَيْضا لأعواد الرَّحْلِ بِغَيْر أداةٍ رَحْلٌ، وَأنْشد: كَأَن رَحْلي وأداة رَحْلِي على حَزَاب كأَتان الضَّحْل قلت وَهَذَا كَمَا قَالَ أَبُو عُبَيدة. وَهُوَ من مراكب الرِّجَال دون النِّسَاء. وَأما الرحَالَةُ فَهِيَ أكبر من السَّرْج وتُغَشَّى بالجُلودِ تكون للخَيْل والنَّجائبِ من الْإِبِل وَمِنْه قَول الطرِمَّاحِ: قَتَرُوا النجائبَ عِنْدَ ذَ لَك بِالرحَالِ وبالرَّحَائِل وَقَالَ عنترةُ فَجَعلهَا سُرُجاً: إذْ لَا أَزَالُ على رِحَالَةِ سَابحٍ نَهْدٍ مَرَاكِلُه نَبِيلِ المحْزَمِ قلت: فقد صَحَّ أَن الرَّحل والرحالة من مراكب الرِّجَال دون النِّسَاء. والرَّحْل فِي غير هَذَا منزِلُ الرجل ومسكَنُه وبَيْتُه، يُقَال: دخلتُ على الرَّجُل رحْلَه أَي منزِلَه وَفِي حَدِيث يزيدَ بْنِ شَجَرَة: (أَنه خطب النَّاس فِي بَعْثٍ كَانَ هُوَ قائِدَهم، فحثَّهُم على الجهادِ وَقَالَ إِنَّكُم تَرَوْن مَا أَرَى من بَيْن أَصْفَرَ وأَحمَرَ، وَفِي الرحَالِ مَا فِيهَا، فَاتَّقُوا الله وَلَا تخزوا الحُورَ العِينَ) يقولُ: مَعكُمْ من زَهْرَةِ الدُّنْيَا وزُخْرُفِها مَا يُوجِبُ عَلَيْكُم ذِكْرَ نعمةِ الله عَلَيْكُم واتقَاءَ سَخَطِه، وَأَنْ تَصْدُقوا العَدُوَّ القِتَال وتجاهِدُوهُمْ حَقَّ الجِهَادِ، فاتَّقُوا الله وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الدُّنْيَا وزُخْرُفِها، وَلَا تَوَلَّوْا عَن عَدوكُمْ إِذا الْتَقَيْتُم وَلَا تُخْزُوا الحورَ الْعين بِأَنْ لَا تُبْلُوا وَلَا تجْتَهدوا وتفْشَلُوا عَن الْعَدو فيُوَلينَ، يَعْنِي الحُورَ العِين عَنْكُم بِخَزَاية واستحْياءٍ لكم. وَقد فُسر الخَزَايةُ فِي موضعهَا. وَقَالَ اللَّيْث: رَحْلُ الرَّجُلِ: مسكَنُه. وإنَّه لخَصِيبُ الرَّحْل. وانتهيْنَا إِلَى رِحَالِنَا: أَي إِلَى مَنَازِلِنا. ورُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنَّهُ قَالَ:

(إِذَا ابْتَلَّت النعَالُ فَالصَّلَاة فِي الرحَالِ) . وَقد مرّ تفسيرُه فِي كتاب الْعين. وَيُقَال: إِن فلَانا يَرْحَلُ فُلاناً بِمَا يكره، أَي يَركَبُه. وَيُقَال: رحَلْتُ الْبَعِير أَرْحَلُه رَحْلاً: إِذا شَدَدْتَ عَلَيْهِ الرَّحْلَ. وَيُقَال: رحَلْتُ فلَانا بسيْفِي أَرْحَلُه رَحْلاً: إِذا علوتُهُ. وَقَالَ أَبُو زيد: أَرْحَلَ الرجلُ البَعِيرَ، وَهُوَ رَجُلٌ مُرْحِلٌ. وَذَلِكَ إِذا أَخَذَ بَعِيرًا صَعْباً فَجعله رَاحِلَةً. وَفِي الحَدِيث عِنْد اقتراب السَّاعَة (تخرج نَار من قصر عدن تُرَحل النَّاس) رَوَاهُ شُعْبَة قَالَ: وَمعنى تُرَحّل أَي تَنْزِل مَعَهم إِذا نَزَلوا وتَقِيلُ إِذا قَالُوا. جَاءَ بِهِ مُتَّصِلا بِالْحَدِيثِ قَالَ شَمِر: وَقيل معنى ترحلهم أَي تُنْزلُهم المَرَاحِلَ. قَالَ: والترحِيلُ والإرْحَال بِمَعْنى الإشْخَاصِ والإزعَاجِ يُقَال: رَحَلَ الرجلُ إِذا سَار وأَرْحَلْتُه أَنا. والمرحلة: المنْزِلُ يُرْتَحَلُ مِنْها. وَمَا بَيْنَ المنْزِلَين مَرْحَلَةٌ. وَرجل رَحُولٌ، وَقوم رُحُلٌ: أَي يرتحلون كثيرا، وجمل رَحِيلٌ وناقة رَحيلَةٌ بِمَعْنى النجِيبِ والظهيرِ. وَقَالَ أَبُو عبيد: الرَّحُول من الإبلِ الَّذِي يصلُح لِأَن يُرْحلَ. وبَعِيرٌ ذُو رُحلَةٍ: إِذا كَانَ قويًّا على أَن يُرْحلَ. والرَّاحُولُ: الرَّحْلُ، وَفِي حَدِيث الْجَعْدِي: أَنَّ ابنَ الزُّبَيْرِ أَمَرَ لَهُ بِرَاحِلَةٍ رَحيلٍ. قَالَ الْمبرد: راحِلَةٌ رَحِيلٌ أَي قويٌّ على الرحْلَةِ، كَمَا يُقال: فَحْلٌ فَحِيلٌ: ذُو فِحْلَة. وَرُوِيَ عَن النّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (تَجِدُونَ الناسَ كإبلٍ مائَةٍ لَيْسَ فِيهَا راحلةٌ) قَالَ ابْن قُتَيْبَةَ: الرَّاحِلَةُ هِيَ الناقةُ يختارُهَا الرَّجُلُ لمَرْكَبِه ورَحْلِه على النجابَةِ وتَمَامِ الخَلْق وحُسْنِ المَنْظَرِ، وَإِذا كَانَت فِي جَماعةِ الْإِبِل تبيَّنَتْ وعُرِفَتْ. يقولُ: فالناسُ مُتساوون، لَيْسَ لأَحَدٍ مِنْهُم على أَحَد فضلٌ فِي النَّسَب، وَلَكنهُمْ أشْبَاهٌ كإبلٍ مائَةٍ لَيست فِيهَا راحِلَةٌ تَتَبَيَّنُ فِيهَا وتَتَمَيَّزُ مِنْهَا بالتَّمَامِ وحُسْنِ المَنْظَرِ. قلت: غَلِطَ ابنُ قُتيْبَةَ فِي شَيْئَيْنِ: فِي تَفْسِير هَذَا الحَدِيث، أحَدُهما أَنَّهُ جعَل الراحلَةَ النَّاقَةَ، وَلَيْسَ الجملُ عِنْده رَاحِلَة. والراحلةُ عِنْد العربِ كلُّ بعيرٍ نجيبٍ جوادٍ سواءٌ كَانَ ذكرا أَو أُنْثى، وَلَيْسَت الناقةُ أَوْلَى باسْمِ الراحلةِ من الجملِ، تَقول العربُ للجمَلِ إِذا كَانَ نجيباً: راحلةٌ وَجمعه رواحلُ، وَدخُول الْهَاء فِي الراحلةِ للْمُبَالَغَة فِي الصفَةِ، كَمَا يُقالُ: رَجلٌ داهيةٌ وباقِعَةٌ وعَلاَّمَةٌ. وَقيل: إنَّها سُميَتْ راحلَةً لِأَنَّهَا تُرْحَلُ، كَمَا قَالَ الله {فَهُوَ فِى عِيشَةٍ} (الحاقة: 21) أَي مَرْضِيَّةٍ، و {خُلِقَ خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ} (الطّارق: 6) أَي مَدْفُوق. وَقيل: سُميَتْ رَاحِلَةً لِأَنَّهَا ذاتُ رَحْل، وَكَذَلِكَ عيشة راضيةٌ: ذاتُ رضى. وَمَاء دافِقٌ ذُو دَفْق. وَأما قَوْله: إِن النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَرَادَ أَن النَّاس متساوُون فِي الْفضل لَيْسَ لأحد مِنْهُم فضلٌ على الآخَرِ وَلَكنهُمْ أشباهٌ كإبل مائةٍ لَيْسَ

فِيهَا راحلةٌ، فَلَيْسَ الْمَعْنى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ. وَالَّذِي عِنْدِي فِيهِ أنَّ الله تبَارك وَتَعَالَى ذَمَّ الدُّنْيَا ورُكُونَ الخلْقِ إِلَيْهَا وحذَّرَ عِبَادَهُ سُوءَ مَغَبَّتِها، وزهَّدَهُم فِي اقتنائِها وزُخْرُفِها وضربَ لَهُمْ فِيهَا الأمْثَالَ لِيَعُوها ويَعْتَبِرُوا بهَا، فَقَالَ: {الْجَحِيمِ اعْلَمُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَنَّمَا الْحَيَواةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِى الاَْمْوَالِ وَالاَْوْلْادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ} (الحَديد: 20) الْآيَة. وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يحذرُ أصحابَه بِمَا حذَّرَهم الله من ذَمِيم عَوَاقِبِها وينهاهم عَن التَّبَقُّرِ فِيهَا ويزهدُهم فِيمَا زهَّدَهُم الله فِيهِ مِنْهَا، فَرَغِبَ أكثرُ أَصْحَابه عَلَيْهِ السَّلَام بعده فِيهَا، وتَشَاحُّوا عَلَيْهَا وتَنَافَسُوا فِي اقتنائِها حَتَّى كَانَ الزهْدُ فِي النادِرِ القليلِ مِنْهُم، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (تَجِدُونَ النَّاس بَعْدِي كإبلٍ مِائَةٍ لَيْسَ فِيهَا راحلةٌ) وَلم يُرِدْ بِهَذَا تساوِيَهُم فِي الشَّر وَلكنه أَرَادَ أنَّ الكامِلَ فِي الْخَيْرِ والزَّاهِدَ فِي الدُّنْيَا مَعَ رَغْبَتِهِ فِي الآخِرَةِ والعملِ لَهَا قليلٌ، كَمَا أَن الراحلَةَ النجيبةَ نادِرٌ فِي الْإِبِل الكثيرِ. وَسمعت غَيْرَ واحِدٍ من مشايِخِنا يَقُول: إِن زُهَّادَ أصحابِ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يَتَتَامُّوا عشرَة مَعَ وُفُور عددِهم وَكَثْرَة خَيْرِهم، وسبْقِهم الأمَّةَ إِلَى مَا يستَوْجِبُون بِهِ كريمَ المآب برحمة الله إيَّاهم وَرِضْوانِه عَلَيْهِم فَكيف مَنْ بَعْدَهم وَقد شاهَدُوا التَّنْزِيلَ وعايَنُوا الرَّسُولَ وَكَانُوا مَعَ الرغْبَةِ الَّتِي ظَهَرَتْ مِنْهُم فِي الدُّنْيَا خَيْرَ هَذِه الْأمة الَّتِي وصَفَهَا الله جلَّ وعَزَّ فَقَالَ: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} (آل عِمرَان: 110) وواجبٌ على مَنْ بَعْدَهمْ الاستغفارُ لَهُم والترحمُ عليْهِم وَأَن يسأَلُوا الله أَلاَّ يَجْعَل فِي قُلُوبهم غِلاًّ لَهُم وَلَا يذكُرُوا أحدا بِمَا فِيهِ مَنْقَصَةٌ لَهُم، وَالله يَرْحَمنَا وإيّاهم ويتغمَّد زَلَلَنَا بفضْلِهِ وَرَحمته إِنَّه هُوَ الغفور الرَّحِيم. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: ناقَةٌ رَحِيلَةٌ: شديدَةٌ قويَّةٌ على السّير، وجمل رَحيلٌ مِثْلُه، وإنَّها لَذَاتُ رُحلَةٍ. وَقَالَ الأمَوِيُّ ناقةٌ حِضَارٌ إِذا جَمَعَتْ قُوَّةً ورُحْلَةً يَعْنِي جَوْدَةَ السّير. وَقَالَ شَمِر: ارْتَحَلْتُ البعيرَ إِذا شدَدْتُ الرَّحْلَ عَلَيْهِ وارْتَحَلْتُه إِذا رَكِبْتَهُ بقتب أواعْرَوْرَيْتَهُ وَقَالَ الْجَعْدِي: وَمَا عَصَيْتُ أَمِيرا غَيْرَ مُتَّهَمٍ عِنْدِي ولكنَّ أَمْرَ المرْءِ مَا ارْتَحَلاَ أَي يَرْتَحِلُ الْأَمر، يركبه. قَالَ شمر: وَلَو أنّ رجلا صَرَع آخر وَقعد على ظَهره لَقلت رأيتُه مُرْتَحِله. ومُرْتَحَلُ الْبَعِير: مَوْضِعُ رَحْلِه من ظَهْرِه وَهُوَ مَرْحَلُهُ، قَالَ: وبعيرٌ ذُو رُحْلَةٍ وَذُو رِحلة وبعير مِرْحَلٌ ورَحِيلٌ إِذا كَانَ قويّاً. الحرَّاني عَن ابْن السّكيت: قَالَ الْفراء: رِحْلَةٌ ورُحْلَةٌ بِمَعْنى واحدٍ، قَالَ وَقَالَ أَبُو عَمْرو الرحْلَةُ: الارْتحال، والرُّحْلَةُ بِالضَّمِّ: الوجْه الَّذِي تُرِيدُه. تَقول: أَنتُمْ رُحْلَتِي. قَالَ وَقَالَ أَبُو زيد نَحْواً مِنْهُ. وَيُقَال للراحلة الَّتِي رِيضَتْ وأُدبت: قد أَرْحَلَتْ إِرْحَالاً وأَمْهَرَتْ إِمْهَاراً إِذا جَعَلها الرائِض مَهْريَّة وراحلةً.

وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : نَاقَة رَحِيلةٌ ورحيلٌ ومُرْحِلَةٌ ومُسْتَرْحِلَةٌ أَي نجيبَةٌ. وبعير مُرْحِلٌ إِذا كَانَ سميناً وَإِن لم يكن نجيباً. وَقَالَ اللَّيْث: ارتحل الْقَوْم ارتحالاً. والرحْلَةُ: اسمُ ارتحالِ الْقَوْم للمسير. قَالَ: والمُرْتَحَل نقيضُ المحَل. وَأنْشد قَول الْأَعْشَى: إِنَّ مَحَلاًّ وإِنَّ مُرْتَحَلا يُرِيد إِن ارتحالاً وَإِن حلولاً. قَالَ: وَقد يكون المُرْتَحَلُ اسْمَ المَوْضِعِ الَّذِي تَحُلُّ فِيهِ. قَالَ: والترحُّلُ: ارتحالٌ فِي مُهْلَةٍ. والمرحَّلُ: ضَرْبٌ من بُرُودِ الْيمن، وَقيل سمي مُرَحَّلاً لما عَلَيْهِ من تَصَاويرِ الرَّحْل وَمَا ضَاهَاهُ. قَالَ: ورَاحِيلُ اسمُ أُم يُوسُفَ ابنِ يعقوبَ. وَالْعرب تكني عَن الْقَذْف للرجل بقَوْلهمْ (يَا ابْن مُلْقَى أَرْحُلِ الرُّكبان) ويفسَّرُ قَول زُهَيْر: ومَنْ لَا يَزَلْ يسترْحِلِ الناسَ نَفْسَهُ وَلَا يُعْفِهَا يَوْماً من الذُّل يَنْدَمِ تفسيرين: أحدُهما أَنَّهُ يَذِلُّ لَهُم حَتَّى يَرْكَبوه بالأَذَى ويستذِلُّوه، وَالثَّانِي: أَنه يَسْأَلُهم أَن يحملوا عَنهُ كَلَّه وثُقْلَه ومَؤُونَتَه وَمن قَالَ هَذَا القَوْل روى الْبَيْت (وَلَا يعفها يَوْمًا من النَّاس يُسْأَمِ) وَقَالَ ذَلِك كلَّه ابنُ السّكيت فِي كِتَابه فِي الْمعَانِي. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي شيات الْخَيل: إِذا كَانَ الفَرَسُ أبيضَ الظهرِ فَهُوَ أَرْحَلُ، وَإِن كَانَ أبيضَ العَجُزِ فَهُوَ آزَرُ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ فِي شيات الْغنم إِن ابْيَصَّ طولُ النَّعْجَةِ غيرَ مَوْضِعِ الرَّاكب مِنْهَا فَهِيَ رَحْلاَءُ، فَإِن ابْيَضَّتْ إِحْدَى رِجْلَيْها فَهِي رَجْلاَءُ. وَقَالَ الفرزدق: عليهِنَّ رَاحُولاَتُ كُل قطيفة من الخَز أَوْ مِنْ قَيْصَرانَ عِلاَمُها قَالَ: الراحُولاَتُ: المُرَحَّلُ المَوْشِيُّ على فَاعُولات. قَالَ وقَيْصَرَانُ ضربٌ من الثيابِ المَوْشِيَّةُ. وَيُقَال: ارْتَحَل فلانٌ فلَانا: إِذا علا ظَهْرَهُ وَركِبَه. وَمِنْه حَدِيثُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنه سَجَدَ فَركبه الحَسَنُ فأَبْطَأَ فِي سُجُودِهِ، وَقَالَ: إنَّ ابنِي ارْتَحَلَنِي فكرِهْتُ أَن أُعْجِله) . (ح ر ن) حرن، حنر، نخر، رنح: مستعملة حرن: قَالَ اللَّيْث حَرَنت الدابَّةُ وحَرُنَتْ لُغَتَان، وَهِي تحرُن حِرَاناً. وَفِي الحَدِيث (مَا خلأت وَلاَ حَرَنَتْ وَلَكِن حَبَسَها حَابِسُ الْفِيلِ) . وَيُقَال فَرَسٌ حَرُونٌ مِنْ خَيْلٍ حُرُنٍ. والحَرُونُ: اسمُ فَرَسٍ كَانَ لِبَاهِلَةَ، إِلَيْهِ تنْسب الْخَيل الحرونية. وَقَالَ أَبُو عَمْرو فِي قولِ ابْن مقبل: صَوت المحابض ينزعن المحارينا قَالَ: المحارين مايموت من النَّحْل فِي عسله وَقَالَ غَيره: المحارين من الْعَسَل مَا لزق بالخلية فعسر نَزعه أَخذ من قَوْلك حَرَنَ بِالْمَكَانِ حُرُوناً إِذا لزمَه فَلم يُفَارِقهُ وكأَنَّ العَسَل حَرِن فَعَسُر اشْتِيَارُه. وَقَالَ الرَّاعِي: كناس تنوفه ظلت إِلَيْهَا هجانُ الْوَحْش حَارِنةً حرونا

قَالَ الْأَصْمَعِي فِي قَوْله حارنةً مُتَأَخِّرَة. وغيرُه يَقُول لازِمَةً. وَقَالَ ابْن شمَيْلٍ: المحارينُ حَبُّ الْقطن الْوَاحِد مِحْرَانٌ. رنح: قَالَ اللَّيْث رُنح فلَان ترنيحاً إِذا اعتراه وهْنٌ فِي عِظَامه وَضَعْفٌ فِي جسده عِنْد ضرب أَو فزع يَغْشَاهُ وَقَالَ الطرماح: وناصِرُكَ الأَدْنى عَلَيْهِ ظعينَةٌ تَمِيدُ إِذا استَعْبَرْتَ مَيْدَ المُرَنَّح وَقَالَ غَيره: رُنحَ بِهِ إِذا أُدِيرَ بِهِ كالمغشي عَلَيْهِ وَمِنْه قَول امرىء الْقَيْس: فَظَلَّ يُرَنَّحُ فِي غَيْطَلٍ كَمَا يستدير الْحِمارُ النَّعِرْ قَالَ اللَّيْث المُرَنَّحُ أَيْضا ضرب من الْعود من أَجْودِه يُسْتَجْمرُ بِهِ. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: المَرْنَحَةُ صَدْرُ السَّفِينَة قَالَ: والدَوْطِيرةُ كَوْثَلُها، والقَبُّ رَأس الدَّقَل، والقَرِيَّةُ خَشَبَة مربَّعَةٌ على رَأس القَب. حنر: اللَّيْث: الحِنَّوْرَةُ دويبَّة ذَميمة يُشَبَّه بهَا الإنسانُ فَيُقَال يَا حِنَّوْرَةُ. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس فِي بَاب فِعّوْل الحِنَّوْر: دابَّة تشبه العَظَاءَ وَقَالَ اللَّيْث: الحَنِيرَةُ العَقْدُ المضْرُوب وَلَيْسَ بِذَاكَ العريض. قَالَ: وَفِي الحَدِيث (لَو صلَّيتم حَتَّى تَكُونُوا كالأوتار، أَو صمتم حَتَّى تَكُونُوا كالحنائر مَا نفعكم ذَلِك إِلَّا بنيَّةٍ صادِقَةٍ وورعٍ صادقٍ) . وَتقول حنَرْتُ حَنِيرَةً إِذا بَنَيْتَها. أَبُو عَمْرو: الحَنِيرَةُ: قَوْسٌ بِلَا وَتَرٍ، وجَمْعُها حَنِيرٌ. قَالَ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: جمعهَا حَنَائرُ. قَالَ وَفِي حَدِيث أبي ذَرَ (لَو صليتم حَتَّى تَكُونُوا كالحنائر مَا نفعكم ذَلِكُم حَتَّى تُحِبُّوا آلَ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: الْحُنَيْرَةُ تَصْغِير حَنْرَة وَهِي العطْفَة المحْكَمَة لِلْقَوْس. نحر: قَالَ اللَّيْث: النَّحْرُ: الصَّدْرُ. والنُّحُور: الصدُور. قَالَ: والنَّحْرُ: ذَبْحُكَ البعِيرَ تطعنُه فِي مَنْحَرِه حيثُ يَبْدو الحُلْقُومُ من أعْلَى الصدْر. قَالَ: ويومُ النَّحْر: يومُ الأَضْحَى. وَإِذا تَشَاحَّ القوْمُ على أمْرٍ قيل: انْتَحَرُوا عَلَيْهِ من شِدَّةِ حِرْصِهِمْ. وإذَا اسْتَقْبَلَتْ دَارٌ دَاراً قيل: هَذِه تَنْحَرُ تِلْكَ. وَإِذا انْتَصَب الإنسانُ فِي صَلاَتِه فنهد قيل: قَدْ نَحَرَ. قَالَ: واختلفُوا فِي تَفْسِير قَوْله تبَارك وَتَعَالَى: {ُِالْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} (الكَوثر: 2) قَالَ بَعضهم: انْحَرْ البُدْنَ. وَقيل: ضَعِ اليمينَ على الشمَال فِي الصلاةِ. وَقَالَ الفَرَّاءُ: معنى قولِه {لِرَبِّكَ} استَقْبِل القِبْلَة بنَحْرِك. قَالَ: وسمعتُ بعضَ الْعَرَب يَقُول: مَنَازِلُهُ تَنَاحَرُ، هذَا يَنْحَرُ هَذَا، أَي قُبَالَتَه. وَأنْشد فِي بعض بني أَسد: أَبَا حَكَمٍ هَل أَنْت عَم مجَالد وسيدُ أهل الأَبْطَحِ المُتَنَاحِرِ وَذكر الْفراء الْقَوْلَيْنِ الْأَوَّلين أَيْضا فِي قَوْله: {لِرَبِّكَ} . وَقَالَ أَبُو عبيد النَّحيرَةُ: آخِرُ يومٍ من الشَّهْرِ لِأَنَّهُ يَنْحَرُ الَّذِي يَدْخُلُ بَعْدَه. قلت: مَعْنَاهُ أَنه يسْتَقْبل أول الشَّهْر. وَأنْشد للكميت:

والغيث بالمُتَأَلقَا تِ مِنَ الأَهِلَّة فِي النواحر وَيُقَال لَهُ نَاحِرٌ. وَيُقَال لآخر ليلةٍ من الشَّهْر نَحيرَةٌ لِأَنَّهَا تَنْحَرُ الهِلاَلَ. وَقَالَ الْكُمَيْت أَيْضا: فَبَادَرَ لَيْلَةَ لاَ مُقْمِرٍ نَحيرَةَ شَهْرٍ لِشَهْرٍ سِرَاراً أَرَادَ ليلةَ لَا رَجُلٍ مُقْمِرٍ. والسرارُ مردودٌ على الليلَةِ. ونحيرَة فعيلة بِمَعْنى فاعِلَة لأنَّها تَنْحَرُ الهلالَ، أَي تستَقْبِلُه. وَيُقَال للسحاب إِذا انْعَقَّ بِمَاءٍ كثيرٍ: قد انْتَحَرَ انتِحَاراً. وَقَالَ الرَّاعِي: قَمَرَّ عَلَى مَنَازِلِهَا وَأَلْقَى بهَا الأَثْقَالَ وَانْتَحَرَ انْتِحَاراً وَقَالَ عديُّ بن زيد يصف الْغَيْث: مَرِحٌ وَبْلُه يسحّ سُبُوب الْ مَاءِ سَحَا كأَنَّه مَنْحُورُ والنحْرِيرُ: الرجُل الطَبِنُ الفَطِنُ فِي كل شَيْء، وَجمعه: النَّحَارِيرُ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: النَّحْرَةُ انْتِصَابُ الرَّجُلِ فِي الصَّلاَة بِإِزَاءِ الْمِحْرَاب. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس فِي قَوْله: {ُِالْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} (الكَوثَر: 2) قَالَت طَائِفَة أُمِرَ بِنَحْرِ النُّسُكِ بَعْد الصَّلاة. وَقيل أُمِرَ أَنْ يَنْتَصِبَ بنَحْره بإزَاءِ القِبْلَة وأَلاَّ يَلْتَفِتَ يَمِينا وَلَا شمالاً. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: النَّاحِرَتَانِ: التَّرْقُوَتَان من الإِبِل والناسِ. وَالْجَوانحُ: مَا وقَعَ عَلَيْهِ الكَتِفُ مِنَ الدَّابَّة والبَعِيرِ، وهِيَ من الإنسانِ الدَّأْيُ، والدَّأْيُ: مَا كَانَ من قِبَلِ الظَّهْرِ، وَهِي سِتٌّ: ثَلاَثٌ من كل جانبٍ، وَهِي من الصَّدْر الجوانِحُ لجُنُوحِها على القَلْب. وقَالَ: الكَتِفُ على ثلاثةِ أضْلاَع من جَانب وَسِتَّة أضلاع من جَانب وَهَذِه السِّتَّة يُقَال لَهَا الدَّأَيَاتُ. أَبُو زيد الجوانح أدنى الضلوع من المَنْحَر، وفيهن النَّاحِرَتَان، وَهِي ثلاثٌ من كل جَانب، ثمَّ الدَّأَيات وَهِي ثَلاثٌ من كُل شِقّ، ثمَّ يبْقى من بعد ذَلِك سِتٌّ من كل جانبٍ متَّصِلاتٌ بالشراسيف لَا يسمونها إِلَّا الأضلاع، ثمَّ ضِلَع الخَلْفِ، وَهِي أَوَاخِر الضُّلوع. (ح ر ف) حرف، حفر، فَرح، رحف، رفح: مستعملة. حرف: قَالَ اللَّيْث: الحَرْفُ من حُرُوفِ الهِجَاء. قَالَ: وَكُلُّ كَلِمَةٍ بُنِيَتْ أَدَاةً عارِيةً فِي الكلامِ لِتَفْرِقَةِ المَعَانِي فاسْمُها حرفٌ، وإِنْ كَانَ بِنَاؤُها بحرفين أَو فَوْقَ ذَلِك، مثل: حَتَّى وَهَلْ وَبل وَلَعَلّ. وكل كلمة تُقْرَأُ على وُجُوهٍ مِنَ القُرْآنِ تُسمى حَرْفاً، يقْرَأ هَذَا فِي حرف ابْن مَسْعُود أَي فِي قِرَاءَة ابْن مَسْعُود. قَالَ والإنسانُ يكونُ على حَرْفٍ من أَمْرِه: كَأَنَّهُ يَنْتَظِرُ ويتوقَّعُ، فإِنْ رَأَى من نَاحِيَتِهِ مَا يحبُّ، وإلاَّ مَالَ إِلَى غَيْرِهَا. وَقَالَ الله جلّ وَعز: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ} (الحَجّ: 11) أَي إِذا لَمْ يَرَ مَا أَحَبَّ انْقَلَبَ عَلَى وَجهه. قَالَ: وحَرْفُ السفينةِ: جَانِبُ شِقها. وَقَالَ أَبُو إسحاقَ فِي تفسيرِ هَذِه الْآيَة: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ} جَاءَ فِي

التفسيرِ: على شَكَ، قَالَ: وحقيقَتُهُ أَنَّه يعبدُ الله على حرفِ الطَّرِيقَة فِي الدّين، لَا يدخُلُ فِيهِ دُخُولَ مُتَمَكنٍ. وأفادني المنذريُّ عَن ابْن اليزيدي عَن أبي زيدٍ فِي قَوْله {عَلَى حَرْفٍ} على شَكَ. وأفادني عَن أَبِي الْهَيْثَمِ أَنه قَالَ: أما تسميتُهم الْحَرْفَ حَرْفاً فحرْفُ كل شيءٍ ناحيتهُ كحرْفِ الجَبَلِ والنهرِ والسيفِ وغيرهِ، قلتُ كأَنَّ الْخَيْر والخِصْبَ ناحيةٌ، والضَّرَّ والشَّرَّ وَالْمَكْرُوه ناحيةٌ أُخْرَى، فهما حرفان، وعَلى العبْدِ أَن يَعْبُدَ خالِقَه على حَالَة السَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ. ومَنْ عَبَدَ الله على السَّرَّاءِ وحْدَهَا دون أَن يَعْبُدَه عَلَى الضَّراءِ يَبْتَلِيه الله بِهَا فَقَدْ عَبَدَهُ على حَرْفٍ، وَمن عَبَدَهُ كَيْفَما تصرَّفَتْ بِهِ الحالُ فقد عَبَدَهُ عِبادةَ عَبْدٍ مُقِرَ بأَنَّ لَهُ خَالِقاً يُصَرفه كيفَ يشاءُ، وَأَنه إِن امْتَحَنَه باللأواء وأنعم عَلَيْهِ بالسَّراء فَهُوَ فِي ذَلِك عادلٌ أَو متفضلٌ غير ظالمٍ وَلَا متعدَ، لَهُ الخيَرَةُ وَبِيَدِهِ الأمرُ وَلَا خِيَرَةَ للعَبْدِ عَلَيْهِ. وَأما قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (نُزلَ الْقُرْآن على سَبْعَة أحرف كلهَا شاف كَاف) لقد أشبَعْتُ تَفْسِيره فِي كتاب (القراءَات وعِللِ النحويينَ) فِيهَا وَأَنا مختصرٌ لَكَ فِي هَذَا الموضِعِ من الجُمَلِ الَّتِي أودَعْتُها ذَلِك الكتابَ مَا يَقِفُ بِكَ على الصوابِ. فَالَّذِي أذْهَبُ إِلَيْهِ فِي تفسيرِ قولهِ: (نُزلَ القرآنُ على سَبْعَةِ أحرف مَا ذهب إِلَيْهِ أَبُو عبَيْدٍ واتَّبعه على ذَلِك أَبُو العَبَّاسِ أَحْمد بن يحيى. فَأَما قَول أبي عبيدٍ فَإِن عبدَ الله بنَ مُحَمَّد ابْن هاجَك أَخْبرنِي عَن ابْن جَبَلَة عَن أبي عبيدٍ أَنه قَالَ فِي قَوْله (على سَبْعَة أحرف) يَعْنِي سبع لُغَاتٍ من لُغَات العَرَبِ. قَالَ وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَن يكونَ فِي الْحَرْف الواحدِ سبعَةُ أَوْجُهٍ هَذَا لَمْ نَسمعْ بِهِ. قَالَ وَلَكِن نقُول: هَذِه اللغاتُ السبعُ متفرقَةٌ فِي الْقُرْآن فبعضه بِلُغَةِ قُرَيْش وبعضُه بلغَة هوازِنَ وبعضُه بلغَة هُذَيْلٍ وبعضُه بلغَة أهلِ اليَمَن، وَكَذَلِكَ سائِرُ اللُّغَات ومعانيها فِي هَذَا كُله وَاحِدَةٌ. قَالَ ومِمَّا يُبَينُ ذَلِك قولُ ابْن مَسْعُود: إِنِّي قد سَمِعت القراءَةَ ووجدتهم متقاربين فاقرءوا كَمَا علمْتُم، إِنَّمَا هُوَ كَقَوْل أحدكُم هَلُمَّ وَتَعَال وأَقْبِل. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أبي الْعَبَّاس أَنه سُئِل عَن قَوْله (نزل الْقُرْآن على سَبْعَة أحرف) فَقَالَ: مَا هِيَ إِلَّا لغاتٌ. قلت: فَأَبُو العبَّاسِ النَّحْوِيّ وَهُوَ وَاحِدُ عصره، قد ارْتَضَى مَا ذهبَ إِلَيْهِ أَبُو عبيد واستصْوبَه. قلت: وَهَذِه الأحْرُفُ السبعةُ الَّتِي مَعْنَاهَا اللغاتُ غيرُ خَارِجَةٍ من الَّذِي كُتِبَ فِي مصاحِف الْمُسلمين الَّتِي اجْتمع عَلَيْهَا السلفُ المرضيُّون وَالْخلف المتبعون فَمن قَرَأَ بحرفٍ لَا يُخَالِفُ المصحفَ بزيادةٍ أَو نُقْصانٍ أَو تَقْدِيم مؤخَّرٍ أَو تأخيرِ مُقَدَّم وَقَدْ قَرَأَ بِهِ إِمامٌ من أَئِمَّة القُرَّاءِ المُشْتهرين فِي الأَمْصَارِ فقد قَرَأَ بحرْفٍ من الحُرْوف السَّبْعَة الَّتِي نزل الْقُرْآن بهَا، وَمن قرأَ بحرفٍ شاذَ يُخَالِفُ المصحفَ، وخالَفَ بذلك جمهورَ القَرَأَةِ المعروفين، فَهُوَ غيرُ مصيبٍ. وَهَذَا مذهبُ أهلِ العِلْم الَّذين هم القُدْوَة، ومذهبُ الراسخِين فِي عِلْمِ الْقُرْآن قَدِيما وحديثاً، وَإِلَى هَذَا أَوْمَى أَبُو الْعَبَّاس

النحويُّ، وَأَبُو بكرٍ الأنبارِيُّ فِي كتاب لَهُ ألَّفَهُ فِي اتِّبَاع مَا فِي المصحَفِ الإمَامِ، وَافقه على ذَلِك أَبُو بكرٍ مجاهدُ مُقْرِىء أهلِ العِراق وغيرُه من الاثْبَاتِ المُتْقِنِين. وَلَا يجوز عِنْدِي غيرُ مَا قَالُوا، وَالله يوفقنا للاتّباع وتجنُّبِ الابْتداع، إِنَّه خير مُوَفق وخيرُ مُعين. وَقَالَ اللَّيْث: التحريفُ فِي الْقُرْآن: تغييرُ الكلِمَةِ عَنْ مَعْنَاهَا وَهِي قريبَةُ الشَّبَهِ، كَمَا كَانَت اليهودُ تُغَير مَعانِيَ التوْراةِ بالأَشْبَاه، فوصَفَهم الله بِفِعْلِهم فَقَالَ {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ} (النِّسَاء: 46) قَالَ: وَإِذا مَال إنسانٌ عَن شَيْء يُقَال: تحرّف وانْحَرَفَ واحْرَوْرَف وَأنْشد فِي صفة ثَوْر حفر كناساً فَقَالَ: وَإِن أصَاب عُدَوَاءَ احْرورفا قَالَ: والحَرْف النَّاقة الصُّلْبَةُ، شُبهت بِحَرْفِ الْجَبَل. وَأنْشد: جُمَالِيَّةٌ حَرْفٌ سِنَادٌ يَشُلُّهَا وَظِيفٌ أَزَجُّ الخَطْوِرِيَّانُ سَهْوَق قَالَ: وهَذَا البَيْتُ يَنْقُضُ تفسيرَ مَنْ قَالَ: نَاقَة حَرْفٌ: أَيْ مَهْزولَةٌ شبهت بحرْفِ كتابَةٍ لِدَقَّتِها وهُزَالِها. وروى أَبُو عبيدٍ عَن أبي عَمْرو أَنه قَالَ: الحرْفُ: الناقَةُ الضَّامِرُ، قَالَ: وَقَالَ بعضهُم: شُبهَت بِحَرْف الْجَبَل. قَالَ أَبُو عبيدٍ وَقَالَ الأَصمعيُّ: الحرفُ: المَهْزُولَةُ، وَقَالَ شَمِر: الحَرْفُ من الجَبَلِ: مَا نَتَأَ فِي جَنْبِهِ مِنْهُ كَهَيْئَةِ الدُّكَّانِ الصغيرِ أَو نحوِه. قَالَ والحرف أَيْضا فِي أعْلاَهُ تَرَى لَهُ حَرْفاً دَقِيقًا مشرفاً على سواءِ ظَهْرِه. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الحرْفُ: الشَّكُّ فِي قَول الله جلّ وَعز: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ} (الحَجّ: 11) أَي شَكَ. قَالَ أَبُو العبَّاسِ: والعربُ تَصِفُ الناقَةَ بالحَرْفِ لأَنَّها ضَامِرٌ، وتُشَبَّهُ بالحَرْفِ من حُرُوفِ المُعْجَم، وَهُوَ الأَلِفُ. وتشبَّه بِحَرْفِ الجبَل إِذا وصفت بالعِظَم. قَالَ هَذَا فِي تَفْسِير قَول كَعْب: حَرْف أَخُوهَا أَبوهَا من مهجَّنة وَقَالَ اللَّيْث: الْحُرْفُ: حَبٌّ كالخَرْدَلِ، الْوَاحِدَة حُرْفَةٌ. قَالَ: والمُحَارَفَةُ: المُقَايَسَةُ بالمِحْرَافِ، وَهُوَ المِيلُ الَّذِي يُسْبَرُ بِهِ الجِرَاحَاتُ وَأنْشد: كَمَا زَلَّ عَنْ رَأْسِ الشّجِيج المُحَارِف أَبُو عُبَيْدٍ عَن أبي زيدٍ: أَحْرَفَ الرجلُ إِحرافاً إِذا نما مَالُه وصَلُحَ. ورُوِيَ عَن ابنِ مسعودٍ أَنه قَالَ: موت المؤمِنِ بِعَرَق الجبين تبقَى عَلَيْهِ البقيَّةُ من الذُّنُوبِ فَيحَارَفُ عِنْد الْمَوْت أَي يُقَايَسُ بهَا فَيكون كَفَّارَة لذنوبه. وَمعنى عَرَقِ الجبينِ شدّةُ السيَاق. وَيُقَال: لَا تُحَارِفْ أخَاكَ بالسوءِ: أَي لَا تُجَازِهِ بِسُوءِ صَنِيعِه تُقَايِسْه، وأحْسِنْ إِذَا أَساءَ، واصْفَحْ عَنهُ. وَيُقَال للمَحْرومِ الَّذِي قُترَ عَلَيْهِ رزْقُه مُحَارَفٌ. حدَّثَنَا عبدُ الله بنُ عُرْوَةَ عَن أبي بكرٍ بن زَنْجَوَيْهِ عَن محمدِ بن يوسفَ عَن سفيانَ قَالَ حَدثنَا أَو إسحاقَ عَن قسر ابْن كركم عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: {ُِيَسْتَغْفِرُونَ وَفِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ}

(الذّاريَات: 19) قَالَ: (السائلُ) : الَّذِي يسألُ الناسَ، و (المحروم) : الْمُحَارَفُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ فِي الْإِسْلَام سَهْمٌ، فَهُوَ مُحَارَفٌ. قالَ وأخْبَرَنا الزعْفرانيُّ عَن الشافِعِي أَنه قَالَ: كُلُّ من استغْنَى بكَسْبِه فَلَيْسَ لَهُ أَن يسألَ الصدقَةَ وَإِذا كَانَ لَا يبلغ كَسبه مَا يُقِيمُه وعيالَه فَهُوَ الَّذِي ذكر المفسرُونَ أنَّه المحرومُ الْمُحَارَفُ. قَالَ: والْمُحَارَفُ: الَّذِي يَحْتَرِفُ بيدَيْهِ قد حُرِمَ سهْمَه من الْغَنِيمَة لَا يَغْزُو مَعَ الْمُسلمين فَبَقيَ محروماً يُعْطَى من الصدقةِ مَا يَسُدّ حِرْمَانَهُ. وَجَاء فِي تَفْسِير قَول الله جلّ وَعز: {حَقٌّ لَّلسَّآئِلِ} أنّ المحرومَ هُوَ المُحَارَفُ، والاسْمُ منْهُ الحُرْفَةُ بالضَّم، وَأما الحِرْفَة فَهُوَ اسْم من الاحْتِرَافِ، وَهُوَ الاكتسابُ؛ يُقَال هُوَ يَحْرِفُ لِعِيَالِهِ ويَحْتَرِفُ، وَيَقْرِشُ وَيَقْتَرِشُ، ويَجْرَحُ ويَجْتَرِحُ: بِمَعْنى يَكْتَسِبُ. ثعلبُ عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: أَحْرَفَ الرجُلُ إِذا جازَى على خيرٍ أَو شَرَ. قَالَ وَمِنْه الخبرُ: (إِن العبدَ ليُحَارَفُ على عَمَلِه الخيرَ والشرَّ) . قَالَ: وأحرف إِذا اسْتغنى بعد فقر وأحرف الرجل إِذا كدّ على عِيَاله أَبُو عُبَيْدة عَن أبي زيدٍ: أحْرَفَ الرجُلُ إِحْرَافاً إِذا نَمَا مَالُه وصَلَح. رحف: أهمله اللَّيْث وَهُوَ مُسْتَعْمل. روى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: أَرْحَفَ الرجلُ إِذا حدَّد سكّيناً أَو غيرَه يُقَالُ: أَرْحَفَ شَفْرَتَهُ حَتَّى قَعَدَتْ كَأَنَّها حَرْبَةٌ. وَمعنى قَعَدَتْ أَي صَارَتْ. قلتُ كَأَنَّ الحاءَ مُبْدَلَةٌ من الْهَاء فِي أَرْحَفَ، والأصْلُ أَرْهَف. وسيفٌ مُرْهَفٌ وَرَهِيفٌ أَي مُحَدَّدٌ. حفر: قَالَ اللَّيْث: الْحُفْرَةُ: مَا يُحْفَرُ فِي الأَرْضِ، وَمثله الحَفِيرَةُ، قَالَ: والحَفَرُ اسمُ المَكَانِ الَّذِي حُفِرَ كخَنْدَقٍ أَو بِئْرٍ، قَالَ وَكَذَلِكَ البئرُ إِذا وُسعَتْ فَوْقَ قَدْرِها تُسَمَّى حَفِيراً وحَفَراً وحَفِيرَةً، قَالَ: وحَفِيرٌ وحَفِيرَةٌ اسْمَا مَوْضِعَين ذكَرَهُمَا الشعراءُ القدماءُ. قلتُ: والأَحْفَارُ المَعْرُوفَةُ فِي بلادِ العربِ ثلاثَةٌ: فَمِنْهَا حَفَر أَبي مُوسَى، وَهِي رَكَايا احْتَفَرَهَا أَبُو مُوسَى الأشْعَرِيُّ على جَادَّة البَصْرة وَقَدْ نَزَلْتُ بهَا واستَقَيْتُ من رَكَاياها وَهِي مَا بَين مَاويَّةَ والمَنْجَشَانِيَّاتِ وركايا الحَفَر مَسْنَوِيَّةٌ بعيدَة الرشَاء عَذْبَةُ الماءِ، مَسْنَوِيَّةٌ أَي يستقى مِنْهَا بالسانية وَهَذَا كَقَوْلِهِم زرع مَسْقَوِيّ أَي يُسْقَى. وَمِنْهَا حَفَرُ ضَبَّةَ: وَهِي ركايَا بِنَاحيةِ الشَّوَاجِن بعيدةُ القَعْرِ، عَذْبَةُ الماءِ. وَمِنْهَا حَفَرُ سَعْدِ بنِ زَيْدِ مَنَاةَ ابْن تَمِيم، وَهيَ بِحِذَاء العَرَمَة وَرَاءَ الدَّهْنَاءِ، يُسْتَقَى مِنْهَا بالسانيَة عِنْدَ حَبْلٍ من حِبَالِ الدَّهْنَاءِ، يُقَال لَهُ حَبْلُ الحَاضِر. وَقَالَ الفرَّاءُ فِي قَول الله جلّ وَعز {ُيَقُولُونَ أَءِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِى} {ِالْحَافِرَةِ أَءِذَا كُنَّا عِظَاماً نَّخِرَةً} (النَّازعَات: 10، 11) مَعْنَاهُ إنّا لمَرْدُودُون إِلَى أَمرنا الأوّل إِلَى الْحَيَاة. قَالَ: والعربُ تَقُولُ: أَتَيْتُ فُلاناً ثمَّ رَجَعتُ علَى حَافِرَتِي: أيْ رَجَعْتُ مِنْ حَيْثُ جئتُ. قالَ: وَمن ذَلِكَ قَوْلُ العَرَبِ: النَّقْد عِنْدَ الْحَافِرَةِ. والحافر معناهُ إِذا قَال قَدْ بِعْتُك

رجعتَ عَلَيْهِ بِالثّمن؛ وهُمَا فِي الْمَعْنى واحدٌ. قَالَ: وبعضُهم يَقُول النَّقْدُ عندَ الحَافِرِ، يُرِيد عِنْد حَافِرِ الفَرَسِ، وكَأَنَّ هَذَا المَثَل جَرَى فِي الخيْلِ. قَالَ: وقالَ بعضُهم: الحافِرَةُ الأَرْضُ الَّتِي تُحْفَرُ فِيهَا قُبُورُهم، فسمَّاهَا الْحَافِرَةَ، والمعْنَى يريدُ المحْفُورَةَ، كَمَا قَالَ {مِن مَّآءٍ} (الطّارق: 6) يُرِيد مَدْفُوق. وَأَخْبرنِي المُنْذِرِيُّ عَن أبي العَبَّاس أَنه قَال: هَذِه كلمَةٌ كانُوا يَتَكَلَّمُون بهَا عِنْد السَّبْق. قَالَ والحَافِرَةُ: الأرضُ المَحْفُورَةُ، يَقُول: أقل مَا يَقَعُ حَافِرُ الفَرَسِ على الْحَافِرَةِ فقد وَجَبَ النقْدُ، يَعْنِي فِي الرهَانِ، أَي كَمَا يَسْبِقُ فيَقَعُ حَافِرُه عَلَيْها تَقول هَاتِ النَّقْدَ: وَقَالَ الليثُ: النقْدُ عِنْدَ الْحَافِرِ مَعْنَاهُ إِذا اشتريْتَه لم تَبْرَح حَتَّى تَنْقُد. الحرَّانِيّ عَن ابْن السكيتِ أَنه قَالَ: مَعْنَى النَّقْدُ عِنْد الْحَافِرَة أَيْ عِنْد أَوَّلِ كَلِمَةٍ. ويُقَال: الْتَقَى القَوْمُ فاقْتَتَلُوا عِنْدَ الْحَافِرَة أَيْ عِنْدَ أَوَّلِ كَلِمَةٍ وعِنْدَ أَوَّلِ مَا الْتَقُوا، قَالَ الله جَلّ وَعَزّ {يَقُولُونَ أَءِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِى} أَيْ فِي أَوَّلِ أَمْرِنَا. قَالَ: وَأَنْشَدَنِي ابنُ الأعرابيّ: أَحَافِرَةً عَلَى صَلَعٍ وَشَيْبٍ مَعَاذَ الله مِنْ سَفَهٍ وَعَارِ كَأَنَّهُ قَالَ أأرجع فِي صِبَايَ وَأَمْرِي الأوَّلِ بعد أَن صَلِعْتُ وشِبْتُ. وَقَالَ الليثُ: الحافِرَةُ العَوْدَةُ فِي الشَّيْءِ حتَّى يُرَدَّ آخِرُه عَلَى أَوَّلِه. قَالَ: وفِي الْحَدِيثِ (إِنَّ هَذَا الأَمْرَ لَا يُتْرَكُ عَلَى حَالِه حَتَّى يُرَدَّ عَلَى حَافِرَتِه أَيْ عَلَى أَوَّلِ تَأسِيسِه، وقَالَ فِي قَوْله: {يَقُولُونَ أَءِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِى} أَي فِي الخَلْقِ الأَوَّل بَعْدَ مَا نَمُوتُ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ {لَمَرْدُودُونَ فِى} أيْ فِي الدُّنْيَا كَما كُنَّا. وَقَالَ اللَّيْثُ الحَفْرُ والحَفَرُ جَزْمٌ وفَتْحٌ لُغَتَانِ: وَهُوَ مَا يَلْزَق بالأسْنَانِ من ظَاهرٍ وباطنٍ، تَقول: حَفِرَتْ أسنانهُ حفَراً، ولغةٌ أُخْرَى حفَرت أسنانُه تَحفِر حَفْراً. وأخْبرَني أبُو بكرٍ عَن شمر أنَّهُ سُئِل عَن الحَفْر فِي الأسْنان، فَقَالَ: هُوَ أَن يَحْفِرَ القَلَحُ أُصُولَ الْأَسْنَان بَيْنَ اللثة وأَصْلِ السنّ من ظَاهِرٍ وبَاطِنٍ يُلِحُّ على العَظْمِ حَتَّى يَتَقَشَّر العظْمُ إِن لم يُدْرَكْ سَرِيعا، يُقَال أَخَذَ فِيه حَفْرٌ وحَفَرَةٌ. أَبُو عبيد: عَن الْكسَائي قَالَ: الحفْر بتسكين وَقد حفر فُوَه يحفِر حَفْراً. وَقَالَ اللَّيْث الحِفْرَاةُ نباتٌ من نباتِ الرَّبِيع، قَالَ ونَاسٌ من أَهْلِ اليمنِ يُسَمُّون الْخَشَبَةَ ذاتَ الأصَابِع الَّتِي يُذُرَّى الكُدْس المَدُوسُ وَيُنَقَّى بهَا البُرُّ مِن التبْن بِحفْرَاةَ. ثعلبٌ عَن ابْن الأعرابيّ: أحفَرَ الرجلُ إِذا رَعَى إِبِلَه الحِفْرَى، وَهُوَ نَبْتٌ، قلتُ وَهُو مِن أَرْدَإِ المَرَاعي، قَالَ: وَأحفَرَ إِذَا عَمِل بالحِفْرَاةِ وَهِي الرَّقْش الَّذِي تُذَرَّى بِهِ الحنطةُ، وَهِي الْخَشَبَةُ المُصْمَتَة الرأسِ، فَأَما المُفَرَّجُ فَهُوَ العَضْمُ بالضَّاد والمِعْزَقَةُ، قَالَ: والمِعْزَقَةُ فِي غير هَذَا: المَرُّ، قَال والرقْشُ فِي غير هَذَا: الأكلُ الكثيرُ. وَقَالَ أَبُو حاتمٍ: يُقَال حَافَرَ اليربوعُ مُحَافرةً، وَفُلَان أَرْوَغُ من يَرْبُوعٍ: مُحَافِرٍ، وَذَلِكَ أَن يَحْفِر فِي لُغزٍ من ألْغَازِه فيذهبَ سُفْلاً ويحفِرَ الإنسانُ حَتَّى يُعْيَى فَلَا يَقْدِر عَلَيْهِ ويُشَبَّه عَلَيْهِ الجُحْرُ فَلَا يعرفهُ من غَيره

فيَدَعَهُ، وَإِذا فعل اليَرْبُوعُ ذَلِك قِيلَ لمن يَطْلُبُه دَعْه لَقَدْ حَافَر فَلَا يقدرُ عَلَيْهِ أحدٌ وَقَالَ: إِنَّه إِذا حَافَرَ أَبَى أنْ يَحْفِر الترابَ وَلَا يَنْبِثُه وَلَا يُدْرَى وجْهُ جُحْره، يُقَال قد حثا فترى الجُحْرَ مملوءًا تُراباً مستَوِياً مَعَ مَا سِواهُ إِذا حَثَا، ويُسَمَّى ذَلِك الحَاثِيَاءَ، ممدودٌ، يُقَال مَا أَشد اشْتِبَاه حَاثِيَائِه. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْل: رَجُلٌ مُحَافِرٌ: لَيْسَ لَهُ شَيْءٌ، وَأنْشد: مُحَافِرُ الْعَيْش أَبى جِوَارِي لَيْسَ لَهُ مِمَّا أفاءَ الشَّاري غيرُ مُدَىً وبُرْمَةٍ أعشارِ أَبُو عُبَيْدَة: يُقَال أَحْفَرَ المُهْرُ للإِثْنَاءِ والإرْبَاع والقُرُوحِ وَأَفَرَّتِ الإِبلُ للاثناء إِذا ذهبت رَوَاضِعُها وطَلَع غَيْرُها. وَقَالَ فِي كتاب (الخيْلِ) يُقَال أَحْفَرَ المُهْرُ إحْفاراً فَهُوَ مُحْفِر، قَالَ وإِحْفَارُهُ أَن يَتَحَرَّك الثَّنِيَّتان السُفْلَيَان والعُلْيَيَان من رَوَاضِعِه، فَإِذا تحرَّكْنَ قَالُوا قَدْ أَحْفَرَت ثَنَايَا رَوَاضِعِه فسَقَطْن. قَالَ وأولُ مَا يُحْفِرْنَ فِيمَا بَين ثَلَاثِينَ شهرا أدْنَى ذَلِك إِلَى ثلاثةِ أعْوَامٍ، ثمَّ يسقُطْن فَيَقَع عَلَيْهَا اسمُ الإبْدَاء، ثمَّ يُبدىء فَيخرج لَهُ ثَنِيَّتَان سُفْلَيَان وثَنِيَّتَانِ عُلْيَيَانِ مَكَانَ ثَنَايَاه الرَّواضِعِ الَّتِي سَقَطْنَ بعد ثلاثةِ أَعْوَام فَهُوَ مُبْدِىءٌ قَالَ ثمَّ يُثَني فَلَا يزَال ثَنِيّاً حَتَّى يُحْفِرَ إحْفَاراً، وإحفارُهُ أَن تُحَركَ لَهُ الرَّبَاعِيَّتَانِ السفْلَيَان والرَّبَاعيتان العُلْيَيَان من رَوَاضِعه وَإِذا تَحَرَّكْن قيل قد أَحْفَرت رُبَاعِيَاتُ رواضعه فيسقُطْنَ، وَأول مَا يُحْفِرْن فِي اسْتِيفَائه أربعةَ أعوامٍ، ثمَّ يَقع عَلَيْهَا اسمُ الإبْدَاءِ، ثمَّ لَا يزَال رَبَاعِياً حَتَّى يُحفر لِلْقُروحِ وَهُوَ أَن يَتَحَرَّك قَارِحَاه، وَذَلِكَ إِذا استَوْفَى خَمْسَةَ أعوامٍ، ثمَّ يَقع عَلَيْهِ اسْمُ الإبْدَاءِ، عَلَى مَا وَصَفْنا ثمَّ هُوَ قارح. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي إِذا استَتَم المُهْرُ سنتَيْن فَهُوَ جَذَعٌ، ثمَّ إِذا استتم الثالثةَ فَهُوَ ثَنِيٌّ، فَإِذا أثْنَى أَلْقَى رَوَاضِعَه فَيُقَال أثنَى وأَدْرَمَ للأَثناء، ثمَّ هُوَ رَبَاعٍ إِذا استتمّ الرَّابِعَة من السنين يُقَال أَهْضم للإِرْبَاعِ وَإِذا دخل فِي الْخَامِسَة فَهُوَ قارِحٌ وَقد قَرَحَ يَقْرَحُ قُرُوحاً، قلت: وصَوَابُه إِذا استَتَمّ الخامِسَةَ، فَيكون مُوَافقا لقَوْل أبي عُبَيْدَة وكأَنَّهُ سقطَ شَيْءٌ. وَيُقَال: حَفَرْتَ ثَرَى فُلانٍ إِذا فَتَّشْتَ عَن أمْرِه ووقَفْتَ عَلَيْهِ. وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي حَفَرَ إِذا جَامَع وحَفَرَ إِذا فَسَدَ. فَرح: قَالَ اللَّيْث رجل مُفْرَحٌ قد أَثْقَلَهُ الدَّيْن، وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (وَلَا يُتْرَكُ فِي الْإِسْلَام مُفْرَح) قَالَ أَبُو عبيد المُفْرَح: الَّذِي قد أَفْرَحَهُ الدَّيْنُ أَي أَثْقَلَهُ، وَلَا يجِدُ قَضَاءَهُ. قَالَ وأنشدنا أَبُو عُبَيْدَة: إذَا أَنْتَ لم تَبْرَحْ تُؤَدي أَمَانَةً وتَحْمِلُ أُخْرَى أَفْرَحَتْكَ الوَدَائِعُ وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ فِي قَوْله: (وَلَا يتْرك فِي الْإِسْلَام مُفْرَح) هُوَ الَّذِي أثْقَلَ الدَّيْنُ ظَهْرَه، قَالَ: وَمن قَالَ مُفْرَجٌ فَهُوَ الَّذِي أثقله الْعِيَال وَإِن لم يكن مُدَّاناً. وَقَالَ اللَّيْث: رَجُلٌ فَرِحٌ وفَرْحَانٌ وَامْرَأَة فَرِحَةٌ وفَرْحَى، وَيُقَال مَا يسرني بِهِ مَفْروحٌ ومُفْرِحٌ، فاالمَفْرُوح: الشيءُ الَّذِي أَنا أفْرَحُ

باب الحاء والراء ممع والباء

بِهِ، والمُفْرِحُ: الشَّيْء الَّذِي يُفْرِحُني. أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي: يُقَال: مَا يسرني بِهِ مُفْرِحٌ وَلَا يجوز مَفْرُوحٌ، وَهَذَا عِنْده مِمَّا يَلْحَنُ فِيهِ العامَّة. رفح: قَالَ أَبُو حَاتِم: من قُرُون الْبَقر الأَرْفَحُ وَهُوَ الَّذِي يَذْهَبُ قَرْنَاهُ قِبَلَ أُذُنَيْه فِي تَبَاعُدِ مَا بَينهمَا قَالَ والأَرْفَى الَّذِي يَأْتِي أُذُنَاهُ عَلَى قَرْنَيْه. (بَاب الْحَاء وَالرَّاء ممع والبَاء) ح ر ب حَرْب، حبر، ربح، رحب، بَحر، برح: مستعملات. حَرْب: قَالَ أَبُو الْعَبَّاس قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الحارِبُ: المُشَلح، يُقَال حَرَبَه إِذا أخَذَ مَالَه، وأَحْرَبَه دَلَّه على مَا يَحْرُبُه، وحَرَّبَه إِذا أطْعمهُ الحَرَب وَهُوَ الطَّلْع، وأَحْرَبَهُ: وجده مَحْرُوباً. وَقَالَ اللَّيْثُ: الْحَرْب: نقيضُ السَّلْم، تؤنث، وتصغيرها حُرَيْبٌ بِغَيْر هَاء رِوَايَة عَن الْعَرَب وَمثلهَا ذُرَيْع وَقُوَيْسٌ وَفُرَيْسٌ أُنْثَى ونُيَيْبٌ وذُوَيْدٌ تَصْغِير ذَوْدٍ وقُدَيْرٌ تَصْغِير قِدْر وخُلَيْقٌ يُقَال مِلْحَفة خُلَيْق. كل ذَلِك تَأْنِيثٌ يُصَغَّرُ بِغَيْر هَاءٍ. قلت أنَّثُوا الْحَرْب لأَنهم ذَهَبُوا إِلَى المُحَارَبَةِ، وَكَذَلِكَ السلْم والسَّلْم يذهب بهما إِلَى المُسالمة، فتؤنث. وَقَالَ اللَّيْث رجل مُحَرب: شُجَاعٌ. وَفُلَان حَرْبُ فلانٍ أَي مُحَارِبهُ. ودَارُ الحَرْبِ بِلادُ المُشْرِكين الَّذين لَا صُلْحَ بَينهم وَبَين الْمُسلمين. وَتقول حَرَّبْتُ فلَانا تَحْرِيباً إِذا حرَّشْتَه تحريشاً بِإِنْسَان فأُولِعَ بِهِ وبعَدَاوته. وَيُقَال حُرِب فلَان حَرَباً، والحَرَب أَن يُؤْخَذ مَاله كُلُّه، فَهُوَ رجل حَرِبٌ نزل بِهِ الحَرَبُ، وَهُوَ مَحْرُوبٌ حَرِيبٌ. وحَرِيبَةُ الرجلِ: مالُه الَّذِي يعِيش بِهِ. والحَرِيبُ: الَّذِي سُلِبَ حَرِيبَتَه. ابْن شُميل فِي قَوْله (اتَّقوا الدَّيْن فَإِن أَوَّلَه وآخِرَه حَرَبٌ) قَالَ يُبَاع دَارُه وعَقَارُه، وَهُوَ من الحَرِيبَةِ. محروبٌ: حُرِبَ دِينَه أَي سُلِبَ دِينَه، يَعْنِي قولَه (فَإِن المحْرُوبَ من حُرِبَ دِينَه) وَقَالَ الله {يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} يَعْنِي الْمعْصِيَة وَقَوله {فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} (البَقَرَة: 279) يُقَال: هُوَ القَتْلُ أما قَوْلُه جلّ وعَزَّ {إِنَّمَا جَزَآءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} (المَائدة: 33) الْآيَة فإنّ أَبَا إسحاقٍ النحويَّ زعم أَن قَول الْعلمَاء أنّ هَذِه الْآيَة نزلت فِي الْكفَّار خَاصَّة. ورُوِي فِي التَّفْسِير أَن أَبَا بُرْدَةَ الأسلميَّ كَانَ عاهَدَ النبِيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ألاَّ يَعْرِضَ لمن يريدُ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وألاّ يمنَعَ مِنْ ذَلِك، وَأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يمْنَعُ من يريدُ أَبَا بُرْدَةَ فمرّ قوم بِأَبِي بُرْدَةَ يُرِيدُونَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَعرض أصحابُه لَهُم فَقَتَلُوا وأخَذُوا المالَ، فَأنْزل الله جلّ وعزّ على نبيّه، وَأَتَاهُ جبريلُ فَأعلمهُ أنَّ الله يأمُرُه أَنَّ مَنْ أَدْرَكَهُ مِنْهُمْ قَدْ قَتَلَ وَأَخَذَ المالَ قَتَله وَصَلَبَهُ، وَمن قَتَل وَلم يَأْخُذِ المالَ قَتَله، وَمن أَخَذَ المالَ وَلم يَقْتُل قطع يَدَه لأَخْذِه المالَ، ورِجْلَهُ لإخَافَتِه السبيلَ.

وَقَالَ الليثُ: شُيُوخ حَرْبى وَالْوَاحد حَرِبٌ شبيهٌ بالكَلْبى والكَلِب. وَأنْشد قَول الْأَعْشَى: وشيوخٍ حَرْبى بشطَّيْ أَرِيكٍ ونِسَاءٍ كأنَّهُنَّ السَّعَالي قلت وَلم أسمع الحَرْبَى بمَعْنى الكَلْبى إِلَّا هَهُنَا. وَلَعَلَّه شَبَّهَه بالكلبى أَنه على مِثَاله. وَقَالَ اللَّيْث: الحَرْبَةُ دون الرُّمْحِ والجميع الحِرَابُ. وَقَالَ والمِحْرَاب: الغُرْفة وَأنْشد قَول امرىء الْقَيْس: كغزلان رمل فِي محاريب أَقْوَال. قَالَ والمِحْرَابُ عِنْد الْعَامَّة اليومَ مَقَامُ الإمامِ فِي المَسْجِد. وكانَتْ مَحَارِيبُ بني إسْرَائيلَ مَسَاجِدَهُم الَّتِي يَجْتَمعُونَ فِيهَا للصَّلَاة. قَالَ أَبُو عبيد: المِحْرَابُ: سيّد الْمجَالِس ومُقدَّمُها وأشْرَفُها، وكذلِكَ هُوَ من الْمَسَاجِد. وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: المحرابُ: مَجْلِسُ الناسِ ومُجْتَمَعُهُم. وَقَالَ الأصمعيّ: الْعَرَب تسمي القَصْرَ محْرَاباً لِشَرفه. وَأنْشد: أَو دميةٍ صُورَ مِحْرَابُها أَبُو درة شِيفَتْ إِلَى تَاجر أَرَادَ بالمحراب الْقصر، وبالدُّمْيَة الصُّورَة. وَقَالَ الأصمعيّ: عَن أَبي عَمْرِو بنِ الْعَلَاء دخلتُ مِحْرَاباً من مَحَارِيبِ حِمْيَر فَنَفَخ فِي وَجْهي رِيحُ الْمسك أَرَادَ قَصْرَاً أَو مَا يشبه القصرَ، وَقَالَ الزّجاج فِي قَول الله جلّ وعزّ: {ُِالْخِطَابِ وَهَلْ أَتَاكَ نَبَؤُا الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُواْ} . (ص: 21) قَالَ: الْمِحْرَاب أَرْفَعُ بيتٍ فِي الدَّار، وأَرْفَعُ مَكانٍ فِي المسْجِد. قَالَ والمِحْرَابُ هَهُنَا كالغُرْفة وَأنْشد: رَبَّةُ مِحْرَابٍ إِذا جِئْتُها لم أَلْقَهَا أَوْ أَرْتَقِي سُلَّما وَقَالَ الفرَّاءُ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {مَا يَشَآءُ مِن} (سَبَإ: 13) ذُكِرَ أنَّها صُوَرُ الأنبياءِ والملائكةِ، كَانَت تُصَوَّرُ فِي الْمَسَاجِد ليراها النّاسُ فيزْدَادُوا عبَادَة. وَقَالَ الزجَّاجُ: هِيَ واحِدَةُ المِحْرابِ الَّذِي يُصَلّى فِيهِ. وَفِي الحَدِيث أنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث عُرْوَةَ بن مسعودٍ إِلَى قومه بِالطَّائِف فَأَتاهُمْ ودَخَل محراباً لَهُ فَأَشْرَف عَلَيْهِم عِنْد الْفجْر، ثمَّ أذَّن للصَّلَاة. وَهَذَا يَدُلُّ على أَنه غرفَة يُرْتَقَى إِلَيْهَا. وَقَالَ اللَّيْث الْمِحْرَاب عنق الدَّابَّة. ابْن الْأَنْبَارِي عَن أَحْمد بن عبيد: سمي المحرابُ مِحْرَاباً لانفراد الإِمَام فِيهِ وبُعْدِه عَن النَّاس. وَمِنْه يُقَال فلانٌ حَرْبٌ لفُلَان إِذا كَانَ بَينهمَا تبَاعد ومباغضة واحتجَّ بقوله: وحارَبَ مرفَقَها دَفُّها وسامَى بِهِ عُنُقٌ مِسْعَر أَرَادَ بعد مرفقها من دفها. وَقَالَ الراجز: كأنَّهَا لَمَّا سَمَا مِحْرابُها وَقَالَ الْأَعْشَى:

وَترى مَجْلِسا يغص بِهِ المح راب مِلْقوم وَالثيَاب رقاق أَرَادَ من الْقَوْم. قَالَ: والحِرَباءُ دويبَةٌ على خِلْقة سَام أَبْرَصَ ذاتُ قوائِمَ أَربع، دقيقةُ الرَّأْس، مخطَّطَةُ الظهرِ، تستقبلُ الشمسَ نهارَها. والجميعُ محرابيّ. قَالَ والْحِربَاءُ: رأسُ المِسْمَارِ فِي الْحلقَة فِي الدرْع. وَقَالَ أبُو عُبَيْد: الحِرْبَاءُ: مساميرُ الدرْع. وَقَالَ لبيد: كلّ حرباء إِذا أُكْرِهَ صَلّ قَالَ: وقَالَ أَبُو عَمْرٍ والشَّيبانيُّ: حَرَابِيّ المَتْنِ: لَحْمُ المَتْنِ، قَالَ: وَاحِدُها حِرْبَاءُ؛ شُبه بِحِرْبَاءِ الفَلاَةِ وإِنَاثُ الحرابِي يُقَال لَهَا أُمَّهَاتُ حُبَيْنٍ، الْوَاحِدَة أُمُّ حُبَيْنٍ، وَهِي قَذِرَةٌ لَا تأْكُلُهَا العَرَبُ بتَّة. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ أَبُو زَيْدٍ: أرضٌ مُحَرْبِئَةٌ مِنَ الحِرْبَاءِ. أبُو العبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الحُرْبَة: الجُوَالِقُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الحُرْبة: الوِعَاءُ. أَبُو عبيد: حَرِب الرجل يحرَبُ حَرَباً إِذا غضب. قَالَ وحَرَّبْتُ عَلَيْهِ غَيْرِي أَي أغْضَبْتُه وَسنَان مُحَرَّبٌ مُذَرَّبٌ إِذا كَانَ مُحَدَّراً مُؤَلَّلاً. أَبُو عبيد عَن يونُسَ قَالَ: أَحْرَبْتُ الرجل: إِذا دَلَلْتُهُ على مالٍ يُغِيرُ علَيْه. عمرٌ عَن أَبِيه: الحَرَبَةُ: الطَّلْقَةُ إِذا كَانَت بقِشْرِها، وَيُقَال لِقِشْرِها إِذا نُزِع: القِيقَاءَةُ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: المحرابُ: القِبْلَةُ. والمِحْرَابُ الغُرْفَة. والمِحْرَابُ: صَدْرُ المَجْلِسِ والمحراب مَأْوَى الْأسد، يُقَال: دَخَلَ فُلانٌ على الأسَدِ فِي مِحْرَابه وغِيله وعَرِينِه وَرجل مِحْرَبٌ أَي محَارب لِعَدُوه. وَقيل سمي مِحْرابُ الإمامِ مِحْرَاباً لِأَن الإِمَام إِذا قَامَ فِيهِ لم يَأْمَنْ أنْ يَلْحَن أَو يُخْطِىء فَهُوَ خَائِفٌ مَكَانا كَأَنَّهُ مَأْوى الْأسد. رحب: شمر عَن ابْن شُمَيْل فِي قَول الله جلّ وعزّ: {ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ} (التّوبَة: 118) أَي على رُحْبِها وسعَتِهَا. وأرضٌ رَحِيبَةٌ: واسِعَةٌ. قَالَ وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: الرُّحْبَةُ: مَا اتَّسَع من الأرضِ. وَجَمعهَا رُحَبٌ، مثل قَرْيَة وقُرًى. قلت وَهَذَا يجيءُ شاذّاً فِي بَاب النَّاقِص، فَأَما السَّالِم فَمَا سَمِعت فَعْلَة جُمِعَتْ على فُعَل، وَابْن الْأَعرَابِي ثِقَة لَا يَقُول إِلَّا ماقَدْ سَمعه. وَقَالَ اللَّيْث: الرَّحْبُ والرَّحيبُ: الشيءُ الواسعُ. قَالَ: رَحَبَةُ الْمَسَاجِد سَاحَاتها. ونقول رَحَب يَرْحُبُ رُحْباً ورَحَابةً. ورجلٌ رحيبُ الجوفِ: واسِعُه. وَقَالَ نصر بن سيار: أَرَحُبَكُم الدُّخُول فِي طَاعة الكِرْماني، يَعْنِي أَوَسِعَكُم. وَقَالَ الليثُ: وَهَذِه كلمة شَاذَّةٌ على فَعُلَ مُجَاوِزٍ وفَعُلَ لَا يكون مجاوِزاً أبدا. قلت لَا يجوز رحُبَكُم عِنْد النَّحْوِيين، وَنصر لَيْسَ بحُجَّة. وَقَالَ اللَّيْث: أَرْحَبُ حيٌّ أَوْ مَوْضِعٌ يُنْسَبُ إِلَيْهِ النجائبُ الأَرْحَبِيَّةُ. قلت: ويَحْتَمِل أَن يكونَ أَرْحَبُ فَحْلاً نُسِبَتْ إِلَيْهِ النجائِبُ لأنَّها من نَسْلِه. وَقَالَ الليثُ فِي قَول الْعَرَب مَرْحباً، مَعْنَاهُ انْزل فِي الرَّحْب

والسَّعَة فَأَقِمْ فَلَكَ عندنَا ذَلِك. وسُئل الخليلُ عَن نصْب مَرْحَباً: فَقَالَ فِيهِ كَمِينُ الْفِعْل، أَرَادَ بِهِ انْزِل أَوْ أَقِمْ فَنَصَب بِفِعْلٍ مُضْمَر، فَلَمَّا عُرِف مَعْنَاهُ المُرادُ بِه أُمِيتَ الفعلُ. قلت وَقَالَ غيرُه فِي قَوْلِهمْ: مَرْحَباً، أَتَيْت رُحْباً وسَعَةً لَا ضِيقاً. وَكَذَلِكَ قَالَ سَهْلاً، أَرَادَ نَزَلْتَ بَلداً سَهْلاً لَا حَزْناً غليظاً. وَقَالَ شمر: سَمِعت ابْن الْأَعرَابِي يَقُول: مَرْحَبَكَ الله ومَسْهَلَكَ، ومرحباً بك الله ومسْهلاً بكَ الله. وَتقول العَرَبُ: لامرحباً بك أَي لَا رَحُبَتْ عَلَيْك بِلادُك. قَالَ وَهِي من المَصادِرِ الَّتِي تَقَعُ فِي الدُّعَاءِ للرجُلِ وَعَلِيهِ، نَحْو سَقْياً ورَحْباً وجَدْعاً وعَقْراً؛ يُرِيدُونَ سَقاك الله ورعاك. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أبي الْعَبَّاس عَن سَلمَة قَالَ سمعتُ الفرّاء يَقُول يُقَال رحُبتْ بلادُك رَحْباً ورَحَابةً ورحِبَتْ رَحَباً ورُحْباً. وَيُقَال أرْحَبَتْ، لُغَةٌ بذلك الْمَعْنى. وَقَالَ اللَّيْث: الرُّحْبَى على بِنَاء فُعْلى أعْرَضُ ضِلَع فِي الصَّدْر، قَالَ: والرُّحْبَى: سِمَةٌ تَسِمُ بهَا العربُ على جَنْب الْبَعِير. وَقَالَ أَبُو عبيد عَن أَصْحَابه: الرُّحْبَيَانِ مَرْجِعَا المِرْفَقَين، قَالَ والنَّاحِزُ إِنَّمَا يكون فِي الرُّحْبَيَيْن. وَقَالَ غَيره: الرُّحْبى: مَنْبِضُ القلبِ من الدوابّ وَالْإِنْسَان. وَرَحْبَةُ مالكِ ابْنِ طوقٍ: مدينةٌ أَحْدَثها مالكٌ على شاطيء الْفُرَات. وَرُحَابَةُ: مَوضِع مَعْرُوف. شمر عَن ابْن شُمَيْل قَالَ: الرّحَابُ فِي الأودية الواحدةُ رَحْبَةٌ، وَهِي مواضعُ متواطئة يسْتَنقِع الماءُ فِيهَا، وَهِي أَسْرَعُ الأرْضِ نباتاً تكون عِنْد مُنْتَهى الوَادِي وَفِي وَسَطِه، وَقد تكون فِي الْمَكَان المُشْرِف ويَسْتَنْقِعُ فِيهَا الماءُ، وَمَا حولهَا مُشْرِفٌ عَلَيْهَا، وَإِذا كَانَت فِي الأرضِ المستوية نَزَلها النَّاسُ، وَإِذا كَانَت فِي بطن المسيلِ لم يَنزِلْها النَّاس، وَإِذا كَانَت فِي بطن الْوَادي فَهِيَ أُقْنَةٌ تُمْسِكُ المَاء لَيست بالقعيرة جدا وسعتها قَدْرُ غَلْوة، وَالنَّاس ينزِلون نَاحيَة مِنْهَا، وَلَا تكونُ الرحَابُ فِي الرَّمل وتكونُ فِي بطونِ الأَرْض وَفِي ظواهرِها. وَقَالَ الفرَّاء: يُقَال للصحراء بَين أفْنيَةِ الْقَوْم وَالْمَسْجِد رَحْبَةٌ. ورَحَبَةٌ اسمٌ وَرَحْبَةٌ نعت. يُقَال بِلَاد رَحْبَةٌ، وَلَا يُقَال رَحَبة. قلت ذهب الفرَّاء إِلَى أَنه يُقَال بلد رَحْبٌ وبلاد رَحْبَةٌ، كَمَا يُقَال بلد سَهْلٌ وبلاد سَهْلَةٌ. برح: قَالَ اللَّيْث بَرِحَ الرجلُ يَبْرَحُ بَرَاحاً: إِذا رَام مِنْ مَوْضِعه وَيُقَال مَا بَرِحْتُ أَفْعَلُ كَذَا، بِمَعْنى مَا زِلْتُ. وَقَالَ الله جلَّ وعزَّ {لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ} (طاه: 91) أَي لن نزال. وَقَول الْعَرَب: بَرِحَ الْخَفَاءُ، قَالَ بعضُهم مَعْنَاه زَالَ الخفاءُ، وَقيل مَعْنَى بَرِحَ الخفاءُ أَي ظهر مَا كَانَ خافياً وانكشف، مأخوذٌ من بَرَاح الأَرْض وَهُوَ الظَّاهِر البارز. وَقَالَ اللَّيْثُ: البَرَاحُ: البَيَان، يُقَال جَاءَ بالْكفْر بَرَاحاً وَيجوز أَن يكون قَوْلهم بَرِح الخَفَاءُ أَي ظهر مَا كنتُ أُخْفِي.

والبَارِح من الظبَاءِ والطيرِ خلافُ السَّانح وَقد مَرّ تَفْسِيرهَا فِي بَاب (سنح) من هَذَا الْكتاب. وَقَالَ الدينَوَرِي: البَيّرُوخُ: هُوَ اللُّقَّاحُ الأصْفُرُ مثل الباذنجان طيّبُ الرَّائِحَة وَيدخل فِي الأدْوية، وَيُسمى المغْدَ أَيْضا. قَالَ واللُّقَّاحُ أَيْضا ضربٌ من الفِرْسِك أجرَدُ فِيهِ حُمْرة. وَقَالَ اللَّيْث: البارحُ من الرِّيَاح: الَّتِي تَحْمِلُ التُّرَابَ فِي شِدّة الهُبوب. أَبُو عبيد عَن أبي زيد قَالَ: البَوَارحُ الشَّمْأَلُ فِي الصيفِ خَاصَّة. قلت وكلامُ الْعَرَب الَّذين شاهَدْتُهم على مَا قالَ أَبُو زيد. وَقَالَ ابْن كُنَاسةَ: كلّ ريحٍ تكون فِي نُجُوم القيْظِ فَهِيَ عِنْد العربِ بَوَارِحُ، قَالَ وأكثرُ مَا تَهُبُّ بنجومِ الْمِيزَان، وَهِي السَمَائِم، وَقَالَ ذُو الرمة: لاَ بَلْ هُوَ الشَّوْقُ من دارٍ تَخَوَّنَهَا مَرّاً سحابٌ ومَرّاً بَارِحُ تَرِبُ فنسبها إِلَى التُّراب لِأَنَّهَا قَيْظِيَّة لارِبْعِيَّة، ورياح الصَّيف كلُّها تَرِبَةٌ. وَقَالَ الليثُ: يُقَال للمحموم الشديدِ الحُمَّى: أصَابَتْه البُرَحَاءُ، وَيُقَال بَرَّحَ بِنَا فُلانٌ تَبْرِيحاً فَهُوَ مُبَرحٌ، وَأَنا مبرَّح: إِذْ آذَاك بإلحَاحِ المَشَقّة، وَالِاسْم التَّبْرِيحُ والبُرْحُ. وَأنْشد: لنا والهوى بَرْحٌ على مَنْ يغَالِبُه والتباريح: كُلَفُ الْمَعيشَة فِي مشَقَّة. وضَرَبَهُ ضَرْباً مُبَرحاً، وَلَا تقل مُبَرَّحاً. وَيُقَال هَذَا الأمرُ أَبْرَحُ عَلَيَّ من ذَلِك الأمرِ أَي أَشَقُّ وأَشَدُّ. وَأنْشد لذِي الرمة: أَنِيناً وشَكْوَى بالنَّهَارِ كثيرةٌ عَلَيَّ وَمَا يَأْتِي بِهِ الليلُ أبْرَحُ أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي إِذا تمدَّد المحموم لِلْحُمَّى فَذَلِك المُطَوَاءُ فَإِذا تثاءب عَلَيْهَا فَهِيَ الثُّؤَبَاءُ، فَإِذا عرق عَلَيْهَا فَهِيَ الرُّحَضَاء، فَإِن اشتدت الْحمى فَهِيَ البُرحَاءُ، والبرحاء: الشدَّة والمشقَّةُ. قَالَ أَبُو عبيد وَقَالَ الْكسَائي لقِيت مِنْهُ البِرَحينَ والبُرَحينَ. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن سَلَمَةَ عَن الفرَّاءِ: لَقِيتُ مِنْهُ بَنَاتِ بَرْحٍ وَبني بَرْحٍ، كلُّ ذَلِك مَعْنَاهُ الدَّاهيةُ والشدّة. وَقَالَ غَيره يُقَال: لقِيت مِنْهُ بَرْحاً بَارِحاً. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: ويَرْحَى لَهُ ومَرْحَى إِذا تعجَّب مِنه. وَقَالَ الْأَعْشَى: أَبْرَحْتَ ربّاً وأَبْرَحْتَ جارا قَالَ بَعضهم: مَعْنَاهُ أَعْظَمْتَ ربّاً، وقالَ آخَرُونَ أَعْجَبْتِ رَبّاً، وَيُقَال أُكْرِمْتَ مِن رَب. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أَبْرَحْتَ: بَالَغْتَ، لُؤْماً وأَبْرَحْتَ كَرَماً أَي جئتَ بأَمْرٍ مُفْرِط. وَقَالَ ابْن بُزُرْجَ: قَالُوا للمرأةِ: أبرحْتِ عائِذاً وأَبْرَحَتِ العائِذُ: إِذا تَعَجَّبَ من جمَالها، وَهِي والدٌ ذاتُ صَبِي وَقَالَ أَبُو عَمْرو: بُرْحةُ كل شَيْء خِيَاره، وَيُقَال للبعير هُوَ بُرْحَةُ من البُرَح يُرِيد أَنَّهُ من خِيَار الْإِبِل. قَالَ: وأبْرَحَ فلانٌ رَجُلاً إِذا فَضَله، وَكَذَلِكَ كلُّ شَيْء تُفضّله. قَالَ وَقَالَ العُذري: بَرَّح الله عَنهُ، أَي فرَّج الله عَنهُ، قَالَ: وَإِذا غضب الإنسانُ على صَاحبه قيل: مَا أشدَّ مَا بَرِح عَلَيْهِ،

وَالْعرب تَقول فعلنَا الْبَارِحةَ كَذَا وَكَذَا، للَّيْلَةِ الَّتِي مَضَتْ يُقَال ذَاك بعد زَوَال الشَّمْس. وَيَقُولُونَ قَبْلَ الزَّوال فعلنَا الليلةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَول ذِي الرمة: تَبَلَّغ بَارِحّي كَرَاهُ فِيهِ قَالَ بَعضهم: أَرَادَ النومَ الَّذِي شقّ عَلَيْهِ أمرُه لامتناعه مِنْهُ وَيُقَال أَرَادَ نوم اللَّيْلَة البارِحة. والعربُ تقولُ مَا أَشْبَهَ اللَّيْلَةَ بالبارحةِ، أَي مَا أَشْبَهَ الليلةَ الَّتِي نَحن فِيهَا بالليلةِ الأولى الَّتِي قد بَرِحت أَوْ زَالت وَمَضَت. وَيُقَال للشَّمْس إِذا غَرَبت: دَلَكَت بَرَاحِ يَا هَذَا، على فَعَالِ، الْمَعْنى أَنَّها زَالَت وبَرِحَت حِين غَرَبَت. وبَرَاحِ بِمَعْنى بَارِحةٍ، كَمَا قَالُوا لكلْبِ الصيْد كَسَابِ بِمَعْنى كاسِبَةٍ، وَكَذَلِكَ حَذَامِ بِمَعْنى حَاذِمَةٍ. وَمن قَالَ دَلَكَت الشمسُ بِرَاحِ، فَالْمَعْنى أَنَّهَا كَادَت تَغْرُب وَقد وضع يَده على حَاجِبه ينظر زَوَالهَا أَوغروبَها، ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي دلَكت بِرَاحِ أَي اسْتُريح مِنْهَا. وَأنْشد الْفراء: هَذَا مُقام قَدَمَيْ رَبَاحِ ذبَّبَ حَتَّى دَلَكَتْ بِرَاحِ يَعْنِي الشمسَ. قَالَ شمر قَالَ ابْن أبي ظَبْيَة الْعَنْبَري: بُكْرةً حَتَّى دلكت براح أَي بعشيَ رائحٍ فأسقط الْيَاء مثل جرف هار وهائِر. وَقَالَ المفضّل دلكت بَراحِ وبَراحُ بِكَسْر الْحَاء وَضمّهَا. وَقَالَ أَبُو زيد دلكت براحٍ مجرورٌ منونٌ ودلكت براحُ مضموم غير منون. حَدثنَا الْكُوفِي حَدثنَا الْحلْوانِي حَدثنَا عفانُ عَن حمادٍ بن سَلمَة عَن حُمَيْدٍ، قَالَ: قُلْنَا للحسَن مَا قَوْله ضربا غير مبرح؟ قَالَ: غير مُؤثر. وَهُوَ قولُ الْفراء. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: دَلَكَت بَراحِ أَي استُريح مِنْهَا. وروى شمر فِي حَدِيث عِكْرِمَة أَنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن التَّوْلِيهِ والتبْريح، قَالَ التَّبْرِيحُ قَتْلُ السوءِ، جَاءَ التفسيرُ مُتَّصِلاً بِالْحَدِيثِ. قَالَ شمر ذكر ابْن الْمُبَارك هَذَا الحَدِيث مَعَ مَا ذُكِرَ من كراهةِ إلْقاءِ السَّمكة إِذا كَانَت حَيَّة على النارِ. وَقَالَ: أما الأكلُ فَتُؤْكلُ وَلَا يُعْجِبُني قَالَ: وَذكر بعضُهم أَن إلقاءَ القَمْل فِي النارِ مثلُه. قلت: وَرَأَيْت العربَ يملأون الوِعاء من الجَرادِ وَهِي تهتمش فِيهِ، ويحتفرون حُفْرَة فِي الرَّمل ويوقدون فِيهَا، ثمَّ يَكُبُّون الجَرادَ من الوعاءِ فِيهَا ويُهيلون عَلَيْهَا الإرَّة حَتَّى تَمُوت، ثمَّ يستخرجونَها ويشررُونها فِي الشَّمْس فَإِذا يَبِسَتْ أكلوها. ربح: قَالَ اللَّيْث رَبِحَ فلانٌ وأَرْبَحْتُهُ، وَهَذَا بيع مُرْبِحٌ إِذا كَانَ يُرْبَحُ فِيهِ وَالْعرب تَقول رَبِحَتْ تجارتُه إِذا ربح صاحبُها فِيهَا. قَالَ الله: {فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ} (البَقَرَة: 16) . وَيُقَال أَعْطَيْتُه المَال مُرَابَحَةً على أنَّ الربحَ بيني وَبَينه، هَذَا قَول اللَّيْث. وَقَالَ غيرُه: بِعْتُه السلْعَةَ مُرَابَحَةً على كل عشرةِ دارهمَ دِرْهَمٌ، وَكَذَلِكَ اشتَرَيْتُهُ مُرَابَحةً، وَلَا بدّ من تَسْمِيَةِ الرِّبْح. وَقَالَ الليْثُ رُبَّاحٌ اسْم القِرْد، قَالَ: وضَرْبٌ من التَّمْر يُقَال لَهُ زُبُّ رُبَّاح. وَأنْشد شمر للبعيث:

شآمية زرْق الْعُيُون كَأَنَّهَا رَبَابِيحُ تَنْزُو أَوْفُرار مُزَلّم وَقَالَ أَبُو عبيد: الرُّبَّاحُ: القرد فِي بَاب فُعَّال. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: هُوَ الرُّبَّاح للقرد، وَهُوَ الهَوْبَرُ والحَوْدَلُ. وَقَالَ خَالِد بنُ جنبه: الرُّبَّاح الفَصِيلُ والحاشيةُ الصغيرُ الضَّاوي. وَأنْشد: حطّت بِهِ الدَّلْوُ إِلَى قَعْر الطَّوَى كأنَّما حطَّت بِرُبَّاح ثَنِيّ قَالَ أَبُو الْهَيْثَم كَيفَ يكون فصيلاً صَغِيرا وَقد جعله ثَنِيّاً، والثَّنِيُّ ابْن خمس سِنِين، وَأنْشد شمر لخداش بن زُهَيْر: وَمَسَبُّكُم سُفْيَان ثمَّ تُرِكْتُم تَتَنَتَّجُون تَنَتُّجَ الرُّبَّاح وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي لخفاف بن ندبة: قَرَوْا أَضْيَافَهُمْ رَبَحاً بِبُجَ يَجِيء بفضْلِهن المسّ سُمْر قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الرَّبَحُ والربحُ مثل البَدَلِ والبِدْلُ. وَقد رَبِحَ يَربَحُ رِبْحَاً ورَبَحاً. قَالَ والبجُّ قِداح الميْسر. قَالَ وَيُقَال الرَّبَح. الفصيل، وَجمعه رِبَاحٌ مثل جمَل وجمال، وَيُقَال الرَّبَحُ الفِصَالُ، وَاحِدهَا رَابح. يَقُول أعوزَهُم الكبارُ فتقامَروا على الفِصَالِ. قَالَ: وَيُقَال أَرْبَحَ الرجل إِذا نحر لضِيفَانه الرَّبَحَ، وَهِي الفُصْلان الصغارُ. يُقَال رَابحٌ ورَبَحٌ مثل حَارِسٍ وحَرَسٍ. وَقَالَ شمر: الرَّبَحُ: الشحْمُ: قَالَ وَمن رَوَاهُ رُبَحاً فَهُوَ ولد النَّاقة وَأنْشد: قد هَدِلت أفْواهُ ذِي الرُّبُوح وَأما قَول الْأَعْشَى: مِثْلَمَا مُدَّتْ نِصَاحَاتُ الرُّبَح فقد قيل إنّه أَرَادَ الرُّبَع، فأبدل الْحَاء من الْعين. حبر: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (يخرج رجلٌ من النَّار قد ذهب حِبْرُه وسِبْرُه) قَالَ أَبُو عبيد، قَالَ الْأَصْمَعِي: حِبْرُه وسِبْرُه هُوَ الجمالُ والبَهاءُ. يُقَال فلَان حَسَن الحِبْرِ والسبْرِ. وَقَالَ ابنُ أَحمر وذَكَر زَمَاناً: لَبِسْنَا حِبْرَهُ حَتَّى اقْتُضِينَا لأجيال وأعمال قُضِينَا أَي لبسنا جماله وهيبته وَقَالَ أَبُو عبيد قَالَ غَيره: فلَان حَسَنُ الحَبْرِ والسَّبْر إِذا كَانَ جميلاً حسَن الهَيْئة بِالْفَتْح. قَالَ أَبُو عبيد: هُوَ عِنْدِي بالحَبْر أشبهُ، لِأَنَّهُ مصدر حَبَرْتُه حَبْراً إِذا حسَّنْتَه. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: كَانَ يُقَال للطُّفَيْلِ الغَنَوِي: مُحَبر، فِي الجاهليّة، لِأَنَّهُ كَانَ يُحَسن الشّعْر. قَالَ وَهُوَ مأخُوذ من التحبير وحُسْنِ الْخط والمنطِق. شمر عَن ابْن الأعرابيّ: هُوَ الحِبْر والسبْر بِالْكَسْرِ. قَالَ وأخبرَني أَبُو زيادٍ الكلابيُّ أَنه قَالَ: وقفت على رَجُلٍ من أهل الْبَادِيَة بعد مُنْصَرَفي منَ الْعرَاق، فَقَالَ: أمّا اللِّسَان فَبدَويٌّ، وَأما السبْرُ فحضريٌّ. قَالَ: والسبْرُ: الزيُّ والهيئةُ. قَالَ: وَقَالَت بدوية: أعجبَنَا سِبْرُ فلانٍ أَي حُسْنُ حَالِه وخصْبُهُ فِي بدنه، وَقَالَت: رَأَيْته سييءَ السبْر إِذا كَانَ شاحباً مضروراً فِي بدنه فَجعلت السبْرَ بمعنيين.

وَقَالَ اللَّيْث: الحَبَارُ والحِبَرُ أَثَرُ الشَّيْء. وَقَالَ أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الحَبَارُ أَثَرُ الشَّيْء وَأنْشد: لَا تملأ الدَّلوَ وعرقْ فِيهَا أَلا ترَى حَبَارَ مَنْ يَسْقيها قَالَ أَبُو عبيد: وأمَّا الأحْبَارُ والرُّهبان فالفُقَهاءُ قد اخْتلفُوا فِيهِ فبعضهم يَقُول: حَبْرٌ وَبَعْضهمْ: حِبْرٌ. قَالَ، وَقَالَ الْفراء: إِنَّمَا هُوَ حِبْر. يُقَال ذَلِك للعالِم. وَإِنَّمَا قيل كَعْب الحِبْر لمَكَان هَذَا الحِبْرِ الَّذِي يُكْتَبُ بِهِ؛ وَذَلِكَ أَنه كَانَ صاحِبَ كُتُبٍ. قَالَ وَقَالَ الأصمعيُّ: لَا أَدْرِي أهوَ الحِبْرُ أَو الحَبْرُ للرجل العالمِ. وَكَانَ أَبُو الْهَيْثَمِ يَقُول: وَاحِدُ الأحْبَار حَبْرٌ لَا غيرُ، وينكر الْحِبرَ. وَأَخْبرنِي المُنْذِريُّ عَن الحرّانِيّ عَن ابْن السّكيت عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: حَبْرٌ وحِبْرٌ للعالمِ. وَمثله بَزْر وبِزْرٌ وسَجْف وسِجْفٌ. وَقَالَ ابْن السّكيت: ذهب حِبْرُه وسِبْرُه أَي هيْئَتُهُ وسَحْناؤه. وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: رجل حَسَنُ الْحِبْرِ والسبر: أَي حسن الْبشرَة. وروى عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ الْحِبْرُ من النَّاس: الداهيةُ وَكَذَلِكَ النبْرُ. وَرجل حِبْرٌ نِبْرٌ. وَقَالَ الشَّمَّاخ: كَمَا خَطّ عِبْرَانِيَّةً بِيَمِينهِ بِتَيْمَاءَ حَبْرٌ ثمَّ عَرَّض أَسْطُرَا رَوَاهُ الرُّواة بِالْفَتْح لَا غيرُ. وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ حِبْر وَحَبْرٌ لِلْعالِم ذِميَّاً كَانَ أَو مُسلماً، بعد أَن يكون من أهل الْكتاب. قَالَ: وَكَذَلِكَ الحِبْر والحَبْر فِي الجمَال والبَهاء. قَالَ والتحبيرُ: حسن الخطّ. وَأنْشد الفراءُ فِيمَا روى سَلمَة عَنهُ: كتحبير الكتابِ بخَط يَوْماً يهودِيَ يُقَارِبُ أَو يَزِيل وَقَالَ اللَّيْث: حَبَّرْتُ الشعرَ والكلامَ، وحَبَرْته: حسَّنْتُه. وقَالَ ابنُ السّكيت فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِى} (الرّوم: 15) يُسَرُّون. قَالَ: والحَبْر: السُّرورُ. وَأنْشد: الْحَمد لله الَّذِي أعْطى الحَبَرْ وَقَالَ الزجّاج {وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِى} أَي يُكْرَمُون إكْراماً يُبَالَغُ فِيهِ. قَالَ: والحَبْرَةُ الْمُبَالغَة فِيمَا وُصِفَ بجميلٍ. وَقَالَ الليثُ: يحبرون يُنَعَّمون. قَالَ: والحَبْرَةُ النِّعْمَة. وَقد حُبِرَ الرجلُ حَبْرَةً وحَبَراً فَهُوَ محبور. وَقَالَ المزار الْعَدوي: قد لَبِسْتُ الدَّهر منْ أَفْنَانِه كُلَّ فَنَ ناعمٍ مِنْهُ حَبِر وَقَالَ بعض الْمُفَسّرين فِي قَوْله {الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِى} قَالَ: السَّمَاعُ فِي الْجنَّة. والْحَبْرَةُ فِي اللُّغة النعْمَةُ التَّامَّة. وَقَالَ شمر: الحَبَرُ صُفْرَةٌ تَرْكَبُ الإنسانَ وَهِي الحِبْرَةُ أَيْضا. وَأنْشد: تجلو بأخْضَر من نَعْمَانَ ذَا أُشُرٍ كعارض البرْقِ لم يستشرب لِحَبَرا ونَحوَ ذَلِك قَالَ اللَّيْث فِي الحبر. وَقَالَ شَمِر: أَوله الحِبَر، وَهُوَ صُفْرَةٌ، فَإِذا اخضرّ فَهُوَ قَلَحٌ، فَإِذا ألحّ على اللثة حَتَّى تظهرَ الأسْنَاخُ فَهُوَ الحَفَر والحَفْرُ.

وَقَالَ اللَّيْث: برودُ حِبَرَةٍ ضرب من البُرُود اليمانية. يُقَال بُرْدُ حبرَة وبُرُودُ حِبَرَةٍ. قَالَ: وَلَيْسَ حِبَرَةُ موضعا أَو شَيْئا مَعْلُوما. إِنَّمَا هُوَ وَشْيٌ كَقَوْلِك ثوبُ قِرْمِزٍ، والقِرْمِزُ صِبْغَةٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الحبيرُ من السَّحَاب مَا يُرَى فِيهِ التَّنْميرُ من كَثْرَة المَاء. قَالَ: والحبير من زَبَدِ اللُّغام إِذا صَار على رَأس الْبَعِير. قلت صحّف الليثُ هَذَا الحرفَ وَصَوَابه الْخَبِير بِالْخَاءِ لزَبَد أفْواهِ الْإِبِل هَكَذَا قَالَ أَبُو عبيدٍ فِيمَا رَوَاهُ الْإِيَادِي لنا عَن شمر، عَن أبي عُبيد. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أبي الْحسن الصَّيْدَاوِيُّ عَن الرياشي. قَالَ: الْخَبِير الزَّبَدُ بِالْخَاءِ وَأما الحَبيرُ بِمَعْنى السَّحَاب فَلَا أعرفهُ وَإِن كَانَ أَخذه من قَول الْهُذلِيّ: تَغَذَّمْنَ فِي جانبيه الحَبيرَ لَمَّا وهَى مُزْنُهُ واستُبِيحا فَهُوَ بِالْخَاءِ أَيْضا وسنقف عَلَيْهِ فِي كتاب الْخَاء مُشْبَعاً إِن شَاءَ الله. وروَى شَمِر عَن أبي عَمْرو قَالَ: المحْبَارُ الأَرْض السريعةُ الْكلأ. وَقَالَ عنترةُ الطَّائِي: لنا جِبَالٌ وَحمى مِحْبَارُ وطُرُق يُبْنَى بهَا المَنَار وَيُقَال للمِحْبَارِ من الأَرْض حَبِرٌ أَيْضا وَقَالَ: لَيْسَ بِمِعْشَابِ اللوى وَلَا حَبِر وَلَا بعيدٍ من أَذًى وَلَا قَذَر قَالَ، وَقَالَ ابْن شُمَيْل: المِحْبَارُ الأرضُ السريعةُ النَّبَاتِ السهلةُ الدفِيئَةُ الَّتِي ببطون الأَرْض وسَرَارَتِها وأَرَاضتها فَتلك المحابير. وَقد حَبِرَت الأرضُ وأَحْبَرَتْ. وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما خطب خديجَةَ وأجابَتْهُ اسْتَأْذَنت أَبَاهَا فِي أَن تَتَزَوَّجَهُ وَهُوَ ثَمِلٌ فَأذن لَهَا فِي ذَلِك، وَقَالَ: هُوَ الْفَحْل لَا يُقْرَعُ أَنْفُه فنَحَرتْ بَعِيرًا، وخلَّقت أَبَاهَا بالعبِير، وكسَتْه بُرْداً أحمرَ، فلمّا صَحا من سُكُرِه قَالَ: مَا هَذَا الحبِيرُ وَهَذَا العقير وَهَذَا العبير؟ أَرَادَ بالحبيرِ البُرْدَ الَّذِي كستْهُ، وبالعبير الخَلُوقَ الَّذِي خلّقته، وَأَرَادَ بالعقيرِ البعيرَ المنحورَ، وَكَانَ عُقر سَاقه. والحُبَارَى ذكرهَا الحَرَبُ، وَتجمع حُبارَيَات. وللعرب فِيهَا أَمْثَال جمّة، مِنْهَا قولُهم أَذْرَقُ من حُبَارى، وأَسْلَحُ من حُبارَى، لأنَّها ترمي الصَّقْر بسَلْحِها إِذا أَرَاغها ليصيدَها فتلوث ريشه بِلَثَق سَلْحِها. وَيُقَال إنّ ذَلِك يشْتَد على الصَّقْر لمَنعه إيّاه من الطيران، وَمن أَمْثَالِهم فِي الحُبَارى: أَمْوَقُ من الحُبَارى، وَذَلِكَ أَنّها تعلّم وَلَدهَا الطيرانَ قَبْلَ نَبَاتِ جَنَاحه، فتطير مُعَارِضَةً لفَرْخِها ليتعلّم مِنْهَا الطيران، وَمِنْه المثلُ السائِر للْعَرَب (كل شَيْء يحبُّ وَلَده حَتَّى الحُبَارى وتَدِفُّ عَنَدَهُ) وَمعنى قولِهم (تَدِفُّ عَنَدَه) أَي تطير عَنَدَه أَي تُعَارضه بالطَّيران وَلَا طيران لَهُ لضعف حِفَافَيه وقَوَادِمه. وَقَالَ الأصمعيُّ: فلَان يعانِدُ فلَانا أَي يفعل فعله ويباريه. وَمن أمثالِهم فِي الحُبارى قَوْلهم: (فلَان ميت كَمَدَ

الحُبارى) وَذَلِكَ أَنَّهَا تُحَسر مَعَ الطير أَيَّام التَّحْسِير أَي تُلقي الريش ثُمَّ يُبْطِىءُ نباتُ رِيشها فَإِذا سَار سائِرُ الطير عجزت عَن الطيران، فتموت كَمَداً، وَمِنْه قَول أبي الْأسود الدؤَلِي: يزيدٌ ميّتٌ كَمَدَ الحُبارى إِذا ظَعَنَتْ أُمَيَّةُ أَو يُلِمُّ أَي يَمُوت أَو يقْرُب من الموتِ. والحبَابِيرُ فِراخُ الحُبَارى، واحدتُها حُبُّورة جَاءَ فِي شعر كَعْب بن زُهَيْر وَقيل اليَحْبُور ذَكَرُ الحُبَارى وَقَالَ: كأنّكُمُ ريش يَحْبُورَةٍ قليلُ الغناءِ عَن المُرْتَمى قلت: والحُبَارَى لَا تشربُ المَاء، وتبيضُ فِي الرمال النائِية، وكنَّا إِذا ظَعَنَّا نُسيرُ فِي حِبَالِ الدَّهْنَاء، فَرُبمَا التَقَطْنَا فِي يَوْم وَاحِدٍ من بَيْضِها مَا بَين الأَرْبعة إِلَى الثَّمَانِية، وَهِي تبيض أَرْبَعَ بَيْضَاتٍ، وَيضْرِبُ لَوْنُها إِلَى الوُرْقَةِ وطَعْمُها أَلَذُّ من طَعْمِ بَيْضِ الدَّجاج وبَيْضِ النَّعَامِ، والنعامُ أَيْضا لَا تردُ الماءَ وَلَا تشربهُ إِذا وجدته. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: اليَحْبُور: الناعمُ من الرِّجَال. ونَحْوَ ذَلِك قَالَ شَمِرُ. وَجمعه اليَحابير مَأْخُوذ من الحَبَرَة وَهِي النعْمة. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: مَا أَغْنَى فلانٌ عني حَبَرْبَراً، وَهُوَ الشيءُ اليسيرُ من كل شَيْء، وَقَالَ شمر: ماأغْنَى فلانٌ عني حَبَرْبَراً: أَي شَيْئا. وَقَالَ ابنُ أَحْمَر الْبَاهِلِيّ: أَمَانيُّ لَا يُغنين عَنْهَا حَبَرْبَراً وَقَالَ اللَّيْث: يُقالُ مَا عَلَى رَأسه حَبَرْبَرَةٌ: أَي مَا على رَأسه شَعْرَةٌ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الحَبَرْبَرُ والحَبْحَبِيُّ: الجملُ الصَّغِير. وَقَالَ شمر: رجل مُحَبَّر إِذا أكل البراغيثُ جِلْدَه فَصَارَ لَهَا أَثَرٌ فِي جِلْدِه. وَيُقَال للآنية الَّتِي يَجْعَل فِيهَا الحِبْرُ من خَزَفٍ كانَ أَو من قَوَارِيرَ مَحْبُرة ومحبَرة، كَمَا يُقَال مَزْرُعة، ومَزْرَعة، ومَقْبُرَة ومَقْبَرَة ومخبُزَة ومخبَزَة. وحِبِرٌّ موضعٌ معروفٌ فِي الْبَادِيَة. وَأنْشد شمر عجز بَيت: فَقَفَا حِبرّ. بَحر: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: أبْحَرَ الرجلُ إِذا أَخذه السُّلُّ. وأبْحَرَ الرجلُ إِذا اشتدَّتْ حُمْرَةُ أَنْفِه. وأَبْحَرَ إِذا صادفَ إنْسَانا على غير اعْتِمَاد وَقصد لرُؤْيَته. وَهُوَ من قَوْلهم لَقيته صَحْرة بَحْرَةً وَقَالَ اللَّيثُ: سُمي البحرُ بَحْراً لاستبْحاره، وَهُوَ انْبِسَاطُه وسَعَتُه. وَيُقَال استبْحَرَ فلانٌ فِي الْعلم. وتَبَحَّرَ الرَّاعِي فِي رَعْي كثيرٍ، وتَبَحَّر فلانٌ فِي الْعلم، وتبحّر فِي المَال، إِذا كثُرَ مَالُه، وَقَالَ غَيره: سمي البَحْرُ بَحْراً لِأَنَّهُ شَقَّ فِي الأَرْض شَقَّاً، وجَعَلَ ذَلِك الشَّقُّ لمائه قَراراً، والبحرُ فِي كَلَام الْعَرَب الشَّقَ، وَمِنْه قيل للنَّاقَةِ الَّتِي كَانُوا يَشُقّون فِي أذنها شَقّاً: بَحِيرَةٌ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق النَّحْوِيّ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ} (المَائدة: 103) أثْبَتُ مَا رَوَيْنا عَن أهل اللُّغَة فِي البَحِيرَةِ أَنَّهَا النّاقة كَانَت إِذا نُتِجَتْ خمسةَ أَبْطُنٍ فَكَانَ آخرُها ذكرا بَحَرُوا أُذُنَها أَي شقوها، وأعْفَوْا ظهرَها من الرُّكوب والحَمْلِ والذَّبْح وَلَا تُحَلأُ عَنْ مَاءٍ تَرِدُه

وَلَا تُمْنَع من مَرْعى، وَإِذا لقيها المُعْيِى المنقطَعُ بِه لم يركبْها. وَجَاء فِي الحَدِيث أَن أول من بَحَّرَ البحائر وحَمَى الحَامِي وغيَّر دينَ إِسْمَاعِيل عَمْرو بن لُحَيّ بن قَمَعَة بن خِنْدِفٍ. وَقيل: البحيرةُ الشَّاة إِذا وَلَدتْ خمسةَ أَبْطُن فَكَانَ آخرُها ذكرا بحروا أُذنها أَي شقُّوها وتُركت فَلَا يَمَسُّها أحد. قلت: والقولُ هُوَ الأوَّل لما جَاءَ فِي حَدِيث أبي الْأَحْوَص الجشميّ عَن أَبِيه أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ (أَرَبُّ إبِلٍ أَنْتَ أَمْ رَبُّ غَنَمٍ؟ فَقَالَ: منْ كُلَ قد آتَانِي الله فأَكثَرَ. فَقَالَ لَهُ: هَل تُنْتَجُ إبِلُك وافيةً أَذُنُها فَتَشُقّ فِيهَا وَتقول بُحُر؟) يُرِيد جمعَ البَحِيرة. وَقَالَ اللَّيْث: البحيرةُ: الناقةُ إِذا نُتِجَتْ عَشْرَةَ أَبْطُنٍ لم تُرْكَبْ وَلم يُنْتَفع بظهرها فَنَهى الله عَنْ ذَلِك. قلت والقولُ هُوَ الأول فَقَالَ الفرَّاء: البحيرَةُ: هِيَ ابْنَةُ السائِبة، وسنفسر السائِبة فِي موضعهَا. وَقَالَ اللَّيْثُ: إِذا كَانَ البحرُ صَغِيرا قيل لَهُ بُحَيْرَةٌ. قَالَ وَأما البُحَيْرةُ الَّتِي بالطَبريَّة فَإِنَّهَا بَحر عَظِيم وَهُوَ نحوٌ من عَشْرَةِ أَمْيالٍ فِي سِتَّة أَمْيَال، وغُؤُور مائِها علامةٌ لخُرُوج الدَّجَّال. قلتُ: والعربُ تَقول: لِكل قَرْيَة هَذِه بَحْرَتُنا وروى أَبُو عبيد عَن الأُمَويّ أَنه قَالَ: البَحْرَةُ الأرْضُ والبلدةُ. قَالَ: وَيُقَال: هَذِه بَحْرَتُنَا. قَالَ: والماءُ البَحْرُ هُوَ المِلْح، وَقد أبحر المَاء إِذا صَار مِلْحاً وَقَالَ نُصَيْبٌ: وَقد عَادَ ماءُ الأرْض بَحْراً فَزَادَنِي إِلَى مرضِي أَن أَبْحَرَ المَشْرَبُ العَذْبُ وحدّثنا مُحَمَّد بن إِسْحَاق السعديُّ قَالَ حدّثنا الرّمادي قَالَ حدّثنا عبد الرَّزَّاق عَن مَعْمَر عَن الزُّهري عَن عُرْوَة أَن أُسَامَةَ بن زيد أخبرهُ (أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَكِب حِمَاراً عَلَى إكافٍ وتَحْتَهُ قطيفَةٌ فَرَكِبَه وأَرْدَف أُسامة وَهُوَ يَعُود سَعْدَ بنَ عُبَادة وَذَلِكَ قَبْل وقْعة بدر فَلَمَّا غشيت المجْلِسَ عجاجَةُ الدّابَّة خمَّر عبدُ الله بنُ أُبَيَ أنْفَه، ثمَّ قَالَ لَا تُغَبرُوا عليْنَا، ثمَّ نزل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَوقف وَدَعاهم إِلَى الله وقَرَأَ القرآنَ فَقَالَ لَهُ عبد الله: أَيهَا الْمَرْء إِن كَانَ مَا تَقول حَقّاً فَلَا تؤذِنا فِي مَجْلِسنا، وارْجِعْ إِلَى أهلِكَ فَمن جَاءَك منّا فقُصَّ عَلَيْهِ. ثمَّ ركب دَابّته حَتَّى دخَلَ على سعدِ بن عُبَادةَ، فَقَالَ: أَيْ سَعْدُ، ألم تسمع مَا قَالَ أَبُو حُبَاب؟ قَالَ كَذَا: فَقَالَ سعد: اعْفُ عَنْه واصْفَحْ فوَاللَّه لَقَدْ أَعْطَاك الله الَّذِي أَعْطَاك، وَلَقَد اصْطَلَحَ أهل هَذِه البُحَيْرَةِ على أَن يُتَوجُوه، يَعْنِي يُمَلكُوه فَيُعَصبوه بالعِصابة، فلمَّا رَدّ الله ذَلِك بِالْحَقِّ الَّذِي أعْطَاكَهُ شَرِقَ لذَلِك فَذَلِك فعل بِهِ مَا رَأَيْت فَعَفَا عَنهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ {عَمَّا يُشْرِكُونَ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِى عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (الرُّوم: 41) الْآيَة مَعْنَاهُ: أَجْدَبَ البَرُّ، وانْقَطَعت مادّةُ البَحْرِ بِذُنُوبِهِمْ، كَانَ ذَلِك ليذُوقوا الشدَّةَ بذُنُوبهم فِي العاجل. وَقَالَ الزَّجّاج مَعْنَاهُ: ظَهَرَ الجَدْبُ فِي البَر، والقحطُ فِي مُدُن الْبَحْر الَّتِي على الْأَنْهَار. قَالَ: وكل نَهر ذِي ماءٍ فَهُوَ بَحرٌ. قلت: كل نهر لَا يَنْقَطِعُ مَاؤُهُ: مثل دِجْلة

والنّيلِ وَمَا أشبههما من الأنهارِ العذْبة الكبارِ فَهِيَ بحارٌ. وَأما البحرُ الْكَبِير الَّذِي هُوَ مَغِيضُ هَذِه الْأَنْهَار الكبارِ فَلَا يكون مَاؤُهُ إِلَّا مِلْحاً أُجَاجاً، وَلَا يكون مَاؤُهُ إِلَّا رَاكِداً، وَأما هَذِه الأنهارُ العذْبَةُ فماؤها جارٍ. وَسميت هَذِه الأنهارُ بحاراً لِأَنَّهَا مَشْقُوقَةٌ فِي الأَرْض شَقّاً. وَيُقَال للرَّوْضَةِ بَحْرَةٌ وَقد أبْحَرَتِ الأرضُ إِذا كثُر مناقع المَاء فِيهَا. وَقَالَ شمر: البَحْرَةُ الأُوقَةُ يَسْتنقِع فِيهَا الماءُ. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: البَحْرَةُ: المنخفض من الأَرْض وَأنْشد شمر لِابْنِ مقبل: فِيهِ من الأخرج المرباع قرقرة هدر الديافيّ وسط الهجمة البُحُر قَالَ: البُحْر الغِزَارُ والأَخْرَجُ المِرْبَاعُ المكَّاءُ. ابْن السّكيت أَبْحَر الرجلُ إِذا ركب البحرَ والماءَ، وَقد أبرَّ إِذا ركب البرَّ، وأرْيَفَ إِذا صَار إِلَى الرِّيف. وَقَالَ اللَّيْث: رَجُلٌ بَحْرَانِيٌّ مَنْسُوب إِلَى البَحْرَيْنِ. قَالَ وَهُوَ مَوْضِعٌ بَين الْبَصْرَة وعُمَانَ. قَالَ: وَيَقُولُونَ هَذِه البَحْريْنُ وانتهينا إِلَى الْبَحْرين. وَقَالَ أَبُو عبيد قَالَ أَبُو مُحَمَّد اليزيدي سَأَلَني المهْدِيُّ وَسَأَلَ الْكسَائي عَن النِّسْبَة إِلَى الْبَحْرين وَإِلَى الْحِصْنَيْن، لِمَ قَالُوا حِصْنِيٌّ وبَحْرَانِيٌّ؟ فَقَالَ الْكسَائي: كَرهُوا أَن يَقُولُوا حِصْنَانِي لِاجْتِمَاع النونين، قَالَ وَقلت أَنا: كَرهُوا أَن يَقُولُوا بَحْرِيُّ فَيُشبه النِّسْبَة إِلَى البَحْرِ. قلت أنَا وإِنمَا ثَنَّوْا الْبَحْرين لأنَّ فِي نَاحيَة قُراها بُحَيْرَةً على بَاب الأحساء، وقرى هَجَرَ بَينهَا وَبَين الْبَحْر الأخْضَرِ عَشْرَةُ فَرَاسخ، وقَدَّرْتُ البُحَيْرَة ثلاثةَ أميالٍ فِي مثلهَا، وَلَا يَغِيضُ مَاؤُهَا، وماؤها راكد زُعاق. وَقد ذكرهَا الفرزدقُ فَقَالَ: كأنّ ديارًا بَين أَسْنُمَة النَّقا وَبَين هَذَالِيل البُحَيْرَة مُصْحَفُ وَقَالَ اللَّيْث: بَنَات بحرٍ ضرب من السَّحَاب. قلت: وَهَذَا تَصْحِيف مُنكر وَالصَّوَاب بَنَات بَخْرِ قَالَ أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: يُقَال لسَحَائِبَ يأتينَ قُبُلَ الصيفِ مُنْتَصباتٍ بَنَاتُ بَخْر وَبَناتُ مَخْر بِالْبَاء وَالْمِيم، وَنحو ذَلِك قَالَ اللحيانيّ وَغَيره، وَإِيَّاهَا أَرَادَ طرفَةُ بقوله: كبنات المَخرِ يَمْأَدْن إِذا أَنْبَت الصَّيْف عَسَاليجَ الْخَضِر وَقَالَ اللَّيْث: الباحر الأحمقُ الَّذِي إِذا كُلمَ بَحِرِ كالمبْهوت، وروى أَبُو عبيد عَن الفرّاء أَنه قَالَ: الباحرُ الأحمق. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ الباحرُ الفُضُوليّ، والباحرُ الكذّاب، والباحرُ الأحْمَرُ الشَّديد الحُمْرَة، يُقَال أحْمَرُ باحِرِيٌّ وبَحْرَانِيّ. وَقَالَ ابنُ السّكيت:

باب الحاء والراء مع الميم

قَالَ ابْن الأعرابيّ: أحمرُ قانِىءٌ وأحمرُ باحِرِيّ وذَرِيحيٌّ بِمَعْنى وَاحِد. وَسُئِلَ ابنُ عَبَّاس عَن الْمَرْأَة تُسْتَحَاض ويستمرُّ بهَا الدَّم، فَقَالَ تُصَلي وتتوضَّأ لكل صَلَاة فَإِذا رأَتِ الدَّم البَحْرَانِيَّ قعدت عَن الصَّلَاة. وَقيل الدَّمُ البحرانيُّ مَنْسُوب إِلَى قَعْر الرَّحِمِ وعُمْقِها. وَقَالَ العجاج: وِرْدٌ من الْجوف وبَحْرَانِيّ أَي عبيط خَالص. وَيُقَال دَمٌ بَاحِرِيٌّ أَيْضا إِذا كَانَ شديدَ الحُمْرَة. شمر يُقَال بَحِرَ الرجلُ إِذا رأى الْبَحْر فَفَرِقَ حَتَّى دُهِش، وَكَذَلِكَ بَرِقَ إِذا رأى سَنَا الْبَرْق فتحير وَبقِر إِذا رأى الْبَقر الْكثير وَمثله خَرِق وعقر وفَرِي. عَمْرو عَن أَبِيه: قَالَ البحير والبَحِرُ: الَّذِي بِهِ السُّل، والسَّحيرُ: الَّذِي قد انْقَطَعت رِئَتُه وَيُقَال سَحِرٌ. وتاجر بَحْرِيٌّ أَي حَضَرِيّ وَأنْشد أَبُو العميثل: كأنّ فِيهَا تَاجِرًا بحرياً وَيُقَال للعظيم الْبَطن بحريٌّ وَقَالَ الطرماح: وَلم ينتطق بحريَّةٌ من مُجَاشع عَلَيْهِ وَلم يُدْعَمْ لَهُ جَانب المهد وَمن سكن الْبَحْرين عَظُمَ طِحَالُه. والبَحْرَةُ مَنبِتُ الثُّمام من الأوْدِيَة. وَفِي حَدِيث أنس بن مَالك أنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ركب فَرَساً لأبي طَلْحَة عُرْياً فَقَالَ إِنِّي (وجدته بَحْراً ؤ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة يُقَال للْفرس الْجواد إِنَّه لبَحْرٌ لَا يُنكش حُضُرُه. وَقَالَ أَبُو عبيد قَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال فرس بَحْر وفَيْضٌ وسَكْبٌ وحَثٌّ إِذا كَانَ جواداً كثير العدْو. وَقَالَ الفراءُ البَحَرُ أَن يَلْغَى البعيرُ بِالْمَاءِ فيُكثر مِنْهُ حَتَّى يصيبَه مِنْهُ داءٌ يُقَال بَحِرَ يَبْحَرُ بَحَراً فَهُوَ بَحِرٌ وَأنْشد: لأُعْلِطَنَّهُ وسْماً لَا يُفَارِقُه كَمَا يُحَزُّ بِحَمْيِ الميسم البَحِرُ قَالَ وَإِذا أَصَابَهُ الدَّاء كَوِيَ فِي مواضِعَ فَيبرأ قلت: الداءُ الَّذِي يُصِيب البعيرَ فَلَا يَرْوَى من المَاء هُوَ النَّجَرُ بالنُّون وَالْجِيم، والبَجَرُ بِالْبَاء وَالْجِيم، وَكَذَلِكَ البَقْرُ، وَأما البَحْرُ فَهُوَ داءٌ يورِث السُّل. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الطوسي عَن أبي جَعْفَر أَنه سمع ابْن الْأَعرَابِي يَقُول: البحير المسلول الْجِسْم الذَّاهِب اللَّحْم وَأنْشد: وغِلْمَتي مِنْهُم سَحِيرٌ وبَحِرْ وآبقٌ من جَذْبِ دَلْوبْهَا هَجِرْ وَيُقَال استبحر الشَّاعِر إِذا اتّسع لَهُ القَوْل وَقَالَ الطرماح: بِمثل ثنائك يحلو المديح وتَسْتَبحر الأَلْسُنُ المادِحَه وَكَانَت أسماءُ بنت عُمَيْسٍ يُقَال لَهَا البَحْرِيَّة لِأَنَّهَا كَانَت هاجَرَت إِلَى بِلَاد النَّجَاشِيّ فركبت البَحْرَ، وكل مَا نُسِبَ إِلَى البَحْرِ فَهُوَ بَحْرِيُّ. (بَاب الْحَاء وَالرَّاء مَعَ الْمِيم) ح ر م حرم، حمرهرحم، رمح، مرح، محر: مستعملة.

حرم: قَالَ شَمِر قَالَ يحيى بنُ ميسرةَ الكلابيُّ: الحُرْمَةُ: المَهَابةُ. قَالَ: وَإِذا كَانَ للْإنْسَان رَحِمٌ وكنَّ نستحي مِنْهُ قُلْنَا: لَهُ حُرْمَةٌ. قَالَ: وللمسلم على الْمُسلم حُرْمَةٌ ومهابَةٌ. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: هُوَ حُرْمَتُك، وهما حُرْمَتُك، وهم حُرْمَتُك، وَهِي حُرْمَتُك، وهُنَّ حُرْمَتُك؛ وهم ذَوُو رَحِمه وجارُه وَمن يَنْصرُه غَائِبا وَشَاهدا وَمن وَجَبَ عَلَيْهِ حقُّه. وَقَالَ مُجَاهِد فِي قَول الله {ذالِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ} (الحَجّ: 30) حُرُماتِ الله) فَإِن الحُرُماتِ مكةُ والحَجُّ وَالْعمْرَة وَمَا نهَى الله عَنهُ من مَعَاصيه كلهَا. وَقَالَ عطاءٌ: حُرُمَاتُ الله معاصي الله. وَقَالَ الليثُ: الحَرَمُ حَرَمُ مكَّةَ وَمَا أحَاط بهَا إِلَى قريب من الْحرم. قلت الْحَرَمُ قد ضُرِبَ على حُدُوده بالمَنَارِ الْقَدِيمَة الَّتِي بيَّن خليلُ الله إبراهيمُ ج مَشَاعِرَها، وَكَانَت قريشٌ تعرِفُها فِي الجاهليةِ وَالْإِسْلَام؛ لأَنهم كَانُوا سكّانَ الْحَرَم، ويعلمون أنّ مَا دون الْمنَار إِلَى مَكَّة من الْحَرَم، وَمَا وراءَها لَيْسَ من الْحرم. ولمّا بعث الله جلّ وَعز مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَبِيّاً أقَرَّ قُرَيْشاً على مَا عرفوه من ذَلِك. وَكتب مَعَ ابْن مَرْبَع الْأنْصَارِيّ إِلَى قَريش أَن قرُّوا على مشاعركم فَإِنَّكُم على إِرْث من إِرْث إِبْرَاهِيم، فَمَا كَانَ دُونَ الْمنَار فَهُوَ حَرَم وَلَا يحِلُّ صيدُه، وَلَا يُقْطَع شجرُه، وَمَا كَانَ وَرَاء الْمنَار فَهُوَ من الحلّ، يحل صيدُه إِذا لم يكن صائده مُحْرِماً. فَإِن قَالَ قائلٌ من الْمُلْحِدِينَ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {فَسَوْفَ يَعلَمُونَ أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً} (العَنكبوت: 67) . كَيفَ يكون حرما آمنا وَقد أُخيفُوا وقُتِلُوا فِي الْحَرَم؟ فَالْجَوَاب فِيهِ أنّه جلّ وعزّ جعله حَرَماً آمنا أَمْراً وتعبُّداً لَهُم بذلك لَا إجباراً، فَمن آمَنَ بذلك كَفّ عمَّا نُهِيَ عَنهُ اتبَاعا وانتهاءً إِلَى مَا أُمِر بِهِ، وَمن أَلْحَدَ وأنْكر أَمْرَ الحَرَمِ وحرمَتهُ فَهُوَ كَافِر مُبَاح الدَّم، وَمن أَقَرَّ وركِبَ النَّهْي فصَادَ صَيْدَ الْحَرَم وقَتَلَ فِيهِ فَهُوَ فَاسق وَعَلِيهِ الكفَّارة فِيمَا قَتَل من الصَّيْد، فإنْ عادَ فإنَّ الله ينْتَقم مِنْهُ. وأمّا الْمَوَاقِيت الَّتِي يُهَلُّ مِنْهَا لِلْحج فَهِيَ بعيدةٌ من حُدود الْحَرَم، وَهِي من الْحِل وَمن أَحْرَمَ مِنْهَا بالحجّ فِي أشهر الحَجّ فَهُوَ مُحْرِمٌ مأمورٌ بالانتهاء مَا دَامَ محرما عَن الرفَث وَمَا وراءَه من أمْرِ النِّسَاء، وَعَن التطيُّبِ بالطيب، وَعَن لُبْس الثَّوْب المخِيط، وَعَن صيْد الصَّيْدِ. وَقَالَ اللَّيْث فِي قَول الْأَعْشَى: بِأجْيَادَ غَرْبِيَّ الصَّفَا والمُحَرَّم قَالَ: المحرَّم هُوَ الْحَرَمُ، قَالَ والمنسوب إِلَى الْحرم حِرْمِيٌّ. وَأنْشد: لَا تأويَنَّ لحرميّ مَرَرْت بِهِ يَوْمًا وَإِن ألْقى الحِرْميُّ فِي النَّار وَقَالَ الليثُ: إِذا نسبوا غَيْرَ النَّاس قَالُوا ثوب حَرَميٌّ.

قلت: وَهُوَ كَمَا قَالَ اللَّيْث. وروى شمر حَدِيثا أَن فلَانا كَانَ حِرْمِيَّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: والحِرْمِيُّ: أَنَّ أشْرافَ الْعَرَب الَّذين كَانُوا يتحمَّسون فِي دينِهم إِذا حجَّ أحدُهم لم يَأْكُل طعامَ رَجُلٍ من الحَرَم، وَلم يَطُفْ إلاّ فِي ثِيَابه، فَكَانَ لكل شريفٍ من أشرافِ الْعَرَب رجلٌ من قُرَيْش، فكلُّ واحدٍ منْهُمَا حِرْمِيُ صاحبِه، كَمَا يُقَال كَرِيّ للمُكري، المكترِي وخَصْمٌ للمخاصِم والمخاصَم. وَتقول أحْرَمَ الرَّجُلُ فَهُوَ مُحْرِمٌ وحَرَامٌ. والبيتُ الحَرَامُ، والمَسْجِدُ الحرامُ، والبلدُ الحرامُ، وَقوم حُرُمٌ، ومُحْرِمُون، وَشهر حَرَامٌ. والأشْهُرُ الحُرُم ذُو القَعْدَةِ وَذُو الحِجَّةِ والمُحَرَّمُ ورَجَبُ؛ ثلاثَةٌ سَرْدٌ أَي متتابعة وَوَاحِد فَرْدٌ. وَقَالَ اللَّيْث: وَالْحرَام: مَا حرَّمه الله، والحُرْمَةُ مَا لايَحِلُّ لَك انتهاكُه. وَتقول: فلانٌ لَهُ حُرْمَةٌ أَي تحرَّم بِنَا بِصُحْبَة أَو بِحَقَ وذمَّةٍ. وحُرَمُ الرجل نساؤُه وَمَا يَحْمِي. والمحارِمُ مَا لَا يحِلُّ استحْلالُه. والمَحْرَمُ ذاتُ الرحِمِ فِي الْقَرَابَة الَّتِي لَا يحل تزوُّجُها، تَقول هُوَ ذُو رَحِمٍ مَحْرَمٍ وَهِي ذَاتُ رَحِمٍ مَحْرَمٍ. وَقَالَ الراجز: وجارةُ الْبَيْت أَرَاهَا مَحْرَمَا كَمَا بَراهَا الله، إلاَّ إنَّمَا مكارِمُ السَّعْي لمَن تكرَّمَا كَمَا بَراها الله كَمَا جعلهَا الله. والمُحْرِم الدَّاخِلُ فِي الشَّهْر الحَرَامِ أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: أحْرَمَ الرجلُ فَهُوَ مُحْرِمٌ إِذا كَانَت لَهُ ذمَّة، وَقَالَ الرَّاعِي: قتلوا ابْنَ عفَّانَ الْخَلِيفَة مُحْرِما ودَعَا فَلم أَرَ مثلَه مَخْذُولا قَالَ: وأحْرَمَ الْقَوْم إِذا دخلُوا فِي الشَّهْر الحَرَامِ. قَالَ زُهَيْر: جعلن القنانَ عَن يمينٍ وحَزْنَه وَكم بالقنانِ من مُحِلَ ومُحْرِم ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: المُحْرِمُ المسالم فِي قَول خِدَاش بن زُهَيْر. إِذا مَا أصابَ الغَيْثُ لم يَرْعَ غَيْثَهُم من النَّاس إِلَّا مُحْرِمٌ أَو مُكَافِل قَالَ وَهُوَ من قَول الشَّاعِر: وأُنْبِئْتُها أَحْرَمَتْ قَوْمَها لِتَنْكِحَ فِي مَعْشَرٍ آخَرينا أَي حرَّمَتْهم على نَفسهَا. قَالَ والمُكَافِلُ المُجَاوِرُ المُحَالِفُ وَالْكَفِيل من هَذَا أُخِذَ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي فِي قَوْله أَحْرَمَتْ قَومهَا أَي حَرَمَتْهُم أَن يَنْكِحُوها يُقَال حَرَمْتُه وأَحْرَمْتُه حِرْمَاناً إِذا منعتَه العطيّة. وروى شَمِر لعمر أَنه قَالَ: (الصّيام إحْرَامٌ) قَالَ إِنَّمَا قَالَ الصيَامُ إحرامٌ لِامْتِنَاع الصَّائِم مِمَّا يَثْلِمُ صيامَه. قَالَ وَيُقَال للصَّائِم مُحْرِمٌ. قَالَ الرَّاعِي. قتلوا ابْن عَفَّان الْخَلِيفَة مُحْرِماً قَالَ أَبُو عَمْرو الشيبانيُّ: مُحْرِماً أَي صَائِما. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (كل مُسلم عَن مُسلم مُحْرِمٌ، أخَوانِ نَصِيران) قَالَ أَبُو الْعَبَّاس قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال إنَّه لَمُحْرِمٌ عَنْك يَحْرُم أذاك عَلَيْهِ.

قلت: وَهَذَا معنى الخَبَرِ أَرَادَ أَنه يَحْرُم على كل وَاحِد مِنْهُمَا أَن يُؤْذِي صاحبَه لحُرْمَةِ الْإِسْلَام الْمَانِعَتِهِ عَن ظُلْمه. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي حَرُمَت الصلاةُ على الْمَرْأَة حُرْماً، وحَرِمَتْ عَلَيْهَا حَرَماً وحَرَاماً. أَبُو نصر عَن الْأَصْمَعِي: أحْرَمَ الرجُلُ إِذا دخل فِي الإحْرَامِ بالإهْلاَل. وأَحْرَمَ إِذا صَار فِي حُرْمَةٍ من عَهْدٍ أَو مِيثَاق هُوَ لَهُ حُرْمة من أَن يُغَارَ عَلَيْه. وَيُقَال مُسلم مُحْرِمٌ وَهُوَ الَّذِي لم يُحِلّ من نَفسه شيْئاً يُوقع بِهِ. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: حَرَمْتُ الرجل العطيةَ أَحْرِمُه حِرْمَاناً؛ وَزَاد غَيره عَنهُ. وحَرِيمةً، ولغة أُخْرَى أَحْرَمْتُ وَلَيْسَت بجيدة وَأنْشد: وأُنْبِئْتُها أحْرَمَتْ قَوْمَها لِتَنْكِحَ فِي مَعْشَرِ آخرينا قَالَ وحَرُمَت الصلاةُ على المرأةِ تَحْرُم حُرُوماً وروى غَيره عَنهُ وحَرُمَت الْمَرْأَة على زَوجهَا تَحرُم حُرْماً وحَرَاماً. أَبُو عبيد عَن أبي زيد أَحْرَمْتُ الرجلَ إِذا قَمَرْتَه، وحَرِمَ الرجل يَحْرَم حَرَماً إِذا قُمِرَ. وَقَالَ الْكسَائي مثله وَأنْشد غَيره: وَرمى بِسَهْم جريمة لم يصطد أَبُو عبيد عَن الأمويّ: اسْتَحْرَمت الكلبةُ إِذا اشتهت السفَاد، رَوَاهُ عَن بني الْحَارِث بن كَعْب. قَالَ أَبُو عبيد وَقَالَ غَيره: الاسْتِحْرَام لكل ذَات ظِلْفٍ خَاصَّة. وَقَالَ أَبُو نصر قَالَ الْأَصْمَعِي: استَحْرَمَت الماعِزَةُ إِذا اشتهت الفحلَ، وَمَا أَبْيَنَ حِرْمَتَها. قَالَ وروى الْمُعْتَمِر بن سُلَيْمَان عمَّن أخبرهُ، قَالَ: الَّذين تُدْرِكهُمْ السَّاعَة تبْعَث عَلَيْهِم الحِرْمَة أَي الغُلْمَة ويُسْلَبُون الحياءَ. وَفِي حَدِيث عائشةَ أَنَّهَا قَالَت: (كنت أُطَيبُ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِحله وحُرْمه) الْمَعْنى أَنَّهَا كَانَت تطيّبه إِذا اغْتسل وَأَرَادَ الْإِحْرَام والإهلال بِمَا يكون بِهِ مُحْرِماً من حجَ أَو عُمْرَةٍ، وَكَانَت تطيبُه إِذا حَلَّ مِن إِحْرَامه. وَسمعت الْعَرَب تَقول نَاقَة مُحَرَّمَةُ الظَّهْرِ إِذا كَانَت صعبة لم تُرَضْ وَلم تُذَلَّلْ. وجِلْدٌ مُحَرَّمٌ غيرُ مدبوغ. وَقَالَ الْأَعْشَى: ترى عينَها صَغْوَاء فِي جَنْبِ مَأقها تراقب كفّي والقطيع المحرَّما أَرَادَ بالقطيع سَوْطه. قلت وَقد رَأَيْت الْعَرَب يسوُّون سياطهم من جُلودِ الْإِبِل الَّتِي لم تدبغ يَأْخُذُونَ السَّريحة العريضة فيقطعون مِنْهَا سيوراً عِراضاً ويدفنونها فِي الثّرى فَإِذا اتّدَنَتْ ولانَت جَعلوا مِنْهُ أَربع قُوًى ثمَّ فَتَلُوها ثمَّ علّقوها من شعَبَيْ خَشَبَة يركَّزونها فِي الأَرْض قتقلُّها أَي ترفعها من الأَرْض ممدودةً وَقد أثقلوها حَتَّى تيْبَس. قَالَ شمر قَالَ أَبُو وَاصل الكلابيُّ: حَريمُ الدَّار مَا دخل فِيهَا مِمَّا يُغْلَق عَلَيْهِ بَابهَا، وَمَا خرج مِنْهَا فَهُوَ الفِنَاء. قَالَ: وفِنَاءُ البدوي مَا يُدْرِكهُ حُجْرَتُه وأطْنَابُه، وَهُوَ من الحضَرِي إِذا كَانَت دَارُه تُحاذيها دارٌ أُخْرَى فَفِناؤُهما حدّ مَا بَينهمَا.

اللَّيْث: حَرِيم الدَّارِ مَا أُضِيف إِلَيْهَا وَكَانَ من حُقوقها ومرافقها. وحريم النَّهر مُلْقَى طِينِه والمَمْشى على حافَتَيْه وَنَحْو ذَلِك. والحريمُ الَّذِي حَرُم مَسُّه فَلَا يُدنَى مِنْهُ. وَكَانَت العربُ فِي الْجَاهِلِيَّة إِذا حَجّت البيتَ تخْلَعُ ثِيَابهَا الَّتِي عَلَيْهَا إِذا دَخَلُوا الحَرَم، وَلم يلْبَسُوها مَا داموا فِي الحَرَم. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: لَقىً بَين أَيدي الطائفين حَرِيمُ وَقَالَ المفسرُون فِي قَول الله جلّ وعزّ: {يَابَنِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ} (الأعرَاف: 31) كَانَ أَهْلُ الجاهليَّة يطوفون بِالْبَيْتِ عُرَاةً، وَيَقُولُونَ لَا نَطوف بِالْبَيْتِ فِي ثيابٍ قد أذْنَبْنَا فِيهَا، وَكَانَت المرأةُ تطُوف عُرْيانَةً أَيْضا، إِلَّا أَنَّهَا كَانَت تلبَسُ رَهْطاً من سُيُورٍ وَقَالَت امْرَأَة من الْعَرَب: الْيَوْم يَبْدُو بَعْضُه أَو كُلُّه ومَا بَدَا مِنْه فَلاَ أُحِلُّه تَعْنِي فرجَها أَنَّه يظْهر من فُرُوج الرَّهْطِ الَّذِي لبسته، فَأمر الله بَعْدَ ذكْرِه عُقُوبَةَ آدَمَ وحوّاءَ بِأَنْ بَدَتْ سَوْآتُهما بالاستِتَار، فَقَالَ {يَابَنِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ} وأَعلم أَن التَّعَريَ وظهورَ السَّوْءَةِ مَكْرُوه، وَذَلِكَ من لَدُن آدَمَ. وَقَالَ الليثُ: تَقول: هَذَا حَرَامٌ والجميع حُرُمٌ قَالَ الْأَعْشَى: تَهادِي النهارَ لجاراتهم وبالليل هُنَّ عَلَيْهِم حُرُم والمحْرُومُ: الَّذِي حُرِمَ الخيْرَ حِرْماناً فِي قَول الله جلّ وعزّ: {حَقٌّ لَّلسَّآئِلِ} (الذّاريَات: 19) . وَأما قَوْله جلّ وعزّ: {ُ ((ِوَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَآ أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ} (الأنبيَاء: 95) قَالَ قتادةُ عَن ابْن عباسٍ: مَعْنَاهُ واجِبٌ عَلَيْها إِذا هَلَكَتْ ألاّ تَرْجِعَ إِلَى دُنْيَاها. وَقَالَ أَبُو مُعَاذٍ النحويُّ: بَلَغني عَن ابْن عَبَّاس أنّه قَرَأَهَا (وحَرِمَ على قَرْيَة) يَقُول وَجب عَلَيْهَا. قَالَ وَحدثت عَن سعيد بن جُبَير أَنه قَرَأها (وحِرْمُ على قَرْيَة) فَسئلَ عَنْهَا فَقَالَ عزم عَلَيْهَا وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَآ} يحْتَاج هَذَا إِلَى أَن يبيَّن، وَهُوَ وَالله أعلم أَنه جلّ وعزّ لما قَالَ {فَلاَ كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ} (الأنبيَاء: 94) أعْلَمَنَا أنَّه قد حرم أعمالَ الْكفَّار، فَالْمَعْنى حرَام على قَرْيَة أهلكناها، أَنْ يُتَقَبَّل مِنْهُمْ عَمَلٌ لأَنهم لَا يرجعُونَ أَي لَا يتوبون. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن ابْن أبي الدُّمَيْكِ عَن حميد بن مَسْعدةَ عَن يزِيد بن زُرَيْعِ عَن داودَ عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ فِي قَوْله {ُ ((ِوَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَآ أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ} (الأنبيَاء: 95) قَالَ: وَجَبَ على قَرْيةٍ أهلكناها أَنَّهُ لَا يَرجِع مِنْهُم رَاجِعٌ: لَا يَتُوب مِنْهُم تائبٌ. قلت وَهَذَا يُؤَيّد مَا قَالَه الزجّاج. وروى الفَرّاء بِإِسْنَادِهِ عَن ابْن عَبَّاس (حِرْمٌ) قَالَ وَقَرَأَ أهل الْمَدِينَة {وَحَرَامٌ} قَالَ الْفراء {وَحَرَامٌ} أَفْشَى فِي الْقِرَاءَة.

أَبُو عَمْرو: الحَرُومُ النَّاقة المعْتَاطَةُ الرَّحِم والزَّجُومُ الَّتِي لَا ترغو. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الحَيْرَمُ البَقَرُ، والْحَورَمُ المالُ الكَثيرُ من الصَّامتِ والنَّاطِق. قَالَ: والحَرِيمُ قَصَبَةُ الدّار، والحريمُ فِناءُ الْمَسْجِد، والحُرْمُ الْمَنْع، قَالَ: والحريم الصّديق، يُقَال فلَان حَرِيمٌ صَرِيحٌ أَي صديقٌ خالصٌ. وَكَانَت العربُ تسمي شهرَ رَجَبَ الأَصَمَّ والمحرَّمَ فِي الْجَاهِلِيَّة، وَأنْشد شَمِر قولَ حُمَيْدِ بن ثَوْر: رَعَيْنَ المُرَارَ الْجَوْنَ من كلِ مذْنَبٍ شهُورَ جُمَادى كُلَّها والمُحَرَّمَا قَالَ وَأَرَادَ بالمحرَّم رَجَبَ، قَالَه ابنُ الْأَعرَابِي. وَقَالَ الآخر: أقَمْنَا بهَا شَهْرَيْ رَبيعٍ كِلَيْهِما وشَهْرَيْ جُمَادَى واستَهَلُّوا المحرَّما وَقَالَ أَبُو زَيدٍ فِيمَا رَوَى عَنهُ أَبُو عبيد: قالَ العُقَيْلِيُّون: حَرَامُ الله لَا أفْعَلُ ذَاك ويَمِينُ الله لَا أَفْعَلُ ذَاك، ومعناهُما واحِدٌ. وَقَالَ أَبُو زيد: وَيُقَال للرجُلِ مَا هُوَ بحارِمِ عَقْلٍ، وَمَا هُوَ بِعادِمِ عَقْلٍ، مَعْنَاهُمَا أَنَّ لَهُ عَقْلاً. وَيُقَال إِن لفُلَان مَحْرُماتٍ فَلَا تَهْتِكْها، الْوَاحِدَة مَحْرُمَةٌ يُرِيد أَن لَهُ حُرماتٍ. رحم: قَالَ اللَّيْث: الرحْمانُ الرَّحيمُ اسمان اشتقاقُهما من الرَّحْمَة، قَالَ ورحمةُ الله وَسِعَتْ كلَّ شيءٍ، وَهُوَ أرْحَمُ الرَّاحِمين. وَقَالَ الزجَّاج: الرحْمانُ الرَّحيمُ صفتان مَعْنَاهُمَا فِيمَا ذكر أَبُو عُبَيْدَة ذُو الرَّحمة، قَالَ: وَلَا يجوز أَن يُقَال رَحْمَنٌ إِلَّا لله جلّ وعزّ. قَالَ وفَعْلانُ من أَبْنِيَةِ مَا يُبَالَغُ فِي وَصفه، قَالَ: فالرَّحْمان الَّذِي وَسِعت رحمتُه كلَّ شَيْء، فَلَا يجوز أَن يُقالَ رَحْمَنٌ لغير الله. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدةَ: هما مثلُ نَدْمان ونَدِيم. وَقَالَ اللَّيثُ: يُقَال مَا أقْرَبَ رُحْمَ فُلانٍ إِذا كَانَ ذَا مَرْحَمَةٍ وبِرَ. قَالَ: وقولُ الله جلّ وعزّ: {وَأَقْرَبَ رُحْماً} (الْكَهْف: 81) يَقُول أبَرّ بالوالدين من الْقَتِيل الَّذِي قَتله الْخضر، وَكَانَ الأَبَوانِ مُسلمين والابنُ كَانَ كافِرًا فَوُلِدَ لَهما بعدُ بِنْتٌ فَوَلَدَتْ نَبِيّاً. وَأنْشد اللَّيْث: أحْنَى وأَرْحَمُ مِنْ أُمَ بِواحِدِها رُحْماً وأشْجَعُ من ذِي لِبْدَة ضارِي وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله {وَأَقْرَبَ رُحْماً} أَي أقْرَبَ عَطْفاً وأُءَمَسَّ بِالْقَرَابَةِ. قَالَ والرُّحْمُ والرّحُمُ فِي اللُّغَة العطْفُ وَالرَّحْمَة وَأنْشد: وكَيْفَ بظُلْمِ جارِيَةٍ ومنْها اللين والرُّحْم وَقَالَ أَبُو بكر المنذريُّ: سمعتُ أبَا الْعَبَّاس يَقُول فِي قَوْله الرَّحْمَن الرَّحِيم جمع بَينهمَا لأنَّ الرحمان عبرانيّ والرحيم عَرَبِيّ وَأنْشد لجرير: لن تَدْرِكُوا الْمجْدَ أَو تَشْروا عَبَاءَكُم بالخَز أَو تجْعَلُوا الينبوب ضُمْرانا أَو تتركون إِلَى القَسَّيْنِ هِجْرَتَكم ومَسْحَكم صُلْبَهُم رَحْمَنُ قُرْبانا

وَقَالَ ابْن عَبَّاس: هما اسمانِ رقيقان أحَدُهما أَرَقُّ من الآخر، فالرحْمان الرَّقِيق، والرَّحِيمُ العاطِفُ على خَلْقِه بالرزق، وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو بنُ الْعَلَاء (وَأقرب رُحُما) بالتَّثْقيل واحتجّ بقول زُهَيْرٍ يمدح هَرِمَ بن سِنَانٍ: وَمن ضَريبَتهِ التَّقْوَى ويَعْصِمُه من سَيىءِ العَثرَاتِ الله والرُّحُمُ وَقَالَ اللَّيْث: المرحمة الرَّحْمة، تَقول رَحِمْتُه أرْحَمُه رَحْمَةً ومَرْحَمَةً، وترحَّمْتُ عَلَيْهِ، أَي قلتُ: رَحمَةُ الله عَلَيْهِ، وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {ءَامَنُواْ وَتَوَاصَوْاْ بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْاْ} (البَلد: 17) أَي أَوْصى بعضُهم بَعْضًا برحْمَةِ الضَّعِيف والتَّعَطُّفِ عَلَيْهِ. والرَّحِمُ بَيْتُ مَنْبِت الوَلَدِ وَوِعاؤُه فِي الْبَطن، وَجمعه الأَرْحامُ. وَأما الرَّحِمُ الَّذِي جاءَ فِي الحَدِيث (الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بالعَرْشِ، تَقول: اللَّهُمَّ صِلْ مَنْ وَصَلَني واقْطَعْ مَنْ قَطَعَني) فالرَّحِمُ القَرابَةُ تَجْمَع بَنِي أَبٍ وَبَينهمَا رَحِمٌ أَي قرابةٌ قَرِيبَةٌ. وناقَةٌ رَحُومٌ أصابَها داءٌ فِي رَحِمِها فَلَا تَقْبَلُ اللَّقاح، تَقول: قد رَحُمَتْ. وَقَالَ غَيْرُه: الرُّحامُ أَن تَلِدَ الشَّاةُ ثمَّ لَا تُلْقِي سَلاها. وشَاةٌ راحِمٌ وغَنَمٌ رَواحِمُ إِذا وَرِمَ رَحِمُها. وَقد رَحِمَت الْمَرْأَة وَرحُمَتْ إِذا اشتكت رَحِمَها. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ الرَّحْمُ خُرُوج الرَّحِم من عِلّةِ، والرَّحِمُ مؤنَّثَةٌ لاغيرُ وسَمَّى الله الغيثَ رَحْمَةً لِأَنَّهُ بِرَحمَتِه يَنْزِلُ من السَّمَاء. وتاءُ قَوْله { (الْأَعْرَاف: 56) أَصْلهَا هَاء وَإنْ كُتِبَتْ تَاء. مرح: قَالَ اللَّيْث: المَرَحُ شدَّة الفَرَحِ حَتَّى يجاوزَ قَدْرَه. وَفرس مَرِحٌ مِمْرَاحٌ مَرُوحٌ، وناقة مِمْرَاحٌ مَرُوحٌ وَأنْشد: نطوي الفلا بِمَروحٍ لَحْمُها زِيَمُ وَقَالَ الْأَعْشَى يصف نَاقَة: مَرِحَتْ حُرَّةٌ كقنْطَرة الرّومي تَفْرِي الهَجِيرَ بالإرقَال وَقَالَ اللَّيْث: التَّمْرِيحُ أَن تَأْخُذ المَزادَةَ أَوَّلَ مَا تخْرَزُ فتَملأها مَاء حَتَّى تَنْتَفِخَ خُروزُها. وَيُقَال: قد ذهبَ مَرَحُ المَزادَةِ إِذا لم يَسِلْ مِنْهَا شيءٌ، وَقد مَرِحَتْ مَرَحاناً وَأنْشد: كأنّ قذًى فِي الْعين قد مَرِحَتْ بِهِ وَمَا حاجَةُ الأُخْرى إِلَى المَرَحانِ وَقَالَ شَمِر: المَرَحُ: خُرُوج الدّمْعِ إِذا كثُر، وَقَالَ عديُّ بن زيد: مَرِحٌ وَبْلُه يَسحُ سُيوبَ ال مَاء سَحّاً كأَنَّه مَنْحورُ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: التّمْريحُ تطييبُ القِرْبةِ الجديدةِ بإذْخِرٍ أَو شيح فَإِذا تطيّبَت بِطِين فَهُوَ التَّشْرِيبُ. قَالَ: وَبَعْضهمْ يجعلُ تمريحَ المزادَةِ أَن يملأها مَاء حَتَّى تَبْتَلَّ خُروزُها وَيكثر سيلانُها قبل انْتِفاخِها، فَذَلِك مَرَحُها وَقد مَرِحَت مَرَحاً. وَذهب مَرَحُ المزادَةِ إِذا انسدّت عيونُها فَلم يَسِلْ مِنْهَا شيءٌ. وَأَرْض مِمْراحٌ إِذا كَانَت سريعَة النَّباتِ حِين يُصِيبُها المطرُ. وعَيْنٌ مِمْراحٌ سريعةُ البُكاءِ. وَقَالَ الأصمعيُّ: المِمْراحُ من الأَرْض الَّتِي حَالَتْ سنة فَهِيَ تَمْرَحُ بِنَباتها.

وَقَالَ أَبُو عَمْرو بنُ الْعَلَاء: إِذا رَمَى الرجُل فَأصَاب قيل مَرْحَى لَهُ، وَهُوَ تعجُّبٌ من جَوْدَةِ رَمْيِه قَالَ ابْن مقبل: أَقُول والحَبْلُ مشدود بمقوده مرحى لَهُ إِن يَفُتْنا مَسحه يَطِرِ وأَمْرَحَ الزَّرْعُ إِمْرَاحاً ومَرِح مَرَحاً، لُغَتَانِ، إِذا أَفْرخَ سنابله أَوّلَ مَا يُخْرِجُه. رمح: قَالَ اللَّيْث: الرمْحُ وَاحِد الرمَاح، ومُتخِذُه الرَّمَّاح، وحرفته الرمَاحَةُ. والرَّامِحُ نَجْمٌ فِي السماءِ يُقَال لَهُ السماك المِرْزَمُ. وَقَالَ ابْن كُنَاسة: هما سِمَاكَانِ، أَحدهمَا السمَاكُ الأَعْزَلُ، والآخَرُ يُقَال لَهُ السمَاكُ الرَّامِحُ، قَالَ: والرَّامِحُ أشَدُّ حُمْرَةً، ويُسَمَّى رَامِحاً لكوكب أَمَامَه تَجْعَلهُ العربُ رُمْحَه. وَقَالَ الطرماح: مَحَاهُنّ صيبُ صَوْتِ الرّبيع من الأنجم العُزْلِ والرَّامِحَه والسماكُ الرَّامِحُ لَا نَوْءَ لَهُ، إِنَّمَا النَّوْءُ للأعْزل. وَقَالَ اللَّيْث: ذُو الرُّمَيْح ضَرْبٌ من اليرابيع طَويلُ الرجْلين فِي أوساطِ أَوْظِفَتِه فِي كل وَظِيفٍ فَضْلُ ظُفْرِ، وَإِذا امْتنعت البُهْمَى ونحوُها من المَرَاعِي فَيَبِس سَفَاهَا قيل أَخَذَتْ رِمَاحُها، ورماحُها سَفَاها اليابِسُ. وَيُقَال رَمَحَت الدابَّة، وكل ذِي حافرٍ يَرْمَحُ رَمْحاً إِذا ضَرَب بِرِجْلَيه، وَرُبمَا استُعِير الرّمْحُ لذِي الخُف. قَالَ الْهُذلِيّ: بِطَعْن كَرَمْحِ الشَّوْلِ أَمْسَتْ غَوَارِزاً حَوَاذِبُها تأبى على المُتَغَير وَيُقَال بَرِئت إِلَيْك من الجِمَاحِ والرمَاحِ وَهَذَا من بَاب العُيوب الَّتِي يُرَدُّ المبيعُ بهَا. وَيُقَال رَمَحَ الجُندُب إِذا ضرب الحَصَى بِرِجْله قَالَ ذُو الرمة: والجندب الجون يرمح وَالْعرب تسمي الثورَ الوحشِيَّ رَامِحاً، وَأنْشد أَبُو عبيد: وكائِنْ ذَعَرْنا من مَهَاةٍ وَرَامِحٍ بلادُ الورَى ليستْ لَهَا بِبِلاد ويُقَال للنَّاقَةِ إِذا سَمِنَتْ ذاتُ رُمْحٍ وللنُّوق السمَانِ ذوَاتُ رِمَاحٍ وَذَلِكَ أَنَّ صاحِبَها إِذَا أَراد نَحْرَها نَظَرَ إِلَى سِمَنِها وَحُسْنِها فامتنَعَ من نَحْرِها نَفَاسَةً بهَا لما يروقه من أَسْنِمَتِها، وَمِنْه قَول الفرزدق: فَمَكَّنْتُ سيْفي من ذَوَات رِمَاحها غِشَاشاً وَلم أَحْفِل بكاءَ رِعائيا يَقُول نحرْتُها وأطعَمْتُها الأضْيَاف وَلم يمنَعْني مَا عَلَيْهَا عَن الشُّحوم عَن نحرها نَفَاسَةً. وَيُقَال: رجلٌ رامِحٌ أَي ذُو رُمْحٍ، وقَدْ رَمَحَه إِذا طَعَنَهُ بالرُّمْحِ وَهُوَ رَامِح وَرَمَّاحٌ. وبالدَهْنَاء نُقْيَانٌ طوالٌ يُقَالُ لَهَا الأَرْمَاحُ. وَذَكَرُ الرَّجُلِ رُمَيْحُه، وَفَرْجُ المرْأةِ شُرَيْحُها. حمر: قَالَ اللَّيْث: الحُمْرَةُ لون الأَحْمَر، تَقول احْمَرّ الشيءُ احْمِرَاراً إِذا لزم لونَهُ فَلم يتغيّر من حالٍ إِلَى حالٍ، واحمَارّ يَحْمَارُّ احميراراً إِذا كَانَ عَرَضاً حادِثاً لَا يثبت، كَقَوْلِك: جَعَلَ يَحْمَارُّ مَرَّةً ويصفَارُّ أُخْرَى.

قَالَ: والحُمْرَةُ تَعْتَرِي النَّاسَ فَيَحْمَرُّ موضِعُها وَتُغَالَبُ بالرُّقْيَةِ. قلت: الحُمْرَةُ وَرَمُ من جنس الطَّواعِين نَعُوذ بِاللَّه مِنْهَا. الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت أَنه قَالَ الحُمْرَةُ بِسُكُون الْمِيم نَبْتٌ. قَالَ: وَيُقَال لِلْحُمَّرِ وَهُوَ طَائرٌ حُمَرٌ بِالتَّخْفِيفِ، الْوَاحِدَة حُمَّرةٌ وَقَالَ حُمَرَة. وَقَالَ ابْن أَحْمَر: إلاّ تُدَارِكْهُمْ تصبِحْ منَازِلُهم قفراً تبيض على أرجائها الحُمَرُ قَالَ: خفّفها ضَرُورَة. وَأنْشد فِي تَشْدِيد الحمّر: قد كنتُ أَحْسِبُكُم أُسُودَ خَفِيَّةٍ فَإِذا لَصَافِ تبيضُ فِيهَا الحُمَّر قَالَ وحُمَّرَاتٌ جَمْعٌ. وأنشدني الْهِلَالِي أَو الْكلابِي: عُلق حَوْضِي نُغَرٌ مكبُّ إِذا غفلت غَفلَة يَغبُّ وحُمَّرَاتٌ شُرْبُهُنَّ غِبُّ قَالَ: وَهِي القُبَّر. وَقَالَ اللَّيْث: الحِمار العيْرُ الأَهْلِيُّ والوحشيُّ، وجمْعُه الْحَمِيرُ والحُمُراتُ، وَالْعدَد أَحْمِرَةٌ، والأنْثَى حِمَارَةٌ، قَالَ والْحَمِيرة الأُشْكُزُّ: مُعرب وَلَيْسَ بعربي وَسميت حميرةً لِأَنَّهَا تُحمَّر أَي تُقَشَّر وكل شَيْء قشَّرْتَه فقد حَمَّرْتَه فَهُوَ مَحْمُور وحَمِيرٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الْحِمَار خَشَبَةٌ فِي مقدَّمِ الرحْلِ تَقْبِضُ المرأةُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي مقدم الإِكَافِ أَيْضاً. وَقَالَ الْأَعْشَى: وقيدني الشعرُ فِي بَيته كَمَا قَيَّد الأسراتُ الحمارا وَقَالَ غَيره: الْحمار ثَلاثُ خَشَبات أَوْ أَرْبَعٌ تُعْرَض عَلَيْهَا خشبةٌ وتُؤْسَرُ بِهَا. وَقَالَ أَبُو سعيد الْحِمَارُ العُودُ الَّذِي يُحْمَل عَلَيْهِ الأَقْتَابُ، والأَسَرَاتُ النِّسَاء اللواتي يُوَكدْن الرحالَ بالقَد ويُوَثقْنَها. وَقَالَ اللَّيْث: حِمَارُ الصَّيْقَل خشَبتُه الَّتِي يَصْقُلُ عَلَيْهَا الحديدَ قَالَ وحمار قَبَّان دَابَّةٌ صَغِيرَة لَازِقَة بِالْأَرْضِ ذَات قَوَائِم كَثِيرَة وَأنْشد الْفراء: يَا عجبَاً لقد رأيْتُ عجبا حِمَارَ قَبَّانٍ يَسُوق أَرْنَبَا أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي الْحَمائِر حِجَارَةٌ تُنْصَب حول قُتْرَةِ الصَّائِد واحِدُها حمارة وَأنْشد: بَيت حتوف أُرْدِحَت حمائِره وَقَالَ شمر فِي قَوْله ج (زُوِيتْ لي الأرضُ فرأيتُ مشارِقَها ومَغارِبها، وأُعْطِيتُ الكنْزَيْنِ الأحْمَرَ والأبْيَضَ) أَرَادَ الذّهَبَ والفِضَّة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الحمائِر حجارةٌ تُجْعل حَوْلَ الْحَوْضِ تَرُدُّ الماءَ إِذَا طَغَى وَأنشد: كَأَنَّمَا الشَّحْطُ فِي أُعْلَى حمائِرِه سبائِبُ القَز من رَيْطٍ وَكَتَّان وروى حمادُ بن سلمةَ عَن ثابتٍ عَن أَنَسٍ أنّ رَسُول الله قَالَ (أُرْسِلْتُ إِلَى كل أَحْمَرَ وأَسْوَدَ) قَالَ شمر: يَعْني العربَ والعجمَ، والغالبُ على أَلْوان العربِ

السُّمْرَةُ والأُدْمَةُ، وعَلى أَلْوان العجمِ البياضُ والحُمْرَةُ. وَقَالَ شمر حَدثنِي السمريُّ عَن أبي مسحل أَنه قَالَ فِي قَوْله (بُعِثْتُ إِلَى الأَسْودِ والأَحْمَرِ) يُرِيد بالأسودِ الجِن، وبالأحْمَرِ الإِنَسَ، سمي الإنسُ بالأَحْمَرِ للدَّمِ الَّذِي فيهم، وَالله أعلم، وروى عَمْرو عَن أَبِيه أَنه قَالَ فِي قَوْله (بعثت إِلَى الأحْمر وَالْأسود) مَعْنَاهُ بُعِثْتُ إِلَى الأَسودِ والأبْيَض. قَالَ: وامْرأَةٌ حَمْرَاء أَي بَيْضاءُ، وَمِنْه قَول النَّبِي لعَائِشَة (يَا حُمَيْراءُ) قَالَ والأحْمَرُ الَّذِي لَا سلاحَ مَعَهُ، وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن الحَرْبي فِي قَوْله (أُعْطِيتُ الكنْزَيْنِ الأحمرَ والأبيضَ) قَالَ فالأحْمَرُ مُلْكُ الشامِ والأبيضُ مُلْكُ فارسَ، وَإِنَّمَا قيل لمُلكِ فارسَ الكنْزُ الأبيضُ لبياض أَلْوَانِهِمْ، وَلذَلِك قيل لَهُم بَنُو الأحرارِ يَعْنِي الْبيض وَلِأَن الغالبَ على كنوزهم الورِقُ وَهِي بيضٌ، وَقَالَ فِي الشامِ الكنزُ الأحمرُ لِأَن الغالبَ على أَلْوانِهم الحُمْرَةُ وعَلى كُنُوزِهم الذّهَبُ وَهُوَ أَحْمَر. وَقَالَ ابنُ السّكّيت قَالَ الأصمعيُّ أَتَانِي كلُّ أسودَ مِنْهُم وأحمرَ وَلَا يُقَال أبيضَ، حَكَاهُ عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء وَقَالَ: جَمَعْتُمْ فأوْعَيْتُمْ وجِئْتم بِمَعْشَرٍ توافَتْ بِهِ حُمْرانُ عَبْدٍ وسودُها وَيُقَال كلّمْتُه فَمَا ردّ عليَّ سوداءَ وَلَا بَيْضَاء أَي كلمة رَدِيئَةً وَلَا حَسَنَة. قلت: والقولُ مَا قَالَ أَبُو عمرٍ وَأَنَّهُمْ الأسودُ والأبيضُ؛ لأنّ هذَيْن النّعْتينِ يَعُمَّان الآدميينَ أَجمعين. وَهَذَا كَقَوْلِه (بُعِثْتُ إِلَى النَّاس كَافَّة) وَكَانَت العربُ تَقول للعجمِ الَّذين يكون البياضُ غَالِبا على أَلْوانِهم مثلِ الرُّومِ والفرسِ وَمن ضاقَبَهُمْ: إِنَّهُم الحَمْراءُ، وَمِنْه حديثُ عليّ حِين قَالَ لَهُ سَراةٌ من أصحابِه العَربِ: غلبتْنا عَلَيْك هَذِه الحُمْرَةُ، فَقَالَ: لَيَضْرِبنَّكُمْ على الدّين عَوْداً كَمَا ضربتموهم عَلَيْهِ بَدْءاً، أَرادُوا بالْحَمْرَاء الفرسَ والرُّومَ. والعربُ إِذا قالُوا: فلانٌ أبيضُ وفلانةٌ بيضاءٌ، فمعناهَا الكرمُ فِي الْأَخْلَاق، لَا لونُ الخِلْقَةِ. وَإِذا قَالُوا: فلانُ أحمرُ وفلانةُ حمراءُ عَنَتْ بياضَ اللَّونِ. ورَوَى أَبُو العبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ فِي قولهِمْ الْحُسْنُ أَحْمَرُ أَي شاقٌّ، أَي من أَحَبَّ الحُسْنَ احتَمَل المَشَقَّة. وَكَذَلِكَ موتٌ أَحْمَرُ، قَالَ الحُمْرَةُ فِي الدَّمِ والقتالِ. يَقُول: يَلْقى مِنْهُ المشقةَ كَمَا يَلْقى من القتالِ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: يُقَال جَاءَ بِغَنَمِه حُمْرَ الكُلى، وَجَاء بِها سُودَ البُطونِ، مَعْنَاهُمَا المَهَازِيلُ. وَقَالَ اللَّيْث: الحَمَرُ داءٌ يعتري الدابّة من كَثْرَة الشّعير، وَقد حَمِر البرذَوْنُ يحمَرُ حَمَراً. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: لَعَمْرِي لسَعْدُ بنُ الضبابِ إِذَا غَدا أحبُّ إلينَا مِنْك، فَافَرَسٍ حَمِر أرَادَ يَافَا فَرَسٍ حَمِر، لقَّبَهُ بِفِي فَرَسٍ حَمِرٍ لِنَتْن فِيهِ. قَالَ وسنَةٌ حَمْرَاء شديدةٌ، وَأنْشد: أَشْكُو إِلَيْك سَنَوَاتٍ حُمْرَا

قَالَ: أخرج نَعته عَلَى الأعوامِ فَذكَّرَ، وَلَو أخْرَجَهُ على السَّنواتِ لقَالَ حَمْرَاوَاتٍ. وَقَالَ غَيْرُه: قيل لِسِني القَحْطِ حَمْرَاواتٌ لاحمرار الْآفَاق فِيهَا. وَمِنْه قَول أُمَيّةَ: وسُودَت شَمْسُهُمْ إِذا طَلَعَتْ بالجِلْبِ هفا كأنَّه كَتَمُ والكتم صِبْغٌ أحمرُ يُخْتَضَبُ بِهِ. والجِلْبُ السحابُ الرقيقُ الَّذِي لَا ماءَ فِيهِ. والهَفُّ الرَّقِيق أَيْضا ونَصَبَه على الْحَال. وَفِي حَدِيث عليّ ح أَنه قَالَ: كُنَّا إِذا احْمَرَّ البأْسُ اتَّقَيْنَا برَسُول الله العَدُوَّ. قَالَ أَبُو عبيد قَالَ الأصمعيُّ: يُقَال هُوَ الموتُ الأَحْمَرُ والموتُ الأسودُ. قَالَ وَمَعْنَاهُ الشَّدِيدُ، قَالَ وَأَرَى ذَلِك من أَلْوَانِ السباعِ كأَنَّهُ من شِدَّته سَبُعٌ. وَقَالَ أَبُو زُبَيْدٍ يصف الْأسد: إِذَا عَلِقَتْ قِرْناً خَطَاطِيفُ كَفه رَأَى الموتَ بالعيْنَينِ أَسْودَ أَحْمَرا قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ فكأنَّه أَرَادَ بقَوْلِه احْمَرّ البَأْسُ أَيْ صَارَ فِي الشدَّةِ والهَوْلِ مثل ذَلِك. وَقَالَ الأصمعيُّ يُقَال: هَذِه وَطْأَةٌ حمراءُ، إِذا كَانَت جَدِيدا ووطأةٌ دَهْمَاءُ إِذا كَانَت دَارِسَةً. قَالَ الأصمعيُّ ويجوزُ أَن يكُون قَوْلُهمْ: الموتُ الأحمرَ من ذَلِك، أَي جديدٌ طريّ. ويروى عَن عبد الله بن الصَّامِت أَنه قَالَ: أَسْرَعُ الأَرْض خَراباً البصرةُ، قيل وَمَا يُخْرِبُها؟ قَالَ: القتْلُ الأَحْمَرُ والجوع الأغْبَرُ. قلت والحَمْرُ بمعْنى القَشْرِ يكون باللسَان والسَّوْط والحَديد والمِحْمَرُ والمِحْلأُ: هُوَ الحديدُ أَو الحَجَرُ الَّذِي يُحْلأُ بِهِ تحْلِىءُ الإهاب وَيُنْتَفُ. وَيُقَال للهجين مِحْمَرٌ ولمَطَيَّةِ السُّوءِ مِحْمَر، وَرَجُلٌ مُحْمَرٌّ؛ لَا يُعْطي إلاَّ على الكَد والإلْحَاحِ عَلَيْهِ. وَقَالَ شمر يُقَال حَمِرَ فلانٌ عليَّ يَحْمَرُ حَمْراً إِذا تَحَرَّق عَلَيْك غَضبا وغيظاً. وَهُوَ رجل حَمِرٌ من قوم حَمِيرِين. قَالَ وحِمِرُّ القَيْظ والشتاءِ أشَدُّهُ. قَالَ: والعربُ إِذا ذكرت شيْئاً بالمشَقَّةِ والشدَّة وصَفَتْهُ بالحُمْرَةِ. وَمِنْه قيل سنَةٌ حَمْرَاءُ للجَدْبَةِ. قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِي قولِهِمْ الحُسْنُ أَحْمَرُ يُرِيدُون إِنْ تَكلَّفْتَ التَّحَسُّنَ والجَمَال فاصْبِرْ فِيهِ على الأَذَى والمشقَّة. قَالَ: وحَمَرْتُ الجِلْدَ إِذا قَشَرْتَه وحلقتَه. وَقَالَ اللَّيْث: حَمَارَّةُ الصَّيف شدَّة وَقْتِ حَره. قَالَ وَلم أَسْمَع كلمة على تَقْدِير فَعَالّة غيرَ الحمارَّة والزَّعَارَّة وَهَكَذَا. قَالَ الْخَلِيل قَالَ اللَّيْث: وَسمعت بعد ذَلِك بخُرَاسَان سبارَّةُ الشّتَاء وَسمعت: إِن وراءَك لَقُرَّاً حِمِرّاً. قلت: وَقد جاءَتْ أَحْرُفٌ أُخَرُ على وزن فَعَالَّة. روى أَبُو عبيدٍ عَن الْكسَائي: أَتَيْتُه فِي حَمَارَّةِ القيظ، وَفِي صَبَارَّةِ الشّتاء بالصَّاد، وهُمَا شِدَّةُ الحَر والبَرْدِ. قَالَ وَقَالَ الأمَوِيُّ: أتَيْتُه عَلَى حَبَالَّةِ ذَاك، أَي على حِينِ ذَاك، وَألقى فلَان عَلَى عَبَالَّته أَي ثِقله. قَالَه اليزيديُّ والأَحْمَرُ.

وَقَالَ القَنَانِيّ: أَتَوْنِي بِزرَافَّتهِم يَعْنِي جَمَاعَتَهُم. وَسمعت العربَ تَقُول كُنّا فِي حَمْراء القيظ على مَاء شُفَيَّة، وَهِي ركيَّةٌ عذبَةٌ. وَقَالَ اللَّيْث فِي قَوْلهم: أهْلَكَ النساءَ الأحمران، يعنون الذهبَ والزعفرانَ. أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: الأحمرانِ الخَمْرُ واللَّحْمُ وَأنْشد: إِن الأحَامِرَةَ الثلاثَةَ أهلكَتْ مَالِي وَكنت بِهِن قِدْماً مُولَعاً الرَّاحَ واللحْمَ السمينَ إدَامُه والزَّعْفَرانَ فَلَنْ أَرُوحَ مُبَقَّعَا قَالَ أَرَادَ الخمرَ واللحمَ والزعفرانَ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الأصفرانِ الذَّهَبُ والزعفرانُ. قلت والصَّوابُ فِي الأحمَرينِ مَا قَالَه أَبُو عُبَيْدَة. وَالَّذِي قَالَه الليثُ يضاهي الخَبَرَ المرويَّ فِيهِ. وَقَالَ شمر: سَمِعت ابنَ الْأَعرَابِي يَقُول: الأحمرانِ النّبيذُ واللحمُ. وَأنْشد: الأحمرَينِ الرَّاحَ والمُحَبَّرَا قَالَ شمِر: أَرَاد الخَمْرَ والبُرُودَ. وَقَالَ اللَّيْث: فَرَسٌ مِحْمَرٌ والجميع المَحَامِر والمَحَامِيرُ. وَأنْشد: يَدِبُّ إِذْ نَكَس الفُحْجُ المحاميرُ وَقَالَ غيرُه: الْخَيل الحمارَّةُ مثلُ المَحَامِرِ سَوَاء. وَرُوِيَ عَن شُرَيْح أَنه كَانَ يردّ الحمَّارَةَ من الخَيْلِ. قلت أَراد شريحٌ بالحمَّارَة أصحابَ الحَمِير، كأنَّه ردَّهُم فَلم يُلْحِقْهُمْ بأصحاب الخَيْلِ فِي السهامِ. وَقد يُقَال لأصْحاب البِغَال البَغَّالة ولأصحاب الجِمَال الجَمَّالَةُ وَمِنْه قولُ ابْن أَحْمَر: شدّد كَمَا تطْرُدُ الجَمَّالَةُ الشُّرُدَا وَرجل حَامِرٌ وحَمَّارٌ ذُو حِمَارٍ، كَمَا يُقَال فارسٌ لذِي الفَرس. ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: حَمَرَت المرأةُ جلْدَهَا تَحمِرُهُ. والحَمْرُ فِي الْوَبر وَالصُّوف وَقد انْحَمَر مَا على الجِلْدِ وأتاهم الله بغيثٍ حِمِرَ يَحْمُر الأَرْض حمراً أَي يقشرها. وَقَالَ ابْن السّكيت: حَمَر الخَارِزُ السَّيْرَ يحْمِرُهُ حَمْراً إِذا مَاسَحا باطِنَه ودَهَنه ثمَّ خَرَزَ بِه، وحَمَر الشَّاةَ إِذا مَا سمطها، وأُذُنُ الحِمَارِ نَبْتٌ عريضُ الوَرَق كأَنَّه شُبه بأذن الحِمَار. وروَى أَبُو الْعَبَّاس أَنه قَالَ: يُقَال إِن الحُسْنَ أَحْمَر، يُقَال ذَلِك للرَّجُلِ يميلُ إِلَى هَوَاه، ويخْتَصُّ بِمن يُحِبُّ كَمَا يُقَال الْهَوَى غَالِب، وكما يُقَال إِن الْهوى يمِيل بإسْتِ الرَّاكِب إِذا آثَر من يهواه على غَيره. وَقَالَ غيرهُ حِمْيرٌ اسمٌ، وَقيل هُوَ أَبُو مُلوكِ اليمَن، وَإِلَيْهِ تَنْتَهِي القبيلةُ. ومدينة ظَفَارِ كَانَت لِحِمْيَرَ. وحَمَّرَ الرجلُ إِذا تكلم بالحِمْيَريّة، وَلَهُم ألفاظٌ ولغاتٌ تخَالف لغاتِ سائِرِ الْعَرَب. وَقَالَ بعض مُلُوكهمْ: من دَخَلَ ظَفَارِ حَمَّرَ، أَي تعلَّم الحِمْيَرِيّة. ويُقالُ للَّذين يُحَمرون رَايَاتِهم خِلاَفَ زِيّ المُسَودَةِ من بني هَاشِمٍ المُحَمرة، كَمَا يُقَال للحَرُورِيَّة

أبواب الحاء واللام

المبيضة، لِأَن راياتِهم فِي الحُروب كَانَت بَيْضَاءَ. محر: قَالَ اللَّيْث: المَحَارَةُ دابَّةٌ فِي الصَّدَفَيْن. قَالَ: ويُسمّى باطِنُ الأُذُن مَحَارَةً. قَالَ وربّما قَالُوا لَهَا مَحَارَةُ بالدَّابّة والصدفينِ. وروى أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ المَحَارَةُ الصدفَةُ قَالَ والمَحَار من الإنسانِ الحَنَكُ وَهُوَ حَيْثُ يُحنك البَيْطارُ الدَّابة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: المَحَارَةُ النُّقْصَانُ، والمحارَةُ داخلُ الأُذُن، والمحارةُ الرجوعُ، والمَحَارة المُحاوَرَة، والمَحَارَة الصَّدَفَةُ. قلت ذكر الأصمعيُّ وَغَيره هَذَا الحرفَ أَعنِي المحارةَ فِي بَاب حَارَ يَحُور، فدلّ ذَلِك أَنه مَفْعَلَةٌ وأَن الميمَ لَيست بأصليَّةٍ، وَخَالفهُم اللَّيْثُ فَوضع المَحَارَة فِي بَاب مَحَر، وَلَا يُعْرَف مَحَر فِي شَيْء من كَلَام الْعَرَب. (أَبْوَاب الْحَاء وَاللَّام) ح ل ن اسْتعْمل من وجوهه: لحن، نحل. لحن: قَالَ اللَّيْث: اللَّحْنُ مَا تَلْحَنُ إِلَيْهِ بلسانِك أَي تَميلُ إِلَيْهِ بِقَوْلِك. ومِنْه قَول الله جلّ وعزّ: {} (محَمَّد: 30) وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد نزُول هَذِه الْآيَة يعرفُ المنافِقِين إِذا سَمِعَ نُطْقَهُم وكَلاَمَهُمْ؛ يستدلُّ بِهِ على مَا يَرَى من لَحْنِه، أَي من مِثْلِه فِي كَلَامه فِي اللَّحْنِ. وروى سلمةُ عَن الْفراء فِي قَوْله: {بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِى لَحْنِ} (محَمَّد: 30) يَقُول فِي نَحْو القَوْل وَمعنى القَوْل. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق الزجَّاجُ {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِى لَحْنِ} أَي نحوِ القَوْل. دلَّ بِهَذَا وَالله أعلم أنَّ قولَ القائلِ وفعلَه يَدُلاَّن على نِيَّتِه وَمَا فِي ضميرِه. قَالَ وقولُ النّاس قد لَحَن فُلانٌ تأويلُه قد أَخَذَ فِي ناحِيةٍ عَن الصّوابِ إِلَيْهَا. وَأنْشد: منطقٌ صائِب وتلْحَنُ أَحْيَاناً وخَيْر الحديثِ مَا كانَ لَحْنَا تَأْوِيله وخيرُ الحَديثِ من مثلِ هَذِه الجاريَةِ مَا كَانَ لَا يَعْرِفُه كُلُّ أَحَدٍ إِنَّمَا يُعرَفُ أمرهَا فِي أنْحَاءِ قَوْلهَا. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أبي الهيثَم أَنه قَالَ: العُنْوانُ واللَّحْن واحدٌ، وَهِي العلامةُ نُشير بهَا إِلَى الإنسانِ ليفْطِنَ بهَا إِلَى غيرِه، نَقُول لَحَنَ فلانٌ بلَحْنٍ ففطِنْتُ. وَأنْشد: وتعرف فِي عُنْوَانِها بعضَ لَحْنِها وَفِي جوفها صَمْعَاءُ تحكِي الدَّوَاهِيَا قَالَ وَيُقَال للرَّجُل الَّذِي يُعَرضُ وَلَا يُصَرحُ: قد جَعَلَ كَذَا وكَذَا لَحْنَاً لحاجَتِه وعُنواناً. أَبُو عبيد عَن أبي زيد لَحَنَ الرجلُ بِلَحْنِه إِذا تكلمَ بلُغته، ولَحَنْتُ لَهُ لَحْناً أَلْحَنُ لَهُ إِذا قلتَ لَهُ قولا يَفْقَهُه عَنْك ويَخْفى على غَيره. قَالَ ولَحِنَ عَني يَلْحَنُ لَحْناً أَي فَهِمَه. وأَلْحَنَتْهُ عَني إيّاه إلْحاناً.

وَقَالَ أَبُو عُبيد: يُقَال لاحنْتُ النَّاس أَي فاطَنْتهم وَقَالَ فِي تَفْسِير حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَن يَكُونَ أَلْحَنَ بحُجَّتِهِ من بَعْض) يَعْنِي أَفْطَنَ لَهَا وأجْدَل. قَالَ واللَّحَنُ بفتحِ الحاءِ الفِطْنَةُ. وَمِنْه قولُ عمرَ بن عبدِ الْعَزِيز (عَجِبْتُ لمن لاَحَنَ النَّاسَ كيفَ لَا يعرفُ جوَامعَ الكَلِم) قَالَ وَمِنْه قيل: رجل لَحِنٌ، إِذا كَانَ فَطِناً. وَقَالَ لبيد: مُتَعَوذٌ لَحِنٌ يُعِيد بِكَفه قَلَماً على عُسُبٍ ذَبُلْنَ وَبَانِ وأمّا قولُ عمر بن الْخطاب (تعلمُوا اللَّحْنَ والفَرَائِضَ) فَهُوَ بتسكين الحاءِ، قَالَ أَبُو عبيد: وَهُوَ الْخَطَأ فِي الْكَلَام وَقد لَحَنَ الرجلُ لَحْناً وَمِنْه حديثُ أبي العاليةِ قَالَ: (كنتُ أَطُوف مَعَ ابنِ عبَّاس وَهُوَ يُعَلمُنِي لَحْنَ الْكَلَام) . قَالَ أَبُو عبيد: وَإِنَّمَا سَمَّاهُ لَحْناً لِأَنَّهُ إِذا بصَّرَهُ الصوابَ فقد بصَّرَهُ اللَّحْن. قَالَ وَقَوله {بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِى لَحْنِ} أَي فِي فَحْوَاهُ وَمَعْنَاهُ. وَقَالَ شَمِر قَالَ أَبُو عدنان: سَأَلت الكِلاَبِيينَ عَن قَول عُمَرَ: (تعلّموا اللَّحْن فِي القرآنِ كَمَا تَعَلَّمُونَه) ، فَقَالُوا كُتِبَ هَذَا عَن قَوْمٍ لَهُم لَغْوٌ لَيْسَ كلَغْوِنا، قلت مَا اللغْوُ؟ فقالَ: الفاسدُ من الكَلاَمِ. وَقَالَ الكلابيُّون: اللَّحْنُ اللُّغَةُ، فَالْمَعْنى فِي قَول عمر: تعلمُوا اللَّحْنَ فِيهِ، يَقُول: تعلَّموا كيفَ لُغَةُ العَرَبِ الَّذين نَزَلَ القرآنُ بِلُغَتِهم. قَالَ أَبُو عدنان: وَيكون معنى تعلَّمُوا اللَّحْن فِيهِ، أَي اعْرِفوا معانِيَه، كَقَوْلِه جلّ وعزّ: {بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِى لَحْنِ} (محَمَّد: 30) أَي فِي مَعْنَاهُ وفحواه. قَالَ أَبُو عدنان وَأَخْبرنِي أَو زيد: أَنَّ معنَى قولِ عُمَرَ: (أُبَيٌّ أَقْرَؤُنَا، وإنَّا لنَرْغَبُ عَن كثيرٍ من لَحْنِهِ) قَالَ لَحْنُ الرجل لغَتُه. وأنشدَتْني الكلبيَّةُ: وقومٌ لَهُم لحنٌ سِوَى لَحْنِ قَوْمِنَا وشَكْلٌ وبيتِ الله لَسْنَا نُشَاكِلُهْ وَقَالَ عبيد بن أَيُّوب: وَللَّه دَرُّ الغُولِ أيُّ رفيقةٍ لصاحِبِ قَفْرٍ خائفٍ يَتَقَتَّرُ فَلَمَّا رأتْ أَلاَّ أُهَالَ وأنني شُجاعٌ إِذا هُزَّ الجَبَان المطيَّرُ أتَتْنِي بِلَحْن بعد لحْنٍ وأوْقَدَتْ حَوَالَيَّ نيراناً تَبُوخُ وتَزْهَرُ قَالَ الليثُ: والألحانُ الضُّرُوبُ من الأصْوَاتِ الموْضُوعَةِ المصُوغَة، قَالَ: واللَّحْنُ تَرْكُ الصّوابِ فِي الْقِرَاءَة والنَّشيد، يُخَفَّفُ ويثَقَّل، قَالَ واللَّحَّانُ واللَّحَّانَةُ: الرجلُ الكثيرُ اللَّحْن، وَقَالَ غيرُه فِي قَول الطرماح: وأَدَّتْ إليَّ القَوْلَ عَنْهُنَّ زَوْلَةٌ تُلاَحنُ أَو تَرْنُو لقَوْل المُلاَحن أَي تَكلَّم بِمَعْنى كلامٍ لَا يُفْطَنُ لَهُ ويَخْفَى على النَّاس غَيْرِي. وَقَالَ بَعضهم فِي قَوْله: منطق صائب وتلحن أَحْيَانًا: إنَّها تُخْطىءُ فِي الإعرَابِ، وَذَلِكَ أَنه يُسْتَمْلَحُ من

الجَوَارِي ذَاك إِذا كَانَ خَفِيفاً، ويستثقل منهنَّ لُزُوم حاق الْإِعْرَاب. وقِدْحٌ لاحِنٌ إِذا لم يكن صَافِيَ الصَّوْتِ عِنْد الْإِفَاضَة. وكَذَلِكَ قَوْسٌ لاَحِنَةٌ إِذا أُنْبِضَتْ. وسَهْمٌ لاَحِنٌ عِنْد التَّنْفِيز: إِذا لم يكن حنَّاناً عنْد الإدَامَةِ على الإصْبَع والمُعْرِبُ من جَمِيعِ ذَلِك على ضِده. وملاحِنُ العُودِ ضُرُوبُ دَسْتَانَاتِهِ، يُقَال هَذَا لَحْنُ فُلانٍ العَوَّادِ، وَهُوَ الوجْهُ الَّذِي يَضْرب بِهِ. نحل: فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس أنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن قتل النَّحْلَةِ والنَّمْلَةِ والصُّرَدِ والهُدْهُد. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ أَنه قَالَ: إنَّما نَهى عَن قَتْلهِن لِأَنَّهُنَّ لَا يُؤْذِينَ النَّاسَ، وَهِي أقل الطُّيُورِ والدَّوَاب ضَرَراً على النَّاس، لَيْسَ هِيَ مِثْلَ مَا يَتَأَذَّى بِهِ النّاسُ من الطيورِ الغرابِ وغيرِه، قيل لَهُ: فالنَّمْلَةُ إِذا عضَّتْ تُقْتَلُ؟ قَالَ: النملةُ لَا تعَضُّ إِنَّمَا يَعَضُّ الذَّرُّ. قيل لَهُ فَإِذا عَضَّتْ الذَّرَّةُ تُقْتَلُ؟ قَالَ: إِذا آذَتْكَ فاقْتُلْها. قَالَ: والنَّمْلةُ الَّتِي لَهَا قَوائمُ تكون فِي البَرَارِي والخرَابَاتِ، وَهَذِه الَّذِي يَتَأَذَّى بهَا النَّاس هِيَ الذَّرُّ. ثمَّ قَالَ: والنَّمْلُ ثَلَاثَة أَصْنَافٍ: النَّمْلُ، فارز، وعُقَيْفانُ. قَالَ اللَّيْث: والنحل دَبْرُ العسلِ، الواحدةُ نَحْلَةٌ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق الزجَّاج فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ} (النّحل: 68) الْآيَة، جائزٌ أَن يكون سُميَ نَحْلاً لأنَّ الله جلَّ وعزَّ نَحَل الناسَ العسلَ الَّذِي يَخْرُج من بُطونها. وَقَالَ غيرُه من أهل الْعَرَبيَّة النَّحْلُ يذكَّرُ ويؤَنَّثُ، وَقد أنثها الله جلَّ وعزّ فَقَالَ: {أَنِ اتَّخِذِى مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا} (النّحل: 68) والواحدةُ نَحْلَةٌ، وَمن ذكَّرَ النَّحْلَ فَلِأَن لفْظَهُ مذكَّرٌ، وَمن أَنَّثه فلأَنه جَمْعُ نحْلَة. وَقَالَ اللَّيْث: النُّحْلُ إعْطاؤُك إنْسَاناً شَيْئا بِلَا استعاضَةٍ قَالَ ونُحْلُ الْمَرْأَة مَهْرُها وَتقول أعطيتهَا مهرهَا نحْلةً إِذا لم تُرِدْ مِنْهَا عِوَضاً. وَقَالَ الزجّاج فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَءَاتُواْ النِّسَآءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} (النِّسَاء: 4) . قَالَ بَعضهم: فَرِيضَة. وَقَالَ بَعضهم: دِيَانَةً، كَمَا تَقول فلَان يَنْتَحِلُ كَذَا وَكَذَا، أَي يَدِينُ بِهِ. وَقَالَ بَعضهم: هِيَ نِحْلة من الله لَهُنَّ؟ أَنْ جَعلْ على الرجالِ الصَّدَاقَ، وَلم يَجْعَل على المرْأةِ شَيْئاً من الغُرْمِ فَتلك نِحْلَةٌ من الله للنِّسَاء. وَيُقَال: نَحَلْتُ الرجلَ والمرأةَ إِذا وهَبْتُ لَهُ نَحْلَةً ونُحْلاً. قلت وَمثل نِحْلة ونُحْل حِكْمة وحُكْم. ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي فِي قَوْله: {صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} أَي دِيناً وتدَيُّناً. وَقَالَ اللَّيْث: نَحَلَ فلانٌ فلَانا أَي سابَّهُ فَهُوَ ينحَلُهُ: يسابّه. وَقَالَ طرفَة:

فَذَرْ ذَا وانْحَلِ النُّعْمانَ قولا كنَحْتِ الفَأْسِ يُنْجِد أَو يَغُور قلت: قَوْله نحل فلَان فلَانا أَي سابَّه باطلٌ وَهُوَ تَصْحِيف لنَجَل فلانُ فلَانا إِذا قطعه بالغِيبة. وَرُوِيَ فِي الحَدِيث (مَنْ نَجل النَّاس نَجَلُوه) أَي من عابَ الناسَ عابُوه، وَمن سبَّهم سبُّوه. وَهُوَ مثلُ مَا رُوِيَ عَن أَبي الدّرْداء: إِن قارَضْت الناسَ قارضُوك وَإِن تركْتَهُمْ لم يتْرُكُوك) وَقَوله: إِن قارضْتَ الناسَ مأخوذٌ من قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (رفع الله الْحَرَج إلاّ مَن اقْتَرض عِرْضَ امرىءٍ مُسْلِمٍ فَذَلِك الَّذِي حَرِجَ) وَقد فسرناه فِي موضعِهِ. والنَّجلُ والقَرْضُ معناهُما القَطْع. وَمِنْه قيل للحديدة ذَات الْأَسْنَان مِنْجَل. وَقَالَ اللَّيثُ: يُقَال انْتَحَل فلانُ شِعْرَ فُلانٍ إِذا ادّعاه أَنَّهُ قائِلُه. وَيُقَال نُحِل الشاعرُ قصيدةً إِذا نُسِبَتْ إِلَيْهِ وَهِي من قِيل غَيْره. وَقَالَ الْأَعْشَى فِي الانتحال: فكيْفَ أَنا وانْتِحالي القوا فِ بَعْد المشيبِ كَفَى ذَاك عَارا أَرَادَ انتحالي القوافي فدلَّت كسرةُ الْفَاء من القوافِي على سُقُوط الياءِ، فَحَذَفَها كَمَا قَالَ الله {مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ} : (سَبَإ: 13) قَالَ أَبُو الْعَبَّاس أحمدُ بن يحيى فِي قَوْلهم انْتَحلَ فلانٌ كَذَا وَكَذَا: مَعْنَاهُ قد ألْزَمَهُ نَفْسَه وَجعله كالمِلْك لَهُ، أُخِذَ من النحلة وَهِي الهِبَةُ والعطيّة يُعْطَاهَا الإنسانُ. قَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى: {وَءَاتُواْ النِّسَآءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} أَرَادَ هِبَةً، والصَّدَاقُ فَرْضٌ؛ لِأَن أَهْلَ الجاهليةِ كَانُوا لَا يُعْطُون النسَاءَ من مُهُورِهِنَّ شَيْئا فَقَالَ الله تَعَالَى: {وَءَاتُواْ النِّسَآءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} هبة من الله إذْ كانَ أهلُ الجاهليَّة يَدْفَعُونَهُنَّ عَن صَدُقَاتِهِنَّ، والنحلة هِبَةٌ من الله للنِّسَاء فَرَضَهُ لَهُنَّ على الأزْوَاج. وَقَالَ الليثُ: نَحلَ الْجِسْم يَنْحَلُ نُحْولاً فَهُوَ نَاحلٌ. قلت: وَالسيف النَّاحِلُ الَّذِي فِيهِ فُلُولٌ فَيُسَنُّ مَرَّةً بعد أُخْرَى حَتَّى يَرِقّ ويذهبَ أَثَرُ فُلُوله، وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذا ضُرِبَ بِهِ فَصَمَّم انْفَلَّ فينْحني القَيْنُ عَلَيْهِ بالمَدَاوِس والصَّقْلِ حَتَّى يُذْهِبَ فُلولَه. وَمِنْه قَول الْأَعْشَى: مَضَارِبُها من طول مَا ضربوا بِها ومِنْ عَض هَامِ الدَّارعين نَواحِل وجمل ناحل: مَهْزُولٌ دَقِيق وقمر ناحِل إِذا دقّ وَاسْتَقْوَسَ وَرجل ناحِلٌ وامرأةٌ نَاحِلَةٌ ونِساءٌ نَوَاحلُ وَرِجَال نُحَّلُ. ح ل ف حلف، حفل، لحف، فَحل، لفح، فلح: مستعملات. حلف: قَالَ اللَّيْث: الحَلْفُ والحَلِفُ لُغَتَانِ وَهُوَ القَسَمُ والواحدة حَلْفة وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: حلفتُ لَهَا بِاللَّه حِلْفَة فاجرٍ لناموا فَمَا إنْ مِنْ حديثٍ وَلَا صالِ قَالَ وَيُقَال: مَحْلُوفَةً بِاللَّه مَا قَالَ ذَاك، يَنْصِبُون على ضميرِ أَحْلِفُ بِاللَّه مَحْلُوفَةً أَي قَسَماً والمحْلُوفَة القَسَم. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: حَلَفت مَحْلُوفاً مصدرٌ وَكَذَلِكَ الْمَعْقُول والميسور والمعسور. وَقَالَ ابْن بُزُرْج: لَا ومحْلُوفَائِه

لَا أفْعَلُ يُرِيد: ومحْلوفِه فمدّها. وَقَالَ الفرَّاءُ حِكَايَة عَن الْعَرَب: إنّ بني نُمَيْرٍ لَيْسَ لَهُم مَكْذُوبَةٌ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: رجل حلاَّفٌ وحلاَّفَةٌ كثيرُ الحلفِ. وَيَقُول استَحلَفْتُه بِاللَّه مَا فعل ذَاكَ. قَالَ وَتقول: حَالَفَ فلانٌ فُلاَناً فَهُوَ حَلِيفُه. وَبَينهمَا حلفٌ لأنَّهُما تحالَفَا بالأَيْمان أَن يكون أمْرُهما وَاحِدًا بِالْوَفَاءِ فَلَمّا لَزِم ذَلِك عندهُم فِي الأَحْلاَفِ الَّتِي فِي العشائر والقبائِلِ صَار كلُّ شَيْءٍ لَزِمَ شَيْئاً فَلم يُفَارِقْه فَهُوَ حَلِيفُه حَتَّى يُقَال: فلانٌ حليفُ الجُودِ، وَفُلَان حليفُ الْإِكْثَار وحليفُ الإقْلاَلِ: وَأنْشد قَول الْأَعْشَى: وشرِيكيْنِ فِي كثيرٍ من الما لِ وَكَانَا مُحَالِفَيْ إِقْلاَلِ وَقَالَ شَمِر: سمعتُ ابْن الْأَعرَابِي يَقُول: الأَحْلاَفُ فِي قُرَيْش خَمْسُ قبائل، عبدُ الدّار وجُمَحُ وسَهْمٌ ومَخْزُومٌ وعَدِيُّ بن كعبٍ. سُمُّوا بذلك لمَّا أَرَادَتْ بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ أَخْذَ مَا فِي أَيْدِي بَنِي عَبْدِ الدّارِ من الحِجَابَةِ والرفَادَةِ واللوَاءِ والسقَايَةِ وأَبت بَنُو عَبْدِ الدّارِ، عَقَدَ كلُّ قَوْم على أَمرهم حِلْفاً مُؤكَّداً على ألاَّ يَتَخاذَلُوا، فَأَخْرَجَتْ عَبْدُ مَنَافٍ جَفْنَةً مملوءَةً طيبا فوضَعُوهَا لأَحْلاَفِهِمْ فِي الْمَسْجِد عندَ الكعبةِ، ثمَّ غَمَسَ القوْمُ أيديَهم فِيها وتعاقَدُوا ثمَّ مَسَحُوا الْكَعْبَة بِأَيْدِيهِم توكيداً. فسموا المطيَّبين، وتعاقدت بَنُو عبدِ الدّارِ وحلفاؤها حِلْفاً آخَرَ مؤكَّداً على ألاَّ يتخاذلوا، فَسُمُّوا الأَحْلاَفَ. وَقَالَ الْكُمَيْت يذكرهم: نسبا فِي المطيَّبين وَفِي الأح لاف حَلَّ الذُّؤَابَةَ الْجُمْهُورَا وروى ابْن عُيَيْنَة عَن ابْن جُرَيْج عَن ابْن أبي مُلَيْكة قَالَ كنت عِنْد ابْنِ عبّاس فَأَتَاهُ ابْن صفوانَ فَقَالَ: نِعْمَ الإمارَةُ إمَارَةُ الأَحْلافِ كَانَت لَكُمُ. قَالَ: الَّذِي كَانَ قبْلَها خيرٌ مِنْهَا، كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من المطيبِين، وَكَانَ أَبُو بكرٍ من المطيبين وَكَانَ عمر من الأَحْلاَف يَعْنِي إمارةَ عمر. وَسمع ابْن عَبَّاس نَادِبَةَ عُمَرَ وَهِي تَقول: يَا سيّد الأحْلاَفِ فَقَالَ ابْن عَبَّاس: نعم، والمُحْتَلَفِ عَلَيْهِم. قلت وَأَنَّهَا ذَكَرت مَا اقْتَصَّه ابنُ الْأَعرَابِي لِأَن القُتَيْبيَّ ذكر الطيبين والأحْلافَ فَخَلَطَ فِيمَا فسّر وَلم يُؤَد القِصَّةَ عَلَى وَجْهِها، وَأَرْجُو أَن يكونَ مَا روَاهُ شَمِرٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي صَحِيحاً. وَفِي الحَدِيث أنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَالَفَ بَيْن قُرَيْشٍ والأنصارِ أَي آخَى بَيْنَهُم، لِأَنَّهُ لَا حِلْفَ فِي الْإِسْلَام. وَقَالَ الليثُ: أَحْلَفَ الغلامُ إِذا جَاوزَ رِهَاقَ الحُلُمِ. وَقَالَ بعضُهم قد أُحْلِفَ. قلت أَنا: أُحْلِفَ الغُلاَمُ بِهَذَا الْمَعْنى خَطَأٌ إِنَّمَا يُقَال أَحْلَفَ الْغُلَام إِذا رَاهَقَ الحُلُم فَاخْتلف النَّاظِرُون إِلَيْه، فَقَائِل يَقُول قد احْتَلَم وأدْرَكَ، ويَحْلِفُ على ذَلِكَ، وقائلٌ يقولُ: غَيْرُ مُدْرِك، ويَحْلِفُ على قولِه. وكلُّ شَيْء يخْتَلف فِيهِ النَّاس وَلَا يَقِفُون مِنْهُ على أَمْرٍ صَحِيح فَهُوَ مُحْلِف، وَالْعرب تَقول للشَّيْء الْمُخْتَلف فِيهِ مُحْلِفٌ ومُحْنِثٌ.

وروى أَبُو عُبَيْد عَن الْأَصْمَعِي عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء أَنَّهُ قَالَ: حَضَارِ والوزْنُ مُحْلِفَان، وهما نجمان يَطْلُعَان قَبْلَ سُهَيْلٍ من مَطْلَعِه، فكلُّ مَنْ رآهما أوْ أَحَدَهُما حَلَفَ أَنَّهُ سُهَيْلٌ ثمَّ يَتَبَيَّنُ بعد طُلُوعِ سُهَيْلٍ أَنَّهُ غَيْرُ سُهَيْلٍ. وَيُقَال كُمَيْتٌ مُحْلِفٌ إِذا كَانَ بَين الأَحْوَى والأَحَم حَتَّى يُخْتَلَفُ فِي كُمْتَتِه. وكُمَيْتٌ غير مُحْلِفٍ إِذا كَانَ أَحْوَى خَالص الحُوَّة أَوْ أَحَمَّ بَينَ الحُمَّةِ. وَالْأُنْثَى كُمَيْتٌ مُحْلِفةٌ وغيرُ مُحْلِفةٍ. وَأنْشد أَبُو عبيد: كُمَيْتٌ غَيْرُ مُحْلِفةٍ وَلَكِن كلون الصّرْف عُلَّ بِه الأَدِيمُ وناقة مُحْلِفَةُ السَّنَامِ إِذا كَانَ لَا يُدْرَى أَفِي سَنَامها شَحم أم لَا. وَقَالَ الْكُمَيْت: أطلالُ مُحْلِفَةِ الرُّسُو م بأَلْوَتَيْ بَرَ وفَاجِرْ أَيْ يَحْلِفُ اثْنانِ أَحَدُهُمَا على الدُّروس، والآخرُ على أَنَّهُ لَيْسَ بِدَارسٍ، فَيَبَرُّ أَحَدُهُمَا بيمينِه، ويَحْنَثُ الآخرُ، وَهُوَ الْفَاجِر. وَقَالَ اللَّيْث: الْحَلْفاءُ نباتُ حَمْلُه قصب النَّشَّابِ، الْوَاحِدَة حَلَفَةٌ والجميع الحَلَفُ. قلت: الْحَلْفَاءُ نَبْتٌ أطرافُه مَحْدُودَةٌ كأنَّها أَطْرَاف سَعَفِ النَّخْلِ والخوص، يَنْبُت فِي مَغَايِضِ الماءِ والنُّزُوزِ، الْوَاحِدَة حَلَفَةٌ مثل قَصَبة وقَصْبَاء، وطَرَفَة وطَرْفَاء وشَجَرة وشَجْراءُ، وَقد يجمع حَلَفاً وشَجَراً وقَصَباً وطَرَفاً، وكَانَ الأصمعيُّ يَقُول: الْوَاحِدَة حَلِفَة، وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ الْحَلْفَاءُ واحدٌ وجميعٌ وَكَذَلِكَ طَرْفَاءُ، وبُهْمَى وشُكَاعَى واحدةٌ وجميعٌ. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ رجلٌ حليفُ اللسانِ أَي حديدُ اللسانِ وسِنَانٌ حليفٌ أَي حديدٌ. قلت: أُرَاهُ جُعِلَ حَلِيفاً لأنَّه شُبه حدَّةُ طَرْفِه بحدّة أَطْرَافِ الْحَلْفَاءِ. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: الْحَلْفَاءُ الأَمَةُ الصَّخَّابة، وَيُقَال أَحْلَفْتُ الرجلَ واستحلْفتُه بمعنَى واحِدٍ، وَمثله أرْهَبْتُه واستَرْهَبْتُه. وَرجل حلاَّف كثير الحَلِفِ، وحالَفَ فلَانا بَثُّه وَحُزْنُه أَي لازَمَهُ. لحف: قَالَ ابْن الْفرج: سَمِعت الحُصَيْنيّ يَقُول: هُوَ أَفْلَسُ من ضَاربِ قِحْفِ اسْتِه وَمن ضَارِبِ لِحْفِ اسْتِه. قَالَ: وَهُوَ شقّ الاست وَإِنَّمَا قيل ذَلِك لِأَنَّهُ لَا يجد شَيْئا يلْبسهُ فَتَقَع يَده على شُعَب استه. وَقَالَ اللَّيْث: اللَّحْفُ تَغْطِيتُك الشيءَ باللحافِ، واللحافُ اللبَاس الَّذِي فَوق سائِر اللبَاس من دِثَارِ الْبرد ونحوهِ، تَقول لَحَفْتُ فلَانا لِحَافاً إِذا أَنْت ألبستَه إياهُ، ولَحَفْتُ لِحَافاً، وَهُوَ جَعْلُكَهُ وتَلَحَّفْتُ لِحَافاً إِذا اتخذْتَه لِنَفْسِك، وَكَذَلِكَ الْتحفْتُ وَقَالَ طرفَة: يَلْحَفُون الأرضَ هُدَّابَ الأُزُر أَي يجرُّونَها على الأَرْض. أَخْبرنِي المنذريّ عَن الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت أَنه أنْشدهُ:

كَمْ قَدْ نزلْتُ بِكُمْ ضيفاً فَتَلْحفُني فضْلَ اللحافِ ونِعْمَ الفضْلُ يُلْتَحَفُ قَالَ أَرادَ: أعْطَيْتَنِي فضل عَطَائِكَ وجُودِك، وَقد لَحَفَهُ فضْلَ لِحَافِه، إِذا أَنَالَه معروفَه وفضلَه وزوَّده. أَبُو عُبَيْد عَن الْكسَائي: لَحَفْتُه وأَلْحفْتُه بِمَعْنى وَاحِد، وَأنْشد بيتَ طَرَفَة: ورُوي عَن عائشةَ أَنَّهَا قالتْ كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يُصَلّي فِي شُعُرنا وَلَا فِي لُحُفِنَا. قَالَ أَبُو عبيد اللحَافُ كُلُّ مَا تَغَطَّيْتَ بِه فقد الْتَحَفْتَ بِهِ، ولَحَفْتُ الرجلَ أَلْحفُه إِذا فعلْتَ بِهِ ذَلِك يَعْنِي إِذا غَطّيْتَه. وَقَول طرفَة: يلحفون الأَرْض هدَّاب الأزر أَي يُغَطُّونَها ويُلْبِسونَها هدّاب أزُرِهِم إِذا جرُّوها فِي الأرْضِ. قلتُ وَيُقَال لذَلِك الثوبِ لِحَافٌ ومِلْحَفٌ بِمَعْنى واحدٍ كَمَا يُقَال إزَار وَمِئْزَرٌ وقِرَامٌ ومِقْرمٌ. وَقد يُقَال مِلْحَفَةٌ ومِقْرَمَة سَوَاء كَانَ الثَّوْب سُمْطاً أَو مُبَطَّناً يُقَال لَهُ لِحافُ، وَقد تَلَحَّف فلانٌ بالملْحَفَةِ والْتَحَفَ بِها إِذا تَغَطَّى بهَا. والملحفة عِنْد الْعَرَب هِيَ المُلاءةُ السمْط فَإِذا بُطنَتْ بِبِطَانَةٍ أَو حُشِيتْ فَهِيَ عِنْد عوامّ النَّاس مِلْحَفةٌ. وَالْعرب لَا تعرفُ ذَلِك. وَقَالَ الزّجاج فِي قَول الله جلّ وعزّ: {لاَ يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} (البَقَرَة: 273) رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (من سَأَل وَله أَرْبَعُون دِرْهَماً فقد أَلْحفَ) . قَالَ وَمعنى أَلْحَفَ أَي شَمِلَ بِالْمَسْأَلَة وَهُوَ مستغنٍ عَنْهَا، قَالَ واللّحاف من هَذَا اشتقاقُه لِأَنَّهُ يَشْمَل الإنسانَ فِي التَغْطية. قَالَ: وَالْمعْنَى فِي قَوْله {لاَ يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} أَي لَيْسَ مِنْهُم سُؤَالٌ فيكونَ إلحَافٌ كَمَا قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: على لاَحِب لَا يُهْتَدى بِمنَارِه الْمَعْنى لَيْسَ بِهِ منار فَيُهتدَى بِهِ، وَكَذَلِكَ لَيْسَ من هَؤُلَاءِ سؤالٌ فيقعَ فِيهِ إِلْحَافٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الإلْحَافُ شدَّةُ الإلحاح فِي الْمَسْأَلَة. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَلْحفَ الرجلُ إِذا مَشَى فِي لِحْفِ الْجَبَل وَهُوَ أصْلُه قَالَ وأَلْحَفَ إِذا آثَر ضَيْفَه بفراشِه ولحافِه فِي الْحَليت وَهُوَ الثَّلج الدائمُ والأريزُ البارِدُ وأَلْحَفَ وَلَحَّف إِذا جَرَّ إزَارَه على الأَرْضِ خُيَلاءَ وبطراً، وَأنْشد قَول طرفَة. وَيُقَال فلَان حسن اللحفة وَهِي الحالةُ الَّتِي يَتَلَحف بهَا. فلح: قَالَ اللَّيْث: الفَلاَح والفَلَحُ السَّحُور، وَهُوَ البقاءُ فِي الْخيْر. وَفِي الأَذَان حيَّ على الفَلاح، يَعْنِي هَلُمّ على بَقَاءِ الْخَيْرِ. وَقَالَ غَيره حيّ أَي عجل وأَسْرِع على الفَلاَح، مَعْنَاهُ إِلَى الْفَوْز بِالْبَقَاءِ الدَّائِم. الحرانيّ عَن ابْن السّكيت: الفَلَحُ والفَلاَح البَقَاءُ. وَقَالَ الْأَعْشَى: ولَئِنْ كُنَّا كَقَوْمٍ هَلَكُوا مَا لحيَ يِا لَقَوْمٍ من فَلَح وَقَالَ عديّ: ثمَّ بَعْد الفَلاَحِ والرُّشدِ ولاُّمَّة وارتْهُمُ هُنَاكَ قُبُور

قَالَ: والفَلَحُ السَّحُورُ، وَجَاء فِي الحَدِيث صَلَّيْنَا مَعَ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى خَشِينَا أَن يفوتَ الفَلَحُ. وَقَالَ أَبُو عبيد فِي حَدِيث (حَتَّى خشينا أَن يفوتنا الْفَلاح) قَالَ وَفِي الحَدِيث (قيل وَمَا الْفَلاح قَالَ السّحُور) قَالَ، وأصْلُ الفلاحِ البقاءُ وَأنْشد للأضبط ابْن قريع السَّعْدِيّ: لِكُل هِمَ من الهُمُوم سَعَهْ والمُسْيُ والصُّبْحُ لَا فَلاَحَ مَعَه يَقُول لَيْسَ مَعَ كرّ اللَّيَالِي والنَّهارِ بقاءٌ، قَالَ وَمِنْه قَول عبيد بن الأبرص: أَفْلِحْ بِمَا شِئْتَ فَقَدْ يُبْلَغُ بالضع ف وقَدْ يُخْدَعُ الأَرِيبُ يَقُول عِشْ بِمَا شِئْتَ من عقلٍ وحمْق فقد يُرْزَقُ الأَحْمَقُ ويُحْرَمُ العاقِلُ. قَالَ وإنَّما قيل لأهل الجنّة: مُفْلِحُون، لفوزِهمْ بِبَقَاء الأَبَد، فَكَأَنَّ مَعْنَى فَلاحِ السَّحُورِ أَنَّ بِهِ بقاءَ الصومِ. وَفِي حديثِ ابْن مسعودٍ أَنه قَالَ: إِذا قَالَ الرَّجُلُ لامْرَأَته استَفْلِحي بأمْرِكِ، قَالَ أَبُو عبيد قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: مَعْنَاهُ اظْفَرِي بأَمْرِك وفُوزِي بأمْرِك واستبدي بأمْرِك. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله: {وَأُوْلَائِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (البَقَرة: 5) يُقَال لكلّ من أصَاب خيرا مُفْلِحٌ. وَقَالَ الليثُ فِي قَوْله جلّ وعزّ: {وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى} (طاه: 64) أَي ظَفِرَ بالمُلْكِ مَنْ غَلَب. قَالَ والفَلاَّحُ الأَكَّارُ، وَإِنَّمَا قِيل فلاحٌ لِأَنَّهُ يَفْلَحُ الأرضَ أَي يَشُقُّها قَالَ والفَلَحُ الشقُّ فِي الشفةِ وَفِي وسَطِها دون العَلَمِ، وَرجل أَفْلَحُ وامرأةٌ فَلْحاءُ. الحرَّانِيُّ عَن ابْن السّكيت: الفَلْحُ فَلَحْتُ الأرضَ إِذا شَقَقْتُها للزِّرَاعَة. قَالَ: والفَلَحُ شقّ فِي الشَّفَةِ السُّفْلى. وَقَالَ غَيره فَإِذا كَانَ فِي العُلْيا فَهُوَ عَلَمٌ وَقَالَ أَبُو عبيد عَن أبي زيد مثله وَأنْشد: وعَنْتَرَةُ الْفَلْحَاءُ جَاءَ ملأماً كَأَنَّك فِنْد من عَماية أسودُ وَيُقَال أفْلَحْتُ الأرْضَ إِذا شَقَقْتَها للحَرْثِ. وَقَالَ الزجَّاجُ الفلاَّح الأكَّار والفِلاحَةُ صِنَاعتُه. قَالَ وَيُقَال: فلحت الْحَدِيد إِذا قطعته وَأنْشد: قَدْ عَلِمَتْ خَيْلُك يَا بْنَ الصَّحْصَحْ أَنَّ الحَدِيدَ بالحدِيدِ يُفْلَحْ قَالَ: يُقَال للمُكَارِي فلاَّحٌ، وَإِنَّمَا يُقَال لَهُ فَلاَّحٌ تَشْبيهاً بالأكَّار، وَمِنْه قَول عَمْرو بن أَحْمَر الْبَاهِلِيّ: لَهَا رِطْلٌ تكِيلُ الزَّيْتَ فيهِ وفَلاَّحٌ يسوقُ لَها حِمَاراً أَبُو عبيد عَن أبي زيد: فَلَحْتُ للقَوْمِ وبالقوم أفْلَحُ فِلاَحةً وَهُوَ أَن يُزَين البيعَ وَالشِّرَاء للبائِع والمشترِي. قَالَ وفَلَّحْتُ بهم تَفْلِيحاً إِذا مكَرَ بهم، وقالَ لَهُمْ غيرَ الحقّ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الفَلْحُ النَجْسُ وَهُوَ زِيَادَة المكْترِي ليزِيد غيرُه فيُغَرُّ بِهِ. والتَّفْلِيحُ المكْرُ والاستهْزاء، وَقَالَ أَعْرَابِي: قد فلّحوا بِي: أَيْ مَكَرُوا بِي. لفح: قَالَ اللَّيْث: تَقول لَفَحتْهُ النَّارُ إذَا أَصَابَتْ أَعالِيَ جَسَدِه فأَحْرَقَتْ. والسَّمُومُ

تَلْفَحُ الإنسانَ. واللُّفَّاحُ شيءٌ أصفَرُ مثلُ البَاذَنْجَانِ طيبُ الرّيح. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: مَا كَانَ من الرِّيَاح بردٌ فَهُوَ نفح وَمَا كَانَ لِفحٌ فَهُوَ حَرٌّ، وَقَالَ الزجّاج فِي قَوْله {تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ} (الْمُؤْمِنُونَ: 104) قَالَ تَلْفَحُ وتَنْفَحُ بمعنَى وَاحِدٍ إِلَّا أنَّ النَّفْحَ أعْظَمُ تَأْثيراً قلتُ وَمِمَّا يُؤَيد قولَه قولُ الله: {نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ} (الأنبيَاء: 46) وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: اللَّفْحُ لكل حارٍ، والنَّفْحُ لِكُل بَارِدٍ، وَأنْشد أَبُو الْعَالِيَة: مَا أنْتِ يَا بَغْدَادُ إلاَّ سَلْحُ إِذا يَهُبُّ مَطَرٌ أَوْ نَفْحٌ فإنْ جَفَفْتِ فَتُرابٌ بَرْحُ قَالَ: بَرْحُ خالصٌ دَقَيقٌ فَحل: قَالَ الليثُ: الفحلُ والجميع الفُحول والفِحَالَة: والفِحْلَةُ افتِحَالُ الْإِنْسَان فَحْلاً لدوَابه وَأنْشد: نَحن افْتَحَلْنَا فَحْلَنَا لم نَأْتِلَهْ قَالَ: وَمن قَالَ اسْتَفْحَلْنَا فَحْلاً لِدَوَابنَا فقد أخْطَأَ. وَإِنَّمَا الاستِفْحَالُ على مَا بَلغني من عُلُوجِ أهلِ كابُلَ وجُهَّالِهِم أَنَّهُم إِذا وجَدُوا رجُلاً من الْعَرَب جَسِيماً جميلاً خَلَّوْا بينَه وَبَين نِسائِهم رجاءَ أَن يُولَد فيهم مثْلُه. قَالَ وفَحْلٌ فَحِيلٌ أَي كريمُ المُنْتَجَب. وَأنْشد أَبُو عبيد قَول الرَّاعِي: كَانَت هَجَائِنَ مُنْذِرٍ ومُحَرق أُمَّاتُهُنَّ وطَرْقُهُن فَحِيلاً أَي وَكَانَ طَرْقُهُنْ مُنْجِباً. والطَّرْقُ الفَحْلُ هَهُنَا. وَفِي حَديثِ ابْن عُمَرَ أُنَّه بَعَثَ رَجُلاً يَشْترِي لَهُ أُضْحِيَةً، فَقَالَ اشْتَرِ كَبْشاً فَحِيلاً قَالَ أَبُو عبيدٍ قَالَ الأصْمَعِيُّ قَوْله (فَحيلاً) هُوَ الَّذِي يُشْبِه الفَحُولَةَ فِي خَلْقِه ونُبْلِه. وَيُقَال إِن الفحيلَ المُنْجِبُ فِي ضِرَابه، وَأنْشد قولَ الرَّاعِي: قَالَ أَبُو عبيد والّذي يُرَادُ من الحديثِ أَنه اخْتَارَ الفَحْلَ على الخَصِي والنعجةِ وطَلَبُ جَمَالِه ونُبْلِه. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَالُ للنَّخْلَةِ الذَّكَرِ الَّذِي يُلْقَحُ بِهِ حَوَائِلُ النَّخْلِ فُحَّالٌ الْوَاحِدَة فُحَّالَةٌ. الحرَّانِيُّ عَن ابْن السّكيت أفَحَلْتُ فلَانا فَحْلاً إِذا أعطيْتَه فَحْلاً يضْرِبُ فِي إبِلِه وَقد فَحَلْتُ إبِلي فَحْلاً إذَا أَرْسَلْتَ فِيهَا فَحْلاً وَقَالَ الراجز: نَفْلَحُها الْبيض القليلاتِ الطَّبَعْ من كل عرّاص إِذا هَزّ اهْتَزَعْ وَقَالَ غَيره: استَفْحَل أمْرُ العَدُو إذَا قَوِي واشتَدّ فَهُوَ مُسْتَفْحِلٌ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ يجمع فُحَّالُ النّخل فَحَاحِيلَ، وَيُقَال للفُحَّال فَحْلٌ وَجمعه فُحُول. وَفِي الحَدِيث أَنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَخَلَ دَارَ رَجُلٍ من الأَنْصارِ وَفِي ناحيةِ الْبَيْت فَحْلٌ من تِلْكَ الفُحُول فأمَرَ بناحيةٍ منْه فُرشَتْ ثمَّ صلَّى عَلَيْه. قَالَ أَبُو عبيد: الفَحْلُ الحَصِيرُ فِي هَذَا الحديثِ، قلت هُوَ الحَصِيرُ الَّذِي رُمِلَ من سَعْفِ فُحَّالِ النَّخِيل، وأَمَّا حَدِيث عُثْمَان أَنه قَالَ لَا شُفْعَةَ فِي بِئْر وَلَا فَحْلٍ والأُرَفُ، تَقْطَعُ كُلَّ شُفْعَةٍ فإنَّه أَرَادَ بالفَحْلِ فَحْلَ النَّخْلِ وَذَلِكَ أَنَّهُ رُبَّما يكون بَين جماعةٍ فَحْلُ نَخْلٍ يأخُذُ كُلُّ واحِد من الشركاءِ فِيهِ زمنَ تَأْبِيرِ النَّخِيل مَا يَحْتَاجُ

إِلَيْهِ من الحِرْقِ لتأبير نخِيله الإناثِ، فَإِذا بَاع واحدٌ من الشركاءِ نصيبَه من ذَلِك الفحْل بعض الشركاءِ فيهِ لم يكن للباقين من الشُّرَكَاء شُفْعَةٌ فِي المَبِيع، والّذي اشْتَرَاهُ أَحَقُّ بِهِ لأَنَّه لَا يَنْقسِمُ، والشُّفْعَةُ إنّما تَجِبُ فِيمَا يَنْقَسِمُ، وَهَذَا مذهبُ أَهْلِ الْمَدِينَة وإليْه يذهبُ الشَّافِعِي ومالكٌ وَهُوَ مُوافِقٌ لحَدِيث جَابر (إِنَّمَا جَعَل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الشفْعَةَ فِيمَا لَمْ يُقْسَمْ؛ فَإِذا حُدَّتْ الحدُودُ فَلَا شُفْعَة لِأَن قَوْله ج (فيمَا لَمْ يُقْسَمْ) دليلٌ على أَنه جَعَل الشُّفْعَة فِيمَا يَنْقَسِمُ، فَأَما مَا لَا يَنْقَسِمُ مثلُ الْبِئْر وفَحْلِ النّخيلِ يُبَاع مِنْهُمَا الشقْص بأَصْلِه من الأَرْض فَلَا شُفْعَة فِيهِ لأَنه لَا يَنْقَسِم، وَكَانَ أبُو عُبَيْدِ ح فسّرَ حَدِيث عثمانَ هَذَا تَفْسِيرا لم يرْتَضِه أهْلُ الْمعرفَة وَلذَلِك تركته وَلم أَحْكِهِ بعيْنِه، وتفسيرُه عَلَى مَا بيَّنْتُه. وفُحُول الشُّعَراءِ هم الَّذين غَلَبُوا بالهِجاء مَنْ هَاجَاهُم، مثلُ جريرِ والفرزدقِ وأَشْبَاهِهمَا، وَكَذَلِكَ كُل من عَارضَ شَاعِرًا فغُلّب عَلَيْهِ، مثل علْقَمَةَ بْنِ عَبَدةَ، وَكَانَ يُسمى فَحْلاً لأنَّه عَارض امْرَأ القَيْسِ فِي قصيدته الَّتِي يَقُول فِي أَولهَا: خَلِيلَيَّ مُرَّا بِي على أُم جُنْدُبِ بقوله فِي قصيدته: ذهبتَ من الهُجْران فِي غيرِ مَذْهَبِ وكلُّ واحدٍ منهمَا يعارِضُ صاحبَه فِي نَعته فَرَسَه، فَفُضلَ علقَمةُ عَلَيْهِ، ولُقبَ الفَحْل. وَقَالَ شمر: قيل للحصير فَحْلٌ لِأَنَّهُ يُسَوّى من سَعَفِ الفَحْلِ من النَّخِيلِ، فتُكُلمَ بِهِ على التَجَوُّزِ كَمَا قَالُوا فلانٌ يَلْبَس الْقطن وَالصُّوف، وَإِنَّمَا هِيَ ثِيَاب تغزَل وتتَّخذ مِنْهُمَا، وَقَالَ المرار: والوحشُ ساريةٌ كأَنَّ مُتُونها قُطْنٌ تُباعُ شَدِيدَةُ الصَّقْلِ أَرَادَ كأنَّ مُتُونها ثيابُ قطنٍ لشدَّة بياضها. حفل: قَالَ اللَّيْث الحَفْلُ اجْتِماعُ المَاء فِي مَحْفِلِه تَقول حَفَلَ الماءُ حُفُولاً وحَفْلاً. وحَفَلَ القومُ إِذا اجْتَمعُوا والمحْفِلُ المجْلِس، والمُجْتَمَع فِي غيرِ مَجْلِسٍ أَيْضاً، تَقول احْتَفَلوا أَي اجْتَمَعوا وشاةٌ حَافِلٌ، وَقد حَفَلَتْ حُفُولاً إِذا احْتَفَلَ لَبَنُها فِي ضَرْعها، وَهن حُفَّلٌ وحَوَافِلُ. وَفِي الحَدِيث (من اشْتَرى مُحَفَّلَةً فَلم يَرْضَها رَدّها وَرَدَّ مَعهَا صَاعا من تَمْر) والمُحَفَّلَةُ النّاقة أَو الْبَقَرَة أَو الشَّاة لَا يحلِبُها صاحبُها أيّاماً حَتَّى يجتمعَ لَبَنُها فِي ضَرْعها فَإِذا احْتَلَبَها المُشْتَرِي وَجَدَها غَزِيرَةً فزَادَ فِي ثَمَنِها، فَإِذَا حَلَبَها بعد ذَلِك وَجَدها ناقِصة اللَّبَن عَمَّا حَلَبه أيامَ تَحْفِيلِها، فجعلَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَدَل لَبن التَّحْفِيل صَاعا من تَمْر، وهَذا مذْهَبُ الشّافِعيّ وأهلِ السُّنَّة الَّذين يَقُولُونَ بسنّة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والمُحَفَّلَةُ والمُصَرَّاةُ واحدةٌ وَجَاء فِي حَدِيث رُقْيَةِ النملةِ (الْعَرُوس تَقْتَالُ وتَحْتَفِلُ وكلُّ شَيْء تَفْتَعِل، غيرَ أَنَّها لَا تَعصِي الرجُل) وَمعنى تَقْتَال أَي تَحْتَكِم على زَوْجِها وتَحْتَفِلُ أَي تَتَزَيَّن وتحتَشِد للزينَة، يُقَال حَفَّلَتَّ الشَّيْء أَي جَلَوْتُه وَقَالَ بشر يصف جَارِيَته: رَأَى دُرَّةً بيضاءَ يَحْفِلْ لَوْنُها سُخَامٌ كغِربان البريرِ مُقَصَّبُ

يُرِيد أَن شعرَها يَشُبُّ بياضَ لونِها فيزيدُه بَيَاضًا بِشِدَّة سَواده. سَلمَة عَن الفراءِ قَالَ الحوفلة القَنْفاءُ، وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي حَوْفَل الرجلُ إِذا انتفَخَتْ حَوْفَلته وَهِي القَنْفَاءُ. يُقَال للْمَرْأَة تحفَّلي لزوجك أَي تزيّني لِتَحْظَيْ عِنْده، والحَفْلُ المُبالاَةُ يُقَال مَا أَحْفِلُ بفُلانٍ أَي مَا أُبَالي بِهِ. قَالَ لبيد: فَمَتَى أَهْلِكْ فَلا أَحْفِلُه بَجَلِي الآنَ من الْعَيْش بَجَلْ أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الحُفَالَةُ والْحُثَالَةُ الرديءُ من كل شَيْء، وَطَرِيق مُحْتَفِلٌ ظاهرٌ مستَبِينٌ، وَقد احْتَفَلَ أَي استَبَان وَمِنْه قَول لبيدٍ يصف طَرِيقا: تَرْزُم الشَّارِفُ من عِرْفَانِه كُلَّما لاَح بِنَجْدٍ واحْتَفَلْ وَقَالَ الرّاعي يصف طَرِيقا: فِي لاَحِبٍ بِزِقَاق الأَرْض مُحْتَفِل هاد إِذا عَزَّه الحُدْبُ الحَدَابِيرُ قَالَ أَرَادَ بالحدب الحدابير صلابة الأَرْض أَي هَذَا الطَّرِيق ظاهرٌ مستبينٌ فِي الصَّلابةِ أَيْضاً، ومُحْتَفَلُ الأمرِ معظَمُه. ومحتفِلُ لَحْمِ الفَخذِ والساقِ أَكْثَره لَحْماً وَمِنْه قَول الهُذَليّ يصف سَيْفا: أبْيَضُ كالرَّجْع رسوبٌ إِذا مَا ثَاخ فِي مُحْتَفَلٍ يَخْتلي وَيجوز فِي مُحْتَفِل. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة الاحتِفَال من عَدْوِ الْخَيل أَنْ يَرى الفارسُ أَنَّ فرسَه قد بلغَ أَقْصى حُضْرِه وَفِيه بقيَّةٌ يُقَال فرس مُحْتَفِلٌ. وَقَالَ الْقطَامِي يذكر إبِلا اشْتَدَّ عَلَيْهَا حفل اللَّبن فِي ضروعها حَتَّى أذاها فَهِيَ تَبْكي: ذَوَارِفُ عَيْنَيها من الحَفْلِ بالضُّحَى سَجُومٌ كتَنْضَاحِ الشنَانِ المشَرّبِ ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الحُفَال الجمعُ العظيمُ، والحُفَالُ اللبنُ المجْتَمَعُ، وَقَالَ أَبُو تُرَابٍ: قَالَ بعضُ بَني سُلَيْم؛ فلانٌ محافظ عَلَى حَسبه ومُحَافِلٌ عَلَيْه إِذا صَانه. وَأنْشد شمر: يَا وَرْسُ ذاتَ الحِد والحفيلْ منحناك مَانِحَ المُخِيلْ لَو جاءها بِصَاعِه عقيلْ على عِهِبَّى الْكَيْل إِذْ يكيلْ مَا بَرِحَتْ وَرسَةُ أَو يسيلْ وَرْسَةُ اسْم عَنْز كَانَت غَزِيرَةً عَهِبَّى أَي أولِ الْكَيْل وَمِنْه عَهَتَى زمانِه أَي أَوله وعهتى كل شَيْء أوَّلُه، ورجلٌ حَفِيلٌ فِي أمْرِه أَي ذُو اجْتِهاد. ح ل ب حلب، حَبل، لحب، لبح، بلح، بِحل: مستعملات أما: بِحل ولبح: فَإِن اللَّيْث أهملهما. (بِحل) : وروَى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ البَحْلُ الإدْقَاعُ الشَّدِيدُ وَهَذَا غريبٌ. لبح: قَالَ ابْن الأعرابيّ أَيْضا اللَّبَحُ الشجاعةُ وَبِه سُمي الرجل لَبَحاً، وَمِنْه الْخَبَر: تَبَاعَدَتْ شَعُوب من لَبَحٍ فَعَاشَ أيَّاماً. حَبل: قَالَ اللَّيْث الحَبْلُ الرَّسَنُ، والجميع الحِبَالُ. والْحَبْلُ العَهْدُ والأَمَانُ والْحَبْلُ التَّوَاصُلُ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَاعْتَصِمُواْ

بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً} (آل عِمرَان: 103) قالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الاعتصامُ بِحَبل الله هُوَ تَرْكُ الفُرْقَةِ واتّبَاعُ القرآنِ، وإيَّاه أَرَادَ عبدُ الله بنُ مسعودٍ بقوله: عَلَيْكُم بحبْل الله فإِنَّه كتاب الله. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الحِبْلُ الرجل العالِمُ الفَطِنُ الدَّاهي. قَالَ وأنشدني المُفَضّل: فيا عجبا للخود تبدي قناعها تُرَ أرِىءُ بالعيْنَيْنِ للرجُلِ الحِبْلِ يُقَال رَأْرَأَتْ بِعَيْنيها وغَيَّقَتْ وَهَجَلَتْ؛ إِذَا أَدَارَتْه تَغْمِزُ الرَّجُلَ. قَالَ أَبُو عبيد وأصْل الحَبْلِ فِي كلامِ العربِ يتصرَّف على وجوهٍ، مِنْهَا العَهْدُ وَهُوَ الأَمَانُ، وَذَلِكَ أنَّ العربَ كانَتْ يُخِيفُ بعضُها بَعْضًا فِي الْجَاهِلِيَّة، فكانَ الرجلُ إِذا أَرادَ سَفَراً أَخذ عهْداً من سيد الْقَبِيلَة، فيأمنُ بِهِ مَا دَامَ فِي تِلْكَ الْقَبِيلَة حَتَّى يَنْتَهِي إِلَى الْأُخْرَى فيأخُذُ مثل ذَلِك أَيْضاً يُرِيدُ بِهِ الأَمَانَ. قَالَ فَمَعْنَى الحديثِ أَنَّهُ يَقُول: عَلَيْكُم بكتابِ الله وتَرْكِ الفُرقة فإِنَّه أَمَانٌ لَكُمْ وعَهْدٌ من عذَاب الله وعِقَابِه. وَقَالَ الْأَعْشَى يذكر مسيرًا لَهُ: وَإِذا تُجَوزُها حِبَالُ قَبِيلَةٍ أَخَذَتْ من الأُخرَى إليْكَ حِبَالَها قَالَ: والحَبْلُ فِي غير هَذَا الموضِعِ المُوَاصَلَةُ وَقَالَ امرؤُ الْقَيْس: إِنِّي بحبلك وَاصِلٌ حَبْلي وَبِريش نَبْلِك رائِش نَبْلي قَالَ: والحَبْل مِنَ الرَّمْلِ المُجْتَمِعُ الكَثِيرُ العَالِي. الحرَّانِيُّ عَن ابْن السّكيت قَالَ: الحَبْلُ الوِصَالُ، والحَبْلُ رَمْلٌ يستطيل ويمتد، والحَبْلُ حَبْلُ العاتق، والحَبْلُ الوَحِدُ مِنَ الْحِبَالِ. وَهَذَا كلُّهُ بفَتْحِ الحاءِ. قَالَ: والحِبْلُ الدَّاهية وَجمعه حُبُولٌ وَأنْشد لكثير: فَلَا تَعْجَلي يَا عَزُّ أَنْ تَتَفَهَّمِي بِنُصْحٍ أَتَى الْوَاشُونَ أَمْ بِحُبُول وَقَالَ الآخرُ فِي الْحَبل بِمَعْنى الْعَهْد والذّمة: مَا زلتُ مُعْتَصِماً بِحَبلٍ منكُم من حَلّ سَاحَتَكُمْ بِأسْبَابٍ نجَا بِحَبْلٍ أَي بِعَهْدٍ وذِمَّةٍ. وَقَالَ اللَّيْث: حَبْلُ العَاتِق وُصْلَةٌ مَا بَين العاتِق والمَنْكِب. وحَبْلُ الوَرِيدِ عِرْقٌ يَدِرُّ فِي الحَلْقِ. والورِيدُ عرقٌ يَنْبِضُ من الْحَيَوَان لَا دَمَ فِيه. وَقَالَ الفرَّاءُ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ} (ق: 16) قَالَ: الحَبْلُ هُوَ الوَرِيدُ فَأُضِيفَ إلَى نَفْسِه لاختلافِ لَفْظِ الاسْمَيْنِ. قَالَ والورِيدُ عِرْقٌ بَيْنَ الحُلْقُومِ والعِلْبَاوَين. وَقَالَ أَبُو عُبيد قَالَ الأصمعيّ: من أَمْثَالهِم فِي تسهيلِ الحاجةِ وتَقْرِيبِها: هُوَ عَلَى حَبْل ذِرَاعِك، أَي لَا يُخَالفك: وحبل الذرَاعِ عِرْقٌ فِي الْيَدِ. وحِبَالُ الفَرَسِ عروقُ قوائِمِهِ. وَمِنْه قَول امرىء الْقَيْس: كأَنَّ نُجُوماً عُلقَتْ فِي مَصَامِه بأمْرَاسِ كَتَّانٍ إِلَى صُم جَنْدَلِ والأمْرَاسُ الحِبَالُ، الواحدةُ مَرَسَةٌ، شَبَّه عُروقَ قَوَائِمِه بِحبَالِ الكَتَّانِ، وَشبه صلابة

حَوَافِرِهِ بِصُم الجندل، وشَبَّه تَحْجِيلَ قوائِمِه بِبَيَاضِ نُجومِ السَّماء. والحَبْلُ مصدر حَبَلْتُ الصَّيْدَ واحْتَبَلْتُه إِذا نصبتَ لَهُ حِبَالَةً فنشِب فِيهَا وأخذتَه. والحِبَالَةُ جمع الحَبْلِ، يُقَال حَبَلٌ وحِبَالٌ وَحِبَالَةٌ مثل جَمَلٍ وجِمَالٍ وجِمَالَة وَذَكَرٍ وذِكَارٍ وذِكَارَة. وَقَالَ الله جلّ وعزّ فِي قصّة الْيَهُود وذُلهم إِلَى آخر الدُّنْيَا وانقضائها {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ} (آل عِمرَانَ: 112) تكلّمَ علماءٌ اللُّغَةِ فِي تَفْسِير هَذِه الْآيَة واختلَفَتْ مذاهِبُهم فِيهَا لإشكالها، فَقَالَ الفَرّاءُ معناهُ ضُرِبَتْ عَلَيْهِم الذلَّةُ إِلَّا أنْ يَعْتَصِمُوا بحبْلٍ من الله فأضْمَرَ ذَلك قَالَ وَمثله قَوْله: رَأَتْنِي بحَبْلَيْهَا فَصَدَّتْ مَخَافَة وَفِي الحَبْل رَوْعَاءُ الفُؤادِ فَرُوقُ قَالَ: أَرَادَ رأَتْني أقْبَلْتُ بحَبْلَيْهَا فأضْمَرَ (أَقْبَلْتُ) كَمَا أضْمَرَ الاعْتِصَامَ فِي الْآيَة. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أبي العبَّاس أحمدَ بن يحيى أَنه قَالَ: هَذَا الَّذِي قَالَهُ الفراءُ بعيدٌ أَن تَحْذِفَ أَنْ وَتُبْقِيَ صِلَتَها، ولكنّ الْمَعْنى إِن شَاءَ الله ضُرِبْتْ عَلَيْهِم الذّلّة أَيْنَمَا ثُقِفُوا بِكُل مَكانٍ إِلَّا بمَوْضِعِ حَبْلٍ من الله وَهُوَ استِثْناءٌ متَّصِلٌ كَمَا تَقول ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذلّة فِي الأمْكِنَة إلاّ فِي هَذَا المكانِ. قَالَ وقولُ الشَّاعِر (رأَتْنِي بحبليها) هُوَ كَمَا تَقول أَنا بِاللَّه أيْ مُتَمَسك فَتكون الباءُ من صِلَةِ رأَتْنِي مُتَمَسكاً بحَبْلَيْهَا فاكتَفَى بالرُّؤْيةِ من التَّمَسُّك. قَالَ وَقَالَ الْأَخْفَش فِي قَوْله {إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللَّهِ} (آل عِمرَان: 112) إنَّهُ استثْنَاءٌ خارِجٌ من أَوّل الْكَلَام فِي معنى لَكِنْ. قلت والقولُ مَا قَالَ أَبُو العبَّاس. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أُوصيكم بالثَّقَلَيْنِ كتابِ الله وعِتْرَتِي، أَحَدُهُما أَعْظَمُ من الآخَر، وَهُوَ كتابُ الله حَبْلٌ مَمْدُودٌ من السَّماء إِلَى الأَرْض) قلت وَفِي هَذَا الحَدِيث اتّصالُ كتابِ الله جلّ وعزّ بِهِ وَإِن كَانَ يُتْلَى فِي الأرْضِ ويُنْسَخُ ويُكْتَبُ. ومَعْنَى الحبلِ الممدُودِ نورُ هُدَاه. والعَرَبُ تُشَبه النُّورَ بالحَبلِ والخيْطِ قَالَ الله {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ} (البَقَرَة: 187) فالخيطُ الأبيضُ هُوَ نورُ الصُّبْح إِذا تَبَيَّنَ للأَبْصَارِ وانْفَلق، والْخَيْطُ الأسْوَدُ دونَه فِي الإنارة لِغَلبة سوادِ اللَّيْل عَلَيْهِ؛ وَلذَلِك نُعِتَ بالأسْود، ونُعِت الآخَرُ بالأبْيضِ. وَالْخَيْط والحبلُ قريبان من السَّواء. وَقَالَ الليثُ: يُقَال للكَرْمَة حَبَلَةٌ، قَالَ والحَبَلَةُ طاق من قُضبان الكرْم. وَقَالَ أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي الجَفْنَةُ الأصلُ من أصُول الكرْم وَجَمعهَا الجَفْن وَهِي الحَبَلة بِفَتْح البَاءِ وروى أنس بن مَالك أَنه كَانَت لَهُ حَبَلَةٌ تحمل كُرَّاً وَكَانَ يسميها أمَّ الْعِيَال وَهِي الأصَلَةُ من الكرْم انتشرت قُضْبَانُها على عرائشها وامتدّت وكثُرت قضبانُها حَتَّى بلغ حملهَا كُرّاً.

قَالَ شمر: يُقَال حَبَلة وحَبْلة، يُثقَّل ويُخَفَّف. وَقَالَ اللَّيْث: المُحَبَّلُ الحَبْلُ فِي قَول رؤبة كلُّ جُلال يمْلَأ المُحَبَّلا قَالَ وحبِلَت الْمَرْأَة تحبَلُ حَبَلاً وَهِي حُبْلَى قَالَ: وحَبَلُ الحَبَلَةِ ولَدُ الْوَلدِ الَّذِي فِي البطْن كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّة يتبايعون أولادَ مَا فِي بُطون الحوامِل فَنهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الملاقِيح والمضامينِ وَقد مر تَفْسِيرهَا. قَالَ شمر: قَالَ يَزِيدُ بْنُ مُرَّةَ نَهَى عَن حَبَلِ الحَبَلَةِ، جعل فِي الحَبَلَةِ هاءٌ، وَقَالَ هِيَ الْأُنْثَى الَّتِي هِيَ حَبَلٌ فِي بَطْنِ أُمها فينتَظرُ أَن تُنْتَجَ من بَطْنِ أُمها، ثمَّ يُنْتَظَرُ بهَا حَتَّى تَشِبَّ ثمَّ يرسَلُ عَلَيْها الفحلُ فتَلْقَحَ فَلهُ مَا فِي بَطْنِها، وَيُقَال حَبَلُ الحَبَلَةِ للإبِل وَغَيرهَا. قَالَ الْأَزْهَرِي جَعَلَ الأولى حَبَلَةً لِأَنَّهَا أُنْثَى فَإِذا نُتِجَت الحَبَلَةُ فولدها حَبَلٌ وَإِنَّمَا بيع حَبَلُ الحَبَلَةِ. وَقَالَ أَبُو عبيد حَبَلُ الحَبَلَةِ وَلَدُ الجَنِين الَّذِي فِي بطن النَّاقة، وَنَحْو ذَلِك قَالَ الشَّافِعِي. وَقَالَ اللَّيْث سِنَّورَةٌ حُبْلَى وشاةٌ حُبْلى. قَالَ: وَجمع الحُبْلَى حَبَالَى. وَفِي حَدِيث سعدِ بْن أبي وقَّاصِ أَنه قَالَ (لقد رَأَيْتُنَا مَعَ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ومالنا طَعَامٌ إِلَّا الحُبْلَةُ وورق السَّمُر) . قَالَ أَبُو عبيد الحُبْلَةُ والسَّمُرُ ضَرْبَان من الشّجر. قَالَ وَقَالَ الْأَصْمَعِي الحُبْلَةُ فِي غير هَذَا حلي كَانَ يَجْعَل فِي القلائد فِي الْجَاهِلِيَّة وَأنْشد: ويَزِينُها فِي النَّحْرِ حَلْيٌ وَاضح وقلائِدُ من حُبْلَةٍ وسُلُوسٍ قَالَ والسَّلْسُ خيط يُنْظَم فِيهِ الخَرَزُ وَجمعه سُلوس. وَقَالَ شمر قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الحَبُلَةُ ثَمَر السَّمُر شبه اللوبياء وَهُوَ العُلَّفُ من الطلح والسنْفُ من المرْخِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي الحُبْلَةُ ثَمَر العِضَاهِ وَنَحْو ذَلِك. قَالَ أَبُو عَمْرو وَقَالَ الليثُ: فلَان الحُبَليّ مَنْسُوب إِلَى حَيّ من الْيمن. قَالَ والْحِبَالَةُ المصيدة وَجَمعهَا حبائل. قَالَ أَبُو حَاتِم ينْسب الرجل من بني الْحُبْلَى وهم رَهْط عبد الله بن أُبَي المنافقِ حُبَلِيّ قَالَ وَقَالَ أَبُو زيد ينْسب إِلَى الحبلى حُبْلَوِيّ وحُبْلِيّ وحُبْلاَوِيّ. وبَنُو الحُبْلَى من الأنْصَارِ. الحرَّاني عَن ابْن السّكيت ضَبٌّ حَابِلٌ ساحٍ يرْعَى الحُبَلَةَ والسحاءَ وَقَالَ الباهليُّ فِي قَول المتَنَخل الْهُذلِيّ: إِن يُمْسِ نَشْوَانَ بمَصْروفَةٍ مِنْهَا بِرِيّ، وعَلى مِرْجَلِ لَا تقهِ الْمَوْت وَقِيَّاتُه خُط لَهُ ذَلِك فِي المَحْبَلِ قَالَ: نَشْوان أَي سكْرَانَ، وقولُه بمصروفةٍ أَي بخَمْرٍ صِرْفٍ على مِرْجل أَي على لَحْمٍ فِي قِدْرٍ، أَي وَإِن كَانَ هَذَا دَائِما لَهُ فَلَيْسَ يَقِيه الموتَ، خُطَّ لَهُ ذَلِك فِي المحْبَلِ أَي كُتِبَ لَهُ الموتُ حينَ حَبِلَتْ بِهِ أمُّه، والمَحْبَلُ موضِع الحَبَل قلت أَرَادَ معنى حديثِ ابْن مسعودٍ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَن

النُّطْفَة تكون فِي الرَّحِم أَرْبَعِينَ يَوْمًا نُطْفَة ثمَّ علقَة كَذَلِك ثمَّ مُضْغَة كَذَلِك ثمَّ يبعثُ الله المَلَكَ فيقولُ لَهُ اكْتُبْ رزقه وعَمَله وأَجَلَه وشقيٌّ أَو سعيدٌ فَيُخْتَمُ لَهُ على ذَلِك فَمَا من أحد إِلَّا وَقد كُتِبَ لَهُ الموتُ عِنْد انْقِضَاء الأجلِ المُؤَجَّل لَهُ) . والمُحْتَبَلُ من الدَّبة رُسْغُها لِأَنَّهُ مَوضِع الحَبْلِ الَّذِي يَشدُّ فِيهِ إِذا رُبط وَمِنْه قَول لبيد: وَلَقَد أَغْدُو وَمَا يَعْدِمُني صاحبٌ غيرُ طَوِيل المُحْتَبَلْ أَي لَيْسَ بطويل الأرْساغ، وَإِذا قصرت أرساغُه كَانَ أشدُّ لَهُ. وَمن أَمْثَال الْعَرَب فِي الشدَّةِ تصيبُ الناسَ: قد ثَارَ حابِلُهم على نَابِلِهمْ. والحابِلُ الَّذِي ينصب الحِبَالَةَ والنابلُ الرَّامي عَن قوسه بالنّبل، وَيكون النابلُ صاحبَ النبل. وَقد يُضْرَب هَذَا مثلا للْقَوْم تنْقَلب أحْوَالُهُم ويَثُورُ بعضُهم على بعض بعد السّكُون والرخاء. وَقَالَ أَبُو زيدٍ من أمثالهم: إِنَّه لَوَاسِعُ الحَبْلِ وإنَّهُ لَضيقُ الحَبْلِ، كَقَوْلِك هُوَ ضَيقُ الخُلُق وواسع الخُلُق. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس فِي مثله: إِنَّه لواسع العَطَن وضيق العَطَن. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي رجل حَبْلاَنُ إِذا امْتَلأ غيظاً وَمِنْه حَبَلُ المَرْأَةِ وَهُوَ امتلاءُ رَحِمِها. وَقَالَ غيرُه رجل حَبْلاَنُ من الماءِ والشَّرَابِ إِذا امْتَلَأَ رِيّاً. وَفِي حديثٍ جَاءَ فِيهِ ذكْرُ الدَّجَّال لعنَهُ الله أَنه مُحَبَّل الشعْرِ كَأَن كل قَرْنٍ من قُرون رأسِه حَبْلٌ لأنَّه جعله تَقَاصيب لِجعُودة شَعْرِه وطولِه. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يقالُ لِلْمَوْتِ حَبِيلُ بَرَاحِ، قَالَ والأُحْبُلُ والْحُنْبُلُ اللُوبياء. قَالَ والحبْلُ: الثّقل، والْحُبَالُ الشَّعْرُ الْكثير، والحُبال انتفاخُ البَطْنِ من الشَّرَاب والنبيذ أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي أَتَيْته على حبالّة ذَاك، أَي على حِين ذَاك بتَشْديد اللَّام. ابْن الْأَعرَابِي عَن الْمفضل: الحَبَلُ: انتفاخ الْبَطن من كل الشَّرَاب والنبيذ وَالْمَاء وغيرِه، وَرجل حَبْلاَنُ وَامْرَأَة حَبْلاَنَةٌ، وَبِه سمي حَمْلُ الْمَرْأَة حَبَلاً، وَفُلَان حَبْلاَنُ على فلَان أَي غضْبَانُ، وَبِه حَبَلٌ أَي غَضَبٌ وغَمٌّ، وَأَصله من حَبَلِ الْمَرْأَة وحُبَلُ مَوضِع فِي شعر لبيد: فبخترير فأطرافِ حُبَلْ حلب: قَالَ اللَّيْث الحَلَبُ اللَّبَنُ الحليب، تَقول شربت لَبَنًا حَلِيباً وحَلَباً، والحِلاَبُ هُوَ المِحْلَبُ الَّذِي يُحْلَبُ فِيهِ اللَّبن وَأنْشد: صَاحِ هَل رأيتَ أَو سَمِعْتَ بِرَاعٍ رَدَّ فِي الضَّرْعِ مَا قَرَى فِي الحِلاَبِ قَالَ: والإحْلاَبُ أَن يَكُونَ الرُّعْيانُ إبلهُم فِي المرعى فَمَهْمَا حَلَبُوا جمَعُوا حَتَّى بلغ وَسْقاً حملوه إِلَى الحَي فَيُقَال قد جَاءُوا بإحْلاَبَيْنِ وثلاثَةِ أَحاليبَ وَإِذا كَانُوا فِي الشاءِ والبقرِ فَفَعَلُوا مَا وصفت قَالُوا جَاءُوا بإمخاضَيْنِ وثلاثةِ أَمَاخِيضَ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد الإحْلاَبةُ أَن تحلب لأهْلك وَأَنت فِي المرعى لَبَنًا ثمَّ تبعثُ بِهِ إِلَيْهِم، يُقَال مِنْهُ أَحْلَبْتُهُمْ إحلاباً وَاسم اللَّبَنِ الإحلابَةُ. قلت وَهَذَا مسموعٌ من الْعَرَب صَحِيح، وَمثله الإعْجَالةُ والإعجالاتُ. وَقَالَ الليثُ: الحَلَب من الجبايةِ مثل الصدقةِ

ونحوِها مِمَّا لَا تكون وظيفته مَعْلُومَة وَهِي الإحْلاَبُ فِي ديوَان الصَّدقَات. وناقة حَلُوبٌ ذاتُ لبنٍ فَإِذا صيَّرتَها اسْما قلت هَذِه الحَلُوبَةُ لفُلَان وَقَد يخرجُون الْهَاء من الحلوبة وهم يعنونها ومثاله الرَّكُوبَةُ والرَّكُوبُ لما يركبُون، كَذَلِك الحلُوبُ والحلوبة لما يحلِبُون. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ نَاقَة حَلْبَاةٌ رَكْبَاةٌ أَي ذاتُ لَبَنٍ تُحْلَبُ وتُرْكَبُ وَهِي أَيْضا الْحَلبانَةُ والرَّكْبَانَةُ وَأنْشد شمر: حَلْبَانَةٍ رَكْبَانَةٍ صَفُوفِ تَخْلِطُ بَين وَبَرٍ وصُوفِ يُرِيد أنَّ يَدَيْها كيدَيْ ناسِجةٍ تخلط بَين وَبَرٍ وصوف من سُرْعَتها. أَبُو عبيد: حَلَبْتُ حَلَباً مثل طلبتُ طَلَبَاً وهربْتُ هَرَبَاً وجنبت جَنَباً وجَلَبت جَلَباً، قَالَ والمَحْلَبُ شيءٌ يُجعل حبُّه فِي العِطْرِ، قَالَه الفَرَّاء والأصمعي بِفَتْح الْمِيم، وَأما الَّذِي يحلبُ فِيهِ اللَّبن فَهُوَ مِحْلَبٌ بِالْكَسْرِ وَجمعه المحالبُ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي الحُلَّبُ والحِلِبْلاب نبتان يُقَال هَذَا تَيْسُ حُلَّب. وَمِنْه قَوْله: أَقَبَّ كتيسِ الحُلَّبِ الغَذَوَان وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الحُلَّبُ بقلة جعدة غَبْرَاءُ فِي خضْرةٍ تنبسط على وَجه الأرضِ يسيل مِنْهَا لَبَنٌ إِذا قُطِعَتْ وَيُقَال عنز تُحْلُبةُ وتِحْلِبَة إِذا دَرَّت قبل أَن تَلِد، وقَبْلَ أَنْ تَحْمِل. وَقَالَ اللَّيْث الحَلْبَةُ خَيْلٌ تَجْتَمِع للسبَاقِ من كل أَوْبٍ لَا تخرج من موضعٍ واحدٍ وَلَكِن من كل حَيَ، وَأنْشد أَبُو عُبَيْدَة: نَحن سَبقنَا الحَلَبَاتِ الأرْبَعَا الفَحْلَ والقُرَّحَ فِي شَوْطٍ مَعَا وَإِذا جَاءَ الْقَوْم من كُل وَجْهٍ فَاجْتمعُوا لحربٍ وَغير ذَلِك قيل قد أحلبوا وَأنْشد: إِذا نفرٌ مِنْهُم دُوَيَّةُ أَحْلَبُوا على عامِلٍ جَاءَت مَنِيَّتُه تعدو قَالَ وربَّمَا جمعُوا الحَلْبة حَلاَئب وَلَا يُقَال للْوَاحِد مِنْهَا حَلِيبَةٌ وَلَا حِلاَبة وَقَالَ العجاج: وسابق الحلائب اللهَمُّ يُرِيد الحَلْبَة. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ أَحْلَبَ الْقَوْم غيرَ أَصْحَابهم إِذا أَعَانُوهم وأَحْلَبَ الرجُلُ غير قَوْمِه إِذا أعَان بَعْضَهُم على بَعْضٍ، وَهُوَ رجل مُحْلِبٌ. قَالَ وحَلَب الْقَوْم إِذا اجْتَمعُوا من كل أَوْب يَحْلُبون حُلُوباً وحَلْباً وأحلب الرجل صاحبَه إِذا أَعَانَهُ على الحَلْب. وَقَالَ ابنُ شُميل أَحْلَبَ بَنُو فلَان بَنِي فلَان أَي نَصَرُوهم، وأَحْلَبَ بَنُو فلَان مَعَ بَنِي فُلانٍ إِذا جَاءُوا أَنْصَاراً لَهُم. قَالَ: وَيَدْعُو الرجل للرجل فَيَقُول: مَاله أَحْلَبَ ولاَ أَجْلَبَ. وَمعنى أحْلَبَ أَي وَلَدَتْ إبِلُه الإناثَ دون الذُّكُور، وَلَا أجْلَبَ إِذْ دَعَا لإبله أَن لَا تَلِدَ الذكورَ لِأَنَّهُ المَحْقُ الخَفِيُّ لذهاب اللَّبَنِ وانقطاعِ النَّسل، وَإِذا نُتِجَت الإبِلُ الإنَاثَ فقد أَحْلَبَ وَإِذا نُتِجَت

الذُّكُور فقد أَجْلَبَ. قَالَ ابْن السّكيت فِي قَول بشر: أَشَارَ بِهِمْ، لَمْعَ الأَصَم، فأقْبَلُوا عرانِينَ لَا يَأْتِيه للنصر مُحْلِبُ كأَنَّه قَالَ لَمَعَ لَمْعَ الأَصم لِأَن الأصَمَّ لَا يسمع الْجَواب فَهُوَ يُديم اللَّمْع. وَقَوله لَا يَأْتِيهِ مُحْلِبُ أَي لَا يَأْتِيهِ مُعِينٌ من غير قومه، وَإِذا كَانَ الْمعِين من قومه لم يكن مُحْلِباً وَقَالَ: صَرِيحٌ مُحْلِبٌ من أَهْلِ نَجْدٍ لحي بَين أثلة والنجَامِ وَمن أَمْثَال الْعَرَب: لَيْسَ لَهَا رَاعٍ وَلَكِن حَلْبة، يُضْرَبُ للرجل يَسْتَعِينُكِ فَتُعِينه وَلَا مَعُونَة عِنْده. قَالَه ابْن الْأَعرَابِي قَالَ وَمن أمثالهم: لَبثْ قَلِيلا يلْحق الحلائِب يَعْنِي الْجَمَاعَات أنْشد الْبَاهِلِيّ للجعدي: وبَنُو فَزَارَةَ إِنَّهَا لَا تُلْبِثُ الحَلْبَ الحَلاَئب حُكيَ عَن الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ: لَا تُلْبِثُ الحلائِبُ حَلْبَ ناقةٍ حَتَّى تَهْزِمَهُم: قَالَ وَقَالَ بَعضهم: لَا تُلْبِثُ الحلائبُ أَن تَحْلِب عَلَيْهَا تُعَاجِلُها قبل أَن تَأْتِيهَا الأَمْدَادُ وَهَذَا زَعَم أَثْبَتُ. وَمن أمثالهم حَلَبْتَ بالساعد الأشِدّ أَي استعَنْتَ بِمن يقوم بِأَمْرِك ويُعْنَى بحاجَتِك. وَقَالَ الْأَصْمَعِي أسْرع الظباء تَيْسُ الحُلَّب لِأَنَّهُ قد رعى الربيعَ، والربل والرَبْلُ مَا تَرَبّل من الرَّيحة فِي أَيَّام الصَّفَريَة وَهِي عشرُون يَوْمًا من آخِرِ القَيْظِ، والرَّيحة تكون من الْحَلب والنصِيّ والرُّخَامِي، والمَكْرِ، وَهُوَ أَن يظْهر النبت فِي أُصُوله فالتي بقيت من الْعَام الأَوّلِ فِي الأَرْض تَرُبُّ الثرى أَي تلْزمهُ. والحُلَّب نبت ينبسط على الأَرْض تدوم خُضْرَتُه لَهُ ورق صغَار يُدبغ بِهِ يُقَال سِقاءٌ حُلَّبى. أَبُو زيد بقرة مُحِلُّ وشاةٌ مُحِلٌّ وَقد أحلَّت إحْلالاً إِذا حَلَبت بِفَتْح الْحَاء قبل وِلاَدها، قَالَ وحَلَبت أَي أَنْزَلت اللَّبَن قبل وِلاَدها. أَبُو عبيد من أمثالهم فِي الْمَنْع: لَيْسَ كلَّ حِين أُحْلَب فأُشْرَب، هَكَذَا رَوَاهُ المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم. قَالَ أَبُو عبيد وَهَذَا الْمثل يرْوى عَن سعيد بن جُبَيْر، قَالَه فِي حَدِيث سُئِلَ عَنهُ وَهُوَ يضْرب فِي كل شَيْء يُمْنَع. وَقد يُقَال: لَيْسَ كلَّ حِين أَحْلِب فأَشْرَب. وَقَالَ اللَّيْث: تَحَلَّب فُو فُلانٍ وتحلَّب الندى إِذا سَالَ وَأنْشد: وظلَّ كَتَيْسِ الرَّمْلِ يَنْفُض مَتْنَهُ أذَاةً بِه من صَائك مُتَحَلبِ شَبَّه الْفرس بالتَّيْس الَّذِي تحلّب عَلَيْهِ صائك المَطَر من الشّجر، والصائِكُ الَّذِي يتَغَيَّر لونُه وريحه والحُلْبَةُ حَبَّةٌ والجميع حُلُب. والْحُلْبُوب اللَّوْن الْأسود وَقَالَ رؤبة: واللون فِي حُوَّته حُلْبُوب ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي الحُلُب السُّود من كل الْحَيَوَان. قَالَ والحُلُب الفُهَماء من الرِّجَال. وَقَالَ اللَّيْث: الحُلْبُ الْجُلُوس على ركبته يُقَال احْلُبْ فَكُلْ.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي حَلَب يَحْلُب إِذا جلس على رُكْبَتَيْهِ. ابْن السّكيت عَن ابْن الْأَعرَابِي أسود حُلْبُوبٌ وسَحْكُوكٌ وغِرْبيبٌ وَأنْشد: أما تَرانِي الْيَوْم عَشّاً نَاخِصَا أسودَ حُلْبُوباً وكنتُ وَابِصا وَقَالَ أَبُو عبيد: الحالِبَانِ من الدّابة عِرْقان يكتنفان السُّرَّةَ وَأما قَول الشمَّاخ: تُوَائِلُ من مِصَكَ أَنْصَبَتْهُ حوالب أَسْهَرَيْهِ بالذَّنَينِ فَإِن أَبَا عَمْرو قَالَ أسْهَرَاه ذَكَرُه وأَنْفُه وحوالِبُهُما عروقٌ تَمُدّ الذَّنينَ من الأَنْفِ، والمذْي من قَضِيبِه. ويُروَى حَوَالِبُ أَسْهَرَتْهُ يَعْنِي عُرُوقاً يَذنّ مِنْهَا أَنْفُه. وحَوَالِبُ البئْرِ مَنَابِعُ مَائِهَا، وَكَذَلِكَ حَوَالِبُ الْعُيُون الفوَّارةَ وحوالب الْعُيُون الدامقَةِ. وَقَالَ الْكُمَيْت: تدفَّق جُوداً إِذا مَا الْبحار غَاضَت حَوَالِبُها الحُفَّلُ أَي غارت موادّها، وحَلاَّبُ من أَسمَاء خيل الْعَرَب السَّابِقَة. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة حَلاَّبُ هُوَ من نتاج الأعوج. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي فِي بَاب أخلاقِ النَّاس فِي اجْتِمَاعهم وافتراقهم قَوْلهم شَتَّى تَؤُوب الحَلَبَةُ قَالَ وأصلُه أَنهم يوردون إبلهم الشَّريعة والحوضَ مَعَاً، فَإِذا صدرُوا تفرّقوا إِلَى مَنَازِلهمْ فَحلبَ كلُّ وَاحِد مِنْهُم فِي أَهله على حياله. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: من أَمْثالِهِمْ حلبت حَلْبَتَها ثمَّ أَقْلَعَتْ يُضْرَبُ مثلا للرجل يَصْخَب ويُجلب ثمَّ يسكت من غير أَن يكون مِنْهُ شيءٌ غير جَلَبتهِ وصِيَاحِه. أَبُو عبيد عَن الأمويّ إِذا خرج من ضرع العنز شيءٌ من اللَّبن قبل أَن ينزو عَلَيْهَا التيس قيل هِيَ عَنْزٌ تُحْلُبة وتِحْلِبة. وروى شمر للفراء وعنْزٌ تُحْلَبة. وحَلَب اسْم بلد من الثغور الشامية. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الحَلْبُ البروك والشَّرْب الفَهْمُ يُقَال حَلَب يَحْلُب حَلْباً إِذا بَرَك وشَرَب يَشرُب شَرْباً إِذا فَهم، وَيُقَال للبليد احلُب ثمَّ اشرُب. شمر يُقَال يومٌ حَلاَّبٌ وَيَوْم هَلاَّبٌ وَيَوْم هَمَّام وصَفْوَانُ ومَلْحَانُ وشَيْبَانُ، فَأَما الهلاَّب فاليابس بَرداً، وَأما الحَلاَّبُ فَفِيهِ ندًى، وَأما الهمّام فَالذي قد هَمَّ بالبَرْد، قَالَ والهَلْبُ تتَابع الْقطر وَقَالَ رؤبة: والمذريات بالذواري خصبا بهَا جُلالا ودقاقا هُلبا وَهُوَ التَّتَابُع والمرّ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الحِلْبَاءُ الأَمَةُ البارِكَةُ من كسلها وَقد حَلَبت تحلُب إِذا بَركت على ركبتيها. لحب: قَالَ اللَّيْث اللَّحْبُ قَطْعُكَ اللَّحْمَ طُولاً وَلحبَ مَتْنُ الْفرس وعجزه إِذا امَّلَسَ فِي حُدُور وَأنْشد: والمتنُ ملحوب

أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي الْمُلَحَّبُ نَحْو من المُخَذَّم. وَقَالَ اللَّيْث: طَرِيق لاحِبُ ولِحب ومَلْحُوبٌ إِذا كَانَ وَاضِحاً. وَسمعت الْعَرَب تَقول الْتَحَب فلانٌ مَحَجَّة الطَّرِيق ولَحَبَها والْتَحَمَها إِذا رَكِبهَا، وَمِنْه قَول ذِي الرمة: يَلْحَبْن لَا يَأْتَلي المطلوبُ والطَّلَبُ أَي يركبن اللاحِبَ وَبِه سمي الطَّرِيق الموطأُ لاحِباً لِأَنَّهُ كَأَنَّهُ لَحِبَ أَي قُشِر عَن وَجهه التُّرَاب فَهُوَ ذُو لَحْبٍ قَالَ والمِلْحَب اللِّسَان الفصيح والمِلْحَب الْحَدِيد الْقَاطِع. وَقَالَ الْأَعْشَى: لِسَانا كمقراض الخَفَاجِيّ مِلْحَبَا وَقَالَ أَبُو دُواد: رفَعْنَاها ذَمِيلاً فِي مُحَلَ مُعْمَلٍ لَحْبِ ولَحَب يلحَبُ إِذا أسْرع فِي سيره فَهُوَ لاحب. بلح: قَالَ ابْن بُزُرج البوالح من الْأَرْضين الَّتِي قد عُطلت فَلَا تُزْرَعُ وَلَا تُعْمَرُ. والبَالِحُ الأرضُ الَّتِي لَا تُنْبِتُ شَيْئا وَأنْشد: سلالي قَدُورَ الحارثيَّةَ مَا تَرَى أَتَبْلَحُ أم يُعْطَى الوفاءَ غَرِيمُها ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ البُلَحُ طَائِر أكبر من الرَّخَم. وَقَالَ شمر قَالَ ابْن شُمَيْل استبق رجلَانِ فَلَمَّا سبق أحدُهما صاحِبَه تَبَالحا أَي تجاحدا. وَقَالَ الْأَصْمَعِي بَلَحَ مَا على غريمي إِذا لم يكن عِنْده شَيْء، وبَلَحتْ خَفَارَتُه إِذا لم تَفِ وَقَالَ بشر بن أبي خازم: أَلاَ بَلَحَتْ خَفَارَةُ آلِ لأْيٍ فَلَا شَاةً تَرُدُّ وَلَا بَعِيرَا وَبَلَحَ الغريمُ إِذا أَفْلَسَ وبَلَحَ الماءُ بُلُوحاً إِذا ذَهَبَ وبئر بَلُوحٌ وَقَالَ الراجز: وَلَا الصماريد البِكَاءُ البِلْحُ وَقَالَ اللَّيْث البلح الْخلال وَهُوَ حَمْلُ النّخل مَا دَامَ أخْضَرَ كحِصْرِمِ الْعِنَب. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: البلح هُوَ السيَابُ، اللَّيْث البُلَحُ طائِر أعظم من النّسر مُحترق الريش يُقَال إِنَّه لَا يَقع ريشة من ريشه وسط ريش سَائِر الطير إِلَّا أحرقته. وَيُقَال هُوَ النسْر الْقَدِيم إِذا هرم والجميع البِلُحان قَالَ: والبُلوح تَبَلُّدُ الحامِلِ تَحت الحِمْل من ثِقَلِه. وَيُقَال حُمِل على الْبَعِير حَتَّى بَلَحَ، وَقَالَ أَبُو النَّجْم: وَبَلَحَ النَّمْلُ بِهِ بُلُوحاً يصف النَّمْل ونَقْلَه الحَبَّ فِي الحَر. أَبُو عبيد إِذا انْقَطع من الإعياء فَلم يقدر على التحرك قيل بَلَحَ وَقَالَ الْأَعْشَى: واشتَلى الأوصالَ مِنْهُ وبلح ح ل م حمل، حلم، لحم، لمح، ملح، مَحل: مستعملات. حمل: قَالَ اللَّيْث: الحَمَلُ الخروف والجميع الْحُمْلاَنُ. والحَمَلُ بُرْجٌ من بُرُوجِ السَّمَاءِ، أَوله الشَّرْطانِ وهما قرْنَا الحَمَل ثمَّ البُطيْن

ثَلَاثَة كَوَاكِب ثمَّ الثُّريا وَهِي أَلْيَةُ الحَمَل، هَذِه النجومُ على هَذِه الصّفة تسمى حَمَلاً. سَلمَة عَن الفرَّاء: المُحَامِلُ الَّذِي يَقْدر على جوابك فيدعُه إبْقَاء على مودتك، والمُجَامِل الَّذِي لَا يَقْدر على جوابك فيتركُه ويحقدُ عَلَيْك إِلَى وقتٍ مّا. وَيُقَال فلَان لَا يَحْمِلُ أَي يُظْهِر غَضَبَهُ. سَلمَة عَن الْفراء قَالَ الحَمَلُ النَّوْءُ قَالَ وَهُوَ الطَّلِيُّ، يُقَال مُطِرْنَا بِنَوْءِ الحَمَلِ وبِنَوْءِ الطَّلِي. اللَّيْث: حَمَلَ الشيءَ يَحْمِلُه حَمْلاً وحُمْلاَناً وَيكون الْحُمْلاَنُ أجرا لما يُحْمَلُ. قَالَ والحُمْلاَنُ مَا يُحْمَلُ عَلَيْهِ من الدوابّ فِي الهِبَةِ خَاصَّة. الحرانيّ عَن ابْن السّكيت: الحَمْلُ مَا كَانَ فِي بَطْنٍ أَو على رَأس شجرةٍ، وَجمعه أحْمَال والحِمْلُ مَا كَانَ على ظهْر أَو على رأسٍ. وَقَالَ غيرُه حَمْل الشّجر وحمْلُه. وَقَالَ بَعضهم مَا ظهر فَهُوَ حِمْلٌ وَمَا بطن فَهُوَ حَمْلٌ. وَقيل مَا كَانَ لَازِما للشَّيْء فَهُوَ حَمْلٌ وَمَا كَانَ بَائِنا فَهُوَ حِمْل. وَالصَّوَاب مَا قَالَ ابْن السّكيت. وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله الله جلّ وعزّ: {وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا} (الْأَنْعَام: 142) الحَمُولَةُ مَا أَطاق العَمَل والحَمْل، والفرشُ الصغَارُ. وَحدثنَا السعديُّ قَالَ حَدثنَا عمرُ بن شبة عَن غنْدر عَن شُعبةَ عَن أبي الْفَيْض قَالَ سَمِعت سعيد بن جُبَير يحدث عَن أَبِيه أَنَّ أَبَا بكر شيَّع قوما فَقَالَ لَهُم: تَرَاحَمُوا تُرْحَمُوا وتَحَامَلُوا تُحْمَلُوا، مَعْنَاهُ أَبقوا على غَيْركُمْ يُبْق عَلَيْكم وهابوا النَّاس تُهابُوا. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا} الحَمُولة مَا أَطاق العَمل والحَمْل والفرشُ الصغَارُ. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم الحَمُولَةُ من الْإِبِل الَّتِي تَحْمِلُ الْأَحْمَال على ظُهُورهَا بِفَتْح الْحَاء. قَالَ والحُمُولة بِضَم الْحَاء هِيَ الأَحْمَال الَّتِي تُحْمَل عَلَيْهَا، وَاحِدُها حِمْلٌ وأَحْمَالٌ وحُمُولٌ وحُمُولة. قَالَ فَأَما الحُمُر والبغالُ فَلَا تدخل فِي الحَمُولة. وَقَالَ الْأَصْمَعِي الحُمُولُ الإبلُ وَمَا عَلَيْهَا، وَقَالَ غَيره: هِيَ الهَوادِجُ وَاحِدهَا حِمْل وَيُقَال الحُمُولة والحُمُول وَاحِد وَأنْشد: أَحَزْقَاءُ للبَيْنِ استقلَّت حُمُولَها قَالَ والحُمُول أَيْضا مَا يكون على الْبَعِير. وَقَالَ أَبُو زيد الحُمُولة مَا احْتَمَلَ عَلَيْهِ الحيُّ، والحُمُولة الأثقال. أَبُو عبيد عَن أبي زيد قَالَ الحُمُولة الحُمُول وَاحِدهَا حِمل وَهِي الهوادج أَيْضا كَانَ فِيهَا نسَاء أَو لَا، وَقَالَ ابْن السّكيت قَالَ أَبُو زيد الحُمولة مَا احْتمل عَلَيْهِ الحيّ من بعير أَو حمَار أَو غَيره، كَانَ عَلَيْهَا أَحْمالٌ أَو لم تكن. وَأنكر أَبُو الْهَيْثَم مَا قَالَه أَبُو زيد فردّ عَلَيْهِ قَوْله وَقَالَ اللَّيْث: الحَمُولة الإبِلُ الَّتِي يُحْمَلُ عَلَيْهَا الأثقالُ. والحُمُول الْإِبِل بأثقالها وَأنْشد: أَصَاحِ تَرى وأَنْتَ إِذا بعيرٌ حُمُول الْحَيّ يرفعها الوَجِينُ

الوجين مَا غلظ من الأَرْض قَالَه النَّابِغَة، وَقَالَ أَيْضاً: يُخالُ بِهِ راعي الحَمُولة طائرا الْأَصْمَعِي: الحَمَالَةُ الغُرْم تُحمل عَن الْقَوْم، ونَحوَ ذَلِك قَالَ اللَّيث: وَقَالَ يُقَال أَيْضا حَمَالٌ، وَأنْشد قَول الْأَعْشَى: فرع نَبْعٍ يهتزُّ فِي غُصُن الْمجد عظيمُ الندى كثير الحَمَالِ وَقَالَ الْأَصْمَعِي الحِمَالةُ بِكَسْر الْحَاء عِلاقة السَّيْف والجميع الحمائِل وَكَذَلِكَ المِحْمَل عِلاقة السَّيْف وَجمعه محامل قَالَ الشَّاعِر: ذرفت دموعك فَوق ظهر المِحْمَل والمِحْمَل الَّذِي يُرْكَبُ عَلَيْهِ بِكَسْر الْمِيم أَيْضا والمَحْمِل بِفَتْح الْمِيم الْمُعْتَمد يُقَال مَا عَلَيْهِ مَحْمِلٌ أَي مُعْتَمد. وَقَالَ اللَّيْث: مَا على فلَان مَحْمِلٌ من تحميل الْحَوَائِج وَمَا على الْبَعِير مَحْمِلٌ من ثِقَل الحِمْلِ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد قَالَ المُحْمِلُ المرأةُ الَّتِي ينزل لَبنهَا من غير حَبَل وَقد أَحْمَلَتْ وَيُقَال ذَلِك للناقة أَيْضا. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ فِي قوم يخرجُون من النَّار حُمَمَاً فَيَنْبُتُون كَمَا تنْبت الحِبّة فِي حَمِيلِ السَّيْل، قَالَ أَبُو عبيد قَالَ الْأَصْمَعِي: الحَمِيلُ مَا حمله السَّيْل وكل مَحْمُولٍ فَهُوَ حَمِيلٌ. قَالَ أَبُو عبيد وَمِنْه قَول عمر فِي الحَمِيل إِنَّه لَا يُوَرَّث إِلَّا ببيّنة، سمي حَمِيلاً لِأَنَّهُ يُحْمَلُ صَغِيرا من بِلَاد العَدُوّ وَلم يولدْ فِي الْإِسْلَام، وَيُقَال بل سمي حَمِيلا لِأَنَّهُ مَحْمُول النَّسَب، وَيُقَال للدعيّ أَيْضا حَمِيلٌ وَقَالَ الْكُمَيْت يُعَاتب قضاعَة فِي تحويلهم إِلَى الْيمن بنسبهم: عَلاَمَ نزلتُمُ من غير فَقْرٍ وَلَا ضَرَّاءَ مَنْزِلةَ الحَمِيلِ وَقَالَ اللَّيْث: الْحميل المنبوذُ يَحْمِلُه قوم فَيُرَبُّونه، قَالَ وَيُسمى الولَدُ فِي بطن الأُم إِذْ أُخِذَت من أَرض الشّرك حَميلاً. وَقَالَ الْأَصْمَعِي الحَمِيلُ الكفيلُ. وَقَالَ الْكسَائي حَمَلْتُ بِهِ حَمَالَةً كَفَلْتُ بِهِ وَفِي الحَدِيث (لَا تحل الْمَسْأَلَة إِلَّا لثَلاثَةٍ) ذكر مِنْهُم رجلا تَحَمَّلَ بِحَمَالةٍ بَين قوم وَهُوَ أَن يَقع حربٌ بَين فريقين تُسفك فِيهَا الدماءُ فيتحمّل رجلٌ تِلْكَ الدياتِ ليُصلح بَينهم وَيسْأل النَّاس فِيهَا، وَقَتَادَة صَاحب الحَمَالَة سمّي بذلك لِأَنَّهُ بحمَالَةٍ كَثِيرَة فسأَل فِيهَا وأَدَّاها. وَيَجِيء الرجلُ الرجلَ إِذا انْقَطع بِهِ فِي سَفَرٍ فيقولُ لَهُ احْمِلْني فقد أُبْدِعَ بِي أَي أَعطني ظهرا أرْكُبُه. وَإِذا قَالَ الرجل للرجل أَحْمِلْني بِقطع الأَلف فَمَعْنَاه أَعنِي على حَمْلِ مَا أَحْمِلُه. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جلّ وعزّ: { (الْأَحْزَاب: 72) فَقَالَ بعد مَا ذكر أقاويل الْمُفَسّرين فِي هَذِه الْآيَة: إِن حقيقَتَها وَالله أعلم وَهُوَ مُوَافق لما فسروا أَن الله جلّ وعزّ ائْتَمن بني آدمَ على مَا افْترضَه عَلَيْهِم من طاعتِهِ وائْتمَن السماواتِ والأرضَ وَالْجِبَال بقول {} (فُصَلَت: 11) ، فَعرفنَا الله أَنّ السماواتِ

والأرضَ لم تَحْمِل الْأَمَانَة أَي أدَّتْها، وكلُّ من خَانَ الأمانَةَ لقد حَمَلها، وكَذلك كل من أَثِمَ فقد حَمَل الإثْم، وَمِنْه قَول الله جلّ وعزّ: {إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} (العَنكبوت: 13) الْآيَة، فَأعْلم الله أنّ من بَاء بالإثْم يُسمى حَامِلا للإثمِ، والسمواتُ والأرضُ أَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَ الأَمَانَةَ وأَدَّيْنَها، وأَدَاؤُها طاعَةُ الله فِيمَا أمرهَا بِهِ والعملُ بِهِ وتركُ الْمعْصِيَة، وحَمَلَهَا الإنسانُ. قَالَ الْحسن أَرَادَ الكافرَ والمنافقَ حَمَلا الأَمَانَةَ أَي خَانَا وَلم يُطِيعَا فَهَذَا الْمَعْنى وَالله أَعْلَمُ صَحِيح وَمن أطَاع من الْأَنْبِيَاء وَالصديقين وَالْمُؤمنِينَ فَلَا يُقَال كَانَ ظَلوماً جهولاً، وتصديقُ ذَلِك مَا يَتْلو هَذَا من قوْله {ظَلُوماً جَهُولاً لِّيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} (الأحزَاب: 73) إِلَى آخرهَا، قلت وَمَا علمتُ أحدا شرح من تَفْسِير هَذِه الْآيَة مَا شرحَهُ أَبُو إِسْحَاق، وممّا يُؤيدُ قولَه فِي حمل الْأَمَانَة أَنَّ خِيَانَتَها وَترك أَدَائِها قولُ الشَّاعِر أنْشدهُ أَبُو عبيد: إِذا أَنْتَ لم تَبْرَحْ تؤدّي أَمَانَة وتحملُ أُخْرَى أَفْرَحَتْك الوَدَائعُ أَرَادَ بقوله وتحملُ أُخْرَى أَي تخونها فَلَا تُؤديها يدلك على ذَلِك قَوْله أَفْرَحَتْك الودائع، أَي أثقل ظهرَكَ الأماناتُ الَّتِي تخونُها وَلَا تؤديها، يُقَال حَمَلَ فلانٌ الحِقْدَ على فلَان إِذا أَكَنَّه فِي نَفسه واضْطغنه وَيُقَال للرجل إِذا استخفّه الغَضَبُ قد احتُمل وأُقِلَّ وَيُقَال للَّذي تحَلَّم عَمَّن يَسُبُّه قد احْتَمَل فَهُوَ مُحْتَمِل وَقَالَ أَبُو عبيد عَن أَصْحَابه فِي قَول المتنخل الْهُذلِيّ: كالسُّحُل البيضِ جَلاَ لَوْنُها هَطْلُ نَجَاءُ الحَمَلِ الأسولِ الحَمَلُ السَّحَاب الْأسود، قَالَ وَقيل فِي الْحمل إِنَّه المَطَرُ للّذي يكون بِنَوْءِ الَحَملِ وسمى الله جلّ وعزّ الإثْم حِمْلاً فَقَالَ {وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَىْءٌ وَلَوْ كَانَ} (فَاطِر: 18) يَقُول إنْ تَدْعُ نَفْسٌ مُثْلَةٌ بأوزارها ذَا قَرابة لَهَا أَن يَحْمِلَ وِزْرَها شَيْئا لم يَحْمِل من أوزَارها شَيْئا. ابْن السّكيت عَن الْفراء: يُقَال امْرَأَة حامِلٌ وحامِلَةٌ إِذا كَانَ فِي بَطنهَا ولد وَأنْشد: تمخَّضَت الْمنون لَهُ بِيَوْم أَنى وَلكُل حاملة تُمَامُ فَمن قَالَ حاملٌ بِغَيْر هَاء وَهَذَا نعت لَا يكون إِلَّا للمُؤنَّث وَمن قَالَ حاملةٌ بناه على حَمَلَتْ فَهِيَ حاملةٌ فَإِذا حَمَلَت الْمَرْأَة شَيْئا على ظهرِها أَو على رأْسِها فَهِيَ حاملةٌ لَا غَيْرُ؛ لِأَن هَذَا قد يكون للذَّكر. وحَمَلٌ اسْم رجل بِعَيْنِه وَقَالَ الراجز: اشْبِهْ أَبَا أُمك أَو أَشْبِه حَمَلْ وحَمَلٌ اسْم جبل بِعَيْنِه. سَلمَة عَن الْفراء احْتَمَلَ الرجل إِذا غَضِبَ وَيكون بِمَعْنى حَلُم. وَقَالَ الأصمعيُّ فِي الْغَضَب غضب فلَان حَتَّى احْتَمَل وَيُقَال حَمَل عَلَيْهِ حَمْلَةً منكَرة (وَشد عَلَيْهِ شدَّة مُنكرَة) وَرجل حَمَّالٌ يحمل الكَلَّ عَن النَّاس وَرَأَيْت جبلا فِي الْبَادِيَة اسْمه حَمّال

وحَمَلٌ اسْم جبل فِيهِ جَبَلانِ يُقَال لَهما طِمِرَّان وَقَالَ: كَأَنَّهَا وَقد تدلّى النَّسران ضمهما من حمل طِمِرَّان صعبانُ عَن شمائِلٍ وأَيْمَان مَحل: شمر عَن ابْن الأَعرابي أَرض مَحْلٌ ومَحْلَةٌ ومَحُولٌ لَا مَرْعَى فِيهَا وَلَا كَلأ وَرجل مَحْلٌ لَا يُنْتَفَع. وَقَالَ ابْن شُمَيْل المُحُول والقُحُوط احتباسُ الْمَطَر وَأَرْض مَحْل وقحط لم يصبْها الْمَطَر فِي حِينه. وأَمْحَلَ الْمَطَر أَي احْتَبَس. وأَمْحَلْنَا نَحن وَإِذا احْتَبَس القَطْرُ حَتَّى يمْضِي زمَان الوسْمِي كَانَت الأَرْض مَحُولاً حَتَّى يُصِيبهَا الْمَطَر وَيُقَال قد أَمْحَلْنَا مُنْذُ ثلاثِ سِنِين وَأَرْض مِمْحَال وَقَالَ الأخطل: وَبَيْدَاءَ مِمْحَالٍ كأَنَّ نَعَامَها بأرجائها القُصوى أَبَا عِزُ هُمَّلُ وَقَالَ اللَّيْث المَحْلُ انْقِطَاعُ المَطَرِ ويُبْسُ الأرضِ من الكَلأ. أرضٌ مَحْلٌ ومَحْوُلٌ وَرُبمَا جُمِعَ المَحْلُ أَمْحَالاً وَأنْشد: لَا يَبْرَمُون إِذا مَا الْأُفق جلّله صِرُّ الشتَاء من الأَمْحَالِ كالأَدَمِ أَمْحَلت الأَرْض فَهِيَ مُمْحِلٌ وأَمْحَلَ القومُ وزمانٌ ماحِلٌ وَأنْشد: والقائلُ القولَ الَّذِي مثلُه يُمرع مِنْهُ الزمنُ الماحِلُ وَقَالَ القتيبي فِي قَول الله جلّ وعزّ: { (الرَّعْد: 13، 14) أَي شَدِيد الكيد المَكْرِ قَالَ وأصل المِحَالِ الحيلةُ وَأنْشد قَول ذِي الرمة: ولَبَّس بَين أقوامٍ فَكُلٌّ أَعْدَّ لَه الشَغَازِبَ والمِحَالا قلت وَقَول القتيبي أصل المِحال الحيلةُ غلطٌ فاحِشٌ، وَأَحْسبهُ توهم أَن مِيم الْمحَال مِيم مِفْعل وَأَنَّهَا زَائِدَةٌ، وَلَيْسَ الْأَمر كَمَا توهمه؛ لِأَن مِفْعلاً إِذا كَانَ من بَنَات الثَّلَاثَة فَإِنَّهُ يَجِيء بِإِظْهَار الْوَاو وَالْيَاء مثل المِزْوَدُ والمِرْوَدُ والمِجْول والمِحْوَر والمِزْيَلُ والمِعْيَر وَمَا شاكلها، وَإِذا رَأَيْت الْحَرْف على مِثَال فِعَالٍ أولُه ميمٌ مكسورةٌ فَهِيَ أَصْلِيَّة، مثل مِيم مِهاد ومِلاك ومِراس ومِحال وَمَا أشبههَا. وَقَالَ الْفراء فِي كتاب (المصادر) المِحَالُ المُماحلة، يُقَال فعلت مِنْهُ مَحَلْتُ أَمْحَلُ مَحْلاً. قَالَ وَأما المَحالَةُ فَهِيَ مَفْعَلَةٌ من الْحِيلَة، قلت وَهَذَا صَحِيح كَمَا قَالَه. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله {وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَىْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَآءِ لِيَبْلُغَ} أَي شَدِيد القُوَّة وَالْعَذَاب يُقَال ماحلتُه مِحَالاً إِذا قاويْتُه حَتَّى يتَبَيَّن لَك أيُّكُمَا أشَدُّ والمَحْلُ فِي اللُّغَة الشدَّة وَالله أعلم، وَقَالَ شَمِر روى عبدُ الصَّمَدِ بنُ حسان عَن سُفْيَان الثَّوْريّ فِي قَوْله {وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} قَالَ شَدِيد الانتقام. وَقَالَ عبدُ الرَّزَّاق عَن مَعْمرٍ عَن قَتَادَة شديدُ الحِيلَة فِي تَفْسِيره. وروى أَبُو عبيد عَن حجاج عَن ابْن جُرَيْجٌ {وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} أَي الحَوْل. قَالَ أَبُو عبيد أرَاهُ أَرَادَ المَحَالَ بِفَتْح الْمِيم

كَأَنَّهُ قِرَاءَة كَذَلِك، وَلذَلِك فسّره الحَوْل. قَالَ والمِحَالُ الكيد وَالْمَكْر قَالَ عدي بن زيد: مَحَلوا مَحْلَهُم بِصَرْعَتِنا العا م فَقَدْ أوْقَعُوا الرحَى بالثقَال قَالَ مَكَرُوا وسَعَوْا. قَالَ والمِحَال المُمَاكَرَةُ. شمر قَالَ خَالِد بن جَنْبة يُقَال تَمَحَّلْ لي خيرا أَي اطْلُبْه. قَالَ والمِحَالُ مُمَاحَلَةُ الْإِنْسَان وَهِي مُنَاكَرَتهُ إِيَّاه يُنْكِرُ الَّذِي قَالَه. قَالَ ومَحَلَ فلانٌ بصاحبِه إِذا بَهَتَه، وَقَالَ أَنه قَالَ شَيْئا لم يَقُلْه. وَقَالَ ابْنُ الأنْبَاريّ سَمِعت أَحْمد بن يحيى يَقُول المِحَالُ مأخوذٌ من قولِ العَرَبِ مَحَلَ فلَان بِفُلاَنٍ أَي سَعَى بِهِ إِلَى السُّلْطَانِ وعَرَّضَه لأمْرٍ يُهْلِكُه. قَالَ ويُرْوَى عَن الأَعْرَج أَنه قَرَأَ (وَهُوَ شَدِيد المَحَال) بِفَتْح الْمِيم، قَالَ وَتَفْسِيره عَن ابْن عَبَّاس يدل على الفَتْح لِأَنَّهُ قَالَ الْمَعْنى وَهُوَ شَدِيد الحَوْل. وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود (إِن هَذَا الْقُرْآن شَافِع مشفَّع ومَاحلٌ مُصَدَّق) قَالَ أَبُو عبيد جعله يَمْحَل بِصَاحِبِهِ إِذا لم يتّبع مَا فِيهِ. قَالَ والماحل الساعِي يُقَال نَحَلْتُ بفلان أَمْحَلُ بِهِ إِذا سعيتَ بِهِ إِلَى ذِي سلطانٍ حَتَّى تُوقعه فِي وَرْطة ووشيْتَ بِهِ. وَقَالَ اللحياني عَن الْكسَائي: يُقَال مَحلْني يَا فلَان أَي قَوني قلت وَقَول الله {شَدِيدُ الْمِحَالِ} مِنْهُ أَي شَدِيد القُوَّة. وَأما قَول النَّاس تَمَحَّلْتُ مَالا لِغَريمي فَإِن بعض النَّاس ظن أَنه بِمَعْنى احْتَلْتُ وقدَّر أَنه من المَحَالَةِ بِفَتْح الْمِيم وَهِي مَفْعَلَةٌ من الْحِيلَة، ثمَّ وُجّهت الْمِيم فِيهَا وِجْهَةَ الْمِيم الْأَصْلِيَّة فَقيل تَمَحَّلْتُ كَمَا قَالُوا مَكَان وَأَصله من الْكَوْن ثمَّ قَالُوا تَمكَّنتُ من فلَان. ومكَّنْت فُلاناً من فلَان وَلَيْسَ التمَحُّل عِنْدِي ممَّا ذهبَ إِلَيْهِ هَذَا الذاهبُ وَلكنه عِنْدِي من المَحْلِ وَهُوَ السَّعْيُ كَأَنَّهُ يسْعَى فِي طلبه ويتصرف فِيهِ. وَقَالَ أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ إِذا حُقِن اللَّبن فِي السقاء فَذَهَبت عَنهُ حلاوة الْحَلب وَلم يتغيَّر طعمه فَهُوَ سَامِطٌ، فَإِن أَخذ شَيْئا من الرّيح فَهُوَ خَامِطٌ، فَإِن أَخذ شَيْئا من طَعْم فَهُوَ المُمَحَّل وَقَالَ شمر يُقَال مَعَ فلَان مِمْحلة أَي شكوة يُمَحل فِيهَا اللبنَ وَهُوَ المُمَحَّلُ بِفَتْح الْحَاء وتشديدها. وَقَالَ اللَّيْث المُمَحَّلُ من اللَّبن الَّذِي حُقِن ثمَّ شُرِب قبل أَن يَأْخُذَ الطَّعْمَ وَأنْشد: إِلَّا من القارصِ والممحَّل أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: قَالَ المُتَمَاحِلُ الطويلُ من الرِّجَال. وَقَالَ غَيره: مفازَةٌ مُتَمَاحِلَةٌ بعيدَة الأطرافِ وَأنْشد: من المُسْبَطِرات الجيادِ طِمِرَّةٌ لَجُوجٌ هَواهَا السَّبْسَبُ المُتَمَاحِلُ أَي هَواهَا أَنْ تَجِدَ مُتَّسَعاً بَعيدا مَا بَين الطرَفيْنِ تعدو فِيهِ. وَرُوِيَ عَن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ: إِن من وَرَائِكُمْ أموراً مُتَمَاحِلَةً أَرَادَ فِتَناً يطول أَيَّامُها ويَعْظُم خَطَرُها ويشتد كَلَبُها. والمِحَلُ الَّذِي قد طُرِد حَتَّى أَعْيَا وَقَالَ العجاج: يمشي كمشي المِحَل المَبْهُور

وَأما قَول جندل الطُّهَوي: عُوجٌ تسانَدْن إِلَى مُمحَّلِ فَإِنَّه أرادَ مَوْضِع مَحَال الظّهْر جعل الْمِيم لما لَزِمت المحَالة وَهِي الفَقَارَةُ من فَقَار الظّهر كالأصْلِيَّة. وَفِي (النَّوَادِر) رَأَيْت فلَانا مُتَحاحِلاً ومَاحِلاً ونَاحِلاً إِذا تَغَيَّرَ بَدَنُه. والمَحَالَةُ البَكَرةُ الْعَظِيمَة الَّتِي تكون للسائِيّةِ، سُميَتْ مَحَالةً تَشْبِيها بِمحَالَةِ الظَّهْرِ. وَقَالَ اللَّيْث: مَفْعَلةٌ سميت مَحَالَةً لتحوُّلِها فِي دوَرانها، وقولُهم: لَا مَحَالَةَ، تُوضَعُ مَوضِع لاَ بُدَّ وَلَا حِيلَةَ مَفْعَلَةٌ أَيْضا من الحَوْلِ والقُوَّةِ، عَمْرو عَن أَبِيه: المَحْلُ: الجَدْبُ. والمَحْل الجوعُ الشَّديدُ وَإِن لم يكن جدبٌ والمَحْلُ السعَاية من ناصِحٍ وَغير ناصِحٍ. والمَحْلُ البُعْدُ والمِحَالُ المَكْرُ بِالْحَقِّ. والمِحَالُ الغَضَبُ. والمِحَالُ التَّدْبِيرُ. وَفُلَان يُماحِلُ عَن الْإِسْلَام يُمَاكِرُ ويُدَافِع. لمح: قَالَ اللَّيْث: لَمَحَ الْبَرْقُ ولَمَعَ ولَمُحَ البَصَرُ. وَتقول لمحه ببصره. واللَّمْحَةُ النَّظْرَةُ وَقَالَ غَيره أَلْمَحَت الْمَرْأَة من وَجْهِها إِلمَاحاً إِذا أمكنت من أَنْ تُلْمَحَ، تفعل ذَلِك الحسناءُ تُرِي محاسِنَها من يتَصَدَّى لَهَا ثمَّ تُخْفِيهَا. وَقَالَ ذُو الرمة: وأَلْمَحْنَ لَمْحاً من خُدودٍ أَسِيلَةٍ رِوَاءً خلا مَا أَن تَشِفَّ المعاطِسُ سَلمَة عَن الْفراء فِي قَوْله تَعَالَى: {وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ} (القَمَر: 50) قَالَ كخَطْفَةٍ بالبصر واللُّمَّاح: الصقُور الذكيّة قَالَه ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ واللَّمْحُ: النّظر بالعَجَلَةِ. ملح: قَالَ اللَّيْث: المِلْحُ مَا يطيَّب بِهِ الطَّعَامُ. والمِلْحُ خلاف العَذْبِ من المَاء. يُقَال مَاءٌ مِلْحٌ وَلَا تَقول مالِحٌ. والمِلْحُ من الملاحة. تَقول: مَلُحَ يَمْلُحُ مَلاحَةً ومَلْحاً فَهُوَ مَايحٌ. قَالَ: وَالمُحَالَحَةُ المُوَاكَلَةُ وَإِذا وصَفْتَ الشيءَ بِمَا فِيهِ المُلُوحَة قلت سَمَكٌ مَالحٌ وَبَقْلَةُ مَالِحَةٌ وَتقول: مَلَحْتُ الشيءَ وَمَلَّحْتُه فَهُوَ مَمْلُوح مُمَلَّحٌ مَلِيحٌ. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال هَذَا مَاء مِلْحٌ، وَلَا يُقَال مَالحٌ، قَالَ وسمك مَلِيحٌ ومَمْلُوحٌ. وَلَا يُقَال مَالحٌ، وَلم يَجِيء إِلَّا فِي بَيت العذافر: بَصْرِيَّةٍ تَزَوَّجَتْ بَصْرِيّا يَطْعِمُها المالِحَ وَالطَّرِيَّا وَقَالَ ابْن شُمَيْل: قَالَ يُونُس: لم أسمع أَحَداً من الْعَرَب يَقُول ماءٌ مالحٌ. قَالَ وَيُقَال سمك مَالحٌ وَأحسن مِنْهَا سَمَكٌ مَلِيحٌ وَمَمْلُوح. قَالَ وَقَالَ أَبُو الدُّقَيْش: مَاءٌ مَالحٌ وَمَاءٌ مِلْحٌ قلت: هَذَا وَإِنْ وُجِدَ فِي كَلَام العَرَبِ قَلِيلا فَهِيَ لُغَةٌ لَا تُنْكر. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: مَلَحْتُ القِدْر فَأَنا أَمْلَحُها وأَمْلُحُها إِذا كَانَ مِلْحُها بِقَدْرٍ فَإِنْ أَكْثَرْتَ مِلْحَها حَتَّى تَفْسُدَ القِدْرُ قلت مَلَّحْتها تَمْلِيحاً. وَقَالَ اللَّيْث: المُلاَّح من الحَمْضِ وَأنْشد: يخبطن مُلاَّحاً كذاوي القَرْمَلِ قلت: المُلاَّحُ من بقُولِ الرياض الْوَاحِدَة مُلاَّحَةً وَهِي بَقْلَةٌ ناعمة عَرِيضَةُ الوَرَقِ فِي طعمها مُلُوحَةٌ، منابتها القِيعَانُ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه حكى عَن أبي الْمُجيب

الرَبَعيّ فِي صفة رَوْضَة: رَأَيْتهَا تَنْدَى من بُهْمَى وصوفَانة وزُبَادَةٍ ويَنَمةٍ ومُلاَّحَةٍ ونَهْقَةٍ. وَقَالَ اللَّيْث: المُنْحَةُ الْكَلِمَة المَلِيحَةُ، والمَلاَّحَةُ مَنْبِتُ المِلْحِ، والمَلاَّحُ صَاحب السَّفِينَة ومُتَعَهدُ النَّهر ليصلح فُوهَتَه، وصنعته الملاَحة والملاَّحِية وَقَالَ الْأَعْشَى: تكأكأ ملاَّحها وَسْطَها من الْخَوْف، كَوْثَلَها يَلْتَزِم أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ المُلاَح الرّيح الَّتِي تجْرِي بهَا السَّفِينَة وَبِه سمي المَلاَّح مَلاَّحاً. وَقَالَ غَيره سُمي السَّفَّانُ ملاَّحاً لمعالجته الماءَ الْملح بإجراء السفُنِ فِيهِ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المِلاَحُ: المِخْلاة وَجَاء فِي الْخَبَر أَن الْمُخْتَار لما قتل عمر بن سعد جعل رَأسه فِي مِلاَحٍ أَي فِي مخلاة وعلقه. قَالَ: والمِلاَحُ الستْرَة، والمِلاَحُ الرمْح، والمِلاَحُ أَن تَهُبَّ الجَنُوبُ بَعْد الشَمال. وَقَالَ اللَّيْث: المِلْحُ الرَّضاعُ، وَفِي حَدِيث وَفد هوَازن أَنهم كلّموا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سَبْي عشائِرِهم فَقَالَ خطيبُهم إِنَّا لَوْ كُنَّا مَلَحْنا للحارِث بن أبي شَمِر الغَسَّاني أَو للنّعْمانِ بن المندر ثمَّ نزل مَنْزِلَكَ هَذَا منَّا لَحَفِظَ ذَلِك لنا وَأَنت خيرُ المكْفُولِين فِي حَدِيث طَوِيل قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصْمَعِيُّ فِي قَوْله: مَلَحْنا يَعْنِي أرْضَعْنا. وَإِنَّمَا قَالَ الهوازنيُّ ذَلِك لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ مُسْتَرْضَعاً فيهم، أَرْضَعَتْه حليمَةُ السَّعْدِيّة والمِلْحُ هُوَ الرَّضاعُ. وَقَالَ أَبُو الطَّمَحانِ وَكَانَت لَهُ إبلٌ سقى قوما أَلْبَانَها، ثمَّ أَغاروا عَلَيْهَا فَقَالَ: وإِني لأَرْجُو مِلْحَها فِي بُطُونِكُم وَمَا بَسَطَتْ من جلْد أَشْعَثَ أَغْبَرِ يَقُول: أرْجو أَن تحفظُوا مَا شَرِبْتُم من أَلْبانها، وَمَا بسطَتْ من جُلودكم بعد أَن كُنْتُم مهازِيلَ. قَالَ وأنشدنا لغَيره: جزى الله ربُّكَ ربُّ الْعباد والمِلْحُ مَا وَلَدَتْ خالدة يَعْنِي بالملح الرضاعَ وَرَوَاهُ ابْن السّكيت لَا يعبدُ الله ربُّ العبا د وَالْملح وَهُوَ أصحُّ وَقَالَ أَبُو سعيد: الملحُ فِي قَول أبي الطمحان الحُرّمَةُ والذمامُ، يُقَال بَين فلانٍ وفلانٍ ملحٌ ومِلْحَةٌ إِذا كَانَ بَينهمَا حُرْمَةٌ فَقَالَ أَرْجُو أَن يَأْحُذَكُمُ الله بِحرْمَة صاحبِها وغَدْرِكُمْ بِها. والمِلْحُ البَرَكَةُ، يُقَال: لَا يباركُ الله فِيهِ وَلَا يَمْلُحَ قَالَه ابْن الْأَنْبَارِي قَالَ وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس الْعَرَب تعظّم أَمْرَ المِلْحِ والنَّار والرَّماد قَالَ وَقَوْلهمْ: مِلْحُ فلَان على ركبتَيْهِ فِيهِ قَولَانِ: أحدُهما أَنه مَضَيعٌ لِحَقّ الرّضاع غيرُ حَافظ لَهُ فأَدْنَى شَيْء يُنسيه ذِمامَه، كأنّ الَّذِي يضَعُ الملْحَ على رُكْبَتَيْهِ أدْنى شَيْء يُبَددُه. وَالْقَوْل الآخرُ: سَيىءُ الْخلق يغضَب من أَدْنى شَيْء كَمَا أَن الملْحَ على الرّكبة يتبدّدُ من أدنى شَيْء. قَالَ والملْحُ يؤنَّثُ ويذكَّر والتأنيثُ فِيهِ أَكثر.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الملْحُ اللبنُ، والملْحُ والمُلَحُ من الْأَخْبَار بِفَتْح الْمِيم، والملْحُ العلْم، والملْحُ العلماءُ. ويروى عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (الصَّادِق يُعْطَى ثلاثَ خِصَال الملْحَةَ والمحَبَّة والمهابة) . قَالَ وَيُقَال تملَّحَت الإبلُ إِذا سمِنت، فلعلّ هَذَا مِنْهُ كَأَنَّهُ يُرِيد الفضلَ والزيادةَ، وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي هَذَا الْبَيْت: ورد جازِرُهم حَرْفاً مُصَرّمةً فِي الرأسِ مِنْهَا وَفِي الرجْلَينِ تمليحُ قَالَ وَهُوَ كَمَا قَالَ: مَا دَامَ مُخٌّ فِي سُلاَمَى أَو عيْن قَالَ وَسَأَلَ رجل آخَرَ فَقَالَ أحب أَن تملحَني عِنْد فلَان بِنَفْسِك أَي أحب أَن تزينَني وتُطْرِيني. قَالَ مَلَح يَملَحُ ويَملُحُ إِذا رضع وَقَالَ ملَحَ الماءُ ومَلُحَ يَملُحُ مَلاحَةً. وَقَالَ ابْن بُزُرْج: مَلَح الله فِيهِ فَهُوَ مَمْلُوح فِيهِ، أَي مُبَارَكٌ لَهُ فِي عيشه ومالِه، قلت أَرَادَ بالملْحَة البركةَ. وَيُقَال: كانَ ربيعُنا مملوحاً فِيهِ، وَذَلِكَ إِذا أَلْبَنَ القومُ فِيهِ وأسمنوا. وَإِذا دُعِيَ عَلَيْهِ قيل لَا مَلَحَ الله فِيهِ أَي لَا بَارك فِيهِ. وَيُقَال: أصبْنَا مُلْحَةً من الرّبيع أَي شَيْئا يَسِيرا مِنْهُ، وأَمْلَحَ البعيرُ إِذا حَمَل الشحْمَ، ومُلِحَ فَهُوَ مَمْلُوحٌ إِذا سمن. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: أمْلَحْتُ القِدْر بِالْألف إِذا جعلْتَ فِيهَا شَيْئا من شَحم. قَالَ ومَلَحْتُ الماشيةَ إِذا أطعمتها سَنْجَةَ الْملح وَذَلِكَ إِذا لم تَجِد حمضاً فأطعمتها هَذَا مَكَانَهُ. ومَلَّحَتْ الناقةُ فَهِيَ مُمَلَّح إِذا سمنت قَلِيلا وَمِنْه قَوْله: من جزورٍ مُمَلح وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنَّه ضَحَّى بكبشين أمْلَحَيْنِ، قَالَ أَبُو عبيد قَالَ الْكسَائي وَأَبُو زيد وَغَيرهمَا: الأَمْلَحُ الَّذِي فِيهِ بياضٌ وَسَوَاد وَيكون البياضُ أَكثر وَكَذَلِكَ كل شعرٍ وصوفٍ فِيهِ بياضٌ وسوادٌ فَهُوَ أمْلَحُ وأنشدنا: لكل دَهْرٍ قد لبستُ أَثْوُبا حَتَّى اكْتَسَى الرَّأسُ قِناعاً أشيبا أَمْلَحَ لَا لَذَّ وَلَا محبَّبا وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الأمْلَحُ الأبيضُ النقيُّ البياضِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة هُوَ الأبيضُ الَّذِي لَيْسَ يخالِط البياضَ فِيهِ عُفْرةٌ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الأمْلَحُ الأبْلَقُ بِسَوادٍ وَبَيَاض. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: والقولُ مَا قَالَه الأصمعيّ. وَقَالَ أَبُو عمر: الأمْلَحُ الأعْرَمُ وَهُوَ الأبلَقُ بسوادٍ. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: وَاخْتلفُوا فِي تَفْسِير قَوْله: لَا تَلُمْها إنّها من نسوةٍ مِلْحُها موضوعَةٌ فوقَ الرُّكب فَقَالَ الْأَصْمَعِي هَذِه زَنْجِيّة، ومِلْحُها شَحْمُها وسِمَن الزَّنج فِي أفْخَاذها. وَقَالَ شمر: الشّحم يُسمى مِلْحاً. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس قَالَ ابْن الأعرابيّ فِي قَوْله: مِلْحُها مَوْضُوعَة فَوق الرُّكَب هَذِه قَليلَة الْوَفَاء قَالَ والملْحُ هَهُنَا هُوَ الملْحُ. يُقَال فلَان مِلْحُه على رُكْبَتَيهِ إِذا

كَانَ قليلَ الوفاءِ. قَالَ وَالْعرب تحلف بالملْحِ والماءِ تَعْظِيمًا لَهما. وروى قَوْله: والملحِ مَا ولدت خالدة بِكَسْر الْحَاء وجَعَلَ الْوَاو واوَ القَسَم، وأمَّا الكسائيُّ فَرَوَاهُ والمِلْحُ بِضَم الْحَاء عطفه على قَوْله لَا يبعد الله. اللَّيْث: أَمْلَحْتَ يَا فلانُ جَاءَ بمعنيين: أَي جِئْت بكلمةٍ مليحةٍ، وَأَكْثَرت مِلْحَ القِدْرِ، قلت واللغة الجيدة مَلَّحْتَ الْقدر إِذا أكثرتَ ملحها بِالتَّشْدِيدِ. قَالَ والمَلْحَاءُ: وسط الظّهْر بَين الْكَاهِل والعَجُز، وَهِي من الْبَعِير مَا تَحت السَّنَام. قَالَ: وَفِي المَلْحَاءِ ستُّ مَحَالاَتٍ وَهِي سِتّ فقرات والجميع مَلْحَاوَات والمُلاَّحِيُّ ضربٌ من الْعِنَب أبيضُ، فِي حَبه طولٌ. قَالَ: والملَحُ داءٌ وعيب فِي رِجْلِ الدَّابَّة. وَقَالَ غَيره يُقَال للنَّدى الَّذِي يسْقط بِاللَّيْلِ على البقل أَمْلَحُ لبياضِه وَمِنْه قَوْله: أقامَتْ بِهِ حَدَّ الرَّبيعِ وَجَارُها أخُو سَلْوَةٍ مَسَّى بِهِ اللَّيْلُ أَمْلَحُ أَرَادَ بجارها نَدَى اللَّيْلِ يُجيرُها من الْعَطش، وَقَالَ شمر: شِيْبانُ ومِلْحانُ هما الكانُونان، وَقَالَ الْكُمَيْت: إِذا أمست الْآفَاق حُمْراً جُنُوبها الشِيبانُ أَو مِلْحان وَالْيَوْم أَشهب قَالَ وَقَالَ عَمْرو بن أبي عَمْرو شِيبانُ بِكَسْر الشين ومِلحان من الْأَيَّام إِذا ابيضّت الأَرْض من الحَليتِ والصقيع. سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: الْمليح الْحَلِيم وَكَذَلِكَ الرَاسب والمَرِثُ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: المِلاَحُ أَن تَشْتَكِي الناقةُ حياءَها فتؤخذ خرقةٌ ويُطْلَى عَلَيْهَا دَوَاءٌ ثمَّ يُلْصَقَ على الْحيَاء فَيَبْرَأُ. قَالَ: والمِلاَحُ المراضعة، والمِلاَحُ الْمِيَاه المِلْحُ، والمِلاَحُ الرّمْح. قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: تَقول الْعَرَب للَّذي يخلِط كذبا بِصدق هُوَ يخصف حِذَاءه وَهُوَ يرتشي إِذا خلط كذبا بِحَق ويَمْتَلِحُ مثلُه. وَإِذا قَالُوا: فلَان يَمْلَحُ فَهُوَ الَّذِي لَا يخلص الصدْق وَإِذا قَالُوا عِنْد فلَان كذبٌ قليلٌ فَهُوَ الصدوق الَّذِي لَا يكذب وَإِذا قَالُوا إنّ فلَانا يَمْتَذِق فَهُوَ الكذوب. لحم: قَالَ اللَّيْث: تَقول الْعَرَب هَذَا لَحْمٌ ولَحَمٌ مخفَّف ومثقَّل. وَرجل لَحيمٌ كثير لَحْمِ الْجَسَد وَقد لَحُمَ لَحامَةٌ، وَرجل لَحِمٌ أكولٌ للّحِمِ وَبَيت لَحِمٌ يكثر اللَّحْمُ فِيهِ. وَجَاء فِي الحَدِيث (إِن الله يُبْغِضُ البيتَ اللَّحِمَ وأَهْلَه) وَفِي حديثِ آخر (يُبْغِضُ أهلَ البيتِ اللَّحِمِين) . حَدثنَا عبد الله بن عُرْوةَ عَن الْعَبَّاس الدُريّ عَن مُحَمَّد بن عبيد الطنافسيّ قَالَ: سَأَلَ رجل سُفْيَان الثوريّ أرأيتَ هَذَا الحَدِيث الَّذِي يرْوى (إنَّ الله لَيُبْغِضُ أهلَ البيتِ اللَّحِمِين) أهُمُ الَّذين يكثرون أكل اللَّحْم؟ فَقَالَ سفيانُ: هم الَّذين يُكْثِرُون أَكْلَ لحُومِ النَّاس. وَقَالَ نِفْطَوَيْهِ: يُقَال أَلْحَمْتُ فلَانا فلَانا، أَي مكَّنْتُهُ من عِرْضِه وشَتْمِه. وفلانٌ يَأكُلُ لُحُومَ الناسِ أَي يَغْتابُهم. وَمِنْه قَول الشَّاعِر:

وَإِذا أَمْكَنَهُ لحمي رَتَعْ وَفِي الحَدِيث (إنّ أَرْبى الرِّبَا اسْتِطالةُ الرجُلِ فِي عِرْضِ أَخِيه) قلت: ومِن هَذَا قَول الله جلّ وعزّ: {تَجَسَّسُواْ وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً} (الحجرات: 12) . وَقَالَ اللَّيْث: باز مُلْحَمٌ يطعمُ اللَّحْمَ، وبازٍ لَحِمٌ أَيْضا لِأَن أَكْلَهُ لَحْمٌ. وَقَالَ الْأَعْشَى: تدلّي حثيثاً كَأَن الصوا رِ يَتْبَعُهُ أَزْرَقِيٌّ لَحِم وَقَالَ ابْن السّكيت: رجل شحيمٌ لَحيمٌ أَي سمين وَرجل شَحِمٌ لَحِمٌ أَي قَرِمٌ إِلَى اللَّحْمِ والشحم يَشْتَهيهِما، ورجلٌ لحّام شَحّامٌ إِذا كَانَ يَبِيع اللَّحْمَ والشَّحْمَ، وَرجل مُلْحَمٌ إِذا كَانَ مُطْعَماً للصَّيْد، وَرجل مُلحِمٌ إِذا كثر عِنْده اللَّحْمُ وَكَذَلِكَ مُشْحِمٌ. وَقَالَ اللَّيْث: أَلْحَمْتُ الْقَوْم إِذا قتلتَهم حَتَّى صَارُوا لَحْماً، واللَّحيمُ: القتيلُ. وَأنْشد قَول سَاعِدَة الْهُذلِيّ: وَلَا رَيْبَ أَن قد كَانَ ثَمَّ لَحِيمُ وَقَالَ أَبُو عبيد: استُلحِمَ الرجُلُ إِذا أُزْهِقَ فِي الْقِتَال. قَالَ: والملحَمَةُ: الْقِتَال فِي الْفِتْنَة. وَقَالَ شمر قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الملحمة حَيْثُ يُقَاطِعُون لحومهم بِالسُّيُوفِ. الأصمعيُّ: أَلْحَمْتُ الْقَوْم: أطْعَمْتُهُم اللَّحْمَ بالأَلِفِ. وَقَالَ مَالك بن نُوَيْرَة يصف ضَبُعاً: وتظل تَنْشِطُنِي وتُلحِمُ أَجْرَيا وسط العَرِينِ وَلَيْسَ حيٌّ يَمْنَعُ قَالَ: جَعَلَ مَأْوَاهَا لَهَا عريناً: وَقَالَ أَبُو عبيد قَالَ غير الْأَصْمَعِي: لَحَمْتُ القومَ بِغَيْر ألِف. قَالَ شَمِر وَهُوَ الْقيَاس. قَالَ: وأَلحَمَ القَوْمُ كَثُرَ لَحْمُ بُيُوتِهم. ولَحَمَ الرجلُ كثر لَحْمُ بَدَنِه فَهُوَ لحيمٌ شحيمٌ. ولَحُمَ الصَّقْر إِذا اشْتهى اللَّحْمَ فَهُوَ لَحِمٌ. قَالَ ولَحَمَ الرَّجُل يَلحَمُ إِذا نَشِبَ بِالْمَكَانِ، ولَحْمَةُ الصّقْرِ والأَسَدِ وغيرِه مَا يأكُل. ولَحْمَةُ النَّسَب بِالْفَتْح. ولُحْمَةُ الصَّيْد مَا يُصَادُ بِهِ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: لَحْمَةُ الثَّوْب ولَحْمَةُ النَّسب بِالْفَتْح. ولُحمةُ الصَّيْد مَا يُصاد بِهِ. أَبُو عبيد عَن الأَصمعي: لحُم الرجل وشحُم فِي بدنه إِذا أكل كثيرا فَلَحُم عَلَيْهِ، قيل لَحِم وشَحِم. وَقَالَ شمر: المُلحَمُ الدعِيُّ وَأنْشد: حَتَّى إِذا مَا فَرَّ كلُّ مُلْحَمِ وَقَالَ الأَصمعيُّ: هُوَ المُلْصَقُ بالْقوم لَيْسَ مِنْهُم. قَالَ: ولاحَمْتُ الشَّيْء بالشَّيْء إِذا لَزَقْتَه بِهِ. وَقَالَ اللَّيْث يُقَال: استلحم فلَان الطَّرِيق إِذا اتَّبعه وَأنْشد: وَمن أَرَيْنَاه الطَّريق استلْحَمَا وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: استلحم الوَحْشُ على أكسائها أَهْوَجُ مِحْفِيرٌ إِذا النَّقْعُ دَخَنْ

وشَجَّةٌ متلاحِمَةٌ: إِذا بَلَغت اللَّحْمَ والتحم الصَّدْعُ والْتَأَمَ بِمَعْنى وَاحِد. والملحَمَةُ الحربُ ذَات القَتْلِ الشَّديد. واللحَامُ مَا يُلْحَمُ بِهِ الصَّدْعُ. غَيره أُلْحمَ الرجلُ إِلْحَاماً واستَلْحَم استلحاماً إِذا نشِب فِي الحرْب فَلم يجد مَخْلَصاً. قَالَ وأَلْحَمَه القتالُ، وَمِنْه حديثُ جَعْفَر الطيّار يَوْم مُؤْتَةَ أَنَّهُ أَخَذَ الرّاية بعد قتل زَيْدٍ فقاتل بهَا حَتَّى أَلْحَمَهُ القتالُ فَنزل وعَقَر فرسه. وَيُقَال: تلاحَمَت الشَّجَّةُ إِذا أَخَذَتْ فِي اللَّحم، وتلاحَمَت أَيْضا إِذا بَرَأَت والْتَحَمَت والمُتَلاَحِمَة من النِّسَاء الرتْقَاء. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: المُتلاحِمَةُ الضيقَة الملاقي وَهِي مَآزِمُ الفَرْج. وَقَالَ أَبُو سعيد إِنَّمَا يُقَال لَهَا لاحِمَةٌ كَأَن هُنَاكَ لَحْمًا يمْنَع من الجِمَاعِ. قَالَ: وَلَا يَصح مُتلاحِمةٌ. وَقَالَ شمر قَالَ عبد الْوَهَّاب: المُتَلاَحِمَةُ من الشجَاجِ الَّتِي تَشُقُّ اللحمَ كلَّه دون الْعظم ثمَّ تتلاحمُ بعد شَقها، فَلَا يجوز فِيهَا المِسْبَارُ بعد تلاحُمِ اللَّحْمِ، قَالَ: وتتلاحم من يوْمِها وَمن غَدٍ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي فِي قَول الراجز يصف الْخَيل: نُطْعِمُها اللَّحْمَ إِذا عزَّ الشَّجَرْ والخيلُ أطعامُها اللَّحْمَ ضَرَر قَالَ يزِيد نطعمها اللَّبَنَ فَسمى اللَّبَنَ لَحْماً لِأَنَّهَا تَسْمَنُ على اللَّبن. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي كَانُوا إِذا أجدبوا وقلّ اللَّبن يبسوا اللَّحْمَ وحَمَلُوه فِي أَسْفَارِهم وأَطْعَمُوه الخيلَ. وَأنكر مَا قَالَه الأصمعيُّ وَقَالَ إِذا لم يكن الشجرُ لم يكن اللبنُ. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ استَلْحَم الزَّرْع واسْتَكَّ وازْدَجَّ وَهُوَ الطَّهْلِيُّ قلت مَعْنَاهُ أَنه التفَّ. وَقَالَ أَبُو سعيد يُقَال هَذَا الكلامُ لَحِيمُ هَذَا الْكَلَام وطَريدُه أَي وَفْقُه وشكله. وَقَالَ أَبُو زيد أَلْحَمْتُ الثوبَ إِلحَاماً وأَلْحَمْتُ الطَّيْرَ إِلْحَاماً، وَهِي لُحمَةُ الثَّوْب، وَهِي الْأَعْلَى ولَحْمَتُهُ، والسَّدَى الْأَسْفَل من الثوْب، اللَّحَّامُ الَّذِي يَبِيع اللَّحْمَ وَيجمع اللَّحْمُ لحُوماً ولُحْمَاناً ولِحَاماً. حلم: قَالَ اللَّيْث: الحُلُم الرُّؤْيَا يُقَال حَلَمَ يَحْلُم إِذا رأى فِي الْمَنَام. وَفِي الحَدِيث: (مَن تحلَّم مَا لم يَحْلَم) يَعْنِي من تكلَّف حُلْماً لم يره، والحُلُم الِاحْتِلَام أَيْضا يجمع على الأحلام. وأحْلاَمُ الْقَوْم حُلمَاؤُهم، وَالْوَاحد حَليمٌ وَقَالَ الْأَعْشَى: فَأَمَّا إِذا جَلَسُوا بالعشيّ فأحلام عَادٍ وأيدي هُضُم وَقد حَلُم الرجل يَحْلَم فَهُوَ حَلِيمٌ، والحليمُ فِي صفة الله تَعَالَى مَعْنَاهُ الصبور. وَمن أَسمَاء الرِّجَال مُحَلم وَهُوَ الَّذِي يُعَلم غَيره الْحِلْمَ، ويقالُ أَحْلَمَتْ المرأةُ إِذا وَلَدَت الحُلمَاءَ. قَالَ والأحلام الأجسَامُ، والحَلَمَةُ، والجميعُ الحَلَم، وَهُوَ مَا عَظُم من القُرَادِ. وبعيرٌ حَلِمٌ قد أفْسدهُ الحَلَمُ من كثرتها عَلَيْهِ، وأديمٌ حَلِمٌ قد أفْسدهُ الحَلَم قبل أَن يسلخ وَقد حَلِم حَلَماً وَمِنْه قَول عُقْبة: فإنَّكَ والكتابَ إِلَى عَلِيَ كدابغَةٍ وَقد حَلِم الأديمُ

وعَناقٌ حَلِمَةٌ قد أَفْسَدَ جلدَها الحَلَمُ وَكَذَلِكَ عناقُ تَحلِمَةٌ والجميع الحِلاَمُ. وحلَّمْتُ البعيرَ أخذت عَنهُ الحَلَمَ وجماعةُ تَحْلِمَةٍ تَحَالِمٌ قد كثر الحَلَمُ عَلَيْهَا. وَفِي الحديثِ أنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمر مُعَاذاً أَن يأخُذَ من كل حالِمٍ دِينَارا قَالَ أَبُو الْهَيْثَم أرادَ بالحالِمِ كلَّ مَنْ بَلَغَ الحُلُم، حَلَمَ أَو لم يَحْلُم وَيُقَال حلَم فِي نَومه يحلُم حُلُماً وحُلْماً. واحْتَلَم بِمَعْنَاهُ. وَفِي الحَدِيث (الغُسْلُ يومَ الْجُمُعَة واجبٌ على كل حالِم) أَي على كل بَالغ إِنَّمَا هُوَ على من بَلَغَ الحُلُم أَي بلغ أَن يَحْتَلِمَ أَو احْتَلَم قبل ذَلِك ورُوِيَ على كل مُحْتَلِم أَي على كل بالغٍ احْتَلَم أَو لم يَحْتَلِمْ. والحَلَمَةُ قَالَ اللَّيْث: هِيَ شجرةُ السَّعْدانِ وَهِي من أفاضل المَرْعَى. قلت: لَيست الْحَلَمَةُ من شَجَرِ السَّعْدانِ فِي شَيْء، السعدان بَقْلٌ لَهُ حَسَكٌ مستديرٌ ذُو شوكٍ كثيرٍ إِذا يَبِسَ آذَى واطِئَه والْحَلَمَةُ لَا شوكَ لَهَا وَهِي من الْجَنْبَةِ وَقد رأيتهما، وَيُقَال للحلمة الحَمَاطَةُ. وَقَالَ اللَّيْث: الحَلَمَةُ رَأس الثَّدْي فِي وسط السَّعْدَانَةِ. قلت: الحلمة الهُنَيَّة الشاخصة من ثَدْي الْمَرْأَة وثُنْدُوَةِ الرجُلِ، وهِيَ القُرَادُ. وَأما السَّعدانة فَمَا أَحاطَ بالقُرَادِ مِمَّا خَالف لونُه لونَ الثدي، واللَّوْعَةُ السوادُ حول الحَلَمَةِ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: القُرَادُ أولَ مَا يكون صَغِيرا قَمْقَامَةٌ ثمَّ يصير حَمْنَانة ثمَّ يصير قُرَاداً ثمَّ يصير حَلَمَةً. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو تحلَّم الصبيُّ إِذا أقبل شحمُه. وَقَالَ أَوْس بن حجر: لَحَيْنَهُمُ لَحْيَ العَصَا فَطَرَدْنَهُمْ إِلَى سنَةٍ قِرْدَانُها لم تَحَلَّمِ أَي لم تسمن لجُدُوبَةِ السَّنة. وَقَالَ اللَّيْث: مُحَلمٌ نهر بِالْبَحْرَيْنِ. قلت أَنا: مُحَلم عين فوارة بِالْبَحْرَيْنِ، وَمَا رَأَيْت عينا أَكثر مَاء مِنْهَا، وماؤها حَارٌّ فِي منبعه، وَإِذا بَرُد فَهُوَ ماءٌ عَذْبٌ، ولهذه الْعين إِذا جرت فِي نَهْرِها خُلُجٌ كَثِيرَة تَتَخَلَّجُ مِنْهَا، تَسْقِي نخيل جُؤَاثَا وعَسَلَّج وقُرَيَّاتٍ من قرى هَجَر. وَأرى محلماً اسمَ رجل نسبت الْعين إِلَيْهِ. وَقَول المخبَّل: واسْتَيْقَهُوا لِلْمُحَلمِ أَي أطاعوا من يعلمهُمْ الحِلْم. ويومُ حليمةَ أحدُ أَيَّام العربِ المشهورةِ، وَالْعرب تضرب بِهِ المثلَ فِي كل أَمر مُتَعالَم مَشْهُور فَتَقول: (مَا يَوْمُ حَلِيمَةَ بِسِرَ) وَقد يُضْرَب مثلا للرجل النابه الذّكر الشريف وَقد ذكره النَّابِغَةُ فِي شعره فَقَالَ يصف السيوف: تُخِيرْنَ مِن أَزْمَان يَوْم حليمة إِلَى اليومِ قد جُربْنَ كُلَّ التجارب وَقَالَ ابنُ الكلبيّ: هِيَ حَلِيمَةٌ ابنةُ الْحَارِث بن أبي شمر، وجَّه أبُوها جَيْشًا

أبواب الحاء والنون

إِلَى المنذرِ بْنِ مَاء السَّمَاء فأخرجت حليمةُ لَهُمْ مِرْكَناً من طيب وطيَّبَتْهُم رَوَاهُ أَبُو عبيد عَنهُ. وَقَالَ اللَّيْث: الحُلاَّم الجَدْيُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَالَ الْأَصْمَعِي: ولد المَعْزِ حُلاَّمٌ وحُلاَّنٌ. قلت: والأصلُ حُلاَّنٌ وَهُوَ فُعْلاَنُ من التَّحْليل، فقلبت النُّون مِيماً. وشارةٌ حلِيمَةٌ سَمِينَةٌ. وَيُقَال: حَلَمْتُ خَيَالَ فلانةَ فَهُوَ مَحْلُومٌ. وَقَالَ الأخطل: فَحَلُمْتُها وبنورُ فَيْدةَ دونَها لَا يبعدنّ خيالُها المَحْلُومُ (أَبْوَاب الْحَاء وَالنُّون) ح ن ف نَحن، حنف، حفن، نحف، نفح: (مستعملة) . فحن: أما فحن فمهملٌ عِنْد اللَّيْث. وفَيْحَانُ اسْم مَوضِع، وأظُنُّهُ فَيْعَالاً من فَحَنَ، وَالْأَكْثَر أَنه فَعْلاَن من الأفْيَحِ وَهُوَ الواسِعُ وسمَّت الْعَرَب الْمَرْأَة فَيْحُونَةَ. حنف: قَالَ اللَّيْث: الحَنَفُ مَيَلٌ فِي صدر القدَمِ، فالرَّجُلُ أَحْنَفُ والرجْلُ حَنْفَاءُ، وَيُقَال: سُمي الأحنفُ بنُ قَيْسٍ بِهِ لِحَنَفٍ كَانَ فِي رِجْله. وروى ثعلبٌ عَن أبي نصر عَن الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ: الحَنَفُ أَن تُقْبِلَ إبْهِامُ الرجْلِ اليُمْنَى على أُخْتِهَا من اليُسْرَى وأَنْ تُقْبِلَ الأُخْرَى إلَيْها إقْبَالاً شَدِيدا. وَأنْشد لِدَايَةِ الأحْنفِ وَكَانَت ترقصُه وَهُوَ طِفْل: وَالله لولاَ حَنَفٌ برِجْلِهِ مَا كانَ فِي فِتْيَانِكُمْ مِنْ مِثْلِه ومِنْ صلةٌ هَهُنا. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الحنيفُ المائِل من خَيْرٍ إِلَى شَرَ وَمن شَرَ إِلَى خَيْرٍ. قَالَ ثَعْلَب وَمِنْه أُخِذَ الحَنَفُ. ورَوَى ابْنُ نجدة عَن أبي زيد أَنه قَالَ الحنيف الْمُسْتَقيم، وَأنْشد: تعلَّمْ أَن سيَهْدِيكُم إلَيْنَا طريقٌ لَا يَجُورُ بِكم حَنِيفُ وَقَالَ اللَّيْث: الحنيفُ الْمُسلم الَّذِي يستقبِلُ البيتَ الحرامَ على مِلَّةِ إبراهيمَ فَهُوَ حنيفٌ. وَقيل: كلُّ من أَسْلَمَ لأمرِ الله وَلم يلْتَوِ فَهُوَ حنيفٌ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي قَول الله جلّ وعزّ: {بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} (البَقَرَة: 135) . قَالَ: مَنْ كَانَ على دين إبراهيمَ فَهُوَ حنيفٌ. قَالَ: وَكَانَ عَبَدَةُ الأوْثَانِ فِي الجاهليَّة يَقُولُونَ: نَحن حُنَفَاءُ على دين إِبْرَاهِيم، فلمَّا جَاءَ الإسلامُ سَمَّوا المُسْلِمَ حنِيفاً. وَقَالَ الأخْفش: الحنيفُ المُسْلِمُ وَكَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة يُقَال لِمَن اخْتَتَن وحَجَّ البيْتَ حنيفٌ؛ لأَنَّ العربَ لم تتمسَّكْ فِي الجاهليّة بِشَيْء من دين إِبْرَاهِيم غيرَ الخِتَان وحَج الْبَيْت، فكلُّ من اخْتَتَن وحَجَّ قيل لَهُ حَنِيفٌ. فلمَّا جاءَ الإسلامُ عَادَتْ الحنيفيَّةُ فالحنيف الْمُسلم.

حدَّثَنَا الْحُسَيْن قَالَ حَدثنَا عُثْمَان قَالَ حَدثنَا وكيعٌ عَن مَرْزُوق قَالَ سَمِعت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله تَعَالَى: {حُنَفَآءَ للَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ} (الحَجّ: 31) قَالَ حُجَّاجاً وَكَذَلِكَ قَالَ السّدي قَالَ حنفَاء حُجَّاجاً. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق الزّجاج نَصَبَ {حَنِيفًا} فِي هَذِه الآيةِ على الحَالِ، الْمَعْنى بل نَتَّبِعُ مِلَّةَ إِبْرَاهِيم فِي حَالِ حَنِيفِيَّتِه، ومَعْنَى الحَنِيفِيَّةِ فِي اللُّغَة المَيْلُ، وَالْمعْنَى أَنَّ إِبْرَاهِيم حَنَفَ إِلَى دين الله وَدين الْإِسْلَام فَإِنَّمَا أُخِذَ الحَنَفُ من قَوْلهم: رِجْل حَنْفَاءُ ورَجُلٌ أَحْنَفُ، وَهُوَ الَّذِي تَمِيلُ قَدَمَاه كلُّ واحدةٍ إِلَى أُختِها بِأَصَابعها. وَقَالَ الفرَّاءُ: الحنيفُ مَنْ سُنَّتُهُ الاخْتِتَانُ. وَقَالَ اللَّيْثُ السُّيُوف الحنيفية تنْسب إِلَى الأحْنفِ بْنِ قَيْسٍ لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ أَمَرَ باتخَاذِها. قَالَ: وَالْقِيَاس أحْنَفِيُّ. وَبَنُو حنيفةَ حَيٌّ من ربيعةَ. وَيُقَال: تَحَنَّفَ فلانٌ إِلَى الشَّيْء تحنُّفاً إِذا مَال إِلَيْهِ. وحَسَبٌ حَنِيفٌ أَي حَدِيث إسلامي لَا قَدِيمَ لَهُ. وَقَالَ بن حَبْنَاء التميميُّ: وماذَا غيرَ أَنَّك ذُو سِبَالٍ تُمَسحُها وذُو حَسَبٍ حَنِيفِ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الْحَنْفَاءُ شجرةٌ. والحَنْفَاءُ الْقوس، والحَنْفَاءُ الموسى، والحَنْفَاءُ السُّلَحْفَاةُ، والحنْفَاء الحرباءة، والحَنْفَاء الأَمَة المتلوّنة تكسَل مَرة وتنشط أُخْرَى. نحف: قَالَ اللَّيثُ: نَحُفَ الرجل يَنْحُفُ نحافة فَهُوَ نَحِيفٌ قَضِيفٌ ضَرِبٌ قَلِيل اللَّحْم، وَأنْشد: ترى الرَّجُلَ النحيفَ فَتَزْدَرِيه وتَحْتَ ثِيَابِه رَجُلٌ مَزِير نفح: أَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: النَّفِيحُ والمِنفَحُ والمِعَنُّ الدَّاخِل مَعَ القومِ وَلَيْسَ شأنُه شَأْنَهُم. قَالَ الْأَزْهَرِي: هَكَذَا جَاء بِهِ فِي هَذَا الْموضع. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: النَّفِيج بِالْجِيم الَّذِي يَعْتَرِض بَين الْقَوْم وَلا يُصلح وَلَا يفْسد، وهَذَا قَوْلُ ثَعْلَب. قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: النَّفِيحُ الَّذِي يَجيءُ أَجْنَبِيّاً فيدخلُ بَين الْقَوْم ويسُلّ بَينهم ويُصلح أَمرهم. وَقَالَ اللَّيْثُ: نَفَح الطيبُ يَنْفَحُ نَفْحاً ونُفُوحاً إِذا فَاح رِيحُه، وَله نَفْحَةٌ طيبةٌ ونَفْحَةٌ خبيثَةٌ ونَفَحت الدَّابَّة إِذا رمِحت بِرِجْلِها ورمت بحدّ حافرها. ونَفَحَهُ بالسّيف إِذا تنَاوله شَزْراً، ونَفَحَه بِالْمَالِ نَفْحاً؛ وَلَا تزَال لَهُ نَفَحَاتٌ من المعْرُوفِ أَي دفعات. قَالَ: وَالله هُوَ النَّفَّاحُ المُنْعِمُ على عبَادِه. قلت: لم أَسْمَعْ النَّفَّاحَ فِي صِفَات الله الَّتِي جَاءَت فِي الْقُرْآن ثُمَّ فِي سُنَّةِ الْمُصْطَفى عَلَيْهِ السَّلَام، وَلَا يجوز عِنْد أَهْلِ العِلْم أَن يُوصف الله جلّ وَعز بِصفة لم يُنْزِلْها فِي كِتَابه، وَلم يبينْهَا على لِسَان نَبِيه ج. وَإِذا قِيلَ للرَّجُل نَفَّاحٌ فَمَعْنَاه الْكثير العَطَايَا.

وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ} (الأنبيَاء: 46) فَقَالَ: أصابَتْنَا نَفْحَةُ الصَّبا أَي رَوْحَةٌ وَطِيبٌ لَا غَمّ فِيهَا وَلَا كَرْبَ، وأصابتنا نَفْحَةٌ من سَمُومٍ: أَي حَرٌّ وغمٌّ وكربٌّ وَأنْشد فِي طيب الصَّبا: إِذا نَفَحَتْ مِنْ عَنْ يَمِين المَشَارِق ونَفَحُ الطّيب إِذا فَاحَ رِيحُه وَقَالَ جِرانُ الْعود يذكر جارَته: لَقدْ عَاجَلَتْنِي بالقَبِيح وَثوْبُها جَدِيدٌ وَمن أَرْدَانِها المسْكُ يَنْفَحُ أَي يفُوح طيبُه، فَجعل النَّفْحَةَ مَرَّة أشَدَّ العذابِ لقَوْل الله جلّ وعزّ: {وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ} . وَجعلهَا مرّة ريحَ مِسْكٍ. وَقَالَ الأصمعيُّ: مَا كَانَ من الرّيح سَمُوماً فَلهُ لَفْحٌ وَمَا كَانَ بارِداً فَلهُ نَفْحٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الإنْفَحَةُ لَا تكُونُ إِلَّا لكل ذِي كَرِش، وَهُوَ شَيْء يُسْتَخْرَجُ من بَطْنِ ذِيهِ أصفرُ يُعْصَرُ فِي صوفَةٍ مُبْتَلَّةٍ فِي اللَّبن فيغلَظُ كالجُبن. الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت هِيَ إِنْفَحَةُ الجَدْي وإِنْفَحَّةُ الْجدي وَلَا تقل أَنْفِحَة. قَالَ: وحضرني أَعْرابِيَّانِ فَصيحَانِ من بني كلابٍ، فَقَالَ أَحدهمَا: لَا أَقُول إلاَّ إنْفَحَةً وَقَالَ الآخَرُ: لَا أقولُ إِلَّا مِنْفَحَةٍ، ثمَّ افْتَرقَا على أَن يسألاَ عَنْهُمَا أَشْيَاخ بَنِي كلاب، فاتفقت جماعةٌ على قولِ ذَا وجماعةٌ على قولِ ذَا، فهما لُغتانِ. وَقَالَ أَبُو عبيد: هِيَ الإنْفَحَةُ بِكَسْر الْألف وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: إِنْفَحَةٌ وإِنْفَحَةٌ وَهِي اللُّغَة الجَيدَة، وَيُقَال مِنْفَحَةٌ وبِنَفْحَةٌ. وَفِي الحَدِيث: (أَوَّلُ نَفْحَةٍ من دم الشَّهِيد) ، قَالَ شمر قَالَ خَالِد بن جَنْبة: نفحة الدّم أَوَّلُ فَوْرَةٍ مِنْهُ ودَفْعَةٍ. وَقَالَ الرَّاعِي: نَرْجُو سِجَالاً من الْمَعْرُوف ينفحها لِسَائِلِيه فَلَا مَنٌّ وَلَا حَسَدُ وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الجَفْرُ من أَوْلادِ الضَأَنِ والمعز مَا قد استكرش وفُطِمَ خمسينَ يَوْماً من الوِلادة أَو شَهْرَيْنِ أَو صَارَت إِنْفَحَتهُ كَرِشَاً حِين رَعَى النَّبْتَ وَإِنَّمَا تكون إنْفَحَةً مَا دَامَ يَرْضَعْ. وَقَالَ الْفراء طعنة نَفُوحٌ يَنْفَحُ دَمُها سَريعاً. وَقَالَ أَبُو زيد: من الضُّروع النَّفُوحُ وَهِي الَّتِي لَا تحبس لَبَنَها ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: النَّفْحُ الذبُّ عَن الرَّجُلِ، يُقَال: هُوَ يُنَافِحُ عَن فُلانٍ. وَقَالَ غَيره: هُوَ يُنَاضِحُ عَنهُ. وَقَالَ ابْن السّكيت: النَّفِيحةُ القَوْسُ وَهِي شطيبة من نَبْعٍ وَقَالَ مُليحٌ الْهُذلِيّ: أَنَاخُوا مُعِيداتِ الوَجيفِ كأَنَّها نَفَائِحُ نَبْعٍ لم تَربَّعْ ذَوَابِل وَيُقَال للقوس النفيحة أَيْضا، وَهِي الفجواءُ المُنفَحَّة. حفن: قَالَ اللَّيْث: الحَفْنُ أَخْذُكَ الشَّيْءَ بِرَاحَةِ الكَف والأصابِع مَضْمُومَة. ومِلْءُ كُل كفَ حَفْنَةٌ. واحْتَفَنْتُ إِذا أخذتَ لنَفسك.

والمحْفَنُ ذُو الجَفْنِ الكثيرِ. وَكَانَ مِحْفَنٌ أَبَا بَطحَاءَ إِلَيْهِ ينْسب الدوابّ البَطْحَاوِيَّةُ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: احتَفَنْتُ الرجلَ احْتِفَاناً إِذا اقتلعَته من الأَرْض. قَالَ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الحُفْنَةُ الحُفْرَةُ، وَجَمعهَا حُفَن. وَقَالَ شمر: الحُفنة الحُفْرَةُ وَأنْشد: هَلْ تَعْرِفُ الدَّارَ تَعفَّتْ بالحُفَنْ قَالَ: وَهِي قَلَتَاتٌ يَحْتَفِرُها الماءُ كَهَيْئَةِ البِرَكِ. وَقَالَ ابْنُ السكيتِ: الحُفَن: نُقرٌ يكون الماءُ فِيهَا، وَفِي أَسْفَلِها حَصًى وتُرابٌ. وأنشدني أَبُو بكر الْإِيَادِي لعَدِيّ بن الرّقاع العاملي. بِكْرُ تُرَيثها آثَارُ مُنْبَعِقٍ تَرى بِه حُفَنَاً زُرْقاً وغُدْرَانَا ح ن ب حبن، حنب، نحب، نبح، بحن، بنح: مستعملات. حبن: قَالَ اللَّيْث: الحِبْنُ مَا يعتري الْإِنْسَان فِي الْجَسَد فيقيحُ ويَرِم، والجميع الحُبُون. والحَبَنُ أَيْن يكثر السقْي فِي شَحم الْبَطن فيعظُمَ البَطْنُ لذَلِك. أَبُو عبيد عَن اليزيديّ قَالَ الأحْبَنُ الَّذِي بِهِ السقْيُ. قَالَ وَقَالَ العُدَيْس الكنانيّ يُقَال لأُم حُبَيْنٍ حُبَيْنَةٌ وَهِي دَابَّة قَدْرُ كف الْإِنْسَان. وَقَالَ اللَّيْث هِيَ دُويبَة على خِلْقَةِ الْحِرْبَاءِ عريضَةُ البَطْنِ جِدَّا وَأنْشد: أمَّ حُبَيْنٍ أبسطي بُرْدَيْك إِن الْأَمِير دَاخِلٌ عَلَيْك وضَارِبٌ بِالسَّيْفِ مَنْكِبَيْكِ والحَبَنُ عِظَمُ البَطْنِ، وَلذَلِك قيل لمن سَقَى بطْنُه قد حَبَن. وَأم حُبَيْنٍ هِيَ الْأُنْثَى من الحَرَابِيّ. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أنَّه رَأَى بِلالاً وَقد خَرَجَ بَطْنُه، فَقَالَ أمُّ حُبَيْنٍ) وَهَذَا من مَزْحِه ج أَرَادَ ضِخَمَ بطْنِه. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) رَأَيْت فلَانا مُحْبَئِنّاً ومقْطَئِرّاً ومُصْمَغِدّاً أَي ممتلئاً غَضَباً. وَقَالَ ابْنُ بُزُرْج تَقول الْعَرَب فِي أُدْعِيَّة بَين الْقَوْم يتداعون بهَا: صب الله عَلَيْكَ أُمَّ حُبَين ماحضاً يَعْنُون اللَّيْلَ. حنب: قَالَ اللَّيْث الحَنَبُ اعوجاج فِي السَّاقَيْن. قَالَ والتَّحْنِيبُ فِي الخَيْل ممَّا يُوصف صَاحبه بالشدَّة، وَلَيْسَ ذَلِك باعْوِجَاجٍ شَدِيدٍ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: التَّحْنِيبُ توتيرٌ فِي الرجْلَين. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: التَّحْنِيبُ فِي السَّاق. وَقَالَ غَيره اعْوِجَاجٌ فِي الضُّلُوع. وَقَالَ ابْن شُمَيْل المُحَنَّبُ من الْخَيل المُعطَّفُ العِظَامِ. قَالَ وَيُقَال حَنَّبَهُ الكِبَرُ وحَنَاه إِذا نَكَّسَه. وَقَالَ اللَّيْث: رَجُلٌ مُحَنَّب شيخ مُنْحَنٍ وَأنْشد: يظل نَصْباً لِرَيْبِ الدَّهْرِ يَقْذِفُه قَذْفَ المُحَنَّبِ بالآفَاتِ والسَّقَم

وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: الْحَنْبَاءُ عِنْد الْأَصْمَعِي المُعْوَجَّةُ السَّاقَيْنِ. قَالَ: وَهِي عِنْد ابْن الأعرابيّ فِي الرجْلَيْنِ وَقَالَ فِي موضعٍ آخَرَ: الْحنْبَاءُ المعوَجَّةُ السَّاق وَهُوَ مَدْحٌ فِي الخَيْلِ. وَقد حَنَبَ فلانٌ أَزَجاً مُحْكَماً أَي بَنَاه مُحْكَماً فَحَناه. نحب: قَالَ اللَّيْث: النَّحْبُ النَّذْرُ. قَالَ الله جلّ وعزّ: {اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن} (الْأَحْزَاب: 23) قُتِلوا فِي سَبِيل الله فأدركوا مَا تمنَّوا فَذَلِك قَضَاء النَّحْبِ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جلّ وعزّ {اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن} أَي أَجَلَه وَكَذَلِكَ قَالَ الفرّاء. وَقَالَ شمر: النَّحْبُ النَّذْرُ، والنَّحْبُ الموتُ، والنَّحْبُ الخَطَرُ العظِيمُ. وَقَالَ جرير: بِطَخَفَة جالدْنَا الْمُلُوك وخيلُنا عَشِيَّةَ بِسْطَامٍ جَرَيْن على نَحبِ أَي على خطر عَظِيم، وَيُقَال على نَذْرٍ. وَيُقَال سَار فلَان على نَحْبٍ إِذا سَار وأَجْهَد السَّيْرَ. وَيُقَال نَحَّبَ القَوْمُ إِذا جَدُّوا فِي عَمَلِهمْ. وَقَالَ طُفَيْلُ: يزرن إِلاَلاً مَا يُنَحبْنَ غَيْرَهُ بِكُل مُلَبَ أشعثِ الرأْس مُحْرِم وَيُقَال سَار سيراً مُنَحباً: قَاصِدا لَا يُرِيدُ غَيْرَه كأنّه جعل ذَلِك نَذْراً على نَفْسِه لَا يريدُ غَيره. وَقَالَ الكُمَيْتُ: يَخِدْنَ بِنَا عَرْض الفَلاةِ وطُولَها كَمَا سَار عَن يُمْنَى يَدَيْهِ المُنَحبُ يَقُول إِن لم أبلغ مَكَان كَذَا وَكَذَا فلك يَمِيني. وَقَالَ لبيد: أَلا تَسْأَلاَنِ المَرْءَ مَاذَا يُحَاوِلُ أَنَخْبٌ فيُقْضَى أم ضَلالٌ وبَاطِلُ يَقُول عَلَيْهِ نَذْرٌ فِي طُولِ سَعْيهِ. شمر عَن عَمْرو بن زُرَارَةَ عَن محمدِ بن إِسْحَاق فِي قَوْله {اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن} قَالَ: فَرَغ من عَمَلِهِ ورجَعَ إِلَى رَبه، هَذَا لمن اسْتُشْهِد يَوْم أُحُد، وَمِنْهُم من يَنْتَظِر مَاوَعَدَهُ الله من نصْره أَو الشَّهَادَةِ على مَا مَضَى عَلَيْهِ أصحابُه. وَفِي حَدِيث طَلْحَة بن عبيد الله أَنه قَالَ لِابْنِ عَبَّاس: هَل لَك أَن أُنَاحِبَك وترفَع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أَبُو عبيد قَالَ الْأَصْمَعِي: نَاحَبْتُ الرجل إِذا حَاكَمْتَه أَو قاضَيْتَه إِلَى رَجُلٍ. قَالَ أَبُو عبيد وَقَالَ غَيره: نَاحَبْتُه ونافَرْتُه أَيْضا مثلُه. قلت: أَرَادَ طلحةُ هَذَا الْمَعْنى: كأنَّه قَالَ لِابْنِ عباسٍ أُنَافِرُك فتعدّ فضائلك وحَسَبَك وأَعُد فَضَائِلي وَلَا تذكر فِي فضائلك وَحَسَبَك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وقُرْبَ قَرَابَتِكَ مِنْهُ، فإنّ هَذَا الفضلَ مسلَّم لَك، فارفعه من النفَار وَأَنا أُنَافِرُك بِمَا سواهُ. وَقَالَ أَبُو عبيد التنحيب شدَّة القَرَب للْمَاء وَقَالَ ذُو الرمة: ورُب مَفَازَةٍ قَذَفٍ جَمُوحٍ تَغُول مُنَحبَ القَرَبِ اغتيالا قَالَ: والمُنَحبُ الرجُلُ. اللَّيْث: النحيبُ البُكاءُ. وَقد انْتَحَب انتحاباً. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: من أمراض الْإِبِل النُّحَابُ والقُحَابُ والنُحازُ، وكل هَذَا من السُّعال. وَقد نَحَب يَنْحِبُ.

وَقَالَ أَبُو سعيدٍ: التَّنْحِيبُ الإكبابُ على الشَّيْء لَا تُفَارِقُه. وَيُقَال نَحَّب فُلانٌ على أمرٍ. قَالَ وَقَالَ أَعْرَابِي أصابَتْهُ شَوْكَة فَنَحَّبَ عَلَيْهَا يَسْتَخْرِجُها أَي أكَبَّ عَلَيْهَا، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي كل شيءٍ هُوَ مُنَحبٌ فِي كَذَا. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: النَّحْبُ النومُ، والنَّحْبُ النَّفس، والنَّحْبُ صوتُ البُكاءِ، والنَّحْبُ الطُول والنَّحْبُ السمَن، والنَّحْبُ الشدَّةُ، والنَّحْب القِمَارُ والنَّحْبُ النَّذْرُ، وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن الصَيداويّ عَن الرياشي أَنه قَالَ يومٌ نَحْبٌ أَي طَوِيل. نبح: قَالَ اللَّيْث: النَّبْحُ صَوت الْكَلْب، تَقول: نَبَحَ يَنْبَحُ نَبْحاً ونُبَاحاً، والتيسُ عِنْد السفَاد يَنْبَحُ، والحيَّة تَنْبَحُ فِي بعض أَصْواتِها وَأنْشد: يأْخذُ فِيهِ الحيَّةَ النَّبُوحا قَالَ: والنَّوابِحُ والنُّبُوح جماعةُ النَّابِح من الكلابِ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: رجل نَبَّاحٌ ونَبَّاجٌ شَدِيد الصَّوْت. قَالَ: والنُّبُوح الجماعةُ الكثيرةُ من النَّاس. وَقَالَ الأخطل إنَّ العَرَارَةَ والنُّبُوح لِدَارِمٍ والمستخِفُّ أخُوهُمُ الأثقالا وَقَالَ شمر: يُقَال نَبَحَتْهُ الكِلابُ، ونَبَحَتْ عَلَيْهِ، ونَابَحَه الكلبُ. وَيُقَال فِي مَثَلٍ: فلَان لَا يُعْوَى وَلَا يُنْبَحُ، يَقُول هُوَ من ضَعْفِه لَا يُعْتَدُّ بِهِ وَلَا يُكَلَّمُ بِخَيْرٍ وَلَا شَرّ وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: نَبَحتْ كِلاَبُك طَارِقاً مثلي وَقَالَ غَيره: الظبي يَنْبَحُ فِي بعض الْأَصْوَات وَأنْشد: وقُصْرَى شَنِجِ الأنْسَا ء نَبَّاح من الشُّعْب رَوَاهُ الجاحظ نباح من الشَّعْب، وَفَسرهُ يَعْنِي من جِهَة الشَّعْب وَأنْشد: ويَنْبَجُ بَين الشَّعْبِ نَبْحاً كَأَنَّه نُبَاحُ سَلوقٍ أَبْصَرَتْ مَا يَرِيبُها قَالَ: والظَّبْيُ إِذا أَسَنَّ ونَبَتَتْ لقرونِه شُعَبٌ نَبَح. قلت: وَالصَّوَاب الشُّعْب بِضَم الشين جمع الأَشْعَب وَهُوَ الَّذِي انْشَعَب قرناه. وَقَالَ اللَّيْث: النَّبَّاحُ مَنَاقِفُ صِغَارٌ بيض يجاءُ بِهَا من مَكَّة تُجْعَلُ فِي القلائد والوُشُحِ. عَمْرو عَن أَبِيه النُّبَحَاء الصيَّاحة من الظباء. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس قَالَ ابْن الْأَعرَابِي النَّبَّاح الظبي الكثيرُ الصياحِ. والنَّبَّاحُ الهدهد الْكثير القَرْقَرة وَقَالَ أَبُو خيرة النُّبَاح صَوت الأَسْوَد يَنْبح نُباح الجرو. بنح: أهمله اللَّيْث وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: البِنَحُ: العطايا. قلت: الأَصْل فِيهَا المِنَح جمع المنيحة فقلبت الْمِيم بَاء قَالَ والبُنَحُ الظباء. بحن: عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: البَحْنَانَة: الجُلَّة الْعَظِيمَة البحرانية الَّتِي يحمل فِيهَا الكنعد المالح وَهِي البَحْوَنة أَيْضا وَكَذَلِكَ دَلْوُ بَحْوَنِيُّ عَظِيم كثير الأخْذِ للْمَاء. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ يُقَال: لضَرْبٍ من النّخل بَحْنَةٌ وَبِه سُمى ابْن بُحَيْنَةَ. قَالَ: وَابْن بَحْنَةَ السوطُ. قلت: قيل للسوط ابْن بَحْنَةَ لأَنه يُسوى من قُلُوس العَرَاجين. وَيُقَال للجُلَّة الْعَظِيمَة البَحْنَاءُ أَيْضا.

ح ن م حنم، حمن، منح، محن، نحم: مستعملات. حنم: أهمل اللَّيْث حنم. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الحَنَمَةُ: البُومة قلت وَلم أسمع هَذَا الحرفَ لغيره وَهُوَ ثِقَة. نحم: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي النَّحْمَةُ: السَّعْلَةُ وَتَكون الزّحْرَةَ. وَقَالَ اللَّيْث: نَحَم الفَهْد يَنْحَمُ نَحِيماً، وَنَحْوه من السبَاع كَذَلِك. وَكَذَلِكَ النَّئِيمُ وَهُوَ صوتٌ شَدِيد. والنُّحَامُ طَائِر أَحْمَر على خِلْقة الوزّ الْوَاحِدَة نُحَامَةٌ. وَرجل نَحَّامٌ بخيل إِذا طُلِب معروفُه كَثُر سعاله وَمِنْه قَول طرفَة: أَرَى قبر نَحَّامٍ بخيل بِمَالِه كقبر غوِيّ فِي البَطَالة مُفسد وَقَالَ غَيره نحم الساقي وَالْعَامِل ينحِمُ. وينحم نحيماً إِذا استراح إِلَى شبه أَنِين يُخرجهُ من صَدره وَأنْشد: مَالك لَا تَنْحَمُ يَا رواحهْ إِن النَّحيم للسُّقَاة راحهْ منح: قَالَ اللَّيْث: مَنَحْتُ فلَانا شَاة، وَتلك الشَّاة اسْمُها المِنِيحة وَلَا تكون المَنِيحَةُ إِلَّا عَارِية للَّبَنِ خاصَّةً: أَبُو عبيد عَن الْكسَائي أمْنَحَت النَّاقة فَهِيَ تُمنِحٌ إِذا دنا نِتَاجُها. وَقَالَ شمر لَا أعرف أمْنَحَتْ بِهَذَا الْمَعْنى. قلت: أمْنَحَتْ بِهَذَا المعنَى صَحِيحٌ، وَمن الْعَرَب مسموع، وَلَا يضرُّه إِنْكَار شمر إِيَّاه. وَفِي حَدِيث النَّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (من مَنَحَ مِنْحة وَرِق أَو مَنح لبَناً كَانَ كَعَدْل رقَبَةٍ) . وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل: مِنْحَةُ الوَرِق هُوَ القَرْضُ. وَقَالَ أَبُو عبيد المِنْحَةُ عِنْد العربِ على مَعْنَيَيْنِ: أَحدهمَا أَن يُعْطى الرجلُ صاحبَه المالَ هبة أَو صِلَة فيكونُ لَهُ، وَأما المِنحةُ الأُخْرَى فأَنْ يمنحَ الرجلُ أخَاه نَاقَة أَو شَاة يَحْتَلِبُها زمَناً أَو أيَّاماً ثمَّ يردُّها، وَهُوَ تَأْوِيل قَوْله ج: (المِنْحَةُ مردودَةُ وَالْعَارِية مؤدَّاةٌ) ، قَالَ والمِنْحةُ أَيْضا تكون فِي الأَرْضِ يَمْنَحُ الرجلُ الرجلَ أرضَه ليزْرَعها. وَمِنْه حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (من كَانَ لَهُ أرضٌ فليزرعْها أَو يمنحْها أَخَاهُ) أَي يدفعْها إِلَيْهِ حَتَّى يزرَعها فَإِذا فَرَغ رَفَع زرْعَها وردَّها على صَاحبهَا. أَبُو عبيد عَن الْفراء: مَنَحْتُه أمْنِحُه وأمنَحُه فِي بَاب فَعَل يفعِلُ ويفعَل وَقَالَ اللَّيْث المنْحَةُ منفعتُك أخَاك بِمَا تَمْنَحَهُ. وكلُّ شَيْء تقصد بِهِ قصدَ شَيْء فقد مَنَحْتَه إِيَّاه كَمَا تمنح المرأةُ وجههَا المرآةَ وَمِنْه قَول سُوَيد بن كُرَاع: تمنح المرآةَ وَجْهَاً وَاضِحاً مثلَ قَرْنِ الشَّمْسِ فِي الصَّحْوِ ارْتَفَع والمَنِيحُ الثامِنُ مِنْ قِدَاح المَيْسِر. وَقَالَ اللحياني المَنِيحُ أحدُ القِدَاحِ الأرْبَعَةِ الَّتِي لَيْسَ لَهَا غُنْمٌ وَلَا غُرْمٌ، إِنَّمَا يثقَّل بهَا القداح كَرَاهَة التُّهمَة؛ أَولهَا المُصَدَّرُ ثمَّ المضعَّفُ ثمَّ المَنِيحُ ثمَّ السَّفِيحُ. والمنيح أَيْضا قِدْح من قِدَاحِ الميسر يُوثَقُ بفَوْزِه فيستعار لِيُتَيَمَّن بفوزه، فالمنيح الأولُ من لَغْو القِدَاحِ، وَهُوَ اسْم لَهُ. والمنيح الثَّانِي

هُوَ المستعَارُ. وَأما الحَدِيث الَّذِي جَاءَ فِيهِ: (كنتُ مَنيحَ أَصْحَابِي يَوْم بَدْرٍ) ، فَمَعْنَاه أَنِّي كنت مِمَّن لَا يُضْرَبُ لَهُ بسهمٍ من الْفيء لِصِغرى، فَكنت بِمَنْزِلَة السهْم اللَّغْوِ الَّذِي لَا فوزَ لَهُ وَلَا خسْرَ عَلَيْهِ، وَقد ذكر ابْن مقبل القِدْح الْمُسْتَعَار الَّذِي يتيمن بفوزه فَقَالَ: إِذا امْتَنَحَتْه من مَعَد عِصَابَة غَدَا رَبُّه قَبْلَ المُفيضِينَ يَقْدَح يَقُول إِذا استعارُوا هَذَا القِدْحَ غَدَا صاحِبُه يقْدَح النارَ لِثِقَتِهِ بفوزِه، فَهُوَ المنيحُ المستعارُ. وأمّا قَوْله: فمهلاً يَا قُضَاعُ فَلا تَكُونِي مَنِيحاً فِي قداح يَدَيْ مُجِيلِ فإِنَّه أَرَاد المنِيحَ الَّذِي لَا غُنْمَ لَهُ وَلَا غُرْمَ، وَيُقَال رجل منَّاح فيَّاح إِذا كَانَ كثيرَ العطايا. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو المَمَانِحُ النَّاقة الَّتِي يبْقى لَبَنُها بَعْدَمَا تذْهب أَلْبَانُ الْإِبِل، بِغَيْر هَاء. وَقَالَ ذَلِك الأصمعيُّ وَقد مانَحَتْ مِنَاحاً ومُمَانَحةً، وَكَذَلِكَ مانَحتِ العينُ إِذا سَالَتْ دُموعها فَلم تَنْقَطِع، وَقَالَ المُمَانح من الأمطار الْمَطَر الَّذِي لَا يَنْقَطِع. حمن: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي القُراد أوّل مَا يكون وَهُوَ صَغِير لَا يكَاد يرى من صغره. يُقَال لَهُ قُمْقَامة ثمَّ يصير حُمْنَانَة ثمَّ قُراداً ثمَّ حَلَمَةً. وَقَالَ اللَّيْث أَرض مَحْمَنة كَثِيرَة الْحَمْنَان وَهِي صغَار القِرْدان. قَالَ والْحَمْنَانُ على مِثَال فَعْلان الْوَاحِدَة حَمْنَانَةٌ. شمر عَن الأصمعيّ الحوْمانةُ وَجَمعهَا حَوَامِينُ أَماكنُ غِلاظٌ منقادَةٌ وَقَالَ أَبُو خَيْرة الحوْمانُ واحدتها حَوْمَانَةٌ وَجَمعهَا حوامينُ وَهِي شقائق بَين الجِبَال وَهِي أطيب الحُزُونة، جَلَد لَيْسَ فِيهَا إكام وَلَا أبارق. وَقَالَ أَبُو عَمْرو الحَوْمَانُ مَا كَانَ فَوق الرَّمل ودونه حِين تصعَدُه أَو تهبِطُه. وَقَالَ زُهَيْر: بحومانة الدَّرَّاج فالمُتَثَلَّم قلت: حوْمان فَوْعال من حمن. محن: قَالَ أَبُو العبَّاس أَخْبرنِي سلمةُ عَن الْفراء أَنه قَالَ يُقَال محنته: ومخَنْتُه بِالْحَاء وَالْخَاء ومحجْتُه ونقَحْتُه وجَلَهْتُه وجحشته ومَشَنْتُه وعَرَمْتُه وحَسَفْتُه وخبلته وخَسَلْتُه ولَتَحْتُه كُله بِمَعْنى قشرته. وَقَالَ اللَّيْث المحنة معنى الْكَلَام الَّذِي يُمْتَحَنُ بِهِ ليُعرف بِكَلَامِهِ ضميرُ قلبه، تَقول: امتحنْتُه وامتحَنْتُ الكلمةَ إِذا نظرتَ إِلَى مَا يصير إلَيْهِ صَيُّورُها. وَقَالَ غَيره محنته وامتحنْتُه بمنزلةِ خَبَرْتُه واختبرتُه وبلوته وابتلَيْتُه وأصل المَحْن الضربُ بالسوْطِ. روى أَبُو عبيد عَن الأمَوِيّ مَحَنْتُه عشْرين سَوْطًا مَحْناً إِذا ضربتَه وَقَالَ المفضَّل فِيمَا رَوَى عَنهُ ابْن الْأَعرَابِي مَحنت الثَّوْب مَحْناً إِذا لبِسته حَتَّى تُخلقه وَقَالَ أَبُو سعيد: محنت الْأَدِيم مَحْناً إِذا مددته حَتَّى توسعَه قَالَ وَمعنى قَول الله جلّ وعزّ: {اللَّهِ أُوْلَائِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} (الحجرات: 3) شرح الله قُلُوبهم كأنّ مَعْنَاهُ وسّع الله على قُلُوبهم للتقوى.

أبواب الحاء والفاء

أَبُو الْعَبَّاس عَن الْأَعرَابِي المَحْن اللينُ من كل شَيْء. والمَحْنُ العطيَّة يُقَال سَأَلته فَمَا مَحَنَنِي شَيْئا أَي مَا أَعْطَانِي. أَبُو عَمْرو: المَحْنُ النِّكَاح الشَّديد يُقَال مَحَنَها ومَخَنَها ومَسَحَها إِذا نكَحَها. حَدثنَا الْحُسَيْن عَن سُوَيْد عَن عبد الله بن الْمُبَارك عَن صَفْوَان أَن أَبَا الْمثنى المُلَيْكي حدَّثه أَنه سمع عُتبة بن عبدٍ السُّلَمِيَّ وَكَانَ من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حدَّث أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (الْقَتْلَى ثلاثةٌ: رجل مؤْمِنٌ جاهدَ بِنَفسِهِ ومالِه فِي سَبِيل الله حَتَّى إِذا لَقِي العَدُوَّ قاتَلهُمْ حَتَّى يُقْتَلَ فَذَاك الشَّهِيد المُمْتَحَنُ فِي خَيْمة الله تَحت عَرْشه لَا يَفْضُله النبيُّون إِلَّا بِدَرَجَة النُّبُوَّة) ثمَّ ذكر الحَدِيث إِلَى آخِره، قَالَ شمر قَوْله (فَذَاك الشَّهِيد الممتحَن) هُوَ المصفَّى المهذَّب المُخْلَص. وَرُوِيَ عَن مُجَاهِد {اللَّهِ أُوْلَائِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} (الحُجرَات: 3) قَالَ أَخْلَصَ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة {الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ} صفَّاها وهذَّبها. وَقَالَ غَيره الممتَحن الموطَّأ المذلَّل. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: مَحَنْتُه بالشدّ والعَدْوِ وَهُوَ البَلْس بالطرد والممتحِنُ والمُمَحِصّ واحِدٌ، وَجلد مُمَحَّن مقشور. (أَبْوَاب الْحَاء وَالْفَاء) ح ف ب: مهمل (1)) ح ف م اسْتعْمل من وجوهه: (فَحم) . فَحم: قَالَ اللَّيْث: الفَحْمُ الْجَمْر الطافِىء؛ الْوَاحِدَة فَحَمَةٌ وَأنْشد أَبُو الْهَيْثَم للأغلب: قد قَاتلُوا لاَ ينفخون فِي فَحَم يَقُول لَو كَانَ قِتَالهمْ يُغْنِي شَيْئاً وَلكنه لَا يُغْني فَكَانَ كَالَّذي ينفخُ نَارا وَلَا فَحم وَلَا حطب، فَلَا تذكو النَّارُ وَلَا تَتَّقِدُ، يضْرب هَذَا مثلا للرجل الَّذِي يُمارِسُ أمْراً لَا يُجْدِي عَلَيْهِ. وَقَالَ اللَّيْث: فَحم الصَّبِي وَهُوَ يفحم إِذا طَال بكاؤه حَتَّى يَنْقَطِع نَفَسه. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْكسَائي فَحِمَ الصَّبِي يفْحَمُ فُحُوماً وفُحَاماً إِذا بَكَى حَتَّى يَنْقَطِع. وَقَالَ اللَّيْث كلَّمني فلَان فأفحمتُه إِذا لم يُطِقْ جوابَك، قلت كأنّه شُبه بِالَّذِي يبكي حَتَّى يَنْقَطِع نَفَسه، وشاعر مُفْحَمٌ لَا يُجيب محاجِيَه، وَرجل مُفْحَم لَا يَقُول الشّعْر. وَقَالَ اللَّيْث شَعَرٌ فَاحِمٌ وَقد فَحَم فُحومة وَهُوَ الْأسود الْحسن وَقَالَ الْأَعْشَى: مبتلة هيفاءُ رُودٌ شبابُها لَهَا مُقْلتا رِئْم وأسودُ فاحمُ أَبُو عبيد ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (ضُمُّوا فَوَاشِيكُمْ حَتَّى تذهَب فَحْمَةُ الْعشَاء) . وَالْفَوَاشِي: مَا انْتَشَر من المَال، الْإِبِل وَالْغنم وَغَيرهَا. قَالَ: وفَحْمةُ العِشاء شدَّة سَواد الليلِ وظلمته، وَإِنَّمَا يكون ذَلِك فِي أوَّله حَتَّى إِذا سكن فَوْرُه قلّت ظُلمته، وَقَالَ الفرَّاء يُقَال فَحِمُوا عَن العِشَاء يَقُول

باب الحاء والباء مع الميم مهمل

لَا تَسِيروا فِي أَوَّله حِين تقوم الظُّلْمَةُ وَلَكِن أمهلوا حَتَّى تسكُنَ وتعدل الظلمَة ثمَّ سِيرُوا وَقَالَ لبيد: واضْبِطِ اللَّيْل إِذا طَالَ السُّرَى وتَدَجَّى بعد فَوْرٍ واعتدل وَقَالَ شمر يُقَال فَحْمَةٌ وفَحَمَةٌ لُغَتَانِ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الفَحْمَةُ مَا بَين غرُوب الشَّمْس إِلَى نوم الناسِ سميت فَحْمَة لحَرها وأولُ اللَّيْل أحَرُّ من آخِره. قَالَ وَلَا تكون الفحْمة فِي الشتَاء. قَالَ وَلَا يُقَال فِي الشَّرَاب فَحْمَةٌ كَمَا يُقَال الجاشريَّة والصَّبُوح والغَبُوق والقَيْل. قَالَ: وَيُقَال للَّذي لَا يتَكَلَّم أصلا فَاحِمٌ وَيُقَال للَّذي لَا يَقُول الشّعْر مُفْحَم. (بَاب الْحَاء وَالْبَاء مَعَ الْمِيم: مهمل) آخر الثلاثي الصَّحِيح من حرف الْحَاء.

باب الحاء والقاف

أول الثلاثي المعتل من الْحَاء أهملت الْحَاء مَعَ بَاقِي حُرُوف الْحلق فِي المعتلات (بَاب الْحَاء وَالْقَاف) (ح ق (وايء)) حَقي، حاق، قحا، قاح، وقح: (مستعملة) . حَقي: وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه أعْطى غَسَلَةَ ابْنَته حَقْوَه وَقَالَ أشعرْنَها إيَّاه، وَذَلِكَ حِين توفيت وغُسلَتْ وكفنت. الحَقْوُ: الإزَارِ هَاهُنَا وَجمعه حُقِيّ. وَقَالَ أَبُو عبيد الحَقْو مَعقِد الْإِزَار من الجَنْبِ، يُقَال أخذتُ بحَقْوِ فلَان. وجمعُ الحَقْوِ حِقَاءٌ. وَقَالَ اللَّيْث الحَقْوانِ الخاصرتَان. والجميع الأَحْقَاءُ. وَالْعدَد أَحْقٍ كَمَا ترى تَقول عُذْتُ بِحَقْوِ فلَان إِذا عاذَ بِهِ ليمنَعَه، وَأنْشد: وعذتم بأَحْقَاءِ الزّنادِق بَعْدَمَا عركتكم عَرْكَ الرّحى بِثِفَالها وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن بشر بن مُوسَى عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: كلُّ مَوضِع يَبْلُغُه سيلُ الماءِ فَهُوَ حَقْوٌ. وَقَالَ اللَّيْث: إِذا نظرت إِلَى رَأس الثَّنِيَّةِ من ثَنَايا الْجَبَل رَأَيْت لِمَخرِمَيْها حَقْوَينِ وَقَالَ ذُو الرمة: تَلْوِي الثنايا بأَحْقِيَها حَوَاشِيه لَيَّ المُلاَءِ بأبوابِ التَّفَاريج التفاريج: خَصَاص الدَرَابَزِين بنحِقرات قَالَه ثَعْلَب يَعْنِي السّراب. وَيُقَال: رمى فلانٌ بِحَقْوٍ، أَي رمى بِإِزَارِهِ. والحَقْوَةُ داءُ يَأْخُذ فِي البَطْن يورِث نَفْخَةً فِي الحَقْوَيْنِ تَقول: حُقِيَ الرجل فَهُوَ مَحْقُوُّ إِذا أَصَابَهُ ذَلِك الدَّاء قَالَ رؤبة: من حَقْوَةِ الدَّاء وَرَاء الأعْداد أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الحَقْوَةُ داءُ يكون فِي الْبَطن من أَن يَأكُلَ الرجُلُ اللَّحْم بَحتَاتٍ فَيَقَع عَلَيْهِ الْمَشْي وَقد حُقِيَ فَهُوَ مَحْقُوٌّ. وَقَالَ ابْن الأَعرابي الحَقْوة فِي الْإِبِل نَحْو التَّقْطيع يأخُذُها من النُّحَازِ. قَالَ: وأكثرُ مَا تقع الحَقْوَةُ للْإنْسَان. وروى عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس أَنه قَالَ حَقِي يَحْقَى حَقاً مقصورٌ وَرجل مَحْقُوٌّ قَالَ أَبُو بكر مَعْنَاهُ إِذا اشْتَكَى

حَقْوَهُ أَبُو عَمْرو الحِقَاءُ رِباط الجُلّ على بطن الْفرس إِذا حُنذ للتَّضْمير وَأنْشد لطَلْق بن عدي: / ثمَّ حَطَطْنا الجُلَّ ذَا الحِقَاء كَمثل لَوْن خَالِصِ الحِنَّاءِ أخبر أَنه كُمَيْتٌ. قَالَ: الحِقاء جمع حَقْوةٍ، وَهُوَ مُرْتَفع عَن النَّجْدَةِ وَهُوَ مِنْهَا مَوضِع الحَقْوِ من الرجل يتحرَّزُ فِيهِ الضباع من السَّيْل. قَالَ أَبُو النَّجْم يصف مَطَرا: يَنْفِي ضِبَاع القُفّ من حِفائه وَقَالَ النَّضر: حُقِيُّ الأَرْض سُفوحها وأسنادها وَاحِدهَا حَقْوٌ وَهُوَ السَّنَدُ والهَدَفُ. ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء قَالَت الدُّبَيرية يُقَال: ولغَ الْكَلْب فِي الْإِنَاء ولجن واحْتَقَى يَحْتَقي احتقاءً بِمَعْنى وَاحِد. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: حَقْوُ السَّهْم مُسْتَدَقُّه مِمَّا يَلِي الريش. وَيُقَال حَقْوُ السهْم مَوضِع الريش وَجمع الْحَقْوِ حِقَاءٌ وحُقِيٌّ. قحا: قَالَ الليثُ: القَحْوُ تأسيس الأقْحُوَان وَهِي فِي التَّقْدِير أفْعُلاَن وَهُوَ من نَبَات الرّبيع مُفَرَّضُ الْوَرق دَقِيق العيدان لَهُ نوْرٌ أَبيض كَأَنَّهُ ثغر جَارِيَة حَدَثةِ السن. والواحدة أقْحُوانة وَلَو جعلته فِي دَوَاء قلت: دَوَاء مَقْحُوٌ ومُقَحًّى. وأقحوانة مَوضِع مَعْرُوف فِي ديار بني تَمِيم، وَقد نزلت بِهِ. والأُقحوان هُوَ القُرَّاصُ عِنْد الْعَرَب وَهُوَ البابُونج والبابونك عِنْد الْفرس. وَالْعرب تَقول رَأَيْت أقاحي أمره كَقَوْلِك رَأَيْت تباشير أمره وَفِي (النَّوَادِر) اقتحَيْتُ المَال وقَحَوْتُه واجْتَفَفْتُه وازْدَفَفْتُه أَي أَخَذته. وَقَالَ: فالأقحوانة منا منزل قمِن. حوق: عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الحُوقَةُ الْجَمَاعَة الممحزِقة وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الحوق الكنس، والمِحوقَةُ المِكْنَسة قَالَ والحوق الحَوْقَلَةُ. وَقَالَ اللَّيْث الحَوْقُ والحُوقُ لُغَتَانِ، وَهُوَ مَا اسْتَدَارَ بالكمرة يُقَال فَيْشَلة حوقاءُ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الحَوْقُ الْجمع الْكثير. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي الحُواقَةُ القماش. وَقد حُقْتُ الْبَيْت حَوْقاً: كنسته. وَقَالَ النَّضر: حَاق بهم العذابُ كأَنَّهُ وَجب عَلَيْهِم، وَقَالَ: حاق الْعَذَاب يَحِيق فَهُوَ حَائق. وَقَالَ اللَّيْث: الحَيْق مَا حَاقَ بالإنسان من مكْرٍ أَو سُوءٍ يعملهُ فينزلُ ذَلِك بِهِ، تَقول أحاق الله بِهِمْ مَكْرَهُم وحاق بهم مَكْرهمْ. وَقَالَ الزّجاج فِي قَوْله جلّ وعزّ: {الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ} (غَافِر: 83) أَي أَحاط بهم العذابُ الَّذِي هُوَ جزءُ مَا كَانُوا يستهزءون. كَمَا تَقول أحَاط بفلان عملهُ وأهلكه كسْبُه؛ أَي أهلكه جَزَاء كَسبه. قلت: جعل أَبُو إِسْحَاق حاق بِمَعْنى أَحاط، وكأَن مأخذَه من الحُوق وَهُوَ مَا اسْتَدَارَ بالكَمَرَةِ، وَجَائِز أَن يكون الحُوقُ فُعْلاً من حاق يَحِيق كأَنَّه كَانَ فِي الأَصْل حُيْقاً فقلبت الْيَاء واواً لانضمام مَا قبلهَا، وَالْيَاء تدخل على الواوِ فِي حُرُوف كَثِيرَة، يُقَال تصوّح النبت وتصيّح إِذا تشقق وتوَّهَه وتيَّهه وطوّحه وطيّحه.

أبواب الحاء والكاف

سَلمَة عَن الْفراء فِي قَوْله: {الْعِلْمِ وَحَاقَ} هُوَ فِي كَلامِ العرَب عَاد عَلَيْهِم مَا استهزءُوا وَجَاء فِي التَّفْسِير أَحَاطَ بهم وَنزل بهم. وقح: اللَّيْث الوَقَاحُ الحافِر الصُّلْبُ الْبَاقِي على الْحِجَارَة. والنعت وقاحٌ، الذَّكُر وَالْأُنْثَى فِيهِ سَوَاء والجميع وُقُح وَوُقَّح، ورجلٌ وقَاحُ الْوَجْه صُلبه قليلُ الحياءِ، وَقد وَقُح وقَاحَةً وقِحَةً وَوَقَح الفرسُ وَقاحة وقِحَةً والتوقيح أَن يوقح الحافرُ بشحْمَةٍ تذاب حَتَّى إِذا تشيّطت الشحمة وذابت كُوِيَ بهَا مَوَاضِع الحَفَاء والأَشَاعِر. واستوقح إِذا صلُب وَقَالَ غَيره: وَقحْ حوضَك أَي امْدُرْه حَتَّى يَصْلُبَ فَلَا ينشَفَ الماءُ، وَقد يُوَقَّح بالصفائِح وَقَالَ أَبُو وجزة: أفْرِغْ لَهَا فِي ذِي صَفِيحٍ أَوْقَحَا قيح: قَالَ اللَّيْث يُقَال للجرح إِذا انْتَبَرَ: قَدْ تَقَوَّحَ. قَالَ وقَاحَ الجرحُ يَقيحُ وقَيَّحَ وأَقَاحَ، والقيح المِدَّةُ الْخَالِصَة الَّتِي لَا يخالطها دَمٌ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أقاح الرَّجُلُ إذَا صمَّم على الْمَنْع بعد السُّؤَال، وَرُوِيَ عَن عمر رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ مَنْ مَلأَ عيْنَيه من قَاحَةِ بيْتٍ قبل أَن يُؤْذَنَ لَهُ فقد فَجَر. وَقَالَ ابنُ الْفرج سَمِعت أَبَا الْمِقْدَام السُلَميَّ يَقُول هَذِه بَاحَةُ الدَّارِ وقَاحَتُها وَمثله طين لازِبٌ ولازقٌ. ونَبِيثَةُ البِئْرِ ونَقِيثَتُها وَقد نَبَّثَ عَن الأَمْرِ ونَقَّثَ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي عَن أبي زِيَادٍ: مَرَرْت على دَوْقَرة فَرَأَيْت فِي قَاحَتِها دَعْلَجاً شَظِيظاً. قَالَ قاحةُ الدَّار وسَطُهَا، والدَّعْلَجُ الحُوَالِقُ والدوقَرَةُ أرضٌ نَقِيَّة بَين جبالٍ أحاطت بهَا. وروى ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي القُوح الأرَضُون الَّتِي لَا تُنْبِتُ شَيْئا، يُقَال قَاحَةٌ وقُوحٌ مثل ساحةٍ وسُوحٍ ولابَةٍ ولُوبٍ وقارَةٍ وقُورٍ. (أَبْوَاب الْحَاء وَالْكَاف) (ح ك (وايء) حاك، (يحوك، ويحيك) ، كاح، حكى، حكأ، وكح، كحا: مستعملة. حوك حيك: قَالَ اللَّيْث الحُوك بقلة ورَوَى ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الحَوْكُ الباذروج. قَالَ اليزيدي ماحكّ فِي صَدْرِي مِنْهُ شَيْء وَمَا حاكَ وكلٌّ يُقَال: فَمن قَالَ حكَّ قَالَ يحُكُّ وَمن قَالَ حاك قَالَ يحِيكُ حَيْكاً، وَيُقَال مَا أحاك فِيهِ السَّيْف وَمَا حاك كلٌّ يُقَال: فَمن قَالَ أحَاكَ قَالَ يُحِيكُ إحاكَةً، وَمن قَالَ حاكَ قَالَ يَحيكُ حَيْكاً وحاك الحائك يحُوك حياكَةً وحَوْكاً وحَاك فِي مَشْيهِ يَحِيكُ حَيَكاناً أَي تبختر. وَحدثنَا السَّعْدِيّ قَالَ حَدثنَا الزَّعْفَرَانِي عَن زيد بن الحُبَاب: قَالَ أخبرنَا مُعَاوِيَة بن صَالح قَالَ أَخْبرنِي عبد الرحمان بن نُغَيْر عَن أَبِيه عَن النَوَّاس بن سَمْعان الْأنْصَارِيّ: أَنه سَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن البِرّ والإثْم فَقَالَ: (البِرُّ حُسْنُ الخُلُق وَالْإِثْم مَا حَاكَ فِي نفْسِك وكَرِهْتَ أَن يطّلِعَ عَلَيْهِ النَّاس) .

وَقَالَ اللَّيْث الشَّاعِر يحوك الشعْرَ حَوْكاً والحائك يَحِيك الثَّوْب حَيْكاً والحِياكةُ حرْفَتُه. قلت هَذَا غلط الحائك يحوك الثَّوْب وَجَمِيع الحائك حَوَكَةٌ وَكَذَلِكَ الشَّاعِر يَحُوكُ الْكَلَام حَوْكاً. وأمّا حاك يَحِيكُ فَمَعْنَاه التَّبَخْتُر. وَقَالَ اللَّيْث الحَيْك النسج والحَيْكُ أَخْذُ القَوْل فِي الْقلب، يُقَال: مَا يَحِيكُ كلامُكَ فِي فلَان وَلَا يَحيكُ الفأْسُ وَلَا القَدُومُ فِي هَذِه الشَّجَرَة. قَالَ والحَيَكَانُ مَشْيَةٌ يُحَركُ فِيهَا الْمَاشِي أَلْيَتَهُ، تقولُ رجل حَيّاكٌ وَامْرَأَة حَيّاكَةٌ تَتَحَيّكُ فِي مِشْيَتها. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الحيكان أَن يُحَرَّكَ مَنْكِبَيْه وجسدَه حِين يمشي مَعَ كَثْرَة لحم. ابْن بُزُرْج قَالُوا حَوْكٌ وحَوَكٌ وحُوُوكةٌ، وَالْمعْنَى التسَاجات وَهِي الثِّيَاب بِأَعْيَانِهَا. أَبُو نصر عَن الْأَصْمَعِي: مَا حاك سيْفُه أَي مَا قَطَع، وَمَا حَكَّ فِي صَدْرِي مِنْهُ شَيْء، أَي مَا تخالَجَ فِي صَدْرِي مِنْهُ شَيْء. قَالَ وحَاكَ يحيكُ حيكاً إِذا فَحَّجَ فِي مِشْيَتِهِ وحرّكَ مَنْكِبَيْه وَقَالَ المُبَرد: حَاكَ الثوبَ والشعرَ يحوكُهُ، كِلاَهُما بِالْوَاو، وَهُوَ يَحِيكُ فِي مِشْيته، ومِشْيةٌ حَيَكَى إِذا كَانَ فِيهَا تبختر. كوح كيح: قَالَ الليثُ: كاوحتُ فلَانا مكاوحَةً إِذا قاتَلْتَه فَغَلَبْتَه. ورأَيتُهما يتكاوحان، والمكاوحَةُ أَيْضاً فِي الْخُصُوماتِ وَغَيرهَا. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: أكاح زيدا. وكوَّحه إِذا غَلَبه، وأَكاحَ زيدا إِذا أَهْلَكَه. وَقَالَ أَبُو عَمْرو والتكْوِيحُ التَّغْلِيبُ وَأنْشد: أعددتُه للخَصْم ذِي التَّعَدّي كوَّحْتُه مِنْكَ بِدُونِ الْجَهْدِ وكوَّحَ الزمَامُ البعيرَ إِذا ذلَّلَه، وَقَالَ الشَّاعِر: إِذا رام بغياً أَو مراحاً أقامَهُ زِمَامٌ بمَثْنَاهُ خِشَاشٌ مكوحُ بمثناه بِمَا ثنى من طرفَهِ حَلْقَةً شمر عَن الْأَصْمَعِي الكِيحُ نَاحيَة الْجَبَل وَقَالَ رؤبة: عَن صَلَتٍ من كيحنَا لَا تَكْلِمه وَقَالَ أَبُو عَمْرو الكِيحُ عُرْض الْجَبَل وأَغْلَظُه قَالَ والوادي رُبمَا كَانَ لَهُ كِيحٌ إِذا كَانَ فِي جُرُفٍ غليظ فجرفه كيحهُ، وَلَا يعد الكِيحُ إِلَّا مَا كَانَ من أصْلَب الحِجَارة وأخْشنها، وكل سنَدٍ جبلٍ غليظٍ كِيحٌ وَإِنَّمَا كوْحه خُشْنته وغِلَظُه، وَالْجَمَاعَة الكِيحَةُ. وَقَالَ اللَّيْث أسنانٌ كيحٌ غَلِيظَة وَأنْشد: ذَا حَنَكٍ كِيح كحب القِلقِل قَالَ والكِيح صقع الجُرْف وصقْع سنَدِ الْجَبَل. وكح: أَبُو عبيد عَن أبي زيد أَوْكَحَ عطيَّتَه إيكاحاً إِذا قَطَعَها. الْأَصْمَعِي: حفر فَأكْدَى وأَوْكَحَ إِذا بَلَغَ المكانَ الصُّلْبَ وَقَالَ المفضّل سَأَلته فاسْتَوْكَحَ استيكاحاً أَي أمسك وَلم يُعْط. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: استوكَحَتِ الفراخُ إِذا غلظت وَهِي فراخ وُكُحٌ. وَقَالَ غَيره أَرَادَ أَمْراً فَأَوْكَحَ عَنهُ أَي كفَّ عَنهُ وتَرَكَه.

باب الحاء والجيم

حكى: اللَّيْث الحِكاية كَقَوْلِك حكَيْتُ فلَانا وحاكَيْتُه إِذا فعلتَ مثلَ فعلِه سَوَاء وَقلت مثلَ قولِه سَوَاء لَا تجاوزُه. سَلمَة عَن الفرّاء: الحاكِيَةُ الشادّة يُقَال حكت أَي شدّت قَالَ والحائِكة المتبخترة. حكأ: قَالَ اللَّيْث أحكأتُ العُقْدَةَ إحْكَاء إِذا شدَدْتَّها واحْتَكأَتِ العُقْدَةُ إِذا اشتدّت وَقَالَ الأصمعيّ: أَحْكَأَ عُقْدَتَه إحكاءً إِذا شدّها، وأَنشد شمر: أَجْلَ أَنَّ الله قد فَضَّلكم فوقَ من أَحكأ صُلْباً بإزار الصُّلْبُ هَاهُنَا الحَسَبُ، والإزار العِفَّةُ من الْمَحَارِم. وَقَالَ شمر هُوَ من أحْكأتُ العُقْدَة أَي أحْكَمْتُهَا. وَقَالَ أَبُو حَاتِم قَالَ الأصمعيّ: أهل مكّة يسمون العِظَاءة الحُكَأَة. والجميع الحُكَى، مَقْصُور. قَالَ أَبُو حَاتِم. وَقَالَت أم الْهَيْثَم الحُكاءَة ممدودة مَهْمُوزَة. وَهُوَ كَمَا قَالَت. وَفِي (النَّوادر) . يَقُول لَهُ احْتَكَأَ أمْرِي لفَعَلت كَذَا، أَي لَو بَان لي أَمْرِي فِي أوّله. ابْن السّكيت يُقَال احْتَكَأ ذَاك الأمْرُ فِي نَفسِي أَي ثَبَتَ فَلم أشُكَّ فِيهِ، وَمِنْه إحْكَاء العُقْدَةِ، وَيُقَال سَمِعت أَحَادِيث فَمَا احتكأ فِي صَدْرِي مِنْهَا شيءٌ. كحا: أهمله اللَّيْث وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ كَحَا إِذا فسد. قلتُ: وَهُوَ غَريبٌ. (بَاب الْحَاء وَالْجِيم) (ح ج (وايء)) حجا، حَاج، جحا، جاح، وجح، وَحج، أحح. حجا (أحج) : وَقَالَ اللَّيْث: تَقول حاجَيْتُه فَحَجَوْتُه إِذا ألقيت عَلَيْهِ كلمة مُحْجِيَةً مُخَالفَة المَعْنَى لِلَّفظ. والجواري يتحاجَيْن. والحُجَيَّا تَصْغِيرُ الحَجْوَى. وَتقول الجاريةُ للأخْرى جُحَيَّاكِ مَا كانَ كذَا وكذَا. والأُحْجِيَّةُ اسْم المحاجاةِ وَفِي لُغَة أُحْجُوَّة وَالْيَاء أحسن. والْحجْوَى اسْم أَيْضا للمحاجاة. وَقَالَت بنت الخُس العاديَّةُ فِيمَا يُرْوَى لَهَا: قَالَتْ قالَةً أختى وحَجْوَاهَا لَهَا عَقْلُ ترى الفتيان كالنخل وَمَا يدرِيك مَا الدَّخْلُ الدَّخْلُ العيْبُ. أَبُو عُبَيْدٍ: بَينهم أُحْجِيَّةٌ يتحاجَوْن بِهَا، وَهِي مثل الأُغلوطة وأُدْعيَّه فِي مَعْنَاهَا، وَقَالَ أَبُو زيد يُقَال مِنْهُ حاجَيْتُه، وَهُوَ نَحْو قَوْلهم أَخْرِجْ مَا فِي يَدي وَلَك كَذَا. سلمةُ عَن الْفراء قَالَ: حُجَيَّاكَ مافي يَدي، أَي حاجَيْتُك. وَقَالَ الْأَصْمَعِي فلَان يأتينا بالأحاجيّ أَي بالأغاليط. وَقَالَ اللَّيْث الحَجَاةُ فُقَّاعةٌ ترْتَفع فوقَ المَاء كأنَّها قارورةُ والجميع الحَجَوَاتُ وَأنْشد: وعَيْنَاي فِيهَا كالحَجاة من الْقطر وَقَالَ الْأَصْمَعِي الحَجَا مقصورٌ النُّفاخات على المَاء الْوَاحِدَة حَجَاةٌ. قَالَ: والحِجَا

العقلُ مقصورُ، وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو زيد والفراءُ. وَأنْشد اللَّيْث قولَ الْأَعْشَى: إِذْ هِيَ مثلُ الغُصْن ميَّالَةٌ تروق عَيْنَيْ ذِي الْحِجا الزائر وَيُقَال: هُوَ حَجٍ بِهِ قَالَ وَتقول إنَّه لَحِجَيٌّ أَن يفعل ذَاك أَي حَرِيٌّ بِهِ، وَمَا أَحْجَاهُ بِهِ وأحْراه قَالَ العجاج: كرَّ بِأَحْجَى مَانِعٍ أَن يَمْنَعَا وَتقول أَحْجِ بِهِ أيْ أَحْرِبه وأخلِقْ بِهِ أَن يكون، قَالَ الأصمعيُّ وَقَالَ اللَّيْث الحَجَا الزمزمة وَقَالَ الشَّاعِر: زمزمة الْمَجُوس فِي أحجائها وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي فِي حَدِيث رَوَاهُ عَن رجل رَأَيْت عِلْجاً يومَ الْقَادِسِيَّة قد تكَنَّى وتَحَجَّى فقتلتُه؛ قَالَ ثعلبٌ سَأَلت ابنَ الْأَعرَابِي عَن تحجَّى فَقَالَ: مَعْنَاهُ زَمْزَمَ قَالَ والحِجاءُ مَمْدُود الزمْزَمة وَأنْشد: زَمْزَةُ الْمَجُوس فِي حِجَائِها هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو الْعَبَّاس عَنهُ وكأنهما لُغَتَانِ إِذا فتحتَ الْحَاء قصرْتَ وَإِذا كسرتها مددت، وَمثله الصَّلا والصلاءُ والأَيا والإياءُ للضَّوْءِ. قَالَ وتكنى لزم الكِنَّ، أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ حاجَانِي فلانٌ فاحْتَجَيْتُ أَي أصَبْتُ مَا سَأَلَني عَنهُ وأنشدنا: فَنَاصِيَتي ورَاحِلَتي ورحْلي ونِسْعَا نَاقَتِي لمن احْتَجَاهَا وَقَالَ اللَّيْث الْحجْوَة الْحَجْمَة يَعْنِي الحدقة. قلت لَا أَدْرِي هِيَ الحَجْوَةُ أَو الجَحْوَة للحدقة. وَقَالَ الأصمعيّ حجا الرجل يحجو إِذا أَقَامَ بِالْمَكَانِ وَثَبت وَقَالَ العجاج: فَهُنَّ يعكُفْنَ بِهِ إِذا حَجَا وَيُقَال تحجّيتكم إلَى هَذَا الْمَكَانِ أَي سَبَقْتُكمْ إِلَيْهِ وَلَزِمتهُ قبلكُمْ وَقَالَ ابْن أَحْمَر: أصَمَّ دُعَاء عاذلتي تحجي بآخرنا وتنسى أوّلينا قَالَ وأَحْجَاءُ الْبِلَاد نَوَاحِيهَا وأطرافُها، وَقَالَ ابْن مُقْبل: لَا يُحْرِزُ المرءَ أحجاءٌ البِلاَدِ وَلَا تُبْنَى لَهُ فِي السماواتِ السَّلاَليم وَقَالَ غيرُه وَاحِد الأحجاء حَجاً مَنْقُوص، ناحيةُ الشَّيْء وَقَالَ ذُو الرمة: فَجَاءَت بأَغباش تحجَّى شَرِيعَة تِلاداً عَلَيْهَا رمْيُها واحتِبالُها قَالَ تَحَجَّى تقصد، حَجَاهُ، وَيُقَال تحجّى فلانٌ بظَنه إِذا ظنَّ شَيْئا فادّعاه ظانّاً، وَلم يستيقنه وَقَالَ الكُمَيْتُ: تَحَجَّى أَبُوهَا مَنْ أبوهم فصادفُوا سواهُ وَمن يجهلْ أَبَاهُ فقد جَهِل وَتقول: حَجَوْتُ فلَانا بكَذَا أَيْ ظننْته بِهِ، وَقَالَ الشَّاعِر: قد كُنْت أحجو أَبَا عَمْرٍ وأَخاً ثِقَة حتّى أَلَمَّت بِنَا يَوْمًا ملمّاتُ وَقَالَ ابْن الأعرابيّ الحَجْوُ الوُقُوف حَجَا إِذا وقف قَالَ وحَجِي معدولٌ من حَجَا إِذا وقَفَ. وَقَالَ الكسائيُّ: مَا حَجَوْتُ مِنْهُ شَيئاً، وَمَا هَجَوْتُ مِنْهُ شَيْئا أَي مَا حفِظْتُ مِنْهُ

شَيْئا. وَقَالَ أَبُو عبيد قَالَ الْفراء حَجِيتُ بالشَّيْء، وتحجَّيْتُ بِهِ، يُهمز وَلَا يُهمز تمسكْتُ بِهِ ولزمْتُه وَأنْشد بَيت ابْن أَحْمَر: أَصَمَّ دَعَاءُ عَاذِلتي تَحَجَّى أَي تمسك بِهِ وَتلْزَمهُ قَالَ وَهُوَ يحجوبه وَأنْشد: فهن يعكفن بِهِ إِذا حَجَا أَي إِذا أَقَامَ بِهِ وَمِنْه قَول عدي بن زيد: أطفَّ لأنفه الموسى قصيرٌ وَكَانَ بِأَنْفِهِ حَجِئاً ضنينا قَالَ شمر: تحجَّيتُ تمسكت جيدا قَالَ اللحياني يُقَال مَاله حَمْجَأٌ وَلَا مَلْجَأٌ بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ أَبُو زيد إنَّه لَحَجيء بني فلَان أَي لاجىءٌ إِلَيْهِم وَقَالَ ابْن هانىء قَالَ أَبُو زيد حجا سرُّه يَحْجُوه إِذا كَتَمَهُ وَيُقَال لِلرَّاعِي إِذا ضَيَّع غَنَمَه فتفرَّقَت مَا يَحْجُو فلانٌ غنَمه وَلَا إبِلَهُ، وَمَا يَحْجُو السقَاءُ شَيْئا إِذا لم يَحْبِس الماءَ ونَفَحَ من جوانبه. وَفِي (نَوادِرِ الأَعراب) لَا محاجَاةَ عِنْدِي فِي كَذَا وَلَا مكافأةَ، أَي لَا كتمانَ لَهُ عِنْدِي وَلَا ستر. وَقَول الأخطل: جحونا بني النُّعْمَان إِذْ عَضّ ملكهم وَقبل بَني النعمانِ حاربَنَا عَمْرو قَالَ الَّذِي فسره جحونا قَصَدْنَا واعتمدْنا، قلت: مِنْهُ قَوْلهم إِنَّه لحجيّ بِكَذَا أَي حَرِيٌّ وَمَا أَحْجَاه أَي مَا أَخْلَقَهُ. جحا: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: جَحَا إِذا خَطَا. قَالَ: والجَحْوَة الخَطْوَة الْوَاحِدَة قَالَ أَبُو الْعَبَّاس إِذا سمّيت رجلا بِجُحَا فألْحِقْه بِبَاب زُفَر. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الجاحي الحسنُ الصلاةِ، والجاحي المثاقب، والجائح الجَرَاد، قَالَ: وجُحَا معدول من جَحَا يَحْجُو إِذا خَطَا، وَقَالَ غَيره بَنو حَجْوانَ حَيٌّ من الْعَرَب. واجتحى الشيءَ واجتاحه بِمَعْنى وَاحِد إِذا استأصَلَه. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ قَالَ أَخْبرنِي ثعلبٌ عَن سلمةَ عَن الفرَّاء وَقَالَ فِي كَلَام تجاحيا الْأَمْوَال فَقلب يُرِيد اجتاحا وَهُوَ من أَوْلَاد الثلاثةِ فِي الأَصْل. حوج: قَالَ اللَّيْث: الحَوْجُ من الحاجةِ، تَقول أَحْوَجَهُ الله. وَقد أَحْوجَ الرجلُ إِذا احتَاجَ. والحَاجُ جمع الحاجَةِ، وَكَذَلِكَ الحوائِج والحاجات. وَتقول لقد جَاءَت بِهِ حاجةٌ حائجةٌ. قَالَ: والتَّحَوُّجُ طلب الحاجَةِ وَقَالَ العجّاج: إِلَّا انتظارَ الْحَاج من تَحوَّجَا وَقَالَ الْفراء هِيَ الحِوَج للحاجات وَأنْشد. وَعَن حِوَجٍ قَضَاؤُها من شِفَائِيا والحاجُ ضرب من الشوك. ورُوي عَن الْكسَائي أَنه قَالَ: تَصْغِير الحاجِ الشوكِ حُيَيْجَةٌ. قَالَ وأَحْيَجت الأرضُ وأَحَاجَتْ إِذا أَنْبَتَت الحَاجَ. وَقَالَ الرّاجز: كَأَنَّهَا الحاجُ أفادت عصبَة أَرَادَ الحاجّ فخذف إِحْدَى الجيمين وخففه كَقَوْلِه: لسوء الغالبات إِذا فليني: أَرَادَ فلينني وَأنْشد شمر. والشحطُ قطّاعٌ رجاءَ من رجا إِلَّا احْتضار الحاجِ من تحوَّجا

قَالَ شمر يَقُول إِذا بعد من تُحِبُّ انْقَطع الرَّجَاء إِلَّا أَن يكون حَاضرا لحاجَتِك قَرِيبا مِنْهَا. وَقَالَ رَجَاء من رجا، ثمَّ اسْتثْنى فَقَالَ إِلَّا احتضار الْحَاج أَي إِلَّا أَن تحضره، والحاج جمع حاجَةٍ، وتَحَوَّج طلب حَاجَة. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أبي الْحسن الشيخي عَن الرياشي قَالَ يُقَال حاجَةٌ وحَاجٌ وأَخْبَرني عَن أبي الْهَيْثَم أنّه قَالَ الحاجَةُ فِي كَلَام الْعَرَب الأَصْل فِيهَا حائجة حذفوا مِنْهَا الْيَاء فلمَّا جمعوها ردوا إِلَيْهَا مَا حذفوا مِنْهَا فَقَالُوا حَاجَة وحوائج فدلّ جمعهم إِيَّاهَا على حوائج أَن الْيَاء محذوفة من الْوَاحِدَة قَالَ وَقَالُوا حَاجَة حوجاء وَأنْشد: وحُجْتُ فَلم أكُدُرْكُمُ بالأَصَابِع أَي تعفَّفْتُ عَن سُؤَالِكُمْ. وَقَالَ اللحياني حَاجَ الرّجُلُ يَحُوجُ ويَحِيجُ، وَقد حِجتُ وحُجْتُ أَي احتَجْتُ وَيُقَال كلمت فلَانا فَمَا رَدّ عليّ حَوْجَاءَ وَلَا لَوْجَاء على فعلاء مَمْدُود، وَمَعْنَاهُ مَا ردّ عليّ كلمة قبيحة وَلَا حَسَنَة. وَقَالَ اللحياني مَالِي فِيهِ حوجَاءُ وَلَا لَوْجَاءٌ وَلَا حويْجَاءُ وَلَا لويجاء أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي حَاجَ يَحُوجُ حَوْجاً إِذا احْتَاجَ. قَالَ: والحَوْجُ الطّلب، والحَوْجُ الْفقر. جوح: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: جَاحَ الرَّجُل يجوح جَوْحاً إِذا أَهْلَكَ مَال أقربائِه، وجَاح يَجُوح جَوْحاً إِذا عدا عَن المحجَّة إِلَى غَيرهَا، أَبُو عبيد الجَائِحة الْمُصِيبَة تحل بِالرجلِ فِي مَاله فتجْتَاحُه كُلَّه. قَالَ شمر، وَقَالَ ابْن شُمَيْل: أصابَتْهُمْ جائِحة أَي سنَةٌ شديدةٌ اجتاحت أموالَهُم فَلم تَدعْ لَهُم وَجَاحاً، والوَجاح بَقِيَّة الشَّيْء من مَالٍ أَو غيرِه. وَقَالَ اللَّيْث الجوح من الاجْتِياح، يُقَال جَاحَتْهُم السّنة واجتاحتهم، وَهِي تَجُوحُهم جَوْحاً وجِياحَةً، وَهِي سنة جَائِحَة جدْبَةٌ. وَنزلت بفلان جائِحة من الجوائِح. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنّه أَمر بِوَضْع الجوائِح وَمِنْه قَول شَاعِر الْأَنْصَار: ولَكِنْ عرايا فِي السنين الجوائِحِ وَأَخْبرنِي عبد الْملك عَن الرّبيع عَن الشَّافِعِي قَالَ: جِمَاع الجَوائِح كلُّ مَا أذْهَبَ الثَّمَرَة أوْ بعضَها من أمْرٍ سماوِيَ بِغَيْر جنايةِ آدَمِيّ. قَالَ وَإِذا اشْترى الرجل ثَمَر نخل بَعْدَمَا يحل بيعُه فأُصِيبَ الثَّمر بَعْدَمَا قَبضه المشترِي لزمَه الثّمن كلّه، وَلم يكن على البائِع وضْعُ مَا أصابَه من الجائِحة عَنْه. قَالَ واحتملَ أمرُه بِوَضْع الجوائِح أَن يكون حَضّاً على الْخَيْر لَا حتما كَمَا أَمَر بالصُّلْح على النّصْف وَمثل أمرِه بِالصَّدَقَةِ تَطَوّعا فَإِذا خَلَّى البائِعُ بَين المشترِي وَبَين الثَّمر فأصابته جَائِحَة لم يُحكمْ على البائِع بِأَن يضع عَنهُ من ثمنه شَيْئا. قلت: والجائحة تكون بالبَرَدِ يقعُ من السَّمَاء إِذا عظم حَجْمُه فَكثر ضَرَرُه، وَتَكون بالبرْدِ المحرق وَالْحر المُفْرِط حَتَّى يفْسد الثَّمر. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الجَوْحُ الْهَلَاك والجائِحَةُ مأخوذةٌ مِنْهُ. وجح: قَالَ شمر: الوَجَحُ الملجأُ وَكَذَلِكَ الوَجَحُ وَأنْشد:

فَلَا وَجَحٌ ينْجِيكَ إِن رُمْت حَرْبَنَا وَلَا أَنْت مِنَّا عندَ تِلْكَ بآئل وَقَالَ حُمَيْدُ بن ثَوْر: نضْحَ السُّقَاةِ بصُبَابات الرَّجَا ساعةَ لَا ينفَعُها مِنْهُ وجَحٌ قَالَ ويُروى بَيت الْهُذلِيّ: فَلَا وجْحَ ينْجِيك. قَالَ وَقد وجَحَ يَوْجَحُ وجْحاً إِذا التجأ، كَذَلِك قرأته بِخَط شَمِر، وَرُوِيَ عَن عمر أَنه صلّى بِقوم فلمّا سلم قَالَ: من استطاعَ مِنْكُم فَلَا يُصَل مُوجِحاً. فَقُلْنَا: وَمَا المُوجِحُ؟ قَالَ: مِنْ خَلاَءٍ أَو بَوْلٍ. قَالَ شمر: هَكَذَا رُوِيَ بِكَسْر الْجِيم، قَالَ وَقَالَ بَعضهم: مُوجَحٌ وقَدْ أَوْجَحهُ بولُه. قَالَ: وَسمعت أعرابيّاً سَأَلته عَنهُ فَقَالَ هُوَ المُجِحُّ ذهب بِهِ إِلَى الْحَامِل. قَالَ شمر وَيُقَال ثوب موجَح كثير الْغَزل كثيف قَالَ وَطَرِيق موجِح مَهْيع وَقَالَ سَاعِدَة الْهُذلِيّ: لَقَدْ أشهدُ البيتُ المُحَجَّبَ زَانَه فِرَاشٌ وخِدْرٌ موجَحٌ ولطائِم قَالَ الموجَحُ الغليظُ الكثيف، وثوب وَجِيحٌ متين كثيف. قَالَ شمر كَأَنَّهُ شَبَّه مَا يجد المحتقِن من الامْتلاء والانتفاخ بذلك قَالَ: وَيكون من أَوْجَحَ الشيءُ إِذا ظهر. يُقَال (وجح) الطريقُ والنارُ إِذا وَضُح وبَدَا. قَالَه ابْن المظفّر. وَقَالَ أَبُو وجزة: جَوْفَاءٌ محشُوَّةٌ فِي موحَحٍ مَغِصٍ أَضْيَافُه جَوَّعٌ مِنْهُ مَهَازيلُ أَرَادَ بالموجَح جلدا لَهُ أمْلَسَ وأضيافُه قِرْدانه والموجَحُ يُشبه المغَار. وَقَالَ: بِكُل أمعزَ مِنْهَا غيرِ ذِي وَجَحٍ وكل دارة هَجْلٍ ذاتِ أوجاح أَي ذَات غِيرَان. وأوْجَحَتْ غُرَّةُ الْفرس إيجَاحاً وأوضَحتْ إيضَاحاً. قَالَ شمر: والمُوجِحُ أيْضاً الَّذِي يوجِحُ الشَّيْء يسترهُ ويُخْفِيه من الوِجَاح وَهُوَ السّتْر وَقَالَ اللَّيْث: مَا عَلَيْهِ وَجَاحٌ أَي مَا عَلَيْهِ سِترٌ وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْفراء: الوِجَاحُ والأَجاح والوَجاح السّتْر، الحرانيُّ عَن ابْن السّكيت قَالَ الْفراء: لَيْسَ بيني وَبَينه وِجاح ووَجاح وَأجاح وإجَاحٌ أَي لَيْسَ بَيْني وبينَه سِتْرٌ قَالَ شمر: وَسمعت أَبَا معاذٍ النحويَّ يَقُول: مَا بيني وَبَينه جَاحُ بِمَعْنى وَجاح. قَالَ شمر: والموجِحُ أَيْضا الَّذِي يُوجحُ الشَّيْء يُمْسِكُه ويمنعُه من الوَجَحِ وَهُوَ الملجَأُ. قَالَ وأقرأني إِبْرَاهِيم بن سعد عَن الْوَاقِدِيّ للجُلاَح: أتتركُ أَمْرَ القَوْمِ فِيه بَلابِلٌ وتترك غيظاً كَانَ فِي الصدْرِ موجِحاً

باب الحاء والشين

(بَاب الْحَاء والشين) (ح ش (وَا يء)) حَشا، شحا، حاش، شاح، وشح، وَحش. أشح. حَشا: قَالَ اللَّيْث الحشو: مَا حشَوْتَ بِه فِراشاً أَو غيرَ ذَلِك. والحَشِيَّةُ الفِراش المحشُوُّ. وَتقول احتشيتُ بِمَعْنى امْتلأْتُ. وَتقول انْحشَى صوتٌ فِي صوتٍ وانحشى حَرْفٌ فِي حَرْفٍ. قَالَ: والاحْتِشَاء احتشاءُ الرجلِ ذِي الإبْرِدِة والمستحاضةُ تحْتَشِي بالكُرْسُف. قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لامرأةٍ: (احْتَشِي كُرْسُفاً) ، وَهُوَ الْقطن تحشُو بِهِ فرجَهَا. والحَشْوُ من الْكَلَام الفضْل الَّذِي لَا يُعتَمد عَلَيْهِ. قَالَ: والحشو صِغَارُ الْإِبِل، وَكَذَلِكَ حَوَاشِيها صغارُها، وَاحِدهَا حاشِيَةٌ. والحَشْوُ من النّاس الَّذين لَا يُعتدُّ بهم. وحاشِيَتَا الثَّوْب جَنَبَتَاه الطويلتَان فِي طرفيْهما الهُدْبُ. وحاشيةُ السَّرَابِ كلُّ ناحيةٍ مِنْهُ. والحشا مَا دُون الحجابِ مِمَّا فِي الْبَطن كُله من الكبد والطحَال والكَرِش وَمَا تبع ذَلِكَ حَشا كُلُّه. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الحَرَّاني عَن ابْن السّكيت: الحَشَا مَا بَيْن آخِرِ الأَضْلاَع إِلَى الوَرِك. قلت والشافعيُّ ح سَمَّى ذَلِك كلّه حِشْوَةً. ونحوَ ذَلِك سَمِعت الْعَرَب تَقول لجَمِيع مَا فِي البَطْنِ: حِشْوَةٌ مَا عدا الشَّحْم فَإِنَّهُ لَيْسَ من الحِشْوَة. وَقَالَ اللَّيْث الحشَا أَيْضا ظاهرُ البطْنِ وَهُوَ الخَصْرُ، وَأنْشد فِي صفة امْرَأَة: هَضِيم الحشَا مَا الشمسُ فِي يَوْم دَجْنها وَإِذا ثنَّيتَ قلت حشَيانِ، والجميعُ الأحشاء. وَيُقَال فلَان لطيفُ الحشَا إِذا كَانَ أقبَّ ضامر الخَصْر. وَقَالَ اللَّيْث: تَقول حشوتُه سَهْماً إِذا أَصَبْتَ حشاه. قَالَ وَتقول: حشأتُه بالعصَا حشَأً مهموزٌ إِذا ضربْتَ بَطْنه بهَا، مَزَّقوا بَينهمَا. وَأنْشد: وكائِنْ تَرى يَوْم الكُلاَبِ مُجَدلاً حشوناه مَحْشُورَ الحديدةِ أَصْمَعَا وَتقول حشَأْتُ النارَ أَي غَشِيتُها. قلت: هَذَا غلطٌ وَصَوَابه حشأتُ المرأَةَ إِذْ غشِيتَها، وَكَأَنَّهُ من تصحيفِ الورَّاقين. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي حشَأْتُه سَهْما وحشَوْتُه. وَقَالَ الْفراء: حشأتُه إِذا أدخلته جوفَه. وَإِذا أصبتَ حشَاه قلت حَشِيْتُه. وروَى أَبُو الْفضل لنا عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: حشَأْته سهْماً إِذا رميتَه فَأصَاب جَوْفه وَأنْشد هَذِه الأبيات: لي كلَّ يَوْم مِنْ ذُؤاله ضغثٌ يزِيد على إبَاله لي كلَّ يَوْم صِبْقَةٌ فَوقِي تَأَجَّلُ كالظُّلاَله فلأحْشَأَنَّكَ مِشْقَصاً أَوْساً أُوَيْسُ مِنَ الهباله والصبْقَةُ الْغُبَار وَقَوله أَوْساً أَي عوضا من هَبَالتك يَا أَوْسُ، وَهُوَ الذِّئْب كَانَ يعبَثُ فِي غَنَمِه ويَهْتَبِلُ لَحْمَها فَرَمَاهُ بِسَهْم فِي جوْفِه وقَتَلَه. الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت قَالَ حَشَأَ الرجلُ امرأَتَهُ يَحْشَؤُهَا حَشْأً إِذا نَكَحَها.

قَالَ وحشَأتَه بسهمٍ إِذا أصبتَ بِهِ جَوْفه. وَقد حشَا الوسادةَ يحشُوها حَشْواً. وَقَالَ أَبُو زيد حشَأتُ الرجلَ بالسهمِ حَشْأً إِذا أصبتَ بِهِ جَنْبَيْهِ وبطنَه وحشَأتُ الْمَرْأَة حَشْأ إِذا نكَحْتَها. وحشأتُ بطنَه بالعَصَا حَشْأ إِذا ضربتَه بهَا. قلت: والصوابُ فِي حشَأت مَا روينَاهُ عَن هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّة. قَالَ المنذريُّ قَالَ أَبُو حَاتِم قَالَ الأصمعيُّ الحِشْوَةُ موَاضِعُ الطَّعَام، وَفِيه الأحْشَاءُ والأقْصَاب. قَالَ وَسمعت الأصمعيَّ يَقُول: أسفلُ مواضِعِ الطعامِ الَّذِي يُؤَدي إِلَى الْمَذْهَب المَحْشَاة بنصْبِ الْمِيم والجميع مَحَاشٍ وَهِي المَبْعَرُ من الدوابّ. وَقَالَ: إيَّاكم وإتْيَانَ النِّسَاء فِي مَحَاشِيهنَّ؛ فَإِن كل مَحْشَاةٍ حَرَامٌ. قَالَ: والكُلْيَتَان فِي أَسْفَل البطْن بَينهمَا المثانة وَمَكَان الْبَوْل فِي المثانة. والمَرْبَضُ تَحت السُّرَّة وَفِيه الصفاقُ. والصفاق جلدةُ البطْن الباطِنَة والجلْدُ الأسفلُ الَّذِي إِذا انخرق كَانَ رَقِيقا. والمَأْنَةُ مَا غَلُظَ مِمَّا تَحت السُّرَّة. وروى أَبُو نصر عَن الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ المحاشِيءُ بِالْهَمْزَةِ أكسيةٌ خَشْنَة تحلق الْجَسَد وَاحِدهَا مِحْشَأُ. وَأنْشد: ينْفُضْن بالمشافر الهَدَالِق نَفْضَك بالمَحَاشِىء المَحَالِقِ وَقَالَ غَيره المِحْشَاةُ بِغَيْر همز مَا وَلِي الدُّبُرَ من المَبْعَر. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة الحَشِيَّة رِفاعةُ الْمَرْأَة وَهُوَ مَا تَضَعه المرأةُ على عَجِيزَتِها تفطمها بِهِ، يُقَال تَحَشَّت الْمَرْأَة تَحشياً فَهِيَ متحشيَةٌ. وعيش رَقِيق الحَوَاشِي إِذا كَانَ نَاعِماً فِي دَعَةٍ. وَقَالَ ابْن السّكيت الحاشِيَتان ابنُ المَخَاض وابنُ اللَّبُون. يُقَال: أرسلَ بنُو فلَان رَائِداً وانْتهى إِلَى أَرض قد شبعت حاشيتاها. أَبُو عبيد إِذا اشْتَكَى الرَّجُلُ حَشَاه ونَسَاهُ فَهُوَ حَشٍ ونَسٍ. قَالَ والحَشْيَان الَّذِي بِهِ الرَّبْوُ. وَامْرَأَة حَشْيَا. وَفِي حَدِيث عَائِشَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَرَجَ من بَيتهَا لَيْلًا وَمضى إِلَى البقيعِ، فتبعَتْهُ عائشةُ وظنَّت أَنه دخلَ بعضَ حُجَرِ نسائِه، فَلَمَّا أَحَسَّ بسوادِها قصد قَصْدَه فعدَتْ وعَدَا على إثْرِها، فَلم يدْرِكْها إِلَّا وَهِي فِي جَوف حُجْرَتِها، فَدَنَا مِنْهَا وَقد وقَع عَلَيْهَا البَهْرُ والرَّبْوُ فَقَالَ لَهَا مَالي أرَاك حَشْيَا رَابِية. أَرَادَ مَا لي أَرَاك قد وَقع عَلَيْك الرَّبْوُ وَهُوَ البَهْرُ، والرَّبْو يُقَال لَهُ الحشَا وَقَالَ الْهُذلِيّ: فَنَهْنَهْتُ أُولَى الْقَوْم منْهم بضرْبةٍ تَنَفَّس مِنْهَا كلُّ حشيانَ مُحْجِرُ وَقَالَ الفرّاء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {قُلْنَ حَاشَ للَّهِ} (يُوسُف: 51) هُوَ مِنْ حَاشَيْتُ أُحَاشِي. وَقَالَ غَيره يُقَال شَتَمْتُم فَمَا تحشَّيْتُ مِنْهُم أحدا وَمَا حَاشَيْتُ مِنْهُم أحدا ومَا حَاشَيْتُ أَي مَا قلت حَاشَى فلانٍ أَي مَا استثْنيت مِنْهُم أحدا. وَقَالَ أَبُو بكر بن الْأَنْبَارِي: معنى حَاشَا فِي كَلَام الْعَرَب أَعْزِلُ فلَانا من وصْفِ الْقَوْم بالحَشَا، وأعْزِلُه بناحيته وَلَا أُدْخِلُه فِي جُمْلتهم، وَمعنى الحشا النَّاحِبةُ وَأنْشد: وَلَا أُحَاشِي من الأَقْوَامِ مِنْ أَحَدِ

ويقالُ حاشَى لِفُلانٍ، وحَاشَا فلَانا وحَشَى فُلاَنٍ. قَالَ عمرُ بن أبي ربيعَة: من رَامَها حاشَى النَّبِيَّ وَأَهْلهُ فِي الفَخْرِ غَطْمَطَهُ هُنَاكَ المُزْبِدُ وَأنْشد الْفراء: حشَى رَهْطِ النَّبِي فإنّ مِنْهُم بُحوراً لَا تكدرُها الدَّلاَءُ فَمن قَالَ حاشى لِفُلانٍ خَفَضَه بِاللَّامِ الزَّائِدَة، وَمن قَالَ حَاشى فلَانا أضمر فِي حاشَى مَرْفُوعا ونصبَ فلَانا بحَاشَى، وَالتَّقْدِير حاشَى فِعْلُهُم فلَانا. وَمن قَالَ حاشى فلانٍ خفض بإضمار اللَّام لِطُول صُحبتها حَاشَى، وَيجوز أَن تَخْفِضَه بحاشى لأنَّ حَاشَى لَمَّا خلت من الصَّاحِب أَشْبَهت الِاسْم فَأَضيفَتْ إِلَى مَا بَعْدَها. وَمن الْعَرَب من يَقُول حَاشَ لفُلان فيُسقط الْألف، وقَدْ قُرِىءَ فِي الْقُرْآن بِالْوَجْهَيْنِ. قلت حَاشَ لله كَانَ فِي الأَصْل حاشَى لله فَلَمَّا كثُرَ فِي كَلاَمِهمْ حَذَفُوا الياءَ وجُعِلَ اسْما وَإِن كَانَ فِي الأَصْل فِعْلاً، وَهُوَ حَرْفٌ من حُرُوفِ الِاسْتِثْنَاء مثل عدا وخَلاَ ولِذَلِكَ خَفَضوا بِحَاشى كَمَا خَفَضُوا بهما لِأَنَّهُمَا جُعِلا حَرْفين وَإِن كَانَ فِي الأصْل فعلين. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله {قُلْنَ حَاشَ للَّهِ} (يُوسُف: 51) اشتُق هَذَا من قَوْلِك كُنْتَ فِي حَشَا فَلاَنٍ أَي فِي ناحِيَتِه فَالْمَعْنى فِي حاشى لله بَرَاءَة لله من هَذَا التَنَحّي. الْمَعْنى قد نَحَّى الله هَذَا من هَذَا وَإِذا قُلْتَ حَاشَ لِزَيْدٍ من هَذَا فَالْمَعْنى قد تَنَحَّى زَيْدٌ من هَذَا وتَبَاعَد مِنْهُ، كَمَا تَقول تَنَحَّى من النَّاحِيَةِ، كَذَلِك تَحاشَى من حاشِية الشَّيْء وَهُوَ ناحيته. وَأنْشد أَبُو بكر بن الْأَنْبَارِي فِي الحشا النَّاحِيَة: يَقُول الَّذِي أَمْسَى إِلَى الحَزْن أهْلُهُ بأيّ الحَشَا أَمْسَى الحبيبُ المبَايِنُ وَقَالَ أَبُو بكر بن الْأَنْبَارِي فِي قَوْلهم: حاشَى فلَانا، مَعْنَاهُ قد استثنَيْتُه وأخرجْتُه فَلم أُدْخِلْه فِي جُمْلَة الْمَذْكُورين. قلت: جعله من حَشَا الشَّيْءِ وَهُوَ ناحيتُه. وَأنْشد الباهليُّ فِي الْمعَانِي: وَلَا يتحَشَّى الفحلُ إِن أَعْرَضَتْ بِه وَلَا يَمْنَعُ المِرْبَاعَ مِنْهُ فَصِيلُها قَالَ لَا يَتَحَشَّى لَا يُبالي مَنْ حاشى. يُقَال: شتَمْتُهم فَمَا تحشَّيت مِنْهُم أَحَداً وَمَا حاشَيتُ مِنْهُم أحدا أَي مَا بالَيْتُه مِنْ حاشى فلانٌ، وَقَالَ ابْن الأعرابيّ تحشَّيْتُ من فلانٍ أَي تَذَمَّمْتُ وَقَالَ الأخطل: فلولا التَّحَشي من رِياحٍ رمَيْتُها بكالِمةِ الأنْيابِ باقٍ وُسومُها حوش (حاشا) : قَالَ اللَّيْث: المَحاش كَأَنَّهُ مَفْعل من الحَوْشِ. وَهُوَ قَوْمٌ لفيف أُشابَةٌ. وَأنْشد بيتَ النابِغة: جَمعْ مَحاشَكَ يايزيدُ فإنَّني أَعْدَدْتُ يَربوعاً لكم وتمِيماً قلت غلط اللَّيْث فِي المَحاش من جِهَتَيْنِ إحْداهُما فَتْحُه المِيمِ وجعلُه إيَّاه مَفْعَلاً من الحَوْش، والجهةُ الْأُخْرَى مَا قَالَ فِي تفسيرِه، وَالصَّوَاب المِحاشُ بِكَسْر الْمِيم، قَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِيمَا يَرْوِي عَنهُ أَبُو عبيد وَهُوَ قَول ابْن الأعرابيّ إنَّما هُوَ: جمّع

مِحاشَك، بِكَسْر الْمِيم، جَعَلُوهُ من مَحَشَتْه النارُ إِذا أحْرَقَتْه لَا من الحَوْش وَقد مرّ تَفْسِيره فِيمَا تقدم من الْكتاب أَن المِحاش القومُ يتحالفون عِنْد النَّار وأمَّا المَحاشُ بِفَتْح الْمِيم فَهُوَ أثاث الْبَيْت، وَأَصله من الحَوْشِ وَهُوَ جمع الشَّيْء وضَمُّه، وَلَا يُقَال للفيف النَّاس مَحاش. وَقَالَ اللَّيْث: الحُوْش بِلادُ الجنّ لَا يَمُرُّ بهَا أحدٌ من النَّاس وَرجل حُوشِيُّ لَا يألَفُ الناسَ ولَيْلٌ حوشِيٌ مظلم هائل وَقَالَ رؤبة: إلَيْكَ سارَتْ من بِلادِ الحوشِ وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن ابْن الْهَيْثَم أَنه قَالَ الْإِبِل الحوشِيَّةُ هِيَ الوحْشِيَّة، وَيُقَال إِن فحلاً من فحولها ضرب فِي إبل لمَهْرة بن حَيْدان فَنُتِجَتْ النجائبُ المهريَّةُ من تِلْكَ الفحول الحوشيَّةِ فَهِيَ لَا يكادُ يُدْرِكُها التَّعَب. قَالَ وَذكر أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ أَنه رأى أرْبَع فِقَرٍ من مَهْرِيَّةٍ عَظْماً وَاحِدًا. قَالَ وإبل حوشِيَّةٌ محرماتٌ لعِزَّة نُفوسِها. وَيُقَال: فلانٌ يتَتَبَّعُ حوشِيَّ الْكَلَام وَوَحْشِيَّ الكلامِ وعُقْمِيَّ الْكَلَام بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ الليثُ: يُقَال حُشْنا الصيدَ وأحَشْناها أخذْناها من نَوَاحِيهَا تعْرِفُها إِلَى الحبائل الَّتِي نُصِبَتْ لَهَا. وَيُقَال فلَان مَا يَنْحاشُ من فلَان أَي مَا يكْتَرِثُ لَهُ. وزجرتُ الذئْبَ فِي أنْحاشَ لِزَجْرِي وَأنْشد الأَصْمعيُّ بيتَ ذِي الرُّمَّة يصف النعامة وبيضها. وبيضاءَ لاتَنْحاشُ مِنَّا وَأمّهَا إِذا مَا رأتْنا ذِيلَ مِنْهَا زَوِيلَها أَرَادَ بالبيضاءِ بيْضَةَ النعامة وأمُّها النعامَةُ لِأَنَّهَا باضَتْها. قَالَ أَبُو عبيدٍ قَالَ أَبُو زيد حُشْتُ عَلَيْهِ الصيدَ وأحْوَشْتُ أَي أخَذْنا مِنْ حواليه لنَعْرِفَه إِلَى الحِبالَةِ. وَيُقَال احْتَوَش القومُ فلَانا أَو تحاوَشوه أَي جَعَلُوهُ وَسطهمْ. وَقَالَ التحْويش التَّحْوِيل. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الحُواشَةُ الاستحياء، والحُواسَة بِالسِّين الأكلُ الشديدُ وَقَالَ أَبُو عبيد الحائش جِماع النَّخْلِ. وَقَالَ شمر الحائش جمَاعَة كل شجرٍ من الطرفاء والنخْلِ وَغَيرهمَا وَأنْشد: فَوُجِدَ الحائش فِيمَا أحْدَقا قَفْرَا من الرَّامين إِذْ تَوَدَّقا قَالَ وَقَالَ بَعضهم إِنَّمَا جُعل حائِشاً لِأَنَّهُ لَا منْفذَ لَهُ وَيُقَال الحُواشة من الْأَمر مَا فِيهِ قَطِيعَةٌ، يُقَال لَا تَغْش الحُواشة قَالَ الشَّاعِر: غَشِيتُ حُواشَةً وجَهِلْتُ حقّاً وآثَرْتُ الغُواية غَيْرَ رَاض وَقَالَ أَبُو عَمْرو فِي (نوادره) : التحوّشُ الاستحياء وَقد تحوشت مِنْهُ أَي استحيت. وَحش: وَقَالَ اللَّيْث: الوَحْشُ كلّ شَيْء من دوابّ الْبر مِمَّا لَا يُستأنس فَهُوَ وَحْشِيٌّ والجميع الوحوشُ يُقَال هَذَا حمارُ وحْشٍ وحمارٌ وحَشْيٌّ. وكل شَيْء يَستوْحِشُ عَنِ النَّاس فَهُوَ وَحْشِي. قَالَ وَقَالَ بَعضهم: إِذا أقْبل اللّيلُ استأنس كلُّ وحْشِيّ واستوْحَش كلُّ إنْسِيّ.

وَيُقَال للجائع الْخَالِي البطنِ: قد توحَّش. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: رجل موحِشٌ وَوَحْشٌ وَهُوَ الجائع من قوم أَوْحاشٍ. يُقَال بَات وَحْشاً وَوَحِشاً أَي جائعاً. وَيُقَال توحّش فلَان للدواء إِذا أَخْلى مَعِدتَه ليَكُون أسهلَ لخُرُوج الفضولِ من عُروقه. وَفِي حَدِيث الحَرورِيّين الَّذين قَاتلُوا عَلِياً بالنهرَوَان أَنهم وحَّشوا برماحهم أَي رَمَوْا بهَا على بُعْدٍ مِنْهُم. يُقَال للرجل إِذا كَانَ بِيَدِهِ شيءٌ فَزَجَّه زَجّاً بَعيدا قد وحّش بِهِ وَقَالَ: إِن أَنْتُم لم تَطْلُبُوا بأخيكم فَذروا السِّلَاح ووحشوا بالأبْرَقِ وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للمكان الَّذِي ذهبَ عَنهُ الناسُ قد أَوْحَشَ، وطلَلُ موحِشُ وَأنْشد: لِسَلْمى موحِشاً طَلَلُ يلوح كأنَّه خِلل نَصَبَ موحِشاً لِأَنَّهُ نَعْتُ النكرةِ مُقدَّماً وَأنْشد: مَنازِلُها حِشونا على قِيَاس سنُون، وَفِي مَوضِع النصبِ والجرِ حِشِيْنَ مثل سِنين، وَأنْشد: فأمْسَتْ بَعْدَ ساكنِها حِشِينا قلت أَنا: حِشُون جمع حِشَةٍ وَهُوَ من الْأَسْمَاء الناقِصة وَأَصلهَا وَحْشَةٌ فنقص مِنْهَا الواوُ كَمَا نقصوها من زِنَةٍ وصِلَةٍ وعِدَةٍ، ثمَّ جَمَعوها على حِشِينَ كَمَا قَالُوا عِزِين وعِضِينَ من الْأَسْمَاء النَّاقِصَة. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: وَحش فلانٌ بِثَوْبِهِ ووحَشَ بدرْعه إِذا أرهقه طالبُه فخافَ أَن يلحقَه فرسَ بِدرْعه ليُخَففَ عَن دابّته ونحوِ ذَلِك. قَالَ الليثُ: وَرَأَيْت فِي كتابٍ أَنَّ أَبَا النَّجْم وَحَش بِثيابه وارْتدَّ يُنْشِد، أَي رَمَى بثيابه قَالَ والوَحْشيُّ والإنسي شِقّا كُل شَيْء، فإنسيّ القَدَمِ من الْإِنْسَان مَا أَقْبَلَ مِنْهَا على القَدم الأُخْرَى ووحشيُّها مَا خالَفَ إنسيها، عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ ووحشيُّ الْقوس الفارسيّة ظهْرُها وإنسيُّها بَطْنُها المقبلُ عَلَيْك. قَالَ: ووحْشِيُّ كل دابَّةٍ شقُّه الأَيْمَنُ وإنسيُّه شقَّه الأيْسر قلت جَوَّد ابنُ المظفَّر فِي تَفْسِير الوحشيّ والإنسيّ ووافَقَ قولُه قولُ أَئِمتنا المتقنين. وروى أَحْمد بن يحيى عَن المفضّل وَرُوِيَ عَن أبي نصرٍ عَن الأصمعيّ وَرُوِيَ عَن الأَثْرَم عَن أبي عُبَيْدَة قَالُوا كلهم: الوحشيُّ من جَمِيع الْحَيَوَان لَيْسَ الإنسانَ هُوَ الجانبُ الَّذِي لَا يُرْكَبُ مِنْهُ وَلَا يُحْلَبُ، والإنسيّ الْجَانِب الَّذِي يُركبُ مِنْهُ ويحلب مِنْهُ الحالبُ، قَالَ أَبُو الْعَبَّاس وَاخْتلف النَّاس فيهمَا من الْإِنْسَان؛ فبعضهم يُلْحِقُه بالخيلِ والإبلِ، وَبَعْضهمْ فرّق بَينهمَا فَقَالَ الوحشيّ مَا وَلِيَ الكَيْفَ، والإنسيّ مَا وَلِيَ الإبِطَ، قَالَ وَهَذَا هُوَ الاختبار ليَكُون فَرْقا بَين بني آدمَ وسائِر الْحَيَوَان. وروى أَبُو عبيد عَن أبي زيد والعَدَبَّس الْكِنَانِي، فِي الوحشِيّ والإنسي من البهائِم مثلَ مَا روى أحمدُ بن يحيى عَن المفضّل والأصمعيّ وَأبي عُبَيْدَة، وَهَكَذَا قَالَ ابْن شُمَيْل. وَرَأَيْت كَلَام الْعَرَب على مَا قَالُوهُ، وَقد روى أَبُو عبيدٍ عَن الأصمعيّ فِي الوحْشِيّ

والإنسي شَيْئا خالفَ فِيهِ روايةَ ثعلبٍ عَن أبي نصر عَن الأصمعيّ. وَالصَّوَاب مَا عَلَيْهِ الجماعةُ وَأما قَول أبي كَبِير الْهُذلِيّ: وَلَقَد غَدَوْتُ وصاحِبِي وحشيَّةٌ تحتَ الرداءِ بصيرةٌ بالمُشْرِفِ فَإِن الباهليَّ زعم أَنه عَنَى بِالوَحْشيَّةِ ريحًا تدخُلُ تحتَ ثِيَابِه، وَقَوله بصيرةٌ بالمشرف يَعْنِي الرّيح من أَشْرَفَ لَهَا أَصَابَته، والرداء السَّيْف. شمر عَن ابْن شُمَيْل يُقَال للْوَاحِد من الوحْشِ هَذَا وَحْشٌ ضَخْمٌ وَهَذِه شَاة وَحْشٌ، وَالْجَمَاعَة هِيَ الوَحْشُ والوُحُوشُ والوحيشُ وَقَالَ أَبُو النَّجْم: أَمْسَى يبابا والنَعَامُ نَعمُهْ قَفْراً وآجَالُ الوحِيش غَنَمُهْ وَهَذَا مثل ضَائِنٍ وضَئِينِ. وَأَرْض مَوْحُوشة كثيرةُ الْوَحْش. والموَحْشَةُ الفَرَقُ من الخَلْوَةِ، أخَذَتْهُ وَحْشَةٌ وَيُقَال أوحَشْتُ المكانَ إِذا صَادفته وَحْشاً، وَمِنْه قَوْله: وأوحَشَ مِنْهَا رَحْرَحانَ فَرَاكِسا قَالَ أَبُو عبيد وَأَرْض موحوشة كَثِيرَة الوَحْش. وشح: وَقَالَ اللَّيْث: جمع الوِشاح وُشُحٌ وَهُوَ حَلْيُ النِّسَاء كِرْسَانِ من لُؤْلؤٍ وجَوْهَرٍ منْظُومَان مُخَالَفٌ بَينهمَا معطوفٌ أَحَدُهما على الآخَرِ، تتوشَّحُ المرأةُ بِهِ، وَمِنْه اشْتُق تَوَشَّحَ الرجلَ بِثَوْبِهِ. قلت: والتوشُّحُ بالرداء مثل التَّأَبُّط والاضْطِبَاع وَهُوَ أَن يُدْخل الرجُل الثوبَ من تحتِ يدِه اليُمْنى فيلقيَهُ على عاتِقِه الأَيْسرِ كَمَا يَفْعَله المُحْرِمُ، وَكَذَلِكَ الرجُلُ يَتَوَشَّحُ بحمائِل سَيْفه فَتَقَع الحمائِل على عاتِقِه اليُسرى وَتَكون اليُمْنى مكشوفة، وَمِنْه قَول لبيد فِي توشّحه بلجام فرسه: وَلَقَد حَمَيْتَ الحَيَّ تحمل شِكَّتِي فُرُطٌ وِشَاحِي إذْ غَدَوْتُ لِجامُها أخبر أَنه خرج رَبِيئَةً أَي طَلِيعةً لِقَوْمِهِ على رَاحِلته، وَقد اجْتَنب إِلَيْهَا فَرَسه يَقُودهُ بِمِقْوَدِه وتوشَّح بلجام فَرَسه، فَإِن أحسّ بالعدوّ أَلْجَمَها أوْرَابَهُ مِنْهُ رَيْبٌ نزل عَن رَاحِلَته وأَلْجَمَ فرسه وَركبهُ تحرُّزاً من العدُو وغَاوَلهم إِلَى الْحَيّ مُنْذِراً. أَبُو عبيد عَن أبي زيد الوشحاء من المِعزى الموشّحة ببياض. وأمَّا قولُ الراجز يُخَاطب ابْنا لَهُ: أحبُّ مِنْك مَوضِع الْوُشْحُنّ وَأَنه زَاد نوناً فِي الوُشُح كَمَا زَادهَا فِي قَوْله ومَوْضِعَ الإزَارِ والقَفَنَّ أَرَادَ الْقَفَا فَزَاد نوناً، هَكَذَا أنشدهما أَبُو عبيد وَقَالَ اللَّيْث: ديك مُوشَّحٌ إِذا كَانَ لَهُ خُطَّتان كالوِشاح وَقَالَ الطرماح: ونَبهْ ذَا العفَاءِ الموشَّحِ وَقَالَ أَبُو عبيد الموشَّحَةُ من الظباء الَّتِي لَهَا طرَّتَانِ من جانِبَيْها، وَيُقَال وِشاح وإشاح كَمَا يُقَال وِكاف وِإكافٌ. شيح: قَالَ اللَّيْث: الشيحُ نبت يُتخذ من بعضه المكانسُ. قَالَ: والشيحُ ضرب من بُرودِ الْيمن، يُقَال لَهُ الشّيح والمشَيَّح وَهُوَ مخطّط، قلت لَيْسَ فِي البرُود والثيابِ شِيحٌ وَلَا شِيح بالشين مُعْجمَة من فَوق،

وَصَوَابه السّيح والمسيَّح بِالسِّين وَالْيَاء، وَأَنا أذكرهما فِي موضعِهما من بَاب الْحَاء وَالسِّين فِي أَبْوَاب المعتلّ، وأَعْزِي مَا قيلَ فيهمَا إِلَى قائِله إِن شَاءَ الله. وَقَالَ اللَّيْث الشياحُ الحِذَارُ وَرجل شائحٌ حَذِر وَتقول إِنَّه لمُشيح حازمٌ حَذِرٌ، وَأنْشد: أَمُرُّ مُشِيحاً معي فتية فَمِنْ بَيْنِ مُؤْدٍ وَمن خَاسِر والمشيح المجدُّ. وَقَالَ عَمْرو بن الإطنابة: وإقدامي على المكرُوه نَفْسِي وضربي هامةَ البطلِ المُشِيح قَالَ اللَّيْث: وَإِذا أَرْخَى الفَرَسُ ذَنَبَهُ قيل قد أَشَاح بِذَنبِهِ وَإِذا نَحَّى الرجلُ وجْهَهُ عَن وهَجِ نارٍ أصابَه، أَو عَن أَذًى قيل قد أَشَاحَ بِوَجْهه. قلت أَمَّا مَا قَالَ فِي إشَاحَتِه عَن وَهَج النَّار فَهُوَ صَحيحٌ لأنَّه حَذَرٌ وأَمَّا قولُه: أَشَاح الفرسُ بذنَبه إِذا أَرْخَاه فَإِنَّهُ تصْحيف عِنْدِي، وَالصَّوَاب فِيهِ أَسَاح بِذَنبه، وَكَذَلِكَ أَسَابَ بِهِ، ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (اتَّقُوا النَّار وَلَو بِشِقّ تَمْرَةٍ ثمَّ أعْرض وأشاح) . أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي المُشِيح الجادُّ والمُشيح الحذِر، وروى سلمةُ عَن الفراءِ أَنه قَالَ: المُشِيحُ على وَجْهَيْن: أَحدهمَا المُقْبِلُ عَلَيْك، والآخَرُ المانِعُ لِما ورَاءَ ظَهْرِه، قَالَ: وَقَوله أَعْرَضَ ثمَّ أَشَاحَ: أَي أقْبَلَ. الْفراء وَيُقَال إِنَّهُم لفي مَشْيُوحَاءَ ومَشِحَاءَ من أَمرهم: أَي يُحَاوِلون أَمْراً يَبْتَدِرُونه وَقَالَ بَعضهم: فِي اختلاطٍ من أمرِهِمْ. وَقَالَ شمر: المُشِيحُ ليسَ من الأضْدَادِ، إِنَّمَا هِيَ كلمةٌ جَاءَت بِمَعْنَيَيْنِ. قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أعرض بِوَجْهِه وأَشَاح أَي جَدَّ فِي الْإِعْرَاض، وَقَالَ: المُشِيحُ الجادُّ قَالَ: وأقرأَنا لطرفة يصف الْخَيل: دُوخِلُ الصَّنْعةُ فِي أَمْتُنِها فَهِيَ من تحتُ مُشِيحَاتُ الحُزُمْ يَقُول جَدّ ارتفاعُها فِي الحُزُم. وَقَالَ: إِذا ضَمُرَ وارتفع حزامه سمي مُشِيحاً. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الإشَاحَةُ أَيْضا الحَذَرُ، وَأنْشد قَول أَوْسٍ: فِي حيثُ لَا تنفعُ الإشَاحَةُ من أَمْرٍ لمن قد يُحاولُ البِدَعا قَالَ والإشاحَةُ الحَذَرُ والخوفُ لمن حاولَ أَن يَدْفَعَ المَوْتَ، ومُحاوَلَتُه دَفْعُهُ بِدْعَةٌ. قَالَ وَلَا يكون الحذِرُ بِغَيْر جِدّ مُشِيحاً. وَقَالَ خَالِد بن جَنْبة الشَّيْحَانُ الَّذِي يتهمّسُ عدْواً أَرَادَ السرعة، أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو الشَّيْحَانُ الطويلُ وَأنْشد شمر: مُشِيحٌ فَوق شَيْحَانِ يَدُورُ كأَنَّه كَلْبُ وَقَالَ شمر: وَرُوِيَ فَوق شِيحانٍ بِكَسْر الشين. وَقَالَ الليثُ: شَايَحَ أَي قَاتَل وَأنْشد: وشايَحْتَ قبل اليومِ إِنَّك شِيحُ وَقَالَ فِي قَوْله: تُشِيح على الفَلاةِ فتعْتَليها بِبَوْع القِدْرِ إِذْ قَلِق الوضِينُ أَي تُديم السّير. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: المَشْيُوحَاءُ الأَرْض الَّتِي تُنبت الشيحَ،

باب الحاء والضاد

يقصرُ ويمدُّ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي يُقَال شَيَحَ الرجلُ إِذا نظر إِلَى خَصمه فضايَقَه. وَقَالَ شمر الشَّيحان الغَيور وَأنْشد الْمفضل: لما استمرّ بهَا شَيْحان مَبْتَجِجٌ بالبَيْن عَنْك بهَا يَرْآكَ شَنْأَنا شحا: قَالَ الليثُ: شَحَى فلانٌ فَاهُ شَحْيَاً، واللجامُ يَشْحَى فَمَ الفَرَسِ شَحْياً. وَأنْشد: كأنَّ فاهاً واللجام شاحِيه جَنْباً غَبيطٍ سَلِسٍ نواحِيه وَيُقَال: أَقبلت الخيلُ شواحِيَ وشَاحِيَاتٍ أَي فاتِحَاتٍ أَفْوَاهَهَا. أَبُو عبيدٍ عَن الْكسَائي: شَحَوْتُ فَمِي أَشْحَاه إِذا فَتَحْتُهُ. وأَشْحُوه شَحْواً مصدرهما واحِدٌ. وَأَبُو زيد قَالَ مثلَه: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال شَحَا فَاهُ، وشَحَا فُوه وأشحَى وَشحَّى فَاه، وَلَا يُقَال أشْحَى فُوه قلت: وَالصَّوَاب مَا قَالَ الكسائيُّ. وَأَبُو زيد شَحَا يَشْحُو وَيَشْحَى شَحْواً. عَمْرو عَن أَبِيه جَاءَنَا شَاحِياً أَي فِي غيرِ حاجةٍ وشاحِياً خاطِياً من الخَطْوِ. وَيُقَال للْفرس إِذا كَانَ وَاسع الذَّرع إِنَّه لرعِيبُ الشَّحْوَةِ وَقَالَ أَبُو سعيد تَشحَّى فلانٌ على فلانٍ إِذا بَسَط لِسَانَهُ فِيهِ. وأصْلُه التوسُّعُ فِي كُل شيْءٍ؛ قَالَ الْفراء شَحَا ماءَةٌ لبَعض العرَب، تكْتب بِالْيَاءِ وَإِن شِئْت بِالْألف، لِأَنَّهُ يُقَال شَحَوْتُ وشَحيْتُ وَلَا تجريها. نقُول هَذِه شَحَا فَاعْلَم. وَقَالَ ابْن الأعْرابي سَجَا بِالسِّين وَالْجِيم اسمُ بئرٍ قَالَ وماءةٌ يُقَال لَهَا وَشْحَى بِفَتْح الْوَاو وتسكين الشين قَالَ الراجز: صبَّحْنَ من وشْحَى قَلِيباً سُكَّا أشح: عَن أبي عدنَان أَشِحَ الرجل يأْشَحُ، وَهُوَ رجل أَشْحَان أَي غَضْبَانُ. قلت وَهَذَا حرف غَرِيب وأظن قَول الطرماح مِنْهُ: على تُشْحَةٍ من ذائد غيرِ واهن أَرَادَ على وُشْحَةٍ فَقلب الْهمزَة وَاو فِي الْفِعْل، وقلبها تَاءً فِي الشّعْر، كَمَا قَالُوا تُراث ووُراث وتُكلان فِي وُكلان وَمعنى قَوْله على تُشْحَةٍ أَي عَلَى حَمِيَّة غضب من أَشِح يَأْشَحُ. حيش (حاشا) : ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي حَاشَ يحِيشُ حَيْشاً إِذا فَزِع. وَقَالَ عُمَر لِأَخِيهِ زيد حِين نُدِبَ لقِتَال أهل الردَّة فَتَثَاقَلَ: مَا هَذَا الحَيْش والقِلُّ؟ أَي مَا هَذَا الفَزَعُ والرعْدَة؟ قَالَ وحَوَّش إِذا جَمع وشوّح إِذا أنْكر. قَالَ والحَيْشَانُ الْكثير الْفَزع والشَّيْحَان الطَّوِيل الحسَن الطول والحَيْشَانَةُ الْمَرْأَة الذَّعُورُ، وَهِي المذْعُورَة من الرِّيبَة. (بَاب الْحَاء والضَاد) (ح ض (وايء)) حضا، حاض، ضحا، ضاح، وضح. وحض (مهمل) . حضا: قَالَ ابْن المظفر يُقَال حَضَأْت النَّارَ إِذا سَخَيْتَ عَنْهَا لتلْتهِب، وَأنْشد:

بانْت هُمومي فِي الصَّدْرِ تَحْضَاؤها طَحْحَاتُ دَهْرٍ مَا كنْتُ أَدْرَؤُها سَلمَة عَن الْفراء حَضَأَتْ النارُ وحَضَبْتها وَهُوَ المَحْضَأُ والمحْضَب وَقَالَ تأبَّطَ شَراً: ونارٍ قد حضَأْتُ بُعَيْد هَدْءٍ بِدَارٍ مَا أُريدُ بهَا مُقاما ضحا (ضاح) : قَالَ اللَّيْث: الضّحْوُ ارْتِفَاعُ النَّهارِ. والضُّحَى فُوَيْقَ ذَلِك والضُّحَاءُ ممدودٌ إِذا امتَدَّ النهارُ وكَرَبَ أَن يَنْتَصِف وَقَالَ رؤبة: هابى العشيّ دَيْسقٌ ضحَاؤُه وَقَالَ آخر: عَلَيْهِ من نَسْجِ الضُّحَى شُفُوف شبه السراب بالسُّنْتُورِ البيضِ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {} (الشّمس: 1) قَالَ الْفراء: ضُحَا نَهَارِهَا، وَكَذَلِكَ قَوْله: {يَرْضَى} (الضُّحَى: 1، 2) هُوَ النَّهار كُله. وَقَالَ الزجَّاجُ: {وَالضُّحَى وَالَّيْلِ} وضيائِها، وَقَالَ فِي قَوْله {يَرْضَى} : النهارُ، وَقيل ساعةٌ من ساعاتِ النَّهَارِ، وَقَالَ أَبُو عبيد يُقَال هُوَ يَتَضحَّى، أَي يَتَغَدَّى وَاسم الْغَدَاء الضَّحَاءُ، سمّي بذلك لِأَنَّهُ يُؤْكَلُ فِي الضُّحاءِ، قَالَ والضُّحَاءُ ارتفاعُ الشَّمْس الأعْلَى، وَهُوَ ممدودٌ مذكرٌ، وَالضُّحَى مؤنَّثةٌ مَقْصُورَة، وَذَلِكَ حِين تشرق الشَّمْس. وَقَالَ اللَّيْث ضَحِيَ الرجل يَضْحَى ضَحاً إِذا أَصابَهُ حَرُّ الشَّمْس. وَقَالَ الله: {وَأَنَّكَ لاَ تَظْمَؤُا فِيهَا وَلاَ تَضْحَى} (طاه: 119) قَالَ يُؤْذِيك حَرُّ الشّمْسُ، وَقَالَ الفرَّاءُ: {وَلاَ تَضْحَى} لَا تصيبُك شمسٌ مؤذيةٌ. قَالَ: وَفِي بعض التَّفْسِير {وَلاَ تَضْحَى} لَا تَعْرَق. والأوَّلُ أَشْبَهُ بالصَّوَابِ. وَقَالَ عُمَرُ بنُ أبي ربيعَة: رَأَتْ رَجُلاً أَمَّا إِذا الشَّمْسُ أَعْرَضَت فَيَضْحَى وَأما بالعشيْ فَيَنْحصر وَفِي حَدِيث ابْن عمر: اضْحَ لمن أَحرمْت لَهُ. قَالَ شمر: يُقَال ضَحِي يَضْحَى ضُحِيَّاً وضَحَا، يضْحُو ضُحُوّاً. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل ضَحَا الرجلُ للشمس يَضْحَى ضُحُوَّاً إِذا برز لَهَا. وَشد مَا ضَحَوْتَ وضَحَيْتَ للشمس وَالرِّيح وَغَيرهمَا. وَقَالَ شمر: وَقَالَ بعض الكِلابِيينَ: الضَّاحي الَّذِي بَرَزَتْ عليهِ الشمسُ وغَدا فُلان ضَحِيّاً. وَغدا ضَاحِيّاً، وَذَلِكَ قُرْبَ طُلُوع الشمْسِ شَيْئا، وَلَا يزَال يُقَالُ غَدا ضَاحِيّاً مَا لم تكن قائِلةٌ. وَقَالَ بَعضهم الغَادي أَن يَغْدُوَ بَعْدَ صَلَاة الغَدَاةِ، والضَّاحِي إِذا استعْلَت الشمسُ، وَقَالَ بعض الكِلابِيين بَين الغَادِي والضَّاحي قدرُ فُوَاقِ نَاقةٍ وَقَالَ القُطامي: مُستبطَئونَ وَمَا كَانَت أَنَاتُهم إِلَّا كَمَا لَبِثَ الضّاحِي عَن الفَادِي الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت يُقَال: ضَحِيَ يَضْحَى. إِذا برزَ للشّمس. قَالَ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: ضَحيتُ للشمس، وضَحَيْتُ أَضْحَى مِنْهُمَا جَمِيعًا. وَأنْشد: سَمِينِ الضَّواحي لم تورقه لَيْلَة وأنْعَمَ، أبكارُ الهموم وعُونُهَا

قَالَ والضواحي مَا بَدَا من جسده، وَمَعْنَاهُ لم تؤرقه لَيْلَة أبكارُ الهموم وَعُونها. وأنْعَمَ أَي وزَاد على هَذِه الصفَة. قَالَ والضواحي من الشَّجرِ القليلةُ الورَقِ الَّتِي تبرُزُ عيدَانُها للشمس. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم يُقَال ضَحَا الشيءُ يَضْحُو فَهُوَ ضَاحٍ أَي برز، وضَحِيَ الرجل يَضْحَى إِذا برز للشمس قَالَ والضُّحَى على فُعَل، حِين تَطْلُعُ الشَّمْس فيصفو ضَوْءها والضَّحَاءُ بِالْفَتْح والمدّ إِذا ارْتَفَعَ النّهَارُ واشتَدّ وقْعُ الشّمس. والضّحَاءُ أَيْضا الغَدَاء، وَهُوَ الطَّعَامُ الَّذِي يُتَغَدّى بِهِ. قَالَ والضّاحِي من كُل شَيْء البارِزُ الظاهِرُ الَّذِي لَا يستُره مِنْك حائطٌ وَلَا غَيره. وَيُقَال للبادية الضّاحيةُ. وَيُقَال وُلي فلَان على ضاحية مصر وضاحية الْمَدِينَة أَي على مَا يَليهَا من الْبَادِيَة. وفُلاَنٌ سَمينُ الضَّوَاحِي وجْهُهُ وكَفَّاهُ وقَدَمَاهُ وَمَا أشبه ذَلِك. قَالَ وضحَّيْتُ فُلاناً أُضَحيه تَضْحِية أَي غَدّيتُه وَأنْشد: ترى الثَّوْرَ يَمْشي راجِعاً من ضَحائِه بهَا، مِثْلَ مَشْي الهِبْرِزِيّ المُسَرْوَلِ والهبرِزيّ الماضِي فِي أمْرِه من ضَحائِه أَي مِن غَدَائه من المرعى وقْتَ الغَدَاءِ إِذا ارْتَفَعَ النَّهَارُ. قَالَ أَبُو عبيدةَ: لَا يُقَالُ للفَرَسِ إِذا مَا أبيضَ أَبيض، وَلَكِن يُقَال لَهُ أضْحَى قَالَ والضُّحَى مِنْهُ مأخوذٌ؛ لأنَّهم لَا يُصَلُّونَ حتّى تطلع الشَّمْس. وَقَالَ أَبُو زيد: أنشدت بَيت شعر لَيْسَ فِيهِ حلاوةٌ وَلَا ضُحًى أَي لَيْسَ بِضَاحٍ. وَقَالَ أَبُو مَالك: وَلَا ضَحَاءٌ. وضَاحَيْتُ فلَانا أَتَيْتُه ضَحَاءً. قَالَ وبَاعَ فلانٌ ضَاحِيَةَ أَرْضٍ إِذَا باعَ أَرْضاً لَيْسَ عَلَيْهَا حَائِطٌ، وَبَاعَ فلَان حائِطاً وحديقةً إِذا بَاعَ أَرْضاً عَلَيْهَا حائِطٌ. سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: تَمِيم تَقول: ضَحَوْتُ للشمس أَضْحو. قَالَ: وَيُقَال فلَان يُضاحِينَا أُضْحِيَّةَ كُل يَوْمٍ إِذا أَتاهم كُلَّ غَدَاةٍ. وَقَالَ الفَرَّاء يُقَال ضَحّت الإبلُ الماءَ ضُحًى إِذا وَردت ضُحَى. قلت فَإِن أَرَادوا أَنها رَعَتْ ضُحَى قَالُوا تَضَحّت الإبلُ تَتَضَحّى تَضَحّياً. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: ضَحّيْتُ عَن الشَّيْء وعَشَيْتُ عَنهُ، مَعْنَاهُمَا رفَقْتُ بِهِ. وَقَالَ زيد الْخَيل: فَلَو أَنّ نَصْراً أَصْلَحَتْ ذَات بَينهَا لَضَحّت رُوَيْداً عَن مَظَالِمهَا عَمْرُو ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: المضَحي الَّذِي يُضَحي إِبِلَه، والمضحي المُبَينُ عَن الْأَمر الخفيّ، يُقَال ضَح لي عَن أَمرك، وأَضحِ لي عَن أَمرك، وأوضِح لي عَن أَمرك وَأنْشد بيتَ زيدِ الْخَيل هَذَا، قلت: وَالْعرب قد تضع التّضْحِيَةَ مَوْضِعَ الرفْقِ والتأنّي فِي الْأَمر، وَأَصله أَنَّهُمْ فِي البَادِيَةِ يسيرُون يَوْم ظَعْنِهِمْ فَإِذا مَرُّوا بِلَمْعَةٍ من الكَلأ، قَالَ قائدُهم أَلا ضَحُّوا رُوَيْداً فيدَعونها تضحّى وتجر، ثمَّ وضعُوا التَّضْحِيَة مَوضِع الرِّفْق لرفْقِهِمْ بحَمُولتهم ومالِهِمْ فِي ضحاياها سائرة وَمَا لِلْمَالِ من

الرِّفْق فِي تضَحيها وبلوغِها مُنْتَوَاها، وَقد شبِعَت. فَأَما بيتُ زيدِ الْخَيل فَإِن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ فِي قَوْله: لضحّت رويداً عَن مظالمها بِمَعْنى أَوْضَحَتْ وبيّنَتْ وَهُوَ حسن. الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت قَالَ: الأَضْحَى مؤنثةٌ وَهِي جمع أَضْحَاةٍ، قَالَ وَقد تُذَكَّرُ، يُذْهَبُ بهَا إِلَى اليَوْمِ وَأنْشد: رأيتكُم بَين الخَذْوَاءِ لمَّا دَنَا الأَضْحَى وصَلَّلتِ اللحامُ توليتمْ بودَكُم وقلتم لَعَلُّك مِنْك أقْرَبُ أَو جُذَام قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: فِيهَا أربعُ لغاتٍ، يُقَال: أُضحيَّة وإِضحيَّةٌ وَجَمعهَا أَضاحيّ، وضحيَّة وَجَمعهَا ضَحَايَا وأَضْحَاةٌ وجمعُها أضْحَى. قَالَ وَبِه سمي يومُ الْأَضْحَى قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: أضْحَى جمع أَضْحَاة منونٌ وَمثله أَرْطَى جمع أَرْطَاةٍ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي الضحيَّة الشاةُ الَّتِي تُذْبَح ضَحْوة مثل غَدِيَّة وعَشِيَّة. قَالَ: والضحيَّة ارْتِفَاع النَّهَار تجمع ضَحَيَات وَأنْشد: رَقود ضَحِيَّاتٍ كأنّ لسانَه إِذا واجه السُّفَّار مِكحالٌ إِثْمِدا ويروى أَرْمَدَا. قَالَ ضُحَيّات جمع ضُحيّة وَهُوَ ارْتِفَاع النَّهَار. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال أَضْحَى الرجلُ يفعلُ ذَاك إِذا فعل مِنْ أَوَّل النَّهار، وأَضْحَى إِذا بَلَغ وقْتَ الضُّحَى. والمَضْحَاةُ المكانُ الَّذِي لَا تكادُ تغيبُ الشمسُ عنْهُ، تَقول: عَلَيْك بِمِضْحَاةِ الجَبَلِ. قَالَ: والضَّحْيَانُ من كل شَيْء البارزُ للشّمس. وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: يَكْفِيك جهلَ الأحمق المستجْهلِ ضحيانه من عَقَدَاتِ السلْسل قَالَ: أَرَادَ بالضَّحْيانَة عَصا نابتةً فِي الشَّمْس حَتَّى طبَخَتْها فَهِيَ أَشَدُّ مَا تكون، وَهِي من الطَّلْحِ. والسلْسلُ حَبْلٌ من حِبَال الدَّهْنَاءِ. وَيُقَال: سلاسِلُ، وَقَالَ الليْثُ: تَقول: فَعلْتُ ذَلِك الأمرَ ضَاحِيةً أَي ظَاهِرَة بيّناً وَقَالَ النَّابِغَة: فقد جزتْكُم بَنُو ذُبْيَان ضاحيةً حقّاً يَقِينا ولمّا يأْتنا الصّدَرُ قَالَ: وضواحي الحوْضِ نواحيه. وَقَالَ لبيد: فَهَرَقْنا لَهما فِي دَاثِر لضَواحِيه نَشِيشٌ بالْبَلَلْ قلت: أرادَ بضواحي الحوضِ مَا ظهرَ مِنْهُ وَبَرَز، وَقَالَ جرير يمدح عبد الْملك: فَمَا شجراتُ عِيصِكَ فِي قرَيْشٍ بِعَشَّات الفُرُوع وَلَا ضَوَاحِي قَالَ اللَّيْث: يُرِيد وَلَا فِي النَّواحي. قلت: أرادَ جريرٌ بقوله: (ولاضَواحِي) قريْشُ الظواهرِ وهم الَّذين لَا ينزلون شعب مَكَّة وبطحاءها. أَرَادَ جريرٌ أَن عبد الْملك من قُرَيْش البِطَاحِ لَا من قريشِ الظَّواهِر، وقريشُ البطاح أَكرَمُ وأشْرَفُ من قُرَيْشِ الظواهِرِ لِأَن البَطْحَاوِيّين من قُرَيْش حاضِرَتُهم، وهم قُطَّانُ الحَرَمِ، والظواهر

أَعْرَابٌ باديةٌ خارجَ الحرمِ. وضَاحِيَةُ كل بَلْدَة ظاهِرَتُها البادَيةُ، يُقَال هَؤُلَاءِ ينزلون الباطِنَة، وَهَؤُلَاء ينزِلُون الضّوَاحِي. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كتب لأُكَيْدِرِ دَوْمَةِ الجنْدَل (إِن لنا الضاحيةَ من الضّحْلِ، وَلكم الضامنَةُ من النَّخْلِ) . قَالَ أَبُو عبيد: الضاحِيَةُ مَا ظهر وبَرَزَ وَكَانَ خارِجاً من الْعِمَارَة. وَقَالَ شمر: كلُّ مَا بَرَزَ وظَهَرَ فقد ضَحَا، يَقُول: خرج الرَّجُلُ من مَنْزِلِه فَضَحَا لي، والشجرة الضَّاحِيَةُ البارزةُ للشّمْسِ، وَأنْشد لِابْنِ الدُّمَيْنَةِ يصف القوْسَ: وخُوطٍ من فروع النبع ضاحٍ لَهَا فِي كَف أَعْسَرَ كالضُّبَاحِ قَالَ: الضّاحِي عُودُها الَّذِي نَبَتَ فِي غَيْرِ ظِل وَلَا فِي مَاء فَهُوَ أصْلَبُ لَهُ وأَجْوَدُ وَأما قَول الشَّاعِر: عمي الَّذِي منعَ الدينَارَ ضَاحيةً فَمَعْنَاه أَنه مَنعه نَهَارا جهاراً أَي جاهَرَ بالامتناع مِمَّن كَانَ يُجِيبُه. أَبُو عبيد عَن الفرّاء: لَيْلَة إضْحِيَانَةُ وضَحْيَاءُ إِذا كَانَت مُضيئةً. وَقَالَ اللَّيْث: يَوْم إِضْحِيَانٌ لَا غَيْمَ فِيهِ، وَلَيْلَة إضْحِيَانَةٌ مضيئة شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: لَيْلَة أَضْحِيالةُ وَلَيْلَة إِضْحِيَانَة وضَحْيَاءُ وضحْيَانَةٌ إِذا كَانَت مُقمِرة قَالَ وَلَيْلَة ضاحِيَةٌ مثل ضحْيَاءَ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: فرس أضحَى إِذا كَانَ أبْيَض وَلَا يُقَال فرس أبْيَضُ. وَإِذا اشتدّ بياضُه قيل أَبْيَضُ قِرْطَاسِيّ. أَبُو زيد: يُقَال ضاحَيْتُه أَي أتيتُه ضُحىً، وَفُلَان يُضاحِينَا ضَحْوَة كل يومٍ أَي يأتينا. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال للرجل إِذا مَاتَ ضَحَا ظِلُّه لِأَنَّهُ إذَا مَاتَ صَار لَا ظِلَّ لَهُ. وشجرةٌ ضاحِيَةُ الظل أَي لَا ظِلَّ لَهَا لِأَنَّهَا عَشَّةٌ دقيقَةُ الأغْصانِ. قلت: وَهَذَا معنى جيدٌ فِي بَيت جرير الَّذِي نقدم تَفْسِيره وَقَالَ الشَّاعِر: وقَحَّمَ سيرنَا من قُورِ حِسْمَى مَروتُ الرَّعْي ضاحيةُ الظلال يَقُول رعيها مَرْتٌ فِيهِ وظلالُها ضاحية أَي لَيْسَ بهَا ظلّ لقلَّة شَجَرِها. وَفِي (نوادِرِ الْأَعْرَاب) : رجل ضَحَيانُ متضحَ مستضحٍ مضطحٍ إِذا أَضْحَى، ويومُ ضحيانُ أَي طَلْقٌ، وسراجٌ ضَحْيَانُ مُضِيءٌ، ومفازة ضَاحِيَة الظّلالِ لَيْسَ فِيهَا شَجَرٌ يستظَلُّ بِهِ. وَفِي الدُّعَاء: لَا أَضْحَى الله ظِلَّكَ، مَعْنَاهُ: لَا أَمَاتَكَ الله حَتَّى يُذْهِبَ ظِلَّ شَخْصِكَ الْقَائِم. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: فرس ضَاحِي العِجَان يُوصف بِهِ المحبَّب يُمدح بِهِ وضحَّيْنَا بني فُلانٍ أَتَيْنَاهم ضُحًى مُغِيرين عليْهم. وَقَالَ: أَرَاني إِذا ناكَبْتُ قوما عَدَاوَةً فضحيتهم، إنّي على الناسِ قَادِر وَقَالَ شمر: أَضْحَى الرجل إِذا صَار فِي وَقْتِ الضُّحَى، وأَضْحَى فِي الغُدُو إِذا أَخَّرَه. وضَحِيَ الشيءُ وأضحيْتُه أَنا أَي أَظهَرْتُه. وَقَالَ الرَّاعِي: حَفَرْن عُروقَه حَتَّى أظَلَّتْ مَقَاتِلُه وَأَضْحَيْن القُرونَا

قَالَ: وضَاحِيةُ كل بَلْدَةٍ ناحيَتُها، والجَوُّ بَاطِنهَا، يُقَال هؤلاءِ يَنْزِلُون الباطِنَة وَهَؤُلَاء ينزلون الضَّوَاحي وضواحي الأَرْض الَّتِي لم يُخَطَّ عَلَيْها. وضح: قَالَ اللَّيْث: الموضَحُ بياضُ الصُّبْح. وَقَالَ الْأَعْشَى: إِذْ أَتَتْكمْ شيْبَانُ فِي وَضَح الصُّبْ ح بكبشٍ ترى لَهُ قُدَّامَا قَالَ والموضَحُ بياضُ البرصِ وَبَيَاض الغُرَّةِ والتَحجِيلُ فِي القَوائم وَغير ذَلِك من نحوِه. ومِنَ الألوانِ إِذا كَانَ بياضٌ غَالبٌ فِي ألوان الشَّاءِ قَدْ نَشَأ فِي الصَّدْرِ والظَّهْرِ والوجهِ يقالُ بِهِ تَوْضِيحٌ شَدِيدٌ، وَقد توضّح. وَيُقَال: أَوْضحْتُ أمرا فَوَضَح ووَضّحْتُه فتَوَضَّح، وَيُقَال من أَيْن أَوْضَحَ الراكبُ؟ وَمن أَيْن أَوْضَعَ الرَّاكِب؟ أَبُو عُبَيْدَة عَن أبي عمرٍ واستوضحتُ الشيءَ واستَشْرَفْتُ واستكْفَفتُه، وَذَلِكَ إِذا وضعْتَ يدك على عَيْنَيْكَ فِي الشَّمس تنظرُ هَلْ ترَاهُ تُوَقي بكفك عيْنَكَ شُعَاعَ الشَّمْسِ. والْموَاضِحَةُ الأسنانُ الَّتي تَبْدُو عِنْد الضَّحِك. وَقَالَ الشَّاعِر: كلُّ خليلٍ كنتُ صافَيْتُه لَا تَرَكَ الله لَهُ وَاضِحَهْ كلَّهم أروَغَ من ثَعْلَبٍ مَا أَشْبَهَ اللَّيْلَةَ بالبَارِحَهْ وَيُقَال: استَوْضِح عَن هَذَا الأمْرِ، أَي ابْحَثْ عَنْهُ، وَيُقَال للرجُلِ الحسنِ الوجْهِ: إِنَّه لوضَّاحُ. قَالَ: والمُوضحةُ الشَّجَّةُ الَّتِي تصِلُ إِلَى العِظَام، تَقول بِهِ شَجَّةٌ أَوْضَحَتْ عَن الْعظم. وَقَالَ أَبُو عبيد: المُوضحةُ من الشجَاجِ الَّتِي تُبدي وَضَحَ الْعظم. وَقَالَ اللَّيْث: إِذا اجْتمعت الكواكبُ الْخُنَّسُ مَعَ الكواكبِ المُضِيئةِ من كواكبِ المنازلِ سُمين جَمِيعًا الوُضَّحَ. وَفِي الحَدِيث: أَن يهوديّاً قتل جُوَيْرِية على أَوْضَاحٍ لَهَا، قَالَ أَبُو عبيد يَعْنِي حَلْيَ فضَّة، وتُوضِحُ مَوضِع مَعْرُوف. وَقَالَ اللحياني: يُقَال: فِيهَا أَوْضَاحٌ من النَّاس وأَوْبَاشٌ وأسقاطٌ يَعْنِي جماعاتٍ من قبائلَ شتَّى. قَالَ: لم يُسْمَعْ لهَذِهِ الْحُرُوف بواحدٍ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: فِي الأَرْض أوضَاحٌ من كَلأ إِذا كَانَ فِيهَا شَيْءٌ قد ابيضّ، قلتُ وأكْثَرُ مَا سمعْتُ العربَ يَقُولُونَ الوَضَحُ فِي الْكلأ إِنَّمَا يَعْنون بِهِ النَّصِي والصليَّان الصيْفِيّ الَّذِي لم يسوَدّ من القِدَم وَلم يَصِرْ دِريناً. للنَّعَم وضيحةٌ ووضائح وَمِنْه قَول أبي وجزة: لِقَوْميَ إذْ قَوْمي جميعٌ نَوَاهم وإذْ أَنَا فِي حَيّ كثيرِ الوضائح وَيُقَال لِلَّبن الموَضَحُ وَمِنْه قَول الْهُذلِيّ: ثمَّ استفاءوا وَقَالُوا حبَّذا الوضح أَي قَالُوا: اللَّبَنُ أحبُّ إِلَيْنَا من القَوَد. وَيُقَال كَثُرَ الوضَحُ عِنْدَ بَني فُلاَنٍ أَي كَثُرَتْ أَلْبَانُ نَعَمِهمْ. وَالْعرب تسمي النَّهَار الوَضَّاح والليلَ الدُّهْمَان وبِكْرُ الوَضَّاحِ صَلَاة الغَدَاةِ وَفِي أَحَادِيث المَبْعث وَدَلَائِل نبوة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبل أَن أَوْحى الله إِلَيْهِ: أَنه

كَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يلْعَبُ وَهُوَ صغيرٌ مَعَ الغلمان بِعظم وضَّاح، وَهِي لُعبة لصبيانِ الْأَعْرَاب يعمِدون إِلَى عظمٍ أبيضَ فيرمونه فِي ظُلمة اللَّيْل، ثمَّ يتفرّقون فِي طلبه، فَمن وجده مِنْهُم فَلهُ القَمْر قلت وَقد رَأَيْت وِلدانهم يصغّرونه وَيَقُولُونَ عُظيمُ وضَّاح. وَأنْشد بَعضهم: عَظِيم وضاح ضِحَنَّ الليلَة لَا تَضِحَنَّ بعْدهَا منْ لَيْلة وَقَوْلهمْ: ضِحَنّ أمرٌ بتثقيل النُّون من وَضَح يَضِح وَمَعْنَاهُ أُظْهَرَنّ وَأُبْدُوَنّ، كَمَا يُقَال من الْوَصْل صِلَنّ. وَيُقَال أَوْضَحَ الرَّجُلُ إِذا جَاءَ بأوْلادٍ بيض، وأوضحت المرأَةُ إِذا ولدت أَوْلَادًا بيضًا. وَوَضَحُ الْقدَم بَيَاض إخْمصه. وَقَالَ الجميح: وَالشوْكُ فِي وَضَح الرَّجْلَيْن مَرْكُوزُ وَقَالَ النَّضر بن شُمَيْل: المتوضحُ والواضِحُ من الْإِبِل الأبيضُ وَلَيْسَ بالشّديد البياضِ، أشدُّ بَيَاضًا من الأعْيس والأصْهب وَهُوَ المُتَوَضح الأقراب وَأنْشد: متوضح الأقْرَابِ فِيهِ شُهلَةٌ شَنِجُ الْيَدَيْنِ تَخَالُه مشكولا قَالَ الْمُنْذِرِيّ أُخبِرْتُ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ فِي قَوْلهم جَاءَ فلَان بالضحّ وَالرِّيح، وأصل الضحّ الوَضَحُ وَهُوَ فوْرُ النَّهَار وضوْء الشَّمْس، فَأسْقطت الْوَاو وزيدت الحاءُ مَكَانهَا فَصَارَت مَعَ الْأَصْلِيَّة حاءً ثَقيلَة قَالَ وَكَذَلِكَ القحة الوقْحة فَأسْقطت الْوَاو وزيدت الْحَاء مَكَانهَا فَصَارَت قِحَّةً بحائين وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة الضحُّ البرازُ الظّاهر. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الضحُّ ماضحا للشمس، والريحُ مَا نَالهُ الرّيح. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الضحّ الشَّمْس بِعَينهَا وَأنْشد: أبيضُ أبرزه للضَّح راقِبُه مقلَّدٌ قُضُبَ الرّيْحَان مفعُوم وَقَالَ أَبُو زيد: تَقول من أَيْن وَضَحَ الرَّاكبُ؟ أَي من أَيْن بَدَأَ؟ وَقَالَ غَيره من أَيْن أَوْضَحَ بِالْألف. حَوْض حيض: قَالَ اللَّيْث: الحَوْضُ مَعْرُوف، والجميع الحِيَاضُ والأحوَاضُ، وَالْفِعْل التّحْوِيضُ، واستحوضَ الماءُ أَي اتخذ لنَفسِهِ حَوْضاً، وحَوْضَى اسْم موضعٍ. الْأَصْمَعِي إِنِّي لأُدَورُ حول ذَاك الْأَمر وأُحَوض وأُحَوط حولَه بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ اللَّيْث: الحَيْضُ مَعْرُوف، والمرة الْوَاحِدَة الحَيْضَةُ، وَالِاسْم الحِيضَةُ وَجَمعهَا الحِيض والحِيضَات جمَاعَة. وَالْفِعْل حَاضَت الْمَرْأَة تَحِيضُ حَيْضاً ومَحِيضاً، فالمحيضُ يكون اسْما وَيكون مَصْدراً. وَامْرَأَة حائِضُ، وَنسَاء حُيَّضٌ على فُعَّل، والمستحاضةُ الْمَرْأَة الَّتِي يسيل مِنْهَا الدَّمُ فَلَا يرقأُ، وَلَا يَسِيلُ من المحِيضِ، وَلكنه يسيل من عِرْقٍ يُقَال لَهُ العَاذِل، وَإِذا استُحِيضَت المرأةُ فِي غير أَيَّام حَيْضِها واستَمرّ بهَا الدَّمُ صلّت وصامت وَلم تَقْعُد عَن الصَّلاة كَمَا تقعد الْحَائِض وَقَالَ الله جلّ وَعز: {وَيَسْئَلُونَك

باب الحاء والصاد

َ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى} (البَقَرَة: 222) قَالَ أَبُو إِسْحَاق: يُقَال قَدْ حَاضَتِ الْمَرْأَة تَحِيضُ حَيْضاً ومحيضاً ومحاضاً. قَالَ وَعند النَّحْوِيين أَن الْمصدر فِي هَذَا الْبَاب بَابه المَفْعَل والمَفْعِل جيّد بَالغٌ، وَقَالَ غَيره المحِيضُ فِي هَذِه الْآيَة المَأْتَى من الْمَرْأَة لِأَنَّهُ مَوْضعُ الحيْض فَكَأَنَّهُ قَالَ اعْتزلوا النِّسَاء فِي موضِع الْحَيض وَلَا تجامِعُوهنّ فِي هَذَا الْمَكَان. ويقالُ حاضَ السيلُ وفاضَ إِذا سَالَ، يحيض ويفيضُ. وَقَالَ عمَارَة: أجالت حصاهن الذَّوَارِي وحَيّضَت عليهنّ حَيْضَاتُ السُّيُول الطّواحِم أنشدنيه المنذريُّ عَن المبرِد أَن عمَارَة أنْشدهُ. وَمعنى حيّضت أَي سيّلت. قلت: ومِنْ هَذَا قيلَ للحوضِ: حَوْضُ المَاء؛ لِأَن المَاء يَحيضُ إِلَيْهِ أَي يسيلُ، وَالْعرب تدخل الواوَ على الْيَاء والياءَ على الواوِ؛ لِأَنَّهُمَا من حيزٍ واحِدٍ وَهُوَ الهوَاءُ وهما حَرْفا لِين. وَقَالَ اللحيانيُّ فِي بَاب الضّاد وَالصَّاد: حاضَ وحاص بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ أَبُو سعيد: إِنَّمَا هُوَ حاضَ وجاضَ بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ الْفراء حاضَت السَّمُرَةُ تحيض إِذا سَالَ مِنْهَا الدُّوَدِم وَيجمع الْحَوْض حياضاً وأحواضاً والمحوَّض الْموضع الَّذِي يسمَّى حوضاً. ضيح: قَالَ اللَّيْث: الضَّيَاحُ اللَّبن الخاثرُ يُصَبُّ فِيهِ الماءُ ثمَّ يُجدَحُ، يُقَال ضَيّحْتُه فَتَضَيَّح. قَالَ: وَلَا يُسمى ضَياحاً إِلَّا اللبنُ وتضيُّحُه تزيّده. قلت: الضَّيَاحُ والضّيْحُ عِنْد الْعَرَب أَن يُصَبَّ الماءُ على اللبَنِ حَتَّى يَرِق، وَسَوَاء كَانَ اللبنُ حليباً أَو رائباً، وَسمعت أعرابيَّاً يَقُول ضَوحْ لي لُبَيْنَةً وَلم يقل ضَيحْ وَهَذَا مِمَّا أَعْلمْتُكَ أَنَّهم يدْخلُونَ أحد حرفي اللَّبن على الآخَرِ كَمَا يُقالُ حَيضه وحَوَّضه وتَوّهه وتيّهه. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: إِذا كثر المَاء فِي اللَّبن فَهُوَ الضَّيْحُ والضّيَاح وَقَالَ الْكسَائي قد ضيّحه من الضّيَاح. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: من اعتذَر إِلَيْهِ أخُوه من ذَنْبٍ فردّه لم يَرِدْ عليَّ الْحوضَ إِلَّا مُتَضَيحاً وَأنْشد شمر: قد علمت يَوْم وَرَدْنا سَيْحا أَنِّي كفيْت أَخَوَيْهَا الميْحَا فامتَحَضا وسقَّيا فِي ضَيْحَا وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال الريحُ والضيحُ تقويةٌ لِلَفْظِ الرّيح فإذَا أفْرَدْتَه فَلَيْسَ لَهُ معنى. قلت: وغيْرُ اللَّيْث لَا يُجيز الضيحَ. وَقَالَ أَبُو عبيد: جَاءَ فلَان بالضح وَالرِّيح قَالَ: وَمعنى الضح الشمسُ، أَي إِنَّمَا جَاء بمثْل الشَّمس وَالرِّيح فِي الكثْرَةِ. قَالَ: والعامّة تَقول: جَاءَ بالضيح وَالرِّيح. وَلَيْسَ الضيح بِشَيْء. (بَاب الْحَاء والصَاد) (ح ص (وايء)) حصا، حصأ، حَاص، صَحا، صَاح، (صواح) ، صوح، وحص. صَحا: قَالَ اللَّيْث: الصّحْوُ ذهابُ الغيْم، يُقَال اليومُ يومٌ صَحْوٍ. وأصحَتِ السماءُ فَهِيَ مُصْحِيَةٌ ويومٌ مُصْحٍ. قَالَ: والصَّحْوُ ذهابُ السُّكْرِ وتَرْكُ الصِّبَا والباطِل، يُقَال

مِنْهُ: صَحَا قَلْبُه، وصَحَا مِنْ سُكْرِه. قلت: وَهَكَذَا قَالَ غَيْرُه. ورَوى الحرَّانِيُّ عَن ابْن السّكيت: أَصْحَت السماءُ تُصْحِي فَهِيَ مُصْحيَةٌ، وَقد صَحَا السكرانُ يَصْحُو صُحُوَّا فَهُوَ صاحٍ، ونحوَ ذَلِك قَالَ الفراءُ والأصمعيُّ. قَالَ اللَّيْث: والمِصْحَاةُ جَامٌ يُشْرَبُ فِيهِ. وَقَالَ الأصمعيُّ فِيمَا روَى عَنهُ أَبُو عبيد: المِصْحَاةُ إِنَاءٌ، قَالَ: وَلَا أَدْري مِنْ أَي شَيءٍ هُو. شمِرٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي المِصْحَاةُ الكَأْسُ قَالَ وَقَالَ غيرُه هُوَ القَدَحُ من الفضّة وَاحْتج بقول أَوْس: كمِصْحَاةِ اللُّجَين تأكّلا وَقَالَ ابْن بُزُرْج: من أَمْثالهم (يُرِيد أَنْ يَأْخُذَها من الصَّحْوَة والسَّكْرَةِ) مَثَلٌ لطَالب الأمْرِ يتجاهلُ وَهُوَ يَعْلَم. حوص حيص: قَالَ اللَّيْث: الحَوَصُ ضِيقٌ فِي إِحْدَى الْعَينَيْنِ دونَ الأُخْرى، وَرجل أَحْوَصُ وَامْرَأَة حَوْصَاءُ، قلت: الحَوَصُ عِنْد جَمِيعهم ضيقٌ فِي الْعَينَيْنِ معَاً، رجل أَحْوَصُ إِذا كَانَ فِي عينيْه ضيقٌ، وَقد حَوِصَ يَحْوَصُ حَوَصاً. أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الحَوَص بِفَتْح الْحَاء الصغَارُ الْعُيُون، وهم الحُوصُ. قلت: من قَالَ حَوَصٌ أَرَادَ أَنهم ذوُو حَوَص. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ الحَوْصُ الخِياطة وَقد حُصْت الثَّوْب أَحوصُهُ حَوْصاً إِذا خطِتْهُ. وَفِي حَدِيث عليّ أَنه اشْترى قَمِيصًا فَقَطع مَا فضل من الكُمَّين عَن يَدِه، ثمَّ قَالَ للخياط حُصْه أَي خِطْ كِفَافَهُ، وَمِنْه قيل للعين الضيّقة حَوْصَاءُ كَأَنَّمَا خِيط جانِبٌ مِنْهَا. قَالَ وحُصْت عينَ الْبَازِي إِذا خِطْته. وَقَالَ ابْن السّكيت: الأَحْوَصَانِ: الأَحْوَصُ بن جَعْفَر بن كلابٍ، واسْمه ربيعةُ، وَكَانَ صغيرَ العيْنَيْنِ، وَعَمْرو بن الْأَحْوَص وَقد رَأس وَقَالَ الْأَعْشَى: أَتَاني وَعِيدُ الحُوصِ منْ آلَ جَعْفَر فيا عَبْدَ عَمْرٍ وَلَو نهيْت الأحَاوِصَا يَعْنِي عبدَ عمرِو بنِ شُرَيْح بنِ الْأَحْوَص، وعَنَى بالأحاوص مَنْ وَلَده الأحْوَصُ، مِنْهُم عَوْفُ بنُ الأحْوص، وعَمْرو بن الأحْوص، وشُرَيْحٌ بن الْأَحْوَص، وَرَبِيعَة بن الْأَحْوَص. وَقَالَ أَبُو زيدٍ يُقَال: لأطْعَنَنّ فِي حَوصك أَي لأكيدَنَّك ولأجِدّن فِي هَلاَكِكَ. وَقَالَ النَّضر: من أَمْثَال العربِ طَعَنَ فلانٌ فِي حَوْصٍ لَيْسَ مِنْه فِي شَيْء. إِذا مارس مَا لَا يُحْسِنه وتكلّف مَا لَا يَعْنيه. وحَاصَ فلاَنٌ سِقَاءَه إِذا وَهَى وَلم يكن مَعَه سِرَادٌ يخرزه بِهِ فأدخلَ فِيهِ عُودَيْنِ وسد الوَهْي بَينهمَا يخَيْط دُون الخَرْزِ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: ناقَة مُحتَاصَةٌ وَهِي الَّتِي احْتاصَتْ رَحِمُها دُونَ الفحْل فَلَا يقدرُ عَلَيْهَا الفحلُ، وَهُوَ أَن تعقِد حَلَقَها على رَحِمِها فَلَا يقدر الفَحْلُ أَن يُجيز عليْها، يُقَال قد احْتاصَت الناقةُ واحتاصَتْ رَحِمها سواءٌ، وناقة حائص ومحتاصَةٌ وَلَا يُقَال حَاصَت النَّاقة، وبئر حَوْصاءُ ضيقةٌ.

وَرُوِيَ أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: الحيصاءُ النَّاقة الضيّقة الحَيَا. قَالَ والمِحْيَاصُ الضيّقة الملاقي. الأصمعيّ والفرّاء: الحائص والناقة الَّتِي لَا يَجُوز فِيهَا قضيبُ الفَحْلِ كأنّ بهَا رَتْقاً. وَقَالَ اللَّيْث الحَيْصُ الحَيْدُ عَن الشَّيْء. يُقَال هُوَ يحيصُ عني أَي يَحيدُ، وَهُوَ يحايصني، وَمَا لَك من هَذَا الأمْرِ مَحِيصٌ أَي مَحِيد، وَكَذَلِكَ مَحَاصٌ، وَفِي حَدِيث مطرّف: أَنه خرج من الطَّاعُون، فقيلَ لَهُ فِي ذَلك، فَقَالَ: هُوَ الموتُ نْحَايصُه وَلَا بُدّ مِنْهُ. قَالَ أَبُو عبيد: مَعْنَاهُ نزوغ عَنهُ. يُقَال حَاص يحيص حَيْصاً، وَمِنْه قَول الله جلّ وعزّ: {وَظَنُّواْ مَا لَهُمْ مِّن} (فُصّلَت: 48) . ورُوي عَن ابْن عُمَرَ أنَّه ذكر قتَالاً أوْ أَمْراً، فَقَالَ: فَحَاصَ المُسْلِمون حَيْصَةً. ويروى فَحَاضَ الْمُسلمُونَ حَيْضَةً، مَعْنَاهُمَا وَاحِد. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: وَقع القَوْمُ فِي حَيْصَ بَيْصَ، أَي فِي اخْتِلَاط من أمْر لَا مَخْرَجَ لَهُمْ مِنْهُ. وأنشدنا لأميَّة بن عائِذ الْهُذلِيّ: قد كنتُ خَرَّاجاً وَلُوجاً صَيرَفاً لم تَلْتَحِصْني حَيْصَ بَيْصَ لَحَاصِ ونصبَ حَيْصَ بيْصَ على كل حالٍ. قَالَ وَقَالَ الْكسَائي فِي حيصَ بيص مثلَه إلاّ أَنه قَالَهَا بِكَسْر الْحَاء وَالْبَاء حِيصَ بِيصَ. الحَرّاني عَن ابْن السّكيت إِنَّك لتحسَبُ عليَّ الأَرْض حَيْصاً بَيْصاً وحِيصاً بِيصاً. وَفِي حَدِيث سعيد بن جُبَير وَسُئِلَ عَن المكاتَب يَشْتَرِطُ عَلَيْهِ أهلُه أَن لَا يخرُجَ من بَلَده، فَقَالَ: أَثْقَلْتُمْ ظهْره وجعلتم الأرْض عَلَيْهِ حَيصَ بَيصَ أَي ضيقتم الأَرْض عَلَيْهِ حَتَّى لَا مَضْربَ لَهُ فِيهَا وَلَا مُتَصَرَّفَ للكَسْبِ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي طَالب عَن أَبِيه عَن الْفراء قَالَ: هُمْ فِي حَيْصَ بَيْصَ وحِيصَ بِيصَ. وَقَالَ: إِذا أفْردوه أجْرَوْه وَرُبمَا تركُوا إجراءَه وَقَالُوا وَقَعُوا فِي حِيصٍ أَي فِي ضيق. وَفِي (كتاب ابْن السّكيت) فِي الْقلب والإبدال فِي بَاب الصَّاد وَالضَّاد. يُقَال: حَاصَ وحَاضَ وجَاضَ بِمَعْنى واحدٍ. وَكَذَلِكَ ناصَ وناضَ. وَقَالَ عزَّ من قَائِل {فَنَادَواْ وَّلاَتَ حِينَ} (ص: 3) أَي لات حينَ مَهْرَب. وروى اللَّيْث بَيت الْأَعْشَى: لقد نَال حَيْصاً من عُفَيْرَةَ حائصاً قَالَ يرْوى بِالْحَاء وَالْخَاء. قلت: والرُّواة روَوْهُ بِالْخَاءِ خَيْصاً وَهُوَ الصَّحِيح. وَقَالَ ابْن شُمَيْل الخِيَاصة سيْرٌ طَوِيل يشدُّ بِهِ حِزَامُ الدّابّةِ. حصا: قَالَ اللَّيْث: الحَصَى صِغَارُ الحِجَارَةِ، الْوَاحِدَة حَصَاةٌ وثلاثُ حَصَيَاتٍ. قَالَ والحَصى كَثْرَة العَدَدِ شُبه بحصى الْحِجَارَة فِي الْكَثْرَة، وَقَالَ الْأَعْشَى:

فلستُ بالأكْثَرِ منْهُم حَصًى وَإِنَّمَا العزَّةُ للْكاثِر قَالَ: وحَصَاةُ اللّسَانِ ذَرَابَتُهُ. قَالَ وَفِي الحَدِيث: (وَهل يُكَبُّ الناسُ على مناخرهم فِي جَهنَّم إِلَّا حَصَا أَلْسِنَتهم) . قلت والرّواية الصَّحِيحَة (إلاَّ حصائدُ ألسنتهم) ؟ وَقد مرّ تَفْسِيره فِي بَابه، وأَمَّا الحَصَاةُ فَهُوَ الْعقل نَفسه. وروى ابْن السّكيت عَن الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ: فلَان ذُو حَصَاةٍ وأَصَاةٍ إِذا كَانَ حازِماً كَتُوماً على نفْسِه يحفظ سرَّه. قَالَ والحَصَاة الْعقل، وَهُوَ فَعَلَة من أحْصَيْتُ قَالَ طرفَة: وإنّ لسانَ المَرْءِ مَا لم يَكُنْ لَهُ حصاةٌ على عَوْرَاتِه لَدلِيلُ يَقُول إِذا لم يكنْ مَعَ اللِّسَان عقل يحجزه عَن بسْطه فِيمَا لَا يجب دَل اللِّسَان على عَيبه بِمَا بِلَفْظ بِهِ من عُور الْكَلَام. قَالَ اللَّيْث وَيُقَال لكل قطعَة من الْمسك حصاةٌ. قَالَ: والحصاةُ داءٌ فِي المثانَة، وَهُوَ أَن يخثُرَ الْبَوْل فيشتد حَتَّى يصير كالحصاة. يُقَال حصِيَ الرجلُ فَهُوَ مَحْصِي. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي الحَصْوُ هُوَ المَغَسُ فِي البَطْنِ. وَفُلَان ذُو حَصى أَي ذُو عَددٍ، بِغَيْر هَاء. وَهُوَ من الإحْصَاء لَا من حَصَى الْحِجَارَة وَفُلَان حَصِيٌّ وحَصيفٌ ومُسْتَحْصٍ إِذا كَانَ شديدَ العَقْل، وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَىْءٍ} (الْجِنّ: 28) أَي أحَاط علمُه بِاسْتِيفَاء عَدَدِ كل شَيْء. وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله {وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَلَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ} (المُزمّل: 20) قَالَ علم أَن لنْ تحفظُوا مَوَاقِيت اللَّيلِ، وَقَالَ غَيره مَعْنَاهُ {وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَلَّن تُحْصُوهُ} أَي عَلِمَ أَن لن تُطِيقوه، وَأما قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِن لله تِسْعَة وَتِسْعين اسْما من أحْصَاها دخلَ الجَنّة) فمعْناه وَالله أعلم من أحْصَاهَا عِلْماً وإيماناً بهَا ويقيناً بِأَنَّهَا صفاتُ الله جلّ وعزّ، وَلم يُرد الإحصاء الَّذِي هُوَ العَدّ. والحَصَاةُ الْعقل: اسْم من الإحصاء فِي هَذَا الْموضع وَقَالَ أَبُو زُبَيد: يُبْلغُ الجَهْدَ ذَا الْحَصَاة من القو مِ وَمن يُلْفَ وَاهناً فَهُوَ مُود يَقُول: يُبلغ ذَا الْحَصَاة من الْقَوْم الجَهْد أَي ذَا الْقُوَّة والرزانة وَالْعقل وَالْعلم بمصادر الْأُمُور ومواردها. صوح، صِيحَ: أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ وَأبي عَمْرو قَالَ: الصُّوحُ حَائِط الْوَادي وهما صُوحَانِ. وَفِي الحَدِيث أَن مُحَلم بن جُثَامة قتل رجلا يَقُول لَا إلاه إلاّ الله، فلمّا مَاتَ دفنوه قَالَ فلفَظَتْه الأَرْض فألْقَوْه بَين صُوحيْن فأكلته السبَاع. ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: الصَّوْحُ بِفَتْح الصَّاد الجانبُ من الرأسِ والجبلِ. قلت: وغيرُه يَقُول صُوحٌ لوجه الْجَبَل الْقَائِم كَأنه حَائِط، وهما لُغَتَانِ صَوْحٌ وصُوحٌ. سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: الصُّوَاحِيُّ مَأْخُوذ من الصُّوَاح وَهُوَ الْجصّ وَأنْشد: جَلَبْنَا الخيلَ من تثْليث حَتَّى كأنّ على مَنَاسِجِها صُواحَا

قَالَ: شبّه عَرَقَ الخيْلِ لما ابيضّ بالصُّوَاح وَهُوَ الجصّ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الصَّاحَةُ من الأَرْض الَّتِي لَا تنْبِتُ شَيْئا أبدا. وَقَالَ اللَّيْث: التصوّح تشقّق الشّعْر وتناثُره وَرُبمَا صوَّحه الجُفُوف. قَالَ: والبقلُ إِذا أَصَابَته عاهة فيبِس قيل تَصَوّح البَقْلُ وصوّحَتْه الريحُ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: إِذا تهيّأ النباتُ لليُبْس قيل قد اقْطَارَ فَإِذا يَبِس وانْشَقّ قِيل قد تَصَوَّح. قلت: وتصوُّحُه من يُبْسِهِ زمانَ الحَر لَا مِنْ آفةٍ تصيبُه. وَقَالَ ذُو الرمة يصف هَيْج البقل فِي الصَّيف: وصوح البقْلَ نآجٌ تجيءُ بِهِ هَيْفُ بِمَا نِيَةٌ فِي مَرهَا نكَبُ أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: فإنْ تشقَّق الثَّوْب من قِبَل نَفْسه قيل قد انْصَاحَ انْصِياحاً وَمِنْه قَول عبيد: من بَين مرتَتِقٍ مِنْهَا ومُنْصاح قَالَ شمر: وَرَوَاهُ ابْن الأعرابيّ: من بَين مرتَفِقٍ مِنْهَا ومنصاح وَفسّر المُنْصَاحَ الفائِضَ الجارِي على وجْهِ الأرْضِ. قَالَ: والمُرْتَفِق الممتلىءُ. قَالَ: ويروى عَن أبي تَمام الْأَسدي أَنه أنْشدهُ: من بَين مرتفِق مِنْهَا ومِنْ طَاحِي قَالَ: والطَّاحِي الَّذِي قَدْ سالَ وفاضَ وَذهب. وَقَالَ الأصمعيُّ: انْصَاحَ الفَجْرُ انصِياحاً إِذا اسْتَنَارَ وأَضَاءَ، وَأَصله الانْشِقَاق. وتَصَايحَ غِمْدُ السَّيْف إِذا تشقّق. وَقَالَ اللَّيْث الصُّوَّاحَةُ على تَقْدِير فُعَّالة من تشقق الصُّوف إِذا تصوَّح. وَفِي (النَّوَادِر) : صوّحتْه الشمسُ ولوَّحتْه وصَمَحَتْه إِذا أَذْوَتْه وآذَتْه. وَمن نَبَات الْيَاء، أَبُو عبيد عَن أبي زيد: لَقيته قبْلَ كل صَيْحٍ ونَفْرٍ، فالصَّيْحُ الصيَاح والنَّفْر التفَرُّق. وَيُقَال غَضِبَ فلانٌ من غير صَيْحٍ وَلَا نَفْرٍ، من غير قَلِيل وَلَا كثيرٍ. وَقَالَ الشَّاعِر: كَذُوبٌ محولٌ يجعلُ الله عُرْضَةً لأَيْمانِه من غير صيْحِ وَلَا نَفْر قَالَ: مَعْنَاهُ من غير شَيْء. وَيُقَال: تصيّح النبْتُ إِذا تشقّق بِمَعْنى تصوَّح. وَقَالَ اللَّيْث: تصيّح الخَشَبُ وغيرُه إِذا تصدّع. وأنشدني أعرابيٌّ من بني كُلَيْب بن يَرْبُوع: ويومٍ من الجوْزَاءِ مُؤتَقِد الحَصَى تكَادُ صَيَاصِي العيْنِ مِنْهُ تَصَيَّحُ قَالَ: والصيَاحُ صوتُ كُل شَيْء إِذا اشتدّ. والصَّيْحَةُ العذابُ. قَالَ الله: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ} (الحِجر: 73) يَعْنِي بِهِ العذَاب. وَيُقَال: صِيحَ فِي آلِ فلَان إِذا هَلَكُوا. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

أبواب الحاء والسين

دعْ عَنْكَ نَهْباً صِيحَ فِي حَجَرَاته وَلَكِن حديثٌ مَا حديثُ الرَّوَاحل وَقَالَ الله: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ} أَي الهلَكَةُ. وصَيْحةُ الْغَارة إِذا فاجأتْهم الخيلُ المُغيرةُ والصَّائِحَةُ صَيْحَةُ المَنَاحَة. وَيُقَال: مَا ينْتَظِرُون إِلَّا مثلَ صَيْحَةِ الحُبْلَى أَي شرّاً يَفْجَؤُهم. والصيْحانيّ ضَرْبٌ من التَّمْرِ أسْوَدُ صُلْبُ المَمْضَغَةِ شديدُ الحلاوَةِ. قلت: وسُمي صَيْحَانِياً لأنّ صيْحانَ اسمُ كَبْشٍ كَانَ يُرْبَطَ عِنْدَ نَخْلةٍ بِالْمَدِينَةِ فأثمرت ثمْراً صيْحَانِيّاً فنُسِبَ إِلَى صَيْحَان. وَقَول الله جلّ وعزّ: {وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ} (هُود: 67) فذكّر الْفِعْل لِأَن الصّيْحَةَ مصدَرٌ أُرِيدَ بِهِ الصيَاحُ، وَلَو قيل وَأخذت الَّذين ظلمُوا الصيحةُ بالتأنيث كَانَ جَائِزا تذْهب بِهِ إِلَى لفظ الصّيْحَةِ. حصأ: مهموزاً. أَبُو عبيد عَن الأُمَوِيّ: حَصَأْتُ من المَاء أَي رَوِيتُ. وَقَالَ أَبُو زيد: حَصَأ الصَّبيُّ من اللَّبن حَصْأ إِذا أُرْضِع حَتَّى تمتلىء إنْفَحَتُه إِن كَانَ جَدْياً، وَإِن كَانَ صبِياً فبطْنُه. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيُّ: يُقَال للرجل وَغَيره حَصَأ بِهَا وحَصَمَ بِهَا إِذا ضَرَط. وَقَالَ غَيره: أحْصَأتُه أَي أَرْوَيتْهُ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الحَصَا مَا خَذَفْت بِهِ خَذْفاً وَهُوَ مَا كَانَ مثلَ بَعْرِ الْغنم. وَقَالَ أَبُو أسلم: العظيمُ مثل بَعْرِ البعيرِ من الْحَصَى. وَقَالَ أَبُو زيد حَصَاة وحِصِيّ وقناة وقِنِيٌّ ونواة ونِوَيٌّ ودواةٌ ودِوِيّ، هَكَذَا قيّده شمر، وغيرُه يَقُول بِفَتْح الحَاء والقَافِ وَالنُّون وَالدَّال حَصَّى وقَنَّى ونوَّى ودَوَّى. وَيُقَال نهر حَصَوِيٌّ أَي كثيرُ الحَصَى. وَقَالَ الْأَحْمَر: أَرض مَحْصَاةٌ من الحَصَا وحَصِيَّة وَقد حَصِيتْ تَحْصَى. وَيُقَال حَصَيْتُه بالحَصَى أحْصِيه أَي رمَيْتُه. وَقَالَ اللَّيْث فِي قَوْلهم وَقع فلَان فِي حَيْص بَيْص أَي فِي ضيقٍ وَالْأَصْل فِيهِ بَطْنُ الضبّ يُبْعَج فيخْرَجُ مَكْنُه وَمَا كَانَ فِيهِ ثمَّ يحَاصُ. وحص: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الوحْصُ البَثْر يخرج فِي وَجه الجَارِية المَلِيحة. وَقَالَ ابْن السّكيت: أصبَحَتْ وَلَيْسَ بهَا وَحْصَةٌ وَلَا وَذْيَةٌ. قَالَ الأزهريُّ مَعْنَاهُ لَيْسَ بهَا عِلَّة. (أَبْوَاب الْحَاء وَالسِّين) (ح س (وايء)) حسا، حاس، سَحا، ساح: (مستعملة) . حسا: قَالَ اللَّيْث: الحَسْوُ الْفِعْل، يُقَال حَسا يَحْسو حَسْواً، والشيءُ الَّذِي يُحْسَى اسمُه الحَسَاء مَمْدُود. والحُسوَةُ مِلْءُ الفَم. وَيُقَال اتَّخذُوا لَهُ حَسِيَّةً. والحُسْوَةُ الشَّيْء الْقَلِيل مِنْهُ. الحرَّاني عَن ابْن السّكيت: حَسَوْتُ حَسْوَةً وَاحِدَة والحُسْوَةُ مِلءُ الْفَم. وَقَالَ اللحياني: حَسوة وحُسوة وغَرفة وغُرفة بِمَعْنى وَاحِد.

وَقَالَ يُونُس: حَسوت حَسوة وَفِي الْإِنَاء حُسوةٌ. وَقَالَ ابْن السّكيت: شربت حَسُوّاً وحَسَاءً، وشربت مَشُوّاً ومَشَاءً. قَالَ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: قَالَ أَبُو ذبيان بن الرعبل: أبْغض الشُّيُوخ إليَّ الحَسُوُّ الفَسُوُّ. قَالَ: الحَسُوُّ الشروبُ. قلت: جمع الحُسْوَةِ حُسًى، وَالعرب تَقول: نمت نَوْمة كحَسْوِ الطير إِذا نَام نوماً قَلِيلا. وَيقول الرجلُ للرجلِ هَل احتسيت من فلَان شَيْئا؟ على معنى هَل وَجَدْتَ، وَقَول أبي نخيلة: لما احْتَسَى مُنْحَدِرُ من مُصْعِد أَن الحَيَا مُغْلوْلِبٌ لم يَجْحَدِ احتسى أَي استَخْبَرَ فأُخْبِرَ أَن الخِصْب فاشٍ. وَسمعت غيرَ واحدٍ من بني تَمِيم يَقُول: احتَسَيْنا حِسْياً أَي أنْبطْنا مَاء حَسْيٍ، والحَسْيُ الرَّمْل المتراكم أَسْفَله جبل أصلدُ، فَإِذا مُطِرَ الرمل نَشِفَ مَاء الْمَطَر، فَإِذا انْتهى إِلَى الْجَبَل الَّذِي أسفَلُه أمسكَ المَاء وَمنع الرملُ حرَّ الشَّمْس أَن ينشف المَاء فَإِذا اشْتَدَّ الْحر نُبِثَ وجْهُ الرمل عَن المَاء فنبَعَ بَارِدًا عذباً يتَبَرَّضُ تبرُّضاً وَقد رَأَيْت فِي الْبَادِيَة أحْسَاءُ كَثِيرَة على هَذِه الصفَة مِنْهَا أحْساءً بَنِي سَعْدٍ بحذاء هَجَرَ وقُرَاها وَهِي اليومَ دارُ القَرَامِطَةِ، وَبهَا مَنَازِلُهم وَمِنْهَا أَحْسَاءُ خِرْشَافِ وأَحْسَاءُ القَطِيف. وبحذاء حاجِرٍ فِي طَرِيق مَكَّة أَحْساءٌ فِي وادٍ مُتَطَامِن ذِي رَمْلِ إِذا رَوِيَتْ فِي الشتَاء من السُّيُول الْكَثِيرَة لم يَنْقَطِع ماءُ أحْسائها فِي القَيْظ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الحِسَى المَاء الْقَلِيل. وَقَالَ شَمِر: يُقَال جعلت لَهُ حَسوًا وحَساء وحَسِيّة إِذا طُبَخَ لَهُ الشَّيْء الرَّقِيق يتحسَّاه إِذا اشْتَكَى صدرَه، وَيجمع الحِسْيُ حِسَاءً وأحْساءً. سَحا: قَالَ اللَّيْث: سَحَوْتُ الطينَ بالمِسْحَاةِ عَن الأَرْضِ سَحْواً وسَحْياً، وَأَنا أَسْحَاهُ وأَسْحُوه وأسْحِيه، ثلاثُ لُغَاتٍ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: سَحَوْتُ الطين عَن الأرْضِ أَسْحُوهُ وأَسْحَاه، وَلم يذكر أسحِيه. قَالَ وسَحْوُ الشَّحْم عَن الإهاب قَشْرُه، وَمَا قْشِرَ عَنهُ فَهُوَ سِحاءَة نَحْو سحاءةِ النواة، وسحاءة القرطاس وَفِي السَّمَاء سِحَاءةٌ من سَحَاب، أَي غيمٌ رقيقٌ. وَيُقَال: سحَّيْتُ الْكتاب تَسْحِيَةً لِشَدهِ بالسحَاءَةِ، وَيُقَال بالسحَاية، لُغَتَانِ. قَالَ اللَّيْث: وسَمّى رؤبة سنابك الحُمُرِ مَسَاحِيَ لِأَنَّهَا تُسْحَى بهَا الأَرْض فَقَالَ: سَوَّى مساحِيهِنّ تقطيطَ الحُقَق قَالَ: وَرجل أُسْحُوان: كثير الأَكْلِ. قَالَ والأُسْحِيَّة كل قشرة تكونُ على مضائِغ اللَّحْم من الْجلد. ومتَّخِذُ الْمساحِي سَحَّاءٌ على فَعال وحرفته السحَايةُ. وَقَالَ الأصمعيُّ: الساحِيَةُ المَطْرَةُ الشَّدِيدَة الوقعِ الَّتِي تَقْشِر الأرضَ. وَأنْشد أَبُو عبيد:

أَصَابَ الأرْضَ مُنْقَمِشُ الثريَّا بساحِيَةٍ وأَتْبَعَها طِلاَلا قَالَ: وسَحَوْتُ القرطاسَ وسَحَيْتُه والسحَاةُ الخُفّاش وَجَمعهَا سَحاً. قَالَ: والسحاء ضربٌ من الشّجر يرعاه النَّحْل. وَكتب الْحجَّاج إِلَى عَامل لَهُ أَن أرسل إليَّ بِعَسَل السحاء أخْضَرَ فِي الْإِنَاء. وَقَالَ ابْن السّكيت: ضَبٌّ سَاحٍ حابلٌ إِذا رعى السَّحَاءَ والحُبْلَة. وسِحَاءَةٌ أُم الرَّأْس الَّتِي تكون فِيهَا الدِّمَاغ، قَالَ: وسِحَاءَةُ القِرْطاس ممدودةٌ وسِحَاءٌ مَمْدُود بِلَا هَاء. قَالَ والسحاءُ الخفاش بِكَسْر ويُمَدّ، ويُفْتَحُ فيُقْصر، فَيُقَال هُوَ السَّحا، مقصورٌ كَمَا ترى. حوس، حيس: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الحَوْسُ الأكلُ الشَّديد، والحُوسُ الشجعان. قَالَ والحَوْسَاءُ النَّاقة الشَّدِيدَة الأكْلِ. قَالَ وَيُقَال حاسُوهم وجاسُوهم ودَرْنَجُوهم وفَنَّخُوهم أَي ذَلّلوهم. وَقَالَ اللَّيْث الحَوْس انتشارُ الغَارة والقَتْل، والتحركُ فِي ذَلِك، يُقَال حُسْتُه أَي وطئْتهُ وخالطْتُه. وَقَالَ الْفراء: حَاسَهم وجَاسَهم إِذا ذَهَبُوا وَجَاءُوا يَقْتُلُونهم. ابْن السّكيت عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: تركت فلَانا يَحُوس بَنِي فلَان ويَجُوسهم. يَقُول يَدُوسُهمْ ويطْلُب فيهم. وَقَالَ اللَّيْث: الأَحْوَسُ الجَرِيءُ الَّذِي لَا يهوله شَيْء وَأنْشد: أَحُوسُ فِي الظَّلْمَاءِ بالرُّمْحِ الخَطِلْ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ الأحْوسُ الشديدُ الأكلِ، والأحْوسُ الْكثير القَتْلِ من الرِّجَال، والأحْوَسُ الَّذِي لَا يَبْرَح مكانَه حَتَّى ينالَ حَاجته. وَقَالَ الفرزدق يصف إبِلا: حَوَاسَاتُ الشتَاء خَبَعْثِنَاتٌ إِذا النَّكْبَاءُ ناوحت الشمالا ابْن السّكيت: يُقَال للرجُل إِذا مَا تحبَّس وأَبْطَأَ: مَا زَالَ يتحوَّسُ، وإبِلٌ حُوسٌ بَطِيئةُ التحرُّك من مَرْعاها وإبلٌ حُوسٌ كثيرات الْأكل. وَقَالَ اللَّيْث: التحوُّس الْإِقَامَة كأنَّه يُرِيد سفَراً وَلَا يَتَهَيَّأ لَهُ لانشغاله بِشَيْء بعد شَيءٍ وَقَالَ المتلمس: سِرْقد أنَى لَك أَيُّها المُتَحَوسُ فالدار قد كادَت لِعَهْدِك تدرُس وَرجل حَوَّاسٌ عَوَّاسٌ طَلاَّبٌ بِاللَّيْلِ، وغيث أحْوَسِيٌّ دَائِم لَا يقطع. قَالَ الراجز: أَنْعَتُ غيثاً رائحاً عُلْوِيّا صَعَّدَ فِي نَخْلَةَ أَحْوَسِيّا يَجُرُّ من عَفَائِهِ حَبِيّا جَرّ الأسِيفِ الرَمَك الَمرعِيَّا أنْشدهُ شمر. وَفِي حَدِيث عُمر أنّه قَالَ لرجل: بَلْ تَحُوسُكَ فِتْنَةٌ. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ العَدَبَّس الْكِنَانِي فِي قَوْله: بَلْ تَحُوسُك فِتْنَةٌ، أَي تُخَالِطُ قَلْبك وتَحُثُّك وتُحَركُكَ على رُكُوبها.

وَقَالَ أَبُو عبيد: وكل مَوضِع خَالَطْته وَوَطِئْتَه فقد حُسْتَه وجُسْتَه وَقَالَ الحطيئة: رهْطُ ابنِ أَفْعَلَ فِي الخُطُوبِ أَذِلَّةٌ دُنُسُ الثيابِ قَنَاتُهُمْ لم تُضْرَس بِالْهَمْزِ من طُولِ الثقَافِ وجَارُهم يُعطِي الظَّلامَةَ فِي الخطوب الحُوَّسِ يَعْنِي الأمورَ الَّتِي تنزلُ بهم فتفْشَاهم وتَخلَّلُ دِيارَهُم. وقَالَ ابنُ الأعرابيّ: الإبِلُ الْكَثِيرَة يُقَال لَهَا حَوْسى وَأنْشد: تبدَّلَتْ بعد أَنِيسٍ رُغُب وَبعد حَوْسى جامل وسرب وحاست الْمَرْأَة ذيلَها حَوْساً إِذا سحبتها وامرأةٌ حَوْسَاءُ الذيل وَأنْشد شمر قَوْله: تَعيِبينَ أَمْراً ثمَّ تأتينَ مِثْلَه لقد حَاسَ هَذَا الأَمْرَ عنْدك حائس وَذَلِكَ أَن امْرَأَة وجدت رَجُلاً على فُجُورٍ فعيّرته فَلم تلبث أَنْ وَجَدها الرجلَ على ذَلِك. ومثلٌ للْعَرَب: عَاد الحيس يُحَاس؛ أَي عَاد الْفَاسِد يُفْسِد، وَمَعْنَاهُ أَن تَقول لصاحبك: إِن هَذَا الْأَمر حَيْس أَي لَيْسَ بِمُحْكم وَهُوَ ردِيءٌ، وَمِنْه الْبَيْت: تعيبني أَمْراً. قَالَ شمر رُوي عَن الْفراء: لقد حِيس حَيْسَهم كَمَا تَقول دَنَا هَلاَكُهُمْ. أَبُو عبيد عَن الأُمَوِيّ: إِذا أَحْدَق بالرَّجُلِ ونَسَبِه الإمَاءُ مِنْ كُل وَجْهٍ فَهُوَ مَحْيُوسٌ، وَذَلِكَ لأَنَّه يشبَّه بالحَيْس وَهُوَ يخلط خَلْطاً شَدِيدا. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: إِذا كَانَت جدّتاه من قِبَلِ أَبِيه وأُمه أَمَةً فَهُوَ المحْيُوس من الحَيْس، يُقَال حُست أَحِيسُ حَيْساً وَأنْشد: عَن أَكْلِيَ العِلْهِزَ أَكْلَ الحَيْس والحيْسُ التَّمْر البرنيُّ والأَقِطُ يُدَقَّانِ ويُعْجَنَان بالسَّمْنِ عَجْناً شَدِيدا حَتَّى تَنْدُرَ مِنْهُ نواةٌ ثمَّ يسوى كالثريد وَهِي الوطيئَةُ أَيْضا، إلاّ أنّ الحيس رُبمَا جُعل فِيهِ السَّوِيقُ وأَمَّا فِي الوطيئةِ فَلَا وَأنْشد: وَإِذا تكونُ كَرِيهَةٌ أُدْعَى لَهَا وإذَا يُحَاسُ والحيس يدعى جُنْدُبُ شمر وَمن أمثالهم: عَاد الحَيْسُ يُحَاسُ وَمَعْنَاهُ أَن رجلا أُمر بأَمْرٍ فَلم يُحْكِمْه فذمّه آخر فَقَامَ لِيُحْكمَه فجَاء بِشَرَ مِنْهُ فَقَالَ الْآمِر: عَادَ الحَيْسُ يُحَاسُ، أَي عَاد الفَاسد يُفْسدُ وَامْرَأَة حوْساء الذيل أَي طَوِيلَة الذيل. قَالَ: قد علمت صفراء حوساء الذيل وَقد حَاست ذَيْلَها تَحُوسُه إِذا وطئَتْهُ تسحَبُه، كَمَا يُقَال حاسَهم وجَاسهم إِذا وَطِئَهم. سيح سوح: قَالَ اللَّيْث: السَّيْحُ المَاء الظَّاهِرُ على وجْه الأرْض يَسِيحُ سَيْحاً. الْأَصْمَعِي: ساحَ الماءُ يسيحُ سَيْحاً إِذا جرَى على وَجه الأَرْض، وَمَاء سَيْح وغَيْلٌ إِذا جرَى على وَجه الأَرْض، وَجمعه سَيُوح وأَسْيَاحٌ، وَمِنْه قَوْله: تِسْعَةُ أَسْيَاح وسَيْحُ الغَمَرْ وَقَالَ اللَّيْث: السيَاحَةُ ذهَاب الرجل فِي الأرْضِ لِلْعِبَادَةِ والتَّرَهُّبِ، وسياحَةُ هَذِه الأمّة الصيَامُ ولزومُ الْمَسَاجِد.

وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (لَا سياحة فِي الْإِسْلَام) ، أَرَادَ بالسياحة مفارَقَةَ الأَمْصَارِ والذهابَ فِي الأرضِ وَأَصله من سَيْح الماءِ الْجَارِي. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ} (التّوبَة: 112) وَقَالَ {عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ} (التّحْريم: 5) جَاءَ فِي التَّفْسِير أَن السائحين والسائحات الصائمون. وَقَالَ الْحسن: هم الَّذين يَصومُون الْفَرْض. وَقد قيل: إِنَّهُم الَّذين يُدِيمُون الصّيام. وَقَول الْحسن أَبْيَنُ. وَقيل للصَّائِم: سائح لِأَن الَّذِي يسيح مُتَعبداً يذهبُ فِي الأَرْض لَا زادَ مَعه فحين يَجِد الزَّاد يَطْعَمُ، والصائم لَا يَطْعَم أَيْضا، فَلِشَبهَه بِهِ سمي سائحاً. وَفِي الحَدِيث على أَنه وصف قَوْماً فَقَالَ: (لَيْسُوا بالمسَايِيح البُذُر) . قَالَ شمر: المسايِيحُ لَيْسَ من السّياحة وَلكنه من التسييح فِي الثوْبِ أَن يكون فِيهِ خطُوطٌ مختلفةٌ لَيْسَ من نحوٍ واحدٍ وَقَالَ ابْن شُمَيْل: المُسَيَّحُ من العَبَاءِ الَّذِي فِيهِ جُدَدٌ، واحدةٌ بيضاءُ وأُخْرى سَوْدَاءُ لَيست بشديدةِ السَواد. وكل عباءة سَيْحٌ ومُسَيَّحَةٌ. يُقَال: نِعْم السَّيْحُ هَذَا، وَمَا لم يكن ذَا جُدَدٍ، فَإِنَّمَا هُوَ كِسَاء وَلَيْسَ بِعَبَاءٍ. وَقَالَ: وَكَذَلِكَ المُسَيَّح من الطّرق المبيَّنُ، وَإِنَّمَا سيَّحه كَثْرَة شَرَكِه، شُبه بالعَباءِ المُسَيَّح. وَيُقَال للحمار الْوَحْش مُسيَّح لجُدَّته الَّتِي تفْصِل بَين البَطْن والجَنْبِ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: السيْح مِسْحٌ مُخَطَّطٌ يكونُ فِي الْبَيْت يصلح أَن يُفْتَرَش وَأَن يسْتَتر بِهِ. وَقَالَ الأصمعيُّ: إِذا صارَ فِي الجَرَادِ خطوطٌ سودٌ وصُفْرٌ وبيضٌ فَهُوَ المُسَيَّح، فَإِذا بدا حَجْمُ جَناحِه فَذَلِك الكُتْفَان لِأَنَّهُ حينئذٍ يَكْتِف الْمَشْي فَإِذا ظَهَرَتْ أجْنِحَتُه وَصَارَ أحْمَرَ إِلَى الغُبْرَةِ فَهُوَ الغَوْغَاءُ والواحدة غَوْغَاءَةٌ؛ وَذَلِكَ حِين يَمُوجُ بعضُه فِي بَعْضٍ وَلَا يتوجّه جِهَةً وَاحِدَة، هَذَا فِي رِوَايَة عمر بن بَحْرٍ. وَقَالَ شمر: المسايِيحُ الذَين يسيحون فِي الأرْض بالشَّر والنميمةِ والإفسادِ بَين النَّاس، والمَذَايِيعُ الَّذين يُذيعُون الْفَوَاحِش. وَقَالَ الليثُ: السَّاحة فَضَاءٌ يكون بَين دُور الحَي، والجمعُ سوحٌ وسَاحَاتٌ، وتصغيرها سُوَيْحَةٌ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للأتان قد انْسَاح بَطْنُها وأنْدَال سِيَاحاً إِذا ضَخُمَ ودَنَا من الأَرْض. وَيُقَال: أساحَ الفَرَسُ ذَكره وأَسابَه إِذا أخرجه من قُنْبِه. قَالَه خَليفَة الحصيني قَالَ وسيَّبه وسيَّحه مثلُه. وَقَالَ غَيره: أسَاحَ فلانٌ نَهْراً إِذا أَجْراه. وَقَالَ الفرزدق: وَكم لِلْمُسلمِين أسَحْتَ يَجْرِي بِإِذن الله من نَهْر ونَهْرِ يَقُول: كم من نَهْرٍ أجريتَه للْمُسلمين فانتفعوا بمائه.

باب الحاء والزاي

(بَاب الْحَاء وَالزَّاي) (ح ز (وايء)) حزى حزا، حَاز (تحوز، تحيز) ، زاح، أزح. حزى: قَالَ اللَّيْث: الحَازِي الكاهِنُ تَقول: حَزَا يَحْزُو ويَحْزِي ويَتَحَزَّى. وَأنْشد: وَمن تَحَزَّى عَاطساً أَو طَرَقا وَقَالَ آخر: وحازِيَةٍ ملبونة ومنجسٍ وطارقةٍ فِي طرقها لم تُسَدَّد قَالَ الأصمعيُّ التحزّي التكهن. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الحازِي أقَلُّ عِلْماً من الطّارق، والطّارقُ كَاد أَن يكونَ كاهِناً، والحازِي يَقُول بِظَنَ وخَوْفٍ، والعائف العالمُ بالأمور وَلَا يُسْتعافُ إِلَّا من عَلِم وحَرَّب وعرَف؛ والعَرَّاف الَّذِي يَشُمُّ الأَرْض فيعرفُ مواقِع الْمِيَاه، وَيعرف بِأَيّ بلدٍ هُوَ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: حَزَيْت الشَّيْء أحْزيه إِذا خَرَصْتَه وحزوتُه مثلُه، لُغَتَانِ من الحازِي، وَمِنْه حَزَيْتُ الطيرَ إِنَّمَا هُوَ الخَرْصُ وحَزَا السرابُ الشيءَ يحزوه: رَفَعه. ابْن هانىء عَن أبي زيد: حزونا الطير نحزوها حَزْواً، زجرناها زجرا قَالَ: وَهُوَ عِنْدهم أَن ينعَقَ الْغُرَاب مُسْتقبِلَ رَجُلٍ وَهُوَ يُرِيد حَاجَةً فَيَقُول: هُوَ خيرٌ فَيخرج، أَو ينعق مُستَدْبِرَه فَيَقُول: هَذَا شَرٌ فَلَا يخرج، وَإِن سنح لَهُ عَن يَمِينه شيءٌ تَيَمَّنَ بِهِ، أَو سَنَح عَن يسَاره تشاءم بِهِ، فَهُوَ الحَزْوُ والزَّجْرُ، وَيُقَال أحْزَى يُحزي إحْزاء إِذا هاب وأبى. وأنشدوا: وَنَفْسِي أَرَادَت هجر سلمى وَلم تطقْ لَهَا الهجر هابته وأحْزَى جَنِينُها وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: كعُوذِ المعطف أحْزَى لَهَا بمصدرة المَاء رَأْمٌ أَي رَجَعَ لَهَا، رَأْمُ أَي وَقد رُدَّ هالكٌ ضعيفٌ والعُوذُ الحديثَةُ الْعَهْد بالنتاج. وَقَالَ اللَّيْث: الحَزَا مقصورٌ: نَبَات يُشْبِه الكرفْسَ من أَحْرَار الْبُقُول، ولريحه خَمْطةٌ يزْعم الْأَعْرَاب أَن الْجِنّ لَا تدخل بَيْتا يكون فِيهِ الْحَزَا، والواحدة حَزَاةٌ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الحَزَاءُ ممدودٌ: نبتٌ. وَقَالَ شمر: تَقول الْعَرَب ريحُ حَزَاء فالنَّجاءَ، قَالَ وَهُوَ نَبَات ذَفِرٌ يَتَدَخَّنُ بِهِ للأرواح، يُشْبِهُ الكَرَفْسَ، وَهُوَ أعْظَمُ مِنْهُ. فَيُقَال اهرُب إِن هَذَا ريحُ شَر. قَالَ: وَدخل عمر بن الحكم النَّهْدِيّ عَلَى يزِيد بن المهلّب وَهُوَ فِي الحَبْس فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: أَبَا خَالِد ريحُ حزاء فالنَّجا لَا تكن فريسة للأسد اللابد أَي أَن هَذَا تباشيرُ شَر وَمَا يَجِيء بعد هَذَا شَرٌ مِنْهُ. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم الحَزَاءُ ممدودة لَا يُقصر. وَقَالَ شمر: الحَزَاءُ يمَدُّ وَيقصر. وحَزْوَى جبلٌ من جبالِ الدهناء، وَقد مررتُ بِهِ وَمن مَهْمُوز هَذَا الْبَاب:

حَزَأْتُ: الإبلَ وأَنا أَحْزُؤُها، وَهُوَ أَن تَضُمَّها وتسوقَها. وَقَالَ: واحْزَوْزَأَتْ الإبلُ إِذا اجْتمعت. والطائِر يحزَوْزِىء، وَهُوَ ضمُّه نفْسَه وتجَافِيه عَن بيضه وَأنْشد: مُحْزَوْزأيْنِ الزفَّ عَن مَكَوَيْهِما وَقَالَ رؤبة فَلم يهمز: والسيرُ محزوزٍ بِهِ أحْزِيزَاؤُه قَالَ ذَلِك كلُّه اللَّيْث. وَقَالَ أَبُو زيد فِي كتاب الْهَمْز: حَزَأْتُ الْإِبِل حَزْأً إِذا جمعتَها وسقتَها حوز حيّز: قَالَ اللَّيْث: الحَوْزُ السيْرُ اللين. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الحَوْزُ السيْر الروَيْدُ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الحَيْز السيْرُ الروَيْدُ. وَقد حِزْتُها أَحِيزُها. وَقَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ الْحَوْزُ وَأنْشد قَول الحطيئة: وَقد نظرْتكم إيناءَ صَادِرةٍ للوِرْد طَال بهَا حَوْزِي وتَناسِي وَقَالَ عائشةُ فِي شمر: كَانَ وَالله أحْوَزِيّا نسيجَ وحْدِه. قَالَ السَّائِق الْحسن السِّيَاق وَفِيه معَ سِيَاقه بعض النفار. وَكَانَ أَبُو عَمْرو يَقُول: الأحوزي. أَبُو عبيد قَالَ الْأَصْمَعِي الأحوزيّ الخفيثُ. وَقَالَ العجاج يصف ثوراً وكلاباً: يحوزهن وَله حُوزِيّ كَمَا يحوز الفِئَة الكَمِيُّ وَبَعْضهمْ يرويهِ، كَانَ وَالله أحْوَذِياً بِالذَّالِ، وَهُوَ قريب من الأحوزي. قَالَ شمر الحَوْز من الأرْض أَن يتخذَها رجلٌ، ويبيّن حدودَها فيستحقُّها، فَلَا يكونُ لأحدٍ فِيهَا حقٌّ مَعَه، فَذَلِك الحَوْز. وقولُ العجاج وَله حُوزِي أَي لَهُ مَذْخُورُ سَيْرٍ لم يَبْتَذِلْه أَي يَغْلبهنّ بالهُوَيْنَى. وَقَالَ شمر فِي قَوْله: وَله حُوزِيّ، أَي لَهُ طَارِدٌ يطرُد عَن نَفْسه من نشاطِه وحْدَه. قَالَ: وَسمعت ابْن الْأَعرَابِي يَقُول: جمل حُوزِيّ ورجُلٌ حُوزِيٌّ ورجُلٌ أَحْوَزِيٌّ قد حَاز الأمورَ وأحكمَها. وَقَالَ اللَّيْث: الحَوْزُ أَيْضا موضعٌ يحوزُه الرجلُ يتَّخذْ حواليه مُسَنَّاة، والجميع الأحْوَازُ، قَالَ وكلُّ من ضمَّ شَيْئا إِلَى نَفْسه من مَال وغيرِ ذَلِك فقد حازَه واحْتَازَه. قَالَ وحَوْزُ الرجُلِ طبيعتُه من خير أَو شَرّ. قَالَ والحَوْزُ النِّكَاح وَأنْشد: تَقول لمّا حَازَها حَوْزَ المَطِي أَي جَامعها. وَفِي الحَدِيث: (فَلَمَّا تحوّز لَهُ عَن فِراشه) . قَالَ أَبُو عبيد التحوُّزُ هِيَ التنَحي. وَفِيه لُغَتَانِ: التحوُّز والتحيُّز. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ} (الأنفَال: 16) فالتحوز تَفَعُّلٌ والتحيّز التَّفَيْعلُ، ونحوَ ذَلِك قَالَ الفراءُ وحذّاقُ النَّحْوِيين. وَقَالَ الْقطَامِي يصف عجوزاً استضَافها فَجعلت تروغُ عَنهُ فَقَالَ: تَحَوَّزُ عنّي خَشْيَةً أَن أضِيفَها كَمَا انحازَت الأفْعى مخافَة ضَارِب وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله: {أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ} (الْأَنْفَال: 16) نصب {مُتَحَرِّفاً} و {وُوِمُتَحَيِّزاً} على الْحَال، إِلَّا أَن

يتحرّف لِأَن يُقاتل أَو أَن ينْحازَ أَي ينفرِدَ ليكُون مَعَ المقاتِلة. قَالَ وأصل متحيز محيوِز فأُدْغِمت الواوُ فِي الْيَاء. قَالَ شمر: الْإِثْم حَوَّاز القلوبِ أَي يحوزَ القلْبَ ويغلبُ عَلَيْهِ حَتَّى يركب مَا لَا يَجِبُ، وكأنّه من حَاز يحوز. قَالَ الْأَزْهَرِي: وَأكْثر الرِّوَايَة (الْإِثْم حزّاز الْقُلُوب) أَي حزّ فِي القلبِ وحاكَ فِيهِ. وَقَالَ شمر: حُزْتُ الشَّيْء أَي جمعتُه أَو نحيته قَالَ والحوزِي المتوحّد فِي قَول الطرماح: يَطُغْنُ بِحُوزِي لم يُرَعْ بواديه من قَرْع القِسيّ الكِنَائنُ قَالَ: الحوزيُّ المتوحدُ وَهُوَ الفَحْلُ مِنْهَا وَهُوَ مِنْ حُزْتُ الشَّيْء إِذا جمعته أَو نحَيتَه. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال مَالك تَتَحَوَّزُ إِذا لم تَسْتقرَّ على الأرضِ، وَالِاسْم مِنْهُ التحوُّز. قَالَ: وحَيزُ الدّار مَا انضمَّ إِلَيْهَا من الْمرَافِق والمنافِع، وكلُّ ناحِية حيّزُ على حدَةٍ، بتَشْديد الْيَاء، والجميع أحْيَازٌ، وَكَانَ الْقيَاس أَن يكون أحْوَازاً، بِمَنْزِلَة الميّت والأموات وَلَكنهُمْ فرّقوا بَينهمَا كراهةَ الالتباس، وَقَالَ الرَّاعِي يصف إبِلا: حوزيَّةٌ طُوِيَتْ على زَفَراتِها طيَّ القناطِر قد بزلْن بزولا قَالَ والحُوزية النوق الَّتِي لَهَا خِلْقَةٌ انْقَطَعت عَن الْإِبِل فِي خِلْقَتِها وفراهتها، كَمَا تَقول منقطِع القرين. وَقيل نَاقَة حُوزِيةٌ أَي مُنْحازَة عَن الْإِبِل لَا تخالطها من سَيْرها مصونٌ لَا يُدْرك، وَكَذَلِكَ الرجل الحُوزيّ الَّذِي لَهُ أبدا، من رَأْيه وعقله مذخور. وَقيل بل الحُوزية الَّتِي عِنْدهَا مذخورٌ، وَقَالَ العجّاج (يحوزُهنّ وَله حُوزِيٌّ) أَي يَغْلِبُهن بالهوينَى، وَعِنْده مذخورٌ مِنْهُ لم يبتذلْه وَفِي حَدِيث: (فَلم نزل مفطرين حَتَّى بلغنَا مَا حُوزَنَا) . قَالَ شمر: فِي قَوْله (مَا حُوزَنا) : هُوَ الْموضع الَّذِي أرادُوه، وَأهل الشَّام يسمون المكانَ الَّذِي بَينهم وَبَين العدوّ الَّذِي فِيهِ أَساميهِم ومكاتبُهم الماحُوزُ. قَالَ شمر: قَالَ بَعضهم: هُوَ من قَوْلك حُزْتُ الشَّيْء إِذا أحرزْتَه. قَالَ الْأَزْهَرِي: لَو كَانَ مِنْهُ لقيل مَحازَنا أَو مَحُوزَنَا، وحزت الأرضَ إِذا أعلَمْتُها وأحيْيتُ حدودَها، وَهُوَ يُحاوِزُه أَي يُخالطه ويجامِعُه. قلت: أحسَبُ قَوْله: (مَا حوزنا) بلغَة غير عَرَبِيَّة وكأنَّه فاعُولٌ، وَالْمِيم أصليّة مثل الفاخُور لنبْت والرّاحول للرّحْلِ. وَقَالَ الأصمعيُّ: إِذا كَانَت الإبِلُ بعيدَة المَرْعَى من الماءِ فأوَّلُ ليلَةٍ توجهِها إِلَى المَاء ليلةُ الجَوْزِ وَقد حوَّزْتُها وَأنْشد: حوَّزَها من بُرَقِ الغَيَمِ أهدأُ يَمْشِي مِشْيَة الظلِيم وَيُقَال للرجل إِذا تحبّس فِي الْأَمر: دَعْنِي من حَوْزك وطِلْقِك. وَيُقَال: طوَّلَ فلانٌ علينا بالحَوْزِ والطلْقِ، والطلْقُ أَن يخليَ

باب الحاء والطاء

وُجُوه الْإِبِل إِلَى المَاء ويتركَهَا فِي ذَلِك تَرْعَى لَيْلَتَئِذٍ، فَهِيَ لَيْلَة الطلْقِ وأنْشدَ ابنُ السّكيت: قد غرَّ زيدا حُوْزُه وطِلْقُهُ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: تحوُّز الحيةِ وَهُوَ بُطْء القِيَامِ إِذا أَرَادَ أَنْ يَقُوم. وَقَالَ غَيره: التحوُّس مثله عَمْرو عَن أَبِيه: الحوْزُ الْملك الْملك وحَوْزَةُ الْمَرْأَة فرجهَا وَقَالَت امْرَأَة: فَظَلْتُ أحْثِي التُّرْبَ فِي وَجْهِه عنّي وأَحْمِي حَوْزَةَ الغَائب أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال حوزاته وَأنْشد: لَهَا سَلَفُ يعوذُ بِكُل رَيْعٍ حَمَى الحوْزَاتِ واشتَهر الإفَالا قَالَ السَّلَفُ الفحْل حَمى حَوْزَاته، أَي لَا يدنو فَحل سواهُ مِنْهَا وَأنْشد الْفراء: حمى حَوْزَاتِه فَتُرِكْن قَفْراً وأَحْمَى مَا يَلِيه من الإجَامِ أَرَادَ بحوْزاته نواحيَه من المراعي. زيح زوح: قَالَ اللَّيْث: الزَّيحُ ذهَاب الشَّيْء، تَقول: قد أَزَحْتُ عِلَّتَه فزاحَتْ، وَهِي تَزِيحُ، وَقَالَ الْأَعْشَى: هَنَأْنَا فَلم نَمْنن عَليْهَا فأصبحَتْ رَخِيَّةَ بَالٍ قد أَزَحْنَا هُزَالَها أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: أزاحَ الأمْرَ إِذا قَضَاه، عَمْرو عَن أَبِيه: الزَّوْح تفريقُ الْإِبِل، وَيُقَال الزَّوْحُ جَمْعها إِذا تفرَّقت، والزَّوْحُ الزَّوَلاَن. شمر: زَاحَ وزَاخ بِالْحَاء وَالْخَاء بمعنَى واحدٍ إِذا تنحَّى قَالَ وَمِنْه قَول لبيد: لَو يقوم الفيلُ أَبُو فَيَّالُه زَاحَ عَن مثل مَقامي وزَحل قَالَ وَمِنْه زاحت عِلَّتُه وأزَحْتُها أَنا. أزح: قَالَ أَبُو عبيد أزَح يَأزِح أُزُوحاً، إِذا تخلّف وَقَالَ العجاج: جَرَى ابنُ لَيْلَى جِرْيةَ السُّبُوح جِرْيَةَ لَا كابٍ وَلَا أَزُوحِ قَالَ الأزُوح: الثقيل الَّذِي يَزْحَرُ عِنْد الحَمْل. وَقَالَ شمر الأَزُوح المتقاعِس عَن الأَمْر. وَقَالَ الْكُمَيْت: وَلم أك عِنْد مَحْملِها أَزُوحاً كَمَا يَتَقَاعَسُ الفَرسُ الحزوَّرْ يصف حِمَالة تحمّلها. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي أَزَحَ الإنسانُ وغيرُه بأزِح أُزوحاً وأَرَزَ يأْرِزُ أروزاً إِذا تقبَّض ودنا بعضُه من بعض. وَقَالَ غَيره أَزَاحَتْ قدمُه إِذا زلَّت، وَكَذَلِكَ أَزَحت نَعْلُهُ قَالَ الطرّماح يصف ثوراً وحشياً: تزِلُّ عَن الأَرْض أَزْلامُه كَمَا زلّت القدَمُ الآزحه وَالله أعلم. (بَاب الْحَاء والطاء) (ح ط (وايء)) حطا، حاط، طحا، طاح، وطح (احطوطى) .

حطا: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ: الحَطْءُ تحريكُ الشَّيْء مُزَعْزَعاً. وَمِنْه حَدِيث ابنِ عبّاس، أَتَانِي رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَحَطَاني حُطْوةً. هَكَذَا رَوَاهُ ابْن الأعرابيّ غيرَ مَهْمُوز، وهمزه غيرُه. وقرأت بِخَط شمر فِيمَا فَسَّر من حَدِيث ابْن عباسٍ قَالَ: تنَاول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَقَقَايَ فحطأَنِي حَطْأَةَ، قَالَ شمر: قَالَ خَالِد بن جَنبة: لَا تكون الحَطَأَةُ إِلَّا صَربة بالكف بَين الْكَتِفَيْنِ، أَو على حبراش الجَنْبِ أَو الصدْر أَو الكَتَدِ، فَإِن كَانَت بِالرَّأْسِ فَهِيَ صَقْعَةٌ وَإِن كَانَت بالوجْه فَهِيَ لَطْمَةٌ. وَقَالَ أَبُو زيد، حَطَأتْ رَأسه حَطَأَةً شَدِيدَة شَدِيدَة وَهِي شدَّة القَعْدِ بالرّاحة وَأنْشد: وَإِن حطَأْتُ كَتِفَيْه ذَرْمَلاَ قَالَ شمر: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي حطَأْتُ بِهِ الأرضَ حَطَأً إِذا ضربتَ بِهِ الأرْضَ وَأنْشد شمر: وَوَاللَّه لَا أَتَى ابنَ حاطِئَةِ اسْتِها سَجِيسَ عُجَلْيسٍ مَا أَبَان لسانيا أَي ضارِبةَ اسْتِها. وَقَالَ اللَّيْث: المطْءُ مهموزٌ شدّة الصَّرَع، تَقول: احتمله فَحَطأ بِهِ الأرضَ، وَقال أَبُو زيد حطأت الرّجُل حَطْأً إِذا صرعتْه، وَقَالَ: حطَأْتُه حَطْأً بيَدي إِذا فَقَدْتَه. أَبُو عبيد عَن أبي زيد الحَطِىءُ من النَّاس مَهْمُوز على مِثَال فعِيلٍ هم الرُّذَالَةُ من النَّاس. وَقَالَ غَيره: حطأ يحْطِىءُ إِذا جَعَس جَعْساً رَهْواً، وَأنْشد: إحْطِىء فإنّك أنْتَ أقْذَرُ من مَشى وبذاك سُميتَ الحُطَيْئَة فاذْرُق أَي أسلح. قَالَ: حَطَأْتُه بيدِي ضرَبتهُ، والحطيْئَةُ من هَذَا تصغيرٌ حَطْأة، وَهِي العزبةُ بِالْأَرْضِ، أقْرَأَنِيهِ الْإِيَادِي. وَقَالَ قطرب: الحَطْأَةُ ضربةٌ بِالْيَدِ مبسوطةً أيّ الجسدِ أصابَ، والحطيئة مِنْهُ مأخوذٌ، وَقيل الحَطْءُ الدفعُ، وحَطأَت القدرُ بزِبَدِها إِذا دفَعته فرمَتْ بِهِ عِنْد الغليان، وَبِه سمي الحطيْئَةُ. وَفِي (النَّوَادِر) يُقَال: حِطْء من تمر وحِثْى من تمر أَي رَفَض قدرُ مَا يحملهُ الإنسانُ فَوق ظَهره. طحا: قَالَ اللَّيْث: الطَّحْوُ كالدّحو، وَهُوَ البَسْطُ. وَفِيه لُغَتَانِ طحا يَطْحُو وطَحَا يَطْحَى، والطُّحِيُّ من النَّاس الرُّذَّال، وَالْقَوْم يَطْحَى بعضُهُمْ بَعْضاً أَي يَدْفَعُ. وَقَالَ الليثُ: سألْت أبَا الدقَيْش عَن قَوْله: المُدَومة الطَّواحي، فَقَالَ: هِيَ النُّسور تستدِير حوَالي الْقَتِيل. قَالَ: وطحا بك همُّك أَي ذهب بك فِي مَذْهَبٍ بعيدٍ، وَهُوَ يَطْحَى بِكَ طَحْواً وطَحْياً. وَقَالَ الله تَعَالَى: {ُِبَنَاهَا وَالاَْرْضِ وَمَا طَحَاهَا} (الشّمس: 6) . قَالَ الفرّاء: طحاها ودحاها وَاحِد. وَقَالَ شمر: {ُِبَنَاهَا وَالاَْرْضِ وَمَا طَحَاهَا} . مَعْنَاهُ وَالله أعلم، ومَنْ دَحَاها. فأبدل الطّاء من الدَّال. قَالَ: ودحاها وسَّعَها، ونام فلَان فتدحَّى أَي اضْطَجَع فِي سَعَةٍ من الأَرْض.

وَقَالَ ابْن شُمَيْل المُطَحي اللازق بالأرْض، رَأَيْته مَطْحِيّاً أَي مُتَبَطحاً. قَالَ: والبَقْلَةُ المُطَحيَةُ النّابِتَةُ على وجْهِ الأَرْض قد افترشَتْها. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي إِذا ضربَه حَتَّى يمتدّ من الضّرْبة على الأَرْض قيل طَحَا مِنْهَا وَأنْشد: من الأَنَسِ الطَّاحِي غَلَيْك العرمْرَم قَالَ: وَمِنْه قيل طَحَا بِه قلْبُه أيْ ذهب بِهِ فِي كُلّ مَذْهَبٍ، وطَحَى الْبَعِير إِلَى الأَرْض إِمَّا خِلاءً وَإِمَّا هُزالاً، أَي لَزِق بهَا. وَقد قَالَ شمر: قَالَ الْفراء: شربَ حَتَّى طَحَى يُرِيد مَدَّ رِجْلَيْه. قَالَ: وقرأْتُه بخطّ الإياديّ طَحَّى مشدَّداً، وَهُوَ أَصَحُّ إِذا مَا دعوْه فِي نصرٍ أَو معروفٍ فَلم يأتِهِمْ. قَالَ: والمطحي اللازق بِالْأَرْضِ، كل ذَلِك بِالتَّشْدِيدِ. قلت: كَأَنَّهُ عَارض بِهَذَا الْكَلَام مَا قَالَ الأصمعيُّ فِي طحا بِالتَّخْفِيفِ. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي الطَّاحي الجمعُ الْعَظِيم، والطائح الْهَالِك، والحائط الْبُسْتَان. قَالَ: وطَحا إِذا مد الشَّيْء، وطَحَا إِذا هَلَك، وحَطَى ألْقى إنْسَانا على وجْهه. وَقَالَ غَيره: طَحَوْتُه أَي بطحْتُه وصرعْتُه فطَحَّى أَي انبطح انبِطَاحاً، وَفرس طاحٍ مشرِفٌ. وَقَالَ بعض الْأَعْرَاب فِي يَمِين لَهُ: لَا والقمرِ الطَّاحي أَي المرتَفِع، والطَّاحي أَيْضا المنبِسط. أَبُو زيد يُقَال للبيت الْعَظِيم مِظَلَّةٌ مطحوَّة ومطحيَّة وطاحِيَةٌ وَهُوَ الضَّخْمُ. حوط: قَالَ اللَّيْث: حاط يَحوط حَوْطاً وحياطَة، وَالْحمار يحوطُ عانَته يجمعها، وَالِاسْم الحِيطَة، يُقَال حاطَه حِيطَةً إِذا تعاهده. قَالَ: واحتاطَتْ الخيلُ وأَحَاطَتْ بفلانٍ إِذا أَحْدَقَتْ بِهِ، وكلُّ من أحرز شَيْئا كلَّه، وَبلغ علمُه أقصاه فقد أحاطَ بِهِ، يُقَال هَذَا أَمْرٌ مَا أحَطْتُ بِهِ عِلْماً. قَالَ: والحائِط سمي بذلك لِأَنَّهُ يحوط مَا فِيهِ، وَتقول حَوَّطْتُ حَائِطا. قَالَ: والحُوَّاط عظيمةٌ تُتَّخَذُ للطعام أَو الشَّيْء يُقْلَعُ عَنهُ سَرِيعا، وَأنْشد: إِنَّا وجدنَا عُرُس الحَنَّاط مذمومةً لئيمةَ الحُوَّاط وَجمع الْحَائِط حيطانٌ. قَالَ ابْن بُزُرْج: يَقُولُونَ للدراهم إِذا نقصت فِي الفرائضِ أَو غَيرهَا: هَلُمَّ حِوَطَها. قَالَ: والحِوَطُ مَا يتمُّ بِهِ دَرَاهِمه. وَقَالَ غيرُه: حَاوَطْتُ فلَانا مُحاوطَةً إِذا دَاوَرْتَهُ فِي أمرٍ تريدُه مِنْهُ وَهُوَ يأباه كَأَنَّك تَحُوطُه ويحُوطُك. وَقَالَ ابْن مقبل: وحاوطتْهُ حَتَّى ثَنَيْتُ عِنَانَه على مُدْبر العِلْباءِ رَيَّانَ كَاهِلُه

وأُحِيطَ بفُلانٍ إذَا دنا هلاكُه، فَهُوَ مُحَاطٌ بِهِ. قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ} (الْكَهْف: 42) أَي أَصَابَهُ مَا أهلكه وأفسده. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الحَوْطُ خَيْطٌ مفتول من لونين أحمرَ وأسودَ، يُقَال لَهُ البَرِيمُ تشدُّه المرأةُ فِي وَسطهَا لِئَلَّا تصيبَها العينُ فِيهِ خَرَزَاتٌ وهلالٌ من فضَّة يُسمى ذَلِك الهلالُ الحَوْطَ، فَسُمي الْخَيط بِهِ. قَالَ وَيُقَال للأرْضِ المُحاطِ عَلَيهَا حائِط وحَديقةٌ، فَإِذا لم يُحَطْ عَلَيْهَا فَهِيَ ضاحِيَةٌ. أَبُو زيد: حُطت قومِي وأحطت الْحَائِط. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: حُطْ حُطْ إِذا أَمرته بصلَة الرَّحِم، وحُطْ حُطْ إِذا أَمرته بِأَن يحلي صبيَّه بالحَوْط وَهُوَ هلالٌ من فضَّةٍ. طوح طيح: قَالَ: الطائحُ الْهَالِك أَو المشرِف على الْهَلَاك. وكلُّ شَيْء ذهب وفَنِي فقد طاح يطِيح طَيْحاً وطَوْحاً لُغَتَانِ. وَقَالَ طوَّحُوا بفلان إِذا حملوه على رُكوبِ مفازة يخَاف هلاكُه فِيهَا. وَقَالَ أَبُو النَّجْم: يُطَوح الْهَادِي بِهِ تَطْويحا وَقَالَ ذُو الرمة: ونَشْوانَ من كأسِ النُّعاس كأنّه بحبْلين فِي مَشْطُونةٍ يتطَوَّحُ أَي يجيءُ ويذهبُ فِي الْهَوَاء، يُقَال طوّح الرجل بِثَوْبِهِ إِذا رمَى بِهِ فِي مهلَكة، وطيّح بِهِ مثلُه. ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الفرَّاء قَالَ طيّحتُه وطوّحْتُه، وتضوَّع ريحُه وتضَيَّعَ، قَالَ والمياثِق والموَاثِق، وَيُقَال طاح بِهِ فرَسُه إِذا مضى بِهِ يَطِيحُ طَيْحاً، وَذَلِكَ كذهاب السهْم بِسُرْعَة. يُقَال أَيْن طُيح بك؟ أَي أَيْن ذُهِب بك؟ قَالَ الجعديُّ يذكر فرسا: يَطيحُ بالفارس المدجّج ذِي القونَس حَتَّى يغيب فِي القَتَمِ أَرَادَ القتَامَ وَهُوَ الغُبَارُ. وَقَالَ أَبُو سعيدٍ: أَصَابَت النّاسَ طَيْحةٌ أَي أُمورٌ فرَّقت بَينهم؛ وَكَانَ ذَلِك فِي زَمَن الطَّيْحة. وَقَالَ اللَّيْث: الطَّيْحُ الْهَلَاك. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: أطاح مالَه وطوَّحه إِذا أهلكه، وطوّح بالشَّيْء إِذا أَلْقَاهُ فِي الْهَوَاء. وطح: اللَّيْث: الوطْحُ مَا تعلّق بالأظلاف ومخالب الطّير من العُرّة والطينِ وَأَشْبَاه ذَلِك. والواحدة وَطْحَةٌ بجزم الطَّاء. أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: تَوَاطَحَ القومُ تداولوا الشَّرّ بَينهم. قَالَ الشَّاعِر: يَتَواطَحُون بِهِ على دينارِ وَقَالَ أَبُو وجزة: وَأكْثر مِنْهُم قَائِلا بمقالة تُفَرج بَين الْعَسْكَر المُتَواطح وتواطحت الْإِبِل على الحوْض إِذا ازدحمت عَلَيْهِ.

باب الحاء والدال

احطوطى: فِي (النَّوَادِر) فلَان مُحْطَوْطٍ على فلَان ومُقْطَوْطٍ ومُكْتَوْتٍ ومحْتَيْطٍ أَي غَضْبَان. (بَاب الْحَاء وَالدَّال) (ح د (وايء)) حدا، حدأ، حاد، دحا، داح، وحد، ودح، أحد. حدا: قَالَ اللَّيْث: يُقَال حدَا يَحْدُو حَدْواً وحُدَاءً مَمْدودٌ: إِذا رَجَز الْحَادِي خلف الْإِبِل وَيُقَال: حَدَا يَحْدُو حَدْواً إِذا تَبع شَيْئا. وَيُقَال للعَيْر حادِي ثلاثٍ وحادي ثمانٍ إِذا قدَّم من أُتُنه أَمَامه عدّةً. وَقَالَ ذُو الرمة: حادي ثمانٍ من الحُقْب السماحيج وَيُقَال للسَّهْم إِذا مضى: حدا الريشَ وحدا النَّصْلَ. وَقَالَ اللَّيْث: الحُدَيَّا من التَّحَدي، يُقَال فلَان يتحدى فلَانا أَي يُباريه ويُنازِعُه الْغَلَبَة، تَقول أَنا حَدَيَّاك بِهَذَا الأمْرِ أَي أبرُزْ لي وجَارِني، وَأنْشد: حُدَيَّا الناسِ كلهم جَمِيعًا لِتَغْلِبَ فِي الْخطوب الأولينا عَمْرو عَن أَبِيه: الحَادِي المتعمدُ للشَّيْء، يُقَال حداه وتَحَدَّاه وتحرَّاه بِمَعْنى واحدٍ. قَالَ وَمِنْه قَول مُجَاهِد: كنت أتحدّى القُرّاء فأقرأ، أَي أتعمَّد، وَقَالَ ابْن الأعرابيّ مثله. قَالَ: وَهُوَ حُدَيَّا النَّاس أَي يتحدَّاهم ويتعمَّدُهم. وَقَالَ: الهوادِي أَوَائِل كُل شَيْء والحَوَادِي أَوَاخِرُ كل شَيْء. ورُوِيَ عَن الأصمعيّ أَنه قَالَ: يُقَال لَك هُدَيّا هَذَا وحُدَيَّا هَذَا وَشَرْوَاه وشكْلُه، كُله واحِدٌ. أَبُو زيد يُقَال لَا يقوم لهَذَا الْأَمر إِلَّا ابْن إِحْدَاهمَا يَقُول إِلَّا كريم الْآبَاء والأمهات من الرِّجَال وَالْإِبِل. وَمن مهموزه: حدأ: قَالَ اللَّيْث: الحِدَأةُ طَائِر يطير يصيد الجِرْذَان، وَقَالَ بَعضهم إِنَّه كَانَ يصيد على عهد سليمانَ، وَكَانَ من أصْيَدِ الْجَوَارِح فَانْقَطع عَنهُ الصيدُ لدَعْوَة سُلَيْمَان. وَقَالَ العجاج فِي صفة الأثافي: كأنّهن الحِدأُ الأُوِيُّ وَقَالَ أَبُو بكر بن الأنْبَارِيّ الحِدَأُ جمع الحِدَأَةِ، وَهُوَ طَائِر، وَرُبمَا فتحُوا الْحَاء فَقَالُوا حَدَأَةٌ، وحَدأ، وَالْكَسْر أجْود. وَقَالَ الحَدَأ الفُؤُوس، بِفَتْح الْحَاء. قَالَ: وحَدِىء بِالْمَكَانِ حَدَأً إِذا لَزِقَ بِهِ وحَدِىء على صَاحبه حَدَأً إِذا عَطَف عَلَيْهِ. وحَدِئت الشَّاة إِذا انْقَطع سلاها فِي بَطنهَا واشتكت عَلَيْهِ حَدَأً، مقصورٌ مَهْمُوز. قَالَ والحَدَأُ مقصورٌ بِفَتْح الْحَاء شبه فأس يُنْقر بِهِ الْحِجَارَة وَهُوَ محدد الطّرف. وَقَالَ الشماخ يصف الْإِبِل: يُبَاكِرْن العِضَاهَ بِمُقْنعاتٍ نواجِذُهن كالحَدَإ الوقِيع شبّه أنيابَها بالفُؤُوس المحدَّدَة. وَقَالَ ابْن السّكيت تَقول هِيَ الحِدَأَةُ والجميع الحِدَأُ مكسورُ الأوّل مهموزٌ، وَلَا تَقول حَدَأَةٌ، قَالَ: وَتقول فِي هَذِه

الْكَلِمَة: حِدَأَ حِدَأَ وراءَك بندقَةٌ. قَالَ وَهُوَ ترخيمُ حدأة. قَالَ وَزعم ابنُ الْكَلْبِيّ عَن الشَّرْقِي أَن حِدَأةً، وبندقَةً، قبيلتان من الْيمن، وَالْقَوْل هُوَ الأَوَّل. وَقَالَ النَّابِغَة: فأوْرَدَهُنَ بَطْنَ الأَتْم شُعْثاً يَصُنَّ المَشْيَ كالحِدَأ التُّؤَامِ وَقَالَ أَبُو حَاتِم: أهل الْحجاز يُخْطِئُون فَيَقُولُونَ لهَذَا الطائِر: الحُدَيّا، وَهُوَ خَطَأٌ، ويجمعونه الحَدَادِي، وَهُوَ خطأ. قلتُ ورُوِي عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ لَا بَأْس بقتل الحِدَوْ والأَفْعَوْ للمُحْرِم، وكأنّها لُغَة فِي الحِدَإ، والحُدَيَّا تَصْغِير الحَدَوْ. قلت وأمّا الفَأس ذاتُ الرأسين فإنّ أَبَا عبيد روى عَن الأصمعيّ وَأبي عُبَيْدَة أَنَّهُمَا قَالَا يُقَال لَهَا الحِدَأة على مثل عِنَبة، وَجَمعهَا حِدَأٌ بِكَسْر الْحَاء، وَأنْشد قَول الشماخ بِالْكَسْرِ كالحِدَإ الوقيع. قلتُ: ورَوَى ابنُ السّكيت عَن الفرّاء وَابْن الأعرابيّ أَنَّهُمَا قَالَا هِيَ الحَدَأةُ بِفَتْح الحَاء، والجميع الحَدَأُ، وَأنْشد قولَ الشماخ بِفَتْح الْحَاء، قلت والبصريون على حِدَأةٍ بِالْكَسْرِ فِي الفأس، والكوفيّون على حَدَأَةٍ. وَقَالَ ابْن السّكيت فِي قَوْلهم حِدَأْ حِدَأْ وراءَكِ بُنْدُقة. قَالَ قَالَ الشَّرْقِي: هُوَ حِدَأُ بنُ نَمِرة بنِ سعد الْعَشِيرَة، وهم بِالْكُوفَةِ. وبندُقَةُ بنُ مطيّة وَهُوَ سفيانُ بنُ سَلهم بن الحكَمِ بن سعد الْعَشِيرَة، وبندقة بِالْيمن، فأغارت حِدَأُ على بندقة فنالتْ مِنْهُم، ثمَّ أغارت بندقَةُ على حِدَأَ فأبادَتْهم. وَقَالَ أَبُو زيد فِي كتاب الْهَمْز: حَدِئتُ بِالْمَكَانِ حَدَأً إِذا لزقتَ بِهِ، وحَدئْتُ إِلَيْهِ حَدَأً إِذا لجأتَ إِلَيْهِ، وحدئتُ عَلَيْهِ حَدَأ إِذا حديْتَ عَلَيْهِ ونصرْتَه ومنَعْتَه. وَقَالَ الْفراء فِي (الْمَقْصُور والممدود) حَدِئَت الْمَرْأَة على وَلَدهَا حَدَأً وحَدِئت الشَّاةُ إِذا انْقَطع سَلاَهَا فِي بطْنها فاشتكت مِنْهُ. أَبُو عَمْرو: حَدِئتُ عَلَيْهِ وحَدِيتُ بِمَعْنى وَاحِد: إِذا نصرْتَه ومنعْتَه. وروى أَبُو عبيد عَن أبي زيد فِي كتاب الغَنَمِ فِيمَا قرأْتُ على الْإِيَادِي لشمر، حَذَيتْ الشَّاة تَحْذَى حُذَاء بِالذَّالِ إِذا انْقَطع سلاها فِي بَطنهَا. قلت: وَهَذَا تَصْحِيف وَالصَّوَاب مَا قَالَه الْفراء بِالدَّال والهمز. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: كَانَت قبيلةٌ تتعمد الْقَبَائِل بِالْقِتَالِ يُقَال لَهَا حِدَأةُ وَكَانَت قد أنزت على النّاس فتحدَّتْها قبيلةٌ يُقَال لَهَا بُنْدُقَةٌ فهزمَتْها فَانْكَسَرت حِدَأَة فَكَانَت العربُ إِذا مر بهَا حِدَئِيٌّ تَقول لَهُ حِدَأْ حِدَأْ وراءَك بندُقة. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو وَالْكسَائِيّ فِي بَاب الْهَمْز حَدَأْتُ الشيءَ: صرفْتُه. حيد: قَالَ اللَّيْث: الحَيْدُ كلُّ حَرْف من الرَّأْس، وَأنْشد: حابى الحُيُود فَارِضِ الحُنْجُور

قَالَ: والحَيْدُ مَا شَخَص من الجَبَلِ واعوجّ، وكل ضِلَعٍ شديدِ الاعوجاج حَيْد، وَكَذَلِكَ من العظْم، وَجمعه حُيُود. وَالرجل يَحِيدُ عَن الشَّيْء إِذا صَدّ عَنهُ خوفًا وَأَنفةً، مصدره: حَيْدُودَةً وحَيْداً وحَيَداناً، ومَالَكَ مَحِيدٌ عَن ذَلِك. وحُيُودُ الْبَعِير مثلُ الورِكْين والساقَين. وَقَالَ أَبُو النَّجْم يصف فحلاً: يقودُها ضَافي الحُيُود هَجْرَع مُعْتَدِل فِي صَبْره هَجَنَّع أَي يَقُود الإبلَ فحلٌ هَذِه صفته. وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي رجل حَيَدَى: الَّذِي يَحيدُ، قَالَ وَأنْشد الْأَصْمَعِي لأمية ابْن أبي عَائِذ: أَو اصْحَمَ حَامٍ جَرَامِيزَه حَزَابِيَةٍ حَيَدَى بالدحال الْمَعْنى أَنه يحمي نفسَه من الرُّماة. قَالَ الْأَصْمَعِي وَلم أسمع فَعَلى إلاّ فِي المؤنّث إِلَّا فِي قَول الْهُذلِيّ: كَأَنِّي ورَحْلِي إِذا رُعْتُها على جَمَزَى جَازِىءٍ بالرمال قَالَ: أنشدنَاهُ أَبُو شعيْبٍ عَن يَعْقُوب زُعْتها وسُمي جَدُّ جريرٍ الخَطَفَى بِبَيْت قَالَه: وعَنقا بعد الكلال خَطَفى ويروى خَيْطَفى. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي الحَيْدُ شاخص يخرج من الجَبَل فَيَتَقدَّم كأنَّه جنَاح. وَقَالَ غَيره اشتكت الشَّاة حَيَداً إِذا نشب وَلَدهَا فَلم يسهل مَخْرجه. وَيُقَال: فِي هَذَا العُودِ حُرُودٌ وحُيُود: أَي عُجَرٌ. وَيُقَال قدّ فلَان السَّيْر فَحَرَّدَه وحَيَّده: إِذا جعل فِيهِ حُيوداً. وحُيودُ الْقرن مَا تلوَّى مِنْهُ. وَيُقَال قرن ذُو حِيَدٍ أَي ذُو أَنَابِيبَ مُلْتَوِية. وَقَالَ الْهُذلِيّ: تالله يبْقى على الْأَيَّام ذُو حَيَدٍ يَعْنِي وَعِلاً فِي قرنه حيد. دحا: قَالَ اللَّيْث: المِدْحاةُ خَشَبَة يَدْحَى بهَا الصبيُّ فتمر على وجْه الأَرْض لَا تَأتي على شَيْء إِلَّا أجْحَفته. والمطر الدَّاحي يَدْحَى الحَصَى عَن وَجه الأَرْض. والدَّحْو الْبسط. وَفِي حَدِيث عَليّ ح: أَنه قَالَ (اللَّهم دَاحِيَ المُدْحِيَّات) يَعْنِي باسطَ الأرَضينَ السَّبع وموسعَها، وَهِي المدحُوّات بِالْوَاو. والأُدْحيُّ مَبِيضُ النعام. وَهَذَا الْمنزل الَّذِي يُقَال لَهُ البَلْدَةُ فِي السَّمَاء بَين النَّعَائِم وسعدٍ الذّابح يُقَال لَهُ الأُدْحِيّ. وَقَالَ الفرّاء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {ُ للهِضُحَاهَا وَالاَْرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} (النَّازعَات: 30) . قَالَ: بَسَطَها. وَقَالَ شمر أنشدتني أعرابية: الْحَمد لله الَّذِي أَطَاقَا بَنَى السَّماءَ فَوْقَنَا طِبَاقَا ثمَّ دَحَا الأرْضَ فَما أَضَافا قَالَ شمر: وفَسَّرَتْه فَقَالَت: دحا الله الأرْضَ أوْسَعَها. قَالَت: وَيُقَال: نَام فلانٌ فتدَحَّى أَي اضْطجع فِي سَعَةِ الأَرْض. وَقَالَ العِتْريفيُّ: تدحَّت الْإِبِل إِذا تَفَحَّصَتْ فِي مَبارِكها السهلةِ حَتَّى تَدَعَ فِيهَا قَرامِيصَ

أمثالَ الحِفَار، وَإِنَّمَا تفعل ذَلِك إِذا سَمِنَتْ. قَالَ: وَقَالَ غَيره: دحَّ فلَان فلَانا يَدُحُّه ودَحَاه يَدْحُوه إِذا دَفعه وَرمى بِهِ، كَمَا يُقَال عَرَاه وعَرَّ إِذا أَتَاهُ. وَفِي الحَدِيث (يَدْخل البيتَ المعمورَ كُلَّ يومٍ سَبْعُونَ أَلْفَ دِحيةٌ مَعَ كل دِحية سَبْعُونَ ألف مَلَكٍ) والدحْية رَئِيس الْجُنْدِ، وَبِه سُمي دِحيةُ الكلبيّ. ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الدحْيَةُ: رئيسُ الْقَوْم وسيدهم بِكَسْر الدَال. وروى ابْن أبي ذُؤيْب عَن إِسْحَاق بن يزِيد الْهُذلِيّ أَنه سألَ ابنَ المسيَّب عَن الدَّحْوِ بالحجارَةِ فَقَالَ لَا بَأْس بِهِ. قَالَ شمر: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي يُقَال: هُوَ يَدْحُو الحَجَرَ بِيَدِهِ أَي يَرْمِي بِهِ ويَدْفَعُه. قَالَ: والدَّاحِي الَّذِي يَدْحُو الحَجَرَ بيدِه، وَقد دَحَا بِه يَدحو دَحْوَاً ودَحَى يدحى دَحْياً. وَقَالَ عبيد يصف غيثاً: يَنْزِعُ جلْدَ الْحَصَى أَجَشُّ مُبْتَرِكٌ كأنّه فَاحِصٌ أَو لاعِبٌ داحِ قَالَ شمر: وَقَالَ غيرُه: المِدْحَاةُ لُعبة يلعَبُ بهَا أهلُ مكَّةَ. قَالَ: وَسمعت الْأَسدي يصفها وَيَقُول: هِيَ المَدَاحِي والمَسَادِي، وَهِي أَحْجَارٌ أمثالٌ القِرَصة وَقد حفروا حَفيرة بِقَدْرِ ذَلِك الحَجَرِ فيتنَحَّون قَلِيلا ثمَّ يَدْحُون بِتِلْكَ الأحجارِ إِلَى تِلْكَ الحَفيرة، فَإِن وَقع فِيهَا الحجرُ فقد قَمَر وَإِلَّا فقد قُمِر. قَالَ: وَهُوَ يَدْحُو ويَسْدُو إِذا دَحَاها على الأَرْض إِلَى الحفرة. قَالَ: والحفرة هِيَ أُدْحِيَّة وَهِي أُفْعُولة من دحَوْتُ وَأنْشد: وَيَدْحُو بك الدَّاحِي إِلَى كُل سَوْءَةٍ فياشر من يَدْحُو بأطيش مُدْحَوِي دوح: قَالَ اللَّيْث: الدَّوْحُ الشجرُ العِظَام، الْوَاحِدَة دَوْحَةٌ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: بَيت الشَّعر إِذا كَانَ ضَخْماً فَهُوَ دَوْحٌ. أَبُو عبيد: عَن أَصْحَابه: الدَّوْحَةُ الشجرةُ العظيمةُ. وَقَالَ أَبُو عُمَر أَخْبرنِي أَبُو عبدِ الله الملهوف عَن ابْن حَمْزَة الصُّوفِي أَنه أنْشد: لَوْلَا حِبَّتي دَاحَهْ لَكَانَ الموتُ لي رَاحَهْ قَالَ: فَقلت لَهُ: مادَاحَهْ؟ فَقَالَ: الدُّنْيَا. قَالَ أَبُو عُمَر: وَهَذَا حرفٌ صَحِيح فِي اللُّغَة لم يكن عِنْد أَحْمد بن يحيى، قَالَ وَقَول الصّبيان الدّاحُ مِنْهُ. وَيُقَال دَاحت الشَّجَرَة تَدُوحُ إِذا عظُمَتْ، فَهِيَ دَائحةٌ وَجَمعهَا دَوائح. وَقَالَ الرَّاعِي: غَذاه وحَوْلِيُّ الثرى فَوق مَتْنِه مَدَبُّ الأَتِي والأَرَاكُ الدوائحُ وحد أحد: قَالَ اللَّيْث: الوحَدُ المنفرِدُ، رجل وحَدٌ وثور وحَدٌ وتفسيرُ الرّجُلِ الوَحَدِ أنْ لاَ يُعْرَفَ لَهُ أَصْلٌ. وَقَالَ النَّابِغَة: بِذِي الجَليل على مُسْتَأْنِسِ وَحَدِ

قَالَ: والوَحْدُ خفيفٌ: حِدَةُ كل شَيْء، يُقَال: وَحَدَ الشَّيْء فَهُوَ يَحِدُ حِدَةً، وكل شيءٍ على حِدَةٍ بائنٌ من آخَرَ، يُقَال ذَاك على حِدَتِه، وهما على حِدَتِهما، وهم على حِدَتِهم. والوَحْدَةُ الِانْفِرَاد. ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء رجل وَحِيدٌ وَوَحَدٌ ووَحِدٌ، وَكَذَلِكَ فريد وفَرَدٌ وفَرِدٌ. وَقَالَ اللَّيْث: رجلٌ وحيدٌ لَا أَحَدَ مَعَه يُؤْنِسُه، وَقد وَحُدَ يَوْحُدُ وحَادَةً وَوَحْدَةً وَوَحَداً. قَالَ: والتَوْحيد الإيمانُ بِاللَّه وحْدَهُ لَا شريك لَهُ، وَالله الْوَاحِدُ الْأَحَد ذُو الوحْدانيَّة والتَّوَحُّدِ. قَالَ: والوَاحِدُ أَوّلُ عَدَدٍ من الحسابِ تَقول: واحدٌ وَاثْنَانِ وثلاثةٌ إِلَى عشرَة فَإِذا زَاد قلت: أَحَدَ عشْرَ يجْرِي أحد فِي الْعدَد مجْرى واحدٍ، وَإِن شِئْت قلت فِي الِابْتِدَاء وَاحِدٌ اثْنَان ثَلَاثَة، وَلَا يُقَال فِي أحد عشر غير أحد والتأنيثُ وَاحِدَةٌ وَإِحْدَى فِي الِابْتِدَاء يجْرِي مَجْرَى وَاحِدِ فِي قَوْلك أحد وَعِشْرُونَ كَمَا يُقالُ واحِدٌ وَعِشْرُونَ. فأمَّا إِحْدَى عشرَة، فَلَا يُقَال غَيْرُها، فَإِذا حَمَلوا الأحَدَ على الفَاعِل أُجْرِي مُجْرَى الثّاني والثالثِ، وَقَالُوا هُوَ حَادِي عشرتهم وَهَذَا ثَانِي عَشَرَتِهم والليلةُ الْحَادِيَة عشر وَالْيَوْم الْحَادِي عَشَرَ. قَالَ وَهَذَا مقلوبٌ كَمَا يُقَال: جَبَذ وجَذَبَ. قَالَ: والوُحْدَانُ جمع الوَاحِدِ، وَيُقَال الأُحْدَانُ فِي مَوضِع الوُحْدانِ. وَيُقَال أَحِدْتُ إِلَيْهِ أَي عَهِدتُ إِلَيْهِ وَأنْشد الْفراء: بانَ الأحِبَّةُ بالأَحْدِ الَّذِي أَحِدُوا يُرِيد بالعهْدِ الَّذِي عهدوا. وَتقول: هُوَ أَحَدُهُم، وَهِي إحْداهُنّ، فَإِن كَانَت امرأةٌ مَعَ رجال لم يستقم أَن تَقول هِيَ إحداهُم وَلَا أحَدُهم، إلاّ أَن يُقَالَ هِيَ كأحَدِهم أَو هِيَ وَاحِدَةٌ مِنْهُم. قَالَ: وتَقُول: الجلوسُ والقعودُ واحدٌ وأصحابي وأصحابُك واحِدٌ. قَالَ: والمَوْحَدُ كالمَثْنَى والمَثْلَثِ. تَقول جَاءُوا مَثْنَى مَثْنَى. ومَوْحَدَ ومَوْحَد. وَكَذَلِكَ جاءُوا ثُلاَثَ وثُنَاءَ وأُحَاد. قَالَ: والمِيحَادُ كالمِعْشَارِ، وَهُوَ جُزْءٌ واحدٌ كَمَا أَن المِعْشَارَ عُشْرٌ. والمَوَاحِيدُ جَمَاعةُ الميحادِ. لَو رأيتُ أَكَمَاتٍ منفرِدَاتٍ كلُّ واحدةٍ بَائِنَةٌ من الأُخْرى كَانَت مِيحاداً أَو مواحيدَ. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنَّه قَالَ فِي قَوْله: لقد بَهَرْتَ فَمَا تَخْفى على أَحَد إِلَّا على أحدٍ لَا يعرف القَمَرَا فَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم أَقَامَ أَحَدَ مُقَام مَا أَوْ شَيْء، وَلَيْسَ أحدٌ من الإنْس وَلَا من الْجنّ وَلَا يتكلَّم بِأَحَدٍ إلاّ فِي قَوْلك: مَا رأيتُ أحَداً قَالَ أَو تكلّم بِذَاكَ من الجنّ والإنْس والمَلاَئِكَةِ، فَإِذا كَانَ النَّفْسُ فِي غَيرهم قلتَ مَا رأيْتُ شَيْئا يَعْدِلُ هَذَا، وَمَا رَأَيْت مَا يَعْدل هَذَا، ثمَّ تُدْخِلُ العربُ شَيْئا على أحَدٍ، وأَحَداً على شَيْء، قَالَ الله تَعَالَى {حَكِيمٌ وَإِن فَاتَكُمْ شَىْءٌ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُواْ الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِّثْلَ مَآ أَنفَقُواْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَنتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ} (المُمتَحنَة: 11) الْآيَة وَقرأَهَا ابْن مَسْعُود (وَإِن فاتكم أحد من أزواجكم) . وَقَالَ:

وَقَالَت فَلَو شَيْءٌ أَتَانَا رَسُولُه سِوَاكَ ولكِنْ لم نَجدْ لَك مَدْفعا أقامَ شَيْئاً مُقَامَ أحَدٍ، أَي لَيْسَ أحَدٌ معدولاً بك. وَتقول: ذَاك أَمْرٌ لَسْتُ فِيهِ بأَوْحَدَ: لست على حِدةٍ. قَالَ: والأَحَدُ أصلُها الْوَاو. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس أَنه سُئل عَن الْآحَاد: أهِي جمع الْأَحَد؟ فَقَالَ: معاذَ الله لَيْسَ للأَحَدِ جمعٌ؛ وَلَكِن إِن جعلْتَه جَمْعَ الوَاحِدِ فَهُوَ محتَملٌ، مثل شَاهد وأَشْهَاد، قَالَ وَلَيْسَ للْوَاحِد تثنيةٌ وَلَا للاثنين واحدٌ من جِنْسِه. ألف أحد مقطوعةٌ، وَكَذَلِكَ إِحْدَى، وتصغير أحَدِ أُحَيْد وتصغير إِحْدَى أُحَيْدَى، وَثُبُوت الأَلِفِ فِي أَحَدٍ وإِحْدَى دليلٌ على أَنَّهَا مَقْطُوعَة وأَمَّا الأَلِفَ اثْنَي واثنَتَي فَألِفُ وَصْلٍ. وتصغيرُ اثْنَي ثُنَيَّا، وتصغير اثنَتَيْ ثُنَيّتَا. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق النَّحْوِيّ: الأَحَدُ أَصله الوَحَدُ. وَقَالَ غَيره: الفرقُ بَين الوَاحدِ والأحدِ أَنَّ الأَحدَ بُنِي لنَفْي مَا يُذكَرُ مَعَه من العَدَد، والواحدُ اسمٌ لمُفْتَتَح العَدَدِ، وأَحَدٌ يصلح فِي الْكَلَام فِي موضِعِ الجَحْدِ، وواحِدٌ فِي موضِعِ الإثْبَاتِ. تَقول مَا أَتَانِي مِنْهُم أحدٌ وَجَاءَنِي مِنْهُم وَاحدٌ. وَلا يقالُ جاءَني منْهُمْ أحدٌ، لِأَنَّك إِذا قلت: مَا أَتَانِي مِنْهُم أَحَدٌ فَمَعْنَاه، لَا وَاحِدَ أَتَانِي وَلا اثْنَانِ، وَإِذا قلت جَاءَنِي مِنْهُم وَاحِدٌ فَمَعْنَاه أَنه لم يأتني مِنْهُم اثْنَانِ، فَهَذَا أحَدَ الأَحَدِ مَا لم يُضَفْ، فَإِذا أُضِيفَ قَرُبَ من معنى الوَاحِد، وَذَلِكَ أَنَّك تَقول: قَالَ أَحَدُ الثلاثَةِ كَذَا وَكَذَا، فَأَنت تُرِيدُ وَاحِداً من الثَّلاثة. والواحِدُ بُنِيَ على انقطاعِ النَّظِيرَ وعَوَزِ المثْلِ، والوحِيدُ بني على الوَحْدَةِ والانفرادِ عَن الْأَصْحَاب، من طَرِيق بَيْنُونَتِه عَنْهم. وَقَوْلهمْ لست فِي هَذَا الْأَمر بأوْحَدَ أَي لَسْتُ بعادم لي فِيهِ مِثْلاً وعِدْلاً وَتقول: بقيتُ وحَيداً فَرِيداً حَرِيداً بمعنَى وَاحِدٍ، وَلَا يُقَال بقيتُ أَوْحَدَ وَأَنت تُرِيدُ فَرْداً. وَكَلَام الْعَرَب يُجْرَى على مَا بُنِيَ عَلَيْهِ مأخوذاً عَنْهُم لَا يُعْدَى بِهِ مَوْضِعُه وَلَا يَجُوزُ أَن يَتَكَلم فِيهِ إِلَّا أهلُ المعرفةِ الثاقِبةِ بِهِ الّذين رسخُوا فِيهِ وأَخَذُوه عَن العربِ أَو عَمَّن أَخَذَه عَنْهُم من الأَئِمّة المأمونِين وَذَوي التَّمْيِيز المبرزين. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال فلَان إحْدَى الأَحَدِ كَمَا يُقَال واحدٌ لَا مِثْلَ لَهُ. يُقَال: هُوَ إحدَى الإحَدِ وأَوْحَدُ الأَحَدِين ووَاحِدُ الآحَادِ، قَالَ: ووَاحِدٌ وَوَحِدٌ وأَحَدٌ بِمَعْنى وَقَالَ: فَلَمَّا الْتَقَيْنَا وَاحِدَيْنِ عَلَوْتُه بِذِي الْكَفّ إِنِّي لِلْكُماةِ ضَرُوبُ وسُئِلَ سُفيانُ بن عُيَيْنَة فَقَالَ: ذَاك أَحَدُ الأَحَدِين. قَالَ وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: هَذَا أَبْلَغُ الْمَدْح. أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي: قَالَ الْعَرَب تَقول: مَا جَاءني مِنْ أَحَدٍ وَلَا يقالُ قدْ جَاءَنِي من أَحَدٍ، وَلَا يُقَال إِذا قيلَ لَك مَا يَقُول ذَلِك أَحَدٌ بلَى يَقُول ذَلِك أَحَدٌ.

قَالَ وَيُقَال: مَا فِي الدّارِ عَرِيبٌ، وَلَا يُقَال: بَلَى فِيهَا عَرِيبٌ. وروى أَبُو طَالب عَن سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: أَحَدٌ يكون للجَميع ولِلْوَاحِد فِي النّفي، وَمِنْه قَول الله جلّ وعزّ: {ُ)) ِالْوَتِينَ فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ} (الحَاقَّة: 47) جعل أَحَداً فِي موضِع جَمْع، وَكَذَلِكَ قَوْله {لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ} (البَقَرة: 285) فَهَذَا جمْع لأنّ (بَيْن) يَقَعُ إِلَّا على اثْنَيْنِ فَمَا زَاد. وَقَالَ وَالْعرب تَقول: أَنْتُم حيٌّ وَاحِد وحيٌّ واحِدُونَ، قَالَ وموضِعُ واحدينَ وَاحِدٌ وَقَالَ الْكُمَيْت: فَرَدَّ قَوَاصِيَ الأَحْيَاء منْهُمْ فقد أَضْحَوْا كحَي وَاحِدِينا وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الفرَاء أَنه حكى عَن بعض الْأَعْرَاب: معي عشرةٌ فَاحْدُهُنَّ لِيَه، أَي صيرْهن لي أحَدَ عَشَرَ، ونحوَ ذَلِك قَالَ ابنُ السّكيت. قلت: جعل قَوْله فاحْدُهن ليَهْ من الحَادي لَا من أَحَدٍ. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال لَا يَقُوم لهَذَا الْأَمر إِلَّا ابْن إِحْدَاهمَا أَي الكريمُ من الرجالِ، وَفِي (النَّوَادِر) : لَا يستطيعها إِلَّا ابنُ إحْدَاتِها، يَعْنِي إِلَّا ابنُ وَاحدَةٍ مِنْهَا. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال هَذَا الحادِيَ عَشَرَ، وَهَذَا الثَّانِي عَشَرَ وَكَذَلِكَ الثالثَ عَشَرَ إِلَى الْعشْرين، مَفْتُوح كُله وَفِي الْمُؤَنَّث هَذِه الحاديةَ عشرةَ والثانيةَ عشرَة إِلَى الْعشْرين، تُدخِلُ الهاءَ فيهمَا جَمِيعًا. قلتُ: وَمَا ذكرت فِي هَذَا البابِ من الألفاظِ النَّادرة فِي الأَحَدِ والوَاحِد وإحْدَى والحَادي وغيرِها فَإِنَّهُ يُجْرَى على مَا جاءَ عَن الْعَرَب وَلَا يُعدى بِهِ مَا حُكِيَ عَنْهُم لقياس مُتَوَهَّمٍ اطّرادُه؛ فإنّ فِي كلامِ العربِ النوادرَ لَا تنقاس، وَإِنَّمَا يحفَظُها أهل الْمعرفَة المعنّيون بهَا وَلَا يقيسون عَلَيْهَا. وأمّا اسْم الله جلّ ثَنَاؤُهُ أَحَدٌ فَإِنَّهُ لَا يُوصف شَيْء بالأحَدِيَّة غيرُه، لَا يُقَال رَجُلٌ أَحَدٌ وَلَا دِرْهَمٌ أَحَدٌ، كَمَا يُقَال رجل وَحَدٌ أَي فَرْدٌ، لأنّ أحَداً صفةٌ من صِفَات الله الَّتِي اسْتَأْثر بهَا، فَلَا يَشْركُه فِيهَا شيءٌ، وَلَيْسَ كَقَوْلِك: الله واحدٌ، وَهَذَا شَيْء واحدٌ، لِأَنَّهُ لَا يُقَال شَيْء أحَدٌ وَإِن كَانَ بعضُ اللغويين قَالَ إِن الأَصْل فِي الأَحَدِ وَحَدٌ. وَقَالَ اللحياني قَالَ الكسائيُّ: مَا أَنْت إِلَّا من الأَحَدِ أَي من النَّاس وَأنْشد: وَلَيْسَ يَطْلُبُني فِي أَمْرٍ غانيه إِلَّا كعَمْرُو مَا عمرٌ وَمن الأَحَدِ قَالَ وَلَو قلت: مَا هُوَ مِنَ الْإِنْسَان، تُرِيدُ من النَّاس أصَبْتَ. قَالَ وَقَوله: {ُِوَأَخَّرَتْ ياأَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ} (الانفِطار: 6) قيل إِنَّه بِمَعْنى النَّاس، وَأما قولُ الله جلّ وعزّ: {} (الْإِخْلَاص: 1، 2) فإنّ أكثَرَ القُرّاءِ على تَنْوين {أَحَدٌ وَقد قُرِىءَ بترك التَّنْوِين، وقُرىء بِإِسْكَان الدَّال (قل هُوَ الله أحَدْ) وأجودها الرَّفْعُ مَعَ إِثْبَات التَّنْوِين فِي الإدراج، وَإِنَّمَا كُسر التنوينُ لسكونه وَسُكُون اللاّم من الله، وَمَن حذف التَّنْوِين فلالْتقاء الساكنين أَيْضا.

وَأما قَول الله جلّ وعزّ: {أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ} فَهُوَ كِنَايَة عَن ذكر الله الْمَعْلُوم قبل نزُول الْقُرْآن، وَالْمعْنَى الَّذِي سَأَلْتُم تَبْيينَ نَسبه هُوَ الله، وَقَوله {أَحَدٌ مَرْفُوع على معنى: هُوَ الله هُوَ أحد. ورُوِي فِي التَّفْسِير أَن الْمُشْركين قَالُوا للنَّبِي انسُب لنا رَبك فَأنْزل الله:} قلت وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أنّ لله نسبا انتسب إِلَيْهِ وَلَكِن مَعْنَاهُ نفي النّسَب عَن الله الواحِدِ لِأَن الأَنْسَابَ إِنَّمَا تكون للمخلوقين، وَالله صفته أَنه لم يَلِدْ ولدا يُنْسَب إِلَيْهِ وَلم يلده أحد، فينسبَ إِلَى وَالِدهِ وَلم يكن لَهُ مِثْل، وَلَا يكون فيُشبه بِهِ، تَعَالَى الله عَن افتراء المفترين وتقدّس عَن إلحاد الْمُشْركين وسبحانَه عَمَّا يَقُول الظَّالِمُونَ علوّاً كَبِيرا. قلت والواحِدُ فِي صفة الله مَعْنَاهُ أَنه لَا ثَانِي لَهُ، وَيجوز أَن يُنْعَتَ الشَّيْء بأَنه وَاحِدٌ فأمَّا أَحَدٌ فَلَا يوصَفُ بِهِ غيرُ الله لِخُلوصِ هَذَا الاسمِ الشريف لَهُ جلّ ثَنَاؤُه. وَيَقُول أحَّدْتُ الله ووحَّدْتُه وَهُوَ الأَحَدُ الوَاحِدُ، وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنَّهُ قَالَ لرجل ذكر الله وَأَوْمَأَ بأصبعَيْه فَقَالَ لَهُ: أَحد أَحدْ، مَعْنَاهُ أَشِرْ بإصبَع وَاحِدٍ وَأما قَول النَّاس توحَّد الله بالأمْرِ وتفرّد فَإِنَّهُ وَإِن كَانَ صَحِيحا فِي الْعَرَبيَّة فَإِنِّي لَا أُحِبُّ أَن ألْفِظَ بلفْظٍ فِي صفة الله لم يصِفْ بِهِ نَفْسه فِي التَّنْزِيل أَو فِي السّنة وَلم أجد المتوحد وَلَا المتفرد فِي صِفَاته، وَإِنَّمَا تَنْتَهي فِي صِفَات الله إِلَى مَا وصف بِهِ نَفسه، وَلَا تجاوزه إِلَى غَيره لجوازه فِي الْعَرَبيَّة تَعَالَى الله عَن التَّمْثِيل والتشبيه علوّاً كَبِيرا. اللحياني يُقَال: وُحِد فلَان يُوحَد أَي بَقِي وحْدَه، وَيُقَال أوحد الله جَانِبه أَي بَقي وَحْدَهُ، ويقالُ أَوْحَدَنِي فلانٌ للأعداء. قَالَ وَوحِد فلَان ووَحُد وفَرُد وفَرِد فَقِهَ وفَقُهَ وسَفُه وسَفِهَ وسَقُمَ وسَقِم وفَرُع وفَرِع وحَرُص وحَرِص. وَقَالَ اللَّيْثُ الوَحْدُ فِي كل شَيْء مَنْصُوب لِأَنَّهُ جرى مَجْرى الْمصدر خَارِجا من الْوَصْف لَيْسَ بنعْتٍ فيتبعَ الِاسْم وَلَا بِخَبَر فيقصدَ إِلَيْهِ فَكَانَ النصبُ أولَى بِهِ إِلَّا أَن الْعَرَب قد أضافَتْ إِلَيْهِ فَقَالَت هُوَ نَسِيجُ وَحْده وهما نَسِيجَا وحْدِهِما، وهم نُسجَاء وَحْدِهم، وَهِي نسيجَة وَحْدِها، وهنّ نسائج وحْدِهِنّ؛ وَهُوَ الرجل المُصيب الرأْي. قَالَ وَكَذَلِكَ قَرِيعُ وحْدِه وَكَذَلِكَ صَرْفه وَهُوَ الَّذِي لَا يُقَارعه فِي الفَضْلِ أحَدُ. قَالَ أَبُو بكر بن الْأَنْبَارِي وحْدَهُ مَنْصُوب فِي جَمِيع كَلَام الْعَرَب إِلَّا فِي ثلاثةِ مَوَاضِع: يُقَال لَا إلاه إلاّ الله وحدَه ومررت بزيد وحْدَه وبالقوم وحْدَهم. قَالَ وَفِي نصب وحْدَه ثَلَاثَة أَقْوَال قَالَ جماعةٌ من الْبَصرِيين هُوَ مَنْصُوبٌ على الْحَال. وَقَالَ يونُس (وحدَهُ) هُوَ بِمَنْزِلَة عِنْدَهُ. وَقَالَ هِشَام: وحدَهُ هُوَ مَنْصُوب على المصْدَر. وَحكى وَحَدَ يَحِد، صَدَّرَ وحْدَه عَن هَذَا الْفِعْل. قَالَ هِشَام وَالْفراء: نَسِيجُ وحْدِه وعُيَيْر وحْدِه ووَاحِد أُمه نكرات. الدَّلِيل على هَذَا تَقول ربّ نَسِيج وحْدِه قد رأيتُ، وربّ وَاحِدِ أمّه قد أسرْت وَقَالَ حَاتِم:

باب الحاء والتاء

أماوِيَّ إِنِّي رُبّ واحِدِ أُمه أخَذْتُ وَلَا قتلٌ عَلَيْهِ وَلَا أَسْرُ وَقَالَ أَبُو عبيد فِي قَول عَائِشَة ووصفِها عُمَرَ: كَانَ وَالله أحْوَزِياً نسيجَ وحْدِه تَعْنِي أَنه لَيْسَ شِبْهٌ فِي رَأْيه وَجَمِيع أَمْرِه وَأنْشد: جَاءَت بِهِ مُعْتَجِراً بِبُرده سفواءُ تَخْدِي بنسيج وحْدِه قَالَ: وَالْعرب تَنْصِبُ وحْدَه فِي الْكَلَام كُله، وَلَا ترفعه وَلَا تَخْفِضُه إلاّ فِي ثَلَاثَة أحرف نَسِيج وحْدِه وعيير وَحده وجُحَيْشُ وحْدِه. قَالَ وَقَالَ البصريون: إنّما نصبوا وحدَه على مَذْهَب الْمصدر أَي توحَّد وَحده وَقَالَ أصحابُنَا: إنّما النصب على مَذْهَبِ الصّفة. قَالَ أَبُو عبيد: وَقد يدْخل فِيهِ الْأَمْرَانِ جَمِيعًا. وَقَالَ شمر أمَّا نَسِيج وَحده فمحمودٌ وَأما جُحيش وحْدِه وعُيَيْر وَحده فموضوعان مَوْضِعَ الذَّمّ وهما اللَّذَان لَا يشاوران أحدا، وَلَا يُخَالِطَانِ النَّاس، وهما مَعَ ذَلِك ذَوا مَهانَةٍ وضَعْفٍ. وَقَالَ غَيره: مَعْنَى قَوْلِهم: هُوَ نَسيجُ وحْدِه أَي لَا ثانِيَ لَهُ، وأصْلُه الثوْبُ الّذي لَا يُسْدَى على سَدَاه غيرُه من الثِّيَاب لدقّته. وَيُقَال فِي جمع الوَاحِد أُحْدَانٌ وَالْأَصْل وُحْدان فقلبت الْوَاو همزَة لانضمامها. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال: نَسِيج وَحده وعُيير وحدِه ورجُلُ وحْدِه، وَيُقَال جلس على وَحْدِه وَجلسَ وَحْدَهُ، وجلسا على وَحْدِهما، وَقمت من على الوسادة. ابْن السّكيت تَقول هَذَا رَجُل لَا واحِدَ لَهُ كَمَا تَقول هُوَ نسيجُ وحْدِه، والوحِيدَان ماءان فِي بِلَاد قَيْسٍ مَعْرُوفَانِ. وآلُ الوَحِيدِ حَيٌّ من بَنِي عامِرٍ. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال اقتضيْتُ كلّ دِرْهَم على وَحْدِه وعَلى حِدَتِه وَتقول فعل ذَلِك من ذَات حِدَته، وَمن ذَات نَفْسِه، وَمن ذَاتِ رَأْيه، وعَلى ذَات حِدته وَمن ذِي حِدَته بِمَعْنى وَاحِد. ودح: قَالَ ابْن السّكيت: أَوْدَحَ الرجلُ إِذا أقرَّ بِالْبَاطِلِ وَقَالَ أَبُو زيد: الإيداحُ الإقرارُ بالذُّل والانقيادُ لمن يقودُه وَأنْشد: وأكوى على قرنيه بعد خِصائه بناري وَقد يكوى العَتُود فَيُودِح وَقَالَ أَبُو عبيد قَالَ الْكسَائي: إِذا حَسَنَتْ حَالُ الْإِبِل السمَن قيل أوْدَحَتْ، عَمْرو عَن أَبِيه يُقَال مَا أغْنى عني وَدَحَةً وَلَا وَتَحَةً وَلَا وَدْحَة وَلَا وشمة وَلَا رشمة أَي مَا أغْنى عني شَيْئا. (بَاب الْحَاء وَالتَّاء) (ح ت (وايء)) حَتَّى، حات، تاح، وتح، تحى، و (التاحي) . حَتَّى: مُشَدّدة التَّاء تكْتب بِالْيَاءِ وَلَا تُمَالُ فِي اللَّفظ، وَتَكون غَايَة مَعْنَاهَا معنى (إلَى) مَعَ الْأَسْمَاء، وَإِذا كَانَت مَعَ الْأَفْعَال فمعناها (إلَى أَنْ) وَكذَلك نصبوا بهَا المستقبلَ. وَقَالَ أَبُو زيد: سَمِعت الْعَرَب تَقول: جَلَست عِنْده عتّى اللَّيْل يُرِيدُونَ حَتَّى اللَّيْل فيقْلِبُون الْحَاء عَيْناً.

وَقَالَ اللَّيْث: الْحَتْوُ كفُّك هُدْبَ الكساءِ مُلْزَقاً بِهِ، تَقول حَتَوْتُه أَحْتُوهُ حَتْواً وَفِي لُغَة حتأته حتأ. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: أحتأتُ الثَّوْبَ إِذا فتلْتَه فَتْلَ الأكْسِيَة. ثَعْلَب عَن ابْن الأَعرابي حَتَيْتُ الثَّوْب وأحْتيته حتأته إِذا خطته. وَأَخْبرنِي الْإِيَادِي عَن شمر قَالَ: حاشيةُ الثَّوْب طُرَّتُه مَعَ الطول وصِنْفَتُه ناحيته الَّتِي تلِي الهُدْبَ. يُقَال أحْتِ صِنْفَة هَذَا الكساءِ، وَهُوَ أَن يُفْتَل كَمَا يفتل الكساءُ القُومَسِيّ. قَالَ: والْحَتيُ: الفتل. أَبُو عَمْرو: حتأتُ المرأةَ حَتْأً وخَجَأتُها إِذا نكحتَها. قَالَ: وحَتَأْتُه حتْأ إِذا ضربتَه، وَهُوَ الحُتُوءُ بِالْهَمْز. وَقَالَ اللَّيْث: الحَتِيُّ سَوِيقُ المقلِ. وَفِي (النَّوَادِر) الحتي: الدمن، والحتيُ فِي الْغَزل والحتيّ ثُفْل التَّمْر وقشوره. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الحاتىء: الْكثير الشَّرَاب. حوت: قَالَ اللَّيْث: الحُوت معروفُ وَجمعه الحيتانُ، وَهُوَ السّمك. قَالَ الله فِي قصَّة يُونُس: {ُ) ِأَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ} (الصَّافات: 142) . قَالَ: والحَوْتُ والحَوَتَانُ حَوَمَان الطَّائِر حول المَاء، وحَومَانُ الوحشيَّة حول شَيْء وَقَالَ طرفَة: مَا كنتُ مَجدُوداً إِذا غَدَوْت وَمَا رَأَيْت مثل مَا لقِيت لِطائر ظَلَّ بِنَا يحوتُ ينصبُّ فِي اللَّوْح فَمَا يَفُوت يكَاد من رهبتنا يَمُوت ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: المحاوتَةُ المراوغة يُقَال: هُوَ يحاوتني يراوغُني. قَالَ: والحائت الْكثير العذل. وتح: قَالَ اللَّيْث: الوَتْحُ: القليلُ من كل شَيْء، يُقَال: أَعْطَاني عَطاءً وَتْحاً، وَقد وَتَحَ عطاءه ووتُح عطاؤُه وَتَاحَةً وتِحَةً. أَبُو عبيد قَلِيل وَتْحٌ وَوَعْرٌ وَهِي الوُتوحَةُ والوعورَةُ، وَقَالَ اللّحياني قليلٌ وَتيحٌ، وَقَالَ غيرُه: أَوْتَحَ فلَان عطاءَه أَي أَقَلَّه. أَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه أنْشدهُ: دَرَادِقاً وَهِي الشيوخُ قُرَّعاً فَرْقَمَهم عَيْش خبيثٌ أوتحا أَي يَأْكُلُون أكْلَ الْكِبَار وهم صِغَارٌ قُرَّحاً: أَي قد انْتهى أسنَانُهم، الدّرادِقُ: الصغار، قَرْقَمهم: أَسَاءَ غذاءهم. قَالَ وأوتَحَ جَهَدَهم، وَبلغ مِنْهُ، وأوتَختَ منّي بلغت منّي أبدل الْخَاء من الْحَاء. تيح: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: وَقع فلانٌ فِي مهلَكَةٍ فتاح لَهُ رجلٌ فأنقذه، وأتاح الله لَهُ منْ أنْقذه، وَيُقَال أُتيح لفُلَان الشيءُ أَي هُيىء لَهُ. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أتاح الله لَهُ كَذَا وَكَذَا أَي قَدَّره وأتيح لَهُ الشَّيْء أَي قدر قَالَ الْهُذلِيّ:

باب الحاء والظاء

أتيح لَهَا أُقَيْدِرُ ذُو حَشيفٍ إِذا سامت على المَلَقَاتِ ساما أَي قُدر لَهَا. وَقَالَ اللَّيْث: رجل مِتْيَحٌ لَا يزَال يَقع فِي بليَّة. وقلبٌ مِتْيَحٌ. وَأنْشد للطرماح: أَفِي أَثَر الأظْعَانِ عينُك تلمح نعم لاَت هَنّا إنّ قَلْبك مِتْيَحُ وروى أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة قَالَ: يُقَال رجل مِعَنٌّ مِتْيَحٌ وَهُوَ الَّذِي يعرض فِي كل شَيْء وَيدخل فِيمَا لَا يعنيه. قَالَ: وَهُوَ تَفْسِير قَوْلهم بالفارسيّة اندروبست. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ المِتْيَحُ والنفيحُ والمنفح بِالْحَاء الدَّاخِل مَعَ الْقَوْم لَيْسَ شأنُه شأنَهُم. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: التَّيحان والتَّيَّحان الطَّوِيل وَقَالَ غَيره رجل تيّحان يتَعَرَّض لكل مكرمَة وَأمر سديد وَقَالَ العجاج: لقد مُنُوا بَتَيحَانٍ ساطى وَقَالَ الآخر: أُقَومُ دَرْءَ خَصْمٍ تَيحَانٍ وفَرَس تَيحَانٌ شديدُ الجَرْي، وَكَذَلِكَ فرس تَيَّاحٌ أَي جواد، وَيُقَال: تاح لِفلان كَذَا وَكَذَا أَي تَقَدّر وَمِنْه قَول الْأَغْلَب: تَاحَ لَهَا بعدَك حِنْزَابٌ وَأَي وَقَالَ الأصمعيّ: الحيُّوتُ: الذّكر من الحيّات قلت: وَالتَّاء فِي الحيّوت زَائِدَة لِأَن أَصله الحيَّة. تحى: أهمله اللَّيْث، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: التَّاحي الْبُسْتَان بَانَ وَأَبُو تَحْيَاء كنية رجل كَأَنَّهُ من حيَيْت تحيا وتحياء التَّاء لَيست بأصليّة. (بَاب الْحَاء والظاء) (ح ظ (وايء)) حظى، الحظوة، والحظي. اسْتعْمل من وجوهه: (حظا) : قَالَ أَبُو زيد: يُقَال إِنَّه لذُو حُظْوَةٍ فِيهِنَّ وعندهنّ، وَلَا يُقَال ذَلِك إِلَّا فِيمَا بَين الرِّجَال وَالنِّسَاء. وَيُقَال إِنَّه لذُو حَظَ فِي الْعلم. وَقَالَ اللَّيْث: الحِظْوَةُ المكانة والمنزلة للرجل من ذِي سُلْطَان وَنَحْوه، تَقول حظِي عِنْده يحظى حِظْوة. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: أحظيتُ فلَانا على فلَان من الحُظوة وَالتفضيلِ. وَقَالَ ابْن بُزُرْج: وَاحِد الأحَاظي أحظَاءُ، وَوَاحِد الأحظاء حِظًى مَنْقُوص. قَالَ: وأصل الحِظَى الحَظُّ. ابْن الْأَنْبَارِي: الحِظَى الحُظْوَة وَجمع الحِظَى أَحْظٍ ثمَّ أَحاظ. قَالَ: وَيُقَال للسَّروَة حَظوة وَثَلَاث حِظَاءٍ. وَقَالَ غَيره: هِيَ السرْوة بِكَسْر السِّين. وَمن أَمْثالهم إِحْدَى حُظَيّاتِ لقمانَ تَصْغِير حَظوَات واحدتها حَظْوَة. وَمعنى الْمثل: إِحْدَى دواهِيه ومَرامِيه. وَقَالَ أَبُو عبيد: إِذا عُرِفَ الرجلُ بالشّرَارة ثمَّ جَاءَت مِنْهُ هَنَةٌ قيل إِحْدَى حُظَيّاتِ لُقْمَان، أَي إِنَّهَا من فَعَلاته. وأصل الحُظَيّات المرَامِي، واحدتها حُظَيَّة

باب الحاء والذال

وتكبيرها حُظْوَة، وَهِي الَّتِي لَا نَصْل لَهَا من المرامي، وَقَالَ الْكُمَيْت. أراهطَ امرىء الْقَيْس اعْبَئُوا حَظَوَاتكم لحيّ سوانا قَبْل قاصمة الصُّلْبِ ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الحَظَا الْقمل، واحدتها حَظَاةٌ. وَمن أمثالهم: إلاّ حَظِيَّة فَلَا أَلِيّة، وَهِي من أمْثال النِّسَاء، تَقول إِن لم أحْظَ عِنْد زَوْجي فَلَا أَلُو فِيمَا يُحْظِيني عِنْده بانتهائي إِلَى مَا يهواه. وَيُقَال هِيَ الحِظوة والحِظَةُ. وَقَالَ الراجز: هَل هِيَ إِلَّا حِظَّةٌ أَو تطليقْ أَو صلف من دُون ذَاك تعليقْ والحَظْوَةُ من المرامي مَا لاقُذَذَ لَهُ وَجَمعهَا حَظَوات. (بَاب الْحَاء والذال) (ح ذ (وايء)) حذا، حاذ، ذاح، وذح، ذحا. حذا: قَالَ اللَّيْث: حَذَوْتُ لَهُ نعلا: إِذا قطعْتَها على مثالٍ. وَتقول: فلَان يحْتَذِي على مِثَال فُلان إِذا اقْتدى بِهِ فِي أُمُوره. وَيُقَال: حاذَيْتُ موضِعاً إِذا صرتَ بحذائه. أَبُو نصر عَن الأصمعيّ: الحِذَاء النَّعْل، وَيُقَال: هُوَ جيّد الحذاءِ؛ أَي: جيد القَدّ. وَيُقَال: أحذاه يُحذيه إِحذاءً وحَذِيَّةً وحُذْيَاً، مَقْصُورَة وحِذْوَةً: إِذا أعطَاهُ. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب الهذليّ: وقائلةٍ مَا كَانَ حِذْوَةَ بَعْلِها غَدَا تَئِذٍ، مِنْ شَاءِ قِرْدٍ وكَاهِلِ وَيُقَال: حَذَى يَده فَهُوَ يَحْذِيها حَذْياً: إِذا حزَّها. وحذا لَهُ نَعْلاً، وحَذَاه نَعْلاً إِذا حملَه على نَعْل. أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي: حذَانِي فلَان نَعْلاً وَلَا تقل أَحْذَاني. وَأنْشد قَول الْهُذلِيّ: حَذَاني بعدَ مَا خَذِمَتْ نِعَالي دُبيَّةُ إنّه نِعْمَ الخَلِيلُ بِمَوْرِكَتَيْنِ مِنْ صَلَوَيْ مِشَبَ من الثيران عَقْدُهُما جَمِيلُ قَالَ وَيُقَال: أحذاني من الحُذْيَا أَي أَعْطَانِي ممّا أصَاب شَيْئا. وَقَالَ أَبُو نصر عَنهُ: هَذَا البن يحذِي اللِّسَان حَذْياً؛ أَي: يقرُض. وَفُلَان بحذاء فلانٍ. وَيُقَال: تَحَذَّ بحذاءِ هَذِه الشجرةِ؛ أَي: صِرْ بحِذَائِها. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: أَعْطيته حِذْيةً من لحم وحُذَّةً وفِلْذَةً، كل هَذَا إِذا قُطِعَ طولا. وَقَول الْكُمَيْت: مَذَانِبُ لَا تَستَنْبِتُ العُودَ فِي الثرَّى وَلَا يتَحَاذَى الحائِمُونَ فِضَالها يُرِيد بالمَذَانِب مذانب الفِتن أَي: هَذِه المذانِبُ لَا تُنبت كمذَانِب الرياض وَلَا يقتسم السَّفْرُ فِيهَا المَاء، وَلكنهَا مَذانِبُ شَر وفتنةٍ، وَيُقَال: تحاذى القومُ الماءَ فِيمَا بَينهم إِذا اقتسموه مثل التَّصَافُن. وَقَالَ شَمِر: يُقَال أتيتُ على أَرض قد حُذِيَ بَقْلُها على أَفْوَاه غَنَمِها، فَإِذا حُذِي

على أفواهِها فقد شبِعت مِنْهُ مَا شَاءَت، وَهُوَ أَن يكون حَذْوَ أفواهِها لَا يجاوزها. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: حَذَوْتُ التُّرَابَ فِي وُجُوههم وحثَوْته، بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ: وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه أَبَدَّ يدَه على الأَرْض عِنْد انكشاف الْمُسلمين يَوْم حُنَيْن فأخَذَ مِنْهَا قَبْضَة من تُرَاب فَحَذَا بهَا فِي وُجُوههم، فَمَا زَالَ حَدُّهم كليلاً، أَي حثا. وَقَالَ اللحيانيّ: أحذيت الرجل طعنةً، أَي: طعنته وأحذاه نعلا أَي وَهبهَا لَهُ. وحَذَا الجلدَ يحذُوه إِذا قَوَّره. وَإِذا قلت: حَذَيَ الجلدَ يَحْذِيهِ، فَمَعْنَاه: أَنَّهُ جرحه جَرْحاً، وحذَى أُذُنَه يَحْذِيها إِذا قطعَ مِنْهَا شَيْئا. وَيُقَال: اجْلِسْ حِذَةَ فلَان أَي: بِحِذَائِه. وَيُقَال أخَذَها بَين الحُذْيَة والخُلْسة أَي بَين الهبَة والاستِلاب، ودابَّةٌ حسن الحِذَاءِ: أَي حسن القَدّ. ابْن السّكيت: أحذيْتُه من الغنيمةِ أُحْذِيه إِذا أعطيتَه وَالِاسْم الحذِيّةُ والحِذوةُ والحُذْيا. وحذَيْتُ يدَه بالسكين. وَهَذَا شرابٌ يحذِي اللسانَ، وَقد حذْوتُ النعْلَ بالنعلِ إِذا قدَّرْتَها عَلَيْهَا. وَمِنْه قَوْلهم: حَذْو القُذّة بالقُذّة. والمِحذى: الشفرةُ الَّتِي يُحْذَى بهَا. حوذ:: أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الحَوْذُ والإحْوَاذُ السَّيْرُ الشديدُ، يُقَال: حُذْت الإبلَ أَحُوذُها، وَرجل أحوذيّ: مُشَمرٌ فِي الْأُمُور. قَالَ شمر: الحَوِيذُ من الرِّجَال: المشَمر. قَالَ عمرَان بن حَطان: ثِقْفٌ حُوَيْذٌ مُبِينُ الكَف ناصِعُهُ لَا طَائِشُ الكَف وقَّافٌ وَلَا كَفِلُ يُرِيد بالكَفِل الكِفْلَ. وَقَالَ أَبُو عبيد الله بن الْمُبَارك الأحوذيّ الَّذِي يغلِب واستحوذ غلب. وَقَالَ غَيره: الأحوذي: الَّذِي يسير مَسِيرة عشر فِي ثَلَاث لَيَال، وَأنْشد: لقد أَكُونُ على الحاجَاتِ ذَا لَبَثٍ وأَحْوَذِيَّاً إِذا انْضَمَّ الذَّعالِيبُ قَالَ: انضمامُها انطواء بَدَنِها، وَهِي إِذا انضمَّت فَهُوَ أسْرع لَهَا، قَالَ: والذَّعاليبُ، أَيْضا ذُيُول الثِّيَاب. وَقَالَ اللَّيْث: حاذَ يحُوذُ حَوْذاً، بِمَعْنى: حاطَ يحوطُ حَوْطاً، واستحوذَ عَلَيْهِ الشيطانُ إِذا غَلبَ عَلَيْهِ، ولغةً استحاذَ. وَقَالَ الله جلَّ وعزَّ حِكَايَة عَن الْمُنَافِقين يخاطبُون بهَا الكفارَ: {أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ} (النِّسَاء: 141) . قَالَ الفرّاء: استَحْوَذَ عَلَيْهِم أَي غلب عَلَيْهِم. وَقَالَ أَبُو طَالب: يُقَال أحْوَذَ الشيءَ، أَي جمعَه وضمَّه؛ وَمِنْه يُقَال استَحْوَذَ على كَذَا إِذا حَوَاهُ. وَقَالَ لبيد: إِذا اجْتَمعَتْ وأَحْوَذَ جانِبَيْها وأَوْرَدَها على عُوجٍ طِوَالِ

وَيُقَال: أحوذ الصَّانِع القِدْح إِذا أخَفَّه وَمن هَذَا أَخذ الأحوذي المنكمش الحاد الْخَفِيف فِي أُمُوره. وَقَالَ لبيد: فَهْو كَقِدْحِ المَنِيحِ أَحْوَذَهُ الصَّا نِعُ يَنْفِي عَن مَتْنِهِ القُوَبَا وَقَالَ أَبو إِسْحَاق فِي قَوْله: {أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ} (النِّسَاء: 141) مَعْنَاهُ ألم نستوْلِ عَلَيْكُم بالمُوالاة لكم. قَالَ: وحاذَ الحِمَارُ أُتُنَهُ إِذا استولى عَلَيْهَا وَجَمعهَا، وَكَذَلِكَ حازها. وَقَالَ العجّاج: يَحُوذُهُنَّ وَله حُوذِي قَالَ وَقَالَ النحويون: استَحْوَذَ خرج على أَصله، فَمن قَالَ حَاذَ يَحوذُ، لم يقل إِلَّا استَحاذ، وَمن قَالَ أحْوَذ فَأخْرجهُ على الأَصْل قَالَ استَحْوَذَ. وَقَالَ أَبُو عبيد قَالَ الْأَصْمَعِي: الحاذُ: شجر، والواحدة حَاذَةٌ من شجر الجَنَبَة؛ وَأنْشد: ذَوَاتِ أُمْطِيَ وذَاتَ الْحَاذِ والأُمْطِيُّ شَجَرَة لَهَا صَمْغٌ يمضغُه صبيان الْأَعْرَاب وَنِسَاؤُهُمْ، وَقيل الحاذَةُ شَجَرَة يألفها بَقَرُ الْوَحْش. قَالَ ابْن مقبل: وَهُنَّ جُنوحٌ لذِي حاذَةٍ ضَوَارِبَ غِزْلانُها بالْجُرنْوأخبرني المنذريُّ عَن الرياشي قَالَ: الحاذُ: الَّذِي يَقع عَلَيْهِ الذَّنَبُ من الفخذين من ذَا الجانبِ وذَا الجانبِ، وَأنْشد: وتَلُفُّ حَاذَيْهَا بذِي خُصَلٍ عَقِمَتْ فَنِعْمَ بُنَيَّةُ العُقْمِ وَقَالَ أَبُو زيد الْعَرَب تَقول: أنْفَعُ اللَّبَنِ مَا وَلِي حَاذيَ النَّاقة، أَي ساعةَ يُحْلَبُ من غير أَن يكونَ رَضَعها حُوَارٌ قبل ذَلِك. قَالَ: والحاذُ مَا وَقع عَلَيْهِ الذَّنب من أَدْبارِ الفخذين. قَالَ: وَجمع الحاذِ أَحْواذٌ. وَفُلَان خَفِيف الحاذِ، أَي: خفيفُ الحالِ من المالِ وأصل الحاذِ طَريقَة المتْنِ. وَفِي الحَدِيث (ليأتينّ على النَّاس زمانٌ يُغْبَطُ الرجلُ فِيهِ بِخفَّة الحاذِ كَمَا يُغْبَطُ الْيَوْم أَبُو الْعشْرَة) . وَقَالَ شمر: يُقَال كَيفَ حالُكَ وحاذُكَ؟ وَفِي حَدِيث آخر: (المُؤْمِن خفيفُ الحاذِ) . وَأنْشد: خَفِيفُ الحَاذِ نَسَّالُ الفَيَافي وعَبْدٌ لَلصَّحَابَةِ غَيْرُ عبد وَقَالَ: الحالُ والحاذُ: مَا وَقع عَلَيْهِ اللّبد من ظهر الْفرس. وضربَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قَوْله: (المؤمنُ خفيفُ الحاذِ) : قِلَّةُ اللَّحْمِ مثلا لقلّة مَاله وقلّة عِيَاله، كَمَا يُقَال: هُوَ خَفِيف الظّهر، وَرجل خَفِيف الحاذِ أَي قليلُ المَال. ذحا: قَالَ أَبُو زيد: ذَحَتْنَا الريحُ تَذْحَانَا ذَحْيًا إِذا أصابتنا ريح وَلَيْسَ لنا مِنْهَا ذَرىً نتذرَّى بِهِ. ذوح: أَبُو عبيد قَالَ أَبُو زيد: الذَّوْحُ: السُّوق الشّديد. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال: ذَوَّح إِبِلَه إِذا بدَّدها وذَوَّحَ مَاله: إِذا فرّقه.

باب الحاء والثاء

وَمِنْه قَوْله: على حَقنا فِي كل يومٍ تذَوَّحُ أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الذوْح: السّير العنيف. وذُحْتُها أَذُوحها ذَوْحاً. وذح: أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: الوَذَح: مَا يتعلّق بالأصواف من أَبْعَار الْغنم فتجفُّ عَلَيْهِ. وَقَالَ الْأَعْشَى: فترى الأَعْدَاءَ حَوْلِي شُزَّراً خَاضِعِي الأَعْنَاقِ أَمْثَالَ الوَذَح وَقَالَ النَّضر: الوَذَح احتراقٌ وانْسِحاجٌ يكون فِي بَاطِن الفخذين. قَالَ: وَيُقَال لَهُ المَذَحُ. غَيره: عَبْدٌ أَوْذَحُ إِذا كَانَ لئيماً. وَقَالَ بعض الرُّجَّاز يهجو أَبَا وَجْزَة مَوْلَى بَنِي سَعْدٍ هَجِيناً أَوْذَحَاً: يَسوقُ بَكْرَيْنِ وَنَاباً كُحكِحَا كحكحا أَرَادَ هَرِمَة. قلت: كَأَنَّهُ مَأْخُوذ من الوَذَح. عَمْرو عَن أَبِيه: مَا أغْنى عني وتَحةً وَلَا وذَحةً أَي مَا أغْنى عني شَيْئا. (بَاب الْحَاء والثاء) (ح ث (وايء)) حثا، حاث: (مستعملان) . حثا: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: حَثَى فِي وَجهه التُّرَاب حَثْياً، وَهُوَ يحثي. الحرّانيّ عَن ابْن السّكيت: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة حَثَوتُ عَلَيْهِ التُّرَاب وحَثَيْتُ حَثْواً وحَثْيَاً وَأنْشد: الحُصْنُ أدْنَى لَو تآيَيْتِهِ من حَثْيِكِ التُّرْبَ على الرَّاكِبِ الحُصن: حَصانَةُ الْمَرْأَة وعفَّتُها، تآييته: أَي قصدْته. حَيْثُ: وَقَالَ اللَّيْث: للْعَرَب فِي حيثُ لُغَتَانِ، واللغة الْعَالِيَة، حَيْثُ: الثَّاء مضمومةٌ، وَهُوَ أداةٌ للرفع ترفع الِاسْم بعده. ولغةٌ أُخْرَى حَوْثَ رِوَايَة عَن الْعَرَب لبني تَمِيم، يظنون حيثُ فِي مَوضِع نَصْبٍ يَقُولُونَ القَه حيثُ لَقيته. وَنَحْو ذَلِك كَذَلِك. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم حَيْثُ ظرفٌ من الظروف يحْتَاج إِلَى اسمٍ وَخبر؛ وَهِي تجمع معنى ظرفين كَقَوْلِك: حَيْثُ عبدُ الله قاعدٌ زيدٌ قائمٌ، الْمَعْنى الْموضع الَّذِي فِيهِ عبد الله قَاعد زيد قَائِم. قَالَ: وَحَيْثُ من حُرُوف الْمَوَاضِع لَا من حُرُوف الْمعَانِي، وَإِنَّمَا ضُمَّتْ لِأَنَّهَا ضُمنت الِاسْم الَّذِي كَانَت تستحقُّ إضافتها إِلَيْهِ. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: إِنَّمَا ضُمَّتْ لِأَن أَصْلهَا حَوْثُ، فَلَمَّا قلبوا واوها يَاء ضمُّوا آخرهَا. قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: وَهَذَا خطأٌ؛ لأَنهم إِنَّمَا يُعْقبون فِي الْحَرْف ضمَّةً دالّة على واوٍ سَاقِطَة. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: قَالَ الأصمعيّ: وممّا تخطِىءُ فِيهِ العامَّةُ والخاصَّة بَاب حيثُ وحينَ غلط فِيهِ العلماءُ مثلُ أبي عُبَيْدَة وسيبويه. قَالَ أَبُو حَاتِم: رَأَيْت فِي (كتاب سِيبَوَيْهٍ) شَيْئا كثيرا يَجْعَل حينَ حيثُ، وَكَذَلِكَ فِي (كتاب أبي عُبَيْدَة) بِخَطِّهِ.

قَالَ أَبُو حَاتِم: وَاعْلَم أَن حيثُ وحينَ ظرفان، فحينَ ظرفٌ من الزَّمَان، وحيثُ ظرفٌ من المكانِ، وَلكُل واحدٍ مِنْهُمَا حدٌ لَا يجاوزُه. وَالْأَكْثَر من النَّاس جعلوهما مَعًا حَيْثُ، وَالصَّوَاب أَن تَقول: رَأَيْتُك حيثُ كنت، أَي الموضِع الَّذِي كنتَ فِيهِ، واذهب حيثُ شئتَ، أَي إِلَى أيّ مَوضِع شِئْت. وَقَالَ الله جلّ وَعز: {فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا} (الأعرَاف: 19) . وَيُقَال: رَأَيْتُك حِين خَرَجَ الحاجُّ أَي فِي ذلكَ الْوَقْت، فَهَذَا ظرفٌ من الزمانِ، وَلَا يَجُوزُ حيثُ خرجَ الحاجُّ، وَتقول: ائْتِنِي حينَ يقدم الحاجُّ، وَلَا يجوز حيثُ يقدم الحاجُّ، وَقد صيَّر الناسُ هَذَا كلَّه حيثُ، فليتعهد الرجلُ كلامَه، فَإِذا كَانَ موضعٌ يحسُن فِيهِ أَيْنَ وأيُّ موضعٍ فَهُوَ حيثُ؛ لِأَن أَيْن مَعْنَاهُ حَيْثُ. وَقَوْلهمْ حيثُ كانُوا وَأَيْنَ كَانُوا، مَعْنَاهُمَا وَاحِد، ولكنْ أَجَازُوا الجمعَ بَينهمَا، لاخْتِلَاف اللّفظين. وَاعْلَم أَنه يحسن فِي مَوضِع حينَ لَمّا وإذْ وإذَا وَوقت وَيَوْم وَسَاعَة ومتَى. تَقول رَأَيْتُك لمّا جئتَ وحينَ جئتَ وإذْ جِئْت، وَيُقَال: سأعطيك إذَا جِئْت وَمَتى جِئْت. وَقَالَ ابْن كَيْسَانَ حَيْثُ حرف مَبْنِيّ على الضَّم وَمَا بعدَهُ صِلةٌ لَهُ يرْتَفع الِاسْم بعدَه على الِابْتِدَاء، كَقَوْلِك قمتُ حيثُ زيدٌ قائمٌ، والكوفيّون يجيزون حذفَ قائمٌ ويرفعون زيدا بِحَيْثُ، وَهُوَ صِلَةٌ لَهَا، فَإِذا أظهرُوا قَائِما بعد زيد أَجَازُوا فِيهِ الْوَجْهَيْنِ، الرفعَ والنصبَ، فيرفعون الاسمَ أيْضاً وَلَيْسَ بصلَة لَهَا وينصبون خَبره ويرفعونه فَيَقُولُونَ: قَامَت مقَام صِفَتَيْنِ، والمعْنى زيد فِي موضِعٍ فِيهِ عمروٌ، فعمرو مُرْتَفع بِفِيهِ وَهُوَ صلةٌ للموضع، وَزيد مُرْتَفع بفي الأولى وَهِي خبر، وَلَيْسَت بصلَة لشَيْء، قَالَ: وَأهل الْبَصْرَة يَقُولُونَ حَيْثُ مضافةٌ إِلَى جملَة فَلذَلِك لم تخفِضْ، وَقد أنْشد الفرّاء بَيْتا أجَاز فِيهِ الْخَفْض: أما ترى حيثُ سُهَيْلٍ طالعا فلمّا أضافَها فتحهَا كَمَا يفعَل بِعنْدَ وخَلْفَ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال: تَركتهم حَاثِ باثِ: إِذا تفَرقُوا. قَالَ: وَمثلهمَا من مُزْدَوِج الْكَلَام خَاقِ بَاقِ، وَهُوَ صوتُ حركةِ أبي عُمير فِي زَرْنَب الفَلْهم قَال وخَاشِ مَاشِ قُماشُ الْبَيْت، وخَازِ بَازِ ورَمٌ، وَهُوَ أَيْضا صَوْتُ الذُّبَاب. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الحاثِيَاء تُرابٌ يُخْرجه اليَرْبُوع من نافِقَائِه بُني على فَاعِلاء. حثى: وَقَالَ ابنُ الْأَنْبَارِي: الحَثَى قشور التَّمْر بِالْيَاءِ وبالألف، وَهُوَ جمع حَثَاةٍ وَكَذَلِكَ الثتى وَهُوَ جمع ثتَاةٍ قشورُ التَّمْر ورديئه وَقَالَ الْفراء الحثي مَقْصُور دُقاق التبْن وحطامه وَأنْشد: ويأْكُلُ التمْرَ وَلَا يُلْقِي النَّوَى كأَنَّه غِرَارَةٌ ملْأَى حَثَى وَيُقَال للتُّراب الحَثَى أَيْضا وَمن أَمْثَال الْعَرَب يَا لَيْتَني المَحْثِيُّ عَلَيْهِ، قَالَه رجلٌ كَانَ قَاعِدا إِلَى امْرَأَة فَأقبل وَصِيلٌ لَهَا فَلَمَّا رأَتْه حثَتْ فِي وَجهه التُّرَاب تَرْئيَةً لجليسها بِأَن لَا يدنوَ مِنْهَا فيطلعَ على أَمرهمَا. يُقَال ذَلِك عِنْد تَمَنّي منزلةِ من تُخْفَى لَهُ الْكَرَامَة

باب الحاء والراء

ويُظْهَرُ لَهُ الإهانة. وَقَالَ الْفراء أحثيت الأَرْض وأبْثَيْتُهَا فَهِيَ مُحْثَاةٌ وَمُبْثَاةٌ. وَقَالَ غَيره أحَثْتُ الأرْضَ وأبَثْتُهَا فَهِيَ مُحَاثَةٌ ومُبَاثَةٌ، والإحاثة والاستحاثَةُ والإباثة والاستباثة وَاحِد وَقَالَ اللحياني: تركته حاثَ باثَ وحيثَ بيثَ وحوثاً بوثاً، إِذا تركته مختَلِطَ الْأَمر. فأمَّا حاثِ باثِ فَإِنَّهُ خَرَج مَخْرَج حَزَامِ وقطامِ، وَأما حيثَ بيثَ فَإِنَّهُ خَرَج مَخْرَجَ حيصَ بيصَ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء قَالَ تركته حيثٍ بِيثٍ وحاثٍ باثٍ وحوثاً بوثاً إِذا أذْلَلْتَه ودققته وَتركت الأَرْض حاثِ باثِ إِذا دقَّتْها الخيلُ وَقد أحاثَتْها الْخَيل. وأَحَثْتُ الأَرْض وأبَثْتُهَا. وَقَالَ الْفراء يُقَال تركت الْبِلَاد حوْثاً بوْثاً وحاثِ باثِ وحيْثَ بَيْثَ لَا يجريان إِذا دقّقوها. (بَاب الْحَاء وَالرَّاء) (ح ر (وايء)) حرى، حَار (حور) ، رَحا، رَاح، وحر، حرح. حرى: قَالَ اللَّيْث: الحرَاوَةُ: حرارةٌ تكون فِي طعْم نحوِ الخردلِ وَمَا أشبهه، حَتَّى يُقَال: لهَذَا الفُجْل حَرَاوة ومَضَاضَةٌ فِي العَيْن. أَبُو عبيد عَن الأمويّ: الحَرْوَةُ الحُرْقَةُ يجدهَا الرجل فِي حَلْقِه. وَقَالَ النَّضر الفُلْفُل لَهُ حَرَاوَةٌ بِالْوَاو وحَرَارَةٌ بالراء. وَقَالَ اللَّيْث: الحَرْيُ النُّقْصَان بعد الزِّيَادَة يُقَال إِنَّه لَيُحْرِي كَمَا يَحْرِي القمَرُ حَرْياً ينقص الأوَّلُ مِنه فالأولُ وَأنْشد شَمِر: مَا زالَ مجْنُوناً على اسْتِ الدّهْرِ فِي بَدَنٍ يَنْمِي وَعقْلٍ يَحْرِي وَقَالَ الْأَصْمَعِي: حَرَى الشيءُ يَحْرِي حَرْياً إِذا نقص، وأَحْرَاهُ الزمانُ وَيُقَال للأفْعَى حَارِيَةٌ للَّتِي قَدْ كَبِرَتْ ونَقَصَ جِسْمُهَا، وَهِي أَخبث مَا تكون، قَالَ شمر: وَيُقَال أَفْعَى حَاريَةٌ؛ وَأنْشد: ابعثْ على الجَوْفَاءِ فِي الصُّبْحِ الفَضِحْ حُوَيْرِياً مِثْلَ قَضِيبِ المُجْتَدِحْ وَقَالَ اللَّيْث: الحَرَى مقصورٌ والجميع أحْرَا، وَهُوَ الأُفْحُوص والأُدْحِيّ وَأنْشد: بَيْضَةٌ زَادَ هَيْقُها عَن حَرَاها كُلَّ طَارٍ عَلَيْهِ أَن يَطْرَاهَا قَالَ: والحَرَى أَيْضا كلُّ موضعٍ لظبْيٍ يأوِي إِلَيْهِ، قلت: قَول اللَّيْث الحَرَى: إنَّه بيضُ النَّعامِ أَو مَأْوَى الظَّبْيِ باطلٌ، والحَرَى عِنْد الْعَرَب مَا روى أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ الحرى جَنَابُ الرجل وَمَا حولَه، يُقَال: لَا تَقْرَبَنَّ حَرَانا، وَيُقَال نزل فلانٌ بِحَراه وعَرَاه إِذا نزل بساحته، وحَرَى مبيضِ النعام مَا حولَه وَكَذَلِكَ حرى كِناسِ الظَّبي مَا حولَه. وَقَالَ اللَّيْث الحَرَى الخليقُ كَقَوْلِك حرىً أَنْ يكونَ كَذَا وَإنَّهُ لَحَرىً أَن يكون ذَاك وَأنْشد: إِن تقُلْ هنَّ من بني عبد شمسٍ فَحَرىً أَن يكونَ ذاكَ وَكَانَا الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت: هُوَ حَرىً لكذا وَكَذَا وحَرٍ أَي خليق لَهُ وَأنْشد: وَهُنَّ حَرىً أَلاَّ يُثِبْنَكَ نَقْرَةً وأنتَ حَرىً بالنارِ حينَ تُثِيبُ

فَمن قَالَ حرىً لم يُثَن وَلم يجمع، وَمن قَالَ حَرٍ ثنّى وجَمع. وَقَالَ غَيره: هُوَ حرِيٌّ بِذَاكَ على فعيلٍ، وهما حَرِيّان، وهم أَحْرِياءُ بِذَاكَ. وَيُقَال: أَحْرِ بِهِ وَمَا أَحْراهُ بذلك، كَقَوْلِك: مَا أَخْلَقَه. وَقَالَ الشَّاعِر: فإِنْ كنتَ تُوعِدُنا بالهِجَاءِ فَأَحْرِ بِمَنْ رَامَنا أَن يَخِيبَا وَقَالَ اللَّيْث: حِرَاءُ: جبل بِمَكَّة معروفٌ. وَقَالَ غَيره هُوَ يتحرَّى الصوابَ أَي يتوخّاه. والتحرّي قصْدُ الأَوْلى والأحَقّ، مَأْخُوذ من الحَرَى، وَهُوَ الخليق، والمتوخي مثلُه. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الحَرَاةُ والوَحَاةُ والخوَاتُ الصَّوْتُ وَيُقَال إِنَّه لَمحْرَاةٌ أَن يفعلَ ذَاك، كَقَوْلِك مَخْلَقَةٌ ومَقْمَنَة. حرح: قَالَ اللَّيْث: الحِرُ: يجمع على الأحْراحِ. يُقَال: رجل حَرِحٌ: مُولَعٌ بالأَحراح وَقد حَرِحَ الرجل قلت ذكر اللَّيْث هَذَا الحَرْفَ فِي المعتلات، وَبَاب المضاعف أولى بِهِ. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: الحِرُّ حِرُ الْمَرْأَة شدّدَ الرَّاء، كَانَ فِي الأَصْل حِرْحٌ فَثقلَتْ الْحَاء الْأَخِيرَة مَعَ سُكُون الرّاء فثقّلوا الرّاء وحذفوا الْحَاء، وَالدَّلِيل على ذَلِك جمعهم الحِرَ أَحْرَاحاً. قَالَ: وَيُقَال: حَرَحْت الْمَرْأَة إِذا أصَبْتَ حِرَها فَهِيَ مَحْرُوحَةٌ. وَرجل حَرِحٌ يُحِبّ الأحْرَاح. رَحا: قَالَ اللَّيْث: يُقَال رَحا، ورَحَيَانِ، وثلاثُ أَرْحِ، وأرحاءٌ كَثِيرَة. والأَرْحِيَةُ كَأَنَّهَا جماعةُ الجماعةِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: جمع الرَّحا أَرْحاءٌ وَمن قَالَ أَرْحِيَةٌ فقد أَخطَأ. قَالَ: وَرُبمَا قَالُوا فِي الْجمع الْكثير رُحِيّ. قَالَ: وَسَمعنَا فِي أدنى الْعدَد ثلاثَ أَرْحٍ. قَالَ: والرَّحَا مؤنثةٌ، وَكَذَلِكَ القَفَا، قَالَ: وَجمع الْقَفَا أقْفَاءٌ وَمن قَالَ أَقْفِيَةٌ فقد أَخطَأ. وَقَالَ اللَّيْث: رَحَا الحربِ حَوْمتُها ورَحَا الموتِ ومَرْحى الحَرْب. وَقَالَ سُلَيْمَان بن صُرَد أتيت عليا رَضِي الله عَنهُ حِين فرغ من مَرْحَى الْجمل. قَالَ أَبُو عبيد يَعْنِي الموضعَ الَّذِي دارت عَلَيْهِ رَحَا الْحَرْب. وَأنْشد: فَدُرْنا كَمَا دارَتْ على قُطْبِها الرَّحَا ودَارَتْ على هامِ الرجالِ الصّفَائِحُ وَقَالَ الليثُ يُقَال لفراسِن الْفِيل أرْحاؤُه. قلت: وَكَذَلِكَ فَراسِنُ الجَمَل أرْحَاؤه وثَفِنَاتُ رُكَبِهِ وكِرْكِرَتِه أَرْحَاؤُه. وَأنْشد ابْن السّكيت: إليكَ عبد اللَّهِ يَا مُحمّدُ باتَتْ لَهَا قَوَائِدٌ وقُوَّدُ وتَالِيَاتٌ ورَحاً تَمَيَّدُ وَقَالَ: رَحا الْإِبِل مثل رَحا الْقَوْم وَهِي الْجَمَاعَة تَقول استأخرت جواحِرُها واستقدمت قوائدها وَوَسطت رَحَاها بَين القوائد والجواحر. وَقَالَ اللَّيْث: الرحا الْقطعَة من النَّجَف تعظم مِنْ نَحْو مِيلٍ مشرفةٌ على مَا حولهَا.

شمر عَن ابْن الأعرابيّ: الرَّحا من الأَرْض مكانٌ مستديرٌ غليظ يكون بَين رِمَالٍ. قَالَ ابْن شُمَيْل: الرَّحَا: القَارةُ الضخمةُ الغليظةُ، وَإِنَّمَا رَحَّاها استدارتُها وغِلَظُها وإشرافُها على مَا حولهَا، وَأَنَّهَا أَكَمَةٌ مستديرة مشرفةٌ، وَلَا تنقادُ على وجهِ الأَرْض وَلَا تُنْبِتُ بَقْلاً وَلَا شَجرا. وَقَالَ الْكُمَيْت: إِذا مَا القُفُّ ذُو الرّحَبَيْنِ أَبْدَى مَحَاسِنَه وأفْرَخَتِ الوُكُورُ قَالَ: والرحا الحجارةُ والصخْرةُ الْعَظِيمَة. وَقَالَ اللَّيْث: الرَّحَا نَبَاتٌ تسميه الفُرْسُ اسبانِخَ. غَيره: تَرَحَّت الحيَّةُ إِذا تلوَّتْ واستدَارَتْ، فَهِيَ مترحيَةٌ. وَقَالَ رؤبة: يَا حَيَّ لَا أفْرَقُ أَنْ تَفِحي أَوْ أَنْ تَرَحَّيْ كَرَحا المُرَحي والمرحي: الَّذِي يُسَوّي الرَّحَا. قَالَ: وفحيحُ الحيَّة بِفِيهِ، وحفِيفُه من جَرْشِ بعضِه ببَعْضٍ إِذا مَشَى فَتسمعُ لَهُ صَوتا. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ رَحَا القومِ سيدهم الَّذِي يَصْدُرُون عَن رَأْيه وينتهون إِلَى أمره، وَكَانَ يُقَال لعمر بن الْخطاب رَحا دَارَةِ الْعَرَب. قَالَ: وَيُقَال رَحَاهُ إِذا عظّمه وحَرَاه إِذا أَضَافَهُ. روح ريح: قَالَ اللَّيْث: الرَّوْحُ: بَرْدُ نسيمِ الرّيح. وَقَالَ أَحْمد بن يحيى: الرُّوحُ: النّفْس. وَقَالَ الأصمعيّ الرَّوْحُ الاسْتِرَاحَة من غمّ الْقلب. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الرَّوْح: الفرَج. وَقَالَ الزجّاج فِي قَول الله جلّ وَعز: {الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّاتُ نَعِيمٍ} (الواقِعَة: 89) قَالَ مَعْنَاهُ: فاستراحةٌ وبَرْدٌ وَهَذَا تَفْسِير الرَّوْح دونَ الريحان. وَقَالَ اللَّيْث: الرّيح ياؤُها واوٌ صُيرت يَاءً لانكسار مَا قبلهَا، قَالَ: وتصغيرُها رُوَيْحَةٌ، وَجَمعهَا رِياحٌ وأرْوَاح. وَتقول: رِحْتُ مِنْهُ رَائِحَة طيبَة أَي وَجَدْتُ. قَالَ: والرائحة ريحٌ طيبَة تجدها فِي النسيم، تَقول لهَذِهِ البَقْلَةِ رائحةٌ طيبَةٌ قَالَ والرَّيحَةُ نَبَات أَخْضَر بعد مَا يبس ورقه وأعالي أغصانِه. وَقَالَ الأصمعيُّ يُقَال تَرَوَّحَ الشجرُ ورَاحَ، وَذَلِكَ حِين يبرُد اللَّيْل فيتقطَّر بالورق من غير مَطَر. وَقَالَ الرَّاعِي: وخادَعَ المجدُ أَقْوَامًا لَهُم وَرَقٌ راحَ العِضَاهُ بهِ والعِرْقُ مَدْخُولُ قَالَ شمر: روى الأصمعيُّ وخادَعَ المجدُ أَقْوَامًا لَهُم وَرَقٌ أَي مَال، قَالَ: وخادَع تركَ. قَالَ وَرَوَاهُ أَبُو عَمْرو وخادع المجدَ أقوامٌ أَي تركُوا الْمجد أَي لَيْسُوا من أَهله. قَالَ وَهَذِه هِيَ الرِّوَايَة الصَّحِيحَة. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: فِي رِجْله رَوَحٌ ثمَّ مَذَعٌ ثمَّ عَقَلٌ وَهُوَ أشدّها قلت: والرَّيحَةُ الَّتِي ذكرهَا اللَّيْث من النَّبَات فَهِيَ هَذِه الشَّجَرَة الَّتِي تَتَرَوَّحُ وتَرَاح إِذا بَرَدَ عَلَيْهَا اللَّيْل فَتَقَطَّرُ بالورق من غير مطر. سَمِعت الْعَرَب تسميها الريحَة.

وَقَالَ اللَّيْث: يَوْم رَيْحٌ طيّب وَيَوْم رَاحٌ ذُو رِيحٍ شَدِيدَة، قَالَ: وَهُوَ كَقَوْلِك كَبْش صافٌ، وَالْأَصْل يَوْم رائح وكبش صَائِف فقلبوا، وكما خفّفوا الحائجة فَقَالُوا: حاجةٌ، وَيُقَال قَالُوا صافٌ وراحٌ على صَوفٍ وروحٍ فَلَمَّا خففوا استنامت الفتحة قبلهَا فَصَارَت ألفا. الأصمعيّ وَأَبُو زيد يومٌ ريحٌ طيب، وَلَيْلَة ريحَةٌ. وَقَالَ أَبُو زيد: وَحده، وَكَذَلِكَ يومٌ رَوْحٌ وَلَيْلَة رَوْحَةٌ. قَالَ: وَيَوْم رَاحٌ إِذا اشتدّت رِيحُه، وليلةٌ راحةٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الرَّاحَةُ وِجْدَانُكَ رَوْحاً بعد مَشَقَّةٍ، تَقول أَرِحْني إرَاحَةً فَأَسْتَرِيحَ. وَقَالَ غيرُه: أَرَاحَهُ إِرَاحَةً وَرَاحَةً، فالإراحةُ المصدرُ والرَّاحَةُ الِاسْم، كَقَوْلِك أطعْتُه إطاعة وَطَاعَة، وأَعَرتُه إِعَارَة وعارةً. وَقَالَ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِبلَال مؤذنه: (أَرِحْنَا بهَا) أَي أذنْ للصَّلَاة فنستريحَ بأدائها من اشْتِغَال قُلُوبنَا بهَا. قَالَ شمر: يُقَال رَاح يومُنَا يَرَاحُ رِيحاً: إِذا اشتدّت رِيحُه، وَهُوَ يَوْم رَاحٌ، وَرَاح يومُنَا يَرَاحُ رَوْحاً إِذا طابت رِيحه، وَيَوْم رَيحٌ وَقَالَ جرير: محا طُلَلاً بَين المُنيفَةِ والنَّقا صَباً رَاحَةٌ أَو ذُو حَبِيَّيْنِ رَائِحُ وَقَالَ الفرّاء: مَكَان راحٌ وَيَوْم رَاحٌ. وَيُقَال: افْتَحْ الْبَيْت حَتَّى يَراحَ الْبَيْت أَي حَتَّى تدخله الرّيح والروْح. وَقَالَ يُونُس: افْتَحْ الْبَاب يَرَح البيتُ. وغصن رَاحٌ وَشَجر رَاحَةٌ يُصِيبهَا الرّيح وَقَالَ: كأنَّ عيْنِي والفِرَاقُ مَحْذُورْ غُصْنٌ من الطَّرْفَاءِ راحٌ مَمْطُورْ وَيُقَال: ريحت الشجرةُ وَهِي مَرُوحَةٌ. وَقَالَ الفرّاء: شجرةٌ مَرُوحَةٌ إِذا هبّت بهَا الرّيح وأَروحَنِي الصيدُ إِذا وجد ريحَك مَرُوحَةٌ كَانَت فِي الأَصْل مَرْيُوحة. وَقَالَ اللَّيْث: التَّرْوِيحَةُ فِي شهر رمضانَ، سميت ترويحةً لاستراحة الْقَوْم بعد كل أَربع رَكْعَات قَالَ: والرَّاحُ: جمع راحَةِ الكفّ. وَقَالَ أَبُو الدُّقَيْشِ: عمَد مِنَّا رَجُلٌ إِلَى قِرْبةٍ فملأها من رُوحه أَي من رِيحه ونَفَسه. وتروُّح الشجرِ تَضوره وَخُرُوج ورقه إِذا أَوْرَق النَّبْتُ فِي اسْتِقْبَال الشتاءِ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: أراحَ الرجلُ إِذا استراح بعد التّعب. وَأنْشد: يُرِيحُ بعد النَّفَسِ المَحْفُوزِ إِرَاحَةَ الجِدَايَةِ النَّفُوزِ أَي: تستريح. قَالَ: وأَراح: إِذا مَاتَ وأَراح: دخل فِي الرّيح، وأَرَاحَ: إِذا وَجَدَ نسيم الرّيح. وأراح: إِذا دخل فِي الرَّواح، وأراح: إِذا نزل عَن بعيرٍ ليُرِيحه، ويخفف عَنهُ. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: أَرَاحَ القَوْمُ: دخلُوا فِي الرّيح. قَالَ: وَيُقَال للْمَيت إِذا قضى: قَدْ أَراح. وَقَالَ العجاج: أَرَاحَ بعدَ الغَم والتَّغَمْغُمِ وَيُقَال: أَراحَ الرجلَ: إِذا رجَعَتْ إِلَيْهِ نَفْسُه بعد الإعياء. وَكَذَلِكَ الدابَّة، وأراح الصيدُ واسترْوَح إِذا وجدَ رِيحَ الْإِنْسَان. وَيُقَال:

أَرَحْتُ على الرجل حَقَّه: إِذا ردَدْتَه عَلَيْهِ. وَقَالَ اللَّيْث: الإراحة: ردُّ الْإِبِل بالعَشِيّ إِلَى مُراحِها حَيْثُ تأوِي إِلَيْهِ لَيْلًا. وَقد أراحها راعيها يُريحها. وَفِي لُغَة هَراحها يُهَرِيحها. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أَرَاح اللحْم وأَرْوَح إِذا تغيّر وأَنْتَنَ. وَأصْبح بعيرك مُريحاً أَي مُفِيقاً، وَأنْشد ابْن السّكيت: أراح بعد النَّفَسِ المَحْفُوزِ إراحَةَ الجِدايَةِ النَّفُوزِ يَوْم راَحٌ وَلَيْلَة رَاحَةٌ وَقد راحَ وَهُوَ يَرُوح رَوْحاً وبعضهُم يَرَاحُ، فَإِذا كَانَ اليومُ رَيْحاً طيّباً قبل يَوْمٌ رَيّحٌ وَلَيْلَة ريحةٌ، وَقد رَاحَ وَهُوَ يَروحُ رَوْحاً. قَالَ: ورَاحَ فلانٌ يَرُوح رَوَاحاً من ذهابِه أَوْ سيْرِه بالعشيّ، وَرَاح الشجرُ يَرَاحُ إِذا تَفَطَّر بالنَّبَاتِ. ورَاحَ رِيحَ الرَّوْضَة يَرَاحُها. وإنّ يَدَيْهِ لتَرَاحَانِ بِالْمَعْرُوفِ. ورَاحَ فُلانٌ فَهُوَ يَرَاحُ رَاحماً ورُؤُوحماً. وارْتاح ارْتِيَاحاً إِذا أَشْرَف لذَلِك وفَرِحَ بِهِ. وَيُقَال أصابَتْنَا رائحةٌ أَي سماءٌ، وراحةُ البيْتِ ساحتُه وراحةُ الثَّوْبِ طَيُّه. والرَّوَاحَةُ القطيعُ من الْغنم وأَرِحْ عَلَيْهِ حَقّه أَي رُدَّه. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (من قتل نفْساً مُعَاهَدة لم يَرِحْ رَائِحَة الجنّة) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو هُوَ من رِحْت الشَّيْء أَرِيحُه إِذا وجدتَ رِيحه. قَالَ وَقَالَ الكسائيّ: إِنَّمَا هُوَ لم يُرِح رائحةَ الجنّة من أَرْحتُ الشيءَ فَأَنا أُريحُه إِذا وجدتَ رِيحه. وَقَالَ الأصمعيُّ: راحَ الرجلُ ريحَ الرَّوْضَةِ يَرَاحُها، وأَرَاح يُرِيحُ: إِذا وَجَدَ رِيحهَا. قَالَ: وَلَا أَدْرِي هُوَ من رِحْت أم من أَرَحْت. وَقَالَ أَبُو عبيد: أُرَاه لم يَرَح، بِالْفَتْح وَأنْشد قَول الهذليّ: وماءٍ وَرَدْتُ على زَوْرَةٍ كَمَشْيِ السَّبَنْتَى يَرَاحُ الشَّفِيفَا وَقَالَ أَبُو زيد: أرْوَحني الصيدُ والضَّبُّ إرواحاً وأنشأني إنْشَاء إِذا وَجَدَ رِيحك ونشْوَتك. وَكَذَلِكَ أَرْوَحتْ من فلَان طيبا وأنْشَيْتَ مِنْهُ نَشوة. وَقَالَ أَبُو زيد: راحَت الْإِبِل تَرَاحُ رَاحَةً، وأرحْتُها أَنَا، ورَاحَ الفرسُ يَرَاحُ رَاحَةً إِذا تحصّن. قلت: قَوْله تَراحُ رَائِحَة مصدرٌ على فاعِلة. وسمعتُ العرَبَ تَقول: سَمِعت راغِيةَ الْإِبِل وثَاغِيةَ الشَّاة أَي سَمِعت رُغَاءَها وثُغَاءَها. وَيُقَال: راحَ يومُنَا يَرَاحُ إِذا اشتدت ريحُه. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال: فلَان يَرَاحُ للمعروفِ: إِذا أخذتْه أريحيَّةٌ وخِفَّةٌ وَقد رِيح الغدير إِذا أَصَابَته ريحٌ فَهُوَ مَرُوحٌ. وراحت يدُه بالسَّيْفِ أَي خفت إِلَى الضَّرْب بِهِ وَقَالَ الْهُذلِيّ: تَرَاحُ يَدَاهُ بِمَحْشُورَةٍ خَواظِي القِدَاح عِجَافِ النصَالِ وَقَالَ اللَّيْث: رَاحَ الإنسانُ إِلَى الشيءِ يَرَاحُ إِذا نشِط وسُرَّ بِهِ، وَكَذَلِكَ ارْتَاح، وَأنْشد: وزَعَمْتَ أنّكَ لَا تَرَاحُ إِلَى النسا وسَمِعْتَ قِيلَ الكاشِحِ المُتَرَددِ قَالَ: ونَزَلَتْ بفلانٍ بَلِيَّةٌ فارتاح الله لَه برحْمته وأنْقَذَهُ مِنْهَا. وَقَالَ رؤبة:

فارْتَاحَ رَبِّي وَأَرَادَ رَحْمَتِي ونِعْمَةً أتَمَّهَا فتَمَّتِ وَتَفْسِير ارْتَاحَ أَي نظر إليّ ورحمني. قلت وَقَول رؤبة فِي فعل الْخَالِق جلّ وَعز ارْتَاحَ قَالَه بأَعْرَابِيَّتِه وَنحن نستوحش مِنْ مِثْلِ هَذَا اللَّفْظ فِي صفته لِأَن الله جلّ وعزّ إِنَّمَا يُوصف بِمَا وصَفَ بِهِ نَفْسه، وَلَوْلَا أَن اللَّهَ هدَانَا بفضله لتحْميده وحَمْدِه بِصِفاته الَّتِي أنْزَلَ فِي كتابِه مَا كنّا لِنَهْتَدِي لَهَا أَو نَجْتَرِىءَ عَلَيْهَا. وَقَالَ اللَّيْث: الأريحيُّ الرجل الْوَاسِع الخُلُق الْبَسِيط إِلَى الْمَعْرُوف يَرْتَاح لما طلبْتَ إِلَيْهِ ويراحُ قلبُه سُرُورًا بِهِ. وَقَالَ أَبُو عُبيد: الأريحيُّ الَّذِي يرتاح للنَّدى. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال لكل شَيْء وَاسع أَرْيَحُ وَأنْشد: ومَحْمِلٌ أَرْيَحٌ حَجَّاجِيّ قَالَ: وَبَعْضهمْ مَحمل أَرْوَحُ، وَلَو كَانَ كَذَلِك لَكَانَ قَدْ ذَمَّه لِأَن الرَّوَحَ الانْبِطَاحُ وَهُوَ عيْبٌ فِي المحْمِل. قَالَ والأرْيَحيُّ: مأخوذٌ من رَاح يَرَاح، كَمَا يُقَال للصَّلْت المُنْصَلِت أَصْلَتيُّ وللمجتنب أَجْنَبِيُّ. قَالَ: وَالْعرب تحمِلُ كثيرا من النَّعْت على أَفْعَلِيّ فَيصير كأنّه نسبةٌ. قلت أَنا: كَلَام الْعَرَب رجل أَجْنَبُ وجَانِبٌ وجُنُبٌ، وَلَا تكَاد تَقول رجل أَجْنَبِيٌّ. وَقَالَ اللَّيْث وَغَيره: الرَّاحُ: الخمْرُ، اسمٌ لَهُ وَقَول الهذليّ: فَلَوْتُ عَنهُ سُيوفَ أَرْيَحَ حَتى بَاءَ كَفي وَلم أَكَدْ أَجِدُ أَرْيَحُ حتيٌّ من الْيمن، بَاء كفي صارَ كفي لَهُ مَبَاءَةً أَي مَرْجِعاً، وكفّي مَوضِع نصب لم أكد أجد لعزّته. قَالَ: الاسترواح: التشمر، قَالَ: والغصن يسترْوِح إِذا اهْتَزَّ، والمطر يسترْوح الشجرَ أَي: يُحْيِيه. قَالَ: والريَاحَةُ أَن يَرَاحَ الإنسانُ إِلَى الشَّيْء يَنْشَطُ إِليه. وَقَالَ الفرّاء فِي قَوْله {ُِالاَْكْمَامِ وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ} (الرَّحمان: 12) ، الريحان فِي كَلَام الْعَرَب الرزْقُ، يَقُولُونَ خرجْنَا نطلب رَيْحانَ اللَّهِ، أَي رِزْقَه. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله: {وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ} ذُو الوَرقِ، والرزقُ، وَالْعرب تَقول سبحانَ اللَّهِ ورَيْحَانُه. قَالَ أهْلُ اللُّغَةِ: مَعْنَاهُ واستِرْزَاقُه. قَالَ النمر بن تولب: سَلاَمُ الإِلهِ ورَيْحَانُهُ ورَحْمَتُه وسَمَاءٌ دِرَد قَالُوا معنى قَوْله: وريحانهُ ورزْقُه. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وغيرُه قَالَ وَقيل الرَّيحانُ هَهُنَا هُوَ الرَّيْحَانُ الَّذِي يُشَمُّ. قَالَ وَقَوله: {الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّاتُ نَعِيمٍ} (الواقِعَة: 89) مَعْنَاهُ فاستِراحَةٌ وبَرْدٌ وَرَيْحَان رِزْقٌ. قَالَ: وَجَائِز أَن يكون رَيْحَانٌ هَهُنَا تَحِيَّة لأهْلِ الجنَّة قَالَ: وَأجْمع النحويّون أَن ريحَان فِي اللُّغَة من

ذَوَات الْوَاو، وَالْأَصْل رَيْوَحَان فقلبت الواوُ يَاء وأدغمتْ فِيهَا الياءُ الأولى فَصَارَت الرّيحان، ثمَّ خفّفت، كَمَا قَالُوا ميت وميْت، وَلَا يجوز فِي ريحَان التشديدُ إِلَّا على بُعد لأنّه قد زيد فِيهِ ألِف وَنون، فَخُفف بِحَذْف الْيَاء وأُلْزِم التخفيفَ. وَقَالَ اللَّيْث: الرَّيْحانُ: اسْم جامعٌ للرياحِينِ الطيّبة الريحِ. والطاقَةُ الواحِدَةُ رَيْحَانَةٌ، قَالَ: والرَّيْحَانُ: أَطْرَاف كل بقلةٍ طيّبةِ الرّيح إِذا خرج عَلَيْهِ أَوَائِل النَّوْر. قَالَ: والرَّوَاحُ: العَشِيُّ، يُقَال: رُحْنَا رَوَاحاً: يَعْنِي السّير بالعَشِيّ، وَسَار القومُ رَوَاحاً، ورَاحَ الْقَوْم كَذَلِك. قَالَ والرَّوَاح من لدن زَوالِ الشمْس إِلَى اللَّيْل. يُقَال: رَاحُوا يَفْعلون كَذَا وَكَذَا، وَيُقَال: مَا لِفلانٍ فِي هَذَا الْأَمر من رَوَاحٍ أَي من رَاحته وَقَالَ الأصمعيّ: أفعل ذَاك فِي سَرَاحٍ وَرَواحٍ، أَي فِي يُسْرٍ، وَوجدت لذَلِك الأمرِ رَاحةً أَي خِفَّةً أَبُو عبيد عَن أَصْحَابه: خَرجُوا برِياح من العَشِي بِكَسْر الرَّاء، وَبِرَوَاحٍ من الْعشي وأَرْوَاح، قَالَ: وعشيَّةٌ رَاحَةٌ. قلت: وَسمعت الْعَرَب تسْتَعْمل الرَّوَاح فِي السيرِ كُلَّ وقْتٍ، يُقَال رَاحَ القوْمُ إِذا سارُوا وغَدَوْا كَذَلِك. وَيَقُول أحدُهم لصَاحبه تَرَوَّحْ ويخاطب أَصْحَابه فَيَقُول رُوحُوا أَي سِيرُوا. وَيَقُول لَهُم أَلا تَرُوحُون ومِنْ ذَلِك مَا جَاءَ فِي الأخبارِ الصَّحِيحَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (من رَاحَ يَوْمَ الجُمُعَةِ فِي السَّاعَة الأولى فَلهُ كَذَا، وَمن رَاح فِي الساعةِ الثَّانِيَة) ، الْمَعْنى فِيهَا: المُضِيُّ إِلَى الجمعةِ والخِفَّةُ إِلَيْهَا لَا بِمَعْنى أَنها الرَّوَاحُ بالعَشِيّ. وَإِذا قَالَت الْعَرَب راحت النَّعَمُ رَائِحَة فَرَوَاحُهَا هَهُنَا أَن تأْوِي بعد غيوب الشَّمْس إِلَى مُرَاحها الَّذِي تبيت فِيهِ. وَقَالَ أَبُو زيد سَمِعت رَجُلاً من قيس وآخَرَ من تَمِيم يَقُولَانِ قَعدْنا فِي الظّل نلتمس الرَّاحَة والرَّوِيحةَ والرائحةَ بِمَعْنى واحدِ. أَبُو عبيد: إِذا طَال النبْتُ قيل تروّحت البُقول، فَهِيَ مُتَروحةٌ. وَقَالَ اللَّيْث: المَرَاحُ الْموضع الَّذِي يَرُوح مِنْه الْقَوْم أَو يَرُوحُون إِلَيْهِ كالمَغْدى قَالَ وَقَول الْأَعْشَى: مَا تَعِيفُ اليومَ فِي الطيرِ الرَّوَحْ من غُرابِ البَيْن أَوْ تَيْسٍ بَرَحْ قَالَ أَرَادَ الرَّوْحة مثل الكَفْرَة والفَجْرَة فَطرح الْهَاء قَالَ: والرَّوَحُ فِي هَذَا الْبَيْت المتفرقةُ. قَالَ: والمُرَاوَحة عملان فِي عَمَلٍ، يُعْمل ذَا مَرّةً وَذَا مَرّةً، كَقول لبيد: يُرَاوِحُ بينَ صَوْنٍ وابْتِذَالِ قلت: وَيُقَال فلَان يُراوِحُ بَين قَدَمَيْه إِذا اعْتمد مرّةً على إِحْدَاهمَا، ثمَّ اعْتمد على الْأُخْرَى مرّةً، وَيُقَال هما يتراوحان عملا أَي يتعاقَبَانِه، ويَرْتَوِحان مثلَه. وَفِي حَدِيث النَّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنَّه نهى أَن يكتحل الرجلُ بالإثْمِد الْمُرَوَّح. قَالَ أَبُو عبيد: المروَّح المطيَّب بالمسك وَقَالَ مروّح بِالْوَاو لِأَن الْيَاء فِي الرّيح وَاو، وَمِنْه يُقَال تروّحْت بالمِرْوَحَةِ. وَقَالَ الأصمعيّ: ذَرِيرَةٌ مُرَوَّحَةٌ أَي مطيَّبَةٌ وَرَوح دُهنك بِشَيْءٍ فتجعل فِيهِ طِيباً. وَيُقَال

فلَان بِمَرْوَحَةٍ أَي بِمَمَر الرّيح. والمِرْوحة بِكَسْر الْمِيم الَّتِي يُتَرَوَّح بهَا. شمر عَن ابْن شُمَيْل: الرَّاحة الأَرْض المستوية فِيهَا ظهورٌ واستواءٌ تُنْبِتُ كثيرا، جَلَدٌ من الأَرْض وَفِي أَمَاكِن مِنْهَا سهولٌ أَو جراثيمُ، وَلَيْسَت من السَّيْل فِي شَيْء وَلَا الْوَادي. وَجَمعهَا الرّاح، كَثِيرَة النَّبْتِ. أَبُو عُبَيْدَة: يُقَال أَتَانَا فلانٌ وَمَا فِي وَجهه رَائِحَة دَمٍ من الفَرَق، وَذُو الرَّاحَة سيفٌ كَانَ للمختار بن أبي عبيد. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ فِي قَوْله: دَلَكَتْ بِرَاحٍ قَالَ مَعْنَاهُ أستريح مِنْهَا، وَقَالَ فِي قَول الْقَائِل: مُعَاوِيَ مَنْ ذَا تَجْعَلُونَ مكانَنَا إِذا دَلَكَتْ شمسُ النَّهارِ بِرَاحِ يَقُول إِذا أظلم النّهار واستُريح من حرّها يَعْنِي الشمسَ، لما غشيها من غَبَرة الْحَرْب فَكَأَنَّهَا غاربة كَقَوْلِه: تَبْدُ كَواكِبُه والشمسُ طَالِعةٌ لَا النُّورُ نُورٌ وَلَا الإِظْلاَمُ إِظْلاَمُ وَقيل: دَلكَتْ بِرَاحٍ أَي غَرُبت، والناظر إِليها يَتَوَقَّى شُعاعَها براحَتِه. وَقَالَ أَبُو بكر بن الْأَنْبَارِي الرُّوح والنَّفْس واحِدٌ، غيرَ أَن الرُّوح مذكَّر والنفْس مُؤَنّثَة عِنْد الْعَرَب. قلت: وَقد أَلَّفْتُ فِي الرُّوح وَمَا جَاءَ فِيهِ فِي الْقُرْآن وَالسّنة كتابا جَامعا واقتصرت فِي هَذَا الْكتاب على مَا جَاءَ عَن أهل اللُّغَةِ مَعَ جوامعَ ذكرتُها للمفسّرين. فأمّا قَول الله جلَّ وعزَّ: {وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّى} (الإسرَاء: 85) فَإِن المنذريَّ أخبرنَا عَن مُحَمَّد بن مُوسَى النَّهرتيري عَن أبي مَعْمَرٍ عَن عبد السَّلَام بن حَرْب عَن خُصَيْفٍ عَن مُجاهد عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: {وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ} قل إِن الرّوح قد نزل من الْقُرْآن بمنَازِلَ وَلَكِن قُولُوا كَمَا قَالَ الله: {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّى وَمَآ أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} (الإسرَاء: 85) ورُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن الْيَهُود سأَلُوه عَن الرُّوح فَأنْزل الله هَذِه الْآيَة. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي طَالب عَن أَبِيه عَن الْفراء أَنه قَالَ فِي قَوْله: {وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّى} قَالَ من عِلْمِ ربّي أَي أَنكُمْ لَا تعلمونه. قَالَ الْفراء: والرُّوحُ هُوَ الَّذِي يعِيش بِهِ الإنسانُ لم يُخْبِر اللَّهُ بِهِ أَحداً من خلقه، وَلم يُعْطِ عِلْمَه العِبادَ. قَالَ: وَقَوله: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِى} (الحِجر: 29) فَهَذَا الَّذِي نَفَخَه فِي آدمَ وَفينَا لم يُعْطِ علمه أحدا من عباده. قَالَ: وَسمعت أَبَا الْهَيْثَم يَقُول الرُّوحُ إِنَّمَا هُوَ النَّفَسُ الَّذِي يتنفَّسُه الْإِنْسَان، وَهُوَ جَارٍ فِي جَمِيع الْجَسَد فَإِذا خرج لم يتنفَّسْ بعد خُرُوجه وَإِذا تَتَامَّ خُروجه بَقِي بَصَره شاخصاً نَحوه حَتَّى يُغَصَّ وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ جَان. قَالَ: وَقَول الله جلَّ وعزَّ فِي قصَّة مَرْيَم: {فَأَرْسَلْنَآ إِلَيْهَآ رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً} (مَرْيَم: 17) قَالَ: أضَاف الرُّوحَ المُرْسَلَ إِلَى مَرْيم إِلى نَفسه كَمَا تَقول: أَرْضُ اللَّهِ وسماؤُه.

قَالَ: وهكَذا قَوْله لملائِكَتِهِ: {لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّى خَالِقٌ بَشَراً مِّن} (ص: 71، 72) وَمثله {طِينٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِى فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ} (النِّسَاء: 171) والرُّوحُ فِي هَذَا كُله خَلْقٌ من خلْق الله لم يُعْطِ علمه أحدا. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى أَنه قَالَ فِي قَول الله جلَّ وعزَّ: {حَكِيمٌ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِى مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ وَلَاكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِى بِهِ مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا} (الشّورى: 52) قَالَ: هُوَ مَا نَزَل بِهِ جِبْرِيل من الدّين فَصَارَ يُحْيِ بِهِ الناسَ، يعيشُ بِهِ الناسُ. قَالَ: وكلُّ مَا كَانَ فِي القُرآن فَعَلْنَا فَهُوَ أَمْرُه بأعْوانه أَمَرَ بِهِ جبريلَ وميكائيلَ وملائكتَه، وَمَا كَانَ فعلْتُ فَهُوَ مَا تفرَّد بِهِ. قَالَ: وأمَّا قَوْله {وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} (البَقَرَة: 87) فَهُوَ جبريلُج. وَقَول الله: {خِطَاباً يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ} (النّبَإ: 38) قَالَ ابْن عَبَّاس: الرُّوح مَلَكٌ فِي السَّماء السابِعة وَجْهُه على صُورَةِ الْإِنْسَان وجَسَدُهُ على صُورَةِ الْمَلَائِكَة. وَجَاء فِي التَّفْسِير أَن الرُّوحَ هَهُنا جِبْرِيلُ. قَالَ وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الرُّوْح الفَرَحُ، والرُّوح القرآنُ، والرُّوح الأَمْر، والرُّوح النفْس. وَيُقَال: هَذَا الْأَمر بَيْننَا رَوْحٌ ورِوَحٌ وعَوَرٌ إِذا تَرَاوَحُوه وتعاوَرُوه. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: وَقَوله جلَّ وعزَّ: {الْعَرْشِ يُلْقِى الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَآءُ مِنْ} (غَافر: 15) وَقَوله {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ} (النّحل: 2) هَذَا كُله مَعْنَاهُ الوحْيُ، سُمي رُوحاً لِأَنَّهُ حياةٌ مِنْ مَوْتِ الكُفْرِ فَصَارَ يَحْيَا بِهِ النَّاسُ كالرُّوح الَّذِي يَحْيَا بِهِ جَسَدُ الْإِنْسَان. وَقَوله {الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّاتُ نَعِيمٍ} (الواقِعة: 89) على قِرَاءَة من قَرأَ بضَم الرّاء، فتفسيرُه فحياةٌ دائِمَةٌ لَا موتَ مَعَها. وَمن قَالَ (فَرَوْحٌ) فَمَعْنَاه فاستِرَاحَةٌ. وأمَّا قَول الله جلَّ وعزَّ: {الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ} (المجَادلة: 22) فَمَعْنَاه بِرَحْمَةٍ مِنْهُ، كَذَلِك قَالَ الْمُفَسِّرُونَ. وَقد يكون الرَّوْح أَيْضا بِمَعْنى الرَّحْمَة قَالَ الله جلَّ وعزَّ: {وَلاَ تَايْئَسُواْ مِن رَّوْحِ اللَّهِ} (يُوسُف: 87) أَي من رَحْمَة الله، سمّاها رَوْحاً؛ لِأَن الرَّوْح والرَّاحَةُ بهَا. قلت وَكَذَلِكَ قَول الله جلَّ وعزَّ فِي عِيسَى: {وَرُوحٌ مِّنْهُ} (النِّسَاء: 171) أَي رحمةٌ مِنْهُ تبَارك وَتَعَالَى. والرُّوح فِي كَلَام العَرب أَيْضا النَّفْخُ، سُمي رُوحاً لِأَنَّهُ يَخْرجُ من الرّوح وَمِنْه قَول ذِي الرُّمَّة فِي نارٍ اقْتدحها وَأمر صاحباً لَهُ بالنفخ فِيهَا، فَقَالَ: فقلتُ لَهُ ارْفَعْها إليكَ وأَحْيِها بِرُوحِكَ واجْعَله لَهَا قِيتَةً قدْراً أحْيِها برُوحك أَي بِنَفْخِك. واجعله لَهَا: الْهَاء للرُّوح لأنَّه مذكَّر فِي قَوْله واجعله. وَالْهَاء الَّتِي فِي قَوْله (لَهَا) أَي للنّار وَهِي مؤنَّثَة. وأمّا الرُّوحَانيُّ من خلْق الله فَإِن أَبا دَاوُد المَصَاحفي رَوى عَن النَّضر بن شُمَيْل فِي كتاب الْحُرُوف المفسَّرة من غَرِيب الحَدِيث أَنه قَالَ، حَدثنَا عَوْف الأعرابيّ عَن وَرْدان أبي خَالِد أَنه قَالَ: بلغَنَي أَن الملائكةَ: مِنْهُم رَوحَانِيُّون وَمِنْهُم من خُلِقَ من النُّورِ.

قَالَ: وَمن الرُّوحَانِييّن جبريلُ وميكائيلُ وإسرافيلُ. قَالَ أَبُو دَاوُد، وَقَالَ النَّضر: الرُّوحانِيُّون أَرْوَاحٌ لَيست لَهَا أَجْسَامٌ، هَكَذَا يُقَال. قَالَ: وَلَا يُقَال لشيءٍ من الخَلْقِ رُوحَانِيّ إِلَّا للأَرْواح الَّتِي لَا أجْسَادَ لَهَا، مثلُ الملائِكَةِ والْجِن وَمَا أشْبَهَهُما فأمّا ذَواتُ الأجْسادِ فَلَا يُقَال لَهُم رُوحانيّون. قلت: وَهَذَا القولُ فِي الروحانيّين هُوَ الصَّحِيح الْمُعْتَمد لَا مَا قَالَه ابْن المظفَّر أَن الروحانيّ الجسدُ الَّذِي نُفِخَ فِيهِ الرُّوح. وَقَالَ اللَّيْث: الأَرْوَحُ الَّذِي فِي صدر قَدَمَيْه انبساط، تَقول رَوِحَ الرَّجُلُ يَرْوَحُ رَوَحاً وَرَوِحَتْ قدمُه فَهِيَ قدم رَوْحَاءُ قَالَ وقصعَةٌ رَوْحَاءُ قريبَة القَعْر وإناء أَرْوَحُ. وحر: قَالَ اللَّيْث: الوَحَرُ: وَغْرٌ فِي الصَّدْر من الغيْظ والحقد. يُقَال وَحِرَ صدْرُه على فلَان وَحَراً، وإنّه لوَحِرُ الصَّدْر. قَالَ: وَالْوَحَرُ وَزَغَةٌ تكون فِي الصحارَى أَصْغَر من العَظَاية، وَهِي إِلْفُ سَوَام أَبْرَصَ خِلْقَةً. قَالَ: وَسمعت مَن يَقُول: امرأةٌ وَحِرَةٌ سوداءُ ذميمةٌ. وَفِي الحَدِيث (من سره أَن يذهبَ كثير من وَحَرِ صدْرِه فليصُمْ شهر الصبْر وَثَلَاثَة أيَّامٍ من كُل شهر) قَالَ أَبُو عبيد قَالَ الْكسَائي والأصمعيّ فِي قَوْله وَحَر صَدْرِه: الوَحَرُ غُشْيَته وبلابله. وَيُقَال إِن أصل هَذَا دُوَيْبَّة يُقَال لَهَا الوَحَرَة، وَجَمعهَا وَحَرٌ، شبّهت العداوةُ والغِلُّ بهَا. وَيُقَال وَغِر صَدره وَغَراً وَوَحِر وَحَراً، شبَّهُوا العداوةَ ولُزُوقَها بالصّدْر بالْتِزاق الوَحَرةِ بِالْأَرْضِ. ولحمٌ وَحِرٌ دَبَّ عَلَيْهِ الوَحَر. قلت: وَقد رَأَيْت الوَحَرَة فِي الْبَادِيَة وخِلْقَتُها خِلْقَةُ الوَزَغِ إلاّ أَنّها أَشد بَيَاضًا مِنْهَا وَهِي منقَّطَةٌ بِنُقَط حُمْرِ، وَهِي من أقْذَرِ الدَّوَابّ عِنْد الْعَرَب، وَلَا يأكلها أحد. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الوَحَرَة إِذا دَبَّتْ على اللَّحْم أَوْحَرَتْه، وإيحارُها إيَّاهُ أَن يأخُذَ آكلَهَا القيءُ والمَشْيُ، وَقَالَ أَعْرَابِي: من أكل الوَحَرَةَ فأُمُّه منتحرة بغائطٍ ذِي حَجَرة. وَيُقَال: إِن الوَحَرَةَ لَا تطَأُ طَعَاما أَو شرابًا إِلَّا سمَّته، وَلَا يأكُلُه أحد إِلَّا دَقِيَ وأخذَه قَيْءٌ، وربّما هَلَك آكِلُه. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الوَحَرُ أشَدُّ الْغَضَب. يُقَال إِنَّه لوَحِرٌ عَلَيَّ، وَقد وَحِر وحَراً، ووَغِرَ وَغَراً، وَقَالَ ابْن أَحْمَر: هَل فِي صدُورِهِمُ من ظُلْمِنَا وَحَرُ وَيُقَال الْوَحَرُ: الغيْظُ والحِقْدُ. حور حير: قَالَ اللَّيْث: الحَوْرُ الرُّجُوع عَن الشَّيْء إِلَى غَيره. قَالَ: والغُصَّةُ إِذا انحدَرتْ يُقَال: حارَتْ تَحُورُ، وأَحَارَ صاحبُها وَأنْشد: وَتلك لعمري غُصَّةٌ لَا أُحِيرُها قَالَ: وكل شيءٍ يتغيّر من حَال إِلَى حَال فإنّك تَقول حارَ يحورُ وَقَالَ لبيد: وَمَا المَرْءُ إلاّ كالشهابِ وَضَوْئِهِ يَحُورُ رَماداً بَعْدَ إذْ هُو سَاطِعُ قَالَ: والمُحَاوَرَةُ: مُرَاجعَة الكلامِ فِي المخاطبة، تَقول حاورْتُه فِي المنْطِق،

وأَحَرْتُ لَهُ جَوَابا، وَمَا أَحَارَ بِكَلِمَة، وَالِاسْم من المحاورة الحَوِيرُ، تَقول: سمعتُ حَوِيرَهُما وحِوَارَهُما، قَالَ: والمَحْورَةُ من المُحَاوَرةِ كالمَشْوَرَة من المُشَاورة، وَمِنْه قَول الشَّاعِر: بِحَاجَةِ ذِي بَثَ ومَحْوَرَةٍ لَهُ كَفَى رَجْعُها مِنْ قِصَّةِ المُتَكلمِ وَقَالَ ابنُ هانىءٍ: يُقَال عِنْد تَأْكِيد المَرْزِئة عَلَيْهِ بِقلّة النَّماء: مَا يَحُورُ فلَان وَمَا يَبُور، وَذهب فلَان فِي الحَوَارِ والبَوَارِ، منصوبَا الأوّلِ، وَذهب فِي الْحُور والبُور. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ كَلمته فَمَا رَجَع إليَّ حِوَاراً وحَوَاراً وحَوِيراً ومَحُورَةً بِضَم الْحَاء بِوَزْن مَشُورَة. ابْن السّكيت: فلَان مَا يعِيش بِأَحْوَرِ أَي مَا يعِيش بعقْل. قَالَ هُدْبَة: فَمَا أَنْسِ مِ الأشْياءِ لَا أَنْس قَوْلَها لجارَتِها مَا إِنْ يَعِيشُ بأَحْوَرَا وَقَالَ نُصَيْر: أَحْوَرُ الرجلِ قلبُه، يُقَال مَا يعِيش فلَان بأَحْوَر أَي بقلب اسمٌ لَهُ. قَالَ وَيُقَال إنّ الْبَاطِل لفي حَوْرٍ أَي فِي رُجُوع ونَقْصٍ. وَقَالَ شَمِرٌ: إِنَّه ليسعى فِي الحُور والبُور أَي فِي النُّقْصَان والفسادِ؛ وَرجل حائِرٌ بائِرٌ، وَقد حارَ وبارَ، وَهُوَ يحور حُؤُوراً: إِذا نقص وَرجع وَقَالَ العجَّاج: فِي بِئْرِ لَا حُورٍ سَرَى وَمَا شَعَرْ أَرَادَ حُؤُورٍ، فخفّف الْوَاو، وَهَذَا قَول ابنِ الأعرابيّ. قلت: و (لَا) صلةٌ فِي قَوْله. وَقَالَ الفرّاء: لَا قائِمة فِي هَذَا البيتِ صحيحةٌ، أَرَادَ فِي بِئْر مَاء لَا تُحِيرُ عَلَيْهِ شَيْئا. شمر عَن ابْن الأعرابيّ: فلَان حَوْرٌ فِي مَحَارَةٍ، هَكَذَا سمعتُه بِفَتْح الْحَاء، يُضْرَب مثلا للشيءِ الَّذِي لَا يَصْلُح أَو كَانَ صالِحاً ففسد. قَالَ: والمَحَاوَرَةُ الْمَكَان الَّذِي يَحُور أَو يُحَارُ فِيهِ. قَالَ: وَالحائِر الرّاجع من حالٍ كَانَ عَلَيْهَا إِلَى حَال كَانَ دُونَها، وَالبائِر الْهَالِك. وَيقال حوَّرَ الله فلَانا أَي خيّبه وَرَجَعه إِلَى النَّقْص. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ حوَّرْتُ الخبزةَ تَحْوِيراً إِذا هَيَّأْتَها لتضعَها فِي الملَّة. قَالَ: وَحَوَّرْتُ عينَ الدَّابَّة إِذا حَجَّرْتَ حولهَا بِكَيَ وَذَلِكَ من دَاء يُصيبها، وَالكيَّةُ يُقَال لَهَا الحَوْرَاءُ، سُميت بذلك لِأَن مَوْضعها يَبْيَضُّ. قَالَ وَالتحوير: التبييض. وَقال غَيره: حوَّرْتُ الثوبَ إِذا بَيَّضْتَه. أَبُو عبيد عَن الأمويّ الإحْوِرَارُ الابيضاض، وَأنشد: يَا وَرْدُ إِنّي سَأَمُوتُ مَرَّهْ فَمَنْ حَلِيفُ الجَفْنَةِ المُحْوَرَّهْ يَعْنِي المبيَضَّة، قَالَ أَبُو عبيد: وَإِنَّمَا سُمي أصحابُ عِيسَى الحواريّين للبَيَاض، وَكَانُوا قَصّارين وَقَالَ الفرزدق: فَقُلتُ إنَّ الحَوَارِيَّاتِ مَعْطَبَةٌ إِذا تَفَتَّلْنَ من تحتِ الجَلاَبِيبِ يَعْنِي النساءَ. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (الزبير ابنُ عَمَّتي وحَوَارِيٌّ من أُمَّتِي) . قَالَ أَبُو عبيد: يُقَال وَالله أعلم إنَّ أصل هَذَا كَانَ بَدْؤُه من الحواريّين أصحابِ عِيسَى، وَإِنَّمَا سُمُّوا حواريّين لأَنهم كَانُوا يَغْسلون الثِّيَاب يُحورونها وَهُوَ

التبْييض وَمِنْه قيل امْرَأَة حَوَارِيّة إِذا كَانَت بيضاءَ. قَالَ: فلمّا كَانَ عِيسَى ابنُ مريمَ نَصَره هَؤُلَاءِ الحواريُّون فَكَانُوا أَنْصارَه دونَ النّاس قيل لكل ناصرٍ نَبيَّه: حواريٌّ إِذا بَالغ فِي نُصْرَتِه؛ تَشْبِيها بأولئك. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الحَوارِيُّون: الأنصارُ، وهم خاصّةُ أَصْحَابه. وروى شَمِرٌ عَنهُ أَنه قَالَ: الحَوَارِيُّ الناصح، وَأَصله الشيءُ الْخَالِص. وكلُّ شَيْء خلص لَونه فَهُوَ حَوَارِيٌّ. والحَوَاريَّاتُ من النِّسَاء النقيّات الألْوَانِ والجُلودِ. وَمن هَذَا قيل لصَاحب الحُوَّارَى مُحَور. وَقَالَ الزّجاج: الحواريُّون خُلَصَاء الأنبياءِت وصفوتُهم، وَالدَّلِيل على ذَلِكَ قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (الزبير ابْن عمَّتي وحواريٌّ من أُمَّتي) . قَالَ: وَأَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حواريُّون. وَتَأْويل الحواريين فِي اللُّغة الَّذين أُخْلِصوا ونُقُّوا من كل عيب، وَكَذَلِكَ الحُوَّارَى من الدَّقِيق، سُمي بِهِ لأَنَّه يُنَقَّى من لُباب البُر، قَالَ: وتأوِيلُه فِي النَّاس الَّذِي قَدْ رُوجِع فِي اخْتِيَارِه مرّةً بعد مرَّةٍ فَوُجِدَ نَقِيّاً من الْعُيُوب. قَالَ: وأصل التحوير فِي اللّغة من حَارَ يَحورُ، وَهُوَ الرُّجُوع. والتَّحويرُ الترجيع، فَهَذَا تَأْوِيله وَالله أعلم. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: يُقَال لِنسَاء الأمْصَار حَوارِيَّات لِأَنَّهُنَّ تباعدن عَن قشَفِ الأعرابيات بنظافَتِهن، وَأنْشد: فَقُلْ لِلْحَوَاريَّاتِ يَبْكِيْنَ غيرَنا وَلَا يَبْكِينَ إلاّ الكِلابُ النَّوَابِحُ وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: دَقِيق حُوَّارَى أَخذ من هَذَا لِأَنَّهُ لباب البُر، وعجين مُحَوَّر، وَهُوَ الَّذِي مُسح وَجهه بِالْمَاءِ حَتَّى صَفَا. وَعين حَوْرَاءُ إِذا اشتدّ بياضُ بياضِها وخَلُص واشتدّ سَواد سوادِها، وَلَا تُسَمَّى المرأةُ حَوْرَاءَ حَتَّى تكونَ مَعَ حَوَرِ عينيها بيضاءَ لَوْنِ الجَسَدِ، وَقَالَ الْكُمَيْت: وَدَامَتْ قُدُورُك للسَّاغبي ن فِي المَحْلِ غَرْغَرةً واحْوِرَارا أَرَادَ بالغرغرة: صوتَ الغلَيانِ وبالاحْوِرَار بياضَ الإهَالَةِ والشحمِ. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ يتعوّذ من الحَوْر بعد الكَوْرِ، ويروى بعد الكَوْن. قَالَ أَبُو عبيد: سُئِلَ عَاصِم عَن هَذَا فَقَالَ ألم تسمع إِلَى قَوْلهم: حَارَ بعد مَا كانَ يقولُ إِنَّه كَانَ على حَال جميلةٍ، فحارَ عَن ذَلِك أَي رَجَعَ. وَمن رَوَاهُ بعد الكَوْر فَمَعْنَاه النُّقْصَان بعد الزّيادة، مَأْخُوذ من كَوْر الْعِمَامَة إِذا انْتقض لَيُّها، وبعضُه يقرب من بعض. عَمْرو عَن أَبِيه الحَوْرُ التحيُّر، قَالَ: والحَوْرُ النُّقصان والحَوْرُ الرُّجُوع. قَالَ اللَّيْث: الحَوْرُ مَا تَحت الكَوْر من الْعِمَامَة. قَالَ: والْحَوَرُ خشب يُقَال لَهَا الْبَيْضَاء قَالَ والْحُوارُ النصيل أَوَّلَ مَا يُنْتَجُ، وجَمْعُه حِيرَانٌ، والحُورُ الأَدِيمُ المصبوغُ بِحُمْرة، وَأنْشد: فَظَلَّ يَرْشَحُ مِسْكاً فَوْقَهُ عَلَق كأنَّما قُدَّ فِي أَثْوَابِه الحَوَرُ قَالَ: وخُفٌّ محوَّرٌ إِذا بُطن بحُور. وَيُقَال للرجل إِذا اضْطربَ أَمْره: لقد قَلِقَتْ مَحَاوِرُه، وَأنْشد ابْن السّكيت:

يَا مَيُّ مَا لِي قَلِقَتْ مَحَاوِرِي قَالَ: والمِحْوَرُ الحديدةُ الَّتِي يَدُورُ فِيهَا لسانُ الإبريم فِي طَرَف المِنْطقة وَغَيرهَا. قَالَ: والحديدةُ الَّتِي تَدور عَلَيْهَا البكرةُ يُقَال لَهَا: المِحْوَرَةُ. وَقَالَ الزّجاج: قيل لَهُ محورٌ للدَّوَرانِ بِهِ؛ لِأَنَّهُ يرجع إِلَى المكانِ الَّذِي زَالَ مِنْه. وَقيل إِنَّه إِنَّمَا قيل لَهُ مِحْوَرٌ لِأَنَّهُ بدورَانِه ينصَقِلُ حَتَّى يَبْيَضّ. قَالَ وَقَوْلهمْ: نَعُوذ بِاللَّه من الحَوْرِ بعد الكَوْرِ مَعْنَاهُ نَعُوذ بِاللَّه من الرُّجُوع والخُرُوج على الْجَمَاعَة بعد الكُوْرِ مَعْنَاهُ بعد أَن كُنَّا فِي الكَوْر أَي فِي الجماعةِ. يُقَال كَارَ عمامتَه على رَأسه إِذا لفّها، وحار عِمامَتَه إِذا نقضهَا. وَقَالَ اللَّيْث: المِحْوَرُ الْخَشَبَة الَّتِي يُبْسَط بهَا العجينُ يُحَوَّر بهَا الْخبز تحويراً. قلت سمّي محوراً لدورانه على العجينِ تَشْبِيها بمِحْوَرِ البكرة واستدَارته. الأصمعيّ: المَحَارَةُ الصَدَفة، والمحار من الْإِنْسَان الحَنَكُ وَهُوَ حَيْثُ يُحَنك البيطار الدابّةَ. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ مَحَارةُ الفَرَسِ أَعلى فَمِه من بَاطِن، وَقَالَ غَيره: المحارة جَوْف الأُذُنِ، وَهُوَ مَا حَوْلَ الصمَاخ المتَّسِع. قَالَ: والمَحَارَةُ النُّقْصَان، والمَحَارَةُ الرُّجوع، والمَحَارَةُ الصَّدَفَةُ، والمحارَةُ المُحَاوَرَةُ. قَالَ: والْحُورةُ النُّقْصَان، والحورَةُ: الرَّجْعَة. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال حارَ بَصَرهُ يَحَارُ حَيْرَةً وحَيْراً، وَذَلِكَ إِذا نظرتَ إِلَى الشَّيْء فَغَشِيَ بصرُك، وَهُوَ حَيْران تائهٌ، والجميع حَيَارَى، وَامْرَأَة حَيْرَى، وَأنْشد: حيرانَ لَا يُبْرِئه مِنَ الحيَر قَالَ: وَالطَّرِيق المُسْتَحِير الَّذِي يَأْخُذ فِي عُرْض مفازة لَا يُدرى أيْنَ منفذه، وَأنْشد: ضَاحِي الأَخَادِيدِ ومُسْتَحِيْرِهِ فِي لاحِبٍ يَرْكَبْنَ ضَيْفَيْ نِيْرِهِ وَيُقَال: استحار الرجلُ بمَكَان كَذَا وَكَذَا إِذا نَزَلَهُ أيّاماً. قَالَ: والحائر حَوْض يسيّبُ إِلَيْهِ مَسِيلُ المَاء من الْأَمْصَار يُسمى هَذَا الاسمُ بالماءِ وبالبصرة حائر الحجَّاج، معروفٌ يابسٌ لَا ماءَ فِيهِ، وَأكْثر النَّاس يسمونه الحَيْر، كَمَا يَقُول لعَائِشَة: عَيْشة يستحسنون التَّخْفِيف وَطرح الْألف. قَالَ العجّاج: سَقَاهُ رِيّاً حَائِرٌ رَوِيُّ وَإِنَّمَا سُمّي حائراً لِأَن المَاء يتحيّر فِيهِ يرجع أَقصاهُ إِلَى أدناه. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال للمكان المطمئن الوسطِ الْمُرْتَفع الحرُوف حائرٌ وَجمعه حُوَرانٌ. وَقَالَ أَبُو عبيد: الحائر: مجتمعُ المَاء وَأنْشد: مِمَّا تَرَبَّبَ حَائِرَ البَحْرِ قَالَ والحاجر نحوٌ مِنْهُ وَجمعه حُجْرانٌ. وَقَالَ الأصمعيّ: حَار يَحَارُ حيْرَةً وحَيْراً. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال المَاء يتحيّر فِي الغَيْم وتحيَّرت الرَّوْضَة بِالْمَاءِ إِذا امْتَلَأت. وتحيَّر الرجلُ: إِذا ضَلّ فَلم يَهْتَدِ لسبيله وتحيّر فِي أَمْرِه. وَقَالَ شمر: العربُ تَقول لكلّ شيءٍ ثابتٍ دَائِم لَا يكَاد يَنْقَطِع مستحيرٌ ومتحَير وَقَالَ جرير: يَا رُبَّمَا قُذِفَ العَدُوُّ بِعَارِضٍ فَخْمِ الكَتائِبِ مُسْتَحِيْرِ الكوْكَبِ

قَالَ ابْن الأعرابيّ: المستحير الدَّائِم الَّذِي لَا يَنْقَطِع. قَالَ: وكوكبُ الْحَدِيد بَرِيقُه. والمتحيّر من السَّحَاب الدَّائِم لَا يبرح مكانَه، يصبُّ الماءَ صبّاً وَلَا تسوقه الرّيح وَأنْشد: كأنّهُمُ غَيْثٌ تَحَيَّرَ وَابِلُهْ وَقَالَ الطِرماح: فِي مُسْتَحِيْر رَدَى المَنُو نِ ومُلْتَقَى الأَسَلِ النَّوَاهِلْ وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو عَمْرو يُرِيد يتحيّر الردَى فَلَا يَبْرَح، وَمِنْه قَول لبيد: حتّى تَحيَّرَتِ الدبارُ كأنَّها زَلَفٌ وأُلْقِيَ قِتْبُها المَحْزُومُ يَقُول: امْتَلَأت مَاء. وروى شمر بِإِسْنَاد لَهُ عَن سُفْيَان عَن الرّبيع بن قريع قَالَ سَمِعت ابْن عمر يَقُول: أَسْلِفُوا ذاكم الَّذِي يوجِبُ اللَّهُ أجْرَهُ، ويردُّ إِلَيْهِ مالَه، لم يُعْطَ الرجلُ شَيْئا أفضلَ من الطَرْقِ، الرجلُ يطرُق على الْفَحْل أَو على الْفرس فيذهَبُ حَيْرِيَّ الدَّهرِ، فَقَالَ لَهُ رجلٌ: مَا حَيْرِيُّ الدهرِ؟ قَالَ: لَا يُحْسَبُ، فَقَالَ لَهُ حسل بن قابصة: وَلَا فِي سَبِيل الله، فَقَالَ: أَو لَيْسَ فِي سَبِيل الله؟ قَالَ شمر: هَكَذَا رَوَاهُ حَيْرِيَّ الدَّهْرِ بِفَتْح الْحَاء وَتَشْديد الْيَاء الثَّانِيَة وَفتحهَا. قَالَ وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: العربُ تَقول: لَا أفعل ذَلِك حِيْريَ دَهْرٍ. وَقد زَعَمُوا أنَّ بَعْضهم ينصب الْيَاء فِي حِيريَ دهْرِ. وَقَالَ أَبُو الْحسن: سَمِعت مَنْ يَقُول: لَا أفعل ذَلِك حيريَّ دهر مثقَّلة، قَالَ والحيريّ الدَّهْر كُله. قَالَ شمر: قَوْله حيريَّ الدَّهْر يُرِيد أبدا. وَقَالَ ابْن شُمَيْلٍ: يُقَال ذهب ذَاك حَارِيَ الدَّهْر وحيْرِيَ الدَّهْر أَي أبدا، وَيبقى حارِيَ الدَّهْر وحيْرِيَ الدَّهْر أَي أبدا. قَالَ شمر: وَسمعت ابْن الأعرابيّ يَقُول: حِيرِيَ الدَّهْر بِكَسْر الْحَاء مثل قَول سِيبَوَيْهٍ والأخفشِ. قَالَ شمر: وَالَّذِي فسره ابْن عُمَر لَيْسَ بمخالف لهَذَا، أَرَادَ أَنه لَا يُحْسَبُ أَي لَا يُمكن أَن يُعرف قدرُه وحسابُه لكثرته ودوامِه على وَجه الدَّهْر. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال لَا آتيه حَيْرِيَّ دهر وَلَا حِيرِيَّ دهر وحِيرَ الدَّهْر، يُرِيد مَا تحيَّرَ الدهرُ. وَقَالَ: حِيرُ الدَّهْر جمَاعَة حِيرِي. وَقَالَ الليثُ: الحِيرَة بجنْبِ الكُوفة وَالنِّسْبَة إِلَيْهَا حَارِيُّ كَمَا نَسَبُوا إِلَى التّمر تمري فَأَرَادَ أَن يَقُول حِيرىْ فسكّن الْيَاء، فَصَارَت ألفا سَاكِنة. قَالَ والحارَةُ كل مَحَلَّة دنت منازلُهم، فهم أهلُ حارةٍ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء: سَمِعت امْرَأَة من حِمْيَر تُرقصُ وَلَدهَا وَتقول: يَا رَبَّنا مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكْبَرَا فَهَبْ لهُ أَهْلاً ومالاً حِيرا قَالَ: والْحِيَرُ: الْكثير من أهلٍ ومالٍ، وَقَالَ آخر: أَعُوذُ بالرَّحمنِ مِنْ مالٍ حِيَرْ يُصْلِينِيَ اللَّهُ بِهِ حَرَّ سَقَرْ أَبُو زيد: يُقَال هَذِه أنعامٌ حِيرَاتٌ أَي متحيرةٌ كثيرةٌ، وَكَذَلِكَ النّاسُ إِذا كَثرُوا وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يَقُول الرجلُ لصَاحبه وَالله مَا تحورُ وَلَا تحولُ أَي مَا تزدادُ خَيْراً. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ يُقَال لجِلْدِ الفيلِ الحَوْزَانُ، ولباطن جلده

باب الحاء واللام

الحِرْصِيَانُ. وَقَالَ أَبُو زيد: الحَيْرُ الغَيْمُ ينشأ مَعَ المَطَر فيتحيّر فِي السَّمَاء عمر عَن أَبِيه: الأَحْوَرُ: العقْل يُقَال مَا يعِيش بِأَحْوَرَ. (بَاب الْحَاء وَاللَّام) (ح ل (وايء)) حلا (حلى) ، حَال، لحي، لَاحَ وَحل ولح، حلاء: (مستعملة) . حلا:: قَالَ اللَّيْث: الحُلْوُ كل مَا فِي طَعْمِه حلاَوَةٌ، والحُلْوُ والحُلْوَةُ من الرِّجَال وَالنِّسَاء من تستحْليه الْعين. وَقوم حُلْوُون. والحَلْوَاءُ: اسْم لما يُؤْكلُ من الطَّعام إِذا كَانَ معالَجاً بحلاوَةٍ. وَقَالَ بَعضهم: يُقَال للفاكهة: حَلْوَاءُ. وَتقول: حَلاَ يَحْلَ حَلْواً وحُلْوَاناً. وَقد احلَوْلى وَهُوَ يَحْلَوْلى. قلت الْمَعْرُوف: حلا الشيءُ يحلُو حلاوَةً. واحلَوْلَيتُه أحلَوْلِيه احلِيلاَءً إِذا استحليْتَه. اللحيانيّ: احلَوْلت الجاريةُ تحلَوْلى إِذا استُحْلِيت واحلَوْلاها الرجل وَأنْشد: لكَ النَّفْسُ وَاحْلَوْلاَكَ كلُّ خَلِيلِ أَحْلَيْتُ المكانَ واستَحْلَيْتُه وحَلِيت بِهِ بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ اللَّيْث: تَقول حلَّيْتُ السَّوِيقَ، وَمن الْعَرَب من همزه فَقَالَ حَلأتُ السويق، وَهَذَا فهم غلط. قلت: قَالَ الفرّاء: توهمت العربُ فِيهِ الهمْزَ لمّا رَأَوْا قولَهم: حَلَّأتُهُ عَن المَاء أَي: منعتهُ مهموزاً. وروَى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: احلَوْلَى الرجلُ إِذا حَسُن خُلُقُه، واحْلَوْلَى إِذا خَرَج من بَلَدٍ إِلَى بلد. وَقَالَ الليثُ: قَالَ بَعضهم: حَلاَ فِي عيْنِي وَهُوَ يَحْلُو حَلْواً. وحَلِيَ بِصَدْرِي، وَهُوَ يَحلَى حُلْوَاناً. قلت: حُلْوَانٌ فِي مصدر حَلِيَ بصدري، خطأٌ عِنْدِي، وَقَالَ الأصمعيُّ: حَلِيَ فِي صَدْرِي يحْلَى، وحَلاَ فِي فمي يَحلُو. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي تَفْسِير حَدِيث النّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنَّهُ نهى عَن حُلْوان الكاهن. قَالَ الأصمعيّ: الحُلْوَانُ مَا يُعْطَاه الكاهنُ ويُجْعَلُ لَهُ على كهانته. يُقَال مِنْهُ حَلَوْته أَحْلُوه حُلْوَاناً، إِذا حَبَوْتَه، وَأنْشد لأوسِ بن حَجَر يذمّ رجلا: كأنّي حَلَوْتُ الشعْرَ يومَ مَدَحْتُه صفَا صَخْرَةٍ صَمَّاءَ يُبْساً بِلاَلُها قَالَ فَجعل الشّعْر حُلْوَاناً مثلَ الْعَطاء. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الحُلْوَانُ الرشْوَة، يُقَال حَلَوْتُ أَي: رشوت. وَأنْشد: فَمَنْ رَاكِبٌ أحْلُوهُ رَحْلاً ونَاقَةً يُبَلغ عنّي الشعْرَ إذْ ماتَ قائِلُهْ قَالَ وَقَالَ غَيره: الحُلْوَانُ أَيْضا أَن يأخذَ الرَّجُلُ من مَهْرِ ابْنَتِه لنفْسه. قَالَ: وَهَذَا عارٌ عِنْد الْعَرَب. قَالَت امْرَأَة فِي زَوْجها: لَا يَأْخُذُ الحُلْوَانَ من بَنَاتِنَا وَقَالَ اللَّيْث: حُلْوَانُ المرأةِ مَهْرُهَا. وَيُقَال بل مَا كَانَت تُعْطَى على مُتعتها بمكَّة. قَالَ: احْتَلَى فلانٌ لنفقة امْرَأَته ومَهْرها، وَهُوَ أَن يتمحّل لَهَا ويحتالَ، أُخذ من الْحُلْوَانِ. يُقَال: احْتَلِ فتزوّجْ بِكَسْر اللَّام وابْتَسِلْ من البُسْلَة.

قَالَ: والحلاوَى: ضرب من النَّبَات يكون بالبادية، الْوَاحِدَة حَلاوِيَةٌ على تَقْدِير رَبَاعية. قلت لَا أعرف الحَلاَوَى وَلَا الحَلاَوية، وَالَّذِي عَرفته الحُلاَوَى بِضَم الحاءِ على فُعالى. وروى أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ فِي بَاب فُعالى: خُزَامَى وَرُخَامى وحُلاوَى، كلّهُنَّ نبت. وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح. وَقَالَ اللَّيْث حَلاوَةُ القَفَا حَاقُّ وسَطِ القَفَا، تَقول ضَربته على حَلاَوَةِ القفَا، أَي على وسطِ القَفا. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: حلاوَةُ القَفَا، وحَلْوَاءُ الْقَفَا وحُلْواءُ الْقَفَا. وَهُوَ وسط الْقَفَا. قَالَ وَقَالَ الهوازني: حَلاوَةُ الْقَفَا فأسه. أَبو عُبَيْدٍ عَن الكسائيّ: سقط على حَلاَوَةِ القَفا، وحَلْوَاءِ الْقَفَا. قَالَ: وحَلاوَةُ الْقَفَا تجوّز، وَلَيْسَت بمعروفة. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أَحْمد بن يحيى: قَالَ: الْحَلوَاءُ يُمَدُّ ويُقْصَرُ ويُؤنّث لَا غيرُ. وَيُقَال للشَّجَرَةِ إِذا أَوْرَقَتْ وأثْمَرَتْ: حَالِيَةٌ فَإِذا تناثر وَرقهَا تعطّلت. وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: وَهَاجَتْ بَقَايا القُلْقُلاَنِ وعَطَّلَت حَوَالِيَّهُ هُوجُ الرِيّاحِ الحوَاصِد أَي أيبستها فتناثرت. وَقَالَ اللَّيْث: الحِنْوُ حَفٌّ صَغِير يُنْسَجُ بِهِ، وَقَالَهُ ابْن الأعرابيّ، وَقَالَ: هِيَ الْخَشَبَة الَّتِي يديرها الحائك وَأنْشد قَول الشماخ: قُوَيْرِحُ أَعْوَامٍ كأنَّ لسانَه إِذَا صَاح حِلْوٌ زَلَّ عَن ظَهْرِ مِنْسَجِ وَقَالَ اللَّيْث: حُلوان كورة. قلت هما فريقان إِحْدَاهمَا حُلْوَانُ العراقِ والأُخْرى حُلْوَانُ الشأم. وَقَالَ ابْن السّكيت: حَلِيَت المرأةُ، وأَنا أَحْلِيها، إِذا جَعَلْتَ لَهَا حَلْياً، وَبَعْضهمْ يَقُول: حَلَوْتُها بِهَذَا المَعْنَى. وَقَالَ اللَّيْث: الحَلْيُ كلّ حِلْيَةٍ حلَّيْتَ بِهِ امْرَأَة أَو سَيْفاً أَو نحوَه. والجميع حُلِيّ قَالَ الله: {مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً} (الْأَعْرَاف: 148) . وَيُقَال تحلّت الْمَرْأَة إِذا اتَّخذت حُلِيّاً أَو لبِسَتْه. وحلّيْتُها، أَي ألْبَسْتُهَا، واتخذْتُه لَهَا. قَالَ ولغة حَلِيَتْ الْمَرْأَة إِذْ لَبِسَتْهُ وَأنْشد: وحَلْي الشَّوَى مِنْهَا إِذا حَلِيَتْ بِهِ على قَصَباتٍ لإشِنحات وَلَا عُصْل الشخَات الدقاق والعُصْل المعْوَجَّة. قَالَ وَإِنَّمَا يُقَال الْحَليُ للْمَرْأَة، وَمَا سواهَا فَلَا يُقَال إِلَّا حِلْيَةٌ للسيف وَنَحْوه. قَالَ: والحِلْيَةُ تحلِيَتُكَ وَجْهَ الرَّجُلِ إِذا وَصفته. وَيُقَال: حَلِيَ مِنْهُ بِخَيْرٍ، وَهُوَ يَحْلَى حَلىً مقصورٌ إِذا أصَاب خَيْراً. والحَلِيُّ نبت بِعَيْنِه وَهُوَ مِنْ مَرْتَعٍ للنَّعَم والخيلِ، إِذا ظَهرت ثمرَتُه أشبه الزَّرْعَ إِذا أَسْبَل. وَقَالَ اللَّيْث: الحَلِيُّ يبس النَّصِيّ. قَالَ: وَهُوَ كلُّ نبْتٍ يشبه نباتَ الزَّرْع. قلت: قَوْله هُوَ كل نبت يشبه نَبَات الزَّرْع

خطأٌ إِنَّمَا الحَلِيُّ اسْم نَبْتٍ واحِدٍ بعيْنه وَلَا يُشبههُ شيءٌ من الْكلأ. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال امرأَةٌ حَالِيَةٌ ومُتَحَليَةٌ. وَيُقَال: مَا أَحْلَى فُلاَنٌ وَلَا أَمَرَّ أَي مَا تكلّم بحُلْوٍ وَلَا مُرَ. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ يُقَال للبعير إِذا زجرته حَوْبُ وحوبَ وحَبْ، وللناقة حَلْ جزمٌ، وحَلِي جزم لَا حَلِيت. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: يُقَال فِي زجْر النَّاقة حَلْ حَلْ. قَالَ: فَإِذا أدْخَلْتَ فِي الزَّجْرِ ألفا ولاماً جرى بِمَا يُصِيبهُ من الإعْرَابِ كَقَوْلِك: والحَوْبُ لَمّا يُقَلْ والحل فرفعه بِالْفِعْلِ الَّذِي لم يسمَّ فَاعله. وَقَالَ اللحيانيّ: حَلِيَتْ الجاريةُ بعيني وَفِي عَيْني وبقلبي وَفِي قلبِي، وَهِي تحلَى حَلاوَةً وَيُقَال أَيْضا: حَلَتْ الجاريةُ بعيني وَفِي عَيْني، تَحْلُو حَلاَوَةً. قَالَ: واحلَوْلَيْتُ الْجَارِيَة واحْلَوْلَتْ هِيَ، وَأنْشد: فَلَو كنتَ تُعْطِي حِين تُسْأَلُ سامحت لكَ النفسُ واحْلَوْلاَكَ كلُّ خَليلِ وَيُقَال: حلا الشيءُ فِي فَمِي يَحْلُو حلاوَةً وَيُقَال حَلُوَت الفاكهةُ تَحْلُو حَلاَوَةً. قَالَ: وحَلِيتُ العيشَ أَحْلاَه أَي استحليْتُه. وَيُقَال: أَحْلَيْتُ هَذَا المكانَ واستحْلَيْتُه وحَلِيتُ بِهَذَا المكانِ. وَيُقَال: مَا حَلِيتُ مِنْهُ شَيْئا حَلْياً أَي مَا أصبت. وَحكى أَبُو جَعْفَر الرؤاسيُّ حَلِئتُ مِنْهُ بطائلٍ فهمزَ أَي مَا أصبتُ. قَالَ: وَجمع الْحَلي حُلِيّ وحِلِيّ، وَجمع حِلْيَةِ الْإِنْسَان حِلىً وحُلىً. وَمن مَهْمُوز هَذَا الْبَاب: حلاء: قَالَ شمر: الحالِئَةُ ضربٌ من الحيّات تَحْلأُ لمن تلسعه السُّمَّ كَمَا يَحْلأُ الكحَّالُ الأرْمَد حُكَاكَةً فيكحَلُه بهَا. وَقَالَ الْفراء: أحلِىءُ حَلُوءاً. وَقَالَ ابنُ الأَعرابيّ: حلأْتُ لَهُ حَلاَءً. وَقَالَ اللَّيْثُ الحُلاءَةُ بِمَنْزِلَة فُعالة حكاكة حَجَرين تَكْحَلُ بهَا الْعين. يُقَال حَلأْتُ فُلاَناً حَلْأً، إِذا كَحَلْتَه بهَا. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال أحْلأْتُ للرجل إحلاءً إِذا حكَكْتَ لَهُ حُكَاكةَ حجرين فداوَى بحُكَاكتهما عَيْنَيْهِ من الرَّمد. وَقَالَ ابنُ السّكيت: الحَلُوء حَجَرٌ يُدْلَك عَلَيْهِ دواءٌ ثمَّ يكحل بِهِ العينُ. يُقَال حَلأْتُ لَهُ حُلُوءاً. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي وغيرُه: حلأْتُ الإبلَ عَن المَاء إِذا حبستها عَن الورُود وَأنْشد: لطالما حَلَّأْتُماهَا لَا تَرِدْ فَخَليَاهَا والسجَالَ تَبْتَرِدْ وحلّأْتُ الْأَدِيم إِذا قشرتَ عَنهُ التحلِىءَ، والتحْلِىءُ القِشر على وجْهِ الْأَدِيم ممّا يَلِي الشَّعَر. وَقَالَ أَبُو زيد: حَلَّأْتُ الأديمَ إِذا أخرجت تِحْلِئَه، والتحْلىءُ القِشْر الَّذِي فِيهِ الشَّعر فَوق الجِلْدِ. والحِلاَءَةُ اسْم مَوضِع. قَالَ صَخْر الغيّ: إِذا هُوَ أَمْسَى بالحِلاَءَةِ شَاتِياً تُقَشرُ أعْلَى أَنْفِهِ أُمُّ مِرْزَمِ فأجابَهُ أَبُو المثَلَّم:

أعَيَّرْتَني قُرَّ الحلاَءَةِ شَاتِياً وَأَنت بِأَرضٍ قُرُّهَا غيرُ مُنْجِمِ أَي غير مُقْلِع. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: من أمثالهم فِي حذر الْإِنْسَان على نَفسه ومدافعته عَنْهَا قَوْلهم: حَلأَتْ حالئةٌ عَن كُوعِهَا. قَالَ: وَأَصله أَن الْمَرْأَة تحلأُ الأديمَ وَهُوَ نَزْع تِحْلِئه، فَإِن هِيَ رفَقَتْ سَلِمَتْ، وَإِن هِيَ خَرُقَتْ أخطأَتْ فَقطعت بالشفرة كُوعها. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الفرَّاء: يُقَال: حلأَتْ حالئَةٌ عَن كُوعها أَي لِتَغْسِلْ غاسلةٌ عَن كوعها أَي ليعملْ كل عَامل لِنَفْسِه. قَالَ وَيُقَال: اغسل عَن وجْهِك ويَدِك وَلَا يُقَال اغْسِلْ عَن ثَوْبِك. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس فِي قَوْلهم حَلأَتْ حالئةٌ عَن كوعها وَذَلِكَ أَنَّهَا إِذا حَلأَت مَا على الإهاب أخذت مِمْلأَةً من حَدِيد فَوْهَاءَ فتحلأَت مَا على الإهاب من تحلِئة وَهُوَ سوادُه، فَإِن لم تبالغ المِحْلَأَةُ، وتقَلع ذَلِك عَن الإهاب أخذت الحالِئةُ نَشْفَةً من حجر خشن ثمَّ لفت جانباً مِنَ الإهابِ على يَدهَا ثمَّ اعتمدت بالنُّشْفَةِ عَلَيْهِ لتقلع مَا لم تخرجْه المِحْلأة فَيُقَال للَّذي يدْفع عَن نَفسه ويَحُضّ على إصْلَاح شَأْنه يضربُ مثلا لَهُ أَي عَن كُوعها عملت مَا عملت وبحيلَتها وعَمَلِها نالَتْ. وَقَالَ أَبُو زيد حَلأَته بِالسَّوْطِ حَلأً إِذا جلدْتَه وحَلأَته بِالسَّيْفِ حَلأً إِذا ضربتَه وحلَّأْتُ الْإِبِل عَن الماءِ تَحلِيئاً. أَبُو عبيد عَن الأمويّ: حَلَأْتُ بِهِ الأرضَ ضربْتُ بِهِ الأَرْض. قلت: وجَلأْت بِهِ الأَرْض بِالْجِيم مثلُه. اللحياني حَلِئَتْ شَفَةُ الرجل تَحْلأ حَلأً، إِذا شَرِبَتْ أَي خرج بهَا غِبَّ الحُمّى بَثْرٌ. قَالَ وَبَعْضهمْ لَا يهمز فَيَقُول حليَتْ شفتُه حَلاً مَقْصُور. لحى: قَالَ اللَّيْث: اللَّحْيَانِ العظمان اللَّذَان فيهمَا الْأَسْنَان من كل ذِي لَحْيٍ. والجميع الأَلْحِي. قَالَ: واللحا مَقْصُور واللحاء مَمْدُود مَا على العَصَا من قِشْرِها. قلت: الْمَعْرُوف فِيهِ المَدُّ. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن الحرانيّ عَن ابْن السّكيت أَنه قَالَ: يُقَال للتمرة إِنَّهَا لكثيرة اللحَاء وَهُوَ مَا كَسَا النواة. واللحَاءُ قشر كل شيءٍ. وَقد لَحَوْتُ الْعود ألْحُوه وأَلْحَاهُ إِذا قَشرْتَه. وَيُقَال لحاه الله أَي قشره وَمن أمثالِهم: لَا تَدْخُلْ بَين الْعَصَا ولِحَائِها. قَالَ أَبُو بكر بن الأنباريّ قَوْلهم لَحَا الله فلَانا مَعْنَاهُ قَشَرَهُ الله وأهْلَكَه. وَمِنْه لَحَوْتُ العودَ لَحْواً إذَا قشرته وَيُقَال لاَحَى فلانٌ فلَانا مُلاَحَاةً ولِحَاءً إِذا استقْصى عليهِمْ، ويُحْكَى عَن الأصْمَعِيّ أَنه قَالَ: المُلاَحاة: الملاومة والمُبَاغَضَةُ، ثمَّ كثُر ذَلِك حَتَّى جُعِلتْ كُلُّ مُمَانعة ومدافَعة ملاحاةً، وَأنْشد: ولاحَتِ الرَّاعِيَ من دُورِهَا مخاضُها إلاّ صَفَايَا خُورِها قَالَ: واللحَاءُ فِي غير هَذَا القِشْرُ وَمِنْه الْمثل لَا تدخُلْ بَين العَصَا ولِحَائِها أَي قِشرها وَأنْشد:

لَحَوْتُ شَمّاساً كَمَا تُلْحَى العَصا سَبّاً لَو آنَ السَّب يُدْمِي لدَمِي قَالَ أَبُو عبيد: إِذَا أَرَادوا أَن صَاحِبَ الرجل موافقٌ لَهُ لَا يُخَالِفُه فِي شَيْء قَالُوا: هما بَيْنَ الْعَصَا ولِحَائِها. وَقَالَ الليثُ: يُقَال التحيت اللحاء ولَحَيتْهُ الْتِحَاءً ولحْيَاً إِذا أخذتَ قشره. واللحاءُ مَمْدُودٌ المُلاَحَاة كالسباب. وَفِي حَدِيث النَّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنَّه نهى عَن مُلاَحَاةِ الرجَال، وَمِنْه قَول الشَّاعِر: نُوَليهَا المَلاَمَةَ إِن أَلَمْنَا إِذا مَا كَانَ مَغْثٌ أَو لِحَاءُ أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: لَحَوْتُ الْعَصَا ولَحَيْتُها، فأمَّا لحيت الرَّجُلَ من اللّوم فبالياء لَا غير. وَقَالَ اللَّيْث: اللحَاءُ اللعْنُ، واللحَاءُ العذْل، واللَّوَاحِي العواذِلُ. قَالَ: واللُّحى مَقْصُور وَفِي لُغَة اللحى جمع اللِّحْيَة. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: لِحْيَةٌ وَجَمعهَا لِحى ولُحىً قَالَ ولُحِيٌّ ولِحِيٌّ. اللَّيْث رجل لِحْيَانِيُّ طَوِيل اللِّحْيَة وَبَنُو لِحْيان حَيّ من هُذَيْل. وَقَالَ ابْن بُزُرْج: اللحْيَانُ الخدود فِي الأَرْض ممّا خَدَّها السَّيْلُ، الْوَاحِدَة لِحْيَانَةٌ: قَالَ: واللحْيَانُ الوشَلُ والصُّدَيْعُ فِي الأَرْض يخِرّ فِيهِ المَاء، وَبِه سُميَتْ بَنُو لِحْيَانَ، وَلَيْسَ بتثنية لِلّحى. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال رجل لَحْيَان إِذا كَانَ طويلَ اللِّحْيَة، يُجْرَى فِي النكرةِ لِأَنَّهُ لَا يُقَال للأُنثى لَحْيَا. أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: النِّسْبَة إِلَى لَحْي الْأَسْنَان لَحَوِيّ والتَّلَحي بالعمامة إدارة كُور مِنْهَا تَحت الحَنَكِ. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه أَمر بالتَّلَحي وَنهى عَن الاقتعاط. وَيُقَال: أَلْحى يُلْحِي إِذا أَتَى مَا يُلْحَى عَلَيْهِ. وألْحَتِ المرأةُ. قَالَ رؤبة: وابْتَكَرَتْ عَاذِلَةً لَا تُلْحِي قَالَتْ وَلم تُلْحِ، وَكَانَت تُلْحِي عليكَ سَيْبَ الخُلَفَاءِ البُجْحِ لَا تُلْحِي أَي لَا تَأتي مَا تُلْحَى عَلَيْهِ حِين قَالَت عَلَيْك سيْب الْخُلَفَاء، وَكَانَت تُلْحَى قبل ذَلِك حِين تَأْمُرنِي بِأَن آتِي غير الْخُلَفَاء. وأَلْحَى العودُ إِذا آن لَهُ أَن يُلْحَى قشره عَنهُ. وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم احْتجم بلَحْي جَمَلٍ، وَهُوَ مَكَان بَين مكّة وَالْمَدينَة. حول، حيل: قَالَ اللَّيْث: الْحوْل: سنةٌ بأَسْرِها، تَقول حَال الحَوْلُ، وَهُوَ يحول حَوْلاً وحُؤُولاً، وأحالَ الشيءُ إِذا أَتَى عَلَيْهِ حول كَامِل، ودَارٌ مُحِيلَةٌ إِذا أَتَت عَلَيْهَا أَحْوَالٌ ولغة أُخْرَى أَحْوَلَتْ الدَّار، وأَحْوَلَ الصبيُّ إِذا تمّ لَهُ حول، فَهُوَ مُحْوِلٌ، وَمِنْه قَوْله: فَأَلْهَيْتُها عَن ذِي تَمَائِمَ مُحْوِلِ قَالَ: والحَوْلُ هُوَ الحيلَةُ، تَقول: مَا أَحول فلَانا، وَإنَّهُ لذُو حِيلة، قَالَ والمحَالةُ الْحِيلَة نَفسهَا، وَيَقُولُونَ فِي مَوضِع لَا بُد لَا محالةَ وَقَالَ النَّابِغَة: وأنتَ بأمرٍ لَا مَحَالةَ واقِعُ

والاحتيال والمُحَاوَلَةُ مطالبتُك الشيءَ بالحِيَل، وكل من رامَ أمرا بالحِيَلِ فقد حاوله، وَقَالَ لبيد: أَلاَ تسأَلان المَرْء مَاذَا يُحَاوِلُ وَرجل حُوَّلٌ ذُو حِيَلٍ، وَامْرَأَة حُوَّلةٌ. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الفرّاء قَالَ: سَمِعت أَعْرَابياً من بني سُلَيم ينشد: فإنَّها حِيَلُ الشّيطانِ يَحْتَئِل قَالَ وَغَيره من بني سُلَيم يَقُول: يحتال بِغَيْرِ هَمْزٍ قَالَ وأنشدني بَعضهم: يَا دَارَ مَيَّ بِدَكَادِيكِ البُرَقْ سَقْياً وإِنْ هَيَّجت شَوْقَ المُشْتَئِقْ وَغَيره يَقُول المشتاق وَرجل مِحْوالٌ كثيرُ مُحالِ الْكَلَام والمحال من الْكَلَام مَا حُول عَن وجْهِه، وَكَلَام مسْتَحِيلٌ مُحَالٌ. وَأَرْض مستَحَالَةٌ تُرِكت حَوْلاً وأَحْوالاً عَن الزِّرَاعَة. والقوس المُسْتَحَالَةُ الَّتِي فِي سِيَتِهَا اعوجاج ورِجْلٌ مستحَالَةٌ إِذا كَانَ طرفَا الساقيْنِ مِنْهَا مُعْوَجَّين، وكل شَيْء اسْتَحَالَ عَن الاستواءِ إِلَى العِوَجِ يُقَال لَهُ مستحيلٌ. قَالَ والحَوْل اسْم يجمع الحَوَالَيْ. تَقول حوالي الدَّار كَأَنَّهَا فِي الأَصْل حوالَيْنِ، كَقَوْلِك جانِبَيْنِ فَأسْقطت النُّون وأضيفت كَقَوْلِك: ذُو مالٍ وأولو مالٍ. قلت: الْعَرَب تَقول رَأَيْت النَّاس حَوْلَه وحَوَالَيْه وحَوَاله وحَوْلَيْه. فَحَوالَه وُحْدَانُ حَواليْه، وأمّا حَوْليه فَهُوَ تَثْنِيَة حَوْلَةُ وَقَالَ الرّاجز: ماءٌ رَوَاءٌ ونَصِيٌّ حَوْلَيْهْ هَذَا مَقَامٌ لَكَ حَتَّى تِئْبَيْهْ الْمَعْنى تأْبَاهُ. وَمثل قَوْلهم حَوَالَيْكَ دَوَالَيْك وحَجَازَيْكَ وحنَانَيْك. وَقَالَ اللَّيْث الحِوَالُ المُحَاوَلَةُ. حَاوَلْته حِوَالاً ومُحاوَلَةً، أَي طالبْتُ بالحيلة. قَالَ: والحِوَالُ كُلُّ شيءٍ حالَ بَين اثْنَيْنِ. يُقَال هَذَا حِوَال بَيْنِهِمَا أَي حائِلٌ بَيْنِهِما. فالحاجِز والحِجاز والحِوَلُ يجْرِي مَجْرى التَّحْويل. تَقول: حُولُوا عَنْهَا تحويلاً وحِوَلاً. قلت: فالتَّحْوِيلُ مصدر حقيقيّ من حوّلْتُ. والحِوَل اسْم يقوم مَقَامَ الْمصدر. قَالَ الله جلّ وعزّ: {لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً} (الْكَهْف: 108) أَي تحويلاً. وَقَالَ الزّجاج فِي قَوْله: {لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً} أَي لَا يُرِيدُونَ عَنْهَا تَحوُّلاً. يُقَال: قد حَال من مَكَانَهُ حِوَلاً كَمَا قَالُوا فِي المصادر صَفُر صِفَراً وعادني حُبُّها عِوَاداً. قَالَ وَقد قيل إِن الحِوَل الحِيلَةُ فَيكون على هَذَا الْمَعْنى: لَا يَحْتَالُون مَنْزِلاً غَيْرَهَا. قَالَ: وقرىء قولُه جلّ وعزّ: {دِينًا قِيَمًا} (الأنعَام: 161) وَلم يقل قِوَماً، مثل قَوْله {لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً} لِأَن قِيمَاً من قَوْلك قَامَ قيمًا كَأَنَّهُ بني على قَوُم أَو قَوَم فَلَمَّا اعتلّ فَصَارَ قَام اعتَل (قِيمَ) وَأما حِوَل فَهُوَ على أَنه جارٍ على غير فعل. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ فِي قَوْله: {لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً} قَالَ تحويلاً وَقَالَ أَبُو زيد:

حُلْتُ بَينه وَبَين الشَّرّ أَحُول أشدّ الحَوْلِ والمَحَالَةِ. وَقَالَ اللَّيْث: حالَ الشَّيْء بَين الشَّيْئَيْنِ يحول حَوْلاً وتحويلاً. وَحَال الشيءُ نفسهُ يَحُول حُؤُولاً بمعنيين: يكون تغيُّراً وَيكون تَحْوِيلاً، وَقَالَ النَّابِغَة: وَلَا يحولُ عطاءُ اليَوْمِ دُونَ غَدِ أَي لَا يحول عَطاؤه الْيَوْم دون عَطاء غَد. قَالَ: والحائل الْمُتَغَيّر اللَّوْنِ، ورمادٌ حائلٌ، ونبات حَائِل. وَقَالَ اللحيانيّ: يُقَال: حُلت بَينه وَبَين مَا يُرِيد حَوْلا وحُؤُولا. وَيُقَال: بيني وَبَيْنك حَائِل وحُؤُولة أَي: شيْءٌ حَائِل. وَحَال عَلَيْهِ الحوْلُ يحول حَوْلاً وحُؤُولاً. وأحال اللَّهُ عَلَيْهِ الحَوْلَ إِحَالَة. وأحالَت الدّارُ أَي أَتَى عَلَيْهَا حَوْلٌ. وَيُقَال: إِن هَذَا لَمِنْ حُولَةِ الدَّهْر وحُولاَءِ الدَّهْر وحَوَلان الدَّهْر وحِوَل الدَّهْر، وَأنْشد: ومِنْ حِوَلِ الأيَّامِ والدهر أَنه حَصِيْنٌ يُحيَّا بِالسَّلَامِ ويُحْجَبُ أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: حُلْتُ فِي متن الْفرس أَحُول حُؤُولاً إِذا ركبْتَه. وَقد حَال الشخْصُ يحول إِذا تحرّك. وَكَذَلِكَ كلّ متحولٍ عَن حالِه، وَمِنْه قيل: استَحَلْتُ الشخصَ نظرتُ هَل يتحرَّكُ. وَأَخْبرنِي المنذريُّ أَنه سَأَلَ أَبَا الْهَيْثَم عَن تَفْسِير قَوْله: لَا حولَ وَلَا قوةَ إِلَّا بِاللَّه، فَقَالَ: الحَوْلُ الحَرَكَةُ، يُقَال حالَ الشَّخْص إِذا تَحرَّك فكأنّ الْقَائِل إِذا قَالَ: لَا حول وَلَا قُوَّة، يَقُول: لَا حركَةَ وَلَا استِطَاعَةَ إِلَّا بمشيئةِ الله. الأصمعيّ: حَالَت النَّاقَةُ فَهِي تَحُولُ حِيَالاً إِذا لم تحْمِل، وناقَةٌ حَائِل، ونوق حِيَالٌ وحُولٌ وَقد حَالَتْ حُوَالاً وحُولاً، وَأنْشد بيتَ أَوْسٍ: لَقِحْنَ على حُولٍ وصَادَفْنَ سَلْوَةً مِنَ العَيْشِ حَتَّى كُلُّهنَّ يُمَنَّع وأحال فلانٌ إِبِلَه الْعَامَ إِذا لم يَضْرِبْهَا الفَحْلُ. وَالنَّاس مُحيلون إِذا حَالَتْ إِبِلُهم. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: لكل ذِي إبل كَفْأَتَانِ، أَي قِطْعَتَانِ، يقطعُها قِطْعَتَيْنِ فتُنْتَجُ قِطْعَةٌ عَاماً وتحولُ القِطعَةُ الْأُخْرَى، فَيُرَاوِح بَينهمَا فِي النّتاج؛ فَإِذا كَانَ العامُ المُقْبل نَتَجَ القطعةَ الَّتِي حالَتْ، فَكل قطعةٍ نَتَجَها فَهِيَ كَفْأَةٌ؛ لِأَنَّهَا تهْلك إِن نتجها كُلُّ عَام. ورجلٌ حَائِل اللَّوْن إِذا كَانَ أسودَ متغيراً. اللحيانيّ: يُقَال للرجل إِذا تحوّل من مكانٍ إِلَى مَكَان، أَو تحوَّل على رَجُلٍ بدَرَاهِمَ حَالَ وَهُوَ يَحُول حَوْلا. وَيُقَال: أَحلْتُ فلَانا على فلَان بِدَرَاهِم أُحيله إِحالةً وإحالاً، فَإِذا ذكرت فِعْلَ الرجلِ قلتَ حَال يَحُول حَوْلا، واحْتَال احتِيَالاً إِذا تحوَّل هُوَ من نَفسه. قَالَ: وحالت الناقةُ والفرسُ والنخلةُ والمرأةُ والشاةُ وغيرُها: إِذا لم تحملْ. وناقة حائلٌ ونُوق حوائِل وحُولٌ وحُولَلٌ. وَقَالَ بعضُهم: هِيَ حائِل حُولٍ وأَحْوالٍ وحُولَلٍ أَي حائِل أعوامٍ. وَيُقَال إِذا وضعت النَّاقة: إِن كَانَ ذكرا سمّي سَقْباً وَإِن كَانَت أُنْثَى فَهِيَ حائِلٌ.

قَالَ وَقَالَ الْكسَائي: يُقَال لَا حولَ وَلَا قوةَ إلاّ بِاللَّه، وَلَا حَيْلَ وَلَا قوّة إِلَّا بِاللَّه، وَحكى مَا أَحْيَلَه وأَحْوَلَه من الحِيلَة. وَيُقَال تحوّل الرجلُ واحْتَال إِذا طلب الحِيلَة. وَمن أمثالهم: مَنْ كانَ ذَا حيلةٍ تَحَوّل. وَيُقَال: هَذَا أَحْوُل من ذئْبٍ، من الحِيلة، وَهُوَ أَحول من أَبِي بَرَاقِن، وَهُوَ طائرٌ يتلوَّنُ ألواناً. وأحْوَلُ من أَبِي قَلَمُون وَهُوَ ثوب يتلَوَّن ألواناً. وَفِي دعاءٍ يرويهِ ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (اللَّهُمّ ذَا الحَيْلِ الشَّديد) ، والمحدثون يَرْوُونَه (ذَا الحَبْلِ) بِالْبَاء، وَالصَّوَاب ذَا الحَيْلِ بِالْيَاءِ أَي ذَا القوَّة. قَالَ اللحيانيُّ: يُقَال إِنَّه لشديدُ الحَيْلٍ أَي القُوَّة. قَالَ: وَيُقَال: لَا حِيلَة وَلَا احتيالَ وَلَا مَحَالَةَ وَلَا مَحِلّة. وَيُقَال: حالَ فلَان عَن الْعَهْد يحول حَوْلاً وحُؤُولاً، أَي زَالَ وحالَ عَن ظهر دابَّته يحول حَوْلاً وحُؤُولاً أَي زَالَ وَمَال. وَيُقَال أَيْضاً: حَال فِي ظهرِ دابَّتِه وأحال، لُغَتَانِ إِذا اسْتَوَى فِي ظهر دَابَّته، وَكَلَام الْعَرَب حالَ على ظَهره وأحالَ فِي ظَهره، وَقَول ذِي الرمة: أَمِنْ أَجْلِ دارٍ صَيَّرَ البينُ أهْلَها أَيَادِي سَبَا بَعْدِي وطالَ احْتِيَالُها يَقُول احتالتْ من أَهلِها لم ينزل بهَا حَوْلاً. أَبُو عبيد حَالَ الرجل يَحُول مثل تَحَوَّل من مَوضِع إِلَى مَوضِع. اللَّيْثُ لغةُ تَمِيمٍ حَالَتْ عَلَيْهِ تَحَال حَوَلاً، وغيرهُم يَقُول حَوِلت عينهُ تَحْوَل حَوَلاً، وَهُوَ إقبالُ الحَدَقة على الأنْفِ، قَالَ وَإِذا كَانَ الحَوَلُ يحدُث وَيذْهب قيل: احولَّتْ عينه احْولالاً واحْوالَّتْ احوِيلالاً. أَبُو عبيد عَن الأَصمعيّ: مَا أَحْسَنَ حَالَ مَتْنِ الفَرس وَهُوَ مَوضِع اللبد. أَبُو عَمْرو: الْحَال الكارة الَّتِي يحملهَا الرجل على ظَهره يُقَال مِنْهُ تحولت حَالا قَالَ أَبُو عبيد الْحَال أَيْضا العجلة الَّتِي يدِبّ عَلَيْهَا الصبيّ وَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن حسّان الأنصاريّ: مَا زَالَ يَنْمِي جَدّه صَاعِداً مُنْذُ لَدُنْ فَارَقَهُ الحَالُ قَالَ وَالْحَال الطينُ الأسودُ. وَفِي الحَدِيث أَن جِبْرِيل لما قَالَ فِرْعَوْن {ءَامَنتُ أَنَّهُ لَا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - إِلِاهَ إِلاَّ الَّذِىءَامَنَتْ بِهِ بَنو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ إِسْرَاءِيلَ} (يُونس: 90) أَخذ من حَال الْبَحْر وَطِينِه فألقمه فَاه. اللحياني: حَالُ فلانٍ حسنَةٌ وحَسَنٌ والواحدة حالَةٌ. يُقَال: هُوَ بحالةِ سوءٍ، فَمن ذكّر الْحَال جمعه أَحْوَالاً، وَمن أنّثهَا جمعهَا حالاَتٍ. قَالَ: وَيُقَال حالُ مَتْنِه وحَاذُ مَتْنِه، وَهُوَ الظَّهْر بِعَيْنِه. قَالَ اللَّيْث: وَالْحَال الْوَقْت الَّذِي أَنْتَ فِيهِ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ حالُ الرجل امرأتهُ. قَالَ: والحالُ الرماد والحارّ، والحالُ لحم المَتْن، وَالْحَال الحَمْأَةُ، وَالْحَال الكارَةُ، يُقَال تحوّلْتُ حَالا على

ظَهْري إِذا حملتَ كارةً من ثِيَاب وَغَيرهَا. وَجمع الْأَحول حُولاَنٌ. والحَوِيلُ الحِيلَةُ. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: أحَال عَلَيْهِ بِالسَّوْطِ يضْرِبُه. وأحالَتْ الدَّارُ وأحْوَلَتْ: أَتَى عَلَيْهَا حَوْلٌ. وأحْوَلْتُ أَنا بِالْمَكَانِ وأَحَلْتُ أَقمت حولا. الأصمعيّ: أحلّت عَلَيْهِ بالْكلَام أَي أَقبلت عَلَيْهِ، وأَحَال الذئْبُ على الدَّم أَي أقبل عَلَيْهِ. وَمن أَمْثَال الْعَرَب: حَالَ صَبوحُهم على غَبوقِهم، معنَاه أَنَّ الْقَوْم افْتَقَرُوا فَقَلَّ لَبَنُهم فَصَارَ صَبوحُهم وغَبوقهم وَاحِدًا. وَحَال مَعْنَاهُ انصبّ، حَال الماءُ على الأَرْض يَحُول عَلَيْهَا حَوْلاً وأَحَلْتُه أنَا عَلَيْهَا إِحَالَة أَي صببتُه، كتبتُه عَن الْمُنْذِرِيّ عَن أَصْحَابه، وأحلْتُ الماءَ فِي الجَدْولِ أَي صببتُه، قَالَ لبيد: كأَنَّ دموعَهُ غَرْبَا سُنَاةٍ يُحِيلُونَ السجَالَ على السجَالِ أَي يَصُبّون. وَقَالَ الفرزدق: فَكَانَ كذِئْبِ السُّوءِ لَمَّا رأى دَماً بصاحِبهِ يَوْمًا أَحالَ على الدَّمِ اللّحيانيّ: امرأةٌ مُحِيلٌ ومُحْوِلٌ ومُحَولٌ إِذا ولدَت غُلاماً على إثْرِ جاريةٍ أَو جَارِيَة على إِثْر غلامٍ. قَالَ وَيُقَال لَهَا العَكُوم أَيْضا إِذا حملت عامَاً ذكرا وعاماً أُنثى. أَبُو الْهَيْثَم فِيمَا أكْتَبَ ابْنَه؛ يُقَال للْقَوْم إِذا أَمْحَلُوا فقلّ لبنُهم: حَال صَبُوحُهم على غَبُوقهم، أَي صَار صَبُوحُهم وغَبُوقهم وَاحِدًا. وَحَال بِمَعْنى انصبّ. حَال المَاء على الأَرْض يحول عَلَيْهَا حَوَلاً وأحلّته إِحَالَة أَي صببتُه. وَيُقَال أحلْتُ الْكَلَام أُحيله إِحَالَة إِذا أفسدتَه. وروى ابنُ شُمَيْل عَن الْخَلِيل بن أَحْمد أَنه قَالَ: المُحَال كلامٌ لغير شيءٍ، والمستقيمُ كلامٌ لشَيْء، والغلط كَلَام لشَيْء لم تُرِدْه واللغْوُ كلامٌ لشيءٍ لَيْسَ من شأنِك، وَالْكذب: كَلَام لشَيْء تَغُرُّ بِهِ. قَالَ أَبُو دَاوُد المصَاحفّي: قرأته على النَّضر للخليل. وَقَالَ اللَّيْث: الحَوّالَةُ إحالتك غريماً وتحوُّلُ مَاء من نهر إِلَى نهر. قلت: وَيُقَال: أحَلْتُ فلَانا بِالْمَالِ الّذي لَهُ عليّ وَهُوَ مائَةُ درْهَم على رجل آخر لي عَلَيْهِ مائَةُ دِرْهَم، أُحيلُه إحَالَةً فاحْتَال بهَا عَلَيْهِ وضَمِنهَا لَهُ، وَمِنْه قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (وَإِذا أُحِيلَ أَحَدُكم على مَلِيءٍ فليحْتَلْ) قَالَ أَبُو سعيد: يُقَال: للَّذي يُحال عَلَيْه بِالْحَقِّ حَيل، وللذي يقبل الحَوَالة حَيلٌ، وهما الحيلان، كَمَا يُقَال البيعان. وَيُقَال إِنَّه لَيتحوَّل أَي يجيءُ ويذهبُ، وَهُوَ الحَوَلاَنُ، ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: قَالَ الحُول والحُوّل الدَّوَاهِي وَهِي جمع حُولة ابْن السّكيت عَن الأصمعيّ: جَاءَ بِأَمْر حُولَةٍ. من الحُوَل أَي بأمرٍ مُنكر عجب. وَقَالَ اللحيانيّ: يُقَال للرجل الدّاهية إِنه لحُولَةٌ من الحُوَل، تسمى الداهيةُ نفسُها حُولةً. وَقَالَ الشَّاعِر: وَمِنْ حُوْلَةِ الأيَّامِ يَا أُمَّ خَالدٍ لَنَا غَنَمٌ مَرْعِيَّةٌ وَلنَا بَقَر

وَيُقَال لِلمُحتَالِ من الرِّجَال إِنه لحُولَةٌ وحُوَّلة وحُوَلٌ وحُوَّلٌ قُلّب. وأَرْضٌ محتَالَةٌ، إِذا لم يُصِبْها المطرُ. وَمَا أَحْسَنَ حَوِيلَه. قَالَ الأصمعيّ: أَي مَا أَحْسَنَ مَذْهَبَه الَّذِي يُرِيد وَيُقَال: مَا أَضْعَفَ حَوَلَه، وحويله وحيلته، وَيُقَال مَا أقبح حولته، وَقد حَوِل حَوَلاً صَحِيحا. شَمِرٌ: حَوّلت المَجَرَّةُ: صَارَت فِي شدَّة الحرّ وسط السَّمَاء، قَالَ ذُو الرُّمَّة: وَشُعْثٍ يَشَجُّونَ الفَلاَ فِي رؤوسه إِذا حوَّلَتْ أُمُّ النّجومِ الشَّواَبِكُ قلت: وحوَّلَتْ بِمَعْنى تحوّلت، وَمثله ولّى بِمَعْنى تولّى. وَقَالَ اللَّيْث: الحِيْلانُ هِيَ: الحدائد بِخُشبِها يُدَاسُ بهَا الكُدْس. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ عَن أبي المكارم قَالَ الْحَيْلَةُ وَعْلةٌ تَخُرُّ من رَأس الجَبَلِ، رَوَاهُ بِضَم الخاءِ، إِلَى أَسْفَله، ثمَّ تخُرُّ أُخْرَى ثمَّ أُخْرَى، فَإِذا اجْتمعت الوَعَلاتُ فَهِيَ الْحَيْلةُ. قَالَ: والوَعَلاتُ صخراتٌ ينْحَدِرْن من رأْس الجبلِ إِلَى أسفَلِه. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الْحَيْلةُ الْجَمَاعَة من المِعْزى أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الحُوَلاَءُ المَاء الَّذِي فِي السلى، وَقَالَ ابْن شُمَيْل الْحُولاء مضمنةٌ لما يخرُج من جَوف الولَدِ وَهِي فِيهَا، وَهِي أَعْقَاؤُه الْوَاحِدَة عِقْيٌ وَهُوَ شَيْء يَخْرُج من دبره وَهُوَ فِي بطن أمه، بعضه أسود وَبَعضه أصفر وَبَعضه أَحْمَر. وَقَالَ الكسائيُّ: سمعتهم يَقُولُونَ هُوَ رجل لَا حُولَةَ لَهُ يُريدون لَا حِيلَة لَهُ وَأنْشد: لَهُ حُولَةٌ فِي مَحل أَمْرٍ أَرَاغَهُ يُقَضي بِها الأَمْرَ الَّذِي كادَ صاحِبُه وَقَالَ الفرّاء: سَمِعت أَنا إِنَّه لشديد الحيْل. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: مَا لَهُ لَا شَدَّ اللَّهُ حيْلَه يُرِيدُونَ حِيلَتَه وقوّته. أَبُو زيد: فلَان على حَوَلِ فلَان إِذا كَانَ مثلَه فِي السن أَو وُلِدَ على إثره. قَالَ: وَسمعت أَعْرَابِيًا يَقُول جمل حَوْلِيٌّ إِذا أَتَى عَلَيْهِ حَوْلٌ وجمال حَوَالِيُّ بِغَيْر تَنْوِين وحواليَّة ومُهْرٌ حَوْلِيٌّ ومِهارة حَوْليَّات أَتَى عَلَيْهَا حول. المنذريُّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: بَنو مُحوّلة هم بَنو عبد الله بن غطفانَ، وَكَانَ اسمهُ عبدَ العُزَّى، فسمّاه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عبدَ الله فسمُّوا بني مُحَوَّلة. قَالَ وَالْعرب تَقول: مِنَ الْحِيلَة تَركُ الحِيلة، وَمن الحذر تَرك الحذر. وَقَالَ: مَا لَهُ حيلةٌ وَلَا حَوَلٌ وَلَا مَحَالةَ وَلَا حَويل وَلَا حِيلْ وَلَا حَيْلٌ وَقَالَ: الحيْل الْقُوَّة. لوح ليح: قَالَ اللَّيْث: اللَّوْحُ: اللَّوْحُ الْمَحْفُوظ، صفِيحَة من صَفَائِح الْخشب والكتِف إِذا كُتِبَ عَلَيْهِ سُمّي لَوْحاً، وألواحُ الْجَسَد عِظَامه مَا خَلا قصبَ الْيَدَيْنِ أَو الرجلَيْن، وَيُقَال بل الألواح من الْجَسَد كلُّ عَظْمٍ فِيهِ عِرَضٌ واللَّوحُ العطشُ وَقَالَهُ أَبُو زيدٍ، وَقد لاَحَ يَلُوحُ إِذا عطِش. وَقَالَ الليثُ: لاحَهُ العطَشُ ولوَّحه إِذا غيَّره، والْتَاحَ الرجلُ إِذا عطِش. ولاحه البَرْدُ ولاحَه السُّقْمُ والحُزْن، وَأنْشد غَيره: وَلم يَلُحْها حَزَنٌ على ابنِمٍ وَلَا أَبٍ وَلَا أخٍ فَتَسْهُمِ

واللَّوح: النظْرَةُ كاللمحة، تَقول: لُحْتُهُ بِبَصرِي إِذا رأيتَه لَوْحَةً ثمَّ خَفِي عَلَيْك. وَأنْشد: وَهل تَنْفَعني لَوْحَةٌ لَوْ أَلُوحُها وَيُقَال للشَّيْء إِذا تلأْلأَ: لاحَ يَلُوح لَوْحاً ولُوحاً، والشيب يَلُوح، وَأنْشد للأعشى: فَلَئِنْ لاَحَ فِي الذُّؤَابَةِ شَيْبٌ بالبَكْرِ وأَنْكَرَتْنِي الغَوَانِي قَالَ واللُّوحُ الْهَوَاء، وَأنْشد: يَنْصَبُّ فِي اللُّوحِ فَمَا يَفُوتُ قَالَ وَيُقَال أَلاَحَ البرقُ فَهُوَ مُلِحٌ وَأنْشد: رأيتُ وأَهْلِي بِوَادِي الرَّجِيع مِنْ نحوِ قَيْلَةَ بَرْقاً مُلِيحاً قَالَ: وكلُّ من لَمعَ بِشَيْء فقد أَلاَح ولَوّح بِهِ. الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت: يُقَال أَلاَحَ من ذلكَ الأمْرِ إِذا أشْفَق مِنْهُ يُليحُ إلاحة، قَالَ وأنشدنا أَبُو عَمْرو: إِنَّ دُلَيْماً قد أَلاحَ بِعَشِي وَقَالَ أَنْزِلْنِي فَلَا إِيضَاعَ بِي وَأنْشد: يُلِحْنَ من ذِي زَجَلٍ شِرْواط مُحْتَجِز بخَلَق شِمْطَاط قَالَ وَيُقَال: أَلاَحَ بحقّي إِذا ذهب بِهِ. وَيُقَال: لاَحَ السيفُ والبَرْقُ يلوح لَوْحاً. أَبُو عبيد لاَح الرجلُ وأَلاحَ فَهُوَ لاَئِح ومُلِيحٌ أَي بَرَزَ وظَهَرَ. وَقَالَ الزّجّاجُ فِي قَول اللَّهِ جلّ وعزّ: {ُِتَذَرُ لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ} (المدَّثر: 29) أَي تُحْرِقُ الجلْدَ حَتَّى تسوده، يُقَال لاَحه ولَوَّحَه. الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت قَالَ سَمِعت ابْن الأَعرابي يَقُول: أَبيض لِيَاحٌ ولَيَاحٌ وأبيض يَقَقٌ ويَلَقٌ. قَالَ: ولُحْتُ إِلَى كَذَا أَلُوحُ إِذا نظرتَ إِلَى نَارٍ بعيدَة، قَالَ الْأَعْشَى: لَعَمْرِي لقد لاحَتْ عُيونٌ كثيرةٌ إِلَى ضَوْءِ نارٍ فِي يَفَاعٍ تَحَرَّقُ أَي نَظَرَتْ. وَكَانَ لِحَمْزَة بن عبد الْمطلب سيف يُقَال لَهُ لِيَاحٌ. وَمِنْه قَول: قد ذاقَ عُثمانُ يومَ الجَر من أحدٍ وَقْعَ الَّلياحِ فَأَوْدَى وَهُوَ مَذْمُومُ وَقَالَ اللَّيْث: اللَّياح الثور الوحْشِيُّ. والصبحُ يُقَال لَهُ لِيَاحٌ. ابْن السّكيت يُقَال لَاحَ سُهَيْل إِذا بدا وألاح إِذا تلألأ. وَقَالَ الليثُ المِلْوَاحُ الضامِرُ وَأنْشد: من كل شَقَاءِ النَّسا مِلْوَاحِ قَالَ: والمِلْوَاحُ العَطْشانُ، والمِلوَاحُ أَن تَعْمِد إِلَى بُومة فتخيطَ عينَها وتشدَّ فِي رِجْلها صوفَةً سوداءَ وتجعلَ لَهُ مَرْبأة ويَرْتَبِىءُ الصَّائِد فِي القُتْرَة ويطيّرها سَاعَة بعد سَاعَة، فَإِذا رَآهَا الصقرُ أَو البازِي سَقَط عَلَيْهَا فأخَذَهُ الصيَّادُ. فالبومَةُ وَمَا يَليهَا يُسمى مِلْوَاحاً. غَيره: بَعِيرٌ مِلْوَاحٌ عَظِيم الألْوَاحِ، وَرجل مِلْوَاحٌ كَذَلِك، وامرأةٌ مِلْوَاحٌ ودابَّةٌ مِلْوَاحٌ إِذا كَانَ سريعَ الضُّمْرِ. أَبُو عُبَيْدٍ: لاحَ البَرْقُ أَولاَحَ إِذا أَوْمَضَ. قَالَ والمِلوَاحُ من الدوابّ السَّرِيع العطَش. وَقَالَ شَمِر وَأَبُو الْهَيْثَم: هُوَ الجيّدُ الألْواح الْعظِيمُها، وَقيل: ألْواحُه ذِرَاعَاه وساقَاهُ وعَضُدَاه.

باب الحاء والنون

وَحل: اللَّيْث: الوَحَلُ طينٌ يرتطم فِيهِ الدَّوَابّ يُقَال: وحِلَ فِيهِ يَوحَل وحَلاً فَهُوَ وحِلٌ إِذا وَقع فِي الوحَل والجميع الأوْحَالُ والوُحُول، قد استَوْحَلَ الْمَكَان. ولح: اللَّيْث: الوَلِيحَةُ الضَّخْمُ من الجُوَالِق الوَاسِع، والجميع الوَلِيحُ. وَقَالَ أَبُو عبيد: الولِيح الجُوالق وَهُوَ واحدٌ، والولائح الجَوالق، وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: يُضِيءُ رَبَاباً كَدُهْمِ المخا ضِ جُللْنَ فوقَ الوَلايا الوَلِيحَا (بَاب الحَاء وَالنُّون) (ح ن (وايء)) حنا، حنأ، حَان، نحا، ناح، أنح، أحن، وحن، نيح: مستعملات. حنا: قَالَ اللَّيْث: الحِنْوُ كل شيءٍ فِيهِ اعْوِجَاجٌ، والجميع الأَحْنَاءُ. تَقول: حِنْو الحِجَاجِ، وحنْوُ الأضْلاعِ، وَكَذَلِكَ فِي الإكاف والقَتَب والسَّرْجِ والجبالِ والأوْدِيةِ كلُّ منعرَجٍ، واعْوِجاجٍ فَهُوَ حِنْوٌ. وحَنْوتُ الشيءَ حَنْواً وحَنْياً، إِذا عطفْتَه. والانحِنَاء الْفِعْل اللازمُ، وَكَذَلِكَ التحنّي والمحْنِيَةُ مُنْحَنَى الْوَادي حَيْثُ ينْعَرِج منخفضاً عَن السَّنَد. وَقَالَ فِي رجل فِي ظَهره انحناء: إِن فِيهِ لَحِنَايَةً يهوديَّةً. وَقَالَ شمر: الحِنْوُ والحِجَاجُ العظْمُ الَّذِي تَحت الْحَاجِب من الْإِنْسَان وَأنْشد لجرير: وجُوهُ مُجاشِعٍ تَرَكُوا لَقِيطاً وَقَالُوا حِنْوَ عَيْنِكَ والغُرَابا يُرِيد قَالُوا لَهُ: احذرْ حِنْو عَيْنِك لَا ينقرهُ الغُرَابُ وَهَذَا تهكُّمٌ. والمَحْنِية العُلْبَةُ، وَقيل: أحناءُ الأمورِ أطرافُها وَنَواحيها، وحِنْو الْعين طَرَفُها، وَقَالَ الْكُمَيْت: وآلُوا الأُمورَ وأَحْنَاءَها فَلم يُبْهِلُوها وَلم يُهْمِلوا أَي ساسوها وَلم يضيعوها. والحَنِيَّة الْقوس، وَجَمعهَا حَنَايَا والحُنِيُّ جمع الحِنْو، وأحنَاءُ الْأُمُور مُشْتَبهاتُها، وَقَالَ النَّابِغَة: يُقَسمُ أَحْناءَ الأُمورِ فَهارِبٌ شَاصٍ عَن الحرْب العَوَانِ وَدَائِنُ والأُمُّ البَرَّة حانِيَةٌ، وَقد حنت على وَلَدِهَا تَحْنُو. أَبُو عُبَيْدٍ عَن أبي زيد: يُقَال للْمَرْأَة الَّتِي تُقِيمُ على وَلَدِها وَلَا تتزوَّج: قد حنَتْ عَلَيْهِم تحنُو فَهِيَ حانِيَةٌ وَإِن تزوَّجَت بعده فَلَيْسَتْ بِحَانية. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: إِنِّي وسفعَاءَ الخدَّين الحانيةَ على وَلَدهَا يومَ الْقِيَامَة كهاتين، وَأَشَارَ بالوسطى والمسبحة. وَقَالَ اللَّيْث: إِذا أمكنت الشاةُ الكبشَ يُقَال حَنَتْ فَهِيَ حانِيَةٌ، وَذَلِكَ من شدّة صِرَافها. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: إِذا أَرادت الشاةُ الفحلَ، فَهِيَ حَانٍ بِغَيْر هَاء، وَقد حنَتْ تحنو. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: تحنَّنْتُ عَلَيْهِ أَي رقَقْتُ لَهُ وَرَحمته. وتحنّيْتُ أَي عطفت وَفِي الحَدِيث: (خيرُ نساءٍ ركبن الإبِلَ صَالِحُ نِسَاءِ قُرَيْش، أَحْنَاهُ على وَلدٍ فِي صغره، وأرعَاه على زَوْج فِي ذاتِ يَده) .

وَقَالَ اللَّيْث: الحَانِي صاحبُ الْحَانُوت. قلت: وَالتَّاء فِي الْحَانُوت زائِدَةٌ، وَيُقَال حانَةٌ وحانُوتٌ، وصاحبها حَانٍ. قَالَ الدينَوَرِي: ينْسب إِلَى الْحَانُوت حَانِيّ وحانَوِيّ وَلَا يُقَال حانُوتِي. وَأنْشد الْفراء: وكيفَ لنا بالشُّرْبِ إِنْ لم يكن لنا دَوَانِيقُ عِنْد الحَانَوِي وَلَا نَقْدُ وحِنْوُ الْعين طرفها، وَقَالَ جرير: وَقَالُوا حِنْوَ عَيْنِكَ والغُرَابا قلت: حِنو الْعين حجاجُها لَا طرفها، سمّي حِنْواً لانحنائه. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: أَحْنَى على قرَابَته، وحنَى وحنَّى ورَئم. وَمن مَهْمُوز هَذَا الْبَاب: حنأ: قَالَ اللَّيْث: حنَّأتُه إِذا خضبتُه بالحِنَّاء. وَقَالَ أَبُو زيد: حنَأْتُه بالحِنَّاء تَحْنِئَةً وتحنيئاً. وَقَالَ اللحيانيُّ: أخضرُ ناضرٌ وباقلٌ وحانِىءٌ والحِنَّاءَتَانِ رملتانِ فِي ديار تمِيمٍ. قلت: وَرَأَيْت فِي دِيَارهمْ ركِيّة تُدعى الحِنَّأَة، وَقد وردتها وَفِي مَائِهَا صُفْرَةٌ. نحا: قَالَ اللَّيْث: النَّحْوُ القَصْدُ نَحْوَ الشَّيْء، نحوْتُ نَحْوَ فلَان أَي قصدْتُ قصْدَه. قَالَ: وبَلَغَنَا أَنّ أَبَا الْأسود وضع وُجُوهَ العربيَّةِ وَقَالَ للنَّاس: انْحُوا نَحْوَه فَسُمي نَحْواً، وَيجمع النَّحْوُ أَنْحَاءً. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن الحرانيّ عَن ابْن السّكيت قَالَ: نحَا نَحْوَه يَنْحُوه إِذا قصَدَه، ونحا الشيءَ يَنْحَاهُ ويَنْحُوه إِذا حرَّفه، وَمِنْه سمّي النحويّ لِأَنَّهُ يحرفُ الْكَلَام إِلَى وُجُوه الْإِعْرَاب. قَالَ: وأَنْحَى عَلَيْهِ وانْتَحى عَلَيْهِ إِذا اعْتمد عَلَيْهِ. وَقَالَ شمر: انْتَحَى لي ذَلِك الشيءُ إِذا اعْترض لَهُ وَاعْتَمدهُ، وَأنْشد للأخطل: وأَهْجُرُك هِجْرَاناً جميلاً ويَنْتَحِي لَنَا من لَيالِينا العَوَارِمِ أَوَّلُ قَالَ ابنُ الأعرابيّ: يَنْتَحِي لنا أَي يعودُ لنا، والعوارِم القِبَاحُ. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال نحَّيْتُ فلَانا فتنَحَّى، وَفِي لُغَة نَحَيْتُه، وَأَنا أَنْحَاهُ نَحْياً، بِمَعْنَاهُ، وَأنْشد: أَلاَ أَيُّهذَا الباخِعُ الوَجْدِ نَفْسَه لِشَيءٍ نَحَتْهُ عَنْ يَدَيْهِ المَقَادِرُ نحَتْهُ أَي باعدته، والنَّاحِيَةُ من كل شَيْء جَانِبه. وَثَبت عَن أهل يُونَان فِيمَا يذكر المُتَرْجِمُون العارِفُون بلسانهم ولغتِهم أَنَّهُم يسمون عِلْم الألفاظِ والعناية بالبحث عَنهُ؛ فَيَقُولُونَ كانَ فُلانٌ من النحويّين، وَلذَلِك سميّ يوحنا الإسكندرانيُّ يحيى النحويَّ للَّذي كَانَ حَصَلَ لَهُ من الْمعرفَة بلغَة اليُونَانِ. ابْن بُزُرْج: نَحَوْتُ الشَّيْء أَنْحُوه وأَنْحَاه قصدْتُه ونَحَيْتُ عنّي الشَّيْء ونَحَوْتَه إِذا نحَّيْته وَأنْشد: فَلم يبقَ إِلَّا أَنْ تَرَى فِي مَحَلةٍ رَماداً نَحَتْ عَنهُ السُّيولَ جَنَادِلُهْ أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: النُّحوَاءُ التمطّي. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأَعرابي أَنه أنْشدهُ:

وَفِي أَيْمَانِهِم بِيْضٌ رِقَاقٌ كَبَاقِي السَّيْلِ أَصْبَحَ فِي المَنَاحِي قَالَ المَنْحَاةُ: مسيل الماءِ إِذا كَانَ مُلْتَوِياً. وَقَالَ أَبُو عبيد قَالَ أَبُو عَمْرو: المَنْحَاةُ مَا بَين البِئْرِ إِلَى مُنْتَهى السانِيَةِ. قَالَ الأزهريّ: المَنْحَاةُ مُنْتَهى مَذْهَبِ السَّانِيَة، وَرُبَّمَا وُضِعَ عِنْده حَجَرٌ ليعلم قَائِد السانية أَنه الْمُنْتَهى فيتيسَّر مُنْعَطفاً لِأَنَّهُ إِن جاوزَه تَقَطّع الغَرْبُ وأَدَاته. وَقَالَ اللَّيْث: النحْيُ جَرَّةٌ يُجعل فِيهَا اللَّبَنُ ليُمْخَضَ، وَالْفِعْل مِنْهُ نَحَى اللَّبَنَ يَنْحَاهُ وتَنَحَّاه أَي تمَخَّضه وَأنْشد: فِي قَعْرِ نحْيٍ أستَثيرُ حُمّهْ قَالَ: وَجمع النَّحْيِ أنحاءٌ. قلت: والنحْيُ عِنْد الْعَرَب الزقُّ الَّذِي يُجْعَل فِيهِ السَّمْن خاصّة. وَهَكَذَا قَالَ الأصمعيّ وَغَيره، وَمِنْه قِصَّةُ ذاتِ النحْيَين، وَالْعرب تضرب بهَا المثَلَ، فتقولُ: أَشْغَلُ مِنْ ذَات النَحْيَيْنِ. وَقَالَ ابْن السّكيت: هِيَ امْرَأَةٌ من تَيْمِ الله بن ثَعْلَبة، وَكَانَت تبيع السَّمْنَ فِي الْجَاهِلِيَّة فَأَتَاهَا خَوَّات بن جُبَير يبْتَاع مِنْهَا سَمْناً فساومَها فحلّت نِحْياً ثمَّ آخر فلَم يَرْضَ وأَعْجَلَهَا عَن شدّها نِحْيَيْها وساوَرَها فَقضى حَاجته مِنْهَا، ثمَّ هرب، وَقَالَ: وَذَاتِ عِيَالٍ واثِقِينَ بِعَقْلِها خَلَجْتُ لَهَا جارَ اسْتِها خَلَجاتِ وشَدَّتْ يَدَيْهَا إِذْ أَرَدْت خِلاَطَها بِنِحْيَيْنِ من سَمْنٍ ذَوَيْ عُجُرَاتِ قلت: وَالْعرب لَا تعرف النحْيَ غيرَ الزق، وَالَّذِي قَالَه اللَّيْث أَنه الجَرَّةُ يُمخض اللَّبَنُ فِيهَا بَاطِلٌ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ أَنْحَى ونَحَا وانْتَحَى اعْتمد على الشّيْءِ. وَيُقَال: انْتَحَى لَهُ بِسَهْمٍ وأنْحَى عَلَيْهِ بشَفْرَتِه ونَحَا لَهُ بِسَهْمٍ، ويقالُ فلَان نَحِيَّةُ القَوَارِع إِذا كَانَت الشدائدُ تَنْتَحِيه وَأنْشد: نَحِيَّةُ أَحْزَانٍ جَرَتْ مِنْ جُفُونِهِ نضَاضَةُ دَمْعٍ مِثْلِ مَا دَمَع الوَشَلْ نُضَاضَةُ دَمْع بقيّة الدُّمُوع، وبقيّةُ كل شَيْء نُضَاضَتُه. وَيُقَال: استَخَذَ فُلانٌ فلَانا أُنْحِيَّةً أَي انْتَحى عَلَيْهِ حَتَّى أَهْلَكَ مالَه أَو ضَرَّه، أَو جعل بِهِ شَرّاً. وَأنْشد: إنّي إِذا مَا القومُ كَانُوا أُنْحِيَةً أَي انتحوْا على عملٍ يَعْمَلُونَهُ. قَالَ ذَلِك شَمِرٌ فِيمَا قرأْتُ بخطّه. وَقَالَ اللَّيْث: كل من جَدّ فِي أَمْرٍ فقد انْتَحَى فِيهِ كالفرس يَنْتَحِي فِي عِدْوِه. وَقَالَ اللحْيَانِيُّ: يُقَال للرجل إِذا مَال على أحَدِ شِقّيه أَو انحنى فِي قوسه قد نَحَى وانتحى واجْتَنَح وجَنَح، وُضِعَا بِمَعْنى وَاحِد وَيُقَال تنحى لَهُ بِمَعْنى نَحا لَه، وانْتَحى لَهُ، وَأنْشد: تَنَحَّى لَهُ عَمْروٌ فَشَكَّ ضُلُوعَه بِمُدْرَنْفقِ الخَلْجَاءِ والنَّقْعُ سَاطِعُ وَفِي حَدِيث ابْن عمر: أَنَّه رأى رَجُلاً ينْتَحِي فِي سُجُوده فَقَالَ لَا تَشِينَنّ صُورَتك.

قَالَ شَمِرٌ: الانْتِحاءُ فِي السُّجُود الاعتمادُ على الْجَبْهَة والأنفِ حَتَّى يُؤثر فيهمَا. وَقَالَ الأصمعيّ: الانْتِحَاء فِي السّير الِاعْتِمَاد على الْجَانِب الْأَيْسَر ثمَّ صَار الِاعْتِمَاد فِي كل وَجه. قَالَ رؤبة: مُنْتَحِياً مِنْ نَحْوِهِ على وَفَقْ حَان: قَالَ اللَّيْث: الحَيْنُ الْهَلَاك، يُقَال: حَان يَحِينُ حَيْناً، وكل شيءٍ لم يُوَفَّقْ للرشاد فقد حَان حيْناً. وَيُقَال: حَيَّنَه الله فتحيّن، قَالَ: والحَائِنَةُ النَّازِلَةُ ذَات الحَيْن، والجميع الحوائن وَقَالَ النَّابِغَة: بِتَبْلٍ غَيْرِ مُطَّلَبٍ لَدَيْها ولكنَّ الحَوَائِنَ قَدْ تَحِينُ والحينُ وقْتٌ من الزَّمَان، يُقَال: حانَ أَن يكونَ ذَاك، وَهُوَ يَحينُ، وَيجمع الأحْيَانَ ثمَّ تجمع الأَحيانُ أحايِينَ. قَالَ: وحيَّنْتُ الشيءَ جعلتُ لَهُ حِيناً، قَالَ فَإِذا باعدوا بَين الْوَقْت باعدُوا بإذٍ فَقَالُوا حِينَئذٍ، خفَّفوا هَمْزَةَ إِذٍ فأبدلوها يَاء فكتبوه بِالْيَاءِ. قَالَ: والحين يَومُ الْقِيَامَة. وَقَول الله جلّ وعزّ: {تُؤْتِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ} (إِبْرَاهِيم: 25) . قَالَ الزّجاج: اختلفَ العلماءُ فِي تفسيرِ الحِين، فَقَالَ بَعضهم: كُلَّ سنة، وَقَالَ قوم: سِتَّة أشْهُرٍ، وَقَالَ قوم: غدْوَة وَعَشِيَّة، وَقَالَ آخَرُونَ: الحِينُ شهْرانِ، قَالَ: وجميعُ من شَاهَدْنَاهُ من أَهْلِ اللُّغة يذهبُ إِلَى أَنَّ الْحِين اسمٌ كالوقت يصلح لجَمِيع الأَزْمانِ كُلها، طالَتْ أَو قَصُرَت. قَالَ: وَالْمعْنَى فِي قَوْله: {تُؤْتِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ} أَنه يُنتفعُ بهَا فِي كُل وقْتٍ لَا يَنْقَطِع نَفَعُها الْبَتَّةَ، قَالَ: وَالدَّلِيل على أَن الْحِين بِمَنْزِلَة الْوَقْتِ قولُ النَّابِغَة وأنشده الْأَصْمَعِي: تَنَاذَرَها الرَّاقُونَ مِنْ سُوءِ سُمها تُطَلقُه حِيناً وحِيناً تُراجِعُ الْمَعْنى أَن السُّمَّ يَخِفُّ ألمه وقتا وَيعود وقتا، وَقَول الله جلّ وعزَّ: {ُِلِّلْعَالَمِينَ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينِ} (ص: 88) أَي بعد قيام الْقِيَامَة. أَبُو عُبيدٍ عَن الأصمعيّ: التَّحْيِينُ أَن تُحْلَبَ الناقةُ فِي اليَوْمِ والليلةِ مرّةً وَاحِدَة قَالَ: والتوجيبُ مِثْلُه، وَقَالَ المخبَّل يصف إبِلا: إِذا أُفِنَتْ أَرْوَى عِيالَكَ أَفْنُها وإِنْ حُينَتْ أَرْبَى على الوَطْبِ حَيْنُها ونحوَ ذَلِك قَالَ اللَّيْث: وَهُوَ كلامُ الْعَرَب. وإبل مُحَيَّنة إذَا كَانَت لَا تُحْلَبُ فِي الْيَوْم واللَّيلة إِلَّا مرّة وَاحِدَة، وَلَا يكون ذَلِك إِلَّا بعد مَا تَشُولُ، ويقلُّ أَلْبَانُها. ابْن السكّيت عَن الفَرَّاء: هُوَ يَأْكُل الحِينَةَ، والحَيْنَة: أَي وَجْبَةٌ فِي الْيَوْم لأهل الْحجاز يَعْنِي الفتَح. وَيُقَال: حَان حِينهُ، وللنَّفْس قد حَان حِينُها إِذا هَلَكت، وَيُقَال تحيَّنْتُ رُؤيَةَ فلانٍ أَي تنظَّرْتُه. وَقَالَ أَبُو عَمْرو أَحْيَنَت الْإِبِل إِذا حَان لهَا أَن تُحْلَبَ أَو يُعكم عَلَيْهَا. وأَحْيَنَ القومُ، وَأنْشد: كيفَ تنامُ بعدَ مَا أَحْيَنَّا نوح: قَالَ اللَّيْث: النّوْحُ مصدر ناح يَنُوح نَوْحاً، وَيُقَال نائحةٌ ذَات نِيَاحَةٍ ونَوَّاحةٌ ذَات مناحة، والمَنَاحَةُ أَيْضا الاسمُ،

باب الحاء والفاء

وَتجمع على المناحات والمناوح والنوائح اسْم يَقع على النّساء يجتمِعْن فِي مناحة وتجتمع على الأنواح قَالَ لبيد: قُوما تجوبانِ مَعَ الأَنْوَاحِ والنَّوَح: نَوْحُ الْحَمَامَة قَالَ: والرّياح إِذا اشْتَدَّ هُبُوبها يُقَال قد تناوحت، وَمِنْه قَول لبيد يمدح قومه: وَيُكَللُونَ إِذا الرياحُ تَنَاوَحَتْ خُلُجاً تُمَدُّ شَوَارِعاً أَيْتَامُها قلت: والرياحُ النُّكْبُ فِي الشتَاء هِيَ المُتنَاوحة، وَذَلِكَ أَنَّهَا لَا تهُبّ من جِهَةٍ واحدةٍ وَلكنهَا تَهُبُّ من جِهَات مُخْتَلِفة وَسميت متناوحة لمقابلة بَعْضهَا بَعْضًا، وَذَلِكَ فِي السَّنة الجدبة وقلّة الأَنْدية، ويُبْس الْهَوَاء وَشدَّة البرْد. والنوائح من النِّسَاء سمين نوائِحَ لمقابلة بَعضهنَّ بَعْضًا إِذا نُحْنَ، وَقَالَ الكسائيّ فِي قَول الشَّاعِر: لقد صَبَرَتْ حَنِيفَةُ صَبْرَ قَوْمٍ كِرَامٍ تحتَ أَظْلاَلِ النَّوَاحِي أَراد النَّوائح فَقلب وَعنى بهَا الراياتِ المتقابلات فِي الحَرْبِ. قَالَ: وَيُقَال هما جَبَلاَنِ يَتَنَاوَحان، وشجرتان تتَنَاوحان إِذا كَانَتَا متقابِلَتين، وَأنْشد غَيره: كأنكَ سكرانٌ يَمِيلُ برأسِهِ مُجَاجَةُ زِقَ، شَرْبُها مُتَنَاوِحُ أَي يُقَابِلُ بعضُهم بَعْضاً عِنْد شرْبِها، وَقيل أَرَادَ بقوله تَحت أظلال النواحي السيوفَ. أنح: قَالَ اللَّيْث: أَنَحَ يَأْنِحُ أَنِيحاً إِذا تأذّى من مَرَضٍ أَوْ بُهْرٍ يتَنَحْنَحُ فَلَا يَئِنُّ. وَفرس أَنُوحٌ إِذا جرى فزفر وَقَالَ العجَّاج: جِرْيَةَ لاَ كَابٍ وَلَا أَنُوحِ والأَنُوح مثل النَّحيطِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ صَوت مَعَ تَنَحْنُح. ورجلٌ أَنُوحٌ كثير التنحنح. وَقد أَنَحَ يَأنِحُ. قَالَه أَبُو عبيد. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الأنِحُ الَّذِي إِذا سُئِل الشيءَ يُنَحْنِحُ، وَذَلِكَ من البُخْلِ، يُقَال مِنْهُ: أَنَح يَأْنِحُ. نيح: قَالَ اللَّيْث: النَّيْحُ اشتداد العظْمِ بعد رطُوبته من الْكَبِير وَالصَّغِير. نَاحَ يَنِيحُ نَيْحاً وَإنَّهُ لعظم نيّحٌ شديدٌ، ونَيَّح اللَّهُ عَظْمَهُ يدْعُو لَهُ. أحن: أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الإحْنَةُ الحقدُ فِي الصَّدْرِ، وَقد أحِنْتُ عَلَيْهِ آحَنُ أَحَناً وآحَنْتُه مُؤاحَنَةً من الإحْنَةِ. وَقَالَ اللَّيْث نحوَه. قَالَ: وَرُبمَا قَالُوا: حِنَةٌ. قلتُ حِنَةٌ لَيْسَ من كَلَام الْعَرَب وَأنكر الأصمعيُّ والفرّاءُ وَغَيرهمَا حِنَةٌ وَقَالا الصَّوَاب إِحْنَةٌ وَجَمعهَا إِحَنٌ. وَقَالَ أَبُو تُرَاب أَحِنَ عَلَيْهِ وَوَحِن من الإحْنَة. وحن: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الاعرابيّ أَنه قَالَ التوحُّن عِظَمُ البَطْنِ قَالُوا والوَحْنَةُ الطين المزلّق قَالَ والتوحّن الذُّلّ والهلاك. والنوْحَةُ الْقُوَّة، قلت وَهِي النيْحَةُ أَيْضا. (بَاب الْحَاء وَالْفَاء) (ح ف (وايء)) حفا، حاف، فحا، فاح، وحف. حفا: قَالَ ابْن المظفر: الحِفْوَةُ والحَفَا مصدرُ الحَافي، يُقَال حَفِيَ يَحْفي إِذا كَانَ بِغَيْر

خُفَ وَلَا نعلٍ، وَإِذا انسحجت الْقدَم أَو فِرْسَنُ البعيرِ أَو الحافرُ من الْمَشْي حَتَّى رقَّت قيل حَفِيَ يَحْفَى فَهُوَ حفٍ وَأنْشد: وَهْوَ مِنَ الأَيْنِ حَفٍ نَحِيتُ وأَحْفَى الرجلُ إِذا حَفِيَتْ دابَّتهُ. وَقَالَ الزّجّاج الحَفَا مقصورٌ أَن يكثُر عَلَيْهِ الْمَشْي حَتَّى يُؤلِمَه المشيُ. قَالَ: والحَفَاء ممدودٌ أَن يمشي الرجل بِغَيْر نعلٍ، حافٍ بيّن الحفاءِ ممدودٌ وحفٍ بيّن الْحَفَا مقصورٌ إِذا رقّ حافِرُه. ورُوِيَ عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه أَمر بإحفاء الشَّوارب وإِعْفَاءِ اللحَى. قَالَ أَبُو عبيد قَالَ الأصمعيُّ: أَحْفَى شَاربَه ورَأْسَه إِذا ألزق جَزّه. قَالَ. وَيُقَال: فِي قَول فلَان إحْفَاءٌ وَذَلِكَ إِذا أَلْزَق بك مَا تَكْرَهُ وأَلَحّ فِي مساءَتِك كَمَا يُحَفَّى الشيءُ أَي ينتقص. وَقَالَ الْحَارِث بن حِلّزة: إنَّ إِخْوَاننَا الأَرَاقِمَ يَعْلُونَ علينا، فِي قِيْلِهِمْ إحفَاءُ أَي يقعون فِينَا. وَقَالَ اللَّيْث: أحفى فلانٌ فلَانا إِذا برَّح بِهِ فِي الإلحاف عَلَيْهِ أَو مُسَاءلة فَأكْثر عَلَيْهِ فِي الطّلب. قلت: الإحفاءُ فِي المسألَةِ مثلُ الإلحاف سَوَاء وَهُوَ الإلحاح. وَقَالَ الْفراء: {أَمْوَالَكُمْ ؤإِن يَسْئَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُواْ وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ} (محَمَّد: 37) أَي يُجهدْكم، وأَحَفَيْتُ الرجلَ إِذا أجهدْته وَكَذَلِكَ قَالَ الزّجاج. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله {يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِىٌّ عَنْهَا} (الأعرَاف: 187) فِيهِ تَقْدِيم وَتَأْخِير مَعْنَاهُ يَسْأَلُونَك عَنْهَا كأنّك حَفِيٌّ بهَا. قَالَ وَيُقَال فِي التَّفْسِير كَأَنَّك حفِيّ كأنَّكَ عَالمٌ بهَا، مَعْنَاهُ حافٍ عالِمٌ. وَيُقَال تحافَيْنَا إِلَى السُّلْطَان فرفَعَنا إِلَى القَاضِي، قَالَ: وَالْقَاضِي يُسمى الحَافِيَ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: الْمَعْنى يَسْأَلُونَك عَن أَمْرِ الْقِيَامَة كَأَنَّك فَرِحٌ بِسُؤالهم، يُقَال قد تحفّيْتُ بفلان فِي المسألَةِ إِذا سَأَلت بِهِ سؤالاً أظْهَرْت فِيهِ المحبَّة والبِرَّ، قَالَ: وَقيل {كَأَنَّكَ حَفِىٌّ عَنْهَا} كَأَنَّك أكثرْتَ الْمَسْأَلَة عَنْهَا. وأمَّا قَوْله جلّ وعزّ: {إِنَّهُ كَانَ بِى حَفِيّاً} (مريَم: 47) فَإِن الفرّاء قَالَ مَعْنَاهُ كَانَ بِي عَالِما لَطيفاً يُجيب دُعَائي إِذا دعوْتُه. قَالَ أَبُو بكر: يُقَال تحفى فلانٌ بفلانٍ مَعْنَاهُ أنَّه أظهر الْعِنَايَة فِي سُؤاله إيّاه، يُقَال: فلانٌ بِهِ حَفِيٌّ إِذا كَانَ معنِيَّاً، وَأنْشد: فَإنْ تَسْأَلِي عَنّي فَيَارُبَّ سائِلٍ حَفِيَ عَن الأعْشى بهِ حيثُ أَصْعَدَا مَعْنَاهُ مَعْنِيٌّ بالأعْشى وبالسؤال عَنهُ، وَقَالَ فِي قَوْله: {يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِىٌّ عَنْهَا} مَعْنَاهُ كأَنَّك مَعْنِيٌّ بهَا، وَيُقَال: الْمَعْنى يَسْأَلُونَك كأنَّك سائِلٌ عَنْهَا، قَالَ وَقَوله: {إِنَّهُ كَانَ بِى حَفِيّاً} مَعْنَاهُ كَانَ بِي مَعْنِيّاً. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: يُقَال لقِيت فُلاناً فَحَفِيَ بِي حَفَاوَةً. وتحفّى بِي تحفياً، وَيُقَال حَفِيَ اللَّهُ بك فِي معنى أكْرَمك اللَّهُ. والتَّحَفي الكلامُ واللقاءُ الْحسن. وحَفِيَ من نَعْله وخُفه حُفْوَةً وحِفْيَةً وحَفَاوَةً، وَمَشى حَتَّى

حَفِي حَفاً شَدِيدا، وأحفاه الله وتَوَجّى من الحَفَا وَوَجِي وَجىً شَدِيدا. وَقَالَ الزجَّاج فِي قَوْله: {إِنَّهُ كَانَ بِى حَفِيّاً} مَعْنَاهُ لطيفاً يُقَال: حَفِيَ فُلانٌ بفلانٍ حُفْوَة إِذا برّه وأَلْطَفَه. وَقَالَ اللَّيْث: الحَفِيُّ هُوَ اللَّطِيف بك يَبَرُّك ويُلطفك ويَحتفي بِكَ. وَقَالَ الأصمعيّ: حَفِيَ فُلانٌ بفلان يَحْفَى بِهِ حَفَاوَة إِذَا قَامَ فِي حاجَتِه وأَحْسَنَ مَثْوَاهُ. وَيُقَال: حَفَا فُلانٌ فُلاناً من كل خَيْر يَحْفوه إِذا مَنَعَه من كلّ خير. ثعلبٌ عَن ابْن الأعرابيّ: قَالَ الحَفْوُ: المَنْعُ، يُقَال أَتاني فَحَفَوْتُه أَي حرمتُه. وعطس رجل عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَوق ثَلَاث فَقَالَ لَهُ النَّبِي: حَفَوْتَ، يَقُول: منَعْتَنَا أَن نشمتَكَ بعد الثلاثِ. قَالَ: وَمن رَوَاهُ: حَقَوْت، فَمَعْنَاه شدّدت علينا الأمْرَ حَتَّى قطعْتنا مَأْخُوذ من الحِقْو لِأَنَّهُ يقطع الْبَطن ويشدّ الظّهْر. وَفِي حَدِيث الْمُضْطَر الَّذِي سَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَتى تحل لنا المَيْتة؟ فَقَالَ: مَا لم تَحْتَفِئُوا بهَا بَقْلاً فشأنَكم بهَا. قَالَ أَبُو عبيد قَالَ أَبُو عُبَيْدَة هُوَ من الحَفَأ مَهْمُوز مقصورٌ وَهُوَ أصل البَرْدِيّ الرطْب الأبيضِ مِنْهُ، وَهُوَ يُؤْكَل، فتأوَّله فِي قَوْله تحْتَفِئوا يَقُول: مَا لم تَقْتَلِعُوا هَذَا بعيْنه فتأكلوه. وَقَالَ اللَّيْث: الحَفَأُ: البرديّ الأخْضَرُ، مَا كَانَ فِي منبته كثيرا دائِماً، والواحدة حَفأَةٌ، وَأنْشد: أَو ناشِىء البَرْدِيّ تَحت الحَفا ترك فِيهِ الْهَمْز قَالَ واحتَفَأْتُ أَي قلعت قلت: وَهَذَا يقرب من قَول أبي عُبَيْدَة ويقوّيه قَالَ أَبُو سعيد فِي قَوْله أَو احْتَفِنُوا بَقْلاً فشأْنَكُم بهَا، صوابُه تَحْتَفُوا بتَخْفِيف الْفَاء، وكل شَيْء استُؤصل فقد احتُفِيَ، وَمِنْه إحفاءُ الشّعْر. قَالَ: واحتفى البقْلَ إِذا أَخَذَهُ من وجْه الأَرْض بأطراف أَصَابِعه من قِصَرِه وقِلَّته، قَالَ: وَمن قَالَ احْتَفِئُوا بِالْهَمْز من الحَفَأ البَرْدِيّ فَهُوَ بَاطِل لأنّ البَرْدِيّ لَيْسَ من البَقْل، والبُقُولُ مَا نَبَت من العُشْبِ على وَجه الأَرْضِ مِمَّا لَا عِرْق لَهُ قَالَ: وَلَا بَرْدِيّ فِي بِلَاد العَرَبِ، قَالَ والاجْتِفَاءُ أَيْضا فِي هَذَا الحَدِيث بَاطِل لِأَن الاجتفاء كبُّك الْآنِية إِذا جفأَته وَقَالَ خَالِد بن كُلْثوم: احتفى الْقَوْم المرعى إِذا رعَوه فَلم يتْركُوا مِنْهُ شَيْئا قَالَ وَفِي قَول الْكُمَيْت: وشُبه بالحفْوَةِ المُنْقَلُ أَن ينتقلَ القومُ من مَرْعىً احْتَفَوْه إِلَى مرعىً آخرَ. أَبو عبيد عَن الْأَصْمَعِي حَفَّيْتُ إِلَيْهِ فِي الْوَصِيَّة بَالَغْتُ قَالَ: تحفّيْتُ بِهِ تَحَفياً، وَهُوَ المُبَالَغَةُ فِي إكْرَامه. أَبُو زيد: حافَيْتُ الرجل محافاة إِذا نازعته الْكَلَام وماريتَه. والحفْوَةُ الحَفَا وَتَكون الحِفْوَة من الحافي الَّذِي لَا نعل لَهُ وَلَا خُفّ. وَمِنْه قَول الْكُمَيْت: وشُبه بالحِفْوَةِ المُنْقَلُ فحا: أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الفَحِيّةُ الحَسَاءُ، عَمْرو عَن أَبِيه هِيَ

الفَحْيَةُ، والفَأْرَةُ والفَئِيرَة والحرِيرَةُ لِلْحَسْوِ الرَّقِيق. وَقَالَ اللَّيْث: الفَحْوَى معنى مَا يُعْرَفُ من مذْهَبِ الْكَلَام، تَقول أعرف ذَلِك فِي فَحْوَى كلامِه وَإنَّهُ لَيُفَحي بِكَلَامِهِ إِلى كَذَا وَكَذَا. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب أنّه قَالَ: يُقَال فِي فَحْوَى كلامِه أَي مَعْنَاهُ وفَحْواءِ كَلَامه وفُحَوَاءِ كلامِه. قَالَ: وَكَأَنَّهُ من فَحَّيْتُ القِدْر إِذا ألقَيْتَ فِيهَا الأَفْحَاءَ وَهِي الأبْزَارَ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ وَاحِد الأفحاء فِحىً وفَحىً. وَقَالَ ابْن السّكيت: الفَحَى الأبزَارُ، وَجمعه الأفْحَاءُ وَالْبَاب كُله بِفَتْح أَوله مثل الحَشَا: الطرَف من الأطْراف والقفا والرَّحَى والوغَى والشَّوَى. فوح فيح: قَالَ اللَّيْث: الفَوْحُ وِجْدَانُكَ الريحَ الطيبَة، تَقول: فَاحَ المِسْكُ، وَهُوَ يَفُوح فَوْحاً وفُؤُوحاً. وَقَالَ الأصمعيّ: فاحَتْ ريحٌ طيبَة وفاخَت بِالْحَاء وَالْخَاء بِمَعْنى واحدٍ، وَكَذَلِكَ قَالَ اللحياني. وَقَالَ الفرَّاء فاحت رِيحه وفاخت فأَمَّا فاخت فَمَعْنَاه أَخَذَتْ بِنَفْسه، وفاحتْ دُونَ ذَلِك. وَقَالَ أَبُو زيد: الفَوْحُ من الرّيح والفَوْحُ إِذا كَانَ لَهَا صوتٌ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: فاح الطيبُ يفوح فَوْحاً إِذا تضوّع وانتشرتْ رِيحُه، وفاحت الشَّجَّةُ فَهِيَ تَفِيح فَيْحاً إِذا نَفَحَتْ بِالدَّمِ. وَقَالَ أَبُو زيد: فاحت القِدْرُ تَفيح فَيْحاً وفَيَحَاناً، وَلَا يُقَال فَاحَتْ رِيحٌ خبيثةٌ. إِنَّمَا يُقَال للطيبَةِ فَهِيَ تَفِيحُ. قَالَ: وفاحت القِدْرُ إِذا غَلَتْ وفاحَتْ ريحُ الْمسك فيحاً وفيحاناً وَقَالَ اللَّيْث الفيح سطوع الحَرّ وَفِي الحَدِيث: (شدَّة الحرّ من فَيْحِ جَهَنَّمَ) . وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال: أَرِقْ عَنْك من الظَّهِيرَة، وأهْرِقْ وأهرىء وأَبِخْ وبخبخ وأَفِح إِذا أمرْتَه بالإبرَاد، وَكَانَ يُقَال للغارة فِي الْجَاهِلِيَّة فِيحِي فَيَاحِ وَذَلِكَ إِذا دُفِعت الْخَيل المغيرةُ فاتّسعت. وَقَالَ شمر: فِيحِي: اتّسعي وَأنْشد قَول الشَّاعِر: شَدَدْنَا شدَّةً لَا عَيْبَ فِيها وقُلْنا بالضُّحى فِيحِي فَيَاحِ وَقَالَ اللَّيْث: الفيحُ والفيوحُ خِصْب الرّبيع فِي سَعَة الْبِلَاد وأَنشد: يَرْعى السحابَ العهدَ والفُيُوحَا قلت وَرَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي والفَتُوحا بِالتَّاءِ قَالَ والفَتْحُ والفَتُوح من الأمْطارِ، وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح. وَقد مرّ فِي الثلاثي الصَّحِيح. وَقَالَ اللَّيْث: الفيحُ مصدر الأفيح وَهُوَ كل مَوضِع وَاسع، تَقول رَوْضَة فَيْحَاءُ ومكَان

أَفْيَح وَقد فَاحَ يَفَاحُ فَيَحاً، وَقِيَاسه فَيحَ يَفْيَحُ. قلت: وَقَوْلهمْ للغارة: فِيحِي فَيَاحِ، الغارَةُ هِيَ الخيلُ المُغيرةُ تَصْبَحُ حيّاً نَازِلِينَ، فَإِذا أَغَارَتْ على ناحيةٍ من الحيّ تَحَرَّزَ عُظْمُ الْحَيّ ولجئوا إِلَى وَزَرٍ يعوذُون بِهِ، وَإِذا اتسعوا وانتشروا أحرَزُوا الحيّ أَجْمَع، وَمعنى فِيحِي أَي انتشري أَيَّتُها الخيلُ المُغِيرَةُ، وسمّاها فَيَاحِ لِأَنَّهَا جماعةٌ مُؤَنّثَة خرجت مَخْرَج قطامِ وحَذَامِ وكَسَابِ وَمَا أشبههَا. وناقةٌ فيَّاحةٌ إِذا كَانَت ضخمةَ الضّرع. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال لَو ملكت الدُّنْيَا لفيَّحْتُها فِي يومٍ وَاحِد أَي أنفقتها وفرّقتها. وَرجل فَيَّاحٌ نَفَّاحٌ: كثير العطايا. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أفاح الدماءَ أَي سَفَكَها، وفَاح الدمُ نفسُه، ونَحْوَ ذَلِك. قَالَ أَبُو زيد، وَأنْشد: إلاَّ دِيَاراً أَوْ دَماً مُفَاحاً شمر: كُلُّ شَيْء واسعٍ فَهُوَ أَفْيَحُ وفَيَاحٌ وفيَّاح. وَيُقَال فِي جمع الأَفْيَحِ فِيحٌ، وناقة فَيَّاحَةٌ ضخمةُ الضَّرْعِ غزيرة اللَّبن وَقَالَ: قد يمنح الفياحة الرفودا يحسبها حالبها صعُودًا حوف حيف: قَالَ اللَّيْث: الحَوْفُ الْقرْيَة فِي بعض اللُّغَات، وَجمعه الأحواف، قَالَ: والحَوْفُ بلغَة أَهْلِ الجَوْفِ وأَهْلِ الشحْر كالْهَوْدَجِ وَلَيْسَ بِهِ، تركَبُ بهِ المرأةُ البعيرَ. شمر: الحَوْفُ إزَارٌ من أَدَمٍ يلبَسُه الصّبيان، وَجمعه أَحْوَافٌ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: هُوَ الحَوْف فِي لُغَة أهْلِ الْحجاز، وَهُوَ الوَثْر وَهِي نُقْبَةٌ من أَدَمٍ تُقَدُّ سيوراً عَرْضُ السيْر أربعُ أَصَابِع تلْبَسُه الجاريةُ الصغيرةُ قبل إِدْرَاكهَا وَأنْشد: جَارِيَة ذَات هنٍ كالنَّوْفِ مُلَمْلَمٍ تَسْتُرُه بِحَوْفٍ يَا لَيْتَني أَشِيمُ فِيهِ عَوْفِي وَقَالَ اللَّيْث: الحافان عِرْقان أَخْضَرَان من تَحت اللِّسَان، وَالْوَاحد حَافٌ، خفيفٌ. قَالَ: وناحيةُ كل شَيْء حَافَتُه وَمِنْه حافَتَا الْوَادي، وتصغيره حُوَيْفَةٌ. وَقَالَ الْفراء: تحَوَّفْتُ الشيءَ أخذتُه من حَافَتِه قَالَ وتخوَّفْتُه بِالْخَاءِ بِمَعْنَاهُ. وَقَالَ غَيره: حِيفَةُ الشيءِ ناحِيتُه، وَقد تحيّفْتُ الشيءَ أخذتُه من نَواحيه. والحَيْفُ المَيْلُ فِي الحكم، يُقَال: حَاف يحِيف حَيْفاً. وَقَالَ بعض الْفُقَهَاء: يُرَدُّ من حَيْفِ النّاحل مَا يُرَدُّ من جَنَفِ المُوصِي، وحَيْفُ النَّاحل أَن يكون للرجل أولادٌ فَيُعطِي بَعْضًا دونَ بعض، وَقد أُمِرَ بِأَن يُسَوي بينَهُم، فَإِذا فضَّل بعضَهم فقد حَاف. وَجَاء بَشِيرٌ الأنصاريُّ بابْنِه النُّعْمانِ بْنِ بشير إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد نَحَلَه نَحْلاً وأرَادَ أَن يُشهِدَه عَلَيْهِ. فَقَالَ لَهُ: أَكُلَّ وَلدكَ قد نَحَلْتَ مثله؟ فَقَالَ لَا، فَقَالَ إِنِّي لَا أشْهَدُ على حَيْفٍ وتُحِبُّ أَن يكون أولادُك فِي بِرك سَوَاء فسو بينَهُم فِي العطاءِ، هَذَا حَيْفٌ.

باب الحاء والباء

وَقَالَ اللَّهُ جلّ وعزّ: {أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ} (النُّور: 50) أَي يجور. وحف: قَالَ اللَّيْث: الوَحْفُ: الشعَر الكثيرُ الأسودُ، وَمن النَّبَات الرَّيَّان. يُقَال وَحُف يَوْحُف وَحَافَةً ووُحوفَةً. شمر: قَالَ ابنُ شُمَيْل: قَالَ أَبُو خَيرة: الوحْفَةُ القَارَةُ مثل القُنَّة غبراءُ وحَمْرَاءُ تضرِبُ إِلَى السوَاد. قَالَ: والوِحَافُ جماعةٌ. وَقَالَ رؤبة: وعَهْدِ أطْلاَلٍ بِوادِي الرَّضْمِ غَيَّرَها بَيْنَ الوِحَافِ السُّحْمِ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الوِحَافُ مَا بَين الأرْضَيْنِ مَا وصل بعضُه بَعْضًا وَأنْشد للبيد: مِنْهَا وِحَافُ القَهْرِ أَو طِلْحَامُها قَالَ: والوَحْفَاءُ الحمراءُ من الأرضِ والمَسْحَاءُ السوداءُ. وَقَالَ بَعضهم: المَسْحَاءُ الحمْراءُ، والوحْفَاءُ السودَاءُ. وَقَالَ الْفراء: الوحْفَاءُ الأرْضُ فِيهَا حِجَارَةٌ سودٌ وَلَيْسَت بِحَرَّةٍ، وَجَمعهَا وَحَافَى. أَبُو عبيدٍ عَن أبي زيد: الوحْفَةُ الصَّوْت، وَيُقَال وَحَفَ الرجل ووحَّف إِذا ضرب بِنَفْسه الأرضَ، وَكَذَلِكَ البعيرُ. والمَوْحِفُ الْمَكَان الَّذِي تبْرُك فِيهِ الْإِبِل، وناقة مِيحَافٌ إِذا كَانَت لَا تفارِقُ مَبْرَكَها، وإبل مَوَاحِيفُ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: وَحَفَ فلانٌ إِلَى فلانٍ إِذا قصدَه وَنزل بِهِ، وَأنْشد فِي ذَلِك: لَا يَتَّقِي اللَّهَ فِي ضَيْفٍ إِذا وَحَفَا قَالَ: وأَوْحَفَ وأَوْجَفَ ووَحَفَ ووَحّف، كُله إِذا أَسْرَع. (بَاب الْحَاء وَالْبَاء) (ح ب (وايء)) حبا حبأ، حاب، باح (بوح) ، حوأب، بيح (بياح) . حبا: قَالَ اللَّيْث: الصَّبِي يَحْبُو قبل أَنْ يَقُومَ، وَالْبَعِير إِذا عُقِلَ يَحْبُو فَيَزْحَفُ حَبْواً. وَيُقَال: مَا نجا فلانٌ إِلَّا حَبْواً، وَيُقَال: حَبَت الأضْلاَعُ إِلَى الصُّلْبِ وَهُوَ اتصالُها، وَيُقَال للمسايل إِذا اتّصل بعضُها ببعضٍ حَبَا بعضُها إِلَى بعضٍ وَأنْشد: تَحْبُو إِلى أَصْلابِهِ أمعاؤُه وَقَالَ أَبُو الدُّقَيْش: تَحْبُو: هَاهُنا: تتَّصِل، قَالَ والمِعَى كُلُّ مِذْنَبٍ بقرار الحضِيض وَأنْشد: كأنَّ بينَ المِرْطِ والشُّفُوفِ رَمْلاً حَبَا مِنْ عَقَد العَزِيفِ والعزيف من رِمال بني سعد. وَقَالَ العجّاج فِي الضلوع: حَابِي الحُيُودِ فَارِضُ الحُنْجُورِ يَعْنِي اتصَالَ رؤوسِ الأضْلاَعِ بعضِها بِبَعْضٍ. وَقَالَ أَيْضا: حَابِي حُيُودِ الزَّوْرِ دَوْسَرِي الدوسريُّ الجريء الشَّديد وبَنُو سعدٍ يُقَال لَهُم دَوْسَرُ. قَالَ: والحُبْوَة الثَّوْب الَّذِي يُحتبى بِهِ وَجَمعهَا حُبىً.

أَبُو عبيد عَن الفرّاء يُقَال حُبْيَةٌ وحَبْوَةٌ. وَقد احتبى بثوبِه احتباءً. وَالْعرب تَقول: الحُبَى حيطانُ الْعَرَب. وَقد يَحْتَبي الرجل بيدَيْهِ أَيْضا. أَبُو بكر: الحِبَاءُ مَا يَحْبُو بِهِ الرجل صَاحبه ويُكرمه بِهِ. قَالَ: والحِبَاءُ من الاحْتباءِ، وَيُقَال فِيهِ الحُباءُ بِضَم الْحَاء، حَكَاهُمَا الكسائيّ، جَاءَ بهَا فِي بَاب الْمَمْدُود. قَالَ وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: فلَان يَحْبُو قَصَاهُم ويحوط قَصَاهُم بِمَعْنى، وَأنْشد: أَفْرِغْ لِجُوفٍ وِرْدُها أَفْرَادُ عَبَاهِلٍ عَبْهَلَهَا الوُرَّادُ يحبُو قَصَاهَا مُخْدِرٌ سِنَادُ أَحْمَرُ مِنْ ضِئْضِئِها مَيَّادُ سنادٌ مشرِفُ وميَّادٌ يذْهَبُ ويجِيءُ. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الحابِي من السهامِ الَّذِي يَزْحَفُ إِلَى الهدَفِ إِذا رُمِيَ بِهِ. قَالَ والحَبِيُّ من السحابِ الَّذِي يعْتَرِض اعتراضَ الجَبَل قبل أَن يُطبق السماءَ. وَقَالَ اللَّيْث الحَبِيُّ سحابٌ فَوق سحابٍ. قَالَ: وَيُقَال للسفينة إِذا جرت حَبَتْ، وَأنْشد: فَهْوَ إِذا حَبَا لَهُ حَبِيُّ وَيُقَال: حَبَا لَهُ الشيءُ إِذا اعترضَ، فَمَعْنَى إِذا حَبا لَهُ أَي اعْترض لَهُ مَوْجٌ. قَالَ والحِبَاءُ عَطاءٌ بِلَا مَنّ وَلَا جزاءٍ، تَقول حَبَوْتُه أَحْبُوه حِبَاءً، وَمِنْه اشْتَقَّت المُحَابَاةُ، وَأنْشد: أصْبِرْ يَزِيدُ فقدْ فَارَقْتَ ذَامِقَةٍ واشكُرْ حِبَاءَ الّذي بالمُلْكِ حَابَاكا وَجعل المهلْهِلُ مهرَ المرْأَةِ حِبَاءً، فَقَالَ: أَنْكَحَها فَقْدُها الأَراقِمَ فِي جَنْبٍ وَكَانَ الحِبَاءُ من أَدَمِ أَرَادَ أَنهم لم يَكُونُوا أَرْبَاب نَعَمِ فَيُمْهِرُوها الْإِبِل، وجعلهم دَبَّاغِين للأَدَمِ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد هُوَ يَحْبُو مَا حَوْلَه أَي يَحْمِيه ويَمْنَعُه. وَقَالَ ابْن أَحْمَر: وراحَتِ الشَّوْلُ وَلَمْ يَحْبُها فَحْلٌ وَلم يَعْتَسَّ فِيهَا مُدِرّ أَي لم يطف فِيهَا حَالِبٌ يَحْلِبها. قَالَ أَبُو عبيد، وَقَالَ الكسائيُّ حبا فلانٌ للخمسين إِذا دَنَا لَها. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: حَبَاهَا وحَبَا لَها أَي دنَا لَها. وَقَالَ غَيره: حبا الرمْلُ يحبو إِذَا أَشْرَف مُعْتَرضاً فَهُوَ حابٍ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الحَبْوُ اتساعُ الرمْلِ، والحبو امتلاءُ السَّحَابِ بالماءِ، وَيُقَال رَمَى فَأَحْبَى أَي وقَع سَهْمهُ دونَ الغَرَضِ، ثمَّ تَقَافَزَ حَتَّى يُصيبَ الغرضَ. وَمن المهموز: حبأ: أَبُو عبيد عَن الْكسَائي أحْبَاءُ المَلِك الْوَاحِد حَبَأٌ على مِثَال نَبَإِ مَهْمُوز مَقْصُور، وهم جُلَساءُ الْملك وخاصَّته. وَقَالَ اللَّيْث الحَبَأَةُ لوحُ الإسكاف المستدير وَجَمعهَا حَبَوَات قلت هَذَا تَصْحِيف فَاحش

وَالصَّوَاب الجَبْأَةُ بِالْجِيم وَمِنْه قَول الْجَعْدِي: كجبْأَة الخَزَمِ سَلمَة عَن الْفراء الحابِيَانِ الذئبُ والجرادُ. قَالَ وحبا الْفَارِس إِذا خَفق وَأنْشد: نحبو إِلَى الموْت كَمَا يَحْبُو الْجمل حوب: اللَّيْث: الحَوْبُ زَجْرُ البَعِيرِ لِيَمْضِي وللناقة حَلٍ. وَالْعرب تجرّ ذَلِك وَلَو رُفِع أَو نُصِبَ لَكَانَ جَائِزا لِأَن الزَّجْرَ والحكاياتِ تُحرَّك أواخرُها على غير إعرابٍ لازمٍ، وَكَذَلِكَ الأدواتُ الَّتِي لَا تتمَكَّنُ فِي التَّصْرِيف، فَإِذا حُول من ذَلِك شَيْء إِلَى الأسماءِ حُمِلَ عَلَيْهِ الألفُ واللاَّمُ، وأُجْرِي مُجْرَى الأسماءِ كَقَوْلِه: والحَوْبُ لمّا لم يَقُلْ والحَلُ أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ يُقَال للبعيرِ إِذا زجرته: حوْبَ وحوبِ وحَوْبُ، وللناقة حَلْ جزمٌ وحلٍ وحَلِي. وَقَالَ غَيره: حَوَّبْتُ بِالْإِبِلِ من الحَوْب. وَحكى بعضُهم حَبْ لاَ مَشَيْتَ وحَبٍ لَا مشيتَ وحَابِ لَا مَشيتَ وحَابٍ لَا مشيتَ. وَقَالَ اللَّيْث الحَوْب الضخم من الْجمال وأنشدنا: وَلَا شَرِبَتْ فِي جِلْدِ حَوْبٍ مُعَلَّبِ المعلَّبُ الَّذِي شُدَّ بالعلباء وَيُقَال: أَرَادَ الَّذِي اتُّخِذ عُلْبةً يُشْرَبُ فِيهَا، وَهَذَا أَجود. وَقَالَ غَيره: سُميَ الجَمَلُ حَوْباً بزجره كَمَا سمّي الْبَغْل عَدَساً بِزَجْرِه. قَالَ الراجز: إِذا حَمَلْتُ بِزَّتِي على عَدَسْ على الَّتِي بَين الحِمَارِ والفَرَسْ فَمَا أُبالي من غَزَا ومَنْ جَلَسْ وسَمَّوا الْغُرَاب غاقاً بِصوته. اللَّيْث: الحَوْبةُ والحَوْبُ الإيوانُ. والحَوْبَةُ أَيْضاً رِقَّةُ الأُم وَمِنْه: لحوبة أُمَ مَا يَسُوغُ شَرَابُها قَالَ والحَوْبَةُ الْحَاجة. والمُحَوَّبُ الَّذِي يَذْهَبُ مَاله ثمَّ يعود. والحُوب الْإِثْم. وحاب حَوْبةً. والحَوْباء رُوع القلْب. شمر: عَن سَلمَة عَن الفرّاء قَالَ هما لُغَتَان فالحُوب لأهلِ الْحجاز والحَوْب لتميم، ومعناهما الْإِثْم. قَالَ وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الحُوبُ الغَمُّ والهَمُّ والبلاءُ. وَقَالَ خَالِد بن جَنْبة: الحُوبُ الوَحْشَةُ. وَقَالَ فِي قَوْله إنّ ظلم أُم أيوبُ لحُوبٌ أَي وَحْشَة وَأنْشد: إنَّ طَرِيقَ مِثْقَبٍ لَحُوْبُ أَي وعثٌ صعْبٌ وَقَالَ فِي قَول أبي دواد الإياديّ: يَوْمًا ستُدْرِكُهُ النَّكْبَاءُ والحُوب أَي الوحْشَة. وَقَالَ أَبُو زيد الحُوب النَّفس. أَخْبرنِي المنذريّ عَن ثعلبٍ عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: يُقَال عيالُ ابْنِ حَوْبٍ، قَالَ: وَالْحوب الجهدُ والشدة، ودعا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: (رَب تقبَّلْ تَوْبَتِي واغسل حَوْبتي) . قَالَ أَبُو عُبيد: حَوْبَتي يَعْنِي المأثَمَ، وَهُوَ من قَوْله جلَّ وعزَّ: {إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً} (النِّسَاء: 2) قَالَ وكُلُّ مأثَمٍ حُوبٌ وحَوْبٌ،

والواحدة حَوْبَةٌ، وَمِنْه الحديثُ الآخَرُ. إِن رجُلاً أَتَى النَّبيَّ عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ: إِنِّي أَتَيْتُكَ لأُجَاهِدَ مَعَك، قَالَ أَلَك حَوْبةٌ؟ قَالَ: نعم، قَالَ: فَفِيها فَجَاهِدْ. قَالَ أَبُو عبيد يُرِيد بالحُوْبة مَا يأثَمُ بِهِ إِن ضيَّعَهُ من حُرمَةٍ. قَالَ وَبَعض أهل الْعلم يتأوّله على الْأُم خَاصَّة، وَهِي كل حُرْمَةٍ تَضِيعُ إِن تَرَكَها مِنْ أُمَ أَوْ أُخْتٍ أَو بِنْتٍ أَو غيرِها. وَقَالَ أَبُو زيد لي فيهم حَوْبَةٌ إِذا كَانَت قَرابةً من قبَلِ الأُم، وَكَذَلِكَ كل رَحِمٍ مَحْرَمٍ. وَقَالَ الأصمعيّ يُقَال: بَات فلَان بِحِيبَةِ سَوءٍ إِذا باتَ بِشدّة وَحَال سيّئة. وَيُقَال فلَان يتحوَّبُ من كَذَا وَكَذَا أَي يتغيَّظ مِنْهُ ويتوجَّع، وَقَالَ طفيلٌ الغَنَوي: فَذُوقُوا كَمَا ذُقْنَا غَدَاةَ مُحَجَّرٍ مِنَ الغَيْظِ فِي أكْبَادِنَا والتَّحَوُّبِ قَالَ أَبُو عبيد: التحوُّب فِي غير هَذَا التأَثُّمُ أَيْضا من الشَّيْء وَهُوَ من الأوَّلِ، وَبَعضه قريب من بعْضٍ. قَالَ أَبُو عبيد: والحَوْبَاءُ النفْس ممدودةٌ ساكنةُ الْوَاو. والحابُ والحُوب الْإِثْم مثل الجَال والجُول. ويقَال تحوّب فلَان إِذا تعبّد كأَنَّه يُلقي الحُوبَ عَن نَفْسِه، كَمَا يُقَال تأَثَّمَ وتحنَّث إِذا ألْقَى الحنْثَ عَن نَفسه بِالْعبَادَة. وَقَالَ الْكُمَيْت وَذكر ذئباً سقَاهُ وأطعمه: وصُبَّ لَهُ شَوْلٌ من المَاء غائر بِهِ كَفَّ عَنْهُ الحِيبَةَ المُتَحَوبُ والحيبة مَا تتأَثَّمُ مِنْه. والحُوب الهلاكُ وَقَالَ الهذليّ أَو المهذلية أَظُنهُ لامْرَأَة مِنْهُم: وكُلُّ حِصْنٍ وَإِنْ طالَتْ سَلاَمَتُه يَوْمًا سيدْخُلُه النَّكْرَاءُ والْحُوبُ أَي كُلُّ امْرِىءٍ هَالِكٍ وَإِن طَالَتْ سلامَتُه. أَبُو عبيد يُقَال أَلْحَقَ الله بك الحَوْبَةَ، وَهِي الحاجةُ والمسكنة والفَقْر. وَقَالَ ابْن شُمَيْلٍ: إليكَ أَرْفَعُ حَوْبَتِي أَي حاجَتِي. والحَوْبَةُ الحاجةُ، وحَوْبَةُ الأُم على الوَلد تَحَوُّبها ورقَّتُها وتوجُّعُها. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الحَوْبَةُ الهَمُّ وَالْحَاجة وَكَذَلِكَ الحِيْبَةُ، وَقَالَ الهذليّ: ثُمَّ انْصَرَفْتَ وَلَا أَبُثُّكَ حِيْبَتِي رَعِشَ العِظَامِ أَطِيشُ مَشْيَ الأصْوَرِ قَالَ: وَيُقَال: نرفع حَوْبَتَنَا إِلْيكَ أَي حاجتَنَا. ابْن السّكيت عَن أبي عُبَيْدَة، يُقَال لي فِي فلَان حَوْبَةٌ وبعضُهم يَقُول حِيبَةٌ، وَهِي: الأُمُّ أَو الأُخْتُ أَو البِنْتُ، وَهِي فِي مَوضِع آخر الهَمُّ والحاجَةُ وَأنْشد بيتَ الهذليّ. وروى شمر بإسنادٍ لَهُ عَن أبي هُرَيْرَة أَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (الرِّبَا سَبْعُونَ حَوْباً أيسرها مثل وُقُوع الرجل على أمه وأربى الرِّبَا عِرْض الْمُسلم) . قَالَ شمر: قَوْله (سَبْعُونَ حوباً) كأَنه سَبْعُونَ ضَرْباً من الْإِثْم. يُقَال سَمِعت من هَذَا حَوْبَيْن، ورأيْتُ مِنْه حَوْبَيْنِ. أَي فنَّيْنِ وضَرْبَيْنِ. وَقَالَ ذُو الرُّمَّة:

باب الحاء والميم

تَسْمَعُ فِي تَيْهاية الأفْلاَلِ حَوْبَيْنِ من هَماهِمِ الأغْوَالِ أَي فَنَّيْنِ وضَرْبَيْنِ، وَرُوِيَ بَيت ذِي الرُّمَّةِ بِفَتْح الْحَاء. قَالَ الفرّاء: وَرَأَيْت بني أَسَدٍ يَقُولُونَ الحائبُ القاتلُ، وَقد حابَ يَحوبُ. وَقَالَ الفرَّاء: قَرَأَ الحَسَنُ {إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً} (النِّسَاء: 2) وَقَرَأَ قَتَادَة (حُوباً) وهما لُغَتَانِ، الضَّمُّ لأهل الحجازِ وَالْفَتْح لتَميمٍ. حوأب: قَالَ الليثُ حافِرُ حَوْأَبٌ وَأْبٌ مُقَعّبٌ. قَالَ: والحوْأَبُ موضِعُ بِئْرٍ نَبَحَتْ كلابُه أم الْمُؤمنِينَ مُقْبَلَها إِلَى البَصْرة وَأنْشد: مَا هِيَ إِلَّا شَرْبَةٌ بالحَوأَبِ فصَعدي من بعدِها أَو صَوبي أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ: الحَوْأَبَةُ العُلبةُ الضخمة وَأنْشد: حَوْأَبةٌ تُنْقِضُ بالضُّلُوعِ والحَوْأَبُ وادٍ فِي وهْدَةٍ من الأَرْض واسعٌ. بوح: قَالَ اللَّيْث: البَوْحُ ظهورُ الشَّيْء، يُقَال باح مَا كتمت وباح بِهِ صاحبُه بَوْحاً وبُؤُوحاً قَالَ وَيُقَال للرجل البَؤُوح بَيحَانُ بِمَا فِي صدْرِه قَالَ والبَاحَةُ عَرْصَةُ الدّار. ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الفرّاء قَالَ نَحن فِي باحة الدَّار وَهُوَ أوسطها، وَكَذَلِكَ قيل تَبَحْبَحَ فلانٌ فِي الْمجد أَي أَنه فِي مَجْدٍ. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ أَن أَعْرَابِيًا من بني بَهْدَلة أنْشدهُ: أعْطى فأَعْطَانِي يدا ودَاراً وباحَةً خَوَّلها عَقَارَا قَالَ: يدا: جمَاعَة قوْمِه وأنْصَارِه. والبَاحَةُ النخلُ الْكثير حَكَاهُ عَن هَذَا البهدليّ. قَالَ والباحَةُ باحَةُ الدّارِ وقاعَتُها ونالَتُها قلت وبَحبوحَة الدَّار مِنْهَا. الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: بَاحَ النومُ وتركْتُهم بُوحاً صَرْعى. قَالَ اللَّيْث: والإباحَةُ شِبْهُ النُّهبَى، وَكَذَلِكَ استباحوه أَي انتهبوه. وَمن أَمْثَال الْعَرَب ابْنُك ابْن بُوحِك أَي ابْنُ نَفسك لَا من تبنّين. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي البُوحُ النفْس، قَالَ وَمَعْنَاهُ ابنُكِ من وَلَدْتِهِ لَا من تبنَّيْتِهِ. وَقَالَ غَيره بُوحٌ فِي هَذَا الْمثل جَمْعُ بَاحَةِ الدَّارِ، الْمَعْنى ابنُك من وَلَدْتِهِ فِي بَاحَةِ دَارِكِ، لَا من وُلِدَ فِي دَارِ غَيْرِك فتبنَّيْتِه. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: وَقَعُوا فِي دَوْكَةٍ وبُوح أَي فِي اخْتِلَاط. بيح (بياح) : قَالَ ابْن المظفر: البَيَاحُ: ضربٌ من السّمك صغارٌ أَمْثَال شِبْرٍ وَهُوَ من أطْيَبِ السّمك وَأنْشد: يَا رُبَّ شيْخٍ مِنْ بَني رَبَاحِ إِذا متلأ البَطْنُ من البِيَاحِ صاحَ بلَيْلٍ أَنْكَرَ الصيَاحِ (بَاب الْحَاء وَالْمِيم) (ح م (وايء)) حمى، حام، محا، ماح، وحم، ومح، أمح، حمأ، (احمومى) .

حمى: قَالَ الليثُ: الحَمْوُ أَبُو الزّوج وأخُو الزّوج، وكلُّ مَن وَلِيَ الزَّوْجَ من ذِي قرَابَته فهم أَحْمَاءُ الْمَرْأَة، فَأُمُّ زَوجهَا حَمَاتُها. وَفِي الحَمْو ثَلَاث لُغَات: هُوَ حَمَاهَا مثل عَصَاها، وحَمُوها مثل أَبوهَا، وحَمْؤُها مَهْمُوز ومقصور. ابْن السّكيت عَن الأصمعيّ قَالَ: حماةُ الْمَرْأَة أُمُّ زَوْجِهَا وَلَا لُغَةَ فِيهَا غيرُ هَذِه. قَالَ وأمّا أَبُو الزَّوْج فَيُقَال: هَذَا حَمُوها، ومررت بِحَمِيها، وَرَأَيْت حَمَاهَا، وَهَذَا حَمٌ فِي الِانْفِرَاد. وَيُقَال: هَذَا حَمَاها وَرَأَيْت حَمَاهَا ومررت بِحمَاهَا، وَهَذَا حَماً فِي الِانْفِرَاد. وَزَاد الْفراء حَمْؤُهَا ساكنةُ الْمِيم مهموزةٌ، وحَمُها بترك الْهمزَة، وَأنْشد: هِيَ مَا كَنَّتِي وتَزْ عُمُ أَنّي لَهَا حَمُ وَقَالَ: وكل شَيْء من قِبَل الزوجِ أَبُوه أَو أَخُوه أَو عَمُّه فهم الأَحْمَاءُ. وَقَالَ رجل كَانَت لَهُ امرأةٌ فطلّقها وتزوّجها أَخُوه فَأَنْشَأَ يَقُول: لقد أَصْبَحَتْ أسماءُ حِجْراً مُحَرَّماً وأصبحْتُ من أَدْنَى حُمُوَّتِها حَمَا أَي أصبحتُ أَخا زَوْجِها بَعْدَمَا كنتُ زَوْجَها. وَفِي حَدِيث عمر أَنَّهُ قَالَ: مَا بَالُ رجَالٍ لَا يزَالُ أَحَدُهم كاسراً وِسَادَهُ عِنْد مُغْزِيَةٍ يتحدّث إِلَيْهَا؟ عَلَيْكُم بالجَنْبَةِ. وَفِي حَدِيث آخَرَ: (لَا يدخُلَنّ رجلٌ على امْرأةٍ وَإِن قيل حَمُوها، أَلاَ حَمُوها المَوْتُ) . قَالَ أَبُو عُبيد فِي تَفْسِير الحَمْو ولغاتِه عَن الأصمعيّ نَحوا مِمَّا ذكره ابنُ السكّيت. قَالَ أَبُو عبيد: وَقَوله (أَلاَ حَمُوها الموتُ) يَقُول فَلْتَمُتْ وَلَا تَفْعَلْ ذَلِك، فَإِذا كَانَ هَذَا رَأْيَه فِي أبي الزَّوْجِ وَهُوَ مَحْرَمٌ فَكيف بالغريب؟ قلت: وَقد تدبّرت هَذَا التفسيرَ فَلم أَرَهُ مُشَاكِلاً للفظ الحَدِيث. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ فِي قَوْله: (الْحَمْو الموتُ) . هَذِه كلمةٌ تَقُولهَا العربُ كَمَا تَقول: الأسَدُ المَوْتُ، أَي لِقَاؤُه مثل الموْتِ، وكما تَقول السلطانُ نَارٌ، فَمَعْنَى قَوْله: (الحَمْو المَوْتُ) أَي أَن خَلْوة الحَمْو مَعهَا أَشد من خَلْوةِ غَيره. قُلْتُ: كَأَنَّهُ ذهبَ إِلَى أنّ الفسادَ الَّذِي يَجْرِي بَين المَرْأةِ وأحْمَائِها أشَدُّ من فسادٍ يكون بَيْنَها وَبَين الغريبِ، وَلذَلِك جعله كالمَوْتِ. ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس عَن أبي نصر عَن الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ: الأَحْمَاءُ من قِبَلِ الزَّوْجِ والأَخْتَانُ من قِبَلِ الْمَرْأَة. وَهَكَذَا قالَ ابْنُ الأعرابيّ، وَزَاد فَقَالَ: الحَمَاةُ أُمُّ الزوْج والخَتَنَةُ أُمُّ الْمَرْأَة. قَالَ وعَلى هَذَا الترتيبِ العباسُ وعليٌّ وحمزةُ وجعفرٌ أحْمَاءُ عَائِشَة.

وَقَالَ اللَّيْث: الحماة لَحْمة مُنْتَبِرَة فِي بَاطِن السَّاق. وَقَالَ الأصمعيّ: الحَمَاتَان: اللَّحْمَتانِ اللَّتان فِي عُرْض السَّاق تُرَيَان كالعصَبَتيْن من ظاهرٍ وباطنٍ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: هما المُضْغَتَانِ المنْتَبِرَتان فِي نِصْفِ السَّاقين من ظاهرٍ. وَقَالَ الأصمعيُّ فِي الحوافر: الحَوَامِي وَهِي حُرُوفُها من عَن يمينٍ وشِمَالٍ. وَقَالَ أَبُو دواد: لَهُ بَيْنَ حَوَامِيِه نُسُورٌ كَنَوَى القَسْبِ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الحاميتان مَا عَن يمينِ السُّنْبُك وشِمَاله. وَقَالَ اللَّيْث: الحِمَى مَوضِع فِيهِ كَلأٌ يُحْمَى من النَّاس أَن يُرْعَى. وَقَالَ الشافعيّ فِي تَفْسِير قَول النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَا حِمَى إِلَّا للَّهِ وَلِرَسُولِهِ) . كَانَ الشريفُ من الْعَرَب فِي الجاهليَّة إِذا نزل بَلَدا فِي عشيرته استعوى كَلْبا فَحَمَى لخاصّتَهِ مَدَى عُوَاء ذَلِك الكلْبِ، فَلم يَرْعَهُ مَعَه أحَدٌ وَكَانَ شريكَ الْقَوْم فِي سَائِر المراتع حوله. قَالَ: فَنهى النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يُحْمَى على النَّاس حِمىً كَمَا كَانُوا فِي الجاهليَّة يَحْمُون. قَالَ وَقَوله: (إلاّ لله وَلِرَسُولِهِ) يقولُ إلاّ مَا يُحْمَى لخيل الْمُسلمين وركابهم المُرْصَدَةِ لجهادِ الْمُشْركين والحملِ عَلَيْهَا فِي سَبِيل الله، كَمَا حَمَى عُمَرُ النَّقِيعَ لِنَعَمِ الصَّدَقَةِ والخَيْلِ المعَدَّةِ فِي سَبِيل الله. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَالُ حَمَى فلانٌ الأَرْض يَحْمِيها حِمىً إِذا مَنَعها من أَن تُقْرَبَ. وَيُقَال أحْمَاها إحْمَاءً إِذا جعلهَا حمى لَا تُقْرَب. قَالَ: وأحْمَيْتُ الحديدةَ فَأَنا أُحْمِيها إحْمَاءً حَتَّى حَمِيَتْ تَحْمَى، وَكَذَلِكَ حَمِيَتِ الشَّمْس تَحْمَى حَمْياً. وَقَالَ ابْن السكّيت: أحْمَيْتُ المسمار إحْماء فَأَنا أحْمِيه، وَهَذَا ذَهَبٌ جيدٌ يخرج على الإحماء وَلَا يُقَال على الحَمَى لِأَنَّهُ من أَحْمَيت. وَيُقَال حَمَيْت الْمَرِيض وَأَنا أحْمِيه من الطّعام، وحَمَيْتُ القومَ حِمايةً، وحَمَى فلانٌ أنْفَهُ يحمِيه حَمِيَّةً ومَحْمِيَةً، وفلانٌ ذُو حَمِيَّةٍ مُنْكَرَةٍ إِذا كَانَ ذَا غَضَبٍ وأنَفَةٍ، وحَمَى أهْلَهُ فِي القِتال حِمايةً. وَقَالَ الليثُ: حَمِيتُ من هَذَا الشَّيْء أحْمَى مِنْهُ حَمِيّةً أَي: أنفًا وغيظاً، وَإنَّهُ لرجل حَمِيٌّ لَا يَحْتَمِلُ الضَّيْم، وحَمِيُّ الأنْف، وَيُقَال: احْتَمَى المريضُ احْتِماءً من الأطْعِمة. والرجلُ يَحْتَمِي فِي الحرْب إِذا حَمَى نفْسه، وحَمِيَ الفرسُ إِذا عَرِق يَحْمَى حَمْياً وحَمَى الشَّدُّ مثلَه. وَقَالَ الْأَعْشَى: كأَنَّ احْتِدامَ الجَوْفِ من حَمْيِ شَدهِ وَمَا بَعْدَهُ من شَدهِ غَلْيُ قُمْقُمِ وَيجمع حَمْيُ الشَّد أحْماءً. وَقَالَ طرفَة: فَهِيَ تَرْدِي وَإِذا مَا فَزِعَتْ طَارَ من أحْمَائِها شَدُّ الأُزُرْ

وَيُقَال إِن هَذَا الذَّهَب وَالْفِضَّة وَنَحْوهَا لحسن الحَمَاءِ، مَمْدُود أَي خرج من الحَماء حسنا. قَالَ والحامِيَةُ الرجلُ يحمي أصْحابَه فِي الحَرْب. يُقَال: كَانَ فلانٌ على حامِيَةِ القوْم أَي آخِر من يَحْمِيهم فِي انْهِزَامِهم، والحامية أَيْضا جَمَاعَةٌ يَحْمُون أنْفُسَهم. وَقَالَ لبيد: ومَعي حَامِيةٌ من جَعْفَرٍ كلَّ يَوْمٍ نَبْتَلي مَا فِي الخِلَلْ قَالَ: والحامية الحِجَارةُ يُطْوَى بهَا البِئْرُ. شمر عَن ابْن شُمَيْل: الحوامِي عِظَامُ الحِجَارَةِ وثِقَالُها. والواحدة حامِيَةٌ، والحَوَامِي: صَخْرٌ عِظَامٌ تُجعل فِي مآخيرِ الطَّي أَن ينْقَلِع قُدُماً، يحفِرون لَهُ نِقَارَا فيغمِزُونه فِيهَا، فَلَا يَدَعُ تُرَابا وَلَا شَيْئاً يدْنُو من الطّيّ فيدفعه. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الحَوَامِي مَا يحميه من الصخْر، واحِدُها حامِيَةٌ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل أَيْضا حِجَارَة الركِيَّة كلّها حوامِ، وكلُّها على حِذَاءٍ واحدٍ لَيْسَ بعضُها بأعظَم من بعض. قَالَ: والأثافِي الحوَامِي الْوَاحِدَة حامية وَأنْشد: كأنَّ دَلْوَيَّ تَقَلَّبَانِ بينَ حَوَامِي الطَّي أَرْنَبَانِ وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال مَعْنى فلَان فِي حَمِيَّته أَي فِي حَمْلته. الأصمعيّ: يُقَال سَارَتْ فِيهِ حُمَيَّا الكأْسِ يَعْنِي سَوْرَتَها، وَمعنى سَارَتْ ارْتَفَعَتْ إِلَى رَأْسِه. وَقَالَ الليثُ: الْحُمَيَّا بلوغُ الْخمر من شارِبها. وَقَالَ أَبُو عبيد: الحُمَيَّا دَبِيبُ الشَّرَاب. وَقَالَ شمر: حُمَيَّا الْخَمْرِ سَوْرَتُها. وحُمَيَّا الشَّيْء حِدَّتُه وشِدَّتُه. وَيُقَال: إِنَّه لشديد الحُمَيَّا أَي شَدِيد النفْس. وَقَالَ الأصمعيّ: إِنَّه لحامي الحميَّا أَي يَحْمِي حوزته وَمَا وَلِيَه، وَأنْشد: حَامِي الحُمَيَّا مَرِسُ الضَّرِيرِ وَقَالَ اللَّيْث: الحُمَّةُ فِي أَفْوَاه الْعَامَّة إبْرَةُ الْعَقْرَب والزُنْبور وَنَحْوه، وَإِنَّمَا الحُمَةُ سُمُّ كل شَيْء يَلْدَغُ أَو يَلْسَعُ. وَقَالَ شمر: الحُمَة السم قَالَ وناب الْحَيَّة جَوْفاء وَكَذَلِكَ إبرة العَقْرَب والزنبور ومِنْ وَسَطِها يخرج السُّمُّ. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال بِسُم الْعَقْرَب الحُمَةُ والحُمّة. قلت: وَلم أسمع التَّشْدِيد فِي الحُمَة لغير ابْن الأعرابيّ وَلَا أَحْسبهُ رَوَاه إِلَّا وَقد حفِظه عَن الْعَرَب. اللَّيْث احْمَوْمَى الشيءُ فَهُوَ مُحْمَوْمٍ، يُوصف بِهِ الأسوَدُ من نحوِ اللَّيْلِ والسحاب. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: المُحْمَوْمِي من السَّحَاب الْأسود المتراكم. حمأ: الْأَصْمَعِي: يُقَال حَمِئَتِ الركيَّةُ فَهِيَ تَحْمأُ حَمَأً إِذا صَارَت ذَات حَمَأٍ وأحْمَأْتُها أَنَا إحْمَاءً إِذا نقيتها من حَمَأَتِها.

قَالَ: وحَمَأْتُها إِذا ألقيت فِيهَا الحمْأةَ. قلت: ذكر هذَا الأصمعيُّ فِي كتاب (الأجنَاس) كَمَا رَوَاهُ اللَّيْث. وَلَيْسَ بمحفوظٍ، وَالصَّوَاب مَا أخبرنَا المنذريُّ عَن الحرَّاني عَن ابْن السكّيت. قَالَ: أحْمَأْتُ الركيَّة بِالْألف إِذا ألقيت فِيهَا الحَمْأَة وحَمَأْتُها إِذا نزعت حَمْأَتَها، وَكَذَلِكَ رَوَى أَبُو عُبَيْدٍ عَن اليزيديّ: حَمَأْت البِئْر إِذا أخرجْتَ حَمْأَتَها. قَالَ: وأَحْمَأْتُها جعلتُ فِيهَا حَمَأَةً، وَافق قولُ ابْن السكيتِ قولَ أبي عبيد عَن اليزيديّ. وقرأتُ لأبي زيد: حمأت الركيَّة جعلتُها حَمِئَةً. وَقَرَأَ ابْن عَبَّاس: {تَغْرُبُ فِى عَيْنٍ حَمِئَةٍ} (الْكَهْف: 86) بِالْهَمْز. وَرَوَاهُ الفرَّاء عَن ابْن عُيَيْنَة عَن عَمْرو بن دِينَار عَن ابْن عَبَّاس نحوَه. قَالَ الْفراء: قرأَ ابْن مَسْعُود وَابْن الزبير (حَامِيَةٍ) . وَقَالَ الزجّاج: {فِى عَيْنٍ حَمِئَةٍ} أَي فِي عين ذَات حَمْأة. يُقَال: حَمِئَتْ فَهِيَ حَمِئَة إِذا صَارَت فِيهَا الحَمْأَةُ. وَمن قَرَأَ (حَامِيَةٍ) ، بِغَيْر همزٍ أَرَادَ حارَّةً، وَقد تكون حارَّةً ذاتَ حمأةٍ. أَبُو عبيد عَن الْفراء: حَمِئْتُ عَلَيْهِ حَمَأً، مهموزٌ وغيرُ مَهْمُوزٍ، أَي غَضِبْتُ. وَقَالَ اللحيانيُّ: حَمِيتُ فِي الْغَضَب أَحْمَى حُمِيّاً، وَبَعْضهمْ حَمِئْتُ فِي الْغَضَب بالهمْز. أمح: فِي (النَّوَادِر) : أَمَحَ الجُرْحُ يأْمِحُ أَمَحَاناً ونَبَذَ وأَزَّ وذَرِبَ إِذا ضَرَبَ بِوَجَعٍ، وَكَذَلِكَ نَبَغَ ونَتَع. محا: قَالَ اللَّيْث: المَحْوُ لِكُلّ شَيْء يذهبُ أثَرُه، يَقُول: أنَا أمْحُوه وأمْحَاهُ وطيّىء تَقول: مَحَيْتُه مَحْياً ومَحْواً. وامَّحَى الشيءُ يَمَّحِي امحَاءً. وَكَذَلِكَ امْتَحَى إِذا ذهب أَثَره، الأجود امَّحَى، وَالْأَصْل فِيهِ انْمحى. وأمَّا امْتَحى فَلُغَةٌ رَديئة الخ. أَبُو عبيد عَن الْفراء: أَصبَحت الأَرْض مَحْوَةً واحِدَةً إِذا تغطَّى وَجههَا بِالْمَاءِ. قَالَ أَبُو عبيدٍ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: من أَسمَاء الشَّمال مَحْوَة غيرُ مصروفة. وَقَالَ ابْن السكّيت: هبَّت مَحْوَةُ اسْم للشَّمال معرفَة وَأنْشد: قد بَكَرَتْ مَحْوَةُ بالعَجَاجِ فَدَمَّرَتْ بَقِيَّةَ الرَّجَاجِ وَقَالَ غَيره: سميت الشّمال مَحْوةَ لِأَنَّهَا تمحو السَّحَاب وتَقَشَعُهَا. وَقَالَ أَبُو زيد: تركبُ السماءُ الأَرْض محوةً وَاحِدَة إِذا طبَّقها المَطَر. والمَحِي من أَسمَاء النّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم محا الله بِهِ الكُفْرَ وأثره. وَهَكَذَا رُوِي فِي حديثِ مَرْفُوع. حوم: قَالَ اللَّيْث: الحَوْمُ القَطِيع الضَّخْمُ من الْإِبِل. قَالَ: والحَوْمَةُ أكثرُ موضِعٍ فِي البَحْرِ مَاء، وأغْمَرُهُ، وَكَذَلِكَ فِي الْحَوْض. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: حَوْمَةُ الْقِتَال: مُعْظَمُه، وَكَذَلِكَ من الرَّمْلِ وَغَيره قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الحَوْمُ الْكثير من الْإِبِل.

وَقَالَ اللَّيْث: الحَوَمَانُ دومان الطير يَدُومُ ويَحُومُ حَوْلَ المَاءِ. غَيره: هُوَ يَحُوم حول المَاء ويَلوبُ إِذا كَانَ يَدُور حولَه من الْعَطش. وَقَالَ اللَّيْث: الحوائم الْإِبِل العِطَاشُ جِدّاً وَيُقَال: لكل عطشان حائمٌ، وهامَةٌ حائِمةٌ قد عَطِش دِمَاغُها. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الحُوَّمُ من الْإِبِل العطاشُ الَّتِي تَحُوم حولَ الماءِ. قَالَ أَبُو بكر: قَالَ الْأَصْمَعِي فِي قَول عَلْقَمَة بن عَبَدة: كأسُ عزيزٍ من الأعنابِ عَتَّقَها لِبَعْضِ أَربَابِها حَانِيَّةٌ حُومُ قَالَ الحُومُ الْكَثِيرَة. وَقَالَ خَالِد بن كُلْثُوم: الحُومُ الَّتِي تحوم فِي الرَّأس أَي تَدور. وَقَالَ الليثُ: الحَوْمَانُ نباتٌ يكون بالبادية. قلت: لم أسمع الحَوْمانَ فِي أَسمَاء النَّبَات لغير اللَّيْث، وَأَظنهُ وهْماً مِنْهُ. وقرأت بِخَط شمر لأبي خيرة قَالَ: الحَوْمَان وَاحِدهَا حَوْمَانَةٌ شَقائِقُ بَين الْجبَال، وَهِي أطيب الحُزُونة وَلكنهَا جَلَد لَيْسَ فِيهَا إِكام وَلَا أبارِق. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: مَا كَانَ فَوق الرَّمْلِ ودونه حِين تصعده أَو تهبِطه. وَقَالَ الأصمعيّ: الحَوْمَانَةُ وَجَمعهَا حَوَامِينُ، أماكِنُ غِلاظٌ مُنْقَادَةٌ. قلت: وَرَدْتُ رِكيَّة وَاسِعَة فِي جَوَ وَاسع يَلِي طرَفاً من أطْرَاف الدق يُقَال لَهَا الحَوْمانة وَلَا أَدْرِي الحومانة فوعال من فعل حَمَنُ أَو فَعَلان من حَام. وَقَالَ زُهَيْر: بحَوْمَانَةِ الدَّرَّاج فالمُتَثَلَّم ميح: قَالَ اللَّيْث: المَيْحُ فِي الاستِقَاءِ أَن ينزِلَ الرجُل فِي قَرَار البِئْرِ إِذا قلَّ ماؤُها فَيمْلَأ الدَّلْوَ، يَمِيحُ فِيهَا بِيَدِهِ ويَمِيحُ أصحابَه، والجميع مَاحَةٌ. وَفِي الحَدِيث أَنهم وردوا بئْراً ذَمَةً أَي قَلِيلا ماؤُها. قَالَ ونزلنا فِيهَا ستّةً مَاحَةً. وَأنْشد أَبُو عبيد: يَا أَيُّها المَائِحُ دَلْوِي دُوْنَكَا إِنِّي رأيْتُ النَّاسَ يَحْمَدُونَكا وَقَالَ اللَّيْث: المَيْحُ يجْرِي مَجْرَى الْمَنْفَعَة، وكل من أعطَى مَعْرُوفا فقد مَاحَ. والمُيُوحَةُ ضرْبٌ من الْمَشْي فِي رَهْوجة حَسَنة. وَأنْشد: ميَّاحة تميح مَشْياً رَهْوَجَا قَالَ: والبطّة مَشْيُها المَيْحُ، وَأنْشد لرؤبة: من كُل مَيَّاحٍ تَرَاهُ هَيْكَلا أرْجَلَ خِنْذِيذٍ وغَيْرِ أرْجَلاَ قَالَ: وَقد ماحَ فَاه بالسوَاكِ يَمِيحُه إِذا شَاصَه وماصَه. أَبُو العبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: ماح إِذا استَاك، وماح إِذا تبخْتَر، وماح إِذا أفْضَل، وَيُقَال امْتَاحَ فلانٌ فلَانا إِذا أَتَاهُ يطْلب فَضْلَه فَهُوَ مُمْتَاحٌ وامْتَاحت الشَّمْس ذِفْرَي الْبَعِير إِذا استَدَّرت عَرَقَه. وَقَالَ ابْن فَسْوَة يذكر مُعَذّر نَاقَته:

إِذا امتاحَ حَرُّ الشَّمسِ ذِفْرَاهُ أَسْهَلَتْ بِأَصْفَرَ مِنْهَا قَاطِر كُلَّ مَقْطَرِ الْهَاء فِي ذِفْراه للمُعَذر. أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: يُقَال لصُفْرة البَيْض المَاحُ ولبياضه الآح. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل مُحُّ الْبيض بِالتَّشْدِيدِ مَا فِي جَوْفهِ من أصْفَرَ وأبْيَضَ كلُّه مُحٌّ. قَالَ وَمِنْهُم من يَقُول المُحَّةُ الصّفْرَاءُ. وحم: قَالَ اللَّيْث: يُقَال للْمَرْأَة الحُبْلَى إِذا اشتهت شَيْئا: قد وَحِمَتْ وَهِي تَحِمُ فَهِيَ وَحْمَى بينَة الوِحَام، قَالَ والوَحَمُ والوِحَام فِي الدَّوَابّ إِذا حملت استعْصَت فَيُقَال وَحِمَتْ. وَأنْشد: قد رَابَهُ عِصْيَانُهُا وَوِحَامُها أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: من أمثالهم فِي الشهوان: وَحْمَى وَلَا حَبَلٌ: أَي أَنه لَا يذكر لَهُ شَيْء إلاَّ تَشَهَّاه كَتَشَهي الحُبْلَى قَالَ: وَلَيْسَ يكون الوِحامُ إِلَّا فِي شَهْوَةِ الحَبَل خاصَّةً. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: وَمن أمثالهم: وَحْمَى وأمّا حَبَلٌ فَلاَ، يُقَال ذَلِك لمن يطْلُب مَا لَا حاجَةَ لَهُ فِيه من حِرْصِه، لأنّ الوَحْمَى الَّتِي تَرْحَمُ فتشتهي كُلَّ شَيْء على حَبَلها، فَقَالَ هَذَا يَشْتَهِي كَمَا تشْتَهي الحُبلى وَلَيْسَ بِهِ حَبَلُ. قَالَ: وَقيل لحُبْلَى: مَا تشتهين؟ فَقَالَت التَمْرَةَ وبِيَهْ دَوَاهاً، وأَنَا وَحَمَى للدّكَة أَي للوَدَك. قلت: الوحَمُ شدَّة شَهْوَة الحُبْلَى لشَيْء تأْكُلُه، ثمَّ يُقَال لكل مَن أفرط شَهْوَته فِي شَيْء قد وَحِمَ يَوْحَمُ وَحَماً وَمِنْه قَول الراجز: أَزْمانَ ليلى عامَ ليلى وَحْمَى فَجعل شَهْوَته للقاء لَيْلَى وَحَماً وأصل الوَحَمَ للحَبَالى. وَأما قَول اللَّيْث: الوِحَام فِي الدّوابّ استعصاؤها إِذا حَمَلت، فَهُوَ تَفْسِير بَاطِل فَأرَاهُ غلْطَةً إِنَّمَا غَرَّهُ قَول لبيد يصف عَيْراً وأُتنَه فَقَالَ: قد رَابَهُ عِصْيَانُها وَوِحَامُها فَظن أَنه لما عطف قَوْله ووِحَامُها على قَوْله عِصْيانُها أَنَّهُمَا شَيْء وَاحِد، وَالْمعْنَى فِي قَوْله وِحَامُها شَهْوَة الأُتُنِ للعَيْرِ أَرَادَ أَنَّهَا تَرْيحُه سَرَّةً وتستعصي عَلَيْهِ مَعَ شَهْوتِها لَهُ فقد رابه ذَلِك مِنْهَا حِين ظهر لَهُ مِنْهَا شَيْئَانِ متضادّان. ومح: أهمل الليثُ هَذَا البابَ. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الومْحَةُ الأثَرُ من الشَّمْس. وقرأت بِخَط شَمِر أنّ أَبَا عمروٍ أنْشد هَذِه الأرجوزة: لما تَمشَّيْتُ بُعَيْدَ العَتَمَهْ سَمِعْتُ من فوقِ البُيوتِ كَدَمَهْ إِذا الخَرِيعُ العَنْقَفِيرُ الحَزَمَهْ يَؤُرُّها فَحْلٌ شديدُ الضَّمْضَمَه أَي الضَّم للْأُنْثَى إِلَى نَفسه. أَرّاً بِعَتَّارٍ إِذا مَا قَدَّمَهْ فِيهَا انْفَرَى وَمَّاحُها وخَزَمَه سدَّه بِذكرِهِ. قَالَ: ومَّاحُها صَدْعُ فَرْجها. انْفَرَى أَي انْفَتح وانفتَقَ لإيلاجه أَلا يريقه قلت وَلم أسمع هَذَا الْحَرْف إِلَّا فِي هَذَا الرَّجَز وَهُوَ من نَوَادِر أبي عَمْرو.

بَاب اللفيف من حرف الْحَاء حاء، وحوح، حيّ، حَيا، حوى، وَيْح، وَحي، محّ، حوي. حاء: قَالَ اللَّيْث الحَاءُ حَرْفُ هِجَاءٍ مَقْصُور مَوْقُوف فَإِذا جعلته اسْما مددته كَقَوْلِك: هَذِه حَاءٌ مَكْتُوبَة ومدتها ياءان قَالَ كل حرف على خِلقتها من حُرُوف المعجم فألِفُها إِذا مُدَّت صَارَت فِي التصريف ياءين. قَالَ: والحَاءُ وَمَا أشبههَا تؤنَّث مَا لم تسمّ حَرْفاً وَإِذا صغّرتها قلت حُيَيَّة، وَإِنَّمَا يجوز تصغيرها إِذا كَانَت صَغِيرَة فِي الخطّ أَو خفِيّة وإلاَّ فَلَا. قَالَ ابْن المظفر: وحاء ممدودة قَبيلَة. قلت: وَهِي فِي الْيمن حاء وَحَكَمُ. قَالَ اللَّيْث: وَيَقُولُونَ لِابْنِ مائةٍ: لَا حَاءَ وَلَا سَاءَ أَي لَا محسنٌ وَلَا مُسِيءٌ، وَيُقَال: لَا رجُلٌ وَلَا امرأةٌ. وَقَالَ بَعضهم تَفْسِيره أَنه لَا يَسْتَطِيع أَن يَقُول حا، وَهُوَ زَجْرٌ للكبش عِنْد السفاد، وَهُوَ زَجْرٌ للغنم أَيْضا عِنْد السَّقْي، يُقَال حَأْحَأْتُ بِهِ وحاحَيْتُ، وَقَالَ أَبُو خيرة: حَأْحَأْ، وَقَالَ أَبُو الدُقَيش أُحُو أُحُوَ وَلَا يَسْتَطِيع أَن يَقُول سَأْ وَهُوَ للحمار، وَيَقُول: سأْسأتُ بالحمار إِذا قلت سَأْسَأْ وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: قَوْمٌ يُحَاحُونَ بِالبهَامِ ونِسْ وَانٌ قِصَارٌ كهَيْئَةِ الحَجَلِ أَبُو عبيد عَن أبي زيد الْأنْصَارِيّ: حَاحَيْتُ بالمِعْزَى حَيْحاءً ومحاحاة. قَالَ وَقَالَ الأحْمَرُ سَأْسَأْتُ بالحمار وَقَالَ أَبُو عمر حَاحِ بِغَنَمك أَي أدَعُهَا عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الْحَوَّة الْكَلِمَة من الْحق من قَوْلهم لَا يُعْرَفُ الحَوُّ من اللَّوِ أَي لَا يُعرف الْحق من الْبَاطِل. وَقَالَ ابْن المظفر الأُحَاحُ الغيظ وَأنْشد: طَعنا شَفَى سرائر الأُحَاحِ وَقَالَ غَيره: أخّ كَأَنَّهُ توجّع مَعَ تَنَحْنحْ، وأحَّ الرجل إِذا ردَّدَ التنحْنح، وَرَأَيْت لفُلَان أحِيحاً وأُحَاحاً وَهُوَ توجُّعٌ من غيظ أَو حزْن وَقَالَ أَبُو عبيد: الأُحاحُ الْعَطش قَالَ: وَقَالَ الْفراء فِي صَدره أُحَاحٌ، وأحَيْحَة من الضّيق وَفِي صدْرِه أُحَيْحَةٌ وأُحَاحٌ من الغيظ والْحقد وَبِه سمي أُحَيْحَة بن الجُلاح، وَأنْشد غَيره: يطوى الْحيازيم على أُحَاح أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الأُحاح من الْحر أَو الْعَطش أَو من الْحزن. وحوح: قَالَ اللَّيْث: الوَحْوَحَةُ الصَّوْت. وَقَالَ ابْن دُرَيْد وحْوَحَ الرجل من البَرْد إِذا ردّد

نَفَسه فِي حَلْقه حَتَّى تسمع لَهُ صَوْتاً. قَالَ: وضَرْبٌ من الطَّيْرِ يُسمى الوَحْوَحَ. وَقَالَ الْكُمَيْت: ووَحْوَحَ فِي حِضْنِ الفَتَاةِ ضَجِيعُها وَلم يَكُ فِي النُّكْدِ المَقاليتِ مَشْخَبُ قَالَ اللحياني: وحْ زجر الْبَقَرَة، وَقد وَحْوَحَ بهَا. وَرجل وَحْوَحٌ شَدِيد يَنْحِمُ عِنْد عمله لنشاطه وشدَّته وَرِجَال دَحادِحُ، وَقَالَ الراجز: يَا رُبَّ شيْخٍ من لُكَيْزٍ وَحْوَحٍ عَبْلٍ شديدٍ أَسْرُهُ صَمَحْمَح قَالَ والصمَحْمحُ: الشَّديد. وتوحْوحَ الظليمُ فَوق البَيْضِ إِذا رَئمهَا وَأظْهر وَلُوعَه بهَا. وَقَالَ تميمُ بن مقبل: كَبَيْضَةِ أُدْحِيَ تَوَحْوَحَ فَوْقَها هِجَفَّانِ مِرْيَاعا الضُّحَى وَحَدَانِ حَيّ مثقلة: يُندَبُ بهَا ويدعى بهَا، يُقَال: حيَّ على الْفِدَاء حيَّ على الْخَيْر. قَالَ وَلم يشتقَّ مِنْهُ فِعْلٌ قَالَ ذَلِك اللَّيْث وَقَالَ غَيره: حَيَّ حَثٌّ ودُعَاءٌ وَمِنْه قَول الْمُؤَذّن: حيَّ على الصَّلَاة، حيَّ على الْفَلاح مَعْنَاهُ عجّل إِلَى الصَّلَاة وَإِلَى الْفَلاح، وَقَالَ ابْن أحْمر الجاهلي: أنشأْتُ أسأَلُه مَا بالُ رُفْقَتِه حَيَّ الحُمُولَ فإنّ الرَكْبَ قد ذهبَا أَي عَلَيْك بالْحُمولِ فقد مَرُّوا. وَأَخْبرنِي أَبُو الْفضل عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: العَرَبُ تَقول حَيَّ هَلْ بفلان وحَيَّ هَلَ بفلان وحَيّ هَلاً بفلان أَي أعْجِل. أَبُو عبيد عَن الأسمر مثلُه فِي اللُّغَات الثَّلَاث. قَالَ شمر: أنْشد مُحاربٌ لأعرابيّ وَنحن فِي مسجدٍ يَدْعُو مؤذنُه: حَيَّ تعالَوْا وَمَا نَامُوا وَمَا غَفَلُوا قَالَ: ذهب إِلَى الصَّوْت نَحْو طاقٍ طاقٍ وغاقٍ غاقٍ. وَزعم عمر بن الْخطاب أَن الْعَرَب تَقول حيَّ هَلَ الصَّلَاة ائْتِ الصَّلَاة، جعلَهُما اسْمَيْنِ فنصبَهما وَقَالَ: بِحَيَّ هلا يُزْجُونَ كُلَّ مَطِيَّةٍ أَمَامَ المَطَايَا سيرُهُنّ تَقَاذُفُ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: سمع أَبُو مَهْدية رجلا يَقُول بِالْفَارِسِيَّةِ زُدذْ زُدذْ فَقَالَ: مَا يَقُول؟ فَقيل يَقُول عجلْ عجلْ فَقَالَ: أَو لَا يَقُول حَيَّ هَلَكْ وَرُوِيَ عَن ابْن مسعودٍ أَنَّه قَالَ إِذا ذُكر الصالحون فحيّ هَلْ بِذِكْر عمر مَعْنَاهُ عجلْ بِذكْرِ عُمَر وَقَالَ لبيد: وَلَقَد يَسْمَعُ قَوْلي حَيَّ هَلْ وَقَالَ النَّضر الْحَيْهَلُ شجر، رَأَيْت حَيْهَلاً وَهَذَا حَيْهَلٌ كثيرٌ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو الهَرْمُ من الحَمْض يُقَال لَهُ حَيْهَلٌ، الْوَاحِدَة حيهَلَةٌ: قَالَ: وسُميَ بِهِ لأنّه إِذا أَصَابَهُ الْمَطَر نَبَتَ سَرِيعا وَإِذا أكلَتْهُ الْإِبِل فَلم تَبْعَر وَلم تَسْلَحْ مُسْرِعةً ماتَتْ. حَيا: قَالَ اللَّيْث: يُقَال حَيِي يحيا فَهُوَ حَيٌّ وَيُقَال للْجَمِيع حَيُّوا بِالتَّشْدِيدِ. قَالَ ولغة أُخْرَى يُقَال حَيَّ يَحَييُّ، والجميع حَيُوا خَفِيفَة.

وَقَالَ الله جلَّ وعزَّ: {وَيَحْيَى مَنْ حَىَّ عَن بَيِّنَةٍ} (الْأَنْفَال: 42) قَالَ الفرّاء: كِتَابُها على الْإِدْغَام بياءٍ واحدةٍ وَهِي أكثرُ الْقِرَاءَة. وَقَالَ بَعضهم حَيِيَ عَن بيّنَةٍ بإظهارهما. قَالَ: وَإِنَّمَا أدْغَمُوا الياءَ مَعَ اليَاءِ، وَكَانَ يَنْبَغِي أَن لَا يَفْعَلُوا لِأَن الْيَاء الآخِرَةَ لَزِمَهَا النصبُ فِي فعلٍ فأدغموا لَمّا الْتَقَى حَرْفَانِ متحركَانِ من جنسٍ واحِد. قَالَ وَيجوز الْإِدْغَام فِي الِاثْنَيْنِ للحركة اللاّزمة للياء الآخِرة. فَتَقول حَيَّا وحَيِيَا، وَيَنْبَغِي للْجَمِيع أَن لَا يُدْغَم إِلَّا بِيَاءٍ لِأَن ياءَها يصيبُها الرفعُ وَمَا قبلهَا مكسورٌ فَيَنْبَغِي لَهَا أَن تسْكُنَ فَتسقط بِواوِ الجَمْعِ، وربّما أظهرت العربُ الإدغَامَ فِي الْجمع إرَادَة تأليفِ الأفْعَال وَأَن تكون كلُّها مشدّدة فقالو فِي حَيِيتُ حَيُّوا وَفِي عَيِيتُ عَيُّوا قَالَ: وأنشدني بَعضهم: يَحْدِنَ بِنَا عَنْ كُل حَيَ كأنَّنَا أَخَارِيْسُ عَيُّوا بالسَّلاَمِ وبالنَّسَبْ قَالَ: وَقد أَجمعت العرَبُ على إدغام التحيّة لحركة الْيَاء الآخِرة كَمَا استحبوا إدغام حَيّ وعَيّ للحركة اللاّزمة فِيهَا. فأمّا إِذا سكنت الْيَاء الْأَخِيرَة فَلَا يجوز الإدغامُ مثل يُحْيِي ويُعْيِي. وَقد جَاءَ فِي بعض الشّعْر الإدْغَامُ وَلَيْسَ بالوجْه. قلت: وَأنكر البصريون الْإِدْغَام فِي مثل هَذَا الْموضع وَلم يَعْبأ الزجّاج بِالْبَيْتِ الَّذِي احتجّ بِهِ الفرّاء وَقَالَ: لَا يعرف قَائِله. وكأَنّها بينَ النسَاءِ سَبِيكَةٌ تَمْشِي بِسُدَّةِ بَيْتِها فَتُحَيَّ حَدثنَا الْحُسَيْن عَن عُثْمَان بن أبي شَيْبَة عَن أبي مُعَاوِيَة عَن إِسْمَاعِيل بن سُمَيعْ عَن أبي مَالك عَن ابْن عَبَّاس فِي قَول الله: {فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَواةً طَيِّبَةً} (النّحل: 97) قَالَ هُوَ الرزْقُ الحلالُ فِي الدُّنْيَا {وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (النّحل: 97) إِذا صارُوا إِلَى الله جَزَاهم أجرهم فِي الْآخِرَة بأحسنِ مَا عمِلُوا. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي الحَيُّ: الحقُّ واللَّيُّ الباطِلُ وَمِنْه قَوْلهم: هُوَ لَا يَعرِف الحَيَّ من اللَّي وَكَذَلِكَ الحوُّ من اللَّوِ فِي الْمَعْنيين. قَالَ: وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ابْن حَمُّويَةَ، قَالَ سَمِعت شمراً يَقُول فِي قَول الْعَرَب فلَان لَا يعرف الحَوَّ من اللَّو الحَوُّ نَعَمْ واللَّوُّ: لَو قَالَ، والحَيُّ الحَوِيّةُ واللَّيُّ لَيُّ الحَبْلِ أَي فَتْلُه يُضرب هَذَا لِلأَحمق الَّذِي لَا يعرف شَيْئا. قَالَ والحيُّ فَرْج الْمَرْأَة، وَرَأى أعرابيٌ جهازَ عَروسٍ فَقَالَ: هَذَا سَعَفُ الحَيّ أَي جهازُ فَرْجِ امرأةٍ. قَالَ: والحيُّ كلُّ مُتَكَلم نَاطِق. قَالَ والحَيّ من النَّبَات مَا كَانَ طرِيّاً يهتزُّ، والحيُّ الواحِدُ من أَحْيَاءِ الْعَرَب. قَالَ والحِيّ بِكَسْر الْحَاء جمع الْحَيَاة وَأنْشد: وَلَو ترى إِذا الحياةُ حِيّ قَالَ الفرّاء كسروا أَوّلها لِئَلَّا يتبدل الياءُ واواً كَمَا قَالُوا بِيضٌ وعِينٌ. قَالَ الْأَزْهَرِي: الحيُّ من أَحْياءِ الْعَرَب يَقع على بني أبٍ كَثُروا أم قلّوا، وعَلى شَعْبٍ يجمع الْقَبَائِل من ذَلِك قَول الشَّاعِر:

قَاتَلَ اللَّهُ قَيْسَ عَيْلاَنَ حَيّاً مَا لَهُمْ دُونَ غَدْرَةٍ مِنْ حِجَابِ أنْشدهُ أَبُو عُبَيْدَة. وَقَالَ اللَّيْث: الْحَيَاة كتبت بِالْوَاو فِي الْمُصحف ليُعلم أَن الْوَاو بعد الْيَاء، وَقَالَ بَعضهم بل كتبت واواً على لُغَة من يفخم الْألف الَّتِي مرجعها إِلَى الْوَاو، نَحْو الصلوة، والزكوة، وحَيْوَة اسْم رجل بِسُكُون الْيَاء، وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الغساني عَن سَلَمة عَن أبي عُبَيْدَة فِي قَوْله: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَواةٌ} (البَقَرَة: 179) أَي منفعةٌ، وَمِنْه قَوْلهم لَيْسَ بفلان حَيَاة أَي لَيْسَ عِنْده نَفْعٌ، وَلَا خيرٌ. وَيُقَال حايَيْتُ النَّار بالنفْخ كَقَوْلِك أحْيَيْتُها. وَقَالَ الأصمعيّ: أنْشد بعض الْعَرَب بَيت ذِي الرمة: فقلتُ لَهُ ارْفَعْهَا إليكَ وَحَايِها بِرُوحِكَ واقْتَتْهُ لَهَا قِيتَةً قَدْرا وَغَيره يرويهِ وأحْيها، وسمعتُ العربَ تَقول إِذا ذَكَرَتْ مَيتاً: كُنَّا سَنَة كَذَا وكَذَا بمَكَان كَذَا وكَذَا، وَحَيُّ عمروٍ مَعنا، يُرِيدُونَ: عَمْرُو مَعَنَا حَيٌّ بذلك الْمَكَان، وَكَانُوا يَقُولُونَ: أَتَيْنَا فلَانا زَمَانَ كَذَا وحيُّ فلَان شاهدٌ وحيُّ فلانَةَ شاهدَةٌ، الْمَعْنى وفلانٌ إِذْ ذَاك حَيٌّ وَأنْشد الفرّاء فِي هَذَا: أَلا قَبَحَ الإِلهُ بَنِي زِيَادٍ وحَيَّ أبِيهِمُ قَبْحَ الحِمَارِ أَي قبّح الله بني زِيَاد وأباهم. وَقَالَ ابْن شميلٍ: يقالُ أَتَانَا حَيُّ فلانٍ أَي أَتانا فِي حَيَاتِه وسمعتُ حَيَّ فلَان يَقُولُونَ كَذَا أَي: سمعته يَقُول فِي حياتِه. أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنَّهُ أنْشدهُ: أَلا حَيَّ لي مِنْ ليلةِ القَبْرِ أَنَّهُ مَآبٌ وَلَو كُلفْتُه أَنا آئِبُهْ قَالَ: أَرَادَ أَلا يُنْجِيَنِي من لَيْلَة القَبْرِ. وَقَالَ الكسائيّ: يُقَال لَا حَيّ عَنهُ أَي لَا مَنْعَ مِنْهُ وَأنْشد: ومَنْ يَكُ يَعْيَا بالبيَان فإنَّه أَبُو مَعْقِلٍ لَا حَيَّ عَنهُ وَلَا حَدَدْ قَالَ الفرّاء مَعْنَاهُ: لَا يَحُدُّ عَنْه شيءٌ، وَرَوَاهُ: فإِنْ تَسْأَلُوني بالبيَانِ فإناه أَبُو مَعْقِلٍ الخ وَالْعرب تذكّر الحيَّةَ وتؤنّثها فَإِذا قَالَت: الحيُّوتُ عَنَوْا الْحَيَّة الذَّكَر. وَقَالَ اللَّيْث: جَاءَ فِي الحَدِيث أَنّ الرجل الميّتَ يُسأل عَن كلّ شَيْء حَتَّى عَن حيَّة أَهْلِه قَالَ مَعْنَاهُ عَن كل شَيْء حيَ فِي منزله مثل الهِرّة وَغَيره، فأنَّث الحيّ وَقَالَ حيَّة، ونحوَ ذَلِك. قَالَ أَبُو عبيد فِي تَفْسِير هَذَا الْحَرْف: قَالَ وإنَّما قَالَ حيَّةٌ لأنَّه ذهب إِلَى كلّ نفس أَو دَابَّةٍ فأنّث لذَلِك. عَمْرو عَن أَبِيه: الْعَرَب تَقول: كَيفَ أَنْت وَكَيف حَيَّةُ أهْلِك، أَي كَيفَ مَنْ بَقِي مِنْهُم حَيّاً. قلت: وللعرب أَمْثَالٌ كَثِيرَة فِي الحَيّة نَذْكُرُ مَا حضرَنا مِنْهَا، سمعتُهم يَقُولُونَ فِي بَاب التَّشْبِيه: هُوَ أَبْصَرُ من حيَّةٍ؛ لِحدَّة بَصَره وَيَقُولُونَ: هُوَ أظْلمُ من حيّة، لِأَنَّهَا تَأتي جُحْرَ الضبّ فتأكل حِسْلها وتسكن

جُحْرُهُ. وَيَقُولُونَ: فلانٌ حَيَّةُ الْوادِي إِذا كَانَ شديدَ الشكيمة حاميَ الْحَقِيقَة. وهم حَيَّةُ الأرْضِ إِذا كانُوا أَشِدَّاء ذَوي بَسالة، وَمِنْه قَول ذِي الإصبع العَدْوانيّ: عَذِيرَ الحَي من عَدْوَا نَ كَانُوا حَيَّةَ الأرْضِ أَرَادَ أَنَّهم كَانُوا ذَوي إِرْبٍ وشِدَّة لَا يضيعون ثأراً. وَيُقَال: فلَان رأسُه رأْسُ حيَّةٍ إِذا كَانَ متوقداً ذَكيّاً شَهْماً. وفلانٌ حَيَّةٌ ذَكَرٌ أَي شُجَاع شديدٌ. ويُدْعَى على الرجُلِ فيقالُ: سقَاهُ الله دم الحيَّاتِ أَي أهْلَكَه اللَّهُ. وَيُقَال: رَأَيْت فِي كتابٍ كتَبَه فلانٌ فِي أمرِ فلَان حيَّاتٍ وعَقَارِبَ إِذا مَحَلَ كاتبهُ برجُلٍ إِلَى سلطانٍ ليُوقِعَه فِي وَرْطة. وَيُقَال للرجُلِ إِذا طَال عُمْره وللمرأَة المعمَّرة: مَا هُوَ إِلَّا حيَّةٌ وَمَا هِيَ إِلَّا حَيَّةٌ، وَذَلِكَ أَن عمر الحيَّة يطول وَكَأَنَّهُ سمّي حيَّةً لطول حَيَاته وَأَنه قَلَّمَا يُوجد مَيتا إِلَّا أَن يُقْتل. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: فلَان حيَّةُ الْوَادي، وحيَّةُ الأرْضِ وَشَيْطَان الحَمَاطِ إِذا بلغ النِّهَايَة فِي الإرْب والخُبْثِ وَأنْشد الفرّاء: كَمِثْلِ شَيْطَانِ الحَمَاطِ أَعْرَفُ وَقَول مَالك بن الْحَارِث الْكَاهِلِي: فَلَا يَنْجُو نَجَائي ثَمَّ حَيٌّ من الحَيَواتِ لَيْسَ لَهُ جَنَاحُ كل مَا هُوَ حَيٌّ، فَجَمعه حَيَوات، وَتجمع الحيَّة حَيَوَات، وَفِي الحَدِيث: (لَا بَأْس بقتل الحيَوَات) جمع الحيَّة. والحيَوَانُ اسمٌ يَقع على كل شيءٍ حَيَ. وسمَّى الله جلَّ وعزَّ الْآخِرَة حَيَوَانا فَقَالَ: {لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الاَْخِرَةَ} (العَنكبوت: 64) فحدثنا ابْن هَاجَك عَن حَمْزَة عَن عبد الرازق عَن معمر عَن قَتَادَة فِي قَوْله: {لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الاَْخِرَةَ} قَالَ: هِيَ الحَيَاةُ. قَالَ الْأَزْهَرِي: مَعْنَاهُ أَنَّ من صَار إِلَى الْآخِرَة لم يَمُتْ ودام حَيّاً فِيهَا لَا يَمُوت، فَمن أُدْخِلَ الجنَّةَ حَيِيَ فِيهَا حَيَاة طيبَة، وَمن دَخَلَ النارَ فإنّه لَا يَمُوت فِيهَا وَلَا يَحْيَا، كَمَا قَالَ الله جلَّ وعزَّ. وكُلُّ ذِي رُوح حيوانٌ. وَالْحَيَوَان عَيْنٌ فِي الْجنَّة. ابْن هانىء عَن زيد بن كَثوة: من أمثالهم: حَيَّهِنْ حِماري وحمارَ صَاحِبي. حَيهِنْ حِماري وَحْدي. يُقَال ذَلِك عِنْد المَزْرِئَة على الَّذِي يستحقّ مَا لَا يملِكُ مكابرَةً وظُلْماً، وأَصْلُه أنَّ امرأَةً كَانَت رافقت رَجُلاً فِي سفَرٍ وَهِي راجلة وهُو على حِمَار، قَالَ فَأَوَى لَها وأَفْقَرها ظَهرَ حِمَارِه، وَمَشى عَنْهَا، فَبَيْنَمَا هما فِي مسيرهما إِذْ قَالَت وَهِي راكبة عَلَيْهِ حَيَّهِن حِمارِي وحِمار صَاحِبي، فَسمع الرجل مقالَتهَا فَقَالَ: حَيَّهِنْ حِماري وَحْدي، وَلم يَحْفِل لقولها وَلم يُنْغِضْها، فَلم يَزَالَا كَذَلِك حَتَّى بلغت النَّاسَ فلمَّا وثقت قَالَت: حَيَّهِنْ حِمَاري وحْدِي وَهِي عليْه فنازَعَها الرجلُ إيّاه، فاستغاثت عَلَيْهِ، فَاجْتمع لَهما الناسُ والمرأةُ راكبةٌ على الْحمار وَالرجل راجل، فَقُضِي لهَا عَلَيْهِ بالحمارِ لِمَا رَأَوْا فَذَهَبت مثلا. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال أَرض مَحْيَاةٌ ومَحْوَاةٌ من الحَيَّات.

وَقَالَ ابْن المظفّر: الحَيَوانُ كلٌّ ذِي رُوحٍ، والجميع وَالْوَاحد فِيهِ سواءٌ. قَالَ: والحَيَوان مَاءٌ فِي الْجنَّة لَا يُصِيب شَيْئا إِلَّا حَيِيَ بِإِذن الله. قَالَ: واشتقاق الحيَّةِ من الحيَاةِ، وَيُقَال هِيَ فِي أصل الْبناء حَيْوَة فأُدْغِمت الْيَاء فِي الْوَاو، وجُعلتا يَاء شَدِيدَة. قَالَ وَمن قَالَ لصَاحب الحيَّاتِ حَايٍ فَهُوَ فاعلٌ من هَذَا البِنَاءِ وَصَارَت الْوَاو كسْرةً كواو الغازِي والعالي. وَمن قَالَ حَوّاء على فَعَّال فَإِنَّهُ يَقُول: اشتقاق الحيَّةِ من حَوَيْتُ لِأَنَّهَا تَتَحَوَّى فِي الْتوائها، وكُل ذَلِك تَقول العربُ. قلت: وَإِن قيل حَاوٍ على فَاعل فَهُوَ جَائِز، والفرْقُ بَينه وَبَين غازِي أَنَّ عين الْفِعْل من حاوٍ وَاوٌ وعينَ الْفِعْل من الغازِي الزَّاي فبينهما فرق. وَهَذَا يَجُوزُ على قولِ من جعل الحيَّة فِي أصل الْبناء حَوْيَةً. وَقَالَ الليثُ الحياءُ من الاستحياء ممدودٌ وَرجل حَيِيٌّ بِوَزْن فَعِيلٍ وَامْرَأَة حَيِيَّةٌ وَيُقَال: استحيا الرجل واستحْيَتْ المرأةُ. قلت: وللعرب فِي هَذَا الْحَرْف لُغَتَانِ يُقَال اسْتَحى فلَان يستَحِي بياءٍ واحدةٍ، واستحْيَا فلَان يَسْتَحْيي بياءين. والقرآنُ نَزَلَ باللُّغة التامَّة. قَالَ الله جلَّ وعزَّ: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْىِ أَن يَضْرِبَ مَثَلاً} (البَقَرَ: 26) . وَأما قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (اقْتُلوا شُيُوخَ المُشْركين واستَحْيُوا شَرْخَهُمْ فَهُوَ بِمَعْنى استفْعِلُوا من الْحَيَاة أَي استبْقوهم وَلَا تَقْتُلُوهُمْ. وَكَذَلِكَ قَول الله {طَآئِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَآءَهُمْ} (القَصَص: 4) أَي يستبْقِيهِنّ فَلَا يقتلُهن. وَلَيْسَ فِي هَذَا الْمَعْنى إِلَّا لُغَةٌ وَاحِدَة. وَيُقَال فلانٌ أَحْيَا من الهَدِي وَأَحْيَا من كَعَابٍ وَأَحْيَا من مُخَدَّرةٍ وَمن مخبَّأَةٍ، وَهَذَا كُله من الْحيَاء ممدودٌ، وَأما قولُهم أَحْيَا من الضَّب فَهِيَ الحياةُ. وَقَالَ أَبُو زيد يُقَال حَيِيتُ من فعل كَذَا أَحْيَا حَيَاءً أَي استَحْيَيتُ وَأنْشد: أَلا تَحْيَوْنَ من تَكْثِيرِ قَوْمٍ لِعَلاَّتٍ وأمُّكُمُ رَقُوبُ مَعْنَاهُ أَلا تَسْتَحْيُونَ. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (الحَيَاءُ شعبةٌ من الْإِيمَان) . وَاعْترض هَذَا الحديثَ بعضُ النَّاس، فَقَالَ كيفَ جعل الحيَاءَ وَهُوَ غرِيزةٌ شُعْبَة من الْإِيمَان وَهُوَ اكتسابٌ؟ وَالْجَوَاب فِي ذَلِك أَن المستحِي يَنْقَطِع بالحياءِ عَن المعَاصِي وَإِن لم تكن لَهُ تقِيَّةٌ، فَصَارَ كالإيمان الَّذِي يُقْطعُ عَنْها ويحول بَين الْمُؤمنِينَ وبيْنهَا، وَكَذَلِكَ قِيلَ إِذا لم تَسْتَحِ فاصنعْ مَا شِئْتَ، يُرَادُ أَنَّ من لم يَسْتَحِ صَنَع مَا شَاءَ لأنّه لَا يكون لَهُ حياءٌ يَحْجِزُه عَن الفواحِش فيتهافَتُ فِيهَا وَلَا يتوقّاها، وَالله أعلم. وَأما قَول الله جلَّ وعزَّ مُخْبِراً عَن طائفةٍ من الكفّار لم يُؤمنُوا بِالْبَعْثِ والنشور بعد الْمَوْت {تَذَكَّرُونَ وَقَالُواْ مَا هِىَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَآ إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ} (الجَاثِيَة: 24) فإنّ أَبَا الْعَبَّاس أَحْمد بن

يحيى سُئِل عَن تفسيرِها فَقَالَ: اختُلِفَ فِيهِ، فَقَالَت طائِفَةٌ: هُوَ مقدم ومؤخر وَمَعْنَاهُ نحيا وَنَمُوت وَلَا نحيا بعد ذَلِك. وَقَالَت طائِفَةٌ: مَعْنَاهُ نَحْيَا ونَمُوتُ وَلَا نَحْيَا أبدا، ويحيا أولادُنا بَعْدَنا فَجعلُوا حياةَ أَوْلاَدِهم بَعْدَهُم كحياتهم، ثمَّ قَالُوا: وَيَمُوت أَوْلاَدُنا فَلَا نحيا وَلاَ هُمْ. وَقَالَ ابْنُ المظَفَّر فِي قَول المصلّي فِي التَّشَهُّد: التحيَّاتُ للَّهِ، قَالَ: مَعْنَاهُ: الْبَقَاء للَّهِ، وَيُقَال: المُلْكُ للَّهِ. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أبي الْعَبَّاس عَن سلَمَةَ عَن الفرّاء أَنّه قَالَ فِي قَول الْعَرَب حَيَّاكَ اللَّهُ، مَعْنَاهُ: أبقاك اللَّهُ، قَالَ: وحَيّاكَ أَيْضاً أَي ملّكك اللَّهُ، قَالَ: وحيّاك أَي سلّم عَلَيْك. قَالَ وَقَوْلنَا فِي التَّشَهُّد: التَّحِيَّاتُ للَّهِ يُنْوَى بهَا البقاءُ للَّهِ وَالسَّلَام من الآفاتِ لله والمُلْكُ للَّهِ. وَنَحْوَ ذَلِك قَالَ أَبُو طَالب النحويُّ فِيمَا أفادني عَنهُ الْمُنْذِرِيّ. وَقَالَ أَبُو عبيد قَالَ أَبُو عَمْرو: التحيَّةُ: المُلْكُ وَأنْشد قَول عَمْرو بن معدي كرب: أسيرُها إِلَى النُّعْمَانِ حَتَّى أُنِيْخَ على تَحِيَّتِه بِجُنْدي يَعْنِي على مُلْكِه، وَأنْشد قَول زُهَيْر بن جَنَابٍ الكَلْبي: وَلَكُلُّ مَا نَالَ الفَتَى قَدْ نِلْتُه إلاَّ التَّحِيَّة قَالَ يَعْنِي المُلْكَ. قَالَ أَبُو عبيد: والتحيَّةُ فِي غير هَذَا: السلامُ. قَالَ خَالِد بن يزِيد: لَو كَانَت التحيَّةُ المُلْكَ لما قيل التحيَّاتُ لِلَّهِ، وَالْمعْنَى السلاَمَاتُ من الْآفَات كلهَا لِلَّهِ، وجَمَعَها لِأَنَّهُ أَرَادَ السَّلَام من كل آفَةٍ. وَقَالَ القتبي: إِنَّمَا قيل التحيّات لِلَّهِ على الْجمع لِأَنَّهُ كَانَ فِي الأَرْض مُلُوك يُحَيَّوْن بتحيّاتٍ مُخْتَلفَة يُقَال لبَعْضهِم: أبيتَ اللَّعْن، ولبعضهم اسْلَمْ وانْعَمْ، وَعِشْ ألفَ سنَةٍ، فَقيل لنا قُولُوا: التحيَّاتُ لِلَّهِ، أَي الْأَلْفَاظ الَّتِي تَدُل على المُلْكِ ويُكَنَّى بهَا عَن المُلْكِ هِيَ للَّهِ تَعَالَى. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه كَانَ يُنكر فِي تَفْسِير التَّحِيَّة مَا روينَاهُ عَن هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّة، وَيَقُول: التحيَّةُ فِي كَلَام الْعَرَب مَا يُحيي بِهِ بعضُهم بَعْضًا إِذا تلاقَوْا. قَالَ: وتحيّةُ اللَّهِ الَّتِي جعلهَا فِي الدُّنْيَا والآخرةِ لِمُؤْمِنِي عبادِه إِذا تلاقَوْا ودعا بعضُهم لبَعض بأَجْمَعِ الدُّعَاءِ أَن يَقُول: السَّلَام عَلَيْكُم ورَحْمَةُ اللَّهِ. قَالَ اللَّهُ فِي أهل الْجنَّة: {بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً} (الْأَحْزَاب: 44) وَقَالَ فِي تحيَّة الدُّنْيَا {وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَآ أَوْ رُدُّوهَآ} (النِّسَاء: 86) وَقَالَ فِي قَول زُهَيْر بن جناب: ولَكُلُّ مَا نَال الْفَتَى قَدْ نِلْتُهُ إِلَّا التّحِيَّة يُرِيد إلاّ السَّلامَة من المنيّة والآفات فَإِن أحدا لَا يسلم من الموتِ على طول البقَاءِ. فَجعل أَبُو الْهَيْثَم معنى (التحياتُ لِلَّهِ) أَي السَّلَام لَهُ من الْآفَات الَّتِي تلْحق الْعباد من العَناء وَأَسْبَاب الفناء

قلت: وَهَذَا الَّذِي قَالَه أَبُو الْهَيْثَم حسَنٌ ودلائله وَاضِحَة غير أَن التحيّة وَإِن كَانَت فِي الأَصْلِ سَلاما فَجَائِز أَن يُسَمَّى المُلْكُ فِي الدُّنْيَا تحيّةً كَمَا قَالَ الفرّاء وَأَبُو عَمْرو، لِأَن المَلِكَ يُحيَّا بِتَحِيّة المُلْكِ الْمَعْرُوفَة للملوك الَّتِي يباينون فِيهَا غيرَهم، وَكَانَت تَحِيَّة مُلُوك الْعَجم قريبَة فِي الْمَعْنى من تَحِيَّة مُلوكِ الْعَرَب، كَانَ يُقَال لِمَلِكِهم زِهْ هَزَارْ سَالْ، الْمَعْنى عِشْ سالما ألفَ سنة. وَجَائِز أَن يُقَال للبقاء تحيَّةً لِأَن من سَلِمَ من الْآفَات فَهُوَ باقٍ، وَالْبَاقِي فِي صفة اللَّهِ من هَذَا لِأَنَّهُ لَا يَمُوت أبدا، فَمَعْنَى حيَّاك اللَّهُ: أَي أَبقاك صحيحٌ، من الْحَيَاة، وَهُوَ الْبَقَاء. يُقَال: أَحْيَاهُ اللَّهُ وحيَّاه بِمَعْنى وَاحِد، وَالْعرب تسمي الشيءَ باسم غيرِه إِذا كَانَ مَعَه أَو من سَببه. أَخْبرنِي مُحَمَّد بن مُعاذ عَن حَاتِم بن المظفّر أَنه سَأَلَ سَلَمة بن عَاصِم عَن قَوْله: حيّاك اللَّهُ، فَقَالَ: بِمَنْزِلَة أَحْيَاكَ اللَّهُ أَي أبقاك اللَّهُ مثل كرّم اللَّهُ وَأكْرم اللَّهُ، قَالَ: وَسَأَلت أَبَا عُثْمَان الْمَازِني عَن حيّاك اللَّهُ فَقَالَ عَمَّرك اللَّهُ. وَقَالَ الليثُ: المحاياةُ الغِذاء للصبيّ بِمَا بِهِ حَيَاتُه، وَقَالَ: حَيَا الرّبيع مَا تحيا بِهِ الأَرْض من الْغَيْث. وروى أَبُو عبيد عَن أبي زيد يُقَال أَحْيَا القومُ إِذا مُطِروا فأصابت دوابُّهم العشب وسمنت. وَإِن أرادُوا أنفسَهم قَالُوا: حَيُوا بعد الهزال. والحَيَا الغيثُ مقصورٌ لَا يمدّ. وحَيَاءُ الشَّاةِ والناقةِ والمرأةِ ممدودٌ وَلَا يجوز قصْره إِلَّا لشاعرٍ يُضطرّ فِي شعره إِلَى قَصْره. وَمَا جَاءَ عَن الْعَرَب إِلَّا ممدوداً، وَإِنَّمَا قيل لَهُ حَيَاءٌ باسم الحياءِ من الاستحياء لِأَنَّهُ يُسْتَرُ من الآدميّ، ويكنّى عَنهُ من الْحَيَوَان ويستفحش التَّصْرِيح بِذكرِهِ واسْمه الْمَوْضُوع لَهُ، ويستحى من ذَلِك، سمّي حَيَاء لهَذَا الْمَعْنى. وَقد قَالَ اللَّيْث: يجوز قصر الْحيَاء ومدُّه وَهُوَ غلطٌ لَا يجوز قصره لغير الشَّاعِر لِأَن أصْلَه الْحيَاء من الاستحياء. حوى: قَالَ اللَّيْث: حَوى فلانٌ مالَه حَيَّاً وحَوَايةً: إِذا جمعه وأَحْرزه. واحْتَوَى عَلَيْهِ. قَالَ: والْحوِيُّ استدارةُ كل شيءٍ كَحوِيّ الحيّة، وكحويّ بعضِ النُّجُوم إِذا رأيتَها على نَسَق واحدٍ مستديرةً. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الحَوِيُّ المَالِكُ بعد اسْتِحْقَاق. والحَوِيُّ العليل والدويُّ الأحْمَقُ مشدَّدَات كلهَا. قلت: والحَوِيُّ الحُوَيْضُ الصَّغِير يسويه الرجلُ لبعيره يسْقِيه فِيهِ وَهُوَ المرْكُوّ يُقَال قد احتويت حَوِيّاً. وأمّا الحَوَايَا الَّتِي تكون فِي القِيعانِ والرِياض، فَهِيَ حفائرُ ملتوِيةٌ يملؤُها ماءُ السيلِ فَيبقى فِيهَا دهْراً لأنّ طين أَسْفَلهَا عَلِكٌ صُلْبٌ يُمْسِكُ الماءَ، واحدتها حَوِيّةٌ. وَقد تسميها الْعَرَب الأَمْعاء تَشْبِيهاً بحوايا البطْن. أَبُو عُمَرَ: الحَوايَا المساطِح، وَهُوَ أَن يَعْمِدوا إِلَى الصَّفا فيَحْوون لَهُ تُرَابا يحبس عَلَيْهِم الماءَ، واحدتها حَوِيّة حَكَاهَا عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أبي طَالب عَن أَبِيه عَن الفرّاء فِي قَول اللَّهِ جلَّ وعزَّ {أَوِ الْحَوَايَآ أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ}

(الأنعَام: 146) ، قَالَ: وَهِي المباعِرُ وَبَنَات اللَّبن، وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: هِيَ الحِوَايَّةُ والحاوِية وَهِي الدَّوَّارة الَّتِي فِي بطن الشَّاة، وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن الحرّاني عَن ابْن السّكيت أَنّه قَالَ: الحاوِياتُ بَنَات اللّبن، يُقَال حاوِيةٌ وحاوِيَات وحاوِياءُ مَمْدُود. قَالَ: وحَوِيّة وحوايا وحَوِيّات. قَالَ: والحَاوِياءُ وَاحِدَةُ الحَوَايَا. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: يُقَال حَاوِيَةٌ وحَوايا مثل زَاوِيةٌ وزَوَايا، وراوية وروايا قَالَ: وَمِنْهُم من يَقُول حَوِيَّةٌ وحوَايَا، مثل الحَوِيّة الَّتِي تُوضَع على ظهر الْبَعِير ويُركب فَوْقهَا. قَالَ: وَمِنْهُم من يَقُول لوحداتها حَاوِياءُ، وَجَمعهَا الحَوَايَا. وَأنْشد قَول جرير: تَضْفُو الخَتانِيصُ والغُولُ الَّتِي أكلتْ فِي حَاوِياء دَرُومِ اللّيلِ مِجْعار وَقَالَ اللَّيْث: الحَوِيّة مَرْكَبٌ يُهَيَّأُ للْمَرْأَة لتركبَه، وَهِي الحَوايَا. قَالَ وَقَالَ عُمير بن وهب يَوْم بدرٍ حِين رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه وحَزَرَهُم، فَرجع إِلَى أَصْحَابه فقالُوا لَهُ: وراءَك؟ فأجابهم وَقَالَ: رَأَيْت الحَوَايَا عَلَيْهَا المنايَا. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الْعَرَب تَقول: المنَايا على الحَوايَا أَي قد تَأتي المنيَّةُ الشجاعَ وَهُوَ على سَرْجه. وَقَالَ الأصمعيّ: الحويَّةُ كسَاء يحوي سَنَامِ الْبَعِير ثمَّ يُركب. وَقَالَ اللَّيْث الحِواءُ أَخْبِيَةٌ تَدَانى بعضُها من بَعْضٍ، تَقول: هم أهْل حِوَاءٍ واحدٍ، وَجمع الحِواء أحْوِيةٌ. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الحِوَاءُ جماعاتُ بيوتِ النَّاس. والحُوّاءُ نبت مَعْرُوف الْوَاحِدَة حُوَّءَةٌ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل هما حُوَّاءَانِ أَحدهمَا حُوّاء الذَّعاليق وَهُوَ حُوَّاءُ الْبَقر وَهُوَ من أَحْرَار الْبُقُول، وَالْآخر حُوَّاءُ الكِلاب، وَهُوَ من الذُّكُور ينْبت فِي الرَّمْث خَشِناً وَقَالَ الشَّاعِر: كَمَا تَبَسَّمَ للحُوَّاءَةِ الجَمَلُ وَذَلِكَ أَنّه لَا يقْدر على قلعهَا حَتَّى يكْشِرَ عَن أنيابه للزوقها بِالْأَرْضِ. وَقَالَ النَّضر: الأَحْوَى من الْخَيل هُوَ الْأَحْمَر السراة. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الأَحْرَى هُوَ أصفى من الأحَمّ، وهما يتدانَيَان حَتَّى يكون الأحْرَى مُحْلفِاً يُحْلَفُ عَلَيْهِ أَنه أحمُّ. قَالَ وَيُقَال: احْوَاوَى يَحْوَاوِي احْوِيوَاءً. والحُوَّةُ فِي الشفاه شَبيه باللَّمَى واللَّمَس قَالَ ذُو الرُّمَّة: لَمْياءُ فِي شَفَتَيْهَا حُوَّةٌ لَمَسٌ وَفِي اللثاتِ وَفِي أَنْيَابِها شَنَبُ وَقَالَ الْفراء فِي قَول اللَّهِ تَعَالَى {فَهَدَى وَالَّذِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَخْرَجَ الْمَرْعَى} (الْأَعْلَى: 4، 5) قَالَ: إِذا صَار النبَتُ يَبِيسًا فَهُوَ غُثَاءٌ، والأحْوَى الَّذِي قد اسودّ من القِدَم والعتْقِ قَالَ: وَيكون مَعْنَاهُ أَيْضا: أخرج المَرْعَى أَحْوَى، أَي أخضرَ فَجعله غُثَاءً بعد خُضْرَتِه، فَيكون مُؤَخرا، مَعْنَاهُ التقديمُ. والأحْوَى الأسودُ من الخُضْرَة كَمَا قَالَ: {ُ)) ِالْمَرْعَى فَجَعَلَهُ غُثَآءً أَحْوَى} (الرَّحمان: 64) . وَقَالَ شمر: حُوَيُّ خَبْتٍ طائِرٌ، وَأنْشد:

حُوَيَّ خَبْتٍ أينَ بِتَّ اللّيلَه بِتُّ قَرِيبا أحْتَذِي نُعَيْلَهْ وَقَالَ الآخر: كَأَنَّكَ فِي الرّجالِ حُوَيُّ خَبْتٍ يُزَقي فِي حُوَيَّاتٍ بِقَاعِ وَقَالَ أَبُو خيرة الحُوُّ من النَّمْل نمل حُمْرٌ يُقَال لَهَا: نمل سُلَيْمَان. وَالْعرب تَقول لمجتمع بيُوت الْحَيّ: مَحَوَّى وَحِواءٌ ومُحْتَوىً والجميع أحْويةٌ ومَحَاء. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي وَعَن أبي نجدة عَن أبي زيد وَعَن الْأَثْرَم عَن أبي عُبَيْدَة وَعَن عَمْرو عَن أَبِيه قَالُوا كلهم: يُوحُ اسْم للشمس مَعْرِفَةٌ لَا يدْخلهُ الصّرْف وَلَا الْألف وَاللَّام. قلت: وَقد جَاءَ يُوحُ اسْما للشمس فِي كتاب (الْأَلْفَاظ) المَعْزِيّ إِلَى ابْن السّكيت وَهُوَ صَحِيح. وَلم يَأْتِ بِهِ أَبُو عبيد وَلَا ابْن شُمَيْل وَلَا الأصمعيّ. وَيْح: وَقَالَ اللَّيْث: وَيْحَ يُقَال إِنَّه رَحْمَة لمن تنزل بِهِ بَلِيّة، وَرُبمَا جعل مَعَ (مَا) كلمة وَاحِدَة فَقيل: وَيْحَمَا. وَقَالَ إِسْحَاق بن الفَرَج: الوَيْحُ والوَيْلُ والوَيسُ بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ وَقَالَ الْخَلِيل: وَلَيْسَ كلمةٌ فِي مَوضِع رَأْفة واستملاح كَقَوْلِك للصَّبِي ويْحَهُ مَا أمْلَحَهُ، ووَيْسَه مَا أَمْلحه. قَالَ: وَسمعت أَبَا السَّميذع يَقُول: ويْحَك ووَيْسَك ووَيلك بِمَعْنى واحِدٍ. قَالَ وَقَالَ اليزيديُّ: الوَيْح والويْلُ بِمَعْنى واحدٍ. وَقَالَ الْحسن: وَيْح كلمةُ رَحْمةٍ. وَقَالَ نصير النحويّ: سَمِعت بعض المتنطعين يَقُولُونَ: الوَيْحُ رَحْمةٌ، قَالَ وَلَيْسَ بَيْنَه وَبَين الوَيْل فُرْقَانٌ إِلَّا كَأَنَّهُ أَلْيَنُ قَلِيلا. قَالَ وَمن قَالَ: هُوَ رَحْمَةٌ فَعَسَى أَن تكون العربُ تَقول لمنْ ترحَمُه: وَيْحَهُ رثايةً لَهُ. وَقَالَ ابْن كَيْسَانَ: سَمِعت ثعلباً قَالَ: قَالَ المازنيّ: قَالَ الأصمعيّ: الويل قَبُوح والوَيْحُ ترحُّم ووَيْسَ تصغيرُها أَي هِيَ دُونها. وَقَالَ أَبُو زيد: الويل هُلْكَةٌ والويْحُ قبوحٌ والويس ترحُمٌ. وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: الويل يُقَال لمن وَقَع فِي هُلْكَةٍ، والوَيْحُ زَجْرٌ لمن أَشْرَف على الهُلْكَةِ. وَلم يذكر فِي الويْسِ شَيْئا. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: جَاءَ عَن رَسُول اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لعمَّارٍ: (ويْحَكَ يَا ابْن سُمَيَّة بُؤْساً لَك تَقْتُلك الفِئةُ الباغِيَةُ) . قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعَائِشَة ليلةَ تبِعت النبيَّ وَقد خرج من حُجرَتِها، فَنظر إِلَى سوادِها فلحقها وَهِي فِي جَوف حُجرتها، فَوجدَ لَهَا نَفَساً عَالِيا، فَقَالَ: وَيْسَهَا، مَاذَا لقِيَت الليلةَ؟ وَقَالَ أَبُو سعيد، وَيْحَ كلمةُ رَحْمَةٍ. قلت: وَقد قَالَ أَكْثَر أهل اللُّغَةِ: إِن الويلَ كلمةٌ تقال لمن وَقع فِي هُلْكَةٍ أَو بَلِيَّة لَا يُتَرحَّمُ عَلَيْهِ مَعهَا ووَيْحَ تقال لمن وَقع فِي بَلِيّة يرثى لَهُ ويُدْعَى لَهُ بالتخلُّص مِنْهَا، أَلا ترى أَن الويل فِي القُرآن مَا جَاءَ إِلَّا لمن

استحقّ الْعَذَاب بجرمه من ذَلِك قَول اللَّهِ جلّ وعزّ {ُِ} (الهُمَزة: 1) وَقَالَ: {وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ} (فصلت: 6، 7) وَقَالَ: {ُِ} (المطفّفِين: 1) فَمَا جَاءَ ويلٌ إِلَّا لأهل الجرائم نَعُوذ باللَّهِ من سخط اللَّهِ، وَأما وَيْحَ فقد صحّ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَهَا لعمَّار الفاضلِ كَأَنَّهُ أُعْلِمَ مَا أَصَابَهُ من القتْل فتوجّع لَهُ وترحّمَ عَلَيْهِ. وَقَالَ بَعضهم الأَصْل فِي وَيْح ووَيْس وويل وَيْ، وُصِلَتْ بحاء مرّة وَمرَّة بسين وَمرَّة بلام. وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ سَأَلت الْخَلِيل عَنْهَا، فَزعم أَن كل مَن نَدم فأظهر ندامته قَالَ وَيْ مَعْنَاهَا التنديمُ والتنبيهُ. وَقَالَ ابْن كيسَان إِذا قَالُوا: ويلٌ لَهُ وويح لَهُ وويس لَهُ فَالْكَلَام فِيهِنَّ الرفعُ على الِابْتِدَاء، وَاللَّام فِي مَوضِع الْخَبَر، فَإِن حذفت اللَّام لم يكن إِلَّا النصبُ، كَقَوْلِك ويحَهُ وويسَهُ. وَحي: قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: يُقَال وحيْتُ إِلَى فلَان أَحِي إِلَيْهِ وَحْياً وأَوْحَيْتُ إِلَيْهِ أُوحِي إيحاءً: إِذا أشرتَ إِلَيْهِ وأومأْتَ، قَالَ فأمّا اللُّغَةُ الفاشية فِي الْقُرْآن فبالألف، وَأما فِي غيرِ الْقُرْآن فوحيْتُ إِلَى فلَان مشهورةٌ قَالَ العجّاج: وَحَى لَهَا القرارَ فاستقرَّتِ أَي وَحَى اللَّهُ الأرضَ بِأَن تَقِرّ قراراً فَلَا تميدُ بِأَهْلِهَا، أَي أَشَارَ إِلَيْهَا بذلك. قَالَ: وَيكون وَحَى لَهَا القرارَ أَي كتب لَهَا القَرار، وَيُقَال: وَحَيْتُ الْكتاب أَحِيه وَحْياً أَي كتبته فَهُوَ مَوْحِيّ وَقَالَ لبيد بن ربيعَة: فَمَدَافِعُ الرَّيَانِ عُريَ رَسْمُها خَلَقاً كَمَا ضَمِنَ الوُحِي سلاَمُها قَالَ والوُحِيُّ جمع وَحَى وَقَالَ رؤبة: إِنْجِيلُ تَوراة وَحَى مُنَمْنِمُه أَي كتبَه كاتِبُه. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي وَحَى إِلَيْهِ بالْكلَام يَحِي بِهِ وَحْياً، وأَوْحَى إِلَيْهِ، وَهُوَ أَن يكلمهُ بِكَلَام يُخفِيه من غَيره. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق الزجّاج فِي قَوْله {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْءَامِنُواْ بِى} (المَائدة: 111) . قَالَ بعضُهُمْ: مَعْنَاهُ أَلْهَمْتُهم كَمَا قَالَ {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ} (النّحل: 68) . وَقَالَ بَعضهم: أوحيتُ إِلَى الحواريّين أمرْتُهم. وَمثله: وَحَى لَهَا القَرار فاستقرّت أَي أَمَرها. وَقَالَ بَعضهم: معنى قَوْله {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ} أتيتُهم فِي الوحْي إِلَيْك بالبراهين الَّتِي استدلُّوا بهَا على الْإِيمَان فآمنوا بِي وَبِك. وَقَالَ الفرّاء فِي قَوْله تَعَالَى {فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ} (مَرْيَم: 11) أَشَارَ إِلَيْهِم. قَالَ: والعربُ تَقول: أَوْحى وَوَحى، وأَوْمى ووَمَى بِمَعْنى وَاحِد، وَوَحى يحِي وَوَمى يمِي. وَقَالَ جلّ وعزّ {كَانُواْ يَحْذَرونَ وَأَوْحَيْنَآ إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِى} (القَصَص: 7) قيل إِن الْوَحْي هَهُنَا إِلْقَاءُ اللَّهِ فِي قَلبهَا وَمَا بعد هَذَا يدلُّ واللَّهُ أعلم على أَنه وَحْيٌ من اللَّهِ على

جِهَة الْإِعْلَام للضَّمَان لَهَا {وَلاَ تَحْزَنِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ} (القَصَس: 7) وَقد قيل إِن معنى الوحْي هَهُنَا الإلْهَامُ، وَجَائِز أَن يُلْقي اللَّهُ فِي قَلبهَا أَنه مردودٌ إِلَيْهَا وَأَنه يكون مرسَلاً وَلَكِن الْإِعْلَام أبْينَ فِي معنى الوَحْي هَهُنَا. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: وأصل الوَحْي فِي اللُّغَة كلّها إعلامٌ فِي خفاءٍ، وَلذَلِك صَار الإلمامُ يُسمَّى وحْياً. قلت: وَكَذَلِكَ الإشارَةُ والإيماءُ يُسمى وَحْياً، وَالْكِتَابَة تسمى وَحْياً. وَقَالَ اللَّهُ جلّ وعزّ: {قَدِيرٌ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِن وَرَآءِ} (الشورى: 51) مَعْنَاهُ إِلَّا أنْ يُوحِي اللَّهُ إِلَيْهِ وَحيا فيُعلمه بِمَا يعلم الْبشر أَنه أَعْلَمَه إمّا إِلْهَاماً وَإِمَّا رُؤْيَا، وَإِمَّا أَن يُنْزِل عَلَيْهِ كِتَاباً، كَمَا أَنْزَل على مُوسَى أَو قُرآناً يُتْلَى عَلَيْهِ كَمَا أَنْزَل على محمدٍ، وكل هَذَا إِعْلَام وَإِن اخْتلفت أسبابُ الْإِعْلَام فِيهَا. وأفادني المنذريّ عَن ابْن اليزيدي عَن أبي زيد فِي قَوْله: {} (الجنّ: 1) من أَوْحَيْتُ. قَالَ: وناسٌ من الْعَرَب يَقُولُونَ: وَحَيْتُ إِليه، ووحيْتُ لَهُ، وأَوْحَيْتُ إِلَيْهِ وَله. قَالَ وَقَرَأَ جُؤَيّةُ الأسديّ: {} (الْجِنّ: 1) من وَحَيْتُ، همزَ الواوَ. وَذكر الفراءُ عَن جؤية نَحوا مِمَّا ذكَرَ أَبُو زيد. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَوْحَى الرجلُ إِذا بعثَ برسولٍ ثقةٍ إِلَى عبد من عبيده ثِقَةٍ، وَأوحى أَيْضا إِذا كلّم عَبده بِلَا رَسُولٍ. وأَوْحَى الإنسانُ إِذا صَار مَلِكاً بعد فقر. وأَوْحَى الْإِنْسَان وَوَحى وأَحَى إِذا ظلم فِي سُلْطَانه. واستَوْحَيْتَهُ أَي استفهمته. قَالَ: واستوحيْتُ الكلبَ واستوشيْتُه وآسَدْتُه: إِذا دَعْوتَه لتُرْسِله. قَالَ: والوَحَى النَّار، وَيُقَال للْملك وَحى من هَذَا. وَقَالَ بعضُهم: الإيحاءُ الْبكاء، يُقَال فلَان يُوحِي أبَاه أَي يَبْكِيه، والنائحة تُوحِي الميتَ تَنُوح عَلَيْهِ، وَقَالَ: تُوحِي بحالٍ أبَاهَا وَهُوَ مُتَّكِىءٌ على سِنَانٍ كأنْفِ النَّسْرِ مَفْتُوقِ أَي مُحدَّد. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الوَحَاةُ الصوتُ وَيُقَال: سَمِعت وَحَاه ووَعَاه. والوَحَاءُ مَمْدُود: السرعة. يُقال: تَوَحَّ فِي شأْنِك أَي أَسْرِع فِيهِ. وَوَحَّى فلانٌ ذَبِيحَته إِذا ذبحه ذبحا وَحِيّاً. وَقَالَ الجَعْدِيُّ: أسِيرَانِ مَكْبُولانِ عِنْدَ ابنِ جَعْفَرٍ وآخَرُ قد وحَّيْتُمُوه مُشَاغِبُ وَالْعرب تَقول الوَحَاءَ الوحاءَ، والوحَا والوحَا، ممدوداً ومقصوراً، وَرُبمَا أدخلُوا الْكَاف مَعَ الْألف فَقَالُوا: الوحَاكَ الوحَاكَ، ورَوى سلمةُ عَن الفرَّاء قَالَ: الْعَرَب تَقول النَّجَاءَ النَّجَاءَ والنَّجَا النَّجَا، والنجاءَك النجاءَك، والنَّجَاك النّجَاك. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: قلت لِابْنِ الْأَعرَابِي: مَا الوَحَى؟ فَقَالَ: المُلْكُ، فقلْت: وَلم سُمي المُلْكُ وحىً؟ فَقَالَ. الوَحَى النّارُ فكأنّه مثلُ النَّار، ينفَعُ ويضرُّ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ من أمثالِهم وَحْيٌ فِي حَجَرٍ، يُضْرَبُ مثَلاً لمن يكتم سِرَّه، يَقُول الحَجَرُ لَا يُخْبِرُ أحدا بشيءٍ فَأَنا مثْلُه لَا أُخبر أحدا بِشَيْء أكتُمُه. قلت: وَقد يُضْرَبُ مَثَلاً للشَّيْء

الظَّاهِر البيّن، يُقَال هُوَ كالوحْي فِي الْحجر إِذا نُقِرَ فِيهِ نَقْراً، وَمِنْه قَول زُهَيْر: كالوَحْي فِي حَجَرِ المَسِيلِ المُخْلِدِ وَقَالَ لبيد: فَمَدَافِعُ الرَّيَّان عُري رَسْمُها خَلَقاً كَمَا ضَمِن الوَحِيُّ سِلامُها وحّ: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الوحُّ الوَتد يُقَال هُوَ أفقر من وحَ وَهُوَ الوتد وَهَذَا قَول الْمفضل. وَقَالَ غَيره وحٌّ كَانَ رجلا فَقِيرا فَضُرِب بِهِ المثلُ فِي الحاحة. قَالَ اللحياني: وحْ زجرٌ للبقر يُقَال: وحوحْتُ بهَا، وَرجل وَحْوَحٌ شَدِيد القوّة يَنْحِمُ بنشاطه إِذا عمل عملا وَرِجَال وَحَاوِحُ، وَالْأَصْل فِي الوَحْوَحَةِ الصوتُ من الْحلق وكلب وَحْوَاحٌ ووَحْوَحٌ وَقَالَ: يَا رُبَّ شيْخٍ من لُكَيْزٍ وَحْوَحِ عَبْلٍ شديدٍ أسرهُ صَمَحْمَحِ حوي: أَبُو عَمْرو: الحوايا المَساطح وَهُوَ أَن يعمدوا إِلَى الصَّفَا فيحوون لَهُ تُرَابا وحجارَةً ليحبس عَلَيْهِم الماءَ وَاحِدهَا حَوِيَّةٌ. وَقَالَ اللَّيْث أَرض مَحْوَاةٌ كَثِيرَة الحيّات. واجتمعوا على ذَلِك. وَقَالَ اليزيديُّ: أَرض محياةٌ ومَحْوَاةٌ كَثِيرَة الحيّات. عَمْرو عَن أَبِيه: أوْحَى الرجلُ إِذا ملك بعد مُنَازَعَةٍ. الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت، تَقول استوحِ لنا بَنِي فلَان مَا خبرُهُم؟ أَي استخبِرْهُم. عَمْرو عَن أَبِيه: يُقَال لبياض الْبَيْضَة الَّذِي يُؤْكَل: الآحُ ولصفرتها: الماح. ابْن هانىء عَن ابْن كَثْوة من أَمْثَالِهم: إنّ من لَا يعرف الوَحَا أَحمَق يَقُولهَا الَّذِي يُتَوَاحى دُونَه بالشَّيْء، أَو يُقَال عِنْد تعيير الَّذِي لَا يعرف الوَحَا. وَفِي الحَدِيث (إِذا أردْتَ أمرا فتدبّر عاقبته فَإِن كَانَت شرا فانْتَهِ وَإِن كَانَت خيرا فَتَوَحَّهْ) أَي أسْرع إِلَيْهِ.

أبواب الحاء والقاف

أَبْوَاب الرباعي من حرف الْحَاء (أَبْوَاب الْحَاء وَالْقَاف) ح ق (سخن) : أَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه كتب عَن أعرابيَ قَالَ: السخينة (1) دَقِيق يُلْقى على ماءٍ أَو على لبن فيطبخ ثمَّ يُؤْكَل بِتَمْر أَو يُحسى وَهُوَ الحَسَاءُ قَالَ: وَهِي السُّخُونة أَيْضا وَهِي النفية. (حدرق) : وَالحُدُرّقَّةُ والخَزِيرَةُ. قَالَ: والحَرِيرَةُ أرَقُّ مِنْهَا وَقَالَت جويريةٌ لأمها: يَا أُمَّتَاه أنَفِيتَةً فتّخذ أم حُدْرُقَّة؟ قَالَ: وَالحُدْرُقَّة مثل ذَرْق الطَّائِر فِي الرقَّة. (حرقد) : ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الحِرْقِد أصل اللِّسَان. والحِلْقِد هُوَ السّيء الخُلُق الثقيلُ الرُّوع. وَقَالَ اللَّيْث الحَرْقَة هُوَ عُقْدة الحُنْجُور، والجميع الحراقِدُ. (قردح) : قَالَ: والقُرْدُح: الضخم من القِرْدان. والقَرْدَحُ: ضرب من البُرُود: وَيُقَال: قد قَرْدَحَ الرجلُ إِذا أقَرَّ بِمَا يُطْلَبُ إِلَيْهِ أَو بِمَا طُلب مِنْهُ. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ القَرْدَحَةُ الإقرارُ على الضَّيْمِ. قَالَ وَأوصى عبد لله بن حَازِم بَنِيه عِنْد مَوته فَقَالَ: إِذا أَصَابَتْكُم خُطَّة ضَيْم لَا تَقْدِرُون على دَفْعِهِ فَقَرْدِحُوا لَهُ فإنّ اضطرابكم أَشد لِرُسُوخكم فِيهِ. أَخْبرنِي بِهِ الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَبُو زيد القَمَحْدُوَةُ لَا أشرف على القَفا من عَظْمِ الرَّأْس والهامةُ فَوْقَها والقَذَال دُونها مِمَّا يَلِي المَقَذّ. (حرقف) : قَالَ اللَّيْث: الحُرْقُفة عظم الحَجَبَةِ والدابَّةُ الشديدةُ الهُزال يُقَال لَهَا حُرْقُوفٌ وَقد بَدَت حَرَاقِيفُه. شَمِر الحُرْقُفَةُ رأسُ الوَرِك والجميع الحَرَاقِفُ. وَقَالَ غَيره هِيَ الحَرْكَكَة أَيْضا وَجَمعهَا الحَرَاكِكُ. (حلقم) : وَقَالَ اللَّيْث الحَلْقَمَةُ قطْع الحُلقوم، وَجمعه حَلاَقِمُ وحَلاَقِيمُ. وَقَالَ أَبُو عبيد قَالَ الأصمعيّ يُقَال رُطَبٌ مُحَلْقِنٌ ومُحَلْقِمٌ وَهِي الحُلْقانَةُ والحُلْقامَة وَهِي الَّتِي بَدَأَ

فِيهَا النُّضْج من قِبَل قِمَعِها، فَإِذا أَرْطَبَتْ من قبل ذَنبِهَا فَهِيَ التَّذْنُوبة. والحُلْقُوم وَهِي الحُنْجُور، وَهُوَ مَخْرَجُ النَّفْس، لَا يَجْرِي فِيهِ الطعامُ والشرابُ، وَالَّذِي يجْرِي فِيهِ الطَّعَام وَالشرَاب يُقَال لَهُ المَرِيء وَتَمام الذَّكاة بِقطع الحُلْقُوم والمريء والوَدَجَيْن. (حلقن) : ورُوِي عَن أبي هُرَيْرَة أَنه قَالَ: لما نزل تَحْرِيم الْخمر كُنَّا نعْمِدُ إِلى الحُلْقَانةِ وَهِي التَّذْنُوبَةُ فنقطعُ مَا ذَنَّبَ مِنْهَا حَتَّى نَخْلُصَ إِلَى البُسْرِ ثمَّ نفتَضِخُه. أَبُو عبيد يُقَال للمبسر إِذا بَدَأَ فِيهِ الإِرْطاب من قِبَل ذَنَبه: مُذنَّب، فَإِذا بلغ الإرطاب نصفه فَهُوَ مُجَزَّعٌ، فَإِذا بلغ ثُلثَيْهِ، فَهُوَ حُلْقَانٌ ومُحَلْقِنٌ. (حملق) : وَقَالَ اللَّيْث: الحِمْلاقُ مَا غَطَّت الجنونَ من بَيَاض المُقْلة. وَقَالَ غَيره حمالِيقُ فرج الْمَرْأَة مَا انضمَّ عَلَيْهِ شَفْرَا أحيَائها. وَقَالَ الراجز: ويْحَكِ يَا عرَابُ لَا تُبَرْبِري هَلْ لكِ فِي ذَا العَزَب المُخَصَّر يَمشي بِعَرْدٍ كالوَظِيفِ الأعْجَرِ وفَيْشَةٍ مَتى تَرَيْها تَشْفرِي تَقْلِبُ أَحْيَانًا حَمَالِيقَ الحِرِ أَبُو زيد: الحماليق بَيَاض الْعين أجمع مَا خلا السوادَ، واحدُها حِمْلاقٌ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: عين مُحَمْلِقَةٌ وَهِي الَّتِي حوْل مقلتها بياضٌ لم يخالط السوادَ. قَالَ والحِمْلاَقُ مَا وَلِيَ المقلة من جلد الجَفْن. وحَمْلَقَ الرجل: إِذا انْقَلَبَ حِمْلاقُ عينه من الْفَزع وَأنْشد: رَأَتْ رَجُلاً أَهْوَى إِلَيْهَا فَحَمْلَقَتْ إِلَيْهِ بِمَأْقَي عَيْنِها المُتَقَلبِ وَقَالَ أَبُو مَالك رجل إنْقَحْرٌ وإنْقَحْلٌ وقَحْرٌ وقَحْلٌ إِذا كَانَ كَبِيرا. وَقَالَ غَيره: رجل إنْقَحْلٌ وَامْرَأَة إنْقَحْلَةٌ إِذا أسنَّا وَأنْشد: لما رَأَيْتنِي خَلَقاً إنْقَحْلا (قلحم) : وَقَالَ أَبُو خيرة: شيخٌ قِلْحَمٌّ وقِلْعَمٌّ مُسِنٌّ وَأنْشد: لَا ضَرَعَ السن وَلَا قِلْحَمّا (حرقص) : وَقَالَ اللَّيْث: الحُرْقُوص: دُوَيْبَة مُجزّعة لَهَا حُمَةٌ كحمة الزُّنبور وتلدغ، يشبَّه بِهِ أَطْرَاف السيَاطِ، فَيُقَال: أَخَذته الحراقِيصُ، يُقَال ذَلِك لمن يُضْرَب بالسياط. قلت: الحَرَاقِيصُ دوابٌّ صِغَارٌ تثقُب الأساقِيَ وتَقْرِضُها. وَسمعت الأعرابَ يَزْعمُونَ أنّها تدخل فِي فُروج الْجَوَارِي، وَهِي من جنس الجعْلان إِلَّا أنّها أَصْغَر مِنْهَا، وَهِي سُوْدٌ مُنَقَّطة ببياض، وأنشدتني أعرابية من بني نُمَير: مَا لَقِي البِيضُ من الحُرْقُوصِ يَدْخُلُ تحتَ الغَلَقِ المَرْصُوصِ بِمَهْرٍ لَا غَالٍ وَلَا رَخِيصِ قلت: وَلَا حُمَةَ لَهَا إِذا عضّتْ وَلَكِن عضَّتها تُؤْلم، وَلَا سمّ فِيهِ. (سمحق) : وَقَالَ اللَّيْث: السمْحَاقُ: جلدَة رقيقَة فَوق قَحْفِ الرأْس إِذا انْتَهَت الشجّة إِلَيْهَا سميت سِمْحَاقاً. وكل جلدَة رقيقةٍ تشبهها تسمى سِمْحَاقاً، نَحْو سماحيقِ

السّلا على الْجَنِين، وَمِنْه قيل: فِي السَّمَاء سماحِيقُ من غيمٍ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي السمْحَاقُ من الشجَاجِ هِيَ الَّتِي بيْنهَا وَبَين العَظْمِ قُشَيْرَةٌ رقيقَة. قَالَ: وعَلى ثُرْب الشَّاة سماحيقُ من شحْم. وَقَالَ شمر يُقَال: شجّة سمحاقٌ. (حرزق) : وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال حَرْزَقَ الرجلُ، وَفِي لُغَة حُرْزِق: فُعل بِهِ، إِذا انضمّ وخضع. قلت: لم يَجُدْ فِي تَفْسِير حرزق. وَقَالَ أَبُو عبيد: يُقَال حرزقْتُه حَبسته فِي السجْن، وَأنْشد: فذَاكَ وَمَا أَنْجَى من الموتِ رَبَّهُ بِسَابَاطٍ حَتَّى ماتَ وَهُو مُحَرْزَقُ الْأَصْمَعِي وَابْن الْأَعرَابِي محرزَق وَرَوَاهُ المؤرج مُحَزْرَق. وَقَالَ هُوَ المضيَّق عَلَيْهِ الْمَحْبُوس قَالَ المؤرج والنَبَط تسمي الْمَحْبُوس المُهَزْرَق بِالْهَاءِ. قَالَ: وَالْحَبْس يُقَال لَهُ هُزْرُوقى وَأنْشد شمر: أَرِيْنِي فَتى ذَا لَوْثَةٍ وَهُوَ حازِمٌ ذَرِيني فإنّي لَا أخافُ المُحَزْرَقَا وَقَالَ اللَّيْث: القُرْزُح: اسْم فرس. وَقَالَ أَبُو عُمَر القُرزُوح شجر، الْوَاحِدَة قرزُوحة. وَقَالَ اللَّيْث شَيْء كُنَّ نساءُ الْعَرَب يَلْبَسْنَه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: امْرَأَة قُرْزُحَةٌ قَصِيرَة، ابْن السّكيت عَن أبي عَمْرو: القُرْزُحة من النِّسَاء الدميمة القصيرة، والجميع قَرَازِحُ. (قحطب) : وَقَالَ اللَّيْث يُقَال قَحْطَبهُ بِالسَّيْفِ إِذا عَلاه فَضَربهُ، وقَحْطَبَهُ إِذا صرعه. (حقطب) : وَقَالَ أَبُو عمر الحَقْطبَة صِياحُ الحَيْقُطَان وَهُوَ ذكر الدُّرَّاج. (قدحس) : وَقَالَ القُدَاحِسُ من الرِّجَال الجريء الشجاع. (قمحد) : قَالَ: والقَمَحْدُوَة مُؤخر القَذال وَهِي صفحة مَا بَين الذؤابة وفأسِ الْقَفَا وَيجمع قماحيد وقَمَحْدُوَات. (حثرق) : قَالَ ابْن دُرَيْد الحُثْرُقَة: خشونة وحُمْرة تكون فِي الْعين. (قحثر) : وَقَالَ: قَحْثَرْتُ الشيءَ من يَدي إِذا رَدَدْتَه. (حزقل) : وَقَالَ اللَّيْث: حِزْقَل اسْم رجل. قلت: وَلَا أَدْرِي مَا أصْلُه فِي كَلَام الْعَرَب. (قلحس) : وَقل اللَّيْث: القِلْحَاسُ من الرِّجَال السمج الْقَبِيح. (حبلق) : قَالَ: والحَبَلَّقُ أَغْنَام تكون بِجُرَش. وَقَالَ أَبُو عبيد: الحبلَّقُ غنم صغَار وَأنْشد: واذْكُرْ غُدَانةَ عِدَّاناً مُزَنَّمةً من الحَبَلَّقِ تُبنى حَوْلَها الصيَرُ (حندق) : وَقَالَ اللَّيْث: الحَنْدَقُوق حشيشة كالقَتّ الرَّطْب. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: هِيَ الذُّرَق. وَقَالَ شمر يُقَال: حَيْدقوقى وحَنْدَقُوقى وحَنْدَقُوقى. وَقَالَ ابنُ هانىء عَن أبي عُبَيْدَة: الحَنْدَقُوق: الرأراء الْعين، وَأنْشد: وهَبْتَهُ لَيْسَ بِشَمْشَلِيقِ وَلَا دَحُوقِ العينِ حَنْدَقُوقِ والشَّمشَلِيقُ الْخَفِيف، والدَّحُوق الرّأرَاء.

(قحذم) : وَقَالَ اللَّيْث: القَحْذَمَة والتَّقَحذُم الهُوِيُّ على الرَّأْس وَأنْشد: كَمْ مِنْ عَدُوَ زالَ أَو تَذَحْلَما كأنَّه فِي هُوَّةٍ تَقَحْذَما وتذحلمَ إِذا تدهْور فِي بئرٍ أَو من جبلٍ، وستراه فِي مَوْضِعه. (حذلق) : وَقَالَ اللَّيْث: الحِذْلاَقُ الشَّيْء المُحَدَّد، يُقَال: قد حَذْلَق، قَالَ: والحذْلقة التَّظَرّف. وَقَالَ أَبُو عبيد: إِنَّه ليتحذلَقُ فِي كَلَامه ويتَلَتَّعُ، أَي يتظرف ويتكيَّس، وَقد قَالَه غَيره. (سمحق) : وَقَالَ اللَّيْث: السُّمْحُوق هُوَ الطَّوِيل الدَّقِيق وَلم أسمع هَذَا الْحَرْف فِي بَاب الطَّوِيل لغيره. (حيقط) : وَقَالَ اللَّيْث: الحَيْقَطان هِيَ التَّذْرُجَّة، وَقَالَ غَيره هِيَ الدُّرّاجة. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الدُّرَّاج يُقَال لَهُ حَنْقط، وَجمعه حَنَاقِطُ. وَقَالَ: حَنْقِطان وحَيقُطان وحُنْقُطٌ. (زحلق) : أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الزَّحاليف أثَر تزلج الصّبيان من فَوق إِلَى أَسْفَل، واحدتها زُحْلوفة فِي لُغَة أهل العاليَة، وَأما تَمِيم فَتَقول: زُحْلُوقَة بِالْقَافِ. (قحزن) : أَبُو عبيد عَن أبي زيد: ضربه فَقَحْزَنَهُ أَي صرعه. شمر عَن ابْن الأعرابيّ: قَحْزَنه وقَحْزَلَه وضربه حَتَّى تَقَحْزَن وتقحزَل، أَي وَقع. قَالَ: والقُحْزَنَة الْعَصَا. ثَعْلَب عَن ابْن نجدة عَن أبي زيد قَالَ القَحْزَنَةُ: الْعَصَا. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: هِيَ الِهرَاوة وَأنْشد: ضَرَبَتْ جَعَارِ عِنْد بَيْتٍ وجارُها يِقَحْزَنَتي عَن جَنْبِها جَلَدَاتِ (قحذم) : وَقَالَ غَيره: تقحْذمَ الرجلُ فِي أمره إِذا تشدّد وقَحْذَمٌ اسْم رجل مِنْهُ. (حقلد) : أَبُو عبيد: الحَقَلَّدُ الرجل الضيّق الخلُق، وَيُقَال: الضّعيف وَهُوَ الْإِثْم عِنْد بَعضهم فِي قَول زُهَيْر: بِنَهْكَةِ ذِي قُرْبَى وَلَا بِحَقَلَّدِ وَقَالَ شمر قَالَ الْأَصْمَعِي: الحقلَّد: الحِقْدُ والعداوة فِي قَول زُهَيْر. قَالَ شمر: والقولُ مَا قالَ أَبُو عبيد إِنَّه الْإِثْم. وَقَول الأصمعيّ ضَعِيف. قَالَ شمر وَرَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي: وَلَا بحفلَّد، بِالْفَاءِ وفَسَّره أَنه الْبَخِيل. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الحفلّد بِالْفَاءِ بَاطِل، والرواة مجمعون على الْقَاف. (قذحر) : وَقَالَ شمر: المُقْذَحِرُّ الغضبان وَهُوَ الَّذِي لَا ترَاهُ إلاّ وَهُوَ يشارّ النَّاس ويُفحش عَلَيْهِم، وَقَالَ أَبُو عَمْرو: والاقْذِحْرَارُ سوء الخُلُق وَأنْشد: فِي غَيْرِ تَعْتَعةٍ وَلَا اقْذِحْرَارِ وَقَالَ آخر: مالَكَ لَا جُزِيْتَ غَيْرَ شَر مِنْ قَاعِدٍ فِي البيتِ مُقْذَحِر أَبُو عبيد عَن الْفراء قَالَ: المُقْذَحِرُّ: المتهيّىء للسباب. قَالَ: واقذحرّ واقدحَرّ بِمَعْنى وَاحِد.

أبواب الحاء والكاف

أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي وَغَيره ذَهَبُوا قِذَّحْرةً بِالذَّالِ وَذَلِكَ إِذا تفَرقُوا فِي كل وَجه. (حدلق) : أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: أكل الذِّئْب من الشَّاة الحُدَلِقَة، وَهُوَ شَيْء من جَسدهَا. قَالَ: وَلَا أَدْرِي مَا هُوَ قَالَ، وَقَالَ غَيره: الحُدَلِقة، الْعين الْكَبِيرَة. وَقَالَ اللحياني قَالَ أَبُو صَفْوَان: عَيْنٌ حُدَلِقَة جاحظة. (فقحل) : أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: فَقْحَلَ الرجلُ إِذا أسْرع الغَضَب فِي غير مَوْضِعه، سَلمَة عَن الْفراء رجلٌ فُقْحُلٌ: سريع الْغَضَب. (قلفح) : ابْن دُرَيْد قَلْفَحَ مَا فِي الإناءِ إِذا شَرِبه أجمع. (حفلق) : قَالَ وَرجل حَفَلَّقٌ، وَهُوَ الضَّعِيف الأحمق. (حلفق) : عَمْرو عَن أَبِيه الحُلْفُق الدرابزين وَكَذَلِكَ التَّفَارِيجُ. حرقم: قُرىء على شمر فِي شعر الحطيئة: فقلتُ لَهُ أَمْسِكْ فَحَسْبُكَ إِنَّما سَأَلْتُكَ صِرْفاً مِنْ جِيَادِ الحَرَاقِمِ قَالَ: الحراقم الأَدَمُ الصرْف الْأَحْمَر. (أَبْوَاب الْحَاء وَالْكَاف) (حبرك) : قَالَ اللَّيْث: الحَبرْكَى الضعيفُ الرجْلين الَّذِي قد كَاد يكون مُقْعَداً من ضعفهما. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الحَبَرْكَى هُوَ الطَّوِيل الظّهْر القصيرُ الرجْل. (زحمك) : أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الزُّحْمُوك الكَشُوثَاء، وَجمعه زَحَامِيك. (كرمح) : وَقَالَ اللَّيْث: الكَرْمَحَةُ فِي العَدْوِ دون الكَرْدَمة، وَلَا يُكَرْدِمُ إلاّ الحمارُ والبغلُ. (كردح) : قَالَ والكرْدَحَة من عَدْوِ الْقصير المتقارب الخَطْوِ الْمُجْتَهد فِي عَدْوِه. ونحوَ ذَلِك روى أَبُو عبيد وَأنْشد الْأَصْمَعِي: يَمُرُّ مَرَّ الريحِ لَا يُكَرْدِحُ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ سَعْيٌ فِي بطءٍ. (كلحب) : وَقَالَ اللَّيْث: كَلْحَبَةُ من أَسمَاء الرِّجَال. قلت: لم يُدْرَ مَا هُوَ. وَقد روى ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الكَلْحَبَةُ صوتُ النَّار ولهيِبُها، يُقَال: سَمِعت حَدَمةَ النَّار وكَلْحَبَتها. (كنسح) : كِنْسِيحٌ، قَالَ اللَّيْث: هُوَ أصلُ الشيءِ ومَعْدِنُه. (حسكل) : ثَعْلَب عَن ابْن الأَعرابي: إِذا جَاءَ الرجلُ وَمَعَهُ صبيانه قُلْنَا جَاءَ بحِسْكِلِه وبِحِسْفِلِه وحَمَكِهِ ودهْدَائِه. وَقَالَ ابْن الْفرج: الحَساكِلُ والحَسَافِلُ: صغَار الصّبيان، يُقَال: مَاتَ فلَان وخلّف يتامى حَسَاكِلَ، وَاحِدهَا حِسْكِلُ وَكَذَلِكَ صغَار كل شَيْء حَساكِل. (زحلك) : قَالَ: والزَّحَالِيكُ والزَّحَالِيقُ وَاحِد. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: التزحْلُك التزحْلُق، وَهِي الزّحالِيكُ والزّحَالِيقُ. (حنكل) : أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: الحَنْكَلُ هُوَ الْقصير. وَقَالَ غَيره: امْرَأَة حَنْكَلَةٌ دَمِيمَة وَأنْشد: حَنْكَلة فِيهَا قِبَال أَوْفَجَا

باب الحاء والجيم

وَقَالَ اللَّيْث: الحَنْكَلُ: اللَّئِيم. (حبكر) : أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: جَاءَ فلَان بِأم حَبَوْكَرى، أَي بالداهية وَأنْشد: فَلَمَّا غَسَا لَيْلِي وأَيْقَنْتُ أَنَّها هِيَ الأُرَبَى جاءتْ بأُم حَبَوْكَرَى وَقَالَ شمر قَالَ الفرّاء: وَقع فلانٌ فِي أُم حَبَوْكَرَى وأُم حَبَوْكَرٍ وحَبَوْكَرَانَ وتُلقى مِنْهَا أُمٌّ، فَيُقَال: وَقَعُوا فِي حَبَوْكَرٍ، وَأَصله الرمل الَّذِي يُضَلُّ فِيهِ. قَالَ وَيُقَال: مَرَرْت على حَبَوْكَرَى من النَّاس أَي جماعاتٍ من أَمْكُنٍ شَتَّى لَا يجوز فيهم شيءٌ وَلَا يستَبْرِئهم شَيْء. وَقَالَ اللَّيْث: حَبَوْكَرٌ: دَاهِيةٌ، وَكَذَلِكَ حَبَوْكَرَى. وَفِي (النَّوَادِر) يُقَال: تَحَبْكَرُوا فِي الْأَمر إِذا تَحَيَّروا، وتَحَبْكَرَ الرّجُلُ فِي طَرِيقه مثلُه إِذا تحيَّر. (فركح) : قَالَ الفرّاء: الفِرْكَاحُ الرجل الَّذِي ارْتَفع مِذْرَوَا اسْتِه وَخرج دُبُره وَهُوَ المُفَركَحُ وَأنْشد الفرّاء: جاءتْ بِهِ مُفَرْكَحاً فِرْكَاحَا (حلكم) : قَالَ الأصمعيّ: الحُلْكُم: الرجلُ الأَسْوَد وَفِيه حَلْكمَةٌ. سَلمَة عَن الفرّاء: الحُلْكُم الْأسود من كل شَيْء فِي بَاب فُعْلُل. (كلحم) : وَقَالَ اللحياني: الكِلْحِم والكِلْمِحُ: هُوَ التُّرَاب. (حسكل) : ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: حَسْكَلَ الرجلُ إِذا نحر صغَار إبِله. (سحكك حلكك) : قَالَ: وَيُقَال: أسودُ سُحْكُوكٌ ومسحَنْكِكٌ وحَلْكوك وحُلَكُوك ومُحلنحِككٌ إِذا كَانَ شَدِيد السوَاد. قلت: وَهَذَا كُله ثلاثيُّ الأَصْل أُلحق بالرباعي. (كثحم) : أَبُو زيد: رجل كُثْحُمُ اللحيةِ ولحية كُثْحُمَةٌ، وَهِي الَّتِي كَثُفَتْ وقَصُرَتْ وجَعُدَتْ وَمثلهَا الكَثَّة. (حفنك) : وَقَالَ ابْن دُرَيْد رجل حَفَبْكى وحَفَنْكى، إِذا كَانَ ضَعِيفا قَالَ: وحَطَنْطَى: يُعَيَّر بهَا الرجل إِذا نسب إِلَى الْحمق. قَالَ وَرجل كَنْتَح وكَنْثَح بِالتَّاءِ والثاء وَهُوَ الأحمق. (بَاب الْحَاء وَالْجِيم) (حرجل) : قَالَ اللَّيْث: الحَرْجَل: قطيع من الْخَيل والحرُجْلُ والحراجل الطَّوِيل الرجلَيْن. وَقَالَ غَيره: جَاءَ الْقَوْم حَرَاجِلَةً على خيلهم وَجَاءُوا عَرَاجِلَةً أَي مُشاةً. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الحَرْجَلَةُ العَرَج. قَالَ وَيُقَال: حَرْجَل الرجل إِذا تمَّم صفّاً فِي صَلَاة وَغَيرهَا. وَيُقَال: حَرْجِلْ: أَي تَممْ. وحَرْجَل إِذا طَال. وروى أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الحُرْجُل الطَّوِيل. (جحدر) : وَقَالَ اللَّيْث: الجَحْدَرُ: الرجل الجَعْدُ الْقصير، وَيُقَال جَحْدَرَ صَاحِبَهُ وَجَحْدَلَه إِذا صَرَعه. (دحرج) : والدَّحَارِيجُ مَا يُدَحْرِجُ الجُعَلُ من العَذِرَة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: يُقَال للجُعَلِ المُدَحْرِجُ، وَهِي الدُّحْرُوجَة العَذِرَة الَّتِي يُدَحْرِجُها. وَقَالَ العُجَيْر السَّلُولي:

قِمَطْرٌ كحوَّاز الدَّحَارِيجِ أَبْتَرُ (حدرج) : وَوَتَرٌ محدرَج أملسُ، شُدَّ فَتْلُه وَقَالَ ابْن شُمَيْل هُوَ الجيّد الْغَارة المُسْتوِي. وسَوْطٌ مُحَدْرَجٌ صَغِير. (جحدل) : وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال جَحْدَلْتُه أَي صرعته وَمِنْه قَوْله: نحنُ جَحْدَلْنَا عِيَاذاً وابْنَه بِبَلاَطٍ، بَيْنَ قَتْلَى لم تُجَنْ وَقَالَ ابْن حبيب تَجَحْدَلَت الأتان إِذا تقبّض حياؤها للوِدَاق، وَأنْشد بَيت جرير: وكَشَفْتُ عَنْ أَيْري لَهَا فَتَجَحْدَلتْ وكذاكَ صَاحِبَةُ الوِدَاقِ تَجَحْدَلُ قَالَ: تَجَحْدُلُها تقبُّضُها واجتماعُها. قَالَ وَقَالَ الْوَالِبِي: تَعالَوْا نَجْمَعِ الأحوالَ حَتَّى نُجَحْدِلَ مِنْ عَشِيرَتِنَا المِئِينا وَقَالَ ابْن شُمَيْل: المجحْدِل: الَّذِي يَكْرِي من قَرْيَة إِلَى قَرْيَة أُخْرَى وَهُوَ الضَّفَّاط أَيْضا. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: جحدلَ إِذا اسْتَغْنى بعد فقرٍ. وجَحْدَلَ إِذا صَار جَحَّالاً، وجحدَلَ إناءَه إِذا مَلأَهُ. (حرجف) : وَقَالَ اللَّيْث الحَرْجَفُ الرّيح الْبَارِدَة وَقَالَ الفرزدق: إِذا اغْبَرَّ آفاقُ السَّماءِ وهَتَّكَتْ سُتُورَ بُيُوتِ الحَي حِمراءُ حَرْجَفُ (حرجم) : أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: المُحْرَنْجِمُ المجتَمِعُ وقَال اللَّيْث: حرجمْتُ الْإِبِل إِذا رددتَ بعضَها على بعض وَقَالَ العجاج: يكونُ أَقْصَى شَلهِ مُحْرَنْجِمُهْ قَالَ الْبَاهِلِيّ: مَعْنَاهُ أَن الْقَوْم إِذا فاجأتْهُم الْغَارة طردوا نَعَمهم ثمَّ أَقَامُوا يُقَاتلُون، فَيَقُول: هَؤُلَاءِ من عِزهم وكثرتهم إِذا أَتَتْهُم الْغَارة لم يطرُدُوا نَعَمهم، وَكَانَ أقْصَى طردهم لَهَا أَن يُنيخُوها فِي مباركها ثمَّ يقاتلوا عَنْهَا. ومَبْركها مُحْرَنْجَمها أَي تَحْرَنْجِمُ فِيهِ وتجتمع وَيَدْنُو بَعْضهَا من بعض. (حنجر) : أَبُو عبيد عَن أبي زيد الحُنْجُور هُوَ الحُلْقوم. وَقَالَ اللَّيْث: الحَنْجَرَةُ جَوف الحُلْقُوم وَهُوَ الحُنْجُور. وَقَالَ الله عز وَجل {الاَْزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ} (غَافر: 18) أَرَادَ أَنَّ الْفَزع يُشْخِص قُلُوبهم حَتَّى تَقْلص إِلَى حَنَاجِرهمْ وَقَالَ النَّابِغَة: بِأَذْنَابِها قبل اسْتِقَاءِ الحَنَاجِرِ وَقَالَ غَيره المُحَنْجِرُ دَاء البشيذق. (رجحن) : وَقَالَ اللَّيْث ارْجَحَنّ الشيءُ إِذا وَقع بِمَرّة، وارجحنّ أَيْضا إِذا اهتزّ وَأنْشد: وشَرَاب خُسْرُوَانيُّ إِذا ذاقَهُ الشيخُ تَغَنَّى وارْجَحَنّ

ورَحىً مُرْجَحِنَّة ثَقيلَة. قَالَ النَّابِغَة: إِذا رجَفَتْ فِيهَا رحى مُرْجَحِنَّةٌ تَبَعَّجَ ثَجَّاجاً غَزِيرَ الحَوَافِلِ أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: المُرْجَحِنُّ المائِل قلت: وأنشدتني أعرابية بِفَيْدَ: أَيَا أُخْتَ عَدّايَا شبيهةَ كَرْمَةٍ جرَى السّيلُ فِي قُربانِها فارْجَحَنَّتِ أَرَادَ أَنَّهَا أُوقِرَتْ حَتَّى مَالَتْ من كَثْرَة مَا حَمَلت. وَيُقَال: أَنا فِي هَذَا الْأَمر مُرْجَحِنٌّ لَا أَدْرِي أَيَّ فَنَّيْهِ أركب أَي صَرْعَيْه وصَرْفيه وَرَوْتَيْه أركب. وَيُقَال: فلَان فِي دنيا مرجحنَّة أَي وَاسِعَة كَثِيرَة. وامرأةٌ مرجَحِنّة إِذا كَانَت سمينَةً فَإِذا مشت تَفَيَّأَت فِي مِشيتها. (حنجد) : عَمْرو عَن أَبِيه الحُنْجُد: الحَبْل من الرمل الطَّوِيل. (حندج) : ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي الحَنَادِيجُ حِبَالُ الرَّمْل الطوَال. وَقَالَ اللَّيْث: هِيَ رَملَة طيبَةٌ تُنبت ألواناً من النَّبَات. وَقيل: الحَنَادِيجُ رَمَلاَتٌ قصار، وَاحِدهَا حُنْدُج وحُنْدُوجة. (وَأنْشد أَبُو زيد لجندل الطهوي فِي حنادج الرمال: يَثُور من مشاقر الحنادِج وَمن ثنايا القُفّ ذِي الفَوَائج من ثَائِر وناقزِ ودارج ومستقل فَوق ذَاك مائج يَفْرُك حبَّ السنبُل الكُنَافِجِ بالقاع فرك القطْن بالمَحَالِجِ قَالَ والكُنَافِجُ السمين الممتلىء، يصف الْجَرَاد وكثرته) . (حملج) : وَقَالَ اللَّيْث: حَمْلَجْتُ الحبْلَ إِذا فتلْتَه. قَالَ والحِمْلاج منفاخ الصَّائِغ. والحِمْلاَجُ قَرْنُ الثور يشبه بِهِ المنفاخ وَقَالَ الْأَعْشَى: تنفُضُ المَرْدَ والكَبَاثَ بِحِمْلاَ جٍ لَطِيفٍ فِي جَانِبَيْهِ انْفِراقُ أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الحماليج قُرُون الْبَقر وَهِي مَنَافِخُ الصَّاغة أَيْضا. وَيُقَال للعَيْر الَّذِي دُوخِل خَلْقُهُ اكتنازاً وكثرةَ لَحْمٍ مُحَمْلَج قَالَ رؤبة: مُحَمْلَجٌ أُدْرِجَ إِدْراجَ الطَّلَقْ (حشرج) : وَقَالَ اللَّيْث: الحَشْرَجَةُ: تردُّد صَوت النفَس وَهُوَ الغرغرة فِي الصَّدْر. قَالَ: والحَشْرَجُ المَاء العذب من مَاء الحِسْي. قلت: الحشرَجُ المَاء الَّذِي تَحت الأَرْض لَا يُفطن لَهُ فِي أَبَاطح الأَرْض، فَإِذا حُفِر عَنْه وَجْهُ الأَرْض قَدْر ذِراعين جَاشَ المَاء الرَّواء، تسميها الْعَرَب الأَحْسَاء والكِرَارَ والحَشَارِج، وَمِنْه قَوْله: فَلَثَمْتُ فاهاً قابِضاً لِقُرُونِها شُرْبَ النَّزِيفِ بِبَرْدِ مَاءِ الحَشْرَج

وَقَالَ أَبُو زيد: الحشْرَجُ كَذَّانُ الأَرْض الْوَاحِدَة حشرجةٌ، وَقيل: وَهُوَ الحِسْيُ الحَصِبُ. وروى أَبُو عَمْرو عَن أبي الْعَبَّاس أَنه قَالَ: الحشرج النُقَّرَة فِي الْجَبَل، يجْتَمع فِيهَا المَاء فيصفو. قَالَ وَقَالَ الْمبرد: الحَشْرَجُ فِي هَذَا الْبَيْت الكوزُ الرَّقِيق الحارِيّ، والنزيف السكرانُ، وَيكون المحمومَ. (جحشر) : ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء قَالَ الجُحَاشرِ، الضخم وَأنْشد فِي صفة إبل لبَعض الرجاز: تَسْتَلُّ مَا تحتَ الإزارِ الحاجِرِ بِمُقْنِعٍ من رأسِها جُحَاشِر قَالَ المُقْنِعُ من الْإِبِل الَّذِي يرفع رَأسه وَهُوَ كالخِلْفة والرأسُ مُقْنعٌ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الجَحْشَر: من صِفَات الْخَيل وَالْأُنْثَى جحشَرةٌ. قَالَ وَإِن شِئْت قلت جُحَاشِر وَالْأُنْثَى جحاشرة وَهُوَ الَّذِي فِي ضلوعه قِصَرٌّ، وَهُوَ فِي ذَلِك مُجْفرٌ كإِجْفَارِ الجُرْشُعِ وَأنْشد: جُحاشِرَة صَتْمٌ طِمِرُّ كَأَنَّهَا عُقَابٌ زَفَتْها الريحُ فَتَخَاءُ كَاسِرُ قَالَ والصَّتْم الَّذِي شنحت محاني ضلوعه حَتَّى سادت بمتْنه وَعرضَتْ صَهْوَتُه، وَهُوَ أصَمُّ الْعِظَام، وَالْأُنْثَى صَنْمَةٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الجُحاشِرُ الحادرُ الخَلْقِ العظيمُ الْجِسْم العَبْلُ المفاصِل. (جحشل) : وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الجَحْشَلُ والجُحَاشِلُ السَّرِيع الْخَفِيف وَقَالَ الراجز: لاقَيْتُ مِنْهُ مُشْمَعِلاًّ جَحْشَلاَ إِذا خَبَبْتُ لِلقاءِ هَرْوَلاَ (جحمش) : قَالَ: والجَحْمَشُ العجوزُ الْكَبِيرَة. (جحشم) : وبعير جَحْشَمٌ إِذا كَانَ منتفخ الجنبين. وَقَالَ الفقعسي: نِيط بجَوْز جَحْشَمٍ كُمَاتِر (سمحج) : وَقَالَ اللَّيْث: السَّمْحَجُ الأَتَان الطَّوِيلَة الظّهْر وَكَذَلِكَ السَّمْحَاجُ والجميع السماحِيجُ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي فِي السمحج مثله وَلم يذكر السمحاج. قَالَ: وَجَمعهَا سماحيج. وَقَالَ غَيره السمحجة الطولُ فِي كل شَيْء. وقوسٌ سمحجٌ طَوِيلَة. وَقَالَ الطِرماح يصف صائداً: يَلْحَسُ الرَّصْفَ لَهُ قَضبَةٌ سَمْحَجُ المَتْنِ هَتُوفُ الخِطَامْ (جردح) : وَفِي (النَّوَادِر) يُقَال جِرْدَاحٌ من الأَرْض وجرْدَاحَةٌ وَهِي آكام الأَرْض. وَغُلَام مُجَرْدَحُ الرَّأْس. (بحزج) : أَبُو عبيد البَحْزَجُ الجُؤذر وَهُوَ ولد الْبَقَرَة الوحشية. وَقَالَ غَيره: المُبَحْزَجُ المَاء المُغْلَى النِّهَايَة فِي الحرَارة، والسخيمُ المَاء الَّذِي لَا حارٌّ هُوَ وَلَا باردٌ. (جلدح) : وَقَالَ ابْن دُرَيْد الجُلادِحُ الطَّوِيل وَجمعه جَلادِحُ.

وَقَالَ الراجز: مثل الفنيقِ العُلْكَمِ الجُلادِحِ (حندج) : قَالَ: والحَنَادِجُ الْإِبِل الضخام شبهت بالرمال وَأنْشد: من دَر جُوْفٍ جِلَّةٍ حَنَادِج (حفضج) : الْأَصْمَعِي رجل حِفْضَاجٌ إِذا كثُر لَحْمه واسترخى بَطْنه وَرجل حُفَاضِجٌ مثله وعُفاضج. وَقَالَ أَبُو مَهْدية: إِن فلَانا معصوبٌ مَا حُفْضِج، وَكَذَلِكَ العِفْضَاجُ وَقد مرَّ تَفْسِيره. (ضجحر) : وَقَالَ الْأَصْمَعِي: ضَجْحَرْتُ القِرْبَةَ ضَجْحَرَةً إِذا ملأتها وَقد اضْجَحَرّ السقاءُ اضْجِحْراراً إِذا امْتَلَأَ. وَقَالَ الشَّاعِر: تَتْرُكُ الوَطْبَ شَاصِياً مُضْجَحِرّاً بعدَما أَدَّتِ الحُقُوقَ الحُضُورا شمر: الحِضَجْرُ: السّقَاء الضّخم. (حضجر) : أَبُو عبيد عَن أَصْحَابه من أَسمَاء الضباع حَضَاجر بِفَتْح الْحَاء اسمُ واحدٍ على لفظ الْجمع قَالَ وَمِنْه قَول الحطيئة: هَلاَّ غَضِبْتَ لجارِ بيْتِك إِذْ تهتَّكُه حَضَاجِر قَالَ شمر: إِنَّمَا سميت حَضَاجِرَ لعظم بطْنها. قَالَ وَقَالُوا حَضَاجِرَ فجعلوها جَمِيعًا كَمَا قَالُوا مُغَيْرِباتُ الشَّمْس ومُشَيْرِقَاتُ الشَّمْس، وَمثله جَاءَ الْبَعِير يَجُرُّ عَثَانِينَهُ وإبلٌ حَضَاجِرُ قد شربت وأكلت الحَمْضَ فانتفخت خواصرها. وَقَالَ: إِنّي سَتَرْوِي عَيْمَتِي يَا سالما حَضَاجِرُ لَا تَقْرَبُ المَوَاسِمَا (حضجم) : وَقَالَ ابْن دُرَيْد رجل حِضْجَمٌ وحُضَاجِم وَهُوَ الجافي الغليظ اللَّحْم وَأنْشد: لَيْسَ بِمبْطان وَلَا حُضَاجِمِ (حنضج) : قَالَ: والحِنْضِجُ: الرجل الرخو الَّذِي لَا خيرَ عِنْده، وَأَصله من الحِضْبحِ وَهُوَ المَاء الخاثر الَّذِي فِيهِ طُمْلَةٌ وطين. (جحظم) : قَالَ والجَحْظَمُ هُوَ الْعَظِيم الْعَينَيْنِ، من الجحظ، وَالْمِيم زَائِدَة. (جلحظ) : قَالَ: والجِلْحِظٌ والجِلحاظ الْكثير الشّعْر على الجسدِ، الضخمُ. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : جِلظاء من الأَرْض وجِلذَاء وجلذَان وجِلْحاظٌ. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: سَمِعت عبد الرَّحْمَن ابْن أخي الْأَصْمَعِي يَقُول أَرض جِلْحِظَاء بالظاء والحاء غيرُ مُعْجمَة وَهِي الصُّلْبَة. قَالَ: وَخَالفهُ أصحابُنا فَقَالُوا جِلْخِظاء فَسَأَلته فَقَالَ هَكَذَا رَأَيْته قلت أَنا وَالصَّوَاب مَا رَوَاهُ عبد الرَّحْمَن جلحظاء، لَا أَشك فِيهِ. (جحمظ) : وَقَالَ اللَّيْث الجَحْمَظَة القِماطُ وَأنْشد: لَزَّ إِليه جَحْظَواناً مِدْلَظا فظلَّ فِي نِسْعَتِه مُجَحْمَظَا أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: جحمظْتُ الغلامَ جَحْمظة إِذا شددتَ يَدَيْهِ على رُكْبَتَيْهِ ثمَّ ضربتَه. وَقَالَ شمر سَأَلت ابْن الأعرابيّ عَن قَوْله جحمظْت فَقَالَ أَخْبرنِي بِهِ الدبيريّ الْأَسدي

هَهُنَا، وَأَشَارَ إِلَى دكان. جَحْمَظَهُ بالحبل أوثقه كَيفَ مَا كَانَ. (حفلج) : أَبُو عبيد: الحَفَلَّجُ من الرِّجَال الأفْحَجُ، وَهُوَ الَّذِي فِي رجله اعوجاج. (جحفل) : وَقَالَ اللَّيْث جَيش جَحْفَلٌ كثير، وَهَكَذَا. قَالَ أَبُو عبيد: وَأنْشد اللَّيْث: وَأَرْعَن مُجْرٍ عَلَيْهِ الأَدَا ةُ ذِي تُدْرَإٍ لَجِبٍ جَحْفَلِ وجحافل الْخَيل أفْوَاهُها وَرجل جَحْفَلٌ سيّد عَظِيم الْقدر. وَقَالَ أَوْس: وَإِن كَانَ قَرْماً سَيدَ الأمرِ جَحْفَلا أَبُو مَالك: تجحفل القومُ إِذا اجْتَمعُوا. (حنجف) : ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الحَنَاجِفُ رُؤوس الْأَوْرَاك وَاحِدهَا حُنْجُفٌ. وَيُقَال حَنْجَفٌ، قَالَ: والحُنْجُوف رَأس الضلع ممّا يَلِي الصُّلْبَ. وروى الخزازُّ عَنهُ: الحناجف رُؤُوس الأضلاع وَلم يسمع لَهَا بِوَاحِد، وَالْقِيَاس حنجفة. قَالَ ذُو الرمة: جُمَالِيَّةٌ لم يَبْقَ إِلَّا سَرَاتُها وألواحُ شم مُشْرِفَاتُ الحَنَاجِفِ (جحلم) : وَقَالَ ابْن دُرَيْد: جَحْلَمه: صرعه وَأنْشد: هُمْ شَهِدُوا يَوْم النسارِ المَلْحَمَهْ وغَادَرُوا سَراتَكُمْ مُجَحْلَمَهْ (جمحل) : ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ الجُمَّحْلُ لحم دَابَّة الصدف وَقد ذكره الْأَغْلَب فِي أرجوزة لَهُ وَقَالَ فِي مَوضِع آخر الجُمَّحْلُ اللَّحْم الَّذِي يكون فِي الصدفة إِذا شُقّت. (حنجل) : وَقَالَ ابْن دُرَيْد الحُنْجُل ضرب من السبَاع زَعَمُوا. (حبرج) : ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ الحَبَارِيْجُ طيور المَاء الملمَّعة. وَقَالَ ابْن دُرَيْد الحُبَارِجُ ذكر الحُبَارى. (وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الحُبَارِجُ من طير المَاء) . (حبجر) : أَبُو عبيد الحِبَجْرُ الْوتر الغليظ وَهُوَ الحُبَاجِرُ وَأنْشد: والقوسُ فِيهَا وَتَرٌ حِبَجْرُ وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: تُخْرِجُ مِنْهَا ذَنَباً حُنَاجِرَا (جلبح) : ابْن السّكيت عَن أبي عَمْرو الْجِلْبِحُ الْعَجُوز الدميمة وَأنْشد: إِنِّي لأَقْلِي الجِلْبَحَ العجوزا وأَمِقُ الفَتِيَّةَ العُكْمُوزَا (بحزج) : والمبَحْزَجُ المَاء الْحَار قَالَه ابْن السّكيت. (جلحب) : وَقَالَ ابْن السّكيت رجل جِلْحَابُ وجِلْحَابَةٌ وَهُوَ الضخم الأجْلَحُ. قَالَ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الجِلْحَبُّ: الرجل الطَّوِيل الْقَامَة وَأنْشد:

باب الحاء والضاد

وَهِي تُرِيدُ العَزَبَ الْجِلْحَبَّا يَسْكُبُ ماءَ الظَّهرِ فِيهَا سَكْبَا وَقَالَ اللَّيْث: شيخ جِلْحَابٌ وجِلْحَابَةٌ هُوَ القديمُ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الجِلْحَابُ: فُحَّالُ النَخْلِ. والجِنْحَابُ: الْقصير الملزّز. (جحنب) : عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الْجَحْنَبَةُ: الْمَرْأَة القصيرة وَهِي القعْنَبَةُ. وَقَالَ اللَّيْث: الْجحْنَبُ الرجل الشَّديد، وَأنْشد: وصاحِبٍ لي صَمْعَرِيَ جَحْنَبِ كاللّيثِ خِنَّابٍ أَشَمَّ صَقْعَبِ وَقَالَ النَّضر: الْجَحْنَبُ القِدْرُ الْعَظِيمَة، وَأنْشد: مَا زالَ بالهِيَاطِ والمِيَاطْ حَتَّى أَتَوْا بِجَحْنَبٍ تُسَاطْ (حنبج) : شمر عَن الرياشيّ عَن أبي زيد: الحِنْبَجُ بجرّ الْحَاء الْقمل. قَالَ وَقَالَ الأصمعيّ الْخُنْبُج بِالْخَاءِ وَالْجِيم الْقمل. وَقَالَ الرياشيّ وَالصَّوَاب عندنَا مَا قَالَه الأصمعيّ. وَقَالَ اللَّيْث: الحُنْبُجُ الضخم الممتلىء من كل شَيْء. وَرجل حُنْبُج وحُنَابج. وَقَالُوا سنبلة حُنبجة ضخمة، وَأنْشد: يَفْرُكُ حَبَّ السُّنبُلِ الحُنَابِجِ بالقاعِ فرْكَ القُطْنِ بالمَحَالِج ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الحُنابِجُ صغَار النَّحْل ورجلٌ حُنْبُجٌ منتفخ عَظِيم. وَقَالَ هِمْيانُ بن قُحَافَة: كأَنَّها إذْ سَاقَتِ العَرَافِجَا من داسم وَالجَرَع الحَنَابِجَا (حنجر) : وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَنه أنْشدهُ: لَو كَانَ خَزُّ واسِطٍ وسَقَطُه حُنْجُورُه وحُبُّه وسَقَطُه يَأْوي إِلَيْهَا أَصبَحت تُقَسَّطُه وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِي قَوْله: حُنجوره: قَالَ: هُوَ شبه البُرْمة من زجاج يَجْعَل فِيهِ الطّيب. وَقَالَ غَيره: هِيَ قَارُورَة طَوِيلَة تجْعَل فِيهَا الذَّرِيرة. (حربج) : إِبلٌ حَرَابِجُ (ضخام) وبعير حُرْبُجٌ. (جلحم) : والمَجْلَحِمَّة: الْإِبِل المجتمعة. (بَاب الْحَاء وَالضَّاد) (حنضل) : قَالَ اللَّيْث: الحَنْضَلُ هُوَ قَلْتٌ فِي صَخْرَة. قلت: هَذَا حرف غَرِيب. وروى أَبُو عمر عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ الحنْضَل غَدِير المَاء. (حضرم) : أَبُو عبيد:

باب الحاء والشين

حَضْرَم الرجل إِذا لحن فِي كَلَامه بِالْحَاء. وحَضْرَمَوتُ مَوضِع بِالْيمن مَعْرُوف. ونعل حضْرَميّ إِذا كَانَ مُلَسَّناً. وَيُقَال للْعَرَب الَّذين يسكنون حَضْرموتَ من أهل الْيمن: الحضَارِمةُ، هَكَذَا يُنْسَبون كَمَا يُقَال المهالِبة والسَّقَالبة. (حرفض) : قَالَ اللَّيْث: نَاقَة حِرْفَضَةٌ: كَرِيمَة، وَأنْشد: وقُلُصٍ مُهْرِيَّةٍ حَرَافِضِ وَقَالَ شمر: إبل حَرَافِضُ إِذا كَانَت مهازِيلُ ضوامرٌ. (بَاب الْحَاء والشين) (حشبل) : شمر عَن ابْن شُمَيْل: إِن فلَانا لذُو حَشْبَلَةٍ أَي ذُو عِيال كثير. وَقَالَ اللَّيْث نَحوه: حشبلة الرجل عِيَاله. (بحشل) : وَقَالَ ابْن الأعرابيّ بَحْشَلَ الرجل إِذا رقص رقص الزَّنْج. (حرشف) : أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال لطين الْبَحْر الحَرْمَدُ. قَالَ وَيُقَال للحجارة الَّتِي تنْبت على شطّ الْبَحْر الْجَشَرُ والحُرْشُفُ. وَقَالَ اللَّيْث: الحُرْشَفُ فلوس السَّمَكَة. قَالَ: وحَرْشَفُ السِّلَاح مَا زُيّن بِهِ. قلت أَنا: حَرْشَفُ الدرْع حُبُكها شُبّه بِحَرْشَفِ السّمك، وَهِي شبه الْفُلُوس على ظهرهَا والحَرْشَفُ نبت عريض الْوَرق رَأَيْته فِي الْبَادِيَة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الحَرْشَف الكُدْس بلغَة أهل الْيمن يُقَال دُسْنا الحَرْشَفَ. والحرشَفُ الْجَرَاد. والحَرْجف الرّجَّالة. قَالَ ذَلِك أَبُو عَمْرو، وَأنْشد: كأَنَّهم حَرْشَفٌ مَبْثُوثٌ بالجَو إذْ تَبْرُقُ النعالُ يُرِيد الْجَرَاد وَقيل هم الرجَّالة فِي هَذَا الْبَيْت. (شرمح) : وَقَالَ اللَّيْث: الشَّرْمَحُ والشرمحيّ: الْقوي. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الشَّرْمَحُ الطَّوِيل من الرِّجَال. قلت وَيُقَال: شَرَمَّحٌ، وَمِنْه قَول الشَّاعِر: أشَمُّ طويلُ السَّاعِدَيْن شَرَمَّحُ وهم الشرامحُ. وَيُقَال شَرَامِحَة. (حترش) : حِتْرِشٌ من أَسمَاء الرِّجَال وَبَنُو حِتْرِش بطن من بني مُضَرس وهم من بني عُقَيْل. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الفرّاء حَشَد الْقَوْم وحَشَكوا وتَحَتْرَشُوا بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ أَبُو سعيد: سَمِعت للجراد حَتْرَشَةً وخَتْرشة إِذا سمعتَ صوتَ أكله. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال للغلام الْخَفِيف النشيط: حُتْرُوش. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الحُتْروش الْقَلِيل الْجِسْم. وَقَالَ يُقَال: سعى فلَان بَين يَدي القَوْمِ فَتَحَتْرشُوا عَلَيْهِ، فَلم يدركوه، أَي سعوا عَلَيْهِ وعَدَوْا ليأخذوه.

(حربش) : شمر قَالَ الفرّاء: الحِرْبَشُ والحِرْبِشَةُ: الأفعى. قَالَ: وَرُبمَا شدّدوا الْبَاء فَقَالُوا حِرِبّش وحِرِبّشة. وَقَالَ غَيره: حِرْبِيشٌ، وَمِنْه قَول رؤبة: غَضْبَى كَأَفْعَى الرمْثَة الحِرْبِيْش وَقَالَ ابْن الأعرابيّ هِيَ الْخَشْنَاء فِي صَوت مشيها. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: هِيَ الْكَثِيرَة السُّم. وَقَالَ أَبُو خَيْرة: من الأفاعي الحِرْفِشُ والحَرَافش. قَالَ: وَقد يَقُول بعض الْعَرَب: الحِربِش قَالَ وَمن ثمّ قَالُوا: هَلْ يَلِدُ الحِرْبِشُ إِلَّا حِرْبِشَا (حنبش) : أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: يُقَال للرجل إِذا نَزَا ورقص حَنْبَش وزَفَر. وَقيل الحَنْبَشَة: الرقص والتصفيق وَالْمَشْي. وَفِي (النَّوَادِر) : الحَنْبشَةُ لَعِبُ الْجَوَارِي بالبادية. (حنفش) : وَقَالَ شمر الحِنفِش حَيَّة عَظِيمَة ضخمة الرَّأْس رقشاء حَمْرَاء كدراء إِذا حَرَّبتَها انتفخ وريدُها. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: هُوَ الحُفَّاثُ نفسُه. وَقَالَ أَبُو خيرة: الحِنْفِيشُ هِيَ الأفعى، وَجَمعهَا حَنَافِيش. (فرشح) : وَقَالَ اللَّيْث: فرشحت النَّاقة إِذا تفحّجَت للحلب، وفَرْطَشَتْ للبول. قلت: هَكَذَا قرأتُه فِي نسخ من كتاب اللَّيْث. وَالَّذِي سمعناه من الثِّقَات فَرْشَطَت إِلَّا أَن يكون مقلوباً. وَقَالَ اللَّيْث: الفِرْشَاحُ من النِّسَاء وَمن الْإِبِل: الكبيرَة السَّمِجَة. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الفِرْشاحُ: الأَرْض العريضة الواسعة. قلت: هَكَذَا أَقْرَأَنِيهِ الإياديّ. وَقَالَ: رَوَاهُ شمر بِالسِّين ثمَّ قَالَ لنا هُوَ تَصْحِيف. قَالَ: وَالصَّوَاب الفِرشَاحُ بالشين من فرشح فِي جِلْسَته، وَأنْشد: قَول أبي النَّجْم فِي صفة الْحَافِر: لَيْسَ بِمُصْطَرَ وَلَا فِرْشَاحِ يَعْنِي حافر الْفرس أَنه لَيْسَ بمصرور مُجْتَمع ضيق وَلَا بعريض جدا وَلكنه وأْب مقتدر. (شمحط) : أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ الشُّمْحُوط الطَّوِيل وَنَحْو ذَلِك، قَالَ اللَّيْث. (شفلح) : أَبُو عبيد عَن أبي زيد الشَّفَلَّحُ من الرِّجَال الْوَاسِع المنخرين الْعَظِيم الشفتين، وَمن النِّسَاء الْعَظِيمَة الإسْكَتَيْنِ الواسعة المتَاع. وَأنْشد أَبُو الْهَيْثَم: لَعَمْرُ الَّتِي جاءتْ بكم من شَفَلَّحٍ لَدَى نَسَبَيْها ساقِطَ الإِسْبِ أَهْلَبَا والإسب: شعر الاست. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الشَّفَلَّحُ القِثَّاء يكون على الكَبَر قلت هُوَ تمر الكَبَر إِذا تفتح وَفِيه حمرَة. (شرحف) : أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ الشُّرْحُوف المُستعِدّ للحملة على العَدُوّ.

باب الحاء والصاد

وَقَالَ أَبُو عَمْرو: اشرحَفَّ الرجل للرجل إِذا تهَيَّأ لَهُ مُحَاربًا وَأنْشد: لمّا رأيتُ العبْدَ مُشْرَحِفَّا للشّر لَا يُعْطِي الرّجالَ النصْفا أَعْذَمَته عُضَاضَهُ والكَفَّا وَقَالَ أَبُو دواد: وَلَقَد عدوت بمُشْرَحِفّ الشّد فِي فِيهِ اللجام قلت وَبِه سُميَّ الرجلُ شِرحافاً. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: رجل شِرْداحُ القَدَمِ إِذا كَانَ عريضَها غليظَها. (بَاب الْحَاء وَالصَّاد) (حصرم) : قَالَ اللَّيْث: الحِصْرِم: العَوْدَقُ. قلت: هُوَ الكحْب. وَهُوَ حبُّ العِنَب إِذا صَلُب، وَهُوَ حامضٌ. وَقَالَ أَبُو زيد: الحِصْرِم حشَفُ كلّ شَيْء. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: عَطاء مُحصرَم: قَلِيل. وَقَالَ اللَّيْث رجل مُحصْرَمٌ قَلِيل الْخَيْر. وَقد حصرم قوسَهُ: إِذا شدّ توتيرها. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال للرجل الضّيق الْبَخِيل حِصِرمٌ. قَالَ وَيُقَال حصرم قوسَه وحَظْرَبَهَا إِذا شدّ توتيرها وَرجل محظرب شَدِيد الشكيمة وَأنْشد: وكائِنْ تَرَى مِنْ يلمعِيَ مُحَظْرَبٍ وَلَيْسَ لهُ عندَ العزائمِ جُولُ وَقَالَ الْأَصْمَعِي حصرَمْتُ القِرْبةَ إِذا ملأتها حَتَّى تضيق وكل مضيّق محصرَمٌ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: زُبْدٌ مُحَصْرَم، وَهُوَ الَّذِي يتفرق فَلَا يجْتَمع من شدَّة الْبرد. (صردح) وَقَالَ اللَّيْث: الصَّردَحُ: الْمَكَان الصُّلْب. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ والأصمعيّ فِي الصَّردَح مثله. وَقَالَ غير هَؤُلَاءِ: الصَّرْدَحُ الْمَكَان الْوَاسِع الأملس المستوي. قلت: وَأما السِرْداح والسَّرادح فتفسيرها فِي بَاب السِّين الَّذِي يَلِي هَذَا الْبَاب. (صلدح) : وَقَالَ اللَّيْث: الصَّلْدَحُ هُوَ الْحجر العريض لمَال وَجَارِيَة صَلْدَحةٌ: عريضة. (صمدح) : وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : ضَرْبٌ صَوادِحِيٌّ وصُمَادحِيُّ شديدٌ بيّن. (صردح) : وَقَالَ شمر قَالَ ابْن شُمَيْل: الصَّرَادِحُ: واحدتها صَرْدَحةٌ، وَهِي الصَّحرَاء الَّتِي لَا شجر بهَا وَلَا نبت، وَهِي غَلْظٌ من الأَرْض وَهِي مستوية. قَالَ شمر: وَقَالَ أَبُو عَمْرو الصَّرْدَحُ الأَرْض الْيَابِسَة الَّتِي لَا شَيْء بهَا. (صمدح) : أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الصُّمَادِح الْخَالِص من كل شَيْء وَسمعت أَعْرَابِيًا يَقُول لنُقْبَة جَرَبٍ رَآهَا رِيئَتْ حَدِيثَة فِي العير فشكّوا فِيهَا أَجَربٌ أم بَثْرٌ، فَلَمَّا لمسها قَالَ هَذَا حَاقُّ صُمادِحِ الجَرَبِ. وَرجل صَمَيْدَحٌ: صُلْبٌ شَدِيد. وَقَالَ أَبُو عَمْرو الصُّمادح أَيْضا: الشَّديد من كل شَيْء وَأنْشد: فَشَامَ فِيهَا مِذْلَغاً صُمَادِحَا أَي ذكرا صُلْباً.

باب الحاء والسين

(حنبص) : سَلمَة عَن الفرّاء: الحَنْبَصَةُ: الرَّوَغان فِي الْحَرْب. أَبو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: أَبُو الحِنْبِص: كنية الثَّعْلَب واسْمه السَّمْسَم. (حصلب) : قَالَ: والحِصْلِبُ التُّرَاب. (حربص) : أَبُو عبيد عَن اليزيدي فِي الْأَمْثَال: مَا عَلَيْهِ حَرْبَصِيصَةٌ وَلَا خَرْبَصِيصَة: بِالْحَاء وَالْخَاء. قَالَ أَبُو عبيد: وَالَّذِي سمعناه خَرْبَصِيصَة بِالْخَاءِ. قَالَه أَبُو زيد والأصمعي بِالْخَاءِ وَلم يعرف أَبُو الْهَيْثَم حربصيصة، بِالْحَاء. (بَاب الْحَاء وَالسِّين) (حرمس) : شمر: سقون حَرَامِسُ أَي شِدَادٌ مُجْدِبَةٌ. وَحكى ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ فِي الحَرامِس نحوَه. وَقَالَ اللَّيْث: الحِرْمَاسُ الأملس. (حمرس) : قَالَ والْحُمارس والرُّحامس والقُدَاحس كل ذَلِك من نعت الشجاع الجريء. قلت: وَهِي كلهَا صَحِيحَة مَعْرُوفَة. (فلحس) : وَقَالَ اللَّيْث: الفَلْحَسُ: الكلبُ، وَالرجل الْحَرِيص أَيْضا يُقَال لَهُ فَلْحَسٌ، وَالْمَرْأَة الرسحاء يُقَال لَهَا فلحس. قلت وَقد قَالَ ذَلِك كلُّه الفرّاءُ. وروى أَبُو عبيد عَن الفرّاء: الفلحس الرجل الْحَرِيص والفلحسة الْمَرْأَة الرسْحَاءُ الصَّغِيرَة العجُزِ. وَمن أمثالهم: أَسْأَلُ من فلحس، اسْم رجل كَانَ كثيرَ السُّؤَال. (حَلبس) : قَالَ اللَّيْث: الحَلْبَسُ والحُلابسُ: الشجاع. وروى أَبُو عبيد عَن الفرّاء عَن أَصْحَابه، يُقَال: الحَلْبَسُ اللَّازِم للشَّيْء لَا يُفارقه. قَالَ والحُلابس مثله. وَقَالَ الْكُمَيْت: فَلَمَّا دنَتْ للكاذتين وأَخْرَجَتْ بِهِ حَلْبَساً عِنْد اللِّقَاء حُلاَبِسا وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: يُقَال: حَلْبَس فلانٌ فَلَا حَسَاسَ مِنْهُ: أَي ذهب. (بحلس) : قَالَ وَيُقَال: جَاءَ فلَان يَتَبَحْلَسُ إِذا جَاءَ فَارغًا. قَالَ وَجَاء فلَان سَبَهْلَلاً إِذا جَاءَ ضالاًّ لَا يدْرِي أَيْن يتَوَجَّه. (حرسن) عَمْرو عَن أَبِيه: الحَرَاسِينَ: السنون المقحطات. قلت: وَهِي الحَراسِيمُ أَيْضا. (سلحت) : قَالَ ابْن السّكيت: السُّلْحُوت من النِّسَاء الماجنة قَالَ ذَلِك أَبُو عَمْرو. (سردح) : وَأَبُو عُبَيْدَة عَن الأصمعيّ: السرْدَاحُ: النَّاقة الْكَثِيرَة اللَّحْم. وَقَالَ اللَّيْث: السرداح جمَاعَة الطَّلْحِ وَاحِدهَا سِرْدَاحَةٌ. شمر عَن الأصمعيّ قَالَ: السراديحُ أَمَاكِن تنْبت النجمة والنصيَّ، وَأنْشد: عَلَيْك سِرْدَاحاً من السَّرَادِحِ ذَا عجلة وَذَا نَصِيَ واضِحِ وَقَالَ أَبُو خيرة: هِيَ أَمَاكِن مستوية تُنْبِتُ العِضَاهَ وَهِي لَينة قَالَ: وَأما الصَّرْدَحُ

فالصحراء الَّتِي لَا شجر بهَا وَلَا نبت، وَهِي غلظ من الأَرْض. وَقَالَ اللَّيْث السرْدَاحُ النَّاقة الطَّوِيلَة وَجَمعهَا السرادح. (سنطح) : والسّنْطَاح من النوق الرحيبة الْفرج وَقَالَ: يَتْبَعْنَ تسحيماً من السَّرَادِحِ عَيْهَلَةً حَرْفاً مِنَ السَّنَاطِحِ (سلحب) : قَالَ والمُسْلَحِبُّ الطَّرِيق البيّن قد اسلحبّ أَي امتدّ. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: المسلحبّ الْمُسْتَقيم، وَمثله المُتْلَئِبّ. قَالَ وَيُقَال إِنَّه الممتدّ وَقَالَ خَليفَة الحُصيني: المسلحبُّ والمُطْلحِبّ الممتدّ. قلت: وَسمعت غير وَاحِد من الْعَرَب يَقُول سرنا من مَوضِع كَذَا غُدْوَةً فظلّ يومُنا مُسْلَحِبّاً أَي ممتدّاً سَيْرُه. (سرحب) : وَقَالَ اللَّيْث: السُّرْحُوب الطَّوِيل قلت وَأكْثر مَا يُنْعَتُ بِهِ الخيلُ، يُقَال: فرس سُرْحُوب. (دحسم حندس) : وَقَالَ اللَّيْث الدُّحْسُمُ والدُّمَاحِسُ الغليظان. وَقَالَ أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: رجل دُحسمان ودُحْمُسان وَهُوَ: الْعَظِيم الْأسود. وَقَالَ غَيره لَيَالٍ دَحَامِسُ مظْلمَة. وليلٌ دَحْمَسٌ. وأنشدني أعرابيّ: وادَّرِعِي جِلْبَابَ ليلٍ دَحْمَسِ وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: يُقَال لثلاثِ ليالٍ بعد ثلاثٍ ظُلَمٍ من الشَّهْر: ثلاثٌ حَنَادسُ. وَيُقَال: دَحَامِس. وَوَاحِد الحَنَادِسِ حِندِس، وَلَيْلَة حِنْدِسة، وليل حِنْدِس. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الدَّحْسَمُ الْأسود. وَقَالَ اللَّيْث يُقَال للأسود من الرِّجَال: دمْحَسِيُّ. (سحتن) : ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: السَّحْتَنَةُ الأُبْنة الغليظة فِي الغُصْنِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو يُقَال: سَحْتَنَهُ وطَحْلَبَهُ إِذا ذَبَحهُ. (سلطح) وَقَالَ ابْن المظفر السُّلاَطِحُ: العريض. وَأنْشد: سُلاَطِحٌ يُنَاطِحُ الأَبَاطِحَا (سحبل) : وَقَالَ أَبُو عُبيد السحْبَل والسبَحْلُ والهِبِلُّ الفَحْل الْعَظِيم. وَقَالَ اللَّيْث: السَّحْبَلُ العريض الْبَطن وَأنْشد: ولكنّني أحببتُ ضَبّاً سَحْبَلاَ وَقَالَ غَيره: وعَاء سَحْبَلٌ وَاسع وجِرَاب سَحْبَلٌ وعُلبة سحبَلةٌ جوفاء وَقَالَ الجُمَيْحُ: فِي سَحْبَلٍ من مُسُوكِ الضَّأْنِ مَنْجُوب يَعْنِي سقاءً وَاسِعًا مدبوغاً بالنحب وَهُوَ قِشر السدر. المنذريّ عَن سَلمَة عَن الفرّاء: ضرع سَحْبَلٌ عَظِيم ودَلْوٌ سحبلٌ عظيمةٌ وجمل سِبَحْلٌ رِبَحْلٌ عَظِيم. (حلسم) : وَقَالَ ابْن السّكيت رجل حِلَّسْمٌ وَهُوَ الْحَرِيص الَّذِي يَأْكُل مَا قدر عَلَيْهِ وَهُوَ الحَلِسُ وَأنْشد: ليسَ بِقِصْلٍ حَلِسٍ حِلْسَمِ عِنْد الْبيُوت، راشِنٍ مِقَم

باب الحاء والزاي

(حرسم) : أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ الحُرسُم الزوابة. وَقَالَ اللحيانيّ يُقَال: سقَاهُ اللَّهُ الحُرسُم وَهُوَ السّمّ يُقَال: مَا لَهُ؟ سقَاهُ اللَّهُ الحرسم وكأسَ الذيفان لم أسمعهُ لغيره ورأيته مُقَيّدا بخطي فِي كتاب اللحياني: الجِرسِم بِالْجِيم وَهُوَ الصَّوَاب وَلَيْسَ الجرسم من هَذَا الْبَاب. هُوَ فِي كتاب الْجِيم. (سبحل) : وَقَالَ اللَّيْث يُقَال هُوَ رِبَحْل سِبَحْل إِذا وصف بالتَّرَارَةِ والنَّعمة. وجارِيَةٌ رِبَحْلَة سِبَحْلَةٌ. وَقيل لابنَة الخُس أيُّ الْإِبِل خيرٌ؟ فَقَالَت السبَحْلُ الربَحْلُ الراحِلَةُ الفَحْلُ. قَالَ الليثُ: السَّبَحْلَلُ هُوَ الشِبْل إِذا أدْرك الصَّيْد. (سلحف) : أَبُو عبيد عَن الفرّاء قَالَ الذّكر من السَّلاَحِف الغَيْلم، وَالْأُنْثَى فِي لُغَة بني أَسد سُلَحْفَاةٌ. قَالَ وَحكى الرُّؤَاسِي سُلَحْفِيَةٌ. (حنفس) : وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال لِلْجَارِيَةِ البذيئة القليلة الْحيَاء حِنْفِس وحِفْنِس. قلت: وَالْمَعْرُوف عندنَا بِهَذَا الْمَعْنى عِنْفِص. (فلحس) : ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الفَلْحَس الْكَلْب والفلحس السَّائِل الملحّ. قَالَ والفَلْحَسُ الدُّب المسن، والفلحس الْمَرْأَة الرسحاء. (حسفل) : وَقَالَ النَّضر: أنشدنا أَبُو الذؤيب: حِسَفْلُ البَطْنِ مَا يملاهُ شي وَلَو أَوْرَدْتَهُ حَفَرَ الربابِ قَالَ حِسْفِلٌ وَاسع الْبَطن لَا يشْبع. (بَاب الْحَاء وَالزَّاي) (زحلف) : الزحَالِيفُ والزحاليق آثارُ تزلّج الصّبيان، واحدتها زُحلوفة وزُحلوقة. وَرُوِيَ عَن بعض التَّابِعين أَنه قَالَ مَا ازْلَحفَّ ناكِحُ الأَمَةِ عَن الزِّنَا إِلَّا قَلِيلا. قَالَ أَبُو عبيد مَعْنَاهُ: مَا تنحّى وَمَا تبَاعد. يُقَال: ازْلحفَّ وازحَلَفّ وتَزَحْلَفَ وتزَلْحَفَ إِذا تنحَّى وتزلق. وَيُقَال للشمس إِذا مَالَتْ للمغِيب، أَو زَالَت عَن كَبِد السَّمَاء نصفَ النَّهَار قد تَزَحْلَفَت، وَقَالَ العجَّاج: والشَّمسُ قد كادتْ تكونُ دَنَفا أَدْفَعُها بالرَّاحِ كَيْ تَزَحْلَفا وَقَالَ غَيره: يُقَال زحْلَف اللَّهُ عَنَّا شَرَّك، أَي نحَّى اللَّهُ عَنَّا شرَّك. وَقَالَ أَبُو مَالك: الزلحوفة المكانُ الزَّلِق من حَبْلِ الرمل، يلْعَب عَلَيْهِ الصّبيان، وَكَذَلِكَ فِي الصَّفَا وَقَالَ أَوْس بن حجر: صفا مُدْهِنٍ قد زَلَّقَتْهُ الزَّحَالِفُ وَهِي الزحاليف بِالْيَاءِ أَيْضا، وكأنّ الأَصْل فِيهِ ثلاثيٌ من زحل فزيدت فِيهِ فَاء. (زحزب) : وَقَالَ اللَّيْث الزُّحْزُبُّ الَّذِي قد غلُظ وقوِي واشتدّ. قلت: روى أَبُو عبيد هَذَا الحرفَ فِي كتاب (غَرِيب الحَدِيث) بِالْخَاءِ وَجَاء بِهِ فِي حَدِيث مَرْفُوع وَهُوَ الزُّخْزُبّ للحُوار الَّذِي قد عَبُل واشتدّ لَحْمه، وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح، والحاء عندنَا تَصْحِيف. (حنزب) : وَقَالَ اللَّيْث الحِنْزَابُ هُوَ الْحمار المُقْتَدِرُ الخَلْق. قَالَ: والحُنْزُوب ضرب من النَّبَات وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: الحِنزابُ الديك

باب الحاء والطاء

والحِنزاب جَزَر البرّ والحِنزاب الرجل الْقصير وَأنْشد ابْن السّكيت: تَاحَ لَهَا بَعْدَك حِنْزَابٌ وَأَى قَالَ إِلَى القِصَرِ مَا هُوَ ويُرْوَى وَزَى. (حيزب) : أَبُو عبيد عَن أَصْحَابه: الحَيْزَبُون الْعَجُوز من النِّسَاء وَقَالَهُ اللَّيْث. (حرمز حزمر) : ورُوِيَ عَن ابْن المستنير أَنه قَالَ: يُقَال: حَرْمَزَهُ اللَّهُ أَي لَعنه اللَّهُ. قَالَ وَبَنُو الحِرْمَاز مُشْتَقّ مِنْهُ. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أخذت الشَّيْء بِحُزْمُورِه وحَزَاميره وحُذْقُوره وحَذَاقيره أَي بِجَمِيعِهِ وجوانبه. وَفِي (النَّوَادِر) يُقَال حَزْمَرْتُ العِدْل والعَيْبَةَ وَالثيَاب والقِرْبة وحَذْفَرْتُ بِمَعْنى وَاحِد أَي ملأْتُ. وَمن أَسمَاء الْعَرَب حِرْمَازٌ وَهُوَ من الحَرْمَزَةِ وَهِي الذكاء وَقد احْرَمَزَّ الرجل وتحرْمَزَ إِذا صَار ذكِيّاً قَالَه ابْن دُرَيْد. (بَاب الْحَاء والطاء) (طحلب) : قَالَ اللَّيْث: الطُّحْلُب، والقطعة طُحْلُبَة، وَهِي الخضرة الَّتِي على رَأس المَاء المُزْمِن. أَبُو عبيد: طَحْلَبَتِ الأرضُ أولَ مَا تخضرُّ بالنبات. قلت: وَيُقَال: طَحْلَبَ الغديرُ، وعينٌ مُطَحْلَبَةُ الأرجاء طاميةٌ. عَمْرو عَن أَبِيه: طَحْلَبَهُ إِذا قَتله، والطَّحْلَبَة الْقَتْل. (طحرب) : وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال مَا فِي السَّمَاء طُحْرَبَةٌ أَي قطعةٌ من سَحَاب، قَالَ والطُّحْربة الفساء. قَالَ وَقَالَ ابْن السّكيت: مَا عَلَيْهِ طُحْرَبَةٌ أَي قِطْعَة خِرْقَة. وَمَا فِي السَّمَاء طُحْرُبَةٌ أَي شَيْء من غيم، وَمَا عَلَيْهَا طُحْرَبَةٌ. (طمحر) : أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: مَا عَلَيْهَا طَمْحَرةٌ يَعْنِي من اللبَاس. قَالَ وَقَالَ أَبُو الجرَّاح: طَحْرِبة. وَقَالَ الأصمعيّ: طَحْرَبَة. (طحرم طحرب) : قَالَ شمر: وَسمعت طَحْرمة وطِحْمِرة. قَالَ وَسمعت ابْن الفقعسيّ: مَا على رَأسه طِحْمِرة وَلَا طِحْطِحة أَي مَا عَلَيْهِ شَعَرة. قَالَ: طِحْمِرة مقلوب طِحْرِمة، وطِحْرِمة أَصْلهَا طِحْرِبة. وَقَالَ نُصَيْبٌ: سَرَى فِي سَوَادِ اللّيلِ يتركُ خَلْفَهُ مَوَاكِفَ لم يَعْكُفْ عليهِنَّ طِحْرِبُ قَالَ: والطحرب هَهُنَا الغُثَاء من الجفيف وَوَأْلَةِ الأَرْض، والمواكِفُ مَوَاكِفُ الشّجر. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: طَحْرَبَ القِرْبَةَ مَلأَها. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: طَحْرَبَ إِذا فصَّع وطَحْرَبَ إِذا عَدَا فارّاً. (فطحل) : وَقَالَ اللَّيْث: الفِطَحْلُ هُوَ دَهْرٌ لم يُخلق الناسُ فِيهِ بعد. وَأنْشد: زمنَ الفِطحْل إِذْ السَّلامُ رِطَاب وَقَالَ شمر: الفِطَحْلُ السَّيْل، قَالَ: وجملٌ فِطَحْلٌ ضَخْمٌ مثل السَّبَحْلُ. قَالَه الفرّاء وفُطْحُل اسْم رجل. (فلطح) : وَقَالَ ابْن دُرَيْد: رَأس فِلْطاح عريض. قلت: وَمثله فِرْطاح بالراء وكل شَيْء عَرَّضته فقد فَرْطَحْتَه.

(طلحف) : وَقَالَ اللَّيْث: ضربه ضرْباً طِلْحِيفاً وطِلْحفاً وطِلَّحْفاً أَي شَدِيدا. وَقَالَ شمر: جوع طِلَّحْفٌ وطِلَحْفٌ شَدِيد وَأنْشد: إِذا اجتمعَ الجوعُ الطلَحْفُ وحُبُّهَا على الرجلِ المَضْعُوفِ كادَ يَمُوتُ (حبطأ) : وَقَالَ اللَّيْث: الحَبَنْطأُ بِالْهَمْز العظيمُ البطنِ المنتفخُ. وَقد احبنْطَأْتُ واحبنْطَيْتُ. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: يُقَال للرجل إِذا كَانَ فِيهِ قِصَرٌ وضِخَم بَطْن رجل حَبَنْطأٌ. بِهَمْزَة غير مَمْدُود. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (يظل السقط مُحْبَنْطِئاً على بَاب الْجنَّة) . قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: هُوَ المتغضب المستبطىء للشَّيْء وَقَالَ المُحْبَنْطِىءُ الْعَظِيم البطنِ المنتفخ. وَقَالَ الكسائيّ: يهمز وَلَا يهمز. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن المبرّد قَالَ: سَمِعت المازنيّ يَقُول: سَمِعت أَبَا زيد يَقُول: احبنطأْتُ بِالْهَمْز أَي امْتَلَأَ بَطْني. قَالَ: واحبنطَيْتُ بِغَيْر همز أَي فسد بَطْني. قَالَ المبرّد: وَالَّذِي نعرفه وَعَلِيهِ جملَة الروَاة حَبِط بطن الرجل وحَبِجَ واحبنطأ إِذا انتفخ بطْنُه من الطَّعَام وَغَيره. وَيُقَال: احْبَنْطَأَ الرجل إِذا امْتنع. وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة يُجِيز فِيهِ ترك الْهمزَة وَأنْشد: إِنّي إِذا استُنْشِدْتُ لَا أحْبَنطِي وَلَا أُحِبُّ كَثْرَةَ التَّمَطي وَقَالَ فِي قَوْله: إِن الطِّفْل يظل محبنطئاً أَي مُمْتَنعا. (حنْطَب) : عَمْرو عَن أَبِيه: الحَنْطَبَةُ الشَّجَاعة وحَنْطَبٌ من أَسمَاء الرِّجَال مِنْهُ. (طمحر) : اللحيانيّ: اطمَحَرَّ واطْمخرّ إِذا شرب حَتَّى امْتَلَأَ. ابْن السّكيت: مَا على السَّمَاء طَمْحَرِيرةٌ. وَمَا عَلَيْهَا طِهْلِئَةٌ وَمَا عَلَيْهَا طَحْرَةٌ أَي مَا عَلَيْهَا غيم. (طرمح) : وَيُقَال طَرْمَحَ الرجلُ بناءَه إِذا رَفعه، وَبِه وَسمي الطرِمَّاح وَإنَّهُ لَطِرمَّاحٌ فِي بني فلَان إِذا كانَ عاليَ الذكْرِ وَالنّسب. قَالَ أَبُو زيد: يُقَال إِنَّك لَطِرِمَّاحَ وإنكما لطِرِمَّاحان، وَذَاكَ إِذا طَمَحَ فِي الْأَمر. (حطمط) : أَبُو عمر: الحِطْمِطُ الصَّغِير من كل شَيْء، صبيّ حِطْمِطٌ وَأنْشد: إِذا هُنَيٌّ حِطْمِطٌ مِثْلُ الوَزَغْ يَضْرِبُ مِنْهُ رَأْسه حَتَّى انْثَلَغْ (حمطط) : والحِمْطَيطُ دويْبَّة، وَجمعه الحَمَاطِيطُ. وَقَالَ ابْن دُرَيْد هِيَ الحُمْطُوط. (حنطأ) : والحِنْطِىءُ الْقصير من الرِّجَال. وَقَالَ الأعلم الهذليّ: وَالحِنْطِىءُ الحِنْطِيُّ يُمْثَجُ بالغَظِيمةِ والرَّغَائِبِ والحِنْطيُّ الَّذِي غذاؤه الحِنْطَةُ، وَقَالَ: يُمْثج أَي يُطْعَمُ ويكرَّم ويُرَبَّبُ، ويروى يُمْشَجُ أَي يُخْلَط. وعنز حُنَطِئَةٌ عريضة ضخمة رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدَة عَن أَصْحَابه وَقَالَهُ شمر. (طحرر) : وَقَالَ اللَّيْث: الطَّحَارِيرُ قطع السَّحَاب، وَيُقَال: الطخَارِيرُ بِالْخَاءِ. وقالهما الأصمعيّ واللحيانيّ وَأكْثر مَا

باب الحاء والدال

يتَكَلَّم بهما فِي النَّفْي، يُقَال مَا عَلَيْهَا طُحْرُورة، وَلَا طُخْرورة. (فرطح فلطح) : وَقَالَ ابْن الْفرج: يُقَال: فَرْطَح القُرصَ وفلْطَحه إِذا بَسطه وَأنْشد لرجل من بلحارث بن كَعْب يصف حَيَّة: جُعِلت لَهازِمُه عِزِينَ ورأسُه كالقُرْصِ فُرْطِحَ من طَحِينِ شَعِيرِ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: رغيفٌ مُفَلْطَح وَاسع. (بَاب الْحَاء وَالدَّال) (بلدح) : قَالَ اللَّيْث: يُقَال بَلْدَحَ الرجلُ إِذا بلَّد وأعْيا. قلت وبَلْدَحٌ بلد بِعَيْنِه وَمِنْه الْمثل الَّذِي يُروى لِنَعَامَة: لَكِن على بَلْدَحَ قَوْمٌ عَجْفَى. (بَحْدَل) : ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: بَلْدَحَ وتَبَلْدَحَ إِذا وَعدك وَلم يُنْجِزْ العِدَة. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: بَحْدَل الرجل إِذا مَالَتْ كتفه. قلت: والبَحْدَلَةُ الخِفَّة فِي السَّعْي. سَمِعت أَعْرَابِيًا يَقُول لصَاحب لَهُ: بَحْدِلْ بحْدِل، أَمَرَه بالإسراع فِي سَعْيه. (حدبر) : وَقَالَ اللَّيْث: نَاقَة حِدْبِيرٌ إِذا بَدَت حراقيفُها. قلت: وَيُقَال: نَاقَة حِدْبارُ وَجَمعهَا حَدَابِيرُ إِذا انحنى ظهرهَا من الهُزال ودَبِرَ. (حندر) : أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: الحَنْدِيرَةُ والحِنْدُورَةُ الحَدَقة. قَالَ: والحِنْدِيرَةُ أَجود. سَلمَة عَن الفرّاء حِنْدِيرةُ وحُندورة وحُندُر. وَيُقَال: جعل فلَان فلَانا على حِنْدِيرةِ عيْنه إِذا أبغضه. (دربح دلبح) : اللحيانيّ دَرْبَحَ وَدَلْبَحَ إِذا حَنَى ظَهره. قلت: وَقَالَ لي صبيٌّ من بني أَسد: دَلْبِحْ أَي طأطىء ظهرك، ودربخْ مثلُه. (بلدح) : وابلندح الحوضُ إِذا اسْتَوَى بِالْأَرْضِ من دقّ الْإِبِل إِيَّاه. وَقَالَ: ودقت المركو حَتَّى ابلندحا (دحمل) : ابْن بُزُرْج: أَصَابَتْهُم سنةٌ فَكَانَت الدّحْمَلة. (دردح) : يَقُول الدمارُ: الدرْدِحَة من النِّسَاء الَّتِي طولهَا وعرضها سَوَاء، وَجَمعهَا الدَّرَادِحُ، وَقَالَ أَبُو وَجْزَة: وإذْ هيَ كالبَكْرِ الهِجَانِ إِذا مَشَتْ أَبَى لاَ يُماشِيهَا القِصارُ الدَّرَادِحُ وَقيل للعجوز دِرْدَحٌ. (حرمد) : وَقَالَ أَبُو عبيد وَغَيره: الحَرْمَدُ الحمأة وَقَالَ تُبَّع: فِي عين ذِي خُلُب وثَأْطٍ حَرْمَدِ (قَالَ: والحِرْمِدُ بِالْكَسْرِ الحَمْأَةُ) . (بَاب الْحَاء وَالتَّاء) (حترف) : أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: الْحُتْرُوف: الكادُّ على عِيَاله. (حنتف) : الحُنْتُوف: الَّذِي يُنْتِفُ لحيته من المِرَارِ بِهِ. قَالَ: والحَنْتَفُ الْجَرَاد المُنَتَّفُ المُنَقَّى للطَّبْخ وَبِه سُمي الرجل حَنْتَفَا.

باب الحاء والظاء

(حبتر) وَقَالَ اللَّيْث: الْحَبْتَرُ هُوَ الْقصير. وَكَذَلِكَ البُحْتُر، ونحوَ ذَلِك. روى أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ فيهمَا قَالَ: وَامْرَأَة بُحْتُرَةٌ. سَلمَة عَن الفرّاء قَالَ: الحَبْتَرُ الْقصير. والحَنْبَرُ مثله. (حبرت) : ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: كَذِب حِبْرِيتٌ وحَنْبَرِيتٌ أَي خالصٌ مجرَّد لَا يستره شَيْء. حنتر: وَقَالَ اللَّيْث: الحِنْتَارُ الْقصير الصَّغِير. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الحَنْتَرةُ الضّيق. (حنتم) : وَقَالَ اللَّيْث: الحَنْتَمُ من الجِرارِ الخُضْر وَمَا تضرِب لَونه إِلَى الْحمرَة. قَالَ: والحَنْتَمُ: سَحَاب. وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن الدُّبَّاء والحَنْتَم. قَالَ أَبُو عبيد هِيَ جِرار حُمْرٌ كَانَت تُحمَلُ إِلَى الْمَدِينَة فِيهَا الْخمر. قلت: وَقيل للسحاب حَنْتُمٌ وحَنَاتِمُ لامتلائها من المَاء، شُبهت بحَنَاتِم الجِرارِ المملوءة. (دحمل) وَقَالَ اللَّيْث: الدَّحْمَلةُ: الْمَرْأَة الضخمة الثَّارَّةُ. سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: الدمْحَال: الرجل البَتَرِيُّ، والبتريُّ الشرير وَهُوَ فارسية معرَّبة. (حنتل) : قَالَ الفرّاء: مَا أجد مِنْهُ حُنْتَالاً أَي بُدّاً وَمَا لَهُ حُنْتَالٌ وَلَا حِنْتَالَةٌ عَن هَذَا، أَي مَحِيصٌ إِذا كسرت الْحَاء أدخَلْتَ الْهَاء. (حبتر) : وحَبتَرٌ اسْم رجل. (حتأ) : وَقَالَ أَبُو زيد: رجل حِنْتَأْوٌ وَهُوَ الَّذِي يُعجبهُ حسنه، وَهُوَ فِي عُيُون النَّاس صغِيرٌ، وَالْوَاو أَصْلِيَّة. (بَاب الْحَاء والظاء) (حظرب) : ابْن السّكيت حَظْرَبَ قَوْسه إِذا شدّ توتيرها وَقَالَ المحظرب الضيّق الخُلق وَقَالَ طرفَة: وكائِنْ ترى مِنْ يَلْمَعِيَ مُحَظْرَبٍ وَلَيْسَ لَهُ عِنْد العزائِم جُولُ وضَرْعٌ مُحَظْرَب أَي ضيّقُ الأخلاف. (حظنب) : ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي الحُظَبَّى الظّهْر وَأنْشد: وَلَوْلَا نَبْلُ عَوْضٍ فِي حُظُبَّايَ وأوصالي وروى ابْن هانىء عَن أبي زيد: الحُظُنْبَى بالنُّون: الظَّهْرُ. وروى بَيت فِنْدٍ هَذَا فِي حُظُنْبَاي وأوصالِي. (حنظل) : والحنظل مَعْرُوف. (حنظب) : أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الحَنْظُبْ الذّكر من الْجَرَاد وَقَالَ أَبُو عَمْرو: وَهُوَ الذّكر من الْخنافس؛ وَأنْشد أَبُو عبيد: وأُمُّكَ سَوْدَاءُ مَوْدُونَةٌ كَأَنَّ أَنَامِلَهَا الحُنْظُبُ (بحظل) : أَبُو عبيد عَن الفرّاء قَالَ البَحْظَلةُ أَن يقفِز الرجل قَفَزان اليَرْبُوع والفأرة، يُقَال بَحْظَلَ يُبَحْظِلُ بَحْظَلةً. (حظلب) : وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الحَظْلَبَةُ: العَدْو. (حمظل) : أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: حمظل الرجل إِذا جَنَى الحَنْظَل وَهُوَ الحَمْطل، قلت هَذَا من بَاب تعاقب النُّون وَالْمِيم فِي الْحَرْف الْوَاحِد.

باب الحاء والتاء

(بَاب الْحَاء وَالتَّاء) (حنتل) : أَبُو عبيد عَن أبي زيد يُقَالُ مَالِي عَنهُ حُنْتَأْلٌ بِهَمْزَة مسكنة أَي مَالِي مِنْهُ بُدّ وَقَالَ الْفراء مَالِي عَنهُ حنتأل وَلَا حُنْتَأْلَةٌ مثله أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ الحِنتأْلة البُدَّة وَهِي المفارَقَة وَقَالَ أَبُو مَالك: مَالك عَن هَذَا الْأَمر عُنْدَدٌ وَلَا حُنْتَأْنٌ أَي مَالك عَن هَذَا الْأَمر بدُّ وَقَالَ غَيره الحُنْتُل شبه المخلب المعقَّف الضخم وَلَا أَدْرِي مَا صِحَّته. (أَبْوَاب الْحَاء والطاء) (حنطأ) : أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: عَنْزٌ حُنَطِئَةٌ عريضة ضخمة. (حلبط) : وَقَالَ شمر: يُقَال هَذِه الحُلَبِطَةُ وَهِي الْمِائَة من الْإِبِل إِلَى مَا بلغت. وَقَالَ شمر: الحِنْطَأوَةُ من الرِّجَال الضعيفُ. وَأنْشد: حَتَّى ترى الحِنْطَأْوَةَ الفَرُوقا مُتكئا يقتمح السَّوِيقا 1) (بَاب الْحَاء والذال) (حذلم) : الأصمعيّ حَذْلَمَ سِقَاءَه إِذا ملأَهُ وَأنْشد: تثج رواياه إِذا الرَّعْدُ رَجَّهُ بِشَابَةَ فالقهْب المزَادَ المُحَذْلَمَا ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: تحَذْلَمَ الرجل إِذا تأدّب وَذهب فُضُول حُمْقِه. قَالَ: وحَذْلَمْتُ العودَ إِذا برْيتَه وأحدَدْتَه. وحذلَمْتُ فرسي إِذا أَصْلَحته. عَمْرو عَن أَبِيه ذَحْلَمهُ وسحْتَنَهُ إِذا ذبحه. (ذحلم) : وَقَالَ اللَّيْث: ذَحْلَمَه فتذَحْلَمَ إِذا دهوره فتدهور وَأنْشد: كأَنَّه فِي هُوَّةٍ تَذَحْلَمَا (حذفر) : ثَعْلَب: سَلمَة عَن الفرَّاء: حُذفور وحِذفار وَهُوَ جَانب الشيءِ: وَقد يلغ الماءُ حِذْفَارَها أَي جَانبهَا. وَأخذت الشَّيْء بِحُذْفُورِه وحَذَافِيرِه. أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: أخذت الشيءَ بحذافيرِه وحَرَامِيزه وحزَاميره إِذا لم يدَع مِنْهُ شَيْئا. (بَاب الْحَاء والثاء) (حثرم) : أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: الْحِثرِمَةُ الدائرةُ الَّتِي عِنْد الْأنف وسطَ الشَّفَةِ الْعليا. قَالَ: شَمِرٌ سَمِعت أَبَا حَاتِم يَقُول: الخِثْرِمَةُ بِالْخَاءِ لهَذِهِ الدَّائِرة. قلت: وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: الحِثْرِمَةُ بِالْحَاء كَمَا رَوَاهُ أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر قلت: وهما لُغَتَانِ بِالْخَاءِ والحاء. (حثرب) : وَقَالَ ابنُ السّكيت: حَثْرَبَ الماءُ وحثربَتِ البِئْرُ إِذا كدُر مَاؤُهَا واختلطت بهَا الحَمْأَةُ. وَأنْشد: لم تَرْوَ حتَّى حَثْرَبَتْ قَلِيبُها نَزْحاً وخافَ ظَمَأً شَرِيْبُها (حثفل) : وَقَالَ اللَّيْث الحُثْفُل ثُرتُمُ المرقة.

باب الحاء والراء وباب الحاء واللام

أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ يُقَال لِثُفْلِ الدّهْنِ وغيرِه فِي القارورة حُثْفُلٌ وَهُوَ المثفر أَيْضا. قَالَ ورَدِيءُ المَال: حُثْفُله. (حربث) : قَالَ: والحُرْبُث من أطيب المراتع. وَيُقَال: أَطْيَبُ الْغنم لَبَنًا مَا رعى الحُرْبُثَ والسّعدان. (بحثر) : يُقَال: بَحْثَرَ مَتَاعه وبعثره إِذا أثاره وقَلَبه. وَيُقَال لِلَّبن إِذا تقطّع وتحبّب بحثَرَ فَهُوَ مُبَحْثرٌ. قَالَ ذَلِك أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ. قَالَ فَإِن خَثُرَ أَعْلَاهُ وأسفَلُه رقيقٌ فَهُوَ هادر. (بَاب الْحَاء وَالرَّاء، وَبَاب الْحَاء وَاللَّام) ح ر ح ل (حبرم) : من الرباعيّ المؤلَّف قَوْلهم لمرقَةِ حَب الرُّمَّان المُحْبرَم وَمِنْه قَول الرّاجز: لم يعرفِ السكْبَاجَ والمُحَبْرَمَا (حَنْبَل) : أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الحَنْبَلُ: الرجل الْقصير. قَالَ: والعَزْوُ أَيْضا حَنْبَلٌ. وَقَالَ أَيْضا: الحَنْبَلُ: الضخْم الْبَطن فِي قِصَرٍ. وَقَالَ اللَّيْث: الْحِنْبَالُ والحِنْبَالَةُ: الكثيرُ الكلامِ. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: حَنْبَلَ الرَّجُلُ: إِذا أَكثر من أكل الحَنْبَلِ، وَهُوَ اللوبِيَاءُ. (حرنب) : أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو قَالَ: المُحْرَنْبىء، مثل الْمُزْبَئِر فِي الْمَعْنى. وَقَالَ غَيره احْرَبْنَى المكانُ: إِذا اتَّسع. وشيخٌ مُحْرَنْبٍ: قد اتَّسع جلده. ورُوي عَن الكسائيّ أَنه قَالَ: مرَّ أعرابيّ بآخر، وَقد خالط كلبَةً صارِفاً فعقدت على قضيبه، وتعذَّر عَلَيْهِ نَزعه من عُقْدَتها، فَقَالَ لَهُ المارّ: جَأْ جَنْبَيْها تَحْرَنْبِ لَك؛ أَي: تَتَجَافَى لَك بعُقْدَتِها عَن قضيبك، فَفعل وأَطلَقته. وَقَالَ اللَّيْث: المُحْرَنْبي: الَّذِي ينَام على ظَهره وَيرْفَع رجلَيْهِ إِلى السَّمَاء. وَهَذِه حُرُوف وَجدتهَا فِي (كتاب ابْن دُرَيْد) وَلم أَجِدْها لغيره: (ذحمل) : قَالَ: عَجُوز ذحْملَةٌ وشيخٌ ذَحْملٌ: وَهُوَ الناحل المسترخي الْجلد. قَالَ ودحمَلْتُ الشَّيْء إِذا دحرجته على وَجه الأَرْض. وَكَذَلِكَ ذَمْحَلتْهُ. (حردم) : قَالَ: والحَرْدَمَة، فِي الْأَمر: اللجاج والمحْكُ فِيهِ. (حدقل) : قَالَ: والحَدْقَلَةُ: إدارةُ الْعين فِي النّظر. (دحقل) : والدَّحْقَلة: انتفاخ الْبَطن. (حندك) : والحَنْدَكُ: الْقصير. (ذحلط) : ذَحْلَطَ الرجلُ ذحلطةً: إِذا خلط فِي كَلَامه. (حذلم) : والحَذْلَمَةُ: السرعة. (فرسح) : قَالَ: وفَرْسَح الرجل إِذا وثَب وثْباً متقارباً. (طرشم) : والطرْشَمَة الاسترخاء، ضربه حَتَّى طَرْشَمه.

(حرقف) : والحُرْقوف ذويبة من أحناش الأَرْض. (حركل) : والحَرْكلة: ضرب من الْمَشْي. (جحدم) : قَالَ: الجَحْدَمَةُ: السرعة فِي الْعَدو. (جحرم) : والجَحْرَمَةُ: الضّيق وَسُوء الْخلق. (جلحز) : وَرجل جِلْحِزٌ وجِلْحَازٌ: وَهُوَ الضيّق الْبَخِيل. (حنثر) : وَرجل حَنْثَرٌ وحَنْثَريٌّ: إِذا حَمُق. قلت: هَذِه حُرُوف لَا أَثِقُ بهَا لِأَنِّي لم أَحفظها لغيره، وَهُوَ غير ثِقَة، وجمعتُها فِي مَوضِع واحدٍ لأفتش عَنْهَا فَمَا صحّ مِنْهَا لإِمَام ثِقَة أَو فِي شعر يُحتج بِهِ فَهُوَ صَحِيح وَمَا لم يَصح تُوُقفَ عَنهُ إِن شَاءَ الله.

بَاب الخماسي من حرف الْحَاء قَالَ اللَّيْث: (الحَزَنْبَلُ) : الْقصير من الرِّجَال. وَقَالَ غَيره: الحَزَنْبَلُ: المشْرِف من كل شَيْء، وَقيل هُوَ المجْتَمعِ. وَيُقَال: هَنٌ حَزَنْبَلٌ: إِذا كَانَ مُشْرِفَ الرَّكَب؛ وَقَالَت بعض المجِعّات من بَغَايَا الْأَعْرَاب: إنَّ هَنِي حَزَنْبَلٌ حَزَابِيَة إذَا قَعَدْتُ فوقَه نَبَا بِيَهْ و (الحزابيةُ) : الْغَرِيب السُّمْكِ الضّيق المَلاَقِي. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: (الطَّلَنْفَحُ) : الرجل الْخَالِي الجَوْف؛ وَأنْشد: ونُصْبِحُ بالغَداةِ أَتَرّ شَيْءٍ ونُمْسِي بالعَشِي طَلَنْفَحِينَا أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: (الحِنْزَقْرَة) : الْقصير من الرِّجَال: وَأنْشد شمر: وَلَو كُنْتَ أجملَ مِنْ مَالك رأوكَ أُقَيْدِر حِنْزَقْرَهْ وَقَالَ شمر: سَمِعت ابْن الأعرابيّ يَقُول: (الصَّرَنقَحُ) ، من الرِّجَال: الشديدُ الشكيمة الَّذِي لَهُ عَزِيمَة لَا يُطمع فِيمَا عِنْده وَلَا يُخدع. قَالَ، وَقَالَ غَيره: الصَّرَنْقَح: الظريف؛ وَأنْشد لجِرَانِ الْعود يصفُ نِسَاءَهُ وَسُوء أخلاقهن فَقَالَ: ومِنهُنَّ غُلٌّ مُقْمِلٌ لاَ يَفُكُّهُ من القومِ إِلَّا الشَّحْشَحَانُ الصَّرَنْقَحُ (الشَّحْشَحَانُ) : الغيور المواظب على الشَّيْء. قَالَ شمر: يُقَال صَرَنْقَحْ وصَلَنْقَح، بالرّاء واللاّم. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ: (البَلَنْدَح) : السمين قلت: والأصْلُ بَلْدَحٌ. أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه أَنه قَالَ: (الحَجَنْبَرَةُ) من النِّسَاء: القصيرة. قَالَ: و (الحَبَرْبَرَةُ) القِمِئَةُ المناقرة. و (الحَوَرْوَرَةُ) البيضاءُ و (الحوْلوَلة) الكبَسّة قلت وَهَذِه الأحرف الثَّلَاثَة ثلاثية الأَصْل مُلْحقَة بالخماسي لتكرر بعض حروفها. أَبُو عبيد عَن الفرّاء: ذهب الْقَوْم شَعاليلَ (بِقَرْدَحْمَةَ) ، لَا ينوَّنُ: إِذا تفرّقوا. وَحكى اللحيانيّ فِي (نوادره) : ذهب الْقَوْم (قِنْدَحْرَة) وقِنْذَحْرَة وقِذَّحْرَة وقِدّحرة: كل ذَلِك إِذا تفَرقُوا. قَالَ اللَّيْث: كَبْش (شَقَحْطَبٌ) : ذُو قرنين مُنْكَرَيَنِ. وروى أَبُو العبّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه أَنه قَالَ: الشَّقَحْطَبُ: الكَبْشُ الَّذِي لَهُ أَربعةُ قُرُون. قَالَ اللَّيْث: فِي هَذَا الْبَاب (دِحِنْدِحٌ) : دُوَيْبّة. وروى أَبو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: يُقَال: هُوَ أَهْوَنُ عليَّ من

دِحِنْدِحٍ، قَالَ فَإِذا قيل لَهُ: مَا دِحِنْدِح قَالَ: كَلاَ شَيْءَ. وَرُوِيَ عَن يُونُس أَنه قَالَ: تَقول الْعَرَب للرجل يقرّ بِمَا عليَه: دِحْ دِحْ، ودَحٍ دَحٍ؛ يُرِيدُونَ قد أَقررت فاسكت. وأَخبرني المنذريّ عَن أَبي الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: (احْرَنْقَزَ) الرجلُ: إِذا كَاد أَن يَمُوت من الْبرد. أَبو عبيد عَن الأصمعيّ: ناقةٌ (حَنْدَلِسٌ) : ثَقيلَة الْمَشْي. وَقَالَ اللَّيْث: الحَنْدَلِسُ: النَّاقة النجيبة الْكَرِيمَة. أَبو عبيد عَن الأصمعيّ: أَفعى (جَحْمَرِشٌ) ؛ وَهِي: الخشناء الغليظة. قَالَ: وَقَالَ الأمويّ: الجحْمَرِش: الْعَجُوز الْكَبِيرَة. أَبو عبيد عَن أَبي عَمْرو والأصمعيّ: (الجَحَنْفَلُ) : الرجل الغليظ الشّفة. من الخماسيّ الملحق قَوْلهم: (الصَّمَحْمَحُ) : للرجل الشَّديد. وَقَالَ شمر: رجل (جِرْدِحْلُ) وَهُوَ: الغليظ الضخم، وَامْرَأَة (جِرْدَحْلَة) كَذَلِك؛ وَأنْشد: تَقْتَسِرُ الهَامَ وَمَرّاً تُخْلِي أطباقَ صَنْبرِ الْعُنُقِ الْجِرْدَحْلِ ابْن السّكيت عَن الْفراء: (الجِحِنْبَارُ) الرجل الضخم. وَأنْشد: فَهُوَ جحنبارٌ مُبِين الدَّعْرَمَةْ أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ عَن الْمفضل: رجل (جَلَنْدَحْ) و (جَلَحْمَدُ) : إِذا كَانَ غليظاً ضخماً. أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: (الحَبَرْقَصُ) : الْجمل الصَّغِير؛ قَالَ وَهُوَ الحَبَرْبُرُ أَيْضا. وَقَالَ ابْن المظفر: (الحَبَرْقَسُ) ، بِالسِّين: الضئيل من الْبكارَة والحُمْلاَنِ. قَالَ أَبُو سعيد فِي الخماسي الملحق يُقَال: مَا لَهُ (حَبَرْبَرٌ) وَلَا (حَوَرْوَرٌ) ؛ أَي: مَا لَهُ شَيْء. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: مَا يُغْنِي فلَان حَبَنْبَرَا؛ أَي: مَا يُغني شَيْئا، وَيُقَال: مَا يُغني حَبَرْبَراً بِمَعْنَاهُ؛ وَأنْشد لِابْنِ أَحْمَر: أمانِيُّ لَا يغنين عَنْهَا حَبَرْبَرا وَقَالَ إِسْحَاق بن الْفرج قَالَ الأصمعيّ: يُقَال: مَا أصبت مِنْهُ حَبَرْبَراً وَلَا حَبَنْبَراً؛ أَي: مَا أصبت مِنْهُ شَيْئا. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو يُقَال: مَا فِيهِ حَبَرْبَرٌ وَلَا حَبنْبَرٌ، وَهُوَ أَن يُخْبِرك بالشَّيْء، فَتَقول: مَا فِيهِ حَبَنْبَرٌ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: (الحَنْدَقُونُ) : الرَّأْرَاءُ الْعين وَأنْشد: وهبته لَيْسَ بشمشلين وَلَا دحوق الْعين حندقوق وَقَالَ اللَّيْث: (الحَبَطقْطِقْ) : حِكَايَة قَوَائِم الْخَيل إِذا جرت؛ وَأنْشد: جرتِ الخيلُ فَقَالَت: حَبَطَقْطَقْ ابْن السّكيت عَن أبي زيد، يُقَال: جَاءَ بكذب سُمَاقٍ، وَجَاء بكذب حَنْبَرِيتٍ: إِذا جَاءَ بكذب خَالص، لَا يخالطه صدق.

اللَّيْث: (اسْحنْكَكَ) الليلُ: إِذا اشتدّت ظلمته. وَقَالَ غَيره: (احلنكك) مثله، وشَعَرٌ مسْحَنْكِكْ ومُحْلَنْكِكْ: وَهُوَ الْأسود الفاحم. قلت: وأصل هذَيْن الحرفين ثلاثي صَار خماسياً بِزِيَادَة نون وكاف، وَكَذَلِكَ مَا أشبههما من الْأَفْعَال. وَأما (اسحَنْفَرَ) و (احرنقز) فهما رباعيان وَالنُّون زَائِدَة وَبهَا ألْحِقَتْ بالخماسي. وَجُمْلَة قَول النَّحْوِيين أَن الخماسي الصَّحِيح الْحُرُوف لَا يكون إِلَّا فِي الْأَسْمَاء مثل (الْجَحْمَرِشْ) و (الْجِرْدَحْل) . وأمَّا الْأَفْعَال فَلَيْسَ فِيهَا خماسي إِلَّا بِزِيَادَة حرف أَو حرفين؛ فافهمه. قَالَ اللَّيْث: (الاسْلِنُّطَاح) : الطول وَالْعرض؛ يُقَال: قد اسلنطح؛ وَقَالَ ابْن قيس الرقيات: أنتَ ابنُ مُسْلَنْطِحِ البِطَاحِ وَلم تَعْطِفْ عَلَيْك الْحُنِيُّ والوُلُجُ قلت: وَالْأَصْل السُّلاطِح، وَالنُّون زَائِدَة. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: رجل مسلْنطِح: إِذا انبسط. وَقَالَ اللَّيْث: (الجحمرش) من النِّسَاء الثَّقِيلَة السمجة. والجحمرش الأرنب المُرْضِع، قلت وَالصَّوَاب فِي تَفْسِير الجحمرش مَا أَثْبَتْنَاهُ لأبي عبيد عَن أَصْحَابه. وَالَّذِي قَالَه الليثُ لَيْسَ بِمَعْرُوف فِي كَلَامهم. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: (اسحنفر) الرجل فِي كَلَامه: إِذا مضى فِيهِ وَلم يتمكّث. واسحنفرت الْخَيل فِي جريها: إِذا أسرعت. أَبُو عبيد عَنهُ أَيْضا: (المُحْرَنْفِشُ) : الغضبان المتقبض. قَالَ: وَيُقَال: احرنفش واحْرَنبَى وازبأرّ: إِذا تهَيَّأ للغضب وَالشَّر. وَقَالَ اللَّيْث: اسحنْطَر: إِذا امتدَّ وَمَال. وَمن الْأَسْمَاء الخماسية الَّتِي جَاءَ بهَا ابْن دُرَيْد فتفرَّد بهَا قَوْله: (جُلَنْدَحَةٌ) صلبة شَدِيدَة و (صَلَنْدَحَةٌ) صلبة وَلَا يُوصف بهَا إِلَّا الْإِنَاث. وَامْرَأَة (حُرِنْقَفَةٌ) قَصِيرَة. قَالَ: وجمل (حَبَرْقِيص) قمِيءٌ زري. و (حُبَقْبِيقٌ) سيّء الْخلق قَالَ: و (الزلَنْقَحُ) السيء الخُلُق و (القَلَحْدَمُ) الْخَفِيف السَّرِيع. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن نجدة عَن أبي زيد قَالَ: (الغِرْذَحْلَةُ) : بالغين: الْعَصَا. قَالَ وَهِي القَحْزَنَةُ. وَأما (القِزْذَحْلة) بِالْقَافِ فَإِن ابْن السّكّيت قَالَ: قَالَت العامرية: هِيَ من حرز الصّبيان تلبسها الْمَرْأَة فيرضى بهَا قيمها، وَلَا يَبْتَغِي غَيرهَا، وَلَا يَلِيق مَعهَا أحدا. وَقَالَ (الزَّحَنْقَفُ) : الَّذِي يزحف على اسْتِه؛ وَأنْشد أَبُو سعيد قَول الْأَغْلَب: طَلَّةٌ شَيْخٍ أرْسَحَ زَحنْقَفُ لَهُ ثَنَايا مِثْلُ حَب العُلِفَّ وَقَالَ أَبُو حَاتِم: يُقَال: فلَان مَا يملك (حَذْرَفُوتَا) أَي: فسيطاً، كَمَا يُقَال: فلَان مَا يملك قُلامة ظفر.

وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: رجل (حِنْتَأْوٌ) ، وَامْرَأَة (حِنْتَأْوَة) : وَهُوَ الَّذِي يعجَب بِنَفسِهِ، وَهُوَ فِي أعين النَّاس صَغِير. قلت: وَالْأَصْل فيهمَا الثلاثي، أُلحقا بالخماسيّ، بِهَمْزَة وواو زيدتا فيهمَا، أَو بنُون وواو مزيدتين. قَالَ ابْن السّكيت عَن الْأَصْمَعِي (الْحَبرْقَصَة) الْمَرْأَة الصَّغِيرَة الْخَلْق وَرجل حَبَرْقص. آخر حرف الْحَاء وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين وَهُوَ آخر المجلد السَّابِع من خطّ أبي مَنْصُور الْأَزْهَرِي ح الَّذِي مِنْهُ نقلت هَذَا الْكتاب وفرغت مِنْهُ يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع عشر محرم سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة

باب الهاء والقاف

هَذَا أول كتاب الْهَاء من (تَهْذِيب اللُّغَة) أَبْوَاب المضاعف مِنْهُ قَالَ ابْن المظفر: الْهَاء وَالْخَاء لم يأتلفا فِي المضاعف وَكَذَلِكَ الْهَاء مَعَ الْغَيْن لَا يأتلفان فِي المضاعف. (بَاب الهَاء وَالْقَاف) (هـ ق) قه، هق: مستعملان. قه: قَالَ ابْن المظفر: قَهْ: يُحْكَى بأنَّه ضَرْب من الضحك. ثمَّ يُكَرر بتصريف الْحِكَايَة، فَيُقَال: قَهْقَهَ يقهقه قَهْقَهَةً: إِذا مدّ ورجّع، وَإِذا خُفف قيل قَهْ للضاحك؛ وَقَالَ الرّاجز يذكر نسَاء: نَشَأْنَ فِي ظِل النَّعيمِ الأَرْفَهِ فَهُنَّ فِي تَهانُفٍ وَفِي قَهٍ قَالَ: وإِنما خفّف للحكاية؛ وَإِن اضْطر الشَّاعِر إِلَى تثقيله جَازَ لَهُ كَقَوْلِه: ظَلِلْنَ فِي هَزْرَقةٍ وقَه يَهْزَأْنَ مِنْ كُل عَبَامٍ فَه قَالَ: والقهقهة فِي قَرَبِ الوِرْدِ، مُشْتَقّ من اصطدَامِ الْأَحْمَال لعجَلَةِ السّير كَأَنَّهُمْ توهّموا لحِس ذَلِك جَرْسُ نَغْمةٍ فضاعفوه. قَالَ رؤبة: يَطْلُقْنَ قبلَ القَرَبِ المُقَهْقِهِ وَقَالَ غَيره: الأَصْل فِي قَرَب الوِرْدِ أَنه يُقَال قَرَبٌ حَقْحاق، بِالْحَاء، ثمَّ أبدلوا الْحَاء هَاء فَقَالُوا: لِلْحَقْحَقَة هَقْهَقَة وهَقَهَاق، ثمَّ قلبوا الهقهقة، فَقَالُوا: القهقهة. كَمَا قَالُوا: خَجْخَجَ وجخجخ: إِذا لم يُبْدِ مَا فِي نَفسه. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيّ فِي قَول رؤبة: (القَرَب المُقَهْقِه) ؛ أَرَادَ المُحَقْحِق فَقَلَبَ، وَأَصله من الْحَقْحَقَة، وَهُوَ السّير المُتْعِبِ الشَّديد. وَقد مرّ تَفْسِيره مشبعاً فِي أول كتاب الْحَاء. وَإِذا انْتَاطَت المراعي عَن الْمِيَاه وَاحْتَاجَ البدويُّ إِلَى تعْزيب النَّعم حُمِلَتْ وَقت وِردها خِمْساً كَانَ أَو سِدْساً على

باب الهاء والكاف

السيْر الحثيث، فَيُقَال: خِمْسٌ حَقْحَاقٌ وقَسْقَاسٌ وحَصْحَاصٌ، وكل هَذَا السيرُ الحثيث الَّذِي لَا وتيرة فِيهِ وَلَا فتور، وَإِنَّمَا قَلَبَ رؤبة حَقْحَقَة فَجَعلهَا هَقْهَقَة ثمَّ قلب هقهقة، فَقَالَ المُقَهْقِه؛ لاضطراره إِلَى القافية. هق: أهمله اللَّيْث، وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الهُقُقُ: الكثيرُ الْجِمَاع، يُقَال: هَكَّ جَارِيَته وهقَّها: إِذا جهدها بِشدَّة الْجِمَاع. (بَاب الْهَاء وَالْكَاف) (هـ ك) هَكَّ ووكَهَّ: مستعملان. وَقد أهمل اللَّيْث: (هكّ) وَهُوَ مُسْتَعْمل فِي معَان كَثِيرَة، مِنْهَا: هكّ: قَالَ أَبُو عَمْرو الشيبانيّ فِي كتاب (النَّوَادِر) : هَكَّ بِسَلْحِه وسَكَّ بِهِ: إِذا رمى بِهِ. وَنَحْو ذَلِك. قَالَ ابْن الأَعرابيّ قَالَ: هَكّ وسَجّ وتَرَّ: إِذا حَذَفَ بِسَلْحه. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: هَكَّ الرجُلُ جاريتَه، يَهُكُّها: إِذا نَكَحَهَا؛ وَأنْشد: يَا ضَبُعاً ألْفَتْ أَبَاهَا قد رَقَدْ فَنقَرتْ فِي رأْسهِ تبْغي الوَلَدْ فقامَ وَسْنَانَ بِعَرْدٍ ذِي عُقَدْ فَهَكَّهَا سُخْناً بِهِ حَتى بَرَدْ وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأَعرابيّ: يُقَال: هكّ: إِذا أُسْقِطَ. والهكُّ: تَهَوُّر الْبِئْر. والهَكُّ: المطَر الشَّديد. والهكّ: مُدَاركةُ الطَّعْن بِالرِّمَاحِ. والهكُّ: الجِمَاعُ الْكثير؛ يُقَال: هَكَّها: إِذا أَكثر جِمَاعهَا. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الهَكِيك: المُخنث. وروى أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي، يُقَال: انهكّ صَلاَ الْمَرْأَة انْهكَاكاً: إِذا انفرج فِي الْولادَة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: تَهككَت الناقةُ: وَهُوَ تَرَخي صَلَويْها ودُبُرِها، وَهُوَ أَن يُرَى كَأَنَّهُ سِقاء يُمْخَضُ. قلت: وتفكَّكتِ الْأُنْثَى: إِذا أَقْرَبَتْ فاسترخى صَلَوَاها وعَظُمَ ضَرْعُها ودنا نِتاجُها، شُبّهت بالشَّيْء الَّذِي يتزايلُ ويتفتّح بعد انْعِقَاده وارتِتاقه؛ وَأنْشد ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: إِذا بَركْنَ مَبْرَكاً هَكَوَّكا كأَنمَا يَطْحَنَّ فِيهِ الدَّرْمَكا قَالَ: هَكَوَّكٌ على بِنَاء عَكَوَّكٌ: وَهُوَ السمين. كه: قَالَ اللَّيْث: نَاقَة كَهَّةٌ وكهاةٌ، لُغَتَانِ؛ وَهِي: الضخمة المسنَّة الثَّقِيلَة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الكَهَّة: الْعَجُوز أَو النابُ مَهْزُولَة كَانَت أَو سَمِينَة. وَقد كَهَّت النَّاقة تكه كُهوهاً؛ أَي: هرمت. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: جَارِيَة كهكاهَةٌ وهَكْهَاكةٌ: إِذا كَانَت سَمِينَة. وَقَالَ اللَّيْث: الكَهْكَهةُ: حِكَايَة صَوت الزَّمْر، وَهِي فِي الزَّمر أعرفُ مِنْهَا فِي الضَّحِك؛ وَأنْشد: يَا حَبَّذَا كَهْكَهةُ الغَوَاني وحَبَّذَا تَهَانُفُ الرَّوَاني إليَّ يومَ رِحْلَةِ الأَظْعَانِ وَقَالَ اللَّيْث: كَهْ: حِكايةُ المُكَهْكِه، والأَسد يُكَهْكِهُ فِي زئيره؛ وَأنْشد: سَامٍ على الزَّآرَةِ المُكَهْكِه

باب الهاء والجيم

أَبُو عبيد: الكَهْكاهة: المتهيب؛ وَقَالَ أَبُو الْعِيَال الهذليّ: وَلَا كَهَكهاة بَرَم إِذا مَا اشتدتِ الحِقَبُ وَقَالَ شمر: وكَهْكامَةٌ، بِالْمِيم، مثل كهكاهة للمتهيّب، وَكَذَلِكَ كَهْكَم، قَالَ وَأَصله: كَهَامٌ فزيدت الْكَاف، وَأنْشد: يَا رُبَّ شَيْخٍ مِنْ عَدِيَ كَهْكَمِ قَالَ شمر: وَرُوِيَ أَن الحجّاج كَانَ قَصِيرا أصفرَ كُهَاكِهةً، وَهُوَ الَّذِي إِذا نظرت إِلَيْهِ كأنّه يضْحك وَلَيْسَ بضاحك. وكَهْكَهَ المَقْرُورُ فِي يَده من الْبرد؛ قَالَ الْكُمَيْت: وكَهْكَهَ المُدْلَجُ المَقْرُورُ فِي يدِه واستدَفأَ الكلبُ فِي المأسورِ ذِي الذَّنب وَهُوَ أَن يتنفس فِي يَده إِذا خَصِرَت. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال: كهّ فِي وَجْهي؛ أَي: تنفّس. وَالْأَمر مِنْهُ كَهَّ وكِهَّ، وَقد كَهَهْتُ أكِهُّ، وكَهَهْتُ أَكَهُّ. (بَاب الْهَاء وَالْجِيم) (هـ ج) هج، جه: مستعملان. هجّ: قَالَ اللَّيْث: هجَّجَ البعيرُ يُهَججُ: إِذا غارت عينه فِي رَأسه من جوع أَو عَطش أَو إعياء غير خِلْقةٍ؛ وَأنْشد: إِذا حِجَاجَا مُقْلَتَيهَا هَجَّجَا أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: هجَّجَتْ عينُه: غارت؛ وَقَالَ الْكُمَيْت: كأنَّ عُيونَهُنَّ مُهَجَّجاتٌ إِذا راحَتْ من الأُصُلِ الحَرُور اللَّيْث: الْهَجَاجَةُ: الهَبْوَةُ الَّتِي تَدْفِن كلَّ شَيْء. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: وَرجل هَجَاجَةٌ: أَحمَق. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الهجَاجَةُ: الَهبْوَةُ الَّتِي تدفِن كلّ شَيْء بِالتُّرَابِ. وَقَالَ غَيره: العَجَاجَةُ، مثلهَا. ابْن السّكيت: رجل هَجْهَاجَةٌ: وَهُوَ الَّذِي لَا عقل لَهُ وَلَا رَأْي. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ قَالَ: الهجْهَاجُ: النَّفُور. قَالَ: وَقَالَ الأمويّ يُقَال: ركب فلَان هَجَاجِ وهَجَاجَ: إِذا ركِبَ رأسَه؛ وَأنْشد: وهم رَكِبُوا على لَوْمِي هَجَاجِ وَأَخْبرنِي الْإِيَادِي عَن شَمِر: رجل هَجَاجَةٌ؛ أَي: أَحمَق وَهُوَ الَّذِي يستهجَّ على الرَّأْي ثمَّ يركبه، غَوَى أم رشد. واستهجاجهُ أَن لَا يؤامرَ أحدا ويركب رأْيَهُ؛ وَأنْشد: مَا كانَ روَّى فِي الأمورِ صَنِيعَة أزمانَ يَرْكَبُ فيكَ أمْرَ هَجَاجِ قَالَ شمر: وَالنَّاس هجاجَيْك ودَوَالَيْك: أَي: حَوَالَيْك. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: قَول شمِر: النَّاس هَجاجيك فِي معنى دَوَاليْك بَاطِل، وقولُه معنى دواليْك؛ أَي: حواليك كَذَلِك، بل دواليك فِي معنى المتَّدَاول، وحواليك تَثْنِيَة حَوَالِك، يُقَال: النَّاس حولَك وحَوْلَيْك وحَوَالِيكَ وحوالَيْكَ. قَالَ: وَأما ركبُوا فِي أَمرهم هَجَاجَهُم؛ أَي: رأْيَهم الَّذِي لم يُرَوُّوا فِيهِ، وهَجَاجَيْهِم تثنيته. قلت: أرى أَن أَبَا الْهَيْثَم نظر فِي خطّ بعض من كتب عَن شمر مَا لم يضْبطه وَالَّذِي يتَوَجَّه عِنْدِي أَن

شمراً قَالَ: هجاجَيْكَ مثل دوالَيْك وحوالَيْك؛ أَرَادَ أَنه مثله فِي التَّثْنِيَة، لَا فِي الْمَعْنى. وَقَالَ اللَّيْث: الهَجْهَجَةُ: حكايةُ صَوت الرجل إِذا صَاح بالأسد؛ وَأنْشد للبيد: أَو ذِي زَوَائِدَ لَا يُطَافُ بِأَرْضِه يَغْشَى المُهَجْهِجَ كالذَّنُوبِ المُرْسَلِ يَعْنِي: الْأسد يغشى مُهَجْهِجاً بِهِ فينصبُّ عَلَيْهِ مسرعاً ويفترسه. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: هَجْهَجْتُ بالسبْع وهوَّجت بِهِ؛ كِلَاهُمَا: إِذا صِحْتَ بِهِ. وَيُقَال للزّاجِرِ للأسد: مهجْهِجٌ وَمُجَهْجِهٌ. وَقَالَ اللَّيْث: فحلٌ هَجْهَاج: فِي حِكَايَة شدّة هديره، وَقَالَ: وهَجْهجْتُ بالجمل: إِذا زجرتَه، فَقلت: هِيجْ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: أَمْرَقْتُ من جَوْزِه أَعْنَاقَ ناجِيَةٍ تَنْجُو إِذا قَالَ حادِيهَا لهَا: هِيجِي قَالَ: إِذا حَكَوْا ضاعفوا هَجْهج، كَمَا يضاعفون الوَلْوَلَةَ من الوَيْل، فَيَقُولُونَ: ولْولَت الْمَرْأَة إِذا أكثرت من قَوْلهَا الوَيْل. وَقَالَ غَيره: هَجْ: زجرُ النَّاقة؛ قَالَ جندل: فَرّجَ عَنْهَا حَلَقَ الرَّتَائِجِ تَكَفُّحُ السَّمَائِم الأوَاجِجِ وقِيلُ: عاجٍ، وأيا أَيَاهَجِ فَكسر للقافية. وَإِذا حكيت، قلت: هَجْهَجْتُ بالناقة. وَقَالَ اللّحيانيّ: يُقَال للأسد وَالذِّئْب وَغَيرهمَا فِي التسكين: هجاجَيْك وهَجْهَجٌ وهَجْ هَجْ وهَجْهَج وهَجاً هجاً، وَإِن شِئْت قلتهَا مرّة وَاحِدَة؛ وَأنْشد: سَفَرَتْ فقلتُ لَهَا: هَجٍ فَتَبَرْقَعَتْ فذَكَرتُ حينَ تبَرْقَعَتْ ضَبَّارا قَالَ: وَيُقَال فِي معنى هَجْ هَجْ: جَهْ جَهْ، على الْقلب. وَيُقَال: سَيْرٌ هَجَاجٌ: شَدِيد؛ وَقَالَ مُزاحم العُقيلي: وتَحْتِي من بنَاتِ العِيدِ نِضْوٌ أَضَرَّ بِنَيه سَيْرٌ هَجَاجُ وَقَالَ اللحيانيّ يُقَال: مَاء هُجَهِجٌ: لَا عذْبٌ وَلَا مِلْحٌ، وَيُقَال: ماءٌ زُمَزِمٌ هُجَهِجٌ. وَأَرْض هَجْهَجٌ: جَدْبَةٌ، لَا نبت فِيهَا، والجميع هَجَاهِجُ؛ وَأنْشد: فِي أَرض سَوْءٍ جَدْبَة هُجَاهج جهّ: قَالَ اللَّيْث: جَهْ: حكايته المُجَهْجِه. والجَهْجَهَةُ: من صياح الْأَبْطَال فِي الْحَرْب، يُقَال: جَهْجَهُوا فحمَلُوا. وَقَالَ شمر: جهْجَهْتُ بالسبع وهَجْهَجْتُ، بِمَعْنى وَاحِد. عَمْرو عَن أَبِيه: جَهَّ فلَان فلَانا: إِذا ردّه. يُقَال: أَتَاهُ فجَهَّهُ وَأَوْأَبَهُ وأصْفَحَه؛ كلُّه: إِذا ردّهُ ردّاً قبيحاً. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الهُجُجُ: الغُدْرَانُ. وَيَوْم جُهْجُوهٍ: يَوْم لتميم؛ قَالَ مَالك بن نُوَيْرَة: وَفِي يومِ جُهْجُوهٍ حمينا ذِمارَنا بِعَقْرِ الصَّفَايا والجوادِ المُرَبَّبِ وَذَلِكَ أَن عَوْف بن حَارِثَة بن سليط الْأَصَم ضرب خَطْم فرس مالكٍ بِالسَّيْفِ، وَهُوَ مربوط بِفنَاء القُبَّة، فنشب فِي خَطْمه، فَقطع الرَّسَنَ، وجال فِي النَّاس، فَجعلُوا يَقُولُونَ: جُوه جُوه، فسمّي يَوْم جُهجُوهٍ.

باب الهاء والشين

قلت: والفُرْس إِذا استصْوبوا فعل إِنْسَان، قَالَ: جُوهْ جُوْه. (بَاب الْهَاء والشين) (هـ ش) هشّ: قَالَ اللَّيْث: الهَشُّ من كل شَيْء فِيهِ رخاوة، يَقُول: هَشَّ الشَّيْء يَهَش هَشَاشَةً، فَهُوَ هَشٌّ هَشِيشٌ. وَفِي حَدِيث عمر أَنه قَالَ: هَشِشْتُ يَوْمًا فَقَبَّلْتُ وَأَنا صَائِم، فسألتُ عَنهُ النّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ شمر: هَشِشْتُ؛ أَي: فَرِحْتُ واشتهيتُ؛ وَقَالَ الْأَعْشَى: أضحى ابنُ ذِي فائشٍ سَلاَمَةُ ذُو ال تَفْضَالِ هَشّاً فُؤَادُه جَذِلاَ قَالَ الْأَصْمَعِي: هَشّاً فؤادُه، أَي: خَفِيفا إِلَى الْخَيْر. قَالَ: وَرجل هَشٌّ إِلَى إخوانه. والهُشاشُ والأشاش، وَاحِد. قَالَ: والهَشُّ: جَذْبُك الغُصْنَ من الشّجر إِلَيْك. أَبُو عَمْرو عَن الْأَصْمَعِي: هَشِشْتُ للمعروف أَهَشُّ هَشّاً وهَشَاشَةً: إِذا اشتهاه. وهَشَشْتُ أَهِشُّ هُشُوشةً: إِذا صرت خَوَّاراً ضَعِيفا، وَإنَّهُ لهش المكْسَرِ والمكْسِرِ: إِذا كَانَ سهلَ الشَّأْن فِي طلب الْحَاجة. وَقد هشَشْتُ أَهُشَّ هَشّاً: إِذا خبط الشَّجَرَ فَأَلْقَاهُ لِغَنَمِه. وَقَالَ الفرَّاء فِي قَوْله جلَّ وعزَّ: {وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِى} (طاه: 18) أَي: أَضْرِبُ بهَا الشّجر اليابِس ليسقُطَ ورقُها فترعاه غنمه. قلت: وَالْقَوْل مَا قَالَه الْأَصْمَعِي والفرّاء فِي هشّ الشّجر بالعصا، لَا مَا قَالَه اللَّيْث أَنه جذبُ الغصْن من الشّجر إِلَيْك. وَقَالَ ابْن الأعرابّي: هَشّ العُودُ هُشُوشاً: إِذا تكسّر، وهشّ للشَّيءِ يَهَشُّ: إِذا سُرَّ بِهِ وفرِح. وفَرَسٌ هَشُّ العِنان: خفيفُ العِنان. وَقَالَ شمر: هَاشَ بِمَعْنى هَشَّ؛ وَقَالَ الرَّاعِي: فَكَبَّر للرُّؤيا وهاشَ فُؤادُه وبَشَّرَ نَفْساً كَانَ قَبْلُ يَلُومُها قَالَ: هاشَ: طرب؛ أنْشد أَبُو الْهَيْثَم فِي صفة قِدْر: وحَاطِبَانِ يَهُشَّانِ الهَشِيمَ لَهَا وحَاطِبُ اللَّيلِ يَلْقَى دُونهَا عَنَنَا يَهُشّان الهشيم: يكسرانه للقدر. وقِرْبَة هشّاشة: يسيل مَاؤُهَا لرقّتها، وَهِي ضد الوكيعة؛ وَأنْشد أَبُو عَمْرو لطلْق بن عدي: كأَنَّ ماءَ عِطْفِه الجَيَّاشِ ضَهْلُ شِنَانِ الحَوَرِ الهَشَّاشِ الضهل: المَاء الْقَلِيل، والحور: الْأَدِيم. وفَرَسٌ هشٌّ: كثير العَرق، واستهشَّني أمرُ كَذَا فهشِشْتُ لَهُ؛ أَي: استخفّني فخففت لَهُ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الهشيش: الرجل الَّذِي يفرح إِذا سَأَلته، يُقَال: هُوَ هاشٌّ عِنْد السُّؤَال، وهشيش ورائح ومرتاح وأرْيحيّ. قَالَ أَبُو عمر: الْخَيل تُعلف عِنْد عَوَز العَلَفِ، هشيشَ السّمك. قَالَ: والهشيش لخيول أهلِ الأسيافِ خَاصَّة قَالَ: وَقَالَ النمر بن تَوْلَب: والخَيْلُ فِي إطْعَامِها اللَّحْمَ ضَرَرْ نُطعِمُها اللحمَ إِذا عَزَّ الشَّجَرْ

باب الهاء والضاد

(1 بَاب الْهَاء وَالضَّاد) (هـ ض) هضّ: قَالَ اللَّيْث: الهضُّ: كَسْرٌ دونَ الهَد وفوقَ الرَّض، قَالَ: والهَضْهَضَةُ، كَذَلِك، إِلَّا أَنه فِي عَجلَةٍ، والهضُّ فِي مُهْلَةٍ. جعلُوا ذَلِك كالمدّ والترجيع فِي الْأَصْوَات. قَالَ: والهَضْهَاضُ: الْفَحْل الَّذِي يَهُضّ أَعْنَاق الفحول، تَقول: هُوَ يُهَضْهِضُ الأعْنَاقَ. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو زيد: هضَضْتُ الحجرَ وَغَيره أهُضُّهُ هَضّاً: إِذا كسرتَه ودقَقْته. وَقَالَ غَيره: يُقَال: جَاءَت الْإِبِل تَهُضُّ السّير هَضّاً: إِذا أسرعت. وَيُقَال: لشَدَّ مَا هضَّت السَّيْرَ؛ وَقَالَ رَكَّاضٌ الدُبَيْرِي: جاءتْ تَهُضُّ المَشْيَ أيَّ هَض يَدْفَعُ عَنْهَا بَعْضُها عَنْ بَعْضِ قَالَ ابْن الأعرابيّ: يَقُول: هِيَ إبل غِزَارٌ فَيدْفَع ألبانُها عَنْهَا قطعَ رؤوسها؛ كَقَوْلِه: حَتَّى فَدَى أعناقَهُنَّ المحْضُ قَالَ: وهضَّضَ: إِذا دَقّ الأرضَ برجليه دقّاً شَدِيدا، وَقَالَ الأصمعيّ: الهَضَّاء: الْجَمَاعَة من النَّاس؛ وَقَالَ الطِرِمَّاح: قد تَجَاوَزْتُها بِهَضَّاءَ كالجِنَّ نَةِ يُخفُونَ بَعْضَ قَرْعِ الوِفَاضِ وَقَالَ ابْن الْفرج: جَاءَ يهزّ الْمَشْي ويَهُضُّه: إِذا مَشى مشياً حسنا فِي تدافع 1) . (بَاب الْهَاء وَالصَّاد) (هـ ص) صه، هص: (مستعملان) . هصّ: قَالَ اللَّيْث: الهَصُّ: شدّة الْقَبْض والغمز. وَقَالَ غَيره: بَنو هِصَّان: قبيلةٌ من بني أبي بكرِ بن كلاب. وهُصَيْصٌ: اسْم رجل. وَقيل: الهَصّ: شدّة الْوَطْء. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: زخيخ النّار: بريقُها، وهَصِيصُها: تلأْلُؤُها، وَحكي عَن أبي ثرْوان أَنه قَالَ: ضِفْنَا فلَانا فلمّا طَعِمْنَا أتونا بالمقاطِر فِيهَا الجحيمُ يَهِصُّ زَخِيخُها، فأُلْقيَ عَلَيْهَا المندَلِيُّ. قَالَ: المقاطِرُ: المجامر، والجحيم: الْجَمْر، وزخيخه: بريقه، وهصيصه: تلألؤه. سَلمَة عَن الفرّاء: هصّص الرجلُ: إِذا برَّق عَيْنَيْهِ، والهُصَاهِصُ والقُصاقِصُ: الشَّديد من الأُسْد. صه: قَالَ اللَّيْث: صَهْ: كلمة زجْرٍ للسكوت؛ وَأنْشد قَول ذِي الرُّمَّة: إِذا قالَ حَادِيْنَا لِتَشْبِيهِ نَبْأَةٍ صَهٍ لم يَكُنْ إلاَّ دَوِيُّ المَسَامِعِ قَالَ: وكل شيءٍ من موقوفِ الزّجر فإنّ الْعَرَب تنوّنه مخفوضاً. وَمَا كَانَ غيرَ موقوفٍ فعلى حَرَكَة صرفه فِي الْوُجُوه كلهَا. ويضاعف صه، فَيُقَال: صَهْصَهْتُ بالقوم. ابْن السّكيت: يُقَال للرجل إِذا أسكتَّه: صهْ، فَإِن وصلتَ قلتَ: صهٍ صهٍ، وَكَذَلِكَ مَهْ؛ فَإِن وصلت قلت: مهٍ مهٍ،

باب الهاء والسين

وَكَذَلِكَ تَقول للشَّيْء إِذا رضِيته: بَخْ، فَإِن وصلت قلت: بَخٍ بَخٍ. (بَاب الْهَاء وَالسِّين) (هـ س) هس، سه: (مستعملان) . هسّ: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: الهَسيسُ: المدقوق من كل شَيْء. والهَسُّ: زجر الْغنم. أَبُو عُبَيْدَة والأصمعي: هسهس ليلتَه كلَّها وقسقس: إِذا أدْأَب السّير. وَقَالَ اللَّيْث: الهَسَاهِسُ: الْكَلَام الخفيّ المُجمْجَمُ، وَسمعت هَسِيساً وَهُوَ الهمس، وَيُقَال: الهَساهِسُ: من حَدِيث النَّفس ووسوستها؛ وَأنْشد: فَلَهُنَّ مِنْكَ هَسَاهِسُ وهُمومُ وَقَالَ غَيره: الهَسْهَسَةُ: عامٌّ فِي كل شَيْء لَهُ صَوت خفِيّ كهسَاهِس الْإِبِل فِي سَيرهَا، وصوتِ الْحلِيّ؛ وَقَالَ الراجز: لَبِسْنَ مِنْ حُر الثّيابِ مَلْبَسا ومُذْهَبِ الحلْيِ إِذا تَهَسْهَسَا وَقَالَ فِي هَسَاهِسِ أَخْفَاف الْإِبِل: إِذا عَلَوْنَ الظَّهْرَ ذَا الضَّمَاضِمِ هَسَاهِساً كالهد بالجَمَاجِمِ فِي (النَّوَادِر) : الهساهس: الْمَشْي؛ بتنا نُهَسْهِس حَتَّى أَصْبَحْنا، وَسمعت من القومِ هَسَاهِسَ من نَجِيَ لم أفهمْها، وَكَذَلِكَ وساوسَ من قَوْل. سه: رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (العينان وِكَاءُ السَّهِ، فَإِذا نامتا استَطْلَقَ الوِكاءُ) . أَبُو عبيد: السَّهُ: حَلْقَةُ الدبر؛ وَأنْشد: شَأَتْكَ فُعَيْنٌ غثُّها وسمينها وَأَنت السَّهُ السُّفْلَى إِذا دُعِيَتْ نَصْر وَقَالَ آخر: ادْعُ فعيْلاً باسمها لَا تَنْسَهْ إِن فعيْلاً هِيَ صِئْبَانُ السَّهْ قلت: والسَّهُ من الْحُرُوف النَّاقِصة. (بَاب الْهَاء وَالزَّاي) (هـ ز) هز: الهزّ: تحريكك الشيْءَ، كَمَا تهزُّ القناةَ فتضطربُ وتهتزُّ. تَقول: هزَزْت فلَانا فاهتزّ للخير، واهتز النباتُ: إِذا طالَ، وهزّتْهُ الرِّيَاح، واهتزَّت الأرضُ: إِذا أنبتت. والهزيز فِي السّير: تحريكُ الْإِبِل فِي خفّتها. يُقَال: هزّها السيرُ وهزّها الْحَادِي؛ وَأنْشد: إِذا مَا جَرى شَأْوَيْنِ وابْتَلَّ عِطْفُه يقولُ: هَزِيزُ الريحِ مرَّتْ بأَثْأَبِ قَالَ: والهَزْهَزَةُ والهزَاهِزُ: تَحْرِيك البلايا والحروب لِلنَّاس. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الهِزَّةُ من سير الْإِبِل: أَن يَهْتَز الموكب. قَالَ شمر: قَالَ النَّضر: يَهْتَز؛ أَي: يسْرع؛ وَأنْشد: أَلا هَزِئَتْ بِنَا قُرَشِي يَةٌ يَهْتَزُّ مَوْكِبُها ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (اهتزّ الْعَرْش لموْتِ سعد بن مُعاذ) . روى الدارميّ عَن ابْن شُمَيْل أَنه قَالَ فِي قَوْله: (اهتزّ الْعَرْش) ؛ أَي: فَرح؛ وَأنْشد: كَرِيْمٌ هُزّ فَاهْتزّ

باب الهاء والطاء

أَي: فَرح. وَقَالَ بَعضهم: أَرَادَ بالعرش سَرِيره الَّذِي حُمِلَ عَلَيْهِ سعدُ بن معَاذ حِين نقل إِلَى قَبره. وَقيل: هُوَ عرش الله ارْتَاحَ لروح سعد بن معَاذ حِين رُفع إِلَى السَّمَاء، وَالله أعلم بِمَا أَرَادَ. وَقَالَ الله: {فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَآءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ} (الحَجّ: 5) أَي: تحرّكت عِنْد وُقُوع المَاء بهَا للنبات، وربت؛ أَي: انتفخت وعلَتْ. وَقَالَ اللحياني: مَاء هُزَهِزٌ فِي اهتزازه: إِذا جرى؛ وَقَالَ الباهليّ فِي قَول الرّاجز: فورَدَتْ مِثْلَ اليمَانِ الهَزْهَازْ تَدْفَعُ عَنْ أَعْنَاقِها بالأَعْجَازْ أَرَادَ إِبِلاً وَردت مَاء هَزْهَازاً كالسيف اليمانيّ فِي صِفَاته، وَقيل: الهزهاز: من نعت السَّيْف؛ أَي: وَردت مَاء صافياً كالسيف الْيَمَانِيّ فِي صفائه. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: بِئْر هُزْهُزٌ: بعيدَة القعر؛ وَأنْشد: وفَتَحتْ للعَرْدِ بِئْراً هُزْهُزَا وَيُقَال: تهزْهَزَ إِلَيْهِ قلبِي؛ أَي: ارْتَاحَ وهشّ؛ وَقَالَ الرَّاعِي: إِذا فَاطَنَتْنَا فِي الحَدِيث تَهَزْهَزَتْ إِلَيْهَا قُلُوبٌ دُوْنَهُنَّ الجَوانحُ وهِزَّانُ: قَبيلَة مَعْرُوفَة. (بَاب الْهَاء والطاء) (هـ ط) هط، طه: (مستعملان) . هطّ: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: الهُطُطُ: الهلْكى من النَّاس. والأهطُّ: الْجمل الْكثير الْمَشْي، الصبورُ عَلَيْهِ؛ والناقة هَطَّاءُ. طه: قَالَ اللَّيْث: الطَّهْطَاهُ: الْفرس الفتيُّ الرائع. قَالَ: وبلغنا فِي تَفْسِير طَهْ مجزومة أَنه بالحبشية يَا رجل. قَالَ وَمن قَرَأَ (طَاهَى) فهما حرفان من الهجاء. قَالَ: وبلغنا أَن مُوسَى لما سمع كَلَام الرَّب استفزّه الخوفُ حَتَّى قَامَ على أَصَابِع قَدميه خوفًا، فَقَالَ اللَّهُ (طَهْ) أَي: اطمئن. وَقَالَ الفرّاء: طَهْ: حرف هجاء. قَالَ: وَجَاء فِي التَّفْسِير: طه يَا رجل يَا إِنْسَان. قَالَ وحَدثني قيس عَن عَاصِم عَن زِرَ قَالَ: قَرَأَ رجل على ابْن مَسْعُود (طَهْ) فَقَالَ لَهُ عبد اللَّهِ (طِهِ) فَقَالَ الرجل أَلَيْسَ أُمِرَ أَنْ يَطَأَ قدمه؟ فَقَالَ لَهُ عبد اللَّهِ: هَكَذَا أقرأنِيها رسولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ الْقُرَّاء: وَكَانَ الْقُرَّاء يقطعهَا (طَ هَ) . وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن اليزيدي عَن أبي حَاتِم قَالَ: طَهَ: افتتاحُ سورةٍ ثمَّ استقبلَ الكلامَ فَقَالَ للنبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {ُمَآ أَنَزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ لِتَشْقَى} (طاه: 2) . وَقَالَ قَتَادَة: طَهَ، بالسُّرْيَانيَّة: يَا رجل. وَقَالَ سعيد بن جُبَير وَعِكْرِمَة: هِيَ بالنَّبَطِيّة: يَا رجل. وَقَالَ الْكَلْبِيّ: نزلت بلغَة عَكّ يَا رجل. وَرُوِيَ ذَلِك عَن ابْن عَبَّاس: قلت: وَالْعَمَل على أَنَّهُمَا حرفا هجاء مثل {أَلَمْ} (البَقَرَة: 1) . (بَاب الْهَاء وَالدَّال) (هـ د) هد، ده: مستعملان. هدّ: رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ يَقُول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من الهَدّ والهَدَّةِ) . قَالَ شمر: قَالَ أَحْمد بن غياث المروزيّ: الهَدَّةُ: الخُسوفُ، والهَدّ: الهَدْم. وَقَالَ

اللَّيْث: الهَدُّ: الهَدْمُ الشَّديد، كحائط يُهَدُّ بِمرَّة فَيَنْهَدِمُ، وَتقول هَدَّ فِي هَذَا الأمرِ، وهدّ رُكْنِي: إِذا بلغ مِنْهُ وكسَره. ورُوي عَن بَعضهم أَنه قَالَ: مَا هَدَّني موتُ أحدٍ مَا هدَّني موت الأقْران. وَقَالَ اللَّيْث: الهَدَّةُ: صَوت شَدِيد تسمعه من سُقُوط رُكْنٍ وناحية جَبَلٍ. قَالَ: والهادُّ: صوتٌ يسمعهُ أهل السواحل يَأْتِيهم من قبل الْبَحْر لَهُ دَوِيٌّ فِي الأَرْض، وَرُبمَا كَانَت لَهُ الزلزلة، ودَوِيُّه هَدِيدُه؛ وَأنْشد: دَاعٍ شَدِيدُ الصّوتِ ذُو هَدِيْدِ وَالْفِعْل مِنْهُ هدَّ يَهِدّ. ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الهَدُودُ: العَقَبَةُ الشاقَّة. والهَدِيدُ: الرجل الطويلُ. وَقَالَ اللَّيْث: الفَحْلُ يهَدْهِدُ فِي هديره؛ وَأنْشد: يَتْبَعْنَ ذَا هَدَاهِدٍ عَجَنَّسا والهُدْهُدُ، مَعْرُوف. وهَدْهَدَتُه: صَوته. قَالَ: والهُدَاهِدُ: طَائِر يشبه الْحمام؛ قَالَ الرَّاعِي: كهُدَاهِدٍ كَسَرَ الرُّمَاةُ جَناحَه يَدْعو بقارِعَةِ الطّريقِ هَدِيلاَ وَفِي (النَّوَادِر) : يُقَال: يُهَدْهَدُ إليَّ كَذَا، ويُهَدَّى إليّ كَذَا، ويُسَوَّل إليّ كَذَا، ويُهَدَّى إليَّ كَذَا، ويسول إليَّ كَذَا، ويُهدَى لِي كَذَا، ويهوّل إليَّ كَذَا ولي، ويُوسوَس إليّ كَذَا، ويخيّل إليَّ ولي، ويُخَالُ لي كَذَا؛ تفسيرُه: إِذا شُبه للْإنْسَان فِي نَفسه بِالظَّنِّ مَا لم يُثْبِتْهُ وَلم يَعْقِد عَلَيْهِ التَّشْبِيه. والتهدُّد والتهديد والتَّهداد، من الْوَعيد. والهَدْهَدَةُ: تَحْرِيك الأُمّ ولدَها لينام. وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (جَاءَ شيطانٌ فَحمل بِلَالًا، فَجعل يُهَدْهِدُه، كَمَا يهدهَدُ الصبيُّ) ، وَذَلِكَ حِين نَام عَن إيقاظه القومَ للصَّلَاة. وَقَالَ الأصمعيّ: هدّ البناءَ يَهُدُّه هَدّاً: إِذا كَسره وضعضعه. قَالَ: وَسمعت هادّاً؛ أَي: سَمِعت هَدَّةَ صَوْتٍ. قَالَ: وَسمعت هَدْهَدَةَ الفحلِ: وَهُوَ هَدِيرهُ. وَسمعت هَدْهَدَةَ الحمامِ: إِذا سَمِعْتَ دويّ هديرِه. وَيُقَال: لَهَدَّ الرجلُ: إِذا أُثْنِيَ عَلَيْهِ بالجَلَدِ والشدَّة. قَالَ: وَيَقُول الرجل للرجل إِذا أوعده: إنّي لَغَير هَدٍ؛ أَي: لغير ضَعِيف. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الهَدّ من الرِّجَال: الضعيفُ. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: الهَدُّ، بِفَتْح الْهَاء: الرجل القويّ، وأَبَى مَا قَالَه الأصمعيّ، قَالَ: وَإِذا أردْت ذمّه بالضعف قلت: الهِدّ، بِالْكَسْرِ. وَقَالَ العجّاج: سَبْياً ونُعْمَى من إِلاهٍ ذِي دِرَرْ لَا عَصْفَ جَارٍ هَدَّ جَارُ المُعْتَصَرْ قَوْله: عصفَ جارٍ؛ أَي: لَيْسَ هُوَ من كَسْبِ جارٍ، إِنَّمَا هُوَ من الله جلّ وعزّ، ثمَّ قَالَ: هَدَّ جارُ المعتصر؛ كَقَوْلِك: هَدَّ الرجل جَلُدَ الرجل جَارُ المعتصر، أَي: نِعْم جارُ الملجأ. وَقَالَ شمر: يُقَال رجل هَدٌّ وهُدَادَةٌ، وَقوم هَدَادٌ؛ أَي: جبناء، وَأنْشد قَول أُميَّة: فأدْخَله على رَبذٍ يَدَاهُ بِفِعْلِ الخَيْرِ لَيْسَ مِن الهَدَادِ وَقَالَ شمر: فَإِذا قلت: مَرَرْت بِرَجُل هَدَّكَ من رجلٍ، فَهُوَ بِمَعْنى حَسبك، وَهُوَ مدح. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للرجل مهلا هَدَادَيْك.

وَقَالَ اللحياني، قَالَ الْكسَائي فِي قَول الرَّاعِي: كهُدَاهِدٍ كَسَرَ الرّماةُ جناحَهُ أَرَادَ بهُدَاهد: تَصْغِير هُدْهُد. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الهُداهِدُ: الفاختة والورَشانُ والدُّبْسِيّ والهدهد. قَالَ: وَلَا أعرفهُ تصغيراً، إِنَّمَا يُقَال ذَلِك فِي كلّ مَا هَدَل وهدَرَ. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: الهَديد والغَدِيدُ: الصَّوْت. وَقَالَ غَيره: استهدَدْتُ فلَانا؛ أَي: استضعفتُه؛ وَقَالَ عديّ بن زيد: لم أطلُبِ الخُطَّةَ النّبيلَةَ بالْ قُوّةِ، إِذْ يُسْتَهدَّ طَالِبُها وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال للوعيد من وراءُ وراءُ: الفديدُ والهديدُ. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: اخْتلفُوا فِي الهَدّ، فَقَالَ الأصمعيّ: هُوَ الجبان الضَّعِيف. وَقَالَ أَبُو عَمْرو وَابْن الْأَعرَابِي: الهَدُّ: الرجل الْجواد الْكَرِيم؛ وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: ولي صاحبٌ فِي الغارِ هَدَّكَ صاحبَا قَالَ: هدَّك صاحباً؛ أَي: مَا أَجلَّه مَا أنبَلَهُ مَا أَعْلَمَه، يصف ذئْباً. قَالَ: والهِدّ: الجبان الضَّعِيف، وَأنْشد: لَيْسُوا بِهِدينَ فِي الحروبِ إِذا تُعْقَدُ فوقَ الحَرَاقِفِ النُطُقُ دَه: قَالَ اللَّيْث: دَهْ: كلمة كَانَت الْعَرَب تَتَكَلَّم بهَا، يرى الرجل تأمرَه فَيَقُول لَهُ: يَا فلَان: إلاّ دَهْ فَلَا دَهْ؛ أَي: إِنَّك إِن لم تثأر بفلان الْآن لم تثأر بِهِ أبدا، قَالَ: وَأما قَول رؤبة: وقُوَّلٌ: إِلَّا دَهٍ فَلَا دَهِ يُقَال إِنَّهَا فارسية حكى قَوْلَ ظِئْرِه. وَقَالَ أَبُو عبيد فِي بَاب طَالب الْحَاجة يَسألُها فَيُمْنَعُها فيطلبُ غيرهَا. وَمن أمثالهم فِي هَذَا: (إلاَّ دَهٍ فَلاَ دَهٍ) ، قَالَ: يُضرب للرجل، يَقُول: أُرِيد كَذَا وَكَذَا، فَإِن قيل لَهُ: لَيْسَ يُمكن ذَاك، قَالَ: فَكَذَا وَكَذَا. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة بعض هَذَا الْكَلَام وَلَيْسَ كلُّه عَنهُ. قَالَ: وَكَانَ ابنُ الكلْبيّ يخبر عَن بعض الكهَّان: أَنه تنافر إِلَيْهِ رجلَانِ، فَقَالُوا، أخْبِرْنَا فِي أَي شَيْء جئْنَاك؟ فَقَالَ: فِي كَذَا وَكَذَا، فَقَالُوا: إلاّ دَهٍ؛ انْظُر غير هَذَا النّظر، فَقَالَ: إلاّ دَهٍ فَلا دَهٍ، ثمَّ أخْبرهُم بهَا. وَقَالَ أَبُو عبيد، وَقَالَ الْأَصْمَعِي فِي بيتِ رؤبة: وقُوَّلٌ إلاّ دَهٍ فَلاَ دَهِ إِن لم يكن هَذَا فَلَا يكون ذَاك، وَلَا أَدْرِي مَا أَصله؟ وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم فِيمَا أكتب ابنَه قَالَ: وَيُقَال إلاّ دَهٍ فَلَا دهٍ، يَقُول: لَا أَقْبَلُ وَاحِدَة من الخَصْلتين اللَّتَيْنِ تَعرِضُ. قَالَ: وَفِي كتاب (الْأَمْثَال) للأصمعي: (إلاّ دَهٍ فَلَا دَهٍ) ، يُرادُ بِهِ إِن لم يكن هَذَا الْآن فَلَا يكون. وَقَالَ أَبُو زيد: تَقول إلاَّ دَهٍ فَلَا دَهٍ يَا هَذَا، وَذَلِكَ أَن يُوتَر الرجلُ فَيلقى واتِرَه فَيَقُول لَهُ بعضُ الْقَوْم: إِن لم تضربْه الْآن فإنّك لَا تضربُه. قلت: وَقَول أبي زيد هَذَا يدلّ على أَن (دَهٍ) فارسية مَعْنَاهَا الضَّرْب، تَقول للرجل إِذا أَمرته بِالضَّرْبِ: (دِه) ، رَأَيْته فِي كِتَابه، بِكَسْر الدَّال. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ نَحوا من قَول

أبي زيد، قَالَ: وَالْعرب تَقول إِلَّا دَهٍ فَلَا دَهٍ، يُقَال للرجل الَّذِي قد أشرف على قَضَاء حَاجته من غَرِيم لَهُ أَو من ثَأْره أَو من إكرام صديق لَهُ: إلاّ دَهٍ فَلَا دَهٍ، أَي: إِن لم تغتنم الفُرصةَ الساعةَ فلست تصادفها أبدا، وَمثله: (بادِرِ الفُرْصة قبل أَن تكون غُصّة) . أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ فِي بَاب الْبَاطِل وأسمائِه: دُهْ دِرّينْ سعدَ القيْن. قَالَ: وَمَعْنَاهُ عِنْدهم الْبَاطِل، وَلَا أَدْرِي مَا أَصله قَالَ: قَالَ أَبُو عبيد: وأمَّا أَبُو زِيَاد فَإِنَّهُ قَالَ لي يُقَال: دُهْ دُرَّيْه، بِالْهَاءِ، وَقَالَ الْمُنْذِرِيّ: وجدت بِخَط أبي الْهَيْثَم دُهْ دُرَّيْن سعدَ الْقَيْن، دُه مَضْمُومَة الدَّال، سعد مَنْصُوب الدَّال، والقين غير معربٍ، كَأَنَّهُ مَوْقُوف. ورُوي عَن ابْن السّكيت أَنه قَالَ: الدُّهدُر والدهْدُن: الْبَاطِل، وكأنهما كلمتان جُعلَتا وَاحِدَة. وَرُوِيَ عَنهُ أَنه قَالَ: قَوْلهم: دُهْ دُرْ، معرّب، وَأَصله دُه؛ أَي: عشرَة دُرّين أَو دُرّ؛ أَي: عشرَة ألوان فِي وَاحِد أَو اثْنَيْنِ. قلت: وَقد حكيت فِي هذَيْن المثلين أَعنِي (إلاّ دَهْ فَلَا دَهْ) . وَقَوْلهمْ: (دَهْ دُرّين) مَا سمعته وحفظته لأهل اللُّغَة، وَلم أجدْ لَهما فِي الْعَرَبيَّة أَو العجمية إِلَى هَذِه الْغَايَة أصلا معتَمداً إِلَّا مَا ذكرتُ لأبي زيدِ وَابْن الأعرابيّ، وَلست على يَقِين ممَّا قَالَا. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر قَالَ: الدَّهْداه: صغَار الْإِبِل؛ وأنشدنا: قد رَوِيَتْ إِلَّا دُهيد هينا قُلَيصَاتٍ وأُبَيْكِرِينا قَالَ شمر: وَسمعت ابْن الْأَعرَابِي يَقُول: رَأيت أخي فِي الْمَنَام، فَقلت لَهُ كَيفَ رَأَيْت الْآخِرَة؟ فَقَالَ كالدَّهْدَاهِ فِي الزحام. وَقَالَ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الدَّهداه، لَا وَاحِد لَهُ، قَالَ: والدُّهَيْدِهين: صغَار الْإِبِل. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: إِذا كثُر الْإِبِل فَهِيَ الدَّهْدَهَانُ؛ وَأنْشد: لَنِعْمَ ساقي الدَّهْدَهَانِ ذِي العَدَدْ وَقَالَ أَبُو الطُّفَيْل: الدهداه: الْكثير من الْإِبِل، جِلَّةً كَانَت أَو حَوَاشِي؛ وَقَالَ الرّاجز: إِذا الأُمورُ اصْطَكَّتِ الدّوَاهي مَارَسْنَ ذَا عَقْبٍ وَذَا بُدَاهِ يَذودُ يومَ النَّهَلِ الدَّهْدَاهِ أَي: النهل الْكثير. شمر: دهْدَهْتُ الْحِجَارَة، ودهديتها: إِذا دحرجتَها فَتَدَهْدَهَ وَتَدَهْدَى؛ وَقَالَ رؤبة: دَهْدَهْنَ جَوْلاَنَ الحَصَى المُدَهْدَهِ وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: دُه: زجر للابل، يُقَال لَهَا فِي زجرها دُه دُه. وَقَالَ اللَّيْث: الدَّهْدَهَةُ: قذفُك الْحِجَارَة من أَعلَى إِلَى أَسْفَل دحرجةً؛ وَأنْشد: يُدَهْدِهْنَ الرُّؤُوسَ كَمَا تُدَهْدِي حَزَاوِرَةٌ بِأَبْطُحِها الكُرِينَا قَالَ: حوّل الْهَاء الْآخِرَة يَاء لقرب شبهها بِالْهَاءِ، أَلا ترى أَن الْيَاء مَدَّة، وَالْهَاء نَفَس. وَمن هُنَالك صَار مجْرى الْيَاء وَالْوَاو وَالْألف وَالْهَاء فِي رُوِيَ الشّعْر شَيْئا وَاحِدًا، نَحْو قَوْله: لِمَنْ طَلَلٌ كالوَحْي عَافٍ مَنَازِلُهُ فَاللَّام، هُوَ الروي، وَالْهَاء وصل للروي، كَمَا أَنَّهَا لَو لم تكن لمُدّت اللاّم حَتَّى

باب الهاء والتاء

تخرج من مَدَّتها وَاو أَو ياءٌ أَو ألفٌ للوصل، نَحْو: منازِلي منازِلا منازِلُو. (بَاب الْهَاء وَالتَّاء) (هـ ت) هت، ته: (مستعملان) . هتّ: قَالَ اللَّيْث: الهتُّ: شبه الْعَصْر للصوت، وَيُقَال للبَكْرِ: يَهِتُّ هَتِيتاً، ثمَّ يكِشُّ كشيشاً، ثمَّ يَهدِرُ: إِذا بَزَل هديراً. وَيُقَال: للهمز صَوْتٌ مَهْتُوتٌ فِي أقْصَى الْحلق، فَإِذا رُفهَ عَن الْهَمْز صَار نَفَساً تحوّل إِلَى مخرج الْهَاء، وَلذَلِك استخفت الْعَرَب إِدْخَال الْهَاء على الْألف المقطوعة، يُقَال: أَرَاق وهَرَاق وأيْهاتَ وهَيْهَات، وَأَشْبَاه ذَلِك كثير. وَتقول: يَهُتُّ الإنسانُ الهمْزَةَ هتّاً: إِذا تكلّم بِالْهَمْز. قَالَ: والهتهتة، أَيْضا تُقال فِي معنى الهَتِيت. قَالَ: والهتهتة والتهتهة، فِي التواء اللِّسَان عِنْد الْكَلَام. وَقَالَ الْحسن البصريُّ فِي كَلَام لَهُ: واللَّهِ مَا كَانُوا بالهتَّاتين وَلَكنهُمْ كَانُوا يجمعُونَ الْكَلَام ليُعْقَلَ عَنْهُم. يُقَال: رجل مِهَتٌّ وهَتَّاتٌ: إِذا كَانَ مِهْذَاراً كثيرَ الْكَلَام. وَيُقَال فلَان يهُتُّ الحَدِيث هَتّاً: إِذا سرده وَتَابعه. والسحابة تهُتُّ الْمَطَر: إِذا تابعت صبَّه، وَالْمَرْأَة تهُتُّ الْغَزل: إِذا تابعت؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: سُقْيَا مُجَلَّلَة يَنْهَلُّ رَيقُها مِنْ بَاكِرٍ مُرْثَعِنَّ الوَدْقِ مَهْتُوتِ أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: قَوْلهم أسْرع من المُهَتْهِتة، قَالَ: يُقَال: هتّ فِي كَلَامه وهتْهَتَ: إِذا أسْرع، وَمن أمثالهم: (إِذا وقَفْتَ العير على الرّدْهة فَلَا تقل لَهُ: هَتْ) ، وَبَعْضهمْ يَقُول: فَلَا تُهَتْهِتْ بِهِ، قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الهتْهَتَةُ: أَن تَزْجُرَهُ عِنْد الشُّرب؛ قَالَ: وَمعنى الْمثل: إِذا أَرَيْتَ الرجل رُشْده، فَلَا تُلِحّ عَلَيْهِ، فإنّ الإلحاحَ فِي النَّصِيحَة يهجِم بك على الظنَّة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الهتُّ: تمزيق الثَّوْب والعِرض. والهت: حطُّ الْمرتبَة فِي الْإِكْرَام. والهتُّ: كسر الشَّيْء حَتَّى يصير رَفَاتاً. والهتُّ: الصبُّ؛ هَتَّ المزَادة وَبَعَّها: إِذا صَبَّها. ته: أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: التَّهَاتِهُ: التُّرَّهَات، وَهِي الأباطيل؛ وَمِنْه قَول الشَّاعِر: وَلم يَكُنْ مَا اجتنَيْنَا من مَوَاعِدِها إِلَّا التَّهَاتِهَ والأُمْنِيَّةَ السَّقَما وتَهْتَهَ فلانٌ: إِذا ردّد فِي الْبَاطِل؛ وَمِنْه قَول رؤبة: فِي غائِلات الحائِر المُتَهْتِهِ وَقَالَ شمر: المُتهته: الَّذِي رُددَ فِي الْبَاطِل. وتُهْ تُهْ: زجر للبعير، وَدُعَاء لِلْكلْب؛ وَمِنْه قَوْله: عَجِبْتُ لهَذِهِ نَفَرَتْ بَعِيري وأصبحَ كَلْبُنا فَرِحاً يَجُولُ يُحَاذِرُ شَرَّها جَمَلِي وكَلْبِي يُرَجي خَيْرَها، مَاذَا تَقُولُ؟ يَعْنِي بقوله (هَذِه) ، أَي لهَذِهِ الْكَلِمَة، وَهِي: تُه تُه زجر للبعير، وَهِي دُعَاء الْكَلْب.

باب الهاء والثاء

هـ ظ: مهمل هـ ذ اسْتعْمل من وجهيه: (هذّ) . هذّ: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: هذّه بِالسَّيْفِ هذّاً: إِذا قطعه. قَالَ: والهَذُّ: سرعَة القَطْع، وسرعةُ الْقِرَاءَة؛ وَأنْشد: كَهَذ الأَشَاءَةِ بالمِخْلَبِ ابْن السّكيت: هذّه وهَذَأَهُ: إِذا قطعه. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: إزميلٌ هَذٌّ هَذُودٌ؛ أَي: حادٌّ. قَالَ وَيُقَال: حَجَازَيْكَ وهَذَاذَيْكَ. قَالَ: وَهِي حُرُوف خِلْقَتُها التَّثْنِيَة لَا تُغَيَّر. وحَجَازَيْك: أَمَرَه أَن يَحْجزَ بَينهم، وَيحْتَمل أَن يكون مَعْنَاهُ كُفَّ نفْسَك. قَالَ: وهَذَا ذَيْك يأمُرُه أَن يقطَع أمرَ الْقَوْم. وَقَالَ غيرُه: هَذَا ذَيْك: أَمَرَه أَن يهذّهم بِالسَّيْفِ هَذّاً بعد هَذَ؛ وَأنْشد: ضَرْباً هَذَاذَيْكَ وطَعْناً وَخْضاً (بَاب الْهَاء والثاء) (هـ ث) هثّ: قَالَ اللَّيْث: الهَثْهَثَةُ: انتخال الثَّلْج والبَرَد وعِظَام القَطْرِ فِي سرعَة. يُقَال: هَثْهَثَ السحابُ بِمَطَرٍ؛ وَأنْشد: مِنْ كُل جَوْنٍ مُسْبِلٍ مُهَثْهِثِ قَالَ: والهَثْهَثَة: حِكَايَة بعض كَلَام الألْثغ. قَالَ: وَيُقَال للوالي إِذا ظلم: قد هَثْهَثَ؛ وَقَالَ العجَّاج: وأُمَراءُ أَفْسَدُوا فَعَاثُوا وَهَثْهَثُوا فَكَثُرَ الهَثْهَاثُ وَيُقَال للراعية إِذا وَطِئَت المَرْعى من الرُطْب حَتَّى يُؤْبَى: قد هَثْهَثَتْه؛ وَأنْشد الأصمعيّ: أَنْشَدَ ضَأْناً أَمْجَرَتْ غِثَاثَا فَهَثْهَثَتْ بَقْل الحِمَى هَثْهَاثَا ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الهَثُّ: الْكَذِب، وَرجل هثَّاثٌ وهَثْهَاثٌ: إِذا كَانَ كذبه سُمَاقاً. وَقَالَ الأصمعيّ: الهَثْهَثَةُ والمَثْمَثَةُ: التَّخْلِيط، يُقَال أَخذه فَمَثْمَثَهُ: إِذا حرّكه، وَأَقْبل بِهِ وأَدْبَر. ومَثْمَثَ أَمْرَه وهثهثه؛ أَي: خَلَطَه؛ وَقَالَ الرّاجز: وَلم يَحُلَّ العَمِسَ الهَثْهَاثَا (بَاب الْهَاء وَالرَّاء) (هـ ر) هر، ره: (مستعملان) . هَرّ: قَالَ اللَّيْث: الهِرَّةُ: السنَّوْرَةُ، والهِرُّ: الذَّكَرُ. قَالَ: وَيجمع الهِرُّ هِرَرَةً، وَتجمع الهِرة هِرَاراً. والهَرِيرُ: دُونَ النُّبَاح، تَقول: هَرَّ إِلَيْهِ، وهرَّه. وَبِه يشبَّهُ نظر الكُمَاةِ بعضِهم إِلَى بعضٍ، وَفُلَان هرّهُ النَّاس؛ أَي: كَرِهُوا ناحيته؛ وَقَالَ الْأَعْشَى: أَرَى النَّاسَ هَرُّونِي وشُهرَ مَدْخَلِي فَفِي كُل مَمْشىً أَرْصَدَ النَّاسُ عَقْرَبَا وهرَّ الشوكُ هرَّاً: إِذا اشْتَدَّ يُبْسُه؛ وَأنْشد: رَعَيْنَ الشبْرِقَ الرّيَّانَ حَتَّى إِذا مَا هَرَّ وامتَنَعَ المَذَاقَا قَالَ: والهُرهُور: الْكثير من المَاء وَاللَّبن إِذا حَلَبْتَ سَمِعت لَهُ هَرْهَرَةً؛ وَأنْشد: سَلْمٌ تَرَى الدَّالِي مِنْهُ أَزْوَرَا إِذا يَعُبُّ فِي السَّرِي هَرْهَرَا قَالَ: والهَرْهَرَةُ والغرغرة، يُحكى بِهِ بعض أصوات الْهِنْد والميد، وهم جنس من

باب الهاء واللام

السودَان، عِنْد الْحَرْب. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي طَالب أَنه قَالَ فِي قَوْلهم: فلَان مَا يعرف هِرّاً من بِرَ. قَالَ خَالِد: الهِرّ: السنَّوْر، والبِرّ: الجُرَذُ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: لَا يعرف هارّاً من بارّاً لَو كتبت لَهُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: مَا يعرف الهرهرة من البَرْبَرة، والهرهرة: صَوت الضَّأْن، والبربرة: صَوت المِعْزَى. وَقَالَ الْفَزارِيّ: البِرُّ: اللطف، والهِرُّ: العقُوق، وَهُوَ من الهرير. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: هَرَّ بِسَلْحِه، وهَكَّ بسَلْحِه: إِذا رمى بِهِ، وَبِه هُرَارٌ: إِذا اسْتطْلقَ بطْنهُ حَتَّى يَمُوت. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي والأموي: من أَدْوَاءِ الْإِبِل الهُرارُ، وَهُوَ استطلاق بطونها. وَقَالَ يُونُس: الهِرُّ: سَوْقُ الغَنَم، والبِرُّ: دُعَاء الْغنم. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الهِرُّ: دُعَاء الْغنم إِلَى الْعلف، والبرُّ: دعاؤها إِلَى المَاء. أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: هرهرْتُ بالغنم: إِذا دعوتَها. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: البِرُّ: الْإِكْرَام، والهِرُّ: الْخُصُومَة. قَالَ: وَيُقَال للكانُونَيْن: هما الهَرّارَانِ، وهما شيْبَانُ ومِلْحَانُ. أَبُو نصر عَن الْأَصْمَعِي: الهُرور والهُرْهُور: مَا تساقط من الحَبّ فِي أَصل الْكَرم. قَالَ: وَقَالَ أَعْرَابِي: مَرَرْت على جَفْنَة وَقد تحرّكتْ سُرُوغُها بقطوفها، فَسَقَطت أَهْرَارُها فأكلْتُ هُرْهُورةً، فَمَا وقعتْ وَلَا طارتْ. قَالَ الأصمعيّ: الجفْنةُ: الكَرْمَةُ، والسُّروغُ: قضبان الْكَرم، واحدُه سَرْغٌ، رَوَاهُ بِالْعينِ، والقطوف: العناقيد. قَالَ: وَيُقَال لما لَا ينفع مَا وَقَع وَلَا طارَ. ابْن السّكيت: يُقَال للناقة الهَرِمة: هِرْهِرٌ، وَقَالَ النَّضر: الهِرْهِرُ: النَّاقة الَّتِي تلفظ رَحمهَا الماءَ من الكِبَر فَلَا تَلْقَح، والجميع الهَرَاهِرُ، وَقَالَ غَيره: هِيَ الهِرْشَفَّة والهِرْدَشة أَيْضا. وَقَالَ الفرّاء: هَرّ الكلبُ يَهِرُّ، وهَرَرْتُه؛ أَي: كرِهْتُه، أَهُرُّه وأَهِرّه، بِالضَّمِّ وَالْكَسْر. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أَجِدُ فِي وَجهه هَرّةً وهَرِيرَةً؛ أَي: كراهِيَةً. وَيُقَال مَرْمَرَهُ وهَرْهَرَه: إِذا حرّكه. وَقَالَ شمر: من أَسمَاء الحيّات القُزَّةُ والهِرْهِيرُ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هرّ يَهَرّ: إِذا سَاءَ خُلُقه، وهرّ يَهر: إِذا أكل الهَرُور، وَهُوَ مَا يتساقط من حَبّ الكرْم. وهَرْهَرَ: إِذا تَعَدَّى. ره: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: رَهْرَهَ مائدتَه: إِذا وسّعها سخاءً وكرماً. والرَّهَّة: الطست الْكَبِيرَة. والسراب يتَرهْرَهُ ويترَيَّهُ: إِذا تتَابع لمعانُه. وَقَالَ اللَّيْث: الرَّهْرَهَةُ: حُسْن بصيص لون الْبشرَة، وَأَشْبَاه ذَلِك. وطَسْتٌ رَحْرَحٌ ورَهْرَهَةٌ ورَحْرَاحٌ ورَهْرَاءٌ: إِذا كَانَ وَاسعاً قريب القعر. (بَاب الْهَاء وَاللَّام) (هـ ل) هَل، لَهُ، (لهله) (مستعملة) . هَلْ، لَهُ: قَالَ ابْن السّكيت: إِذا قيل لَك: هَلْ لَكَ فِي كَذَا وَكَذَا؟ قلتَ: لي فِيهِ، وإنّ لي فِيهِ، وَمَا لي فِيهِ. وَلَا تقل: إِن لي فِيهِ هلاًّ. والتأويل: هَل لَك فِيهِ حاجةٌ، فحذفت الحاجةُ لمَّا عُرفَ الْمَعْنى، وحَذَف الرادُّ ذِكر الْحَاجة، كَمَا حذفهَا السَّائِل. وَقَالَ اللَّيْث: هَلْ خَفِيفَة: استفهامٌ.

وَتقول: هَل كَانَ كَذَا وَكَذَا؟ وَهل لَك فِي كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: وَقَول زُهَيْر: أَهَلْ أَنْتَ وَاصِلُه اضطرار، لِأَن هَل حرف اسْتِفْهَام، وَكَذَلِكَ الْألف، وَلَا يستفهَم بحرفي اسْتِفْهَام. وَقَالَ الْخَلِيل لأبي الدُّقَيْش: هلْ لكَ فِي الرُّطَبِ؟ قَالَ: أَشَدُّ هَلْ وأوْحَاه، فخفَّف، وَبَعض يَقُول: أشدُّ الهلّ وأوحاه بتثقيل. وَيَقُول: كل حرف أداةٍ إِذا جعلت فِيهِ ألفا ولاماً صَار اسْما فقوّي وثُقل، كَقَوْل الشَّاعِر: إِن لَيْتًا وإنَّ لَوَّا عَنَاءُ قَالَ الْخَلِيل: إِذا جَاءَت الْحُرُوف الليّنة فِي كلمة نَحْو لَوْ وأشبها وأشباهها ثُقلت، لِأَن الْحَرْف اللين خَوَّارٌ أجوف، لَا بُد لَهُ من حَشْوٍ يُقَوَّى بِهِ إِذا جُعِل اسْما. قَالَ: والحروف الصِّحَاح القوية مستغنيةٌ بِجُرُوسها لَا تحْتَاج إِلَى حشوٍ فَتتْرك على حَالهَا. سَلمَة عَن الفرّاء (هَل) قد تكون جَحْداً وَتَكون خَبراً. قَالَ: وَقَول الله: {} (الإنسَان: 1) من الخَبَر، مَعْنَاهُ: قَدْ أَتَى على الْإِنْسَان حِينٌ من الدَّهْر. قَالَ: والجَحْدُ أَن تَقول: هَل زلت تَقوله، بِمَعْنى مَا زلت تَقوله. قَالَ: فيستعملون هَل، تَأتي استفهاماً، وَهُوَ بَابهَا، وَتَأْتِي جحداً مثل قَوْله. وهَلْ يقدر أحدٌ على مثل هَذَا. قَالَ: وَمن الْخَبَر قَوْلك للرجل: هَلْ وَعَظْتُك؟ هَل أعطيْتُك؟ تُقَرره بأنّك قد وعَظْتَه وأعطيْتَه. حُكِيَ عَن الكسائيّ أَنه قَالَ: تَقول: هَلْ زِلْتَ تَقوله، بِمَعْنى مَا زِلْتَ تَقوله، قَالَ: فيستعملون هَلْ بِمَعْنى مَا. قَالَ: وَيُقَال: مَتى زِلْتَ تَقول ذَلِك وَكَيف زلت؛ وَأنْشد: وهَلْ زِلْتُم تَأوِي العَشِيرَةُ فيكُم وتُنْبِتُ فِي أكنافِ أبْلَح خِضْرِمِ وَقَالَ الفرّاء: وَقَالَ الْكسَائي: هلْ تَأتي استفهاماً، وَهُوَ بَابُها، وَتَأْتِي جَحْداً، مثل قَوْله: أَلاَ هَلْ أَخُو عَيْشٍ لذيذٍ بدائم مَعْنَاهُ: أَلا مَا أَخُو عَيْشٍ. قَالَ: وَتَأْتِي شَرْطاً، وَتَأْتِي بِمَعْنى قد، وَتَأْتِي توبيخاً، وَتَأْتِي أمْراً، وَتَأْتِي تَنْبِيها، وَقَالَ: فَإِذا زِدْتَ فِيهَا ألفا كَانَت بِمَعْنى التسكين. وَهُوَ معنى قَوْله (إِذا ذُكِرَ الصالِحُون فحي هَلاَ بِعُمَرَ) قَالَ: معنى حيّ أسرِعْ بِذكرِهِ، وَمعنى هلا؛ أَي: اسْكُنْ عِنْد ذكره حَتَّى تَنْقَضِي فضائله؛ وَأنْشد: وأَيّ حَصَانٍ لَا يُقَالُ لَهَا هَلا أَي: اسكني للزَّوْج؛ قَالَ: فإِن شدَّدْتَ لامها، فَقلت: هلاَّ، صَارَت بِمَعْنى اللَّوْم والحضّ، فاللَّوْمُ: على مَا مضى من الزَّمَان، والحضُّ: على مَا يَأْتِي من الزَّمَان، وَمن الْأَمر قَوْله جلَّ وعزَّ: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ} (الْمَائِدَة: 91) وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثَعْلَب أَنه قَالَ: حَيَّ هَلْ؛ أَي: أَقْبِلْ إليّ، وَرُبمَا حذف حيّ فَقيل: هَلاَ إليّ. وَقَالَ الزّجّاج: إِذا جعلنَا معنى {} (الْإِنْسَان: 1) قد أَتَى على الْإِنْسَان، فَهُوَ بِمَعْنى ألَمْ يأتِ على الْإِنْسَان حِين من الدَّهْر. أَخْبرنِي المنذريّ عَن فهمٍ عَن ابْن سَلام قَالَ: سَأَلت سيبويهِ

عَن قَوْله: {فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌءَامَنَتْ فَنَفَعَهَآ إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ} (يُونس: 98) على أَي شيءٍ نُصِبَ؟ قَالَ: إِذا كَانَ معنى إِلَّا لَكِن نُصِبَ. وَقَالَ الفرّاء فِي قِرَاءَة أُبيّ (فهلاّ) وَفِي مصحفنا (فلولا) . قَالَ: وَمَعْنَاهَا أَنهم لم يُؤمنُوا ثمَّ اسْتثْنى قومَ يُونُس بِالنّصب على الِانْقِطَاع بِمَا قبله. كَأَن قومَ يُونُس كَانُوا منقطعين من قومِ غيرهِ. وَقَالَ الفرَّاء أيْضاً: لَوْلَا إِذا كَانَت مَعَ الْأَسْمَاء، فَهِيَ شرطٌ، وَإِذا كَانَت مَعَ الْأَفْعَال، فَهِيَ بِمَعْنى هلاَّ، لَوْمٌ على مَا مضى وتحضيض لِمَا يأْتِي. وَقَالَ الزّجّاج فِي قَوْله: {رَبِّ لَوْلا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَخَّرْتَنِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - إِلَى أَجَلٍ} (المنَافِقون: 10) مَعْنَاهُ هلاّ. قَالَ اللَّيْث: تَقول: هَلّ السحابُ بالمطر وانهلّ بالمطر انْهِلالاً؛ وَهُوَ شدَّة انصبابه، ويتهلَّلُ السحابُ ببَرْقه؛ أَي: يتَلأْلأُ، ويتهلّل الرجل فَرَحاً؛ وَقَالَ زُهَيْر: تَرَاهُ إِذا مَا جِئْتَهُ مُتَهَللاً كأَنَّكَ تُعطِيهِ الَّذِي أَنْتَ سَائِلُهْ قَالَ: والهَلِيلَةُ: الأَرْض الَّتِي استُهِلّ بهَا الْمَطَر، وَمَا حواليها غيرُ مَمْطُور، قَالَ: والهِلال: غُرَّةُ الْقَمَر حِين يُهِلُّه النَّاس فِي أول الشَّهْر. تَقول: أُهِلَّ القَمَرُ. وَلَا يُقَال: أُهِلَّ الهلالُ. قلت: هَذَا غلط. وَكَلَام الْعَرَب: أُهِلَّ الهِلالُ. وروى أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: أُهِلَّ الْهلَال واستُهِلّ، لَا غيرُ. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَهَلَّ الهلالُ واسْتَهَلَّ وأهلّ الصبيُّ واستَهَلَّ. وَقَالَ: الشهرُ الهلالُ بِعَيْنِه. وَقَالَ شمر: أُهِلّ الهلالُ واستُهلّ، قَالَ واستَهَلَّ أَيْضا، وَشهر مستهِلٌّ؛ وَأنْشد: وَشهر مستهِلٌّ بعدَ شَهْرٍ وَيَوْم بعده يومٌ قريبُ قَالَ أَبُو بكر: قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: سُمي الهلالُ هلالاً، لِأَن النَّاس يرفعون أَصْوَاتهم بالإخبار عَنهُ. وأَهَلَّ الرجلُ واستَهلَّ: إِذا رفع صَوته؛ وَقَول الشَّاعِر: غيرَ يَعْفُورٍ أَهَلَّ بِهِ جَابَ دَفَّيْه عَن القَلْبِ قيل فِي الإهلال: إِنَّه شَيْء يَعْتَرِيه فِي ذَلِك الْوَقْت يخرج من جَوْفه شبيهٌ بالعُواء الْخَفِيف، وَهُوَ بَين العواء والأنين، وَذَلِكَ من حاق الحِرْص وشدّة الطّلب وَخَوف الفَوْتِ. وانهلّت السَّمَاء مِنْهُ يَعْنِي كلبَ الصَّيْد إِذا أُرسل على الظّبْي فَأَخذه. أَبُو زيد: استهلَّت السَّمَاء فِي أول الْمَطَر، وَالِاسْم الهلَلُ. وَقَالَ غَيره: هَلَّ السحابُ: إِذا قطَرَ قَطْراً لَهُ صوتٌ، وأهَلَّه اللَّهُ، وَمِنْه انْهِلاَلُ الدمع وانْهِلالُ الْمَطَر. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أبي الْهَيْثَم قَالَ: يسمّى الْقَمَر لِلَيْلَتَيْن من أَوَّل الشَّهر هِلاَلاً، ولليلتين من آخر الشَّهْر لَيْلَة ستّ وَسبع وَعشْرين هلالاً. ويسمّى مَا بَين ذَلِك قَمَراً، وَيُقَال: أَهْلَلْنَا الهِلاَل واستهلَلْنَاه. وَقَالَ اللَّيْث: المُحْرِم يُهِلُّ بِالْإِحْرَامِ: إِذا أوجب الحُرُم على نَفسه، تَقول: أَهَلَّ فلانٌ بِعُمْرَة أَو بِحَجَّة؛ أَي: أَحْرَمَ بهَا، وَإِنَّمَا قيل للإِحرام إِهْلالٌ، لِأَن إحرامهم كَانَ عِنْد إهلال الْهلَال. قلت: هَذَا غلط إِنَّمَا قيل للْإِحْرَام: هلالٌ لرفع

المُحرم صوتَه بِالتَّلْبِيَةِ. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيّ وَغَيره: الإهلالُ: التَّلْبِيَة، وأصل الإهلال رفْعُ الصَّوْت، وكل شَيْء رافعٍ صوتَه فَهُوَ مُهِلٌّ. قَالَ أَبُو عبيد: وَكَذَلِكَ قَول اللَّهِ جلّ وعزّ فِي الذَّبِيحَة {وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ} (المَائدة: 3) هُوَ مَا ذبح للآلهة، وَذَلِكَ لِأَن الذَّابِحَ كَانَ يُسَميها عِنْد الذّبْح، فَذَلِك هُوَ الإهْلاَلُ؛ وَقَالَ النَّابِغَة: يذكر دُرّةً أخرجهَا غَوَّاصُها من الْبَحْر: أَو دُرَّةٍ صَدَفيةٍ غَوَّاصُها بَهِجٌ مَتَى يَرَهَا يُهِلَّ ويَسْجُدِ يَعْنِي بإهلاله رفعَه صوتَه بالدعاءِ وَالْحَمْد لِلَّهِ إذَا رَآهَا. وَقَالَ أَبُو عبيد: وَكَذَلِكَ الحديثُ فِي استهلال الصبيّ إِذا وُلد لم يَرِثْ وَلم يُورَثْ حَتَّى يستهلَّ صَارِخًا، وَذَلِكَ أَنه يُسْتَدَلُّ على أَنه وُلِدَ حيّاً بِصَوْتِهِ؛ وَقَالَ ابْن أَحْمَر: يُهِلُّ بالفَرْقَدِ رُكْبَانُها كَمَا يُهِلُّ الرّاكِبُ المُعْتَمِرْ وَقَالَ اللَّيْث: قَالَ أَبُو الْخطاب: كل متكلّمٍ رافعٍ الصوتَ أَو خافضِه فَهُوَ مُهل ومُسْتَهِلّ؛ وَأنْشد: وأَلْفَيْتُ الخُصُومَ وَهُمْ لَدَيْهِ مُبَرْشِمَةً أَهلُّوا يَنْظُرونا قلت: وَالدَّلِيل على صِحَة مَا قَالَه أَبُو عبيد، وَحَكَاهُ عَن أَصْحَابه، قَول السَّاجِع عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين قضى فِي الْجَنِين الَّذِي أسقطته أمّه مَيتا بغُرَّة، فَقَالَ: أَرَأَيْت من لَا شَرِبَ وَلَا أَكَل، وَلَا صَاحَ فاستَهَلّ، مثل دَمه يُطَل، فَجعله مُسْتَهِلاًّ بصياحه عِنْد الْولادَة. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للبعير إدا استَقْوَس وحَنَى ظَهره والتزق بطنُه هُزَالاً، وإحناقاً: قد هُللَ الْبَعِير تهليلاً؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: إِذا ارفَضَّ أطرافُ السيَاطِ وهُللَتْ جُرُومُ المَطَايا عذَّبَتْهُنّ صَيْدَحُ وَمعنى هُللت؛ أَي: انحنت حَتَّى كأنّها الأَهِلّة دِقة وضُمْراً. وَقَالَ اللَّيْث: الهَلَلُ: الفَزَعُ. يُقَال: حَمَل فِي هَلَل، إِنْ ضرب قِرْنه. وَيُقَال: أحجم عنّا هَلَلاً؛ قَالَه أَبُو زيد. وَقَالَ: مَاتَ فلَان هَلَلاً ووَهَلاً؛ أَي: فَرَقاً. وَقَالَ أَبُو عبيد: التهليل: النُّكُوص؛ وَقَالَ كَعْب بن زُهَيْر: وَمَا بِهِمْ عَنْ حِياضِ الموتِ تَهْلِيلُ وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: لَيْسَ شَيْء أجرأَ من النمرِ. وَيُقَال: إِن الْأسد يُهلل ويكلّل، وَإِن النمر يُكَللُ وَلَا يُهَللُ. قَالَ: والمهلّل: الَّذِي يحمل على قِرْنه ثمَّ يجبن فينثني وَيرجع، يُقَال: حَمَلَ ثمَّ هلّل، والمكلل: الَّذِي يحمل فَلَا يرجع حَتَّى يَقع بِقرنه؛ وَقَالَ الرَّاعِي: قَوْمٌ على الإسلامِ لمّا يَمْنعَوا ماعُونَهُمْ ويُهلّلوا تَهْلِيلاً أَي: لما يُهَلَلّوا؛ أَي: لمّا يرجِعوا عمَّا هم عَلَيْهِ من الْإِسْلَام، من قَوْلهم: هَلّلَ عَن قِرْنه وكَلَّس. قلت: أَرَادَ لما يُضَيعوا شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا اللَّهُ، وَهُوَ رفع الصَّوْت بِالشَّهَادَةِ. هَذَا على قَول من رَوَاهُ (ويضيعوا التهليلا) . وَقَالَ اللَّيْثُ: التهليل: قَول لَا إِلَه إلاّ اللَّهُ، قلت: وَلَا

أَرَاهُ مأخوذاً إِلَّا مِنْ رفع قائِله بِهِ صوتَه. وَقيل: هُوَ مَأْخُوذ من حُرُوف لَا إِلَه إِلَّا اللَّهُ. قلت: وَهَذَا أَوْلَى بقول الرّاعي من التهليل بِمَعْنى النكوص إِذا رُوِيَ (ويضيّعوا التهليلا) . وَقَالَ اللَّيْث: الهِلاَل: الحيَّةُ الذَّكَر. قلت: الْهلَال، عِنْد الْعَرَب: الحيّة ذكرا كَانَ أَو غيرَ ذكرٍ، كَذَلِك قَالَ ابْن الْأَعرَابِي؛ وَأنْشد: فِي نَثْلَةٍ تَهْزَأُ بالنصال كأَنَّها من خِلَع الهِلالِ يصِفُ دِرْعاً، شبَّهها فِي صفائِها بِسَلْخِ الحيَّةِ. وهزؤها بالنصال: ردُّها إيّاها. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الهلالُ، أَيْضا: مَا يبْقى فِي الحوضِ من المَاء الصافي. قلت: وَقيل لَهُ هلالٌ، لأنّ الغدير إِذا امْتَلَأَ من المَاء اسْتَدَارَ، وَإِذا قَلَّ مَاؤُهُ صَار الماءُ فِي ناحِيَةٍ مِنْهُ فاستقْوَس. قَالَ: والهلال: الغُلام الحسنُ الوجهِ. وَيُقَال لِلرَّحَى: هِلَال، إِذا انْكَسَرت. وَقَالَ اللَّيْث: الهَلْهَل: السّمُّ الْقَاتِل، قلت: لَيْسَ كل سُمَ يكون قَاتلا يُسمى هَلْهَلاً، وَلَكِن الهَلْهَل ضربٌ من السمُوم بِعَيْنِه يَقْتُل من ذاق مِنْهُ، وإخاله هندياً. وَقَالَ اللَّيْث: الهَلْهلة: سخافة النسج. ثوبٌ مُهَلْهَلٌ. قَالَ: والمهلهَلة من الدروع: أرْدؤها. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر قَالَ: اللهَلَهُ والنّهْنَهُ: الثَّوْب الرَّقِيق النسجِ. وَقَالَ شمر: يُقَال ثوب مُلَهْلَهٌ ومهلهَلٌ ومنَهْنَهٌ؛ وَأنْشد: ومَدَّ قُصَيٌّ وأبْنَاؤُه عليكَ الظلاَلَ فَمَا هَلْهَلُوا وَقَالَ شمر فِي كتاب (السِّلَاح) : المُهلْهَلَةُ، من الدروع، قَالَ بَعضهم: هِيَ الحسنَةُ النَّسْج الرقيقة لَيست بصفيقة. قَالَ: وَيُقَال: هِيَ الواسعة الحَلَق. قَالَ: وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: ثوب لَهْلَهُ النسج؛ أَي: رقيقٌ لَيْسَ بكثيف. وَيُقَال: هلْهَلْتُ الطَّحِينَ: إِذا نخلته بِشَيْء سخيف، وَقَالَ أُميَّة: كَمَا تُذْرِي المُهَلْهِلَةُ الطَّحِينا وَقَالَ النَّابِغَة: أَتَاكَ بِقْولٍ لَهْلَهِ النَّسْجِ كَاذِبٍ وَلم يأْتِكَ الحقُّ الَّذِي هُوَ نَاصِعُ وَقَالَ اللَّيْث: الهُلاَهِلُ، من وصف المَاء: الكثيرُ الصَّافي. قَالَ: وَيُقَال أنهج الثَّوْب هلهالاً، وَأنْشد شمر قَول رؤبة: ومُخْفِقٍ من لَهْلَهٍ ولَهْلَهِ من مهمه يَجْتَبْنَهُ ومَهْمَهِ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: اللُّهلُه الْوَادي الْوَاسِع. وَقَالَ غَيره: اللَّهَالِهُ مَا اسْتَوَى من الأَرْض. وَقَالَ اللَّيْث: اللُّهلهُ الْمَكَان الَّذِي يضطرب فِيهِ السراب. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: اللَّهْلَهُ مَا اسْتَوَى من الأَرْض. وَقَالَ أَبُو نصر: أهالِيلُ الأمطار، لَا واحدَ لَهَا فِي قَول ابْن مقبل: وغَيْثٍ مَرِيعٍ لم يُجَدَّعْ نَبَاتُهُ وَلَتْهُ أهالِيلُ السماكَيْنِ مُعْشِب

وَقَالَ ابْن الأنباريّ: قَالَ أَبُو عِكْرِمَة الضَّبِّيّ: يُقَال: هَيْلَلَ الرجلُ: إِذا قَالَ لَا إِلَه إِلَّا اللَّهُ، وَقد أَخذنَا فِي الهَيْلَلَةِ: إِذا أَخذنَا فِي التَّهْلِيل. قَالَ أَبُو بكر: وَهُوَ مثل قولِهمْ حَوْلَقَ الرجل وحَوْقَلَ: إِذا قَالَ لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا باللَّهِ؛ وَأنْشد: فِدَاكَ من الأقوامِ كلُّ مُبَخَّل يُحَوْلِقُ إمّا سالَهُ العُرْفَ سائلُ قَالَ: وَقَالَ الْخَلِيل: حَيْعَلَ الرجل إِذا قَالَ: حيّ على الصَّلَاة، قَالَ: وَالْعرب تفعل هَكَذَا إِذا كثُر استعمالهم الْكَلِمَتَيْنِ ضمّوا بعضَ حُرُوف إِحْدَاهمَا إِلَى بَعْضِ حُرُوف الْأُخْرَى، قَوْلهم: لَا تُبَرْقِلْ علينا؛ والبَرْقلة: كَلَام لَا يتبعهُ فعل، مَأْخُوذ من البَرْقِ الَّذِي لَا مَطَر مَعَه. أَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس، أَنه قَالَ: الحوقلة والبسملة والسبحلة والهيللة، قَالَ هَذِه الأربعةُ جَاءَت هَكَذَا، قيل لَهُ: فالحمدَلةُ، فَقَالَ: لَا، وَأَنْكَرَه. ابْن بزرج: هَلال الْمَطَر وهِلالُه، وَمَا أَصَابَنَا هِلاَل وَلَا بِلال وَلَا طِلاَلٌ. قَالَ وَقَالُوا: الهِلَلُ للأمطار، وَاحِدهَا هِلَّةٌ؛ وَأنْشد: مِنْ مَنْعِجٍ جَادَتْ رَوَابِيهِ الهِلَلُ أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: انهلّت السَّمَاء: إِذا صبّت، واستهلّت: إِذا ارتفَع صوتُ وقعها، وَكَأن استهلال الصبيّ مِنْهُ. وَقَالَ أَعْرَابِي: مَا جاد فلَان لنا بهِلَّةٍ وَلَا بِلّة. وَيُقَال أهَلَّ السيفُ بفلان: إِذا قطع فِيهِ؛ وَقَالَ ابْن أَحْمَر: وَيْلُ أُم خِرْقٍ أَهَلَّ المَشْرَفِيُّ بِهِ عَلَى الهَبَاءَةِ لَا نِكْسٌ وَلَا وَرِعُ وهلال الْبَعِير: مَا استقْوَس مِنْهُ عِنْد ضُمْرِه؛ وَقَالَ ابْن هرمة: وَطَارِقِ همَ قد قَرَيْتُ هِلاَلَهُ يَخُبُّ إِذا اعْتَلَّ المَطِيُّ ويَرْسُمُ أَرَادَ أَنه قد فرَى الهمُّ الطارقُ سير هَذَا الْبَعِير؛ وَأما قَوْله: وليستْ لَهَا رِيحٌ وَلَكِن وَدِيقَةٌ يَظَلُّ بهَا السَّامي يُهِلُّ وَيَنْقَعُ فالسَّامي الَّذِي يطْلب الصَّيْد فِي الرمضاء، يلبس مِسْحَاتَيْهِ ويُثِيرُ الظباء من مَكانِسها، رَمِضَتْ تشقّقت أظلافها ويُدْرِكها السَّامِي فيأخذها بِيَدِهِ، وَجمعه السُّمَاةُ. وَقَالَ الباهليّ فِي قَوْله: يُهِل: هُوَ أَن يرفَع العطشانُ لِسَانه إِلَى لهاتِه فَيجمع الرِّيق؛ يُقَال جَاءَ فلَان يُهِلُّ من الْعَطش. والنقْعُ جمع الرِّيق تَحت اللِّسَان. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: يُقَال للحدَائِد الَّتِي تقم مَا بَين أحْنَاءِ الرّحال: أهِلَّة، وَاحِدهَا هِلَال. وَقَالَ غَيره هِلاَل النَّوْءِ: مَا استقْوَسَ مِنْهُ. وَقَالَ اللحيانيّ: هالَلْتُ الأَجِيرَ مهالَّةً وهِلاَلاً: إِذا استأجَرْته من الْهلَال إِلَى الْهلَال بِشَيْء مَعْلُوم. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: هَلْهَلْتُ أُدْرِكُه؛ أَي: كنتُ أدْركهُ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الهلْهَلَةُ: الِانْتِظَار والتأنّي. وَقَالَ الأصمعيّ فِي قَول حَرْمَلة بن حَكِيم: هَلْهِلْ بِكَعْبٍ بَعْدَما وقَعَتْ فوقَ الجَبِين بِسَاعدٍ فَعْمِ قَالَ: هَلْهِلْ بكعبٍ؛ أَي: أمهله بَعْدَمَا وَقعت بِهِ شَجَّةٌ على جَبينه. وَيُقَال: هَلْهَلَ

باب الهاء والنون

فلَان شِعْره: إِذا لم يُنَقحْه، وأرسله كَمَا حَضَره، وَكَذَلِكَ سمي الشاعرُ مهلهِلاً. وَقَالَ شمر: هلْهَلْتُ: تَلَبَّثتُ وتنظَّرْتُ قَالَ: وَسمي مهلهل مهلهلاً بقوله لزهير بن جَناب: لمّا توغَّلَ فِي الكُرَاعِ هَجِينُهُم هَلْهَلْتُ أثأَرُ جَابِراً أَو صِنْبِلا أَخْبرنِي بِهِ أَبُو بكر عَنهُ. وَيُقَال: أهَلَّت أَرض بِعَالمها: إِذا ذكرت بِهِ؛ وَقَالَ جرير: هَنِيئًا للمدينةِ إذْ أَهلَّتْ بأهلِ العِلْمِ أبدأ ثمَّ عادا وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال لنسج العنكبوت: الهَلَلُ والهَلْهَلُ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: هلَّ: إِذا فَرح، وهلّ: إِذا صَاح. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: هَلَّ يَهُل: إِذا فَرح، وهلَّ يَهِلُّ: إِذا صَاح. وَبَنُو هِلَال: قَبيلَة من الْعَرَب. (بَاب الْهَاء وَالنُّون) (هـ ن) (هن، نه: مستعملان) . هن: قَالَ اللَّيْث: هَنٌ: كلمة يُكْنَى بهَا عَن اسْم الْإِنْسَان، كَقَوْلِك أَتَانِي هَنٌ، وأتَتْنِي هَنَهْ، النُّون مَفْتُوحَة فِي هَنَهْ، إِذا وقفت عِنْدهَا لظُهُور الْهَاء، فَإِذا أدرجتها فِي كَلَام تصلها بِهِ سكَّنتَ النُّون، لِأَنَّهَا بُنِيَتْ فِي الأَصْل على التسكين، فَإِذا ذهبت الْهَاء وَجَاءَت التَّاء حسن تسكين النُّون مَعَ التَّاء؛ كَقَوْلِك: رَأَيْت هَنْتَ مقبلةً، لم تصرفها لِأَنَّهَا اسْم معرفَة للمؤنث. وهاء التَّأْنِيث إِذا سكّن مَا قبلهَا صَارَت تَاءً مَعَ ألف الْفَتْح؛ لِأَن الْهَاء تظهر مَعهَا، لِأَنَّهَا بُنِيَتْ على إِظْهَار صرف فِيهَا، فَهِيَ بِمَنْزِلَة الْفَتْح الَّذِي قبله؛ كَقَوْلِك: الْقَنَاة، الْحَيَاة. وهاءُ التَّأْنِيث أَصْلُ بنائها من التَّاء، وَلَكنهُمْ فرّقوا بَين تَأْنِيث الْفِعْل وتأنيث الِاسْم، فَقَالُوا فِي الْفِعْل: فَعَلَتْ، فَلَمَّا جعلوها اسْما قَالُوا: فعلة، وَإِنَّمَا وقفُوا عِنْد هَذِه التاءِ بِالْهَاءِ من بَين سَائِر الْحُرُوف لِأَن الْهَاء ألْيَنُ الْحُرُوف الصِّحَاح، وَالتَّاء من الْحُرُوف الصِّحَاح، فَجعلُوا الْبَدَل صَحِيحا مثلهَا، وَلم يكن فِي الْحُرُوف حرفٌ أهَشُّ من الْهَاء، لأنّ الْهَاء نَفَسٌ، قَالَ: وَأما هَنْ فَمن الْعَرَب من يُسَكن، يَجعله كقَدْ وبَلْ، فَيَقُول: دخلت على هَنْ يَا فَتى، وَمِنْهُم من يَقُول: هَنٌ، فيجريها مجْراهَا، والتنوين فِيهَا أحسن؛ قَالَ رؤبة: إِذْ مِنْ هَنٍ قَوْلٌ وقَوْلٌ مِنْ هَنِ وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: كل اسْم على حَرْفَين فقد حُذِفَ مِنْهُ حَرْفٌ. قَالَ: والهَنُ: اسْم على حرفين مثل الحِرِ على حرفين. قَالَ وَمن النَّحْوِيين من يَقُول: المحذوفُ من الهَنِ والهَنَةِ الواوُ، كأنّ أَصله هَنَوٌ، وتصغيره هُنَيٌّ، لمَّا صغرته حرّكت ثَانِيه ففتحته، وجعلْتَ حُرُوفه ياَء التصغير، ثمَّ رَدَدْتَ الواوَ المحذوفة، فَقلت: هُنَيْوٌ، ثمَّ أدغمت يَاء التصغير فِي الْوَاو فجعلْتَها يَاء مُشَدَّدة، كَمَا قُلْنَا فِي أَبٍ وأَخٍ إِنَّه حذف مِنْهُمَا الْوَاو، وأصلهما أخَوٌ وأبَوٌ. قَالَ: وَمن النَّحْوِيين

من يَقُول: هَذَا هنوك، للْوَاحِد فِي الرّفْع، وَرَأَيْت هُنَاكَ، فِي النصب، ومررت بهنيك، فِي مَوضِع الْخَفْض، مثل رَأَيْت أَخَاك وَهَذَا أَخُوك، ومررت بأخيك، وَرَأَيْت أَبَاك، ومررت بأبيك، وَهَذَا أَبوك، وَرَأَيْت فَاك، وَهَذَا فوك، وَنظرت إِلَى فِيك، وَمثلهَا رَأَيْت حماك، ومررت بحميك، وَهَذَا حموك. قَالَ: وَمن النَّحْوِيين من يَقُول أصل هَنٍ هَنٌّ، وَإِذا صغّر، قيل هُنَيْنٌ؛ وَأنْشد: يَا قَاتَلَ اللَّهُ صِبْياناً تَجِيءُ بِهِمْ أُمُّ الهُنَيْنَيْنِ مِنْ زندٍ لَهَا واري وأَحَدُ الهُنَينين هُنَين، وتكبير تصغيره هَنٌّ، ثمَّ يُخَفف فَيُقَال: هَنٌ. قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: وَهَنٌ: كِنَايَة عَن الشَّيْء يُستفحش ذكره، تَقول: لَهَا هَنٌ؛ تُرِيدُ: لَهَا حِرٌ؛ كَمَا قَالَ الْعمانِي: لَهَا هَنٌ مُسْتَهْدَفُ الأركَانِ أَقْمَرُ تَطْلِيِهِ بِزَعْفَرَانِ كأنَّ فِيهِ فِلَقَ الرُّمَّانِ فكنَّى عَن الحِرِ بالَهنِ، فافهمه. قلت: وأهمل اللَّيْث حروفاً من مضاعف هن، فَلم يذكر مِنْهَا شَيْئا؛ فَمِنْهَا مَا أَقْرَأَنِي الإياديّ عَن شمر لأبي عبيد عَن الأصمعيّ، قَالَ: الهُنَانَةُ: الشحمة. قَالَ: وَقَالَ شمر: يُقَال: مَا بالبعير هُنانة؛ أَي: مَا بِهِ طِرْقٌ؛ وَأنْشد قَول الفرزدق: أَيُفَاتشُونَكَ والعِظَامُ رقيقةٌ والمُخُّ مُمْتَخَرُ الهُنَانَةِ رارُ قَالَ شمر: وَسمعت أَبَا حَاتِم يَقُول: حضرت الأصمعيّ، وَسَأَلَهُ إِنْسَان عَن قَوْله: مَا ببعيري هَانّة وهُنانة، فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ هُتَاتة بتاءين. قَالَ أَبُو حَاتِم، فَقلت: إِنَّمَا هُوَ هانَّة وهُنَانَةٌ، وبجنبه أَعْرَابِي، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: مَا الهُتاتة؟ فَقَالَ: لعلّك تُرِيدُ الهُنَانَة، فَرجع إِلَى الصَّوَاب، قلت: وَهَكَذَا سمعته من الْعَرَب، الهُنانة بالنُّون، للشحم. وَقَالَ غَيره: يُقَال: هَنَّ وحَنَّ وأَنَّ؛ وَهُوَ: الهَنِينُ والحَنِينُ والأَنِينُ، قريب بعضُها من بعض؛ وَأنْشد: لَمَّا رأى الدَّارَ خَلاءً هَنَّا بِمَعْنى حنّ؛ أَي: بَكَى، يُقَال: هَنَّ الرجل يهن: إِذا بَكَى؛ أَي: حن، أَو أنّ، وَيُقَال: الحنين أرفع من الأنين؛ وَقَالَ الآخَرُ: لَا تَنْكِحْنَ أبدا هَنّانَهْ عُجَيزاً كأنَّها شَيْطَانَهْ يُرِيد بالهنَّانة الَّتِي تبْكي وتَئِنّ. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: يُقَال: اجْلِس هَهُنَا؛ أَي: قَرِيبا، وتنحَّ هَهُنَا؛ أَي: أبعد قَلِيلا. قَالَ: وهَهُنَّا أَيْضا، تَقوله قيس وَتَمِيم: قلت: وَسمعت جمَاعَة من قيس يَقُولُونَ: اذْهَبْ هاهُنَّا، بِفَتْح الْهَاء، وَلم أسمَعْها بِالْكَسْرِ من أحد؛ أنْشد ابْن السّكيت: حنَّتْ نَوَارُ ولاتَ هَنَّا حَنَّتِ وَبَدا الَّذِي كَانَت نوارُ أَحنَّتِ أَي: لَيْسَ هَا هُنَا موضعُ حَنِينٍ، وَلَا فِي موضعِ الحنين حنَّتْ؛ وَأنْشد لبَعض الرّجاز:

باب الهاء والفاء

لما رأيْتُ مَحْمِلَيها هَنّا مُحَذرين كِدْتُ أَن أُجَنَّا قَوْله: هَنّا؛ أَي: هَا هُنَا، يغلط بِهِ فِي هَذَا الْموضع. سلمةُ عَن الفرّاء قَالَ: من أمثالهم: (هَنَّا وهَنَّا عَن جمال وَعْوعَهْ) ، قَالَ هَذَا مثل، كَمَا تَقول: كلُّ شَيْءٍ وَلَا وجَعُ الرَّأْس، وكل شَيْء وَلَا سيفُ فراشةَ. قَالَ أَبُو المفضّل، وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: تَقول الْعَرَب: هَنَّا وهنَّا عَن جمال وَعْوعَهْ، يَقُول: إِذا سَلِمْتُ أَو سلم فلَان لم أكترث لغيره. قَالَ: وَالْعرب تَقول إِذا أردْت الْبعد: هَنّا وَهَا هَنّا وَها هَنَّاك. وَإِذا أردْت الْقرب، قلت: هُنَا وَهَا هُنَا، وَتقول للرجل الحبيب: هَا هُنَا وَهنا؛ أَي: اقْترب وادْنُ، وَفِي ضِدّه للبغيض: هَا هَنّا وهَنّا؛ أَي: تنحَّ بَعيدا؛ وَقَالَ الحطيئة يُخَاطب أمّه: فها هَنّا اقعدي عني بَعيدا أراح اللَّهُ منْكِ العالمينا وَقَالَ ذُو الرُّمَّة يذكر مفازة بعيدَة الأرجاء: هَنّا وهَنّا وَمِنْ هَنّا لَهُنَّ بهَا ذاتَ الشمائلِ والأيمان هَيْنُومُ وَقَالَ شمر: أنشدنا ابْن الأعرابيّ للعجّاج: وكانتِ الحياةُ حِين حيّت وذِكْرُها هَنَّتْ فلاتَ هَنَّتِ قَالَ: أَرَادَ هَنَّا وهَنَّه، فصيّره هَاء للْوَقْف، فلَان هنت؛ أَي: لَيْسَ ذَا موضِعَ ذَاك وَلَا حينَه؛ وَمِنْه قَول الْأَعْشَى: لاتَ هَنَّا ذِكْرَى جُبَيْرَةَ أم مَنْ جاءَ مِنها بِطَائِفِ الأَهوالِ وَرَوَاهُ ابْن السّكيت (وَكَانَت الْحَيَاة حِين حُبَّت) يَقُول وَكَانَت الْحَيَاة حِين يُحَبّ، وذِكْرُها هَنَّت، يَقُول: وَذكر الحياةَ هُناك وَلَا هُناك؛ أَي: لِلْيأْس من الْحَيَاة. وَقَالَ: وتمدح رَجُلاً بالعطاء هَنَّا وهَنَّا وعَلى المَسْجُوح، أَي: يُعطي عَن يَمِين وشمال وعَلى المسجوح؛ أَي: على القَصْد؛ وَقَالَ ابْن أَحْمَر: ثمَّ ارتمينا بقولٍ بينَنَا دُوَلٍ بَين الهَنَاتَيْنِ لَا جِدًّا ولاَ لَعِبَا يُرِيد؛ هُنَّ وهُنَّ، ودول مرّة مِنّي وَمرَّة مِنْها، وَتَمام تَفْسِير لات هَنَّا فِي معتل الْهَاء، لِأَن الْأَقْرَب عِنْدِي أَنه من المعتل. نَهْ: قَالَ اللَّيْث وَغَيره: النَّهْنَهَةُ: الكفّ. تَقول: نَهْنَهْتُ فلَانا: إِذا زجرَته؛ وَأنْشد: نَهْنِهْ دُمُوعَكَ إِنَّ مَنْ يَغْتَرُّ بالحَدَثَانِ عَاجِز قلت: وَالْأَقْرَب فِيهِ أَن أصل نَهْنه النَّهْيُ، فكرر على حد المضاعف. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: النَّهْنَهُ والنَّهْلَهْ: الرَّقِيق النسج. (بَاب الْهَاء وَالْفَاء) (هـ ف) هف، فه: مستعملان. هَفّ: فِي (النَّوَادِر) : تَقول الْعَرَب: مَا أَحْسَنَ هِفَّةَ الورَق ورِقَّتَه، وَهِي إِبْرِدَتُه، وظِلٌّ هَفْهَافٌ: بَارِد. وَقَالَ اللَّيْث: الهَفِيفُ: سرعَة السّير؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: إِذا مَا نعسنا نَعْسَةً قُلْتُ: غَننا بِخَرْقاءَ، وارْفَعْ من هَفِيفِ الرَّوَاحِلِ

قَالَ: وَقد هفَّ يَهِف هَفِيفاً. قَالَ وَمَوْضِع من البَطِيحةِ كثير القَصْبَاء فِيهِ مُخْتَرَق للسُّفُن يُقَال لَهُ: زُقاق الهَفَّةِ. وَيُقَال لِلْجَارِيَةِ الهيفاءِ: مُهَفّفَةٌ ومُهَفْهَفَةٌ؛ وَهِي: الخَمِيصةُ البطنِ، الدقيقة الخَصْر؛ وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: مُهَفْهَفَةٌ بَيْضَاء غَيْرُ مُفَاضَةٍ ورُوي عَن عَليّ رَضِي اللَّهُ عَنهُ أَنه قَالَ فِي تَفْسِير قَول اللَّهِ جلّ وعزّ: {أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ} (البَقَرَة: 248) قَالَ: لَهَا وجهٌ كوجْهِ الْإِنْسَان، وَهِي بعدُ ريحٌ هفّافة، يُقَال ريح هفَّافَةٌ؛ أَي: سريعة المَر فِي هبوبها، وَجَنَاح هفَّافٌ: خفيفُ الطيران؛ وَقَالَ ابْن أَحْمَر يصف الظليم: ويَلْحَفُهُنَّ هفَّافاً ثَخِينَا أَي: يُلبسهن جنَاحا، وَجعله ثَخيناً لترَاكُب الريش. وَرجل هَفَّافُ الْقَمِيص: إِذا نُعِتَ بالخفّة؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّة فِي لغْزيَّاتِه: وأَبْيَضَ هَفَّافِ القَميصِ أَخَذْتُهُ فجِئْتُ بهِ للقَومِ مُغْتصَباً قَسْرَاً أَرَادَ بالأبيض قلباً تغشَّاه شحْمٌ أَبيض، وقميص الْقلب: غِشاؤُه من الشَّحْم، وَجعله هفَّافاً لرقته. وَيُقَال: شُهْدَةٌ هِفَّةٌ: لَيْسَ فِيهَا عسل، وَغَيْمٌ هِفٌّ: لَا مَاءَ فِيهِ؛ وَأما قَول مُزَاحم: كَبَيْضَةِ أُدْحِيَ بِوعْسِ خَمِيلَةٍ يُهَفْهِفُهَا هَيْقٌ بِجُؤْشُوشِهِ صَعْلُ فَمَعْنَى يُهفهفها؛ أَي: يُحَركُها ويَدْفَعُها لتُفْرِخَ عَن الرَّأْل. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الهَفُّ: الهَازِبَا، واحدته هَفَّةُ، قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: هُوَ الهِفُّ، بِالْكَسْرِ، وَقَالَ عمَارَة: يُقَال للهَف: الحُسَاسُ. والهازِبَا: جِنْسٌ من السّمك مَعْرُوف. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: هَفْهَفَ الرجل: إِذا كَانَ مَمْشوق الْبدن، كأنَّه غُصْنٌ يميد. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: اليَهْفُوف: الحديدُ القلبِ. واليأْفُوفُ: الْخَفِيف السَّرِيع. قَالَ: وَقَالَ الفرَّاء: اليَهْفُوفُ: الأحمق. قلت: وكلّه من الخِفَّة. فهّ: قَالَ اللَّيْث: الفَهُّ: الرجل العَييُّ عَن حجَّته، وَامْرَأَة فهَّةٌ. وَقد فهِهْتَ يَا رجل تَفَهُّ. وَرجل فَهٌّ فَهيهٌ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد قَالَ: الفَهُّ: العَيِيُّ الكليلُ اللِّسَان؛ يُقَال مِنْهُ: جئتُ لحاجةٍ فأفهَّنِي عَنْهَا فلَان حَتَّى فُهِهْتُ: إِذا نسَّاكها. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: أفهَّني عَن حَاجَتي حَتَّى فَهِهْتُ فَههَاً؛ أَي: شغَلني عَنْهَا حَتَّى نسيتُها. قَالَ: وفَهْفَهَ الرجلُ: إِذا سقط من مرتبَة عاليةٍ إِلَى سُفْلٍ. وَفِي حَدِيث أبي عُبَيْدَة بن الجرّاح أَنه قَالَ لعمر حِين قَالَ لَهُ: ابسُط يدك أُبَايِعْك: مَا رَأَيْت مِنْك فَهَّةً فِي الْإِسْلَام قَبْلَها، أتبايعني وَفِيكُمْ الصدّيقُ ثانِيَ اثْنَيْنِ؟ قَالَ أَبُو عبيد: الفَهَّة: مثل السَّقْطَةِ والجَهْلَةِ. وَرجل فَهٌّ وفَهِيهٌ؛ وَأنْشد: فَلم تَلْقَنِي فَهًّا ولَمْ تُلْفِ حُجَّتِي مُلَجْلَجةً أبغي لَهَا من يُقِيمُها وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن شُمَيْل: فَهَّ الرجلُ فِي خُطْبته وحجَّتِه: إِذا لم يَبْلُغْ فِيهَا وَلم يُشِفها. وَقد فهِهْتَ فِي خطبتك فَهَاهَةً. قَالَ: وأتيت فلَانا فبيَّنْتُ لَهُ أَمْرِي كُله إلاَّ شَيْئاً فَإِنِّي فهِهْتُه؛ أَي: نسيتهُ.

باب الهاء والباء

(بَاب الْهَاء وَالْبَاء) (هـ ب) هَب، بِهِ: (مستعملان) . هَب: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: هَبَّت الرّيح تَهب هُبُوباً، والنائم يَهُبُّ هَبًّا. وَالسيف يَهُبُّ؛ إِذا هُزَّ، هَبَّةً. قَالَ: والتيس يَهِبُّ هَبِيباً للسفاد، والنَّاقَةُ تهِب هِباباً. وَقَالَ الأصمعيّ: هبَّت الرّيح تَهُبُّ هُبُوباً وهَبِيباً. وهبّ النَّائِم يَهُب هُبُوباً. وهب التَّيْسُ يَهِب هِباباً: إِذا هاج. وهبَّ السيفُ هَبَّةً: إِذا قَطَع، وإنَّه لذُو هَبَّةٍ: إِذا كَانَت لَهُ وقْعَةٌ شَدِيدَة. يُقَال: احذَرْ هَبَّةَ السَّيْف. وثَوْبٌ هَبَايِبُ وخَبَايِبُ، بِلَا همز فيهمَا: إِذا كَانَ متقطّعاً. والهِبابُ: النَّشَاط. وَقَالَ شمر: هَبَّ السيفُ: قَطَع. وأهبَبْتُ السيفَ: إِذا هزَزْتَه، فاهْتَبَّه وهَبَّهُ: إِذا قطعه. قَالَ: وهبَبْتُ الثوبَ: حزقته، فتهبّب؛ أَي: تخرّق. وثوب أَهْبَابٌ؛ أَي: قِطَعٌ؛ وَقَالَ أَبُو زُبَيْدٍ: على جَنَاجِنِه مِنْ ثَوْبِه هِبَبٌ أَبُو عُبَيْدَة عَن يُونُس يُقَال: هَبّ فلانٌ حِيناً، ثمَّ قَدِم؛ أَي: غَابَ دهْراً، ثمَّ قَدِم. وَأَيْنَ هبَبْتَ عنّا؟ أَي: غِبْتَ عنّا. أَبُو زيد: غَنِينا بذلك هَبَّةً من الدَّهْر؛ أَي: حِقْبَةً. وروى النَّضر بن شُمَيْل حَدِيثا، بِإِسْنَاد لَهُ عَن رَغْبانَ، قَالَ: لقد رأَيْتُ أصحابَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَهُبُّون إِلَيْهِمَا، كَمَا يَهُبُّونَ إِلَى الْمَكْتُوبَة؛ يَعْنِي الرَّكْعتَيْن قبْل الْمغرب. قَالَ النَّضر: قَوْله يَهُبُّون إِلَيْهِمَا؛ أَي: يَسْعَوْن. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: هَبَّ فلانٌ: إِذا نُبهَ، وهَبَّ: إِذا انْهزَمَ. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: هَبْهَبَ: إِذا زجر، وهَبْهبَ: إِذا ذَبَح، وهبْهَبَ: إِذا انْتَبَه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الهَبْهبِيُّ: القَصَّاب؛ قَالَ الأخطل: على أَنَّها تَهدِي المَطِيَّ إِذا عَوَى من الليلِ مَمْشُوقُ الذّرَاعينِ هَبْهَبُ أَرَادَ بِهِ: الخفيفَ من الذئاب. وناقةٌ هَبْهَبِيَّة: سريعة خَفِيفَة؛ قَالَ ابْن أَحْمَر: تَمَاثِيلَ قِرْطاسٍ على هَبْهَبيَّةٍ جلا الكُورُ عَن لَحْمٍ لَهَا مُتَخَددِ قَالَ: أَرَادَ بالتماثيل كُتباً يكتبونها. وَقَالَ اللَّيْث: هَبْهَبَ السرابُ هَبْهَبَةً: إِذا ترقرق. قَالَ: والهَبْهَابُ: اسْم من أَسمَاء السَّرَابِ. قَالَ: ولُعْبةٌ لصبيان الْأَعْرَاب يسمونها: الهَبهَاب. قَالَ: والهَبْهَبِيُّ: تَيْسُ الْغنم، وَيُقَال: بَلْ رَاعِيها؛ وَأنْشد: كأنَّهُ هَبْهَبيُّ نامَ عَنْ غَنَمٍ مُسْتَأْوِرٌ فِي سَوَادِ الليلِ مَذْءُوبُ بِهِ: عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: بَهَّ: إِذا نَبُلَ وَزَاد فِي جاهه ومنزلته عِنْد السُّلْطَان. وهَبَّ: إِذا انْتَبه. وَقَالَ ابْن المظفر: البَهْبَهُ: من هدير الْفَحْل؛ وَأنْشد: برَجْسِ بَعْبَاعِ الهَدِير البَهْبَهِ وَيُقَال للأبَح: أبَهُّ. وَقَالَ ابْن السّكيت: قَالَ الأصمعيّ: بَخْ بَخْ، وبَهْ بَهْ للشَّيْء يُتَعَجَّبُ مِنْهُ؛ وَأنْشد: مَنْ عزَانَي قَالَ: بَهْ بَهْ سِنْخُ ذَا أَكْرَمُ أَصْلِ

باب الهاء والميم

شمر: قَالَ المفضّل الضَّبيّ: يُقَال إِن حوله من الْأَصْوَات البَهْبَه؛ أَي: الْكثير؛ قَالَ رؤبة: برَجْسِ بَخْبَاخ الهَدِيرِ البَهْبَهِ قَالَ: وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: فِي هديره بَهْبَهٌ وبَخْبَخٌ. وَالْبَعِير يُبَهْبِهُ فِي هديره. وَقَالَ غَيره: يُقَال للشَّيْء إِذا عُظم: بَخْبَخٌ وبَهْبَهٌ. (بَاب الْهَاء وَالْمِيم) (هـ ك) هم، مَه: (مستعملان) . هم: قَالَ اللَّيْث: الهَمُّ: مَا هَمَمْت بِهِ من أَمر فِي نَفسك. تَقول: أهمَّنِي الْأَمر. والمُهِمَّاتُ من الْأُمُور: الشدائِد. قَالَ: والهَمُّ: الحُزْن. والهِمَّةُ: مَا همَمْتَ بِهِ من أَمر لتفعله. وَتقول: إنَّه لعَظيم الهِمَّة، وإنّه لصغير الهِمّة. قَالَ: والهُمَامُ: من أَسمَاء الْمُلُوك لِعظَم هِمَّتِه. وَتقول: لَا يَكَادُ ولاَ يَهمُّ كَوْداً ولاَ هَمًّا وَلَا مَهَمّةً وَلَا مَكَادَةً. قَالَ: والهَمِيمُ: دَبِيب هَوَام الأَرْض. والهوامُّ: مَا كَانَ من خَشَاش الأَرْض، نَحْو العَقارب وَمَا أشبههَا، الْوَاحِدَة هَامَّةٌ؛ لِأَنَّهَا تَهُمّ أَنْ تَدِبّ. وروى سُفْيان عَن مَنْصُور عَن المِنْهال بن عَمْرو عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ يُعَوذُ الْحسن والحسينَ: أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَات الله التامَّةِ، من شَرّ كُلّ شيطانٍ وهَامَّة، وَمن شرّ كلّ عينٍ لامَّة. وَيَقُول: هَكَذَا كَانَ إبراهيمُ يعوذ إِسْمَاعِيل وَإِسْحَاق صَلى اللَّهُ وسلّم عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ. قَالَ شمر: الهَامَّةُ، واحدةُ الهَوام، والهوامُّ: الحيَّاتُ، وكلُّ ذِي سم يقتلُ سمُّه. وَأما مَا لَا يَقْتُل ويَسُمّ فَهِيَ السَّوامُّ، مشدَّدةَ الْمِيم، لِأَنَّهَا تَسُمّ وَلَا تبلغُ أَن تقتلَ، مثل الزنبورِ والعقربِ وأشباهِها. قَالَ: وَمِنْهَا القَوَامُّ، وَهِي أَمْثَال القنافد والفأر واليرابيع والخَنَافِس، فَهَذِهِ قَوَامُّ، وَلَيْسَت بهوامَّ وَلَا سَوَامَّ. والواحدة من هَذَا كُله هامّةٌ وسامّة وقامَّة. قلت: وَتَقَع الهامّة على غير ذَوَات السم الْقَاتِل. أَلا ترى أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لكعب بن عُجْرَة: (أَيُؤْذِيك هوامُّ رَأسك) ؟ أَرَادَ بهَا القملَ، وسمّاها هوامّ، لِأَنَّهَا تَدِبُّ فِي الرَّأْس والجسد، وتهُمُّ مثلُه. وَيُقَال مَا رَأَيْت هامّةً أكرمَ من هَذِه الدابَّة، يَعْنِي: الْفرس. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: هَمّ: إِذا أُغْلِيَ. وهَمّ: إِذا غَلَى. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْعَبَّاس ثَعْلَب: أَنَّه سُئِلَ عَن قَول اللَّهِ جلّ وعزّ: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} (يُوسُف: 24) ، فَقَالَ: همَّتْ زَلِيخَا بالمعصية مُصِرَّةً على ذَلِك، وهمَّ يوسفُ بالمعصية وَلم يَأْتِها وَلم يُصِرَّ عَلَيْهَا، فَبين الهَمَّتين فرقٌ. وَقَالَ ابْن بُزُرْج: الهامّةُ: الحيَّة، والسامَّة: العقربُ. يُقَال للحية قد همّت الرجلَ، وللعقربِ قد سمّتْه. وَقَالَ اللَّيْث: الانْهِمَامُ: الانهضام فِي ذوبان الشَّيْء واسترخائه بعد جُمودِه وصلابَتِه، مثلُ الثَّلج إِذا ذاب تَقول: قد انْهَمّ، وانهمَّت الْبُقُول: إِذا طُبِخَت فِي القِدْر. قَالَ: والهَامُومُ، من الشَّحْم: كثيرُ الإهَالَةِ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الهَامُومُ: مَا يسيل من الشَّحْمَة إِذا شُوِيَتْ، وكل شَيْء ذائبٍ يُسمى هَامُوماً؛ وَأنْشد:

وانْهمَّ هامُومُ السَّدِيفِ الواري قَالَ: وَيُقَال: هَمَّك مَا أَهَمَّك: أَي: أَذَابَكَ مَا أَذَابك. وَيُقَال: أَهَمَّك مَا أقْلَقَك. وهمّت الشمسُ الثلجَ: أذَابَتْه. قَالَ وَيُقَال: مَا رَأَيْت هامّةً قطُّ أكرَم مِنْهُ، الميمُ مشدّدة، يُقَال هَذَا للبعيرِ وللفرَسِ، وَلَا يُقَال لغَيْرِهِمَا. وَقَالَ أَبُو عبيد فِي بَاب قلَّة اهتمام الرجل بشأن صَاحبه: هَمُّك مَا همَّك، وَيُقَال: هَمُّكَ مَا أَهَمَّك. جعل مَا نَفْياً فِي قَوْله: مَا أهَمّك؛ أَي: لم يُهِمَّك. وَيُقَال: معنى مَا أهَمَّك؟ أَي: مَا أحْزَنَك؟ وَقيل: مَا أَقْلَقَك؟ وَقَالَ ابْن السّكيت: الهمُّ، من الحُزْنِ. والهمُّ مصدر هَمَّ الشحمَ يَهُمُّه هَمًّا: إِذا أذابه؛ وَأنْشد: يُهَمُّ فِيهِ القومُ هَمَّ الحَم والهَمُّ، مصدر: هَمَمْتُ بالشَّيْء هَمًّا. والهِمُّ: الشَّيْخ الْبَالِي؛ وَأنْشد: وَمَا أَنا بالهِم الكبيرِ وَلَا الطفْلِ أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال: هِمَّ لنَفسك وَلَا تَهِمَّ لهَؤُلَاء؛ أَي: اطلب لَهَا واحفَلْ. سَلمَة عَن الفرّاء: ذهبت أَتَهَمَّمُهُ: أنظر أَيْن هُوَ؟ وَقَالَ أَبُو عبيد عَن الفرّاء: ذهبْتُ أتهمَّمُهُ؛ أَي: أطلبه. وَقَالَ أَبُو عبيد: التَّهمِيمُ: الْمَطَر الضَّعِيف؛ وَمِنْه قَول ذِي الرُّمَّة: من لَفْحِ سَارِيَةٍ لَوْثَاءَ تَهْمِيمُ ابْن السّكيت عَن أبي عَمْرو: الهَمِيمَةُ من الْمَطَر: الشَّيْء الهيّن. وهُمَامُ الثَّلج: مَا سَالَ من مائِه، إِذا ذاب، وَقَالَ أَبُو وجزة: نواصح بَين حَمَّاوَيْنِ أَحْصَنَتَا مُمنَّعاً كهُمَامِ الَّثلْجِ بالضَّرَبِ أَرَادَ بالنَّواصحِ: الثَّنَايا البيضَ. وَيُقَال: هَمَامِ بِكَذَا؛ أَي: هُمَّ بِهِ، مثل نَزَالِ. أَبُو عبيد عَن الأَمويّ: يُقَال: لَا هَمَامِ؛ أَي: لَا أَهُمُّ، وَقَالَ الْكُمَيْت: عادِلاً غيرَهم من النَّاس طُرَّا بِهِم لَا هَمَامِ لي لَا هَمَامِ وَيُقَال: هَمَّ اللبنَ فِي الصحن: إِذا حلبه. وانهَمَّ العَرَق من جَبينه: إِذا سَالَ. وَقَالَ اللحياني: سَمِعت أعرابيًّا من بني عَامر يَقُول: نقُول إِذا قِيلَ لنا: أبَقِيَ عنْدكُمْ شيءٌ؟ فَنَقُول: هَمْهَامِ يَا هَذَا؛ أَي: لم يَبْقَ شيءٌ. وَقَالَ العامري: قلت لبَعْضهِم: أُبْقِي عنْدكُمْ شَيْء؟ قَالُوا: هَمْهَامِ وحَمْحَامِ ومَحْمَاحِ وبَحْبَاحِ؛ أَي: لم يبْق شَيْء؛ وَأنْشد: أَوْلَمْتَ ياخِنَّوْتُ شَرَّ إيلامْ فِي يومِ نَحْسٍ ذِي عَجْاجٍ مِظْلاَمْ مَا كَانَ إِلاّ كاصْطِفان الأقدامْ حَتَّى أتيناهم فَقَالُوا: هَمْهَامْ أَي: لم يبْق شَيْء. وَقَالَ اللَّيْث: الهَمْهَمَةُ: تردُّدُ الزئير فِي الصَّدْر من الهمّ والحُزْن. والهَمْهَمَةُ: نحوُ أصواتِ الْبَقر والفِيَلة وأشباهِ ذَلِك. وَيُقَال للقصب إِذا هزته الرّيح: إِنَّه لَهُمْهُومٌ. وَيُقَال للحمار إِذا ردّد نَهِيقَه فِي صَدره: إِنَّه لَهَمْهيمٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّة: خَلَّى لَهَا سِرْب أُولاَها وهيَّجَهَا مِنْ خَلْفِها لاحِقُ الصُّقْلَيْن هِمْهِيمُ

وهَمْهَمَ الرّعْدُ: إِذا سمعتَ لَهُ دوِيًّا. وهَمْهَم الْأسد، وهَمْهَمَ الرجلُ: إِذا لم يَبِن كَلاَمُه. وَفِي حَدِيث مَرْفُوع (أحب الْأَسْمَاء إِلَى اللَّهِ عبد اللَّهِ وهَمَّامٌ) ، لِأَنَّهُ مَا من أحد إِلَّا ويَهُمُّ بِأَمْر من الْأُمُور: رشد أَوْ غَوَى. وَيُقَال: هُوَ يَتَهَمّمُ رأسَه؛ أَي: يَفْلِيه؛ وَقَالَ الرَّاعِي، فِي الهَمَاهِمِ، بِمَعْنى الهموم: طَرَفاً فتِلكَ هَمَاهِمِي أَقْرِيهِما قُلُصاً لَوَاقِحَ كالقِسِي وحُولاَ عَمْرو عَن أَبِيه: الهَمُوم: النَّاقة الْحَسَنَة المِشْيَةِ، والقِرْوَاحُ الَّتِي تَعَافُ الشّرْب مَعَ الْكِبَار، فَإِذا جَاءَ الدَّهْدَاهُ شرِبَتْ مَعَهُنّ. مَه: قَالَ اللَّيْث: المَهْمَهُ: الخَرْقُ الأملس الْوَاسِع. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: المَهْمَهُ: الفلاة بِعَينهَا، لَا ماءَ بهَا وَلَا أَنِيس. وَأَرْض مَهَامِهُ: بعيدَة. وَقيل: المَهْمَهُ: الْبَلَد المُقْفِرُ، وَيُقَال: مَهْمَهَةٌ؛ وَأنْشد: فِي شبهِ مَهْمَهةٍ كأَنَّ صُوَيَّها أَيْدِي مُخالِعةٍ تَكُفُّ وتَنْهَدُ وَقَالَ اللَّيْث: مَهْ: زجْرٌ وَنهي. وَتقول: مَهْمَهْتُ؛ أَي: قلت لَهُ: مَهْ مَهْ. وَأما مَهْمَا، فَإِن النَّحْوِيين زَعَمُوا أَن أصل مهما: ماما، وَلَكِن أبدلوا من الْألف الأولى هَاء ليختلف اللَّفْظ. ف (مَا) الأولى هِيَ مَا الْجَزَاء، وَمَا الثَّانِيَة هِيَ الَّتِي تزاد تَأْكِيدًا لحروف الْجَزَاء مثل أَيْنَمَا وَمَتى وكيفما، وَالدَّلِيل على ذَلِك أَنه لَيْسَ شَيْء من حُرُوف الْجَزَاء إلاّ و (مَا) تزاد فِيهِ. قَالَ اللَّهُ: {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِى الْحَرْبِ} (الأنفَال: 57) الأَصْل إِن تثقفهم: وَقَالَ بعض النَّحْوِيين فِي مهما: جَائِز أَن يكون مَهْ، بِمَعْنى الكَفّ، كَمَا تَقول مَهْ؛ أَي: كُفّ، وَتَكون مَا للشّرط وَالْجَزَاء، كَأَنَّهُمْ قَالُوا: اكْفُفْ، مَا تأتنا بِهِ من آيةٍ، وَالْقَوْل الأول أَقْيَس، قَالَ أَبُو بكر بن الْأَنْبَارِي فِي مهما: قَالَ بَعضهم: معنى مَهْ: كُفّ، ثمَّ ابْتَدَأَ مُجازِياً وشارطاً، فَقَالَ: مَا يكن من الْأَمر فَإِنِّي فَاعل، فَمَهْ فِي قَوْله مُنْقَطع مِنْ (مَا) ، وَقَالَ آخَرُونَ فِي مهما يكن: مَا يكن، فأرادوا أَن يزِيدُوا على (مَا) الَّتِي هِيَ حرف الشَّرْط (مَا) للتوكيد كَمَا زادوا على إِن مَا؛ قَالَ اللَّهُ: {مُّبِينٍ فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ} (الزّخرُف: 41) ، فَزَاد مَا للتوكيد، وكَرِهوا أَن يَقُولُوا (مَا، مَا) لاتّفاق اللَّفْظَيْنِ فأبدلوا ألفها هَاء ليختلف اللفظان، فَقَالُوا: (مهما) ، قَالَ: وَكَذَلِكَ (مَهْمَنْ) ، أَصله (مَنْ مَنْ) ؛ وَأنْشد الفرّاء: أمَاوِيَّ مَهْمَنْ يَسْتمِعْ فِي صَدِيقه أَقَاوِيلَ هَذَا النَّاس، ماوِيَّ يَنْدَمِ وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ مهما لي: مَهْمَا لِيَ الليلَةَ مَهْمَا ليَهْ أَوْدَى بِنَعْلَيَّ وسِربَالِيَهْ قَالَ: مهما لِي، ومَا لِي واحِدٌ. وَقَالَ أَبُو سعيد: يُقَال: مَهْمَهْتُه فَتَمَهْمَهَ؛ أَي: كففتُه، فكَفَّ. وَقَالَ ابْن السّكيت: تَقول للرجل: مَهْ، فَإِن وصلْتَ، قلت: مَهٍ مَهْ. وَكَذَلِكَ صَه، فَإِن وصلت قلت: صَهٍ صَهْ. ابْن بُزُرْج: يُقَال: مَا فِي ذَلِك الْأَمر مَهْمَهٌ: وَهُوَ الرجا، وَيُقَال مَهْمَهْتُ مِنْهُ مَههَاً. وَيُقَال: مَا كَانَ لَك عِنْد ضَرْبِكَ

فلَانا مَهَهٌ، وَلَا رويّة. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر والفّراء: كل شَيْء مَهَهٌ ومَهَاهٌ. مَا النساءَ وذكرَهُنّ، مَعْنَاهُمَا حَسَنٌ يسيرٌ إلاّ النساءَ. فنصب على هَذَا. وَالْهَاء من مَهَةٍ ومَهَاهٍ، ثابتةٌ، كالهاء من مِيَاهٍ وشفاهٍ؛ وَقَالَ عِمران بن حِطّان: فَلَيْسَ لِعَيْشِنَا هَذَا مَهَاهٌ وليستْ دَارُنَا الدُّنيَا بدَارِ وَالْحَمْد لله وَحده.

باب الهاب والخاء

أَبْوَاب الثلاثي الصَّحِيح من حرف الْهَاء [/ كت] (بَاب الهاب وَالْخَاء) هـ خَ ب هبخ: قَالَ اللَّيْث: أهملت الْهَاء مَعَ الْخَاء فِي الثلاثي الصَّحِيح. إِلَّا قَوْلهم: جَارِيَة هَبَيّخَةٌ؛ وَهِي: التَّارّةُ. قَالَ؛ وكل جَارِيَة بالحِمْيريّة: هَبَيّخَةٌ. قَالَ: والهبيَّخَى: مِشْيَةٌ فِي تبختر؛ وَأنْشد: جَرَّتْ عَلَيْهِ الرّيحُ ذَيْلاً أَنْبَخَا جَرَّ العَرُوسِ ذيلَها الهَبَيَّخا وَيُقَال: اهبيَّخَتْ فِي مشيها اهبِيّاخاً، وَهِي تَهْبَيَّخُ. أَبُو عُبَيْدَة: الهبيَّخُ: الرجل الَّذِي لَا خير فِيهِ. وَفِي (النَّوَادِر) : امْرَأَة هَبَيَّخَةٌ، وفتىً هَبَيَّخٌ: إِذا كَانَ مُخْصِباً فِي بدنه حَسَناً. (أَبْوَاب الْهَاء والغين) قَالَ ابْن المظفر قَالَ الْخَلِيل بن أَحْمد: لَا تُوجد الْهَاء مَعَ الْغَيْن إلاَّ فِي هَذِه الْحُرُوف وَهِي: الأهْيَغُ والغَيْهَقُ والهَيْنغ والغَيْهَبُ والهِلْيَاغُ. فأمَّا الأهيغ فَإنَّك ترى تَفْسِيره فِي أول معتل الْهَاء. (غهق) : وأمَّا الغيهق: هُوَ النَّشَاط، ويوصف بِهِ العِظَمُ والتَّرَارَةُ. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن الصَّيْدَاوِيُّ قَالَ: سَمِعت الرياشيّ يَقُول: سَمِعت أَبَا عُبَيْدَة ينشد: كأنَّما بِي من إِرَاني أَوْلَقُ وللشباب شِرَّةٌ وغَيْهَقُ ومَنْهَلٍ طَامٍ عَلَيْهِ الغَلْفَقُ يُنيرُ أَوْ يُسْدِي بِهِ الحذَرْنَقُ قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الإران: النشاط، والأوْلَقُ: الْجُنُون، والشّرّه النشاط، وَكَذَلِكَ الغَيْهَقُ. قَالَ: والغْلفَقُ: الطُّحلُب. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الغيْهَقُ: الطّويل من الْإِبِل. وَقَالَ النَّضر فِيمَا حكى عَنهُ أَبُو تُرَاب: الغَوْهَقُ: الْغُرَاب؛ وَأنْشد: يتْبَعْنَ وَرْقَاءَ كلونِ الغَوْهَقِ قلت: والثَّابِتُ عندنَا لِابْنِ الأعرابيّ وَغَيره: العَوْهَقُ: العزاب بِالْعينِ. وَقد مَرَّ فِي كتاب الْعين وَلَا أنكر أَن تكون الْغَيْن فِيهِ لغةٌ، وَالله أعلم.

هـ غ ل (هلغ) : قَالَ اللَّيْث: الهِلْيَاغُ: شَيْء من صغَار السبَاع؛ وَأنْشد: وهِلْيَاغُها فِيهَا مَعًا والغَناجِلُ قلت: أما الهِلْيَاغُ فَلم أسمعهُ إِلَّا لِلّيث، وَلَا أَدْرِي لمن هَذَا الشّعْر. وَأما الغَنَاجِلُ، فواحدها غُنْجُلٌ، وَهُوَ عَنَاقُ الأَرْض، بالغين وَالنُّون. وَكَانَ بعض أَصْحَابنَا رَوَى هَذَا الْحَرْف العَثْجَلُ، وَهُوَ عَناق الأَرْض وَهُوَ تَصْحِيف، وَالصَّوَاب: غُنْجُل. هـ غ ن (هنغ) : قَالَ اللَّيْث: الهَيْنَغُ: الْمَرْأَة المانِغَةُ الضاحكة المُلاعبة؛ وَقَالَ رؤبة: قَوْلاً كَتَحْدِيثِ الهَلُوكِ الهَيْنغ وهانَغْت الْمَرْأَة: غازَلْتُها. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: يُقَال خَاضَنْتُ الْمَرْأَة وهانَغْتُها: إِذا غازلتَها، وقرأت بِخَط شمر: امْرَأَة هَيْنَغٌ: فاجرة، وهَنَغَتْ: إِذا فَجَرَتْ، وَأنْشد بَيت رؤبة. هـ غ ف هفغ: قَالَ ابْن دُرَيْد: هَفَغَ يَهْفَغُ هُفُوغاً: إِذا ضَعُفَ من جوع أَو مرض. قلت لم أَجِدهُ لغيره وَلاَ أُحِقُّه. هـ غ ب اسْتعْمل من وجوهه: غهب: هبغ. هبغ: قَالَ اللَّيْث وَغَيره: الهُبُوغُ: النّوم؛ وَأنْشد: هَبَغْنَا بَين أَذْرُعِهِنَّ حَتَّى تَبَخْبَخَ حَرُّ ذِي رَمْضَاءَ حَامِي أَبُو عبيد عَن أبي زيد: هَبَغَ الرجل يَهْبَغُ هَبْغاً: إِذا نَام. وَعَن أبي عَمْرو: خَبَط مثلُ هَبَغَ. غهب: قَالَ اللَّيْث: الغَيْهَبُ: شدَّة سَواد الليلِ والجملِ ونحوهِ. يُقَال: جَمَلٌ غَيْهَبٌ: مُظْلِمُ السوَاد؛ وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: تلافَيْتُها والبُومُ يَدْعُو بهَا الصَّدَى وَقد أُلْبِسَتْ أَقراطُها ثِنْيَ غَيْهَبِ شمر عَن ابْن الأعرابيّ: لَيْلٌ غَيْهَبٌ وغيهم. وَقد اغْتَهَبَ الرجل: سَار فِي الظُّلْمَة؛ وَقَالَ الْكُمَيْت: فذاكَ شبَّهتهُ المُذَكَّرَةَ ال وَجْنَاءَ فِي البِيْدِ، وَهِي تَغْتَهِبُ أَي: تُباعِدُ فِي الظُّلم، وَتذهب. وَقَالَ اللحياني: أسودُ غيهَبٌ وغَيْهَمٌ، وَقَالَهُ ابْن الأعرابيّ أَيْضا. وَقَالَ شمر: الغَيْهَبُ، من الرِّجَال: الْأسود، شُبه بِغَيْهَب اللَّيل. قَالَ: والغَيْهَبُ: الَّذِي فِيهِ غَفلَة أَو هَبْتَةٌ؛ وَأنْشد: حَلَلْتُ بِهِ وِتْري وأدْرَكْتُ ثُؤْرَتي إِذا مَا تَنَاسَى ذَحْلَهُ كلُّ غَيْهَبِ وَقَالَ كَعْب بن جعيل يصف الظليم: غَيْهَبٌ هَوْهَاةٌ مُخْتَلِطٌ مستعَارٌ حِلْمُه غَيْرُ دَئِلْ ورُوي عَن عَطاء: أَنَّه سُئِلَ عَن رجُلٍ أَصَاب صيدا غَهَباً، وَهُوَ مُحْرم، فَقَالَ: عَلَيْهِ الجَزَاءُ. قَالَ شمر: الغَهَبُ: أَن يُصيبه غَفْلةٌ من غير تعمُّد، يُقَال: غَهِبْتُ عَن الشَّيْء، أَغْهَبُ عَنهُ غَهَباً: إِذا أغفلتَ عَنهُ ونسيتَه، وَنَحْو ذَلِك قَالَ أَبُو عبيد فِي

أبواب الهاء والقاف

(كِتَابه) : أَبُو عُبَيْدَة: أشَدُّ الْخَيل دُهْمَةً، الأدْهَمُ الغَيْهَبِيُّ؛ وَهُوَ: أَشد الْخَيل سواداً؛ وَالْأُنْثَى: غَيْهَبَةٌ، والجميع غَياهِب. قَالَ: والدَّجُوجِيُّ: دون الغَيْهَبِ فِي السوَاد، وَهُوَ صافي لونِ السّواد. هـ غ م اسْتعْمل من وجوهه: غهم، همغ. غهم: قَالَ أَبُو الْحسن اللحيانيّ: أَسْوَدُ غَيْهَمٌ وغَيْهَبٌ؛ وَهُوَ: الشَّديد السوَاد. همغ: قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيّ: الهِمْيَغُ: الْمَوْت الوَحِيُّ الْمُعَجل؛ وَقَالَ أُسَامَة الهذليّ: إِذا وَرَدُوا مِصْرَهُمْ عُوْجِلُوا مِنَ المَوْتِ بالهِمْيَغِ الضَّاغِطِ وَقَالَ شمر: يُقَال: هَمَغَ رَأسه وثَدَغَه وثَمغَه: إِذا شَدَخَهُ. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : انهدَغَتِ الرُطَبة وانثدغتْ وانثمغت؛ أَي: انْفَضَخَتْ حِين سَقَطت. وَقَالَ غَيره: انهمَغَتْ، كَذَلِك. (أَبْوَاب الْهَاء وَالْقَاف) هـ ق ك: مهمل. هـ ق ج: مهمل هـ ق ش شهق: مُسْتَعْمل قَالَ اللَّيْث: الشهيق: ضِدُّ الزَّفِير، فالشهيق: رَدُّ النَّفس، والزفير: إِخْرَاج النّفَس. قَالَ: وَيَقُول: شهَق يشهَق ويشهِق شهيقاً. وَبَعْضهمْ يَقُول: شُهُوقاً. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: شهَق يشهَق ويشهِق، كَمَا قَالَ اللَّيْث. وَقَالَ اللَّهُ جلّ وعزّ فِي صفة أهل النَّار {لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ} (هُود: 106) . وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق الزّجّاج: الزَّفير والشهيق: من أصوات المكْرُوبِين، قَالَ والزفير من شِدَّة الأنين وقبيحِه. والشهيق: الأنين الشَّديد الْمُرْتَفع جدًّا. قَالَ: وَزعم أهلُ اللُّغَة من الْبَصرِيين والكوفيين أنَّ الزَّفِير بِمَنْزِلَة ابتداءِ صَوت الْحمار فِي النهيق، والشهيق: بِمَنْزِلَة آخرِ صَوته فِي النهيق. قلت: وَهَكَذَا قَالَ الفرّاء فِي تَفْسِير هَذِه الْآيَة، وَهُوَ صَحِيح. واللَّهُ أعلم بِمَا أَرَادَ. حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق، قَالَ حَدثنَا الْعَبَّاس الدُوريّ، قَالَ حَدثنَا عبيد اللَّهِ بن مُوسَى، قَالَ حَدثنَا أَبُو جَعْفَر الرازيّ عَن الرّبيع: {لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ} قَالَ: الزَّفير فِي الحَلْقِ، والشهيقُ فِي الصَّدْرِ. وَقَالَ ابْن السّكيت: كُلُّ شَيْء ارْتَفَع وَطَالَ فقد شَهَق؛ وَمِنْه يُقَال: شهَق يشهَق: إِذا تنفَّس نفسا عَالِيا؛ وَمِنْه الجَمَلُ الشاهق. وَقَالَ أَبُو عبيد: الشَّاهِقُ: الطَّوِيل من الْجبَال. وَقَالَ اللَّيْث: جَبَلٌ شاهِقٌ: مُمْتَنِعٌ طولا، وَالْجمع شواهِقُ. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال للرجل إِذا اشتدَّ غضبُه: إِنَّه لذُو شَاهِقٍ، وإنَّه لذُو صَاهِلٍ. وفحل ذُو شاهِقٍ وَذُو صَاهِلٍ: إِذا هاج وصال، فسمعتَ لَهُ صَوتا يخرُج من جوْفِه. وَقَالَ الأصمعيُّ: شهِقَتْ عَين النَّاظر عَلَيْهِ: إِذا أصابَتْه بعينٍ؛ وَقَالَ مُزَاحم العُقَيْلي: إِذا شَهِقَتْ عينٌ عَلَيْهِ عَزَوْتُه لغَيرِ أَبِيه أَو تَسنَّيْتُ رَاقِياً أخْبَرَ أَنه فتح إنسانَ عَينهِ عَلَيْهِ فَخَشِيت أَن يُصِيبهُ بعيْنه، قلت: هُوَ هجِين لأرُدَّ عينَ الناظِر عَنهُ إِلَيْهِ.

باب الهاء والقاف مع السين

هـ، ق ض: مُهْملَة. هـ، ق ص: مهمل. (بَاب الْهَاء وَالْقَاف مَعَ السِّين) هـ ق س اسْتعْمل من وجوهه: السَّهْوَق والقَهْوَس والسَّوْهق. سهق قهس: أَخْبرنِي الإياديّ عَن شمر: أَنه قَالَ: السهوق والسوهق، وَاحِد. قَالَ: وَقَالَ الفرّاء: رجل قَهْوَسٌ؛ وَهُوَ: الطَّوِيل الضخم. وَقَالَ شمر: الألفاظُ الثَّلَاثَة بِمَعْنى واحدٍ فِي الطول والضِخَم. والكلمة واحدةٌ إِلَّا أنَّها قُدمت وأخرَتْ، كَمَا قَالُوا: عِقَاب عَبَنْقَاةُ وعَقَنْبَاةٌ. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو والفّراء، قَالَا: السهوَقُ: الطَّوِيل. قَالَ الفرّاء: والسهْوقُ: الكذّاب أَيْضا. قَالَ: والسهْوق، من الرِّيَاح: الَّتِي تَنْسِجُ العَجَاج؛ أَي: تَسْفِي. وَقَالَ اللَّيْث: السَّهْوق: كل شَيْء تَرَّ وارْتَوى من سُوق الشّجر؛ وَأنْشد: وَظيفٌ أَزَجُّ الخَطْوِ ريَّانُ سَهْوَقُ أزجُّ الخَطْوِ: بَعِيدُ مَا بَيْن الطَّرفَيْنِ، مقوَّسٌ. والسَّهْوَق: الكذّاب أَيْضا. (بَاب الْهَاء وَالْقَاف مَعَ الزَّاي) (هـ ق ز) هزق، قهز، زهق: مستعملة. هزق: قَالَ اللَّيْث: امْرَأَة هَزِقَةٌ ومِهْزَاقٌ: وَهِي الَّتِي لَا تَسْتَقِر فِي مَوضِع. وَقَالَ أَبُو عبيد: المِهْزَاقُ، من النِّسَاء: الْكَثِيرَة الضَّحِك. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: أَهْزَق فلانٌ فِي الضحك وزَهْزَق، وأَنْزَق: إِذا أَكثر مِنْهُ. ابْن الأعرابيّ: زَهْزَقَ بالضحك وأنْزَقَ وكَرْكَرَ. وَفِي (النّوادر) : زَهْزَقَ فِي ضحكه زَهْزَقَةً ودَهْدَق دَهْدَقَةً. وَقَالَ غيرُهم: الهَزَق: النَّشاطُ، وَقد هَزِق يهزَقُ هَزَقاً؛ قَالَ رؤبة: وشَبّح ظَهْرَ الأرضِ رقَّاصُ الهَزَقْ زهق: قَالَ اللَّيْث: زَهَقَتْ نَفْسهُ وَهِي تَزْهَقُ؛ أَي: تذْهب. وكل شيءٍ هَلَك وبَطَل فقد زَهَق. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي قَالَ: زَهَقَتْ نَفْسُه وزهِقَتْ: لُغَتَانِ. وَقَالَ أَبُو عبيدٍ قَالَ أَبُو زيد: زَهَقَ فلانٌ بَين أَيْدِينَا يَزْهَقُ زُهُوقاً: إِذا سبَقَهم، وَكَذَلِكَ زَهَقَ الدابّةُ: إِذا سَمِن، مثله. وزَهَقت نَفْسُه وزهَق الباطلُ: لَيْسَ فِي شيءٍ مِنْهُ زَهِقَ. وَقَالَ ابْن السّكيت: زَهَقَ الفرسُ وزهَقَت الرَّاحِلَة زُهوقاً: إِذا سَبَقَتْ وتقدَّمَتْ. وزَهَق مُخُّه فَهُوَ زاهِقٌ: إِذا اكتنز، وَهُوَ زاهِقُ المخّ. قَالَ: وزَهَق الباطلُ: إِذا غَلَبَهُ الحقُّ؛ وَقد أَزْهَقَ الحقُّ الباطِلَ. وَقَالَ أهل التَّفْسِير فِي قَوْله: {جَآءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ} (الإسرَاء: 81) أَي: بَطُلَ واضْمَحلّ. وَقَالَ شمر: فرسٌ زَهَقَى: إِذا تقدّم الْخَيل؛ وَأنْشد: على قَرا مِنْ زَهَقَى مِزَل وَفِي حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن عَوْف: أَنه تكلّم يَوْم الشُّورَى فَقَالَ: (إِن حابِياً خيرٌ من زَاهِق) ؛ فالزّاهِقُ من السِّهَام: الَّذِي وَقع وَرَاء الهدف دون الإصَابةِ. والحابي: الَّذِي زَحَف إِلَى الهَدَف. فأَخْبَرَ أَن الضعيفَ الَّذِي يُصِيبُ الحقَّ خيرٌ من

باب الهاء والقاف مع الدال

الْقوي الَّذِي لَا يُصيبه، وَضرب الزاهِقَ والحَابيَ من السِّهَام لَهما مثلا. وَقَالَ اللَّيْث: الزَّاهِقُ من الدوابّ: السّمينُ. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: الزاهِقُ: الشَّديد الهُزال الَّذِي تَجِد زُهومةَ غُثُوثَةِ لَحْمه. قلت: هَذَا غلط، إِنَّمَا الزاهقُ: الَّذِي اكتنز لَحْمه ومُخُّه، كَمَا قَالَ ابْن السّكيت. وَقَالَ غَيره: وَقَالَ اللَّيْث: الزَّهَقُ: الوَهْدَةُ، رُبمَا وَقَعَتْ فِيهَا الدوابُّ فَهَلَكت، يُقَال: انْزَهَقَتْ أيديها فِي الحُفَر؛ وَقَالَ رؤبة: كأنّ أيديهنَّ تَهوي فِي الزَّهَقْ وَقَالَ غَيره: معنى الزهَقِ: التقدُّم، فِي بَيت رؤبة. وَقَالَ اللَّيْث: الزَّهْزَقَةُ: ترقيصُ الأُم الصبيَّ. والزّهْزَاقُ: اسْم ذَلِك الْفِعْل. والزَّهْزَقَةُ، كالقَهْقَهَةِ أَيْضا. أَبُو عُبَيْدَةَ: جَاءَت الخيلُ أَزَاهِقَ وأَزَاهيقَ، وَهِي جماعاتٌ فِي تَفْرِقَةٍ، وَلَا وَاحدَ لَهَا من جِنْسهَا. قهز: قَالَ اللَّيْث: القِهْزُ والقَهْزُ، لُغَتَانِ: ضَرْبٌ من الثِّيَاب تتَّخذ من صوف كالمِرْعِزِيّ، رُبمَا خالطه الْحَرِير. وَقَالَ أَبُو عبيد: القِهْزُ: ثِيَاب بيض يخالطها حَرِير؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: من الزُّرْقِ أَو صُقْعٍ كأنَّ رُؤوسَها من القِهْزِ والقُوهِي بيضُ المقَانِعِ وَقَالَ الراجز يصف حُمُرَ الوَحْش: كأَنَّ لَوْنَ القِهْزِ فِي خُضُورها والتُبْطُرِي البِيضِ فِي تَأْزِيزها هـ ق ط: مهمل (بَاب الْهَاء وَالْقَاف مَعَ الدَّال) هـ ق د قهد، دهق، هدق: (مستعملة) قهد: قَالَ اللَّيْث: القَهْدُ: من أوْلادِ الضّأْنِ يَضْرِبُ إِلَى الْبيَاض، وَالْجمع قِهَادٌ، قَالَ: وَيُقَال أَيْضا لِولَدِ الْبَقَرَة الوحشية: قَهْدٌ؛ وَأنْشد: نَقُودُ جِيَادَهُنَّ وَنَفَتَلِيها وَلَا نَعْدُو التُّيوسَ وَلَا القِهَادَا وَقَالَ غَيره: القِهَادُ: شاءٌ حجازية؛ وَأنْشد الأصمعيّ: أَتَبْكي أَن يُسَاقَ القَهْدُ فِيكُم فَمَنْ يَبْكي لأهلِ السَّاجِسِي الساجسيَّة: غنم تكون بالجزيرة. شمر عَن ابْن شُميل: القَهْدُ: الصَّغِير من الْبَقر، اللَّطِيف الْجِسْم. وَيُقَال: القَهْدُ: القصيرُ الذّنَبِ، قَالَه أَبُو عَمْرو. وَقَالَ المفضّل: قَهَدَ فِي مَشْيه: إِذا قَارب خَطْوَه وَلم ينبسط فِي مَشْيه، وَهُوَ من مشي القِصار. أَبُو عبيد: أَبْيَضُ يَقَقٌ وقَهْبٌ وقَهْدٌ، وَهُوَ بِمَعْنى وَاحِد؛ قَالَ لبيد: لِمُعَفَّرٍ قَهْدٍ تَنَازَعَ شِلْوَه وصف بقرة وحشيّة أكل السبُع ولدَها فَجعله قَهْداً لبياضه. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: القَهْدُ: غنم سود تكون بِالْيمن وَهِي الحَذَفُ. قَالَ: والقَهْدُ: النَّرْجِسُ إِذا كَانَ جُنْبَذاً لم يتفتّح، فَإِذا تفتح فَهِيَ التفاتيح والتّفاقيح والعيون. دهق: قَالَ اللَّيْث: الدّهَقُ: خشبَتان يُغْمَزُ بهما السَّاق. قَالَ: وادّهقت الْحِجَارَة

باب الهاء والقاف والراء

ادهاقاً؛ وَهُوَ شدَّةٌ تلازُمِها، وَدخُول بَعْضهَا فِي بعض؛ وَأنْشد: يَنْصَاحُ من حَبْلَة رَضْمٌ مُدَّهِقْ وَقَالَ الزّجَّاج فِي قَول اللَّهِ جلّ وعزّ: {ُ)) ِأَتْرَاباً وَكَأْساً دِهَاقاً} (النّبَإ: 34) قَالَ: ملأى، قَالَ وَجَاء فِي التَّفْسِير أَيْضا: صَافِيَة؛ وَأنْشد: يَلَذُّهُ بكأسِه الدهَاق وَقَالَ غَيره: أَدْهقْتُ الكَأْسَ إِلَى أَصْبَارِها؛ أَي: ملأْتُها إِلَى أعاليها. وَقَالَ اللَّيْث: أدْهقتها: شددت ملأها قَالَ: والدَّهدقة: دَوَرَانُ البِضع الْكثير فِي القِدْرِ إِذا غَلَت، تَراها تَعْلو مرّة وتسفل أُخْرَى؛ وَأنْشد: تَقَمُّصَ دَهْدَاقَ البَضِيعِ كأنّه رُؤوسُ قَطاً كُدْرٍ دِقاقِ الحنَاجِرِ (هـ ق ت: مهمل) وَقد أهملت الْهَاء وَالْقَاف مَعَ الظَّاء والذال والثاء (بَاب الْهَاء وَالْقَاف وَالرَّاء) (هـ ق ر) هرق، هقر، قهر، قره، رهق: مستعملات. قهر: قَالَ اللَّيْث: القَهْرُ: الْغَلَبَة وَالْأَخْذ من فَوق، واللَّهُ القَاهِر القَهّار، قَهَر خَلْقَه بقدرته وسلطانه، فصرَّفهم على مَا أَرَادَ طَوْعًا أَو كرها. وَيُقَال أُخِذ القومُ قَهْراً: إِذا أُخِذوا دون رضاهم على سَبِيل الْغَلَبَة. ابْن السّكيت: قَالَ الطائيّ: القَهِيرَةُ: محْضٌ يُلْقَى فِيهِ الرَّضْفُ فَإِذا غَلَى ذُرَّ عَلَيْهِ الدَّقِيق وَسِيطَ بِهِ ثمَّ أُكل. وَقَالَ غَيره: قَهَرْنا اللحمَ نَقْهَرُه: وَذَلِكَ أول مَا تَأْخُذ فِيهِ النارُ فيسيل مَاؤُهُ؛ قَالَ الشاعِر: فلمَّا أَنْ تَلَهْوَجْنَا شِوَاءً بِهِ اللَّهَبَانُ مقْهُوراً ضَبِيحاً يُقَال: ضبَحتْه النَّار وضَبَتْه وقَهَرَتْه: إِذا غيَّرته. أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: أقْهَرْنَا فلَانا: وَجَدْنَاهُ مقهوراً؛ وَمِنْه قَول المُخَبل: تمنَّى حُصَيْنٌ أَن يَسُودَ جِذاعَه فأَمْسى حُصَيْنٌ لَو أُذلَّ وأُقْهِرا قَالَ أَبُو عبيد: وَرَوَاهُ الأصمعيّ: قد أَذَلَّ وأَقْهرا؛ أَي: صَارَ أصحابُه أذِلاَّء مَقْهُورين. قَالَ شمر: قَالَ أَبُو عَمْرو: القَهْقَرُ: الْحجر الأمْلس، وَقَالَ أَبُو خيرة: القَهْقَرُ والقُهَاقِر، وَهُوَ مَا سَهَكْتَ بِهِ الشيءَ. قَالَ: والقِهْرُ أعظم مِنْهُ؛ وَقَالَ الْكُمَيْت: وكأَنَّ خَلْفَ حِجَاجِها من رأسِها وأَمامَ مَجْمَع أَخْدَعَيْها، القَهْقَرَا شمر عَن أبي عُبَيْدَة قَالَ: القهقَرُّ، بتَشْديد الّراء؛ قَالَ الجعديّ: بِأَخضَرَ كالقَهْقَر يَنْفُضُ رأسَه أمامَ رِعالِ الخيلِ، وَهِي تُقَرَّبُ

وَأَخْبرنِي الإياديُّ عَن شمر أَنه قَالَ: القهقرُ، بِالتَّخْفِيفِ: الطَّعَام الْكثير الَّذِي فِي الأوعية منضوداً؛ وَأنْشد: بَات ابنُ أدْمَاءَ يُسَامي القَهْقَرَا قَالَ شمر: والقَهْقَرُ: الطَّعَام الْكثير الَّذِي فِي العَيْبَة. قَالَ: والقُهَيْقِرَانُ: دُوَيْبَّة. أَبُو عبيد: القَهْقَرَى: التراجع إِلَى الْخلف، يُقَال: رَجَعَ فلانٌ القَهْقَرى: إِذا رَجَعَ على عقبه وَقد قَهْقَرَ: إِذا فعل ذَلِك. ابْن الأنباريّ: إِذا ثنيت القَهْقَرى والخَوْزَلَى تُثَنّيه بِإِسْقَاط الْيَاء، فَقلت القهْقَرانِ والخوزَلان، استثقالاً للياء مَعَ التَّثْنِيَة، وياء التَّثْنِيَة. وَقد جَاءَ فِي حَدِيث رَوَاهُ عكرمةُ عَن ابْن عَبَّاس عَن عَمْرو، أَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (إِنِّي أُمسك بحُجَزكُمْ، هَلُمَّ إِلَى النَّار، وتَقَاحَمُونَ فِيهَا تَقَاحُمَ الفَراشِ، وتَرِدُونَ على الْحَوْض، ويُذْهَبَ بكم ذاتَ الشمَال، فَأَقُول: يَا ربّ، أمَّتي فيقالُ: إِنَّهُم كانُوا يمشونَ بعْدك القَهْقَرى) . قلت: مَعْنَاهُ: الارْتِدَادُ عمّا كَانُوا عَلَيْهِ. هقر: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الهقَوَّرُ: الطَّوِيل الضخم الْأَحْمَر. والهُقَيْرَة. تَصْغِير الهَقْرَة؛ وَهُوَ: وجع من أوجاع الْغنم. قره: قَالَ اللَّيْث: القَرَهُ فِي الْجَسَد كالقَلَح فِي الْأَسْنَان؛ وَهُوَ: الوسخُ. والنعت: أَقْرَهُ وقَرْهَاءُ ومُتَقَرهٌ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَرِه الرجل: إِذا تَقَوَّب جِلْده من كَثْرَة القُوباء. هرق: قَالَ اللَّيْث: هَرَاقَت السَّمَاء ماءَها، وَهِي تُهَرِيق. وَالْمَاء مُهَرَاق، الْهَاء فِي ذَلِك متحرّكة، لِأَنَّهَا لَيست بأصليَّةٍ، إِنَّمَا هِيَ بدل من همزةِ أَرَاقَ. قَالَ: وهَرَقْتُ مثلُ أَرَقْتُ. قَالَ، ومَنْ قَالَ: أَهْرَقْتُ فَهُوَ خطأ فِي الْقيَاس. ومَثَل للْعَرَب تخاطب بِهِ الغضبان: هَرق على خَمْرِكَ أَو تَبَيَّنْ؛ أَي: تَثَبّتْ. ومثلُ هرقت وَالْأَصْل أرقت قَوْلهم: هَرَحْتُ الدابَّة وأَرَحْتُها؛ وَهَنَرْتُ النَّار وأنرتها. وأمَّا لُغَة من قَالَ أَهْرَقْتُ المَاء فَهِيَ بعيدَة. وَقَالَ أَبُو زيد: الْهَاء فِيهَا زَائِدَة، كَمَا قَالُوا أَنْهأْتُ اللَّحْم، وَالْأَصْل أَنَأْتُه بِوَزْن أَنَعْتُه. وَيُقَال هَرق عنّا من الظهيرة، وأَهْرِىء عنَّا من الظهيرة، جعل الْقَاف مبدلة من الْهَمْز فِي أهرىء. وَقَالَ بعض النَّحْوِيين: إِنَّمَا قَالُوا: هَرَاق يُهَرِيق لِأَن الأَصْل فِي أَرَاق يُرِيق يُؤَرْيِق؛ لِأَن أفعل يُفْعِل كَانَ فِي الأَصْل يُؤَفْعِلُ فقلبوا الْهمزَة الَّتِي فِي يُؤَرِيق هَاء، فَقيل: يُهَرِيق، وَلذَلِك حركت الْهَاء. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: مَطَر مُهَرَوْرِقٌ ودمع مُهَرَوْرِقٌ. عَمْرو عَن أَبِيه: هُوَ اليَمُّ والقَلَمَّسُ والنَوْفَلُ والمُهْرُقَانُ للبحر، بِضَم الْمِيم والرَّاء؛ وَقَالَ ابْن مقبل: يمشي بهِ نُورُ الظبَاءِ كأنَّها جَنَى مُهْرُقَانٍ فاضَ باللّيل سَاحِلُهْ ومُهْرُقان معرّب أَصله مَا هِي رُويان وَقَالَ بَعضهم: مُهْرُقان مُفْعُلان من هرقت؛ لِأَن مَاء الْبَحْر يفِيض على السَّاحِل إِذا مَدّ فَإِذا جزر بَقِي الوَدَعْ. والمُهْرَقُ: الصَّحِيفَة الْبَيْضَاء يكْتب فِيهَا، معرَّبٌ أَيْضا، أَصله مُهْرَه كَرَّر، قَالَه الأصمعيّ فِيمَا روى عَنهُ أَبُو عبيد؛ وَأنْشد: لآلِ أَسْمَاءَ مِثْلُ المُهْرَقِ البَالِي

وَقَالَ اللَّيْث: المُهْرَقُ: الصَّحرَاء الملساء. قلت: وَإِنَّمَا قيل للصحراء مُهْرَقٌ تَشْبِيها بالصحيفة الملساء؛ وَقَالَ الْأَعْشَى: رَبِّي كريمٌ لَا يكدرُ نِعْمَةً وَإِذا تُنُوشِدَ فِي المَهَارِقِ أنشدا أَرَادَ بالمَهَارق: الصحائف. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: هَرِيقُوا عَنْكُم أوّلَ اللَّيْل فحمةَ الليلِ؛ أَي: انزلوا، وَهِي سَاعَة يَشُقُّ فِيهَا السّير على الدوابّ حَتَّى يمْضِي ذَلِك الْوَقْت، وَهُوَ مَا بَين العَشَاءين. رهق: قَالَ اللَّيْث: الرَّهَقُ: جهلٌ فِي الْإِنْسَان وخفَّةٌ فِي عقله؛ تَقول: بِهِ رهقٌ، وَلم أسمع مِنْهُ فِعْلاً. قَالَ: ورجلٌ مُرَهَّقٌ: مَوْصُوف بالرهق. قَالَ: ورَهِقَ فلانٌ فلَانا: إذَا تَبِعَهُ فقَرب أَن يلحَقَه. قَالَ: والرَّهَقُ، أَيْضا: غشيان الشيءِ، تَقول: رهِقَه مَا يكرَهُ؛ أَي: غشيه ذَلِك. قَالَ اللَّهُ: {وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ} (يُونس: 26) أَي: لَا يَغْشَاهَا. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: فِي فلَان رهَقٌ؛ أَي: يَغْشى المحارمَ. قَالَ: وَأَرْهَقْتُ الرجل: أدْرَكْتُه، ورهِقْتُه: غَشِيتُه. قَالَ: والمُرَهَّقُ الَّذِي يَغْشَاهُ السُّؤالُ والضيفان. والمُرَهَّقُ، أَيْضا: المتَّهم فِي دِينه. وأرْهَق الْقَوْم الصَّلَاة: إِذا أخَّرُوها حَتَّى يدنُوَ وَقت الْأُخْرَى. أَبُو زيد: أرهَقْتُهُ عُسْراً: إِذا كلَّفْتَه ذَاك، وأرهقْتُه إِثْماً حَتَّى رهِقَه رهَقاً: أَدْرَكَه. وَفِي حَدِيث أبي وَائِل: أنَّه صلّى على امرأةٍ كَانَت تُرَهَّقُ؛ يَعْنِي: تُتَّهم وتُؤْبَنُ بشرَ، وَمِنْه رجل مُرَهَّق، وَفِيه رَهَقٌ: إِذا كَانَ يُظَنّ بِهِ السوءُ؛ وَقَالَ الشَّاعِر: كالكَوْكبِ الأزْهَرِ انشقَّتْ دُجُنَّتُه فِي الناسِ، لَا رَهَقٌ فِيهِ وَلَا بَخَلُ سَلمة عَن الفرّاء قَالَ: رَهِقَنِي الرجل يرْهَقُني رَهَقاً؛ أَي: لَحِقَنِي وغَشِيني، وأرهقْته: إِذا أرهقته غيرَك. قَالَ: والمُرْهَق: المحمولُ عَلَيْهِ فِي الْأَمر مَا لَا يُطيق. وَبِه رَهَقٌ شَدِيد: وَهِي العظمة وَالْفساد. شمر قَالَ ابْن شُمَيْل: أَرْهَقَنِي الْقَوْم أَن أصلّي؛ أَي: أَعْجَلُوني. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: إِنَّه لَرَهِقٌ نَزِلٌ؛ أَي: سريع إِلَى الشَّرّ، سريع الحِدَّة؛ وَقَالَ الْكُمَيْت: وِلاَيةُ سِلَّغْدٍ أَلَفَّ كأَنَّه من الرَّهَقِ المَخْلُوطِ بالنُّوْكِ أَثْوَلُ وَقَالَ الشَّيْبَانِيّ: فِيهِ رَهَقٌ؛ أَي: خِفَّة وحدّة. وَإنَّهُ لَمُرْهَقٌ؛ أَي: فِيهِ حدّة وسفه. وَقَالَ الزَّجَّاج فِي قَول الله: {ُكَذِباً وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادوهُمْ} (الجنّ: 6) قيل كَانَ أهْلُ الجاهليَّة إِذا مرّت رُفقة مِنْهُم بوادٍ يَقُولُونَ: نَعُوذُ بعزيز هَذَا الوادِي من مَرَدَة الجنّ، فزادوهم رَهَقاً؛ أَي: ذِلّةً وضعفاً. قَالَ: وَيجوز واللَّهُ أعلم أنّ الْإِنْس الَّذين عَاذُوا بالجنّ زادهم الجنُّ رَهَقاً؛ أَي: ذِلَّةً. وَقَالَ مُجَاهِد فِي قَوْله: {الْجِنِّ فَزَادوهُمْ} قَالَ: طُغْياناً. وَقَالَ قَتَادَة: زَادُوهم إثْماً. وَقَالَ الكلبيّ: زادُوهم غيًّا. وَأما قَوْله جلّ وعزّ: {بِرَبِّهِ فَلاَ يَخَافُ بَخْساً وَلاَ} (الجنّ: 13) فإنّ الفرّاء قَالَ: مَعْنَاهُ: لَا يخَاف بخساً وَلَا ظُلماً. قلت: الرَّهَقُ، اسمٌ من الإرهاق، وَهُوَ: أَن يُحمَلَ عَلَيْهِ مَا لَا يطيقه. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: أرهقْنَاهم الخيلَ فهم

باب الهاء والقاف مع اللام

يُرهَقون. قَالَ: والمُراهِقُ: الغلامُ الَّذِي قد قَارب الحُلْم. قَالَ ابْن بُزُرْج، يُقَال: جَارِيَة مُراهقَةٌ وَغُلَام مُرَاهِقٌ، وَيُقَال جَارِيَة رَاهِقَة وَغُلَام رَاهِقٌ، وَذَلِكَ ابنُ الْعشْرَة وَإِحْدَى عشرَة؛ وَأنْشد: وفَتَاةٍ راهِقٍ عُلقْتُها فِي عَلاليَّ طِوالٍ وظُلَلْ قَالَ: والرَّهَقُ: الْكَذِب، وَأنْشد: حَلَفَتْ يَمِينا غيرَ مَا رهَقٍ باللَّهِ رب محمّدٍ وبِلاَلِ وَفِي حَدِيث سعد: أَنه كَانَ إِذا دخل مكّة مُرَاهِقاً خرج إِلَى عرَفَة قبل أَن يطوفَ بِالْبَيْتِ. قَوْله: مراهقاً؛ أَي: ضَاقَ عَلَيْهِ الوقْتُ حَتَّى يخافَ فوتَ الوقُوف بعرفةَ فِي وقته. وَيُقَال: هُوَ يَعْدُو الرَّهَق، وَهُوَ: أَن يُسرِع فِي عدْوه حَتَّى يُرْهِقَ الَّذِي يطلُبه. وَيُقَال: الْقَوْم رُهَاقُ مائَة، ورَهاق مائَة، كَقَوْلِك زُهاء مائَة، وقُراب مائَة. وَقَالَ النَّضر: الرَّهُوق: النَّاقة الوَسَاعُ الجَواد الَّتِي إِذا قُدْتَها رَهِقَتْك حَتَّى تكادَ أَن تطأَكَ بخفها؛ وَأنْشد: وَقلت لَهَا: أرْخِي فأَرْخَتْ برأسِها غَشَمْشَمةٌ للقائدِينَ رَهُوقُ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الرَّهَقُ: الخفّة والعربدة؛ وَأنْشد فِي وصف كَرْمَةٍ: لَهَا حَلِيبٌ كأنَّ المِسْكَ خالَطَه يَغْشَى النَّدامَى عَلَيْهِ الجُودُ والرَّهَقُ أَرَادَ عصير الْعِنَب. والرَّيهَقَانُ: الزَّعْفَرَان، قَالَه أَبُو عُبَيْدَة. الأصمعيّ: يُقَال: رَهِقَه دَيْنٌ فَهُوَ يَرْهَقُه: إِذا غشيه. وَإنَّهُ لعطوفٌ على المُرْهَق؛ أَي: على المدْرَك. وَقد أرهَقَ فلانٌ الصلاةَ: إِذا أخرَّها حَتَّى تكَاد أَن تدْنُوَ من الْأُخْرَى. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: المُرهَّق: الفاسِد. والمُرَهّقُ: الْكَرِيم الْجواد؛ وَقَالَ ابْن هَرمة: خَيْرُ الرجالِ المُرَهَقّون كَمَا خَيْرُ تِلاَعِ البِلادِ أَوْطَؤها وهم الَّذين يَغْشَاهُم الأضياف والسُّؤَّال. (بَاب الْهَاء وَالْقَاف مَعَ اللَّام) (هـ ق ل) هِقْل، قهل، قله، لهق: مستعملة. قهل: قَالَ اللَّيْث: القَهَلُ؛ كالقَرَهِ فِي قَشَفِ الْإِنْسَان وقَذَر جلده. وَرجل مُتقَهلٌ: لَا يتَعَاهَد جسده بِالْمَاءِ والنظافَةِ. قَالَ: وأقْهَلَ الرجلُ: إِذا تكلّف مَا يعِيبهُ ويدنس نَفسه؛ وَأنْشد: خَليفَة اللَّهِ بِلَا إقْهال قَالَ: وقهِل الرجل قَهَلاً: إِذا استقلّ العَطيَّة وكَفَرَ النِّعْمَة. وَقَالَ أَبُو عبيد: قهل الرجل قهلاً: إِذا جدّف. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: قَهَلت الرجل أقْهَلُه قَهَلاً: إِذا أثْنَيْتَ عَلَيْهِ ثَنَاء قبيحاً، وَرجل متقَهل: إِذا كَانَ رثَّ الْهَيْئَة متقشفاً. وَيُقَال: قَهَلَ جلدُه وقَحَلَ: إِذا يَبِس فَهُوَ قاهِلٌ قاحِلٌ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: التَّقهل: شكوى الْحَاجة؛ وَأنْشد: لَعْوٌ، إِذا لاقَيْتَه تَقَهَّلاَ وإِنْ حَطَأْتَ كَتِفَيْهِ ذَرْملا والذَّرْمَلَةُ: إرْسَال السَّلْح. رجلٌ مِقْهَالٌ: إِذا كَانَ مُجَدفاً، كفوراً للنعمة. وَقَالَ هِمْيَان يصف عيرًا وأُتُنَه:

باب الهاء والقاف مع النون

تَضْرَحُهُ ضَرْحاً فَيَنْقَهِلُّ يَرْفَتُّ عَن مَنْسِمِه الخَشْبَلُّ ينقهلّ أَصله ينقهلُ، مخفف اللَّام، فثقَّله، وَمَعْنَاهُ: أَنه يشكوها وَيحْتَمل ضرحها إِيَّاه. والخشبلُّ: الْحِجَارَة الخشنة. هِقْل: الهِقْلُ: الظليم، والنعامة هِقْلة؛ وَقَالَ مَالك بن خَالِد: واللَّهُ مَا هِقْلَةٌ حَصَّاءُ عَنَّ لَهَا جَوْنُ السَّرَاةِ هِزَفٌّ لَحْمُه زِيَمُ وَقَالَ اللَّيْث: الهِقْلُ والهِقْلَةُ: الفَتِيَّان من النعام. قله: قَالَ اللَّيْث: القَلَهُ: لُغَة فِي القَرَهِ. لهق: وَقَالَ اللَّيْث: اللهَقُ: الأبْيض، لَيْسَ بذِي بريق وَلَا مُوهَةٍ، كاليَقَق، إِنَّمَا هُوَ نعت للثورِ والثوبِ والشيبِ. وَالْبَعِير الأعْيَسُ: لَهَقٌ، وَالْأُنْثَى لَهَقٌ، والجميع لَهَقَةٌ؛ وَأنْشد: بَان الشبابُ ولاحَ الواضحُ اللهَق وَلَا أرى بَاطِلا والشيبُ يَتَّفِق أَبُو عبيد: أبيضُ يَقَقٌ ولَهَقٌ، بِمَعْنى وَاحِد. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال فِي فلَان لَهْوَقَةٌ وبَلْهَقَةٌ؛ أَي: طَرْمَذَة وكِبْر. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: التَّلهْوُق، مثل التَّملُّق. وَقَالَ: رجُلٌ مُلَهَّقُ اللَّوْن؛ أَي: أبْيَضُه واضِحُه. وَقَالَ أَبُو الخطّاب: تلهوق الرجل تَلَهْوُقاً؛ وَهُوَ: أَن يتزيّن بِمَا لَيْسَ فِيهِ من الخُلُق والمروءة وَالدّين؛ وَقَالَ رؤبة: والغِرُّ مَغْرُورٌ وَإِن تَلَهْوَقا وَقَالَ اللَّيْث: رجل لَهْوقٌ، وَهُوَ يَتَلَهْوق؛ وَهُوَ أَن يُبْدِي من سنحاته ويفتخِر بِغَيْر مَا عَلَيْهِ سجيته. وَفِي الحَدِيث: (كاَنَ خُلُق النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سجيَّة، وَلم يكن تَلَهْوُقاً) . (بَاب الْهَاء وَالْقَاف مَعَ النُّون) (هـ ق ن) نقه، نهق: مستعملان. نقه: قَالَ اللَّيْث: نَقِهَ يَنْقَهُ، مَعْنَاهُ: فهم يفهم، فَهُوَ نَقِهٌ: سريع الفِطْنَة. ابْن بزرج: نَقِهْتُ الخبرَ والحديثَ، مفتوحٌ ومكسورٌ نَقْهاً ونُقُوهاً ونَقَاهَةً ونُقْهَاناً، وَأَنا أَنْقَه. قَالَ: ونَقِهْتُ من الْحمى أَنْقَهُ مِنْهَا نُقُوهاً. ونَقِهَ من مَرضه يَنْقَهُ نُقُوهاً، فَهُوَ نَاقِهٌ. وَقَالَ شمر: روى ابْن الأعرابيّ بَيت المُخَبَّل: واستنقهوا للمحلم أَي: فهموه. قَالَ: وَرَوَاهُ أَبُو عدنانَ عَن أبي زيدٍ مثلَه. وَفِي (النَّوَادِر) ، يُقَال: انْتَقَهْتُ من الحَدِيث ونَقَهْتُ، وانْتَقَهْتُ؛ أَي: اشتَفَيْتُ. وفلانٌ لَا يَفْقَهُ وَلَا يَنْقَهُ، بِمَعْنى وَاحِد. نهق: قَالَ اللَّيْث: النَّهْقُ جَزْمٌ نَبَات يشبه الجِرْجير من أَحْرَار البَقُول، يُؤْكَل. قلت: سَمَاعي من الْعَرَب النَّهَقُ؛ بحركة الْهَاء للجِرْجير البرّيّ، رَأَيْته فِي رياض الصَّمَّان، وَكُنَّا نأكله بالتمْر لِأَن فِي طعمه حَمْزَة وحَرارةً، وَهُوَ الجِرجير بِعَيْنِه، إِلَّا أنَّه بريٌّ يلذع اللِّسَان، وَيُقَال لَهُ الأَيْهَقَانُ، وَأكْثر مَا ينْبت فِي قِرْيان الرياض. وَقَالَ اللَّيْث: النَهيقُ: صَوت الْحمار، فَإِذا كرَّر نهيقه،

باب الهاء والقاف مع الفاء

قيل: أَخذه النُّهَاقُ. قَالَ: ونَوَاهِقُ الدَّابَّة: عروق تكتَنِفُ خياشيمه، الْوَاحِدَة ناهِقَةٌ. أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: النَّوَاهِقُ، من الْخَيل والحُمُر: حَيْثُ يخرج النُّهاقُ من حلقه، قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: النواهق: الْعِظَام الناتِئَةُ من الخيلِ فِي خُدودها. وَقَالَ أَبُو عبيدةَ فِي (كِتَابه) : النّاهقان: عظمان شاخصان فِي وَجه الْفرس أَسْفَل من عَيْنَيْهِ. وَقيل: النَّوَاهِقُ: مَا أَسْهَلَ من الجَبْهَةِ فِي أَسْفَل الْأنف. ابْن السّكيت: الناهقان: عظمان يَبْدُوانِ من ذِي الحافِر فِي مَجْرَى الدمع، وَيُقَال لَهما: النواهق؛ وَأنْشد: (بَاب الْهَاء وَالْقَاف مَعَ الْفَاء) هـ ق ف فهق، فقه: (مستعملان) . بِعَارِي النَّوَاهِقِ صَلْتِ الجبي نِ يَسْتَنُّ كالتَّيْس ذِي الحُلَّبِ فهق: قَالَ اللَّيْث: الفَهْقَةُ: عظمٌ عِنْد فائِق الرَّأْس، مشرفٌ على اللَّهاة، وَهُوَ الْعظم الَّذِي يسْقط على اللَّهاة فَيُقَال: نُهِقَ الصبيّ، وَقَالَ رؤبة: قد يَجَأُ الفَهْقَةَ حَتَّى تَنْدَلِقْ أَي: يَجَأُ الْقَفَا حَتَّى تسْقط الفهْقَةُ من بَاطِن. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ الفَهْقَةُ: مَوْصِلُ العُنُق والرأسِ، وَهِي آخرُ خَرَزة فِي الْعُنُق. وَقَالَ اللَّيْث: الفَهَقُ: اتساع كل شَيْء يَنْبع مِنْهُ ماءٌ أَو دمٌ. تَقول: انْفَهَقت الطعنةُ، وانفهقت العينُ؛ وَهِي: أَرض تَتَفَهَّقُ مياهاً عِذَاباً؛ وَقَالَ الشَّاعِر: وأطْعَنُ الطَّعْنَةَ النَّجْلاءَ عَن عُرُضٍ تَنْقِي المَسابِيرَ بالإزْبَادِ والفَهَقِ قَالَ: والفَيْهَقُ: الْوَاسِع من كل شَيْء، يُقَال: مفازَةٌ فَيْهَقٌ. شمِرُ عَن ابْن الأعرابيّ: أَرض فَيْهَقٌ وفَيْحَقٌ؛ وَهِي: الواسعة؛ قَالَ رؤبة: وَإِنْ عَلَوْا من فَيْفِ خَرْقٍ فَيْهَقَا أَلْقَى بِهِ الآلُ غديراً دَيْسَقَا قَالَ: وانفهقّ الشيءُ: إِذا اتَّسع؛ وَقَالَ رؤبة: وانْشَقّ عَنْهَا صَحْصَحَانُ المُنْفَهِقْ قَالَ: وَمِنْه يُقَال: انْفَهَقَ فِي الكلامِ وتَفَيْهَقَ: إِذا توسّع فِيهِ؛ وَقَالَ الفرزدق: تَفَيْهَقَ بالعِرَاقِ أَبُو المُثَنَّى وعلَّمَ قَوْمَهُ أَكْلَ الخَبِيصِ ورِوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إنّ أبغَضكم إليّ الثَّرْثَارُون المُتَفَيْهِقُون، قيل: يَا رَسُول الله، وَمَا المُتَفَيْهِقُون؟ قَالَ: المتكبّرون) . قَالَ أَبُو عبيد، قَالَ الأصمعيّ: أصل الفَهَقِ: الامتلاءُ، فَمَعْنَى المتفَيْهِق: الَّذِي يتوسّع فِي كَلَامه ويَفْهَقُ بِهِ فَمَه؛ وَقَالَ الْأَعْشَى: تَرُوحُ على آلِ المُحَلقِ جَفْنَةٌ كَجَابِيَةِ الشّيخِ العِراقيّ تَفْهَقُ يَعْنِي: الامتلاء. وَقَالَ اللَّيْث: المُتَفَيْهِقُ: الَّذِي يتفتح بالبذَخ. يُقَال: هُوَ يَتَفَيْهَقُ علينا بمالِ غَيْرِه. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: كل شَيْء تَوَسَّع فقد تَفَهَّق. وبئر مِفْهَاقٌ: كَثِيرَة المَاء؛ قَالَ حسّان:

باب الهاء والقاف مع الباء

على كُل مِفْهَاقٍ خَسِيفٍ غُرُوُبها تُفَرغُ فِي حَوْضٍ مِنَ الماءِ أَسْجَلاَ قَالَ: الغُروبُ هَهُنَا: مَاؤُهَا. وَقَالَ الأصمعيّ: حَدثنَا قُرَّة بن خَالِد قَالَ: سُئِلَ عبدُ اللَّهِ بن عثى عَن المُتَفَيْهِقِ، فَقَالَ: هُوَ المتفَخّم المتفتح المتَبَخْتِر. وَفِي الحَدِيث: أَنَّ رجُلاً يخرجُ من النَّار فَيُدْنَى من الجنَّة فَتَنْفَهِقُ؛ أَي: تَنْفَتح وتتسِع. والفَيْهَقُ: الْبَلَد الْوَاسِع. المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الفرّاء، قَالَ: يُقَال: بَات صَبِيُّهَا على فَهَقٍ: إِذا امْتَلَأَ من اللَّبَنِ. فقه: قَالَ اللَّيْث: الفِقْهُ: العِلْمُ فِي الدّين، يُقَال: فَقِهَ الرجل يَفْقَهُ فَهُوَ فَقِيهٌ، وأفْقَهْتُه أَنَا؛ أَي: بيَّنْتُ لَهُ تعلُّمَ الْفِقْه. قلت أَنا، يُقَال: فَقِه فُلانٌ عَني مَا بيَّنْتُ لَهُ، يَفْقَهُ فِقْهاً: إِذا فَهِمَه. وَقَالَ لي رجل من بني كلاب، وَهُوَ يصف لي شَيْئا فَلَمَّا فَرغ من كَلَامه قَالَ لي: أَفقِهْتَ؟ يُرِيد: أَفَهِمْتَ؟ والفِقْهُ هُوَ: الفَهْمُ. قَالَ: أُوتِيَ فلانٌ فِقْهاً فِي الدّين؛ أَي: فَهْماً فِيهِ. ودعا النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِابْنِ عَبَّاس وَقَالَ: (اللَّهُمَّ عَلمْهُ الدّينَ وَفقهْهُ فِي التَّأْوِيل) ؛ أَي: فهمه تَأْوِيله، فَاسْتَجَاب اللَّهُ جلّ وعزّ دُعاء نبيه فِيهِ، وَكَانَ من أَعْلَمِ النَّاس بِكِتَاب اللَّهِ فِي زَمَانه، وَلم يُلْحَقْ شأْوه من بعده. وأَمَّا فَقُهَ الرجلُ، بِضَم الْقَاف، فَإِنَّمَا يُستعملُ فِي النّعت. يُقَال: رجل فَقِيهٌ وَقد فَقُهَ يَفْقُهُ فَقَاهَةً: إِذا صَار فَقِيهاً. وَفِي حَدِيث سَلْمانَ أَنَّه نزل على نَبَطِيَّةٍ بالعراق، فَقَالَ لَهَا: هَل هُنَا مَكَان نظيفٌ أُصلّي فِيهِ؟ فَقَالَت: طَهرْ قلبَك وصَل حَيْثُ شِئْت. فَقَالَ سَلْمَانُ: فَقِهَتْ. قَالَ شمر: مَعْنَاهُ أَنَّهَا فَقِهَتْ هَذَا الْمَعْنى الَّذِي خاطَبَتْهُ بِهِ. وَلَو قَالَ فَقَهَتْ، كَانَ مَعْنَاهُ: صارتْ فَقِيهَةً. يُقَال: فَقِهَ عَني كلاَمِي يَفْقَهُ؛ أَي: فَهِمَ، وَمَا كَانَ فَقِيهاً وَلَقَد فَقِهَ وَفَقُهَ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل أعجبني فَقَاهَتُه؛ أَي: فِقْهُهُ. وَقَالَ أَبُو بكر. رجل فَقِيهٌ؛ أَي: عَالِمٌ. وكل عالمٍ بشيءٍ فَهُوَ فَقِيهٌ، من ذَلِك قولُهم فلانٌ مَا يَفْقَهُ وَلَا يَنْقَهُ؛ مَعْنَاهُ لَا يَعلَمُ وَلَا يَفْهَمُ. قَالَ: وفَقِهْتُ الحديثَ أَفْقَهُهُ: إِذا فهمَه. وفَقِيهُ العربِ: عالمُ العربِ. وَقَول اللَّهِ: {لِّيَتَفَقَّهُواْ فِى الدِّينِ} (التّوبَة: 122) ، مَعْنَاهُ: ليكونوا علماءَ بِهِ. (بَاب الْهَاء وَالْقَاف مَعَ الْبَاء) هـ ق ب اسْتعْمل من وجوهه: قهب، هقب، بهق، هبق. قهب: قَالَ اللَّيْث: القَهْبُ: الأبْيَضُ من أَوْلَاد الْبَقر والمِعْزَى، ونحوِ ذَلِك. يُقَال إِنَّه لَقَهْبُ الإهاب، وإنّه لَقُهَابٌ وقُهَابيٌّ، وَالْأُنْثَى قَهْبَةٌ. وَقَالَ أَبُو عبيد: القَهْبُ: الْأَبْيَض. وَقَالَ اللَّيْث: القَهْبُ، أَيْضا: المُسِنُّ فِي قَول رؤبة: إنّ تميماً كَانَ قَهْباً مِنْ عَادْ وَقَالَ: إنّ تميماً كَانَ قَهْباً قَهْقَبَا أَي: كَانَ قديمَ الأَصْل عَادِيَّهُ. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: يُقَال للشَّيْخ إِذا أَسَنَّ: قَحْرٌ وقَهْبٌ. وَقَالَ اللَّيْث: القهب:

اليعقُوب، وَهُوَ الذّكر من الحَجَلِ، وَأنْشد: فَأَضْحَتِ الدَّارُ قَفْراً لَا أَنِيسَ بهَا إِلَّا القُهَابُ مَعَ القَهْبِي والحَذَفِ وروى أَبُو عمر عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: قَالَ القَهْبِيُّ: ذكر القَبَجِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: القَهْبُ: الطَّوِيل من الْجبَال. وَقَالَ اللَّيْث: القَهُوبَةُ، من نصالِ السِّهَام: ذاتُ شُعَبٍ ثلاثٍ، وَرُبَّما كَانَت حديدَتَين تنضمان أَحْيَانًا وتنفرجان، والجميع القَهُوبَاتُ. عَمْرو عَن أَبِيه وَابْن نجدة عَن أبي زيد وَابْن الْأَعرَابِي عَن المفضّل: قَالُوا جَمِيعًا القَهُوبَاتُ: السِّهَام الصغار المُقَرْطِسات، واحدتها قَهْوَبَةُ؛ قلت: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح؛ وَقَالَ رؤبة: عَن ذِي خَنَاذِيذَ قُهَابٍ أَدْلَمُه قَالَ: القُهْبَةُ: سَواد فِي حُمْرة. أَقْهَبُ: بَينُ القُهْبَة والأدْلم: الأسْوَد. فالقَهْبُ: الْأَبْيَض، والأقْهَبُ: الأَدْلَمُ، كَمَا ترى. وَقَالَ ابْن السّكيت: الأقْهَبَانِ: الْفِيل والجاموس؛ قَالَ رؤبة: والأَقْهَبينِ الفيلَ والجامُوسَا وكل واحدٍ مِنْهُمَا أقهبُ للونه. هقب: قَالَ اللَّيْث: الهِقَبُّ: الضَخْمُ الطَّوِيل من النّعام، وَقَالَ ذُو الرُّمّة: من المُسُوحِ هِقَبٌّ شَوْقَبٌ خَشِبُ قهب: عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: القَهْقَبُ والقَهْقَمُ: الْجمل الضَّخْمُ. وَقَالَ اللَّيْث: القَهْبُ بِالتَّخْفِيفِ الْعَظِيم الطَّوِيل الرغيب. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: القهقب: الباذِنجان. بهق: قَالَ اللَّيْث: البَهَقُ: بياضٌ دُونَ البرصِ، وَقَالَ رؤبة: كأَنّهُ فِي الجِلْدِ تَوْليعُ الْبَهَقْ وَالله أعلم.

الجزء 6

(بَاب الْهَاء وَالْقَاف مَعَ الْمِيم) (هـ ق م) هقم، همق، قهم، قمه، مهق، مقه: مستعملات. هقم:: أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: الهَقْمُ: أصوات شُرب الْإِبِل للْمَاء. قلت: جعله جمع هَيْقَم، وَهُوَ حِكَايَة صَوت جرعها المَاء كَمَا قَالَ رؤبة: وَلم يَزلْ عِزُّ تَمِيم مدعَما للنَّاس يَدْعُو هَيْقَماً وهيقما كالبحر مَا لقَّمتَه تلقَّما وَقَالَ اللَّيْث: بَحر هَيْقَمٌ: واسعٌ بعيدُ القعر. وَقَالَ اللَّيْث: رجل هَقِمٌ: شديدُ الْجُوع كثير الْأكل وَهُوَ يتهقِّمُ الطَّعَام، أَي يتلقمه لُقماً عظاماً متتابعة. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الهَقِمُ: الجائع وَقد هقِم هَقَماً. وَقَالَ أَبُو عَمْرو فِي قَول رؤبة: يَكْفِيهِ مِحْرابَ العِدَا تَهقُّمُه قَالَ: وَهُوَ قهره من يحاربه، قَالَ: وَأَصله من الجائع الهَقِم، وَقَالَ فِي قَوْله: من طول مَا هَقَّمه تهقُّمُه قَالَ: تَهَقُّمه: حِرْصه ورجوعه، وَقَالَ فِي قَول رؤبة: للنَّاس يَدْعُو هَيْقماً وهَيْقمَا إنّه شبهه بفحل وضربهُ مثلا. وهَيْقَم حِكَايَة هديره، وَرَوَاهُ بَعضهم: كالبَحْر يدعُو هيقما وهيقما فَمن رَوَاهُ كَذَلِك أَرَادَ حِكَايَة أصوات أمواجه. وَقَالَ بَعضهم: الهيقمانيّ: الطَّوِيل من كل شَيْء. وَقَالَ الشَّاعِر: من الهَيْقَمَا نِيَّات هَيْقٌ كَأَنَّهُ من السِّنْدِ ذُو كَبْليْنِ أفلتَ من تَبْل قهم: أهمله اللَّيْث. أَبُو عبيد عَن الكسائيِّ: يُقَال للقليل الطُّعم: قد أَقْهَى وأَقْهَم. وَقَالَ أَبُو زيد فِي (النَّوَادِر) : المقْهِم: الَّذِي لَا يُطْعَم من مرض أَو غَيره. قَالَ وَقَالَ أَبُو السَّمْح: المُقْهِمُ الَّذِي لَا يَشْتَهِي الطَّعَام من مرض أَو غَيره.

ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أقهَمَ فلانٌ إِلَى الطَّعَام إقْهاماً، إِذا اشتهاه، وأقهَمَ عَن الطَّعَام إِذا لم يشتهه، وَأنْشد فِي الاشتهاء: وَهُوَ إِلَى الزَّاد شديدُ الإقْهام قَالَ: وأقهمت الإبلُ عَن المَاء إِذا لم ترُده، وَأنْشد: وَلَو أَن لُؤْمَ ابنْي سُلَيْمَان فِي الغَضَا أَو الصِّلِّيَان لم تَذُقْهُ الأباعرُ أَو الْحَمض لاقْوَرَّت أَو المَاء أقهمت عَن المَاء حَمْضيَّاتُهُنَّ الكَنَاعرُ قلت: من جعل الإقْهام شَهْوَة ذهبَ بِهِ إِلَى الهَقِم وَهُوَ الجائع، ثمَّ قلبه فَقَالَ: قَهمَ، ثمَّ بنى الإقهام مِنْهُ. وَقَالَ أَبُو عبيد: أَقْهَمَتِ السَّماءُ إقْهَاماً مثل أَجْهَمت إِذا انقشع الغيمُ عَنْهَا. مقه قمه: قَالَ اللَّيْث: المهَق والمقَهُ: بَيَاض فِي زرقة قَالَ: وَبَعْضهمْ يَقُول المَقَهُ أشدهما بَيَاضًا، وَامْرَأَة مَهْقَاء ومَقْهَاء وسرابٌ أمقه. وَقَالَ رؤبة: فِي الصَّيْف من ذاكَ البعيدِ الأمْقَهِ وَهُوَ الَّذِي لَا خضراء فِيهِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: هُوَ الأَقْمه، وَرَوَاهُ: من ذَاك البعيدِ الأقْمهِ، قَالَ: وَهُوَ الْبعيد، يُقَال: هُوَ يَتَقمَّه فِي الأَرْض إِذا ذهب فِيهَا. وَقَالَ الأصمعيّ: إِذا أقبل وَأدبر فِيهَا، والأمْقَهُ من النَّاس الَّذِي يركب رَأسه لَا يدْرِي أَيْن يتَوَجَّه. وَقَالَ رؤبة أَيْضا فِي هَذِه القصيدة: قفقاف ألْحَى الراعسات القُمَّهِ قيل: القُمَّه: هِيَ القُمَّح، وَهِي الَّتِي رفعت رؤوسها كالقِمَاح الَّتِي لَا تشرب. وَقَالَ اللَّيْث فِي قَوْله: يَعْدل أَنضادَ القِفافِ القُمَّهِ قَالَ: القُمَّه من نَعْت القِفَاف، وَهِي الَّتِي تغيب وَتظهر فِي السراب. قَالَ وَيُقَال: قَمَه الشَّيْء فِي المَاء يقمَهُهُ إِذا قَمَسه فارتفع رأسُه أَحْيَانًا وانغَمر أَحْيَانًا فَهُوَ قَامِهِ. وَقَالَ الْمفضل: القَامِهُ: الَّذِي يركب رأسَه لَا يَدْري أَيْن يَتوجَّه. وروى شمرٌ عَن أبي عدنانَ عَن الأصمعيّ قَالَ: الأمْقَهُ المكانُ الَّذِي اشتدَّتْ الشمسُ عَلَيْهِ حَتَّى كُرهَ النظرُ إِلَى أرضه، وَقَالَ فِي قَول ذِي الرمة: إِذا خَفَقْت بأمْقَه صَحْصَحَانٍ رؤوسُ الْقَوْم فالتزَمُوا الرِّحَالا قَالَ شمر: المَقْهَاءُ الكريهةُ المنظر وَلَا يكون الْمَكَان أمقَه إِلَّا بِالنَّهَارِ، وَلَكِن ذُو الرمة قَالَه فِي سير اللَّيْل، قَالَ، وَقيل: المَقَهُ حُمْرةٌ فِي غُبْرة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الأمقهُ الأبيضُ القَبيح الْبيَاض، وَهُوَ الأمْهَقُ، والمقهاءُ من النساءِ الَّتِي ترَى جفونُ عينيْهَا ومآقيها مُحْمَرَّةً مَعَ قِلَّة شَعْر الحاجبين، والمَرْهَاءُ مثل المَقْهَاءُ. وفلاة مَقْهَاء، وفَيْفٌ أمقَهُ إِذا ابيضَّ من السَّراب. وَقَالَ ذُو الرمة:

إِذا خَفَقَتْ بأمْقَه صَحْصحَانٍ رؤوسُ الْقَوْم واعتَنَقُوا الرِّحالا وَقَالَ النضرُ: المَقْهَاءُ: الأَرْض الَّتِي قد اغبرّتْ متُونها وبِرَاقُها وإباطها بيض، والمَقَهُ: غُبْرةٌ إِلَى الْبيَاض وَفِي نَبتها قِلةٌ بيِّنَةُ المقَه. قَالَ: والمَرْهَاءُ القليلة الشَّجَر سهلةً كَانَت أَو حَزْنةً. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: خرج فلَان يَتَقمَهُ فِي الأَرْض: لَا يدْرِي أَيْن يذهب. وَقَالَ أَبُو سعيد: ويتكمَّه مِثله، رَوَاهُ أَبُو تُرَاب فِي (كِتَابه) . مهق: فِي حَدِيث أنس وصفةِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ أزهَرَ وَلم يكن بالأبيض الأَمهق. قَالَ أَبُو عبيد: الأمهق الشَّديد الْبيَاض الَّذِي لَا يخالط بياضَهُ شيءٌ من الحُمرة وَلَيْسَ بِنيِّر وَلكنه كلون الجصّ وَنَحْوه، يَقُول: فَلَيْسَ هُوَ كَذَلِك. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ يتمهَّقُ الشرابَ تمهقاً إِذا شربَه النهارَ أجمعَ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال أَنْت تمهَّقُ المَاء تمهُّقاً، إِذا شربه النهارَ أجمع سَاعَة بعد سَاعَة، قَالَ: وَيُقَال ذَلِك فِي شرب اللَّبن. وَأنْشد قَول الْكُمَيْت: تمهَّقُ أخلافَ الْمَعيشَة بَينهم رضاعٌ وأَخْلاَفُ الْمَعيشَة حُفَّلُ وَقَالَ غَيره: والمهيقُ، الأَرْض الْبَعِيدَة، وَقَالَ أَبُو دواد: لَهُ أثرٌ فِي الأَرْض لحبٌ كَأَنَّهُ نَبِيثُ مسَاحٍ من لحاءِ مَهيقِ قَالُوا: أَرَادَ باللحاء مَا قُشرَ من وَجه الأَرْض. وَقَالَ أَبُو زيد: الأمقهُ والأمرهُ مَعًا: الأحمرُ أَشفارَ الْعين. همق: قَالَ ابْن شُمَيْل: المهمَّق من السَّويق: المُدَقَّق. وَقَالَ اللَّيْث: الهُمقَاقُ واحدتها هُمْقاقَة بِوَزْن فُعلالة، قَالَ وَأَظنهُ دخيلاً من كَلَام الْعَجم أَو كَلَام بَلْعَم خَاصَّة لِأَنَّهَا تكون بحبال بلعم، وَهِي حبةٌ تشبهُ حَبَّ الْقطن فِي جُمَّاحةٍ، مثلِ الخَشْخاش، إِلَّا أَنَّهَا صلبة ذاتُ شُعَب يُقْلَى حبُّه ويؤكل، يزِيد فِي الْجِمَاع، قلت: وَبَعْضهمْ يَقُول: هَمْقِيق، وَقَالَ بَعضهم: هُوَ الهمِق من الحمضِ وَأنْشد: باتَتْ تَعشَّى الحمضَ بالقَصيم لُباية من هَمِقٍ عَيشُومِ سَلمَة عَن الْفراء أَنه قَالَ: اللُّبايةُ: شجر الأُمْطِيّ، وأَنشد: لُبَايةُ من هَمِق عَيْشُوم قَالَ: والهَمِق نَبْت، والعَيْشُوم الْيَابِس. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الهَمْقَى نبت. قَالَ ابنُ الْأَنْبَارِي: قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: الهمقى مشْيَة فِيهَا تمايل، وَأنْشد: فأَصبحنَ يمشِين الهِمَقَّى كَأَنَّمَا يُدافعنَ بالأفخاذ نهداً مُؤرَّبا وَفِي (كتاب أبي عَمْرو) أنْشد: لُبَايةً من هَمِقٍ هَيْشُوم قَالَ الهَمِقُ: الْكثير.

أَبْوَاب الْهَاء وَالْكَاف [/ كت] هـ ك ج: مهمل. (هـ ك ش) (شكه) شكه: يُقَال: شَاكَهَ الشيءُ الشيءَ وشابهَهُ وشاكله، بِمَعْنى وَاحِد، والمشاكهة المشابهة، وَمن أَمْثَال الْعَرَب قَوْلهم للرجل المفرط فِي مدح الشَّيْء: شَاكِهْ أَبَا فلَان، أَي قاربْ فِي الْمَدْح وَلَا تُطْنِبْ وأصلهُ أنَّ رجلا رأى آخرَ يَعْرِضُ فرسا لَهُ على البيع فَقَالَ لَهُ: أَهَذا فرسُك الَّذِي كنت تصيدُ عَلَيْهِ الوحشَ فَقَالَ لَهُ شَاكِهْ أَبَا فلَان أَي قاربْ فِي الْمَدْح. هـ ك ض: مهمل. هـ ك ص صهك: أهمله اللَّيْث، وروى عَمْرو عَن أَبِيه: الصُّهْكُ: الْجَوَارِي السود. هـ ك س اسْتعْمل من وجوهه: سَهَكَ. سهك: قَالَ اللَّيْث السَّهَكُ ريحٌ كريهةٌ تجدُها من الْإِنْسَان إِذا عَرقَ، تَقول إِنَّه لسَهِكُ الريحِ، قَالَ النَّابِغَة: سَهِكِينَ من صَدَإ الْحَدِيد كَأَنَّهُمْ تَحت السَّنَوَّر جِنّةُ البَقَّار قلت: جعلَ الليثُ السَّهك ريحَ الْإِنْسَان والسَّهَكُ عِنْد الْعَرَب رائحةُ صدإ الحديدِ، وَمِنْه قَول النَّابِغَة هَذَا: (سَهِكِينَ من صدإ) وَلَوْلَا لُبسهم الدروعَ الصَّدِئةَ مَا وَصفهم بالسهك. وَقَالَ اللَّيْث: سَهَكَت الريحُ وسهكت الدَّوابُّ سُهُوكاً وَهُوَ جَرْيٌ خفيفٌ فِي لِينٍ، وفَرَسٌ مِسْهَكٌ سريعٌ، ويقالُ: سُهوكُها: استنانُها يَمِينا وَشمَالًا، قَالَ: والسَّاهكةُ أَيْضا: الرياحُ الَّتِي تَسْهك الترابَ عَن وَجه الأَرْض، وَأنْشد: بساهكاتِ دُقَقٍ وَجَلْجال قَالَ: وَتقول سَهِكْتُ العِطْرَ ثمَّ سَحَقتُه فالسهْك كسركَ إيّاه بالفِهْر ثمَّ تَسْحَقُه. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: ريح سَهُوك وسهوجٌ وسَيْهُوكٌ وسيهوجٌ كلُّه: الشديدُ الهبوبِ، وَقَالَ الْأَعْشَى: وَحَثَثنَ الْجِمَالَ يَسْهَكْنَ بالبا عِزِ والأُرجُوَانِ خَملَ القَطيف أَرَادَ أنهنَّ يَطَأْنَ خَمْلَ القطائفِ حَتَّى يتحاتَّ الخمل. أَبُو عبيد عَن اليزيدي: بعينِهِ ساهِكٌ مثل العائر، وهما من الرمد، وَفِي (النَّوَادِر) : وَيُقَال: سُهَاكَةٌ من خَبرَ ولُهَاوَةٌ، أَي تَعلَّةٌ من الْخَبَر كالكذب. هـ ك ز أهمله اللَّيْث. زهك: وَقَالَ أَبُو زيد: الزَّهِكُ مثل السَّهك وَهُوَ الحَشُّ بَين حَجَرين، وَزَهَكَت الريحُ الأرضَ وسَهَكتْها بِمَعْنى وَاحِد، قلت: والرَّهَكُ بالراء: الدقُّ أَيْضا. هـ ك ط مهمل الْوُجُوه. هـ ك د هكد، كهد، كده، دهك: مستعملة. أهمل اللَّيْث: هكد.

هكد: وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال: هَكَدَ الرجلُ، إِذا تشدَّدَ على غريمِه. دهك: أهمله اللَّيْث: وَقَالَ رؤبة: رُدّتْ رَجِيعاً بَين أرحاء دُهُكْ قَالَ أَبُو عَمْرو: الدَّهْكُ الدَّقُّ والطحن وأَرحاؤها أنيابها وَأَسْنَانهَا. كهد: قَالَ اللَّيْث: اكوَهَدّ الشيخُ والفرخ: إِذا ارتعد. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: كهد إِذا ألَحَّ فِي الطّلب، وأَكْهَدَ صَاحبه إِذا أَتْعَبه. وَقَالَ الفرزدق يصف عيرًا وأتانَه: موَقَّعَةٌ ببياض الرَّكوب كهُودُ الْيَدَيْنِ مَعَ المُكهِدِ أَرَادَ بكَهُود الْيَدَيْنِ الأَتان، وبالمُكْهِد العَيْر، كهُود الْيَدَيْنِ: سريعُهُ، والمُكْهد: المتعِب، وَيُقَال: أَصَابَهُ جَهْد وكَهْد، ويقيني كاهداً قد أعيا ومُكْهداً، وَقد كَهَد وأَكْهَدَ، وكَدَه وأكده كل ذَلِك إِذا جَهَدَه الدُّؤُبُ. كده: قَالَ اللَّيْث: الكَدْهُ صكَّةٌ بِحجر وَنَحْوه، يؤثِّرُ أَثَراً شَدِيداً، وَقَالَ رؤبة: وخافَ صَقْعَ القارعاتِ الكُدَّه وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال فِي وَجهه كُدوه وكُدُوحٌ أَي خُمُوشٌ، وسَقَطَ فلانٌ فَتَكَدَّهَ وتكدَّحَ، ويقالُ: هُوَ يكْدَحُ كعياله ويكْدَهُ لِعِيَالِهِ أَي يكْسَبُ لَهُم، وَيُقَال: كَدَهَهُ الهمُّ يكدَهُهُ كَدْهاً: إِذا جهده. وَقَالَ أُسامةُ الهذَلِيُّ يصف الْخمر: إِذا نُضِحَت بِالْمَاءِ وازداد فَوْرُها نجا وَهُوَ مَكْدُوهٌ من الغَمِّ ناجدُ يَقُول: إِذا عَرِقَتْ الخمرُ وفارتْ بالغَلْي نجَا العَيْرُ، والناجِدُ الَّذِي قد عَرِقَ، وَيُقَال: فِي وَجهه كُدُوهٌ وكُدُوحٌ، أَي خموش، وَمِنْه حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (من سَأَلَ وَهُوَ غنيٌّ جاءتْ مسألتهُ يَوْم الْقِيَامَة كُدُوحاً) ، أَي خُمُوشاً. هـ ك ت اسْتعْمل من وجوهه: هتك. هتك: قَالَ اللَّيْث: الهَتْكُ أَن تجذب سِتْراً فتقْطعُه من مَوْضِعه أَو تَشُقَّ مِنْهُ طَائِفَة يُرَى مَا وَرَاءه، وَلذَلِك يُقَال: هَتَكَ الله سِتْرَ الْفَاجِر، وَرجل مَهْتُوك السِّترِ متهتِّكه وَرجل مُسْتَهْتِكٌ لَا يُبَالِي أَن يُهْتَكَ سِترُهُ عَن عَوْرَته، وكل شَيْء يُشَقُّ كَذَلِك فقد تَهَتّكَ وانهتك، وَقَالَ فِي الْكلأ: مُنْهتِكُ الشَّعْرانِ نَضَّاخُ العَذَبْ والهُتْكَة ساعةٌ من اللَّيْل للْقَوْم إِذا سَارُوا، يُقَال: سِرْنَا هُتْكَةً مِنْهَا، وَقد هَاتَكْنَاهَا: سرنا فِي دُجَاها وَأنْشد: هاتكتُهُ حَتَّى انجلتْ أكراؤُه عني وَعَن ملموسةٍ أحناؤُه يصف اللَّيْل وَالْبَعِير، وَقَالَ ابْن الأعرابيّ فِي هُتْكَةِ الليلِ نَحوا مِنْهُ. وَقَالَ غَيره: الهِتَكُ قِطَعُ الفَرْش يتمزق عَن الْوَلَد، الْوَاحِدَة هِتَكة، وثَوْبٌ هَتِكٌ، وَقَالَ مُزَاحم: جلا هَتِكاً كالرَّيْطِ عَنهُ فبيَّنَتْ مشابههُ حُدْبَ العِظَامِ كَوَاسِيَا

باب الهاء والكاف مع الراء

أَي استبانت مشابهُ أَبِيه فِيهِ، عَمْرو عَن أَبِيه: الهَتْكُ: وسط اللَّيْل. هـ ك ظ (هـ ك ذ هـ ك ث) : أهملت وجوهها. (بَاب الْهَاء وَالْكَاف مَعَ الرَّاء) هكر، كره، رهك، كهر: مستعملة. هكر: أهمله الليثُ ومستعمَلهُ فاشٍ كثير، روى شمرٌ لأبي عبيدٍ قَالَ: الهَكْر: الْعجب، وَقد هَكِر يَهْكَرُ هَكَراً إِذا اشْتَدَّ عَجبُه، وَقَالَ أَبُو كَبِير: فاعجَبْ لذَلِك رَيْبَ دهرٍ واهْكَرِ قَالَ: والهَكِر: المتعجب، وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الهَكُر: الناعسُ، وَقد هَكرتْ أَي نعِسَتْ، قلت: وهَكِرٌ موضعٌ، وأراهُ روميّاً مِنْهُ قَول امرىء الْقَيْس: أَو كبعضِ دُمَى هَكِرْ كهر: فِي حَدِيث معاويةَ بنِ الحكمِ السُّلَمِيِّ أَنه قَالَ: مَا رَأَيْت معلِّماً أحسن تَعْلِيما من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالله مَا كَهَرني وَلَا شَتَمَنِي، قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: الكَهْر: الانتهارُ، يُقَال مِنْهُ: كَهَرْتُ الرجلَ وَأَنا أكهَرُهُ كَهْراً، قَالَ: وَقَالَ الْكسَائي: هِيَ فِي قِرَاءَة عبد الله (فَأَما الْيَتِيم فَلَا تكْهَر) (الضُّحَى: 9) قلت: مَعْنَاهُ لَا تَقْهَرْه على مَاله. وَقَالَ أَبُو عبيد: الكَهْر فِي غير هَذَا: ارتفاعُ النَّهَار، وَقَالَ عدي بن زيد العِبادي: فَإِذا العَانَةُ فِي كَهْرِ الضُّحَى دونهَا أَحْقَبُ ذُو لَحْمٍ زِيَمْ وَقَالَ اللَّيْث: الكَهْرُ استقبالُكَ الْإِنْسَان بوجهٍ عابسٍ تَهَاوناً بِهِ، وَقَالَ غَيره: فِي فلَان كُهْرُورة، أَي انتهار لمن خاطبه وتعبيس للْوَجْه وَقَالَ زيد الْخَيل: ولستُ بِذِي كُهْرورَةٍ غيرَ أنني إِذا طلعتْ أُولي المغيرةِ أَعْبِسُ عَمْرو عَن أَبِيه: الكَهْر: الْقَهْر والكَهْرُ: عبوس الْوَجْه، والكَهْرُ: الشَّتْمُ والكَهْرُ: المصاهرةُ، وَأنْشد: يُرحَّبُ بِي عِنْد بَاب الْأَمِير وتُكْهَرُ سعدٌ ويُقْضَى لَهَا أَي تُصاهَرُ. اللَّيْث: كَهَرُ النهارِ ارتفاعه فِي شدَّة الْحر. كره: ذكر الله تبَارك وَتَعَالَى الكَرْه والكُره فِي غير مَوضِع من كِتَابه، وَاخْتلف الْقُرَّاء فِي فتح الْكَاف وَضمّهَا، فَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أَحْمد بن يحيى أَنه قَالَ: قَرَأَ نافعٌ وأَهلُ الْمَدِينَة فِي سُورَة الْبَقَرَة: {وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ} (البَقَرَة: الْآيَة 216) بِالضَّمِّ فِي هَذَا الْحَرْف خَاصَّة، وَسَائِر الْقُرْآن بِالْفَتْح، وَكَانَ عَاصِم يضم هَذَا الْحَرْف أَيْضا، وَالَّذِي فِي الْأَحْقَاف {إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ} (الْأَحْقَاف: 15) ، ويُقرأُ سائرهُنَّ بِالْفَتْح، وَكَانَ الْأَعْمَش وَحَمْزَة والكسائيّ يضمُّون هَذِه الأحرفَ الثلاثةَ، وَالَّذِي فِي النِّسَاء: {لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَآءَ كَرْهاً} (النِّسَاء: 19) ثمَّ قرءوا كل شَيْء سواهَا بِالْفَتْح، قَالَ وَقَالَ بعض أَصْحَابنَا: نختارُ مَا عَلَيْهِ أهل الْحجاز أَنَّ جَمِيع مَا فِي الْقُرْآن بِالْفَتْح إِلَّا الَّذِي فِي الْبَقَرَة خَاصَّة، فَإِن القُرَّاء قَرَءوهُ بِالضَّمِّ، قَالَ أَحْمد بن يحيى: وَلَا أعلم

مَا بَين الأحرف الَّتِي ضمهَا هَؤُلَاءِ وَبَين الَّتِي فتحوها فرقا فِي الْعَرَبيَّة وَلَا فِي سُنَّةٍ تتبع، وَلَا أرى النَّاس اتَّفقُوا على الْحَرْف الَّذِي فِي سُورَة الْبَقَرَة خَاصَّة، إِلَّا أَنه اسمٌ وبقيَّةُ الْقُرْآن مصَادر، وَقد أجمع كثير من أهل اللُّغَة أَن الكَرْه والكُرْهَ لُغَتَانِ فَبِأَي لُغَة قرىء فَجَائِز إِلَّا الفَرَّاء فَإِنَّهُ زعم أَن الكُرْه مَا أكرهتَ نفسَك عَلَيْهِ، والكَرْه ماأكرهكَ غيرُكَ عَلَيْهِ، جئْتُك كُرهاً وأدخلتني كَرْهاً، وَقَالَ الزّجاج فِي قَوْله: {وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ} (البَقَرَة: 216) يُقَال كرهت الشَّيْء كَرْهاً وكُرْهاً وَكَرَاهَة وكراهية. وَقَالَ: وكلُّ مَا فِي كتاب الله من الكَرْه بِالْفَتْح (فالضمُّ) فِيهِ جائزٌ إِلَّا هَذَا الحرفَ الَّذِي فِي هَذِه الْآيَة، فإنَّ أَبَا عبيدٍ ذكر أنَّ القرَّاء مجمعون على ضمِّه، قَالَ الزّجاج: وَمعنى كراهتهم القتالَ أَنهم كرهُوه على جِنْس غِلظِه عَلَيْهِم ومشقته لَا أنّ الْمُؤْمِنُونَ يَكْرهون فَرْضَ الله، لِأَن الله لَا يفعل إِلَّا مَا فِيهِ الْحِكْمَة وَالصَّلَاح. وَقَالَ اللَّيْث فِي الكُرْه والكَرْه: إِذا ضمُّوا أَو خفضوا قَالُوا كُره، وَإِذا فتحُوا قَالُوا كَرْهاً تَقول: فَعَلْتُه على كُرْه وَهُوَ كُرْهٌ وتقولُ: فعلته كَرْهاً، قَالَ: والكَرْهُ الْمَكْرُوه، قلت: الَّذِي قَالَه أَبُو الْعَبَّاس والزجاج فَحسن جميل وَمَا قَالَه اللَّيْث فقد قَالَه بَعضهم، وَلَيْسَ عِنْد النَّحْوِيين بالبيِّن الْوَاضِح. وَقَالَ أَيْضا: رجل كره مُتَكَرِّه وَجَمَلٌ كَرْهٌ: شَدِيد الرَّأْس، وَأنْشد: كَرْهُ الحِجاجَيْنِ شديدُ الأرآد قَالَ: وَأمر كريه: مَكْرُوه، وَامْرَأَة مستكرهَةٌ إِذا غُصِبَتْ نَفسهَا، وأكرهتُ فلَانا: حملتُه على أَمر هُولَهُ كَارِه، والكريهةُ الشدَّة فِي الْحَرْب، وَكَذَلِكَ كَرَايِهُ الدَّهْر: نَوَازِل الدَّهْر. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: من أَسمَاء السيوف ذُو الكريهة وَهُوَ الَّذِي يَمْضي فِي الضَّرائِبِ. وَقَالَ الليثُ: الكرهاءُ هِيَ أَعلَى النُّقْرَةِ بلغَة هُذَيْل، وَيُقَال كُرِّهَ إليَّ هَذَا الأمرُ تكريهاً أَي صُيِّر عِنْدِي بِحَال كَرَاهَة، وَيُقَال للْأَرْض الصلبة الغليظة مثل القُفِّ وَمَا قاربه: كَرْهَة، وَجمع المكروهِ مكاره. اللحياني: أتيتُكَ كَراهِينَ ذَلِك، وكراهيةَ ذَلِك، بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ الحطيئة: مصاحَبَةٌ على الكَرَاهِينَ فَارِكُ أَي على الكراهَةِ وَهِي لُغَة. رهك: أهمله اللَّيْث، وَهُوَ مُسْتَعْمل، قَالَ الراجز: حُيِّيتِ من هِرِكْوَلَةٍ ضِناكِ جاءتْ تهزُّ المَشْيَ فِي ارْتهاكِ والارتهاكُ: الضَّعْفُ فِي المَشْي، يُقَال: فلَان يَرْتَهِكُ فِي مِشْيتِه، وَيَمْشي فِي ارتهاك والرَّهكَةُ: الضعْف، يُقَال: أرى فِيهِ رَهْكةً أَي ضَعْفاً. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: التَّرْهُوكُ: هُوَ الَّذِي كَأَنَّهُ يَمُوجُ فِي مِشيته وَقد تَرَهَوْكَ. وَفِي (النَّوَادِر) : أَرض رَهِكَةٌ وهَيْلَةٌ وهَيْلاءُ وهارَةٌ وهَوِرَةٌ وهَمِرَةٌ وهَكَّةٌ، إِذا كَانَت ليِّنة خَبَارَاً.

هـ ك ل هكل، هلك، كهل: (مستعملة) . هكل: أما هكل فقد اسْتعْمل مِنْهُ الهَيْكل وَهُوَ الْبناء الْمُرْتَفع تُشبَّهُ بِهِ الفرسُ الطَّوِيل، وَمِنْه قَول امرىء الْقَيْس: بمُنْجرِدٍ قَيْدِ الأوابدِ هَيْكلِ وَقَالَ اللَّيْث: الهَيْكَلُ بيتٌ للنَّصارى فِيهِ صنم على خِلْقَةِ مَرْيَمَ فِيمَا يَزْعمُونَ، وَمِنْه قَول الراجز: مَشْيَ النَّصارى حول بَيْتِ الهيكل وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الهيكل: الضخم من كل حَيَوَان. وَقَالَ اللَّيْث: الهيكل الفرسُ الطويلُ عُلْواً وعَدْواً. هلك: قَالَ اللَّيْث: الهُلْك: الهلاكُ. وَقَالَ أَبُو عبيد: يُقَال الهُلْكُ والهَلْك والمُلْك والمَلْك. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال لأذهَبَنَّ فإمَّا هُلْكٌ وإِمَّا مُلْكٌ، وَبَعْضهمْ يَقُول: فإمَّا هَلْكٌ وَإِمَّا مَلْكٌ، وَقَالَ: الاهتلاكُ: رَمْيُ الْإِنْسَان نفسَه فِي تَهْلُكَةٍ، قَالَ: والتَّهْلُكَةُ: كل شَيْء يصير عاقبته إِلَى الْهَلَاك. قَالَ الله: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} (البَقَرَة: 195) . قَالَ: والقطاة تَهْتَلِكُ من خوف الْبَازِي أَي ترمي نَفسهَا فِي المهالك، وَقوم هَلْكَى وهالكون؛ والهُلاَّكُ: الصعاليكُ الَّذين ينتابون الناسَ طلبا لمعروفهم من سوء الْحَال، قَالَ جميل: أَبيتُ مَعَ الهُلاَّكِ ضيفاً لأَهْلهَا وَأَهلي قريب موسعون ذَوُو فضل وَقَالَ فِي قَول الْأَعْشَى: وهالكُ أهلٍ يُجِنُّونه كآخرَ فِي أهلِه لم يُجَنّ قَالَ: هُوَ الَّذِي يَهْلِكُ فِي أَهله، قَالَ: ويكونُ (هَالك أهلٍ) الَّذِي يهْلك أَهله. قَالَ: ومفازة هالكة من سَلَكَها أَي هالكةٌ السالكين. وَفِي حَدِيث سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة: (إِذا قَالَ الرجلُ هلكَ الناسُ فَهُوَ أهلكهم) ، مَعْنَاهُ أَن العالمِين الَّذِي يُقَنِّطُونَ النَّاس من رَحْمَة الله يَقُولُونَ: هلكَ الناسُ، أَي استوجبُوا النَّار وَالْخُلُود فِيهَا بِسوء أَعْمَالهم، وَمعنى قَوْله: هُوَ أهلكهم أَي هُوَ أوجب لَهُم ذَلِك، وَالله جلّ وَعز لم يُهْلِكهم. وَقَالَ مَالك فِي قَوْله: أهلكهم، أَي أبسلهم. أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: هلكتُ الرجلَ وأهلكتُه بِمَعْنى، وَأنْشد: ومهمهٍ هالِكِ مَن تَعَرَّجَا يَعْنِي مُهْلِكٍ، لُغَة تَمِيم. وَقَالَ شمر: روى أَبُو عدنان عَن الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ فِي قَوْله: هَالك من تعرجا: أَي هالكٌ المتعرِّجين إِن لم يُهْذِبوا فِي السّير. قَالَ، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: أَخْبرنِي رؤبة أَنه يُقَال: هلكتَني بِمَعْنى أهلكتني، قَالَ: وَلَيْسَت بلغتي. وَقَالَ اللَّيْث: الهَلَكَةُ: مَشْرَفَةُ المَهْواة فِي جو السُّكّاك.

وَقَالَ غَيره: الهَلَكُ المهواةُ بَين الجبلين، وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: رأتْ هَلَكاً بِنِجَافِ الغَبِيطِ فَكَادَتْ تَجُذُّ الحُقِيُّ الهِجَارا وَقَالَ ذُو الرمة يصف امْرَأَة جيداءَ: ترى قُرْطَها فِي وَاضح اللِّيتِ مشرفا على هَلَك فِي نَفْنَفٍ يتطَوَّحُ أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: تهالك فلَان على الْمَتَاع والفراش: إِذا سقط عَلَيْهِ، وَمِنْه تهالُك المرأةِ، وتَهَالَكَت المرأةُ فِي مِشْيتها. وَقَالَ، وَقَالَ أَبُو زيد: الهَلُوك: الْمَرْأَة الْفَاجِرَة. أَبُو عبيد قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ أوّل من عمل الْحَدِيد من الْعَرَب هالكُ بن أسدِ بن خُزَيْمَة، قَالَ: وَلذَلِك قيل لبني أَسد القُيُون، وَمِنْه قَول لبيد: جُنُوحُ الهالكيِّ على يَدَيْهِ مُكِبّاً يجتلي نُقَبَ النِّصَالِ أَراد بالهالكيِّ الْحَدَّاد. وَقَالَ غَيره: اسْتهْلك الرجلُ فِي كَذَا وَكَذَا: إِذا جَهَد نَفسه، واهتلك مثلُه. وَقَالَ الرَّاعِي: لهنَّ حديثٌ فاتنٌ يتْرك الْفَتى خَفِيف الحشا مستهلِك الربْحِ طامعاً أَي يَجْهَد قلبَه فِي إثْرهَا، وَطَرِيق مستهلِكُ الوِرْد أَي يَجْهَدُ من سلكه. قَالَ الحطيئة يصف طَرِيقا: مستهلكُ الوِرْدِ كالأُسْتِيِّ قد جَعَلَتْ أَيدي المَطِيِّ بِهِ عاديَّةً رُكُبا وَقَالَ عرام فِي حَدِيثه: كنت أَتهلَّكُ فِي مفاوز، أَي كنت أَدور فِيهَا شبهَ المتحير، وأَنشد: كَأَنَّهَا قَطْرَة جاد السحاء بهَا بَين السَّمَاء وَبَين الأَرْض تهتلك وَقَالَ ابْن بزرج: يُقَال هَذِه أَرض أَرِمَةٌ هَلَكُونُ، وأرَضُونَ هَلكُونُ: إِذا لم يكن فِيهَا شَيْء يُقَال: هَلَكون نَبَات أرمِين. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الْهَلْكى: الشَّرهون من الرِّجَال وَالنِّسَاء، يُقَال رجالٌ هَلْكَى ونساءٌ هَلكى، الْوَاحِد هَالك وهالكة. وَيُقَال: تركتهَا آرِمَةً هلِكينَ، إِذا لم يصبهَا الْغَيْث مُنْذُ دهرٍ طَوِيل. وَفِي حَدِيث الدَّجَّالِ: فإمَّا هَلَكَ الْهُلْكُ فَإِن ربّكم لَيْسَ بأَعْوَر، وَرَوَاهُ بَعضهم: إمَّا هلكتْ هُلْكُ. وَقَالَ شمر: قَالَ الْفراء: الْعَرَب تَقول أَفعل كَذَا إِمَّا هَلَكَتْ هُلُكٌ ياهذا، وهُلُكُ يَا هَذَا، بإجراء وَغير إِجْرَاء، وَبَعْضهمْ يضيفه: إِمَّا هَلَكَتْ هُلُكُه، أَي على مَا خيلت، أَي على كل حَال، وَنَحْوه. وَقَالَ غيرُه فِي تَفْسِير الحَدِيث: إنْ شُبِّه عَلَيْكُم بكلّ معنى، وعَلى كلّ حَال، فَلَا يُشَبِّهَنّ عَلَيْكُم إِن ربكُم لَيْسَ بأَعْوَر. ورَوَى بعضُهم حديثَ الدجّال: وَلَكِن الهُلْكُ كلُّ الهُلْك. إِن ربكُم لَيْسَ بأعور، وَفِي رِوَايَة: فإمَّا هَلَكت هُلَّكُ فَإِن ربكُم لَيْسَ بأعور. الهُلْكُ الْهَلَاك. قَالَ ابْن الأنباريّ: مَن رَوَاهُ كَذَلِك فَمَعْنَاه لكنّ هلك الدجّال وخِزْيه وبيانَ كَذِبه فِي

عَوَره. قَالَ: وَمن رَوَاه: فَإِن هلكَتْ هُلْكٌ: أَرَادَ مَا اشْتبهَ عَلَيْكُم من أمْرِه، فَلَا يَشْتَبِهَنَّ عَلَيْكُم أنّ ربكُم لَيْسَ بأَعور. وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو زيد: هَذِه أرضٌ هَلَكُون: إِذا كَانَت جدبةً وَإِن كَانَ فِيهَا ماءٌ، ومررتُ بأرضٍ هَلَكين بِفَتْح الْهَاء وَاللَّام. وَأنْشد شمِر: إنَّ سَدَى خَيرٍ إِلَى غيرِ أهلِه كَهالكةٍ من السَّحاب المصوِّبِ قَالَ: هُوَ السّحاب الَّذِي يَصُوب للمَطَر، ثمَّ يُقْلِع فَلَا يكون لَهُ مطر، فَذَلِك هَلاكُه، كَذَلِك رَوَاهُ ابْن الأنباريّ عَن ثَعْلَب، عَن سَلَمة عَن الْفراء. قَالَ: وَقَالَ غَيره: فلانٌ هِلْكة من الهِلَكِ، أَي ساقطةٌ من السواقط، أَي هَالك. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الهالكة: النفْسُ الشَّرِهَة. يُقَال: هَلكَ يَهْلِكُ هَلاكاً: إِذا شَرِه. وَمِنْه قَوْله: ولمْ أهلِكْ إِلَى اللبَن، أَي لم أشْرَه. قَالَ: وَيُقَال للمُزاحم على الموائد: المتهالك والمُلاهِس والأوْبَش والحاضر واللَّعْو، فإِذا أكلَ بيدٍ ومَنع بيد فَهُوَ جَرْدَبان. وَقَالَ شمِر: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: يُقَال وَقع فلانٌ فِي الهَلَكة الهلْكاء والسَّوْءَة السَّوْآء. قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الهَلَكُ السَّنَة الشَّدِيدَة. وَقَالَ الأسْود بن يَعْفُر: قَالَت لَهُ أُمُّ صَمْعا إذْ تُؤامِرُه: أما ترَى لذوِي الأموالِ والهَلَكِ كهل: قَالَ الله جلّ وعزّ: فِي قصَّة عِيسَى: {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِى الْمَهْدِ وَكَهْلاً} (آل عِمرَان: 46) . قَالَ الفرّاء: أَرَادَ ومُكلِّماً النَّاس فِي المَهد وكَهْلاً. وَالْعرب تَجعل يَفعل فِي مَوضِع فَاعل إِذا كَانَا فِي عُطوفٍ مجتمِعَيْن فِي الْكَلَام. قَالَ الشَّاعِر: بتُّ أُعَشِّيها بعَضْبٍ باتِرِ يَقصدُ فِي أسؤُقِها وَجائرِ أَرَادَ قاصدٍ فِي أَسْؤُقِها وجائر؛ وَقد قيل إنّه عطَف الكَهْل على الصِّفَة، أَرَادَ بقوله {فِى الْمَهْدِ} (آل عِمرَان: 46) صبيّاً وكهْلاً، فردّ الكَهل على الصِّفة كَمَا قَالَ الله: {دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا} (يُونس: 12) . وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أحمدَ بنِ يحيى أنّه قَالَ: ذكر الله جلّ وعزّ لعيسى آيَتَيْنِ: إِحْدَاهمَا: تكليمه الناسَ فِي المَهد، فَهَذِهِ مُعْجزة، والأخْرَى: نُزوله إِلَى الأَرْض عِنْد اقتراب السَّاعَة كَهْلاً ابنَ ثَلَاثِينَ سنة يُكلِّمُ أُمَّةَ محمدٍ، فَهَذِهِ الْآيَة الثَّانِيَة. قَالَ: وَأخْبرنَا ابْن الأعرابيّ أَنه يقالُ للغلام: مُراهِق، ثمَّ مُحْتلِم، ثمَّ يُقَال: خَرَجَ وجهُه ثمّ أَبقلتْ لحيَتُه، ثمَّ مُجْتمِع، ثمَّ كهْل وَهُوَ ابنُ ثلاثٍ وَثَلَاثِينَ سنة. قلت: وَقيل لَهُ حينئذٍ: كَهْل: لانْتِهَاء شبابه وكمالِ قوَّتِه. وَكَذَلِكَ يُقَال للنّبات إِذا تمَّ طوله: قد اكتَهل.

وَقَالَ الْأَعْشَى يصفُ نباتاً: يُضاحِكُ الشمسَ مِنْهَا كوكبٌ شَرِقٌ مُؤَزَّرٌ بِعَميمِ النَّبْتِ مُكْتهِلُ قَوْله: يُضاحِكُ الشمسَ، مَعْنَاهُ يَدُور مَعهَا، ومُضاحكتُه إيَّاها حَسْنٌ لَهُ ونَضْرَة، والكوكَبُ: مُعظم النَّبَات، والشَّرق الرَّيَّان الممتلِىءُ مَاء، والمؤَزَّر: الَّذِي صَار النَّبات كالإزار لَهُ، والعَميم: النّبات الكَثِيف الحسَن، وَهُوَ أكثرُ من الجَميم. يُقَال: نباتٌ عَميم ومُعْتَمّ وعَمَم. قلتُ: وَإِذا بلغ الْخمسين فَإِنَّهُ يُقَال لَهُ: كَهْل. وَمِنْه قَوْله: هَل كَهْلُ خَمْسينَ إنْ شاقَتْهُ منزلةٌ مُسَفَّهٌ رأيُه فِيهَا ومَسْبُوبُ فجعَلَه كهلاً وَقد بلغ الْخمسين. وَقَالَ اللَّيْث: الكهل الَّذِي وخَطَه الشَّيْب ورأيتَ لَهُ بَجَالَةً، وامرأَةٌ كَهلة. قَالَ: وقلَّ مَا يَقُولُونَ للْمَرْأَة كَهْلة مُفْرَدة إلاّ أَن يَقُولُوا: شَهْلة كَهلة، وجمعُ الكَهل كُهول وكُهْل. قَالَ: واكتَهلت الرَّوضة: إِذا عَمَّها نَوْرُها. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: نعجَة مكتهِلة، وَهِي المُختمِرة الرأسِ بالبياض. قلتُ: نعجَةٌ مكتَهِلةٌ: إِذا انْتهى سِنُّها. ورَجلٌ كَهلٌ، وامرأَةٌ كهلةٌ: إِذا انْتهى شَبابُهما، وَذَلِكَ عِنْد استكمالهما ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ سنة. وَقد يُقَال: امْرَأَة كهلةٌ وَإِن لم يُذكَر مَعهَا شَهْلَة. قَالَ ذَلِك الْأَصْمَعِي، وابنُ الْأَعرَابِي وَأَبُو عُبَيْدَة. وَقَالَ ابْن السّكيت: الكُهْلُول والوُهْشُوش والبُهلُول: كلُّه السَّخيُّ الْكَرِيم. وَقَالَ اللَّيْث: الْكَاهِل مُقدَّم الظّهر ممّا يَلِي العُنُق، وَهُوَ الثُّلُث الْأَعْلَى فِيهِ ستُّ فَقارات، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: لَهُ حارِكٌ كالدِّعْصِ لَبَّدَه الثَّرَى إِلَى كَاهِل مثل الرتاج المضبب وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الْكَاهِل: مَا ظَهَر من الزَّوْر والزور مَا بَطَنَ من الْكَاهِل. وقالُ غَيره: الْكَاهِل من الفَرَس: مَا ارتَفَع من فروع كَتِفَيه، وَقَالَ أَبُو دواد: وكاهل أفرع فِيهِ مَعَ الإ فراع إشرافٌ وتَقْبيبُ وَقَالَ أَبُو عُبيدة: الحارِكُ فروع الكَتِفين، وَهُوَ أَيْضا الْكَاهِل، قَالَ: والمَنسِج أسفلُ من ذَلِك، والكاثِبة مقدَّمُ المَنْسج. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنَّ رجلا أرادَ الجهادَ مَعَه، فَقَالَ: (هَل فِي أَهلِك مِن كاهِل؟) ويُرْوَى مَنْ كاهَل فَقَالَ: لَا. قَالَ (ففيهم فجاهِدْ) . قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ عُبيدة: هُوَ مَأْخُوذ الكَهْل، يَقُول: هَل فيهمْ مَنْ أسَنَّ وَصَارَ كَهْلاً، يُقَال مِنْهُ: رجل كَهْل وامرأةٌ كَهْلة، وأنشدنا قَول الراجز: وَلَا أَعودُ بَعْدَهَا كَرِيّا أُمارِس الكَهْلَة والصَّبِيّا

ورُوِي عَن أبي سعيد الضَّرِير أَنه قَالَ فِيمَا ردّ على أبي عُبَيد: هَذَا خطأ قد يَخْلُفُ الرجلَ فِي أَهله كهلاً وَغير كهل، قَالَ: وَالَّذِي سمعناه من الْعَرَب من غير مَسْأَلَة أَن الرجل الَّذِي يخلُف الرجلَ فِي أَهله يُقَال لَهُ الكاهِن، وَقد كهَن يَكْهُن كُهوناً، قَالَ: فَلَا يَخْلُو هَذَا الحرفُ من شَيْئَيْنِ أَحدهمَا أَن يكون المحدَّثُ سَاءَ سَمعه فظَنّ أَنه كَاهِل، وَإِنَّمَا هُوَ كاهِنٌ، أَو يكون الحَرْف تُعاقَب فِيهِ بَين اللاّم والنّون، كَمَا قَالُوا: هَتَنَتِ السماءُ وهَتَلَت، وَمِنْه الغِرْيَن والغِرْيَل لما يَبْقَى فِي أَسْفَل الحَوْض من الطِّين. قلت: وَهَذَا الّذي قَالَه أَبُو سَعيد لَهُ وَجْه غيرَ أنّه مستكرَه، وَالَّذِي عِنْدِي فِي تَفْسِير قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم للرجل الَّذِي أَرَادَ الجهادَ مَعَه: هَل فِي أهلِك من كاهِل؟ مَعْنَاهُ هَل فِي أهلِكَ مَنْ تَعْتَمِده للْقِيَام بشأن عيالِك الصِّغار ومَن تخلُفه ممَّن يَلزمُك عَوْلُه؟ فَلَمَّا قَالَ لَهُ: ماهم إِلَّا صِبْية صِغار أَجَابَهُ فقالَ تَخلَّف وجاهِدْ فيهم وَلَا تضيِّعهم. وسمعتُ غيرَ وَاحِد من الْعَرَب يَقُول: فلانٌ كاهِلُ بني فلَان: أَي معتَمدُهم فِي المُلِمَّات وسَنَدهم فِي المُهِمَّات، وَهُوَ مَأْخُوذ من كَاهِل الظَّهْر، لأنَّ عُنُق الفَرَس يتسانَد إِلَيْهِ إِذا أَحْضَر، وَهُوَ معتَمد مقدَّم قَرَبُوس السَّرج، واعتماد الْفَارِس عَلَيْهِ، وَمن هَذَا قولُ رؤبةَ يَمْدَح مَعَدّاً: إذَا مَعَدُّ عَدَّتِ الأوائلا فابْنا نِزَارٍ فَرَّجا الزَّلازِلا حِصْنَيْن كَانَا لَمَعدَ كاهِلا أَي كَانَا يَعنِي ربيعةَ ومُضَر عُمْدة أَوْلَاد مَعَدّ كلِّهم، ثمّ وصفَهما فَقَالَ: ومنكبين اعتليا التَّلاتِلاَ وَالْعرب تَقول: مُضرُ كاهِلُ الْعَرَب، وَتَمِيم كاهِلُ مُضَر، وَسعد كَاهِل تَمِيم. قلت: فَهَذَا يبيِّن لَك صِحَة مَا اخترناه من هَذِه الْأَقَاوِيل، وَالله أعلم. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: فلانٌ شديدُ الْكَاهِل، أَي منيع الْجَانِب، وَيُقَال طَار لفُلَان طائرٌ كَهْل، إِذا كَانَ لَهُ جَدُّ وحَظٌّ فِي الدُّنْيَا. عَمْرو، عَن أَبِيه: الكَهُول: العَنْكبوت قَالَ: وحُقُّ الكَهول: بَيْتُه. وَقَالَ عَمْرو بنُ الْعَاصِ لمعاوية حِين أَرَادَ عزلَه عَن مصر: إنّي أتيتُك من الْعرَاق وإنَّ أَمْرَك كحُقِّ الكَهُول، فَمَا زِلتُ أسْدِي وأُلْحِم حَتَّى صَار أَمرُك كَفلْكة الدّرَّارة وكالطِّراف الممدّد. ورَوَى ابْن السكّيت عَن أبي عَمرو أَنّه قَالَ: يُقَال للرجل: إِنَّه لذُو شاهِق وكاهِل وكاهِن، بالنُّون وَاللَّام، إِذا اشتدّ غضبُه، وَيُقَال ذَلِك للفَحْل عِنْد صِياله حِين تَسْمع لَهُ صَوتا يَخْرج من جَوْفه. هـ ك ن هنك، كهن، كنه، نهك، نكه: مستعملة. نهك: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: نهِكْته الحُمَّى: إِذا رُئي أثرُ الهُزال فِيهِ من المَرَضِ، فَهُوَ مَنْهوك وبَدَتْ فِيهِ نَهْكة. وَفِي الحَدِيث: (لِيَنْهِك الرجلُ مَا بَين أَصَابِعه أَو لَتَنْهَكنَّه النَّار) يَقُول: لِيبالِغ فِي غَسْل

مَا بَين أَصَابِعه مبالغَةً يُنعِم غَسْلَه، وَيُقَال: انتهَكْتُ حُرْمةَ فلَان: إِذا تناوَلْتَها بِمَا لَا يَحِلّ. وَفِي حَدِيث يزيدَ بن شجرةَ حِين حَضَّ الْمُؤمنِينَ الَّذين كَانُوا مَعَه فِي غَزاةٍ وَهُوَ قائدُهم على قتال الْمُشْركين: انْهكُوا وجوهَ الْقَوْم، يَقُول: ابلُغوا جُهْدَهم. وَرَجل نَهيك، وَقد نَهُك نَهاكةً، إِذا وُصف بالشَّجاعة والنَّهِيك: البَئِيس، وسيفٌ نَهيك: قاطعٌ ماضٍ. وَقَالَ الأصمعيّ: النَّهْك: أَن تُبالِغَ فِي العَمَل، فإِن شَتَمْتَ وبالَغْتَ فِي شَتْمِ العِرض قيل: انْتَهَكَ عِرْضَه. ونهِكَتْه الحُمَّى تَنهَكه نَهْكَةً: إِذا بلغتْ مِنْهُ، ورجلٌ مَنْهوك: إِذا رأيتَه قد بلغ مِنْهُ المَرَض. وَيُقَال: أَنْهَكْه عُقوبةً، أَي أبلغ فِي عُقوبَتِه. قَالَ: وَيُقَال: مَا ينفكّ فلانٌ يَنهَك الطعامَ: إِذا مَا أَكلَ مَا يشْتَد أَكلُه، والنَّهِيك: الشُّجاع، لِأَنَّهُ ينهك عَدُوّه فَيبلُغ مِنْهُ، وَهُوَ نهِيك بيِّن النّهاكة فِي الشجَاعَة. ورَجُل مَنْهوك البَدَن: بيِّن النَّهْكة من المَرَض. أَبُو عُبَيد، عَن الْأَصْمَعِي: النّهِيك من الرِّجال: الشجاع، وَقد نهُك نَهاكةً، وَهُوَ من الْإِبِل القويُّ الشَّديد. وَقَالَ اللَّيْث، يُقَال: مَا يَنْهك فلانٌ يصنَع كَذَا وَكَذَا، أَي مَا ينفكُّ، وَأنْشد: لَنْ يَنْهَكوا صَفْعاً إِذا أَرَمُّوا أَي ضرْباً إِذا سَكتوا. قلت: لَا أعرف مَا قَالَه اللّيث، وَلَا أَدري مَا هُوَ، وَلم أَسمع لأحد: مَا يَنهك يَصنَع كَذَا، أَي مَا يَنفكَ، لغير اللَّيْث وَلَا أحقُّه. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: مررتُ بِرَجُل ناهِيكَ من رجلٍ وناهاك من رجل، قلت: لَيْسَ هَذَا الْحَرْف من بَاب نَهَك، وَإِنَّمَا هُوَ من معتلّ الْهَاء من نَهَى يَنْهَى، ومَعْنى نَاهِيك مِن رَجُل: أَي كافِيكَ، وَهُوَ غيرُ مُشكل. ونَهَكْتُ النافةَ حَلْباً، إِذا نَقْضْتَها فَلم تُبقِ فِي ضَرْعها لَبَناً. وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس: (غير مُضِرَ بنَسْل وَلَا ناهِكٍ فِي حَلب) . ورُوِي عَن النّبيّ ج أنّه قَالَ للخافضة: (أشِمِّي ولاتَنهِكي) ، أَي لَا تُبالِغي فِي إسْحاتِ مَخْفِض الْجَارِيَة، وَلَكِن اخفضي طُرَيْفَة. وَفِي (النَّوَادِر) : النُّهَيْكة: دابّة سُوَيداء مُدَارةٌ تَدْخُل مدَاخِل الحَراقِيص، ونَهكَت الإبلُ مَاء الحَوْض: إِذا شَربَتْ جميعَ مافيه. قَالَ ابْن مقبل: نَواهِكُ بَيُّوتِ الحِياضِ إِذا غَدَتْ عَلَيْهِ وَقد ضَمَّ الضَّرِيبُ الأفاعيَا كنه: قَالَ اللّيث: كُنْه كلِّ شَيْء: غايَتُه، وَفِي بعض الْمعَانِي: وقتهُ وَوجْهُه، تَقول بلغتُ كُنْهَ هَذَا الْأَمر: أَي غايتَه، وفعلتُ هَذَا فِي غير كُنْهِه. وأَنْشَد: وإنّ كلامَ المرءِ فِي غير كُنْهه لكالنَّبْل تَهوِي لَيْسَ فِيهَا نِصالُها

ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الكُنه: جوهرُ الشَّيء، والكنْه: الوَقْت: يُقَال تكلَّم فِي كُنْه الْأَمر: أَي فِي وَقْته، والكُنْه: نِهايةُ الشّيء وحقيقتُه. وَقَالَ غيرُه: اكتَنَهْتُ الأمرَ اكتناهاً: إِذا بلغتَ كُنْهَه. نكه: قَالَ اللَّيْث تَقول: نَكَهْتُ فلَانا واستَنْكَهْتُه: أَي تَشمَّمت ريحَ فَمه، وَالِاسْم النَّكْهَةُ. نَكَهْتُ مُجالِداً فَوَجدْتُ مِنْه كريح الكَلْبِ ماتَ حَديثَ عَهْدِ هنك: قرأتُ فِي نُسْخَة من (كتاب اللّيث) : الهَنَك: حَبٌّ يُطبَخ أغبرُ أكدرُ، يُقَال لَهُ القُفْص، قلتُ: الهَنَكُ مَا أرَاهُ عَرَبياً. كهن: قَالَ اللَّيْث: كَهَنَ الرجلُ يَكْهَنُ كَهانةً، وقَلَّما يُقَال إلاّ تَكَهَّنَ الرجلُ، وَتقول: مَا كَانَ فلانٌ كاهِناً، وَلَقَد كَهُن. وَيُقَال: كَهَنَ لَهُم: إِذا مَا قَالَ لَهُم قولَ الكَهَنة. وَفِي الحَدِيث: (مَن أَتَى كاهِناً أَو عَرّافاً فقد كَفَر بِمَا أُنزِل على النَّبيّ مُحَمَّد) صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَي من صَدَّقَهم. قلتُ: وَكَانَت الكِهَانةُ فِي الْعَرَب قبلَ مَبعَث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فلمّا بُعِث نَبيا وحُرسَت السماءُ بالشُّهُب، ومنِعت الجِنّ وَمَرَدَةُ الشّياطين من استِراق السَّمْع وإلقائِه إِلَى الكَهَنة بَطَل عِلمُ الكهَانة، وأزهَق الله أباطيلَ الكُهَّان بالفُرقان الَّذي فرق جلّ وعزّ بِهِ بَين الحقّ وَالْبَاطِل، وأطلَع الله نبيَّه بالوَحْي على مَا شَاءَ من عِلْم الغُيوب الَّتي عَجَزَت الكَهَنةُ عَن الْإِحَاطَة بِهِ، فَلَا كِهَانةَ اليومَ بحَمْدِ الله ومَنِّه. وَفِي الحَدِيث: (إنّ الشَّيَاطِين كَانَت تَسترِق السَّمَع فِي الجاهليَّة وتُلقيه إِلَى الكَهَنة فتَزيد فِيهِ مَا تَزِيد ويَقبله الكُفار مِنْهُم) . والكاهن أَيْضا فِي كَلَام الْعَرَب الَّذي يقوم بِأَمْر الرّجل ويَسعَى فِي حَاجته وَالْقِيَام بِمَا أَسنَد إِلَيْهِ من أَسبَابه. وَيُقَال لقُريْظة والنَّضير: الكاهِنان، وهما قَبِيلا اليَهود بِالْمَدِينَةِ. وَفِي حديثٍ مرفوعٍ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَخرُجُ من الكاهنين رجلٌ يقْرَأ الْقُرْآن قِرَاءَة لَا يَقْرَؤُهُ أحدٌ قراءتَهُ. وَقيل إِنَّه محمّد بن كَعْب القُرَظيّ. هـ ك ف فكه، كَهْف، هفك، كَفه: مستعملة. فكه: قَالَ اللَّيْث: الْفَاكِهَة قد اختُلف فِيهَا، فَقَالَ بعض الْعلمَاء: كلُّ شَيْء قد سُمِّي من الثِّمَار فِي الْقُرْآن نَحْو العِنَب والرُّمّان فإنَّا لَا نسمّيه فَاكِهَة. قَالَ: وَلَو حَلَف أنْ لَا يَأْكُل فَاكِهَة فَأكل عِنَباً ورُمَّاناً لم يكن حانثاً. وَقَالَ آخَرُونَ: كلُّ الثِّمارِ فَاكِهَة وإنَّما كُرِّر فِي الْقُرْآن فَقَالَ جلّ وعزّ: {تُكَذِّبَانِ فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} (الرَّحمان: 68) لتفضيل النّخْل والرُّمّان على سَائِر الفواكِه. ومِثله قَول الله جلّ وعزّ: {الْكِتَابِ مَسْطُوراً وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّيْنَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِّيثَاقًا غَلِيظاً} (الأحزَاب: 7) فكرّر هَؤُلَاءِ للتفضيل على النبيِّين وَلم يخرجُوا مِنْهُم. قلتُ: وَمَا علمتُ أحدا من العَرب قَالَ فِي النَّخيل والكُرومِ وثِمارِهما إنّها لَيست من

الْفَاكِهَة، وَإِنَّمَا شذّ قولُ النُّعمان بنِ ثَابت فِي هَذِه الْمَسْأَلَة عَن أَقاويل جماعةِ فُقَهَاء الْأَمْصَار لقلِّةِ عِلْمه كَانَ بكلامِ العَرب وعِلم اللُّغَة وتأويلِ الْقُرْآن العربيّ الْمُبين. والعربُ تَذكُر الأشياءَ جُملةً ثمَّ تخصُّ مِنْهَا شَيْئا بالتَّسْمية تَنْبِيها على فضْلٍ فِيهِ. قَالَ الله جلّ وعزّ: {مَن كَانَ عَدُوًّا لّلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ} (البَقَرَة: 98) فَمن قَالَ إنَّ جِبريل وميكال ليسَا من الْمَلَائِكَة لإفراد الله إيَّاهما بالتّسمية بعد ذِكر الْمَلَائِكَة جملَة فَهُوَ كَافِر؛ لِأَن الله نَص على ذَلِك وبيَّنه، وَكَذَلِكَ من قَالَ إِن ثَمَر النّخل وَالرُّمَّان لَيْسَ من الْفَاكِهَة: لإفراد الله إيَّاهُمَا بِالتَّسْمِيَةِ بعد ذكر الْفَاكِهَة جملَة فَهُوَ جَاهِل، لِأَن الله وإنْ أفرَدَهما بالتّسمِية فَإِنَّهُ لم يُحرِجهما من الْفَاكِهَة، وَمن قَالَ: إنَّهُما ليسَا من الْفَاكِهَة فَهُوَ خلافُ الْمَعْقُول، وَخلاف مَا تَعرفُه الْعَرَب. وَقَالَ اللَّيْث: فَكَّهْتُ القومَ تفكِيهاً بالفاكهة. قَالَ: وفاكَهْتُ القومَ مُفاكَهةً بمُلَح الْكَلَام والمُزاح، وَالِاسْم الفَكِيهةُ والفاكهة. وَتقول: تفكَّهْنا من كَذَا وَكَذَا: تَعَجَّبْنَا. وَمِنْه قولُ الله: {حُطَاماً فَظَلْتُمْ} (الواقِعَة: 65) أَي تَعَجَّبون. قَالَ: وقولُ الله جلّ وعزّ: {وَنَعِيمٍ فَاكِهِينَ بِمَآءَاتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ} (الطُّور: 18) أَي ناعمين مُعجبين بِمَا هم فِيهِ، ومَنْ قَرَأَ (فَكِهِينَ) فَمَعْنَاه فَرِحِين. قَالَ: وسمعتُ أهلَ التفسيرِ يَختارُون مَا كَانَ فِي وصف أهل الجَنَّة فاكِهين، وَمَا كَانَ من وَصْف أهل النّار فَكِهين، يَعْنِي أَشرينَ بَطرين. وَقَالَ الفرّاء فِي قَول الله جلَّ وعزّ فِي صفة أهل الجنّة: {الْجَنَّةِ اليَوْمَ فِى} (يس: 55) بِالْألف، وَيقْرَأ (فَكِهون) وَهِي بِمَنْزِلَة حَذرُون وحاذِرُون. قلتُ: لمَّا قرىء بالحرفين فِي صفة أهل الجنّة علم أَنَّ مَعْنَاهُمَا وَاحِد. وَقَالَ الفرّاءُ فِي قَوْله تَعَالَى: {تَعْمَلُونَ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ} (الطّور: 17، 18) قَالَ: مُعجبين بِمَا آتَاهُم ربُّهم. وَقَالَ الزجّاج: قُرِىء (فكهين) و (فَاكهين) (الطُّور: 18) جَمِيعًا والنَّصب على الْحَال، وَمعنى {وَنَعِيمٍ فَاكِهِينَ بِمَآءَاتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ} (الطُّور: 18) : أَي معجَبين بِمَا آتَاهُم ربُّهم. وَقَالَ أَبُو عُبَيدة: تَقول الْعَرَب للرجل إِذا كَانَ يَتفكَّه بِالطَّعَامِ أَو بالفاكهة أَو بأعراضِ النَّاس: إنَّ فلَانا لَفِكَه بِكَذَا وَكَذَا، وَأنْشد قَوْله: فكِه إِلَى جَنْبِ الخِوَانِ إِذا غَدَتْ نَكْبَاءُ تَقْطع ثابِتَ الأطنابِ وَقَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ أَبُو زيد: الفَكِهُ: الطَّيِّبُ النَّفْس الضَّحُوك. وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو زيد: رَجُلٌ فَكِهٌ وفاكِهٌ وفَيْكَهَانٌ، وهوَّ الطيِّبُ النّفس المَزَّاح. وَأنْشد: إِذا فَيْكَهَانٌ ذُو مُلاَء وَلِمَّةٍ قَلِيل الأذَى فِيمَا يرى الناسُ مُسلِمُ قَالَ: وفاكَهتُ: مازحت.

قَالَ أَبُو عُبَيد فِي حَدِيث زيدِ بنِ ثَابت: إنّه كَانَ من أفْكَه النَّاس إِذا خَلاَ مَعَ أَهْلِه. قَالَ: الفاكِه هَهُنَا: المازح، والاسمُ الفُكاهة. والفاكِه أَيْضا: النّاعم فِي قَوْله: {الْجَنَّةِ اليَوْمَ فِى} (يس: 55) والفَكِهُ: المعجب. وَقَالَ الفرّاء فِي قَول الله: {حُطَاماً فَظَلْتُمْ} (الواقِعَة: 65) أَي تتعجّبون مِمَّا نَزل بكم فِي زَرْعِكم. قَالَ: وَيُقَال معنى {فَظَلْتُمْ} تَنَدَّمون وَكَذَلِكَ تفكّنون، وَهِي لُغةٌ لِعُكْل. وَقَالَ أَبُو معَاذ النَّحوِيّ: الفاكِه الَّذِي كَثُرَت فاكهتُه، والفَكِه: الَّذِي يَنالُ من أَعْرَاض النَّاس. وَقَالَ الفرَّاء فِي (المصادر) : الفَكِه: الأشِر والفاكِهةُ: من التفكه. أَبُو عُبَيد، عَن أبي زيدٍ قَالَ: المُفْكِه من النُّوق: الَّتِي يُهَرَاقُ لَبَنُهَا عِنْد النِّتاج قبل أَن تَضَعَ وَقد أَفْكَهَتْ. وَقَالَ شمِر: نَاقَة مُفْكِهَةٌ ومُفْكِهٌ، وَذَلِكَ إِذا أَقْرَبَتْ فاستَرْخَى صَلَوَاها وعَظُم ضَرْعُها ودَنَا نِتاجُها. وَقَالَ الأَحوَصُ: بَنِي عمِّنا لَا تَبعثوا الْحَرْبَ إنّني أَرَى الحَربَ أَمْسَتْ مُفْكِهاً قد أَصَنَّتِ قَالَ شمِر: أصنَّت: استرخَى صَلَواها ودنا نِتاجُها. وَأنْشد: مُفْكِهةٌ أدْنَتْ على رأسِ الوَلَدْ قد أقْرَبتْ نَتْجاً وحان أنْ تَلِدْ أَي حَان وِلادُها. قَالَ: وقومٌ يَجعلون الْمُفْكِهَةَ مُقرِباً من الْإِبِل والخَيل والحُمُر وَالشَّاء وبعضُهم يَجعلُها حِين اسْتبان حَمْلُها، وقومٌ يَجعلون المفْكِهَ والدَّافعَ سَوَاء. وَقَالَ غيرُه: تركتُ القومَ يتفكّهون بفلانٍ أَي يَغْتابونه ويتناوَلُون مِنْهُ. وَيُقَال للْمَرْأَة: فَكِهَةٌ وللنساءِ فَكِهَاتٌ، وتصغر فُكَيْهَةٌ. كَهْف: قَالَ اللَّيْث: الكَهْف كالمَغَارة فِي الجَبل إلاّ أَنَّه وَاسع، فَإِذا صَغُرَ فَهُوَ غارٌ، والجميعُ كُهوف. ويقالُ: فلانٌ كَهفٌ لأهل الرِّيب: إِذا كَانُوا يَلُوذُون بِهِ، وَيكون وَزَراً لَهُم يلجأُون إِلَيْهِ إِذا رُوِّعُوا. وأُكْيَهِف: موضِعٌ ذكره أَبُو وَجْزَة فَقَالَ: حَتَّى إِذا طَوَيا والليلُ مُعْتكِرٌ من ذِي أُكَيْهِف جزْع البان والأثَبِ أَرَادَ الأثأب فَترك الْهَمْز. كَفه: أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الكافِه: رئيسَ العَسكر، وَهُوَ الزُّوَيْر والعَمود والعِمادُ والعُمدة والعُمْدان. قلتُ: وَهَذَا حَرْفٌ غَريبٌ لَا أحْفَظُه لغير ابْن الأعرابيّ. هفك: امرأةٌ هَيْفَكٌ: أَي حَمْقَاء. وَقَالَ عُجَيْر السَّلوليّ: أَخْبرنِي أَبُو بكر الإياديّ عَن شمِر أنَّه أَنشَدَه لِعُجَيْر: دَمَّتْهُما هَيْفَكٌ حَمْقاءٌ مُصْبِيَةٌ لَا تُتْبِعُ الْعين أشْقَاها إِذا وَغَلا

وَيُقَال: فلانٌ مُهفَّكٌ ومُؤَفَّكٌ ومُتَهفِّك وَمُفَنِّنٌ: إِذا كَانَ كثيرَ الْخَطَأ وَالاختلاط. هـ ك ب اسْتعْمل من وجوهها: كهب، هكب. كهب: قَالَ اللَّيْث: الكُهْبة: غبرة مُشرَبة سواداً فِي ألوان الْإِبِل خَاصَّة، تَقول: بعير أكهَب، وناقة كَهْباء. قلت: لم أسمع الكُهْبة فِي ألوان الْإِبِل لغير اللَّيْث، ولعلّه يُستعمل فِي ألوان الثِّيَاب. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الكهْب: لون الجاموس. هكب: أهمَله اللَّيْث. ورَوَى ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: الهَكَب الاستهِزاء. قلت: أصلُه الهَكَم بِالْمِيم. هـ ك م همك، هكم، كمه، كهم، مهك: مستعملة. همك: قَالَ اللَّيْث: انهَمَك فلَان فِي كَذَا وَكَذَا إِذا لَجَّ وتمَادَى فِيهِ، تَقول: مَا الَّذِي هَمَكه فِيهِ؟ . وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: فرسٌ مَهْمُوك المعدَّين. وَقَالَ أَبُو دؤاد: سَلِطُ السُّنْبُك لأْمٌ فَصُّهُ مُكْرَب الأرساغ مهموك المعَدّ وَقَالَ ابْن السّكيت: اهْمأَكَّ فلانٌ يَهْمَئِكُّ فَهُوَ مُهْمَئِكٌ ومزمئِكٌ ومُصْمَئِكٌّ إِذا امْتَلَأَ غَضَباً. كمه: قَالَ اللَّيْث: الكمَه فِي التَّفْسِير: العَمَى الَّذِي يُولد بِهِ الْإِنْسَان، وَقد جَاءَ فِي الشِّعر مِنْ عَرَضٍ حَادث. قَالَ الشَّاعِر: كَمِهتْ عَيناهُ حتّى ابيضَّتَا فهوَ يَلْحَا نَفْسَه لما نَزَعْ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الأكْمَه: الَّذِي يُولد لَا بَصَرَ لَهُ، وَالْفِعْل مِنْهُ كَمِه يَكْمَه كَمَهاً. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: الأكمه الْأَعْمَى الَّذِي لَا يبصر فيتحيّر ويتردّد. وَيُقَال إنّ الأكمه: الَّذِي تَلِده أمُّه أعمى. وَأنْشد: هَرَّجْتُ فارتَدَّ ارْتدادَ الأكمهِ فوصَفَهُ بالهَرَج، وذَكَر أَنه كالأكْمه فِي حالِ هَرْجه. وروى أَبُو عبيد عَن حجاج عَن جُرَيج عَن مُجَاهِد أَنه قَالَ: الأكمه: يبصر بِالنَّهَارِ وَلَا يبصر بِاللَّيْلِ. وَقَالَ المفضَّل: يُقَال للذَّاهب العَقْل: أكمه، وَقد كَمِه كَمَهاً. كهم: قَالَ اللَّيْث: كَهُمَ الرّجل، وَهُوَ يَكْهُم كَهَامةً: إِذا كَانَ بطيئاً عَن النصْرة وَالْحَرب، وفرسٌ كَهام: بطيء عَن الْغَايَة، وسيفٌ كهام: كليل عَن الضَّريبة، ولسان كهامٌ عَن البلاغة، وَتقول: فلَان قد كَهَمته الشدائد: إِذا جَبّنَته عَن الْإِقْدَام. قَالَ والكَهْكامةُ: المتهيِّب. وَقَالَ شمر: رجلٌ كَهْكامةٌ وكَهْكم، قَالَ: وأصلُه كَهام فزيدت الْكَاف، وَأنْشد:

أبواب الهاء والجيم

يَا رُبَّ شيخٍ مِنْ عَدِي كَهْكمِ وَقَالَ أَبُو الْعِيَال الهذَلي: وَلَا كَهْكامةٌ بَرِمٌ إِذا مَا اشتدّت الحِقَبُ وَرَوَاهُ أَبُو عبيد: وَلَا كهكاهَةٌ بَرمٌ، وَقد مرّ تَفْسِيره فِيمَا مرّ من هَذَا الْكتاب. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الكَهْكَم والكهْكَب: الباذَنْجان. مهك: قَالَ اللَّيْث: مُهْكَةُ الشَّبَاب: نُفْخَته وامتلاؤه وارتواؤه وماؤه: يُقَال: شابٌّ مُمَهَّك. أَبُو عبيد، عَن الْكسَائي: الممَهَّك: الطَّوِيل، وَيُقَال: مَهَكْتُ الشَّيْء: إِذا مَلَسْتَه وَقَالَ النَّابِغَة: إِلَى المَلِك النُّعْمانِ حِينَ لَقِيتُه وَقد مُهِكتْ أصْلابها والجَنَاجِنُ قَالَ: مَهِكَتْ: مُلِّسَتْ ومهَكْتُ السَّهمَ: ملّسْتُه. هكم: قَالَ اللَّيْث الهَكِمُ: المقتحِم على مَالا يعنيه الَّذِي يتَعَرَّض للنّاس بشرِّه، وَأنْشد: تَهَكمَ حَرْبٌ على جارِنَا وَألقى عَلَيْهِ لَهُ كَلْكَلا أَبُو عبيد، عَن أبي زيد: تَهَكَّمْتُ: تَغَنَّيت، وهكَّمتُ غَيْرِي غَنَّيْتُه. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: التهكُّم: الِاسْتِهْزَاء. قَالَ: وَأَخْبرنِي ابْن نَجدَة عَن أبي زيد أَنه قَالَ: التهكم: التكبُّر، والتَّهكُّم: التَّبَخْترُ بطَراً، والتهكم: السَّيْلُ الَّذِي لَا يُطَاق، والتهكم: الِاسْتِهْزَاء والتهكم: تَهَورُّ البِئْر، والتهكم الطَّعْن المُدَارَك. (أَبْوَاب الْهَاء وَالْجِيم) هـ ج ش اسْتعْمل من وجوهه: جهش. جهش: قَالَ اللَّيْث: جَهَشَتْ نَفسِي وأَجْهَشَتْ انهضَتْ إِلَيْك وهَمَّت بالبكاء. وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نزل بالْحُدَيبية فأَصابَ أَصْحَابه عَطَشٌ، قَالُوا: فجهَشْنا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: الجَهْش: أَن يفزع الإنسانُ إِلَى الإنسانِ. وَقَالَ غيرُه وَهُوَ مَعَ فَزَعه كأنَّه يُرِيد الْبكاء كَالصَّبِيِّ يفزَع إِلَى أمه وَأَبِيهِ، وَقد تهَيَّأ للبكاء. أَبُو عبيد: وَفِيه لغةٌ أُخْرَى: أَجهشْتُ إجهاشاً، قَالَه أَبُو زيد وَأَبُو عَمْرو، وَمن ذَلِك قَول لبيد: باتَت تَشْكى إليّ النفسُ مُجْهِشةً وَقد حَمَلْتُك سَبْعاً بعدَ سَبْعِينا قَالَ: وَقَالَ الأمويّ: أَجْهَشَ: إِذا تهَيَّأ للبكاء. وَقَالَ أَبُو زيد مثله، وَزَاد فَقَالَ: جَهَشْتُ للشّوق والحزْن هـ ج ض اسْتعْمل من وجوهه: جهض والجِهاض. جهض: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الجِهاض: ثَمَر الأَراك: والجِهاض الممانعة.

وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن سَلمَة أَنه قصد يَوْم أُحُدٍ رجلا، قَالَ: فجاهضني عَنهُ أَبُو سفيانَ، أَي مانعَني. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أجهضْتُه عَن الْأَمر وأجَهشْتُه، أَي أعجَلته. وَقَالَ غَيره: أَجَهضته عَن مَكَانَهُ: أزَلته عَنهُ. وَقَالَ اللَّيْث: الجَهِيض: السِّقْط الَّذِي قد تمَّ خَلْقه ونُفخ فِيهِ رُوحُه من غير أَن يعِيش، يُقَال للناقة خَاصَّة إِذا ألقتْ وَلَدَها: أَجْهضَتْ إجْهاضاً فَهِيَ مُجْهِض، والجميع مَجاهيض، وَقَالَ الْكُمَيْت: فِي حَرَاجيجَ كالحَنِيِّ مجاهِي ضَ يخِدْنَ الوَجِيفَ وَخْدَ النعامِ وَالِاسْم: الجِهاض. وَقَالَ ذُو الرمة: يطرَحْنَ بالمهَامه الأغْفالِ كلَّ جَهِيضٍ لَثِق السِّرْبال أَبُو عُبيد عَن أبي زيد قَالَ: إِذا أَلْقَت الناقةُ ولدَها قبل أَن يَستبِين خَلْقُه قيل: أَجْهَضَتْ. سلمةَ عَن الفرَّاء قَالَ: هُوَ خِدْج وخَدِيج وجِهْضٌ وجَهِيض للمُجْهَض. وَقَالَ الأصمعيّ فِي المُجهَض مثلَ قَول أبي زيد إِنَّه يسمّى مُجهَضاً، إِذا لم يَستبنْ خَلْقُه، وَهَذَا أصحّ من قَول اللَّيْث: إِنَّه الَّذِي تَمَّ خَلْقُه ونُفِخَ فِيهِ رُوحُه. أَبُو عُبَيد عَن الأمويّ: الجاهِض: الحديدُ النّفْس، وَفِيه جُهوضة وجَهاضة. هـ ج ص صهج: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ غَيره: بيتٌ صَيْهوج: إِذا مُلِّس، وظَهْرٌ صَيْهوج: أَمْلَس. وَقَالَ جندل: عَلَى ضُلوعٍ نَهْدةِ المَنافِجِ تَنهض فيهنَّ عُرَى النَّسَائج صُعْداً إِلَى سَناسِنٍ صَيَاهِج وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الصَّيْهج: الصَّخْرة الْعَظِيمَة. هـ ج س اسْتعْمل من وجوهه: هجس، سهج. هجس: قَالَ اللَّيْث: الهَجْسُ: مَا وَقَع فِي خَلدِك. يُقَال: هَجَس فِي قلبِي هَمٌّ وأَمرٌ، وَأنْشد: فطأطأَتِ النّعامةُ مِنْ بَعيدٍ وَقد وقَّرْتُ هاجِسَها وهَجْسى النعامة: فرسُه. وَقَالَ أَبُو عُبَيدة: الهِجِّيسي: ابْن زادِ الرَّكب، وَهُوَ اسمُ فرسٍ مَعْرُوف. وَقَالَ أَبُو زيد فِي (نوادره) : الهَجِيسة: الغَرِيض من اللّبن فِي السِّقاء. قَالَ: والخامط والسَّامط مثله، وَهُوَ أول تغيُّره. قلت: وَالَّذِي أَعرِفه فِي الألبان بِهَذَا الْمَعْنى الهَجِيعة، وَلَا أدرِي الهَجِيسة لُغَة بمعناها أَو صَحَّفه الْكَاتِب. وَفِي (النَّوَادِر) : هَجَسني عَن كَذَا فانْهَجَسْتُ: أَي ردّني فارتددْت.

وروى حَمَّاد بنُ سَلمة عَن عَطاء عَن السَّائِب ابْن الْأَقْرَع قَالَ: حضرتُ طعامَ عمرَ فَدَعَا بلَحْم غليظ وخُبز مُتَهجِّس، قَالُوا: المتهجس من الخُبز: الغليظ الَّذِي لم يختمِر عَجينُه. ورُوي لأبي زيد: الهجيسة: الغَريض من اللَّبن. سهج: أهمله اللَّيْث، وَهُوَ من كَلَام الْعَرَب مَعْرُوف. روى أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: رِيحٌ سَهُوج وسَيْهُوج، وَهِي الشَّدِيدَة. وَأنْشد ابْن السّكيت: يَا دَارَ سَلْمى بَين دَاراتِ العُوجْ جَرتْ عَلَيْهَا كلُّ رِيحٍ سَيْهُوجْ وَقَالَ أَبُو سعيد: خطيب مسهج ومِسْهك، ورِيحٌ سَيْهُوج وسَيْهوك. قَالَ: والسَّهَك والسّهَج: مَرُّ الرِّيح. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: المِسْهج: الَّذِي يَنطق فِي كل حق وباطل. أَبُو عبيد: الأساهِيُّ والأساهِيجُ: ضُرُوبٌ مختلفةٌ من السَّير. هـ ج ز اسْتعْمل من وجوهه: هزج، جهز. هزج: قَالَ اللَّيْث: الهزَج: صوتٌ مُطرِب، ورَعْدٌ هَزِجٌ بالصَّوت. وَقَالَ الشَّاعِر: أجشُّ مُجَلْجِلٌ هَزِجٌ مُلِثٌّ تُكَرْكِرُه الجَنائِبُ فِي السِّداد وعُودٌ هَزِج، ومُغَنَ هَزج: يُهَزِّجُ الصوتَ تَهزيجاً. والهَزَج: نوعٌ من أعاريض الشِّعر، وَهُوَ مَفاعِيلُنْ مفاعيلن، على هَذَا الْبناء كُله أَرْبَعَة أَجزَاء. وَقَالَ الأصمعيّ: الهَزَج تدارُكُ الصَّوْت فِي خِفّةٍ وَسُرعة. يُقَال: هُوَ هَزج الصَّوْت هُزَامِجهُ: أَي مُدَارِكه. قَالَ: وَلَيْسَ الهَزَج من الترنُّم فِي شَيْء. وَقَالَ عنترة: وكأنما ينأى بِجَانِب دفِّها ال وَحْشِيِّ مِن هَزَج العَشيِّ مُؤَوِّمِ يَعْنِي ذُباباً لطيرَانه ترَنُّمٌ، فالناقة تُحاذر لَسعَهُ إِيَّاهَا. جهز: أَبُو عُبيدة: فَرسٌ جَهيز الشَّدّ: أَي سريعُ العَدْوِ، وَأنْشد: ومقلِّصٍ عَتِدٍ جَهيزٍ شَدُّه قيدِ الأوابد فِي الرِّهان جَوَادِ ابْن السّكيت، عَن الْأَصْمَعِي: أجْهزْتُ على الجَريح، إِذا أَسْرَعْتَ قتلَه وَقد تمَّمْتَ عَلَيْهِ. قَالَ: وَفرس جَهيزٌ، إِذا كَانَ سريعَ الشّد. قَالَ: وَالْعرب تَقول: أَحْمَقُ من جهيزة، قَالَ: وَهِي أُمُّ شَبيب الْخَارِجِي، قَالَ: وَكَانَ أَبُو شَبِيب من مهاجرة الْكُوفَة، اشْترى جَهيزة، وَكَانَت هِيَ حَمْرَاء طَوِيلَة جميلَة فأدارها على الْإِسْلَام، فَأَبت فواقَعَها فحمَلتْ، فتحرّك الولدُ فِي بَطنهَا فَقَالَت: فِي بَطْني شَيْء يَنقُز، فَقيل: أَحْمَقُ من جَهيزة.

وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: قَالَ ابْن الأعرابيّ فِي قَوْلهم: هُوَ أَحْمَق من جَهيزة، قَالَ: هِيَ الدُّبَّة. وَقَالَ اللَّيْث: كَانَت جَهيزة امْرَأَة خَلِيقَة فِي بدنِها رَعْناءَ يضرَب بهَا المَثَل فِي الحُمْق، وَأنْشد: كأنّ صَلاَ جَهيزةَ حِين قَامَت حَبابُ المَاء حَالا بعد حَال. قَالَ: وَقيل: الجَهيزة: جرو الدُّبّ، والجِبسُ: أنثاه، وَقيل: الجهيزة: عِرْس الذِّئب، يعنُون الذِّئبة، وَقيل: حُمْقها أَنَّهَا تدعُ ولدَها وتُرضِع وَلَد الضَّبُع. قَالَ: كمُرْضَعَةٍ أولادَ أخرَى وضيَّعتْ بَنِيها فَلم ترْقَعْ بذلك مَرْقعا وَيشْهد على ذَلِك مَا بَين الذِّئْب والضبع من الألفة، وَيُقَال: إنَّ الضبُع إِذا صِيدَت فَإِن الذئبَ يكفُل عيالَها، فيأتيها باللّحم، وَمِنْه قَوْله: لدَى الحبْل حَتَّى عالَ أوسٌ عِيالها قَالَ: وجهَّزْت الْقَوْم تجهيزاً: إِذا تكلَّفت لَهُم جَهازَهم للسَّفر، وَكَذَلِكَ جَهاز العَرُوس والميّت: وَهُوَ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي وَجْهه، وَقد تَجهزوا جَهازاً. قَالَ: وسمعتُ أهلَ البَصْرة يخطِّئون الجِهاز بِالْكَسْرِ. قلت: والقرّاء كلهم على فَتْح الْجِيم فِي قَول الله جلَّ وعزَّ: {وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ} (يُوسُف: 59) وجِهاز بِالْكَسْرِ لُغَة لَيست بجيدة، وَمَوْت مجهز: أَي وَحِيٌّ. وَالْعرب تَقول: ضربٍ البعيرُ فِي جهازه، إِذا جَفَلَ فَنَدَّ فِي الأَرْض والتَبَط حَتَّى طَوَّح مَا عَلَيْهِ من أَداةٍ وحِمْل. هـ ج ط طهج: أهمله اللَّيْث. وَالطيْهُوج: طائرٌ أَحْسبهُ معرّباً، وَهُوَ ذكر السِّلْكان. هـ ج د هجد، دجه، جهد، هدج: (مستعملة) . هجد: قَالَ اللَّيْث: هَجَد القومُ هُجوداً: إِذا نَامُوا، وتَهجدوا: إِذا استَيْقظوا للصَّلَاة. أَبُو عُبيد، عَن أبي عُبَيْدَة: الهاجد: الناقم، والهاجد المصلِّي بِاللَّيْلِ. وَقَالَ الحُطيئة: فحَيَّاك وُدٌّ من هداك لِفْتيةٍ وخُوصٍ بِأَعْلَى ذِي طُوالة هُجَّدِ وَقَالَ ابْن بُزُرج: أهْجدتُ الرجلَ: أَنَمَتُه وهَجَّدْتُه: أيقظته. قَالَ الله جلّ وَعز: {وَمِنَ الَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ} (الإسرَاء: 79) . وَقَالَ غَيره: وهجّدتُ الرجلَ: أنمْتُه. وَمِنْه قَول لبيد قَالَ: هَجِّدْنا فقد طالَ السُّرَى وقَدَرْنا إنْ خنا الدَّهْرَ غَفَلْ كَأَنَّهُ قَالَ: نَوِّمنا فَإِن السرى قد طَال عليَنا حَتَّى غلبنا النومُ، وَيُقَال: أهجدت الرجلَ: وجدته نَائِما. الحرَّاني عَن ابْن السّكيت: أَهجَدَ البعيرُ: إِذا أَلقَى جِرَانَه على الأَرْض.

أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: هجَّد الرجل: إِذا صَلى بِاللَّيْلِ، وهَجَّد: إِذا نَام بِاللَّيْلِ. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: الهاجد: النَّائِم، والهاجد: المصلِّي، قَالَ: وَكَذَلِكَ المتهجِّد يكون مصلّياً وَيكون نَائِما. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: هَجد وهَجَّد: إِذا قَامَ مصلِّياً، وهَجَد: إِذا نَام، وَذَلِكَ كُله فِي آخر اللَّيْل. قلت: والمعروفُ فِي كَلَام الْعَرَب أَن الهاجدَ النَّائِم، وَقد هَجد هُجوداً: إِذا نامَ، وَأما المتهجِّد، فَهُوَ الْقَائِم إِلَى الصَّلَاة من النّوم آخر اللَّيْل، وَكَأَنَّهُ قيل لَهُ: متهجِّد لإلقائه الهجود عَن نَفسه، كَمَا أَنه قيل للعابد: متحنِّث لإلقائه الحِنْتَ عَن نَفسه، وَهُوَ الْإِثْم. جهد: وَقَالَ اللَّيْث: الجَهْد: مَا جَهَد الإنسانَ من مَرَض أَو أَمر شاق فَهُوَ مَجْهود. قَالَ: والجُهْد لُغَة بِهَذَا الْمَعْنى، قَالَ: والجُهد: شَيْء قليلٌ يعِيش بِهِ المُقلّ على جَهْدِ العَيْش. قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ} (التّوبَة: 79) على هَذَا الْمَعْنى. قَالَ: والجَهْد أَيْضا: بلُوغُكَ غايةَ الْأَمر الّذي لَا تأَلو عَن الجَهْد فِيهِ. تَقول: جَهَدْتُ جَهْدي واجتهدتُ رَأْيي ونَفْسي حَتَّى بلغتُ مجهودي. ابْن السكّيت: الجَهْد: الْغَايَة. وَقَالَ الفرّاء: بلغتُ بِهِ الجَهْد: أَي الغايةَ، واجهَدْ جَهْدكَ فِي هَذَا الْأَمر: أَي ابلُغْ فِيهِ غايَتَك. وَأما الجُهد فالطاقة، يُقَال: اجهد جُهْدَك. قَالَ: وجَهَدْتُ فلَانا: بلغت مشقّته، وأجَهدتُه على أَن يفعل كَذَا وَكَذَا، وأجهَدَ القومُ علينا فِي العَداوة وجاهَدْتُ العَدُوَّ مُجاهَدة. أَبُو عُبيد: جَهَدتُه وأَجْهدْتُه، بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ الْأَعْشَى: جَهَدْنَ لهَا مَعَ إِجْهادِها شَمِر، عَن أبي عَمْرو، يُقَال: هَذِه بَقْلة لَا يَجْهَدها المَال: أَي لَا يكثر مِنْهَا، وَهَذَا كلأ يَجهْده المَال: إِذا كَانَ يَلِجُّ عَلَيْهِ ويَرْعاه. وَقَالَ الأصمعيّ: كلّ لبن شُدّ مَذْقُه بِالْمَاءِ فَهُوَ مَجْهود. وَقَالَ الشّماخ يصف إبِلا بالغزارة: تُضحي وَقد ضَمِنتْ ضَرَّاتُها غُرَفاً مِن ناصعِ اللّونِ حُلْوِ الطَّعم مَجْهودِ فَمن رَوى الْبَيْت هَكَذَا أَرَادَ بقوله: مجهودِ: المشتهى الَّذِي يُلَحّ عَلَيْهِ فِي الشُّرب لطيبه وحلاوته، وَمن رَوَاهُ: (حُلْو غير مجهود) : فَمَعْنَاه أَنَّهَا غِزَارٌ لايَجْهدها الحَلب فَينهكُ لَبنَها. وَقَالَ الأصمعيّ فِي قَوْله غير مجهود: إِنَّه يُمذَق لِأَنَّهُ كثير. وَقَالَ الفرّاء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ} (التَّوْبَة: 97) قَالَ: الجُهد: الطَّاقَة، تَقول: هَذَا جُهدي، أَي طاقتي: وَيُقَال: اجهْد جُهْدَك. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد القرشيّ بن سعيد بن عَمْرو، عَن مَرْوَان،

عَن عِيسَى بن الْمُغيرَة، عَن الشَّعبيّ قَالَ: الجُهد الطَّاقَة: تَقول: هَذَا جُهدي: أَي طاقتي. الجُهْد فِي القيتة والجَهد فِي الْعَمَل. شَمِر عَن ابْن شُمَيْل، قَالَ الجَهاد: أظهرُ الأَرْض وأسواها: أَي أشدّها اسْتِوَاء، أنبتَتْ أَو لم تُنبت، لَيْسَ قُرْبَه جَبَل وَلَا أكَمة، والصّحراء جَهاد، وَأنْشد: يَعُود ثرَى الأَرْض الجماد ويَنْبُت ال جَهادُ بهَا والعُودُ رَيّانُ أَخضرُ قَالَ، وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الجَماد والجَهاد: الأَرْض الجَدْبة الَّتِي لَا شَيْء فِيهَا، والجماعةُ: جُمُدٌ وجُهُد. وَقَالَ الْكُمَيْت: أَمَرَعَتْ فِي نَداهُ إِذْ قَحَط القَطْ رُ فأمسَى جَهادُها مُمْطُورا وَقَالَ الْفراء: أرضٌ فضَاء وجَهاد، وبراز بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ غيرُه: أجهدَ فِيهِ الشَّيبُ إجهاداً: إِذا بدا فِيهِ وكَثُر. وَقَالَ عديّ بن زيد: لَا تُواتيك إِذْ صَحَوتَ وَإِذ أَجْ هَدَ فِي العارِضَيْنِ منْكَ القَتِيرُ وَيُقَال: أَجهدَ لَك الطريقُ، وأجهَدَ لَك الحقُّ: بَرَزَ وظهَر ووضح. وَقَالَ أَبُو عَمْرو بنُ العَلاء: حلَفَ بِاللَّه فأجْهَدَ، وَسَار فأَجْهدَ، وَلَا يكون فَجَهد. وَقَالَ أَبُو سعيد: أجهَدَ لَك هَذَا الأمرُ فاركْبه: أَي أمكَنك وأَعرَضَ لَك. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: أَجهَدَ القومُ لي: أَي أشرَفوا. وَقَالَ الشَّاعِر: لمّا رأيتُ القومَ قد أجهَدوا ثُرْتُ إِلَيْهِم بالحُسام الصَّقِيلْ وَقَالَ أَبُو زيد، يُقَال: إنَّ فلَانا لمُجْهِدٌ لَك، وَقد أجهَد: إِذا اختَلَط. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الجَهاض والجَهاد ثَمَرُ الْأَرَاك، وَنَحْو ذَلِك. قَالَ أَبُو عَمْرو، وَقَالَ الْحسن فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَيَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} (البَقَرَة: 219) هُوَ أَن لَا يَجهَد الرجلُ مالَه ثمَّ يَقعُد يسْأَل النَّاس. وَقَالَ النَّضر: معنى يَجهَد مالَه: يُعْطِيهِ هَهُنَا وَهَهُنَا. هدج: قَالَ اللّيث: الهَدَجان: مِشْية الشَّيْخ وَنَحْو ذَلِك، يُقَال: هَدَج الشيخُ وهَدَجت الرِّيح: أَي حَنَّت وصَوّتت، والتهدُّج: تقطيع الصّوت، وهَدَجُ الظَّليم: وَهُوَ سعيٌ ومشيٌ. وَعَدْوٌ، كل ذَلِك إِذا كَانَ فِي ارتهاش وَأنْشد: والمُعْصِفاتِ لَا يزلنَ هدجا وَقَالَ العجّاج يصف الظَّليم: أَصَكَّ نَغْضاً لايَني مُسْتهْدَجا قَالَ ابْن الأعرابيّ فِي قَوْله: مُسْتَهْدَجَا أَي مستعجِلا، أَي أفزع فمرّ، وَمن رَوَاهُ بِكَسْر الدَّال أَرَادَ أنّه لَا يزَال عَجْلان فِي عَدْوِه. وَقَالَ غَيره: الهَدْجة: رَزْمة النَّاقة وَحَنِينُها على وَلَدها، وناقةٌ هَدُوج ومِهداج. وَيُقَال للرِّيحِ الحَنون: لَهَا هَدْجة ومِهْداح، وَمِنْه

باب الهاء والجيم مع الراء

قولُ أبي وَجْزة السعديّ يصف حُمُر الْوَحْش: حتّى سَلَكْن الشَّوَى منهنّ فِي مَسَكٍ مِنْ نَسْلِ جَوابةِ الْآفَاق مِهْدَاج المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: تهدَّجوا عَلَيْهِ وتَبأَبؤُوا عَلَيْهِ: إِذا أَظهروا إلْطافَه، وَيُقَال: ظَلِيمٌ هَدَجْدَج لِهدَجانه فِي مِشْيتهِ. قَالَ ابْن أَحْمَر: لِهدَجْدِجٍ جَربٍ مَساعرُه قد عادها شهرا إِلَى شهرِ وَإِنَّمَا قَالَ: جَرِب مَساعِرهُ لأنّ ذَلِك الْموضع من النّعام لَا ريشَ عَلَيْهِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الهَدَجان: مُداركة الخَطْو، وَأنْشد: وهَدَجانا لم يكن مِنْ مِشْيتي كهَدَجان الرَّأْل خَلْفَ الهيقتِ مُزَوْزِياً لما رَآهَا زَوْزَتِ وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: هَدَج: إِذا اضطَرَب مشيهُ من الكِبَر، وَهُوَ الهُداج. والهَوْدج: مركَب من مراكب النِّسَاء. وقِدْرٌ هَدُوج: سريعة الغَليان. دجه: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: دَجَّه الرّجل، إِذا نَام فِي الدُّجْيَة، وَهِي قُترَة الصَّائِد. هـ ج ت أهملت وجوهه، وَأما: تجه: فأصله وُجاه، وَقد اتَّجهْنا وتجهنا. هـ ج ظ هـ ج ذ هـ ج ث: أهملت وجوهها. (بَاب الْهَاء وَالْجِيم مَعَ الرَّاء) هـ ج ر هجر، هرج، جهر، جَرّه، رهج، رجه: مستعملات. هجر: قَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ} (الْمُؤْمِنُونَ: 67) . قَالَ: الْهَاء فِي قَوْله {بِهِ للبيت الْعَتِيق، يَقُولُونَ: نَحن أهلُه وقُطّانه وَإِذا كَانَ اللّيل وسَمَرْتُم هَجَرْتم النبيَّ وَالْقُرْآن، فَهَذَا من الهَجْر والرَّفْض. قَالَ: وَقَرَأَ ابْن عَبَّاس: {تَهْجُرُونَ} من أَهْجَرْتُ، وَهَذَا من الهُجْر وَهُوَ الفُحْش، وَكَانُوا يَسُبّون النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا خَلَوا حولَ الْبَيْت لَيْلًا. وَقَالَ الفرّاء: وإنْ قُرىء (تَهجرون) ، فجُعل من قَوْلك: هَجَر الرجُل فِي مَنَامه إِذا هَذَى، أَي أَنكُمْ تَقولُونَ فِيهِ مَا لَيْسَ فِيهِ وَمَا لَا يضرُّه فَهُوَ كالهَذَيان. ورُوي عَن أبي سعيد الخُدْريّ أَنه كَانَ يَقُول لِبَنِيهِ: إِذا طُفْتم بِاللَّيْلِ فَلَا تَلْغَوْا وَلَا تَهْجُروا. قَالَ أَبُو عُبَيد: مَعْنَاهُ: لَا تَهذُوا، وَهُوَ مِثلُ كَلَام المُبَرْسَمِ والمَحْموم، يُقَال: هَجَرَ يَهجُرُ هَجْراً، وَالْكَلَام مَهجور، ورُوي عَن إِبْرَاهِيم أَنه قَالَ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {إِنَّ قَوْمِى اتَّخَذُواْ هَاذَا الْقُرْءاَنَ مَهْجُوراً} (الفُرقان: 30) : قَالُوا فِيهِ غيرَ الحقّ، ألم تَرَ إِلَى الْمَرِيض إِذا هَجَر قَالَ غير الحقّ؟

وَأما قولُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِنِّي كنت نهيتُكم عَن زِيَارَة الْقُبُور فزُوروها وَلَا تَقولُوا هُجْراً) فإنّ أَبَا عُبَيد ذَكر عَن الكسائيّ والأصمعيّ أَنَّهُمَا قَالَا: الهُجْر: الإفحاش فِي المَنطِق والخَنا. يُقَال مِنْهُ: أَهجرَ الرجلُ يَهجِرُ، وَقَالَ الشّمَّاخ: كماجِدَةِ الأعراقِ قَالَ ابنُ ضَرَّة عَلَيْهَا كلَاما جارَ فِيهِ وأهجَرَا وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: أهجرتُ بالرّجل إهجاراً: إِذا استهزأتَ بِهِ وقلتَ لَهُ قولا قبيحاً، وهَجَر الرجلُ هَجْراً، إِذا تباعَد ونَأَى، وهَجَرَ فِي الصَّوْم هَجْراً وهِجراناً. ورُوي عَن عمر أَنه قَالَ: هاجِروا وَلَا تَهجَّرُوا. وَقَالَ أَبُو عبيد: يَقُول: أَخلِصوا الهِجْرةَ وَلَا تَشبَّهوا بالمهاجرين على غير صِحة مِنْكُم، فَهَذَا هُوَ التَّهجُّر، وَهُوَ كَقَوْلِك: فلانٌ يتحلّم وَلَيْسَ بحليم، ويتشجَّع وَلَيْسَ بِشُجَاعٍ: أَي أَنه يُظهِر ذَلِك وَلَيْسَ فِيهِ. قلت: وأصل المُهاجَرة عِنْد الْعَرَب: خروجُ البدويّ من بادِيتِه إِلَى المُدُن. يُقَال: هاجَر الرجُل، إِذا فَعل ذَلِك، وَكَذَلِكَ كلّ مُخْلٍ بمسكنه منتقِل إِلَى دارِ قومٍ آخَرين؛ لأَنهم تَركوا ديارَهم ومساكنَهم الَّتِي بهَا نشؤوا بهَا لله وَلَحِقُوا بدار قوم لَيْسَ لَهُم بهَا أهلٌ وَلَا مالٌ حينَ هَاجرُوا إِلَى الْمَدِينَة، وَكَذَلِكَ الَّذين هَاجرُوا إِلَى أَرض الحَبشة. فكلُّ من فارقَ رِباعَه من بدويّ أَو حَضَرّي وَسكن بَلَدا آخر فَهُوَ مُهاجر، وَالِاسْم مِنْهُ الهِجْرة. قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَمَن يُهَاجِرْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِى الاَْرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً} (النِّساء: 100) وكُلُّ من أَقَامَ من البَوادي بمَبادِيهِمْ ومَحاضرهم وَلم يلْحقُوا بالنبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يَتَحَوَّلُوا إِلَى أَمْصَار الْمُسلمين الَّتِي أُحدِثَتْ فِي الْإِسْلَام وَإِن كَانُوا مُسلمين فَإِنَّهُم غير مُهاجرين وَلَيْسَ لَهُم فِي الفَيْء نصيبٌ، ويسمَّوْن الْأَعْرَاب. أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ: هجرتُ البعيرَ أهجُره هجْراً، وَهُوَ أَن يُشَدّ حبلٌ فِي رُسْغ رِجْله ثمَّ يُشَدّ إِلَى حَقْوه. وَقَالَ أَبُو الهَيْثم: قَالَ نصير: هجَرتُ البَكْرَ، إِذا رَبطْتَ فِي ذراعِه حَبْلاً إِلَى حَقْوه وقصْرتَه لِئَلَّا يقدر على العَدْو. قلتُ: وَالَّذِي حفِظْتُه عَن الْعَرَب فِي تَفْسِير الهِجار أَن يؤخَذ حبلٌ ويسوَّى لَهُ عُروَتان فِي طَرَفيه بزرَّيْن، ثمَّ تُشَدّ إِحْدَى العُرْوَتين فِي رُسْغ رجل الفَرَس وتُزَرّ وَكَذَلِكَ العُروة الْأُخْرَى فِي الْيَد، وتُزَرّ، وسمعتُهم يَقُولُونَ: هجِّروا خيلَكم، وَقد هجَر فلَان فرسه هجْراً. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال لكلّ شَيْء أفرط فِي طول أَو تَمام وحُسْن: إِنَّه لمُهْجِر. ونَخْلةٌ مُهجرة: إِذا أفرطت فِي الطول، وَأنْشد: يعلى بِأَعْلَى السُّحُق المُهاجرِ مِنْهَا عِشاشُ الهُدهُد القُراقِر وسمعتُ الْعَرَب تَقول فِي نَعْتِ كلّ شَيْء جاوزَ حدَّه فِي تَمَامه: إِنَّه لمُهجِر، وناقةٌ مُهجرة: إِذا وُصفت بالفَراهة والحُسن، وَإِنَّمَا سُمي ذَلِك إهجاراً؛ لأنّ ناعِتَه يَخرج فِي نَعتِه عَن الحدّ المقارِب المُشاكل

للمنعوت إِلَى نعت يُفرط فِيهِ، فَكَأَنَّهُ يَهذي ويَهجُر. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ أَبُو زيد وَغَيره: هِجِّيرَى الرجل: كلامُه ودَأْبُه، وشأنُه. وَقَالَ ذُو الرّمّة: رَمَى فأَخطأَ والأقدارُ غالبة فانْصَعْنَ والويلُ هِجِّيراهُ والحَرَبُ وَقَالَ الأمويّ: يُقَال: مَا زَالَ ذَلِك إهْجيراه وهِجِّيراه ودَأَبه ودَيْدَنَه. ورَوى مالكُ بنُ أنس عَن سُمَيّ عَن أبي صَالح عَن أبي هُريرة قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَو يَعلمُ الناسُ مَا فِي التَّهجير لاستبقوا إِلَيْهِ؛ وَفِي حَدِيث آخر: (المُهجِّرُ إِلَى الجُمُعة كالمُهْدي بَدنَه) يذهبُ كثيرٌ من النَّاس إِلَى أَن التهجير فِي هَذِه الْأَحَادِيث تَفعيل من الهاجرة وقتَ الزَّوَال، وَهُوَ غَلَط، وَالصَّوَاب مَا رَوَاهُ أَبُو داودَ المصاحِفي عَن النَّضر بن شُمَيل أَنه قَالَ: التهجير إِلَى الجُمُعة وَغَيرهَا: التَبكير. قَالَ: سمعتُ الخليلَ بن أَحْمد يَقُول ذَلِك فِي تَفْسِير هَذَا الحَدِيث. قلت: وَهَذَا صَحِيح، وَهِي لغةُ أهل الْحجاز وَمن جاوَرَهم من قَيْس. وَقَالَ لبيد: راحَ القطِينُ بِهَجْرٍ بعد مَا ابتَكَرُوا فقَرنَ الهجْر بالابتكار، والرَّواح عِنْدهم: الذَّهاب والمُضيّ، يُقَال، راحَ القومُ: أَي خَفُّوا ومَرُّوا أيّ وقتٍ كَانَ. ورُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (لَو يَعلَم الناسُ مَا فِي التهجير لاستبقوا إِلَيْهِ) ، أَرَادَ بِهِ التّبكيرَ إِلَى جَمِيع الصَّلوات: وَهُوَ الذَّهاب إِلَيْهَا فِي أوَّل أَوْقَاتهَا. قلتُ: وسائرُ العَرَب تَقول: هجّر الرجل: إِذا خرج وقتَ الهاجرة رَوَاهُ أَبُو عُبيد عَن أبي زيد. هَجّر الرجُل: إِذا خرج بالهاجرة. قَالَ: وَهِي نصفُ النَّهَار، قَالَ: وَيُقَال أتيتُه بالهجير وبالهَجْر. ذكر ابْن السّكيت عَن النَّضر أَنه قَالَ: الهاجرة إِنَّمَا تكون فِي القَيْظ، وَهِي قبل الظُّهر بِقَلِيل، وبعدَها بِقَلِيل. قَالَ: والظهيرة: نصفُ النَّهَار فِي القَيْظ حِين تكونُ الشمسُ بحيال رأسِك كَأَنَّهَا لَا تُرِيدُ أَن تَبْرَح. أنْشد المنذريّ فِيمَا روى لثعلب عَن ابْن الْأَعرَابِي فِي (نوادره) قَالَ: قَالَ جِعْثِنَة بنُ جَوَّاس الربَعيَّ فِي نَاقَته: هلْ تَذْكرِينَ قَسَمي ونَذْرِي أزمانَ أنتِ بعُرُوضِ الجَفْرِ إذْ أنتِ مِضْرَارٌ جوادُ الحُضْرِ فيُهجِرُون بهجِير الفجْر قلت: قَوْله بهجِير الْفجْر، أَي يُبكِّرون بِوَقْت السّحَر. وَقَالَ اللَّيْث: أَهْجَر القومُ: إِذا صَارُوا فِي ذَلِك الْوَقْت، وهَجَّر القومُ: إِذا سَارُوا فِي وَقْته. قَالَ: والهِجِّيرَى: اسمٌ من هَجَر إِذا هَذَى. قَالَ: والهَجْر من الهجْران: وَهُوَ تَرْكُ مَا يَلزَمُك تَعاهُدُه. قَالَ: والهِجار: مُخالِف للشِّكال تشَدّ بِهِ يَدُ الفَحْل إِلَى إِحْدَى رجلَيْهِ، وَأنْشد: كَأَنَّمَا شُدَّ هِجَاراً شاكِلا

قلتُ: وَهَذَا الَّذِي ذكره اللَّيْث فِي تَفْسِير الهِجار مُقارِب لما حكيتُه عَن الْعَرَب سَماعاً وَهُوَ صَحِيح، إِلَّا أنهُ يَهْجَر بالهجار الفَحْلُ وغيرُه. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: هِجار القَوس: وترُهَا. وَقَالَ أَبُو سعيد: الهاجرة من حِين تزُولُ الشَّمْس، والهُوَيْجِرَة بَعدَها بِقَلِيل. والهاجِرِيّ: البَنَّاء. وَقَالَ لبيد: كعَقْر الهاجِرِيّ إِذا ابتَناه بأَشْيَاء حُذِينَ على مِثالِ والهجير: الحَوْض المبنيّ. وَقَالَت خنساءُ تصف فَرساً: فَمَالَ فِي الشَّدِّ حَثيثاً كَمَا مالَ هَجِيرُ الرجل الأعسَرِ شبّهتِ الفرسَ حِين مَال فِي حُضْره بحَوْض مُلىءَ فانثَلَم ومالَ مَاؤُهُ سَائِلًا. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الهَجِير: مَا يَبِس من الحَمْض. وَقَالَ ذُو الرمة: وَلَمْ يَبقَ بالخَلْصاء ممَّا عَنَتْ بِهِ مِن الرُّطب إلاَّ يَبْسُها وهَجِيرُها أَبُو عُبيد عَن الفرَّاء: نَاقَة مُهجِرة: فائقة فِي الشَّحْم والسِّمَن. قَالَ: وَيُقَال: رمَاه بهَاجراتٍ ومُهجِرات: أَي بفضائحَ، وناقَة هاجِرة فائقة. قَالَ أَبُو وَجْزة: تُبَارِي بأجْوازِ العَقيق غُدَيَّةً على هاجِرَاتٍ حانَ مِنْهَا نُزُولها وَقَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ أَبُو زيد: يُقَال للنَّخلة الطَّوِيلَة: ذهبتْ هَجْراً، أَي طُولاً وعِظَماً. أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد يُقَال لقيتُ فلَانا عَن غُفْر: بعدَ شهْر ونحوِه، وَعَن هَجْر بعدَ الْحول وَنَحْوه. وعَدَدَ مُهْتجِر: كثير. وَقَالَ أَبُو نخيلة: هذاك إسحاقُ وقَبْضٌ مُهْجِرُ أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للخاتَم: الهِجار والزينة، وَأنْشد: وفارساً يَستلِب الهِجارا قَالَ: يصفة بالحِذْق إِذا رَمَى. قَالَ: والهُجَيرة: تَصْغِير الهَجْرَة: وَهِي السَّنَة التامّة. قلتُ: وَمِنْه قَوْلهم: لقيتُه عَن هَجْر، أَي بعد حَوْل. وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: وغِلْمَتي منهمْ سَحِيرٌ وبَحِرْ وَأَبِقٌ مِنْ جَذْبِ دَلْوَيْها هَجِرْ قَالَ: هَجِر: يمشي مُثقلا متقارِبَ الخَطْو كأنّ بِهِ هِجاراً لَا ينبَسِط ممّا بِهِ من الشَّرّ والبَلاء. وَسمعت واحدُ من غير البَحرانِيين يَقُولُونَ للطعام الّذي يُؤْكَل نصفَ النهَار: الهَجُورِيّ. هرج: أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: هَرَج الناسُ يَهرِجون هَرْجاً، من الِاخْتِلَاط. وَقَالَ اللَّيْث: الهَرْج: القِتال والاختلاط فِيهِ، وَأنْشد الأصمعيّ قولَ ابْن الرُّقيّات:

ليتَ شِعري أَوَّلُ الهَرْج هَذا أَمْ زَمانٌ من فِتْنَةٍ غير هَرْج؟ وَقَالَ: هَرَج الرجلُ الْمَرْأَة يَهْرِجُها، إِذا نَكحَهَا، وَقد هَرَجها لَيْلَة جَمْعَاء. روى أَبُو عَوانة عَن عاصِم عَن أبي وَائِل عَن عبد الله بنِ قيس الأشعريّ قَالَ: (قيل لعبد الله بنِ مَسْعُود: أتعلم الْأَيَّام الَّتِي ذَكَر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيهَا الهَرْج؟ قَالَ: نعم تكون بَين يَدي السَّاعَة، يُرفَع فِيهَا العِلم، ويَنزِل الجَهل، ويكوْن الهَرْج، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: الهَرْج بِلِسَان الحَبَشَة: القَتْل) . وَقَالَ خَالِد بن جَنْبة: بابٌ مَهْروج: وَهُوَ الَّذِي لَا يُسَدّ، يَدخُله الخَلْق، وَقد هَرَجه الْإِنْسَان يَهْرِجُه: أَي تَركه مَفْتُوحًا، وهرج الْقَوْم يَهرِجُون فِي الحَدِيث: إِذا أفاضوا فِيهِ وأَكثَروا. وَفِي الحَدِيث: (قُدَّام السَّاعَة هَرْج) : أَي قِتال شَدِيد. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: هَرَج الفرسُ يهرُجُ هَرْجاً وَهُوَ فرس مِهْرَجٌ وهَرَّاج: إِذا كَانَ كثير العَدْو، وَمِنْه قولُ العجّاج: غَمْرُ الأجارِيّ مِسَحّاً مِهْرَجا وَيُقَال: هَرِجَ البعيرُ يُهرَج هَرْجا: إِذا مَا سَدَر من شِدَّة الحَرّ. وَقَالَ شمر: هَرِج البعيرُ من شدّة الحرّ، وَقد أهرجْتَ بعيرَك: إِذا وَصَل الحرُّ إِلَى جَوْفه، وَرجل مُهْرِج: إِذا أَصابَ إبِلَه الجَرَب فطَلاها بالقَطِران وَوَصَل حَرُّه إِلَى جوْفها. وأَنشد فِي ذَلِك قَوْله: عَلَى نارِ جِنَ يَصْطَلون كَأَنَّهَا جِمَالٌ طَلاَها بالعَنِيَّة مُهرِجُ قلتُ: وَرَأَيْت بَعِيرًا أجربَ هُنِىءَ بالخَضْخَاض فهَرج هَرَجاً شَدِيدا ثمَّ سَقَط ومَات. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: هَرَّجْتُ السَّبُعَ، إِذا صِحتَ بِهِ. وَقَالَ رؤبة: هَرَّجتُ فارتدَّ ارتدادَ الأَكمَهِ فِي غائلاتِ الحائرِ المُتَهْتِه قَالَ شمر: المتَهتِه: الَّذِي تَهته فِي الْبَاطِل: أَي رُدِّدَ فِيهِ. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال: هَرَّجَ بعيرَه، إِذا حَمَل عَلَيْهِ فِي السَّير فِي الهاجرة، وَأنْشد: ورَهِبا من حَنْذِه أَن يَهْرَجا والهِرْج: الضَّعيفُ من كلّ شَيْء. وَقَالَ أَبُو وَجْزة: والكبشُ هِرْجٌ إِذا نَبّ العَتُودُ لَهُ زَوزَى بأليَتِه للذُّلِّ واعترفا جهر: سَلمَة عَن الفرَّاء: جَهَرْتُ السِّقاءَ، إِذا مَخَضْتَه، والجَهيرُ: اللّبَن الَّذِي أخرِج زُبْدَه، والثميرُ: الَّذِي لم يخرج زبده وَهُوَ التثمير. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: جَهَرْتُ البِئر، واجتهرْتُها، إِذا نزَحْتها، وَأنْشد: إِذا وَرَدْنا آجِناً جَهَرْناه أَو خَالِيا مِن أَهْلِه عَمرْناه

أَرَادَ أَنهم من كَثرتهم نزَفوا مياهَ الْآبَار الآجنة وعَمَروا الرَّكايا الَّتِي لَيْسَ عَلَيْهَا حاضِر بنزُولهم عَلَيْهَا. وَفِي حَدِيث عليّ ح: أَنه وصفَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: لم يكن قَصِيرا وَلَا طَويلا، وَهُوَ إِلَى الطول أقرَبُ، مَن رَآهُ جَهره، معنى جَهرَه، عَظُم فِي عَيْنَيه، وَمِنْه قولُ الراجز: لَا تَجْهُريني نَظراً وُردِّي فقد أُرُدُّ حينَ لَا مَرَدِّ يَقُول: استعظمتِ مَنَظري فَإِنِّي مَعَ مَا تَرين من مَنظري شُجاعٌ أرُدّ الفُرْسان الَّذين لَا يَرُدّهم إلاّ مِثلي. قَالَ: وكبشٌ أجهَر، ونعجةٌ جَهْراء، وَهِي الَّتِي لَا تُبْصِر فِي الشَّمْس. وَمِنْه قَول الْهُذلِيّ: جَهْرَاءُ لَا تَأْلُو إِذا هِيَ أَظْهَرَتْ بصراً وَلَا مِن عَيْلة تُغْنِيني قَالَ: يصف فرسا بقوله: جَهْرَاء. وَقَالَ غيرُه: أَرَادَ بالجَهْراء عَنْزاً أَو نَعْجَة. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الجُهْرة: الحَوْلة، وَرجل أجْهَر وَامْرَأَة جَهْراء: فِي عُيونِهما حَوَل. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: جَهَرْتُ الجَيشَ واجْتَهَرْتُهم: إِذا كَثُرُوا فِي عَيْنك، وَكَذَلِكَ الرجلُ ترَاهُ عَظِيما فِي عَينِك. وَقَالَ العجاج يصف جَيْشًا عَرمْرَما: كَأَنَّمَا زهاؤُه لمن جَهَرْ ليْلاً وَرَزُّوَغْرِه إِذا وَغَر زُهاؤه: كَثْرَة عَدَده، وَيُقَال: رأيتُ جُهْرَ الرَّجل: إِذا نظرتَ إِلَى هَيئته وحُسنِ منظَره فراعَكَ حُسنُه. وَقَالَ الْقطَامِي: شَنِئْتُكَ إِذْ أَبصَرْتُ جُهْرَك سَيِّئاً وَمَا غَيَّبَ الأقوامُ تابِعَةُ الجُهر قَالَ: (مَا) فِي معنى الَّذِي، يَعْنِي مَا غَابَ عَنْك من خُبْر الرجل فَإِنَّهُ تابعٌ لمنظره، والجُهْر يسْتَعْمل فِي السَّيِّء، وَهُوَ القَبيح كَمَا يسْتَعْمل فِي البَهيِّ الحَسَن. ثَعْلَب عَن الْأَعرَابِي: رجل حَسَن الجهَارة والجُهْر: إِذا كَانَ ذَا منظر حَسَن. وَقَالَ أَبُو النَّجْم: وأَرَى البياضَ على النَّساء جَهارةً والعِتْقَ أَعْرِفُهُ على الأدْماء وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: مَا فِي الْقَوْم أَحدٌ تَجْهَرَهُ عَيْني: أَي تأخذُه عَيْني. قَالَ: وجَهَرْتُ بالقَوْل أَجْهَرُ بِهِ، إِذا أعلنْته. ورجلٌ جَهِير الصوتِ: أَي عالي الصَّوْت، وَكَذَلِكَ رجلٌ جَهْوَرِيُّ الصَّوْت: رفيعه. وَيُقَال: جاهرَني فلانٌ جِهاراً، أَي عالنَني مُعَالَنَةً: والجَهْر: الْعَلَانِيَة. وَقَالَ اللَّيْث: الجَهْوَر: هُوَ الصَّوْت العالي. قَالَ: والجَوْهر: كلُّ حجرٍ يستخرجَ مِنْهُ شَيْء ينْتَفع بِهِ، وجوهرُ كل شَيْء مَا خُلِقَتْ عَلَيْهِ جبلته. وجَهَر فلانٌ فِي كلامِه وقراءته. قَالَ: وأَجْهر بقرَاءَته لُغَة.

أَبُو عبيد: جهرتُ الْكَلَام وأجهرته: إِذا أَعلنتَه. والجَهْراء: مَا استَوَى من ظَهر الأَرْض بهَا شجرٌ وَلَا إكامٌ وَلَا رمال إِنَّمَا هِيَ فضاء، وَكَذَلِكَ العراء: يُقَال وطئنَا أَعْرِيةً وَجَهْرَوات وَهَذَا من كَلَام ابْن شُمَيْل. أَبُو سعيد: جَهيرٌ للمعروف: أَي خَلِيقٌ لَهُ، وهُم جهراء للمعروف: أَي خُلقاء لَهُ، وَقيل ذَلِك: لِأَن من اجتَهَره طَمِع فِي معروفه. وَقَالَ الأخطَل: جُهراءُ للمعروف حينَ تَراهُمُ خُلقاء غيرَ تنابلٍ أَشرارِ ابْن السّكيت: جُهراء الْحَيّ: أفاضلُهم، وَأمر مُجْهِر: أَي وَاضح، وَقد أجهرته أَنا إجهاراً وجهرت بِكَذَا أجْهَرُ بِهِ جهْراً: أَي شَهَرْتُ بِهِ فَهُوَ مَجْهور بِهِ: أَي مَشْهُور. أَبُو عُبَيْدَة: فرُسٌ جَهْورَ: وَهُوَ الَّذِي لَيْسَ بأجَشّ الصَّوْت وَلَا أَغنّ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أجهَرَ الرجلُ: إِذا جَاءَ ببَنِينَ جَهارةٍ وهم الحَسنو القُدود الحَسَنو المنظر، وأجْهر: جَاءَ بِابْن أحْوَل. عمر عَن أَبِيه: الأجهَر: الحَسن المنظر، الحَسَن الجِسم التَّامَّة، والأجْهَر: الْأَحول المليحَ الحَوْلة والأجهر: الَّذِي لَا يبصر بالنَّهار، وضدُّه الْأَعْشَى. وَفِي حَدِيث عمر: إِذا رأيناكم جَهَرناكم: أَي أَعْجَبنا أجسامُكم: قَالَ والْجُهر: حُسْن المنظر. ابْن الْأَعرَابِي: الجَهر: قِطْعَة من الدَّهْر، والهَجْر: السّنة التَّامَّة. قَالَ: وحاكم أَعْرَابِي رجلا إِلَى بعض الْحُكَّام فَقَالَ: بِعْت مِنْهُ عُنجداً مُذْ جَهْرٌ فَغَاب عني. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أَي (مُذْ) قطعةٌ من الدّهر. جَرّه: أَبُو عُبَيْدَة عَن أبي زيد: سَمِعت جَراهِيَةَ الْقَوْم: يُرِيد كَلَامهم وعلانِيتهم دون سرِّهم. قَالَ غَيره: يُقَال جَرَّهْت الأمرَ تَجْرِيهاً إِذا أعلنته، ولقيته جَراهَيةً، أَي ظَاهرا، وَأنْشد: وَلَوْلَا ذَا لَلاَقَيتُ المنايا جَراهية وَمَا عَنْهَا مَحِيدُ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الجَرْه: الشَّبهُ الشَّديد. رجه: والرَّجْه: التشبث بالإنسان، وَهُوَ التزعزع قَالَ: وَيُقَال: أَرجَهَ الأمرَ عَن وقته إِذا أخَّره، وَكَذَلِكَ أَرْجاه، كأَنّ الْهَاء مُبدلة من الْهمزَة. رهج: قَالَ اللَّيْث: الرَّهج: الْغُبَار. وَقَالَ غَيره: أرهجت السماءُ إرهاجاً: إِذا هَمَّتْ بالمطر، ونَوءٌ مُرهِج: كثير الْمَطَر. وَقَالَ مليح الْهُذلِيّ: فَفِي كلِّ دَار منكِ للقلب حَسْرَة يكون لَهَا نَوْءٌ مِن العَيْن مُرْهجُ والرِّهْجيج: الشَّغِب الضَّعيفُ من الفُصْلان. وَقَالَ الراجز: فَهِيَ تبذُّ الرُّبَعَ الرَّهْجيجا فِي المشيْ حَتَّى تَركب الوَسِيجَا

ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أرهَج: إِذا أَكثرَ بخُورَ بَيته. قَالَ: والرَّهج: الشغب. هـ ج ل هجل، هلج، جهل، جله، لهج: مستعملة. هجل: قَالَ اللَّيْث: الهَجْل كالغائط يكون مُنفرجاً بَين الْجبَال مطمئناً موطئِهِ صُلْب. وَقَالَ أَبُو عبيد: الهَجْلُ: المطْئن من الأَرْض. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: الهَجْلُ: مَا اتَّسع من الأَرْض وغَمض. وَقَالَ أَبُو النَّجم: والخَيْلَ يَرْدِينَ بهَجْلٍ هاجِل فَوارطاً قُدَّامَ زَحْفٍ رافلِ وماءٌ مُهْجَل ومُسْجَل: إِذا كَانَ مُضَيَّعاً مُخَلّى. وَقَالَ غيرُه: الهَجْل والهَبْر مُطمئنٌّ يُنْبِت وَمَا حوْله أشدّ ارتفاعاً، وجمعهُ هُجول وهُبور. وأَهْجَل القومُ فهم مُهجِلون. وَقَالَ اللَّيْث: الهَوْجَل: المَفازة البعيدةُ. ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الهَوْجَل: أَنجرُ السَّفِينَة، والهَوْجَل: بقايا النعاس، والهَوْجل: الدَّليل الحاذِق، والهَوْجل: الأحمَق. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: الهَوْجل: الأرضُ الَّتِي لَا مَعالِمَ بهَا. وَقَالَ شمر: قَالَ يحيى بنُ نُجيم: الهَوْجل: الطّريقُ الَّذِي لَا عَلَم بِهِ، وَأنْشد قولَ الفرزدق: إليكَ أمِيرَ الْمُؤمنِينَ رَمَتْ بِنا هُمومُ المُنى والهَوْجَلُ المتعسِّفُ يُقَال: فَلاةٌ هَوْجَل: إِذا لمْ يهتَدوا بهَا. والهَوْجل: الثّقيل الوَخِم، وناقةٌ هَوْجل: وَهِي السريعةُ الوَساع. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الهَوْجل: الأرضُ الَّتِي لَا نَبْتَ فِيهَا. وَقَالَ ابنُ مُقْبِل: وجَرْداءُ خَوْقاءُ المسارحِ هَوْجَلٌ بهَا لاسْتِداءِ الشَّعْشَعاناتِ مَسْبَحُ أَبُو بكر، سمِعتُ شمراً يَقُول: قَالَ ابْن الأعرابيّ: الهَوْجل: المَفازة الذاهبةُ فِي سَيْرِها، والهَوْجل: الرّجل الذاهِبُ فِي حُمْقه، والهَوْجل: النّاقةُ السَّريعةُ الذاهبة فِي سَيرهَا. قَالَ: وَهُوَ كلّه وَاحِد، وَلَكِن لَا يُحسِنون. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الهاجِل: النَّائِم، والهاجل: الْكثير السَّفَر. أَبُو عبيد، عَن أبي زيد: هَجَّلْتُ بالرّجل تَهجيلاً، وسَمَّعْتُ بِهِ تَسْمِيعاً: إِذا أسْمَعه القبيحَ وشَتَمه. وَقَالَ ابنُ بُزْرُج: لَا تَهْجَلَنَّ فِي أَعراض النَّاس: أَي لَا تَقَعَنَّ فيهم والهَجُول: البَغِيُّ من النِّساء. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الهَجول: الْفَاجِرَة، وامرأةٌ مُهْجَلة: وَهِي الَّتِي أُفْضِيَ قُبُلُها ودُبُرُها. وَقَالَ الشَّاعِر: مَا كَانَ أَهْلاً أَن يُكَذِّب مَنطقِي سعدُ بن مُهْجَلة العِجان فَلِيقِ

وَجَاء فِي الحَدِيث: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أخَذَ قَصَبَةً فَهَجَل بهَا: أَي رَمى بِهِ. قلت: لَا أعرف هَجَل بِمَعْنى رمى، وَلَكِن يُقَال: نجل وزجل بالشَّيْء: رمى بِهِ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: هَوْجَل الرجلُ: إِذا نامَ نَوْمةً خَفِيفَة. وَأنْشد: إِلَّا بَقايا هَوجَلِ النُّعاسِ قَالَ: وهَجَلَت المرأةُ بعينِها ورَمَشَتْ وغَيَّقَتْ ورَأْرَأَتْ: إِذا أَدراتْها بغَمْز الرَّجُل. هلج: قَالَ اللَّيْث: الهَلِيلَج: معروفٌ من الْأَدْوِيَة. ورَوى أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: هِيَ الأهْلِيلَجَة، وَلَا نقل هَلِيلَجَة، وَكَذَلِكَ قَالَ الفرّاء. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الهالِج: الْكثير الأحلام بِلَا تَحْصيل. وَقَالَ أَبُو زيد: هَلَجَ يَهلِجُ هَلْجاً، إِذا أَخَبَرَ بِمَا لَا يُؤْمَن بِهِ، والهَلْجُ فِي النَّوْم أَيْضا: الأضْغاث. لهج: قَالَ اللَّيْث: لَهِجَ فلانٌ بِكَذَا وَكَذَا: إِذا أُولع بِهِ، ولَهِجَ الفصيلُ بِأُمِّه يَلهج: إِذا اعتادَ رضاعها، وَهُوَ فَصِيلٌ لاهِجٌ. أَبُو الهَيْثم: فَصيل داغِل ولاهِج. بأُمِّه. وَقَالَ اللَّيْث: أَلْهجْتُ الفصِيلَ: إِذا جعلْتَ فِي فِيه خِلالاً فشَددتَه لئلاَّ يَصِل إِلَى الرّضاع. وَأنْشد: يَرَى بِسَفَى البُهْمَى أَخِلَّةَ مُلْهِجِ قلت: المُلهج هَاهُنَا: الرّاعي الَّذِي هاجَت فِصَالُ إبِلِه بأمهاتها فَاحْتَاجَ إِلَى تفليكها وإجْرارِها: يُقَال: أَلْهجَ الرّاعي وصاحِبُ الإبِل فَهُوَ مُلهج: إِذا لَهِجَت فصالُه، والتَّفليك: أَن يَجعل الرَّاعِي من الهُلْب مِثلَ فَلْكة المِغْزَل، ثمَّ يَثقُب لسانَ الفصِيل فيَجعله فِيهِ لئلاّ يَرضَع، والإجْرار: أَن يشُقَّ لسانَ الفصيل لئلاَّ يرضَع، وَهُوَ البَذْج أَيْضا. وأمَّا الخَلّ، فَهُوَ أَنْ يأخذَ خِلاَلاً فيُلزقَه بأَنْفِ الفصِيل طُولاً، فَإِذا ذهب يرضع خِلْفَ أمِّه أَوْجَعَها طرَف الخِلاَل فزَبَنَتْهُ عَن ضرْعِها. وَلَا يُقَال: أَلْهجْتُ الفصِيلَ، إِنَّمَا يُقَال: ألهج الرّاعي: إِذا لهِجَتْ فصالُه، وبيتُ الشمّاخ حُجَّةٌ لِما وَصَفناه، وَهُوَ قَوْله: رَعَى بأرضَ الوَسْمِيّ حَتَّى كأَنما يَرى بسَفَى البُهْمَى أَخِلَّةَ مُلْهِجِ هَكَذَا أَنشدنِيه المنذريّ، وذَكرَ أنّهُ عَرَضَه على أبي الْهَيْثَم قَالَ: والمُلهج: الَّذِي لَهجَتْ فصالُه بالرّضاع. يَقُول الشمّاخ: رَعَى هَذَا العَيْرَ بأَرْض الوَسْمِيّ، أوَّلَ مَا نَبَت إِلَى أنْ يبِسَ سَفَا ذَلِك البارِض، فكرهه ليُبْسه، وشبَّه شوكَ السَّفا عِنْد يُبْسِه بالأخِلَّة الَّتِي تُلْزَق بأنوف الفِصال. وفسّر الْأَصْمَعِي لي رِوَايَة الباهليّ البيتَ على مَا وَصفْتُه وبَيَّنَته. وَقَالَ اللَّيْث: اللَّهْجَة يُقَال: طرَف اللّسان، وَيُقَال: جَرْس الْكَلَام، يُقَال: فلانٌ فَصِيحُ اللَّهْجة واللَّهَجَة، وَهِي لُغَتُه الَّتِي جُبِل عَلَيْهَا فاعتادها ونَشَأَ عَلَيْهَا، وَيُقَال: فلانٌ مُلهِجٌ بِهَذَا الْأَمر، أَي مُولَع بِهِ.

وَمِنْه قَول العجاج: رَأْسا بتَهْضَاضِ الرؤوس مُلهِجَا قَالَ: ولَهْوَجْتُ اللَّحْمَ: إِذا لم تُنْعِم شَيَّه، وأمْرٌ مُلَهْوَج: إِذا لمْ تُحكِمْه. وَمِنْه قولُ العجاج: والأمْرُ مَا رامَقْتَه مُلَهْوَجاً يُضويكَ مالمْ تُحْيِي مِنْهُ مُنْضَجا ابْن السّكيت: طعامٌ مُلَهْوَج ومُلَغْوَس. وَهُوَ الَّذِي لم يَنْضَج. وَأنْشد: خيرُ الشِّوَاء الطيِّبُ المُلَهْوَجُ قد هَمَّ بالنُّضْج ولمّا يَنضَج أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ: إِذا خَثُر اللّبن حَتَّى يخْتَلط بعضُه بِبَعْض، وَلم تَتمّ خُثُورَتُه، فَهُوَ مُلْهاجُّ، وَكَذَلِكَ كلُّ مختلِط بعضُه بِبَعْض وَلم تتمّ خُثورَته فَهُوَ مُلْهاجٌّ، وَكَذَلِكَ كلُّ مختلِط يُقَال: رأيتُ أمرَ بني فلانٍ مُلْهاجّاً، وأيقَظَني حِين الهاجَّتْ عَيْني: أَي حينَ اختَلَط بهَا النُّعاس. أَبُو عبيد عَن الأمويّ: لَهَجْتُ القومَ: إِذا علّلتَهم قبلَ الغَداء بِلُهْنَة يتعلّلون بهَا، وَهِي اللُّهْجة والسُّلْفة والمَجَّة، وَقد قَالَه أَبُو عَمْرو أَيْضا. قَالَ: وَتقول العربُ سَلِّفوا ضيفَكم ولَمِّجُوه ولَهِّجوه ولمِّكُوه وغَسِّلوه وشَمِّجوه وغَبِّروه وسَفِّكوه ونَشِّلوه وسَوِّدوه، بِمَعْنى وَاحِد. جهل: قَالَ اللَّيْث: الْجَهْل: نقيضُ العِلْم: تَقول: جَهِل فلانٌ حَقَّ فلَان، وجَهِل فلانٌ عليَّ وجَهل بِهَذَا الْأَمر، قَالَ: والجَهالة: أَن يَفعل فعلا بِغَيْر علم، وَقَالَ ابْن أَحْمَر يصف قدوراً تغلي: ودُهْمٍ تُصادِيها الولائِدُ جِلّةٍ إِذا جَهِلَتْ أجوافُها لم تَحَلَّم يَقُول: إِذا فارت لم تَسْكُن. والجاهليّة الجَهْلاء: زمانُ الفَتْرة وَلَا إِسْلَام. وَقَالَ غَيره: أرضٌ مَجْهُولَة لَا أَعْلَام بهَا، وَكَذَلِكَ المَجهَل من الأَرْض، وجمعُه المَجاهِل. شمر عَن ابْن شُمَيْل: الأرضُ المجهولة: الَّتِي لَا يُهتَدى بهَا: لَا أعلامَ بهَا وَلَا جبال، وَإِذا كَانَت بهَا معارفُ أَعْلَام فَلَيْسَتْ بمجهولة، يُقَال: علوْنا أَرضًا مَجهولةً ومَجْهَلا، سَوَاء، وأنشدنا: قلتُ لصحراءَ خلاءِ مَجْهَلِ تَغَوَّلي مَا شئتِ أَن تَغَوَّلي قَالَ: وَيُقَال: مجهولةٌ ومجهولاتٌ ومجَاهِيلُ. وَقَالَ غَيره: ناقةٌ مَجْهُولَة: لم تُحلَب قطّ، وناقةٌ مَجْهُولَة، إِذا كَانَت غَفْلاً لاسِمة عَلَيْهَا. ابْن شُمَيْل: إنَّ فلَانا لجَاهِل مِن فلَان: أَي جَاهِل بِهِ. رُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ: من استجهل مُؤمنا فَعَلَيهِ إثمه. قَالَ شمر: قَالَ ابْن المبارَك: يريدُ بقوله: من استَجهل مُؤمنا، أَي حَمَله على شَيْء لَيْسَ من خُلُقه فيُغضِبه، قَالَ: وجَهْلُه أَرْجُو أَن يكون مَوْضُوعا عَنهُ، وَيكون على من استجهَله. قَالَ شمر: وَالْمَعْرُوف فِي كَلَام العَرَب جهلتُ الشيءَ، إِذا لم تَعرفه. تَقول: مِثلي

لَا يَجهَل مِثلَك. قَالَ: وجهَّلتُه: نسبتُه إِلَى الجَهْل، واستجهَلْتُه: وجدتُه جَاهِلا، وأجهلْتُه: جعلتُه جَاهِلا، قَالَ: وأمّا الاستجهال بِمَعْنى الحَمْل على الجَهْل فَمِنْهُ مَثَل للْعَرَب: نَزْوُ الفُرارِ استَجْهَلَ الفُرَارَ. وَقَول الله جلّ وعزّ: {يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَآءَ مِنَ التَّعَفُّفِ} (البَقَرَة: 273) ، لم يرد الْجَهْل الّذي هُوَ ضدّ الْعقل، وَإِنَّمَا أَرَادَ الجهلَ الَّذِي هُوَ ضدّ الخبْرة. أَرَادَ يَحْسَبُهم مَن لم يَخْبُر أمْرَهُم، وَقَالَ الطّرمّاح: مُخْلِفُ الطُّرَّاق مجهولةٌ محدِثٌ بعدَ طِراقٍ لُؤام أَي لم تقبل مَاء الطَّرْقِ، ثمّ أَحْدَثَتْ لقاحاً بعد طِراق لؤام. جله: قَالَ اللَّيْث: الجَلَه: أشدُّ من الجَلَح. وَقَالَ أَبُو عبيد: الأنْزَعُ: الَّذِي انحَسَر الشَّعر عَن جانِبي جَبْهته، فَإِذا زَاد قَلِيلا فَهُوَ أجْلَح، فَإِذا بلغ النِّصف ونحوَه فَهُوَ أجْلَى، ثمَّ هُوَ أَجْلَه، وَأنْشد: لمّا رأَتْني خَلَق المُمَوَّهِ بَرّاق أَصْلادِ الجَبِين الأجْلَهِ أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الجَلْهَة: مَا استقبلك من حَرْفَي الوادِي، وجمعُها جِلاه، قَالَ لبيد: فَعَلا فُروعَ الأَيْهَقَانِ وأَطْفَلتْ بالجَلْهَتَين ظِباؤُها ونَعامُها وَقَالَ ابْن السّكيت: الجَلِيهَة: الْموضع تَجْلَهُ حَصاه: أَي تُنحِّيه، يُقَال: جَلَهْت عَن هَذَا الْمَكَان الحَصَا. وَقَالَ اللَّيْث: الجَلْهتان: جَنْبَتا الْوَادي إِذا كَانَ فيهمَا صلابة. وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو عَمْرو وَابْن الأعرابيّ: الجَلْهتان: جانِبَا الْوَادي. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الجَلْهَة: نَجَواتٌ من بَطْن الْوَادي أَشرفن على المَسِيل، فَإِذا مَدَّ الْوَادي لَم يَعْلُها المَاء. هـ ج ن هجن، جنه، جهن، نهج، نجه: مستعملة. هجن: قَالَ اللَّيْث: الهاجنُ: العَناق الَّتِي تَحمِل قبل أَن تَبلُغ وقتَ السِّفاد، والجميع الهَواجِن، وَلم أسمع لَهُ فِعْلاً. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الهاجِن: القَلُوص يَضرِبها الجَمَل وَهِي ابنةُ لَبون فَتَلْقَح وتنتج وَهِي حِقَّة، وَلَا تفعل ذَلِك إلاّ فِي سَنة مُخصِبة، فَتلك الهاجِن، وَقد هَجَنَتْ تَهْجُن هِجاناً، وَقد أهجَنَها الجَمَل: إِذا ضَرَبها، وَأنْشد: ابنُوا على ذِي صِهْرِكُم وأحسِنُوا أَلَم تَرَوا صُغْرَى القِلاصِ تهجُنُ؟ قَالَه رجلٌ لأهل امْرَأَته واعتلّوا عَلَيْهِ بصِغَرها عَن الوَطْء، وَقَالَ: هَجَنَتْ بأكبَرِهم ولمّا تُقْطَبِ يُقَال: قُطِبت الجاريةُ: أَي خُفِضت. أَبُو عُبَيْد عَن الأصمعيّ: إِذا حَمَلت النخلةُ وَهِي صغيرةٌ فَهِيَ المهْجِنَة. قَالَ شمر: وَكَذَلِكَ الهاجن، ومِثله مَثلٌ للعَرَب: (جَلَتِ الهاجِنُ عَن الوَلَد) ، أَي صَغُرت، يُضرَب مَثَلا للصّغير يتزيّن بزينة الْكَبِير. وَيُقَال لِلْجَارِيَةِ الصَّغِيرَة: هاجن،

وَقد اهتُجِنَتْ الجاريةُ، إِذا افْتُرِعَت قبلَ أوانها. وَقَالَ اللَّيْث: الهِجَان من الْإِبِل: البِيضُ الكِرامُ، ناقةٌ هِجان وبعيرٌ هِجان، ويُجمَع على الهَجائن. قَالَ: وأرضٌ هِجَان، إِذا كَانَت تُرْبَتُها بَيضاءَ، وَأنْشد: بِأَرْض هِجانِ التّرْبِ وَسْمِيَّةِ الثّرى عَذَاةٍ نأتْ عَنْهَا المُؤُوجَةُ والبَحْرُ وَيُقَال للْقَوْم الكِرام: إِنَّهُم لَمِن سَراة الهِجَان، وَقَالَ الشمّاخ: ومِثْلُ سَراةِ قَوْمك لم يُجارَوْا إِلَى الرُّبَع الهِجَانِ وَلَا الثَّمِين وأُخبرتُ عَن أبي الْهَيْثَم، أَنه قَالَ: الروايةُ الصَّحِيحَة فِي هَذَا البيتِ: إِلَى رُبُع الرِّهان وَلَا الثَّمين يَقُول: لم يُجارَوْا إِلَى رُبْع رِهانهم وَلَا ثُمُنه. قَالَ: والرِّهان: الغايةُ الَّتِي يُستَبق إِلَيْهَا. يَقُول: مِثل سَراةِ قومِك لم يُجارَوْا إِلَى رُبُع غايتِهم الَّتِي بلغوها ونالُوها من المَجْد والشرف، وَلَا إِلَى ثُمُنها. ابْن بُزُرج: غِلْمةٌ أُهَيْجِنة، وَذَلِكَ أنّ أَهلَهم أَهجَنوا: أَي زَوَّجوهم صِغاراً، يزوَّج الغلامُ الصغيرُ الجاريةَ الصَّغِيرَة، فَيُقَال: أَهجَنَهُمْ أَهْلُهُم، وأهجَنَ الرجلُ: إِذا كَثُر هِجانُ إبلِه، وَهِي كرامها، وَقَالَ فِي قَوْله: حَرْفٌ أخُوها أَبُوها من مُهَجَّنةٍ قَالَ: أَرَادَ بمهجَّنة أَنَّهَا ممنوعةٌ من فُحول النَّاس إلاَّ من فحولِ تلادِها لعِتْقِها وكرمها قَالَ: والهاجِنُ على مَيْسورها ابنةُ الحِقَّة، والهاجن على مَعْسورها: ابْنة اللّبُون، وناقةٌ مُهَجَّنة: وَهِي المعتَسِرة. وَقَالَ أَبُو زيد: امْرَأَة هِجَان، من نِسوة هِجائن: وَهِي الكريمةُ الحَسَب الَّتِي لم يُعرق فِيهَا الْإِمَاء تعريقاً. والهِجان من الْإِبِل: النَّاقة الأدْماء: وَهِي الْخَالِصَة اللّون والعِتْق، من نُوق هِجان وهُجْن. وَقَالَ أَبُو الهَيْثَم فِي قَوْله: هَذَا جَناي وهِجانُه فِيهِ قَالَ: الهجانُ: الْبيض، وَهُوَ أحسنُ الْبيَاض وأعتَقُه فِي الْإِبِل وَالرِّجَال وَالنِّسَاء، وَيُقَال: خِيَار كل شَيْء هِجانُه، وَإِنَّمَا أُخذ ذَلِك من الْإِبِل، وأصل الهِجان الْبيض، وكلّ هجان أَبيض وَأنْشد: وَإِذا قيلَ: مَن هِجانُ قُريش؟ كنت أنتَ الفَتَى وَأنتَ الهِجانُ قَالَ: والعَرَبَ تَعُدُّ البياضَ من الألوان هِجاناً وكَرَماً: وأمّا الهَجَيِن فإنّ اللّيث قَالَ: الهَجِين: ابْن العربيّ من الأَمَة الراعية الَّتِي لَا تُحَصَّن، فَإِذا حُصِّنت فَلَيْسَ الولدُ بهَجِين، والجميع الهُجَناء والمهَاجِنَة، والفعلُ هَجُنَ يَهجُن هَجانةً وهُجْنة. قَالَ: والهُجْنة فِي الْكَلَام مَا يَلزَمُك مِنْهُ العيبُ، تَقول: لَا تفعلْ كَذَا فَيكون عَلَيْك هُجْنَة. وَقَالَ أَبُو زيد: رجُلٌ هَجِين بيِّن الهُجونة من قوم هُجَناء وهُجْن، وامرأةٌ هِجانٌ: أَي كريمةٌ وَتَكون البيضاءَ من نِسْوةٍ هُجْن بيِّنات الهَجانة.

أَبُو عُبَيد عَن الأمويّ، الهَجين: الَّذِي ولدتْه أمَةٌ. وَقَالَ أَبُو الهَيْثم: الهَجين الَّذِي أَبوهُ عربيّ وأُمّه أَمَة، والهَجِينُ من الْخَيل: الَّذِي ولدتْه بِرْذَوْنة من حِصَان عربيّ، وخيلٌ هُجْن. وأخبرَني المنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس أَنه قَالَ: الهَجِينُ: الَّذِي أَبوهُ خيْرٌ من أمّه. قلت: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح. وَرَوَى الروَاة أَن رَوْح بن زِنباع كَانَ تزوج هندَ بنت النُّعْمَان بن بشير، فَقَالَت وَكَانَت شاعرة: وهلْ هِنْدُ إلاّ مُهْرَةٌ عرَبِيّةٌ سَليلةُ أفراسٍ تَجلَّلهَا بَغْلُ فإِنْ نُتِجَتْ مُهْراً نَجِيباً فبالْحَرَى وَإِن يكُ إقْرافٌ فَمِن قِبَلِ الفَحْلِ والإقرافُ: مُدَاناةُ الهُجْنه من قِبل الْأَب. وَقَالَ المبرِّد: قيل لوَلَد العربيّ من غير العربيّة: هَجِين؛ لأنَّ الْغَالِب على ألوان الْعَرَب الأُدْمة، وَكَانَت العربُ تُسمِّي العَجَم: الْحَمْرَاء ورقابَ المَزاوِد؛ لِغلبة الْبيَاض على ألوانهم، وَيَقُولُونَ لمن علا لونَه البياضُ أحمَر، وَلذَلِك قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعَائِشَة: يَا حُميراء؛ لغَلَبة الْبيَاض على لَوْنها. وَقَالَ ج: (بُعثْتُ إِلَى الأسْود والأحْمَر) ، فاسوَدهم: الْعَرَب، وأحمرهم: الْعَجم، وَقَالَت الْعَرَب لأولادها من العجميات اللائي يغلب ألوانَهن الْبيَاض: هُجْنٌ وهُجَناء؛ لغَلَبَة الْبيَاض على ألوانهم، وإشباههم أمّهاتهم. والهجانة: الْبيَاض، وَمِنْه قيل: إبل هجان: أَي بيض، وَهِي أكرمُ الْإِبِل، وَقَالَ لبيد: كأنّ هِجانَها مُتأبِّضات وَفِي الأقران أَصوِرةُ الرّغامِ متأبِّضات: معقولات بالإباض، وَهُوَ العِقال. وَقَالَ غَيره: الهاجِن: الزّند الَّذِي لَا يُورِي بَقدْحةٍ وَاحِدَة، يُقَال: هَجَنَتْ زندةُ فلَان وإنّ لَهَا لَهُجْنة شَدِيدَة، وَقَالَ بشر: لَعَمْرُك لَو كَانَت زِنادُك هُجْنةً لأوْرَيتَ إذْ خَدّي لِخَدِّكَ ضارِعُ وَقَالَ آخر: مُهاجِنةٌ مُغالِثةُ الزِّناد وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم فِي قَول كَعْب بن زُهَيْر: حَرْفٌ أَخُوهَا أبُوها من مُهجَّنَةٍ وعَمُّها خالُها قَوْدَاءُ شِمْليلُ هَذِه ناقةٌ ضربَها أَبوهَا لَيْسَ أَخُوهَا، فَجَاءَت بذَكَر، ثمّ ضربهَا ثَانِيَة فَجَاءَت بذكَر آخر، فالوَلدان ابناها لِأَنَّهُمَا وُلِدا مِنْهَا وهما أَخَوَاهَا أَيْضا لأَبِيهَا لِأَنَّهُمَا وَلدا أبِيها، ثمّ ضَرَب أحدُ الأخَوَين الْأُم فَجَاءَت الْأُم بِهَذِهِ النَّاقة وَهِي الحَرْف فأَبُوها أخُوها لأَبِيهَا لِأَنَّهُ وُلِد من أمِّها وَالْأَخ الآخر الَّذِي لم يَضرِب عمُّها لأنهُ أَخُو أَبِيهَا، وَهُوَ خالُها لِأَنَّهُ أَخُو أمِّها لأَبِيهَا لأنّه من أَبِيهَا، وَأَبوهُ نزَا على أمه. وَقَالَ ثَعْلَب: أنشَدَني أَبُو نصر عَن الْأَصْمَعِي بيتَ كَعْب، وَقَالَ فِي تَفْسِيره: إِنَّهَا نَاقَة كَرِيمَة مداخلة النَّسب لشَرَفها.

قَالَ ثَعْلَب: عرضتُ هَذَا القَوْل على ابْن الأعرابيّ فخطّأ الأصمعيَّ وَقَالَ: تداخُلُ النّسَب يُضوِي الوَلَد. قَالَ: وَقَالَ المُفَضَّل: هَذَا جَمَل نَزَا على أمِّه وَلها ابْن آخرَ هُوَ أَخُو هَذَا الجَمَل، فوضعتْ نَاقَة، فَهَذِهِ النَّاقة الثَّانِيَة هِيَ الموصوفة، فَصَارَ أحدُهما أَبَاهَا لِأَنَّهُ وطىء أمَّها، وَصَارَ هُوَ أخاها لِأَن أمّها وضعتْه، وَصَارَ الآخرُ عمَّها لأنّه أَخُو أَبِيهَا وَصَارَ هُوَ خالَها لأنّه أَخُو أمّها. قَالَ ثَعْلَب: وَهَذَا هُوَ القَوْل. نهج: قَالَ اللَّيْث: طريقٌ نَهْج وطُرُقٌ نَهْجة، وَقد نَهَج الأمرُ وأَنهَج، لُغَتَانِ: إِذا وضح، ومِنهَج الطَّرِيق: وَضَحه، والمِنهاج: الطّريق الْوَاضِح. وَقَالَ ابْن بُزُرج: اسْتَنْهج الطريقُ: صَار نهْجاً، وَيُقَال: نهجتُ لكَ الطريقَ وأَنهجْتُه، فَهُوَ مَنْهُوج ومُنهَج، وَهُوَ نَهْج، ومُنهَج. قَالَ: وَقَالُوا: أَنْهجْتُ الثوبَ فَهُوَ مُنهَج: أَي أخلقْتُه. وَقَالَ أَبُو عبيد: المُنهِج: الثّوب الَّذِي أَسرَع فِيهِ البِلَى، يُقَال: قد أَنهَج. وَقَالَ شمر: نَهج الثوبُ وأَنهَج: إِذا خَلُق، لُغَتَانِ، وأَنهَجَه البِلَى فَهُوَ مُنْهَج. قَالَ: وَيُقَال: نَهَج الإنسانُ والكلْبُ: إِذا رَبَا وانْبهَر، يَنهَج نَهْجاً، وَقد أَنْهَجْتُه أَنا إِنهاجاً. وَقَالَ ابْن بُزُرج: طردتُ الدّابة حتَّى نَهِجَتْ فَهِيَ ناهِج فِي شدّة نَفَسها، وأنْهَجْتُها أَنا فَهِيَ مُنْهَجة. وَقَالَ اللَّيْث: النَّهْجَة: الرَّبوْ يَعْلُو الإنسانَ والدّابة، وَلم أَسمَع مِنْهُ فِعلاً. وَقَالَ غَيره: أنهَجَ يُنهج إِنْهاجاً ونَهَج يَنْهَج نَهْجاً. وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن شُمَيْل: إنّ الْكَلْب ليُنهَج من الحرّ، وَقد نَهجَ نَهْجة. وَقَالَ غَيره: نُهج الْفرس حِين أنْهجْتُه: أَي رباجين صَيَّرته إِلَى ذَلِك. نجه: قَالَ اللَّيْث: نَجَهْتُ الرجلَ نَجْهاً: إِذا استقبَلْتَه بِمَا يُنَهْنِهه عَنْك فينقدع عَنْك، وَأنْشد: كَعْكَعْتُه بالرَّجم والتَّنَجُّه قَالَ: وَفِي الحَدِيث: بَعْدَمَا نجهها عمر، أَي بعد مَا رَدّها وانتهَرَها. وَفِي (النَّوَادِر) : فلانٌ لَا يَنْجَهه شَيْء، وَلَا يَنْجَهُ فِيهِ شَيْء، وَذَلِكَ إِذا كَانَ رغيباً لَا يَشْبَع وَلَا يَسمَن عَن شَيْء، وَكَذَلِكَ فلَان لَا يَنجعه شَيْء وَلَا يَهْجُؤه شَيْء، وَلَا يهجأ فِيهِ شَيْء، كلّه بِمَعْنى وَاحِد. جنه: أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الجَنَهيّ: الْخَيزران، وَأنْشد: بكفّه جَنهِيٌّ ريحُه عَبِقٌ مِنْ كَفِّ أَرْوَعَ فِي عِرْنينِه شَمَمُ قَالَ: وَهُوَ العَسَطُوس أَيْضا. جهن: قَالَ أَبُو الْعَبَّاس، أحمدُ بنُ يحيى: جُهَينَة، تَصْغِير جُهْنة، وَهِي مثل جُهْمة اللَّيْل؛ أُبدِلت الميمُ نوناً، وَهِي القِطعة من

سَواد نصفِ اللَّيْل، فَإِذا كَانَت بَين العشاءين فَهِيَ الفَحْمة والقَسْورة، وجُهَينة: اسْم قبيلةٍ من العَرَب، وَمن أمثالهم: وَعند جُهَيْنَة الخبرُ الْيَقِين. وَقَالَ قطرب: جَارِيَة جُهَانَة: أَي شَابة وكأَنَّ جُهَينة ترخيمٌ من جُهانة. هـ ج ف اسْتعْمل من وجوهه: هجف، فهج. هجف: قَالَ اللَّيْث: الهِجَفُّ: الظّليم المُسِنّ. وَقَالَ أَبُو عبيد: الهِجَفُّ: الظّليمُ الجافي، والهِزَفّ مِثله. عَمْرو عَن أَبِيه: الهِجَفّ: الرَّغيب، الجَوْف، وَقد هَجِف هَجَفاً: إِذا جَاع. وَقَالَ ابْن بُزُرج: هَجَف: إِذا جَاع واسترخَى بطنُه. وَقَالَ أَبُو سعيد: العَجْفة والهَجْفة وَاحِد، وَهُوَ من الهُزال. وَقَالَ كعبُ بنُ زُهَيْر: مُصَعْلَكاً مغْرَباً أطرافُه هَجِفاً فهج: أهمله اللَّيْث، وأَخبرَني الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْعَبَّاس أَنه أنْشدهُ: أَلا يَا اصبَحَانِي فَيْهجاً جَيْدَرّية بِمَاء سحابٍ يَسبِق الحقَّ باطلي قَالَ: الحقّ: الْمَوْت، وَالْبَاطِل: اللَّهْو: والفَيْهَج: الْخمر الصافي. وَقَالَ ابْن الأنباريّ: الفَيْهَج: اسْم مختلَق للخمر، وَكَذَلِكَ القنديد، وَأم زنبق. هـ ج ب هبج، جبه، جهب، بهج: مستعملة. بهج: قَالَ اللَّيْث: البَهْجة: حُسْنُ لون الشَّيْء، ونَضَارته، وَرجل بَهِج: أَي مبتهج بِأَمْر يَسُرّه، وَأنْشد: وَقد أَراها وَسْط أترابِها فِي الحيّ ذِي البَهْجة والمسامر وَامْرَأَة بَهِجةٌ مُبْتَهجة، قد بَهِجتْ بهجة، وَهِي مِبْهاج قد غَلبتْ عَلَيْهَا البَهْجة. وَقد تَباهَج الروضُ: إِذا كَثُر نورُه. وَأنْشد: نوّارهُ متباهِج يتَوهَّجُ وَقَول الله جلّ وَعز: {مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} (الحَجّ: 5) أَي من كلِّ ضَرْب من النَّبَات حَسنٍ ناضر. وأفادني المنذريُّ، عَن ابْن اليزيديّ، عَن أبي زيد قَالَ: بَهِيجٌ: حَسَنٌ، وَقد بَهُجَ بَهاجَة وبَهْجة. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: باهَجْتُ الرجلَ وباهَيْتُه وبازَجْتُه وبارَيْتُه، بِمَعْنى وَاحِد، وَالله أعلم. جهب: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: المِجْهَب: القليلُ الْحيَاء. وَقَالَ ابْن شُميل: أَتَيْته جاهِباً وجاهِياً: أَي عَلَانيَة. هبج: قَالَ اللَّيْث: الهَبْج: الضَّرْب بالخَشب كَمَا يُهْبَج الكلْب إِذا قُتِل. يُقَال: هَبَجه بالعصَا: إِذا ضَرَبه. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الهَوْبَجَة: بطنٌ من الأَرْض، ولمّا أَرَاد أَبُو مُوسَى الأشعريّ حَفْرَ رَكايا الحَفْر قَالَ: دُلُّونِي على موضعِ بِئْرٍ تُقْطَع بهَا هَذِه الفلاة.

قَالُوا: هَوَبْجَةٌ تَنْبِتُ الأرْطَى بَين فَلْج وفُلَيْج، فحَفَر الحَفَر، وَهُوَ حَفَرُ أبي مُوسَى، بَينه وَبَين البَصْرَة خَمْسُ ليالٍ. وَقَالَ ابْن شُميل: الهَوْبَجَة أَن تُحفَرَ فِي مَناقعِ المَاء ثِماد يُسِيلون إِلَيْهَا الماءَ فتمتلىء، فيشرَبون مِنْهَا، وتُعِين تِلْكَ الثمادُ إِذا جُعِل فِيهَا المَاء. وَقَالَ اللَّيْث:: التَّهْبِيج: شِبْه التَّوَرُّم، يُقَال: أصبَحَ فلانٌ مُهَبّجَاً: أَي مُوَرَّماً. جبه: قَالَ اللَّيْث: الْجَبْهَة: مُسْتوَى مَا بَين الحاجبين إِلَى الناصية، وجَبَهْتُ فلَانا: إِذا استقبلتَه بكلامٍ فِيهِ غِلْظَة، والجَبْهة: مصدرُ الأجْبَه: وَهُوَ العريضُ الجَبْهَة. قَالَ: والجَبهة: النَّجْمُ الَّذِي يُقَال لَهُ: جَبْهَةُ الْأسد. وَأنْشد غَيره: إِذا رأيتَ أَنْجُماً من الأسَدْ جَبْهَتَهُ أَو الخَراتَ والكَتَدْ بالَ سُهَيْلٌ فِي الفَضيخِ ففَسَد وَفِي الحَدِيث: (لَيْسَ فِي الجَبهة وَلَا فِي النُّخَّة صَدَقة) . قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ أَبُو عُبيدة: الجَبهة: الخَيلْ. وَقَالَ اللَّيْث: الجَبْهَةُ: اسمٌ يَقع على الْخَيل لَا يُفرَد. وَفِي حديثٍ آخر: (إنَّ الله قد أَرَاحَكم من الجَبهة والسَّجة والبَجّة) . قَالَ أَبُو عُبَيد: هَذِه آلِهَة كَانُوا يعبدونها فِي الجاهليَّة. وَقَالَ أَبُو سعيد الضَّرِير: الجَبْهَة: الرِّجَال الَّذين يَسْعَوْنَ فِي حمَالةٍ أَو مَغْرَمٍ أَو جبر فَقير، فَلَا يأْتونَ أحدا إلاّ اسْتَحْيا من ردِّهم، فَتَقول الْعَرَب فِي الرجُل يعْطى فِي مِثل هَذِه الْحُقُوق: رَحمَ الله فلَانا فقد كَانَ يعْطى فِي الجَبْهة. وتفسيرُ قَوْله: لَيْسَ فِي الجَبْهة صَدَقَة، أنَّ المصَدِّق إنْ وجدَ فِي أَيدي هَذِه الجَبهة إبِلا تَجب فِيهَا الصَّدقة لم يَأْخُذ مِنْهَا الصّدقة؛ لأَنهم جمعوها لِمَغْرَم أَو حمَالة. سَمِعت أَبَا عَمْرو الشَّيْباني يحكِيها عَن الْعَرَب، وَهِي الجُمَّةُ والبُرْكة، قَالَ أَبُو سَعيد: وأمّا قولُه: إنّ الله أراحكم من الجَبَهة والسّجّة، فالجَبْهة هَاهُنَا المَذَلّة، قَالَ: والسَّجَّة السَّجَاج: وَهُوَ المَذِيق من اللَّبَن، والبَجَّة: الفَصِيد الّذي كَانَت الْعَرَب تَأْكُله مِن الدّم الّذي يَفصدونه من الْبَعِير. أَبُو عُبَيد، عَن الكسائيّ: جَبَهْنا الماءَ جَبْهاً: إِذا وَرَدْته وَلَيْسَت عَلَيْهِ قامة وَلَا أَدَاة. وَقَالَ ابْن السكّيت: يُقَال: وَرَدْنا مَاء لهُ جُبَيْهة، إمّا كَانَ مِلْحاً فَلم يَنضح مَا لَهُم الشُّربُ، وإمّا كَانَ آجِناً، وإمّا كَانَ بعيدَ القَعْر غليظاً سَقيُه، شَدِيدا أمرُه. وأخبَرَني المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ أنّه قَالَ: قَالَ بعض العرَب: لكلِّ جابِهٍ جَوْزة، ثمَّ يُؤذَّن: أَي لكلّ مَن وَرَد علينا سَقْيُه ثمَّ مُنع من المَاء: يُقَال: أجزتُ الرجلَ: إِذا سَقيتَ إبلَه، وأذّنْتُ الرجلَ: إِذا رَدَدْتَه. وَفِي (النَّوَادِر) : اجتَبَهْت مَاء كَذَا وَكَذَا اجتبَاهاً، إِذا أَنكَرْته وَلم تَسْتَمْرِئْه.

هـ ج م هجم، همج، جهم، مهج: مستعملة. جهم: قَالَ اللَّيْث: رجلٌ جَهْم الوَجْه: غليظُه، وَفِيه جُهومةٌ: غِلَظٌ. قَالَ: وتجهّمتُ لفُلَان: إِذا استقبلتَه بوَجْه كَرِيه، وَيُقَال للأسد: جَهْم الوَجْه. قَالَ: ورجلٌ جَهُوم: عَاجز ضَعِيف، وَأنْشد: وبَلدة تَجَهَّمُ الجَهُومَا أَي تَستقبله بِمَا يَكره. قَالَ: وجَيْهَم: بلدٌ كثيرُ الجنُ بِنَاحِيَة الغَوْر، وَأنْشد: أَحَادِيث جِنَ زُرنَ جِنابِجَيْهَما قَالَ: والجهام الغَيم الَّذِي قد هَراقَ ماءَه مَعَ الرِّيح. ابْن السكّيت: جُهْمَة وجُهْمَته بالضمّ وَالْفَتْح: وَهُوَ أوّل مَآخير اللّيل، وَذَلِكَ مَا بَين نصف اللَّيْل إِلَى قريب من وَقت السَّحَر، وَأنْشد: قد أَغتدِي بِفِتْيَةٍ أَنْجابِ وَجْهمةُ اللَّيل إِلَى ذَهابِ وَقَالَ: وقَهوْةٍ صَهْباءَ با كرتُها بجَهْمَةٍ والدِّيكُ لم يَنْعَبِ قَالَ ابْن السّكيت: تَقول الْعَرَب: الاقتحام: أوّل اللّيل والدّخول فِيهِ، والاجتهام: آخِره. أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: مضى من اللَّيل جَهْمة وجُهْمَة. قَالَ: وَقَالَ الْأمَوِي جَهمتُ الرجلُ مثل تَجَهّمْتُه. قَالَ: وأَنشَدَني خالدُ بنُ سعيد: لَا تَجْهَمِينا أمَّ عَمرٍ وفإنّنا بِنَا داءُ ظَبْيٍ لم تَخُنْه عَوامِلُهْ قَالَ أَبُو عَمْرو: أَرَادَ أنّه لَا دَاء بِنَا كَمَا أنّه لَا داءَ بالظَّبْي. هجم: قَالَ اللَّيْث: الهَجْمَة من الْإِبِل: مَا بَين السَّبعين إِلَى الْمِائَة، وأَنشَد. بِهَجْمةٍ تملأُ عينَ الْحَاسِد أَبُو عُبيد عَن أبي زيد: الهجمة: أَولهَا الْأَرْبَعُونَ إِلَى مَا زَادَت. شمر عَن أبي حَاتِم قَالَ: إِذا بلغت الْإِبِل الستّين فَهِيَ عِجْرِمة، ثمَّ هِيَ هَجْمة حَتَّى تَبلغَ الْمِائَة. قلت: وافَق قولُ أبي حَاتِم قولَ اللَّيْث فِي الهَجْمَةِ وَالَّذِي قَالَه أَبُو زيد عِنْدِي أصحّ. اللَّيْث: هجَمْنا على الْقَوْم هُهجوماً: إِذا انتَهيْنا إِلَيْهِم بَغْتة. وَيُقَال: هجَمْنا عليهمْ الخيلَ، وَلم أسمعْهم يَقُولُونَ: أَهجمْنا. قَالَ: وبيتُ مَهْجوم: إِذا حُلَّت أَطْنابه فانضمّت سِقابُه: أَي أعمِدَتُه، وَكَذَلِكَ إِذا وَقَع. وَقَالَ عَلْقمَة بن عَبدة: صَعْلٌ كأنّ جناحَيْه وَجُؤجُؤَه بيتٌ أطاقَتْ بِهِ خَرقاءُ مَهْجُوم قَالَ: والخَرْقا هَاهُنَا: الرِّيح تَهجُم التّراب على المَوْضع، إِذا جَرَّتْه فألْقَته عَلَيْهِ، وَقَالَ ذُو الرمة: أَودَى بهَا كل عَراص أَلثَّ بهَا وجافِلٍ من عَجاج الصَّيْف مَهْجوم يصف عَجاجاً جَفَل من موضعِه فهَجَمَتْه الرِّيح على هَذِه الدَّار. قَالَ: والهَجْم: السَّوْق، والهجْم: القَدَح الضَّخْم، وَأنْشد:

فتملأُ الهَجْم عَفْواً وَهِي وادِعةٌ حَتَّى تَكادَ شِفاه الهَجْم تَنْثَلمُ وَأنْشد غَيره: فاهتَجَم العَبْدان مِن أخصامِها غَمامةً تبرق من غَمامِها وتذْهِب العَيْمَة من عِيامِها اهتجم: أَي احتَلَب، وَأَرَادَ بأخصامِها: جوانبَ ضُروعها. أَبُو عُبَيد، عَن الأصمعيّ: هَجمتُ مَا فِي ضَرْعها: إِذا حَلَبْت كلَّ مَا فِيهِ وأَنَشد: إِذا التَقَتْ أربعُ أيدٍ تَهجُمُهْ حَفَّ حَفيفَ الغَيْث جادَتْ دِيمُه ابْن السّكيت: هاجِرةٌ هَجوم: أَي حَلُوب للعَرَق، وأنشَد: والعِيسُ تَهجمُها الحرورُ كَأَنَّهَا أَي تَحلُب عَرَقها، وَمِنْه: هَجَم النَّاقة: إِذا حَط مَا فِي ضَرْعها من اللّبن، وهُجم البيتُ إِذا قوِّض، وَلما قُتِل بِسْطام بن قيسٍ لم يَبْقَ بيتٌ فِي رَبيعةَ إلاّ هُجِم: أَي قُوِّض. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: القَدَح والهَجْم والعَسْف والأجمّ والأحمّ والعَتَادُ. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّه قَالَ لعبد الله بن عَمْرو حِين ذَكر قِيَامه باللَّيل وصيامَه بالنَّهار: (إِنَّك إِذا فعلتَ ذَلِك هَجَمَتْ عَيْناك، ونَفَهْتَ نَفسُك) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: هجمت عَيْنَاك: أَي غارَتَا ودخَلَتا. قَالَ أَبُو عبيد: وَمِنْه هَجمتُ على الْقَوْم إِذا دخلتَ عَلَيْهِم، وَكَذَلِكَ هَجَم عَلَيْهِم البيتُ: إِذا سَقَط عَلَيْهِم. أَبُو عبيد، عَن الأصمعيّ: انْهَجَمَتْ عينُه: إِذا دَمَعَت. الْأَصْمَعِي: يُقَال: هَجْمٌ وهَجَمٌ للقَدَح، قَالَ الراجز: نَاقَة شيخٍ للإله راهِبِ تَصُفَّ فِي ثلاثةِ المَحالِب فِي الهجَمَيْن والهنِ المُقارِب قَالَ: الهَجَم: العُسُّ الضَّخْم. قَالَ: والفَرَق أربعةُ أَربَاع، وَأنْشد: تَرفِد بعدَ الصَّفِّ فِي فُرْقانِ جمع الفَرَق: وَهُوَ أربعةُ أَربَاع، والهَنُ المُقارب: الَّذِي بَين العُسَّين. أَبُو عبيد، عَن الأصمعيّ: هجمتُ على الْقَوْم: دخلتُ عَلَيْهِم، وهجمْتُ غَيْرِي عَلَيْهِم. الْكسَائي فِي الهجوم مثله، وَزَاد فِيهِ دَهَمْتُهم عَلَيْهِ أَدَهمُهم. وَقَالَ اللَّيْث: هَيْجُمانة: اسمُ امْرَأَة. ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: الهَيْجُمانة: الدُّرَّة، وَهِي الوَنِيَّة. أَبُو عبيد، عَن الكسائيّ قَالَ: الهُجَيْمة: اللَّبن قبل أَن يُمخض، قَالَ: وَقَالَ أَبُو الْجراح: إِذا ثَخُن اللَّبن وخَثُر فَهُوَ الهُجَيمة. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الهُجَيْمة: مَا حَلبْتَه من اللَّبن فِي الْإِنَاء، فَإِذا سكنت رَغوَتُه حَوَّلَته إِلَى السِّقاء. ابْن السّكيت، عَن أبي عَمْرو: الهُجَيْمة من اللَّبن أَن تَحقِنه فِي السِّقاء الْجَدِيد ثمَّ تشرَبُهُ وَلَا تمخِّضه. قَالَ: وَسمعت الْكلابِي يَقُول: هُوَ مَا لم يَرُبْ: أَي

يخثر، وَهُوَ الهاجّ لِأَن يَرُوب. قلت: وَهَذَا كلامُ الْعَرَب. والهَجْم: السَّوْق الشَّديد. قَالَ رؤبة: والليلُ يَنْجو وَالنَّهَار يَهْجُمهْ وَقَالَ ابْن الأعرابيّ. الهَجْم الهَدْم، والهَجْم: ماءٌ لبني فَزَارَة، وَيُقَال: إنّه من حَفْر عَاد، والهَجْم: العَرَق، وَقد هَجَمْته الهَواجر. وَفِي (النَّوَادِر) : أَهجَم الله عَن فلَان المَرَض فهجَمَ المرضُ عَنهُ، أَي اقتلع وفتر. مهج: قَالَ اللَّيْث: المُهْجة: دم الْقلب، وَلَا بَقَاءَ للنّفس بعد مَا تُراقُ مُهجتُها. وَقَالَ غَيره: مُهجة كل شَيْء: خالصُه. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الأُمْهُجان من اللَّبن: الرَّقِيق، مَا لم يتغيَّر طعمُه. شمر: لبنٌ أُمْهُجان: إِذا سَكنتْ رغوَتُه وخَلَص وَلم يَخثُر، وَمِنْه مُهْجة نفسِه: خالصٌ دمِه، وَلبن أُمْهوجٌ: مِثله. قلت: وَكَذَلِكَ لبنٌ ماهِج، وَمِنْه قولُ هِمْيانِ بنِ قُحافة: وعَرَّضوا المجلسَ مَحْضا ماهجا عَمْرو عَن أَبِيه: مهجَ: إِذا حَسُن وجههُ بعد عِلّة. همج: عَمْرو عَن أَبِيه: هَمَج: إِذا جَاع، وَأنْشد أَبُو عُبيد: قد هَلكتْ جارَتُنا من الهَمَجْ والهمج: الْجُوع فِي هَذَا الْبَيْت. أَبُو سعيد: الهَمْجَة من النَّاس: الأحمق الَّذِي لَا يتماسك، والهَمَج جمعُ الهَمجَة. وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: الهَمَج فِي كَلَام الْعَرَب: أَصله البَعوض، الْوَاحِدَة هَمَجة، ثمَّ يُقَال للرُّذّال من النَّاس: هَمَجٌ هامِج: وَفِي حَدِيث عَليّ ح: (الناسُ رجلَانِ: عَالم ومتعلّم، وَسَائِر النَّاس هَمَجٌ رَعاع) ، يُقَال لأخلاط النَّاس الَّذين لَا عقولَ لَهُم، وَلَا مُرُوءَة: هَمَج هامِج. وَقَالَ ابْن حِلِّزَة: يتْرك مَا رَقَح من عَيشة يعيث فِيهِ هَمَجٌ هامِجُ وَقَالَ اللَّيْث: الهَمَج: كلَّ دُود ينفقىء عَن ذُباب أَو بَعوض، وَيُقَال لرُذالة النَّاس الَّذين يتَّبعون أهواءهم: هَمَج، قَالَ: والهَمِيج: الخَميصُ البَطْن. وَقَالَ حُميد بن ثَور: هَميجُ يعلّل عَن خاذلٍ نتيجُ ثلاثٍ بغِيض الثّرَى يَعْنِي الولَد نَتيج ثَلَاث لَيَال، بغيض الثّرى يَعْنِي لَبَن أمه بغيضُه الرضَاع. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: ظَبيةٌ هَمِيج لَهَا جُدَّتان فِي طُرَّتَيْها، وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب يصف ظَبْيَة: مُوَلَّعةٌ بالطُّرِّتين هَميجُ وَقَالَ غَيره: معنى قَوْله: هَميج، هِيَ الَّتِي أصابَها وجَمَعٌ فذَبُل وجهُها، يُقَال: اهتَمَج وجهُه: أَي ذَبُل، واهتمجَتْ نفسُه: إِذا ضَعُفتْ من حَر أَو جَهْد، وَيُقَال للنَّعجة إِذا هَرِمتْ: هَمَجةٌ وعَشَمة. وَقَالَ ابْن السّكيت: هَمَجَت الْإِبِل من المَاء فَهِيَ تَهمَج، وَهِي هامِجة: إِذا شَرِبتْ مِنْهُ،

وَهِي إبلٌ هوامج. قَالَ: والهَمَج جمع هَمَجة، وَهُوَ ذُباب صغيرٌ يَسقط على وُجُوه الغَنَم وَالْحمير وأعينها، وَيُقَال: هُوَ ضَرْبٌ من البَعوض، وَيُقَال للرَّعاع من النَّاس الحمَقى: إنَّما هم هَمَج. أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي: أهمَج الفرسُ إهماجاً فِي جَرْيه فَهُوَ مُهْمِج مِثل ألْهب، وَذَلِكَ إِذا اجْتهد فِي عَدْوه. أنْشد شعر لأبي حيّة النُّمَيْري: وقُلْنَ لِطِفْلَةٍ منهنَّ ليستْ بمتْفالٍ وَلَا هَمِج الْكَلَام قَالَ: يُرِيد الشّرارة والسَّماجة. قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الإهماج: الإسماج. قَالَ رؤبة: فِي مُرْشِفاتٍ لَيْسَ بالإهماج وهُماجُ: اسمُ موضعٍ بِعَيْنِه. (أَبْوَاب الْهَاء والشين) أهملت الْهَاء والشين مَعَ الضَّاد وَالصَّاد وَالسِّين وَالزَّاي والطاء. هـ ش د اسْتعْمل من وجوهها: شهد، شده، دهش. شهد: أَخْبرنِي المنذريُّ أنّه سَأَلَ أَحْمد بنَ يحيى عَن قَول الله عزّ وجلَّ: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ} فَقَالَ: كلُّ مَا كَانَ {شَهِدَ اللَّهُ} فَهُوَ بِمَعْنى عَلِم الله، قَالَ: وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: مَعْنَاهُ قَالَ الله. قَالَ: وَيكون مَعْنَاهُ عَلِم الله، وَيكون {شَهِدَ اللَّهُ} كَتَب الله، وَقَالَ أَبُو بكر بنُ الأنباريَّ فِي معنى قَول المؤذّن: أشهد أَن لَا إلاه إلاّ الله: أَعلَم أَن لَا إلاه إلاّ الله وأبيّن أنّه لَا إلاه إلاّ الله، قَالَ وقولُه جلَّ وعزَّ: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ} مَعْنَاهُ: بيَّن الله أنّه لَا إلاه إلاّ هُوَ، قَالَ: وَقَوله: أشهد أنّ محمَّداً رَسُول الله: أعلَم وأبيّن أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُول الله. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: معنى {شَهِدَ اللَّهُ} قضَى الله أنّه لَا إلاه إلاّ الله، قَالَ: وحقيقتُه عَلِمَ الله وبَيَّن الله؛ لِأَن الشَّاهِد: هُوَ الْعَالم الَّذِي يبيِّن مَا عَلِمه، فَالله قد دلَّ على توحيده بِجَمِيعِ مَا خلق، فبيَّن أَنه لَا يقدِر أحدٌ أَن ينشىء شَيْئا وَاحِدًا ممَّا أَنشَأَ، وشَهِدَتِ الْمَلَائِكَة لِمَا عاينتْ مِن عَظِيم قدرتِه، وَشهد أولُو العِلم بِمَا ثَبَت عِنْدهم، وَتبين من خلْقه الَّذِي لَا يقدر عَلَيْهِ غيرُه. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس أَحمدُ بنُ يحيى: {شَهِدَ اللَّهُ} : بيَّن الله وأَظهَر. وشَهِد الشّاهد عِنْد الْحَاكِم: أَي بَيَّن مَا يَعلَمه وأَظهَره، يدل على ذَلِك قَوْله: {شَهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِم بِالْكُفْرِ} (التّوبَة: 17) وَذَلِكَ أنّهم يُؤمنُونَ بأنبياءَ شَعرُوا بمحمّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وحَثّوا على اتِّباعه، ثمّ خالَفُوهم فكذّبوه، فبيّنوا بذلك الكفرَ على أنفسهم، وإنْ لم يَقُولُوا: نَحن كفّار. وَقَالَ ابْن شُمَيْل فِي تَفْسِير الشّهيد الّذي يُستشهَد: الشَّهيد: الحيُّ. قلتُ: أرَاهُ تأوّل قولَ الله جلّ وعزّ: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (آل عِمرَان: 169) كأنّ أرواحَهم أُحضِرتْ دارَ السّلام أَحيَاء وأرواح

غيرههم أُخِّرت إِلَى يَوْم البَعْث، وَهَذَا قولٌ حَسَن. وَقَالَ ابْن الأنباريُّ: سُمِّي الشهيدُ شَهِيدا لأنَّ الله وَمَلَائِكَته شَهدوا لَهُ بالجنَّة، وَقيل: سُمُّوا شُهداءَ لأَنهم ممّن يستشهد يَوْم الْقِيَامَة مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْأُمَم الخالية. قَالَ الله جلّ وعزّ: {لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} (البَقَرَة: 143) . وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق الزّجّاج: جَاءَ فِي التَّفْسِير أنّ أُمَم الْأَنْبِيَاء تكذب فِي الْآخِرَة إِذا سُئلوا عمَّن أُرسلوا إِلَيْهِم، فيجحَدون أنبياءهم. هَذَا فيمَن جَحَدَ فِي الدَّنيا مِنْهُم أمْرَ الرسولِ فتَشهد أمةُ مُحمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِصدق الْأَنْبِيَاء ث وَتشهد عَلَيْهِم بتكذيبهم، وَيشْهد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لهَذِهِ الأمَّة بصدقهم. قَالَ: والشَّهادةُ تكون للأفضل فَالْأَفْضَل من أمته، فأفضلهُم مَن قُتل فِي سَبِيل الله مُجاهِداً أعداءَ الله، لتَكون كلمةُ الله هِيَ العُلْيا، مُيّزت هَذِه الطبقةُ عَن الْأمة بالفَضْل الّذي حازُوه، وبيَّن الله أَنهم أحياءٌ عِنْد رَبهم يُرزَقون فَرِحين بِمَا آتَاهُم الله من فَضله، ثمّ يتلوهم فِي الفَضْل مَن جَعَله النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي عِداد الشُّهداء، فإنّه قَالَ: (المَبْطُونُ شَهِيد، والمَطعُون شَهِيد) . قَالَ: وَمِنْهُم أَن تموتَ المرأةُ بِجُمْع، وعَدّ فيهم الغَريق وَالْمَيِّت فِي سبيلِ الله، ودلّ حَدِيث عمرَ بنِ الخطّاب أنَّ من أَنكَر مُنكَراً، وَأقَام حَقّاً وَلم يَخَفْ فِي الله لومةَ لائم أنّه فِي جملَة الشُّهَدَاء، لقَوْله ح: (مَا لَكم إِذا رَأَيْتُمْ الرجلَ يَخْرِقُ أعراضَ النَّاس أَن لَا تُعرِبوا عَلَيْهِ؟ قَالُوا: نَخَاف لسانَه، فَقَالَ: ذَلِك أدنى أَن لَا تَكُونُوا شُهَداءَ) ، مَعْنَاهُ وَالله أعلم أَنكُمْ إِذا لم تُعرِبوا وتقبِّحوا قولَ من يَقترض أعراضَ الْمُسلمين مخافةَ لسانِه لم تَكُونُوا فِي جُملة الشّهداء الّذين يُستشهَدون يَوْم الْقِيَامَة على الْأُمَم الّتي كَذّبتْ أنبياءَها فِي الدّنيا وجَحدتْ تكذيبها فِي الدّنيا يومَ الْقِيَامَة. والشّهيد فِي أَسمَاء الله وَصِفَاته. قَالَ أَبُو إِسْحَاق: هُوَ الْأمين فِي شَهَادَته، قَالَ: وَقيل: الشّهيد: الّذي لَا يَغيب عَن علمه شَيْء. وَقَالَ اللّيث: الشَّهْد: العَسَل مَا دَامَ لم يُعصَر من شَمعه، ويُجمَع على الشِّهاد، والواحدةُ: شَهْدة وشُهْدة. قَالَ: وشَهد فلانٌ بحقّ فَهُوَ شَاهد وشهيد، واستُشهد فلَان فَهُوَ شَهيد: إِذا مَاتَ شَهِيدا، واشتَشهَدْتُ فلَانا على فلَان: أَي أشهَدْته. قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ مِّن رِّجَالِكُمْ} (البَقَرَة: 282) ، واستَشْهَدتُ فلَانا: إِذا سألتَه إِقَامَة شَهَادَة احتَملها. والتشهُّد: قِرَاءَة خُطبة الصَّلَاة: التحيّات لله والصَّلوات، واشتقاقه من قَوْله: أشهدُ أَن لَا إلاه إلاّ الله وَأشْهد أنّ مُحَمَّدًا عبدُه وَرَسُوله. والمَشهد: مَجمعٌ من النَّاس، وجَمعُه المَشاهد، وقولُ الله جلّ وعزّ: {الْمَوْعُودِ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} (البُرُوج: 3) قيل فِي التَّفْسِير: الشَّاهِد هُوَ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والمشهود: يَوْم الْقِيَامَة.

وَقَالَ الفرّاء فِي قَوْله: {الْمَوْعُودِ} هُوَ يومُ الْجُمُعَة {وَشَاهِدٍ} هُوَ يَوْم عَرَفَة. قَالَ: وَيُقَال أَيْضا: الشَّاهِد: يَوْم الْقِيَامَة، فكأنَّه قَالَ: وَالْيَوْم الْمَوْعُود وَالشَّاهِد، فجَعَل الشاهدَ من صفة الْمَوْعُود يتبعهُ فِي خَفضه. وَقَالَ اللّيث: لغةُ تَمِيم (شِهِيد) بِكَسْر الشين يكسرون فَعيلاً فِي كلّ شَيْء كَانَ ثانِيَه أحدُ حرُوف الحَلْق، وَكَذَلِكَ سُفلَى مُضَر، يَقُولُونَ: فِعيل. قَالَ: ولغةٌ شَنْعاء يَكسرون كلّ فَعِيل، والنَّصب اللّغة الْعَالِيَة. ورَوى شمِر فِي حَدِيث رَوَاهُ لأبي أيُّوبَ الأنصاريّ أَنّه ذكر صلاةَ الْعَصْر ثمَّ قَالَ: وَلَا صلاةَ بعدَها حتّى يُرَى الشَّاهِد، قَالَ: قُلْنَا لأبي أَيُّوب: مَا الشَّاهِد؟ قَالَ: النَّجْم. قَالَ شمر: وَهَذَا راجعٌ إِلَى مَا فسَّره أَبُو أَيُّوب أنّه النَّجْم، كأَنه يَشهد على اللَّيْل. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الشُّهود: مَا يخرج على رَأس الصبيّ، وَاحِدهَا شَاهد، وَأنْشد: فجاءتِ بمِثْل السابريّ تَعجَّبوا لَهُ والثَّرَى مَا جَفّ عَنْهَا شُهودُها وَهِي الأغراس. وَقَالَ أَبُو بكر فِي قَوْلهم: مَا لِفلان رُوَاء وَلَا شَاهد: مَعْنَاهُ مَاله مَنظر وَلَا لِسَان. والرواء: المَنظر، وَكَذَلِكَ الرِّيُّ، قَالَ الله: (مَرْيَم: 74) . أنْشد ابْن الْأَعرَابِي: لله دَرُّ أَبِيك رُبَّ عَمَيدَرٍ حَسَنِ الرُّوَاءِ وقلبُه مَدْكوكُ قَالَ: وَالشَّاهِد: اللِّسان، من قَوْلهم: لفلانٍ شاهدٌ حَسَن: أَي عبارَة جميلَة. بخطّ شَمِر: قَالَ الْفراء وَغَيره: صلاةُ الشَّاهِد صلاةُ الْمغرب، وَهُوَ اسمُها. قَالَ شَمِر: وَهُوَ راجعٌ إِلَى مَا فَسَّر أَبُو أيوبَ أنّه النَّجْم. وَقَالَ غَيره: وتُسمَّى هَذِه الصَّلَاة صلاةَ البَصَر، لِأَنَّهُ يُبصَر فِي وقته نجومُ السَّمَاء، فالبَصَر يُدرِك رؤيةَ النَّجم، وَلذَلِك قيل لَهُ: صَلَاة البَصَر. عَمْرو، عَن أَبِيه: أَشْهَد الغلامُ: إِذا أَمَذَى وأَدْرَك، وأَشْهَدَت الْجَارِيَة: إِذا حاضَت وأَدْرَكَتْ، وَأنْشد: قَامَت تُناجِي عَامِرًا فأَشهَدَا فَداسَها ليلتَه حَتَّى اغتَدَى وَقَالَ الكسائيّ: أُشهِدَ الرجلُ: إِذا استُششْهِد فِي سبيلِ الله، فَهُوَ مُشهَد بِفَتْح الْهَاء. وَأنْشد: إِنِّي أَقُول سأموت مُشْهَدا وَيُقَال للشَّاهِد: شَهِيد، ويُجمَع شُهَدَاء. وَقَالَ غَيره: أشهدتُ الرجلَ على إِقْرَار الغَريم، واستشهدتُه، بِمَعْنى وَاحِد، وَمِنْه قولُ الله تَعَالَى: {أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِءْياً} (البَقَرَة: 282) أَي أَشْهِدوا شَاهِدين، يُقَال للشَّاهِد: شَهِيد، ويُجمَعُ شُهَدَاء. وَقَالَ أَبُو سعيد الضَّرير: صَلَاة الْمغرب تسمّى شَاهدا لِاسْتِوَاء المُسافِر والمقيم فِيهَا، لِأَنَّهَا لَا تُقصَر.

قلت: وَالْقَوْل مَا قَالَه شمر، لِأَن صَلَاة الفجْر لَا تُقصَر أَيْضا، ويَستوِي فِيهَا الْحَاضِر وَالْمُسَافر فَلم تُسَمّ شَاهدا. وَقَالَ ابْن بزرج: شَهِدتُ على شَهَادَة سَوْء: يُرِيد شُهَداء سَوْء، قَالَ: وكلاًّ تكون الشَّهَادَة كلَاما يُؤدَّى وقوماً يَشهدون. وَأما قولُ الله جلّ وعزّ: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} (البَقَرَة: 185) فَإِن الْفراء قَالَ: نَصَبَ الشهرَ بِنَزْعِ الصِّفة، وَلم يَنْصِبه بوُقوع الْفِعْل عَلَيْهِ. الْمَعْنى: فَمن شَهِد مِنْكُم فِي الشَّهْر: أَي كَانَ حَاضرا غيرَ غَائِب فِي سَفَره. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: أَنْشدني أعرابيٌّ فِي صفة فَرَس: لَهُ غائبٌ لم يَبتَذِلْهُ وشَاهِدُ قَالَ: الشَّاهِد مِن جَرْيه مَا يشْهد لَهُ على سَبْقه وَجَوْدته، وَقيل: شاهدُهُ بَذْلُه جَرْيَه، وغائبه مَصُونُ جرْيه. أَبُو حَاتِم، عَن الْأَصْمَعِي: امرأةٌ مُشْهِد بِغَيْر هَاء: إِذا كَانَ زَوجُها شَاهدا وَامْرَأَة مُغيبة بِالْهَاءِ: إِذا غَابَ زوجُها. هَكَذَا حُفِظ عَن الْعَرَب لَا على مَذْهب الْقيَاس، وَلَا يجوز غيرُه. دهش شده: قَالَ اللَّيْث: الدَّهَشُ: ذَهابُ العَقل من الذَّهْل والوَلَه، يُقَال: دَهِش وشُدِه فَهُوَ دَهِش ومَشْدُوه شَدْها، وَقد أَشدَهه هَكَذَا. أَبُو عبيد، عَن أبي زيد: شُدِه الرجلُ فَهُوَ مَشْدوه شَدْهاً، وَهُوَ الشُّغْل لَيْسَ غَيره. قلت: لم يُجعل شدِه من الدَّهش كَمَا يتوَهّم بعضُ النَّاس أَنه مقلوب مِنْهُ، واللّغة الْعَالِيَة دَهِش على فَعِل، كَذَلِك قَالَ أَبُو عَمْرو، وَهُوَ الدّهَشِ بِفَتْح الهاءِ، وَأما الشَّدْه فالدال ساكنةٌ، والدَّهَش مثل الخَرَق والبَعَل وَنَحْوه، وَأما شُدِه، فَهُوَ مَشدوه، فَمَعْنَاه شغِل فَهُوَ مَشْغُول. هـ ش ت هتش: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: هُتِش الكلبُ فاهْتَتَشَ: إِذا حُرِّش فاحتَرَش، وَلَا يُقَال إلاّ للسِّباع خَاصَّة. قَالَ: وَفِي هَذَا الْمَعْنى حُتِّش الرجلُ: أَي هُيِّج للنَّشاط. هـ ش ظ هـ ش ذ هـ ش ث: أهملت وجوهها. هـ ش ر هشر، هرش، شهر، شَره، رهش: مستعملة. هشر: قَالَ اللَّيْث: الهَيْشَر: نباتٌ رخْوٌ، فِيهِ طول، على رَأسه بُرْعومة كَأَنَّهُ عُنق الرَّأْل. وَقَالَ ذُو الرّمّة: كأنّ أعناقَها كُرّاتُ سائِفَةٍ طارتْ لفائِفُه أَو هَيْشَرٌ سُلُبُ قَالَ: وَرجل هَيْشَر: رِخو ضَعِيف. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الهَيْشر: شجر يَنبت فِي الرَّمل يَطول وَيَسْتَوِي، وَله كِمامة للبزْر فِي رَأسه، والسائفة: مَا استرقَّ من الرمل.

وَقَالَ اللَّيْث: المِهشار من الْإِبِل: الَّتِي تضع قبلَ الْإِبِل وتَلقَحُ فِي أوَّل ضَربة وَلَا تُماجِن. أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الهُشَيْرَةُ: تَصْغِير الهَشْرة، وَهِي البَطر. وَفِي (النَّوَادِر) : شجرةٌ هَشُورٌ وهَشِرة، وهَمُور وهَمِرة، إِذا كَانَ ورقُها يسْقُط سَرِيعا. قَالَ أَبُو زيد: الهَيْشَر: كَنْكَر البُرِّ ينبُت فِي الرِّمال. وَقَالَ أَبُو زِيَاد: الهَيْشر لَهُ ورقةٌ شاكَّةٌ وزهرتُه صفراء، لَهُ قَصَبَة فِي وَسَطه. ابْن دُرَيد: الهَشُور من الْإِبِل: المُحْتَرِق الرِّئة. هرش: اللَّيْث: رجلٌ هَرِشٌ، وَهُوَ الجافي المائِقُ. والمُهارَشة فِي الْكلاب وَنَحْوهَا: كالمُخَارشة. يُقَال: هارَشَ بَين الْكلاب، وَأنْشد: جِرْوَا رَبيضٍ هُورِشا فَهَرّا غَيره: يُقَال: هُوَ الكلْبُ هِراش وخِراش. وَقَالَ أَبُو عُبَيدة: فرسٌ مُهارِش العِنان: أَي خفيفُ العِنان، وَأنْشد: مُهارِشةُ العِنان كأنّ فِيهَا جرادَة هَبْوةٍ فِيهَا اصفِرار وَقَالَ مرّة: مُهارِشَة العِنان: هِيَ النَّشِيطة. وَقَالَ الأصمعيّ: فرسٌ مُهارِشة الْعَنَان: خفيفةُ اللِّجام كَأَنَّهَا تهارِشه. شهر: قَالَ اللَّيْث: الشَّهر والأشْهُر: عَدَد، والشُّهور جمَاعَة، والمُشاهَرة: المعاملَة شَهْراً بشَهْر. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ} (البَقَرَة: 197) . قَالَ الزجَّاج: مَعْنَاهُ وقتُ الْحَج أشهرٌ مَعْلُومَات. وَقَالَ الفرّاء: الأشهُرُ المعلومات من الحجّ: شوَّل وَذُو الْقعدَة وعَشْر من ذِي الحجّة. قَالَ: وَإِنَّمَا جَازَ أَن يُقَال: أشهُر، وَإِنَّمَا هما شَهْرَان وعَشْر من ثَالِث، وَذَلِكَ جائزٌ فِي الْأَوْقَات. قَالَ الله جلّ ذكره {وَاذْكُرُواْ اللَّهَ فِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِى يَوْمَيْنِ} (البَقَرَة: 203) وَإِنَّمَا يتعجّل فِي يَوْم وَنصف، وَتقول الْعَرَب: لَهُ الْيَوْم يَوْمَانِ مذ لم أَرَه، وَإِنَّمَا هُوَ يومٌ وَبَعض آخر. قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا بجائز فِي غير الْمَوَاقِيت، لأنّ الْعَرَب قد تَفعل الفِعل فِي أقلَّ من السَّاعَة ثمَّ يُوقِعونه على الْيَوْم، وَيَقُولُونَ: زُرْتُه العامَ، وَإِنَّمَا زَاره فِي يومٍ مِنْهُ. وَقَالَ الزَّجاج: سمّي الشَّهْر شَهْراً: لشُهْرته وبيانِه. وَقَالَ غيرُه: سمّي شَهْراً باسم الْهلَال إِذا أهلّ يسمَّى شهرا، والعَرَب تَقول: رأيتُ الشهرَ: أَي رَأَيْت هلالَه. وَقَالَ ذُو الرمّة: يَرَى الشَّهْرَ قبلَ النَّاس وَهُوَ نَحيلُ ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: يُسمَّى الْقَمَر شَهْراً لِأَنَّهُ يُشهر بِهِ. وَقَالَ اللَّيْث: الشّهريّة: ضَربٌ من البَراذين، وَهِي بَين المُقْرِف من الْخَيل والبِرْذَوْن.

قَالَ: والشُّهْرة: ظهورُ الشَّيْء فِي شُنْعة حَتَّى يَشهَره النَّاس، وَرجل مَشْهُور، وأَمْر مَشْهُور، ومُشهَّر، وشَهَر فلانٌ سيفَه: إِذا انتضاه من غِمْده فَيرفَعَهُ على النَّاس. وَفِي الحَدِيث: (لَيْسَ منّا مَن شَهَر علينا السِّلاح) . وَقَالَ ذُو الرمّة: وَقد لاحَ للساري سُهَيلٌ كأنّه على أخرَياتِ الليلِ فَتْقٌ مشهَّرُ أَي صُبح مَشْهُور. قَالَ: وامرأةٌ شَهيرة: وَهِي العَريضة الضَّخمة، وأتانٌ شهِيرة: مِثلُها، والعَرَب تَقول: أشهرْنا مُذْ لم نَلْتَق: أَي أتَى علينا شهرٌ، وأشهرنا منذُ نزلْنا على مَاء كَذَا: أَي أتَى علينا شهرٌ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الشُّهْرة: الفَضِيحة. وَأنْشد الباهليّ: أَفِينَا تَسُوم الشاهِريّة بَعْدَمَا بدا لَك مِنْ شَهْر المُلَيْساء كَوْكَب شهْرُ المُلَيْساء شهرٌ بَين الصَّفَرِيَّة والشتاء، وَهُوَ وقتٌ يَنقطِع فِيهِ المِيرة تَقول: تُعرَض علينا الشاهريَّة فِي وقتٍ لَيْسَ فِيهِ ميرة، وتَسومُ: تعرض، والشاهريّة: ضرب من العِطْر مَعْرُوف. رهش: ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الرّواهش: عُروقُ باطنِ الذِّراع، والنَّواشر: عروقُ ظاهِر الكفّ. وَقَالَ الأصمعيّ فِي الرَّواهش كَمَا قَالَ، قَالَ: والنَّواشر عُروقُ ظاهِر الذِّراع. وَقَالَ اللَّيْث: الرّهش ارتهاشٌ يكون فِي الدَّابَّة، وَهُوَ أَن تَصطَكَّ يَدَاهُ فِي مَشْيه فيَعْقِر رَواهِشَه وَهِي عَصَب يديْه، والواحدة راهِشة، وَكَذَلِكَ فِي يَدِ الْإِنْسَان روَاهِشُها: عَصَبُها من بَاطِن الذِّراع. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم أنّه قَالَ: وَاحِد الرَّاوهِش: راهش بِغَيْر هَاء، وَأنْشد: وأَعددْتُ للحَرب فَضْفَاضَةً دِلاصاً تَثَنَّى على الرّاهِش أَبُو عبيد، عَن الأصمعيّ وَأبي عَمْرو: النَّواشر الرَّواهش: عروق باطِن الذِّراع، والأشاجِع: عروقُ ظاهرِ الكفّ. وَقَالَ النَّضر: الارتهاش والارتعاش وَاحِد. وَقَالَ اللَّيْث: الارتهاش: ضَربٌ من الطَّعْن فِي عَرْض، وَأنْشد: أَبَا خالدٍ لَوْلَا انتظارِيَ نَصْرَكمْ أخذتُ سِناني فارتَهَشْتُ بِهِ عَرْضاً قَالَ: وارتهاشُه: تَحريكُ يَدَيْهِ. قلت: معنى قَوْله فارتهشْتُ بِهِ: أَي قَطعْتُ بِهِ رَواهِشي حَتَّى يَسيلَ مِنْهَا الدّم وَلا ترقأ فأموت. يَقُول: لَوْلَا انتظاري نصْرَكم لقتلتُ نَفسِي آنِفا. أَبُو عَمْرو: ناقةٌ رَهيش: أَي غَزِيرة صفيٌّ، وَأنْشد: وخَوَّارة مِنْهَا رَهيشٌ كَأَنَّمَا بَرَى لَحْمَ مَتْنَيْها عَن الصُّلْب لاحِبُ أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: النَّاقة الرُّهْشوش: الغَزِيرة اللَّبن.

وَقَالَ اللَّيْث: رجلٌ رُهْشوش: حَييٌّ سَخِيٌّ رقيقُ الوَجْه، وَأنْشد: أنتَ الكريمُ رِقَةَ الرُّهْشُوش يُرِيد: يَرِقّ رِقَّة الرُّهْشوش، وَلَقَد تَرهْشَشَ وَهُوَ بَيِّنُ الرُّهشة والرُّهشوشيَّة. أَبُو عبيد، عَن الأصمعيّ: الرَّهيش النَّصْل الرَّقِيق، وَأنْشد: بِرَهِيشٍ من كِنَانَتِه كتلظِّي الجَمْر فِي شَرَرِهْ وَقَالَ الْأَصْمَعِي: المُرْتَهِشة من القسيّ: الَّتِي إِذا رُمِي عَنْهَا اهتزتْ فَضَرَب وتَرُها أبهَرَها. قَالَ: والرَّهِيشُ: الَّتِي يُصيب وَترُها طائِفَها، والطائف: مَا بَين الأبهَر والسِّيَة. شَره: قَالَ اللَّيْث: رجلٌ شَرِهٌ: شَرْهَان النَّفْس حَرِيص: وَيُقَال: شَرِه فلانٌ إِلَى الطَّعَام يَشرَه شَرَهاً: إِذا اشتدّ حِرْصُه عَلَيْهِ، قَالَ: وقولُهم: هَيَا شَراهِيَا، مَعْنَاهُ: ياحَيُّ يَا قَيْوم، بالعِبْرانيّة. هـ ش ل اسْتعْمل من وجوهه: شهل، هشل. شهل: قَالَ اللَّيْث: الشَّهَل والشُّهْلة فِي العَيْن. وَقَالَ أَبُو عبيد عَن أَصْحَابه: الشُّهْلة: حُمْرة فِي سَوادِ العَين، وأمّا الشُّكْلة فَهِيَ كَهَيئَةِ الْحمرَة تكون فِي بَيَاض الْعين. قلت: وَيُقَال: رجلٌ أشهَل، وَامْرَأَة شَهْلاء. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للْمَرْأَة النَّصَفة العاقِلة: شَهْلَة كَهْلَة، نَعتٌ لَهَا خَاصَّة لَا يُوصف الرجلُ بالسَّهْل والكَهْل. أَبُو زيد: الأشْهَل والأشكل والأشْجَر وَاحِد. وَقَالَ النَّضر: جَبَل أشْهَلُ: إِذا كَانَ أغبرَ فِي بياضٍ، وعَينٌ شَهْلاء: إِذا كَانَ بياضُها لَيْسَ بخالص، فِيهِ كُدُورة، وذئبٌ أشهَل، وَأنْشد: مُتوضِّح الأقرابِ فِيهِ شُهْلةٌ شَنِجُ اليَدَيْن تَخالُه مَشكُولا وحدّثنا السَّعْدِيّ قَالَ: حدّثنا الرَّمَادِي قَالَ: حدّثنا وهب بن جرير قَالَ: حدْثنا شعبةُ، عَن سماك، عَن جَابر بن سَمُرة قَالَ: كَانَ رسولُ الله ضليعَ الْفَم، أشهَل العَيْنين، منهُوسَ الكَعْبين. وَرَوَاهُ غُنْدُر عَن شُعبة عَن سماك عَن جَابر: كَانَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أشكَلَ العَيْنين. قَالَ شُعبة: فقلتُ لسماك: مَا أشكلَ الْعَينَيْنِ؟ قَالَ: طويلُ شقّ العَيْن. قلت: خالَف غُنْدُر وهبَ بن جرير. أَبُو عُبَيد، عَن الْأمَوِي: الشَّهْلة: العَجُوز وأنشدَنا: باتَ يُنَزِّى دَلْوه تَنْزِيَّا كَمَا تُنَزِّي شَهْلَةٌ صَبِيّا وَقَالَ اللَّيْث: المُشاهَلة: المشارّة، تَقول: كَانَت بَينهم مشاكلة أَي لحاء ومُقارصَة وَقَالَ أَبُو عَمْرو فِي (نوادره) : أَلاَ أرَى ذَا الصَّعْفَةِ الهَبِيتا يُشاهِلُ العَمَيْثَل البِلِّيتَا وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: فِي فلَان وَلَع وشَهَل: أَي كَذِب. قَالَ: والشَّهَل:

اختلاطُ اللونين، والكذَّابُ يُشرّح الأحاديثَ ألواناً. وَقَالَ غيرُه: المُشاهَلة: مراجَعة الْكَلَام، وَأنْشد: قد كَانَ فِيما بَيْننَا مُشاهَلَهْ ثمّ توَلّت وهيَ تَمشي البَأْدَلَهْ البأدَلَة فِي الْمَشْي: أَن يُسرِع فِيهِ، والشَّهْلاء: الْحَاجة، تَقول: قضيتُ من فلَان شَهْلائي، أَي حَاجَتي، وَقَالَ الرَّاجز: لَم أقضِ حَتَّى ارتَحلتْ شَهْلائي من العَرُوب الطفلة الغَيْداء هشل: أهمَله اللَّيْث. وأقرأنِي الإياديّ عَن شمر لأبي عبيد، عَن الْأَحْمَر قَالَ: الهَيْشَلة من الْإِبِل وَغَيرهَا: مَا اعْتَصَب. قلت: وَهَذَا حرف وَقع فِيهِ الْخَطَأ من جِهَتَيْنِ: إِحْدَاهمَا فِي نفس الْكَلِمَة، وَالْأُخْرَى فِي تَفْسِيرهَا، والصوابُ الهَشِيلة على فَعِيلة من الْإِبِل وَغَيرهَا: مَا اغْتُصِبَ لَا مَا اعْتَصَبَ، وأُثبت لنا عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: يَقُول مُفاخِر الْعَرَب: مِنَّا مَن يُهْشِل أَي مِنَّا مَن يُعطِي الهَشِيلة: وَهُوَ أَن يَأْتِي الرجلُ ذُو الْحَاجة إِلَى مُراحِ الرّجل فيأخذَ بَعِيرًا فيَركبه، فَإِذا قَضَى حاجَته رَدّه. وأمّا الهَيْشَلَة على فَيْعَلة فَإِن شمراً وَغَيره قَالُوا: هِيَ النَّاقة المُسِنَّة السمينة. هـ ش ن اسْتعْمل من وجوهها: نهش. نهش: قَالَ اللَّيْث: النَّهْش: دون النَّهْس: وَهُوَ تناولٌ بالفَمِ إِلَّا أَن النَّهْسَ تناولٌ من بَعِيد كنَهْش الحيّة والنَّهْشُ: القَبْضُ على اللَّحْم ونَتْفُه. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: نهشَتْه الحيَّةُ ونَهَسَتْه إِذا عَضّته. وَقَالَ أَبُو عَمْرو فِي قَول أبي ذُؤَيْب: يَنْهَشْنَه ويَذُودُهنَّ ويَحْتَمِي قَالَ: ينهشنه: يعضضنه، قَالَ: والنَّهْش قريبٌ من النَّهْس. وَقَالَ رؤبة: كم مِن خليلٍ وأَخٍ مَنْهوش قَالَ المنْهُوش: الهزيل. يُقَال: إِنَّه لمنْهوش الفَخِذَين، وَقد نُهِش نَهشاً وَفِي الحَدِيث: (لَعَن رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحالِقَةَ والمنْتَهِشة) ، فالحالقة: الَّتِي تَحلق شعرهَا إِذا أصيبتْ بزَوجها. وَقَالَ القُتَيْبيُّ: المنتهشة: هِيَ الَّتِي تخمش وجهَها، قَالَ: والنَهْشُ لَهُ أَن تأخذَ لَحْمه بأظفارها، وَمِنْه قيل: نَهِشَته الكلابُ، وفلانٌ نَهِش الْيَدَيْنِ: أَي خَفيفُ اليَدَين فِي المَرّ، قليلُ اللَّحم عَلَيْهِمَا. وَقَالَ الرّاعي يصف ذئباً: متوضِّح الأقراب فِيهِ شُهبة نهشُ اليَدَين تَخاله مَشكُولاً وَقَول: تخاله مشكولاً: أَي لَا يَسْتَقِيم فِي عَدْوه كَأَنَّهُ قد شُكِل بشِكال. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: النّهْس بأطراف الْأَسْنَان، والنهش بالأسنان والأضْراس. قَالَ: وَسَأَلت ابْن الْأَعرَابِي عَن قَول

عليّ ح فِي صفة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ منهوش القَدَمين أَو منْهوس، فَقَالَ: يُقَال: رجل منهوش الْقَدَمَيْنِ ومنهوس الْقَدَمَيْنِ) : إِذا كَانَ مُعرَّق الْقَدَمَيْنِ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يُقَال: نُهِشَت عَضُداه: أَي دَقَّتا. هـ ش ف اسْتعْمل من وجوهها: شفه. شفه: قَالَ اللَّيْث: الشَّفة حُذفَتْ مِنْهَا الْهَاء، وتصغِيرها شُفَيْهة، والجميع الشِّفاه. قَالَ: وماءٌ مَشْفُوهٌ: مطلوبٌ مَبسول. قلت: وَلم أسمع ماءٌ مَشْفوه بِمَعْنى مطلوبٍ لغير اللَّيْث. وروى أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ: يُقَال: مَاء مَشْفُوه: وَهُوَ الَّذِي كَثر عَلَيْهِ الناسُ، وَكَذَلِكَ مَثْمود ومضْفوف كَأَنَّهُمْ نَزَحوه بِشفَاهِهِم وشَغَلوه بهَا عَن غَيرهم. وَقَالَ ابْن بُزُرج: مَاء مَشْفوه: ممنوعٌ من وِرْده لقلته، وَوَرَدْنا مَاء مَشفُوهاً: كثير الْأَهْل، وأصبحْتَ يَا فُلان مشفوهاً: كثير الْأَهْل، وأصبحت يَا فلانُ مشفوهاً: مكثوراً عَلَيْك تُسأل وتُكلَّم. وَيُقَال: مَا شفهت عَلَيْك من خيرِ فلانٍ شَيْئا، وَمَا أَظنّ إبِلَك إلاّ سَتَشْفَه علينا الماءَ: أَي تشغله، وفلانٌ مشفوة عنَّا أَي مَشْغُول عَنَّا، مكثور عَلَيْهِ. وَفِي الحَدِيث: (إِذا صنع لأحدِكم خادِمُه طَعَاما وَكَانَ مشفوهاً فليَضعْ فِي يدِه مِنْهُ أُكلةً) أَي كَانَ قَلِيلا. وَقَالَ اللَّيْث: إِذا ثلَّثوا الشَّفةَ قَالُوا: شَفَهات وشَفَوات، وَالْهَاء أَقيس، وَالْوَاو أعمّ لأَنهم شبهوها بالسَّنوات ونقصانها حذفُ هائها. قلت: والعَرَب تَقول: هَذِه شَفَةٌ فِي الوَصْل وشفهٌ بِالْهَاءِ، فَمن قَالَ: شَفَة، قَالَ: كَانَت فِي الأَصْل شَفَهة، فحذفت الْهَاء الْأَصْلِيَّة وأُبقيت هاءُ الْعَلامَة للتأنيث، وَمن قَالَ: شفه بِالْهَاءِ أَبقَى الْهَاء الْأَصْلِيَّة، وَيُقَال: إنّ شَفَة النَّاس عَلَيْك لحسنة: أَي ذِكْرهم لَك وثناءهم عَلَيْك حَسَن وَيُقَال: مَا سَمِعت مِنْهُ ذاتَ شَفة: أَي مَا سَمِعت مِنْهُ كلمة؛ ورجلٌ خفيفُ الشّفة: أَي قَلِيل السُّؤَال. هـ ش ب شهب، شبه، هبش، بهش: مستعملة. شهب: اللَّيْث: الشَّهَب: لون بَيَاض يَصْدَعه سوادٌ فِي خلاله، وأَنشد: وَعَلا المفارقَ رَبْعُ شَيْبٍ أَشهب قَالَ: والعنبر الجيِّد لونُه أَشهب، وَيُقَال اشهابَّ رَأْسِي: إِذا كَانَ البَياض غَالِبا للسّواد واشتهب كَذَلِك، وَأنْشد: شَاب بعدِي رأسُ هَذَا واشتهب وَيَوْم أَشهب: ذُو ريح بارِدة، وليلةٌ شهْباء كَذَلِك، وكتيبة شهباء، لما فِيهَا مِنْ بَيَاض السِّلاح فِي خلال السَّواد. وَيُقَال للشجاع: شِهاب، وجمعُه شُهبان. قَالَ ذُو الرمة: إِذا عَمّ داعيها أَتته بِمَالك وشُهبانِ عَمْرو كلُّ شَوْهاءَ صِلْدِمِ

عَم داعيها: أَي دَعَا الْأَب الْأَكْبَر، وَأَرَادَ بشهْبان عَمْرو: بني عَمْرو بن تَمِيم، وَأما بَنو الْمُنْذر فَإِنَّهُم يسمَّون الأشاهِب لجمالهم، قَالَ الْأَعْشَى: وَبَنُو الْمُنْذر الأشاهب وَقَالَ أَبُو سعيد: شَهَّبَ البردُ الشجرَ: أَي غَيَّرَ ألوانها، وشهَّبَ الناسَ البردُ. والشوْهاء: الفَرَس الرايعة الواسعةُ الْفَم، والصِّلْدِم الصُّلب. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: يُقَال كَتيبة شهباء إِذا كَانَت عِلْيتَها بياضُ الْحَدِيد. وَقَالَ غَيره: سَنَة شهباء: إِذا كَانَت جَدْبةً، وَيَوْم أَشهب: ذُو حَلِيتٍ وأَزيز. وَقَالَ اللَّيْث: اشهابَّ الزّرع: إِذا كَاد يهيج وَفِي خلاله خُضْرة. وَقَالَ: اشهابَّت مَشافِرُه. والشِّهاب: شعْلة نَار سَاطِع، والجميع الشُّهْبُ والشُّهْبان، وَيُقَال للرجل الْمَاضِي فِي الحَرْب: شهابُ حَرْب. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {بِخَبَرٍ أَوْءَاتِيكُمْ بِشِهَابٍ} . قَالَ الفرّاء: نَوَّن عاصمٌ والأعشَى فيهمَا، قَالَ: وأضافَه أهلُ الْمَدِينَة {ءَاتِيكُمْ بِشِهَابٍ} قَالَ: وَهَذَا ممّا يُضَاف الشيءُ إِلَى نَفسه. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن الحَرّاني عَن ابْن السّكيت قَالَ: الشِّهاب: العُودُ الَّذِي فِيهِ نَار. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الشِّهاب أصلُ خشَبَة أَو عُود فِيهَا نارٌ ساطِعَة، وَيُقَال للكوكب الَّذِي ينقضُّ على إِثْر الشّيطان بِاللَّيْلِ: شِهاب. قَالَ الله جلّ وعزّ: {خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ} (الصَّافات: 10) . وسمعتُ غيرَ واحدٍ من الْأَعْرَاب يَقُول للَّبن المَمزْوج بِالْمَاءِ: شَهاب، كَمَا ترى بِفَتْح الشين. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: هُوَ الشُّهابة بضمّ الشين، وَهو الفَضيخُ والخَضَار، والشَّهاب والسَّجاج والسَّحار والضَّياح والسَّمار، كلُّه وَاحِد. والشَّهبَان والشَّبهان: شجرٌ معروفٌ يُشْبِه الثُّمام. أنْشد المازِنيّ: وَمَا أَخَذَ الدِّيوانَ حَتَّى تَصَعْلَكا زَمَانا وحَتَّ الأشْهبان كِلاهما الأشْهبان: عامان أَبْيضان لَيْسَ فيهمَا خُضْرَة من النَّبات. وسنَة شَهْباء: جَدْبة كثيرةُ الثَّلْج. والشَّهْباء أَمْثَلُ من الْبَيْضَاء. والحَمراء أشَدّ من البَيْضاء، وَسَنَةٌ غَبْرَاء: لَا مَطَرَ فِيهَا، وَقَالَ: إِذا السَّنةُ الشَّهباءُ حَلَّ حَرَامُها أيْ حَلَّت المَيْتَةُ فِيهَا. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الشُّهْبة فِي ألوانِ الخَيْل: أنْ تَشُقَّ معظَمَ لَونه شَعْرَةٌ أَو شَعَرَاتٌ بيضُ، كُميتاً كَانَ أَو أدْهَم أَو أشقَر. بهش: قَالَ ابْن شُمَيْل: بَهْشُ الصَّقْر للصَّيْد: تَفَلُّتُهُ عَلَيْهِ، وبَهَشَ الرّجلُ إِلَى الرَّجُل: كأنّه يتناوَلُه لينصُوَه: أَي ليأخُذَ بناصِيَته فيجرَّه، وَقد تَبَاهَشا: إِذا تَناصَيا

برءُوسِهِما، وَإِن تناوَلَه وَلم يأخُذْه أَيْضا فقد بَهَشَ إِلَيْهِ، ونَصَوْتُ الرجُلَ نَصْواً: إِذا أخَذتَ برأسِه، ولفلانٍ رأسٌ طويلٌ: أَي شَعْرٌ طويلٌ. وَفِي الحَدِيث: أَنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كانَ يُدلِعُ لسانَه للحَسن بنِ عليّ فإِذا رَأَى الصَّبيُّ حُمْرَةَ لِسَانه بَهشَ إِلَيْهِ. قَالَ أَبُو عبيد: يُقَال للْإنْسَان إِذا نظر إِلَى شَيْء فأعجَبَه واشتَهاه، فتناوَله وأَسْرَع إِلَيْهِ وفَرِح بِهِ: قد بَهَش إِلَيْهِ. وَقَالَ الْمُغيرَة بن حَبْناء التميميّ: سَبقتُ الرِّجالَ الباهِشِين إِلَى النَّدى فعالاً ومَجْداً والفعالُ سِباقُ وَفِي حديثٍ آخَرَ، أنّ رجلا سَأَلَ ابنَ عبّاس عَن حَيَّة قَتَلَها وَهُوَ مُحرِم فَقَالَ: هَل بَهَشَتْ إِلَيْك؟ أَرَادَ: هَل أقبلَتْ إِلَيْك تريدُك؟ قَالَ أَبُو العبّاس: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: البَهْش: الْإِسْرَاع فِي الْمَعْرُوف بالفرح. وَفِي حَدِيث آخر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لرجل: أَمِنْ أَهْلِ البَهْش أَنْت؟ أرادَ: أَمن أهلِ الْبِلَاد الَّتِي يكون بهَا البَهْش؟ والبَهْش هَاهُنَا فِيمَا رَوَى ابنُ نَجْدة، عَن أبي زيد أَنه قَالَ: الخَشْل: المُقْل الْيَابِس، والبَهْش: رَطبُه. والمُلْج: نَواه، والحَتِيُّ: سُوَيقُه. وَقَالَ اللَّيْث: البَهْشُ رديءُ المُقْل، وَيُقَال: هُوَ مَا قد أُكِل قِرْفُه، وَأنْشد: كَمَا يَحْتَفِي البَهْشَ الدّقيقَ الثعالبُ قلت: والقولُ فِي تَفْسِير البَهْش مَا فسّره أَبُو زيد. وَقَالَ اللَّيْث: رجل بَهِش شِنّ بِمَعْنى وَاحِد، وَقد بَهَشْتُ إِلَى فلَان. بِمَعْنى حَنَنْتُ إِلَيْهِ. قلت: وَالْقَوْل فِي تَفْسِير البَهْشِ مَا قَالَه أَبُو عبيد وَابْن الأعرابيّ. وَقَالَ اللَّيْث: بَهَش القومُ وبَحَشُوا: أَي اجتَمَعوا. قلتُ: هَذَا عِنْدِي وَهْم، وَالَّذِي أَرَادَهُ اللَّيْث: تَحَبَّشُوا وتَهبَّشوا: إِذا اجتمَعوا الْهَاء والحاء قبل الْبَاء، وَلَا يُعرَف بَحَش فِي كَلَام الْعَرَب. هبش: أهمله اللَّيْث، وروى أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الهَبْش: ضربُ التَّلف، وَقد هَبَشَه: إِذا أَوجَعَه ضَرْباً. وَقَالَ اللحياني: هُوَ يهبش لِعياله ويَهْتَبِش ويَحرِف ويَحْترِف ويَخْرِش ويَخْترِش مَعْنَاهَا يَكسَب ويَطلُب ويَحتال. وَقَالَ الأصمعيّ: الهُباشة والحُباشة: الْجَمَاعَة من النَّاس. وَقَالَ الرُّوَاسيّ: إنّ المجلسَ لَيَجمعُ هُباشات وحُباشات: أَي نَاسا لَيْسُوا من قبيلةٍ وَاحِدَة، وَقد تهبَّشوا وتحبَّشوا: إِذا اجْتَمعُوا. وَمِنْه قولُ رؤبة: لَوْلَا هُباشاتٌ من التَّهْبِيشِ لِصبْيةٍ كأَفْرِخِ العُشُوشِ قَالَ: أَرَادَ بالهُباشات: مَا كَسَبه من المَال وجَمَعه.

شبه: قَالَ اللَّيْث: الشَّبَه: ضَربٌ من النُّحاس يُلقَى عَلَيْهِ دواءٌ فيصفرّ، وسُمِّي بالشَّبَه لِأَنَّهُ شُبِّه بالذَّهَب. وَتقول: فِي فلانٍ شَبَهٌ من فلَان، وَهُوَ شَبَههُ وشِبْههُ وشَبِيهه. وَقَالَ العجّاج يصف رَمْلاً: وشَبَهٌ أَمَيلُ مَيْلانيُّ وَيُقَال: شبَّهتُ هَذَا بِهَذَا، وأشْبَه فلانٌ فلَانا. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} (آل عِمرَان: 7) . قيل: مَعْنَاهُ يُشبه بعضُها بَعْضًا. قلت: وَقد اخْتلف المفسِّرون فِي تَفْسِير قَوْله: {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} ؛ فرُوي عَن ابْن عبّاس أَنه قَالَ: المتشابهات (ألم) و (ألر) وَمَا اشْتبهَ على اليَهود من هَذِه ونحوِها. قلت: وَهَذَا لَو كَانَ صَحِيحا عَن ابْن عَبَّاس كَانَ التَّفْسِير مسلّماً لَهُ، ولكنّ أهلَ الْمعرفَة بالأخبار وَهَّنوا إِسْنَاده، وَقد كَانَ الفرّاء يذهب إِلَى مَا رُوِي عَن ابْن عبّاس فِي هَذَا ورُوِي عَن الضحّاك أَنه قَالَ: المُحْكَمات: مَا لم يُنسَخ، والمتشابِهات: مَا قد نُسخ. وَقَالَ غَيره: المُتشابِهات هِيَ الْآيَات الَّتِي نَزلتْ فِي ذِكر الْقِيَامَة والبَعْث، ضَرْبَ قَوْله: {الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِى خَلْقٍ} . (سبأ: 7، 8) . وضَرْبَ قَوْله: { (خَلْقٍ جَدِيدٍ أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَم بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالاَْخِرَةِ فِى الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ أَفَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِّنَ السَّمَآءِ وَالاَْرْضِ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الاَْرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِّنَ السَّمَآءِ إِنَّ فِى ذَلِكَ لاََيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ وَلَقَدْءَاتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً ياَجِبَالُ أَوِّبِى مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِى السَّرْدِ وَاعْمَلُواْ صَالِحاً إِنِّى بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَآءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْءَالَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِىَ الشَّكُورُ فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الاَْرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُواْ فِى الْعَذَابِ الْمُهِينِ لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِى مَسْكَنِهِمْءَايَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُواْ مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُواْ لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ فَأَعْرَضُواْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّاتِهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَىْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَىْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُواْ وَهَلْ نُجْزِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - إِلاَّ الْكَفُورَ} (الصافات: 15 17) فَهَذَا الَّذِي تَشابَه عَلَيْهِم فأَعلمهم الله جلّ وعزّ الوجهَ الَّذِي يَنْبَغِي أَن يستدلّوا بِهِ على أنّ هَذَا المُتشابه عَلَيْهِم كَالظَّاهِرِ لَو تدبَّروه، فَقَالَ: {خَصِيمٌ مٌّ بِينٌ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِىَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحىِ الْعِظَامَ وَهِىَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ} إِلَى قَوْله: {مِّنْه تُوقِدُونَ أَوَلَيْسَ الَذِى خَلَقَ السَّمَاواتِ وَالاَْرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم} (يس: 78 81) ، أَي إِذا كُنْتُم قد أقررتم بالإنشاء والابتداء فَمَا تُنكرون من البَعْث والنُّشور؟ وَهَذَا قولُ كثيرٍ من أهل الْعلم، وَهُوَ بيِّن وَاضح، وممّا يدلّ على هَذَا القَوْل قولُه جلّ وعزّ: {فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَآءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَآءَ تَأْوِيلِهِ} (آل عِمرَان: 7) ، أَي أَنهم طلبُوا تَأْويل بَعْثِهم وإحيائهم، فأَعلم الله أنَّ تأْويلَ ذَلِك ووقتَه لَا يَعلمُه إلاّ الله جلّ وعزّ. والدَّليل على ذَلِك قَوْله: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِى تَأْوِيلُهُ} (الأعرَاف: 53) يُرِيد قيامَ السَّاعَة وَمَا وُعدوا من البَعْث والنُّشور وَهَذَا قولُ كثير من أهل الْعلم وَالله أعلم. وأمَّا قولُه عزّ وجلّ {وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً} (البَقَرَة: 25) فَإِن أهل اللُّغَة قَالُوا: معنى قَوْله: {مُتَشَابِهاً} يُشْبِه بعضُه بَعْضًا فِي الجودةِ والحُسْن. وَقَالَ المفسِّرون: {مُتَشَابِهاً} يُشْبه بعضُه بَعْضًا فِي الصُّورة، وَيخْتَلف فِي الطّعْم، وَدَلِيل المفسِّرين قَوْله جلّ وعزّ: {هَاذَا الَّذِى رُزِقْنَا مِن قَبْلُ} (البَقَرَة: 25) لأنّ صُورته الصُّورة الأولى، ولكنَّ اختلافَ الطُّعوم مَعَ اتِّفاق الصُّورة أَبلَغ وأَغْرب عِنْد الْخلق، لَو رأيْتَ تُفَّاحاً فِيهِ طَعم كلِّ الْفَاكِهَة لَكَانَ نِهَايَة فِي الْعجب.

ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أنّه قَالَ: شَبِّه الشيءُ: إِذا أَشْكَل، وشَبَّه: إِذا ساوَى بَين شيءٍ وَشَيْء. قَالَ: وسأَلْتُه عَن قَوْله: {وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً} ، فَقَالَ: لَيْسَ من الِاشْتِبَاه المُشْكِل، إنَّما هُوَ من التَّشابُه الَّذِي هُوَ بِمَعْنى الِاشْتِبَاه. وَقَالَ اللَّيْث: المُشْبهات من الْأُمُور: المُشْكِلات، وَتقول: شَبَّهتَ عليّ يَا فلانُ: إِذا خَلَّط عَلَيْك، واشْتَبَه الْأَمر: إِذا اخْتَلط، وَتقول: أَشْبَه فلانٌ أَبَاهُ، وأنتَ مثله فِي الشَّبه والشِّبْه، وَفِيه مَشابِه من فلَان، وَلم أَسمع فِيهِ مَشْبَهة من فلَان، وَتقول: إنِّي لفي شُبْهَةٍ مِنْهُ. رُوِي عَن عمَرَ أَنه قَالَ: اللَّبَنُ يُشْبَه عَلَيْهِ، وَمَعْنَاهُ أَنَّ المُرْضِعة إِذا أَرْضَعتْ غُلَاما فإِنه يَنْزِع إِلَى أَخلاقِها فيُشْبِهها، وَلذَلِك يُختار للرَّضيع امرأةٌ عاقلةٌ غيرُ حَمْقاءَ. وَفِي الحَدِيث: نَهى رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن تُسْتَرْضَعَ الحَمقاء، فإنَّ اللَّبن يُشَبَّه. وحُروف الشين يُقَال لَهَا: أَشْباه، وَكَذَلِكَ كلُّ شيءٍ يكون سَوَاء فإِنها أَشباه، كَقَوْل لَبِيدٍ فِي السَّواري وتَشْبِيه قَوَائِم النَّاقة بهَا: كعُقْرِ الهاجِريّ إِذا ابْتَناه بِأَشْباهٍ حُذِين على مِثالِ قَالَ: شبَّه قوائمَ ناقتِه بالأساطين. قلت: وغيرُه يَجْعَلُ الأشباهَ فِي بَيت لَبِيد الآجُرَّ؛ لأنّ لَبِنَها أَشباهٌ يُشْبه بعضُها بَعْضًا، وَإِنَّمَا شبَّه نَاقَته فِي تَمام خَلْقِها وحَصانة جِبِلَّتِها بقَصْرٍ مَبنِي بالآجرّ. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّباه حَبٌّ عَلَى لَوْن الحُرْف يُشْرَبُ للدَّواء. والشَّبَهان: الثُّمام، وَمِنْه قَوْله: وأسفلُه بالمَرخِ والشَّبَهان وَجمع الشُّبْهَة: شُبَه، وَهُوَ اسمٌ من الأشْباه. هـ ش م هشم، همش، شهم، مهش: مستعملة. شهم: قَالَ اللَّيْث: الشَّهْم وجمعُه الشُّهُوم وهم السادَة الأنجاد الناقدُون فِي الأُمور، وفرسٌ شَهْمٌ: سريعٌ نشِيطٌ قوِيٌّ، وشَهَمْتُ الفَرَسَ، فأَنا أَشْهَمُه، والمشهُوم: كالْمَذْعُور سَوَاء. أَبُو عبيد، عَن الأصمعيّ: الشَّهْم: الذَّكيُّ الْفُؤَاد، والمشهوم: الحديدُ الْفُؤَاد، وَقَالَ ذُو الرّمة يصف ثَوْراً وَحْشِيّاً: طَاوِي الحَشا قَصَّرَتْ عَنهُ مُحَرَّجةٌ مستوْفَضٌ من نباتِ القَفْر مَشْهُوم قَالَ ابْن الأنباريّ: قَالَ الفرّاء: الشهم فِي كَلَام الْعَرَب: الْحَمُول الجيِّد الْقيام بِمَا حُمِّل، الَّذِي لَا تَلْقَاه إلاّ حَمُولاً طيِّبَ النَّفْس بِمَا حُمِّل، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي غير النَّاس. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: شَهُمَ شَهامةً: إِذا كَانَ ذكيّاً، وَقد شَهَمْتُه أَشْهَمُه شَهْماً: إِذا ذَعَرْتَه. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّيْهَم: الدُّلْدُل، وَمَا عَظُم شَوْكُه مِن ذُكْرَان القَنافِذ، وَنَحْو ذَلِك قَالَ أَبُو عبيد، وَأنْشد: لتَرْتَحِلَنْ مَنِّي على ظهْرِ شَيْهَم

وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي قَوْله: على ظَهْرِ شَيهم: أَي على ذُعْر. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: هُوَ القُنْفُذ والدُّلْدُل والشَّيْهَم. أَبُو عبيد، عَن أبي زيد: يُقَال للذَّكَر من القَنافذ: شَيْهَم. هشم: قَالَ اللَّيْث: الهَشْم: كسْرُ الشَّيْء الأجْوَف وَالشَّيْء الْيَابِس: تَقول هَشمْتُ أَنْفَه: إِذا كسَرْتَ القصبَة. قَالَ: والهاشمةُ: شجَّة تَهشِمُ العظْم، وَنَحْو ذَلِك قَالَ الأصمعيّ فِيمَا روى عَنهُ أَبُو عبيد. وَقال اللَّيْث: الرِّيحُ إِذا كَسَرَت اليَبِيسَ. يُقَال: هَشَمَتْه، وتَهشَّمَ الشَّجَر تهشُّماً: إِذا تكسَّر مِن يُبْسِه، وصارَتْ الأرضُ هَشِيماً: أَي صارَ مَا عَلَيْهَا من النَّبَات وَالشَّجر قد يَبِسَ وتكسَّر. وَقَالَ الزَّجَّاج فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَاحِدَةً فَكَانُواْ كَهَشِيمِ} (القَمَر: 31) . قَالَ الْهَيْثَم: مَا يبِسَ مِن الورَق وتكسَّر وتَحطَّم، فَكَانُوا كالهشِيم الَّذِي يَجمعُه صاحبُ الحَظيرةِ: أَي قد بلغ الغايةَ فِي اليُبْس حَتَّى بَلَغ إِلَى أَن يُجْمَع ليُوقَد بِهِ. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: شجرةٌ هَشيمة يابِسة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: أرضٌ هَشيمة: وَهِي الَّتِي يَبِسَ شجرُها قَائِما كَانَ أَو مُتَهشِّماً، وإنَّ الأرضَ البَالِية تَهشَّمُ، أَي تكسَّرُ إِذا وَطِئتَ عَلَيْهَا نَفسهَا لَا شَجَرهَا، وشجرها أَيْضا إِذا يَبِسَ يَتهشَّم: أَي يتكسَّر. وَقَالَ أَبُو عُبيد: كَانَ هاشمُ بن عبد منَاف واسْمه عَمْرو، إِنَّمَا سمِّي هاشماً لِأَنَّهُ هَشَم الثَّرِيد، وَفِيه يَقُول مطرود الخُزاعي: عَمرُو العُلاَ هَشَم الثَّرِيدَ لِقَوْمه ورجالُ مَكّةَ مُسْنِتُون عِجافُ وَقَالَ اللحياني: يُقَال للنّبت الَّذِي بَقِي من عَام أَوّلَ: هَذَا نَبْت عامِيٌّ وهَشِيم وحَطِيم. أنشَد المبرِّد لِابْنِ ميَّادة: أمرتُكَ يَا رِياحُ بأَمر حَزْم فقلتَ هَشِيمَةٌ من أَهْلِ نجدِ قَوْله: هَشِيمة، تَأْوِيله ضَعْف، وأصل الهَشِيم: النّبْت إِذا وَلَّى وجَفَّ فأَذَّرَته الرّيح، قَالَ الله: {فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّياحُ} (الْكَهْف: 45) . قَالَ: وَيُقَال: هَشَمْتُ مافي ضَرْع النَّاقة، واهتَشَمْت، أَي احْتلبت. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للرّجل الجَواد: مَا فلَان إِلَّا هَشِيمة كَرَم، أَي لَا يَمنَع شَيْئا، وأصلُه من هَشيمة الشَّجَر يَأْخُذهَا الحاطِبُ كَيفَ شَاءَ قَالَ وَيُقَال: تهشّمتُ الرجلَ، أَي استعطفْتُه، وأَنشدَ: حُلْوَ الشّمائل مِكْراماً خَليقَتُه إِذا تهشّمْتُه للنّائل اختالا وَقَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء: تهشّمتُه للمعروف، وتهضّمته: إِذا طلبتَه عندَه. وَقَالَ أَبُو زيد: تهشّمتُ فلَانا: إِذا ترضَّيْتَه، وَقَالَ الشَّاعِر: إِذا أَغْضَبْتُكم فتهشَّموني وَلَا تستعتبوني بالوعيد أَي تَرضَّوني.

ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الهُشُم: الْجبَال الرِّخوة، والهُشُم: الحلاّبون للّبن الحُذّاق، واحدُهم هَاشم. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الهَشُوم من الأرْض: الْمَكَان المُتَنقِّر مِنْهَا المُتَصوِّب من غِيطانها فِي لِين الأَرْض وبُطونها، وكلّ غائِط يكون وَطيئاً فَهُوَ هَشْم. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: ناقةٌ مِهْشام: سريعة الهُزال، وناقةٌ مِشْياط: سريعةُ السِّمَن، والهَشَمة: الأُرْوِيّة، وجمعُها هَشَمات، وَيُقَال للرّجل الهَرِم إِنَّه لهَشِمُ أهْشامٍ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الهَشِم: الأرضُ المُجدِبة. ابْن شُمَيْل: واهتَشَم فلانٌ الناقةَ: إِذا احتَلبها، وهَشَمَها مثله. وَقَالَ قَتادة فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَتَرَى الاَْرْضَ هَامِدَةً} (الحَجّ: 5) . قَالَ: ترَاهَا غَبراءَ متهشِّمة. قلت: وإنَّما تهشُّمها يُبسُها لطُول عَهْدِها بالنَّدى، فَإِذا مُطِرتْ ذهب تَهشمها. وَقَالَ شُجَاع الْأَعرَابِي: تَقول: اهتَشمتُ نَفسِي لفلانٍ واهتَضَمْتُها لَهُ، إِذا رضيتَ مِنْهُ بِدُونِ النَّصَفة، وَأنْشد شمر لِابْنِ سَماعة الذُّهْلِيّ فِي تهشُّم الأَرْض: وأخْلَفَ أَنْواءٌ فَفِي وَجْهِ أَرْضِها قُشَعْرَيرةٌ من جِلدها وتهشُّمُ وَقَالَ ابْن شُمَيْل: أَرض جَرْباء: لم يُصِبها مطر، وَلَا نَبْتَ فِيهَا، ترَاهَا متهشِّمة، وَمن أَسمَاء العَرَب: هِشام وهُشَيم وهاشِم، وَالْأَصْل فِيهَا كلّها الهَشْم، وَهُوَ الكَسْر. والهَشْم: الْحَلْب أَيْضا. همش: قَالَ اللَّيْث: الهَمِشُ: السريعُ العَمَل بأصابعه. قَالَ: والهَمْش: العَضّ. أَبو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي: الهَمْشَة: الكلامُ وَالْحَرَكَة، وَقد هَمِش القومُ فهم يَهْمَشون. شمر، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الهَمَشُ والهَمْشة: كَثْرَة الْكَلَام والخَطَل فِي غير صَوَاب، وَأنْشد: وهَمِشُوا بِكَلمٍ غيرِ حَسَن وأنشَدنِيه الْمُنْذِرِيّ وهمَشوا بِفَتْح الْمِيم ذكره عَن أبي الْهَيْثَم. أَبُو عُبَيد، عَن أبي الحَسَن الْأَعرَابِي: اهتَمَشَت الدابّةُ، إِذا دَبّت. وَقَالَ غيرُه: رأيتُهم يهتمشون: إِذا كَانُوا فِي مَكَان فأَقبَلوا وأدبروا واختَلَطُوا، وللجَرَاد هَمْشة فِي الْوِعَاء: إِذا سَمِعت لَهُ حَرَكَة، وَيُقَال: إِن البراغيثَ لتَهتَمِش تَحت جَنْبِي فتُؤذيني باهتماشها. أَبُو عُبيد، عَن أبي عُبَيْدَة: امْرَأَة هَمْشَى الحَدِيث: وَهِي الَّتِي تُكثر الْكَلَام وتُجَلِّب. قلت: وَالَّذِي قَالَه اللَّيْث فِي الهَمْش: إِنَّه العضّ غيرُ صَحِيح، وصوابُه الهَمْس بِالسِّين، فصحَّفه. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الهَيثم أَنه قَالَ: إِذا مَضَغ الرجلُ الطعامَ وفُوه مُنْضَمّ قيل: هَمس يَهْمِس هَمْساً. ابْن السّكيت، قَالَت امرأةٌ من العَرَب لامرأةِ ابنِها: طَفَّ حَجْرُكِ، وطاب نَشْرُك، وَقَالَت لابنتِها: أكلْتِ هَمْشاً وحَطَبْت

أبواب الهاء والضاد

ِ قَمْشاً: دعت على امرأةِ ابنِها أَن لَا يكون لَهَا ولد، ودَعتْ لابنتها أَن تَلد حَتَّى تُهامِشَ أَولادَها فِي الْأكل: أَي تعاجِلَهم، وَقَوْلها حَطَبْتِ قَمْشَاً: أَي حَطَبَ لكِ ولدُكِ مِن دِقِّ الحطَب وجِلِّه. وَرَوى ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: يُقَال للجَراد إِذا طُبِخ فِي المِرْجل: الهَمِيشة، وَإِذا شُوِي على النَّار فَهُوَ المَحْسُوس. مهش: رُوي عَن بَعضهم أَنه قَالَ: محشَتْه النارُ ومَهَشَتْه: إِذا أحرَقَتْه، وَقد امتُهِشَ وامتُحِشَ. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه لعن من النِّسَاء الحالقَةَ والمُمْتَهِشة، وَجَاء تفسيرُه فِي الحَدِيث أَنَّهَا الَّتِي تحلق وَجههَا بالمُوسَى. وَقَالَ القتيبيّ: لَا أعرِف المُمتَهِشة إِلَّا أَن تكون الْهَاء مبدلةً من الْحَاء، يُقَال: مرَّ بِي جملٌ عَلَيْهِ حِملُه فمحشَني: إِذا سَحَج جِلده مِن غير أَن يسلخه وَالله أعلم. (أَبْوَاب الْهَاء وَالضَّاد) أهملت الْهَاء وَالضَّاد مَعَ الصَّاد وَالسِّين وَالزَّاي والطاء. هـ ض د اسْتعْمل من وجوهها: ضهد. ضهد: قَالَ اللَّيْث: ضَهَد فلانٌ فلَانا، واضطَهَده: إِذا قَهَره، وَهُوَ مُضْطَهد: مَقْهور وذَليل. وَقَالَ ابْن بُزرج: يُقَال: ضَهَدْتُ الرجلَ أَضْهَدُه: قَهَرْتُه. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: قَالَ أَبُو زيد: أضهدْتُ بِالرجلِ إضْهاداً، وألْهَدْتُ بِهِ إلْهاداً، وَهُوَ أَن تجُور عَلَيْهِ وتَسْتَأثر. ابْن شُمَيل: اضطَهَد فلانٌ فلَانا: إِذا اضطَعَفه وقَسَره، وَهِي الضُّهْدة، يُقَال: مَا يخَاف بِهَذَا الْبَلَد الضُّهْدة، أَي الغَلَبة والقَهْر. هـ ض ت هـ ض ظ هـ ض ذ هـ ض ث: مهملات. هـ ض ر اسْتعْمل من وجوهه: ضهر. ضهر: قَالَ اللَّيْث: الضَّهْر: خِلْقة على الجَبَل من صَخْر يُخالف جَبْلَتَه. وَقَالَ أَحْمد بنُ يحيى: أنشَدَنا ابْن الْأَعرَابِي: رُبَّ عُصْمٍ رأيتُ فِي وَسْط ضَهْرِ قَالَ: الضَّهْر: البُقْعة من الجَبَل يخالِف لونُها سَائِر لونِه. وَقَالَ: وَمثل الضّهْر الوَعْثَة. وَقَالَ الْفراء: باليَمن جبل يسمَّى الضهْر بالضاد. قَالَ: وسمِّي ضَهراً، لِأَنَّهُ عالٍ ظَاهر، فقالوه بالضاد ليَكُون فَرْقاً بَين الظَّهر ومَوْضع مَعْرُوف بِضَهْر. هـ ض ل اسْتعْمل من وجوهها: هضل، ضهل. هضل: قَالَ اللَّيْث: الهَيْضَل: جماعةٌ متسلِّحة أمرُهم وَاحِد فِي الحَرْب، فَإِذا جعل اسْما قيل: هَيْضلة.

وَقَالَ أَبُو كَبِير: أَزُهَير إنْ يَشِب القذالُ فإِنني رُبَّ هَيْضَلٍ مَصعٍ لَفَفْتُ بهَيْضَلِ أَبُو عبيد، عَن الْفراء قَالَ: الهَيْضَلة: الضّخْمَة من النِّسَاء النَّصَف، وَمن النُّوق: الغزِيرة، والهَيْضَلة أَيْضا: أصواتُ النَّاس. وَقَالَ ابنُ الْفرج: هُوَ يَهضِل بالْكلَام وبالشعر ويَهضِب بِهِ: إِذا كَانَ يَسُحُّ سَحّاً، وَأنْشد: كأَنهنّ بجمَادِ الأجبالْ وَقد سَمِعْنَ صَوْتَ حادٍ جَلجَالْ من آخر اللَّيلِ عَلَيْهَا هَضَّال عِقْبَانُ دَحْنٍ وَمَرازِيحُ الغَال قَالَ: قيل لَهُ: هَضال لِأَنَّهُ يَهضل عَلَيْهَا بالشِّعْر إِذا حَدَا. ضهل: قَالَ اللَّيْث: ضَهَلَتِ الناقةُ: إِذا قلَّ لبنُها فَهِيَ ضَهُول؛ وَيُقَال: إِنَّهَا لضُهْلٌ بُهْلٌ: مَا يشدّ لَهَا صِرار، وَلَا يَرْوَى لَهَا حُوار، وَقَالَ ذُو الرمة: بهَا كلُّ خَوّارٍ إِلَى كلِّ صَعْلةٍ ضَهُولٍ ورَفضُ المُذْرِعات القَرَاهِب وَيُقَال: أَعْطيته ضَهلةً من مالٍ: أَي عطيّة قَليلَة، وضَهل الشَّرَاب: قلَّ وَرَقَّ، وضَحَل: صَار كالضَّحْضاخ، وَيُقَال: حَمّة ضاهِلة وعينٌ ضاهِلة نَزْرة، وَقَالَ رؤبة: يقرُوبهِنَّ الأعينَ الضَّوَاهِلا أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي: فَإِن رَجَعْتَ إِلَى الرجل على وجهِ القِتال والمغالبة قيل: ضَهْلتُ إِلَيْهِ، وَيُقَال: هَل ضَهَل إِلَيْكُم من هَذَا الْخَبَر شَيْء: أَي هَل رَجَع، وَيُقَال: ضَهَلْتُ فلَانا أضهَله: إِذا أعطيتَه شَيْئا قَلِيلا من المَاء الضّهْل. وَقَالَ يحيى بنُ يَعمر لرجل خاصمتْه امْرَأَته إِلَيْهِ وَقد مَنَعها حَقّهَا من المَهْر: أَأَن سأَلتْك ثَمَنَ شكْرِها وشَبْرِك أنشأتَ تطلُلُّها وتَضهَلها ثمنَ فَرْجها. وشَبْره: غشياته إِيَّاهَا. تطلُّها: أَي تدافِعها وتماطِلها. وتَضْهلها أَي تعطيها شَيْئا نزراً قَلِيلا، وَلَا توفِّيها حقَّها من مَهْرها. أَخْبرنِي ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: ضَهَل ماءُ البِئر يَضهَل ضَهْلاً، إِذا اجْتمع شَيء بعد شَيْء؛ وَهُوَ الضَّهْل والضُّهول. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الْحَرَّانِي، عَن التوزيّ أَنه قَالَ فِي تَفْسِير قَوْله: تطلُّها وتَضْهَلها، قَالَ: تُمصِّر عَلَيْهَا العطاءَ أَصْلهَا من بِئْر ضَهول: إِذا كَانَ مَاؤُهَا يخرج من جوانبها. وَإِنَّمَا يغزر مَاؤُهَا إِذا نَبَع من قَرَارهَا. وَقَالَ الْمبرد فِي قَوْله: تَطُلُّها: أَي تَسْعَى فِي بُطْلان حَقّها، أُخِذ من الدَّم المَطْلول. وشَكْرُها: فَرْجها. وَيُقَال: ضَهَل الظِّلّ: إِذا رَجَع ضُهُولاً. وَقَالَ ذُو الرمَّة: أَفْياءً بَطِياءً ضُهُولُها وَأما قَوْله: إِلَى كلّ صَعْلةٍ ضَهُولِ فإنّ الضَّهُول من نَعْت النَّعامة: أَنَّهَا ترجِع إِلَى بَيْضها. أَبُو عبيد، عَن الأمويّ: إِذا أَبصَرت فِي البُسْر الرُّطَبَ قلت: أَضْهَلت إضْهالاً.

أَبُو العبّاس، عَن ابْن الأعرابيّ: ضَهْيَل الرجلُ: إِذا طالَ سَفرُه، واستفادَ مَالا قَلِيلا. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الضَّهْلُ: المالُ الْقَلِيل. وَقَالَ أَبُو زيد: الضَّهْلُ: مَا ضَهَل فِي السِّقاء من اللَّبن: أَي اجتَمَع، وَقد ضَهَلَ ضُهُولاً. وَقَالَ أَبُو مَالك: يُقَال مَا ضَهل عندكَ من المَال؟ أَي مَا اجْتمع عنْدك مِنْهُ. هـ ض ن اسْتعْمل من وجوهه: نَهَضَ. نَهَضَ: قَالَ اللَّيْث: النُّهوض: البَراح من المَوضع. والناهِض: الفَرْخ الَّذِي قد وَفُرَ جَناحاه وَنَهض للطَّيَران، قَالَ لبيد: رَقَمِيَّاتٍ عَلَيْهَا ناهِضٌ تُكْلِحُ الأرْوَق مِنْهُم والإيَلّ أَي عَلَيْهَا ريشُ فرخٍ ناهضٍ من فِراخ النَّسْرة. قَالَ: ونَهْضُ الْبَعِير: مَا بَين الكَتِف والمنْكِبِ، وَجمعه أنهُض، وَقَالَ هِمْيان بنُ قُحافة: وقرَّبوا كلَّ جُمالِيّ عَضِهْ أَبقَى السِّنافُ أَثَراً بأنهُضِهْ ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: النَّهْض: الظلْم، وَقَالَ رؤبة: أما تَرَى الحَجّاجَ يَأْبَى النَّهْضا قَالَ: والنَّهْض: العَتَب. وَقَالَ غَيره: طريقٌ ناهِض: أَي صاعد فِي جَبَل، وَهُوَ النَّهْض، وجمعُه نِهاض، وَقَالَ الْهُذلِيّ: يُتابِعُ نَقْباً ذَا نِهاضٍ فَوْقعُه بِهِ صُعُداً لَوْلَا المَخافة قاصِدُ ومكانٌ نهّاض ناهِض: مرتفِع. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: ناهضُ الفَرَسِ: خَصِيلةُ عَضُده المنتَبِرة، ويُستَحبّ عِظَمُ ناهِضِ الفَرَس. وَقَالَ أَبُو دُواد: نَبِيلُ النَّواهِض والمَنْكِبَين حديدُ المَحازِم نَابِي المَعَدّ وَقَالَ النَّضر: نَواهِضُ الْبَعِير: صَدْرُه وَمَا أقّلت يدُه إِلَى كاهِلِه، هُوَ مَا بَين كِرْكِرَته إِلَى ثُغْرة نَحْرِه إِلَى كاهِله، وَالْوَاحد ناهض، والنَّواهض: عِظامُ الْإِبِل وشِدَادُها، وَقَالَ الراجز: الغَرْبُ غَرْبٌ بَقَريّ فِارِضُ لَا يَستطِيعُ جَرَّه الغَوامِضُ إلاّ المُعِيدات بِهِ النَّواهض والغامِض: العاجِز الصّغير. وَقَالَ ابْن الفَرج: سمعتُ أَبَا الجَهْم الجعفريّ يَقُول: نَهَضْنا إِلَى الْقَوْم ونغَضْنا إِلَيْهِم بِمَعْنى (وَاحِد) . ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: النِّهاض: العَتَب، والنِّهاض السرعة. هـ ض ف: (مهمل) .

هـ ض ب هضب، ضهب، بهض: مستعملان. هضب: قَالَ اللَّيْث: الهَضْبة: المَطْرة الدائمة، وجمعُها هِضَب. قَالَ: وَتقول: إصابتْهم الهُضوبة من المطَرِ، والجميعُ أهاضِيبِ، وهضَبتْهم السماءُ: إِذا بَلَّتهم بَلاً شَدِيدا. قَالَ: والهَضَبة: كلُّ جَبَل خُلِق من صَخْرة وَاحِدَة، وكلُّ صَخْرة راسيةٍ ضَخْمة تُسَمَّى هَضَبة، والجميع الهِضَاب، والهِضَبُّ: الشَّديد الصُّلْب. ضهب: وكل قُفَ أَو حَزْن أَو مَوْضع من الجَبَل تَحمَى عَلَيْهِ الشمسُ حَتَّى يَنشوِيَ اللحمُ عَلَيْهِ فَهُوَ الضَّيْهَب، وَأنْشد: وَغْرتَجِيشُ قُدورُه بضَياهِبِ هَكَذَا أنْشدهُ اللَّيْث بالضاد والصّواب بصَياهب بالصَّاد، جمع الصَّيْهب: وَهُوَ اليومُ الشَّديد الحرّ. أَبُو عبيد، عَن أبي عَمْرو: إِذا أدخلتَ اللحمَ فِي النّار وَلم تُبالِغ فِي نُضْجِه. قلت: صَهَّبْتُه تَضهيباً فَهُوَ مُضهَّب، إِذا ألقيتَه على الجَمْر. وَقَالَ اللَّيْث: المضهَّب: اللحمُ الَّذِي قد شُوِيَ على حَجَر مُحْمَى. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الضَّهْباء من القسيِّ: الَّتِي عملتْ فِيهَا النارُ. قَالَ: والضَّبْحاء مثلُها. وَقَالَ أَبُو عبيد: الهِضَبّ: الشَّديد الصُّلْب وكلُّ قُفّ أَو حَزْن أَو مَوضِع من الجَبَل يَحْمَى فِيهِ فَهُوَ ضَيْهب. وَقَالَ أَبُو عبيد: الهِضَبّ من الخَيْل: الكثيرُ العَرَق، وَقَالَ طَرَفة: وهِضَبّاتٍ إِذا ابتلّ العُذُرْ أَبُو الْهَيْثَم: الهَضْبة: دَفعة وَاحِدَة من مَطَر، ثمَّ تَسْتَنّ، وَكَذَلِكَ جَرْيَة وَاحِدَة، وَأنْشد للكميت يصف فرسا: مُخَيَّفٌ بعضُه وَرْدٌ وسائِرُه جَوْنٌ أفانينُ إجِريّاهُ لَا هَضَبُ يُرِيد إجريّاه أفانين لَا هَضَب وإجرياه: جريه، أفانين أَي فنون، لَا هضب أَي لَا فن وَاحِد. أَبُو عبيد، عَن الأصمعيّ: الهَضْبة: الجَبَل يَنبسِط على الأَرْض، وجمعُها هِضاب. وهَضَبت السماءُ: إِذا دامَ مَطرُها. وهَضَب فلَان فِي الحَدِيث: إِذا اندفَع فِيهِ فأكثَر، وَقَالَ الشَّاعِر: لَا أُكثِر القَوْلَ فِيمَا يَهضِبُون بِهِ من الكلامِ قليلٌ مِنْهُ يَكْفِيني وَقَالَ النَّضر: يُقَال: رجل هَضَبَة: أَي كثيرُ الْكَلَام. وَفِي الحَدِيث أنَّ أصحابَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانُوا مَعَه فِي سَفَر فَعرَّسوا وَلم يَنْتَبِهوا حَتَّى طَلَعت الشمسُ والنبيُّ نَائِم، فَقَالُوا: اهضِبُوا معنى اهضبوا أَي تكلمُوا وأفيِضوا فِي الحَدِيث، لكَي يَنتبِه رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بكلامهم. يُقَال: هَضَب وأَهْضَب واهْتَضَب: إِذا فَعَل ذَلِك، وَقَالَ الكُميت يصف قوساً: فِي كفِّه نَبْعةُ مُوَتَّرةٌ يَهْزِجِ إنْبَاضُها وَيَهْتَضِبُ

أَي يرنّ فيُسمَع لرنينه صَوت. عَمْرو عَن أَبِيه: هَضَب وأَهضَب وضبَّ وأَضَبَّ، كلُّه: كَلَام فِيهِ جَهارة. وَفِي (النَّوَادِر) : هَضَب القومُ وضَهَبوا وهَلَبوا وأَلَبوا وحَطبوا، كلّه: الْإِكْثَار والإسراع. بهض: قَالَ أَبُو تُرَاب: سَمِعت أَعْرَابِيًا من أشجَعَ يَقُول: بهضني هَذَا الْأَمر وبَهَظَنِي أَي فَدَحَنِي. قَالَ: وَلم يُتَابِعه على ذَلِك أحد وَالله أعلم. هـ ض م اسْتعْمل من وجوهها: هضم. هضم: قَالَ اللَّيْث: الهاضم: الشادِخُ، لما فِيهِ رخاوة ولين، تَقول: هَضْمته فانهضم كالقَصَبة المهضومة الَّتِي يُرمَى بهَا، وَيُقَال: مِزْمار مُهَضَّم. وَقَالَ لبيد يصف نَهيقَ حِمار: يُرَجِّع فِي الصُّوَى بمُهَضَّماتٍ يَجُبْن الصَّدْرَ مِن قَصَب العوالي قيل: شَبَّه مخارجَ صوتِ حَلْقِه بمُهَضَّماتِ المزامير. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله عز وَجل: {وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ} (الشُّعَرَاء: 148) قَالَ: هضيم مَا دَامَ فِي كَوافيره. قَالَ: والهضيم: اللّيِّن. والهضيم: اللَّطِيف: والهضيم: النضيج. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي فِي قَوْله: {طَلْعُهَا هَضِيمٌ} قَالَ: مَرِيء. وَقيل: هضيم: ناعم، وَقيل: هضيم: مُنهَضِمٌ مدرِك. وَقَالَ الزّجاج: الهضيم: الداخلُ بعضُه فِي بعض، وَهُوَ فِيمَا قيل: إنّ رُطَبه بِغَيْر نَوَى: وَقيل الهضيم: الَّذِي يتهَشَّم تهشُّماً. وَقَالَ الْأَثْرَم: يُقَال للطّعام الَّذِي يُعمل فِي وَفَاة الرّجل: الهضيمة، والجميع الهضائم. وَقَالَ اللَّيْث: فِي قَوْله: {طَلْعُهَا هَضِيمٌ} (الشُّعَرَاء: 148) قَالَ مَهْضوم فِي جَوْف الجفّ منهضم فِيهِ. قَالَ: وَيُقَال: هَضَمْتُ من حَظِّي طَائِفَة: أَي تركتُه. وَقَالَ ابْن السّكيت: الهَضْم مصدرَ هَضَمهُ يهضِمه هضْماً: إِذا ظَلَمه، وَيُقَال: هَضَم لَهُ مِن حقّه: إِذا كَسر لَهُ مِنْهُ، قَالَ: والهِضْمُ: المطمئن من الأَرْض، وَجمعه أَهضام وهُضوم، وَقَالَ ذُو الرمة: حَتَّى إِذا الوَحْش فِي أَهْضام مَوْرِدِها تغيّيتْ رابها من خيفةٍ رِيبُ وَنَحْو ذَلِك قَالَ اللَّيْث: فِي أَهضام الأَرْض. أَبُو عبيد: الأهْضام: البَخُور، وَاحِدهَا وَاحِدهَا هَضْمة. وَإِذا مَا الدُّخان شُبِّه بالآ نفِ يَوْمًا بشَتْوةٍ أَهضاماً يَعْنِي من شدَّة الزَّمَان وكَلَب الشتَاء والبَرْد. وأهضام تَبَالةَ: مَا اطْمَأَن مِن الأرَضين بَين جبالها، قَالَ لبيد: هَبَطا تَبالةَ مُخْصِباً أَهْضَامُها وَقَالَ اللَّيْث: الأهْضام قُرَى تَبالةَ، وتبالةُ بلد مُخصب مَعْرُوف.

أبواب الهاء والصاد

قَالَ: والمهْضومة: ضَربٌ من الطِّيب يُخْلَط بالمسْك والبان. وَقَالَ أَبُو عبيد: المتهَضَّم والهضيمُ جَمِيعًا: الْمَظْلُوم. أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: أهضم المُهْرُ للأرباع. وَقَالَ أَبُو الجرّاح: أهضمت الناقةُ للأرباع وَقَالَ أَبُو زيد مِثله، وَكَذَلِكَ الغَنَم يُقَال لَهَا أَهْضَمَتْ وَأَدْرَمَتْ وَأَفَرَّت. شمر عَن أبي عَمْرو: الهَضْم: مَا تطَامَنَ من الأَرْض، وجمعُه أهضام. قَالَ: وَقَالَ المؤرِّج: الأهضام: الغُيوب، وَاحِدهَا هَضْم، وَهُوَ مَا غَيَّبها عَن النَّاظر. وَقَالَ ابْن شُميل: مسْقط الْجَبَل، وَهُوَ مَا هَضَم عَلَيْهِ: أَي مَا دنَا مِنْهُ. وَيُقَال هَضَم فلانٌ على فلَان: أَي هَبَط عَلَيْهِ، وَمَا شَعرُوا بِنَا حَتَّى هَضَمْنا عَلَيْهِم أَي هجمنا عَلَيْهِم. وَقَالَ ابْن السّكيت: هُوَ الهِضْم بِكَسْر الْهَاء: مَا اطمأنّ من الأَرْض. (أَبْوَاب الْهَاء وَالصَّاد) هـ ص س هـ ص ز هـ ص ط: مهملات. هـ ص د اسْتعْمل من وجوهه: صهد. صهد: قَالَ اللَّيْث: الصَّيْهَد: الطَّويل، والصَّيهود الجسيم. أَبُو عبيد: الصَّيْهد: السَّراب الْجَارِي: قَالَ أُميَّة الهذليّ: من صَيْهَد الصَّيْف بَرْدَ السِّمَال وَأنكر شمر الصَّيْهد بِمَعْنى السّراب، وَقَالَ: صَيْهد الحرِّ: شدته. قَالَ ذَلِك الْأَصْمَعِي وَالْفراء، وَيَوْم صَيْهدٌ وصَيْهَبٌ وصَيْخُودٌ، وَقد صَهَدهم الحرّ وصَخَدهم وصهرهم، بِمَعْنى وَاحِد، وفَلاةٌ صَيْهد: لَا يُنالُ ماؤُها. وَقَالَ مزاحِم العقيليّ: إِذا عرضتْ مَجهولةٌ صَيْهدِيَّة مَخُوفٌ ردَاها من سَرابٍ ومِغْوَل قَالَ: وَمَا غالَك وأهلكك فَهُوَ مِغْوَل. هـ ص ت هـ ص ظ هـ ص ذ هـ ص ث: أهملت وجوهها. هـ ص ر هصر، هرص، رهص، صهر: مستعملة. هصر: قَالَ اللَّيْث الهَصْرُ: أَنْ تأخُذَ بِرَأْس شَيْء ثمَّ تكسره إِلَيْك من غير بينونة، وَأنْشد قَوْله: هَصَرْتُ بغصنٍ ذِي شماريخَ مَيّالِ أَبُو عبيد: هَصَرت الشَّيْء وَوَقَصته: إِذا كَسرته، واهَتَصرْتُ النَّخْلَة: إِذا ذلَّلْتَ عُذوقَهَا وسوّيتها، وَقَالَ لبيد يصفُ النَّخل جَعْلٌ قِصارٌ وعَيْدانٌ يَنُوءُ بِهِ مِن الكوافِر مَهضومٌ ومُهْتَصَرُ ويُروَى: مَكمُوم: أَي مُغطَّى. وَقَالَ اللَّيْث: أسدٌ هَصُور وهَصَّار. قَالَ: والمُهاصِرِيّ: ضَرْب من بُرُود اليَمَن. هرص: أهمله اللَّيْث. ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس عَن سَلمَة عَن الفرّاء: هَرَّصَ الرّجل: إِذا اشتَعَل بدنُه حَصَفاً، قَالَ: وَهُوَ الحَصَف

والهَرَص والدُّود والدُّوَاد، وَبِه كُنِيَ الرجلُ: أَبَا دُواد. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الهِرِنْصانَة: دُودةٌ، وَهِي السُّرْفة. صهر: قَالَ اللَّيْث: الصِّهْر: حُرمة الخُتونة. قَالَ: وخَتَنُ الرَّجُلِ: صِهْرُه، والمتزوَّج فيهم: أصْهارُ الخَتَن وَلَا يُقَال لأهل بَيت الخَتَن إلاَّ أَخْتان، وأهلُ بيتِ الْمَرْأَة أصْهار. قَالَ: وَمن الْعَرَب من يجعلُهم كلَّهم أصهاراً وصهراً، وَالْفِعْل: المُصَاهرةُ. وَقَالَ أَبُو الدُّقَيْش: أصْهَر بهم الخَتَن، أَي صَار فيهم صِهْراً. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن أبي نصر عَن الأصمعيِّ، قَالَ: الأَحْماءُ من قِبَلِ الزَّوْج، والأخْتَانُ من قبل الْمَرْأَة، والصِّهْر يجمعهما، قَالَ: لَا يُقَال غيرُه، وَنَحْو ذَلِك قَالَ ابْن الْأَعرَابِي. أَبُو عبيد، يُقَال: فلَان مُصهِر بِنَا وَهُوَ من الْقَرَابَة، قَالَ زُهَيْر: قَوْدُ الجِيادِ وإصْهارُ الملوكِ وصَبْ رٌ فِي مواطنَ لَو كَانُوا بهَا سَئِمُوا وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَهُوَ الَّذِى خَلَقَ مِنَ الْمَآءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً} (الفُرقان: 54) ، قَالَ الْفراء: أما النّسَب فَهُوَ النّسَب الَّذِي لَا يَحِلُّ نِكَاحه، وَأما الصِّهْر فَهُوَ النَّسبُ الَّذِي يحلُّ نكاحُه كبنات الْعم وَالْخَال وأشباههِنَّ من الْقَرَابَة الَّتِي يَحِلُّ تَزْوِيجهَا. وَقَالَ الزّجاج: الأصهار من النّسَب لَا يجوز لَهُم التَّزْوِيج، وَالنّسب الَّذِي لَيْسَ بصهر، من قَوْله: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ} (النِّساء: 23) إِلَى قَوْله: {وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الاُْخْتَيْنِ} (النِّساء: 23) . قلت: وَقد روينَا عَن ابْن عَبَّاس فِي تَفْسِير النّسَب والصِّهر خلافَ مَا قَالَ الْفراء جملَة، وخلافَ بعض مَا قَالَه الزّجاج، فحدثنا مُحَمَّد بن إسحاقَ قَالَ: حَدثنَا الزعفرانيّ قَالَ: حَدثنَا يزيدُ بن هَارُون، قَالَ: أخبرنَا الثَوْرِيُّ عَن حبيب بن أبي ثَابت عَن سعيدِ بن جبيرٍ، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: حرم الله من النَّسب سبعا وَمن الصِّهر سبعا: حرِّمتْ عَلَيْكُم أمهاتُكم وبناتُكم وأخواتُكم وعماتُكم وخالاتُكم وَبَنَات الْأَخ وبناتُ الْأُخْت من النّسَب، وَمن الصِّهر: (وأمهاتكم اللَّاتِي أرضعنكم وأخواتكم من الرَّضاعة، وأمهاتُ نِسَائِكُم، ورَبائِبُكم اللَّاتِي فِي حجورِكم من نِسَائِكُم اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهن، وحلائل أَبْنَائِكُم وَلَا تنْكِحُوا مَا نكَح آباؤكم من النِّسَاء، وَأَن تجمعُوا بَين الْأُخْتَيْنِ. قلت: وَقَالَ الشَّافِعِي فِي النّسَب والصهر نَحوا مِمَّا روينَا عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ الشَّافِعِي: حرم الله سبعا نسبا وَسبعا سَببا، فَجعل السَّبَب الْقَرَابَة الْحَادِثَة بِسَبَب الْمُصَاهَرَة والرَّضاع، وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح الَّذِي لَا ارتياب فِيهِ. وَقَالَ اللَّيْث: الصَّهْرُ إذابة الشَّحْم، والصُّهارة مَا ذاب مِنْهُ، وَكَذَلِكَ الإصهار فِي إذابته أَو أكْلِ صُهارتِه، وَقَالَ العجاج: شَكَّ السفافيدِ الشِّوَاء المُصْطَهَرْ

والصَّهِير: المشويُّ، وَيُقَال للحِرباء إِذا تلألأ ظَهره من شدَّة الْحر قد صَهَرَهُ الحرُّ، واضطهر الحرباء. وَقَالَ الله: {يُصْهَرُ بِهِ مَا فِى بُطُونِهِمْ} (الحَجّ: 20) أَي يذاب. وَقَالَ الْمُفَسِّرُونَ فِي قَوْله {يُصْهَرُ بِهِ مَا فِى بُطُونِهِمْ} أَي يغلي بِهِ مَا فِي بطونهم حَتَّى يخرج من أدبارهم. الحرّاني عَن ابْن السِّكِّيت: صَهرتْهُ الشَّمْس وصَهَرَتْهُ: إِذا اشْتَدَّ وقعها عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْن اليزيديّ، عَن أبي زيد فِي قَوْله: {يُصْهَرُ بِهِ مَا فِى بُطُونِهِمْ} ، قَالَ: هُوَ الإحراقُ، صَهَرْتُه بالنَّار: أَنضجتُه أصْهَرُه. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: يُقَال لما أُذيب من الشَّحْم: الصُّهَارة والجميل، وَمَا أُذيب من الألية فَهُوَ حَمٌّ، إِذا لم يبْق فِيهِ وَدَكٌ. وَقَالَ أَبُو زيد: صَهَر خبزَه إِذا أَدَمَه بالصُّهارة، فَهُوَ خبز مصهور وصَهِير. وَفِي الحَدِيث: أَن الْأسود كَانَ يَصْهَرُ رجلَيْهِ بالشحم وَهُوَ مُحْرِم، أَرَادَ أَنه كَانَ يَدْهُنُهما. وَقَالَ أَبُو عبيد: يُقَال صَهَرْتُ فلَانا بِيَمِين كَاذِبَة أَي اسْتَحْلَفته بِيَمِين كَاذِبَة توجب لَهُ النَّار. وَقَالَ النَّضر: الصِّهْري: الصِّهريج، وَذَلِكَ أَنهم يأْتونَ أسفلَ الشُّعْبة من الْوَادي الَّذِي لَهُ (مَأْزِمَانِ) فيبنُون بَينهمَا بالطين وَالْحِجَارَة فيترادُّ الماءُ، فيشربون بِهِ زَمَانا، قَالَ: وَيُقَال: تَصَهْرَجوا صِهْرِياً. وَقَالَ غَيره: صَهَر فلانٌ رأسَه صَهْراً، إِذا دَهَنه بالصُّهارة، وَهُوَ مَا أُذيب من الشَّحْم، وَقَالَ اللَّيْث: الصَّيْهُور مَا يُوضَع عَلَيْهِ متاعٌ الْبَيْت من صُفْر أَو شَبَهٍ أَو نحوِه. رهص: قَالَ اللَّيْث: الرَّهْص أَن يُصِيب حجرٌ حافراً أَو مَنْسِما فَيدْوَى بَاطِنه، يُقَال: رَهَصه الحجرُ، ودابةٌ رَهِيصٌ ومَرْهُوص، والمَرْهَصُ: مَوضِع الرَّهصة وَأنْشد: على جِمَالٍ تَهِصُ المراهصا قَالَ: والرَّهْص شدةُ العَصَر، وَقَالَ شمر: فِي قَول النمر بن تولب يصف جملا: شديدُ وهْصٍ قَلِيل الرَّهْص معتدلٌ بصفحتيه من الأنساع أَنْدَابُ وَقَالَ: والوَهْصُ: الوطْءُ، والرَّهْصُ: الغَمْز والعِثار. وَقَالَ أَبُو الدُّقيْش: للْفرس عِرْقان فِي خيشومه، وهما الناهقان، وَإِذا رُهِصَهُما مَرِض لَهما، قَالَ: والرهَّص أَسْفَل عرق فِي الْحَائِط، ويُرْهَص الْحَائِط بِمَا يقيمه، إِذا مَال. أَبُو عبيد عَن أبي زيد رُهِصَت الدَّابَّة وَالله أرهصها، ووُقِرَتْ وَالله أَوْقَرَها من الرَّهصة والوَقْرة. قَالَ ثَعْلَب: رُهِصَتْ الدابةُ أفصَح من رَهِصَتْ. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ قَالَ: الرَّواهص الْحِجَارَة المتراصِفة الثَّابِتَة، قَالَ، وَقَالَ أَبُو عَمْرو: المَرَاهِص الدَّرَج واحدتها مَرهَصة: وَقَالَ الْأَعْشَى: وَفُضِّلَ أقوامٌ عَلَيْك مَرَاهِصاً وَقَالَ الْأَعْشَى أَيْضا فِي الرَّواهص: فعَضَّ جَديدَ الأَرْض إِن كنت ساخطاً بفيكَ وأحجار الكُلاَبِ الرَّوَاهِصَا وَقد أرهص الله فلَانا للخير أَي جعله معدناً للخير ومأتًى، ابْن شُمَيْل: يُقَال

رهصَه بدَيْنِه رَهْصاً وَلم يُعتِّمْه أَي أَخذه أخذا شَدِيدا على عسْره ويُسره، فَذَلِك الرَّهْصُ، وَقَالَ آخر: مَا زلتُ أُرَاهِصُ غَريمي مذ الْيَوْم، أَي أرْصُدُه، وَقَالَ: رَهَصني فلَان فِي أَمر فلَان أَي لاَمَني، قَالَ، وَقَالَ آخر: رهصني فِي الْأَمر أَي استعجلني فِيهِ. هـ ص ل اسْتعْمل من وجوهه: صَهل. صَهل: قَالَ اللَّيْث: الصَّهِيل للخيل، وَقد صَهِلَ الْفرس يَصْهَل صَهيلاً، وَقَالَ النَّضر: الصاهل من الْإِبِل: الَّذِي يَخْبِط ويَعَضُّ وَلَا يرغُو بِوَاحِدَة من عزة نَفسه، يُقَال: جَملٌ صَاهِل، وَذُو صَاهِل، وناقة ذاتُ صاهل، وَبهَا صاهل، وَأنْشد: وَذُو صاهل لَا يأمَن الخَبْطَ قائدُه وَجعل ابنُ مُقْبل للذِّبَّانِ صواهلَ فِي العُشْب يُرِيد بهَا غُنَّة طيرانِها فَقَالَ: كَأَن صَوَاهِلَ ذِبانِهِ قُبَيْلَ الصَّباحِ صَهِيلُ الحُصُنْ وَجعل أَبُو زيد لأصواتِ الْمساحِي الَّتِي يُحْفَرُ بهَا صواهلَ فَقَالَ: لَهَا صَوَاهلُ فِي صُمِّ السِّلاَمِ كَمَا صَاحَ القَسِيَّاتُ فِي أَيدي الصَّياريف والصَّواهل: جمع الصاهلة، مصدر على فاعلة بِمَعْنى الصَّهِيل وَهُوَ الصَّوْت، وَأنْشد الفَرَّاء: فُرادَ ومَثْنَى أَصْعَقَتْها صَوَاهِلْه وَمن المصادر الَّتِي جَاءَت على فاعلة وفواعل قَوْلهم: سَمِعْتُ رَوَاغِيَ الْإِبِل وثَوَاغِيَ الشَّاء، يُرِيدُونَ سمعنَا رُغاءَها وثُغاءَها، وَيُقَال: فِي صَوته صَهَلٌ وصَحَلٌ وَهُوَ بَحَّةٌ فِي الصَّوْت. هـ ص ن: مهمل. هـ ص ف: مهمل. هـ ص ب اسْتعْمل من وجوهه: صهب، هبص. صهب: قَالَ اللَّيْث: الصَّهَب والصُّهْبَة: لون حمرَة فِي شعر الرَّأْس واللحية، إِذا كَانَ فِي الظَّاهِر حُمْرة، وَفِي الْبَاطِن سَواد، وَكَذَلِكَ فِي لون الْإِبِل، يُقَال: بعير أَصْهب وصُهَابِيٌّ، وناقةٌ صهباء وصُهَابِيَّة، وَقَالَ طَرَفَةُ: صُهَابِيَّةُ العُثْنُونِ مُؤْجَدَةُ القَرَى بعيدةُ وَخْدِ الرِّجْلِ مَوَّارَةُ اليدِ وَإِذا لم يضيفوا الصُّهَابِيَّة فَهِيَ أَوْلَاد صُهَاب، قَالَ ذُو الرمة: صُهَابِيَّةٌ غُلْبُ الرِّقاب كَأَنَّمَا يُنَاطُ بألْحَيْهَا فرَاعِلَةٌ غُثْر قيل: نسبت إِلَى فَحْل فِي شِقِّ الْيمن. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الأصهب: قريب من الأصبَح. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الأصهب من الْإِبِل: الَّذِي احمرَّ أعالي وبَرِه وابيضَّ أجوافُهُ، وَلَيْسَت أجوافه بالشديدة البياضِ وأَقْرابُه، ودُفُوفُه فِيهَا، تَوَضَّح، أَي بَيَاض، قَالَ: والأصهب: أقل بَيَاضًا من الآدَم، فِي أعاليه كُدْرة، وَفِي أسافله: بَيَاض. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ الأصْهَب من الْإِبِل: الْأَبْيَض.

وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الآدمَ من الْإِبِل: الْأَبْيَض، فَإِن خالطتْه حمرَة فَهُوَ أصهب. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ حُنَيْفُ الحَناتِم، وَكَانَ آبَلَ النَّاس: الرَّمكاءُ بُهْيَا، والحمراءُ صُبْرَى والخَوَّارة غُزْرَى، والصَّهْباء سُرْعَى، قَالَ: والصُّهْبَةُ أشهر الألوان وأحسنُها حِين يُنْظَر إِلَيْهَا، وَيُقَال: جمل صَيْهَبْ وناقة صَيْهَبة: إِذا كَانَا شديدين، شُبِّها بالصَّيْهب، الْحِجَارَة، وَقَالَ هميان: حَتَّى إِذا ظَلماؤها تكشفت عني وَعَن صَيْهبةٍ قد شرفت أَي عَن نَاقَة صلبة قد تَحَنَّتْ وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للجراد صُهَابِية، وَأنْشد: صُهابِيّةٌ زُرْقٌ بعيدٌ مَسِيرُها وَيُقَال للظَّليم: أصْهبُ البَلَدِ، أَي جِلْدُه. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الصَّيْهَبُ: الْحِجَارَة. قَالَ شمر، وَقَالَ بَعضهم: هِيَ الأَرْض المستوية، وَقَالَ الْقطَامِي: حَدَا فِي صَحَارَى ذِي خِماس وعَرْعَرٍ لِقَاحاً يُغَشِّيها رؤوسَ الصَّيَاهبِ وَقَالَ شمر: وَيُقَال: الصَّيْهَبُ: الموضعُ الشديدُ، قَالَ كثير: على رَحَبٍ يَعْلُو الصياهبَ مَهْيَعٍ شمر عَن الْأَصْمَعِي وَالْفراء: يَوْمٌ صَيْهَبٌ وصَيْهَدٌ: شديدُ الحَرِّ، وَبَين الْبَصْرَة والبحرين عَيْنٌ تُعْرَفُ بِعَين الأصهب، وَقَالَ ذُو الرمة فجمَعه على الأصْهَبيَّات: دعاهنَّ من ثاجٍ فأزمعنَ وِرْدَ أَو الأصْهَبيَّات العيونُ الشَّوائح وصُهاب: موضعٌ. وإبلُ صُهَابيَّةٌ: منسوبة إِلَى صُهاب، وَهُوَ اسْم فَحل، وَالْمَوْت الصُّهابيّ: الشَّديد، كالموت الْأَحْمَر، قَالَ الجعديّ: فَجِئْنَا إِلَى الْمَوْت الصُّهابيِّ بَعْدَمَا تجرَّدَ عُرْيَانٌ من الشَّرِّ أحدبُ هبص: قَالَ اللَّيْث: الهَبَص من النَّشاط أَو العَجَلة، وَيُقَال للكلب قَدْ هَبِص هَبَصاً، إِذا حَرَصَ على الصَّيْد أَو الشَّيْء يأكُله فتراه قلقاً لذَلِك، وَكَذَلِكَ الْإِنْسَان الهَبِصُ. أَبُو عبيد عَن الْفراء قَالَ: الهَبْصُ: النشاط، وَقد هبِص هَبَصاً، وَهُوَ يهبَصُ. وَقَالَ غَيره: هُوَ يَعْدُو الهبَصَى، وَأنْشد: كذَنَبِ الذِّئْب يُعَدِّي الهبَصَى هـ ص م هصم، صهم: (مستعملان) . هصم: قَالَ اللَّيْث: الهيْصَم من أَسمَاء الْأسد، وَهُوَ الهصَمْصَمُ، لِشِدَّتِهِ وصولته. وَقَالَ غَيره: أُخذ من الهصْم وَهُوَ الكَسْر، يُقَال: هَصَمه وهَزَمه، إِذا كَسره. صهم: قَالَ اللَّيْث: الصِّهْمِيمُ: من نعت الْإِبِل فِي سُوء الخُلق، وَقَالَ رؤبة: وخَبْطُ صِهْمِيمِ اليَدَيْنِ عَيْدَهِ وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الصِّهْمِيمُ من الرِّجَال: الَّذِي يركبُ رأسَه وَلَا يَثْنِيه شيءٌ عَمَّا يُرِيد ويَهْوَى. رَوَاهُ أَبُو عبيد عَنهُ.

وَقَالَ أَبُو عمر: الصِّهْمِيمُ: الْجمل الَّذِي لَا يَرْغُو أَيْضا، وَقيل: الصِّهْمِيمُ: السيِّدُ الشريفُ من النَّاس، وَمن الْإِبِل: الْكَرِيم. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: إِذا أعطيتَ الكاهنَ أجرته فَهُوَ الحُلْوان والصِّهْمِيمُ، وَرجل صِيَهْمٌ وَامْرَأَة صِيَهْمَةٌ، وَهُوَ الضَّخْم والضَّخْمَةُ، وجَمَلٌ صِيَهْمٌ: ضخمٌ. وَقَالَ ابْن أَحْمَر: وَمَلٌّ صِيَهْمٌ ذُو كراديسَ لم يكن أَلُوفاً وَلَا صَبَّاً خِلافَ الرَّكائبِ وَقَالَ بَعضهم: الصِّيَهْمُ الشديدُ من الْإِبِل، وكل صَلْبٍ شديدٍ فَهُوَ صِيَهْمٌ صِيَمٌّ وَكَانَ الصِّهمِيمُ مِنْهُ، وَقَالَ مُزَاحم: حَتَّى اتَّقَيْتَ صِيَهْماً لَا تُوَرِّعُه مثلُ اتقاء القَعُود القَرْمَ بالذَّنَب لَا تُوَرِّعُه: لَا تكفُّه.

أَبْوَاب الْهَاء وَالسِّين هـ س ز: مهمل هـ س ط طمس: قَالَ أَبُو تُرابٍ: سمعتُ عَرَّاماً يَقُول: طَمَّسَ فِي الأرْض، وطَهَّس: إِذا دخل فِيهَا؛ إمَّا راسِخاً، وإمّا واغِلاً، وقالَه شُجَاعٌ أَيْضا بِالْهَاءِ. هـ س د سهد، دهس: مستعملان. سهد: قَالَ اللَّيْث: السَّهَدُ، السُّهَاد: نقيض الرُّقاد، وَقَالَ الْأَعْشَى: أَرِقْتُ وَمَا هَذَا السُّهاد المؤرِّقُ وَيُقَال: مَا رَأَيْت من فلَان سَهْدةً: أَي أمرا أعْتَمِدُ عَلَيْهِ من بركَة أَو خيْرٍ، أَو كلامٍ مُطْمِع. وسَهْدَدُ: اسْم جبل، لَا ينْصَرف. وَقَالَ غَيره: فلانٌ ذُو سَهْدةٍ: أَي ذُو يَقَظَةٍ، وَهُوَ أَسْهَدُ رَأيا مِنْك، وَفُلَان يُسَهَّدُ: أَي لَا يُتْرَكُ أَن ينَام، وَمِنْه قَول النَّابغة: يُسَهَّدُ من نَوْم العِشاءِ سليمها لِحَلْي النِّساء فِي يَدَيْهِ قَعَاقِعُ ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال: للْمَرْأَة إِذا وَلَدَتْ وَلَدَهَا بزَحْرةٍ واحدةٍ: قد أَمْصَعَتْ بهِ، وأُحْفِدتْ بِهِ، وأَسْهَدَتْ بِهِ وأَمْهَدَتْ بهِ، وحَطَأَتْ بهِ. شمر: يُقَال: غُلامٌ سَهْوَدٌ: إِذا كَانَ غَضَّا حَدَثاً، وَأنْشد: وَلَيْتَهُ كانَ غُلاماً سَهْوَدَا إِذا عَسَتْ أغْصَانُهُ تجدَّدَا أَبُو عبيد فِي بَاب الإتْباع: هُوَ سَهْدٌ مَهْدٌ أَي حَسَن. دهس: قَالَ اللَّيْث: الدُّهْسَةُ: لَوْن كلَوْنِ الرِّمال وألوانِ المعزى. قَالَ العجاج: مُوَاصلاً قَفَّاً بِلَوْنٍ أدْهَسَا أَبُو زيد: من المِعْزَى الصَّدْآء، وَهِي السَّوْدَاءُ المُشْرَبةُ حُمْرةً، والدَّهْسَاءُ أَقَلُّ مِنْهَا حُمْرةً. وَقَالَ اللَّيْث: الدَّهاسُ: مَا كَانَ من الرّمْل وَكَذَلِكَ لَا يُنْبِتُ شَجرا، وتَغِيبُ فِيهِ القوائم، وَأنْشد: وَفِي الدَّهَاسِ مِضْبَرٌ مُوائِمُ غَيره: رجُلٌ دَهَاسُ الخُلُق: أَي سَهْلُ الخُلُق دَمِثُه، وَمَا فِي خلقه دهاسة. الأصمعيّ: الدَّهاسُ كل لَيِّنِ لَا يَبْلُغُ أَن يكون رَمْلاً، وَلَيْسَ بِتُرَاب، وَلَا طين، والوعْثُ: كلُّ ليِّن سَهْلٍ، وَلَيْسَ بِكَثِير الرَّمْل جدّاً.

ورُوِي عَن المؤرِّج أَنه قَالَ: يُقَال للأسد: هَسَد، وَأنْشد: فَلاَ تعْيَا مُعاوِيَ عَنْ جوابي وَدَعْ عَنْك التعزّز للهِسَاد أَي لَا تتعزَّر لِلأُسْدِ فإنَّها لَا تذلّ لَك. وَيُقَال للشجاع: هَسَدٌ مِنْ هَذَا. قلت: وَلم أسْمَع هَذَا لِغَيْرهِ. هـ س ت اسْتعْمل من وجوهه: سَتَه. سته: قَالَ اللَّيْث: السَّتَةُ: مصدر الأَسْتَهِ، وَهُوَ الضّخْمُ الاسْتِ. وَيُقَال للواسعة من الدُّبُر: سَتْهاء، وَسُتْهُمٌ، وتصغيرُ الآست سُتَيْهَةٌ، والجميع الأسْتَاه قلت: يُقَال: رَجُل سُتْهُمٌ: إِذا كَانَ ضخمَ الاسْتِ؛ وسُتَاهِيٌّ مثله، وَالْمِيم زَائِدَة. وَقَالَ النحويون: أصل الاست: سَتْهٌ، فاستثقلوا الْهَاء لسكون التَّاء، فَلَمَّا حذفوا الْهَاء سُكِّنت السِّين، فاحتيج إِلَى ألف الوصْلِ، كَمَا فُعِل بِالِاسْمِ، وَالِابْن، فَقيل: الاسْت. وَمن الْعَرَب من يَقُول: السَّهْ بِالْهَاءِ عِنْد الْوَقْف: يَجْعَل التَّاء هِيَ الساقطة، وَمِنْهُم من يَجْعَلهَا هَاء عِنْد الْوَقْف، وتاء عِنْد الإدراج، فَإِذا جمعُوا، وَصَغَّروا رَدُّوا الْكَلِمَة إِلَى أَصْلهَا، فَقَالُوا فِي الْجمع: أستاه، وَفِي التصغير: سُتَيْهَة، وَفِي الْفِعْل: سَتِهَ يَسْتَهُ فَهُوَ أَسْتَهُ. قلت: وللعرب فِي الاسْتِ أَمْثالٌ أَنا أَذكرها: فَمِنْهَا مَا رَوَى أَبُو عبيد عَن أبي زيد: تَقول العَرَب: مالَكَ اسْتٌ مَعَ اسْتِك: إِذا لم يكن لَهُ عددٌ، وَلَا ثَرْوَةٌ، وَلَا عُدَّة، يَقُول: فاسْتُهُ لَا تُفارقُه، وَلَيْسَ مَعهَا أُخْرَى من رِجالٍ وَمَال. وَقَالَ أَبُو زيد: وَقَالَت العَرَب: إِذا حَدَّث رجل حَدِيثا فَخَلَّط فِيهِ: أحاديثَ الضَّبُع اسْتَها، وَذَلِكَ أَنَّهَا تمرّغُ فِي التُّراب ثمَّ تُقْعِي فتتغَنَّى بِمَا لَا يَفْهَمُهُ أَحدٌ، فَذَلِك أحاديثُها اسْتَهَا. وَالْعرب تضع الاستَ موضِعَ الأصْل فَتَقول: مَالك فِي هَذَا الْأَمر اسْتٌ وَلَا فَمٌ: أَي مَالك فِيهِ أصْلٌ وَلَا فَرْع، وَقَالَ جرير: فَمَا لَكُمْ اسْتٌ فِي العُلا لاَ ولاَ فَمُ أَبُو عبيد، عَن أبي عُبَيدة: يُقَال: كَانَ ذَلِك على اسْتِ الدَّهْر، وعَلى أُسِّ الدَّهر: أَي على قِدَم الدَّهر، وأنشدني أَبُو بكر: مَا زَالَ مَجْنُوناً على اسْتِ الدَّهْرِ فِي بَدَنٍ يَنْمِي وعقلٍ يَحْرِى وَمن أمثالِ الْعَرَب فِي عِلْم الرّجل بِمَا يَلِيهِ دون غَيره قَوْلهم: (استُ البائِنِ أَعْلَم) ، والبائِنُ: الحالِب الَّذِي لَا يَلي العُلْبة، وَالَّذِي يلِي العُلْبة يُقَال لَهُ المُعلِّي، وَيُقَال للرجل الَّذِي يُستَرَكُّ ويُسْتَضعَفُ: استُ أمِّك أَضْيَقُ، واسْتُكَ أَضْيَقُ من أَن تَفعَل كَذَا وَكَذَا، وَيُقَال للقومِ إِذا اسْتُذِلُّوا واسْتُخِفّ بهم واحتقروا: باسْتِ بني فُلاَن، وَمِنْه قَول الشَّاعِر: فباسْتِ بني عَبْسٍ وَأَسْتَاهِ طيِّىء وباسْتِ بني دُودَان حاشا بني نَصْرِ

وَمن أمثالهم فِي الرجل الَّذِي يُسْتَرْذَل: هُوَ الاسْتُ السفْلَي، أَو هُوَ السَّهُ السُّفْلَى. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: شَأَتكَ قُعَيْنٌ: غَثُّها وَسَمِينُها وأَنتَ السَّهُ السُّفْلَى إِذا دُعِيَتْ نَصْرُ وَيُقَال لأراذل النَّاس: هَؤُلَاءِ الأَسْتَاه ولأفاضلهم: هَؤُلَاءِ الْأَعْيَان، وَهَؤُلَاء الْوُجُوه، وَيُقَال: سَتهْتُ فُلاَناً أسْتَهُهُ، إِذا ضَرَبْتَ استَه. وَقَالَ شمر فِيمَا قرأتُ بخطِّه: الْعَرَب تُسَمّي بني الأمَة: بني اسْتها، قَالَ: وَأَقْرَأنِي ابْن الْأَعرَابِي للأعشى: أَسَفَهاً أَوْعَدْتَ يابْنَ اسْتها لَسْتَ على الأعداءِ بالقادِرِ وَيُقَال للّذي ولَدَته أَمَةٌ: يابنَ اسْتَها، يعنون اسْتَ أَمَةٍ ولَدَته) أَنه وُلِدَ من اسْتها، وَمن أمثالهم فِي هَذَا الْمَعْنى قَوْلهم: يَا بن اسْتها، إِذا حَمَضَتْ حِمَارَها. قَالَ المؤرِّج: دخل رجل على سُلَيْمَان بن عبد المَلِك وعَلى رَأسه وصِيفةٌ رَوْقَةٌ فأَحَدَّ النظرَ إِلَيْهَا، فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَان: أَتعْجِبُك؟ فَقَالَ: بَارك الله لأمير الْمُؤمنِينَ فِيهَا، فَقَالَ: أُخْبِرْني بِسَبْعَةِ أمثالٍ قيلت فِي الاسْت وَهِي لَك، فَقَالَ الرجل: اسْتُ البائِن أَعْلمُ، فَقَالَ: وَاحِد، قَالَ صَرَّ عَلَيْهِ الغَزْوُ اسْتَه، قَالَ: اثْنان، قَالَ: اسْتٌ لم تُعَوَّد المِجْمَر، قَالَ: ثَلَاثَة، قَالَ: اسْتُ الْمَسْئُول أَضْيَقَ، قَالَ: أَرْبَعَة، قَالَ: الحرّ يُعْطي وَالْعَبْد يألم اسْتَه، قَالَ: خَمْسَة، قَالَ: استِي أَخبثي، قَالَ: ستَّة، قَالَ: لَا ماءَكِ أَبقيت، ولاَ هَنَك أَنْقَيْتِ. قَالَ سُلَيْمَان: لَيْسَ هَذَا فِي هَذَا، قَالَ: بلَى، أخذت الجارَ بالجار كَمَا يأخُذُ أَمِير الْمُؤمنِينَ، وَهُوَ أوَّلُ من أخَذَ الْجَار بالجار قَالَ. خُذْها لَا بَارك الله لَك فِيهَا، قَوْله: صَرَّ عَلَيْهِ الغزوُ اسْتَه، لِأَنَّهُ لَا يَقْدِرُ أَن يُجَامِع إِذا غَزَا. وَفِي حَدِيث المُلاَعَنَةِ: إنْ جَاءَت بِهِ مُستَهاً جَعْداً فَهُوَ لفُلَان، وَإِن جَاءَت بِهِ حَمْشاً فَهُوَ لزوجِها؛ أَرَادَ بالمُسْتَهِ: الضَّخْمَ الأَلْيَتَيْنِ، كأنَّهُ يُقَال: أُسْتِهَ يُسْتَهُ فَهُوَ مُسْتَهٌ، كَمَا يُقَال: أُسْمِنَ فَهُوَ مُسْمَن: ورأيتُ رجلا ضَخْمَ الأَرْدَاف كَانَ يُقَال لَهُ: أَبُو الأستاه. هـ س ظ هـ س ذ هـ س ث: أهملت وجوهها. هـ س ر هرس، هسر، سهر، رهس: مستعملة. سهر: قَالَ اللَّيْث: السَّهَر: امْتنَاع النَّوْم باللَّيل: تَقول: أسْهَرَنِي همٌّ فَسَهِرْتُ لَهُ سَهَراً. قَالَ: والسَّاهُور مِنْ أسْمَاء القَمَر؛ وَقَالَ غَيره: السَّاهُور للقمر كالغِلاف للشَّيْء، وَمنه قَول أمَيّة: قَمَرٌ وَسَاهُورٌ يُسَلُّ ويُغمَّدُ قَالَه القُتَيْبِيُّ: قَالَ ابْن دُرَيد: السَّاهُور: الْقَمَر بالسُّرْيانيّة، وَوَافَقه أَبُو الهَيْثم، وَهُوَ الصَّوَاب قَالَ الشَّاعِر: كأنَّها بُهْثَةٌ تَرْعَى بأَقْرِيَةٍ أَو شُقّةٌ خَرَجَتْ من جَنْبِ سَاهورِ البهْثَة: الْبَقَرَة، والشُّقَة: شُقَّةُ القَمَر، والسّاهور: الْقَمَر، كَذَا كتبه أَبُو الهيْثم؛

ويُرْوَى: مِنْ جَنْب نَاهُور، والناهور: السَّحَاب. وَقَالَ القُتَيبِيُّ: يُقَال للقمر إِذا كَسَف: دخل فِي ساهُورِه، وَهُوَ الْغَاسِق إِذا وَقب وَقَالَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعَائِشَة، وَأَشَارَ إِلَى الْقَمَر، فَقَالَ: (تعوَّذي بِاللَّه من هَذَا، فَإِنَّهُ الْغَاسِق إِذا وَقب) : يُرِيد يسودّ إِذا كسف، وكلّ شيءٍ اسودّ فقد غسق. وَأما قَول الله جلّ وعزّ: {وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ} (النَّازعَات: 14) فَإِن الْفراء قَالَ: السَّاهِرَة: وَجْهُ الأرْض، كَأَنَّهَا سمّيت بِهَذَا الِاسْم لأنّ فِيهَا الْحَيَوَان، نومَهُم وسَهَرَهُم. قَالَ: وَحَدَّثني حَبّان، عَن الكَلْبِيِّ عَن أَبي صَالح، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: السَّاهِرَةُ: الأَرْض، وَأنْشد الفرّاء. وفيهَا لَحْمُ ساهِرَةٍ وبَحْرٍ ومَا فاهوا بِهِ لهُمُ مُقِيمُ وَقَالَ اللَّيْث: الساهرة: وَجه الأَرْض العرِيضةِ البسيطة مِنْهُ قَول الشَّاعِر: يَرْتَدْنَ ساهِرَةً كأَنَّ جَحِيمَها وعَمِيمها أَسْدَافُ لَيْلٍ مُظْلمِ وَقَالَ ابْن السّكيت فِي كتاب (الْأَلْفَاظ) : قيل ليَالِي الساهور: التِّسعُ البَواقي مِنْ آخر الشَّهْر. وَقَالَ غَيره: ساهُور العَيْن: أصْلُها، وَمَنْبعُ مَائِهَا يَعْنِي عَيْنَ المَاء. وَقَالَ أَبُو النّجم: لاقتْ تميمُ الموتَ فِي ساهُورِها بَينَ الصَّفَا والعِيص مِن سَدِيرها وَيُقَال لِعَيْنِ المَاء: ساهِرةٌ إِذا كَانَت جَارِيَة، وَكَانَ يُقَال: خَيْرُ المَال عَيْنٌ ساهرة لِعَيْنٍ نَائِمَة، وَيُقَال للناقة: إِنَّهَا لساهِرة العِرْق، وَهُوَ طول حَفْلها وَكَثْرَة لَبَنِها. وَقَالَ اللَّيْث: الأسْهَران: هما عِرقان فِي الأنفِ منْ باطنٍ إِذا اغْتَلَم الحمارُ سالا دَمًا أَو مَاء. وَقَالَ أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيُّ فِي قَول الشَّمَّاخ: تُوَائِلُ مِنْ مِصَكَ أَنْصَبَتْه حَوَالِبُ أَسْهَريْهِ بالذَّنِين قَالَ: أسْهَراه: ذَكَره وَأَنْفه. رَوَاهُ شَمِرٌ عَنهُ، وَقَالَ: وصَف) حمارا وأتانَه، والسُّهَارُ والسُّهادُ وَاحِد، بالراء وَالدَّال. هسر: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الهُسَيْرَةُ تَصْغِير الهُسْرة، وهم قَرَابَات الرجل من طرفَيْه: أعمامُه وأخوالُه. رهس: أهمله اللَّيْث. ورَوَى أَبُو تُراب: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: ترَكْتُ القوْمَ قد ارتَهسُوا، وارتَهشُوا، وارْتهَسَتْ رِجْلا الدابَّة، وارْتَهَشَتا إِذا اصْطَكَّتا وضرَب بعْضُها بَعْضاً. قَالَ: وَقَالَ شُجاعٌ: ارتكسَ القوْمُ، وارتهَسُوا إِذا ازدحموا. وَقَالَ العجَّاج: وَعُنُقاً عَرْداً ورأساً أَمْرَسا مُضبَّرَ اللّحْيَين يَسْراً مِنْهَسا عَضْباً إِذا دماغُه ترَهَّسا وَحَكَّ أنْيَاباً وخُضْراً فُؤُسا ترهَّس: أيْ تمخَّض، وتحرّك. فُؤُس:

قُطُع، من الفأس. فُعُلٌ مِنْهُ. حَكَّ أنْياباً: أيْ صَرَّفها. وخُضراً: يعْنِي أضراساً قَدُمت فاخضرَّت. هرس: قَالَ اللَّيْث: الهَرْسُ: دَقُّ الشَّيْء بالشَّيْء العريض، كَمَا تُهْرَسُ الهريسةُ بالمِهْرَاس، والفَحْلُ يهرِس القِرْنَ بكَلْكله، والهَرِس من الأُسُود: الشَّدِيد المِرَاس، وَأنْشد: فِي صفة الْأسد: شَدِيد الساعِدَين أخاوِثابٍ شَدِيدا أَسْرُه هَرِساً هموسَا قَالَ: والمهارِيس من الْإِبِل: الجِسامُ الثِّقال. قَالَ: ومِنْ شدَّة وطْئها سُمِّيَتْ: مَهارِيسَ. وَقَالَ أَبُو عبيد: المهَاريسُ من الْإِبِل: الَّتِي تَقْضِمُ العِيدانَ إِذا قلَّ الْكلأ، وأجدبت الْبِلَاد، فتتبلّغ بهَا كَأَنَّهَا تهْرِسها بأفواهِها هَرْساً: أيْ تَدُقُّها، وَقَالَ الحطيئة يصف إبِلا: مهارِيسُ يُرْوِي رِسْلُها ضَيْفَ أَهلهَا إِذا النَّارُ أبْدَتْ أَوْجُهَ الخفِراتِ وَقَالَ اللَّيْث: المهراسُ: حَجَرٌ منقورٌ مستَطيلٌ يُتَوضأُ مِنْهُ. وَفِي الحَدِيث أَن أَبَا هُرَيْرَة رَوى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إِذا أَرَادَ أحدُكم الوُضوءَ فليُفْرِغ على يَدَيْهِ من إنائه ثَلَاثًا؛ فَقَالَ لَهُ قيْنٌ الأشَجَعيّ: فَإِذا أتَيْنا مِهراسكم كَيفَ نصْنع) ؟ أَرَادَ بالمهراس: هَذَا الحجَر الضّخْم المنْقُورَ الَّذِي لَا يُقِلُّه الرِّجال وَلَا يُحرِّكهُ الْجَمَاعَة لِثِقَله يُمْلأ مَاء ويتطهَّرُ الناسُ مِنْهُ. وَجَاء فِي حديثٍ آخر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَرَّ بمهْراسٍ وجماعةٌ من الرِّجَال يُجْذُونه، وَهُوَ حَجر منقورٌ أَيْضا، سمِّي مِهْراساً لِأَنَّهُ يُهرَسُ بِهِ الحَبُّ وغيرُه، وَقَول شِبْل: وقَتيلاً بجانبِ المهْراسِ فإِنه عَنى بِهِ حمزَةَ بن عبد الْمطلب. قَالَ المبرِّد: المهراس ماءٌ بأُحُد، ورُوي أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَطِشَ يومَ أُحُد، فَجَاءَهُ عليٌّ فِي دَرَقةٍ بماءٍ من المهرَاس، فعافه وَغسل بِهِ الدَّمَ عنْ وَجْهه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: هَرِس الرَّجلُ إِذا كثر أكْلُه، وَقَالَ العجاج يصف فَحْلاً: وكَلْكَلاً ذَا حامياتٍ أَهرَسا ويُروى: مهرَسا أَرَادَ بالأهرس: الشَّديد الثَّقيل، يُقَال: هُوَ هرِسٌ أَهرَسُ للَّذي يَدُقُّ كلَّ شَيْء. والهَرَاسُ: شَوْكٌ كأَنه حَسك، الواحِدة هَرَاسَهَ، وَمِنْه قَول النَّابِغَة: فَبِتَّ كأَنَّ العائدات فَرَشْنَنى هرَاسا بِهِ يُعلى فِرَاشي ويُقْشَبُ وسُمِّيت الهَرِيسة هَرِيسة لأنّ البُرَّ الَّذِي تُسَوّى الهرِيسة مِنْهُ يُدَقُّ دَقّاً، ثمَّ يطبَخ ويُسَمّى صانعُه هَرَّاساً. هـ س ل هلس، لهس، سهل، سَله: مستعملة. هلس: قَالَ اللَّيْث: الهُلاسُ: شِدّة السُّلاَل من الهزَال، وامرأةٌ مهْلوسةٌ: ذاتُ رَكَبٍ مهلوس كَأَنَّمَا جُفِل لَحْمه جَفْلاً. أَبُو عبيد: الهَلْسُ: مِثلُ السُّلال، رجل مَهلوس.

وَقَالَ الكُميت: يعَالِجْنَ أَدْوَاءَ السُّلالِ الهَوَالِسَا وَقَالَ غَيره: الهُلاَسُ فِي البَدَن (وَهُوَ) السُّلاَل، و (أمّا) : السُّلاسُ فِي الْعقل. أَبُو عبيد، عَن الأمويِّ: أَهْلَسَ فِي الضّحِك، وَهُوَ الخفيُّ مِنْهُ وأنشدنا: يَضْحَكُ مِنِّي ضَحِكاً إهْلاَسا وأمَّا قَول المرَّار الفَقْعَسِيِّ: طرَق الخيالُ فهاج لي من مَضجعِي رَجْعَ التَّحِيَّةِ فِي الظّلاَم المهلِسِ أَرَادَ بالمُهْلِس: الضَّعِيف من الظلام. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الهُلْسُ: النُّقَّهُ من الرِّجَال. والهُلْسُ: الضَّعْفَى وَإِن لم يَكُونُوا نُقَّهاً. سهل: قَالَ اللَّيْث: السَّهْلُ: كلُّ شَيْء إِلَى اللِّين وذَهابِ الخُشونة، تَقول: سَهُلَ سُهُولةً. قَالَ: والسَّهْلَةُ: تُرَابٌ كالرَّمْل يجيءُ بِهِ المَاء وأَرْضٌ سَهِلة، فَإِذا قلتَ سَهْلَة: فَهِيَ نقيض حَزْنَة. قلت: لم أسمع سَهِلة بِكَسْر الْهَاء لغير اللَّيْث. قَالَ: وأسهل الْقَوْم: إِذا نزلُوا السَّهْلَ بعد نزولهم بالحَزْن، وأَسْهَلوا: إِذا استعملوا السُّهولة مَعَ النّاس، وأحزَنوا: إِذا استعمَلوا الحُزونة، وَقَالَ لبيد: فإنْ يُسْهِلوا فالسَّهْل حَظِّي وطُرْقَتي وَإِن يُحْزِنُوا أَرْكَبْ بهم كلَّ مركَبِ وأسْهلَ الدَّواءُ بطنَه، وَقد شَرِب دَوَاء مُسْهلا. وسُهَيْلٌ: كَوْكَب (يُرَى فِي نَاحيَة الْيمن، وَلَا يُرَى بخُرَاسان، ويُرَى بالعراق. وَقَالَ اللَّيْث: وبَلغَنا أنَّ سُهَيْلاً كَانَ عَشّاراً على طَرِيق الْيمن ظلوماً، فَمَسَخَهُ الله كوْكَباً. وَقَالَ ابْن كُناسَة: سُهَيْلٌ يُرَى بالحجاز، وَفِي جَمِيع أرضِ الْعَرَب، وَلَا يُرَى بأرضِ أَرْمِينيَة. قَالَ: وَبَين رُؤْيَة أهل الْحجاز سُهَيْلاً ورُؤْيةِ أهل الْعرَاق إيَّاه عشرُون يَوْمًا؛ وَأنْشد غَيره: إِذا سُهَيلٌ مطْلَعَ الشمسِ طَلَعْ فابْنُ اللَّبُونِ الحِقُّ والحِقُّ جَذَعْ وَذَلِكَ أنّه يَطلعُ عِنْد نِتاج الْإِبِل، فَإِذا حالَت السَّنةُ تحوَّلتْ أسنانُ الْإِبِل. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال لرمل الْبَحْر: السِّهْلَة، هَكَذَا قَالَه بِكَسْر السِّين. ورَوَى أَبُو عبيد عَن اليزيديّ عَن أبي عَمْرو بن العَلاء قَالَ: يُنْسَبُ إِلَى الأَرْض السَّهْلة: سُهْلى بِضَم السِّين. لهس: قَالَ اللَّيْث: المُلاَهِسُ: المُزَاحم على الطَّعَام من الحِرْصِ، وَأنْشد غَيره: مُلاَهِسُ القومِ على الطعامِ وجائِزٌ فِي قَرْقَفِ المُدَامِ وَيُقَال: فلانٌ يُلاهِس بني فلَان: إِذا كَانَ يَغْشَى طعامَهم.

سَله: قَالَ شمِر: الأسْلَهُ: الَّذِي يَقُول: أَفْعَلُ فِي الحَرب، وأَفْعل، فَإِذا قاتَلَ لمْ يُغْنِ شَيْئا، وَأنْشد: ومِن كلِّ أَسْلَهَ ذِي لُوثَةٍ إِذا تُسْعَرُ الحَرْبُ لَا يُقْدِمُ هـ س ن سنه، نهس، سهن: مستعملة. سهن: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الأسْهانُ: الرِّمالُ اللّيِّنة، قلت: كأنُ النُّون فِي الأسهان مُبْدَلَة من الأَسْهَال جمعُ السَّهْل. سنه: قَالَ اللَّيْث: السَّنَةُ نُقْصَانُها حذفُ الْهَاء، وتصغير سُنَيْهَة، والمعاملة من وَقتهَا مُسَانَهة، وثلاثُ سنواتٍ، وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {لَمْ يَتَسَنَّهْ} (البَقَرَة: 259) أَي لم تُغَيِّره السِّنُون، ومَن جعل حذفَ السَّنَةِ واواً قرأَ: (لم يَتَسَنَّ) وَقَالَ: سانَيْتُه مُسَانَاةً، وإثباتُ الهاءِ أَصْوَبُ. وَقَالَ الفرّاء فِي قَول الله جلّ وعزّ {لَمْ يَتَسَنَّهْ} : يُقَال فِي التَّفْسير: لَمْ يَتغير، وتكونُ الهاءُ مِن أصلِه، وتَكونُ زَائِدَة صِلةً بِمنزِلةِ قَوْله جلّ وعزْ: {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} (الأنعَام: 90) ، فَمن جَعل الهاءَ زَائِدَة جعل فَعْلتُ مِنْهُ: تَسَنَّيْتُ، أَلا ترَى أنّكَ تجمعُ السَّنةَ سنَوات، فَتكون تفعّلت على صِحَة. ومَنْ قَالَ فِي تَصْغِير السَّنَة: سُنَيْنَة وَإِن كَانَ ذَلِك قَلِيلا، جَازَ أَنْ يَقُول: تَسَنَّيْتُ: تَفَعَّلْتُ؛ أُبْدِلَتْ النُّونُ يَاء لمَّا كثُرَت النُّونات، كَمَا قَالُوا: تظنَّيْتُ، وأصلُه الظّنّ، وَقد قَالُوا: هُوَ مأخوذٌ مِن قَوْله جلّ وعزّ: {مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ} (الْحجر: 26) ، يُرِيدُونَ: متغِّير، فإِن يكن كَذَلِك فَهُوَ أَيْضا ممَّا أُبدلَتْ نونُه يَاء، ونَرَى وَالله أعلم أنَّ مَعْنَاهُ مَأْخُوذ من السَّنة: أَي لمْ تُغيِّره السِّنون. وَأَخْبرنِي المنذريّ، عَن أبي الْعَبَّاس أحمدَ بن يحيى فِي قَوْله {لَمْ يَتَسَنَّهْ} (البَقَرَة: 259) قَرَأَهَا أَبُو جَعْفَر، وشَيْبَةُ، ونافِعٌ، وعاصمٌ بإِثباتِ الهاءِ إِن وَصلوا، أَو قطعُوا، وَكَذَلِكَ قولُه: {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} (الأنعَام: 90) ، وَوَافَقَهُمْ أَبُو عَمرو فِي {لَمْ يَتَسَنَّهْ} ، وخالفَهم فِي {اقْتَدِهْ} . فَكَانَ يحذف الهاءَ مِنْهُ فِي الوَصل، ويُثْبِتُها فِي الوَقف، وَكَانَ الكسائيّ يحذف الهاءَ مِنْهُمَا فِي الْوَصْل، ويثبتهما فِي الْوَقْف. قُلْتُ: وأجود مَا قيل فِي تَصْغِير السَّنة: سُنَيْهة، على أَنّ الأصْل سَنْهَةٌ، كَمَا قَالُوا: الشَّفَةُ، أصلُها شَفْهَةٌ، فحذفت الْهَاء مِنْهُمَا فِي الْوَصْل. وَمِمَّا يُقَوي ذَلِك مَا رَوَى أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ أنّه قَالَ: إِذا حملت النَّخلة سنة وَلم تحمَل سنة قيل: قد عاوَمَتْ، وسانَهَتْ. وَقَالَ غَيره: يُقَال للنخلة الَّتِي تفعل ذَلِك: سَنْهاءُ، وَأنْشد الْفراء: فليسَتْ بِسَنْهاءَ وَلَا رُجَبِيَّةٍ ولكنْ عَرايا فِي السِّنينِ الجَوائح شدَّد أَبُو عبيد الْجِيم من رُجَبِيَّة قلت: ونَقصُوا الْهَاء من السَّنة والشَّفَة أنَّ الهاءَ مُضَاهِية حروفَ اللَّيِّن الَّتِي تُنْقَص فِي

الْأَسْمَاء النَّاقِصَة: مِثل زِنَةٍ، وثُبَةٍ، وعِزَةٍ؛ وعِضَةٍ وَمَا شاكلَها، وَالْوَجْه فِي الْقِرَاءَة {لَمْ يَتَسَنَّهْ} (البَقَرَة: 259) بإِثبات الْهَاء فِي الإدراج وَالْوَقْف، وَهُوَ اخْتِيَار أبي عَمْرو، وَالله أعلم. أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي: أرْضُ بَني فلَان سَنَةٌ: إِذا كَانَت مُجْدِبةً. قلت: وبُعِثَ رائدٌ إِلَى بَلَدٍ، فَوَجَدَهُ مُمْحِلاً، فَلَمَّا رَجَعَ سُئل عَنهُ، فَقَالَ: السَّنَة: أَرَادَ الجدوبة. وَقَالَ أَبُو عُبيد فِي موضعٍ آخر: لَيست بِسَنْهاء: تَقول: لم تُصِبْهُ السّنةَ المُجْدِبة. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: طعامٌ سَنِهٌ وسَنٍ: إِذا أَتَت عَلَيْهِ السِّنون. قَالَ: وَبَعض الْعَرَب يَقُول: هَذِه سنينٌ كَمَا تَرَى، ورأيتُ سِنِيناً، فيُعْرِبُ النُّونَ، وَبَعْضهمْ يجعلُها نونَ الجمْع، فَيَقُول: هَذِه سِنُونَ ورأيتُ سِنِينَ وَهَذَا هُوَ الأَصْل، لأنّ النّون نونُ الْجمع، والسنةُ: سَنةُ الْقَحْط. وَيُقَال: أَسْنَت القومُ: إِذا دخلُوا فِي المجاعة، وَتَفْسِيره فِي كتاب السِّين. نهس: قَالَ اللَّيْث: النّهْسُ: القَبْض على اللّحم ونَتْرُه. وَقَالَ رؤبة: مُضَبَّرَ اللَّحْيَيْنِ يَسْراً مِنْهَسا قَالَ: والنُّهَسُ: طَائِر. وَفِي الحَدِيث أنّ رجلا صَاد نُهَساً بالأسْوَافِ، فأَخَذَه زيدُ بنُ ثَابت مِنْهُ، فَأرْسلهُ. قَالَ أَبُو عبيد: النُّهَسُ: طَائِر، والأسواف: مَوضِع بِالْمَدِينَةِ، وَإِنَّمَا فعل زيد ذَلِك لِأَنَّهُ كَرِه صَيْدَ الْمَدِينَة لِأَنَّهَا حَرَمُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قلت: وَقد مَرَّ فِي بَاب النَّهْسِ مَا جَاءَ من اخْتِلَاف أقاويل اللغويين فِي الفَرْق بَيْنَ النَّهْشِ، والنَّهْسِ، فكرهتُ إِعَادَته، وَيُقَال: نهَسْتُ العَرْق، وانْتَهَسْتُه: إِذا تَعرَقته بمقاديم فِيك. هـ س ف اسْتعْمل من وجوهه: سفه، سهف. سهف: قَالَ اللَّيْث: السَّهْفُ: تَشحُّطُ القتيلِ يَسْهَفُ فِي (نَزْعِهِ واضطرابه) . قَالَ الهذليّ: مَاذَا هُنَالِكَ مِنْ أَسوانَ مُكتئبٍ وساهفٍ ثَمل فِي صَعْدَةٍ فَصِمِ قَالَ: والسَّهْفُ: حَرْشَفُ السَّمَك خاصّة. وَأَخْبرنِي الإياديّ، عَن شمر أَنه سمع ابنَ الأعرابيّ يَقُول: طعامٌ مَسْهفَةٌ، ومَسْفَهة: إِذا كَانَ يَسْقي الماءَ كثيرا، وَرجل ساهِفٌ، وسافِهٌ: شَدِيد العَطَش. قلت: وأُرَى قَول الهُذَليّ فِي بَيته: (وساهِفٍ ثَمِلٍ) من هَذَا الَّذِي قَالَه ابنُ الأعرابيّ. وَقَالَ الأصمعيّ: رجل ساهفٌ: إِذا نُزِفَ فأُغْمِيَ عَلَيْهِ، وَيُقَال: هُوَ الَّذِي غلب عَلَيْهِ حِرَّة العَطَش عِنْد النّزع والسياق. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يُقَال: هُوَ ساهِفُ الوَجه، وساهِمُ الوجْه: إِذا تَغيَّر وجهُه. قَالَ: والسَّاهِفُ: العطشان، وَأنْشد قَول أبي خِراش الهُذَليّ:

وأَنْ قد يُرَى مِنيّ لِما قد أصابني مِنَ الحُزن أَنِّي ساهفُ الوَجْهِ ذُو هَمِّ سفه: قَالَ الله جلّ وعزّ: {إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ} (البَقَرَة: 130) . قلت: اختَلفتْ أقاويلُ النَّحويِّين فِي معنى قَوْله: {إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ} وانتصابه. فَقَالَ الْأَخْفَش: أهل التَّأْوِيل يَزْعمون أنّ الْمَعْنى: سَفّه نَفْسَه. وَقَالَ يونسُ النحويّ: أُراها لغَةً، ذهب يونُس إِلَى أنّ فَعِل للْمُبَالَغَة، كَمَا أنّ فعَّل للْمُبَالَغَة، فَذهب فِي هَذَا مَذْهبَ أهل التَّأْوِيل، ويجوزُ على هَذَا القَوْل سَفِهْتُ زيدا، بِمَعْنى: سفَّهْتُ زيدا. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: معنى سَفِه نفسَه: أَهْلَك نَفسه، وأوْبَقَها، وَهَذَا غير خارجٍ من مذهبِ يونُسَ، وأهلِ التَّأْوِيل. وَقَالَ الكسائيُّ والفرّاء: إنّ {نَفْسَهُ} مَنْصُوب على التَّفْسِير، وَقَالا: التَّفْسِير فِي النكرات أَكثر، نَحْو (طِبْتُ بِهِ نَفْساً) و (قَرِرت بِهِ عَيْناً) . وَقَالا مَعًا: إنَّ أصل الْفِعْل كَانَ لَهَا، ثمّ حُوِّل إِلَى الْفَاعِل؛ أَرَادَ أنّ قَوْلهم: (طبت بِهِ نفسا) مَعْنَاهُ طابت بِهِ نَفسِي، فلمّا حُوِّل الْفِعْل إِلَى ذِي النَّفس خرجت النَّفس مفسِّرة وَأنكر البصريّون هَذَا القَوْل وَقَالُوا: لَا تكون المفسِّرات إلاّ نَكِراتٍ، وَلَا يجوز أَن تُجْعَل المَعارفُ نَكِراتٍ. وَقَالَ بعض النحويّين فِي قَوْله: {إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ} (البَقَرَة: 130) ، مَعْنَاهُ إِلَّا من سفه فِي نَفسه، إلاّ أنّ (فِي) حُذفت كَمَا حذفت حروفُ الجرّ فِي غير مَوضِع: قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَوْلَادَكُمْ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ} (البَقَرَة: 233) ، الْمَعْنى أَن تسترضعوا لأولادكم، فحُذِفَ حرفُ الجرّ من غير ظَرْف، وَمثله قَول الشَّاعِر: نُغَالِي اللَّحْمَ للأَضْيافِ نِيّاً ونَبْذُلُه إِذا نَضِج القُدُورُ الْمَعْنى: نغالي بِاللَّحْمِ. وَقَالَ الزجّاج بعد مَا ذكَر أقاويلَ النَّحويّين القولُ الجيّد عِنْدِي فِي هَذَا أنّ {سَفِهَ} (البَقَرَة: 130) فِي مَوضِع (جَهِل) ، فَالْمَعْنى وَالله أعلم إِلَّا مَنْ جهل نَفسه: أَي لم يُفَكِّر فِي نَفسه، فَوُضِع {سَفِهَ} فِي مَوضِع (جهل) ، وعُدِّي على الْمَعْنى. فَهَذَا جميعُ مَا قَالَ النحويُّون فِي هَذِه الْآيَة. قلت: وَمِمَّا يقوِّي قولَ الزَّجَّاج الحديثُ الْمَرْفُوع: حِين سُئِل النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الكِبْر، فَقَالَ: (الكِبْرُ أنْ تَسْفَه الحقَّ، وتَغْمِطَ النّاس) ؛ مَعْنَاهُ أَن تجهَل الحقَّ فَلَا ترَاهُ حَقّاً، وَالله أعلم. وَقَالَ بعض أهل اللّغة: أصل السَّفَه: الخفّة، وَمعنى السَّفِيه: الخفيفُ العَقْل، وَمن هَذَا يُقَال: تسفَّهَتِ الرّياحُ الشَّيْء: إِذا حرَّكَتْه واستخفّته فطيَّرتْه، وَقَالَ الشَّاعِر: مَشَيْنَ كَمَا اهتَزَّت رِماحٌ تَسَفَّهَتْ أعالِيَها مَرُّ الرّياحِ النَّواسِمِ وَيُقَال: ناقةٌ سَفِيهةٌ الزِّمام: إِذا كَانَت خَفِيفَة السَّيْر.

وَمِنْه قَول ذِي الرُّمَّة: (سفيهةٍ جديلها) ، وسافَهَتِ الناقةُ الطريقَ: إِذا خفّت فِي سَيْرِها، وَقَالَ الراجز: أَحْدُو مَطِيَّاتٍ وقوماً نُعّسَا مُسَافِهاتٍ مُعْمَلاً مُوَعَّسا أَرَادَ بالمعمل الموعَّس: الطريقَ المَلحُوبَ الَّذِي وُطِىء حَتَّى استتب ووضَح. أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: سَفِهْتُ الماءَ أسْفَهُه إِذا أكثَرْتَ مِنْهُ وَلم تَرْوَ، وَالله أسْفَهَكَهُ. وَقَالَ غَيره: سَافَهْتُ الشَّرابَ: إِذا أسرفت فِيهِ، وَقَالَ الشّماخ: فبِتُّ كأنّني سافَهْتُ صِرْفاً مُعَتَّقَةً حمَيّاها تدُورُ وَفِي حَدِيث ثَابت عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (الكِبْرُ أَن تَسْفَهَ الحقَّ، وتَغْمِطَ النّاس) ، فَجعل سَفِه وَاقعا. وَقَالَ أَبُو زيد: امرأةٌ سَفِيهةٌ من نِسْوَةٍ سَفَائِه، وَسَفِيهاتٍ، وسُفُهٍ وسِفاهٍ، ورجلٌ سفِيهٌ من رجال سُفَهَاءَ، وسُفَّهٍ، وسِفَاهٍ، وَيُقَال: سَفه الرجل يَسْفُهُ فَهُوَ سَفِيهٌ، وَلَا يكون هَذَا وَاقعا، وَأما سَفِه بِكَسْر الْفَاء فَإِنَّهُ يجوز أَن يكون وَاقعا، وَقَالَ الْأَكْثَر فِيهِ أَن يكون غير وَاقع أَيْضا. قَوْله عزّ وجلّ: {كَمَآ آمَنَ السُّفَهَآءُ} (البَقَرَة: 13) : أَي الجهَّال، وَقَوله: {فَإن كَانَ الَّذِى عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا} (البَقَرَة: 282) . السَّفِيه الْعقل، من قَوْلهم: تَسَفَّهت الرياحُ الشيءَ، إِذا استخفّته فحرَّكته. وَقَالَ مُجَاهِد: السَّفِيه: الْجَاهِل، والضعيف: الأحمق. قَالَ ابْن عرفةَ: وَالْجَاهِل هَاهُنَا: هُوَ الْجَاهِل بِالْأَحْكَامِ لَا يُحْسِنُ الْإِمْلَاء، وَلَا يدْرِي كَيفَ هُوَ؟ وَلَو كَانَ جَاهِلا فِي أحوالِه كلِّها مَا جَازَ لَهُ أنْ يُدَايَن، وَقَوله تَعَالَى: {وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَآءَ أَمْوَالَكُمُ} (النِّساء: 5) يَعْنِي المرأةَ وَالْولد، وسُمِّيَتْ سَفِيهةً لِضَعْفِ عَقْلِها، وَلِأَنَّهَا لَا تُحْسِنُ سياسة مَالهَا، وَكَذَلِكَ الْأَوْلَاد مَا لم يُؤْنَسْ رُشْدُهُم، وَقَوله عزّ وجلّ: {إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ} (البَقَرَة: 130) أَي سَفِه فِي نَفسه: أَي صَار سَفِيهاً، وَقيل: أَي سَفِهَت نَفْسُه، أَي صَارَت سَفِيهَة، وَنصب نَفسه على التَّفْسِير المحوَّل، وَقيل: سَفِه هَاهُنَا بِمَعْنى سَفَّه، وَمِنْه قَوْله: إِلَّا من سَفِه الحقّ. مَعْنَاهُ: من سَفَّه الحقَّ، وَيُقَال: سَفِه فلانٌ رأْيَه: إِذا جَهله، وَكَانَ رأيُه مضطرباً لَا استقامةَ لَهُ. س هـ ب اسْتعْمل من وجوهه: سهب، سبه، بهس. سهب: قَالَ اللَّيْث: فرسٌ سَهْبٌ. شَدِيد الجرْي بطيء العَرَق، وَقَالَ أَبُو دُوَاد: وَقد أَغْدو بِطِرْفٍ هَيْ كَلٍ ذِي مَيْعَةٍ سَهْبِ قَالَ: وبئرٌ سَهْبةٌ: بعيدَة القَعْر يخرج مِنْهَا الرِّيح، وَإِذا حَفَر الْقَوْم فَهَجَمُوا على الرِّيح وأخلفهم المَاء، قيل: أسْهَبُوا، وَأنْشد فِي وصف بِئْر كَثِيرَة المَاء: حَوْضٌ طَوِيٌّ نِيل مِنْ إسْهَابِها يَعْتِلجُ الآذِيُّ مِن حَبَابِها

قَالَ: وَهِي المُسْهَبة، حُفِرتْ حَتَّى بلغَتْ عَيْلَمَ المَاء، ألاَ ترى أَنه قيلَ: نِيلَ مِنْ أَعْمَق قعْرها. قَالَ: والسَّهْباءُ: بئرٌ لبني سَعْد، ورَوْضة أَيْضا بالصَّمَّان تُسَمَّى السَّهْباء. قَالَ: والسَّهْبَى: مَفَازَةٌ. قَالَ جرير. سارُوا إليْكَ من السَّهْبَى ودُونَهُمُ فَيْحَانُ فالحَزْنُ فالصَّمَّانُ فالوَكَفُ والوَكفُ: لبني يَرْبُوع. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: إِذا بلغ حافرُ الْبِئْر إِلَى الرَّمْل قَالَ: أسْهَبَ، وأَسْهَبَتْ. قَالَ: وَقَالَ الْفراء: إِذا خرجت الرّيحُ من الْبِئْر وَلم يخرُج ماءٌ قَالَ: أسْهَبَتْ وَقَالَ شَمِر: المُسَهَبةُ من الرَّكايا: الَّتِي يَحفرونها حَتَّى يبلغُوا تُرَابا مائقاً فَيَغْلِبُهُمْ تهيُّلاً، فيَدَعُونَها. أَبُو عُبَيد عَن الْكسَائي قَالَ: بِئْر مُسْهَبة: الَّتِي لَا يُدْرَك قَعْرُها وماؤها. قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: المُسْهَب بِفَتْح الْهَاء: الْكثير الْكَلَام. شمر، عَن ابْن الْأَعرَابِي: كَلَام الْعَرَب كلُّه على أَفْعَل فَهُوَ مُفْعِل إِلَّا ثَلَاثَة أحرف: أَسْهَبَ فَهُوَ مُسْهَب، وأَحْصَن الرجلُ فَهُوَ مُحْصَن، وأَلفَجَ فَهُوَ مُلْفَجٌ: إِذْ أَعْدَم. شمر: قَالَ ابْن شُمَيْل: السَّهْبُ: مَا بَعُدَ من الأَرْض، واستوى فِي طمأنينة، وَهِي أَجْوافُ الأَرْض، طمأنينتها: الشَّيْء الْقَلِيل يَقُود اللَّيْلَة واليومَ ونحوَ ذَلِك، وَهِي بطونُ الأَرْض تكون فِي الصَّحارَى والمُتُون، وَرُبمَا تَسِيل وربّما لَا تَسِيل، لِأَن فِيهَا غِلَظاً وسُهولاً تنبتُ نباتاً كثيرا، وفيهَا خَطَراتٌ من شجر: أَي فِيهَا أماكنُ فِيهَا شجرٌ، وأماكنُ لاشجر فِيهَا. وَقَالَ أَبو عُبيد: السُّهوبُ وَاحِدهَا سَهْب، وَهِي المُستويةُ الْبَعِيدَة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: السُّهوبُ: الواسِعةُ من الأَرْض، وَقَالَ الْكُمَيْت: أبارقُ، إنْ يَضْغَمْكُمُ الليثُ ضَغْمَةً يَدَعْ بارِقاً مِثلَ اليَبَابِ مِن السَّهْبِ وَقَالَ اللَّيْث: سُهوبُ الفلاةِ: نَوَاحِيهَا الَّتِي لَا مَسْلكَ فِيهَا. وَقَالَ اللِّحيانيّ: رجَلٌ مُسْهَبُ العقْل، ومُسْهَمٌ، وَكَذَلِكَ الجسمُ فِي الحُبِّ: أَي ذاهبٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: أُسْهِبَ السَّليمُ إسهاباً فَهُوَ مُسْهِبٌ: إِذا ذَهب عقلُه وعاش، وَأنْشد: فَبَاتَ شَبْعَانَ وباتَ مُسْهَبا وَقَالَ غَيره: أَسْهَبْتُ الدابةَ إسهاباً: إِذا أهملْتَها تَرْعَى فَهِيَ مُسْهَبة، وَقَالَ طُفَيْلٌ الغَنَوِيّ: نَزَائِعَ مَقْذُوفاً على سَرَواتِها بِمَا لَمْ تَحَالَسْهَا الغُزاة وتُسْهَبُ أَي قد أُعْفِيَت حَتَّى حَمَلَت الشحمَ على سَرَوَاتِها. وَقَالَ بَعضهم: ومِنْ هَذَا قيل للمِكْثار: مُسْهَب، كَأَنَّهُ تُرِكَ والكلامَ يتكلّم بِمَا شَاءَ، كأنّه وُسِّع عَلَيْهِ أَن يَقُول مَا شَاءَ.

وَقَالَ اللَّيْث: إِذا أَعْطَى الرجلُ فأَكثر. قيل: قد أَسْهَبَ، ومكانٌ مُسْهِب: لَا يمْنَع المَاء، ولايمسكه. سبه: قَالَ اللَّيْث: السَّبَهُ: ذَهابُ العَقْل من الهَرَم. وَقَالَ اللحيانيّ: رجلٌ مُسَبَّه الْعقل، ومُسَمَّهُ الْعقل: أَي ذاهبُ الْعقل. أَبُو عبيد، عَن الأمويّ: رجلٌ مَسْبُوهُ الْفُؤَاد، مثلُ مُدَلَّه الْعقل، وَهُوَ المُسَبَّهُ أَيْضا، وَقَالَ رؤبة: قَالَت أُبَيْلَى لي وَلم أسَبَّهِ مَا السِّنُّ إلاّ غَفْلَةُ المُدَلَّهِ وَقَالَ غَيره: رجل سَبَاهِيُّ الْعقل: إِذا كَانَ ضَعيفَ الْعقل. أَبُو عبيد، عَن الكسائيّ: المُسَبَّه: الذَّاهِب الْعقل. وَقَالَ الْمفضل: السُّباهُ: سَكْتَةٌ تَأْخُذ الإنسانَ يذْهب مِنْهَا عَقْلَه، وَهُوَ مَسْبُوهٌ. بهس: قَالَ اللَّيْث: يَبْهَسُ من أسماءِ الْأسد. قلت: ويَبْهَسُ من أَسمَاء الْعَرَب. وَمِنْه الَّذِي كَانَ يُلَقَّب بنعامة، اسْمه بَيْهَسٌ. وَقَالَ: فلَان يَتَبَيْهَسُ فِي مِشيته ويَتَبَهْنَسُ: إِذا كَانَ يَتَبَخْتَر، ومثلُه يَتَبَرْنَسُ، ويَتَفَيْجَسُ، ويتفيْسَجُ. هـ س م سهم، سمه، هَمس، هسم: مستعملة. سهم: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: اسْتَهَمَ الرّجلَانِ إِذا اقترعا، وَقَالَ اللهجلّ وعزّ: {الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ} (الصَّافات: 141) : يَقُول: قارَع أَهْلَ السَّفِينَة فقُرِعَ، يَعْنِي يونُسَ حِين الْتَقَمهُ الْحُوت. وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِرجلَيْنِ احتَكما إِلَيْهِ فِي مَواريثَ قد دَرَسَتْ: (اذْهَبَا فَتوَخَّيا الحقّ، ثمَّ اسْتَهِما، ثمَّ لِيُحْلِلْ كلُّ وَاحِد مِنْكُمَا صَاحبه، معنى قَوْله: اسْتَهِما أَي اقْتَرِعا وتوخَّيا الحقَّ فِيمَا تَضَعانِه وتَقْتَسِمانِه ولْيأخُذ كلُّ وَاحِد مِنْكُمَا مَا تُخرِجُه القِسْمَةُ بالقُرعة، ثُمَّ لِيُحْلِلْ كلُّ وَاحِد مِنْكُمَا صَاحبه فِيمَا أَخذه وَهُوَ لَا يَسْتَيْقِنُ أنَّه حقُّه أم لَا. وَيُقَال: اسْتَهَمَ القومُ فَسَهمهُمْ فلَان: إِذا قَرَعَهُمْ، والسَّهْمُ: النَّصِيب والسَّهْمُ: واحِدُ السِّهام من النَّبل وَغَيره. والسَّهْمُ: القِدْح الَّذِي يُقارَعُ بِهِ. والسَّهْمُ: مقدارُ سِتِّ أَذْرُع فِي مُعاملات النَّاس ومِساحاتهم. قَالَ ابْن شُمَيل: السَّهْمُ: نَفْسُ النَّصْل. وَقَالَ: لَو التقطْتُ نَصْلا لقُلْتُ: مَا هَذَا السَّهْمُ مَعَك؟ ، وَلَو التَقَطْتُ قِدْحا لَمْ تقُل: مَا هَذَا السّهْمُ مَعَك؟ . قَالَ: والنَّصْل: السَّهْم العريض الطَّوِيل يكونُ قَرِيبا من فِتْرٍ. والمِشْقَص على النِّصف من النَّصل، وَلَا خيرَ فِيهِ، يلعبُ فِيهِ الوِلْدان، وَهُوَ شَرُّ النُّبْل، وأحْرَضُه. قَالَ: والسَّهمُ: ذُو الغِرارَين والعَيْر. قَالَ: والقُطْبَةُ لَا تُعَدّ سَهْماً. والمِرِّيخُ: الَّذِي على رَأسه العُظَيْمَة يرْمى بهَا أهلُ البَصْرة بَين الهدَفين. والنَّضِيُّ: مَتْنَ القِدْح، مَا بَين الفُوقِ والنَّصْل.

وَقَالَ اللَّيْث: بُرْدٌ مُسَهَّمٌ، وَهُوَ المخطّط. وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: كأَنَّهَا بعدَ أَحْوالٍ مَضيْنَ لَهَا بالأَشْتِميْنِ يمَانٍ فِيهِ تَسهيم قَالَ: والسُّهُومُ: عبوس الْوَجْه من الْهم. وَيُقَال للفَرَسِ إِذا حُمِل على كريهةِ الْجَرْي: ساهِمُ الْوَجْه، وَكَذَلِكَ الرَّجلُ فِي الْحَرْب ساهِمُ الْوَجْه، قَالَ عنترة: والخيلُ ساهِمةُ الْوُجُوه كأنّما يُسْقَى فوارِسُها نقيعَ الْحَنْظَلِ أَبُو عبيد، عَن أبي عَمْرو: السُّهَامُ: الضُّمْرُ والتّغيُّر بِضَم السِّين والسَّهامُ: الَّذِي يُقَال لَهُ: مُخاطُ الشَّيطان، يُقَال: سُهِمَ يُسْهَم فَهُوَ مَسْهوم: إِذا ضُمِّر، قَالَ العجاج: وَلا أبٍ وَلاَ أَخٍ فَتُسهَمِ وأوَّله: فَهِيَ كرِ عدِيدِ الكَثِيب الأهْيَمِ وَلم يُلِحْهَا حَزنٌ على ابْنَمِ وَلاَ أَبٍ وَلَا أَخٍ فَتُسهَم وَقَالَ اللَّيْث: السُّهَام من وَهَج الصَّيْفِ وغُبْرَتِه، يُقَال سُهِم الرجلُ: إِذا أَصَابَهُ السُّهام. قلت: وَالْقَوْل فِي السُّهام والسَّهام مَا قَالَ أَبُو عَمْرو. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: السُّهُمُ: غَزْلُ عينِ الشَّمْس، قَالَ: والسُّهمُ أَيْضا: الحرارةُ الغالِبَة. والسُّهُم والشُّهُم بِالسِّين والشين: الرِّجَال الْعُقَلَاء الْحُكَمَاء العُمال. وَقَالَ اللحيانيّ: رجل مُسْهَم الْعقل مثل المُسهَب، وَكَذَلِكَ مُسْهَم الجسْم: إِذا ذهب جِسمُه فِي الحبّ. أَبُو عبيد، عَن الْأمَوِي قَالَ: من أدواء الْإِبِل السُّهام، يُقَال مِنْهُ: بعير مسهوم وَقَول أبي دَهْبَل الجمحيِّ: سَقى الله جارَانا ومَنْ حلَّ وَلْتَهُ وكلَّ مَسِيلٍ مِن سَهامٍ وسَرْدَد سَهام وسَرْدَد: واديان فِي بِلَاد تهَامَة وَقَالَ: بَنى يَثْرِبيٌّ حَصِّنوا أَيْنُقَاتِكم وأفراسَكم من ضَرْب أَحْمَر مُسْهَمِ وَلَا أُلفِيَنْ ذَا الشِّفَّ يطْلُبُ شِفَّهُ يُداويه مِنْكُم بالأديم المسلَّمِ أَرَادَ بقوله: أَيْنُقَاتكم وأفراسَكم نساءَهم، يَقُول: لَا تُنكِحوهُنَّ غير الْأَكفاء، وَقَوله: من ضَرْب أحمرَ مُسْهَم، يَعْنِي سِفاد رجلٍ من العجَم، وفَرَسٌ مُسْهَمٌ: إِذا كَانَ هَجِينا يُعْطَى دون سَهْم العتيقِ من الغنِيمة. وَقَوله: بالأديم المُسَلَّم: أَي يُتصَحَّحُ بِكُمْ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: السُّهْمَةُ: الْقَرَابَة. والسُّهْمَةُ الحظُّ. وَقَالَ عبيد: قد يُوصَلُ النّازحُ النائي وَقد يُقْطَعُ ذُو السُّهْمةِ القريبُ وَقَالَ اللَّيْث لي فِي هَذَا الْأَمر سُهْمةٌ: أَي نصيب وحظ من أثر كَانَ لي فِيهِ.

سمه: قَالَ اللَّيْث: سَمَه البعِيرُ أَو الفرسُ فِي شَوْطه يسْمَهُ سُمُوهاً فَهُوَ سامِهٌ لَا يعرِف الإعياء، وَأنْشد: يَا لَيْتَنَا والدَّهْرَ جَرْي السُّمَّهِ قَالَ: أَرَادَ ليتنا والدَّهر نجري إِلَى غير غَايَة. أَبُو عبيد، عَن الْكسَائي: من أَسمَاء الْبَاطِل قَوْلهم: السُّمَّه، يُقَال: جرى فلَان جَرْى السُّمَّه. وَقَالَ اللحيانيّ: يُقَال: للهواء اللُّوح، والسُّمَّهَى والسُّمَّهِي. وَقَالَ النَّضْر: يُقَال: ذهب فلَان فِي السُّمَّهِ والسُّمَّهِي: أَي فِي الرّيح وَالْبَاطِل، وَيُقَال ذهب السُّمَّيْهَيِّ: أَي فِي الْبَاطِل. وروى أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال للهواء. السُّمَّهى والسُّمَّيْهَى. أَبُو عبيد: سَمِعت الفرّاء يَقُول: ذهبتْ إبلُه السُّمَّيْهَى على مِثَال وَقَعُوا فِي خُلَّيْطَى، وَذَلِكَ أَن تُفَرَّق إبُلُهم فِي كلُّ وَجه. وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: قَالَ الفرّاء: ذهبتْ إبِله السُّمَّيْهَى، والعُمَّيهى، والكُمَّيْهَى، أَي لَا يدْرِي أَيْن ذهبَتْ. وَقَالَ اللحيانيّ: رجل مُسَمَّه العقْل، ومُسَبَّه العقْل: أَي ذَاهِب الْعقل. قَالَ الشَّيْخ: جَرْيَ السُّمَّه: أَرَادَ الْبَاطِل كَمَا قَالَ الكسائيّ. هَمس: قَالَ اللَّيْث: الهمْسُ: حِسُّ الصّوت فِي الفَمِ ممّا لَا إشْرَابَ لَهُ من صَوْتِ الصَّدْرِ وَلَا جهارةَ فِي المَنْطِق، ولكنّه كلامٌ مَهْمُوسٌ فِي الْفَم كالسّرّ. قَالَ: وهَمْسُ الْأَقْدَام أَخْفَى مَا يكونُ من صَوْتَ الْوَطْء. قَالَ: والشيطان يُوَسْوِس فيهمِسْ بِوَسواسه فِي صَدْر ابنِ آدم. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ يتعوّذ بِاللَّه من هَمْزِ الشَّيْطَان وهمسه وَلَمزه. فالهَمْزُ: كَلَام من وَرَاء القَفا كالاستهزاء، واللَّمز: مُوَاجهَة. وَفِي الْقُرْآن: {فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً} (طاه: 108) يَعْنِي بِهِ وَالله أعلم خَفْقَ الْأَقْدَام على الأَرْض. وَقَالَ الفرّاء: يُقَال: إنّه نَقْلُ الْأَقْدَام إِلَى المحْشَر. وَيُقَال: إنّه الصَّوْتُ الخفِيّ. قَالَ: وذُكِر عَن ابْن عبّاس أنّه تَمَثَّل فَأَنشد: وَهُنَّ يَمْشِينَ بِنَا هَمِيسَا قَالَ: وَهُوَ صَوْتٌ نَقْلِ أخْفافِ الْإِبِل. وأخْبَرَني المنذريّ، عَن الطُّوسيِّ، عَن الخرّاز عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: يُقَال: (اهمِسْ وصَهْ) : أَي امْشِ خَفِيّاً واسْكُتْ، وَيُقَال: (هَمْساً وَصَهْ) و (هَسّاً وَصَهْ) . قَالَ: وَهَذَا سارقٌ قَالَ لصَاحبه: امْسِ خَفِيّاً واسكت. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: أسَرَّ الكلامَ وأَخفاه فَذَلِك الهَمْسُ من الْكَلَام، قَالَ: وَإِذا مَضَغَ الرجُل من الطَّعَام وفُوه مُنضَمٌّ قيل: هَمَس يَهْمِس هَمْساً، وَأنْشد: يأكُلْن مَا فِي رَحْلهِنّ هَمْسَا قَالَه: والهَمْس: أَكلُ العجوزِ الدَّرْداءِ. غَيره: الهَمُوسُ: من أَسْمَاء الأَسَد، لِأَنَّهُ يَهمِس فِي الظُّلْمة، ثمّ جُعِل ذَلِك اسْما يُعْرَف بِهِ، يُقَال: أَسَدٌ هَمُوس.

أبواب الهاء والزاي

وَقَالَ أَبُو زُبيدٍ: بَصِيرٌ بالدُّجَى هادٍ هَمُوسُ شمر، قَالَ أَبُو عَدْنان: قَالَ أَبُو السَّمَيْدَع: الهمْس: قِلةُ الفُتورِ باللّيل والنّهار، وَأنْشد: هَمْساً بِأَوْدِ العَلَسِيِّ هَمْسا وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الهمْس: السَّيْرُ بِاللَّيْلِ. والهَمُوس: الَّذِي يسرى ليله أجمع، وَأنْشد: يَهْتَسُّ فِيهِ السَّبُعُ الهَرُوسُ الذّيب أَو ذَلِبَدٍ هَمُوسُ قَالَ: هَمَسَ ليلَه أجمعَ: أَي سَار. قَالَ شمر: الهَمْسُ من الصَّوت وَالْكَلَام: مَالا غَوْرَ لَهُ فِي الصَّدْر، وَهُوَ مَا هُمِسَ فِي الفَم، وَأَسَدٌ هَمُوسٌ: يَمْشي قَلِيلا قَلِيلا، يُقَال: هَمَس ليله أجمَع. قَالَ: وأخذْتُه أخَذاً هَمساً: أَي شَدِيداً، وَيُقَال عَصْراً، وهَمسَه: إِذا عَصَرَه. وَقَالَ الْكُمَيْت فَجعل النَّاقة هَمُوساً: غُرَيْرِيّةَ الْأَنْسَاب أَو شَدْ قَمِيَّةً هَمُوساً تُبَارِي اليَعْمَلاتِ الهوامِسَا هسم: ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الهُسُم: الكاوُون قلت: كأنّ الأَصْل الحُسُم، وهم الَّذين يُتَابِعون الكَيَّ مرَّةً بعد أُخْرَى، ثمَّ قُلِبت الحاءُ هَاء. (أَبْوَاب الهَاء وَالزَّاي) هـ ز ط أُهمِلَت وجوهه غير (زهط) . (زهط) : الزِّهْيَوْط، وَهُوَ موضعٌ. هـ ز د استُعمل من وجوهه: زهد. زهد: قَالَ اللَّيْث: الزُّهْد، والزّهادة فِي الدُّنْيَا، وَلَا يُقَال الزّهْد إلاّ فِي الدِّين، والزَّهادة فِي الْأَشْيَاء كلِّها. ورجلٌ زَهِيد، وَامْرَأَة زَهِيدة، وهما القليلاَ الطُّعْم، وأزهَد الرجلُ إزهاداً: إِذا كَانَ مُزهِداً، لَا يُرغَبُ فِي مالِه لقلته. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (أفضلُ الناسِ مؤمنٌ مُزْهِد) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي وَأَبُو عَمْرو: المزْهِد: الْقَلِيل الشَّيْء، وَإِنَّمَا سُمِّي مُزْهِدا لأنّ مَا عِنْده من قِلّته يُزهَد فِيهِ، يُقَال: أزْهَدَ الرجلُ إزهاداً، إِذا كَانَ كَذَلِك. وَقَالَ الْأَعْشَى يَمدَح قوما بحُسنِ مُجاوَرَتِهم جَارة لَهُم فَقَالَ:. فَلَنْ يَطلُبوا سِرَّها للغِنى ولنْ يُسلِموها لإزهادِها يَقُول. لَا يتركونها لقلّة مَالهَا، وَهُوَ الإزهاد. قلت: الْمَعْنى أنّهم لَا يُسلمِونها إِلَى مَن يُرِيد هَتْكَ حُرمتها لقلّةِ مالِها. وَقَالَ ابْن السكّيت: يَقُولُونَ: فلانٌ يَزْدَهدُ عَطاءَ من أعطَاهُ: أَي يَعُدُّه من زهيداً قَلِيلا. ثَعْلَب عَن سَلَمَة، عَن الفرّاء، قَالَ: الزَّهْد: الحَزْر، وَقد زهَد ثمرَ النَّخل: إِذا خَرَصَه. أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: زَهِدْتُ فِيهِ، وزَهَدْتُ، وَمَا كَانَ زَهِيداً، وَلَقَد زَهِدَ، وزَهَد يَزهَد مِنْهُمَا جَمِيعًا.

شمر: رجلٌ زهِيد: لئيم، وَمَا كَانَ زهيداً، وَلَقَد زَهَد، وزَهِد يزهَد مِنْهُمَا جَمِيعًا. وَقَالَ ثَعْلَب مثله، وَزَاد: وزَهُد أَيْضا. غَيره: رجلٌ زَهيدُ الْعين: إِذا كَانَ يُقْنِعُه الْقَلِيل. ورغيب الْعين: إِذا كَانَ لَا يُقْنِعُه إلاّ الْكثير، وَقَالَ عديّ بن زيد: ولَلْبَخْلَةُ الأُولى لمن كَانَ باخِلاً أَعَفُّ ومَن يَبْخَلْ يُلَمْ ويُزَهَّدِ يُزَهَّد: أَي يُبَخَّل، ويُنْسَب إِلَى أَنّه زَهِيدٌ لئيم. وَقَالَ اللِّحيانيّ: امرأَة زَهيد للضَّيِّقَة الخُلُق. ورجلٌ زهيد من هَذَا. قَالَ: وَيُقَال للّئيم: إنّه لزَهِيد وزاهِد، وَأنْشد أَبُو ظَبْيَة: وتسأَلِي القَرْضَ لئيماً زاهِدا وَقَالَ ابْن السكِّيت: يُقَال: خُذ زَهْدَ مَا يَكْفِيك: أَي قَدْرَ مَا يَكْفِيك. وَمِنْه يُقَال: زهَدْتُ النّخْلَ: وزهَّدْتُه: إِذا خَرَصْتَه. وَقَالَ أَبُو سعيد: الزَّهَد: الزَّكَاة بِفَتْح الْهَاء حَكَاهُ عَن مبُتَكرٍ البدَويّ. قَالَ أَبُو سعيد: وَأَصله من القِلّة، لأنّ زَكاة المَال أَقلّ شَيْء فِيهِ. شمِر، عَن ابْن شُمَيْل قَالَ: الزَّهِيد من الأودية: الْقَلِيل الْأَخْذ للْمَاء، النَّزِلُ الَّذِي يُسَيِّلُه الماءُ الهيّن، لَو بالَتْ فِيهِ عَناقٌ سَالَ، لِأَنَّهُ قاعٌ صُلْب، وَهُوَ الحَشادُ، والنَّزِلُ، وامرأةٌ زهيدة: قليلةُ الْأكل، ورغيبةٌ: كثيرةُ الْأكل. هـ ز ت هـ زظ هـ زذ هـ زث: مهملات. هزر اسْتعْمل من وجوهه: هزر هَرَزَ، زهر، رهز. هزر: قَالَ اللَّيْث: الهزْرُ، والبَزْرُ: شِدَّة الضَّرب بالخشب. يُقَال: هَزَره هَزْراً، كَمَا يُقَال: هطَره، وهَبَجَه. أَبُو عُبيد، عَن الفرّاء، يُقَال: إنّه رجل ذُو كَسَراتٍ، وهَزَراتٍ، وإنّه لَمِهْزَر، وَهَذَا كلّه: الَّذِي يُغْبَن فِي كلّ شَيْء، وأنشدنا: إلاَّ تَدعْ هَزراتٍ لَسْتَ تاركَها تُخْلَعْ ثيابُكَ لَا ضَأْنٌ وَلَا إبلُ سَلمَة، عَن الفرّاء: فِي فلَان هَزَراتٌ، وكَسَرَاتٌ، ودَغَوَاتٌ، ودَغياتٌ، وخَنَبَاتٌ، وخَبَنَاتٌ، كُله الكَسَل. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الهُزَيْرة تَصْغِير الهَزْرَة، وَهِي الكَسَل التامّ. أَبُو زيد، يُقَال: هَزَرَه يَهزِرُه هَزْراً وَهُوَ الضَّرْبُ بالعصا فِي الظّهر والجَنْب، فَهُوَ مَهْزُور وهَزِير. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: لَقالَ الأباعِدُ والشّامِتو نَ: كَانُوا كلَيْلَةِ أَهْلِ الهُزَر قَالَ بَعضهم: الهُزَر: ثمودُ حِين أُهْلِكوا، فَيُقَال: بادوا كَمَا بادَ أهلُ الهُزَر. وَقَالَ الأصمعيّ: هِيَ وقعةٌ كَانَت لَهُم مُنْكَرة. وَيُقَال: الهُزَر: حَيٌّ من الْيمن، قُتِلُوا فَلم يَبقَ مِنْهُم أَحَد.

وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الهَزْرُ فِي البيع: التَّقَحُّم فِيهِ والإغلاء، وَقد هَزَرْتُ لَهُ بَيْعه هَزْراً: أَي أغليت لَهُ، والهازِرُ: المشترِي المُقَحِّم فِي البيع. زهر: قَالَ اللَّيْث: الزهْرَة: نَوْرُ كل نَبَات وزَهْرَة الدُّنيا: حُسْنها وبَهْجَتُها. وشجرةٌ مُزْهِرَة، ونباتٌ مُزهِرٌ. والزُّهورُ: تلألؤ السِّرَاج الزَّاهر. قَالَ العجَّاج يصفُ ثَوْراً وَحشيّاً، ووَبِيصَ بياضه: وَلّى كمِصْباح الدُّجَى المَزْهُورِ يَقُول: مضَى النُّور كَأَنَّهُ شُعلةُ نارٍ فِي ضَوئه وبياضه. وَقَالَ: (مَزْهُور) ، وَهُوَ يُرِيد الزَّاهِر، وَيجوز أَن يكون أَرَادَ: المُزْهَر، كَمَا قَالَ لبيد: النّاطق المَبرُوزُ والمَخْتُوم يُرِيد: المُبْرَز، جعله على لفظ (يُزْهَر) و (يُبْرَز) . والأزهر: القَمَر، وَقد زَهَر يَزْهَر زهْراً: وَإِذا نَعَتَّه بِالْفِعْلِ اللَّازِم قلتَ: زَهِرَ يَزْهَر زَهَراً، وَهُوَ لكل لونٍ أَبيض، كالدُّرّة الزَّهْراء، والحُوَار الأزهرِ، وَقَول الله: {زَهْرَةَ الْحَيَواةِ الدُّنْيَا} (طاه: 131) . قَالَ أَبُو حَاتِم: (زَهَرَةَ الْحَيَاة الدُّنْيَا) ، بِفَتْح الْهَاء، وَهِي قراءةُ العامّة بِالْبَصْرَةِ. قَالَ: وزهْرة هِيَ قِرَاءَة أهل الحَرمين، وَأكْثر الْآثَار على ذَلِك. وَأَخْبرنِي المنذريُّ، عَن الحَرّاني، عَن ابْن السكِّيت قَالَ: الزُّهْرة: الْبيَاض، والأبيض يُقَال لَهُ: الْأَزْهَر. قَالَ: والزَّهْرة: زَهْرَةُ النّبت والزَّهْرَة: زهْرة الْحَيَاة الدُّنْيَا: غَضارَتُها وحُسْنُها. والنجمُ الزُّهَرَة. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ، عَن أبي المكارِم، قَالَ: الزَّاهر: الْحَسنُ من النّبات، والزّاهر: المشْرِق من ألوان الرِّجَال. شمر: يُقَال للسحابة الْبَيْضَاء: زَهْراء، وَأنْشد لرؤبة: شَادِخَةُ الغُرَّةِ زَهْراءُ الضَّحِكْ تَبَلُّجَ الزَّهْراء فِي جُنْحِ الدَّلِكْ قَالَ: يُرِيد سَحَابَة بَيْضَاء بَرَقَتْ بالعشيّ. عَمْرو، عَن أَبِيه: الْأَزْهَر: المشْرِق من الْحَيَوَان والنبات. والأزهر: اللَّبنُ ساعةَ يُحلَب، وَهُوَ الوَضَحُ، وَهُوَ النَّاهِضُ والصَّريح. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: وتصغير الزَّهر زُهير وَبِه سمِّي الشَّاعِر زُهَيْرا. والعربُ تَقول: زَهَرَتْ بك زنادي: الْمَعْنى قُضِيَتْ بك حَاجَتي. وزَهَر الزَّنْدُ: إِذا أَضَاءَت نارُه، وَهُوَ زَنْدٌ زَاهر. والإزهار: إزهارُ النَّبات، وَهُوَ طلوعُ زَهَره. قَالَ ابْن السكَّيت: الأزهَران: الشمسُ وَالْقَمَر. وَفِي حَدِيث أَبي قَتادة أنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فِي الْإِنَاء الَّذِي توضَّأَ مِنْهُ: ازدَهِرْ بِهَذَا فإنّ لَهُ شأْناً.

قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأُمَوي فِي قَوْله: ازدَهرْ بِهِ: أَي احْتَفِظْ بِهِ، وَلَا تُضيِّعه، وأنشدنا: كَمَا ازدَهَرَتْ قَيْنَةٌ بالشِّراع لأسْوارِها عُلَّ مِنْهَا اصطبَاحا أَي جَدّتْ فِي عَملهَا ليحظى عِنْد صَاحبها. يَقُول: احتفظت القَيْنَةُ بالشِّراع، وَهِي الأوتار. قَالَ أَبُو عبيد: وأظنّ (ازْدهِرْ) كلمة لَيست بعربية، كَأَنَّهَا نَبَطيّة، أَو سُرْيانية فعُرِّبتْ. وَقَالَ أَبُو سعيد: هَذِه كلمةٌ عَرَبية، وَمِنْه قولُ جَرير: قإِنك قَيْنٌ وَابْن قَيْنِينِ فازْدَهِرْ بكِيركَ إنّ الكِيرَ لِلْقين نافعُ قَالَ: وَمعنى ازْدَهِرْ أفْرَحْ، من قَوْلك: هُوَ أَزْهَرُ بَيِّنُ الزُّهرة: فازدَهِرْ مَعْنَاهُ: ليُسْفِرْ وجهُك، وليُزْهِر. قَالَ: والازدهارُ أَيْضا، إِذا أمَرْتَ صاحبَك أَن يَجِدَّ فِيمَا أَمَرْتَه بِهِ قلت لَهُ: ازدَهِرْ فِيمَا أَمَرْتُكَ بِهِ (قَالَ:) وَقَول الشَّاعِر: كَمَا ازدَهَرَتْ قَيْنَةٌ بالشِّراع [وَهِي الأوتار: أَي جَدَّت فِي عَملهَا لِيَحْظَى عِنْد صَاحبهَا. وَقَالَ اللَّيْث: المِزْهَرُ: العُود، وَهِي مَعْرُوف. وَقَالَ بَعضهم: الازْدِهارُ بالشَّيْء: أَن تَجْعَلُه مِنْ بالِك، وَمِنْه قَوْلهم: قَضَيْتُ مِنْهُ زِهْرِي بِكَسْر الزَّاي أَي وَطَرِي وحاجتي. وَقَالَ شمر: الْأَزْهَر من الرِّجال: الْأَبْيَض الْعَتِيق الْبيَاض النَّيِّرُ الحَسنُ، وَهُوَ أحْسَنُ الْبيَاض، كأنَّ لَهُ بريقاً ونوراً يَزْهر كَمَا يَزهَرُ النَّجْم أَو السِّراج. والزّهْرَاوَان: سورتا الْبَقَرَة وَآل عمرَان. جَاءَ فِي الحَدِيث: وهما المنيرتان المضيئتان. هرز: أَبُو عبيد، عَن أبي زيد: هَرْوَزَ فُلانٌ هَرْوَزَةً: إِذا مَاتَ. قلت: وَهُوَ فعْوَلةٌ هَرَزَ. وروى أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي: هَرِزَ الرجُل، وهَرِىءَ: إِذا مَاتَ. رهز: قَالَ اللَّيْث: الرَّهْزُ من قَوْلك: رَهَزَها فارتَهَزَتْ، وَهُوَ تحرُّكهما مَعًا عِنْد الْإِيلَاج: من الرجل وَالْمَرْأَة. هـ زل هزل، زهل، لهز، زله: مستعملة. هزل: قَالَ اللَّيْث: الهَزْل: نقيض الجدّ، فلَان يَهْزِل فِي كَلَامه: إِذا لم يكن جادّاً، والمُشَعْوِذُ إِذا خَفَّتْ يَدُه بالتَّخاييل الكاذبة، فَفِعْلُه يُقَال لَهُ: الهُزَّيْلَى، لِأَنَّهَا هَزْل لَا جِدَّ فِيهَا. يُقَال أجادٌّ أَنْت أم هازِلٌ، وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {فَصْلٌ وَمَا هوَ بِالْهَزْلِ} (الطّارق: 14) أَي ماهو باللَّعِب. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الهَزْلُ: استرخاء الْكَلَام، وتَفْنِينُه. قَالَ: والهَزْل يكون لازِماً، ومُتعَدِّيا، يُقَال: هَزَلَ الفَرَسُ، وهَزَلَه صاحبُه، وأَهْزَلَه، وهَزَّله. وَقَالَ اللَّيْث: الهُزَال: نقيض السِّمَن، يُقَال: هُزِلت الدَّابَّة: وأُهْزِلَ الرّجُلُ: إِذا

هُزلَتْ دَابَّته، وَتقول: هَزَلْتُها فَعَجُفَتْ والهَزِيلة: أسمٌ مُشْتَقٌّ من الهُزال، كالشّتِيمة من الشَّتْم، ثمّ فشَت الهَزِيلة فِي الْإِبِل، وَأنْشد اللَّيْث. حَتَّى إِذا نَوَّرَ الجَرْجارُ وارْتَفَعَتْ عَنْها هَزِيلتُها والفَحْلُ قد ضَرَبا وَقَالَ خَالِد وَهُوَ أَبُو الْهَيْثَم: الهَزْلُ الفَقْر، والهُزَال: ضدّ السِّمَن. والهَزْل: مَوْتُ مواشِي الرّجل، فَإِذا مَاتَت قيل: هَزَل الرّجلُ يَهْزِل هَزْلاً فَهُوَ هازِلٌ، أَي افْتقر، وَفِي الهُزَال يُقَال: هُزِل الرجل يُهْزَل فَهُوَ مَهْزُول، وهَزَل الرجل فِي الْأَمر: إِذا لم يَجِدَّ. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: يُقَال: هَزَل الرجلُ يَهْزلِ هَزْلا: إِذا مَوَّتَتْ ماشِيتُه، وأَهْزَل الرجل يُهْزِل: إِذا هُزِلت مَاشِيَته، وَأنْشد: إنّي إِذا مُرُّ زمانٍ مُعْضِلِ يُهْزِلْ ومَنْ يُهْزِلْ ومَنْ لَا يْهْزل يَعِهْ وكلٌّ يبتلِيه مُبْتَلِي قَالَ: كَانَ فِي الأَصْل يُعْيِهْ، فَلَمَّا سَقَطت الْيَاء انجزمت الهاءُ، يُعِهْ: تُصِب ماشِيتَه العاهة. وَالْعرب تَقول للحيّات: الهَزْلَى، على فَعْلَى قد جَاءَ فِي أشعارهم، وَلَا يْعْرَف لَهَا وَاحِد، وَقَالَ: وأَرسال شِبْثَانٍ وَهَزْلَى تَسَرَّبُ زهل: ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الزّهَلُ: التَّباعُدُ من الشرِّ. قَالَ: والزاهل: المطمئنّ الْقلب. والزُّهلول: الْفرس الأمْلَسُ الظّهْر. لهز: قَالَ اللَّيْث: اللَّهْز: الضَّرْبُ بِجُمْع الْيَد فِي الصَّدْر، وَفِي الحَنَك، وَيُقَال: لَهزَه القَتِيرُ فَهُوَ ملهُوز، ولَهَزَه بالرُّمح: إِذا طعنه فِي صَدْره، والفَصِيل يلهَزُ أمَّه: إِذا ضربَ ضَرْعَها بِفِيه ليَرضع. وَقَالَ غَيره: جَمَلٌ مَلْهُوز: إِذا وُسِم فِي لِهْزِمَتِه، وَقد لَهَزْتُ البَعيرَ فَهُوَ ملهوز: إِذا وسَمَتْه تِلْكَ السِّمه، وَقَالَ الجُمَيْح: مَرَّتْ براكِب مَلْهُوزٍ فَقَالَ لَهَا ضُرِّي جُمَيْحاً ومَنِّيه بِتَعْذِيبِ ابْن بُزُرْج: اللَّهْزُ فِي العُنُق، واللَّكْز بِجُمْعِكَ فِي عُنُقه وصدره. قَالَ: والوَهْزُ بالرِّجْلَين، والبَهْزُ بالمِرْفَق، وَيُقَال: وَكَزْتُ أَنفه أَكِزُه: إِذا كسرت أَنفه، ووكَعْتُ أَنفه فَأَنا أَكعُه مثل وكزته. أَبُو عُبَيْدَة: من دوائر الْخَيل اللاّهز، وَهِي الَّتِي تكون فِي اللَّهْزِمة، وَهِي تُكْرَه. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: اللاَّهز: الجَبَل يَلْهَزُ الطَّرِيق يقطَعُه، ويُضِرُّ بِهِ، وَكَذَلِكَ الأكمَةُ تُضِرّ بِالطَّرِيقِ، وَإِذا اجْتَمَعَت الأَكَمَتَان، أَو التَقَى الجَبَلان حَتَّى يَضِيق مَا بَينهمَا كَهَيئَةِ الزُّقاق فهما لاهِزَان، كلُّ وَاحِد مِنْهَا يَلْهَزُ صَاحبه. أَبُو عُبَيد، عَن أبي زيد، يُقَال للرَّجلُ أوَّل مَا يظْهر فِيهِ الشَّيْب: قد لَهِزَه الشَّيْبُ، ولَهْزَمَهُ يُلْهَزُه ويُلَهْزِمُه. قلت: وَالْمِيم زَائِدَة، وَمِنْه قَول رؤبة: لَهْزَمَ خَدَّيَّ بِهِ مُلَهْزِمُه وَقَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: لَهَزْتُه وبَهَزْتُهُ: ولَكَمْتُه: إِذا دَفَعْتَه.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: البَهْزُ واللهْزُ، واللَّكْزُ، والوكْزُ وَاحِد. وَقَالَ الكسائيّ: لهزْتُه ونَهَزْتُه وَوَهَزْتُه وَاحِد. وَقَالَ أبي الْأَعرَابِي: لهزَه، وبهزَه، ومهزَه، ونهزَه، ونحزَه، وبحزَه، ومحزَه، ووكزَه، بِمَعْنى وَاحِد. زله: قَالَ اللَّيْث: الزَّلَه: مَا يَصِلُ إِلَى النَّفس من غَمّ الْحَاجة، أَو همَ من غَيْرِها، وَأنْشد: وَقد زَلِهَتْ نَفْسِي مِنَ الْجُهْدِ وَالَّذِي أطالِبه شَقْنٌ ولكنَّه نَذْلُ الشَّقْنُ: الْقَلِيل الوَتِحُ من كل شَيْء ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: الزَّلُهُ التحيُّر. والزَّلْه: نَوْرُ الرَّيحان وحُسْنُه. والزَّلْهُ: الصَّخْرةُ الَّتِي يقوم عَلَيْهَا الساقي. هـ ز ن هَنز، نزه، نهز، هزن: مستعملة. هنز: فِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : يُقَال: هَذِه قَرِيصَةٌ من الْكَلَام وهَنِيزةٌ، ولَدِيغة فِي معنى الأَذِيَّة. هزن: هَوَازِنُ، ابْن مَنْصُور: لَا أَدْرِي مِمَّ اشتقاقه. قَالَ ابْن دُرِيد: هَوْزنُ: اسْم طَائِر، وجمعُه هَوَازِن، وَلم أسمعهُ لغيره. وقرأتُ بخطِّ أبي الْهَيْثَم للأصمعي قَالَ: الهوازن: جمع هَوْزَنٍ، وهم حيٌّ من الْيمن يُقَال لَهُم: هَوْزَن. قَالَ: وَأَبُو عَامر الهوزَنيُّ مِنْهُم. نزه: قَالَ اللَّيْث: مَكَان نَزِهٌ، وَقد نَزِهَ نَزَاهَةً. وَالْإِنْسَان يتنزّه: إِذا خَرَجَ إِلَى نُزْهَة. والتنزُّه: أَن يَرْفَع نَفْسَه عَن الشَّيْء تكرُّماً، ورغْبةً عَنهُ. قَالَ: وتنزيه الله: تسبيحُه، وَهُوَ تبرئَتُه عَن قَول المُشْرِكين، سُبْحَانَ الله عمّا يَقُول الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِيرا. الحرانيّ، عَن ابْن السّكيت قَالَ: وممّا تَضَعُه العامّة فِي غير موضِعه قَوْلهم: خرجنَا نتنزَّه: إِذا خَرجُوا إِلَى الْبَسَاتِين، وَإِنَّمَا التنزُّه: التَّباعُد عَن الأرياف والمياه؛ وَمِنْه قيل: فلَان يتنزّه عَن الأَقذار: أَي يباعد نَفسه عَنْهَا، وَمِنْه قولُ الهُذَليّ: أقَبَّ طَرِيدٍ بنُزهِ الفَلاَ ةِ لَا يردُ المَاء إِلَّا انتيابا يُرِيد مَا تَباعَد من الفلاة عَن الْمِيَاه والأرْياف، وَيُقَال: ظَلِلنَا مُتَنزِّهِين: إِذا تبَاعَدُوا عَن المِياه، وَهُوَ يتنزَّه عَن الشَّيْء: إِذا تبَاعد عَنهُ، وإنّ فلَانا لنَزِيهٌ كريم: إِذا كَانَ بَعيدا من اللُّؤم، وَهُوَ نَزِيه الخُلُق. وَيُقَال: تَنَزَّهُوا بحُرَمِكُمْ عَن الْقَوْم، وَهَذَا مكانٌ نَزِيهٌ: أيْ خَلاءٌ لَيْسَ فِيهِ أحد، فأَنزِلُوا فِيهِ حُرَمَكُم. قلتُ: وتنزيه الله: تَبْعِيدُه، وتقديسُه عَن الأنداد، والأضداد وإنّما قيل لِلْفَلاةِ الّتي نأت عَن الرِّيف والمِياه: نَزِيهةٌ؛ لبُعْدِها عَن غَمَق الْمِيَاه، وذِبّانِ القُرَى، ووَمَدِ البِحار، وفَسادِ الْهَوَاء. وَقَالَ شَمِر: يُقَال: هُمْ قومٌ أَنْزاه: أَي يتنزَّهون عَن الْحَرَام، الواحدُ نَزِيه، مثل مَلِىءٌ وأَمْلاَء.

قَالَ: وَرجل نَزِهٌ ونَزِيه: وَرِع، وفلانٌ يتنزه عَن مَلائِم الأَخْلاق، أَي يترفّع عمّا يُذَمُّ مِنْهَا. نهز: قَالَ اللَّيْث: النَّهْزُ: التناوُل بِالْيَدِ، والنُّهُوض للتناوُل جَمِيعًا. والنُّهْزَة: اسْم للشَّيْء الَّذِي هُوَ لَك مُعَرَّض، كالغنيمة الَّتِي أمكَنَك تَنَاؤلُها يُقَال: هُوَ نُهْزَة المُختَلِس: أَي هُوَ صَيْدٌ لكلّ أحد، وَتقول: انْتهِزْها فقد أمكنَك قبل الفَوْت. والنّاقةُ تَنْهَزُ بصَدْرها: إِذا نَهَضَتْ لتَمضِيَ وتَسير، وَأنْشد: نَهُوزٌ بأُولاَها زَحُولٌ بصَدْرِها والدّابّة تَنْهَزُ بِرَأْسِها: إِذا ذبّت عَن نَفْسها، قَالَ ذُو الرّمة: قِياماً تَذُبُّ البَقَّ عَنْ نُخَراتِها بِنَهْزٍ كإيماءِ الرُّؤوس المَوَاتِع وَيُقَال للصبيّ إِذا دنا للفِظام: نَهَزَ للفِظام فَهُوَ ناهِز. وَالْجَارِيَة كَذَلِك، وَقد ناهزا، وأنشَد: تُرضِعُ شِبْلَيْن فِي مَغَارِهِما قد ناهَزَا للفِظامِ أَو فُطِمَا وَيُقَال: نَهَزَتْني إِلَيْك حاجةٌ نَهْزاً: أَي جَاءَت بِي إِلَيْك، وأصل النَّهْزِ الدَّفْعُ، كأنّها دَفَعَتنِي، وحَرَّكَتْني، وَفُلَان ينهَزُ دَابَّته نَهْزاً، ويلْهَزُها لَهْزاً: إِذا دَفَعها وحرَّكَها. ورُوِيَ عَن عُمَر أَنه قَالَ: (من أَمَّ هَذَا الْبَيْت لَا يَنْهَزُهُ إِلَيْهِ غَيره رَجَعَ وَقد غُفِرَ لَهُ) . أَبُو عُبيد عَن الكسائيّ: نَهَزه، ولَهَزَهُ، بِمَعْنى وَاحِد. وَكَانَ الناسُ نَهْزَ عشرةِ آلَاف: أَي قُرْبَها. يُقَال: ناهزَ فُلانٌ الْحُكْمَ: أَي قارَبَه. شمر: المُناهزة: المُبَادَرة، يُقَال: ناهزْتُ الصَّيْدَ فقَبَضْتُ عَلَيْهِ قبلَ إفْلاتِه. هـ ز ف هزف، زهف، زفه: مستعملة. هزف: أَبُو عُبيد، عَن أبي عَمْرو: الهِجَفّ من الظِّلمان: الجافي. والهِزَفُّ، وَقيل: الهِزَفّ الطَّوِيل الرِّيش. زفه: أهمله اللَّيْث. ورَوى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الزّافِهُ: السَّرَاب، والسَّافِهُ: الأَحْمَق. زهف: قَالَ اللَّيْث: الزَّهْف: استُعْمل مِنْهُ الازدِهاف وَهُوَ الصُّدُود، وَأنْشد: فِيهِ ازْدِهافٌ أيَّمَا ازْدِهافِ وَقَالَ الأصمعيّ: ازدِهاف هَاهُنَا: استعجالٌ بالشرّ. وَقَالَ المُفَضَّل: فِيهِ ازدِهافٌ: أَي كَذبٌ وتَزَيُّد. وَقَالَ غيرُه: فِيهِ ازْدهاف: أَي تقَحُّمٌ فِي الشّرّ. وَيُقَال: زَهَف للموْت: أَي دنا لَهُ، وَقَالَ أَبُو وَجْزَة: ومَرْضَى مِنْ دَجاج الرِّيف حُمْرٍ زَواهفُ لَا تموتُ وَلَا تَطِيرُ وَيُقَال: ازْدَهَفَ فلانٌ فلَانا، واسْتَهَفَّهُ واسْتهْفاه: إِذا استزفّه، كلُّ ذَلِك بِمَعْنى استخفّه. والزّاهف: الْهَالِك، وَمِنْه قَوْله:

فَلَمْ أَرَ يَوْمًا أكثرَ زاهِفاً بِهِ طعنةٌ قاضٍ عَلَيْهِ أَلِيلُها والأَلِيلُ: الأَنِين. أَبُو زيد فِي (نوادره) : أَزْهَفَ بِالرجلِ إزْهافاً: إِذا ذَكَر للْقَوْم مِنْ أَمْرِه أَمْراً لَا يَدْرُون أحقُّ هُوَ أَو بَاطِل. وأَزْهَفْتُ إِلَى فُلانٍ حَدِيثاً: أَي أسندتُ إِلَيْهِ قولا لَيْسَ بحَسَن، وأَزْهَفَ لنا فلانٌ فِي الخَبَر: إِذا زَاد فِيهِ. وَإِذا وثِقْتَ بالرَّجُل فِي الأمْر فخَانَك فقد أزْهَفَك إزهافاً، وأصل الإزهاف الْكَذِب. وَقَالَ شمِر: أَزْهَفْتُهُ، وأَزْهَقْتُه: أَي أهلكْتُه. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: أَزْهَفَتْهُ الطَّعنَةُ، وأَزْهَقتْهُ: أَي هَجَمتْ بِهِ على الْمَوْت، وأَزْهَفْتُ إِلَيْهِ الطّعنةَ: أَي أدْنَيتها. وَقَالَ الأصمعيّ: أزْهَفْتُ إِلَيْهِ، وأزْعفْت عَلَيْهِ: أَي أجهَزْتُ عَلَيْهِ، وَأنْشد شَمِر: فلمّا رأَى بأنّه قد دَنَا لَهَا وأزْهَفها بعض الَّذِي كَانَ يُزْهِفُ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: أزْهَفتُ الشَّيْء: أزْجَيتُه. وَقَالَ ابْن شُمَيل: أَزْهَفَ لَهُ بالسَّيف إزْهَافا، وَهُوَ بُداهَتُه، وعَجَلَتُه، وسَوْقُهُ إِلَيْهِ، وازدهَفَ لَهُ بالسَّيف أَيْضا. هـ زب هزب، هبز، بهز، زهب: مستعملة. هزب: قَالَ اللَّيْث: الهَوْزَبُ: المُسِنُّ الجريء من الْإِبِل، وَقَالَ الْأَعْشَى: والهَوْزَبَ العَوْدَ أَمتَطِيهِ بهَا والعَنتَرِيسَ الوَجناءَ والجَمَلا هبز: قَالَ أَبُو زيد: هَبَزَ يَهبزُ هُبُوزاً: إِذا مَاتَ وَكَذَلِكَ قَحَزَ يَقْحِزُ قُحُوزاً: إِذا مَاتَ. زهب: أَبُو تُرَاب، عَن الجعفريّ: أعطَاهُ زِهْباً مِن مالِه فازدهبه: إِذا احتمله، وازدعبه مثله. بهز: فِي الحَدِيث: أَنه أُتَي بشارب، فخُفِقَ بالنِّعال، وبُهِزَ بالأَيدي. البَهْزُ: الدَّفْع. قَالَ اللَّيْث: البَهْزُ: الدَّفعُ العنيف، بَهَزْتُه عنِّي. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: هُوَ البهزُ واللَّهزُ، وَأنْشد: أَنا طَلِيقُ الله وابنِ هُرْمزِ أنقذني مِن صاحبٍ مُشَرِّز شَكْسٍ على الأهلِ مِتَلَ مِبْهَزِ أَبُو عُبيدة عَن الأصمعيّ بَهزَهُ، ولهَزَهُ: إِذا دَفَعه، وبَهْزٌ: من أَسمَاء العَرَب المشارزة: المشارَّة بَين النَّاس. هـ ز م هزم، مهز، همز، زهم، مزه: مستعملة. مهز: أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ: مَهزَه، ومَحَزَه وبَهزَه بِمَعْنى وَاحِد: أَي دَفعه. مزه: يُقَال: مازَحَه، ومازَهَه، والمَزْحُ، والمَزْهُ وَاحِد. هزم: قَالَ اللَّيْث: الهزْم: غَمزُك الشَّيْء تهزِمُه بيَدِك فينهزِم فِي جَوْفه، كَمَا تَغْمِزُ القَناة فتنهزم، وَكَذَلِكَ القِربةُ تنهزِم فِي جوفها وَالِاسْم الهمزَةُ، والهزْمة، والجميع الهُزُوم، وَمِنْه قَول الراجز:

حتَّى إِذا مَا بَلَّت العُكوما من قَصَب الأجواف والهُزُوما وغَيْثٌ هَزِم: مُتهزِّم لَا يسْتَمْسك، كَأَنَّهُ مُتهزِّمٌ عَن مائِه، وَكَذَلِكَ هَزيم السّحاب. أَبُو عبيد، عَن الأصمعيّ: السَّحَاب المتهزِّم والهَزِيم، وَهُوَ الَّذِي لرَعدِه صوتٌ، يُقَال مِنْهُ: سمعتُ هَزْمَة الرَّعْد. اللَّيْث: يُقَال: هُزِم القومُ فِي الْحَرْب، وَالِاسْم الهزِيمة، والهِزِّيمَى، وأصابتْهم هازمةٌ من هوازم الدَّهر: أَي داهية كاسرة. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جلّ وعزّ: {فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ} (البَقَرَة: 251) مَعْنَاهُ كسروهم ورَدُّوهم. قَالَ: وأصل الهَزْم فِي اللُّغَة كسر الشَّيْء وثَنْيُ بعضِه على بعض. وَيُقَال: سِقاءٌ مُتَهزِّمٌ ومُهزَّم: إِذا كَانَ بعضُه قد ثُنِيَ على بعض مَعَ جَفاف. قَالَ: وقَصَبٌ مُتهزِّم ومُهَزَّم: أَي قد كُسِر وشُقِّق. قَالَ: والعَرَبُ تَقول: هُزِمْتُ على زيد: أَي عُطِفْتُ عَلَيْهِ، وَأنْشد: هُزِمْتُ عليكِ اليَوْمَ يابنةَ مالكٍ فجودِي عليْنا بالنوال وأَنْعمِي وَيُقَال: سمعتُ هَزْمة الرَّعد. قَالَ الْأَصْمَعِي: ورُويَ عَن أبي عَمْرو: هُزِمتُ عَلَيْك: أَي عُطِفتُ، وَهُوَ حرف غَرِيب صَحِيح، وَيُقَال: سمعتُ هَزْمة الرَّعْد. قَالَ الأصمعيّ: كَأَنَّهُ صَوت فِيهِ تَشَقّق. وفَرَس هَزم الصوّتِ: يُشَبَّه صَوْتُه بصَوْتِ الرعدِ. وَقَالَ اللَّيْث: الهَزْم: مَا اطمأنَّ من الأَرْض. وَقَالَ غَيره: جمعُه هُزُوم، وَمِنْه قَوْله: كَأَنَّهُ بالخَبْتِ ذِي الهُزُومِ وَقد تَدَلَّى قائدُ النُّجوم نَوَّاحةٌ تبْكي على حميم وهُزُومُ اللَّيْل: صُدوعُه للصبح، وَأنْشد قَول الفرزدق: سوْداءَ من ليل التِّمام اعْتسفْتُها إِلَى أنْ تجلّى عَن بياضٍ هُزُومُها وَقَالَ اللَّيْث: الهزائم: العِجافُ من الدوابّ، الْوَاحِدَة هزِيمة. وَقَالَ غَيره: هِيَ الهِزَم أَيْضا، واحدُها: هِزْمة. وَقَالَ ابْن السّكيت: الهَزِيم: السَّحَاب المُتَشَقِّق بالمطَر، وفَرَسٌ هَزيم: يتشقَّق بالجرْي. وهَزمْتُ الْبِئْر: حَفرتُها وَجَاء فِي حَدِيث زَمْزَم: (إِنَّهَا هَزمة جِبْرِيل) : أَي ضربهَا بِرجلِهِ فَنَبع المَاء. وَقَالَ غَيره: مَعْنَاهُ أَنه هَزَم الأَرْض: أَي كسر وَجههَا عَن عَينها حَتَّى فاضت بِالْمَاءِ الرَّواء. وبئر هزيمَة؛ إِذا خُسِفتْ وكسِر جَبَلُها فَفَاضَ الماءُ الرَّواء، وَمن هَذَا أَخذ هزيمةُ الفَرَس، وَهُوَ تصبُّبُ عَرقِه عِنْد شِدَّة جَرْيه. وَقَالَ الجعديُّ: فلمَّا جَرى الماءُ الحميمُ وأُدْرِكتْ هزيمتُه الأولَى الَّتِي كنتُ أَطلبُ

وَقَالَ الطرمَّاح فِي هزيمَة الْبِئْر: أَنا الطِّرمّاح وعَمِّي حاتمُ واسمِي شَكيمٌ ولساني عارِمُ والبحرُ حِين تنكُزُ الهزائمُ أَرَادَ بالهزائم آباراً كثيرةَ الْمِيَاه. وَفِي بعض الرِّوَايَات: فَاجْتَنبُوا هَزْمَ الأرْض، فَإِنَّهَا مأوَى الهوامّ، يَعْنِي مَا تهزَّم مِنْهَا: أَي تشقَّق، وتكسَّر. وَفِي الحَدِيث: (أول جُمُعة جُمِّعت فِي الْإِسْلَام بِالْمَدِينَةِ فِي هَزْم بَني بَياضةَ) . وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: الاهتزام من شَيْئَيْنِ؛ يُقَال للقِرْبة إِذا يَبِستْ وتكسَّرت: تهزَّمَتْ، وَمِنْه الْهَزِيمَة فِي الْقِتَال، إِنَّمَا هُوَ كَسْرٌ. والاهتزام: من الصَّوْت، يُقَال: سمعتُ هزيمَ الرَّعد. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: من أَمْثَال العَرب فِي انتهاز الفُرص: (اهتزِموا ذبيحتَكم مَا دَامَ بهَا طِرْق) مَعْنَاهُ اذبحوها مَا دَامَت سَمِينَة قبل هُزَالِها. والاهتزام: المبادَرَة إِلَى الْأَمر والإسراع، قَالَ الراجز: إنِّي لأخشَى وَيْحَكُمْ أَن تُحرَمُوا فاهتزِموها قَبْلَ أَنْ تَنَدَّموا وَجَاء فلانٌ يَهتزِم: أَي يُسرع كَأَنَّهُ يُبادِر شَيْئا، وَأنْشد أَبُو عَمْرو: كَانَت إِذا حالِبُ الظلْماءِ أَسْمَعها جَاءَت إِلَى حالبِ الظَّلماء تهتَزِمُ أَي جَاءَت إِلَيْهِ مُسرِعةً. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: ضربَه حَتَّى هَزَّمه وطَحْلَبَه: أَي قَتله، وأَنقزه مثله. وَقَالَ اللَّيْث: المِهزامُ: عُودٌ يُجعَل فِي رَأسه نارٌ يلعَب بِهِ صِبْيانُ الْأَعْرَاب، وَهُوَ لُعبَةٌ لَهُم. وَقَالَ ابْن حبيب فِي قَول جرير: كَانَت مجرِّبةً ترُوزُ بكفِّها كمَرَ العَبيدِ وتَلعَبُ المِهزاما قَالَ: المِهْزام: لُعْبةٌ لَهُم يَلعَبونها، يُغَطَّى رأسُ أحدهم، ثمَّ يُلطم، فَيُقَال لَهُ: من لَطَمَك؟ . وَقَالَ ابْن الفَرَج: المِهزام: عَصاً قصيرةٌ، وَهِي المِرْزام، وَأنْشد: فشَامَ فِيهَا مِثْلَ مِهْزَامِ العَصَا ويُرْوَى: مثل مِرْزام. همز: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الهُمّاز: المُغْتابون فِي الْغَيْب. واللُّمّاز: المغتابون فِي الحَضْرة، وَمِنْه قَول الله جلّ وعزّ: {} (الهُمَزة: 1) . وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: الهُمَزَة اللُّمَزَة: الَّذِي يغتاب الناسَ، وَيغُضُّهم؛ وَأنْشد: إِذا لقيتُك عَن كُرْهٍ تكاشِرُني وَإِن تغيّبتُ كنتَ الهامِزَ اللُّمزَهْ وَقَالَ ابْن السّكيت فِي الهمَزة: اللمَزة مثله. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الهمْز: الغَضُّ. واللّمْز: الكَسْر، والهَمز: الْعَيْب. أَبُو عبيد، عَن الْكسَائي، هَمَزتُه ولمَزْتُه ولَهْزتُه ونهَزْتُه: إِذا دَفعْته. وَقَالَ اللَّيْث: الهَمَّاز والهُمَزة: الَّذِي يَهمِز أَخَاهُ فِي قَفاه مِن خَلفِه. قَالَ: واللَّمْز فِي الِاسْتِقْبَال.

وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ إِذا استفتَح الصَّلَاة قَالَ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من الشَّيْطَان الرَّجِيم من همزه ونفثه ونفخه) . قيل: يَا رَسُول الله: مَا هَمْزُه ونَفْخُه ونَفْثُه؟ قَالَ: أما هَمزه فالمُوتَةُ، وَأما نَفثُه فالشِّعر، وَأما نفْخُه فالكِبْر) . وَقَالَ أَبُو عبيد: المُوتَةُ: الْجُنُون، وَإِنَّمَا سمَّاه هَمزاً؛ لِأَنَّهُ جَعَله من النَّخْس والغَمز، وكلُّ شَيْء دفعتَه فقد هَمزتَه. وَقَالَ اللَّيْث: الهَمْز: العَصْر. تَقول: هَمزتُ رأسَه، وهَمزتُ الجَوْزَ بكفِّي، وَأنْشد: وَمن هَمزِنا رَأسَه تَهَشَّما ابْن الأنباريّ: قوسٌ هَمَزَى: شَدِيدَة الهَمْز، إِذا نُزِع فِيهَا. قَالَ أَبُو النَّجم: أَنْحَى شِمالاً هَمزَى نَضُوحاً وهتَفَى: مُعْطِيةً طرُوحاً قَوْسٌ هَتَفى: تهتِفُ بالوَتر. قَالَ وَإِنَّمَا سمّيت الهمْزة فِي الْحُرُوف لِأَنَّهَا تُهمَز فتُهَتُّ فتنهمز عَن مَخرَجها، يُقَال: هُوَ يَهُتُّ هتّاً: إِذا تكلم بالهَمْز. قلت: وهمزُ القناةِ: ضَغْطُها بالمَهامِز إِذا ثُقِّفتْ. قَالَ شمر: والمَهامِز: عِصِيٌّ واحدتها مِهْمزَة وَهِي عَصا فِي رَأسهَا حديدةٌ يُنْحَس بهَا الْحمار. وَقَالَ الأخطل: رَهْطُ ابنِ أَفْعَلَ فِي الخطوب أذلّةٌ دُنُسُ الثِّياب قَناتُهُم لم تُضْرَسِ بالهَمْز من طول الثِّقاف وجارُهُم يُعطِي الظُّلامةَ فِي الخطوب الحُوَّسِ وَقَالَ الشماخ فِي المَهامِز الَّتِي يُنْخَسُ بهَا الشَّمُوسُ من الخَيل: أَقَامَ الثِّقافُ والطَّريدةُ دَرْأَها كَمَا أخرَجَتْ ضِغْنَ الشَّمُوسِ المهامِز ورَوَى شَهْرُ بنُ حَوْشَبِ، عَن ابْن عبّاس فِي قَول الله: {} (الهُمَزة: 1) . قَالَ: هُوَ المَشّاءُ بالنَّميمة، المُفَرِّق بَين الْجَمَاعَة المُغْرِي بَين الأحِبَّة. الْمُنْذِرِيّ، عَن أبي الْهَيْثَم قَالَ: المَهامِز: مَقارِعُ النّخّاسين الَّتِي يهمزون بهَا الدوابَّ لتُسْرِع، واحدتها مِهْمَزة، وَهِي المِقْرَعة. زهم: قَالَ اللَّيْث: الزُّهومة: ريحُ لحمٍ مُتَنٍ. ولحمٌ زَهِم. ووجَدْتُ مِنْهُ زُهومَة: أَي تغيُّراً. قلت: الزُّهُومة فِي اللَّحْم: كَرَاهَة طبعيَّة فِي رَائِحَته الَّتِي خُلِقَتْ عَلَيْهَا بِلَا تغيّر وإنتان، وَذَلِكَ مثلُ رَائِحَة اللَّحْم الغثّ، أَو رَائِحَة لحم السِّباع، وَكَذَلِكَ السَّمك السَّهِك البَحْريّ، وَأما سَمَك الْأَنْهَار العَذْبة الْجَارِيَة فَلَا زُهومَةَ لَهَا. وَفِي (النَّوَادِر) يُقَال: زَهِمْتُ زُهْمَةً، وخَضِمْتُ خُضْمةً، وغَذِمتُ غُذمةً بِمَعْنى لَقِمْتُ لُقْمةً. وَقَالَ: تَمَلَّىء من ذَلِك الصَّفيحِ ثمّ ازهَمِيه زُهْمَةً فَرُوحي قلت: وَرَوَاهُ ابْن السكّيت: أَلا ازحَمِيه زُحمةً فرُوحِي عاقَبَت الحاءُ الهاءَ.

أبواب الهاء والطاء

وَقَالَ ابْن السكّيت: الزُّهمةُ: الرَّائِحَة المُنْتِنة، والزُّهْم: الشّحْم. والزَّهِمُ: السَّمين. سَلمَة، عَن الفرّاء قَالَ: من أَمْثَال الْعَرَب: (فِي بطن زُهْمانَ زادُه) يُضرَب مَثَلاً للرجل يُدعَى إِلَى الْغَدَاء وَهُوَ شَبْعان. قَالَ: ورجلٌ زُهمانيّ: إِذا كَانَ شبْعان. والشَّحْمُ يُسَمَّى زُهْماً إِذا كَانَ فِيهِ زُهُومة مِثلُ شحْم الْوَحْش. وَقَالَ أَبُو النَّجْم: يذكُر زُهْمَ الكَفَل المَشروحا وَمن هَذَا يُقَال للسَّمين: زَهِم. وَقَالَ زُهَيْر: مِنْهَا الشَّنُونُ وَمِنْهَا الرَّاهِقُ الزَّهِمُ وَقَالَ أَبُو زيد: إِذا اقتسم القومُ جَزُوراً أَو مَالا فأعطوا مِنْهَا رجُلاً حَظَّه، وَأكل مَعَهم، ثمّ جَاءَهُم بعد ذَلِك مستطعماً، قيل لَهُ: (فِي بطن زهمان زَاده) : أَي قدَ أكلتَ مِنْهُ وأخذتَ حظَّك. ورَوَى ابنُ هانىء، عَن زيد بن كَثْوَة أَنه قَالَ: يُضْرَب هَذَا الْمثل للرجل يطلبُ الشيءَ وَقد أَخذ نصيبَه مِنْهُ، وَذَلِكَ أنّ رجلا نَحَر جَزُوراً وأَعطَى زُهْمانَ نَصِيبا ثمّ إِنَّه عَاد ليَأْخُذ مَعَ النَّاس، فَقَالَ لَهُ صَاحب الْجَزُور هَذَا. ابْن السكّيت: الزُّهْمة: الرِّيح المُنْتنة، والزُّهْم: الشَّحْم، والزَّهِمِ: السَّمين. وَفِي (النَّوَادِر) : زَهَمْتُ فلَانا عَن كَذَا وَكَذَا: أَي زجرتُه عَنهُ. أَبُو عبيد، عَن أبي زيد: زاهَمَ فلانٌ الخَمسين، إِذا دنا لَهَا وَلما يبلُغْها. وروى أَبُو العبّاس، عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: يُقَال: زاحَم الْأَرْبَعين، وزاهَمَها. وَقَالَ أَبُو سعيد: يُقَال: بَينهمَا مُزاهَمَة: أَي عَدَاوَة ومحاكَة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: جَمَل مُزاهِم. والمُزَاهَمَة: الفَرُوط لَا يكَاد يدنو مِنْهُ فَرَسٌ إِذا جُنِبَ إِلَيْهِ. وَقد زاهَم مُزَاهَمَةَ وأزهَمَ إزهاماً، وَأنْشد أَبُو عَمْرو: مُسْتَرْ عفاتٌ بِخِدَبٌّ عَيْهامْ مَرَوْدَكِ الْخَلْقِ دِرَفسٍ مِسعَامْ للسابِق التَّالِي قَلِيل الإزْهامْ أَي لَا يكَاد يدنو مِنْهُ الْفرس المَجْنوب لسُرْعته. قَالَ: والمزاهِم: الَّذِي لَيْسَ مِنْك بقريب وَلَا بعيد، وَقَالَ: غَرْبُ النَّوَى أمْسَى لَهَا مُزاهِما من بعد مَا كَانَ لَهَا مُلازِما فالمُزاهم: المُفارِق هَاهُنَا، وَأنْشد أَبُو عَمْرو: حَمَلتْ بِهِ سَهْواً فزاهَمَ أنْفَه عندَ النِّكاح فَصِيلُها بمَضيقِ والمزاهَمة: المداناة، مَأْخُوذ من شمِّ ريحِهِ. (أَبْوَاب الهَاء والطَاء) هـ ط د هـ ط ت هـ ط ظ: مهملات الْوُجُوه. هـ ط ذ ذهط: والذِّهْيَوْط، وَيُقَال: الزِّهْيوط: مَوضِع.

هـ ط ث أهمله اللَّيْث. طهث: ورَوَى عَمْرو عَن أَبِيه أَنه قَالَ: الطُّهْثَةُ: الضَّعِيف الْعقل من الرِّجال وَإِن كَانَ جِسْمه قَوِيا. هـ ط ر طهر، هطر، هرط، رَهْط: مستعملات. هطر: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: هَطَرَه يَهْطِرَه هَطْراً كَمَا يُهْبَجُ الْكَلْب بالخَشبة. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الهَطْرة تذلُّل الفقيرِ للغنيّ إِذا سَأَلَهُ. هرط: قَالَ اللَّيْث: نعجَة هِرْطَةٌ، وَهِي المهزولةُ لَا يُنتفعُ بلحمها غُثُوثة. ثَعْلَب، عَن سَلمَة، عَن الفرَّاء قَالَ: الهِرْطة: النعجة المهزولة، ولحمها: الهِرْط بِالْكَسْرِ. قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: لَحمهَا الهَرْط بِفَتْح الْهَاء، وَهُوَ الَّذِي يتَفَتَّتُ إِذا طُبِخ. وَقَالَ اللَّيْث: الْإِنْسَان يَهْرِط فِي كلامِه: إِذا سَفْسَف وخلَّط. قَالَ: والهَرْط لُغَة فِي الهَرْت، وَهُوَ المَزْق العَنيف. أَبُو عبيد، عَن أبي زيد: هَرَطَ الرجلُ عِرْضَ فلانٍ يَهْرِطُه هَرْطاً إِذا طَعَن فِيهِ، وَمثله هَرَده يَهْرِدُه، وهرتَه يَهْرِتُه ومَزَقه. ابْن شُمَيْل قَالَ: الهِرْطةُ من الرِّجَال: الأحمق الجبان الضَّعِيف. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: هَرِط الرجُل: إِذا استَرْخَى لحمُه بعد صلابة من علّةٍ أَو فَزَع. طهر: قَالَ اللَّيْث: الطَّهْر: نَقيض الْحَيض. يُقَال: طَهَرت المرأةُ، وطَهُرتْ فَهِيَ طاهِرٌ: إِذا انْقَطع عَنْهَا الدَّم، ورأتِ الطُّهر. قَالَ فإِذا اغْتَسَلت قيل: تطهَّرت، واطَّهَرَت. قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ} (المَائدة: 6) . وَأَخْبرنِي المنذريّ، عَن أبي العبَّاس أَنه قَالَ فِي قَول الله: جلّ وعزّ: {وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ} (البَقَرَة: 222) وقرىء (حَتَّى يَطَّهَّرْن) . . قَالَ أَبُو العبَّاس: والقراءةُ (يطَّهَّرْنَ) ؛ لأنَّ من قَرَأَ {يَطْهُرْنَ} أَرَادَ انْقِطَاع الدَّم، {فَإِذَا تَطَهَّرْنَ} : اغْتَسَلْنَ، فَيصير مَعْنَاهُمَا مُخْتَلفا. والوجهُ أَن تكون الكلمتان بِمَعْنى وَاحِد، يُرِيد بهما جَمِيعًا الغُسْلَ، وَلَا يحلُّ المَسِيسُ إلاّ بالاغتسال، ويُصدِّق ذَلِك قِرَاءَة ابْن مَسْعُود: (حَتَّى يتطهرن) . قَالَ: وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: طَهَرتِ الْمَرْأَة هُوَ الْكَلَام، وَيجوز طَهُرَت، وَأما قَول الله جلّ وعزّ: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ} (التَّوْبَة: 108) فإنّ مَعْنَاهُ الِاسْتِنْجَاء بِالْمَاءِ، نزلت فِي الْأَنْصَار، وَكَانُوا إِذا أَحْدَثُوا أَتْبعُوا الحجارةَ بِالْمَاءِ، فَأثْنى الله جلَّ وعزَّ عَلَيْهِم بذلك. وَقَالَ اللَّيْث: التطهُّر: التنزَّه عَن الْإِثْم وَمَا لَا يحمد.

وَمِنْه قَول الله عزَّ وجلَّ فِي ذكر قوم لُوط وقولِهم فِي مؤمني قوم لوط: {إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} (الأعرَاف: 82) أَي يتنزهون عَن إتْيَان الذُّكران. وَيُقَال: فلانٌ طَاهِر الثِّيَاب: إِذا لم يكن دَنِسَ الْأَخْلَاق. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: ثِيَابُ بني عَوْفٍ طَهَارَى نَقِيَّةٌ وأوجُهُهُمْ بِيضُ المَسافِرِ غُرّانُ وَقَول الله عزّ وجلّ: {وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ} (آل عِمرَان: 15) يَعْنِي من الْحيض وَالْبَوْل وَالْغَائِط، وَمَاء طَهُور: أَي يُتَطَهَّر بِهِ، وكما تَقول: وَضُوء، للْمَاء الَّذِي يُتَوَضَّأ مِنْهُ، وكلُّ طَهُورٍ طاهِرٌ، وَلَيْسَ كلّ طَاهِر طَهُوراً. {فَإِذَا تَطَهَّرْنَ} (البَقَرَة: 222) : اغتسلْنَ، وَقد تطَهَّرَت الْمَرْأَة، واطّهرت، فَإِذا انْقَطع عَنْهَا الدَّم قيل: طَهَرت تطهُر فَهِيَ طَاهِر بِلَا هَاء. وَقَوله عزّ وجلّ: {هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ} (هُود: 78) : أَي أحَلُّ لكم، والتطهُّرُ: التنزُّه عمّا لَا يحلُّ، وَمِنْه قَوْله: {إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} (الأعرَاف: 82) : أَي يتنزهون عَن أدبار النِّسَاء وَالرِّجَال، قَالَه فِي قوم لوط تهكّماً، وَقَوله تَعَالَى: {أَن طَهِّرَا بَيْتِىَ} (البَقَرَة: 125) يَعْنِي من الْمعاصِي، وَالْأَفْعَال المحرَّمة. وَقَالَ الفرَّاء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} (المدَّثِّر: 4) : قَالَ بعضُ المفسِّرين: يَقُول: لَا تكن غادِراً فتُدنِّسَ ثِيَابك، فإنّ الغادر دَنِسُ الثّياب، وَقيل معنى قَوْله: {فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} (المدَّثِّر: 4) يَقُول: عَمَلَك فأَصْلِحْ. وَقَالَ بَعضهم: {فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} (المدَّثِّر: 4) : أَي قَصِّرْ، فإِنَّ تَقْصِير الثِّياب طُهرٌ. ورَوى عِكرمة عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله جلّ وعزّ: {فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} (المدَّثِّر: 4) يَقُول: لَا تَلْبَس ثيابَك على مَعْصِيّة وَلَا فُجور وكُفر، وَأنْشد قولَ غَيْلاَن: إنِّي بحَمْدِ الله لَا ثَوْبَ غادرٍ لَبِسْتُ وَلَا مِن خَزْيةٍ أَتَقنَّعُ قلت: وكلّ مَا قيل فِي قَوْله عزّ وجلّ: {وثيابم فطهر فَهُوَ صَحِيح من جِهَة اللُّغة، ومعانيها مُتَقَارِبَة، وَالله أعلم بِمَا أَرَادَ. وأمّا قَول الله جلّ وعزّ: {وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَآءِ مَآءً طَهُوراً} (الفُرقان: 48) فإنَّ الطَّهُور فِي اللُّغَة هُوَ الطَّاهر المطهِّر، لأنّه لَا يكون طَهوراً إلاّ وَهُوَ يُتطهَّر بِهِ، كَالْوضُوءِ: الماءُ الَّذِي يُتَوضّأ بِهِ، والنَّشُوقِ: مَا يُسْتنشَق بِهِ، والفَطُورِ مَا يُفطَرُ عَلَيْهِ من شرابٍ أَو طعامٍ. وسُئل النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن ماءِ الْبَحْر فَقَالَ: (هُوَ الطَّهورُ ماؤُه، الحِلُّ مَيْتَتُه) : أَرَادَ أنَّه طَاهِر يُتطهر بِهِ. وَقَالَ الشافعيّ: كلُّ ماءٍ خَلقه الله نازِلاً من السَّمَاء أَو نابِعاً من عَين فِي الأَرْض أَو بحرٍ لَا صَنعةَ فِيهِ لآدمِيّ غير الاسْتِقاء، وَلم يُغيِّرْ لَوَنه شيءٌ يُخالطُه، وَلم يَتغير طعمُه مِنْهُ فَهُوَ طهُور، كَمَا قَالَ الله جلّ وعزّ: قَالَ: وَمَا عدا ذَلِك من ماءٍ وَرْدٍ أَو وَرَقِ شَجَرٍ أَو ماءِ يَسِيلُ من كَرْمٍ، فَإِنَّهُ وَإِن كَانَ طَاهِرا فَلَيْسَ بِطهُور.

وَقَالَ اللَّيْث: وَالتَّوْبَة الَّتِي تكون بِإِقَامَة الْحُدُود نحوَ الرَّجْم وَغَيره طهَورٌ للمُذنِب تُطهِّره تَطْهِيرا. وَقَالَ: وَجمع طُهْرِ النّساء: أطهار. وَقَالَ فِي قَوْله جلَّ وعزَّ: {مَّكْنُونٍ لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ} (الواقِعَة: 79) يَعْنِي بِهِ الْكتاب لَا يمسهُ إِلَّا الْمَلَائِكَة. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: قَالَ المفسِّرون فِي قَوْله: {مَّكْنُونٍ لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ} (الواقِعَة: 79) عُنِيَ بهَا الْمَلَائِكَة: أَي لَا يمَسُّه فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ إِلَّا الْمَلَائِكَة. وَقَالَ غَيره: يُقَال طَهَّرَ فلانٌ ولَدَه: إِذا أَقَامَ سُنَّةَ خِتَان؛ وَإِنَّمَا سَّمَاه الْمُسلمُونَ تَطْهِيرا لِأَن النَصارى لما تَرَكُوا سنّة الخِتان غَمَسوا أولادَهم فِي ماءٍ فِيهِ صِبْغٌ يُصَفِّر لَوْنَ الْمَوْلُود، وَقَالُوا: هَذَا طُهْرَةُ أَوْلَادنَا الَّتِي أُمِرْنا بهَا، فَأنْزل الله جلَّ وعزَّ: {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً} (البَقَرَة: 138) أَي اتّبعوا دينَ الله وفِطْرَتَه وأمرَه، لَا صِبْغة النَّصَارَى، فالخِتان هُوَ التَّطْهِير، لَا مَا أَحْدَثه النّصارى فِي صِبغة الْأَوْلَاد. والمِطْهَرة: الْإِدَاوَة، وجمعُها الْمَطَاهِر، وكلُّ إناءٍ يُتَطَهَّر مِنْهُ مِثل قُوَسٍ أَو رَكْوَة أَو قَدَحٍ فَهُوَ مِطْهَرة، وَامْرَأَة طاهرٌ بِغَيْر هَاء إِذا طهرتْ من الْحيض، وَامْرَأَة طَاهِرَة إِذا كَانَت نقيةً من الْعُيُوب، وَرجل طَاهِر، ورجالٌ طاهرون، ونساءٌ طاهراتٌ وطواهر، والطّهارة: اسمٌ يقوم مَقامَ التطهُّر بِالْمَاءِ فِي الِاسْتِنْجَاء وَالْوُضُوء. رَهْط: قَالَ اللَّيْث: الرَّهْط عَدَدٌ يُجمَع من ثلاثةٍ إِلَى عَشَرة، وبعضُه يَقُول: من سَبْعةٍ إِلَى عشرَة، وَمَا دون السَّبْعَة إِلَى الثَّلَاثَة نَفَر. قَالَ: وَتَخْفِيف الرَّهْط أحسن من تثقيله. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو زيد: النَّفَر والرَّهط: مَا دون الْعشْرَة من الرِّجال، قَالَ الله جلّ وعزّ: {تُفْتَنُونَ وَكَانَ فِى الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِى الاَْرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ} (النَّمل: 48) . وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي العبّاس أَنه قَالَ: المَعْشَر، والنَّفَر، والرَّهْط، وَالْقَوْم، هَؤُلَاءِ معناهم الجمعُ لَا واحدَ لَهُم من لَفظهمْ، وَهُوَ للرِّجال دون النِّساء. قَالَ: والعَشيرة أَيْضا للرِّجال. وَقَالَ ابْن السّكيت: العِتْرة مثلُ الرَّهْط. قلتُ: وَإِذا قيل: بَنو فلَان رَهْط فُلانٍ فهُم ذُو قرَابَته الأدْنَوْن، والفَصِيلة أقربُ من ذَلِك. وَفِي حَدِيث أَنَسِ بن سِيرِين قَالَ: أفضْتُ مَعَ ابْن عُمر من عَرَفَات، فأتَى جَمْعاً، فأناخَ بُخْتِيَّهُ، فَجَعلهَا قِبلَةً، وَصلى بِنَا المغربَ والعِشاء جَمِيعًا، ثمّ رَقَد، فقلتُ لغلامه: إِذا اسْتَيْقَظَ فأيقظْنا وَنحن ارْتِهاط. قلت: كأنّ مَعْنَاهُ وَنحن ذَوُو ارْتهاط: أَي ذَوُو رَهْطٍ من أَصْحَابنَا. وَقَالَ اللَّيْث: التَّرهيط: عِظَمُ اللَّقْم وشدّة الْأكل، وَهُوَ الدَّهْوَرة، وَأنْشد: يأيها الآكِلُ ذُو التَّرْهِيط قَالَ: والراهِطاء: جُحْر لليَرْبُوع بَين القاصِعاء والنّافقاء يَخبَأُ فِيهِ أَوْلَاده.

قَالَ: والرِّهاط: أَدَمٌ تُقَطَّع كقَدْر مَا بَين الحُجْزَةِ إِلَى الرُّكْبة ثمَّ تُشَقّ كأمْثالِ الشُّرُك تلبَسُه الْجَارِيَة. وَيُقَال: ثوب يلْبَسُه وِلدانُ الْأَعْرَاب، أطباقٌ، بَعْضهَا فَوق بعض أَمْثَال المَراويح، وَأنْشد قَول الهذليّ: بِضَرْبٍ تَسْقُط الهامَاتُ مِنْهُ وطَعْنٍ مثل تَعْطِيطِ الرِّهاطِ أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي: الرَّهْط: جلدٌ يُشقَّق يلْبسهُ الصِّبيان والنِّساء، وأنشدنا: مَتى مَا أشَأْ غيرَ زَهْوَ الملُو كِ أجعَلْكَ رَهْطاً على حُيِّضِ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الرَّهْطُ مِئْزَرُ الْحَائِض يُجعَلُ جُلوداً مُشَقَّقة إِلَّا مَوضِع الفَلْهَم، وَأنْشد بيتَ الهُذَلي هَذَا. وَقَالَ أَبُو طَالب النَّحْوِيّ: الرّهْط يكون من جلودٍ وَمن صوفٍ، والحوْفُ لَا يكون إِلَّا من جلودٍ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: الراهِطاء: التُّرَاب الَّذِي يَجعله اليَرْبوع على فَمِ القاصِعاء وَمَا وَرَاء ذَلِك، وَإِنَّمَا يُغطِّي جُحْرَه حَتَّى لَا يَبقى إِلَّا قدر مَا يَدخل الضوءُ مِنْهُ؛ وَأَصله من الرَّهْطِ، وَهُوَ جلدٌ يُقطَّع سيُوراً يصير بَعْضهَا فَوق بعض، ثمَّ تلْبَسُه الْحَائِض تتوقى وتأتزِرُ بِهِ. قَالَ: وَفِي الرَّهْط فُرَجٌ، كَذَلِك فِي القاصعاء مَعَ الراهِطاء فُرَجٌ، يصل بهَا إِلَى اليربوع الضَّوْء. قَالَ: والرَّهْط أَيْضا: عِظم اللقم، سُمِّيت راهِطاء لِأَنَّهَا فِي دَاخل فَمِ الجُحر، كَمَا أنّ اللّقْمة فِي دَاخل الْفَم. وَقَالَ اللَّيْث: يجمع الرَّهْط من الرِّجَال أَرْهُطاً، والعددُ أرْهِطة، ثمَّ أَراهط وَمِنْه قَوْله: يَا بُؤسَ للحَرْب الَّتِي وضعتْ أَراهِطَ فاستراحُوا قلت: وَرُهاط: موضعٌ فِي بِلَاد هُذَيل. وَذُو مَرَاهط: اسْم مَوضِع آخر، وَقَالَ الراجز: مُنْذُ قَطَعْنا بَطنَ ذِي مَرَاهِطِ وَقَالَ يصف إبِلا: كم خلَّفت بليْلها مِنْ حائطِ وذعْذَعَتْ أخفَافَها من غائطِ مُنْذُ قَطعنَا بطن ذِي مَراهِطِ يَقُودهَا كلُّ سنَامٍ عائطٍ لم يَدْمَ دَفّاها من الضَّواغِطِ ووادي رُهاط: فِي بِلَاد هُذَيل. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الرِّهاط: الأديمُ الأمْلَس. هـ ط ل هطل، هلط، طهل، طله، لطه، لهط: مستعملات. هطل: قَالَ اللَّيْث: الهطَلاَن: تتَابع القَطْر المتفرِّن الْعِظَام. والسَّحاب يهطل والعينُ تهطِلُ بالدُّموع، ودَمْعٌ هاطل. أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي: الدِّيمة: مطرٌ يدومُ مَعَ سُكُون، والضَّرْبُ فَوق ذَلِك. والهطلُ فوقَه، أَو مثل ذَلِك، وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

دِيمةٌ هَطْلاءُ فِيهَا وطَفٌ طَبَقُ الأرْض تحَرَّى وتَدُرّ وَقَالَ النحويون: لَا يُقَال: مطرٌ أهطل، (قَالُوا:) وَقَوله: هطلاء. جَاءَ على غير قِيَاس. قَالَ أَبُو النَّجْم يصف فرسا: يهطِلُهَا الرَّكْضُ بِطَشَ تهْطِلُه وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: هَطَلَ الجرْيُ الفَرَسَ هَطْلاً، إِذا أخرَجَ عرَقَه شَيْئا بعد شَيْء. قَالَ: ويهطِلُها الرَّكْض: يُخرج عرقَها. أَبُو عبيد، عَن أبي عَمْرو: الهِطْل: الْبَعِير المعْيِي. قَالَ: والهطْلى: الْإِبِل الَّتِي تمشي رُوَيداً، وَأنْشد: أبَابَيلُ هَطْلَى من مُرَاحٍ ومُهْملِ وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: تَمشَّى بهَا الآرامُ هَطْلَى كَأَنَّهَا كواعِبُ مَا صيغَتْ لَهُنَّ عقُودُ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الهِطْل: الذِّئب، والهِطْل: اللِّصّ، والهْطل: الرَّجل الأحمق. وهطَلت الناقةُ تهطِل هطْلا: إِذا سَارَتْ سَيْراً ضَعِيفا. قَالَ ذُو الرمَّة: جَعلْتُ لَهُ من ذِكْرِ مَيَ تَعِلَّةً وخرقاءَ فَوْق النَّاعِجاتِ الهواطِلِ أَبُو عُبَيْدَة: جَاءَت الْخَيل هَطْلى: أَي خَناطِيل، جماعاتٍ فِي تَفرقةٍ، لَيْسَ لَهَا وَاحِد. وَقَالَ اللَّيْث: الهَيْطَل والهياطِلَة: جِنْسٌ من التُّرْك والهِنْد، وَأنْشد: حَمَلْتَهُمْ فِيهَا مَعَ الهَيَاطِلَهْ أَثْقِلْ بهم من تِسْعةٍ فِي قَافِلَهْ وَقَالَ بَعضهم لهَذِهِ الْآنِية الَّتِي يُقَال لَهَا الطِّنجير: الهَيْطَل، وَلَا أحفَظُه لإِمَام أعتَمِدُه، وأُراهُ معرّباً أصلُه بَاتِيلَهْ. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم فِي قَول الْأَعْشَى: (مُسْبِلٌ هَطِلٌ) : هَذَا نادرٌ إِنَّمَا يُقَال: هَطَلت السماءُ تَهْطِل هَطْلاً فَهِيَ هاطِلة، فَقَالَ الْأَعْشَى: هَطِل، بِغَيْر ألف. وهَطّال: جبلٌ مَعْرُوف فِي بِلَاد قيس. طهل: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: طَهْيَلَ الرجلُ: إِذا أكل الطَّهْلَة، وَهِي بقلةٌ ناعمة. وَقَالَ: ابْن السّكيت: يُقَال: مَا فِي السَّمَاء قَزَعَةٌ، وَمَا عَلَيْهَا طِهْلِئَة. وَقَالَ اللَّيْث الطِّهْلِيَةُ: الطِّين فِي الحَوْض، وَهُوَ مَا انحتّ فِيهِ من الحَوْضِ بَعْدَ مَا لِيطَ، تَقول: أخرجْ هَذِه الطَّهِيلَة مِن حَوْضِك، وَيُقَال: الطَّهِيلَةُ من النَّاس: الأحمق الَّذِي لَا خير فِيهِ، وَهُوَ المُدَفَّع، قَالَ: وَيُقَال: الرَّاشِنُ. وَقَالَ غَيره: فِي الأَرْض طُهْلَة من كلأٍ أَي شَيْء يسيرٌ من الْكلأ وَلَيْسَ بالكثير. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي، يُقَال: بقيت من أَمْوَالهم طُهْلَةٌ: أَي بقيّة. وَقَالَ هَاهُنَا: طُهْلةُ المَاء، ونُضَاضَتُه وبُرَاضَتُه: بقيّةٌ مِنْهُ. طله: فِي (النَّوَادِر) : عَشِيٌّ أطْلَهُ، وأَدْهَسُ، وأطْلَسُ: إِذا بَقِي من العشيّ سَاعَة يخْتَلف فِيهَا: فَقَائِل يَقُول: أمْسيتَ، وَقَائِل يَقُول: لَا، فَالَّذِي يَقُول: لَا يَقُول هَذَا القَوْل.

هلط: ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي، الهالط: المسترخِي البَطْن. قَالَ: والطاهل: الزَّرْع الملتفّ. وَفِي (النَّوَادِر) : يُقَال: هَلْطةٌ من خبر، وهَيطةٌ، ولَهْطَةٌ، ولَغْطةٌ، وخَبْطَةٌ، وخَيْطَةٌ وخَرْطةٌ كلّه الخَبَر تسمعه، وَلم يُسْتَحَقَّ، وَلم يكذَّب. لهط: أَبُو عبيد، عَن الفرّاء: لَهَطت المرأةُ فَرْجَها بالماءِ: أَي ضَرَبَتْهُ بِهِ. وَقَالَ أَبُو زيد: اللَّهط: الضَّربُ بالكفِّ منشورة، يُقَال: لَهَطَه لَهْطاً. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: اللاهط: الَّذِي يرُشُّ بابَ دَاره، وينظّفه. لطه: قَالَ: شمر: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: اللَّطْه واللَّطْخُ وَاحِد، وَهُوَ الضَّرْب بباطنِ الكفّ. وَيُقَال: فِي السَّمَاء طَلَّةٌ وطَلَسٌ وَهِي مَا رقَّ من السحاق. (هـ ط ن: ممهمل) هـ ط ف اسْتعْمل من وجوهه: طهف، هطف. طهف: قَالَ اللَّيْث: الطَّهْف: طعامٌ يُختبَزُ من الذُّرة، وَنَحْو ذَلِك روى أَبُو عبيد عَن الفرّاء. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الطَّهَفُ: الذُّرة. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الطَّهفُ: شبه الذُّرة وَهِي شَجَرَة كَأَنَّهَا الطُّرَيفة لَا تنْبت إِلَّا فِي السَّهل وشعاب الْجبَال. هطف: بَنو الهَطِف: حيٌّ من الْعَرَب، ذكره أَبُو خِراش الهذليّ: لَو كَانَ حَيّاً لغَاداهم بمُتْرَعةٍ فِيهَا الرَّواوِيقُ من شِيزَى بني الهَطِفِ وَقَالَ ابْن السّكيت: باتت السماءُ تهطِف أَي تَمطُر. قَالَ: والهَطِف: الْمَطَر الغزير. وَقَالَ ابْن الرِّقاع: مُخْرَنْشِماً لِعَماءٍ بَات يَضْرِبُه مِنْهُ الرُّضابُ وَمِنْه المُسْبِل الهَطِفُ هـ ط ب اسْتعْمل من وجوهه: هَبَط، بهط. بهط: قَالَ اللَّيْث: البَهَطُّ سِنْديّة وَهُوَ، الأرُزُّ يُطْبَخُ بِاللَّبنِ والسَّمْن بِلَا مَاء، وعرَّبته العَرَب، فَقَالُوا: بَهَطَّةٌ طيبَة. وَأنْشد: من أَكلها الأَرُزَّ بالبَهَطِّ وَقَالَ أَبُو تُرَاب: سَمِعت الأشجعيَّ يَقُول: بَهَظَني الْأَمر وبَهَظَني بِمَعْنى وَاحِد قلت: وَلم أسمعها بِالطَّاءِ لغيره. هَبَط: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: هَبَط الْإِنْسَان يَهْبِط: إِذا انحدر فِي هَبُوط من صَعُود. قَالَ: والهَبْطَة: مَا تَطامَن من الأَرْض، وَقد هَبَطْنا أرضَ كَذَا وَكَذَا: أَي نزَلْناها، وَيُقَال للْقَوْم إِذا كَانُوا فِي سَفالٍ: قد هَبَطُوا يهبِطون، وَهُوَ نَقِيض ارتفَعُوا. قَالَ: وَفرق مَا بَين الهَبُوط والهُبُوط أنّ الهَبُوطَ اسمٌ للحَدُور، وَهُوَ الْموضع الَّذِي يُهْبِطُك من أَعلى إِلَى أسفَل، والهُبُوط الْمصدر.

قَالَ: والمَهْبُوطُ: الَّذِي مَرِض فهبَطه المَرَض إِلَى أَن اضطَرَب لَحْمه. أَبُو عبيد، عَن أبي عُبَيْدَة: الهَبِيط: الضامر من الْإِبِل. وَقَالَ شمر: (يُقَال:) هَبَطَ شَحْمُ النَّاقة: إِذا اتّضع وقلّ، وهَبَط ثمَنُ السِّلعة، وهَبط فلَان، إِذا اتّضع، وَهَبَطَ الْقَوْم: صَارُوا فِي هُبوط، قَالَ الْهُذلِيّ: ومِنْ أَيْنِها بعدَ إبْدَانها وَمن شَحْم أثْباجِها الهابِطِ وَيُقَال: هَبطتُه فهبط، لَازم وواقع، أَي أنْهبطَتْ أسْنِمَتُها وتواضَعَتْ. وَقَالَ خَالِد بن جَنْبة: يُقَال: هَبَط فلانٌ فِي أَرض كَذَا، وهَبَط السُّوقَ: إِذا أَتَاهَا، وهَبَطَه الزّمانُ: إِذا كَانَ كثيرَ المَال وَالْمَعْرُوف فَذَهَب مَاله ومعروفُه. وَقَالَ الْفراء: يُقَال: هَبَطه الله وأهْبَطه. وَجَاء فِي الحَدِيث: (اللهمّ غَبْطاً لَا هَبْطاً) : أَي نَسْأَلك الغِبْطة، ونعوذُ بك من أَن تُهْبِطَنَا إِلَى حالٍ سَفَال. وَقَالَ الْفراء: الهَبْطُ: الذلّ. وَقَالَ لبيد: إِن يُغْبَطُوا يُهبَطُوا وَإِن أُمِرُوا يَوْمًا يَصيرُوا لِلهُلكِ والنَّكَدِ يُقَال: هَبَطَه فهَبط، لفظ اللاّزم والمتعدي وَاحِد: وَقَالَ عَبيد: وكأنَّ أَقْتَادِي تضمَّنَ نِسْعَها مِن وَحْشِ أوْرَالٍ هَبِيطٌ مُفْرَدُ أَرَادَ بالهَبِيط ثَوْراً ضامراً، وَيُقَال: هَبَطْتُ بلدَ كَذَا: إِذا أَتيتَه. وَقَالَ أَبُو النَّجم يصف إبِلا: يَخُضْنَ مُلاَّحاً كذاوِي القَرْمَلِ فهَبطَتْ والشمسُ لمْ تَرَجَّلِ أَي أَتَتها بالغداةِ قبْل ارْتِفَاع الشَّمْس. أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: هبَط ثمنُ السِّلعة نقص، وهبَطْتُه أَنا أَيْضا بِغَيْر ألف وهبَط الرجلُ من بلدٍ إِلَى بلدٍ، وهَبَطْتُه. هـ ط م همط، طهم، طمه، مطه: مستعملة. همط: قَالَ اللَّيْث: الهَمْط: الخَلْط من الأباطِيل والظُّلم. يُقَال: هُوَ يَهْمِط ويَخلِط هَمْطاً وخَلْطاً. وَسُئِلَ إِبْرَاهِيم النَّخَعيّ عَن العُمّال يَنهضون إِلَى الْقرى فيَهمِطُون أَهلها، فَإِذا رَجعوا إِلَى أَهَالِيهمْ أَهْدَوْا لجيرانهم ودَعوْهم إِلَى طعامهم. فَقَالَ إِبْرَاهِيم: لَهُم المَهْنَأ، وَعَلَيْهِم الوِزْر. وَيُقَال: هَمَطَه واهتَمَطَه: إِذا أَخذ مِنْهُ مالَه على سَبِيل الغَلَبَة والجَوْر، واهتمطَ فلانٌ عِرضَ فلانٍ: إِذا نَالَ مِنْهُ وشَتَمَه. شمِر عَن أبي عدنان، سألتُ الأصمعيّ عَن الهمْط فَقَالَ: هُوَ الْأَخْذ بخُرْق وظُلْم. وَقَالَ غَيره: الهمْط مِن هَمَطَ يَهْمِطُ: إِذا لم يُبالِ مَا قَالَ وَمَا أَكَلَ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: امْتَرَزَ مِن عِرضِه، واهتَمَطَ مِنْهُ: إِذا شَتمه وعابَه.

طهم: أَبُو الْحسن اللِّحياني: مَا أَدْرِي أيُّ الطَّهْم هُوَ، وأيُّ الدَّهْم هُوَ بِمَعْنى وَاحِد، مَعْنَاهُ أيُّ النَّاس هُوَ؟ ووَصَف عليٌّ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: لم يكن بالمطهَّم، وَلَا بالمُكَلْثَم. قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ الأصمعيّ: المطهَّم: التَّامّ كلُّ شَيْء مِنْهُ فَهُوَ بارِعُ الْجمال. وسُئل أَبُو الْعَبَّاس عَن تَفْسِير المُطَهَّم فِي هَذَا الحَدِيث؟ فَقَالَ: المطهَّم مُخْتَلف فِيهِ؛ فَقَالَت طَائِفَة: هُوَ الَّذِي كلّ عُضوٍ مِنْهُ حَسَن على حِدَتِه. قَالَ: وَقَالَت طَائِفَة: المطهَّم: السَّمين الْفَاحِش السِّمَن. وَقَالَت طَائِفَة: المطهَّم: المنتفِخ الوجْه، وَمِنْه قَوْله: ووَجهٌ فِيهِ تطهيم أَي انتفاخ وجَهامة من السِّمَن. قَالَ: وَرُبمَا بَثَرَ الوجهُ فيسمى بَثْرُه النَّفاطِير. قَالَ: وَقَالَت طَائِفَة: المطهَّم: النحيف الْجِسْم الدَّقيقُه. وَقَالَت طَائِفَة: المطهَّم الضَّخْم. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: أمّا مَن قَالَ فِي صفة المُرْتَضى: لم يكن بالمطهَّم، وفسَّرَ التطهيم الجَمال البارعَ فقد نَفَى عَنهُ الصِّفة المحمودة. وَقد أَخطَأ لأنَّ الممدوحَ لَا تُنفَى عَنهُ المحاسِن، وَإِنَّمَا تُنفى المحاسِن عَن المذموم. قَالَ: وأمّا مَن قَالَ: التطهيم: السِّمن الفاحِش فقد تمَّ النفيّ فِي قَوْله: لم يكن بالمطهَّم، وَهَذَا مدحٌ، ومَن قَالَ إنّه النّحافة، فقد تمَّ النَّفْي عَنهُ فِي هَذَا، لأنَّ أُمَّ معبَد وصفتْه بأنّه لم تَعِبْه نُحْلَة، وَلم تَشِنْه ثُجْلَة: أَي انتفاخُ بطْن. قَالَ: وأمّا مَن قَالَ: إنَّ التطهيمَ: الضِّخَمُ فقد صحَّ النفْي، فكأَنّه قَالَ: لم يكن بالضَّخْم. قَالَ: وَهَكَذَا وصَفَه عليّ رَضِي الله عَنهُ: فَقَالَ: كَانَ بادِناً متماسِكاً. وَقَالَ الباهليُّ فِي قَول طُفَيل: وَفينَا رِباطُ الْخَيل كلُّ مطهَّمٍ رَجِيلٍ كَسِرْحانِ الغَضَا المُتَأَوَّبِ قَالَ: المُطهَّمُ: الناعِم الحَسَنُ والرَّجِيلُ: الشَّديد الْمَشْي. وَقَالَ أَبُو سعيد: الطُّهْمَة والصُّحْمة فِي اللّون: أنْ تُجاوِزَ سُمْرَتَه إِلَى السوَاد. وَجْهٌ مطهَّم: إِذا كَانَ كَذَلِك. قَالَ أَبُو سعيد: والتطهيم: النِّفار فِي قَول ذِي الرّمّة: تِلْكَ الَّتِي أشْبهتْ خَرْقاء جِلْوَتُها يومَ النَّقَا بَهجةٌ مِنْهَا وتَطْهِيمُ قَالَ: التطهيمُ فِي هَذَا الْبَيْت: النِّفَار، قَالَ: ومِن هَذَا يُقَال: فلانٌ يَتطهمُ عنّا: أَي يستوْحِش. قَالَ: وأمّا الخيلُ المطهَّمةُ فَإِنَّهَا المقرَّبة المكرّمة العَزيزة الأنفُسِ، وَمِنْه يُقَال: مَالك تَطَّهمُ عَن طعامنا: أَي ترْبَأُ بنفْسك عَنهُ. طمه، ومطه: ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: المُطَمَّهُ: المُطَوَّل، والمُمَطَّهُ: المُمَدَّدُ. قَالَ: والمُهَمَّط: المُظَلَّم، يُقَال: هَمَط: إِذا ظلَم. وَقَالَ فِي قَول أبي النّجم: أخطِم أنْفَ الطامِحِ المُطَهَّمِ

أبواب الهاء والدال

أَرَادَ بِهِ الرجلَ الكريمَ الحَسب. (أَبْوَاب الْهَاء وَالدَّال) هـ د ت هـ دظ هـ د ذ هـ د ث مهملات كلهَا عِنْد اللَّيْث بن المظفَّر. تهد: وروَى اللِّحياني وَغَيره: غلامٌ تَوْهَدٌ وفَوْهدٌ، وَهُوَ التّامُّ الخَلْق. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: هُوَ الناعم، وَجَارِيَة تَوْهَدة فَوْهَدة: إِذا كَانَت ناعمةً. هـ د ر هدر، هرد، دهر، دره، رهد، رده: مستعملات كلهَا. هدر: قَالَ اللَّيْث: الهَدَر: مَا يَبطُل: تَقول: هَدَرَ دَمُه يَهْدِرُ هِداراً، وأهدرْتُه أَنا إهداراً، وهدَرَ البعيرُ يَهدِر هديراً وهَدْراً والحمامةُ تَهدِر، وجَرةُ النَّبِيذ تهدِر، قَالَ: وَالْأَرْض الهادرة، والعُشْب الهادِر: الْكثير، وَبَنُو فلَان هِدَرَةٌ: أَي ساقطون لَيْسُوا بشيءٍ. قلتُ: هَذَا الْحَرْف رَوَاه أَبُو عُبَيْد عَن الْأَصْمَعِي بِفَتْح الْهَاء وَالدَّال: هَدَره، وفسّره أَنهم الساقطون. ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: بَنو فلانٍ هِدَرة بِكَسْر الْهَاء، وهُدَرةٌ بِضَم الْهَاء وبُذَرةٌ. وَقَالَ بَعضهم: واحِدُ الهِدَرَة هِدْر مثل قِرْد وقِرَدَة، وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: إنّي إِذا حَان الجَبانُ الهِدَرَهْ قصدتُ من قَصْدِ الطَّرِيق مَنْجَرَه وَقَالَ أَبُو صَخْر الهُذَلي: إِذا اسْتوْسَنَتْ واستَبْقَل الهَدَفُ الهِدْرُ أَبُو عُبَيد، عَن الْأَصْمَعِي: اللَّبن إِذا خَثُرَ أَعْلَاهُ وأسفَلُه رقيقٌ فَهُوَ هادِر. وَقَالَ ابْن شُميل: يُقَال للبقل: قد هَدَر: إِذا بلغ إناهُ فِي الطُّول والعِظَم، وَكَذَلِكَ قد هَدَرَت الأرضُ هَدِيراً: إِذا انْتهى بَقْلُها طُولاً، والهادِرُ من العُشْب: الَّذِي لَا شَيْء فَوْقه. أَبُو نصر، عَن الْأَصْمَعِي: هدَرَ البعيرُ يَهْدِر هَدِيراً، وضربتُه فَهَدَرَت رِئتُه تهدُر هُدُوراً: إِذا سَقَطَتْ. قَالَ: وهَدَرَ دَمُه يَهْدِرُ هَدْراً، ودَمُه هَدَرٌ: أَي باطلٌ لَيْسَ فِيهِ قَوَد وَلَا عَقْل، وَيُقَال: هُوَ كالمُهَدِّر فِي العُنَّة: يضْرب مثلا للَّذي يَصِيح ويُجلِّب وَلَيْسَ وَرَاء ذَلِك شَيْء، كالبعير الَّذِي يُحبَس فِي حَظيرةٍ يُمنَع من الضِّراب فَهُوَ يُهَدِّر (قَالَ الْبَاهِلِيّ فِي قَول العجاج: وهَدَرَ الناسُ من الجِدِّ الهَدَرْ فالهَدَر هَاهُنَا مَعْنَاهُ أَهْدَرَ، أَي الجدُّ أسْقَطَ من لَا خير فِيهِ من النَّاس، والهَدَرُ: الَّذين لَا خير فيهم، وهَدَر الطائرُ وهَدَل يهْدِر ويهْدِل هَدِيراً وهَدِيلا. أَبُو حَاتِم، عَن الْأَصْمَعِي: هدر البعيرُ والحَمامُ يَهْدِر هَدْراً ودمُه هَدَرٌ: أَي بَاطِل لَيْسَ فِيهِ قَوَدٌ وَلَا عقْل. قَالَ: وَيُقَال: هَدَرَ دمُ الْقَتِيل يهدُر بِالضَّمِّ هَدَراً بِفَتْح الدَّال، وأهدَرَه السُّلْطَان. ورَوَى أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: هَدَر الدَّمُ يَهدِر، وَأَنا أهْدَرْتُه.

وَرَوَى أَبُو تُراب للأصمعيّ: هَدَر الغُلامُ وهَدَلَ: إِذا صوَّت. قَالَ: وَقَالَ أَبُو السَّمَيْدَع: ذَاك: إِذا أراغَ الْكَلَام وَهُوَ صَغِير، وَأنْشد قَول ذِي الرُّمّة: طَوى البَطْنَ زَيّامٌ كأنّ سَحيلَه عليهنَّ إِذْ وَلَّى هَدِيلُ غُلاَمِ أَي غِناءُ غُلام. هرد: قَالَ اللَّيْث: الهُرْدِيَّة قصَبات تُضَمّ مَلوِيّةً بطاقات الكَرْم يُرسَل عَلَيْهَا قُضبان الكرْم. وَتقول: هرَّدْتُ اللحمَ فَهُوَ مُهَرَّد، وَقد هَرِد اللحمُ. قلت: وَالَّذِي حفظناه عَن أئمَتنا فِي الْقصب الحُرْدِيّ بِالْحَاء، وَلَا يجوز عِنْدهم بِالْهَاءِ. أَبُو عُبَيد، عَن أبي زيد: فَإِن أَدخلْتَ اللحمَ النارَ وأنضجْتَه فَهُوَ مُهرَّد، وَقد هَرَّدْتُه وهَرِدَ هُوَ. قَالَ: والمُهَرَّأُ مثلُه. وَفِي الحَدِيث: (ينزل عِيسَى إِلَى الأَرْض وَعَلِيهِ ثَوْبَان مَهْرُودَان) . ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس، عَن سَلَمة، عَن الْفراء قَالَ: الهَرْدُ: الشَّقّ. قَالَ: وَفِي خبر عِيسَى أَنه ينزل فِي مَهْرُودَتيْن، أَي فِي شُقَّتين، أَو حُلَّتين. وَقَالَ شَمِر: قَالَ أَبُو عدنان: أَخْبرنِي الْعَالم من أَعْرَاب باهلة أنّ الثَّوبَ يُصْبَغ بالوَرْس ثمَّ بالزعفران فَيَجِيء لَونه مثل لون زَهْرة الحَوْذَانة، فَذَلِك الثوبُ المَهْرُود. قَالَ: أَخْبرنِي بعض أَصْحَاب الحَدِيث أنّه بَلَغه أَن المَهْرُود: الَّذِي يُصْبَغُ بالعُروق. قَالَ: وَالْعُرُوق يُقَال لَهَا الهُرْد. أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: هَرَد ثوبَه، وهَرَتَه: إِذا شَقَّه فَهُوَ هَرِيدٌ وهَرِيتٌ وَقَالَ سَاعِدَة الهُذَليّ: غَداة شُواحِطٍ فَنَجَوْتَ شَدّاً وَثَوْبُكَ فِي عباقِيَةٍ هَرِيدُ أَي مشقوق. أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي: هَرَت فلَان الشَّيْء، وهَرَدَه: إِذا أنضَجَه إنْضاجاً شَدِيدا. وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي فِي حَدِيث عِيسَى رُوِي فِي مَهْرُودَتَيْن، ورُوِي فِي مُمَصَّرتَيْن. قَالَ: ومعناهما وَاحِد، وَهِي المصبوغة بالصُّفرة من زعفران أَو غَيره. قَالَ القُتيبيّ: هُوَ عِنْدِي من النقلَة خطأ، وَأرَاهُ مَهْرُوَّتين: أَي صفراوَين. يُقَال: هرّيت الْعِمَامَة: إِذا لبِستها صفراء، وفعلتُ مِنْهُ: هرَوْتُ. قَالَ أَبُو بكر: لَا تَقول الْعَرَب: هرَوتُ الثَّوْب، وَلَكِن يَقُولُونَ هرَّيتُ، فَلَو ثُنِّي على هَذَا لقِيلَ: (مُهَرَّاتين) فِي اسْم مالم يُسَمَّ فَاعله، وبَعْدُ فَإِن الْعَرَب لَا تَقول: هرَّيْتُ إِلَّا فِي الْعِمَامَة خَاصَّة، فَلَيْسَ لَهُ أَن يقيسَ الشُّقَّةَ على الْعِمَامَة؛ لِأَن اللُّغَة رِوَايَة، وَقَوله: من مَهْرُودَتين: أَي من شُقَّتين أخدتا من الهَرْد وَهُوَ الشقّ خطأ؛ لِأَن الْعَرَب لَا تُسمِّي الشقّ للإصلاح هرْداً، بل يسمون الْخرق والإفساد: هرْداً.

وَقَالَ ابْن السّكيت: هرَد القَصَّارُ الثَّوْب، وهرَته: إِذا خرقه، وهرَد فلَان عِرْضَ فلَان، وهرَته، فَهَذَا يدل على الْإِفْسَاد، وَالْقَوْل عندنَا فِي الحَدِيث: مهرودتين بِالدَّال، والذال: أَي بَين ممصَّرتين على مَا جَاءَ فِي الحَدِيث، وَلم نَسْمَعهُ إِلَّا فِي الحَدِيث كَمَا لم نسْمع الصِّيَر الصِّحناة، وَكَذَلِكَ الثُّفّاءَ الحُرْف، وَنَحْوه. قَالَ: وَالدَّال، والذال أختَان تُبدل إِحْدَاهمَا عَن الْأُخْرَى: يُقَال: رجلٌ مِدْلٌ ومِذْلٌ إِذا كَانَ قَلِيل الْجِسْم خفيّ الشَّخْص، وَكَذَلِكَ الدَّال والذّال فِي قَوْله: مهروذتين. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: الهِرْدَى: نَبْتٌ، وَقَالَهُ ابْن الأنباريّ، وَهُوَ أُنْثَى. دهر: قَالَ اللَّيْث: الدَّهر: الأبَدُ الْمَحْدُود، ورجلٌ دُهْرِيٌّ: أَي قديم، ورجلٌ دَهْرِيّ: يَقُول بِبَقَاء الدَّهْر، وَلَا يُؤمن بِالآخِرَة. ورُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّه قَالَ: (لَا تَسُبُّوا الدَّهْر فإِن الله هُوَ الدَّهْر) . قَالَ أَبُو عُبيد: قَوْله: فإِنّ الله هُوَ الدَّهْر مِمَّا لَا يَنْبَغِي لأحد من أهل الْإِسْلَام أَن يجهل وجهَه، وَذَلِكَ أنّ المعطِّلة بِهِ يحتجّون على الْمُسلمين، قَالَ: ورأيتُ بعضَ من يُتَّهم بالزَّنْدَقة والدَّهْرِيّة يحتجّ بِهَذَا الحَدِيث وَيَقُول: (أَلا ترَاهُ يَقُول: فإنّ الله هُوَ الدَّهْر) ؟ فقلتُ: وَهل كَانَ أحدٌ يسبُّ الله فِي آبادِ الدَّهر؟ قد قَالَ الْأَعْشَى فِي الْجَاهِلِيَّة: اسْتَأْثر الله بِالْوَفَاءِ وبالحَمْ دِ وَوَلّى الملاَمَةَ الرَّجُلاَ قَالَ: وتأويله عِنْدِي أنّ العَرَب كَانَ شَأْنهَا أَن تَذُمّ الدَّهْرَ وتَسُبَّه عِنْد النَّوَازِل تنزل بهم: من مَوْتٍ أَو هَرَم فَيَقُولُونَ: أصابتْهم قوارِعُ الدهرِ، وأبادَهم الدَّهْرُ، فيجعلون الدَّهر الَّذِي يفعل ذَلِك، فيذمّونه، وَقد ذكرُوا ذَلِك فِي أشعارهم، وأَخبرَ الله عَنْهُم بذلك، ثمَّ كَذَّبهم، فَقَالَ جلّ وعزّ: {تَذَكَّرُونَ وَقَالُواْ مَا هِىَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَآ إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ} (الجَاثيَة: 24) قَالَ الله جلّ وعزّ: {الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ} (الجَاثيَة: 24) . فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَا تَسُبُّوا الدّهرَ) على تَأْوِيل: لَا تَسُبُّوا الدَّهْر الَّذِي يفعل بكم هَذِه الأشْياء، فَإِنَّكُم إِذا سببتم فاعلها فَإِنَّمَا يَقع السَّبُّ على الله لِأَنَّهُ الْفَاعِل لَهَا لَا الدهرُ، فَهَذَا وَجه الحَدِيث إِن شَاءَ الله. قلتُ: وَقد قَالَ الشَّافِعِي فِي تَفْسِير هَذَا الحَدِيث نَحْواً مِمَّا قَالَ أَبُو عُبيد، وَاحْتج بالأبيات الَّتِي ذكرهَا أَبُو عبيد، فَظَنَنْت أَبَا عبيد عَنهُ أَخذ هَذَا التَّفْسِير لأنّه أوّل من فسره. وَقَالَ شَمر: الزّمان والدَّهْر وَاحِد، واحتجّ بقوله: إنّ دَهْراً يَلُفُّ حَبْلي بِجُمْل لَزَمانٌ يَهُمُّ بالإحسانِ فعارض أَبُو الْهَيْثَم شَمِراً فِي مقَالَته، وَخَطأَهُ فِي قَوْله: الزّمان والدّهر وَاحِد، وَقَالَ: الزمانُ: زَمانُ الرُّطَب، وزمان الْفَاكِهَة، وزمان الحرّ، وزمانُ الْبرد،

وَيكون الزَّمَان شَهْرَيْن إِلَى سِتَّة أشهر، والدهر لَا يَنْقَطِع. قلت: والدهر عِنْد الْعَرَب يَقَع على بعض الدَّهْر الأطوَلِ، ويقَع على مُدّة الدُّنْيَا كلِّها وَقد سَمِعت غير وَاحِد من الْعَرَب يَقُول: أَقَمْنَا على مَاء كَذَا وَكَذَا دَهْراً، ودارنا الَّتِي حللنا بهَا دَهْراً، وَإِذا كَانَ هَذَا هَكَذَا جَازَ أَن يُقَال: الزَّمَان والدهر وَاحِد فِي معنى دون معنى وَقد سمعتُ أَعْرَابِيًا فصيحاً يَقُول: ماءُ كَذَا وَكَذَا يحملنا الشَّهْرَ والشَّهْرَين، وَلَا يحملنا الدّهر الطَّوِيل: أَرَادَ أنّ مَا حوله من الْكلأ ينفَدُ سَريعاً فنحتاج إِلَى حُضورِ مَاء آخر؛ لِأَن المَاء إِذا أكلت الْمَاشِيَة مَا حوله من الْكلأ لم يكن لحُضّاره بُدٌّ من طَلَبِ ماءٍ آخرَ يَرْعَوْنَ مَا حَوْله وَيجوز أَن تَقول: كُنَّا أزمانَ ولَايَة فلانٍ بِموضع كَذَا وَكَذَا، إِن طَالَتْ مدّةُ ولَايَته والسَّنَة عِنْد الْعَرَب أَرْبَعَة أزمنة: ربيع الْكلأ، والقيظ والخَريف والشتاء؛ وَلَا يجوز أَن يُقَال: الدّهر أَرْبَعَة أزمنة، فهما يفترقان فِي هَذَا الْموضع. قَالَ الشَّافِعِي: الحينُ يَقع على مدّة الدُّنْيَا، ويَوْم، وَلَا نعلم للحين غَايَة، وَكَذَلِكَ زمانٌ ودَهْرٌ وأحقابٌ. ذكر هَذَا فِي كتاب (الْإِيمَان) . حَكَاهُ المُزنّى فِي (مُختصره) عَنهُ. وَقَالَ ابْن الأنباريّ يُقَال فِي النِّسْبة إِلَى الرجل الْقَدِيم: دَهْرِيّ، وَإِن كَانَ من بني دَهْر بن عَامر قلتَ دُهْرِيّ لَا غير بضمّ الدَّال. وَقَالَ ابْن كَيْسان: وَمِمَّا غُيِّرتْ حركاتُه فِي النِّسبة قولُهم: رجُلٌ سُهْليٌّ بضمّ السِّين فِي الْمَنْسُوب إِلَى السَّهل، وَكَذَلِكَ رَجُلٌ دُهريّ. قَالَ: وَلَهُمَا أمثالٌ كَثِيرَة. حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن هَاجَك، عَن ابْن جَبَلة، عَن أبي عبيد، عَن ابْن عُلَيّة، عَن أَيُّوب، عَن ابْن سِيرِين، عَن أبي بَكْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (أَلا إِن الزَّمان قد اسْتَدَارَ كهَيْئَته يومَ خَلَق الله السَّماوات وَالْأَرْض، السَّنة اثْنَا عشر شهرا، أربعةٌ مِنْهَا حُرُم، ثَلَاثَة مِنْهَا مُتَوَالِيَات: ذُو الْقعدَة وَذُو الْحجَّة ومحرَّمٌ وَرَجَب مُفرَد. قلتُ: أَرَادَ بِالزَّمَانِ الدَّهْرَ وسِنِيّه. وَقَالَ اللَّيْث: الدَّهارير: أول الدَّهْر من الزَّمَان الْمَاضِي، يُقَال: كَانَ ذَلِك فِي دَهْر الدَّهارير، قَالَ: وَلَا يُفْرَد مِنْهُ دِهْرِير. قَالَ: والدّهرُ: النَّازِلَة تنزل بالقوم تَقول: دَهَرَهمْ أمرٌ: نَزَلتْ بهم نازِلةٌ وَيُقَال: مَا دَهري كَذَا وَكَذَا: أَي مَا هِمَّتي. وَقَالَ ابْن السّكيت: مَا طِبِّي كَذَا: أَي مَا دهري: قَالَ اللَّيْث: ورَجُل دَهْوَرِيُّ الصَّوْت، وَهُوَ الصُّلْبُ الصَّوْت. قلتُ: وَهَذَا خَطَأ عِنْدِي، والصوابُ رجلٌ جَهْوَرِيُّ الصَّوْت بِالْجِيم: أَي رَفيعُ الصَّوْت فَخْمُه؛ فصُحِّف وقلبت الجيمُ دَالا وَالله أعلم. والدَّهْوَرة: جمعُ الشَّيْء ثمَّ قذفه فِي مَهْوَاة. وَقَالَ غير اللَّيْث دَهْوَرَ فلانٌ اللُّقَم إِذا أدارها ثمَّ التهمها.

وَقَالَ مُجَاهِد فِي قَول الله جلّ وعزّ: {إِذا الشَّمْس كورت} (التّكوير: 1) : أَي دُهْوِرتْ. وَقَالَ الرّبيع بن خُثَيْم {كوِّرت أَي رُمِيَ بهَا. وَقَالَ بعضُ أهل اللُّغَة: دَهْوَرْتُ الْحَائِط: إِذا طَرَحْتَه حَتَّى يسقُطَ، وَيُقَال: طعنه فكوَّره: إِذا ألْقاه وصَرَعه. وَقَالَ الزَّجّاج فِي قَول الله جلّ وعزّ: {فَكُبْكِبُواْ فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ} (الشُّعَرَاء: 94) أَي فِي الْجَحِيم. قَالَ: وَمعنى (كُبْكِبُوا) طُرح بَعضهم على بعض. وَقَالَ غَيره من أهل اللُّغَة: مَعْنَاهُ دُهْوِروا. وَفِي حَدِيث: فإنّ ذَا الدّهر أطوارا دهاريرُ قَالَ الْأَزْهَرِي: الدهرُ ذُو حَالين من بؤس ونُعْم. وَقَالَ الفرزدق: فإنى أَنا الموْتُ الَّذِي هُوَ نازلٌ بنفسكَ فَانْظُر كَيفَ أَنْت تُحاولهْ خاطَبَ جَرِيرًا، فَأَجَابَهُ: أَنا الدّهرُ يُفنِي الموتَ والدهرُ خَالِد فجئني بمثلِ الدَّهْر شَيْئا يُطاوِله قلتُ: جعل الدّهرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَة، لِأَن الْمَوْت يِفنَى بعد انْقِضَاء الدُّنْيَا، هَكَذَا جَاءَ فِي الحَدِيث. وداهر: مَلِك الدَّيْبُل قَتله مُحَمَّد بن الْقَاسِم الثَّقَفيّ ابْن عمّ الحجّاج، فَذكره جرير فَقَالَ: وأَرْضَ هِرَقْلٍ قد قَهَرْتَ وداهراً وَيسْعَى لكم من آل كِسْرَى النَّواصِفُ أَرَادَ بالنواصف الخَدَم. رهد: فِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : مَا عِنْدِي فِي هَذَا الْأَمر رَهْوَدِيَّةٌ وَلَا رَخْوَدِيَّة: أَي لَيْسَ عِنْدِي فِيهِ رِفق والا مُهاوَدَة، وَلَا هُوَيْدِيّة وَلَا رُوَيْدِيّة، وَلَا هَوْداء وَلَا هَيْداء، بِمَعْنى وَاحِد. أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ: رَهَّدَ الرجلُ: إِذا حَمُق حَمَاقَة محكمَة. وَقَالَ اللَّيْث: الرَّهِيد: الناعم، والرَّهادَة هِيَ الرَّخاصة، تَقول: فتاة رَهِيدَة: أَي رَخْصَة. رده: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: رَدَّهَ الرَّجُلُ: إِذا سَاد القومَ بشجاعةٍ أَو سخاء أَو غيرِهما. وَقَالَ اللَّيْث: الرَّدْهُ: شِبْهُ أَكَمَةٍ خَشِنةٍ كَثِيرَة الْحِجَارَة، والواحدة رَدْهَة، وَهِي قِلالُ القِفاف، وَأنْشد لرؤبة: من بَعْض أَنْضادِ القِفافِ الرُّدَّهِ قَالَ: وَرُبمَا جَاءَت الرَّدهَة فِي وصف بِئْر تُحْفَر فِي قُفَ أَو تكون خِلْقَةً فِيهِ. وَقَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ الأصمعيّ: الرَّدْهَة: النُّقرة فِي الْجَبَل يُسْتنقَع فِيهَا الماءُ، وجمعُها رِدَاهٌ. وَقَالَ أَبُو خَيْرَة: الرَّدْه شبه أكمة فِي رَأس الْجَبَل: صفاةٌ يُسْتَنْقَعُ فِيهَا المَاء، وَأنْشد: لِمن الديارُ بجانبِ الرَّدْهِ قَفْراً مِنَ التَّأْييهِ والنَّدْهِ التأييه: أَن يُؤَيِّه بالفَرَس إِذا نَفَر، فَيَقُول: إيهِ إيهِ. والنَّدْه بِالْإِبِلِ: أَن يَقُول لَهَا: هِدَهْ هِدَهْ.

وَقَالَ غَيره: الرَّدْهَة: حَجَر مستنقَع فِي المَاء، وَجَمعهَا رِداهٌ. وَقَالَ ابْن مُقبِل: وقافِيَةٍ مِثلِ وَقْع الرِّدا هِ لم تَتَّرِكْ لمجيبٍ مَقالا وَقَالَ المؤرِّج: الرَّدْهة: الموْرِدُ، والرّدْهة: الصَّخْرة فِي المَاء، وَهِي الأتانُ. قَالَ: والرَّدْهة أَيْضا: ماءُ الثَّلْج. قَالَ: والرَّدْهة: الثَّوْبُ الخَلَق المُسَلْسَل. وَرجل رَدِهٌ: صُلْبٌ مَتينٌ لَجُوجٌ لَا يُغْلَب. قلتُ: لَا أعرف الَّذِي رَوَى للمُؤَرِّج هَذِه الْأَشْيَاء، وَهِي مُنْكَرةٌ عِنْدي. وَقَالَ اللَّيْث: يُسَمَّى البَيْتُ الْعَظِيم الَّذِي لَا يكون أعظَمُ مِنْهُ الرَّدْهة، وجمعُها الرِّداهُ، وَقد ردَّهت المرأةُ بيتَها تَرْدَهُ رَدْهاً. قلت: كَانَ الأَصْل فِيهِ رَدَحَتْ بِالْحَاء، فأُبدِلت هَاء، وَمِنْه قَوْله: بَيْتَ حَتُوفٍ مُكْفَأً مَرْدُوحَا حدّثنا أَبُو إِسْحَاق قَالَ: حدّثنا عُثْمَان قَالَ: حدّثنا هَارُون بن مَعْرُوف قَالَ: حدّثنا سُفْيَان بن عُيَيْنَة قَالَ: حدّثنا الْعَلَاء بن أبي العبَّاس، عَن أبي الطُّفَيْل، عَن بكر بن قِرْواش، عَن سعد قَالَ: سَمِعت النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكر ذَاك الَّذِي قتل عليٌّ صلوَات الله عَلَيْهِ: ذَا الثُّدَيّة، فَقَالَ شَيْطَان الرَّدْهة، راعِي الْخَيل، يحتدِرُه رجلٌ من بَجِيلة: أَي يُسْقِطه. دره: قَالَ اللَّيْث: أُمِيت فِعلُه إلاّ قَوْلهم: رجل مِدْرَهُ حَرْب، وَهُوَ مِدْرَهُ الْقَوْم وَهُوَ الدَّافِع عَنْهُم. أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: المِدْرَهُ: لِسَان الْقَوْم والمتكلِّم عَنْهُم، وَأنْشد غَيره: وأنتَ فِي الْقَوْم أخُو عِفّةٍ ومِدْرَهُ القومِ غداةَ الخِطابْ وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: دَرَه فلانٌ علينا، ودَرَأ: إِذا هَجَم من حَيْثُ لم تَحْتسبْه، وَأنْشد: عَزِيز عليَّ فَقْدُه ففقَدْتُه فَبَان وخَلَّى دارهات النَّوائبِ قَالَ: دارِهاتُها: هاجِمَاتها. وَيُقَال: إنّه لَذُو تُدْرَإ وَذُو تُدْرَأةٍ: إِذا كَانَ هجّاماً على أعدائه من حَيْثُ لَا يحتسبونه. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ: الدَّرَهْرَهَةُ: الْمَرْأَة القاهرةُ لبَعْلها، قَالَ: والسَّمَرْمَرَة: الغول، وَيُقَال لِلكَوكَبَةِ الوَقّادةِ إِذا دَرَأَتْ بنُورِها من الْأُفق: دَرَهْرَهة. هـ د ل هدل، دهل، دله، لهد: مستعملة. هدل: قَالَ اللَّيْث: هَدَلت الحمامةُ تَهدِل هَديلاً، وَيُقَال: هَدِيلُها: فرخها. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ قَالَ: الهَدِيل يكون من شَيْئَيْنِ: هُوَ الذَّكَر من الْحمام، وَهُوَ صوتُ الْحمام أَيْضا. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو مثلَه فِي الْقَوْلَيْنِ جَمِيعًا. . قَالَ: وسَمِعْتُهما جَمِيعًا من الْعَرَب. قَالَ: وَقَالَ الأُمَويّ: يَزعُم الْأَعْرَاب فِي الهَدِيل أنّه فَرْخٌ كَانَ على عَهْد نُوحٍ فَمَاتَ ضَيْعةً وعَطشاً، قَالَ: فَيَقُولُونَ: لَيْسَ من حَمامةٍ إلاّ وَهِي تَبْكي عَلَيْهِ.

قَالَ الأمَويّ: وأنشدني ابْن أبي وَجْزَة السَّعْدِيّ لِنُصَيْب: فقلتُ: أتبْكي ذاتُ طوْقٍ تذكَّرَتْ هَدِيلاً وَقد أَوْدَى وَمَا كَانَ تُبَّعُ يَقُول: وَلم يكن خُلِق تُبَّع بَعْدُ قَالَ: وَيَقُولُونَ: صادَ الهَدِيلَ جارِحةٌ من جَوارح الطير، وَأنْشد: وَمَا مَنْ تَهتفِين بِهِ لنصرٍ بأقرب جابةً لكِ من هَدِيلِ فمرّة يجعلونه الطَّائِر نفسَه، ومرّة يجعلونه الصوتَ. وَقَالَ اللَّيْث: الهَدَل: استرخاء المِشْفَر الْأَسْفَل، ومِشفرٌ هادِلٌ وأَهدَلُ، وشَفَةٌ هَدْلاء: مُنْقَلَبةٌ على الذَّقَن. قَالَ: والتهدّل: استرخاء جلْدَة الخُصْية، وَنَحْو ذَلِك، وَأنْشد: كأنّ خُصْيَيْه من التَّهَدُّلِ ظَرفُ عجوزٍ فِيهِ ثِنْتَا حَنْظَلِ والهَدَالُ: ضَربٌ من الشَّجَر، وَيُقَال: كلُّ غُصنٍ يَنبُت فِي أراكةٍ أَو طَلْحَة مُسْتَقِيمًا فَهُوَ هَدَالة كأنّه مُخالِفٌ لسائِرها من الأغصان، وَرُبمَا داوَوْا بِهِ من السِّحْر والجُنون. الحرّانيّ، عَن ابْن السكّيت: يُقَال: هَدَلَ البعيرُ يَهدِل هَدْلا فَهُوَ أَهْدَل: إِذا طَال مِشْفَرُه، وَهُوَ أَن تأخُذَه القَرْحة فيهدِل مِشْفَرُه، وَقد هَدِل يَهدَل هَدَلاً: إِذا كَانَ طَويلَ المِشْفَر، وَذَلِكَ ممّا يُمدَح بِهِ، وَهُوَ مِشْفَرٌ هَدِل، وَقَالَ الراجز: بكُلِّ شَعشاعٍ صُهابيَ هَدِلْ وَقَالَ أَبُو عُبيد: هَدَلْتُ الشيءَ أهْدِلُهُ: أَي أرسلتُه إِلَى أَسْفَل. والسحابُ إِذا تَدَلَّى هَيْدَبُه فَهُوَ أهدَل. وَقَالَ الْكُمَيْت: بِتَهْتَانِ دِيمَتِه الأهْدَلِ وَيُقَال: تهدَّلتِ الثمارُ: إِذا تدلّت، فَهِيَ متهَدِّلة. دهل: قَالَ اللَّيْث: لاَ دَهْل بالنَّبطِيّة؛ لَا تَخَفْ وَأنْشد لبشّار: فقلتُ لَهُ: لَا دَهْلَ من قَمْل بعد مَا مَلاَ نَيفَقَ التُّبّان مِنْهُ بِعاذِرِ قلتُ: وَلَيْسَ لَا دَهْل وَلَا قَمل من كَلَام الْعَرَب، إِنَّمَا هما من كَلَام النَّبَط، يَقُولُونَ للجَمَل قَمل وَإِنَّمَا تهكم بالطّرمّاح وَجعله نبطيَّ النَّسَب، ونفاه عَن طَيء. وَقَالَ اللِّحياني: مضى دَهْلٌ من اللَّيْل: أَي سَاعَة. وَقَالَ أَبُو عمْرو: الدَّهْل: الشَّيْء الْيَسِير. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الدَّاهِل المتحيِّر. قلت: وَأَصله الدالِه فقلبه. دله: قَالَ اللَّيْث: الدَّلَه: ذهَاب الْفُؤَاد من همَ كَمَا يُدَلَّه عقل الْإِنْسَان من عِشق أَو غَيره، وَقد دُلِّه عقلُه تَدْلِيهاً. وَقَالَ أَبُو عبيد: رجل مُدَلَّه: إِذا كَانَ ساهِيَ القَلْب، ذَاهِب الْعقل. وَقَالَ غيرُه: رجلٌ مُدَلَّهٌ ومُتَلَّهٌ بِمَعْنى وَاحِد، ورجلٌ دالِهٌ ودالهةٌ: ضَعِيف النَّفس. لهد: قَالَ اللَّيْث: اللَّهْدُ: الصَّدْمة الشَّدِيدَة فِي الصَّدْر. وَالْبَعِير اللَّهِيد: الَّذِي أصَاب جَنْبَه

ضَغْطَهٌ من حِمْلٍ ثقيل فأوْرثَه دَاء أفسدَ عَلَيْهِ رِئَتَه، فَهُوَ ملهود. وَقَالَ الْكُمَيْت: نُطْعِمُ الجَيْأَلَ اللَّهِيدَ من الكُو م وَلم نَدْعُ مَنْ يُشِيطُ الجَزُورا قلتُ: اللَّهيدُ من الْإِبِل: الَّذِي حُمِل عَلَيْهِ حِمْلٌ ثقيل فلَهَد ظَهْرَه أَو جَنْبَه: أَي ضغطه، أَو شدخه فوَرَّمَه ثمَّ لم يُوَقّ موضعُ اللَّهْدِ من الرحْل أَو القتَب حَتَّى دَبِرَ. وَإِذا أَصَابَته لَهْدَةٌ من الحِمْل أُخْلِي ذَلِك الموَضعُ من بَدادِي القَتَب كَيْلا يضغطه الْحِمل فيزدادَ فَسَادًا، وَإِذا لم يُخْلَ عَنهُ تقَيَّحت اللَّهْدَةُ فَصَارَت دَبَرَة. وَيُقَال لَهَدْتُ الرجلَ أَلْهَدُه لَهْداً: أَي دَفَعتُه فَهُوَ ملهود، وَرجل مُلهَّد: إِذا استُذِلَّ فدُفِّع تدفيعاً، ونُحِّيَ عَن مجَالِس ذَوِي الْفضل، وَمِنْه قَول طرَفة: ذَليل بأَجماعِ الرِّجال مُلَهَّدِ وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو زيد: ألْهَدْتُ بالرجُل إلهاداً، وأَحضنتُ بِهِ إحْضاناً إِذا ازدريت بِهِ، وأنشدنا: تعلْم هداكَ اللهأنَّ ابنَ نَوْفَلٍ بِنَا مُلْهِدٌ لَو يَملكِ الضَّلْعَ ضالعُ وَقَالَ ابْن السّكيت: اللهيدة: من أطعِمة الْأَعْرَاب، وَهِي الَّتِي تُجاوِز حدَّ الحرِيقة والسخِينَة، وتقصُر عَن العصيدة، والسخينةُ: الَّتِي ارتفعتْ عَن الحساء، وثَقُلَتْ أنْ تُحْسَى. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: أَلْهَدْتُ بِالرجلِ إلهاداً، إِذا أمسكْتَ إحدَى رِجلَيه، وخلَّيت عَلَيْهِ رجلا آخَر يُقاتله، وَكَذَلِكَ إِن فطَّنتَ رجلا لمخاصمة صَاحبه ولَحَنْتَ لَهُ ولقَّنتَه حُجَّتَه فقد ألهدْتَ بِهِ. قَالَ: واللَّهْد: داءٌ يأخُذ الْإِبِل فِي صُدورِها، وَأنْشد: تَظلَعُ مِنْ لَهْدٍ بهَا وَلَهْدِ شمر عَن الهوَازِنيّ: رَجلٌ مُلَهدٌ: أَي مستَضْعَفٌ ذَليل. هـ د ن هدن، هِنْد، دهن، نهد، نده: مستعملة. هدن: شمِرٌ عَن الهوازنيّ قَالَ: الهُدْنة: انْتِقَاض عَزم الرجلُ لخبرٍ يَأْتِيهِ، فيَهْدِنُه عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ، فَيُقَال: انْهَدَنَ فلَان عَن ذَاك، وهَدَنَه خبرٌ أَتَاهُ هَدْناً شَدِيدا. وَقَالَ اللَّيْث: المهدَنَة من الهُدْنة، وَهُوَ السّكُون، يُقَال مِنْهُ: هَدَنْتُ أَهْدِنُ هُدُوناً: إِذا سكنْتَ فَلم تتحرَّك. ورجلٌ مَهدون، وَهُوَ البليد الَّذِي يُرضيه الْكَلَام، يُقَال: قد هَدَنوه بالقَوْل دون الْفِعْل، وَأنْشد: وَلم يُعَوَّدْ نَوْمةَ المهدونِ وَيُقَال: هُدِنَ عَنْك فلَان: أَي أرضاه الشَّيْء الْيَسِير. ورُوِي عَن سَلمان أَنه قَالَ: مَلْغاةٌ أولِ اللَّيْل مَهدنةٌ لآخره، مَعْنَاهُ أَنه إِذا سَهر فِي أول ليلِه فَلَغَا فِي الأباطل لم يَسْتَيْقِظ فِي آخِره للتهجّد وَالصَّلَاة. أَبُو عبيد، عَن أبي عَمْرو قَالَ: الهدُون: السّكُون، والهِدان: الرجل الأحمقُ الجافي.

قَالَ رؤبة: قد يَجمعُ المالَ الهِدانُ الجافي من غير مَا عَقْلِ وَلَا اصطِرافِ أَبُو عبيد فِي كتاب (النَّوَادِر) قَالَ: الهَيْدانُ والهِدانُ وَاحِد. قَالَ: وَالْأَصْل الهدَان، فزادوا الْيَاء. قلت: وَهُوَ فَيْعال، مِثَاله عَيْدان النّخل، النونُ أَصْلِيَّة، وَالْيَاء زَائِدَة. وَقَالَ الشَّاعِر فِي المهدُون: إنَّ العَواوِيرَ مأكولٌ حُظوظتُها وَذُو الكهامَة بالأقوال مَهدُون وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكَر الفِتَن فَقَالَ: (يكون بعدَها هُدنةٌ على دَخَن، وجماعةٌ على أَقْذاء) ، وَتَفْسِيره فِي الحَدِيث: لَا ترجعُ قلوبُ قومٍ على مَا كَانَت عَلَيْهِ. وأصل الهدْنة السّكُون بعد الهَيْج، وَيُقَال للصُّلح بعد الْقِتَال: هُدْنة، وَرُبمَا جُعِلَت الهدْنة مُدّةً مَعْلُومَة، فَإِذا انْقَضتْ الْمدَّة عاوَدُوا الْقِتَال. وَتَفْسِير الدَّخَن فِي كتاب الْخَاء. وَيُقَال: هدَّنَت المرأةُ صَبِيَّها: إِذا أَهدَأَتْه ليَنَام، فَهُوَ مُهدَّن. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هَدَّن عدوَّه: إِذا كافّه، وهَدَن: إِذا حَمُق. وَقَالَ اللَّيْث: الهوْدَناتُ: النُّوق. وَقَالَ شمِرٌ: هدَنْتُ الرجلَ إِذا سَكّنْته وخَدَعْته كَمَا يُهْدَن الصَّبِي. وَقَالَ رؤبة: ثُقِّفْتَ تَثقِيفَ امرىءٍ لم يُهْدَنِ أَي لم يُخدَعْ وَلم يُسَكَّن فيُطْمَعَ فِيهِ. هِنْد: قَالَ الأصمعيّ وَغَيره: هُنَيْدةُ: مائَة من الإبلَ معرِفةٌ لَا تنصَرِف؛ وَلَا يَدْخُلها الْألف وَاللَّام، وَلَا تُجمع، وَلَا وَاحِد لَهَا من جِنْسِها. وَقَالَ أَبُو وَجزة: فيهم جِيادٌ وأخطارٌ مُؤبَّلَةٌ من هِنْدِ هِنْدَ وأرْباءٌ على الهِنَد وَيُقَال: هنَّدَتْ فلانةُ فُلاناً: إِذا أورثَتْه عِشقاً بالمُغازلة والملاطفة؛ وَأنْشد: يَعِدْنَ مَنْ هنَّدْنَ والمُتَيَّمَا وَقَالَ الراجز: غَرَّكَ مِنْ هنَّادَةَ التَّهنِيدُ موْعُودُها والباطلُ المَوْعودُ والتهنِيدُ: شَحْذُ السَّيْف. وَقَالَ: كلُّ حُسامٍ مُحْكَمِ التَّهنِيد وأصل التهنِيد فِي السَّيْف أَن يُطبَعَ بِبِلَاد الْهِنْد ويُحكم عملُ شَحْذِه حَتَّى لَا ينبُو عَن الضَّرِيبة يُقَال: سيفٌ مُهنَّد وهِنْديٌّ وهُنْدُوانيّ إِذا سوي وطُبِع بالهنْد. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: هَنَّدَ: إِذا قَصَّرَ وهَنَد وهَنَّد: إِذا صَاح صياح البُومة. ابْن المستنير: هَنَّدَتْ فلانةُ بقَلْبه: أَي ذهبت بِهِ. عَمْرو عَن أَبِيه: هَنّد الرجل إِذا شَتم إنْسَانا شَتْماً قبيحاً؛ وهُنِّد إِذا شُتم فاحتمله. وهنْدٌ من أَسمَاء الرِّجَال وَالنِّسَاء. وَأما هَنَّادٌ ومُهَنَّد وهِنْديٌّ فَمن أَسمَاء الرِّجَال خَاصَّة. وَقَالَ ابْن دُريد: هَنَّدتُ الرجلَ تهْنيداً: إِذا لايَنْتَه ولاطَفْته، وَأنْشد:

راقك من هَنَّادَةَ التهنيدُ دهن: قَالَ اللَّيْث: الدُّهْن الاسمُ. والدَّهْنُ: الفِعْل المجاوز، والادِّهانُ الفِعْل اللَّازِم. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ وَأبي زيد: الدَّهِين الناقةُ البَكِيئة القليلة اللَّبن. قَالَ أَبُو زيد: وَقد دَهِنَتْ تَدْهَنُ دَهَانَةً. ابْن السّكيت: نَاقَة دَهِينٌ: قَليلَة اللّبَن، والجميع دُهُن. قَالَ المثقّب: تَسُدُّ بمَضْرَ حيِّ اللّوْنِ جَثْلٍ خَوَايَةَ فَرْج مِقْلاتٍ دَهِينِ وَقَالَ اللَّيْث: هِيَ الَّتِي يُمْرَى ضَرْعُها فَلَا يدُرُّ قَطْرَة. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الدَّهِين من الْجمال: الَّذِي لَا يكَاد يُلقِحُ والملِيحُ: الَّذِي لَا يُلقح أصلا، وَإِذا ألقَح فِي أوَّل قَرْعة فَهُوَ قَبِيسٌ. قَالَ: ودَهّن الرَّجُلُ الرَّجُلَ: إِذا نافَقَ، ودَهَّنَ غلامَه، إِذا ضرَبه. أَبُو عبيد، عَن الفرَّاء: دَهَنَه بالعصا يَدْهَنُه: إِذا ضَرَبه، وَهَذَا كَمَا يُقَال: مَسَحَه بالعصا، وبالسَّيْف، إِذا ضَرَبه بِرِفْق وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله جلّ وعزّ: {الْمُكَذِّبِينَ وَدُّواْ لَوْ تُدْهِنُ} (القَلَم: 9) يُقَال: وَدُّوا لَو تَلين فِي دِينك فيلينُون. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الإدهان: المُقَاربة فِي الْكَلَام والتَّليِين فِي القَوْل، من ذَلِك قَوْله: {الْمُكَذِّبِينَ وَدُّواْ لَوْ تُدْهِنُ} (القَلَم: 9) ، مَعْنَاهُ ودوا لَو تكفرون فيكفرون، وَقَالَ فِي قَوْله جلّ وعزّ: {الْعَالَمِينَ أَفَبِهَاذَا الْحَدِيثِ أَنتُمْ مُّدْهِنُونَ} (الواقِعَة: 81) قَالَ: مكذِّبون، وَيُقَال: كافرون، وَقَالَ فِي مَوضِع آخر فِي قَوْله: {الْمُكَذِّبِينَ وَدُّواْ لَوْ تُدْهِنُ} (القَلَم: 9) : يُقَال: ودُّوا لَو تَلينُ فِي دينك فَيَلِينُون. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الإدهان: المقاربة فِي الْكَلَام، والتَّليين فِي القَوْل من ذَلِك قَوْله: {الْمُكَذِّبِينَ وَدُّواْ لَوْ تُدْهِنُ} (القَلَم: 9) . وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق الزّجاج: المُدْهِنُ والمُداهِنُ: الكذّاب المنافِق. وَقَالَ فِي قَوْله: {الْمُكَذِّبِينَ وَدُّواْ لَوْ تُدْهِنُ} (القَلَم: 9) أَي ودُّوا لَو تُصانعهم فِي الدِّين فيُصانعُونك. وَقَالَ اللَّيْث: الإدهان: اللِّينُ، والمُداهِن: المُصانِع المُوارِبِ، قَالَ زُهَيْر: وَفِي الحِلْمِ إِدْهانٌ وَفِي العَفْوِ دُرْبةٌ وَفِي الصِّدْق مَنْجَاةٌ من الشَّرِّ فاصدُقِ وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: أصل الإدهان الْإِبْقَاء، يُقَال: لَا تُدْهِنُ عَلَيْهِ: أَي لَا تُبق عَلَيْهِ. وَقَالَ اللحيانيّ: يُقَال: مَا أدهنْتَ إِلَّا على نَفسك: أَي مَا أبقيت بِالدَّال وَيُقَال: مَا أرهيْتَ ذَاك: أَي مَا تركتَه سَاكِنا. والإرهاء: الإسكان. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: قَالَ بعض أهل اللّغة: معنى داهَنَ وأَدْهَنَ: أَي أظْهَر خلافَ مَا أَضْمَر فكأنّه بَيَّن الكذبَ على نَفسه. وَقَالَ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {الْعَالَمِينَ أَفَبِهَاذَا الْحَدِيثِ أَنتُمْ مُّدْهِنُونَ} (الواقِعَة: 81) : أَي مكذِّبون. وَقَالَ اللَّيْث: الدُّهْنُ من الْمَطَر: قدرُ مَا يَبلُّ وجهَ الأَرْض. وَرجل دَهِينٌ: ضَعِيف. وَيُقَال: أتيت بأمرٍ دَهِين. وَقَالَ ابْن عَرادةَ:

لِتَنْتَزِعُوا تُراثَ بني تميمٍ لقد ظَنُّوا بِنَا ظَنّاً دَهِينَا وَقَالَ غَيره: الدِّهان: الأمطار اللَّيِّنة، وَاحِدهَا دُهن. وَقَالَ الفرَّاء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {السَّمَآءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً} (الرَّحمان: 37) . قَالَ: شَبَّهها فِي اخْتِلَاف ألوانها بالدُّهن واختِلاف ألوانِه. قَالَ: وَيُقَال: الدِّهان: الأدِيم الْأَحْمَر وَأنْشد ابنُ الْأَعرَابِي: ومُخاصِمٍ قاومْتُ فِي كَبَدٍ مثل الدِّهانِ فَكَانَ لي العُذْرُ قَالَ: الدِّهان: الطَّرِيقُ الأمْلَس هَاهُنَا: أَي قاومْتُه فِي مَزِلَ فَثَبَتَ قَدَمي وَلم تثبُتْ قدمُه. والعُذْرُ: النُّجْح. قَالَ: والدِّهان فِي الْقُرْآن: الأدِيمُ الأحْمَر الصِّرْف. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله جلّ وعزّ: {السَّمَآءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً} (الرَّحمان: 37) : تتَلوَّنُ من الفَزَعِ الأكْبَر كَمَا تَتَلوَّن الدِّهانُ المُختلفة، وَدَلِيل ذَلِك قَوْله جلّ وعزّ: {قَرِيباً يَوْمَ تَكُونُ} (المعارج: 8) : أَي كالزَّيت الَّذِي قد أُغْلِي. أَبُو عبيد، عَن أبي عَمْرو: المَداهِنُ: نُقَرٌ فِي رُؤُوس الْجبَال يَسْتَنْقِعُ فِيهَا الماءِ، وَاحِدهَا مُدْهُن. وَقَالَ اللَّيْث: المُدْهُن كَانَ فِي الأَصْل مِدْهناً، فلمَّا كَثُر فِي الْكَلَام ضَمُّوه. وَقَالَ ابْن السّكيت: قَالَ الفرّاء: مَا كَانَ على مِفْعل ومِفْعلة ممّا يُعْتَملُ بِهِ، فَهُوَ مكسورُ الْمِيم، نَحْو مِخْرَز ومِقْطَع ومِسَلّ ومِخَدَّة إلاّ أحرفاً جَاءَت نوادرَ بضمّ الْمِيم وَالْعين، وَهِي: مُدْهُنٌ ومُسعُطٌ ومُنْخُلٌ ومُكْحُلٌ ومُنْصُلٌ، والقياسُ مِدْهَن ومِنْخَل ومِسْعَط ومِكْحَلة. والدَّهناء من ديارِ بني تَميم، مَعْرُوفَة، تُقْصرُ وتُمَدّ. والنِّسبة إِلَيْهَا دَهْناويّ، وَهِي سَبْعَة أجْبُل فِي عُرْضها بَين كلِّ جَبَلَيْن شَقِيقَةٌ، وطولُها من حَزْن يَنْسوعَةَ إِلَى رَمْل يَبْرِينَ، وَهِي من أَكثر بِلَاد الله كلأً مَعَ قلّة أَعْدادِ الْمِيَاه، وَإِذا أخْصَبت الدَّهْناء رَبَّعَت العَرب جَمْعاء لِسَعيها وَكَثْرَة شَجَرها، وَهِي غَداةٌ مكرُمَة نَزِهَةٌ، مَنْ سَكنها لم يَعرِف الحُمَّى لِطيب تُرْبَتها وهوائِها. وَقَالَ أَبُو زيد: الدِّهان: الأمطار الضّعيفة، وَاحِدهَا دُهْن، يُقَال: دَهَنها وَليُّ، فَهِيَ مَدْهُونة. والدَّهَّان: الَّذِي يَبِيع الدُّهْن. نهد: قَالَ اللَّيْث: النَّهْد فِي نَعْت الْخَيل: الجسيمُ المُشْرف. يُقَال: فَرَسٌ نَهْدُ القَذال، نَهْدُ القُصَيْرَى. والنَّهْد: إِخْرَاج القَوم نَفقاتهم على قَدْرِ عَدَدِ الرُّفْقة: يُقَال: تناهدوا وناهَدُوا، ونَاهَدَ بَعضهم بَعْضًا. والمُخْرَجُ يُقَال لَهُ: النِّهْد: يُقَال: هاتِ نِهْدَك. قَالَ: والمُناهَدة فِي الْحَرْب أَن ينْهدَ بَعضهم إِلَى بعض، وَهِي فِي معنى نهضُوا، إلاّ أنّ النهوض قيامٌ على قُعود، ومُضِيّ؛ والنُّهُود: مُضيٌّ على كلِّ حَال. قَالَ والنهيدة: الزُّبدَة الضَّخْمة، وَبَعْضهمْ يُسمِّيها إِذا كَانَت ضخْمةً نهْدَةً، وَإِذا كَانَت صَغِيرَة فَهْدةً.

قَالَ أَبُو حَاتِم: النهِيدَة من الزُّبْد: زُبْدُ اللّبن الَّذِي لم يَرُبْ وَلم يُدْرِك فَيُمخَضُ اللّبن فَتكون زُبْدَتُه قَليلَة حلوةً. والنَّهْداء من الرِّمال كالرَّابية المتلبِّدة: مكرُمَة تُنْبِتُ الشَّجَر، وَلَا يُنْعَتُ الذَّكَرُ على أَنْهَد. وَتقول: نَهَدَ الشَّدْيُ نُهُوداً: إِذا انتَبَرَ وكَعَّب، فَهُوَ ناهِد. وَقَالَ أَبُو عبيد: إِذا نَهَدَ ثَدْيُ الْجَارِيَة قيل: هِيَ ناهِد. والثُّدِيُّ الفَوالكُ دون النَّواهد. وَنَهَدَ القومُ لِعَدُوّهم: إِذا صَمَدُوا لَهُ وَفِي حَدِيث ابْن عمر أَنه دخل المسجدَ الحرامَ فنهَدَ لَهُ الناسُ يسألونه: أَي نَهَضوا، وأنْهَدْتُ الحَوْضَ إنهاداً: إِذا مَلأتَه حتّى يَفيضَ. أَبُو عبيد، عَن الْكسَائي: إناءٌ نَهْدانُ: الَّذِي قد علا وأشرف، وحَفّانُ: قد بَلَغ الماءُ حَفَافَيْه، وكَعْثَبٌ نَهْدٌ: إِذا نَتَأَ وارتفَع، وَإِذا كَانَ مُسْتَرخِياً فَهُوَ هَيْدَبٌ، وأَنشد الْفراء: أريتَ إنْ أُعطِيتَ نَهْداً كَعْثَبا أذاكَ أمْ نُعطِيك هَيْداً هَيْدَبَا ابْن السّكيت: النَّهيدةُ أَن يُغْلَى لُبابُ الهبِيد، وَهُوَ حبُّ الحَنظَل، فَإِذا بلغ إنَاه من النُّضْج والكَثَافة ذُرَّتْ عَلَيْهِ قُمَيْحة من دَقيق، ثمَّ أُكِل. روى ابْن السّكيت لأبي عُبَيْدَة أَنه قَالَ: إِذا قاربت الدلوُ الملْءَ فَهُوَ نَهْدُها: يُقَال: نهَدتِ المَلْءَ، قَالَ: فَإِذا كَانَت دون مَلْئِها قيل: غرَّضْتُ فِي الدَّلْو، وَأنْشد: لَا تملأ الدَّلْوَ وغَرِّضْ فِيهَا فإِنّ دُونَ مَلْئِها يَكفيها وَكَذَلِكَ عَرَّقْتُ. وَقَالَ: وضَخْتُ وأَوضَخْتُ: إِذا جعلتَ فِي أَسْفَلها مُوَيهةً. نده: الأصمعيّ: النَّدْهُ: الزَّجْر، قَالَ: وَكَانَ يُقَال للْمَرْأَة فِي الْجَاهِلِيَّة إِذا طُلِّقَت: اذهَبِي فَلَا أَندَهُ سَرْبَكِ، فكانَتْ تَطلُق، الأَصْل فِيهِ أَنه يَقُول لَهَا: اذهبِي إِلَى أهلك فَإِنِّي لَا أَحفَظ عليكِ مالكِ وَلَا أرُدُّ إبِلك عَن مَذْهَبها، وَقد أَهْمَلْتُها لِتَذْهَب حَيْثُ شَاءَت. وَقَالَ اللَّيْث: النَّدْه: الزّجْر عَن الْحَوْض وَعَن كلّ شَيْء إِذا طُرِدَتِ الإبلُ عَنهُ بالصِّياح. وَقَالَ أَبُو مَالك: نَدَه الرّجلُ يَنْدَه نَدْهاً: إِذا صَوَّت. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال للرجل إِذا رأَوه جَرِيئاً على مَا أَتَى أَو المرأةِ: إحْدَى نَوَادِهِ البَكْر. أَبُو عبيد، عَن الْأمَوِي: النَّدهة: الكثْرة من المَال، وَأنْشد قَول جميل: وَلَا مَالُهم ذُو نَدْهَةٍ فَيدُوني وَقَالَ ابْن السّكيت: النَّدهة والنُّدهة بِفَتْح النّون وضمِّها: كَثْرَة المَال. هـ د ف هدف، فَهد، دهف، دفه: مستعملة. هدف: روى شمر بِإِسْنَاد لَهُ أنَّ الزُّبير وَعَمْرو بن الْعَاصِ اجْتمعَا فِي الحِجر، فَقَالَ الزُّبير: أما وَالله لقد كنت أهدَفْتَ لي

يَوْم بَدْر، وَلَكِنِّي اسْتَبْقَيتُك لمثل هَذَا الْيَوْم. فَقَالَ عَمْرو: وَأَنت وَالله لقد كنت أَهدفْتَ لي، وَمَا يَسُرُّني أنَّ لي مثل ذَلِك بِفَرَّتي مِنْك. قَالَ شمر: قَوْله: أهدفت لي، الإهدافُ: الدُّنُّو مِنْك والاستقبالُ لَك والانتصاب. يُقَال: أهدَف لي الشيءُ فَهُوَ مُهدِف، وَأنْشد: ومِن بني ضَبَّة كَهْفٌ مِكْهَفُ إنْ سالَ يَوْمًا جَمْعُهمْ وأَهدَفُوا وَقَالَ: الإهدافُ: الدُّنُوُّ: أَهدَفَ القومُ: إِذا قَرُبوا. وَقَالَ ابْن شُميل، أَو قَالَه الفرَّاء: يُقَال لمّا أَهدَفَتْ لي الكوفةُ نَزَلْتُ، ولمّا أهدَفَتْ لَهُم تفرَّقوا، وكلُّ شَيْء رَأَيْته قد استقبَلك اسْتِقْبَالًا فَهُوَ مُهْدِف ومُسْتَهدِف. قَالَ النَّابِغَة: وإِذا طَعَنْتَ طَعَنْتَ فِي مُسْتَهدِفٍ رابِي المَجَسَّة بالعَبِير مُقَرْمَدِ أَي مُرتفع منتصب، وَقد اسْتهدَف: أَي انتَصَب، وَمن ذَلِك أُخذ الهدَف لانتصابه لِمَنْ يَرمِيه. وَقَالَ الزَّفَيان السَّعْديّ يذكر نَاقَته: ترجوا اجتبارَ عظْمها إذْ أَزْحَفَتْ فأَمْرَعَتْ لما إليكَ أَهدَفَتْ أيْ قدْ قَرُبتْ وَدَنَتْ. وَفِي (النَّوَادِر) : يُقَال: جَاءَت هادِفَةٌ من نَاس، ودَاهفَةٌ وجاهشَةٌ. وهاجِشَةٌ وهابِشَةٌ وهائِشةٌ وَيُقَال: هَل هَدَف إِلَيْكُم هادِفٌ، أَو هَبَشَ هابِشٌ: يستخبره هَل حَدَثَ ببَلده أحدٌ سِوى مَن كَانَ بِهِ. وَقَالَ اللَّيْث: الهدَف: الغرَض. والهَدَفُ من الرّجال: الجسيم الطَّويلُ العُنُق العريضُ الألوَاح. وَيُقَال: أَهْدَفَ لَك السحابُ أَو الشَّيْء: إِذا انتَصَب، والهَدفُ: كلُّ شيءٍ عريض مرتفِع. وَفِي الحَدِيث أَنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا مرَّ بهدفٍ مائلٍ أَو صَدفٍ مائلٍ أسرَعَ المشيَ. قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ الأصمعيّ: الهدَف: كل شَيْء عَظِيم مُرْتَفع. وَقَالَ غَيره: وَبِه شُبِّه الرَّجل الْعَظِيم، فَقيل لَهُ: هَدَف، وَأنْشد: إِذا الهَدَفُ المِعْزالُ صوَّب رأْسَه وأَعجبه ضَفْوٌ من الثَّلّةِ الخُطْلِ قَالَ: والصَّدَف نحوٌ من الهَدف. وَقَالَ أَبُو سعيد فِي قَوْله: إِذا الهدف المِعْزال: هَذَا راعِي ضَأْن فَهُوَ لضَأْنه هَدف تأوِي إِلَيْهِ، وَهَذَا ذمٌّ للرجُل إِذا كَانَ راعِيَ الضَّأْن، وَيُقَال: أحمقُ من راعي الضَّأْن. قَالَ: وَلم يُرِدْ بالخُطْل اسْترخاء آذانها، أَرَادَ بالخُطْل: الكثيرةَ تخْطِل عَلَيْهِ وتَتْبَعُه. قَالَ: وَقَوله: الهَدَف: الرجلُ الْعَظِيم خطأ. وَفِي حَدِيث أبي بكر: قَالَ لَهُ ابْنه عبد الرحمان: لقد أَهْدَفْتَ لي يومَ بدر، فَصِفْتُ عَنْك، فَقَالَ أَبُو بكر: لكنَّك لَو أَهدفْتَ لي لم أَصِفْ عَنْك: يُقَال لكل

شَيْء دنا مِنْك وانتصب لَك واستَقْبَلك: قد أهدف لي الشيءُ، واستَهْدَف، وَمِنْه أُخِذ الهَدف لانتصابه. وَقَالَ ابنُ شُميل: الهَدف: مَا رُفِع وثُنِيَ من الأَرْض للنِّضال. والقرْطاس: مَا وُضِع فِي الهدف ليُرْمى. وَالْغَرَض: مَا يُنْصَب شِبْه غِرْبال أَو حلْقة. وَقَالَ فِي موضعٍ آخر: الْغَرَض: الهدَف، ويُسَمَّى القِرطاسُ هَدَفاً أَو غَرَضاً على الِاسْتِعَارَة. وَيُقَال: أهدفَ لكَ الصَّيدُ فارْمِه، وأَكْثبَ وأعرَضَ مثلُه. وَقَالَ عبد الرحمان بن أبي بكر رَضِي الله عَنْهُمَا لِأَبِيهِ: لقد أهْدَفْتَ لي يَوْم بدر فصدفت عَنْك، فَقَالَ أَبُو بكر: لكنك لَو أهدفتَ لي لم أصْدِف عَنْك. وَقَالَ إِسْحَاق بن الفَرَج: قَالَ الأصمعيّ: عِدْفةٌ وعِدَف، وهِدْفةٌ وهِدَفٌ بِمَعْنى قِطْعَةٌ. قَالَ: وَقَالَ عُقْبَة: رأيتُ هِدْفةً من النَّاس: أَي فِرْقة. دهف: فِي (النوادِر) : جَاءَت هادفةٌ من النَّاس وداهفةٌ بِمَعْنى وَاحِد. وَيُقَال: إبلٌ داهفةٌ، أَي مُعْيِيَةٌ من طُولِ السّيْر. وَقَالَ أَبُو صَخر الهَذَلِيّ: فَمَا قَدِمَتْ حَتَّى تَوَاتَرَ سيرُها وَحَتَّى أُنِيخَتْ وَهِي داهِفةٌ دبْرُ دفه: أهمله اللَّيْث ورَوى ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الدّافِه: الْغَرِيب. قلت: كَأَنَّهُ قُلِبَ عَن الداهِف أَو الهادِف. فَهد: قَالَ اللَّيْث: الفَهْد مَعْرُوف، وجمعُه فُهود، وثلاثةُ أفْهُد. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: فَهْدَتا صَدْرِ الفَرَسِ: لحمتان تكتنفانه. وَقَالَ غَيره: فَهْدَتَا الْبَعِير: عَظْمانِ ناتِئَانِ خَلْفَ الأُذُنين، وهما الخُشَشَاوَان. والفَهْد: مِسْمَارٌ يُسَمَّر بِهِ وَاسِطُ الرَّحْل، وَأنْشد: مُضَبَّرٌ كَأَنَّمَا زَئيرُه صَرِيرُ فَهْدٍ واسطٍ صرِيرُه شبَّه صَرِيفَ نابِ الفحْل بصَرِيرِ هَذَا المِسمار. قَالَ خَالِد: واسطُ الفَهد: مِسمارٌ يُجعل فِي واسطِ الرَّحْل. اللِّحيانيّ: غلامٌ فَوْهَد وثَوْهَد: إِذا كَانَ نَاعِمًا ممتلِئاً. ووَصَفَت امرأةٌ زوجَها فَقَالَت: (زَوجي إِن دَخَل فهدَ، وَإِن خرَج أَسِدَ) ، فوصفَت زَوجهَا باللِّين والسكون إِذا كَانَ مَعهَا فِي الْبَيْت. ويُوصَف الفَهْد بِكَثْرَة النَّوم، فَيُقَال: أنْوَمُ مِن فهدٍ، فشبَّهتْهُ بِهِ إِذا خَلا بهَا، وبالأسد إِذا رأى عدُوَّه. وَيُقَال للَّذي يُعلِّمُ الفَهدَ الصَّيْد: فَهَّاد. وَقَالَ أَبو عَمرو: غُلَام فَلْهَد وفَوْهَد، وَهُوَ الْغُلَام السَّمين الَّذِي قد راهَقَ الحُلُم. وَفِي (النَّوادِر) : يُقَال: فَهَد فلانٌ لفلانٍ، وفَأَدَ، ومَهَد: إِذا عَمِل فِي أَمْرِه بالغَيْبِ جَميلاً. هـ د ب هدب، هبد، بده، دبه: مستعملة.

هدب: قَالَ اللَّيْث: الهَدَب: أَغْصانُ الأرْطَى ونحوِها ممَّا لَا وَرَقَ لَهُ، وجمعُه أَهداب، والواحدة هَدَبة. والهَدَب: مَصدر الأهدب والهَدْباءِ يُقَال: شكرةٌ هَدْباءُ، وَقد هَدِبَتْ هَدَباً: إِذا تَدَلّى أغصانُها من حَواليْها. ورجلٌ أهدَبُ: طَوِيل أشفار الْعين، النّابِت كثيرُها. قلت: كأنّه أَرَادَ بأَشفار الْعين مَا نَبت على حُرُوف الأجفان من الشَّعَر، وَهُوَ غَلَط، إِنَّمَا شُفْرُ العيْن مَنْبِت الهَدَب من حُرُوف أجفان الْعين، وَجمعه أشفار. وَفِي الحَدِيث: (مَا من مُؤْمِنٍ يمرَض إلاّ حَطَّ الله هُدْبَةً من خطاياه) ، أَي قِطْعَة وَطَائِفَة؛ وَمِنْه هُدْبَةُ الثوْب. وَقَالَ اللَّيْث: الهُدَّاب: اسْم يَجمعُ هُدْبَ الثَّوْب وهُدْبَ الأرْطَى، وَقَالَ العجّاج يصف ثوراً وَحْشِياً: وشجرَ الهُدَّابِ عَنهُ فجفَا بِسَلْهَبَينِ فوقَ أَنْفٍ أَذْلَفَا والواحدة هُدَّابة وهُدْبَة. وَقَالَ الشَّاعِر: مناكبُه أَمْثالُ هُدْبِ الدَّرَانِكِ والهَدْب بِسُكُون الدَّال: ضَرْبٌ من الحَلَب: تَقول: هَدَبَ الحالبُ النَّاقة يَهْدِبُها هدْباً إِذا حَلَبَها. قَالَ ذَلِك ابْن السّكيت، وَقد هَدَبَ الثَّمَرَة يَهْدِبُها إِذا اجتنَاها قَالَ: والهدَبُ من وَرَق الشَّجر: مَا لَا عَيْرَ لَهُ نَحو الأثْل والطَّرْفاء والسَّرْو. قلتُ: يُقَال: هُدْبٌ وهَدَبٌ لورَق الشّجر من السَّرْوِ والأرْطَى وَمَا لَا عَيْرَ لَهُ فِي وسَطه وَيُقَال: هُدْبة الثوبِ والأرْطَى وهُدَبُهُ. قَالَ ذُو الرُّمة: أَعْلَى ثوبِهِ هُدَبُ وأهْدَبَ الشجَرُ: إِذا خرج هُدْبُه وَقد هَدَبَ الهدَبَ يهدِبُه: إِذا أَخذه من شَجَره. وَقَالَ ذُو الرمة: على جوانِبِه الأسْباطُ والهدَبُ وَفِي الحَدِيث: (ومِنَّا من أيْنَعَتْ لَهُ ثمرتُه فَهُوَ يَهدِبُها) ، أَي يجنيها ويقْطِفُها، كَمَا يَهدِبُ الرّجُل هَدَب الغَضَا والأرْطَى. قلت: والقَبَل مثل الهدَبُ سواءٌ. أَبُو عُبَيْدَة عَن الْأَصْمَعِي: الهيْدَب: السّحاب الَّذِي يتدلَّى وَيَدْنُو مثل هُدْب القطيفة. وَقَالَ اللَّيْث: هَيْدَبُ السَّحَاب: إِذا رأيتَ السَّحابة تَسلْسَلُ فِي وَجههَا للوَدْق فانصَبَّ كَأَنَّهُ خُيوطٌ متّصلة، وَكَذَلِكَ هَيْدَبُ الدَّمْع، وَأنْشد: بدَمْع ذِي حَزَازاتٍ على الخَدَّيْن ذِي هَيْدَبْ أَبُو عبيد: الهيْدَبُ: العَبَامُ من الأقوام الفَدْمُ الثقيل. وَقَالَ أَوْسُ بن حَجَر: وشُبِّه الهيْدَبُ العَبامُ مِنَ ال أَقْوام سَقْباً مُجَلِّلاً فَرَعَا وَقَالَ غَيره: الهَيْدَب ثدي الْمَرْأَة ورَكَبُها إِذا استرخَى وذهبَ اكتِنازُه وانتصابه شُبِّه بهيْدَب السَّحَاب، وَهُوَ مَا تَدَلَّى من أسافله إِلَى الأَرْض قلت: وَلم أسمع الهَيْدَب فِي صفةِ الوَدْقِ الْمُتَّصِل، وَلَا فِي نعت الدمع، والبيتُ الَّذِي احتجّ بِهِ اللَّيْث مَصْنُوع لَا حجَّة بِهِ وأمّا بَيت عبيد فَإِنَّهُ يدل على أنّ الهَيْدَب من السَّحاب، وَهُوَ قَوْله:

دانٍ مُسِفٌّ فُوَيْقَ الأرْضِ هَيْدَبُهُ وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال لِلِّبْدِ ونحوِه إِذا طَال زِئْبِرُه: أهْدَب، وَأنْشد: عَن ذِي دَرَانِيكَ ولِبْدٍ أهْدَبا والهُدْبة: الواحدةُ من هُدْب الثَّوْب، وَبهَا سُمِّي الرجُلُ هُدْبة. هبد: قَالَ اللَّيْث: الهَبْد: كَسْرُ الهبيد وَهُوَ الحنْظَل، يُقَال مِنْهُ: تَهبَّد الرجلُ والظَّليم: إِذا أخذا الهَبِيدَ من شَجره. وَقَالَ أَبُو عبيد: الهَبيدُ: الحَنْظَل، وَيُقَال: حَبُّ الحنْظَل، وَيُقَال للظليم: هُوَ يتهبَّد: إِذا استخرجه ليأكله. قلت: وَيُقَال: اهتَبَدَ الظَّليمُ: إِذا نَقَر الْحَنْظَلَ بِمِنْقارِه فأَكل هَبيدَة، واهتبد الرّجُلُ: إِذا عالج الحَنْظَل، وَقد هَبَدْتُه أَهْبِدُه: إِذا أَطْعمْته الهَبيدَ قلت وهَبيدُ الْحَنْظَل. حَبُّ حَدَجِه إِذا جَفّ يُسْتَخْرَج ويُنقَع ثمَّ يُطْبَخُ ذَلِك الماءُ الَّذِي أُنْقع فِيهِ حَتَّى تذْهب مَرَارَته ثمّ يُصَبُّ عَلَيْهِ السَّمن ويُذَرّ عَلَيْهِ قُمَيْحةٌ ويُتحسَّى فيتبلَّغُ بِهِ فِي السنين والمجاعات. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الهَبيد هُوَ أَن يُنقَع الْحَنْظَل أَيّاماً ثمّ يُغسلَ ويطرَحَ قشْرُه الْأَعْلَى فيطبخ ويُجْعل مِنْهُ دَقيق، وَرُبمَا يَجْعَل مِنْهُ عَصيدةٌ، يُقَال مِنْهُ: رَأَيْت قوما يتهبَّدون، والتّهبُّد: اجتناء الْحَنْظَل ونَقْعُهُ، وَأَخْبرنِي المُنذري عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: هَبيدُ الحَنْظل: شَحْمه يسْتَخْرج فَيجْعَل فِي المَاء وَيتْرك فِيهِ أَيَّامًا، ثمّ يضرَب ضَرْباً شَدِيدا ثمَّ يخرَج وَقد ذهبتْ مَرارَتُه، ثمّ يَشرَّرُ فِي الشَّمس، ثمّ يطحن ويُستخرج دُهْنُه فيتعالج بِهِ، وَأنْشد الْبَيْت: خْذِي حَجَرَيْكِ فادَّقِّي هبيدا وَقَالَ ابْن السّكيت: الهبيدة: أَن يغلى لُبابُ الهبيد، وَهُوَ حَبُّ الْحَنظل، فَإِذا بلغَ إناه من النُّضج ذُرّتْ عَلَيْهِ قُمَيْحَةٌ من دَقيق ثمَّ أُكل وَقَالَ: خُذِي حجرَيكِ فادَّقِّي هَبيداً كلا كلبيْك أعْيا أنْ يصيدا كَأَن قَائِل هَذَا الشِّعر صَيّادٌ أخفق فَلم يصدْ فَقَالَ لامْرَأَته: عالجِي الهبيد فقد أخفقنا. أنْشد أَبُو الْهَيْثَم: شَرِبنَ بعُكَّاش الهَبَابيدِ شَرْبَةً وَكَانَ لَهَا الأحْفَى خلِيطاً تُزَايلُهْ قَالَ: عُكَّاش الهَبابيد: ماءٌ يُقَال لَهُ: هَبُّود وأحْفَى: اسْم مَوضِع. أَبُو عبيد: الهَبِيدُ: الْحنْظل، وَيُقَال: حبُّ الحنْظَل فجمَعه بِمَا حوله. وهَبُّود: اسْم فرَس سابقٍ كَانَ لبني قُرَيْع. وَقَالَ: وفارِسُ هَبُّودٍ أشابَ النَّواصيا بده: أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي: بَدَه الرجُل: إِذا أجَاب جَوَابا سَدِيداً على البَديهة بِلَا تَرْوِيةَ فِيهِ. وَقَالَ اللَّيْث: البَدْه: أَن تَسْتَقْبِل الْإِنْسَان بأمرٍ مفاجأةً، وَالِاسْم البَدِيهة فِي أول مَا يفاجأ بِهِ. تَقول: بادَهَنِي مُبادَهةً: أَي باغتَني مُباغتَةً. قَالَ: والبُداهة: البَديهة فِي أول جَرْي الفرَس، تَقول: هُوَ ذُو بَديهةٍ، وَذُو بُداهة. قلت: بُداهة الفرَس: أوّل جرْيه، وعُلالَتُه: جَرْيٌ بعد جَرْي.

وَقَالَ الْأَعْشَى: إلاَّ بُداهةَ أَو عُلا لةَ سابِحٍ نَهْدِ الجُزَارَهْ دبه: أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي: دَبُه الرجُلُ: إِذا وَقع فِي الدَّبَهِ، وَهُوَ الْموضع الكثيرُ الرَّمْل، ودَبَّهَ: إِذا لزِم الدُّبَّهَ، وَهِي طريقةُ الْخَيْر. قلت: جَعَل ابْن الأعرابيّ دَبَّةَ ثلاثياً صَحِيحا ثمَّ جعله من ثنائيّ المُضاعف، وَلَا أَدْرِي مَا مَذْهبُه فِي ذَلِك. هـ د م هدم، همد، دهم، دَمه، مهد، مده: مستعملة. هدم: قَالَ اللَّيْث: الهَدْم: قَلْع المَدَر، يَعْنِي البُيُوت، وَهُوَ فِعْل مُجاوِز، وَالْفِعْل المطاوِع الانهدام، وَهُوَ لازمٌ، والهِدْم: الخَلَق الْبَالِي. وجمعُه أهدام. وَقَالَ أَبُو عبيد: الهِدْم: الشيخُ الَّذِي قد انحطَم مثل الهِمّ. قَالَ: وسمعتُ الْأَصْمَعِي يَقُول للناقة إِذا اشتدَّت ضَبَعَتُها وَهُوَ شَهْوَتُها للفَحْل: هَدِمَتْ تهْدَمُ هَدَماً فَهِيَ هَدِمة. وَقَالَ الْفراء: الهَدِمَة: النَّاقة الَّتِي تقع من شدَّة الضَّبَعَة، وَأنْشد: فِيهَا هَدِيمُ ضَبعٍ هَوَّاسُ وَقَالَ اللَّيْث: الناب المتهدِّمة، والعجوز المتهدِّمة: الفانية الهَرِمة. الحرَّاني عَن ابْن السّكيت قَالَ: الهَدَم: مَا تهدَّم من الْبِئْر من نَوَاحِيهَا فِي جَوْفها، وَأنْشد أَبُو زيد الْأنْصَارِيّ: تمْضِي إِذا زُجِرَتْ عَن سَوْءةٍ قُدُماً كَأَنَّهَا هَدَمٌ فِي الجَفْرِ مُنقاضُ وَفِي الحَدِيث (أَن أَبَا الهَيْثم بن التَّيِّهان قَالَ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن بَيْننَا وَبَين الْقَوْم حِبَالًا، وَنحن قَاطِعُوهَا فنخشى إنِ الله أعَزّكَ وأَظْهَرَك أَن ترجِع إِلَى قَوْمك. فتبسَّم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ قَالَ: بل بالدَمَ الدَمَ، والهَدْمَ الهَدْم، أَنا مِنْكُم، وَأَنْتُم مني) . وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: العَرَب تَقول: دَمِي دَمُك، وهَدمي هَدَمُك، هَكَذَا رَوَاهُ بِفَتْح الدَّال قَالَ: وَهَذَا فِي النُّصْرة والظلْم، تَقول: إِن ظُلمتَ فقد ظُلِمتُ، قَالَ: وأنشدني العُقَيْليّ: دَمًا طيِّباً با حبّذا أنتَ من دَمِ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة قولا ثَالِثا، كَانَ يَقُول: هُوَ الهَدَمُ الهَدَمُ، واللَّدَمُ اللّدَمُ: أَي حُرمَتي مَعَ حُرْمَتِكم، وبيتي مَعَ بَيْتِكم، وَأنْشد: ثمّ الْحَقِي بهَدَمي ولَدَمي أَي بأصلي ومَوْضِعي. قَالَ: وأصل الهَدَم مَا انهَدَم. يُقَال: هدمْتُ الْبناء هَدْماً، والمَهْدُوم هَدَمٌ، وسُمِّيَ منزلُ الرجل هَدَماً لانهدامه. وَقَالَ غَيره: جَازَ أَن يُقَال لقَبْر الرجل: هَدَمُه لِأَنَّهُ يُحفَر ثمَّ يُرَدّ تُرابُه فِيهِ، فَهُوَ هَدَمُه، فَكَأَنَّهُ قَالَ: مَقبَرِي مَقْبَرُكُم: أَي لَا أَزَال مَعكُمْ حَتَّى أموتَ عنْدكُمْ. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الهَيثم أَنه قَالَ: قَوْلهم فِي الْحلف: دَمِي دَمُك: إنْ قتلَني إنسانٌ طلبْتَ بدَمِي كَمَا تطلُبُ بِدَم وليِّك:

أَي ابْن عمِّك وأخيك، وهَدَمي هَدَمُك أَي مَن هَدَم لي عِزّاً وشَرَفاً فقد هَدَمه مِنْك، وكلّ من قتَل لَك وليّاً فَكَأَنَّمَا قتلَ وَلِييِّ، وَمن أَرَادَ هَدْمك فقد قصدني بذلك. قلت: وَمن رَوَاهُ الدَّمَ الدَّمَ والهَدْمَ الهَدْمَ فَهُوَ على قَول الحليف: تطلُب بِدَمي وَأَنا أطلُب بدَمِك، وَمَا هَدَمْتَ من الدّماء هَدمْتُ: أَي مَا عفوْتَ عَنهُ وأهْدَرْتَه فقد عفوتُ عَنهُ وتركتُه. وَيُقَال: إِنَّهُم كَانُوا إِذا احْتَلفوا قَالُوا: هَدْمِي هَدْمُك ودَمِي دمُك، وترِثني وأَرِثُك، ثمَّ نسخ الله تَعَالَى بآيَات المواريثِ مَا كَانُوا يشتَرطونه من الْمِيرَاث فِي الحِلْف. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: المَهْدومة: الرَّثيئة من اللَّبَن؛ وَرجل هَدِم: أحمَق مُخَنّث، وَأنْشد أَبُو حَاتِم: شفَيْتُ أَبَا المُخْتارِ من داءِ بَطْنه بمهْدُومةٍ تُنبِي أُصولَ الشراسِفِ قَالَ: المهدُومة: هِيَ الرثيئة. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: قَالَ شهَاب: إِذا حُلِب الحليبُ على الحَقِين جَاءَت رثيئةً مذكرةً طيِّبَةً، لَا فَلَقَ، وَلَا مُمْذَقِرَّة، سَمْهَجَة ليِّنَةً. وَقَالَ أَبُو زيد: الهَدْمة: المطْرة الْخَفِيفَة. وأرضٌ مهدومةٌ: أَي ممطورة. وَقَالَ أَبُو سعيد: هَدَم فلانٌ ثوبَه ورَدَّمه: إِذا رَقّعه. رَوَاهُ أَبُو تُرَاب عَنهُ. وَقَالَ شمِر: قَالَ أَحْمد بن الحَرِيش: الأهْدَمان: أَن ينهار عليكَ بناءٌ أَو تقع فِي بِئْر أَو أُهْوِيَّة. وَفِي الحَدِيث: (من هَدَمَ بُنْيان ربِّه فَهُوَ مَلْعُون) : أَي من قتل النّفس المحرَّمة لِأَنَّهَا بُنْيان الله وتركيبُه. دهم: قَالَ اللَّيْث: الأدْهَم: الْأسود، وَبِه دُهْمة شَدِيدة، وادْهامَّ الزَّرْعُ: إِذا علاهُ السَّوادُ رِيّاً. وَقَالَ الفرّاء فِيمَا رَوَى عَنهُ سَلَمة فِي قَول الله جلّ وعزّ: {تُكَذِّبَانِ} (الرَّحمان: 64) : يَقُول: خضراوان إِلَى السَّواد من الرِّيِّ. وَقَالَ الزَّجّاج: الْمَعْنى أَنَّهُمَا خَضْراوان تَضرِب خُضرَتُهما إِلَى السّواد، وكل نبْت أخضَرَ فتَمامُ خِصْبِه وريِّه أَن يضْرب إِلَى السَّواد. وَقَالَ اللّيث: الدَّهْمُ: الْجَمَاعَة الْكَثِيرَة. وَقد دَهَمُونا: أَي جَاءُونَا بمَرَّةٍ جمَاعَة. ودَهَمَهُم أمْرٌ: إِذا غَشِيَهم فاشياً، وَأنْشد: جِئْنَا بدَهْمٍ يَدْهَمُ الدُّهُوما وَقَالَ بَعضهم الدَّهمة عِنْد الْعَرَب: السَّواد، وَإِنَّمَا قيل: للجَنّة: مُدْهامّةٌ: لشدّة خُضرتها. يُقَال: اسودّت الخُضرَة: أَي اشتدّت، وَلما نزل قَوْله جلّ وعزّ: {لِّلْبَشَرِ عَلَيْهَا تِسْعَةَ} (المدَّثِّر: 30) . قَالَ أَبُو جهل: مَا تَسْتَطِيعُونَ يَا معشر قُرَيْش وَأَنْتُم الدَّهْمُ أَن يغلب كلّ عشرَة مِنْكُم وَاحِدًا؟ أَي وَأَنْتُم الْعدَد الْكثير، وَسبق بعض الْعَرَب إِلَى عَرَفَة، فَقَالَ: اللهمَّ اغْفِر لي قبل أَن يَدْهَمَك النّاس،

وَفِي حَدِيث آخر: من أَرَادَ أهل الْمَدِينَة بدَهمٍ: أَي بغائلة، وَأمر عَظِيم، وجَيْشٌ دَهمٌ: أَي كثير. وأتتكم الدَّهماء، يُقَال: أَرَادَ الدَّهماء: السَّوْدَاء المُظلمة، وَيُقَال: أَرَادَ بذلك الداهية يذهب إِلَى الدُّهيم: اسْم نَاقَة. وَقَالَ ابْن السكّيت: يُقَال: دَهِمَهُم الأمرُ يَدْهَمُهُم، ودَهِمتْهم الْخَيل. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبَيْدة: ودَهَمَهُم يَدْهَمُهُم لُغَة. وَقَالَ اللّيث: الدَّهْماء: الجَماعةُ من النَّاس. أَبُو عُبيد، عَن الكسائيّ: يُقَال: دخَلتُ فِي خَمَرِ النَّاس: أَي فِي جَماعتهم وكَثْرَتِهم، وَفِي دَهْمَاء النَّاس أَيْضا مثُلُه وأنشَد غيرُه: فقَدْ ناكَ فِقْدَانَ الرَّبيع ولَيْتَنا فَدَيْنَاك مِنْ دَهْمَائِنا بأُلُوفِ وَقَالَ اللَّيْث: الدَّهماء القِدْرُ، والدَّهْماء: سَحْنَةُ الرجل، والدَّهْماء: بَقلْة وَقَالَ ابْن شُمَيل: الدَّهْماء: السَّوْداء من القُدُور، وَقد دَهَمتْها النارُ. وَقَالَ حُذَيفَة وذكَر الفِتْنة فَقَالَ: أتَتْكم الدُّهَيْماء تَرْمِي بالنَّشفِ ثمّ الَّتِي تَلِيهَا ترْمي بالرَّضْف. قَالَ أَبُو عُبَبْد: قَوْله: الدُّهَيْماء ترْمي بالنَّشْف نُراه أَرَادَ الدَّهماء فصغَّرها. وَقَالَ شَمِر: أَرَادَ بالدَّهْمَاء السَّوْداء المُظْلِمة، وَمثله حَدِيثه الآخر: لتكونَنَّ فيكُمْ أَرْبَعُ فِتَن: الرَّقْطاء، والمُظْلِمة، وَكَذَا وَكَذَا، فالمظلِمة مِثلُ الدَّهْمَاء. قَالَ: وَبَعض النّاسِ يَذهَب بالدُّهَيْماء إِلَى الدُّهَيم، وَهِي الداهية، وَقيل للدَّاهية: دُهَيم: أنَّ نَاقَة كَانَ يُقَال لَهَا: الدُّهيْم، غَزّا قومٌ من العَرَب قوما فقُتِل مِنهم سَبْعَةُ إخْوَة فحُمِلُوا على الدُّهيْم؛ فَصَارَت مثلا فِي كلّ داهية. وَقَالَ شَمِر: سَمِعت ابْن الأعرابيّ يَروِي عَن المفضَّل أنّ هَؤُلَاءِ بَنو الزبّان بن مُجَالِد، خَرجُوا فِي طلب إبلٍ لَهُم، فلقِيَهم كثيف بنُ زهَير فضَرَب أعناقَهم، ثمَّ حَمَل رؤوسهم فِي جُوالق، وعلَّقه فِي عُنُق نَاقَة يُقَال لَهَا: الدُّهَيمُ، وَهِي نَاقَة عَمرو بن الزّبان، ثمّ خلاّها فِي الْإِبِل، فراحت على الزبّان، فَقَالَ لمّا رأى الجُوالق: أظُنُّ بَنِيَّ صَارُوا بيض نعام، ثمّ أَهْوَى بيَدِه فأَدخَلها الجُوالق، فَإِذا رأسٌ، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: آخر البَزِّ على القَلُوص، فذهَبَتْ مَثَلا، وضَرَبت العربُ الدُّهيْمَ مَثَلاً فِي الشّرّ والدّاهية. وَقَالَ الرَّاعِي يَذكُر جَوْرَ السُّعاةِ: كَتَبَ الدُّهيْمَ من العَداء لِمُسْرِفٍ عَادٍ يُرِيد مَخانَةً وغُلُولاَ وَقَالَ الْكُمَيْت: أهْمَدانُ مَهْلاً لَا يُصبِّح بيوتَكُمْ بجُرْمكم حِملُ الدُّهيْم وَمَا تَزبِى وَهَذَا الْبَيْت حُجَةٌ لما قَالَه المُفضَّل. يُقَال: هَدمَه ودَهدَمَه بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ العجاج: وَمَا سُؤالُ طَلَلٍ وأَرْسُمِ والنُّؤي بعدَ عَهدِه المُدَهْدَمِ يَعْنِي الحاجزَ حولَ الْبَيْت إِذا تَهدَّم. وَقَالَ:

غيرُ ثلاثٍ فِي الْمحل صُيَّمِ رَوَائمٍ وهُنَّ مِثلُ الدَّوْسَمِ بَعْدَ البِلَى شِلْوَ الرَّمادِ الأدْهمِ أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: قَالَ: الوَطْأة الدّهماء: الجديدة، والوَطأة الغَبراء: الدّارسة، وَأنْشد قَول ذِي الرّمة: سِوَى وَطْأةٍ دَهماءَ من غير جَعْدةٍ ثَنَى أُخْتَها فِي غَرْزِ كَبداء ضامرِ وَقَالَ غَيره: رَبعٌ أدْهَمُ: حديثُ العَهد بالحيّ النازِلِين بِهِ، وأَرْبْعٌ دُهمٌ. وَقَالَ ذُو الرمة أَيْضا: أَلِلأَربُعِ الدُّهم اللّواتي كَأَنَّهَا بقيّةُ وَحْي فِي بطُون الصّحائف أَبُو عُبَيد، عَن أبي زيد: النعجة الدَّهماء: هِيَ الْحَمْرَاء الْخَالِصَة الحُمرة. قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: إِذا اشتدَّت وُرْقة الْبَعِير لَا يخالِطُها شَيْء من الْبيَاض فَهُوَ أدْهمُ، وناقةٌ دَهماء، وفَرَسٌ أَدْهَمُ بَهيم: إِذا كَانَ أسود بَهيماً لاشِيَةَ فِيهِ. عَمرو، عَن أَبِيه: إِذا كَانَ القَيدُ من خَشَب فَهُوَ الأدْهم والفَلَقُ. قَالَ: والمُتَدهَّم، والمُتَدَأَم والمُتدثِّر هُوَ المحبُوس المأبون، وَيُقَال: ادهامَّ يَدْهامُّ فَهُوَ مُدهامٌّ، وادْهَمَّ يَدهَمُّ فَهُوَ مُدَهَمٌّ، وادهَوْهَمَ يَدهَوهمُ فَهُوَ مُدْهَوْهمٌ بِمَعْنى وَاحِد. همد: قَالَ شمِر: الأَرْض الهامدة: المُسْنِتَه قَالَ: وهُمُودها ألاّ يكون فِيهَا حَياةٌ، وَلَا نَبتٌ، وَلَا عُود، وَلم يُصِبْها مَطَر. والرَّمادُ الهامد: المُتلبِّد الْبَالِي بعضُه فوقَ بعض. وهمدتْ أصواتُهم: أَي سكنتْ. وهمَد شجرُ الأَرْض: أَي بَلِيَ وذَهب. وهمَد الثوبُ يَهمِدُ همُوداً، وَذَلِكَ من طُولِ الطّيّ، تحسَبه صَحِيحا، فَإِذا مَسِسْتَه تَناثَرَ من البِلِي. وَقَالَ ابْن السكّيت: همِد الثَّوْبُ يَهمَدُ هَمَدا: إِذا بَلِي. وَقَالَ اللّيث: الهُمود: المَوْت، كَمَا همَدت ثَمُود، ورَمادٌ هامِد: قد تَلبَّد وَتغَير. أَبُو عُبَيد، عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: خَمَدت النارُ: إِذا سكن لهَبُها، وهَمَدَت همُوداً: إِذا طُفِئت البتّة، فَإِذا صَارَت رَماداً قيل: هَبَا يَهبُو فَهُوَ هابٍ. اللَّيْث: ثمرةٌ هامِدة: إِذا اسودتْ وعَفِنَت، وأرضٌ هامِدةٌ: مقشِعرَّةٌ لَا نَبَات فِيهَا إلاّ يَبِيسٌ مُتَحطِّم. قَالَ: والهامد من الشّجر: الْيَابِس. وَيُقَال للهامد: هَميد. يُقَال: أَخذنَا المُصدِّقُ بالهميد: أَي بِمَا مَاتَ من الغَنم. وَقَالَ ابْن شُميل: الهَميد: المَال المكتوبُ على الرَّجُل فِي الدِّيوان. فيقالُ: هاتوا صدقَتَه، وَقد ذهب المالُ: يُقَال: أخذَنا الساعِي بالهَمِيد. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ قَالَ: الإهماد: السُّرعة فِي السَّير. والإهماد: الْإِقَامَة بِالْمَكَانِ. وَأنْشد فِي السُّرعة: مَا كَانَ إلاّ طَلَق الإهماد وَأنْشد فِي الْإِقَامَة: لما رأَتني رَاضِيا بالإهمادْ

أبواب الهاء والتاء

كالكَّزِ المَرْبوطِ بَين الأوتادْ وَهَذَا من بَاب الأضداد. وَقَالَ ابْن بُزُرج: أهمَدُوا فِي الطَّعَام: أَي اندفَعُوا فِيهِ. وَقَالُوا: أهمَد الكلبُ: أَي أحضَر. مهد: قَالَ اللَّيْث: المَهْدُ للصَّبيّ، وَكَذَلِكَ الموْضِعُ يُهيّأ لينام فِيهِ الصَّبِي. قَالَ: والمِهاد اسْم أجمَعُ من المَهْد، كالأرض جَعَلَها الله مهاداً للعباد، وجمعُ المِهاد مُهُد وَثَلَاثَة أَمهِدة وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {عَمِلَ صَالِحاً} (الرُّوم: 44) أَي يُوطِّئون، وأصل المهد التَّوثير، يُقَال: مَهَّدتُ لنَفسي، ومهدت: أَي جَعَلتُ مَكَانا وطيئاً سهلاً، وَيُقَال: مَهَدْتُ لنَفْسي خيرا: أَي هيَّأتُه ووطّأته. وَقَالَ أَبُو النَّجْم: وامتَهَدَ الغاربُ فِعْلَ الدُّمَّلِ قلتُ: أصل المَهْد التوثير، وَيُقَال للْفراش: مهادٌ لوَثارته. وَقَالَ النَّضر: المُهْدة من الأَرْض: مَا انخفض فِي سهولة واستواء. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: مَا امتَهَد فلانٌ عِنْدي يدا لم يُولِكَ نعْمَة وَلَا مَعْروفاً. ورَوَى ابْن هانىء عَنهُ: يُقَال مَا امتَهَد فلَان عِنْدِي مَهْد ذَاك بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْهَاء. يَقُولهَا حِين يُطْلب إِلَيْهِ المعروفُ بِلَا يَدٍ سلفتْ مِنْهُ إِلَيْهِ، ويقولُها أَيْضا للمسيء إِلَيْهِ حِين يَطلُب معروفه أَو يُطْلَبُ لَهُ إِلَيْهِ. مده: قَالَ اللَّيْث: المَدْه يضارع المَدْحَ، إِلَّا أَن المَدْه فِي نَعتِ الجَمَال والهيئة، والمدح فِي كل شَيْء عامّ. قَالَ رؤبة: لله درّ الغانيات المُدَّهِ وَقَالَ غَيره: المَدْح والمَدْه وَاحِد، أُبدِلت الْحَاء هَاء وَيُقَال: فلَان يتمدَّه بِمَا لَيْسَ فِيهِ ويتَمتَّه، كَأَنَّهُ يطلُبُ بذلك مَدْحَه، وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: تَمَدَّهي مَا شئتِ أَن تمَدَّهِي فلست موهَوْئِي وَلَا مَا أَشْتَهِي هَوْئِي: هَمِّي. ورَوَى النَّضر عَن الْخَلِيل بن أَحْمد أَنه قَالَ: مَدَهْتُه، فِي وَجهه، ومَدَحْتُه، إِذا كَانَ غَائِبا. دَمه: قَالَ اللَّيْث: الدَّمَه: شِدّة حَرِّ الرَّمْلِ، وَأنْشد: ظَلَّتْ على شُزُنٍ فِي دامِهٍ دَمِهٍ كَأَنَّهُ من أُوارِ الشَّمْس مَرعُونُ قَالَ: وَيُقَال: ادْمَوْمَهَ الرَّمْل وَلم أسمع دَمِه لغير اللَّيْث. وَلَا أعرف الْبَيْت الَّذِي احتجّ بِهِ. (أَبْوَاب الْهَاء وَالتَّاء) هـ ت ظ هـ ت ذ: مهمل. هـ ت ث أهملها اللَّيْث وَقد استُعمل: ثهت. ثهت: قَالَ ابْن بُزُرج فِي (نوادره) الَّذِي قرأتهُ بِخَط أبي الْهَيْثَم: يُقَال: مَا أَنْت فِي ذَلِك الْأَمر بالثّاهت وَلَا المَثْهوت: أَي مَا أَنْت فِي ذَلِك بالداعي وَلَا المدعُوّ. قلت: ورَوَى أَحْمد بن يحيى، عَن ابْن الْأَعرَابِي نَحوا من ذَلِك، وَأنْشد:

وانْحَط داعِيكَ بِلَا إسْكاتِ من البكاءِ الحقِّ والثُهاتِ هـ ت ر هتر، هرت، تره، تهر: مستعملة. هتر: قَالَ اللَّيْث: الهَتْر: مَزْق العِرْض. قَالَ: وَتقول: رجل مُسْتَهْتَر: لَا يُبَالِي مَا قيل فِيهِ وَمَا شُتِم بِهِ. وأُهْتِرَ الرجُل: إِذا فَقَد عَقْلَه من الكِبر: يُقَال: رجل مُهْتَر. قلت: أما قَوْله الهَتْر: مَزْق العِرْض فغيرُ مُعتَمد. وَالَّذِي سُمِع من الثِّقات بِهَذَا الْمَعْنى: الهَرْتُ إِلَّا أَن يكون مقلوباً، كَمَا جَذَب وجَبَذ، وأمّا الاستهتار فَهُوَ الوُلُوع بالشَّيْء والإفراط فِيهِ حَتَّى كَأَنَّهُ أُهتِر: أَي خَرِفَ. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد أَنه قَالَ: إِذا لم يَعقِل من الكِبَر قيل: أُهْتِر، فَهُوَ مُهْتَرٌ، والاستهتار مثله. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الهِتْر: السَّقَط من الْكَلَام والخَطأ فِيهِ. يُقَال مِنْهُ: رجل مُهْتَر. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: رجل مُهْتَر: من كِبَر أَو مَرَضٍ أَو حُزن. قَالَ: والهُتْرُ بِضَم الْهَاء: ذَهابُ الْعقل. وَقَالَ أَبُو زيد: من أمثالهم فِي الداهي المنكَر: إِنَّه لهِتْرُ أَهْتَار، وَإنَّهُ لَصِلُّ أَصْلال. قَالَ: وَيُقَال: تَهاتَر القومُ تَهاتُراً: إِذا ادَّعى كلُّ وَاحِد مِنْهُم على صَاحبه بَاطِلا. قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي فِي قَوْلهم: فلَان يُهاتِر فلَانا: مَعْنَاهُ يُسابُّه بِالْبَاطِلِ من القَوْل. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس ثَعْلَب: هَذَا قولُ أبي زيد. وَقَالَ غَيره: المُهاتَرة: القولُ الَّذِي ينقضُ بعضُه بَعْضًا. قَالَ: وأُهتِرَ الرجلُ فَهُوَ مُهْتَر: إِذا أُولع بالْقَوْل فِي الشَّيْء، واستُهتِر فلانُ فَهُوَ مُستَهتَرٌ: إِذا ذهب عقله فِيهِ، وانصرفَت همته إِلَيْهِ، حَتَّى أَكثر القَوْل فِيهِ بِالْبَاطِلِ. وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (المستبَّان: شَيطانان يتَهاتَران) . وَفِي الحَدِيث: (سبق المُفَرِّدون قَالُوا: وَمَا المُفَرِّدون؟ قَالَ: الَّذين أُهْتِروا فِي ذكر الله عزّ وجلّ. قَالَ أَبُو بكر: المُفَرِّدون: الشُّيُوخ الهَرْمَى الَّذين مَاتَ لِداتُهم وذهَب القَرْن الَّذين كَانُوا فيهم. قَالَ: وَمعنى أُهْتِروا فِي ذكر الله: أَي خَرِقوا وهم يَذكرون الله. يُقَال: خَرِفَ فِي طَاعَة الله: أَي خَرِفَ وَهُوَ يُطِيع الله. قَالَ: والمُفَرِّدُون يجوز أَن يَكون عنِي بهم المتفرِّدون المَتَخَلُّونَ بِذكر الله، والمُسْتَهتَرُون: المُولَعون بالذِّكر وَالتَّسْبِيح. فِي حَدِيث ابْن عمر: اللهمَّ إنِّي أعُوذُ بك أَن أكونَ من المستهتَرين. يُقَال: استُهْتِرَ فلانٌ فَهُوَ مُستهتَر: إِذا كَانَ كثير الأباطيل. والهِتْر: الْبَاطِل. وَقَالَ اللَّيْث: التَّهْتار من الحُمْق وَالْجهل، وأنشَد: إنَّ الفَزَاريَّ لَا ينفكُّ مُغْتَلِماً من النّوَاكَةِ تَهْتاراً بتَهتَارِ

قَالَ: يُرِيد بِهِ: التَّهتُّرَ بالتهتُّر. قَالَ: ولغة للْعَرَب فِي هَذِه الْكَلِمَة خاصّة: دَهْدَارٌ بدَهْدَار، وَذَلِكَ أنَّ مِنْهُم من يقلب بعض التاءات فِي الصُّدور دَالا نَحْو الدِّرْياق لغةٌ فِي التِّرْياق، والدِّخْرِيضِ لغةٌ فِي التَّخْرِيصِ، وهما مُعرَّبان. وَقَالَ أَبُو عُبيد: الهِتْر: العَجَب. قَالَ أَوْس: يُراجِعُ هِتْراً من تُمَاضِرَ هاتِراً أَبُو العبّاس، عَن ابْن الأعرابيّ: الهُتَيْرة: تَصْغِير الهَتْرَة، وَهِي الحَمْقَة المُحكَمة. وَفِي الحَدِيث: (المستَبَّان شيطانانِ يَتهاتران ويَتكاذَبان) . وَفِي حديثٍ مَرْفُوع: (سبق المُفَرِّدُون قَالُوا: وَمَا المفرِّدون؟ قَالَ الَّذين أُهتِرُوا فِي ذكر الله، يضعُ الذِّكر عَنْهُم أثقالهم، فَيَأْتُونَ يَوْم الْقِيَامَة خفافاً. قلت: مَعْنَاهُ أنّهم كَبِرُوا فِي طَاعَة الله وهلَك لِداتُهم، وَجَاء تفسيرُه فِي حديثٍ آخر: همُ الَّذين اسْتُهْتِرُوا بذِكر الله عزّ وجلّ: أَي أولعوا بِهِ. يُقَال: استُهتِر فلَان بأَمرِ كَذَا وَكَذَا: أَي أُولع بِهِ. تهر: قَالَ بَعضهم: التَّيْهُور: مَوْجُ البحْر إِذا ارتفَع، وَقَالَ الشَّاعِر: كالبحر يَقْذِف بالتَّيْهُورِ تيهُوراً والتيهور: مَا بَيْن قُلَّة الجَبل وأَسفله. وَقَالَ الهُذَلِيّ: فطلَعْتُ مِن شِمْراخِه تَيْهورةً شَمَّاءَ مُشْرِفَةً كرأْسِ الأَصلعِ قلت: التَّيهُورُ: فَيْعُول، أَصله ويَهُور قُلِبَت الْوَاو تَاء، كَمَا قَالُوا: تَيْقُور أصلُه وَيْقُور، من الوَقار. تره: قَالَ اللَّيْث: التُّرَّهات: البَواطل من الْأُمُور، وَأنْشد: وحَقِّةٍ ليستْ بقوْلِ التُّرَّهِ والواحدة: تُرَّهة. وَقَالَ أَبُو زيد: من أَسمَاء الْبَاطِل التُّرَّهات البَسابِسُ، وَجَاء فلانٌ بالتُّرَّه، وَهِي وَاحِدَة التُّرَّهات. وَقَالَ شمِر: وَاحِدَة التُّرَّهات تُرَّهة، وَهِي الأباطيل. هرت: قَالَ اللَّيْث: الهَرْتُ: هَرْتُك الشِّدْقَ نَحْو الأُذن، والهَرَت: مصدَرُ الأهرَت، والهَرْتاء. تَقول: أَسَدٌ أَهْرَت، وأَسدٌ هَرِيتُ الشِّدْق أَي مَهْرُوت ومُنهَرِت الشِّدْق. قَالَ: والهَرْتُ: أَن تَشُقَّ شَيْئا تُوسِّعه بذلك. أَبُو عبيد، عَن أبي زيد: هَرَتَ عِرْضَه وهرَطَه وهرَدَه: إِذا طَعن فِيهِ، لُغاتٌ كلهَا. وَيُقَال: هرَتَ ثَوْبه هَرْتاً: إِذا شقَّه. وَيقال للخطيب من الرِّجال: أهْرَتُ الشِّقْشِقَة، وَمِنْه قَول ابْن مُقْبِل: هُرْتُ الشِّقاشِقِ ظَلاَّمُون للجُزُرِ وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال للمرأةِ المُفْضَاةِ: الهَرِيتَ والأَتُوم. قَالَ: والهَرِيتُ من الرّجال: الَّذِي لَا يَكتُم سِرّاً أَو يتكلّم بالقبيح. هـ ت ل اسْتعْمل من وجوهه: هتل، هلت، تله.

هتل: ابْن السّكيت عَن الأصمعيّ: هتلت السَّماء وهَتَنَتْ تَهِتلُ وتهتِنُ هَتَلاَناً وهَتَناناً وَهُوَ التَّهْتالُ والتّهْتَان. وَقَالَ العجّاج: عَزَّزَ مِنْهُ وَهُوَ مُعطِي الأسْهالْ ضَرْبُ السَّوَارِي مَتْنَه بالتهتالْ وَنَحْو ذَلِك قَالَ اللِّحيانيّ، قَالَ: وَهِي سحائب هُتَّل وهُتَّن، وَهُوَ الهَتَلان والهتنان. تله: فِي (النَّوَادِر) تَلِهْتُ كَذَا وتَلِهْتَ عَنهُ: أَي ضَلِلْتُه وأُنْسِيتُه. وَقَالَ اللَّيْث: فَلاَةٌ مَتْلَهَةٌ: أَي مَتْلَفة. وَالتَّلَهُ لُغةٌ: فِي التَّلَف. وَأنْشد: بِهِ تَمَطَّتْ غَوْلَ كلِّ مَتْلَه أَي مَتْلَف. وَقَالَ غَيره: التَّلَه: الحَيرة. وَقد تَلِهَ يَتْلَه تَلَهاً، ورأيتُه يَتَتلَّه: أَي يتردّد متحيِّراً، وَأنْشد أَبُو سعيد بيْتَ لَبِيد: باتَتْ تَتلّه فِي نَهاءِ صُعَائدٍ رَوَاهُ غَيره: باتت تبلّدَ. وَقيل: التَّاء فِي قَوْله: تَلِه أَصْلهَا وَاو، يُقَال: وَلِه يَوْلَهُ وَلَهاً وتَلِهَ يَتْلَه تَلهاً، وَقيل تَلِه كَانَ فِي الأَصْل ائتَلَه يأتَلِه، فأُدغمت الْوَاو فِي التَّاء، فَقيل: اتَّلَه يَتَّلِهَ، ثمَّ حُذفت التَّاء فَقيل تَلِهَ يَتلَه، كَمَا قَالُوا: تَخِذَ يَتْخَذُ، وتَقِيَ يَتْقَى: وَالْأَصْل فيهمَا اتَّخَذ يَتخِذ، واتَّقَى يتَّقي. وَقَالَ بَعضهم: تَلِه أصلُه دَلِهَ. هلت: قَالَ أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: هَلْتَى: شجرةٌ مَعْرُوفَة جاءَت على فَعْلَى. الهَلْتَى يَنْبت نباتَ الصِّلِيَّان إِلَّا أنَّ لونَه إِلَى الحُمرَة. وَقَالَ ابْن الفرَج: سمعْتُ وَاقعا السُّلَمِيَّ. . يَقُول: انهلَتَ يَعدُو، وانْسَلَت يَعدُو. قَالَ: وَقَالَ الفرَّاء: سَلَته وهَلَته. وَقَالَ اللِّحيانيّ: سلَتَ الدَّمَ وهَلته: قشَرَه بالسِّكِّين. هـ ت ن هتن، تهن، نهت: مستعملة. هتن: يُقَال: هَتَنَتْ السماءُ تَهتِنُ هتَناناً، وعينٌ هَتُونُ الدَمع، وجمعُه هُتُن. نهت: يُقَال: نهتَ الأسَدُ فِي زئيرِه يَنهَت. قَالَ اللَّيْث: وَهُوَ صوتٌ دون الزَّئير. أَبُو عُبَيد: عَن الأصمعيّ: النهيت: مثل الزَّحِير والطَّحِير، وَقد نَهَتَ يَنْهِت. تهن: أهمله اللَّيْث، ورَوَى أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ أنّه قَالَ: تَهِنَ يَتهَن تَهَناً فَهو تَهِنٌ: إِذا نَام. وَفِي الحَدِيث أَن بِلَالًا تهِنَ: أَي نامَ عَن الْأَذَان. هـ ت ف اسْتعْمل من وجوهه: هتف، هفت، تفه. هتف: قَالَ اللَّيْث: الهَتْف: الصوتُ الشَّديد. تَقول: هَتَفَ يهتِفُ هَتْفاً. والحمامةُ تهْتِفُ. والهُتَاف: الصَّوْت، وسمعتُ هاتِفاً يَهتِف: إِذا كنتَ تسمَع الصّوت وَلَا تُبصر أحَداً. قَالَ أَبُو زيد: يُقَال: هَتفتُ بفلانٍ: أَي دَعَوْتُه، وهَتَفْتُ بفلانٍ: أَي مَدَحْته، وفلانةُ يُهتَفُ بهَا: أَي تُذكر بجَمالٍ.

هفت: قَالَ اللَّيْث: الهَفْتُ: تساقُط الشَّيْء قِطْعةً بعد قِطْعَة كَمَا يَهفِتُ الثلْجُ، وَنَحْو ذَلِك. وَقَالَ الراجز: كأنّ هَفْتَ القِطْقِطِ المنْثورِ وَيُقَال: تهافتَ القومُ تهافُتاً إِذا تساقطوا مَوْتاً، وتهَافتَ الثوبُ: إِذا تساقط بِلًى. وتهافتَ الفَراشُ فِي النَّار: إِذا تساقط. وَقَالَ الراجز يصف فَحْلاً: يَهفِتُ عَنهُ زَبَداً وبَلْغمَا قلتُ: والهَفْتُ من الأَرْض مثلُ الهَجْل، وَهُوَ الجو المطمئنّ فِي سَعَة. وَسمع أَعْرَابِيًا يَقُول: رأيتُ جمالاً يتهادَرْن فِي هذاك الهَفْتِ، وَأَشَارَ إِلَى جَو من الأَرْض واسِعٍ وكلامٌ هَفت: إِذا كثر بِلَا رويَّة فِيهِ. والهَفْتُ من الْمَطَر: الَّذِي يُسرع انهلالُه. قَالَ اللَّيْث: حَبٌّ هَفُوت: إِذا صَار إِلَى أسفَلِ القِدْر وانتفخ سَرِيعا. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الهَفْتُ: الحُمْقُ الجيّد. ورَوَى أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر أَنه قَالَ: الهفَات: اللَّفات من الرِّجَال: الأحمق. تفه: قَالَ اللَّيْث: التافِه: الشَّيْء الخسيس الْقَلِيل. وَقد تَفِه الشَّيْء يتْفَه تَفَهاً فَهُوَ تافِه وتفِه. ورجلٌ تافِه العَقْل: أَي قَلِيله. وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود ووصفِه الْقُرْآن: (إِنَّه لَا يَتْفَه وَلَا يتشانُّ) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو فِي قَوْله: لَا يتفَه: هُوَ من الشَّيْء التافه، وَهُوَ الخسيس الحقير، وَمِنْه قَول إِبْرَاهِيم: تجوز شَهَادَة العَبد فِي الشَّيْء التافه. وَقَوله: وَلَا يتشانّ: أَي لَا يخلق على كَثْرَة التَّرْداد من الشَّنّ: وَهُوَ السِّقاء الْخَلَق، والأطعمة التَّفِهةُ: الَّتِي لَيْسَ لَهَا حلاوة مَحْضَة، وَلَا حُمُوضة خالصةٌ وَلَا مرارةٌ، وَمن النَّاس من يَجْعَل الخُبزَ وَاللَّحم مِنْهَا. هـ ت ب هبت، بهت: (مستعملان) . هبت: قَالَ اللَّيْث: الهَبْتُ: حُمْقٌ وتَدْلِيهٌ. يُقَال: هُبِتَ الرجلُ فَهُوَ مَهبْوت لَا عقل لَهُ، وَفِيه هَبْتَةٌ شديدةٌ. وَفِي حَدِيث عمر: أنّ عُثْمَان بن مَظْعُون لما مَاتَ على فِراشه قَالَ هَبَتَه الموتُ عِنْدِي منزلَة، فَلَمَّا مَاتَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على فرَاشه علمتُ أَن موتَ الأخيار على فُرُوشهم. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْفراء فِي معنى قَوْله: هَبَتَه الموتُ عِنْدِي منزلَة: يَعْنِي طأطأَهُ ذَلِك عِنْدِي وحَطَّ من قَدْرِه، وكلُّ مَحطوطٍ شَيْئا فقد هُبتَ بِهِ فَهُوَ مَهْبُوت. قَالَ: وأنشدني أَبُو الجرَّاح: وأَخْرَقُ مَهْبُوتُ التراقِي مُصَعَّدُ ال بلاعيم رِخوُ المَنْكِبين عُنَابُ العُناب: الغليظ الْأنف. قَالَ: والمهْبُوت التراقي: المحطُوطها الناقِصُها. وَقَالَ الكسائيّ: يُقَال: رجل فِيهِ هَبْتَةٌ للَّذي فِيهِ كالغَفْلة، وَلَيْسَ بمستَحكِم العَقْل.

أَبُو عبيد، عَن الأصمعيّ: الهَبِيت: الذاهبُ الْعقل. وَقَالَ طرفَة: فالْهَبِيتُ لَا فؤادَ لَهُ والثبيتُ ثبْتُه فَهَمُه ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الهبِيتُ: الَّذِي بِهِ الخوْلَع، وَهُوَ الفَزَع والتبلُّد. وَقَالَ عبد الرحمان بنُ عَوْف فِي أميَّة بن خلف وابنِه إنَّ قَتَلَتَهُما من الْمُسلمين هَبَتُوهما حَتَّى فرَغوا مِنْهُمَا يومَ بدْر: أَي ضَرَبوهما حَتَّى قَتَلوهما. قَالَ شمر: الهَبْت: الضَّرْب بِالسَّيْفِ. فكأنَّ معنى قَوْله: هَبَتوهما بِالسُّيُوفِ أَي ضَرَبُوهما حَتَّى وقَذوهما. يُقَال: هَبَته بِالسَّيْفِ وغيرِه يَهْبِتُه هَبْتاً. بهت: قَالَ اللَّيْث: البَهْت: استقبالك الرَّجل بأَمْرٍ تقْذِفُه بِهِ، وَهُوَ مِنْهُ بَرِيء. وَالِاسْم البُهْتان. والبَهْت كالحَيْرة: يُقَال: رأَى شَيْئا فبَهِت ينظرُ نَظر المتعجِّب، وَأنْشد: أَأَنْ رأيتِ هامَتي كالطَّسْتِ ظَلِلْتِ ترْمِينَ بقَوْلٍ بَهْتِ قَالَ اللَّيْث: البهْتُ: حِسَاب من حِسَاب النُّجُوم، وَهُوَ مسيرها المُستوي فِي يَوْم. وَقَالَ الْأَزْهَرِي: مَا أُراه عَربيّاً، وَلَا أحفظه لغيره. أَبُو عبيد، عَن الأصمعيّ: بَهِتَ، وغَرِس وبَطِر: إِذا دُهِش. وَقَالَ الزَّجاج: فِي قَول الله جلّ وَعز: {فَبُهِتَ الَّذِى كَفَرَ} (البَقَرَة: 258) : تَأْوِيله: انْقَطع وَسكت متحيراً عَنْهَا، يُقَال: بُهِتَ الرجل يُبهَت: إِذا انْقَطع وتحيَّر، وَيُقَال بِهَذَا الْمَعْنى بُهتَ وبَهِتَ، وَيُقَال: بَهَتُّ الرجل أبهَتُه بَهْتاً: إِذا قابلتَه بالكَذِب. وقولُ الله جلّ وعزّ {بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ} (الأنبيَاء: 40) . قَالَ الزّجاج: أَي تُحيِّرهم حِين تُفاجئهم بَغْتَة، يُقَال: بَهتَه: أَي حيَّره، وَمِنْه بَهَتُّ الرجُلَ: إِذا قابلته بكَذِب يُحَيَّره وَقَول الله جلّ وعزّ: {أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً} (النِّساء: 20) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: (الْبُهْتَان) : الْبَاطِل الَّذِي يُتَحَيَّر من بُطْلَانه. قَالَ: وبُهتانا موضوعٌ موضِع الْمصدر وَهُوَ حالٌ، الْمَعْنى أتأخذونه مُباهتين وآثمين يُقَال: بَهِتَ وبُهِت فَهُوَ باهتٌ ومَبهُوتٌ: إِذا تحير. هـ ت م اسْتعْمل وجوهه: هتم، تمه، تهم، مته. هتم: قَالَ اللَّيْث: الهَتْم: كسْرُ الثَّنِيّة أَو الثَّنايا من الأَصْل، والنَّعت أهتم وهَتْماء. وَقَالَ أَبُو زيد: الهتْماء من المِعْزى: الَّتِي انكسرتْ ثَنِيَّتَاها. قَالَ وأَهْتَمْتُه إهتاماً: إِذا كسَرْتَ أسنانَه، وأقْصَمْتُه: إِذا كسرت بعضَ سِنِّه وأشتَرْتُ عيْنَه حَتَّى هَتِمَ وقَصِم وشتِر. تمه: أَبُو عبيد، عَن الأمويّ: تَمِهَ الدُّهنُ يَتْمَه تَمهاً: إِذا تغير: وَهُوَ دُهْنٌ تمِهٌ. وَعَن أبي الجرَّاح: تَمِهَ اللحمُ يَتْمَه تَمَهاً وتَماهةً، مثل الزُّهومة. وَقَالَ شمر: يُقَال: تمِه وتَهِمَ بِمَعْنى وَاحِد، وَبِه سُمِّيتْ تِهامة.

أبواب الهاء والظاء

وَقَالَ اللَّيْث: تمِهَ اللبنُ: تغير طعمُه. وشاةٌ مِتْماهٌ: يَتْمَهُ لَبَنُها رَيْثَما يُحلَب. تهم: قَالَ اللَّيْث: تِهامة: اسْم مَكَّة، والنازل فِيهَا مُتهِم. وَأَخْبرنِي المُنْذِريُّ، عَن الصَّيْدَاوِيّ، عَن الرِّياشيّ قَالَ: سَمِعت الْأَصْمَعِي يَقُول. سمعتُ الْأَعْرَاب يَقُولُونَ: إِذا انحدرْتَ من ثنايَا ذاتِ عِرْقٍ فقد أتهَمتَ. قَالَ الرِّياشيّ: والغَوْر: تِهامة. قَالَ: وأَرْض تَهِمةٌ: شديدةُ الحرّ. قَالَ: وتَبَالَةُ من تِهامة. وَيُقَال: تَهِم البعيرُ تَهَماً، وَهُوَ أَن يستنكِر المَرْعَى وَلَا يَسْتمْرِئَهُ وتَسَوءُ حالُه، وَقد تَهِم أَيْضا وَهُوَ تَهِم: إِذا أَصَابَهُ حَرورٌ فهُزِل. وَفِي الحَدِيث أنّ رجلا أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَسلم وَبِه وَضَحٌ، فَقَالَ: انظرْ بطنَ وادٍ لَا مُنْجِدٍ وَلَا مُتهم، فتَمعَّكْ فِيهِ، فَفعل، فَلم تَزِد الوَضَحُ حتّى مَاتَ، فالمُتهِم الْوَادي الَّذِي ينصبُّ مَاؤُهُ إِلَى تِهامة، وأَتهَم الرجُل: إِذا أَتى تِهامةَ، وَيُقَال: رجلٌ تَهامٍ، وامرأةٌ تَهَامِيَةٌ: إِذا نُسِبَا إِلَى تِهامةَ، وَيُقَال: إبلٌ مَتاهيمُ وَمتاهِمُ: تَأتي تِهامة. وَأنْشد ابْن السكّيت: أَلا انهِماها إِنَّهَا مَناهِيمْ وَإِنَّهَا مَناجدٌ متاهِيم وَذكر الزِّياديُّ عَن الأصمعيّ أنْ التهَمَة: الأرضُ المتصوِّبةُ إِلَى الْبَحْر، وكأنّها مَصدرٌ من تِهامةَ، قَالَ: والتهائم: المتصوِّبة إِلَى الْبَحْر. وَقَالَ المبرِّد: إِنَّمَا قَالُوا: رجل تَهَامٍ فِي النّسبة؛ لأنّ الأَصْل تَهَمَة، فلمّا زادوا ألفا خَفَّفوا يَاء النِّسبة، كَمَا قَالُوا: رجل يَمانٍ وشآمٍ: إِذا نَسَبوا إِلَى اليَمَن وَالشَّام زادوا ألِفاً وخَفّفوا الْيَاء. مته: اللَّيْث: المَتْهُ: التَّمتُّه فِي البَطالة والغَواية. قَالَ رؤبة: بالحَقّ والباطِل والتَّمتُّهِ وَقَالَ غَيره: التمتُّه أَصله التمدُّه، وَهُوَ التمدُّح، وَقد تَمَتَّه: إِذا تمدَّح بِمَا لَيْسَ فِيهِ. قَالَ رؤبة: تمَتَّهِي مَا شئتِ أَن تَمتهي وَقَالَ المفضّل: التَّمتُّه: طَلَبَ الثَّناء بِمَا لَيْسَ فِيهِ. (أَبْوَاب الْهَاء والظاء) هـ ظ ذ هـ ظ ث: أهملت وجوهها. هـ ظ ر اسْتعْمل من وجوهها: ظهر. ظهر: قَول الله تبَارك وَتَعَالَى: {وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا} (النُّور: 31) حدّثنا السَّعديّ قَالَ: حدَّثنا ابْن عفّان قَالَ: حَدثنَا ابنُ نُمَير، عَن الأَعْمَش، عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله جلّ وعزّ: {وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا} (النُّور: 31) قَالَ: الكَفُّ والخاتَمُ والوجهُ. وَقَالَت عَائِشَة: الزّينة الظاهرةُ: القُلْب والفَتْخَة. وَقَالَ ابْن مَسْعُود: الزِّينَة الظَّاهِرَة: الثِّيَاب.

قَالَ اللَّيْث: الظّهْر: خلافُ البَطْن من كلّ شَيْء، وَكَذَلِكَ الظَّهْر من الأَرْض: مَا غَلُظ وارتفَع، والبطنُ: مَا رَقَّ واطمأنّ، وَالظّهْر: الرِّكاب الَّتِي تحمِل الأثقال فِي السَّفَر. وَيُقَال لطريق البَرّ: طريقُ الظّهْر، وَذَلِكَ حَيْثُ يكون مَسلَكٌ فِي البرِّ ومسلَكٌ فِي الْبَحْر. وَيَقُول المُدَبِّر لِلْأَمْرِ: قلّبْتُ الأمرَ ظهرا لِبَطْن. والظُّهْر: ساعةُ الزَّوال، وَلذَلِك يُقَال: صَلَاة الظُّهر. والظَّهيرةُ: حَدُّ انتصافِ النَّهَار. قلتُ: هما وَاحِد. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال: أَتَانَا بالظَّهيرة، وأتانا ظُهراً بِمَعْنى، وَيُقَال: أظهَرْتَ يَا رجُل: أَي دخلتَ فِي حَدِّ الظُّهْر. وَقَالَ الفرّاء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَآءَكُمْ ظِهْرِيّاً} (هُود: 92) ، يَقُول: تركْتُم أمرَ الله وَرَاء ظهورِكم، يَقُول: عَظَّمتمْ أمرَ رَهْطِي، وتركتُم تَعظيمَ الله وخوفَه. أَبُو عُبَيد، عَن الأصمعيّ: الْبَعِير الظِّهْريّ: هُوَ العُدَّة للْحَاجة إِن احْتِيجَ إِلَيْهِ. وَقَالَ غَيره عَنهُ: يُقَال: اتخذْ مَعَك بَعِيرًا أَو بَعِيرَيْنِ ظِهْريَّين: أَي عُدّةً، والجميع ظَهَارِيُّ وظهَارٍ، وبعير ظهيرٌ بيِّنُ الظهَارة إِذا كَانَ شَديداً. وَقَالَ اللَّيْث: الظَّهِير من الْإِبِل: القويُّ الظّهْر صَحِيحُه، وَالْفِعْل ظَهَرَ ظهارةً. وَقَالَ الأصمعيّ: هُوَ ابْن عمّه دُنيا، فَإِذا تبَاعد فَهُوَ ابْن عمِّه ظهْراً بجزم الْهَاء. وَقَالَ: وَأما الظِّهرة فَهُوَ ظهْرُ الرجل وأنصارُه بِكَسْر الظَّاء، وَأنْشد: أَلَهْفي على عِزَ عزيزٍ وظِهْرَةٍ وظلِّ شبابٍ كنتُ فِيهِ فأَدْبَرَا أَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: سَالَ وَادِيهمْ دُرْأً: من غير مَطَر أَرضهم، وسال وَادِيهمْ ظَهْراً: مِنْ مطرِ أَرضهم. قلت: وأحسِب ظُهْراً بِالضَّمِّ أَجود، لِأَنَّهُ أنْشد: وَلَو دَرَى أنّ مَا جاهَرْتَني ظُهُراً مَا عُدْتُ مَا لألأت أذنابَها الفُؤُرُ ابْن بُزُرْج: أوثقه الظُّهاريَّة: أَي كَتَفه. اللَّيْث: رجلٌ ظَهْريّ: من أهل الظَّهر، وَلَو نَسْبتَ رجلا إِلَى ظهْر الْكُوفَة لَقلت: ظَهريّ، وَكَذَلِكَ لَو نَسْبت جِلْد إِلَى الظّهْر لَقلت: جلدٌ ظَهريّ. قَالَ: والظِّهرِيّ: الشَّيْء تَنساه وتغفل عَنهُ. يُقَال: تكلّمت بذلك عَن ظهر غَيب. وَالظّهْر: فِيمَا غَابَ عَنْك. وَقَالَ لبيد: عَن ظهر غيبٍ والأنيس سَقَامُها قَالَ: وظَهْرُ الْقلب: حِفْظُه من غير كتاب. تَقول: قرأتُه ظَاهرا فاستظْهَرْتُه. وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله جلّ وعزّ: {وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَآءَكُمْ ظِهْرِيّاً} (هُود: 92) أَي واتخذتم الرَّهْط وراءكم ظهرياً تستظهرون بِهِ عليّ، لَا ينجيكم من الله تَعَالَى ذكره. الْأَصْمَعِي: فلانٌ قِرْنُ الظّهْر، وَأنْشد: فَلَو كَانَ قِرنِي وَاحِدًا لكُفِيتُه ولكنّ أَقْرَان الطُّهورِ مَقاتِلُ

وَفِي حَدِيث طَلْحَة أنّ قَبِيصَةَ قَالَ: مَا رأيتُ أحدا أعْطَى لجزَيلٍ عَن ظَهْر يدٍ من طَلْحَة ابْن عبد الله. قيل: قَوْله عَن ظَهْر يدٍ، مَعْنَاهُ ابْتِدَاء من غير مُكَافَأَة. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: هَاجَتْ ظُهُورُ الأَرْض، وَذَلِكَ مَا ارتَفَع مِنْهَا، وَمعنى هَاجَتْ أَي يَبِسَ بَقْلها. وَقَالَ الفرّاء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَالِكَ} (التّحْريم: 4) ، قَالَ: يريدُ أعوانٌ، فَقَالَ: ظَهيرٌ، وَلم يقل ظُهَراء. وَلَو قَالَ قَائِل: إنّ ظهير لجبريل وَصَالح الْمُؤمنِينَ وللملائكة كَانَ صَوَابا، وَلكنه حَسُنَ أَن تجعَل الظَّهير للْمَلَائكَة خاصّةً لقَوْله: {الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَالِكَ} أَي بعد نُصْرَةِ هَؤُلَاءِ ظَهِيرٌ. وَقَالَ الزّجاج: {الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَالِكَ} فِي معنى ظُهَرَاء، أَرَادَ وَالْمَلَائِكَة أَيْضا نُصَّارُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ غَيره: ومِثلُ ظَهيرٍ فِي معنى ظُهَراء قولُ الشَّاعِر: إنَّ العَواذِلَ لَسْنَ لِي بأَميرِ يَعْنِي لَسْنَ لي بأُمراء، وَأما قَول الله عزّ وجلّ: {وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيراً} (الفُرقان: 55) . قَالَ ابْن عَرَفَة: أَي مُظاهراً لأعداء الله تَعَالَى، وَقَوله جلّ وعزّ: {دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُواْ عَلَى} (المُمتَحنَة: 9) أَي عاونوا، وَقَوله: {تَظَاهَرُونَ علَيْهِم} (البَقَرَة: 85) أَي يتعاونون، {الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَالِكَ} (التّحْريم: 4) أَي ظُهَرَاء أَي أعوان النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَمَا قَالَ: {وَحَسُنَ أُولَائِكَ رَفِيقاً} (النِّسَاء: 69) أَي رُفَقَاء. قَالَ الشَّاعِر: إنَّ العَوَاذِل لَسْنَ لي بأمِيرِ أَي بأمراء، {فَمَا اسْطَاعُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَن يَظْهَرُوهُ} (الْكَهْف: 97) أَي مَا قَدَرُوا أَن يَعْلُوا عَلَيْهِ لارتفاعه، يُقَال: ظهر على الْحَائِط، وعَلى السَّطْح، وَظهر على الشَّيْء: إِذا غَلَبه وعَلاَه {فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا} (الزّخرُف: 33) أَي يعلون، والمعارج: الدَّرَج {عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُواْ} (الصَّف: 14) أَي غَالِبين وقولُ الله جلّ وعزّ: {قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا} (التّحْريم: 4) مَعْنَاهُ: وَإِن تعاونا، يُقَال: تظاهرَ القومُ على فُلان، وتظافَروا وتضافَروا إِذا تعاوَنوا عَلَيْهِ. وَقَول الله جلّ وعزّ: { (الَّذين يَظَاهَرَون مِنْكُم من نِسَائِهِم) } (المجَادلة: 2) قرىء (يَظَّهَّرون) ، وقرىء، وقرىء {الَّذِينَ} (المجَادلة: 2) فَمن قَرَأَ (يَظَّاهرون) فَالْأَصْل يتَظاهرون، وَمن قَرَأَ (يظَّهَّرون) فَالْأَصْل يتَظَهَّرون، وَالْمعْنَى وَاحِد، وَهُوَ أَن يَقُول لَهَا: أنتِ عليَّ كظهْر أُمِّي، وَكَانَت الْعَرَب تُطَلّق نساءها فِي الْجَاهِلِيَّة بِهَذِهِ الْكَلِمَة، فلمَّا جَاءَ الْإِسْلَام نُهُوا عَنْهَا، وأُوجِبَت الْكَفَّارَة على مَن ظَاهَرَ من امْرَأَته، وَهُوَ الظِّهار، وَأَصله مأخوذٌ من الظَّهْر، وَذَلِكَ أَن يَقُول لَهَا: أنتِ عليَّ كظهْرِ أمِّي، وَإِنَّمَا خصُّوا الظَّهْر دون البَطْن والفخِذ والفَرْج، وَهَذِه أَوْلَى بالتَّحْرِيم؛ لأنَّ الظَّهر مَوْضِعُ الرُّكُوبِ، وَالْمَرْأَة مَرْكوبة إِذا غُشِيَتْ، فَكَأَنَّهُ إِذا قَالَ: أنتِ عليَّ كَظهر أمِّي، أَرَادَ رُكُوبُكِ للنِّكاح حرَام عليَّ كرُكُوب أمِّي للنِّكاح، فَأَقَامَ

الظَّهْر مقامَ الرُّكوب لِأَنَّهُ مَرْكوبٌ، وَأقَام الرُّكوبَ مقَام النِّكَاح لأنّ الناكحَ راكِبٌ، وَهَذَا من لطيف الِاسْتِعَارَة للكناية، وَيُقَال: ظاهرَ فلانٌ فلَانا: إِذا عاونه. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: ظهرَ فلانٌ بحاجة فلانٍ: إِذا جعَلها بظهرٍ وَلم يخفَّ لَهَا. وَيُقَال: ظاهرَ فلانٌ بَين ثَوْبَيْنِ وبَيْنَ دِرْعَيْن: إِذا طابق بَينهمَا. أَبُو عُبَيد، عَن أبي زيد: الظَّهَرَةُ: مَا فِي البيتِ من المَتَاع والثِّياب. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: بيتٌ حَسَنُ الأهرة والظَّهرَة والعَقارِ بِمَعْنى وَاحِد. سَلمَة عَن الفرّاء: نزل فلانٌ بَين ظَهْرَيْنا وظَهرَانَيْنَا وأَظْهُرنَا بِمَعْنى وَاحِد. وَلَا يجوز بَين ظَهرانِينَا، بِكَسْر النُّون. أَبُو عُبَيد عَن الْأَحْمَر: لقيتُه بَين الظَّهْرَانَيْن مَعْنَاهُ فِي اليَوْمَين أَو فِي الْأَيَّام. قَالَ: وَبَين الظَّهرَين مثله. وَقَالَ غَيره: يُقَال: رَأَيْته بَين ظَهْراني اللَّيل، يَعْنِي مَا بَين العِشاء إِلَى الْفجْر. وَقَالَ الأصمعيّ يُقَال: جَاءَ فلَان مُظَهِّراً أَي جَاءَ فِي الظَّهيرة، وَبِه سُمِّي الرجُل مُظهِّراً وأَحدُ أجداد الأصمعيّ يُقَال لَهُ: مُظَهِّر، وَهُوَ مدفونٌ بكاظِمةَ فِيمَا زَعم. وَقَالَ: إبلُ فلانٍ تَرِد الظَّاهِرَة: إِذا وَرَدَتْ كلَّ يَوْم نِصفَ النَّهَار. وَقَالَ أَبُو عَمْرو شمر: الظَّاهِرَة: الّتي ترِد كلَّ يومٍ نِصفَ النَّهَار، وتصدرُ عِنْد العَصر. وَيُقَال: شاؤهمْ ظواهر. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الظَّاهِرَة: أَن تَرِدَ كلّ يومٍ ظهرا. قَالَ: وظَاهرَةُ الغِبِّ، هِيَ للغنم لَا تكَاد تكون لِلْإِبِلِ. قَالَ: وظاهرَةُ الغِبِّ أقصَرُ من الغِبِّ قَلِيلا. وَقَالَ شمر: قَالَ الْأَصْمَعِي: الظَّوَاهِر: أشرافُ الأَرْض، يُقَال: هَاجَتْ ظَواهِرُ الأرْض. وَقَالَ ابْن شُميل فِيمَا رَوَاهُ عَن ابْن عَوْن، عَن ابْن سِيرِين أنَّ أَبَا مُوسَى كَسا فِي كَفَّارَة الْيَمين ثَوْبَين: ظهرانِيّاً ومُعَقَّداً. قَالَ النَّضر: الظهرانيُّ يُجاء بِهِ من مَرَّ الظهْرَان. وَقَالَ الْفراء: أَتَيْته مرّة بَين الظَّهرَيْن: مرّة فِي الْيَوْمَيْنِ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو فَقْعَس: إِنَّمَا هُوَ يومٌ بَين عامَين. وَقَالَ الفرّاء: نزل بَين ظَهْرَيْنا وظَهْرَانَيْنا وأظْهُرِنا. والمُعَقَّد؛ بُرْدٌ من بُرُودِ هَجَر. وَعَن معمر قَالَ: قلت لأيّوب: (مَا كَانَ عَن ظَهْرِ غِنًى) مَا ظَهْرُ غِنًى؟ قَالَ أَيُّوب: عَن فضل عِيَال. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: ظاهِرَةُ الْجَبَل: أَعْلَاهُ. وظاهرة كلِّ شَيْء: أَعْلَاهُ، اسْتَوَى أَو لم يستَوِ ظاهرُه، وَإِذا علوتَ ظهرَه فَأَنت فَوق ظاهِرَتِه، وَقَالَ المُهَلهِل: وخَيْلٍ تَكَدَّسُ بالدَّارِعِي نَ كَمشْي الوُعُولِ عَلَى الظَّاهِرَهْ وَقَالَ الْكُمَيْت:

فَحَلَلْتَ مُعْتَلَجَ البِطَا حِ وحَلَّ غيرُك بالظَّواهِرْ وَقَالَ خَالِد بنُ كُلْثوم: مُعْتلج البطاح: بطنُ مَكَّة، والبطحاء: الرَّمْل، وَذَلِكَ أنّ بني هَاشم وَبني أُميَّة وسادَةَ قُرَيش منازِلُهمْ ببَطْن مكّة، وَمن دُونَهم فَهُم يَنْزِلُون بظواهر جبالها، وَيُقَال: أَرَادَ بالظَّواهر أعْلَى مَكَّة. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: قريشُ الظّواهر: الّذين نَزَلوا بِظُهُور جبالِ مكّة. قَالَ: وقُريشُ البطاح أكرَمُ وأشْرَفُ من قُريشِ الظَّوَاهِر. وَقَالَ الفرّاء: العَرَب تَقول: هَذَا ظهرُ السَّماء، وَهَذَا بَطْنُ السَّمَاء، لظاهرها الَّذِي ترَاهُ. قلتُ: وَهَذَا جَائِز فِي الشَّيْء ذِي الوَجْهين الَّذِي ظَهْرُه كبطنِه كالحائط الْقَائِم، وَيُقَال لمَا وَليَك مِنْهُ: ظَهْرُه، وَلما وَلِيَ غَيْرك ظَهْرُه، فأمّا ظِهارَة الثَّوْب وبِطانَتُه، فالبطانَة: مَا وَلِي مِنْهُ الْجَسَد وَكَانَ دَاخِلا، والظِّهارة: مَا عَلاَ وظَهَر وَلم يَلِ الجَسَد، وَكَذَلِكَ ظِهارة الْبسَاط: وَجهه، وبطانتُه مَا يَلِي الأَرْض، وَيُقَال: ظَهَّرْتُ الثوبَ: إِذا جعلتَ لَهُ ظِهارَة، وبطَّنْتَه: إِذا جعلتَ لَهُ بطانَةً، وَجمع الظِّهَارة ظَهائِر، وجمعُ البطانة بَطائن. أَبُو عبيد، عَن أبي عُبيدة قَالَ: الظُّهارُ من رِيشِ السَّهم: مَا جُعل من ظَهْرِ عَسِيبِ الرِّيشة. والبُطنان: مَا كَانَ من تَحت العَسيب. وَقَالَ الفرّاء والأصمعيّ فِي الظُّهارِ والبُطْنان مثل ذَلِك، قَالَا: واللُّؤَام: أَن يَلتَقِيَ بطنُ قُذّةٍ وظَهْرُ الْأُخْرَى، وَهُوَ أجْوَدُ مَا يكون، فَإِذا الْتَقى بَطْنان أَو ظَهْرَان فَهُوَ لُغابٌ ولَغْبٌ. وَقَالَ اللّيث: الظُّهارُ من الرِّيش: هُوَ الَّذِي يظْهر رِيش الطائِر وَهُوَ فِي الْجنَاح. قَالَ: وَيُقَال: الظُّهار جماعةٌ، وَاحِدهَا ظَهْرٌ قَالَ: ويُجمَع على الظُّهْرانِ، وَهُوَ أفضل مَا يُراشُ بِهِ السَّهْم، فَإِذا رِيشَ بالبُطنان فَهُوَ عَيْبٌ. قلت: والقَوْل فِي الظُّهار والبُطْنان مَا قَالَه أَبُو عُبيدة والأصمعيّ والفرّاء. وَقَالَ اللَّيْث: الظُّهران من قَوْلك: هُوَ فِيمَا بَين ظَهْرَانَيْهم وظَهْرَيْهِم، وَكَذَلِكَ يُقَال للشَّيْء إِذا كانَ وَسَطَ شَيْء فَهُوَ بَين ظَهْرَيه وظَهْرَانَيْه، وَأنْشد: أُلْبِسَ دِعْصاً بينَ ظَهْرَيْ أَوْعَسَا وَقَول الله جلّ وعزّ: {ءَامَنُواْ عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُواْ} (الصَّف: 14) أَي غَالِبين عالِين، من قولِك: ظَهَرْتُ على فلَان: أَي عَلوْتُه وغَلَبْتُه، وظَهَرْتُ على السَّطح: إِذا صِرْتَ فَوْقه. وَأنْشد ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: فَلَو أنَّهم كَانُوا لَقُونا بِمِثْلِنا ولكنَّ أقرانَ الظُّهورِ مَغالِبُ قَالَ: أَقْرَان الظُّهور: أَن يتظاهروا عَلَيْهِ: إِذا جَاءَ اثْنَان وأنتَ واحدٌ غَلَباك. وَقَالَ بعض الْفُقَهَاء من الحجازيّين: إِذا استُحِيضَت الْمَرْأَة واستَمرَّ بهَا الدَّم، فَإِنَّهَا تَقْعُد أَيَّامهَا للْحيض، فَإِذا انقضتْ

أيامُها استَظْهَرَتْ بثلاثةِ أَيَّام تقعُد فِيهَا للْحيض وَلَا تُصلِّي، ثمَّ تَغْتَسِل وتُصلِّي. قلت: وَمعنى الِاسْتِظْهَار فِي كَلَامهم: الِاحْتِيَاط والاستيثاق، وَهُوَ مَأْخُوذ من الظِّهْرِيِّ، وَهُوَ مَا جعلتَه عُدَّةً لحاجتك. قَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: البعيرُ الظِّهْرِيّ: العُدَّة للْحَاجة إِن احتِيجَ إِلَيْهِ. وجمعُه ظَهَارِيُّ. قلت: واتِّخَاذُ الظِّهْري من الدَّوَابِّ عُدَّةً للْحَاجة إِلَيْهِ احْتِيَاط، لِأَنَّهُ زِيَادَة على قَدْر حَاجَة صاحبِه إِلَيْهِ؛ وَتَفْسِيره: الرجُل ينْهض مسافِراً وَيكون مَعَه حاجَتُه من الرِّكاب لحُمُولته الَّتِي مَعَه فيحتاط لسَفَره، ويزدادُ بَعِيرًا أَو بعيرَين أَو أَكثر فُرَّغاً تكون مُعَدَّةً لأحمال مَا انقَطَع من حُمُولته بظَلَعٍ أَو آفَةٍ أَو انحسارٍ، فَيُقَال: استَظْهر ببَعيرَين ظِهْرِيَّيْن مُحتاطاً بهما، ثمَّ أقيم الاستظهارُ مُقام الِاحْتِيَاط فِي كلّ شَيْء. وَقيل: سُمِّيَ ذَلِك البعيرُ ظِهْرِيّاً؛ لِأَن صاحبَه جعله وَرَاء ظهرِه فلمْ يَرْكَبْه وَلم يحْمِل عَلَيْهِ، وتَركَه عُدَّةً لحاجةٍ إنْ مَسَّتْ إِلَيْهِ. وَمن هَذَا قولُ الله جلّ وعزّ حِكَايَة عَن شُعَيب أَنه قَالَ لِقَوْمِهِ: {وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَآءَكُمْ ظِهْرِيّاً} (هُود: 92) وَقد مَرَّ تفسيرُه. وَفِي الحَدِيث: (فاظهرْ بِمَن مَعَك مِن الْمُسلمين إِلَيْهَا) ، أَي اخرُج بهم إِلَى ظَاهرهَا، وأَبْرِزْهُم. وَفِي حَدِيث عَائِشَة: كَانَ يصلّي العَصْر فِي حُجْرَتِي قبل أَن يُظْهر، تَعْنِي الشَّمْس: أَي تعلو السُّطح، وَمِنْه قَوْله: وَإِنَّا لنَرْجو فوقَ ذَلِك مَظْهرا يَعْنِي مَصْعَدا. وَقَالَ اللَّيْث: الظُّهور: بُدُوُّ الشَّيْء الخفيِّ والظُّهور: الظَّفَر بالشَّيْء والاطّلاع عَلَيْهِ. يُقَال: أظهر الله الْمُسلمين على الْكَافرين: أَي أعلاهُم عَلَيْهِم، وأظهرَني الله على مَا سُرِق منِّي أَي أعثرني عَلَيْهِ. وَيُقَال: ظَهر عنّي هَذَا العَيْبُ أَي نَبَا عَنّي وَلم يَعْلَقْ بِي مِنْهُ شَيْء. وَمِنْه قَول أبي ذُؤَيب الهُذَلي: وعَيَّرها الواشُونَ أنِّي أحِبُّها وتِلْكَ شَكاةٌ ظاهِرٌ عنكَ عارُها وَقيل لعبد الله بن الزُّبير: يابنَ ذَات النِّطاقَين، تعييراً لَهُ بهَا، فَقَالَ متمثّلاً: وَتلك شَكاة ظاهرٌ عَنْك عارُها أَرَادَ أنّ نطاقها لَا يَغُضُّ مِنْهَا وَلَا مِنْهُ، فيُعَيَّرا بِهِ ولكنّه يرفعُه، فيزيدُه نبْلًا وَيُقَال: وَهَذَا أمرٌ ظاهرٌ عَنْك: أَي لَيْسَ بلازِمٍ لَك عيبُه. وَقَالَ: وَتلك شكاةٌ ظاهرٌ عَنْك عارُها وَهَذَا أمرٌ أَنْت بِهِ ظاهرٌ: أَي أَنْت قويٌّ عَلَيْهِ، وَهَذَا أمرٌ ظاهرٌ بك: أَي غالِبٌ لَك. وَقَوله: واظْهَرْ بِبزَّتِه وَعَقْدِ لوائه أَي افخَرْ بِهِ على غَيره. وحاجتي عندَك ظاهرةٌ: إِذا كَانَت مُطَّرحةً عِنْده. المْنذريّ، عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: ظهرتُ بِهِ: أَي افتخرتُ بِهِ، وظهرتُ

عَلَيْهِ: قويتُ عَلَيْهِ. وَجَعَلَنِي بظهرٍ: أَي طَرَحَني. وَقَوله عزّ وجلّ: {لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَآءِ} (النُّور: 31) : أَي لم يبلغُوا أَن يطيقوا إتْيَان النّساء، وَيُقَال: ظَهَر فلَان على فلَان: قوي عَلَيْهِ، وَفُلَان ظَاهر على فلَان: أَي غَالب لَهُ. {إِن يَظْهَرُواْ عَلَيْكُمْ} (الْكَهْف: 20) أَي يطَّلعوا عَلَيْكُم ويعثروا، وَيُقَال: ظَهرت على الْأَمر. {لاَ يَعْلَمُونَ يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَواةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الاَْخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} (الرُّوم: 7) أَي مَا يتصرّفون فِيهِ من معاشَهم. ابْن بُزُرْج: أكلَ الرجُل أَكلَة ظَهر مِنْهَا ظَهْرُه: أَي سَمِن مِنْهَا. قَالَ: وَأكل أكلَةً إِن أصبَح مِنْهَا لَنَابِياً، وَلَقَد نَبَوْتُ من أكلةٍ أكلتها. يَقُول: سمِنْتُ مِنْهَا. أَبُو عُبيدٍ، عَن أبي عُبَيْدة: جعلتُ حَاجته بظَهرٍ: أَي بظَهرِي: خَلْفِي. قَالَ: وَمِنْه قَوْله: {وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَآءَكُمْ ظِهْرِيّاً} (هُود: 92) ، وَهُوَ استهانتُك بحاجة الرَّجُل. قلت: وَمِنْه قَوْله: تميمُ بنَ مرِّ لَا تكونَنّ حَاجَتي بظَهرٍ، فَلَا يَعْيَا عليَّ جوابُها وَقَالَ الزجَّاج: يُقَال للّذي يَسْتهين بحاجَتِك وَلَا يَعْبأ بهَا: قد جعلتَ حَاجَتي بظَهرٍ، وَقد رَمَيْتها بِظهْر. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {فَنَبَذُوهُ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ} (آل عِمرَان: 187) . وَقَالَ ابْن شُمَيل: العَين الظَاهرة: الّتي مَلأتْ نُقْرَةَ العَين وَهِي خلافُ الغائِرة. وَقَالَ غيرُه: الْعين الظاهرةُ: هِيَ الجاحِظة الوَحِشَة. وَقَالَ بعضُهم: الظُّهار: وَجَعُ الظّهر، وَرجل مظهورٌ وظَهِرٌ: إِذا اشْتَكَى ظهرَه. وَقَالَ ابْن السكّيت: رجل مُظَهَّرٌ: شَدِيد الظَّهر، وَرجل ظَهيرٌ: يَشتكِي ظَهرَه، وَرجل مُصدَّر: شَدِيد الصَّدْر، وَرجل مَصْدُورٌ: يشتكي صَدْرَه. وَيُقَال: فلَان يَأْكُل على ظَهرِ يدِ فُلان: إِذا كَانَ هُوَ يُنفق عَلَيْهِ، والفُقراء يَأْكُلُون على ظَهر أيدِي النّاسِ. وَيُقَال: حَمَل فلانٌ القرآنَ على ظَهرِ لسانِه، كَمَا يُقَال: حَفِطه عَن ظَهرِ قَلْبه وَقد اسْتَظهر فلانٌ الْقُرْآن: إِذا حَفِظَه. وَيُقَال: ظَهَر فلانٌ الجَبَلَ: إِذا علاهُ، وظهرَ السَّطْحَ ظُهوراً: علاهُ. وَقَالَ أَبُو زيد: فلانٌ لَا يظهرَ عَلَيْهِ أحدٌ: أَي لَا يُسلِّم عَلَيْهِ أحد. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الظُّهار: الرِّيش، والظَّهار: ظَاهر الحَرَّة، والظِّهار: من النّساء. وَقَالَ ابْن شُمَيل: الظُّهاريَّة: أَن يعتقله الشَّغْزَبِيّةَ فيصرَعَه؛ يُقَال: أخَذَه الظُّهاريَّة والشَّغْزَبيَّةَ بِمَعْنى. وَيُقَال: ظَهرْتُ فلَانا: أَي أصبْتُ ظَهره فَهُوَ مظهور. والظِّهْرَة: الأعوان قَالَ تَمِيم: أَلَهْفِي على عِزَ عَزيزٍ وظِهْرَةٍ وظلِّ شَبابٍ كنتُ فِيهِ فأَدْبَرا قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الظَّهر سِتّ فقارات، والكاهل والكَتَدِ ستُّ فقارت وهما بَين

أبواب الهاء والذال

الْكَتِفَيْنِ، وَفِي الرَّقَبَة ستُّ فقارات ذكره عَن نُصَير. قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: وَالظّهْر الَّذِي هُوَ سِتُّ فِقَر تكتنِفها المَتْنان. قلت: وَهَذَا فِي الْبَعِير. هـ ظ ل هـ ض ن هـ ظ ف أهملت وجوهها وَالله أعلم. هـ ظ ب اسْتعْمل من وجوهها: بهظ. بهظ: قَالَ اللَّيْث وَغَيره: يُقَال: بَهظَني هَذَا الأمرُ: أَي ثَقُل عليّ وبلَغَ منِّي مشقّته وكلّ شَيْء ثقُل عَلَيْك، فقد بَهظك. أَبُو عبيد، عَن أبي زيد: بَهظْتُه: أخذتُ بفُقْمِه وفُغْمِه. قَالَ شمر: أَرَادَ بفُقْمِه فَمَه، وبِفُغْمِه أنْفَه. والفُقْمان: هما اللَّحيَّان. وأخَذَ بفَغْوِه: أَي بِفَمه، وَرجل أفْغَى، وَامْرَأَة فغواء: إِذا كَانَ فِي فَمه مَيَلٌ. هـ ظ م ظهم: أهمله اللَّيْث، ووجدتُ حَرْفاً فِي حديثٍ حَدَّثَنِيه أَبُو الْحسن الْمخْلَدِيّ، عَن أبي الرّبيع، عَن ابْن وهب، عَن يحيى بن أَيُّوب، عَن أبي قَبيلٍ المعافِريِّ قَالَ: كُنَّا عِنْد عبيد الله بن عَمْرو فَسئلَ: أَي المدينتين تُفتَح أوّلاً: قَسْطَنْطِينيَّة أَو رُوميّة؟ فَدَعَا بصُنْدوق ظَهْمٍ. قَالَ: والظَّهْمُ: الخَلَق. قَالَ: فَأخْرج كتابا فنَظَر فِيهِ وَقَالَ: كنّا عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نكتب مَا قَالَ، فسُئِل: أيّ المدينتين تُفتَح أوّلَ: قُسطنطيِنيّة أَو رُوميّة؟ فَقَالَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَدِينَة ابْن هِرَقْلَ تُفتَح أوّل، يَعْنِي القُسْطَنْطِينيّة. قلت: هَكَذَا جَاءَ مفسَّراً فِي الحَدِيث، وَلم أسمَعْه إلاّ فِي هَذَا الحَدِيث. (أَبْوَاب الْهَاء والذال) هـ ذ ث: مهمل هـ ذ ر اسْتعْمل مِنْهُ: هذر. هذر: قَالَ اللَّيْث: الهَذَر: الْكَلَام الّذي لَا يُعْبَأ بِهِ، يُقَال: هَذَرَ الرجلُ فَهو يَهذِر فِي مَنطِقه هَذْراً، وَهُوَ رجُل هَذَّار مِهذار، والجميعُ: المهاذير وَقَالَ غيرُه: رجل هُذَرَةٌ بُذَرَةٌ، ورجلٌ هِذْرِيَانُ: إِذا كَانَ غَثَّ الكَلام كثيرَه. هـ ذ ل اسْتعْمل من وجوهه: هذل، ذهل. هذل: قَالَ اللّيث: الهُذلول: مَا ارْتَفع من الأَرْض من تلالٍ صِغارٍ، وَأنْشد: يَعلُو الهَذالِيلَ ويعلو القرْدَدَا شَمِر، عَن ابْن شُمَيل. الهُذلولُ: الْمَكَان الوَطِيءُ فِي الصَّحْراء لَا يشعُر بِهِ الْإِنْسَان حتّى يُشرِف عَلَيْهِ، قَالَ جرير: كأنّ ديارًا بَين أسْنِمَةِ النَّقا وَبَين هَذا اللَّيْل البُحَيْرة مُصْحَفُ قَالَ: وبُعدُه نَحْو الْقَامَة يَنْقاد لَيْلَة أَو يَوْمًا، وعَرْضاً قِيدُ رُمْح أَو أنْفَسُ، لَهُ سَنَدٌ لَا حُرُوف لَهُ. وَقَالَ أَبُو نَصر: الهذالِيل: رمالٌ رقاقٌ صغَار. وَقَالَ غيرُه: الهُذلول: مَا سَفَت الرِّيحُ من أعالي الأَنْقاء إِلَى أسافِلِها، وَهُوَ مِثْل الخَنْدَق فِي الأَرْض. وَقَالَ أَبُو عَمْرو:

الهَذالِيل: مَسايلُ صغارٌ من المَاء وَهِي الثُّعبَانُ. قَالَ أَبُو عُبَيدٍ: الهُذلول: الرَّمْلة الطَّوِيلَة المستدِقّة المُشرِفة وَذهب ثوبُه هَذالِيلَ: أَي قِطَعاً. وأمَّا قَول الراجز: قلتُ لقَوْمٍ خَرَجوا هَذَالِيلْ نَوْكَى وَلَا ينْفَعُ للنَّوْكَى القِيلْ قيل فِي تَفْسِيره: هم المُسرِعون يتْبَع بعضُهم بَعْضاً. وَقَالَ ابْن الكَلْبِيّ: الهُذْلول: اسمُ سَيفٍ كَانَ لبعضِ بَني مخزُومٍ، وَهُوَ الْقَائِل فِيهِ: كم من كميَ قد سَلَبْتُ سِلاحَه وغادَره الهُذْلُولُ يَكْبُو مُجَدَّلا وَقَالَ اللّيث: الهَوْذَلة: القذْفُ بالبَوْل، يُقَال هَوْذَلَ ببوْله: إِذا قَذَفه. قَالَ: والهَوْذَلة: أَن يضطرب فِي عَدْوِه. أَبُو عُبَيد، عَن الأصمعيّ: الهَوْذَلة: أَن يَضْطرب فِي عَدْوِه. قَالَ: وَمِنْه يُقَال للسِّقاء إِذا تَمخَّض: هَوْذَلَ يُهَوْذِل هَوْذلةً. أَبُو العبّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي: هَوْذَلَ السِّقاءُ: إِذا أَخْرَج زُبْدَتَه، وهَوْذَلَ: إِذا قاء، وهَوْذَل: إِذا رَمَى بالعُرْبُون، وَهُوَ الغائِط والعَذِرة، وَأنْشد: لَو لَمْ يُهَوْذِلْ طَرَفاه لَنَجَمْ فِي صُلْبِه مِثْل قَفَا الكَبْشِ الأجَمّ قَالَ: والهاذِل بالذّال: وَسَط اللّيل. وَقَالَ الأصمعيُّ: هَوذَل الفحلُ من الْإِبِل ببَوْلِه: إِذا اهتزَّ ببَوله وتَحرَّك. وَقَالَ ابْن الْفرج: أهْذَب فِي مَشْيِه، وأَهْذَلَ: إِذا أَسْرَع، وَجَاء مُهْذِباً مُهْذِلاً. وهُذَيْل: أحدُ قَبائل خِنْدِف، وَقد أُعْرِقَ لَهَا فِي الشِّعْر، والنِّسبة إِلَيْهَا هُذَليّ، وَمن الْعَرَب من يَقُول: هُذْيلِيّ. وَيُقَال: ذهبَ بولُه هَذالِيلَ: إِذا تقطَّعَ. وهَذاليلُ الْخَيل: خِفَافُها. ذهل: قَالَ الله جلّ وعزّ: {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ} (الْحَج: 2) أَي تسلُو عَن وَلَدها فتتركه لشدَّة الْقِيَامَة والفَزَع الْأَكْبَر. وَقد ذَهَلَ يَذْهَل، وذَهِلَ يَذهَل ذُهولاً. وأَذْهَلَني كَذَا وَكَذَا عنهُ يُذْهِلُني. وَقَالَت امْرَأَة: أَذْهَلَ خِلِّي عنْ فِراشي مَسْجدُهُ وَكَانَ زَوجهَا اشتَغَل بعبادتِه عَن فراشها فشكت سُلُوَّه عَنْهَا. وَقَالَ اللَّيْث: الذَّهْل: تركُكَ الشَّيء تَنَاساه على عَمْد، أَو يَشْغَلُك عَنهُ شاغل. وَقَالَ اللحيانيّ: مضى ذَهْلٌ من اللَّيل: أَي ساعةٌ. ذَهْلٌ، ودَهْلٌ، لُغَةٌ بِالدَّال والذال. جَاءَ بِهِ أَبُو عَمْرو. وَقَالَ اللَّيْث: الذُّهْلانِ: حيَّان من ربيعَة، وهم بَنُو ذُهْل بن شَيْبَان، وَبَنُو ذُهْل بن ثَعْلبة. هـ ذ ن اسْتعْمل من وجوهه: ذهن. ذهن: قَالَ اللَّيْث: الذِّهْن: حِفْظ الْقلب. تَقول: اجعلْ ذِهْنك إِلَى كَذَا وَكَذَا.

وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : ذَهِنْتُ كَذَا وَكَذَا: أَي فَهِمتُه، وذَهَنْتُ عَن كَذَا وَكَذَا: أَي فَهِمْتُ عَنهُ، وَيُقَال: ذَهنَنِي عَن كَذَا وَكَذَا، وأَذْهنَنِي، واسْتَذْهنَنِي: إِذا أَنْساني وأَلْهاني عَن الذِّكْر، وَيُقَال: فلَان يُذاهِن الناسَ أَي يُفاطِنُهم، وَقد ذَاهنَنِي فَذَهنْتُه: أَي كُنتُ أجْودَ ذِهْناً مِنْهُ. هـ ذ ف أهمله اللَّيْث وَأنْشد أَبُو عَمْرو قَول الرّاجز: يُبْطِر ذَرْعَ السَّائق الهذَّافِ بعَنَقٍ من فَوْرِه زَرَّافِ قَالَ: والهَذَّاف: السَّريع، وَقد هَذَف يهذِفُ: إِذا أسْرَع، وَيُقَال: جَاءَ مُهْذِباً مُهْذِفاً مُهذِلاً، بِمَعْنى وَاحِد. هـ ذ ب اسْتعْمل من وجوهه: هذب، هبذ، ذهب. ذهب: قَالَ اللَّيْث: الذَّهَب: التِّبْر، والقطعة مِنْهُ ذَهبَةٌ. قَالَ: وأهلُ الْحجاز يَقُولُونَ: هِيَ الذَّهب. وَيُقَال: نزلتْ بلغتهم: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} (التّوبَة: 34) وَلَوْلَا ذَلِك لغَلَب المذكَّرُ الْمُؤَنَّث. 6 وَقَالَ: وسائرُ العَرَب يَقُولُونَ: هُوَ الذَّهب. قلتُ: الذّهب مُذكّر عِنْد العَرَب، وَمن أنَّثه ذَهب بِهِ مَذْهَب الْجَمِيع. وَأما قَوْله جلّ وعزّ: {وَلاَ يُنفِقُونَهَا} وَلم يقل: يُنفقونه؛ فَفِيهِ أقاويل للنَّحويين أَحدهَا أنّ الْمَعْنى يَكْنِزُون الذّهب والفضَّة وَلَا يُنْفقُونَ الْكُنُوز فِي سَبِيل الله، وَقيل: جَائِز أَن يكون مَحْمُولا على الْأَمْوَال، فَيكون: وَلَا يُنْفقُونَ الْأَمْوَال، وَيجوز أَن يكون: وَلَا يُنْفقُونَ الفضّة، وَحذف الذَّهب، كَأَنَّهُ قَالَ: وَالَّذين يكنزون الذَّهَب وَلَا يُنفِقونه، والفضّة وَلَا يُنفقونها، فاختصر الْكَلَام، كَمَا قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ} (التّوبَة: 62) ، وَلم يقل: يُرضوهما. وَقَالَ اللَّيْث: الذِّهْبة: المَطْرة الجَوْدة، والجميع الذِّهاب. أَبُو عبيد، عَن أَصْحَابه قَالُوا: الذِّهاب: الأمطار الضعيفة. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: توَضَّحْن فِي قَرْن الغَزالةِ بَعْدَمَا ترشَّفْنَ دِرَّاتِ الذِّهاب الرَّكائِك وَقيل: ذِهْبة للمطْرة، وَاحِدَة الذِّهاب ورُوِي عَن بعض الْفُقَهَاء أَنه قَالَ: فِي أَذاهِبَ من بُرَ وأذاهبَ من شَعيرٍ، قَالَ: يُضمّ بَعْضهَا إِلَى بعض، فتُزَكَّى. قيل: الذَّهَب: مكيالٌ معروفٌ بِالْيمن، وَجمعه أذْهاب، ثمّ أذاهب جمعُ الْجَمِيع. قَالَه أَبُو عُبيد. وَقَالَ ابْن السّكيت فِي قَول ابْن الخطيم: أَتَعْرفُ رَسْماً كاطِّرادِ المذاهِبِ المَذاهب: جُلود كَانَت تُذْهَب، وَاحِدهَا مُذْهَب، يَجْعَل فِيهَا خُطوطٌ مُذهَبه، فيُرَى بعضُها فِي إثْر بعض، فَكَأَنَّهَا متتابعة، وَمِنْه قَول الهذليّ: يَنْزِعْن جلدَ المَرْءِ نَزْ عَ القَيْن أَخلاقَ المَذَاهِبْ

يَقُول: الضِّباعُ ينزعن جلدَ الْقَتِيل كَمَا يَنزِع القَينُ خِللَ السُّيوف، قَالَ: وَيُقَال: الْمذَاهب: البُرُود المُوَشّاة، يُقَال: بُرْدٌ مُذهَب، وَهُوَ أرْفَعُ الأَتحَمِيّ. وَفِي الحَدِيث أنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا أَرَادَ الْغَائِط أبعَدَ فِي المَذْهَب. أَبُو عبيد، عَن الْكسَائي: يُقَال لموْضِع الْغَائِط: الخَلاء، والمَذْهب والمِرْفَق والمِرْحاض. الحرّاني، عَن ابْن السّكيت: ذهَبَ الرجلُ والشيءُ يذهَبُ ذَهاباً، وَقد ذَهِبَ الرجلُ وَالشَّيْء يذهَبُ ذهَباً: إِذا رَأَى ذهبَ المعْدِن فبَرِق من عِظَمه فِي عَيْنيه، وأَنشد ابْن الْأَعرَابِي: ذَهَّب لمّا أَن رَآهَا ثُرْمُرَه وَفِي رِوَايَة: لَمَّا أَن رَآهَا ثُرْمُلَهْ وَهُوَ اسْم رجُل. وَقَالَ: يَا قوم رأيتُ مُنْكَرَهْ شَذْرَةَ وادٍ ورأَيتُ الزُّهَرَهْ أَبُو عُبَيْدَة: كُمَيْتٌ مَذْهَب، وَهُوَ الَّذِي تعْلو حُمرتَه صُفْرَة، وَالْأُنْثَى مُذْهَبة. وَقَالَ اللَّيْث: المُذْهَبُ: الشيءُ المَطْلِيُّ بالذَّهب، قَالَ لبيد: أَو مُذهَبٌ جُدُدٌ على ألْوَاحِه الناطِقُ المَبروزُ المختُومُ قَالَ الأزهريّ: وَأهل بَغْدَاد يَقُولُونَ للمُوَسْوِس من النَّاس: بِهِ المُذْهِبُ، وعَوامُّهم يَقُولُونَ: بِهِ المُذْهَب، بِفَتْح الْهَاء، وَالصَّوَاب المُذْهِب. وَقَالَ اللَّيْث: المُذْهِبُ: اسْم شَيْطَان يُقَال: هُوَ من ولد إِبْلِيس يَبدو للقراء فيفتنهم فِي الْوضُوء وَغَيره. وَقَالَ: والذُّهوب، والذَّهاب لُغَتَانِ، والمذهَب: مصدر كالذّهاب. وَيُقَال: ذهَّبتُ الشيءَ فَهُوَ مُذَهَّب: إِذا طليتَه بالذَّهب. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للمُوَسْوِس: بِهِ المُذْهِب. وَيُقَال: هُوَ اسْم شَيطان. هذب: سَلمَة، عَن الْفراء قَالَ: المُهْذِب: السَّرِيع. وَهُوَ من أَسمَاء الشَّيْطَان. وَيُقَال لَهُ: المُذهِب: أَي المُحَسِّن للمعاصي. وَقَالَ اللَّيْث وَغَيره: الإهذاب: السُّرعة فِي العَدْو والطَّيَران، وإبِلٌ مهاذِيبُ: سِراع. وَقَالَ رؤبة: صَوَادِقَ العَقْبِ مَهاذِيب الوَلَقْ وَفِي بعض الْأَخْبَار: إِنِّي أخْشَى عَلَيْكُم الطَّلَب، فهَذَّبوا: أَي أَسْرعُوا السّير، يُقَال: هَذَبَ وأَهذَب وهَذّب، كلّ ذَلِك، من الْإِسْرَاع. وَقَالَ اللَّيْث: المُهَذَّب: الَّذِي قد هُذِّب من عيوبه. وَقَالَ غَيره: أصل التَّهْذِيب تنقيةُ الْحَنظل من شَحْمه، ومعالجةُ حَبِّه حَتَّى تذهبَ مَرارَتُه ويَطيب لآكله، وَمِنْه قَول أوسِ بن حَجَر: ألم تَرَيَا إذْ جئتُما أنّ لَحمهَا بِهِ طَعْمُ شَرْي لم يُهذَّبْ وحَنْظَلِ

وَيُقَال: مَا فِي مودّته هَذَبٌ، أَي صفاءٌ وخُلوص، وَقَالَ الْكُمَيْت: معدنُك الجوهرُ المهذَّبُ ذُو ال إِبرِيزِ بَخَ مَا فَوق ذَا هَذَبَ وَمن أمثالهم: أيُّ الرِّجال المهذَّب؟ يُضرَب مثلا للرجل يُؤمر بِاحْتِمَال إخوانه على مَا فيهم من خَطِيئَة عيب يُذَمُّون بِهِ، وَمِنْه قَوْله: ولَسْتَ بِمُسْبَقٍ أَخاً لَا تَلُمُّه على شَعَثٍ، أَيُّ الرِّجال المُهذَّبُ؟ قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: الهَيْذَبَى: أَن يَعْدُوَ فِي شِقَ، وَأنْشد: مَشَى الْهَيْذَبَى فِي دَفِّهِ ثمَّ قَرْقَرا وروى بَعضهم: مَشَى الهِرْبذَى، وَهُوَ بِمَنْزِلَة الهَيْذَبَى. وَقَالَ ذُو الرِّمّة: دِيارٌ عَفَتْها بعدنَا كلُّ دِيمَةٍ دَرُورٍ وأُخرى تُهذِبُ الماءَ ساجِرُ يُقَال: أَهذَبت السحابةُ ماءها، إِذا أسالَتْه بِسُرْعَة. هبذ: قَالَ اللَّيْث: المُهابَذَة: الْإِسْرَاع، وَأنْشد: مُهابِذَةٌ لم تَتَّرِكْ حِين لم يكن لَهَا مَشرَبٌ إلاّ بِناءٍ مُنَضَّبِ وَقَالَ أَبُو عبيد فِي بَاب المقلوب: أَهْبَذَ وأهْذَبَ، إِذا أسْرَع. وَقَالَ أَبُو خِراش الهذَليّ. يُبادِرُ جُنْحَ اللَّيْل فَهُوَ مُهابِذٌ يَحُثُّ الجَناحَ بالتّبَسُّطِ والقَبْضِ هـ ذ م اسْتعْمل من وجوهه: هذم، همذ. هذم: قَالَ اللَّيْث: الهَذْم: الْأكل، والهذْم: القَطْع، كلُّ ذَلِك فِي سرعَة، وَقَالَ رؤبة يصف اللَّيل وَالنَّهَار: كلاهُما فِي فَلَكٍ يَسْتَلْحِمُهْ واللِّهْبُ لِهْبُ الخافِقَين يَهذِمُهْ كِلَاهُمَا: يَعْنِي اللَّيْل النَّهَار. فِي فَلَك يَسْتلحِمه: أَي يَأْخُذ قَصْده ويَركَبُه. واللِّهْبُ: المَهْوَاةُ بَين الشَّيْئَيْنِ، يَعْنِي بِهِ مَا بَين الخافِقَين، وهما المَغْرِبان. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: أَرَادَ بالخافِقين: المَشْرِق والمغْرِب، يَهْذِمه: يُغَيِّبُه أجمعَ. وَقَالَ شمر: يَهْذِمه: يَأْكُلهُ ويُوعيه وَقَالَ: سِكِّين هَذُوم، يَهْذِم اللَّحْم: أَي يُسْرِع قطعه فيأكله، عَن ابْن الأعرابيِّ. وَقَالَ اللَّيْث: أَرَادَ بقوله: يَهْذمه نُقصانَ الْقَمَر، وَقَالَ: سيفٌ مِهْذَمٌ مِخْذَم. قَالَ: والهَيْذام: الشُّجاع من الرِّجال، وَهُوَ الأَكول أَيْضا. وَيُقَال: سِكِّينٌ هُذامٌ ومُوسى هُذَام وشفْرة هُذَامة. وَقَالَ الرَّاجز: ويْلٌ لِبُعْرَانِ أبي نَعَامَهْ مِنْكَ ومنْ شَفْرَتِك الهُذَامَهْ همذ: قَالَ اللَّيْث: الهَمَاذِيُّ: السُّرْعة فِي الجرْي، يُقَال: إِنَّه لذُو هَمَاذِيِّ فِي جَرْيه.

أبواب الهاء والثاء

وَقَالَ غَيره: حَرٌّ همَاذِيٌّ أَي شَدِيد، ومَرَضٌ هماذِيٌّ، وَأنْشد الْأَصْمَعِي: تُرِيغُ شُذَّاذاً إِلَى شُذَّاذِ فِيهَا هَمَاذِيٌّ إِلَى هَمَاذِي أَبُو عبيد، عَن أبي عَمْرو: الهَماذِيّ: السَّريع من الْإِبِل. وَقَالَ شمر: الهَمَاذِيُّ: الجِدُّ فِي السَّيْر. وَيُقَال: الهَمَاذِيُّ: تاراتٌ شِدادٌ تكون فِي المَطَر، والسِّباب، والجَرْي، مرّة يَشتدّ، وَمرَّة يسكن. قَالَ العَجاج: مِنْهُ هَمَاذِيٌّ إِذا حَرَّتْ وحَرّ (أَبْوَاب الْهَاء والثاء) هـ ث ر مهمل. هـ ث ل اسْتعْمل من وجوهها: لهث، هلث، ثهل، لثه. لهث: قَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جلّ وعزّ: {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث} (الأعرَاف: 176) ضربَ الله جلّ وعزّ: للتّارك لآياته، والعادلِ عَنْهَا أَخَسَّ شيءٍ فِي أَخْسِّ أحْواله مَثَلاً، فَقَالَ: {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ} إِذا كَانَ الْكَلْب لَهْثانَ، وَذَلِكَ لأنّ الكلْب إِذا كانَ يَلْهَث فَهُوَ لَا يَقدر لنَفسِهِ على ضُرّ وَلَا نَفْع، لِأَن التَّمْثِيل بِهِ على أَنه يَلهَث على كل حَال، حملت عَلَيْهِ أَو تركتَه، فَالْمَعْنى: فمثَلُه كمَثَل الكلْب لاهِثاً. وَقَالَ اللَّيْث: اللَّهْث لَهْثُ الكلْب عِنْد الإعياء، وَعند شدَّة الحرّ، وَهُوَ إدْلاعُ اللِّسان من العَطش. وَقَالَ سعيد بن جُبَير فِي الْمَرْأَة اللَّهثَى وَالشَّيْخ الْكَبِير: إنَّهُمَا يُفطِران فِي رَمَضَان ويُطعِمان. وَيُقَال: رجلٌ لَهْثانُ وامرأةٌ لَهثَى، وَبِه لُهاثٌ شَدِيد، وَهُوَ شِدَّةُ العَطش. وَقَالَ الرَّاعِي: يصف إبِلا وردتْ مَاء وَهِي عِطاش: حَتَّى إِذا بَرَد السِّجَالُ لُهَاثَها وجعلنَ خَلْفَ غُروضِهنَّ ثميلا وَقَالَ أَبُو عَمْرو الشَّيبانيّ فِيمَا رَوَى أَبُو العبَّاس، عَن عَمْرو بن أبي عَمْرو عَنهُ أَنه قَالَ: اللُّهَّاث: عامِلُو الخُوص مُقعَداتٍ، وَهِي الدواخل، واحدتُها مُقعدة، وَهِي الوَشِيجة، والوشَجَة، والشَّوْغَرةُ والمُكَعَّبة. قَالَ: واللُّهْثَة: التَّعَب، واللُّهْثة أَيْضا العَطش، واللُّهثة أَيْضا: النقطة الْحَمْرَاء الَّتِي ترَاهَا فِي الخُوص إِذا شققته. سلمَة، عَن الْفراء قَالَ: اللُّهاثِيُّ من الرِّجال: الْكثير الخِيلان الحُمر فِي الْوَجْه، مأخوذٌ من اللُّهاث، وَهِي النُّقط الْحمر الَّتِي فِي الخُوص إِذا شُقَّ. هلث: قَالَ اللَّيْث: الهَلثاء: جماعةٌ من النَّاس قد عَلتْ أَصْوَاتهم، يُقَال: جَاءَ فلانٌ فِي هَلْثاءٍ من أَصْحَابه، مَمْدُود مُنوَّن. سَلمَة عَن الْفراء: يُقَال: هِلثاءَةٌ من النَّاس، وهَلْثاءة: أَي جماعةٌ، بِكَسْر الْهَاء وَفتحهَا.

أبواب الهاء والراء

عَمْرو، عَن أَبِيه قَالَ: الهَلَثَة: الْجَمَاعَة من النَّاس. ورَوَى ثعلبٌ، عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ الهَلْثَى: الْجَمَاعَة من النَّاس. ثهل: وَقَالَ اللَّيْث: ثَهْلان: اسْم جَبَل مَعْرُوف، وَمِنْه المَثَل السائر يُضرَب للرَّجل الرَّزين الوَقور، فَيُقَال: ثهلاَنُ ذُو الهَضَبات مَا يتَحَلْحَلُ أَبُو عبيد، عَن الْأَحْمَر قَالَ: هُوَ الضَّلال بنُ فَهْلَل، والضلال بنُ ثَهللَ. لَا ينصرفان يُضرَبان مثلا للكَذُوب وللذي لَا يَهْتَدِي لأمرِه. لثه: قَالَ اللَّيْث: اللِّثاةُ: اللَّهاةُ. وَيُقَال: اللِّثَة واللَّثَة من اللِّثاه: لحْمٌ على أصُول الْأَسْنَان. قلت: هَكَذَا قرأتُه فِي نُسَخ من (كتاب اللَّيْث) وَالَّذِي حصلناه وعرَفناه أَن اللِّثاثِ جمع اللِّثة، واللثة عِنْد النَّحْوِيين أَصْلهَا لِثْيةٌ. من لَثِيَ الشيءُ يلْثَى إِذا نَدِيَ وابتَل، وَلَيْسَ من بَاب الْهَاء، فَإِذا انْتهى كتَابنَا إِلَى كتاب الثَّاء فسَّرناه إِن شَاءَ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى. هـ ث ن، هـ ث ف: أهملت وجوهها. هـ ث ب اسْتعْمل من وجوهها: بهث. بهث: قَالَ اللَّيْث: البُهْثةُ: ولَدُ البَغِيِّ، وَنَحْو ذَلِك قَالَ أَبُو عَمْرو فِي البُهْثة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: قلت لأبي المكارم: مَا الأَزيَبُ؟ فَقَالَ: البُهثة. قلت: فَمَا البُهْثة؟ قَالَ: ولد المُعارَضةِ، وَهِي المُيَافَعة، والمُسَاعاةُ وبُهثة: حَيٌّ من بني سُلَيم. والبهثة: الْبَقَرَة الوحشية. هـ ث م اسْتعْمل من وجوهه: هثم. هثم: قَالَ اللَّيْث: الهَيْثَمُ: فَرْخ العُقاب. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الْهَيْثَم: الصَّقْر. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الْهَيْثَم: الرَّمْل الْأَحْمَر. وَقَالَ الطِّرِمّاح يصف قِداحاً أُجِيلت فَخرج لَهَا صوتٌ: خُوارَ غِزلانٍ لدَى هيْثَم تذكّرتْ فِيقَه أرْآمِها وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الهُثْم القيزانُ: المنهالة. (أَبْوَاب الْهَاء وَالرَّاء) هـ ر ل اسْتعْمل من وجوهه: هرل، رهل. هرل: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: هَرْوَل الرجلُ هَرْوَلةً: بَين الْمَشْي والعَدْو. شمر، عَن التميميّ قَالَ: الهَرْوَلة فَوق الْمَشْي، وَدون الخبَب، والخَبَب دون العَدْو. رهل: قَالَ اللَّيْث: الرَّهَل: شِبْه وَرَم لَيْسَ من دَاء، وَلَكِن رخَاوةٌ من سِمَن، وَهُوَ إِلَى الضعْف، تَقول: فَرَسٌ رَهِلُ الصَّدْر. وَقَالَ غيرُه: أصبَح فلَان مرهلاً: إِذا تهبَّج من كَثْرَة النّوم. وَقد رهَّله ذَلِك تَرْهيلاً. هـ ر ن هنر، هرن، نهر، رهن: (مستعملة) .

هرن: أما هرن فَإِنِّي لَا أحفظ فِيهِ شَيْئا من كَلَام الْعَرَب، وَاسم هرُون معرَّب لَا اشتقاق لَهُ فِي اللُّغَة الْعَرَبيَّة. قَالَ الدِّينَوَرِيّ: الهَيْرُون: ضَربٌ من التَّمْر مَعْرُوف. هنر: يُقَال: هَنَرتُ الثوبَ بِمَعْنى أَنَرْتُه أُهَنِيره، وَهُوَ أَن يُعْلِمَه، قَالَه اللحياني. وَقَالَ اللَّيْث: الهنْرة: وَقْبَة الأُذن. قلت: وَهِي عَرَبِيَّة صَحِيحَة. روَى أَبُو عَمْرو، عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الهُنَيرة: تَصْغِير الهنْرة، وَهِي الأذُن المليحة. رهن: قَالَ اللَّيْث: الرَّهن مَعْرُوف، تَقول: رَهْنْتُ فلَانا دَارا رَهْناً، وارتهنه: إِذا أَخذه رَهناً. قَالَ: والرُّهونُ والرِّهانُ والرُّهُنُ: جمَاعَة الرَّهن. والرِّهان أَيْضا: مراهنة الرجل على سِباق الْخَيل وَغير ذَلِك. قَالَ: وأَرْهنْتُ فلَانا ثوبا: إِذا دفعتَه إِلَيْهِ ليَرْهنَه، وأرْهنْتُ الميِّتَ قَبْراً: إِذا ضمَّنْتَه إيَّاه. وكلُّ أَمْرٍ يُحبَس بِهِ شيءٌ فَهُوَ رَهنُه ومُرْتَهنَه، كَمَا أنَّ الْإِنْسَان رَهينُ عَملِه. الحرّانيّ، عَن ابْن السّكِّيت: يُقَال: أرْهنَ فِي كَذَا وَكَذَا يُرْهن إرهاناً: إِذا أَسْلف فِيهِ، وأنشَد: يطوي ابنُ سَلْمَى بهَا عَن راكبٍ بَعَداً عِيديَّةٌ أُرْهِنَتْ فِيهَا الدَّنانِيرُ بهَا: بِإِبِل. عيديّة: نُجُب، منسوبةٌ إِلَى بَنَات الْعِيد، وَهُوَ فحلٌ معروفٌ كَانَ مُنْجِباً، أَرَادَ أنَّ ابنَ سَلْمَى يَحمل الناسَ على هَذِه النجائب وَهِي عِيديّة تتلَفُ فِيهَا الدَّنَانِير لنجابتها، وَقد رهنتُه كَذَا وَكَذَا، أَرْهنُه رَهناً. وَقَالَ الأصمعيّ: لَا يُقَال: أرهنتُه. قَالَ: وأمّا قولُ عبد الله بن هَمام السَّلُوليّ: فلمّا خَشِيتُ أظافِيرَه نجوتُ وأرْهَنهُمْ مَالِكًا فَهُوَ كَمَا تَقول: قمتُ وأَصُكُّ رَأسه. قَالَ: ومَن رَوَى (وأرهنتُهم مَالِكًا) ، فقد أَخطَأ. وَقَالَ غَيره: أرهنتُ لَهُم الطعامَ والشرابَ إرهاناً: أَي أَدَمته، وَهُوَ طعامٌ راهنٌ: أَي دَائِم. قَالَه أَبُو عَمْرو، وَأنْشد: لَا يَستِفيقون مِنْهَا وَهِي راهِنَةٌ إلاّ بهاتِ وَإِن عَلُّوا وإنْ نَهِلوا أَبُو زيد: أَنا لَك رَهْنٌ بالرِّضا: أَي كَفِيل. وَقَالَ: إنّ كَفِّي لكَ رَهنٌ بالرِّضا أَي أَنا كفِيل لَك، ويَدِى لكَ رَهنٌ، يُرِيدُونَ بِهِ الكَفَالة. أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ، عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ أنّه أنْشدهُ: والمَرْءُ مرهونٌ وَمن لَا يُخْتَرمْ بعاجل الحتْفِ يُعَاجَلْ بالهَرَمْ قَالَ: أَرْهَن: أدَام لَهُم، أرْهنتُ لَهُم طعامِي، وأَرْهَيْتُه: أَي أَدَمْتُهُ لَهُم. وأَرْهَى لكَ الأمرُ: أَي أَمكنَكَ، وَكَذَلِكَ أَوْهَبَ. قَالَ: والمَهْوُ والرَّهْوُ والرَّخَفُ وَاحِد وَهُوَ اللِّين. أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: أَرْهَنْتُ فِي السِّلْعة: غالَيْتُ بهَا.

قَالَ: وَهُوَ من الغَلاء خَاصَّة، وَأنْشد قَوْله: عِيدِيَّةٌ أُرْهِنَتْ فِيهَا الدَّنانيرُ أَي أُغْلِيَتْ، وَغَيره يقولُ: أسْلِفَت قَالَ: ورَهَنْتُ فِي البيْع والقَرْض بِغَيْر ألف، لَا غير. وأَرْهنْت وَلَدي إرْهاناً: أخطرتهم بِهِ خَطَراً وَقَول الله جلّ وعزّ: (فَرُهُنٌ مَقْبُوضَةٌ) (الْبَقَرَة: 283) ، قَرَأَ نافعٌ وَعَاصِم وَأَبُو جَعْفَر وشَيْبة: {فرِهان وَقَرَأَ أَبُو عَمرو وَابْن كثير: (فرهن) ، وَكَانَ أَبُو عَمْرو يَقُول: الرِّهان فِي الْخَيل أَكثر. أَبُو عُبيد، عَن الأمويّ: الرَّاهِن: المهزول من الْإِبِل، وَالنَّاس. وَقَالَ قَعْنَبُ: بَانَتْ سُعادُ وأَمْسَى دُونها عَدَنُ وغَلِقَتْ عِنْدهَا من قَلْبك الرُّهُنُ سَلمَة عَن الفرّاء: من قَرَأَ: (فرهن) ، فَهُوَ جمعُ رِهان، مثل ثُمُر جمعُ ثِمار. وَقَالَ غَيره: رَهْن ورُهُن مثل سَقْف وسُقُف قَالَ: والرُّهُن فِي الرَّهُن أَكثر، والرِّهان فِي الْخَيل أكْثَر. أَبُو عُبَيد، عَن الأمويّ: الرَّاهنُ: المهزول من الْإِبِل والنّاسِ، وأنشَد: إمّا تَريْ جِسْمِيَ خَلاًّ قَدْ رَهَنْ هَزْلاً ومَا مَجْدُ الرِّجال فِي السِّمَنْ شمِرٌ، عَن ابْن شمَيل: الرّاهن: الأعجف من ركُوب أَو مرض أَو حَدَث، يُقَال: رُكِبَ حتّى رَهن. رأَيتُ بخطِّ أبي بكر الإياديّ: جاريةٌ أُرْهُون: أَي حَائِض. قلت: لم أره لغيره. نهر: قَالَ اللّيث: النَّهَر لغةٌ فِي النَّهر، والجميع نُهُر وأنهار. واستنهرَ النهرَ: إِذا أخَذَ لمجراه موضعا مَكيناً قَالَ: والمَنْهَرُ: مَوضِع النَّهر يحتفِره الماءُ. قَالَ: وَالنَّهَار: ضِيَاء مَا بَين طُلُوع الفَجر إِلَى غرُوب الشَّمْس، وَلَا يُجمع. ورجلٌ نَهِر: صاحبُ نَهَار. وَقَالَ الفرّاء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {مُّسْتَطَرٌ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى جَنَّاتٍ} (القَمَر: 54) أَي فِي ضياءٍ وسَعة. قَالَ الفرّاء: وسمعتُ العربَ تُنْشِد: إنْ تكُ لَيْلِيّاً فَإِنِّي نَهِرُ مَتَى أَرَى الصُّبحَ فَلاَ أنتظِرُ وَقَالَ: وَمعنى نَهِر: أَي صاحبُ نَهَار، لستُ بِصَاحِب ليل وأَنشَد: لَوْلَا الثّرِيدانِ هَلكْنَا بالضُّمُرْ ثَريدُ ليلٍ وثريدٌ وبالنُّهُرْ قلتُ: النُّهُر: جمعُ النَّهَار هَاهُنَا. قَالَ الفرّاء: وَقيل {الْمُتَّقِينَ فِى جَنَّاتٍ} (القَمَر: 54) ، مَعْنَاهُ أَنهار، كَقَوْلِه: {الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ} (القَمَر: 45) مَعْنَاهُ الأدبار. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق نَحوه. وَقَالَ: الِاسْم الْوَاحِد يدلّ على الْجَمِيع، فيُجتَزأ بِهِ من الْجَمِيع، وَيُقَال: أَنهَرَ بطَنُه: إِذا جَاءَ بطْنُه مِثلَ مَجيء النهَر، وأنهَرَ دَمُه: أَي سَالَ دَمُه. وَقَالَ أَبُو الجرّاح: أنهَر بطْنُه، واسْتَطلَقَتْ عُقَدُه. وَيُقَال: أنهَرتُ دَمَه، وأَمَرتُ دَمه، وَهَرَقْتُ دَمَه. وَيُقَال: طَعَنه طَعْنَةً أنهرَ فَتْقَها: أَي وَسَّعه، وَمِنْه قولُ قيس بن الخَطيم:

مَلكتُ بهَا كفِّي فأنهَرتُ فَتْقَها يُرَى قائِماً مِن دُونها مَا وَرَاءها وَأنْشد أَبو عُبيد قولَ أبي ذُؤَيْب: على قَصَبٍ وفُراتٍ نَهِرْ قَالَ شمِر: نَهِر: أَي وَاسع. والقَصَب: مَجَارِي المَاء من الْعُيُون. قَالَ: وَالْعرب تُسَمِّي العَوَّاء والسِّماكَ الأنهَرَين لِكَثْرَة مائِهما. ورَوَى المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم قَالَ: النَّهَار: اسمٌ، وَهُوَ ضدّ اللّيل، وَالنَّهَار: اسْم لكلّ يومٍ. والليلُ: اسْم لكلّ لَيْلَة؛ لَا يُقَال: نَهَار ونهاران، وَلَا ليلٌ وَلَا ليلان، إِنَّمَا واحدُ النَّهَار يومٌ، وتثنيتُه يَوْمَانِ، وضدُّ الْيَوْم لَيْلَة، وَجَمعهَا ليالٍ، قَالَ: وَرُبمَا وَضَعت العربُ النَّهَار فِي مَوضِع الْيَوْم، ثمّ جَمَعوه نهُراً، قَالَ الراجز: ثَرِيدُ ليلٍ وثَرِيدٌ بالنُّهُرْ وَقَالَ اللّيث: النهارُ: فرخُ القطاة، وَثَلَاثَة أَنهِرة. وَقَالَ غَيره: النَّهَار: فَرخُ الحُبارَى، والنَّهْرُ: من الِانْتِهَار، يُقَال: نهَرْتهُ وانتهَرْته: إِذا استقبلتَه بكلامٍ تزجُرُه عَن خَبر. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: النَّهر: الدَّغْرَةُ، وَهِي الخُلسة. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الكسائيّ: حَفرتُ الْبِئْر حتّى نهَرتُ، فَأَنا أَنهَرُ: أَي بلَغتُ المَاء. ونهرٌ نَهِرٌ: أَي واسعٌ، وَأنْشد: على قَصَب وفُراتٍ نَهِرْ وَقَالَ غَيره: الناهور: السَّحاب، وَأنْشد: أَو شُقَّةٌ خرجت من جَوف ناهُورِ هـ ر ف هرف، فهر، فره، رفه، رهف: مستعملة هرف: قَالَ اللَّيْث: الهَرْفُ: شِبْه الهذَيان من الْإِعْجَاب بالشَّيْء، يُقَال: هُوَ يَهرِف بفلان نهارَه كلَّه هرفا. قَالَ: وَيُقَال لبَعض السِّباع: يَهرِف لِكَثْرَة صَوته. وَفِي الحَدِيث: أنَّ رُفقةً جَاءَت وهم يهَرِفون بصاحبٍ لَهُم، وَيَقُولُونَ: مَا رَأينَا يَا رَسُول الله مثلَ فلَان، مَا سِرنا إِلَّا كَانَ فِي قِرَاءَة، وَلَا نزَلْنا إلاّ كَانَ فِي صَلَاة. قَالَ أَبُو عُبَيد: قَوْله: يَهرِفون بِهِ: يمدَحونه، ويُطنِبُون فِي ذكره، يُقَال مِنْهُ: هَرَفْتُ بِالرجلِ أَهرِف هَرْفاً، وَيُقَال فِي مثَلٍ: (لاَ تَهْرِف قبلَ أَن تَعرِف) . ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: هَرَفَ: إِذا هَذَى وهَقَى مِثلُه. قَالَ: والهَرْف: مدحُ الرجلِ على غَير مَعرفة. رهف: قَالَ اللَّيْث: الرَّهْف مصدر الشَّيْء الرَّهِيف، وَهُوَ اللَّطِيف الدَّقيق، والفعلُ قد رَهُفَ يَرْهُف رَهافةً، وقلَّما يُستَعمل إلاّ مُرْهَفاً، وأرْهَفْتُ السيفَ: إِذا رَقَّقتهَ، وسهمٌ مُرهَف، وَرجل مُرْهَف الْجِسْم: دَقيقٌ. وَفِي الحَدِيث أَن عامرَ بن الطُّفَيل قدِم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ مُرهَف البَدَن. أَي لطيف الْجِسْم دَقيقه، يُقَال: رُهِف فَهُوَ

قال الفراء معناه حاذقين قال ومن قرأها فرهين فمعناه أشرين بطرين وقال أبو الهيثم من قرأها فرهين فتفسيره أشرين بطرين قال والفرح في كلام العرب بالحاء الأشر البطر يقال لا تفرح أي لا تأشر قال لله جل وعز

مَرْهوف، وأكثرُ مَا يُقَال: مُرهَف الْجِسْم، وَيُقَال: سيفٌ مُرهَف ورَهِيف، وَقد رَهَفْتَهُ وأَرهفتُه. فره: قَالَ اللَّيْث: فَرُهَ الإنسانُ يَفرُه فَراهةً فَهُوَ فارهٌ بيِّن الفَراهةَ والفراهِيَة. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ} (الشُّعَرَاء: 149) . قَالَ الْفراء: مَعْنَاهُ حاذِقين، قَالَ: وَمن قَرَأَهَا (فَرِهين) فَمَعْنَاه أَشِرين بَطِرين، وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: من قَرَأَهَا: (فَرِهين) فتفسيره أَشِرِين بطرين قَالَ: والفَرِح فِي كَلَام الْعَرَب بِالْحَاء: الأشِر البَطِر، يُقَال: لَا تَفرَح أَي لَا تأشَر، قَالَ لله جلّ وعزّ: {لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لاَ} (القَصَص: 76) ؛ فالهاء هَاهُنَا كَأَنَّهَا قَامَت مقَام الْحَاء. قلت: وَسمعت الْأَعْرَاب من بني عُقيل يَقُولُونَ: جَارِيَة فارهةٌ، وَغُلَام فارِهٌ: إِذا كَانَا مَلِيحَي الوَجْه والجميع فُرْه، وَيُقَال بَرْذَنٌ فارِهٌ، وحمارٌ فارِهٌ، إِذا كَانَا سَيورَيْن، وَلَا يُقَال للفَرَس الْعَرَبِيّ: فاره وَلَكِن يُقَال فرسٌ جَواد، وخُطِّيءَ عَدِيُّ بن زيد فِي قَوْله ينعتُ فرسا فَقَالَ: (فارهاً مُتتابعاً) . وَيُقَال: أفرَهَتْ فُلَانَة، إِذا جَاءَت بأولادٍ فُرْهَةٍ، أَي مِلاح. وَقَالَ الشَّافِعِي فِي بَاب (نَفَقَة المماليك والجواري) : إِذا كَانَ لهنّ فَراهةٌ زِيد فِي كُسْوتهنّ ونفقتهِنّ، يُرِيد بالفَراهة الحُسن والمَلاحة. ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: أَفْرَهَ الرجلُ: إِذا اتّخذ غُلَاما فارهاً. وَقَالَ: فارِهٌ وفُرْهٌ مِيزَانه نَائِب ونُوبٌ. رفه: رُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه نَهى عَن الإرْفاه. قَالَ أَبُو عُبَيد فُسِّر الإرْفاه أَنه كَثْرَة التدهن. قَالَ: وَهَذَا من وِرْدِ الْإِبِل، وَذَلِكَ أَنَّهَا إِذا وَرَدَت كلَّ يَوْم مَتَى مَا شَاءَت قيل: وَرَدَتْ رِفْهاً، قَالَ ذَلِك الْأَصْمَعِي وَأَبُو عُبيدة، وَيُقَال: قد أَرْفَهَ القومُ: إِذا فَعلتْ إبلُهم ذَلِك، فهم مُرْفِهون. فَشبَّه كَثْرَة التدهن، وإدامتَه بِهِ. قَالَ لبيد يذكر نخلا نابتةً على المَاء: يشْرَبن رِفْهاً عِراكاً غيرَ صادرَةٍ فكلُّها كارِعٌ فِي المَاء مُغْتَمِرُ قَالَ: وَإِذا كَانَ الرجل فِي ضيق فنفَّسْتَ عَنهُ قلتَ رفَّهْتَ عَنهُ تَرفيهاً. وَقَالَ أَبُو سعيد: الإرْفَاه: التنعُّم والدَّعَة ومُظاهرَةُ الطَّعام على الطَّعام، واللباس على اللِّباس، فَكَأَنَّهُ نَهى عَن التنعُّم فِعْلَ الْعَجم، وأَمَر بالتقشُّف، وابتذال النَّفس. رَوَى أَبُو عُبيد، عَن أبي عَمْرو، يُقَال: هم فِي رَفاهةٍ ورَفاهيَة ورُفَهْنِيَةٍ: أَي فِي خِصبٍ وعيشٍ وَاسع. وَكَذَلِكَ الرَّفَاغة والرُّفَغْنِيَةُ. ورَوَى ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَرْفَه الرجلُ: دَامَ على أكل النَّعيم كلَّ يَوْم، وَقد نُهِي عَنهُ. قلت: كَأَنَّهُ أَرَادَ الإرْفاه الَّذِي فَسَّره أَبُو عبيد أَنّه كَثرةُ التدهُّن. وَفِي (النَّوَادِر) : يُقَال: أَرْفِه عِنْدِي واسْتَرفِهْ ورَفِّهْ عِنْدِي، واستنفه عِنْدِي وأَنفِه عِنْدِي، ورَوِّحْ عِنْدِي، الْمَعْنى: أقِم واسْتَرحْ واستجمَّ.

والعَرَب تَقول: إِذا سَقَطت الطَّرْفَهُ قَلَّتْ فِي الأَرْض الرَّفَهَة. قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الرَّفَهة: الرَّحْمَة. قَالَ أَبُو ليلى: يُقَال: فلَان رافهٌ بفلانٍ: أَي راحمٌ لَهُ. وَيُقَال: أمَا اترفَهُ فُلاناً؟ الطَّرفة: عَيْنا الْأسد: كَوكَبان، الجبهةُ أمامهما، وَهِي أَرْبَعَة كواكب. فهر: قَالَ اللّيث: الفِهْرُ: الحَجَرُ قدرُ مَا يكسر بِهِ جَوز أَو يُدَقُّ بِهِ شَيْء، قَالَ: وَعَامة الْعَرَب تؤنث الفهر، قَالَ: وتَصغيرها فُهيْرة. وَقَالَ الْفراء: الفِهْر يذكَّر ويؤنَّث. وَقَالَ اللَّيْث: قريشٌ كلهم يُنسَبون إِلَى وَلد فهر بن مَالك بن النَّضر بن كِنانَةَ. وَفِي حَدِيث عليّ أَنه رأى قوما سدلوا ثيابَهم، فَقَالَ: كأنكم اليهودُ خَرجوا من فُهرهم. قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله خَرجُوا من فُهرهم: هُوَ موضعُ مِدْراسهم الَّذِي يَجْتَمعُونَ فِيهِ كالعيد يصلُّون فِيهِ. قَالَ وَهِي: كلمة نبطية أَو عبرانية، أَصْلهَا بُهر فعربت بِالْفَاءِ وَقيل: فُهر. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَفهرَ الرجلُ إِذا خلا مَعَ جَارِيَته لقَضَاء حَاجته وَمَعَهُ فِي الْبَيْت أُخرى من جواريه فأكْسل عَن هَذِه: أَي أوْلَجَ وَلم يُنْزل، فَقَامَ من هَذِه إِلَى الْأُخْرَى فأَنزَل مَعهَا. وَقد نُهي عَنهُ فِي الْخَبَر. قَالَ: وأَفهر: إِذا كَانَ مَعَ جَارِيَته وَالْأُخْرَى تسمع حِسَّه وَقد نُهي عَنهُ. قَالَ: والعَرَبُ تسمي هَذَا: الفَهْر والوَجْس والرِّكْزَ والخَفْخَفَة. قَالَ: وأَفهر الرجل: إِذا شهد الفهرَ، وَهُوَ عيدُ اليهودِ. وأَفهر: إِذا شهد مِدْرَاسَ الْيَهُود. وأَفهر بعيرُه: إِذا أَبْدَع فأُبْدِع بِهِ. وأَفهرَ: إِذا اجْتمع لحمُه زِيَماً زيماً وتكتَّل فَكَانَ مُعَجَّراً، وَهُوَ أقبح السِّمَن. وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَهى عَن الفَهَر، وَقد فسره ابْن الْأَعرَابِي، وَقَالَ غَيره: هُوَ من التفهير، وَهُوَ أَن يُحضِر الفَرَس؛ فيعتريه انقطاعٌ فِي الجَرْي من كلال أَو غَيره، وَكَأَنَّهُ مأخوذٌ من الإفهار، وَهُوَ الإكسال عَن الْجِمَاع. قَالَ ابْن دُرِيد: نَاقَة فَيْهَرَةٌ: أَي صُلْبةٌ، فِي بعض اللُّغَات. هـ ر ب هرب، هبر، رهب، بره، بهر، ربه: مستعملة. هرب: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الْعَرَب تَقول فِي نفي المَال عَن الرَّجُل: مَا لفُلَان هاربٌ وَلَا قاربٌ وَكَذَلِكَ مَاله سَعْنَةٌ وَلَا مَعْنَة. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الهارب: الَّذِي صَدَر عَن المَاء؛ وَمِنْه قَوْلهم: مَاله هارِبٌ وَلَا قَارب: أَي مَاله شَيْء، قَالَ: والقارب: الَّذِي يطْلب الماءَ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي فِي قَوْلهم: مَاله هاربٌ وَلَا قَارب. مَعْنَاهُ لَيْسَ لَهُ أحدٌ يهرب مِنْهُ،

وَلَا أحدٌ يقرُب مِنْهُ؛ أَي فَلَيْسَ هُوَ بِشَيْء. أَبُو عبيد، عَنهُ فِي (الْأَمْثَال) . وَقَالَ غَيره: معنى قَوْلهم: مَاله هاربٌ وَلَا قاربٌ: أَي مَاله بعير يصدرُ عَن المَاء، وَلَا بعيرٌ يقرُب الماءَ. وَيُقَال: هَرَب من الوَتدِ نصفُه فِي الأَرْض: أَي غَابَ، قَالَ أَبُو وَجْزَة: ورُمَّةً نَشِبَتْ فِي هارِبِ الوَتَدِ وساح فلانٌ فِي الأَرْض، وهرَب فِيهَا، قَالَ: وهرَب الرجلُ وهَرِم بِمَعْنى وَاحِد. أَبُو عبيد، عَن الْكسَائي: أهْرَب الرجل إِذا جَدَّ فِي الذّهاب. وَقَالَ اللَّيْث: الهرَب: الفِرار. يُقَال: جَاءَ فلانٌ مُهْرِباً: إِذا أتاكَ هَارِبا فَزِعاً. وفلانٌ لنا مَهْرَب. وَقَالَ غَيره: أهرَب الرجُل: إِذا أَبعَد فِي الأَرْض، وأَهْرَب فلانٌ فلَانا: إِذا اضْطرَّه إِلَى الهَرب، وأَهربَت الرِّيحُ مَا على وجهِ الأَرْض من التّراب والقَميم وَغَيره: إِذا سَفَتْ بِهِ. هبر: قَالَ اللَّيْث: الهَبْر: قَطْع اللَّحم، والهَبْرَة: نَحْضَةٌ مِن لحمٍ لَا عَظْمَ فِيهَا. والهِبْرِيَة والإبْرِية: هِيَ نُخالة الرَّأْس. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: أعطيتُه هَبْرَةً من لحم: إِذا أعطَاهُ مُجتمِعاً مِنْهُ، وَكَذَلِكَ البِضْعَة والفِدْرَة. الحَرّانيّ، عَن ابْن السّكيت: ضَرْبٌ هَبْرٌ: أَي يُلقِي قِطْعَة من اللَّحْم إِذا ضَرَبه. وطَعْنٌ نَتْرٌ: فِيهِ اختلاس. أَبُو عبيد، عَن الأصمعيّ الهَبْر: مَا اطْمَأَنّ من الأَرْض. وَأنْشد غَيره: هُبورُ أَغْوَاطٍ إِلَى أَغْواطِ شمِرٌ، عَن أبي عَمْرو: الهَبْر من الأَرْض أَن يكون مطمئنّاً وَمَا حوله أرفعُ مِنْهُ، وجمعُه هُبْر. قَالَ عَدِيّ: جَعَل القُفَّ شمالاً وانتَحى وعَلى الأيمنِ هُبْرٌ وبُرَقْ وَيُقَال: هُبْرَة وهُبْر أَيْضا. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: أهبَرَ الرجل: سَمِنَ سِمَناً حَسَناً. أَبُو عُبيد، عَن الْكسَائي: بعيرٌ أَهْبَرُ وهبِرٌ: أَي كثيرُ اللّحْم، وناقةٌ هبْراء وهَبِرَة. وَقَالَ غَيره: اهتَبَره بِالسَّيْفِ: إِذا قطعه. وَقَالَ اللّحيانيّ: يُقَال: لَا آتِيك هُبَيْرَة بنَ سعد، وَلَا آتِيك أَلْوَةَ هُبْيَرَةَ: ينصب على مَذْهَب الصِّفَات: أَي لَا آتيكَ أبدا. وَيُقَال: إنَّ أَصْلَه أنَّ سعدَ بنَ زيدِ مَناةَ عُمِّرَ طَويلا وكَبِر، فَنظر يَوْمًا إِلَى شائه وَقد أُهملَتْ وَلم تُرْعَ، فَقَالَ لابنِه هُبَيْرة: ارْعَ شاءك، فَقَالَ: لَا أَرْعاها سِنَّ الحِسْل: أَي أبدا، فَصَارَ مَثلاً. وَقيل: لَا آتِيك أَلْوَةَ هبَيرةَ. وهُباريّةَ الرَّأسِ: نُخالَتُه، مِثل الهِبرِيَة، وريحٌّ هُبارِيّةٌ: ذاتُ غُبَار. وَقَالَ ابْن أَحْمَر: هُباريةٌ هَوجاءُ موعدُها الضُّحَى إِذا أَرْزَمَتْ جَاءَت بوَرْدٍ غَشَمْشَم أَبُو عُبَيْدَة: من آذان الْخَيل أذُنٌ مُهَوْبَرةٌ وَهِي الَّتِي يَحتَشِي جَوفُها وَبَراً وفيهَا شعَر،

وتَكتسِي أَطْرافُها وَطُرَرُها أَيْضا الشَّعَر. وقلّما تكون إلاّ فِي رَوائد الْخَيل، وهِي الرَّوَاعي. والهَوْبَر والأَوبَر: الْكثير الوبَرِ من الإبلِ وغيرِها. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الهَوْبَر: القرد الْكثير الشَّعَر. والهُبَيْرَةُ: الضَّبُع الصَّغِيرَة. وَيُقَال للكانُونَيْن: هما الهَبّاران والهَرَّاران. عَمْرو عَن أَبِيه: يُقَال للعنكبوت: الهَبُور والهَبُون. وروَى سُفْيَان، عَن السدّيّ، عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: {سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولِ} (الفِيل: 5) . قَالَ: الهبُّور. قَالَ سُفْيَان: وَهُوَ الذَّرُّ الصَّغِير. ورَوَى أَبُو عوانَة، عَن عطاءٍ، عَن سعيد، عَن ابْن عبَّاس قَالَ: هُوَ الهَبُّور عُصافَةُ الزَّرع الَّذِي يُؤكل، وَقيل الهبُّور بالنَّبَطيّة: دُقاق الزَّرْع، والعُصافة مَا تَفتَّت من وَرَقِه، والمأكول: مَا أُخذ حَبُّه وَبَقِي لَا حَبَّ فِيهِ. بهر: رُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (مَا زَالَت أُكلةُ خَيْبَرَ تُعاودُني فَهَذَا أوانُ قَطَعَتْ أَبْهَرِي) . قَالَ أَبُو عبيد: الأبْهَر: عِرْقٌ مُسْتبطِنُ الصُّلْبِ، والقَلْبُ مُتصلٌ بِهِ، فَإِذا انْقَطع لم يكن مَعَه حَيَاة، وَأنْشد الْأَصْمَعِي: وللفؤاد وَجِيبٌ تحتَ أَبْهَرِه لَدْمَ الغُلامِ وراءَ الغَيْب بالحجَرِ وَفِي حَدِيث عمر أنّه رُفع إِلَيْهِ غلامٌ ابتهَرَ جَارِيَة فِي شعره، فَلم يُوجَد الثَّبَتُ، فَدَرَأَ عَنهُ الحَدَّ. قَالَ أَبُو عبيد: الابتهار: أَن يقذفها بنفسِه، فَيَقُول: فعلتُ بهَا، كاذِباً، فَإِن كَانَ فَعَل فَهُوَ الابتيار. وَقَالَ الكُمَيْت: قَبِيحٌ بِمِثْلِيَ نَعْتُ الفتا ةِ إِمَّا ابتهاراً وإمَّا ابتيَاراً وَقَالَ شمر: البَهْر: التَّعْس قَالَ: وَهُوَ الهلاَك. قَالَ: وَيُقَال: ابتهَرَ فلانٌ: إِذا بالَغ فِي الشَّيْء، وَلم يَدَع جُهْداً. وَيُقَال: ابتهَرَ فِي الدُّعَاء: إِذا تَحوَّب وجَهِد. وابتهَرَ فلانٌ فِي فلَان ولِفُلان: إِذا لم يَدَع جَهْداً ممَّا لفُلَان أَو عَلَيْهِ. وَكَذَلِكَ يُقَال: ابتهَلَ فِي الدُّعاء، وَهَذَا ممّا اعتقب فِيهِ اللاّم وَالرَّاء. وَقَالَ خَالِد بن جَنْبة: ابْتَهَر فِي الدعاءِ: إِذا كَانَ يَدْعُو كلَّ سَاعَة لَا يَسْكت. وابتُهِرَ يُشبِّب بِامْرَأَة: إِذا كَانَ لَا يُفرّط عَن ذَلِك، وَلَا يُثْجَى. قَالَ: لَا يُثْجى: لَا يُسْكَتُ عَنهُ. قَالَ: وأنشدت عَجوز من بني دارِمٍ لشيخٍ من الحيِّ فِي قعيدته: وَلَا يَنامُ الضَّيْفُ من حِذَارِها وقولِها الباطِلَ وابتهارِها وَقَالَ: الابتهار: قَول الكذِبِ، والحَلِفُ عَلَيْهِ. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَبْهَرَ: إِذا جَاءَ بالعَجب. قَالَ: والبَهْرُ: العَجب.

وأبْهَرَ: إِذا اسْتغنى بعد فَقْر. وأَبْهَرَ: تزوّج سَيِّدةً، وَهِي البهيرة، يُقَال: فلانةُ بَهِيرةٌ مَهيرة. وأَبهرَ: إِذا تلوَّن فِي أخلاقه: دَماثةً مرَّة، وخُبثاً أخْرى. قَالَ: والبَهْرُ: الغَلَبة. والبَهْر: المَلْءُ. والبَهْر: البُعْدُ، والبَهْرُ: المباعدة من الْخَيْر، والبَهْرُ الخيْبة. والبَهْر: الفَخْر، وَأنْشد بَيت عمرَ بن أبي ربيعَة: ثمَّ قَالُوا: تُحبُّها قلتُ: بَهْراً عَدَدَ القَطْرِ والحصَا والتُّرابِ قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: يجوز أَن يكون جَمِيع مَا قَالَه ابْن الْأَعرَابِي فِي وُجُوه البَهْر أَن يكون معنى لما قَالَه عُمر، وأحْسنها العَجَب. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه سَار لَيْلَة حتّى ابهارَّ الليلُ. قَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ الأصمعيّ: قَوْله ابهارَّ الليلُ، يَعْنِي انتَصَف، وَهُوَ مَأْخُوذ من بُهْرة الشَّيْء، وَهُوَ وَسَطُه. وَقَالَ أَبُو سعيد الضّرير: ابهِيرَارُ اللَّيْل: طلوعُ نُجومه إِذا تَتامَّت، لأنّ اللّيل إِذا أقبَل أقبلتْ فَحْمتُه، فَإِذا استنارَتْ ذَهَبَتْ تِلْكَ الفحمة. وَقَالَ غَيره: بُهِرَ الرجُل: إِذا عَدَا حَتَّى غَلَبَه البُهْر، وَهُوَ الرَّبْو، فَهُوَ مَبْهُور وبَهير. وَقَالَ اللَّيْث: امرأةٌ بَهِيرَةٌ، وَهِي القصيرة الذَّليلة الْخِلْقة. وَيُقَال: هِيَ الضعيفَةُ المَشْي. قلت: هَذَا تَصْحِيف، وَالَّذِي أَرَادَهُ اللَّيْث: البُهتُرة بِمَعْنى القصيرة، وَأما البهِيرَة من النِّساء فَهِيَ السّيِّدة الشَّريفة، وَيُقَال للْمَرْأَة إِذا ثقُل أردافُها فَإِذا مَشَتْ وَقع عَلَيْهَا البُهْر والرَّبو: بَهِير. وَقَالَ الْأَعْشَى: تَهادَى كَمَا قد رأَيْتَ البَهيرَا ورُوِي عَن عَمْرو بن الْعَاصِ أنّه قَالَ: إنّ ابْن الصَّعْبة وَهُوَ طَلْحَة بن عُبيد الله ترك مائَة بُهار، فِي كل بُهار ثَلَاثَة قناطير من ذهب وَفِضة. قَالَ أَبُو عبيد: بُهارٌ أحسَبها كلمة غيرَ عربيَّة، وأراها قبطيَّة. قَالَ: والبُهار فِي كَلَامهم: ثَلاثُمائة رِطل. قلت: وَهَكَذَا رَوَى سَلَمة عَن الْفراء: قَالَ البُهار ثلاثُمائة رِطل. وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: والمُجَلَّدُ: سِتّمائة رِطل. قلت: وَهَذَا يدلّ على أَن البهار عربيّ، وَهُوَ مَا يُحمل على الْبَعِير بلُغة أهل الشَّام. وَقَالَ بُريْقٌ الهذَليّ يصف سحاباً ثقيلاً: بمُرتَجِزٍ كأنَّ على ذُراه رِكابَ الشأْمِ يَحمِلنَ البُهارا قَالَ القُتَيبيُّ: كَيفَ يُخلِّف فِي كل ثلثمِائة رَطْلٍ ثَلَاثَة قناطير؟ ولكنّ البُهارَ الحِمْلُ، وَأنْشد الْبَيْت للهُذَليّ. قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ فِي قَوْله: (يحملن البهارا) يحملن الْأَحْمَال من مَتاع الْبَيْت. وَأَرَادَ أنّه ترك مائَة حِمْل مالٍ، مِقْدَار الْحمل مِنْهُ ثَلَاثَة قناطير. قَالَ: وَالْقِنْطَار مائَة رَطْلٍ، فَكَانَ كلّ حمل مِنْهَا ثَلَاثمِائَة رَطل. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: البَهار لَبَب الفَرَس.

قَالَ: والبِهار: المُفاخرة. وَيُقَال: بَهَر فلانٌ فلَانا: إِذا علاهُ وغَلَبه، وقمرٌ باهِر: إِذا علا الكَواكِب ضوءُه، وَأنْشد أَبُو عبيد: وَقد بَهَرْتَ فَمَا تَخفى على أَحدٍ إلاّ على أحدٍ لَا يَعرِف القَمَرَا أَي علوتَ كلَّ من يُفاخِرُكَ، فظهرتَ عَلَيْهِ. وَيُقَال لليالي البِيض: بُهْرٌ، جمع باهِر، وَيُقَال: بُهَر بِوَزْن ظُلَم جمع بُهْرة، وكلّ ذَلِك من كَلَام الْعَرَب. وبَهْراءُ: حيٌّ من قُضاعة. وَقَالَ اللحياني: يُقَال لأَرْبَع رِيشاتٍ من مُقَدَّمِ الْجنَاح: القوادِمُ؛ ولأرْبع يليهنّ: المناكبُ؛ ولأربع يَليهنّ بعد المَناكِب: الخوافي؛ ولأربع بعد الخوافي: الأباهِرُ. وَقَالَ اللَّيْث: البُهار: شَيْء من الْآنِية كالإبريق، وأَنشد: على العلياءِ كُوبٌ أَو بُهار قلت: لَا أَعْرِف البهار بِمَعْنى الْآنِية. أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي. العَرارُ: بَهارُ البرّ. قلت: العَرار: الْحَنوَة، كأنّ البَهارَ فارسيّة. وَقَالَ اللَّيْث: الأبهَرُ مِنَ القوْسِ: مَا دُونَ الطَّائِف. وروى أَبُو عبيد، عَن الأصمعيّ: فِي الْقوس كَبِدُها، وَهُوَ مَا بَين طرَفَي العِلاقة، ثمَّ الكُلْية تَلِي ذَلِك، ثمَّ الأبهَرُ يَلِي ذَلِك، ثمَّ الطَّائِفُ، ثمَّ السِّيَةُ، وَهُوَ مَا عُطِفَ من طَرَفَيها. وَقَالَ شمر: بَهَرتُ فلَانا: إِذا غلبتَه ببَطْش أَو لِسَانٍ. وبَهَرْتُ البَعِيرَ: إِذا مَا ركَضْتَه حَتَّى يَنْقَطِع. وَقَالَ ابْن قَتَادَة: أَلا يَا لقومي إِذْ يبيعون مُهجتِي بجاريةٍ بَهْراً لهمْ بعدَها بَهْراً وَيُقَال: رأيتُ فلَانا بَهْرَةً: أَي جَهْرةً عَلاَنية، وَأنْشد: وَكم مِنْ شُجاعٍ بادَرَ الموتَ بَهْرَةً يَمُوتُ على ظَهرِ الفِراشِ ويَهْرَمُ وَقَالَ ابْن شُمَيْل: البُهْر: تكلُّف الجَهْدِ إِذا كُلِّف فَوق ذَرْعه، يُقَال: بَهَرَهُ إِذا قطع نَفسَه بضَرْبٍ أَو خَنْقٍ، أَو مَا كَانَ، وَأنْشد: إِن البَخيلَ إِذا سأَلْتَ بَهَرْتَه رهب: قَالَ اللَّيْث: رَهِبْتُ الشيءَ رَهَبا ورهْبَةً: أَي خِفْتُه، وأَرْهَبْتُ فلَانا. قَالَ: والرَّهْبَانيَّة: مصدر الراهب. والترهُّبُ: التَّعَبُّد فِي صَوْمَعة. والجميع الرُّهبان، والرَّهابِنة خطأ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ، عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: الرُّهبانُ يكونُ وَاحِدًا وجَمعاً، فَمن جعله وَاحِدًا جَعَله على بِنَاء فُعلان، وَأنْشد فِي ذَلِك: لَو عاينَتْ رُهبانَ دَيْرٍ فِي القُلَل لانحدَرَ الرُّهبان يَمشِي ونَزَلْ قَالَ: ووجهُ الْكَلَام أَن يكون جَمعاً بالنّون. قَالَ: وَإِن جَمَعْتَ الرُّهبانَ الواحدَ رَهابِينَ ورهابِنَة جَازَ. وَإِن قلت: رهبانيُّون كَانَ صَوَابا. وأصلُ الرَّهبانيَّة من الرَّهبة،

ثمَّ صَارَت اسْما لِما فَضَل عَن الْمِقْدَار وأَفرَط فِيهِ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَآءَ رِضْوَانِ} (الحَديد: 27) . قلت: وَمعنى هَذِه الْآيَة عَوِيص. قَالَ أَبُو إِسْحَاق: يَحتمل مَعْنَاهَا ضَرْبينِ: أحدُهما أَن يكون الْمَعْنى فِي قَوْله: {وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً} وابتَدعُوا رَهبانيّةً ابتَدَعوها، كَمَا تَقول: رأَيتُ زيدا وعَمْراً أَكْرَمْتُه. قَالَ: وَيكون {ابتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا} مَعْنَاهَا: لم تُكْتَبْ عَلَيْهِم البتّةَ، وَيكون {عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَآءَ رِضْوَانِ} بَدَلا من الْهَاء وَالْألف، فَيكون الْمَعْنى: مَا كَتَبْنَا عَلَيْهِم إلاّ ابتغاءَ رِضْوان الله، وابتغاءُ رِضْوان الله اتِّباعُ مَا أَمَر بِهِ، فَهَذَا وَالله أعلم وَجْهٌ، وفيهَا وجْهٌ آخرُ: {وَرَهْبَانِيَّةً} جَاءَ فِي التَّفْسِير أَنهم كَانُوا يَرون من مُلوكهم مَا لَا يصبرون عَلَيْهِ، فاتّخَذَوا أسراباً وصَوامِع، وابتَدعوا ذَلِك، فلمّا ألْزَموا أنفسهم ذَلِك التَّطَوُّعَ، ودخلوا فِيهِ لزِمَهم تمامُه، كَمَا أنَّ الْإِنْسَان إِذا جعَل على نفسِه صَوْماً لم يُفترَضْ عَلَيْهِ لزِمه أَن يُتمِّمَه، وَأما قَول الله جلّ وعزّ: {غَيْرِ سُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ} (القَصَص: 32) ، فإنَّ أَبَا إِسْحَاق قَالَ: يُقَال: من الرُّهْب والرَّهَب، إِذا جُزِمَ الهاءُ ضُمَّ الرَّاء، وَإِذا حُرِّكَ الهاءُ فُتح الرَّاء، ومعناهما وَاحِد مثل الرُّشْد والرَّشَد. قَالَ: وَمعنى {جَنَاحَكَ} هَاهُنَا يُقَال: العَضُد وَيُقَال: اليدُ كلُّها جَناح. قلت: وَقَالَ مُقاتلٌ فِي قَوْله: من الرَّهَب: الرَّهَبُ كُمُّ مِدْرَعَتِه. وروى عَمْرو عَن أَبِيه: يُقَال لكُمِّ الْقَمِيص: القُنُّ، والرُّدْنُ، والرَّهَب، والْخِلاف. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: أَرْهبَ الرجلُ: إِذا أَطَالَ رَهَبَه: أَي كُمَّه. قَالَ وأرْهب إِذا رَكِب رَهْباً، وَهُوَ الْجمل العالي. قلت: وأكثرُ النَّاس ذَهَبُوا فِي تَفْسِير قَوْله: {غَيْرِ سُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ} (القَصَص: 32) أنّه بِمَعْنى الرّهبة، وَلَو وَجدتُ إِمَامًا من السَّلف يَجْعَل الرَّهَب كُمّاً لذهبت إِلَيْهِ؛ لِأَنَّهُ صَحِيح فِي الْعَرَبيَّة، وَهُوَ أَشْبه بسياق الكلامِ والتفسيرِ، وَالله أعلم بِمَا أَرَادَ. وَيُقَال: استَرهبتُه وأرهبْتُه بِمَعْنى وَاحِد. وترهَّبَ الرجلُ: إِذا صَار رَاهِبًا يَخْشَى الله. قَالَ الله: {وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَآءُو بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} (الأعرَاف: 116) أَي: أَرْهبوهم. وترهبَ غيرَه: إِذا توعَّدَه، وَقَالَ العجّاج يصف عَيْراً وأُتُنَه: تُعْطِيه رَهباها إِذا تَرَهَّبا على اضطِمارِ الكَشْحِ بَوْلاً زَغْربا عُصارةَ الجَزءِ الَّذِي تَحَلَّبا رَهْباها: الَّتِي تَرهبُه، كَمَا يُقَال هالكٌ وهَلْكَى. إِذا ترهبا: إِذا تَوَعَّدَها. وَقَالَ اللَّيْث: الرَّهْب جَزْمٌ: لُغة فِي الرَّهَب. قَالَ: والرَّهْباء: اسمٌ من الرَّهَب: تَقول: الرَّهْباءُ من الله، والرَّغْباء إِلَيْهِ.

وَقَالَ شمر: تَقول الْعَرَب: رَهبُوت خيرٌ من رَحَمُوت. قَالَ: وَالْمعْنَى لأَن تُرْهَب خيرٌ مِن أَن تُرحَم. وَقَالَ اللَّيْث: الرَّهابةُ: عُظَيْمٌ فِي الصّدر مُشْرِفٌ على البَطن، كأنّه طرَفُ لِسَان الْكَلْب. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الرَّهابةُ: طَرَف المعِدة. قَالَ: والكُلْكُل: طرَفُ الضِّلَع الَّتِي تُشْرِف على الرَّهابة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل فِي قَصِّ الصّدر رَهابتُه، قَالَ: وَهُوَ لِسَان القَصِّ من أسفَل. قَالَ والقَصُّ: مُشاشٌ. وَقَالَ اللَّيْث: ناقةٌ رَهْب، وَهِي المَهزولة جِدّاً، وَأنْشد قَول الْأَعْشَى: وأَلْوَاحُ رَهْبٍ كأنَّ النُّسُو عَ أَثْبَتْنَ فِي الدَّفّ مِنْهَا سِطارا وأمّا قَوْله فِي قصيدةٍ أُخْرَى: وَلَا بُدَّ مِن غزوَةٍ بالمَصِي ف رَهْبٍ تُكِلُّ الوَقاحَ الشَّكُورا فإنَّ الرَّهْبَ من نعت الغَزْوة، وَهِي الَّتِي كَلَّ ظهرُها وهُزِل. وَحكي عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: رهَّبَتْ ناقةُ فلانٍ، فَقعدَ عَلَيْهَا يُحايِيها: أَي جَهَدَها السيرُ فَعلَفَها، وأحْسَنَ إِلَيْهَا حَتَّى ثَابت إِلَيْهَا نفسُها. وَقَالَ اللَّيْث: رَهبَى: مَوْضع. أَبُو عُبيد، عَن الْأَصْمَعِي: الرِّهاب: الرِّقاق من النِّصال، واحدُها رَهْب، وَأنْشد: بِيضٌ رِهَابٌ ومُجْنَأٌ أُجُدُ قَالَ: وناقةٌ رَهْبٌ: ضامِر قَالَ أَبُو عُبيد فِي بَاب (الْبَخِيل يُعْطي من غير طبعِ جُودٍ) : قَالَ أَبُو زيد: يُقَال فِي مثل هَذَا: رَهْبَاك خيرٌ من رَغْباك. يَقُول: فَرَقُهُ مِنْك خير من حُبِّه، وأَحْرَى أَن يُعطِيَكَ عَلَيْهِ. وَمثله: الطَّعنُ يَطأَرُ. وَقَالَ غيرُه: يُقَال فعلتُ ذَلِك من رُهبَاك: أَي من رَهبتَك، والرُّغْبَى؛ الرَّغْبَة. وَقَالَ: يُقَال: رُهباك خيرٌ من رُغباك، بِالضَّمِّ أَيْضا فيهمَا. ربه: أهمله اللَّيْث. ورَوى ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: أَرْبَهَ الرجُلُ: إِذا استَغنى بتعبٍ شَدِيد. بره: أَبو العبّاس، عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: بَرِهَ الرجلُ: إِذا ثاب جسْمُه بعد تغيُّرٍ من عِلَّة. قَالَ: وأَبْرَه الرجل: غَلَبَ الناسَ، وأتى بالعجائب. وَقَالَ اللّيث: البُرْهان: الحجّة، وإيضَاحُها. قلتُ: وَنون البُرْهان لَيست أصليّة، وقولُهم: بَرْهَن فلانٌ: إِذا جَاءَ بالبُرْهان، مُوَلَّد، وَالصَّوَاب أَن يُقَال: أَبْرَه: إِذا جَاءَ بالبُرْهان كَمَا قَالَه ابْن الأعرابيّ إِن صحّ عَنهُ، وَهِي فِي رِوَايَة أبي عَمْرو، وَيجوز أَن تكون النُّون فِي البُرْهان نون جمعٍ على فُعْلاَن، ثمّ جُعلت كالنُّون الأصليّة، كَمَا جمعُوا مُصَاداً على مُصْدَانٍ، ومَصيراً عَلَى مُصْرانٍ، ثمّ جَمَعُوا مُصرانَ على مَصَارين، على توهّم أنّها أصليّة.

وَقَالَ اللّيث: أبْرَهة: اسْم أبي يَكْسُومَ مَلكِ الحَبَشةِ الّذي ساقَ الفِيلَ إِلَى البَيْتَ فَأَهلكَه الله. قَالَ: والبَرَهْرَهة: الْجَارِيَة الْبَيْضَاء قَالَ: وبَرَهُها: تَرارَتُها وبَضَاضَتها. قَالَ: وتصغير بَرَهْرَهة بُرَيْهَةَ. ومَن أَتمَّها قَالَ: بُرَيْرِهة وأمّا بُرَيْهِرَهةٌ فقبيحة قلّما يُتكلَّم بهَا. أَبُو عُبَيد، عَن الأصمعيّ: البَرَهْرَهَة: الّتي كَأَنَّهَا تُرْعَدُ من الرّطوبة. شمر، عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: البَرَهْرَهة: الَّتِي لَهَا بَريق من صَفائِها. وَقَالَ غيرُه: هِيَ الرقيقة الجِلد، كأنّ المَاء يَجري فِيهَا من النَّعْمة. قلتُ: ومعنَى أقاويلِهم مُتَقَارب. أَبُو عُبيد: البُرْهة: الزَّمان، يُقَال: أقمتُ عندَه بُرهةً من الدَّهر، كَقَوْلِك: أقمتُ عِنْده سَبَّةً من الدَّهر. وَقَالَ ابْن السكّيت: أقمتُ عِنْده بُرهة من الدَّهر وبَرهة من الدَّهْر. وَقَالَ غيرُه: يُصغَّر إِبْرَاهِيم بُرَيها، وَذَلِكَ أنّ الْمِيم عِنْده زَائِدَة، وَبَعْضهمْ يَقُول: بُرَيْهِيم. هـ ر م هرم، همر، مره، مهر، رهم: مستعملة. هرم: قَالَ اللَّيْث: هَرِمَ يَهرَم هَرَماً ومَهْرَما، ونساءٌ هَرْمَى وهَرِمات. والهَرْم: ضَربٌ من النّبات فِيهِ مُلُوحة، وَهُوَ من أَذَلّ الحَمْض وأشدِّه استبطاحاً على وَجه الأَرْض. وَقَالَ زُهير: ووَطِئتَنا وَطأ عَلَى حَنَقٍ وَطْءَ المُقيَّد يابِسَ الهرمِ والواحدة هَرمة؛ وَهِي الّتي يُقَال لَهَا: حَيْهَلَة، وَيُقَال فِي مَثلٍ: (أذَلُّ من هَرمة) . قَالَ: وَابْن هِرمة، وَابْن عِجْزة: آخرُ وَلَد الشَّيخ والشَّيخة، يُقَال: وُلِدِ لِهرمة. وَيُقَال للبعير إِذا صَار قَحْداً: هَرِمٌ وَالْأُنْثَى هَرِمة. قَالَ الْأَصْمَعِي: والكَزُوم الهَرِمة، وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتَعَوَّذ من الهرَم. وَقَالَ شمِر: قَالَ أَبُو زيد: يُقَال: مَا عِنْده هُرمانَةٌ، وَلَا مَهرَم: أَي مَطمَع. قَالَ: ورَوَى أبُو عُبَيد، عَن الأمويّ أنَّه قَالَ: الهُرمانُ. العَقْل، والرّأَيُ، يُقَال: مَاله هُرمانٌ. قلت: وسمعتُ غير وَاحِد من العَرب يَقُول: هَرَّمتُ اللَّحمَ تهريماً: إِذا قطّعتَه قِطعاً صغَارًا مثل الحُزَّة، والوذْرة، ولحمٌ مُهرَّم. همر: قَالَ اللَّيْث: الهَمْر: صَبُّ الدمع والماءِ والمطرِ، وهَمَر الماءُ، وانهمر فَهُوَ هامِرٌ ومُنهَمِر، والفَرس يَهمِرُ الأرضَ هَمْراً: وَهُوَ شدّةُ حَفْرِه الأرضَ بحوافره. وَقَالَ العجّاج: عَزَازَهُ وينهَمرن مَا انْهمَرَ وَقَالَ الآخر: من الرَّمال هَمِرٌ يَهمُورُ وَقَالَ: يُهامِرُ السَّهلَ ويُولِي الأخْشَبا قَالَ: والهَمّار: النَّمّام. قلت: الصَّوَاب الهماز بالزاي بِمَعْنى النمام العَيّاب، وأمَّا

الهمَّار، والمِهمار فَهُوَ المِكثار الّذي يَهمِر الكلامَ هَمْراً، أَي يَصُبُّه صَبّاً. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الهَمْرَى: الصَّخّابة من النّساء. قَالَ: والهُمْرة: الدُّفعة من المَطَر. والهَمْرة: الدَّمْدَمَة. والهَمْرَة: خَرَزَةُ الحُبّ، يُقَال: يَا هَمْرةُ اهْمُرِيه، وَيَا عَمْرة اعمُرِيه. قَالَ: والهَمْرة: الدَّمدَمة بغضب. رهم: قَالَ اللَّيْث: الرِّهمة: مَطْرة ضَعِيفَةٌ دائمةٌ وجمعُها رِهَم ورِهام، وروضة مرهومَةٌ قَالَ الأزهريّ: وَنَحْو ذَلِك قَالَ الأصمعيّ فِي الرِّهمة. وَقَالَ اللّيث: الرُّهام من الطير: كلُّ شَيْء لَا يَصطاد. وَقَالَ غَيره: جَمعُه الرُّهم، وَبِه سُمِّيت الْمَرْأَة: رُهْماً، وَقيل وَاحِدَة الرُّهام رُهامة. قلت: وَلم أسمع الرُّهامَ لغيره. وَأَرْجُو أَن يكون مضبوطاً. أَبُو زيد: الرِّهْمة أشدُّ وَقْعاً من الدِّيمة، وأَسرعُ ذَهَابًا، وَقد أَرهمَت السماءُ إِرهاماً. مهر: قَالَ اللَّيْث: المَهْر: الصَّداق، تَقول: مَهَرتُ المرأةَ فَهِيَ ممهورةٌ: إِذا قطعتَ لَهَا مَهراً، فَإِذا زوَّجتها رَجُلا على مهر قلتَ: أمهرَها. أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: مَهرتُ الْمَرْأَة أمهرُها مَهْراً، وأمهرتُها، وَأنْشد: أُخِذْنَ اغتِصاباً خِطْبةً عَجْرَفِيَّةً وأُمهرنَ أرمَاحاً منَ الخَطّ ذُبَّلا وَمن أمثالهم السائرة (أحمَقُ من المَمهورة إِحْدَى خَدمَتَيْها) ، يُضرَب مَثَلاً للأحمق الْبَالِغ من الحُمق النِّهَايَة، وَذَلِكَ أَن رجُلاً تزوَّج امْرَأَة، فلمّا دخل عَلَيْهَا قَالَت: لَا أطيعُك أَو تُعطيَني مهري، فنَزَع إِحْدَى خَدَمَتَيْها من رِجلها ودَفعها إِلَيْهَا، فَرَضِيت بهَا مهْرا لحُمقها. اللَّيْث: امْرَأَة مَهِيرةٌ: غاليَة المَهر، والمهائر: الحرائِرُ، وهنّ ضدَّ السّرَارِي. قَالَ اللَّيْث: والمُهْرُ: وَلَد الرَّمَكَةِ والفَرس، وَالْأُنْثَى مُهْرة، والجميع مِهارٌ ومِهارَة وَمِنْه قَوْلهم: لَا يَعْدَمُ شَقِيٌّ مُهَيْراً، يَقُول: من الشّقَاءِ مُعَالَجَةُ المِهارة. والماهر: الحاذق بكلّ عمل، وأكثرُ مَا يُوصف بِهِ السَّابحُ. وَقَالَ الْأَعْشَى: مثل الفُراتيِّ إِذا مَا جَرَى يقذف بالبُوصِيِّ والمَاهرِ وَيُقَال: مَهَرتُ بِهَذَا الْأَمر أمهَرُ بِهِ مهارةً: إِذا صرتَ بِهِ حاذِقاً. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: لم تُعطِ هَذَا الأمرَ المِهَرَة أَي لم تأته من قِبَل وَجهه، وَيُقَال أَيْضا: لم تأت إِلَى هَذَا الْبناء المِهَرة: أَي لم تأته من قِبل وَجهه. وَلم تبنه على مَا كَانَ يَنْبَغِي سَلَمة، عَن الْفراء قَالَ: تَحت الْقلب عُظَيم يُقَال لَهُ: المُهْر، والزِّرّ، وَهُوَ قِوام القَلب. وأُمَّ أَمهارٍ: اسْم هَضْبة. قَالَ الرَّاعِي: مَرَّت على أمِّ أَمهارٍ مُشَمِّرةً تَهوِي بهَا طُرُقٌ أوسَاطها زُورُ وَأما قَول أبي زُبَيْد فِي صفة الْأسد.

أبواب الهاء واللام

أقبل يَرْدِي كَمَا يَردِي الحِصَانُ إِلَى مُسْتعْسِبٍ أَرِبٍ مِنْهُ بتَمهيرِ فَإِنَّهُ وصف أسداً أَقبل كَأَنَّهُ حِصَانٌ جَاءَ إِلَى مُسْتعسب، وَهُوَ المُسْتطْرِق لأنثاه. أَرِبٍ: ذِي إرْبة: أَي حَاجَة. وَقَوله: بتمهير: أَي بطَلب مُهْر واتخاذه وَيُقَال للفرسة: المُهْرَة، وَمَا أُراه عَرَبيّاً. مره: قَالَ اللَّيْث: المَرَه: ضدُّ الكَحَل. يُقَال: امرأَةٌ مَرْهاء: لَا تتعهَّدُ عينهَا بالكُحل. وسرابٌ أَمْرَهُ: أَي أَبيض، وَأنْشد: عَلَيْهِ رَقْراقُ السَّرابِ الأمْرَهِ قَالَ الْأَزْهَرِي: المَرَه، والمُرْهَةُ: بياضٌ تَكرَهُه عَينُ النَّاظر، وعينٌ مَرْهاءُ إِذا كَانَت تضرِب إِلَى الْبيَاض. وَقَالَ أَبُو زيد: المرهاء من النِّعاج: الْبَيْضَاء الَّتِي لَيْسَ بهَا شِيَةٌ، وَهِي نعجة يَقَقَةٌ. (أَبْوَاب الْهَاء وَاللَّام) هـ ل ن اسْتعْمل من وجوهه: نهل، لَهُنَّ. نهل: وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: أَنهلْتُ الإبلَ: وَهُوَ أول سَقْيكَها وَقد نَهلَتْ هِيَ: إِذا شَرِبت فِي أول الوُرودِ. أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي: إِذا أَورَد إبلَه الماءَ؛ فالسَّقيَةُ الأولى النَّهَل، وَالثَّانيَِة العَلَل. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: الناهل فِي كَلَام الْعَرَب: العَطشان. والناهل: الَّذِي قد شَرِب حَتَّى رَوِي، وَالْأُنْثَى ناهلة، وَأنْشد: ينهل مِنْهُ الأَسَلُ الناهلُ أَي يروَى مِنْهُ العطشان. قَالَ: وَقَالَ أَبُو الْوَلِيد: ينهل مِنْهُ أَي يشرَب الأسلُ الشَّارِب. قَالَ: والناهل هَهُنَا: الشَّارِب. وَإِن شئتَ كَانَ العطشان. قلت: وَقَول جرير يدلّ على أَن العِطاش تسمى نِهالاً، وَهُوَ قَوْله وأخوهما السَّفَّاحُ ظَمَّأ خيَلَه حَتَّى وَرَدنَ جَبَا الكُلابِ نِهالا وَقَالَ عَميرةُ بنُ طَارق فِي مثل ذَلِك. فَمَا ذُقتُ طعم النَّوم حَتَّى رأيتُني أُعارِضهم وِردَ الخِماسِ النواهل قَالَ اللَّيْث: المنهل: المورد حَتَّى صَارَت منازلُ السُّفَّار على الْمِيَاه مناهل. قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: يُقَال: ناهلٌ ونَهَل، مثل خادِم وخَدَم، وغائب وغَيَب، وحارِس وحَرَس، وقاعد وقَعَد والمِنهال: الرجلُ الْكثير الإنهال. قَالَ: والناهلة: الْمُخْتَلفَة إِلَى المنهل، وَكَذَلِكَ النَّازِلَة، وَأنْشد: وَلم تُراقب هُنَاكَ ناهلةَ ال وَاشِينَ لما اجْرهَدَّ ناهلُها وَقَالَ أَبُو مَالك: المناهل: هِيَ المنازِل على المَاء. سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: المِنهال: القَبر، والمنهال: الغايةُ فِي السَّخاء. والمنهال: الْكَثِيب العالي الَّذِي لَا يتماسك انهياراً. قلت: الْمنْهَال بِضَم الْمِيم أشبَه بتفسيره من انهال.

فِي حَدِيث الدَّجّال: (إِنَّه ليَرِدُ كلَّ مَنهل) . قَالَ شمر: قَالَ خالدٌ الغَنَوِيّ: المَنهل: كلُّ ماءٍ يطؤُه الطَّريق، مثل الرُّحَيل والحَفِير والشجِيّ والخَرْجا. قَالَ: وَمَا بَين المناهل: مَراحِل. قَالَ: وكلُّ ماءٍ على غير طريقٍ فَلَا يُدْعَى مَنْهلا، وَلَكِن يُقَال. ماءُ بَنِي فلَان. وَيُقَال: من أَيْن نَهِلْتَ اليومَ؟ فَيَقُول: بماءِ بني فلَان، وبمنْهل بني فلَان، وَقَوله: أَيْن نَهِلْتَ؟ مَعْنَاهُ أَيْن شَرِبتَ فَرَوِيتَ؟ وَأنْشد: مَا زَالَ مِنْهَا ناهِلٌ ونائبُ فالنَّاهل: الَّذِي رَوِي فاعْتَزَل، والنائب: الَّذِي يَنُوب عَوْداً بعد شُرْبها؛ لِأَنَّهَا لم تُنْضَح رِيّاً. لَهُنَّ: قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو زيد: يُقَال للطعام الَّذِي يُتعَلّل بِهِ قبلَ الْغَدَاء: السُّلْفة واللُّهْنة، وَقد لَهْنّتُ لَهم، وسَلَفْت لَهُم. وَيُقَال: سَلَفْتُ القومَ أَيْضا. وَقد تَلَهَّنْتُ تَلَهُّناً. هـ ل ف اسْتعْمل من وجوهه: هلف، لهف، فَهَل. هلف: قَالَ اللَّيْث: الهِلَّوْف: اللِّحْية الضَّخمة والهِلَّوْف: الرَّجُل الكذوب. أَبُو عبيد، عَن الأمويّ قَالَ: إِذا كبر الرجلُ وهَرِمَ فَهُوَ الهِلَّوْف. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الهِلَّوْف: الثّقيل البطيء الَّذِي لَا غَنَاء عِنْده، وَأنْشد: وَلَا تكونَنَّ كَهِلَّوْفٍ وَكَلْ وأنشدني أَبُو بكر الْإِيَادِي قَالَ: أنشَدَني أَبُو مُحَمَّد السَّرْخَسِيّ: هِلَّوْفَةٌ كَأَنَّهَا جُوالقُ لَهَا فُضُولٌ وَلها بنائق قَالَ: أَرَادَ بهَا اللِّحية. لهف: أَبُو زيد: رجُل لَهْفانُ، وامرأةٌ لَهْفَى، من قومٍ ونساءٍ لَهافَى ولُهُف، وَهُوَ المغتاظ على مَا فَاتَهُ. وَقَالَ اللَّيْث: التَّلهُّف على الشَّيْء يفوت بعد مُشارفَتَك عَلَيْهِ. قَالَ: وَيُقَال: فلَان يُلَهِّف نفسَه وأمَّه: إِذا قَالَ: وانَفساه وأُمِّياه. وَيُقَال: والهفاه ووالَهْفَتاه، ووالْهفْتِياه. شَمرٌ، عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: اللَّهْفان، واللاَّهفُ: المكروبُ. وَمن أمثالهم (إِلَى أُمّه يَلهَفُ اللَّهفان) . قَالَ شَمِر: يَلهَف من لَهِفَ، وبأمِّه يستغيث اللَّهِفَ؛ يُقَال ذَلِك لمن اضطُرَّ فاستغاث بِأَهْل ثقته. قَالَ: وَيُقَال: لهَّفَ فلانٌ أُمَّه وأَمَّيْه: يُرِيدُونَ أبَوَيْه. وَقَالَ الجعْدِيُّ: أَشْلَى ولَهَّفَ أُمَّيْه وَقد لَهِفَتْ أُمَّاه والأُمّ مِمَّا تُنْحَلُ الخَبَلاَ يُرِيد أَبَاهُ وأمّه. وَيُقَال: لَهِفَ لَهَفاً فَهُوَ لَهفانُ، وَقد لُهِف فَهُوَ مَلْهُوف: أَي حَزِين قد ذَهَب لَهُ مالٌ أَو فُجِع بحميم. وَقَالَ الزَّفيَانُ: يَا بن أبي العَاصي إِلَيْك لَهِفَتْ تَشْكُو إِلَيْك سَنةً قد جَلَفَتْ

لَهِفتْ: أَي استغاثت، وَيُقَال: نادَى لَهْفَه، إِذا قَالَ: يَا لَهْفَى. وَقَالَ اللَّيْث. المَلهوف. المَظْلوم يُنَادي ويستغيث. وَفِي الحَدِيث (أَجِب المَلْهوف) . وَقَالَ النحويون فِي قَوْلهم. يَا لَهْفَى عَلَيْهِ: أَصْلُه يَا لَهْفِى، ثمَّ قُلِبَت ياءُ الْإِضَافَة ألِفَاً، وَمثله يَا وَيلِي عَلَيْهِ وَيَا وَيلَى عَلَيْهِ وَيَا بِأَبِي وَيَا بِأَبَا. وَفِي (النَّوَادِر) : أَنا لَهِيفُ القَلْب، ولاهِف الْقلب، ومَلْهوفٌ، أَي مُحْتَرِق القَلْب. فَهَل: أَبُو عبيد، عَن الْأَحْمَر: هُوَ الضَّلاَل بن فَهْلَلَ وابنُ ثَهْلَلَ، غير منصرفين. هـ ل ب هلب، هُبل، لَهب، بله، بهل: مستعملات. هلب: قَالَ ابْن شُمَيْل يُقَال: إِنَّه لَيَهلِبُ الناسَ بِلِسَانِهِ: إِذا كَانَ يَهجُوهم ويَشْتُمهُم، يُقَال: هُوَ هَلاّبٌ: أَي هَجّاء، ورجلٌ مُهلَّب: أَي مَهْجُوّ. وَقَالَ اللَّيْث: الهُلْب: مَا غَلُظ من الشّعر، كشَعر ذَنَبِ النَّاقة. ورجلٌ أهلبُ: إِذا كَانَ شعرُ أخْدَعَيه وجَسَدِه غلاظاً. فرسٌ مَهلوب: قد هُلِبَ ذنَبُه: استُؤصِلَ جَزّاً. وَيُقَال: هَلَبَتْنا السَّمَاء: إِذا بلّتهم بِشَيْء من ندًى أَو نحوِ ذَلِك. أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الهَلُوب: الْمَرْأَة الَّتِي تَقرُب من زَوجهَا وتُحبُّهُ، وتتباعَدُ من غَيره وتُقصِيه. قَالَ: وَكَذَلِكَ إِذا كَانَ لَهَا صديق فأَحَبَّتْه وأَطَاعته، وعَصَتْ غيرَه وأقْصَتْه. قَالَ: وَرُوِيَ عَن عمر أَنه قَالَ: رحم الله الهَلُوب، يَعْنِي الأولى، ولَعَن الله الهَلُوب، يَعْنِي الْأُخْرَى. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الهَلُوب الصِّفة المحمودة أُخِذتْ من الْيَوْم الهَلاّب: إِذا كَانَ مَطَرُه سَهلاً لَيِّنا دَائِما غير مُؤْذٍ. قَالَ: والصِّفَةُ المذْمُومَةُ: أُخِذتْ من الْيَوْم الهَلاّب: إِذا كَانَ مَطرُه ذَا رعْد وبَرْق وأهوال وهَدْمٍ للمنازل. أَبُو عبيد: الهَلاّب: الرّيح مَعَ المَطَر. وَقَالَ أَبُو زبيد: أَحَسَّ يَوْمًا مِن المُشْتاةِ هَلاّبا وهَلَبَتْنا السماءُ تهلِبُنا هَلْبا. وَقَالَ المازنيّ: ذَنَب أهلبُ: أَي مُنقطع، وَأنْشد: وأنهُمُ قد دَعَوْا دَعْوَةً سَيَتْبَعُها ذَنَبٌ أَهلَبُ أَي مُنْقَطع عَنْكُم، كَقَوْلِه: الدُّنْيَا ولَّتْ حَذَّاءَ: أَي مُنْقَطِعَة. قَالَ: والأهلَب: الَّذِي لَا شَعَر عَلَيْهِ. أَبُو عبيد، عَن الْأمَوِي: أتيتُه فِي هُلْبة الشّتاء: أَي فِي شدّة بَرْدِه. شمر، عَن أبي يزِيد الغَنَوي قَالَ: فِي الكانون الأوّل الصِّنُّ والصَّنَّبْر والمَرْقِيُّ فِي

القبْر، وَفِي الكانون الثَّانِي هَلاّبٌ ومُهلِّب وهُلَيْب، قَالَ: وَهِي أيّام شديداتُ البَرْد: ثلاثةٌ فِي كانونَ الأول، وثلاثةٌ فِي كانونَ الآخر، قَالَ: وهَلاّب ومُهلَّب وهُليب يَكنَّ فِي هُلْبة الشّهر، وهُلْبَةُ الشَّهر آخِره. وَقَالَ غَيره: يُقَال هُلْبة الشّتاء وهُلُبَّتُه بِمَعْنى وَاحِد. وَمن أَيَّام الشتَاء هالِبُ الشَّعَر ومُدحْرِجُ البَعَر. وَقَالَ شمر: وَفِي الحَدِيث: (وَالسَّمَاء تَهلُبُني) أَي تَبلُّني وتُمطِرني وَقد هَلَبتْنا السماءُ، إِذا أَمْطَرت بجود. أَبُو عُبَيدة. الهُلاَبةُ غُسالَة السَّلا، وَهِي فِي الحِوَلاء، والحِوَلاء: رأسُ السَّلا، وَهِي غِرْسٌ كَقدْر القارُورة ترَاهَا خضراءَ بعد الْوَلَد، تُسَمَّى هُلاَبة السِّقْي، وَيُقَال: أَهْلَب فِي عُدْوه إهلاباً، وأَلهبَ إلهَاباً، وعَدْوهُ ذُو أَهَاليب. وَقَالَ خَليفة الحصيني: تَقول: رَكِب كلٌّ مِنْهُم أُهلُوباً من الثَّناء، أَي فَنّاً، وَهِي الأهاليب. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة هِيَ الأساليب، وَاحِدهَا أسلوب. وروى شمر عَن بَعضهم أَنه قَالَ: لِأَن يمتلىء مَا بَين عانَتِي إِلَى هُلْبَتي. قَالَ. والهُلْبة مَا فَوق الْعَانَة إِلَى قريب من أَسْفَل الْبَطن. والأهلَب: الكثيرُ شَعَر الرّأسِ والجَسَد. ووقَعنا فِي هُلْبةٍ هلْباءَ، أَي فِي داهية دَهياء، مثل هُلْبة الشّتاء. هُبل: ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الهُبْلة: الثُّكْلَة، والهُبْلة: القَتْلة، واللُّهُبة: إشراق اللّون من الجَسَد. وَقَالَ اللَّيْث: الهَبَل كالثُّكْل، وهَبِلَتْه أُمُّه وثَكِلَتْه. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: فَعِل يَفْعَل: إِذا كَانَ متعدّياً فمصدَرُه فَعْل إلاّ ثَلَاثَة أحرف: هَبِلَتْه أمّه هبَلاً، وعَمِلْت الشيءَ عمَلا، وزكِنْتُ الخَبَر زَكَناً، أَي عَلِمته. وَقَالَ اللَّيْث: الهِبِلُّ: الشَّيْخ الْكَبِير والمُسِنّ من الْإِبِل، وَأنْشد: أَنا أَبُو نَعامةَ الشيخُ الهِبِلُّ أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي: الهِبَلُّ: الثقيل. وَقَالَ اللَّيْث: المَهْبِل: موضعُ الوَلد من الرَّحِم وَقيل: المَهْبِل: أقصَى الرَّحم. وَقَالَ شمر: المَهْبِل: البَهْوُ بَين الوَرِكَين حَيْثُ يَجثم الولدُ، شُبِّه بمَهْبِل الجبَل، وَهُوَ الهُوَّة الذاهبةُ فِي الأَرْض. وَقَالَ الهذليّ: لاتَقِه المَوْتَ وقِيَّاتُه خُطَّ لَهُ ذَلِك فِي المَهبِلِ وَقَالَ أَوْس بن حَجَر فِي مهبِل مَا بَين الجَبَلَيْن: فأَبصَرَ أَلْهاباً من الطَّوْدِ دُونه يرَى بَين رأسَيْ كل نِيقَيْنِ مَهبَلاَ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ أَبُو زِيَاد: المَهبِل: حَيْثُ يَنظُفُ فِيهِ أَبُو عُمَير بأَرُونِه، وَأنْشد بَيت الهذليّ.

وَقَالَ بَعضهم: المَهبِل: مَا بَين الغَلَقين، أحدُهما فمُ الرَّحم، وَالْآخر مَوضِع العُذْرة. وَقَالَ اللَّيْث: الهَبّال: الْمُحْتَال، والصيَّاد يَهتَبِل الصيدَ: أَي يغتَنِمه، وسمعتُ كلمة فاهتبلتُها: أَي اغتَنمْتُها. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الهَبالةُ: الْغَنِيمَة، وَأنْشد: فلأَحْشأَنّكَ مِشْقَصاً أَوْساً أُوَيْسُ مِنَ الهَبالهْ وهُبَل: اسمُ صَنَم عبدَتْه قُرَيش. وَفِي حَدِيث أهلِ الْإِفْك: والنساءُ يومَئذٍ لم يُهَبِّلْهُنَّ اللحمُ، مَعْنَاهُ: لم يكثر عليهنَّ الشَّحمُ واللَّحم. وَيُقَال: أصبَح فلانٌ مُهَبَّلاً: وَهُوَ المُهَبِّجُ الَّذِي كَأَنَّهُ تورَّم من انتفاخِه، وَمِنْه قولُ أبي كَبِير: فشَبّ غير مهبّل. أخبرنَا المنذريّ، عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: مَاله هابل وَلَا آبل: فالهابلُ: الْمُحْتَال، والآبل: الحَسَنُ الرِّعْية لِلْإِبِلِ، والهَبُّلِيُّ والأبُّلِيُّ: الراهب. وَفِي حَدِيث أبي ذَرّ وذكرِه لَيْلَة الْقدر. قَالَ: فاهتبلتُ غَفْلَتَه، وَقلت: أيُّ لَيْلَة هِيَ؟ أَي تَحيّنْتُ غفْلَتَه وافترصْتُها، واحتلْتُ لَهَا حَتَّى وجدتُها، كَالرّجلِ يطْلب الفرصة فِي الشَّيْء. وَقَالَ الْكُمَيْت: وقالتْ لي النفسُ: اشعَبِ الصّدْعَ واهتَبِلْ لإحدى الهَنَاتِ المُضْلِعاتِ اهتبالَها أَي استعدَّ لَهَا واحْتَلْ، قَالَه أَبُو عبيد. ورجلٌ مُهتَبِلٌ وهبّال. أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الهابل: الْكثير اللَّحم والشَّحم، وَمِنْه قولُ عَائِشَة: وَالنِّسَاء لم يُهَبِّلْهُنَّ اللَّحْمُ. بهل: قَالَ اللَّيْث: الأبهل شجرةٌ يُقَال لَهَا: أيُّ الأبرُس قَالَ: وَلَيْسَ الأبهل بعربيّة مَحْضة. قَالَ: والباهل: المتردِّد بِلَا عمل، والراعي بِلَا عَصاً. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الباهل: الَّذِي لَا سِلاَح مَعَه، وناقة باهِلٌ: مُسَيَّبَةٌ، وَتَكون الَّتِي لَا صِرَار عَلَيْهَا، وَنَحْو ذَلِك قَالَ أَبُو عبيد. وحَدثني بعضُ أهل الْعلم أَن دُرَيدَ بن الصِّمَّة أَرَادَ أَن يُطلِّق امْرَأَته، فَقَالَت: أتُطلِّقني وَقد أطعَمْتُكَ مَأْدُومِي، وأبثَثْتُك مَكْتومِي، وَأَتَيْتُك باهِلاً غير ذَات صِرار؟ . قَالَ: جعلتْ هَذَا مثلا لمالِهَا، وَأَنَّهَا أباحتْ لَهُ مالَها. وَقَالَ اللَّيْث: أَبهَلَ الرَّاعِي إبلَه: إِذا تَركهَا، وأَبهَلها من الحَلَب. قَالَ: وَرجل بُهلُول: حَيِيٌّ كريم، قَالَ: وَيُقَال: امرأةٌ بُهلول. أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: البُهلول: الضَّحَّاك من الرِّجَال. شمر، عَن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ قَالَ: البَهْل: الشَّيْء الْيَسِير الحقير، وَأنْشد: وَذُو اللُّبّ للبَهْل الحقير عَيُوفُ أَبُو عبيد، عَن الْأمَوِي: البَهْل: المَال الْقَلِيل. اللِّحياني: هُوَ الضَّلال بن بهلَلِ،

مَأْخُوذ من الإبهال: وَهُوَ الإهمال، وبَهْلَل الْوَالِي رعيّتَه، واستبْهلها: إِذا أَهمَلها. وَقَالَ النابعة: وشَيْبان حيثُ استَبهَلتْها السواحِلُ أَي أهمَلها مُلُوك الْحيرَة، وَكَانُوا على سَاحل الفُرات قَالَ الشَّاعِر فِي إبل أُبْهِلَتْ: إِذا استُبهِلتْ أَو فَضَّها العبدُ حَلَّقَتْ بسرْبِكَ يوْمَ الوِرْد عَنْقاءُ مُغرِبُ يَقُول: إِذا أُبهِلَتْ هَذِه الْإِبِل، وَلم تُصَرَّ أنفَدَت الجيرانُ ألْبانَها، فَإِذا أَرَادَت الشرْبَة لم تكنْ فِي أخلافِها من اللَّبن مَا يُشترَى بِهِ ماءٌ لِشُربها واسْتَبهلَ فلانٌ الحرْبَ: إِذا احتلبها بِلَا صِرار. وَقَالَ ابْن مُقبل فِي الْحَرْب: فاستَبهل الحرْبَ من حَرّانَ مُطَّرِدٍ حَتَّى يَظَلَّ على الكَفّين مَوْهوناً أَرَادَ بالحرَّان الرُّمْح. وَالْعرب تَقول: مَهْلاً وبَهلاً. قَالَ الشَّاعِر: فَقلت لَهُ: مَهلاً وبَهلاً فَلم يَتُبْ بقوْلٍ وأضْحَى النفسُ محتمِلا ضِغْنا ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَعَن سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: اهتبل الرجلُ: إِذا كَذَب، واهتَبَلَ: إِذا غَنِمَ، واهتَبل: إِذا ثَكِل. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: المبَاهِيل: الإبلُ الَّتِي لَا صِرَارَ عَلَيْهَا، وَهِي المُبْهَلَة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو فِي البُهَّل مثله، واحدُها بَاهل. وَقَالَ الكسائيّ: الباهل: الَّتِي لَا سِمَة عَلَيْهَا. وَيُقَال: باهَلْتُ فلَانا: أَي لاعَنْتُه، وَعَلِيهِ بَهْلةُ الله وبُهْلةُ الله: أَي لعْنة الله. وابتَهل فلانٌ فِي الدّعاء: إِذا اجتهدَ. وَمِنْه قولُ الله جلّ وعزّ: {ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتُ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} (آل عِمرَان: 61) : أَي يجتهِد كلٌّ منا فِي الدُّعاء، ولَعْن الكاذِب مِنَّا. قَالَ أَبُو بكر: قَالَ قومٌ: المْبتهِل مَعْنَاهُ فِي كَلَام العَرب: المُسَبِّح الذاكرُ لله، واحتَجُّوا بقول نَابِغَة بني شَيْبَان: أَقْطَعُ اللّيلَ آهةً وانْتِحابَا وابتهالاً لله أيَّ ابتهالِ قَالَ: وَقَالَ قومٌ: المُبتهِل: الدّاعي. وَقيل فِي قَوْله: {ثُمَّ نَبْتَهِلْ} : ثمَّ نَلتعِنْ. قَالَ: وأنشدَنا ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: لَا يتَأَدّوْنَ فِي المَضِيق وإنْ نادَى مُنادٍ كيْ يَنزلوا نَزَلوا لَا بدّ فِي كَرَّةِ الفوارسِ أَنْ يُترَكَ فِي مَعْرَكٍ لَهُم بَطَلُ مُنعفِرُ الوجهِ فِيهِ جائفةٌ كَمَا أَكَبَّ الصَّلاةَ مُبْتَهِلُ أَرَادَ كَمَا أَكَبَّ فِي الصلاةِ مُسَبِّح أخبرنَا المُنذريِّ قَالَ: أَخْبرنِي الحرّانيّ أَنه سمع ابْن السّكيت قَالَ: يُقَال: تباهَل الْقَوْم: إِذا تلاعنوا، وَيُقَال: عَلَيْهِ بَهْلةُ الله: أَي لعنةُ الله. ومُبتهِلاً: أَي مُجْتَهدا فِي الدُّعاء: وَيُقَال: هُوَ الضَّلاَل بنَ بَهْلَل بِالْبَاء كأنّه المُبهَل المُهْمَل بنُ ثَهْلَل.

بله: قَالَ اللَّيْث: البَلَه: الغَفْلة عَن الشّرّ. وَفِي الحَدِيث: (أَكثر أهل الجنّة البُلْه) ، الْوَاحِد أبلَه: وَهُوَ الغافل عَن الشرّ. قلت: البَلَه فِي كَلَام الْعَرَب على وُجُوه: يُقَال: عيشٌ أَبْلَه، وشبابٌ أبله: إِذا كَانَ نَاعِمًا، وَمِنْه قولُ رؤبة: بعد غُدانِيِّ الشبابِ الأبْلَهِ يُرِيد الناعم، وَمِنْه: أُخِذَ بُلَهْنِيَةِ العَيش: وَهُوَ نَعْمَتهُ وغَفْلَتُه. والأَبلَه: الرجل الأحمَق الَّذِي لَا تمييزَ لَهُ، وامرأةٌ بَلْهاء. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: ناقةٌ بَلهاء: وَهِي الَّتِي لَا تَنْحَاشُ من شيءٍ مكانةً ورزَانةً، كَأَنَّهَا حَمْقاء، وَلَا يُقَال: جملٌ أبلَه. والأبلَه: الَّذِي طُبِع على الْخَيْر، فَهُوَ غافِلٌ عَن الشرّ لَا يعرفهُ. وَمِنْه الحَدِيث الَّذِي جَاءَ: (أكثرُ أهل الْجنَّة البُله) . وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الأبلَه: الَّذِي هُوَ مَيّتُ الدَّاء، يُرادُ أَن شرَّه ميّت لَا يَنْبَه لَهُ. وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبل فِي تَفْسِير قَوْله: استراحَ البُلْه، قَالَ: هم الغافلون عَن الدُّنْيَا وَأَهْلهَا وفسَادِهم وغِلِّهم، فَإِذا جَاءُوا إِلَى الْأَمر وَالنَّهْي فهمُ الْعُقَلَاء الْفُقَهَاء. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: البَلَه: حُسْن الخُلق، وَقلة الفِطْنة لِمَداقّ الْأُمُور. وَقَالَ القُتَيْبِيُّ فِي تَفْسِير البُلْه الَّذِي جَاءَ فِي الحَدِيث: البُلْه: هم الَّذين غَلَبَتْ عَلَيْهِم سلامةُ الصُّدور، وحُسْنُ الظنّ بِالنَّاسِ، وَأنْشد: وَلَقَد لَهَوْتُ بطِفْلةٍ مَيّالةٍ بلهاءَ تُطلِعُني على أَسْرَارها أَرَادَ أَنَّهَا غِرٌّ لَا دهاء لَهَا، فَهِيَ تُخبِرُني بسِرّها، وَلَا تفْطُن لما فِي ذَلِك عَلَيْهَا، وَأنْشد غَيره فِي صفة امْرَأَة: بَلهاء لم تُحفَظْ وَلم تُضَيَّعِ يَقُول: لم تُحفظ لعَفافِها وَلم تُضَيَّع، مِمَّا يقُوتُها ويَصونها، فَهِيَ ناعمة عَفِيفة. وَقَالَ اللَّيْث: التَّبَلُّه: تَطَلُّبُ الدَّابَّة الضَّالة والعرَب تَقول: فلَان يتبلّه فِي سيره إِذا تعَسَّف طَرِيقا لَا يهْتَدِي فِيهِ وَلَا يَسْتَقِيم على صَوْبه. قَالَ لبيد: عَلِهَتْ تَبلَّهُ من نِهاءٍ صعائدٍ وَالرِّوَايَة الْمَعْرُوفَة: عَلِهتْ تبَلّدُ. وَقَالَ اللَّيْث: بَلْهَ: كلمةٌ بِمَعْنى أَجَلْ، وَأنْشد: بَلْهَ أَنِّي لم أَخُنْ عهدا وَلم أقترِفْ ذَنبا فتجْزيني النِّقَمْ وَقَالَ أَبُو بكر الأنباريّ: فِي بَلْهَ ثَلَاثَة أَقْوَال: قَالَ جمَاعَة من أهل اللُّغَة: بلهَ مَعْنَاهَا على، وَقَالَ الْفراء: مَن خَفَضَ بهَا جَعَلها بِمَنْزِلَة على وَمَا أشبههَا من حُرُوف الْخَفْض، وَذكر مَا قَالَه اللَّيْث أَنَّهَا بِمَعْنى أَجَلْ. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَعَدَدْتُ لعبادي الصَّالِحين مَا لاعينٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُن سَمِعتْ، وَلَا خطر على قلبِ بشَر، بله مَا أطلَعْتُهم عَلَيْهِ) .

وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَحْمَر وغيُره: بله مَعْنَاهُ كَيفَ مَا أطْلعتُهم عَلَيْهِ. وَقَالَ الْفراء: مَعْنَاهُ كَيفَ ودَعَ مَا أَطْلعتهم عَلَيْهِ. وَقَالَ كَعْب بنُ مَالك يصفُ السيوفَ: تَذَرُ الجماجِمَ ضاحياً هاماتُها بَلْهَ الأكُفِّ كَأَنَّهَا لم تُخلَقِ قَالَ أَبُو عبيد: الأكُفّ يُنشَد بالخفض والنّصب: النصب على معنى دَعْ الأكفَّ. وَقَالَ أَبُو زُبيد: حمَّالُ أَثقالِ أَهْلِ الوُدّ آوِنةً أُعْطيهُمُ الجَهدَ مِني بلهَ مَا أَسَعُ أَي أعطيهم مَالا أجِد إِلَّا بجَهْدٍ، مَعْنَاهُ فَدعْ مَا أحِيطُ بِهِ وأَقْدِر عَلَيْهِ. لَهب: قَالَ اللَّيْث: اللَّهَب: اشتعال النَّار الَّذِي قد خَلَص من الدُّخان. قَالَ: واللَّهبان: توقُّد الجَمْر بِغَيْر ضِرام، وَكَذَلِكَ لَهبان الحرِّ فِي الرَّمضاء وَأنْشد: لَهَبانٌ وقَدَتْ حُزَّانُه يَرْمَضُ الجُنْدَبُ مِنْهُ فيصِرّ أَبُو عبيد، عَن أبي عُبَيْدَة: اللَّهْبَة: العَطش، وَقد لَهِبَ يلهب لَهَباً، وَهُوَ رجل لَهْبَان، وَامْرَأَة لَهْبَى. وَقَالَ اللَّيْث: ألهبْتُ النارَ فالتهبَتْ وتلهَّبَتْ. واللِّهْب: وَجه من الْجَبَل كالحائط لَا يُستطاع ارتقاؤه، وَكَذَلِكَ لِهبٌ أفُق السَّمَاء، والجميع اللُّهوب. أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي: اللِّهب: مَهواةُ مَا بَين كلِّ جبلين. قَالَ: والنَّفْنَفُ: نَحْو مِنْهُ. وَقَالَ اللَّيث اللِّهْب: الغُبار الساطع. أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي: إِذا اضطَرَم جَرْيُ الفَرَس: قيل: أَهْذب إهْذاباً، وأَلهبَ إلهابَاً. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للفَرَس الشَّديد الجَرْي المِثيرِ للغُبار: مُلهِب، وَله أَلُهُوب. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: فلِلزَّجْر أُلْهُوبٌ وللسّاق دِرَّةٌ وَقَالَ غَيره: أَلهبَ البرقُ إلهاباً، وإلهابُه: تَدارُكه حَتَّى لَا يكونَ بَين البَرْقتين فُرْجة. واللِّهابة: وادٍ بِنَاحِيَة الشواجن فِيهِ رَكايا عَذبةٌ يخترِقه طَرِيق بَطنِ فَلْج، كَأَنَّهَا جمع لِهْب. وَبَنُو لِهْب: حيٌّ من العَرَب يُقَال لَهُم: اللِّهبِيّون، وهم أهلُ زَجْرٍ وعيافة. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: المِلْهَبُ: الرائع الْجمال، والملهب: الكثيرُ الشَّعر من الرِّجَال. هـ ل م هَلُمَّ، همل، لَهُم، مهل: مستعملة. هَلُمَّ: عَمْرو عَن أَبِيه: الهِلِمَّان الْكثير من كلّ شَيْء وَأنْشد لكُثَيِّر المحارِبيّ: قد مَنَعتْني البُرَّ وَهِي تلحَّانْ وَهُوَ كثيْرٌ عِنْدهَا هِلِمّانْ وَهِي تُخَنذِي بالمقالِ البَنْيَانْ قَالَ: والبَنْبان: الرَّديء من المَنْطِق.

ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الهَيْلَمان: المَال الْكثير، يُقَال: جَاءَ بالهَيْل والهَيْلَمان. أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد فِي (بَاب كَثْرة المَال وَالْخَيْر يَقْدَم بِهِ الْغَائِب أَو يكون لَهُ) : جاءَ فلانٌ بالهَيْل والهَيْلَمان، بِفَتْح اللَّام. وَقَالَ ابْن المظفَّر: هَلُمَّ: كلمةُ دعوةٍ إِلَى شَيْء، الْوَاحِد والاثنان، والجميع، والتأنيث، والتذكير فِيهِ سَوَاء، إلاّ فِي لُغَة بني سعد فإنّهم يحملونه على تصريف الفِعل، فَيَقُولُونَ: هَلُمَّا، هَلُّمُّوا؛ وَنَحْو ذَلِك قَالَ ابْن السّكيت، قَالَ: وَإِذا قَالَ لَك: هَلُمَّ إِلَى كَذَا، قلت: إلاَمَ أهَلُمُّ؛ وَإِذا قَالَ لَك: هَلمُّ كَذَا وَكَذَا، قلتَ: لَا أَهَلُمُّه بِفَتْح الْألف وَالْهَاء: أَي لَا أُعْطِيكَه، وهَلُمَّ بِمَعْنى أَعطِ؛ يدل عَلَيْهِ مَا حدّثنا محمدُ بنُ إِسْحَاق عَن عمر بن شَبَّة قَالَ: حدّثنا يحيى، عَن طَلْحَة بن يحيى عَن عَائِشَة بنتِ طلحةَ، عَن عَائِشَة أنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَأْتِيهَا فَيَقُول: هَل من شَيْء؟ فَتَقول: لَا، فَيَقُول: إِنِّي صَائِم. قَالَت: ثمَّ أَتَانِي يَوْمًا فَقَالَ: هَل من شَيْء؟ قلتُ حَيْسَة. قَالَ: هَلُمِّيها، فَإِنِّي أَصبَحت صَائِما، فَأكل. قلتُ: معنى هَلُمِّيها: أَي هاتِيها أَعطنِيها. ورَوَى مالكٌ عَن العَلاء بن عبد الرحمان، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (لَيُذَادَنَّ رِجالٌ عَن حَوْضِي فأُنادِيهم: أَلاَ هَلُمَّ ألاَ هَلُمَّ، فَيُقَال: إِنَّهُم قد بَدَّلُوا، فَأَقُول: فَسُحْقاً) . وَقَالَ الزّجاج: زعم سِيبَوَيْهٍ أنّ هَلُمّ (هَا) ضُمَّتْ إِلَيْهَا (لُمَّ) وجُعِلتا كالكلمة الْوَاحِدَة. وَأكْثر اللُّغَات أَن يُقَال: هَلُمّ للْوَاحِد، والاثنين، وَالْجَمَاعَة، وَبِذَلِك نزل الْقُرْآن، نَحْو قَوْله: {وَالْقَآئِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ} (الأحزَاب: 18) و {وُوِقُلْ هَلُمَّ شُهَدَآءَكُمُ} (الأنعَام: 150) . قَالَ: وفُتِحَتْ {هَلُمَّ} لِأَنَّهَا مُدْغمة كَمَا فُتِحَتْ (رُدَّ) فِي الْأَمر، وَلَا يجوز فِيهَا (هَلُمُّ) بِالضَّمِّ كَمَا يجوز (رُدُّ) لِأَنَّهَا لَا تُصرَف. قَالَ: وَمن العَرَب من يُثَنِّي وَيجمع، وَيُؤَنث، فَيَقُول: هَلُمَّ، هَلُمَّا، هَلُمُّوا، وللنساء: هَلْمُمْنَ. وَقَالَ: وَمعنى {هَلُمَّ شُهَدَآءَكُمُ} أَي هاتوا شهداءكم، وقرِّبوا شُهَدَاءكم. قلتُ: وسمعتُ أَعْرَابِيًا دَعَا رجُلاً إِلَى طَعَامه، فَقَالَ: هُلُمّ لَك، وَمثله قَول الله جلّ وعزّ: {وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ} (يُوسُف: 23) . وَقَالَ المُبَرِّد: بَنو تَمِيم يجْعَلُونَ {هَلُمَّ} فِعْلاً صَحِيحا، ويجعلون الْهَاء زَائِدَة فَيَقُولُونَ: هَلُمَّ يَا رَجُل، وللاثنين: هَلُمَّا، وللجميع: هَلُمُّوا، وللنساء هَلْمُمْنَ؛ لِأَن الْمَعْنى المُمْنَ، وَالْهَاء زَائِدَة. قَالَ: هَلُمَّ زَيْداً: هاتِ زيدا. وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: يُقَال للنِّسَاء: هَلُمْنَ وهَلْمُمْن. قَالَ وَحكى أَبُو عَمْرو عَن الْعَرَب: هَلُمِّينَ يَا نِسوة. قَالَ: وَالْحجّة لأَصْحَاب هَذِه

اللُّغَة أَن أصل (هَلُمَّ) التَّصَرُّف، إِذا كَانَ من أَمَمْتُ أَؤُمُّ أَمَّاً، فَعَمِلوا على الأَصْل، وَلم يلتفتوا إِلَى الزِّيَادَة، وإِذا قَالَ الرّجل للرّجل: هَلُمَّ، فَأَرَادَ أَن يَقُول: لَا أفعل، قَالَ: لَا أهَلُّمُّ وَلَا أُهَلِمُّ، وَلَا أَهَلِمُّ، وَلَا أُهَلُمُّ قَالَ: وَمعنى هَلُمَّ: أقْبِل، وَأَصله أُمَّ يَا رَجل: أَي اقصده، فَضَمُّوا هَلْ إِلَى أُمَّ وجعلوهما حَرْفاً وَاحِدًا، وأزالُوا أُمَّ عَن التصرُّف، وحَوَّلوا ضمة همزَة أُمّ إِلَى اللَّام، وأسقطوا الْهمزَة، فاتصلت الْمِيم بِاللَّامِ، وَهَذَا مذهبُ الفَرّاء، يُقَال للرّجلين، وللرّجال، وللمؤنث: هَلُمّ، وَوُحِّد هَلُمَّ؛ لِأَنَّهُ مُزالٌ عَن تصرُّف الفِعل، وشُبِّه بالأدوات كَقَوْلِهِم: صَهْ، ومَهْ، وإيهٍ، وإيهاً، وكل حرفٍ من هَذِه لَا يثنَّى، وَلَا يُجمع، وَلَا يؤنَّث. وَقَالَ اللَّيْث: الهُلام: طعامٌ يُتَّخذ من لحم عِجْلٍ بجلده. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الهُلُم: ظِباء الْجبَال، وَيُقَال لَهَا: اللُّهُم، وَاحِدهَا لَهْمُ، قَالَ: وَيُقَال لَهَا: الجُولان، والثَّياتل، والأبدان، والعِنْبان، والبَغابِغ. لَهُم: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: لَهِمْتُ الشيءَ، وقلَّ مَا يُقَال إِلَّا التَهَمْتُ: وَهُوَ ابتلاعُكَه بمرّة، وَقَالَ جرير: كَذَاك اللَّيثُ يَلتَهِم الذُّبابَا وَقَالَ آخر: مَا يُلْقَ فِي أشداقِه تَلهَّمَا قَالَ: وأُمُّ اللُّهَيم هِيَ الحُمَّى. وَقَالَ شَمِر: أَمُّ اللُّهَيم: كنية المَوْت، لأنّه يَلتَهِم كلَّ أحد. وَقَالَ اللَّيْث: فَرَسٌ لِهَمٌّ، ولِهْمِيم: سابقٌ يجْرِي أَمَام الْخَيل لالتهامه الأرضَ، والجميع لهَامِيم، ورجُلٌ لَهُوم: أكول. وَيُقَال أَلْهَمَهُ الله خيرا: أَي لقَّنه خيرا، ونَسْتَلْهِمُ الله الرَّشاد. وجيشٌ لُهام: يَغْتمِرُ من يَدْخُله: أَي يُغيَّب مافي وَسَطه. وَقَالَ الأصمعيّ: إبلٌ لهامِيم إِذا كَانَت غِزاراً، واحدتُها لُهْمُوم وَكَذَلِكَ إِذا كَانَت كَثِيرَة المشْي، وَقَالَ الرَّاعِي: لَهامِيمُ فِي الخرْقِ البعيدِ نِياطُهُ ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ إِذا كَبُر الوعِل فَهُوَ لِهْمٌ، وَجمعه لُهُوم. وَقَالَ غَيره: يُقَال ذَلِك لِبَقر الوحْش أَيْضا، وَأنْشد: وَأصْبح لِهْماً فِي لُهومٍ قَراهِبٍ قَالَ: والمِلْهَمُ: الكثيرُ الْأكل. ومَلْهَم، وقُرَّان: قَرْيَتَانِ من قُرى الْيَمَامَة معروفتان. وَيُقَال: أَلهَمَ الله فلَانا الرُّشد إلهاماً إِذا ألقامه فِي رُوعِه فَتَلقاهُ بفَهْمه. همل: قَالَ اللَّيْث: الهَمَل: السُّدَى، وَمَا ترك الله الناسَ هَمَلاً: أَي سُدًى: بِلَا ثَوَاب وَلَا عِقاب. وَقَالَ غَيره: لم يَتركْهم سُدًى: بِلَا أَمرٍ وَلَا نَهْي، وَلَا بيانٍ لما يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ. وإبلٌ هَمَل، وَاحِدهَا هامل.

وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: إبلٌ هَمْلَى: مُهْملة. وَيُقَال: إبلٌ هوامل: مُسَيَّبة لَا رَاعِيَة وأمرٌ مُهْمَل: مَتْرُوك. وَقَالَ الراجز: إنَّا وَجَدْنا طَرَدَ الهوامِلِ خيْراً من التَّأْنَانِ والمَسَائلِ أَرَادَ: إنَّا وجَدْنا طَرْدَ الْإِبِل المهمَلة وسَوْقَها سَلاًّ وسَرِقةً خيرا لنا من مَسْأَلَة النَّاس والتَّباكي إِلَيْهِم. ثَعْلَب، عَن سَلَمة، عَن الفرَّاء وَعَن ابْن الأعرابيّ: اهتَمل الرجُلُ: إِذا دَمْدَم بِكَلَام لَا يُفْهَمُ. قلت: الْمَعْرُوف بِهَذَا الْمَعْنى هَتْمَلَ يُهَتْمِلُ، وَهُوَ رُباعيّ. وَقَالَ الزجّاج: الهَمَل: بالنَّهار، والنَّفَسُ باللَّيل. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الهَمَل: اللِّيف إِذا انتزِع، الْوَاحِدَة هَمَلة. وَفِي (النَّوادر) : أرضٌ هُمَّال بَين النَّاس: قد تحامتْها الحروب؛ فَلَا يَعْمُرها أحد، وَشَيْء هُمّال: رَخوٌ. وَيُقَال: هَمَل دَمْعُه يَهمُل فَهُوَ هامِلٌ: إِذا تتَابع سَيَلانُه، وانهمَل دمعُه فَهُوَ مُنْهَمِل. مهل: قَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: مَهْلاً يَا رجُل، وَكَذَلِكَ للإثنين، وَالْجمع، وَالْأُنْثَى، وَهِي موحَّدة، وَإِذا قيل: مَهْلاً، قلت: لَا مَهْلَ وَالله. وَيُقَال: مَا مَهْلُ وَالله بمُغْنِيةٍ عَنْك شَيْئا، وَأنْشد لجامع بن مُرْخية الكلابيّ: أَقُول لهُ مَا جئتُ مَهْلاً وَمَا مَهْلٌ بواعظةِ الجَهُولِ وَقَالَ اللَّيْث: المَهْلُ: السَّكينة وَالْوَقار: تَقول: مَهْلاً يَا فلَان، أَي رِفْقاً وسُكوناً لَا تَعْجَلْ، وَنَحْو ذَلِك كَذَلِك، وَيجوز التثقيل، وأَنشد: فيابن آدمَ مَا أَعدَدْتَ فِي مَهلٍ للَّه دَرُّك مَا تَأتي وَمَا تَذَرُ وَقَالَ الله: {كَيْداً فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ} (الطّارق: 17) ، فجَاء باللغتين: أَي أنظِرْهم. أَبُو عبيد: التمهُّل: التقدُّم. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الماهِل: السَّريع، وَهُوَ المتقدِّمُ، وفُلانٌ ذُو مَهَلٍ: أَي ذُو تقدُّم فِي الْخَيْر، وَلَا يُقَال فِي الشَّرّ. وَقَالَ ذُو الرِّمة: كم فيهمُ مِنْ أَشمِّ الأنْفِ ذِي مَهَلٍ يَأْبَى الظُّلامةَ مِنْهُ الضَّيْغَم الضّارِي أَي ذِي تقدُّم فِي الشَّرف والفَضْل. وَقَالَ أَبُو سعيد: يُقَال: أخَذ فلانٌ على فُلان المُهْلَةَ: إِذا تقدَّمه فِي سِنَ أَو أدبٍ. وَيُقَال: خُذ المُهْلَة فِي أمْرِك: أَي خُذ العدَّة؛ وَقَالَ فِي قَول الْأَعْشَى: إلاَّ الّذين لَهُم فِيمَا أَتَوْا مَهَلُ قَالَ: أَرَادَ الْمعرفَة المتقدِّمة بالموضع. وَقَالَ مَهَلُ الرَّجُلِ: أسلافُه الَّذين تقدَّموه يُقَال: قد تقدَّم مَهَلُك قبْلَك، ورَحِم الله مَهَلَك. أَبُو العبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ، رُوي عَن عليّ بن أبي طَالب ح أَنه لما لَقي

الشُّراةَ قَالَ لأَصْحَابه: أقِلُّوا البِطْنَةَ وأَعذِبوا، وَإِذا سِرْتُم فمهلاً مَهلاً: أَي تقدُّماً. قَالَ أُسَامَة الهذَلي: لعَمري لقد أَمْهَلتُ فِي نَهْيِ خَالدٍ عَن الشَّام إمَّا يَعصِيَنَّك خالدُ أمهلتُ: بالغتُ: يَقُول: إِن عَصَانِي فقد بالغتُ فِي نَهْيه. ورُوي عَن أبي بكر ح أَنه أَوْصى فِي مَرَضه، فَقَالَ: ادْفنوني فِي ثوبيَّ هَذَين؛ فَإِنَّمَا هما للمُهْل والتُّراب. قَالَ أَبُو عُبيد، قَالَ أَبُو عُبيدة: المُهْل فِي هَذَا الحَدِيث: الصَّديد والقيْح. قَالَ: والمُهْل فِي غير هَذَا: كلّ فِلِزَ أُذِيب، قَالَ: والفِلِزُّ: جواهرُ الأَرْض من الذّهب والفضّة والنُّحاس. وسُئل ابْن مَسْعُود عَن قَول الله جلّ وعزّ: {كَالْمُهْلِ يَشْوِى الْوجُوهَ} (الْكَهْف: 29) فَدَعَا بِفِضّةٍ فأَذابَها، فجعلتْ تمَيَّعُ وتَلَوَّنُ، فَقَالَ: هَذَا من أَشبهِ مَا أَنتم راءُون بالمُهْل. قَالَ أَبُو عبيد: أَرَادَ تَأْوِيل هَذِه الْآيَة. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: والمُهْل فِي غير هَذَا: كلُّ شَيْء يَتحاتُّ عَن الخُبْزَة من الرَّماد وَغَيره إِذا أُخرِجَت من المَلَّة. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: المُهْل فِي شَيْئَيْنِ: هُوَ فِي حَدِيث أبي بكر: القَيْح والصَّديد، وَفِي غَيره: دُرْدِيُّ الزّيت، لم يُعْرَف مِنْهُ إلاّ هَذَا، قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: حدّثني رجل وَكَانَ فصيحاً أَن أَبَا بكر قَالَ: فإنّهما للمَهْلة وَالتُّرَاب بِفَتْح الْمِيم قَالَ: وَبَعْضهمْ يَكسِر الْمِيم فَيَقُول: لِلمهْلة. قَالَ الزّجاج فِي قَوْله تَعَالَى: {قَرِيباً يَوْمَ تَكُونُ} (المعَارج: 8) . قَالَ: المُهْل: دُرْدِيُّ الزّيت هَاهُنَا. قلت: ومِثلُه قَوْله: {السَّمَآءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً} (الرَّحمان: 37) جمع الدّهن. قَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله: {وَرْدَةً} : أَي يتلوَّن من الفَزَع الْأَكْبَر كَمَا تتلوَّن من الدِّهان الْمُخْتَلفَة. قَالَ: وَدَلِيل ذَلِك قَوْله: {قَرِيباً يَوْمَ تَكُونُ} (المعَارج: 8) أَي كالزّيت. وَقَالَ اللَّيْث: المُهْل: ضَرْبٌ من القَطِران إِلَّا أَنه مَاهٍ رَقِيق شَبيه بالزيت لمهاوَتِه يضْرب إِلَى الصُّفرة، وَهُوَ دَسِمٌ يُهْنَأُ بِهِ الْإِبِل فِي الشّتاء. قَالَ: والقَطِران: الخاثر، لَا يُهْنأُ بِهِ. وَقَالَ غَيره: مَهَلْتُ البعيرَ: إِذا طليتَه بالخضخاض، فَهُوَ ممهول، وَقَالَ أَبُو وَجْزة يصف ثوراً: صافي الأدِيم هِجانٌ غَيرَ مَذْبَحِهِ كأَنَّه بِدَم الْمَكْنَان مَمْهُولُ شمر، عَن ابْن شُمَيْل قَالَ: المُهْل عِنْدهم: المَلَّة إِذا حميت جدّاً رَأَيْتهَا تموجُ. وَقَالَت العامريّة: المُهْلُ عندنَا: السُّمّ. والمُهْل: الصَّديد والدَّمُ يخرُج فِيمَا زَعَم يُونُس. والمُهْل: النُّحاس الذائب، وَأنْشد: ونُطعِم من سَدِيف اللَّحْم شِيزَى إِذا مَا الماءُ كالمَهْل الفَريغِ

أبواب الهاء والنون

(أَبْوَاب) الْهَاء وَالنُّون) هـ ن ف هنف، نفه، هفن، نهف: مستعملة. هنف: قَالَ اللَّيْث: الهِنافُ: مُهانَفَة الجوارِي بالضّحك، وَهُوَ فَوق التّبسُّم، وَأنْشد: تَغُضُّ الجفون على رِسْلِها بحُسْن الهِنافِ وخَوْنِ النّظَرْ قيل: أقبَل فلانٌ مُهنِفاً: أَي مُسْرِعاً لينالَ مَا عِنْدِي. أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي: أهنَفَ الصبيُّ إهنافاً؛ مثل الإجهَاش، وَهُوَ التَهيُّؤُ للبُكاء، قَالَ: والمُهانَفة أَيْضا: المُلاعَبة. هفن: أهمَلَه اللَّيْث. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الهَفْن: المَطَر الشديدُ. نفه: أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي: المَنْفُوه: الضَّعيف الفؤادِ الجَبان. وَقَالَ ابْن بُزُرج: مَا كَانَ الرجل نَافِهاً، وَلَقَد نَفَه نُفُوهاً. قَالَ: والنُّفُوه: ذِلّةٌ بعد صُعوبة. وأَنْفَهَ ناقتَه حَتَّى نَفَهَتْ نَفْهاً شَدِيدا. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لعبد الله بن عَمرو حِين ذَكر لَهُ قِيامَ اللَّيْل وصيامَ النّهار: (إِنَّك إِذا فعلتَ ذَلِك هَجَمتْ عَيْنَاك، ونَفَهتْ نفسُك) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: قَوْله: نَفِهتْ نفسُك: أَعيت، وكلَّت. وَيُقَال للمعُيي: مُنَفَّهٌ، ونافِهٌ، وَجمع النَّافِه نُفَّهٌ، وَأنْشد أَبُو عَمْرو: بِنَا حَراجِيجُ المَطِيِّ النُّفَّه يَعْنِي المعْيِيَة، واحدتها نافِهٌ ونافِهَةٌ، وَالَّذِي يفعل ذَلِك بهَا منفِّهٌ، وَقد نفّه الْبَعِير. الخرّاز، عَن ابْن الْأَعرَابِي: نفَهَتْ نفسُه تَنفَه نُفُوهاً: إِذا ضعفت، وَسَقَطت، وَأنْشد: والعَزَبَ المُنَفَّه الأُمِّيَّا وروى أصحابُ أبي عُبَيد عَنهُ: نَفِهَ يَنْفَه بِكَسْر الْفَاء من نَفِه وفتحِها من يَنْفَه. نهف: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: النَّهْف التحيّر. هـ ن ب هنب، نبه، نهب، بِهن، هبن: مستعملة. هنب: قَالَ اللَّيْث: هِنْب: حيٌّ من رَبيعة. وَقَالَ أَبُو العبّاس: قَالَ ابْن الأعرابيّ: المِهْنَبُ: الْفَائِق الحُمْق، قَالَ وَبِه سُمِّي الرجل (هِنْبَا) ، قَالَ: والّذي جَاءَ فِي الحَدِيث أنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَفَى مُخنَّثَين يُسَمَّى أحدُهما (هِيتٌ) ، وَالْآخر (ماتِعٌ) ، إنّما هُوَ (هِنْبٌ) ، فصحَّفَه أصحابُ الحَدِيث. قلت: رَوَاهُ الشافعيّ وغيرُه (هِيتٌ) ، وأظنّه الصَّوَاب. وأخبَرَني أبي مُحَمَّد المُزَنّي، عَن أبي خَليفة، عَن محمّد بن سلاّم أنّه أنْشدهُ: وشَرُّ حَشْوِ خِباء أَنْت مُوَلِجُه مجنونةٌ هُنَّبَاءٌ بنتُ مَجْنونِ وهُنَّباء بِوَزْن فُعَّلاء بتَشْديد الْعين والمدَّ وَلَا أعرف فِي كَلَام الْعَرَب لَهُ نظيراً، والهُنَّباء: الأحمق.

وَقَالَ ابْن دُرَيد: امْرَأَة هُنَّبا، وهُنَّباء بالمدّ وَالْقصر وهُنَّبِيٌّ: وَهِي الوَرْهاء. هبن: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ أَبُو عَمْرو الهَبُون: العنكبوت وَيُقَال بالراء: هَبور. نهب: قَالَ اللَّيْث: النَّهْب: الغَنِيمة، والانتهاب: أَخْذُه من شَاءَ، والإنهاب: إباحَتُه لمن شَاءَ، والنُّهْبَى: اسمٌ لما أَنْهَبْتَه: قَالَ: والنِّهاب: جَمْع النَّهْب، والمُناهَبة: المُباراة فِي الْحُضْر والجرْي. فرسٌ يُناهِب فَرَساً، وأنشَد: للعجّاج يصف عَيْراً وأُتُنَه. وإنَّ تُناهِبْه تجِدْه مِنْهَبا وَيُقَال للْفرس الْجواد: إنّه ليَنْهَبُ الغايةَ والشَّوْط، وَقَالَ ذُو الرّمة: والخَرْقُ دون بَناتِ البَيْضِ مُنتَهَبٌ يَعْنِي فِي التّباري بَين الظليم والنّعامة. وَفِي (النّوادر) : النَّهْب: ضَرْبٌ من الرَّكْض، والنّهب: الغَارَة. نبه: قَالَ اللَّيْث: النَّبَه: الضَّالّة تُوجَد عَن غَفْلة؛ يُقَال: وجدتُه نَبَهاً عَن غير طلب، وأضلَلْتُه نَبَهاً لم تَعلَمْ متَى ضلّ. وَقَالَ ذُو الرَّمة: كأنّه دمْلُجٌ من فِضَّةٍ نَبَهٌ فِي مَلعَبٍ من جواري الحيِّ مَفْصومُ يصف غَزالاً قد انحنَى فِي نَومه، فشبَّهه بدُمْلُجٍ قد انفَصَم. قَالَ: والنُّبْه: الانتباه من النّوم، تَقول: نَبَّهتُه، وأنْبَهتُه من النّوم، ونَبَّهْتُه من الغَفْلة. ورجُلٌ نبيه: شرِيف. وَقد نَبُه فلانٌ باسم فلَان: إِذا جَعَله مَذْكُورا. أَبُو عُبَيد، عَن أبي زيد: نَبِهْتُ للأَمر أَنْبَهُ نَبَهاً، وَوَبِهْتُ أَوْبَهُ وَبَهاً، وَهُوَ الْأَمر تنساه ثمّ تَنتَبِه لَهُ. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال: أضلُّوه نَبَهاً: لَا يدرُون مَتى ضلَّ حتّى انتبَهوا لَهُ. قَالَ: وَسمعت من ثقةٍ: أَنبَهْتُ حَاجَتي حتّى نَسيتُها. وَيُقَال للْقَوْم ذهب لَهُم الشَّيْء لَا يَدْرُونَ متَى ذهَب: قد أَنبَهوه إنباهاً. وَقَالَ غَيره: النَّبَه: الضّالّة الَّتِي لَا يُدرَى مَتى ضلَّت؟ وَأَيْنَ هِيَ؟ . وَيُقَال فَقَدْتُ الشَّيْء نَبَهاً: أَي لَا عِلْم لي كَيفَ أضلَلْتُه، وَقَول ذِي الرّمّة: كأنّه دُمْلجٌ من فِضَّةٍ نَبَهٌ وضَعَه فِي غيرِ مَوْضِعه، كَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَن يَقُول: كأنّه دُمْلجٌ قد فُقِد نَبَهاً. وَقَالَ شَمِر: النَّبَهُ: المَنْسِيُّ المُلْقَى الساقِط الضالّ. ورَجل نَبَهٌ ونَبِيه: إِذا كَانَ مَعْرُوفا شريفاً، وَمِنْه قولُ طَرَفة يَمدَح رجلا: كَامِل يَجْمَعُ آلاءَ الفتَى نَبَهٌ سَيِّدُ ساداتٍ خضَمّ بِهن: قَالَ اللَّيْث: البَهْوَنِيُّ من الْإِبِل: مَا يكون بيْنَ العربيّة والكِرْمانية، وكأنّه دَخِيل فِي الْكَلَام. قَالَ: وجاريةٌ بَهْنانَةٌ: وَهِي اللَّيّنة فِي مَنطِقها وعَملِها. أَبُو عُبَيد، عَن أبي عَلْقَمَة الثقفيّ: البَهْنانة: الطّيبَة الرّيح، قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: هِيَ

الضحّاكة وأخبرَني المنذريُّ عَن ثَعْلَب أنّ ابْن الأعرابيّ أنشَدَه: ألاَ قالَتْ بَهانِ وَلم تأَبَّقْ نَعِمْتَ وَلَا يَليقُ بكَ النَّعيمُ قَالَ: بَهانِ أَرَادَ بَهْنانة. وَقَالَ الْكسَائي: البَهْنانة: الضحَّاكة المُتَهلِّلَة. وَقَالَ غَيره: هِيَ الطيّبة الرّيح. عَمْرو، عَن أَبِيه قَالَ: البَهْنانة: الطّيبَة الرَّائِحَة، الحَسنة الخَلْق، السَّمْحة لزَوجِها. هـ ن م هنم، همن، مهن، نهم: مستعملة. هنم: قَالَ اللَّيْث: الهَيْنَمَة الصَّوْتُ، وَهُوَ شِبْه قِراءة غير بيِّنة، وَأنْشد لرؤبة: لَا يَسمعُ الرَّكْبُ بهَا رَجْعَ الكَلِمْ إِلَّا وَساويسَ هَيَانِيم الهَنِمْ وَفِي الحَدِيث أَن عمر قَالَ: مَا هَذِه الهينمة؟ قَالَ أَبُو عبيد: الهينمة الْكَلَام الخفِيّ. وَأنْشد قَول الكُمَيت: وَلَا أَشهَد الهُجْرَ والقائليه إِذا هُمْ بَهَيْنَمَةٍ هَتْمَلُوا وَقَالَ اللحيانيّ: من أَسمَاء خَرَز نساءٍ الْأَعْرَاب: الهِنَّمَةُ تُؤخِّذ بهَا المرأةُ زوجَها عَن النّساء. قَالَت امْرَأَة مِنْهُم: أخَّذْتُه بالهِنَّمَهْ، باللّيل زوجٌ وبالنّهار أَمَهْ. وَمن أَسمَاء خَرَز الْأَعْرَاب العَطْفة، والفَطْسَة، والكَحْلة، والهَبْرةَ، والقَبَل، والقَبَلة، والصَّرْفة والسُّلْوانَة. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الهَنَم: التَّمْر. وَأنْشد: مالَكَ لَا تَمِيرنا من الهَنَم قلتُ: إخالُه مُعرّباً. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الهَنْمة: الدَّمْدَمة. وَيُقَال للرجل الضَّعِيف: هِنَّمة. قَالَ اللَّيْث فِي قَوْله: أَلا يَا قَيْلُ وَيْحَك قُمْ فَهَيْنِمْ أَي فادعُ الله. وَقَالَ التَّوَّزيّ: الهَنَم ضربٌ من التّمر. وَأنْشد: مالَكَ لَا تميرُنا مِن الهَنَم مهن: قَالَ اللَّيْث: المِهْنة: الحَذاقة بِالْعَمَلِ وَنَحْوه، وَقد مَهَن يَمْهَن مَهْناً: إِذا عَمِل فِي ضَيْعته، والماهِن: العَبْد، وَيُقَال: خَرْقاءُ لَا تُحْسن المِهْنة: أَي لَا تُحْسن الخِدمة. مَهَنَهُمَ؛ أَي خَدَمَهم. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: أنكَر أَبُو زيد المِهْنَةَ، وفَتَح الْمِيم (مَهْنة) ، وَهَكَذَا. قَالَ الرِّياشيّ: (مَهنة) . قَالَ: وامتَهَن نَفسه، وَأنْشد الرياشيّ: وصاحبُ الدّنيا عُبَيدٌ مُمْتَهَنْ أَي مستخدَم وَقَالَ الْكسَائي: المِهنة: الْخدمَة. أَبُو عُبيد عَن أبي زيد مَهَنْتُ الْإِبِل مَهْنَةً: إِذا حلبها عِنْد الصَّدَر وَأنْشد شَمِر: فَقلت لِما هِنَيَّ: أَلا احلباها فقاما يحلُبان ويَمرِيان

وَقَالَ شَمِر: قَالَ أَبُو زيد العِتريفيُّ: إِذا عجز الرجل قلت: هُوَ يطلَغُ المَهْنَةَ. قَالَ: والطَّلَغَان: أَن يَعيا الرجلُ ثمَّ يعْمل على الإعياء. قَالَ: وَهُوَ التلغُّب قَالَ: وَيُقَال: هُوَ فِي مهنة أَهله: وَهُوَ الْخدمَة والابتذال. وَقَالَ أَبُو عدنان: سَمِعت أَبَا زيد يَقُول: هُوَ فِي مَهِنَة أهلِه بِفَتْح الْمِيم وَكسر الْهَاء، وَبَعض الْعَرَب يَقُول: المَهْنَة، يسكن الْهَاء، وَقَالَ الْأَعْشَى يصف فَرَساً: فَلأياً بَلأيٍ حَمَلْنا الغُلا مَ كرْهاً فأَرسله فامتَهَنْ أَي أَخرَج مَا عِنْدَه من العَدْو وابتَذَلَه. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {فَيُدْهِنُونَ وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ} (القَلَم: 10) المهين هَاهُنَا الْفَاجِر. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: هُوَ فَعِيل من المهانة، وَهِي القِلَّة. قَالَ: وَمَعْنَاهُ هَاهُنَا: القلّة فِي الرَّأْي والتمييز. وَقَالَ اللَّيْث: رَجُلٌ مَهِين: ضَعيف حَقِير، وَقد مَهُن مَهانةً. وَقَالَ أَبُو زيد: رَجُلٌ مَهِين: ضَعيف، من قوم مُهنَاء. وَيُقَال للفَحْل من الْإِبِل والغَنم إِذا لم يُلقِح من مائِه: مَهِين. وقولُه: {جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلاَلَةٍ مِّن} (السَّجدَة: 8) أَي من مَاء قليلٍ ضَعِيف. نهم: قَالَ اللَّيْث: النَّهِيم: شِبه الأنين، والطَّحِيرُ والنَّحِيمُ مثله، وَأنْشد: مالَكَ لَا تَنْهِمُ يَا فلاَّحُ إنّ النَّهِيم للسُّقاة راحُ قَالَ: والنَّهْم: زَجْرُك الإبلَ تصيح بهَا لتمضيَ. وَقَالَ ابْن السّكيت: نهَم الرجُلُ الإبلَ يَنهَمها نَهْماً: إِذا زَجَرها لتجدّ فِي سَيرهَا، وَأنْشد: أَلا انهِماها إِنَّهَا منَاهِيمْ وَإِنَّمَا يَنهَمُها القومُ الهِيمْ قَوْله: مناهيم: أَي تطيع على النّهم: أَي الزّجْر. وَقد نهِم فِي الطَّعَام ينهَم نَهْماً: إِذا كَانَ لَا يشبَع. وَقَالَ اللَّيْث: النَّهْمة: بلوغُ الهِمَّة فِي الشَّيْء، وَفُلَان مَنهوم بِكَذَا: أَي مُولَع بِهِ لَا يَشبَع. قَالَ: والنَّهْم: الحَذْف بالحَصا وَنَحْوه، وَأنْشد: يَنهَمْنَ بالدّار الحصَا المنْهُوما قَالَ: والنَّهاميّ: الحدَّاد. وروَى أَبُو نصر عَن الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ: النَّهامِي: النّجّار. والمَنْهَمة: موضِع النَّجْر. وَقَالَ أَبُو سعيد: النُّهاميّ: الراهب، والنَّهاميّ: الحدَّاد، وَأنْشد قَول أبي دُؤاد: نَفْخَ النَّهامِيِّ بالكِيريْن فِي اللهَبِ وَقَالَ النَّضر: النَّهاميّ: الطَّريق المَهْيَعُ الجَدَدُ، وَهُوَ النَّهام أَيْضا. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: النِّهامِيّ بِكَسْر النُّون: صاحبُ الدَّيْر، لِأَنَّهُ يَنهَمُ فِيهِ وَيَدْعُو.

وَقَالَ اللَّيْث: النَّهّام الْأسد فِي صَوْتِه، يُقَال: نَهم يَنهِم نَهِيماً. وَقَالَ أَبُو عبيد: الوَئِيدُ: الصَّوت، والنهِيم مِثلُه. وَقَالَ غيرُه: النُّهامُ: البُوم الذَّكَر. وَقَالَ الطِّرمَّاح يذكر بُومةً تضبَح: تَبيتُ إِذا مَا دعاهَا النهام تُجِدُّ وتحْسبها مازِحَهْ يَعْنِي أَنَّهَا تُجِدّ فِي صَوتهَا كَأَنَّهَا تُمازِح. وَقَالَ أَبُو سعيد: جمع النُّهام نُهُم، وَهُوَ ذَكَر البُوم، وَأنْشد للطِّرِمَّاح: لَقْوَةٌ تَضبَح ضَبْحَ النُّهامِ همن: قَالَ اللَّيْث: الهِمْيَان: التِّكَّة، وَقيل للمِنْطَقة: همْيان وَيُقَال للَّذي تُجعل فِيهِ النَّفَقَة، ويشدّ على الوَسَط: هِمْيان. والهِمْيان دَخيل معرَّب. وَالْعرب قد تكلمُوا بِهِ قَدِيما، فأَعرَبوه، وَأما قَول الله جلّ وعزّ: {وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ} (المَائدة: 48) وَقَوله: {السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ} (الحَشر: 23) فَإِن الْمُفَسّرين قَالَ بَعضهم فِي قَوْله: {وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ} (المَائدة: 48) مَعْنَاهُ: وَشَاهدا عَلَيْهِ. وَقَالَ بَعضهم: رقيباً عَلَيْهِ، وَقَالَ بَعضهم: ومؤتمناً عَلَيْهِ. وَقَالَ بَعضهم: المهيمِن: اسمٌ من أَسمَاء الله فِي الكتُب الْقَدِيمَة. وَقَالَ الْمبرد: مُهيمِن مَعْنَاهُ مُؤَيْمِن، إِلَّا أنّ الْهَاء مُبدلةٌ من الْهمزَة، وَالْأَصْل مُؤَيْمِناً عَلَيْهِ، كَمَا قَالُوا: هِيَّاك وإيَّاك، وهَرَقْتُ المَاء، وَأَصله أَرَقتُ. قلتُ: وَهَذَا على قِيَاس الْعَرَبيَّة صَحِيح إِن شَاءَ الله تَعَالَى مَعَ مَا جَاءَ فِي التَّفْسِير أَنه بِمَعْنى الْأمين. وَقيل: بِمَعْنى مؤتَمَن. وَقَالَ الْعَبَّاس بنُ عبد المطَّلب يمدَح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى احتوَى بيتُكَ المهيمِنُ من خِنْدِفَ عَلْياءَ تَحتَها النُّطُقُ قَالَ ابْن قُتيبة: مَعْنَاهُ حَتَّى احتَويتَ يَا مهيمن من خِندفَ علْياء: يُرِيد بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَقَامَ البيتَ مقامَه، لِأَن الْبَيْت إِذا حَلَّ بِهَذَا الْمَكَان فقد حَلَّ بِهِ صاحبُه. قلت: وَأَرَادَ ببيته شرفَه. والمهَيْمِن من نَعْتِه، كَأَنَّهُ قَالَ: حَتَّى احتوى شرفُك الشاهدُ على فضلِك علياء الشرفِ من نَسَب ذَوِي خِنْدف: أَي ذِرْوَةَ الشرفِ من نَسَبهم الَّتِي تحتَها النُّطُق، وَهِي أَوْساط الْجبَال الْعَالِيَة، جَعَل خِنْدَفَ وقبائلها نُطُقاً لَهُ. وَفِي حَدِيث النُّعْمَان بن مُقَرِّن يومَ نهاوَنْد: أَلا إِنِّي هازٌّ لكم الرَّايَة الثَّانِيَة فليثبتْ الرِّجَال، فليَشُدُّوا هَمايِينَها على أحقائها، يَعْنِي مَناطِقَها ليستعدوا للحملة. ويُروَى عَن عمرَ أنّه قَالَ يَوْمًا: إنّي داعٍ فهَيْمِنوا أَرَادَ: إنِّي دَاع فأمِّنوا على دُعائي، قَلب إِحْدَى حَرْفي التَّشْديدة فِي أَمِّنُوا يَاء، فَصَارَ أَيْمِنوا ثمَّ قُلِبَتْ الْهمزَة هَاء فَقَالَ: هَيْمِنوا.

أبواب الهاء والفاء

وَالْعرب تَقول: أمّا زيدٌ فحسَن، ثمَّ يَقُولُونَ: أيْما زيد فحسَنٌ، بِمَعْنى أمّا، وَأنْشد المبرّد قَول جميل: على نَبْعةٍ زَوْرَاءَ أَيْمَا خِطامُها فمتنٌ وأمّا عُودُها فعَتِيقُ قَالَ: أَرَادَ بأَيما أمّا فاستَثقَلَ التَّضْعيفَ، فأَبدلَ مِن إِحْدَى المِيمَيْنِ يَاء كَمَا فعلوا بقيراط ودينار، ودِيوانٍ، أَلا تراهم جَمعوها قَراريط ودنانيرَ ودَبابيج. وَقَالَ ابْن الأنباريّ فِي قَوْله: {وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ} (المَائدة: 48) . قَالَ: المُهيْمِن: القائمُ على خَلْقه، وَأنْشد: أَلا إنَّ خيرَ الناسِ بَعد نبيِّه مُهَيْمِنُه التَّالِيه فِي العُرف والنُّكْر مَعْنَاهُ: الْقَائِم على النَّاس بعده، قَالَ: وَفِي مُهيمِن خمسةُ أَقْوَال: قَالَ ابْن عبّاس: المُهَيْمِنُ: المؤتَمن. وَقَالَ الْكسَائي: الْمُهَيْمِن: الشَّهيد. وَقَالَ غيرُه: هُوَ الرَّقيب. يُقَال: هَيمَن يُهيمِن هَيْمنة: إِذا كَانَ رقيباً على الشَّيْء. وَقَالَ أَبُو معشر فِي قَوْله: {وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ} (المَائدة: 48) مَعْنَاهُ وقَبَّاناً عَلَيْهِ، وَقيل: وَقَائِمًا على الكُتب. قَالَ: وَقيل مُهيمِن فِي الأَصْل مُؤيْمِن (أَبْوَاب الْهَاء وَالْفَاء) هـ ف ب: مهمل) هـ ف م اسْتعْمل من وجوهه: فهم: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: فهمتُ الشَّيْء: أَي عقَلْتُه وعَرَفته وفَهَّمتُ فلَانا وأفْهمتُه ورجلٌ فهِم: سريعُ الفَهم، وَيُقَال: فَهْم وفَهَمٌ وتفهَّمْتُ الْمَعْنى: إِذا تَكَلّفْتَ فَهْمَه. (بَاب الْهَاء وَالْبَاء مَعَ الْمِيم) هـ ب م أُهملت وجوهه إِلَّا بهم. بهم: رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (يحْشر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة غرلًا بُهْمَاً) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: البهْم وَاحِدهَا بَهِيم، وَهُوَ الَّذِي لَا يخلِط لَوْنَه لونٌ سِواه، من سوادٍ كَانَ أَو غَيره. قَالَ أَبُو عبيد: فَمَعْنَاه عِنْدِي أَنه أَرَادَ بقوله: بُهْمَاً يَقُول: لَيْسَ فيهم شيءٌ من الْأَعْرَاض والعاهات الَّتِي تكونُ فِي الدُّنيا: من العَمَى والعَرَج والجُذام والبَرَص، وَغير ذَلِك من صُنوف الْأَمْرَاض وَالْبَلَاء، وَلكنهَا أجسادٌ مُبْهَمَةٌ مصحَّحة لخُلُود الأبَد. وسُئل ابْن عبّاس عَن قَول الله جلّ وعزّ ثَنَاؤُهُ: {وَحَلَائِلُ أَبْنَآئِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ} (النِّساء: 23) وَلم يُبَيِّن: أَدَخلَ بهَا الابنُ أم لَا؟ فَقَالَ ابْن عبّاس: أَبْهِموا

مَا أَبهَمَ الله. قلت: وَقد رأيتُ كثيرا من أهل العِلم يذهَبون بِمَعْنى قَوْله: أَبهِموا مَا أبهمَ الله، إِلَى إِبْهَام الْأَمر واشتباهِه، وَهُوَ إشكاله واشتباهه، وَهُوَ غَلَط. وكثيرٌ من ذَوِي الْمعرفَة لَا يميّزون بَين المُبْهَم وغيرِ المُبهم تمييزاً مُقنِعاً شافياً وَأَنا أُبيّنه لَك بعون الله وتوفيقه؛ فقولُه جلّ وعزّ: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الاَْخِ وَبَنَاتُ الاُْخْتِ} (النِّساء: 23) هَذَا كلُّه يسمَّى التَّحْرِيم المُبهم، لِأَنَّهُ لَا يحِلّ بوجهٍ من الْوُجُوه وَلَا سببٍ من الْأَسْبَاب، كالبهيم من ألوان الْخَيل الَّذِي لَا شِيَةَ فِيهِ تُخالفُ معظمَ لَونه. ولمّا سُئل ابنُ عَبَّاس عَن قَوْله: {وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ} (النِّساء: 23) ، وَلم يبيِّن الله الدُّخولَ بهنَّ؟ أجَاب فَقَالَ: هَذَا من مُبهَم التحريمِ الَّذِي لَا وَجْهَ فِيهِ غير التَّحْرِيم سواءٌ دخَلتم بنسائكم أَو لمْ تدْخلُوا بهنّ؛ فأُمَّهاتُ نِسَائِكُم مُحرّمات من جَمِيع الْجِهَات. وَأما قَوْله: {وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِى فِى حُجُورِكُمْ مِّن نِّسَآئِكُمُ اللَّاتِى دَخَلْتُمْ بِهِنَّ} (النِّساء: 23) فالرّبائب هَاهُنَا لسن من المبهمَة، لأنّ لهنَّ وَجْهين مُبَيَّنين أُحْلِلْنَ فِي أَحدهمَا وحُرِّمْن فِي الآخر، فَإِذا دُخِل بأمَّهات الرّبائب حَرُمَتْ الرَّبائب، وَإِن لمْ يُدْخَل بأمَّهات الرّبائب لم يَحرُمْنَ، فَهَذَا تفسيرُ المُبهَم الَّذِي أَرَادَ ابنُ عَبَّاس، فافهمْه. أَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ أَنه أنشَدَه: أَعْيَيْتَنِي كلَّ العَيا ءِ فَلَا أَغَرُّ وَلاَ بَهِيمُ قَالَ: يُضرَب مَثَلاً لِلْأَمْرِ إِذا أَشكل وَلم تَتّضِح جِهَتُه واستقامتُه ومعرفتُه، وَأنْشد فِي مثله: تفرّقتِ المَخاضُ على يَسارٍ فَمَا يَدرِي: أيُخْثِر أمْ يُذِيبُ وَقَالَ اللَّيْث: بابٌ مُبهَم: لَا يُهتَدَى لفتحه إِذا أُغْلِق، وليلٌ بَهيم: لَا ضوءَ فِيهِ إِلَى الصّباح. وَقَالَ ابْن عَرَفة: البَهِيمة: مُسْتَبْهِمَةٌ عَن الْكَلَام، أَي مُنْغَلِقٌ ذَاك عَنْهَا؛ وَيُقَال: أبهمتُ الْبَاب، إِذا سَدَدْتَه. وَقَالَ الزجّاج فِي قَوْله جلّ وعزّ: {أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الاَْنْعَامِ} (المَائدة: 1) يَعْنِي الْأزْوَاج الثَّمَانِية الْمَذْكُورَة فِي سُورَة الْأَنْعَام، وَإِنَّمَا قيل لَهَا بَهِيمَة الْأَنْعَام لأنّ كلّ حيّ لَا يُميِّز فَهُوَ بَهِيمة، وَإِنَّمَا قيل لَهُ: بَهِيمَة لِأَنَّهُ أُبهِم عَن أَن يميِّز. قَالَ: وَقيل للإبهام الإصبع: إبهامٌ؛ لِأَنَّهَا تُبْهِمُ الكَفّ: أَي تُطبِق عَلَيْهَا. قَالَ: وَطَرِيق مُبْهَم: إِذا كَانَ خفيّاً لَا تستبين. وَيُقَال: ضرَبَه فَوَقع مُبْهماً: أَي مغشيّاً عَلَيْهِ لَا يَنطِق وَلَا يميِّز. وَقَالَ اللَّيْث: البَهْمة: اسمٌ للذّكر وَالْأُنْثَى من أَوْلَاد بَقَر الوَحش وَالْغنم والماعِز، والجميع البَهْم والبِهَام، والبَهْم أَيْضا: صِغارُ الغَنَم. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: يُقَال لأَوْلَاد الْغنم ساعةَ تَضعُها من الضَّأْن والمَعْز جَمِيعًا ذكرا أَو

أثنى: سَخْلة، وجمعُها سِخال، ثمّ هِيَ البَهْمة للذّكر وَالْأُنْثَى، وَجَمعهَا بَهْمٌ. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: هم يُبَهِّمون البَهْمَ: إِذا حرّموه عَن أمّهاته فرَعَوْه وحدَه. قَالَ: والبِهام: جمعُ بَهْم، والبَهْم: جمع بَهْمة، وَهِي أَوْلَاد الضَّأْن، والبَهْمة اسمٌ للمذكّر والمؤنّث. قَالَ: والسِّخال: أولادُ المِعْزَى، والواحدة سَخْلة للمؤنث والمذكَّر، وَإِذا اجتمعَت البِهام والسِّخال قلتَ لَهما جَمِيعًا: بِهام. قَالَ: وَيُقَال: هِيَ الإبْهام للإصبع، وَلَا يُقَال: البِهام، وَيُقَال: هَذَا فرسٌ جَوادٌ وبَهِيم، وَهَذِه فرسٌ جَواد وَبَهيم بِغَيْر هَاء: وَهُوَ الَّذِي لَا يَخلِط لونَه شيءٌ سوى مُعظم لونِه. رَوَى سُفيانُ عَن سَلَمَة بن كُهَيل عَن خَيْثمة عَن عبد الله بن مَسْعُود فِي قَول الله تَعَالَى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِى الدَّرْكِ الاَْسْفَلِ مِنَ النَّارِ} (النِّساء: 145) ، قَالَ: فِي تَوابِيتَ من حَدِيد مُبْهَمةٍ عَلَيْهِم. قَالَ أَبُو بكر بنُ الأنباريّ: المُبهمَة: الَّتِي لَا أَقفالَ عَلَيْهَا. يُقَال: أمرٌ مُبْهَم: إِذا كَانَ ملتَبساً لَا يُعرَف مَعْنَاهُ وَلَا بابُه. قَالَ: ورجُل بُهْمَة: إِذا كَانَ شُجاعاً لَا يَدرِي مُقاتِلُه من أَيْن يَدْخُل عَلَيْهِ. قلت: والحروف المُبهَمة: الَّتِي لَا اشتِقاق لَهَا، وَلَا يُعرَف لَهَا أصُول، مثل الَّذِي وَالَّذين وَمَا وَمن وَعَن، وَمَا أشبَهَهَا. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: كَلَام مُبْهَم: لَا يُعرَف لَهُ وجهٌ يُؤتَى مِنْهُ، مَأْخُوذ من قَوْلهم: حائطٌ مُبهَم: إِذا لم يكن فِيهِ بَاب، وَمِنْه يُقَال: رجلٌ بُهْمة: إِذا لم يُدْرَ من أَيْن يُؤْتى لَهُ. وَقَالَ ابْن السّكيت: أبهَمَ عليّ الأمرُ: إِذا لم يَجْعَل لَهُ وجْهاً أعرِفُه. ولونٌ بَهِيم: لَا يُخالِفُه غَيره. وَقَالَ اللَّيْث: البُهْمَى: نبتٌ تَجِدِ بِه الغنمُ وَجْداً شَدِيدا مَا دَامَ أخضَر، فَإِذا يَبِس هَرَّ شوكُه وامتَنَع، وَيَقُولُونَ للواحدة: بُهْمَى، وللجميع؛ بُهْمَى. قَالَ: وَيُقَال للواحدة: بُهْمَاة، وَأنْشد ابْن السّكيت: رَعَتْ بارضَ البُهْمَى جَمِيماً وبُسْرَةً وصَمْعاء حَتَّى آنَفَتْها نصالُها وَالْعرب تَقول: البُهْمَى: عَقْر الدّار، وعَقَار الدَّار: يُرِيدُونَ أَنه من خِيار المَرْتَع فِي جَنابِ الدّار. والإبهام: الإصبَعُ الكُبرى الَّتِي تلِي المُسبِّحة، والجميع الأباهيم، وَلها مَفصِلان. وكلّ ذِي أَربع من دوابّ الْبر وَالْبَحْر يُسمَّى بَهيمة. وَقَالَ الْأَخْفَش: بُهمَى لَا تُصرَف، والواحدة بُهْماة. والبَهايم: أَجْبُلٌ بالحِمَى على لونٍ وَاحِد. قَالَ الرّاعي: بَكَى خَشْرَمٌ لمَّا رَأَى ذَا مَعارِكٍ أَتَى دونه والهَضْبَ هَضْبَ البهايم وأَبهمَت الأرضُ فَهِيَ مُبهِمة: إِذا أنبتَتْ البُهمى.

وَبَهَّمَ فلانٌ بموضِع كَذَا: إِذا أقامَ بِهِ وَلم يَبرَحْه. وَقَالَ أَبُو عبيد: البُهْمة الْفَارِس الَّذِي لَا يُدرَى من أَيْن يُؤتَى من شدَّة بأسِه. قَالَ: والبُهْمة أَيْضا: هم جماعةُ الفُرْسان، وَقَالَ متمّم ابْن نُوَيْرة: وللشَّرْب فابكِي مالِكاً ولِبُهْمَةٍ شديدٍ نواحِيها على من تشجَّعا وهم الكُماةُ، وَقيل لَهُم: بُهْمة لِأَنَّهُ لَا يُهتَدَى لقتالهم. وَقَالَ غيرُه: البُهْمة: السَّواد أَيْضا. وَيُقَال للّيالي الثَّلَاث الَّتِي لَا يَطلُع فِيهَا القَمَر: بُهَم، وَهِي جمعُ بُهْمة. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : رجل بُهْمة، إِذا كَانَ لَا ينثني عَن شَيْء أَرَادَهُ. واستَبهَم الأمرُ: إِذا استغْلَق فَهُوَ مُسْتبهِمُ.

باب الهاء والغين

هَذِه أَبْوَاب الثلاثي من معتل الْهَاء أهملت الْهَاء مَعَ الْخَاء (إِذا) دخلهما حُرُوف العلَّة. (بَاب الْهَاء والغين) هـ غ (وَا يء) هيغ: الحرَّاني عَن ابْن السّكيت: يُقَال: إِنَّهُم لَفي الأهْيَغَيْنِ: من الخِصب وحُسن الْحَال، وعامٌ أَهيَغُ: إِذا كَانَ مُخصِباً كثير العُشْب. سلَمة، عَن الفرَّاء قَالَ: الأهْيَغان: الْأكل والنِّكاح، قَالَ رؤبة: يَغْمِسْنَ من يَغْمِسْنه فِي الأهْيَغِ (بَاب الْهَاء وَالْقَاف) هـ ق (وَا يء) قوه، قاه، قهى، هقى، وهق، هيق، أقه. قيه قاه: قَالَ اللَّيْث: القاهُ: الطَّاعَة، وَيُقَال: بِمَنْزِلَة الجاه، وَفِي الحَدِيث أَن رجلا من أهل الْيمن قَالَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّا أهلُ قاهٍ، فَإِذا كَانَ قاهُ أحدِنا دعَا من يُعينه، فعَمِلوا لَهُ، أَطعَمَهم وسقاهم من شراب يُقَال لَهُ: المِزْر. فَقَالَ: أَله نَشْوةٌ؟ قَالَ: نعم. قَالَ: فَلَا تشربوه. قَالَ أَبُو عبيد: القاهُ: سرعَة الْإِجَابَة، وحُسنُ الْإِجَابَة والمعاونة، يَعْنِي أَن بَعضهم يعاون بَعْضًا فِي أَعْمَالهم، وأصلهُ الطَّاعَة وَمِنْه قَول رؤبة: تالله لَوْلَا النّارُ أَن نَصْلاهَا لَمَا سمعنَا لأميرٍ قَاهَا قَالَ: يُرِيد الطَّاعَة، وَمِنْه قَول المخبَّل: واستَيْقَهوا للمحلِّم، أَي أطاعوه، إلاّ أَنه مقلوب، قدم الْيَاء وَكَانَت الْقَاف قبلهَا، وَهَذَا كَقَوْلِهِم: جَذَب وجَبَذ. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: القاهُ، والأقْه: الطَّاعَة، وَمِنْه يُقَال: أقاهَ الرَّجُلُ، وأَيْقَه، وَيُقَال: مَالك عليَّ قاهٌ: أَي سُلْطَان. قَالَ: وَقَالَ الأمويّ: القاهُ: الطّاعة، عَرَفَتْه بَنو أَسد. قلت أَنا: الَّذِي يتوجّه عِنْدِي فِي قَوْله: إِنَّا أهلُ قاهٍ: أَي أهل طَاعَة لمن يتَمَلَّك علينا، وَهِي عادتُنا، فَإِذا أمَرَنا بأمرٍ أَو نَهَانَا عَن أمرٍ أَطعْناه، وَلم نرَ خِلَافه، وَقَوله: فَإِذا كَانَ قاهُ أحدِنا دَعَا من يُعينه، أَرَادَ فَإِذا كَانَ ذُو قاهِ أحدِنا دَعَا الناسَ إِلَى مَعُونته أطعَمَهم وسقاهم.

قَالَ الدِّينوري: إِذا تناوب أهلُ الجَوْخان، فَاجْتمعُوا مرّة عِنْد هَذَا، وَمرَّة عِنْد هَذَا، وتعاونوا على الدِّياس فَإِن أهلَ الْيمن يسمون ذَلِك القاه، ونَوبةُ كلّ رجل قاهَة، وَذَلِكَ كالطاعة لَهُ عَلَيْهِم، لِأَنَّهُ تناوبٌ قد ألزموه أنفسَهم، فَهُوَ وَاجِب لبَعْضهِم على بعض. قهى أقه: أَبُو عُبَيْدَة، عَن الْأَصْمَعِي: القُوهَة: اللَّبن الحُلو. وَقَالَ اللَّيْث: القاهِيُّ: الرجلُ المخصب فِي رَحْله، وَإنَّهُ لفي عيشٍ قاهٍ: أَي رَفِيهٍ بيِّن القُهُوَّة والقَهْوَةِ وهم قاهِيُّون. أَبُو عبيد، عَن الْكسَائي: يُقَال للرجل الْقَلِيل الطُّعم: قد أَقهَى وأَقهم. وَقَالَ أَبُو زيد: أقهى الرجُل: إِذا قلَّ طُعْمُه، وأَقْهَى عَن الطَّعَام: إِذا قَذِره فَتَركه وَهُوَ يَشْتَهيه. وَقَالَ أَبُو السَّمْح: المقْهِي: الأجِمُ الَّذِي لَا يَشْتَهِي الطعامَ من مَرَض أَو غَيره، وأَنشد شمر: لَكالمسْكِ لَا يُقهي عَن الْمسك ذائقُه والقهوة: الْخمر؛ سُمِّيتْ قهوةً، لِأَنَّهَا تُقهِي الإنسانَ: أَي تُشْبِعُه. وَقَالَ غَيره: سُمِّيتْ قهوة؛ لأنّ شاربَها يُقْهِي عَن الطَّعَام: أَي يكرههُ ويأجَمُه. وَقَالَ الشَّاعِر يذكر نسَاء: فأَصبحنَ قد أَقْهَينَ عني كَمَا أَبَتْ حِياضَ الإمِدَّانِ الهِجانُ القَوامحُ يصف نسَاء سَلوْنَ عَنهُ لمّا كبر. قوه: الثِّيَاب القُوهِيَّة مَعْرُوفَة منسوبةٌ إِلَى قُهِسْتَان. قَالَ ذُو الرّمّة: من القُهز والقُوهِيِّ بِيضُ المقَابغ وَحدثنَا حَاتِم بنُ مَحْبُوب، عَن عبد الْجَبَّار، عَن سُفْيان، عَن عَمْرو بن دِينَار: قَالَ فِي كتاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأهل نَجْرَان: لَا يُحرَّك راهبٌ عَن رهبانيته، وَلَا وُقاهٌ عَن وُقاهيته، وَلَا أُسْقُفٌّ عَن أُسقفيته، شهد أَبُو سفيانَ بنُ حَرب، والأقرعُ بنُ حَابِس. قلت: هَكَذَا رَوَاهُ لنا أَبُو يزِيد بِالْقَافِ والصوابُ لَا يحرَّك وافِهٌ عَن وُفْهِيته، كَذَلِك كتبه أَبُو الْهَيْثَم فِي كتاب ابنُ بُزُرْج بِالْفَاءِ. وَقَالَ اللَّيْث: الوافه: القيِّم الَّذِي يقوم على بَيت النَّصَارَى الَّذِي فِيهِ صَليبُهم بلغَة أهل الجزيرة، قَالَ: وَفِي الحَدِيث: (لَا يُغَيَّرُ وافهٌ عَن وُفهيته) . قلت: وَرَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي (واهفٌ) وكأنهما لُغتان. هيق: قَالَ اللَّيْث: الهَيْق: الدَّقيق الطَّويل، وَلذَلِك سُمِّي الظَّليم: هَيْقاً. ورجُلٌ هيق، يُشَبَّه بالظليم لنفاره وجُبنه. وَقَالَ غيرُه: الهيق من أَسمَاء الظليم، وَالْأُنْثَى هيْقة وَأنْشد: كَهدَجان الرَّألِ خَلْفَ الهَيْقَةِ وهق: قَالَ اللَّيْث: الوَهَق: الحَبْل المُغارُ يُرمَى فِي أُنشُوطةٍ فيُؤخَذ بِهِ الدّابة وَالْإِنْسَان. والمُواهقَة: المواظبَة فِي السَّير، ومَدُّ الْأَعْنَاق؛ تَقول: تَوَاهَقَت الرِّكابُ، وَقَالَ رؤبة: تَنشَّطَتْها كلُّ مِغْلاةِ الوَهَقْ

باب الهاء والكاف

أَبُو عُبيد، عَن الْأَصْمَعِي: المواهقة: أَن تسيرَ مثل سَيرِ صاحِبِك. وَقَالَهُ أَبُو عَمْرو: وَهِي المُوَاضَخَة والمُواغَدَة، كلُّه وَاحِد. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : فلانٌ مُتَّقِهٌ لفُلَان ومُؤتَقِهٌ: أَي هائبٌ لَهُ مطيعٌ. هقي: اللَّيْث: فلانٌ يَهقِي فُلاناً: إِذا تناوَلَه بقبيح. وَقَالَ الباهليّ: هَقَى يَهْقِي، وهَرَف يَهْرِف: إِذا هَذَى فَأكْثر، وأنشدَ: أيُترَك عيرٌ قاعدٌ عِنْد ثَلَّةٍ وَعالاتِها يَهْقِي بِأمِّ حَبِيبِ ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: هَقَى، وهَرَفَ، إِذا هَذَى. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: توهَّقَ الحَصا: إِذا حَمِي من الشَّمْس، وَأنْشد: وَقد سَرَيتُ الليلَ حَتَّى غَرْدقا حَتَّى إِذا حامِي الحَصا توهَّقا وأهمل الليثُ وغيرهُ الْهَاء مَعَ الْخَاء، وَأنْشد مُحَمَّد بن سهل الكُمَيْت: إِذا ابتَسَر الحَربَ أخْلامُها كِشافاً وهُيِّخَت الأَفْحُلُ الابتسار: أَن يَضْرِب الفحلُ النَّاقة على غير ضَبَعةٍ. وأخْلامُها: أصحابُها الْوَاحِد خِلم. هيخ: قَالَ هُيِّخَت: أُنيخَتْ، وَهُوَ أَن يُقَال لَهَا عِنْد الإناخة: هِخْ هِخْ وإخْ إخْ. يَقُول: ذَلَّلَتْ هَذِه الحروبُ الفُحُولة فأناختْها. وَقَالَ محمدّ بن سهل: هُيِّخَت الناقةُ: إِذا أُنِيختْ ليَقرَعها الفحلُ، وهُيِّخ الفحلُ: أَي أُنِيخَ ليَبْرُك عَلَيْهَا فيضربها. قلت: هَذِه الْهَاء مَعَ الْخَاء لَيست بأصليَّة، أَصْلهَا هَمْزة قلبت هاءُ. (بَاب الْهَاء وَالْكَاف) (هـ ك (وَا يء) كهي، هوك، هكي. كهي: عَمْرو، عَن أَبِيه: أَكهَى الرجل: إِذا سَخَّن أَطْرَاف أَصَابِعه بِنَفَسِه. قلت: أصلُ أَكْهَى أَكَهَّ، فقُلبتْ إِحْدَى الهاءين ألفا. وَقَالَ اللَّيْث: الكَهاة: النَّاقة الضَّخمة كَادَت تدخُل فِي السِّنّ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: نَاقَة كَهاةٌ: عَظِيمَة السَّنام جليلةٌ عِنْد أَهلهَا، وَجَاءَت امرأةٌ إِلَى ابْن عبَّاس فَقَالَت: فِي نَفسِي مسألةٌ وَأَنا أَكْتَهِيك أنْ أُشافِهك بهَا: أَي أُجِلُّك وأعظِّمك. قَالَ: فاكتُبيها فِي بطاقة: أَي فِي رُقعة، وَيُقَال: فِي نِطاقة. وَالْبَاء تُبدل من النُّون فِي حُروفٍ كَثِيرَة. وَقَالَ غَيره: رجل أَكْهَى: أَي جبانٌ ضَعِيف، وَقد كَهِيَ كَهاً. وَقَالَ الشَّنْفَرَى: وَلَا جُبَّإٍ أَكْهَى مُرِبَ بِعِرْسِه يُطالِعُها فِي شَأْنه: كَيفَ يَفْعَلُ

باب الهاء والجيم

ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الأكْهاء: المتحيِّرون، والأكْهاء: النُّبلاء من الرِّجَال. قَالَ: وَيُقَال: كاهَاهُ، إِذا فاخره أيُّهما أَعظم بَدَناً، وهاكاهُ إِذا استَصْغَر عقلَه. وَقَوله: وَإِن تَكُ إنْساً مَا كَها الإنْسُ يفْعَلُ يُرِيد: مَا هَكَذَا الإنْس يَفعل، فَترك ذَا وقَدّم الكافَ. وحدّثنا المنذريّ، عَن أبي بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن النَّضر قَالَ: حدَّثني حسنُ بنُ عبد الله بن عِياضٍ الأسْلميّ قَالَ: حدَّثني مالكُ بنُ إِيَاس بن مَالك بن أَوْس الأسْلَمي قَالَ: حدَّثني أبي إياسُ بنُ مَالك عَن أَبِيه مَالك بن أَوْس أَنَّه حدَّثه أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَبا بكر تَأوَّبَا أَبَاهُ أَوْسَ بن عبد الله يقَحْدواتٍ دُوَيْن الجُحْفة من دون رابغ، وَقد ظلعتْ برَسُول الله ناقتُه القَصْوى، فَدَعَا أوسُ بنُ عبد الله بفَحْل إبِله، فَحَمل عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَرَدَفه، فَسَلَك بهَا (قَفَا قَحْدواتٍ) ، ثمَّ سَلك بِهِ فِي أَحيَاء، ثمَّ سَلَك بِهِ فِي ثَنِيَّة المُرَّة، ثمَّ أَتَى بِهِ من طَرْف صَخْرَة (أَكْهَى) ثمَّ أَتَى بِهِ من دُون (العَصَوَيْن) ثمَّ أَتَى بِهِ من (كشَذ) ، ثمَّ سَلَك بِهِ (مَدْلَجة تُعَهِّن) ، وصلَّى بهَا، وبَنَى بهَا مَسْجداً، ثمّ أَتَى بِهِ من الغَثْيَانة، ثمّ أجَاز بِهِ وَادي العَرْج ثمَّ سلك بِهِ ثنية رَكوبه ثمّ علا (الخلائقَ) ، ثمَّ دخل بِهِ الْمَدِينَة. يُقَال: حَجَرٌ أَكْهَى: لَا صَدْع فِيهِ. قَالَ ابْن هَرْمة: كَمَا أعْيَت على الرّاقِين أَكْهَى تعيَّتْ لَا مِياهَ وَلَا فِراغا هوك: رُوِيَ عَن عمر بن الخطّاب أَنه قَالَ للنَّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إنّا نسمَعُ أحاديثَ فِي يَهودَ تُعجِبُنا، أفترى أَن نَكتبها؟ فَقَالَ: أَمُتَهوِّكُون أَنْتُم كَمَا تَهَوَّكتْ اليَهودُ والنَّصارى؟ لقد جئتُكم بهَا بَيْضاء نقيّة) . قَالَ أَبُو عُبيد: مَعْنَاهُ أُمُتَحَيِّرون أَنْتُم فِي الْإِسْلَام حَتَّى تأخذوه من اليَهود؟ والهَوَكُ: الحُمْق، وَقد هَوِك فَهُوَ أَهْوَكُ وهَوَّاك، وَقد هَوَّكه غَيره، وَمثله الأهْوَج. . (بَاب الْهَاء وَالْجِيم) (هـ ج (وَا يء)) هجا، هاج، جهى، جاه. وَجه، وهج، هوج. هجا: قَالَ اللَّيْث: هَجَا يَهْجو هِجاءً، مَمْدُود: وَهُوَ الوقِيعة فِي الْأَشْعَار. وَقَالَ ابْن هانىء: قَالَ أَبُو زيد: الهجاء: الْقِرَاءَة. قَالَ: وَقلت لرجل من قيس: أَتَقْرَأُ من الْقُرْآن شَيْئا؟ فَقَالَ: وَالله مَا أَهْجُو مِنْهُ حَرْفاً: يُرِيد: مَا أَقْرَأُ مِنْهُ حَرْفاً. قَالَ: ورويتُ قصيدةً فَمَا أهْجُو اليومَ مِنْهَا بيْتَيْن: أَي مَا أرْوِي. وَقَالَ غَيره: فُلَانَة تَهْجُو صُحْبةَ زَوجهَا: أَي تَذُمّه، وتشكو من صُحْبَته. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (اللَّهُمَّ إِن فلَانا هجاني فاهجُه اللَّهُمَّ مَكَان مَا هَجَاني) وَمعنى قَوْله (اهجه) اللَّهُمَّ: أَي جازِه على هِجائه إيّاي جزاءَ هِجائه، وَهَذَا كَقَوْلِه جلّ وعزّ: {يَنتَصِرُونَ وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا}

(الشّورى: 40) وَكَقَوْلِه: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ} (البَقَرَة: 194) ؛ فَالثَّانِي مجازاة وَإِن وافَق اللَّفْظُ اللَّفْظَ فِي هَذِه الْحُرُوف. وَمن مَهْمُوز هَذَا الْبَاب: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: قد هَجَأً غَرْثِي يَهْجَأُ هَجْأً: إِذا ذهب عَنهُ وَانْقطع. وَيُقَال: قد أَهْجَأَ طعامُكم غَرْثِي: إِذا قطعَه إهجاءً، وَأنْشد: فَأَخْزَاهُم رَبِّي ودَلَّ عليهمُ وأطعَمهمْ من مَطْعمٍ غير مُهْجِىء أَبُو عبيد، عَن أبي عَمْرو: هَجَأْتُ الطعامَ: أكلتُه. وَقَالَ غَيره: أهجأتُه حقَّه، وأهْجَيْتُه حَقَّه: إِذا أدَّيْتَه إِلَيْهِ. قَالَ أَبُو بكر: قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: الهَجَأ يُقصَر ويُهْمَز، وَهُوَ كل مَا كنتَ فِيهِ فَانْقَطع عَنْك. وَقَالَ: وَمِنْه قولُ بشّار وقصرَه وَلم يَهْمِزْ؛ والأصلُ الْهَمْز: وقَضَيْتُ من وَرَقِ الشبابِ هِجاً من كل أَحْورَ راجحٍ حَسَبُهْ وَقَالَ اللَّيْث: الهجاء ممدودٌ تهجِية الحرُوف، تَقول تهجّأت وتهجَّيْتُ، بهَمْزٍ وتبديل. شمر، قَالَ ابْن شُمَيْل: فلانٌ على هِجاء فلانٍ أَي على قَدْرِه ومثاله. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الهِجَا الشِّبَع من الطَّعام، والمهاجاه بَين الشاعِرَين بتهاجَيان. هوج: قَالَ اللَّيْث وَغَيره: الهَوجَ مصدرُ الأهْوَج، وَهِي النَّاقة وَهُوَ الأحمق، وَيُقَال للشّجاع الَّذِي يَرمي بِنَفسِهِ فِي الْحَرْب: أهْوَج، وَيُقَال للطُّوال إِذا أَفرَط فِي طُوله: أهْوَجُ الطُّول. قَالَ: والهوْجاء من صفة النَّاقة خاصّة، وَلَا يُقَال: جملٌ أهوَج، وَهِي النَّاقة السريعة لَا تَتعاهَدُ مواطِىءَ مناسِمِها من الأَرْض. والهُوجُ من الرِّياح: الَّتِي تَحمل المُورَ وتَجرُّ الذَّيل، والواحدة هَوْجاء. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الهوْجاء من الرِّياح كلّها: الشَّدِيدَة الهبوب. أَبُو عَمْرو: فِي فلانٍ عَوَجٌ وهَوَج، بِمَعْنى وَاحِد. هيج: قَالَ اللَّيْث: هاج البَقْل إِذا اصفَرّ وطالَ فَهُوَ هائج، وَيُقَال: بل هِيجَ، وهاجَتِ الأرضُ فَهِيَ هائجة. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: إِذا تمّ يُبسُ النّبات قيل: قد هَاجَتْ الأرضُ تَهيج هِياجاً. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله: {أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ} (الزُّمَر: 21) قَالَ: يهيجُ: يَأْخُذ فِي الجَفاف فتَبتدىء بِهِ الصُّفْرة. وَقَالَ اللَّيْث: هاجَ الفَحْل هِياجاً، واهتاج اهتياجاً، إِذا ثار وهَدَر، وَكَذَلِكَ كلُّ شَيْء يثور للمشقّة وَالضَّرَر، تَقول: هاجَ بِهِ الدمُ، وهاجَ الشرُّ بَين الْقَوْم. والهَيْجاء: الحَرْب تُمَدّ وتُقْصَر. وَتقول: هَيَّجْتُ الشرَّ بَينهم، وهَيّجت الناقَة فانبعثتْ، وَيُقَال: هِجْتُه فهَاج. رَوَاهُ أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد، وَأنْشد غَيره: هِيهِ وإنْ هِجناكَ يَا بن الأصْوَلِ

وَقَالَ اللَّيْث: هِيجِ، مجرورٌ فِي زَجْر النَّاقة، وَأنْشد: تَنْجو إِذا قَالَ حادِيها لَهَا: هِيجي وَقَالَ اللَّيْث: الهاجَةُ: الضِّفْدِعَة الْأُنْثَى. والنَّعامة يُقَال لَهَا: هاجَة، وتصغيرُها هُوَيْجَة. وَيُقَال: هُيَيْجَة، وَجمع الهاجةِ هاجَات. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال للسَّحاب أوّل مَا يَنْشأ: هاجَ لَهُ هَيْجٌ حَسَن، وأَنشَد قولَ الرّاعي: تَراوَحُها رَواعِدُ كلِّ هَيْجٍ وأرواحٌ أَطَلْنَ بهَا الحَنِينَا وَيُقَال: يومُنا يومُ هَيْجٍ، أَي يومُ غيْم وَمطَر، ويومُنا يومُ هَيْج أَيْضا، أَي يومُ ريح. وَقَالَ الرّاعي: ونارِ وَدِيقَةٍ فِي يومِ هَيْجٍ من الشِّعْرَى نَصبْتُ لَهَا الجَبَينا يُرِيد يَوْم رِيح. وَقَالَ النَّضر: المِهْياج من الْإِبِل: الَّذِي يَعْطَش قبل الْإِبِل، وهاجَت الإبلُ إِذا عطَشَتْ. قَالَ: والمِلْواح مِثلُ المِهْياج. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الهَيْج: الصُّفرة والهَيْج: الجَفاف، والهَيْج: الْحَرَكَة، والهَيْج: الفِتْنة والهَيْج: هَيَجان الدَّم أَو الْجِمَاع أَو الشَّوق. جوه: قَالَ اللَّيْث: الجاه الْمنزلَة عِنْد السُّلْطَان، وَلَو صَغَّرْتَ قلت: جُوَيهة، ورَجُل وَجِيه: ذُو وجاهة. وَقَالَ الفرّاء: يُقَال: جُهْتُ فلَانا بِمَا كَرِه فَأَنا أُجُوهُه بِهِ، إِذا أنتَ تَقَبَّلْتَه بِهِ. وَقَالَ: وَأَصله من الوَجْه فقُلبت، وَكَذَلِكَ الجاهُ أصلُه الوَجْه. وَيُقَال: فلانٌ أَوْجَهُ من فلَان، من الجَاه، وَلَا يُقَال: أَجْوَه. والعَرَب تَقول للبعير: جاهِ لَا جُهْتَ، وَهُوَ زَجرٌ للجَمل خاصَّة. وَجه: قَالَ اللَّيْث: الوَجه: مستقبَلُ كلِّ شَيْء. والجِهة: النَّحو، تَقول: كَذَا على جِهَة كَذَا، وَتقول: رجلٌ أحمَر من جِهتِه الْحمرَة، وأسوَد، من جِهَته السَّواد. والوِجْهة: القِبلة، وشَبَهتُها فِي كلِّ وِجْهة أَي فِي كلِّ وجهٍ استقبلتَه، وأَخذت فِيهِ. وَتقول: توجَّهوا إِلَيْك ووجَّهوا، كلٌّ يُقَال، غير أنَّ قَوْلك: وجَّهوا إِلَيْك على معنى وَلَّوْا وُجوهَهم. والتَّوجُّه الفِعْل اللَّازِم. قَالَ شمر: قَالَ الْفراء سمعتُ امْرَأَة تَقول: أَخَاف أَن تَجُوهَني بأكثَر من هَذَا، أَي تستقبلني. قَالَ شمر: أرَاهُ مأخوذاً من الوَجه فَإِنَّهُ مقلوب قَالَ: والوُجاه والتُّجاه لُغَتَانِ، وَهُوَ مَا استقبَل شيءٌ شَيْئاً، تَقول: دارُ فلانٍ تُجاه دارِ فلَان، والمُواجَهة: استقبالُك الرجل بِكَلَام أَو وَجْهٍ. وَفِي حَدِيث أم سَلَمَة أنّها لما وَعَظْت عائشةَ حِين خرجتْ إِلَى البَصْرة قَالَت لَهَا: لَو أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عارَضَكِ بعضَ الفَلَوات ناصَّةً قَلُوصاً من مَنْهَل إِلَى مَنْهَل قد وَجَّهتِ سِدافَته وتركتِ عُهَيْداه. فِي حَدِيث طَوِيل قولُها: وجّهْتِ سِدافته أَي أخذتِ وَجْهاً هَتكْتِ سِتْرَك فِيهِ قَالَ القُتَيْبيُّ: وَيجوز أَن يكون معنى وجّهتِها أَي أَزلتِها من المكَان الَّذِي أُمِرْتِ أَن تلزميه وجعلتِها أمامك.

قَالَ أَبُو عبيد: من أمثالهم أَيْنَمَا أُوجِّهْ ألْقَ سَعْدا، مَعْنَاهُ أَيْن أتوجه، قلت: ومثلُها قدَّم وتقدَّم وبيّن وتبيَّن، بِمَعْنى وَاحِد. والعَرَبُ تَقول: وَجِّه الحَجَرِ جِهَة مَاله وجهةٌ مَاله؛ يُضَرب مَثَلاً لِلْأَمْرِ إِذا لم يَستَقِم من جهةٍ أَن يُوجَّه لَهُ تدبيرٌ من جهةٍ أُخْرَى. وأصلُ هَذَا فِي الحَجَر يوضَع فِي البِناء فَلَا يَسْتَقِيم فيُقلَب على وجهٍ آخر فيستقيم. وَقَالَ أَبُو عبيد فِي بَاب الْأَمر يحسن التَّدْبِير والنَّهْي عَن الخُرْق فِيهِ: وَجِّه الحجَر وجْهةً مَاله، وَيُقَال: وِجهةٌ مَاله بِالرَّفْع، أَي دَبِّر الْأَمر على وَجْهه الَّذِي يَنْبَغِي أَن يوجَّه عَلَيْهِ، وَفِي حُسن التّدبير. وَيُقَال: ضَرَب وَجْهَ الْأَمر وعينه. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: يُقَال وَجِّه الحجرَ جِهَة مَاله، يُقَال فِي مَوضِع الحَضِّ على الطَّلَب، لِأَن كل حجر يُرمَى بِهِ فَلهُ وجهٌ، فعلى هَذَا الْمَعْنى رَفْعُه، وَمن نَصبه فَكَأَنَّهُ قَالَ: وجِّه الْحجر جِهتَهَ، وَمَا فَضْلُ، وَمَوْضِع الْمثل ضَع كل شَيْء مَوْضِعه. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: وجِّه الحجَر جِهةً مَاله وجهةٌ مَاله ووِجهةً مَاله ووجهةٌ مَاله، ووَجْهاً مَاله، ووجهٌ مَاله. وَيُقَال: وجّهتِ الرِّيحُ الحصَا توجيهاً، إِذا ساقَتْه، وَأنْشد: تُوجِّه أبْساطَ الحُقُوفِ التَّياهِرِ وَيُقَال: قادَ فلانٌ فلَانا فوجَّه، أَي انْقَادَ واتَّبَع. وَيُقَال للرجل إِذا كَبِر سنُّه: قد تَوَجَّه. ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: يُقَال: شَمِط، ثمَّ شاخَ، ثمَّ كبِر، ثمَّ توجَّه، ثمَّ دلَف، ثمَّ دَبّ، ثمَّ مَجّ، ثمَّ ثَلَّبَ، ثمَّ الْمَوْت. وَيُقَال: أتيتُه بوجْهِ نَهارٍ، وشبابِ نَهارٍ وصَدْرِ نَهارٍ، أَي فِي أوَّله وَمِنْه قَوْله: من كَانَ مَسْرُورا بِمَقْتَلِ مالكٍ فليأتِ نِسْوَتَنا بَوجْهِ نَهارِ وَقيل فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْءَاخِرَهُ} (آل عِمرَان: 72) : إِنَّه صَلَاة الصُّبْح، وَقيل: هُوَ أوَّل النَّهار. وَقَالَ اللِّحياني: يُقَال: نظر فلَان إليّ بِوُجَيْه سَوْءٍ وبجُوه سَوْء وبِجِيه سَوْءٍ. وَقَالَ الأصمعيّ: وجَهتُ فلَانا: ضربتُ وجههَ فَهُوَ مَوْجُوهٌ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال: أَتى فلَان فلَانا فأَوْجهَه وأَوْجأَه، إِذا رَدَّه. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْخَلِيل فِي قوافي الشّعْر: التأسيس، والتوجيه، والقافية، وَذَلِكَ مثل قَول النَّابِغَة: كِليني لِهَمَ يَا أُمَيْمةَ نَاصبِ فالباء هِيَ القافية، وَالْألف الَّتِي قبل الصَّاد: تأسيس، وَالصَّاد: تَوْجِيه بَين التأسيس والقافية، وَإِنَّمَا قيل لَهُ: تَوْجِيه، لِأَن لَك أَن تغيره بِأَيّ حرف شِئت. وَيُقَال: خرج الْقَوْم فوجَّهوا للنَّاس الطريقَ توجيهاً، إِذا وَطَّئُوه وسَلَكُوه حَتَّى استبان أَثَرُ الطّريق لمن يَسلُكُه. وَيُقَال: أَوْجَهَتْ بِهِ أمُّه حِين وَلَدَتْه، إِذا خَرَجَ يَدَاهُ أَولا وَلم تلده يَتْناً. قَالَ أَبُو بكر: قَوْلهم: لفلانٍ جاهٌ فيهم، أَي منزلَة وقَدْر، فأخِّرَت الواوُ من مَوضِع الْفَاء، وجُعِلتْ فِي مَوضِع الْعين، فَصَارَ جَوْهاً، ثمَّ جَعلوا الواوَ ألفا فَقَالُوا: جاه.

باب الهاء والشين

وَقَالَ ابْن السّكيت: فلانٌ أحمَقُ مَا يَتَوجَّه، أَي مَا يُحسِن أَن يَأْتِي الغائطَ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: عِنْدِي امرأةٌ قد أوْجَهَتْ، أَي قَعَدَتْ عَن الْولادَة. جهى: شمر أَجْهَى لَك الأمرُ وَالطَّرِيق، أَي وَضَح، وأَجْهت السماءَ أَي تقشّعَتْ. وبيْتٌ أَجْهَى: لَا سَقْف لَهُ. وَقَالَت أم جَابر العَنْبرية: الجَهاءُ والمُجْهِيَة: الأَرْض الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَجَر. وَقَالَ أَبُو زيد: الْجَهْوة: الدُّبُر. أَبُو عبيد عَن أَصْحَابه: أَجَهَتِ السماءُ فَهِيَ مُجْهيَة، إِذا أَصْحَت، وأَجْهَتْ لَك السُبُل، أَي استبانت، وبيتٌ أَجْهَى: لَا سِتْرَ عَلَيْهِ، وبيُوتٌ جُهْوٌ بِالْوَاو وعَنْزٌ جَهْوَاءُ: لَا يَستر ذَنبُها حياهَا. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: جاهَاه، إِذا فاخَرَه. وهج: قَالَ اللَّيْث: الوَهَج: حَرُّ النَّار وَالشَّمْس من بعيد. وَقد توهَّجَت النَّار، ووَهِجَتْ تَوْهَج. وَيُقَال للجَوْهر إِذا تلألأ: يَتوهَّج، ووَهَجَان الجَمْر: اضطرامُ توهُّجه، وَأنْشد: مُصْمَقِرُّ الهَجِير ذُو وَهَجانِ (بَاب) الْهَاء والشين) (هـ ش (وَا يء)) هاش، شاه، شهو. شهو: فِي الحَدِيث: (إِن أخوَفَ مَا أخافُ عَلَيْكُم الرِّياء والشهوَة الخَفيَّة) . قَالَ أَبُو عبيد: ذهب بهَا بعضُ النَّاس إِلَى شَهْوَة النِّسَاء وغيرِها من الشهوَات، وَهُوَ عِنْدِي لَيْسَ بمخصوص بِشَيْء وَاحِد، وَلكنه فِي كل شَيْء من المعاصِي يُضمِره صاحبُه ويُصِرّ عَلَيْهِ، فَإِنَّمَا هُوَ الْإِصْرَار وَإِن لم يَعملْه. وَقَالَ غيرُ أبي عبيد: هُوَ أَن يرَى جَارِيَة حسناءَ فيغُضّ طَرْفَه، ثمَّ ينظرُ إِلَيْهَا بقَلْبه كَمَا كَانَ يَنظر بعيْنه، وَقيل: هُوَ أَن ينظر إِلَى ذاتِ مَحْرَم لَهُ حَسْناء وَيَقُول فِي نَفسه: ليتَها لم تحرُم عليَّ. قَالَ أَبُو سعيد: الشهْوَة الْخفية من الْفَوَاحِش مَا لَا يَحِلّ مِمَّا يَستخفِي بِهِ الْإِنْسَان، إِذا فعَله أخفاه، وكَرِه أَن يطّلِع عَلَيْهِ النَّاس. قَالَ الأزهريّ: القَوْل: مَا قَالَ أَبُو عبيد فِي الشَّهْوَة الخفيَّة، غيرَ أَنِّي أَستحسِن أَن أَنصِب قولَه: والشهْوة الْخفية، وأَجعلَ الواوَ بِمَعْنى مَعَ، كَأَنَّهُ قَالَ: أخوَفُ مَا أَخافُ عَلَيْكُم الرِّياء مَعَ الشَّهْوَة الخفيَّة للمعاصي، فَكَأَنَّهُ يُرائي الناسَ بتركِه الْمعاصِي، والشّهوَةُ لَهَا فِي قَلبه مُخفاةٌ، وَإِذا استَخفَى بهَا عَمِلَها. وَقَالَ اللَّيْث: رجلٌ شَهْوان، وامرأةٌ شَهْوَى، وَأَنا إِلَيْهِ شَهْوانُ. وَقَالَ العَجَّاج: فهيَ شَهاوَى وهوَ شَهوانيُّ وَقوم شَهاوَى: ذَوُو شَهوة شَدِيدَة للْأَكْل. وَيُقَال: شَهِيَ يَشْهَى، وشَها يَشهُو، إِذا اشتَهَى. قَالَ ذَلِك أَبُو زيد. والتشهِّي: اقتراح شهوةٍ بعدَ شَهْوَة.

يُقَال؛ تشهّتِ المرأةُ على زَوْجها فأَشهاها، أَي أطلَبَها شهواتِها. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: شاهَاهُ فِي إِصَابَة العَيْن، وهاشَاهُ، إِذا مازَحَه. هوش هيش: (قَالَ شمر: قَالَ أَبُو عدنان: سمعتُ التَّميميَّات يَقُلن: الهَوش والبَوْش: كثرةُ النَّاس والدوابّ، ودخلنا السوقَ فَمَا كِدْنا نخْرج من هَوْشها وبَوْشِها. وَيُقَال: اتَّقوا هَوْشات السُّوق أَي اتَّقوا الضلال فِيهَا، وَأَن يُحْتال عَلَيْكُم فتُسرَقوا. وَقَالَ أَبُو زيد: هاشَ القومُ بعضُهم إِلَى بعض لِلْقِتَالِ. قَالَ: والمصدَر الهَيْش. ورأيتُ هَيشةً، أَي جمَاعَة، وَأنْشد للطِّرِماح: كَأَن الخَيْمَ هاشَ إليَّ مِنْهُ نِعاجُ صَرائمٍ جُمِّ القُرونِ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: هاشَ يَهيشُ هَيْشاً) . وَقَالَ عبد الله بن مَسْعُود: إيّاكم وهوْشاتِ اللَّيل وهَوْشَات الْأَسْوَاق، وَبَعْضهمْ يَروِيه وهَيْشَات. قَالَ أَبُو عبيد: الهَوْشة: الفِتْنة والهَيْج والاختلاط، يُقَال مِنْهُ: قد هَوَّشَ القومُ، إِذا اختَلَطوا، وكل شَيْء خَلَطْتَه فقد هوّشْتَه. وَقَالَ ذُو الرُّمّة: تَعفَّتْ لِتَهْتانِ الشِّتاء وهَوَّشَتْ بهَا نائجاتُ الصَّيف شرقيَّةً كُدْرا وصَفَ منازلَ هبّت بهَا رِياح الصَّيف فخَلطتْ بعضَ أثرِها بِبَعْض. وَفِي حديثٍ آخر: من أصَاب مَالا من مهاوِشَ أذهبهُ الله فِي نهابِر. قَالَ أَبُو عبيد: المهَاوِش: كل مَا أُخِذ من غير حِلِّه. قَالَ: وَهُوَ شبيهٌ بِمَا ذُكِر من الهَوْشات. وَقَالَ أَبُو بكر بن الأنباريّ: قولُ العامّة: شَوَّشْتُ الأمرَ، صَوَابه: هَوَّشْت. قَالَ: وشَوَّشْت خطأ. وَقَالَ اللَّيْث: إِذا أُغِيرَ على مالِ الحيِّ فَنفرتِ الإبلُ واختلَط بَعْضهَا بِبَعْض، قيل: هاشَتْ تهُوش، فهيَ هَوائشُ. وَيُقَال: رأيتُ هُواشةً من النَّاس، وهُوَيشةً، أَي جمَاعَة مختلِطة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: إبلٌ هَوّاشة، أَي أخِذت من هَاهُنَا وَهَاهُنَا، وَمِنْه: مَن اكْتسب مَالا من مَهاوِشَ، ويُروَى من نهاوِش؛ وَهَذَا مِن أنْ يُنهَشَ من كل مَكَان. وَرَوَاهُ بَعضهم: من تهاوِش وَذُو هاشٍ: مَوضِع ذكَره زُهير فِي شعره. والهَيشات: نحوٌ من الهَوْشات، وَهُوَ كَقَوْلِهِم: رجل ذُو دغَواتٍ ودَغَياتٍ. وَفِي حَدِيث آخر: لَيْسَ فِي الهَيشات قَوَد، عُنِي بِهِ القتِيل يُقتَل فِي الْفِتْنَة لَا يُدرَى مَن قتَله. وَقَالَ أَبُو زيد: هاشَ القومُ بعضُهم إِلَى بعض هيْشاً، إِذا وثب بَعضهم إِلَى بعض لِلْقِتَالِ، وَرَأَيْت هَيشةً من النَّاس، أَي جمَاعَة. وتهيَّشَ القومُ بعضُهم إِلَى بعض تهيُّشاً.

أَبُو عُبيد عَن الْكسَائي: الهَيْش: الحَلَب الرُّوَيد، جَاءَ بِهِ فِي بَاب حَلَب الغَنَم. وَقَالَ أَبُو زيد: هَذَا قتيلُ هَيْشٍ، إِذا قُتل وَقد هاشَ بعضُهم إِلَى بعض. والهَيْشة: أمَّ حُبَين. قَالَ بِشر بن المعتمِر: وهَيْشةٌ تأكلُها سُرْفَةٌ وسِمْعُ ذِئبٍ همُّه الحُضْرُ وَقَالَ: أَشْكُو إِلَيْك زَمَانا قد تَعرَّقَنا كَمَا تَعرَّق رأسَ الهَيْشة الذِّيبُ يَعْنِي أمَّ حُبَين. شوه: فِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه رَمَى الْمُشْركين يومَ حُنين بكفَ من حَصًى وَقَالَ: شَاهَت الوجوهُ، فَكَانَت هزيمةُ الْقَوْم. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: يَعْنِي قَبُحَت الوُجوه. يُقَال شاهَ وَجهه يَشُوه، وَقد شَوَّهه الله، ورجُلٌ أشْوَه، وامرأةٌ شَوْهاءَ، وَالِاسْم الشُّوهَة. ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الشُّوهَة: البُعْد، وَكَذَلِكَ البُوهَة يُقَال: شُوهَةً لَهُ وبُوهَةً، وَهَذَا يُقَال فِي الذّمّ. قَالَ: والشُّوهَة: الْإِصَابَة بالعَين. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: رجل شائِه البَصَر، وشاهِي البَصَر، وَهُوَ الْحَدِيد البَصَر. ابْن بُزُرج: يُقَال: رجل شَيُوهٌ، وَهُوَ أَشْيَهُ الناسِ، وَيُقَال: إِنَّه يَشُوهُه ويَشِيهُه، أَي يَعينُه. وَقَالَ شمر: رجلٌ شاهُ البَصر وشاهِي البَصر بِمَعْنى. قَالَ: وفَرسٌ شَوْهاءُ، إِذا كَانَت حديدةَ النَّفْس، وَلَا يُقَال للذَّكر أشْوَه، وَيُقَال: هُوَ الطَّوِيل إِذا جُنِب. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: عَن أبي المكارم: إِذا سمعْتَنِي أتكلَّم فَلَا تُشَوِّه عليّ، أَي لَا تقُل مَا أَفْصحَك، فتُصيبني بِالْعينِ. وَقَالَ غيرُه: فلانٌ يتشوَّه أموالَ النَّاس لِيُصيبَها بالعَيْن. وَيُقَال: امرأةٌ شَوْهاءُ، إِذا كَانَت قبيحة، وَامْرَأَة شوهاء إِذا كَانَت حَسناء، وَهَذَا من الأضْداد. وَقَالَ الشَّاعِر: وبجارةٍ شوْهاءَ ترقُبُني وَحَماً يَظَلُّ بمَنْبِذِ الحِلْسِ ورُوي عَن مُنْتَجِع بن نَبْهَان أَنه قَالَ: امرأةٌ شَوْهاء، إِذا كَانَت رائعة حَسَنة، قَالَ: وفَرَسٌ شَوْهاء، إِذا كَانَت واسعةَ الشِّدق. قَالَ: وَلَا يُقَال للذَّكَر أشوَه، إِنَّمَا هِيَ صفةٌ للْأُنْثَى. وَقَالَ اللَّيْث: الأشْوَه: السَّرِيع الْإِصَابَة بالعَين، وَالْمَرْأَة شَوْهاء. قَالَ: والشَّوَهُ مصدر الأشوه، والشَّوهاء، وهما القَبيحا الْوَجْه والخلقة، قَالَ: وفَرَسٌ شَوْهأ، وَهِي الَّتِي فِي رَأسهَا طُول، وَفِي مِنْخَرَيْها وفمِها سَعة. وَقَالَ اللِّحياني: شُهتُ مالَ فلانٍ شَوْهاً، أَي أَصَبْتُه بعيني، ورجلٌ أشوَه وامرأةٌ شَوْهاء، إِذا كَانَ يُصِيب الناسَ بعيْنه. وَقَالَ الأصمعيّ: الشُّوَّه الحُسَّد، وَالْوَاحد شائِه. وَقَالَ اللِّحياني: شُهْتُ فلَانا: أفزَعْتُه، وَأَنا أَشُوهُه شَوْهاً. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: الأشْوَه: الشَّديد الْإِصَابَة بالعَين، وَالْمَرْأَة شَوْهاء.

باب الهاء والضاد

وَقَالَ أَبُو عَمْرو: إنَّ نفسَه لتَشُوه إِلَى كَذَا، أَي تَطَمح إِلَيْهِ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: الشَّوْهاء الَّتِي تُصيبُ بالعَين فتَنفُذُ عينُها. والشّوْهاء: القَبيحة، والشُّوْهاء: المَليحة، والشَّوْهاء: الواسعة الفَم، والشوهاء: الصغِيرة الفَم. وَقَالَ الشَّاعِر يصف فَرَساً: فَهِيَ شَوْهاءُ كالجُوالِق فُوها مُستجافٌ يَضِلُّ فِيهِ الشَّكِيمُ اللَّيْث: الشاه تصغَّر شُوَيْهَة، والعَدَد شِياه، والجميع شاءٌ، فَإِذا تَركوا هاءَ التَّأْنِيث مَدُّوا الألفَ، وَإِذا قالوها بِالْهَاءِ قَصَرُوا، وَقَالُوا: شاةٌ، وتُجمَع على الشَّوِيِّ أَيْضا. قَالَ ثَعْلَب: قَالَ ابْن الأعرابيّ: الشاءُ والشَّوِيّ والشِّيّهُ وَاحِد. وأرضٌ مُشَاهَةٌ: كثيرةُ الشَّاءِ. وَيُقَال للثَّوْر الوحشيّ: شَاة، وَالشَّاة أصلُها شاهة، فحُذِفَت الْهَاء الْأَصْلِيَّة، وأُثْبِتَتْ هَاء الْعَلامَة الَّتِي تنقَلب تَاء فِي الإدراج. وَقيل فِي الْجمع: شاءٌ، كَمَا قَالُوا: ماءٌ، وَالْأَصْل: ماهةٌ وماءَةٌ، وَجَمعهَا مِياهٌ. وَفِي الحَدِيث أنّ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (بَينا أَنا نائمٌ رأيتُني فِي الجنّة، فَإِذا امرأةٌ شَوْهاء إِلَى جَنب قَصْر، فقلتُ: لمَن هَذَا الْقصر؟ قَالُوا: لِعُمَر) . ورَوى أَبُو حَاتِم عَن أبي عُبَيْدَة عَن المُنْتَجع أنّه قَالَ: الشّوْهاء: المرأةُ الحَسنة الرائِعة. (بَاب الْهَاء وَالضَّاد) (هـ ض (وَا يء)) ضهى، (ضاهي) ، ضهو، وهض، هاض، هضى. هضي: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: هاضاهُ إِذا اسْتَحْمَقَه، واستَخَفَّ بِهِ. وَقَالَ: الأَهْفاءُ: الجماعاتُ من النَّاس. والهَضَّاء بتَشْديد الضَّاد: الجَماعةُ من النّاس. ضهى: قَالَ اللَّيْث: المُضاهاةُ: مُشاكلةُ الشَّيْء بالشَّيْء، وربَّما هَمزوا فِيهِ. قَالَ الله جلّ وعزّ: {يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ} (التَّوْبَة: 30) . وَقَالَ الفرّاء: يُضَاهُون أَي يُضارِعُون قولَ الَّذين كفَرُوا، لقَولهم: اللات والعُزّى. قَالَ: وبعضُ الْعَرَب يَهمِز فَيَقُول: {يُضَاهِئُونَ} (التّوبَة: 30) ، وَقد قرأَ بهَا عَاصِم. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: معنى قولِه: (يضاهون قَول الَّذين كفرُوا) أَي يُشَابِهون فِي قولِهم هَذَا قولَ مَن تقدّم من كَفَرَتِهم، أَي إِنَّمَا قَالُوهُ اتّباعاً لَهُم. قَالَ: وَالدَّلِيل على ذَلِك قولُه جلّ وعزّ: {اتَّخَذُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً} (التّوبَة: 31) أَي قَبِلُوا مِنْهُم أنّ المسيحَ والعُزَيْرَ ابْنا الله. قَالَ: واشتقاقُه من قَوْلهم: امرأةٌ ضَهْيَاء وَهِي الَّتِي لَا يَظهَر لَهَا ثَدْي؛ وَقيل: هِيَ الَّتِي لَا تَحيض، فكأنّها رَجُل شَبَهاً. قَالَ: وضَهْياءُ فَعْلاءُ، الْهمزَة زَائِدَة كَمَا زِيدتْ فِي شَمأل، وَفِي غِرْقِىء البَيْض.

قَالَ: وَلَا نَعلم لهمزَةٍ زِيدتْ غيرَ أوَّلٍ إِلَّا فِي هَذِه الْأَسْمَاء. قَالَ: وَيجوز أَن تكون الضَّهْيَأُ بوَزْن الضَّهْيَع: فَعْيَلاً وَإِن كَانَت لَا نَظِير لَهَا فِي الْكَلَام. فقد قَالُوا: كَنَهْبَلُ، وَلَا نظهير لَهُ. وَقَالَ أَبُو زيد: الضَّهْيَأُ بِوَزْن الضَّهْيَع مهموزٌ مَقْصُور، مثلُ السَّيَال وجَناتُهما وَاحِد فِي سِنْفَةٍ، وَهِي ذَات شَوْكٍ ضَعِيف. قَالَ: ومَنِبيها الأودية والجِبال. ورَوَى ثَعْلَب عَن عَمرٍ وَعَن أَبِيه قَالَ: أضَهَى فلانٌ إِذا رَعَى إبِلَه الضَّهْيَأَ، وَهُوَ نَباتٌ مَلبَنةٌ مَسمَنة. وَقَالَ ابْن بُزُرْج: ضَهْيَأَ فلانٌ أَمرَه إِذا مَرَّضَه وَلم يَصرِمه. وَقَالَ اللَّيْث: الضَّهْيَاء: الَّتِي لم تَحِض قَطّ. وَقد ضَهِيَتْ تَضْهَى ضَهًى. قَالَ: والضَّهْوَاء الَّتِي لم تَنْهَد. (قلت: رَوَاهُ أَبُو عبيد عَن أَصْحَابه الضَّهْيَاء على فَعْلاء: المرأةُ الَّتِي لَا تحيض، وجمعُها ضُهْيٌ. قَالَ ذَلِك الأصمعيّ والكسائيّ مَعًا، ومَدَّاها. وَقَالَ شمر: امرأةٌ ضَهْياء وضَهْواء بِالْوَاو وَالْيَاء. وَقَالَ أَبُو سعيد: فلانٌ ضَهِيُّ فلَان، أَي نظيرُه. وَفِي الحَدِيث (أشَدُّ النَّاس عذَابا يومَ الْقِيَامَة الَّذين يُضاهُون خَلْقَ الله) ، أَرَادَ المصوِّرِين، وَكَذَلِكَ معنى قولِ عمر لكعب: ضاهَيْتَ اليهوديةَ، أَي عارضتَها. وَقَالَ شمر: قَالَ خَالِد بن جَنْبة: المضاهاةُ المتابَعة، يُقَال: فلَان يُضاهي فلَانا، أَي يُتابِعه. ضهو: عمر عَن أَبِيه: الضَّهْوة: بِركةُ المَاء، والجميع أضْهَاء. أَبُو عُبيد عَن الأمويّ: ضاهأْتُ الرجلَ: رَفَقْتُ بِهِ. ورُوِي أنّ عِدّةً من الشُّعَرَاء دَخَلوا على عبدِ الْملك، فَقَالَ: أَجِيزوا: وضَهْيَاءَ من سِرِّ المَهارِي نَجيبةٍ جلستُ عَلَيْهَا ثمَّ قلت لَهَا إخِّ فَقَالَ الرَّاعِي: لِنَهْجَعَ واستَبْقَيتُها ثمَّ قَلَّصَتْ بسُمْرٍ خِفافِ الوَطْءِ واريةِ المُخِّ والضَّهْيَاء من النُّوق: الَّتِي لَا تَضْبَع وَلَا تَحمِل، وَمن النِّسَاء: الَّتِي لَا تحيض. هيض: رُوي عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت فِي أَبِيهَا: (لَو نَزَل بالجبال الراسيات مَا نَزَل بِأبي لهاضَها) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيّ وغيرُه: قولُها: لَهاضَها، الهَيْض: الكَسْر بعد جُبورِ العَظْم، وَهُوَ أشدّ مَا يكون من الكَسْر، وَكَذَلِكَ النُّكْس فِي المَرَض بعد الِانْدِمَال. وَقَالَ ذُو الرُّمّة: وَوجه كقَرْن الشَّمْس حُرّ كَأَنَّمَا تَهيضُ بِهَذَا القَلْب لَمْحتُه كَسْرا وَقَالَ القطاميّ: إِذا مَا قلتُ قد جَبَرتْ صُدُوعٌ تُهاضُ وَمَا لماهِيضَ اجتِبار

باب الهاء والصاد

وَقَالَ اللَّيْث: الهَيْضة: معاوَدة الهَمّ والحُزْن، والمَرْضة بعد المَرْضة. وَقَالَ غيرُه: أَصَابَت فلَانا هَيْضَةٌ، إِذا لم يوافِقْه شَيْء يأكُلُه وتغيَّر طبعُه، وَرُبمَا لَان من ذَلِك بطنُه فكثُر اختلافُه. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: المُستهاض: الْمَرِيض يَبرأ فيَعمل عملا يَشُقُّ عَلَيْهِ، فيُنْكَس. وهض: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال لِما اطمأنّ من الأَرْض: وَهْضة. وَقَالَ أَبُو السَّميْدَع: هِيَ الوهْضة والوَهْطة وَذَلِكَ إِذا كَانَت مُدَوَّرة. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ فِي قَول عَائِشَة: لَهاضَها؛ أَي لألانَها. والهَيْضُ: اللِّين. (بَاب الْهَاء وَالصَّاد) (هـ ص (وَا يء)) صهى، (صهوة) ، وهص، هيص، هصى: مستعملة. صهى: قَالَ اللَّيْث: الصَّهْوة: مؤخَّر السَّنام، وَهِي الرادفة ترَاهَا فَوق العَجُز مؤخَّرَ السَّنام. وَقَالَ ذُو الرمَّة يصف نَاقَة: لَهَا صَهْوَةٌ تتلو مِحالاً كَأَنَّهَا صَفاً دَلَصَتْه طَحْمَةُ السَّيلِ أخلَقُ قَالَ: والصَّهَوات مَا يُتخذ فَوق الرَّوابي من البُروج فِي أعاليها، وَأنْشد: أَزْنأَنِي الحُبُّ فِي صُهَا تَلَفٍ مَا كنتُ لَوْلَا الرَّبابُ أَزْنَؤُها وَقَالَ النَّضر: الصَّهْوة: مكانٌ متطامِن أحدَقت بِهِ الْجبَال، وَهِي الصُّهاوية؛ سُمِّيتْ صَهْوَةُ الفَرَس وَهُوَ مَوضِع لِبْدِه من الظَّهر لِأَنَّهُ متطامِن. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الصَّهَوات أوساطُ المَتْنَيْن إِلَى القَطاة. وَقَالَ أَبُو زيد: الصَّهْوة أَعلَى كلِّ شَيْء، وَأنْشد: فأقسَمْتُ لَا أَحْتَلُّ إلاّ بصَهْوَةٍ حَرامٍ عليَّ رَمْلُه وشَقائِقُهْ (ابْن الْأَعرَابِي: تَيْسٌ ذُو صَهَوات، إِذا كَانَ سميناً، وَأنْشد: ذَا صَهَواتٍ يَرتَعِي الأَدلاسا كأنَّ فوقَ ظَهْرِه أَحلاسا مِن شَحمِه ولَحمِه دِحاسا (ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: هاصاه، إِذا كَسَر صُلبَه، وصاهاه إِذا رَكِب صَهْوَته. قَالَ: وصَهَا، إِذا كَثُر مالهُ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: إِذا أصابَ الإنسانَ جُرحٌ فجَعَل يَندَى، قيل: صَها يَصْهَا. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: صِهْيَوْنُ هِيَ الرُّوم، وَقيل: بَيت المَقدِس. وَقَالَ الْأَعْشَى: وَإِن أَحْلبَتْ صِهْيَوْنُ يَوْمًا عَلَيْكُمَا فإِنّ رَحَا الحَرْب الدَّكُوك رَحَاكُما هصى: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الأهْصاء الأشِدَّاء. وَقَالَ: هَصَى، إِذا أسَنَّ. وهص: قَالَ اللَّيْث: الوَهْص: شِدَّةُ غَمزِ وَطْء القَدَم على الأَرْض، وَأنْشد: على جِمالٍ تَهِضُ المَواهِصا

باب الهاء والسين

وَكَذَلِكَ إِذا وَضَع قدمَه على شَيْء فشَدَخه. تَقول: وهَصَه. وَفِي حَدِيث عمر: من تَوَاضعَ رفعَ الله حكْمَتَه، وَمن تكبَّر وعَدا طَوْزَ، وَهَصَه الله إِلَى الأَرْض. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: قولُه وَهَصه يَعْنِي كَسَره ودَقَّه، يُقَال: وهَصْتُ الشَّيْء وَهْصاً ووَقَصْتُه وَقْصاً، بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ شمر: سَأَلت الكلابِيّين عَن قَوْله: كأنّ تَحت خُفِّها الوَهّاصِ مِيظَبَ أُكْمِ نِيطَ بالمِلاصِ فَقَالُوا: الوَهّاص: الشَّديد. والمِيظَب: الظُّرَر، قَالَ: والمِلاصُ الصَّفا. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الوَهْص والوَهْسُ والوَهْزُ: وَاحِد، وَهُوَ شدَّة الغَمْز. وَقَالَ اللَّيْث: رجل مَوْهوصُ الخَلْق: لازِمٌ عظامُه بعضُها بَعْضًا، وَأنْشد: مُوَهَّصٌ مَا يتشكى الفائقا وَقَالَ ابْن بُزرج: بَنو مَوْهَصَى: هُمُ العَبيد. وَأنْشد: لحَى الله قوما يُنكِحون بناتِهِم بَنِي مَوْهَصَى حُمْرَ الخُصَى والحناجِرِ هيص: أَبُو عَمْرو: هَيْصُ الطير: سَلْحُه، وَقد هاصَ يَهيصُ، إِذا رَمَى بِهِ. وَقَالَ العجاج: مَهايِصُ الطَّيْرِ على الصُّفِيِّ ويُروَى: (مَواقِعُ الطَّيْرِ) ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الهَيْصُ: العُنْف بالشَّيْء، والهَيْصُ: دَقُّ العُنُق. (بَاب الْهَاء وَالسِّين) (هـ س (وَا يء)) سَهَا، هسا، وهس، هاس، (يهيس ويهوس) . سَهْو (سَهَا) : قَالَ اللَّيْث: السَّهْو الغَفْلة عَن الشَّيْء وذَهابُ الْقلب عَنهُ. وَإنَّهُ لساهٍ بيِّنُ السَّهْو، والسُهُوّ، وسها الرجلُ فِي صَلاته، إِذا غَفَل عَن شَيْء مِنْهَا. أَبُو عبيد: السَّهْوة: النَّاقة اللّينة السّير، وَيُقَال: بعيرٌ ساهٍ راهٍ، وجِمالٌ سَواهٍ رَواهٍ لَواهٍ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: ساهاه: غافَلَه، وهاسَاه، إِذا سَخِر مِنْهُ، فَقَالَ: هِيسَ هِيسَ. أَبُو عبيد، عَن الأصمعيّ: الأَساهِيّ والأساهيج: ضروبٌ مختلِفة من سَيْر الْإِبِل. وَقَالَ غَيره: بغلةٌ سَهْوة، وَهِي اللّيّنة السّير لَا تُتْعِب راكبها، فَإِنَّهَا تُساهِيه. قَالَ: والمُساهاة: حُسنُ العِشرة، وَلَا يُقَال للبَغْل: سَهْو، وَكَذَلِكَ النَّاقة. قَالَ زُهَيْر: كِنازُ البَضِيع سَهْوَةُ السَّيْر بازِلُ وَقَول العجاج: حُلْوُ المُساهاة وإِن عادَى أَمَرّ قَالَ شمر: حُلْوُ المُساهاه، أَي المُياسرة والمُساهَلة. ورُوي عَن سَلمانَ أنّه قَالَ: يوشِك أَن يَكْثُرَ أهلُها، يَعْنِي الكُوفة، فتملأ مَا بَين النّهْرَيْنِ حَتَّى يَغْدُو الرجلُ على البَغْلة السَّهْوَة فَلَا تُدْرِكُ أقصاها.

وَيُقَال: أفعَلُ ذَلِك سَهْواً رَهْواً، أَي عَفْواً بِلَا تَقاضٍ. وَيُقَال: يَروحُ على بني فلَان مِن المالِ مَا لَا يُسْهَى وَلَا يُنهَى، أَي لَا يُعَدُّ كَثْرَة. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: معنى لَا يُسْهَى لَا يُحزَر. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: ذهبتْ تميمٌ فَلَا تُسْهَى وَلَا تُنْهَى، أَي لَا تُذْكَر. قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: البيتُ المُعَرَّس الَّذِي عُمِلَ لَهُ عَرْس، وَهُوَ الْحَائِط يُجعَل بَين حائطَي البيْت لَا يَبْلُغ أقصاه، ثمَّ يوضَع الْجَائِز من طَرَف العَرس الدّاخل إِلَى أقْصَى الْبَيْت. وسُقِّف البيتُ كلُّه، فَمَا كَانَ بَين الحائطَين فَهُوَ السَّهْوَة وَمَا كَانَ تَحت الْجَائِز فَهُوَ الْمُخْدَع. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: والسَّهْوَة: صُفَّةٌ بَين بَيْتَيْن أَو مُخْدَع، وجمعُها سِهاء. قَالَ: والسَّهْوَة فِي كَلَام طَيْىء: الصَّخْرَة الَّتِي يقوم عَلَيْهَا السّاقي. والسّهوة: الكَنْدُوخ والسهوَة: الرّوشَنُ، والسّهْوة: الغَفْلَة، والسّهْوة: الكُوَّة بَين الدارَين. ورَوى الخَرَّاز عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: السّهْوَة: الحَجَلَة أَو مثل الحَجَلة، والسهوة: بيتٌ على المَاء يَستظِلُّون بِهِ تَنصبه الْأَعْرَاب. وَقَالَ أَبُو الهيْثم: قَالَ أَبُو ليلى: السَّهْوة: سُترة تكون قُدَّام فناءِ الْبَيْت، رُبمَا أحاطت بِالْبَيْتِ شِبْه سُورٍ حول الْبَيْت. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: حَملتْ بِهِ أمُّه سَهواً، أَي على حَيْض. وَقَالَ اللَّيْث: المُساهاة حسنُ المخَالقة، وَأنْشد؛ حُلو المُساهاةِ وإنْ عادى أَمَرّ قَالَ: والسُّهى كُوْيكِب خفيّ صَغِير. يُقَال: إِنَّه الَّذِي يُسمى: أسلم مَعَ الْكَوْكَب الْأَوْسَط من بَنَات نعش وَمِنْه الْمثل السائر: (أُريها السُّها وترِيني القَمَرْ) هسا: أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الأهْساء: المتحيِّرون. هوس هيس: قَالَ اللَّيْث: الهَوَسُ: الطَّوَفان باللَّيل، والطَّلَب فِي جُرأة، تَقول: أسدٌ هَوَّاس، وَرجل هَوَّاسة: مجرَّب شُجَاع. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الهَوْس: الأكْل الشَّديد. وَالْعرب تَقول: النَّاس هَوْسَى، وَالزَّمَان أهْوَسُ قَالَ: الناسُ يَأْكُلُون طيِّبات الزَّمَان، والزمانُ يأكُلهم بِالْمَوْتِ. أَبُو عبيد، عَن الأصمعيّ: هُسْتُه هَوْساً، وهِسْتُه هَيْساً، ووَهَسْتُه وَهْساً، وَهُوَ الكَسْر والدَّقّ، وأَنشد: إنَّ لنا هَوَّاسةً عَرِيضاً قَالَ: وَقَالَ الفرَّاء: الهَوِسةُ من النُّوق: الَّتِي يتردَّد فِيهَا الضَّبَعة، وَأنْشد: فِيهَا هَدِيمُ ضَبَعٍ هَوَّاسِ أَبُو عبيد: الهَيْسُ: السيْر أيّ ضَرْبٍ كَانَ وأَنشد: إِحْدَى لياليكِ فهِيسي هِيسِي

باب الهاء والزاي

لَا تَنعَمِي الليلةَ بالتَّعريسِ شمر عَن ابْن الأعرابيَّ: إنَّ لُقمان بن عَاد قَالَ فِي صفة النَّمل: أقبلتْ مَيْسا، وأَدبَرتْ هَيْسا. قَالَ: تهِيس الأرضَ: تدُقُّها. وَقَالَ اللَّيْث: العَرَب تَقول للغَارة إِذا استباحتْ قَرْيَة فاستأصَلتْها: هِيسِى هِيسِي، وَقد هِيسَ القومُ هَيْساً. وَيُقَال: مَا زِلْنا ليلتنا نهِيس، أَي نَسْرِي. وهس: قَالَ اللَّيْث: الوَهْس: شدَّة السَّيْر، وهَسوا وتوهَّسوا وتواهَسوا، وسيرٌ وَهِسٌ. والوَهْس أَيْضا فِي شِدّة البُضع والأكْل وَالشرب وَأنْشد: كَأَنَّهُ ليثُ عَرِينٍ دِرْباسْ بالعَثَّرَيْن ضَيْغَمِيٌّ وَهَّاسْ شمر: الوَهْس: شدّة الغَمْز، ومرَّ يَتوهَّس أَي يَغمِز الأَرْض غَمْزاً شَدِيدا، وَكَذَلِكَ يَتوهَّز. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: التوهُّس: مَشيُ المثقَل فِي الأَرْض. وَقَالَ غَيره: الوَهِيسَة (أَن يُطبَخ) الجرادُ ثمَّ يُجفَّف ثمَّ يُدَقّ ثمَّ يُقمَح ويؤكل بدَسَم. (بَاب الْهَاء وَالزَّاي) (هـ ز (وَا يء)) هزأ، زها، (زهَى) ، وهز، هوز. هزأ: أَبُو عليّ عَن الْأَصْمَعِي: قَالَ يُونُس: إِذا قَالَ الرجلُ: هَزِئْتُ مِنْك، فقد أَخطَأ، إِنَّمَا هُوَ هَزِئتُ بك واستهزأت بك. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال سَخِرتُ مِنْك، وَلَا يُقَال سَخِرْتُ بك. قَالَ الْأَصْمَعِي فِيمَا رَوَى لَهُ ابْن الفَرَج: نَزَأْتُ الرَّاحلَة وهَزَأْتُها إِذا حرَّكتهَا. وَقَالَ اللَّيْث: الهُزْءُ: السُخْرية، يُقَال: هَزِىءَ بِهِ يهزَأ بِهِ واستهزأ بِهِ. وَرجل هُزَأَةٌ يَهَزَأُ بالنَّاس، وَرجل هُزْأَة: يُهزأُ بِهِ. وَقَالَ الزّجاج فِي قَول الله جلّ وعزّ: {) (الْبَقَرَة: 14، 15) قَالُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ اللَّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي} الْقِرَاءَة الجيِّدة على التَّحْقِيق، فَإِذا خَفَّفتَ الهمزَ جعلتَ الْهمزَة بَين الْوَاو والهمزة فَقلت: مُستهزِئون، فَهَذَا الِاخْتِيَار بعد التَّحقيق. وَيجوز أَن يُبَدل مِنْهَا ياءٌ، فَيُقَال: مستهزِيُون فَأَما مُستهْزون فضعِيف، لَا وجهَ لَهُ إلاّ شاذّاً على قَول من أَبدَل من الْهمزَة يَاء فَقَالَ فِي استهزأت: استهزيت، فَيجب على استهزَيْت مُسْتهزُون. وَقَول الله جلّ وعزّ: {الله يستهزىء بهم أَي يُجازِيهم على هُزْئهمْ بِالْعَذَابِ، فسُمِّي جزاءُ الذَّنْب باسمه، كَمَا قَالَ الله جلّ وعزّ: {يَنتَصِرُونَ وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا} (الشّورى: 40) . شمر عَن ابْن الأعرابيِّ: أَهزَأَه البَرْدُ. وأَهرأَه، إِذا قَتَلَه ومثلُه أزعَلَه وأَرْغَلَهُ فِيمَا تعَاقَب فِيهِ الزّاي والرَّاء. زها: فِي (النَّوَادِر) زَهَوْتُ فلَانا بِكَذَا أَزْهَاه، أَي حَزَرْتُه، وزهوْته بالخشبة: ضَربته بهَا.

وَقَالَ اللَّيْث: الزّهْو: الكِبْر والعَظَمة، وَرجل مَزْهُوٌّ، أَي معجَب بِنَفسِهِ. قَالَ: والرِّيح تَزْها النَّباتَ، إِذا هَزَّتْه بعد غِبِّ الْمَطَر. وَقَالَ أَبُو النَّجْم: فِي أقحوانٍ بلَّه طَلُّ الضّحا ثمَّ زَهَتْه ريحُ غَيمٍ فازدَهَا والسراب يَزْها القُورَ والحُمُولَ كأنّه يَرفَعها. قَالَ: والأمواجُ تَزْها السَّفِينَة. تَرفَعها. وازدهَيْتُ فلَانا، أَي تهاونْتُ بِهِ. والزَّهْو: الفَخْر، وَقَالَ الهذليّ. مَتى مَا أَشأْ غير زَهْوِ الملو كِ أجعَلْكَ رَهْطاً على حُيَّضِ وروى أنسُ بن مَالك (أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَهَى عَن بيع الثّمر حَتَّى يَزْهُو. قيل لأَنَس: وَمَا زَهْوُه؟ قَالَ: أَن يَحْمَرَّ أَو يَصْفَرَّ) . وروى ابْن عمر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهَى عَن بَيْع النَّخْل حَتَّى يُزْهِيَ. قَالَ شمر: قَالَ ابْن الأعرابيّ: زها النبتُ إِذا نَبَتَ ثمرتُه، وأَزْهَى، إِذا احمرّ أَو اصفرّ. قَالَ: وَزَها النباتُ: طَال واكتَهل وَأنْشد: أَرَى الحُبَّ يَزْها لي سَلامة كَالَّذي زَهَا الطَّلُّ نَوْراً واجهَتْه المَشارِقُ يُرِيد: يزيدها حُسْناً فِي عَيْني. وروى ابْن شُمَيْل عَن أبي الْخطاب أَنه قَالَ: لَا يُقَال إلاّ يُزْهِي للنَّخْل، قَالَ: وَهُوَ أَن يحْمرّ أَو يصفَرّ، قَالَ: وَلَا يُقَال: يَزْهُو. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: إِذا ظهرتْ فِيهِ الْحمرَة قيل: أَزْهَى. وَقَالَ خالدُ بن جَنْبة: زُهِيَ لنا حَمْلُ النَخْل فنَحسِبه أكثرَ ممّا هُوَ، وزُهِيَ فلانٌ، إِذا أُعجِب بِنَفسِهِ. وَقَالَ اللَّيْث: زَهْوُ النَّبَات: نَوْرُه. قَالَ: وَيُقَال: يَزْهُو فِي النّخل خطأ، وَإِنَّمَا هُوَ يُزْهِي؛ والإزْهاء أَن يحمرَّ أَو يصفَرَّ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: إِذا ظَهَر فِي النَّخل الحُمْرة، قيل: أَزْهَى يُزْهِي، وَهُوَ الزَّهْو، وَفِي لغةِ أهلِ الحجار: الزُّهُوّ. اللَّيْث: الزَّهْو: المنظَر الحَسَن والنّبت الناضر. ابْن بُزُرج: قَالُوا: زُهاءُ الدُّنْيَا: زينتها وإيناقُها. أَبُو عبيد عَن أبي زيد قَالَ: إِذا وَردت الإبلُ الماءَ فشربتْ، ثمَّ سارتْ بعد الوِرْد لَيْلَة أَو أَكثر، وَلم تَرْع حَولَ المَاء، قيل: زَهْت تَزْهو زَهْواً، وَقد زَهَوْتها أَنا، بِغَيْر ألف. وَقَالَ اللَّيْث: الزَّهْو أَن تَشرب الإبلُ ثمَّ تُمدّ فِي طلب المَرعَى وَلَا ترعَى حولَ المَاء. وَأنْشد: من المؤلفات الزَّهْوَ غيرِ الأَوارِكِ وَقَالَ أَبُو سعيد: لَا أعرِف مَا قَالَ فِي الزَّهْو، قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْإِبِل إبلان: إبلٌ زاهية زالَةُ الأحْناكِ لَا تَقْرَب العِضاهَ، وَهِي الزَّواهِي، وإبلٌ عاضِهةٌ

ترعَى العِضاهَ وَهِي أحمَدُها وخَيرُها، وَأما الزّاهية الزّالّة الأحْناك عَن العِضاه فَهِيَ صاحبةُ الحَمْضِ وَلَا يُشبِعها دُون الحَمْض شَيْء. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: والزَّهْو: الكذِب. وَقَالَ ابْن أَحْمَر: وَلَا تقولَنَّ زَهْوٌ مَا تُخبِّرني لم يَترك الشَّيْبُ لي زَهْواً وَلَا العَوَرُ الأصمعيّ: فِي فلَان زَهْو أَي كِبْر، وأصلُه الاستخفاف، وَقد زُهِيَ يُزْهَى زَهْواً إِذا كَانَ بِهِ كِبْر. وَلَا يُقَال: زَهَى. وازدَهَى فلانٌ فلَانا، إِذا استخفّه. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: هم زُهاءُ مائَة، أَي قَدْرُ مائَة، وهم قومٌ ذَوُو زُهاءٍ، أَي ذَوُو عَدَدٍ كثير، وَأنْشد: تقلّدْتَ إبريقاً وعَلَّقْتَ جَعْبَةً لتُهلِكَ حَيّاً ذَا زُهاءٍ وجامِنِ الإبريق: السَّيْف، وَيُقَال: قوْسٌ فِيهَا تَلاميع. أَبُو عبيد، زَهَت الشاةُ زَهْواً، إِذا أَضْرَعَتْ ودَنا وِلادُها. وزُهَاءُ الشَّيْء: شخصُه. وَيُقَال: زَها المُرَوِّحُ المِرْوحةَ وزَهّاها، إِذا حَرَّكها. وَقَالَ: مُزاحمٌ العُقَيليّ يصف ذَنَب الْبَعِير: كمِرْوحة الدّارِيّ ظَلَّ يَكُرُّوها بكفِّ المزَهِّي سَكْرةَ الرِّيح عُودُها فالمُزَهِّي: المحرِّك. زَهاه وزَهَّاهُ، يَقُول: هَذِه المِروحةُ بكَفّ المُزَهِّي: المحرِّك لسكون الرِّيح. اللِّحياني: رجل إنْزَهوٌ ورجالٌ إنْزَهْوُون، إِذا كَانُوا ذَوِي كِبْر. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: زهَا البُسْر وأَزْهَى وزهَّى، وشَقَّح، وشَقَح، وأَشَقَح وأَفْضَحَ لَا غير. قَالَ: والزَّهْوُ: الكِبْر، والزَّهو الكَذِب، والزَّهو: الظُّلْم، وَمِنْه قَوْله: مَتى مَا أشأ غيرَ زَهْوِ المُلوك وَقَالَ أَبُو زيد: زَكا الزرعُ وزَها، إِذا نَمَا، وَقَالَهُ اليَزيديّ. قَالَ: وازدَهاه وازدَفاه إِذا استَخَفّه. شمِر عَن خَالِد بن جَنْبَه، قَالَ: الزَّهْو من البُسْر حِين يَصفَرَّ ويحمرَّ ويَحِلّ جَزْمُه، قَالَ: وجَزْمُه للشِّراء والبَيْع. قَالَ: وَأحسن مَا يكون النّخل إِذْ ذَاك، قَالَ: وزُهِيَ فلانٌ إِذا أُعجِب بِنَفسِهِ. وَيُقَال: لَهُ إبلٌ زُهاءُ مائَة ولُهَاءُ مائَة أَي قَدْرُ مائَة. وَكم زُهاؤكُمْ، أَي حَزْرهم، وَأنْشد: كأنّما زُهاؤه لمنْ جَهَرْ وَفِي الحَدِيث: (إِذا سمعتُم بناسٍ يأْتونَ من قِبَل الْمشرق أُولِي زُهاء يعجَب الناسُ من زِيِّهم، فقد أظلّت الساعةُ) . قَوْله: أُولي زُهاء: أولي عددٍ كثير. وهز: أَبُو عُبيد عَن الْكسَائي: وهَزْتُه ولَهَزْتُه ونَهَزْتُه بِمَعْنى وَاحِد. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الأَوهَزُ الحسَن المِشْية، مأخوذُ من الوَهازة، وَهِي مِشية الخفِراتِ.

باب الهاء والطاء

وَمِنْه قولُ أمّ سَلَمة لعَائِشَة: قُصارَى النِّساء قِصَرُ الوِهازة. وَقَالَ ابْن مُقبل يصِف نسَاء: يَمِحْن بأطرافِ الذُّيولِ عَشِيّةً كَمَا وَهَزَ الوعْثُ الهِجانَ المُزَنَّما شبَّه مَشْيَ النِّسَاء بمشي إبلٍ فِي وَعْثٍ قد شَقَّ عَلَيْهَا. وَقَالَ رُؤْبة: كلُّ طَويلٍ سَلبٍ وَوَهْزِ قَالُوا: الوَهْز الغليظ الرَّبْعَة. وَقَالَ شمِر: يُقَال: ظَلّ يتوهّز فِي مِشْيته ويتَوهّسُ، أَي يَغمِز الأَرْض غَمْزاً شَدِيدا. ووَهَز القَملَة إِذا قَصَعَها، وَأنْشد شمر: يَهِزُ الهَرانِعُ لَا يَزالُ ويَفتَلي بأذلَّ حيثُ يكونُ مَن يتذَلَّلُ والوَهْز: الشديدُ الملزَّزُ الخَلْق. هوز: الحرّاني، عَن ابْن السكّيت: مَا أَدْرِي أيَّ الهُوز هُوَ؟ وَمَا أَدْري أيُّ الطَّمْس هُوَ؟ وَقَالَ أَبُو العبّاس: يُقَال: مَا فِي الهُوز مِثلُه. ومافي الغاطِ مِثلُهُ، أَي لَيْسَ فِي الخَلْق مِثلُه. وَقَالَ اللَّيْث: الأَهْواز: سَبْعُ كُوَرٍ بَين البَصْرة وَفَارِس، لكلّ كُورة مِنْهَا اسْم ويجمعهنّ الأهْوازُ، وَلَا يُفرَد وَاحِدَة مِنْهَا بَهوْزٍ. وهَوَّز: حروفٌ وُضعتْ لحساب الجُمَّل، الْهَاء خَمْسَة، وَالْوَاو سِتَّة، وَالزَّاي سَبْعَة. (بَاب الْهَاء والطاء) (هـ ط (وَا يء)) طها، هيط، (طه) ، وهط، هطى: مستعملة هطا: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: هَطا، إِذا رَمَى، وطَهَا إِذا أَذْنب. قَالَ: والهُطَى: الصِّراع، والهُطَى: الضَّرب الشَّديد. طها: فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة أنَّه ذكر حَدِيثا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقيل لَهُ: أسَمِعْتَهُ؟ فَقَالَ: أَنا مَا طَهوِي؟ قَالَ أَبُو عبيد: هَذَا مَثَلٌ ضَرَبه، لِأَن الطَّهْوَ فِي كَلَامهم الإنضاجُ للطعام، وَرجل طاهٍ وقومٌ طُهاةٌ. وَقَالَ: امْرُؤ الْقَيْس: فَظَل طُهاةُ اللَّحْم مِنْ بَين مُنْضِجٍ صَفِيفَ شِواء أَو قَدِيرٍ مُعَجَّلِ قَالَ أَبُو عُبَيد: فتَرَى أنَّ أَبَا هُرَيرة جَعَل إحكامَه للْحَدِيث وإتقانَه إيّاه، كالطّاهي المُجِيد المُنضِج لطعامِه، يَقُول: فَمَا كَانَ عَملي إنْ كنتُ لم أَحْكِمْ هَذِه الرّواية الَّتِي رَوَيْتُها عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كإحكام الطّاهي للطّعام، وَكَانَ وَجْهُ الْكَلَام أَن يَقُول: فَمَا طَهْوِي؟ أَي فَمَا كَانَ إِذا طَهْوِي؟ ولكنّ الحَدِيث جَاءَ على هَذَا اللّفظ. قلت: والّذي عِنْدِي فِي قَوْله: (أَنا مَا طَهْوِي) : أَنا أيُّ شَيْء طَهْوِي، على التَّعَجُّب، كأنّه أَرَادَ أيُّ شَيْء حِفْظي وإحكامي مَا سمعتُ. قلت: ورَوَى أحمدُ بنُ يحيى عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: الطُّهَى: الذَّنْب من قَول أبي هُرَيرة: (أَنا مَا طَهْوِي) أَي مَا ذَنْبي إنّما قَالَه النّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قلت: وقولُ ابْن الأعرابيّ أشبه بِمَعْنى الحَدِيث وَالله أعلم وَهُوَ حَسبنَا وَنعم الْوَكِيل. قَالَ: والطُّهَى: الطَّبيخ.

وَقَالَ اللَّيْث: الطَّهْوُ: علاجُ اللّحم بالشَّيِّ والطَّبخ، والطاهي ذُوه؛ يُقَال: هُوَ يَطْهو اللَّحْم طَهْواً وَيُقَال: يَطْها. عَمْرو عَن أَبِيه: أطهَى حَذَق صِناعَته. وَطَهَت الإبلُ تَطَهى طَهْياً، إِذا انتشَرَتْ فذهبتْ فِي الأَرْض. وَقَالَ: ولَسْنا لِباغي المُهْمَلات بِقِرْفةٍ إِذا مَا طَهَا بالليلِ مستتراتُها ورَواه بَعضهم: إِذا ماطَهَا، من مِاط يَمِيط: مَدَّ لَنا فِي عُمْرِه رَبُّ طَهَا أَرَادَ رَبُّ طه السُّورَة أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الطَّهاءُ والطَّخاء والطَّخاف والعَماء، كلُّه السَّحَاب المرتفِع. أَبُو عُبَيد عَن الكسائيّ قَالَ: إِذا نُسِب إِلَى طُهَيَّة قيل: طُهَوِيّ وطَهَوِيّ وطُهْوِيّ. قلت: من قَالَ طَهَوِيّ جَعل الأصلَ طَهْوَه أنشدَ الباهليّ للأَحول الكِنديّ: وليت لنا من ماءِ زمزمَ شربَةً مبرَّدةً باتت على الطَّهَيانِ الطهيان اسْم قُلة جبلٍ وَفِي (النَّوَادِر) : مَا أَدْرِي أيّ الطَّهْياء هُوَ؟ وَأي الضَّحياء هُوَ؟ وأيُّ الوضَح هُوَ؟ وهط: فِي حَدِيث ذِي المشْعار الهَمْدانيّ: على أنّ لَهُم وِهَاطها وعَزازها. قَالَ القُتَيبيّ: الوِهاط: المواضعُ المطمئنَّة، واحدُها وَهْط، وَبِه سُمِّي الوَهْط، وَهُوَ مالٌ كَانَ لعبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ بالطَّائف. وَقَالَ اللَّيْث: الوَهْط: الْمَكَان من الأَرْض المطئنُّ المستوي يُنْبِت العِضَاهَ والسَّمُرَ بِهِ الطَّلْح والعُرْفُط وَهِي الوِهاط. قَالَ: والوَهْط: شِبْه الوهن والضَّعف، يقالُ رَمَى طائراً فأَوْهطَه، وأَوْهطَ جَناحَه، وَالْفِعْل: وَهط يَهِط، أَي ضَعُف. أَبُو عبيد عَن الأمويّ: الإيهاط أَن يَصرَعه صَرعةً لَا يَقُوم مِنْهَا. وَقَالَ عرَّام السُّلميُّ: أَوْرَطْتُ الرجلَ وأَوْهطْتُه، إِذا أوقَعْتَه فِيمَا يكره. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: وهطَه ووَهصه، إِذا كَسَره، وَأنْشد: يمرُّ أخفافاً يَهِطْن الجنْدَلا هيط: سمعتُ الْمُنْذِرِيّ يَقُول: سمعتُ أَبَا طَالب يَقُول فِي قَوْلهم: مَا زلْنا بالهِيَاط والمِيَاط. قَالَ الفَرّاء: الهِياط: أشدُّ السَّوْق فِي الوِرْد والمِيَاط: أشدُّ السَّوْق فِي الصّدَر. قَالَ: وَمعنى ذَلِك بالمجيء والذهاب. وَقَالَ اللحياني: الهياط: الإقبال، والمياط: الإدبار. وَقَالَ غَيرهمَا: الهياط: اجْتِمَاع النَّاس للصُّلح، والمياط: التَّفَرُّق عَن ذَلِك. وَقَالَ اللَّيْث: الهياط الدُّنُوّ، والمياط: التباعُد. وَقد أُمِيتَ فِعلُ الهياط. أَبُو عبيد عَن الْفراء: تهايط الْقَوْم تهايُطاً، إِذا اجْتَمعُوا وَأَصْلحُوا أَمرهم، وتمايَطُوا تمايُطاً: تَباعَدُوا وَفَسَد مَا بَينهم. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: هُطْ هُطْ، إِذا أمرتَه بالذهاب والمجيء. وَيُقَال: بَينهمَا

باب الهاء والدال

مُهايَطة ومُمايَطة ومغايطة ومُشايطة: كلامٌ مُخْتَلف فِي (نَوَادِر الأعرابيّ) . وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الهائط: الذَّاهِب، والمائط: الجائي. وَيُقَال: هاطاه، إِذا اسْتَضْعَفَه. (بَاب الْهَاء وَالدَّال) (هـ د (وَا يء)) هدى، هدأ، دها، (دهي، دهو) دها، هاد، وهد، وده، دهدى. هدى: قَالَ اللَّيْث: الهُدَى: نقيض الضَّلَالَة. وَيُقَال: هُدِيَ فاهْتَدَى. وَقَالَ الزّجاج فِي قَول الله جلّ وعزّ: {قُلِ اللَّهُ يَهْدِى لِلْحَقِّ} (يُونس: 35) يُقَال: هَدَيْتُ إِلَى الْحق، وهدَيْتُ للحق، بِمَعْنى وَاحِد؛ لِأَن هَدَيْتُ يتعدّى إِلَى المَهْدِيِّين، وَالْحق يتعدَّى بِحرف جرّ، الْمَعْنى الله يَهدِي من يَشَاء إِلَى الْحق. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: الهُدَى: البَيان، والهُدَى: إِخْرَاج شَيْء إِلَى شَيْء، والهُدَى أَيْضا: الطَّاعَة والوَرَع. والهُدَى الْهَادِي فِي قَوْله جلّ وعزّ: {أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى} (طاه: 10) أَي هادِياً. قلت والطريقُ يسمَّى هُدًى، وَمِنْه قولُ الشماخ: وَقد وَكَّلَتْ بالهُدَى إنسانَ ساهِمَةٍ كَأَنَّهُ من تمَامِ الظِّمْءِ مَسْمولُ وَقَالَ الفرّاء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {أَمَّن لاَّ يَهِدِّى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - إِلاَّ أَن يُهْدَى} (يُونُس: 35) يَقُول: تَعْبدُونَ مَا لَا يَقدِرَ على أَن ينْتَقل من مَكَانَهُ إِلَّا أَن تنقلُوه. وَقَالَ الزّجاج: قرىء: {ُ} أمْ مَن لَا يَهْدِي بِإِسْكَان الْهَاء وَالدَّال. قَالَ: وَهَذِه قِرَاءَة مَرْوية، وَهِي شَاذَّة. قَالَ: وَقِرَاءَة أبي عَمْرو: {أَمن لَا يهدى بِفَتْح الْهَاء، وَالْأَصْل: يَهتَدي، وَقِرَاءَة عَاصِم (أَمن لَا يهدى) بِكَسْر الْهَاء بِمَعْنى يَهتَدي أَيْضا، وَمن قَرَأَ (أمّن لَا يَهْدِي) خَفِيفَة فَمَعْنَاه يَهتَدي أَيْضا. يُقَال: هَدَيْتُه فَهَدِي، أَي اهتَدَى. وَقَالَ قَتَادَة فِي قَوْله جلّ وعزّ: {يُنصَرُونَ وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّواْ الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} (فُصّلَت: 17) أَي بَيَّنا لَهُم طريقَ الهُدَى وَطَرِيق الضَّلَالَة، فاستحبُّوا، أَي آثروا الضَّلَالَة على الهُدَى. وَقَوله جلّ وعزّ {أَعْطَى كُلَّ شَىءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} (طاه: 50) قَالَ: مَعْنَاهُ خَلَقَ كلَّ شَيْء على الْهَيْئَة الَّتِي بهَا يَنتَفِع وَالَّتِي هِيَ أصلح الخَلْق لَهُ، ثمَّ هداه لمعيشته، وَقد قيل: ثمَّ هداه لموْضِع مَا يكون مِنْهُ الوَلَد، وَالْأول أبيَن وأوضح. وَقَالَ الأصمعيّ: هداه يَهْدِيه فِي الدّين هُدًى، وهَداه يَهْدِيه هِدَايةً، إِذا دَلَّه على الطَّرِيق، وهَدَيْتُ العَروسَ فَأَنا أهْدِيها هِداءً وأَهْدَيْتُ الهَدِيَّةَ إهداءً، وأَهْدَيْتُ الهَدْيَ إِلَى بَيت الله إهداءً، والهَدْي خَفِيف، وَعَلِيهِ هَدْيةٌ، أَي بَدَنةٌ. وَقَالَ ابْن السّكيت: الهَدِيّ: الرجلُ ذُو الحُرْمة، وَهُوَ أَن يَأْتِي القومَ يستجيرُهم أَو يأخذُ مِنْهُم عَهداً، فَهُوَ هَدِيّ مَا لم يُجَر أَو يَأْخُذ العَهْد، فَإِذا أَخَذ العهدَ أَو أُجِير فَهُوَ حينئذٍ جارٌ. وَقَالَ زُهير: فلَم أَرَ معشَراً أسَرُوا هَدِيّاً وَلم أَرَ جارَ بَيْتٍ يُستباءُ

وَقَالَ عنترة فِي قِرْوَاشٍ: هَدِيُّكُم خيرٌ أبَا من أبيكُم أبرُّ وأَوْفَى بالجِوار وأَحْمَدُ أَبُو الْهَيْثَم لِابْنِ بزرج: أَهدَى الرجلُ امرأتَه: جَمَعها إِلَيْهِ وضَمّها. وَقَالَ أَبُو عبيد: يُقَال للأسير أَيْضا: الهَدِيُّ، وَقَالَ المتلمِّس: كطُرَيْفه بن العَبْد كَانَ هَدِيَّهم ضَرَبوا صَميمَ قَذالِه بمُهنَّدِ قَالَ: وأظنّ الْمَرْأَة إِنَّمَا سميت هدِيّاً لهَذَا الْمَعْنى، لِأَنَّهَا كالأسيرة عِنْد زَوجهَا، وَقَالَ عنترة: أَلا يَا دَار عَبلة بالطَّوِيِّ كرَجْع الوَشْم فِي كفِّ الهَدِيّ قَالَ: وَقد يجوز أَن تكون سُمِّيتْ هدِيّاً؛ لِأَنَّهَا تُهدَى إِلَى زَوجهَا، فَهِيَ هَدِيّ فَعِيل فِي معنى مفعول. وَقَالَ أَبُو زيد فِي بَاب الْهَاء وَالْفَاء: يُقَال للرّجل إِذا حَدَّث بِحَدِيث فعَدَل عَنهُ قبل أَن يفرغ إِلَى غَيره: خُذْ عني هِدْيَتِك وقِدْيَتِك أَي خُذْ فِيمَا كنت فِيهِ وَلَا تَعدِل عَنهُ. كَذَا أخبَرَني أَبُو بكر عَن شمِر، وقيَّده فِي كِتَابه المسموع من شمِر: خُذْ فِي هِدْيَتِك وقِدْيَتِك، أَي خُذ فِيمَا كنتَ فِيهِ بِالْقَافِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: نَظَر فلانٌ هِدْيَة أمره، أَي جِهة أمره، وَيُقَال: هَدَيْتُ بِهِ أَي قَصَدْتُ بِهِ. وَيُقَال: مَا أشبَه هَدْيَه بَهْدِي فلَان، أَي سَمْتَه. وتركَهُ على مُهَيْدِيته، أَي على حَاله. وَقَالَ شمر: قَالَ الْفراء: يُقَال: هدَيتُ هَدْيَ فلَان، إِذا سِرتَ سِيرته. وَفِي الحَدِيث: (اهْدُوا هَدْيَ عمّار) . وَقَالَ أَبُو عَدنان: فلَان حَسَن الهَدْي، وَهُوَ حُسن المَذْهب فِي أُمُوره كلِّها. وَقَالَ زيادُ ابْن زيد العدوِيّ: ويُخبِرُني عَن غائبِ المرءِ هَدْيُه كَفَى الهَدْيُ عمّا غَيّبَ المرءُ مُخْبِراً وفلانٌ يذهبُ على هِدْيَتِه، أَي على قَصْدِه، وأقرأنِي ابنُ الْأَعرَابِي لعَمْرو بنُ أَحْمَر الباهليّ: نَبَذَ الجُؤارَ وضَلَّ هِدْيَةَ رَوْقِه لمّا اخْتَلسْتُ فؤادَه بالمِطْرَدِ أَي تَرَك وَجْهَه الَّذِي كَانَ يُريدهُ، وسَقَط لمّا أَن صَرَعتُه. وَقَالَ الأصمعيّ وَأَبُو عَمْرو: ضلَّ الموضعَ الَّذِي كَانَ يَقصِد لَهُ برَوْقِه من الدَّهَش. وَقَالَ الفرّاء: يُقَال لَيْسَ لهَذَا الْأَمر هِدْيَةٌ، وَلَا قِبْلة، وَلَا دِبْرَة وَلَا وِجْهَة. أَبُو عُبيد عَن أبي زيد: لَك عِنْدِي مِثلها هُدَيَّاها. شمِر، قَالَ ابْن شُمَيْل: اسْتَبَق رَجلان، فلمَّا سبَق أحدُهما صاحبَه تَبالحَا، فَقَالَ الْمَسْبُوق؛ لَمْ تَسْبِقْني، فَقَالَ لَهُ السَّابِق: فأَنت على هُدَيّاها، أَي أعاوِدُك ثَانِيَة، وَأَنت على بُدْأَتِك، أَي أعاوِدُك. قَالَ شمر: تَبَالحَا أَي، تَجاحَدا.

وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود: إنّ أحسنَ الهدْيِ هَدْيُ مُحَمَّد، أَي أحسنَ الطَّرِيق والهِداية والطريقة والنحو والهيئة. وَفِي حَدِيثه: كنّا ننظرُ إِلَى هَدْيه ودَلِّه. قَالَ أَبُو عبيد: وأحدُهما قريبُ الْمَعْنى من الآخر، وَقَالَ عمرَان بن حطَّان: وَمَا كَانَ فِي هَدْي عَلَيَّ غَضاضةٌ وَمَا كنتُ من مَخْزاتِه أَتَقَنَّعُ وَقَالَ اللَّيْث وغيرُه فِيمَا يُهدَى إِلَى مكَّة من النَّعَم وغيرِه من مالٍ أَو متاعٍ فَهُوَ هَدِيٌّ وهَدْيٌ، وقُرِىء بِالْوَجْهَيْنِ. والهِداء: الرَّجل البَليد الضَّعِيف. وَجمع الهَدِيَّة هَدَايَا، ولُغة أهلِ الْمَدِينَة: هدَاوَى والهَدْيُ السُّكون. قَالَ الأخْطَل: وَمَا هدَى هَدْيَ مَهزومٍ وَمَا نَكَلا يَقُول: لمْ يُسرِع إسراعَ المنْهزِم، وَلَكِن على سكونٍ وحُسْن هدْي. وَقَالَ أَبُو زيد: الهدَاوَى لُغةُ عُلْيا مَعَدّ وسُفْلاها الْهَدَايَا. أَبُو بكر: رجلٌ هِداء وهِدان للثقيل الوَخم. قَالَ الأصمعيّ: لَا أَدْري أَيهمَا سمعتُ أَكثر. قَالَ الرَّاعِي: هِداءٌ أخُو وَطْبٍ وصاحبُ عُلْبَةٍ يَرى المجدَ أَن يَلقَى خِلاَء وأمْرُعا وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه خرج فِي مَرَضه يُهادَى بَين اثْنَيْنِ. قَالَ أَبُو عبيد: مَعْنَاهُ أنّه كَانَ يَعتمد عَلَيْهِمَا من ضَعفه وتمايُله. وَكَذَلِكَ كلُّ من فَعل ذَلِك بأَحدٍ فَهُوَ يُهاديه. وَقَالَ ذُو الرمة يصف نسَاء يُهادِين جَارِيَة ناعمةً: يُهادِين جَمّاء المرافِق وَعْثَةً كَلِيلةَ حَجم الكَعب رَيّا المخلْخَلِ فَإِذا فعلتْ ذَلِك المرأةُ فتمايلتْ فِي مشيها من غير أَن يُماشيها أحد، قيل: هِيَ تَهادَى. قَالَه الأصمعيّ: قَالَ الْأَعْشَى: إِذا مَا تَأَتَّى تُرِيدُ القيامَ تَهادَى كَمَا قد رأيتَ البَهِيرا وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: فَمَا فَضْلَةٌ من أَذْرِعاتٍ هوَتْ بهَا مُذكَّرَةٌ عَنْسٌ كهادية الضَّحْلِ أَرَادَ بهاديةِ الضَّحل أتان الضَّحْل، وَهِي الصَّخْرَة الملساء. وَيُقَال: هُوَ يُهاديه الشِّعْرَ ويُهاجِيه الشِّعر، بِمَعْنى وَاحِد. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه بَعَثَ إِلَى ضُباعَة وذَبَحت شَاة فطَلَب مِنْهَا، فَقَالَت: مَا بقِي إلاّ الرَّقبة، فبَعث إِلَيْهَا أنْ أرسِلِي بهَا، فإِنها هاديةُ الشَّاة. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيّ: الهادية من كلّ شَيْء أوّله وَمَا تقدَّم مِنْهُ. وَلِهَذَا قيل: أقبلَت هَوادِي الخَيل، إِذا بَدَت أعناقُها، لِأَنَّهَا أوَّل شَيْء من أجسادها وَقد تكون الهوادي أوّلَ رَعِيل يطلعُ مِنْهَا، لِأَنَّهَا المتقدّمة. يُقَال: قد هَدَت تَهْدِي، إِذا تقدَّمَت. وَقَالَ عَبيد يذكرُ الخَيل: وغَداةَ صَبَّحْنَ الجِفَارَ عَوَابساً يَهدِي أوائِلَهُنَّ شُعْثٌ شُرَّبُ

أَي يتقدّمهنّ، وَقَالَ الْأَعْشَى وذَكر عَشاهُ وأنّ عَصَاهُ تَهديه: إِذا كَانَ هادِي الْفَتى فِي البلا دِ صدْرَ القَناةِ أَطاعَ الأمِيرا فقد يكون إنّما سَمَّى العَصا هادياً؛ لِأَنَّهُ يُمسكُها فهِي تَهدِيه؛ تَتقدَّمه، وَقد يكون من الْهِدَايَة، لِأَنَّهَا تدلّه على الطَّرِيق، وَكَذَلِكَ الدَّلِيل يسمّى هادِياً؛ لأنّه يتقدّم القومَ ويَتبعونه وَيكون أَن يَهديَهم للطريق. وَقَالَ اللَّيْث: لُغَةُ أهلِ الغَوْر فِي معنى بَيَّنتُ لَك: هدَيتُ لَك. وَقَوله جلّ وعزّ: {أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ} (طاه: 128) : نبيِّن بهم. وهادِياتُ الوَحْش: أوائلها، وَهِي هَوادِيها. وَيُقَال: فَعَلَ بِهِ هُدَيّاها أَي مثلَها. وَيُقَال: أهدَى وهدَّى، بِمَعْنى وَاحِد. وَمِنْه قولُ الشَّاعِر: أقولُ لَهَا هَدِّي وَلَا تَذْخَرِي لحمِي وَالْعرب تسمِّي الإبلَ هَدِيّاً، يَقُولُونَ: كم هَدِيُّ بني فلَان أَي كم إبِلُهم، سُمِّيَتْ هَدِيّاً لِأَنَّهَا تُهدَى إِلَى الْبَيْت: / / وَجَاء فِي حَدِيث فِيهِ ذكر السّنَة والْجَدب هَلك الهدِيُّ، وَمَات الوَدِيّ، أَي هلكَت الإبلُ ويَبِسَ النَّخْل، وامرأةٌ مِهداءٌ بالمدّ، إِذا كَانَت تُهْدِي لجاراتها وَأما المِهدَى بالقَصْر، فَهُوَ الطَّبق الَّذِي يُهدَى عَلَيْهِ. وَقَالَ المؤرِّج: هاداني فلانٌ الشِّعرَ وهادَيتُه، أَي هاجاني وهاجَيْتُه. والهاديَة: الصَّخْرَة الناتئة فِي المَاء. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: مذكَّرة عنسٌ كهادِية الضَّحْلِ هدأ: قَالَ اللَّيْث وغيرُه: الهَدَأ مصدَرُ الأهدأ، رجلٌ أَهْدَأ وَامْرَأَة هَدْآء، وَذَلِكَ أَن يكون مَنكبُه منخفضاً مستوياً، أَو يكون مائلاً نحوَ الصَّدْر غيرَ منتصب، يُقَال منكِبٌ أَهَدَأ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: رجل أهدأ، إِذا كَانَ فِيهِ انحناء، وَأنْشد فِي صفة الرّاعي: أَهْدَأُ يَمشي مِشْيةَ الظليمِ وَقَالَ أَبُو زيد: هَدَأ الرجلُ هدوءاً، إِذا سَكَن. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم قَالَ: يُقَال: نظرتُ إِلَى هَدئه بالهَمْز، وهديه، قَالَ: وَإِنَّمَا أسقطوا الهمزَة فَجعلُوا مَكَانهَا الْيَاء، وأصلُها الْهَمْز، من هدَأَ يَهْدَأ، إِذا سكن. قَالَ: وهَدِىءَ وهتِىءَ، إِذا انحنى. وَقَالَ اللحيانيّ: أتيتُه بعد هَدْءٍ من اللَّيْل، وَهْدأةٍ هدِىءٍ على فعيل وهُدُوء على فعُول. غيرُه: أهدأَت المرأةُ صبيَّها، إِذا قارَبته وسكَّنته لينام، فَهُوَ مُهْدَأٌ. وَأنْشد أَبُو الْهَيْثَم: شَئِزٌ جَنْبِي كَأَنِّي مَهْدَأُ ألصق القَينُ على الدّفّ الإبر قَالَ: سَمِعت ابْن الْأَعرَابِي يرويهِ: مُهْدَأ وَهُوَ الصبيُّ المعَلَّل لينام، وَرَوَاهُ غيرُه: كَأَنِّي مَهْدَأ، أَي بعد هَدْءٍ من اللَّيْل. وده: أَبُو عبيد عَن الْفراء: استودَهت الإبلُ واستَيْدَهَتْ بِالْوَاو وَالْيَاء إِذا اجْتمعت،

وانساقت، وَمِنْه استيداهُ الْخصم، إِذا غُلِب فانقاد، وَيُقَال: استَوْدَهَ الخصمُ. وَأنْشد الأصمعيّ لأبي نُخَيلَة: حَتَّى اتلأبُّوا بعد مَا تبدُّدِ واستَيْدَهوا للقَرَب العَطَوَّدِ أَي انقادوا وذَلُّوا، وَهَذَا مَثل. وَقَالَ ابْن السّكيت: استَوْدَهَ الخصمُ واستتَيْده، إِذا غُلِب ومُلك عَلَيْهِ أَمرُه. وَقَالَ غَيره: استيده الأمرُ، واستنده وايْتَدَه، وانْتَدَه إِذا اتلأبَّ: وَفِي (النَّوَادِر) : والوَدْهاء: الحسَنة اللَّوْن فِي بَيَاض. دها: قَالَ اللَّيْث: الدَّهْيُ والدَّهْوُ: لُغَتَانِ فِي الدَّهاء. وَيُقَال: دهوتُه ودهَيتُه فَهُوَ مَدْهُوٌّ، ومدهِيٌّ، ودهيته ودهوته، نَسَبتُه إِلَى الدَّهاء، وَرجل داهيةٌ، أَي مُنْكَرٌ بصيرٌ بالأمور. وتدهَّى الرجُل: فعل فعلَ الدُّهاة والمصدر الدَّهاء. وَكَذَلِكَ كلُّ مَا أَصَابَك من مُنكَر من وَجه المأْمَن، تَقول: دُهِيتُ، وَكَذَلِكَ إِذا خُتِلْتَ عَن أمرٍ والدَّهياء هِيَ الداهية من شَدَائِد الدَّهْر وَأنْشد: وأخو محافظَة إِذا نزلتْ بِهِ دَهياءُ داهيةٌ من الأزْمِ ابْن بُزرج: دَهِي الرجُل ودَهَى وَهُوَ يدَهى ويدهو، كلُّ ذَلِك للرّجل الداهية. قَالَ العجّاج: وبالدَّهاء يُخْتَلُ المدْهِيُّ وَقَالَ: لَا يعْرفُونَ الدَّهْيَ من دهائها أَو يَأْخُذ الأَرْض على مِيدائها ويروى: الدَّهْوَ من دَهائها وَيُقَال: غَرْبٌ دَهْيٌّ، أَي ضخم. قَالَ الراجز: الغَرْبُ دَهْيٌ غَلْفَقٌ كبيرُ والحوضُ من هَوْذَلِه يَفُور هَوْذَلِه: صَبُّه. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال من الدهاء داهيةٌ دَهياء، وداهية دَهواء. وَقَالَ اللحيانيّ: دها فلانٌ يَدْهَا ويَدْهو دَهاءً ودهاءَة، ودَهِيَ يدَهى دَهاء ودهياً، وَإنَّهُ لدَاهٍ، ودَهِيٌّ وَدَهٍ؛ فَمن قَالَ: داهٍ قَالَ: من قوم دُهاة، وَمن قَالَ: دَهِيٌّ قَالَ: من قوم أدْهياء، وَمن قَالَ دَهٍ قَالَ: من قومٍ دَهِين، مِثلُ عَمِين. أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الدَّهِيُّ: الْعَاقِل. وَيُقَال: هُوَ داهٍ ودَهٍ، ودَهِيّ. وَمَا دهاك، أَي مَا أَصَابَك. وَيُقَال: دهدَيْتُ الحجرَ ودهدهته فتَدَهْدَى وتدَهْدَهَ، وَيُقَال: مَا أَدْرِي أيُّ الدَّهْداء هُوَ؟ أَي أيّ الْخلق هُوَ. وَقَالَ: وَعِنْدِي للدَّهداء النائين. هود هيد: قَالَ اللَّيْث: الهَوْد: التَّوْبَة. قَالَ الله جلّ وعزّ: {إِنَّا هُدْنَآ إِلَيْكَ} (الأعرَاف: 156) أَي تُبنا إِلَيْك. وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن عَبَّاس وَمُجاهد وَسَعِيد بن جُبَير، وَإِبْرَاهِيم، والهُودُ: هم الْيَهُود، هادُوا يهودُون هوداً، وسُمِّيت اليهودُ اشتقاقاً من هادُوا، أَي ثابوا.

وَقَالَ الزّجاج: قَالَ المفسّرون فِي قَوْله جلّ وعزّ: {إِنَّا هُدْنَآ إِلَيْكَ} (الأعرَاف: 156) إِنَّا تُبْنا إِلَيْك، وَأما قَوْله جلّ وعزّ: {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِى ظُفُرٍ} (الأنعَام: 146) فَمَعْنَاه دَخَلوا فِي الْيَهُودِيَّة. وَفِي الحَدِيث: (كلّ مَوْلُود يُولَد على الفِطرة فأَبَواه يُهوِّدانه أَو ينصِّرانه) ، مَعْنَاهُ أَنَّهُمَا يعلِّمانه دينَ اليهوديّة ويُدخِلانه فِيهِ. وَقَالَ الْفراء، فِي قَول الله: {وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى} (البَقَرَة: 111) . قَالَ: يُرِيد يَهُوداً، فحذَف الْيَاء الزَّائِدَة ورَجَع إِلَى الفِعل من الْيَهُودِيَّة، وَهِي فِي قِرَاءَة أُبَيّ: (إِلَّا من كَانَ يَهُودِيّا أَو نَصْرَانِيّا) . قَالَ: وَيجوز أَن يُجْعَل هُوداً جمعا، واحدُه هائد وهُود، مثل جائل وعائط من النُّوق، والجميع جُولٌ وعُوط، وَجمع اليَهودِيّ يَهود، كَمَا يُقَال فِي جمع المَجُوسيّ مجُوس، وَفِي جمع العَجَميّ والعربيّ عَرَب وعَجَم. أَبُو عبيد، التهوُّد: التَّوْبَة وَالْعَمَل الصَّالح وَقَالَ زُهَيْر: سِوَى رُبَعٍ لَم يأْتِ فِيهَا مخانةً وَلَا رَهقاً مِن عائدٍ متهودِ قَالَ: المتهوِّد: المتقرِّب {إِنَّا هُدْنَآ إِلَيْكَ} (الأعرَاف: 156) أَي تُبْنا إِلَيْك ورَجَعْنا وقَرُبنا من الْمَغْفِرَة. وَقَالَ شمر: المتهوِّد: المتوصّل بهوادةٍ إِلَيْك، قَالَه ابْن الأعرابيّ، قَالَ: والهَوادَة: الحُرْمَة، والسبَب. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: هادَ، إِذا رَجَع من خيرٍ إِلَى شَرّ، أَو من شَرّ إِلَى خير، ودَاهَ إِذا عَقَل. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: التهويد: السّير الرفيق. وَفِي حَدِيث عمر: أَن ابْن حُصَين أَنه أَوْصَى عِنْد مَوته: إِذا مِتُّ فخرجتم بِي فأَسرعوا المشيَ وَلَا تُهَوِّدوا كَمَا تُهَوِّد اليهودُ وَالنَّصَارَى. قَالَ أَبُو عبيد: التهويد: المشيُ الرُّوَيد، مثل الدَّبِيب وَنَحْوه، وَكَذَلِكَ التهويد فِي المَنطق، وَهُوَ السَّاكِن. وَقَالَ الرَّاعِي يصف نَاقَة: وخَوْدٍ من اللائي يُسَمَّعْن بالضُّحَى قَرِيصَ الرُّدافَى بالغِناء المُهوَّدِ وَقَالَ أَبُو مَالك: يُقَال: هوَّد الرجلُ، إِذا سَكَن، وهوَّد، إِذا غَنَّى، وهوَّد، إِذا اعتَمَد على السّيْر وَأنْشد: سَيراً يُراخِي مُنَّةَ الجليد ذَا قُحَمٍ وليسَ بالتَّهوِيدِ أَي لَيْسَ بالسير الليّن. وَقَالَ غَيره: هوَّدَه الشرابُ، إِذا خَثَّره فأَنامَه: وَقَالَ الأخطل: ودَافَع عني يومَ جِلِّقَ غمرَةً وصَمَّاءَ تُنْسيني الشرابَ المهوِّدا وَقَالَ شمِر: الهَوْدة: مُجْتَمع السَّنام وقَحْدَتُه، وجمعُها هَوْدٌ.

هيد هادَ يهيد. قَالَ يُونُس: يُقَال فلانٌ يُعطى الهَيْدَان والزَّيدان، أَي يُعطِي من يَعرف وَمن لَا يَعرف. وَقَالَ اللَّيْث: الهَيْد: الْحَرَكَة، يُقَال: هِدْتُه أَهِيده هَيْداً كَأَنَّك تحركه ثمَّ تُصلحه. وَقَالَ: وهِدْت الرجلَ أَهيدُه هَيْداً وهِيداً وهاداً، إِذا زجرَته عَن الشَّيْء وصرَفْته عَنهُ، يُقَال مِنْهُ: هِدْهُ، فَمَا يُقال لَهُ: هَيْد، وَمعنى هِدْهُ، أَي أَزِلْه عَن مَوْضِعه، وَأنْشد: حَتَّى استقامتْ لَهُ الآفاقُ طَائِعَة فَمَا يُقَال لَهُ هَيدٌ وَلَا هادُ أَي مَا يمنَع من شَيْء، وَيجوز: مَا يُقَال لَهُ هَيدٍ بالخَفض فِي مَوضِع رفعٍ، على حِكَايَة صَهٍ وغارِقٍ ونحوِه. والهَيْد من قَوْلك: هادَني هَيدٌ أَي كَرَثَنِي. قَالَ: والهِيد فِي الحُداء كَقَوْلِه: مُعاتَبة لهنّ حَلاَ وحَوْبا وجُلُّ غِنائهنّ هيَا وهِيدِ وَذَلِكَ أنَّ الحاديَ إِذا أَرَادَ الحُداء قَالَ: هِيدِ هيدِ ثمَّ زَجَل بصوْته. روى أَبُو عبيد لِابْنِ عمرَ قَالَ: لَو لقيتُ قاتِلَ أبي فِي الحرَم مَا هِدتُه، قَالَ: يُرِيد: مَا حرَّكْتُه، وَأنْشد: فَمَا يُقَال لَهُ هَيْدٌ وَلَا هادُ أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: مَا يُقَال لَهُ هِيدٌ وَلَا هادٌ، يُقَال مِنْهُ: هِدْتُ الرجلَ، وَأنْشد الْأَحْمَر: فَمَا يُقَال لَهُ هِيدٌ وَلَا هادُ شمر: هِيدٌ وهَيْد جائزان، وَالْعرب تَقول: هَيْدَ مالَك، إِذا استفهموا الرجل عَن شَأْنه، كَمَا تَقول: يَا هَذَا مَالك. والهَيْدُ: الشَّيْء المضطرب، وَمِنْه قَوْله: أذاك أم تعطِيك هَيْداً هيدَبا قَالَ شمر: قَالَ أَبُو زيد: قَالُوا يَقُول مَا قَالَ لَهُ هَيْدَ مَالك، فنَصبوا، وَذَلِكَ أَن يَمُرّ بِالرجلِ البعيرُ الضالّ فَلَا يُعوِّجُه وَلَا يلتفتُ إِلَيْهِ، ومرَّ بعيرٌ فَمَا قَالَ لَهُ: هَيْدِ مالَك، بِجرِّ الدَّال، حَكَاهُ ابْن الأعرابيّ، وَأنْشد لكعب بن زُهَيْر: لَو أَنَّهَا آذَنَتْ بِكْراً لقُلتُ لَهَا: يَا هَيْدِ مالَكِ أَو لَو آذَنَتْ نَصَفَا وَفِي الحَدِيث أَنه قيل للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَسْجده: يَا رسولَ الله هِدْه فَقَالَ: (عَرْشٌ كعَرش مُوسَى) . قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله هِدْه، كَانَ ابْن عُيينة يَقُول: مَعْنَاهُ أَصْلِحْه. قَالَ: وتأويله كَمَا قَالَ. وأصلُه أَنه يُراد بِهِ الْإِصْلَاح بعد الهدْم، وكلُّ شَيْء حرَّكتَه فقد هِدْتَه تهيدُه هَيْداً، فكأنَّ الْمَعْنى أَنه يُهْدَم ويُستأنف بِنَاؤُه ويُصلَح. وَيُقَال: لَا يهيدنّك هَذَا عَن رأيكَ، أَي لَا يُزيلنّك. وَقَالَ الْحسن: مامن أحد عمل لله عملا إِلَّا سَار فِي قَلْبه سوْرتان، فَإِذا كَانَت أُوليهمَا لله فَلَا تَهِيدَنَّه الآخرةُ، أَي لَا يمنعنَّه ذَلِك من الْأَمر الَّذِي قد تقدَّمتْ فِيهِ نِيَّتُه لله. قَالَ ابْن السّكيت: يُقَال مَا هادَه كَذَا وَكَذَا، أَي مَا حرّكه وَمَا يَهيدُه.

باب الهاء والتاء

قَالَ: وَلَا يُنطَق بِيَهِيد إلاَّ بِحرف جَحْد. وهد: قَالَ اللَّيْث: الوَهْد: المكانُ المنخفِض كَأَنَّهُ حُفرة، تَقول: أرضٌ وَهْدة، ومكانٌ وَهْد، والوَهْد يكون اسْما للحُفْرة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الوَهْدة: النُّقْرة المنتقَرة فِي الأَرْض أشدُّ دُخولاً فِي الأَرْض من الْغَائِط، وَهُوَ أضيَقُ من الْغَائِط وَلَيْسَ لَهَا جُرْف، وعَرْضُهَا رُمْحان وثلاثةٌ، لَا تُنْبِت شَيْئا. دهدى: قَالَ اللَّيْث: تَقول تَدَهْدَى الحَجَرُ وغَيرُه تَدَهْدِياً، إِذا تَدحرَج ودَهْدَيتُه دهْداة ودِهداءً، إِذا دحرجَته. والدُّهدِيَّة: الخَراء المستدير الَّذِي يُدَهدِيه الجُعَلُ. (بَاب الْهَاء وَالتَّاء) (هـ ت (وَا يء)) هَيت، (هِيت) ، هوت، وهْت، هتى، تاه. وهت: الوَهْتة: الهبْطة من الأَرْض، وجمعُها وَهْت. وَقد وهتَه يَهته وَهْتاً، إِذا ضَغَطه فَهُوَ مَوْهوتٌ. أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: المُوهِت: اللّحم المُنْتِن، وَقد أَيهت إيهاتاً. هيت: قَالَ الله جلّ وعزّ مخبرا عَن زَليخا صَاحِبَة يُوسُف أَنَّهَا لمّا راودَت يُوسُف عَن نَفسه: قَالَت لَهُ: {هَيْتَ لَكَ} (يُوسُف: 23) . قَالَ الْفراء بإسنادٍ لَهُ عَن ابْن مَسْعُود أَنه قَالَ: أَقْرَأَنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {هَيْتَ لَكَ} . قَالَ الْفراء: وَيُقَال إِنَّهَا لغةٌ لأهلِ حَوْران سَقَطَتْ إِلَى مَكَّة فتكلّموا بهَا. قَالَ: وَأهل الْمَدِينَة يقرءُون: هِيتَ لكَ، يكسرون الْهَاء وَلَا يهمِزون. قَالَ: وَذكر عَن عَليّ وَابْن عَبَّاس أَنَّهُمَا قرآ: {هئت لَك، يُرادُ بِهِ فِي الْمَعْنى: تهيَّأتُ لَك، وَأنْشد الْفراء: أبلغ أميرَ المؤمني نَ أخَا العِراق إِذا أَتَيْتَا أَن العِراقَ وأهلَه عُنُقٌ إليكَ فَهْيَتَ هَيْتا وَمَعْنَاهُ: هلُمَّ هلُمَّ وَقَالَ الْفراء فِي (المصادر) : من قَرَأَ: هَيْتَ لَك فَمَعْنَاه: هَلُمّ لَك. قَالَ: وَلَا مَصدَر لهَيْت، وَلَا يُصرَف. وَقَالَ الْأَخْفَش: {هَيْتَ لَكَ} (يُوسُف: 23) مَفْتُوحَة، مَعْنَاهَا: هلُمّ لَك. قَالَ: وَكَسَرَ بَعضهم التَّاء، وَهِي لُغَة، فَقَالَ: {} {هَيْتِ لَك ورفَع بعضٌ التَّاء فَقَالَ: هَيْتُ لَك وكَسَر بعضٌ الْهَاء وفَتَح التَّاء فَقَالَ: هِيتَ لَك، كلّ ذَلِك بِمَعْنى وَاحِد. وَأَخْبرنِي المنذريّ، عَن ابْن اليزيديّ، عَن أبي زيد، قَالَ {هَيْتَ لَكَ} ، بالعبرانية هَيْتَا لَجْ أَي تَعَالَهْ، أَعرَبَه الْقُرْآن. وَقَالَ اللَّيْث: هِيت؛ موضعٌ على شاطىء الفُرات. وَقَالَ رؤبة: والحوتُ فِي هِيتَ رَذَاها هِيتُ قلتُ: الرِّوَايَة فِي قَول رؤبة: وَصَاحب الْحُوت وأينَ الحُوتُ؟ فِي ظلمات تَحتهنّ هِيتُ وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن الأعرابيّ فِي قَوْله: تَحتَهنَّ هِيتُ، أَي هوّةٌ من الأَرْض.

قَالَ: وَيُقَال للمَهْواة: هوّتَةٌ وهُوَّةٌ وهوْتَةٌ، وَجمع الهُوتة هُوت. وَقَالَ ابْن السّكيت: سُمّيَت هِيتُ هِيتَ لأنّها فِي هُوّة من الأَرْض انقلَبَتْ الْوَاو يَاء لانكسار مَا قبلهَا. وَرُوِيَ عَن عُثْمَان أَنه قَالَ: وَدِدْت أنّ مَا بَيْننَا وَبَين العَدُوِّ هَوْتَةً لَا يُدرَك قَعْرُها إِلَى يَوْم الْقِيَامَة. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: قيل لأمّ هِشَام البَلَوِيّة: أَيْن مَنزلك؟ فَقَالَت: بهَاتا الهَوْتَةِ. قيل: وَمَا الهَوْتَةُ؟ قَالَت: بهاتَا الوَكْرَة. قيل: وَمَا الوَكْرة؟ قَالَت: بهاتَا الصُّدَاد. قيل: وَمَا الصُّدَاد؟ قَالَت: بِهاتَا المَوْرِدة. قَالَ ابْن الأعرابيّ: وَهَذَا كُله الطَّرِيق المنحدِر إِلَى المَاء. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال فِي الشَّتْم: صَبّ الله عَلَيْك هَوْتَةً ومَوْتَةً. هوت وهيت: فِي الحَدِيث أنّه لما نزَلَتْ: {الْمُعَذَّبِينَ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الاَْقْرَبِينَ} (الشُّعَرَاء: 214) باتَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُفخِّذ عَشِيرتَه فَقَالَ الْمُشْركُونَ: لقد بَات يُهوِّت. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: التَّهيِيتُ: الصوتُ بِالنَّاسِ، وَهُوَ فِيمَا قَالَ أَبُو زيد: أَن يَقُول لَهُ: يَا هِيَاه، وَأنْشد أَبُو زيد: قد رابَني أَن الكَرِيَّ أَسْكَتَا لَو كَانَ مَعْنِيَّا بِنَا لَهيّتَا وَقَالَ غَيره: يُقَال: هَيَّتَ بالقَوْم تَهْيِيتاً، وهَوَّت بهم تَهوِيتاً، إِذا ناداهم، وهَيَّت النَّذيرُ. وَالْأَصْل فِيهِ حكايةُ الصَّوت، كَأَنَّهُمْ حَكَوْا فِي هَوَّت: هَوْتَ هَوْتَ، وَفِي هَيَّتَ: هَيْتَ هَيْتَ. والعَرَب تَقول للكَلْب إِذا أُغْرى بالصَّيْد: هَيْتاه هَيْتاه. وَقَالَ الراجز يَذكر ذِئْباً: جَاءَ يُدِلُّ كَرِشاءِ الغَرْبِ وقلتُ: هَيْتاهُ فتَاه كَلْبِي هتى: قَالَ اللَّيْث: المُهاتاة من قَوْلك: هاتَ، يُقَال: اشتقاقُه من هاتَى يُهاتِي، الْهَاء فِيهَا أصليَّة. وَيُقَال: بل الْهَاء مُبدَلة من الْألف المقطوعة فِي آتَى يُؤاتِي، وَلَكِن العَرَب أماتت كلّ شَيْء مِن فِعْلِها غير الأمرِ بهاتِ. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: إِذا أَمرتَ رجلا أَن يعطيك شَيْئا قلت لَهُ: هاتِ يَا رجلُ، وللاثنين: هاتِيَا، وللجميع: هاتُوا، وللمرأة: هاتِي، فزِدتَ يَاء تكون فَرْقاً بَين الْأُنْثَى والذَّكَر، ولجماعة النِّسَاء: هاتِينَ، وَيُقَال: هاتَى يُهاتِي مُهاتاةً. وَقَالَ ابْن السّكيت نَحوه. وراد فَقَالَ: يُقَال: هاتِ لَا هَاتيْتَ وهاتِ إِن كَانَت بك مُهاتاة. قَالَ: وَتقول: أنتَ أخذتَه فهاتِه. وللاثنين: أَنْتُمَا أخذْتُماه فهاتِياه، وللجماعة: أنتمْ أخذتُمُوه فهاتُوه، وللمرأة: أنتِ أخذتِيه فهاتِيه، وللجماعة: أنتنّ أخذْتُنَّه فهاتِينَه. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: هاتاه، إِذا ناوَلَه شَيْئا، وتاهاهُ، إِذا فاخَره. وَقَالَ المفصَّل: هاتِ وهاتِيَا وهاتوا، أَي قَرِّبوا. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ}

(البَقَرَة: 111) أَي قرِّبوا. قَالَ: وَمن الْعَرَب من يَقُول: هاتِ: أَي أعطِ. توه تيه: قَالَ أَبُو زيد: قَالَ لي رجلٌ من بني كلاب: أَلْقَيْتَني فِي التُّوهِ، يُرِيد فِي التِّيه. وَيُقَال: مَا أَتْيَه فُلاناً. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال تاهَ يَتِيهُ تُوهاً وتَيهاً، والتِّيه أعمُّها. وَيُقَال: توَّهْتُه وتيَّهْتُه، وَالْوَاو أعمّ. قَالَ: والتَّيْهاء: الأرضُ الَّتِي لَا يُهتدى فِيهَا، يُقَال: أَرض تِيهٌ وتَيْهاء، وَأَرْض مَتْيَهةٌ وَأنْشد: مُشْتَبِهٍ مُتَيِّهٍ تَيْهاؤُهُ وَقَالَ غَيره: تَيْهان وتَيَّهانٌ، إِذا كَانَ جَسُوراً يَرْكب رأسَه فِي الْأُمُور، وناقة تَيْهانة، وَأنْشد: يَقدُمُها تَيْهَانَةٌ جَسورُ لَا دِعْرِمٌ نامَ وَلَا عَثُورُ شمر عَن ابْن شُمَيْل التَّيْهاء: المَضِلَّة الواسعة بَين الأرَضِين، الَّتِي لَا أَعْلَام فِيهَا، وَلَا جبال وَلَا آكام. وَقَالَ شمر: يُقَال: أَرضٌ تيْهاء وتِيهٌ ومِتْيَهةٌ، أَي يَتِيهُ فِيهَا الْإِنْسَان. وَقَالَ العجاج: تِيهِ أَتاوِيه على السُّقّاطِ وَيُقَال: مكانٌ مِتْيَهٌ: الَّذِي يُتَيِّه الإنسانَ، قَالَ رؤبة: يَنوِي اشتقاقاً فِي الضَّلالِ المِتْيَهِ أَبُو عبيد، عَن أبي زيد: طاحَ يطِيح طَيْحاً، وتاهَ يَتِيه تَيْهاً وتَيَهاناً، وَمَا أطوَحَه وأتْوَهَه، وأَطْيَحه وأَتْيَهَه، وَقد طوّح نفسَه وتوَّهَها. وَقَالَ ابْن الفَرَج: سمعتُ عَرّاماً يَقُول: تاهَ بَصرُ الرجل وتاف، إِذا نَظَر إِلَى الشَّيْء فِي دَوامٍ، وَأنْشد: فَمَا أَنْسَ من أشْياء لَا أَنسَ نَظْرتي بِمَكَّة إِنِّي تائِفُ النَّظراتِ وتافَ عني بَصرُك وتاهَ، إِذا تَخطَّى. هتأ: أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: هَتِىءٌ من اللَّيْل وهتَاءٌ وهزِيعٌ، وَاحِد. أَبُو عبيد: تَهتَّأ الثوبُ وتَهمّأ ووتَفَسّأ إِذا انْقَطع وبَلِي، حَكَاهُ عَن الكسائيّ. ابْن السكّيت: ذَهبَ هِتْءٌ من اللَّيْل، وَمَا بَقِي إلاّ هِتْءٌ، وَمَا بقيَ من غَنمهمْ إِلَّا هِتْءٌ، وَهُوَ أقلُّ من الذاهبة. ورَوَى سَلَمة عَن الْفراء: فِيهَا هتَأٌ شَدِيد وهُتُوءٌ، يُرِيد شَقٌّ وخَرْق. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: الهَتِىءُ والأَهتَاءُ؛ ساعاتُ اللَّيل. قَالَ: والأتْهَاءُ: الصَّحارِي الْبَعِيدَة. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: يُقَال: جَاءَ بعد هَدْأة من اللَّيل وهثْأَة. وَقَالَ اللّحياني: جَاءَ بعد هَتىءِ على فَعيلٍ من اللّيل، وهتْءٍ على فَعْل، وهتْي بِلَا همْز، وهَتَاءٍ وهَيْتَاء ممدودان. أأُهْمِلت الْهَاء مَعَ الظَّاء

باب الهاء والذال

(بَاب الهَاء والذال) (هـ ذ (وَا يء)) هذى، هذأ، هوذ. هذأ: قَالَ أَبُو زيد فِيمَا رَوَى عَنهُ ابْن هاني: هَذأْتُ العَدُوَّ هذْأً، إِذا أَبَرْتَهُمْ وأفنيتهم. قَالَ: وهذأْتُه بلساني، إِذا آذَيْتَه. وَقَالَ اللَّيْث: الهَذْءُ أَوحَى من الهَذِّ، يُقَال: هَذأْتُه بالسَّيف هذْءاً، وَسيف هذَّاء. وَقَالَ أَبُو زيد: هذَأْتُ اللحمَ بالسكين هذْءاً: إِذا قطعْتَه بِهِ، وهذْأْتُه بلساني: إِذا أسمَعْتَه مَا يكرَه. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ إِذا فَسدتْ القرحة وتقطعت. قيل: تهذّأت تهذُّأ وأَرِضَتْ أَرضًا وتذيأت تَذيُّؤاً. هذى: قَالَ اللَّيْث: الهَذَيان: كلامٌ غيرُ مَعْقُول مثل كَلَام المُبَرْسَم والمَعْتوه، يُقَال: هذَى يَهْذِي. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: هذَى، إِذا هَذَر بِكَلَام لَا يُفهم، وذَها، إِذا تكبّر، بالذَّال قلت: لم أَسْمَع ذَهَا، إِذا تكبر لغيره. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: إِذا فَسَدَت القُرحة وتقطعت قيل: تَهذَّأَتْ تَهذُّؤاً، وتذيّأتْ تذَيُّؤاً. أما هَذَا وَهَذَانِ، فالهاء فِي هَذَا: تَنْبِيه، وَذَا: إشارةٌ إِلَى شَيْء حَاضر، وَالْأَصْل: إِذا ضُمّ إِلَيْهَا: هَا، وتفسيرهما فِي كتاب الذَّال. وَقَالَ النَّضر: قَالَ أَبُو الدُّقيش لرجل قَالَ: أَيْن فلَان؟ فَقَالَ: هُوَ ذَا. قلتُ: وَنَحْو ذَلِك حفظتُه عَن أعرابِ بني مُضَرّس وَغَيرهم. وَقَالَ أَبُو بكر بن الأنباريّ: قَالَ بعض أهل الْحجاز: هُوَذَا بِفَتْح الْوَاو، وَقَالَ أَبُو بكر: وَهَذَا خطأ مِنْهُ، لِأَن الْعلمَاء الموثوق بعلمهم اتَّفقُوا على أَن هَذَا من تَحْرِيف الْعَامَّة. والعَرَبُ إِذا أَرَادَت مَعْنى هُوَذَا قَالَت: هأنذا أَلقَى فلَانا، وَيَقُول الِاثْنَان: هَا نَحن ذانِ نَلْقَاهُ. وَيَقُول الرِّجَال: هَا نَحن أولاء نَلْقَاهُ. وَيُقَال الْمُخَاطب: هَا أَنت ذَا تلقى فلَانا، وللاثنين: هَا أَنْتُمَا ذانِ، وللجماعة: هَا أنتمْ أُولاء. وَيُقَال للْغَائِب: هاهو ذَا يلقاه، وهاهما ذانِ، وهاهم أُولاء، ويُبنَى التَّأْنِيث على التَّذْكِير، وَتَأْويل قَوْلهم: هأنذا أَلْقَاهُ قد قَرُب لقائي إِيَّاه. اللحياني: هذَوْتُ وهذَيتُ بِمَعْنى. هوذ: قَالَ ابْن شُمَيْل: الهَاذةُ: شَجَرَة لَهَا أغصانٌ سَبِطة لَا ورق لَهَا، وَجَمعهَا الهاذُ. قلت: هَكَذَا رُوِي عَن النَّضر، وَالَّذِي سمعناه من العَرَب وحصلناه لأئمة اللُّغَة الحاذّ فِي الْأَشْجَار. وَقَالَ اللَّيْث: الهَوْذة: القطاة الْأُنْثَى قلت: وَبهَا سمي الرجل هَوْذَة. (بَاب الهَاء والثاء) (هـ ث (وَا يء)) ثاه، وهث، هاث، ثها، هثا، (ثاهى، هاثى) .

أبواب الهاء والراء

ثيه: قَالَ اللَّيْث: الثاهة: اللَّهاة. وَيُقَال: هِيَ اللِّثَة. ثها هثا: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: ثَها، إِذا حَمُقَ، وهَثَا، إِذا احمرَّ وجههُ. قَالَ: وَيُقَال: ثَاهاه إِذا قاوَله، وهاثاه: إِذا مازَحه ومايله. وهث: قَالَ اللَّيْث: الوَهْث: الانهماك فِي الشَّيْء، والواهث: الملقي نَفسه فِي الشَّيْء، وتوهَّث فِي الْأَمر، إِذا أَمعَن فِيهِ. هاث: قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو زيد: هِثْتُ لَهُ من المَال أَهِيث هيثاً وهَيَثاناً، إِذا حَثَوتَ لَهُ، وَأنْشد غيرُه قولَ رؤبة: فأَصْبحتْ لَو هايثَ المُهايِثُ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المُهايَثَة: المكاثَرة. يُقَال: هاث لَهُ من مَاله. وَقَالَ فِي قَوْله مَا زَالَ بيعُ السَّرِقِ المُهايِثُ قَالَ: المهايث: الْكثير الأخْذ. قَالَ: وَيُقَال: هاث من المَال يهيث هيثاً، إِذا أصَاب مِنْهُ حَاجته. وَقَالَ الأصمعيّ: عاثَ فِي المَال وهاثَ، إِذا أَفسد فِيهِ، وأَخَذَ بِغَيْر رِفْق. (أَبْوَاب الهَاء وَالرَّاء) (هـ ر (وَا يء)) (هري) ، هرأ، رها، وره، هار، رهأ، يهر (يهير) ، أهر، وهر. هري: قَالَ اللَّيْث: الهُرِيُّ: بَيت ضخم يجمع فِيهِ طعامُ السُّلطان، والجميعُ الأهراء قلت: أَحسب الهريّ معرَّباً دخيلاً فِي كَلَامهم. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال: هراهُ يَهْرُوه هَرْواً، إِذا ضربه بالهِراوة، وتهرَّاهُ مِثله، وَمِنْه قَول الراجز: لَا يلتوي مِن الوَبِيل القِسْبارْ وَإِن تهرَّاه بِهِ العبدُ الهَارْ أَي ضربه بِهِ العبدُ الضَّارِب. والوَبيل: الْعَصَا الضخم، وَكَذَلِكَ القِسبار والقِشْبار وَيُقَال: هرَّى فلانٌ عمَامته، إِذا صبغها بالصُّفرة، وَمِنْه قَوْله: رَأَيْتُك هَرَّيتَ العِمامةَ بَعْدَمَا أَرَاك زَمَانا حاسراً لم تَعَصَّبِ وَكَانَت سادةُ العَرَب تلبس العمائم الصُّفْر وَكَانَت تُحمل من هَراةَ إِلَيْهِم مصبوغة، فَقيل لمن لبس عِمَامَة صفراء: قد هَرَّى عِمَامتَه، وَكَانَ مُعاذٌ الهرّاء يَبِيع الثِّيَاب الهَرَوية فعُرِف بهَا، ولُقِّب الهرّاء. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: هارَاه، إِذا طانَزَه، ورَاهاهُ إِذا حامَقَه. أَبُو عَمْرو، عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: ثوبٌ مُهَرَّى، إِذا صُبِغَ بالصَّبِيبِ، وَهُوَ ماءُ ورق السِّمْسِم. قَالَ: ومُهرَّى أَيْضا، إِذا كَانَ مصبوغاً كلون المِشْمِش، أَو المَشْمَش. هرأ: وَمن مهموزه، قَالَ الْأَصْمَعِي: هَرَأ البرْدُ فلَانا يَهْرَؤُه هَرْأً، إِذا اشتدَّ عَلَيْهِ حَتَّى كَاد يَقتُلُه. وَيُقَال: أَهْرَأْنا فِي الرَّواح، أَي أبرَدْنا، وَقَالَ إهَاب بنُ عُمَير: حَتَّى إِذا أهْرَأْنَ للأصائِلِ وفارقتْها بُلةُ الأوَابِلِ

وَيُقَال: أَهْرَأَ لحمَه إهراء، إِذا طبَخه حَتَّى يتَفسَّخ. قَالَ: والهَرِيَّة: الْوَقْت الَّذِي يشتدّ فِيهِ البرْد. وَقَالَ اللَّيْث وغيرُه: أهرأَنا القُرُّ، أَي قتَلَنا، وأَهْرأَ فلانٌ فلَانا، إِذا قتَلَه. وَقَالَ أَبُو زيد فِي هَراءة الْبرد، وَفِي إهراء اللَّحم مثل مَا قَالَ الأصمعيّ، وَكَذَلِكَ فِي الإهراء للرَّواح. أَبُو عُبيد، الهُراء ممدودٌ مَهْمُوز: المنْطِق الْفَاسِد، وَيُقَال: الْكثير، وَأنْشد قولَ ذِي الرمّة يصف امْرَأَة ناعمةً: لَهَا بشرٌ مِثل الْحَرِير ومَنطِقٌ رَخِيمُ الحَواشي لَا هُرَاءٌ وَلَا نَزْرُ شمِر عَن الفرّاء: أَهْرَأَ الكلامُ، إِذا أكثَرَ وَلم يُصِب الْمَعْنى، وإنَّ مَنطقَه لغَيرُ هُراء. قَالَ: ورجلٌ هُراءٌ وامرأةٌ هُراءَةٌ وَقوم هُراءون. وَقَالَ أَبُو زيد: هَرأَ الرجلُ فِي مَنطقِه يَهْرَأُ هَرْأً، إِذا مَا قَالَ الخَنا وَالْكَلَام الْقَبِيح. قَالَ: والمُهْرَأُ والمُهرَّد: المُنْضَج من اللَّحم. شمر عَن ابْن الأعرابيّ: أهرَأَه البَرْدُ، وأهْزأَه بالراء وَالزَّاي: إِذا قَتَله. وَقَالَ ابْن مقبل فِي المَهْرُوءِ، مِن هَرَأَه البرْد، يَرْثي عُثْمَان بنَ عفّان ح. ومَلْجَأُ مَهْرُوئينِ يُلْقَى بِهِ الحَيا إِذا جَلَّفَتْ كَحْلٌ هُوَ الأمُّ والأبُ أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: يُقَال فِي صِغار النَّخل أوّل مَا يُقْلَع شيءٌ مِنْهَا من أمّه فَهُوَ الجَثِيث وَهُوَ الوَدِيُّ والهراءُ والفَسِيل. رها: قَالَ اللَّيْث: الكُرْكِيُّ يسمَّى رَهْواً، وَيُقَال: بل هُوَ من طَيْرِ المَاء، شبيهٌ بِهِ. والرَّهْو: مَشْيٌ فِي سُكُون. وَقَالَ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {مُّتَّبَعُونَ وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُندٌ} (الدّخَان: 24) أَي سَاكِنا. بلغَنا أنَّ مُوسَى ج لمّا دخل الْبَحْر عَجِلَ، فأَعْجَل أَصْحَابه، فأوْحى الله تبَارك وَتَعَالَى إِلَيْهِ: {مُّتَّبَعُونَ وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُندٌ} أَي سَاكِنا على هِينَتِك. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال: افْعَل ذَاك سَهواً رَهواً، أَي سَاكِنا بِغَيْر تشدُّد. وَقَالَ: وَجَاءَت الإبلُ رَهْواً: يَتْبع بعضُها بَعْضًا. والرَّهْو: طَائِر. قَالَ أَبُو عبيد فِي قَوْله: يَمشِين رَهْواً، هُوَ سَيْرٌ سَهل مُسْتَقِيم. وَفِي حَدِيث رَافع أنّه اشترَى من رجلٍ بَعِيرًا ببعيرين دَفَع إِلَيْهِ أَحدهمَا، وَقَالَ: آتِيك بِالْآخرِ رَهْواً غَدا، يَقُول: آتِيك بِهِ عَفْواً لَا احتباسَ فِيهِ، وَأنْشد: يَمشِينَ رَهْواً فَلَا الأعجازُ خاذِلةٌ وَلَا الصُّدُورُ على الأعجاز تَتَّكلُ والرّهو: الحَفيرُ يجمع فِيهِ المَاء. وَقَالَ أَبُو سعيد فِي قَوْله جلّ وعزّ: {مُّتَّبَعُونَ وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُندٌ} (الدّخَان: 24) يريدُ دَعه كَمَا فلَقتُه لَك لأنّ الطَّرِيق فِي الْبَحْر كَانَ رَهواً بَين فلقي الْبَحْر.

قَالَ: وَمن قَالَ: سَاكِنا فَلَيْسَ بِشَيْء، وَلَكِن الرَّهو فِي السّير هُوَ اللَّيِّن مَعَ دوامِه. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ، يُقَال لكل سَاكن لَا يتحرّك: ساجٍ وراهٍ ورايٍ. وَقَالَ اللِّحياني: يُقَال: مَا أرهيتَ ذاكَ، أَي مَا تركتَه ساكِناً. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال: أَرْهِ ذَاك، أَي دَعْه حَتَّى يَسكن، وَقَالَ: الإرهاء: الإسكان. وَيُقَال: النَّاس رَهْوٌ وَاحِد مَا بَين كَذَا وَكَذَا، أَي مُتقاطِرُون. وَقَالَ الأخطل: ثَنَى مُهْرَهُ والخيلُ رَهوٌ كأَنها قِدَاحٌ على كَفَّيْ مُجِيلٍ يُفِيضُها أَي متتابعة. قَالَه ابْن الْأَعرَابِي. وَقَالَ الزَّجاج فِي قَوْله: جلّ وعزّ: {مُّتَّبَعُونَ وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُندٌ} (الدّخَان: 24) جَاءَ فِي التَّفْسِير: يَبَساً. وَقَالَ أهل اللُّغَة: رهواً: سَاكِنا. قلت: رَهواً: سَاكِنا: مِن نعت مُوسَى، أَي على هِينَتِك، وأجوَد مِنْهُ أَن تجعَل رَهواً من نعت الْبَحْر، وَذَلِكَ أنّه قَامَ فِرْقاه ساكِنَيْن. فَقَالَ لمُوسَى: دع الْبَحْر قَائماً مَاؤُهُ سَاكِنا، واعبُر أَنْت الْبَحْر. وروى شمر عَن ابْن الأعرابيّ فِي قَوْله: {مُّتَّبَعُونَ وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُندٌ} (الدّخَان: 24) قَالَ: وَاسِعًا مَا بَين الطاقات. قَالَ: وَقَالَ العُكْليّ: المُرْهِي من الْخَيل الَّذِي ترَاهُ كَأَنَّهُ لَا يُسرِع وَإِذا طُلب لم يُدْرَك. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الرَّهْو من الْخَيل وَالطير: السِّراع، قَالَ لَبيد: يُرَيْن عَصائبا يَرْكُضْنَ رَهْواً سَوابِقُهن كالحِدَإ التُّؤَامِ وَيُقَال: رَهْواً يَتبَع بعضُها بَعْضًا. وَقَالَ الأصمعيّ وَابْن شُمَيْل: الرَّهْوَة والرَّهْو: مَا ارتفَع من الأَرْض. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الرَّهْوة: الرابِيَةُ تَضرب إِلَى اللِّين، وطولُها فِي السَّمَاء ذراعان أَو ثَلَاث، وَلَا تكون إلاّ فِي سُهول الأَرْض، وجَلَدُها مَا كَانَ طِيناً، وَلَا تكون فِي الْجبَال. وَقَالَ الأصمعيّ: الرِّهاء: أماكنُ مُرْتَفعَة، الْوَاحِدَة رَهْوَأ، والرَّهاء: مَا اتَّسع من الأَرْض وَأنْشد: بشُعْثٍ على أكوارِ شُدْفٍ رَمَى بهم رَهَاء الفَلاَ نابِي الهُمومِ القواذِفِ وَيُقَال: رَهَّى مَا بَين رجلَيْهِ، أَي فَتَح مَا بَين رجلَيْهِ. قَالَ: ومَرَّ بأعرابيّ فالِجٌ فَقَالَ: سُبْحَانَ الله، رَهْوٌ بَين سَنَامَيْن، أَي فجوةٌ بَين سَنَامين. أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: الرَّهْو: الِارْتفَاع والانحدار. قَالَ: وَقَالَ أَبُو العبّاس النُّمَيْري: دَلَّيْتُ رِجْلي فِي رَهْوة، فَهَذَا انحدار. وَقَالَ عَمْرو بن كُلْثُوم: نَصبْنا مِثْلَ رَهْوة ذاتَ حَدَ مُحَافظَة وكنّا المُستقِينا فَهَذَا ارْتِفَاع.

ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الرَّهْو شدّة السَّير، والرَّهو: الْوَاسِع، والرَّهو، طائرٌ يشبه الكُرْكِيّ. وَقَالَ: الرَّهو والرَّهوَى، لُغَتَانِ: الْمَرْأَة الواسعة. وَقَالَ المُخبَّل: وأُنكِحْتُها رَهواً كأنّ عِجانَها مَشَقُّ إهابٍ أَوسَعَ السَّلْخَ ناجِلُهْ قَالَ: والرَّهو: مُستنقَع المَاء. والرَّهوة: شِبه تَلَ صغيرٍ يكون فِي مُتُون الأَرْض على رُؤُوس الْجبَال، وَهِي مواقعُ الصُّقور والعِقْبان. قَالَ: والرَّها: أرضٌ مستَوِية قَلما تَخْلو من السَّراب، ورُها: بَلَد بالجزيرة، والنِّسبة إِلَيْهِ: رُهاوِيّ. وَقَالَ أَبُو عبيد: الرَّهوة: الْجَوْبَة تكون فِي مَحلَّة الْقَوْم يَسيل إِلَيْهَا ماءُ الْمَطَر. وَقَالَ أَبُو سعيد: الرَّهو مَا اطمأنّ من الأَرْض وارتفع مَا حولَه. شمر: قَالَ خَالِد بن جَنْبة فِي قَوْله: {مُّتَّبَعُونَ وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُندٌ} (الدّخَان: 24) أَي دَمِثاً، وَهُوَ السهل الَّذِي لَيْسَ برمل وَلَا حَزْن. عَمْرو عَن أَبِيه: أَرْهَى الرجلُ، إِذا تَزوَّج بالرَّهاء، وَهِي الخِجام الواسعة العَفْلَق. وأَرهَى: دامَ على أَكل الرَّهو، وَهُوَ الكُرْكِيّ. وأَرهَى: أدام لِضيفانه الطعامَ سخاء. وأَرهَى: صادفَ موضعا رَهاءً، أَي وَاسِعًا. وَقَالَ ابْن بزرج: يَقُولُونَ للرّامي وَغَيره إِذا أَسَاءَ: أَرْهِهْ، أَي أَحسِن. وأَرهيتُ: أحسنتُ. الرَّهو: الْمَطَر السَّاكِن. وَيُقَال: مَا أرهيتَ إلاّ على نَفْسك، أَي مَا رفقت إلاّ بهَا. رهأ: قَالَ أَبُو عبيد: رَهْيأَ فِي أمره رَهيَأَةً: إِذا اخْتَلَط، فَلم يَثبُت على رَأْي. وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود أنّ رجلا كَانَ فِي أَرض لَهُ، إذْ مرّت بِهِ عَنانَةٌ تَرَهيَأُ، فَسمع فِيهَا قَائِلا يَقُول: ائتي أرضَ فلانٍ فاسقِيها. قَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ الأصمعيّ: تَرَهيَأ يَعْنِي أَنَّهَا قد تهيَّأَتْ للمطر، فَهِيَ تُرِيدُ ذَلِك ولمّا تَفعَل. قَالَ: وَمِنْه: تَرَهيَأَ القومُ فِي أَمرهم، إِذا تهيئوا لَهُ، ثمّ أَمسكوا عَنهُ، وهم يُرِيدُونَ أَن يفعلوه. وَقَالَ اللَّيْث: الرَّهيأَة أَن تَجعل أحدَ العِدْلين أثقلَ من الآخر. تَقول: رَهْيأْتُ حِمْلَك رهيأةً، وَكَذَلِكَ رهيأتَ أمرَك، إِذا لم تُقوِّمه. والرَّهيَأَة: الضَّعف والعَجْز، وَأنْشد: قد عَلِم المُرَهيِئون الحَمْقَى قَالَ: وَمِنْه: تَرهيَأَ الرجلُ فِي أمره، إِذا هَمّ بِهِ ثمَّ أَمسَك عَنهُ. والرهيَأَة أَن تَغْرَورِق العينان من الْجَهد، أَو من الكِبَر، وَأنْشد: إِن كَانَ حَظَّكما مِن مَالِ شيخكما نابٌ تَرهيَأُ عَيناهَا من الكِبَر قَالَ شمر: قَالَ ابْن الأعرابيّ: الرَّهيَأَةُ: التَّخْلِيط فِي الْأَمر وَترك الإحكام. يُقَال: جَاءَ بِأَمْر مُرَهْيَإٍ وَعَيناهُ تَرَهيَآن: لَا يَفْتُر طَرَفاهما.

وَقَالَ أَبُو نصر: يُقَال للرّجل إِذا لم يَقُم على الْأَمر ويمضي، وجَعَل يَشُكّ ويتردّد: قد رَهْيَأَ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: رَهيَأْتَ فِي أَمرك، أَي ضَعُفْتَ وتوانَيْت. وَقَالَ أَبُو زيد: رَهيَأَ الرجلُ فَهُوَ مُرَهْيِىءُ، وَذَلِكَ أَن يَحمِل حِمْلاً فَلَا يَشُدّه بالحبال، فَهُوَ يَميل كلما عَدَّله. وَقد تَرَهيَأَ السحابُ، إِذا تَحرَّك. أهر: أَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ بيتٌ حَسَنُ الأَهَرَة والظَّهَرة والعَقار، وَهُوَ مَتاعُه، وَنَحْو ذَلِك. قَالَ أَبو عبيد، وَقَالَ اللَّيْث: أَهَرة الْبَيْت: ثِيَابُه وفُرُشُه ومَتاعُه، وأَنشد: كَأَنَّمَا لُزَّ بَصَخْرٍ لَزَّا أَحسنُ شيءٍ أَهَراً وبَزّا هير: الأصمعيّ: من أَسماء الصَّبا: هِيرٌ وإيرٌ، وَيُقَال: هَيرٌ وأَيرٌ وهيِّرٌ وأَيِّر، وَنَحْو ذَلِك قَالَ أَبو عبيد وَغَيره. يهر: وأَخبرني المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: يُقَال: ذهبَ صَاحبك فِي اليَهْيَرَّى، أَي فِي الْبَاطِل. وَيُقَال للرجل إِذا سألتَه عَن شَيْء فأَخطأَ: ذهبتَ فِي اليَهيَرَّى، وأَين تَذْهب فِي اليَهيَرَّى، وأَنشد: لما رأَتْ شَيخا لَهَا دَوْدَرَّى فِي مِثْلِ خَيطِ العِهِن المُعَرَّى ظلّت كأنّ وَجههَا يَحْمَرّا تَرَمَدُّ فِي الْبَاطِل واليَهيَرَّى قَالَ: والدَّوْدَرَّى من قَوْلك: فرس دَرِيرٌ أَي جَواد، وَالدَّلِيل عَلَيْهِ قولُه: فِي مِثلِ خَيط العهِن المعرّى، يُرِيد الخُذْرُوف. وَزعم أَبو عُبَيْدَة أَن اليَهْيَرَّى: الْحِجَارَة. وَقَالَ أَبُو مَالك: هُوَ الْبَاطِل. وَقَالَ ابْن هانىء: اليَهْيَرُّ: شجرٌ، وَأنْشد: أشبعتُ راعيَّ من اليَهْيَرِّ فظلَّ يَبكي حَبِطاً بشَرِّ خَلف استِه مِثل نَقِتقِ الهِرِّ وَقَالَ اللَّيْث: اليَهْيَرُّ: حِجَارَة أَمْثَال الأكُفّ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: قيل لأبي أسلم: مَا الثَّرَّة اليَهْيَرَّةُ الأخْلاف؟ فَقَالَ: الثَّرَّة: الساهرة العِرْق تَسمَع زَمِيرَ شُخْبِها، وأنتَ من ساعةٍ. قَالَ: واليَهْيَرّة: الَّتِي يسيل لبنُها من كثرته، وناقة ساهِرَة العِرْق: كثيرةُ اللَّبن. واليَهْيَرُّ: دُوَيْبَّة تكون فِي الصَّحارِي أعظمُ من الجُرَذ، وَأنْشد: فَلاةٌ بهَا اليَهْيَرُّ شُقْراً كَأَنَّهَا خُصَى الخيلِ قد شُدّتْ عَلَيْهَا المَسامِرُ والواحدة: يَهْيَرَّة. قَالَ: واختَلَفوا فِي تقديرها فَقَالُوا يَفْعَلَّة. وَقَالُوا فَيعَلَّة وَقَالُوا: فَعْلَلّة. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: اليَهْيَرُّ: الحَجر الصُّلْب. وَقَالَ شمِر: ذهب فِي اليَهْيَرِّ أَي فِي الرِّيح. وَقَالَ اللَّيْث: اليَهْرُ: اللّجاجة والتمادِي فِي الْأَمر. تَقول استَيْهَرَ، وَأنْشد:

وقَلبُك فِي اللَّهْو مُستَيهِرٌ ثَعْلَب، عَن سَلمَة، عَن الفرّاء: يُقَال: قد استَيْهَرْتُ أَنكُمْ قد اصطلحتم، مثل استَيقَنْت. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: سمعتُ الجَعْفَرِيِّين: أَنا مُستَوْهِر بِالْأَمر، أَي مستيقِنٌ. وَقَالَ السُّلَميّ: مستَيهِر. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الهائر: السَّاقِط. والرَّاهي: الْمُقِيم، والهُورَة: الهَلكة. قَالَ: وَيُقَال استَيهِرْ بإبلك واقْتَيل وارتجِعْ، أَي استبدِلْ بهَا إبِلاً غَيرهَا. اقْتَيِلْ، من بَاب الْمُقَابلَة فِي البَيْع: المُبادَلة. هور: قَالَ اللَّيْث: الهَوْر مصدرُها والجَرْفُ لَا يَهُور إِذا انصدَعَ من خَلْفِه وَهُوَ ثَابت بعدُ مَكَانَهُ، وَهُوَ جَرْفٌ هارٍ وهائر، فَإِذا سَقَط فقد انهار وتهوَّر، وَكَذَلِكَ إِذا سقط شَيْء من أَعلَى جُرْف أَو رَكِيّة فِي قَعْرها، يُقَال: تَهوَّر وتَدَهْوَر. ورجلٌ هارٌ إِذا كَانَ ضَعِيفا فِي أَمره، وَأنْشد: ماضي العزيمةِ لَا هارٌ وَلَا خَزِلٌ الخزل: السَّاقِط المنقطِع. وَيُقَال: تهوَّر الليلُ، إِذا ذهبَ أكثرُه. وتهوَّر الشّتاء، إِذا ذهبَ أشدُّه. قَالَ: وَيُقَال فِي هَذَا الْمَعْنى بِعَيْنِه: تَوهَّر الليلُ والشتاء، وتوهّر الرمل أَي تهَوَّر. وَقَالَ غَيره: خَرْقٌ هَوْرٌ، أَي وَاسع بَعِيد. وَقَالَ ذُو الرمة: هَيجاءُ يَهْماءُ وخَرْقٌ أَهْيَمُ هَوْرٌ عَلَيْهِ هَبَواتٌ جُثَمُ للريح وَشْيٌ فوقَه مُنَمْنَمُ وَيُقَال؛ هَوَّرْنَا عنَّا القَيظَ وجَرَمْنا وجَرَّمْناه وكَبَبْناه بِمَعْنى. وَيُقَال: هُرْتُ القومَ أهُورُهم هَوْراً، إِذا قتلتَهم، وكَبَبْتَ بعضَهم على بعض كَمَا ينهارُ الجُرْف. قَالَ الهذليّ: فاستدَبروهمْ فهارُوهم كأنهمُ أفنادُ كَبْكَب ذاتُ الشَّثِّ والْخَزَمِ ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: اهتَوَر، إِذا هَلك، وَمِنْه قَوْله: من أطَاع ربّه فَلَا هَوَارة عَلَيْهِ. وَيُقَال: هُرْتُ الرجلَ بِمَا لَيْسَ عِنْده من خيرٍ، إِذا أَزْنَنْتَه، أَهُورُه هَوْراً. وَقَالَ أَبُو سعيد: لَا يُقَال ذَلِك فِي غير الْخَيْر. وَيُقَال: هُرْتُ الرجلَ هَوْراً، إِذا غَشَشْتَه، وَأنْشد: قد علِمتْ جِلادُها وخُورُها أنِّي بِشِرْبِ السُّوءِ لَا أَهورُها يصف إبِلاً، أَي لَا أَظن أَن الْقَلِيل يكفيها. وَقَالَ مَالك بنُ نُوَيرة يصف فرسَه: رأَى أنني لَا بِالْقَلِيلِ أَهورُه وَلَا أَنا عَنهُ بالمواساةِ ظاهرُ أَهُورُه: أَي أظنُّ الْقَلِيل يَكْفِيهِ، يُقَال: هُوَ يُهارُ بِكَذَا وَكَذَا، أَي يُظَنُّ بِكَذَا وَكَذَا. عَمْرو عَن أَبِيه: الهَوَرْوَرَةُ: الْمَرْأَة الهالكة.

باب الهاء واللام

وهر: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي، التَّتهْور: مَا اطمأنَّ من الرَّمل. قلت: كَأَن أصْلَه وَيهْورُ، مثل التَّيقور، أَصله وَيْقُور. وَقَالَ العجاج: إِلَى أَراطَى ونَقاً تَيْهُورِ أَرَادَ بِهِ فَيعولاً من التَّوَهُّر. وَقَالَ خَليفَة: توهَّرتُ الرجلَ فِي الْكَلَام وتَوَعَّرْتُه، إِذا اضطرَرتَه إِلَى مَا بقيَ فِيهِ متحيراً. وَيُقَال: وَهَّر فلانٌ فلَانا، إِذا أَوْقعه فِيمَا لَا مخرج لَهُ مِنْهُ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الهَوْرَة: الهَلكة والهائر: السَّاقِط. والرَّاهي: الْمُقِيم. وَيُقَال: أَرجِعْ إبلَك وارتجِع واستيهِر واقيَلْ بِمَعْنى وَاحِد، أَي استبدِل بإبلك إبِلا غَيرهَا. وَقَالَ اللَّيْث: الرَّيْه هُوَ التَّرَيُّه، وَهُوَ تهَثْهُث السَّراب على وَجه الأَرْض، وَأنْشد: إِذا جَرَى من آلِه المُرَيَّهِ قَالَ شمر: المُرَيَّه والمريّعُ وَاحِد. قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يتميّعُ هَاهُنَا وَهنا لَا يستقيمُ لَهُ وَجْهٌ. وره: الوَرَهُ: الحُمق فِي كل عمل. امرأةٌ وَرْهاء: خَرْقاء بِالْعَمَلِ، وَأنْشد: تَرنُّمَ وَرْهاءِ اليَدَيْن تحامَلَتْ على البَعْل يَوْمًا وهْيَ مقَّاءُ ناشِزُ قَالَ: المَقَّاء: الْكَثِيرَة المَاء. وتورَّه فلانٌ فِي عمل هَذَا الشَّيْء، إِذا لم يكن لَهُ فِيهِ حَذاقة. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الوَرَهْرَهة: الْمَرْأَة الحَمْقاء، والهَوَرْوَرَة: الهالكة. وَقَالَ ابْن بزرج: الوَرِهة: الْكَثِيرَة الشَّحم. وَرِهَتْ فَهِيَ تَرِهُ، مثل وَرِمَتْ تَرِم. وَقَالَ غَيره: سحابٌ وَرِهٌ وسحابةٌ ورِهة إِذا كَثُر مطرها. وَقَالَ الهُذليّ: جُوفُ رَبابٍ وَرِهٍ مُثْقَلِ ودارٌ وارِهة: وَاسِعَة. (بَاب الْهَاء وَاللَّام) (هـ ل (وَا يء)) هال (يهول) ، هلا، لَهَا، (لهى) ، وَله، وَهل، أَله، أهل، هيل. هول: قَالَ اللَّيْث: الهَوْلُ: المخافة من الْأَمر لَا تدرِي على مَا تَهجُم عَلَيْهِ مِنْهُ، كَهَوْل اللَّيْل، وهَوْلِ الْبَحْر، تَقول: هالَني هَذَا الأمرُ يَهُولُني، وأمرٌ هائلٌ، وَلَا يُقَال أَمرٌ مَهُول، إِلَّا أنّ الشَّاعِر قد قَالَ: ومَهُولٍ من المَناهل وَحْشٍ ذِي عَراقِيبَ آجِنٍ مِدْفَانِ وَتَفْسِير المَهُول، أَي فِيهِ هَوْل. والعَرَبُ إِذا كَانَ الشيءُ هَوَلَهُ أخرَجوه على فاعِل، مثل دارِع لذِي الدِّرْع، وَإِذا كَانَ فِيهِ أَو عَلَيْهِ أخرَجوه على مَفعول، كَقَوْلِك مَجْنون: فِيهِ ذَاك، ومَدْيون: عَلَيْهِ ذَاك. قَالَ: والتَّهاويل؛ جماعةُ التَّهْويل، وَهُوَ مَا هَالك.

والتّهاويل: زِينةُ الوشي، وَكَذَلِكَ زِينةُ التَّصَاوير والسِّلاح، وَإِذا تزيَّنَتْ الْمَرْأَة بزِينةٍ من لِباس أَو حُلِيّ، يُقَال: هَوَّلَتْ. وَقَالَ رؤْبة: وهَوَّلتْ من رَيْطها تَهاوِلاَ وَيُقَال للرياض إِذا تزيّنتْ بنَوْرِها وأَزاهِيرها من بَين أحمرَ وأصفرَ وأبيضَ وأخضرَ: قد علاها تَهْويلُها، وَمِنْه قولُه: وعازِبٍ قد عَلاَ التَّهويلُ جَنْبتَه لَا تَنفَع النَّعلُ فِي رَقْراقه الحافِي حدَّثنا عبد الْملك عَن إِبْرَاهِيم عَن أبي ربيعَة، عَن حمّاد عَن عَاصِم، عَن زِرّ عَن ابْن مَسْعُود فِي قَوْله: {يَرَى وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَى} (النّجْم: 13) قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأيتُ لجبريلَ ستَّمائة جَناح يَنتثِر من رِيشِه التَّهاويلُ والدُّرُّ واليَاقوت، أَرَادَ بالتّهاويل تَزايين رِيشِه، وَمَا فِيهِ من صُفْرة وحُمْرة وَبَيَاض وخُضْرَة مثل تَهاويل الرّياض. وَالله أعلم. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: تهوَّلْتُ للناقة تهوُّلاً وتذأَبْتُ لَهَا تَذؤُباً: وَهُوَ أَن تَستخفِيَ لَهَا إِذا ظأَرْتَها على ولَدِ غَيرهَا، فتَشَبَّهْتَ لَهَا بالسَّبُع ليَكُون أَرأَم لَهَا عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال: مَا هُوَ إِلَّا هُولَة من الهُوَل، إِذا كَانَ كريه المنظَر. والهُولة: مَا يُفزَّع بِهِ الصبيّ، وكلُّ مَا هالَكَ يسمّى هُولة. وَقَالَ الكُميت: كَهُولةِ مَا أَوقَدَ المُحْلِفونَ لَدَى الحالِفين وَمَا هَوَّلُوا وَكَانَت الهُولة نَارا يوقِدونها عِنْد الْحِلف، يلقون فِيهَا مِلْحاً فيتفقَّعُ يُهَوِّلون بهَا. وَكَذَلِكَ إِذا استحلَفوا رَجُلاً. وَقَالَ أَوْس ابنُ حَجَر: كَمَا صَدّ عَن نارِ المُهَوِّل حالِفُ وَقَالَ أَبُو زيد: الهُؤُول: جمعُ هَوْل، يهمِزون الواوَ لانضمامها، وَأنْشد: رحَلْنا من بِلَاد بني تميمٍ إِلَيْك وَلم تَكاءَدْنا الهُؤُولُ وَقَالَ الأصمعيّ: هِيلَ السكرانُ يُهالُ إِذا رأى تَهاويلَ فِي سُكْرِه فيَفزع لَهَا. وَقَالَ ابْن أَحْمَر يصف خَمْراً وشاربها: تَمَشَّى فِي مَفاصِله وتَغْشَى سَنَاسِنَ صُلْبِه حَتَّى يُهالا وَقَالَ أَبُو الْحسن المدائنيّ لمّا قَالَ النابغةُ الجعديُّ لليلى الأَخْيَليَّة: أَلأ حَيِّيَا ليلَى وقولا لَهَا هَلاَ فقد ركبتْ أَمْراً أَغَرَّ محجَّلا أجابتْه فَقَالَت: تُعيِّرني دَاء بأمِّك مِثْلُه وأيُّ جواد لَا يُقَال لَهَا: هَلاَ قَالَ: فغلبته، قَالَ: وهَلاَ زَجْرٌ تُزجَر بِهِ الفَرَس الْأُنْثَى إِذا أُنْزِيَ عَلَيْهَا الفحلُ لتقرّ وتَسكُن. وَقَالَ الكسائيّ فِي قَوْله: إِذا ذُكِر الصَّالحون فحيَّ هَلاَّ بعمرَ، قَالَ: حيَّ: أَسْرِع، وَقَوله: هلا، أَي اسكنْ عِنْد ذِكره. قلت: وَقد مرّ تفسيرُه مُشبَعا فِي بَاب هَلْ.

هيل: قَالَ الله جلّ وعزّ: {الْجِبَالُ كَثِيباً} (المُزمّل: 14) وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لقومٍ شَكَوْا إِلَيْهِ سُرعةً فَناء طَعامهم: أَتكيلُون أم تَهيلون؟ فَقَالُوا: بل نَهيل، فَقَالَ: كِيلُوا وَلَا تَهيلوا. قَالَ أَبُو عبيد: يُقَال لكل شَيْء أرسلتَه إرْسَالًا من رمل أَو تُراب أَو طَعَام أَو نَحوه: قد هِلْتُه أَهِيلُه هَيْلاً، إِذا أرسلتَه فَجَرى، وَهُوَ طَعَام مَهِيل، وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً} (المُزمّل: 14) . وَقَالَ اللَّيْث: الهيْل والهائل من الرَّمل: الَّذِي لَا يثبُت مكانَه حَتَّى يَنهالَ فيَسقط. قَالَ: وهِلتُه أَهِيله، وأَنشد: هَيْلٌ مَهِيلٌ من مَهِيل الأَهْيلِ قَالَ: والهَيُول: الهَباء المُنْبَثّ، بالعِبّراني، أَو بالرّومية، وَهُوَ الَّذِي ترَاهُ فِي ضوء الشَّمْس يدخُل كُوَّة الْبَيْت. وَقَالَ أَبُو عبيد: الهالة: دَارَةُ الْقَمَر، وهالة: أمُّ حمزةَ بن عبد الْمطلب. وَيُقَال: جَاءَ فلانٌ بالهَيْل والهَيْلمَان إِذا جَاءَ بِالْمَالِ الْكثير. وَقَالَ أَبُو عبيد: أظُنّ أَهَلْتُه لُغَة، فِي هِلْتُه. أهل: أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الإهالة هِيَ الشَّحْم والزَّيت قَطُّ. وَفِي حَدِيث كَعْب: يُجاء بجهنّم يَوْم الْقِيَامَة كَأَنَّهَا مَتْنُ إهالة. وَقَالَ غير أبي زيد: كلُّ مَا اؤْتُدِمَ بِهِ من زُبْد وَوَدَك شَحم ودُهن سِمْسِم وَغَيره فَهُوَ إهالة. وَكَذَلِكَ ماعلا القِدْرَ من وَدَك اللَّحم السَّمين إهالة واسْتَأَهَل الرجُل، إِذا ائتَدَم بالإهالة. وَقَالَ الشَّاعِر: لَا بل كُلي يامَيّ واستَأهِلِي إِن الَّذِي أنفَقْتِ من مالِيَهْ أَبُو عبيد عَن الْفراء وَالْكسَائِيّ: أَهِلْتُ بِهِ ووَدَقْتُ بِهِ، إِذا استأنَسْتَ بِهِ. وَقَالَ اللَّيْث: أهْلُ الرجل: امرأتُه. والتأهُّل: التزوُّج، وأَهْلُ الرجل: أخضُّ النَّاس بِهِ، وأهلُ الْبَيْت: سُكانه، وأهلُ الْإِسْلَام: من يَدين بِهِ، وَمن هَذَا يُقَال: فلَان أَهلُ كَذا أَو كَذَا، قَالَ الله جلّ وعزّ: {اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ} (المدَّثِّر: 56) جَاءَ فِي التَّفْسِير أَنه جلّ وعزّ أَهْلٌ لأنْ يُتَّقَى فَلَا يُعصَى، وَهُوَ أهل المغفِرة من اتّقاه. قَوْله: {اللَّهُ هُوَ أَهْلُ} (المدَّثِّر: 56) ، أَي مَوضع أُنسٍ لأنْ يُتَّقَى، وَأهل الْمَغْفِرَة، أَي مَوضِع أنس لذَلِك والداته. وَقَالَ اليزيديّ: آنست بِهِ، واستأنست بِهِ، وأهِلت بِهِ أُهُولاً: بِمَعْنى وَاحِد، وأهَل الرجل يأهَل أُهُولاً: إِذا تزوّج؛ للأنس الَّذِي بَين الزَّوْجَيْنِ. ويُجمَعُ الأهلُ أَهْلِين وأهْلاَت والأهالي جمع الْجمع، وَجَاءَت الْيَاء الَّتِي فِي الأهالي من الْيَاء الَّتِي فِي الأهلِين. وَيُقَال: أَهّلْتُ فلَانا لأمرِ كَذَا وَكَذَا تَأْهيلاً. قَالَ اللَّيْث: وَمن قَالَ: وهَّلْتُه ذهب بِهِ إِلَى لُغَة من يَقُول: وَامْرتُه وواكلْتُه. الحرّاني عَن ابْن السّكيت: مكانٌ مأْهُولٌ: فِيهِ أهلُه، وَمَكَان آهلٌ: لَهُ أهل. وَأنْشد:

وقدْماً كَانَ مأهولاً فأَمسَى مَرْتَعَ العُفْرِ وَقَالَ رؤبة: عَرَفْتُ بالنَّصْرِيّة المنَازِلا قَفْراً وَكَانَت منهمُ مآهلا وَكلُّ شَيْء من الدَّوَابّ وَغَيرهَا إِذا أَلِف مَكَانا فَهُوَ آهل وأَهلِيٌّ، وَلذَلِك قيل لمَا ألِفَ الناسَ والقُرَى: أَهلِيّ، ولمَا استوْحَش: بَرِّيٌّ ووَحْشِيّ، كالحمار الوحشيّ. والأهليُّ هُوَ الإنسيّ، ونهَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يومَ خَيبر عَن لُحُوم الحُمُر الْأَهْلِيَّة. وَالْعرب تَقول: مرحَباً وأَهلاً، وَمَعْنَاهُ نزَلْتَ رُحْبا، أَي سَعَةً، وأَتيتَ أَهلا لَا غَرَباء. وخَطأ بعضُ النَّاس قَول الْقَائِل: فلانٌ يستأهل أَن يُكرَم، بِمَعْنى يَستحقّ الْكَرَامَة، وَقَالَ: لَا يكون الاستئهال إلاّ من الإهالة، وأجازَ ذَلِك كثير من أهل الْأَدَب، وَأما أَنا فَلَا أنكرهُ وَلَا أُخطِّىء من قَالَه، لِأَنِّي سمعتُه. وَقد سمعتُ أَعْرَابِيًا فصيحاً من بني أسَد يَقُول لرجُل أُولِيَ كَرامَةً: أَنْت تستأهل مَا أُوْلِيتَ، وَذَلِكَ بِحَضْرَة جماعةٍ من الْأَعْرَاب، فَمَا أَنكَروا قَوْله، ويحقِّق ذَلِك قولُ الله جلّ وعزّ: {اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ} (المدثر: 56) . قَالَ الأزهريّ: وَالصَّوَاب مَا قَالَه أَبُو زيد والأصمعيّ وَغَيره، لِأَن الأسديّ أَلِفَ الحاضرةَ فأَخذَ هَذَا عَنْهُم. قَالَ أَبُو عبيد عَن أَصْحَابه: يُقَال: أَهَلَ فلانٌ امْرَأَة يأْهِلُ إِذا تزوّجها، فَهِيَ مأْهولة. وَقَالَ فِي بَاب الدّعاء: آهلك الله فِي الجنةِ إيهالاً، أَي زوّجك مِنْهَا وأَدْخَلَكَها. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: أهَلَ يَأْهِل أَهْلا، ويأهُل أهُولاً، إِذا تزوّج. وَقَالَ المازنيّ: لَا يجوز أَن تَقول: أَنْت مستأْهلٌ هَذَا الْأَمر، وَلَا أنتَ مستأَهلٌ لهَذَا الْأَمر، لأنّكَ إِنَّمَا تُرِيدُ أنتَ مستوجِب لهَذَا الْأَمر، وَلَا يدلّ مستأهل على مَا أردتَ، وإنّما معنى هَذَا الْكَلَام أَنْت تطلبُ أَن تكون من أَهل هَذَا الْمَعْنى، وَلم تُرِد ذَلِك، وَلَكِن تَقول: أَنْت أهلٌ لهَذَا الْأَمر. وَهل: أَبُو عبيد عَن أبي زيد: وَهِلْتُ فِي الشَّيْء، ووَهِلْتُ عَنهُ وَهَلاً، إِذا نَسِيتَه وغَلْطت فِيهِ، ووَهَلْتُ إِلَى الشَّيْء أَهِلُ وهَلاَ إِذا ذَهَبَ وَهْمُك إِلَيْهِ. وَقَالَ الكسائيّ: مثله. وَيُقَال: وَهِلَ الرجلُ، إِذا جَبُنَ. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ، وَهَلْتُ، إِذا أَوْهَمْت وسَهَوْت، ووَهِلْتُ، إِذا فَزِعْت أَوْهَلُ وَهَلاَ، فَأَنا وَهِلُ، ووهِلتُ فأَنا واهِل أَي سَهَوْت. وَقَالَ أَبُو زيد: وَهَلَ يَهِل وَهْلاً مثل: وَهِمَ يَهِم. وَهْماً. وَمِنْه قولُ ابْن عمر: وَهِلَ أَنَسٌ. قَالَ: وَأما الوَهَل فَهُوَ الفَزَع، والمستَوْهِل الفَزِع النّشِيط. قَالَ: ووَهِلْتُ إِلَيْهِ وَهْلاً: فَزِعْت إِلَيْهِ، ووَهِلْتُ مِنْهُ: فزِعْتُ مِنْهُ.

قَالَ: ووَهَلْتُ إِلَى الشيءِ ووَهَلتُ عَنهُ، إِذا نسِيتَه وغَلطتَ فِيهِ، وتوهَّلْتُ فلَانا، أَي عرَّضْتَهُ لِأَن يَهِل أَي يَغلط. وَمِنْه الحَدِيث: (كَيفَ أنتَ إِذا أَتَاك مَلكان فتوهَّلاكَ فِي قَبرك) ، جَاءَ بِهِ أَبُو سعيد. وَقَالَ أَبُو زيد: وَهلْتُ إِلَى الشَّيْء أَهِلُ وَهْلاً، وَهُوَ أَن تُخطِىء بالشَّيْء فتَهِلُ إِلَيْهِ وَأَنت تُرِيدُ غيرَه. ورَوَى أَبُو حَاتِم فِي كِتَابه فِي المُزال والمُفسَد عَن الأصمعيّ: يُقَال: استوجَب ذاكَ واستحقَّه، وَلَا يُقَال اسْتَأَهلْه، وَلَا أنتَ تَسْتَأهِل، وَلَكِن يُقَال: هُوَ أَهلُ ذَاك وأهلٌ لذاك، وَنَحْو ذَلِك قَالَ أَبُو زيد. قَالَ: وَيُقَال هم أَهْلَةُ ذَاك. وَيُقَال لقيتُه أوَّلَ وَهلة، وَهُوَ أول مَا ترَاهُ. وَله: رُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (لَا تُوَلَّهُ وَالِدَة عَن وَلَدهَا) . قَالَ أَبُو عُبيد: التَّوْلِيهُ أَن يُفرَّقَ بَينهمَا فِي البَيع، وكلّ أُنْثَى فارقتْ ولدَها فَهِيَ والِهٌ. قَالَ الْأَعْشَى يَذكرُ بقرة أكلَ السِّباع ولدَها: فأَقْبَلَتْ والِهاً ثَكْلَى على عَجَل كلٌّ دَهَاها وكلٌّ عِندَها اجتمعَا شمِر، عَن ابْن شُمَيْل: ناقةٌ ميِلاهٌ وَهِي الَّتِي فَقَدت ولدَها، فَهِيَ تَلِه إِلَيْهِ. يُقَال: ولَهتْ إِلَيْهِ تَلِه، أَن تَحنّ إِلَيْهِ. وَقَالَ غَيره: فِيهِ لُغتان: ولِهَتْ تَوْلَه، وولَهتْ تَلِهُ. وَقَالَ بَعضهم: الوَلَه يكون من الحُزنِ وَالسُّرُور، مِثل الطَّرَب. وَقَالَ شمر: المِيلاهُ: النَّاقة تُرِبُّ بالفحْل، فَإِذا فقدَتْه وَلِهتْ إِلَيْهِ. وناقةٌ والِهٌ. قَالَ: والجمَل إِذا فَقَدَ أُلاّفَهُ فحنَّ إِلَيْهَا والِهٌ أَيْضا. وَقَالَ الكُمَيت: وَلِهتْ نَفسيَ الطَّرُوبُ إِلَيْهِم وَلَهاً حَال دُون طَعْمِ الطَّعام وَلِهَت: حَنَّت. قَالَ: والوَله يكون بَين الوالدة وولدِها، وَبَين الْإِخْوَة، وَبَين الرّجل ووَلدِه. وَقَالَ اللَّيْث: الوَلَه: ذَهاب العَقل لِفقْدان الإلْف. يُقَال: وَلِه يَوْلَه ويَلِه، وَالْأُنْثَى والهٌ ووالِهة. قَالَ: والوَلْهان: اسْم شَيْطَان المَاء يُولِع الناسَ بِكَثْرَة اسْتِعْمَال المَاء. والميلاهُ: الرِّيح الشَّدِيدَة الهُبوب ذاتُ الحَنين. أَله: جلّ وعزّ قَالَ اللَّيْث: بلغَنا أنَّ اسْم الله الْأَكْبَر هُوَ: الله لَا إلاه إلاّ الله وَحده. قَالَ: وَتقول الْعَرَب: الله مَا فَعلتُ ذَاك، تُرِيدُ وَالله مَا فعلتُه. قَالَ: والتَّأَلُّه: التعبُّد، وَقَالَ رؤبة: سَبَّحْنَ واسْتَرجعنَ من تألُّهِي قَالَ: وَقَالَ الْخَلِيل: الله، لَا تُطرح الألفُ من الِاسْم، إِنَّمَا هُوَ الله على التمّام. قَالَ: وَلَيْسَ من الْأَسْمَاء الَّتِي يجوز مِنْهَا اشتقاق فِعْل، كَمَا يجوز فِي الرَّحمن الرّحيم. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه سَأَلَهُ عَن اشْتقاق اسْم الله فِي اللُّغة، فَقَالَ: كَانَ حقُّه إلاهٌ، أُدخلت الألِف وَاللَّام عَلَيْهِ للتعريف فَقيل: الْإِلَه، ثمَّ حَذفت العربُ

الهمزةَ استثقالاً لَهما، فلمّا تركُوا الهمزةَ حَوّلوا كسرتها فِي اللَّام الَّتِي هِيَ لَام التَّعْرِيف، وَذَهَبت الهمزةُ أصلا فَقيل: أَلِلاَه، فحرَّكوا لامَ التَّعْرِيف الَّتِي لَا تكون إلاّ سَاكِنة، ثمَّ الْتَقَى لامان متحرِّكَتان فأدغَموا الأولى فِي الثَّانِيَة، فَقَالُوا: الله، كَمَا قَالَ الله جلّ وعزّ: {لَّكِنَّ هُوَ اللَّهُ رَبِّى} (الْكَهْف: 38) : مَعْنَاهُ لكنْ أَنا. ثمَّ إِن الْعَرَب لمّا سَمِعوا اللهمّ قد جرَت فِي كَلَام الخَلق توهَّمُوا أنّه إِذا ألْقِيت الألفُ وَاللَّام من الله كَانَ الْبَاقِي لاه، فَقَالُوا لَا هُمَّ، وَأنْشد: لَا هُمَّ أَنْتَ تَجبُر الكَسيرا أنتَ وهبْت جِلَّةً جُرْجُورا وَيَقُولُونَ: لاهِ أَبوك، يُرِيدُونَ لله أَبوك، وَهِي لَام التَّعَجُّب يُضْمِرون قَبلها: اعجَبُوا لِأَبِيهِ مَا أَكْمَله، فيَحذِفونَ لامَ التعجّب مَعَ لَام الِاسْم، وَأنْشد لِذي الإصْبع: لاهِ ابنَّ عمِّي مَا يَخا فُ الحادثاتِ من العَواقبْ قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: وَقد قَالَت الْعَرَب: بِسم الله بِغَيْر مدّة اللَّام وحذفِ مَدَّةِ لاهِ، وَأنْشد: أَقْبَلَ سَيْلٌ جاءَ من أَمر الله يَحْرِدُ حَرْدَ الجَنَّة المُغِلَّه وَأنْشد أَبُو الْهَيْثَم أَيْضا: لَهِنَّكِ من عَبْسِيَّةٍ لَوَسِيمةٌ على هَنَواتٍ كاذبٍ من يقولُها إِنَّمَا هُوَ لله إِنَّك، فحذَف الْألف وَاللَّام فَقَالَ: لاهِ إِنَّك، ثمَّ ترك همزَة إِنَّك، فَقَالَ: لَهِنَّك. وَقَالَ الآخر: أبائنةٌ سُعْدَى نَعَمْ وتُماضِرُ لَهِنَّا لمَقْضِيٌّ علينا التَّهاجُر يَقُول: لاهِ إنَّا، فَحذف مدَّة لاه، وَترك همزَة إِنَّا. قَالَ الْفراء فِي قَول الشَّاعِر: لَهِنَّك، أَرَادَ لإِنَّك، فأبدل الهمزَة هَاء، مِثل هَراق المَاء وأَراق. قَالَ: وأَدخَل اللَّام فِي إِن لليَمِين، وَلذَلِك أجابَها بِاللَّامِ فِي: لَوَسِيمة. قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: وسمعتُ الثورِيّ يَقُول: سمعتُ أَبَا زيد يَقُول: قَالَ لي الكسائيّ: ألَّفتُ كتابا فِي مَعَاني الْقُرْآن، فقلتُ لَهُ: أسمعتَ الحمدُ لَاهِ رَبِّ الْعَالمين؟ فَقَالَ: لَا. فَقلت: فاسمَعْها. قلتُ: لَا يجوز فِي الْقِرَاءَة إِلَّا {الْحَمْدُ للَّهِ} (الفَاتِحَة: 2) بِمدَّة اللَّام، وَإِنَّمَا يقرأُ مَا حَكَاهُ أَبُو زيد الأعرابُ ومَن لَا يَعرِف سُنة القِراءة. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: فَالله أصلُه إلاه، قَالَ الله جلّ وعزّ: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَاهٍ بِمَا خَلَقَ} (الْمُؤْمِنُونَ: 91) . قَالَ: وَلَا يكون إلاهاً حَتَّى يكون معبوداً وَحَتَّى يكون لعابده خَالِقًا، ورازقاً، ومدبِّراً، وَعَلِيهِ مُقتدِراً، فَمن لم يكن

كَذَلِك، فَلَيْسَ بإلاه، وَإِن عُبِد ظُلْماً، بل هُوَ مخلوقٌ ومُتعبَّدٌ. قَالَ: وأصل إلاه وِلاه. فقلِبت الْوَاو همزَة كَمَا قَالُوا: للوِشاح إشاح، وللوِجاج إجاج وَمعنى وِلاَه أَنّ الخلْق إِلَيْهِ يَوْلَهون فِي حوائجهم، ويَفزعون إِلَيْهِ فِيمَا يُصيبُهم ويَفزَعون إِلَيْهِ فِي كل مَا يَنوبُهم كَمَا يَوْلَه كلٌّ طِفْل إِلَى أمه. وَقد سَمَّت العربُ الشمسَ لمّا عَبَدُوها: إلاهة. وَقَالَ عُتيبة بنُ الْحَارِث اليَربوعيّ: تَرَوَّحْنا من اللَّعْباء عَصْراً فَأَعْجَلْنَا الإلاهة أَن تَؤُوبَا وَكَانَت العَرَب فِي جَاهِلِيَّتهَا يَدعُون مَعبُوداتهم من الْأَصْنَام والأوْثان آلِهَة، وَهِي جمعُ إلاهة. قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَيَذَرَكَ وَءالِهَتَكَ} (الْأَعْرَاف: 127) ، وَهِي أصنامٌ عَبَدها قومُ فِرْعَوْن مَعَه. ورُوِي عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَرَأَ: (ويذَرَك وإلَاهتَك) ويُفسِّره وعِبادَتك. واعتلّ بأنّ فِرْعَوْن كَانَ يُعبَد وَلَا يَعْبُد وَالْقِرَاءَة الأولى أَكثر وأشهَر، وَعَلَيْهَا قراءةُ الْأَمْصَار. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه أَنه قَالَ: الإلاهَةُ: الحيَّة. قَالَ: وَهِي الْهلَال. قلت: فَهَذَا مَا سمعناه فِي تَفْسِير اسْم الله واشتقاقه. ونذكُر الْآن مَا قيل فِي تَفْسِير اللَّهمَّ، لاتصاله بتفسير الله. فَأَما إعرابُ اللَّهمَّ فضمُّ الْهَاء وَفتح الْمِيم، لَا اختلافَ فِيهِ بَين النَّحْوِيين فِي اللَّفْظ، فَأَما العِلة وَالتَّفْسِير ففيهما اخْتِلَاف بَينهم. فَقَالَ الْفراء: معنى اللهمّ: يَا ألله أُمَّ بخيْر، رَوَاهُ سَلَمة وغيرُه عَنهُ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق الزّجّاج: هَذَا إقْدام عَظِيم، لِأَن كل مَا كَانَ من هَذَا الْهَمْز الَّذِي طُرِح فأكثرُ الْكَلَام الإتيانُ بِهِ. يُقَال: ويلُ أُمِّه وويل امِّه، وَالْأَكْثَر إِثْبَات الْهَمْز، وَلَو كَانَ كَمَا قَالَ الْفراء لجازَ: الله أَوْمُمْ وَالله أمَّ، وَكَانَ يجب أَن يلْزمه (يَا) لِأَن الْعَرَب إِنَّمَا تَقول: يَا ألله اغْفِر لنا، وَلم يقل أحد من الْعَرَب إلاّ اللهمَّ، وَلم يقل أَحدٌ يَا اللَّهُمَّ. قَالَ الله جلّ وعزّ: {يَسْتَبْشِرُونَ قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِى مَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} (الزُّمَر: 46) فَهَذَا القَوْل يُبْطَل من جِهَات: إِحْدَاهَا أَن (يَا) لَيست فِي الْكَلَام، وَالْأُخْرَى أَن هَذَا الْمَحْذُوف لم يُتكلَّم بِهِ على أَصله كَمَا تكلم بِمثلِهِ، وَأَنه لَا يُقدَّم أَمَام الدُّعَاء. هَذَا الَّذِي ذكره. قَالَ الزّجاج: وزعَمَ الْفراء أَن الضمة الَّتِي هِيَ فِي الْهَاء ضمةُ الْهمزَة الَّتِي كَانَت فِي أُمّ، وَهَذَا محَال أَن يُترك الضمّ الَّذِي هُوَ دَلِيل على النداء المُفرَد، وأَن يُجعَل فِي اسْم الله ضمة أُمَّ، هَذَا إلحادٌ فِي اسْم الله. قَالَ: وَزعم أنّ قَوْلنَا هَلمّ: مِثْل ذَلِك، وأنّ أصلَها هَلْ أُمَّ، وَإِنَّمَا هِيَ لُمَّ وَهَا للتّنْبِيه، قَالَ: وَزعم الفرّاء أنّ (يَا) قد يُقَال مَعَ اللَّهُمَّ، فَيُقَال: يَا اللَّهُمَّ، واستشهَد بشِعر لَا يكون مِثلُه حُجّةً: وَمَا عليكِ أَن تقولِي كلَّما صلَّيْتِ أَو سَبّحْتِ يَا للَّهُمَّمَا

اردُدْ علينا شَيخَنا مُسلَّما وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: قَالَ الْخَلِيل وسيبويه وَجَمِيع النحويّين الموثوق بعلمهم: اللهمَّ بِمَعْنى يَا ألله، وَأَن الْمِيم المشدّدة عِوَض من (يَا) لأَنهم لم يَجِدوا (يَا) مَعَ هَذِه الْمِيم فِي كلمةٍ ووجَدُوا اسمَ الله مستعَملاً ب (يَا) إِذا لم تُذكَر الْمِيم فِي آخر الْكَلِمَة فعَلموا أَن الْمِيم فِي آخر الْكَلِمَة بِمَنْزِلَة (يَا) فِي أوّلها والضمة الَّتِي فِي الْهَاء هِيَ ضمة الِاسْم المنادى الْمُفْرد وَالْمِيم مَفْتُوحَة لسكونها وَسُكُون الْمِيم قبلهَا. وَقَالَ الزّجّاج فِي قَول الله تَعَالَى: {قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَآ} (المَائدة: 114) ذكر سِيبَوَيْهٍ أنّ اللهمّ كالصوت وَأَنه لَا يوصَف، وَأَن رَبَّنا منصوبٌ على نِدَاء آخر. قلت: وَأنْشد قُطربٌ: إنِّي إِذا مَا مَطعَمٌ أَلمَّا أَقُولُ يَا اللَّهُمَّ يَا اللَّهُما وَقَالَ أَبُو بكر بن الأنباريّ: الدَّلِيل على صِحَة قَول الفرّاء وَأبي العبّاس فِي اللَّهُمَّ أنّه بِمَعْنى يَا ألله أُمَّ، إِدْخَال العَرَب (يَا) على (اللَّهم. ورَوَى سَلمَة عَن الفرّاء أَنه قَالَ بعد قَوْله الأوّل: وَمن الْعَرَب من يَقُول إِذا طَرَح الميمَ: يألله اغْفِر لي بِهَمْزَة، وَمِنْهُم من يَقُول: يَلّله بِغَيْر همزَة، فَمن حَذَف الْهمزَة فَهُوَ على السَّبيل، لِأَنَّهَا ألف وَلَام، مِثل الْحَارِث من الْأَسْمَاء وأشباهِه، وَمن هَمَزَها توهّمَ الْهمزَة من الْحَرْف إِذا كَانَت لَا تَسقط مِنْهُ، وَأنْشد: مُباركٌ هُوَ وَمن سَمَّاهُ على اسْمك اللَّهُمَّ يَا ألله قَالَ: وَقد كَثُرت اللهمّ فِي الْكَلَام حتْى خُفِّفتْ ميمها فِي بعض اللّغات. أَنْشدني بعضهُم: بحَلفةٍ من أبي رَبَاح يسْمعهَا اللَّهُمَ الكُبارُ قَالَ: وإنشاد الْعَامَّة: (يسمَعُها لاهُهُ الكُبار) . قَالَ: وأنشده الكسائيّ: يسْمعهَا الله وَالله كُبار. وَقَالَ الكسائيّ: الْعَرَب تَقول: يَأ الله اغْفِر لي ويَللَّه اغْفِر لي. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: سمعتُ الخليلَ يَقُول: يَكرَهون أَن يَنقُصوا من هَذَا الِاسْم شَيْئا يَأ الله، أَي لَا يَقُولُونَ: يَلَّه. تفسيرُ: لَهَا لهى: وألهى وتَلهَّى واستَلْهى ولاَهَى. أمَّالَها، فَهُوَ من اللَّهو. وَقَالَ اللَّيْث: اللَّهْو: مَا شَغَلك من هَوًى وطَرَب، يُقَال: لهَا يَلْهُو، والتَهَى بامرأةٍ فَهِيَ لَهْوَتُه، وَقَالَ العجّاج: ولَهْوةُ اللاّهي وَلَو تَنَطَّسا قَالَ: واللَّهْو: الصُّدُوف، يُقَال: لهَوْت عَن الشَّيْء أَلْهُو لَهاً. قَالَ: وقولُ الْعَامَّة: تلهّيتُ. وَتقول: أَلْهاني فلانٌ عَن كَذَا وَكَذَا أَي، شَغلَني وأنساني. قلتُ: كلامُ الْعَرَب جاءَ على خِلاف مَا قَالَه اللَّيْث: تَقول العَرَب: لهوْتُ بِالْمَرْأَةِ وبالشّيء أَلْهُو لَهْواً لَا غير، وَلَا يُقَال: لَهىً، وَيَقُولُونَ: لَهِيتُ عَن الشَّيْء أَلْهَى لُهِيّاً.

ورَوَينا عَن ابْن الزُّبير أنّه كَانَ إِذا سَمع صوتَ الرّعد لَهِيَ عَن حَدِيثه. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الكسائيّ والأصمعيّ: قولُه لَهِيَ عَن حَدِيثه، يَقُول: تَركه وأَعرَضَ عَنهُ. وكلُّ شَيْء تركتَه فقد لَهِيت عَنهُ. وأَنشد الكسائيّ: إلْهُ مِنْهَا فقد أَصابَك مِنها قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: لَهِيتُ مِن فلَان وَعنهُ فأَنا أَلْهَى. وَقَالَ الكسائيّ: لَهِيتُ عَنهُ لَا غيْرُ. وَقَالَ: إلْهَ مِنْهُ وَعنهُ. وَقَالَ ابْن بزرج: لَهِيت مِنْهُ وَعنهُ. قَالَ: ولَهوْتُ ولَهِيتُ بالشَّيْء، إِذا لَعِبتَ بِهِ، وَأنْشد: خلعتُ عِذارَها ولهِيتُ عَنْهَا كَمَا خُلِعَ العِذارُ عَن الجَوادِ ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: لَهيتُ بِهِ وَعنهُ: كرِهْته، ولهوْتُ بِهِ: أحبَبْته، وَأنْشد: صَرَمَتْ حِبَالَكَ فالْهَ عَنْهَا زَينبُ وَلَقَد أطلتَ عتابَها لَو تُعْتِب لَو تعتب: لَو تُرضيك. وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن عَرَفَة النحويّ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {لاَهِيَةً قُلُوبُهُمْ} (الأنبيَاء: 3) أَي مُتشاغلة عمّا يُدْعَوْن إِلَيْهِ. قَالَ: وَهَذَا من لَهِيَ عَن الشَّيْء يَلهَى إِذا تشاغل بِغَيْرِهِ. قَالَ: وَهَذَا من قَول الله جلّ وعزّ: {يَخْشَى فَأَنتَ عَنْهُ} (عَبَسَ: 10) أَي تتشاغل، والنبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يَلْهو، لأنّه قَالَ: (مَا أَنا مِن دَدٍ وَلَا الدَّدُ مِنَّي) . ورُوِي عَن عمرَ أنّه أخَذ أربعمَائة دِينَار فجعَلَها فِي صُرّة ثمَّ قَالَ للغلام: اذهَبْ بهَا إِلَى أبي عُبَيْدَة بنِ الجَراح، ثمَّ تَلَهَّ سَاعَة فِي الْبَيْت، ثمَّ انْظُر مَاذَا يَصنَع، قَالَ ففرَّقَها. قَالَ شمر: قَوْله: تَلَهَّ سَاعَة: التلهِّي بالشَّيْء: التعلُّل بِهِ والتمكُّث، يُقَال: تلهيْتُ بِكَذَا، أَي تعلّلتُ بِهِ وأَقمتُ عَلَيْهِ وَلم أفارِقْه. وتَلهت الإبلُ بالمَرعَى، إِذا تعلّلتْ بِهِ، وأَنشد: لنا هَضَباتٌ قد ثَنَيْن أكَارِعاً تَلَهَّى ببَعْض النَّجْم وَاللَّيْل أبْلَقُ يُرِيد ترعَى فِي الْقَمَر، والنجم: نَبتٌ، وَأَرَادَ بهَضَبات هَاهُنَا إِبلاً، وَأنْشد شمر لبَعض بني كلاب: وساجِيَةٍ حَوْراءَ يَلْهو إزَارُها إِلَى كَفَلٍ رابٍ وخَصْرٍ مُخصَّرٍ قَالَ: يلهو إزارُها إِلَى الكَفَل فَلَا يفارِقُه، قَالَ: وَالْإِنْسَان اللاّهي إِلَى الشَّيْء، إِذا لم يفارِقْه ولَهِيَ عَن الشَّيْء وتلَهَّى عَنهُ، إِذا غَفَل عَنهُ. قَالَ شمِر: وَيُقَال: قد لاهَى فلَان الشَّيْء إِذا داناه وقاربه، ولاهى الغلامُ الفِطامَ، إِذا دَنَا مِنْهُ. وَأنْشد قَول ابْن حِلّزة: أتَلهَّى بهَا الهواجِرَ إذْ ك لُّ ابنِ هَمَ بَليَّةٌ عَمْياءُ قَالَ: تَلهِّيه بهَا: ركوبُه إِيَّاهَا، وتعلُّلُه بسَيْرها. وَقَالَ الفَرَزْذَق: أَلا إِنَّمَا أفنى شبابيَ فانقَضَى على مَرِّ ليلٍ دائبٍ ونهَارِ

باب الهاء والنون

يُعيدانِ لي مَا أمْضَيا وهما مَعًا طَرِيدَانِ لَا يَستَلْهِيانِ قَرارِي قَالَ: مَعْنَاهُ لَا ينتظران قَراري، وَلَا يستوقِفاني. وحدّثنا عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز، قَالَ: حدّثنا صَالح بنُ مَالك قَالَ: حدّثنا عبد الْعَزِيز بن عبدِ الله، عَن مُحَمَّد بن المنكدِر، عَن يزيدَ الرَّقاشيّ، عَن أنس بنِ مَالك، عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (سألتُ ربّي ألاَّ يُعذِّب اللاَّهين من ذرّية البَشَر، فأعطانيهم) . قيل فِي تَفْسِير اللاّهين: إِنَّهُم الْأَطْفَال الَّذين لم يَقْتَرفُوا ذَنبا. وَقيل: اللاّهون الَّذين لم يتعمّدوا الذَّنْب، إِنَّمَا أَتوْه غَفلَة ونِسياناً وخَطأً، وهم الَّذين يَدْعون الله فَيَقُولُونَ: {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَآ إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا} (البَقَرَة: 286) كَمَا علمهمْ الله. وَقَالَ اللَّيْث فِي قَول الله: {لَوْ أَرَدْنَآ أَن نَّتَّخِذَ لَهْواً لاَّتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّآ} (الأنبيَاء: 17) . قَالَ: اللَّهْو: المرأةُ نَفسهَا هَهُنَا. وَقَالَ الزّجاج: قَالَ أهل التَّفْسِير: اللَّهْو فِي لُغَة أهل حَضْرَمَوْتَ: الوَلَدُ قَالَ: وَقيل: اللَّهْو: الْمَرْأَة. قَالَ: وتأويله فِي اللُّغَة أنَّ الولَد لَهْوُ الدُّنْيَا، أَي لَو أردْنا أَن نتّخذ وَلَداً ذَا لَهْوٍ يُلهَى بِهِ، وَمعنى {لاَّتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّآ} : أَي لاصطفيناه ممّا نَخْلق. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: لاهاهُ، أَي دنا مِنْهُ، وهَالاَه أَي قَارَعه. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يُقَال: لاهِ أَخَاك يَا فلَان، أَي افعلْ بِهِ نحوَ مَا يَفعل بك من الْمَعْرُوف. وأَلْهِه سَوَاء. وَقَالَ اللَّيْث: اللَّهاةُ: أقصَى الْحَلق، وَهِي لَحمة مُشرِفة على الْحَلْق، وَهِي من الْبَعِير العربيِّ الشِّقْشِقَة، ولكلِّ ذِي حَلْقٍ لَهاة، والجميع: لَهَا ولَهَوات. قَالَ: وَبَعْضهمْ يجمَع اللُّهاة: لِهاءً، وَأنْشد: يَنشَب فِي المَسْعَل واللِّهاءِ وَقَالَ اللَّيْث: اللُّهْوة: مَا أُلقِي فِي فَمِ الرَّحا من الحَبّ للطَّحن. وَقَالَ ابْن كُلْثُوم: ولُهْوَتُها قُضاعة أجمعِينا قَالَ: واللُّهَى: أَفضَل العَطايَا، واحدتها لُهْوة، ولُهية، وَأنْشد: إِذا مَا بالُّلهَى ضَنَّ الكِرامُ وَقَالَ النابغةُ يمدَح قوما: عظامُ اللُّهى أَبنَاء أبناءِ عُذْرَةٍ لَهامِيمُ يَسْتَلْهُونها بالجَراجِرِ يُقَال: أَرَادَ بقوله عِظامَ اللُّهَى، أَي عظامَ العطايا، واحدتها لُهْوَة، يُقَال: أَلهَيْتُ لَهُ لُهْوَة من المَال كَمَا يُلهَى فِي حُرِيِّ الطاحونة. ثمَّ قَالَ: يَسْتَلْهُونها، الهاءُ للمكارِم، وَهِي العطايا الَّتِي وصفهَا. والجَراجِر: الحَلاقِيم. وَيُقَال: أَرَادَ باللُّهى الْأَمْوَال، أَرَادَ أنّ أَمْوَالهم كَثِيرَة قد استَلْهَوْها، أَي استكثروا مِنْهَا. أَبُو الْهَيْثَم: قَالَ ابْن بزرج: تَلَهْلأتُ، أَي نَكصْتُ. (بَاب الْهَاء وَالنُّون) (هـ ن (وَا يء)) هَنأ، (يهنأ) ، نهى، ناه، وَهن، نهأ، هان، هُنَا، (هَا هُنَا) ، أَنه، أهن.

هَنأ: قَالَ أَبُو زيد يُقَال فِي الْهمزَة: هَنَأتُ البعيرَ أهنَؤُه هَنْأً، إِذا طَلَيْتَه بالهِنَاء، وَهُوَ القَطِران. قَالَ: وَتقول هَنأَني الطَّعامُ، وَهُوَ يَهْنَؤُني هِنْأً وهَنْأً ويَهْنِئُني. الحرانيّ عَن ابْن السّكيت: يُقَال: هَنَأَكَ الله ومَرأَك، وَقد هَنأَني الطَّعامُ ومَرَأَني بِغَيْر ألف، إِذا أَتْبعوه هنَأَني، فإِذا أفردُوه قَالُوا: أَمْرَأَني. أَبُو حَاتِم عَن الأصمعيّ: العربُ تَقول لِيَهْنِئْك الفارسُ، بجَزْم الْهمزَة، وليَهْنِيك الفارسُ بياءٍ سَاكِنة، وَلَا يجوز لِيَهْنِك، كَمَا تَقول الْعَامَّة. وَقَالَ الفرَّاء: يُقَال: إِنَّمَا سُمّيت هانِئاً لتهنَأَ ولِتَهْنِىء، أَي لتُعطِيَ: لُغَتَانِ، وَالِاسْم الهِنْءُ، وَهُوَ الْعَطاء. وَقَالَ الزَّجاج فِي قَول الله جلّ وعزّ: {فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً} (النِّساء: 4) يُقَال: هنأَني الطعامُ ومَرَأَني. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: يُقَال مَعَ هنأَني: مَرَأَني، فَإِذا لم تَذْكُر هنأني قلتَ: أَمْرَأَني. أَبُو عبيد عَن الأمويّ: هنَأْتُ الرجلَ: أعطيتُه. وَقَالَ غَيره: هنأتُ القَوْمَ، إِذا عُلْتَهم وكَفَيْتَهم وأعطيتهم، يُقَال: هنأَهم شَهْرَيْن يَهنَؤُهم، إِذا عالهم، وَمِنْه المَثَل: إِنَّمَا سُمِّيت هانئاً لِتَهنَأَ، أَي لتَعُول وتكفي، يُضرَب لمن عُرِف بِالْإِحْسَانِ، فَيُقَال لَهُ: اجْرِ على عادَتِك وَلَا تقْطَعْها. وَقَالَ الكسائيّ: لِتَهْنِىء بِالْكَسْرِ، وَيُقَال: استهنَأَ فلانٌ بني فلَان، فَلم يَهْنِئوه، أَي سأَلهم فَلم يُعْطوه، وَقَالَ عُرْوَة بن الوَرْد: ومُسْتَهْنِىءٍ زَيدٌ أبوهُ فَلم أَجِدْ لَهُ مَدْفَعاً فاقْنَيْ حَياءكِ واصبِري وَقَالَ ابْن شُمَيْل يُقَال: مَا هَنِىءَ لي هَذَا الطعامُ، أَي مَا استهنَأْتُه، وهَنِئَت الإبلُ مِن نَبْت الأَرْض، أَي شَبِعَتْ، وأكلْنا من هَذَا الطَّعَام حَتَّى هَنِئْنا مِنْهُ، أَي شَبِعنا. وَيُقَال: هنَأَنِي خيرُ فلانٍ أَي كَانَ هَنِيئًا بِغَيْر تَبِعة وَلَا مَشَقّة، وَقد هنأَنا الله الطعامَ، وَكَانَ طَعَاما استَهْنَأَناه، أَي استَمْرَأْناه. وَقَالَ أَبُو زيد: هَنِئَت الماشيةُ تهَنأْ هَنْأً، إِذا أَصابت حَظّاً من البَقْل من غير أَن تَشبَع مِنْهُ. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: يُقَال فِي الدُّعَاء للرجل: هَنِئْتَ وَلَا تَنْكَهْ، أَي أصبتَ خيرا وَلَا أصابَك الضَّرُّ، يَدْعُو لَهُ. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: معنى قَوْله: هَنِئْتَ، يُرِيد ظَفِرْتَ، على الدُّعَاء لَهُ. وَقَالَ اللَّيْث: هَنُؤَ الطعامُ يَهْنُؤُ هناءَةً، ولغةٌ أُخْرَى هَنِيَ يَهْنا، بِلَا همز. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال هَذَا مُهَنَّأٌ، قد جَاءَ بِالْهَمْز: اسْم رَجُل. وَقَالَ أَبو عبيد: من أَمثالهم فِي الْمُبَالغَة وَترك التَّقْصِير قولُهم: لَيْسَ الهِناءُ بالدَّسّ، الدَّسُّ أَن يَطلِيَ الطَّالي مَساعِرَ الْبَعِير، وَهِي المواضعُ الَّتِي يُسْرِع إِلَيْهَا الجَرَبُ من الآباط والأرفاغ وأمِّ القِرْدان وَنَحْوهَا. فَيُقَال: دُسَّ البعيرُ فَهُوَ مَدْسُوس، إِذا

طُليَت هَذِه المواضعُ مِنْهُ، وَمِنْه قَول ذِي الرمة: قَرِيعُ هجانٍ دُسَّ مِنْهُ المَسَاعِرُ فَإِذا عُمَّ جسدُ الْبَعِير كُله بالهِناء فَذَلِك التَّدجِيل، يُضرَب مثلا للَّذي لَا يُبالِغ فِي إحكام الْأُمُور وَلَا يَستوثِق مِنْهَا، ويَرضَى باليسير مِنْهَا. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: تهنَّأَ فلانٌ، إِذا كَثُر عَطاؤُه، مأخوذٌ من الهِنْء، وَهُوَ الْعَطاء الْكثير. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: قَالَ الْخَلِيل فِي قَول الْأَعْشَى: لَا تَهَنَّا ذِكرَى جُبَيْرةَ أَمَّنْ جَاءَ مِنْهَا بطائفِ الْأَهْوَال قَالَ: يَقُول: لَا تُجَمْجِمُ عَن ذِكرها، لِأَنَّهُ يَقُول: قد فعلتُ وهنَيْتُ، فتُجَمْجِم عَن شَيْء، فَهُوَ من هنَيْتُ، وَلَيْسَ بأَمْر، وَلَو كَانَ أَمراً كَانَ جَزْماً، وَلكنه خبر. يَقُول: أَنت لَا تَهْنَا ذِكْرَها. قلتُ: وَقَالَ غيرُ الْخَلِيل فِي قَوْلهم: (لاتَ هنَّا) : (لاتَ) حرف، و (هنَّا) كلمة أُخرى. وأَنشد الأصمعيّ: لات هَنَّا ذِكرَى جُبَيْرة الْبَيْت، يَقُول: لَيْسَ جُبيرةُ حيثُ ذهبْتَ، ايأَسْ مِنْهَا، لَيْسَ هَذَا بِموضع ذِكرها. قَالَ: وقولُه: ... . أَمَّنْ جَاءَ مِنْهَا بطائفِ الأهوالِ يَستفهم، يَقُول: مَن الَّذِي دَلَّ خيالها علينا؟ وَقَالَ الرَّاعِي: نعمْ لاتَ هَنَّا إنَّ قلْبَك مِتْيَحُ يَقُول: لَيْسَ الأمرُ حَيْثُ ذهبتَ، إِنَّمَا قلبُك مِتيحٌ فِي غير ضَيعة. وَقَالَ أَبُو عبيد: من أَمثال الْعَرَب: (حَنَّتْ ولاتَ هَنَّت) ، وأَنَّى لَك مقروع. قَالَ: يُضرَب مَثَلاً لمن يُتهَم فِي حَدِيثه وَلَا يُصدَّق، قَالَه مَازِن بنُ مَالك بن عَمْرو ابْن تَمِيم لابنَة أَخِيه الهَيْجُمانة بنت العَنْبر بن عَمْرِو بن تَمِيم حِين قَالَت لأَبِيهَا: إنّ عبد شمس بن سعد بن زيد مَناةَ يُرِيد أَن يُغِير عَلَيْهِم فاتهمها مازِن، لأنّ عبدَ شمسٍ كَانَ يَهْوَاها وتهْوَاه، يُقَال هَذِه الْمقَالة، وَقَوله: عَنَّت أَي حَنَّت إِلَى عبد شمس ونزَعَتْ إِلَيْهِ وَقَوله: ولاتَ هَنَّتْ: أَي لَيْسَ الأمرُ حيثُ ذهبَتْ. وَقَالَ شمر: سمعتُ ابنَ الأعرابيّ يَقُول فِي قَول مازِن: حَنَّت ولاتَ هَنَّتْ، يَقُول: حَنّت إِلَى عاشقها، وَلَيْسَ أوانَ حَنين، وَإِنَّمَا هُوَ وَلاَ، والهاءُ صلَة جُعِلْت تَاء، وَلَو وقَفتَ عَلَيْهَا لقلتَ: لاَهْ فِي الْقيَاس، وَلَكِن يَقِفون عَلَيْهَا بِالتَّاءِ. قَالَ ابْن الأعرابيّ: وسأَلْتُ الكسائيّ: كَيفَ تَقِف على بنت؟ ، فَقَالَ بِالتَّاءِ اتّباعاً للْكتاب، وَهِي فِي الأَصْل هَاء. قلت: وَالْهَاء فِي قَوْله: هَنَّتْ كَانَت هاءَ الوَقْفة، ثمَّ صُيِّرتْ تَاء ليُزاوِجُوا بِهِ حَنّت. وَالْأَصْل هَنَّا، ثمَّ قيل فِي الْوَقْف: هَنّه للْوَقْف، ثمَّ صُيِّرتْ تَاء.

هُنَا هَاهُنَا: أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد، يُقَال: اجلِس هَهنا أَي قَرِيبا، وتَنحَّ هَا هُنَا، أَي ابعدْ قَلِيلا. قَالَ: وهَهَنَّا أَيْضا، تقولُ قيسٌ وَتَمِيم. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الفرّاء قَالَ: من أمثالهم: (هَنَّا وهَنَّا عَن جِمالِ وَعَوْعَهْ) كَمَا تَقول: كلُّ شَيْء وَلَا وَجَعُ الرَّأْس، وكل شَيْء وَلَا سَيْفُ فَراشَة. وَقَالَ غَيره: معنى هَذَا الْكَلَام: إِذا سَلِمْتُ وسَلِم فلانٌ لم أكتَرِثْ لغيره. والعَرَبُ تَقول: إِذا أَرَادَت البُعْدَ: هَنّا وَهَا هَنَّا وهَنَّاك وَهَا هَنَّاكَ، وَإِذا أَرَادَت القُربَ قالتْ: هُنَا وهَهنا، ونقول للحبيب: هَهُنا وهُنَا، أَي تَقرَّب، وادْنُ، وَفِي ضدِّه للبَغيض هَا هَنَّا وَهَنَّا، أَي تَنحَّ بَعيدا، وَقَالَ الحُطيئة: فَها هَنَّا اقعُدِي عني بَعيدا أراحَ الله منكِ العالَمِينا يُخَاطب أمَّه ويهجوها. وَقَالَ ذُو الرمة يصف فلاةً بعيدَة الْأَطْرَاف: هَنَّا وهَنَّا وَمن هَنَّا لهنّ بهَا ذَات الشمائلِ وَالْإِيمَان هَيْنُومُ أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: هُنَا: اللَّهْو، وَهُوَ مَعرِفة، وَأنْشد: وحديثِ الرَّكب يومَ هُنَا وحديثٌ مَا على قِصَرِه وَقَالَ غَيره: هُنَا: مَوضِع بعَيْنه فِي هَذَا الْبَيْت. وَمن العَرَب من يَقُول فِي قَوْله: يومَ هُنَا إِنَّه كَقَوْلِك: يومَ الأوَّل، رَوَاهُ ابْن شُمَيْل عَن أبي الخطَّاب. ورُوِي عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الهُنَا النَسَب الدَّقيق الخسيس، وَأنْشد: حاشَا لَفَرْعَيْكِ من هُنَا وهُنَا حَاشَ لأعراقِك الَّتِي تَشِجُ وَقَول الْأَعْشَى: يَا ليتَ شِعرِي هلْ أعُودَنَّ ناشئاً مِثلي زُمَيْنَ هَنَا بُبرْقَةِ أَنقَدَا أَرَادَ زُمَيْن أَنا، فقَلَب الْهمزَة هَاء، تَقول الْعَرَب: هَنَا وهَنْتَ، بِمَعْنى أَنَا وأَنْتَ. وَقَالَ أَبُو زيد: تَقول الْعَرَب: يَا هَنَا هلُمَّ وَيَا هَنَانِ هَلُمَّا وَيَا هَنُون هَلُمَّ، وَيُقَال للرجل أَيْضا يَا هَناةُ هَلُمَّ، وَيَا هَنَانِ هَلُمَّ، وللمرأة يَا هَنَتَا هَلُمَّ، وَفِي الْوَقْف يَا هَنَتَاه، وَيَا هَنَاه، وتُلْقَى الهاءُ فِي الإدراج، وعامةُ قيس تَقول: يَا هنَاتُ هَلُمَّ. وَقَالَ أَبُو الصَّقْر يُقَال: يَا هَناه هَلُمَّ وَيَا هنَان هَلُمَّا، وَيَا هَنُون هلُمُّوا، وَيَا هنَتَاه هَلُمَّى وَيَا هَنَتَان هَلُمَّا، وَيَا هنَاتُ هَلْمُمْنَ. وَهَذَا فِي لُغَة تَمِيم. قَالَ ابْن الأنباريّ فِي كتاب (التَّأْنِيث والتذكير) : إِذا نادَيتَ مذكَّراً بِغَيْر التَّصْرِيح باسمه قلتَ: يَا هَنُ أَقْبِل، وللرَّجُلَين: يَا هنَان أَقْبِلاَ، وللرِّجال: يَا هَنون أَقْبِلوا، وللمرأة: يَا هنَةُ أَقبِلِي، وللمرأَتَيْن يَا هنَتان، وللنِّسوة يَا هنَات. قَالَ: وَمِنْهُم من يزِيد الألفَ والهاءَ، فَيَقُول للرجل: يَا هناهُ أَقْبِل، يَا هناهِ أقبِلْ، بضمُّ الْهَاء وخَفْضِها، حَكَاهُمَا

الفرَّاء، فَمن ضَمَّ الْهَاء قدَّر أَنَّهَا آخر الِاسْم، وَمن كَسَرها قَالَ: كَسرْتُها لِاجْتِمَاع الساكنين، وَيُقَال فِي الِاثْنَيْنِ على هَذَا الْمَذْهَب: يَا هنَانِيِه أَقْبِلا وَإِن شئتَ قلتَ يَا هنَانَاه أَقْبِلا. قَالَ الفرَّاء: كسرُ النُّون وإتباعُها للياء أَكثر، وَيُقَال فِي الْجمع على هَذَا: يَا هَنَوْناه أَقْبِلوا. قَالَ: وَمن قَالَ للمذكَّر: يَا هَناهُ وَيَا هَناهِ، قَالَ للْأُنْثَى: يَا هنَتَاهُ أَقْبلي، وَيَا هنَتَاه، وللاثنتين: يَا هنَتَانِيهِ وَيَا هنَتَانَاهُ أَقْبِلا، وللجَميع من النِّساء: يَا هنَاتَاه، وَأنْشد: وَقد رابَني قولُها: يَا هُنَا ةُ وَيْحَكَ ألْحَقْتَ شَرَّا بِشَرِّ وَإِذا أَضفتَ إِلَى نَفسك قلت: يَا هَنِي أَقْبِلْ، وَإِن شئتَ يَا هَنَ أَقْبِل، وَإِن شِئْت يَا هَنُ أَقْبِل، وَتقول: يَا هَنَى أَقْبِلا، وللجميع يَا هَنِيَّ أَقْبِلوا، فتَفْتَحُ النُّون فِي التَّثْنِيَة، وتكسِرُها فِي الْجمع. نهى نهأ: قَالَ أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: النَّهِيءُ على مِثالِ فَعِيل: النِّيُّ، وَقد نهِىءَ نُهْوَءةً على فُعولةِ ونَهاءَةً مَمْدُود على فَعالة، وَهُوَ بيِّن النُّهوء، مهموزٌ مَمْدُود، وبيِّن النَّيُوء مثل النُيُوع. قَالَ: وأنْهأْت اللَّحْمَ وأَنَأْتُه، إِذا لم تُنْضِجْه. أَبُو زيد: أنْهأْتُه فَهُوَ مُنْهَأٌ ومُنَأٌ وَقد ناءَ اللحمُ يَنِيءُ نَيْأً. وَتقول: نَهِىءٌ يَنْهأُ نَهْأَ ونَهاءةً ونُهُوءَةً. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الناهي: الشَّبْعان والرَّيَّان. وَقَالَ غَيره: شَرِب حَتَّى نَهِيَ ونَهَّى. وَقَالَ اللَّيْث: النَّهْي: ضدّ الْأَمر. تَقول: نهيتُه، وَفِي لُغَة نَهوْته. قَالَ: والنِّهاية كالغاية حَيْثُ يَنْتَهِي إِلَيْهِ الشيءُ، وَهُوَ النِّهاء مَمْدُود. قَالَ: والنِّهاية: طرف العِرَان الَّذِي فِي أنْف الْبَعِير. قَالَ أَبُو سَعيد: النِّهاية: الخَشَبة الَّتِي يُحمَل بهَا الأحمالُ. قَالَ: وَسَأَلت الأعرابَ عَن الخَشَبة الَّتِي تُدعَى بالفارسيَّة: باهو، فَقَالُوا: النِّهايتان والعاضِدَتان والحامِلَتان. قَالَ اللحيانيّ: النَّهيَة العَقْل، وَكَذَلِكَ النُّهى جمع نُهْيَة. ونُهية كلِّ شَيْء: غَايَته، وَرجل نَهٍ ونَهِيُّ من قوم نَهِين وأَنْهياء، وَلَقَد نَهُوَ مَا شَاءَ، كلُّ ذَلِك من الْعقل، وَسمي الْعقل نهية لِأَنَّهُ يُنتَهى إِلَى مَا أَمَرَ بِهِ، وَلَا يُعْدَى أمرَه. وَقَالَ النَّضر: النَّهِيَّة: النَّاقة الَّتِي تناهت شحماً وسِمَناً، وجَمَلٌ نَهيٌّ. وَقَالَ الأصمعيّ: جَزُورٌ نَهِيّةٌ، أَي سَمِينَة. وَحكي عَن أعرابيّ أَنه قَالَ: للخَبزُ أحبُّ إِلَى من جَزورٍ نَهِيَّة، فِي غَداةٍ عَرِيَّة. ابْن شُمَيْل: استَنْهَيْتُ فلَانا عَن نَفسه فأَبى أَن يَنْتَهِي عَن مساءتي، واستنهيت فلَانا من فلَان أقُولُ للنَّاس: أغنُوه فَإِنَّهُ قد ظَلَمني وإنّي أستَنهي مِنْهُ فأنهوه، واعذرُوني مِنْهُ

وقداستنهيت فلَانا من فلَان، إِذا قلت لَهُ: انهَهُ عني. والنِّهْي: الغدير حيثُ يتحير السَّيْل فِي الغدِير فيوسِّع، والجميع النِّهاء. وَبَعض العَرَب يَقُول: نِهْيٌ، وَبَعض يَقُول: تَنْهِيية، وَجَمعهَا التَّناهي. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: التناهي حَيْثُ يَنْتَهِي المَاء، واحدتها تنهية. وَقَالَ اللَّيْث: قَالَ أَبُو الدُّقَيْش: نِهاءُ النَّهَار: ارتفاعه قِرابَ نصفِ النَّهَار. وَيُقَال: مَا تنهاه عَنَّا ناهية، أَي ماتكُفُّه عَنَّا كَافَّة، والإنهاء: الإبلاغ، وَتقول: أنهيتُ إِلَيْهِ السهمَ، أَي أوصلتُه إِلَيْهِ، وأنهيتُ إِلَيْهِ الكتابَ والرسالةَ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: هَذَا رجل نَهْيُكَ مِن رجل، وناهِيكَ من رجل، أَي كافيك من رجل. وَقَالَ اللحيانيّ: بلغت مَنهَى فلانٍ ومَنهاتَه، ومُنهاه ومُنهاته. شمر عَن أبي عدنان عَن الكلابيّ، يَقُول الرجل للرجل إِذا وَلِيتَ ولَايَة فانْهِ، أَي كُفَّ عَن الْقَبِيح. قَالَ: وانْهِ بِمَعْنى انْتَهِ. قَالَه بِكَسْر الْهَاء وَإِذا وقف قَالَ فانْهِهْ أَي كُفَّ. وَقَالَ ابْن السّكيت: النَّهاة: الوَدَعة، وَجَمعهَا نَهاً. وَبَعْضهمْ يَقُول النهاءُ مَمْدُود. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: النَّهاء مَمْدُود، وَقَالَ ابْن دُرَيْد: النَّهاءُ: الْقَوَارِير، لَا أعرفُ لَهَا وَاحِدًا من لَفظهَا. وَفُلَان يركب المناهِي، أَي يَأْتِي مَا نُهي عَنهُ. هون هَين: قَالَ اللَّيْث: الهَوْن: مصدرُ الهيِّن فِي معنى السكينَة وَالْوَقار، تَقول: هُوَ يمشي هَوْناً، وَجَاء عَن عليّ ج أَحْببْ حبيبَك هونا مَا وَتقول: تكلَّمْ على هِينَتِك، وَرجل هَيِّن لَيِّن وهَيْنٌ لَيْنٌ. والهَوْن: هَوَان الشَّيْء الحقير الهيِّن الَّذِي لَا كَرامةَ لَهُ. وَتقول: أهنتُ فلَانا وتهاوَنت بِهِ واستهنتُ بِهِ. وَقَالَ شمر: الهَوْنُ: الرِّفق والدَّعة والهِينة، قَالَه فِي تَفْسِير حَدِيث عليّ، قَالَ: يَقُول: لَا تفرط فِي حُبِّه وَلَا بغضه. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يُقَال: أَخَدَ أمره بالهُونَى، ثأنيثُ الأهْوَن، وَأخذ فِيهِ بالهُوَيْنى، وَإنَّك لتعمد للهويني من أَمرك، أَي لأَهْوَنه، وَإنَّهُ ليَأْخُذ فِي أمره بالهُون، أَي الأهون. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: الهَوْن والهُون وَاحِد وَقَالَ الْآخرُونَ: الهُون: الهوان، والهَون: الرِّفق. وَأنْشد: مَررْتُ على الوَرِيقَةِ ذَات يَوْم تهادى فِي رِدَاء المِرْطِ هَوْنا وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: تميلُ عَلَيْهِ هَوْنةً غير مِعْطالِ قَالَ: هَونة: ضَعِيفَة من خِلقتها، لَا تكون غَلِيظَة كَأَنَّهَا رجل. وروى غيرُه: هُونة، أَي مُطاوِعة. وَقَالَ جَنْدَل: داوَيتُهمْ مِن زمنٍ إِلَى زَمنْ

دواءَ بُقْيَا بالرُّقى وبالهُوَنْ وبالهويْنَا ذائِباً فلمْ أُوَنْ بالهُوَن: يُرِيد بالتسكين وبالصلح. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ يُقَال: هيِّنٌ بيِّنُ الهُون. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: إِنَّه ليهُون عليَّ هَوْناً وَهَوَانًا. قَالَ: والهُون: الهَوان: والشِّدَّة. أَصَابَهُ هُونٌ شَدِيد، أَي شدّة ومَضَرّة وعَوَز. وَقَالَت خنساء: تُهِينُ النُّفوسَ وهُونُ النُّفوس تُرِيدُ إهانة النُّفُوس. وَقَالَ الفرَّاء فِي قَول الله: {أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ} (النّحل: 59) . قَالَ: الهُون فِي لُغَة قُرَيْش: الهَوان. قَالَ: وبعضُ بني تَمِيم يَجعَل الهُونَ مصدرا للشَّيْء الهيِّن. قَالَ: وَقَالَ الكسائيّ: سمعتُ الْعَرَب تَقول: إِن كنت لقَلِيل هُون المَؤُونة مُذُ الْيَوْم، وَقد سمعتُ الهَوانَ فِي مثل هَذَا الْمَعْنى. قَالَ رجل من الْعَرَب لبعيرٍ لَهُ: مابِه بَأْس غيرُ هَوانِه، يَقُول: إِنَّه خَفِيف الثَّمن. وَإِذا قَالَت الْعَرَب: أَقبلَ يمشي على هَوْنِه، لم يقولوه إلاَّ بالفَتْح، قَالَ الله جلّ وعزّ: {الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الاَْرْضِ هَوْناً} (الفُرقان: 63) . قَالَ الفرَّاء: حدَّثني شَرِيك عَن جَابر الجُعْفيّ عَن عِكْرِمَة وَمُجاهد قَالَا: بالسَّكينة والوَقار. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الْعَرَب تَمدَح بالهَيْن اللَّيْن وتَذُمّ بالهيِّن الليِّن. وَقَالَ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (الْمُسلمُونَ هَيْنُون لَيْنُون) ، جعلَه مدحاً لَهُم. أَنه: أَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: رجلٌ نافِسٌ ونفِيسٌ وآنِهٌ وحاسدٌ، بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ الأزهريّ: هُوَ من أَنَه يأْنِه وأَنحَ يأْنِحُ أَنِيهاً وأَنِيحاً. نوه: وَقَالَ اللَّيْث: نُهْتُ بالشَّيْء ونَوَّهْتُ بِهِ: إِذا رَفَعْتَ بذكْره. قَالَ: والهَامَةُ إِذا صرخت فرفعتْ رَأسهَا. يُقَال: ناهَتْ نَوْهاً، وَأنْشد لرؤبة: على إكامِ النّائحاتِ النُّوَّهِ إِذا رفعْتَ الصوتَ فدعوتَ إنْسَانا، قلت: نوّهتُ. وَفِي حَدِيث عمرَ: أَنا أوّلُ من نَوَّه بالعرب. قَالَ شمر: يُقَال: نوَّه فلانٌ بفلانٍ، ونَوَّه باسمه، إِذا رَفَعه وطَيَّرَ بِهِ وقَوَّاه. والنَّوْهَةُ: قوّة البَدَن. قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: التّمر وَاللَّبن تَنُوهُ النفسُ عَنْهُمَا، أَي تَقوى عَلَيْهِمَا. وَقَالَ الفرّاء: أعطِني مَا يَنُوهُنِي أَي مَا يَسُدّ خَصاصَتي، وَإِنَّهَا لتأكل وَمَا يَنُوهُها، أَي لَا يَنْجَع فِيهَا. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: ناهَ البقَلُ الدَّوابَّ يَنُوهُها، أَي مَجَدَها، وَهُوَ دُونَ الشِّبَع،

وَلَيْسَ النَّوْه إلاّ فِي أوّل النَّبْت، فَأَمَّا المَجْدُ فَفي كُلَ. ونوَّهْتُ باسمِه، إِذا دعوْتَه وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: قَالَ أعرابيٌّ: إِذا أكلْنا التَّمْرَ وشَرِبْنا المَاء ناهَتْ أنفُسُنا عَن اللَّحْم تَنُوه نَوْهاً، أَي تركتْه النفسُ وأَبَتْه. وأَنشد: يَنهُون عَن أَكلِ وشربِ مثله قَالَ: وَهَذَا مقلوبٌ وإلاّ فَلَا يجوز. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: المُهْوَأَنُّ: الْمَكَان الْبعيد. وَقَالَ شمر: يُقَال مُهَوَأَنّ ومُهَوَئِنّ، وَأنْشد: من مُهْوَأَنَّ بالدَّبَا مدبوش وَيُقَال: إِنَّه لَهَوْنٌ من الْخَيل، وَالْأُنْثَى هَوْنة إِذا كَانَ مِطواعاً سَلِساً. وَهن: قَالَ اللَّيْث: الوَهْن: الضَّعْف فِي الْعَمَل والأمْر، وَكَذَلِكَ فِي العَظْم وَنَحْوه. وَقد وَهَنَ العَظْمُ يَهِن وَهْناً وأَوْهَنَه يُوْهِنُه، ورجلٌ واهِنٌ فِي الْأَمر والعَمَل ومَوْهُون فِي العَظْم والبَدَن. والوَهَن لغةٌ فِيهِ. وَأنْشد: وَمَا إنْ بعظْمٍ لهُ من وَهَنْ والوَهِين بلُغة أهل مُضر: رجلٌ يكونُ مَعَ الْأَجِير فِي الْعَمَل يحثّه على الْعَمَل. وَقيل فِي قَول الله جلّ وعزّ: {الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً} (لقمَان: 14) أَي حملتْه ضعفا على ضَعْف، أَي: لَزِمَهَا لحملِها إيّاه أَنْ ضَعُفَتْ مَرَّةً بعد مَرَّة. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {فَمَا وَهَنُواْ لِمَآ أَصَابَهُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ} (آل عِمرَان: 146) أَي فَمَا فَتَروا وَمَا جَبُنوا عَن قتالِ عدوّهم. وَقَالَ شمر: المُهْوَئْنّ: الوَطِيءُ من الأَرْض نَحْو الهِجْل وَالْغَائِط والوادي، وجمعُه مُهْوَئنّات، والوهدَة مُهْوَئنٌّ، وَهِي بُطونُ الأَرْض وقَرارُها، وَلَا تُعَدّ الشِّعاب والمِيث من المهْوَئنِّ، وَلَا يكون المهْوَئنّ من الْجبَال وَلَا فِي القِفاف وَلَا فِي الرِّمال، لَيْسَ المهْوَئِن إلاّ من جَلَد الأَرْض وبطونها. قَالَ: والمُهْوَئِنُّ والخَبْثُ وَاحِد، وخُبُوت الأَرْض: بطونُها، وَقَالَ الْكُمَيْت: لما تَحرّم عَنهُ الناسُ رَبْرَبه بالمهْوَئنِّ فمرْمِيٌّ ومُحْتَبَلُ وَيُقَال للمُهْوَئنِّ: مَا اطمأنّ من الأَرْض واتّسَع، واهوَأَنّت المفَازَةُ، إِذا اطمأنّت فِي سَعَة. وَقَالَ رؤبة: مَا زَالَ سُوءُ الرَّعْي والنِّتاجِ بمهْوَئنَ غير ذِي لَمَاجِ وطولِ زَجْر نجلٍ وعاجِ شمر عَن الأشجعيّ: الواهِنَةُ: مرضٌ يَأْخُذ فِي عَضُد الرِّجْل فتَضْرِبها جاريةٌ بِكْر بيَدِها سبعَ مرّات، وَرُبمَا عُقِد عَلَيْهَا جِنْسٌ من الخرز، يُقَال لَهُ: خَرَزُ الواهنة، وَرُبمَا ضربهَا الغُلام، وَيَقُول: يَا واهِنَةُ تَحَوَّلي بالجارية، وَهِي لَا تَأْخُذ النِّساء، وَإِنَّمَا تَأْخُذ الرِّجَال. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الوَهْنانة من النِّساء: الكَسْلَى عَن الْعَمَل تنعُّماً.

باب الهاء والفاء

أَبُو عبيد: الوَهْنانةُ: الَّتِي فِيهَا فَتْرَةٌ. وَيُقَال: كَانَ وَكَانَ وَهْنٌ بذِي هَنَاتٍ، إِذا قَالَ كلَاما بَاطِلا يتعلّل بِهِ. أَبُو عبيد: المَوْهِن والوَهْن: نحوٌ من نِصْفِ اللَّيْل. وَقَالَ اللَّيْث: أوهنَ الرجُل: دخل فِي ساعةٍ من اللَّيْل. قَالَ: والوَهْن: ساعةٌ تمْضِي من اللَّيْل. يُقَال: لقيتُه مَوْهِناً، أَي بعد وَهْن. قَالَ: والواهن: عِرقٌ مستبطِنٌ حَبْلَ العاتِق إِلَى الكَتِف، وربّما وَجِعَه صاحبُه فَيَقُول: هِنِي يَا واهِنة اسكُبي يَا واهنة، قلت: وَيُقَال للّذي أصابَه وجَعُ الواهنة: مَوهُون، وَقد وُهِن، وَقَالَ طَرَفة: إنّني لستُ بَموْهُونٍ فَقِرْ يُقَال: أوهَنُه الله فَهُوَ مَوْهون، كَمَا يُقَال: أَحَمَّه الله فَهُوَ مَحْموم، وأَزْكَمَه الله فَهُوَ مَزْكوم، وَيُقَال للطائِر إِذا ثَقُل من أكْل الجِيف فَلم يَقْدِر على النُّهوض: قد توَهَّن تَوَهُّناً، وَقَالَ الجَعديّ: تَوهَّن فيهِ المَضْرَحِيّةُ بَعْدَمَا رأَيْنَ نَجِيعاً من دَمِ الجَوْفِ أَحْمَرَا والمَضْرَحِيّة: النُّسور هَهُنَا. وَقَالَ النَّضر: الواهِنَتان: عَظْمان فِي تَرقُوة البَعير، والتَّرْقُوَة من الْبَعِير: الواهنة، يُقَال: إِنَّه لشديد الواهِنَتين، أَي شَدِيد الصَّدْر والمُقَدِّم، وتسمَّى الوَاهِنة من البَعير: النَّاحِرَة، لأنّها ربّما نَحرَت البعيرَ بِأَن يُصرَعَ عَلَيْهَا فينكسر، فَيُنْحر الْبَعِير فَلَا يُدرك ذَكاته، وَلذَلِك سمِّيتْ ناحرةً، وَيُقَال: كوَيْناه من الوَاهنة، والواهِنَة: الوجع نفسُه، وَإِذا ضَرَب عَلَيْهِ عِرقٌ فِي رأسِ مَنكِبَيُهِ قيل: بِهِ واهِنة، وَإنَّهُ لَيشتكِي واهنَتَه. أهن: قَالَ اللَّيْث: الإهان هُوَ العُرْجون، يَعنِي مَا فَوق الشَّماريخ، وَيجمع أُهُناً، والعَدَد ثَلَاثَة آهِنَةٍ، وأَنشدَني أعرابيّ: منحتَني يَا أكرمَ الفتْيانْ جُبَّارة لَيست من العَيْدانْ حَتَّى إِذا مَا قُلتُ: الآنَ الْآن دبَّ لَهَا أسوَدُ كالسِّرْحانْ بِمخْلَبٍ يختذِم الإهانْ (بَاب الهَاء وَالْفَاء) (هـ ف (وَا يء)) هفا، وهف، هاف، فَاه، وفه. هفا: قَالَ اللَّيْث: الهَفْو: الذَّهاب فِي الهَواء، وَيُقَال: هَفَت الصُّوفةُ فِي الهَواء فَهِيَ تَهفُو هَفْواً وهُفُوّاً، والثَّوْبُ وَرِفارِفُ الفَسْطاط، إِذا حرّكَتْه الرّيحُ قلت: يُقَال: هُوَ يَهْفُو وتَهْفو بِهِ الرِّيح. والهَفْوَة: الزَّلَّة، وَقد هَفَا، وَيُقَال الظَّلِيم إِذا عَدَا: قد هَفَا، والفُؤادُ إِذا ذَهَب فِي إثْرِ شَيْء قيل: قد هَفَا، وَيُقَال: الْألف الليّنة هافِيَةٌ فِي الهَواء. قلت: وسمعتُ الْعَرَب تَقول لضَوَالِّ الْإِبِل: هِيَ الهَوافِي بِالْفَاءِ، والهَوامِي، الْوَاحِدَة هافِيَة وهامِيَة. وَقَالَ أَبُو سَعيد: الهَفاة: خَلِقَة تَقدُم الصَّبِير ليستْ من الغَيْم فِي شَيْء، غير أنّها تَستُر عَنْك الصَّبير، فَإِذا جاوزتْ بدا لَك الصَّبير، وَهُوَ أعناقُ الغَمام الساطعة فِي

الأفُق، ثمَّ يَرْدَف الصَّبيرَ الحَبِيُّ وَهُوَ مَا اسثَكَفَّ مِنْهُ وَهُوَ رَحَا السّحابَة، ثمَّ الرَّباب تَحت الحَبِيّ، وَهُوَ الّذي يَقدم المَاء ثمّ رَوَادِفُهُ بعد ذَلِك، وَأنْشد: مَا رَعدتْ رَعْدةً وَلَا بَرَقتْ لَكِنَّهَا أنشأت لنا خَلَقهْ فالماء يجْرِي وَلَا نظام لَهُ لَو يَجدُ الماءُ مَخرَجا خَرَقهْ قَالَ: هَذِه صفة غيث لم يكن برِيح وَلَا رَعْدٍ وَلَا بَرْق، وَلَكِن كَانَت دِيمةً، فوَصَف أَنَّهَا أَغدَقَتْ حَتَّى جَرَتْ الأرضُ بغيرِ نظامٍ ونظامُ، المَاء: الأودِية. أَبُو زيد: هَفَوتُ فِي الشَّيْء هفْواً إِذا خفَّفْتَ فِيهِ وأَسْرَعْتَ، قَالَهَا فِي الذّي يَهْفو بَين السّماء وَالْأَرْض. وَفُلَان يَهْفُو فؤادُه، إِذا كَانَ جائعاً يَخْفُق فؤادُه. والهَفْو: المَرّ الْخَفِيف. أَبُو زيد، الهَفَاءة وجمعُها الهَفاء: نحوٌ مِن الرِّهْمة. وَقَالَ العنبريّ: أفاةٌ وأفاءَةٌ. وَقَالَ النَّضر: هِيَ الهَفَاءَةُ والأَفاءَة والسُّدُّ والسَّماحِيق والجِلْب والجُلْب. وهف: قَالَ اللَّيْث: الوَهْف مِثلُ الوَرْف وَهُوَ اهتزاز النّبات وشدّةُ خُضْرته، يُقَال: هُوَ يَهِف ويَرِف وَهِيفاً وَوَرِيفاً. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: مَا يُوهِف لَهُ شَيْء إِلَّا أَخَذَه، أَي مَا يرْتَفع لَهُ شَيْء إِلَّا أَخَذَه، وَكَذَلِكَ مَا يَطِفُّ لَهُ شَيْء وَمَا يُشرِف إيهَافاً وإشْرافاً. ورُوِي عَن قَتَادَة أنّه قَالَ فِي كلامٍ لَهُ: كلما وَقفَ لَهُم شَيْء من الدّنيا أخَذُوه، مَعْنَاهُ مَا بَدا لَهُم وعَرَض. وَيُقَال: وهفَ الشيءُ وهفَاً يَهْفُو، إِذا طارَ، وَقَالَ الراجز: سائلةُ الأصْداغِ يَهْفُو طاقُها أَي يطير كساؤها، وَمِنْه قيل للزَّلة: هفْوَة. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ عَن المفضّل أنّه قَالَ: الواهف قَيّم البَيْعَة قَالَ: وَمِنْه قَول عُمَر فِي عَهدِه للنّصارى: ويُترَك الواهفُ على وَهافَتِه. قَالَ: وَهف يَهِف وَهْفاً. قَالَ: وَمِنْه قَول عَائِشَة فِي صفة أَبيها: قلّده رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهْفَ الدِّين، أَي قَلَّدَه الْقيام بشَرَف الدِّين بعدَه، كأنّها عَنَتْ أَمَره إيّاه بِأَن يُصلِّي بالنَاس فِي مَوْضِعه. وَقَالَ ثَعْلَب: قَالَ غير ابْن الأعرابيّ: يُقَال: وَهْفٌ وهفْوٌ، وَهُوَ المَيل من حَقَ إِلَى بَاطِل وَضعف. قَالَ: وكلا الْقَوْلَيْنِ مَدحٌ لأبي بكر، أحدُهما القيامُ بِالْأَمر، والآخَر رَدُّ الضَّعْف إِلَى قوَّة الْحق. وفه: قَالَ اللَّيْث: الوافِهُ: القَيِّم الَّذِي يقوم على بَيت النّصارى الَّذِي فِيهِ صَليبُهم بلُغة أهل الجزيرة. وَفِي الحَدِيث (لَا يُغيَّرَ وافِهٌ عَن وَفْهِيَّتِه وَلَا قِسِّيس عَن قِسّيسّيتِه) . قلت: وَرَوَاهُ ابْن الأعرابيّ: واهِف، وكأنهما لُغَتَانِ. وَقَالَ ابْن بزرج: وافِه، كَمَا قَالَ اللَّيْث. وَقد جَاءَ فِي بعض الْأَخْبَار: واقِهٌ بِالْقَافِ. وَالصَّوَاب الْفَاء.

هيف: قَالَ اللَّيْث: الهَيْف: ريح بَارِدَة تَجِيء من مَهَبّ الجَنوب، وَهِي أَيْضا كلُّ ريحٍ سَمُوم تُعَطِّشُ المالَ وتُيَبِّسُ الرَّطْب، وَقَالَ ذُو الرمّة: وصَوّح البَقْلَ نئَّاجٌ تجيءُ بِهِ هَيْفٌ يَمانيَّةٌ فِي مَرِّها نَكَبُ الحرانيّ، عَن ابْن السّكيت: الهَيْف والهُوف ريحٌ حارّة تَأتي مِن قِبَل اليَمن. قَالَ: والهِيفُ جَمْعُ أَهْيَف وهَيْفَاء، وَهُوَ الضَّامِر البَطْن. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: نكساء الصَّبَا والجَنوبِ مِهْيَافٌ مِلْوَاحٌ مِيباسٌ للبَقْل، وَهِي الَّتِي تَجِيء بَين الرِّيحين. قلت: وَالَّذِي قَالَه اللَّيْث فِي الهَيْف إِنَّه ريحٌ باردةٌ خطأ. لَا تكون الهَيْفُ إلاَّ حارّة. ورَوَى أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ أنّه قَالَ: الهَيْف: الجَنوبُ إِذا هبّت بِحرَ. وَقَالَ اللَّيْث: رجلٌ مِهْياف هَيُوف: لَا يَصْبِر عَن المَاء. قَالَ: والهَيَف: دِقّة الخَصْر، والفِعْل هَيِفَ، ولغه تَمِيم: هافَ يَهافُ هَيَفاً. وَقَالَ اللّحيانيّ: يُقَال للعَطْشان: إنّه لَهَافٌ، وَالْأُنْثَى هافَةٌ. وَقَالَ الأصمعيّ: الهافةُ النَّاقةُ: السّريعة العَطش، وَهِي المِهياف والمِهْيَام. فوه: قَالَ ابْن شُمَيْل: رجل مُفَوَّهٌ ومُسْتَفِيهٌ أَي شَدِيد الْأكل، وشدَّ مَا فَوَّهْتَ فِي هَذَا الطَّعَام وتَفَوَّهْتَ وفُهْتَ، أَي شدَّ مَا أكلْتَ، وإنّه لمفوَّهٌ ومُسْتَفِيهٌ فِي الْكَلَام أَيْضا، وإنّه لذُو فَوْهَةٍ، أَي شديدُ الْكَلَام بسيطُ اللّسان. قَالَ: وفاهَاه، إِذا ناطَقه وفاخَرَه. وهافاه، إِذا مايَلَه إِلَى هَوَاهُ. وَقَالَ اللَّيْث: الفُوه: أصلُ بناءِ تأسيسِ الْفَم، تَقول: فاهَ الرجلُ بالْكلَام يَفُوه إِذا لفَظ بِهِ، وَأنْشد لأميّة: وَمَا فاهو بِهِ لهمُ مُقيم ورجُلٌ مُفوَّه: قادرٌ على الْكَلَام وَقَالَ أَبُو زيد: قد استفاه استِفاهَةً فِي الْأكل، وَذَلِكَ إِذا كَانَ قليلَ الطُّعْم، ثمَّ اشتدَّ أَكْله وازداد. ورجلٌ مُفوَّه تَفوِيهاً، وَهُوَ المِنْطِيق. والفَيِّهُ الشَّديد الْأكل، وَالفَيِّهُ: المفوَّه المِنْطِيق أَيْضا. قَالَ أَبُو زيد: واستفاه الرَّجلُ، إِذا اشتدَّ أكلُه بعد قِلَّة. ورجلٌ أفوَه: واسعُ الْفَم. وَقَالَ الراجز يصف الْأسد: أَشْدَقُ يَفْتَرُّ افتِرَارَ الأفوَهِ وفرَسٌ فَوْهاء شَوْهاء: واسعةُ الْفَم، فِي رَأسهَا طول، والفَوَه فِي بعض الصِّفات: خُرُوج الثَّنايا العُلْيا وطولُها. أَبُو عبيد: يُقَال للرجل إِذا كَانَ كثيرَ الْأكل: فَيِّهٌ على فَيْعِل وامرأةٌ فَيِّهة: كثيرةُ الْأكل. وَقَالَ ابْن السّكيت: رَجل أَفْوَه: عَظيمُ الفَم طويلُ الْأَسْنَان، وَكَذَلِكَ محالةٌ فَوْهَا:

إِذا طَالَتْ أسنانُها الَّتِي يَجْري الرِّشاء بَينهَا. قَالَ: وَيُقَال: قَعَد على فُوَّهةِ الطَّريق وعَلى فُوَّهة النَّهر، وَلَا تقُل فَم النَّهر، وَلَا فُوهَة بِالتَّخْفِيفِ. وَيُقَال: إِن ردّ الفُوَّهة لشديدة، أَي القالَة: قَالَ ورجلٌ فَيِّهٌ: جيِّدُ الْكَلَام. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: أفْوَاه الأزقَّة، واحدتُها فُوَّهة، مثل حُمَّرة، وَلَا يُقَال: فَم. قَالَ: ووَاحِدُ أَفْوَاه الطِّيب فُوهٌ. وَقَالَ اللَّيْث: المُفَوَّهة: فَم النَّهر، ورأسُ الْوَادي. قَالَ: والفُوهُ: عُروق يَصْبَغُ بهَا. قلت: لم أسمع الفُوهَ بِهَذَا الْمَعْنى. وَقَالَ أَبُو زيد: فاهَ الرجل يَفوه فَوْهاً إِذا كَانَ متكلِّماً. وَقَالَ غيرُه: هوَ فاهٌ بِجُوعِه، إِذا أظهره وباح بِهِ، قَالَ: وَالْأَصْل: فائِه بجوعه، فَقيل فاهٌ، كَمَا قَالُوا جُرُفٌ هارٌ وهائرٌ، وَيُقَال لِمحَالة السّانية إِذا طَالَتْ أسنانُها: إِنَّهَا لفَوْهاء بيّنة الفَوَه. وَقَالَ الراجز: كَبْدَاءَ فَوهاء كجَوْزِ المُقْحَمِ وَفِي الحَدِيث أنَّ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خرج فلمَّا تفَوَّه البقيعَ قَالَ: السلامُ عَلَيْكُم، يُرِيد: لمّا دخل فَمَ البقيع. وَيُقَال: هُوَ يَخافُ فُوَّههَ النَّاس، أَي قالَتَهُمْ. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال استفاه الرجلُ، إِذا كَانَ قليلَ الْأكل، فازداد أكلُه. وَيُقَال: مَا أَشدَّ فُوَّهَهَّ بعيرِك فِي هَذَا الكَلأ، يريدونَ أكلَه، وَكَذَلِكَ فُوّهة فَرَسك ودابّتك؛ ومِن هَذَا قَوْلهم: أفواهُها مَجاسُّها، الْمَعْنى أَن جَوْدة أَكلِها يدلُّك على سِمَنها، فيُغنِيك عَن جَسّها. وَيُقَال: طَلَع علينا فُوَّهةُ إبلِك، أَي أوّلها، بِمَنْزِلَة فُوَّهة الطَّرِيق. وأفْواه الْمَكَان: أَوَائِله، وأَرْجُله: أَواخِرُه، وَقَالَ ذُو الرّمة: وَلَو قُمتُ مَا قامَ ابنُ لَيلى لقد هَوَتْ رِكابي بأفواهِ السَّماوَةِ والرِّجْلِ يَقُول: لَو قمتُ مقامَهُ انقطعتْ رِكابي. وَيُقَال للرَّجُل الصَّغِير الفمِ: فُوجُرَذٍ، وفُودَبَا، يُلقّب بِهِ الرجل. وَيُقَال للمنتن ريحِ الْفَم: فُو فرَسٍ حَمِرٍ. وَيُقَال: لَو وَجَدْتُ إِلَيْهِ فَاكَرِشٍ، أَي لَو وجدتُ إِلَيْهِ سَبِيلا. أَبُو العبّاس، عَن ابْن الأعرابيّ: الفُوَّهَة مَصَبُّ النَّهر فِي الكِظامَةِ، وَهِي السِّقاية. والفُوّهة: تَقطيعُ الْمُسلمين بعضِهم بَعْضًا بالغيبة، يُقَال: مَن ذَا يُطيق رَدَّ الفُوَّهة، والفُوّهة: الْفَم. وَقَالَ أَبُو المكارم: مَا أحسنتُ شَيْئا قَطّ كثَغْرٍ فِي فُوّهةِ جاريةٍ حسناء، أَي مَا صادَفْتُ شَيْئا حَسَناً. أَبُو عبيد عَن أبي زيد، فِي بَاب الدّعاء على النَّاس: العربُ تَقول: فاهَا لِفِيك، الْمَعْنى الخَيْبَةُ لَك، وَأَصله أَنه يُرِيد جَعَل الله بفِيك الأَرضَ، كَمَا يُقَال: بفيك

باب الهاء والباء

الحَجَر وبِفيكَ الأثْلَب. وَقَالَ رجل من بلْهُجَيْم: فَقلت لَهُ: فاهَا لِفِيكَ فَإِنَّهَا قَلوصُ امرىءٍ قارِيكَ مَا أَنْت حاذِرُهْ قَالَ شمر: سمعتُ ابنَ الأعرابيّ يَقُول: فاهاً بفِيكَ منّوناً، أَي أَلصَقَ الله فاكَ بِالْأَرْضِ، وَرَوَاهُ أَبُو نصر عَن الأصمعيّ: فاهَا بفِيك، غيرَ منوَّن، يُرِيد فادَاهِيَةٍ. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: من قَالَ فاهاً بِفيكَ، فَنَوَّن، دَعَا عَلَيْهِ بكَسْر الفَمِ، أَي كَسَر الله فَمه. قَالَ: وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: فاهَا بِفيكَ غير منون، إِنَّمَا يُرِيد فَا الدّاهيةِ، وَصَارَ الضميرُ بَدَلا من اللفط بالفِعْل، وأَضمر لَهُ كَمَا أَضْمَرَ للتُّرْب والجَنْدَل، وَصَارَ بَدلاً من اللَّفْظ بقوله: دَهَاك الله. قَالَ: ويدلّك على ذَلِك قولُه: وداهيةٍ مِن دَواهِي المَنُو نِ يَرهَبُها الناسُ لَا فَالَها فجعَل للداهية فَمَا. وَقَالَ الآخَر: لَئِن مالِكٌ أَمسَى ذليلاً لَطالَما سَعَى للّتي لَا فَالَها غيرَ آيِبِ أَرَادَ لَا فَمَ لَهَا وَلَا وَجْه، أَي الدّاهية. وَالْعرب تَقول: سَقَى فلانٌ إبِلَه على أَفْواهها، إِذا لم يكن جَبَى لَهَا الماءَ فِي الحَوْض قَبْلَ وِرْدِها، وَإِنَّمَا نَزَع الماءَ نَزْعاً على رؤوسها وَهَذَا كَمَا يُقَال: سَقَى إبِلَه قَبْلاً. وَيُقَال أَيْضا: جَرَّ فلانٌ إبلَه على أفواهِها، إِذا تركَها تَرعَى وتَسير. قَالَه الأصمعيّ، وَأنْشد: أَطلَقَها نِضْوَ بُلَيَ طِلْح جَرَّا على أَفواهِها والسْجحِ بُلَيّ تصغيرُ بِلْوٍ، وَهُوَ الْبَعِير الّذي بَلاه السَّفَرُ، وَأَرَادَ بالسُّجْح خَراطيمَها الطِّوال. وَمن دُعَائِهِمْ كَبَّهُ الله لِمنْخَريه وفمِه، وَمِنْه قولُ الهُذَليّ: أَصخْرَ بنَ عبدِ الله من يَغْوَ سادِراً يَقُلْ غيرَ شَكِّ لِلْيَدَيْنِ ولِلفم ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الأهْفاء الحَمْقَى من النَّاس، والأفْهاء: البُلْه من النَّاس. وَقَالَ: فَهَا إِذا فَصُح بعد عُجْمه، وفاهَ إِذا تَكلَّم يفُوه فَوْهاً. (بَاب الْهَاء وَالْبَاء) (هـ ب (وَا يء)) هبا، هاب، بهَا، باه، وهب، وَبِه، أبه، أهب، بهو، بهى. هبا: قَالَ ابْن شُمَيْل: الهبَاء: التّراب الّذي تُطيِّره الرِّيحُ، فتَراه على وُجُوه النَّاس وجلودِهم وثيابِهم يَلزَق لزُوقاً. وَقَالَ: أَقول: أرَى فِي السَّماء هَباءً، وَلَا يُقَال: يَوْمنَا ذُو هَباء، وَلَا ذُو هَبْوَة. والهابي من التُّراب: مَا ارْتَفع وَدَقّ. وَمِنْه قولُ الشَّاعِر: تزوَّدَ منَّا بَين أذْناهَ ضَربةً دعتْه إِلَى هابي التُّرابِ عَقيمُ

وَقَالَ اللَّيْث: الهَبْوَة: غُبَارٌ ساطعٌ فِي الْهَوَاء كأنّه دُخان. وَقَالَ رؤبة: فِي قِطَع الآلِ وهَبْواتِ الدُّقَقْ وَيُقَال: هبا يَهْبو هَبْواً، إِذا سَطَع، وهبَا الرَّماد يَهبو إِذا اخْتَلَط بِالتُّرَابِ، وتراب هابٍ. وَقَالَ مالكُ بنُ الرَّيب: ترَى جَدَثاً قد جرَّت الريحُ فوقَه تُرَابا كلَون القَسْطلانيِّ هابيا والهبَاء: دُقاق التُّراب ساطعُه ومنثورُه على وَجه الأَرْض. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: إِذا سكن لَهَبُ النّار وَلم يَطفَأ جَمْرُها: قيل: خَمَدَتْ، فإِن طَفِئتْ البتّة، قيل: هَمَدت، فَإِذا صَارَت رَماداً قيل: هَبَا يَهْبُو، وَهُوَ هابٍ، غير مَهْمُوز. قلتُ: فقد صحّ هبَا للتّراب والرّمادِ مَعًا. وَأما قولُ الله جلّ وعزّ: {فَكَانَتْ هَبَآءً} (الواقِعَة: 6) فَمَعْنَاه أَن الجِبالَ صَارَت غُباراً، ومِثلُه: {أَبْوَاباً وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً} (النّبَإِ: 20) ، وَقيل: الهباء المُنبَثّ: مَا تُثِيره الخَيْل بحَوافرها من دُقاق الغُبار. وَيُقَال لما يَظهر فِي الكُوَى من ضَوْء الشمسِ: هَباء. وَفِي الحَدِيث: أنّ سُهيل بنَ عَمرو جَاءَ يتهبّأ كأنّه جَملٌ آدم. يُقَال: جَاءَ فلانٌ يتَهبَّى إِذا جَاءَ يَنفُض يَدَيْه، قَالَ ذَلِك الأصمعيّ، كَمَا يُقَال: جاءَ يَضرِب أَصْدَرَيه، إِذا جَاءَ فَارغًا. وَيُقَال: أهبَى الترابَ إهبَاءً، إِذا أثاره، وَهِي الأهابيُّ، وَمِنْه قولُ أوْس بن حَجَر: أهابِيَّ سَفْسافٍ من التُّراب تَوْأمِ وَأنْشد أَبُو الْهَيْثَم: يكون بهَا دليلَ الْقَوْم نجمٌ كعَين الكلْب فِي هُبَّى قِبَاعِ قَالَ: وَصَف النجمَ الهابي الّذي فِي الهباء فشبّهه بعَين الكَلب نَهاراً، وَذَلِكَ أَن الْكَلْب باللّيل حارِسٌ، وبالنهار ناعِس، وعَين الناعس مُغمَّضة، ويبدو من عَيْنَيْهِ الخَفِيُّ، فَكَذَلِك النّجم الّذي يُهتَدى بِهِ هُوَ هابٍ، كعيْن الْكَلْب فِي خَفائه. وَقَالَ فِي هُبَّى: وَهِي جمعُ هابٍ، مثل غازٍ وغُزَّى، الْمَعْنى أنّ دَلِيل الْقَوْم نجمٌ هابٍ، أَي فِي هباء يخفَى فِيهِ إلاّ قَلِيلا مِنْهُ، يَعرِف بِهِ الناظرُ إِلَيْهِ أَي نجمٍ هُوَ، وَفِي أَي ناحيةٍ هُوَ، فيَهتدِي بِهِ، وَهُوَ فِي نجومٍ هُبَّى، أَي هابِيَةٌ، إلاّ أنّها قِباعٌ كالقَنافِذ إِذا قَبعتْ فَلَا يُهتدَى بِهَذِهِ القِباع. إِنَّمَا يهتدَى بِهَذَا النَّجْم الْوَاحِد الَّذِي هُوَ هابٍ غير قابعٍ فِي نُجُوم هابِيَه قابِعَة، وَجمع القَابع على قِباع، كَمَا جَمَعوا صاحباً على صِحَاب وبَعيراً قامحاً على قِماح. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: هَبَا إِذا فَرَّ، وهَبَا إِذا مَاتَ أَيْضا، وتَهَا إِذا غَفَل، وَذَها إِذا تكبَّر، وَهَذَا إِذا قَتَل، وهَزَا إِذا سارَ، وثَهَا إِذا حَمُق. بهو بهي: قَالَ ابْن السّكيت: بَهَأْتُ بِهِ وَبَهِئْتُ بِهِ، إِذا أنِسْتَ بِهِ، وَأنْشد:

وَقد بَهأَتْ بالحَاجِلات إفالُها وسيفٍ كريمٍ لَا يزَال يَصُوعُها والبَهاء ممدودٌ غيرُ مَهْمُوز: مصدرُ البَهِيّ وَيُقَال: بَهَا فلانٌ يَبْها ويَبْهُو بَهَاءً وبهَاءةً، وبهُوَ فَلانٌ يَبْهُو بَهَاءً، وبَهِيَ يَبْهَى بَهاءً، وَإنَّهُ لبَهِيٌّ، وبَهٍ من قوم أَبْهِيَاءَ، مثل عَمٍ من قومٍ أَعْمِياء، وامرأةٌ بَهِيَّة من نسوةٍ بَهايا وبَهِيَّات. قَالَ ذَلِك كُله اللحيانيّ، حَكَاهُ عَن الكسائيّ. وَقَالَ اللَّيْث: البَهْو: البيتُ المقدَّم أمامَ البُيوت، والجميعُ الأبهاء. والبَهْوُ: كِناسٌ واسِعٌ يُتخذه الثّور فِي أصل الأَرْطَى، وَأنْشد: أجوَفَ بَهَّى بَهْوُه فاستَوْسَعَا وَقَالَ آخر: رأيتَه فِي كل بَهْوٍ دامجَا قَالَ: والبَهْوُ من كل حامِلٍ: مَقِيلُ الوَلَد بَين الوَركَين. والبَهِيُّ: الشيءُ ذُو البَهاء ممّا يَملأ العينَ رَوْعُهُ وحُسْنُه. وَقَالَ الأصمعيّ: أَصل البَهْو السَّعَة. يُقَال: هُوَ فِي بَهْوٍ من عَيْش، أَي فِي سَعَة، وكلّ هَواء أَو فَجْوَةٍ فَهُوَ عِنْد الْعَرَب بَهْوٌ. وَقَالَ ابْن أَحْمَر: بهوٌ تلاقَتْ بِهِ الأرْآمُ والبَقَرُ وناقةٌ بَهْوَة الجَنْبَين، وَاسِعَة الجنبين. وَقَالَ جندل: على ضُلوعٍ بَهْوَةِ المنافج وَقَالَ الرَّاعِي: كأنّ رِيْطَةَ حَبَّارٍ إِذا طُوِيَتْ بَهْوُ الشَّراسِيفِ مِنْهَا حينَ يَنْخَضِدُ شَبّه مَا تكسَّر من عُكَنِها وانطواءَه برَيْطِه حبَّارٍ، والبَهْوُ: مَا بَين الشراسيف، وهيَ مقاطُّ الأضلاع. وَفِي حَدِيث أمّ مَعبَد، وَصِفتها للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنه حَلَب عنْزاً لَهَا حَائِلا فِي قَدَح فَدرَّت حَتَّى مَلأت القَدَح، وعَلاه البَهاء، أَرَادَت أنّ بَهاء اللَّبن وَهُوَ وَبِيصُ رَغْوتِه عَلاَ اللَّبن. والبَهاء أَيْضا: الناقةُ الَّتِي تَستأنِس إِلَى الحالب يُقَال: ناقةٌ بَهاءٌ مَمْدُود. رَوَاهُ أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ، وَهَذَا مهموزٌ من بَهَأْتُ بالشَّيْء أَي أَنِسْت بِهِ. وبَهاء اللَّبن ممدودٌ غيرُ مَهْمُوز، لِأَنَّهُ من البَهِيِّ. وَفِي حَدِيث عبد الرحمان بن عَوْف أَنه رأى رَجُلاً يَحلِف عِنْد المَقام فَقَالَ: أَرى الناسَ قد بَهَؤُوا بِهَذَا المَقام، مَعْنَاهُ أَنهم أَنِسوا بِهِ حَتَّى قلَّت هَيْبَتُه فِي صُدُورهمْ، فَلم يَهابُوا اليمينَ على الشَّيْء الحَقير عندَه، وكلُّ من أَنِس بِشَيْء وإنّ جَلَّ قَلَّت هيبَتُه فِي قلبه. وَقَالَ الرِّياشيّ: بَهأْتُ بِالرجلِ أبهأُ بَهَاءً وبُهُوءاً إِذا استأنَسْتَ بِهِ. وَفِي حديثٍ آخر أَنه لمّا فُتِحت مَكَّة قَالَ رجل: أَبْهُوا الخيلَ. قَالَ أَبُو عبيد: معنى قَوْله: أَبهوا الخَيْلَ، أَي عَطِّلوها فَلَا يُغزَى عَلَيْهَا، وكلُّ شيءٍ عَطلتَه قد أبهيْتَه. وَيُقَال: بَهِيَ البيتُ يَبْهَى بهاءً، إِذا تخرّق.

وبيتٌ باهٍ: إِذا كَانَ قليلَ الْمَتَاع. وَمن أمثالهم: إنَّ المِعزَى تُبْهِي وَلَا تُبْنِي. رُوِي ذَلِك عَن أبي عبيد، عَن أبي زيد، قَالَ: وَمعنى المَثَل أنّ المِعزَى تَصعَد فَوق الْبَيْت فتَخرِقُه، وَمعنى لَا تُبْنِي، أَي لَا يُتَّخَذ مِنْهَا أَبْنِية، إِنَّمَا الأبْنِيَة من الوَبَر والصُّوف، يَقُول: لِأَنَّهَا إِذا أمكَنْتك من أصوافِها فقد أَبْنَيْت. قلتُ: وَقَالَ القُتَيْبيُّ فِيمَا رَدَّ على أبي عبيد: رأيتُ بيوتَ الْأَعْرَاب فِي كثيرٍ من الْمَوَاضِع من شَعر المِعْزَى، ثمَّ قَالَ: وَمعنى قَوْله: وَلَا تُبني أَي وَلَا تُعِين على البِناء. قلت: والمِعزَى فِي بادية العَرَب ضَرْبان: ضرب مِنْهَا جُرد لَا شعُورَ لَهَا مِثل مِعزَى الحِجاز، وغَوْرِ تهَامَة، والمِعزَى الَّتِي ترعى نُجودَ البِلاد البَعِيدة من الرِّيف كَذَلِك. وَمِنْهَا ضربٌ تَألفُ الرِّيفَ وتَرْجُنُ حَوالَي القُرَى الْكَثِيرَة الْمِيَاه، تطولُ شعُورُها مِثل مِعزَى الأكراد بِنَاحِيَة الجَبَل ونَواحِي خُراسان وَكَأن المَثَل لبادية الْحجاز ونواحِي عاليَةِ نَجْد، فيصحّ مَا قَالَه أَبُو زيد على هَذَا، وَالله أعلم. وَهُوَ حسبُنا وَنعم الْوَكِيل. وَأَخْبرنِي المنذريُّ، عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: أَنه قَالَ: قَالَ حُنَيف الحَناتم، وَكَانَ من آبلِ الناسِ: الرَّمْكاء بُهْيَا، والحمراء صُبْرَى، والخَوَّارة غُزْرَى، والصَّهباء سُرْعَى، وَفِي الْإِبِل أخْرَى إِن كَانَت عِنْد غَيْرِي لم أَشتَرِها، وَإِن كَانَت عِنْدِي لم أَبِعْها حمراءُ، بِنْتُ دَهْماء، قَلَّما تَجدها، وقولُه بهْيَا، أَرَادَ البَهِيَّة الرائقة، وَهِي تَأْنِيث الأبهى والرُمْكة فِي الْإِبِل أَن يشتدَّ كُمْتَتُها حَتَّى يدخَلها سَوَاد، بعيرٌ أَرمَك. والعَرَب تَقول: إِن هَذَا لَبُهياي، أَي ممَّا أَتباهى بِهِ، حكى ذَلِك ابْن السّكيت عَن أبي عَمْرو. وَيُقَال: باهَيتُ فلَانا فبَهوْتُه، أَي غَلَبْتَه بالبَهاء. وأَبهيتُ الْإِنَاء، إِذا فَرَّغْتَه. وَقَالَ أَبو عَمْرو: باهاه، إِذا فاخَرَه، وهاباه إِذا صايَحَه. قَالَ: والبَهْوُ الْبَيْت من بُيوت الْأَعْرَاب، وجمعُه أَبهاء. وَفِي الحَدِيث: (وتنتقل الأعرابُ بأَبهائها إِلَى ذِي الخَلَصَة) أَي بيُوتها. أبه وَبِه: أَبُو عبيد عَن أبي زيد: نَبِهتُ لِلْأَمْرِ نَبَهاً أَنْبَه، ووَبهتُ لَهُ أَوْبَهُ وَبَهاً: وابهتُ، وأَبَهتُ آبَهُ أَبْهاً، وَهُوَ الْأَمر تنساه، ثمَّ تنتَبهُ لَهُ. قَالَ: وَقَالَ الكسائيّ: أَبِهْتُ آبهُ، وبُهْتُ أَبُوهُ، وبِهتُ أَباهُ. وَقَالَ ابنُ السّكيت: يُقَال مَا أَبِهْتُ لَهُ، وَمَا أَبَهْت لَهُ وَمَا بِهتُ لَهُ وَمَا بُهْتُ لَهُ، وَمَا وَبِهْتُ لَهُ، وَمَا بأَهْتُ لَهُ وَمَا بَهأْتُ لَهُ. يُرِيد مَا فَطِنْتُ لَهُ. ورُوي عَن أبي زيد أَنه قَالَ: إِنِّي لآبهُ بك عَن ذَلِك الْأَمر، إِلَى خَيرٍ مِنْهُ، إِذا رفعتَه عَن ذَلِك. وَفِي حديثٍ مَرْفُوع: (رُبَّ ذِي طِمْرَين لَا يُؤْبَه لَهُ لَو أَقْسَم على الله لأبَرّه) . مَعْنَاهُ: لَا يُفطَن لَهُ لذِلَّته وَقلة مَرآتَه،

وَلَا يُحتَفل بِهِ لحَقارته، وَهُوَ مَعَ ذَلِك من الفَضْل فِي دبْئِهِ وإخْباتِه لرَبِّه بحيثُ إِذا دَعَاهُ أَجَابَهُ. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: تأَبّه فلانٌ على فلَان تأَبُّهاً: إِذا تكبَّر ورفَع قَدْرَه عَنهُ، ورَجُل ذُو أُبَّهةَ، أَي ذُو كِبْر ونخوة. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الوَبْه: الفِطْنة، والوَبْه أَيْضا: الكِبْر. سلَمة، عَن الفرّاء قَالَ: جاءتْ تَبوهُ بُوَاهاً، أَي تَضِجّ. بوه: وَقَالَ اللَّيْث: الباءةُ: الحُظْوَة فِي النِّكاح. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الباءُ والباءَةُ والباه مَقُولات كلهَا. قلت: جَعل الهاءَ أَصْلِيَّة فِي الباهِ. وروى ابْن مَسْعُود عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (من اسْتَطَاعَ مِنْكُم الباءةَ فليتزوّجْ، ومَن لَا فعلَيْه بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجاء) . أَرَادَ: مَن اسْتَطَاعَ مِنْكُم أَن يتزوّج وَلم يُرِد بِهِ الْجِمَاع، يدلك على ذَلِك قَوْله: (وَمن لم يَقْدِر فَعَلَيهِ بِالصَّوْمِ) ، لِأَنَّهُ إِذا لم يَقدِر على الْجِمَاع لم يحتجْ إِلَى الصَّوْم ليَجْفُر، وَإِنَّمَا أَرَادَ من لم يكن عِنْده جِدَةٌ فيُصْدِق المنكوحةَ ويَعولها. وَالله أعلم. وَهُوَ حَسبنَا وَنعم الْوَكِيل. وَفِي حديثٍ آخر: أَن امْرَأَة ماتَ عَنْهَا زوجُها فمرَّ بهَا رَجُل، وَقد تزينتْ للباءِة أَي للنِّكَاح. بوه: وَقَالَ اللَّيْث: البُوهة مَا طارَتْ بِهِ الرِّيح من جُلال التُّرَاب، يُقَال: هُوَ أهوَنُ من صُوفةٍ فِي بُوهَةٍ. قَالَ: والبُوهةُ من الرِّجَال: الضَّعِيف الطَّبّاش. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: البوْهُ: اللَّعْن. يُقَال: على إبليسَ بَوْه الله، أَي لَعْنُه. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: البُوهة: الرَّجُل الأحمق. والبُوهَة: البُومة، والبُوهة: الرَّجل الضاوِيُّ، والبُوهة: الصوفة المنفوشة تُعمل للدَّواةِ، قبلَ أنْ تُبَلّ. والبُوهَة: الرِّيشة الَّتِي تكون بَين السَّمَاء وَالْأَرْض، تلعب بهَا الرِّياح والبُوهة: السَّجْق، يُقال بُوهَة لَهُ وشَوْهة، والبُوهة: الرجل الأحمق، وَمِنْه قولُ امرىء الْقَيْس: أيا هِندُ لَا تنكحِي بُوهةً عَلَيْهِ عَقِيقتُه أحسَبا هيب: قَالَ اللَّيْث: الهابُ زَجْرُ الْإِبِل عِنْد السَّوْق، يُقَال: هابِ هابِ، وَقد أَهابَ بهَا الرجل. قلت: هابِ: زَجْرٌ للخيل، يُقَال للخَيْل: هَبِي، أَي أقْبِلي، وهلاَ أَي قَرِّي. قَالَ الْأَعْشَى: ويَكثر فِيهَا هَبِي واضْرَحِي ومَرْسُونُ خَيْلٍ وأعطالُها والإهابة: دُعاء الْإِبِل. قَالَ ذَلِك الأصمعيّ وغيرُه. وَقَالَ طَرَفَة: تَرِيعُ إِلَى صوْت المُهِيب وتَتَّقي بِذِي خُصَل رَوْعاتِ أَكلفَ مُلْبِدِ

وسمعتُ عُقيليّاً يَقُول لأمَةٍ كَانَت ترعَى رَوَائدَ خيل، فجفَلت فِي يَوْم عاصف، فَقَالَ لَهَا: أَلا وَأَهيبي بهَا تَرِعْ إِلَيْك، فَجعل دعاءَ الْخَيل إهابةً أَيْضا. وَأما هابِ فَلم أسمَعْه إِلَّا فِي الْخيل دون الْإِبِل، وَأنْشد بَعضهم: والزَّجرُ هابِ وهِلاَ تَرْهِبُهْ وَقَالَ اللَّيْث: الهَيبة إجلالٌ ومخَافة. وَرجل هُيوبٌ جبانٌ يَهاب كلَّ شَيْء. ورُوي عَن عبيد بن عُمَير أَنه قَالَ: الْإِيمَان هيُوب، وَله وَجْهَان: أحدُهما: الْمُؤمن يهابُ الذنبَ فيتَّقِيه. وَالْآخر: الْمُؤمن هَيوب أَي مهيوب لِأَنَّهُ يَهاب الله فيهابُه النَّاس، أَي يعظِّمون قدرَه ويُوقِّرونه. وسمعتُ أَعْرَابِيًا يَقُول لآخر: اعْلَق تهاب النَّاس حَتَّى يهابُوك، أَمَره بتوقير النَّاس؛ كي يُوقِّروه. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الهَوْب: الرَّجل الكثيرُ الْكَلَام، وجمعُه أهواب. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الهيَّبان: الجبَان، والهيَّبان: التيْس، والهيَّبَان: الرَّاعِي، والهَيَّبان: زَبَدُ أَفواهِ الْإِبِل، قَالَ: والهيَّبان: التُّرَاب، وَأنْشد: أكلَّ يَوْم شِعِرٌ مستحدَثُ نَحن إِذا فِي الهيَّبان نَبحثُ وَقَالَ ذُو الرّمة يصف إبِلا أزْبَدتْ مَشافِرها، فَقَالَ: يظلّ اللُّغام الهيَّبان كَأَنَّهُ جَنَا عُشَرٍ تَنْفِيه أشداقُها الهُدْلُ وجَنا العُشَر: يخرجُ مثل رُمّانة صغيرةٍ فتنشقّ عَن مِثل القَزّ، فَشبّه لُغامَها بِهِ، والبادية يجعلونَ جَنا العُشَر ثَقوباً يوقدون بِهِ النَّار. وهب: أَبُو حَاتِم عَن الأصمعيّ: تَقول الْعَرَب: هَبْنِي ذَاك، أَي احسُبْني ذَاك واعدُدْني. قَالَ: وَلَا يُقَال هَبْ أَنِّي فعلتُ ذَاك، وَلَا يُقَال فِي الْوَاجِب: قد وَهبْتُك، كَأَنَّهَا كلمة وُضِعتْ لِلْأَمْرِ، كَمَا يُقَال ذَرْني ودَعْني، وَلَا يُقَال: وذَرْتُك. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال: وهَبَني الله فِداك، بِمَعْنى جَعَلَني. وَقَالَ شمِر: قَالَ الفرّاء: اتَّهَبْتُ منكَ دِرْهماً: افْتَعَلْتُ من الهِبة، وأصبَح فُلانٌ مُوهباً أَي مُعدّاً. قَالَ: ووَهبتُ لَهُ هِبَةً وموْهِبةً ووَهْباً ووَهَباً، إِذا أعطيتَه، واتهَبْتُ مِنْهُ، أَي قَبِلتُ. وَقَالَ اللَّيْث: تَقول: وَهَب الله لَهُ الشَّيْء، فَهُوَ يَهَب هِبَةً، وتَواهَبَه الناسُ بَينهم، وَالله الوَهّاب الوَاهِب، وكلّ مَا وُهِبَ لَك من ولدٍ وغيرِه فَهُوَ مَوْهوبٌ. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (لقد هممتُ ألاّ أَتَّهِبَ إِلَّا مِن قُرَشِيّ أَو أَنْصَاريّ أَو ثَقَفِيّ) قَوْله: لَا أَتَّهِبَ، أَي أقبَل هِبةً إِلَّا من هَؤُلَاءِ. قَالَ أَبُو عُبيد: رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَفاءً فِي أَخْلَاق الْبَادِيَة، وطلباً للزِّيَادَة على مَا وَهَبوا، فخَصَّ أهلَ القُرَى الْعَرَبيَّة بقبوله الهديّة مِنْهُم دون أهلِ الْبَادِيَة؛ لغَلَبة الْجفَاء على أَخْلَاقهم، وبُعدِهم من ذَوي النُّهَى

باب الهاء والميم

والعُقول، وَالله أعلم بِالصَّوَابِ، وحسبُنا الله وَنعم الْوَكِيل. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: المَوْهَبَة: نُقْرَةٌ فِي صَخْرة يَستنقِع فِيهَا ماءُ السَّمَاء. وأَنشدَ غَيره: ولَفُوكِ أشهَى لَو يَحِلُّ لنا من ماءِ مَوْهَبةٍ على شُهْد أَبُو عبيد عَن أبي زيد وَغَيره: أوْهَبَ الشيءُ، إِذا دامَ. وَقَالَ غيرُه: أوهب الشيءُ، إِذا كَانَ مُعَدّاً عِنْد الرجل، فَهُوَ مُوهِبٌ، وأنشدَ أَبُو زيد: عَظِيم القَفا ضخم الخَواصِر أَوْهَبَتْ لَهُ عَجوةٌ مَسْمُونَةٌ وخَمِيرُ وَيُقَال: هَذَا وَادٍ مُوهِب الحَطَب، أَي كثير الحَطَب. ووَهْبِينُ: جَبلٌ من جِبالِ الدَّهْناء قد رأيتُه. والمَوْهِبَةُ: الهِبة بِكَسْر الْهَاء وَجَمعهَا مَواهِب، وَأما النَّقرةُ فِي الصَّخر فمَوْهَبَة، بِفَتْح الْهَاء جَاءَ نَادرا، والوَهوب: الرجلُ الكثيرُ الهِبات. والوهّاب من صفة الله: الْكثير الهِبات المنعِم على الْعباد. أهب: الأُهْبَة: العُدّة، وجمعُها أُهَب، وَقد تأهّب الرجلُ، إِذا أَخذ أُهْبَتَه. والإهاب: الجِلْد، وجمعُه أُهُب، وأَهَب. وَفِي الحَدِيث: وَفِي بيتِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُهُبٌ عَطِنَةٌ، أَي جلودٌ فِي دِباغها. وَيُقَال: تَهيَّبني الشيءُ، بِمَعْنى تهيّبْتُه أَنا، وَيُقَال للأَبحّ: أَبَّه. (بَاب الْهَاء وَالْمِيم) (هـ م (وَا يء) وهم، هام، همي، ماه، مهي، أمه، مها، يهم، هيم، ومه. وهم: قَالَ اللَّيْث: الوَهْم: الْجَمَل الضخم، وَأنْشد بَيت لبيد: ثمَّ أصدَرْناهما فِي وَارِدٍ صادِرٍ وَهْمٍ صُواه قد مَثَلْ قلتُ: أَرَادَ بالوَهْم طَرِيقا وَاسِعًا وَاضحا. وَقَالَ ذُو الرمّة: كَأَنَّهَا جَمَلٌ وَهْمٌ وَمَا بَقِيَتْ إلاّ النَّحِيزَةُ والألواحُ والعَصَبُ أَرَادَ بالوَهْم جَملاً ضَخْماً. وَيُقَال: توهّمتُ الشيءَ وتفرَّستُه وتوسّمتُه وتبيَّنْتُه، بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ زُهَيْر فِي التوهّم: فلأياً عرفتُ الدَار بعد تَوَهُّمِ وَقَالَ اللَّيْث: الوَهْم من الْإِبِل: الذَّلُول المُنقادُ لِصاحبه مَعَ قُوّة. والوَهْم: الطريقُ الْوَاضِح الَّذِي يَرِد المَوارِد. وللقَلْب وَهْم، وجمعُه أَوْهام، وَالله لَا تُدرِكه أَوْهَام الْعباد. وَيُقَال: توهّمتُ فِي كَذَا وَكَذَا، وأَوهَمْتُ الشَّيْء إِذا أغفَلْتَه، والتُهْمة أصلُها وُهْمة من الوَهْم، يُقَال: اتَّهَمتُه، افتعالٌ مِنْهُ، وَيُقَال: أَتْهمتُ فلَانا على بناءِ أفعَلْتُ، أَي أدخَلْتُ عَلَيْهِ التُّهمة وَيُقَال: وهِمتُ فِي كَذَا وَكَذَا، أَي غَلِطت. ووَهَم إِلَى الشَّيْء يَهِم، إِذا ذَهب وَهْمُه إِلَيْهِ، وأوهَم الرجلُ فِي كِتَابه وَكَلَامه، إِذا أَسقَط.

أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: أوهمتُ: أَسْقطْتُ من الْحساب شَيْئا. قَالَ: وَوَهِمْتُ فِي الصَّلَاة: سَهَوْتُ، فَأَنا أَوْهَم. قَالَ: ووهِمْتُ إِلَى الشيءِ أَهِمُ ذهب وَهْمِي إِلَيْهِ. وَقَالَ شمر: قَالَ الفرّاء: أوْهَمْتُ شَيْئا ووَهَمْتُه فَإِذا ذهب وهمُكَ إِلَى الشَّيْء قلتَ: وهِمْتُ إِلَى كَذَا وَكَذَا أَهِمُ وَهْماً. قَالَ عَدِيُّ بن زَيد: فَإِن أخْطَأْتُ أَو أوهمتُ أَمراً فَقَدْ يَهِمُ المصافِي بالْحَبيبِ وَقَالَ الزِّبرقان بن بدر: فبِتِلْك أَقضِي الهَمَّ إِذْ وَهِمَتْ بِهِ نَفسِي ولَسْتُ بِنَأْنإٍ عُوَّارِ قَالَ شمِر: وَقيل: أَوهمَ ووَهِم ووَهَم بِمَعْنى. قَالَ: وَلَا أرى الصحيحَ إِلَّا هَذَا. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب: أوهَمْتُ الشيءَ، إِذا تركتَه كلَّه أُوهِمُ، ووَهِمْتُ فِي الْحساب أَوْهَم، إِذا غَلِطْتَ، ووَهَمتُ إِلَى الشَّيْء إِذا ذَهب قلبُك إِلَيْهِ وَأَنت تُرِيدُ غيرَه أَهِم وَهْماً. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه صلّى فأَوْهَم فِي صَلاته، فَقيل لَهُ: كأنّك أَوهَمتَ فِي صَلاتِك. فَقَالَ: (وَكَيف لَا أُوهِمُ ورَفْغُ أحدِكم بَين ظُفْره وأَنملَتِه) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيّ: أوهَم، إِذا أَسقَط، ووَهِم، إِذا غلِط. همى: فِي الحَدِيث أَن رجُلاً سَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: إنّا نُصِيبُ هَوامِيَ الْإِبِل، فَقَالَ: ضالّة الْمُؤمن حَرْقُ النَّار. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الهَوامِي هِيَ المُهمَلة الَّتِي لَا راعيَ لَهَا وَلَا حَافظ. يُقَال مِنْهُ: ناقةٌ هاميةٌ، وبعيرٌ هامٍ، وَقد هَمَى يَهْمي هَمْياً، إِذا ذهب على وَجهه فِي الأَرْض لِرَعْي أَو غَيره، وَكَذَلِكَ كُلُّ ذاهبٍ وسائلٍ من ماءٍ أَو مَطر، وَأنْشد لطَرَفة: فسَقى دِيارَك غير مُفْسِدها صَوْبُ الرّبيع ودِيمَةٌ تهمِي يَعْنِي تَسِيل وَتذهب. وَقَالَ الكسائيّ: هَمَتْ عينُه تهمِي، إِذا سالَتْ ودَمَعت. قَالَ أَبُو عبيد: وَلَيْسَ هَذَا من الهائم فِي شَيْء. سَلمة عَن الْفراء: الأهماء: الْمِيَاه السائلة. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: هَمَى وعَمَى وصَهَى وضَهَى، كلُّ ذَلِك إِذا سَالَ. وَقَالَ اللَّيْث: هَما: اسمُ صَنَم. وَقَالَ غَيره: يُقَال: هَمَا وَالله، بِمَعْنى أَمَا وَالله. هيم: حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق قَالَ: حَدثنَا المخزوميُّ عَن سُفيان، عَن عَمْرو بن دِينَار، عَن ابْن عَبَّاس فِي قَول الله جلّ وعزّ: {الْحَمِيمِ فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ} (الواقِعَة: 55) . قَالَ: هَيامُ الأَرْض. وَقيل: هَيامُ الرَّمل. الحَرانيّ عَن ابْن السّكيت: الهَيْم: مصدرُ هَام يَهيم هَيْماً وهيمَاناً، إِذا أَحبَّ المرأةَ. قَالَ: والهِيم: الْإِبِل العِطاش. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الهُيّام: العُشَّاق. والهُيَّام: المُوَسْوِسُون.

وَقَالَ أَبُو عبيد: رجلٌ هائم وهَيُومٌ. والهُيُوم أَن يذهَب على وَجْهه، وَقد هامَ يهيمُ هُياماً. وَقَالَ اللَّيْث بن المظفَّر: الهيْمان: العَطْشان. الهَائمُ: المتحيِّر، والهُيام كالجنون من العِشْق، والهيْماء: مَفازةٌ لَا ماءَ بهَا. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {الْحَمِيمِ فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ} (الواقِعَة: 55) : الهيم الْإِبِل الَّتِي يصيبُها داءٌ فَلَا تروَى من المَاء، وَاحِدهَا: أهيَم، وَالْأُنْثَى هَيْماء. قَالَ: وَمن الْعَرَب من يَقُول: هائم، وَالْأُنْثَى هائمة، ثمَّ يجمعونه على هِيم، كَمَا قَالُوا: عائِطٌ وعِيط، وحائلٌ وحُول، وَهِي فِي معنى حَائِل حُول، إِلَّا أنّ الضمة تُركَتْ فِي هِيمٍ؛ لئلاّ تصير الْيَاء واواً. وَيُقَال: إِن الهِيم: الرملُ، يَقُول: يشرَب أهلُ النَّار كَمَا تشرَب السِّهلةُ والسِّهلة: الأَرْض الَّتِي يَكثر فِيهَا الرمل. وَقَالَ اللَّيْث: الهَيَامُ من الرَّمْل: مَا كَانَ تُراباً دُقاقاً يَابسا. أَبُو عبيد عَن أبي الجرّاح: الهُيام: داءٌ يُصيب الإبلَ من ماءٍ تَشرَبه مُسْتَنْقعاً. يُقَال: بعيرٌ هَيْمان، وناقة هيْمَى، وجمعُه هِيام. وَقَالَ الأصمعيّ: الهَيْمان هُوَ العَطْشان. قَالَ: وَهُوَ من الدّاء مَهْيُوم. قَالَ اللَّيْث: وَيُقَال: هوَّم القومُ وتهوَّموا، إِذا هزُّوا رؤوسهم من النُّعاس. أَبُو عبيد عَن أَصْحَابه: إِذا كَانَ النومُ قَلِيلا فهوَ التهويم. أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: تهمَّأ الثوبُ وتهنّأَ، إِذا تَفَسأ، مهموزاتٌ. أَبُو عُبَيْدَة: عَمَا وَالله لأفعلنّ ذَاك، وهمَا وَالله، وأمَا وَالله، بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ اللَّيْث: الهامةُ: رَأس كلِّ شَيْء من الرُّوحانيِّين، والجميع الهامُ. قلت: أَرَادَ اللَّيْث بالرُّوحانيين ذَوي الْأَجْسَام الْقَائِمَة بِمَا جَعَل الله فِيهَا من الْأَرْوَاح. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الرُّوحانيون هم الْمَلَائِكَة والجنّ الَّتِي لَيْسَ لَهَا أجسام تُرى. وَهَذَا القَوْل هُوَ الصَّحِيح عندنَا. وَقَالَ اللَّيْث: الهامة من طَيْر اللَّيْل. قَالَ: وَيُقَال للفَرس: هامَة. قلت: ورَوى أَبُو عُمرَ عَن ثَعْلَب، عَن عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الهامة، مخفَّفة الْمِيم: الفَرس، والهامة: وسَط الرَّأْس. وَقَالَ أَبُو زيد: الهامة: أَعلَى الرَّأْس. وَفِيه الناصية، والقَصَّة، وهما مَا أقبل على الْجَبْهَة من شَعر الرَّأْس، وَفِيه المَفْرق، وَهُوَ مجْرى فرق الرأسِ بَين الجَبِينَيْن إِلَى الدائرة. وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (لَا عَدْوى وَلَا هَامة وَلَا صَفَر) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: أمّا الهامة فَإِن الْعَرَب كَانَت تَقول: إِن عِظامَ الْمَوْتَى تصيرُ هَامة فتَطير، قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو مِثْلَه.

قَالَ: وَكَانُوا يسمُّون ذَلِك الطَّائِر الَّذِي يخرج من هَامة الْمَيِّت إِذا بَلِيَ الصَّدَى، وَأنْشد أَبُو عُبَيْدَة: سُلِّط الموتُ والمنون عَلَيْهِم فَلهم فِي صَدَى الْمَقَابِر هامُ وَقَالَ لبيد يَرثِي أَخَاهُ: فَلَيْسَ الناسُ بعدَك فِي نَقِيرٍ وَلَا هُمْ غَيرُ أصداءٍ وَهامِ وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن الأعرابيّ: معنى قَوْله: (لَا هامَةَ وَلَا صَفَر) . قَالَ: كَانُوا يتشاءمون بهما، أَي لَا تتَشاءَمُوا وَيُقَال: أصبح فلانٌ هَامة، إِذا مَاتَ. وأَزْقَيْتُ هامةَ فلَان، أَي قتَلته. وَقَالَ: فإِن تَكُ هَامة بِهَرَاةَ تَزْقُو فقد أزْقَيتُ بالمَرْوَيْنِ هاما وَكَانُوا يَقُولُونَ: إنّ القَتِيل تخرُج هامَةٌ من هامَتِه، فَلَا تزالُ تَقول: اسقُوني اسقوني حَتَّى يُقتلَ قاتِلُه، وَمِنْه قَوْله: إنَّكَ إنْ لَا تَدَعْ شتْمِي ومَنْقَصَتِي أَضْرِبك حَتَّى يقولُ الهامُ: أَسْقُونِي يُرِيد أَقْتلك. وَفِي حَدِيث ابْن عمرَ أنّ رجلا باعَ مِنْهُ إبِلا هِيماً. قَالَ شمِر: قَالَ بَعضهم: الهِيم هِيَ الظِّماء، وَقيل: هِيَ المِراض الَّتِي تَمصّ المَاء مَعنا وَلَا تَروَى. وَقَالَ الأصمعيّ: الهُيامُ: داءٌ شَبيه بالحمَّى تَسْخُن عَلَيْهِ جلودُها، وَقيل: إِنَّهَا لَا تَروَى إِذا كَانَت كَذَلِك. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الهُيام: نحوُ الدُّوَار جُنونٌ يأخذُ البعيرَ حَتَّى يَهلِك، يُقَال: بعيرٌ مَهْيُومٌ. مهي: قَالَ اللَّيْث: المَهْي: إرْخاء الحَبْل وَنَحْوه، وَقَالَ طَرفة: لَكا الطِّوَلِ المُمْهَى وثِنْيَاه باليَدِ قَالَ: وأمْهَيت لَهُ فِي هَذَا الْأَمر حَبْلاً طَويلا. قَالَ: وأمْهَيْتُ فَرسي إمهاءً، إِذا أجْرَيته. أَبُو نصر، عَن الأصمعيّ: أَمْهَى قِدْرَه، إِذا أَكثر ماءَها. وأمْهَى النَّصْلَ على السِّنان، إِذا أحدَّه ورقَّقه، وَأنْشد قولَ امرىء الْقَيْس: راشَهَ مِن ريشِ ناهِضَةٍ ثمَّ أمْهَاهُ عَلَى حَجَرِهْ قَالَ: وأمْهَى فرسَه، إِذا أجراه. وَقَالَ أَبُو زيد: أمْهيتُ الفرَس: أرْخَيت لَهُ من عِنانه، ومثلُه: أمَلْتُ بِهِ يَدي إمالةً، إِذا أرخَى لَهُ من عِنانه. وأمْهَيت الشّرابَ: إِذا أكثرتَ ماءَه. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: أمْهَيتُ الحديدةَ: سَقَيْتُها مَاء. وأمْهَيتُ الفرَسَ: أجْرَيتُه. الْكسَائي: أمهَيتُ الْفرس: طوَّلْتُ رَسَنَه. الأُمويّ: أمْهَيْتُ: إِذا عَدَوْتُ الْكسَائي: حفَرْنا حَتَّى أمْهَينا، أَي بلغْنا المَاء.

وَفِي (النَّوَادِر) : المَهْوُ: البَرْد، والمَهو، حَصًى أبيَض، يقالُ لَهُ: بُصَاقُ الْقَمَر، والمَهْو: اللُّؤلؤ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: المَهْيُ: تَرقيقُ الشَّفْرة، وَقد مَهاها يَمهِيها. سَلَمَة عَن الْفراء: الأَمهاء: السُّيوف الحادّة. وَقَالَ غيرُه: سيفٌ مَهْوٌ رقِيق. وأنشَد: أبيضُ مَهْوٌ فِي مَتْنِه رُبَدُ الأصمعيّ: المَها: بَقَرُ الوَحْش، الْوَاحِدَة مَهَاة: والمَهاةُ: الحِجارةُ البِيض الَّتِي تَبرُق، وَهِي البِلَّوْر. والمَهْوُ: السَّيفُ الرَّقيق. وسَلَح سَلْحَاً مَهْواً، أَي رَقيقاٌ. والمَهو: شدّة الجري. وَقَالَ اللَّيْث: المَهاءُ ممدودٌ: عيب وأَوَدٌ يكونُ فِي القِدْح، وَأنْشد: يُقيمُ مَهاءُهُنَّ بإصبَعَيْه وَقَالَ أَبُو عبيد: حفَرتُ البئرَ حَتَّى أمهَت، وأموَهْتُ، وَإِن شِئْت حَتَّى أَمهَيتُ، وَهِي أبعَدُ اللُّغات. كلُّها انتهيتَ إِلَى المَاء. وَقَالَ ابْن هَرْمة: فإنّك كالقَرِيحةِ عامَ تُمْهَى شَرُوبَ المَاء ثمَّ تعود ماجا وَقَالَ ابْن بزرج فِي حَفر الْبِئْر: أَمهَى وأمَاهَ، قَالَ: ومَهَتِ العينُ تمهو، وَأنْشد: تقولُ أُمامةُ عِنْد الفرا ق والعينُ تمهُو على المِحْجَر قَالَ: وأمهيتُها أَنا أَي أسَلْت ماءَها. أَبُو زيد: المهَا: ماءُ الفحْل، وَهُوَ المُهْيَةُ، وَقد أمهَى، إِذا أنزَل المَاء عِنْد الضِّراب. ومَهْوُ الذَّهب: مَاؤُهُ. وَقَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز: رأى رجلٌ فِيمَا يَرَى النَّائِم جسَد رجلٍ مُمْهًى، قَالَ: هُوَ الَّذِي يُرَى داخِلُه من خارِجه. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: أمهَى، إِذا بلَغ من حَاجته مَا أرادَ، وأصلُه أَن يَبْلُغ الماءَ إِذا حَفَر بِئْرا. موه: يُقَال: عَلَيْهِ {مُوهَةٌ من حُسْنٍ، ومُوَاهةٌ ومُوَّهة: إِذا مَسَحه، وتموَّه المالُ للسِّمَن، إِذا جَرى فِي لحُومه الرَّبيعُ. وتَموَّه العِنبُ، إِذا جَرى فِيهِ اليَنْعُ وحَسُنَ لونُه. وَقَالَ اللَّيْث: المُوهَة: لونُ المَاء، يُقَال: مَا أحسنَ مُوهَةَ وَجْهِه. وتصغيرُ المَاء: مُوَيْهٌ. والجميعُ الْمِيَاه، وَيُقَال: ماهتِ السفينةُ تمُوه وتمَاه، إِذا دَخَل فِيهَا الماءُ، وأماهت الأرضُ، إِذا ظهر فِيهَا النَّزّ. وَيُقَال: أماهت السَّفِينة، بمعنَى ماهت. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: المَيْه: طِلاء السيفِ وغيرِه بِمَاء الذَّهَب. وَأنْشد فِي نعت فرس: كَأَنَّمَا مِيهَ بِهِ ماءُ الذَّهبْ وامْهتِ السِّكين. والنِّسبةُ إِلَى المَاء: ماهِيّ. ابنُ بُزرُج، مَوَّهت السماءُ، أسالَتْ مَاء كثيرا، وماهتِ البئرُ وأمَاهتْ فِي كَثْرَة مَائِهَا وَهِي تَمَاه وتَمُوه. وَيَقُولُونَ فِي حَفْر البِئر: أمهَى وأمَاه. وَقَالَ الأصمعيّ: ماهَت البئرُ تمُوه وتَماهُ مَوْهاً إِذا كَثُر ماؤُها.

وَقَالَ غيرُه: مَوَّه فلانٌ حَوْضَه تمويهاً، إِذا جعل فِيهِ الماءَ. ومَوَّه السحابُ الوَقائِعَ وَأنْشد: تَمِيميّة نجدية دارُ أهلِها إِذا مَوَّه الصَّمّان من سَبَل القَطْرِ وَقيل: مَوَّه الصَّمّانُ: صَار مُمَوَّهاً بالبَقْل. اللحيانيّ: أَمِهْنِي، أَي اسقِني، وبئر مَيْهةٌ: كَثِيرَة المَاء. وَتقول: تَموَّه ثمرُ النَّخْل والعِنَب، إِذا امتَلأَ مَاء فتهيّأ للنُّضْج. وَقَالَ أَبُو سعيد: شجر مَوْهِيٌّ، إِذا كَانَ مَسْقَوِيّاً، وشَجر جَزَوِيّ يَشربُ بعروقِه وَلَا يُسقَى. وكلامٌ عَلَيْهِ مُوهَةٌ، أَي حُسْن وحَلاوة. وَفُلَان مُوهَةُ أهل بَيْتِه. وَحكى الكسائيّ: باتت الشاةُ ليلتَها ماءٍ ماءٍ وماهٍ وماهٍ، وَهُوَ حِكَايَة صوتِها. أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ: الماهُ: قَصَبُ البَلَد، قَالَ: وَمِنْه قولُ النَّاس ضُرِب هَذَا الدينارُ بماهِ البَصْرة، وبماهِ فَارس. قلت: كَأَنَّهُ مُعَرَّبٌ. والماهان: الدِّينَور ونهاوَنْد، أحدُهما: ماهُ الْكُوفَة، وَالْآخر ماهُ البَصْرة. وجمعُ الماءِ مِياهٌ وأمْواه. وأصل المَاء ماه، والواحدة ماهَةٌ وماءَةٌ. أَبُو عُبَيد، عَن الْكسَائي: مَوَّهْتُ الشيءَ إِذا طَليتَه بفضّة أَو ذَهب، وَمَا تحتَ ذَلِك حَدِيد أَو نُحاس. قلتُ: وَمِنْه قيل للمُخادِع: مُموَّه وَقد مَوَّه عليّ الْبَاطِل إِذا لَبَّسَه، وأراهُ فِي صُورَة الْحق. أمه: ابْن السّكيت: الأَمِيهةُ: بَثْرٌ يخرُج بالغَنم كالجُدَرِيّ، وَقد أُمِهَت فَهِيَ مأمُوهةُ، وَقَالَ الشَّاعِر: طَبِيخُ نُحازٍ أَو طَبيخُ أَمِيهةٍ صغيرُ العِظام سيءُ القَسْم أَمْلَطُ يَقُول: كَانَ فِي بطن أمّه وَبهَا نُحاز وأَمِيهة، فَجَاءَت بِهِ ضاوِياً. قَالَ: وقولهُم آهَةٌ وأَمِيهةٌ، الآهة من التأوّه، والأميَهة الجُدَرِيّ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الأَمْهُ: النسْيان والأَمْهُ: الْإِقْرَار، الأمْه: الجُدَرِيّ. وَقَالَ الزّجاج: قَرَأَ ابْن عَبَّاس: وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} (يُوسُف: 45) قَالَ: والأمَهُ: النِّسيان، يُقَال: أَمِه يَأْمَه أَمَهاً، هَذَا الصَّحِيح بفَتْح الْمِيم. قَالَ: ورُوِي عَن أبي عُبيدة: {بعد أمه بِسُكُون الْمِيم، وَلَيْسَ ذَلِك بِصَحِيح، وَكَانَ أَبُو الْهَيْثَم فِيمَا أَخْبرنِي عَنهُ المنذريّ يقرأه بعد أمه، وَيَقُول: أمَهٌ خطأ. أَبُو عبيد عَن أبي عُبيدة، يُقَال: أَمِهْتُ الشيءَ فَأَنا آمَهُه أَمْهاً، إِذا نَسِيته، قَالَ: وادكر بعد أمه. ورُوِي عَن الزّهريّ أَنه قَالَ: من امتُحِن فِي حَدَ فأَمِهَ ثمَّ تبرَّأ فَلَيْسَتْ عَلَيْهِ عُقوبة. قَالَ أَبُو عبيد: هُوَ الْإِقْرَار، وَمَعْنَاهُ أَن يُعاقَب ليُقِرَّ، فَإِقْرَاره بَاطِل.

وَقَالَ أَبُو عبيد: لم أسمع الأَمَه: الْإِقْرَار إِلَّا فِي هَذَا الحَدِيث، والأَمَهُ فِي غير هَذَا: النسيانُ. وَقَالَ شمر: قَالَ غَيْرُه: يُقَال: أَمَهْتُ إِلَيْهِ فِي أمْرٍ فأَمَهَ إليَّ، أَي عَهِدْتُ إِلَيْهِ فعَهِدَ إليّ. وَقَالَ الْفراء: الأَمَهُ: النسْيَان، قَالَ: وأُمِهَ الرجلُ فَهُوَ مَأْموه، وَهُوَ الَّذِي لَيْسَ عقلُه مَعَه. وَأما الأُمُّ فقد قَالَ بَعضهم: الأَصْل أُمّة، وَرُبمَا قَالُوا أُمَّهة، وَتجمع أُمَّهات، وَأنْشد بَعضهم: أُمَّهَتِي خِنْدِفُ والياسُ أَبِي وَقَالَ غَيره: تُجمع الأَمُّ من غير الآدميات أُمَّات بِغَيْر هَاء، وَأما بَنَات آدم فهنّ أمَّهاتٌ، وَمِنْه قولُ الشَّاعِر: لقد آليتُ أَغْدِرُ فِي جَداعِ وإنْ مُنِّيتُ أُمّاتِ الرِّباعِ وَالْقُرْآن نَزَل بالأَمهات، كأنَّ الْوَاحِدَة أمَّهة. وَقيل: الْهَاء زَائِدَة فِي الأُمَّة. وَمن قَالَ هَذَا قَالَ: الْأُم فِي كَلَام الْعَرَب أصلُ كل شَيْء، واشتقاقه من الأَمِّ وزِيدت الْهَاء فِي الأمّهات، لتَكون فرقا بَين بَنات آدمَ وسائرِ إناث الْحَيَوَان، وَهَذَا أصح الْقَوْلَيْنِ عندنَا. يهم: قَالَ اللَّيْث: الأَيْهَم من الرِّجال: الأَصَمّ والأيْهَم: الشُّجَاع الَّذِي لَا ينحاش لشَيْء. واليَهْماء: مفَازةٌ لَا ماءَ فِيهَا وَلَا يُسْمَع فِيهَا صَوت. والأَيْهمَان: السَّيل والحَرِيق، لِأَنَّهُ لَا يُهْتدَى فيهمَا كَيفَ الْعَمَل، كَمَا لَا يُهْتَدى فِي اليَهْماء. وَقَالَ ابْن السّكيت: قَالَ عمَارَة: اليَهْماء: الفَلاة الَّتِي لَا ماءَ فِيهَا، وَيُقَال لَهَا: هَيْمَاء. قَالَ: وليلٌ أَيْهَم: لَا نُجُوم فِيهِ. والأيْهم: المُصابُ فِي عَقْلِه. ورُوِي عَن النَّبِي أَنه كَانَ يتعوَّذ من الأَيْهَمَين، وهما السَّيْل والحريق. وَيُقَال فِي الأَيْهَمين: إنَّهُمَا الفَحْل المغتلِم، والسّيْل. شمر عَن ابْن الأعرابيّ: اليَهْماء: فلاةٌ مستويةٌ مَلسَاءُ لَيْسَ فِيهَا نَبْت. قَالَ: والأيهَم: البَلد الَّذِي لَا عَلَم بِهِ. وَقَالَ المؤرِّج: اليَهْماء: العَمْياءُ، وسُمّيتْ يَهْماءَ لِعَمَى مَنْ يَسلُكها فِيهَا عَن الاهتداء، كَمَا قيل للسَّيل وَالْبَعِير الهائج: الأيهمانِ، لِأَنَّهُمَا يَتجَرْثمان كل شَيْء كتَجرَثُم الْأَعْمَى. وَيُقَال لَهما: الأعمَيان. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: اليَهْماء: الَّتِي لَا مَرْتع بهَا، أرضٌ يهماء، وسَنَةٌ يَهْماء: ذاتُ جُدُوبة. قَالَ: والأيهَم من النَّاس: الَّذِي لَا يسْمَع بَيِّنُ اليَهَم، وَأنْشد: فإنِّي أُنادِي أَو أُكلِّم أَيْهَمَا قَالَ: وسِنُونَ يُهْمٌ: لَا مَاء فِيهَا وَلَا كَلأ، وَلَا شَجَر. وَقَالَ أَبُو زيد: سَنةٌ يهماء: شَديدة عَسِرة لَا فرَج فِيهَا. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: الْأَيْهَم: الرجل الَّذِي لَا عَقْل لَهُ، وَلَا فَهم. وَقَالَ العجَّاج:

إلاّ تَضاليل الْفُؤَاد الأيهَم وَقَالَ الْأَصْمَعِي: اليَهْماء: الفَلاة الَّتِي لَا يُهتدَى فِيهَا لطريق، والأيهَم: الْأَعْمَى والأيهم: الَّذِي لَا عَقل مَعَه. وَقَالَ رؤبة: كَأَنَّمَا تغريدُه بعد العَتَمْ مُرْتَجِسٌ جَلْجَلَ أَو حادٍ نَهَمْ أَو راجزٌ فِيهِ لَجاجٌ ويَهمْ أَي لَا يَعقِل. قَالَ أَبُو زيد: يُقَال: أَنْت أشدّ وأشجَع من الأَيْهَمين، وهما الْجمل والسَّيْل، وَلَا يُقَال لأَحَدهمَا: أَيهَم. وَيُقَال: رجل أَيهم، إِذا كَانَ لَا يحفَظ وَلَا يَعقِل. هيم: وَيُقَال: استُهِيم فؤادُه فَهُوَ مُستهامُ الْفُؤَاد. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الهَيْم: هَيَمان العاشق. قَالَ: والشاعر إِذا خلاَ فِي الصَّحراء هام. وَقيل فِي قَول الله جلّ وعزّ: يصف الشُّعَرَاء: {الْغَاوُونَ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ} (الشُّعَرَاء: 225) . قَالَ بَعضهم: هُوَ وَادي الصَّحْراء يَخْلُو فِيهِ العاشق والشاعر، وَيُقَال هُوَ وادِي الْكَلَام، وَالله أعلم. مها: وَيُقَال للثَّغْر النَّقِيّ: مَهَا، وَمِنْه قَول الْأَعْشَى: ومَهاً ترِفُّ غُروبُه يَشفِي المتيّم ذَا الحرارهْ ومه: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الوَمْهَةُ الإذْوَابة من كلّ شَيْء. مهو، وَقَالَ أَبُو عبيد: من أمثالهم فِي بَاب أفعَل: إِنَّه لأخيَبُ من شَيخ مَهْوٍ صَفْقَةً. قَالَ: وهُمْ: حَيٌّ من عبد الْقَيْس كَانَت لَهُم فِي المَثَل قصَّة يسمُج ذِكرُها.

بَاب لفيف حرف الهَاء (هَاء، أوه، هيه، إيه، هيّ، هيا، هيه، هيأ، هوأ، وَهُوَ، يهيه، ياه، وَهِي، أيه، هوى) . هَاء: قَالَ ابْن المظفَّر: قَالَ الْخَلِيل: الْهَاء حرف هَشٌّ ليّن قد يَجِيء خَلفاً من الْألف الَّتِي تُبنَى للقَطع، وَهَا بِمَعْنى خُذْ فِيهِ لُغَات للْعَرَب مَعْرُوفَة وَيُقَال: هَا يَا رجل، وللرّجلين هاؤُ مَا، وللرجال هاؤم. قَالَ الله جلّ وعزّ فِي هَذِه اللُّغَة وَهِي أشرفُ اللُّغَات، لأنَّ الْقُرْآن نزل بهَا: {خَافِيَةٌ فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ} (الحاقة: 19) جَاءَ فِي التَّفْسِير: أَن الرجل من الْمُؤمنِينَ يُعطَى كتابَه بِيَمِينِهِ، فَإِذا قَرَأَهُ رأَى فِيهِ تبشيرَه بِالْجنَّةِ، فيعطيه أَصْحَابه فَيَقُول: هاؤُم كتابي، أَي خذوه واقرءوا مَا فِيهِ لِتَعْلَمُوا فَوْزي بِالْجنَّةِ، يدلك على ذَلِك قَوْله: {كِتَابيَهْ إِنِّى ظَنَنتُ أَنِّى مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ} (الحاقة: 20) أَي علمت {حِسَابِيَهْ فَهُوَ فِى عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ} (الحَاقَّة: 21) . قَالَ ابْن السّكيت: وَيُقَال للْمَرْأَة هاءِ يَا امرأةُ، مَكْسُورَة بِلَا يَاء، وهايا يَا امْرَأَتَانِ، وهاؤُنَّ يَا نسوةٌ، ولغة ثَانِيَة هَا يَا رجل، وهاءَ بِمَنْزِلَة هاعَا، وللجميع هاءُوا، وللمرأة هائي، وللثنّيتين هاءا، وللجميع هَأْنَ بِوَزْن هَعْنَ ولغة ثَالِثَة هاءِ يَا رجلُ بِهَمْزَة مكسورةٍ، وللاثنين هائياً، وللجميع هاءوا، وللمرأة هائي، وللثِّنتَين هائيَا، وللجماعة هائِين. قَالَ: وَإِذا قَالَ لكَ: هَا، قلتَ: مَا أَهاءُ يَا هَذَا، وَمَا، أَي مَا أُعطَى، وَنَحْو ذَلِك رُوي عَن الكسائيّ، وَزَاد فَقَالَ: يُقَال: هاتِ وهاءِ، أَي اعْطِ وخُذْ. وَقَالَ الْكُمَيْت: وَفِي أيامِ هاتِ بهاء نُلْفَى إِذا زَرِم النَّدَى متحلَّبينا قَالَ: وَمن الْعَرَب من يَقُول: هاكَ هَذَا يَا رجل، وهاكما هَذَا يَا رجلَانِ، وهاكم هَذَا يَا رجالُ، وهاكِ هَذَا يَا امرأةُ، وهاكمَا يامرأتان وهاكُنّ يَا نِسوَة. وَقَالَ أَبُو زيد: قَالُوا هاءَ يَا رجلُ بِالْفَتْح، وهاءِ يَا رجلُ بِالْكَسْرِ، وهايَا للاثنين فِي اللغتين جَمِيعًا بِالْفَتْح، وَلم يَكسِروا فِي الِاثْنَيْنِ، وهاءُوا فِي الْجمع، وَأنْشد: قومُوا فهَاءُوا الحقَّ ننزلْ عندَه إذْ لم يكن لكمُ علينَا مَفخرُ قلت: فَهَذِهِ جميعُ مَا جَاءَ من اللُّغات فِي هَا بِمَعْنى خُذْ. وَأما هَا مَقْصُورَة بِمَعْنى التَّنْبِيه فَإِن أَبَا الْهَيْثَم قَالَ: هَا تنْبيهٌ تَفتتحُ العربُ بهَا الكلامَ بِلَا معنى سِوَى الِافْتِتَاح، تَقول: هَا ذَاك أَخُوك هَا إنّ ذَا أَخوك، وَأنْشد:

هَا إنّ تا عِذْرَةٌ إِن لَا تكن نَفَعتْ وَقَالَ أَبُو حَاتِم: وَيُقَال: لَاها الله ذَا: بِغَيْر ألف فِي القَسَم، قَالَ: والعامة تَقول: لَاها الله إِذا. قَالَ: وَالْمعْنَى لَا وَالله هَذَا مَا أُقسِمَ بِهِ، فأُدخِل اسمُ الله بَين هَا وَذَا. وَالْعرب تَقول أَيْضا: هَا، إِذا أجابوا دَاعيا، يَصِلون الْهَاء، بِالْألف تَطْوِيلًا للصوت. ويُبدِلون ألف الِاسْتِفْهَام هَاء، وَأنْشد بَعضهم: وَأَتَتْ صواحبُها فقلنَ: هَذَا الَّذِي رامَ القَطيعةَ بعدَنا وجَفانا وَقَالَ أَبُو سعيد فِي قَول شَبيب بن البَرْصاء: تُفلِّق هَا مَنْ لم تَنَلْه رِماحُنا بأسيافِنا هامَ المُلوكِ القَماقِمِ فِي هَذَا تَقْدِيم مَعْنَاهُ التَّأْخِير، إِنَّمَا هُوَ نُفلِّق بأسيافنا هامَ الْمُلُوك والقَماقم، ثمَّ قَالَ: هَا مَن تَنَله رِماحُنا، فها تَنْبِيه. وَأما الحَدِيث الَّذِي جَاءَ: (لَا تَبِيعُوا الذَّهَب بِالذَّهَب إِلَّا هَا وَهَا) فقد اختُلِف فِي تَفْسِيره، وظاهرُ مَعْنَاهُ أَن يَقُول كل واحدٍ من البَيِّعَيْن هَا، فيُعطيه مافي يدِه فِي مَكَانَهُ، ثمَّ يفترقان. وَقيل: مَعْنَاهُ أَن يَقُول كلُّ وَاحِد مِنْهُمَا لصَاحبه: هاكَ وهاتِ، أَي خُذْ وأَعْطِ. هه وهاه قَالَ ابْن المظفّر: هَهْ: تَذكِرةٌ فِي حالٍ، وتحذيرٌ فِي حالٍ، فَإِذا مَددْتَها وقلتَ: هاهْ كَانَت وَعِيداً فِي حالٍ، وحكايةً لضحك الضاحك فِي حَال، وَتقول ضحك الضاحك، فَقَالَ هاهْ هاهْ. قَالَ: وَيكون هاه فِي مَوضِع آه من التوجّع، وَقد تأوَّه، وَأنْشد: تأوَّهُ آهَةَ الرَّجلِ الحَزِين ويُرْوَى: تَهَوَّهُ هَاهَةَ الرّجل الحزين قَالَ: وَبَيَان القَطْع أحسن. أوه: وَقَالَ ابْن السّكيت: الآهة من التأوُّه، وَهُوَ التوجُّع، يُقَال: تأوَّهْتُ آهةً، وَكَذَلِكَ قولُهم فِي الدُّعَاء: آهةً وأَمِيهةً، وَقد مرَّ تفسيرهما. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي تَفْسِير قَوْله: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ} (التّوبَة: 114) أَنه قَالَ: الأوَّاهُ الدَّعّاءُ. وَقَالَ أَبُو عبيد: الأوَّاه: المتأَوِّه شَفَقاً وفَرَقا، المتضرِّع يَقِينا ولُزوماً للطاعة، وَأنْشد: إِذا مَا قمتُ أَرحَلُها بلَيْل تأَوَّهُ آهةَ الرَّجل الحزين وَيُقَال: الأوَّاه: الرَّحيم، وَقيل: الرَّقيق، وَقيل: الْفَقِيه، وَقيل: الْمُؤمن، بلُغة الْحَبَشَة. وحدَّثنا السَّعْديّ عَن أبي زُرْعة عَن قَبِيصَة عَن سُفْيانَ عَن سَلمَة بن كُهَيل عَن مُسلم البَطين عَن أبي العُبَيْدَيْن قَالَ: سألتُ ابنَ مَسْعُود عَن الأوَّاه، فَقَالَ: الرَّحِيم. وَقَالَ ابْن المظفَّر: آهِ هُوَ حكايةُ المتأَوِّه فِي صَوْته، وَقد يَفْعَله الْإِنْسَان شَفَقَة وجَزَعاً، وَأنْشد:

آهٍ من تَيَّاكِ آها تركَتْ قلبِي مُتاها وَنَحْو ذَلِك قَالَ ابْن الأعرابيّ، وَقَالَ: تأَوَّهَ تأَوُّهاً، إِذا توَجَّع، ومثلُه أوَّهَ تَأْوِيهاً. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: العَرَب تَقول: أَوَّه وآوَه وآوُوه، بالمَدّ وواوَين، وأَوْهِ بِكَسْر الْهَاء خَفِيفَة، وَأنْشد الْفراء: فَأَوْهِ من الذِّكرَى إِذا مَا ذَكرتُها وَمن بُعدِ أرضٍ بينَنا وسَماءِ وروَى ابْن المظفَّر: أَوَّهَ وأَهَّهَ، إِذا توجَّع الحزينُ الكئيبُ، فَقَالَ: آهِ، أَو قَالَ: هاهِ عِنْد التوجُّع، فأَخرج نَفسَه بِهَذَا الصَّوْت ليتفرَّج عَنهُ بعض مابه. هيه وإيه: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: هِيهِ وهيهَ، بِالْكَسْرِ وَالْفَتْح، فِي مَوضِع إيهِ وإيهَ. وَقَالَ ابْن السّكيت: تَقول للرجل إِذا استزَدْتَه من حديثٍ أَو عمل: إيه، فَإِن وصلتَ قلتَ: إيهٍ حدِّثْنا. وَقَالَ فِي قَول ذِي الرمة: وقَفْنا فَقُلْنَا: إيهِ عَن أم سالمٍ وَمَا بالُ تَكليم الدِّيارِ البَلاقع فَلَنْ ينوِّن، وَقد وَصَل لِأَنَّهُ نَوَى الْوَقْف. قَالَ: فَإِذا أَسْكتَّه وكفَقْتَه قلتَ: إيهاً عنّا، فَإِذا أَغْرَيْتَه بالشَّيْء قلتَ: وَيْهاً يَا فُلان، فَإِذا تعجَّبتَ من طيبِ شَيْء قلت: واهاً لَهُ مَا أَطيَبَه، قَالَ أَبُو النَّجْم: واهاً لرَيَّا ثمَّ واهاً واهَا وَأنْشد: وَهُوَ إِذا قيل لَهُ: وَيْهاً كُلْ فَإِنَّهُ مُوَاشكٌ مُسْتَعْجِلْ وَهُوَ إِذا قيلَ لَهُ: وَيْهاً فُلْ فَإِنَّهُ أَحْجِ بِهِ أَن يَنكلْ أَبُو عبيد عَن أبي زيد: تَقول فِي الْأَمر: إيهٍ افعَلْ، وَفِي النَّهْي: إيهاً عني الْآن، وَفِي الإغراء: وَيْهاً يَا فلَان، وَقَالَ ابْن الأعرابيّ نَحوا ممَّا قَالَ. وَقَالَ الكسائيّ: من الْعَرَب من يَتعجَّب بِوَاهاً فَيَقُول: واهاً لهَذَا، أَي مَا أَحسنَه. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال إيهِ وإيهٍ، فِي الاستزادة والاستنطاق وإيهَ وإيهاً، فِي الزَّجْر وَالنَّهْي، كَقَوْلِك: إيهَ حَسْبُك، وإيهاً حَسبك. وَقَالَ اللَّيْث: هَا بفَخامة الْألف: تَنْبِيه، وبإمَالة الْألف: حَرْف هجاء. قَالَ: وهاء ممدودٌ يكون تَلْبِيةً، كَقَوْل الشَّاعِر: لَا بل، يَملُّك حِين تَدْعو باسمه فَيَقُول: هاءَ وطاء لمَا لبَّى قَالَ: وأهُل الْحجاز يَقُولُونَ فِي مَوضِع لَبَّى فِي الْإِجَابَة: لبَى خَفِيفَة، وَيَقُولُونَ أَيْضا فِي هَذَا الْمَعْنى: هَبَى وَيَقُولُونَ: هَا إِنَّك زيد مَعْنَاهُ أإنك زيد فِي الِاسْتِفْهَام، ويقصُرون فَيَقُولُونَ: هَإنّك فِي مَوضِع أَإِنَّك زيد، وَالْأَصْل فِيهِ الهَمْزَتان. هيّ: قَالَ اللَّيْث: هَي بن بَي كَانَ من ولد آدم فانْقَرض نَسْلُه، وَكَذَلِكَ هيّان بن بيّان. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ هيُّ بنُ بيّ وهيّان بن بيّان وبيّ بن بيّ. يُقَال ذَلِك كُله للرجل إِذا كَانَ خَسِيساً.

أَبُو عبيد عَن الكسائيّ يُقَال: يَا هَيُّ مالِي، مَعْنَاهُ التَلهُّف والأسى، وَمَعْنَاهُ يَا عَجَباً مَالِي. وروى الْفراء عَن الْكسَائي أَنه قَالَ: من العَرَب من يتعجب بهَيّ وفَيّ وشَيّ، وَمِنْهُم من يزِيد مَا فَيَقُول: يَا هَيَّما وياشيَّما ويافيَّما، أَي مَا أَحسن هَذَا. وَقَالَ ابْن دُرَيد: الْعَرَب تَقول هَيَّك أيْ أسرعْ فِيمَا أَنْت فِيهِ. هيا: قَالَ اللَّيْث: هَيَا مِنْ زَجْر الْإِبِل، وَأنْشد: وجُلّ عِتابِهِنَّ هيَا وهَيْدُ قَالَ: وهِيَ، وهَا: من زَجْر الْإِبِل، هَيْهَيْتُ بهَا هِيهاءً وهِيهاةً، وَأنْشد: مِن وَجْسِ هِيهاءَ وَمن هِيهائهِ وَقَالَ العجاج: هيهاتَ من مَخترِقٍ هَيهاؤه قَالَ: وهَيهاؤُه مَعْنَاهُ البُعْد، والشيءُ الَّذِي لَا يُرجَى. قَالَ: وَمن قَالَ: هَا فَحكى ذَلِك قَالَ: هَا هَيْت. هَا هَيْتُ بِالْإِبِلِ: دَعَوتها، وهأْهأْتُ بهَا للعَلَف، وجَأْجَأْتُ بِالْإِبِلِ للشُّرْب، وَالِاسْم مِنْهُ والجيءُ والهِىءُ، وَأنْشد. وَمَا كَانَ على الجِيء وَلَا الهِيء امتداحِيكا وَنَحْو ذَلِك قَالَ ابْن الْأَعرَابِي. هيه: قلت: وَاتفقَ أهل اللُّغَة أَن التَّاء من هَيْهات لَيست بأصلية أصلُها هَاء. قَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء: إِذا وصلتَ هيهاتَ فدَع التَّاء على حَالهَا، وَإِذا وقَفْتَ فَقل: هَيهَات هيهاه، قَالَ ذَلِك فِي قَوْله جلّ وعزّ: {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ} (الْمُؤْمِنُونَ: 36) . وَبِنَحْوِ ذَلِك قَالَ الْخَلِيل وسيبويه. وَقَالَ وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق الزّجاج: تَأْوِيل {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ} البُعْد لما توعدون. قَالَ: وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: من كَسَر التَّاء فَقَالَ: هيهاتِ هيهاتِ، فَهِيَ بِمَنْزِلَة، عِرْقاتٍ تَقول: استأصَلَ الله عرقاتَهم وعِرْقاتِهم، فَمن كسر التَّاء جعلهَا جمعا، وَاحِدهَا عِرْقة، وَوَاحِد هَيْهَات على ذَلِك هيهة، وَمن نَصَب التَّاء جعلهَا كلمة وَاحِدَة. قَالَ: وَيُقَال: هيهاتَ مَا قلتُ، وهيهاتَ لِما قلت، فمنْ أَدخل اللَّام فَمَعْنَاه البُعْد لِقَوْلِك. وَقَالَ ابْن الأنباريّ: فِي هَيْهَات سبعُ لُغَات: فَمن قَالَ هيهاتَ بفَتْح التَّاء من غير تَنْوِين شَبَّه التَّاء بِالْهَاءِ، ونصبها على مَذْهَب الأداة. وَمن قَالَ: هَيْهاتاً بِالتَّنْوِينِ، شبهه بقوله تَعَالَى: {فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ} (البَقَرَة: 88) أَي فقليلاً إِيمَانهم وَمن قَالَ: هيهاتِ شبهه بحَذامِ، وقَطامِ، وَمن قَالَ هَيْهَات لَك، بِالتَّنْوِينِ، شبهه بالأصوات كَقَوْلِهِم: غاقٍ وطاقٍ، وَمن قَالَ هيهاتُ لكَ، بِالرَّفْع، ذَهب بهَا إِلَى الوَصْف فَقَالَ: هِيَ أداةٌ والأدواتُ معرفةٌ، وَمن رَفعهَا ونوَّن شبه التَّاء بتاء الْجمع، كَقَوْلِه: مِن عَرَقات.

قَالَ: وَمن الْعَرَب من يَقُول: أَيْهات، فِي اللّغات الَّتِي ذكرتُها كلهَا، وَمِنْهُم من يَقُول: أَيْهان بالنُّون. وَمِنْهُم من يَقُول: أَيْها بِلَا نون، وَمن قَالَ أَيْها، فَإِنَّهُ حذَف التَّاء كَمَا حذفت الْيَاء من حاشى، فَقَالُوا: حاش لله، وَأنْشد: وَمن دُونيَ الأَعْراضُ والقِنْعُ كلُّه وكُتمانُ أَيْهَا مَا أَشَتَّ وأبعدَا قَالَ: هَذِه اللُّغَات كلهَا مَعْنَاهَا البُعد، الْمُسْتَعْمل مِنْهَا اسْتِعْمَالا عَالِيا الْفَتْح بِلَا تَنْوِين. وَقَالَ الْفراء: نصبُ هَيْهَات بمنزله نصبِ رُبَّتَ وثُمَّتَ، والأصلُ رُبَّهْ وثُمَّهْ، وَأنْشد: مَا وِيَّ يَا رُبَّتمَا غارةٍ شعواءَ كاللَّذْعَةِ بالميسمِ قَالَ: وَمن كسر التَّاء لم يَجْعَلهَا هَاء تَأْنِيث، وَجعلهَا بِمَنْزِلَة دَراكِ وقَطامِ. هيأ: قَالَ اللَّيْث: الهَيئة للمتهيِّىء فِي مَلْبَسه وَنَحْوه تَقول: هاءَ فلانٌ يَهاءُ هَيئةً. قَالَ: وقريء {هئت لَك أَي تهيأت لَك. قَالَ: والهَيِّىءُ على تَقْدِير هَيِّع: الحَسَنُ الهيئةِ من كل شَيْء. قَالَ: والمُهايأَة: أَمرٌ يتهايأُ للْقَوْم فيراضَوْن بِهِ، وهَيَّأْتُ الأمرَ تهيِئة، فَهُوَ مُهَيّأٌ. هوأ: وَأما الهَوْء فَهُوَ الهِمَّة، يُقَال: فلَان بعيدُ الهوء، وبعيد الشَأْو، إِذا كَانَ بعيدَ الهمّة، وَهُوَ يَهُوءُ بنفسِه، أَي يرفَعُها، وَقَالَ الراجز: لَا عاجزُ الهَوْء وَلَا جَعْدُ القَدَمْ وَإنَّهُ ليَهوءُ بِنَفسِهِ إِلَى الْمَعَالِي، وَيُقَال: هُؤْتُه بخيرٍ وهُؤْتُه بشَرَ، وهُؤْته بمالٍ، مثل هُرْتُه وأَزْنَنْتُه بِهِ. عَمْرو عَن أَبِيه: هُؤْتُ بِهِ وشُؤتُ بِهِ، أَي فَرِحْتُ بِهِ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: هَأَي، إِذا ضَعُف، وأَهَى إِذا قَهقَه فِي ضحكه. وهوْ: وَقَالَ اللَّيْث: حمارٌ وَهْوَاهٌ يُوَهْوِهُ حول عانَتِه. وَقَالَ غَيره: فرسٌ وَهْوَهٌ وَوَهْواهٌ إِذا كَانَ حَرِيصًا على الجَرْي نَشيطاً. وَقَالَ ابْن مقبل يصف فرسا يصيد الْوَحْش: وصاحِبي وَهْوَهٌ مُستَوْهِلٌ زَعِلٌ يَحولُ بَين حمارِ الوَحْشِ والعَصَرِ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: من أصوات الفَرَس الوَهْوَهة، وفَرَس مُوَهْوِه، وَهُوَ الَّذِي يَقْلَع من نَفسِه شِبْهَ النَّهْم، غير أنّ ذَلِك خِلْقَة مِنْهُ لَا يَسْتَعِين فِيهِ بحَنجَرته. قَالَ: والنَّهْم: خروجُ الصَّوت على الإيعاد، وَقَالَ رؤبة يصف حمارا: مقتدِرُ الضَّيْعة وَهْواهُ الشَّفَقْ وَقَالَ أَيْضا: ودُونَ نَبْحِ النَّابح المُوَهْوِهِ ياه ويهيه: وَقَالَ اللَّيْث: تَقول، يَهْيَهْتُ بِالْإِبِلِ، إِذا قلتَ: ياه، ياه، وَيَقُول الرجل لصَاحبه من بعيد: ياهْ ياهْ أَقْبِلْ. وَقَالَ ذُو الرّمّة: تَلوَّمَ يَهْياهٍ بيَاهٍ وَقد مَضَى من اللَّيْل جَوْزٌ واسْبَطرَّتْ كواكِبْه وَقَالَ رؤبة:

من وَجْس هَيْهاهٍ ومِن يَهْيائها وَقَالَ: يُنادِي بيهْيَاءٍ وياهٍ كأنّه صُوَيتُ الرُوَيْعِي ضَلَّ باللَّيْل صاحِبُه يُقَال: إِنَّه يُنَادِيه يَا هِيَاه، ثمَّ يَسكت منتظراً الجوابَ عَن دَعوَته، فَإِذا أَبطأ عَنهُ. قَالَ: ياهِ، وَقد يَهْيَهَ يَهْيَاهاً، وياه ياه: نِداءان. قَالَ: وبعضٌ يَقُول: يَا هَياه، فَينصِب الْهَاء الأولى، وبعضٌ يَكرَه ذَلِك، وَيَقُول: هَياه من أَسماء الشّياطين. وَقَالَ: يَهْيَهْتُ بِهِ. وَقَالَ الأصمعيّ: إِذا حَكَوْا صوتَ الدّاعي قَالُوا: يَهْيَياهْ، وَإِذا حَكَوْا صوتَ المجِيبَ قَالُوا: يَاه، والفِعل مِنْهُمَا جَمِيعًا: يَهْيَهْتُ. وَقَالَ الأصمعيّ فِي تَفْسِير بَيت ذِي الرمّة: إنّ الدّاعيَ سَمِع صَوتا يَا هَيَاهْ فَأجَاب بيَاهِ رَجاء أَن يأتيَه الصوتُ ثانيةٌ، فَهُوَ متلوِّم بقوله ياه صَوْتاً بيَاهِيَاه. وَقَالَ ابْن بزرج: ناسٌ من بني أَسَد يَقُولُونَ: يَا هَيَاهُ أَقبِلْ، وَيَا هيَاهُ أَقْبِلا، وَيَا هِيَاهُ أَقْبِلُوا وَيَا هِيَاه أَقْبِلي، وللنساء كَذَلِك، ولغةٌ أُخْرَى يَقُولُونَ للرجل يَا هَيَاهُ أَقْبِلْ، وَيَا هَيَاهان أَقْبِلا، وللثلاثة: يَا هَيَاهُونَ أَقبِلوا، وللمرأة: يَا هَيَاهَ أقبلي فَينصِبونها، كَأَنَّهُمْ خالفوا بذلك بَينهَا وَبَين الرجل، لأَنهم أَرَادوا الْهَاء فَلم يدخلوها، وللثنَتين: يَا هَيَا هَتان أَقْبِلا، وَيَا هَيَاهاتُ أَقْبِلْنَ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: يَا هَياهُ وَيَا هَياهِ ويَا هَياتَ وَيَا هَياتِ كلّ ذَلِك بِفَتْح الْهَاء. أَبُو حَاتِم عَن الأصمعيّ: الْعَامَّة تَقول: يَا هِيَا. وَهُوَ مُوَلَّد، وَالصَّوَاب يَا هَيَاه بِفَتْح الْهَاء، وَيَا هَيَا. قَالَ أَبُو حَاتِم: أظنُّ أَصله بالسُّرْيانية: يَا هَيَا شَرَاهِيَا. قَالَ: وَكَانَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء يَقُول: يَا هَياهُ أَقْبِلْ، وَلَا يَقُول لغير الْوَاحِد، وَقَالَ: يَهْيَهْتُ بِالرجلِ من يَا هيَاه. وهى: وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال وهِيَ الحائطُ يَهي إِذا اتفَزَّر واسترخَى، وَكَذَلِكَ الثّوبُ والقِرْبة والْحَبْل. قَالَ: والسحاب إِذا تَبَعَّقَ بمطرٍ تبعُّقاً قيل: وهَتْ عَزَالِيه، وَكَذَلِكَ إِذا استرخَى رِباط الشَّيْء. يُقَال: وَهيَ، ويجمَع الوَهْيُ وُهِيّاً، وَأنْشد: أَمِ الْحَبْلُ واهٍ بهَا مُنْجذِمْ ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: وهَى إِذا حَمُق، ووَهَى إِذا سَقَط، ووَهَى إِذا ضَعُف. أيه: أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: التَّأييهُ الصَّوت، وَقد أَيَّهْتُ بِهِ تَأْييهاً، يكون بِالنَّاسِ وَالْإِبِل. قَالَ: والتهِيتُ: الصَّوْتُ بِالنَّاسِ. وَقَالَ أَبُو زيد: هُوَ أَن يَقُول لَهُ: يَا هَياه. هوى: أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: هَوَيتُ أَهْوِي هُوِيّاً، إِذا سقطتَ من عُلْوٍ إِلَى أَسْفَل، وَكَذَلِكَ الهَوِيُّ فِي السَّير إِذا مضى. وهَوَت الطعنةُ تَهوِي، إِذا فتحتْ فَاها. وَقَالَ أَبُو النّجم: فاختاضَ أُخْرى فهَوَتْ رَجُوحَا للشِّقّ يَهوِي جُرحُها مَفْتوحَا

وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس ثَعْلَب: أَهْوَى من قريب، وهَوَى من بعيد، وَأنْشد: طَوَيناهما حَتَّى إِذا مَا أُنِيخَتا مُناخاً هَوَى بَين الكُلَى والكَراكِرِ يُرِيد: خلاَ وانْفَتَحَ من الضُّمْر. قَالَ: وأَهوَيتُ لَهُ بالسّيف وَغَيره، وأهوَيْتُ بالشَّيْء، إِذا أَوْمأْتَ بِهِ. وَيُقَال: أهوَيْتُه، إِذا ألقَيْتَه من فوقَ. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الهَوِيُّ: السَّرِيع إِلَى أسفلَ، والهُوِيّ: السَّرِيع إِلَى فَوق. قَالَ: وَحكى ابْن نجدَة عَن أبي زيد مِثله سَوَاء، وَأنْشد: الدَّلوُ فِي إصعادِها عَجْلَى الهُوِيّ وروى الرياشي عَن أبي زيد مِثله. قَالَ: وهَوَت العُقابُ تَهوِي هَوِيّاً، إِذا انقضّت على صَيْد أَو غَيره مَا لم تُرِغْه، فَإِذا أَرَاغَتْه. قيل: أهوَتْ لَهُ إهواءاً. قَالَ: والإهواء أَيْضا: التَّنَاوُل باليَد والضربُ، والإراغة: أَن يذهب الصيدُ هَكَذَا وَهَكَذَا، والعقابُ تَتْبَعُهُ. سَلمة عَن الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مَّنَ النَّاسِ تَهْوِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - إِلَيْهِمْ} (إِبْرَاهِيم: 37) يَقُول: اجْعَل أَفْئِدَة من النَّاس تريدهم، كَمَا تَقول: رأيتُ فلَانا يهوى نحوَك، مَعْنَاهُ يُرِيدُكَ. قَالَ: وَقَرَأَ بعض النَّاس (تهوى إِلَيْهِم) بِمَعْنى تهواهم، كَمَا قَالَ: {يَكُونَ رَدِفَ} (النَّمل: 72) ورَدفَكم. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: قَالَ الْأَخْفَش فِي قَوْله: {تَهْوِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - إِلَيْهِمْ} إِنَّه فِي التَّفْسِير تَهواهُم. قَالَ: وَقَالَ الْفراء {تَهْوِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - إِلَيْهِمْ} : تسرِع، وتهوي إِلَيْهِم: تَهْواهم. وَقَول الله جلّ وعزّ: {وَأَطْغَى وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى} (النّجْم: 53) يَعْنِي مَدَائِن قوم لوط، أَي أسقطها فَهَوَتْ، أَي سَقَطت. وَقَالَ ابْن المظفر: العامّة تَقول: الهُوى فِي مَصدرِ هوَى يهوِي فِي المَهْواة هَوِيّاً. قَالَ: وَأما الهَوِيّ الملِيُّ، فالحِين الطَّوِيل من الزَّمَان، يُقَال: جَلَست عِنْده هويّاً. قَالَ: وهوَى فلَان: إِذا مَاتَ. وَقَالَ النَّابِغَة: وَقَالَ الشامِتون هوَى زيادٌ لكل مَنِيَّةٍ سببٌ متينُ قَالَ: وَتقول: أَهوى فأَخذَ، مَعْنَاهُ أَهوَى إِلَيْهِ يَدَه. وَتقول: أهوَى إِلَيْهِ بِيَدِهِ. قَالَ: والهاوية: اسْم من أَسمَاء جَهَنَّم. والهاوية: كلُّ مَهْوَاةٍ لَا يُدرك قعرها، والهُوَّة: كلُّ وَهْدَةٍ مُعَمَّقَةٍ، وأَنشد: كَأَنَّهُ فِي هُوَّة تَقَحْذَما وجمعُ الهُوّة هِيَ هُوًى، وَفِي (النَّوَادِر) فلانٌ هُوَّةٌ أَي أَحمَق لَا يمسك شَيْئا فِي صَدْرِه. وهَوٌّ من الأَرْض: جَانبٌ مِنْهَا. والمَهواةُ: مَوضِع فِي الْهَوَاء مُشرِفٌ مَا دونه من جبلٍ وَغَيره وَيُقَال هوَى يهوِي هَوَياناً، ورأيتُهم يتهاوَوْن فِي الْمَهْوَاة، إِذا سَقَط بعضُهم فِي أَثَر بعض. وَيُقَال للمستهام، الَّذِي يَستهِيمُه الجنُّ: استهوتْه الشياطينُ، فَهُوَ حيرانُ هائم. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله جلّ وعزّ: {كَالَّذِى اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ} (الأنعَام: 71)

كَالَّذي زَيَّنَتْ لَهُ الشَّيَاطِين هَوَاهُ حَيْرانَ فِي حَال حَيْرَتِه. وَقَالَ القتبيّ: {استَهوته الشَّيَاطِين: هوَتْ بِهِ وأَذْهَبَتْه، جعله من هوَى يهوِي، وجَعَلهُ الزّجاج من هوِيَ يهوَى. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أبي الْهَيْثَم فِي قولِ الله جلّ وعزّ: {وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَآءٌ} (إِبْرَاهِيم: 43) قَالَ: كَأَنَّهُمْ لَا يَعقِلون من هَوْل يومِ الْقِيَامَة. والهَواءُ والخواءُ وَاحِد. قَالَ: والهواء كلُّ فُرْجة بَين شَيْئَيْنِ كَمَا بَيْن أسفَلِ الْبَيْت إِلَى أَعْلَاهُ، وأسفِل الْبِئْر إِلَى أَعْلاها. قَالَ: وَيُقَال: هوتِ الناقةُ والأتان وَغَيرهمَا تهوِي هَوِيّاً فَهِيَ هاوية، إِذا عَدَتْ عَدْواً أَرْفعَ العَدْوِ، وَكَأَنَّهُ فِي هواءِ بِئْرٍ يهوِي شَديداً فِيهَا، وَأنْشد: فَشَجَّ بهَا الأماعزَ وَهِي تهوِي هَوِيَّ الدَّلو أسلمها الرِّشاءُ وَيُقَال: هَوَى صدرُه يهوِي هَواء إِذا خلا. قَالَ جرير: ومُجاشع قَصَبٌ هَوَتْ أجوافُه لَو ينفُخون من الخُؤُورة طارُوا أَي هم بِمَنْزِلَة قصبٍ جَوفُه هَوَاء أَي خالٍ أَي لَا فُؤادَ لَهُم، كالهواء الَّذِي بَين السَّمَاء وَالْأَرْض. سَلمَة عَن الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} (القَارعَة: 9) . قَالَ بَعضهم: هَذَا دُعَاء عَلَيْهِ، كَمَا تَقول: هَوَتْ أُمُّه، على قَول الْعَرَب، وأنشَد قَوْله: هَوَتْ أمُّه مَا يبعثُ الصُّبْح غادِياً وماذا يُؤدِّي الليلُ حينَ يَؤُوبُ وَمعنى: هوتْ أمه: هَلَكت أُمه. وَقَالَ بَعضهم: أمُه هاوية، صَارَتْ هاوية مَأْواه، كَمَا تُؤوِي المرأةُ ابْنهَا، فَجَعلهَا إِذْ لَا مأوى لَهُ غيرَها أُمّاً لَهُ. وَقيل: معنى قَوْله: {مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} (القَارعَة: 9) ، أُمُّ رأْسِه تهوِي فِي النَّار. وَقَالَ اللَّيْث: الهَوَى مَقْصُور: هوى الضَّمِير، تَقول: هَوىَ يهوَى هَوًى، ورجلٌ هَوٍ ذُو هَوًى مخامر، وَامْرَأَة هَوِيَة، لَا تزَال تهوَى على تَقْدِير فَعِلَة، فَإِذا بُنِيَ مِنْهُ فعل بجزم الْعين. قيل: هَيَّة مثلِ طيَّة. قَالَ: والهواء مَمْدُود، هُوَ الجوّ، وَأهل الْأَهْوَاء وَاحِدهَا هَوًى. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله: {وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَآءٌ} (إِبْرَاهِيم: 43) أَي متخرِّقة لَا تعي شَيْئا من الخَوْف. وَقيل: نُزِعَتْ أفئدتهم من أَجْوَافهم. وَقَالَ حسان بن ثَابت: أَلا أَبلِغْ أَبَا سُفْيَان عني فأَنت مُجَوَّفٌ نَخِبٌ هواءُ أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الهَوْهاءَةُ: الضَّعِيف الْفُؤَاد، الجبان. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: أَوْماةُ والهَوْهاة واحدٌ والجميع الموامِي والهواهِي. وَقَالَ أَبُو عبيد: الهواهي: الأباطيل وَقَالَ ابْن أَحْمَر: وَفِي كلّ عَام يدعوانِ أَطِبَّةً إليَّ وَمَا يُجْدُونَ إلاّ الهواهيا

وَقَالَ غَيره: الهواهي: ضرُوبٌ من السّير وَأنْشد: تغالَتْ يداها بالنَّجاء وتنتحي هواهي من سَيرٍ وعُرْضَتها الصَّبْرُ تغالت: ارْتَفَعت. وتنتحي: تعتمد، وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن الحرانيّ عَن ابْن السّكيت قَالَ: رجل هَواهِيَة وهَوهاءةٌ، إِذا كَانَ منخوب الْفُؤَاد قَالَ: وأصل الهوهاءة الْبِئْر الَّتِي لَا متعلَّق لَهَا وَلَا مَوضِع لرِجْلِ نازِلها لبعد جَالَيْها. وَيُقَال: سمعتُ لأذُني هَوِيَّاً، أَي دَوِيّاً، وَقد هَوَتْ أذُنه تهوِي. والمُهاوَاة: السّير الشَّديد، يُقَال: هاوَتْ بِي الناقةُ مُهاواةً. وَقَالَ ذُو الرمة: وكائِنْ بِنَا هاوِينَ من بطن هَوْجَلٍ وظَلْماء والهِلْبَاجَة الجِبْسُ راقِدُ وَيُقَال: هاوَيتُ القومَ فِي السّير، أَي سِرْتُ مثلَ سيرِهم. وَقَالَ ذُو الرمة: فَلم تستَطِع مَيٌّ مُهَاواتَنَا السُّرَى وَلَا لَيلُ عبسٍ فِي البُرِينَ سوامِي أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: هاوأتُ الرجلَ وهاوَيْتُه فِي بَاب مَا يُهمز وَلَا يُهمز. قَالَ: ودَارأته ودارَيته، يُهمز وَلَا يُهمز. وَقَالَ الأصمعيّ: الهَوِيَّةُ: بِئْر بعيدةُ المَهْواة. قَالَ الشماخ: وَلما رأيتُ الأمرَ عرْشَ هَوِيّةٍ تَسَلَّيْتُ حاجاتِ الْفُؤَاد بِشَمَّرا أَرَادَ لما رأيتُني كأنني مُشرِف على هَلَكة مضيتُ وَلم أُقِم. وشمّر: اسْم ناقَةٍ أَي ركبتُها ومضيتُ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الهُوَّة ذاهبةٌ فِي الأَرْض بعيدةُ القَعْر مثل الدَّحْل، غير أنّ لَهُ أَلجافاً، والجماعةُ الهُوُّ، ورأسُها مثلُ رأسِ الرّحْل. وَقَالَ الأصمعيّ: هُوَّة وهُوًى. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الهُوَّة: البئرُ. وَقيل: الهُوّة: الحُفرة الْبَعِيدَة القَعْر، وَهِي المَهواة. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الرِّوَايَة (عَرْشَ هُوِيّة) أَرَادَ أَهوية فَلَمَّا سَقَطت الهمزةُ رُدَّت الضمةُ إِلَى الْهَاء، الْمَعْنى لما رأيتُ الْأَمر مُشرفاً على الفَوْت مضيْتُ وَلم أُقِمْ. اللحيانيّ: رجلٌ هَأْهأ وهاهاء، من الضَّحِك، وَأنْشد: يَا رُبَّ بيضَاء من العَواسِج هَأْهَاءَةٍ ذاتِ جَبينٍ سارِجِ أَي حَسَنٍ، اشتقاقُه من السِّراج. عَمْرو عَن أَبِيه: الهَأْهاء: دُعاءُ الْإِبِل إِلَى العَلَف، وَهُوَ زَجر الكلْب وإشْلاؤُه، وَهِي الضحك العالي. قَالَ: وهاهَيْتُ الكلابَ: زجرتُها، وَأنْشد: أَرَى شَعَرات على حاجِبَيْ يَ بِيضاً نَبَتْن جَمِيعًا تُؤاما ظلِلتُ أُهَاهِي بهنّ الْكلاب أحسَبهنّ صِواراً قيَاما

وَحدثنَا مُحَمَّد بن سعيد عَن الْحسن الْحلْوانِي عَن يزِيد بن هَارُون، عَن ابْن أبي ذِئْب، عَن سعيد المَقْبُري، عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِن الله يُحِبّ العُطاسَ ويكرَه التثاؤب، فَإِذا عطس أحدُكم فَقَالَ: الْحَمد لله، فحقَّ على كل من سَمِعه أَن يَقُول: يرحمُك الله، وَأما التّثَاؤب، فَإِذا تثاءَب أحدُكم فليرُدّه مَا اسْتَطَاعَ، وَلَا يقولنّ هاه هاه، فَإِنَّمَا ذَلِكُم الشَّيْطَان، يضحَك مِنْهُ) . وَيُقَال: هُوَ كنايةُ تذكير، وَهِي كنايةُ تَأْنِيث، وهما للاثنين، وهم للْجَمَاعَة من الرِّجَال، وهنَّ للنِّسَاء، فَإِذا وقفتَ على هُوَ وصلتَ الْوَاو فقلتَ: هُوَهْ، وَإِذا أَدْرَجتَ طرحْتَ هَاء الصِّلَة. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ يُقَال: مررتُ بهْ ومررتُ بهِ وبهِي، وَإِن شئتَ مررتُ بهْ وبهُ بهُو، وَكَذَلِكَ ضَرَبه، فِيهِ هَذِه اللُّغَات، وَكَذَلِكَ يَضرِبُهْ ويضرِبُهُ ويَضرِبُهُو، فَإِذا أفرَدْتَ الْهَاء من الِاتِّصَال بِالِاسْمِ أَو الْفِعْل، أَو بالأداة، وابتدأت بهَا كلامك، قلتَ: هُوَ لكلّ مذكَّر، غَائِب، وَهِي لكل مُؤَنّثَة غَائِبَة، قد جَرى ذكرُهما فزِدْتَ واواً أَو يَاء استثقالاً للاسم على حرْفٍ وَاحِد، لأنَّ الِاسْم لَا يكون أقلَّ من حرفين. قَالَ: وَمِنْهُم من يَقُول: الِاسْم إِذا كَانَ على حرْفين فَهُوَ نَاقص، قد ذهبَ مِنْهُ حرف، فَإِن عُرِف تثنيتُه وجمعُه وتصغيرُه وتَصريفه عُرف الناقصُ مِنْهُ، وَإِن لم يُصرَّف وَلم يصغّر وَلم يعرَف لَهُ اشتقاق زيدَ فِيهِ مثل آخِره، فَقيل: هوَّ أَخُوك، فزادوا مَعَ الْوَاو واواً، وَأنْشد: فَإِن لساني شُهْدةٌ يُشتفَى بهَا وهُوَّ على من صَبّه الله عَلْقَمُ كَمَا قَالُوا فِي مِن وَعَن وَلَا تصريف لَهما، فَقَالُوا: مِنِّي أحسنُ مِن مِنِّك، فزادوا نوناً مَعَ النُّون. يأيها: قَالَ سِيبَوَيْهٍ، وَهُوَ قَول الْخَلِيل، إِذا قلت: يأيها الرجل، فأيُّ اسمٌ مُبْهَم مبنيٌّ على الضمّ، لِأَنَّهُ مُنادًى مفرَد، والرجلُ صفةٌ لأيّ، تَقول: يأَيها الرجل أَقْبِلْ، وَلَا يجوز يَا الرجل، لِأَن يَا تنْبيه بِمَنْزِلَة التَّعْرِيف فِي الرجل، فَلَا يُجمع بَين يَا وَبَين الْألف وَاللَّام، فتصل إِلَى الْألف وَاللَّام بأَيّ، وَهَا لازمةٌ لأيّ للتّنْبِيه، وَهِي عِوَض من الْإِضَافَة فِي أيّ، لِأَن أصل أيَ أَن تكون مُضَافَة إِلَى الِاسْتِفْهَام وَالْخَبَر، وَتقول للْمَرْأَة: أيأَيتها الْمَرْأَة، والقُرَّاء كلهم قرءوا: {أَيُّهَا} (النِّساء: 133) و {وُوِيَاأَيُّهَا النَّاسُ} (البَقَرَة: 21) و {وُوِأَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ} (النُّور: 31) إِلَّا ابْن عَامر فَإِنَّهُ قَرَأَ (أيه الْمُؤْمِنُونَ) وَلَيْسَت بجيدة. وَقَالَ ابْن الأنباريّ: هِيَ لُغَة، وَأما قولُ جرير: يَقُول ليَ الأصحابُ هَل أَنت لاحِقٌ بأهلِكَ إنّ الزاهِرِيَّة لاهِيَا وَمعنى قَوْله لاهِيَا، أَي لَا سَبيلَ إِلَيْهَا، وَكَذَلِكَ إِذا ذَكَر الرجُل شَيْئا لَا سَبيلَ إِلَيْهِ قَالَ لَهُ الْمُجيب: لاهُوَ، أَي لَا سبيلَ إِلَيْهِ، فَلَا تَذْكُرْه.

وَيُقَال: هُوَ هُوَ، أَي هُوَ مَن قَد عرفتَه، وَيُقَال: هِيَ هِيَ، أَي هِيَ الداهية الّتي عرفتَها، وهُم هُم أَي هم الَّذين أنكرتَهم، وَقَالَ الهُذَليّ: رفَوْني وَقَالُوا يَا خُوَيلِد لَا تُرَعْ فقلتُ وأَنكرتُ الوجُوهَ هُمُ هُمُ عَمْرو عَن أَبِيه: ظَبْيَة مَوْءُوهة ومَأْوُوهةٌ، وَذَلِكَ أنّ الغَزال إِذا نجا من الكلْب أَو مِن النَّبْل وَقَف وقْفةً، ثمَّ قَالَ: أوْه، ثمَّ عَدَا. وَقَالَ النَّضر: الهَوَّةُ، بِفَتْح الْهَاء، هِيَ الكُوّة حَكَاهَا عَن أبي الهُذَيل، قَالَ: والهُوَّةُ المَهْواة بَين جَبَلين. وَقَالَ ابْن الْفرج: سمعتُ خليفةَ يَقُول: للبيت كِواءٌ كثيرةٌ وهِواءٌ كَثِيرَة، والواحدة كَوّة وهَوَّة، وَأما النّضر فإنّه زعم أنّ الهَوَّة بِمَعْنى الكَوّة تُجمَع هُوًى، مثل قَرْية وقُرًى. أَخْبرنِي المنذريّ، عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: إِذا أخصب الزَّمَان جَاءَ الغاوي والهاوي. قَالَ: الغاوي الْجَرَاد، وَهُوَ الغوغاء، والهاوي: الذُّبَاب، أَي يهوِي حَتَّى أَتَى الخصب.

باء الهاء والخاء

كتاب الرباعي من حرف الْهَاء (بَاء الْهَاء وَالْخَاء) هـ خَ هذخر: أُهمِلت الهاءُ مَعَ الْخَاء فِي الرباعي، فَلم أَجد فِيهِ شَيْئا مُسْتَعْملا غيرَ حَرْفٍ وَاحِد، وَهُوَ التَّهَذْخُر، أَنشد لبَعض اللّغويّين: لكلّ مَولًى طَيْلَسانٌ أخضرُ وكافَحٌ وكَعَكٌ مُدَوَّرُ وطِفْلةٌ فِي بَيتِه تَهَذْخَرُ أَي تَبختَر. وَيُقَال: تَقُوم لَهُ بأَمْر بَيته. (بَاب الْهَاء والغين) هرنغ: قَالَ اللَّيْث: الهَرْنُوغ: شِبْه الطُّرْثُوث يُؤْكَل. هذلغ: والهُذْلُوغَة: الرجلُ الأحمق القبيحُ الخَلْق. هنبغ: قَالَ: والهُنْبُغ: شِدّة الْجُوع. ورَوَى أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ، يُقَال للقَمْلة الصَّغِيرَة: الهُنْبُغ، والهُنبوغ، والقَهْبَلِس. ورَوَى عَمروٌ عَن أَبِيه: جُوعٌ هُنْبُغ وهِنباغ، وهَلَّقْسٌ، وهَلَّقْتٌ: أَي شَدِيد. غمهج: قَالَ هميان بن قُحَافَة يصف إبِلا: ضربهَا فَحلهَا: تتبعُ قَيدوماً لَهَا غُماهجا الغُماهج: الضخم السمين، وَيُقَال عُماهج بِالْعينِ بِمَعْنَاهُ. وَهَذِه الْحُرُوف جميعُ مَا وجدنَا فِي رباعي الْهَاء وَالْخَاء، وَالْهَاء والغين. (بَاب الْهَاء وَالْقَاف) هـ ق هلقس: قَالَ اللَّيْث: بعير هِلَّقْس وهِلَّكْس: شديدٌ، وأنشَد: والبازِلَ الهِلَّكْسَا جلهق: قَالَ النَّضر: قوسٌ جُلاهق. الجُلاهِق: الطين المدَوَّر والمُدَمْلَق. جُلاهقَة وَاحِدَة وجُلاهِقَتان. قَالَ: وَيُقَال: جَهْلَقْتُ جَلاَهق قدَّم الْهَاء وأخَّر اللَّام. صهلق: وَقَالَ اللَّيْث: صوتٌ صَهْصَلِقٌ: شَدِيد، وَأنْشد: قد شَيَّبت رأسِي بصوتٍ صَهْصَلِقْ

أَبُو عبيد عَن الأمويّ: عَجُوز صَهْصَلِق: صَخّابة، وأَنشَدْ: صَهْصَلِقُ الصَّوْت بعَيْنَيْها الصَّبِرْ هقلس الهجارس: ورُوِي عَن المفضَّل أَنه قَالَ: الهَقَالس والهَجارِس: الثّعالب، وأنشَد: وتَرى المَكاكِيَ بالهجير يُجيبُها كُدْرٌ بَواكرُ والهَجارِسُ تَنْحَبُ زهمق: وَقَالَ الأصمعيّ: الزَّهْمَقة: الزُّهوَمة السَّيِّئةُ تجِدِها من اللّحم الغَثّ، وَنَحْو ذَلِك، قَالَ اللَّيْث: وَهِي النَّمسَة. زهلق: وَقَالَ: الزِّهْلِق هُوَ السّراج مَا دامَ فِي الْقنْدِيل. وأنشَده اللّيث: زِهْلقٌ لاحَ مُسَرجُ قَالَ: شبَّه بياضَ الثَّور بضياء السّراج، لَيْسَ بالّذي عَلَيْهِ سَرْج. وَروَى أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: الزِّهْلق: الْحمار الخَفيف، قَالَ: وأمّا الهِزْلِق فَهِيَ النَّار. وَقَالَ اللَّيْث: الزِّهْلِقيُّ من الرّجال الّذي إِذا أَرَادَ امْرَأَة أنزل قبلَ أَن يَمَسّها وَهُوَ الزُّمَّلِقُ. وَنَحْو ذَلِك قَالَ أَبُو عَمْرو: قَالَ: والزِّهْلِقيُّ أَيْضا: فحلٌ يُنسب إِلَيْهِ عِتاق الخَيْل، وَأنْشد: فَمَا يَنِي أولادُ زِهْلِقيِّ بناتُ ذِي الطَّوْق وَأَعْوَجِيّ يَشْجُجْن باللّيل على الوَنِيّ أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: يُقَال للحُمُر إِذا استَوَتْ مُتونُها من الشّحم: حُمُرٌ زَهالِق. وَقَالَ غيرُه: صَفاً زِهْلِق: أَملسُ، وَأنْشد: فِي زِهْلِق زَلَقٍ من فَوْقِ أطوادِ قهمز: اللَّيْث: امرأةٌ قَهْمَزةٌ: قَصيرةٌ جدا. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: القَهْمَزَى: الْإِحْضَار، وأنشَد ابنُ الأعرابيّ لبَعض بني عقيل: من كلّ قَبّاءَ نَحوصٍ جَرْيُها إِذا عَدَوْنَ القَمهزَى غيرُ شَنِجْ أَي غير بطيء. هزرق: اللَّيْث: الهزْرَقة: من أَسوأ الضحك. قلتُ: لم أسمع الهزْرَقَة بِهَذَا الْمَعْنى لغير اللّيث. ورَوَى شمر عَن المؤرِّج أَنه قَالَ: النَّبَط تُسمِّي المَحْبُوسَ: المُهَزْرَق، الزّاي قبل الرَّاء. زهزق دهدق: قلتُ: وَالَّذِي صحّ عِنْد أبي زيد فِي بَاب الضّحك: زَهزَق ودَهدَقَ زَهزَقَةً ودَهدقَه. دهقن: وَقَالَ اللَّيْث: الدَّهْقَنة: الِاسْم من الدَّهْقَان، وَهُوَ يَتدَهقَن. ولِوَى دِهْقَان: رَملةٌ مَعْرُوفَة فِي ديارِ قَيس قَالَ الرَّاعِي يصف ثَوْراً: فظَلَّ يَعلُو لِوَى دَهْقَانَ معترِضاً يَرْدِي وأظلافُه خُضْرٌ من الزَّهَرِ

دهمق: ورُوِي عَن عمرَ أنّه قَالَ: لَو شئتُ أَن يُدَهمَقَ لي لفعلتُ، ولكنّ الله جلّ وعزّ نَعَى على قومٍ أذْهبُوا طيّباتهم فِي حياتهم الدُّنْيَا. قَالَ أَبو عبيد: قَالَ الأصمعيّ: الدَّهْمَقَة: لِين الطَّعام وطِيبُه ورِقّته، وَكَذَلِكَ كل شَيْء لَيِّن. قَالَ: وأنشَدني خَلَف الْأَحْمَر: جَوْنٌ رَوابِي تُرْبِه دُهامِقُ يَعْنِي تُربةً ليّنة. قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ غَيره: الدهْمَقة والدَّهقَنَة سواءٌ، وَالْمعْنَى فيهمَا وَاحِد، لأنّ لِينَ الطّعام من الدَّهْقَنة. وَقَالَ شمر: قَالَ الغَطَفانيّ: المُدَهْمَق: المدقَّق. وسمعتُ ابْن الفَقْسيّ يَقُول: المُدَهمَق الجيِّد من الطَّعَام. قَالَ: وأنشدني أعرابيٌّ: إِذا أَردتَ عملا سُوقِيّا مُدَهْمَقاً فَادع لَهُ سِلْمِيَّا قَالَ: والمدهمَق: الَّذِي لم يجوَّد، وَهَذَا ضدُّ الأول. وَقَالَ ابْن سِمعان: المدهمَق: المستوِي، وأنشَدَني: كأنّ رِزّ الوَتَرِ المُدهَمَقِ إِذا مَطاها هَزَمٌ مِنْ فُرَّقِ قَالَ شمر: وَقَالَ أَعرابيّ كَانَ مُدرِك الفَقْعسِيّ يسمَّى (مدهمقا) لبَيانِ لسانِه وجودة شِعْرِه. يُقَال: هُوَ مُدهمِقٌ: مَا يُطاق لسانُه لتجويدهِ الكلامَ وتحبيره إِيَّاه. قَالَ: ودهمَقَ الفاتِلُ الوَترَ، إِذا جَاءَ بِهِ مستوياً إِلَى آخرِه، وَأنْشد: دهمَقهُ الفاتلُ بَين الكَفَّيْن فهوَ أمينٌ مَتنُه يُرضِي العَين. وَقَالَ أَبو حَاتِم بَعْدَمَا ذَكر أَن قوما غَلِطوا فَقَالُوا للشَّيْء المجوَّد مُدَهمَق وللذِي شُفِّقَ عَمَلُه أَيْضا: مُدَهْمَق، واحتجّ بقوله: إِذا رأيتَ عَملاً سُوقِيَّا مدهمَقاً فادعُ لَهُ سَلْمِيَّا فظنوا أَن السُّوقيَّ: الرَّدِيء. قَالَ: وَأَصْحَاب المَرايا يُعَطْون على جِلاء الْمرْآة، فَإِذا اشتَرَطوا عَملاً سُوقِيّاً أضعَفوا الكِرَى، وَهُوَ أجوَدُ العَمَل. قهقر: وَقَالَ اللَّيْث: القَهْقَرُ: الحَجر الْأسود الأملس، وَهُوَ القُهْقُورَة، وغرابٌ قَهْقَرٌ: شَدِيد السّواد، وحَنْظَلَة قَهْقَرَة: اسْوَدَّتْ بعد الخُضْرَة. والرجُلُ يُقَهْقَرُ فِي مِشْيته، إِذا ترَاجَع على قَفاه قَهْقَرَةً، ورجَعَ القَهْقَرَى. شمر عَن أبي عَمْرو: القَهْقَرُ: الحَجر الأملس. وَقَالَ أَبُو خَيرة: هُوَ الْحجر الَّذِي يُسْهَكُ بِهِ الشيءُ، والقِهْر: أعظَمُ مِنْهُ. قلتُ: وبعضُهم يَقُول: القَهْقَرُّ بتَشْديد الرَّاء وَقد ذكرته فِي بَاب القَهْر، فأشبَعْتُه. وَقَالَ ابْن السّكيت: القَهْقَرُ: قشرةٌ حمراءُ تكون على لُبّ النَّخْلَة، وَأنْشد: أحمرُ كالقَهقَرِّ وَضّاحُ البَلَقْ

القهرمان القهقب القهقم: وَقَالَ اللَّيْث: القَهْرَمان هُوَ المسيطِر الحفيظ على مَا تَحت يديْه. وَأنْشد: مَجْدا وعزّاً قَهْرَماً قَهْقَبَّا عَمْرو عَن أَبِيه: القَهْقَبُّ، والقَهْقَمُّ: الجملَ الضّخم. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: قَهْرَمان وقَرْهَمان: مقلوب. قلت: وَهُوَ عِنْدِي معرَّب. قرهب: أَبُو عبيد، عَن أبي عَمْرو: القَرْهَب من الثيران: المُسِنّ هبرق بهلق: أَبُو عبيد: الهِبْرِقيّ: الصَّائِغ. وَيُقَال: الحَدَّاد. وَقَالَ ابْن أَحْمَر: فَمَا أَلواحُ دُرّةِ هِبْرقِيّ جَلاَ عَنْهَا مُختِّمها الكُنُونا ابْن السّكيت، قَالَ: سَمِعت الكلابيّ يَقُول: البُهْلُق والبِهْلِق، بِالضَّمِّ وَالْكَسْر: الْكَثِيرَة الْكَلَام الَّتِي لَا صَيُّورَ لَهَا قَالَ: ولَقِينا فلَانا فَبهْلَقَ لنا فِي كَلَامه وعِدَتِه، فيقولُ السَّامع: لَا يغرَّكم بَهْلَقَتُه، فَمَا عِنْده خير. (وَقَالَ اللَّيْث: البَهْلَق: الضَّجُورُ الكثيرُ الصَّخَب، وَتقول: امرأةٌ بَهْلَق، والجميعُ بَهالِق. أَبُو عَمْرو: جَاءَ بالبهالِقِ، وَهِي الأباطيل، وَأنْشد: آقَ عَلَيْنَا وهوَ شُرُّ آيِقِ وجاءنا من بَعْدُ بالبهالِق وَأنْشد غيرُه: يُوَلْوِلُ من جَوْبِهنّ الدلي لُ بِاللَّيْلِ وَلوَلةَ البَهْلَقِ وَقَالَ ابْن السّكيت: البِهْلِق بِكَسْر الْبَاء وَاللَّام: الْمَرْأَة الحَمراء الشَّدِيدَة الحُمرة) . وَقَالَ أَبُو سعيد: الهِبْرِقيُّ: الَّذِي يُصفِّي الْحَدِيد، وأصلُه إبْرِقِيّ، فأُبدلت الهمزةُ هَاء وَأنْشد قَول الطِّرمّاح يصف ثوراً: يُبَربِرُ بَربَرةَ الهِبْرِقيِّ بأُخْرَى خواذلها الآبخهْ قَالَ: شَبَّه الثورَ وخُوارَه بصَوْت الرّيح يَخرُج من الكِير. وَقيل: الهِبْرِقيّ: الثورُ الوَحشيّ، وَهُوَ الإبْرِقيُّ، لِبَرِيق لَوْنه. هِرقل: من مُلُوك الرّوم، وَهُوَ أوّل من ضَرَب الدَّنَانِير، وَأول من أحدَث البَيْعَة، وَأما دَير الهِزْقِل، فَهُوَ بالزاي. هدقل: وَقَالَ اللَّيْث: الهِدْقل: المُنْخُل. هدلق: وجمَلٌ هِدْلِقٌ: واسعُ الشِدْق، وجمعُه هَدالِق، وأنشدني أعرابيٌّ: هَدالِقَا دَلاقِمَ الشُّدُوقِ هلقم: وَقَالَ اللَّيْث: الهِلقام: السَّيِّد الضَّخم ذُو الحمالاتِ، وَأنْشد: وإنْ خطيبُ مَجلسٍ أَلَمَّا بخُطَّةٍ كنتَ لَهَا هِلْقَمَّا وبالحمالات لَهَا لَهِمّا عَمْرو، عَن أَبِيه: رجلٌ هِلْقامة وهِلِّقامة

وهُلَقِمٌ وجُرَضِمٌ، إِذا كَانَ أَكولا. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الهِلْقام: الفرسُ الطَّوِيل. وَأنْشد: أولادُ كلِّ نجيبةٍ لِنَجيبةٍ ومُقَلَّص بشلِيله هِلْقامُ يَقُول: هُوَ طويلٌ يَقلُص عَنهُ شَلِيلُه لطولِه. قلهب: وَقَالَ اللَّيْث: القَلْهب: القديمُ الضّخم من الرِّجَال. وَقَالَ الْفراء: حَيَّا الله قَهبَلَتَه، أَي حيَّا الله وَجْهَه. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: حيّا الله قَهْبَلتَه ومُحَيَّاه وسَمَامَتَه وطَلله وآلَه. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: الْهَاء زَائِدَة، فَتَبقى حيّا الله قَبَلَه، أَي مَا أقْبَل مِنْهُ. وَقَالَ المؤرِّج: القَهبَلة. القَمْلة بلهق لهق: وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: فِي فلَان طَرْمَذَةٌ وبَلْهقَة ولَهْوَقة، أَي كِبْر. قلهف: وَفِي (النَّوَادِر) : يُقَال: رأيتُ شَعَره مُقْلَهِفَّاً ومُكْرَهِفّاً ومُشْرحِفّاً ومُسْقِفّاً، أَي جافلاً مرتفعاً. هبنق: وَقَالَ اللَّيْث: هبَنَّقة القيسيُّ كَانَ أَحمَق يُضرب بِهِ المَثلُ. قَالَ: والهَبْنِيقُ: الوَصِيف، وَقَالَ لَبيد: والهبانِيقُ قيامٌ مَعهم كلُّ مَلْثُومٍ إِذا صُبَّ هَمَلْ وَقَالَ غَيره: رجل هَبَنَّق، إِذا وُصِف بالنَّوْك، قَالَ ذُو الرُّمّة: إِذا فارقَتْه تَبْتَغِي مَا تُعيشُه كفاهَا رَذاياها الرَّقيعُ الهبَنَّقُ قيل: أَرَادَ بالرَّقِيع الهَبَنَّقَ القُمْرِيّ. وَقيل: بل هُوَ الكِرْوان، وَهُوَ يُوصَف بالحمق؛ لتَركه بَيضَه واحتضانِه بيضَ غَيره، كَمَا قَالَ الآخر: إِنِّي وَتركِي نَدَى الأكْرمِينَ وقَدْحِي بكفَّيَّ زنداً شِحاحاً كتاركةٍ بَيْضَها بالعَراءِ ومُلْبِسةٍ بَيْضَ أُخْرَى جَناحَا وَيُقَال للوَصيف: هُبْنُوق وهِبْنِيق. وَقَالَ أَبُو مَالك: الهُنْبوق: المِزْمار، وجمعُه هَنابق، وَأنْشد لكثيّر: ورجَّعَ فِي حَيْزُومِه غيرَ باغِمٍ حَنيناً من الأجواف جُوفاً هَنابِقُهْ زنبق: قَالَ: والزَّنْبَق: المِزْمار أَيْضا. هيقم: والهَيقَمانيّ: الطَّوِيل، وَأنْشد: من الهَيقَمانِيّاتِ هَمْقٌ كأنّه من السِّنْد ذُو كَبْلَيْن أَفلَتَ من نَبْلِ قرهد: وَقَالَ اللَّيْث: القرْهَد: الناعَمُ التارّ الرَّخْص. قلتُ صَحَّفَ اللَّيْث، والصَّواب والقُرْهُدُ بِالْفَاءِ وَالْهَاء، مَضْمُومَتَين. قمهد: عَمْرو عَن أَبِيه. القَمْهَدُ: المقيمُ فِي مَكَان واحدٍ لَا يكَاد يَبرَح. وَأنْشد: فَإِن تَقْمَهِدِّي أَقْمَهِدُّ مكانياً أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: أقمهدَّ الرجُل: رفعَ رأسَه. وَقَالَ اللَّيْث: القَمْهَدُ: الرجلُ اللَّئِيم الأَصْل الدَّميمُ الْوَجْه.

باب الهاء والكاف

قَالَ: والاقْمِهْدادُ: شِبْه ارتعاد الفَرْخ إِذا زَقه أَبَواه، فتَراه يَكْوَهِدُّ إِلَيْهِمَا، ويَقْمَهدّ نَحْوهمَا. مهرق: عَمْرو عَن أَبِيه، يُقَال للبحر: المُهْرقان والدَّأْماء، خَفِيف. قرمد قرهد: أَبُو عبيد قَالَ: القَرامِيد والقَراهِيد: أولادُ الوُعول. (بَاب الْهَاء وَالْكَاف) (هـ ك) كهمس: أَبُو نصر عَن الْأَصْمَعِي: الكَهْمَس: الأسَد. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: هُوَ الذّئب. وَقَالَ اللَّيْث: الكَهْمَس: الْقصير من الرِّجَال، وَنَحْو ذَلِك. روى ابْن السّكيت، عَن أَبي عَمْرو: أَنه الْقصير. كمهل: وَقَالَ أَبُو زيد: كمهَلَ فلانٌ الحديثَ، إِذا أَخْفاه وعَمّاه. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: كَمْهَلَ، إِذا جَمَع ثِيابَه وحزَمَها للسَّفَر، وكَمْهَل فلانٌ علينا: مَنعنا حَقّنا. هنبك: وَفِي (النَّوَادِر) : هَنْبَكَةٌ من دَهْرٍ، وسَنْبَةٌ من دهْرٍ، بِمَعْنى. كلهد كهدل: وَأَبُو كَلْهَدَة: من كُنَى الْأَعْرَاب. وَكَهْدَل من أسمائهم، وَأنْشد ابْن الأعرابيّ: قد طَردَتْ أمُّ الْحَدِيد كَهْدَلاَ قَالَ أَبُو حَاتِم فِيمَا روى عَنهُ القُتَيبيُّ: الكَهْدَل: العاتقُ من الْجَوَارِي، وأَنشد: إِذا مَا الكَهْدَل الْعَار كُ ماسَتْ فِي جَوارِيها حسبتَ القمَرَ الباهِ رَ فِي الْحسنِ يُباهيها دهكل: وَقَالَ اللَّيْث: دَهْكل من شَدَائِد الدَّهْر. دهكم: قَالَ: والدَّهكَمُ: الشَّيْخ الفاني. والتَّدَهْكُم: الاقتحام فِي الْأَمر الشَّديد. هتكر: وَقَالَ يُونُس: الهَيْتَكُور من الرِّجَال الَّذِي لَا يَسْتَيقظ لَيْلًا وَلَا نَهَارا. هركل: وَقَالَ اللَّيْث: امْرَأَة هِرْكَوْلة ذاتُ فَخِذَين وجِسْم وعَجُز. وجَمَلٌ هُراكل جَسِيمٌ ضَخْم. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الهِرْكَولة من النّساء: الْعَظِيمَة الْوَرِكَيْنِ. وَقَالَ غيرُه: الهرَاكلة: كلابُ المَاء. وَقَالَ ابْن أحمَر يصف دُرَّةً: رأَى مِن دُونها الغَوّاصُ هَوْلاً هَراكلَةً، وحِيتاناً ونُونَا والهَرْكلَّةُ: ضَرْبٌ من المَشْي فِيهِ اختيال وبُطْء، وَأنْشد: قامتْ تَهادَى مَشْيها الهِرْ كَلاّ بَين فِناء البَيْت والمصلَّى هبرك: وَقَالَ اللَّيْث: الهَبْرَكة: الْجَارِيَة الناعمة. وَأنْشد: جاريةٌ شَبّت شَباباً هَبْرَكا لم يَعْدُ ثَدْيَا نحرها أَن فَلَّكا هبنك: وَقَالَ اللَّيْث: الهَبَنَّك: الأحمق، وَامْرَأَة هَبَنكةٌ: حَمْقاء.

باب الهاء والجيم

بهكن: وَجَارِيَة بَهْكَنة: تارَّة غَريضة. وهُنَّ البَهْكَنات والبَهاكِن. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ البَهْكَنَةُ الْجَارِيَة الْخَفِيفَة الرّوح، الطّيبَة الرَّائِحَة، المليحة الحلوة. كنهر: قَالَ: والكَنَهْوَرُ من السّحاب: المتراكِب الثَّخِين. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ الكَنْهورَ: قِطَعٌ من السَّحاب أَمثالُ الجِبال ونابٌ كَنَهْوَرةٌ مُسِنَّةٌ. كفهر: وَقَالَ الأصمعيّ: والمكفهِرّ من السَّحَاب: الَّذِي يَغلُظ ويركَبُ بعضُه بَعْضًا. قَالَ: والمُكْرَهفُّ مثله. وَيُقَال: فلَان مكفَهرُّ الوَجْه، إِذا كَانَ كالح الوَجْه لَيْسَ فِيهِ أَثَرُ بِشْرٍ. والمُكفَهرّ: الصُّلْب الشَّديد الَّذِي لَا تُؤثِّر فِيهِ الْحَوَادِث. يُقَال: ألْقَ الحوادثَ بوجهٍ مكفهرّ، أَي بوجهٍ مُنْقبض لَا طلاقَه فِيهِ. كرهف: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: اكرَهَفَّ الذَّكَرُ، إِذا انْتَشَر، وأَنشد: قَنْفاءُ فَيْشٍ مُكرَهفَ حَوْقُها كنهل: وكَنهَل: مَاء لبَني تَمِيم مَعْرُوف. كنهر: وكنهَرَة: موضعٌ بالدَّهنأ بَين جَبَلين فِيهَا قِلاَت تملؤُها السَّمَاء، والكنهوْرَ مِنْهُ أَخذ. كمهد: عَمْرو عَن أَبِيه: قَالَ: الكُمْهُدُ: الْكَبِير الكُمَّهْدَة وَهِي الكَوسَلة. (بَاب الهَاء وَالْجِيم) هـ ج سجهر: اللَّيْث، اسجَهَرَّتِ الرِّماحُ، إِذا أَقبلت إِلَيْك واسْجَهَرَّ النَّبَات، إِذا طَال. وَقَالَ غيرُه: اسجَهَرَّ السّرابُ إِذا تَريَّه وجرَى. وَمِنْه قَول لبيد: إِذا مَا اسجَهَرَّ الآلُ فِي كلِّ سَبْسَب وسحابة مُسْجَهِرَّة يترقرقُ فِيهَا المَاء. الأصمعيّ: الصَّهلج والصَّيْهَج: الصخْرة الْعَظِيمَة. هجرس: اللَّيْث: الهِجْرِس من أَولاد الثعالب، ويوصف بِهِ اللَّئِيم. وَقَالَ أَبُو عبيد فِي الهِجْرِس نَحوا مِنْهُ. وَأنْشد: وهِجْرِسٍ مَسكَنُه الفَدافِدُ وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: رَمتْني الْأَيَّام عَن هَجارِسها، أَي شدائدها. قَالَ: والجِرْهاسُ: الجَسِيم. وَقَالَ غَيره: وَهُوَ من أَسمَاء الْأسد، وَأنْشد: يُكْنَى وَمَا حُوِّلَ عَن جِرْهاسِ من فرسه الأسْدَ أَبَا فِراس أَبُو مَالك: أهلُ الْحجاز يَقُولُونَ: الهِجْرس: القِرْد، وبنُو تَمِيم يَجْعلونه الثّعلب. سمهج: وَقَالَ اللَّيْث: السَّمْهَجَة: الفَتْل الشَّديد، حَبْلٌ مُسَمْهَجٌ، وَحَلَف حَلِفاً مُسَمهَجاً، وَأنْشد: يحلِفُ بَجٌّ حَلِفاً مُسَمهَجاً

أَبُو عبيد عَن الْفراء: يُقَال للبن: إِنَّه لسَمْهَجٌ سَمْلَج، إِذا كَانَ حُلواً دَسِماً. وفرَسٌ مُسَمْهَجٌ: معتَدِلُ الْأَعْضَاء. وَقَالَ الراجز: قد أَغتدِي بسابحٍ وافى الخُصَلْ معتدِلٍ سُمْهِجَ فِي غير عَصَلْ أَبُو سعيد: لَبنٌ سَمْهَج قد خُلِط بِالْمَاءِ. وسَماهِيجُ: اسمُ جَزيرة فِي وسَط البَحْر بَين عُمَانَ والبَحْرَين. وَقَالَ أَبُو دؤاد: وَإِذا أدْبَرَت تَقول: قصورٌ من سَماهيج فَوْقهَا آطَام الأصمعيّ: مَاء سَمْهَجٌ سَهْلٌ ليِّن، وَأنْشد: فَوَرَدْت عَذْباً نقَاخاً سَمْهَجَا هزمج: وَقَالَ الأصمعيّ أَيْضا: الهُزامِجُ: المتدارِك من الصَّوْت، وَأنْشد قَول هِمْيان بن قُحافة: أزامِلاً وزَجَلاً هُزَامِجا هزلج: والهَزالج: السِّراع من الذئاب، وَمِنْه قولُ الراجز: للطَّيْر واللّغَاوس الهَزَالج سجهر: وَقَالَ ابْن الأعرابيّ فِي قَول عديّ بن زيد: ومَجودٍ قد اسْجهَرّ تناوِي رَ كلوْنِ العُهُونِ فِي الأعْلاق قَالَ: اسجهرّ: ظَهر وانبَسط. زهلج: وَفِي (النَّوَادِر) : زَهلَج لَهُ الحديثَ وَزَهلَقه ودَهْمَجه. وَقَالَ أَبُو عبيد: الدهْمَجة: مَشْيُ الْكَبِير كَأَنَّهُ فِي قَيْد. هرجل: قَالَ: والهرجلة: الاختلاطُ فِي الْمَشْي، يُقَال مِنْهُ: قد هرجَلَتْ الْإِبِل. جَهْضَم: أَبُو عبيد، عَن الْفراء: الجَهضَم: الضخم الهامة، المستَديرُ الْوَجْه. وَقَالَ اللَّيْث: تجهضم الفَحْلُ على أَقرانه، إِذا عَلاَها بكَلْكَلِه. وبعيرٌ جَهضم الْجَنْبينِ، أَي رَحْبُ الجَنْبَين. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الجَهضم: الجَبان، فلانٌ جَهضم ماهُ القلْب: نهايةٌ فِي الجُبْن. دهنج دهمج: الدَّهانِج: قَالَ اللَّيْث: هُوَ الْبَعِير ذُو السَّنَامين. وَقَالَ أَبُو عمر: هُوَ الدَّهامِج أَيْضا، وَأنْشد: إِذا بَدَا دَهانِجٌ ذُو أَعْدالْ اللَّيْث: الدَّهْنَج: حصاً أخضرُ يُحكُّ مِنْهُ الفُصوص، وَلَيْسَ من مَحْض الْعَرَبيَّة. وَقَالَ الشَّمَّاخ: تُمسِي مُباذِلُها الفزِندُ وهِبرزٌ حَسَنُ الوبِيص يَلوحُ فِيهِ الدَّهنَجُ وَقَالَ الأصمعيّ: الدَّهامِج والدَّهانج: البعيرُ الَّذِي يقارِب الخَطْوَ ويُسرِع. جرهد: وَقَالَ اللَّيْث: الجَرْهَدة: الرخاءُ فِي السّير، يُقَال: اجرَهدَّ الطريقُ: إِذا اسْتمرّ، وأَنشد: على صَمُودِ النَّقْب مُجْرَهِدِّ وَقَالَ الأخطل:

مسَاميحُ الشتَاء إِذا اجرَهدَّت وعزَّتْ عِنْد مَقسَمها الْجَزُورُ أَي اشتدّت وامتدَّ أمرُها أَبُو عَمْرو: الجُرهُد: السَّيار النشيط. هجدم: هِجْدَم. قَالَ اللَّيْث: هِيَ لُغَة فِي إِجْدَم فِي إِقْدامِك الْفرس، وزَجْرِكه، يُقَال: أول من رَكِب الفرسَ ابنُ آدم القاتلُ، حَمَل على أَخِيه فزَجر فَرساً، وَقَالَ: هِج الدَّمَ، فَلَمَّا كثر على الْأَلْسِنَة اقتَصَروا على هِجْدَم وإجْدَمْ. جرهم: سلَمة عَن الْفراء قَالَ: الجُرهُم: الجريء فِي الْحَرْب وَغَيرهَا. وَقَالَ أَبُو عبيد: الدَّهْمَجة: مشيُ الْكَبِير كَأَنَّهُ فِي قَيد. وَقَالَ اللَّيْث: الجَهرَمِيّة: ثيابٌ منسوبة، وَأنْشد: لَا يُشْتَرى كَتّانُه وجَهرَمُهْ جعَله اسْما بِإِخْرَاج يَاء النِّسبة. جُرْهُم: حَيٌّ من الْيمن، نزلُوا بِمَكَّة وَتزَوج فيهم إسماعيلُ، ثمَّ أَلحَدُوا فِي الحرَم فأَبادَهم الله. أَبُو عبيد عَن الْفراء: جَمَلٌ جُراهِم وعُراهِم وعُراهِن: عَظِيم. ابْن دُرَيْد رجلٌ جِرهامٌ فِي أَمره، وَبِه سُمِّي جُرْهُم. جمهر همرج: وَقَالَ اللَّيْث: الجمهُور: الرَّمل الْكثير المُتراكِم الواسِعُ. وَقَالَ الأصمعيّ: هِيَ الرَّملة المشرِفة على مَا حولهَا، وجَمْهَر الترابَ إِذا جمع بعضَه فوقَ بعض، وَمِنْه قولُه: جَمْهِرُوا قَبرِي جمهرة، وجَمْهرتُ الْقَوْم، إِذا جمعتهم، وجماهيرُ الْقَوْم: أشرافُهم، وعدَدٌ مجمهَر مكثِّر. أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: إِذا أخبرتَ الرجلَ بطرفٍ من الخبَر وكتمتَه الَّذِي يُرِيد. قلتَ: قد جمهرتُ. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: هَمْرجتُ عَلَيْهِ الخَبَر هَمْرَجة: خلَطَته عَلَيْهِ. أَبُو عبيد: الجُمهورِيّ: اسمٌ شراب يُسكِر. ابْن الأعرابيّ: ناقةٌ مَجَمْهرةٌ، إِذا كَانَت مداخَلة الخَلْق، كَأَنَّهَا جُمْهورُ رَمْل. مهجر: ابْن السّكيت: التمهجُر التكبُّر مَعَ الغِنى، وَأنْشد: تمهجَروا وأيُّما تَمهجُرِ وهم بَنو العَبدِ اللَّئِيم العنْصرِ هبرج: وَقَالَ اللَّيْث: الهَبرُجة: اختلاطٌ فِي الْمَشْي. وَقَالَ العجاج: يتبَعْن ذَيَّالاً مُوشَّى هَبرَجا هرجب هرجل: وَقَالَ ابْن الْفرج: الهراجِيب والهراجيل: الضِّخام من الْإِبِل. وَقَالَ جِران العَوْد: حَتَّى إِذا مَتعت والشمسُ حامِيةٌ مدّت سَوالفَها الضُّهبُ الهَراجيلُ وَقَالَ رؤبة: من كلّ قَرواءَ وهِرجابٍ فُنُقْ وَهُوَ الضخم من كلّ شَيْء. أَبُو عبيد: الهرجلة: الِاخْتِلَاط فِي المشيء، وَقد هرجل.

بهرج: والبهرَج: الدِّرْهَم الَّذِي فضَّتُه رَدِيئَة، وكل رديءِ من الدَّرَاهِم وَغَيرهَا بهرَج، وَهُوَ إِعْرَاب نَبْهَرَهْ وبُهرِج بهم أَي أُخِذ بهم فِي غير المَحَجَّة. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: البَهْرَج: الدِّرْهم المُبْطَل السِّكّة، والبَهْرَج: التَّعْوِيج من الاسْتوَاء إِلَى غير الاسْتوَاء. والبَهْرَج: الشيءُ المُباح. وَيُقَال: بُهرِجَ دمُه. والهِرْجاب: الضَّخْمَةُ من النُّوق. جلهم: ورُوي أنّ أَبَا سُفيانَ قَالَ للنبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا كِدْتَ تأذنُ لي حَتَّى تَأذنَ لحجارة الجُلْهُمَتَيْنِ. قَالَ شمر: لم أَسْمَع الجُلهُمة إلاّ فِي هَذَا الحَدِيث وحرفاً آخر. رُوِي عَن أبي زيد. يُقَال: هَذَا جُلْهُمٌ. والجُلهُمة: القارَةُ الضَّخْمة. قَالَ: وحَيٌّ من ربيعةَ يُقَال لَهُم: الجَلاَهِم. وَقَالَ أَبُو عبيد: أرَاهُ أرادَ الْجَلهة، وَهُوَ فَم الْوَادي، فزادَ فِيهِ ميماً: فَقَالَ: جَلْهَمة، وَهَكَذَا رَوَاهُ بفَتح الْجِيم وَالْهَاء وَأنْشد: بِجِلْهَةِ الْوَادي قَطاً نَواهِضُ قلت الْعَرَب زَادَت الميمَ فِي حروفٍ كثيرةٍ، مِنْهَا قولُهم: قَصْمَل الشيءَ، إِذا كسَرَه وَأَصله قَصَل، وجَلْمَطَ شَعْرَه، إِذا حَلَقه، وَالْأَصْل جَلَط، وفَرْصَم الشَّيْء إِذا قطّعَه، وَالْأَصْل فَرَص، ومثلُه كثير. هملج: وَقَالَ اللَّيْث: الهِملاَج: الحَسَن السَّير فِي سرعةٍ، وبَخْتَرَة. وَيُقَال للذَّكَر وَالْأُنْثَى: هِمْلاَج، وأمرٌ مُهَمْلَجٌ مُذَلَّل، وَأنْشد العجَّاج: قد قلَّدوا أَمْرهُمُ المُهَمْلَجا جهل: وَقَالَ اللَّيْث: امرأةٌ جَهْيْلَة: قبِيحةٌ دَمِيمة. هلبج: والهلْبَاجة: الثَّقيلُ من النَّاس الأحْمَق المائق. وَقَالَ الأصمعيّ مثله. وَيُقَال للّبن الخاثر: هِلباجةٌ أَيْضا. جبهل جبجب: وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: رجلٌ جَبْهَلٌ، إِذا كَانَ جَافيا، وَأنْشد لعبد الله بن الحجَّاج الثعلبيّ يخاطِب امْرَأَة: إيَّاكِ لَا تستبدِلي قَرِدَ القَفَا حَزَابِيَةً وهَيَّباناً جُبَاجِبا ألَّفَ كأنَّ الغازِلاتِ مَنَحْنَه من الصُّوفِ نِكْثاً أَو لئيماً دُبادِبا الأَلَفُّ: العَيِيُّ الفَدْم، والدُّبادِبُ: الْكثير الشَّرّ والجَلَبة. جَبَهْلاً ترَى مِنه الجَبينَ يَسُوءُها إِذا نَظَرَت مِنْهُ الجَمالَ وحاجِبا قَالَ: والجُباجِب مثل الدُّبادِب، وَهُوَ الْكثير الشَّرّ والجَلَبة. جَهَنَّم: فِي جَهَنَّم قَولَانِ: قَالَ يُونُس: جهنَّمُ اسمٌ للنّار الَّتِي يُعذِّبُ الله بهَا فِي الْآخِرَة، وَهِي أعجميَّةٌ لَا تُجْرَى للتعريف والعُجْمَة، وَقيل: جَهَنَّم اسمٌ عربيّ، سُمِّيَتْ نارُ الْآخِرَة بِهِ لبُعد قَعْرِها، وَإِنَّمَا لم تُجْرَ لثُقْل التَّعْرِيف مَعَ التَّأْنِيث. ورُوِي عَن رؤبة أَنه قَالَ: رَكِيَّةٌ جِهِنَّام: بعيدةُ القَعْر. هلجب: وَقَالَ النَّضر: الهِلْجَاب: الضخمة من القُدُور، وَكَذَلِكَ العَيْلَم. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: شاةٌ هِمْلاج: لَا مُخّ فِيهَا لهُزالها، وَأنْشد:

باب الهاء والشين

أَعطَى خَليلي نَعْجةً هِمْلاَجا رَجَاجةً إنَّ لَهَا رَجَاجا والرّجاجة: الضعيفة الَّتِي لَا نِقْيَ لَهَا وَلَا مُخّ. ورجالٌ رجاجٌ: ضَعْفَى. (بَاب الْهَاء والشين) (هـ ش) هرشم: قَالَ أَبُو زيد: يُقَال للجَبل اللّين المَحْفِر هِرْشَمّ، وَأنْشد: هِرْشَمَّةٌ فِي جبلٍ هِرْشَمِّ وَيُقَال للناقة الخَوَّارة: هِرْشَمَّةٌ أَيْضا. أَبُو عبيد، عَن الفرّاء: الهِرْشمّ: الرِّخْوُ النَّخِرُ من الْجبَال. همرش: وَقَالَ اللَّيْث: عجُوزٌ هَمَّرشٌ، فِي اضْطِرَاب خَلْقِها وتَشَنُّجِ جِلدها. أَبُو عبيد: عَن الأصمعيّ، عجوزٌ هَمَّرِاشٌ كَبِيرَة، وَأنْشد شمر: إِنَّ الجِرَاءَ تختَرِشْ فِي بَطْن أمِّ الهَمَّرِشْ فيهنَّ جرْوٌ بَخْوَرِشْ هرشف: قَالَ أَبُو عبيد: وعجوزٌ هِرْشَفَّةٌ: كَبِيرَة، وَأنْشد: كلُّ عجوزٍ رأسُها كالكِفَّه تَحْمِلُ جُفّاً مَعهَا هِرْشَفَّهْ قَالَ أَبُو عبيد: والهِرَشَفَّة أَيْضا يُقَال: إِنَّهَا خِرقةٌ يُحْمَلُ بهَا المَاء، أَو قطعةُ كِساء أَو نَحوه يُنَشَّفُ بهَا الماءُ من الأَرْض ثمَّ يُعصَر فِي الْجُفِّ، وَذَلِكَ فِي قلّة المَاء. شمر عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال للناقة الهَرِمة: هِرْشَفَّةٌ، وهِرْدَشَّة، وهِرْهِر. وَقَالَ اللَّيْث: عجوزٌ هِرْشَفّة: بالية ودَلْوٌ هِرشَفّة: مُتَشَنجة بالية. وَيُقَال لصُوفة الدَّواة إِذا يبِسَتْ هِرشَفَّة. وَقد هَرْشَفَت واهرَشَّفَت شهرب: عَمرو عَن أَبِيه قَالَ: الشَّهْرَبةُ: الحُوَيضُ الَّذِي يكون أسفلَ النَّخْلَة. هرشب: وَقَالَ: عجوزٌ هِرْشَفَّةٌ وهِرْشبّةٌ، بِالْفَاءِ وَالْبَاء. شهنز: وَقَالَ ابْن شُمَيْل: سمعتُ أَبَا الدُّقَيش يَقُول للشُّونِيز: الشِّهنيز. شهبر: وَقَالَ اللَّيْث: عجوزٌ شَهْبَرة وشَهْرَبةٌ، وَلَا يُقَال للرّجل، شَهبَر وَلَا شَهرَب، وَأنْشد: رُبَّ عجوزٍ مِن لُكَيْزٍ شَهبَرهْ علَّمتُها الإنقاضَ بعد القَرْقَرهْ أَرَادَ أَنَّهَا كَانَت ذاتَ إبل فأغَرْتُ عَلَيْهَا وَلم أترُك لَهَا غيرَ شُوَيهاتٍ تُنْقِضُ بهَا. نهشل: وَقَالَ اللَّيْث: نَهْشَل: اسمُ الذّئب. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ نَهْشَل الرجل: إِذا عَضَّ إنْسَانا تجميشاً. ونَهْشَلَ الرجل: إِذا أكلَ أكلَ الجائع. دهفش: قَالَ: ودَهْفَشَ الرجلُ المرأةَ، إِذا جَمَّشَها. هرشم: وجبَلٌ هِرشَمٌّ: دقيقٌ كثير المَاء. همرش: وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الهمْرَشَة الحَركة.

باب الهاء والصاد

دهفش: سَلَمة عَن ابْن الأعرابيّ: الدَّهفَشةُ التَّجْمِيش. هرشف: أَبُو خَيْرَة التَّهَرْشُفُ: التَّحسِّي قَلِيلا قَلِيلا، وَكَانَ الأَصْل الترشُّف فزيدت الهاءُ. وَكَذَلِكَ الشَّهْرَبة الحُوَيْض حَول أَسْفَل النَّخْلَة، الأصلُ فِيهِ الشّرْبة فزِيدَت الهاءُ. وأُهمِلَت الْهَاء مَعَ الضَّاد فِي الرّباعي. (بَاب الهَاء وَالصَّاد) (هـ ص) بهصل: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: إِذا جَاءَ الرجل عُرْياناً فَهُوَ: البُهْصُل والضَّيكَل. هرنص: سَلمة عَن الفرّاء: الهَرْنَصَةُ مَشْيُ الدُّودَة، والدُّودة يُقَال لَهَا: الهِرْنِصَانة. هنبص: قَالَ: والهَنْبَصةُ: الضَّحِك العالي. وَقَالَ أَبُو عَمْرو الشيبانيّ فِي الهَنْبَصة مثله. بهصل: أَبُو عبيد عَن الأُموي: البُهْصَلَة من النِّسَاء: القصيرة. وَقَالَ اللَّيْث: هِيَ الصّخَّابة. صلهب: قَالَ اللَّيْث: الصَّلْهب هُوَ الْبَيْت الْكَبِير، وأَنشد: وشادَ عَمْرٌ ولكَ بَيْتاً صَلْهَبا وَقَالَ أَبُو عبيد قَالَ الأصمعيّ: الصَّلْهب والسَّلهب: الرجل الطَّوِيل. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الصَّلاهب من الْإِبِل: الشِّداد. وَقَالَ الأمويّ: ناقةٌ صَلَهْبَى شديدةٌ. بلهص: أَبُو عَمْرو التَّبَلهُص: خُرُوج الرجل من ثِيَابه، تَقول تَبَلْهَصَ من ثِيَابه. وَمِنْه قولُ الراجز: لَقِيتُ أَبَا ليلى فلمّا أخَذْته تَبَلْهَصَ مِن أثوابه ثمَّ جَبَّيا قلت: الأَصْل تَبَهْصَل من البُهْصَل فقُلِبَ فَقيل تَبَهْلَصَ: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: بلْهَصَ أَي أَسْرع وفَرَّ، وأنشَد: ولوْ أُرِي فاكَرِشٍ لبَلْهَصا قَالَ: فاكَرِش، أَي مَكَانا ضيقا يستخفي فِيهِ، لأسرعَ إِلَيْهِ. صهتم: ابْن السكّيت: رجل صَهْتَمٌ شديدٌ عَسِر، لَا يُردُّ وجههُ، وَهُوَ مِثلُ الصِّهْمِيم، وَأنْشد غَيره: فَعَدَا على الرُّكْبان غيرَ مهلِّلٍ بهِراوَةٍ سَلِسِ الخليقةِ صَهْتَمِ أَرَادَ: غير مهلَّل سَلِس الخليقة، وصَهْتم: اسمُ رجلٍ بِعَيْنِه. (بَاب الْهَاء وَالسِّين) (هـ س) سبهل: قَالَ أَبُو زيد الأنصاريّ: يُقَال: رأيتُ فلَانا يمشي سَبَهْلَلاً، وَهُوَ المختالُ فِي مشيته، وَإِذا مَشى بِغَيْر سِلاح، فَهُوَ سَبَهْلَلٌ. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: يُقَال للفارغ النشيط: سَبَهْلَلٌ، يُقَال: جَاءَ سَبَهْلَلا لَا شيءَ مَعَه.

وَيُقَال: مَشَى فلَان السِّبَهْلى، كَمَا تَقول: مَشى السِّبَطْرَى. والسِّبَطرى: الانبساط فِي الْمَشْي. قَالَ: والسَّبهلى التبخترُ. هلبس: أَبُو عبيد عَن أبي الْجراح، يُقَال: مَا عَلَيْهِ هَلْبَسِيسةٌ، أَي مَا عَلَيْهِ شيءٌ من الحَلْي. أَبُو عبيد، عَن أبي زيد: يُقَال: أَنْت فِي الضّلال ابْن الأَلاَل ابْن السَّبَهلل، يَعْنِي الْبَاطِل. وَيُقَال جَاءَ مُسَبْهَلاً، أَي مُهْمَلاً. طهلس: وَقَالَ اللَّيْث: الطِّهْليسُ: الْعَسْكَر الكثيف وَمِنْه قَوْله: جحْفَلاً طِهليساً هطلس هلطس: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: تَهَطْلَسَ فلانٌ من عِلَّته: إِذا أَفلقَ مَرَضه وأَقبل. شمر: الهِلْطَوْس. الخفيُّ الشَّخْص من الذّئاب، قَالَ الراجز: قد ترك الذئبَ شديدَ العَوْلَتِي أطلسَ هِلْطوساً كثير العَسَّتي وَقَالَ غَيره: لص هَطَلَّسٌ: قطَّاعُ يُهطلِس كلَّ مَا وَجَده. سهمد: وَقَالَ اللَّيْث: السَّهْمَدُ: الشيءُ الْيَابِس الصُّلْب. قَالَ: والسمهدد: الجسيمُ من الْإِبِل. وَقد اسْمَهدَّ سَنامُه، إِذا عظم. هندس: والمهندِس: الَّذِي يقدِّر مجاريَ القُنِيِّ واحتفارَها، وَهُوَ مُشْتَقّ من الهِنْداز، وَهِي فارسية أَصْلهَا أَوَانداز أَي: مقدِّر المَاء. والعَرَبُ تسمِّيه: القُناقِنُ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أسَدٌ هِنْدِس، أَي جريء. وَقَالَ جَندل: يَأْكُل أَو يَحْسُو دَمًا ويلحَسُ شِدْقَيه هوّاسٌ هِزْبرٌ هِنْدِسُ وفلانٌ هِنْدَوْسُ هَذَا الْأَمر، وهم هَنادِسةُ هَذَا الْأَمر، أَي العلماءُ بِهِ. ورَجُل هندَوْس، إِذا كَانَ جيد النّظر مُجَرِّباً. هدبس: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الهَدَبَّس: ولد البَبْر، وَأنْشد المبرّد: وَلَقَد رأيتُ هَدَبَّساً وفَزَارةً والفِزْرَ يتبع فِزْرةً كالضَّيْوَنِ دهرس: وَقَالَ اللَّيْث: الدَّهاريس الدّواهي، الْوَاحِدَة دَهْرَسَ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: هِيَ الدّراهيس أَيْضا وَقَالَ أَبُو عَمْرو: ناقةٌ ذاتُ دَهْرَس، أَي ذاتُ خفَّة ونشاط. وأَنشد: ذاتُ أَزابِيّ وذاتُ دِهْرَسِ وَأنْشد اللَّيْث: حَنَّت إِلَى النَّخْلَة القُصْوى فقلتُ لَهَا حِجْرٌ حرامٌ ألاَ تلكَ الدهاريسُ سرهد: أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: المسرهَد: الحَسَن الغِذاء، وَقد سَرهَدته أُمُّه. وسَنامٌ مُسَرْهَدٌ إِذا كَانَ سميناً قد قُطع قطعا عَرْضاً. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: ماءٌ سُرهُد: كثير. بهنس: أَبُو عبيد عَن أبي زيد، قَالَ: التَّبهنُسُ التبختُر، وَهُوَ البهنسة، وجَملٌ بهنسٌ وبُهَانِسٌ: دَلول.

سرهف سرعف: وَقَالَ الريَّاشي: المسرْهف والمسرعَف والمسرهد الحَسنَ الغذاءُ، والسَّرْهفة: نَعْمة الغِذاء. فهرس: وَقَالَ اللَّيْث: الفِهرسُ: الْكتاب الَّذِي تجمع فِيهِ الكُتب. قلتُ وَلَيْسَ بعربيّ مَحْض، وَلكنه معرَّب. سرهب: قَالَ: والسَّرْهبُ هُوَ المائق الأَكول الشَّروب. سهبر: والسِّهبرة من أَسمَاء الرَّكايا. سهرز: والسهريز جنسٌ من التّمر مَعْرُوف، وَهُوَ معرّب. وَيُقَال: شهريز، وَالسِّين أعرب. رهمس دهمس: سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: الرَّهمسة والدَّهمسة: السِّرار. وأُتي الْحجَّاج بن يُوسُف برجلٍ فَقَالَ: أَمِن أهل الرَّسّ والرَّهمسة أَنْت؟ وَيُقَال: هُوَ يُرهْمِسُ ويُرَهْسِم إِذا سارَّ وساوَدَ. سمهر: والرِّماح السَّمْهَرِيَّة تُنسَب إِلَى رجل كَانَ اسْمه سَمْهَر كَانَ يَبِيع الرماح بالْخَطّ وَكَانَت امْرَأَته رُدَيْنَة. النَّضر عَن الجعديّ: سَمْهَرَ الزرعُ إِذا لم يتوالَدْ كأنّه كلّ حَبّة برأسها. هرمس: الكسائيّ: أَسَدٌ هِرْماس وهُرَامِس وَهُوَ الجَريء الشَّديد. وَقَالَ غَيره: الهِرْماس: الأسَد العادِي على النَّاس. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الهِرْماس ولد النَّمِر. قَالَ: والهِرْمِيس: الكَرْكَدَّن، وَأنْشد: والفيل لَا يَبقَى وَلَا الهِرْمِيسُ وَأنْشد اللَّيْث فِي الْأسد: يَعْدُو بأشبالٍ أبُوها الهِرْماسْ نهمس رهمس: وَقَالَ شَبابَة: أمرٌ مُرَهْمَس مُنَهْمَس، أَي مَسْتُور. سمهر: أَبُو عبيد عَن أبي زيد: المُسْمَهِرّ: المعتدِل. وَقَالَ اللَّيْث: شوك مُسْمَهِرٌّ: يَابِس. واسمَهَرَّ الظلامُ: إِذا تَنكَّر. وعُرْدٌ مُسْمَهِرّ، إِذا اتْمَهَلَّ، وَأنْشد غَيره لرؤبة: إِذا اسمهرّ الحَلِسُ المُغالِثُ أَي تَنكَّر وتكَرَّه. أَبُو عبيد عَن أبي الْجراح، وَأبي زيد: مَا عَلَيْهِمَا هَلْبَسِيسة، أَي شَيْء من الحَلْي. سلهب: وَقَالَ اللَّيْث: السَّلْهَب: الطويلُ من الخَيْل وَالنَّاس. قَالَ: وسمعتُ أَبَا الدُّقَيش يَقُول: امْرَأَة سَرْهَبَة كالسلهبة فِي الْخَيل فِي الْجِسْم والطُّول. هملس: وَقَالَ اللَّيْث: رجل هَمَلَّس قويُّ الساقَين شديدُ المَشْي. سلهم: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: المُسْلَهِمّ المتغيِّر اللّون. وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ الَّذِي بَرَاه المَرَضُ والدُّؤُوب فَصَارَ كَأَنَّهُ مَسْلُول. سهنش: أَبُو الْعَبَّاس عَن سَلَمة عَن الْفراء، قَالَ: يُقَال: افْعَل هَذَا سِهِنشاه وسِهِنْساه، أَي افْعله آخرَ كلّ شَيْء.

باب الهاء والزاي

وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: وَلَا يُقَال هَذَا إِلَّا فِي الْمُسْتَقْبل، وَلَا يُقَال: فعلتُه سِهنْساه، وَلَا فعلتُه آثِرَ ذِي أَثِير. (بَاب الهَاء وَالزَّاي) (هـ ز) بهزر: أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: البَهازِرُ من النَّخيل وَالْإِبِل: العِظام المَواقِير، وَأنْشد: أعطاكَ يَا بحرُ الَّذِي يُعطِي النِّعَمْ مِن غيرِ لَا تَمنُّنٍ وَلَا عَدمْ بَهازِراً لم تَنْتَجِعْ مَعَ الغَنَمْ لم تَكُ مَأوًى للقُرادِ والْحَلَمْ بَين نَواصيهِنَّ والأرضِ قِيمْ اللَّيْث: البَهْزَرة: النَّخْلَة الَّتِي لَا تنالُها بيَدِك. أَبُو عبيد، عَن الأصمعيّ: البَهْزرة النَّاقة الْعَظِيمَة وجمعُها بَهازِر. زَهْدَم: وَقَالَ اللَّيْث: زَهْدَمٌ: من أَسمَاء الْأسد. هبرز: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: قَالَ: الهِبْرِزِيُّ الدِّينار الْجَدِيد، وَأنْشد لرجُل رَثَى ابْنا لَهُ: فَمَا هِبْرِزِيٌّ من دنانيرِ أَيْلَةٍ بأَيْدِي الوُشاةِ ناصِعٌ يتأَكَّل قَالَ: الوُشاة ضَرَّابُو الدَّنانير. يتأَكّل: يأكلُ بعضُه بَعْضًا من حُسْنِه. وَقَالَ اللَّيْث: الهِبْرِزِيُّ: الجَلْدُ النَّافِذ. قَالَ: والهِبْرِزِيُّ الخفُّ الجيِّد بلُغة أهلِ الْيمن. والهِبْرِزِيُّ الْأسد، وَمِنْه قَوْله: بهَا مِثْلُ مَشْي الهِبْرِزِيّ المُسَرْوَلِ وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: الهِبْرِزِيّ: الإسْوَارُ من أساوِرة فَارس. وَقَالَ غَيره: الهِبْرِزِيُّ والإبْرِزِيّ: الذَّهب الْخَالِص، وَهُوَ الإبْرِيز. هزبر: والهِزَبْر: من أَسمَاء الْأسد. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: نَاقَة هِزَبْرَة: صُلْبة، وَأنْشد: هِزَبْرَةٌ ذاتُ سَبِيبٍ أَصْهَبا دهلز: وَقَالَ اللَّيْث: دِهْليزِ: إِعْرَاب دَالِيح، فارسية. بهوز بهزر: قَالَ: والبَهاوِيزُ من النُّوق والنخيل: الجِسامُ الصَّفايا، الْوَاحِدَة بَهْوازة. قلت: لم أسمع البَهاوِيز لغيره. وأظنُّه البَهازِير. زمهر: وَقَالَ اللَّيْث: الزَّمْهرِير: شِدَّة الْبرد، وَقد ازمَهرَّ ازْمِهراراً. أَبُو عُبيد عَن الْفراء: المُزْمَهِرُّ الَّذِي قد احمرَّت عَيناهُ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الازْمِهرارُ فِي العَين عِنْد الغَضَب والشدة. وَقَالَ أَبُو عبيد: الزَّمْهرير البردُ وزَمْهرت عَيناهُ إِذا احمرَّتا. هُرْمُز: وَقَالَ اللَّيْث: هُرْمُز: من أَسمَاء العَجَم. قَالَ: والشيخُ يُهَرْمِز، وهَرْمَزَتُهُ لَوْكُه لُقمتَه فِي فِيهِ لَا يُسيِغه وَهُوَ يُدِيرُه فِي فِيهِ.

باب الهاء والطاء

لهزم: وَقَالَ اللَّيْث: اللِّهزِمَتان: مُضَيْغَتان عُلَيَّيَان فِي أصل الحَنَكَيْن فِي أَقْصَى الشِّدْقَيْن، وَأنْشد أَبُو زيد: إمَّا تَرَى رأسِي عَلاَنِي أغْثَمُهْ لَهَزَمَ خَدَّيَّ بِهِ مُلَهزِمُهْ. يُقَال: لهزَه الشيبُ ولَهزَمَهُ بِمَعْنى. زمهل: وَيُقَال: ازْمَهلَّ المطرُ ازمِهلالاً، إِذا وَقع، وازمَهلّ الثلجُ إِذا سالَ بعد ذَوَبانه. وماءٌ مُزْمَهِلٌ: صافٍ. زهزم: والزَّهْزَمة: الصوتُ، مِثلُ الزَّمْزَمة. هزبل: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الهَزْبَلِيلُ: الشيءُ التافِه الْيَسِير. وهَزْبَلَ: إِذا افتَقَر مُدقِعاً. هزبر: ابْن السّكيت: رجل هَزَنْبَز وهَزَنْبزانُ أَي حَدِيد وَثّاب. لهزم: وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: اللهازم هم: عِجْلٌ، وتَيْمٌ الّلاتِ، وقيسُ بن ثَعلبَة، وعَنَزُة. والأَراقم: بَنو بكر، وجُشَم، ومالكٌ، والحارثُ، وَمُعَاوِيَة. زنهر: وَفِي (نَوَادِر الأَعراب) : فلَان مُزَنْهِرٌ إليّ بعَيْنه، ومُزَنِّر ومُبَنْدِق وحالِقٌ إليَّ بِعَيْنِه، ومُحَلِّق، وجاحِظ، ومُجَحِّظ، ومُنْدِرٌ إليَّ بِعَيْنِه ونادِرٌ، وَهُوَ شدّة النّظر، وإخراجُ العَين. زَهْدَم: وَقَالَ الأَصمعيّ: العَرَب تَقول للصَّقْر: الزَّهْدَمُ، وللبَحر: الدَّهثَم. قَالَ: والدَّهثَم: الرجل السخِيُّ. هبزر: وَقَالَ غَيره: الْعَرَب تَقول للحُمَّى: أُمُّ الهِبْزِرِيّ. وَقَالَ ابْن الأَعرابي: الدَّهْليز: الجِيئة الَّتِي يَجتمَع فِيهَا المَاء. زلهم: والمُزَلْهِمُ الخفيفُ من الرِّجال. (بَاب الهَاء والطاء) (هـ ط) طهمل: عَمْرو عَن أَبِيه: الطَّهْمَلِيُّ: الْأسود الْقصير. وَأنْشد أَبُو عبيد: لَا جَعْبَرِيّاتٍ وَلَا طَهامِل ا قَالَ اللَّيْث: يَعْنِي القِباحَ الخِلقة. طرهم: أَبُو عبيد، عَن أبي زِيَاد الكِلابيّ: المُطْرَهِمّ: الشَّباب المعتدِل المتام. شمر عَن ابْن الأَعرابيّ: المطرهِمُّ: الممتلىءُ الحَسَن. وَقَالَ الأَصمعي: هُوَ المشرِف الطَّوِيل، وَقد اطرهمَّ واطْرَخَمَّ، وَأنْشد أَبو عبيد: أُرجِّي شَباباً مُطْرَهِمّاً وصِحّة هرمط: غَيره: هرمَط عِرْضَه وهرطَه وهرتَه وهردَه، بِمَعْنى وَاحِد. طهفل: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: طَهفَل: إِذا أكل خُبْزَ الذُّرَة وداوَم عَلَيْهِ. هرطل: قَالَ: وَيُقَال للرجل الطَّوِيل الْعَظِيم الجِسْمِ: هرطال، وهِردَبَّه وهَقَوَّر وقِنَوَّرٌ (بَاب الهَاء وَالدَّال) (هـ د) هردب: أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الهِردَبَّة: المنتفِخ الجَوف، الَّذِي لَا فؤاد لَهُ.

وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ الجَبان الضخم، القليلُ العَقْل. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الهِرْدَبَّة العَجوز. دِرْهَم: اللَّيْث، يُقَال: رجلٌ دَرْهَم ودِرْهِم، ورجُل مُدَرْهَمٌ: كثير الدَّرَاهِم، ورجلٌ مُدَرْهِم: كثيرُ الدَّرَاهِم ورجلٌ مُدْرَهِمٌّ، وَقد ادرَهَمّ هَرَماً وادْرِهْماماً، إِذا هَرِمَ. هبرد: وَقَالَ اللَّيْث: ثريدةٌ هِبْرِدَانةٌ مِبْرِدانةٌ مُصَعْنَبة: مُسَوَّاة. فرهد: أَبُو عُبيد، عَن الأمويّ: الفُرْهُدُ: الحادِرُ الغَليظ. وَقَالَ اللحياني: وَيُقَال: فُلْهُد. وفُرْهُود: حيٌّ من اليَمن، وَيُقَال لَهُم فَراهِيد، وَكَانَ الْخَلِيل بن أحمدَ ح مِنْهُم. هلدم: وَقَالَ اللَّيْث: الهِلْدِم: اللِّبْد الجافي الغليظ. وَقَالَ رؤبة: عَلَيْهِ من لِبدِ الزمانِ هِلْدِمُهْ دلهم: وادْلَهمَّ الليلُ والظلام، إِذا كَثُف، وفَلاةٌ مُدْلهِمَّة: لَا أَعْلاَمَ فِيهَا. هندب: وَقَالَ اللَّيْث: هِنْدَب وهِنْدَباء وهِنْدَباءة وَاحِدَة، وَهِي من أَحْرَار البُقول. وَقَالَ ابْن بزرج: يُقَال: هَذِه هِنْدَباء وباقِلاءُ، فأَنَّثُوا ومَدُّوا، وَهَذِه كَشُوثاءُ مؤنَّثة. هدبد: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الهُدَبِدُ: الشَّبْكرة وَهُوَ العَشاء يكون فِي العَين، يُقَال: بِعيْنه هُدَبِدٌ. والهُدَبِد: الصَّمْغ الَّذِي يسيل من الشّجر أَسوَدَ، ولبنٌ هُدَبِدٌ وفُدَفِدٌ، وَهُوَ: الحامض الخاثِر. رهدن رهدل: الأصمعيّ وغيرُه: الرَّهادِن والرَّهادِلُ، وَاحِدهَا رَهْدَنَة ورَهْدَلَة، وَهُوَ طائرٌ شَبيه بالقُبَّرة إِلَّا أَنه لَيْسَ لَهُ قُنْزُعة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الرَهْدَن: الرجلُ الجَبان شُبِّه بِهَذَا الطَّائِر. والأزْدُ تُرَهِدْن فِي مِشْيتها كَأَنَّهَا تَستدير. دهثم: اللَّيْث: مَكَان دَهْثَم: دَمِثٌ سَهْل. هدمل: أَبُو عبيد: الهِدْمِل: ثوب خَلَق، وَأنْشد: عَجوزٌ عَلَيْهَا هِدْمِلٌ ذاتُ خَيْعَلِ قَالَ: والهِدَمْلة الرملة الْكَثِيرَة الشَجَر، وَأنْشد غَيره: حيِّ الهِدَمْلَةَ من ذاتِ الموَاعِيسِ بهدل: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: بَهْدَل الرجلُ إِذا عَظُمتْ ثَنْدُوَتُه، وَيُقَال للْمَرْأَة: إِنَّهَا لذات بَهادِلَ وبآدِل، وَهِي لَحماتٌ بَين العُنق إِلَى التَّرْقُوَة. والبَهْدَلة والبَحْدَلة: الخِفَّة فِي المَشي والإسراع فِيهِ، يُقَال: بَهْدَل وبَحْدَل، إِذا أسرَعَ. وَبَنُو بَهْدَل: حيٌّ من بني سعد. دهدن: أَبُو عُبَيْد عَن أبي زيد: الدُّهْدُنّ الْبَاطِل، وَأنْشد: لأجْعَلَنْ لابنةِ عمرٍ وفَنَّا حَتَّى يكون مَهْرُها دُهْدُنّا دهدر: وَقَالَ ابْن السّكيت: هُوَ الدُّهْدُرّ أَيْضا بالراء للباطل.

باب الهاء والتاء

قَالَ: وَمِنْه قولُهم: دُهْدُرَّين ودُهْدُرَّيْه للرجل الكذوب. وَقَالَ أَبُو زيد: الْعَرَب تَقول: دُهْدُرّان لَا يُغنِيان عَنْك شَيْئا. دلهث: وَقَالَ اللَّيْث: الدِّلهاث: هُوَ السَّرِيع المتقدِّم. قلت: كَأَن أصلَه من الاندلاث، وَهُوَ التقدُّم فزيدت الْهَاء. وَقيل: الدِّلْهاث: الجريء المِقدام وَيُقَال للأسد: دِلْهاث. دهبل: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: دَهْبَلَ، إِذا كَبَّر اللُّقَمَ ليُسَابِق فِي الْأكل. دهدم: وَيُقَال: دَهْدَمْتُ البناءَ، إِذا كسَرتَه. وَقَالَ العجاج: والنُّؤَى بعدَ عهدِه المُدَهْدَمِ وتدَهْدَمَ الحائطُ وتَجَرْجَمَ، إِذا سَقط دهدأ: أَبُو عبيد، عَن أبي زيد: مَا أَدْرِي أيُّ الدَّهْدأ هُوَ؟ ، مهموزٌ كَقَوْلِك: مَا أَدْرِي أيُّ الطَّمْشِ هُوَ. بهدر: شمر، عَن أبي عدنان قَالَ: البُهْدُرِيّ والبُحْدُرِي: المُقَرْقَم الَّذِي لَا يَشبُّ. أَبُو عبيد: الفُرْهُد: الحادِرُ الغليظ من الغِلْمان. (بَاب الْهَاء وَالتَّاء) (هـ ت) هتمل: أَبُو عبيد: الهَتْمَلَة: الْكَلَام الخَفِيُّ، وَأنْشد قولَ الكُمَيت: وَلَا أشهد الهُجْرَ والقائليه إِذا هُمْ بَهينمةٍ هَتْملُوا وَقَالَ أَبُو زيد: المتْمَهِّلُّ: المعتدِل وَقد اتْمَهَلّ سَنام الْبَعِير واتمألّ، إِذا انتصب واستقام، فَهُوَ مُتْمَهِلّ ومُتَمَئِّل. ورَوى الرّياشيُّ عَن الأصمعيّ أَنه قَالَ: عَن يَسارِ ضَرِّية وَهِي قريةٌ رَكايا يُقَال لَهَا: هَرامِيت وحولها جِفار، وَأنْشد: بقايا جِفارٍ من هراميتَ نُزَّحِ وَقَالَ النَّضر فِي هراميتَ: هِيَ ركايا خَاصَّة. بهتر: أَبُو عبيد، عَن الأصمعيّ قَالَ: البُهْتُر والبُحْتُر: الْقصير، وَامْرَأَة بُهْتُرة. قلتُ: وجمعُها البهاتر والبَحاتِر، وَأنْشد ابْن السّكيت: عَنَيْتُ قَصِيراتِ الْحِجالِ وَلم أُرِدْ قِصَارَ الخُطَى شَرُّ النِّساءِ البهاتِرُ أهملت الْهَاء مَعَ الظَّاء. (بَاب الهَاء والذال) (هـ ذ) لهذم: اللَّيْث: اللَّهْذَم: كلُّ شَيْء حادَ من سِنانٍ وسَيف قَاطع. ولَهذَمَتُه: فِعْلُه. هذرم: والهَذْرَمة: كثرةُ الْكَلَام. ورجلٌ هُذارِم وهُذارِمَةٌ، وَقد هَذْرَمَ فِي كَلَامه، والهَذْرَمة: قِراءةٌ فِي سرعَة، وَأنْشد أَبُو عبيد: وَكَانَ فِي الْمجْلس جَمَّ الهذْرَمَهْ أَرَادَ أَنه كَانَ كثيرَ الْكَلَام. والتَّلَهْذُمُ: الْأكل، قَالَ سُبَيع: لَوْلَا الإلاهُ وَلَوْلَا حَزْمُ طالبها تَلَهذَمُوها كَمَا نالوا من العِيرِ هذلم: والهَذْلمَةُ: مشيٌ فِي سرعَة، وَأنْشد فِيهِ:

باب الهاء والثاء

قد هذْلَم السارقُ بعد العَتَمَهْ نَحْو بيوتِ الحيِّ أيّ هذْلَمهْ هربذ: أَبُو عبيد: الهِرْبِذَى: مِشية تُشبِه مِشية الهَرابذَة وهمْ حكام المَجُوس. (بَاب الهَاء والثاء) (هـ ث) هرثم: هَرْثَمةُ: من أَسمَاء الْأسد. والهَرثمةُ: العرْثمةُ، وَهِي الدائرة، الَّتِي وَسَط الشَّفة الْعليا. وهَرْثَمةُ: من أَسمَاء الرِّجَال. هنبث: وَقَالَ ابْن الأعرابيّ فِي قَول رؤبة: وكنتُ لمّا تُلْهِني الهَنابِثُ يُقَال: وقعتْ بَين النَاس هَنابِثُ، وَهِي أمورٌ وهَناتِ، قلتُ: واحدتُها هَنْبَثَة، وَأنْشد غيرُه قَول الشَّاعِر: قد كَانَ بَعْدَكَ أنباءٌ وهَنْبَثَةٌ لَو كنتَ شاهدَ هالم تَكثُر الخُطَبُ (بَاب الْهَاء وَالرَّاء هـ ر) هرمل: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: هَرْمَلَ شَعْرَه، إِذا زَلَقَهُ. وَقَالَ أَبُو عبيد: شَعرُه هَرَامِيل إِذا سقَط، وَأنْشد غَيره: قد هَرْمَلَ الصيفُ من أَعْناقِها الوَبرَا وَقَالَ اللَّيْث: الهُرْمُولةُ: الرُّعْبُولة تَنْشَقُّ مِن ذَناذِن القَمِيص، وَأنْشد: كأَنَّ رِيشَ ذُناباها هَرَامِيلُ برهم: وَقَالَ الأصمعيّ: بَرْهم وبَرْشمَ، إِذا أدامَ النّظر، وَأنْشد: ونظراً هَوْنَ الهُوَينى بَرْهَما وَقَالَ اللَّيْث: بَرْهَمةُ الشّجر: بُرْعُمَتُه، وَهُوَ مُجْتَمع نوْرِه. والبهْرَمانُ: ضَربٌ من العُصفُر. بهرامج: وَقَالَ أَبُو عبيد، عَن الأصمعيّ: الرَّنْفُ: بَهرامَج البرّ، قَالَ: وَلَا أَدْرِي مَا بَهْرَامَجُ البرّ؟ هنبر: وَقَالَ اللَّيْث: الهِنبِرَة: الأتان. أَبُو عبيد، عَن أَبي عَمْرو: الهِنْبِر: الجحش. وَمِنْه قيل للأَتان: أُمُّ الهِنْبِر. وَقَالَ اللَّيْث: أُمُّ الهِنْبِر وَأَبُو الهِنبِر: هما: الضَّبُعُ، والضِّبْعَانُ. وَقَالَ الأصمعيّ: الهِنْبِر الضَّبُع، وَأنْشد: مُلْفَيْنَ لَا يَرمُون اًّمَّ الهِنْبِرِ وَقَالَ غَيره: أمّ الهِنْبِر: هِيَ الحِمارة الأهليَّة. وَفِي حَدِيث كَعْب أَنَّه ذكَر الجنّة فَقَالَ: فِيهَا هَنابِيرُ مِسكٍ يَبعثُ الله عَلَيْهَا ريحًا تُسمَّى المُثِيرَة، فتُثِير ذَلِك المِسكَ على وُجُوههم. قيل: الهنابيرُ والنَّهابيرُ: رمالٌ مُشرِفةٌ واحدتُها هُنْبورَة ونُهبورة. نهبر: وَقَالَ: النهابير: الرِّمال، واحدُها نُهبور، وقوماً أَشرف مِنْهُ. تيهر: قَالَ: والتَّيْهُورُ: مَا اطمأنّ مِنْهُ. ورويّ عَن ابْن مَسْعُود أَنه قَالَ: من جَمعَ مَالا من مَهَاوِشَ أَذْهَبه الله فِي نهابر. قَالَ أَبُو عبيد: النهابر: المهالك هَهُنَا. وَرُوِيَ عَن عَمْرو بن الْعَاصِ أَنه قَالَ لعُثْمَان: إنّك قد ركبتَ بِهَذِهِ الأمّة نهابِيرَ من الْأُمُور، فتُبْ مِنْهَا، يَعْنِي بالنهابير

باب الهاء واللام

أموراً شِداداً صعبةً، شَبهها بنَهابير الرَّمل، لِأَن الْمَشْي يَصعُب على مَن رَكِبَها. وَقَالَ نَافِع بن لَقِيط، أَنشده ابْن الْأَعرَابِي لَهُ: ولأَحْمِلنْكَ على نَهابر إنْ تَثِبْ فِيهَا وإنْ كنتَ المُنَهِّتَ تعْطَبِ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الهنَّبْر: الأدِيم، والهِنْبِرُ: ولدَ الأَتان، وَأنْشد ابْن الأعرابيّ: يَا فَتًى مَا قتلْتُمُ غير رُعْبُو بٍ وَلَا من قُوارَة الهِنَّبْرِ قَالَ: الهِنَّبْر: الْأَدِيم هَاهُنَا. وَقيل فِي قَوْله: فِيهَا هَنابيرُ مِسْك، يُرِيد أَنابير مِسْك، وَهِي كُثْبان مُشرفة، أُخِذ من انتِبار الشَّيْء، وَهُوَ ارتفاعُه. والإنْبارُ من الطَّعَام مأخوذُ مِنْهُ قُلِبت الهمزةُ هَاء. (بَاب الْهَاء وَاللَّام) هـ ل) نهمل: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: نهْمَلَ، إِذا أَسَنَّ. نهبل: وَقَالَ اللَّيْث: شيخٌ نَهْبَل، وعَجوزٌ نهْبَلة. وَقَالَ أَبُو زَبيد الطائيّ: مأوَى الْيَتِيم ومأوى كلِّ نهْبَلةٍ تأوِي إِلَى نهْبَلٍ كالنَّسرِ عُلفوفِ هنبل: قَالَ: وهَنْبل فلانٌ، وجاه مُهَتْبِلاً، إِذا مَشَى مِشْيَة الضَّبُع وَأنْشد قَوْله: مثل الضِّباع إِذا راحتْ مُهَنْبِلةً أدْنى مآوِيها الغِيرانُ واللُّجُفُ فَلهم: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: قَالَ الفَلْهَم فرَجُ الْمَرْأَة. ملهم: قَالَ: ومَلْهَم: قَرْيَةٌ بِالْيَمَامَةِ. قَالَ: والمِلْهَمُ: الكثيرُ الْأكل. مرهم: وَقَالَ اللَّيْث: مَرْهَم هُوَ أَلينُ مَا يكونُ من الدّواء الَّذِي يُضمَّد بِهِ الجرْحُ. يُقَال: مرهَمْتُ الجُرحَ. سرهف وشرهف: أَبُو تُرَاب: سَرْهَفَ غِذاءَه، وشَرهفَه، إِذا أحسَن غِذاءَه. بهكل بهكن: وَقَالَ: المؤرّج: امْرَأَة بَهْكَلة وبهْكَنة: للغَضَّة، وَهِي ذاتُ شَبَابَ بهَكَل وبَهْكَن وَأنْشد: وكَفَلٍ مِثلِ الكَثيبِ الأهْيَلِ رُعْبُوبةٍ ذَات شَباب بهْكَلِ هلبت: أَبُو عبيد عَن الْفراء قَالَ: الهِلْبَوْتُ: الأحمق. بلهن رفهن: والبُلَهْنِيَة والرُّفَهْنِيَة والرُّفَغْنِيةُ: سَعَةُ العَيْش والخِصْب

بَاب خماسي الهَاء قلهزم القلهبسة: قَالَ ابْن المظفّر: القَلَهْزَمُ: الرجل المرتَبِعُ الجَسِيمُ الَّذِي لَيْسَ بِفرْجِ الرَّأْي وَلَا طريرٍ فِي المنطِق، لَيْسَ من عِظَم رَأسه، وَلَا مِن صِغَره. وَيُقَال: هُوَ الضّخم الرَّأْس واللِّهْزِمَتَين. وَقَالَ ابْن السّكيت: القَلَهْزَم: القَصير. قَالَ: والقَلَهْبَسَةُ: من حُمُر الْوَحْش: المسِنَّةُ. قهبلس: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: القَهْبَلِس: القَمْلَة الصَّغِيرَة. همرجل: اللَّيْث: الهَمَرْجَلُ: الْجواد السَّرِيع، وجملٌ هَمَرْجَل: سريع، وَأنْشد: يَسُفْنَ عِطْفَى سَنِمٍ هَمَرْجَلِ ونَجاءٌ هَمَرْجَل. وَقَالَ ذُو الرمة: إِذا جَدَّ فيهنّ النَّجاءُ الهَمَرْجَلُ أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الهَمَرْجَلة: النَّاقة السريعة. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الهَمَرْجَل: الجملُ الضَّخم. وَمثله الشَّمردَل، وَتجمع الهَمَرْجَلة هَمَرْجَلاَت. دلهمس: والدَّلَهْمَسُ: من أَسمَاء الْأسد، وَمِنْه قَول الرّاجز: أَوْ أَسَدٌ فِي غِيله دَلَهْمَسُ برهمن: والبِرَهْمَنُ بالسُّمَنيَّة: عالمهُم وعابدهم. كنهبل: وَقَالَ أَبُو عبيد: الكَنهبَلُ: شجرٌ، واحدتها كَنَهْبَلة. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: هِيَ شجرٌ عِظَام مَعْرُوفَة. سمهدر: سَلمَة عَن الْفراء: غلامٌ سَمَهْدَر، يَمدَحُه بِكَثْرَة لحمِه. وَقَالَ الْأَخْفَش: بلدٌ سَمَهْدَرٌ: بعيدُ الْأَطْرَاف، وَأنْشد: ودُونَ ليلَى بلدٌ سَمَهْدَرُ هبركل: وَقَالَ ابْن الْفرج غلامٌ هَبَرْكل: قويّ. قَالَ: وأَنشدتْنا أمّ البُهلُول: يَا رُبّ بيضاءَ بِوَعْثِ الأَرْمُلِ قد شُغِفَتْ بِناشيءٍ هَبَركلِ قهبلس: أَبُو عَمْرو: القَهْبَلِسُ تُوصَف بِهِ الكَمَرَةُ، وأَنشد: كَمرَةٍ قَهْباء قَهبَى قَهْبَلِسْ يَجْمِلُهَا راعِي خَلِيَّاتٍ شُمُس وَقَالَ أَبُو تُرَاب: القَهْبَلِسُ: الْأَبْيَض الَّذِي تعلُوه كُدْرَة. وَقَالَ الأصمعيّ: وَإِذا صَغُرَ خَلْقُه وجَعُد قيل لَهُ: قَلَهْزَمٌ.

كنهبل: النَّضر عَن الجَعديّ: الكَنَهْبُلُ من الشَّعِير: أضخمُه سُنْبلةً، قَالَ: وَهِي شعيرةٌ يَمانيَّة حمراءُ السُّنبُلة صغيرةُ الحبّ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: ليلٌ دَلَهْمَسٌ: شديدُ الظُّلمة، وظلمة دَلَهمسة: هائلة الظُّلمة، قَالَ الْكُمَيْت: إليكَ فِي الحِنْدِسِ الدَّلَهْمَسَةِ الطْ طامِسِ مثل الكواكبِ الثُّقُبِ أَبُو عبيد: الدَّلَهْمَسُ: الْأسد لجرأته وقوّته، ورجلٌ دَلَهْمَسُ اللّيل: جريء اللَّيْل إِذا سَرَى فِيهِ. وَقَالَ النَّضر: الدَّلَهْمَس الَّذِي لَا يهولُه شيءٌ لَيْلًا وَلَا نَهَارا. هندويل: أَبُو عَمْرو: الهَنْدَوِيلُ: الضعيفُ الَّذِي فِيهِ استرخاء، ونُوكٌ. دهدموز: والدَّهْدَمُوز: الشَّديد الْأكل، وَأنْشد: لَا تُكْرِيَنَّ بعدَها عجوزاً واسعةَ الشِّدْقَين دَهدَمُوزا تَلقَمُ لَقْماً كالْقَطَا مَكنوزَا هيجبوس: قَالَ: والهَيْجَبُوس: الرجل الأهوَج الجافي، وَأنْشد: أحقٌّ مَا يُبَلِّغُني ابنُ تُرْنَى من الأقوامِ أهوجُ هَيْجَبوسُ جيهبوق: وَأَخْبرنِي الإياديُّ عَن أبي الْهَيْثَم أنّه قَالَ: الْجَيْهَبُوق: خُرْءُ الفار. تلهلأ: قَالَ: وتَلَهلأتُ، أَي نَكَصْتُ. هيدكور: وَقَالَ أَبُو عَمرو: الهَيْدكُور: الخاثر من الألبان، وَأنْشد: قلنَا لَهُ اسقِ ضَيْفَك النَّمِيرا ولبناً يَا عَمرو هَيْدَ كُورا وَقَالَ ابْن شُمَيْل؛ الهَيْدكُو: الشّابّة من النِّسَاء، الضَّخمةُ، الحَسَنة الدَّلّ فِي الثِّيَاب، وَأنْشد: بَهْكَنَةٌ هَيفاءُ هَيْدكُورُ هزبلية: ابْن السّكيت: مَا فِيهِ هَزْبَلِيلَةٌ، إِذا لم يكن فِيهِ شيءٌ. آخر كتابِ الْهَاء والمِنّةُ لله على نعَمِه.

خ غ

كتاب حرف الْخَاء من تَهْذِيب اللُّغَة أَبْوَاب المضاعف (خَ غ) أهملت الْخَاء مَعَ الْغَيْن. (بَاب الْخَاء وَالْقَاف) (خَ ق) اسْتعْمل من وجوهه: خقّ، وخقخق. خق خقخق: قَالَ ابْن المظفَّر: الخقِيق: زُعاقُ قُنْب الدّابّة، فإِذا ضُوعِف مخفَّفاً قيل: خَقْخَقَ. قَالَ: وَمن الأحراح مُخِقّ، وإخْقاقُه صوتُه عِنْد النَّخْج، وَتقول: خَقّتْ الأتانَ تَخِقّ خقيقاً، وَكَذَلِكَ كلُّ أَتان ودابّة أُنْثَى، وَهُوَ صوتُ حيائها من الهُزال والاسترخاء عِنْد المجامَعة، وَنَحْو ذَلِك، وأتان خَقُوقٌ: وَاسِعَة الدُّبر. وَيُقَال فِي السِّباب: يَا بنَ الخَقُوق. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الخَقوق من الأُتنِ: الَّتِي يُصوّتُ حَياؤها، وَقد خَقّت تخِقّ، وَيكون ذَلِك من الهُزال. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي كتاب (الخَيل) : الخِقاق: صوتٌ يكون فِي ظَبْية الأُنثى من الْخَيل من رَخاوةِ خِلْقتها وارتفاع مُلتَقاها، فإِذا تحرّكت لعَنَقٍ أَو غَيره احْتَشَت رحِمُها الريحُ، فَصَوتَتْ فَذَلِك الخِقاق. قَالَ: وَيُقَال للْفرس من ذَلِك: الخاقُّ. أَبُو عبيد عَن أبي: زيد: قَالَ: إِذا اتّسعت البَكْرة أَو اتّسع خرْقُها عَنْهَا. قيل: أَخَقَّت إخْقاقاً فانخَسُوها نَخْساً، وَهُوَ أَن يَسُدَّ مَا اتَّسع مِنْهَا بخَشَبة، أَو بحَجَر، أَو غَيره. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنَّ رجلا كَانَ وَاقِفًا مَعَه وَهُوَ مَعَه وَهُوَ مْحرِم، فَوقَصتْ بِهِ ناقتُه فِي أخاقِيق جِرْذان، فَمَاتَ. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيّ: إِنَّمَا هِيَ لخَاقِيقُ جِرذانٍ، وَاحِدهَا لُخْقُوق، وَهِي شُقوقٌ فِي الأَرْض. قلت: وَقَالَ غَيره: الأَخاقيق صَحِيحَة، كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث، وَاحِدهَا أُخْقوق مثل أُخدُود، وأَخَاديد. والخَقّ والخدّ: الشَّقُّ فِي الأَرْض. يُقَال: خَدَّ السيلُ فِيهَا خدّاً وأَخَقَّ فِيهَا خَقّاً. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: خَقَّ السَيلُ فِي الأَرْض خَقّا، إِذا حَفَر فِيهَا حَفْراً عميقاً.

باب الخاء والجيم

وَقَالَ غَيره: كتب عبدُ الْملك بن مَرْوَان إِلَى وَكيل لَهُ على ضَيْعَة لَهُ: أما بعد فَلَا تَدَعْ خَقّاً فِي الأَرْض وَلَا لَقّاً إِلَّا سَوَّيْتَه. وَأنْشد شمر للعين المِنْقَرِيّ: وقاسِحٍ كعَمُودِ الأَثْلِ يَحْفِزُه وِرْكا حِصانٍ وصُلْبٌ غيْرٌ مَعْروقِ مِثل الهِراوة مِئْتَامٍ إِذا وَقَبَتْ فِي مَهبِل صادَفتْ داءَ اللخاقيقِ وَقَالَ اللَّيْث: الأُخْقُوق: نُقَرٌ فِي الأَرْض وَهِي كُسورٌ فِيهَا وَفِي مُنفَرِج الْجبَال، وَفِي الأَرْض المتفقِّرة. قَالَ: والأُخْقوق: قَدْرُ مَا يختفِي فِيهِ الرجل والدابّة. قَالَ: وَمن قَالَ: اللُّخقُوق فَإِنَّمَا هُوَ غَلَط من قِبل الْهمزَة مَعَ لامِ الْمعرفَة. قلت: هِيَ لغةٌ لبَعض الْعَرَب يتَكَلَّم بهَا أهل الْمَدِينَة، وبهذه اللُّغَة قَرَأَ نَافِع، يَقُولُونَ: قَالَ أَلَحْمَرُ، يُرِيدُونَ: قَالَ الأحْمَر، وَمِنْهُم من يَقُول: قَالَ لَحْمَرُ، قَالَ ذَلِك سِيبَوَيْهٍ والخليل، حَكَاهُ الزّجاج. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الخَقَقَةُ: الرَّكَوات المُتَلاحِمات، والخَقَقَةُ أَيْضا: الشُّقوق الضيقة. وَفِي (النَّوَادِر) يُقَال: استخَقَّ الفَرسُ وأخَقَّ وامتَخض: إِذا استرخى سُرْمُه، يُقَال ذَلِك فِي الذّكر. خَ ك خَكَّ، كخّ: مهملان. (بَاب الخَاء وَالْجِيم) (خَ ج) خجّ، جخَّ: مستعملان. خج: قَالَ اللَّيْث: الرّيح الخَجُوج: الَّتِي تَخُجُّ فِي هُبوبِها، أَي تَلتوِي وَلَو ضوعف قيل: خَجْخَجَتِ الرِّيحُ كَانَ صَوَابا، واختَجّ الجملُ والناشط فِي سَيْرِه وعَدْوِه، إِذا لم يَستقِم. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: الخَجُوج من الرِّيَاح: الشَّدِيدَة المَرّ. وَقَالَ اللَّيْث: الخَجْخَجَة سُرعة الإناخة وحُلولِ الْقَوْم. والخَجْخَجَة: الانقباض فِي مَوضِع يَخنَى فِيهِ. وَيُقَال أَيْضا بِالْحَاء، ورجلٌ خَجّاجَة: أَحمَق لَا يَعقِل. والخَجْخاجُ من الرِّجَال: الَّذِي يَهمِر الْكَلَام لَيْسَ لكَلَامه جِهة. قلت: لم أسمع رجلٌ خَجّاجَة فِي نَعْت الأحْمَق إِلَّا مَا قرأتُه فِي كتاب اللَّيْث. والمسموعُ من الْعَرَب رجلٌ جَخّاية، قَالَه ابْن الْأَعرَابِي وَغَيره. شمر: ريح خَجُوجٌ وخَجَوْجاةٌ: تَخُحّ فِي كل شَقَ، أَي تَشْتَقّ. قَالَ: وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: ريح خَجَوْجاةٌ: طويلةٌ دائمة الهبوب.

وَقَالَ أَبُو نصر: هِيَ الْبَعِيدَة المَسلَك الدائمة الهبوب. وَقَالَ ابْن أَحْمَر يصف الرّيح: هَوْجاءُ رَعْبَلة الرَّواح خَجَوَ جاة الغُدُوِّ رَواحُها شَهْرُ قَالَ: وَالْأَصْل خَجُوج، وَقد خَجَّت تَخُجُّ، وَأنْشد أَبُو عَمْرو: وخَجّت النَّيْرَجُ من خَرِيقها وَقَالَ النَّضر: الخَجخاج من الرّجال الَّذِي يُرِي أَنه جادٌّ فِي أمْره وَلَيْسَ كَمَا يُرِي. أَبُو عبيد، عَن الفرّاء: خَجْخَج الرجلُ وجَخْجَخ، إِذا لم يُبدِ مَا فِي نَفسه. قلتُ: وَهَذَا يَقرُب من قَول النَّضر، وَهُوَ أصحُّ ممّا قَالَه اللَّيْث فِي الخَجْخاج. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الخَجْوَجَى من الرّجال: الطَّوِيل الرِّجْلين. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الخَجُّ: الجِماع الخَجُّ: الدَّفع. وَفِي (النَّوَادِر) : الناسُ يَهُجُّون هَذَا الْوَادي هَجّاً ويَخجُّونه خَجّاً، أَي ينحدرون فِيهِ ويطؤنه كثيرا. جخ: فِي حَدِيث الْبَراء بن عَازِب أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا صلى جَخَّ. قَالَ شمر: يُقَال: جَخَّى الرجلُ فِي صلَاته، إِذا رفَع بَطْنه. قَالَ: وجَخَّى تجْخِيَةً إِذا جَلَس مُسْتَوْفِزاً فِي الْغَائِط. قَالَ: وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: يَنْبَغِي لَهُ أَن يُجخِّي ويُخَوِّي، والتَّخجية: إِذا أَرَادَ الركوعَ رفعَ ظَهره. وَقَالَ أَبُو السَّمَيْدَع: المجخِّي: الأقْحَج الرِّجلين. قَالَ: وجَخّت النجومُ تخْجِيَةً وخَوّتْ تخْوِيةً: إِذا مَالَتْ للمغَيب. عَمْرو، عَن أَبِيه: خَجَّ جارِيتَه إِذا مَسحها وجَخَّ إِذا تَفتَّح فِي سُجوده وَغَيره. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس فِي تَفْسِير حَدِيث البَراء معنى جَخَّ، أَي فَتَح عَضُدَيه فِي السُّجُود، وَكَذَلِكَ جَخَّى واجْلخَّ، كلُّه إِذا فَتَح عضُديه فِي السُّجُود. وَقَالَ الفرّاء: جَخَّ: تحَوَّلَ من مَكَانَهُ إِلَى مَكَان، وَالْقَوْل مَا قَالَ أَبُو عَمْرو. وَفِي حَدِيث آخر: إِن أردتَ العِزّ فَجخجخْ فِي جُشَم. قَالَ اللَّيْث: الجَخْجَخَة: الصياح والنداء وَمعنى الحَدِيث صِحْ ونادِ فيهم وتحوَّلْ إِلَيْهِم، وَأنْشد أَبُو الْهَيْثَم للأغْلَب: إنْ سَرَّك العِزُّ فجَخْجخْ فِي جُشَمْ قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: جَخْجِخ بهَا: ادعُ بهَا تُفاخِرْ مَعَك. قَالَ: وَيُقَال: بل جَخْجِخْ، بهَا أَي ادخُلْ بهَا فِي معظمها وسوادِها الَّذِي كَأَنَّهُ ليل، وَقد تجخْجخ: أَي تراكبَ، واشتدت ظُلمتُه. قَالَ: وأنشدنا أَبُو عبد الله: لمَن خَيالٌ زارنا من مَيْدَخَا طافَ بِنَا والليلُ قد تجخجَخَا

باب الخاء والشين

قَالَ أَبُو الْفضل: وسمعتُ أَبَا الْهَيْثَم يَقُول: جَخجَخَ أَصله جَخْ جَخْ، كَمَا تَقول: بَخْ بَخْ كلمة يُتكلَّم بهَا عِنْد تفضيلك الشَّيْء، وَكَذَلِكَ بَدَخْ، مثل بَخْ وجَخْ، وَأنْشد: نَحن بَنو صَعْبٍ وصعبٌ لأسَدْ فَبِدَخٌ هَل تُنكِرَنْ ذَاك مَعَدّ؟ (بَاب الْخَاء والشين) (خَ ش) خشّ، شخّ: (مستعملان) . خش: قَالَ اللَّيْث: الخَشُّ جَعلُك الْخِشاشَ فِي أنفِ الْبَعِير، وجمعُه أَخِشّة. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الخِشاش: مَا كَانَ فِي العَظم إِذا كَانَ عُوداً، والعِران: مَا كَانَ فِي اللَّحْم فوقَ الْأنف. وَقد خَشَشتُ البعيرَ فَهُوَ مخشوش. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ أَيْضا: خَشَشْتُ فِي الشَّيْء دخلتُ فِيهِ. قَالَ زُهَيْر: فَخَشَّ بهَا خِلالَ الفَدْفدِ أَي دخل بهَا. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ الخِشاش: الحيَّة بِالْكَسْرِ. والخِشاش: الرجل الْخَفِيف بِالْكَسْرِ. قَالَ: والخَشاش: شِرارُ الطير، هَذَا وحدَه بِالْفَتْح. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الرجل الخفيفُ خَشاش أَيْضا. رَوَاهُ شمر عَنهُ. قَالَ: وَإِنَّمَا سمي بِهِ خَشاشُ الرَّأْس من العِظام، وَهُوَ مَا رَقَّ مِنْهُ، وكلُّ شَيْء رَقَّ ولَطُف فَهُوَ خَشاش. وَقَالَ اللَّيْث: رجل خَشاش الرَّأْس، فَإِذا لم تَذكُر الرأسَ فَقل: رجل خِشاش بِالْكَسْرِ. وَفِي الحَدِيث: أَن امْرَأَة ربطتْ هِرَّة فَلم تُطعِمْها وَلم تَدَعْها تَأْكُل من خَشاش الأَرْض. قَالَ أَبُو عُبيد: يَعْنِي مِن هَوامّ الأَرْض ودَوابِّها وَمَا أشبههَا. وَفِي حَدِيث عمر: أنّ قبيصَة بن جَابر قَالَ لَهُ: إِنِّي رمَيتُ ظَبْيًا وَأَنا مُحرِم فأصبتُ خُشَشَاءَه، فأَسِنَ فَمَاتَ. قَالَ أَبُو عبيد: الخُشَشاء: هُوَ العَظم الناشزُ خَلفَ الْأذن، وَفِيه لُغَتَانِ: خُشَّاء، وخُشَشاء. وَقَالَ اللَّيْث: الخُششاوان: عَظْمان ناتئان خَلْفَ الْأُذُنَيْنِ. وَقَالَ العجاج: فِي خُششَاوَى حُرَّةِ النَّحْرِيرِ قَالَ: والخَشْخشة: صوتُ السِّلاح. قَالَ: وَفِي لُغَة ضعيفةٍ: شَخْشخة. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال لصوت الثَّوْب الْجَدِيد إِذا حُرّك: الخَشْخشة، والنَّشْنَشَة. قَالَ: والخَشُّ: الشَّيْء الأخشن، والخَشُّ: الشَّيْء الأسوَد.

أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الخَشْخاش: الْجَمَاعَة الْكَثِيرَة من النَّاس، وَأنْشد: فِي حَوْمة الفَيلق الجأْواء إِذْ نزلَتْ قَسْرٌ وهَيْضلُها الخَشخاش إِذْ نزلُوا قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: رجل مِخَشٌّ، ومِخْشف، وهما الجريئان على هَوْل اللَّيْل. وَقَالَ غَيره: الخَشُّ: الْقَلِيل من الْمَطَر، وَأنْشد: يُسائلني بالمُنْحَنى عَن بلادِه فَقلت: أصابَ الناسَ خَشُّ من القَطْر وانخَشَّ الرجلُ فِي الْقَوْم انخِشاشاً: إِذا دَخل فيهم. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الخَشَّاء أرضٌ فِيهَا رَمْل، يُقَال: أَنْبَطَ فِي خَشَّاء. وَقَالَ: الخَشُّ: أرضٌ غليظةٌ فِيهَا طين وحَصْباءُ. شمر عَن الفَقْعسيّ: الخَشاش: حيَّةُ الجبَل لَا تُطْنِي، قَالَ: والأفْعى: حيّة السَّهل، وَأنْشد: قد سالَم الأفعَى مَعَ الخَشاشِ وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الخَشاش: حيّة صَغِيرَة سمراء أصغرُ من الأرْقم. قَالَ: والخَشاش: من دوابِّ الأَرْض وَالطير: مَالا دُماغَ لَهُ. قَالَ: والحيّة لَا دُماغ لَهُ، والنعامة لَا دُماغَ لَهَا، والكَرْوانُ لَا دُماغَ لَهُ. وَقَالَ: كروانٌ خَشاش، وحُبارَى خَشَاش سَوَاء. وَقَالَ أَبُو أسلم: الخَشَاش من دوابِّ الأَرْض: الصَّغِير الرَّأْس اللَّطِيف. قَالَ: والحِدَأ ومُلاعِبُ ظلِّه. خِشَاش. قَالَ ابْن الأعرابيّ: الخَشاشُ: الْخَفِيف الرُّوح الذكيُّ، وَأنْشد: أَنا الرجلُ الضَّرْب الَّذِي تعرِفونه خَشاشاً كرأس الحيَّة المتوقِّدِ وَقَالَ أَبُو خَيرة: الخَشاش: حيَّةٌ بَيْضَاء قلّما تُؤذِي. وَهِي بَين الحُقَّاثِ والأرْقم والجميع الخِشّان. عَمْرو عَن أَبِيه: يُقَال للرجالة: الخَشُّ والجَشُّ والصَّفُّ والبَثُّ. قَالَ: وَوَاحِد الخَشّ: خاشٌّ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: الخَشاش: الغَضَبُ، يُقَال: قد حرّك خشاشَه، إِذا أَغضَبه. والخُشاش: الشجاع، بِضَم الْخَاء. قَالَ: والخُشَيش: الغزال الصَّغِير، والخُشَيش: تصغيرُ خُشّ، وَهُوَ التَّلُّ، والخَشاش الجُوالِق، وَأنْشد: بَين خَشاش بازلٍ جِوَرِّ شخ: قَالَ اللَّيْث: يُقَال للصبيّ: شَخَّ الصبيُّ ببَوْله: إِذا أسمَعك صوتَه، وَذَلِكَ إِذا امتدَّ كالقضيب. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: الشَّخُّ: البَوْل، وَأنْشد:

باب الخاء والضاد

وَكَانَ أَكْلاً دَائِما وشَخَّا أَي يَشُخّ ببَوْله لَا يَقدِر أَن يحْبسهُ. وَقَالَ غَيره: هُوَ الشَّخْشخة أَيْضا. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ الشَّخُّ البوْلُ، والشَّخْشَخَةُ والخَشخشة والخَفخفة: حَرَكَة القِرطاس أَو الثَّوْب الْجَدِيد. (بَاب الْخَاء والضَاد) (خَ ض) خضّ، ضخّ: مستعملان. خض: قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْفراء: الخَضاضُ: الشيءُ الْيَسِير من الحُلِيِّ. قَالَ: وأنشدنا القَنانيّ: وَلَو أَشْرَفَتْ من كُفّة السِّتْر عاطلا لقلتَ غزال مَا عَلَيْهِ خَضاضُ قَالَ: وَيُقَال للرجل الأحمق أَيْضا: خَضاض. وَقَالَ الأمويّ: الْخَضَضُ: الْخَرَز الْأَبْيَض الَّذِي تلبسه الْإِمَاء. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الخَضاض: نِقْسُ الدّواة، والمدادُ الَّذِي يكْتب بِهِ. قَالَ: والخُضاخض من الرّجال الضَّخْم الْحسن. قلت: وَجمعه الخَضاخِض، مثل قُناقن وقَناقن. وَقَالَ اللَّيْث الخَضخاض: ضَرْب من القَطِران، وكلُّ شَيْء يَتَحَرَّك وَلَا يُصوِّت خُثورةً، يُقَال: إِنَّه يتخضخض حَتَّى يُقَال وَجَأَه بالخنجر فخضخض بِهِ بَطنَه. قلت: الخَضخاض الَّذِي يُهنَأ بِهِ الجَربَى: ضربٌ من النِّفْط أسوَدُ رَقيق لَا خُثورة فِيهِ، وَلَيْسَ بالقَطِران، لِأَن القطران عُصارةُ شجرٍ مَعْرُوف، وَفِيه خُثُورة يُداوَى بِهِ دَبَرُ الْبَعِير، وَلَا يُطلى بِهِ الجَرَب. وشجرُه ينْبت فِي جبال الشَّام، يُقَال لَهُ: العَرْعَر. وَأما الخَضخاضُ فَإِنَّهُ دَسِمٌ رقيقُ يَنْبع من عين تحتَ الأَرْض. وَقَالَ اللَّيْث: خضخضتُ الأرضَ، إِذا قلبتَها حَتَّى يصير موضعُها مُثاراً رِخْواً، إِذا وصل إِلَيْهَا الماءُ أَنبتتْ. والخَضِيض: الْمَكَان المنْبُوثُ تَبُلُّه الأمطار. وَقَالَ غَيره: خَضخض الحمارُ الأتانَ، إِذا خالطها، وَأَصله من خَاضَ يَخُوض، إِذا دَخل الجوفَ من سِلاح وَغَيره. وَمِنْه قولُ الهُذَليّ: فخضخضتُ صُفْنِي فِي جَمِّه خِياض المدابر قِدْحاً عَطوفاً أَلا ترَاهُ جَعَل مصدره الخِياض، وَهُوَ فِعال من خَاضَ. وَقَالَ اللحيانيّ: قَالَ الأصمعيّ: جمل خُضَخِضٌ وخُضاخِضٌ وخُضْخُضٌ إِذا كَانَ يتمخض من البُدْنِ والسِّمِن. وَقَالَ الْفراء: نبتٌ خُضَخِضٌ وخُضاخض المَاء: رَيّانُ ناعم. وسُئل ابْن عَبَّاس عَن الخضخضة، فَقَالَ: هُوَ خيرٌ من الزّنا، ونكاحُ الْأمة خيرٌ مِنْهُ،

باب الخاء والصاد

وفسّر الخضخضة بالاستمناء، وَهُوَ استنزالُ المَنِيِّ فِي غيرِ الفَرْج. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الخضاض: المِداد. والخَضاض: مِخْنَقَةُ السِّنَّوْر. ضخ: قَالَ اللَّيْث: المِضَخَّة: قَصَبَة فِي جَوْفها خَشَبة يُرمى بهَا المَاء من الفَم. قلت: الضَّخ، مِثلُ النَّضْخ وَقد ضَخَّه ضخّاً، إِذا نضخَه بِالْمَاءِ. (بَاب الْخَاء وَالصَّاد) (خَ ص) خص، صخ: مستعملان. خص: قَالَ اللَّيْث: الخُصُّ: البَيْت الَّذِي يُسقَف بخشبةٍ على هَيْئَة الأَزَج. قلتُ: وجمعُه خُصوص وأَخْصاص، سُمِّي خُصّاً لما فِيهِ من الخَصاص، وَهُوَ التَّفاريجُ الضيقة. والخَصاصة: الخَلَّة وَالْحَاجة وَذُو الخَصاصة، ذُو الخَلَّة والفقر. قَالَ الله جلّ وعزّ: {أُوتُواْ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ} (الحَشر: 9) وأصلُ ذَلِك من الخَصاص وكلّ خَلَل أَو خَرْق يكون فِي مُنْخل أَو بابٍ أَو سحابٍ أَو بُرقُع فَهُوَ خَصاص، والواحدة خَصاصة، ويُجمع خَصاصات، وَمِنْه قَول الشَّاعِر: مِن خَصاصَاتِ مُنْخُلِ وَقَالَ اللَّيْث: الخَصاص: شِبه كَوَ يكون فِي قُبة أَو نَحْوهَا، إِذا كَانَ وَاسِعًا قَدْرَ الوَجْه. قَالَ: وبعضٌ يَجْعَل الخَصاص للضيِّق والواسع، حَتَّى قَالُوا لخَرُوق المصفاةِ: خصاص وَأنْشد: وإنْ خَصاصُ ليلِهنّ اسْتَدَّا رَكِبْنَ من ظَلْمائِه مَا اشْتَدّا قَالَ: شبّه القَمَرَ بالخَصاص، أَي مَا استَتَر بالغَمام. قَالَ: والخُصوص مَصدَرُ قولِك: هُوَ يَخُصُّ وخَصَّصْتُ الشيءَ، وأَخْصَصْتُه. قَالَ: والخاصّة: الَّذِي اختصصتَه لنَفسك. قلت: وتصغَّر الخاصّة خُوَيْصَّة. وَفِي الحَدِيث: (خُوَيْصَّة أحدكُم) يَعْنِي المَوْت. وَقَالَ ابْن شُمَيْل عَن الطائفيّ قَالَ: الخُصاصة مَا يَبقَى فِي الكَرْم بعد قِطافِهِ العُنَيْقِيد الصَّغير، هَهنا وَآخر ههُنا، وَجَمعهَا خُصاس، وَهُوَ النَّبْذُ الْقَلِيل. قلتُ: وَيُقَال لَهُ مِنْ عُذُوق النَّخل الشَّمْل والشَّماليل، وَيُقَال: تخصَّص فلَان بِالْأَمر واختصّ بِهِ، إِذا انْفَرد بِهِ، وخَصَّ غيرَه واختصّه ببرِّه. وحانوت الخَمّار يسمّى خُصَّاً، مِنْهُ قَول امرىء الْقَيْس: كأنَّ التِّجار أصعدوا بسبيئة من الخُصّ حَتَّى أنزلوها على يُسْرِ وَيُقَال: فلَان مُخِصٌّ بفلانٍ، أَي خَاص بِهِ، وَله بِهِ خُصِّيَّة، والإخصاص فِي غير

باب الخاء والسين

هَذَا: الإزراء وَيُقَال: خاصٌّ بيِّن الخُصوصيّة. صخ: قَالَ اللَّيْث: الصَّاخَّة: صَيحةٌ تَصُخّ الآذانَ فَتُصِمُّها، وَيُقَال: كَأَنَّمَا فِي أُذُنه صاخَّةٌ، أَي طعنة. والغراب يَصِخّ بمنقاره فِي دبر الْبَعِير، أَي يَطعُن، وَنَحْو ذَلِك كَذَلِك. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَلاَِنْعَامِكُمْ فَإِذَا جَآءَتِ الصَّآخَّةُ} (عَبَسَ: 33) قَالَ: هِيَ الصَّيْحَة الَّتِي تكون عَنْهَا القِيَامة تَصُخّ الأسماع، أَي تُصِمُّها فَلَا تسمع إِلَّا مَا تُدعَى بِهِ للإحياء. وَقَالَ غَيره: يُقَال للدَّاهية: صاخّة. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: الصَّخُّ: الضَّرْب بالحديد والعَصَا الصُلْبة على شَيْء مُصْمَت. (بَاب الْخَاء والسّين) (خَ س) خسّ، سخّ: مستعملان. خس: قَالَ اللَّيْث: الخَسُّ: بَقلةٌ مَعْرُوفَة. والخَساسةُ: مصدرُ الرجل الخَسيس البيِّن الخَساسة، يُقَال مِنْهُ: خَسَستُ نصيبَه خَسّاً فَهُوَ مَخْسوسٌ، وَامْرَأَة مُسْتَخَسَّةٌ: إِذا كَانَت ذَميمة الْوَجْه زَرِيّةً، مشتقٌّ من الخِسّة. قلت: والعَرب تَقول: أخسّ الله حظَّه وأَخَتَّه بِالْألف، إِذا لم يكن ذَا جَدَ وَلَا حَظَ فِي الدُّنْيَا، وَلَا شَيْء من الْخَيْر. وأَخسَّ فلانٌ، إِذا جَاءَ بخَسِيس من الفِعال، وَقد أَخْسَسْتَ فِي فِعلك. وَيُقَال: رفع الله خَسِيسةَ فلانٍ: إِذا رَفَع حالَه بعد انحطاطها وَابْنَة الخُسِّ الإياديَّةُ كَانَت امْرَأَة مَعْرُوفَة بالفصاحة. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: الخَسِيس: الْكَافِر. وَيُقَال: هُوَ خَسِيسٌ خَتِيت. سخ: أهمله اللَّيْث. ورَوَى أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ أَنه قَالَ: السَّخاخ: الأَرْض الحُرَّة اللينة. قلت: وَقد جمعَها القَطامِيُّ سَخاسِخ، فَقَالَ وَهُوَ يصف سحاباً ماطِراً: تواضَعَ بالسَّخاسِخِ من مُنِيمٍ وجاد العَيْنَ وافْتَرَش الغِمارا وَفِي (النَّوَادِر) ، يُقَال: سُخَّ فِي أَسفَل الْبِئْر، أَي احفرْ: وسُخَّ فِي الأَرْض، وزُخَّ فِي الحَفْر والإمعانِ فِي السَّير جَمِيعًا. وَيُقَال: لَخَّ فِي الْبِئْر مِثلُ سَخَّ. (بَاب الخَاء وَالزَّاي) (خَ ز) خزّ، زخّ: مستعملان. خَز: عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الخَزَزُ: العَوْسَج الَّذِي يُجعَل على رُءوس الحِيطان ليَمنَع التسلُّق. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: خَزَّ الحائطَ خَزّاً، إِذا وَضَع عَلَيْهِ شَوْكاً. وَيُقَال: خَزَّه بِسَهْم واختزَّه، إِذا انتَظَمه. وَقَالَ رُؤبة:

لَا قَى حِمامَ الأجَلِ المُختَزِّ وَقَالَ الآخر: فاختَزَّه بِسَلِبٍ مَدْرِيِّ كَأَنَّمَا اختَزَّ بِراعِبيِّ أَي انتَظَمه، يَعْنِي الْكَلْب بِقَرْنٍ سَلِب، أَي طَوِيل. مَدْرِيّ: محدَّد. أَبُو عبيد، عَن الأصمعيّ: الخُزَز: الذَّكَر من الأرانب وَجمعه خِزَّان، وَثَلَاثَة خِزَزَة. والخَزّ مَعْرُوف، وَجمعه خُزُوز، وبائعه خَزّاز. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: تمرٌ خَازّ: فِيهِ شيءٌ من الْحُموضة، وَقد خَزِزْتَ يَا تَمْرُ تَخَزَّ، فَأَنت خازٌّ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: الضَّرِيع العَوْسَج الرَّطب، فَإِذا جَفَّ فَهُوَ عَوْسَج، فَإِذا زادَ جُفُوفُه فَهُوَ الخَزِيز. قَالَ: والخَزُّ الطَّعْن بالحراب. والخَزّ: تَغْرِيزُ العَوْسَج على رُؤوسِ الْحِيطَان. وَقَالَ الأصمعيّ: اختَزَّه بالرُمْح واختَلَّه وانتَظَمه، بِمَعْنى وَاحِد. وَفِي (النَّوَادِر) : اختزَزْتُ فلَانا، إِذا أتيتَه فِي جمَاعَة فأخذتَه مِنْهَا. واختززتُ بَعِيرًا من الْإِبِل، أَي اسْتَقْتُه وتركتها. وأصل ذَلِك أَن الخُزَز إِذا وَجد الأرانبَ عاشِيَةً اختزَّ مِنْهَا أَرنباً وَتركهَا. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ، قَالَ: الخُزَخِزُ: القويُّ، وَأنْشد: أَعددْتُ للوِرْد إِذا الوِرْد حَفَزْ غَرْباً جَرُوراً وجُلالاً خُزَخِزْ وَقَالَ اللحيانيّ: بعير خُزَخِزٌ وخُزَاحِز، إِذا كَانَ قويّاً شَدِيدا، وَيُقَال: لتجدنَّه بِحمْلِهِ خُزَخِزاً، أَي قَوِيا عَلَيْهِ. وخَزازَى: موضعٌ مَعْرُوف. ويومُ خَزَازَى: أَحدُ أَيَّام الْعَرَب، وَمِنْه قَوْله: ونَحنُ غَداةَ أُوقِدَ فِي خَزَازَى رَفَدْنَا فَوق رِفْدِ الرافِدِينا زخ: رُوى عَن أبي مُوسَى الأشعريّ أَنه قَالَ: اتَّبِعوا القرآنَ وَلَا يتبِعنّكم القرآنُ، فَإِنَّهُ من يتَّبعه القرآنُ يَزُخّ فِي قَفاه حَتَّى يُقذَف بِهِ فِي نَار جَهَنَّم. قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله يَزُخّ فِي قَفاه، أَي يَدْفَعه، يُقَال: زَخَخْتُه أَزُخُّه زَخّاً. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: الزَّخِيخ بَرِيق الجَمْر، وَقد زَخَّ يَزُخّ زَخِيخاً. قَالَ: والمِزَخَّة: الْمَرْأَة، وَقد زَخَّها زوجُها يَزُخُّها زَخّاً، إِذا جامَعها. وَقَالَ اللَّيْث: الزَّخِيخ: شِدّة بَريق الجَمْر وَالْحَرِير، وَأنْشد: فعندَ ذَاك يَطلُع المِرِّيخُ فِي الصُّبح يَحْكِي لونَه زَخِيخُ قَالَ: وزَخَّة الرجل: امْرَأَته. قلتُ: وَقَالَ ابْن الأعرابيّ فِي المِزَخَّة مِثله، وَأنْشد: أَفْلَحَ من كَانَت لَهُ مِزَخَّهْ يَزُخُها ثمَّ يَنامُ الفَخَّهْ

باب الخاء والطاء

وزَخّ ببَوْله مِثْل ضَخّ، قَالَه اللَّيْث. قَالَ: وَرُبمَا وَضَع الرّجُل مِسْحاته فِي وسَطِ نَهْرٍ ثمَّ يَزُخّ بنَفْسه، أَي يَثِبُ. أَبُو عبيد، عَن الأصمعيّ: الزَّخَّة: الغَيْظ، وَأنْشد قَوْله: فَلَا تَقْعُدنّ على زَخَّةٍ وتُضمِرُ فِي القَلْب وَجْداً وَخِيفَا والزَّخّ والنَّخّ: السَّيْر العنيف، وَمِنْه قَول الرّاجز: لقد بَعثْنا حادِياً مِزَخّا أَعجمَ إِلَّا أَن يَنُخّ نَخَّا (بَاب الْخَاء والطّاء) (خَ ط) خطّ، طخّ: مستعملان. خطّ: قَالَ اللَّيْث: الخَطّ: أرضٌ تُنسَب إِلَيْهَا الرِّماح الخَطيّة، فإِذا جعلتَ النِّسبة اسمَاً لازِماً قلتَ: خَطِّيّة، وَلم تَذكر الرماح، وَهُوَ خَطُّ عُمان. قلتُ: وَذَلِكَ السَّيفُ كلُّه يسمَّى الخَطَّ، وَمن قُرى الخَطّ: القَطِيف، والعُقَير، وقَطَرُ. وَقَالَ اللَّيْث: الخُطّة من الخَطّ مِثلُ النُّقْطة من النَّقْط: اسمُ ذَلِك. وَفِي (النَّوَادِر) : يُقَال أَقِمْ على هَذَا الْأَمر بخُطّةٍ وبحُجَّة، مَعْنَاهُمَا وَاحِد. واختطَّ فلانٌ خِطّةً إِذا تحجَّر موضِعاً وخَطّ عَلَيْهِ بجِدار، وجمعُه الخِطَط. وَقَالَ اللَّيْث: الخَطوط من بقر الْوَحْش: الَّذِي يَخُطُّ فِي الأَرْض بأَطراف أظلافه وَكَذَلِكَ كلُّ دابّة. والتخطيط كالتسطير. وَتقول: خططتُ عَلَيْهِ ذنوبَه، أَي سَطَّرْتُها. وَيُقَال: فلانٌ يَخُطّ فِي الأَرْض، إِذا كَانَ يفكّر فِي أمرٍ ويُقدِّره.

يرجع فَيَمْحُو على مهل خطين خطين، فَإِن بَقِي من الخطوط خطان فهما عَلامَة النجح. قَالَ: والحازي يمحو وَغُلَامه يَقُول للتفاؤل: ابْني عيان، اسرعا الْبَيَان. قَالَ ابْن عَبَّاس: فَإِذا محا الحازي الخطوط فَبَقيَ مِنْهَا خطّ فَهُوَ عَلامَة الخيبة فِي قَضَاء الْحَاجة. قَالَ: وَكَانَت الْعَرَب تسمي ذَلِك الْخط الَّذِي يبْقى من خطوط الحازي، الأسحم. وَكَانَ هَذَا الْخط عِنْدهم مشئوما. وَرُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس أَيْضا أَنه سُئِلَ عَن رجل جعل أَمر امْرَأَته بِيَدِهَا. فَقَالَت لَهُ: أَنْت طَالِق ثَلَاثًا. فَقَالَ ابْن عَبَّاس: خطّ الله نوءها أَلا طلقت نَفسهَا ثَلَاثًا، ويروى: خطأ الله نوءها. قَالَ أَبُو عبيد: من رَوَاهُ خطّ الله نوءها، جعله من الخطيطة، وَهِي الأَرْض الَّتِي لم تمطر بَين أَرضين ممطورتين، وَجَمعهَا خطائط وَأنْشد: (على قلاص تختطي الخطائطا ... ) وَقَالَ اللَّيْث: خطّ وَجه فلَان واختط، وخططت بِالسَّيْفِ وَسطه. والخطة: الأَرْض وَالدَّار يختطها الرجل فِي أَرض غير مَمْلُوكَة ليتحجرها وَيَبْنِي فِيهَا، وَجَمعهَا الخطط، وَذَلِكَ إِذا أذن السُّلْطَان لجَماعَة من الْمُسلمين أَن يختطوا الدّور فِي مَوضِع بِعَيْنِه ويتخذوا فِيهَا مسَاكِن لَهُم، كَمَا فعلوا بِالْكُوفَةِ وَالْبَصْرَة وبغداد، وَإِنَّمَا كسرت الْخَاء من الخطة لِأَنَّهَا أخرجت على مصدر بني على فعلة. وَأما الخطة فَهِيَ شبه الْقِصَّة، يُقَال: إِن فلَانا ليكلفني خطة من الْخَسْف. وَسمعت الْمُنْذِرِيّ يَقُول: سَمِعت إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ، وَسُئِلَ عَن حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه ورث النِّسَاء خططهن دون الرِّجَال، فَقَالَ: نعم، كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أعْطى نسَاء خططا يسكنهَا بِالْمَدِينَةِ، شبه القطايع، مِنْهُنَّ أم عبد، فَجَعلهَا لَهُنَّ دون الرِّجَال لَا حَظّ فِيهَا للرِّجَال. قَالَ اللَّيْث: والخط: ضرب من الْبضْع، يُقَال: خطّ بهَا قساحاً. وَيُقَال: خطه بِالسَّيْفِ نِصْفَيْنِ. وَيُقَال: الْكلأ: خطوط فِي الأَرْض، أَي طرائق لم يعم الْغَيْث الْبِلَاد كلهَا. وَفِي حَدِيث عبد الله بن عَمْرو فِي صفة الأَرْض الْخَامِسَة: فِيهَا حيات كسلاسل الرمل وكخطائط بَين الشقائق وَاحِدهَا خطيطة، وَهِي طرائق تفارق الشائق فِي غلظها ولينها. والخط: الطَّرِيق، يُقَال الزم ذَلِك الْخط وَلَا تظلم عَنهُ شَيْئا. شمر عَن ابْن شُمَيْل: الأَرْض الخطيطة: الَّتِي يمطر مَا حولهَا وَلَا تمطر هِيَ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الأخط: الدَّقِيق المحاسن.

باب الخاء والدال

طخ: قَالَ اللَّيْث، الطخوخ من شرس الْخلق وَسُوء الْعشْرَة. والطخطخة: تَسْوِيَة الشَّيْء كنحو السَّحَاب يكون فِيهِ جوب، ثمَّ يتطخطخ أَي يَنْضَم بعضه إِلَى بعض، وَهُوَ الطخطاخ، وَيُقَال للرجل الضَّعِيف النّظر: متطخطخ، والجميع متطخطخون. قَالَ: والطخطخة: حِكَايَة الضحك، إِذا قَالَ طيخ طيخ، وَهُوَ أقبح القهقهة. والطخطاخ: اسْم رجل، وَرُبمَا حُكيَ بِهِ صَوت الْحلِيّ وَنَحْوه. وَقَالَ أَبُو عبيد: المتطخطخ من الْغَيْم: الْأسود. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: تطخطخ اللَّيْل، إِذا أظلم. وَمثله: تدخدخ، وَذَلِكَ إِذا كَانَ غيم يستر ضوء النُّجُوم. بَاب الْخَاء وَالدَّال [خَ د] خد، دخ: مستعملان. خد: قَالَ ابْن المظفر: الخد من الْوَجْه: من لدن المحجر إِلَى اللحي من الْجَانِبَيْنِ جَمِيعًا. وَمِنْه اشتق اسْم المخدة، قَالَ: والخد: جعلك أُخْدُودًا فِي الأَرْض تحفره مستطيلا، يُقَال: خد خدا، وَأنْشد: (ركبن من فلج طَرِيقا ذَا قحم ... ) (ضاحي الأخاديد إِذا اللَّيْل ادلهم) أَرَادَ بالأخاديد شرك الطَّرِيق، وَكَذَلِكَ أخاديد السِّيَاط فِي الظّهْر. وَفِي الْقُرْآن: {قتل أَصْحَاب الْأُخْدُود} [البروج: 4] وَكَانُوا خدوا فِي الأَرْض أخاديد، وأوقدوا عَلَيْهَا النيرَان حَتَّى حميت، ثمَّ عرضوا النَّاس على الْكفْر، فَمن امْتنع ألقوه فِيهَا حَتَّى يَحْتَرِق. والتخديد من تخديد اللَّحْم إِذا ضمرت الدَّوَابّ، وَقَالَ جرير يصف خيلاً هزلت: (أجْرى قلائدها وخدد لَحمهَا ... أَن لَا يذقن مَعَ الشكائم عودا) وَرجل متخدد، وَامْرَأَة متخددة مهزول قَلِيل اللَّحْم. وَإِذا شقّ الْجمل بنابه شَيْئا قيل: خَدّه، وَأنْشد: (قدا بخداد وَهَذَا شرعبا ... ) وَقَالَ غَيره: رَأَيْت خداً من النَّاس، أَي طبقَة، وَطَائِفَة، وقتلهم خدا فخدا، أَي طبقَة بعد طبقَة. وَقَالَ الْجَعْدِي: (شَراحيل إِذْ لَا يمْنَعُونَ نِسَاءَهُمْ ... وأفناهم خدا فخدا تنقلا) وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الخد: الْجَمَاعَة من النَّاس. وَيُقَال: تخدد الْقَوْم، إِذا صَارُوا فرقا. وخدد الطَّرِيق: شركه. وَقَالَ أَبُو زيد: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الخدود فِي الْغَبْطُ والهوادج: جَوَانِب الدفتين عَن يَمِين وشمال، وَهِي صَفَائِح خشبها، الْوَاحِد خد.

باب الخاء والتاء

وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الخد: الطَّرِيق. قَالَ: والدخ: الدُّخان، جَاءَ بِهِ بِفَتْح الدَّال. وروى شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: أخده فخده، إِذا قطعه. وَأنْشد: (وعض مضاغ مخد معذمه ... ) أَي قَاطع. وَقَالَ ضَرْبَة أخدُود: شَدِيدَة قد خدت فِيهِ. وأخاديد السِّيَاط فِي الظّهْر: مَا شقَّتْ مِنْهُ. قَالَ: وأخاديد الأرشية فِي رَأس الْبِئْر: تَأْثِير جرها فِيهِ. وخد السَّيْل فِي الأَرْض: إِذا شقها بجريه. والخدان فِي صفحتي الْوَجْه، وَهِي الخدود. دخ: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: هُوَ الدُّخان، والدخ، والدخ، والظل، والنحاس، وَأنْشد: (تَحت رواق الْبَيْت يغشى الدخا ... ) قَالَ: الدخ: أَرَادَ بِهِ الدُّخان. وَقَالَ اللَّيْث: فِي الدخ بِمَعْنى الدُّخان مثله. قَالَ: وَيُقَال دخدخناهم، أَي وطئناهم وذللناهم، وَأنْشد: (ودخدخ الْعَدو حَتَّى اخرمسا ... ) وَكَذَلِكَ دخدخنا الْبِلَاد. وَقَالَ غَيره: دخدخ الْبَعِير، إِذا ركب حَتَّى أعيا، وذل. وَقَالَ الراجز: (وَالْعود يشكو ظَهره قد دخدخا ... ) وَقَالَ الْأَصْمَعِي: تدخدخ اللَّيْل، إِذا اخْتَلَط ظلامه، وتدخدخت الظلماء. وَقَالَ المؤرج: الدخداخ دويبة صفراء كَثِيرَة الأرجل وَقَالَ الفقعسي: (ضحِكت ثمَّ أغربت أَن رأتني ... لاقتطاعي قَوَائِم الدخداخ) وَفِي " النَّوَادِر " مر فلَان مدخدخا ومزخزخا، أَي مر مسرعا. بَاب الْخَاء وَالتَّاء [خَ ت] خت، تخ، مستعملان. خت: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: الخت: الطعْن بِالرِّمَاحِ مداركاً. شمر: الختيت والخسيس وَاحِد. وَقد أُخْت الرجل فَهُوَ مخت، إِذا انْكَسَرَ واستحيا، وَقَالَ الأخطل: (فَمن يَك فِي أَوَائِله مختتا ... فَإنَّك يَا وليد بهم فخور) وَيُقَال: أُخْت الله حَظه وأخسه، بِمَعْنى وَاحِد. تخ: قَالَ اللَّيْث: التختخة فِي بعض حِكَايَة الْأَصْوَات، كأصوات الْجنان، وَبِه سمى التختاخ. قَالَ: والتخ: الْعَجِين الحامص. تخ الْعَجِين يتخ تخوخا، وأتخه صَاحبه إتخاخا. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: التخ: الْعَجِين المسترخي.

باب الخاء والظاء

[بَاب الْخَاء والظاء] خَ ظ أهمله اللَّيْث. خظ: وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه أَنه قَالَ: أخظ الرجل، إِذا استرخى بَطْنه واندال. [بَاب الْخَاء والذال] خَ ذ أهمله اللَّيْث. خُذ: وَفِي " نَوَادِر الْأَعْرَاب ": خُذ الْجرْح خذيذا، إِذا سَالَ مِنْهُ الصديد. ذخ: رجل دخذاخ ينزل قبل الخلاط. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: رجل ذوذخ، وَهُوَ الزملق الَّذِي ينزل قبل أَن يُفْضِي إِلَى الْمَرْأَة. [بَاب الْخَاء والثاء] خَ ث أهمله اللَّيْث. خت: وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه أَنه قَالَ: الخثة: البعرة اللينة: قلت: أَصْلهَا الخثي. [بَاب الْخَاء وَالرَّاء] خر، رخ: مستعملان. خر: قَالَ اللَّيْث: الخرير: صَوت المَاء وَصَوت الرّيح. قَالَ: وخرير الْعقَاب: حفيفة. وَقد يُضَاعف إِذا توهم سرعَة الخرير فِي الْقصب وَنَحْوه، فَيحمل على الخرخرة، وَأما فِي المَاء فَلَا يُقَال إِلَّا خرخرة. قَالَ: والهرة خرور فِي نومها. والخرخرة: صَوت النمر فِي نَومه، يخرخر خرخرة، ويخر خريراً. وَيُقَال لصوته: الخرير، والهرير، والغطيط. أَبُو الْعَبَّاس عَن سَلمَة عَن الْفراء: خر المَاء يخر خريرا، فَهُوَ خار. وخر الْمَيِّت يخر خريرا، فَهُوَ خار، وخر الْحجر، إِذا تدهدى من الْجَبَل يخر خرورا بِضَم الْخَاء، من يخر. وَرُوِيَ عَن حَكِيم بن حزَام أَنه أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: أُبَايِعك على أَلا أخر إِلَّا قَائِما. فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أما من قبلنَا فلست تَخِر إِلَّا قَائِما. قَالَ الْفراء: مَعْنَاهُ أَلا أغبن وَلَا أغبن، فَقَالَ النَّبِي: لست تغبن فِي دين وَلَا شَيْء من قبلنَا وَلَا بيع. وَقَالَ أَبُو عبيد: معنى قَوْله: أَلا أخر إِلَّا قَائِما، أَي لَا أَمُوت، لِأَنَّهُ إِذا مَاتَ فقد خر وَسقط، إِلَّا قَائِما أَي ثَابتا على الْإِسْلَام. قَالَ: وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أما من قبلنَا فلست تَخِر إِلَّا قَائِما، أَي لسنا ندعوك وَلَا نُبَايِعك إِلَّا قَائِما، أَي على الْحق. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: خر الرجل يخر، إِذا تنعم وخر يخر، إِذا سقط. قَالَه بِضَم

الْخَاء. قلت وَغَيره يَقُول: خر يخر بِكَسْر الْخَاء. قَالَ: والخرخور: الرجل الناعم فِي طَعَامه وَشَرَابه، ولباسه وفراشه. وَقَالَ غَيره: يُقَال لخذروف الصَّبِي الَّذِي يديرها خرارة، وَهُوَ حِكَايَة صَوتهَا: خرخر. والخرارة: عين المَاء الْجَارِيَة، سميت خرارة لخرير مَائِهَا، وَهُوَ صَوته. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الأخرة، وَاحِدهَا خرير، وَهِي أَمَاكِن مطمئنة تنقاد بَين الربوتين. قَالَ: وَأَخْبرنِي خلف الْأَحْمَر أَنه سمع الْعَرَب تنشد: (بأخِرة الثلبوت يربأ فَوْقهَا ... قفر المراقب خوفها آرامها) فَأَما الْعَامَّة فَتَقول أحزة، وَإِنَّمَا هُوَ بِالْخَاءِ، وَالْبَيْت للبيد. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: فَإِن اضْطربَ بَطْنه مَعَ الْعظم. قيل: تخرخر بَطْنه، وَأنْشد غَيره قَول الْجَعْدِي: (فَأصْبح صفرا بَطْنه قد تخرخرا ... ) ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: خر إِذا جرى وخر إِذا مَاتَ. رخ: قَالَ اللَّيْث: الرخاخ: لين الْعَيْش. أَبُو عُبَيْدَة عَن أبي عَمْرو: الرخاخ هُوَ الرخو من الأَرْض. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَرض رخاء رخوة لينَة. وَقَالَ ابْن مقبل: (ربيبةُ حقف دافعت فِي حقوفها ... رخاخ الثرى والأقحوان المديما) أَي إِنَّه لم يصبهَا من الرخاخ شَيْء، وربيبة: بقرة، وَقَوله: والأقحوان، أَي وثغراً كالأقحوان. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: رخاء الأَرْض: مَا اتَّسع مِنْهَا ولان، وَلَا يَضرك اسْتَوَى أَو لم يستو، وَأنْشد لِابْنِ مقبل أَيْضا: (فلبده مس القطار ورخه ... نعاج رواف قبل أَن يتشددا) قَالَ: رخه وَطئه فأرخاه. ورواف: مَوضِع. وَرُوِيَ فِي الحَدِيث " يَأْتِي على النَّاس زمَان أفضلهم رخاخا أقصدهم عَيْشًا ". قَالَ: الرخاخ: لين الْعَيْش. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: ارتخ الْعَجِين ارتخاخا، إِذا استرخى، وارتخ رَأْيه إِذا اضْطربَ. وسكران مرتخ وملتخ، بالراء وَاللَّام. وَقَالَ اللَّيْث: الرخ: مُعرب من كَلَام الْعَجم من أدوات لعبة لَهُم. والرخ: نَبَات هش. أَبُو زيد: الرخَاء: الأَرْض المنتفخة الَّتِي تكسر تَحت الْوَطْء، وَجَمعهَا الرخاخي. قَالَ: والنفخاء مثله، وَجَمعهَا النفاخي. وَقَالَ غَيره: هِيَ الرخَاء والسخاء والسوخة.

باب الخاء واللام

بَاب الْخَاء وَاللَّام [خَ ل] خل، لخ: [مستعملان] . خل: قَالَ اللَّيْث: الاختلال من الْخلّ من عصير الْعِنَب وَالتَّمْر. قلت لم أسمع لغيره أَنه يُقَال: اخْتَلَّ الْعصير، إِذا صَار خلا، وَكَلَامهم الْجيد: خلل شراب فلَان، إِذا فسد، فَصَارَ خلا. سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: الْخلَّة: الْخمْرَة القارصة. والخلة: الْخَصَاصَة فِي الوشيع، وَهِي الفرجة فِي الخص. قَالَ: والخلة: الرملة الْيَتِيمَة المنفردة من الرمل. وَقَالَ الله عز وَجل: {لَا بيع فِيهِ وَلَا خلة وَلَا شَفَاعَة} [الْبَقَرَة: 254] . قَالَ الزّجاج: يَعْنِي يَوْم الْقِيَامَة، والخلة: الصداقة. وَيُقَال: خاللتُ الرجل خلالاً، وَمِنْه قَول امْرِئ الْقَيْس: (وَلست بمقلي الْخلال وَلَا قالي ... ) وَقَالَ الْأَصْمَعِي: فلَان كريم الْخلَّة، أَي كريم الإخاء والمصادقة، وكريم الْخلّ وَفُلَان خلتي وفلانة خلتي وخلي، سَوَاء فِي الْمُذكر والمؤنث، وَأنْشد: (أَلا أبلغا خلتي جَابِرا ... بِأَن خَلِيلك لم يقتل) والخلة: كل نبت حُلْو. وَيُقَال: جَاءَت الْإِبِل مختلة، إِذا أكلت الْخلَّة. وَقَالَ العجاج: (جَاءُوا مخلين فلاقوا حمضا ... ) قلت: وَمن أطيب الْخلَّة عِنْد الْعَرَب الْحلِيّ والصليان، وَلَا تكون الْخلَّة إِلَّا من العروة، وَهُوَ كل نبت لَهُ أصل فِي الأَرْض يبْقى عصمَة للنعم إِذا أجدبت السّنة، وَهِي الْعلقَة عِنْد الْعَرَب، والعرفج، والحلمة من الْخلَّة أَيْضا. وَالْعرب تَقول: الْخلَّة: خبز الْإِبِل، والحمض فاكهتها، وتضرب الْخلَّة مثلا للدعة وَالسعَة، وَيضْرب الحمض مثلا للشر وَالْحَرب. شمر عَن ابْن شُمَيْل قَالَ: الْخلَّة إِنَّمَا هِيَ الأَرْض: وَيُقَال: أَرض خلة، وخلل الأَرْض: الَّتِي لَا حمض بهَا. قَالَ: وَلَا يُقَال للشجر خلة، وَلَا تذكر، وَهِي الأَرْض الَّتِي لَا حمض بهَا، وَرُبمَا كَانَ بهَا عضاة، وَرُبمَا لم تكن. وَلَو أتيت أَرضًا لَيْسَ بهَا شَيْء من الشّجر، وَهِي جزر من الأَرْض، قلت: إِنَّهَا الْخلَّة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الْخلَّة مَا لم يكن فِيهَا ملح وَلَا حموضة، والحمض: مَا كَانَ فِيهِ حموضة وملوحة: قَالَ الْكُمَيْت: (صادفن واديه المغبوط نازله ... لَا مرتعا بَعدت من حمضه الْخلَل) وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْخلَّة من النَّبَات: مَا كَانَ حلوا من المرعى. وَقَالَ أَبُو عَمْرو فِي قَول الطرماح: (لَا يني يحميض الْعَدو وذ الخللة ... يشفى صداه بالإحماض)

يَقُول: إِن لم يرْضوا بالخلة أطعموهم الحمض. وَقَالَ غَيره: يَقُول من جَاءَ مشتهياً قتالنا شفينا شَهْوَته بإيقاعنا بِهِ، كَمَا تشقى الْإِبِل المختلة بالحمض. وَقَالَ اللحياني: الخلالة المخالة، وَأنْشد: (وَكَيف تصاحب من أَصبَحت ... خلالته كَأبي مرحب) أَرَادَ أَصبَحت خلالته كخلالة أبي مرحب. وَقَالَ الزّجاج فِي قَول الله جلّ وَعز: {ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الْفِتْنَة} [التَّوْبَة: 47] أَوضعت فِي السّير: أسرعت، الْمَعْنى: ولأسرعوا فِيمَا يخل بكم. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: أَرَادَ ولأوضعوا مَراكبهم خلالكم يبغونكم الْفِتْنَة، وَجعل خلالكم بِمَعْنى وسطكم. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: {ولأوضعوا خلالكم} [التَّوْبَة: 47] ، أَي لأسرعوا فِي الْهَرَب خلالكم، أَي مَا تفرق من الْجَمَاعَات لطلب الْخلْوَة والفرار. والخلال أَيْضا جمع الْخلَّة، وَهِي الْخصْلَة، يُقَال: فلَان كريم الْخلال ولئيم الْخلال، وَهِي الْخِصَال، وَيُقَال، خل ثَوْبه بخلال يخله خلا فَهُوَ مخلول، إِذا شكه بالخلال. وفصيل مخلل، إِذا غرز خلال على أَنفه لِئَلَّا؛ يرضع أمه، وَذَلِكَ أَنَّهَا تزبنه إِذا أوجع ضرْعهَا الْخلال. قَالَ: والخلال: المخالة والمصادقة. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الْخلَّة: الْحَاجة. وَيُقَال: مَا أخلك إِلَى هَذَا، أَي مَا أحوجك إِلَيْهِ. وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود: تفقهوا فَإِن أحدكُم لَا يدْرِي مَتى يخْتل إِلَيْهِ. قَالَه أَبُو عبيد: وَقَالَ فِي قَول زُهَيْر: (وَإِن أَتَاهُ خَلِيل يَوْم مَسْأَلَة ... يَقُول لَا غَائِب مَالِي وَلَا حرم) قَالَ: يَعْنِي بالخليل الْمُحْتَاج. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْخَلِيل: الحبيب. والخليل: الصَّادِق، والخليل: الناصح. والخليل: الرفيق. والخليل الْأنف، والخليل: السَّيْف. والخليل: الرمْح. والخليل: الْفَقِير. والخليل: الضَّعِيف الْجِسْم، وَهُوَ المخلول، والخل أَيْضا. الْأَصْمَعِي: يُقَال لابنَة الْمَخَاض: خلة، وَالذكر خل. اللحياني، يُقَال: إِن الْخمر لَيست بخمطة وَلَا خلة، أَي لَيست بحامضة، والخمطة الَّتِي قد أخذت شَيْئا من الرّيح كريح النبق والتفاح. وجاءنا بِلَبن خامط مِنْهُ. وَيُقَال: فِيهِ خلة صَالِحَة وخلة سَيِّئَة. الْأَصْمَعِي: يُقَال للرجل إِذا مَاتَ لَهُ ميت: اللَّهُمَّ اخلف على أَهله بِخَير، واسدد خلته، يُرِيد الفرجة الَّتِي ترك. وَقَالَ أَوْس بن حجر: (لهلك فضَالة لَا يَسْتَوِي الفقود ... وَلَا خلة الذَّاهِب) أَرَادَ الثلمة الَّتِي ترك، يَقُول: كَانَ سيدا، فَلَمَّا مَاتَ بقيت خلته.

وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الْخلّ: الطَّرِيق فِي الرمل والخل: الرجل الْقَلِيل اللَّحْم؛ وَقد خل لَحْمه خلا وخلولاً. وَقَالَ الْكسَائي مثله وخللت الكساء أخله خلا، إِذا شددته بخلال. أَبُو عبيد: الْخلّ وَالْخمر: الْخَيْر وَالشَّر، يُقَال فِي مثل: مَا فلَان بخل وَلَا خمر، أَي لَا خير فِيهِ وَلَا شَرّ عِنْده. وَقَالَ النمر بن تولب: (هلا سَأَلت بعادياء وبيته ... والخل وَالْخمر الَّتِي لم تمنع) وَسُئِلَ الْأَصْمَعِي عَن الْخلّ وَالْخمر فِي بَيت النمر، فَقَالَ: الْخلّ: الْخَيْر، وَالْخمر: الشَّرّ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: وَغَيره يَقُول: الْخلّ: الْخَيْر، وَالْخمر: الشَّرّ. وَقَالَ اللحياني: يُقَال: قد عَم فِي دُعَائِهِ، وخل خلا، أَي خص، وَأنْشد: (فَعم فِي دُعَائِهِ وخلا ... وَخط كاتباه واستملا) قَالَ: وخلل بِالتَّشْدِيدِ، أَي خصص، وَأنْشد: (عهِدت بِهِ الْحَيّ الْجَمِيع فَأَصْبحُوا ... أَتَوا دَاعيا لله عَم دخللا) وَقَالَ اللحياني: شراب فلَان قد خلل يخلل تخليلا، أَي فسد، وَكَذَلِكَ كل مَا حمض من الْأَشْرِبَة يُقَال لَهُ: قد خلل وَيُقَال: قد خلل فلَان أَصَابِعه بِالْمَاءِ، وخلل لحيته، إِذا تَوَضَّأ، وَيُقَال: وجدت فِي فمي خلة فتخللت، والجميع خلل، وَهُوَ مَا يبْقى بَين الْأَسْنَان من الطَّعَام، وَهِي الخلالة أَيْضا. يُقَال: أكل خلالته. وَقَالَ ابْن بزرج: الْخلَل: مَا دخل بَين الْأَسْنَان من الطَّعَام. والخلال: مَا أخرجته بِهِ وَأنْشد: (شاحي فِيهِ عَن لِسَان كالورل ... على ثناياه من اللَّحْم خلل) وَقَالَ النَّضر: الْخلَل من دَاخل سير الجفن، ترى من خَارج، وَاحِدهَا خلة، وَهُوَ نقش وزينة. الْأَصْمَعِي: تخللت الْقَوْم، إِذا دخلت بَين خللهم وخلالهم، وَمِنْه تخَلّل الْأَسْنَان. وَقَالَ شمر: تخللت دِيَارهمْ: مشيت خلالها، وتخللت الرمل، أَي مضيت فِيهِ وأخللت بِالْمَكَانِ وَغَيره، إِذا تركته وغبت عَنهُ. وَفُلَان مختل الْجِسْم، أَي نحيف الْجِسْم، وَفِي رَأْي فلَان خلل، أَي فُرْجَة. والخلال: البلح. قَالَ شمر: وَهِي بلغَة أهل الْبَصْرَة واحدتها خلالة. وَقَالَ الله جلّ وَعز: {فترى الودق يخرج من خلاله} [النُّور: 43] وَقُرِئَ {من خلله} . وَيُقَال: جلسنا خلال الْحَيّ، وخلال دُورهمْ، أَي جلسنا بَين الْبيُوت، ووسط الدّور، وَكَذَلِكَ سرنا خلال الْعَدو، أَي بَينهم. وَيُقَال: طعنته فاختللت فُؤَاده بِالرُّمْحِ، أَي انتظمته.

وَقَالَ اللَّيْث: سمي الطَّرِيق بَين الرمل خلا لِأَنَّهُ يتخلله، أَي ينفذهُ. قَالَ: والخل فِي الْعُنُق: عرق مُتَّصِل بِالرَّأْسِ، وَأنْشد: (ثمَّ إِلَى هاد شَدِيد الْخلّ ... وعنق كالجذع متمهل) قَالَ: وخلل السَّحَاب: ثقبه وَهِي مخارج مصب الْقطر، والجميع الْخلال، والخلل: الرقة فِي النَّاس. والخلل فِي الْأَمر كالوهن، والخل: الثَّوْب الْبَالِي إِذا رَأَيْت فِيهِ طرقا. قَالَ: والخلة: جفن السَّيْف المغشى بِالْأدمِ، والمخلخل: مَوضِع الخلخال من السَّاق. والخلخال: الَّذِي تلبسه الْمَرْأَة. وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُتِي بفصيل مخلول، وَهُوَ المهزول. وَقَالَ شمر: المخلول: المهزول، وَقيل: هُوَ الفصيل الَّذِي خل أَنفه؛ لِئَلَّا يرضع أمه. وَأما المهزول فَلَا يُقَال لَهُ: مخلول؛ لِأَن المخلول هُوَ السمين ضد المهزول، والمهزول: هُوَ الْخلّ والمختل. قَالَ: وَسمعت ابْن الْأَعرَابِي يَقُول: الْخلَّة: بَيت مَخَاض. وَيُقَال: أَتَانَا بقرص كَأَنَّهُ فرسن خلة، يَعْنِي السمينة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: اللَّحْم المخلول هُوَ المهزول. وَقَالَ: وخل الرجل، إِذا احْتَاجَ. وَيُقَال: اقْسمْ هَذَا المَال فِي الأخل، فالأخل أَي فِي الأفقر فالأفقر. وَيُقَال: ثوب خلخال وهلهال وخلخل، إِذا كَانَت فِيهِ رقة. وَقَالَ الزّجاج: الْخَلِيل: الْمُحب الَّذِي لَيْسَ فِي محبته خلل. قَالَ: وَقَول الله: {وَاتخذ الله إِبْرَاهِيم خَلِيلًا} [النِّسَاء: 125] أَي أحبه محبَّة تَامَّة لَا خلل فِيهَا. قَالَ: وَجَائِز أَن يكون مَعْنَاهُ الْفَقِير، أَي اتَّخذهُ مُحْتَاجا فَقِيرا إِلَى ربه. قَالَ: وَقيل للصداقة: خلة؛ لِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا يسد خلل صَاحبه فِي الْمَوَدَّة وَالْحَاجة إِلَيْهِ. قَالَ: والخل: الَّذِي يؤتدم بِهِ يُسمى خلا لِأَنَّهُ اخْتَلَّ عَنهُ طعم الْحَلَاوَة. لخ: وَقَالَ اللَّيْث اللخلخة من الطّيب: ضرب مِنْهُ. قلت: لم يزدْ اللَّيْث على هَذَا الْحَرْف. وروينا عَن ابْن عَبَّاس قصَّة إِسْمَاعِيل وَإِسْكَان إِبْرَاهِيم إِيَّاه الْحرم. قَالَ: والوادي يَوْمئِذٍ لأخ. قَالَ شمر فِي كِتَابه: إِنَّمَا هُوَ لاخ، خَفِيف، أَي معوج، ذهب بِهِ إِلَى الألخى واللخواء، وَهُوَ المعوج الْفَم، وَالرِّوَايَة لاخ بِالتَّشْدِيدِ. روى أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: جَوف لاخ، أَي عميق.

قَالَ: والجوف: الْوَادي. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس فِيمَا أَخْبرنِي عَنهُ الْمُنْذِرِيّ عَنهُ أَنه قَالَ: لخخت عينه ولححت، إِذا التزقت من الرمص. قَالَ: وَمعنى قَوْله: والوادي لأخ، أَي متضايق متلاحز لِكَثْرَة شَجَرَة، وَقلة عِمَارَته. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: سَكرَان ملتخ وملطخ، أَي مختلط، وَمِنْه يُقَال: التخ عَلَيْهِم أَمرهم، أَي اختط، وَلَا يُقَال: سَكرَان متلطخ. قَالَ الْأَصْمَعِي: وَهُوَ مَأْخُوذ من وَاد لاخ، إِذا كَانَ ملتفا بِالشَّجَرِ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِي قَوْله: (وسالَ غَربُ عينه ولخا ... ) أَي رمض. وَفِي الحَدِيث: فَأَتَانَا رجل فِيهِ لخلخانية. قَالَ أَبُو عبيد: اللخلخانية: العجمة، يُقَال: رجل لخلخاني، وَامْرَأَة لخلخانية، إِذا كَانَا لَا يفصحان. وَقَالَ البعيث: (سيتركها إِن سلم الله جارها ... بَنو اللخلخانيات وَهِي تروع) (المجلد الْخَامِس الْجُزْء التَّاسِع)

الجزء 7

بِسمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيَمِ بَاب الْخَاء وَالنُّون [خَ ن] خن، نخ: مستعملان. خن: قَالَ اللَّيثُ: خَنَّ يَخِنُّ خَنِيناً، وَهُوَ: بكاء الْمَرْأَة تَخِنُّ فِي بكائها دون الانتخاب. قَالَ: والخَنِينُ: الضَّحِك إِذا أظهره الْإِنْسَان فَخرج جَافيا، يُقَال: خَنَّ يَخِنُّ خَنِيناً، فَإِذا أخرج صَوتا رَقِيقا فَهُوَ الرَّنِين، فَإِذا أخفاه فَهُوَ الهَنِين. وَقَالَ غَيره: الهنين مثل الأنين، يُقَال: أَنَّ وهَنَّ بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ اللَّيْث: والْخُنَانُ فِي الْإِبِل كالزُّكام فِي النَّاس، يُقَال: خُنَّ الْبَعِير فَهُوَ مَخْنُونٌ، والْخُنَانُ دَاء يَأْخُذ الطيْرُ فِي حُلُوقِها، يُقَال: طَائِر مَخْنُونٌ. والخُنَّةُ ضرْبٌ من الغُنَّة، كأَنَّ الْكَلَام يرجع إِلَى الخياشيم، يُقَال: امْرَأَة خَنَّاءُ وغَنَّاءُ، وفيهَا مَخَنَّةٌ. وَأَخْبرنِي المُنْذِرِيُّ، عَن أَحْمد بن يحيى، عَن ابْن الأعرابيِّ: قَالَ: النَّشيج من الْفَم، والخَنِينُ من الْأنف، وَكَذَلِكَ النَّخِير. قَالَ: والمخَنَّةُ وسطُ الدَّار، والمخَنَّةُ الفِنَاءُ، والمخنَّةُ الحُرَمُ، والمخَنَّةُ مَضِيق الْوَادي، والمَخَنَّةُ مَصَبُّ المَاء من التَّلْعَة إِلَى الْوَادي، والمخَنَّةُ فُوَّهَةُ الطَّرِيق، والمَخَنَّةُ المَحَجَّةُ البَيِّنَة، والمخَنَّةُ طرَف الْأنف. قَالَ: وروى الشَّعْبِيُّ أَن النَّاس لمَّا قَدِمُوا الْبَصْرَة قالَتْ بَنو تَمِيم لعائشةَ: هَل لكِ فِي الأحْنَفِ؟ فَقَالَت: لَا، وَلَكِن كونُوا على مَخَنَّتِهِ. وَأَخْبرنِي المُنْذِرِيُّ عَن المُبَرَّد أَنه قَالَ: الغُنَّةُ أَن تُشْرِبَ الحرفَ صَوت الخَيْشومِ. قَالَ: والْخُنَّةُ أَشد مِنْهَا. وَقَالَ اللَّيْث: الْخَنْخَنَةُ أَلا يُبَيِّنُ الكلامَ فيُخَنْخِن فِي خياشيمه، وَأنْشد: (خَنْخَنَ لي فِي قَوْلِه سَاعَةً ... وَقَالَ لي شَيْئاً فَلَمْ أَسْمَع)

وَقَالَ النَّابِغَةُ الجَعْدِيُّ: (فَمَنْ يَحْرِصْ عَلَى كِبَري فإِنِّي ... مِنَ الشُّبَّانِ أَيَّامَ الْخُنانِ) قَالَ الْأَصْمَعِي: كَانَ الْخُنَانُ دَاء يَأْخُذ الْإِبِل فِي مناخرها، وتُمَوِّت مِنْهُ وَصَارَ ذَلِك تَارِيخا لَهُم، قَالَ: والْخُنانُ دَاء يَأْخُذ النَّاس، وَقَالَ جَرِيرٌ: (وَأَكْوِي النَّاظِرِينَ مِنَ الْخُنَانِ ... ) وَقَالَ غَيره: رجل مِخَنٌّ: إِذا كَانَ طَويلا، وَقَالَ الراجزُ: (لَمَّا رَآه جَسْرَباً مِخَنَّا ... أقْصَرَ عَنْ حَسْنَاءَ وَارْثَعَنَّا) أَي استرخى عَنْهَا. وَيُقَال للطويل: مَخْنٌ أَيْضا - بِفَتْح الْمِيم وَجزم الْخَاء - وَقَالَ بَعضهم: خَنَنْتُ الجِذع بالفأس خَنًا: إِذا قَطَعْتُهُ. قلت: وَهَذَا حَرْفٌ مُريب، وَصَوَابه عِنْدِي: جَثَثْتُ الجِذع جَثّاً، فأَمَّا خَنَنْتُ بِمَعْنى قَطَعْتُ فَمَا سمعتُه. اللَّحْيَانِيُّ: رجل مجْنون مَخْنون مَحْنون وَقد أُجَنَّة الله وأَحَنَّه وأُخَنَّه بِمَعْنى وَاحِد. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الْخِنُّ: السَّفِينَة الفارغة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الرُّبَاحُ القِرْدُ، وَهُوَ الحَوْدَل، وَيُقَال لصوته: الْخَنْخَنَةُ ولضحكه: الْقَحْقَحَةُ. وَقَالَ شمر: خَنَّ خَنِيناً فِي الْبكاء: إِذا ردَّد الْبكاء فِي الخياشيم. وَقَالَ الفَصِيحُ من أَعْرَاب بني كِلاَب: الْخَنِينُ سُدَدٌ فِي الخياشيم، والْخُنَانُ مِنْهُ، وَقد خَنْخَن الرجل: إِذا أَخْرَجَ الْكَلَام من أَنفه. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الخَنِينُ يكون من الضحك الجافي أَيْضا. نخ: رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: ((لَيْسَ فِي النَّخَّةِ صَدَقَة)) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: النَّخَّةُ الرَّقِيق. قَالَ: وَقَالَ الْفراء: النَّخَّةُ أَن يَأْخُذ المُصَدِّق دِينَارا بعد فَرَاغه من الصَّدَقَة، وأنشدنا: (عَمِّي الَّذي مَنَعَ الدِّينَارَ ضَاحِيَةً ... دِينَارَ نَخَّةِ كَلْبٍ وَهْوَ مَشْهُودُ) وَقَالَ اللَّيْث: النَّخَّةُ والنُّخَّةُ _ لُغَتَانِ _ اسمٌ جامعٌ للحُمُرِ. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: اخْتلف النَّاس فِي النَّخَّةِ، فَقَالَ قوم: النَّخَّةُ: الرَّقِيق من الرِّجَال وَالنِّسَاء، وَقَالَ قوم: الْحمير، وَقَالَ قوم: الْبَقر العوامل، وَقَالَ قوم: الْإِبِل العوامل، وَقَالَ قوم: النَّخَّةُ الرِّبَا، وَقَالَ قوم: النَّخَّةُ: الرِّعاء، وَقَالَ قوم: النَّخَّةُ: الجَمَّالُونَ، وَقَالَ بَعضهم: يُقَال لَهَا فِي الْبَادِيَة: النُّخَّةُ: _ بِضَم النُّون _. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: وَاخْتَارَ ابْن الأعرابيمن هَذِه الْأَقَاوِيل النَّخةُ: الحميرُ. قَالَ: وَيُقَال لَهَا: الكُسْعَة.

باب الخاء والفاء

وَقَالَ أَبُو سَعيد: كل دابَّة استعمِلت من إبل وبقر وحَمِير رَقِيق فَهِيَ نَخَّةٌ ونُخَّةٌ، وَإِنَّمَا نَخَّخَها استعمالُها. وَقَالَ الرَّاجِزُ يصف حادِيَيْنِ لِلْإِبِلِ: (لَا تَضْرِبا ضَرْباً ونُخَّا نَخَّا ... مَا تَرَك النَّخُّ لَهُنَّ مُخَّا) قَالَ: وَإِذا قهر رجل قوما فاستأْدَاهُمْ ضَرِيبَةً صَارُوا نُخَّةً لَهُ. قَالَ: وَقَوله: (دِينَارَ نَخَّةِ كلْبٍ وهْوَ مشْهُودُ ... ) كَانَ أَخْذَ الضَّرِيبةِ من كلْبٍ نَخّاً لَهُم _ أَي اسْتِعْمَالا. قَالَ: والنَّخُّ أَنْ تَقول لِسَيِّقَتِكَ وَأَنت تحثُّها: إخْ إخْ، فَهَذَا النَّخُّ. قلت: وَسمعت غير وَاحِد من الْعَرَب يَقُول: نَخْنَخْ بِالْإِبِلِ أَي ازْجُرْها بِقَوْلِك: إخْ إخْ، حَتَّى تَبْرُك. وَقَالَ اللَّيْث: النَّخْنَخَةُ من قَوْلك: أَنَخْتُ الْإِبِل فاستناخت، أَي بَركَتْ، وَنَخْنَخْتُها فَتَنَخْنَخَتْ: من الرَّجْز، وَأما الإنَاخةُ فَهُوَ الإبراك، لم يُشْتَقَّ من حِكَايَة صَوْتٍ، أَلا ترى أَن الْفَحْل يَستنيخُ الناقةَ فَتَنَخْنَخُ لَهُ؟ . والنَّخُّ أَن تُناخَ النَّعَم قريبَة من المُصَدِّقِ حَتَّى يُصدِّقَها، وَأنْشد: (أَكْرِمْ أَمِيرَ الْمُؤمنين النَّخَّا ... ) قَالَ: والنَّخُّ من الزَّجْر من قَوْلك: إخْ إخْ، يُقَال: نَخَّ بهَا نَخّاً شَدِيدا، ونَخَّةً شَدِيدَة، وَهُوَ التَّأْنيخُ أَيْضا. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يُقَال: هَذِه نخَّةُ بني فلَان أَي عَبِيدُ بني فلَان. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: نَخْنَخَ إِذا سَار سيراً شَدِيدا، وَيُقَال: هَذَا من نُخِّ قلبِي وَنُخَاخَةِ قلبِي: وَمن مُخِّ قلبِي _ أَي من صافيه. بَاب الْخَاء وَالْفَاء [خَ ف) خف، فخ: مستعملان. خف: قَالَ اللَّيْث: الخُفُّ خُفُّ الْبَعِير، وَهُوَ مجمع فِرْسِنِه. تَقول الْعَرَب: هَذَا خُفُّ الْبَعِير، وَهَذِه فِرْسِنُهُ، والْخُفُّ مَا يَلْبَسُهُ الْإِنْسَان. ورُوِي عَن النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: ((لَا سَبَقَ إلاّ فِي خُفٍّ أَو نَصْلٍ أَوْ حَافِرٍ)) ، فالْخُفُّ: الْإِبِل هَا هُنَا، والحافر الْخَيل، والنَّصل: السَّهم الَّذِي يُرْمَى بِهِ، ومجازه: لَا سَبَق إِلَّا فِي ذِي خُفٍّ، أَو ذِي حافرٍ، أَو ذِي نَصْلٍ. وَقَالَ اللَّيْث: الخِفَّةُ: خِفَّةُ الوَزن، وخِفَّةُ الْحَال. وخِفَّةُ الرجل: طَيْشُه وخفَّته فِي عمله، والفعلُ من ذَلِك كُلِّه: خَفَّ يَخِفُّ خِفَّةً، فَهُوَ خَفِيفٌ، فَإِذا كَانَ خَفِيفَ الْقلب متوقّداً فَهُوَ خُفَافٌ، يُنْعَتُ بِهِ الرجلُ، كَأَنَّهُ أَخَفٌّ من الخَفِيفِ، وَكَذَلِكَ: بِعِيرٌ خُفَافٌ، وَأنْشد: (جَوْزٌ خُفَافٌ قَلْبَهُ مُثَقَّلٌ ... ) وَيُقَال: أَخَفَّ الرجل: إِذا خَفَّتْ حالُه ورقَّت.

وَفِي الحَدِيث: ((نَجَا الْمُخِفُّونَ)) ، وأَخَفَّ الرجل: إِذا كَانَ قَلِيل الثَّقَلِ فِي سَفَره أَو حضَره. والْخُفوفُ: سرعَة السّير من الْمنزل، يُقَال: حَان الخُفوُفُ، وخَفَّ الْقَوْم: إِذا ارتحلوا مُسْرِعين، وَقَالَ لَبِيدٌ: (خَفَّ الْقَطِينُ فَرَاحُوا مِنْكَ أَوْ بَكَرُوا ... ) والخِفُّ كل شَيْء خَفَّ مَحْمِلُهُ. وَقَالَ امْرُؤ القَيْس: (يَطِيرُ الْغُلامُ الْخِفُّ عَنْ صَهَوَاتِه ... ) وَيُقَال: جَاءَت الْإِبِل على خُفٍّ وَاحِد: إِذا تَبعَ بعضُها بَعْضًا، مقطورةً كَانَت أَو غيرَ مقطورة، وخَفَّ فلَان لفُلَان: إِذا أطاعه وانقاد لَهُ، وخفَّتِ الأُتُنِ لعَيْرِها: إِذا أَطَاعَته، وَقَالَ الرَّاعي، يصف العَيْرَ وأُتُنَه: (نَفَى بالْعِراكِ حَوالِيَّها ... فَخَفَّتْ لَهُ خُذُفٌ ضُمَّرُ) واسْتَخَفَّ فلانٌ بحقِّي: إِذا استهان بِهِ، واسْتَخَفَّه الفرحُ: إِذا ارْتَاحَ لأمر، واستَخفَّه فلَان: إِذا استجهله فَحَمله على اتِّبَاعِه فِي غيِّه. وَمِنْه قَول الله جلّ وعزَّ: {وَلَا يستخفنك الَّذين لَا يوقنون} [الرُّوم: 60] . وَفِي حَدِيث عَطاء أنَّه قَالَ: ((خِفُّوا عَلَى الأَرْضِ)) . قَالَ أَبُو عبيد: أَرَادَ: خِفُّوا فِي السُّجُود وَلَا تُرْسِلْ نفسَك إرْسَالًا ثقيلاً فيؤَثِّرَ فِي جبْهتك. ورُوِيَ عَن مجاهِدٍ نحوُه. قَالَ: إِذَا سَجَدْتَ فَتَخَافَّ. ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: خَفْخَفَ: إِذا حرَّك قميصَه الْجَدِيد فَسَمِعْتَ لَهُ خفْخَفَةً، أَي صَوْتاً. وَقَالَ المُفَضَّلُ: الخُفخُوفُ الطَّائِر الَّذِي يُقَال لَهُ: الْمِيسَاقُ، وَهُوَ الَّذِي يُصَفِّقُ بجناحيه إِذا طَار. قَالَ: وفَخْفَخَ الرَّجل: إِذا فاخر بِالْبَاطِلِ. فخ: قَالَ اللَّيْث: الفَخِيخُ دون الغَطيط فِي النّوم، تَقول: سمعْت لَهُ فَخِيخاً، والأَفْعَى لَهُ فَخِيخٌ. قلت: أما الأفعى فَإِنَّهُ يُقَال فِي فعله فَحَّ يَفِحُّ فِحِيحاً، بِالْحَاء. قَالَه الْأَصْمَعِي وَأَبُو خَيْرَةَ الْأَعرَابِي. وَقَالَ شمِر: الفَحِيحُ لِما سِوَى الأسْوَدِ من الحَيَّات، بِفِيهِ كَأَنَّهُ نَفَسٌ شَدِيد. قَالَ: والْحَفِيفُ مِن جَرْشِ بعضِه بِبَعْض. قلتُ: وَلم أسمع لأَحد فِي الأفعى وَسَائِر الحيَّات فَخِيخٌ بالَخاء، وَهُوَ عِنْدِي غلط، اللَّهُمَّ إِلَّا أَن تكون لُغةً لبَعض العَرَب لَا أعْرِفها، فَإِن اللغاتِ أكثرُ من أَن يحيطَ بهَا رجل وَاحِد. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: فَحَّتِ الأفعى تَفِحُّ إِذا سمعتَ صوتَها من فمها، فأَما الكَشِيشُ فصوتُهَا مِنْ جِلْدَتِها. وَقَالَ اللَّيْث: الفَخُّ مُعَرَّب، وَهُوَ من كَلَام الْعَجم. قلت: الْعَرَب تسمي الْفَخَّ: الطَّرْقَ. وَقَالَ الفَرَّاءُ: الحِضْبُ سرعَة أَخْذِ الطَّرْق الرَّهْدَنَ، قَالَ: والطَّرْقُ الْفَخُّ. وَقَالَ أَبُو العبَّاسِ فِي قَوْله:

باب الخاء والباء

(يَزُخُّها ثُمَّ يَنامُ الفَخَّهْ ... ) قَالَ: قَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: الْفَخَّةُ أَنْ يَنَامَ على قَفاه ويَنفُخَ من الشِّبَع. وَقَالَ غَيره: امرأةٌ فَخٌّ وَفَخَّةٌ: قذِرَةٌ، وَأنْشد: (أَلَسْتَ ابْنَ سَوْداءِ المْحَاجِرِ فَخَّةٍ ... لَهَا عُلْبَةٌ لَخْوَى ووَطْبٌ مُجَزَّمُ) بَاب الْخَاء وَالْبَاء [خَ ب] خب، بخ: مستعملان. خب: قَالَ اللّيْثُ: الْخَبَبُ ضَرْبٌ من العَدْو، تَقول: جَاءُوا مُخِبِّين، تخُبُّ بهم دوَابُّهم. قَالَ: والْخِبُّ الْجَرْبَزَةُ، والنعت رَجُلٌ خَبٌّ، وَامْرَأَة خَبَّةٌ، وَالْفِعْل خَبَّ يَخَبُّ خِبّاً، وَهُوَ بَيِّنُ الخِبِّ، والتَّخْبِيبُ إِفْسَاد الرجل عَبْدَ رجلٍ أَو أَمَتَه، يُقَال: خَبَّبَهُمَا فَأَفْسَدَهُما. والْخِبُّ: هيج الْبَحْر، يُقَال: أصابَهُم الْخِبُّ: إِذا اضطَرَبَتْ أمواج الْبَحْر، والْتَوتِ الرِّيَاح فِي وَقت مَعْلُوم تُلْجَأُ السُّفُنُ فِيهِ إِلَى الشِّطِّ، أَو يُلْقَى الأَنْجَرُ، يُقَال: خَبَّ بهمُ البَحْرُ يَخُبُّ. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيِّ قَالَ: الْخِبَابُ ثَوَرَانُ الْبَحْر. وَقَالَ اللَّيْث: الْخُبَّةُ من المَرْعَى. وَقَالَ الرَّاعِي: (حَتَّى ينَال خُبَّةً مِنَ الْخُبَب ... ) وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن شُمَيْل: الْخِبَّةُ من الأَرْض طَريقَة لَيِّنَةٌ مِنْبَاتٌ، لَيست بِحَزْنَةٍ وَلَا سهلة، وَهِي إِلَى السهولة أَدْنَى. قَالَ: وَأنْكرهُ أَبُو الدُّقَيْشِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الْخِبَّةُ والطِّبَّةُ، والْخَبِيبَةُ والطِّبَابَةُ، كل هَذَا: طرائق من رَمْل وسحَاب. وَأنْشد قَول ذِي الرُّمّةِ: (مِنْ عُجْمَةِ الرَّمْلِ أَنْقَاءٌ لَهَا خِبَبُ ... ) وَرَوَاهُ غيرُه. ( ... . . لَهَا حِبَبُ ... ) وَهِي الطرائق أَيْضا. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الْخَبُّ من الرمل: الحبلُ، إِلَّا أَنه لاَطِىءٌ بِالْأَرْضِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الْخَبُّ: السَّهْلُ بَين حَزْنَيْنٍ يكون فِيهِ الْكَمْأَةُ. وَأنْشد قَول عَدِيّ بْنْ زَيْدٍ: (تُجْنَى لَكَ الْكَمْأَةُ رِبْعِيَّةً ... بِالْخَبِّ تَنْدَى فِي أصولِ القَصِيصْ) القصيص: نَبْتٌ يَنْبُتُ فِي أَصله الكمأة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو أَيْضا: الْمَخَبَّةُ وَالْخَبِيبَة بَطْنُ الْوَادي. وَقَالَ ابنُ نُجَيْمٍ: الْخَبِيبَةُ وَالْخُبَّةُ كلهَا واحِدُ، وَهِي الشَّقِيقَة بَين حَبْلَيْنِ من الرَّمْلِ. وَقَالَ الرَّاعي: (فَجَاء بِأَشْوَالٍ إلَى أَهْلِ خُبَّة ... طُرُوقَا وَقد أَقْعَى سُهَيْلٌ فعَرَّدَا)

وَقَالَ أَبُو عَمْرو: خُبَّةٌ: كلأٌ، وَقَالَ غَيره: الْخُبَّةُ مَكَان يَستنقع فِيهِ المَاء، فَيَنْبُتُ حواليه الْبُقُولُ. وَقَالَ شَمِر: خِبَّةُ الثَّوْبِ طُرَّتُه، والخَبَائِبُ خَبَائِبُ اللَّحْم، وَهِي طَرَائقُ تُرَى فِي الْجلد مِن ذَهابِ اللَّحْم، يُقَال: لحمُه خَبائبُ، أَي كُتَلٌ وزِيَمٌ وقِطَعٌ ونحوُه. وَقَالَ أَوْسُ بنُ حَجَرِ: (صَدٍ غائِرُ العينينِ خَبَّبَ لحمَه ... سَمَائِمُ قَيْظٍ فهْوَ أَسْوَدُ شاسِفُ) قَالَ: خَبَّبَ لحمُه وخَدَّدَ لحمُه: أَي ذهب لحمُه فرأيتَ لَهُ طرائقَ فِي جلده. وَقَالَ أَبُو عُبيدة: الخبِيبَةُ كلُّ مَا اجْتمع فطَال من اللَّحْم. قَالَ: وكلُّ خَبِيبَةٍ من لحم فَهِيَ خَصِيلةٌ فِي ذِرَاع كَانَت أَو غيرِها. وَقَالَ الفرّاء: ثوبُه خَبائبُ وهَبائِبُ: إِذا تمزَّقَ. أَبُو عُبيدٍ عَنهُ: الخَبِيبَةُ، الخِرْقَةُ تُخْرِجُها من الثَّوْب فتَعْصِبُ بهَا يَدَك، وَيُقَال: خَبَّةٌ وَخُبَّةٌ. ورَوَى سَلَمَةُ عَنهُ: يُقَال: أَخَذَ خَبِيبَةَ الفَخِذِ. ولحمُ المَتْنِ يُقَال لَهُ: الْخَبيبةُ، وهنَّ الخَبائبُ. أَبُو عُبيدٍ عَن الفرّاء: يُقَال لِيَ مِنْهُم خَوَابُّ، واحدُها خابٌّ، وَهِي القَرَاباتُ. عَمْرو عَن أَبِيه: خَبْخَبَ ووَخْوَخَ: إِذا اسْتَرْخَى بَطْنُه، وخَبخَبَ: إِذا غدَرَ. وَقَالَ ابْن الأعرابيِّ فِي قَوْله: (لَا أُحْسِنُ قَتْوَ الملُوكِ وَالْخَبَبَا ... ) قَالَ: الخَبَبُ الخُبْثُ. وَقَالَ غيرُه: أَرَادَ بالخبَبِ مَصْدَرَ خَبَّ يَخُبُّ: إِذا عَدا. وَقَالَ اللَّيْث: الخَبْخَابُ رَخاوَةُ الشَّيْء المضطرِب. بخ: اللَّيْث: تَبخْبَخَ الحَرُّ: إِذا سكَن بعضُ فَوْرَتِه. قَالَ: وتَبَخْبَخَتِ الغَنَمُ: إِذا سكنتْ حَيْثُ كَانَت، وتَبخبَخَ لحمُه، وَهُوَ الَّذِي تسمعُ لَهُ صَوتا من هُزَالٍ بعْدَ سِمَنٍ. قَالَ: و ((بَخْ)) كلمة تقال عِنْد الْإِعْجَاب بالشَّيْء، يُثَقَّلُ ويُخَفَّفُ. وَقَالَ: (بَخْ بَخْ لِهذا كَرَماً فَوق الكَرَم ... ) وَقَالَ: وَدِرْهَمٌ بَخِيٌّ: إِذَا كُتِبَ عَلَيْهِ " بَخْ "، وَدِرْهَمٌ مَعْمَعيٌّ: إِذَا كُتِبَ عَلَيْهِ ((مَعْ)) مَضَاعَفاً لأَنه مَنْقُوصٌ وَإِنَّمَا يُضَاعَفُ إِذا كَانَ فِي حَال إِفراده محفَّفاً، لِأَنَّهُ لَا يتمكَّنُ فِي التَّصْريف فِي حَال تخفيفه فيَحْتَمِلُ طُول التضاعُفِ، وَمن ذَلِك مَا يُثَقَّلُ فيُكْتَفَى بتثقيله، وَإِنَّمَا حُمِل ذَلِك على مَا يَجْري على أَلْسِنَة النَّاس، فَوَجَدُوا ((بَخْ)) مُثَقَّلاً فِي مُسْتَعْمَل الْكَلَام، ووجدوا ((مَعْ)) مخفَّفاً، وجَرْسُ الْخَاء أمْتَنُ من جرس العَيْنِ، فكرهوا تثقيل العَيْنِ، فَافْهَمْ ذَلِك. أَبُو حَاتِم عَن الأَصْمَعِيِّ: درْهمٌ بَخِيٌّ _ الْخَاء خَفِيفَةٌ _ لِأَنَّهُ مَنْسُوب إِلَى ((بَخْ)) وَ ((بَخْ)) خفيفةُ الْخَاء، يُقَال: بَخْ بَخْ، وبَخٍ بَخٍ، وَهُوَ كَقَوْلِهِم: ((ثوب يَدِيٌّ)) للواسع،

باب الخاء والميم

وَيُقَال للضَّيِّقِ، وَهُوَ من الأضداد قَالَ: والعامَّةُ تَقول بَخِّيٌّ _ بتَشْديد الْخَاء _ وَلَيْسَ بصواب. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: لَو نسب إِلَى ((بَخْ)) على الأَصْل، قيل: بَخَوِيٌّ كَمَا إِذا نُسِبَ إِلَى دَمٍ قيل: دَمَوي. عَمْرُو عَن أَبِيه: بَخَّ: إِذا سكن من غَضَبِه وخَبَّ: من الْخَبَبِ. اللّيْثُ: بَخْبَخَةُ الْبَعِير وبَخْبَاخُهُ: هَدِيرٌ يمْلَأ الفَمَ شِقْشِقَتُهُ. أَبُو عبيد، عَن الفَرَّاء: بَخْبِخُو عَنْكُم من الظَّهيرَة، وخَبْخِبُوا وهَرِيقُوا، مَعْنَاهُ كُلِّهِ: أَبْرِدُوا. شَمِرٌ: تَبَخْبَخَ الحَرُّ وبَاخَ: إِذا سكن فَوْرُه، وَقَالَ رُؤْبَةُ فِي بَخْبَاخِ هَدِيرِ الْجَمَل: (بَخٍ وَبَخْبَاخُ الْهَدِيرِ الزَّغْدِ ... ) أَبُو الْهَيْثَمِ: ((بَخْ بَخْ)) : كلِمَةٌ يُتَكَلَّم بهَا عِنْد تفضيلك الشيءَ، وَكَذَلِكَ يُقَال: ((بَدَخْ وجَخْ) ، بِمَعْنى ((بَخْ)) . وَقَالَ العَجَّاجُ: (إذَا الأعَادِي حَسَبُونا بَخْبَخُوا ... ) أَي: قَالُوا: بَخْ بَخْ، وبَخٍ بَخٍ. ثعلبٌ، عَن ابْن الأعرابيّ: إبِلٌ مُبَخْبَخَة: عَظِيمة الأجواف وَهِي المُخَبْخَبةُ _ مقلوب _ مَأْخُوذ من ((بَخْ بَخْ)) . والعَرَب تَقول للشَّيْء تَمْدَحُه: بَخْ بَخْ وَبَخٍ بَخْ، وَبَخٍ بَخٍ، وَبَخٍّ بَخٍّ. قَالَ: فَكَأَنَّهَا من عِظَمِها إِذا رَآهَا النَّاس قَالُوا: مَا أَحسنها. قَالَ: والْبَخُّ: السَّرِيُّ من الرِّجَال. بَاب الخَاء وَالْمِيم [خَ م] خم، مخ: مستعملان. خم: قَالَ اللَّيْث: اللَّحْم المُخِمُّ: الَّذِي قد تَغَيَّرت رِيحُهُ وَلما يَفْسُدْ فَسَاد الجِيَفِ. قَالَ: وَإِذا خَبُث رِيحُ السِّقاء فأفسد اللبنَ قيل: أَخَمَّ اللبنُ. قَالَ: وخمَّ مِثْلُهُ، وَأنْشد: (قَدْ خَمّ أَوْ قَدْ هَمَّ بِالْخُمُومِ ... ) أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: خَمَّ اللحمُ وأخَمَّ: إِذا تغير وَهُوَ شِوَاءٌ أَو قَدِيرٌ، وصَلَّ وأَصَلَّ: إِذا تَغَيَّر وَهُوَ نِيءٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الْخَمْخَمَةُ ضرْبٌ من الْأكل قبيحٌ، وَبِه سمي الْخَمْخَامُ، وَمِنْه التَّخَمْخُمُ والْخَمْخِمُ نَبْتٌ، وَأنْشد: (وَسْطَ الدِّيَارِ تَسَفُّ حَبَّ الْخِمْخِمِ ... ) قلت: وَيُقَال لَهُ: الحِمْحِمُ بِالْحَاء أَيْضا، وَهُوَ الشُّقَّارَى. وَقَالَ اللَّيْث: الْخِمَامَةُ رِيشةٌ رَدِيئَة فَاسِدَة تَحت الرِّيش. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الْخُمَامَةُ والقُمَامَةُ: الكُنَاسَةُ، وخَمْخَمْتُ البيتَ: إِذا كَنَسْتَهُ. وَفِي الحَدِيث: ((خَيْرُ النَّاسِ رَجُلٌ مَخْمُومُ الْقَلْبِ)) . قَالَ أَبُو عبيد: مَعْنَاهُ: الَّذِي قد نُقِّيَ قَلْبُهُ من الغِلِّ والغِشِّ. وَقَالَ الأصعمي: خَمَّانُ الْقَوْم خُشَارَتُهُمْ.

ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: خَمَّانُ النَّاسِ، ونُتَّاشُ النَّاس، وعَوَذُ النَّاس: واحِدٌ. قَالَ: وَالخَمُّ: الْبكاء الشَّديد _ بِفَتْح الْخَاء _، وَالخُمُّ: قَفَصُ الدَّجاج، والخِمُّ: الْبُسْتَان الفارغ. سَلَمَةُ عَن الفَرَّاء قَالَ: الْخَمُّ الثَّنَاء الطَّيب، يُقَال: فلَان يَخُمُّ ثيابَ فلَان: إِذا أَثْنَى عَلَيْهِ خيرا، والْخَم تَغَيُّرُ رَائِحَة الْقُرْص، إِذا لم يَنْضَجْ، وخُمَّ: إِذا جُعِلَ فِي الْخُمِّ، وَهُوَ حبس الدُّجاج، وخُمَّ: إِذا نُظِّفَ. ثعلبٌ عَن ابْن الأعرابيِّ، قَالَ: الْخَمِيمُ: اللبنُ ساعةَ يُحْلَبُ، والْخَمِيمُ: الممدوح، والْخَمِيمُ: الثَّقيل الرُّوح. مخ: قَالَ اللَّيْث: الْمُخُّ نَقيُ عِظَام القَصَب، والجميعُ: الْمِخخَةُ، فَإِذا قلتَ: مُخَّةٌ، فجَمْعُها: الْمُخُّ، وَقد تَمَخَّخْتُهُ وتَمَكَّكْتُهُ _ إِذا استخرجتَه، وشحم العَيْن قد سُمي مُخّاً وَمِنْه قَول الراجز: (مَا دَامَ مُخٌّ فِي سُلاَمَى أَوْ عَيْن ... ) وأَمَخَّ العَظْمُ، وأَمَخَّتِ الشاةُ: _ إِذا اكْتَنَزَتْ سِمَناً. وَقَالَ غَيره: مُخُّ كل شَيْء خالصه وخيره، وأمْرٌ مُمِخٌّ، إِذا كَانَ طائلا من الْأُمُور، وإبل مَخَائِخُ: إِذا كَانَت خِيَاراً. أَبُو زيد: جَاءَتْهُ مُخَّةُ النَّاس: أَي نُخْبَتُهُمْ، وَأنْشد أَبُو عَمْرو: (بَاتَ يُمَاشيِ قُلُصاً مَخَائِخاً ... ) وَأنْشد غَيْرُهُ: (مِنْ مُخَّةِ النَّاسِ الَّتِي كانَ امْتَخَرْ ... )

بسم الله الرحمن الرحيم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيَمِ كتاب الثلاثي الصَّحِيح من حرف الْخَاء [أَبْوَاب الْخَاء وَالْقَاف] أُهمِلَت وجوهُها كلُّها. خَ ق س اسْتعْمل من وجوهها: [خسق] . خسق: قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ عَن الأصْمَعِيِّ: إِذا رُمِيَ بِالسِّهَامِ فَمِنْهَا الخَاسِقُ وَهُوَ المُقَرْطِسُ. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعْرَابي: رمى فَخَسَقَ: إِذا شَقَّ الجِلْدَ. اللَّيْثُ: ناقةٌ خَسُوق: سيِّئةُ الخُلُق تَخْسِقُ الأرضَ بِمَنَاسِمِهَا، إِذا مَشَتْ انْقَلب مَنْسِمُها فَخَدَّ فِي الأَرْض. قَالَ: وخَيْسَقُ: اسمُ لاَبَةٍ معروفةٍ، وبِئْرٌ خَيْسَقٌ: بَعِيدَةُ القَعْرِ. خَ ق ز اسْتعْمل من وجوهها: [خزق] . خزق: من أمثالهم فِي بَاب التَّشْبِيه: أَنْفَذَ من خَازِقٍ: يَعْنُونَ السَّهْمَ النَّافِذ. وَقَالَ اللَّيْث: كلُّ شَيْء جادٍّ رَزَزْتَهُ فِي الأَرْض وَغَيرهَا فَارْتَزَّ فقد خَزَقْتَه. قَالَ: والْخَزْقُ: مَا يَثْبُتُ، والخَرْقُ: مَا يَنْفُذُ. قَالَ: والمِخْزَقُ: عُودٌ فِي طرَفه مسمارٌ محدَّدٌ، يكون عِنْد بَيَّاع البُسْرِ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيِّ: إنَّه لَخَازَقُ وَرَقِهِ إِذا كَانَ لَا يُطْمَعُ فِيهِ، والسهم إِذا قَرْطَسَ فقد خَسَقَ وخَزَقَ. خَ ق ط: مهمل. خَ ق د، خَ ق ت: أهملت وجوهها. خَ ق ظ: مهمل. خَ ق ذ اسْتعْمل من وجوهها: [خذق] . خذق: قَالَ اللَّيْث: خَذَقَ البَازِي خَذْقاً وسائرُ الطَّيْر: ذرَقَ. أَبُو عبيد عَن الأصْمَعيِّ: ذَرَقَ الطائرُ وخَذَقَ ومَزَقَ وزَرَقَ يخْذِقُ ويَخْذُقُ. خَ ق ث: مهمل الْوُجُوه. خَ ق ر اسْتعْمل من جَمِيع وجوهها: [خرق] . خرق: قَالَ اللَّيْث: خَرَقْتُ الثوبَ إِذا شقَقْتَه، وخَرَقْتُ الأرضَ: إِذا قطعْتَها حَتَّى بلغْتَ أقصاها، وَلذَلِك سُمِّيَ الثَّوْرُ مِخْرَاقاً، والاخْتِرَاقُ: المَمَرُّ فِي الأَرْض عَرَضاً على

غير طَرِيق، يُقَال اخْتَرَقتُ دارَ فلَان: إِذا جعلتَها طَرِيقا لحاجتِك، والرِّيح تَخْتَرِقُ فِي الأَرْض، والخيْلُ تَخْترِقُ مَا بَين الشّجر والقُرَى. وَقَالَ رُؤبَةُ: (يَكِلُّ وَفْدُ الرِّيحِ مِنْ حَيْثُ انْخَرَق ... ) قَالَ: والْخَرْقُ: المفازَةُ الْبَعِيدَة، اخْتَرَقَتْهُ الرِّيحُ، فَهُوَ خَرْقٌ أَمْلَسُ. قَالَ: والْخرْقُ: الشَّقُّ فِي الأَرْض والحائطِ والثوبِ ونحوِه. قَالَ: والْخَرِيقُ من أَسمَاء الرِّيح الْبَارِدَة الشَّدِيدَة الهُبُوب، كَأَنَّهَا خُرِقَتْ، أَماتُوا الْفَاعِل بهَا. وَيُقَال: انْخَرَقَتِ الرِّيحُ الْخَرِيقُ: إِذا اشتدَّ هُبُوبُها وتَخَلُّلُها المواضعَ. وَيُقَال للرجل المتَمزِّقِ الثِّيَاب: مُنْخَرِقُ السِّرْبالِ. شَمِر عَن ابْن شُمَيْلٍ قَالَ: الْخَرْقُ: الأرضُ الْبَعِيدَة، مستوية كَانَت أَو غيرَ مستويةٍ، يُقَال: قَطعنَا إِلَيْكُم أَرضًا خَرْقاً وخَرُوقاً، والْخَرْقُ: البُعْدُ، كَانَ فِيهِ ماءٌ أَو شجر أَو أنيس، أَو لم يكن. قَالَ: ويُعَدُّ مَا بَين البَصرة وحَفَرِ أبي موسَى خَرقاً، وَمَا بَين النِّبَاجِ وضَرِيَّة خَرْقاً. وَقَالَ المُؤَّرِّجُ: كلُّ بلدٍ واسعٍ تَتَخَرَّقُ بِهِ الريحُ فَهُوَ خَرْقٌ. شَمِرٌ، قَالَ الفَرَّاءُ: يُقَال: مررتُ بخَرِيقٍ بَين مَسْحَاوَيْنِ، والمَسْحَاءُ أرضٌ لَا نباتَ فِيهَا، والْخَرِيقُ: الَّذِي توسَّطَ بَين مَسْحَاوَيْنِ بالنبات، والجميعُ الْخُرُقُ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وخرقوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَات بِغَيْر علم} [الْأَنْعَام: 100] ، قَرَأَ نافعٌ وحْدَهُ: (وخَرَّقوا) بتَشْديد الرَّاء، وسائِرُ القُرَّاء قرأوا: {وخرقوا لَهُ} _ بِالتَّخْفِيفِ. وَقَالَ الفرَّاء: معنى (خرقوا) افتعلوا ذَلِك كذبا وَكفرا، قَالَ: وخَرَقُوا واخْتَرَقُوا، وخَلَقوُا واخْتَلَقُوا: وَاحِد. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الاخْتِرَاقُ والاخْتِلاَقُ والاخْتِرَاصُ والافْتِرَاءُ: وَاحِد. وَيُقَال: خَلَقَ الكلِمَةَ واخْتَلَقَهَا، وخَرَقَهَا واخْتَرَقَها: إِذا ابْتَدَعَها كذبا، وتَخَرّقَ الكَذِبَ وتَخَلَّقَه. وَقَالَ اللَّيْثُ: الْخُرْقُ: نقيض الرِّفق وصاحبُه أَخْرَقُ، وناقَةٌ خَرْقَاءُ إِذا لم تتعاهد مواضِعَ قَوَائِمِهَا، وبَعِيرٌ أَخْرَقُ: يَقع مَنْسِمُهُ بِالْأَرْضِ قبل خُفِّه، يَعْتريه ذَلِك من النَّجابة. قَالَ: وريحٌ خَرْقاءُ: لَا تدوم على جِهَتهَا فِي هبوبها، وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: (بَيْتٌ أَطَافَتْ بِهِ خَرْقَاءُ مَهْجُومُ ... ) وَقَالَ الْمَازِنِيُّ فِي قَوْله: ((أَطَافَتْ بِهِ خَرْقَاءُ)) امرأةٌ غير صَنَاعٍ، وَلَا لَهَا رفق فَإِذا بَنَتْ بَيْتا انْهَدم سَرِيعا. وَقَالَ اللَّيْث: مَفَازَةٌ خَرْقاءُ خَوْقَاءُ: بَعِيدَةٌ، والْخِرْق من الْفِتيان: الظَّرِيفُ فِي سماحة ونَجْدَة. وَرُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ((أَنَّه نَهَى أَنْ يُضَحَّى بِشَرْقَاءَ أَوْ خَرْقَاءَ)) .

خ ق ل

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَالَ الأصمعيُّ: الشَّرْقَاءُ فِي الغَنَم: المَشْقُوقَةُ الأذُن بِاثْنَيْنِ، والْخَرْقَاءُ من الْغنم: الَّتِي يكون فِي أُذنها خَرَقٌ، وَقيل: الْخَرْقَاءُ: أَن يكون فِي الأُذن ثَقْبٌ مستدير. أَبُو عُبَيْد عَن الكسائيّ: كل شي من بَاب ((أَفْعَلَ وَفَعْلاَء) سوى الألوان فإِنه يُقَال فِيهِ: ((فَعِلَ يَفْعَلُ)) مَثْلُ ((عَرِجَ يَعْرَجُ)) وَمَا أشبَهَه، إلاَّ سِتَّةَ أَحْرُفٍ فإِنّها جَاءَت على ((فَعُلَ)) : الأخْرَقُ والأحْمَقُ والأرْعَنُ والأعْجَفُ والأسْمَرُ، يُقَال خَرَقَ الرجل يَخْرُق فَهُوَ أَخْرَقُ، وَكَذَلِكَ أخواتُه. أَبُو عُبَيْدٍ عَن أبي عَمْرٍ و: خَرِقَ الرَّجُلُ يَخْرَقُ، وبَرَقَ يَبْرِقُ: إِذا دُهِشَ. وَقَالَ ابْن الأعرابيِّ: الغَزَالُ إِذا أدْركهُ الكَلْبُ: خَرِقَ فَلَزِقَ بِالْأَرْضِ. وَقَالَ اللَّيْث: الْخَرْقُ شِبْهُ النّظر من الْفَزع، كَمَا يَخْرَقُ الخِشْفُ إِذا صِيدَ. قَالَ: وخَرِقَ الرجل: إِذا بَقِي متحيِّراً من هَمٍ أَو شدَّة. قَالَ: وخَرِقَ الرجل فِي الْبَيْت، فَلم يبرح فَهُوَ يَخْرَقُ خَرَقاً وأَخْرَقَهُ الْخَوْف. قَالَ: وخَرُق يَخْرُقُ فَهُوَ أَخْرَقُ: إِذا حَمُقَ، وَخَرُقَ بالشي يَخْرُقُ: إِذا عَنُف فَلم يُحسِن عَمَلَه، فَهُوَ أَخْرَقُ أَيْضا. غَيْرُهُ: رَمَاد خَرِقٌ: لازق بِالْأَرْضِ، ورَحِمٌ خَرِيقٌ: إِذا خَرَقها الولَدُ فَلَا تَلْقَحُ بعد ذَلِك. قَالَ: والْمِخْرَاقُ: السَّيف، وَمِنْه قَوْله: (وَأَبْيَضَ كَالْمِخْرَاقِ بَلَّيْتُ حَدَّهُ ... ) المَخَارِيقُ _ وَاحِدهَا مِخْرَاقٌ _: مَا يَلعب بِهِ الصِّبيانُ من الخِرَقِ المفتولة، وَأنْشد: (كَأَنَّ سُيُوفَنَا مِنَّا وَمِنْهُمْ ... مَخَارِيقٌ بِأيْدِي لاَعِبِينَا) وذُو الْخِرَقِ الطُّهَوِيُّ: اسمُ شَاعِر أَو لقَبٌ لَهُ، وَيُقَال: جاءتْ خِرْقَةٌ من جَرَاد: أَي قطعةٌ، وَجَمْعُها: خِرَقٌ. قَالَ: والثَّوْرُ الوحشيُّ يسمَّى مِخْرَاقاً لقَطْعِهِ البلادَ البعيدةَ، وَمِنْه قَول عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ: ( ... . كَالنَّابِىء الْمِخْراقِ ... ) ورُوي عَن عَلِيّ رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ: ((الْبَرْقُ مَخَارِيْقُ الْمَلاَئِكَةِ)) . وَقَالَ كُثَيِّرٌ فِي المَخَارِيقِ بِمَعْنى السيوف: (عَلَيْهِنَّ شُعْثٌ كَالْمَخَارِيق كُلُّهُمْ ... يُعَدُّ كَرِيماً لاَ جَبَاناً وَلاَ وَغْلاَ) قَالَ شَمِرٌ: والمِخْرَاقُ من الرِّجَال: الَّذِي لَا يَقَعُ فِي أَمر إلاَّ خرج مِنْهُ. قَالَ: والثور البَرِّيُّ يُسمى مِخْرَاقاً لِأَن الْكلاب تطلبه فيُفْلِتُ مِنْهَا. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَدْنَانَ: الْمَخَارِقُ: المَلاَصُّ، يَتَخَرّقُونَ الأَرْض، بَيْنَا هم بأرضٍ إِذا هُمْ بأُخرى. وَقَالَ ابْن الأعْرَابيّ، رجل مِخْرَاقٌ وخِرْقٌ ومُتَخَرِّقٌ أَي: سخيٌّ. قَالَ: وَلَا جمع للْخِرْقِ. أَبُو عُبَيْدٍ عَن الأصْمَعِيِّ: رِيحٌ خَرِيقٌ أَي: بَارِدَة. خَ ق ل اسْتعْمل من وجوهه: خلق، قلخ، لخق.

خلق: قَالَ اللَّيْثُ: الْخَلِيقَةُ: الْخُلُقُ، وجَمْعُها: الْخَلائِقُ. أبُو عُبَيْد، عَن أَبِي زَيْدٍ: إِنَّه لكريم الطبيعة والْخَلِيقَة والسَّلِيقَة: بِمَعْنى وَاحِد. قلتُ: ورأيتُ بِذُرْوَةِ الصَّمَّان قِلاَتاً تمسك مَاء السَّحَاب فِي صَفَاةٍ خَلَقها الله فِيهَا، تسمِّيها الْعَرَب الخَلائِقَ، الْوَاحِدَة خَلِيقَةٌ وَرَأَيْت بالْخَلْصَاء من جبال الدَّهْنَاءِ دُحْلاَناً خَلَقَها الله فِي بطُون الأَرْض، أَفواهها ضيقَة، فَإِذا دَخلهَا الدَّاخِل وجدهَا تَضِيق مرّة وتتسع أُخْرَى، ثُمَّ يُفْضي المَمَرّ فِيهَا إِلَى قَرَارٍ للْمَاء واسعٍ لَا يُوقَفُ على أقصاه، وَالْعرب إِذا تَرَبَّعوا الدَّهْنَاءَ وَلم يَقع رَبيعٌ بِالْأَرْضِ يمْلَأ الْغُدْرَانَ _ استقوا لخيلهم وشفاههم من هَذِه الدُّحْلاَنِ. وَمن صِفَات الله: الْخَالِقُ والْخَلاَّقُ، وَلَا تجوز هَذِه الصّفة بِالْألف وَاللَّام لغير الله جلَّ وعزَّ. والْخَلْقُ فِي كَلَام الْعَرَب: ابتداعُ الشَّيْء على مثالٍ لم يُسْبَقُ إليْه. وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ الأنْبَارِيِّ: الْخَلْقُ فِي كَلَام الْعَرَب على ضَرْبَيْنِ، أَحدهمَا: الْإِنْشَاء على مثالٍ أبدعه، وَالْآخر: التَّقْدِير. وَقَالَ فِي قَول الله جلّ وَعز: {فَتَبَارَكَ الله أحسن الْخَالِقِينَ} [الْمُؤْمِنُونَ: 14] مَعْنَاهُ: أحسنُ المقدرين، وَكَذَلِكَ قَوْله: {وتخلقون إفكا} [العنكبوت: 17] أَي: تُقَدِّرون كَذباً. قلتُ: وَالْعرب تَقول: خَلَقْتُ الأَدِيمَ إِذا قدَّرْتَه وقِسْتَه، لتَقطع مِنْهُ مَزَادَةً أَو قِرْبَةً أَو خُفّاً. وَقَالَ زُهَيْر: (وَلأَنْتَ تَفْرِي مَا خَلَقْتَ وَبَعْضُ ... الْقَوْمِ يَخْلُقُ ثُمَّ لاَ يَفْرِي) يمدح رجلا فَيَقُول لَهُ: أَنْت إِذا قدَّرْتَ أمرا قطعتَه وأمضيتَه، وغيرُك يقدِّر مَا لاَ يقطعُه، لِأَنَّهُ غير ماضي العَزم، وَأَنت مَضَّاءٌ على مَا عزمتَ عَلَيْهِ. وَقَالَ الكُميتُ: (أَرَادُوا أَنْ تُزَايِلَ خَالِقاَتٌ ... أَدِيمَهُمُ يَقِسْنَ وَيَفْتَرِينَا) يصف ابْنَيْ نِزَارِ بْنِ مَعَدّ _ وهما رَبيعَةُ ومُضَرُ _ أَرَادَ: أَن نَسَبَهُمْ وأديمهم وَاحِد. فَإِذا أَرَادَ خَالِقَاتُ الْأَدِيم التفريقَ بَين نسبهم تَبَيَّن لهنَّ أَنه أديمٌ وَاحِد لَا يجوز خَلْقهُ للْقطع، وضَرَبَ النساءَ الْخَالِقَاتِ للأديم _ مَثَلاً للنسَّابين الَّذين أَرَادوا التَّفْرِيق بَين ابْنَيْ نزَارٍ. وَيُقَال: زايلتُ بَين الشَّيْئَيْنِ وزيَّلْتُ: إِذا فرقْتَ، وَقَالَ الله جلّ وعزّ: (إِن هَذَا إلاّ خَلْقُ الْأَوَّلين) [الشُّعَرَاء: 137] وقرىء {خلق} . وَقل الفَرَّاءُ: من قَرَأَ (خَلْقُ الْأَوَّلين) أَرَادَ اختلافَهم وكذِبَهم، وَمن قَرَأَ {خلق الْأَوَّلين} _ وَهُوَ أَحَبُّ إِلَى الفرَّاء أَرَادَ عَادَةَ الأوّلين.

قَالَ: وَالْعرب تَقول: حدَّثنا فلانٌ بِأَحَادِيث الْخَلْقِ، وَهِي الخُرَافات من الْأَحَادِيث المفتعلة. وَكَذَلِكَ قَوْله: {إِن هَذَا إِلَّا اخْتِلَاق} [ص: 7] . وروى ابْن شُمَيْل بِإِسْنَاد لَهُ عَن أبي هُرَيْرَةَ أَنه قَالَ: ((هُمْ شَرُّ الخَلْقِ وَالخَلِيقَةِ)) . قَالَ: الْخَلْقُ: النّاسُ، والْخَلِيقةُ: الدوابُّ والبهائم. وَقَالَ اللَّيْثُ: رجل خالِقٌ: أَي صانع، وهنَّ الْخَالِقَاتُ: للنِّسَاء، وَيُقَال: خَالِق النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَن أَي: عاشرهم، ويقَال: إِنَّه لخليق لذاك أَي: شَبيه، وَمَا أخلقه {} أَي: مَا أشبهه. وَقَالَ غَيره: إِنَّه لَخَلِيقٌ بِذَاكَ أَي: حَرِيٌّ، وَأَخْلِقْ بِهِ أَن يفعل ذَاك {} أَي: أَحْرِ بِهِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: وَامْرَأَة خَلِيقَةٌ: ذَاتُ جِسْم وَخَلْقٍ، وَلَا يُنْعَتُ بِهِ الرجل. وَقَالَ غَيره: يُقَال: رجل خَلِيقٌ: إِذا تمّ خَلقُهُ، والنعتُ: خَلُقَتِ الْمَرْأَة خَلاَقَةً: إِذا تمّ خَلْقُهَا. أبُو عُبَيْدِ عَن الأصمعيِّ: الْمُخْتَلَقُ: التامُّ الْخَلْقِ وَالْجَمَالِ. وَسُئِلَ أَحْمَدُ بنُ يَحيى عَن قَول الله عز وَجل: {مخلقة وَغير مخلقة} [الْحَج: 5] فَقَالَ: النَّاس خُلِقُوا على ضَرْبَيْنِ، مِنْهُ [الْحَج: 5] م تامُّ الْخَلْقِ وَمِنْهُم خَدِيجٌ نَاقِصٌ غيرُ تامٍ. يُدُلُّكَ على ذَلِك قولُهُ جلّ وعزّ: {ونقر فِي الْأَرْحَام مَا نشَاء إِلَى أجل مُسَمّى} [الْحَج: 5] الْآيَة. وَقَالَ ابْنُ الأعْرَابيِّ: {مخلقة} : قد بَدَا خَلْقُها، {وَغير مخلقة} : لم تُصَوَّر. وَقَالَ اللَّيْثُ: الْخَلاَق النَّصِيبُ من الْحَظِّ الصَّالح، وَهَذَا رجلٌ لَيست لَهُ خَلاَقٌ أَي: لَيْسَ لَهُ رَغْبَةٌ فِي الْخَيْر وَلَا فِي الْآخِرَة، وَلَا صلاحٌ فِي الدّين. وَقَالَ المفسِّرُون فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَة من خلاق} [البَقَرَة: 200] : الْخلاَقُ: النَّصِيبُ من الْخَيْر. ثَعْلَبٌ عَن ابْن الأعْرَابِيِّ: {لَا خلاق لَهُم} [آل عمرَان: 77] : لَا نصيب لَهُم فِي الْخَيْر. قَالَ: والْخلاقُ الدِّين. وَيُقَال: خَلُقَ الثَّوْبُ يخْلُقُ خُلُوقةً وأَخلَقَ إخلاَقاً، بِمَعْنى وَاحِد. وَيُقَال للسَّائل: قد أَخْلَقَ وَجْهَهُ، وأَخْلَقَ فلَان فلَانا أَي: أعطَاهُ ثوبا خلَقاً. ورَوَى أَبو عُبيدٍ عَن الْكسَائي فِيمَا أَقْرَأَنِي الإِيَاديُّ لِشَمِرٍ عَنهُ: أَخْلَقْتُ الرجلَ ثَوْباً أَي: كسوتُه خَلَقاً. ورُويَ عَن عمر بن الْخطاب أَنه قَالَ: ((لَيْسَ الْفَقِيرُ الَّذِي لَا مَالَ لَهُ، إِنَّما الْفَقِيرُ الأَخْلَقُ الْكَسْبِ)) . قَالَ أَبو عُبِيدٍ: هَذَا مَثَلٌ للرجل الَّذِي لَا يُرْزَأُ فِي مَالِهِ، وَلَا يُصاب بالمصائِب، وأصل هَذَا أَنه يُقَال للجبل المُصْمَتِ الَّذِي لَا يؤثِّر فِيهِ شَيْء: أَخْلَقُ وصخرة خَلْقاءُ: إِذا كَانَت ملْسَاءَ. وَأنْشد للأعشى:

(قَدْ يَتْرُكُ الدَّهْرُ فِي خَلْقَاءَ رَاسِيَةٍ ... وَهْياً وَيُنْزِلُ مِنْهَا الأعْصَمَ الصَّدَعَا) فَأَرَادَ عُمر أنَّ الفقرَ الْأَكْبَر إِنَّمَا هُوَ فَقرُ الْآخِرَة لمن لم يُقَدِّم من مالِهِ شَيْئا يُثابُ عَلَيْهِ هنالِكَ، وَأَن فقر الدُّنْيَا أهْوَنُ الفقرين. وَقَالَ اللَّيْث: الأخْلَقُ: الأمْلَسُ من كل شَيْء. قَالَ: وخُلَيقَاءُ الْجَبْهَة: مُستواها، وَهِي الْخَلْقَاءُ، يُقَال: سُحِبوُا على خَلْقَاوَاتِ جباههم. قَالَ: وخَلْقَاءُ الْغَارِ الْأَعْلَى: باطنُه، واخلَوْلَقَ السحابُ: إِذا اسْتَوَى، كَأَنَّهُ مُلِّسَ تمليساً. وَأنْشد لِمُرقِّشٍ: (مَاذا وُقُوفِي عَلَى رَبْعٍ عَفَا ... مُخْلَوْلِقٍ دَارِسٍ مُسْتَعْجِم) والْخَلُوقُ من الطّيب: مَعْرُوف، وَقد تَخَلَّقَتِ المرأةُ بالْخَلُوقِ وخَلَّقَتْ غَيْرَها، وَقد خُلِّقَ المسجدُ بالْخَلُوقِ. وَيُقَال للْمَرْأَة الرَّتْقاءِ: خَلْقَاءُ، لِأَنَّهَا مُصْمَتَةٌ كالصَّفَاةِ الْخَلْقاءِ. وَيُقَال: ثَوْبٌ أَخْلاَقٌ، يُجْمَع بِمَا حوله، وَقَالَ الراجزُ: (جَاء الشِّتاءُ وَقَمِيصي أَخْلاَقْ ... شَرَاذمٌ يَضْحَكُ مِنِّي التَّوَّاقْ) وَيُقَال: جُبَّةٌ خَلقٌ بِغَيْر هَاء وجَديدٌ بِغَيْر هَاء أَيْضا وَلَا يجوز جُبَّة خَلَقَةٌ بِالْهَاءِ وَلَا جَديدَةٌ. وَقَالَ أَبو عُبيدة: فِي وَجه الْفرس خُلَيقَاوَانِ، وهما حيثُ لَقِيتْ جبهتُه قصَبَةَ أَنفه. قَالَ: والخَلِيقَانِ، عَن يَمِين الخُلَيْقَاء وشِمَالِها، ينحدرانِ إِلَى العَيْن. قَالَ: والْخلَيْقَاءُ: بَين العَيْنَيْنِ، وَبَعْضهمْ يَقُول: الْخَلْقَاءُ. عَمْرو عَن أَبِيه: الخَلِيقَةُ: الْبِئْرُ ساعةَ تُحْفَر. قَالَ: والْخَلقُ: كل شَيْء مملَّس، مُسْتو، وسَهْمٌ مُخَلَّقٌ: أملسُ مَسْتوٍ، والْخَلَقَة: السحابَةُ المستوية الْمُخِيلَة للمَطَر. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الخَلُقُ: الآبارُ الحديثاتُ الحَفْرِ، والخُلُقُ: الدِّينُ، والخُلُقُ: المروءةُ. وَيُقَال: فلَان مَخْلَقَة للخير كَقَوْلِك: مَجْدَرَةٌ ومَحْرَاةٌ ومَقمَنةٌ. قلخ: عَمْرو عَن أَبِيه: القَلْخُ: الضَّرْب باليابس على الْيَابِس. وَقَالَ اللَّيْث: القَلْخُ والقَلِيخُ: شِدَّة الهَدِيرِ، وَأنْشد: (قَلْخُ الهَدِيرِ مِرْجَسٌ زَغَّادُ ... ) قَالَ: وَيُقَال للفَحْل عِنْد الضِّرَاب: قَلَخْ قَلَخْ مجزوم وَيُقَال للحمار المُسِنِّ: قَلْخٌ وقَلْحٌ بِالْخَاءِ والحاء، وَأنْشد اللَّيْث: (أَيَحْكُمْ فِي أَمْوَالِنَا ودِمائِنا ... قُدَامَةُ قَلْخُ العَيْرِ عَيْرِ ابْنِ جَحْجَبِ) أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: الْفَحْل من الْإِبِل إِذا هَدَرَ فَجعل كأنَّه يَقْلَعُ الهَدِيرَ

خ ق ن

قَلْعاً. قيل: قَلَخَ يَقْلَخُ قلخاً، وَهُوَ بعير قَلاَّخٌ، وَأنْشد الْأَصْمَعِي: (قَلْخَ الفُحُول الصِّيدِ فِي أَشْوَالِها ... ) قلتُ: والْقُلاَخُ ابْنُ جَنَابِ بْنُ جَلاَ الرَّاجز، شُبِّهَ بالفَحْل فلُقِّب بالقُلاَخِ وَهُوَ الْقَائِل: (أَنا القُلاَخُ بنُ جَنَابِ بِنِ جَلاَ ... أَبُو خَنَاثِيرَ أَقُودُ الجَمَلاَ ... ) والخناثير: الدَّوَاهِي، أَرَادَ أَنه مَشْهُور مَعْرُوف. أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي قَالَ: قلَّخْتُهُ بالسُّوط تقليخاً: ضرَبْتُهُ. لخق: عَمْرو، عَن أَبِيه قَالَ: اللَّخْقُ: الشَّقُّ فِي الأَرْض، وَجمعه لُخُوقٌ وألْخاق. وَقَالَ الأصمعِيُّ: هِيَ اللَّخاقِيقُ للشُّقُوق وَاحِدهَا لُخقُوقٌ. وَقَالَ ابْن شُمَيل: اللُّخْقُوقُ: مَسِيل المَاء، لَهُ أَجْرَافٌ وحُفَرٌ، وَالْمَاء يجْرِي فيحفِرُ الأرضَ كَهَيئَةِ النَّهر حَتَّى تَرَى لَهُ أجرافاً وجَمْعُه اللَّخاقيقُ، وَقيل: شِقَابُ الْجَبَل لَخاقيقُ أَيْضا. وَقَالَ بَعضهم فِي قَوْله: فِي لَخاقِيقِ جِرْذانٍ)) : إِن أَصْلهَا الأخَاقِيقُ وَقد مر تَفْسِيره فِي أول مضاعف الْخَاء. خَ ق ن اسْتعْمل من وجوهه: خنق، نقخ، خقن. خنق: قَالَ اللَّيْث: خَنَقَهُ فاخْتَنَقَ وانْخَنَقَ، فأَما الأنْخِنَاقُ فَهُوَ انعِصار الْخِنَاقِ فِي عُنُقه، والاخْتِنَاقُ: فعْلُهُ بِنَفسِهِ. قَالَ: والْخِنَاقُ: الحَبْلُ الَّذِي يُخْنَقُ بِهِ، وَيُقَال: رجل خَنِقٌ مَخْنُوقٌ، ورجلٌ خَانِقٌ فِي مَوضِع خَنِيقٍ ذُو خِنَاقٍ، وَأنْشد: (وَخَانِقٍ ذِي غُصَّةٍ جَرَّاضِ ... ) قَالَ: والخَنَّاقُ: نَعْتٌ لمَنْ يكون ذَلِك شأنَه وفِعْلَه بِالنَّاسِ، وأخَذَ بمُخَنَّقه أَي: بِموضع الْخِنَاقِ، وَمِنْه اشتُقَّتِ المِخْنَقَة من القِلاَدة. والخُنَاقِيَّةُ داءٌ أَو ريح يَأْخُذ الناسَ والدَّوابَّ فِي حُلوقهم، وَقد يَأْخُذ الطَّيْرَ فِي رَأسهَا وحَلْقِها. وتَعْتَرِي الخيلَ الخُنَاقِيَّةُ أَيْضا، يُقَال: خُنِقَ الفرسُ، فَهُوَ مَخْنُوقٌ. أَبُو سعيد: المُخْتَنِقُ من الْخَيل: الَّذِي أَخذتْ غُرَّتُه لَحْيَيْهِ إِلَى أصُول أُذنَيْه، وخنَّقتُ الحوضَ تَخْنِيقاً: إِذا شددتَ مَلأهُ، وَقَالَ أَبُو النَّجْمِ: (ثُمَّ طَبَاهَا ذُو حَبَابٍ مُتْرَعُ ... مُخَنَّقٌ بِمَائِهِ مُدَعْدَعُ) ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الخُنُقُ: الفُروج الضَّيِّقَةُ من فُروج النِّسَاء. وَقَالَ أَبُو العبَّاس: فَلْهَمٌ خَنَّاقٌ: ضَيِّقٌ حُزُقَّةٌ قصيرٌ السَّمْك. ومُخْتَنَقُ الشِّعْبِ: مَضِيقُه، وخَانِقِينَ مَوْضِعٌ مَعْرُوف. نقخ: قَالَ اللَّيْث: النَّقْخُ: نَقْفُ الرَّأْس عَن الدِّماغ، وَقَالَ العَجَّاجُ: (لِهامِهِمْ أَرُضُّهُ وأَنْقَخُ ... ) أَبُو عبيد عَن أبي زيد قَالَ: إِذا ضَرَبَ رَأْسَ الرجل حَتَّى يَخْرُجَ دِمَاغُه قَالَ: نَقخْتُهُ نَقْخاً، وَأنْشد:

خ ق ف

(نَقْخاً عَلَى الْهَامِ وَبَجًّا وَخْضاً ... ) أَبُو عبيد، عَن أبي عُبَيْدَة: النُّقَاخ: المَاء العَذْب، وَأنْشد شَمِرٌ: (وَأَحْمَقُ مِمّنْ يَلْعَقُ الْماءَ قَالَ لِي ... دَعِ الْخَمرَ واشْرَبْ مِنْ نُقَاخٍ مُبَرَّدِ) وَقَالَ أَبُو العبَّاس: النُّقَاخُ: النّوم فِي الْعَافِيَة والأَمْن. والنُّقَاخُ: الضَّرْب على الرَّأْس بِشَيْء صُلْب. والنُّقَاخُ: اسْتِخْرَاج المُخِّ. شَمِر: قَالَ ابْن شُمَيلٍ: النُّقَاخُ الماءُ الكثيرُ يُنْبِطُه الرجل فِي الْموضع الَّذِي لَا مَاء فِيهِ. وَقَالَ الفَرَّاءُ: يُقَال: هَذَا نُقَاخُ الْعَربيَّةِ أَي: خالصها. أَبُو عَمْرو: ظَلِيمٌ أَنْقَخُ: قَلِيل الدِّمَاغ. وَأنْشد لِطِلْقِ بن عَدِيٍّ. (حَتَّى تَلاقَى دَفُّ إِحْدَى الشُّمَّخِ ... بالرُّمْحِ مِنْ دُونِ الظَّلِيمِ الأنْقَخْ) خقن: قَالَ اللَّيْث: خاقانُ: اسمٌ يسمىَّ بِهِ مَنْ تُخَقِّنُهُ التُّرْكُ على أنفسهم. قلت: وَلَيْسَ من العربيَّة فِي شَيْء. خَ ق ف اسْتعْمل فِي وجوهه: خَفق: قفخ. خَفق: قَالَ اللَّيْث: الخَفْقُ: ضَرْبُك الشيءَ بالدِّرَّة أَو بشيءٍ عريضٍ، والْخفْقُ صَوْتُ النَّعْل وَمَا أشبهه، من الْأَصْوَات. ورجلٌ خَفَّاقُ القَدَم: عَريضُ باطِنها وَمِنْه قَوْله: (خَدَلَّجُ السَّاقَيْنِ خَفَّاقُ القَدَمْ ... ) قَالَ: والخَفْقُ اضْطِرَاب الشَّيْء العريض. يُقَال: رَاياتُهم تَخفِقُ وتَختَفِقُ، وتُسَمَّى الأعلامُ: الخَوافِقَ، والخافقاتِ. والمِخْفَقُ من أَسماءِ السَّيف العريض، والْمِخْفَقةُ والْخَفقَةُ جَزْمٌ هُوَ الشيءُ الَّذِي يُضرَبُ بِهِ، نَحْو سَيْرٍ أَو دِرَّةٍ. قَالَ: والخفَقَانُ: اضطرابُ الْقلب، وَهِي خِفَّةٌ تَأْخُذ الْقلب، تَقول: رَجلٌ مَخْفُوقٌ. والخَفقَانُ: اضطرابُ الْجَناحِ ورُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: ((أَيُّمَا سَرِيَّةٍ غَزَتْ فأَخْفَقَتْ كَانَ لَهَا أَجْرُهَا مَرَّتَيْنِ)) . قَالَ أَبُو عبيد: الإخفاق: أَن تَغْزُوَ فَلَا تَغْنَمَ شَيْئا، وَمِنْه قَول عَنْتَرَةَ: (فَيْخْفِقُ مَرَّةً وَيُفِيدُ أُخْرَى ... وَيَفْجَعُ ذَا الضَّغَائِنِ بالأَرِيبِ) يصف فرسا لَهُ، أَنَّهُ يَغْزُو عَلَيْهِ فيغنم مرّة، وَلَا يغنم أُخْرَى. قَالَ أَبُو عبيد: وَكَذَلِكَ كلُّ طالِب حاجةٍ إِذا لم يقضها فقد أَخفَقَ إخفاقاً. وأصل ذَلِك فِي الْغَنِيمَة. وَقَالَ اللَّيْث: أَخْفَقَ القومُ: فَنِيَ زادُهم. قَالَ: والسَّرابُ الْخَفُوقُ والْخاَفِقُ: الكثيرُ الِاضْطِرَاب، والْخَفْقَةُ: الْمَفَازَةُ ذَاتُ الْآل. وَقَالَ الْعَجَّاجُ: (وَخَفْقَةٍ لَيْسَ بِهَا طُوئِيُّ ... ) يَعْنِي: لَيْسَ بهَا أحد. وَيُقَال: خَفَقَ فلَان خَفْقَةً: إِذا نَام نومَة خَفِيفَة.

ونَاقةٌ خَيْفَقٌ، وفَرَسٌ خَيْفَقٌ، وَهِي السريعة جِدّاً، وظَلِيمٌ خَيْفَقٌ وَهُوَ الْخَنْفَقِيقُ فِي كُلِّ ذَلِك، وَهُوَ مَشْيٌ فِي اضْطِرَاب. وَقَالَ أَبُو عُبيدة: فَرَسٌ خَفِقٌ، وَالْأُنْثَى خَفِقَةٌ، مَثْلُ خَرِبٍ وخَرِبة. وَإِن شئتَ قُلْتَ: خُفَقَ، والأُنثى خُفَقَةٌ تقديرها: رُطَبٌ ورُطَبَةٌ، والْجَمِيعُ: خَفِقَاتٌ وَخُفَقاتٌ وخِفَاقٌ. وَهِي بِمنزِلةَ الأقَبِّ. وربَّما كَانَ الْخُفُوقُ من خِلْقَةِ الْفرس ورُبَّما كَانَ من الضُّمْرِ والْجَهْدِ، وربَّما أُفْرِدَ، ورُبَّمَا أُضِيفَ. وَأنْشد فِي الْإِفْرَاد: (وَيَكْفِتُ فَضْلَ سِابِغَةٍ دِلاَصٍ ... عَلَى خَيْفَانَةٍ خَفِقٍ حَشَاهَا) وَأنْشد فِي الْإِضَافَة: (حَابِي الضُّلُوعِ خَفِقِ الأَحْشَاءِ ... ) وَقيل لبَعض الْفُقَهَاء: مَا يُوجِبُ الْغُسْلَ؟ فَقَالَ: الْخَفْقُ والْخِلاَطُ. وَقيل: الْخَفْقُ تَغْييبُ الْقَضِيبِ فِي الفَرْجِ، وخَفِقَ النَّجْمُ إِذا غَابَ. ابْن السِّكِّيتِ عَن الكلابيِّ امرأةٌ خَيْفَقٌ: وَهِي الطَّوِيلَةُ الرُّفْغَيْنِ. الدَّقيقةُ العِظام، البعيدةُ الْخَطْوِ. وفَلاَةٌ خَيْفَقٌ أَي: واسعةٌ، يَخْفِقُ فِيهَا السَّرَابُ. قَالَ الزَّفَيَانُ: (أَنَّى أَلَمَّ طَيْفُ لَيْلَى يَطْرُقُ ... ودُونَ مَسْرَاهَا فَلاَةٌ فَيْهَقُ) (تِيهٌ مَرَوْرَاةٌ وَفَيْفٌ خَيْفَقُ ... ) أَبُو عبيد، عَن أبي عُبَيْدَة: خَفَقَ النَّجمُ وأَخْفَقَ إِذا غَابَ. وَقَالَ الشَّمَّاخُ: (إِذا النُّجُّومُ تَوَلَّتْ بَعْدَ إخْفَاقِ ... ) وَقَالَ الآخرُ: (وأطْعُنُ بِالْقَوْمِ شَطْرَ الْمُلُوكِ ... حَتَّى إذَا خَفَقَ الْمِجْدَحُ) وَقَالَ غيرُه: خَفَقَتِ الدَّابَّةُ تَخْفِقُ: إذَا ضَرَطَتْ فهيَ خَفُوقٌ. وخَفَقَتِ الرِّيحُ خَفقاناً، وَهُوَ حَفِيفُها: أَي دَوِيُّ جَرْيِهَا. وَقَالَ الشَّاعر: (كَأَنَّ هُوِيَّهَا خَفَقَانُ ريحٍ ... خَرِيقٍ بَيْنَ أَعْلاَمٍ طِوَالِ) وَقَالَ أَبُو الْهَيْثم: خَفَقَ النَّجْمُ: إِذا غَابَ. وَقَالَ: والْخَافِقَانِ: الْمِشْرِق والْمَغْرِبِ وَذَلِكَ أنّ الْمَغْرِبِ يُقَال لَهُ: الْخَافِقُ، لأَنَّهُ الخَافِقُ وَهُوَ الْغَائِب، فغَلَّبُوا المغرِب على الْمَشْرِق فَقَالُوا: الخافقان كَمَا قَالُوا: الأبَوَان. وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: الْخَافِقَانِ: المشرقُ والمغْرِبُ، لِأَن اللَّيْل وَالنَّهَار يَخْفِقَان بَينهمَا. عمروٌ عَن أَبِيه قَالَ: الْمخْفُوقُ: الْمَجْنُون وَأنْشد: (مَخْفُوقَةٌ تزَوَّجَتْ مَخْفُوقَا ... ) قَالَ: والْخَيْفَقُ الدَّاهِيَةُ.

خ ق ب

الرِّياشِيُّ عَن الأصمعيِّ قَالَ: الْمُخْفِقُ: الأرضُ الَّتِي تستوِي: فيَكون فِيهَا للسَّرَابِ مُضْطَرَبٌ. قفخ: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: قَفَخْتُ الرَّجُلَ أَقْفَخُهُ قَفْخاً إِذا صَكَكْتَهُ على رَأسه بالعصا. قَالَ: وَلَا يكون الْقَفْخُ إلاَّ على شَيْء صُلْبٍ، أَو على شَيْء أَجَوَفَ، أَو على الرَّأْس، فإنْ ضرَبَه على شَيْء مُصْمَتٍ يابسٍ قَالَ: صَفَقْتُه وَصَقَعْتُه. اللَّيْث: الْقَفْخُ: كَسْرَ الرأسِ شَدْخاً. قَالَ: وَكَذَلِكَ إِذا كسَرْتَ العَرْمَضَ عَن وَجه المَاء قُلْتَ: قَفخْتُهُ قَفْخاً، وَأنْشد: (قَفْخاً عَلَى الْهَامِ وَبَجّاً وَخْضاً ... ) قَالَ: والْقَفِيخَةُ: طعامٌ يُصْنَعُ من تمْرٍ وإهَالةٍ تُصَبُّ عَلَى جَشيشة. قَالَ: والقَفْخَة من أَسمَاء البَقَرَةِ الْمُسْتَحْرَمة، يُقال: أَقْفَخَتْ أَرْخُهُمْ أَي: أسْتَحْرَمَتْ بَقَرَتُهم، وَكَذَلِكَ الذِّئْبَةُ إِذا أَرَادَت السِّفاد. ونَحْوَ ذَلِك قَالَ ابنُ شُميل وأَبو زيد. خَ ق ب استُعْمِل من وجوهه: بخق، خبق. بخق: قَالَ اللَّيْث: الْبَخْقُ أقبحُ مَا يكونُ مِنَ العَوَرِ، وأكْثَرُه غَمَصاً. قَالَ رُؤْبَةُ: (وَمَا بِعَيْنَيْهِ عَوَاوِيرُ الْبَخَقْ ... ) وَقَالَ شَمِرٌ: البخق أَن تُخْسَفَ العينُ بعد الْعَوَر. وَفِي حَدِيث زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنه قَالَ: ((فِي الْعَيْنِ الْقَائِمةِ إِذا بُخِقَتْ مائةُ دِينَارٍ)) . وَقَالَ شَمِرٌ: أرادَ زَيْدٌ أَنَّهَا إنْ عَوِرَت وَلم تَنْخَسِفْ وَهُوَ لَا يُبْصِر بهَا إِلَّا أَنَّهَا قَائِمَة ثمَّ فُقِئَتْ بعدُ فَفِيهَا مائةُ دِينَار. قَالَ: وَقَالَ ابنُ الأعرابيِّ: البخَقُ: أَن يَذْهَبَ بصرُه وعينُه مُنْفَتِحَةٌ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: بَخِقَتْ عينُه: إِذا ذهَبَت وأَبْخَقْتُها إِذا فَقَأْتُها. خبق: أَبُو عبيد عَن الأصمعيِّ قَالَ: الْخِبِقُّ: الطَّوِيل. ورَوَى غيرهُ عَنهُ أنَّه قَالَ: سَمِعتُ عُقبَةَ بنَ رُؤبَةَ يصفُ فَرَساً فَقَالَ: أَشَقُّ أَمَقُّ خِبَقُّ. قَالَ: وَقيل: ((خِبَقُّ)) إتْباعٌ للأشق الأَمَقِّ. وَالْقَوْل: أَنه يُفْرَدُ بالنعت للطويل. أَبُو العبَّاس عَن ابْن الأعرابيِّ قَالَ: خُبَيْقٌ تصغيرُ خَبْقٍ، وَهُوَ الطَّول، وَرجل خِبِقٌّ: طَوِيل. وَقَالَ غيرُه: يُقَال حَبَقَ وخَبَقَ إِذا ضَرِطَ. خَ ق م اسْتعْمل من وجوهه: قمخ، خقم. قمخ: قَالَ الأصمعيُّ: أَقْمَخَ بأنفِهِ إِقْمَاخاً وأَكْمَخَ إكْمَاخاً إِذا شَمَخَ بأَنْفِه وتَكبَّرَ. خقم: خَيْقَمُ: حِكَايَة صوتٍ، وَمِنْه قَوْله: ( ... يَدْعُو خَيْمَقاً وَخيْقَماً ... ) قُلْتُ: ورَأَيْتُ فِي ديار بني تَمِيم رَكِيَّةً عادِيَّةً تُسَمَّى: خيْقَمَانَةً، وأنشدني بعضُهم ونحنُ نَسْتَقِي مِنْهَا:

أبواب الخاء والكاف

(كَأَنَّما نُطْفَةُ خَيْقَمَانِ ... صَبِيبُ حِنَّاءٍ وَزَعْفَراَنِ) وَكَانَ ماءُ هَذِه الرَّكِيَّة أَصفَرَ شديدَ الصُّفرة. أَبْوَاب الخَاء وَالْكَاف خَ ك ج أهملت وجوهها. خَ ك ش كشخ: قَالَ اللَّيْث: الكَشْخَانُ لَيْسَ من كَلَام الْعَرَب، فَإِن أُعْرِبَ قيل: كِشْخَانُ، على ((فِعْلاَلٍ)) ، وَيُقَال للشاتم: لَا تَكْشَخْ فلَانا. قُلْتُ: إِن كَانَ الكَشْخُ صَحِيحا فَهُوَ حَرْفٌ ثلاثيٌّ، وَيجوز أَن يُقَال: فلَان كَشْخَانُ، على ((فَعْلاَنَ)) ، وَإِن كَانَت النونُ أَصْلِيَّةً فَهُوَ رُبَاعيٌّ، وَلَا يجوز أَن يكون عربيّاً لِأَنَّهُ يكون على مِثَال فَعْلاَلٍ وفعلال لَا يكون فِي غير المُضاعَفِ فَهُوَ بِنَاءٌ عَقِيمٌ، فافهمه. خَ ك ض _ خَ ك ص _ خَ ك س خَ ك ز _ خَ ك ط _ خَ ك د [خَ ك ت]_ خَ ك ظ _ خَ ك ذ _ خَ ك ث أهملت وجوهها. خَ ك ر اسْتعْمل من وجوهه: كرخ، كخر، خرك. كرخ: قَالَ اللَّيْث: الكَرَاخَةُ: بلُغة أهل السَّوَادِ: الشُّقَّة وغَيْرُه من البَوَاري، قَالَ: والكَرَاخة والكَارخُ بلغتهم الرَّجُلُ الَّذِي يسوقُ الماءَ إِلَى الأَرْض، وكَرْخُ: اسْم سُوقٍ ببَغْدَادَ، وأُكَيْرَاخٌ: موضعٌ آخَرُ فِي السَّواد. كخر: أهمله اللَّيْث وَغَيره. وَقَالَ أَبُو زيْدٍ الأنصاريُّ: فِي الْفَخِذِ الْغُرُورُ، وَهِي غُضُونٌ فِي ظَاهر الْفَخِذَيْنِ وَاحِدهَا، غَرٌّ، وَفِيه الْكَاخِرَةُ، وَهِي أَسْفَلُ من الحاعرة فِي أعالي الغُرُور. خرك: أهمله اللَّيْث، وروى أَبُو العبَّاس عَن ابْن الأعرابيِّ قَالَ: خَرِكَ الرجل إِذا لَجَّ. وخَارَكُ: اسْم مَوضِع، وَمِنْه قيل: فلانٌ الْخَارَكِيُّ. خَ ك ل _ خَ ك ن أهملت وجوهها. ك خَ ف اسْتعْمل مِنْهَا: [كفخ] . كفخ: قَالَ اللَّيْث: الْكُفْخَةُ: الزُّبدة المجْتَمِعَة البيضاءُ، وَأنْشد: (لَهَا كَفْخَةٌ بَيْضَا تَلُوحُ كَأَنَّها ... تَرِيكَةُ قَفْرٍ أُهْدِيَتْ لأَمِيرِ) وَقَالَ أَبُو تُراب: قَالَ الْفرَّاء: كَفَخَهُ كَفْخاً إِذا ضَرَبَه. وَقَالَ أَبُو زيد: لَفَخَهُ لَفْخاً على رَأسه إِذا ضَرَبَهُ. خَ ك ب: مهمل. خَ ك م كمخ، كخم: مستعملان. كمخ: قَالَ اللَّيْث: أَكْمَخَ فلانٌ إِكْمَاخاً وَهُوَ جُلُوس المتعظِّم فِي نَفسه _ حكاهُ لنا أَبُو الدُّقَيْشِ فَلبس كِسَاءً لَهُ ثمَّ جلس جُلُوسَ

أبواب الخاء والجيم

العَرُوس على المِنَصَّة، وَقَالَ: هَكَذَا يُكْمِخُ مِنَ الْبَأوِ وَالْعَظَمَة. وَقَالَ رُؤْبَة: (إِذا ازْدَهَاهُمْ يَوْمُ هَيْجا أَكمَخُوا ... بَأْواً وَمَدَّتْهُمْ جِبَالٌ شُمَّخُ) وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: الْكُماخُ: الكِبْرُ والتَّعَظُّمُ. كخم: قَالَ اللَّيْث: الكَيْخَمُ يُوصَف بِهِ الْمُلْكُ وَالسُّلْطَان، وَأنْشد: (قُبَّةَ إسْلاَمٍ وَمُلْكاً كَيْخَمَا ... ) وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الْكَخْمُ دَفْعُكَ إنْسَانا عَن مَوْضِعه، تَقول: كَخَمْتُهُ كَخْماً إِذا دَفَعْتَهُ. وَقَالَ الْمَرَّارُ: (إنِّي أَنَا الْمَرَّارُ غيْرُ الْوَخْم ... وَقَدْ كَخَمْتُ الْقَوْمَ أَيَّ كَخْمِ) _ أَيْ: دَفَعْتُهم ومنعتُهم. قَالَ: وَمِنْه قيل للمُلْكِ: كَيْخَمٌ. أَبْوَاب الخَاء وَالْجِيم خَ ج ش _ خَ ج ض _ خَ ج ص _ خَ ج س: مهملات خَ ج ز اسْتعْمل من وجوهه: [خرج] . خزج: قَالَ اللَّيْث: الْمِخْزَاجُ من النُّوق: الَّتي إِذا سَمِنَتْ مَارَ جِلْدُها كأنَّه وارِمٌ من السِّمَن، وَهُوَ الْخَزَبُ أَيْضا. خَ ج ط: مهملٌ. خَ ج د اسْتعْمل مِنْهُ: [خزج] . خدج: قَالَ اللَّيْث: خَدَجَتِ النَّاقة فَهِيَ خَادِجٌ، وأخدَجَتْ فَهِيَ مُخْدِحٌ، والولَدُ خَدِيجٌ مُخْدَجٌ مَخْدُوجٌ، وَذَلِكَ إِذا ألْقَتْهُ وَقَدِ اسْتَبَان خَلْقُه. وَيُقَال: إِذا ألْقَتْهُ دَماً: قد خَدَجَتْ، وَإِذا أَلقَتْهُ قبل أَن يَنْبُتَ شَعَرُهُ قيل: قد غَضَّنَتْ، وَهُوَ الْغِضَانُ، وَأنْشد: (فَهُنَّ لاَ يَحْمِلْنَ إلاَّ خَدْجاً ... ) والْخِدَاجُ: الاسْمُ من ذَلِك، وذَاتُ خَدَاجٍ: تُخْدِجُ كثيرا، وأَخدَجَتِ الزَّنْدَةُ: إِذا لم تُورِ نَارا. أَبُو عُبَيْدٍ عَن الأصمعيِّ: خَدَجَت الناقةُ: إِذا ألْقت ولدَها قبل أَوَان النِّتَاج وإنْ كَانَ تامَّ الخَلْق، وأَخدَجَتِ الناقةُ إِذا ألْقت ولدَها ناقِصَ الخَلْقِ، وَإِن كَانَ لِتَمامِ الْحَمْلِ. وَقَالَ أَبُو خَيْرَةَ: خدَجَتِ المرأةُ ولدَها وأخدَجَتْهُ: بِمَعْنى واحدٍ. وروى ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: نَحواً مِنْهُ. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: ((كلُّ صَلاَةٍ لَيْسَتْ فيهَا قِرَاءَةٌ فَهيَ خِدَاجٌ)) . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَالَ الأصمعيُّ: الْخِدَاجُ النُّقْصَانُ، وأصل ذَلِك من خِدَاج النَّاقة _ إِذا وَلَدَتْ ولدا ناقصَ الْخَلْقِ، أَو لِغَير تَمَام. وَيُقَال: أَخْدَجَ الرجلُ صَلاَتَه: فَهُوَ مُخْدِجٌ، وَهِي مُخدَجَةٌ، وَمِنْه قيل لذِي الثُّدَيَّةِ، المقْتُولِ بالنهْرَوَانِ؛ مُخدَجُ الْيَد _ أَي: نَاقِصُها.

خ ج ت خ ج ظ خ ج ذ خ ج ث أهملت وجوهها

وَقَالَ غَيْرُه: أَخْدَجَ فلانٌ أَمرَه _ إِذا لم يُحْكِمْه، وأَنضَجَ أمْرَه _ إِذا أَحْكَمَه، والأصْلُ فِي ذَلِك: إخْدَاجُ النَّاقة وَلَدَها وإنضَاجُهَا إِيَّاه. خَ ج ت _ خَ ج ظ _ خَ ج ذ _ خَ ج ث: أهملت وجوهها. خَ ج ر خرج، خجر، جخر، رخج: مستعملة. جخر: أَبُو عبيد: جَخَّرْنَا البِئْرَ: وسَّعناها، وجَخَر جَوْفُ البِئْرِ: اتّسع. ثعلبٌ عَن ابنِ الأعرابيِّ: أَجْخَرَ فلانٌ إِذا وسِّعَ رَأْسَ بئره، وأَجْخَر: إِذا أَنْبَعَ مَاء كثيرا من غير مَوْضِعِ بِئْرٍ، وأَجْخَرَ إِذا تَزَوَّجَ جَخْرَاء، وَهِي الواسعة، وأَجْخَرَ: إِذا غَسَلَ دُبْرَهُ وَلَمْ يُنَقِّهَا فَبَقيَ نَتْنُهُ. عمروٌ عَن أَبِيه: الْجَاخِرُ: الْوَادي الْوَاسِع. شَمِرٌ: تَجَخَّرَ الْحَوْضُ إِذا تلقَّفَ طِينُهُ وانفجر ماؤُه، وامرأَةٌ جَخْرَاءُ: وَاسِعَة الْبَطن. وَقَالَ اللَّيْث: الْجخْرَاء المُنْتِنَةُ الرِّيح. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الْجَخْراء من النِّسَاء: المنتنةُ التَّفِلَةُ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: الُجَخَرُ فِي الْغنم: أَن تَشْرَبَ المَاء وَلَيْسَ فِي بَطنهَا شَيْء فَيَتخَضْخَضَ الماءُ فِي بُطُونها فَتَرَاها جَخِرَةً خَاسِفِةً. وَقَالَ الأصمعيُّ فِي قَوْله: (بِبَطْنِهِ يَعْدُو الذَّكرْ ... ) قَالَ: الذَّكَرُ من الْخَيل لَا يَعْدُو إلاَّ إِذا كَانَ بَين الممتلىء والطّاوِي، فَهُوَ أَقلُّ احْتِمَالا لِلْجَخَر من الْأُنْثَى، وَالجَخَرُ: الْخَلاءُ والذَّكَرُ إِذا خلا بَطْنُه انْكَسَرَ، وَذهب نَشَاطُه. خجر: اللَّيْث: رجلٌ خِجِرٌ والجميع الْخِجِرُّونَ، وَهُوَ الشَّديدُ الأكْلِ الْجبانُ الصَّدَّادُ عَن الحَرْبِ. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الْخَاجِرُ صَوت المَاء على سَفْحِ الْجَبَلِ. ثعلبٌ عَن ابْن الأعرابيِّ قَالَ: الْجُخَيْرَةُ تَصْغِير الْخَجْرَةِ وَهِي الواسعة من الإمَاءِ. قَالَ: والْخَجْرَةُ أَيْضا سَعَة رَأْسِ الْحُبِّ. قَالَ: والحُخيْرَةُ تَصْغِير الْجَخْرَةِ وَهِي نَفْحَةٌ تَبْقَى من القُنْدُورَةِ إِذا لم تُنَقَّ. رخج: قَالَ اللَّيْث: رُخَجُ: إِعْرَاب ((رُخُذْ)) ، وَهُوَ اسمُ كُورَةٍ مَعْرُوفَة. خرج: قَالَ الله جلّ وعزّ: {أَمْ تَسْئَلُهُمْ خَرْجاً فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ} [الْمُؤْمِنُونَ: 72] ، وقرىء (أم تَسْأَلهُمْ خراجاً) . قَالَ الفَرَّاء: مَعْنَاهُ: أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً عَلَى مَا جِئْتَ بِهِ؟ فأَجْرُ ربِّك وثوابُه خيرٌ. ونَحْوه قالَ الزّجّاجُ. وَقَالَ الأخْفَشُ: يُقَال للْمَاء الَّذِي يخرج من السَّحَاب: خَرْجٌ، وخُرُوجٌ، وَأنْشد: (إذَا هَمَّ بالإقْلاَعِ هَبَّتْ لَهُ الصَّبَا ... فَأَعْقَبَ غَيْمٌ بَعْدَهُ وخُرُوجُ) قَالَ: والْخَرْجُ: أَن يُؤدِّي إِلَيْك الْعَبْدُ خَرَاجَهُ أَي: غَلَّتَهُ، والرَّعِيَّةُ تؤدِّي الْخَرْجَ إِلَى الْوُلاَةِ.

وَقَالَ الليثُ: الْخَرْجُ والْخَرَاجُ واحِدٌ وَهُوَ شَيْء يُخْرِجُه القومُ فِي السَّنَة من مَالهم بِقَدْرٍ مَعْلُوم. ورُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنَّهُ قَالَ: ((الْخَرَاجُ بِالضَّمَانِ)) . وَقَالَ أَبُو عُبِيْد وغيرُه من أهل الْعلم: معنى الْخَراج، فِي هَذا الحَدِيث غَلَّةُ العَبْدِ يَشْتريه الرَّجل فيستغِلُّه زَمَانا، ثمَّ يَعْثر مِنْهُ عَلَى عَيْب دلَّسَه البَائِع وَلم يُطْلِعْه عَلَيْهِ، فَلهُ ردُّ العَبْد على البَائِع، والرُّجُوعُ عَلَيْهِ بِجَمِيعِ الثّمن والْغَلّة الَّتِي استغلها المُشْتَرِي من العَبْد طَيِّبَةٌ لَهُ، لأنَّه كَانَ فِي ضَمَانِه، وَلَو هَلَكَ هَلَكَ من مَاله. وَهَذَا مَعْنَى قَول شُرَيح لرجُلين احْتَكَمَا إِلَيْهِ فِي مثل هَذَا فَقَالَ للْمُشْتَرِي: ((رُدَّ ذَا الدَّاءِ بِدَائِهِ، وَلَك الْغَلّة بِالضَّمَانِ)) ، مَعْنَاهُ: رُدّ ذَا الْعَيْبِ بِعَيْبِهِ، وَمَا حصل فِي يدك من غَلَّته فَهُوَ لَك. وَأما الْخَراجُ الَّذِي وظَّفَهُ عمرُ بنُ الخطّاب على السَّواد وَأَرْض الفَيْء فَإِن مَعْنَاهُ الغَلَّةُ أَيْضا، لأنهُ أَمَرَ بمساحةِ السَّوادِ ودَفْعها إِلَى الفَلاَّحين الَّذين كَانُوا فِيهِ على غَلَّة يؤدُّونها كلَّ سنةٍ، وَلذَلِك سميّ خَرَاجاً، ثمَّ قيل بعد ذَلِك للبلاد الَّتِي فُتحتْ صلحا ووُظِّفَ مَا صولِحوا عَلَيْهِ على أَرضهم: خَرَاجِيَّةٌ، لِأَن تِلْكَ الْوَظِيفَة أشبهتِ الخَرَاجَ الَّذِي أُلْزِمَ الفَلاَّحون وَهُوَ الغَلَّةُ. لِأَن جملَة معنى الخَرَاجِ: الغَلَّة. وَيُقَال: خَارَجَ فلانٌ غلامَه إِذا اتفقَا على ضريبة يرُدُّها العَبْد على سيِّدهِ كلَّ شهر وَيكون مُخَلَّى بَينه وَبَين عَملهِ، فَيُقَال: عبدٌ مُخَارَجٌ، وَقيل للجزيةِ الَّتِي ضُربتْ على رِقَاب أهل الذِّمة: خَرَاجٌ لِأَنَّهُ كالغلَّةِ الْوَاجِبَة عَلَيْهِم. وَقَالَ أَبُو عبيدةَ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {ذَلِك يَوْم الْخُرُوج} [ق: 42] . قَالَ: الخُرُوجُ: اسمٌ من أَسمَاء يومِ القِيَامةِ. وَقَالَ العجاجُ: (أَلَيْسَ يومٌ سُمِّيَ الخُرُوجَا ... أَعْظَمَ يومٍ رَجَّةً رَجُوجاً) وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله جلّ وعزّ: {ذَلِك يَوْم الْخُرُوج} أَي: يَوْم يُبْعَثُونَ فَيْخْرُجُون من الأَرْض. ومثلُهُ قَوْله تَعَالَى: {خشعا أَبْصَارهم يخرجُون من الأجداث} [الْقَمَر: 7] . أَبُو عبيد عَن الأصمعيِّ: يُقَال: أَوَّلُ مَا يَنشأ السحابُ فَهُوَ نَشْءٌ. وَيُقَال: قد خَرَجَ لَهُ خُروجٌ حسنٌ. وَقَالَ غيرُه: خرجَتِ السماءُ خُروجاً: إِذا أَصْحَت بعد إغامتها. وَقَالَ هِمْيانُ يصفُ الإبِلَ وورُودَها: (فَصَبَّحَتْ جَابِيَةً صُهارِجاَ ... تَحْسَبُها لَوْنَ السَّماءِ خَارِجا) يُرِيد: مُصْحِياً، والخُروجُ نقيض الدُّخُول. وَقَالَ اللَّيْث: الخُرُوجُ: خروحُ الأديب وَالسَّابِق وَنَحْو ذَلِك، يُخَرَّجُ فَيَخْرُجُ، وخرَجَتْ خوارِجُ فلَان إِذا ظَهرت نجابتُه وتوجَّه لإبرام الْأُمُور وإحكامها، وعَقَلَ عَقْلَ مِثلِهِ بعد صِباه.

أَبُو عُبيدٍ: الخَارِجِيُّ: الَّذِي يَخْرُجُ ويَشْرُف بِنَفسِهِ، من غير أَن يكون لَهُ قديمٌ وَأنْشد: (أَبَا مَرْوَانَ لَسْتَ بِخَارِجِيِّ ... وَلَيس قَدِيمُ مَجْدِكَ بانْتِحالِ) والخَوارجُ: قَوْمٌ من أهلِ الْأَهْوَاء، لَهُم مَقالةٌ على حِدَةٍ. وَقَالَ الليثُ: الخارِجيَّة من الخَيلِ: الَّتِي لَيْسَ لَهَا عِرْق فِي الجَودة، فَتَخْرُجَ سَوابقَ. أَبُو عبيد: قَالَ الخليلُ بن أحمدَ: الخُرُوجُ: الأَلِفُ الَّتِي بعد الصِّلة فِي القافية كَقَوْل لَبيدٍ: (عَفتِ الدِّيَارُ مَحَلُّها فمقامُها ... ) فالقافية هِيَ الْمِيم، وَالْهَاء بعد الْمِيم هِيَ الصِّلَة لِأَنَّهَا اتصَلتْ بالقافية، والألفُ الَّتِي بعدَها هِيَ الْخُرُوجُ. وَقَالَ أَبُو عبَيدةَ: منْ صفاتِ الخيْل: الخَرُوجُ بِفَتْح الْخَاء وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى بِغَيْر هاءٍ، والجميعُ: الخُرُجُ، وَهُوَ الَّذِي يطول عُنُقه فيغتالُ بِطُولِهَا كلَّ عِنَانٍ جُعِلَ فِي لِجَامه، وَأنْشد: (كلُّ قَباءَ كالْهِرَاوَةِ عَجْلَى ... وخَرُوجٍ تَغتالُ كُلّ عِنانِ) والخُرْجُ: هَذَا الوِعاء ثلاثةُ خِرَجَة وَهُوَ جُوالِقٌ ذُو أَوْنينِ. وَفِي حَدِيث قصَّة ثَمُود: أنّ الناقةَ الَّتِي أرسلها الله جلّ وعزّ: آيَة لقَومِ صالحٍ وهم ثمودُ كَانَت مُخْتَرَجَةً. قَالَ: وَمعْنى المخترجَةِ أَنَّهَا جُبلتْ على خِلقةِ الجملِ، وَهِي أكبرُ مِنْهُ وأَعظمُ. والسحابةُ تُخَرِّجُ السحابةَ كَمَا يُخَرَّج اللَّيْل الظُّلَم. وَقَالَ شمرٌ: يُقَال: مررْتُ على أَرض مُخَرَّجةٍ، وفيهَا على ذَلِك أَرْتَاعٌ، والأرتاعُ: أماكنُ أَصَابَهَا مطر فأنبتت البَقْل، وأماكن لم يصبهَا مَطرٌ، فَتلك المخرَّجةُ. وَقَالَ بعضهُم: تخريجُ الأرضِ: أَن يكونَ نَبتُها فِي مكانٍ دونَ مَكَان، فترى بياضَ الأرضِ فِي خُضرة النَّباتِ. وشاةٌ خرجاءُ: بيضاءُ المؤخرِ، نصفهَا أبيضُ والنصفُ الآخرُ لَا يَضرُّكَ عَلَى مَا كَانَ لونُه. وَيُقَال: الأخرَجُ: أسوَدُ فِي بَياض والسَّوادُ: الغالبُ. ابْن هانىءٍ عَن زيد بن كَثْوَة: يُقَال: فُلاَنٌ خَرَّاجٌ وَلاَّجٌ، يُقَال ذَلِك عِنْد تَأْكِيد الظَّرْفِ والاحتيال. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو الأخرَجُ: مِنْ نَعْتِ الظَّلِيم فِي لَوْنه. وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ الَّذي لَوْنُ سَوَاده أكثَرُ من لَوْنِ بَيَاضِه كلَوْنِ الرَّمادِ. والأَخْرَجُ: المَكَّاءُ، والأَخْرَجُ من المِعْزَى: الَّذِي نِصْفُه أَسوَد ونِصْفُه أبْيضُ، وقَارَةٌ خرْجَاءُ إِذا كَانَت ذاتَ لَوْنَيْن. ولِلْعرب بئرٌ احْتُفِرت فِي أصل جَبَلٍ أخْرَج، يسمُّونها أَخْرَجَةَ، وبئرٌ أُخْرَى احْتُفِرَتْ فِي أصل جبل أسوَدَ، يُسَمُّونها أسْوَدَةَ اشتقُّوا لَهما اسْمَيْنِ مِن نعْتِ الجَبلَيْن.

وَيُقَال: اخترَجوهُ بِمعنى استخرَجوهُ، وَالخُرَاجُ: ورمٌ وقَرْح يخْرُجُ بدابَّة أَو غَيرهَا من الْحَيَوَان. قَالَ: والخَرَاجُ والخَرِيجُ: مُخارَجةُ لُعبةٍ لفتيانِ الْأَعْرَاب. وَقَالَ الفَرَّاءُ: خرَاجِ: اسمُ لُعبةٍ لَهُم معروفةٍ وَهُوَ أَن يُمسكَ أحدُهم شَيْئا بيدِه، ويقولَ لسائِرهم: أَخْرِجُوا مَا فِي يَدِي. وَقَالَ ابْن السكِّيت: يُقَال: لِعِبَ الصبيانِ خَرَاجِ بِكَسْر الْجِيم بِمَنْزِلَة دَرَاكِ وقَطَامِ. وقولُ أَبي ذؤَيبِ: (أَرِقْتُ لَهُ ذَاتَ العِشَاءِ كَأَنَّهُ ... مَخَارِيقُ يُدْعَى تَحْتَهُنَّ خُرُوجُ) قيل: ((خُرُوجُ)) : لُعْبةٌ لِصْبيَانِ الْأَعْرَاب، يُمْسِك أحدُهم الشيءَ بيَدِهِ ويقولُ لسائرهم: أخْرِجُوا مَا فِي يَدِي. قَالَ الْأَزْهَرِي: والعربُ عَرَفته فِي هَذِه اللُّغَة خَرَاجٌ هَكَذَا. وَقَالَ الفرّاء وغيرُه: أَخرجَةُ: اسمُ ماءَةٍ، وَكَذَلِكَ أسْوَدةُ سُمِّيتا بجَبلَين يُقالُ لأَحَدهمَا: أَسودُ، وللآخَرِ: أَخرَجُ. وَقَالَ الليثُ: يُقال: خرَّجَ الغلامُ لَوْحهُ تخريجاً إِذا كتبه فتركَ فِيهِ مواضعَ لم يَكْتُبهَا، وَالْكتاب إِذا كُتِبَ فتُرِكَ مِنْهُ مَواضعُ لم تُكْتبْ فَهُوَ مُخَرَّجٌ، وخرَّجَ فلانٌ عملهَ إِذا جعله ضُرُوباً يخالفُ بعضُه بَعْضًا، وعَامٌ فِيهِ تَخرِيجٌ: إِذا أنبتَ بعضُ الْمَوَاضِع، وَلم يُنبت بعضٌ. وأمَّا قولُ زُهير يصف خيلاً: (وَخَرَّجَها صَوَارِخَ كلَّ يَوْم ... فَقَدْ جَعَلتْ عَرَائكُهَا تَلِينُ) فَمَعْنَاه: أَنَّ مِنْهَا مَا بِهِ طِرْقٌ، وَمِنْهَا مالاَ طِرْقَ بِهِ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: معنى خَرَّجها أَي: أدَّبها، كَمَا يُخَرَّجُ المعلِّمُ تلميذَه. ورجلٌ خَرَّاجٌ ولاّجٌ: إِذا لم يَشْرَعْ فِي أمرٍ لَا يسْهلُ لَهُ الخرُوجُ مِنْهُ إِذا أَرَادَ ذَلِك. وَفِي حَدِيث ابْن عبَّاس أَنَّه قَالَ: ((يَتَخارجُ الشَّرِيكانِ وأهلُ الميراثِ)) . قَالَ أَبُو عُبيدٍ: يقولُ: إِذا كَانَ الْمَتَاع بَين وَرَثةٍ لم يقتسموه، أَو بَين شُركاءَ، وَهُوَ فِي يدِ بعضِهم دونَ بعضٍ، فَلَا بأسَ أنْ يتبايعوه، وَإِن لم يَعرِفْ كلُّ واحدٍ مِنْهُم نصيبَه بِعَيْنِه، وَلم يقبضْه. قَالَ: وَلَو أَرَادَ رجلٌ أجنبيٌّ أَن يشتريَ نصيبَ بَعضهم لم يُجزْ حَتَّى يقبِضَه البائعُ قبلَ ذَلِك. قلتُ: وَقد جَاءَ هَذَا عَن ابْن عبَّاسٍ مُفسَّراً على غير مَا ذكره أَبُو عُبيدٍ، حدَّثنَاه محمدُ بن إِسْحَاق عَن أبي زُرْعَة عَن إبراهيمَ بن مُوسَى عَن الوَليدِ عَن ابْن جُرَيجٍ عَن عَطاءٍ عَن ابْن عَبَّاس: قَالَ: ((لَا بأسَ أَن يَتَخَارجَ القومُ فِي الشّركَة تكونُ بَينهم، فيأخذَ هَذَا عَشْرَةَ دنانيرَ نقْداً، ويأخذُ هَذَا عَشْرَةَ دنانيرَ ديْناً)) . وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ عَن ابْن الزُّبَير عَن ابْن عبَّاسٍ فِي الشَّرِيكَيْنِ: لَا بأسَ أنْ يَتَخارَجَا. قَالَ: يَعْنِي العَيْنَ والدَّيْنَ.

خ ج ل

وفرَسٌ أَخْرَجُ: وَهُوَ الْأَبْيَض البَطْنِ والجنبَيْن إِلَى منتَهى الظّهْر، وَلم يَصْعَدْ إِلَيْهِ ولونُ سائره: مَا كَانَ. وخرْجَاءُ: اسمُ رَكِيَّةٍ بِعَينها. وخرْجٌ: اسمُ مَوضِع بِعَيْنِه. ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الْخرْجُ على الرُّؤوسِ. والْخَرَاجُ على الأرَضِينَ. قَالَ: وأخرَجَ الرجلُ إِذا تزوَّجَ بخِلاَسِيَّةٍ، وَأَخْرَجَ إِذا اصطاد الخُرْجَ وَهِي النَّعامُ الذكَرُ أَخرَجُ، وَالْأُنْثَى خرْجَاء، وأَخرَجَ: مَرَّ بِهِ عامٌ نصفُه خصْبٌ وَنصفه جَدْبٌ. خَ ج ل خجل، خلج، جلخ، لخج: مستعمَلة. خجل: رُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنَّه قَالَ للنِّسَاء: ((إنكُنَّ إِذا جُعْتُنَّ دَقِعْتُنَّ، وَإِذا شَبِعْتُنَّ خَجِلْتُنِّ)) . قَالَ أَبُو عُبَيْد: قَالَ أَبُو عمرٍ و: الْخَجَلُ: الكسَل والتّوَاني عَن طَلَب الرِّزق. قَالَ: وَهُوَ مَأْخُوذ من الْإِنْسَان يَبقَى سَاكِنا لَا يتحرَّكُ وَلَا يتكلَّمُ، وَمِنْه قيل للْإنْسَان: قد خَجِلَ إِذا بَقِيَ كَذَلِك. قَالَ الكُميتُ: (وَلَمْ يَدْقَعُوا عِنْدَمَا نَابَهُمْ ... لِوَقْعِ الْحُرُوبِ وَلَمْ يَخْجَلُوا) أَي: لم يبْقَوا فِيهَا بَاهِتين كالإنسان المتحيِّرِ الدّهِشِ، وَلكنهم جَدُّوا فِيهَا. وَقَالَ غيرُه: ((لم يخجلوا)) : لم يَبْطَرُوا ويَأْشَروا. قَالَ أَبُو عبيد: وَهَذَا أشْبَهُ الوَجْهَيْن بِالصَّوَابِ. قَالَ: وأمَّا حدِيثُ أبي هُرَيرةِ: ((إنَّ رَجُلاً مَرَّ بِوَادٍ خَجِلٍ مُغِن)) فَلَيْسَ مِنْ هَذَا وَلكنه الكَثِيرُ النَّبَاتِ الملتَفِّ. وَأَخْبرنِي المنْذِريُّ عَن أبي العبَّاس أَنه قَالَ: الدَّقَعُ سُوءُ احْتِمَال الفَقْر، والْخَجَلُ سوء احْتِمَال الغِنَى. قَالَ ذَلِك ابْن الأعرابيِّ. وَقَالَ اللَّيْث: الْخَجَلُ أَن يَفْعَل الْإِنْسَان فعْلاً يَتَشَوَّر مِنْهُ، فيستحي، وَقد خَجَّلْتُهُ وأَخْجَلْتُه، والبعيرُ إِذا ارْتَطَم فِي الْوَحَل فقد خجِلَ. وَيُقَال: جَلَّلْتُ البعيرَ جُلاًّ خَجِلاً أَي: وَاسِعًا يضطربُ عَلَيْهِ، وأخجَلَ الحَمْضُ إِذا طَال والْتَفَّ، فَهُوَ مُخْجِلٌ. وَقَالَ ابْن شُمَيْلٍ: خَجِلَ الرجل إِذا الْتَبَسَ عَلَيْهِ أمرُه، والْخَجِلُ: الثَّوْبُ الْوَاسِع الطَّوِيل. سَلمةُ عَن الفرّاء: الخَجَلُ الاسترخاء من الحياءِ، ويكونُ مِنَ الذُّلِّ، والْخَجلُ كَثْرَة تشقيق الذَّناذِنِ. وَأنْشد: (عَلَيَّ ثَوْبٌ خَجِلٌ خَبيثُ ... مِدْرَعَةٌ كِسَاؤُهَا مَثْلوُثُ) والخَجَلُ: الْبَطَرُ، والْخَجَلُ: التِفَافُ النَّباتِ وحُسْنُه. لخج: قَالَ ابْن شُمَيْلٍ: اللَّخَجُ أَسْوَأُ الغَمَصِ تَقول: عَينٌ لَخِجَةٌ لَزِقَةٌ بالغَمَص.

قلتُ: هَذَا عِنْدِي شَبِيهٌ بالتصحيف وَالصَّوَاب: لَخِخَتْ عَيْنُه بخاءَيْن ولِحِحَت بحاءين إِذا التَصقَتْ من الغَمَص. قَالَ ذَلِك ابنُ الأعرابيِّ وغيرُه، وأَمَّا اللَّخَجُ فَإِنَّهُ غيرُ مَعْرُوفٍ فِي كَلَام الْعَرَب، وَلَا أَدْرِي مَا هُوَ؟ . خلج: فِي الحَدِيث. ((أنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَلَّى بِأَصْحَابِه صَلاَةً جَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءةِ، وَقَرَأَ قارِىءٌ خَلْفَهُ فَجَهَرَ، فَلَمَّا سَلًّمَ قَالَ: لَقَدْ ظَنَنْتُ أَنَّ بَعْضكُمْ خَالجَنِيهَا)) . مَعْنَى قَوْلِه: ((خَالجَنِيهَا)) أَي: نازَعَني القراءةَ، فجهر فِيمَا جَهَرْتُ فِيهِ فنَزَعَ ذَلِك مِنْ لساني مَا كُنتُ أقرَؤُه، وَلم أستمِرَّ عَلَيْهِ وأصْلُ الْخَلْجِ: الجَذْبُ والنًّزْع. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: خَلَجَ الرجل حاجِبَيْه عَن عيْنَيْه، واخْتَلج حاجباه وَعَيناهُ إِذا تحرَّكَتَا، وَأنْشد: (يُكلِّمُني وَيَخْلِجُ حَاجِبَيْهِ ... لأحْسِبَ عِنْدَهُ عِلْماً قَدِيماً) وَأَخْبرنِي المنذِرِيُّ عَن الحَرَّانيّ عَن ابْن السّكيت قَالَ: يُقَال فِي الْأَمْثَال: ((الرَّأْيُ مَخْلُوجَةٌ وَليْسَتْ بِسُلْكَى)) . قَالَ: وقولُه: ((مَخْلُوجَةٌ)) أَي: يَضْرِبُ مَرَّة كَذَا، وَمرَّة كَذَا، حَتَّى يَصِحَّ صوابُه. قَالَ: والسُّلْكَى: المستقيمة. وَقَالَ فِي مَعْنَى قولِ الشَّاعِر: (نَطْعُنُهم سُلْكَى وَمَخْلُوجَةً ... كَرَّكَ لأْمَيْنِ عَلَى نابِلِ) يَقُول: يَذْهَبُ الطعنُ فيهم وَيرجع كَمَا ترُدُّ سَهْمَيْنِ على رَامٍ رَمَى بهَا. قَالَ: والسُّلْكَى: الطَّعْنَةُ المستقيمة والْمخلُوجَةُ: على الْيَمين وعَلى الْيَسَار. وَيُقَال: تخَالَجَتْه الهمومُ إِذا كَانَ لَهُ هَمٌّ فِي نَاحيَة وهَمٌّ فِي نَاحيَة كأَنه يَجْذِبُه إِلَيْهِ. وَقَالَ شمر: يُقَال إِنَّنِي لَبَيْنَ خالِجَيْن فِي ذَلِك الْأَمر أَي: نفْسَيْنِ، وَمَا يُخَالِجُنِي فِي ذَلِك الْأَمر شَكٌّ أَي: مَا أشُكُّ فِيهِ، وَقوم خُلُجٌ إِذا شُكَّ فِي أنسابهم، فتنازَعَ النسبَ قومٌ، وتنازعه آخَرُونَ. وَمِنْه قَول الكُمَيْت: (أَمْ أَنتُم خُلُجٌ أَبْنَاءُ عُهَّارِ ... ) وَقَالَ اللَّيْث: إِذا مَدَّ الطاعنُ رُمْحَه عَن جانبٍ قيل: خلَجَهُ. قَالَ: والْخَلْجُ كالانتزاع. قَالَ: والفَحْلُ إِذا أُخْرِجَ من الشّوْلِ قبل فُدُورِه فقد خُلِجَ أَي: نُزِع وأُخرج، وَإِن أُخْرِجَ بعد فُدُورِه فقد عُدِل فانعدل، وَأنْشد: (فَحْلٌ هِجَانٌ تَولَّى غَيْرَ مَخلُوجِ ... ) وَيُقَال: اختَلَجَ فِي صَدْرِي هَمٌّ، وتخَالَجتْنِي الهمُومُ أَي: تنازعتني. الحرَّانيُّ عَن ابْن السّكيت قَالَ: الْخَلْجُ الجَذْبُ، وَقد خلَجَهُ يَخْلِجُه خلْجاً إِذا جَذِبه. قَالَ العَجَّاجُ: (فَإِنْ يَكُنْ هَذَا الزَّمَانُ خَلَجاً ... ) وَمِنْه قيل: ناقةٌ خَلُوجٌ إِذا جُذِبَ عَنْهَا وَلَدُها بِذَبحٍ أَو مَوْت، وَمِنْه سُمِّي خَلِيجُ النَّهر خَلِيجاً، وَيُقَال للحَبْل: خَلِيجٌ لِأَنَّهُ

يَجذبُ مَا شُدُّ بِهِ، وَيُقَال: قد خَلَجَهُ بِعَيْنِه إِذا غَمَزَه. قَالَ الرَّاجِز: (جارِيَةٌ منْ شَعْبِ ذِي رُعَيْنِ ... حَيَّاكةٌ تمشِي بِعُلْطَتَيْنِ) (قد خَلَجَتْ بحاجِبٍ وعَينِ ... يَا قَوْمُ خَلُّوا بَيْنَها وَبَيْني ... ) قَالَ: والْخَلَجٌ بِالتَّحْرِيكِ أَن يشتكِيَ الرجلُ لحمُه وعِظامُه من عملٍ عَمِلَهُ، أَو من طُولِ مَشْي وتَعَبٍ. وَقَالَ اللَّيْث: إنَّما يكون الْخَلَجُ من تَقَبُّض العَصَبِ فِي العَضُد حتَّى يُعَالَجَ بعد ذَلِك فيَسْتَطْلِقَ، وَإِنَّمَا قيل لَهُ: خَلَجٌ لأنَّ جَذْبَه يَخْلِج عضُدَه. قَالَ: وسحابةٌ خَلُوجٌ: كثيرةُ المَاء شديدةُ البَرْق، وناقة خَلُوجٌ: كَثِيرَة اللَّبَنِ، تحِنُّ إِلَى وَلَدها، وَيُقَال: هِيَ الَّتِي تَخْلِجُ السَّيْرَ، مِنْ سُرْعتها. قلتُ: وَالْقَوْل فِي النَّاقَةِ الْخَلُوجِ: مَا قَالَه ابْن السِّكِّيت، وَهُوَ قولُ الأصمعيِّ وأَبِي زِيدٍ. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال خَلَجَتْهُ الْخَوالِجُ أَي: شغلَتْه الشواغل. وَأنْشد: (وَتخْلِجُ الأَشْكَالُ دُونَ الأشْكَالْ ... ) وَيُقَال للمفقود من بَين الْقَوْم وللميِّت: قد اخْتُلِجَ من بَينهم، فذُهِبَ بِهِ. والخَلِيجُ: نَهْرٌ فِي شِقٍّ من النَّهْرِ الأعْظَم، وجناحا النَّهر: خَلِيجَاه: وَأنْشد: (إلَى فَتًى فَاضَ أَكُفَّ الْفِتْيَانْ ... فَيْضَ الْخَلِيجِ مَدَّةُ خَلِيجَانْ) والمجنونُ يَتَخَلَّجُ فِي مِشيته أَي: يتمايل كَأَنَّمَا يُجْتَذَبُ مَرَّةً يمنةً ومرَّة يَسرةً، وَمِنْه قَول الشَّاعِر: (أَقْبَلَتْ تَنْفُضُ الْخَلاَءَ بِعَيْنَيْهَا ... وَتَمْشِي تَخَلُّجُ الْمَجنُون) والْخَلِيجُ: مَا اعْوَجَّ من الْبَيْت، والْخَلْعُ: فسادٌ فِي نَاحيَة الْبَيْت، وَقَوله: (فَإِنْ يَكُنْ هَذَا الزَّمَانُ خَلَجاَ ... ) أَي: نَحَّى شَيْئا عَن شَيْء. قَالَ: والْخَلْجُ: ضرْبٌ من النِّكَاح وَهُوَ إخراجُه، والدّعْسُ إدْخَالُهُ، ورجُلٌ مُخْتَلِجٌ: وَهُوَ الَّذِي نُقِلَ عَن قومه ونَسَبُهُ فيهم إِلَى قوم آخَرين، فاخْتُلِفُ فِي نسبه وتُنُوزعَ فِيهِ. وَقَالَ أَبُو مِجْلَزٍ: إِذا كَانَ الرجل مُخْتَلِجاً فسرَّكَ ألاَّ تَكْذِبَ فانسُبْه إِلَى أُمُّهِ. وَقَالَ غيرُه: همُ الْخُلُجُ للَّذين انتقلوا بنسبهم إِلَى غَيرهم. أَبُو العبَّاس عَن ابنِ الأعرابيِّ قَالَ: الْخُلُجُ: التَّعِبُون، والْخُلُجُ: المرتعِدُو الأَبدان. والْخُلُجُ: الحِبَال. عمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الْخِلاَجُ: العِشق الَّذِي لَيْسَ بمُحْكَم. اللَّيْث: الْمختَلِجُ من الْوُجُوه: القليلُ اللَّحْم، الضامِرُ. وَقَالَ المُخَبَّلُ: (وَتُرِيكَ وَجْهاً كالصَّحِيفَةِ لاَ ... ظَمْآنُ مُخْتَلِجٌ وَلاَ جَهْمُ)

اللِّحيانيُّ: خَلَجَتِ الْمَرْأَة وَلَدَها تَخْلِجُهُ، وجذَبَتْه تجذِبُه إِذا فَطَمَتْهُ. وَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: لَا تَخْلجِ الْفَصِيلَ عنْ أُمِّهِ فَإِن الذئبَ عالِمٌ بمَكَان الفصيل الْيَتِيم أَي: لَا تُفَرِّق بيْنَه وَبَين أُمِّهِ. وَقَالَ ابنُ مُقْبِلٍ يصف فرسا: (وأَخلَجَ نَهَّاماً إذَا الْخَيْلُ أَوْعَثَتْ ... جَرَى بِسِلاَحِ الْكَهْلِ والْكَهْلِ أَجْرَدا) وَالأخْلَجُ: الطَّوِيل من الْخَيل الَّذِي يَخْلِجُ الشَّدَّ خَلْجا أَي: يجذبه كَمَا قَالَ طَرَفَةُ: (خُلُجُ الشَّدِّ مُشِيحَاتُ الْحُزُمْ ... ) والْخِلاَجُ والْخِلاَسُ: ضُرُوبٌ من البُرُودِ مُخَطَّطَةٌ. قَالَ ابْن أحْمَرَ: (إذِ انْفَرَجَتْ عَنْهُ سَمَادِيرُ خلْقِهِ ... بِبُرْدَيْنِ مِنْ ذَاكَ الخِلاَج المُسَهَّمِ) ويروى: ( ... مِنْ ذَاكَ الخِلاَسِ. . ... ) وَفِي حَدِيث شُرَيْحٍ: ((أَنَّ نِسْوَةً شَهِدْنَ عِنْدَهُ عَلَى صَبيٍّ وَقَعَ حيّاً يَتَخَلَّجُ أَي: يتحرَّك، فَقَالَ: إنَّ الْحَيَّ يَرَثُ الْميِّتَ، أَتَشْهَدْنَ بالاسْتِهْلالِ؟ فَأَبْطَلَ شهادتهنَّ)) . وَقَالَ شَمِرٌ: التَّخَلُّجُ: التَّحَرُّكُ، يُقَال: تخَلَّجَ الشيءُ تَخَلُّجا واخْتلَج اخْتِلاَجاً إِذا اضْطربَ وتحرك. وَمِنْه يُقَال: اخْتَلَجَتْ عينُه، وخَلَجَتْ تَخْلِجُ خُلُوجاً وخَلَجَاناً. وخَلَجْتُ الشيءَ: حرَّكْتُه. وَقَالَ الْجَعْدِيُّ: (وَفَى ابنُ خُرَيْقٍ يَوْمَ يَدْعُو نِسَاؤُكُمْ ... حَوَاسِرَ يَخْلِجَن الْجِمَالَ المَذَاكِيَا) قَالَ أَبُو عَمْرو: يَخْلِجْنَ: يُحَرِّكْنَ. وَقَالَ أَبُو عَدْنَانَ: أَنْشدني حمَّادُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ سَعِيدٍ: (يَارُبَّ مُهْرٍ حَسَنٍ وَقَاحٍ ... مُخَلَّجٍ مٍ نْ لَبَنِ اللِّقَاحِ) قَالَ: الْمُخلَّجُ: الَّذي قد سَمِنَ، فَلَحْمُهُ يَتَخَلَّجُ تَخَلُّجَ العَيْنِ أَي: يضطرب. قَالَ: والتَّخَلُّجُ فِي الْمَشْي: مِثْلُ التَخَلُّعِ، وَقَالَ جَرِيرٌ: (وَأَشْفِي مِنْ تَخَلُّجِ كُلِّ جِنٍّ ... وَأَكْوِي النَّاظِرِينَ مِنَ الخُنَانِ) جلخ: أَبُو عُبَيْد عَن أبي عَمْرٍ و: الْجِلْوَاخُ: الواسعُ من الأَوْدِيَةِ، ورُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: ((أَخَذَنِي جِبْرِيلُ وَمِيكائِيلُ فَصَعِدَا بِي، فإذَا أَنَا بَنَهْريْنِ جِلْوَاخَيْنِ، فَقُلْتُ: مَا هَذَانِ النَّهرَانِ؟ قالَ جِبْرِيلُ: سُقْيا أَهْلِ الدُّنْيَا)) . وَقَالَ ابنُ الأعرابيَّ: اجْلَخَّ الشيخُ أَي: ضَعُفَ وفَتَرَ عَظَامُه وأعْضَاؤُه، وَأنْشد: (لَا خَيْرَ فِي الشَّيْخِ إذَا مَا اجْلَخَّا ... واطْلَخَّ مَاءُ عَيْنِهِ وَلخَّا) اطْلَخَّ _ أَي: سَالَ. وَقَالَ أَبُو العبَّاسِ: جَخَّ وَجَخّى وَاجْلَخَّ إِذا فتح عَضُدَيه فِي السُّجود. قَالَ: والْجُلاَخُ: الوَادِي العَمِيقُ. وَأنْشد أَبُو عَمْرو بنُ العَلاَء:

خ ج ن

(أَلاَ ليْتَ شِعْري هَلْ أَبيتَنَّ لَيْلَةً ... بأَبْطَحَ جِلْوَاخٍ بأَسْفَلِهِ نَخْلُ؟ أَبُو عُبَيْدٍ عَن الْفراء: سَيْلٌ جُلاَخٌ وَجُرَافٌ أَي: كثير. خَ ج ن اسْتعْمل من وجوهه: نجخ، نخج، خنج، جخن. نجخ: قَالَ الليثُ: النَّجْخُ: نَجْخُ السَّيْل، وَهُوَ أَنْ يَنْجَخَ فِي سَنَدِ الْوَادي فَيَجْرُفُهُ فِي وَسَطِ البَحرِ، وَأنْشد: (ذَو نَاجِخٍ يَضْرِبُ ضَوْجَيْ مَخْرِمِ ... ) وَقَالَ آخر: (مُفْعَوْعِمٌ يَنْجَخُ فِي أَمْواجِهِ ... ) قَالَ: ونَجِيخُهُ: صَوْتُه وصَدْمُهُ، وامرأةٌ نَجَّاخَةٌ، وَهِي الرَّشَّاحَةُ الَّتِي تمسح الابْتِلاَلَ. وَقَالَ غيْره: هِيَ الَّتِي لَهَا نَجَخَاتٌ أَي: دُفَعَاتٌ إِذا جُومِعَتْ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: سَيْلٌ نَاجِخُ، وَهُوَ الشَّديد الجِرْية، الَّذِي يحْفر الأَرْض حفراً شَدِيدا، وَتَناجَخَتِ الأمواج إِذا اضْطَرَبَتْ فِي أصُول الأجراف حَتَّى تؤثِّر فِيهَا. قَالَ: والنَّجَّاخَةُ من النِّسَاء: الَّتِي يَنْتَجِخُ سُرْمُها كَانْتِجَاخ بطن الدَّابَّة إِذا صوَّت. نخج: قَالَ اللِّحْيانيُّ: نَخَجَ بالدلو ومَخَجَ إِذا حرَّكَ الدَّلوَ فِي المَاء، لتمتلىء. وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: النَّخْجُ: أَن تضع المرأةُ السِّقاءَ على رُكبتيها ثمَّ تمخَضَهُ. قَالَ: ونَخَجَ الْمَرْأَة يَنْخُجُهَا نَخْجاً _ إِذا جَامعهَا. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: النَّخِيجَةُ زُبْدٌ رقيقٌ يخرج من السقاء، إِذا حُمِل على بعير بعد مَا نُزع زُبْدُه الأوَّلُ، فيَمْتَخِضُ، فيخرجُ زُبْدٌ رَقِيق. وَقَالَ غيرُه: هُوَ النَّخِيجُ _ بِغَيْر هَاء _ ذكره الشَّافِعِي. خنج: خُنَاجٌ: قبيلةٌ من الْعَرَب. وَقَالَت أَعْرَابِيَّةٌ _ لضَرَّةٍ لَهَا كَانَت من بني خُنَاجٍ _: (لاَ تُكْثِرِي أُخْتَ بَنِي خُنَاج ... وَأَقْصِرِي مِنْ بَعْضِ ذَا الضِّجَاج) (فَقَدْ أَقْمْنَاكَ عَلَى الْمنْهاج ... أَتَيْتُهُ بِمثْلِ حُق الْعَاجِ) (مُضَمَّخٍ زُيِّنَ بِانْتِفَاجِ ... بِمثْلِهِ نَيْلُ رِضَا الأزْوِاجِ) جخن: الأصعمي: الجُخُنَّة: الرَّديئَة _ عِنْد الْجِمَاع _ من النِّسَاء، وَأنْشد: (سَأُنْذِرُ نَفْسِي وَصْلَ كلِّ جُخُنَّةٍ ... قِضَافٍ كَبِرْذَوْنِ الشَّعِير الْفُرَافِر) خَ ج ف اسْتعْمل من وجوهه: خفج، جفخ، جخف، خجف. خجف: قَالَ اللَّيْث: الْخَجِيفُ لُغَةٌ فِي الْجخِيفِ وَهِي الخِفَّةُ والطَّيْشُ والكِبرُ. قَالَ: والْخَجِيفَةُ: الْمَرْأَة القَضِيفَةُ وهُنَّ الْخِجَافُ، وَرجل خَجِيفٌ: قَضِيفٌ.

قلت: لم أسمعِ الْخَجيفَ _ الْخَاء قبل الْجِيم _ فِي شَيْء من كَلَام الْعَرَب لغير اللَّيْث. خفج: قَالَ اللَّيْث: الْخَفَجُ نَبَات يَنْبُت فِي الرّبيع، الْوَاحِدَة خَفَجَةٌ، وَهِي بَقْلَةٌ شَهباءُ لَهَا وَرَق عِرَاضٌ. وَقَالَ غَيره: خفَاجَةُ: بطنٌ من عُقَيلٍ وَإِذا نُسِبَ إِلَيْهِم قيل: فلانٌ الْخَفَاجِيُّ وَقَالَ الْأَعْشَى: (لِسَاناً كَمِقْرَاضِ الْخَفَاجِيِّ مِلْحَباً ... ) أَبُو عبيد، عَن أبي عَمْرو: الأخفَجُ: الأَعْوَجُ الرِّجْلِ من الرِّجَال، وَقد خَفِجَ خَفَجاً. ورَوَى عمرٌ و _ عَن أَبِيه _ أَنه قَالَ: خَفِجَ فلانٌ _ إِذا اشْتَكَى ساقَيْه من التَّعَب. وَقَالَ اللَّيْث: الْخَفْجُ: من المُبَاضعة. قلتُ: وَلم أسمعهُ فِي بَاب الْمُبَاضعة لغيره. وَقَالَ أَبُو زيد: الْخفِيجُ والمُخْضِمُ: الشَّرِيبُ من المَاء. أَبُو عبيد _ عَن الْأَصْمَعِي _: إِذا كَانَت رِجْلاَ الْبَعِير تَعْجَلاَن بِالْقيامِ قبل أَن يرفعهما _ كأَنَّ بهما رِعْدَةً - فَهُوَ أَخفَجُ، وَقد خَفِجَ يَخفَجُ. جفخ: أَبُو عبيد _ عَن الْأَصْمَعِي _: يُقَال مِنَ الكِبْرِ: جَمَخَ وجَفَخَ، وهُو الجَفْخُ والْجَمْخُ وَأنْشد غَيره: (أَجَفْخاً تَميمِيَّا إذَا فِتنَةٌ خبَتْ ... وَجُبْناً إِذا مَا المشْرِفيَّةٌ سُلَّتِ جخف: ثَعْلَب: عَن ابْن نَجْدَة _ عَن أبي زيد _: من أَسمَاء النَّفْس: الرُّوعُ والخَلَدُ والْجَخِيفُ. وَأَخْبرنِي المنذريُّ، عَن المبرِّد، أَنه قَالَ: الجَخيفُ: مثلُ الرُّوع. يُقَال: ضع هَذَا فِي تامُورِكَ، وَفِي رُوعِكَ وَفِي جَخِيفكَ. قَالَ: والرُّوعُ مُتَّصِلٌ بِالقلبِ، وَعنهُ يكون الفَهمُ خَاصَّة. أَبُو عبيد _ عَن أبي عُبَيْدَة _ قا ل: الْجَخِيفُ أَن يفتخرَ الرجل بأَكْثَرَ مِمَّا عِنْده. وَقَالَ غَيره: هُوَ الكِبْرُ والعَظَمةُ. وَفِي حَدِيث ابْن عُمَرَ: ((أنَّه نامَ حَتَّى سُمِعَ جَخيفُهُ ثُمّ صَلّى وَلَمْ يَتَوضَّأ)) . قَالَ أَبُو عبيد: الْجَخِيفُ: صوتٌ من الْجَوْفِ أَشَدُّ من الغَطِيطِ. قَالَ: وَقد يكون الجخِيفُ: الكِبْرَ وَيكون: الكثرَةَ، وَأنْشد: (أَرَاهُمْ بِحَمْدِ الله بَعْدَ جَخيفهمْ ... غُرَابَهُمُ إِنْ مَسَّه الْفَتْرُ وَاقِعَا) قَالَ أَبُو عبيد: وقَوْلُهُ: ((بعد جَخِيفِهِمْ)) يَعْنِي: بعد سوادهم وكثرتهم. وَقَالَ أَبُو عبيد: الْجَخِيفُ أشدُّ من الغَطِيط. قَالَ: وَالْمَعْرُوف فِي هَذَا الْموضع: الفَخِيخُ وَمِنْه حَدِيث ابْن عَبَّاس: ((بِتُّ عِنْد النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَنَامَ حَتَّى سُمِعَ فَخِيخُهُ)) . قَالَ: يُرِيد بالْفَخِيخِ الْغَطِيطَ.

خ ج ب

عَمْرو _ عَن أَبِيه _ قَالَ: الجَخِيف: الكِبْر، والجَخِيفُ: النَّفس، والجَخِيفُ: الْجَيْش الْكثير، والجَخِيفُ: النَّوْمُ، والجخِيف: الصَّوْت. وَقَالَ ابْن شُمَيْلٍ: هُوَ النَّخِيرُ _ جَخَفَ _ إِذا نَخَر. قَالَ: وجَخفَ وفَخَّ _ إِذا نَام. خَ ج ب اسْتعْمل مِنْهُ: جبخ، خبج، جخب. خبج: أَبُو عبيد _ عَن الْأَصْمَعِي _ يُقَال للرَّجُلِ وَغَيره: حَبَجَ بهَا وخَبَجَ بهَا _ إِذا ضَرِطَ. أَبُو سعيد _ فِيمَا رَوَى عَنهُ أَبُو تُراب _: حَبَجَهُ بالعصا، وخَبَجَه بهَا _ إِذا ضَرَبَهُ بهَا. وَقَالَ اللَّيْث: الخَبْجُ: الضَّرْب بسيفٍ أَو عَصا _ لَيْسَ بالشديد. قَالَ: والْخَبَاجَاءُ من الُفحُول: الْكثير الضِّرَاب. وَقَالَ غيرُه: يُقَال: خَبَجَها خَبْجاً وخَفَجَها خَفْجاً _ إِذا بَاضَعها. جبخ: أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: الجَبْخُ إجالَتُكَ الكِعابَ فِي القِمَارِ. وَكَذَلِكَ الْجَمْخُ، وَأنْشد: (فاجْبَخِ الخَيْلَ نَحْوَ جَبْخِ الكِعَاب ... ) جخب: أَبُو عبيد _ عَن الفرَّاء _ قَالَ: الجَخَّابةُ: الأحْمَقُ. وروَى ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _: رجلٌ جَخَابَةٌ فَقَاقَةٌ _ مُخفَّفَان. وأَقْرَأَنِيهُ المنذريُّ _ لأبي الْهَيْثَم _: رَجُلٌ جِخَابةٌ، بِكَسْر الْجِيم، وأقرأنيه الإيادِيُّ لشَمِرٍ: جَخَّابةٌ _ بِفَتْح الْجِيم وَتَشْديد الْخَاء. خَ ج م اسْتعْمل مِنْهُ: خمج، خجم، مخج، مجخ، جمخ. خمج: أهمله اللَّيْث: وسمعتُ العَرَبَ تَقول: خَمِجَ اللحمُ يخْمَجُ خَمَجاً _ إِذا أَنْتَنَ. قَالُوا: وَخَمِجَ التَّمْرُ _ إِذا فسد جوفُه وحَمُضَ. وَرَوَى أَبُو العبَّاس _ عَن عمرٍ وَعَن أَبِيه _ أَنه قَالَ: الخَمَجُ: فَسَاد الدِّين. ورُوِيَ عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الخَمَجُ أَن يحْمُضَ الرُّطَبُ _ إِذا لم يُشرَّرْ، وَلم يُشرَّق. وَقَالَ أَبُو سعيد: رجل مُخمَّجُ الْأَخْلَاق: فاسدُها. مخج: الْأَصْمَعِي: مَخَجَ البئرَ، ومخَضَها: بِمَعْنى وَاحِد، وَأنْشد: (فصبَّحَتْ قَلمَّساً هَمُومَاً ... يَزيدُها مَخجُ الدِّلاَجُمُوما) أَبُو عبيد: تَمخجْتُ الماءَ _ إِذا حَرَّكْتَه وَأنْشد الْبَيْت: (صافِي الجِمام لَمْ تَمخَّجْهُ الدِّلاَ ... ) _ أَي: لمْ تَمَخَّضْهُ الدِّلاَءُ. خجم: قَالَ ابْن السكِّيت وغيرُه: الخِجامُ المرأةُ الواسعةُ الْهَنِ.

أبواب الخاء والشين

قَالَ: وَهُوَ سَبٌّ عِنْد العَرَب، يَقُولُونَ يَا ابنَ الْخِجَامِ وَأنشد: (بِذَاكَ أَشْفِي النَّيْزَجَ الْخِجَاما ... ) ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ: الْخِجَامُ المرأةُ الواسعةُ الزَّرَدَانِ. جمخ: أَبُو عبيد _ عَن الفرَّاء _: جَامَخْتُ الرَّجُلَ وفايَشْتُه _ إِذا فاخرْتَه قَالَ: وَقَالَ الأصمعيُّ: الجَمْخُ وَالجَفْخُ الكِبْرُ، والجَمْخُ مَثلُ الجبخِ فِي الكِعَابِ _ إِذا أُجِيلَتْ. أَبْوَاب الخَاء والشين خَ ش ض: مهمل. خَ ش ص اسْتعْمل مِنْهُ: شخص. شخص: قَالَ اللَّيْث: الشَّخْصُ سَواد الْإِنْسَان إِذا رأيتَه من بعيد، وكل شَيْء رأيتَ جُسْمانه فقد رأيتَ شخْصَه، وجَمْعُه: الشُّخُوص والأشخاص. قَالَ: والشُّخُوصُ: السَّيْرُ من بلد إِلَى بلد وَقد شَخَصَ يَشْخَصُ شُخُوصاً، وأَشْخَصْتُهُ أَنا، وشَخَصَتِ الكلمةُ فِي الْفَم نحوَ الحَنَكِ الْأَعْلَى، وَرُبمَا كَانَ فِي ذَلِك فِي الرَّجُلِ خِلْقَةً أنْ يَشخَصَ صوتُه، لَا يقدِرُ على خَفْضِه. شمرٌ: يُقَال: شَخَصَ الرجلُ بَصَرَهُ فشخَصَ البَصَرُ نَفْسُه _ إِذا سَمَا وطَمَحَ وشَصَا كلُّ ذلِك مِثلُ الشُّخُوصِ. وَفِي حَدِيث قَيْلَة: ((أَن صاحِبَها اسْتَقْطَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الدَّهْنَاء، فأَقْطَعَهُ إيَّاها قَالَت: فشُخِصَ بِي)) . يُقَال: للرجُل _ إِذا أَتَاهُ مَا يُقْلِقُه _: قد شُخِصَ بِهِ. أَبُو زيد: رجلٌ شَخِيص _ إِذا كَانَ سيِّدَاً. وَقل غَيره: رجلٌ شخِيصٌ _ إِذا كَانَ ذَا شَخْصٍ وخَلْقٍ عَظِيم، بَيِّنَ الشخَاصة قَالَه الكِسَائي. وَامْرَأَة شَخِيصةٌ، وَقد شَخُصَتْ شَخَاصةً. وَقَالَ ابْن شُميل: يُقَال: لَشَدَّ مَا شَخِصَ سهْمُك، وقَحَزَ سهمُك _ إِذا طَمَحَ فِي السَّمَاء وَقد أشخَصَه الرَّامِي إشْخاصاً. وَأنْشد غيرُه: (وَلاَ قَاصِرَاتٌ عَنْ فُؤَادِي شَوَاخِصُ ... ) ابْن السكِّيت: أَشْخَصَ فلانٌ بفلانٍ وأَشْخَسَ بِهِ _ إِذا اغتابه. قَالَ: وشَخَصَ بَصَرُ فلَان _ إِذا فتحَ عينيَه لَا يَطْرِفُ. قَالَ: وأَشْخصَ الرَّامِي _ إِذا جَازَ سهمُه الغَرَضَ من أَعْلَاهُ، وهُوَ سَهمٌ شاخِص. أَبُو سعيد: كلامٌ مُتِشاخِصٌ ومُتشاخِسٌ _ أَي: متفاوِت. خَ ش س اسْتعْمل مِنْهُ: شخسَ. شخس: قَالَ اللَّيْث: الشَّخْسُ: فتحُ الْحمار فمَه عِنْد التثاؤُبِ والْكَرْفِ. وَأنْشد قولَ الطَّرِمَّاح يصف العَيْر:

خ ش ز

(وَشَاخَسَ فَاهُ الدَّهْرَ حَتَّى كَأَنَّهُ ... مُنَمِّسُ ثِيرانِ الْكَرِيصِ الضَّوَائِنِ) قَالَ: والشِّخاسُ والمُشَاخَسَةُ: فِي الْأَسْنَان. اللَّيْث: وَقَالَ أَبُو سعيد: كلامٌ مَتشَاخِسٌ _ أَي: متفاوتٌ، وتشاخَسَ صدْعُ القَدَح _ إِذا تبَاين فبقِيَ غير مُلتئمٍ. وَيُقَال للشَّعَّابِ: قد شاخَسْتَ. أَبُو سعيد: أشْخصْتُ لَهُ فِي الْمنطق وأشْخَسْتُ، وَذَلِكَ إِذا تجهَّمْتَه. خَ ش ز اسْتعْمل من وجوهه: شخز. شخز: قَالَ اللَّيْث: الشخْزُ: شدَّة العَنَاء وَالْمَشَقَّة. وَأنْشد: (إذَا الأُمُورُ أُولِعَتْ بِالشَّخْزِ ... ) وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: الشَّخْزُ: الطَّعن، يُقَال: شَخَزَ عَيْنَه _ إِذا فَقَأَها. وَقَالَ غيرُه: الشَّخْزُ: التوَاءُ الْأَمر على صَاحبه. أَبُو تُرابٍ: قَالَ الْأَصْمَعِي: شَخَزَ عينَهُ وضَخَزَها وبَخَصَها _ بِمَعْنى واحدٍ. قَالَ: وَلم أر أحدا يعرفهُ. خَ ش ط مهمل. خَ ش د اسْتعْمل مِنْهُ: خدش، شدخ. خدش: قَالَ اللَّيْث: الخَدْشُ مزْقُ الجِلْد، قَلَّ أَو كثر. قلت: وَجَاء فِي الحَدِيث: ((مَنْ سَأَلَ وَهُوَ غَنِيٌّ جَاءَتْ مَسْأَلَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُدُوشاً أَوْ خَمَوشاً)) . قلت: الخَدْشُ والْخَمْشُ: بالأظافير. يُقَال: خَدَشَتِ المرأةُ وَجههَا عِنْد الْمُصِيبَة، وخَمَشَت إِذا ظفَّرَتْ فِي أعالي حُرِّ وَجههَا فأَدْمَتْهُ، أَو قَشَرَتْه وَلم تُدْمِه. وخادِشَةُ السَّفا طرَفُه _ من سُنْبل البُرِّ أَو الشّعير أَو البُهْمَى، وَهُوَ شوْكُه. وَكَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة يسمُّونَ كاهِلَ الْبَعِير: مُخَدِّشاً، لِأَنَّهُ يخْدِشُ الفَمَ إِذا أُكِل، لِقِلَّةِ لَحْمِه. وَيُقَال: شَدَّ فُلاَنٌ الرَّحْلَ عَلَى مُخَدِّشِ بعيره، قَالَه ابْن شُمَيْلٍ. ثعلبٌ _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: الخَدُوشُ: الذُّباب، والخَدُوشُ: البُرْغُوث والخَمُوشُ: الْبَقُّ. وخادَشْتُ الرَّجُل _ إذَا خدَشْتَ وجْهه وخدَشَ هُوَ وجهَك، وَمِنْه سُمِّيَ الرجل: خِدَاشاً. شدخ: أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ _ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي _: يُقَال للغلام: حَفْرٌ، ثمَّ يافِعٌ، ثمَّ شدَخٌ ثمَّ مُطبِّخٌ، ثمَّ كوْكبٌ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: يُقَال لِغُرَّة الْفرس _ إِذا كَانَت مستديرة _: وتيرَةٌ فَإِذا سالَتْ وطالت فَهِيَ شادِخةٌ، وَقد شدَختْ شُدُوخاً. وَأنْشد أَبُو عبيد: (سَقْياً لكُمْ يَا نُعْمُ سَقْيَيْنِ اثْنَينِ ... شَادِخَةُ الْغُرَّةِ نَجْلاَءُ الْعَيْن)

خ ش ت

وَقَالَ الآخَرُ: (شَدَخَتْ غُرَّةُ السَّوَابِقِ فِيهِمْ ... فِي وُجُوهٍ إلَى اللِّمَامِ الْجِعَادِ) وَقَالَ اللَّيْث: الشَّدْخُ: كسْرُكَ الشيءَ الأجوفَ _ كالرأْس وَنَحْوه، وَكَذَلِكَ كلُّ شَيْء رَخْصٍ _ كالعَرْفَجِ وَمَا أشبَهه. وَكَانَ يَعْمَرُ الشَّدَّاخ أَحَدَ حُكَّام العربِ فِي الْجَاهِلِيَّة _ سمي شُدَّاخاً لِأَنَّهُ حكم بَين خُزَاعَة وقُصيٍّ حِين حكَّموه فِيمَا تنازعوا فِيهِ من أَمر الْكَعْبَة، وكَثُرَ القتْلُ، فشَدَخ دِماءَ خُزَاعَةَ تَحت قَدمه وأبطلها، وَقضى بِالْبَيْتِ لقُصَي، وَخرج شُدَّاخٌ نعتاً مَخْرَجَ ((رجلٌ طُوّالٌ، وماءٌ طُيّابٌ)) . وَمن الْعَرَب من يَقُول: يَعْمَرُ الشَّدّاخُ. وَقَالَ اللَّيْث: المُشَدَّخُ بُسرٌ يُغْمَزُ حَتَّى يَنْشَدِخَ ثمَّ يَيْبَسَ فِي الشتَاء. قلت: المُشَدَّخُ _ من الْبُسْر _: مَا افْتُضِخَ والفَضْخُ والشَّدْخُ وَاحِد، وأمرٌ شَادِخٌ _ أَي: مَائل عَن الْقَصْد، وَقد شَدِخَ يشْدَخُ شَدَخاً فَهُوَ شَادِخٌ. قلت: لَا أعرفُ هَذَا الْحَرْف وَلَا أحُقُّه. ورُوي عَن ابْن عمر: أَنه قَالَ _ فِي السِّقْطِ _: إِذا كَانَ شَدَخاً أَو مُضْغةً فادْفنه فِي بَيْتك. شمر: _ عَن أبي عَدْنَان عَن الْأَصْمَعِي _: يُقَال: هُوَ شَدَخٌ صَغِير - إِذا كَانَ رَطْبًا. قَالَ: وأخبرتني أُمُّ الْمَخِيلَةِ أَن الشَّدَخَ: الَّذِي يولَدُ لغير تَمَامٍ، وَلَا يكون إِلَّا سَقِطاً وَهُوَ الشَّدَخَة. خَ ش ت اسْتعْمل من وجوهه: شخت. شخت: قَالَ اللَّيْث: الشَّخْتُ: الدَّقِيقُ من كل شَيْء حَتَّى إنَّهُ يُقَال للدَّقيق العُنق والقوائم: شَخُتٌ، وَقد شَخُتَ شُخُوتَةً، وَمِنْهُم من يحرِّك الخاءَ، وَأنْشد: (أَقَاسِيمُ جَزَّأَها صانِعٌ ... فَمِنْهَا النَّبِيلُ وَمنْها الشَّخَتْ) قَالَ: وَيُقَال للحَطَبِ الدَّقيق: شَخْتٌ، وَيُقَال: إِنَّه لَشَخْتُ الجُزَارَة _ إِذا كَانَ دقيقَ القوائم. وَقَالَ ذُو الرُّمّة: (شَخْتُ الْجُزَارَةِ مَثْلُ الْبَيْتِ سَائرُهُ ... مِنَ المُسُوحِ خِدَبٌّ شَوْقَبٌ خَشِبٌ) وَيُقَال للشَّخْت: شَخِيتٌ، وإنَّه لَشَخْتُ الْعَطاء _ أَي: قَلِيل الْعَطاء. خَ ش ظ _ خَ ش ذ _ خَ ش ث: مهملات الْوُجُوه. بَاب الْخَاء والشين وَالرَّاء خَ ش ر خرش، خشر، شرخ، شخر: مستعملة. خشر: فِي الحَدِيث: ((إذَا ذَهَبَ الْخِيَارُ وَبَقِيَتْ خُشَارَةٌ كَخُشَارَةِ الشَّعِيرِ لاَ يُبَالِي بِهِمُ الله بَالَةً)) . أَبُو عبيد: الْخُشَارَةُ: الرديءُ من كل شَيْء وَأنْشد بيتَ الحطيئة: (وَبَاع بَنِيهِ بَعْضُهُمْ بخُشَارةٍ ... وَبِعْتَ لِذُبْيانَ الْعَلاَءَ بِمَالِكِ)

وَقَالَ غيرُه: خَشَرْتُ الشيءَ _ إِذا أرْذَلْتَهُ فَهُوَ مَخْشُورٌ. وَقَالَ أَبُو زيد: الْخُشارةُ: مَا بَقِي على الْمَائِدَة _ مِمَّا لَا خير فِيهِ. قَالَ: وَخَشَرْتُ الشيءَ أَخْشُرُهُ خَشْراً _ إِذا نَفَيْتَ الرَّدِيء مِنْهُ. عَمْرو _ عَن أَبِيه _ قَالَ: الْخَاشِرُ السَّفِلَةُ من النَّاس، وَقَالَهُ ابْن الْأَعرَابِي وَزَاد فَقَالَ: هم الْخُشَارُ والبُشَارُ والْقُشَارُ والسُّقَّاطُ والبُقّاطُ واللُّقَّاطُ والمُقَّاطُ. خرش: فِي حَدِيث أبي بكر: ((أنَّهُ أَفَاضَ وَهُوَ يَخْرِشُ بِعِيرَهُ بِمِحِجَنِهِ)) . قَالَ أَبُو عبيد _ عَن الأصمعيِّ _ الخَرْشُ: أَن يضْرِبه بِمحْجَنِهِ ثمَّ يجتذِبَه إِلَيْهِ _ يُرِيد بذلك تحريكه للإِسْرِاع. وَهُوَ شَبيه بالْخَدْش، وَأنْشد: (إِنَّ الجِرَاءَ تخْتَرِشْ ... فِي بَطْن أمِّ الْهَمَّرِشْ) وَقَالَ اللَّيْث: الْخَرش بالأظْفار فِي الجسَدِ كلِّه. قَالَ: وتَخَارَشَ الكلابُ والسَّنَانير: مَزَّقَ بعضُها بَعْضًا، وخَرَش البَعيرَ بالْمِحْجَنِ: ضربه بطرَفه فِي عُرْض رَقبته أَو فِي جِلده، حَتَّى يَحُتَّ عَنهُ وَبَرَه. قَالَ: والْخِرَاشُ: سِمَةٌ مُستطيلة _ كاللَّدْغَةِ الْخَفِيَّةِ، وثلاثةُ أَخْرِشَةٍ، وبعيرٌ مَخْرُوشٌ. أَبُو عبيد: عَن أبي زيد: الْخِرْشَاءُ قِشْرُ البيضِ الأبيضُ الْأَعْلَى، وَإِنَّمَا يُقَال لَهُ: خِرْشاَءُ بعد مَا يُنْقَفُ فَيَخْرُج مَا فِيهِ. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الْخِرْشَاءُ: جلد الْحَيَّة، وَكَذَلِكَ كلّ شَيْء فِيهِ انتفاخ وتَفَتُّقٌ وَأنْشد: (إذَا مَسَّ خِرْشَاءَ الثُّمَالةِ أَنْفُهُ ... ثَنَى مِشفَرَيْهِ للصَّرِيحِ فَأَقنعَا) يَعني الرَّغْوَة، فِيهَا انتفاخٌ وتفتُّق وخُروق. اللَّيْث: الْخِرشاء: جِلد البَيضة الدَّاخِلُ وجَمْعه خَرَاشِيُّ، وَهُوَ الغِرْقِىءُ. اللِّحياني: فلَان يَخْرِش لِعِياله، ويَخْتَرِشُ _ أيْ: يَكسِبُ لَهُم وَيجمعُ، وَكَذَلِكَ يَقْرِشُ ويَقْتَرِش. قَالَ رؤبة: (أُولاَكِ هَبَّشْتُ لَهُمْ تَهْبيشِي ... قَرْضِي ومَا جَمَّعْتُ مِنْ خُرَوشِي) وخَرَشَةُ: اسمُ رَجل، وَيُقَال للذباب: خَرَشَةٌ، وَقد خَرَشَهُ الذُّبَاب _ إِذا عَضَّهُ وخِرَاشٌ: اسْم رجل. وَيُقَال: هُوَ كلْبُ خِرَاشٍ وهِراشٍ. وَقَالَ أَبُو سعيد: حَرَشَهُ وخَرَشه _ إِذا خَدَشَه. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: سَمِعت رَافعا يَقُول: لي عندَه خُرَاشةٌ وخُمَاشَةٌ _ أَي: حَقٌّ صَغِير. أَبُو عبيد _ عَن الْأمَوِي _ رجل خَرْشٌ وخَرِشٌ، وَهُوَ الَّذِي لَا ينَام. قلت: أظُنه مَعَ الجُوع. شخر أَبُو عبيد _ عَن الْأَصْمَعِي _: من أصوات الْخَيل: الشَّخِيرُ والنَّخِيرُ والْكَرِيرُ، فالشَّخِيرُ من الفَمِ، والنَّخِيرُ من المعنْخَرَيْن، والكَرِيرُ من الصَّدْر.

قَالَ: وَاسم الرجل: شِخِّيرٌ _ بِكَسْر الشين، وَلَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب فَعِّيلٌ. وَقَالَ الليثُ: الشَّخِيرُ: مَا تحاتَّ من الْجَبَل بالأقدام والقوائم. وَأنْشد: (بنُطْفَةٍ بارِقٍ فِي رَأْسِ نِيقٍ ... مُنِيفٍ دُونَهَا مِنْه شَخِيرُ) قلتُ: لَا أعرِفَ الشَّخِيرَ بِهَذَا الْمَعْنى إلاَّ أَن يكون الأصلُ فِيهِ خَشِيراً فقُلِب. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال لما بَين الكُرَّيْنِ من الرَّحْل: شَرْخٌ وشَخْرٌ، والْكُرُّ مَا ضمَّ الظَّلِفَتَيْن. شرخ: رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: ((اقْتُلُوا شُيُوخَ المُشْرِكِينَ واسْتَحْيُوا شَرْخَهُم)) . قَالَ أَبُو عبيد: فِيهِ قَولَانِ: أَحدهمَا _ أنَّه أَرَادَ بالشيوخ _ الرجالَ الْمَسَانَّ، أهلَ الجَلَد وَالْقُوَّة على الْقِتَال، وَلَا يُرِيد الهَرْمَى، وَأَرَادَ بالشَّرْخِ _ الصٍّ غارَ الَّذين لم يُدْرِكوا. فَصَارَ تَأْوِيل الحَدِيث: اقْتُلُوا الرِّجالَ الْبَالِغين، واستَحْيُوا الصِّبيان. قَالَ: وَمِنْهُم مَنْ قَالَ: أَرَادَ بالشيوخ _ الْهَرْمى، الَّذِي إِذا سُبُوا لم يُنتفَعْ بهم للْخدمَة وَأَرَادَ بالشَّرْخ _ الشَّبابَ وأَهلَ الجَلَدِ من الرِّجَال، الَّذين يَصْلُحُون للمِلْك والخِدْمة. وَقَالَ حسَّانُ بن ثَابت: (إِنَّ شَرْخَ الشَّباب والشَّعَرَ الأسْوَدَ ... مَا لَمْ يُعَاصَ كَانَ جُنونَا) قلت: وَالشَّارخُ فِي كَلَام الْعَرَب: الشابُّ، والجميع شَرْخٌ. ابنُ نجْدَةَ _ عَن أبي زيد _: الشَّرْخُ والسِّنْخُ: الأَصْل. وَقال اللَّيْث: شَرْخَا الرَّحْلِ: آخرتُه وَوَاسِطُه. وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: (كَأَنَّهُ بَيْنَ شَرْخيْ رَحْلٍ ساهِمَةٍ ... حَرْفٍ إِذا مَا اسْتَرَقَّ الليلُ مَأْمُومُ) ابنُ حَبِيبٍ: نَجْلُ الرَّجلِ وشَلْخُه وشَرْخهُ: وَاحِد. ابْن شُمَيْل: زَنَمَتَا السَّهْم: شَرْخا فُوقِه، وهما اللَّذَان: الوَتَرُ بَينهمَا. أَبُو عبيد _ عَن الْأَصْمَعِي _ فِي شَرْخَيِ السَّهْم مثلُه. شمِرٌ: الشَّرْخُ: الشَّابُّ، وَهُوَ اسمٌ يَقع موقع الْجمع. قَالَ لَبِيدٌ: (شَرْخاً صُقُوراً يافِعاً وأَمْرَدَا ... ) ويُجْمَعُ الشَّرْخُ: شُرُوخاً وشُرَّخاً. وَقَالَ العَجَّاجُ: (صِيدٌ تَسَامَى وشُرُوخٌ شُرَّخُ ... ) وَقال أَبُو عُبَيْدَة: الشَّرْخُ النِّتَاجُ، يُقَال: هَذَا من شَرْخِ فلَان _ أَي: من نِتاجِه. وَقَالَ غَيره: الشَّرْخُ نِتَاجُ سَنة _ مَا دَامَ صِغاراً. وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ _ يصف فحلاً: (سِبَحْلاً أَبَا شَرْخَيْن أَحْيَا بَنَاتِهِ ... مَقَالِيتُها فَهْيَ اللُّبَابُ الْحَبَائِسُ) وشَرَخَ نَابُ الْبَعِير يَشْرَخُ شُرُوخاً _ إِذا شَقَّ البَضْعَة وَخرج، وَأنْشد:

خ ش ل

(لَمَّا اعْتَرَى صَادِقَاتُ الْهُمُومِ ... رَفَعْتُ الْوليَّ وَكُراً رَبيخاً) عَلَى بَازِلٍ لَمْ يَخْنُها الضِرَّابُ ... وَقَدْ شَرَخَ النَّابُ مِنْها شُرُوخَا) وَقيل: شَرْخُ الشَّبَابِ: قُوَتُهُ ونَضَارَتُه. خَ ش ل اسْتعْمل من وجوهه: خشل، شلخ، شخل. خشل: أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن نَجْدَةَ عَن أبي زيد _ قَالَ: الْخَشْلُ: ضربٌ منَ النَّبَات، أحمرُ وأصفرُ وأخضرُ. قَالَ: والْخَشْلُ رُؤُوس الحُلِيِّ. قَالَ: والْخَشْلُ: الْمُقْلُ الْيَابِس. أَبُو عبيد: عَن أبي عَمْرو، قَالَ: الْخَشَلُ _ مُحَرَّكَ الشين _: المُقْلُ نفسُه، واحدته خَشَلَةٌ. قَالَ: وَيُقَال لرؤوس الْحُلِيِّ من الخَلاخِيل والأَسْوِرَة: خَشَلٌ أَيْضا. وَقَالَ الشماخ فِي الْخَشَلِ: (تَرَى قِطَعاً مِنَ الأَحْنَاشِ فِيهِ ... جَمَاجِمُهُنَّ كَالْخَشَلِ النَّزِيعِ) وَقَالَ اللَّيْث: الْخَشَلُ من الْمُقْلِ _ كالْحَشَفِ من التَّمْر. شلخ: قَالَ أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن نَجْدَةَ، عَن أبي زيد _ قَالَ: الشَّلْخُ: الأَصْل. وَقَالَ ابْن حبيب: شَلْخُ الرَّجُل وشَرْخُهُ ونَجْلُهُ، ونَشْلُهُ، وزَكْوَتُهُ، وزَكْبَتُهُ: وَاحِد. قلت: هُوَ نُطْفَتُهُ. وَقَالَ شَمِرٌ: قَالَ أَبُو عَدْنانَ: قَالَ لي الكِلاَبيُّ: فلَان شَلْخُ سوءٍ، وخَلْفُ سُوءٍ وَأنْشد بَيت لَبِيدٍ: (وَبَقِيتُ فِي شَلْخٍ كَجِلْدِ الأَجْرَبِ ... ) وَقَالَ اللَّيْث: شَالَخُ جَدُّ إبراهيمَ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. شخل: أَبُو زيد: الشَّخْلُ: الصَّدِيق. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّخْلُ: الغُلاَمُ الحَدَثُ يصادِقُ رَجُلاً. قَالَ: والشَّخْلُ بَزْلُ الشَّرَاب بِالْمَشْخَلَةِ، وَهُوَ الْمِصْفَاةُ. أَبُو تُرَاب _: قَالَ الْأَصْمَعِي: شَخَل فلانٌ ناقتَه وشَخَبَها _ إِذا حلبها. قلت: وسمعتُ العربَ تَقول: شَخَلْتُ الشَّرَابَ شَخْلاً _ إِذا صفَّيْتَهُ بالمِشْخَلَةِ وسمعتُهم يَقُولُونَ: شَخَلْنَا الإبلَ شَخْلاً _ أَي حلبناها حَلْباً. خَ ش ن اسْتعْمل من وجوهه: خشن، خنش، نخش، شنخ. خشن: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: خَشُنَ الشَّيْء يَخْشُنُ خُشُونَةً فَهُوَ خَشِنٌ أَخْشَنُ، والمُخاشَنَةُ: فِي الْكَلَام وَنَحْوه، واخْشَوْشَنَ الرجلُ _ إِذا لبِسَ خَشِناً، وَأكل خَشِناً، وَقَالَ قولا فِيهِ خُشُونَةٌ. وكتيبةٌ خَشْناءُ: كثيرةُ السِّلاح. قَالَ: والخَشْنَاءُ _ ممدودةٌ _ بقْلةٌ خضراءُ وَرَقُها قصيرٌ، مثلُ الرَّمْرَام غيرَ أَنَّها أشدُّ اجتماعاً، وَلها حَبٌّ _ تكون فِي الرَّوْض والْقِيعَان.

خ ش ف

والخَشْنَاءُ: الأرضُ الغَلِيظةُ، وَرجل أَخْشَنُ: خَشِنٌ، وخُشَيْنَةُ: بطْنٌ من بطُون قَبيلَة من قبائل الْعَرَب، وَالنِّسْبَة إِلَيْهِم خُشَنِيٌّ. وَقَالَ شمِرٌ: اخْشَوْشَنَ عَلَيْهِ صدرُه، وخشُنَ عَلَيْهِ صدرُه _ إِذا وجد عَلَيْهِ. شنخ: عَمْرو _ عَن أَبِيه _ قَالَ: المُشَنَّخُ من النَّخْل: الَّذِي نُقِّحَ عَنهُ سُلاَّؤُهُ، وَقد شَنَّخَ نَخْلَهُ تَشْنِيخاً. وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ يصف الجبالَ: (إذَا شِنَاخَا قُورِهَا تعوَقَّدَا ... ) أَرَادَ: شَنَاخِيبَ قُورِها، وَهِي رؤوسُها _ الواحِدَةُ: شُنْخُوبَةٌ، كأَن الْبَاء زيدَت. نخش: سَمِعت الْعَرَب تَقول يَوْم الظَّعْن _ إِذا ساقوا حَمُولَتَهُم _: أَلا وانْخَشُوها نَخْشاً مَعْنَاهُ: حُثُّوها وسُوقُوها سَوْقاً شَدِيدا. وَيُقَال: نَخَشَ البَعِيرَ بطرَفِ عَصَاهُ _ إِذا خَرَشَهُ وَسَاقه. وَفِي ((نَوَادِر الْعَرَب)) : نَخَشَ فلانٌ فلَانا _ إِذا حرَّكَه وآذاه، وصَيَّصَهُ _ إِذا غَلَبَهُ فَآذَاه. وَقَالَ اللَّيْث: نُخِشَ الرُّجُلُ فَهُوَ مَنْخُوشٌ _ إِذا هُزِلَ، وامرأةٌ مَنْخُوشَةٌ: لَا لحم عَلَيْهَا. وَقَالَ أَبُو تُرَابٍ: سمعتُ الجَعْفَرِيَّ يَقُول: نُخِشَ لحمُ الرجل، ونُخِسَ _ أَي: قَلَّ. قَالَ: وَقَالَ غيرُه: نَخَشَ _ بِفَتْح النُّون _: خنش: قَالَ اللَّيْث: امْرَأَة مُخَنَّشَةٌ. قَالَ: وتَخَنُّشُها بَعْضُ رِقَّةِ بَقِيَّة شبابها ونساءٌ مُخَنَّشَاتٌ. وَقَالَ اللِّحياني: _ بَقِي من مَاله خُنشُوشٌ _ أَي: بقِيِّةٌ، ومَاله عُنْشُوشٌ _ أَي: مَاله شَيْء. خَ ش ف خشف، خفش، شخف، فشخ: مستعملة. خشف: أَبُو عبيد _ عَن الْأَصْمَعِي _: أول مَا يُولد الظبي فَهُوَ طَلاً. وَقَالَ غير وَاحِد من الْأَعْرَاب: هُوَ طَلاً، ثُمَّ خِشْفٌ. قَالَ: وَيُقَال: خَشَفَ يَخْشِفُ خُشُوفاً _ إِذا ذهب فِي الأَرْض. أَبُو عبيد _ عَن أبي عَمْرو _: رجل مِخَشٌّ مِخْشَفٌ، وهما الجريئان على هَوْلِ اللَّيل. وَقَالَ اللَّيْث: الْخَشَفَانُ: الجَوَلاَنُ سمِّي الخُشَّافُ بِهِ لِخَشَفَانِهِ وَهُوَ أحسن من الْخُفَّاشِ. قَالَ: وَمن قَالَ: خُفَّاشٌ: فاشتقاق اسْمه من صِغَر عَيْنَيْهِ. قَالَ والْخَشِيفُ: الثَّلج الخَشن، وَكَذَلِكَ الجَمَدُ الرِّخْو. قَالَ: والْمَخْشَفُ: الْيَخَدَانُ، وَلَيْسَ لِلْخَشِيفِ فِعْلٌ، يُقَال أصبح الماءُ خَشِيفاً وَأنْشد: (أَنْتَ إِذَا مَا انْحَدَرَ الْخَشِيفُ ... ثَلْجٌ وَشَفَّانٌ لَهُ شَفِيفُ) وَفِي الحَدِيث: ((أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لِبلالٍ: إِنّي لاَ أَرَاني أَدْخُلُ الْجَنَّةَ فَأَسْمَعُ الْخَشْفَةَ إلاَّ رَأَيْتُكَ)) .

وَقَالَ أَبُو عُبيد: الخَشْفَةُ: الصَّوْت _ لَيْسَ بالشديد، يُقَال: خَشَفَ يَخْشِفُ خَشْفًا _ إِذا سمعتَ لَهُ صَوتا أَو حَرَكَة. وَقَالَ الرِّياشِيُّ: الخَشْفُ مَرٌّ سَرِيعٌ. وَقَالَ شَمِرٌ: يُقَال: خَشْفَةٌ وخَشَفَةٌ. أَبُو عبيد _ عَن الْأَصْمَعِي _: إِذا جَرِبَ البعيرُ - أَجْمَعُ _ قيل: هُوَ أَجْرَبُ أَخْشَفُ. وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ الَّذِي يَبِسَ عَلَيْهِ جَرَبُهُ وَقَالَ الفَرَزْدَقُ: (إلَى النَّاسِ مَطْلِيُّ المَسَاعِرِ أَخْشَفُ ... ) قَالَ: والخُشَفُ: الذبابُ الأخضرُ وَجمعه أخشاف. وَيُقَال: خَاشَفَ فلانٌ فِي ذمَّتِه _ إِذا سارع فِي إخْفَارها. قَالَ: وخَاشَفَ إِلَى كَذَا وَكَذَا: مِثْلُه. أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _: الخَشَفُ: الثَّلْج، والخَشْفُ مِثْلُ الخَسْفِ _ وَهُوَ الذُّلُّ. قَالَ: والخَشْفُ: الْحَرَكَة وَالصَّوْت. شمر _ عَن الفَرَّاء _ قَالَ: الأَخَاشِفُ _ بالشين _ الْعَزَازُ الصُّلْبُ من الأَرْض، وَأما الأَخَاسِفُ فَهِيَ الأَرْض اللَّيِّنة. يُقَال: وَقع فِي أخاسِفَ من الأَرْض. وَفِي ((النَّوَادِر)) : يُقَال خُشِفَ بِهِ، وخُفِش بِهِ ولُهِطَ بِهِ _ إِذا رُمِيَ بِهِ. خفش: قَالَ اللَّيْث: الخَفَشُ: فسادٌ فِي الجُفون تضِيق لَهُ العُيونُ من غير وجَعٍ وَلَا قَرْحٍ _ رجلٌ أَخْفَشٌ. وَفِي حَدِيث ولد المُلاَعَنَةِ: ((إنْ جَاءَتْ بِهِ أُمُّهُ أَخْفَشَ الْعَيْنَين)) . قَالَ شمِرٌ: قَالَ بعضُهم: هُوَ الَّذِي يُغَمِّضُ إِذا نظر. وَقَالَ بعضُهم: الخَفَشُ ضَعْفُ البَصَرِ. قَالَ رُؤبة: (وَكُنْتُ لاَ أُوبَنُ بالتَّخْفِيشِ ... ) يُرِيد: بالضعف فِي أَمْرِي. وَيُقَال: خَفِشَ فِي أمره _ إِذا ضعُف وَبِه سمي الخُفَّاشُ _ لضعف بَصَره بِالنَّهَارِ. وَقَالَ أَبُو زيد: رجلٌ خفِشٌ _ إِذا كَانَ فِي عَيْنَيْهِ غَمَصٌ _ أَي: قَذًى. قَالَ: وَأما الرّمَصُ فَهُوَ مَثْلُ الْعَمَش. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الأخْفَشُ: الَّذِي يُبْصِرُ بِاللَّيْلِ، وَلَا يبصر بِالنَّهَارِ. قَالَ: والأخْفَشُ يَكتُب بِاللَّيْلِ فِي القَمْرَاءِ وَيفتح عَيْنَيْهِ فتحا وَاسِعًا، وَهُوَ بِالنَّهَارِ يغمِّضُ عَيْنَيْهِ لَا يكَاد يَطْرِف، وَبِه سمِّي الخُفَّاشُ، لِأَنَّهُ يطير بِاللَّيْلِ. قَالَ: وعينٌ خَفْشَاءُ وجَهْرَاءُ _ لَا يبصر بهَا صَاحبهَا نَهَارا. شخف: قَالَ اللَّيْث: الشِّخافُ _ بالْحِمْيَرِيَّةِ _: اللَّبَنُ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الشَّخْفُ صوتُ اللَّبن عِنْد الْحَلْبِ. يُقَال: سمعْتُ لَهُ شَخْفاً، وَأنشد: (كأنَّ صَوْتَ شَخْبِها ذِي الشَّخْفِ ... كَشِيشُ أَفْعَى فِي يَبِيسٍ قُفٍّ) قَالَ: وَبه سُمِّيَ اللَّبنُ شِخَافاً.

خ ش ب

فشخ: قَالَ اللَّيْث: الفَشْخُ: الظُّلْمُ والصَّفْعُ _ فِي لِعِبِ الصِّبيان، والكذِبُ فِيهِ. خَ ش ب اسْتعْمل من وجوهه: خشب، خبش، شخب. خشب: قَالَ الله جلّ وعزّ فِي صفة الْمُنَافِقين: {كَأَنَّهُمْ خشب مُسندَة} [المُنَافِقُونَ: 4] ، وقرىء ((خُشْبٌ)) _ بِإِسْكَان الشين _ مثل بَدَنة وبُدْنٍ، وَمن قَالَ، {خشب} فَهُوَ بِمَنْزِلَة ثمرَةٍ وثُمُرٍ وتُجْمَع خشبَةٌ على خَشَبٍ، مثل شجرَةٍ وشجَر. أَرَادَ _ وَالله أعلم _ أنَّ الْمُنَافِقين فِي ترك التفهُّم والاستبصار ووَعْي مَا يسمعُونَ من الوَحْي بِمَنْزِلَة الخُشُب. وَفي الحَدِيث: ((أنَّ جِبْرِيل قَالَ: يَا محمدُ: إِنْ شِئْتَ جَمَعْتُ عَلَيْهِم الأَخشَبَيْن فَقَالَ: دَعْنِي أُنْذِرْ قَوْمِي)) . وَفِي حَدِيث آخر: _ فِي ذكر مكّةَ _: ((لَا تَزُولُ حَتَّى يَزُولَ أَخْشَبَاهَا)) . قَالَ شمِر: الأَخشَبُ من الْجبَال: الخَشِنُ الغليظ. وَيُقَال: هُوَ الّذي لَا يُرْتَقَى فِيهِ. وأرضٌ خشْبَاءُ _ وَهِي الَّتِي كَأَنَّ حِجارَتَها منثورةٌ متدانِيَةٌ. وَقَالَ رُؤْبَةُ: (بِكُلِّ خشْبَاءَ وَكُلِّ سَفْحِ ... ) وَقَالَ أَبُو النَّجْمِ: (إِذَا عَلَوْنَ الأَخشَبَ المَنْطُوحَا ... ) يُرِيد: كأَنَّه نُطِحَ. قَالَ: والخَشْبُ: الغليظ الْخَشِنُ من كل شَيْء، وَرجل خشِبٌ: عَارِي الْعظم، بادِي العصب. والجَبْهةُ الْخَشْبَاءُ: الكريهة، وَهِي الْخَشِبَةُ أَيْضا، وَرجل أَخْشَبُ الْجَبْهَة وَأنْشد: (إِمَّا تَرَيْني كَالْوَبِيل الأَعْصلِ ... أَخشَبَ مَهْزُولاً وإِنْ لَمْ أُهْزَلِ) وَفِي حَدِيث عُمَرَ: ((اخشَوْشِنُوا واخشَوْشِبُوا، وَتَمَعْدَدُوا)) . يُقَال: اخشَوْشَبَ الرجل _ إِذا صَار صُلْباً خشناً. قَالَ شمِر: وَقَالَ الْعِتْرِيفيُّ: الْخُشْبَانُ: الْجبَال الخُشْنُ، الَّتِي لَيست بضِخَامٍ وَلَا صِغَارٍ. قَالَ: والخَشِبُ من الْإِبِل: الْجافي السَّمِجُ الشَّاسِىءُ الْخُلُقِ. ابْن السّكيت _ عَن أبي عَمْرو _: الخشيبُ: السيفُ الْخَشِنُ الَّذِي قد بُرِدَ وَلم يُصْقَل. قَالَ: والْخَشِيبُ: الصَّقِيلُ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: سَيْفٌ خَشِيبٌ، وَهُوَ عِنْد النَّاس: الصَّقِيلُ، وَإِنَّمَا أَصلهُ بُرِدَ قبل أَن يليَّن. وَيَقُول الرجل للنَّبَّال: أَفَرَغْتَ من سهمي؟ فَيَقُول: خَشَبْتُهُ _ أَي: قد بَرَيْتُه الْبَرْي الأَوَّلَ، وَلم أسَوِّه، فَإِذا فَرَغَ قَالَ: قد خلَّقْتُه _ أَي: قد لَيَّنتُه _ من الصَّفَاةِ الْخَلْقَاءِ وَهِي المَلْسَاءُ. وَيُقَال: سيفٌ مشقوق الْخَشِيبَة. يَقُول: عُرِّض حِينَ طُبعَ.

خ ش م

وَقَالَ ابنُ مِرْدَاسٍ: (جَمَعْتُ إليْهِ نَثْرَتي وَنَجِيبَتِي ... وَرُمْحِي وَمَشقُوقَ الْخَشِيبَة صَارمَا) قَالَ: وَيُقَال: فلَان يَخشِبُ الشِّعْرَ _ أَي: يُمِرُّه كَمَا يَجيئُه، لَا يتَنَوَّق فِيهِ والخَشَبَةُ: البَرْدَةُ الأُولَى _ قبلَ الصِّقَال وَأنْشد: (وَقُتْرَةٍ مِنْ أَثلِ مَا تَخشَّبَا ... ) أَي: مِمَّا أَخذه خشَباً، لَا يَتنوَّقُ فِيهِ: يأخذُه من هَهُنا وَهَهُنَا. أَبُو عبيد: الخَشيبُ: السَّيْفُ الَّذِي لم يُحكَمْ عَمَلُه. قَالَ: والْخَشِيبُ: الصَّقِيل. وَقَالَ أَبُو الْوَلِيد: قلتُ لصَيْقَلٍ: هَل فرغتَ من سَيْفي؟ قَالَ: نعم _ إِلَّا أنّي لم أَخْشِبْهُ، والْخَشْبُ أَن يضع عَلَيْهِ سِنَاناً عريضاً أَمْلسَ فيدلُكَهُ بِهِ. فَإِن كَانَ فِيهِ شُقُوقٌ، أَو شَعَث أَو حَدَبٌ _ ذهب. وَقَالَ اللَّيْث: الخَشْبُ: الشَّحْذ وسيفٌ خشِيبٌ مَخشُوبٌ _ أَي: شَحِيذٌ، والأَخَاشِبُ: جبال الصَّمَّانِ، لَيْسَ قربَها جبال، وَلَا آكام. وخشِبْتُ النَّبْلَ خشْباً _ إِذا بَرَيْتَها البَرْي الأوَّلَ، وَلم تفرُغ مِنْهُ. وَهُوَ يَخْشِبُ الكلامَ والعملَ _ إِذا لم يُحْكِمْهُ وَلم يجوِّدْه. أَبُو عبيد: الْمَخْشُوبُ: الْمَخْلُوط فِي نسبه، وَقَالَ الأَعْشَى: ( ... لَا مُقْرِفٍ وَلا مَخْشُوبِ ... ) والمُقْرِفُ: الَّذِي دَانَى الهُجْنة من قِبَلِ أَبيه. خبش: قَالَ اللَّيْث: خُبَاشَاتُ الْعَيْش: مَا يُتناول من طَعَام ونحوِه. تَقول: يُخْبَشُ من هَهُنَا وَهَهُنَا. وَقَالَ اللِّحْياني _ فِي بَاب الْخَاء وَالْهَاء _: إنَّ الْمجْلس ليَجْمَعُ خُبَاشَاتٍ من النَّاس وهُبَاشَاتِ _ إِذا كَانُوا من قبائل شَتَّى. قلت: وَيُقَال: هُوَ يَحْبِشُ _ بِالْحَاء _ ويَهْبِشُ. وَهِي الْحُبَاشَاتُ والْهُبَاشَاتُ. وَقد رَأَيْت غُلَاما أَسْوَدَ فِي الْبَادِيَة كَانَ يسمَّى خَنْبَشاً، وَهُوَ فَنْعَلٌ من الْخَبْشِ. شخب: قَالَ اللَّيْث: الشُخْبُ: مَا امتدَّ من اللَّبَنِ _ حِين يُحلَبُ _ مُتَّصِلا بَين الإناءِ والطُّبْي. وَيُقَال: شَخَبْتُ اللبنَ شَخْباً، وَقد شَخَبَتْ أوداجُه دَماً. ومِنْ أمثالهم _ فِي الَّذِي يُصيب مرَّة ويخطىءُ أُخْرَى _: ((شُخْبٌ فِي الإِنَاءِ وشُخْبٌ فِي الأَرْضِ)) . وَيُقَال: انْشَخَبَ عِرْقُهُ دَماً _ إِذا سَالَ. خَ ش م خشم، خَمش، شخم، شمخ، مخش: مستعملة. خشم: قَالَ اللَّيْث: الْخَشْمُ: كَسْرُ الْخَيْشُوم، والْخُشَامُ: داءٌ يَأْخُذ فِيهِ، وسُدَّةٌ. وَيُقَال: خَشِمَ فلانٌ، فَهُوَ أَخْشمُ، وفلانٌ ظاهرُ الْخَيْشُومِ _ أَي: واسعُ الأَنْفِ وَأنْشد: (أَخْشَمُ بَادِي النَّعْوِ وَالْخَيْشُومِ ... )

قَالَ: والْخَيْشُومُ: سلائِلُ سُودٌ، ونَغَفٌ فِي الْعَظْم، والسَّلِيلَةُ هَنَةٌ رقيقَة _ كَاللَّحْمِ _ لَيِّنَةٌ، وَفِي الْأنف ثَلاَثَةُ أَعْظُم، فَإِذا انْكَسَرَ مِنْهَا عَظْمٌ تَخَشَّمَ الْخَيْشُومُ، فَصَارَ مَخْشُوماً، وَالأَخْشَمُ: الَّذِي لَا يجد ريح طِيبٍ وَلَا نَتْنٍ، والتَّخَشُّمُ: من السُّكْرِ وَذَلِكَ أنَّ ريح الشَّرَاب تَسُورُ فِي خَيْشُومِ الشَّارِب، ثمَّ تُخالط الدِّمَاغ فَيَذْهَبُ العقلُ، فيقالُ: تَخَشَّمَ وخَشَّمَ الشَّرَاب، وَأنْشد: (فَأَرْغَمَ الله الأُنَوفَ الرُّغَّمَا ... مَجْدُوعَهَا وَالْعَنِتَ الْمُخَشَّمَا) أَي: المكَسَّرَ، وَخَياشِيمُ الجِبَالِ: أُنُوفُها. أَبُو عبيد _ عَن الْأَصْمَعِي _: الْخُشَامُ: العظيمُ من الْجبَال، وَأنْشد غيرُه: (ويُضْحِي بِهِ الرَّعْنُ الْخُشَامُ كَأَنَّهُ ... وَرَاءَ الثَّنَايَا شَخْصُ أَكْلَفَ مُرْقِلِ) وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الْخُشَامُ: الطَّوِيل _ من الْجبَال _ الَّذِي لَهُ أَنْفٌ، وَيُقَال: إنَّ أَنْفَ فلَان لَخُشَامٌ _ إِذا كَانَ عَظِيما. خَمش: شَمِر: قَالَ ابْن شُمَيْل: مَا دون الدِّية: فَهِيَ خُمَاشَاتٌ، مثلُ قَطْع يَد، أَو رجل، أَو أُذُن أَو عَين، أَو لَطْمَة، أَو ضَرْبة، بالعصا. كُلُّ هَذَا خُمَاشَةٌ. وَقد أخذتُ خُمَاشَتي من فلَان وَقد خَمَشَني فلَان _ أَي: ضرَبَني أَو لَطَمَني أَو قَطَع عُضْواً مِنِّي، وَأخذ خُمَاشَتَهُ _ إِذا أقْتَصَّ. وَفِي حَدِيث قيس بن عَاصِم: ((أَنَّهُ جَمَعَ بنيه عِنْد مَوته _ وَقَالَ: كَانَ بيني وَبَين بني فلَان خُمَاشَاتٌ فِي الْجَاهِلِيَّة. قَالَ أَبُو عبيد: أَرَادَ بهَا جِنَاياتٍ وجِرَاحَاتٍ. وَأنْشد قَول ذِي الرُّمَّة: (رَبَاعٌ لَهَا مُذْ أَوْرَقَ الْعُودُ عِنْدَهُ ... خُمَاشَاتُ ذَخْلٍ مَا يُرَادُ امْتِثَالُهَا) يصف عَيْراً وأُتُنَهُ وَرَمْحَهُنَّ إيَّاهُ _ إِذا أَرَادَ سِفَادَهُنَّ. وَأَرَادَ بقوله: ((رَبَاعٌ)) _ عَيْراً قد طلعت رَبَاعِيَتَاهُ، والامتثالُ: الاقتصاص. وَقَالَ اللَّيْث: الْخامِشةُ وجَمْعُهَا الْخَوامِشُ _ وَهِي صغَار المسَايِل والدوافع، قلت: سُمِّيَتْ خَامِشَةً لِأَنَّهَا تَخْمِشُ الأَرْض _ أَي: تَخُدُّ فِيهَا بِمَا تحمل من مَاء السَيْل، والْحَوافِشُ: مدافع السَّيْل _ الْوَاحِدَة: حَافِشةٌ. ابْن الْأَعرَابِي: الْخَمُوشُ: البعوض _ بلغَة هُذَيْلٍ، واحدتها خَمُوشة، وَأنْشد: (كَأَنَّ وَغَى الْخَمُوشِ بِجَانبَيْهِ ... مَآتِم يَلْتَدِمْنَ عَلَى قتِيلِ) وَفِي الحَدِيث: ((مَنْ سَأَلَ وَهُوَ غَنيٌّ _ جَاءَتْ مَسْأَلَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُمُوشاً أَو كُدُوحاً)) . قَالَ أَبُو عبيد: الْخُمُوشُ مثل الْخدُوشِ يُقَال: خَمَشَتِ امرأةٌ وجْهَهَا تَخمِشُهُ خَمْشاً وخُمُوشاً. قَالَ لَبِيدٌ _ يذْكُر نسَاء قُمن يَنُحْنَ على عَمه أبي بَرَاءٍ:

أبواب الخاء والضاد

(يَخْمِشْنَ حُرَّ أَوْجُهٍ صِحَاحِ ... فِي السُّلُبِ السُّودِ وَفِي الأَمْسَاحِ) شمخ: قَالَ اللَّيْث: شَمَخَ فلانٌ بأَنْفِهِ، وشمخَ أنفُه لِيَ _ إِذا رفع رأسَه عِزّاً وكِبْراً، وجَبل شَامِخٌ: طويلٌ فِي السَّمَاء، وَقد شَمَخَ شُمُوخاً، والجميع شَوَامِخُ. قلت: وَمن هَذَا قيل للمتكَبِّر: شَامِخٌ وَشَمَّاخُ، وشَمْخُ بْنُ فَزَارَة: بَطْنٌ مِنْهُم. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: قَالَ عَرَّامٌ: _ نِيّةٌ زَمَخٌ، وَشَمَخٌ وزَمُوخُ وشَمُوخٌ. وَقد زَمَخ بِأَنْفِهِ، وَشَمَخَ. شخم: أَبُو عبيد _ عَن الْفراء _ قَالَ: أَشْخَمَ اللحمُ إشْخَاماً _ إِذا تغيَّرَتْ رِيحُه لَا مِنْ نَتِنٍ وَلَكِن كَرَاهَة. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: أَشْخَمَ فُوهُ إِشْخَاماً _ إِذا تغيَّرت رِيحُه، ولحمٌ فِيهِ تَشْخِيمٌ _ إِذا تغيَّرتْ رِيحه. ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ الشُّخُمُ هُمُ المسْتَدُّو الأُنُوفِ من الرَّوائح الطِّيِّبةِ أَو الخَبيثة. قَالَ: والشُّخُمُ: الْبِيضُ من الرِّجَال، والشُّجُمُ _ بِالْجِيم _: الطِّوال الأعْفَارُ. وَقَالَ: شَعَرٌ أَشْخَمُ _ إِذا ابيضَّ، وروضٌ أَشْخَمُ: لَا نبت فِيهِ. وَفِي ((النَّوَادِر)) حمَار أَطْخَمُ، وأَشْخَمُ وأَدْغَمُ _ بِمَعْنى وَاحِد. أَبْوَاب الْخَاء وَالضَّاد خَ ض ص _ خَ ض س _ خَ ض ز خَ ض ط: مهملات. خَ ض د اسْتعْمل من وجوهه: خضد، دخض خضد: قَالَ اللَّيْث: الْخَضْدُ: نَزْعُ الشَّوك عَن الشّجر، وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {فِي سدر مخضود} [الْوَاقِعَة: 28] وَهُوَ الَّذِي خُضِدَ شَوْكُهُ، فَلَا شوكَ فِيهِ. قَالَ: وَإِذا كسرتَ عوداً فَلم تُبِنْه قلتَ: خَضَدْتُه فانْخَضَدَ. وَقَالَ الزَّجَّاج _ فِي قَوْله _ عزّ وجلَّ: {فِي سدر مخضود} : قد نزع شوكُه ونحْوَ ذَلِك قَالَ الْفراء. أَبُو عبيد _ عَن أبي زيد _: انْخَضَدَ العُودُ انْخِضَاداً، وانْعَطَّ انْعطاطاً _ إِذا تثنىّ من غير كسر يَبِينُ. وَقَالَ غَيْرُه: الْخَضَدُ: مَا خُضِدَ من الشّجر ونُحِّيَ عَنهُ. وَقَالَ اللَّيْث: الفَحْل يَخْضِدُ عُنق الْبَعِير _ إِذا قَاتله، وَقَالَ رُؤْبَةُ: (وَلَفْتَ كَسَّارٍ لَهُنَّ خَضَّادْ ... ) قَالَ: والْخَضَادُ _ بِفَتْح الْخَاء _ من شجر الْجَنْبَة، وَهُوَ مثل النَّصِيِّ، ولِوَرَقِهِ حُروفٌ كحروف الْحلْفاء، يُجَزُّ بِالْيَدِ كَمَا تجز الحلْفاء. وخَضَدَ الإنسانُ يَخْضِدُ خَضْداً _ إِذا أكل شَيْئا رَطْباً نَحْو القِثَّاء والْجَزَرَ وَمَا أشبههما. وَقَالَ غَيْره: الْخَضْدُ: شِدَّة الْأكل ورجلٌ مِخْضَدٌ. وَفِي الْخَبَرِ: أنَّ مُعاوية رأى رَجُلاً يُجيد الْأكل، فَقَالَ: إِنَّه لمِخْضَدٌ. وَقَالَ امْرُؤُ القَيْسِ:

خ ض ت خ ض ظ خ ض ذ خ ض ث مهملات

(وَيَخْضِدُ فِي الآرِيِّ حَتَّى كَأَنَّما ... بِهِ عُرَّةٌ أَوْ طَائِفٌ غَيْرُ مُعْقِبِ) وَيُقَال: انْخَضَدَتِ الثِّمَارُ الرَّطْبة _ إِذا حُمِلت من مَوضِع إِلَى مَوضِع، فتَشَّدَّخت. وَمِنْه قَول الأحْنَفِ بن قَيْس _ حِين ذَكَر الكوفةَ وثمارَ أَهلهَا فَقَالَ: ((تَأْتِيهم ثِمَارُهُمْ لَمْ تُخْضَدْ)) ، أَرَادَ أَنَّها تأتيهم بِطَرَاءَتِها، لم يُصِبْها ذُبُول وَلَا انْعِصَارٌ، لِأَنَّهَا تُحمل فِي الْأَنْهَار الْجَارِيَة فَتؤَدِّيها إِلَيْهِم. وَقَالَ شَمِر: الْخَضَادُ: وَجَعٌ يُصِيب الإنسانَ فِي أَعْضَائِهِ، لَا يبلغ أَن يكون كسراً وَهُوَ الْخَضَدُ. وَقَالَ الكُمَيْتُ: (حَتَّى غَدَا وَرُضَابُ المَاء يَتْبَعُه ... طَيَّانَ لَا سَأَمٌ فِيهِ وَلاَ خَضَدٌ) دخض: قَالَ اللَّيْث: الدَّخْضُ: سُلاَحُ السِّباعِ، وأَكثر مَا يُوصف بِهِ الْأسد. يُقَال: دَخَضَ دَخْضاً. خَ ض ت _ خَ ض ظ _ خَ ض ذ خَ ض ث: مهملات. خَ ض ر اسْتعْمل من وجوهه: خضر، رضخ. خضر: قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {فأخرجنا مِنْهُ خضرًا نخرج مِنْهُ حبا متراكبا} [الأنعَام: 99] : قَالَ {خضرًا} _ هَهُنَا _ بِمَعْنى اخضر: يُقَال: أخْضَرَّ، فَهُوَ اخْضَرُ، وخَضِرٌ، ومِثْلُه: اعْوَرَّ، فَهُوَ أَعْوَرُ وعَوِرٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الْخَضِرُ _ فِي هَذَا الْموضع _: الزَّرْع الأَخْضَرُ. ورُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: ((وَإِنَّ مِمَّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ مَا يَقْتُلُ حَبَطاً أَوْ يُلِمُّ، إلاَّ آكِلَةَ الْخَضِرِ، فَإِنَّهَا إِذَا أَكَلَتْ مِنْهُ ثَلَطَتْ وَبَالَتْ)) . والْخَضِرُ _ فِي هَذَا الْموضع _ ضَرْبٌ من الْجَنْبَةِ، واحِدَتُهُ: خَضِرَةٌ، والْجَنْبَةُ _ من الْكلأ _: مَا لَهُ أصْلٌ غامضٌ فِي الأَرْض مِثْلُ النَّصِيِّ والصِّلِيَّان والْحَلمَةِ والْعَرْفَجِ والشِّيحِ، وَلَيْسَ الخَضِرُ مِنْ أَحْرار البُقولَ الَّتِي تَهِيجُ فِي الصَّيف، والبقولُ يُقَال لَهَا: الخُضَارةُ والْخَضْرَاءُ. وَقد ذكر طَرَفَةُ الْخَضِرَ فَقَالَ: (كَبَنَاتِ الْمَخْرِ يَمْأَدْن إذَا ... أَنْبَتَ الصَّيفُ عَسَالِيجَ الْخَضِرْ) وَفِي فَصْلِ الصَّيف تَنْبُتُ عَسَالِيجُ الْخَضِرِ من الْجَنْبَةِ، فأَمَّا البُقُول فَإِنَّهَا تنْبُتُ فِي الشتَاء، وتَيْبَسُ فِي الصَّيف. وعَيْشٌ خَضِرٌ: ناعم. ورَوَى أَبُو العبَّاس _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ أَنه قَالَ: الْخُضَيْرَةُ: تَصْغِير الخُضْرَة، وَهِي النِّعمة. وَمِنْه الخَبَرُ الآخرُ: ((مَنْ خُضِّرَ لَه فِي شَيْءٍ فَلْيَلْزَمْهُ)) . مَعْنَاهُ: مَنْ بُورِكَ لَهُ فِي صناعَة أَو حِرْفَةٍ أَو تِجَارَة فليلزمه. وَفِي حَدِيث عليٍّ رَضِي الله عَنهُ: أَنه خطب بالكوفةِ فِي آخر عمرِه فَقَالَ: اللَّهُمَّ سَلِّطْ عَلَيْهْمْ

فَتَى ثَقيفٍ الدَّيانَ الْمَنَّانَ يَلْبَسُ فَرْوَتَها، وَيَأْكلُ خَضِرَتَهَا. يَعْنِي غَضَّها وناعمها وهَنِيئَها. وَيُقَال: هُوَ لَكَ خَضِراً مَضِراً _ أَي: هَنِيئًا مريئاً، وخَضْراً لَك وَنَضْراً مَثْلُ: سَقْياً لَك وَرْعْياً. وَفِي ((نَوَادِر الْأَعْرَاب)) يُقَال: لَسْتُ لفُلَان بِخَضِرَةٍ _ أَي: لست لَهُ بَحشِيشَةٍ رَطْبَة يأكلها سَرِيعا. وَقَالَ اللَّيْث: الْخَضِرُ نَبيٌّ من بَني إسرائيلَ، وَهُوَ صاحبُ مُوسَى، الَّذِي التقى مَعَه بمَجْمَعِ البَحْرين. أَبُو عبيد _ عَن الْكسَائي _ ذهَبَ دَمُه خِضْراً مِضْراً، وَذهب بِطْراً _ إِذا ذهب هَدَراً بَاطِلا. وَالْعرب تُسَمِّي الْحَمَامَ الدواجِنَ: الْخُضَرَ وَإِن اخْتلفت ألوانها. خصُّوها بِهَذَا الِاسْم لغَلَبَة الْوُرْقة عَلَيْهَا. والخُضْرُ: قَبِيلَةٌ من الْعَرَب، قَالَ الشَّماخ: (وَحَلأَها عَنْ ذِي الأرَاكةِ عامرٌ ... أَخُو الخُضْر يَرْمي حَيْثُ تُكْوَى النَّوَاحِزُ) ورُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنَّه قَالَ: ((إيَّاكُمْ وخَضْرَاءَ الدِّمَن)) . قيل: وَمَا ذَاكَ يَا رسولَ الله؟ فَقَالَ: ((المَرْأَةُ الْحَسْنَاءُ فِي مَنْبِتِ السُّوءِ)) . قَالَ أَبُو عبيد: نُراه أَرَاد فَسَاد النّسَب إِذا خِيفَ أَن تكون لغير رَشْدَة. قَالَ: وَإِنَّمَا جعلهَا ((خَضْرَاءَ الدِّمَن)) تَشْبِيها بالبَقْلَةِ الناضرة، تَنْبُتُ فِي دِمْنَةِ البَعْرِ. وأصل الدِّمَنِ: مَا تُدَمِّنه الْإِبِل وَالْغنم من أبعارها وَأَبْوَالهَا، فَرُبمَا نَبَتَ فِيهَا النَّبَات الحَسَنُ النَّاضِرُ _ وأصْلُه فِي دِمْنَة قَذِرَة. يَقُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ((فَمنْظَرُها حَسَنٌ أَنِيقٌ، ومنْبِتها فِاسِدْ)) . وَقَالَ زُفَرُ بْنُ الْحَارِثِ: (فَقَدْ يَنبُتُ المَرْعَى عَلَى دِمَن الثَّرَى ... وتَبْقَى حَزَازَاتُ النُّفُوس كَما هِيَا) ضَرَبهُ مثلا للَّذي يُظْهِر مَوَدَّتَهُ لرجل، وقلبُه نَغِلٌ بالعداوة. وسمعتُ المنذريَّ يَقُول: سمعتُ أَبَا طالبٍ النَحْوِيَّ يَقُول _ فِي قَول الْعَرَب _: ((أَبَادَ الله خَضْرَاءَهم)) . قَالَ الْأَصْمَعِي: مَعْنَاهُ: أَذْهَبَ الله نَعِيمَهم وخِصْبَهم. قَالَ: وَمِنْه قولُه: (وَأَنَا الأَخْضَرُ مَنْ يَعْرِفُني؟ ... أَخْضَرُ الجِلْدَة مِنْ نَسْلِ الْعَرَبْ) قَالَ: يُرِيد ب ((أَخضَرُ الْجِلدة)) : الخِصْبَ والسَّعة. قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أباد الله خَضْرَاءَهُمْ _ أَي: سوادهم. قَالَ: والخضرة _ عِنْد الْعَرَب _: سَوَادٌ. وَقَالَ القُطَامِيُّ: (يَا نَاقُ خُبِّي خَبَباً زِوَرَّا. . ... ) (وَقلِّبِي مَنْسِمَك المُغْبَرَّا. . ... ) (وَعَارِضِي اللَّيْلَ إِذَا مَا اخْضَرَّا ... ) أَرَادَ: إِذا مَا أظلم.

وَقَالَ الفرَّاء: أباد الله خَضْرَاءَهُمْ _ أَي: دنياهم، يُرِيد قَطَعَ عَنْهُم الْحَيَاة. ورُوي عَن مُجَاهدٍ أَنه قَالَ: لَيْسَ فِي الْخَضْرَاوَاتِ صدقةٌ _ أَرَادَ ب ((الخَضْراوات)) التُّفاحَ والكُمَّثرى وَمَا أشبههَا. وَقَالَ اللَّيْث: الخَضِيرُ الزَّرْع الأخْضَرُ، وَقد اخْتُضِرَ فلَان _ إِذا مَاتَ شابّاً. فِي بعض الْأَخْبَار: أنَّ شابّاً من الْعَرَب أُولِعَ بشيخ قد كبِر، فَكَانَ يَقُول لَهُ _ إِذا رَآهُ _: قد أَجْزَزْتَ أَبا فلَان، فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ _ لَمّا أَكثر عَلَيْهِ _: وتُخْتَضَرُون _ أَي: تُتَوَفَّوْن شبَابًا. والأصلُ فِي ذَلِك: النباتُ الغضُّ يُرعَى ويُخْتَضَر ويُجَزُّ، فيؤكَلُ قبل تناهِي طُولِه. وَيُقَال: اخْتَضَرْتُ الفاكهةَ _ إِذا أَكَلْتَها قبل إناءِ إِدْرَاكهَا. والعربُ تَقول للبُقول الْخُضْر: الخضْراءُ. وَمِنْه الحَدِيث: ((تَجَنَّبُوا من خَضْرَائِكم ذَوَاتِ الرِّيح)) يَعْنِي الثُّومَ والبَصل والكُرَّاثَ. وَيُقَال للدَّلو الَّتِي استُقِيَ بهَا _ حَتَّى اخضَرَّتْ _: خضْرَاءُ. وَقَالَ الراجز: (يُمْطَى مِلاطَاهُ بَخَضْرَاءَ فَرِي ... وإنْ تَأَبَّاهُ تَلَقَّى الأَصْبَحِي) وَأَخْبرنِي الإياديُّ _ عَن شمِر _ أَنه قَالَ: الخُضْرِيَّةُ: نخلةٌ طيِّبة التمرِ خَضْرَاؤُه وَأنْشد: (إِذا حَمَلْتَ خُضْرِيةٌ فَوق طَايَةٍ ... وللشُّهْبِ قَصْلٌ عندَها والبَهازِرِ) أَبُو عبيد _ عَن الفرَّاء _ قَالَ: الْخَضِيرَة النَّخلةُ الَّتِي يَنْتَثِر بُسْرُها وَهُوَ أخضرُ. وسمعتُ العربَ تَقول _ لِسَعَفِ النخْل وجريدِه الأَخْضَرِ: الْخَضَرُ ... بِفَتْح الضَّاد وَالْخَاء. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: (يَظَلُّ يَوْمَ وِرْدِهَا مُزَعْفَرَا ... وَهْيَ خَنَاطِيلُ تجُوسُ الْخَضَرَا) أَي تَوَطَّؤُه وتكسِرُه. وَيُقَال: خَضَرَ الرجلُ خَضَرَ النَّخلِ بِمِخْلَبِه، يَخْضِرُه خَضْراً، واخْتَضَرَهُ يَخْتَضِرُهُ _ إِذا قطَعه. ورَوى أَبو تُرَاب _ عَن الأصمعيِّ _: يُقَال: اختَضَرَ فلانٌ الجاريةَ، وابتَسرها وابتكَرها _ إِذا اقتَرَعَها قبل بُلوغها. وَالْعرب تَقول: الأمْرُ بَيْننَا أَخْضَرُ _ أَي: جديدٌ، لمْ تَخْلُق المودَّةُ بَيْننَا. وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: (أَتْرَابُ مَيٍّ وَالْوِصَالُ أَخْضَرُ ... وَلَمْ يُغيِّرْ أَصْلَهُ المغَيِّرُ) والعَرَبُ تقولُ _ أَيْضا _: لَيْلٌ أَخْضَرُ _ أَي: مُظلمٌ أَسْودُ. وَقَالَ ذُو الرُّمّةِ: (قدْ أَعْسِفُ النَّازحَ المجهُولَ مَعْسَفُهُ ... فِي ظِلِّ أَخْضَرَ يَدْعُو هَامَهُ البُومُ) أَرَادَ فِي ظِل ليل مُظْلمٍ. وَأما قولُ عُتْبَةَ بنِ أَبِي لَهَبٍ: (وَأَنا الأَخضرُ مَنْ يَعْرِفني؟ ... أَخْضَرُ الجِلْدَةِ فِي بيتِ العَرب)

فَفِيهِ قَولَانِ: أَحدهما _ أَنه أَرَادَ: أنَّه أسود الجِلدة _ قَالَه أَبُو طَالب النَّحويُّ. وَقيل: إِنَّه أَرَادَ أَنَّه من خَالص الْعَرَب وصميمهم _ لِأَن الغالبَ على أَلوان الْعَرَب الأُدْمةُ _ وَأَنه لم يُعْرِق فِيهِ العَجَمُ الحمراءُ فَيَنْزِع إِلَيْهِم لَوْنُه. وَقيل _ فِي قَول الله جلّ وعزّ فِي صفة الجَنَّتَيْنِ: {مدهامتان} [الرَّحْمَن: 64]_: إنَّهُما خَضْرَاوَان من الرِّيِّ. وَقيل لسواد الْعرَاق: سوادٌ، لِخُضْرَةِ النَّخِيل والزُّروع. أَبُو عبيد، عَن أبي زيدٍ قَالَ: الْخَضَارُ من اللَّبن _ مثلُ السَّمَارِ _ الَّذِي مُذِقَ بماءٍ كثير حَتَّى اخْضَرَّ، كَمَا قَالَ الراجزُ: (جاءُوا بضَيْحٍ هلْ رأيتَ الذِّئْبَ قَطْ؟ ... ) أَرَادَ اللّبَنَ: أَنَّه لما مُذِق بماءٍ كثيرٍ صَار أَوْرَقَ كلون الذِّئْب، حِين عَلتْ خُضرةُ المَاء بياضَ اللَّبن. ابْن السّكيت: خُضارَةُ: معرفةٌ لَا تنصَرِفُ _ اسْمٌ للبحر. وَيُقَال للبقول: الخُضارةُ _ بِالْألف وَاللَّام. والخُضَّارُ: طائرٌ مَعْرُوف. وَفِي ((النَّوَادِر)) : يُقَال: رمى الله فِي عَيْنَيْ فلَان بالأُخَيْضِرِ، وَهُوَ داءٌ يأخذُ فِي الْعين. أَبُو عُبَيْدَة: الأخضرُ _ من الخيْل _: هُوَ الدَّيْزَجُ _ فِي كَلَام الْعَرَب. وَقَالَ: ومِنَ الخُضْرَةِ فِي ألوان الْخَيل: أَخْضَرُ أحَمُّ، وَهُوَ أدنى الخُضْرَةِ إِلَى الدُّهْمَةِ وأَشدُّ الْخُضْرَةِ سَواداً، غير أنَّ أَقْرَابَه وبطنَه وأُذُنَيْهِ مُخْضَرَّةٌ، وَأنْشد: (خَضْراءُ حَمّاءُ كلَوْن العَوْهَقِ ... ) قَالَ: وَلَيْسَ بني الأخْضَرِ الأحَمِّ وَبَين الأَحْوَى إلاَّ خُضْرَةُ مَنْخَريْه وشَاكِلَتِه لِأَن الأحْوَى تحمرُّ مَنَاخِرُه، وتصْفرُّ شاكِلتُه _ صُفرةً مُشاكِلةً للحُمرة. قَالَ: وَمن الْخَيل أَخْضَرُ أَدْغَمُ وأَخْضَرُ أَطْحَلُ، وأَخْضَرُ أَورَقُ. وبَيْعُ المخاضَرَةِ المنهِيُّ عَنهُ: بَيعُ الثِّمار وَهِي خُضْرٌ لم يَبْدُ صلاحُها. سُمِّيَ ذَلِك مُخَاضَرَةً لِأَن المُتبايعَيْن تَبايعا شيئَا أخْضَرَ بَينهمَا _ مأخوذةٌ من الْخُضْرَة. وَقَالَ اللَّيْث: الْخُضَارِيُّ طَائِر يمسَّى الأخْيَلَ _ يُتَشاءَمُ بِهِ إِذا سقط على ظهْر بعير وَهُوَ أَخْضَرُ فِي حَنَكِه حُمرةٌ، وَهُوَ أعظم من القَطَا. قَالَ: والخَضْرُ والمَخْضُورُ: اسمان للرَّخْصِ منَ الشَّجر _ إِذا قُطِع وخُضِرَ. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْخِضْرُ عبدٌ صالحٌ من عباد الله. وَقَالَ أهل الْعَرَبيَّة: الخَضِرُ _ بِفَتْح الْخَاء وَكسر الضَّاد _. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: ((جَلَسَ الخَضِرُ على فَرْوَةٍ بَيْضَاء فإِذَا هِيَ تَهْتَزُّ خَضْرَاءَ)) . وَعَن مُجاهِد: كَانَ إِذا صَلَّى فِي موضعٍ اخضَرَّ مَا حوله. وَقيل: سمي ((الْخَضِرَ)) لحُسْنِه وإشراق وَجهه، وَالْعرب تسمي الإنسانَ الحسنَ

خ ض ل

الْمُشْرِقَ: خضِراً، تَشْبِيها بالنَّبَاتِ الأخْضَرِ الغَضِّ. وَيجوز فِي الْعَرَبيَّة: الخِضْرُ: بِمَعْنى الخَضِرِ كَمَا يُقَال: كِبْدٌ وكَبِدٌ. رضخ: قَالَ اللَّيْث: الرَّضْخُ: كسْرُ الرَّأْس، وَيسْتَعْمل الرَّضْخُ فِي كسر النَّوَى، وَفِي كَسْرِ رَأس الْحَيَّات وَغَيرهَا. وَيُقَال: هم يَتَرضَّخُونَ الْخُبْزَ: يتناولونه. وَيُقَال: رَضَخْتُ لَهُ من مَالِي رَضيخَةً وَهُوَ الْقَلِيل. والتَّراضُخُ: ترَامِي الْقَوْم بَينهم بالنشَّاب. قَالَ: والحاء فِي جَمِيع مَا ذكرنَا جَائِز، إِلَّا فِي الْأكل، يُقَال: كُنَّا نَتَرَضَّخُ وَكَذَلِكَ الْعَطاء _ يُقَال فِيهِ: الرَّضْخُ _ بِالْخَاءِ. وَيُقَال: رَاضَخَ فلانٌ شَيْئا _ إِذا أَعْطَى وَهُوَ كَارِهٌ، وَقد رَاضَخْنَا مِنْهُ شَيْئا _ أَي: أصَبْنا. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس المبرَّدِ: يُقَال: فلَان يَرْتَضِخُ لُكْنةً عجمية، إِذا نَشأ فِي العَجَم صَغِيرا، ثمَّ صَار مَعَ العَرَب فتكَلَّم بكلامهم فَهُوَ يَنزع إِلَى العَجَم فِي ألفاظٍ من ألفاظهم، لَا يستمرُّ لسانُه على غَيرهَا، وَلَو اجْتهد. قَالَ: وَكَانَ صُهَيْبٌ يَرْتَضِخُ لُكْنةً رُومِيَّةً، وَذَلِكَ أَنه سُبِيَ وَهُوَ صَغِير، سَبَتْهُ الرُّومُ، فَبَقيت لُكنةٌ روميّةٌ فِي لِسَانه _ بَعْدَمَا مَلَكهُ العربُ. قَالَ: وَكَانَ عبدُ بني الحَسْحَاسِ يرْتَضِخُ لُكْنةً حَبِشِيَّةً مَعَ جَوْدة شعره. وَكَانَ سَلْمَانُ الفَارِسيُّ يرْتَضِخُ لُكْنَةً فارسية. خرض: قَالَ اللَّيْث: الخَرِيضَةُ: الجارِيَةُ الحديثة السِّنِّ، التّارَّةُ البيضاءُ، وجَمْعُها: خَرَائِضُ. قلت: وَلم أَسْمَع هَذَا الْحَرْفَ لغير اللَّيْث. خَ ض ل اسْتعْمل من وجوهه: [خضل] . خضل: قَالَ اللَّيْث: الخَضِلُ: كلُّ شَيْء نَدٍ يتَرشَّشُ مِنْ نَدَاه _ فَهُوَ خَضِلٌ، ويسمّى اللؤلُؤُ: خَضْلاً _ بِسُكُون الضَّاد. وَجَاءَت امْرَأَة إِلَى الحَجَّاج برَجُل فَقَالَت: تَزَوَّجَني على أَن يعطيَنِي خَضْلاً نَبيلاً _ تعْنِي لؤلؤاً أَو دُرّةً خضْلةً _ أَي: صافيةَ. قَالَ: وأخضلَتْنَا السَّمَاء _ أَي: بلّتْنا بَلاًّ شَدِيدا، ونباتٌ خضِلٌ بالنَّدَى، وشِوَاء خضِلٌ _ أَي: رَطْبٌ جيِّدُ النُّضْج. وَيُقَال: أَخْضَلتْ دمُوعُ فلَان لحيَتَه، وَإِذا خصُّوا الفِعلَ قَالُوا: اخضلَّت لحْيَتُه. قَالَ: وَلم أسمَعْهُم يَقُولُونَ: خضِلَ الشيءُ وَالْعرب تَقول: نزلنَا فِي خُضُلَّةٍ من العُشب _ إِذا كَانَ أَخضَرَ نَاعِمًا رطْباً. وَيُقَال: دَعْنِي من خُضُلاَّتِكَ - أَي: من أباطيلك. أَبُو عبيد: عَن أبي زيد: اخضَلَّ الثوبُ اخضِلاَلاً _ إِذا ابتلَّ. وَيُقَال لِلَّيْلِ إِذا أقبل طِيبُ بَرْدِه: قد اخْضَلَّ اخْضِلاَلاً. وَقَالَ ابْن مُقْبِلٍ:

خ ض ن

(مِنْ أَهْلِ قَرْنٍ فَمَا اخْضَلَّ الْعِشَاءُ لَهُ ... حَتَّى تَنَوَّرَ بالزَّوْرَاءِ مِنْ خِيَمِ) خَ ض ن اسْتعْمل من وجوهه: خضن، نضخ. خضن: أَبُو عبيد _ عَن أبي زيد _: خاضَنْتُ المرأةَ مُخَاضَنةً _ إِذا غازَلْتَها. وَقَالَ اللَّيْث: المُخَاضَنَةُ: التّرَامي بَقَوْل الفُحْشِ. وَأنْشد للطَّرِمَّاح: (تُخَاضِنُ أَوْ تَرْنُو لِقَوْلِ الْمُخَاضِنِ ... ) وَقَالَ الْأَصْمَعِي وغيرُه: يُقَال: خَضَنَ عَنَّا الهَدِيَة وغَيْرَها _ إِذا صَرَفها. وَكَذَلِكَ خَبَنَها. وَقَالَ اللِّحياني: مَا خُضِنَتْ عَنهُ المُرُوءَةُ إِلَى غَيره _ أَي: مَا صُرِفت. نضخ: قَالَ اللَّيْث: النَّضْخُ _ كاللَّطْخِ: مِمَّا يبْقَى لَهُ أَثَرٌ. تَقول: نَضَخَ ثَوْبَهُ بالطيب. قَالَ: والنّضخُ فِي فوْر المَاء من الْعين والجَيشَانِ. وَمِنْه قَول الله جلّ وعزّ: {فيهمَا عينان نضاختان} [الرَّحْمَن: 66] . قَالَ الزَّجَّاجُ: جَاءَ فِي التَّفْسِير: أَنَّهُمَا تَنْضَخَانِ بِكُل خير. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: وَقعت نَضْخَةٌ بِالْأَرْضِ _ أَي: مَطَرَة. وَأنْشد: (لاَ يَفْرَحُونَ إِذَا مَا نَضْخَةٌ وَقعَتْ ... وَهُمْ كِرَامٌ إذَا اشْتَدَّ الْمَلاَزِيبُ) وَأنْشد غَيره: (فَقُلْتُ لَعَلَّ الله يُرْسِلُ نَضْخَةً ... فَيُضْحِي كلاَنَا قَائِماً يَتَذَمَّرُ) وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي قَوْله جلّ وعزّ: {عينان نضاختان} [الرَّحْمَن: 66] . قَالَ: فَوَّارتان. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: النّضْخُ: مَا كَانَ من الدّم والزَّعْفَرَانِ والطِّين، وَمَا أشبهه. وَأنْشد لجرير: (ثِيَابَكُمُ وَنَضْخَ دَمِ القَتِيلِ ... ) قلتُ: وَقد مرَّ تَفْسِير النّضْخِ والنّضْحِ فِي كتاب ((الْحَاء)) باستقصاء. خَ ض ف خضف، خفض، فضخ: مستعملة. خضف: أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي: خضَفَ بهَا وغَضَفَ بهَا _ إِذا ضَرِطَ. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: خضَفَ خَضْفاً _ إِذا ضَرِطَ. وَأنْشد: (إنَّ عُبَيْداً خَلَفٌ بِئْسَ الْخَلَفْ ... عَبْدٌ إِذَا مَا نَاءَ بِالْحِمْلِ خَضَفْ) وَقَالَ اللَّيْث: البِطِّيخُ _ أولَ مَا يخرُجُ _ يكون قعْسَراً صَغِيرا، ثمَّ يكون خَضَفاً أكْبَرَ من ذَلِك، ثمَّ يكون فِجّاً قبل أَن يَنْضَجَ والحَدَجُ يجمعها. خفض: قَالَ اللَّيْث: الخَفْضُ نَقِيضُ الرّفْع، وعَيْشٌ خَفْضٌ: ذُو دَعَةٍ وخِصْبٍ. يُقَال: خَفُضَ عيشُه.

ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _: يُقَال لِلقَوم: هم خافضُون _ إِذا كَانُوا وادعين مُقِيمين على المَاء، وَإِذا انْتَجَعوا لم يَكُونُوا فِي النُّجْعَة خافضينَ، لأَنهم لَا يزالُون ظاعنين فِي طلب الْكلأ، ومساقط الغيْث. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: الْخَفْضُ: العيشُ الطيِّبُ، والْخَفْضُ: الانْحِطاط بعد العُلُوِّ، والْخَفْضُ: خِتَانُ الْجَارِيَة. ورُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنَّه قَالَ لأُمِّ عَطِيَّةَ: ((إذَا خَفَضْتِ فَأَشمِّي)) ، يَقُول: إِذا خَتَنْتِ جَارِيَة فَلَا تُسْحتِي نَوَاتَها ولكنِ اقْطعِي مِنْ طَرَفها حُزَّة يَسيرَة. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال لِلْجَارِيَةِ: قد خُفِضَتْ، وللغلام: خُتِنَ. قَالَ: والتخفيضُ: مدُّكَ رأسَ البَعير إِلَى الأَرْض، لترْكبَهُ. وَأنْشد: (يَكادُ يَسْتَعْصِي عَلَى مُخَفِّضِهْ ... ) وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ _ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {خافضة رَافِعَة} [الواقِعَة: 3]_: المعنَى أَنَّهَا تَخْفِضُ أهْل الْمعاصِي: وترفعُ أهل الطَّاعَة. وروَى أَبُو دَاوُدَ _ عَن ابْن شمَيْلٍ _ فِي قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ((إنَّ الله يَخْفِضُ القِسْطَ ويرْفَعُه)) _ قَالَ: القِسْطُ: الْعَدْلُ. وَقَالَ: ومَنْ ثَقُلَت موازينُهُ خُفِضَتْ، وَمن خفَّتْ موازينهُ شالَتْ. قلت: ذهب ابْن شُمَيل إِلَى أَن ((القِسْطَ)) هَهُنَا: الموازين الَّتِي ذكرهَا الله تَعَالَى فَقَالَ: {وَنَضَع الموازين الْقسْط ليَوْم الْقِيَامَة} [الْأَنْبِيَاء: 47] . وَقَالَ غَيره _ فِي تَفْسِير قَوْله: ((إنَّ الله يَخْفِضُ القِسْطَ ويرْفعُهُ)) _: إِن الْقسْط مَعْنَاهُ: العْدلُ، وَإِن الله جلّ وعزّ يَحُطُّه فِي الأَرْض مرَّةً، ويُظْهِرُ عَلَيْهِ أَهْلَ الجَوْرِ ابتلاءً وتطهيراً واستعتاباً، وكما شَاءَ الله، فَإِذا تَابُوا وأنابوا رَفَع العدلَ وأظهرَ أهلَه على أهل الجَوْر. وَهَذَا القَوْل عِنْدِي صحيحٌ إِن شَاءَ الله. وَالْعرب تَقول: أرضٌ خَافِضَةُ السُّقْيا _ إِذا كَانَت سهلَةَ السَّقْي، وأرضٌ رافِعةُ السُّقيا _ إِذا كَانَت على خلاف ذَلِك، وفلانٌ خافِضُ الْجنَاح، وخافِضُ الطَّيْر _ إِذا كَانَ وَقُوراً سَاكِنا. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {واخفض لَهما جنَاح الذل من الرَّحْمَة} [الإسرَاء: 24]_ أَي: تواضَعْ لَهما، وَلَا تَتَعَزَّزْ عَلَيْهِمَا. وامرأةٌ خَافِضَةُ الصَّوْت وخَفِيضَةُ الصَّوْت _ إِذا كَانَت ذَات وَقارٍ، لَا سَلاَطَةَ فِي لسانها. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الخافِضَةُ: التَّلْعَةُ المطْمَئِنَةُ وَجَمعهَا: الخَوَافِضُ. والرافعةُ: الْمَتْنُ من الأَرْض، وَجَمعهَا: الروافِعُ. فضخ: قَالَ اللَّيْث: الفَضْخُ كسر الشَّيْء الأجْوف نحوِ البطِّيخ، وَرَأس الْإِنْسَان. قَالَ: والفَضيخُ شرابٌ يُتخذ من البُسْر المَفْضَوخِ، وَهُوَ المشدوخ. ونحوَ ذَلِك قَالَ أَبُو عبيد.

خ ض ب

وحُكِي _ عَن بَعضهم _ أَنه قَالَ: هُوَ الْفَضُوحُ الْمَعْنى: أَنه يُسْكر شَارِبُهُ فَيَفْضَحُهُ، فاسْمُ الْفَضُوحِ أَوْلَى بِهِ من اسْم الْفَضِيخِ. وَفِي حَدِيث عليٍّ رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ: ((كُنْتُ رَجُلاً مَذَّاءً فَسَأَلْتُ المِقْدَادَ أَن يسْأَل لي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَنهُ فَقَالَ: إِذا رَأَيْتَ المَذِيَّ فَتَوَضَّأْ واغْسِلْ مَذَاكِيرَكَ، وإذَا رَأَيْتَ فَضْخَ الماءِ فاغْتَسِلْ)) . قَالَ شَمِرٌ: فَضْخُ المَاء دَفْقُه، وانْفَضَخَ الدَّلْو إِذا دُفق مَا فِيهِ من المَاء، والدَّلْوُ يُقَال لَهَا: الْمِفْضَخَةُ، وَأنْشد: (كَأَنَّ ظَهْرِي أَخَذَتْهُ زُلَّخَهْ ... لَمَّا تَمَطَّى بالْفَرِيِّ المِفْضَخَهْ) قَالَ: وَيُقَال: بَينا الإنسانُ ساكتٌ إِذِ انْفَضَخَ. قَالَ: وَهُوَ شِدَّةُ الْبكاء، وكثرةُ الدَّمع. قَالَ: والقارُورَةُ تَنْفَضِخُ، إِذا تكسَّرت فَلم يبْق فِيهَا شَيْء. والسِّقاءُ يَنْفَضِخُ وَهُوَ مَلآن، فينشقُّ ويَسيل مَا فِيهِ. وحُكِيَ عَن بَعضهم أَنه قيل لَهُ: مَا الْإِنَاء؟ فَقَالَ: حَيْثُ تُفْضَخُ الدَّلْو _ أَي: تُدْفَق فتفيض فِي الإزاء. وَقَالَ أَبُو عبيد: انْفَضَخَتِ القَرْحَة وغيرُها _ إِذا تفتَّحت وانعصرت. قَالَ شمر: وَقد قيل: انْفَضَحَتِ الدَّلو _ بِالْجِيم _ وانْفَضَجَ بالعرقِ. قَالَ: وَيُقَال: انْفَضَخَتِ العَيْنُ _ بِالْخَاءِ _ أَي: تفقَّأت. وَقَالَ أَبُو زيد: فَضْختُ عينه فضخاً وفقأْتُها فَقْئاً، وهما وَاحِد، للعين والبطن وكلِّ وِعَاءٍ فِيهِ دُهنٌ أَو شراب. خَ ض ب اسْتعْمل من وجوهه: [خضب] خضب: قَالَ اللَّيْث: خَضَبَ الرجلُ شيبَه والخِضَابُ الإسمُ، وكلُّ لونٍ غَيَّرَ لَوْنَه حُمْرَةً فَهُوَ مَخْضُوبٌ. قَالَ: والخاضِبُ: من النعام. قَالَ أَبُو الدُّقَيْش: إِذا اغْتَلَم فِي الرّبيع احمرَّت ساقاه، فَهُوَ خاضِبٌ _ نَعْتٌ جَاءَ للذَّكَر. أَبُو عبيد _ عَن أبي عُبَيْدَة _ قَالَ: الخاضِبُ من النعام: الَّذِي أكل الربيعَ فاحمرَّ ظُنْبُوباهُ أَو اخضرَّا أَو اصفرَّا، وَجمعه خواضِبُ. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الخَاضِبُ من النعام: الَّذِي قد أكل الخُضْرَةَ. قَالَ: وَيُقَال: قد خَضَبَتِ الأرضُ أَي: اخضَرَّت. وَقَالَ أَبُو سعيد: سُمِّي الظليمُ خاضِباً لِأَنَّهُ يحمرُّ مِنقارُه وساقاه إِذْ تربَّعَ، وَهُوَ فِي الصَّيْفِ يَفْزَعُ ويَبْيَضُّ ساقاه. قلت: والعربُ تقولُ: أَخضَبَتِ الأرضُ إخْضَاباً _ إِذا ظهر نَبْتُها، والخَضُوبُ: النَّبْتُ الَّذِي يُصيبُه المَطَرُ، فيِخْضِبُ مَا يخرجُ من الْبَطن. وَيُقَال: اختَضَبَ الرَّجل، واختَضَبَت المرأةُ _ من غير ذكر الشَّعَر. والْمِخْضَبُ مثلُ إجَّانَةٍ يُغْسَل فِيهَا الثيابُ.

خ ض م

والْخَضَابُ: مَا يُخْتَضَبُ بِهِ من حِنَّاءٍ وكَتَمٍ وَوَسِمَةٍ وَغَيرهَا. خَ ض م خضم، ضمخ، مخض، ضخم: مستعملة. خضم: فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة: أَنه مَرَّ بِمَرْوَانَ _ وَهُوَ يَبْنِي بُنْياناً لَهُ _ فَقَالَ: ((ابْنُوا شَديداً وَأَمِّلُوا بَعيداً واخضِمُوا فسَنَقْضَمُ)) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الكسائيُّ: الخَضْمُ: بأَقْصَى الأضراس، والْقَضْمُ: بأدناها. وَقَالَ أَيْمَنُ بْنُ خُرَيمٍ _ يذكرُ أَهْلَ الْعرَاق: (رَجَوْا بِالشِّقَاقِ الأكْلَ خَضْماً فَقَدْ رَضُوا ... أَخِيراً مِنَ اكْلِ الْخَضْم أَنْ يَأْكُلُوا الْقَضْمَا) قَالَه حِين ظهر عبدُ الْملك على مُصْعَبٍ واستَوْلَى على الْعرَاق. يُقَال: خَضِمْتُ أَخْضَمُ خَضْماً، وقَضِمْتُ أَقْضَمُ قَضْماً. أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي، قَالَ: الْخُضُمَّةُ عَظَمَةُ الذِّراع، وَهِي مُسْتَغْلَظُها. قَالَ: والْخِضَمُّ: الْكَثِيرُ العَطِيَّة. قَالَ: وَقَالَ الأمَوِيُّ: الْخِضَمُّ: الْمِسَنُّ، وَأنْشد قولَ أبي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ: (حَرَّى مُوَقَّعَةٌ مَاجَ الْبَنَانُ بِهَا ... عَلَى خِضَمٍّ يُسَقّى الْمَاءَ عَجَّاجِ) والسَّيْفُ يَخْتَضِمُ العَظْمَ _ إِذا قَطَعَه، وَمِنْه قَوْله: (إِنَّ الْقُسَاسِيَّ الَّذِي يُعْصَى بِهِ ... يَخْتَضِمُ الدَّارعَ فِي أَثْوَابِهِ) واخْتَضَمَ الطريقَ _ إِذا قَطَعَه، وَأنْشد فِي صفة إبل ضُمَّرٍ: (ضَوَابَعٌ مَثْلُ قِسِيِّ القَضْبِ ... تَخْتَضِمُ البِيدَ بغَيْرِ تَعْبِ) ابْن السكِّيت: قَالَ أَبُو مَهْدِيٍّ: الْخَضِيمَةُ: أَن تُؤخَذَ الْحِنْطَةُ فَتُنَقَّى وتُطَيَّبُ ثمَّ تجْعَلُ فِي القِدْر، ويُصبُّ عَلَيْهَا الماءُ فتُطْبَخُ حَتَّى تُنْضَجَ. أَبُو زيد: يُقَال للماءِ الَّذي لَا يَبْلُغُ أَن يكون أُجَاجاً، ويشربُه المالُ دون النَّاس: المُخضِمُ والخَمْجَرِيرُ. وَقَالَ الفرَّاء: خَضَّمٌ: مَاء لبني تَمِيم وَأنْشد: (لَوْلاَ الإلَهُ مَا سَكَنَّا خَضَّمَا ... ) وَقَالَ أَبُو تُرَاب: قَالَ زَائِدَةُ القَيْسِيُّ: خَضَفَ بهَا وخَضَمَ بهَا _ إِذا ضَرَطَ. قَالَ: وَقَالَهُ عَرَّامُ _ وَأنْشد للأَغْلَبِ: (إنْ قَابَلَ الْعِرْسَ تَشكَّى وَخَضَمْ ... ) وَقَالَ أَبُو عبيدٍ: حَصَمَ: مَثْلُه. بِالْحَاء والصّاد. ضمخ: قَالَ اللَّيْث: الضَّمْخُ: لَطْخُ الْجَسَد بالطِّيب حَتَّى كَأَنَّمَا يَقْطُرُ. وَأنْشد فِي صفة النِّسَاء: (تَضَمَّخْنَ بِالجَادِيِّ حَتَّى كَأَنَّما ... الأُنُوفُ إذَا اسْتَعْرَضْتَهُنَّ رَوَاعِفُ) وَيُقَال: ضَمَخْتُهَا ضَمْخاً واضْطَمَخَتْ، وتَضمَّخَتْ. قَالَ: والمَضْخُ: لغةٌ شَنِيعَةٌ فِي الضَّمْخِ.

مخض: قَالَ اللَّيْث: المَخْضُ تَحريكُكَ المِمْخَضَ الّذي فِيهِ اللبنُ الْمَخِيضُ _ الَّذِي قد أُخِذتْ زُبْدَتُه. قَالَ: يستعملُ المَخْضُ فِي أَشْيَاء كثيرةٍ البعيرُ يَمْخَضُ بِشِقْشِقَتِه. وَأنْشد لرُؤْبَةَ: (يَجْمَعْنَ زَأْراً وَهَدِيراً مَخْضاً ... ) والسَّحَابُ يَتَمَخَّضُ بمائه، وَيُقَال للدنيا: إِنَّهَا لَتَتَمَخَّضُ بِفِتنَةٍ مُنْكَرَةٍ. وَأنْشد الْأَصْمَعِي: (تَمَخَّضَتِ المَنُون لَهُ بِيَوْمٍ ... أَنَى وَلِكُلِّ حَامِلَةٍ تِمَامُ) يَعْنِي: المنيَّةُ تَهَيَّأَتْ لأَنْ تَلِدَ لَهُ الموتَ، يَعْني النُّعْمَان بْنَ الْمُنْذِرِ أَو كِسْرَى. وَقَالَ اللَّيْث: يقالُ لِمَا اجْتمع من الأَلبان حَتَّى صَار وِقْرَ بَعِير فِي الْغَرِيبِ: الإِمْخَاضُ ويُجْمَع على الأَمَاخِيض. وَيُقَال: هَذَا إِحْلاَبٌ من لبن، وإِمخَاضٌ من لبن، وَهِي الأحَالِيبُ والأَمَاخِيضُ. وَيُقَال: مَا دَامَ اللبنُ الْمخيضُ فِي المِمْخَضِ فَهُوَ إِمْخاضٌ _ أَي: مَخْضةٌ واحَدةٌ. قَالَ: والْمُسْتَمْخِضُ من اللَّبن: البطىءُ الرُّؤُوب، فَإِذا اسْتَمْخَضَ لم يكد يَرُوب، وَإِذا راب ثمَّ مَخَضْتَهُ فَعَاد مَخْضاً فَهُوَ المُسْتَمخِضُ، وَذَلِكَ أطيَب ألبان الْغَنَم. وقولُه عزّ وجلّ: {فأجاءها الْمَخَاض إِلَى جذع النَّخْلَة} [مَرْيَم: 23] . المَخَاضُ: وَجَعُ الوِلادَة، وَهُوَ الطَّلْق أَيْضا. وَقَالَ شَمِر: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي وَابْن شُميل: يُقَال: ناقةٌ مَاخِضٌ ومَخُوضٌ وَهِي الَّتِي ضَرَبَها المَخَاضُ، وَقد مَخَضَتْ تَمْخَضُ مَخَاضاً، وَإِنَّهَا لَتَمَخَّضُ بِوَلدِها وَهُوَ تَضَرَّبُ الوِلدِ فِي بَطنهَا، وَذَلِكَ حِين تُنْتَجُ فَتَمْتَخِضُ. وَيُقَال: مَخِضَتْ وَمُخِضَتْ وتَمَخَّضَتْ وامْتَخَضَتْ. وَيُقَال: مَاخِضٌ ومُخَّضٌ، ومَوَاخَضُ _ فِي الْجمع، وَأنْشد: (وَمَسَدٍ فَوْقَ مِحَالٍ نُغَّضِ ... تُنْقِضُ إِنْقَاضَ الدَّجَاجِ المُخَّضِ) وَقَالَ: (مَخِضْتِ بهَا لَيْلَةً كُلَّهَا ... فَجِئْتِ بهَا مُؤْيِداً خَنْفَقِيقاَ) وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: ناقةٌ مَاخِضٌ وشاةٌ مَاخِضٌ، وامرأةٌ مَاخِضٌ _ إِذا دنا وِلاَدُها، وإبلٌ مَوَاخِضُ، وَقد أَخذهَا الطَّلْق والمَخَاضُ، والمِخَاضُ. وَقَالَ نُصَيْرٌ: إِذا أَرَادَت الناقةُ أَن تضع قيل: مَخِضَتْ. وعامَّةُ قَيْسٍ وتمِيم وأسدٍ يَقُولُونَ: مِخِضَتْ _ بِكَسْر الْمِيم _ ويفعلون ذَلِك فِي كل حَرْفٍ كَانَ قبل أحدِ حُروف الْحَلقِ فِي ((فَعِلَتْ)) وَفِي ((فَعِيل)) يَقُولُونَ: بِعِيْرٌ وزِئيرٌ وشِهِيقٌ، ونِهِلَتِ الإبلُ، وسِخِرْتُ مِنْهُ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال مَخِضَتْ المرأةُ وَلَا يُقَال: مُخِضَتْ، وَيُقَال: مَخَضَتْ لَبَنَها.

أبواب الخاء والصاد

أَبُو عبيد _ عَن أبي زيد _: إِذا أَرَدْتَ الْحَوَامِل من الْإِبِل قُلْتَ: نُوقٌ مَخَاضٌ _ واحدتها (خَلِفَةٌ) على غير قِيَاس، كَمَا قَالُوا لوَاحِدَة النِّسَاء: ((امرأةٌ) ولواحدة الْإِبِل: ((نَاقَةٌ)) و ((بَعِيرٌ)) . وَقَالَ الْأَصْمَعِي: إِذا حُمِلَ الْفَحْلُ على نَاقَة فلَقِحَتْ فَهِيَ خَلِفَةٌ وجَمْعها _ مَخَاضٌ ووَلَدُها _ إِذا استَكْمَلَ سَنَةً من يومٍ وُلِدَ وَدخل فِي السّنة الأخْرى _: ابنُ مَخَاضٍ لأنَّ أُمَّهُ لحقت بالمَخَاضِ من الْإِبِل، وَهِي الْحَوَامِلُ. وَقَالَ غَيره: إِنَّمَا قيل للنُّوقِ _ إِذا حَمَلتْ _: مَخَاضٌ، تفاؤُلاً بِأَنَّهَا ستَمْخَضُ بوَلَدِها، إِذا نُتِجَتْ. وَيُقَال: مَخَضْتُ ماءَ الْبِئْر بالدَّلْو _ إِذا أَكْثَرتَ النَّزْعَ مِنْهَا بدِلاَئِكَ، وحرَّكْتَها لِتَمْتلِىء، وَأنْشد الْأَصْمَعِي: (لَنَمْخَضَنْ جَوْفَكِ بِالدُّلِيِّ ... ) والمُسْتَمْخِضُ: البَطِىءُ الرُّؤُوب من اللَّبن، وَقد اسْتَمْخَض لَبنُكَ _ أَي: لَا يكادُ يروب، وَإِذا اسْتَمْخَضَ اللَّبَنُ لم يكَدْ يَخْرُجُ زُبْدُهُ، وَهُوَ من أطيب اللَّبن، لِأَن زُبْدَهُ اسْتُهْلِكَ فِيهِ، واستَمْخَضَ اللَّبن أَيْضا _ إِذا أَبْطَأَ أخذُهُ الطَّعْمَ بعد حَقْنِهِ فِي السِّقاء. وَقَالَ ابْن بُزُرْجَ: تَقول الْعَرَب _ فِي أُدْعِيَّةٍ يَتَدَاعَوْنَ بهَا _: صَبَّ الله عليكَ أُمَّ حُبَيْنٍ مَاخِضاً _ يَعْنِي الليلَ. ضخم: قَالَ اللَّيْث: الضَّخْمُ: الْعَظِيم من كل شَيْء، والمصدر: الضَّخَامَةُ، وَقد ضَخُمَ، وَامْرَأَة ((ضَخْمَةٌ)) ، ونسوةٌ ضَخْماتٌ _ بِسُكُون الْخَاء _ لِأَنَّهُ نَعْتٌ، والأسماءُ تُجْمَع على ((فَعَلاَتٍ) نَحْو شَرْبة وشَرَبَات، وقَرْيَة وقَرَيَات، وتَمْرَة وتَمَرَات؛ وبناتُ الْوَاو فِي الْأَسْمَاء تُجْمَعُ على ((فَعْلاَتٍ)) نَحْو: جَوْزَةٍ وجَوْزَاتٍ _ لِأَنَّهُ إِن ثُقِّلَ صَارَت الواوُ أَلِفاً، فتُرِكَت الواوُ على حَالهَا، كَرَاهَة الألتباس. أَبْوَاب الخَاء والصَاد خَ ص س _ خَ ص ز _ خَ ص ط: أهملت وجوهها. خَ ص د اسْتعْمل من وجوهها: صخد، دخَص. صخد: قَالَ اللَّيْث: الصَّخْذُ صَوت الْهَام والصُّرَدِ تقولُ: صَخَدَ الْهَامُ يَصْخَدُ صَخْداً وَصَخِيداً، وَأنْشد: (وَصَاحَ مِنَ الأفْرَاطِ هَامٌ صَوَاخِدُ ... ) والصَّيْخَدُ: عَيْنُ الشَّمْس _ سُمِّي بِهِ لشدَّة حَرِّها، وَأنْشد: (وَقْدَ الْهَجِير إِذَا اسْتَذَابَ الصَّيْخَدُ ... ) وَيُقَال للحِرْباء: اصْطَخَدَ _ إِذا تَصَلَّى بحَرِّ الشَّمْس، واستقبلها. قَالَ: والصَّيْخُود: الصَّخْرة المَلْساء الصُّلبة لَا تُحَرَّكُ من مَكَانهَا، وَلَا يَعْمَل فِيهَا الْحَدِيد، وَأنْشد: (حَمْرَاءُ مَثْلُ الصَّخْرَةِ الصَّيْخُودِ ... ) وَهُوَ الصَّلُودُ. وحرُّ صاخدٌ: شَدِيد. وَيُقَال: أَصْخَدْنا _ كَمَا تَقول: أظهرنَا. أَبُو عبيد _ عَن أبي عَمْرو _: يومٌ صَيْخُودٌ: شَدِيد الحَرِّ.

خ ص ت خ ص ظ خ ص ذ خ ص ث مهملات

وَكَذَلِكَ قَالَ الْأَصْمَعِي والفرَّاء. وَقد صَهَدَهُمُ الْحَرُّ وصَخَدَهُمْ. شَمِرٌ: _ عَن ابْن شُمَيْل _: الصَّيْخُودُ: الصَّخْرَةُ الْعَظِيمَة الَّتِي لَا يَرْفَعُها شَيْء وَلَا يَأْخُذ فِيهَا مِنْقَارٌ وَلَا شَيْء. وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: (يَتْبَعْنَ مِثلَ الصَّخْرَةِ الصَّيْخُودِ ... ) وَقَالَ شَمِر: قيل: صَخْرَةٌ صَيخُودٌ وَهِي الصُّعلبة الَّتِي يَشْتَدُّ حرُّها _ إِذا حَمِيَتْ عَلَيْهَا الشَّمْس. وَقَالَ غَيره: صَخَدَ فلانٌ إِلَى فلَان يَصْخَدُ إِلَيْهِ صُخُوداً _ إِذا اسْتمع مِنْهُ، وَمَال إِلَيْهِ فَهُوَ صاخِدٌ. وَقَالَ الهُذَلِيُّ: (هَلاَّ عَلِمتَ أَبَا إياسٍ مَشْهَدِي ... أَيَّامَ أنْتَ إِلَى المَوَالي تَصْخَدُ) وَيُقَال: أتيتُه فِي صَخَدان الحَرِّ وصَخْدانِهِ _ أَي: فِي شِدَّته. دخص: قَالَ اللَّيْث: الدَّخُوصُ: نعْتٌ لِلْجَارِيَةِ التَّارَّةِ. قلت: وَهَذَا حَرْفٌ غريبٌ، لَا أحفظه لغير اللَّيْث: خَ ص ت _ خَ ص ظ _ خَ ص ذ خَ ص ث: مهملات. خَ ص ر خصر، خرص، صرخَ، صَخْر، رخص، رصخ: مستعملات. خصر: قَالَ اللَّيْث: الْخَصْرُ: وسَط الْإِنْسَان، والخاصرَتان: مَا بَين الْحَرْقَفَةِ والقُصَيْرَى. وَهُوَ مَا قَلَصَتْ عَنهُ القُصْرَيَانِ، وتقدَّم من الحَجَبَتَيْن وَمَا فَوق الخَصْرِ من الْجِلدَة: الرَّقيقة الطِّفْطِفَةِ. وَيُقَال: رجلٌ ضخمُ الخَوَاصر وخَصْرُ القَدَم: هُوَ أَخْمَصُهَا، وَقدم مُخَصَّرَةٌ ومَخْصُورَةٌ، ويَدٌ مُخَصَّرَةٌ _ إِذا كَانَ فِي رُسْغِها تَخصِيرٌ _ كَأَنَّهُ مربوط، أَو فِيهِ مَحَزٌّ مستديرٌ، ورجُلٌ مُخَصَّرٌ: مَخْصُورُ البَطْن أَو القَدَم، وخَصْرُ الرَّمْل: طريقٌ أَعْلَاهُ وأسفلُه: فِي الرِّمال خاصّةً. وَأنْشد: (أَخَذْنَ خَصُورَ الرَّمْلِ ثُمَّ جَزَعْنَهُ ... ) والخَصْرُ: من بُيوت الْأَعْرَاب، مَوْضِعُه لطيفٌ، والاخْتِصَارُ فِي الْكَلَام: أَن تَدَعَ الفُضُولَ، وتَسْتَوجِزَ الَّذِي يَأْتِي على الْمَعْنى، وَكَذَلِكَ الاخْتصارُ فِي الطَّرِيق، والاخْتصارُ فِي الجَزِّ: أَن لَا تَسْتَأْصِلَه. وَفِي الحَدِيث: ((أنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَرَجَ إلَى البَقِيع، وَبِيَدِهِ مِخْصرَةٌ لَهُ فَجَلَسَ وَنَكَتَ بِهَا فِي الأَرْضِ)) . قَالَ أَبُو عبيد: المِخْصَرَةُ مَا اخْتَصَرَ الإنسانُ بِيَدِهِ فأَمْسَكَهُ، مِنْ عَصاً، أَو عَنَزَةٍ أَو عُكَّازَةٍ وَمَا أَشْبَهَها. قَالَ: وَمِنْه قيل: فلانٌ مُخَاصِرٌ فلَان _ إِذا أَمْسَك بيد صَاحبه. وَأنْشد لعبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ حَسَّانٍ: (ثُمَّ خَاصَرْتُهَا إلَى القُبَّةِ الخَضْرَاءِ ... تَمشِي فِي مَرْمَرٍ مَسْنُونِ) _ أَي: أخذْتُ بِيَدِهَا. وَقَالَ الفرَّاء: خَرَجَ القومُ مُتَخَاصِرِينَ _ إِذا كَانَ بعضُهُم آخِذاً بيدِ بَعْضٍ.

قَالَ: ويقالُ: خَاصَرْتُ الرجل وخَازَمْتُه، وَهُوَ أَن تَأْخُذَ فِي طريقٍ ويأخذَ هُوَ فِي غَيره، حتَّى تَلْتَقِيَا فِي مكانٍ واحدٍ. ثَعْلَب _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ قَالَ: المُخَاصَرَة، أَن يَمْشيَ الرّجلَانِ ثمَّ يفترقا ثمَّ يلتقيا على غير ميعاد. ورُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ((أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُصلِّيَ الرَّجُلُ مُتَخَصِّراً)) قيل: مَعْنَاهُ: أَن يُصَلِّي الرجل وَهُوَ وَاضع يَده على خَصْرِه. وَجَاء فِي الحَدِيث ((أَنَّه رَاحَةُ أَهْلِ النَّارِ)) . وَفِي حَدِيث آخرَ: ((الْمُتَخَصِّرُون يَوْمَ القِيَامةِ عَلَى وُجُوههمْ النُّورُ)) . قَالَ أَبُو العبّاس: مَعْنَاهُ: المُصَلُّون بِاللَّيْلِ، فَإِذا تَعِبُوا وضعُوا أيْدِيَهُمْ على خَوَاصِرِهِمْ من التَّعَب. قَالَ: ويكُون مَعْنَاهُ أَنهم يأتُونَ _ يَوْم الْقيامة، وَمَعَهُمْ أعْمال يتَّكِئُون عَلَيْهَا _ مأخوذٌ من الْمِخْصَرَةِ. حَدثنَا عِلِيُّ بنُ الْحُسَيْنِ بن سَعْدِيل _ قَالَ: حَدثنَا أَحْمد بن بُدَيْلٍ _ عَن أبي أُسامة عَن هِشام عَن محمدِ بْنِ سِيرِينَ عَن أبي هُرَيْرَة _ قَالَ: ((نَهَى رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنْ يُصَلِّي الرَّجُلُ مُخْتَصِراً)) . وَاخْتُلِفَ فِي تَفْسِيره، فَقَالَ بعضهُم: مَعْنَاهُ: أَن يأخد بِيَدِهِ عَصا يتَّكِىءُ عَلَيْهَا. وَقَالَ أَبُو عبيد: هُوَ أَن يصلِّيَ وَهُوَ واضِعٌ يَدَهُ على خَصْرِهِ. وَجَاء فِي الحَدِيث ((أَنَّهُ رَاحَةُ أَهْلِ النَّار)) . وَقَالَ اللَّيْث: الْخَصْرُ: البَرْدُ الَّذِي يَجِدُه الإنسانُ فِي أَطْرَافه، وثَغْرٌ خَصِرٌ: بَارِدُ الْمُقَبَّل. وَقَالَ أَبُو عبيد: الْخَصِرُ: الَّذِي يَجِدُ البَرْدَ، فَإِذا كَانَ مَعَه جُوع فَهُوَ خَرِصٌ. شَمِرُ _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: الْخَصْرَانِ _ من النَّعل _ مُسْتَدَقّهَا، ونَعْلٌ مُخَصَّرَةٌ: لَهَا خَصْرَانِ. ونُهِيَ عَن اخْتِصَارِ السَّجْدَةِ، وَهُوَ على وَجْهَيْن: أحدُهمَا: أَن يَخْتَصِرَ الآيةَ الَّتي فِيهَا السجُودُ، فيسجدَ بهَا. وَالثَّانِي: أَن يقرأَ السُّورَةَ، فَإِذا انْتهى إِلَى السَّجْدَة جاوَزَها، وَلم يَسْجُدْ لَهَا. ومُخْتَصَرَاتُ الطُّرُق: الَّتِي تَبْعُدُ فِي جَدَدٍ سهْلٍ، وَإِذا سُلِكَ الطريقُ الوَعْرُ كَانَ أَقْرَبَ. خرص: قَالَ الله جلّ وعزّ: {قتل الخراصون} [الذاريات: 10] . قَالَ الزَّجَّاجُ: {الخراصون} : الكذَّابون. يُقَال: تَخَرَّصَ فلانٌ عَلَيَّ الباطلَ واخْتَرَصَهُ _ أَي: اخْتَلقه وافتعَله. قَالَ: وَيجوز أَن يكون الخراصون الَّذين إِنَّمَا يَتَظَنَّوْنَ الشَّيْء، لَا يحُقُّونَهُ فيعمَلون بِمَا لَا يَعلمون. وَقَالَ الفرَّاء _ فِي قَوْله: {قتل الخراصون} : يَقُول: لُعِنَ الكذَّابون الَّذين قَالُوا: مُحمَّدٌ شاعرٌ، وساحر وأشْبَاهَ ذَلِك _ خَرَصُوا مَا لَا عِلْمَ لَهُمْ بِهِ.

قلتُ: وأصْلُ الْخَرْصِ: التَّظَنِّي فِيمَا لَا يَستَيْقِنُه. وَمِنْه قيل: خَرَصْتُ النَّخْلَ والكَرْم _ إِذا حَزَرْتَ ثمَرَه، لِأَن الحَزْر إِنَّمَا هُوَ تقديرٌ بِظَنٍّ _ لَا إحاطَةٍ، ثمَّ قيل للكَذِب: خَرْصٌ، لِمَا يَدْخُلُه من الظُّنُونِ الكاذبة. وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يبْعَث الخُرَّاصَ إِلَى نَخِيلِ خَيْبَرَ عِنْد إِدْرَاك ثَمَرِها فَيحْزُرُونَهُ رُطباً كَذَا، وَتَمْرًا كذَا، ثمَّ يَأْخُذهُمْ بمَكِيلَةِ ذَلِك من التَّمْر الَّذِي يجب لَهُ وللْمُوجِفِينَ مَعَه. وَإِنَّمَا فعلَ ذَلِك لما فِيهِ من الرِّفقِ لأصْحاب الثِّمار فِيمَا يأكُلُونَهُ مِنْهُ، مَعَ الِاحْتِيَاط للفُقراء _ فِي العُشْر، ونِصْفِ العُشْر وَلأَهل الفَيْءِ _ فِيمَا يَخُصُّهُمْ. ورُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أنَّهُ أَمَرَ بالخَرْصِ فِي النَّخْلِ والكَرْمِ خاصَّةً دُونَ الزَّرْع الْقَائِمِ. وَذَلِكَ أَن ثِمَارَهُما ظاهرةٌ، والخارِصُ يُطيفُ بهَا، فَيَرَى مَا ظهر من الثِّمَار، وَلَيْسَ ذَلِك كالحَبِّ الَّذِي هُوَ فِي أكمامه. ابْن السكِّيت: خرَصْتُ النخلَ خرْصاً، وكَمْ خِرْصُ نَخْلِكَ؟ _ بِكَسْر الْخَاء. وَقَالَ اللَّيْث: الخَرِيصُ: شِبْهُ حَوْضٍ وَاسع، يَنْفَجِرُ إِلَيْهِ الماءُ من نهْرٍ ثمَّ يعودُ إِلَى النَّهر، والخَرِيصُ مُمْتَلِىءٌ. وَقَالَ عَدِيٌّ: (والمَشْرَبُ المَصْقُولُ يُسْقَى بهِ ... أَخْضَرَ مَطْمَوثاً كماءِ الْخَرِيصْ) قَالَ الْأَزْهَرِي: قرأته فِي شعر عَدِيّ: (والمَشْرَفُ المَشْمُولُ يُسْقَى بِهِ ... ) وَقيل _ فِي تَفْسِيره _: المَشْرَفُ: إِنَاء كَانُوا يشربون بِهِ. وَأما الخَرِيصُ: فَإِن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: افْتَرَقَ النَّهْرُ على أَرْبَعَة وَعشْرين خريصاً _ يَعْنِي نَاحيَة مِنْهُ. قَالَ: وَيُقَال: خريصُ النَّهر: جانِبُه. قَالَ: والمَشْمُولُ: الطَّيِّبُ، يُقَال للرجل _ إِذا كَانَ كَرِيمًا _: إِنَّه لمشمول. والمَطْمُوثُ: الممسوس. وَقَالَ أَبُو عبيد: الخَريصُ: الخَليجُ من الْبَحْر. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الْخَرِيصُ: جَزِيرَةُ الْبَحْر. أَبُو عبيد: الخُرْصُ: السِّنانُ وَجمعه خُرْصانٌ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الخِرْصُ: الرُّمْحُ اللطيفُ وَجمعه خِرْصانٌ. قَالَ: والخِرْصانُ: أَصْلهَا القُضْبانُ. وَقَالَ قَيْسُ بْنُ الْخَطِيم: (تَرَى قَصَدَ المُرَّانِ مُلْقىً كَأَنَّهُ ... تَذَرُّعُ خِرْصَانٍ بأَيْدِي الشَّوَاطِب) وَقَالَ غيرُه: جعلَ الْخُرْصَ رُمحاً، وَإِنَّمَا هُوَ نِصْفُ السِّنانِ الْأَعْلَى _ إِلَى مَوضِع الجُبَّة. قَالَ: وَيُقَال: خِرْصُ الرُّمح، وخُرْصٌ وخَرْصٌ _ ثَلَاث لُغات _ وخِرْصَانٌ: جماعةٌ. وَقد مَرَّ تَفْسِير الْبَيْت فِي كتاب الْعَيْن. أَبُو عبيد _ عَن الْأَصْمَعِي _: الخُرْصُ _ أَيْضا _: الْحَلقَةُ من الذَّهَب والفِضَّة.

قلت: وَقد قيل للدُّرُوع: خُرْصَانٌ لِأَنَّهَا حَلَقٌ، والواحدة: خِرْصٌ، وَأنْشد: (سَمُّ الصَّباحِ بِخُرْصَانٍ مُسَوَّمَةٍ ... والمَشْرَفِيَّةُ نُهْدِيهَا بأَيْدِيناً) قَالَ بَعْضُهم: أَرَادَ بالْخُرْصانِ: الدُّرُوعَ وتَسْويمُها: حَلَقٌ صُفرٌ فِيهَا. وَرَوَاهُ بعضُهم: ( ... بِخُرْصانٍ مُقَوَّمَةٍ ... ) فَجَعلهَا رِماحاً. وَفِي الحَدِيث: ((أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَظَ النِّسَاءَ، وحَثَّهُنّ على الصَّدَقَةِ فجعلَتِ المرْأَةُ تُلقِي الخُرْصَ والْخَاتَمَ)) . قَالَ شَمِرٌ: الخُرْصُ: الْحَلْقَةُ الصَّغيرة من الحُلِيِّ _ كحَلْقَةِ الْقُرْطِ ونحوِها. وَفِي حَدِيث سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ: ((أنَّ جُرْحَهُ قد برَأَ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ إلاَّ كالْخُرْصِ)) _ أَي: فِي قِلَّة أثَرِ مَا بَقي من الْجُرح. وَقَالَ اللَّيْث: الْخُرْصُ: العُودُ، وَأنْشد: (ومِزاجُها صَهْباءُ فَتَّ خِتَامَهَا ... فَرْدٌ مِنَ الْخُرْصِ الْقِطَاطِ مُثَقَّبُ) قَالَ: وَقَالَ الْهُذَلِيُّ فِي مِثْلِهِ (يُمَشِّي بَينَنَا حَانُوتُ خَمْرٍ ... مِنَ الْخُرْصِ الصَّرَاصِرَةِ الْقِطَاطِ) وَقَالَ اللَّيْث: وَقَالَ بَعْضُهم: الخُرْصُ: أَسْقِيَةٌ مُبَرَّدَةٌ تُبَرِّدُ الشَّرَاب. قلتُ: هَكَذَا رَأَيْتُ مَا كتبْتُه فِي كتاب اللَّيْث. فأمَّا قولُه: ((الخُرْصُ الْعُودُ)) . فَلَا معنى لَهُ، وَكَذَلِكَ قَوْله ((الخُرْص أَسقِيَةٌ مُبَرِّدَةٌ)) ، والصوابُ عِنْدِي فِي الْبَيْتَيْنِ: ( ... مِن الخُرْسِ الْقِطَاطِ ... ...) و (مِنَ الْخُرْسِ الصَّرَاصِرَةِ ... ...) بِالسِّين _، وهم خَدَمٌ عُجْمٌ لَا يُفْصِحون فكأنهم خُرسٍ لَا يَنْطِقون. وَقَوله: (يُمَشِّي بَيْنَنا حانُوتُ خَمْرٍ ... ) يُرِيد صاحبَ حَانوتِ خَمْرٍ، فاختَصَرَ الكلامَ. وَيُقَال: إبِلٌ خَرِصَةٌ وخَرِصاتٌ _ إِذا أَصَابَهَا بَرْد وجُوع. قَالَ الحُطَيْئَةُ: (إذَا مَا غَدتْ مَقْرُورةً خَرِصاتِ ... ) ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _: هُوَ يَخْتَرِصُ: أَي يَجعل فِي الخِرْصِ مَا يُريد وَهُوَ الجِرابُ، ويَكْتَرِصُ _ أَي: يَجْمَع ويَقْلِد. رخص: قَالَ اللَّيْث: الرَّخْصُ: الشيءُ الناعم اللَّيِّن إِن وَصَفْتَ بِهِ المرأةَ، فَرَخَاصَتُها: نَعْمَةُ بَشَرَتِها، ورِقَّتُها، وَكَذَلِكَ رَخَاصَةُ أَنامِلِها: لِينُها _ وَإِن وصفْتَ بِهِ البَنَانَ فَرَخَاصَتُها: هَشَاشتُها، والفعْلُ: رَخُصَ يَرْخُصُ. وَيُقَال: رَخُصَ السِّعْرُ يَرْخُصُ رُخْصاً واسْتَرْخَصْتُ الشَّيْء: رأيتُه رَخِيصاً، وارْتَخَصْتُه: اشتريتُه رَخِيصاً، وأَرْخَصْتُه: جلعتُه رَخِيصاً، وَيكون أَرْخَصْتُه: وجدتُه رَخِيصاً.

وَقَالَ اللَّيْث: الموتُ الرَّخِيصُ: الذَّريعُ، والرُّخْصَةُ: تَرْخِيصُ الله للعَبْد فِي أَشْياءَ خفَّفها عَنهُ. وَتقول: رَخَصْتُ لفُلَان فِي كَذَا وَكَذَا _ أَي: أذِنْتُ لَهُ بعد نَهْيي إيَّاه عَنهُ. وَقَالَ الشَّاعِر فِي أَرْخصْتُ الشَّيْء _ إِذا جعلتُه رخيصاً. (نُغَالي اللَّحْمَ للأَضْيَافِ نِيئاً ... وَنُرْخِصُهُ إذَا نَضِجَ القُدُورُ) وحُكي عَن أبي عَمْرو: أَنه قَالَ: رُخْصَتِي من المَاء، وخُرْصَتِي _ يُريدون: شِرْبي. وَقَالَ غيرُه: هِيَ الخُرْصَةُ والرُّخْصَةُ وَهِي الفُرْصَةُ والرُّفْضة بِمَعْنى وَاحِد. عَمْرو _ عَن أَبِيه _ قَالَ: الرَّخِيصُ: الثَّوْبُ النَّاعِمُ. صرخَ: أَبُو عبيد _ عَن الْأَصْمَعِي _: الصارخُ: المستغيثُ، والصَّارخ: المُغيث. وَقَالَ الله تَعَالَى: {مَا أَنا بمصرخكم وَمَا أَنْتُم بمصرخي} [إِبْرَاهِيم: 22] . قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: مَعْنَاهُ: مَا أَنا بمُغيثِكم وَمَا أَنْتُم بِمُغِيثيَّ. قَالَ: والصَّارخُ: المُستغيثُ، والْمُصْرِخُ: المُغِيثُ _ يُقَال: صَرخ فلَان يَصرُخ صُراخاً _ إِذا اسْتَغَاثَ فَقَالَ: واغَوْثَاه، واصَرْخَتَاه. قَالَ: والصَّرِيخُ _ بِمَعْنى الصَّارِخ _ مِثلُ قديرٍ وقادرٍ. قَالَ: والصَّرِيخُ يكون فَعِيلاً بِمَعْنى مُصْرِخ، مثلُ نذيرٍ بِمَعْنى مُنْذِرٍ، وسميعٍ بِمَعْنى مُسْمِعٍ. وَقَالَ زُهَيرٌ: (إذَا مَا سَمِعْنا صَارِخاً مَعَجَتْ بِنَا ... إلَى صَوْتِهِ وُرْقُ المَرَاكِلِ ضُمَّرُ) قَالَ: وَالصارخ: المُسْتغيث. قلتُ: ولمْ أَسْمَع فِي الصَّارخ: أَنَّه يَكون بِمَعْنى ((الْمُغِيثِ)) لغير الْأَصْمَعِي، والناسُ كلُّهم على أَن ((الصَّارخَ)) : المستغيثُ والْمُصْرِخُ: الْمُغِيثُ، والْمُسْتَصْرِخُ: الْمُسْتغيث أَيْضا. ورَوى شَمِرٌ _ لأبي حَاتِم _ أَنه قَالَ: الاسْتِصراخ: الإغاثةُ. قَالَ: والاسْتِصْرَاخ: الاستغاثة. فِي حَدِيث ابْن عُمَر: ((أنَّه اسْتُصْرِخَ عَلَى صَفِيَّةَ)) . واستِصْراخُ الحَيِّ على المَيِّت: أَن يُسْتعَانَ بِهِ ليقوم بتجهيز الميِّت، وَمَا يجب من دَفْنِه وَالصَّلَاة عَلَيْهِ. قَالَ: والصَّارِخَةُ: _ بِمَعْنى الإغاثة _ مَصْدرٌ على ((فَاعِلَةٍ)) ، وَأنْشد: (فَكَانُوا مُهْلَكِي الأَبْنَاءِ لَوْلاَ ... تَدَارُكُهُمْ بَصَارِخَةٍ شَفِيقِ) قَالَ: والصَّارخةُ: الإغاثة. وَقَالَ اللَّيْث: قيل: الصَّارِخةُ _ بِمَعْنى الصَّرِيخِ _: المغِيثُ. قلتُ: والقولُ مَا قَالَ شَمِرٌ. وَقَالَ اللَّيث: الصَّرْخةُ صيحَةٌ شديدةٌ عِنْد فَزْعَةٍ أَو مُصيبةٍ. قَالَ: والاصْطِرَاخ: التَّصارُخُ _ افْتِعالٌ. وَمن أمثالهم: ((كَانَتْ كَصَرْخَة الحُبْلَى)) _ لِلْأَمْرِ يفجؤك.

خ ص ل

ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: الصَّرَّاخ: الطَّاوُوسُ. صَخْر: قَالَ اللَّيْث: الصَّخْرُ عِظامُ الحِجارة وصِلاَبُها. قَالَ: والصّاخِرُ إناءٌ من خزَفٍ. قلتُ: يقالَ: صَخْرَةٌ وصَخْرٌ وصَخَرٌ وَيُقَال: صَخْرَةٌ وصَخَرَانٌ. وَيُقَال: صَخْرٌ، وصُخُورٌ، وصُخُورَةٌ. عَمْرو _ عَن أَبِيه _: الصَّاخرُ صوْتُ الْحَدِيد بعضُه على بعض. رصخ: مهمل. إِلَّا أنْ يكون رَصَخَ _ بالصَّاد _ لُغَة فِي رَسَخَ الشيءُ _ إِذا ثَبت. خَ ص ل خلص، خصل، لخص، صلخ: مستعملةٌ. خلص: قَالَ اللَّيْث: خَلَصَ الشيءُ خُلُوصاً _ إِذا كَانَ قد نَشِبَ، ثمَّ نجا وسَلم، وخلَصَ فلَان إِلَى فلَان _ أَي: وَصَلَ إِلَيْهِ، وخَلَصَ الشَّيْء خلاَصاً. والْخَلاَصُ يكونُ مَصْدَراً للشَّيْء الخالِص. وَيُقَال: فلانٌ خالِصَتِي وخُلْصَاني _ إِذا خَلَصَتْ مودَّتُهُما. وَيُقَال: هَؤُلَاءِ خُلْصَاني وخُلَصائي. وَتقول: هَذَا الشيءُ خالِصةٌ لَك _ أَي: خالِصٌ لكَ خاصَّةً. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَقَالُوا مَا فِي بطُون هَذِه الْأَنْعَام خَالِصَة لذكورنا} [الْأَنْعَام: 139] . أَنَّثَ الْخَالِصَةَ لِأَنَّهُ جعل معنى ((مَا)) . التأنيثَ، لِأَنَّهَا فِي معنى الْجَمَاعَة، كَأَنَّهُ قَالَ: جماعةُ مَا فِي بطُون هَذِه الْأَنْعَام خالصةٌ لذكورنا. وَأما قَوْله: {ومحرم على أَزوَاجنَا} [الْأَنْعَام: 139] فَإِنه ذكَّره لِأَنَّهُ رَدَّهُ على لفظ ((مَا)) . وقرأه بَعضهم: (خالِصُهُ لِذُكُورِنَا) يَعْنِي مَا خَلَصَ حَيّاً. وأمَّا قولُه جلّ وعزّ: {قُلْ هِيَ لِلَّذِينَءِامَنُوا فيِ الحَيَوَةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ القِيَامَةِ} [الْأَعْرَاف: 32] فقد قرىء: (خالصةٌ) و (خَالِصَة) . الْمَعْنى: أَنَّهَا حَلاَل للْمُؤْمِنين: وَقد يَشْرَكُهُم فِيهَا الْكَافِرُونَ، فَإِذا كَانَ يومُ الْقِيَامَة خلَصَت للْمُؤْمِنين فِي الْآخِرَة، وَلَا يَشرَكُهُمْ فِيهَا كَافِر. وأمَّا إعرابُ (خالِصَةٌ) فَهُوَ على أَنه خبر بعد خبر، كَمَا تَقول: زَيْدٌ عَاقل لَبِيب. الْمَعْنى: قُلْ هِيَ ثابتةٌ للَّذين آمنُوا فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا، خالصةٌ يَوْم الْقِيَامَة. وَمن قَرَأَ: (خَالِصَةٌ) نَصبه على الْحَال على أنَّ العاملَ فِي قَوْله: {فِي الحَيَوةِ الدُّنْيَا} فِي تَأْوِيل الْحَال، كَأَنَّك قلتَ: قل هِيَ ثابتةٌ للْمُؤْمِنين، مُسْتَقِرَّة فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا، خَالِصَة يَوْم الْقِيَامَة. وَأما قَول الله جلّ وعزّ: {إِنَّا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدَّار} [ص: 46] فقد قرىء: (بخالصة ذكرى الدَّار) . على إِضَافَة ((خالِصةِ)) إِلَى ((ذِكْرَى)) فمَنْ قَرَأَ بِالتَّنْوِينِ جعل ((ذِكْرَى الدَّارِ)) بدَلاً من ((خالِصَةٍ)) ، وَيكون الْمَعْنى: إنَّا أَخْلَصْنَاهم

بِذِكْرَى الدَّار،، وَمعنى الدَّار هَهُنَا: الدارُ الآخِرة، وَمعنى {أخلصناهم} : جعلناهم لنا خالصين، بِأَن جعلناهم يُذَكِّرُونَ بدار الْآخِرَة ويُزَهِّدُون فِي الدُّنْيَا، وَذَلِكَ شأنُ الْأَنْبِيَاء. وَيجوز أَن يَكُونُوا يكثرونَ ذِكْرَ الآخرةِ، والرجوعِ إِلَى الله. وَقَوله جلَّ وعزَّ {خلصوا نجيا} [يُوسُف: 80] مَعْنَاهُ: تَمَيَّزوا عَن النَّاس _ يَتناجَوْنَ فِيمَا أَهَمّهُم. وَقَالَ اللَّيْث: الإخْلاَصُ: التَّوْحيد لله خَالِصا، وَلذَلِك قيل لسورة: {قل هُوَ الله أحد} [الْإِخْلَاص: 1] : ((سُورَة الْإِخْلَاص)) . وقولُه جلّ وعزّ: {إِنَّه من عبادنَا المخلصين} [يُوسُف: 24] وقرىء (المُخْلِصين) . فالمُخْلَصُونَ: المختارون، والمخلِصُون: الموحِّدون. قَالَ: والتَّخليص: التنحيةُ مِنْ كلِّ مَنْشَبٍ تَقول: خلَّصْتُهُ تخليصاً _ أَي: نحَّيْتُه تَنْحِيَة وتَخَلَّصْتُهُ تَخَلُّصا _ كَمَا يُتَخَلَّصُ الغَزْلُ إِذا الْتبس. أَبُو عُبيد _ عَن أبي زيد _ قَالَ: الزُّبْدُ حِين يُجْعَلُ فِي البُرْمَة ليُطْبَخَ سَمْناً فَهُوَ الإذوابُ والإذوابَة، فَإِذا جَاءَ وخَلصَ اللَّبنُ من الثُّفْل فَذَلِك اللبنُ الأُثْرُ والْخِلاَصُ والثُّفْل الَّذِي يكون أَسْفَل _ هُوَ الْخُلُوصُ. قلتُ: وسمعتُ العربَ تَقول _ لِمَا يُخَلَّصُ بِهِ السَّمْنُ فِي البُرْمَة مِن اللَّبن وَالْمَاء والثُّفْل _ الخِلاَصُ، وَذَلِكَ إِذا ارتَجَن واختَلَط اللَّبن بالزُّبْدِ، فيؤخذُ تَمْرٌ أَو دقيقٌ أَو سَوِيقٌ، فيُطرَحُ فِيهِ ليخلِّصَ السمْنَ من بَقِيَّة اللَّبن المخْتَلِط بِهِ، وَذَلِكَ الَّذِي بِهِ يُخَلَّصُ: هُوَ الخِلاَصُ _ بِكَسْر الْخَاء. وَأما الخُلاَصة فَهُوَ مَا بَقِي فِي أَسْفَل البُرْمَة من الْخِلاَصِ وغيرِه من ثُفْلٍ ولبَنٍ وغيرِه. وقالَ الليثُ: الخِلاَصُ: رُبٌّ يُتَّخذُ مِنَ التَّمْرِ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو الدُّقَيْشِ: الزُّبْدُ خِلاَصُ اللَّبَنِ _ أَي مِنْهُ يُسْتَخْلَصُ _ أَي: يُسْتَخْرَجُ. وَقَالَ غَيره: الْخَلْصَاءُ بَلدٌ بالدَّهْنَاءِ معروفٌ، وذُو الْخَلْصَةِ موضعٌ آخرُ كَانَ فِيهِ بيتٌ لصنمٍ لَهُم فهُدِم. وَقَالَ اللَّيْث: بَعِيرٌ مُخْلِصٌ _ إِذا كَانَ مُخُّه قصيداً سَميناً، وَأنْشد: (مُخْلِصَةَ الأَنْقاءِ أَوْ زَعُومَا ... ) وَقَالَ غيرُه: الخَالِصُ: الأَبْيَضُ من الألوان _ ثَوْبٌ خَالِصٌ: أَبْيَضُ، ومَاءٌ خَالِصٌ: أَبيَضُ. شَمرٌ: عَن الْهَوازِنيِّ، قَالَ: إِذا تَشَظَّى الْعِظَامُ فِي اللَّحْم فَذَلِك الْخَلَصُ. قَالَ: وَذَلِكَ فِي قَصَبِ العِظام فِي الْيَد والرِّجل _ يُقالُ: خَلِصَ الْعَظْمُ يَخْلَصُ خلَصاً _ إِذا برأَ وَفِي خَلَلِهِ شيءٌ من اللَّحْم. وروى سَلَمَة، عَن الفرَّاء، أَنه قَالَ: خَلَّصَ الرَّجُلُ _ إِذا أَخذ الْخُلاَصَةَ، وخَلَّصَ _ إِذا أعْطى الْخَلاَصَ، وَهُوَ مِثْلُ الشَّيْء وَمِنْه خَبرُ شُرَيحٍ ((أَنَّه قَضَى فِي قَوْسٍ _ كَسَرَهَا رَجُلٌ _ لِرَجُلٍ بالخَلاَصِ)) أَي: بمثلهَا.

خصل: قَالَ اللَّيْث: الْخُصْلَةُ لَفِيفَةٌ من شَعَرٍ وَجَمعهَا خُصَلٌ. وَمِنْه قَول لَبِيدٍ: (يَتَّقِينِي بِتَلِيلٍ ذِي خُصَلْ ... ) قَالَ: والْخَصْلَةُ: الفضيلةُ والرَّذيلة تكونُ فِي الإنسانِ، وَقد غلبَ على الفضيلَةِ والجميعُ: الخصالُ، والْخَصْلَةُ: الْخَلَّةُ وَهِي حالات الْأُمُور. تَقول: فِي فلَان خَصْلَةٌ حَسَنة، وخَصْلَةٌ قبيحة، وخِصَالٌ، وخصلاتٌ كريمةُ. قَالَ: والْخَصِيلَةُ كلُّ لَحْمةٍ على حيِّزها من لَحْمِ الْفَخذَيْنِ والْعَضُدَيْن والسَّاقَيْن والسَاعدين، وَأنْشد: (عَارِي الْقَرَا مُضْطَرِبُ الْخَصَائِلِ ... ) ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: الْخَصِيلَةُ لَحْمَةُ الْفَخِذَين. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الْخَصِيلَةُ: الطَّفْطَفَةُ. وَقَالَ أَبُو زيد: الْخَصِيلَةُ: القِطْعة من اللَّحْم _ عَظُمَت أَو صَغُرت، وجمْعُها: الْخَصَائِلُ. وَفِي حَدِيث ابْن عُمَرَ: ((أَنَّهُ كانَ يَرْمي، فَإِذَا أَصَابَ خصْلَة قَالَ: أَنَا بِهَا أَنَا بِهَا)) . قَالَ أَبُو عبيد: الْخَصْلَةُ: الإصابةُ فِي الرَّمي _ يُقال مِنْهُ: خَصَلْتُ الْقَوْمَ خَصْلاً وخِصَالاً _ إِذا نَضَلتَهُم. وَقَالَ الكُمَيْتُ _ يمدح رجلا (سَبَقْتَ إلَى الْخَيْرَاتِ كُلَّ مُنَاضِلِ ... وَأَحْرَزْتَ بِالعَشْرِ الْوِلاَءِ خَصَالَها) وَقَالَ ابْن شُمَيْل: إِذا أصَاب القِرْطَاسَ فقد خَصَلَهُ. وَقَالَ اللَّيْث: الْخَصْلُ فِي النِّضال: إِذا وَقَعَ السهمُ بِلِزْقِ القِرطاس. قَالَ: وَإِذا تَناضَلوا على سَبَقٍ حَسَبوا خَصْلَتَيْنِ مُقَرْطِسَةً. يُقَال: رمى فأَخْصَلَ. قَالَ: وَمن قَالَ: الْخَصْلُ: الإصَابَةُ فَقَدْ أَخطَأَ. وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ: (تِلْكَ أَحْسَابُنَا إِذا احْتَتَن الْخَصْلُ ... وَمُدَ الْمَدَى مَدَى الأَغْرَاضِ) وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الْخَصْلُ: الْقَمْرُ فِي النِّضَال، وَقد خَصَلَهُ _ إِذا قَمَرَهُ، وتَخَاصَلُوا _ إِذا استَبَقُوا. وَقَالَ شمرٌ: قَالَ بعضُهم: الْخَصْلةُ: الإصَابَةُ فِي الرَّمْي. وَقَالَ بَعضهم: الْخَصْلَةُ: الْقَمْرةُ، يقالُ: لِيَ عندَه خصْلَةٌ _ أَي: قَمْرَةٌ، وَخَصْلتَانِ _ أَي: قَمْرَتَانِ، وَهِي الْخِصَالُ. قَالَ: وَقَالَ بعضُ أَعْرَاب بني كِلاَبٍ: الْخَصْلُ مَا وَقع قَرِيبا من القِرْطَاس، وَكَانُوا يَعُدُّون خَصْلَتيْنِ مُقْرَطِسَةً. وَقَالَ غيرُه: الْخَصِيلُ: الذَّنَب، واحتَجَّ بقول ذِي الرُّمّة: (وَفَرْدٍ يُطِيرُ البَقَّ عَنْهُ خَصِيلُهُ ... بِذَبِّ كَنَفْضِ الرِّيحِ آلَ السُّرَادِقِ) قَالَ: وكُلُّ غُصْنٍ ناعم من أَغْصَان الشَّجَرة: خُصْلَةٌ وخَصَّلْتُ الشَّجَرَ تَخْصيلاً _ إِذا قطَّعْتَ أغْصَانَه وشَذَّبتَه. وَقَالَ مُزاحِمٌ العُقَيْلِيُّ _ يَصِف صُرَدَيْن:

(كمَا صَاحَ جَوْناً ضَالَتَيْنِ تَلاَقَيَا ... كَحِيلاَنِ فِي أعْلَى ذُراً لمْ تُخَصَّلِ) ارادَ بالْجَوْنيْنِ: صُرْدَيْنِ أخْضَرَيْن جَعَلهما كَحِيلَيْنِ لِخَطٍّ فِي مُؤَخَّرِ الْعَيْنِ إِلَى نَاحِيَةِ الصُّدْغِ من الإنسَانِ. ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: المِخْصَلُ والمِخْضَلُ _ بالصَّاد والضَّاد _ والمِقْصَلُ: السّيْف. وَقَالَ أَبُو عبيد: المِخْصَلُ: القَطَّاعُ وكذلِكَ المِخْذَمُ. صلخ: قَالَ النَّضْرُ: جملٌ أصْلَخُ، وناقَةٌ صَلْخَاءُ وإبِلٌ صَلْخَى، وَهِي الجُرْبُ. والجَرَبُ الصَّالخُ هُوَ النَّاخِسُ الَّذي يَقَعُ فِي دُبُرِهِ، فَلَا يُشَكُّ أنَّه سَيَصْلُخُهُ، وصَلْخُهُ إيَّاه. أنَّهُ يَشْمَلُ بَدَنَهُ. والعَرَبُ تقولُ للأَسْود من الْحَيَّات: أسودُ صَالِخٌ. حَكَاهُ أَبُو حَاتِم - بالصَّاد وَالسِّين. وَقَالَ غيرُه: أقْتَلُ مَا يكونُ من الحَيَّات - إِذا صَلَخَتْ جِلدَها. وَقَالَ الكُمَيْتُ _ يصف قَرْن ثَوْرٍ طَعَنَ بِهِ كلْباً _: (فَكَرَّ بأَسْحَمَ مِثْلِ السِّنَانِ ... شَوًى مَا أَصَابَ بِهِ مَقْتَلُ) (كَأَنْ مُخَّ رِيقَتِهِ فِي الْغُطَاطِ ... بِه سَالِخُ الجِلْدِ مُسْتَبْدَلُ) وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: الأصْلَخُ: الأصَمُّ، وَأنْشد: (لَوْ أَبْصَرَتْ أَبْكَمَ أَعْمَى أَصْلَخَا ... إِذا لَسَمَّى وَاهْتَدَى أَنَّى وَخَى) أَي: أَيْن تَوَجَّه. يُقال: وَخَى يَخي وَخْياً. أَبُو عبيد _ عَن الفرَّاء _ قَالَ: الأصْلَخُ: الأصَمُّ. ونحْوَ ذَلِك قَالَ ابْنُ الأعرابيِّ. قلتُ: هَؤُلَاءِ _ أهلُ الْكُوفَة _ أَجمعُوا على الخاءِ فِي الأصْلَخ _ وأمَّا أهل الْبَصْرَة ومَنْ فِي ذَلِك الشِّقِّ من العَرَب، فَإِنَّهُم يَقُولُونَ: الأصْلَجُ _ بِالْجِيم _ للأصَمِّ. وَسمعت أعرابيّاً من بني كُلَيْبٍ يَقُول: فلانٌ يَتصالجُ علينا _ أَي: يتصامَمُ ورأيْتُ أَمَةً صَمَّاءَ كَانَت تُعْرفُ بالصَّلجَاء فهما لُغَتَانِ صحيحتان _ بِالْخَاءِ وَالْجِيم. لخص: قَالَ اللَّيْث: اللَّخَصُ أَن يكون الجَفْنُ الأعْلى لَحِيماً، والنَّعْتُ: اللَّخِصُ وضَرْعٌ لخِصٌ: كثِيرُ اللَّحْم. وتقولُ: لَخَصْتُ البعيرَ وَأَنا أَلْخَصُهُ _ إِذا نظرتَ إِلَى شَحْم عَيْنِه مَنْحُوراً. وَذَلِكَ أنْ تَشُقَّ جِلْدَةَ الْعين فتَنْظُر أتَرَى شَحْماً أم لَا ... وَلا يُقالُ: اللخْصُ إِلَّا فِي المنْحُور، وَذَلِكَ المكانُ يُسمَّى لَخَصَةَ العَيْنِ _ مِثْلُ قَصَبَةٍ _ وَقد أُلْخِصَ البِعِيرُ _ إِذا فُعِلَ بِهِ هَذَا، فظَهَر نِقيُهُ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيت: قَالَ رجلُ من العَرب لقَوْمه فِي سَنَةٍ أصابَتهُم: أنظُروا مَا أَلْخَصَ من إبلي فانحَروه، وَمَا لم يُلخِصْ فارْكَبوه _ أَي: مَا كَانَ لَهُ شَحْمٌ فِي عينه.

خ ص ن

وَيُقَال: آخِرُ مَا يَبْقى النِّقْيُ: فِي السُّلاَمى والعَيْن، وَأول مَا يَبْدُو: فِي اللِّسَان والكَرِشِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: اللَّخْصَتَان: الشَحْمتان اللَّتَان فِي وَقْبَي العَيْنَيْنِ، وعَيْنٌ لَخصَاءٌ _ إِذا كَثُرَ شحمها. وَقَالَ ابْن شُمَيْلٍ: ضَرْعٌ لَخِصٌ: بَيِّن اللَّخَص، وَهُوَ الْكثير اللَّحْم. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَالُ: لخَّصْتُ الشيءَ ولَحَّصْتُه بِالْحَاء وَالْخَاء _ إِذا استقصَيْتَ فِي بَيَانه. _ يُقَال: لخِّصْ لي خَبَرَكَ، ولحَّصْ أَي: بَيِّنْهُ شَيئاً بعد شَيْء. خَ ص ن خصن، خنص، نخص: مستعملة. خصن: أَبُو العَبَّاسِ _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: من أَسمَاء الفَأْسِ: الْخَصِينُ، والحَدَثَانُ. والمِكْشَاحُ. وَقَالَ اللَّيْث: الْخَصِينُ فَأْسٌ ذاتُ خَلْفٍ وَاحِد، والعَرَب تؤنِّثُ ((الخَصِينَ)) وتُذَكِّرُه. وثَلاثُ أَخْصُنٍ _ لِتَأْنِيثه وَهُوَ الناجِخُ أَيْضا وَقَالَ امْرُؤ القَيس: (يَقْطَعُ الغَافَ بالخَصينِ ويُشْلى ... قَدْ عَلِمْنا بِمَنْ يُدِير الرَّبَابَا) نخص: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو عبيد _ عَن أبي زيد _ نَخَصَ لحْمُ الرجل يَنخَصُ وتخَدَّدَ _ كِلَاهُمَا إِذا هُزِلَ. شمر _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: النَّاخِصُ: الَّذِي قد ذَهَبَ لَحْمه من الكِبَر وغيْرِه، وَقد أنخَصَهُ المرَض والكِبَرُ. خنص: قَالَ اللَّيْث وغيرُه: الخِنُّوْصُ: وَلَدُ الخِنزير. وَقَالَ الأخطل: (أكلْتَ الدَّجَاجَ فَأَفنَيْتَهَا ... فَهَلْ فِي الْخَنانِيصِ مِنْ مَغْمَزِ) خَ ص ف خصف، فصخ: مسْتَعْملان. خصف: قَالَ اللَّيْث: الخَصَفُ: ثيابٌ غِلاظ جدّاً بَلَغَنَا أَن تُبَّعاً كسا البيتَ المُسُوحَ فانْتَفَضَ البيتُ ومَزَّقها، ثمَّ كَسَاه الخَصَفَ فَلم يَقْبَلها ثمَّ كَسَاه الأَنْطاعَ فقبِلَها. قلتُ: الخَصَفُ الَّتِي كسا تُبَّعٌ البيتَ ليسَ مَعْنَاهُ الثِّيابَ الغِلاظَ، إِنَّمَا الخَصَفُ حُصْرٌ تُسَفُّ من خُوصِ النّخل يُسَوَّى مِنْهَا شُقَقٌ تُلْبَسُ بُيوتَ الْأَعْرَاب. وَيُقَال للجِلالِ الَّتِي تُسَفُّ من الخوصِ ويُكْنَزُ فِيهَا التَّمر: خَصَفٌ _ أَيْضا. وَمِنْه الحَدِيث الَّذِي جَاءَ: (أنَّ رَجُلاً تَوَطَّأ خَصَفَةً عَلَى رَأْسِ بِئْرٍ، فَطَاحَ فِيهَا)) . وَأهل البَحْرَيْن يُسَمّون جِلال التَّمر خَصَفاً. وَمِنْه قولُ الشَّاعِر: (تَبيعُ بَنيها بالْخِصَافِ وبالتَّمْرِ ... ) وَقَالَ اللَّيْث: الخَصَفُ لغةٌ فِي الخزَفِ. قَالَ: والْخَصَفَةُ: القِطْعةُ مِمَّا يُخْصَفُ بِهِ النَّعْل، والْمِخْصَفُ مِثقَبُ ذَلِك. وَقَالَ أَبُو كَبِيرٍ: (فَتْخَاءَ رَوْثَةُ أَنْفِهَا كَالْمِخصَفِ ... ) يَعْنِي العُقاب.

وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {يخصفان عَلَيْهِمَا من ورق الْجنَّة} [الْأَعْرَاف: 22]_ أَي: يُطابِقَان بعضَ الْوَرق على بعض. وَقَالَ اللَّيْث: الخَصيفُ والأَخْصَفُ لونٌ كَلَوْن الرَّماد، فِيهِ سوادٌ وبياضٌ، وَكَذَلِكَ من الجِبال: مَا كَانَ أبْرَقَ بقُوَّة سَوْدَاء وأُخرى بَيْضَاء، فَهُوَ خصيفٌ وأَخصَفُ. وَقَالَ الْعَجَّاجُ: (أَبْدَى الصَّباحُ عَن بَرِيمٍ أَخصَفَا ... ) وَقَالَ الطِّرمَّاحُ: (وخَصِيفٍ لَدَى مَنَاتِجِ ظِئْرَيْنِ ... مِنَ المَرْخِ أَتْأَمَتْ زُنُدُهْ) شَبَّه الرمادَ بالْبَوِّ، وظِئْرَاهُ أُثفِيَّتَانِ أُوقِدَتِ النَّارُ بَينهمَا. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: فَرَسٌ أَخْصَفُ الجَنْبَيْن، وَهُوَ الأبيضُ الجنْبَين، ولونُ سائره: مَا كَانَ. قَالَ: ويَكُون أَخْصَفَ بجَنْبٍ وَاحِد. أَبُو عبيد _ عَن أبي زيد _: نَعجةٌ خَصْفَاءُ _ إِذا ابيَضَّتْ خاصِرَتاها. وَقَالَ غَيره: كتيبةٌ خصيفٌ _ لما فِيهَا من صَدَإ الْحَديد وبياضه. أَبُو عبيد _ عَن أبي زيد _ يُقَال للناقة _ إِذا بَلغتِ الشهرَ التاسعَ من يَوْم لَقِحَت ثمَّ ألْقتهُ _: قَد خَصَفَتْ تخصِفُ خِصَافاً، وَهِي خَصُوفٌ. ثعلبٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ خَصَّفَهُ الشيبُ تَخْصِيفاً، وخَوَّصَه تَخْوِيصاً، وثَقَّبَ فِيهِ تثقيباً: بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ اللَّيْث: الإخْصَافُ: سُرْعةُ العَدْوِ، وأَخصَفَ يُخْصِفُ _ إِذا أسْرَع فِي عَدْوِهِ. قلتُ: صحَّفَ اللَّيْث فِيمَا قَالَ _ والصَّواب: أَحْصَفَ _ بِالْحَاء _ إِحْصَافاً _ إِذا أَسْرَعَ فِي عَدْوِهِ. قَالَه الأصمعيُّ وَغَيره. وَقَالَ الْعَجَّاجُ: (ذارٍ إِذا لاَقَى الْعَزَاَزَ أَحْصَفَا ... ) وَقَالَ اللَّيْث: الاختِصَافُ أَن: يأخُذَ العُرْيَانُ وَرَقاً عِرَاضاً، فَيْخْصِفَ بَعْضَها على بَعْضٍ ويَسْتَتِر بهَا. يُقَال: خَصَفَ يَخْصِفُ واختَصَفَ يَخْتَصِفُ _ إِذا فَعَلَ ذَلِك. قَالَ: والأخْصَفُ: الظَّلِيمُ _ لسوادٍ فِيهِ وبياضٍ _ والنَّعَامةُ خَصْفَاءُ. أَخْبرنِي الإيَادِيُّ _ عَن شَمِر عَن أبي عدْنَانَ، عَن ابْن الكلبيِّ، عَن أَبِيه _ قَالَ: كَانَ مالكُ بنُ عَمْرٍ والغَسّانيُّ يقالُ لَهُ: فَارِسُ خصَافِ، وَكَانَ من أَجْبَنِ النَّاس. قَالَ: فَغَزَوْا قَوْماً فوقَفَ، فَأقبل سَهْمٌ حَتَّى وقَعَ عِنْد حافِرِ فَرَسه، فتحرَّكَ سَاعَة ثمَّ قَالَ: إِن لهَذَا السَّهْم سبَباً يَنْجُثُه، فَاحْتُفِرَ عَنهُ فَإِذا هُوَ قد وَقَع على نَفَقِ يَرْبُوعٍ فَأصَاب رَأْسه، فتحرَّكَ اليربوع سَاعَة ثمَّ مَاتَ فَقَالَ: هَذَا فِي جَوْفِ جُحْرٍ {} جَاءَ سهم حتَّى قَتله {} ، وَأَنا ظاهرٌ للنَّاس على فرسي. مَا الْمَرْءُ فِي شَيْءٍ وَلاَ الْيَرْبُوعُ. ثمَّ شدَّ عَلَيْهِم، فَكَانَ بعد ذَلِك من أَشْجَع النَّاس.

خ ص ب

قَالَ ابْن الكَلْبيِّ: يَنْجُثُهُ: يُحَرِّكُهُ. قَالَ: وخَصَافُ: فَرَسُه،. . ويُضرَبُ بِهِ المَثَلُ فَيُقَال: أَجْرَأُ مِنْ فَارِس خَصَافِ. قَالَ شمِرٌ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: إِن صَاحب خَصَافِ كَانَ يلاقي جُندَ كسْرَى فَلَا يجترىءُ عَلَيْهِم، ويَظُنُّ أَنهم لَا يَمُوتُون كَمَا يَمُوت النَّاس، فَرمى يَوْمًا رجلا مِنْهُم بِسَهْم فصرعه فَمَاتَ، فَقَالَ: ((إِن هَؤُلَاءِ يموتون كَمَا نموت نحنُ)) فاجْتَرأَ عَلَيْهِم فَكَانَ من أَشْجَع النَّاس. فصخ: قَالَ ابْن شُمَيْل: الفَصَخُ: التَّغابي عَن الشَّيْء وأنتَ تَعْلمُه. يُقَال: فَصِخْتُ عَن ذاكَ الأمرِ فَصَخاً. قَالَ: وَيُقَال: فَصَخَ يدَه وفَسَخها _ إِذا أَزالَ الْمَفْصِلَ عَن مَوْضِعه. حَكَاهُ _ بالصَّاد _ عَن أبي الدُّقَيْشِ. وروَى أَبُو عَمْرو: صَنِخ الْوَدَكُ، وسَنِخ وَهُوَ الْوَصَخُ والْوَسَخُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: فصَخَ النَّعَامُ بصَوْمه _ إِذا رَمَى بِهِ. خَ ص ب خصب، خبص، بخص، صبخ، صخب: مستعملة. خصب: قَالَ اللَّيْث: الخِصْبُ نَقِيضُ الْجَدْبِ وَهُوَ كثرةُ العُشْب، ورَفَاهةُ الْعَيْش. قَالَ: والإخْصَابُ والاخْتِصابُ: من ذَلِك. وَيُقَال: أَخْصَبَتِ الأرضُ إِخْصاباً، والرَّجلُ إِذا كَانَ كَثِيرَ خيرِ المنزِلِ _ يُقَال: إِنَّه خَصِيبُ الرَّحْلِ. وَقَالَ اللَّيْث: الخَصْبَةُ: الطَّلْعة _ فِي لغةٍ _ وَهِي النَّخْلةُ الْكَثِيرَة الْحَمْلِ فِي لُغَةٍ. قلتُ: أَخطَأ اللَّيْث فِي تَفْسِير الْخَصْبَةِ، والخِصَابُ _ عِند أهل البَحْرَين _ الدَّقَلُ الْوَاحِدَة: خَصْبةٌ. ونحوَ ذَلِك قَالَ الْفراء _ فِيمَا رَوَى عَنهُ أَبُو عُبَيْدٍ. والعربُ تَقول: لَا يُنْفَجُ الغَدَاءُ إِلَّا بالْخِصَابِ، لكثرةِ حَمْلِها، إِلَّا أنَّ تَمْرَها رَدِيءٌ. ومَن قَالَ: الْخَصْبَةُ: الطَّلْعَةُ، فقد أَخطَأ. وَقَالَ اللَّيْث: إِذا جرى الماءُ فِي عُودِ العِضَاهِ _ حَتَّى يَصل بِالْعِرْقِ _ قيل: قد أَخْصَبَتْ. قلت: وَهَذَا تَصْحِيفٌ مُنْكَر وصوابُه: الإخْضَابُ _ بالضاد. يُقَال: خَضَبَتِ العِضَاهُ، وأَخْضَبَتْ. وَأخبرني المُنْذريُّ عَن ثعلبٍ عَن ابْن الأعرابيِّ _ قَالَ: خضَبَ العَرْفَجُ وأَدْبَى _ إِذا أَوْرَقَ وخلَعَ العِضَاهَ وأحْدَرَ. وَقَالَ اللَّيْث _ فِي هَذَا الْبَاب _ الْخِصْبُ: حَيَّةٌ بيضاءُ تكون فِي الجَبل. قلتُ: وَهَذَا أَيضاً تَصْحِيف والصوابُ: الْحضْبُ _ بِالْحَاء وَالضَّاد. وَقد مَرَّ تفسيرُه فِي كتاب ((الْحَاء)) . قلتُ: وَهَذِه الْحُرُوف وَمَا شاكلها أُرَاها منقولةً من صُحُفٍ سقيمةٍ إِلَى (كِتاب اللَّيْث)) ، وزِيدَتْ فِيهِ، وَمن نَقلها لم يعرفِ العربيَّةَ، فصحَّفَ وغيَّرَ فَأكْثر، وَالله الْمُسْتَعَان، وَهُوَ حَسْبُنا ونِعْمَ الوَكِيلُ.

شمِرٌ: الْمُخْصِبَةُ من الأَرْض: الْمُكْلِئَةُ، والقومُ أَيْضا مُخْصِبُونَ _ إِذا كثر لبَنهُم وطعامُهُمْ وأَمْرَعَتْ بلادُهم. وأَخْصَبَتِ الشَّاءُ _ إِذا أَصَابَت خصباً. وَرجل خصِيبٌ: كثيرُ الْخَيْرِ، ومكانٌ خصِيبٌ: مِثْلُهُ. وَقَالَ لَبِيدٌ: (هَبَطَا تَبَالةَ مُخْصِباً أَهْضَامُهَا ... ) صخب: قَالَ اللَّيْث: الصَّخَبُ مَعْرُوف، وَقد صَخِبَ يَصْخَبُ صَخَباً، والسّخَبُ لغةٌ فِيهِ _ رَبَعِيَّةٌ قَبِيحةٌ. وعَيْنٌ صَخِبَةٌ _ إِذا اصطَخَبَتْ عندَ الجَيَشَانِ. وماءٌ صَخِب الآذِيِّ _ إِذا تلاطمت أمواجُه. وَقَالَ الشَّاعِر: (مُفْعَوْعِمٌ صَخِبٌ الآذيِّ مُنْبِعِقُ ... ) وَقَالَ ذُو الرُّمة: (فِيهِ الضَّفَادِعُ وَالْعِيدَانُ تَصْطَخِبُ ... ) واصطخبَ القومُ وتَصَاخَبُوا _ إِذا تَصَايَحُوا وتضاربوا. خبص: قَالَ اللَّيْث: الخَبْصُ: فِعْلُكَ الخَبيصَ، والمِخْبَصَةُ: الَّتِي يقلَّبُ بهَا الخَبِيصُ فِي الطِّنْجير، وَقد خبَصَ خبْصاً، وخَبّصَ تخبيصاً، فَهُوَ خَبِيصٌ مُخَبَّصٌ مَخْبُوصٌ. وَيُقَال: اخْتَبصَ فلَان _ إِذا اتخذ لنَفسِهِ خَبِيصاً. بخص: قَالَ اللَّيْث: البَخَصُ: مَا ولي الأرضَ مِنْ تحتِ أَصَابِع الرِّجْلين، وتحتَ مَنَاسِم الْبَعِير والنّعَام، ورُبَّما أصابَ النَّاقة دَاءٌ فِي بَخَصِها فَهِيَ مَبْخُوصَةٌ تُظْلَعُ من ذَلِك. وبَخَصُ اليَدِ: لَحْمُ أُصول الْأَصَابِع _ مِمَّا يَلِي الرّاحة. قَالَ: والبَخَصُ _ فِي العَين _ لحْمٌ عِنْد الجَفْنِ الأسْفل _ كاللَّخصِ عِنْد الجَفْنِ الأعْلَى. والبَخَصُ: لحْمُ الذِّرَاع _ أَيْضا. أَبُو عبيد _ عَن الْأَصْمَعِي: الْبَخْصَةُ لحْمُ أسفلِ خُفِّ الْبَعِير. قَالَ: والأظَلُّ: مَا تَحت المنَاسم. وأَخبرني الْمُنْذِرِيّ _ عَن المبرِّد _ أَنه قَالَ: البَخَصُ: اللَّحْم الَّذِي يركَبُ القَدَمَ. وَهَذَا قولُ الْأَصْمَعِي. وَقَالَ غيرُه: هُوَ لحمٌ يخالطُه بَيَاض، من فسادٍ يحُلُّ فِيهِ. قَالَ: وَمِمَّا يدُلُّ على أَنه اللحْمُ الَّذِي خالطه الفَسَادُ قوْلُهُ: (يَا قَدَمَيَّ مَا أَرَى لي مَخْلَصاً ... مِمَّا أَرَاهُ أَوْ تَعُودا بَخَصا) وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: الْبَخْصُ مصْدَرُ بخَصْتُ عَيْنَه بَخْصاً. قَالَ: والبَخَصُ لحْمُ القَدَم، ولحْم الفِرْسِن. ورَوَى أَبُو تُراب للأَصمعيِّ: بخَصَ عينَه وبَخَزَها، وبَخَسَها _ كلهُ بِمَعْنى: فقأها.

خ ص م

وَقَالَ أَبُو زيد: الْوَجَى: فِي عِظَام الساقَين وبَخَصِ الفَرَاسِنِ. والْوَجَى: قيلَ: الْحَفَا. صبخ: الصَّبَخَةُ لغةٌ فِي السَّبَخَةِ، والصَّبِيخةُ لغةٌ فِي سَبيخةِ القُطْنِ، والسينُ فِيهَا أفشَى وأكثرُ. خَ ص م خصم، خمص، مصخ، صمخ، صخم: مستعملة. خصم: قَالَ اللَّيْث: الْخَصْمُ واحدٌ وجميعٌ، قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَهل أَتَكَ نَبَؤُا الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ} [ص: 21] فَجعله جَمْعاً لِأَنَّهُ سُمِّيَ بالمصْدَر، وخَصِيمُك: الَّذِي يخَاصِمُك وجمعُه خُصمَاءُ. ويُجْمَعُ الْخَصْمُ خُصُوماً. والْخُصُومَة: الأسمُ من التَّخَاصُمِ والاخْتِصَامِ. يُقَال: اخْتَصَمَ القوْمُ وتخَاصَموا، وخَاصَمَ فلانٌ فلَانا _ مخاصمةً وخِصَاماً. قَالَ: والْخُصْمُ: طرَفُ الرّاوية الَّذِي بحيَال العَزْلاءِ فِي مؤخَّرِها. قَالَ: وطرَفُها الْأَعْلَى هُوَ العُصْمُ، وَهِي الأَعْصَامُ الَّتِي عِنْد الكُلْيَة وَهِي من كلِّ شَيْء. قلتُ: خُصْمُ كل شَيْء: ناحيَتُه وطرفُه من المزادةِ والفِراش وَغَيرهمَا. وأَمَّا عُصْمُ الرَّوايا فَهِيَ الْحِبَال الَّتِي تُنْشَبُ فِي عُرَاها وتُشَدُّ بهَا على ظهْر الْبَعِير واحدُها عِصَامٌ، وَقد أَعْصَمْتُ المَزَادَةَ _ إِذا شَدَدْتُها بالعِصَامَين. وَقيل لِلخَصْمَينِ: خَصْمَانِ، لأخذِ كلِّ واحدٍ مِنْهُمَا فِي شِقٌّ من الحِجَاج والدَّعْوَى. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: ((مَا فَعَلَتِ الدَّنَانيرُ التيُ أَنْسِيتُها فِي خُصْمِ الْفِرَاشِ فَبِتُّ وَلَمْ أَقْسِمْها)) ؟ . وخصومُ السَّحَابةِ: جوانبُها. قَالَ الأخطَلُ يذكر سحاباً: (إذَا طَعَنَتْ فِيهِ الجَنُوبُ تَحَامَلَتْ ... بِأَعْجَازَ جَرَّارٍ تَدَاعَى خُصُومُها) أَي: تجاوَبَ جَوَانبُها بالرَّعْد. وَقَالَ أَبُو زيد: أَخصَمْتُ فلَانا _ إِذا لقَّنْتَه حُجَّتَه على خَصْمِه، وخَصمْتُ فلَانا: غَلَبْتَهُ فِيمَا خَاصَمْتَهُ فِيهِ. وَطعنُ الْجَنُوب فِيهِ: سَوْقُها إِيَّاه. والجرّار: الثقيلُ ذُو المَاء. وتحاملتْ بأَعْجازِه: دَفعتْ أَوَاخِرَه. وخُصُومُها _ أَي: جوانبها. وَيُقَال: هُوَ خَصْمي، وَهَؤُلَاء خَصمِي. خمص: قَالَ اللَّيْث: الخَمْصُ: خَماصَةُ البطْنِ وَهُوَ دِقَّةُ خِلْقتِه. والخَمْصُ: الْخَمَصَةُ أَيْضا، وَهُوَ خَلاَءُ الْبَطن من الطَّعام جوعا. وامرأةٌ خَمِيصَة البَطن خُمصَانَةٌ، وهُنَّ خُمْصَانَاتٌ. وفلانٌ خَمِيصُ البطْن من أَمْوَال النَّاس: عَفِيفٌ عَنْهَا.

والجميعُ: خِمَاصُ البُطون. وَفِي الحَدِيث: ((خِمَاصُ البُطُونِ خِفَافُ الظُّهُورِ)) . وَفِي حَدِيث آخر _ فِي الطَّيْر _: ((تَغْدُو خِمَاصاً وَتَرُوحُ بِطَاناً)) . أَرَادَ أَنَّهَا تَغْدُو جياعاً وتروحُ شِباعاً. قَالَ: والْخَمِيصَةُ: بَرْنَكَانٌ أَسْودُ مُعْلَمٌ من المِرْعِزَّى والصوفِ ونحوِه وَقَالَ أَبُو عبيد: الخميصةُ كساءٌ أسودُ مربَّعٌ لَهُ عَلَمان. وَأنْشد قولَ الأعْشى يصف امْرَأَة: (إِذا جُرِّدَتْ يوْماً حَسِبْتَ خَمِيصَةً ... عَلَيْهَا وَجِرْيَالَ النَّضِيرِ الدُّلاَمِصَا) أَرَادَ شَعْرَها الأسودَ، شبَّهه بالْخَمِيصَةِ، وشبَّه لون بَشَرتها بِالذَّهَب. و ((النضيرُ)) : الذهبُ، و ((الدُّلامِصُ)) : البرّاق. وَقَالَ اللَّيْث: ((الأخْمَصُ خَصْرُ الْقَدَم، والْخَمْصَةُ: بطنٌ من الأَرْض صغيرٌ، ليِّنُ المَوْطِىء. والتَّخَامُصُ: التَّجَافي عَن الشَّيْء. قَالَ الشَّمَّاخُ: (تَخَامَصُ عَنْ بُرْدِ الْوِشَاحِ إِذَا مَشَتْ ... تَخَامُصَ حَافِي الْخَيْلِ فِي الأَمْعَزِ الْوَجِى) وَيُقَال للرجلُ: تخامصْ للرَّجُل عَن حقِّه، وتجافَ لَهُ عَن حَقه _ أَي: أَعْطِهِ. وتخَامَصَ الليلُ تخامُصاً _ إِذا رَقَّتْ ظُلمته عِنْد وَقت السَّحَر. وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: (فمَا زُلْتُ حَتَّى صَعّدَتنِي حِبَالُها ... إليْهاَ وليْلي قَدْ تَخَامَصَ آخرُهْ) أَبُو زيد: انْحَمَصَ الْجُرْحُ وانخَمَصَ _ إِذا سكنَ ورمُه _ بِالْحَاء وَالْخَاء. وَقَالَ أَبُو العبَّاس: سأَلتُ ابنَ الْأَعرَابِي عَن قَول عليٍّ رَضِي الله عَنهُ: ((كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خُمْصَانَ الأَخْمَصَيْنِ)) ، فَقَالَ: إِذا كَانَ خَمَصُ الأخْمصِ بقَدْرٍ لم يرْتَفع جدّاً، وَلم يَسْتو أَسْفَلُ القَدم جِدّاً فَهُوَ أحسنُ مَا يكون، وَإِذا استوَى أَو ارتفعَ جِدّاً فَهُوَ ذمٌّ. صمخ: قَالَ اللَّيْث: الصِّمَاخُ: خَرْقُ الأُذُنِ إِلَى الدِّمَاغِ، وَالسِّمَاخُ لُغَةٌ فِيهِ، والصَّادُ تَمِيميَّةٌ. وَيُقَال: صَمَخَ الصَّوْتُ صِمَاخَ فلَان وصَمَخْتُ فلَانا _ إِذا عَقَرْتَ صِماخ أُذُنه، بِعُودٍ أَو غَيْرِه. وَيُقَال للْعَطْشان: إِنَّه لَصَادِي الصِّمَاخ. وَيُقَال ضرب الله على صِمَاخ فُلان _ إِذا أَنَامَهُ. وَفِي حَدِيث أبي ذَرٍّ: ((فَضَرَبَ الله عَلَى أَصمِخَتِنَا فَمَا انْتَهيْنَا حَتَّى أَضْحَيْنَا)) . وَهُوَ كَقَوْل الله جلّ وعزّ: {فَضَرَبْنَا عَلَىءَاذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ} [الْكَهْف: 11] ، وَمَعْنَاهُ: أَنمْنَاهُمْ. وَقَالَ أَبُو زيد: كلُّ ضَرْبَةٍ أَثَّرَتْ فِي الْوَجْه فَهِيَ صَمْخٌ. ابْن السكِّيت: صَمَخْتُ عَيْنَهُ صَمْخاً وَهُوَ ضَرْبُكَ الْعَيْنَ بِجمع يدك _ ذَكَرَه بعَقِبِ قولِكَ: صَمَخْتُ صِمَاخَهُ.

أبواب الخاء والسين

مصخ: قَالَ اللَّيْث: الْمَصْخُ: اجْتذَابُكَ الشيءَ عَن جَوف شَيْء آخَرَ. قَالَ: وَضَرْبٌ من الثُّمَام لَا وَرَقَ لَهُ إنَّما هِيَ أنَابِيبُ مُرَكَّبٌ بَعْضُهَا فِي بعض كُلُّ أُنْبُوبَةٍ مِنْهَا أُمْصُوخَةٌ، إذَا اجتذَبْتَها خَرَجَتْ من جَوْف أُخْرَى، كَأَنَّهَا عِفَاصٌ أُخْرِجَ من الْمُكْحُلَةِ. واجْتِذَابُهُ: الْمَصْخُ والامِّصَاخُ. قلتُ: وَقد رأيتُ فِي الْبَادِيَة نَبْتاً يُقَال لَهُ: الْمُصَّاخُ والثُّدَّاءُ، لَهُ قُشُور بَعْضهَا فَوق بعض، كلما قَشَرْتَ مِنْهُ أُمْصُوخَةً ظهَرَتْ أُخْرَى، وقُشُورُهُ ثَقُوبٌ جيِّدٌ. وأهلُ ((هَرَاةَ)) يُسَمُّونَهُ: دَلِيزَاذَ. وَقَالَ اللَّيْث: الْمَصُوخَةُ من الغَنَمِ: مَا كَانَ ضَرْعُها مُسْتَرْخِيَ الأصْل _ كَأَنَّمَا امْتُصِخَتْ ضَرَّتُها، فامّصَخَتْ عَن الْبَطْنِ _ أَي: انْفَصَلَتْ. صخم: أَبُو عبيد _ عَن أبي عمرٍ و _: الْمُصْلخِمُّ: الْمُنْتَصِبُ الْقَائِم - بتَشْديد الْمِيم. قَالَ: والْمُصْطَخِمُ: فِي مَعْنَاهُ، غير أَنَّه مُخَفَّفُ الْمِيم. قلتُ: والْمُصْطَخِمُ مُفْتَعِلٌ مِنْ صَخمَ، وَهُوَ ثُلاَثِيٌّ، وَلم أجد ل ((صَخَمَ)) ذكْراً فِي كَلَام الْعَرَب. أَبْوَاب الْخَاء وَالسِّين خَ س ز: مهمل. خَ س ط اسْتعْمل من وجوهه: سخط، طخس. سخط: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: سَخَطٌ وسُخْطٌ مثل عُدْمٍ وعَدَم، وَهُوَ نَقِيض الرِّضا، وَالْفِعْل مِنْهُ: سَخِطَ يَسْخَطُ. وَيُقَال: كُلَّما عَمِلْتُ لَهُ عَمَلاً تَسَخَّطَهُ _ أَي: لم يرتضه. وأَسْخَطَنِي فلانٌ فسَخِطْتُ سخطاً. طخس: ابْن السكِّيت: يُقَال: إِنَّه للَئِيمُ الطِّخْسِ _ أَي: لئيمُ الأَصْل، وَأنْشد: (إنَّ امرَأً أُخِّرَ مِنْ إِصْرِنَا ... أَلأَمُنَا طِخساً إذَا يُنسَبُ) وكَذَلِكَ: لَئيمُ الكِرْسِ والإِرْسِ. ثعلبٌ _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _: يُقَالُ: فلَان طِخْسُ شَرٍ، وَسُنْبُكُ شَرٍّ، وسِنُّ شَرٍّ وصِلْوُ شَرٍّ، ورِكْبَةُ شَرٍّ، وبِلْوُ شَرٍّ، وطُمَّرُ شَرٍّ، وقِرْقُ شَرٍّ _ إِذا كَانَ نِهَايَة فِي الشَّرِّ. خَ س د اسْتعْمل من وجوهه: سخد، دخس. سخد: أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: السُّخْدُ دَمٌ وَمَاء فِي السَابِيَاءِ، وَهُوَ السَّلَى الَّذِي يكون فِيهِ الْوَلَد. أَبُو عبيد _ عَن الْأَحْمَر _ قَالَ: السُّخْدُ الماءُ الَّذِي يكون على رَأس الْوَلَد، وَمِنْه قيل: رجل مُسْخَدٌ _ إِذا كَانَ ثقيلاً من مَرضٍ أَو غَيره، لِأَن السُّخْدَ ماءٌ ثَخِينٌ يخرجُ مَعَ الْوَلَد. دخس: قَالَ اللَّيْث: الدَّخْسُ: الإنسانُ التَّارُّ الْمُكْتَنِزُ، غَيْرَ جِدِّ جَسِيمٍ. قَالَ: وَيُقَال: الدُّخَسُ: الفَتِيَّ من الدِّبَبَةِ.

خ س ت

وَقَالَ شَمِرٌ: الدُّخَسُ دَابَّةٌ فِي الْبَحْر يُقَال: دَخَسَ فِيهِ _ أَي: دخل فِيهِ. وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ: (فَكُنْ دُخَساً فِي الْبَحْرِ أَوْ جُزْ وَرَاءَهُ ... إِلَى الْهِنْدِ إِنْ لَمْ تَلْقَ قَحْطَانَ بالْهِنْدِ) وَقَالَ اللَّيْث: الدَّخَسُ انْدِسَاسُ شيءٍ تحتَ التُّرَاب، كَمَا تُدْخَس الأُثْفِيَّة فِي الرَّماد، وَلذَلِك يُقَال للأَثَافِيِّ: دَوَاخِسُ. قَالَ الْعَجَّاجُ: (دَوَاخِساً فِي الأَرْض إلاَّ شَعَفَا ... ) وَامْرَأَة مُدْخِسَةٌ: كَأَنَّهَا دُخَسٌ. قَالَ: والدَّخَسُ امتلاءُ الْعَظْم من السِّمَن، جَمَلٌ مُدْخِسٌ. والْجَمْعُ مُدْخِسَاتٌ. قَالَ: والدُّخَسُ: الرجُل الكَثِيرُ اللَّحم. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: والدَّخِيسُ عُظَيْمٌ فِي جَوْف الْحَافِر، كَأَنَّهُ ظِهَارَةٌ لَهُ. قَالَ: والْحَوْشَبُ عَظْم الرُّسْغ. وَقَالَ اللَّيْث: الدَّخَيسُ: عَظْمُ الْحَوْشَبِ. قَالَ: والدَّخَسُ داءٌ يَأْخُذ فِي قَوَائِم الدَّابَّة يُقَال: فَرس دَخِسٌ: بِهِ عَنَتٌ. قَالَ: والدَّخيسُ من النَّاس العَدَدُ الكَثِيرُ المُجْتَمَعُ. قَالَ الْعَجَّاجُ: (وَقَدْ نَرَى بِالدَّارِ يَوْماً أَنَساً ... جَمَّ الدَّخيسِ بِالثُّغُورِ أَحْوَساَ) قَالَ: ودَخيسُ اللَّحْمِ مُكْتَنِزُهُ. وَأنْشد: (مَقْذُوفَةٍ بِدَخِيسِ النَّحْضِ بَازِلُهَا ... لَهُ صَرِيفٌ صَرِيفَ القَعْوِ بِالمَسَدِ) خَ س ت اسْتعْمل من وجوهه: السخت، والسختيت. سخت _ (سختيت) : ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: الْعِقْيُ من الصَّبِيِّ: ساعةَ يُولَدُ، وَهُوَ من الحافِر: الرَّدَجُ، وَمن الْخفّ: السُّخْتُ. أَبُو عبيد _ عَن أبي عَمْرو _ يُقَال للسَّوِيق الَّذِي لَا يُلَتُّ بالأُدْمِ: سِخْتِيتٌ. وَقَالَ شمِرٌ: يُقَال للدَّقِيق الْحُوَّارَى: سِخْتِيتٌ. وَقَالَ رُؤْبَةٌ: (هَلْ يَنْفَعَنِّي حَلِفٌ سِخْتِيتُ؟ ... ) وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: سِخْتِيتٌ: أَي شَدِيد، أَصْلُهُ سَخْتُ _ بِالْفَارِسِيَّةِ _ للشَّيْء الشَّديد، فلمَّا عُرِّبَ قيل: سِخْتِيتٌ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: السِّخْتِيتٌ: الدَّقِيقُ من كل شَيْء، وَأنْشد: (وَلَوْ سَبَخْتَ الْوَبَرَ الْعَمِيتَا ... وَبِعْتَهُمْ طَحِينَكَ السِّخْتِيتَا ... ) (إِذا رَجَوْنَا لَكَ أَنْ تَلُوتَا ... ) قَالَ: اللَّوْتُ: الكِتْمَان، والسَّبْخُ: سَلُّ الصُّوفِ والقُطْنِ. وَقَالَ اللَّيْث: حَرٌّ سَخْتٌ: شَدِيدٌ. أَبُو عبيد _ عَن أبي زيد _ إِذا سَكَنَ وَرَمُ الجُرْحِ قِيلَ: اسْخَاتَّ اسْخِيتَاتاً. خَ س ظ _ خَ س ذ _ خَ س ث: أهملت وجوهها.

خ س ر

خَ س ر خسر، خرس، سخر، رسخ، مستعملة. خسر: قَالَ اللَّيْث: الخُسْرُ: النُّقْصَان، والخُسْرَانُ كَذَلِك، والفِعْل: خسِر يَخْسَرُ خُسْرَاناً. وَيُقَال: كِلْتُهُ ووَزَنْتُهُ فأَخسَرْتُهُ _ أَي: نَقَصْتُهُ. قَالَ الله جلّ وعزّ {وَإِذا كالوهم أَو وزنوهم يخسرون} [المطفّفِين: 3] . قَالَ الزّجاج: أَي: يَنْقُصُونَ فِي الكَيْل والوَزن. قَالَ: وَيجوز فِي اللُّغة ((يخْسَرُون)) يُقَال: أَخسَرْتُ الْمِيزَان وخسَرْتُهُ، وَلَا أعلم أحدا قَرَأَ (يَخْسِرُونَ) . وَيُقَال: أخسَرَ الرجلُ _ إِذا وَافق خُسْراً فِي تِجَارَته. عَمْرو _ عَن أَبِيه _ قَالَ: الخَاسِرُ: الَّذِي يَنْقُصُ المكْيَال والمِيزَان إِذا أَعْطَى ويستزيد إِذا أَخذَ. ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _: خسَرَ _ إِذا نَقَصَ مِيزاناً أَو غَيْرَه، وخَسَرَ _ إِذا هَلَكَ. وَقَالَ اللَّيْث: الْخَاسِرُ: الَّذِي وُضِعَ فِي تِجَارَته، ومصدَرُه: الْخَسَارَةُ والْخُسْرُ، وصَفَقَ صَفْقَة خَاسِرَةً _ أَي: غير مُرْبحةٍ، وكَرَّ كَرَّةً خَاسِرَةً _ أَي: غير نافعة. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَالْعصر إِن الْإِنْسَان لفي خسر} [الْعَصْر: 1، 2] . قَالَ الفرَّاءُ: لَفِي عُقُوبَةٍ بذُنُوبِهِ، وأَنْ يَخْسَرَ أهلَه ومنزلَه فِي الجَنَّة. قَالَ الله جلّ وعزّ: {خسر الدُّنْيَا وَالْآخِرَة ذَلِك هُوَ الخسران الْمُبين} [الحَجّ: 11] . أَبُو عبيد: خَسَرْتُ المِيزان وأَخْسَرْتُه: نَقَصْتُه. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي _ فِي قَوْله جلّ وعزّ: {فَمَا تزيدونني غير تخسير} [هُود: 63] أَي: غير إبْعَادٍ من الْخَيْر _ أَي: غَيْرَ تخسير لكم، لَا لِيَ. خرس: قَالَ اللَّيْث: خَرِسَ خَرَساً، والْخَرَسُ ذَهَابُ الْكَلاَم خِلْقَة أَو عِيَّاً. وكَتِيبَةٌ خَرْسَاءٌ _ إِذا لم تَسْمَعْ لَهَا صَوْتاً وَلَا جَلَبَةٌ، وَفِيهِمْ نَجْدَةٌ. قَالَ: وعَلَمٌ أَخْرَسُ _ إِذا لم يُسْمَعْ فِيهِ صَوْتُ صَدًى، يَعْنِي العَلَمَ الَّذِي يُهْتَدَى بِهِ. قلتُ: وسمعْتُ العربَ تُنْشِدُ: (وأَيْرَمٍ أَخْرَسَ فَوْقَ عَنْزِ ... ) والأَيْرَمُ: الْعَلَمُ فَوْقَ الْقَارَةِ يُهْتَدَى بِهِ. ويُروىَ (( ... أَحْرَسَ)) . والأَحْرَسُ: الْعَاديُّ الْقَديمُ مَأْخُوذٌ من الْحَرْسِ، وَهُوَ الدَّهْرُ. والْعَنْزُ: الْقَارَةُ السَّوْدَاءُ. وَالصَّحِيح هَذَا، لَا مَا قاَلَه اللَّيْث. وأنشدنِيهُ أعرابيٌّ آخر: (وَإِرَمٍ أَعْيَسَ فَوْقَ عَنْزِ ... ) وَقَالَ: الأَعْيَسُ: الأَبْيَضُ، والعَنْزُ: الأسْوَدُ، وناقَةٌ خَرْسَاءُ: لَا تَسْمَعُ لَهَا رُغَاءً، والخَرْسَاءُ: الدَّاهيَة.

أَبُو عبيد _ عَن أبي زيد _ قَالَ: الْخُرْسُ: الطَّعَامُ الَّذِي يُصْنَع عِنْد الْولادَة، وَأما الَّذِي تُطْعَمُهُ النفَسَاءُ فَهُوَ الْخُرْسَةُ وَقد خُرِّسَتْ، وَأنْشد: (إِذَا النُّفَسَاءُ لَمْ تُخَرَّسْ بِبِكْرِهَا ... غلاَماً وَلَمْ يُسْكَتْ بِحَتْرٍ فَطِيمُهَا) قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الْخرُوسُ من النِّسَاء: الَّتِي يُعْمَلُ لَهَا عِنْد وِلاَدِها شَيْء، واسمُ ذَلِك الشَّيْء: الْخُرْسَةُ. وَقَالَ اللَّيْث: الْخُرْسِيُّ: مَنْسُوبٌ إِلَى خُرَاسَانَ، ومِثْلُه الْخُرَاسِيُّ والخُرَاسَانيٌّ ويُجْمَعُ على: الخُرْسِينَ _ بتَخْفِيف يَاء النِّسْبَة _ كقَوْلِكَ: الأَشْعَرِينَ. وَأنْشد: (لاَ تُكْرِيَنَّ بَعْدَهَا خُرْسِيَّا ... ) ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _: الْخُرْسُ: الدَّنُّ، والْخَرَّاسُ: الَّذِي يَعْمَلُ الدِّنَانَ. قَالَ الجعديُّ: (جَوْنٌ كَجَوْنِ الْخَمَّارِ جَرَّدَهُ ... الخَرَّاسُ لاَ نَاقِسٌ وَلا هَزِمُ) والنَّاقِسُ: الْحامِضُ. وَقَالَ العجاج: (وَخَرْسُهُ الْمُحْمَرُّ فِيهِ مَا اعْتُصِرْ ... ) وَسمعت الْعَرَب تَقول _ للَّبَن الخَائِر _: هَذِه لَبَنَةٌ خَرْسَاءُ _ أَي: لَا يُسْمَعُ لَهَا صَوت إِذا أُرِيقَتْ، وسَحَابةٌ خرْسَاءُ: لَا يُسمع لَهَا صوتُ رَعْدٍ، وَيُقَال للنُّفَساءِ إِذا اتَّخَذَتْ طَعَاما لِنَفْسَها: قد تَخَرَّسَتْ. وَمن أمثالهم: ((تَخرَّسِي لاَ مُخَرِّسَةَ لَكِ)) . وَفِي الحَدِيث: ((إِنَّ الرُّطَبَ خُرْسَةُ مَرْيَمَ)) . وَيُقَال للأفاعي: خُرْسٌ. وَقَالَ عَنْتَرَةٌ: (عَلَيْهِمْ كُلُّ مُحْكَمَةٍ دِلاَصٍ ... كَأَنَّ قَتِيرَها أَعْيَانُ خُرْسِ) أَبُو عبيد _ عَن الْأَصْمَعِي _ كَتِيبةٌ خَرْسَاءُ _ إِذا كَانَت قد صَمَتَتْ من كَثْرَة الدُّرُوعِ، لَيْسَ لَهَا قَعَاقِعُ. رسخ: ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {والراسخون فِي الْعلم} [آل عِمرَان: 7] . قَالَ: هُمُ الحُفَّاظُ والْمُذاكِرُونَ. وَقَالَ مسروقٌ: قدمتُ الْمَدِينَة فَإِذا زَيْدُ بنُ ثابتٍ من الرَّاسِخِينَ فِي الْعلم. وَقَالَ شمرٌ: قَالَ خالدُ بنُ جَنْبَةَ: الراسخ فِي الْعلم: البعيدُ الْعلم. وَقَالَ اللَّيْث: رجلٌ رَاسِخٌ فِي الْعلم: قد دخل فِيهِ مَدْخِلاً ثَابِتاً، والرَّاسِخُونَ فِي كتاب الله جلّ وعزّ: هم الدارسون. قَالَ: ورَسَخُ الشيءُ رُسُوخاً _ إِذا ثَبَتَ فِي مَوْضِعه، وأَرْسَخْتُهُ إِرْسَاخاً، كَالْحِبْرِ يَرْسَخُ فِي الصَّحيفة، والعِلْمِ يَرْسَخُ فِي قلب الْإِنْسَان، ورَسَخَ الغَدِيرُ رُسُوخاً _ إِذا نَشِفَ ماؤُه فَذهب، ورَسَخَ المَطَرُ رُسُوخا _ إِذا نَضَبَ نَدَاه فِي دَاخل الأَرْض فَالتقى الثَّرَيَانِ. سخر: يُقَال: سَخِرَ مِنْهُ وَبِه _ إِذا تَهَزَّأ بِهِ، والسُّخْرِيَّةُ مصدرٌ فِي الْمَعْنيين جَمِيعًا، وَهُوَ السُّخرِيُّ أَيْضا، ويكُون نَعتاً كَقَوْلِك: هُوَ

خ س ل

لَكَ سُخْرِيٌّ وسُخرِيّة، ... مَنْ ذكَّرَ، قَالَ: سُخريّاً، ومَنْ أَنَّثَ قَالَ: سُخْرِيَّةً. قَالَ: والسُّخَرَةُ: الضُّحَكَةُ، فَأَما السُّخْرَةُ: فَمَا تَسَخَّرْتَ من خادِمٍ أَو دابَّةٍ بِلَا أَجْرٍ وَلَا ثمنٍ، تَقول: هُمْ لَك سُخْرَةً وسُخْرِيّاً. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {فاتخذتموهم سخريا حَتَّى أنسوكم ذكري} [الْمُؤْمِنُونَ: 110] . وَقَالَ الْفَرَّاءُ: قُرِىء (سُخْرِيّاً) و (سِخْرِيّاً) والضَّمُّ أجْوَدُ. قَالَ: وَقَالَ الَّذين كَسَرُوا مَا كانَ من السُّخْرَةِ فَهُوَ مضمومٌ، وَمَا كَانَ من الهُزْءِ فَهُوَ مكسور. ورَوَى ابنُ اليزيدِيّ _ عَن أبي زيد _ أَنه قَالَ: ((سِخْرِيّاً)) مِنْ سَخِرَ واسْتَهْزَأ، وَالَّتِي فِي الزُّخْرُفِ [32] : {ليتَّخذ بَعضهم بَعْضًا سخريا} . قَالَ: عَبِيداً وإماءً وَأُجَرَاءَ. ابْن سَلاَّمٍ _ عَن يُونُسَ _: ((سُخْرِيّا) من السُّخْرَة، و ((سِخْرِيّاً)) من الْهُزْءِ. وَقَالَ: وَقد يُقَال فِي الهُزْءِ: سِخْرِيٌّ وسُخْرِيٌّ وَأما مِنَ (السُّخْرَةِ)) فواحِدَةٌ مَضْمُومَةٌ. وَقَالَ اللَّيْث: سَخَرَتِ السَّفِينَةُ _ إِذا أطاعت وطابَ لَهَا السَّيْرُ، وقَدْ سَخَّرَهَا الله تَسْخِيراً، وتَسَخَّرْتُ دابَّةً لِفُلانٍ: رَكِبْتُهَا بغَيْر أَجْرٍ، وَأنْشد: (سَوَاخِرُ فِي سَوَاءِ الْيَمِّ تَحْتفرُ ... ) وَقَالَ الفرَّاء: يُقَال: سَخِرْتُ مِنْهُ وَلَا تَقُلْ: سَخِرْتُ بِهِ، قَالَ الله: {لَا يسخر قوم من قوم} [الحُجرَات: 11] . وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: تَقول: سَخِرْتُ من فلَان، فَهَذِهِ: اللُّغَةُ الْفَصِيحَةُ، قَالَ الله: {فيسخرون مِنْهُم سخر الله مِنْهُم} [التّوبَة: 79] وَقَالَ جلّ وعزّ: {إِن تسخروا منا فَإنَّا نسخر مِنْكُم} [هُود: 38] . أَبُو عبيد _ عَن أبي زيد _: رجلٌ سُخَرَةٌ _ يَسْخَرُ من النَّاس، ورجُلٌ سُخْرَةٌ _ يُسْخَرُ مِنْهُ. وَقَالَ غَيره: رجلٌ سُخْرَةٌ _ يَتَسَخَّرُهُ مَنْ قَهَرَهُ، وَقد سَخَرْتُهُ وسَخَّرْتُهُ. خَ س ل خسل، خلس، سلخ، سخل: مستعملة. خسل: أهمله اللَّيْث. ورَوَى ابْن حبيب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي: الْحُسَالَةُ والخُسَالَةُ: الرَّدِيءُ من كل شَيْء. وَقَالَ الأصمعيُّ: المَحْسُولُ والْمَخْسُول: الْمَرْذُولُ، والْمُحَسَّل والْمخَسَّلُ: مثلُهُ، وَقَالَ العجَّاج: (ذِي رَأْيِهِمْ وَالْعَاجزِ الْمُخَسَّلِ ... ) خلس: قَالَ اللَّيْث: الْخَلْسُ: فِي الْقِتَال والصِّرَاع وَهُوَ رجلٌ مُخَالِسٌ _ أَي: شُجَاعٌ حَذِرٌ. قَالَ: والْخَلِيسُ: النَّبَاتُ الْهَائِجُ بعضُه أصفَرُ وبعضُه أخضَرُ، وَكَذَلِكَ الخَلِيطُ يُسَمَّى خَلِيساً. أَبُو عبيد _ عَن أبي زيد _: أَخْلَسَ رَأْسُهُ فَهُوَ مُخْلِسٌ وخَلِيسٌ _ إِذا ابْيَضَّ بَعضُهُ، فَإِذا غَلَبَ بَيَاضُهُ سوادَه فَهُوَ أغْثَمُ. وسمِعْتُ العربَ تقولُ للغلام _ إِذا كَانَت أُمُّهُ سَوْدَاءَ، وأبُوهُ عَرَبِيٌّ، فَجَاءَتْ بِوَلَدٍ

أَخَذَ من سَوَادِها وبَيَاضِه _: غلامٌ خِلاَسِيٌّ، وجاريةٌ خِلاَسِيَّةٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الْخِلاَسِيُّ من الدِّيَكَةِ مَا يَتَوَلَّدُ بَين الدَّجاجَةِ الهِنْدِيَّةِ والدِّيك الْفَارِسِي. قَالَ: والخُلْسَةُ: النُّهْزَةُ والاخْتِلاسُ أَوْحَى من الْخلْسِ وأَخَصُّ، والْقِرْنَانِ إِذا تَبارَزَا: يَتَخالسانِ أنفُسَهُما، يُناهِزُ كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا قَتْلَ صاحِبه. قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ: (فَتَخَالَسَا نَفْسَيْهِمَا بِنَوافِذٍ ... كَنَوَافِذِ العُبُطِ الَّتي لَا تُرْفَعُ) وطَعْنَةٌ خَلْسٌ _ إِذا اختلسها الطاعِنُ بجِذْقِهِ، ومُخَالِسٌ: اسمُ حصانٍ _ من خَيْلِ الْعَرَب _ مَعْرُوف، ولِحْيَةٌ خَلِيسٌ: فِيهَا سوادٌ وَشَيْبٌ. سلخ: قَالَ اللَّيْث: السَّلْخُ كَشْطُ الإهابِ عَن ذِيهِ، والمِسْلاَخُ: الإِهابُ نَفسه، ومِسْلاخُ الحَيّةِ قِشْرُها الَّذِي يَنْسَلِخ مِنْهَا، وكلُّ شَيْء يَنْفَلِقُ عَن قِشْرِه، يُقَال: انْسَلخ، والإنسانُ إِذا مَحَشَهُ الحَرُّ يُقَال: قد سَلخ الحَرُّ جِلْدَهُ وسلختِ المرأةُ دِرْعها عَنْهَا _ إِذا خلعْته. وَيُقَال: سلختُ الشَّهْرَ _ إِذا خرجْتَ مِنْهُ فصرْتَ فِي أخرِ يومٍ مِنْهُ، وانْسَلخ الشَّهْر. وَقل أَبُو الْهَيْثَم _ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وءَايَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُظْلِمُونَ} [يس: 37] . يُقَال: ((سَلَخْنَا الشهرَ)) _ أَي: خرجْنا مِنْهُ، فَسَلَخْنَا كلَّ ليلةٍ مِنْهُ عَن أَنْفُسنَا جُزْءاً من ثَلَاثِينَ جُزْءا، حَتَّى تكاملتْ لَياليه فَسَلَخْنَاهُ عَن أَنْفُسِنا كُلَّه. قَالَ: وأهللْنَا هِلال شهر كَذَا _ أَي دخَلْنَا فِيهِ ولبِسْنَاه، فَنحْن نَزْدادُ _ كلَّ لَيْلَة مِنْهُ إِلَى مُضِيِّ نِصْفِه _ لِبَاساً مِنْهُ، ثمَّ نَسْلُخه عَن ألفُسنا بعد تَكامُلِ النِّصْف جُزْءا فجزءاً، حَتَّى نَسلخَهُ عَن أنفُسنا كلَّه. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: (إذَا مَا سَلَخْتُ الشَّهْرَ أَهْلَلْتُ مِثْلَهُ ... كَفَى قَاتِلاً سَلْخِي الشُّهُورَ وَإِهْلاَلِي) وَقَالَ لَبِيدٌ: (حَتَّى إذَا سَلخَا جُمادَى سِتَّةٍ ... جَزْءاً فَطَالَ صِيَامُهُ وصيامُها) قَالَ: ((وجُمادَى سِتَّةٍ)) : هِيَ جُمَادَى الآخرةُ، وَهِي تَمام سِتَّةِ أشْهُرٍ من أَوَّل السّنة. وَقَالَ اللَّيْث: السَّالخ جَرَبٌ يكون بالجمل يُسْلَخُ مِنْهُ، وَكَذَلِكَ الظَّليمُ _ إِذا أصَاب رِيشَهُ داءٌ. قَالَ: والمَسْلُوخةُ اسمٌ يلْزَمُ الشَّاةَ المَسْلُوخةَ نفْسَها بِلَا بُطُونٍ وَلَا جُزارَةٍ. قَالَ: والسَّلِيخةُ شيءٌ من العِطْر، كأنَّه قِشْرٌ مُنْسَلخ ذُو شُعَبٍ، والسَّالخ: الأسودُ من الحَيَّاتِ _ شديدُ السَّواد، والنَّباتُ إِذا سَلَخ ثمَّ عادَ فاخضَرَّ كلُّه فَهُوَ سَالخ من الحمْضِ وغيرْه. قلتُ: وَالْعرب تقولُ للرِّمْث والْعرْفَج _ إِذا لم يبْق فيهمَا مرعًى للماشية _: مَا بَقِي مِنْهُمَا إلاَّ سليخةٌ. أَبُو عبيد _ عَن الْأَحْمَر _ سَلِيخٌ مَلِيخٌ _ أَي: لَا طَعْمَ لَهُ.

خ س ن

قَالَ: وَقَالَ الفرّاء: المِسْلاخُ من النَّخِيلِ: الَّتي يَنْتَثِرُ بُسْرُها، وَهُوَ أَخضَرُ. ابْن شُمَيْل: اسْلَخَّ الرجُل _ إِذا اضْطجع، وَقد اسْلَخَخْتُ _ أَي اضطجَعْتُ. وَأنْشد: (إِذَا غَدَا القَوْمُ أَبَى فاسْلَخَّا ... ) وسَلِيخَةُ البَانِ دُهْنُ ثَمَرِهِ قبل أَن يُرَبَّبَ بأَفَاوِيه الطِّيبِ، فَإِذا رُبِّبَ ثَمرُه بالمسك والعنبَر، ثمَّ اعتُصِرَ فَهُوَ مَنْشُوشٌ وَقد نُشَّ نَشّاً، وَكَذَلِكَ سَلِيخَةُ السِّمْسِمِ: عَصيرُه قبلَ أَن يُرَبَّبَ. سخل: قَال اللَّيْث: السَّخْلُ: أولادُ الشَّاة، والسَّخْلَةُ: الواحدُ والوحدةُ، ذكَراً كَانَ أَو أُنثى، والجميعُ: السِّخَالُ والسَّخْلُ. وَيُقَال للأَوْغَادِ من الرِّجال: سُخَّلٌ وسُخَّالٌ، وَلَا يُعْرَفُ مِنْهُ وَاحِد. أبُو عُبَيْد _ عَن الفرَّاء _ يُقَال للتَّمْرِ الَّذِي لَا يشتدُّ نَوَاهُ: الشِّيصُ. قَالَ: وأهلُ الْمَدِينَة يسمُّونه السُّخَّلَ وَقد سَخَّلَتِ النَّخلةُ. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: رجالٌ سُخَّلٌ، وهم الضُّعَفَاء، وسَخَّلَتِ النخلةُ _ إِذا ضَعُفَ نَواها. أَبُو عبيد _ عَن أبي زيد _ يُقال لوَلَدِ الغَنَم ساعةَ تَضَعُه أُمُّه من الضَّأْنِ والْمَعْزِ جَمِيعًا، ذكرا كَانَ أَو أُنْثَى: سَخْلَةٌ، وجمعُها سِخَالٌ، ثمَّ هِيَ البَهْمَةُ _ للذكَر وَالْأُنْثَى وجَمعُها بَهْمٌ. وقَال اللَّيْث: السَّخْلُ أَخْذُ الشَّيْء مُخَاتَلَةً واجْتِذاباً. قلتُ لَا أعرفُ السَّخْلَ بِهَذَا الْمَعْنى إِلَّا أَن يكون مَقْلُوباً من الْخَلْسِ _ كَمَا قَالُوا: جَذَبَ وجَبَذ، وبَضَّ وضَبَّ. خَ س ن خنس، نخس، نسخ، سخن، خسن، سنخ: مُسْتَعْمَلةٌ. خنس: ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: الْخُنُسُ مَأْوَى الظِّباء. قَالَ: والخُنسُ: الظِّبَاءُ أَنْفُسُها. وَقَالَ اللَّيْث: الْخَنْسُ انقباضُ قصبةِ الأنفِ، وعِرَضُ الأرنبة، وأَنفُ الْبَقر أخنَسُ لَا يكون إِلَّا هَكَذَا، والبقرَةُ خنساءُ، والتُّرْكُ خُنْسٌ. قَالَ: والخُنوسُ: الانقباضُ والاستخفاءُ يُقَال: خَنَسَ من بَين الْقَوْم، وانْخَنَسَ. وَفِي الحَدِيث: ((الشَّيْطَانُ يُوَسْوِسُ لِلْعَبْدِ فَإِذَا ذَكَرَ الله خَنَسَ)) _ أَي: انقبض مِنْهُ. قلت: وَهَكَذَا قَالَ الفرّاء _ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {من شَرّ الوسواس الخناس} [النَّاس: 4] . قَالَ: إبليسُ يُوَسْوس فِي صُدور النَّاس فَإِذا ذُكِرَ الله خَنَس. قلت: وخنَسَ فِي كَلَام الْعَرَب _ يكون لَازِما ومتعدِّياً. يُقَال: خَنَسْتُ فلَانا فَخَنَسَ _ أَي أَخَّرْتُهُ فتأَخرَ، وقَبَضْتُه فانقبضَ، وأَخنَسْته: أكثرُ. ورَوَى أَبُو عبيد _ عَن الفرَّاء والأُمويِّ _: خَنَسَ الرجلُ _ تَأَخَّر _ يَخْنُسُ، وأَنَا أَخْنَسْتُهُ _ بِالْألف.

وَهَكَذَا قَالَ ابْن شُمَيْل _ فِي حديثٍ رَوَاهُ _: ((يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ فَيَخْنِسُ بِالْجَبَّارِينَ فِي النَّارِ)) . قَالَ شمر: قَالَ ابْن شُمَيْل: يريدُ: تَدْخُلُ بِهمْ فِي النَّار، ويقَال: خَنَسَ بِهِ _ أَي: وَرَاهُ، ويقالُ: تَخْنِسُ بهم _ أَي: تَغِيب بهم. قَالَ: وخَنَسَ الرجُلُ _ إِذا تَوَارَى وغَابَ، وأَخْنَسْتُهُ أَنا _ أَي: خَلَّفْتُهُ. قَالَ: وَقَالَ الفرَّاء: أَخْنَسْتُ عَنهُ بعضَ حقّهِ. وأنشدني أبُو بَكْرٍ الإيَادِيُّ لشاعر _ قَدمَ على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأنشدَه هَذِه الأبياتَ الَّتِي فِيهَا: (وَإِنْ دَحَسُوا بِالشَّرِّ فَاعْفُ تَكرُّماً ... وَإِنْ خَنَسُوا عَنْكَ الْحَدِيثَ فَلاَ تَسَلْ) وَهَذَا حُجَّةٌ لمَنْ جَعَل: ((خَنَسَ)) وَاقِعاً. وَمِمَّا يدُلُّ على صِحَة هَذِه اللُّغة مَا روَيْنَا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: ((الشَّهْرُ هَكَذَا، وَهَكَذَا، وَهَكَذَا، وَخَنَسَ إِصْبَعَهُ فِي الثَّالِثَةِ)) ، أَي: قَبَضها يُعَلِّمُهُمْ أَنَّ الشَّهْر يكون تسعا وَعشْرين. وَأنْشد أَبُو عبيد فِي ((أَخْنَسَ)) وَهِي اللُّغَةُ المعْرُوفَةُ: (إِذَا مَا الْقلاَسِي وَالْعَمَائِمُ أَخْنَسَتْ ... فَفِيهِنَّ عَنْ صُلْعِ الرِّجَالِ حُسُورُ) وسمعتُ عُقَيْلِيّاً يقولُ لخادمٍ لَهُ _ كَانَ مَعَه فِي طريقٍ فتخلَّفَ عَنهُ _: لِمَ خَنَسْتَ عَنّي؟ ، أَرَادَ: لِمَ غِبْتَ وتخلَّفْتَ؟ ؟ وَقَالَ الأصمعيُّ: الْخَنَسُ _ فِي الأنفِ _ تَأَخُّرُ الأرْنَبَةِ فِي الْوَجْهِ، وقِصَرُ الأنفِ. وَقَالَ الزَّجَّاج: فِي قَول الله جلّ وعزّ: {فَلَا أقسم بالخنس الْجوَار الكنس} [التكوير: 15، 16] . قَالَ أكثَرُ أهل التَّفْسِير فِي ((الْخُنَّسِ)) : إِنَّها النُّجُومُ، وخنُوسُها أنَّها تَغيبُ وتَكْنِسُ تَغِيبُ أَيْضا، كَمَا يَدْخُلُ الظَّبْيُ فِي كِنَاسِه. قَالَ: والْخُنَّسُ جَمْعُ خَانِس، تَسْتَتِرُ كَمَا تَكْنِسُ الظّبَاءُ. قَالَ: وَقَالَ الفرَّاء: الْخُنَّسُ: هِيَ النُّجُومُ الْخَمْسَة _ تَخْنِسُ فِي مَجْرَاها وتَرْجِعُ، وتَكْنِسُ كَمَا تَكْنِسُ الظِّبَاء. قَالَ: وَهِي بَهْرَامُ وزُحَلُ وعُطَارِدُ والزّهَرَةُ والمُشْتَرِي. أَبُو عُبَيْدَة: فَرَسٌ خَنُوسٌ، وَهُوَ الَّذِي يَعْدل _ وَهُوَ مُسْتَقِيم _ فِي حُضْرِه ذاتَ الْيَمين وذاتَ الشِّمال، وَكَذَلِكَ الأُنْثى بِغَيْر هَاء، والْجَمِيعُ: خُنُسٌ، والْمَصْدَرُ الْخَنْسُ _ بِسُكُون النُّون. وَقَالَ الفرَّاء: الْخِنَّوْسُ _ بالسِّينِ _: من صِفَاتِ الأسَد فِي وَجهه وَأَنْفه، وبالصَّادِ _ وَلَدُ الخِنْزِيرِ. سخن: قَالَ اللَّيْث: السُّخْنُ نَقِيضُ الْبَارِد تَقول: سَخُنَ الْمَاءُ سُخُونةً وأَسْخَنْتُهُ إسْخاناً، وسَخَّنْتُه تَسْخِيناً فَهُوَ سُخْنٌ وسَخِينٌ ومُسَخَّنٌ ورجُلٌ سَخِينُ الْعَيْن وَقد سَخُنَتْ عينُه سُخْنَةً وسُخُوناً. وَيُقَال: سَخنَتْ، وَهُوَ نَقِيضُ قَرَّتْ.

أَبُو عبيد _ عَن الكسائيِّ _: يومٌ سُخْنٌ وسَاخِنٌ وسَخْنَانٌ، ولَيْلَةٌ سُخْنَةٌ وسَاخِنَةٌ، وسَخْنَانَةٌ، وَقد سَخَنَ يومُنا يَسْخُنُ. وبعضهُم يَقُول: سَخُنَ، وسَخِنَتْ عينُهُ _ بِالْكَسْرِ _ تَسْخَنُ. شمِرٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ إنِّي أجد سَخْنَةً _ أَي حُمَّى. ويقالُ سَخِنَتْ عَينُه _ من حرارةٍ _ تَسْخَنُ سُخْنَة. وَأنْشد: (إذَا الْمَاءُ مِنْ حَالِبَيْهِ سَخِن ... ) قَالَ: وسَخِنَتِ الأَرْضُ وسَخُنَت، وأَمَّا سَخِنَتِ العَيْنُ فبالكَسْر لَا غَيْرُ. ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _: يَوْمٌ سُخَاخِينُ، مِثلُ سُخْنٍ. وَأنْشد: (حُبّاً سُخاخِينَ وحُبّاً بَارِدَا ... ) ((سُخَاخِينُ)) : يُؤْذِي، و ((بارِدٌ)) : يَسْكُنُ إلَيْه قَلْبي. وَأَخْبرنِي المنذريُّ _ عَن أبي الْهَيْثَم _ أَنه قَالَ _ عَن أعرابيٍّ _: السَّخِينَةُ دَقِيقٌ يُلْقَى على ماءٍ، أَو عَلَى لَبَنٍ، فيُطبَخُ ثمَّ يؤكلُ بتَمْرٍ، أَو يُحْسَى. قَالَ: وَهِي السُّخُونَةُ أَيْضا. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: السَّخِينَةُ: الَّتِي ارتفعَتْ عَن الْحَسَاءِ، وثَقُلَت أَن تُحْسَى، وهما دُونَ العَصِيدَةِ. قَالَ: وإنّما يأكلونَ السخِينَةَ فِي شِدَّة الدَّهْرِ، وغَلاَءِ السِّعْرِ، وعَجَفِ المَالِ. وَقَالَ غيرُه: السَّخِينَةُ تُعْمَلُ من دَقِيقٍ وسمْنٍ، وبِهَا عُيِّرَتْ قُرَيْشٌ فسُمِّيَتْ سَخِينَة. وَقَالَ كَعْبُ بنُ مالكٍ الأنصاريُّ: (زَعَمَتْ سِخِينَةُ أَنْ سَتَغْلِبُ رَبَّهَا ... وَلَيْغْلَبَنَّ مُغَالِبُ الْغَلاَّبِ) والمِسْخَنَةُ: قُدَيْرَةٌ كأنَّها تَوْرٌ. قالَهُ أَبُو عبيدٍ عَن الكسائيِّ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: هِيَ الصَّغِيرةُ الَّتِي يُطْبَخُ فِيهَا للصَّبيِّ. وَيُقَال: سَخَنَتِ الدَّابَّة، وَذَلِكَ إِذا أُجْرِيتْ فسَخُنَ عِظَامُهَا وخَفَّت فِي حُضْرِهَا، وَمِنْه قَول لَبِيدٍ: (حَتّى إذَا سَخَنَتْ وَخَفَّ عِظَامُهَا ... ) ويروى: سَخِنَتْ. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ((أنَّهُ بَعَثَ سَرِيَّةً، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يمْسَحُوا عَلَى المُشَاوِذِ وَالتَّسَاخِينِ)) . قَالَ أَبُو عُبيد: التَّسَاخِينُ: الْخِفَافُ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: قَالَ المبرِّدُ: وَاحِد التَّسَاخِينِ تَسْخَانٌ وتَسْخَنٌ. قَالَ: وَقَالَ ثعلبٌ: لَيْسَ للتَّسَاخِين وَاحِد منْ لَفْظها _ كالنِّسَاءِ ... لَا وَاحِد لَهَا من لَفظهَا. وَقَالَ ثَعْلَب _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: هُوَ المِعْزَقُ والسِّخِّينُ. قلت: وَسمعتُ غيرَ وَاحِد من أَعْرَاب بني سعد يَقُولُونَ لِلْمَرِّ الَّذِي يُعمل بِهِ فِي الطِّينِ: السِّخِّينُ، وجَمْعُه السَّخَاخِينُ.

وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال للسِّكِّينِ: السَّخِينَةُ والشِّلْقَاءُ. قَالَ: والسَّخَاخِينُ سَكاكِينُ الجَزَّار. قَالَ: وماءٌ سَخِيمٌ وسَخِينٌ _ للَّذِي لَيْسَ بِحاَرٍّ وَلَا بَارِدٍ. وَأنْشد: (إنَّ سَخِيمَ الْمَاءِ لَنْ يَضِيرا ... ) اللحياني: إِنِّي لأَجِدُ سُخْنَةً وسِخْنَةً وسَخْنَةً، وسَخْنَاء _ ممدودٌ _ كلُّ ذَلِك من حَرَارَةِ الْحُمَّى. خسن: أهمله اللَّيْث. ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: أَخْسَنَ الرجُلُ _ إِذا ذَلَّ بَعْدَ عِزٍّ. نخس: قَالَ اللَّيْث: النَّخْسُ تَغْرِيزُك مؤخَّرَ الدَّابَّة أَو جَنْبَهَا بعوُدٍ أَو غَيْرِه. وَقيل للنَّخَّاسِ: نَخَّاسٌ _ لنَخْسِهِ الدَّوَابَّ حتَّى تنْبَسِط وفِعْلَهُ: النَّخَاسَةُ. وَيُقَال لِابْنِ زَنْيَةٍ: ابنُ نَخْسَةٍ. وَقَالَ الشَّمَّاخ: (أَنَا الْجِحَاشِيُّ شَمَّاخٌ وَلَيْسَ أَبِي ... لِنَخْسَةٍ _ لِدَعِيٍّ غَيْرِ مَوْجُودِ) أَي: متروكٍ وحْدَه، وَلَا يُقَال منْ هَذَا: وَحْدَهُ. وَيُقَال: نَخَسُوا بِفُلاَن، إِذا هَيَّجُوهُ وأَزْعَجُوهُ، وَكَذَلِكَ إِذا نَخَسُوا دَابَّتَه وطرَدُوه. وَأنْشد: (النَّاخِسينَ بِمَرْوَانٍ بِذِي خَشَبِ ... والمُقْحِمين عَلَى عُثْمانَ فِي الدَّارِ) أَي: نَخَسُوا بِهِ مِنْ خَلْفِه حَتَّى سَيَّرُوهُ من الْبِلَاد مَطْروداً. أَبُو عبيد _ عَن الْأَصْمَعِي _: إِذا صُبَّ لبَنُ الضأْنِ على لبن المَاعِز فهوالنَّخِيسَةُ. وَقَالَ أَبُو زيدٍ: مِثْلَه. وَقَالَ اللَّيْث: النَّخِيسةُ: الزُّبْدَةُ. قَالَ: والنِّخَاسُ دَائِرَتانِ تكُونان فِي دَائِرَة الْفَخِذَيْنِ _ كدائرة كَتِفِ الْإِنْسَان. والدَّابَّةُ مَنْخُوسَةٌ: يُتَطَيَّرُ مِنْهَا. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: وَمن دوائر الْخَيْل النَّاخِسُ، وَهِي الَّتِي تَكُون على الجَاعِرَتَيْن إِلَى الفَائِلَيْنِ. قَالَ: والنَّاخِسُ جَرَبٌ يكون عِنْد ذَنَب الْبَعِير، فَهُوَ مَنْخُوسٌ. أَبُو عبيد، عَن أبي زيد: إِذا اتَّسعت البَكَرَة أَو اتَّسع خَرْقُها عَنْهَا: قيل: أَخَقَّتْ إخْقاقاً فانْخَسُوها نَخْساً، وَهُوَ أَن يسُدَّ مَا اتَّسَعَ مِنْهَا بخشبةٍ أَو بحجَرٍ أَو بِغَيْرِهِ. وَقد نَخَسَ يَنْخَسُ. وَقَالَ اللَّيْث: هِيَ النَّخَاسَةُ. . للرُّقعة تدخُلُ فِي ثَقْبِ المِحْوَرِ إِذا اتَّسع. وَقَالَ غَيره: النَّخُوسُ من الوُعُولِ الَّذِي يَطُولُ قَرْناه حَتَّى يَبْلُغا ذَنَبَهُ وإنَّما يكون ذَلِك فِي الذُّكُور. وَأنْشد: (يَا رُبَّ شَاةٍ فَارِدٍ نَخوسِ ... ) وَبَكَرَةٌ نِخِيسٌ _ إِذا اتَّسع ثَقْبُ محْوَرها، فنُخِسَت بِنِخَاسٍ. وَأنْشد:

خ س ف

(دُرْنَا وَدَارَتْ بَكْرَةٌ نَخيسُ ... لَا ضَيْقَةُ المجرَى وَلاَ مَرُوسُ) وَقَالَ أَبُو سعيد: قَالَ أَعْرَابِي: رأَيْتُ غُدْرَاناً تَنَاخَسُ، وَهِي أَن يُفْرِغَ بَعْضُها فِي بَعْض كَتَنَاخُسِ الغنَم، إِذا أَصَابَهَا البرْدُ فاستدفأ بَعْضهَا ببعضٍ. سنخ: قَالَ اللَّيْث: السِّنْخُ أصْلُ كلِّ شَيْء، وسِنْخُ السِّكِّينِ طَرَفُ سِيلانِهِ الدَّاخلِ فِي النِّصاب. وأَسْنَاخُ الثَّنايا: أُصُولُها. وَرَجَعَ فُلانٌ إِلَى سِنْخِ الكَرَم أَو إِلَى سِنْخِه الْخَبِيثِ وسِنْخُ الْكَلِمَة أَصْلُ بنائها. أَبُو عبيد _ عَن الفَرَّاء _: سَنَخَ فلَان فِي الْعلم يَسْنَخُ سُنُوخاً، إذَا رَسَخَ فِيهِ. وسَنِخَ الطَّعَام يَسْنَخُ، وَزَنِخَ يَزْنَخُ _ إِذا تَغَيَّرَ وأَنْتَنَ، فَهُوَ سَنِخٌ وزَنِخٌ. نسخ: قَالَ الله جلّ وعزّ: {مَا نَنسَخْ مِنْءَايَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} [البَقَرَة: 106] . قَالَ أَبُو إِسْحَاق الزَّجَّاجُ: النَّسْخُ فِي اللُّغَة: إبْطَالُ شَيْء وإقامَةُ آخَرَ مُقَامَه. وَالْعرب تَقول: نَسَخَتِ الشمسُ الظِّلَّ وَالْمعْنَى أذهبت الظِّلَّ وحلَّت مَحَله. وَقَالَ غيرُه _ فِي مُنَاسَخَةِ الفَرَائض وتَنَاسُخ الْوَرَثَة _: وَهُوَ مَوْتُ وَرَثَة بعد وَرَثَة وأصلُ الْمِيرَاث قائمٌ لم يُقْتَسَمْ. وَكَذَلِكَ تَنَاسُخُ الأَزْمِنة والقَرْنِ بعدَ القَرْنِ. والنَّسْخُ اكتتابك كِتاباً عَن كِتابٍ حَرْفاً بِحرف. تَقول: نَسَخْتُهُ وانْتَسَخْتُه، فالأصلُ نُسْخَةٌ، والمكتوبُ مِنْهُ نُسْخَة _ لِأَنَّهُ قَامَ مَقَامَه وَالْكَاتِب نَاسِخٌ ومُنْتَسِخٌ. وَقَالَ الليثُ: النَّسْخُ أَن تُزَايل أمْراً كَانَ من قبلُ يُعْمَلُ بِهِ ثمَّ تَنْسَخُه بحادثٍ غَيْرِه. وَقَالَ الفرَّاء: النَّسْخُ أَن يُعْمَل بِالْآيَةِ ثمَّ تُنْزَلُ آيةٌ أُخْرى فيُعَمَلُ بهَا، وتُتْرَكُ الأُولى. وَقَرَأَ عبد الله بن عَامر ((مَا نُنْسِخْ مِنْ آيَة)) . بضَمِّ النُّون _ يَعْنِي مَا نُنْسِخُكَ مِن آيَة وَالْقِرَاءَة الجيِّدةُ ((مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَة)) بِفَتْح النّون. أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: النَّسْخُ تَبْدِيل الشَّيْء من الشَّيْء. وَهُوَ غَيرهُ. والنَّسْخُ نقل الشَّيْء من مكانٍ إِلَى مكانٍ، وهُوَ هُوَ. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: قَالَ الْفراء وَأَبُو سعيد: مَسَخه الله قرداً، ونَسخَهُ قِرْداً: بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ أَبُو عُمَرَ: حضَرْتُ أَبَا العباسِ يَوْمًا فجَاء رجُلٌ مَعَه كتابُ الصَّلاة، فِي شَطْرٍ جُزْءٌ، والشّطْرُ الآخرُ بياضٌ فَقَالَ لَهُ: إِذا حَوَّلْتُ هَذَا المكتوبَ إِلَى الْجَانِب الآخر فأيُّهُما كِتَابُ الصَّلَاة؟ فَقَالَ أَبُو العباسِ: هما جَمِيعًا كتاب الصَّلَاة لَا هَذَا أَوْلَى بِهِ مِنْ هَذَا، وَلَا هَذَا أَوْلَى بِهِ من هَذَا. خَ س ف خسف، خفس، سخف، فسخ: مستعملة.

خسف: أَبُو عُبيد _ عَن الْأَصْمَعِي _ الْخَسْفُ: النُّقْصان. أَبُو عبيد: قَالَ: الْخَاسِفُ: المَهْزُول. وَأَخْبرنِي المنذريُّ _ عَن أبي الْهَيْثَم _ أَنه قَالَ: الْخَسْفُ: الْجُوعُ. والْخَاسِفُ: الجَائِعُ. وَأنْشد قَوْلَ أَوْسٍ: (أَخُو قُتُراتٍ قَدْ تَبَيَّنَ أَنَّهُ ... إذَا لَمْ يُصِبْ لَحْماً مِنَ الوَحْشِ خَاسِفُ) قَالَ: وخَسَفَتِ الشَّمْسُ وكَسَفَتْ: بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ: وخُسِفَ بالرَّجُل _ وبالقوم _ إِذا أَخَذَتْه الأرضُ فَدخل فِيهَا. قَالَ الله جلّ وعزّ: {لَوْلَا أَن من الله علينا لخسف بِنَا} [الْقَصَص: 82] . ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: الْخَسْفُ إلْحاق الأَرْض الأُولَى بِالثَّانِيَةِ. والْخَسْفُ أَن يَبْلُغَ الحافِرُ إِلَى ماءٍ عِدٍّ: والْخَسْفُ: الْجَوْزُ الَّذِي يُؤْكَلُ. أَبُو عبيد _ عَن أبي عَمْرو _ الْخَسِيفُ البِئْرُ الَّتِي تُحْفَر فِي الْحِجَارَة، فَلَا ينقَطِع ماؤُها كَثْرَةً. وَأنْشد غَيره: (قَدْ نَزَحَتْ إنْ لَمْ تَكُنْ خَسِيفاَ ... أَوْ يَكُنِ الْبِحْرُ لَهَا حَلِيفَا) وَقَالَ ابْن بُزُرْج: مَا كَانَت البِئْرُ خَسيفاً، وَلَقَد خُسِفَتْ. وَقَالَ اللَّيْث: الْخَسْفُ سُؤُوخُ الأَرْض بِمَا عَلَيْهَا. تَقول: انْخَسَفَ بِهِ الأرضُ، وخَسَفَ الله بِهِ الأرضَ، وعَيْنٌ خَاسِفَةٌ وَهِي الَّتِي فُقِئَتْ حتَّى غابَتْ حَدَقَتُها فِي الرَّأْس، وبِئرٌ خَسيفٌ _ إِذا نُقِبَ جَبَلُها عَن عَيْلَمِ المَاء فَلَا تَنْزَحُ أبدا. والْخَسِيفُ من السَّحَاب مَا نَشأ مِنْ قِبَلِ العَيْنِ حَامِلَ ماءٍ كثيرٍ، والعَيْنُ عَن يَمِين القِبْلَة. والشمسُ تَخْسِفُ يَوْم الْقِيَامَة خُسُوفاً وَهُوَ دُخُولُها فِي السَّمَاء، كَأَنَّهَا تكَوَّرَتْ فِي جُحْرٍ. والْخَسْفُ أَن يُحَمِّلَكَ إنْسَانٌ مَا تَكْرَهُ. أَبُو زيد والأصمعيُّ: خَسَفَ المكانُ يَخْسِفُ، وخَسَفَهُ الله، رَوَاهُ عَنْهُمَا أَبُو عبيد. وَقَالَ الفرَّاءُ: عَيْنٌ خَاسِفٌ _ إِذا غارتْ والبِئْرُ خَسِيفٌ لَا غَيْرُ، وناقةٌ خَسِيفٌ: غَزِيرَةٌ سريعةُ القَطْعِ فِي الشتَاء. وَقد خَسَفْنَاها خَسْفاً. والْخَسْفُ الْجَوْزُ _ بِلُغَةِ الشِّحْر. أَبُو عَمْرو: الْخَسْفُ الذُّلُّ. والْخَسْفُ الجُوعُ، والْخَسْفُ غُؤُورُ العَيْن، والْخُسُفُ النُّقَّةُ من الرِّجَال. وَيُقَال فِي الجَوْزِ والذُّلِّ: خُسْفٌ أَيْضا. ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ يقالُ للغلام الْخَفِيف النَّشِيط: خَاسِفٌ وخَاشِفٌ، ومِزاقٌ وقَضِيبٌ، ومُنْهَمكٌ. خفس: قَالَ ابْن المُظَفِّرِ: يُقَال للرَّجُلِ: خَفَسْتَ يَا هَذَا وأَخْفَسْتَ، وَهُوَ من سُوء

خ س ب

القَوْل _ إِذا قُلْتَ لصاحبك أَقْبَحَ مَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ. قَالَ: والشَّرَابُ الْمُخْفِسُ: السَّرِيعُ الإسْكَارِ، واشْتِقَاقُه من الْقُبْح، أَلا ترى أَنه يَخْرُجُ من سُكْره إِلَى قُبْحِ القوْل والفِعْل؟ . وَقَالَ الفرَّاء _ فِي كتاب ((المَصَادِرِ)) يُقَال: أَخْفِسْ _ أَي: أقِلَّ المَاءَ، وأَكْثِر النَّبِيذَ، وَكَذَلِكَ: أَعْرِقْ. ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس _ عَن عمروٍ عَن أَبِيه _ أَنه قَالَ: الْخَفِيسُ: الشَّرَاب الكَثيرُ المِزَاج. قَالَ: وشَرَابُ مُخْفَسٌ _ إِذا أُكْثِرَ ماؤُه، وَهَذَا ضدُّ مَا قَالَه الفرَّاء. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الْخَفْسُ: الِاسْتِهْزَاء والْخَفْسُ: الأكْلُ القَلِيل. وَكَانَ أَبُو الهَيْثم _ فِيمَا أَخْبرنِي المنذِرِيُّ عَنهُ _ يُنْكِرُ قولَ الفرَّاء _ فِي الشَّرَاب الْمُخْفَسِ _ إنَّه الَّذي أُكْثِرَ نَبِيذُه وأُقِلَّ ماؤُه. سخف: قَالَ اللَّيْث: السُّخْفُ رِقَّةُ الْعَقْل، ورجُلٌ سَخِيفُ العَقْل: بَيِّنُ السُّخْفِ وَهَذَا من سَخْفَةِ عَقْلِك، وسَخَافَةِ عقلك، وثوبٌ سَخِيفٌ: رقِيقُ النَّسج، بَيِّنُ السَّخَافَة لَا يكادون يَقُولُونَ: ((السُّخْفُ)) إِلَّا فِي الْعقل خاصَّةً، والسَّخَافَةُ عامٌّ فِي كل شَيْء نَحْوُ السَّحَاب والسِّقَاءَ _ إِذا تغَيَّر وبَلِيَ _ والعُشْبِ السَّخِيفِ، والرجُلِ السَّخِيفِ. وَفِي حَدِيث أبي ذَرٍّ: ((أَنَّهُ لَبِثَ أَيَّاماً فَمَا وَجَدَ سَخْفَةَ الّجُوعِ _ أَيْ: رِقَّتَهُ وَهُزَالَهُ)) . عَمْرو _ عَن أَبِيه _ قَالَ: السَّخْفُ رِقَّةُ العَيش، والسَّخْفُ ضعف الْعقل. ابْن شُمَيْل: أرضٌ مُسْخِفَةٌ: قَلِيلَةُ الكَلأ _ أُخِذَ من الثَّوْب السَّخِيفِ. فسخ: قَالَ اللَّيْث: الْفَسْخُ زوالُ المَفْصِلِ عَن مَوْضِعه. يُقَال: وَقَعَ، فانْفَسَخَتْ قَدَمُه وفَسَخْتُهُ أَنا. وَيُقَال: فَسَخْتُ البيع بَين البَيِّعَيْنِ فانْفَسَخَ البيعُ _ أَي: نَقَضْتُهُ فَانْتقضَ. والْفَسِيخُ: الضَّعِيفُ المُتَفَسِّخُ عِنْد الشِّدَّة، واللحمُ إِذا أَصَلَّ ألْفَسَخَ وَتَفَسَّخَ عَن الْعَظْم، وَكَذَلِكَ تَفَسُّخُ الْجِلْدِ عَن الْعظم. ويَتَفَسَّخَ الشَّعْرُ عَن الْجِلْدِ، وَلَا يقالُ إِلَّا لشَعَر الْمَيْتَةِ وجِلْدِها، ورجلٌ فَسِيخٌ: لَا يَظْفَرُ بحاجته. أَبُو عبيد _ عَن الكِسائيِّ _ أَفْسَخْتُ الْقُرْآنَ: نَسِيتُهُ. قَالَ. وَقَالَ غَيره: فَسَخْتُ الشَّيْء _ إِذا فرَّقْتُهُ، وفَسَخْت يَدَه فَسْخاً _ بِغَيْر ألف. خَ س ب خبس، سخب، سبخ، بخس: مستعملة. خبس: قَالَ اللَّيْث: أَسَدٌ خبَّاسٌ وخابِسٌ وخَبُوسٌ وخُنابِسٌ، وخَبْسُه أخْذُه، وأُسْدٌ خَوابِسُ. أَبو عبيد _ عَن الْأَصْمَعِي _ الخُبَاسةُ مَا تَخَبَّسْتَ من شَيْء _ أَي: أخذْته وغنِمته. وَمِنْه يُقَال: رجلٌ خَبَّاسٌ.

سخب: قَالَ اللَّيْث: السِّخابُ قِلادةٌ تُتَّخَذ من قَرَنْفُلِ وسُكٍّ ومحلبٍ ... لَيْسَ فِيهَا من اللُّؤلؤ شيءٌ. قلت: السِّخابُ _ عِنْد الْعَرَب _ كلُّ قِلادة كَانَت ذاتَ جوهرٍ أوَ لمْ تكن. وَقَالَ الشَّاعِر: (ويَوْمُ السِّخَابِ مِنَ تَعَاجِيبِ رَبِّنا ... عَلَى أَنّه مِن بَلْدةِ السُّوءِ نجَّانِي) وَفِي الحَدِيث: ((أَنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَضَّ النِّساءَ عَلَى الصَّدقةِ، فَجَعَلَتِ المرأةُ تُلْقِي القُرْطَ والسِّخَابَ)) . يَعْنِي القِلادةَ والسَّخَبُ: لُغة فِي الصخَب. وَفِي الحَدِيث _ فِي ذكر الْمُنَافِقين _: ((خُشُبٌ باللّيْلِ سُخُبٌ بالنَّهارِ)) . سبخ: قَالَ اللَّيْث: أَرضٌ سبِخَةٌ، وَهِي ذَات المِلْح والنَّزِّ. وَيُقَال: انتهينا إِلَى سَبَخَةٍ: يَعْنِي الموضعَ، والنَّعتُ: أرضٌ سَبِخَةٌ، وأَسْبَخَتِ الأرضُ وسَبِخَت. وَقَالَ الفرّاء: هِيَ السَّبخَةُ والصَّبَخَةُ. وَيُقَال: حَفَر بِئْرا فَأَسْبَخَ _ إِذا انتَهى إِلَى سَبَخَةٍ ذَكَرَ ذَلِك أَبُو عبيد. وَيُقَال: قد عَلَتِ المَاء سَبَخَةٌ شَدِيدَة كَأَنَّهَا الطُّحْلُبُ من طول التَّرْك. وَقَالَ ابنُ السكِّيت: يُقَال: هَذِه سَبِيخَةٌ مِن قُطْنٍ، وعَمِيتةٌ من صُوفٍ، وفَلِيلَةٌ من شَعَرٍ. والسَّبِيخَةُ قطعةُ قُطْنَةٍ تُعَرَّضُ ليوضعَ عَلَيْهَا دواءٌ وتوضَعَ فَوق جُرْحٍ، وجمعُها سبَائخُ. وَقَالَ الشَّاعِر: (سَبَائِخُ مِنْ بُرْسٍ وَطُوطٍ وَبَيْلَمٍ ... وَقُنْفُعةٌ فِيهَا أَلِيلُ وَحِيحِها) البُرْسُ: القُطن، والطُّوطُ: قطن البَرْدِي، والبَيْلَمُ: قُطنُ القصَب، والقُنْفُعَةُ: القُنْفُذَةُ، والأليلُ: التَّوجُّع، والوَحِيحُ: ضَرْبٌ من الْوَحْوَحَةِ. وَفِي الحَدِيث: أَنَّ سَارِقاً سَرق مِن بيْتِ عائشةَ شَيْئا فدَعَتْ عَلَيْهِ، فَقال لَهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ((لاَ تُسَبِّخي عنهُ بِدُعائِكِ)) . قَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: يَقُول: لَا تُخَفِّفِي عَنهُ بدعائك عَلَيْهِ. قَالَ: وَهَذَا كَمَا قَالَ _ فِي حَدِيث آخر: ((مَنْ دَعَا عَلَى مَن ظَلمه فقد انتَصر)) . وَكَذَلِكَ كلُّ مَن خُفِّف عَنهُ شيءٌ فقد سُبِّخَ عَنهُ. وَيُقَال: اللَّهُمَّ سَبِّخْ عَنهُ الحُمَّى _ أَي سُلَّها وخفِّفها. قَالَ أَبُو عبيد: وَلِهَذَا قيل لِقِطَع القطنِ _ إِذا نُدِفَ _: سَبَائخُ. وَمِنْه قَول الأخطَل _ يَذكر الكِلاَبَ _: (فَأَرْسَلوهُنَّ يُذْرِينَ التُّرَابَ كَمَا ... يُذْرِي سبائِخَ قُطْنٍ نَدْفُ أَوْتَارِ) وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: سَبَّخَ الله عَنَّا الأذَى، يَعْنِي كَشَفَه وخفَّفَه. وَيُقَال لرِيش الطَّائِر _ الَّذِي يَسْقُط _: سَبيخٌ، لِأَنَّهُ يَنْسُلُ فيَسقط عَنهُ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: سمعتُ أَعرابيّاً يَقُول: ((الْحَمد لله على تسبيخ الْعُرُوق، وإساغة الرِّيق)) أَرَادَ سُكُون العُروق من ضَرَبَانِ الدَّم فِيهَا.

خ س م

وَقَول الله جلّ وعزّ: {إِن لَك فِي النَّهَار سبحا طَويلا} [المُزّمل: 7] وقُرىءَ: ((سَبْخاً)) بِالْخَاءِ. قَالَ الْفراء: هُوَ من تَسْبِيخ الْقطن، وَهُوَ تَوْسِعَتُه وتَنْفيشُه. يُقَال: سَبِّخِي قُطْنَكِ _ أَي: نَفِّشِيه ووَسِّعِيه. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: من قَرَأَ ((سَبْحاً)) فَمَعْنَاه: اضطراباً ومعاشاً، ومَن قَرَأَ ((سَبْخاً)) أَرَادَ رَاحَة وتخفيفاً للأبدان. . والنومَ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: السَّبْحُ والسبْخُ قريبان من السَّواءِ. أَبُو عبيد _ عَن الأمويِّ _: التسبِيخُ النَّوم الشَّديد، وَقد سبّختُ _ إِذا نِمْتُ. ابْن شُمَيْل: السَّبخَةُ: الأرضُ المالحة. بخس: أَبُو عبيد: من أمثالهم فِي الرجل _ تحسبه مُغَفَّلاً. وَهُوَ ذُو نَكْراءَ _: تَحْسَبُها حَمْقاءَ وَهِي باخِسٌ. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: باخِسٌ: بِمَعْنى ظَالِم {وَلَا تبخسوا النَّاس} [الْأَعْرَاف: 85] لَا تظلموهم. ابْن السِّكِّيت: يُقَال: بَخَصْتُ عينَه _ بالصَّاد _، وَلَا تَقُل: بَخَسْتُهَا، إنَّما البَخْسُ نَقْصُ الحقِّ، تَقول: بَخَسْتُ حَقَّه. وَيُقَال للْبيع _ إِذا كَانَ قَصْداً _: لَا بَخْسَ وَلَا شُطُوطَ. وَقَالَ اللَّيْث: البَخْسُ فَقْءُ العَين بالأصبُعِ وَغَيرهَا، والْبَخْسُ من الظُّلم تَبْخَسُ أَخَاك حقَّه فتَنْقُصُه، كَمَا يَبْخَسُ الكَيَّالُ مِكْيَالَه فَيَنْقُصُهُ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وشروه بِثمن بخس} [يُوسُف: 20]_ أيْ: ناقِصٍ. . دُونَ ثَمنه. وَقَالَ غيرُه: الْبَخْسُ: الخَسيسُ الَّذِي بُخِسَ بِهِ البائعُ. وقَوْلُه _ جلّ وعزّ _: {فَلَا يخَاف بخسا} [الجنّ: 13] أَي: لَا يُنْقَصُ من ثوابِ عَمَلِهِ. غيرُه: إِنَّه لشديد الأبَاخِس، وَهِي اللَّحْمُ العَصِبُ. وَقيل: الأَبَاخِسُ: مَا بَين الْأَصَابِع وأصولها. وَقَالَ الكُمَيْتُ: (جَمَعْتَ نِزَاراً وَهْيَ شَتَّى شُعُوبُهَا ... كَمَا جَمَعَتْ كفٌّ إِلَيْهَا الأَباخِسَا) أَبُو عبيد _ عَن الأُموِيِّ _: بَخَّسَ المُخ تَبْخِيساً _ إِذا دَخل فِي السُّلاَمَى والعَينِ فَذَهَب، وَهُوَ آخر مَا يَبْقَى. والْبَخْسِيُّ _ من الزَّرْعِ _ مَا لم يُسْقَ بِماءٍ عِدٍّ، إنَّما أَسْقاه ماءُ السَّماءِ. خَ س م خمس، سخم، سمخ، مسخ: مستعملة. خمس: قَالَ ابْن شُمَيْل: يُقَال: غُلاَمٌ خُمَاسِيٌّ ورُباعِيٌّ. قَالَ: خَمْسةُ أَشْبارٍ، وأَرْبَعَةُ أَشْبَارٍ وإِنَّمَا يُقَال: خُمَاسِيٌّ ورُباعِيٌّ فيمنْ يَزْدادُ طُولاً. وَيُقَال فِي الثَّوْب: سُباعِيٌّ.

وَقَالَ اللَّيْث: الخُماسِيٌّ والْخُمَاسِيَّةُ من الوَصائِفِ مَا كَانَ طولُه خمسةَ أَشْبَارٍ. قَالَ: وَلَا يُقَال: سُداسِيٌّ وَلَا سُباعيٌّ. . إِذا بلغ ستَّة أَشبار وَسَبْعَة أشبار. قَالَ: وَفِي غير ذَلِك: الخُماسِيُّ: مَا بلغ خَمْسَة. وَكَذَلِكَ السُدَاسيُّ والعُشاريُّ والْخَمْسُ تأنيثُ خَمْسةٍ، والخمْسُ أَخْذُك واحِداً من خَمْسةٍ، تَقول: خَمَسْتُ مَال فلَان، وخَمَسْتُ القومَ _ أَي تَمُّوا بِيَ خَمْسَة، والخُمسُ جُزْءٌ من خَمْسَة، والْخِمْسُ شُرْبُ الْإِبِل يَوْمِ الرَّابع من يَوْم صَدَرَتْ _ لأَنهم يحْسُبُونَ يُومِض الصدَرِ فِيهِ. قلتُ: هَذَا غَلطٌ. . لَا يُحْسَبُ يومُ الصدَر فِي وِرْدِ النَّعَمِ، والْخِمْسُ أَن تشْرَبَ يومَ وِرْدِها، وتَصدُرَ يَوْمَهَا ذَلِك، وتَظَلَّ بعد ذَلِك الْيَوْم فِي المرعَى ثلاثةَ أَيَّام سوى يَوْم الصَّدَر، وترِدَ اليَوْمَ الرَّابعَ، فَذَلِك الْخِمْسُ. وإبِلٌ خَامِسَةٌ وخوَامِسُ، وَيُقَال: فَلاَةٌ خِمسٌ _ إِذا انْتَاط مَاؤُهَا حَتَّى يَكُون وِرْدُ النَّعم فِي الْيَوْم الرَّابع، سِوَى الْيَوْم الَّذِي شَرِبَتْ فِيهِ وَصَدَرت. وَيقال: خِمْسٌ بَصْبَاصٌ، وَقَعْقَاعٌ _ إِذا لم يكن فِي سَيرِها إِلَى المَاء وتِيرَةٌ، وَلا فُتُورٌ لبُعْدِه. وَقَالَ ابْن السِّكِّيتِ: يُقَال فِي مَثل: ((لَيْتَنَا فِي بُرْدَةٍ أَخْمَاسٍ)) _ أَي: ليتنا تَقَارَبْنَا. ويُرَاد ((بأَخماس)) أَنَّ طُولَها خَمْسةُ أشبار. والبُرْدَةُ شِمْلَةٌ من صُوفٍ مُخَطَّطَةٌ، وجمْعُهَا الْبُرَدُ. وَقَالَ ابنُ السِّكِّيتِ فِي قَول الشَّاعِر: (وَذَلِكَ ضَرْبُ أَخْماسٍ أُرِيدَتْ ... لأسْدَاسٍ عَسَى أَلاَّ تكُونَا) قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: هَذَا كَقَوْلِك: ((شَشْ بَنْج)) ، وَهُوَ أَن يُظْهِرَ خَمْسةً يُريدُ ستَّةً. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: قَالُوا: ضَرْبُ أَخْمَاسٍ لأَسْدَاسٍ. يُقَال للَّذي يقَدِّم الْأَمر، يُرِيدُ بِهِ غَيره فَيَأْتِيه من أوَّله، فَيَعْمَلُ فِيهِ رُوَيداً رُوَيداً. قَالَ: والْخِمْسُ: الْوِرْدُ يومَ الْخَامِس من يَوْم صَدرِها، والسِّدْسُ: الوِرْدُ يومَ السَّادِس. وَقَالَ مُحَمَّد بنُ سَهل _ رَاوِيةُ الكُمَيتِ _: إِذا أَرَادَ الرجلُ سَفَراً بَعيدا عوَّدَ إِبِلَه أَن تشرَبَ خِمساً ثمَّ سِدْساً حَتَّى إِذا رُفعتْ فِي السقيْ صَبَرْت. وَيُقَال لصَاحب الْإِبِل الَّتِي تَرِدُ خِمْساً: مُخْمِسٌ: وَأنْشد أَبُو عَمْرو بْنُ العَلاَء: (يُثِيرُ وَيُذْرِي تُرْبَهَا وَيُهِيلُهُ ... إثَارَةَ نَبَّاثِ الْهَوَاجِرِ مُخْمِسِ) وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: خَمَسْتُ القومَ أَخْمُسُهُمْ خَمساً _ إِذا أَخَذْتُ خُمْسَ أَمْوَالهم، أَو كُنْتَ لَهُم خامِساً والْخِمْسُ من أَظماء الْإِبِل. وَقال اللَّيْث: الخَميسُ: الْجَيْشُ، وَالْخَمِيس: يَوْم من أَيَّام الأُسْبُوع، وَثَلَاثَة أَخْمِسَةٍ وخُمَاسَ ومَخْمَسَ، كَمَا يُقَال: ثُنَاءَ وَمَثْنَى ورُبَاعَ ومَرْبَعَ.

قَالَ: والخَميسُ، والمَخْمُوسُ _ من الثَّوْب _: الَّذِي طُولهُ خَمْسُ أَذْرُع. وَيُقَال: بل الخَميسُ ثَوْبٌ منسوبٌ إِلَى مَلِكٍ من مُلوُك اليمنِ، كَانَ أَمَرَ بِعَمَل هَذِه الثِّياب، فنُسِبَتْ إِلَيْهِ. وَفِي حَدِيث مُعَاذٍ: ((أَنَّه كانَ يَقُول بِالْيَمَنِ: ائْتُوني بِخَميسٍ أَوْ لَبيسٍ آخذُهُ مِنْكُمْ فِي الصَّدَقَةِ)) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: الخَميسُ الثّوْبُ الَّذِي طُولُه خَمْسُ أَذْرُعٍ. قَالَ أَبُو عُبَيدٍ: وَيُقَال لَهُ: مَخْمُوسٌ. وَأنْشد قَول عَبِيدٍ: (هاتِيك تَحْملُني وَأَبْيَضَ صَارِماً ... وَمُذَرَّباً فِي مَارِنٍ مَخْمُوسِ) قَالَ وَكَانَ أَبُو عَمْرو بنُ الْعَلَاء يَقُول: إِنَّمَا قيل للثَّوْبِ: خَمِيسٌ _ لِأَن أولَ مَن عَمِله ملِكٌ بِالْيمن يُقَال لَهُ: الخِمْسُ أَمر بِعَمَل هَذِه الثِّيَاب، فنُسِبَتْ إِلَيْهِ _ وأنشَد قَول الأَعْشَى: (يَوماً تَراها كَشِبْهِ أَرْدِيَةِ الخِمْسِ ... وَيَوْماً أَدِيمَها نَغِلا) وَيُقَال: هما فِي بُرْدَةٍ أَخْمَاسٍ _ إِذا تقاربا واجْتَمَعا، واصطلحا. وَأنْشد ابْن السِّكِّيت: (صَيَّرَني جُودُ يَدَيهِ وَمَن ... أَهوَاهُ فِي بُرْدَةِ أخمَاسِ) كَأَنَّهُ اشتَرَى لَهُ جَارِيَة، أَو سَاق مَهْرَ امْرَأَته عَنهُ. ثعلبٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: هما فِي بُرْدةٍ أخماسٍ _ أَي: يفْعَلَانِ فعلا وَاحِدًا كَأَنَّهُمَا فِي ثوبٍ واحدٍ، لاشتباههما. سمخ: قَالَ اللَّيْث: السِّمَاخُ لُغَةٌ فِي الصِّماخ، وَهُوَ وَالِجُ الأُذُنِ عِنْد الدِّماغ، وسَمَخْتُه أَسْمَخُه إِذا أَصَبتُ سِماخَهُ فعقَرْتَه. وَيُقَال: سَمَخَنِي، لشدَّة صَوته وكثرةِ كلامِه، ولُغة تَمِيم: الصَّمْخُ. وَيُقَال: فلانٌ يَضْرِبُ أَخْمَاسًا لأَسْدَاسٍ _ إِذا كَانَ يُخَادِع ويَحتالُ يُظْهِرُ خَمْسَة وَهُوَ يريدُ سِتَّةً. وَأَخْبرنِي المنذريُّ _ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي _: ضَرْبُ أَخْمَاس لأسْدَاسٍ أَي: يُظْهِرُ غيرَ مَا يُضْمِرُ. قَالَ: والخَميسُ: الجَيْشُ الجَرَّارُ. وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: الخَمِيسُ: الجَيش الخَشِنُ. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: يُقال: صُمْنا خَمْساً من الشَّهْر، فيُغَلِّبُون اللّيالِيَ عَلَى الأيَّام، وَإِنَّمَا يَقعُ الصِّيام عَلَى الْأَيَّام، لأنَّ ليلَةَ كلِّ يومٍ قَبْلَهُ، فَإِذا أظهرُوا الْأَيَّام قَالُوا: صُمنا خمْسَة أَيَّام، وَكَذَلِكَ أَقَمْنَا عِنْده عَشْراً بَين يومٍ وَلَيْلَة غلَّبوا التَّأْنيثَ _ كَمَا قَالَ النَّابغةُ الْجَعْدِيُّ: (أقَامَتْ ثَلَاثًا بَيْنَ يوْمٍ وَلَيْلةٍ ... يَكُونُ النّكيرُ أنْ تُضِيفَ وتَجْأَرَا) وَيُقَال: لَهُ خَمْسٌ من الْإِبِل، وَإِن عَنَيْتَ أجْمَالاً _ لِأَن الْإِبِل مؤنَّثةٌ، وَكَذَلِكَ: لَهُ خَمْسٌ من الْغنم، وَإِن عَنيْتَ أَكْبُشاً _ لِأَن الغنمَ مُؤنَّثةٌ.

سخم: أَبُو عبيد _ عَن الأمويِّ: السُّخَامُ: سَوادُ الْقِدْرِ _ يُقَال مِنْهُ سَخَّمْتُ وَجْهَهُ. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: وأَما الشَّعْرُ السُّخامُ فَهُوَ اللَّينُ الْحَسَنُ، وَلَيْسَ هُوَ من السَّوادِ. وَيُقَال للخمر: سُخامٌ _ إِذا كَانَت ليِّنَةً سَلِسَةً. ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ سَخَّمتُ الماءَ وأَوْغَرْتُه _ إِذا سَخَّنْتُهُ. وَقَالَ اللَّيْث: السَّخْمُ مصدرُ السَّخيمَةِ وَهِي الموْجِدَةُ _ فِي النّفس _ والْحِقْدُ، وَقد سَخِمْتُ بصَدْرِ فُلانٍ _ إِذا أَغْضبْتُهُ وَسَلَلْتُ سَخِيمتَهُ بالْقَوْلِ اللَّطِيف والتَّرَضِّي. قَالَ: والسُّخَاميُّ _ من الخمرِ _ لَوْنٌ يَضربُ إِلَى السَّوادِ، وَالسُّخَامُ: الرِّيشُ اللَّينُ الَّذِي تحتَ الرِّيش من الطَّيرِ، والواحِدَةُ بِالْهَاءِ. وَقَالَ فِي الشَّعْرِ السُّخَامِ: إنَّه اللَّين. مسخ: قَالَ اللَّيْث: المَسْخُ تحويلُ خَلْقٍ إِلَى صُورَةٍ أُخْرَى، وَكَذَلِكَ المُشوُّهُ الْخلْقِ. قَالَ: والمسيخُ من الناسِ: الَّذِي لَا مَلاَحةَ لَهُ، ومِنَ الطعامِ: الَّذِي لَا مِلْحَ فِيهِ، وَمن الْفَواكِهِ، مَالاَ طَعْمَ لهُ. وَقد مَسُخَ مَسَاخَةً. أَبُو عبيد: مَسَخْتُ النَّاقَةَ أَمْسَخُهَا مَسْخاً _ إِذا هَزَلْتُهاَ وَأَدْبَرْتُهَا. وَقَالَ الكُمَيْتُ _ يَذْكُرُ نَاقَةً: (لَمْ يَقْتَعِدْها الْمُعَجِّلُونَ وَلَمْ ... يَمْسَخْ مَطَاهَا الْوُسُوقُ والْقَتَبُ) قَالَ: وَمَسَحْتُ النَّاقَةَ بالْحَاءِ إِذا هَزَلْتهَا ... يُقَال بالْحَاءِ وَالْخَاءِ. ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي: مَسَخْتُ النّاقَةَ ... بِالْخَاءِ. أَبُو عبيد _ عَن ابْن الكَلْبِيِّ _ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ عَمِلَ الْقِسِيَّ المَاسِخِيَّةَ من الْعَرَب _: ماسِخَةُ، وَهُوَ رجلٌ من الأَزْدِ، فَلذَلِك قيل لِلْقِسِيِّ: مَاسِخِيَّةٌ، وَأَنشد غيرُه: (كَقوْسِ الْمَاسِخيِّ أَرَنَّ فِيهَا ... مِنَ الشِّرَعِيِّ مربوعٌ مَتِينُ) وَقَالَ النَّضْرُ: الطعامُ الْمَسِيخُ: الَّذِي لَا مِلْحَ فِيهِ، وَلَا طَعْمَ لهُ، وَلَا لون. وَقَالَ مُدْرِكٌ الْقَيْسِيُّ: هُوَ الْمَلِيخُ أَيْضا.

بسم الله الرحمن الرحيم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ توكلت على الله (أَبْوَاب) الْخَاء وَالزَّاي خَ ز ط _ خَ ز د _ خَ ز ت _ خَ ز ط خَ ز ذ _ خَ ز ث: مُهْمَلاَتٌ. خَ ز ر اسْتعْمل من وجوهه: خزر، خرز، زخر. خزر: قَالَ اللَّيْث: الْخَزَرُ: جِيلٌ خُزْرُ الْعُيُون. قَالَ: والْخُزَرَةُ انقِلاَبُ الْحَدَقَةِ نحوَ اللِّحَاظِ، وَهُوَ أَقبحُ الْحَوَلِ وأَنشد: (إِذَا تَخَازَرْتُ وَما بِي مِن خَزَرْ ... ثمَّ كَسَرْتُ الْعَيْنَ من غَيْرِ عَوَرْ) قَالَ: وَيُقَال: خَزَرْتُ فُلاَناً خَزْراً إِذا نظرتَ إِلَيْهِ بِلِحَاظ عَيْنِكَ، وَأنْشد: (لَا تخْزُرِ الْقَوْمَ شَزْراً عَن مُعَارَضةٍ ... ) قَالَ: وعدُوٌّ أَخْزَرُ الْعين _ إِذا نظرَ عَن مُعارضَةٍ ... كالأخْزَرِ العَيْن. عَمْرو _ عَن أَبِيه _: الْخَازِرُ: الدَّاهيَةُ من الرِّجَال. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي _: خَزَرَ _ إِذا تَدَاهى وخَزِرَ _ إِذا هَرَبَ. وَقَالَ أَبُو زيد: الأخْزَرُ: الأحْولُ إِحْدى الْعَيْنَيْن، والأَحْوَلُ: الَّذِي حَوِلَتْ عَيْنَاهُ جَمِيعًا. ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: الشَّيْخُ يُخَزِّرُ عَيْنَيْهِ ليجمَع الضَّوْءَ. حَتَّى كأَنَّهما خِيطَتَا، والشَّابُّ إِذا خَزَّرَ عَيْنَيْهِ فإنَّه يَتَدَاهَى بذلك، وَأنْشد: (يَا وَيْحَ هَذَا الرَّأْسِ كَيْفَ اهتَزَّا ... وَحِيصَ مُوقَاهُ وَقَادَ الْعَنْزَا) ويقالُ للرجل إِذا انْحنَى من الْكِبَرِ _: ((قد قَادَ الْعَنْزَ)) ، لِأَن قائدَها يَنْحَنِي. قَالَ ابنُ حَبيبٍ: الأَخْزَرُ: الَّذِي أَقْبَلَتْ حَدقَتَاهُ إِلَى أَنْفِهِ، والأحْوَلُ: الَّذِي ارْتفَعَتْ حَدَقَتَاهُ إِلَى حاجبيه)) . وَقَالَ ابْن السّكيت: الْخَزِيرَةُ أَن تُنْصَبَ الْقِدْرُ بِلَحْمٍ يُقَطَّعُ صِغَاراً على ماءٍ كثيرٍ فَإِذا

نَضِجَ ذُرَّ عَلَيْهِ الدَّقيق، فَإِن لم يكُن فِيهَا لحمٌ فَهِيَ عَصِيدةٌ. وَقَالَ أَبُو عبيد: الْخَزِيرَةُ: الْحَسَاءُ من الدَّسَم والدقيق. وَقَالَ اللَّيْث: الْخَزِيرةُ مَرَقَةٌ تُطْبَخُ بماءٍ يُصَفَّى من بُلاَلةِ النُّخَالة. أَبُو عبيد _ عَن الْعَدَبَّسِ الْكِنَانِيِّ _ قَالَ: الْخُزَرَةُ دَاءٌ يَأْخُذُ فِي مُسْتَدَقِّ الظَّهْر بِفِقَرِ الظَّهْرِ. وَأنْشد لراجز يَصفُ دَلْواً: (دَوابِهَا ظَهْرَكَ مِن تَوْجَاعِه ... مِن خُزَرَاتٍ فِيهِ وانْقِطَاعِهِ) وَقَالَ ابْن السّكيت _ فِي بَاب ((فُعَلَةَ)) : الْخُزَرَةُ وجَعٌ يأخُذُ فِي الظَّهْر، ((وخَازِرٌ)) : موضعٌ كَانَت بِهِ الوَقْعَةُ بَين عُبَيْدِ الله بن زيادٍ وَبَين إبراهيمَ بن الأشْتَرِ، ويومئذ قُتِلَ _ ابنُ زيادٍ الفَاسِقُ. ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _: هُوَ يمشي الْخَيْزَرَى والْخَوْزَرَى، والْخَيْزَلَى والْخَوْزَلَى ... كلُّهُنَّ مِشْيَةٌ فِيهَا تَبَختُرٌ، والْخَيْزُرَانُ عُودٌ معروفٌ، وجَعَلَهُ الرَّاجزُ خَيْزُوراً فَقَالَ يصفُ حَيَّةً: (مُنْطَوِياً كالطَّبَقِ الْخَيْزُورِ ... ) أَبُو عبيد: الْخَيْزُرَان: السُّكَّانُ، وَهُوَ كوْثَلُ السّفِينَةِ. قَالَ الْمُبَرَّدُ: وَالْخَيْزُرَانُ كلُّ غُصْنٍ لَيِّنٍ يَتَثَنَّى. قَالَ النّابَغَةُ: (يَظَلُّ مِن خَوْفِهِ المَلاَّحُ مُعْتَصِماً ... بالخيْزُرَانةِ بَعدَ الأيْنِ والنَّجَدِ) قَالَ الشيخُ: والْقوْلُ مَا قَالَ الْمُبَرَّدُ فِي الْخَيْزُرَان. وَقَالَ أَبُو زُبَيْدٍ _ فَجَعلَ المِزْمار خَيْزُراناً لأنَّه من اليَرَاع _ يَصِفُ الأسَدَ: (كأَنَّ اهْتِزَام الرَّعْدِ خَالَطَ جَوْفَهُ ... إِذَا جَنَّ فِيهِ الْخَيْزُرانُ الْمُثَجَّرُ) والمُثَجَّرُ: المثقَّبُ المفجَّرُ. يقولُ: كأَنَّ فِي جَوْفهِ المَزامِيرَ. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: كلُّ ليِّنٍ من كلِّ خَشَبةٍ: خَيْزُرَانٌ. قَالَ عَمْرُو بنُ بَحْرٍ: قيل: الخيزُرانُ لجامُ السَّفينةِ الَّتِي بهَا يكون السُّكَّانُ، وَهُوَ فِي الذَّنَبِ. خرز: قَالَ اللَّيْث: الْخَرَزُ فُصوصٌ من جَيِّد الجوْهَرِ، وَرَديئُهُ من الْحِجَارةِ، والخَرْزُ خِياطةُ الأَدَم، وكلُّ كُتْبَةٍ مِنْهُ خُرْزةٌ يَعْنِي كلَّ ثُقْبَةٍ وخَيْطَها. والمخرَّزُ من الطيرِ والحمَام: الَّذِي عَلَى جَنَاحَيهِ نَمنَمةٌ وتَحبيرٌ شَبيهٌ بالخَرَزِ. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: خَرَزَ الخارِز خَرْزَةً وَاحِدَة، وَهِي الغَرْزَةُ الواحدةُ. فأمّا الخُرْزَةُ فَهِيَ مَا بينَ الغَرْزَتَيْن، وَكَذَلِكَ خُرْزَةُ الظهرِ: مَا بَين كلّ فِقْرَتَيْنِ، وَكَذَلِكَ مَفاصِلُ الدَّأيَاتِ: خُرَزٌ. ثعلبٌ _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ خَرِزَ الرجلُ إِذا أَحكم أمْرَهُ بعد ضَعْفٍ. عَن ابْن السكيتِ _: فِي بَابِ ((فُعْلَةَ)) _. قَالَ: عُقَرَةُ خَرَزةٌ يُقَال لَهَا: خَرَزةُ الْعَقْرِ، تَشُدُّها المرأةُ على حَقْوَيْهَا.

خ ز ل

زخر: أَبُو عبيد _ عَن الْأَصْمَعِي _: إِذا الْتَفَّ العُشْبُ وَأخْرَجَ زَهْرَهُ. قيلَ: قد جُنّ جُنُوناً، وَقد أخذَ زُخَارِيَّةُ. وَقَالَ ابنُ مُقبِلٍ: (زُخَاريَّ النَّبَاتِ كأنَّ فيهِ ... جِيَادَ الْعَبْقَرِيَّةِ والْقُطُوعِ) وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الزاخِرُ: الشَّرَفُ العالي. وَيُقَال للوادي _ إِذا جَاشَ مَدُّهُ وطَمَا سَيْلهُ _ زَخَرَ يَزْخَرُ زَخْراً. وَقَالَ اللَّيْث نحْوَهُ _ إِذا جَاشَ ماؤهُ وارتفعَتْ أمْواجُهُ. قَالَ: وَإِذا جاشَ القومُ للنَّفِيرِ قِيلَ: زَخَرُوا. وَقَالَ أَبُو ترابٍ: سمعتُ مُبتكِراً يَقُول: زَاخَرْتُهُ فَزَخَرْتُهُ، وفاخَرْتهُ فَفَخَرْتُهُ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: فخَر بِمَا عِندَهُ، وزخَرَ: بمعْنى واحدٍ. خَ ز ل اسْتعْمل من وجوهِه: خزل، زلخ. خزل: قَالَ اللَّيْث: الْخَزَلُ منَ الانخزالِ فِي الْمَشْي، كأَنَّ الشَّوْكَ شَاكَ قَدَمَهُ. وَقَالَ الْأَعْشَى: (إِذا تَقومُ يكادُ الْخَضْرُ يَنْخَزِلُ ... ) قَالَ: والأخْزَلُ: الَّذِي فِي وسط ظَهْرِهِ كسْرٌ، وَهُوَ مَخْزُولُ الظَّهْرِ، وَفِي ظهرهِ خُزْلةٌ _ أَي: هُوَ مثلُ سَرْجٍ. والْفِعْلُ: خَزِل يَخْزَلُ خَزَلاً. قَالَ: والأخْزَلُ _ من الْإِبِل _: الَّذِي ذهبَ سَنامُهُ كلُّهُ. قلت: أُرَاهُ أرادَ ((الأجْزَلَ)) _ بالْجِيم _ فَصَحَّفَهُ، وجَعَلهُ خَاءً. وروى أَبُو عبيد _ عَن الْأَصْمَعِي _: الْجَزَلُ أَن يصيبَ الْغارِبَ دَبَرةٌ فيخرُجَ مِنْهُ عَظْمٌ فَيطْمئنَّ موضِعُه، وَأنْشد: (يُغادِرُ الصَّمْدَ كَظَهْرِ الأجْزَلِ ... ) وَأما الْخَزْلُ _ بالْخاءِ _: فَهُوَ القطْعُ. يُقَال: خَزَلْتُهُ فانخَزَلَ _ أَي قَطَعْتهُ فَانْقَطع. وَقَول الأعشَى: (إِذا تأَنَّى يكادُ الْخَصْرُ يَنْخَزِلُ ... ) مَعْنَاهُ: ينقطعُ لِهَيَفِهِ، كَمَا قَالَ قيسٌ: (. . تَكادُ تَنْغَرِفُ ... ) أَي: تَنقطعُ. قلت: وَقد يكون الْجَزْلُ _ بِالْجِيم _ قَطْعاً. يُقَال: جاءَ زمنُ الْجَزَالِ والْجِزَالِ، ولعلّ الْخاءَ والجيمَ تَعَاقَبَا فِي هَذَا الْحَرْف. وَيُقَال: اخْتَزَلَ الْعاملُ المالَ الَّذِي جَبَاه _ إِذا اقْتَطَعَه، وَلَا يُقَال إلاَّ بالْخَاء. وَهُوَ يمشي الخَيْزَلَى والْخَوْزَلَى _ إِذا تَبَخْتر ... لَا يُقَال إِلَّا بِالْخَاءِ. وَقَالَ اللَّيْث: المخْزُولُ من الشِّعر: مَا فِيهِ خُزْلَةٌ. قَالَ: والخُزْلَة سقوطُ تَاء ((متفَاعِلُنْ)) و ((مُفَاعَلَتُنْ)) . وَبَعْضهمْ يَقُول: خَزْلَةٌ _ كَقَوْلِه: (وأَعطَى قَوْمهُ الأنصَارَ فَضلاً ... وَإِخْوَتَهُمْ مِنَ المُهَاجِرِينَا) وتمامُهُ: ( ... مِن المُتَهاجِرِينَا ... )

خ ز ن

وَلَا يكون هَذَا إِلَّا فِي الوافر والكامل _ ومِثْلُه: _ (لَقَدْ بَحَحْتُ من النِّداءِ ... لِجَمْعِكُمْ هلْ من مُبارزْ) تمامُهُ: (ولَقَدْ ... ...) بِالْوَاو، ويسمَّى هَذَا أَخْزَل. ومخزولاً. ورجلٌ خُزَلةٌ وخُزَرَةٌ _ أَي: يحبسُكَ عَمَّا تُرِيدُ، ويُعَوِّقُك عَنهُ. زلخ: قَالَ اللَّيْث: الزَّلْخُ رَفْعُكَ يدكَ فِي رَمْي السَّهم إِلَى أَقصَى مَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ _ تُرِيد بِهِ بُعْدَ الْغَلْوَةِ، وأَنشد: (مِنْ مِائَةٍ زَلْخٍ بمرِّيخٍ غَالْ ... ) قَالَ: وسألتُ أَبَا الدُّقَيْشِ عَن تَفْسِير هَذَا الْبَيْت بِعَيْنِه، فَقَالَ: ((الزَّلْخُ)) أقْصَى غَايَة المُغَالِي، وأنشدني: (قامَ عَلَى مَرْتَبَةٍ زَلْخٍ فَزَلْ ... ) ابْن السِّكِّيت: بئرٌ زَلُوخٌ وزلُوجٌ، وَهِي المتزلِّقَةُ الرَّأْس. قَالَ: ومكانٌ زَلِخٌ _ بِكَسْر اللَّام _ وَيُقَال: زَلْخٌ، وَأنْشد: (قامَ عَلَى مَرْتَبَةٍ زَلْخٍ فَزَلْ ... ) قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: زَلِخَتْ رِجْلُه وَزَلَجتْ. وَقَالَ الشَّاعِر: (فَوَارِسُ نازَلُوا الأبطالَ دُوني ... غَدَاةَ الشِّعبِ فِي زَلْخِ المَقَام) وَقَالَ خليفةُ الضِّبابيُّ: الزَّلَخَانُ والزَّلَجَانُ فِي الْمَشْي: التقَدُّمُ فِي السُّرعة. وَقَالَ شمِرٌ: مكانٌ زلِخٌ _ أَي: دَحْضٌ مَزِلَّةٌ. قلتُ: وَالَّذِي قَالَه اللَّيْث فِي الزَّلْخِ أَنَّهُ رَفْعُكَ يَدَك فِي رمْي السَّهم _: حرفٌ لَا أَحْفَظهُ لغيره، وأَرْجو أَن يكون صَحِيحا. وَأَخْبرنِي المنذِريُّ _ عَن أبي الْهَيْثَم _ أَنه قَالَ: اعتَلَّتْ أُمُّ الهيثمِ الأعرابيُّةُ فزارَها أَبُو عُبَيْدَة، وَقَالَ لَهَا: عَمَّ كانتْ عِلَّتُكِ؟ ؟ فَقَالَت: كنت وَحْمَى سَدِكَةً فشهدْتُ مَأدُبَةً فأكلْتُ جُبْجُبَةً من صَفِيفِ هِلَّعَةٍ فاعْتَرَتْني زُلَّخَةٌ. قُلْنَا لَهَا: مَا تَقُولِينَ يَا أُمَّ الْهَيْثَم؟ فَقَالَت: أَوَ للنَّاسِ كلامانِ؟ ! وَقَالَ شمرٌ: الزُّلَخَّةُ وَجَعُ يعترضُ فِي الظّهْر، وَأنْشد: (كأَنَّ ظَهْرِي أخَذَتْهُ زُلَّخَهْ ... لمّا تَمَطَّى بالْفَرِيِّ الْمِفْضَخَهْ) وَكَانَ اسمُ صَاحِبَة يوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَام زُلَيخَا، فِيمَا رُوِيَ وَالله أعلم وهُوَ حَسبُنا ونِعْم الوَكيلُ. خَ ز ن خزن، خنز، زنخ: مستعملة خزن: فِي ((نَوَادِر الْأَعْرَاب)) : يُقَال: اخْتَزَنْتُ طَرِيقا واختصَرْتُه، وأخذْنا مخازن الطَّرِيق ومخاصِرَها _ أَي: أَخَذْنا أَقْرَبها. وَقَالَ اللَّيْث: خَزَنَ الشيءَ يَخْزُنهُ خَزْناً _ إِذا أحرزه فِي خِزَانَةٍ، وأخْتَزَنَه لنَفسِهِ، وخِزَانَةُ الرجل قلْبُه، وخازِنهُ لِسَانه.

وَرُوِيَ عَن لُقْمَانَ الْحَكِيم أنَّه قَالَ لِابْنِهِ: إِذا كَانَ خَازِنُكَ حَفِيظاً وَخِزَانَتُكَ أَمِينَةً سُدْتَ فِي دُنْيَاكَ وآخِرَتِكَ)) يَعْنِي اللسانَ والقلبَ. والْخِزَانَة اسْم الْمَكَان الَّذِي يُخْزَنُ فِيهِ الشيءُ، والخِزَانَةُ عَمَلُ الْخَازِنِ. قَالَ ابْن الأنْبَاريِّ _ فِي قَول الله عزّ وجلّ: {وَلَا أَقُول لكم عِنْدِي خَزَائِن الله} [هُود: 31]_ قَالَ: مَعْنَاهَا: غُيُوبُ عِلْمِ الله الَّتِي لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا الله. وَقيل لِلْغُيُوب: خَزَائِنُ لغُمُوضها على النَّاس، واستِتَارِها عَنْهُم، وخَزَنَ المالَ _ إِذا غَيَّبَهُ. وَقَالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: إنَّما آياتُ الْقُرْآن خزَائِنُ، فَإِذا دَخَلْتَ خِزَانَةً فاجْتَهِدْ ألاَّ تَخْرُجَ مِنْهَا حتَّى تَعْرِفَ مَا فِيهَا. قَالَ: شَبَّه الآيةَ مِنَ القُرْآن بالوِعَاء الَّذي يُجْمَعُ فِيهِ المالُ الْمَخْزُونُ فِيهِ. وخَزِنَ اللَّحْمُ يَخْزَنُ، وخَزَنَ، يَخْزُنُ ويَخْزِنُ، وخَنَزَ يَخْنَزُ _ كُلُّهُ بِمَعْنى واحدٍ _ إِذا تَغَيَّرَ. قَالَ ذَلِك كلَّهُ أَبُو عبيد _ عَن الْأَصْمَعِي _ وَأنْشد لِطَرفَةَ: (ثُمَّ لاَ يَخْزِنُ فِينَا لَحْمُهَا ... إِنَّما يَخْزِنُ لَحْمُ المُدَّخِرْ) أَبُو العبَّاسِ _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: أَخْزَنَ الرَّجُلُ _ إِذا اسْتَغْنَى بعد فَقْرٍ. وتُجْمَعُ الْخِزَانَةُ: خَزَائِنَ. خنز: فِي الحَدِيث: ((لَوْلاَ بنُو إسْرَائِيلَ وَادِّخَارُهُمْ مَا أَنْتَنَ اللَّحْمُ، وَلاَ خنِزَ الطَّعَامُ كَانُوا يَرْفَعُونَ طَعَامَهُمْ لِغَدِهِمْ)) . يُقَال: خَنِزَ الطَّعامُ يَخْنَزُ خَنَزاً فَهُوَ خَنِزٌ. قَالَ أَبُو عبيد: خَنِزَ _ أيْ: أنْتَنَ، وَكَذَلِكَ خَزِنَ _ إِذا أَرْوَحَ. ثعلبٌ _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _: الْخُنَّازُ: الْوَزَغَةُ، وَالْخُنَّازُ: اليَهُود الَّذين ادَّخَرُوا اللحمَ حتّى خَنِزَ. قَالَ: والْخَنزُوَانُ _ بِالْفَتْح _ ذَكَرُ الخَنَازِير، وَهُوَ الدُّوْبَلُ، والرَّتُّ. قَالَ: والْخُنزُوَانَةُ الكبْرُ ... يقَال: فِي رأسِه خُنْزُوَانَةٌ _ أَي: كبِرٌ. المنذريُّ _ عَن ثعلبٍ عَن سَلَمَةَ عَن الفرَّاء _: أنّه أَنْشَدَ قولَ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ: (فَصَافَ يُقَرِّي جُلَّهُ عَنْ سَرَاتِهِ ... يَبُذُّ الجيَادَ فَارِهاً متَتَابِعَا) (فَآضَ كَصَدْرِ الرُّمْحِ نَهْداً مُصَدَّراً ... يُكَفْكِفُ مِنْهُ خُنْزُوَاناً مُنَازِعَا) قَالَ: الخُنْزُوَانَةُ: الكِبْرُ،. يُقَال: لأنْزِعَنَّ خُنْزُوَانَاتِكَ، ولأُطَيِّرَنَّ نُعْرَتَك. زنخ: أَبُو عبيد: سَنِخَ الطَّعام وزَنِخَ _ إِذا تَغَيَّر. وَفِي الحَدِيث: ((أَنَّ رَجُلاً دَعَا النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إلَى طَعَامِهِ فَقَدَّمَ إلَيْهِ إهَالَةً زَنِخَةً فِيهَا قَرْعٌ. فَجَعَلَ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَتَتَبَّعُ الْقَرْعَ وَيَأْكُلُهُ)) . أَرَادَ ب ((الزَّنِخَةِ)) : الَّتي قد أرْوحَتْ وَتَغَيَّرَتْ.

خ ز ف

وَقَالَ أَبُو عَمْرو: زَنَخَ القُرَادُ زُنُوخاً، ورَتَخَ رُتُوخاً _ إِذا تَشَبَّثَ بِمَنْ عَلِقَ بِهِ، وَأنْشد أَبُو عَمْرو: (فَقُمْنَا وَزَيْدٌ رَاتِخٌ فِي خِبَائِهَا ... رُتُوخَ القُرَادِ لاَ يَرِيمُ إذَا زَنَخْ) ويُرْوَى: ((إذَا رَتَخْ)) ، ومعناهما وَاحِد. خَ ز ف اسْتعْمل من وجوهه: خزف، فخز، زخف. خزف: قَالَ اللَّيْث: الخَزْفُ: الْجَرُّ. وَقَالَ غَيْرُهُ: يُقَال للَّذي يَبِيعهَا: خَزَّافٌ. زخف: أهمله اللَّيْث. وَفِي ((نَوَادِر الْأَعْرَاب)) : الشَّوْذَقَةُ والتَّزْخِيفُ: أَخْذُ الإنسانِ _ عَن صَاحبه _ بأصابعه الْبَشَيْذَقَ. قُلُتُ: أَمَّا الشَّوْذَقَةُ: فمعرَّبٌ مَأْخُوذ من الْبَشَيْذَقِ، وأمَّا التَزْخِيفُ فأرجو أَن يكون عربيّاً صحِيحاً. وَيُقَال زَخَفَ يَزْخَفُ _ إِذا فَخَرَ. ورجُلٌ مِزْخَفٌ: فَخُورٌ. وَقَالَ البُرَيْقُ الْهُذَلِيُّ: (وَأَنْتَ فَتَاهُ غَيْرَ شَكٍّ زَعَمْتَه ... كَفَى بِكَ ذَا بَأْوٍ بِنَفْسِكَ مِزْخَفَا) ذَكَرَ ذَلِك الأصمعيُّ، وأَظُنُّ ((زَخَفَ)) مَقْلُوباً عَن ((فَخَزَ)) . فخز: قَالَ اللَّيْث: الْفَخْزُ والتَّفَخُّزُ: هُوَ التَّعَظُّم. يُقَال: هُوَ يَتَفَخَّزُ علينا. أَبُو عبيد _ عَن الْأَصْمَعِي _: يُقَال _ من الكِبْرِ والْفَخْر -: فَخِزَ الرَّجُل وجَمَخَ وجَفَخَ: بِمَعْنى واحدٍ. ثَعْلَب _ عَن ابْن الأعرابيّ _: يُقال: فَخَزَ الرَّجُلُ _ إِذا جَاءَ بفَخْزِهِ وفَخْزِ غَيرِهِ، وكَذَبَ فِي مُفَاخَرَته، والاسمُ: الْفَخْزُ _ بالزاي. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: فَرَس فَيخَزٌ _ بِالْخَاءِ والزَّاي _ إِذا كَانَ ضَخْمَ الْجُرْدَانِ. خَ ز ب خزب، خبز، زخب، بزخ، بخز: مستعملة. خزب: قَالَ اللَّيْث: الْخَزَبُ تهَيُّجٌ فِي الْجِلْدِ كَهَيئَةِ وَرَمٍ من غير أَلَمٍ. تَقول: خَزِبَ جِلْدُه، وتَخَزَّبَ ضَرْعُها عِنْد النِّتَاجِ، وضَرْعُهَا خَزِبٌ _ إِذا كَانَ فِيهِ شِبْهُ الرَّهَلِ. أَبُو عبيد _ عَن الأصمعيِّ _: يُقَال: خَزِبَتِ النَّاقَةُ خَزَباً _ إِذا وَرِمَ ضَرْعُها. ابْن الأعرابيِّ: الْخَزْباه: النَّاقةُ الَّتِي فِي رَحِمِهَا ثآلِيلُ تَتَأَذَّى بهَا. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العَرَبُ تُسَمِّي مَعْدِنَ الذَّهبِ: خُزَيْبَةَ: وَأنْشد: (فَقَدْ تَرَكَتْ خُزَيْبَةُ كُلَّ وَغْدٍ ... يُمَشِّي بيْنَ خَاتَامٍ وَطَاقِ) وَأما الخازِبَازِ الّذي جَاءَ فِي شعر ابْنِ أَحْمَرَ يَصِفُ الرَّوْضَ: (تَفَقُّعُ فَوْقَهُ الْقَلَعُ السَّوَارِي ... وَجُنَّ الْخَازِبَازِ بِهِ جُنُونَا)

فَإِن الْأَصْمَعِي قَالَ: عَنَى ب ((الْخَازِبَازِ)) الذُّبَابَ حَكَى صَوْتَهُ. وَقَالَ ابْن السِّكِّيتِ: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْخَازِبَازِ نَبْتٌ، وَأنْشد: (أَرْعَيْتُهَا أَطْيَبَ عُودٍ عُودَا ... الصِّلَّ وَالصِّفْصِلَّ وَالْيَعْضِيدَا) (وَالخَازِبَازِ السَّنمَ الْمَجُودَا ... ) قَالَ ابْن السِّكِّيتِ: والْخَازِبَازِ _ فِي غير هَذَا _: دَاءٌ يأْخُذُ الإبِلَ فِي حُلوقِها. والنَّاسَ، وَأنْشد: (يَا خَازِبَازِ أرْسِلِ اللَّهازِمَا ... إنيِّ خَشِيتُ أَنْ تَكُونَ لازِمَا) وروى أَبُو العبَّاس _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ قَالَ: خَازِبَازِ: ورمٌ، وخَازِبَازِ: صوتُ الذبابِ، وخَازِبَازِ: كَثْرَةُ النَّبَات، وخَازِبَازِ: السِّنَّوْر. بخز: أَبُو تُرَابٍ _ عَن الأصمعيِّ _: يُقَال: بَخَز عَيْنَه وبَخَسها _ إِذا فَقَأَها وبَخَصَها كَذَلِك. بزخ: قَالَ اللَّيْث: الْبَزْخُ: الجَرْفُ بلُغَة عُمَانَ: قلت: هَذَا تَصْحِيف، والصَّواب: البَرْخ _ بالرَّاء _ وَقد ذكرْتُه فِي بَابه. ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ يُقَال: رجلٌ أَبْزَخُ من قَوْمٍ بُزْخٍ وَقد بَزِخَ بَزَخاً، وبرْذَوْنٌ أَبْزَخُ _ إِذا كَانَ فِي ظَهره تطامنٌ، وَقد أشرَفَ حارِكهُ، وَأنْشد أَبُو الْهَيْثَم: (فَتَبازَتْ فَتَبازَخْتُ لَهَا ... جِلْسَةَ الْجَازِرِ يَسْتَنْجي الوَتَرْ) قَالَ: والْبَزَى: أَن يستأخرَ الْعَجُزُ ويستقدِمَ الصَّدْرُ. ورَوَى أَبُو عمرٍ وقولَ الْعَجَّاج: _ وَلَوْ أَقُولُ: بَزِّخُوا لَبَزَّخُوا قَالَ: بزِّخَوا: اسْتَخْذُوا. وَرَوَاهُ غَيره: بَرِّخُوا _ بالراء _ والزَّايُ _ عِنْدِي _ أفْصَحُ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: فِي صَدره بَزَخٌ _ أَي: نُتُوءٌ، وَفِي وَرِكِهِ بزَخٌ. قَالَ أَبُو عبيد: البَزَخُ فِي الظّهْر: أَنْ يطمئنَّ وسَطُ الظَّهْر. ويخْرُجَ أَسْفَل. وَقَالَ اللَّيْث: البزَخُ تقَاعُسُ الظَّهر عَن البَطْن، وربَّما مَشى الإنسانُ مُتَبازِخاً كمِشْيَةِ العَجُوز، إِذا تكلَّفتْ إقامةَ صُلْبِهَا، فَتَقَاعَسَ كاهِلُها، وانحَنَى ثَبَجُهَا. وَمن الْعَرَب مَنْ يَقُول: تَبَازَخْتُ عَن هَذَا الْأَمر _ أَي: تقاعسْتُ عَنهُ. وَإِذا ضرَبْتَ ذَلِك الْموضع. قلتَ: بَزَخْتُ ظهرَهُ بالعصا بَزْخاً. قَالَ: وأَمَّا البَزَى فكأَنَّ العَجُزَ خرج حَتَّى أشرف على مؤخَّر الفَخِذَين وبُزَاخَةُ: موضعٌ، ويومُ ((بُزَاخَةَ)) مِنْ أَيَّام الْعَرَب: مَعْروفٌ. خبز: قَالَ اللَّيْث: الخَبْزُ: الضّرْبُ بِالْيَدِ، والخَبْزُ: السَّوْقُ الشدِيد. وَقَالَ الراجز: (لَا تَخْبِزاَ خَبْزاً وَنُسَّانَسَّا ... وَلا تُطِيلاَ بِمُنَاخ حَبْسَا) ويُرْوَى: ( ... . وبُسَّابَسَّا ... )

خ ز م

مأخوذٌ من البَسِيسِ، وَهُوَ أَن يُلَتَّ الدقيقُ بالسَّمْن ثمَّ يُسَفَّ. والنِّسُّ سَوْقٌ لِطِيفٌ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الخَبْزُ: السَّوْق الشديدُ والضَّرْب، والبَسُّ: السّير الرَّفيقُ بَسَسْتُ أَبُسُّ بَسّاً، وَأنْشد: (لَا تَخْبِزَا خَبْزاً وَبُسَّابَسَّا ... ) وَقَالَ غيرُ أبي زيد: الخَبْزُ _ هَهُنَا _: خَبْزُ الخُبْزِ، والبُسُّ: بَسُّ السَّوِيق، وَهُوَ لَتُّهُ بالزّيْتِ أَو المَاء _ فَأمر صاحِبَيهِ بِلَتِّ السَّوِيق، وتَرْكِ المُقَام على خَبْزِ الخُبْزِ ومِرَاسِه لأَنهم كَانُوا فِي سَفَرٍ لَا مُعَرَّجَ لَهُم، فَحَثَّ صَاحِبيهِ على عُجَالةٍ يتبلّغون بهَا ونهاهم عَن إطالَةِ المُقَام على عَجْن الدَّقيق وخَبْزِه. أَبُو عبيد: الخُبْزَةُ: هِيَ الطُّلْمَةُ الَّتِي تُدْفَنُ فِي المَلَّةِ، والمَلَّةُ: الرَّمَادُ وَالتُّرَاب الَّذِي أُوقِدَ عَلَيْهِ النَّارُ. يُقَال: أطعَمَنا خُبْزَ مَلَّةٍ: وَلَا يُقَال: أَطعَمَنا مَلَّةً. واخْتَبَزَ فلانٌ _ إِذا عالج دَقِيقاً فعَجَنه ثمَّ خَبزَه فِي مَلّةٍ أَو تَنُّورٍ. والخَبْزُ: مصدَرُ ((خَبَزْتُ)) والخبازَةُ: صَنْعَة الخَبّازِ، والخَبِيزُ: الخُبْز الْمَخْبُوزُ، وخبَزْتُ القومَ أَخْبِزُهم _ إِذا أطعمتَهُمُ الْخُبْزَ. حَكَاهُ أَبُو عبيد عَن الْكسَائي. والخُبَّازُ بَقْلةٌ معروفةٌ، عريضةُ الْوَرق لَهَا ثمرةٌ مستديرةٌ، وَيُقَال لَهَا: الخُبَّازَى. وتخبَّزَتِ الإبلُ العُشْبَ تَخَبُّزاً _ إِذا خَبَطَتْه بقوائمها. زخب: أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _: قَالَ: الزَّخْبَاءُ: النَّاقة الصُّلبة على السّير. ورُوي عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه سُئِلَ عَن الفَرَع _ وَهُوَ أول ولَدٍ يُنْتَجُ من النَّاقة فيُذْبَخُ؟ فَقَالَ: حَقٌّ، ولأنْ تَتْرُكَهُ حَتَّى يكونَ ابنَ لَبُونٍ، أَو ابنَ مَخَاضٍ زُخْزُبّاً: خيرٌ من أَن تَكْفَأَ إناءَك وتُوَلِّهَ ناقتَكَ. قَالَ أَبُو عبيد: الزُّخْزُبُّ: هُوَ الَّذِي غلُظ جسمُه، واشتدَّ لحمُه. خَ ز م خزم، خمز، زمخ، زخم: مستعملة. خمز: أَمَّا ((خَمَزَ)) فَإِنِّي لَا أحفظ للْعَرَب فِيهِ شَيْئا صَحِيحا. وَقد قَالَ اللَّيْث: الخَامِيزُ اسمٌ أَعْجَمِيٌّ وإعرابُه: عَامِصٌ وآمِصٌ. خزم: قَالَ اللَّيْث: الخَزْمُ: الشّكُّ. تَقول: شِرَاكٌ مخْزُومٌ ومشكوك. قَالَ: والْخِزَامةُ بُرَةٌ فِي أَنْفِ النَّاقة يُشَكُّ فِيهَا الزِمامُ، والجميعُ: الخزائمُ، وبَعِيرٌ مخزومٌ. أَبُو عبيد _ عَن أبي عُبَيْدَة _: قَالَ: الخِزَامَةُ هِيَ الحَلْقة الَّتِي تُجْعَلُ فِي أنف البِعِير فَإِن كانتْ من ضفْرٍ فَهِيَ بُرَةٌ، وَإِن كَانَت من شَعْر فَهِيَ خِزَامةٌ. وَقَالَ غَيره: كلُّ شَيْء ثَقَبْتَهُ فقد خَزَمتَهُ. وَقَالَ ابْن الأعرابيِّ: الخُزُمُ: الخَرَّازُون. قَالَ والخزْمَاءُ: الناقةُ المشقوقة المَنْخِرِ. وَقَالَ اللَّيْث: كَمَرةٌ خَزْمَاء: قصيرةٌ وَتَرَتُها، وَيُقَال: ذَكَرٌ أَخْزَمُ.

قَالَ: وَقَالَ رجلٌ لِبُنَيٍّ لَهُ أعجبَه: (شِنْشِنَةٌ أَعرِفهَا مِنْ أَخْزِمي ... ) أَي قَطْرَة ماءٍ من ذكَرِي الأَخْزَمِ. قالَ: وَقيلَ: أَخْزَمُ: قِطعةٌ منْ جَبَلٍ. قَالَ: والأَخْزَمُ: الحيُّةُ الذَّكَرُ. وَقَالَ أَبُو عبيد: أَخْبرنِي ابْن الكلِبيِّ أَنَّ هَذَا الشِّعْرَ لأبي أَخْزَمَ الطَّائيِّ، وَهُوَ جَدُّ أبي حَاتِم، أَو جدّ جَدِّه وَكَانَ لَهُ ابْنٌ يُقَال لَهُ: أَخْزَمُ، وَقيل: كَانَ عاقّاً فَمَاتَ وتَرك بَنِينَ فوثَبوا يَوْمًا على جدِّهِم أبي أخْزَمَ فأَدْمَوْهُ فَقَالَ: (إنِّ بنِيَّ زمَّلُونِي بالدَّمِ ... شنْشِنَةٌ أَعْرِفُها مِن أَخْزَمِ) قلتُ: وَالَّذِي ذَكره اللَّيْث _ فِي الكَمَرَةِ الْخَزماءِ والأَخْزَمِ فِي أَسماء الحيَّاتِ: لمْ أَسْمَعه لغيره. وَقد نظرتُ فِي كتاب ((الحيَّاتِ)) لِشَمِرٍ وَفِيمَا وُجد لِابْنِ الأعرابيِّ، وَلأبي عَمْرو وَلأبي عُبَيد فِي أَسمَاء الحيَّات _ مَجْمُوعَة _ فَلم أَرَ ((الأخْزَمَ)) فِيهَا. شمر _ عَن أبي عَمْرو _: والخَزَمُ شَجَرٌ لَهُ لِيفٌ يُتَّخَذُ مِنْهُ الحِبال، وَأنْشد قولَ أُمَيّة: (وانْبَعَثَتْ حَرْقَفٌ يَمَانِيَةٌ ... يَيْبَسُ مِنْهَا الأَرَاك والخَزَمُ) وَقَالَ اللَّيْث: الخَزَمَةُ خُوصُ المُقْلِ يُعمل مِنْهُ أَحْفَاشُ النِّسَاء، والْخَزَمُ شَجَرٌ. وَقَالَ الأصمعيُّ: الْخَزَمُ شجرٌ يُتَّخَذُ مِن لِحَائِه الحِبالُ. قَالَ: وبالمدينة سُوقُ الخَزَّامِينَ، وَأنْشد قولَ الجَعْدِيِّ فِي صِفَة الفَرس: (فِي مِرْفَقَيْهِ تَقَارُبٌ وَلَهُ ... بِرْكَةُ زَوْر كَجَبْأَةِ الخَزَمِ) والمُخَزَّمُ: من نعتِ النَّعَامِ _ قيل لَهُ: ((مُخَزَّمٌ)) لثَقْبٍ فِي مِنقارِه. وَمِنْه قَوْله: (وأَرْفَعُ صَوتِي للنَّعامِ المُخَزَّمِ ... ) . وخَزَمْتُ الكِتَابَ وَغَيره _ إِذا ثقبْته فَهُوَ مَخْزُومٌ. أَبُو عبيد: الخَزُومةُ: البَقَرَةُ فِي لُغَة هُذَيْلٍ. قَالَ أَبُو ذَرَّةَ الهُذَلِيُّ: (إِنْ يَنْتَسِبْ يُنْسَبْ إِلَى عِرْقٍ وَرِبْ ... أَهْلِ خَزُومَاتٍ وشَحَّاج صَخِبْ) أَبُو عبيد _ عَن الفرَّاء _: خازَمْتُ الرّجل الطريقَ، وَهُوَ أَن تأخذَ فِي طَرِيق ويأخذَ هُوَ فِي غَيره، حَتَّى تَلتقيا فِي مكانٍ وَاحِد. قَالَ وَهِي الْمُخَاصَرَةُ، والمُخَاصَرَةُ _ أَيْضا _ أَخْذُ الرَّجُل بِيَد الرجل. وَقَالَ غيرُه: المُخازَمة: المُعَارَضة فِي السَّير. وَقَالَ: ابْن فَسْوَةَ: (إذَا هُوَ نَحَّاهَا عَنِ القَصْدِ خَازَمَتْ ... بِهِ الجَوْرَ حَتَّى يَسْتَقِيمَ ضُحَى الْغَدِ) ذَكَرَ نَاقَته أَن راكبها إِذا جَار بهَا عَن القَصْد ذهبَت بِهِ خلافَ الجَوْر كَأَنَّهَا تُبارِي الجَوْرَ حَتَّى تَغْلِبَه فتأخذَ على القَصْد. وَأما قَول الرَّاجز: (قَطَعْتُ مَا خَازَمَ مِن مُزْوَرِّه ... )

أبواب الخاء والطاء

فَمَعْنَاه: مَا عَرَضَ لي مِنْهُ. والخُزامَى بَقْلةٌ طيِّبةُ الرَّائِحَة، لَهَا نَوْرٌ كنَوْرِ البَنَفْسَجِ الواحدةُ: خزَاماةٌ. ثعلبٌ _ عَن ابْن الْأَعرَابِي: الخَزْماءُ: النَّاقَةُ المشْقُوقة الخِنَّابَةِ، وَهِي المَنْخِرُ. قَالَ: والزَّخْمَاءُ: المُنْتنَةُ الرَّائِحَة والخُزُمُ: الخرَّازُون. وَفِي حَدِيث حُذَيْفَةَ: ((إنَّ الله يَصْنَعُ صانعَ الْخُزُمِ، ويَصْنعُ كلَّ صَنْعَةٍ)) . قَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث حُذَيْفَةَ تكذيبٌ لقَوْل المعتَزِلَةِ: إنَّ الاعمال لَيست بمخلوقةٍ. ويصدِّقُ قولَ حُذَيْفَة قولُ الله تَعَالَى: {وَالله خَلقكُم وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصَّافات: 96]_ يَعْنِي نحْتَهُمُ الأصنامَ يعملونها بِأَيْدِيهِم. زمخ: قَالَ اللَّيْث وغيرُه: الزَّامِخُ: الشَّامِخُ بأَنْفِه، وَأنْشد: (أَجْوازُهُنَّ والأُنُوفُ الزُّمَّخُ ... ) قَالَ: يَعني بالأجْوَازِ أوْسَاطَ الْجبَال، وأُنُوفَها الطِّوَالَ. وَقَالَ غيرُه: زَمَخ الرجُل بِأَنْفِهِ وشَمَخ بأَنْفِه _ إِذا تكبَّرَ وتعَظَّم. أَبُو عبيد: _ عَن الأمويِّ _ العَقَبَةُ الزَّمُوخُ: البعيدةُ. وَقَالَ أَبُو زيدٍ: عُقْبَةٌ زَمُوخٌ وحَجُونٌ: شديدةٌ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: عُقْبَةٌ زَمُوخٌ وبَزوخٌ _ أَي: عَسِرَةٌ نكِدَةٌ، وَأنْشد: (أَبَتْ لي عزَّةٌ بَزَرَى زَمُوخُ ... ) ويُروَى: ((بَزُوخُ)) ، ومعناهما واحدٌ. زخم: أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ قَالَ: الزَّخْمَاءُ المُنتِنَةُ الرَّائِحَة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الزَّخَمَة: الرائحةُ الكريهة طعامٌ لَهُ زَخَمَةٌ، وأتانَا بطعامٍ فِيهِ زَخَمَةٌ _ أَي: رائحةٌ كَريهةٌ. وَقَالَ ابنُ السّكيت: لحمٌ زَخِمٌ، وَهُوَ أَنْ يكونَ نَمِساً كثيرَ الدَّسم، فِيهِ زُهُومةٌ. وَقَالَ الكلابيُّ: لَا تكونُ الزَّخَمةُ إِلَّا فِي لُحُوم السِّباع، والزَّهَمَةُ فِي لُحُوم الطُّيُور كلِّها، وَهِي أطيبُ من الزَّخَمة. ابنُ بُزُرْجَ: أَزْخَمَ اللحمُ وأشْخَم. أَبْوَاب الْخَاء والطاء خَ ط د _ خَ ط ت _ خَ ط ظ _ خَ ط ذ خَ ط ث: مهملات. خَ ط ر خطر، خرط، طخر، طرخ: مستعملة. خطر: قَالَ اللَّيْث: الخِطْرُ: القَطِيعُ الضَّخْمُ من الْإِبِل، ألْفٌ وَزِيَادَة. أَبُو عبيد _ عَن الفرّاء _: هِيَ الخِطْرُ من الْإِبِل، وَجمعه أخطارٌ. شمرٌ _ عَن أبي حَاتِم _ قَال: إِذا بلغَتِ الإبلُ مائتيْنِ فَهِيَ خِطْرٌ، فَإِذا جاوَزَتْ ذَلِك، وقاربَتِ الألْفَ فَهِيَ عرْجٌ. الحرَّانيُّ _ عَن ابْن السِّكِّيت قَالَ: الخَطْرُ مصدرُ خَطَرَ البَعيرُ بذَنَبِه يَخطِرُ خَطْراً وَخَطَرَاناً. والْخِطْرُ مِائَتَان من الْإِبِل وَالْغنم.

واستسلموا بعد الخطير فأخمدوا

وَقَالَ الليثُ: الخَطْرُ مكيال ضخمٌ لأهل الشَّام، والْخِطْرُ نَبَات يجعلُ وَرَقه فِي الْخِضَاب الْأسود. وَيُقَال: مَا لَقيته إِلَّا خَطْرَةً بعد خَطْرَةٍ، _ مَعْنَاهُ: الأحيانَ بعدَ الأحيان، وَمَا ذكرتُه إِلَّا خَطْرَةً واحدَةً ولعبَ الْخَطْرَةَ بالمِخْرَاقِ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: تَقول العربُ: بَيْني وبينَه خَطْرَةُ رحمٍ. وَيُقَال: لَا جعلَها الله خَطْرَتَهُ، وَلَا جعلهَا آخر مُخْطِرٍ مِنْهُ _ أَي: آخِرَ عهدٍ مِنْهُ وَلَا جعَلَها الله آخرَ دَشْنَةٍ مِنْهُ، وآخرَ دَسْمَةٍ وطَنَّةٍ ووَدْسَةٍ _ كلُّ ذَلِك: آخِرَ عهد. وَقَالَ الليثُ: الخَطَرُ ارتفاعُ المكانةِ والمنزلة وَالْمَال والشَّرَفِ. قَالَ: والْخَطَرُ: السَّبَقُ الَّذِي يُتَرَامَى عَلَيْهِ تَقول: وضَعُوَا لَهُم خَطَراً ثَوْباً أَو نحوَ ذَلِك والسابقُ إِذا تنَاول القصبةَ عُلم أنَّه قد أَحْرَزَ الْخَطَرَ. وَيُقَال: هَذَا خَطَرٌ لهَذَا _ أَي: مِثْلُه فِي القَدْرِ، وَلَا يُقال للدُّون إلاَّ للشِّيْءِ الْمَزِيز، وَيُقَال للرجل الشَّرِيفِ: هُوَ عَظِيم الْخَطَر. ثعلبٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ، والحرَّانيُّ _ عَن ابْن السكِّيت _ قَالَ: الخَطَرُ والسَّبَقُ والنَّدَبُ _ وَاحِد، وَهُوَ كلُّهُ: الَّذِي يوضعُ فِي النِّضال والرِّهانِ، فمنْ سبَقَ أَخذَه وَيُقَال فِيهِ كلِّهِ: ((فَعَّلَ)) _ مشدّدٌ _ إِذا أَخذَهُ. وَأنْشد ابنُ السكِّيت: (أَيَهْلِكُ مُعْتَمٌّ وزَيْدٌ وَلمْ أَقمْ ... عَلَى نَدَبٍ يَوماً وَلِي نَفْسُ مُخْطِرِ) والمُخْطِرُ: الَّذِي يجعلُ نَفْسَهُ خَطَراً لِقِرْنِه، فيُبَارزُه ويقاتِلُه. وَقَالَ اللَّيْث: أُخْطِرْتُ لِفُلان _ أَي: صُيِّرْتُ نظيرَهُ فِي الْخَطَر، وأَخْطَرَني فلانٌ فَهُوَ مُخْطرِي _ إِذا صَار مِثْلَكَ فِي الْخَطَرِ، وفلانٌ لَيْسَ لَهُ خِطِيرٌ _ أَي: لَيْسَ لَهُ نَظيرٌ وَلَا مِثْلٌ. قَالَ: والإشْرَافُ على شَفَا هَلَكةٍ: هُوَ الْخَطَرُ. وَفِي حَدِيث النُّعْمَان بْنِ مُقَرِّنٍ الْمُزنِيِّ _: أَنه خطب الناسَ يوْمَ نَهَاوَنْدَ _ حِين التقى المسلمونَ مَعَ المشركينَ _ فَقَالَ: ((إنَّ هَؤُلاَءِ قَدْ أَخْطَرُوا لَكُم رِثَّةً وَمَتاعاً، وأَخْطَرْتُمْ لهمُ الدِّينَ، فَنَافِحوا عَنْ دِينكُم)) . معناهُ: أَنَّهُمْ إِنْ غلبُوكُمْ وَوَلَّيْتُمْ مُدْبرينَ عنهُمْ كانَ فِي ذَلِك ذهابُ دينكمْ وإِنْ غَلَبْتُمُوهُمْ أَحْرَزتُمْ دِينكُمْ مَعَ مَا تَحرزونَ من أَثاثِهم وأَموالهمْ)) . وَقَالَ اللَّيْث: الأخْطَارُ من الجَوْزِ _ فِي لُعبِ الصِّبيان _ هِيَ الأحْرازُ واحِدُها خَطَرٌ. قَالَ: والْخَطِيرُ: الْخَطَرَانُ عِنْد الصّوْلَة والنَّشاط، وهوالتَّصاوُل والوَعِيدُ. وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ: (بَالُوا مخَافَتَهُمْ عَلَى نِيرَانهمْ وَاسْتَسْلَمُوا بَعْدَ الْخَطِيرِ فَأُخْمِدُوا)

والإنسانُ يُخَاطرُ بنفسِه _ إِذا أَشْفَى بهَا على خَطَرِ هُلْكٍ أَوْ نَيلِ مُلْكٍ. والمخاطر: المرامي. وَيُقَال: خَطَرَ _ ببَالي وعَلى بالي _ كَذَا وَكَذَا يَخْطُرُ خُطُوراً _ إِذا وَقع ذَلِك فِي بالكَ وهمِّك. وَيُقَال: خَطَرَ الدَّهرُ من خَطَرَانِهِ كَقَوْلِك: ضَرَبَ الدّهرُ مِنْ ضَرَبانهِ. والفَحْل يَخْطِرُ بذَنَبه عِنْد الوَعيد _ من الخُيَلاَء _ والنّاقةُ الْخَطَّارَةُ تَخْطِرُ بذَنبها فِي السّير نَشَاطاً. ورُمحٌ خَطَّارٌ: ذُو اهتزازٍ شديدٍ يَخْطِرُ خَطَرَاناً، وَكَذَلِكَ الإنسانُ، إِذا مشَى يخْطِرُ بيدهِ كِبْراً. ورجُلٌ خَطَّارٌ بالرُّمح _ أَي: طعَّانٌ بِهِ وَأنْشد: (مَصَالِيتُ خَطَّارُونَ بالرُّمح فِي الْوَغَى ... ) والجُنْدُ يَخْطِرونَ حولَ قائدِهمْ يُرُونَهُ مِنْهُم الجِدَّ، وَذَلِكَ إِذا احتَشَدُوا فِي الحرْب. سلَمةُ _ عَن الفرَّاء _: الْخَطَّارةُ حَظيرةُ الْإِبِل، والخَطَّارُ: الْعَطَّارُ، يُقَال: اشتريتُ بِنَّفشاً من الخَطَّار. وَيُقَال: إنَّه لعظيمُ الخَطَرِ، وصغيرُ الخَطرِ فِي حُسْن فِعالِه وشَرَفه، أَو سُوء فِعاله ولُؤْمه، وخَطَرَ الرجُلُ بسوْطه وَقَضيبه يَخطِرُ بِهِ خَطَرَاناً _ إِذا رَفعه مرَّة وَوَضعه أُخرَى، وتَبَخْتَرَ فِي مشيَته وَأَقْبل بيدَيْهِ، وأدبرَ بهما. وخطَرَ الرجلُ بالرَّبيعةِ يَخْطِرُ خَطْراً وخَطَر الفَحْلُ بِذَنبِهِ يَخْطِرُ خَطْراً، وخَطِيراً وخَطَراناً _ إِذا جَعَل يرفع ذنبَه ثمَّ يضربُ بِهِ حَاذَيْهِ، وهما مَا ظهر من فخذيْه حيثُ يَقع شَعَرُ الذَّنَب. عَمْرو _ عَن أَبِيه _: الخَاطِرُ: المتَبَخْتِرُ يُقَال: خَطَر يخطِرُ _ إِذا تبخترَ. قَالَ: وخطُرَ يخطُرُ خَطْراً وخُطُوراً _ إِذا جلّ بعد دِقَّة. والخَطيرُ من كلِّ شيءٍ: النَّبيل. قَالَ: وخَطَرَانُ الْفَحْل من نشاطِه وأمّا خطَرَانُ النَّاقةِ فَهُوَ إِعلامٌ للفحل أَنَّهَا لاَقحٌ. وَفِي حَدِيث عليّ رَضِي الله عَنهُ ((أَنه قَالَ لعمَّارٍ: جُرُّوا لهُ الخطِيرَ مَا انْجَرَّ لكُمْ)) . مَعْنَاهُ: اتَّبِعوهُ مَا كَانَ فِيهِ موضعُ مُتَّبَعٍ لكم، وتَوَقَّوْا مَا لم يكن فِيهِ موضعٌ. قَالَ: والْخَطِيرُ زمامُ الْبَعِير. وَقَالَ شمرٌ: قَالَ بَعضهم: الْخَطيرُ: الْحَبْلُ. قَالَ: وَبَعْضهمْ يذهب بِهِ إِلَى إخْطَارِ النَّفس: وإشْرَاطِها فِي الْحَرْب ... الْمَعْنى: اصْبرُوا لعمَّارٍ مَا صَبَرَ لكم. قَالَ: والْخَطَرُ: العدلُ. يُقَال: لَا تجْعَل نَفسك خَطَراً لفُلَان وَأَنت أوْزنُ مِنْهُ. قَالَ: والْخَطيرُ، والْخِطَارُ: وقعُ ذنبِ الجملِ بَين وَرِكيه إِذا خطرَ. وَأنْشد: (رُدِدْنَ فَأُنشِقْنَ الأَزِمَّةَ بعدَ مَا ... تحَوَّبَ عَنْ أَوْرَاكهِنَّ خَطيرُ)

والْخَطَّارُ: الْمِقْلاعُ، وَأنْشد: (جُلْمُودُ خطَّارٍ أُمِرَّ مِجْذَبُهْ ... ) والخَاطِرُ: مَا يَخْطِرُ فِي الْقلب من تَدبيرٍ أَو أَمْرٍ. والعربُ تَقول: رَعَينَا خَطَرات الوسميِّ وَهِي اللُّمع من المَراتِع والبُقع. والْخِطْرَةُ عُشْبَةٌ مَعْرُوفَة، لَهَا قَضْبَةٌ يَجْهدُها المَال، وتَغْزُرُ عَلَيْهَا. وخَطَرَ الرجلُ برَبيعتِه _ إِذا هزَّها عِنْد الإشالة، وَكَذَلِكَ خَطَرَ بسَوْطه _ إِذا رَفَعَهُ وخَفَضَه. خرط: قَالَ اللَّيْث: الْخَرْطُ: قَشْرُكَ الوَرَقَ عَن الشَّجر اجتذاباً بِكَفِّكَ. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: (إنَّ دُونَ مَا هَمَمْتَ بِهِ ... مِثْلَ خَرْطِ القَتَادِ فِي الظُّلمهْ) والْخَرُوطُ _ من الدَّوَابِّ _: الَّذِي يَجْتَذِب رَسَنَهُ من يَدِ مُمْسِكه، ثمَّ يَمْضي عائراً خَارِطاً. وَيَقُول بَائِع الدَّابَّةِ: بَرِئْتُ إليْكَ مِنَ الْخِرَاطِ. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: خَرَطْتُ العُنْقُودَ خرطاً إِذا اجْتَذَبت حَبَّه بِجَمِيعِ أصابعك. . وَمَا سَقَط مِنْهُ فَهُوَ الْخُرَاطة. وَقَالَ اللَّيْث: الخُرَاطَةُ: شحمةٌ بيضاءُ تُمْتَصَخُ من أصل البَرْديِّ، وَيُقَال لَهُ: الْخُرَاطَى والخُرَّيْطَى. وَفِي حَدِيث عَليّ رَضِي الله عَنهُ: ((أَنَّهُ أَتاهُ قَوْمٌ برجلٍ فَقَالُوا: إنَّ هَذَا يَؤُمُّنا وَنحن لَهُ كارهونَ، فَقَالَ لَهُ عليٌّ: إِنَّك لَخَرُوطٌ أَتَؤُمُّ قوما هم لَك كارهُونَ؟ !)) . قَالَ أَبُو عبيد: الخرُوطُ: الَّذِي يتهوَّرُ فِي الْأُمُور، ويركَبُ رَأْسَهُ فِي كلِّ مَا يُرِيد. . بِالْجَهْلِ وَقلة الْمعرفَة بالأمور. وَمِنْه قيل: انْخَرَطَ فلانٌ علينا _ أَي: اندَرَأَ عَلَيْهِم بالْقَوْل السَّيِّء وبالفعل. قَالَ العَجَّاجُ يصف ثوراً: (فَظَلَّ يرْقَدُّ مِنَ النَّشَاطِ ... كالْبَرْبَرِي لَجّ فِي انْخِرَاطِ) قَالَ: شبَّهَهُ بالفرس البَرْبريِّ. . إِذا لَجَّ فِي سيره. وَقَالَ اللَّيْث: اسْتَخْرَطَ الرجل فِي الْبكاء _ إِذا اشتدَّ بُكَاؤه ولَجَّ فِيهِ. واخْتَرَط السَّيْفَ _ إِذا اسْتَلَّه من غِمْدِه. والإخْرِيطُ: مِنْ أَطْيب الْحَمْضِ، وَهُوَ مِثْلُ الرُّغْل. . سُمِّي إخْريطاً لِأَنَّهُ يُخرِّط الْإِبِل إِذا أَكلته _ أَي: يُسَلِّحُها، كَمَا قَالُوا لِبَقْلَةٍ تُسَلِّحُ المواشِيَ _ إِذا رَعَتْها: إسْلِيحٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الْخَرِيطَةُ _ مِثلُ الكِيسِ _: مُشْرَجٌ من أَدَمٍ وخِرَقٍ. وَكَذَلِكَ خَرَائِطُ كُتُبِ السُّلطان وعُمَّالِه. وَيُقَال _ للرجل _ إِذا أَذِنَ لِعَبْدِهِ فِي إِيذَاء قوم _: قد خَرَطَ عَلَيْهِم عبْدَه. شُبِّه بالداَّبَّة، يُفْسَخ رَسَنُهُ ويُرْسَلُ مُهْمَلاً. وَيُقَال: اخْرَوَّطَ بهم الطريقُ والسَّفَرُ إِذا مضى وامْتدَّ، وَمِنْه قَوْله: ( ... واخرَوَّطَ السَّفَرُ ... )

ورجُلٌ مَخْرُوطُ الْوَجْه _ إِذا كَانَ فِي وَجهه طولٌ، وَكَذَلِكَ مَخْروطُ اللِّحيةِ، إِذا كَانَ فِيهَا طولٌ من غير عِرَضٍ. . وَقد اخرَوَّطَتْ لِحيَتُهُ. وَيُقَال للشَّرَكِ _ إِذا انْقَلب عَلَى الصَّيْدِ فَعَلِقَ فِي رِجْلِه _: قد اخْرَوَّطَ فِي رِجْلِه، واخْرِوَّاُطُهُ: امتداد أُنْشُوطَتِهِ. والمخرُوطُ من النُّوق: السريعة، وَإِذا أَخذ الطَّائرُ الدُّهْنَ من مُدْهُنِهِ، أَي: من زِمِكَّاهُ قيل هُوَ يَتَخَرَّطُ تَخَرُّطاً ويُنَضِّدُ تَنْضِيداً. وَيُقَال: خَرَط فلَان جاريتَه خَرْطاً _ إِذا نكحَهَا، وخَرَطَ البازِيَ _ إِذا أَرْسَله من سَيْرِه. وَقَالَ جَوَّاسْ بن قَعْطَلٍ: (يزَعُ الجِيَادَ بِقَوْنَسٍ وكأَنَّهُ ... بازٍ تَقَطَّعَ قَيْدُهُ مَخْرُوطُ) وانْخِرَاط الصَّقر: انقضاضُه عَلَى الصَّيْد. أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي: الْخَرَطُ أَن يصيبَ الضَّرْعَ عَيْنٌ أَو تَرْبِضَ الشَّاةُ أَو تَبْرُكَ النَّاقة عَلَى ندًى، فيَخْرُجَ اللَّبَنُ متعقِّداً كأَنه قِطَعُ الأوتار، ويخرجَ مَعَه ماءٌ أصفرُ. يُقَال: قد أَخرَطَتِ الشَّاةُ فَهِيَ مُخْرِطٌ والجميع مَخَارِيطُ. فَإِذا كَانَ ذَلِك عَادَة لَهَا فَهِيَ مِخراطٌ، فَإِذا احمرَّ لبنُها وَلم يَخْرَط فَهِيَ مُمْغِرٌ. أَبُو عبيد: عَن أبي عَمْرو: خَرِط الرَّجل خَرَطاً _ إِذا غَصَّ بِالطَّعَامِ. قَالَ شمر: لم أسمع ((خَرِطَ)) إِلَّا هَهُنَا. قلت: وهوحرف صَحِيح. أَنْشدني الإياديُّ: (يَأْكُلُ لحْماً بائِتاً قَدْ ثَعِطَا ... أَكْثَرَ مِنْهُ الأكْلَ حَتَّى خَرِطَا) وَقَالَ غَيره: حِمَارٌ خَارِطٌ، وَهُوَ الَّذِي لَا يستقرُّ العَلَفُ فِي بَطْنه، وَقد خَرَّطَه البقلُ فَخَرِطَ. وَقَالَ الجعديُّ: (خَارِطٌ أَحْقَبُ فَلْوٌ ضَامِرٌ ... أَبْلَقُ الْحِقْوَيْنِ مَشْطُوبُ الْكفَلْ) وَفِي حَدِيث عمر: ((أَنَّه رَأَى فِي ثَوْبه جَنَابَةً فَقَالَ: خَرِطَ علينا الاحْتِلامُ)) . قَالَ ابْن شُمَيْل: خُرِطَ _ أَي: أُرْسل. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: خَرَطَ دَلْوَه فِي الْبِئْر _ أَي: أَلْقَاهَا وحَدَرَها. طرخ: قَالَ اللَّيْث: الطَّرْخَة: مأْجَلٌ يُتَّخَذُ كالحوض الْوَاسِع عِنْد مَخْرَجِ الْقَنَاة. . يجْتَمع فِيهَا الماءُ ثمَّ يُفْتَجَرُ مِنْهَا إِلَى المزرعة، وَهُوَ دَخيلٌ، لَيْسَ بفارسية لَكْنَاءَ، وَلَا عربيةٍ مَحضَةٍ. قَالَ: وطَرْخَانُ: اسْمٌ للرجل الشريف بلغَة أهل خُرَاسَان، والجميع: الطَّرَاخِنَةُ. طخر: قَالَ اللَّيْث: الطَّخَارِيرُ: سحاباتٌ مُتَفَرِّقَة والواحدة طُخْرُورَةٌ. وَيُقَال مثلُ ذَلِك فِي الْمَطَر. والناسُ طخَارِيرُ _ إِذا تفرَّقوا. أَبُو عبيد _ عَن أَصْحَابه _: الطَّخاريرُ من السَّحَاب، واحدُها طُخْرُورٌ. . وَهِي قطع مستَدِقَّةٌ رقاقٌ.

خ ط ل

وَيُقَال للرجل _ إِذا لم يكن جَلْدَا وَلَا كَثيفاً _: إِنَّه لطُخْرُورٌ. وَقَالَ شمر: يُقَال: طُخْرُورٌ وتُخْرُورٌ _ بِمَعْنى واحدٍ. وَقَالَ ابْن السكِّيت: يُقَال: مَا عَلَيْهِ طُحْرُورٌ وَلَا طُخْرُورٌ _ بِمَعْنى واحدٍ. . فِي ((بَاب نَفْي اللِّباس)) . أَبُو عمرٍ و: الطَّاخرُ: الغَيْمُ الأسوَدُ. خَ ط ل خطل، خلط، لطخ، لخط، طلخ: مستعملات. طلخ: قَالَ اللَّيث: اطْلَخَّ دمعُ عينه _ أَي: تفرق وَأنْشد: (لاَ خَيْرَ فِي الشَّيخ إِذا مَا اجْلَخَّا ... وَسَالَ غَرْبُ عَينِهِ فاطلخَّا) وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: اطْلَخَّ دَمعُ عينِه _ إِذا سَالَ. ورُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنَّه كانَ فِي جِنَازَةٍ فقَالَ: ((أَيُّكُمْ يَأْتِي المَدِينَةَ فَلاَ يَدَعْ فِيهَا وَثَناً إِلَّا كسَرَهُ وَلَا صُورَةً إلاّ طلَّخها، وَلَا قَبْراً إِلَّا سَوَّاهُ)) . قَالَ شمرُ: أَحْسب قَوْله: ((طَلَّخَهَا)) _ أَي: لَطَّخها بالطِّين حَتَّى يَطْمسها، وكأنَّه مَقْلوبٌ. قَالَ شمِرٌ: وَيكون ((طَلَّخْتُهُ)) _ أَي: سوَّدْتُهُ، وَمِنْه الليلَةُ الْمُطْلَخِمَّة، وَالْمِيم زائدةٌ. وامرأةٌ طَلْخَاءُ _ إِذا كَانَت حَمْقَاءَ. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: (فلَمْ أَرَ مِثْلِي زَوْجَ طَلْخَاءَ خِرْمِلٍ ... أَقَلَّ عِتَاباً فِي السَّدادِ وَأَشْكَعَا) قَالَ: ويُرْوَى: زوجَ طَلخَاءَ لُطْخَةٍ وَيقال: أَغْنُوا عَنَّا لُطَخَتَكُمْ. لطخ: وَقَالَ اللَّيْث: الطَّلْخُ: اللَّطْخُ بالْقَذَرِ وإفسادُ الكِتاب ونحوِه، واللّطْخُ أَعَمُّ. قَالَ: ورجلٌ لَطِخ _ أَي: قَذِرُ الْأكل، ولَطَخْتُ فلَانا بأمرٍ قَبِيح. أَبُو زيد: رجلٌ لُطَخَةٌ. . من رجالٍ لُطَخَاتٍ وطَيْخَة من رجالٍ طَيْخَاتٍ. وهما الأحمق الَّذِي لَا خير فِيهِ. وَيُقَال: تَلَطَّخَ فلانٌ بأمرٍ قبيحٍ _ أَي: تدنَّس بِهِ. قَالَ شمر: وَقَالَ ابنُ شُمَيل: اللُّطَخَةُ: الرجُلُ الفاسِدُ. لخط: وأمَّا ((لَخَط)) : فَإِن اللَّيْث أهمله. قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: قَالَ ابْن بُزُرْج _ فِي ((نوادره)) : قَالَ خَيْشَنَة: يقالُ: قد الْتَخَطَ الرجل من ذَلِك الْأَمر _ يريدُ: اخْتَلَطَ. قَالَ: وَمَا اخْتلَط ... إِنَّمَا هُوَ الْتَخَطَ. خطل: قَالَ اللَّيْث: الْخَطَلُ خِفَّةٌ وَسُرْعَة. يُقَال للأحْمَق العَجِل: خطِلٌ، وللمقاتل السَّريع الطّعْن: خَطِلٌ، وَأنْشد: (أَحْوَسُ فِي الظّلمَاء بالرُّمْح الْخَطِلْ ... ) وَيُقَال للجَوَادِ من الرِّجَال _: خَطِلُ الْيَدَيْنِ خَضِلٌ بِالْمَعْرُوفِ _ أَي: عَجِلٌ عِنْد الْإِعْطَاء. قَالَ: والخَطِلُ: مَا غَلُظَ من الثِّيَاب وخَشُن وجَفَا، وَأنْشد:

(أَعَدَّ أَخْطَالاً لَهُ ونَرْمَقاً ... ) يَعْني الصَّيَّادَ. أَبُو عبيد: الْهُرَاء: الْمنطق الْفَاسِد وَيُقَال: الْكثير. . والْخَطَلُ مثله. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي _ فِي قَول رؤبة _: (وَدَغْيَةٍ منْ خَطِلٍ مُغْدَوْدِنِ ... ) الخَطِلُ: المضطرب. وَقَالَ اللَّيْث: الْخَطْلاءُ _ من الشاءِ _: العريضة الأُذُنينِ جدّاً. أُذُناهُ خَطْلاَوَانِ. . كَأَنَّهُمَا نَعْلان. وَيُقَال للْمَرْأَة الجافية الخُلُقِ: خَطْلاءُ. ونسوةٌ خُطْلٌ، وثوب خَطِل: يَنْجَرُّ على الأَرْض مِنْ طُوله. . وَرجل أخْطلُ اللِّسَان _ إِذا كَانَ مضطربَ اللسانِ مُفَوَّهاً. أَبُو عبيد _ عَن أبي عَمْرو _ خَطِلَ الرجل فِي كَلَامه، وأَخْطَلَ فِي كَلَامه: بِمَعْنى واحدٍ. ثعلبٌ _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _: هِيَ الْهِرُّ والخَيْطلُ، والْخَازَبَازِ. وَقَالَ اللَّيْث: الخيطلُ: السِّنَّوْر. خلط: قَالَ اللَّيْث: خَلطْتُ الشّيءَ بالشّيْء خلْطاً فاخْتلَطَ، والخِلْط كل نوع من الأَخْلاَط كأخلاَط الدَّواء ونحوِه. قَالَ: والْخَلِيطُ _ من السِّمَنِ _: الَّذِي فِيهِ شَحْمٌ ولَحْمٌ. والْخَلِيطُ: تبْنٌ وقَتٌ مُخْتلِطَان. وخَليطُ الرَّجُل: مُخَالِطُه. والخليطُ: القومُ الَّذين أَمْرُهم واحِدٌ _ وَأنْشد: (بَانَ الْخَلِيطُ بِسُحْرَةٍ فتبدَّدُوا ... ) والْخُلَّيْطَى: تخليطُ الْأَمر _ إِنَّه لفي خُلَّيْطَى مِن أَمْره. قلتُ: وَقد تُخَفَّفُ اللَّام فَيُقَال: خُلَيْطَى. وَيُقَال للْقَوْم _ إِذا خَلَطُوا مالَهُم بعضَه ببعضٍ _: خُلَيْطَى. وأنشدني بعضُهم: (وَكُنَّا خُلَيْطَى فِي الْجِمَال فَأَصْبَحتْ ... جِمَالي تُوَالي وُلَّهاً مِنْ جِمَالِكَ) ورُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنَّه قَالَ: ((لاَ خِلاَطَ وَلاَ شِنَاقَ فِي الصَّدَقَةِ)) . وَفِي حَدِيث آخر: ((وَمَا كَانَ مِنْ خَلِيطَيْن فإنَّهُمَا يَتَرَاجعانِ بَيْنهُمَا بِالسَّوِيَّةِ)) . وَكَانَ أَبُو عُبَيْدٍ فَسَّرَ هَذَا الحديثَ فِي كتا ب ((غَرِيب الحَدِيث)) فثَبجَّه وَلم يحصِّل تَفْسِيرا يُبْنَى عَلَيْهِ، ثمَّ ألَّفَ كتابَ ((الأمْوَال)) وقرأهُ عَلَيَّ أَبُو الحُسَيْن الْمُزَنِيُّ رِوَايَةً عَن عَليِّ بنِ عبد الْعَزِيز _ عَن أبي عبيد وفَسَّرَه فِيهِ عَلَى نَحْو مَا فَسَّرَه الشَّافِعِيُّ. أخبرنَا عبدُ الْملك _ عَن الرَّبيعِ. . عَن الشَّافِعي _ أَنه قَالَ: الَّذِي لَا أَشُكُّ فِيهِ أَن ((الْخَلِيطَيْن)) : الشَّرِيكَانِ لَمْ يقتَسِمَا المَاشِيةَ، وتراجُعُهُما _ بالسَّوِيَّةِ: _ أَن يَكُونَا خَلِيطَيْن فِي الْإِبِل يَجِبُ فِيهَا الْغَنَمُ، فَتُوجَدُ الْإِبِل فِي يَد أَحدهمَا فَتُؤْخَذُ مِنْهُ صدقتُهُمَا فيرجعُ على شَرِيكه بالسَّوِيَّة. قَالَ الشافعيُّ: وَقد يكونُ الْخَلِيطانِ: الرجلَيْنِ يَتَخَالَطانِ بِمَاشِيَتهِما، وَإِن عَرَفَ كلُّ وَاحِد مِنْهُمَا ماشِيَتَهُ.

قَالَ: وَلَا يكونَانِ ((خَلِيطَيْنِ)) حَتَّى يُرِيحَا ويَسْرَحَا ويَسْقِيَا مَعًا. وتَكُونَ فحولُهُما ((مُخْتَلِطَةً)) ، فَإِذا كَانَا هَكَذَا صَدَّقَا صَدَقَةَ الْوَاحِد، بكلِّ حَال. قَالَ: وَإِن تفرَّقَا فِي مُرَاحٍ أَو سَقْي أَو فَحُولٍ، فليسا ((خَلِيطَينِ)) ، ويُصَدَّقَانِ صَدَقَةَ الِاثْنَيْنِ. قَالَ وَلَا يكونَانِ: ((خَلِيطَيْنِ)) حتَّى يَحُولَ عَلَيْهِمَا الْحَوْلُ، من يَوْم ((اخْتَلَطَا)) فَإِذا حَال عَلَيْهِمَا حَوْلٌ من يومِ ((اخْتَلَطَا)) زُكِّيَا زكاةَ الواحِدِ. قُلْتُ _ وشَرْحُ ذَلِك أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أوجب على مَنْ مَلَكَ أَرْبَعِينَ شَاة فحال عَلَيْهَا الْحَوْلُ _ من يَوْم ملَكهَا _ شَاة. وَكَذَلِكَ: إِذا مَلَكَ أَكْثَرَ مِنْهَا إِلَى تَمام مائَة وعشرينَ _ فَفِيهَا شاةٌ واحدةٌ، فَإِذا زادتْ شاةٌ وَاحِدَة على مائَة وَعشْرين فَفِيهَا شَاتَانِ. وَلَو أنَّ ثَلاَثَةَ نَفَرٍ مَلَكُوا مائَة وَعشْرين شَاة. لكُلِّ واحدٍ مِنْهُم أربعُونَ شَاة، وَلم يَكُونُوا ((خُلَطَاءَ) سنة كَامِلَة فعلى كلِّ واحدٍ مِنْهُم شاةٌ _ فَإِن صَارُوا ((خُلَطَاءَ)) وجَمَعُوها على راعٍ واحدٍ سنة كَامِلَة وجَبَتْ عَلَيْهِم جَمِيعًا شاةٌ واحدةٌ لأَنهم يُصَدِّقُون صَدَقَة الْوَاحِد إِذا اخْتَلطُوا. وَكَذَلِكَ إِذا كَانُوا ثَلَاثَة بَينهم أربعُون شَاة _ وهم ((خُلَطَاءُ)) _ فإنَّ عَلَيْهِم شَاة، كأنهُ مَلَكَهَا رجلٌ وَاحِد. فَهَذَا تَفْسِير ((الْخُلَطَاءِ)) فِي الْمَوَاشِي من الْإِبِل والغَنَم، وَالْبَقر. وَأما تفسيرُ ((الْخَلِيطَيْنِ)) الَّذِي جَاءَ فِي بَاب ((الأشْرِبَةِ)) وَمَا جَاءَ فيهمَا من النَّهي عَن شُرْبِهِمَا، فَهُوَ شَرَابٌ يُتَّخَذُ من التمْرِ والبُسْرِ، أَو مِنَ العنبِ وَالزَّبِيب، أَو من التمْر والعنبِ. وقَوْلُ الله جلّ وعزّ: {وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلاَّ الذِّينَءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحتِ} [ص: 24] . فالْخُلَطَاءُ _ هَهُنَا _: الشُّرَكاءُ، الَّذين لَا يتميَّز مِلْكُ كلِّ واحدٍ مِنْ مِلْكِ أَصْحابه إِلَّا بِالْقِسْمَةِ. وَقد يكون ((الْخُلَطَاءُ)) _ أَيْضا _ أَن يَخْلِطوا العَيْنَ الُتمَيِّزِ بالعَيْنِ المُتَمَيِّزِ _ كَمَا فسَّر الشَّافِعيُّ _ ويكونُونَ مُجْتَمعين كالْحِلَّةِ تشْتَمِل على عَشْرة أَبيات. . لِصَاحبِ كلِّ بيتٍ ماشيةٌ على حِدَةٍ فَيجْمعونَ مواشِيَهُم كلَّها على راعٍ واحدٍ، يرعاها مَعًا، ويُورِدُها الماءَ مَعًا وكلُّ واحدٍ مِنْهُم يعرفُ مَالَه بسمتِهِ ونِجَارهِ. ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: الْخِلاَطُ أَن يأتيَ الرجلُ إِلَى مُرَاح آخَرَ فيأخذَ مِنْهُ جَمَلاً فَيُنْزِيَهُ على ناقَتِهِ سرّاً من صاحبِه. قَالَ: والْخِلاَطُ _ أَيضاً: أَنْ لاَ يُحسنَ الجملُ الْقُعُوَّ على طَرُوقتهِ فَيأخذَ الرَّاعِي قضيبَه ويهْدِيهُ لِلْمَأْتَى حَتَّى يُولِجَهُ. والْخَلِيطُ: الصاحب. . والْخَلِيط: الجارُ. وَيكون وَاحِدًا وجمْعاً، وَمِنْه قَول جَرِيرٍ: (بانَ الخليطُ وَلَو طُووِعْتُ مَا بَانَا ... ) فَهَذَا واحدٌ.

خ ط ن

وَقَالَ زُهَيْرٌ فِي الْجَمْعِ: (بانَ الخَليطُ وَلَمْ يَأْوُوا لِمَنْ تَرَكُوا ... ) فَهَؤُلَاءِ جمْعٌ. وَيُقَال: ((خُولِط)) الرجل. . فَهُوَ ((مخَالَطٌ)) ، و ((اخْتَلَطَ)) عقله. . فَهُوَ ((مُخْتَلِطٌ)) _ إِذا تغيَّر عقلُهُ. وَقَالَ اللَّيْث: الْخِلاَطُ: مُخَالَطَةُ الذئْبِ الغنمَ، وَأنْشد: (يَضْمَنُ أَهْلُ الشَّاءِ فِي الْخِلاَطِ ... ) قَالَ: والخِلاَطُ: مَخَالَطَةُ الدَّاء الجوْفَ. قلت: والْخِلاَطُ: مُخَالطَة الرجلِ أَهْلَه _ إِذا جَامعهَا، وَكَذَلِكَ مُخَالَطَةُ الجملِ الناقَةَ _ إِذا خَالَطَ ثَيْلُه حَيَاءَها. أَبُو عبيد _ عَن أبي زيد _ قَالَ: إِذا قَعَا الفَحْلُ عَلَى النَّاقة فَلم يسترشد لحيائها حَتَّى يُدْخِلَهُ الرَّاعِي، أَو غيرهُ. قيل: قد أَخْلَطَهُ إِخْلاَطاً، وأَلْطَفَه إلطافاً، فَهُوَ يُخْلِطُه ويُلْطِفُهُ، فَإِن فعَلَ الجملُ ذَلِك من تِلْقَاء نَفسه قيل: قد اسْتَخْلَط واستلْطَفَ. وَقَالَ اللَّيْث: رجلٌ خَلِطٌ: مُخْتَلِطٌ بِالنَّاسِ متحبِّبٌ، وامرأةٌ خَلِطةٌ كَذَلِك. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الْخِلْطُ من السِّهَام: الَّذِي يَنْبتُ عُودُه على عِوَجٍ؛ فَلَا يزالُ يَعْوَجُّ _ وَإِن قُوِّم. وَقَالَ ابْن شُميل: جَملٌ مُخْتَلِطٌ، وناقة مُخْتَلِطَةٌ _ إِذا سَمنا، حَتَّى اخْتَلَطَ الشَّحْمُ باللَّحْم. أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ _: الْخُلُطُ: الْمَوَالِي، والْخُلُطُ: الشُّرَكَاء، والْخُلط: جِيرَان الصَّفاء. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: ((اختَلَطَ اللَّيْلُ بالتُّرَابِ)) _ إِذا اخْتَلَطَ عَلَى الْقَوْم أمْرُهم ((واخْتَلَطَ الْمَرْعِيُّ بالْهَمَلِ)) . خَ ط ن أهمل اللَّيْث بَابهَا. . وَقد استُعْمِلَ من وجوهها: نخط، خنط، طنخ. نخط: رَوَى أَبُو الْعَبَّاس - عَن ابْن الْأَعرَابِي -: النُّخُطُ اللاعِبُون بالرِّماح شجاعةً. وَيُقَال للسُّخْدِ _ وَهُوَ المَاء الَّذِي فِي المشيمة _: النُّخْطُ، فَإِذا اصفَرَّ فَهُوَ الصَّفَقُ والصَّفَرُ، والصُّفَارُ. والنُّخْطُ _ أَيْضا _ النِّخَاعُ، وَهُوَ الْخَيْطُ الَّذِي فِي القَفَا. أَبُو عبيد _ عَن الْفراء _ مَا أَدْرِي أَيُّ النُّخْطِ هُوَ؟ _ أَي: مَا أَدْرِي أيُّ النَّاس هُوَ؟ طنخ: أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي: إِذا غلب على قلب الرجُلِ الدَّسَمُ قيل: طَنِخَ يَطْنَخُ طَنَخاً _ وتَنِخَ يَتْنَخُ تَنَخاً. خنط: أَبُو عبيد _ عَن الكسائيِّ _: الْخَنَاطِيطُ والخَنَاطِيلُ _ مثْلُ العَبَادِيدِ _: جَمَاعَاتٌ فِي تَفْرِقَةٍ، وَلَا يُعْرف لَهَا واحدُ. وَقَالَ بَعضهم: واحِدُ الُخَنَاطِيطِ: خِنْطِيطٌ. خَ ط ف اسْتعْمل من وجوهه: خطف، طخف. خطف: قَالَ الله عزّ وجلّ: {يكَاد الْبَرْق يخطف أَبْصَارهم} [البَقَرَة: 20] . وَقَالَ الله جلّ وعزّ: فِي سُورَة أُخْرَى _: {إِلَّا من خطف الْخَطفَة فَأتبعهُ شهَاب ثاقب} [الصَّافات: 10] .

وَيُقَال: خَطِفْتُ الشيءَ، واخْتَطَفْتُهُ _ إِذا اجتَذَبْتُه بِسُرْعَة. وَأكْثر القُرّاء قَرَءُوا: ((يَخْطَفُ) من ((خَطِفَ يَخْطَفُ)) وَهِي القِرَاءةُ الجيِّدةُ، الَّتِي اجتمعَ عَلَيْهَا أكثرُ القُرَّاء. ورُوِيَ _ عَن الْحسن _: أَنه قَرَأَ ((يَخِطِّفُ)) بِكَسْر الْخَاء، وَتَشْديد الطَّاء مَعَ الْكسر. وَقَالَ بعضُهم: ((يَخَطِّفُ)) بِفَتْح الْخَاء وَكسر الطَّاء وتشديدها. فَمن قَرَأَ: ((يَخَطِّفُ)) فَالْأَصْل يَخْتَطِفُ، فأُدْغِمَتِ التاءُ فِي الطَّاء، وأُلْقِيَتْ فَتْحَةُ التَّاء عَلَى الْخَاء. وَمن قرأَ ((يَخِطِّفُ)) كَسَرَ الخاءَ لسُكُونها وسُكُون الطَّاء، وَهَذَا قَول البَصْريين. وَقَالَ الفرَّاء: الْكسر لالتقاء الساكنين _ ههُنَا _: خَطأٌ. وإنَّه يلْزم مَنْ قَالَ هَذَا: أَن يَقُول فِي {يعَض} [الْفرْقَان: 27] : ((يَعِضُّ)) ، وَفِي ((يَمُدُّ)) : ((يَمِدُّ)) . وَقَالَ الزَّجَّاجُ: هذِه العلَّة غير لازمةٍ لِأَنَّهُ لَو كُسِرَ ((يَعَضُّ ويمُدُّ)) لالْتَبَس مَا أَصْلُهُ ((يَفْعَلُ، ويَفْعُلُ)) بمَا أَصله ((يَفْعِلُ)) . قَالَ: ((ويَخْتَطِفُ)) : لَيْسَ أصلُه غيرَ هَذَا، وَلَا يكُونُ مَرَّةً على ((يَفْتَعِلُ)) . وَمَرَّةً على ((يَفْتَعَلُ)) ، فكُسر لالتقاء الساكِنين فِي موضعٍ غيرِ مُلتبسٍ. وَقَالَ ابْن بُزُرْجٍ: خَطِفْتُ الشَّيْء: أخذتُه وَأَخْطَفْتُه _ إِذا أَخْطأْتُهُ. وَأنْشد قولَ الْهُذَلِيِّ: (تَنَاوَلُ أَطْرَافَ الْقِرَانِ وَعَيْنُهَا ... كَعَيْنِ الْحُبَارَى أَخْطَفَتْها الأجَادِلُ) ((الْقِرَانُ)) _ جَمْعُ قَرْنٍ _: الجَبَلُ. قَالَ: والإخْطافُ _ فِي الْخَيْلِ _ ضِدُّ الإنْتِفَاجِ، وَهُوَ عَيْبٌ فِي الْخَيل. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الإخطَافُ شَرُّ عُيُوب الْخَيل، وَهُوَ صِغَرُ الجَوْفِ. . وَأنْشد: (لاَ دَنَنٌ فِيهِ وَلَا إِخْطافُ ... ) والدَّنَنُ: قِصَرُ العُنُقِ، وتَطَامُنُ الْمُقَدَّمِ. وَقَالَ أَبُو زيد: أَخْطَفَ الرَّجلُ إخْطافاً _ إِذا مَرِضَ مَرَضاً يَسِيرا وبَرَأَ سَرِيعا _ حكاهُ ابْن السكِّيت عَنهُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَالَ أَبُو صَفْوَانَ: يُقَال: أَخْطَفَتْهُ الْحُمَّى _ أَي: أَقْلَعَتْ عَنهُ، وَمَا مِنْ مرضٍ إِلَّا وَله خُطْفٌ _ أَي: يَبْرَأُ مِنْهُ. وَالْعرب تَقول لِلذِّئْبِ: خَاطِفٌ _ وَهِي الْخَوَاطِفُ. وَقَالَ اللَّيْث: بَازٍ مُخْطِفٌ. قَالَ: والْخَيْطَفُ سُرْعة انجذابٍ السيرِ. . وجَمَلٌ خَيْطَفٌ وَذُو عَنَق خَيطَفٌ. . وَأنْشد: (وعَنقاً بَاقِي الرَّسِيمِ خَيْطَفَا ... ) أَي: كأنّهُ يَخْتَطِفُ فِي مِشيَتِهِ عُنُقَه أَي: يجتَذِبه. والْخطَفى سَيْرَتهُ. يُقَال خَطفَ يَخطِفُ، وخَطِفَ يَخطَفُ: لُغتَانِ. والْخُطافُ: طائرٌ معروفٌ _ وجَمْعهُ خَطَاطِيف.

خ ط ب

أَبُو عبيد _ عَن الأصمعيِّ _: الْخُطَّافُ هُوَ الَّذِي تجْرِي فِيهِ الْبَكَرَةُ _ إِذا كَانَ منْ حَدِيدٍ. . فإنْ كَانَ من خَشَبٍ فَهُوَ الْقَعْوُ. وَيُقَال لِسِمَةٍ يُوسَمُ بهَا البعيرُ. . كَأَنَّهَا خُطَّافُ البكرةِ: خُطَّافٌ _ أَيْضا _ وبعيرٌ مَخْطوفٌ _ إِذا كَانَ بِهِ هَذِه السِّمَة. وَإِنَّمَا قيل لخُطَّافِ البكَرَةِ: ((خُطَّافٌ)) لحِجْنَةٍ فِيهِ. وكل حدِيدَةٍ ذاتِ حُجْنَةٍ فَهِيَ خُطَّافٌ. وَمِنْه قَول النَّابِغَة الذُّبيانيِّ: (خَطَاطِيفُ حُجْنٌ فِي حبَالٍ مَتِينةٍ ... تُمَدُّ بِهَا أَيْدٍ إليْكَ نَوازعُ) وَفِي حَدِيث أَنَسٍ: ((أَنه كانَ عندَ أُمِّ سُلَيْمٍ شَعِيرٌ فجشَّتْهُ وجعلَتْ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَطِيفَةً فأرْسَلتْنِي أَدْعُوهُ)) . قلتُ: والخطيفة _ عِنْد العَرَبِ _ أَن تُؤْخَذَ لُبَيْنَةٌ فتُسَخَّنَ، ثمَّ يُذَرَّ عَلَيْهَا دَقِيقَةٌ ثمَّ تُطْبَخَ فيلعَقُها الناسُ ويخْتَطِفونها فِي سُرْعَةٍ. وخَطَافِ، وكَسَابِ: من أَسمَاء كِلابِ الْقَنَصِ. وَفِي حديثٍ آخرَ: ((أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن الخَطْفَةِ)) وَهِي مَا اخْتَطَفَ الذِّئْبُ من أَعْضَاء الشَّاة وَهِي حيَّة من يدٍ أَو رجْلٍ. . أَو يَخْتَطِفُهُ الكلْبُ الضَّارِي من أَعْضَاء الْحَيَوَان الَّتِي تصادُ _ من لَحْمٍ أَو غَيره _ والصِّيدُ حيٌّ، وكلُّ مَا أُبين من الْحَيَوَان _ وَهُوَ حيٌّ _ من شَحْمٍ ولَحَمٍ: فَهُوَ مَيْتٌ لَا يحِلُّ أَكلُهُ. وَمن الطير طائرٌ يُقال لَهُ: ((خَاطفُ ظلِّهِ)) . . قَالَه الأصمعيُّ، وَأنْشد: (وَرَيْطَةِ فتْيَانٍ كخَاطِفِ ظِلِّهِ ... جَعَلْتُ لهُمْ مِنْهَا خِبَاءً مُمَدَّدا) يُقَال: إنَّه يَرَى ظِلَّه وَهُوَ يطيرُ، فيحسِبُه صَيْداً فَيَنْقَضُّ عَلَيْهِ. وَيُقَال: أَخْطَفَ لي فلانٌ من حَديثهِ شَيْئا ثمَّ سَكتَ، وَهُوَ الرجل يَأْخُذ فِي الحَدِيث ثمَّ يَبدو لَهُ فيقطعُ حَديثَه. . وَهُوَ الإِخطَافُ. وَيُقَال لِلِّصِّ الَّذِي يَدْغَرُ نَفْسَه _ على الشَّيْء _ فَيَخْتَلِسُهُ: خَطَّافُ. ابْن شُمَيْلٍ _ عَن أبي الْخَطَّابِ _: خَطِفَتِ السفنيةُ وخَطَفَتْ _ أَي: سَارتْ. يُقَال: خَطِفَتِ الْيَوْم من عُمَانَ _ أيْ: سَارَتْ. طخف: أَبُو عبيد _ عَن الْأَصْمَعِي _ الطَّخَافُ: السَّحَابُ الْمُرْتَفع، وطِخْفَةُ: موضعٌ. والطَّخْفُ: اللَّبَنُ الحامِضُ. قَالَ الطِّرِمَّاحُ: (مَا لَمْ تُعَالِجْ دَمْحَقاً بَائتاً ... شُجَّ بِالطَّخْفِ لِلَدْمِ الدَّعَاع) اللَّدْمُ: اللعْقُ، والدَّعاعُ: عِيالُ الرَّجل. وَقَالَ بعض الْأَعْرَاب: الطَّخِيفَةُ واللَّخِيفَةُ: الْخَزِيرةُ _ رَوَاهُ أَبُو تُرَاب. خَ ط ب خطب، خبط، طبخ، بطخ: مستعملة: خطب: قَالَ اللَّيْث: الْخَطْبُ سببُ الأمْرِ. تقولُ: مَا خَطْبُكَ؟ أَي: مَا أَمْرُكَ؟ وتقولُ: هَذَا خَطْبٌ جَلِيلٌ وخَطْبٌ يسيرٌ. . وَجمعه خُطُوب.

والخُطْبَةُ مَصْدَرُ الْخَطِيب. وَهُوَ يخْطُب المرأةَ، ويَختَطِبُها. . خِطْبَةً وخِطِّيبَى. وَقَالَ الْفراء _ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {من خطْبَة النِّسَاء} [البَقَرَةَ: 235] : الخِطْبَةُ مَصْدَرٌ بِمَنْزِلَة الخَطْب _ وَهُوَ بمنزلةِ قَوْلك: إنّهُ لَحَسَنُ القِعْدَةِ والْجِلْسة. قَالَ: والخُطْبَةُ مِثل الرِّسالة الَّتِي لَهَا أوَّلٌ وَآخر. قَالَ: وسمعتُ بعض الْعَرَب يَقُول: اللَّهُمَّ ارْفَعْ عنَّا هَذِه الضُّغْطَةَ. . كَأَنَّهُ ذهب إِلَى أَنَّ لَهَا مُدَّةً وَغَايَة، أَولا وآخراً، ولَوْ أَرَادَ مَرَّةً لقَالَ: ضَغْطةً _ وَلَو أَرَادَ الفِعْلَ لقَالَ: الضِّغْطَةَ، مِثَلُ المِشْيَة. قَالَ: وسمعْتُ آخَرَ يَقُول: اللَّهُمَّ غَلَبَنِي فلانٌ على قُطْعةٍ من أَرْض _ يريدُ أَرضًا مَفروزَةً. قلت: وَالَّذِي قَالَ اللَّيْث. . أَنَّ الخُطْبَةَ مَصْدَرُ الخطِيب: لَا يَجوز إلاَّ على وَجْهٍ واحدٍ، وَهُوَ أنَّ الْخُطْبَةَ: اسمٌ للْكَلَام الَّذِي يَتكلم بِهِ الْخَطِيب، فيوضعُ موضعَ المصدَرِ. وَالْعرب تَقول: فلَان خِطْبُ فلانةٍ _ إِذا كَانَ يَخْطُبُها. وكَانت امراةٌ من الْعَرَب _ يُقَال لَهَا: أُمُّ خَارِجَةَ _ يُضْرَبُ بهَا المثَل. . فَيُقَال: ((أسرَعُ منْ نِكَاحِ أُمِّ خَارِجَةَ)) وكَان الخَاطبُ يقوم على بابِ خبائها فَيَقُول: خِطْبٌ فَتَقول: نِكْحٌ! وَقَالَ اللَّيْث: الخِطِّيبَى: اسْم امْرَأَة _ وَأنْشد قولَ عَدِيِّ بن زَيْدٍ: (لِخِطِّيبَى الَّتِي غَدَرَتْ وخَانَتْ ... وهُنَّ ذَوَاتُ غَائِلَةٍ لُحِينا) قلتُ: وَهَذَا خطأٌ مَحْضٌ، وَ ((خِطِّيبَى)) فِي البيتِ مصدَرٌ كَالْخِطْبة. هَكَذَا قَالَ أَبُو عبيد. والْمَعْنَى: لِخِطْبَةِ زَبَّاءَ، وَهِي امرأةٌ كَانت مَلِكَةً خطبهَا جَذِيمةُ الأبْرَشُ، فغرّرَتْ بِهِ وأجابتْه، فلمَّا دخل بلادها قَتَلَتْهُ. أَبُو عبيد _ عَن أبي زيد _: اخْتَطَبَ القومُ فلَانا _ إِذا دَعَوْهُ إِلَى تزوُّج صاحبتهم. وَقَالَ أَبُو زيد _ فِي ((النوادِرِ)) : إِذا دَعَا أهل الْمَرْأَة الرَّجلَ إِلَيْهَا ليخطبَها فقد اختَطَبوا اخْتِطَاباً. قَالَ: وَإِذا أَرَادوا تَنْفِيقَ أَيِّمِهم كذَبوا على رَجلٍ فَقَالُوا: قد خطبهَا فَرَدَدْنَاهُ فَإِذا رَدَّ عَنهُ قومُه قَالُوا: كذَبتُمْ، لقد اخْتَطَبْتُمُوه، فَمَا خَطَبَ إِلَيْكُم. وَقَالَ اللَّيْث: الخِطَابُ: مُراجعةُ الْكَلَام، وجمعُ الخطيبِ خُطَبَاءُ، وَجمع الْخَاطِبِ خُطَّابُ. وَقَالَ بعض الْمُفَسّرين فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَفصل الْخطاب} [ص: 20] : هُوَ أَن يَحْكُمَ بالْبَيِّنة، أَو الْيَمين. وَقيل: مَعْنَاهُ أَن يفصِلَ بَين الحقِّ وَالْبَاطِل، ويميِّزَ بَين الحُكْمِ وضِدِّه. وَقيل: ((فَصْلُ الخِطَابِ)) : ((أما بعدُ)) ودَاوُدُ _ عَلَيْهِ السَّلَام _ أولُ من قَالَ: ((أَمَّا بَعْدُ)) . وَقيل: ((فَصْلُ الخِطَابِ)) : الفِقهُ فِي الْقَضَاء.

وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: معنى ((أَمّا بَعْدُ)) أما بَعدَ مَا مضى منَ الْكَلَام فَهُوَ كَذَا وَكَذَا. ابْن السّكيت (عَن أبي زيد _: أَخْطَبكَ الصَّيْدُ فَارْمِه _ أَي: أمكنَكَ، فَهُوَ مُخْطِبٌ. أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي: إِذا صارَ لِلْحَنْظَلِ خُطُوطٌ فَهُوَ الخُطْبَانُ _ وَقد أَخْطَبَ الْحَنْظَلُ. عَمْرو _ عَن أَبِيه _ قَالَ: الأخْطَبُ: الأخضَرُ يخَالِطُهُ سوَادٌ. قَالَ: وَقيل لِلصُّرَدِ: ((أَخْطَبُ)) لأنَّ فِيهِ سَوَاداً وبَياضاً. وَيُقَال لِلْيَدِ عِنْد نُضُوِّ سَوَادِها من الحِنَّاءِ: خَطْبَاءُ. وَيُقَال ذَلِك فِي الشَّعَر أَيْضا. وَقَالَ اللَّيْث: الأخْطَبُ: لوْنٌ يَضْرِبُ إِلَى كُدْرَةٍ أُشْرِبَتْ حُمْرَةً فِي صُفْرَةٍ، كلوْنِ الْحَنْظَلةِ الخَطْبَاء قبل أَن تَيبَسَ، وكلَوْن بعض حُمُر الوَحْش. أَبُو عبيدٍ: من حُمُرِ الوَحْش: الخَطْبَاءُ وَهِي الأتَانُ الَّتِي لَهَا خطٌّ أسود على مَتْنها والذكَرُ أَخْطَبُ. خبط: اللَّيْث: بفُلان خَبْطَةٌ من مَسٍّ. قَالَ: وَيُقَال للرَّجل الَّذِي فِيهِ رُعُونَةٌ فِي لُبْسِه وَعَمله: يَا خُبَاطَةُ. ورُوي عَن مَكْحُولٍ: أَنه مرَّ برجُلٍ نَائِم بعد العَصْر فدَفَعَه بِرجلِهِ وَقَالَ: لقد عُوفِيتَ، لقد دُفِعَ عَنْك، إِنَّهَا ساعةُ مَخْرَجِهم، وفِيهَا يَنْتَشِرُونَ، وَفِيهَا تَكُون الْخَبْتَةُ. قَالَ شَمِرٌ: كَانَ مَكْحولٌ فِي لِسَانه لُكنَة، وَإِنَّمَا أَرَادَ الخَبْطَة. يُقَال: تَخَبّطَهُ الشَّيْطَان _ إِذا مَسَّه بخَبْل أَو جُنون. وأصلُ الخَبْطِ ضربُ الْبَعِير الشَّيْء بخُفِّ يدِه، كَمَا قَالَ طَرَفَةُ: (تَخْبِطُ الأرْضَ بصُمٍّ وُقُحٍ ... وَصِلاَبٍ كالمَلاَطِيسٍ سُمُرْ) أَرَادَ أَنَّهَا تضرِبها بأخفافها إِذا سارَتْ. وخَبَطْتُ الشّجَرَةَ بالعصا: ضَرَبتُها بهَا والمِخْبَطَة: الْعَصَا. قَالَ كُثَيِّر: (إِذَا خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهَا حَالَ دُونَهَا ... بمِخْبَطةٍ يَا حُسْنَ مَنْ أَنْتَ ضَارِبُ) يَعْنِي زوجَها. . أَنه يخبطُها. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الخَبطةُ: الزّكامُ وقدْ خُبِط الرجل فَهُوَ مَخْبُوطٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الخَبْطَة _ كالزَّكْمَةِ _ تصيبُ فِي قُبل الشِّتاءِ، يُقَال: خُبِطَ فلَان فَهُوَ مَخْبُوط. وَقَالَ أَبُو زيد: خَبَطْتُ الرجلَ. . أَخْبِطُهُ خَبْطاً _ إِذا وصَلتُه. وَقَالَ أَبُو مَالك: الاختِبَاطُ طَلبُ الْمَعْرُوف والكسْب. تَقول: اختَبَطْتُ فلَانا، واختَبَطْتُ معروفه فَخَبَطَني بِخَير وَأنْشد: (وَفِي كلِّ حَيٍّ قدْ خَبَطتَ بنَعْمَةٍ ... فحُقَّ لِشَأْسٍ مِنْ ندَاكَ ذَنُوبُ) وَقَالَ غَيره: المختبطُ: الَّذِي يَسْأَلك بِلَا وَسِيلَة، وَلَا معرفَة. وَقَالَ لَبِيدٌ:

(لِيَبْكِ عَلَى النُّعْمَانِ شَرْبٌ وقَيْنَةٌ ... ومُختَبِطَاتٌ كالسَّعَالِي أَرَامِلُ) وَيُقَال: خَبَطَهُ _ أَيْضا _ إِذا سَأَله. وَمِنْه قَول زهيرٍ: (يَوْماً وَلاَ خَابِطاً مِنْ مَالِهِ وَرَقَا ... ) وَقَالَ الليثُ: الْخَبْطُ خَبْطُ وَرَقِ الْعضَاهِ من الطَّلْحِ ونحوهِ، يُخْبَطُ _ أَي: يُضرَبُ بالعصا فيتناثرُ، ثمَّ يُعلَفُ الإبلَ. يُقَال: خَبَطْتُ لَهُ خَبِيطاً. قَالَ: والْخَبْطُ الْهشُّ. . والْخَبَطُ اسمٌ مثلُ النَّفَض، وَهُوَ مَا خبطَتْهُ الدَّوَابُّ _ أَي: كَسَرَتْهُ. والْخَبْطُ: شدَّةُ الْوَطْءِ بأَيدِي الدَّواب. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {الَّذِي يتخبطه الشَّيْطَان من الْمس} [البَقَرَة: 275] . أَي: يتوطَّؤُهُ فيصْرَعُه، والْمَسُّ: الجنُونُ. وَقَالَ زُهيْرٌ: (رَأَيْتُ الْمَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْ ... تُمِتْهُ وَمَنْ تخْطِىءْ يُعَمَّرْ فيَهْرَمِ) يَقُول: رَأَيْتهَا تَخْبِطُ الْخَلْقَ خَبْطَ العشْوَاء من الْإِبِل، وَهِي الَّتِي لَا تُبصِرُ، فَهِيَ تَخْبِطُ الكُلَّ، لَا تُبْقي على أحدٍ، فمِمَّنْ خَبَطَتْهُ المنَايا: مَنْ تُميتُه، وَمِنْهُم مَنْ تُعِلُّهُ فَيبْرَأُ، والهرَمُ غايتُهُ، ثمَّ الموتُ. أَبُو عبيد: الْخُبْطَةُ: الجُرْعَة من المَاء تَبْقَى فِي قِرْبَةٍ، أَو مَزادَةٍ أَو حَوْض، وَلَا فِعْلَ لَهَا. ثَعْلَب _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: هِيَ الْخِبْطَةُ والخَبْطَةُ والْخُبْطَةُ. . والْحِقْلَةُ، والْحَقْلَةُ، والْحُقْلَةُ _ والْفَرْشَةُ، والفراشةُ _ والسَّحْبَةُ والسَّحْبَانُ. وَقَالَ أَبُو الرَّبيع الكِلابيُّ: كَانَ ذَلِك بعدَ خِبْطَةٍ من اللَّيْل وخِدْفَةٍ، وخِدْمَة _ أَي: قِطْعَةٍ. وَقَالَ اللَّيْث: الْخَبِيطُ حوضٌ قد خَبَطَتْهُ الْإِبِل حتَّى هَدَمَتْهُ، سمي خَبِيطاً، لأنَّه خُبِطَ طينُه بالأرْجُل عِنْد بنائِه. وَقَالَ الشَّاعِر: (وَنُؤْيٌ كَأَعْضَادِ الْخَبِيطِ الْمُهَدَّمِ ... ) قَالَ: والْخَبيطُ لبنٌ رائبٌ، أَو مَخِيضٌ يُصَبُّ عَلَيْهِ حليبٌ من لبنٍ ثمَّ يُضرَبُ حَتَّى يَخْتَلِطَ، وَأنْشد: (أَوْ قُبْضَةٍ مِنْ حَازِرٍ خَبِيطِ ... ) قَالَ: والْخِبَاطُ سِمَةٌ _ فِي الفَخِذِ _ طويلةٌ عَرْضاً، وَهِي لبني سعدٍ. أَبُو مَالك: الْخِبْطةُ: القطعةُ من كلِّ شَيْء، و ((الحوْضُ)) الصَّغِير يُقَال لَهُ: خَبِيطٌ وَأنْشد: (إِنْ تَسْلَمِ الدَّفْوَاءُ والضُّرُوطُ ... يُصْبحْ لَهَا فِي حَوْضِهَا خَبِيط) والْخَبِيط والْخَبُوطُ _ من الْخَيل _: الَّذِي يَخْبِطُ بيدَيْهِ. وَقَالَ شجاعٌ: يُقَال: تَخبَّطَنِي برجْلِه وتَخبَّرَني. . وخَبَطَنِي، وخبزنِي، والْخَبْطَةُ ضربةُ الفحلِ النَّاقةَ. وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ يصف جَمَلاً: (خَرُوجٌ من الْخَرْقِ الْبَعيدِ نِيَاطُهُ ... وَفِي الشَّوْلِ يَرْضَى خَبْطَةَ الطَّرْقِ نَاجِلُهْ)

خ ط م

طبخ: قَالَ اللَّيْث: الطِّبِيخُ كالقَدِير، إلاَّ أَنَّ الْقَدِيرَ فِيهِ توابلُ، والطَّبِيخُ دون ذلكَ. والطَّبْخُ: إنضاجُ اللَّحْم والمرَق. والطُّبَاخةُ: مَا تأخذُ ممَّا تحتاجُ إِلَيْهِ ممَّا يُطْبَخُ: نَحْو الْبَقَّمِ تأخذُ طُبَاخَتَهُ للصِّبْغ وتطرَحُ سائره. والْمطْبَخُ بيتُ الطّبَّاخِ. وَأما قَول الْعَجَّاجِ: (تالله لَوْلاَ أَنْ تحُشَّ الطُّبّخُ ... بيَ الْجَحيم حينَ لَا مُسْتَصْرِخُ) فإِنَّه عَنَى بالطُّبَّخِ: الملائِكةَ الموكّلينَ بعذابِ الكُفَّارِ. وطَبَائخُ الحرِّ: سمائِمُه فِي الْهَوَاجر. . الْوَاحِدَة طَبِيخةٌ. وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ: (طَبَائخُ شمْسٍ حَرُّهُنَّ سَفُوعُ ... ) والطَّبِيخُ ضربٌ من الْأَشْرِبَة. والطِّبِّيخ _ بلغَة أهل الْحجاز _: هُوَ الْبِطِّيخُ. ثَعْلَب _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ يُقَال للصبيِّ _ إِذا وُلِدَ _: رَضيعٌ، وطفلٌ، ثمَّ فَطِيمٌ ثمَّ دَارِجٌ، ثمَّ جَفْرٌ، ثمَّ يافعٌ، ثمَّ شَدَخٌ ثمَّ مُطَبِّخٌ، ثمَّ كَوْكَبٌ. أَبُو عبيد - عَن أبي زيد -: يقالُ لفَرْخ الضّبِّ - حِين يَخْرُجُ من بيضه -: حِسْلٌ ثمَّ غَيْدَاقٌ، ثمَّ مَطَبَّخٌ، ثمَّ يكون ضَبّاً مُدْرِكاً. ونحوَ ذَلِك قَالَ اللَّيْث فِي الغُلام _ إِذا امْتَلَأَ شبَاباً. قَالَ: وَيُقَال: جاريةٌ طُبَاخيَّة: شابَّةٌ مُكْتَنِزَةٌ، وَأنْشد: (عَبْهَرةُ الْخَلْقِ طُبَاخِيَّةٌ ... تَزِينُهُ بِالْخُلُقِ الطَّاهِرِ) وَيُقَال: لَيْسَ بِهِ طُبَاخٌ _ أَي: لَيْسَ بِهِ قوَةٌ. وَقَالَ غيرُه: امرأةٌ طُبَاخِيَّةٌ: عَاقِلَةٌ مَلِيحةٌ. وَفِي كَلَامه طُبَاخ _ إِذا كَانَ مُحْكماً. وطَابِخَةُ بن إِلْياسَ بنِ مُضرَ طَبخَ قِدْراً فسمِّي: طَابخةَ. وتميمُ بن مرِّ، ومُزَينةُ، وضَبَّةُ: بَنو أُدِّ بْنِ طَابخَة، من خِنْدِفَ. ابْن السكِّيت: يُقَال: قد انطَبَخَ اللحْمُ وَقد اطَّبَخَ القومُ، وَقد يكونُ الاطِّبَاخُ اشتِوَاءً أَوِ اقْتداراً. وَيُقَال: أتَقْتَدِرُون، أم تَشْتَوُون؟ وَيُقَال: خُبزَةٌ جيدةُ الطَّبْخ، وآجرَّةٌ جيِّدةُ الطَّبْخ، وَهَذَا مُطَّبَخُ الْقَوْم ومُشْتَوَاهم. وَيُقَال: اطَّبِخُوا لنا قُرْصاً. بطخ: الْبِطِّيخُ، والطِّبِّيخُ: لُغتان. وَقَالَ بعض اللُّغويين: المَطْخُ والْبَطخ: اللَّعْقُ. خَ ط م خطم، خمط، طخم، مخط، مطخ: مستعملة. طخم: قَالَ اللَّيْث: الطُّخْمَةُ: اسمُ سَواد فِي مقدَّم الأنفِ، أَو مُقدَّمُ الأنفِ، أَو مقدَّمُ الخَطْم. يُقَال: كبشٌ أَطْخَمُ: رَأْسُهُ أسودُ وسائرهُ كَدِرٌ.

والأَطخَمُ: مقدَّمُ الخُرْطُوم فِي الدَّابة والإنسانِ، وَأنْشد: (وَمَا أَنْتُمو إلاَّ ظَرَابيُّ قِصَّةٍ ... تَفَاسَى وتَسْتَنْشِي بآنِفِهَا الطُّخْمِ) قَالَ: يَعْنِي لَطْخاً مِنْ قَذَرٍ. ابْن السكِّيت _ يقالُ: أَخضَرُ أطخَمُ أَدغَمُ _ وَهُوَ الدَّيْزَجُ. خطم: رَوَى عبدُ الرَّحْمَن بنُ الْقَاسِم _ عَن أَبِيه _ قَالَ: أَوْصى أَبُو بَكْرٍ أنْ يكَفَّن فِي ثَوْبَيْنِ كَانَا عَلَيْهِ، وَأَن يُجعَلَ مَعَهُمَا ثوبٌ آخرُ فَأَرَادَتْ عائشةُ أَن تَبْتاع لَهُ أثواباً جُدُداً فَقَالَ عمر: لَا يُكَفّنُ إِلَّا فِيمَا أَوْصَى بِهِ فَقَالَت عائشةُ: يَا عمَرُ، وَالله مَا وَضَعْتَ الْخُطُمَ على آنُفِنَا. فَبكى عمرُ وَقَالَ: كفِّنِي أباكِ فِيمَا شِئتِ. قَالَ شمر: معنى قَوْلهَا: ((مَا وَضَعْتَ الخُطُمَ على آنِفُنَا)) أَي: مَا ملكتَنَا بَعدُ فتنهانا أَن نَصْنَعَ مَا نريدُ فِي أملاكنا. وَيُقَال للبعير _ إِذا غَلَبَ أَن يُخْطَمَ: مَنَعَ خِطَامَهُ. وَقَالَ الأعْشَى: (أَرَادُوا نَحْتَ أَثْلتِنَا ... وَكُنَّا نَمْنَعُ الْخُطُمَا) وخَطَمَهُ بالكلامِ _ إِذا قَهَرَهُ ومَنَعهُ حَتَّى لَا يَنْبِسَ وَلَا يُحيرَ. وَقَالَ اللَّيْث: الخَطْمُ من البازِي وَمن كلِّ شيءٍ: مِنْقَارُهُ. . وَمن كلِّ دَابَّةٍ _ خَطْمُه: مُقَدَّمُ أَنْفِهِ وفَمِهِ، نَحْو الكلْبِ وَالْبَعِير. قَالَ: والأخْطَمُ: الأسْوَدُ. أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: هُوَ من السِّبَاع: الخَطْمُ والْخُرْطُومُ. . وَمن الْخِنْزِيرِ: الفِنْطِيسَةُ. . وَمن ذِي الْجنَاح غيرِ الصائِدِ: المِنْقارُ _ وَمن الصَّائِد: المِنْسَرُ. أَبُو عبيد _ عَن أبي عَمْرو الشَّيباني _: الأُنُوفُ: يُقَال لَهَا: الْمَخَاطِمُ _ واحدُها مَخْطِمُ. وَقَالَ غيرُه: الْخِطَامُ حَبْلٌ يُجعَلُ فِي طَرَفَهِ حَلَقَةٌ، ثمَّ يُقلَّدُ البعيرَ، ثمَّ يُثْنَى على مَخْطِمِهِ _ وَقد خَطَمْتُ البَعِيرَ. . أخطِمُهُ خَطْماً، وجَمْعهُ الخُطُمُ _ يُفْتَلُ من اللِّيفِ والشعْر والكتَّانِ وَغَيره. وَقَالَ اللَّيْث: الْخِطْمِيُّ نَباتٌ يُتَّخذُ مِنْهُ غِسْلٌ. وَفِي الحَدِيث ((إنَّ دَابَّةَ الأَرْضِ مَعَها عَصَا مُوسَى فَتَجْلُو وَجْهَ الْمُؤْمِن، وتَخْطِمُ أَنْفَ الْكَافِرِ)) . مَعْنَاهُ: أَنَّهَا تؤثِّرُ فِي أَنفه سِمَةً يُعْرَفُ بهَا. ونَحْو ذَلِك قيل _ فِي قَوْله جلَّ وعزَّ: {سنسمه على الخرطوم} [القَلَم: 16] . وَقَالَ النضْرُ: الخِطَامُ سِمَةٌ فِي عُرْضِ الْوَجْه إِلَى الخدِّ كهيئةِ الخَطِّ، ورُبَّمَا وُسِمَ بِخِطَامٍ، وربَّما وُسِمَ بِخطامَيْنِ. يُقَال: جَمَلٌ مَخطومُ خِطامٍ، ومَخْطومُ خِطامَيْنِ _ على الإضافةِ. وبهِ خِطَامٌ وخِطَامَانِ. وقَوْلُ ذِي الرُّمَّة: (وَإِنْ حَبا مِنْ أَنْفِ رَمْلٍ مَنْخِرٌ ... خَطَمْنَهُ خَطْماً وَهُنَّ عُسَّرُ)

وَقَالَ الأصْمَعِيُّ: يُرِيد بقوله: ((خَطَمْنَهُ)) : مَرَرْنَ على أَنْفِ ذَلِك الرَّمْلِ فقَطَعْنَه. وخَطْمُ اللَّيلِ: أَوَّلُ إقْبَاله، كَمَا يُقَال: أنْفُ اللَّيْل. وَقَالَ الرَّاعي: (أَتَتْنَا خُزَامى ذَاتُ نَشْرٍ وحَنْوَةٌ ... وَرَاحٌ وَخَطَّامٌ مِنَ الْمِسْكِ يَنْفَحُ) قَالَ الْأَصْمَعِي: مِسكٌ خَطامٌ _ يَفْعَم الخياشيمَ. وروى ثعلبٌ _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَدِيثا رَوَاهُ مُرْسلا: ((أَنَّهُ وعَدَ رَجُلاً أَنْ يَخرُجَ إِلَيْهِ فأَبْطَأَ عَليهِ؛ فَلَمَّا خرج قَالَ: شَغَلَني عنكَ خَطْمٌ)) _ أَي: خَطْبٌ جليل. أَبُو عبيد _ عَن الأصمعيِّ: إِذا صَار فِي البُسْرِ خُطوط وطرائقُ، فَهُوَ المُخَطَّمُ، وبَنو خُطَامةَ: حَيٌّ من الأزْدِ. ورَوَى شُعْبَةُ _ عَن فُرَاتٍ القَزَّازِ، عَن أبي الطُّفَيْل، عَن حُذَيْفَةَ _: قَالَ: تَخْرُجُ الدَّابةُ فَيَقُولُونَ: قَدْ رَأَيْنَاها ثمَّ تَتَوَارَى حَتَّى يُعاقَبَ ناسٌ فِي ذَلِك، ثمَّ تَخْرُجُ الثانيةَ فِي أعظم مَسْجِد من مَسَاجِدكُمْ فتأْتِي المؤمِنَ فتسلِّمُ عَلَيْهِ، وتأتِي الكافرَ فَتَخْطِمُهُ وتُعَرِّفُه ذنوبَه. قَالَ شمِرٌ: الخَطْمُ: الأثَرُ على الْأنف _ كَمَا يُخْطَمُ الْبَعيرُ بالكَيِّ. يُقَال: خَطَمْتُ الْبَعِير _ إِذا وَسَمْتهُ بخطٍّ من الأنفِ إِلَى أَحَد خدَّيْهِ _ وبعيرٌ مَخْطُوم. قَالَ: وخطَمهُ بالخِطَام _ إِذا عُلِّقَ فِي حَلْقِهِ ثمَّ ثُنِيَ على أَنفِه، ولاَ يُثْقَبُ لَهُ الأنفُ. مطخ: ابْن السِّكِّيت، عَن ابْن الْأَعرَابِي: مَطَخَ عِرْضَه يمطخه _ إِذا دَنَّسَه. وَقَالَ أَبُو زيد: المَطْخُ اللَّعْقُ. قَالَ: وَمن أَمثال الْعَرَب: ((أَحْمَقُ مِمَّنْ يَمْطَخُ الْمَاءَ)) . يَقُول: لَا يَشربُه، وَلَكِن يَلْعَقُه مِن حُمْقه. والمَطْخُ: مَتْحُ الماءِ بالدَّلْو من الْبِئْر _ وَقد مَطَخْتُ الماءَ مَطْخاً. . وَأنْشد: (أَمَا وَرَبِّ الرَّاقصَاتِ الزُّمّخِ ... يَزُرْنَ بَيْتَ الله عندَ المَصْرَخِ) (لَنَمْطَخَنَّ بالرِّشَاءِ المِمْطَخِ ... ) والمطَّاخُ: الفاحِش البَذِيءُ. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للرَّجل الْكذَّاب: مِطْخْ مِطْخ _ أَي: باطلٌ قولُك. وَقَالَ أَبُو سعيد: المَطْخُ واللَّطْخُ: مَا يَبْقَى فِي الْحَوْض من المَاء والدَّعَامِيصِ _ لَا يُقْدَرُ عَلَى شُرْبه. وأَنْشَدَ شَمِرٌ: (وَأَحْمَقُ مِمَّنْ يَمْطَخُ المَاء قَالَ لِي ... دَعِ الْخَمْرَ وَاشْرَبْ مِنْ نُقَاخٍ مُبَرَّدِ) ويُرْوَى: ((يَبْطَخُ)) . ويُرْوَى: ((مِمَّنْ يَلْعَقُ المَاء)) . وكلُّه وَاحِد. خمط: قَالَ الله جلّ وعزّ فِي قصَّة أهل سَبَأ _: {وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل} [سبأ: 16] . قَالَ اللَّيْث: ((الخَمْطُ)) : ضَرْبٌ من الأَرَاكِ. . لَهُ حَمْلٌ يُؤْكَلُ.

وَقَالَ الزَّجّاح: يُقَال لكلِّ نَبْتٍ قد أَخذ طعماً من مَرَارَةٍ، حَتَّى لَا يمكنَ أكلُه: خَمْطٌ. وَقَالَ الفرّاء: الْخَمْطُ _ فِي التَّفْسِير _ ثَمَرُ الأَرَاكِ، وَهُوَ الْبَرِيرُ. أَبُو عبيد _ عَن الأصمعيِّ _: إِذا ذهب عَن اللَّبَنِ حلاوَةُ الْحَلْب، وَلم يتَغَيَّر طَعْمُهُ: فَهُوَ سَامِطٌ، فإِنْ أَخذ شَيْئا من الرِّيح فَهُوَ خامِطٌ والخَمِيطُ المشويُّ _ والسَّمِيط المنْزوع مِنْهُ شعرُهُ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: خَمَطْتُ اللحمَ أَخْمِطُه خَمْطاً _ إِذا شويتَهُ. وَقَالَ اللَّيْث: الخَمْطُ: أَن تَشْوِيَ حَمَلاً أَو غيرَه مسْلُوخاً، فإِذا نُزِع شعْرُه فَهُوَ السّمِيطُ. قَالَ: والْخَمطةُ ريحُ نَوْرِ الكَرْم، وَمَا أَشْبَهَهُ. . مِمَّا لَهُ ريحٌ طيِّبَةٌ، وَلَيْسَ بالشديد الذكاءِ طِيباً. ولبنٌ خَمْطٌ. . وَهُوَ الَّذِي يُحقَنُ فِي سِقَاءٍ ثمَّ يوضعُ على حشيشٍ حَتَّى _ يأخذَ من رِيحه فيكونَ خَمْطاً طيِّبَ الرّيح، طيِّب الطّعْم. ثعلبٌ _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _: الْخَمْط ثَمَرُ شجرٍ يُقَال لَهُ: فَسْوَةُ الضبُع، على صورةِ الْخَشخَاشِ. . يَتَفَرَّكُ وَلَا يُنتفَع بِهِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: التمخُّط: القهرُ، وَالْأَخْذ بغلَبة. . وَأنْشد: (إِذا مُقْرَمٌ مِنَّا ذَرَا حَدُّ نَابِهِ ... تَخَمَّطَ فِينا نَابُ آخَرَ مُقْرِم) وَقَالَ اللَّيْث: رجل مَتَخَمِّطٌ: شديدُ الْغَضَب، لَهُ ثورةٌ وجلَبةٌ. . وَأنْشد: (إِذا تَخَمّطَ جَبَّارٌ ثَنَوْهُ إلَى ... مَا يَشْتَهُونَ وَلاَ يُثْنَوْن إِنْ خَمَطُوا) قَالَ: وَيُقَال للبحر _ إِذا الْتَطمَتْ أَمْواجُه _: إِنَّه لَخَمِط الأمواج وَأنْشد: (خَمَطَ التَّيَّارِ يَرْمِي بالْقَلَعْ ... ) مخط: أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _: المَخْطُ: شَبَهُ الْوَلَد بأَبيه. تَقول الْعَرَب: كَأَنَّما مَخَطَهُ مَخْطَاً. قَالَ: والمخطُ: استِلاَلُ السَّيْفِ. وَقَالَ اللَّيْث: الْمُخَاطُ من الأَنْفِ: كاللُّعاب من الْفَم، وَقد مَخَطَ الصبِيُّ مَخْطاً، وامْتَخَطَ امْتَخَاطاً. قَالَ: وَرجل مَخِطٌ: سيِّدٌ كَريمٌ. وَقَالَ رُؤْبَةُ: (وَإِنَّ أَدْوَاءَ الرِّجَالِ الْمُخَّطِ ... مَكَانُهَا مِنْ شَامِتٍ وَغُبَّطِ) قلتُ: ورأيتُه فِي شعر رؤبة: (وَإِنَّ أَدْوَاء الرِّجَالِ النُّخَّطِ ... ) بالنُّون _ وفسَّره ابْن الأعرابيِّ فَقَالَ: ((النُّخَّطُ)) : اللاعبون بِالرِّمَاحِ شجاعةً كَأَنه أَرَادَ: الطَّعَّانينَ فِي الرِّجَال، وَلَا أعرف ((الْمُخَّطَ)) _ عَلَى تَفْسِيره. وَيُقَال: هَذِه النَّاقَةُ إِنَّمَا مَخَطَهَا بَنو فلَان _ أَي: نُتِجَتْ عِنْدهم. وأصلُ ذَلِك: أنَّ الْحُوار إِذا فَارق أُمَّه مَسَحَ النَّاتجُ عَنْهُ غِرْسَهُ وَمَا عَلَى أَنفِهِ من السَّابِيَاءِ.

أبواب الخاء والدال

فَذَلِك المخط، ثمَّ قيل للناتج: مَاخِطٌ. وَقَالَ ذُو الرُّمة: (وانْمِ الْقُتُودَ عَلَى عَيْرَانَةٍ حَرجٍ ... مَهْرِيَّةٍ مَخَطَتْها غِرْسَهَا الْعِيدُ) وَيُقَال للسَّهَامِ الَّذِي يَتَراءَى فِي عيْنِ الشَّمس للنَّاظِر فِي الْهَوَاء عندالهاجِرَةِ _: مُخَاطُ الشَّيْطَان. وَيُقَال لَهُ: لُعابُ الشَّمس. . ورِيقُ الشَّمس. كلُّ ذَلِك سُمِع من الْعَرَب وَيُقَال: رَمَاه بسَهْمٍ فَأَمْخَطَهُ من الرَّمِيِّةِ _ إِذا أَنْفَذَهُ. وامْتَخَطَ فلَان السيفَ من جَفْنِه _ إِذا استَلَّهُ. وَيُقَال: مَخَطَ فِي الأَرْض مَخْطاً _ إِذا مَضَى فِيهَا سَرِيعا. وَيُقَال: بَرْدٌ مَخْطٌ وَوَخْطٌ، وسيرٌ مَخْطٌ وَوَخْطٌ: شديدٌ سَرِيع. أَبْوَاب الخَاء وَالدَّال خَ د ت _ خَ د ظ _ خَ د ذ _ خَ د ث: مهملات. خَ د ر خدر، خرد، دخر، رخد، ردخ: مستعملة. خدر: قَالَ اللَّيْث: الخِدْرُ: سِتْرٌ لِلْجَارِيَةِ _ فِي نَاحيَة الْبَيْت، وَكَذَلِكَ يُنْصَبُ لَهَا خَشَبَاتٌ _ فَوق قَتَبِ الْبَعِير _ مَسْتُورةٌ بِثَوْب، فَهُوَ الْهَوْدجُ الْمُخَدَّرُ. ويُجْمَعُ عَلَى الأخْدَار والأخادير والْخُدُورِ. وَأنْشد: (حَتّى تَغامزَ رَبَّاتُ الأخادِيرِ ... ) والجاريةُ مَخْدُورةٌ. . وَقد خُدِرَتْ فِي خِدْرَهَا، وتَخَدَّرَتْ كَذَلِك. وأَخْدَرَتِ الْجَارِيَة إِخْدَاراً، كَمَا تُخْدِرُ الظبية خِشْفَها فِي هَبِطَةٍ من الأَرْض. وخَدَرَ الأسدُ فِي عَرينه _ إِذا لم يكَدْ يخْرُج _ فَهُوَ خادرٌ مُخْدِرٌ كثيرُ الْخُدُور، وأَخْدَرَهُ عَرِينُهُ. وكلُّ شَيْء مَنَعَ بصَراً عَن شَيْء فقد أخْدَرهُ. والليلُ مُخْدِرٌ. وَقَالَ الْعَجَّاجُ: (وَمُخْدِرُ الأخْدَارِ أَخْدَرِيُّ ... ) يصف اللَّيْل. والأخْدَرِيُّ: مِنْ نَعْتِ حِمَار الوَحْش. قلت: كَأَنَّهُ نُسب إِلَى فَحْلٍ اسْمُه: ((أَخْدَرُ)) . ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _: الْخُدْرَةُ: الظُّلْمَةُ الشَّدِيدَة. والْخُدْرَةُ: اسمُ أَتاَنٍ كَانَت قديمَة فيَجوز أَن يكون ((الأخْدَرِيُّ)) مَنْسُوبا إِلَيْهَا. أَبُو عبيد _ عَن الْأَصْمَعِي _ إِذا تخلَّفَ الوَحْشِيُّ عَن القطِيع _ قيل: خَذَلَ وخَدَرَ. وَقَالَ ابنُ الأعرابيِّ: الخُدْرِيُّ: الحِمارُ الْأسود. وَأَخْبرنِي الإياديُّ _ عَن شَمِرٍ _: يُقَال للأسَد: خَدَرَ، وأَخْدَرَ _ أَي: أقامَ. وأَسَدٌ خَادِرٌ: مُقِيمٌ فِي عَرِينِهِ.

ومُخْدَرٌ أَيْضا. قَالَ: وَأما الْخَدِرُ _ من الظِّباءِ _ فالْفاَترُ العِظَامِ. قَالَ طَرَفَةُ: (آخِرَ اللَّيْلِ بِيَعْفُورٍ خَدِرْ ... ) قَالَ: وَيُقَال: أَخْدَرَه اللَّيْل _ إِذا حبَسَه. قَالَ: والْخَدُورُ من الْإِبِل: الَّتِي تكون فِي آخر الْإِبِل. الحرّانيُّ _ عَن ابْن السّكيت _: قَالَ: الْخَدَرُ: الغيْمُ والمَطَرُ وَأنْشد: (لاَ يُوقِدُونَ النَّارَ إلاَّ بِسَحَرْ ... ثُمَّتَ لاَ تُوقَدُ إلاَّ بِالْبَعَرْ) (وَيَسْتُرُونَ النَّارَ مِنْ غَيْرِ خَدَرْ ... ) يَقُول: يَسْتُرُونَ النَّار مخافَةَ الأضياف من غيْرِ غَيْم وَلَا مطر. وأنشدني عُمَارَةُ لنَفسِهِ: (فِيهِنَّ جَائِلَة الْوِشَاحِ كَأَنَّهَا ... شَمْسُ النَّهَارِ أَكَلَّهَا الإخْدَارُ) ((أَكَلَّهَا)) : أَبْرَزَهَا، وأصلُه من ((الانْكِلاَلِ)) ، وَهُوَ التَّبَسُّمُ. وَقَالَ آخرُ _ يصف نَاقَة: (ومَرَّتْ عَلَى ذَاتِ التَّنَانِيرِ غُدْوَةً ... وَقَدْ رَفَعَتْ أذْيَالَ كُلِّ خَدُورِ) الْخَدُورُ: الَّتِي تخلَّفَتْ عَن الْإِبِل فَلَمَّا نَظَرَتْ إِلَى الَّتِي تَسِيرُ سارَتْ مَعهَا. ومِثْلُهُ: (واحْتَثَّ مُحْتَثَّاتُهَا الْخَدُورَا ... ) وَقَالَ آخر: (إذْ حَثَّ كُلُّ بَازِلٍ ذَقُونِ ... حَتَّى رَفَعْنَ سِيرَةَ اللجُونِ) وَقَالَ اللَّيْث: يومٌ خَدِرٌ: شديدُ الحَرِّ. وَأنْشد: (وَمَكانٍ زَعِلٍ ظِلْمَانُهُ ... كالْمَخَاضِ الجُرْبِ فِي الْيَوْمِ الْخَدِرْ) وَيُقَال: خَدِرَ النَّهارُ _ إِذا لم يتَحَرَّك فِيهِ رِيحٌ، وَلَا يُوجَدُ فِيهِ رَوْح. قُلْتُ أَرَادَ ب ((الْيَوْمِ الْخَدِرِ)) اليومَ الْمَطِيرَ. . ذَا الغَيم _ كَمَا قَالَ ابنُ السِّكِّيت. وَإِنَّمَا خَصَّ ((اليومَ المطيرَ)) لِلمَخَاضِ الْجُرْبِ، لِأَنَّهَا إِذا جَرِبَتْ آذَاهَا النَّدَى والبَرْدُ فَلم تَقِرَّ فِي مَكَان، وَلم تَسْكُنْ. وَذَلِكَ أَنَّ الإبلَ إِذا جَرِبَتْ تَوَسَّفَتْ عَنْهَا أَوْبَارُهَا، فالْبَرْدُ إِلَيْهَا أَسْرَعُ. وَقَالَ اللَّيْث: الْخَدَرُ امْذِلاَلٌ يَغْشَى الرِّجْلَ والْيَدَ والْجَسَدَ. وَقد خَدِرَتْ الرِّجْلُ تَخْدَرُ. والْخَدَرُ _ من الشَّرَاب والدَّواء _ فُتُورٌ يَعْتَرِي الشَّارِبَ وضَعْفٌ. قَالَ: والْخُدَارِيُّ: الأسودُ الشَّعر ونَحْوُه حتَّى العُقَابُ الْخُدَارِيَّةُ، والجارِيَةُ الْخُدَارِيَّةُ الشَّعْر. أَبُو عُبَيْدٍ: لَيْلٌ خُدَارِيٌّ: مُظْلِم وَقَالَ الأصمعيُّ: الْخَدَرُ: الظُّلْمَةُ، وَمِنْه قِيلَ لِلْعُقَاب: خُدَارِيَّةٌ _ لِشِدَّة سوادِها. وَقَالَ العَجَّاج: (وخَدَرَ اللَّيْلِ فَيجْتَابُ الْخَدرْ ... ) وَقَالَ ابنُ الأعرابيِّ: أصلُ ((الخُدَاريِّ)) : أَنَّ الليلَ يَخْدِرُ الناسَ _ أَي: يَلْبَسُهم. وَمِنْه قيل للأَسَد: خَادِرٌ.

وَقَالَ الْأَصْمَعِي: مَعْنَاهُ: أَنَّهُ اتَّخَذَ الأجَمَةَ خِدْراً. . وَقَالَ ذُو الرُّمّة: (وَلَمْ يَلْفِظِ الْغَرْثَى الخُدَارِيَّةَ الْوَكْرُ ... ) قَالَ شمِرٌ: يَعْنِي أَنَّ الوَكْرَ لم يَلْفِظِ العُقَابَ. جَعَل خُرُوجَهَا من الوَكْرِ: لَفْظَاً. . مثلُ خُرُوج الكَلاَمِ من الْفَم. ثَعْلَب _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ قَالَ: الخَدْرَةُ: ثِقَلُ الرِّجْل، وامتِنَاعُهَا من الْمَشْي. وَقَالَ الأصمعيُّ: يَقُول عَامل الصَّدقاتِ: لَيْسَ لي حَشَفَةٌ وَلَا خَدِرَةٌ، فالْحَشَفَةُ: اليابِسَةُ. . والْخَدِرَةُ: الَّتِي تَقَعُ من النَّخْلِ _ قبل أَن تنْضِجَ. رخد: أهمله اللَّيْث: أَبُو عبيد _ عَن أبي عَمْرو _ الرِّخْوَدُّ: اللَّيِّنُ الْعِظَام. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الرِّخْوَدُّ: الرَّخْوُ. . زِيدَتْ فِيهِ الدالُ، وشُدِّدت _ كَمَا قيل: ((فَعْمٌ وَفَعْمَلٌ)) . قلت: وجاريةٌ رِخْوَدَّةٌ: نَاعمةٌ. وجمْعُها: رَخَاوِيدُ. وَقَالَ أَبُو صَخْرٍ الْهُذَلِيُّ: (عَرْفْتُ مِنْ هِنْدَ أَطْلاَلاً بِذِي الْبِيدِ ... قَفْراً وَجَارَاتِهَا الْبِيضِ الرَّخَاوِيد) ردخ: قَالَ اللَّيْث: الرَّدْخُ: الشَّدْخُ. . والرَّدَخ: الرّدْغُ. . _ عُمَانِيَّةٌ. خرد: قَالَ اللَّيْث: جاريةٌ خَرِيدَةٌ: بِكْرٌ لم تُمْسَسْ قَطُّ، والجَميعُ: الخَرائدُ والخُرُدُ. قَالَ: وجاريةٌ خَرُودٌ: خَفِرَةٌ حَييّةٌ، قد جاوزتِ الإعْصارَ، وَلم تُعَنِّسْ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الخَرِيدَةُ: الحَيِيَّةُ. قَالَ: وسمعتُ أعرابيّاً من _ كلْبٍ _ يَقُول: الْخَرِيدَةُ: الدُّرَّةُ الَّتِي لم تثْقب. وَهِي من النِّسَاء: البِكْرُ. وَقَالَ ثعلبُ _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: الخَرِيدَةُ: الحَيِيَّةُ، وَقد أَخْرَدتْ إخْرَاداً. عَمْرو _ عَن أَبِيه _ الخارِدُ: السَّاكِت من حَيَاء، لَا مِنْ ذُلٍّ. . والمُخْرِدُ: الساكتُ من ذُلٍّ. . لَا منْ حياءٍ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: خَرِدَ _ إِذا ذلّ وخَرِدَ _ إِذا استحيا. أَبُو عبيد _ عَن أبي زيد _: الخَرِيدَةُ منَ النِّسَاء: الحيِيَّةُ الخَفِرَةُ. دخر قالَ الله جلّ وعزّ: {وهم داخرون} [النّحل: 48] . قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى {داخرون} : صاَغِرون. قَالَ: ومَعْنى الْآيَة: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَاخَلَقَ اللهُ مِن شَيءٍ يَتَفَيَّؤُا ظِلاَلُهُ عِنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ} [النّحل: 48] : أنَّ كلَّ مَا خَلَقه الله _ من جسم وعظمٍ ولحمٍ ونجمٍ وشجرٍ _: خاضِعٌ ساجدٌ لله. قَالَ: والْكافِر _ وَإِن كفر بِقَلْبِه وَلسَانه فَنَفْسُ جِسْمِهِ، وعظمِه ولحمِه، وجميعُ الشّجر والحيواناتِ خاضعةٌ لله، ساجدةٌ. ورُويَ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ: الكافرُ يَسْجُدُ لغيرِ الله، وظِلُّه يَسْجُدُ لله.

خ د ل

قَالَ الزَّجَّاجُ: وتأويلُ الظِّلِّ: الجِسْمُ الَّذِي عَنهُ الظِّلُّ. وَتقول: دَخَرَ يَدْخَر دُخُوراً _ أَي: صَغُرَ يَصْغرُ صَغاراً. وَهُوَ الَّذِي يَفْعَلُ مَا تأمُرُه بِهِ _ شاءَ أوْ أَبى _ صاغِراً قَميئاً. خَ د ل خدل، خلد، دخل، دلخ: مستعملة. خدل: قَالَ اللَّيْث وَغَيره: تَقول: امرأةٌ خَدْلَةُ الساقِ، وساقٌ خَدْلَة. . وَقد خَدِلَتْ خَدَالةً، والجميعُ خِدَال. وخَدَالَتها: استِدَارَتُها. . كَأَنَّمَا طُوِيَتْ طيّاً. وَقَالَ غَيره: الْخِدَالُ: السُّوقُ الغِلاَظُ. وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ يصفُ نسَاء: (جَوَاعِلُ فِي الْبُرَى قَصباً خِدالاَ ... ) أَراد عظامَ أَسْوُقِها. . أَنَّها غَلِيظَة. دخل: قَالَ اللَّيْث: الدَّخْلُ عَيْبٌ فِي الحسَبِ وَكَذَلِكَ الدَّخَلُ، وأمرٌ فِيهِ دَخْلٌ ودَخَلٌ _ مُثَقَّلٌ ومخفّفٌ _ ودَغَلٌ: بِمَعْنَاهُ. وَقَالَ الفرَّاء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {تَتَّخِذُونَ أَيْمَانكُم دخلا بَيْنكُم أَن تكون أمة هِيَ أربى من أمة} [النّحل: 92] . قَالَ: يَعْنِي دَغَلاً وخَدِيعةً. قَالَ: وَمَعْنَاهُ: لَا تَغْدُرُوا بِقوم. . لقلّتهم وكثرتكم، أَو قلِّتِكم وكَثرتهم، وَقد غرَرْتموهم بالأيْمَان. . فسكَنُوا إِلَيْهَا. وَقَالَ الزجَّاج: {تَتَّخِذُونَ أَيْمَانكُم دخلا بَيْنكُم} أَي: غِشَّاً بَيْنكُم ودَغَلاً. قَالَ: و ((دَخَلاً)) منصوبٌ: لِأَنَّهُ مفعولٌ لَهُ. قَالَ: وكلُّ مَا دخَله عيبٌ. قيل: هُوَ مَدْخول، وَفِيه دَخَل. وَقَالَ القُتَيْبيُّ _ فِي قَوْله تَعَالَى: {أَن تكون أمة هِيَ أربى من أمة} : أَي: لأَنْ تكون أمَّة أَغنى من قوم وأشرَفَ من قوم _ تقْتَطعون بأَيمانِكم حُقوقاً لهَؤُلَاء فتجعلونها لهَؤُلَاء. وَقَالَ الليثُ: الدَّخْلُ: مَا دخلَ على الإنْسَانِ. . من ضَيْعَتِه من الْمَنَالة. قَالَ: والمَدْخولُ: المهزُول، والداخلُ فِي جَوْفه الهُزَالُ. . بعير مَدْخول، وَفِيه دَخلَ بيِّنٌ من الهُزَال، وَرَجُلٌ مَدْخُولٌ _ إِذا كَانَ فِي عَقله دَخَلٌ، أُوْ فِي حَسَبِهِ. قَالَ: والدُّخْلَةُ: بِطَانَةُ الْأَمر. تقولُ: إِنَّه لعَفِيفُ الدُّخلةِ، وَإنَّهُ لخَبيثُ الدُّخْلَةِ _ أَي: باطنِ أَمْرِه. قَالَ: والدُّخلةُ _ فِي اللَّوْن _ تخليطٌ من ألوان فِي لونٍ. وَيُقَال: إِنَّه لَعَالِمٌ بِدُخْلَةِ أَمْرِهم وبِدَخَل أمرِهم، وَإِذا ائْتُكِلَ الطعامُ سُمِّيَ مَدْخُولاً ومَسْرُوفاً. قَالَ: ودَخيلُ الرَّجل: الَّذِي يُداخلُه فِي أُموره كلِّها، فهوَ لهُ دَخِيلٌ، ودُخْلُلٌ. وقالَ شمِر _ فِي تَفْسِير بَيت الرّاعي: (كأَنَّ مَنَاطَ العِقْدِ حَيْث عَقَدْنَهُ ... لَبَانُ دَخِيليٍّ أَسِيلِ المُقَلَّدِ) قَالَ: ((الدَّخِيلِيُّ)) : الظبْيُ الرَّبِيبُ يُعَلَّقُ فِي عُنُقه الودْعُ فشبِّه الوَدْعُ فِي الرَّحْل بالودَعِ فِي عُنق الظَّبْي. يَقُول: جعلْنَا الوَدْعَ فِي مقدِّم الرَّحْل.

قَالَ والظبيُ الدَّخِيلِيُّ والأَهِيليُّ والرَّبِيبُ: واحدٌ. ذَكر ذَلِك كلِّه عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَقَالَ أَبُو نصر: ((الدَّخِيليُّ)) فِي بَيت الرَّاعِي: الفَرَسُ يُخَصُّ بالعلَفِ. قَالَ: وأمَّا قولُه: (هَمَّانِ بَاتَا جَنْبَةً وَدَخِيلاَ ... ) فإِنَّ ابنَ الأعرابيِّ قَالَ: أَرَادَ _ هَمّاً داخلَ الْقلب، وآخرَ قَرِيبا من ذَلِك كالضَّيْفِ إِذا حلَّ بالْقوم فأَدْخَلوه. . فَهُوَ دخيلٌ، وَإِن حلَّ بفنَائِهم فَهُوَ جَنْبَةٌ، وَأنْشد لجرير. (وَلَّوْا ظُهُورَهُمُ الأَسِنَّةَ بَعْدَمَا ... كَانَ الزُّبيْرُ مجَاوِراً ودَخيلا) وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: فلانٌ دُخْلُلُ فلَان، وَدُخْلَلُهُ _ إِذا كَانَ بطانَتَه وصاحبَ سرِّه. وَقَالَ اللَّيْث: الدِّخَالُ: مُداخلةُ المفاصل بَعْضِها فِي بعض. . وَأنْشد: (وطِرْفَةٍ شُدَّتْ دِخَالاً مُدْمَجَا ... ) قلت: وناقة مُدَاخَلَةُ الْخَلْقِ _ إِذا تلاحَكَتْ واكتنزتْ، وَاشْتَدَّ أَسْرُها. أَبُو عبيد _ عَن الْأَصْمَعِي: إِذا وَرَدَتِ الإبلُ أَرْسَالاً فَشرب مِنْهَا رَسَلٌ ثمَّ وَرَدَ رَسَلٌ آخَرُ الحوْضَ فأُدخِل بعيرٌ قد شرب بَين بعيرَين لمْ يَشْرَبَا. . فَذَلِك الدَّخَالُ. وَإِنَّمَا يُفْعَلُ ذَلِك فِي قِلَّة المَاء. وَأنْشد غيرُه فِيهِ بيتَ لَبِيدٍ: (فأَوْرَدَهَا العِرَاكَ ولمْ يَذُدها ... وَلم يُشْفِقْ عَلَى نَغَصِ الدِّخَالِ) وَقَالَ اللَّيْث: الدِّخَالُ فِي وِرْد الْإِبِل _ إِذا سُقِيَتْ قَطيعاً قطيعاً حَتَّى إِذا مَا شربَتْ جَمِيعًا حُمِلَتْ على الحوْض ثَانِيَة، لتستوفِيَ شُرْبَها. . فَذَلِك الدِّخَالُ. قلت: وَالصَّحِيح فِي تَفْسِير الدِّخَال مَا قَالَه الأصمعيُّ، وَالَّذِي قَالَه اللَّيْث لَيْسَ بِصَحِيح. والدُّخَّلُ صِغَار الطير. . أمثالُ العصافيرِ _ وجمعُه دَخَاخِيلُ _ تَأْوِي الْغِيَرَان والشجرَ الملتفَّ. . وَالْأُنْثَى: دُخَّلة. قَالَ: والدُّخول: نقيضُ الخُروج. وَفِي حَدِيث العَائنِ: ((أَنَّه يَغْسِلُ داخلةَ إِزَارِهِ)) . قَالَ أَبُو عبيدٍ: ((داخلةُ إزارِه)) : طَرَفُهُ الَّذِي يَلِي جَسَدَ المُؤْتَزِرِ. وَفِي حديثٍ آخر: ((إذَا أَرَادَ أَحدكم أَنْ يَضْطَجِعَ عَلَى فَرَاشِهِ فَلْيَنَزِعْ داخِلَةَ إِزَارِهِ ولَيَنْفُضْ بهَا فِرَاشَه فإنَّه لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ)) . أَرَادَ بهَا طَرَفَ إِزارِهِ الَّذِي يَلي جسدَه. وأمَّا دَاخِلَةُ الأَرْض: فَخَمَرُها وغامِضُهَا _: يُقَال: مَا فِي أَرضهم دَاخِلَةٌ من خَمَرٍ. وَجَمعهَا الدَّوَاخل. وَقَالَ ابْن الرِّقاع: (فَرَمَى بِهِ أَدْبَارَهُنَّ غُلامُنا ... لَمَّا اسْتُتِبَّ بِهِ ولمْ يَسْتَدْخِل) يَقُول: لم يَدخُلِ الْخَمَرَ فيَخْتِلَ الصَّيْدَ ولكنَّه جاهَرَها _ كَمَا قَالَ زُهَيْرٌ: (مَتَى نَرَهُ فإِنَّنَا لَا نُخاتِلُهْ ... )

وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: بَينهم دُخْلُلٌ ودُخْلَلٌ _ أَي: إِخَاءٌ ومودَّةٌ: والدُّخْلَلُونَ الْحُشْوَةُ الَّذين يَدخلون فِي قومٍ لَيْسُوا مِنْهُم. والدُّخْلَلُونَ: الأَخِلاَّءُ والأصفياء. وَهَذَا الْحَرْف مِن الأضْداد. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: (ضَيَّعَهُ الدُّخْلَلُونَ إِذَا غَدَروا ... ) قَالَ: الدُّخْلَلُون: الْخَاصَّة هَهُنَا. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الدُّخَّلُ مِن الكَلإِ: مَا دَخل فِي أَغْصَان الشَّجر ومنَعه الْتِفافُهُ عَن أنْ يُرْعَى، وَهُوَ العُوَّذُ. . ودُخَّلُ اللَّحم: مَا عاذ بالعظم، وَهُوَ أَطْيَبُ اللَّحْم. وَقيل للعُصفور الصَّغِير: دُخَّلٌ _ لِأَنَّهُ يَعُوذُ بكلِّ ثَقْبٍ ضيِّقٍ من الجَوارِح. وَقَالَ شمر: يُقَال: فلانٌ حَسَنُ المَدْخل والمَخرجِ _ أَي: حَسَنُ الطَّرِيقَة. . محمودُها وَكَذَلِكَ: هُوَ حَسَنُ المَذْهَب. وَفِي حَدِيث الحَسن: ((كَانَ يُقَال: إنَّ من النِّفَاق اختلافَ المَدْخل والمَخْرَج واختلافَ السِّرِّ وَالْعَلَانِيَة)) . قَالَ شمِر: أَرَادَ ب ((اختلافِ المَدْخل والمَخْرَج)) سُوءَ الطَّرِيقَة. ثعلبٌ: عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَنه قَال: الدَّاخلُ والدُّخَّالُ والدُخْلَلُ _ كلُّه دُخَّال الأُذُن، وَهُوَ الهِرْنِصَانُ. والدَّوْخَلَةُ هِيَ الوَشِيجَة الَّتِي تُسَوَّى من الخوصِ للتَّمْرِ، وتُجمَعُ: دوَاخِل ودَوَاخِيل. وَقَالَ عَدِيُّ: (فِيهِ ظِبَاءٌ ودَوَاخِيلُ خُوصْ ... ) خلد: قَالَ اللَّيْث: الخلُودُ: البقاءُ فِي دارٍ لَا يُخرَجُ مِنْهَا، والفِعْلُ: خَلَدَ يَخْلُد. قَالَ: وأهْلُ الجَنَّة خالِدُون مُخَلَّدُون آخِر الأَبَدِ، وأَخْلَدَ الله أهلَ الْجنَّة إخلاداً، والْخُلْدُ: اسمٌ من أَسماء الْجِنَان. وأَخْلَدَ فلانٌ إِلَى كَذَا وَكَذَا _ أَي: رَكَن إِلَيْهِ ورضِيَ بِهِ. وَقَالَ الفَرّاء _ فِي قَوْله جلّ وعزّ: {وَلكنه أخلد إِلَى الأَرْض وَاتبع هَوَاهُ} [الأعرَاف: 176] أَي: رَكَنَ إِلَيْهَا وسَكَنَ. قَالَ: وَيُقَال: خَلَدَ إِلَى الأَرْض _ بِغَيْر ألف _ وَهِي قَليلَة. قَالَ: وَيُقَال للرجل _ إِذا بَقيَ سوادُ رَأسه ولحيته على الكِبَر: إِنَّه لَمُخْلِدٌ. وَقَالَ للرجُل _ إِذا لم تَسْقُط أسنَانُه من الهرَمَ: إِنَّه لَمُخْلِدٌ. قَالَ: وسمعتُ الكسائيَّ يَقُول: خَلَدَ وأَخْلَدَ، وخَلَّدَ. . إِلَى الأَرْض، وَهِي قليلةٌ، ونحوَ ذَلِك قَالَ الزَّجاجُ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {يطوف عَلَيْهِم ولدان مخلدون} [الواقِعَة: 17] . قَالَ الفرَّاء _ فِي قَوْله: {مخلدون} : يُقَال: إنهُم على سِنٍّ واحدةٍ، لَا يتغيَّرون. قَالَ: وَيُقَال: {مخلدون} : مُقَرَّطُون. وَيُقَال: مُسَوَّرُونَ. كلُّ ذَلِك يقالُ. وَأنْشد غيرُه:

خ د ن

(ومُخَلَّداتٍ بِاللُّجَيْنِ كأَنَّما ... أَعْجَازُهُنَّ أَقَاوِزُ الْكُثبَانِ) ثعلبٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: مِنْ أَسماءِ الفَأْرِ: الثُّعْبَةُ والْخُلْدُ، والزَّبَابَةُ. وَقَالَ الليثُ: الْخُلْدُ ضربٌ من الْجُرْذَانِ عُمْيٌ. . لم يُخْلَقْ لَهَا عيونٌ، واحدُها خِلْدٌ _ بِكَسْر الْخَاء _ والجميعُ: خِلْدَانٌ. ثَعْلَب _ عَن ابْن نَجْدَةَ، عَن أبي زيدٍ _: من أسماءِ النَّفْس: الرُّوعُ والْخَلَدُ. وَقَالَ اللَّيثُ: الخَلَد: البالُ _ يُقَال: مَا يَقَعُ ذَلِك فِي خَلَدِي _ أَي فِي بالي. وَقَالَ أَبُو زيد: الْبَالُ: النَّفْس، فَإِذاً: التَّفْسِيراَنِ متقاربان. وَقَالَ اللَّيْث: الْخَوالِدُ: الأَثَافِيُّ والْجِبَال والحِجَارة تُسَمَّى: خَوَالدَ. وَأنْشد: (فَتَأْتِيكَ حَذَّاءَ مَحْمُولةً ... تَفُضُّ خَوالِدُها الْجَنْدَلاَ) يَعْنِي القوافِيَ. أَبُو عبيد _ عَن أبي عَمْرو _: أَخْلَدَ بِهِ إِخْلاَداً، وأَعْصَمَ بِهِ إِعْصَاماً _ إِذا لَزِمَه، وبَنُوا خُوَيْلِدٍ: بطنٌ من عُقَيْلٍ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: خَلَّدَ جاريتَهُ _ إِذا حَلأَّها بالْخلَد، وَهِي الْقِرَطَة، وخَلَّدَ الرجُلُ _ إِذا أَسَنَّ وَلم يَشبْ. وَقَالَ ابْن الأعرابيِّ _ فِي قَوْله: {ولدان مخلدون} _: مُقَرَّطونَ بالْخَلَدةِ وَجمعُهَا خَلَدٌ، وَهِي الْقِرَطَةُ. دلخ: النَّضْرُ: دَلِخَتِ الناقةُ _ أَي: سمنَتْ، وناقَةٌ دَالِخَةٌ. وَقَالَ الليثُ: رجلٌ دَالخٌ وقَوْمٌ دَالِخونَ. .، وهُو المُخْصِبُ من الرِّجال. ابْن السكِّيت _ عَن الفرَّاء _: امْرأَةٌ دُلَخَةٌ _ أَي: عَجْزَاءُ. وَأنْشد: (أَسْقَى دِيارَ خُرَّدٍ بِلاَخِ ... منْ كلِّ هَيْفَاءِ الْحَشَا دُلاَخِ) قَالَ: ((بِلاَخِ)) : ذَوَاتُ أعجازٍ. قَالَ: و ((دُلاَخِ)) للواحدةِ ودِلاَخٌ: للجمِيع. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: دَلِخَ يَدْلَخُ دَلَخاً، فَهُوَ دَلِخٌ، ودَلُوخٌ _ أَي: سمِينٌ. وَأنْشد: (يُسَائِلُنَا مَنْ ذَا أضَرَّ بِهِ التَّنَخْ ... فَقُلْتُ: الَّتِي لأياً تَقُومُ مِنَ الدَّلَخْ) خَ د ن خدن، دخن، دنخ: مستعملة. خدن: قَالَ اللَّيثُ: الْخِدْنُ والْخَدِينُ: الذِي يُخَادِنُكَ. . يكون مَعَك فِي كلِّ أمرٍ ظَاهر وباطن. وخِدْنُ الْجَارِيَة: مُحَدِّثُها. قَالَ: وَكَانُوا فِي الجاهليَّة لَا يمتنعون من خِدْنٍ يُحَدِّث الجاريةَ، فجَاء الإسلامُ بهَدْمِهِ. قَالَ الله جلّ وعزّ: {محصنات غير مسافحات وَلَا متخذات أخدان} [النِّساء: 25] . يَعْنِي أَنْ يتَّخِذْن أَصْدِقاءَ.

دخن: قَالَ أَبُو عبيد: دَخَنَتِ النَّارُ تَدْخِنُ _ إِذا ارْتَفع دُخانُها، ودَخِنَتْ تَدْخَنُ _ إِذا ألقَيْتَ عَلَيْهَا حَطَباً فأفسدْتَها حتَّى يَهيجَ لذَلِك دُخان يشتَدُّ. وَكَذَلِكَ: دَخِنَ الطَّعامُ. . يَدْخَنُ. وَقَالَ اللَّيْث: دَخَنَ النَّارُ والدُّخَانُ دُخُوناً _ إِذا سَطَعَ. قَالَ: والدَّاخِنَةُ: كُوًى فِيهَا إِرْدَبَّاتٌ تُتَّخَذُ على الْمَقَاليِ والأَتُونَاتِ. وَأنْشد: (كمثْل الدَّوَاخِنِ فَوْقَ الإرِينَا ... ) وَيُقَال: دَخَنَ الْغُبَارُ _ أَي: ارْتَفَعَ وسَطَعَ. وَمِنْه قولُه: (اسْتَلْحَمَ الوَحْشَ عَلَى أكْسائِهَا ... أَهْوَجُ مِحْضيرٌ إِذَا النَّقْعُ دَخَنْ) أَي: سَطَعَ. قَالَ: والدُّخْنَةُ بَخُورٌ يَدَخَّنُ بِهِ الثُّوْبُ أَو البيتُ. والدُخْنُ: الْجَاوَرْسُ _ والحبَّةُ مِنْهُ دُخْنةٌ. والدُّخْنَةُ منْ لَوْنِ الأَدْخَنِ، وَهُوَ كُدْرَةٌ فِي سَوَادٍ _ كالدُّخَانِ. (شاةٌ دَخْنَاءُ، وكَبْشٌ أَدْخَنٌ ... ) وَقَالَ رؤبة: (مَرْتٌ كظَهْرِ الصَّرْصَرَانِ الأَدْخَنِ ... ) قَالَ: الصَّرْصَرانُ سمكٌ بحريٌّ. وليلةٌ دَخْنَانَةٌ، كَأَنَّمَا تغَشَّاها دُخَانٌ من شِدَّة حرِّها. ويومٌ دَخْناَنٌ سَخْنَانٌ. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين ذَكَرَ الفتَنَ فَقيل لَهُ: أبَعْدَ ذَلِك خَيرٌ؟ فَقَالَ: ((هُدْنَةٌ عَلَى دَخَنٍ، وَجَمَاعَةٌ عَلَى أَقْذَاءٍ)) . قَالَ أَبُو عبيد: فِي قَوْله: ((هُدْنَةٌ عَلَى دَخَنٍ)) _ تفسيرُه فِي الحَدِيث: لَا تَرْجِعُ قُلُوبُ قَوْمٍ على مَا كَانتْ عَلَيْهِ. قَالَ: وأصل الدَّخَنِ: أَن يكونَ فِي لون الدَّابَّةِ أَو الثُّوب: كُدْرةٌ إِلَى سوادٍ. وَقَالَ الْمُعَطَّلُ الْهُذَلِيُّ يصف سَيْفا: (لَيْنٌ حُسَامٌ لَا يَلِيقُ ضَريبةً ... فِي مَتْنِهِ دَخَنٌ وَإِثْرٌ أحْلَسُ) قَوْله ((دَخَنٌ)) : يَعْنِي كُدُورَةً إِلَى السوَاد، وَلَا أحْسِبُهُ أَخذ إِلَّا من الدُّخَان. وَهَذَا شبِيهٌ بلون الحَديد. قَالَ: فَوَجْهُه، أَنه يَقُول: تكون القُلوبُ هَكَذَا، لَا يصفو بعضُها إِلَى بعض وَلَا يَنْصَعُ حُبُّها كَمَا كَانَت، وإِنْ لم تَكُنْ فيهم فِتْنَةٌ. وَجمع الدُّخَانِ: دَوَاخِنُ، عَلَى غير قِيَاس. وَقيل: ((الدَّخَنُ)) : فِرِنْدُ السَّيفِ فِي قَول الْهُذَلِيِّ. وَقَالَ شمر: يُقَال للرجل _ إِذْ كَانَ خَبِيث الخُلُقِ _: إنَّهُ لَدَخِنُ الْخُلُقِ، وَقد دَخِنَ خُلُقُهُ دَخَناً _ إِذا خَبُثَ وفَسَدَ. وَقَالَ قَعْنَبٌ: (وَقَدْ عَلمْتُ عَلَى أَنِّي أَعَاشِرُهُمْ ... لاَ نَفْتَأُ الدَّهْرَ إلاَّ بَيْنَنَا دَخَنُ) ودخِنَ الطَّعامُ واللَّحْمُ _ إِذا شُوِيَ فَأَصَابَهُ الدخَانُ حَتَّى غَلَبَ عَلَى طعمه.

خ د ف

وشرابٌ دَخِنٌ: متغيِّرَ الرَّائِحَة. وَقَالَ لَبِيدٌ: (وَفِتْيَانِ صِدْقٍ قَدْ غَدوْتُ عَلَيهِمُو ... بِلاَ دَخِنٍ وَلاَ رَجيعٍ مُجنِّبِ) ويروى مُجَنَّبِ. فالمجَنَّبُ: الَّذِي جَنَبَهُ النَّاس _ والمجَنِّبُ: الَّذِي بَات فِي البَاطِيَةِ. وَقَول الله جلّ وعزّ: {يَوْم تَأتي السَّمَاء بِدُخَان مُبين} [الدّخان: 10]_ أَي: بِجَدْبٍ بيِّن. يُقَال: إِن الجائعَ كَانَ يرى بَينه وَبَين السَّمَاء دُخَاناً من شِدَّة الجُوع. وَيُقَال: بل قيل للجوع: دُخانٌ، لِيُبس الأَرْض فِي الْجَدْب وارتفاعِ الغُبار. . فَشَبَّهَ غُبْرَتَها بالدُّخانِ. وَمِنْه قيل لِسَنَةِ الْمجَاعةِ: غَبْرَاءُ _ وجُوعٌ أَغْبَرُ. وَرُبمَا وضعت العَرَبُ الدُّخانَ مَوضِع الشَّرِّ إِذا علا، فَيَقُولُونَ: كَانَ بَيْننَا أمرٌ ارْتَفع لَهُ دُخَانٌ. وَقد قيل إِن الدُّخَانَ قد مضى. ومِثْلُ دُخانٍ، ودَوَاخِنَ: عُثَانٌ، وعواثنُ. والعَرَبُ تَقُول لغَنيٍّ وَباهِلَةَ: بَنو دُخَانٍ. قَالَ الطِّرمَّاحُ: (يَا عَجَباً ليَشْكُرَ إِذْ أَعَدَّتْ ... لِتَنْصرَهُمْ رُوَاةَ بَنِي دُخَانِ) دنخ: قَالَ اللَّيْث: التَّدْنيخُ: خضوعٌ، وذِلَّةٌ وتنكيس للرأس. يُقَال: لمَّا رَآنِي دَنَّخَ. قَالَ: والتَّدْنِيخُ فِي الْبِطِّيخَةِ: أَن ينهزم بعضُها ويَخْرَجَ بَعْضُها. ورجلٌ مُدَنِّخُ الرأْس _ إِذا كَانَ فِيهِ ارتفاعٌ وانخفاضٌ. وَيُقَال: دَنَّخَتْ ذِفْرَاهُ _ إِذا أَشْرَفَتْ قَمَحْدُوَتُهُ عَلَيْهَا، ودخلتِ الذِّفْرَى خَلْفَ الْخُشَشَاوَيْنِ. أَبُو عبيد _ عَن الْأَصْمَعِي _: دَنَّخَ الرجل _ إِذا طأْطَأَ ظَهْرَه. وَقَالَ اللحياني: يُقَال للرَّجُل _ إِذا لم يبرحْ بَيْتَه: قد دنَّخَ الرَّجُل فِي بَيته. خَ د ف خفد، خدف: مُسْتعملان. خفد: قَالَ اللَّيْث: الْخَفَيْدَدُ _ من الظِّلْمَانِ: الطَّويلُ السَّاقَيْن. وجَمْعُه الْخَفَيْدَدَاتُ، والْخَفَادِدُ. قَالَ: وَإِذا جَاءَ اسمٌ عَلَى بِنَاء ((فَعَالِلَ)) _ مِمَّا فِي آخِره حَرْفان مِثْلاَنِ _ فَإِنَّهُم يَمُدُّونه _ نَحْو قرْدَدٍ، وقَرَاديدَ، وخَفَيْدَد _ وخَفَادِيدَ. وَقَالَ أَبُو عبيد: قيل للظَّلِيم: خَفَيْدَدٌ لسرعته. أَبُو عبيد _ عَن الأُمَوِيِّ _: إِذا أَلْقَتِ الناقةُ وَلَدَها _ قبل أَن يستبينَ خَلْقُه _ قيل: أَخْفَدَتْ، وَهِي ناقَةٌ خَفُودٌ. قَالَ شمر: وَهَذَا غَرِيب مُنْكَرٌ. قلتُ: ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: إِذا ألْقَتِ المرأَةُ ولدَها بزَحْرةٍ واحدةٍ. قيل: زَكَبَتْ بِهِ وأَزْلَخَتْ بِهِ،

خ د ب

وأَمْعَصَتْ بِهِ، وأَخْفَدَت بِهِ، وأَسْهَدَتْ بِهِ وأَمْهَدَتْ بِهِ. وَيُقَال للظليم خَفيْدُدٌ، وخَفَيْفَدٌ كلٌّ يُقَال. خدف: عَمْرو _ عَن أَبِيه _ يُقَال لِخرَقِ الْقَمِيص قبل أَن تُؤلَّفَ: الكِسَفُ والْخِدَفُ. واحِدُها: كِسْفَةٌ وخِدْفَةٌ. قَالَ: والْخَدْفُ: السُّكَّانُ الَّذِي بالسَّفينة. خَ د ب اسْتعْمل من وجوهه: خدب، بدخ. خدب: سَلَمةُ _ عَن الفرَّاء _ يُقَال: فلَان على طريقةٍ صالحةٍ، وخَيْدَبَةٍ وسُرْجُوجَةٍ، وَهِي الطَّرِيقَة. أَبُو عبيد _ عَن أبي زيد _ يُقَال: أَقْبِلْ عَلَى حَيْدَبَنِكَ _ أَي: على أمْرك الأوَّل وخُذْ فِي هِدْيَتِكَ، وقِدْيَتِكَ أَي: فِيمَا كُنْتَ فِيهِ. أَبُو عبيد _ عَن الْأَصْمَعِي _: من أمثالهم فِي الهلاكِ قولُهمْ: ((وَقَعَ الْقَوْمُ فِي وَادِي خَدَبَاتٍ)) . قَالَ: وَقد يُقَال ذَلِك فيهم _ إِذا جَارُوا عَن الْقَصْد. وَقَالَ اللَّيْث: الْخَدْبُ: ضربٌ فِي الرّأْسِ ونحوِه. والْخَدْبُ: الضَّرْب بِالسَّيْفِ. . يَقْطَعُ اللحمَ دُونَ العَظْمِ. وَقَالَ العَجَّاجُ: (نَضْرِبُ جَمْعَيْهِمْ إِذَا اجْلَخَمُّوا ... خَوَادِبا أَهْوَنُهُنَّ الأَمُّ) وَقَالَ آخرُ: (لِلْهَامِ خَدْبٌ ولِلأعْنَاق تَطْبِيقُ ... ) وَيُقَال: أَصابتْهم خَادِبَةٌ _ أيْ: شَجَّةٌ شديدةٌ. وبعيرٌ وَشَيْخٌ خِدَبٌّ: ضَخْمٌ قويٌّ شَدِيد. وخَيْدَبٌ: مَوضِعٌ فِي رمالِ بني سَعْدٍ. وَقَالَ الرّاجزُ: (بِحَيْثُ نَاصَى الْخَبِرَاتُ خَيْدَبَا ... ) أَبُو عبيد _ عَن الْأَصْمَعِي _: الْخَدْبَاءُ: الدِّرعُ اللَّيِّنَةُ وَأنْشد: (خَدْبَاءُ يَحفِزُها نِجَادُ مُهَنَّدٍ ... ) شمِرٌ _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ نَابٌ خَدِبٌ وسَيْفٌ خَدِبٌ، وضَرْبَةٌ خَدْباءُ: مُتِّسِعَةٌ طويلةٌ. وَسِنَانٌ خَدِبٌ: وَاسِعٌ الجِرَاحَةِ قَالَ بِشْرٌ: (على خَدِبِ الأَنْيَابِ لَمْ يَتَثَلَّمِ ... ) قَالَ: والأَخْدَبُ: الَّذِي لَا يتمالكُ من الحُمْقِ. وَقَالَ امْرُؤ القَيْسِ: (وَلَسْتُ بِطَيَّاخَةٍ فِي الرِّجالِ ... وَلَسْتُ بِخِزْرافةٍ أَخْدَبَا) قَالَ: والْخِزرافَةُ: الكثيرُ الْكَلَام. . الخفيفُ. وَقَالَ غيرُه: هُوَ الرِّخْوُ. وَقَالَ ابنُ هانِىءٍ _ عَن أبي زيد _ خَدَبْتُهُ: قَطَعْتُهُ. . وَأنْشد: (بِيضٌ بأَيديهمُو بِيضٌ مُؤَلَّلةٌ ... لِلْهَامِ خَدْبٌ وللأعْنَاقِ تطبيقُ) ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _: قَالَ: الْخَدْبَاءُ: الْعَقُورُ من كل الْحَيَوَان. أَبُو عبيد _ عَن الْكسَائي _: خَدَبتْهُ الحيَّة _ أَي: عَضَّتْهُ.

خ د م

بدخ: قَالَ اللَّيْث: امرأةٌ بَيْدَخَةٌ: تَارَّةٌ _ لُغَة حِمْيَرِيَّةٌ _ وَبِه سمِّيتِ الْمَرْأَة. . وَأنْشد: (هَلْ تَعْرِفُ الدَّارَ لآلِ بَيْدَخَا ... ) وَيُقَال: فلَان يَتَبَدَّخُ علينا، وَيَتَمَدَّخُ علينَا _ أَي: يَتَعَظَّمُ وَيَتكَبَّر. النَّضْرُ: والْبُدَخَاءُ: العِظَامُ الشؤُونِ _ وَأنْشد لِسَاعِدَة: (بُدَخَاءُ كلُّهُمُو إِذَا مَا نُوكِرُوا ... ) وبِدِخْ _ كَقَوْلِك: ((عَجَباً)) . وَ ((بَخْ بَخْ)) تَتَكلَّمُ بهَا عِنْد تفضيلكَ الشَّيءَ وَكَذَلِكَ ((بَدَخْ)) مِثْلَ قَوْلهم: ((عَجَباً وبَخْ بَخْ)) وَأنْشد: (نَحْنُ بَنُو صَعْبٍ وَصَعْبٌ لأَسَدْ ... فَبَدَخٌ هَلْ تُنْكَرنْ ذَاكَ مَعَدْ) خَ د م خدم، خمد، دمخ، مدخ: مستعملة. خمد: أَبُو عبيد _ عَن الأصمعيِّ _: إِذا سَكَنَ لَهَبُ النَّار وَلم يَطْفَأْ جَمْرُهَا. قيل: خَمَدَتْ تَخْمُدُ خُمُوداً. فإنْ طَفِئَتْ أَلْبَتَّةَ، قيلَ: هَمَدَتْ هُمَوداً. ونحوَ ذَلِك قَالَ الليثُ. وَفِي ((نَوَادِر الْأَعْرَاب)) : يُقال: رأَيْتُهُ مُخْمِداً وَمُخْبِتاً وَمُخْلِداً ومُخْبِطاً وَمُسْبِطاً وُمُهْدِياً _ إِذا رَأَيْتَه مُضْرِباً لَا يَتَحَرَّكُ، وأَخْمَدَ فلانٌ نَارَهُ. خدم: قَالَ الْخَدَمُ: الْخُدَّامُ. . وَالْوَاحِدُ خَادِمٌ _ غُلاَماً كَانَ أَوْ جَارِيةً. . وَأنْشد: (مُخَدَّمُون ثِقَالٌ فِي مَجَالِسِهِمْ ... وَفِي الرِّحالِ إِذا رَافَقْتَهُمْ خَدَمُ) وَهَذِه خَادِمُنا _ بِغَيْر هَاء _ لِوُجُوبِه وَهذِه خَادِمَتُنَا غَدا. وَأَخْدَمْتُ فُلاناً _ أَي: أَعْطَيْتُهُ خَادِماً يَخدِمُهُ. وَيُقَال: لَا بُدُّ لمن لَا خَادِمَ لَهُ أَن يَخْتَدِمُ _ أَي: يَخْدُمُ نفْسَه. وَيُقَال: اخْتَدَمْتُ فُلاناً، واسْتَخْدَمْتُهُ _ إِذا سألْتَهُ أَن يَخْدِمَكَ. قَالَ: والْخَدَمَةُ: سَيْرٌ غليظٌ مُحْكَمٌ _ مثل الْحَلْقَةِ _ يُشَدُّ فِي رُسْغِ الَبعِير، ثمَّ يُشَدُّ إِلَيْهَا سَرَائِحُ نَعْلِها وجَمْعُها خِدَامٌ. وسُمِّي الْخَلْخَالُ: خَدَمَةً بذلك. والْخَدْماءُ من الغَنَم: الَّتِي فِي سَاقهَا _ عِنْد الرُّسْغِ _ بَيَاضٌ كالْخَدْمة فِي السَّوَاد أَو سَوَادٌ فِي بَيَاضٍ. والاسْمُ: الْخُدْمَةُ _ بِضَم الْخَاء. قَالَ: ويُسَمُّونَ موضعَ الْخَلخال: مُخَدَّماً. ورِبَاطُ السَّرَاوِيلِ _ عِنْد أَسْفَل رِجْلِ السَّرَاوِيلِ _ يُقَال لَهُ: الْمَخَدمُ. والْمُخَدَّمُ _ من البعيرِ _ مَا فَوْقَ الْكَعْبِ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: إِذا ابْيَضَّتْ أَوْظِفَةُ النّعْجَةِ فَهِيَ حَجْلاَءُ وَخَدْمَاءُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: إِذا قَصُرَ البَيَاضُ عَن الوَظِيفِ، واسْتَدَار بأَرْسَاغ رِجْلَي الفَرَس _ دون يدَيْه _ فذلِكَ التَّخْدِيمُ. يُقَال: فرسٌ أخْدَمُ ومُخَدَّمٌ. وَفِي حَدِيث خَالِدِ بنِ الوَلِيد: أَنَّه كتب إِلَى مَرَازِبةِ فارسَ:

أبواب الخاء والتاء

((الْحَمد لله الَّذِي فَضَّ خَدَمَتكُمْ، وسَلَبَ مُلكَكُمْ)) . قَالَ أَبُو عبيد: هَذَا مَثَلٌ، وأصْل الْخَدَمة: الحلْقَةُ المستديرة المُحْكَمَة _ وَمِنْه قيل للخَلاخِيلِ: خِدَامٌ _ وَأنْشد: (كَانَ مِنَّا المُطَارِدُونَ عَلَى الأُخْرَى ... إذَا أَبْدَتِ الْعَذَارَى الخِدَاما) قَالَ: فشَبَّه خَالِدٌ اجتماعَ أَمرهم كَانَ واستيسَاقَهم. . بذلك. وَلِهَذَا قَالَ: ((فَضَّ خَدَمَتكُمْ)) _ أَي: فَرَّقَها بعد اجتماعها. عَمْرو _ عَن أَبِيه _ قَالَ: الخِدَامُ: القُيُود. . وَيُقَال للْقَيْدِ: مِرْمَلٌ ومِحْبَسٌ. وَفِي حَدِيث سَلْمَانَ: ((أَنه رُئِيَ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَيْهِ سَرَاوِيلُ وخَدَمَتَاهُ تَذَبْذَبانِ)) . أَرَادوا بخَدَمَتَيهِ: ساقَيْهِ. سُمِّيتا: خَدَمَتَيْنِ، لِأَنَّهُمَا موضعا الخَدَمَتَينِ _ وهما الخَلْخالان. وَيُقَال: أُرِيد بهما: مَخْرَجَا الرِّجلين من السَّرَاوِيل دمخ: دَمْخٌ: اسمُ جَبَلٍ. قَالَ العجَّاج: (بِرُكْنِهِ أَرْكَانَ دَمْخٍ لاَنَقْعَرْ ... ) ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ الدَّمْخُ: الشَّدْخُ. يُقَال: دَمَخُه دَمْخاً _ إِذا شَدَخَه. قلتُ: لم أسْمَعِ الدَّمْخَ بِهَذَا الْمَعْنى لغيره. مدخ: قَالَ اللَّيْث: المَدْخُ الْعَظَمة. . ورَجُلٌ مَادِخٌ ومَدِيخُ _ أَي: عَظِيم عَزِيز. وَقَالَ الْهُذَلِيُّ: (مُدْخَاءُ كلُّهُمُو إِذا مَا نُوكِرُوا ... يُتَقَى كَمَا يُتَقَى الطَّلِيُّ الأجْرَبُ) وَقَالَ أَبُو عَمْرو: التّمَادُخُ: البَغْيُ _ وَأَرَادَ بِهِ الكِبْرَ. . وَأنْشد: (تمَادَخُ بالْحِمَى جَهْلاً عَلَيْنَا ... فَهَلاَّ بالْقَنَانِ تَمَادَخِينَا) وَقَالَ الزَّفَيَانُ: (فَلاَ تَرَى فِي أَمْرِنا انْفِسَاخَا ... مِنْ عُقَدِ الحَيِّ وَلاَ امْتِدَاخَا) أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي: المَدْخُ: المَعُونَة التَّامّة، وَقد مَدَخَهُ يَمْدَخُه مَدْخاً، ومادَخَهُ يُمادِخُهُ مُمادَخَةً _ إِذا عاوَنَه على خَيْرٍ أَو شَرٍّ. (أَبْوَاب) الخَاء وَالتَّاء خَ ت ظ _ خَ ت ذ _ خَ ت ث: مهملات. خَ ت ر ختر، خرت، رتخ، ترخ: مستعملة. ختر: قَالَ الله جلّ وعزّ: {كل ختار كفور} [لُقْمَان: 32] . قَالَ الفرَّاء وغيرُه: ((الخَتّارُ)) : الْغَدّار. وَيُقَال: الخَتْرُ: أَسْوَأُ الغَدْر. وَقَالَ اللَّيْث: الْخَتْرُ: كالْخَدَرِ، وَهُوَ مَا يأخُذُك من شرْب الدَّواء والسُّمِّ ونحوِ ذَلِك حِين تَضْعُفُ.

أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _: خَتَرَتْ نَفْسُهُ _ أَي: خَبُثَتْ، وتختّرَتْ _ بِالتَّاءِ _ أَي: اسْتَرْخَتْ. والتَّخَتُّرُ: التّفَتُّرُ والاستِرْخاء. يُقَال: شربَ اللبَنَ حَتَّى تختَّر. خرت: قَالَ اللَّيْث: الخُرْت: لِلإِبْرَة والفأس وَنَحْوه، وَهُوَ ثَقْبُه. . ويُجمع على الخُرُوتِ، وَكَذَلِكَ: خَرْتُ الحَلْقَة. وجَمَلٌ مَخرُوتُ الأَنْف: خَرَتَهُ الْخِشَاشُ. وَقَالَ شَمر: دَلِيلٌ خِرِّيتٌ بِرِّيتٌ _ إِذا كَانَ ماهراً بالدِّلالة، مأخوذٌ من الخُرْتِ. أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _: فأسٌ فِنْدَأْيَةٌ: ضَخْمةٌ لَهَا خُرْتٌ، وخُرَاتٌ وَهُوَ خَرْقُ نِصابها. وَيُقَال: هَذَا الطَّرِيق يخْرُتُ بك إِلَى مَوضِع كَذَا وَكَذَا. وَقَالَ ابْن المُظَفر: الخرِّيتُ الدَّلِيل وجَمْعُهُ: خَرَارِتُ. . وَأنْشد: (يُعْيي عَلَى الدَّلاَمِز الْخَرَارِتِ ... ) قَالَ: وَإِنَّمَا سُمِّي ((خِرِّيتاً)) لشَقِّهِ المَفَازَةَ. قَالَ: وَفِي المزادَةِ أَخْرَاتُها، وَهِي الْعُرا بَينهَا القَصَبُ الَّتِي تُحمَلُ بهَا. . الْوَاحِدَة خُرْتَةٌ. قلتُ: هَذَا وَهْمٌ، إِنَّمَا هُوَ خُرَبُ المزَادة. . الواحدَة خُرْبَةُ، وَكَذَلِكَ خُرْبَةٌ الأُذُنِ _ بِالْبَاء _ وغُلامٌ أَخرَبُ الأُذُنِ. والخُرْتَةُ _ بِالتَّاءِ _: فِي الْحَدِيد من الفأس والإبْرَة. والخُرْبَةُ _ بِالْبَاء _: فِي الجِلْد. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الْخُرْتَةُ: ثَقْبُ الشَّغِيزَةِ وَهِي المِسَلَّةُ. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: وَقَالَ السّلُوليُّ: رَاد خُرْتُ القوْم _ إِذا كَانُوا غَرِضِينَ بمَنْزِلِهِمْ لاَ يَقِرُّونَ، ورَادتْ أَخْرَاتُهُمْ _ وَمِنْه قَوْله: (لقد قَلِقَ الخُرْتُ إلاّ انتظَارَا ... ) أَبُو الْهَيْثَم: والخَرَاتانِ من كواكب ((الأسَد)) ، وهما كوكبان بَينهمَا قَدْرُ سَوْطٍ، وهما كَتِفَا ((الأسَد)) ، وهما زُبْرَةُ ((الْأسد)) . قَالَ الراجز: (إِذا رَأَيْتَ أَنجُماً مِنَ الأَسَدْ ... جَبْهَتَه أَوِ الخَرَاتَ والْكَتَدْ) (باَلَ سُهَيْلٌ فِي الْفَضِيخِ فَفَسَدْ ... وَطَابَ أَلْبَانُ اللِّقَاحِ وبَرَدْ) رتخ: قَالَ اللَّيْث: الرَّتْخُ: قِطَعٌ صَغَارٌ فِي الجلْدِ خاصّةً. وَإِذا لم يبَالِغِ الحجَّامُ فِي الشَّرْطِ قيل: أَرْتَخَ. ترخ: وروى أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: التَّرْخُ: الشرطُ اللَّيِّن. يُقَال: اتْرَخْ شَرْطِي. . ارْتَخْ شَرْطِي. قلت: فهما لُغَتَانِ _ التَّرْخُ والرَّتْخُ بِمَعْنى الشَّرْط اللَّيِّن، مثلُ الْجَذْبِ والْجَبْذِ. وَقَالَ ابْن دُرَيْدٍ: رَتِخَ العَجِينُ رَتَخاً _ إِذا رَقَّ فَلم ينْخَبِزْ، وطينٌ رَتِخٌ _ أَي: زَلِقُ. وَقَالَ الليثُ: قُرَادٌ رَتِخٌ _ وَهُوَ الَّذِي شقَّ أَعْلَى الجِلْدِ فلَزِقَ بِهِ _ رُتُوخاً. وَقَالَ غيرُه: رَتَخَ فلانٌ بِالْمَكَانِ _ إِذا ثَبَتَ بِهِ.

خ ت ل

خَ ت ل اسْتعْمل من وجوهه: ختل، خلت، لتخ، لخت. ختل: قَالَ اللَّيْث: الْخَتْلُ: تَخَادُعٌ عَن غَفْلَة. قلتُ: يُقَال للصَّائد _ إِذا استَتَرَ بشيءٍ ليرمِيَ الصَّيْدَ _: دَرَى وخَتَلَ. . للصَّيْد. وَيُقَال للرَّجُل _ إِذا تَسَمَّع لِسِرِّ قومٍ _: قد اخْتَتَلَ. وَمِنْه قَول الأَعْشَى: (وَلاَ تَرَاهَا لِسِرِّ الْجَارِ تَخْتَتِلُ ... ) وَفِي ((نَوَادِر الْأَعْرَاب)) : هُوَ يمشي الْخَوتَلَى _ إِذا مشَى فِي شِقَّةٍ. وَيُقَال: هُوَ يَخْلِجُنِي بعَيْنِه ويمشِي، لي الْخَوْتَلَى. خلت: قلت: وَرَأَيْت البَحْرَانِيِّينَ يَقُولُونَ لهَذَا الصَّمْغ _ الَّذِي يُقَال لَهُ: الأَنْجَرُذُ _: الْخِلْتِيتُ _ بِالْخَاءِ _ وغيرُهم يَقُول: الْحِلْتِيت. لخت: يُقَال: حَرٌّ سَخْتٌ لَخْت _ أَي: شَدِيد. لتخ: اللَّطْخُ، واللَّتْخُ: واحدٌ. وَقد لَتَخَهُ _ أَي: لَطَخَهُ. خَ ت ن ختن، خُنْت، تنخ، نتخ، نخت: مستعملة. أهمل اللَّيْث: خُنْت، ونخت. خُنْت: وروى أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ أَنه قَالَ: الْخِنَّوْتُ دابَّةٌ من دوابِّ الْبَحْر. نخت: قرأتُ فِي ((نَوَادِر الْأَعْرَاب)) : نَخَتَ فلَان لِفُلان، وسَخَتَ لَهُ _ إِذا اسْتَقْصَى فِي القَوْل وَبَالغ فِيهِ. ختن: قَالَ اللَّيْث: الْخَتْنُ: فِعْلُ الْخَاتِنِ الْغُلاَمَ. يُقَال: خَتَنَهُ يخْتُنُهُ خَتْناً، فَهُوَ مَخْتُونٌ، والْخِتَانَةُ صَنْعَتَهُ. والْخِتَانُ ذَلِك الامرُ كلُّه وعلاجُهُ. والْخِتَانُ موضعُ الْقطع من الذَّكَرِ. قلت: وَكَذَلِكَ الْخِتَانُ من الْأُنْثَى مَوْضِعُ الْخَفْضِ من نَوَاتِها. وَمِنْه الحَدِيث الْمَرْوِيُّ عَن عائشةَ: ((إِذَا الْتَقَى الخِتَانَانِ فَقَدْ وَجَبَ الغُسْلُ)) . وَمعنى التقائهما: غُيُوبُ حَشَفَةِ فَرْجِ الرَّجُل فِي فَرْجِ الْمَرْأة، حَتَّى يصير خِتَانُهُ بحِذَاء خِتَانِها. وَذَلِكَ أَن مَدْخَل الذَّكَر _ من الْمَرْأَة _ يسفُلُ عَن خِتَانِهَا، لِأَن خِتَانَها مُسْتَعْلٍ. وَلَيْسَ معنى التقاء الْخِتَانَيْنِ أَن يُمَاسَّ خِتَانُهُ خِتَانَهَا، ولكنْ مَعْنَاهُ أَن يَتحَاذَيَا، وَإِن لم يتمَاسَّا. وَهَكَذَا قَالَ الشَّافعيُّ فِي تَفْسِيره. وأصل الْخَتْنِ الَقَطْع. وَأما الْخَتَنُ _ بِفَتْح التَّاء _، فَإِن أحمدَ بن يَحْيَى رَوَى عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَعَن أبي نَصْر _ عَن الأصمعيِّ _ أَنَّهُمَا قَالَا: الأحْمَاءُ من قِبلَ الزَّوْج والأَخْتَانُ من قِبَلِ الْمَرْأَة والصِّهْرُ يجمَعُهما. وَقَالَ ابْن الأعرابيِّ: الْخَتَنَةُ: أُمُّ امْرَأَة الرَّجُل.

قَالَ: وعَلَى هَذَا التَّرْتِيب يُقَال: أَبُو بكر وَعمر: خَتَنَا رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قلت: وروى حَمَّادُ بن زَيْدٍ _ عَن أيُّوبَ _ قَالَ: سألتُ سَعِيدَ بن جُبَيْرٍ: أينظرُ الرجُل إِلَى شَعَرِ خَتَنَتِهِ؟ فَقَرَأَ هَذِه الْآيَة: {وَلَا يبدين زينتهن إِلَّا لبعولتهن} [النُّور: 31] حَتَّى قَرَأَ الْآيَة، وَقَالَ: لَا أُرَاهُ فيهم، وَلَا أُرَاهَا فيهنَّ. أَرَادَ سعيد بِخَتَنِتِه: أُمَّ امْرَأَته. وَقَالَ ابْن المُظَفِّرِ: الْختَنَ: الصِّهْرُ. . تَقول: خَاتَنْتُ فلَانا مُخَاتَنَةً _ وَهُوَ الرجل المتَزَوِّجُ فِي الْقَوْم. قَالَ: والأبَوَانِ _ أَيْضا _ خَتَنَا ذلكَ الزَّوْجِ _ والرجلُ خَتَنٌ، وَالْمَرْأَة خَتَنَةٌ، والْختَنُ: زوجُ فتاةِ القومَ، ومَنْ كَانَ مِنْ قِبَله من رَجُل، أَو امرأةٍ، فهم كلّهم أَخْتَانٌ لأهل الْمَرْأَة. وأُمُّ الْمَرْأَة، وأبوها: خَتَنَانِ للزَّوْج. قلت: الْخُتُونَةُ: المصَاهَرَةُ، وَكَذَلِكَ الخُتُونُ _ بِغَيْر هاءٍ. وَأنْشد الفَرَّاءُ: (رَأَيْتُ خُتُونَ العَامِ والعَامِ قَبْلَهُ ... كحَائِضَةٍ يُزْنَى بِهَا غَيْرِ طَاهِرِ) أَرَادَ: رأيتُ مصاهَرَةَ الْعَام، وَالْعَام الَّذِي كَانَ قبله كامرأة حائِضٍ زُنِيَ بهَا. وَذَلِكَ أَن هذَيْن العامَيْنِ: كَانَا عامَيْ جَدْبٍ ومَحْلٍ، فَكَانَ الرجل الهَجينُ إِذا كَثُر مَاله يخطُبُ إِلَى الرجل الشريف _ فِي حَسَبه ونَسَبه إِذا قَلَّ مالُه _ كَرِيمَتَهُ فيزوِّجُهُ إيَّاها ليكفِيَهُ مؤُونَتها فِي جُدُوبةِ السَّنة، فيتشرَّفُ الهجِينُ بهَا، لشَرَف نَسَبهَا عَلَى نسبه وتعيشُ هِيَ بمَالِهِ، غير أَنَّها تُورِثُ أهلَهَا العَارَ، لِأَن أَبَاهَا يُعَيَّر: أَنَّه زَوَّجَها رجلا هجيناً غير صَرِيح النّسَب. فَكَانَت المصاهرةُ الَّتِي تكون فِي الْجُدُوبةِ ((كَحَائِضَةٍ)) فُجِرَ بَها فجاءَها العارُ من جِهَتَيْنِ: إِحْدَاهمَا أَنَّهَا أُتِيتْ حَائِضًا _ وَالثَّانيَِة أَن الوَطْءَ كَانَ حَرَامًا مَعَ حَيْضها. والخُتُونَةُ _ أَيْضا تَزوُّجُ الرَّجُلِ المرأةَ. . وَمِنْه قَول جَرِيرٍ: (وَمَا اسْتَعْهَدَ الأَْقوامُ مِنْ ذِي خُتُونَةٍ ... مِنَ النَّاسِ إلاَّ مِنكَ أَوْ مِنْ مُحَارِبِ) قلت: والْخُتونة تَجمَعُ الْمُصَاهَرَة بَين الرجل وَالْمَرْأَة، فأَهْلُ بَيتهَا: أَخْتَانُ أهل بَيت الزَّوْج _ وَأهل بَيت الزَّوْج: أخْتَانُ المرْأَةِ وأَهْلِهَا. وروى أَبُو دَاوُدَ المصَاحِفِيُّ عَن النَّضْر بن شُمَيْل _ أَنه قَالَ: سُمِّيتِ المخاتَنَةُ مُخَاتَنَةً _ وَهِي الْمُصَاهَرَة _ لالتقاء الْخِتَانَيْن مِنْهُمَا. وروى حَدِيثا بإسْناده عَن عُيَيْنَةَ بن حِصْنٍ: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: ((إنّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام أَجَرَ نَفسه بِعِفَّةٍ فَرْجِه، وَشِبَعِ بَطْنه. فَقَالَ لَهُ خَتَنَهُ: إنّ لَكَ فِي غَنَمِي مَا جَاءَت بِهِ قالِبَ لون)) . قَالَ ابْن شُمَيْل: معنى قَوْله: ((قالِبَ لَوْن)) : عَلَى غير الوان أمّهاتِها. وأَراد بالْخَتَنِ هَهُنَا أَبَا الْمَرْأَة. تنخ: قَالَ اللَّيْث: تَنوخُ: حيٌّ من الْيمن.

خ ت ف

ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: تَنَخَ بِالْمَكَانِ تُنُوخاً _ إِذا أَقَامَ بِهِ. وَقَالَ اللِّحْيَانيُّ: تَنَخَ بِالْمَكَانِ، وتَنَأَ بِهِ، فَهُوَ تَانِخٌ وتَانِىءٌ _ أَي: مقيمٌ. وَقَالَ غيرهُ: طَنِخَ الرجل وتَنِخ _ طَنَخاً وتَنَخاً _ إِذا اتَّخَمَ. نتخ: قَالَ اللَّيْث: البَازي يَنْتِخُ اللَّحْمَ بِمِنْسَرِهِ والغُرَابُ يَنْتِخُ الدَّبَرَةَ عَن ظهر الْبَعِير. قَالَ: والنَّتْخُ إِخْرَاجُك الشوكَ بِالْمِنْتَاخَيْنِ _ وهما طَرَفَا الْمِنْقَاش وَأنْشد غيرهُ: (يَنْتِخُ أَعْيُنَهَا الغِرْبانُ وَالرَّخَمُ ... ) أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: النَّتْخُ _ أَيْضا _ النَّسج. قَالَ وَالنَّاتِخُ: النَّاسِجُ. قَالَ ونَتَخْتهُ: نَتفْتهُ، ونَتَخْتُهُ: نَقَشْتُه، ونتَخْتهُ: أهَنْتُهُ. ورُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ أنَّه قَالَ: ((إنَّ فِي الجنَّةِ بساطاً مَنْتُوخاً بالذَّهب)) _ أَي: منسوجاً. خَ ت ف ختف، خفت، فتخ، فخت: مستعملة. خفت: قَالَ ابْن المظَفِّر: الْخُفُوتُ: خُفُوض الصَّوت من الْجُوع. تَقول: صَوْتٌ خَفِيضٌ، خَفِيتٌ. وَيُقَال للرجل _ إِذا مَاتَ _: قد خَفَتَ _ أَي: انْقَطع كَلَامه. وَيُقَال مِنْهُ: زَرْعٌ خافتٌ _ أَي: كأَنه بَقِي فَلم يَبْلغ غَايَة الطُّول. وَفِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة: ((مَثَل المؤْمِنِ الضَّعيفِ كمَثَلِ خافِتِ الزَّرْعِ، يَمِيلُ مَرَّةً وَيَعْتَدِلُ أُخْرَى)) . قَالَ ابو عبيد: أَرَادَ ب ((الخَافِتِ)) : الزرعَ الغَضَّ اللَّيِّنَ. ومِنْ هَذَا قيل للميِّتِ: قد خَفَتَ _ إِذا انْقَطع كلامُه. وَأنْشد: (حَتّى إِذا خَفَتَ الدُّعاءُ وَصُرِّعَتْ ... قَتْلى كمُنْجَدِعٍ مِنَ الغُلاَّنِ) وَالْمعْنَى: أنَّ الْمُؤمن مَُزَّأٌ فِي مَاله وَنَفسه وَأَهله. وَقَالَ اللَّيْث: الرّجُلُ يُخافتُ بقرَاءَته _ إِذا لم يُبَيِّنْ قراءَتَه بِرَفْع الصَّوْت. قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَلَا تجْهر بصلاتك وَلَا تخَافت بهَا} [الإسَراء: 110] . وتَخَافَتَ القومُ _ إِذا تشاوَرُوا سرّاً. والإبِلُ تُخَافِتُ المضْغَ _ إِذا اجْتَرَّتْ. قَالَ: وامرأةٌ خَفُوتٌ لَفُوتٌ. فالْخَفُوتُ: الَّتِي تَأْخُذُها العيْنُ مَا دامَتْ وَحدها فتقْبَلُها وتستحسِنُها، فإِذا صارتْ بَين النِّسَاء، غَمَرْنَها. واللَّفوتُ: الَّتِي فِيهَا الْتِواءٌ وانقباضٌ. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الكسائيُّ: اللَّفُوتُ: الَّتِي لَهَا زَوْجٌ، وَلها وَلدٌ من غَيره فهِيَ تَلفَّتُ إِلَى ولَدِها. وَقَالَ شَمِر: بَلَغَنِي أَن عبد المَلك بنَ عُمَيْرٍ قَالَ: اللَّفُوتُ: الَّتِي إِذا سَمِعَتْ كلامَ الرِّجَال الْتفتَتْ إِلَيْهِم.

قلت: وَلم أَسْمَعِ ((الْخَفُوتَ)) _ فِي نَعْتِ النِّسَاء _ لغير اللَّيْث. ورَوى أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ قَالَ: الخُفْتُ _ بضمِّ الْخَاء وسكونِ الْفَاء _: السَّذَابُ. قَالَ: وَهُوَ الفَيْجَلُ والْفَيْجَنُ. وَقَالَ الجَعْدِيُّ: (فَلَسْتُ _ وإِنْ عَزُّوا عَلَيَّ _ بهَالِكٍ ... خُفَاتاً وَلَا مُسْتَهْزِمٍ ذَاهِبِ الْعَقْلِ) وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: ((خُفَاتاً)) _ أَيْ: فُجَاءَةً. و ((مُسْتَهْزِمٍ)) أيْ: جَزُوعٍ. وَيُقَال: خَفَتَ من النُّعَاسِ _ أَي: سكَنَ. قلت: وَمعنى قَوْله: ((خُفَاتاً)) _ أيْ: ضَعْفا: وتذلُّلاً. وَأنْشد أَبُو عُبيدٍ فِي ((خَفَت)) _ بِمَعْنى سَكَنَ _: (حَتَّى إِذا خَفَتَ الدُّعَاءُ وصُرِّعَتْ ... قَتْلَى كَمُنْجَدِعٍ مِنَ الغُلاَّنِ) وزرْعٌ خافتٌ - إِذا كَانَ غَضّاً طريّاً نَاعِمًا. فخت: قَالَ اللَّيْث: إِذا مشَتِ المرأةُ مُجَنْبَجَةً قيل: تفَخَّتَتْ تفخُّتاً. قَالَ: أَظنُّ ذَلِك مشتقّاً من مَشْي الفَاخِتَةِ _ الطائرِ _ وَجَمعهَا: الفَوَاخِتُ. أَبُو عُبَيدٍ _ عَن الكسائيِّ _: الفَخْتُ ضوْءُ الْقَمَر. . يقالُ: جلسْنَا فِي الفَخْتِ. وَقَالَ شَمِرٌ: لم أَسمَع ((الفَخْتَ)) إلاَّ هَهُنَا. قَالَ: وَيُقَال: هُوَ يَتَفَخَّتُ _ أَي: يَتعجَّبُ، فيقولُ: مَا أَحْسَنَهُ {} ! . أَبُو العبّاس _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ قَالَ: ((الفَخْتُ)) : نَشْلُ الطّبَّاخِ الفِدْرَةَ من القِدْرِ. فتخ: فِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ((أَنَّهُ كَانَ إذَا سَجَدَ جَافَى عَضُدَيْهِ عَنْ جَنْبَيْهِ، وفَتَحَ أَصَابعَ رِجلَيْهِ)) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ يحيى بنُ سعيد: الْفَتْخُ: أَنْ يَصْنَعَ هَكَذَا _ وَنصب أصابعَه ثمَّ غمزَ موضِعَ الْمَفَاصِلِ مِنْهَا إِلَى بَاطِن الرَّاحَةِ. يَعْنِي: أَنه كَانَ يفعل ذَلِك بأَصابع رِجليه فِي السُّجود. قَالَ: وَقَالَ الأصمعيُّ: أصْلُ الفَتْخ: الِّينُ. وَيُقَال للبراجِم _ إِذا كَانَ فِيهَا لِينٌ أَو عِرَضٌ _: إِنَّهَا لَفُتْخٌ. وَمِنْه قيل للعُقَابِ: فَتْخَاءُ. . لأنَّها إِذا انحَطَّتْ كَسَرَتْ جَنَاحَيْها وغمَزَتْهُمَا، وَهَذَا لَا يَكونُ إلاَّ مِن اللِّين. وَأنْشد: (كأنِّي بِفَتخَاء الجَناحَيْنِ لَقُوَّةٍ ... دَفُوفٍ مِن الْعُقْبَانِ طَأْطأْتُ شِمْلاَلِي) وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس أحمدُ بن يَحيَى: فتَخَ أَصابع رِجليْهِ فِي السُّجُود _ إِذا ثنَاهما. قَالَ: وأصل الفتْخِ: اللِّينُ. قلت: يَثْنِيهِمَا إِلَى ظَهْرِ القَدَم لَا إِلَى باطِنَها. قَالَ أَبُو العبَّاس: وَقَالَ ابْن الأعرابيِّ: الْفَتْخَةُ: الخاتَمُ، وجَمْعُهَا فَتَخٌ. وَأنْشد:

خ ت ب

(يَسْقُطُ مِنْهُ فَتَخِي فِي كُمِّي ... ) قَالَ: كنَّ النِّسَاءُ يتَختَّمْنَ فِي أَصَابِع أَرْجُلِهِنَّ. فتَصِفُ هَذِه أَنه إِذا شال بِرجْلَيْهَا وذاقتِ العُسَيْلَةَ استَرْخَتْ أصابعُ رِجْلَيْهَا فسقَطَتْ خواتمُها فِي كُمَّيْهَا، وَإِنَّمَا تَمَنَّتْ شدَّةَ الجِمَاع. وَقَالَ اللَّيْث: الفُتُوخُ خواتيمُ بِلَا فُصوص ... كأَنَّها حَلَقٌ. قَالَ: وكلُّ جُلْجُلٍ لَا يَجْرُسُ فَهُوَ فَتَخٌ. قَالَ: والفَتَخُ _ فِي الرِّجلين _ طُولُ العَظْم وقِلَّةُ اللّحم. وَقيل: بَلِ الْفَتَخُ: عِرَضُ الكفِّ والقَدَمِ وَأنْشد: (عَلَى فَتْخَاءَ تَعْلَمُ حَيْثُ تَنْجُو ... وَمَا إِنْ حَيْثُ تَنْجُو مِنْ طَرِيقِ) قَالَ: عَنَى بالْفَتْخَاءِ شِبْهَ مِلْبَنٍ من خَشَبٍ يَقْعُدُ عَلَيْهِ المُشْتَار ثمَّ يمُدُّ يَده من فوقُ، حَتَّى يَبْلغَ موضعَ الْعَسَلِ. وَيُقَال: أَرَادَ بالْفَتْخَاءِ: رِجْلَهُ. قَالَ: وَهَذَا من صِفةِ مُشْتَارِ الْعَسَل. قَالَ: والْفَتَخُ عِرَضُ مخالب الْأسد ولينُ مَفاصِلِها. أَبُو عبيد _ عَن الكسائيِّ _: الأَفْتخُ: اللَّيِّن مَفَاصِل الْأَصَابِع مَعَ عِرَض. خَ ت ب خبت، بخت: مستعملان. خبت: قَالَ اللَّيْث: الْخَبْتُ عربيَّةٌ مَحْضَة، وجمعُه خُبُوتٌ وَهُوَ مَا اتَّسَع من بُطون الأَرْض. وَقَالَ ابْن الأعرابيِّ: الْخَبْتُ مَا اطمأَنَّ من الأَرْض واتسع. وَقَالَ شمرٌ: قَالَ أَبُو عَمْرو: الْخَبْتُ سَهْلٌ فِي الحَرَّة. وَقَالَ غَيره: هُوَ الوَادِي الْعَمِيقُ الوطِيءُ، يُنْبتُ ضُروب الْعِضَاهِ. وَقَالَ العَدَوِيُّ: الْخَبْتُ: الخفيُّ المطمئنُّ. قَالَ: وخَبَتَ ذِكْرُه _ أَي: إِذا خَفي. قَالَ: وَمِنْه ((المُخْبِتُ)) من النَّاس. أَخْبَتَ إِلَى ربه _ أَي: اطمأَنَّ إِلَيْهِ. وَقَالَ الفرَّاء _ فِي قَوْله جلّ وعزّ: {وأخبتوا إِلَى رَبهم} [هود: 33] يَعْنِي: تخشَّعوا لربهمْ. قَالَ: وَالْعرب تجْعَل ((إِلَى)) فِي مَوضِع ((اللَّام)) . قَالَ: وَمعنى الإخْبَاتِ: الخشوعُ. وَقَالَ الليثُ: الْخَبيتُ: _ من الْأَشْيَاء _ الحَقِيرُ الرَّدِ. وَأنْشد: (يَنْفَعُ الطَّيِّبُ القَلِيلُ مِنَ الرِّزْقِ ... وَلاَ يَنْفَعُ الكَثِيرُ الْخَبِيتُ) قلت: أَظن ((الْخَبِيتُ)) تصحيفاً لِأَن الشَّيْءَ الحَقيرَ الرديءَ؛ إِنَّمَا يُقَال لَهُ: الْخَتِيتُ _ بتاءَين _ وَهُوَ بِمعنى الخَسِيس فصحَّفَه وَجعله خَبِيتاً.

خ ت م

وَقَالَ شَمِر: الْخَبْتُ مَا تَطامنَ مِنَ الأَرْض وغَمُضَ، فَإِذا خرجْتَ مِنْهُ أَفضيْتَ إِلَى سَعَةٍ، والجميع: الْخُبُوتُ. بخت: قَالَ اللَّيْث: الْبَخْتُ: الجَدُّ _ معروفٌ، وَلَا أَدْرِي أَعَرَبِيٌّ هُوَ أَمْ لاَ؟ . وَقَالَ: والْبُخْتُ: الإبلُ الخُراسانِيَّةُ، تُنْتَجُ بَين الْإِبِل الْعَرَبيَّة والْفَالِجِ. وَيقال: جَمَلٌ بُخْتِيٌّ وناقةٌ بُخْتِيَّةٌ، وَهُوَ أَعْجَميٌّ دخِيلٌ عَرَّبته الْعَرَب. ويجمَع: البَخَاتِيَّ أَيْضا. وَيُقَال للَّذي يَقتنيها: الْبَخَّاتُ. خَ ت م ختم، متخ، خمت، تخم: مستعملة. ختم: قَالَ اللَّيْث: خَتَمَ يَخْتِمُ _ أَي: طَبَعَ والخَاتِمُ: الفاعِلُ، والْخَاتَمُ: مَا يوضع عَلَى الطِّينة وَهُوَ اسْمٌ. . مِثْلُ ((الْعَالَم)) . والْخِتَامُ: الَّذِي يُخْتَمُ بِهِ على كِتابٍ. وخِتَامُ الْوَادي: أَقصاه _ وخاَتِمَةُ السُّورَةِ: آخِرُهَا. . وخَاتِمُ كلِّ شَيْء: آخِرُهُ. وَيُقَال: خَتَمْنَا زَرْعَنَا إِذا سَقَيْتَهُ أَوَّلَ سَقْيَةٍ، فَهُوَ الْخَتْمُ. قَالَ: والْخِتَامُ: اسْمٌ لَهُ لِأَنَّهُ إِذا سُقِيَ فقد خُتِمَ بالرجاء. وَقد خَتَمُوا على زَرْعِهمْ: أَي _ سَقَوْهُ، وَهُوَ كِرَابٌ بَعْدُ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: قَالَ الطَّائِفِيُّ: الْخِتَامُ أَنْ تُثَارَ الأرضُ بالبَذْر حَتَّى يَصيرَ الْبَذْرُ تحتهَا، ثمَّ يَسْقُونها _ يَقُولُونَ: خَتَمُوا عَلَيْهِ. وَقَول الله جلّ وعزّ: {ختم الله على قُلُوبهم} [البَقَرَة: 7] كقولهِ: {طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} [النّحل: 108] وَغَيرهَا. وَأما قولُه جلّ وعزّ: {فَإِن يَشَأْ الله يخْتم على قَلْبك} [الشّورى: 24] . فإِنَّ الزَّجَّاجَ قَالَ: المعْنى: فَإِن يَشَأ الله يَرْبِطْ على قَلبِكَ بالصَّبْرِ على أَذَاهمْ، وعَلى قَوْلهمْ {افترى على الله كذبا} [سَبَأ: 8] . ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: الْخَتْمُ: أَفْواهُ فَلايَا النَّحْلِ. قَالَ: والخَتْمُ: المنعُ. . وَالْخَتْمُ أَيْضا _: حفْظُ مَا فِي الكتابِ _ بتَعْليمِ الطِّينَة. وَقَالَ الزَّجَّاج _ فِي قَوْله جلّ وعزّ: {ختم الله على قُلُوبهم} [البَقَرَة: 7] . معنى ((خَتَمَ)) _ فِي اللُّغَة _ وَ ((طَبَعَ)) : وَاحِدَ وَهُوَ التغطية على الشيءِ، والاسْتِيثَاقُ مِنْهُ، لِئَلاَّ يدْخلهُ شيءٌ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {أم على قُلُوب أقفالها} [محَمَّد: 24] . وَقَالَ: {كلا بل ران على قُلُوبهم مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففون: 14] مَعْنَاهُ: غلَب على قُلُوبهم، وغطَّى على قُلُوبهم مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ. وَكذلك {طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} [النّحل: 108] . وَروَى أَبُو عبيد حديثَ عَلْقَمَةَ _ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {ختامه مسك} [المطفّفين: 26] . قَالَ: خِلْطُهُ مِسْكٌ، أَلم تَرَ إِلَى المَرْأَة تَقول _ للطِّيبِ: خِلْطُه مِسْكٌ. . خِلْطُهُ كَذَا؟

وَأما مُجَاهِدٌ فَإِنَّهُ قَالَ _ فِي قَوْله: عزّ وجلّ: {ختامه مسك} _ قَالَ: مِزَاجُهُ مِسْكٌ. وَقَالَ ابنُ مَسعودٍ: عَاقِبَتُهُ طَعْمُ المِسْكِ. وَقَالَ الفَرَّاءُ: قرأَ عَلِيٌّ: (خَاتِمَة مسك) . وَقَالَ: أما رَأَيت المرأَةَ تَقول لِلْعَطَّار: اجْعَلْ لي خَاتِمَهُ مِسْكاً. . تُرِيدُ آخِرَهُ؟ قَالَ ذَلِك عَلْقَمَةُ. قَالَ الفرَّاء: والْخَاتَمُ والْخِتَامُ: متقاربان فِي الْمَعْنى، إِلاَّ أنْ الْخَاتَمَ: الاسْمُ، والخِتَامَ: المَصْدَرُ. وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: (فَبِتْنَ جَنَابَتَيَّ مُصَرَّعَاتٍ ... وَبِتُّ أَفُضُّ أَغْلاَقَ الْخِتَامِ) قَالَ: ومِثْلُ الْخِتَامِ والْخَاتَم: قَوْلُكَ للرَّجُل: هُوَ كَرِيمُ الطَّابَع والطِّبَاعِ. قَالَ: وَتَفسِيرُه: أَنَّ أَحَدَهُمْ إِذا شَرِب وجَدَ فِي آخِرِ كأْسِهِ رِيحَ المِسْكِ. وَقَوله جلّ وعزّ: {مَا كَانَ مُحَمَّد أَبَا أحد من رجالكم وَلَكِن رَسُول الله وَخَاتم النَّبِيين} [الأحزَاب: 40] مَعْنَاهُ: آخِرُ النَّبِيِّينَ. ومنْ أَسمائِهِ ((الْعَاقِبُ)) أَيضاً _ مَعْنَاهُ آخِرُ الأنْبِيَاءِ. وَقَالَ اللّحْيَانِيُّ: هُوَ الْخَاتَمُ، والْخَاتَامُ، والْخَيْتَامُ. وأَنشد غيرُه: (وَأُعْرِ مِنَ الْخَاتَامِ صُغْرَى شِمَالِيَا ... ) ونَهَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَنِ التَّخَتُّمَ بالذَّهَبِ. وَيُقَال: فلانٌ خَتَمَ عَلَيْك بَابَهُ _ أَي أَعْرَضَ عَنْك وخَتَمَ فلانٌ لَك بَابَهُ _ إِذا آثَرَكَ على غَيْرك. . وخَتَمَ فلانٌ القُرْآنَ _ إِذا قَرأَهُ إِلَى آخرِهِ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيِّ: _ جَاء فلانٌ مُتَختماً _ أَيْ: مُتَعَمِّماً ومَا أَحْسَنَ تَخَتُّمُهُ {} ! وَقَالَ ابْن شُمَيْل: قَالَ الطَّائِفِيُّ: الخِتَامُ أَن تُثَار الأرضُ بالبَذْرِ حَتَّى يصيرَ البذرُ تحتَها، ثمَّ يُسْقُونها، يَقُولُونَ: خَتَمُوا عَلَيْهِ. قلتُ: أصلُ الخَتْم: التغطيةُ، وختْمُ البَذْر تغطيتُه. وَلذَلِك قيل للزَّارعِ: كافِرٌ. . لِأَنَّهُ يغطِّي البَذْرَ بِالتُّرَابِ. وَقَالَ ابنُ الأعرابيِّ: الْخُتُمُ فُصُوصُ مفاصِلِ الْخَيْل. . واحِدُها خِتَامٌ، وخَاتَمٌ. قَالَ: والخَاتَمُ والخَاتِمُ: من أَسمَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَمَعْنَاهُ: آخِرُ الْأَنْبِيَاء، وَقَالَ الله تَعَالَى: {وَخَاتَمَ النَّبِّيِنَ} [الأحزَاب: 40] . تخم: رُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: ((مَلْعُونٌ مَنْ غَيَّرَ تُخُومَ الأرْضِ)) . قَالَ أَبُو عبيد: التُّخُومُ هِيَ الحُدُودُ والْمَعَالِمُ. قَالَ: والْمَعْنَى من ذَلِك يَقع فِي موضِعين: أَحدهمَا: أَن يكون ذَلِك فِي تَغْيِير حُدُودِ الحَرَمِ. . الَّتِي حَدَّها إبراهيمُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. والمعْنَى الآخرُ: أَن يدخلَ الرجُلُ فِي مِلْكِ غَيره من الأَرْض، فيقتطِعَهُ ظلما.

وأهملت الخاء مع الظاء في السالم عند الليث إلى آخر الحروف إلا الظمخ

وَقَالَ شمر: قَالَ الْفراء: هِيَ التُّخُومُ _ مَضْمُومَة. وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: تَخُومٌ. وَقَالَ الكسائيُّ: هِيَ التَّخُومُ، والْجَمْعُ تُخُمٌ. وَقَالَ الفرَّاء: التَّخُومُ: واحِدُها تَخْمٌ. قَالَ: وَأَصْحَاب العربيّة يَقُولُونَ: هِيَ التَّخُومُ _ بِفَتْح التَّاء _ ويجعلونها وَاحِدَة _ وأمَّا أهل الشَّام فَيَقُولُونَ: التُّخُومُ يجعلونها جَمْعاً وَالْوَاحد: تَخْمٌ. وَأنْشد لأبي دُوادٍ الإيادِيِّ: (يَا بَنِيَّ التُّخُومَ لَا تَظْلِمُوهَا ... إنَّ ظُلْمَ التُّخُومِ ذُو عُقَّالِ) وَقَالَ اللَّيْث: التُّخُومُ مَفْصِلُ مَا بَين الكُورَتَيْنِ والقَرْيَتَيْنِ. قَالَ: ومُنْتَهى أَرض كل كُورَةٍ وقَرْيةٍ: تُخُومُها. وَقَالَ أَبُو الهيْثَم: يُقَال هذِهِ الْقَرْيَةُ تُتَاخِمُ أرضَ كَذَا وَكَذَا _ أَي: تُحَادُّها، وبلادُ عُمَانَ تُتَاخِمُ بلادَ الشِّحْر. وَقَالَ غَيره: وتُطاخِمُ _ بِالطَّاءِ _ لغةٌ، كأنّ التَّاء قُلِبَتْ طاءً، لقُرْب مخرَجيْهما. وَالْأَصْل: من التُّخُومِ، وَهِي الحُدُود. وَقَالَ شمرٌ: أقْرَأني ابنُ الْأَعرَابِي لعَدِي بنِ زَيدٍ: (جَاعِلاً سِرَّكَ التُّخُومَ فَمَا أَحْفِلُ ... قَوْلَ الْوُشاة وَالأنْذَالِ) قَالَ: التُّخُومُ: الحالُ الَّذِي يُريده. وَقَالَ غَيره: يُرِيد: اجعلْ هَمَّكَ تُخوماً _ أَي: حدّاً انْتَهِ إِلَيْهِ، وَلَا تُجَاوِزْه. وَقَالَ أَبُو دُوَاد: (جَاعِلاً قَبْرَهُ تُخوماً وَقَدْ جَرْرَ ... الْعَذَارَى عَلَيْهِ وَافي الشَّكِيرِ) وَأما التُّخَمَةُ _ من الطَّعَام _ فأصلها وُخَمَةٌ قلبت الْوَاو تَاء. وتفسيرها فِي مُعْتَلِّ الْخَاء. والفِعْل مِنْهُ: اتَّخَمَ اتِّخَاماً وَلَيْسَ من هَذَا. خمت: قَالَ اللَّيْث: الخَمِيتُ: اسْم السَّمِين بالْحِمْيَرية. متخ: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: مَتَخَ الجرَادُ _ إِذا رَزَّ ذَنَبَه فِي الأَرْض ليبيض. وَحَكَاهُ ابْن دُرَيْد عَن أَفَّارٍ: مَتَخَتِ الجَرَادَةُ _ إِذا غَرَزَتْ ذَنَبَها فِي الأَرْض. وأُهملت. الْخَاء مَعَ الظَّاء فِي السَّالِم عِنْد اللَّيْث إِلَى آخر الْحُرُوف إلاَّ: [الظمخ] . ظمخ: فَإِن أَبَا الْعَبَّاس رَوى عَن ابْنِ الأعرابيِّ. وَعَن عمرٍ وَعَن أَبِيه _ أَنَّهُمَا قَالَا: الظِّمْخُ، واحدتها ظِمَخَةٌ _ شَجرَةٌ على صُورة الدُّلْبِ، يُقْطَع مِنْهَا خُشُبُ القَصَّارين الَّتِي تُدْفَنُ. وَهِي الْعِرْنُ أَيْضا الْوَاحِدَة: عِرْنةٌ. ونحْوَ ذَلِك قَالَ ابْن السِّكِّيت. أَبْوَاب الْخَاء والذال خَ ذ ث: مهمل الْوُجُوه. خَ ذ ر اسْتعْمل من وجوهه: ذخر، خذر.

خ ذ ل

ذخر: قَالَ اللَّيْث: تَقول: ذَخَرْتُ الشَّيْء أَذْخَرُهُ ذُخْراً، وادَّخَرْتُه ادِّخَاراً. وأَصْلُه: اذْتَخَرْتُهُ، فثقلتِ التاءُ الَّتِي للافْتِعَالِ مَعَ الذَّال. . فقُلبَتْ دَالاً، وأُدْغِم فِيهَا الذَّالُ الأصليُّةُ، فَصَارَت دَالاً مشَدَّدةً، وَمثله الادِّكارُ ... من الذّكر. وَقَالَ الزَّجَّاج _ فِي قَوْله جلّ وعزّ: {وَمَا تدخرون فِي بُيُوتكُمْ} [آل عمرَان: 49] : أَصله تَذْتَخِرُونَ، لِأَن الذَّال حَرْفُ مَجْهُورٌ لَا يُمْكن النَّفَسَ أَن يجْرِي مَعَه، لشدَّة اعْتِمَاده فِي مَكَانَهُ، والتَّاءُ مهموسَةٌ فأُبْدِلَ من مَخْرج التَّاء حرفٌ مجهورٌ يشبِهُ الذَّال فِي جهرها _ وَهُوَ الدَّال، فَصَارَ تَذْدَخِرُونَ، ثمَّ أُدْغِمتِ الذَّال فِي الدَّال فَصَارَ ((تَدَّخِرُونَ)) . وأصل الْإِدْغَام أَن يُدْغَمَ الأولُ فِي الثَّانِي. قَالَ: وَمن الْعَرَب من يَقُول: ((تَذَّخِرُونَ)) بذال مشدَّدَةٍ: وَهُوَ جَائِز وَالْأول أَكثر. وَقَالَ اللَّيْث: الإذْخِرُ: حشيشةٌ طيِّبةُ الريِّح، أطْوَلُ من الثِّيلِ. وَيُقَال: هُوَ نباتٌ كَهَيئَةِ الكَوْلاَنِ لَهُ أصل مُنْدَفِنٌ، وَهِي شجرةٌ صغيرةٌ ذَفِرَةُ الرّيح. قلت: وَفِي الحَدِيث: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَمَّا قَالَ فِي مَكَّة: ((لَا يُخْتَلَى خَلاَها)) قَالَ الْعَبَّاس: ((إلاّ الإذْخِرَ فَإِنَّهُ لموْتَانا)) فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام: ((إلاَّ الإذْخِرَ)) وَهُوَ نَبَات معروفٌ عِنْدهم. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: فَرَسٌ مُدَّخَرٌ وَهُوَ الْمُبَقَّى لحُضْرِه. قَالَ: وَمن المدَّخَرِ: الْمِسْوَاطُ، وَهُوَ الَّذِي لَا يُعْطِي مَا عِنْده من الْحُضْرِ إِلَّا بِالسَّوْطِ، وَالْأُنْثَى: مُدَّخَرَةٌ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: المذَاخِرُ أسافِل الْبَطن. يُقَال: فلَان مَلأَ مَذَاخِرَهُ _ إِذا مَلأ أَسَافِلَ بَطْنه. وَيُقَال للدَّابَّة _ إِذا شَبِعَتْ _ قد مَلأتْ مَذَاخرَها. وَقَالَ الرَّاعِي: (حَتَّى إِذا قَتَلَتْ أَدْنَى الغَلِيلِ وَلَمْ ... تَمْلأ مَذَاخِرَها لِلرِّيِّ وَالصَّدَرِ) عمروٌ _ عَن أَبِيه _ قَالَ: الذَّاخِرُ: السَّمِينُ. خذر: أَمّا ((خَذَرَ)) فقد أهمله اللَّيْث. ورَوى أَبُو الْعَبَّاس _ عَن عمرٍ وَعَن أَبِيه _ أَنه قَالَ: الْخَاذِرُ: الْمُسْتَتِر من سُلْطَان أَو غَريم. قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْخُذْرَةُ هِيَ الْخُذْرُوفُ الَّتِي يلعبُ بهَا الصّبيان، وتصغيرها: خُذَيْرَةٌ. خَ ذ ل اسْتعْمل مِنْهُ: [خذل] . خذل: قَالَ اللَّيْث: تَقول: خَذَلَ يَخْذَلَ خَذْلاً وخِذْلاَناً، وَهُوَ تَرْككَ نُصْرَةَ أَخِيك. وخِذْلاَنُ الله تَعَالَى للْعَبد: أَلا يعْصِمَه من السَّيِّئة فيقعُ فِيهَا. قَالَ: والخاذِلُ والخذُولُ _ من الظِّبَاء وَالْبَقر _: الَّتِي تَخْذُلُ صَوَاحِبَاتِهَا فِي المرعى وتَنْفُر مَعَ وَلَدهَا _ وَقد أَخْذَلَهَا وَلَدُها.

خ ذ ن

قلت: هَكَذَا رَأَيْتُه فِي النُّسْخَةِ: ((وتَنْفُرُ)) وَالصَّوَاب: ((وتَتَخَلفُ)) مَعَ وَلَدهَا. وَقيل: ((تَنْفَرِدُ)) مَعَ وَلَدهَا. هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عبيد _ عَن الْأَصْمَعِي. قَالَ: الْخَذُولُ: الَّتِي تَتَخَلَّفُ عَن القطيع _ وَقد خَذَلَتْ وخَذَرَتْ. وَأنْشد غَيره: (خَذُولٌ تُراعي رَبْرَباً بِخَمِيلَةٍ ... ) والتَّخْذِيلُ حَمْلُ الرجل عَلَى خِذْلان صَاحبه، وتَثْبِيطُهُ عَن نُصْرَتِه. ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: الخَاذِلُ: المنْهَزمُ. والخَاذِلُ: ضد النَّاصِر. خَ ذ ن قَالَ ابْن المظَّفِّر: اسْتعْمل مِنْهُ: خذن وخنذ. خذن: قَالَ: الخُذُنَّتَانِ: الأُذُنان. وَأنْشد قَوْله: (يَا ابْنَ الَّتِي حُذُنَّتَاها بَاعُ ... ) قلت: هَذَا تصْحيف منكرٌ والصوابُ فِي الأُذُنَيْنِ: الحُذُنَّتَانِ. هَكَذَا أَقْرَأَنِيهُ الإيَادِيُّ لشَمِرٍ _ عَن أبي عبيد. وَمن قَالَ: الخُذُنَّتَانِ _ بِالْخَاءِ _ فقد صحَّف. وَأنْشد شَمِرٌ البيتَ الرَّجَزَ: (يَا ابْنَ الَّتِي خُذُنَّتَاهَا باعُ ... ) بِالْحَاء غير مُعْجمَة _ للأُذنين. وَقد مرَّ تفسيرُه فِي كتاب الْحَاء. و ((خَذَنَ)) مهمل. . لَا يُعْرَفُ فِي كَلَام الْعَرَب. خنذ: قَالَ اللَّيْث: الْخِنْذِيذُ بِوَزْن ((فِعْلِيل)) كأنَّه بُنِيَ من خَنَذَ، وَقد أُمِيتَ فعْلُه _. وَيُقَال: هُوَ الْخَصيُّ من الْخَيل، وَيُقَال: هُوَ الطَّوِيل. أَبُو عبيد. . عَن الْأَصْمَعِي: الْخَنَاذِيذُ: الْخِصْيَانُ، والْفُحُولُ من الْخَيل. وَأنْشد: (وَخَنَاذِيذَ خِصْيَةً وفُحولاَ ... ) وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: كلُّ ضخم من الْخَيل وغيرِه: خِنْذِيذٌ _ خَصِيّاً كَانَ أَو غيرَ خَصِيٍّ. وَأنْشد: (وَخِنْذِيذٍ تَرى الْغُرْمُولَ مِنْهُ ... كَطَيِّ الزِّقِّ عَلَّقَهُ التِّجَارُ) قَالَ شمرٌ: وَأَرَادَ الشَّاعرُ بقوله: (وَخَنَاذِيذَ خِصْيةً وفُحولا ... ) جِيَادَ الْخَيل فوصفها بالجَوْدَة _ أَي: مِنْهَا فُحولٌ، وَمِنْهَا خِصْيَانٌ، فقد خرج الْآن الْخِنْذِيذُ من حَدِّ الأضداد. وَكَانَ أَبُو عبيد ذكر ((الْخَنَاذِيذَ)) فِي ((بَاب الأضداد)) . ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: الْخِنْذِيذُ: الشَّاعرُ الْمُجِيدُ المنَقِّحُ المُفْلِقُ. قَالَ: والْخِنْذِيذُ: الشُّجاعُ الْبُهْمَةُ الَّذِي لَا يُهْتَدَى لِقتَالِه. والخْنْذِيذُ: السِّخِيُّ التَّامُّ السَّخَاء.

خ ذ ف

قَالَ: والْخِنْذِيذُ: الخطِيبُ المِصْقَعُ، والْخِنْذِيذُ: السَّيِّدُ الحكِيم. والْخِنْدِيذُ: العالِمُ بأيام الْعَرَب وأشعار الْقَبَائِل. والْخِنْذِيذُ: الْفَحْلُ وَالْخِنْذِيذُ: الْخَصِيُّ. وَقَالَ اللَّيْث: خَنَاذِيذُ الْجَبَل: شُعَبٌ طِوَالٌ دِقَاقُ الأَطْرَاف. قَالَ: والْخِنْذيذُ: الْبَذِيءُ اللسانِ من النَّاس. . والجميعُ الْخَنَاذِيذُ. قلتُ: والمسموعُ من الْعَرَب بِهَذَا الْمَعْنى: الْخِنْذِيانُ والْخِنْظِيَانُ. وَقد خَنْذَى وخَنْظَى وحَنْظَى، وعَنْظَى _ إِذا خرج إِلَى البَذَاءَة وسَلاَطة اللِّسَان. وَلم أسمع ((الْخِنْذِيذَ)) بِهَذَا الْمَعْنى لغير اللَّيْث. وَكَذَلِكَ خَنَاذِي الجِبَال. . واحِدُها خُنْذُوَةٌ. وَقيل ((خِنْذِيذُ الرِّيحِ)) : إِعْصَارُها. وَقَالَ الشَّاعِر: (نِسْعِيَّةٌ ذَاتُ خِنْذِيذٍ تَجَاوِبُهَا ... نِسْعٌ لهَا بِعِضَاهِ الأرْضِ تَهْزِيزُ) أَبُو عبيد _ عَن الْأمَوِي _: رجُلٌ خِنْذِيانُ: كثِيرُ الشَّرَ، وَكَذَلِكَ: الْخِنْظِيَانُ. خَ ذ ف اسْتعْمل من وجوهه: خذف، فَخذ، فذخ. خذف: قَالَ اللَّيْث: الْخَذْفُ: رَمْيُكَ بِحَصاةٍ أَو نَواةٍ تَأْخُذُها بَين سَبِّابَتَيْكَ أَو تجعَلُ مِخْذَفَةً من خَشَبَةٍ ترمِي بهَا بَين الإبْهامِ والسَّبَّابة. ونَهَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْخَذْفِ بالْحَصَى وَقَالَ: ((إِنَّهُ لاَ يَنكِي عَدُواً، وَلاَ يَصِيدُ صَيْداً، وَرُبَّما فَقَأ الْعين)) . والْخَذْفُ رَمْيُك الحَصى بطرفِ إِصْبَعَيْنِ، وتُرْمَى الجِمَارُ بمنى بِمثل حَصَى الْخَذْفِ. والْمِخْذَفَةُ هِيَ القَذَّافةُ _ تُرْمَى بهَا الحِجارةُ. وَقَالَ اللَّيْث: الْخَذُوفُ: يوصفُ بِهِ الدَّوَابُّ السريعة. قالَ: والْخَذَفَانُ ضَربٌ مِنْ سَيْر الْإِبِل. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أَتَانٌ خَذُوفٌ. . وَهِي الَّتِي تَدْنُو سُرَّتُها من الأَرْض من السِّمَنِ. وَقَالَ الرَّاعي يصف عَيْراً وأُتُنَهُ: (نَفَى بِالْعِرَاكِ حَوَالِيَّهَا ... فخَفَّتْ لَهُ خُذُفٌ ضُمَّرُ) وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْخَذُوفُ: الأَتَانُ السَّمِينَةُ. والقولُ فِي ((الْخَذُوفِ)) : مَا قَالَه الأصمعيُّ وابنُ الأعرابيّ. فَخذ: قَالَ اللَّيْث: الفَخِذُ: وَصْلُ مَا بَين الوَرِكِ والساق _ وَيُقَال: فِخْذٌ. . وَهِي مؤنَّثة. وبعضُهُم يَقُول: فَخْذٌ. قَالَ: وَيُقَال فُخِذَ الرَّجُل. . فهوَ مَفْخُوذ _ إِذا أُصِيب فَخِذَهُ. قَالَ: وفَخِذُ الرَّجُل: نَفَرُه من حَيِّهِ الَّذين هم أقْرَب عَشيرته إِلَيْهِ وَهُوَ أقرب إِلَيْهِ من الْبَطْنِ.

خ ذ ب

وَقَالَ غيرُه: فَخَّذَ الرّجُل بني فلانٍ إِذا دَعَاهُم فَخِذاً. وَفِي الحَدِيث: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما أَنْزَلَ الله جلّ وعزّ {وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين} [الشُّعَرَاء: 214] ، بَاتَ يُفَخِّذُ عَشِيرَتَهُ. وروى أَبُو عبيد _ عَن ابْن الكلبيِّ _ أَنه قَالَ: الشَّعْبُ أَكْبَرُ من الْقَبِيلَةِ ثمَّ القبيلةُ، ثمَّ العِمَارَةُ، ثمَّ البَطْنُ، ثمَّ الْفَخِذ. قلتُ: والفَصِيلَة أقربُ من الْفَخِذِ وَهِي القِطْعة من أَعْضَاء الجَسَدِ. وَكَانَ العبَّاسُ فصيلَةَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَيُقَال: فَخَذْتُ القومَ عَن فُلاَنٍ _ أَي: خَذَّلْتهُم. وفَخَّذْتُ بَينهم _ أَي: فَرَّقْتُ وخَذَّلْتُ. خَ ذ ب اسْتعْمل من وجوهه: بذخ. بذخ: قَالَ اللَّيْث: البَذَخُ تَطَاوُلُ الرجل بِكلاَمِه، وافتِخَارُه. والفِعْلُ: بَذَخَ يَبْذَخُ بَذْخاً وبُذُوخاً. وَفِي الْكَلَام: هُوَ بَذَّاخٌ. وَفِي الشّعْر: هُوَ بَاذِخٌ. وَقَالَ الْعَجَّاجُ: (أَشَمُّ بَذَّاخٌ نَمَتْنِي الْبُذَّخُ ... ) قَالَ: والْبَاذِخُ: الْجَبَلُ الطَّوِيلُ والجميع: البَوَاذخُ والْبَاذِخَاتُ. وَقد بَذَخَتْ بُذُوخاً. أَبُو عبيد: الْبَاذِخُ والشَّامِخُ: الجَبَلُ الطَّوِيل. وَفُلَان يتَبَذَّخُ _ أَي: يَتَعَظَّمُ ويَتَكَبَّرُ. خَ ذ م اسْتعْمل من وجوهه: خذم، مذخ. مذخ: يُقَال: هُوَ يَتَمذَّخُ علينا، ويَتَبَذَّخ علينا _ أَي: يَتَطَاوَل ويتكبَّر. خذم: قَالَ اللَّيْث: الْخَذْمُ سُرْعَةُ القَطْعِ، وسُرْعَةُ السَّيْر. يُقَال: فَرَسٌ خَذِمٌ: سرِيعٌ. . نَعْتٌ لَهُ لاَزِمٌ. . لَا يُشْتَقُّ مِنْهُ فِعْلٌ. وَقد خَذَمَ يَخْذِمُ خَذَمَاناً. وسيفٌ خَذُومٌ ومِخْذَمٌ: قاطِعٌ، والْقِطعةُ خُذَامَةٌ. ورجُل خَذِمٌ _ ورجالٌ خذِمُونَ. . وَهُوَ الطِّيبُ النَّفْسِ. والْخَذْمَةُ: سِمَةُ الناسِ إبْلهُم مُذ كَانَ الإسلامُ. والْخَذَمَةُ _ من سِمَات الشَّاءِ _: شَقُّهُ من عُرْضِ الأُذُنِ. . فتُتْرَكُ الأذُنُ نائسةً. ورجُلٌ خَذِمُ الْعَطاء _ أَي: سَمْح. قلت: يُقَال: خَذَمَ الشَّيْء وجَذَمَهُ وجَذَفَهُ وحَذَمَهُ _ إِذا قطعَه. وثوبٌ خَذِم وخَذَارِيمُ: بمَنْزِلَة رَعَابِيلَ قَالَه ابْن الْأَعرَابِي. أَبُو عبيد: المِخْذَمُ: السيْفُ القَطَّاع، وابْنُ خِذَامٍ، اسمُ شاعرٍ جاهلي. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: (نَبْكي الدِّيَارَ كَمَا بَكى ابْنُ خِذَام ... ) ابْن السّكيت: الإخْذَامُ: الإقرارُ بالذُّلِّ. . والسُّكُونِ.

أبواب الخاء والثاء

وأَنْشَد لرجلٍ من بني أَسَدٍ فِي أَوْلِيَاء دَمٍ رَضُوا مِنْهُ بالدِّيَةِ فَقَالَ: (شَرَى الْكِرْشُ عَن طُولِ النَّجِيِّ أَخَاهُمُو ... بِمَالٍ كأَنْ لَمْ يَسْمَعُوا شِعْرَ حَذْلَمِ) (شَرَوْهُ بَحُمْرٍ كَالرِّضَامِ وَأَخْذَمُوا ... عَلَى الْعَارِ _ مَنْ لَمْ يُنْكِرِ الْعَارَ يُخْذِم) أَي: باعُوا أَخَاهُم بإبلٍ حُمْرٍ، وقبِلوا الدِّيَةَ وَلم يُؤْثِروا القَوَدَ. ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: الْخُذُمُ: السُّكَارَى. والْخُذُم: الآذانُ المقَطَّعة. سَلَمَةُ _ عَن الفرّاء _ قَالَ: الْخَذِيمَةُ: المرأةُ السَّكْرَى، والرَّجُلُ خَذِيمٌ. وَقَالَ شَمِرٌ فِيمَا قرأتُ لَهُ بخطِّه: سَكَتَ الرجلُ وأَطِمَ، وأَرْطَمَ وأَخْذَمَ واخْرَنْبَقَ بِمَعْنى وَاحد. (أَبْوَاب) الْخَاء والثاء خَ ث ر اسْتعْمل مِنْهُ: خثر، خرث. خرث: قَالَ اللَّيْث: الْخُرْثِيُّ _ من الْمَتَاع والغنِيمة _: أَرْدَؤُها. وَهِي سَقَطُ الْبَيْت من الْمَتَاع. قَالَ: والْخِرْثَاءُ: النَّمْلُ الَّذِي فِيهِ حُمْرةٌ والواحدة: خِرْثاءَةٌ. عمروٌ _ عَن أَبِيه _: من أَسمَاء النَّمْل: الخِرْثَاءُ والسَّمَاسِمُ والدَّيْلَمُ. خثر: ثعلبٌ _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ خَثُرَتْ نفْسُه _ إِذا خَبُثَتْ. وَقَالَ _ فِي مَوضِع آخَرَ: خَثَرَ الرجلُ _ إِذا لَقِسَتْ نَفْسَه. وَخَثِرَ _ إِذا اسْتَحْيَا. وَقَالَ اللَّيْث: الْخُثُورَةُ مَصْدَرُ الشَّيْء الخاثر، وَقد خَثُرَ يَخْثَرُ خُثُورَةً وخَثَارَةً وَقد أَخْثَرْتُهُ وخَثَّرْتُهُ. وَيُقَال: خَثَرَ اللَّبَنُ وخَثُرَ _ لُغتَانِ _. خَ ث ل اسْتعْمل من وُجوهه: خثل، ثلخ. خثل: قَالَ أَبُو عُبَيدٍ _ عَن الكسائيِّ _: خَثْلَةُ البطْنِ: مَا بَين السُّرَّةِ والْعَانَةِ. وَيُقَال أَيْضا: خَثَلَةُ البَطن. وَأنْشد غيرُه: (وعِلْكِدٍ خَثَلْتُهَا كالْجُفِّ ... ) العِلْكدُ: العجوزُ الصُّلْبَةُ. ثلخ: قَالَ اللَّيْث: ثلخَ البقرُ يَثْلَخُ ثَلْخاً، وَهُوَ خُرْؤُه أيَّامَ الرّبيع _ إِذا أكل الرَّطْبَ. وَقَالَ غيرُه: ثلَّخْتُه تَثْلِيخاً _ إِذا لَطختَه بقَذَرٍ فثلَخَ ثَلْخاً. خَ ث ن اسْتعْمل من وجوهه: خنث، ثخن. ثخن: قَالَ اللَّيْث: ثَخُنَ الشيءُ. . يَثْخُنُ ثخَانةً والرّجلُ الحليمُ الرَّزِينُ: ثخِينٌ. والثوبُ المكتَنِزُ اللُّحْمَة والسَّدَى _ من جَوْدَةِ نَسْجِه _: ثَخِينٌ. وَقد أَثْخَنْتُه _ أَي: أَثْقَلْتُه. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {حَتَّى إِذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق} [محَمَّد: 4] .

قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: مَعْنَاهُ: حَتَّى إِذا غلبتموهم وقهَرْتموهم وكثُرَ فيهم الجِراحُ، فأَعْطَوْ بأَيديهم. قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أثْخَنَ _ إِذا غَلَبَ وقَهَر. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: أَثْخَنْتُ فلَانا مَعْرِفَةً _ أَي: قتَلتُه مَعْرِفَةً. ورَصَّنْتُهُ مَعْرِفةً: نحوُ الإثْخَانِ خنث: رُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((أَنَّهُ نَهى عَنِ اخْتِنَاثِ الأسَاقِي)) . قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ الأصمعيُّ: الاخْتِنَاث أَنْ تُثْنَى أَفْوَاهُها ثمَّ يُشْرَبَ مِنْهَا. وأصل الاختناثِ: التَّكَسُّرُ والتثَنِّي وَمن هَذَا سُمِّي المُخَنَّثُ. . لِتَكَسُّرِه. وَمِنْه سمِّيَت الْمَرْأَة خُنثَى. يَقُول: إِنَّهَا ليِّنةٌ تَتَثَنَّى. وَمِنْه: ((الْخُنْثَى)) الَّذِي لَهُ مَا للرِّجَالُ وَمَا للنِّساء. قَالَ: وتأويلُ الحَدِيث _ فِي نهيهِ عَن اختِنَاثِ الأَسَاقِي _: أنَّ الشُّرْبَ مِنْ أَفْوَاهِها رُبَّمَا يُنْتِنُهَا. وَقيل: إنَّهُ لَا يُؤْمَنُ أَن تكون فِيهَا حيَّةٌ، أَو شيءٌ من الحشرات. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: خَنَثْتُ فمَ القِرْبَةِ فانْخَنَث. قَالَ: وَيُقَال للمُخَنَّثِ: خُنَيْثَةُ وخُنَاثةُ. قَالَ: وَيُقَال للرجل: يَا خُنَثُ، وللمرأة: يَا حَنَاثِ _ مثل: لُكَعُ ولَكَاعٍ. قَالَ: وتَخَنَّثَ الرجل _ إِذا فَعل فِعْلَ المخنَّث. والخِنْثُ: باطنُ الشِّدْقِ. . عِنْد الأضراس من فوْقُ وَأَسفلُ. ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _: اطْوِ الثوبَ على خِنَاثِهِ وراحته وغَرِّه. وَقَالَ شمر: اطْوِ الثوبَ على أَخْنَاثِهِ _ أَي: على مَطَاوِيه. . والواحدُ خِنْثٌ. قَالَ: وَأَخْنَاثُ الدَّلْوِ فُرُوغُها. . الواحدُ خِنْثٌ. قَالَ: وَقَالَ ابْن شُمَيْل: خَنَثَ فَمَ السِّقاء: قَلبَهُ، دَاخِلا أَو خَارِجا. والإخْتِنَاثُ: التَّكَسُّرُ. وَقَالَ اللَّيْث: خَنَثْتُ السقاءَ والْجُوَالِقَ _ إِذا عطَفْتَه. وَفِي حَدِيث عائشةَ رَضِي الله عَنْهَا ((أَنَّها ذَكَرَتْ مَرَضَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَوَفَاتَهُ. . قَالَت: فانْخَنَثَ فِي حِجْرِي، فمَا شَعَرْتُ حَتَّى قُبِضَ)) _ أَي: فانثنَى فِي حِجْرِها. وَيُقَال: ألْقَى الليلُ أَخْنَاثَهُ على الأَرْض. أَخْنَاثُهُ: أَي: أثناءُ ظَلاَمِه. قَالَ شمِر: وَقَالَ المُفَضَّلُ الضَّبِّيُّ: خَنَثَ الرجل سقَاءَهُ يخْنِثُه خَنْثاً وخُنُوثَةً _ إِذا ثَنى فمَه، فأخرجَ أَدَمَتهُ، وَهِي الدَّاخلةُ. . والبشَرَةُ، وَمَا يَلِي الشعْر: الخارِجةُ. ورُوِي عَن ابْن عُمَرَ: أَنه كَانَ يَشْرَبُ من الإدَاوَةِ وَلَا يَخْتَنِثُها، ويسمِّيها نِفْعَةً. أَبُو زيد: رجلٌ خُنْثَى، ورِجالٌ خَنَاثَى وخِنَاثٌ. . وَأنْشد قولَه:

خ ث ب

(لَعَمْرُكَ مَا الْخِنَاثُ بَنُو قُشَيْرٍ ... بِنِسْوَانٍ يَلِدْنَ وَلاَ رِجَالِ) خَ ث ف: أهملت وجوهها. خَ ث ب اسْتعْمل مِنْهُ: خبث. خبث: قَالَ اللَّيْث: خَبُثَ الشيءُ يَخْبُثُ خُبْثاً، فَهُوَ خبيثٌ، وَبِه خُبْثٌ، وخَبَاثَةٌ وأَخْبَثَ فَهُوَ مُخْبِثٌ _ إِذا صَار ذَا خُبْثٍ وشرٍّ. وَفِي حَدِيث أَنَسٍ: ((أنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا أَرَادَ الْخَلاءَ قالَ: أَعُوذُ بِاللَّه مِنَ الْخُبْثِ والخَبَائِثِ)) . وَفِي حَدِيث آخر: أَنه قَالَ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ من الرِّجْسِ النَّجْسِ الخبيثِ المُخْبِثِ)) . قَالَ أَبُو عبيد: الْخَبِيثُ: ذُو الْخُبْثِ فِي نفْسِه. قَالَ: والمُخْبِثُ: الَّذِي أصحابُه وأعوانُه خُبَثاءُ. وَهُوَ مِثْلُ قَوْلهم: فلانٌ قويٌ مُقْو. . فالقويُّ: فِي بدَنه، والْمُقْوِي: أَن تكُون دابَّتُه قَوِيَّة. وَأما قولُه: ((منَ الْخُبْثِ والخَبائث)) فإنَّ أَبَا عبيد قَالَ: أَرَادَ بالخُبْثِ: الشرَّ، وبالخَبَائِثِ: الشياطينَ. وأَفادُونَا عَن أبي الْهَيْثَم أَنه كَانَ يَروِيه: ((من الخُبْث)) بضمِّ الْبَاء وَيَقُول: هُوَ جمْعُ ((الخَبِيثِ)) ، وَهُوَ الشيطانُ الذَّكَرُ. قَالَ: و ((الخَبائث)) : جَمْع ((الخبيثة)) وَهِي الْأُنْثَى من الشَّيَاطِين. قلت: وَهَذَا الَّذِي قَالَه أَبُو الْهَيْثَم أَشْبَهُ عِنْدِي بِالصَّوَابِ. . من قَول أبِي عُبيد. وَأما الخَبَثُ _ بِفَتْح الخَاء وَالْبَاء _ فَمَا تَنْفِيه النَّارُ من ردِيء الفِضّة وَالْحَدِيد إِذا أُذِيبا. وَمِنْه الحَدِيث: ((إنَّ الحُمَّى تَنْفِي الذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الكِيرُ الخَبَثَ)) . وَقَالَ اللَّيْث: الْخَابِثُ _ من كلِّ شَيْء _: الرَّدِيءُ، والْخَبِيثُ: نَعْتُ كلِّ شَيْء فاسِدٍ. يُقَال: هُوَ خَبِيثُ الطَّعْم. . خبيثُ اللَّون خبيثُ الْفِعْل، وَالْكَلَام. وَيُقَال: وُلِدَ فلانٌ لِخِبْثَةٍ _ إِذا كَانَ لغير رَشْدَةٍ. ويُكْتَبُ فِي عُهْدَةِ الرَّقيق: لَا داءَ وَلَا خِبْثَةَ، وَلَا غائلةَ. فالدَّاءُ: مَا دُلِّسَ فِيهِ للمُشْتَرِي من عَيْبٍ يَخْفَى، أَو عِلِّةٍ باطنةٍ لَا تُرَى. والخِبْثَةُ: ألاّ يكون طِيبَةً _ لِأَنَّهُ سُبِيَ من قوْمٍ لَا يَحِلُّ اسْتِرْقَاقُهم، لعَهْدٍ تقدَّمَ لَهُم، أَو حُرِّيَّةٍ فِي الأَصْل ثَبَتَتْ لَهُم. وَأما الغَائِلَةُ: فأَنْ يستحقَّه مُسْتَحِقٌّ بمِلْكٍ ثَبَتَ لَهُ عَلَيْهِ، فيجبُ على بَائِعه رَدُّ الثّمن على مَنِ اشْتَرَاهُ. . وكلُّ مَن أَهْلَك شَيْئا فقد غالَه واغتالَهُ. . فكأَنَّ استحقاقَ المالِكِ إيَّاه صَار سَببا لهلاك الثّمن الَّذِي أدَّاه المشترِي إِلَى البَائِع. وَقَالَ اللَّيْث: يُقال للرَّجُلِ: يَا خُبَثُ، والأنْثى: يَا خَبَاثِ. وَالأَخَابِثُ: جمع الأخْبَثِ.

يُقالُ: هُمْ أَخَابِثُ النَّاس، وَهُوَ أَخْبَثُ النَّاس. وَيُقالُ للرّجُل وللمرْأة: يَا مَخْبَثَانُ _ بِغَيْر هَاءٍ للْأُنْثَى. قَالَ: وأمَّا قولُهمْ: نَزَلَ بِهِ الأَخْبَثَانِ فهما الْبَخَرُ والسَّهَرُ. وَفِي الحَدِيث: ((لَا يُصَلِّيَنَّ أحَدُكم وَهُوَ يدافع الأَخْبَثَيْنِ فِي الصَّلاَةِ)) . أَرَادَ بالأَخْبَثَيْنِ: الْغَائِطَ والبَوْلَ. والْحَرَامُ الْبحْتُ: يُسمَّى خَبِيثاً _ مَثْلُ الزِّنَى والمالِ الْحَرامِ والدَّمِ، وَمَا أَشبَههَا مِمَّا حَرَّمَهُ الله تَعَالَى. وَفِي الحَدِيث: ((أَنَّ الخمرَ هِيَ أمُّ الْخَبَائِثِ)) لأنَّها مُحَرَّمَةٌ تَحْمِلُ شارِبَها عَلَى الْخِصال الْخبِيثَةِ مِنْ سَفْك الدِّماءِ والزِّنى وغيْرِهِ _ مِنَ المعَاصِي. ويُقالُ للشَّيْء الْكَرِيه الطَّعمِ والرِّائحة: خَبيثٌ. . مَثْلُ الثُّوم والبَصَلَ والكَرَّاثِ. وَلذَلِك قالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ((مَنْ أَكَلَ مِنْ هذهِ الشَّجَرَةِ الْخَبِيثَةِ فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا)) . وَقَالَ الله جلّ وعزّ _ يَذْكُرُ نَبِيَّهُ مُحمداً صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: {وَيحل لَهُم الطَّيِّبَات وَيحرم عَلَيْهِم الْخَبَائِث} [الْأَعْرَاف: 157] . فالطَّيِّبَاتُ: مَا كَانت الْعَرَبُ تَسْتَطِيبُهُ من المآكِلِ الطَّيِّبَةِ الَّتِي لم يَنْزِلْ فِيهَا تحريمٌ مَثْلُ الْجَرَاد والسَّمَكِ والضَّبَابِ والأرانب وسائرِ مَا يُصَادُ من الْوَحْش، ويُؤْكلُ من الأَزْوَاج الثمانيةِ المنْصُوصةِ فِي الْقُرْآنِ. وأمَّا تَحْرِيمُه الخَبَائِثَ: فَمَا كَانَت الْعَرَبُ تَسْتَقْذِرُه، وَلَا تأْكُلُه. . مِثْلُ الأفاَعي والعَقَارِبِ وَالْحَرَابي والْبِرَصَةِ والْخَنَافِسِ والْوِرْلاَنِ والْجِعْلاَنِ والفَأْرِ. فَأَحَلَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِأَمْرِ الله ... مَا كَانوا يَسْتَطِيبونَ أَكْلَهُ، وحرَّمَ عليْهم مَا كَانُوا يَسْتَخْبِثُونَهُ إِلَّا مَا نَصَّ الله جلّ وعزّ عَلَى تَحْرِيمه فِي الْكتاب مِنَ الْميتَة وَالدَّم وَلحم الْخِنْزِير وَمَا أهل لغير الله بِهِ عِنْد الذَّبْح، أَو بُيِّنَ تحريمُه على لسانِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِثْلُ نَهْيِه عنْ لْحُوم الحُمُرِ الأهْلِيِّةِ، وَعَن أَكْلِ كلِّ ذِي نَابٍ من السِّباع، وكُلِّ ذِي مِخْلبٍ مِنَ الطَّيْر. وَدَلَّتِ _ الألفُ واللاَّمُ _ اللَّتانِ دَخَلَتَا للتَّعْريف فِي ((الطَّيِّبَاتِ والْخَبَائِثِ)) على أَنَّ المُرَادَ بهَا: أَشْياءُ كانتْ مَعْهودةً عِنْد المُخَاطَبِينَ بهَا. وَهَذَا كُلُّهُ: مَعْنَى مَا قَالَه مُحَمَّدُ بنُ إِدْرِيسَ الشَّافعيُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي تَفْسيرهِ الآيةَ. وَأما قَوْلُ الله جلّ وعزّ: {وَمثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة} [إِبْرَاهِيم: 26] فإنَّ التَّفْسير جاءَ: أَنَّ الشَّجَرَة الْخَبِيثةَ: هِيَ الْحَنْظَلة. وَقيل: هِيَ الكَشُوثُ وَالله أَعْلمُ بِما أَرَادَ. والكلمةُ الْخَبِيثَةُ: هِيَ كلمةُ الشِّرْك. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات} [النُّور: 26] . وفيهَا قَوْلانِ: أَحدُهما: الكلِمَاتُ الخَبِيثَاتُ: لِلْخَبِيثِين من الرِّجال، والرِّجالُ الخَبِيثونَ: لِلْكلماتِ الخَبِيثَاتِ _ أَيْ: لَا يَتَكلمُ بالخبِيثَاتِ إلاّ الخَبِيثُ من الرِّجَال والنِّسَاء.

خ ث م

وَالْوَجْه الثَّانِي: أَنَّ الكلماتِ الخَبِيثاتِ: إِنَّمَا تَلْصَقُ بالخَبِيثَاتِ والخُبَثَاءِ من الرِّجَال والنِّسَاء. فأَمَّا الطّاهرونَ والطَّاهِرَاتُ: فَلَا يَلْصَقُ بِهمُ السَّبُّ. وَقيل: الخَبِيثَاتُ من النِّسَاء _ وَهُنَّ البَغَايَا: للخَبِيثيِنَ من الرِّجال. أَبو العبَّاس ثعلبٌ _ عنِ ابْنِ الأعرابيِّ: قَالَ: أَصْلُ الخَبِيثِ فِي كَلَام الْعَرَب: المكْرُوهُ. فإنْ كَانَ من الكلامِ فَهُوَ الشَّتْم. وَإِن كَانَ مِنَ الطَّعام فَهُوَ الحَرَام. وإنْ كَانَ مِنَ الشّرَاب فَهُوَ الضَّارُّ. ومنْهُ قيلَ لما يُرْمى منْ مُنْفِيِّ الْحَدِيد: الخَبَثُ. سَلَمَةُ عَن الْفَرَّاء _ قا ل: الأخْبَثَانِ: الْقَيءُ والسُّلاَحُ. وَقيل: البَوْلُ والْعَذِرَةُ: ورُوِيَ عَن الْحَسَنِ أَنه قَالَ يُخاطِبُ الدُّنيا: ((خَبَاثِ: قد مَصصْنَا عِيدَانَكِ فَوَجدْناكِ كذَا)) . أَرَادَ: الدُّنيا. فَقَالَ لَهَا: يَا خَبَاثِ _ أيْ: يَا خَبِيثَةُ. خَ ث م اسْتعْمل من وجوههِ: خثم وَحْدهُ. خثم: قَالَ اللَّيْث: ثَوْرٌ أَخْثَمُ، وَبَقَرَةٌ خُثماءُ. والخُثْمَةُ: غِلَظٌ وقِصَرٌ، وتَفَرْطُحٌ. يُقَال: أَنْفٌ أَخْثَمُ _ إِذا كَانَ كَذَلِك. ورَكَبٌ أَخْثمُ _ إِذا كَانَ مُنْبَسطاً غَلِيظاً، وناقةٌ خَثْمَاءُ. قَالَ: وَخَثَمُها: اسْتِدَارَةُ خُفِّهَا، وانبِسَاطُهُ، وقِصَرُ مَنَاسِمِه. وَبِه يُشَبّهُ رَكَبُ الْمَرْأَة. . لاكْتِنَازِهِ. قَالَ: ومِثْلُهُ: الأَخَثُّ. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَدُ بن يحيى: رَكَبٌ أَخْثَمُ، وفَرْجٌ أَخْثَمُ: مُنْتَفِخٌ حُزُقَّةٌ. . قصيرُ السَّمْكِ. . خَنَّاقٌ. . ضَيْقٌ. قَالَ النَّابغَةُ: (وَإِذا لَمَسْتَ لَمَسْتَ أَخْثَمَ جَاثِماً ... ومُرَكَّناً بِمَكانهِ مِلْءَ الْيَدِ) وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة: أُذُنٌ خَثْمَاءُ. . وَهِي الَّتِي عَرُضَ رأْسُهَا، وَلم تَطَرَّفْ. وَقد: خَثِمَتْ خَثْماً. وَقَالَ أَبُو سعيد: الأخْثمُ: السَّيْفُ العَرِيضُ _ فِي قَول الْعَجَّاج: (بِالْمَوْتِ مِنْ حَدِّ الصَّفِيحِ الأَخْثَمِ ... ) ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ هُوَ الأبْرَدُ. . لِلنَّمِرِ. وَيُقَال لأُنْثَاهُ: الخَيْثَمَةُ. أَبْوَاب الخاءَ والزاء خَ ر ل اسْتعْمل من وجوههِ: خلر، رخل. أمَّا: خلر: فَإِن اللَّيْث أهمله. ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ أَنه قَالَ: الخُلَّرُ: الْمَاشُ.

خ ر ن

وَقد ذكَرَهُ الشَّافِعِيُّ فِي الحُبُوبِ الَّتِي تُقْتَاتُ، ويُخْرَجُ مِنْهَا الصَّدَقاتُ. رخل: قَالَ اللَّيْث: الرَّخْلُ: الْأُنْثَى من سِخَالِ الضَّأْنِ. وَيُقَال: رِخْلٌ، والجميعُ: الرِّخْلاَنُ والرُّخَالُ. وَقَالَ الفَرَّاء: العَرَبُ تَقول _ فِي جمع رَخِلٍ _: رُخَالٌ _ بِضَمِّ الرَّاءِ _. . مِثْلُ ظِئْرٍ وَظُؤَارٍ، وَشَاةٍ رُبَّى. . وَجَمْعُهَا رُبَابٌ. خَ ر ن اسْتعْمل من وجوههِ: خنر، نَخَر. نخر: قَالَ الفَرَّاء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {أإذا كُنَّا عظاماً ناخرة} ، وقرىء {نَّخِرَةً} [النَّازعَات: 11] . قَالَ: وَ ((نَاخِرَةٌ)) أَجْوَدُ الْوَجْهَيْن. . لأنَّ الآياَتِ: بالألِفِ. أَلا ترى أَنَّ ((نَاخِرَةً)) مَعَ ((الحافِرَةِ)) و ((السَّاهِرَةِ)) : أَشْبَهُ بمجِيء التَّنْزِيل؟ قَالَ: وَ ((النَّاخِرَةُ)) وَ ((النَّخِرَةُ)) سواءٌ فِي الْمَعْنى، بِمنْزلةِ الطَّامِع والطَّمِع. وَقد فَرَّقَ بَعضُهمْ بَين ((النَّاخِرَة)) و ((النَّخِرَةِ)) . فَقَالَ: النّخِرَةُ: البَالِيَةُ. والنَّاخِرَةُ: العِظَامُ الْمُجَوَّفَةُ الَّتِي تَمُرُّ فِيهَا الرِّياحُ فَتَنْخِرُ. وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ فِي قَول عَدِيِّ بن زَيْدٍ الْعَبَادِيِّ: (بَعْدَ بَنِي تُبَّعٍ نَخَاورَةٌ ... قد اطْمَأَنَّتْ بِهِمْ مَرَازِبُهَا) قَالَ: ((النَّخَاوِرَةُ)) : الأشْرَافُ. . وَاحِدُهُمْ نِخْوَارٌ، وَنخْوَرِيٌّ. وَيُقَال: هُمُ المتَكبِّرونَ. عمرٌ و _ عَن أَبِيه _: النَّاخرُ: الْخِنْزِيرُ الضَّارِي، وجَمْعُه: نُخُرٌ. اللَّيْث: نَخَرَ الحِمَارُ نخِيراً بأَنفِه، وَهُوَ مَدُّ النفَس فِي الخياشيم وصوْتٌ كَأَنَّهُ نَغْمَةٌ جَاءَت مُضْطَربةً. قَالَ: ونُخْرَتا الأنْفِ خَرْقاه _ الواحدةُ نُخْرَةٌ. وَيَقُولُونَ: مَنْخِرٌ ومِنْخِرٌ. فمنْ قَالَ: ((مَنْخِرٌ)) فَهُوَ اسمٌ جَاءَ على ((مَفْعِلٍ)) وَهُوَ قِيَاس. وَمن قَالَ: ((مِنْخِرٌ)) قَالَ: كَانَ فِي الأَصْل ((مِنْخِيرٌ)) عَلَى ((مِفْعِيلٍ) فحذفوا المَدَّة كَمَا قَالُوا: ((مِنْتِنٌ)) _ وَكَانَ فِي الأَصْل ((مِنْتِينٌ)) . ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: النُّخْرَةُ رَأسُ الْأنف. وَقَالَ اللَّيْث: النَّخُورُ: الناقةُ الَّتِي يَهلِكُ وَلدُها فَلَا تَدِرُّ حَتَّى تُنَخَّرَ تَنْخِيراً. والتَّنخِيرُ: أَن يَدْلُكَ حالبُهَا مَنْخِرَيْهَا بإبْهامَيْه، وَهِي مُناخَةٌ _ فتَثورُ دَارَّةً. وَقَالَ اللَّيْث: نَخَرَت الخَشَبةُ نَخَراً _ إِذا بَلِيَتْ فاسترْخَت تتفَتّتُ إِذا مُسَّتْ. . وَكَذَلِكَ العَظْم. وامرأةٌ منخَارٌ _ إِذا كَانَت تَنْخُرُ عِنْد الجماعِ كَأَنَّهَا مَجْنونةٌ. وَمن الرِّجال من ينْخُرُ عِنْد الجِماع _ حَتَّى يُسْمَعَ نَخِيرُه.

خ ر ف

خنر: قَالَ اللَّيْث: الخَنَوَّرُ: قصَب النُّشَّاب وَأنْشد: (يَرْمُونَ بالنُّشَّابِ ذِي الآذَانِ ... فِي الْقَصَبِ الخَنَوَّرْ) وَيُقَال: الخَنَوَّرُ: كلُّ شَجَرة رِخْوَة خَوَّارَة. أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: الخَنَوَّرُ: النِّعْمَةُ الظَّاهِرة _ والخِنَّوْرُ: الضَّبُعُ. وأُمُّ خِنَّوْرٍ: هِيَ الدُّنيا. عَمْرو _ عَن أَبِيه _ قَالَ: أُمُّ خِنَّوْرٍ: الصَّحَارَى أَيْضا. قَالَ: وَهِي الدُّنْيَا، وَهِي الضَّبُع. قلتُ: وَفِي ((الخِنَّوْر)) ثلاثُ لُغاتٍ: يُقَال: خِنَّوْرٌ: مثْلُ بِلَّوْرٍ وعِلَّوْصٍ. وخَنُّورٌ: مثلُ سَفُّودٍ وكَلُّوبٍ. وخَنَوَّرٌ: مثْلُ عَذَوَّرٍ، وكَرَوَّسٍ. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: الخَانِرُ: الصَّدِيقُ المُصافي، وجَمْعه خُنَّرٌ. يُقَال: فلانٌ لَيْسَ من خُنَّرِي _ أَي: ليْسَ من أَصْفِيائي. خَ ر ف اسْتعْمل مِنْهُ: خرف، خفر، فرخ، فَخر، رخف، رفخ. خرف: قَالَ اللَّيْث: خَرِفَ الشيخُ. . يَخْرَفُ خَرَفاً _ وأَخْرَفهُ الهَرَمُ، فَهُوَ خَرِفٌ. وَفِي الحَدِيث: ((عَائِدُ الْمَرِيضِ عَلَى مَخَارِفِ الْجَنَّةِ حتَّى يَرْجِعَ)) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيُّ: وَاحِد الْمَخَارِفِ: مَخْرَفٌ، وَهُوَ جنى النُّخلِ _ وَإِنَّمَا سُمِّي مَخْرفاً لِأَنَّهُ يُخْتَرَفُ مِنْهُ _ أَي: يُجْتَنَى. ولمَّا نزلَتْ {من ذَا الَّذِي يقْرض الله قرضا حسنا} [البَقَرَة: 245] الْآيَة. قَالَ أَبُو طَلْحَة: ((إِن لي مَخْرَفاً، وَإِنِّي قد جعلتُه صَدَقَةً)) . وَقَالَ غيرُه: الْمخْرَف والمَخْرَفةُ: الطريقُ. فَمَعْنَى الحَدِيث: ((عائدُ الْمَرِيض على طَرِيق الْجنَّة)) : أَي _ تؤدِّيه العيادَةُ إِلَى طَرِيقِ الجنّة. وَمِنْه قَول عُمَر: ((تُرِكْتُمْ على مِثلِ مَخْرَفةِ النَّعَم)) _ أَي: على مثل طَرِيقها لوضوحها واستِقامَتِها. وَقَالَ أَبُو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ: (فَأَجَزْتُهُ بِأَفَلّ تحْسَبُ أَثْرَهُ ... نَهْجاً أَبَانَ بِذِي فَرِيغٍ مَخْرَفِ) وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال: اخْرُفْ لنا _ أَي: اجْنِ لنا ثَمَر النّخل، وَقد خَرَفَ يَخْرُفُ. وَقَالَ اللَّيْث: اَخْرَفْتُ فلانَا نخلَةً _ أَي: جَعَلتُها خُرْفَة لَهُ يختَرِف مِنها _ أَي: يَجتَنِي. قَالَ: والمِخْرَفُ: زَبِيلٌ صَغِير يُخْتَرَف فِيهِ من أطايب الرُّطَب. قَالَ: وَاسم النّخْلةِ _ الَّتِي تُعْزَل لِلْخُرْفَةِ _: خَريفةٌ. . وجَمْعها خَرَائِف. وأَخرَف النَّخْلُ، فهوَ مُخرِفٌ _ إِذا حَان خِرَافُه. وَقَالَ اللَّيْث: الْخَرُوفُ: الحَمَلَ الذَّكَرُ والعَدَد: أَخْرِفَةٌ، والجميع خِرْفَانٌ. قَالَ: واشتقاقه: مِنْ أنّه يَخْرُفُ من هُنا وَهَهُنَا _ أَي: يَرْتع.

وَقَالَ ابْن السكِّيت: إِذا نُتِجَتِ الْفرس فَإِنَّهُ يُقَال لوَلدها: مُهْرٌ وخَرُوفٌ فَلَا يَزال كَذَلِك حَتَّى يحولَ عَلَيْهِ الحَوْلُ وَأنْشد: (ومُسْتَنَّةٍ كاسْتِنَانِ الْخَرُوفِ ... قَدْ قَطَعَ الحَبْلَ بِالْمِرْوَدِ) يَعْنِي طَعْنَةً فارَ دَمُها باسْتِنَانٍ. وَيُقَال: سُمِّيَ الْحَمَلُ: خَرُوفاً، لِأَنَّهُ بَلَغَ أَنْ يُخْتَرفَ _ أَي: يُذبحَ فيؤْكلَ لحمُهُ، كَمَا يَبلغُ التمرُ الإختِرَافَ فيُجْنَى ويُؤْكَلُ. وَقَالَ اللَّيْث: الْخَرِيفُ ثلاثةُ أشهر بَيْنَ آخِرِ القَيْظِ وأوِّلِ الشتَاء. وَإِذا مُطِرَ الناسُ فِي الْخَرِيفِ قيل: قد خُرِقُوا. قَالَ: ومطَرُ الْخَرِيفِ خَرَفِيٌّ. قَالَ: وسُمِّيَ هَذَا الفصلُ خَرِيفاً _ لِأَنَّهُ يُختَرَفُ فِيهِ الثمارُ. أَبُو عُبيد _ عَن الأصمعيِّ _: أوَّلُ مَا يبدأُ الْمَطَر فِي إقبال الشتَاء فاسمُه الخَرِيفُ، وَهُوَ الَّذِي يأْتي عِنْد صِرَامِ النَّخل، ثمَّ الَّذِي يَليه: الوَسْمِيُّ وَهُوَ أوَّلُ الرّبيع _ وَهَذَا عِنْد دُخُول الشتَاء. . ثمَّ يَلِيهِ الرَّبيعُ، ثمَّ الصيفُ ثمَّ الحَمِيمُ. قَالَ أَبُو عُبيدٍ: وَقَالَ أَبُو عَمْرٍ و: مِثلَ ذَلِك أَو نحوَه. قَالَ: وَهَذَا لأنَّ العربَ تجعلُ السَّنَةَ ستَّةَ أَزْمِنَةٍ. أَبُو عبيد _ عَن الأُمَوِيِّ _: يُقَال للناقة _ إِذا نُتِجَتْ فِي مِثْل الْوَقْت الَّذِي حَمَلت فِيهِ من قَابِلٍ _: قد أَخْرَفَتْ، فَهِيَ مُخْرِفٌ. قَالَ شمِرٌ: وَلَا أعرف ((أَخْرَفَتْ)) _ بِهَذَا الْمَعْنى _ إِلَّا من الْخَرِيفِ، تَحْمِلُ الناقةُ فِيهِ وتضعُ فِيهِ. وَفِي الحَدِيث: ((أَنَّ أَهْلَ النَّارِ يَدْعُونَ مَالِكاً _ خَازِنَ جَهَنَّمَ _ أَرْبَعِينَ خَرِيفاً فَلاَ يُجِيبُهُمْ)) . مَعْنَاهُ: أربعينَ سنة. وَقَالَ اللَّيْث: الْخُرَافةُ: حَدِيث مُسْتَمْلَحٌ كَذِبٌ. . وَله حَدِيث. وَقَالَ غيرُه: كَانَ خُرَافَةُ رجلا استهوَتْه الجنُّ فَرجع بعجائبَ رَآهَا فيهم فقِيلَ لكلِّ عجِيبٍ كَذِبٍ: خُرَافَةٌ. عَمْرو عَن أَبِيه _ قَالَ: الْخَرِيفُ: السَّاقِيَة، والْخَرِيفُ: الرُّطَبُ المُجْتَنَى، والخَرِيفُ: السَّنَةُ والْعامُ. وَفِي الحَدِيث: ((مَا بَيْنَ مَنْكِبَى الْخَازِنِ مِنْ خَزَنَةِ جَهَنَّمَ: خَرِيفٌ)) . أَرَادَ: من الْخَرِيفِ إِلَى الْخَرِيفِ، وَهُوَ السَّنَةُ. أَبُو عبيد _ عَن الأصمعيِّ _: أرضٌ مَخْرُوفَةٌ: أَصَابَهَا خَرِيفُ الْمَطَرِ. . ومَرْبُوعَةٌ: أَصَابَهَا الرَّبيع، وَهُوَ الْمَطَر. . ومَصِيفَةٌ: أَصَابَهَا الصَّيف. وَقَالَ أَبُو زيد: أول المَطَر: الوَسْمِيُّ ثمَّ الشَّتْوِيُّ، ثمَّ الدَّفَائِيُّ، ثمَّ الصَّيف، ثمَّ الْحَمِيمُ، ثمَّ الْخَرِيفُ. وَلذَلِك جُعِلَتِ السنةُ ستَّة أزمنة. رخف: أَبُو عبيد _ عَن أبي زيد _: أَرْخَفْتُ العَجِينَ وأَوْرَخْتُهُ _ إِذا أكثرتَ ماءَه. . حَتَّى

يسترخِيَ، وَقد رَخِف يَرْخَفُ رَخَفاً، ورَخَفَ يَرْخَفُ. واسمُ ذَلِك الْعَجِين: الرَّخْفُ، والوَرِيخَةُ. وَقَالَ الفرَّاء: وَهِي الرَّخِيفَةُ، والْمَرِيخَةُ والْوَرِيخَةُ، والأَنْبَخَانِيُّ: للعجين _ إِذا عُجِنَ رَقيقاً. وَقَالَ اللَّيْث: الرَّخْفَةُ: الزُّبْدَة. . اسمٌ لَهَا. وَأنْشد: (تَضْرِبُ دِرَّاتِها إذَا شَكِرَتْ ... تَأْقِطُهَا وَالرِّخَافَ تَسْلَؤُها) فرخ: أَبُو عبيد: مِنْ أَمْثَالهم المنتشرة فِي كشف الكَرْبِ _ عِنْد المخاوف عَن الجبان _ قولُهُمْ: أَفْرَخَ رَوْعُكَ. يَقُول: لِيَذْهَبْ رُعْبُك وفَزَعُك فَإِن الْأَمر لَيْسَ على مَا تُحَاذِرُ. وأصل الإفْراخ: الإنكشافُ. . مأخوذٌ من إِفرَاخِ البَيْض _ إِذا انْقَاضَ عَن الْفَرْخِ، فَخرج مِنْهُ. وَأَخْبرنِي المُنْذِرِيُّ _ عَن أبي الهَيْثم _ أَنه كَانَ يَقُول: أَفْرَخَ رُوعُه _ بِضَم الرَّاء. قَالَ: والرُّوعُ: مَوضِع الرَّوْعِ من قَلْبهِ. قَالَ: وأَفْرَخَ فؤادُ الرجل _ إِذا خَرَجَ رَوْعُهُ مِنْهُ _ كَمَا تُفْرخُ البَيْضَةُ إِذا انفلقت عَن الْفَرْخِ _ فَخرج مِنْهَا. قَالَ: وقَلَبَهُ ذُو الرُّمَّةِ فَقَالَ _ لمعرفته بِالْمَعْنَى _: (جَذْلاَنَ قَدْ أَفْرَخَتْ عَنْ رَوْعِهِ الكُرَبُ ... ) قَالَ: والرَّوْعُ فِي الفُؤاد: كالفَرْخِ فِي البَيْضَة. . وَأنْشد: (فَقُلْ لِلْفُؤَاد إِنْ نَزَا بِكَ نَزْوَةً ... مِنَ الْخَوْفِ أَفْرِخْ أَكْثرُ الرَّوعِ بَاطِلُهْ) وَقَالَ أَبُو عبيدةَ: أَفْرَخَ رَوْعُه _ إِذا دُعي لَهُ أَن يَسْكُن رَوْعُهُ وَيذْهب. قَالَ: وَقَالُوا: ((أَفْرَخُوا بَيْضَتهم)) . يُقَال ذَلِك لِلَّذي أَظْهَر أمره وَأخرج خَبَره. . لأنَّ إفْرَاخَ البَيْضِ: أَن يخْرُجَ فَرْخهُ. اللَّيْث: فَرَّخَتِ الحمامَةُ تَفْرِيخاً واسْتَفْرَخْنَاهاَ _ أَي: اتخذناها لِلْفَرْخِ. قَالَ: وأَفْرَخَ الطائرُ: صَار ذَا فَرْخٍ، وأَفْرَخَ الأمرُ وفَرَّخَ _ إِذا استبان عاقِبَتُه بعد اشْتِبَاه. قَالَ: وَيُقَال للفَرِقِ الرِّعْدِيدِ: فَرَّخَ تَفْرِيخاً. . وَأنْشد: (وَمَا رَأيْنَا مَعْشراً فَيَنْتَخُوا ... مِنْ شَنَإ الأقْوَامِ إلاّ فرَّخُوا) قلت معنى فَرَّخوا: أَي: ضَعُفوا كَأَنَّهُمْ فِرَاخٌ. . مِنْ ضَعْفهم. وَقَالَ اللَّيْث: وفَرَّوخُ: بَلَغَنا أَنه كَانَ من وَلدِ إبراهيمَ، وَكَانَ وُلِدَ بعد إسْحَاقَ وإسْمَاعِيل، وكَثر نسلُه، ونما عَدَدُه فوَلَدَ الْعَجَمَ الَّذين هم فِي وَسَطَ الْبِلَاد. قَالَ اللَّيْث: والزَّرْعُ مَا دَامَ فِي البَذْرِ فَهُوَ الْحَبُّ، فإِذا انشقَ الْحَبُّ عَن الوَرَقَةِ فَهُوَ الْفَرْخُ، فَإِذا طَلَعَ رأسُه فَهُوَ الحقْلُ. وَالْعرب تَقول: فُلاَنٌ فُرَيْخُ قومه _ إِذا كَانُوا يُعَظِّمُونه ويكَرِّمونه. وصُغِّر. . على وَجه الْمُبَالغَة فِي كرامته.

شَمِرٌ _ عَن الهَوَازِنيِّ _: قَالَ: إِذا سَمِعَ صاحِبُ الأَمَةِ صوتَ الرَّعْد أوالطَّحْن فَرِخَ إِلَى الأَرْض _ أَي: لَزِقَ بهَا. . يَفْرَخُ فرَخاً. ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _: قَالَ: فَرِخَ الرجل _ إِذا زَالَ فَزعُهُ واطمأَنَّ. قَالَ: والفَرِخُ: المُدَغْدَغُ من الرِّجال. خفر: اللَّيْث: الْخَفرُ: شِدَّة الحَيَاء، وامرأةٌ خَفِرَةٌ: حَيِيِّةٌ. وَقَالَ أَبُو عبيد: امرأةٌ خَفِرَةٌ ومُتَخَفِّرَةٌ: شَدِيدَة الحيَاء. وَقَالَ اللَّيْث: خَفِيرُ الْقَوْم: مُجِيرُهُم الَّذِي يكونُونَ فِي ضَمَانه، مَا دَاموا فِي بِلَاده وَهُوَ يَخْفُرُ القومَ خُفَارةً. قَالَ: والخَفَارَةُ: الذِّمَّةُ. . وانتهاكها: إخْفَارٌ. وَفِي الحَدِيث: ((مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فإِنَّهُ فِي ذِمَّةِ الله فَلاَ يُخْفَرَنَّ الله فِي ذِمَّتِهِ)) . وَقَالَ زهيرٌ: (فَإِنَّكُمُو وَقَوْماً أَخْفَرُوكُمْ ... لَكَالدِّيبَاجِ مَالَ بِهِ الْعَبَاءُ) قَالَ: والْخُفُورُ هُوَ: الإخْفَارُ نَفسُه، من قِبَلِ المُخْفِرِ، ومِن غير فِعْلٍ _ على خَفَرَ يَخْفُرُ. . وَأنْشد: (فَوَاعَدَني وَأَخْلَفَ ثَمَّ ظَنِّي ... وبئْسَ خَلِيقةُ الْقَوْمِ الخُفُورُ) أَبُو عبيد _ عَن الْأَصْمَعِي _: خَفَرْتُ بِالرجلِ وخَفَّرْتُ الرجلَ. مَعْنَاهُمَا: أَن تكون لَهُ خَفِيراً تَمْنَعُه. وَقَالَ أَبُو جُنْدَبٍ الهُذَلِيُّ: (يخفِّرُنِي سيْفي إِذَا لَمْ اُخَفَّرِ ... ) وَتَخَفَّرْتُ بفلان _ إِذا استَجَرْتَ بِهِ وسألتَهُ أَن يكون لَك خَفِيراً، وأَخْفَرْتُ الرجُلَ _ إِذا نَقَضْتَ عهدَه وخِسْتَ بِهِ. وَقَالَ أَبُو الْجَرَّاحِ العُقَيْليُّ: مَثْلَ ذلكَ كلِّه _ إِلَّا ((تَخَفَّرْتُ)) وَحدهَا، وَزَاد فِيهِ: أَخْفَرْتُ إِذا بَعثتَ مَعَه خَفِيراً. والاسْمُ: الْخُفَارَةُ والْخَفَارَةُ _ بِضَم الْخَاء وَفتحهَا. وَقَالَ: هَذَا خُفْرَتي _ يَعْنِي الخَفِيرَ الَّذِي يمنعهُ. أَبُو عبيد _ عَن الْأَصْمَعِي _: الْخَافُورُ نَبْتٌ. وَأنْشد غيرُه لأبي النَّجْمِ: (وَأَتَتِ النّمْلُ الْقُرَى بِغيرِهَا ... مِنْ حَسَكِ التّلْعِ وَمِنْ خَافُورِهَا) فَخر: قَالَ اللَّيْث: الفاخُورُ: ضَرْبٌ من الرَّيْحاَنِ، يُقَال لَهُ مَرْوٌ، وَهُوَ: مِنْهُ مَا عَرُضَ وَرَقُه. وخرجتْ لَهُ جَمَامِيحُ فِي وَسَطه كَأَنَّهُ أطرافُ أَذْنابِ الثعالب، عَلَيْهَا نَوْرٌ أحمرُ فِي وَسطه، طيِّبُ الرِّيح يُسَمِّيه أهل البَصْرةِ ((رَيْحَانَ الشُّيُوخ)) ، يَزْعُمُ أطِبِّاؤهم أَنه يَقْطَعُ الشبابَ. قَالَ اللَّيْث: وَيُقَال: هَذَا فَخِيرُكَ أَي: الَّذِي يُفَاخِرُكَ. . نَحْوُ خَصِيمِكَ. والفخرُ معروفُ، وَقد فاخَرْتُه ففَخَرْتُهُ وَهُوَ نَشْرُ المناقبِ، وذكْرُ الكِرامِ بالْكَرَمِ. ورجلٌ فِخِّيرٌ: كثيرُ الإفتخارِ وَأنْشد: (يَمْشي كَمشْي الْمَرحِ الْفِخِّيرِ ... )

خ ر ب

والفَخِيرُ: المغلُوبُ بالفخْر. والشيءُ الجيِّد يُقَال لَهُ: الفَاخِرُ. أَبُو عُبَيْدٍ _ عَن الأصمعيِّ -: يُقَال _ مِن الكِبْرِ والفخرِ _ فَخَزَ الرجُلُ. . بالزاَّي. قلتُ: جَعَلَ الفَخْزَ والْفَخْرَ وَاحِدًا. وَقَالَ أَبُو عُبيدة: فرَسٌ فَيْخَرٌ وفَيْخَزٌ _ بالرَّاء والزَّاي _ إِذا كَانَ عظيمَ الْجُرْدَانِ. عمروٌ، عَن أَبِيه، قَالَ: الفاخِرُ: النَّبِيلُ من كلِّ شَيْء. وَيُقَال: فَخَرَ الرجلُ يَفْخَرُ _ إِذا عدَّدَ حسَبَه ومَفَاخِرَه. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: أُفْخِرَ فلانٌ اليومَ على فلانٍ فِي الشَّرَف والْجَلَدِ والمنطق _ أَي: فُضِّلَ عَلَيْهِ. ثعلبٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: فَخِرَ الرجلُ يَفْخَرُ _ إِذا أَنِفَ ... وَأنْشد: (وَتَرَاهُ يَفْخَر أَنْ تُحَلَّ بُيُوتُهُ ... بِمَحَلَّةِ الزَّمِرِ الْقَصِيرِ عِنَاناَ) اللَّيْث: ناقةُ فخُورٌ: تُعْطِيكَ مَا عِنْدهَا من اللّبَنِ، وَلَا بقاءَ للبنها. وَقَالَ ابْن شُمَيْلٍ: الفَخُورُ _ من النُّوق _ العظيمةُ الضَّرْعِ. . القليلةُ اللَّبَن. ومِن الغنمِ: كَذَلِك. ونحوَ ذَلِك قَالَ أَبُو زيد. وَقَالَ اللَّيْث: الفَخَّارُ _ من الْجَرِّ _: معروفٌ، قَالَ الله جلّ وعزّ: {مِن صَلْصَلٍ كالْفَخَّارِ} [الرَّحمن: 14] . قَالَ: واسْتَفْخَرْتُ الثَّوْبَ _ أَي: اشْتَرَيْتُه فاخراً، وَكَذَلِكَ فِي التّزْوِيجِ. . استَفْخَرَ فلانٌ مَا شَاءَ. وأَفْخَرَتِ المرأةُ _ إِذا لمْ تلِد إلاَّ فاخراً. فقد يَكون فِي الْفَخر من الفِعل مَا يَكونُ فِي المجْدِ، إلاّ أَنّكَ لَا تَقول: ((فَخِيرٌ)) _ مكانَ ((مَجِيدٍ)) ، ولكِنْ ((فَخُور)) وَلَا ((أَفْخَرْتُهُ)) مَكَان ((أَمْجَدْتُه)) . وقولُ الله _ جلّ وعزّ _ {إِن الله لَا يحب كل مختال فخور} [لقمَان: 18] الفَخور: المتكبّر هَا هُنَا. خَ ر ب خرب، خبر، ربخ، بخر، برخ: مُستعملات. خرب: قَالَ اللَّيْث: الْخَرَابُ: نقيض الْعمرَان وثلاثةُ أَخْرِبَةٍ. قَالَ: والْخَرِبُ: جَمْعُ الْخَرِبةِ كالْكَلِمِ _ جَمْعِ الكلِمَة. والفِعْلُ من كلِّ ذَلِك: خَرِبَ يَخْرَبُ خَرَاباً. وَقد خَرَّبَهُ المخرِّبُ تَخْرِيباً. وَفِي الدَّعاءِ: اللهُمُ مُخَرِّبَ الدُّنْيَا وَمُعَمِّرَ الآخِرَةِ أَي: خَلَقْتَهَا للخراب. والخَرُّوبةُ: شجرَةُ الْيَنْبُوتِ. وبلَغني أنَّه كَانَ يَنْبُتُ فِي مُصَلَّى سُليمانَ كلَّ يومٍ شجرةٌ. . فيسألُها: مَا أَنْتِ؟ فتقولُ: أناَ شَجَرَةُ كَذَا، أَنْبُتُ فِي أَرض كَذَا، أَنَا دَوَاءٌ مِن دَاء كَذَا. . فيَأْمُرُ بهَا فتُقْطع، ثمَّ تُصَرُّ ويُكْتَبُ عَلَى الصُّرَّةِ اسْمُها ودَواؤُها _ حَتَّى إِذا كَانَ فِي آخر ذَلِك نبتَتِ

اليَنْبوتَةُ فَقَالَ لَهَا: مَا أنْتِ؟ فقالتْ: أنَا الخرُّوبةُ، وسَكَتَتْ، فَقَالَ سُليمانُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: الآنَ أَعْلَمُ أنَّ الله قد أَذِنَ فِي خَرَابِ هَذَا الْمَسْجِدِ وذَهابِ هَذَا المُلْكِ، فلمْ يَلْبث أَنْ مَاتَ. والْخَرَبُ: الذَّكَرُ من الْحُبَارَى وجمعُه: الْخِرْبَانُ. وَفِي حديثِ ابنِ عُمَرَ: فِي الَّذِي يُقَلِّدُ بَدَنتَه فيَضِنُّ بالنَّعْلِ، قَالَ: ((يقلدُها خُرَابة)) . قَالَ أَبُو عُبيدٍ: وَالَّذِي نَعْرِفُ فِي الْكَلَام: أَنَّهَا ((الْخُرْبَةُ)) وَهِي عُرْوَةُ المَزادَةِ. . سمِّيَتْ خُرْبةً لاستدارتها. وكلُّ ثَقْبٍ مستديرٍ فَهُوَ خُرْبَةٌ، مِثلُ ثَقْبِ الأُذُن. . وجمعُهَا خُرَبٌ. وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: (أَوْمِنْ مَعَاشِرَ فِي آذانِهَا الخُرَبُ ... ) ثَعْلَب _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ قَالَ: خُرْبةُ الْمَزادة: أُذُنُها. وَقَالَ: وَخُرْبَةُ السِّنْدِيِّ: ثُقْبَة شَحْمَةِ أَذُنِهِ. يُقَال: خُرْبَةٌ _ إِذا كَانَ ثَقْباً غيرَ مخرُومٍ، وجمْعُها خُرَبٌ، فَإِذا كَانَت مَخْرُومةً فَهِيَ خَرَبَةٌ، والجميع: الْخَرَبُ. وَقَالَ أَبُو عبيدةَ: لكلِّ مَزَادة: خُرْبتَانِ وكُلْيَتَان. وَيُقَال: خُرْبَانِ، ويُخْرَزُ الْخُرْبَانِ إِلَى الكُلْيَتَيْن. وَقَالَ اللَّيْث:: أَمَةٌ خَرْبَاءُ، وعَبْدٌ أَخْرَبُ والْخَرَبُ: مَصْدَر الخُرْبَة. قَالَ: والْخَارِبُ: اللِّصُّ، يُقَال: مَا رَأينَا من فلَان خُرْبَةً وخُرْباً مُذْ جاوَرنَا _ أَي: فَسَاداً فِي دِينه، أَو شيْناً. وخُرَيْبَة: مَوْضِعٌ بالبَصْرَةِ يُسَمَّى ((بُصَيْرَةَ الصُّغْرَى)) . قَالَ: وَيُقَال: الْخارِبُ: من شَدَائِد الدهْر وأنْشد: (إِنَّ بِهَا أَكْتَلَ أَوْ رِزَاماَ ... خُوَيْرِبَانِ يَنْقُفَانِ الْهَامَا) قَالَ: وَ ((الأكْتَلُ)) ، و ((الْكَتَالُ)) هما: شِدَّةُ العيشِ، و ((الرِّزَامُ)) : الْهُزَالُ. قلتُ: أَكْتَلُ ورِزَامٌ _ بِكَسْر الرَّاء _: اسْمَا رَجُلَيْنِ كَانَا خارِبَيْنِ لِصَّين. وَقَوله: ((خُوَيْرِبانِ)) أَرَادَ: هُمَا خَارِبَانِ، فصغَّرهما. . وهما ((أَكْتَلُ ورِزَامٌ)) . وَالَّذِي قَالَه اللَّيْث _ فِي تَفْسِير ((الْخَارِب)) و ((أَكْتَلَ)) ، و ((رِزَامٍ)) : كَلاَ شيءٍ. وفَسَّرَ ابنُ الْأَعرَابِي وغيرُه هَذَا الرَّجَزَ على مَا بَيَّنْتُهُ. وَقَالَ اللَّيْث: الْخُرَابَةُ: حَبْلٌ من لِيفٍ أَو نَحوه. وخُرْبةُ الإبْرَةِ، وخُرَّابَتُها: خُرْتُهَا. أَبُو عبيد _ عَن أبي عَمْرو _: الْخُرْبُ ثَقْبُ الْوَرِكِ، وَهُوَ الْخُرَابَةُ والْخُرَّابَةُ. وَقَالَ أَبُو عبيدةَ: مِنْ دوائر الفَرَس: دائرةُ الخَرَبِ. وَهِي الدائرة الَّتِي تكونُ عِنْد الصَّقْرَيْنِ، ودائِرَتَا الصَّقْرَينِ همَا اللَّتَان بَين الحَجَبَتَيْنِ والقُصْرَيَيْن.

وَقَالَ الأصمعيُّ: الْخَرَبُ: الشَّعْرُ المُقْشَعِرُّ فِي الْخَاصِرَةِ. . وأَنشد: (طويلُ الْحِدَاءِ سَلِيمُ الشَّظَى ... كَرِيمُ المِرَاحِ صَلِيبُ الخَرَبْ) قَالَ: و ((الْحِدَأَةُ)) سالِفَةُ الفَرَس: وَهُوَ مَا تَقَدَّم من عُنُقِه. أَبُو عبيد _ عَن أبي عَمْرو _: الْخُرْبُ _ أَيْضا _: مُنْقَطَعُ الجُمهُورِ المُشْرِفِ من الرَّمْلِ. و ((خَرُّوبٌ)) : مَوْضِعٌ. برخ: قَالَ اللَّيْث: الْبَرْخُ _ بِلُغَةِ أَهل عُمَانَ _: الرَّخِيصُ. يُقَال: كَيفَ أَسْعارُهم؟ فيقالُ: بَرْخٌ - أَي: رَخِيصٌ. وَقَالَ الرَّاجز: (وَلَوْ أَقولُ بَرِّخُوا، لَبَرَّخُوا ... لِمَارِ سَرْجِيسَ وقَدْ تَدَخْدَخُوا) ((بَرَّخوا)) : قَالَ: بَرِّكُوا بالنَّبَطيَّةِ. وَقَالَ غيرُه ((بَرِّخوا)) _ أَي: اجْعَلُوا لنا مِنْهُ شِقْصاً. وأصلُهُ بالفَارِسيَّة: الْبَرْخُ، وَهُوَ النَّصِيبُ. ربخ: قَالَ اللَّيْث: الرَّبُوخُ: المرأَةُ يُغْشَى عَلَيْهَا عِنْد الْمُلاَمَسة. يُقَال: رَبَخَتْ تَرْبَخُ رَبَخاً ورُبُوخاً وَرَبَخَتْ رَبَاخاً ... فَهِيَ رَبُوخٌ. قَالَ: ومُرْبخٌ: رَمْلٌ بالبادية بعَيْنِه. وأخبَرنا المنذريُّ _ عَن أبي الهيثَم _ أنَّهُ قَالَ: سُمِّي جَبَلُ ((مُرْبِخٍ)) مُرْبِخاً لأنَّه يُرْبخُ الماشِيَ فِيهِ من التَّعَب والمشقَّة _ أَي يُذْهِبُ عَقْلَهُ _ كالرُّبُوخِ الَّتِي يُغْشَى عَلَيْهَا من شِدَّةِ الشَّهْوَةِ. . وَأنْشد: (أَطْيَبُ لَذَّاتِ الْفَتَى ... نَيْكُ رَبُوخٍ غَلِمَهْ) ورُوِيَ عَن عليٍّ رَضِي الله عَنهُ أَنَّ رجلا خاصمَ إليهِ أَبَا امْرَأَتِه، وَقَالَ: زَوَّجَنِي بنْتَه وَهِي مَجْنُونَةٌ {} فَقَالَ مَا بَدا لَك مِن جُنُونِها؟ فَقَالَ: إِذا جَامَعْتُها غشي عَلَيْهَا. فَقَالَ: تلكَ الرَبُوخ {} لَسْتَ لَها بِأَهْل {} أَرَادَ أَنَّ ذلكَ يُحمَدُ مِنْهَا. وَقَالَ اللَّيْث: رَبِختِ الإبلُ فِي المرْبِخ _ أَي: فَتَرَتْ فِي ذَلك الرَّمْل من الْكَلاَلِ وَأَنشد: (أَمِنْ حِبَالِ مُرْبِخٍ تَمَطَّيْن ... لاَ بُدّ مِنْهُ فَانْحَدِرْنَ وَارْقَين) (أَوْ يَقْضِيَ الله ذُبَابَاتِ الدَّيْن ... ) قَالَ: وَرَجُلٌ رَبيخٌ: ضَخْمٌ. . وَأنْشد: (فَلَمَّا اعْتَرَتْ طَارِقاَتُ الْهُمُومِ ... رَفَعْتُ الْوَليَّ وَكُوراً رَبِيخاَ) _ أيْ: ضَخْماً. ثَعْلَب _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: أَرْبَخَ الرَّجلُ _ إِذا وقَعَ فِي الشدَائِدِ. وَأَرْبَخَ الرَّمْلُ _ إِذا تَكاثَفَ. وَأَرْبَخَ المَاشِي فِيهِ _ إِذا اشْتَدَّ عليهِ السَّيْرُ فِيهِ. وَأَرْبَخَ الرَّجلُ _ إِذا اشْتَرى جَارِيَةً رَبُوخاً، وَهِي الَّتِي تَنْخَرُ عِنْد الجماَع وَتَضْطَرِبُ كأنهَا مَجْنُونَةٌ.

خبر: قَالَ اللَّيْث: الْخَبَرُ مَا أَتَاك من نَبَإ عَمَّنْ تَسْتَخْبِر. تقولُ: أَخْبَرْتُهُ وَخَبَّرْتُهُ. وجَمْعُ الْخَبَرِ: أَخْبَارٌ. والْخَبِيرُ: الْعَالِمُ بِالْأَمر، والْخُبْرُ: مَخْبَرَة الإنْسَانِ _ إِذا خُبِرَ _ أَي: جُرِّبَ فَبَدَتْ أَخْلاَقُهُ. والخِبْرَةُ: الاختِبَارُ. . تَقول: أَنتَ أَبْطَنُ بِهِ خِبْرَةً، وَأَطْولُ لَهُ عِشْرَةً. والْخَابِرُ: الْمُخْتَبِرُ الْمُجَرِّبُ. وَالخُبْرُ: عِلْمُكَ بالشَّيْء _ تقولُ: لَيْسَ لي بهِ خُبْرٌ _ أَيْ: لَا عِلْمَ لي بهِ. والْخَبَارُ: أَرْضٌ رِخْوَةٌ يَتَتَعْتَعُ فِيهَا الدَّوابُّ وَأنْشد: (يُتَعْتِعُ فِي الْخَبَارِ إذَا عَلاَهُ ... وَيَعْثُرُ فِي الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ) وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْخَبَارُ: مَا اسْتَرْخَى من الأَرْض وَتَحَفَّرَ. وَقَالَ غيرُه: مَا تَهَوَّرَ وَسَاخَتْ فيهِ الْقَوَائِم. شَمِرُ: قَالَ أَبُو عَمْرو: الْخَبَارُ أَرضٌ لَيِّنَةٌ فِيهَا جِحَرَةٌ. أَبو عبيد _ عَن الْأَصْمَعِي _: الْخَبِرَةُ وَالْخَبْرَاءُ: الْقاعُ: يُنْبِتُ السِّدْر. والْخَبَارُ مَا لاَنَ من الأَرْض واسْتَرْخَى. وَقَالَ اللَّيْث: الْخَبْراءُ: شَجْرَاءُ فِي بَطْنِ رَوْضَةٍ يَبْقَى الماءُ فِيهَا إِلَى الْقَيْظِ. وَفِيها يَنْبُتُ الْخَبْرُ، وَهُوَ شَجَرُ السِّدْرِ وَالأَرَاكِ. . وَحَوَالَيْها عُشْبٌ كثِيرٌ. وتُسَمَّى: الْخَبِرَةَ _ أَيضاً _ والجميعُ: الْخَبِرُ. قَالَ: وَخَبْرُ الْخَبِرَةِ: شَجَرُهَا، وأَنشد: (فَجَادَتْكَ أَنْوَاءُ الرَّبيعِ وَهَلَّلتْ ... عَلَيْكَ رِياضٌ مِنْ سَلاَمٍ ومِنْ خَبْرِ) قَالَ: والْخَبْرُ _ من مَنَاقع الماءِ _: مَا خَبَّرَ الْمَسِيلَ فِي الرُّؤُوس، فَيَخُوضُ الناسُ فيهِ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ _ عَن الصَّيْداويِّ عَن الرِّيَاشِيِّ _ قَالَ: الْخُبْرةُ: لَحْمٌ يَشْتريهِ الإنسانُ لأهْلِهِ. يُقَال للرجلِ: مَا اختْبَرْتَ لأَهْلِكَ؟ أَبُو عبيد _ عَن الْأَصْمَعِي _: الْخُبْرَةُ: النَّصِيبُ. . تَأْخُذُهُ من لَحْمٍ أَوْ سَمَكٍ. وَقَالَ الرياشيُّ: الخبِيرُ: الزَّبَدُ. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيُّ: هُوَ زَبَدُ أَفْوَاهِ الإبِلِ. وَقَالَ الرياشيُّ: الْخبِيرُ: الْوَبَرُ. قَالَ: وَالْخبِيرُ: الأكَّارُ. وَأنْشد فِي الخُبْرَةِ: (بَاتَ الرَّبِيعِيُّ وَالْخَامِيزُ خُبْرَتُهُ ... وَطَاحَ ظَبْيُ بَني عَمرو بن يَرْبوعٍ) وَأنْشد للهُذَلِيِّ فِي الخَبِير الزَّبَدِ: (تَغَذَّمْنَ فِي جَانِبَيْهِ الْخَبِيرَ ... لَمَّا وَهَى مُزْنُهُ واسْتُبِيحَا) ((تَغَذَّمْنَ)) : يَعْنِي الفُحولَ _ أَي: مَضَغْنَ الزَّبَد وعَمَيْنَهُ _ أَي رَمَيْنَهُ. وَأنْشد: (تجُذُّ رِقابَ الأَوْسِ فِي غَيْرِ كُنْهِهِ ... كَجَذِّ عَقَاقَيلِ الْكُرُومِ. . خَبِيرُها) رُفِعَ قولُه: ((خَبِيرُها)) على تَكْرِير الْفِعْل.

خ ر م

أرَادَ: جَذَّهُ خبِيرُها _ أَي: أَكَّارُها. أَبُو عبيد _ عَن أبي عُبَيْدَة: الْخَبِيرُ: الأَكَّارُ. ومُخَابرَةُ الأَرْض _ أَي: مُزَارَعَتها على الثُّلثِ والرُّبعِ: مِنْ هَذَا. وَقَالَ جابرُ عَن عبد الله: كُنّا نُخَابِرُ وَلَا نَرى بذلك بَأْسا. . حَتَّى أَخْبَرَنا رافِعُ بنُ خَدِيجٍ أنّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قدْ نَهَى عَنْهُ. قَالَ: وَقَالَ الأصمعيُّ: الْخَبِرُ: المَزَادة. وَيُقَال: الْخَبْرُ. . إِلَّا أَنه بالْكَسْرِ أَكثر. . وجَمْعُه: خُبُورٌ. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الْخَبْرُ _ بِالْفَتْح _: المَزَادَةُ. . وَأنكر فِيهِ الكَسْرَ. قَالَ: وَمِنْه قيل: ناقةٌ خَبْرٌ _ إِذا كَانَت غَزِيرَةً. والْخَبْرُ والْخِبْرُ: النَّاقة الغزيرةُ اللّبن شُبِّهَتْ بالمزَادة فِي خُبْرِها. وَفِي الحَدِيث: ((كنَّا نَسْتَخْلِبُ الْخَبِيرَ)) أَرَادَ ب ((الْخَبير)) : النَّباتَ والعُشْبَ واستخْلاَبُهُ: احْتِشَاشُه. كأَنّ العُشْبَ شُبِّه بخَبِير الْإِبِل، وَهُوَ وبَرُها. فالنَّبَاتُ يَنْبُتُ _ كَمَا يَنْبتُ الوَبَرُ. وخَيْبَرُ: موضِعٌ بِعَيْنِه. . معروفٌ. وَيُقَال: تَخبَّرْتُ الخَبَر واستَخبَرْتُه _ بِمَعْنى واحِدٍ. ومِثْله: تَضَعَّفْتُ الرجلَ واستضْعفتُه وتنَجّزْتُ الجَوَابَ، واسْتَنْجَزْتُه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: المَخْبُور: الطَّيِّبُ الإِدَامِ، والمَخْبُورُ: المَخْمُورُ والْخَبيرُ: مِن أسماءَ الله تَعَالَى: مَعْنَاهُ العالِمُ ((بِمَا كَانَ، وَمَا يَكُونُ، وَهَذِه الصِّفَةُ لَا تكونُ إِلَّا لله تَبَارَكَ وتَعالَى. وخَبُرْتُ بِالْأَمر _ أَي: عَلِمْتُهُ. وَقَول الله جلّ وعزّ: {فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً} [الفُرقان: 59] أَي: سَلْ عَنهُ خَبِيراً عَالِماً تُخْبَرْ. والْخَابُورُ: بلدٌ معروفٌ وَمِنْه قَوْله: (أَيَا شَجَرَ الْخَابُورِ مالَكَ مُورِقاً ... ) ورجلٌ مُخْبَرٌ _ أَي: إِذا خُبِرَ وجِدَ كامِلاً. بخر: قَالَ اللَّيْث: بَخِرَ الرجلُ بَخَراً، والْبَخَرُ ريحٌ كَرِيهَةٌ من الفَمِ. والنّعْت أَبْخَرُ، وامْرَأةٌ بَخْرَاءُ. والْبَخرُ، مَجْزوم _ فِعْلُ الْبُخَارِ. يُقَال: بَخَرَتِ القِدْرُ تَبْخَرُ بُخَاراً وبَخْراً. وكلُّ دُخَانٍ يَسْطع من ماءٍ حارٍّ فَهُوَ بخار. وَكَذَلِكَ ... من النَّدَى. والْبَخُورُ: دُخْنَةٌ يُتَبخَّرُ بهَا. أَبُو عبيدٍ _ عَن الأصمعيِّ _ بَنَاتُ بَخْرٍ وَبَنَاتُ مَخْرٍ: سحائبُ بِيضٌ يَأْتين قُبُلَ الصَّيْفِ مُنتَصِبَاتٍ. ثعلبٌ _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _: الْمَبْخُورُ: المَخْمُورُ. قَالَ: والبَاخِرُ: ساقِي الزَّرْعِ. خَ ر م خرم، خمر، مرخ، مخر، رخم، رمخ: مستعملات.

خرم: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: خُرِمَ الرجُل، هُوَ مَخْرومٌ. وخَرِمَ أَنفُهُ. . يَخْرَمُ خَرَماً، وَهُوَ قَطْعٌ فِي الْوَتَرَةِ، أَو فِي النَّاشِرَتْينِ أَو فِي طَرَف الأَرْنَبَةِ. . لَا يَبْلُغُ الْجَدْعَ. والنَّعْتُ: أَخْرَمُ وخَرْمَاءُ _ كأَشرَمَ وشَرْمَاءَ. والفِعْل: خَرَمْتُهُ خَرْماً وشَرَمْتُه شَرْماً. قَالَ: وَإِن أصَاب نَحْوَ ذَلِك فِي الشَّفَةِ، أَو فِي أَعْلَى قُوفِ الأذُنِ _ فَهُوَ خرْمٌ. قَالَ: والْخَرمُ: مَا خَرَمَ سَيْلٌ، أَو طريقٌ فِي خُفٍّ أَو رَأْسِ جَبَلٍ. واسمُ ذَلِك الموضِعِ _ إِذا اتَّسع _ فَهُوَ مَخْرِمٌ، كَمَخْرِمِ الْعَقَبة، ومَخْرمِ المَسِيل. والخَرْمُ: أَنْفُ الجَبَلِ. . وَهِي الْخُرُومُ _ وَمِنْه اشْتِقاق ((الْمخْرِم)) . وأَخْرَمُ الكتِفِ: مَحَزٌّ فِي طَرَفِ عَيْرِها مِمَّا يَلِي الصَّدَفةَ. . والجميع: الأَخَارِمُ. وَفِي الحَدِيث: ((أَنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى أَنْ يُضَحَّى بالمُخَرَّمَةِ الأُذُنِ)) _ يَعْنِي: المقطوعة الأذُنِ. قَالَ شمِر: والخَرْمُ يكون فِي الأُذُنِ والأَنْفِ جَمِيعًا. وَهُوَ _ فِي الأنفِ _ أَن يُقطَعَ مقَدَّمُ مَنْخِرِ الرجُل وأَرْنَبتِه _ بعد أَن يُقطَعَ أَعْلَاهَا _ حَتَّى يَنفُذَ إِلَى جوْفِ الأنفِ. يُقَال: رجل أَخْرَمُ: بَيِّنُ الْخَرَمِ. والأَخْرَمُ _ من الشِّعر _ مَا كَانَ فِي صَدْره وَتِدٌ مَجْمُوع الحركتين، فَخُرِمَ أحدُهما، وطُرحَ _ كَقَوْلِه: (إِنَّ امرَءاً قَدْ عَاشَ تِسْعِينَ حِجَّةً إلَى مِثْلِهَا يَرْجُو الخُلُودَ لَجَاهلُ) كَانَ تمامُهُ: ((وإِنَّ امْرَءاً)) . وَتقول: اخْتَرمَتْهُ الْمَنِيُّةُ من بَين أَصْحَابه _ أَي: أخذتْهُ من بَينهم. واخْتُرِمَ فلَان عَنَّا _ أَي: ماتَ وَذهب. وَقَالَ غيرُه: خَرْمُ الجَبَلِ: مُنقطَعُ أَنْفِه، وأنفُ الْجَبَل: قائدُ قادِمَتِه. ((والْخُرْمُ)) _ بكاظِمَةَ _: جُبَيْلاَتٌ وأُنوفُ جبال. وَقَالَ أَبو نُخَيْلَةَ _ فِي صفة إبل _: (قَاظَتْ مِنَ الخُرْمِ بِقَيْظٍ خُرَّم ... ) وَأَرَادَ بقوله: ((بِقَيْظٍ خُرَّمِ)) : الخصْبَ والسَّعَة. _ أَي: بقَيْظٍ ناعمٍ كثيرِ الْخَيْر. وَمِنْه يُقَال: كَانَ عيشُنَا بهَا خُرَّماً _ أَي: نَاعِمًا. قَالَه ابنُ الْأَعرَابِي. وَأما قَول جَرِيرٍ: (إِنَّ الْكَنِيسَة كانَ هَدْمُ بِنَائِهَا ... نَصْراً وَكان هَزِيمةً للأَخْرَمِ) فإنَّ ((الأَخْرمَ)) اسمُ ملكٍ من ملوكِ الرُّومِ. وَيُقَال: لَا خَيْرَ فِي يَمينٍ لاَ مَخَارِمَ لهَا _ أَي: لَا مَخارجَ لَهَا. . مأخوذٌ من ((الْمَخْرِمِ)) ، وهوالثَّنِيَّةُ بَين الْجَبَليْن. . وَيُقَال: خَرَمَتهُ الخَوَارمُ _ إِذا مَاتَ كَمَا يُقَال: شَعَبَتهُ شَعُوبُ.

وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: هَذِه يَمينٌ قد طَلَعتْ فِي الْمَخَارمِ. وَهِي الْيَمين الَّتِي تجعلُ لصَاحِبهَا مَخْرَجاً. وَقَالَ أَبُو خَيْرَة: الخَرْوَمَانةُ: بقلة خَبِيثَةُ الرِّيح تَنبتُ فِي الْعَطَنِ. وَأنْشد: (إِلَى بَيْتٍ شِقْذان كأَنَّ سِبَالَهُ ... وَلحيَتَهُ فِي خُرْوَمَان مُنَوِّرِ) عَمْرو _ عَن أَبِيه _: جَاءَ فلانٌ بالخُرْمَان _ أَي: بِالْكَذِبِ. وَقَالَ ابْن السكِّيت: مَا نَبَسْتُ فِيهِ بخَرْمَاء: يَعْنِي بِهِ الكذبَ. ثعلبٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ قَالَ: الخَرِيمُ الماجِنُ. والرَّخِيمُ: الحَسَن الْكَلَام. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الخارِمُ: التَّارِكُ. والخَارمُ: المُفْسِدُ. والخارمُ: الرِّيحُ الباردةُ. وَفِي حَدِيث سعدٍ _ رَضِي الله عَنهُ: ((مَا خَرَمْتُ مِن صَلاَةِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَيْئا أَي: مَا تَرَكْتُ)) . وَقَالَ ابْن الأعرابيِّ: الْخُرَّامُ: الأحْداث المُنخَرِمون فِي الْمعاصِي المُجَعْجِعةِ، وَإِذا أَصاب الرّامي بسهمِه القِرطاسَ فَلم يَثقُبْهُ _ فقد خرَمَه. وَيُقَال: أصابَ خَوْرَمَتَهُ _ أَي: أَنْفَهُ. أَبُو عُبَيد _ عَن أبي عمرٍ و _: رِيح خَارِمٌ: باردةٌ. وَقَالَ شَمِرٌ: ريحٌ خَارِمٌ. . وَهُوَ الجَامِدُ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ نَدًى. خمر: قَالَ اللَّيْث: الخمرُ: مَعْرُوفٌ واختمارُها: إِدْرَاكُها وغَلَيانُها. . ومُخَمِّرُها: مُتَّخِذُها. . وخُمْرتُهَا: مَا غَشِيَ المَخْمُورَ من الْخُمَارِ والسُّكْرِ فِي قلبِه وَأنْشد: (وَقد أَصَابَتْ حُمَيَّاها مَقَاتِلَهُ ... فَلم تكَدْ تَنجَلي عَن قلبه الْخُمَرُ) وَيُقَال: قد اختَمَر العَجينُ والطِّيبُ، وَقد وَجَدْتُ مِنْهُ خَمَرَةً طيِّبَةً إِذا اختَمَرَ الطِّيبُ _ أَي: وَجَدْتُ رِيحَهُ. أَبُو عبيد _ عَن أبي زيد _: وجَدْتُ مِنْهُ خَمَرَة الطّيبِ _ بِفَتْح الْمِيم _: يَعْنِي ريحَهُ. وَقَالَ اللَّيْث: خَمَرْتُ العجينَ والطِّيبَ خَمْرَةً _ كخَمِرَ يَخْمَرُ. وخَمَرْتُ الدَّابةَ. . أَخْمِرُها _ إِذا سقيتُهَا الْخَمْرَ. أَبُو عُبيد _ عَن الكسائيِّ _: خَمَرْتُ العجينَ وفَطَرْتُه. . وَهِي الْخُمْرَةُ _ للَّذي يُجْعَلُ فِي العجِين. . يسمِّيه الناسُ: ((الخَمِيرَ)) . وَكَذَلِكَ: خُمْرَةُ النَّبِيذ والطِّيبِ. وَقَالَ غيرُه: خميرَةُ اللّبَن: رُوْبتُه الَّتِي تُصَبُّ عَلَيْهِ: ليَرُوبَ سَرِيعا رُؤُوباً. أَبُو عبيد _ عَن أبي عَمْرو _ خَمَرْتُ الرجلَ أَخْمِرُه _ إِذا استَحْيَيْتَ مِنْهُ. وَقَالَ أَبُو زيد: خامرَ الرجلُ المكانَ وخَمَّرَه _ إِذا لم يَبْرَحْه. وَمن أَمْثال الْعَرَب: ((خَامِرِي أُمَّ عامرٍ)) . قَالَ أَبُو عبيد: يُضْرَب مَثلاً للرَّجُلِ الأحْمَق، و ((أُمُّ عامرٍ)) هِيَ الضَّبُعُ.

وَأَخْبرنِي المنذريُّ _ عَن الْحَرَّانِيُّ عَن ابْن السّكيت _: الضَّبعُ تُحَمَّقُ ويَدخل عَلَيْهَا الرجلُ فِي وِجَارِها، فتَحْمِلُ عَلَيْهِ، فَيَقُول: خامِري أُمَّ عامرٍ، ليستْ أُمُّ عامرٍ هَاهُنَا فتُمكِّنه حَتَّى يَكْعمَها ويُوثِقَها بحَبْلٍ، ثمَّ يَجُرُّها. قَالَ: وَمعنى ((خامرِي)) : ادْخُلي الْخَمَرَ وَهُوَ مَا وَارَاكَ من الشَّجَرِ. وَقَالَ اللَّيْث: خامَرَهُ الدَّاءُ _ إِذا خالط جَوْفَهُ ... وأنشَدَ: (هَنيئاً مَرِيئاً غَيْرَ دَاءٍ مُخَامِرٍ ... لِعَزَّةَ مِنْ أَعْرَاضِنَا مَا اسْتَحَلَّتِ) ابْن الْأَعرَابِي _ عَن أبي ثروان _ أَنه وصف مأْدُبَةً وبَخُورَ مِجْمَرِها. . قَالَ: فتَخَمَّرَتْ أَطْنَاننَا _ أَي: طابَتْ رَوائحُ أَبْدَانِنَا بِالْبَخُورِ. ثَعْلَب _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ قَالَ: الْخَامِرُ: الَّذِي يَكْتُمُ شَهَادَتَهُ. شَمِرٌ _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _: رَجُلٌ خَمِرٌ _ أَي: مُخَامَرٌ. وَأنْشد: (أَحَارِ بْنَ عَمرٍ وكَأَنِّي خَمِرْ ... ) أَي: مُخَامَرٌ. هَكَذَا قيَّده شَمِرٌ بِخَطِّهِ. قَالَ: والداءُ الْمُخامِرُ: المُخَالِط. . خَامَرَهُ الداءُ _ إِذا خالطَه. وَأنْشد قولَه: (وَإِذَا تُبَاشِرك الْهُمُومُ ... فَإِنَّهَا دَاءٌ مُخَامِرْ) ونحْوَ ذَلِك قَالَ اللَّيْث. . فِي خَامرَهُ الدَّاءُ _ إِذا خَالَطَ جوفَه. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: خَمَرْت العَجِينَ أَخمْرُهُ خَمْراً _ إِذا جعلتَ فِيهِ الْخَمِيرَةَ. وَقد خَمَرَ شَهَادَتَهُ _ إِذا كَتَمَهَا. وَقد خَمِرَ عني. . يَخْمَرُ خَمَراً _ إِذا تَوَارَى. شمِرٌ _ عَن ابْن شُمَيْلٍ: الْخَمَرُ: مَا وَارَاك مِنْ شَيْء. . أوِ ادَّرَأْتَ بِهِ. الْوَهْدَةُ: خَمَرٌ. . والأكمَةُ: خَمَرٌ. . والْجَبَلُ: خَمَرٌ. . والشَّجَر: خَمَرٌ. . وكُلُّ مَا وَارَاك فَهُوَ خَمَرٌ. قَالَ الفرَّاء: خَمِرَ الرجل _ إِذا دخل فِي الخَمَرِ ... وَأنْشد: (أَحَارِ بْنَ عَمْرٍ وكَأَنِّي خَمِرْ ... ) قَالَ: وَقَالَ الأصمعيُّ: الْخِمْرَةُ: الاسْتِخْفاء. وَقَالَ ابْنُ أَحْمَرَ: (مِنْ طارقٍ يَأتي عَلَى خِمْرَةٍ ... أَوْ حِسْبَةٍ تَنْفَعُ مَنْ يَعْتَبِرْ) وَقَالَ ابنُ الأعْرابيِّ: مَعْنَاهُ: على غَفْلَةٍ مِنْكَ. أَبُو عبيد _ عَن أبي زيد _: قَالَ: النَّعْجَةُ إِذا ابْيَضَّ رَأْسُها من بَين جَسَدها فَهِيَ مُخَمَّرَةٌ، وَرَخْمَاءُ أَيْضا. وَقَالَ اللَّيْث: هِيَ الْمُخْتَمِرَةُ مِنَ الضَّأْن والمِعْزَى. وَقَالَ ابْنُ سُهَيَّةَ:

(وَقَفْتَ بِهَا تُكَاتِمُ مُسْتَهِلاًّ ... وَخَمْرَكَ مِنْ حَمِيلَةَ أَنْ تَفُورَا) أَرَادَ ب ((خَمْرَكَ)) : مَا خَامَرَك، ((مِنْ حَمِيلَةَ أَنْ تَفُورَ)) _ أَي: تَظْهَرَ. وَمِنْه قَوْله: (حَتَّى إِذَا مَا هَرَاق النَّوْمُ عَبْرَتَهُ ... قاَلَ الْعَشِيّ لِخَمْرِي فِي الضَّحَى فُورِي) ورُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنَّه قَالَ: ((خَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ)) . قَالَ أَبُو عبيدٍ: التَّخْمِير: التّغطِيَةُ. وَفِي حَدِيث مُعَاذٍ ((مَنِ اسْتَخْمَرَ قَوْماً أَوَّلُهُمْ أَحْرَارٌ وَجِيرانٌ مُسْتَضْعَفُونَ: فإنَّ لَه مَا قَصَرَ فِي بَيْتِهِ)) . قَالَ أَبُو عبيد: كَانَ ابْنُ الْمُبَارَك يَقُول فِي قَوْله: ((مَنِ اسْتَخْمَرَ قَوْماً)) _ أَي: اسْتَعْبَدَهُم. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ مُحَمَّدُ بنُ كَثِيرٍ: هذَا كَلاَمٌ معروفٌ عندنَا بالْيَمَن لَا يُكادُ يُتَكلَّمُ بِغَيْرِهِ. يَقُول الرجل للرّجل: أَخْمِرْنِي كَذَا وَكَذَا _ أَي: أَعْطِنِيه. . هَبْهُ لي. . مَلِّكْنِي إيَّاه. فَقَوْل مُعَاذٍ: ((مَنْ اسْتَخْمَرَ قَوْماً)) : يقولُ: أَخَذَهُمْ قَهْراً أَوْ تَمْلُّكاً عَلَيْهِمْ، فَمَا وَهَبَ المَلِكُ من هَؤُلَاءِ لِرَجُلٍ فَقَصَرَهُ الرجُلُ فِي بَيته _ حَتَّى جَاءَ الإسْلاَمُ، وَهُوَ عندَهُ _ فَهُوَ لَهُ. وَقَالَ غَيْرُه _ أَخْمَر فلانٌ عَلَيَّ ظِنَّةً _ أَي: أَضْمَرَها. وَقَالَ لَبيدٌ: (أَلِفْتُكِ حَتّى أَخْمَرَ الْقَوْمُ ظِنَّةً ... عَلَى بَنُو أُمِّ الْبَنِينَ الأكابِر) ثعلبٌ _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: الْمُخَامَرةُ: أَن يَبِيع الرجل غُلَاما حُرّاً. . على أَنه عبدُهُ. قلتُ: وأَظُنُّ قوْلَ مُعَاذٍ مِنْ هَذَا أُخِذَ. الليثُ: الخَمَرُ وَهْدَةٌ يخْتَفِي فِيهَا الذِّئْبُ وَأنْشد: (فَقَدْ جاوَزْتُمَا خَمَرَ الطَّرِيقِ ... ) وَقَالَ اللَّيْث: الْخَمَرَ: أَن تَخْرُزَ ناحِيَتَي أَدِيمِ المَزَادَةِ، ثمَّ يُعْلَى بِخُرُوزٍ أُخرَ فذلِكَ: الْخَمَرُ. وَالخِمَارُ: مَا تُغَطِّي بِهِ المرأَةُ رَأْسها، وَقد تَخَمَّرَتْ بالخِمَارِ، وَهِي حَسَنَةُ الْخِمْرَةِ. أَبُو عبيد _ عَن الكسائيِّ _: دَخَلْتُ فِي خُمَارِ النَّاسِ وَخَمَارِهمْ وخَمرِهمْ _ أَي: فِي جَمَاعتهمْ وَكَثْرَتهم. وَقَالَ شَمِرٌ: وَيُقَال: دَخَلْتُ فِي غَمْرَتِهِمْ وخَمْرَتِهِمْ _ أَي جَمَاعتهمْ. وَفِي الحَدِيث: ((أَنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كانَ يَسْجُدُ عَلَى الْخُمْرةِ)) . قَالَ اللَّيْث: وَهِي حَصِيرٌ صَغِيرٌ قَدْرُ مَا يُسْجَدُ عليهِ ... يُنْسَجُ من السَّعَفِ أَصْغَرُ من الْمُصَلَّى. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: سُمِّيَتْ خُمْرَةً ... لِأَنَّهَا تَسْتُرُ الْوَجهَ عَن الأَرض. قَالَ: وَقيل لِلْعَجِينِ: قد اخْتَمَرَ، لأنَّ فُطُورَتَهُ قد غَطَّاهَا الْخُمْرُ. . وَهُوَ الاخْتِمَارُ.

وَيُقَال: قد خَمَرْتُ الْعجينَ، وأَخْمَرْتُهُ وفَطَرْتُهُ، وَأَفْطَرْتُهُ. قَالَ: وسُمِّيَ ((الْخَمْرُ)) خَمْراً لأنَّهُ يُغَطَّي الْعَقْلَ. قَالَ: وَيُقَال لكلِّ مَا ستَرَ الإنسانَ من شَجَرٍ أَو غيرِهِ: خَمَرٌ. وَمَا سَتَرَهُ من شَجَرٍ خَاصَّةً _ فَهُوَ الضَّرَّاءُ. وَمن أَمثالهم: ((مَا فُلاَنٌ بخَلٍّ ولاَ خَمْرٍ)) _ أَي: مَا عندَهُ خَيْرٌ وَلَا شَرٌّ. وَقد مَرَّ تَفْسِيرُهُ. رخم: قَالَ اللَّيْث: أَرْخَمَتِ الدَّجَاجَةُ والنَّعَامَة على بَيْضهَا _ إِذا حَضَنَتْ عَلَى بَيْضِها، فَهِيَ مُرْخِمٌ. وَرَخَّمَهَا أَهْلُها _ إِذا أَلْزَمُوها بَيْضَهَا. والرَّخَمَةُ: شِبْهُ النَّسْرِ فِي الخِلْقَةِ _ إلاَّ أَنَّهَا مُبَقَّعَةٌ بِبَيَاضٍ وَسَوادٍ. وَجَمْعُهَا: رَخَمٌ. والرُّخَامُ: حَجَرٌ أَبْيَضُ رِخْوٌ. والرُّخَامَى: نَبْتٌ تَجِدُ بِهِ السَّائمةُ وَهِي بَقْلَةٌ غَبْراءُ تَضْرِبُ إِلَى الْبَياضِ، حُلْوَةٌ لَهَا أَصْلٌ أَبْيَضٌ. . كأَنَّهُ الْعُنْقُرُ - إِذا انْتَزَعْتَهُ حَلَبَ لَبَناً. والرَّخَامَةُ: لِينٌ فِي الْمَنْطِقِ. . حَسَنٌ فِي النِّسَاء. وَقد رَخُمَتِ الّجَارِيةُ رَخَامَةً: فَهِيَ رَخِيمَةُ الصَّوْت. وَقد رَخُم كلاَمُها وصوْتُها _ وَكَذَلِكَ: رُخِمَ. وَيقال: هِيَ رَخِيمَةُ الصَّوتِ _ أَي: مَرْخُومةُ الصَّوتِ. يُقَال ذَلِك. . للمَرْأَةِ والْخِشْفِ. قَالَ: وزَعَمَ أَبو زيد الأنصاريٌّ أَنَّ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ مَنْ يَقُول: رَخِمْتُهُ رَخْمَةً _ بمعنىَ رَحِمْتُهُ. وَيُقَال: أَلْقى الله عَلَيْك رَخْمَةَ فلاَن _ أَي: عَطَفَهُ ورِقَّتَه. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مِثْلَهُ: رَخِمَهُ يَرْخَمُه رَخْمَةً، وأَلْقَى عَلَيْهِ رَحْمَتَهُ ورَخْمَتَهُ. قَالَ: وسَمِعْتُ أَعْرابيّاً يقولُ: هُوَ رَاخِمٌ لهُ. وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: (كَأَنَّهَا أُمُّ سَاجِي الطَّرْفِ أَخْدَرَهَا ... مُسْتَوْدَعٌ خَمَرَ الْوَعْسَاءِ مَرْخُومُ) قَالَ الأصمعيُّ: ((مَرْخُومٌ)) : أُلْقِيَتْ عَلَيْهِ رَخْمَةُ أُمِّهِ _ أَي: حُبُّهَا لهُ وإِلْفُهَا إيَّاهُ. وَهُوَ قَوْلُ أَبي عُبَيْدَةَ. وَأنْشد الأصمعيُّ: (مُدَلَّلٌ يَشْتُمُنَا ونَرْخَمُهْ ... ) وَفِي ((نَوَادِر الأعرابِ)) : مَرَةٌ تَرخَّمُ صَبِيَّهَا، وعَلَى صَبِيِّهَا. . وتَرْخَمُهُ، وتربَّخُ عَلَيْهِ _ إِذا رَحِمَتْهُ. وارْتَخَمَتِ النَّاقَةُ فَصِيلَها _ إِذا رَئِمْتهُ. وَقَالَ النحْويُّونَ: التَّرْخِيمُ حذْفُ آخر الحرفِ من الِاسْم المنادَى. كَقَوْلِك _ إِذا نَاديتَ رجُلاً اسْمه حارِثٌ: يَا حَار. وَإِذا ناديتَ مَالِكًا قلتَ: يَا مَالِ.

سمِّي ترخيماً لتَلْيِينِ الْمُنَادِي صَوْتَهُ ... بحذفِ الْحَرْف. وشاةٌ رَخْماءُ _ إِذا ابيضَّ رأسُها واسودَّ سائرُ جَسدهَا. قالهُ أَبُو زَيْدٍ. والرُّخاءُ: الرِّيحُ اللَّيِّنةُ، وَهِي الرُّخامَى _ أَيضاً. ثَعْلَب _ عَن ابْن الأعرابيّ _ قَالَ: الرَّخَمُ: الإشْفاق. والرَّخَمُ: اللّبَنُ الْغَليظ. وَقَالَ _ فِي مَوضِع آخر _: الرُّخُمُ: كُتَلُ اللِّبإ. أَبُو عبيد _ عَن أبي زيد _: مَا أَدْرِي _ أيُّ تَرْخُمٍ هُوَ؟ وأيُّ تُرْخُمٍ هُوَ؟ مرخ: قَالَ اللَّيْث: المَرْخُ: مَرخُكَ إنْسَانا بالدُّهْن، وتمَرَّخْتُ أَنا بالدُّهْن. أَبُو تُرَاب _ عَن بعض الْعَرَب _ قَالَ: الْمِرِّيخُ: الرجلُ الأحْمَقُ. والْمِرِّيخُ: السَّهْمُ الَّذِي يُغَالَى بِهِ. والْمِرِّيخُ: القَرْنُ الَّذِي فِي جَوْفِ القَرْنِ. وَيُقَال لَهُ: الْمَرِيخُ. وَقَالَ أَبُو خَيْرَةَ: الْمِرِّيخُ وَالْمِرِّيجُ _ بِالْخَاءِ وَالْجِيم جَمِيعًا -: الْقَرنُ الدّاخِلُ ويُجمعان: أَمْرِخَةٌ وأَمْرِجَةٌ. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: سألتُ أَبَا سعيد عَن الْمِرِّيخِ والْمِرِّيجِ فَلم يَعْرِفْهما. قَالَ: وعَرفَ غيرهُ: المِرِّيخَ. وَقَالَ الليثُ بن الْمُظَفِّر: الْمِرِّيخُ سهمٌ طَوِيل، بِهِ يُقتَدَرُ الْغِلاءُ. وَأنْشد: (أَوْ كَمِرِّيخٍ عَلَى شِرْيَانَةٍ ... ) يَعْنِي: على قَوْسِ شِرْيانَةٍ. قَالَ: والْمِرِّيخُ _ من الكَوَاكب _ بَهْرَامُ. ورجلٌ مَرِخٌ: كثِيرُ الادِّهَان. قَالَ: والْمِرِّيخُ: الْمِرْدَاسَنْجُ. قلتُ: وَمَا أُرَاه عربيّاً مَحْضًا. والْمُرَيْخُ: تَصْغِيرُ الْمَرْخِ. أَبُو عبيد _ عَن الأمَوِيِّ _ إِذا أكثرْتَ ماءَ الْعَجِين قُلْتَ: أَمْرَخْتُهُ إِمْراخاً. وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو زَيْد. أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: الْمَرخُ: الْمُزَاحُ. قَالَ: ورُوِيَ عَن مَسْرُوقٍ _ عَن عائشةَ _: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ عِنْدهَا يَوْماً. . فَدخل عَلَيْهِ عُمَرُ فَقَطَّبَ وتَشَزَّنَ لَهُ فلمَّا انْصَرف عَاد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى انبساطه الأوّل. قَالَت: فَقلتُ: يَا رَسُول الله. . كنتَ مُنْبَسِطاً. . فلمّا جَاءَ عُمَر انْقَبَضْتَ. قَالَت: فَقَالَ لي: ((يَا عائشةُ. . إنّ عُمر لَيْسَ مِمَّنْ يُمْرَخُ مَعَهُ)) _ أَي: يُمْزَحُ معهُ. قلتُ: وهذاحَرفٌ غَرِيبٌ لم أسمعهُ إِلَّا فِي هَذَا الحَدِيث. رَوَاهُ ابنُ الْأَعرَابِي فِي ((نوادره)) مُرسَلاً وَلَا أَدْرِي مَا صِحَّتُه؟ {} والْمَرْخُ _ من شَجَرِ النّار _ مَعْرُوف يُتّخَذُ مِنْهُ الزِّناد. وَمِنْه قَوْلهم: ((فِي كُلِّ الشّجَر نارٌ واسْتَمْجَدَ الْمَرْخُ والْعَفَارُ)) .

وَقَالَ أعرابيٌّ: شَجَرٌ مَرِيخٌ ومَرِخٌ وقَطِفٌ. . وَهُوَ الرَّقِيقُ اللَّيِّنُ. وَمن أَمثَالهم: ((هَذَا حَيَاءُ مَارِخَةَ)) . ومَارِخَةُ: امرأةٌ كَانَت تَتَحفَّرُ ثمَّ عُثِرَ عَلَيْهَا وَهِي تَنْبِشُ قَبراً. وَفِي ((النَّوَادِر)) : ((عُودٌ مِتِّيخٌ ومِرِّيخٌ)) ، وَهُوَ الطَّوِيلُ اللَّيِّن. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْمَرْخَاءُ: النَّاقَةُ المُنْبَسِطَة فِي سَيرها نشاطاً. ومرَّخَ فلانٌ بَدَنَهُ بالدُّهْنِ _ إِذا رَوَّاهُ دُهْناً. رمخ: قَالَ شمر: الرِّمْخُ: هُوَ السَّدَى والسَّدَاءُ _ ممدودٌ _ بلغَة أهل الْمَدِينَة. وَهُوَ السَّيَابُ _ بلُغَةِ وَادي الْقُرَى _ وَهُوَ الرِّمَخُ _ بلغَة طَيّيءٍ _ واحدَتُها رِمَخَةٌ. وَهُوَ الْخَلاَلُ _ بلغَة أهل البَصْرَة. وأَنْشَدَ لبَعض الطائيين: (تَحتَ أَفَانِينِ وَدِيٍّ مُرْمِخِ ... ) وَقَالَ اللَّيْث: الرِّمْخُ: من أَسمَاء الشجَر المُجْتَمِع. . اسمٌ من أسمائها. ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: الرَّمْخَاءُ: الشَّاةُ الْكلِفَةُ بأَكل الرِّمْخِ وَهُوَ الخَلاَلُ. مخر: قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَترى الْفلك فِيهِ مواخر} [فَاطِر: 12] . أخبرنَا المُنْذِريُّ _ عَن أحمدَ بن يحيى _ أَنه قَالَ: الْماخِرَةُ: السَّفِينَةُ الَّتِي تَمْخَرُ الماءَ _ أَي: تَدْفَعهُ بصَدْرها. قَالَ: وأنشدني الحرَّانيُّ _ عَن ابْن السكّيت _ أَنه أنْشدهُ: (يَافِيَّ مَالِي عَلِقَتْ ضَرَائري ... مُقَدِّماتٍ أَيْدِيَ الْموَاخِرِ) قَالَ: وَقَالَ ابنُ السكِّيت: والْمَاخِرُ: الَّذِي يَشُقُّ الماءَ إِذا سَبَحَ. يصفُ نِساءً يتصاخَبْنَ ويستَعِنَّ بأيديهنّ. . كأنّهُنَّ يَسْبَحْن فِي الماءِ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: مَخْرَ السَّفِينَة: شَقُّها الماءَ بصدْرها. ونحوَ ذَلِك قَالَ أَبُو عُبَيد. سَلَمَةُ _ عَن الفرّاء _: فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَترى الْفلك فِيهِ مواخر لتبتغوا من فَضله} [فَاطِر: 12] . ((مَوَاخِرَ: وَاحِدَتُهَا مَاخِرَةٌ. و ((المَخْرُ) 9: هُوَ صَوْتُ جَرْي الفُلْك بالرِّياح. يُقَال: مَخَرَتْ تَمْخُرُ، وتَمخَرُ. قَالَ: وَقَالَ الكسائيُّ: ((مَوَاخِرَ)) : جَوَارِيَ. قلتُ: والمَخْرُ: أصْلُه الشَّقُّ. وسمِعتُ أَعْرَابِيًا يَقُول: مَخَرَ الذئبُ بطْنَ الشَّاة _ أَي: شَقَّه. ورُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنَّهُ قَالَ: ((إِذَا أَرَادَ أَحَدُكم البَوْلَ فَلْيَتَمَخَّرِ الرِّيحَ)) . قَالَ أَبُو عُبيدٍ: يَعني أَنه ينظرُ. . مِن أَيْن مَجْرَاها، فَلَا يستقبِلُها، ولكنْ يستدْبِرُها _ كيْ لاَ تَرُدَّ عَلَيْهِ البوْل. وَقَالَ اللَّيْث: مَخَرْتُ السفينةَ مَخْراً _ إِذا استقبلْتَ بهَا الرِّيحَ. ومَخَرَتْ هِيَ مُخُوراً، فَهِيَ ماخِرةٌ.

أبواب الخاء واللام

قَالَ: وَفِي بَعْضِ وُجوهِ التَّفسير: {مواخر} أيْ: مُقْبِلَةً وَمُدْبرةً بريحٍ واحدةٍ. قَالَ: والفرسُ يَسْتَمْخِرُ الريحَ ويتمخَّرُها _ ليكُونَ أَرْوَحَ لنفْسِه. وامْتِخَارُها: استقْبالُها. قَالَ: وَيُقَال: مَخَرْتُ الأرضَ مَخْراً _ إِذا أَرسلْتَ فِيهَا الماءَ فِي الصَّيف لِتَطِيبَ؛ فَهِيَ مَمْخُورةٌ. ومَخِرَتِ الأرضُ _ إِذا طابت من ذَلِك الماءِ. وَيُقَال: امْتَخَرْتُ القومَ _ أَي: انتقَيْتُ خيارَهم ونُخْبَتَهُمْ. قَالَ العجَّاج: (مِنْ نُخْبَةِ القومِ الَّذِي كَانَ امْتَخَرْ ... ) أَبُو عُبيدٍ _ عَن الأصمعيِّ _: يُقَال لسَحَائبَ يأْتِينَ قُبُلَ الصَّيف مُنْتَصبَاتٍ: بَناتُ مَخْرٍ، وبناتُ بَخرٍ. قَالَ: وكلُّ قطعةٍ مِنْهَا _ على حِيالِها _ بنتُ مَخْرٍ. قَالَ اللَّيْث: والماخُورُ: مجلِسُ الرِّيبَةِ ومُجْتَمَعَهُ، وربَّما قيل لذَلِك الرجل الَّذِي يَجلس فِيهِ: مَاخُورٌ. وَقَالَ زِيَادٌ _ حِين قَدِم البَصْرةَ وَالياً عَلَيْهَا _: ((مَا هَذِه المَواخِيرُ؟ ! الشَّرَاب عَلَيْهِ حرامٌ حَتَّى تسوَّى بِالْأَرْضِ هَدْماً وإحْراقاً. وجَملٌ يَمْخُورُ العُنُقِ _ إِذا كَانَ طويلَ العُنُق. وَقَالَ العجَّاج: (فِي شَعْشَعانِ عُنُقٍ يَمْخُورِ ... ) وَقَالَ ابْن شُمَيل _ فِي قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ((إِذا أَتَيْتُمُ الغائِطَ فاسْتمخروا الريحَ)) . يَقُول: اجعلوا الريحَ وَراءَ ظهوركم. وَفِي ((النَّوَادِر)) : تمخَّرَتِ الإبلُ الريحَ _ إِذا اسْتقبلَتْها واسْتَنْشَتْهَا. وَكَذَلِكَ تمخَّرتِ الْكلأ _ إِذا اسْتقبلَتْه. (أَبْوَاب) الْخَاء وَاللَّام خَ ل ن اسْتعْمل من وجوهه: نخل، لخن. لخن: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: لَخِنَ السِّقاءُ يَلْخَنُ لُخَناً _ إِذا أُدِيم فِيهِ صبُّ اللّبَن، فلمْ يُغْسَلْ، وَصَارَ فِيهِ تَحْبِيبٌ أبيضُ _ قِطَعٌ صِغَارٌ مثلُ السِّمسم وأَكْبَرُ مِنْهُ _ متغيِّرُ الرِّيح والطَّعْمِ. قلتُ: ورأيتُ الأعرابَ _ إِذا لَخِنَ السِّقَاءُ أَخذُوا وَرَقَ الأرْطَى فدقُّوه وجعلوه فِي السِّقاء، وصبُّوا فِيهِ الماءَ ووَضعوه يَوْماً، ثمَّ دَفَقُوا ذَلِك الماءَ، وَقد طيَّبَ السِّقَاءَ فَإِذا حُقِنَ فِيهِ الحَليبُ طَابَ وذَهب لَخَنهُ. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: لَخِنَتِ الجَوْزَةُ تَلْخَنُ لَخَناً _ إِذا فَسَدَتْ، ولَخِنَ الأدِيمُ لَخناً _ إِذا فسد فِي دِباغِه، وَلم يَصْلحْ. وَقَالَ رُؤْبةُ: (والسَّبُّ تَخْرِيقُ الأدِيمِ الألْخَنِ ... ) قَالَ: ورجلٌ أَلْخَنُ، وامرأةٌ لَخْنَاءُ _ إِذا لم يُخْتَنَا. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: اللَّخْنُ: الْقَبِيحُ من الْكَلَام.

خ ل ف

واللَّخْنُ: البياضُ الَّذِي على جُرْدَانِ الحِمَارِ، وَهُوَ الحَلَقُ. واللَّخْنُ. البياضُ الَّذِي فِي قُلْفَةِ الصَّبيِّ _ قبل أَنْ يُخْتَنَ. قَالَ: واللّخنُ: وَكْبُ السِّقاءِ وحَشَنُهُ ووَسَبُه _ كلُّهُ واحدٌ. نخل: قَالَ اللَّيْث: النَّخلةُ: شجَرَةُ التَّمر، والجماعةُ نخلٌ ونَخِيلٌ. . وثلاثُ نَخَلاتٍ. ونُخَيْلَةُ: موضعٌ بالباديةِ، وبطْنُ نَخْلَةَ: موضِعٌ آخَرُ، وَكِلَاهُمَا بالحجاز. قَالَ: والنَّخْلُ: تَنْخِيلُ الثَّلْجِ والوَدْقِ. تَقول: انتَخَلتْ لَيلتُنَا الثَّلْجَ، أَو مَطَرا غيرَ جَوْدٍ. والنَّخْلُ: تَنْخِيلُكَ الدَّقيقَ بالْمُنْخَلِ _ لِتَعْزِلَ نُخَالَتَهُ عَن لُبَابِه. وَإِذا نَخَلْتَ الأدوِيَةَ لتَسْتَصْفِي أَجْوَدَها قلتَ: نَخَلْتُ وانْتَخَلْتُ. فالنَّخْلُ: التصفيةُ. . والانْتِخَالُ: الاختيارُ لنفْسِك أَفْضَلُه. وَكَذَلِكَ التَّنَخُّلُ. وَأنْشد: (تَنَخَّلْتُهَا مَدْحاً لِقَوْمٍ وَلَمْ أَكُنْ ... لغيرِهمُو فِيمَا مَضَى أَتَنَخَّلُ) والْمُتَنَخِّلُ: أَحَدُ شعراءِ هُذَيْلٍ، وَهُوَ مِن المُجِيدِين، سمِّيَ: ((مُتَنَخِّلاً)) لتنقِيحِه شِعْرَه. قلتُ: وَفِي بلادِ العرَب وَادِيان يُعرَفان بالنَّخْلَتَيْنِ. أَحدهمَا بِالْيَمَامَةِ، ويَأْخذ إِلَى قَرْنِ الطائفِ. والآخَرُ يأخذُ إِلَى ذَاتِ عِرْقٍ. وَمن أَمْثَال الْعَرَب فِي الْغَائِب _ الَّذِي لَا يُرْجَى إيَابه _ ((حَتَّى يَؤُوبَ المنَخَّلُّ)) . وَقَالَ الأصمعيُّ: المُنَخَّلُ: رجُلٌ أُرْسِلَ فِي حاجةٍ فَلم يَرجعْ، فَصَارَ مثلا لكلِّ من لَا يُرْجَى إيَابُه. والْمُنْخُلُ: الَّذِي يُنْخَلُ بِهِ الدَّقيقُ. خَ ل ف خفل، خلف، فلخ، لخف، لفخ: مُسْتعْمَلة: وَقد أَهملَ اللَّيثُ: لفخ، وَهُوَ مستعمَلٌ. لفخ: رَوَى أبوعُبَيدٍ _ عَن أبي زيد _: لَفَخَهُ عَلَى رأْسِه، يَلْفَخُهُ لَفْخاً _ إِذا ضربه بالعَصَا. وَكَذَلِكَ: قَفَخَهُ. فلخ: قَالَ شمِرٌ: يُقَال: فلَخْتُهُ وَقَفَخْتُهُ وسَلَعْتُهُ _ إِذا أَوْضَحْتُهُ. والفَيْلَخُ: أحدُ رَحَيَي المَاء، واليدُ السُّفْلَى مِنْهُمَا. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: (وَدُرْنَا كَمَا دارَتْ عَلَى القطْب فَيْلخُ ... ) وأهمَل اللَّيْث: خفل: أَيْضا: ورَوَى أَبُو العبَّاس _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ أَنه قَالَ: الخَافِلُ: الهاربُ، وَكَذَلِكَ المَاخِلُ والمالِخُ. وأَهْمَلَ اللَّيْث أَيْضا: لخف: ورَوَى أَبُو عبيدٍ _ عَن أبي عمرٍ و _ أَنه قَالَ: اللَّخْفُ: الضَّرْبُ الشّدِيدُ.

وَفِي حَدِيث زَيْدِ بنِ ثابتٍ _ حِين أَمَرَه أَبو بَكْرٍ بِجَمْعِ القُرآن _ قَالَ زيْدٌ: فَجَعَلْتُ أَتَتَبَّعُه من الرِّقاعِ والْعُسُبِ واللِّخَافِ. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيُّ: اللِّخَافُ: واحِدَتُها لَخْفَةٌ. . وَهِي حِجارةٌ بِيضٌ رِقَاقٌ. وَقَالَ أَبُو تُرَابٍ: قَالَ السُّلَمِيُّ: الْوَخِيفَةُ واللَّخِيفَةُ والْحزِيرَةُ: واحِدٌ. وَهِي من أَطْعِمَة الْأَعْرَاب. وقَرِيبٌ مِنْهَا ((السَّخِينَةُ)) . خلف: قَالَ اللَّيْث: الْخَلْفُ: ضِدُّ قُدَّامٍ. قَالَ: والْخَلْفَ: حَدُّ الفَأس _ تَقول: فَأسٌ ذاتُ خَلْفَيْن، وذاتُ خَلْفٍ، والجَمِيعُ: الْخُلُوفُ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {فخلف من بعدهمْ خلف أضاعوا الصَّلَاة} [مريَم: 59] . وَقَالَ أَبُو العبَّاس أحمدُ بنُ يَحيى: النّاسُ كلُّهُم يَقُولُونَ: خَلَفُ صِدْقٍ وخَلَفُ سُوْءٍ. قَالَ: وَخلْفٌ: للسَّوْء لَا غيْرُ. وَأَبُو عُبَيْدَة: مَعَهم، ثمَّ انفرَدَ وحْدَهُ فَقَالَ: وَيُقَال لِلصِّدْقِ أَيْضا: خَلْفُ صِدْقٍ. وَأَخْبرنِي المنذريُّ _ عَن أبي طَالب. . عَن أَبِيه. . عَن الفرّاء _ أَنه قَالَ فِي قَوْله جلّ وعزّ: {فخلف من بعدهمْ خلف} [الأعرَاف: 169] ... قَالَ: الْخَلْفُ يُذْهَبُ بِهِ إِلَى الذَّمِّ _ والْخَلفُ: خَلَفٌ صَالح. وَقد يكون فِي الرَّدِيءِ خَلَفٌ، وَفِي الصَّالح خَلْفٌ. . لأَنهم يَذْهَبون بِهِ إِلَى ((القَرْنِ)) . قلتُ: فَأَرَى الفرَّاءَ أجَاز: ((خَلْفٌ)) فِي الصّالِحِ، كَمَا أجَازه أَبُو عُبَيْدَة. وَأَخْبرنِي المنْذِريُّ _ عَن الحَرَّانيِّ. . عَن ابْن السِّكِّيتِ _ أَنه قَالَ: يُقَال: هَذَا خَلَفُ صِدْقٍ، وَهَذَا خَلَفُ سُوءٍ. وَيُقَال: هَذَا خَلْفٌ _ بِإِسْكَان اللَّام _: للرَّدِيءِ. وَيُقَال هَذَا خَلْفٌ من القَوْلِ _ أَي: رَدِيءٌ. وَيُقَال فِي مَثَلٍ: ((سَكَتَ ألفا ونَطَقَ خَلْفاً)) . . للرجل يُطِيل الصمْتَ، فَإِذا تكلَّمَ تكلِّمَ بالخَطأ. وَيُقَال: هَؤْلاءِ خَلْفُ سُوْءٍ، وَهَذَا خَلْفُ سُوْءٍ. وَقَالَ لُبِيدٌ: (ذَهَبَ الّذِينَ يُعاشُ فِي أَكْنَافِهِمْ ... وَبَقِيتُ فِي خَلْفٍ كَجِلْدِ الأجْرَبِ) قَالَ: والخَلْفُ: الاستِقاءُ. _ عَن أبي عَمْرو. . بِفَتْح الْخَاء _. وَأنْشد قولَ الْحُطَيْئةِ: (لِزُغْبٍ كأُوْلاَدِ الْقَطَا رَاثَ خَلْفُهَا ... عَلَى عَاجِزَاتِ النَّهْضِ حُمْرٍ حَوَاصِلُه) قلتُ: وروى شمِرٌ _ لأبي عُبَيْدٍ _: هَذَا الْحَرْفَ _ الْخَلْفُ _ بِكَسْر الْخَاء فِي ((المؤلَّفِ)) فَقَالَ: الْخِلْفُ بِكَسْر الْخَاء: الإستِقاءُ.

قَالَ: والمُسْتَخْلِفُ: الْمُسْتَقِي. والخَلْفُ: الاسمُ مِنْهُ. يُقَال: أخْلَفَ، واسْتَخْلَفَ. وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: (وَمُسْتَخْلِفَاتٍ مِنْ بِلاَدِ تَنُوفَةٍ ... لِمُصْفَرّةِ الأشْدَاقِ حُمْرِ الْحَوَاصِلِ) قلت: والْخِلْفُ والْخَلْفُ _ بِمَعْنى الاستِقَاءِ _: لُغَتَانِ. وَقَالَ ابْن السكِّيتِ: الْخِلْفُ _ بِالْكَسْرِ _: واحدُ أَخْلاَفِ الضَّرْعِ، وَهُوَ طَرَفُهُ. وَقَالَ الفرَّاءُ _ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {فخلف من بعدهمْ خلف ورثوا الْكتاب} [الأعرَاف: 169] قَالَ: قَرْنٌ. قَالَ: والْخَلَفُ: مَا استَخْلفْتَهُ. تَقول: أَعْطَاك الله خَلَفاً مِمَّا ذهب لَك _ وَلَا تَقُلْ: خَلْفاً. وَأَنت خَلْفُ سُوءٍ من أَبِيك. وَأخْبرنَا المُنذِريُّ _ عَن ثعْلَبٍ. . عَن سَلَمةَ. . عَن الفرَّاء _ قَالَ: وَيُقَال _ إِذا مَاتَ للرجل بُنَيٌّ صغيرٌ قد يُبْدَلُ _ أَخلَف الله لَك. وَكَذَلِكَ. . إِذا ذهب لَهُ مالٌ. . قلتَ: أَخلفَ الله لَك. قَالَ: وَإِذا مَاتَ أَبُو الرجل أَو الأمُّ أَو ذهب لَهُ مالاَ يُخْلَفُ. قيل: خَلَفَ الله عَلَيْك _ بِغَيْر أَلِفٍ. قلتُ: وقِيلَ: مَعْنَاهُ: كَانَ الله خليفةَ مَنْ مضى عَلَيْك. وَفِي حَدِيث عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهَا: ((لَوْلا أَنَّ قَوْمكِ حَدِيثُو عَهْدٍ بِكُفْر لَنَقَضْتُ الْكَعْبَةَ وَبَنَيْتُها عَلَى أَساسِ إِبْرَاهِيمَ، وَجَعَلْتُ لَهَا خَلْفاً. . فَإنَّ قُرَيْشاً اسْتَقْصَرَتْ مِنْ بِنَائِهِ)) . قلتُ: الْخَلْفُ: المِرْبَدُ. . فِي كَلَام الْعَرَب يُجْعَلُ وَرَاء الْبيُوت، وَفِي مَأوًى للدَّوَاجنِ وَغَيرهَا. وَأَرَادَ بالْخَلْفِ: شَبيهاً بالْحِجْرِ. . الَّذِي: هُوَ ممَّا يَلِي الميزاَبَ. وَيُقَال للقُصَيْرَى _ من الأضلاع _: خِلْفٌ. . بِكَسْر الْخَاء. قَالَ: والْخَلْفُ: المِرْبَدُ. والْخَلف: الظَّهْرُ. قَالَ ذَلِك كلَّهُ ابنُ الأعرابيِّ. وَقَالَ طرَفةُ: (وَطَيُّ مَحَالٍ كالْحَنِيِّ خُلُوفُهُ ... ) وَقَالَ اللَّيْث: الخُلُوف: جمعُ خِلْفٍ، وَهِي القُصَيْرَى. قَالَ: والخِلْفُ: الآخِرُ من الأطْبَاء. وَيُقَال: الْخِلْفُ هُوَ الضَّرْعُ نَفْسُهُ. قلت: الخِلْفُ هُوَ الطُّبْيُ آخرا كَانَ أَو قادِماً. . وجمعُه: أَخْلاَفٌ. وَقَالَ الرَّاجزُ: (كأنَّ خِلْفَيْها إِذا مَا دَرَّا ... ) أَرَادَ بِخِلْفَيْها: طُبْيَي ضَرْعِهَا. وَقَالَ اللَّيْث: الْخَلْفُ: القومُ الَّذين ذَهَبُوا من الحيِّ يَسْتَقُون، وخَلَّفُوا أَثْقَالهم. قلتُ: الْخَلْفُ: الاستقَاء.

قَالَ ذَلِك أَبُو عَمْرو. وَهُوَ اسمٌ _ من الإخْلاَف. وَقَالَ الكِسائيُّ: يُقَال لكلِّ شَيْئَيْنِ اختلَفَا: هما خِلْفَانِ وخِلْفَتانِ. وَيُقَال: لَهُ ابْنَانِ خِلْفَانِ، وَله عبْدَانِ خِلْفَانِ، وَله أَمَتَانِ خِلْفَانِ _ إِذا كَانَ أَحدهمَا طَويلا وَالْآخر قَصِيرا، أَو كَانَ أَحدهمَا أَبْيَضَ والآخَرُ أَسْودَ. وَقال الراجزُ: (دَلْوَايَ خِلْفَانِ وَسَاقِياهُمَا ... ) يَقُول: إِحْدَاهمَا مُصْعِدَةٌ ملأى والأُخْرَى فَارِغَةٌ مُنْحَدِرَةٌ. أَو إِحْدَاهمَا جَدِيدَةٌ، وَالْأُخْرَى خَلَقٌ. وَقَالَ غيرُه: وَلَدُ فُلان خِلْفَةٌ أَي: نِصْفٌ صِغَارٌ، ونِصْفٌ كِبَارٌ. ونِصْفٌ ذُكُورٌ، ونِصْفٌ إنَاثٌ. وَيُقَال: علينا خِلْفَةٌ مِن نَهَارٍ _ أَي: بَقِيَّةٌ. وَبَقِي فِي الْحَوْض خِلْفَةٌ مِنْ مَاءٍ. قلتُ: وكلُّ شَيْء يجيىءُ بعد شيءٍ فَهُوَ خِلْفَةٌ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَهُوَ الَّذِي جعل اللَّيْل وَالنَّهَار خلفة} [الفُرقان: 62] . وَقَالَ الفرَّاءُ: يَقُول: يَذْهَبُ هَذَا، ويَجِيءُ هَذَا وَأنْشد لِزُهَيْرٍ: (بِهَا الْعِينُ وَالأرَامُ يَمْشِين خِلْفَةً ... وَأَطْلاَؤُهَا يَنهَضْنَ منْ كلِّ مَجْثَم) قَالَ: فَمَعْنَى قَول زُهَيْرٍ: (يَمْشِينَ خِلْفَة) أَي: مُخْتَلِفَاتٍ. . فِي أَنَّهَا ضَرْبَانِ فِي ألوانها وهَيْئَتِها. وتكونُ خِلْفَةً فِي مِشْيتِها. . تَذْهَبُ كَذَا وتَجِيءُ كَذَا. قَالَ الْفراء: وَقد يكونُ قَوْلُ الله عزّ وجلّ: {خِلْفَةً} [الْفرْقَان: 62]_ أَي: مَنْ فَاتَهُ عَمَلٌ من اللَّيْلِ استَدْرَكَهُ فِي النَّهَار. فَجعلَ هَذَا خَلَفاً مِنْ هَذَا. قلت: وَقد رُوِيَ عَن الْحَسَنِ نَحْوٌ مِنْ هَذَا. وَقَالَ الأصمعيُّ: خِلْفَةُ الثَّمَرِ: الشيءُ يَجِيءُ بَعْدَ الشيْءِ. وَيُقَال: نَتَاجُ فُلاَنٍ خِلْفةٌ _ أَي: عَاماً: ذَكَرٌ، وعاماً: أُنْثَى. وَيُقَال: من أَيْنَ خِلْفَتُكُمْ؟ أَي: من أَيْن تَسْتَقُون؟ ويقالُ: وَرَاءَ بيتِه خَلْفٌ جَيِّدٌ. وَهُوَ المِرْبَدُ. . وَهُوَ مَحْبِسُ الإبِلِ. وَيقال: هُوَ مِنْ أَبِيه خَلَفٌ _ أَي بَدَلٌ. والْبَدَلُ من كل شَيْء خَلَفٌ مِنْهُ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْناَ مِنكُم مَلاَئِكَةً فِي الأَرْضِ يَخْلُفُونَ} [الزّخرُف: 60] . أَي: يَكُونون بَدَلَكُمْ فِي الأَرْض. وَقَالَ الأصمعيُّ: الْخِلْفَةُ مِنَ الْبَطْنِ. يُقَال: بِهِ خِلْفَةٌ _ أَي: بِهِ بَطْنٌ وَهُوَ الاخْتِلاَفُ.

والْخِلْفَةُ مَا أَنْبَت الصيْفُ من العُشْبِ بعدَما يَبِسَ العُشْبُ. وَكَذَلِكَ. . مَا زُرعَ من الحُبُوبِ _ بعد إدْرَاكِ الأُولَى: خِلْفَةٌ. . لِأَنَّهَا تُسْتَخْلَفُ. أَبُو عبيد _ فِي بَاب الأضداد _: قَالَ غيْرُ واحدٍ: الخُلُوف: الْغَيَبُ. ويُقالُ: الْحَيُّ خُلُوفٌ: أَي: غَيَبٌ. قَالَ: والخُلُوفُ: الْمُتخَلَّفُونَ. وَقَالَ أَبُو زُبَيْدٍ الطَّائيُّ: (أَصْبَحَ البَيْتُ بَيْتُ آلِ بَيَانٍ ... مُقْشعِرّاً والْحيُّ حَيٌّ خُلُوفُ) ورُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم _ أنَّهُ قَالَ: ((لَخُلُوفُ فَم الصَّائِم أَطْيَبُ عِنْدَ الله مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ)) . قَالَ أَبُو عبيد: الْخُلُوفُ: تَغَيُّرُ طَعْم الْفَم لِتَأْخِير الطَّعَام. يُقَال مِنْهُ: خَلَفَ فَمُهُ. . يَخْلُفُ خُلُوفاً. قَالَه الكسائيُّ، والأصمعيُّ، وغيرُهما. قَالَ: وَمِنْه حَدِيث عليٍّ عَلَيْهِ السَّلَام _ حِين سُئِلَ عَن الْقُبْلَةِ للصَّائم _ فَقَالَ: وَمَا أَرَبُكَ إِلَى خلُوفِ فِيهَا؟ ؟ وَقَالَ الأصمعيُّ: يُقَال: خَلَفَ فُلانٌ عَن كلِّ خَيْرٍ. فَهُوَ يَخْلُفُ خُلُوفاً _ إِذا فَسَدَ وَلم يُفْلِحْ. فَهُوَ خَالِفٌ، وَهِي خَالِفَةٌ. وَيُقَال: خَلَفَتْ نفسُه عَن الطَّعَام. . فَهِيَ تَخْلُفُ خُلُوفاً _ إِذا أَضْرَبَتْ عَن الطَّعَام من مَرَضٍ. وَيُقَال: خَلَفَ اللَّبنُ وغَيْرُهُ خُلُوفاً _ إِذا تَغَيَّرَ طعمُه وريحُه. وَيُقَال: خَلَفَ الرَّجُلُ _ عَن خُلُقٍ أَبيه _ يَخْلُفُ خُلُوفاً _ إِذا تَغَيَّرَ عَنهُ. وخَلَف اللَّبنُ يَخلُفُ خُلُوفاً _ إِذا أُطِيلَ إِنْقَاعُهُ. . حَتَّى يَفْسُدَ. وَخَلَفَ النّبِيذُ _ إِذا فَسَدَ. . وبعضُهُمْ يَقُول: إِذا أَخْلَفَ _ أَي: حَمُضَ. وَيُقَال: خَلَفَ فلانٌ مَكانَ أَبيهِ يَخْلُفُ _ إِذا كَانَ فِي مكانهِ، وَلم يَصِرْ فِيهِ غَيْرُهُ. ثعلبٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: أَبِيعُكَ هَذَا الْعَبْدَ، وأَبْرَأ إليكَ من خُلْفَتِه. ورجلٌ ذُو خُلْفَةٍ. وَقَالَ ابْن بُزُرْجَ: خُلْفَةُ الْعَبْدِ: أَن يَكونَ أَحْمَقَ مَعْتُوهاً. وإنَّه لَطَيِّبُ الْخُلْفَةُ _ أَي: طَيِّبُ آخرِ الطَّعم. وَقد خَلَفَ يَخْلُفُ خَلاَفَةً وخَلْفاً. قَالَ: والخَالِفَةُ: الأَحْمَقُ. . القَلِيلُ العَقْلِ. ورجلٌ أَخْلَفُ وخُلْفُفٌ _ مَخْرجَ قُعْدُدٍ _ وامرأةٌ خَالِفَةٌ وخَلْفَاءُ وخُلْفُفَةٌ وخُلْفُفٌ _ بِغَيْر هَاء _. . وَهِي الحمقاء. وَيُقَال: خَلَفَ فلانٌ يَخْلُفُ خِلاَفَةً. وخَلْفاً. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: والْخُلْفُوفُ: الْعَبْدُ اللَّجُوجُ. والخُلُوفُ: الحيُّ إِذا خرج الرجالُ، وبقيَ النِّسَاء.

والْخُلُوفُ: إِذا كَانَ الرجالُ وَالنِّسَاء فِي الدَّارِ. . مُجْتَمِعينَ فِي الحيِّ. قَالَ: وَهَذَا: من الأضْدَادِ. قَالَ: والخَالِفَةُ: اللَّجُوجُ من الرِّجال. ورجلٌ فِيهِ خِلَفْنَةٌ _ إِذا كانَ مُخالِفاً. وَمَا أَدْرِي أَيُّ خَالِفَةَ هُوَ _ غيرَ مَصْروفٍ _ أيْ: أيُّ الخَلْق هُوَ؟ ورجلٌ خَالِفٌ. . وخَالِفَةٌ. . وخِلَفْنَةٌ وخِلَفَنَاةٌ. أَبُو عبيد _ عَن اليزيدي _: خَلَف الله عليكَ بِخيْرِ خِلاَفةٍ. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: خَلَفَ فلانٌ بعَقبي. وَذَلِكَ إِذا مَا فَارقه عَلَى أَمرٍ، ثمَّ جاءَ مِنْ ورَائِه فَجعل شَيْئا آخر بعد فِرَاقِهِ. اللِّحيَانيُّ: خَلَفَ فلانٌ فلاَناً _ فِي أَهله وَفِي مَكَانَهُ _ يخْلُفُ خِلاَفَةً حَسَنَةً. وَلذَلِك قيل: أَوْصَى لَهُ بالخِلاَفةِ. وَيُقَال: خَلَفَنِي رَبّي فِي أهل ومَالِي أَحْسَنَ الْخِلاَفَةِ. وَقَالَ الْفَزَارِيُّ: بَعِيرٌ مَخْلُوفٌ: قد شُقَّ عَنْ ثِيلِه منْ خَلْفِهِ _ إِذا حَقِبَ. قَالَ: والمَخْلُوفُ: الثَّوْبُ المَلْفُوقُ. والمَخْلُوفُ: الَّذِي أصَابَتْهُ خِلْفَةٌ ورِقَّة بَطْنٍ. وخَلَفَ لَهُ بالسَّيْف _ إِذا جاءَهُ من خَلْفِهِ فَضَرَبَ عُنُقَهُ. أَبُو عبيد _ عَن أبي عَمْرو _: خَلَفْت القَمِيصَ أَخْلُفُهُ فَهُوَ خَلِيفٌ. وَذَلِكَ أَن يَبْلَى وسَطُه _ فَتُخْرِجُ البَالِيَ منهُ ثمّ تَلْفِقُهُ. وَأنْشد شَمِرٌ: (يُرْوِي النَّدِيمَ إِذا تَنَاشَى صَحْبُهُ ... أُمَّ الصَّبِيِّ وَثَوْبُه مَخْلُوفُ) يُرِيد: إِذا تَنَاشَى صَحْبُه أُمَّ وَلَدِهِ من الْعُسْرِ، فَإِنَّهُ يُرْوِي نَدِيمَه، وثَوْبُه مَخْلُوفٌ مِنْ سُوءِ حَالِه. شمِرٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: امرأةٌ خَلِيفٌ _ إِذا كَانَ عَهْدُهَا بعدَ الوِلادةِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ. وَقَالَ غيرُهُ: يُقَال للناقة العائِذِ: خَلِيفٌ _ أَيْضا. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الخَلِيفُ: الطَّرِيقُ خَلْفَ الْجَبَل، أَو الطريقُ بَين الجَبَلَين. وَقَالَ الأصمعيُّ: حَلَبَ فُلاَنٌ ناقتَه خَلِيفَ لِبَائِهَا. يَعْنِي الْحَلْبَةَ الَّتِي بعدَ ذَهَابِ اللِّبَاءِ. أَبُو عبيد: الْخَلِيفُ _ من الْجَسَد _ مَا تحْتَ الإبْطِ. وَقَالَ اللَّيْث: الْخَلِيفَانِ _ من الْإِبِل _: كالإبْطَيْنِ من النَّاس. قَالَ: والْخَلِيفُ فَرْجٌ _ بَين قُنَّتَيْنِ _ مُتَدَانٍ قليلُ الْعَرْضِ والطُّول. قَالَ: والْخَلِيفُ: مَدَافِعُ الأوْدِية. وَإِنَّمَا يَنْتَهِي المَدْفَعُ إِلَى خَلِيفٍ لِيُفْضِيَ إِلَى سَعَةٍ. أَبُو عبيدٍ _ عَن الْيَزِيديِّ: يُقَال: أَخْلَفَ الله لَك.

ورَوَى ثعلبٌ _ عَن سَلَمَة. . عَن الفرَّاء _ قَالَ: سمعتُ: ((أَخْلَفَ الله عَلَيْكَ)) . وَقَالَ الأصمعيُّ: يُقَال: ((خَلَفَ الله عَلَيْك بِخَيْرٍ)) _ إِذا أَدْخَلْتَ الْبَاء أَلْقَيْتَ الألِفَ _ و ((أَخْلفَ الله عَلَيْك خَيراً)) . قَالَ: والإخْلاَفُ: أَن تُعِيدَ على الدّابّة فَلَا تَلْقَحُ. والإخْلاَفُ: أَن يِعِدَ الرجلُ الرجلَ العِدَةَ. . فَلَا يُنْجِزُها. والإخْلاَفُ: أَن يُصيِّرَ الحَقَبَ وراءَ ثِيلِ الْبَعِير، لئلاَّ يَقْطَعَه. يُقَال: أَخْلِفْ عَن بعيرِكَ. . فتصيِّرَ الحَقَبَ وراءَ الثِّيل. والإخْلاَفُ: الاسْتِقاء. وَيُقَال: أَخْلَفَ الله لَك _ أَي: أَبْدَلَ الله لكَ مَا ذهب. وخَلَفَ الله عَليْك _ أَي: كَانَ الله خَلِيفَة وَالدِك عَلَيْك. قَالَ: والإخْلاَف: أَن يكونَ فِي الشّجر ثمَرٌ، فيذهبَ، ثمَّ تعودَ فِيهِ خِلْفَةٌ فيقالُ: قد أخْلفَ الشجرُ، فَهُوَ يُخْلِفُ إخْلاَفاً. وَأَخْلَفَ الشَّجَرُ _ إِذا أَخْرَجَ وَرَقاً بعد وَرَقٍ قد تناثرَ. والإخْلاَفُ: أَن يَضرِبَ الرجلُ يدَه إِلَى قِرَابِ سَيْفه. ليأخذَ سيفَه إِذا رأَى عَدُوّاً. وَفِي الحَدِيث: ((أَنَّ رَجُلاً أخْلَفَ السَّيْفَ يَوْمَ بَدْرٍ فَضَرَبَ رِجْلَ ابنِ أُمَيَّةَ بنِ خَلفٍ)) . قَالَ شمِرٌ: قَالَ الفرّاءُ: أَخْلفَ وَلَدِي _ إِذا أَرَادَ سَيْفَه، وأَخْلفَ إِلَى الْكِنَانَة. وَقَالَ الأصمعيُّ: أَخْلفَ بِيَدِه إِلَى سَيْفِه. قَالَ: وأَخْلَفَتِ الأرضُ _ إِذا أَصَابَهَا برْدُ آخِرِ الصّيف، فيخضَرُّ بَعْضُ شَجَرِها. والإخلافُ: أَن تَحْمِلَ عَلَى الدّابَّةِ فَلَا تَلْقَحُ. والإخْلاَفُ _ فِي النَّخْلة _: إِذا لم تحْمِلْ سَنَةً. والإخْلاَف: أَن يَأْتِي على الْبَعِير البَازِلِ سَنَةٌ بعد بُزُولِه. . فيقالُ: بَعيرٌ مخْلِف. يُقَال: هُوَ مُخْلِفُ عامٍ، ومُخْلِفُ عامَين. وَكَذَلِكَ مَا زَاد. والإخْلاَفُ: أَن يُهْلِك الرجُلُ شَيْئا لنَفسِهِ أَو لغيره ثمَّ يُحْدِثُ مِثْلَه. والإخْلاَفُ: أَن يَطلُبَ الرجُلُ الحاجةَ أَو الماءَ. . فَلَا يَجِدُ مَا طَلَبَ. وَقَالَ أَبُو الْحَسنِ: رُجِيَ فلانٌ فأَخْلَفَ. وأخْلَفَ الطَّائرُ _ إِذا خَرَجَ لَهُ رِيشٌ بعدَ رِيشٍ. وَيُقَال: أَخْلفتِ الناقَةُ العَام، ورجَعَتْ. وَهِي ناقَةٌ مُخْلِفَةٌ _ إِذا ظُنَّ أنّ بهَا حَمْلاً ثمَّ لم تكُنْ كَذَلِك. وَيُقَال: أَرْجَعَ فلانٌ يَدَه، وأَخْلَفَها _ إِذا ردَّها إِلَى خَلْفِهِ. وأَخْلَفَتِ النُّجُومُ _ إِذا لم يَكُن لِنَوْئِها مَطَرٌ.

وَقَالَ الفَرَّاء _ فِي قَول الله عزّ وجلّ: {رَضوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِف} [التّوبَة: 87] . وَقَوله جلّ وعزّ {فاقعدوا مَعَ الخالفين} [التّوبَة: 83] . قَالَ: ((الْخَوَالِفُ)) : النِّساء. وَيُقَال: عَبْدٌ خَالِفٌ، وصَاحِبٌ خَالِفٌ _ إِذا كَانَ مُخَالِفاً. ورجُلٌ خَالِفٌ، وامرأَةٌ خَالِفَةٌ _ إِذا كَانَت فَاسِدَةً، أَو مُتَخَلِّفَةً فِي منزلهَا. وَقَالَ غيرُه: من النَّحْوِيِّينَ: لم يجىء ((فَاعِلٌ)) مَجْموعاً على ((فَوَاعِلَ)) إلاَّ قولُهم: ((إِنَّه لَخَالِفٌ منَ الْخَوالِفِ)) . و ((فلَان هَالِكٌ فِي الْهَوَالِكِ)) . ((وفَارِسٌ من الْفَوَارِس)) . وَقَالَ الفَرَّاء _ فِي قَول الله تَعَالَى: {وَهُوَ الَّذِي جعلكُمْ خلائف الأَرْض} [الأنعَام: 165] . قَالَ: جُعِلَتْ أمَّةُ مُحَمَّدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَلاَئِفَ كلِّ الأمَمِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ نَحْوَه. قَالَ: وَقيل: ((خَلاَئِفَ الأرْضِ)) : يَخْلُفُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً. وَأَخْبرنِي المنذريُّ _ عَن الْحَرَّانيِّ عَن ابْن السِّكِّيتِ _ قَالَ: أمَّا ((الْخَلِيفَة)) فَإِنَّهُ وَقَعَ على الرِّجَالِ خاصَّةً. فالأجْوَدُ أَن يُحْملَ على مَعْنَاهُ. . لِأَنَّهُ إِنَّمَا يَقَعُ للرِّجال خاصَّةً. . وَإِن كَانَت فِيهِ ((الهَاءُ)) . أَلا تَرَى أنَّهُم قد جَمَعُوه: ((خُلَفَاءَ)) ؟ فكلُّ مَنْ جَمَعَهُ ((خُلَفَاءَ)) . قَالَ: ثَلاَثَةُ خُلَفَاءَ _ لَا غَيْرُ. وَقد جُمِعَ ((خَلاَئِفَ)) . فمنْ قالَ: ((خَلاَئِفَ)) قَالَ: ثلاثُ خَلاَئِفَ، وثَلاَثَةُ خَلاَئِفَ. فَمرَّةً يَذْهَبُ بِهِ إِلَى المعْنَى، ومرَّةً إِلَى اللَّفْظِ. وَأنْشد الفرَّاءُ: (أَبُوكَ خَلِيفَةٌ وَلَدَتْه أخْرَى ... وَأَنْتَ خَلِيفَةٌ. . ذَاكَ الْكَمَالُ) فَقَالَ: ((وَلَدَتْهُ أُخْرَى)) لتأنيثِ اسمِ الْخَلِيفَةِ. والْوَجْهُ: أَن يَقُول: ((وَلَدَهُ آخَرُ)) . الأصمعيُّ _ يُقَال: فَرَس بِهِ شِكَالٌ مِنْ خِلاَفٍ _ إِذا كَانَ فِي يَده الْيُمْنَى ورِجْلِه الْيُسْرَى: بَيَاضٌ. وقولُ الله جلّ وعزّ: {وَإِذاً لاَّ يَلْبَثُونَ خِلَفَاكَ إِلاَّ قَلِيلاً} [الإسرَاء: 76] . وَيُقْرَأُ: ((خَلْفَك)) . ومَعْناهما: بَعْدَكَ. أَبُو العبَّاس _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: الْخِلاَفُ: كُمُّ الْقَمِيصِ. يُقَال: اجْعَلْهُ فِي مَتَى خِلاَفِكَ _ أَي: فِي وَسَطِ كُمِّكَ. قَالَ: والْخِلاَفُ: الصَّفْصَافُ. والْخِلاَفُ: الْخُلْفُ.

وسمعتُ غيرَ واحدٍ من الْعَرَب يَقُول: إِذا سُئِلَ _ وَهُوَ صَادِرٌ عَن ماءٍ. . أَو مُقْبِلٌ من بَلَدٍ _ عَن رَجُلٍ: أَحَسْتَ فُلاَناً؟ فيُجِيبُهُ: خَالِفِتي. يُرِيد أَنه وَرَدَ الماءَ، وَأَنا صَادِرٌ عَنهُ. أَبُو عبَيْدٍ: الْخَالِفَةُ عَمُودٌ من أَعْمِدَةِ الْخِبَاءِ، وجَمْعُها خَوالِفُ. وَقَالَ اللِّحْيَانيُّ: تَكُونُ الْخَالِفَة فِي آخِرِ الْبَيْتِ. وَقَالَ غيرُه: الْخَالِفَةُ: الْعَمُودُ الَّذِي يَكُونُ أَيْضا _ قُدَّامَ الْبَيْتِ. وَيقال: بَيْتٌ ذُو خَالِفَتَيْن. وَيُقَال: خَلَفَ فُلاَنٌ بَيْتَهُ. . يَخْلُفُهُ خَلْفاً _ إِذا جَعَل لَهُ خَالِفَةً. وَيُقَال: أقَامَ فلانٌ خِلاَفَ أَصْحَابه _ أَي: لم يَسِرْ مَعَهم حِين سَارُوا. وَيُقَال: سُرِرْتُ بمُقَامِي خَلْفَ أصْحابي _ أَي: سُرِرتُ بِمُقَامِي بَعْدَهُمْ، وبَعْدَ ذهابهمْ. وَقَالَ الليثُ: رجُلٌ خَالِفٌ وخَالِفَةٌ _ أَي: مُخَالِفٌ. . كَثِيرُ الْخِلاَفِ. وَقَالَ ابنُ الأعرابيِّ _ الْخَالِفَةُ: القَاعِدَةُ من النِّساء _ فِي الدَّارِ. وَقَالَ الليثُ: الْخَالِفُ: اللَّحْمُ الَّذِي تجدُ مِنْهُ رُوِيْحَةً. . وَلَا بأْس بمَضْغِه. قَالَ: والْخُلْفُ: اسمٌ وُضعَ موضعَ الإخْلاَفِ. قَالَ: والْخَالِفَةُ: الأمّةُ البَاقِيَةُ بعد الأُمَّةِ السَّالِفَة. وأَنْشَد: (كَذَلِكَ تَلْقَاهُ الْقُرُونُ الْخَوالِفُ ... ) يَعْنِي الموْتَ. قَالَ: وأَخْلفَ الْغُلاَمُ فَهُوَ مُخْلِفٌ _ إِذا رَاهَقَ الحُلُمَ. وَخلفَ فلانٌ بعَقِبِ فُلانٍ _ إِذا خَالَفَهُ إِلَى أَهله. وَقَالَ اللحياني: هَذَا رجلٌ خَالِفٌ _ إِذا اعْتَزَلَ أَهله. قَالَ: والْمَخْلَفَةُ: الطَّرِيق. يُقَال: عَلَيْك الْمَخْلَفَةُ الْوُسْطَى. وَيُقَال _ للَّذي لَا يَكادُ يَفي إِذا وَعَدَ _: إنَّه لَمِخْلاَفٌ. وَقَالَ ابْن السّكيت: أَلْحَحْتُ على فلانٍ فِي الاتِّبَاعِ حَتَّى اخْتَلَفْتُه _ أَي: جَعَلْتُهُ خَلْفي. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: هُوَ يَخْتَلِفُنِي فِي النَّصِيحَة _ أَي: يَخلُفُنِي. وَيُقَال أَيْضا _: اخْتَلَفْتُ فلَانا _ أَي: أَخَذْتُهُ من خَلْفِهِ. وَفِي حَدِيث مُعاذٍ: ((مَنْ تَحَوَّلَ مِنْ مِخْلاَفٍ إِلَى مِخْلاَفٍ فعُشْرُهُ وصَدَقتُهُ إِلَى مِخْلاَفِ عَشِيرَتِه الأوَّلِ. . إِذا حَالَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ)) . وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال: اسْتُعْمِلَ فلانٌ على مَخَالِيفِ الطِّائِفِ. وَهِي الأطْرَافُ وَالنَّواحِي. وَقَالَ خالدُ بنُ جَنْبَةً: فِي كلِّ بَلَدٍ مِخْلاَفٌ. بِمَكَّةَ، وَالمدينَةِ، والبَصْرةِ، والكوفَةِ. وَقَالَ: مِخْلاَفُ الْبَلَدِ سُلطَانُه.

قَالَ: وَكنَّا نَلقى بَنِي نُمَيْرٍ _ وَنحن فِي مِخْلافِ الْمَدِينَة، وهم فِي مِخْلافِ الْيَمَامةِ. وَقَالَ أَبُو مُعاذٍ: الْمِخْلاَفُ: ((الْبُنْكِرْدُ)) . . وَهُوَ أَن يكون لكُلِّ قوْمٍ صَدَقَةٌ عَلَى حِدَةٍ، فَذَاك: بُنْكِرْدُهُ. . يؤدَّى إِلَى عشيرتِه الَّتِي كَانَ يُؤَدِّي إليهَا. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: فلانٌ من مِخْلافِ كذَا وكذَا. وَهُوَ _ عِندَ أهل الْيمن _ كالرُّسْتَاق. والجميع: مَخَالِيفُ. وَيُقَال: إنَّ نَوْمَةَ الضُّحَى مَخْلَفَةٌ لِلفَمِ _ أَي: تُغيِّرُهُ. ومخْلَفَةُ مِنًى: حَيْثُ ينزلُ الناّسُ. وَقَالَ الهُذَليُّ: (وَإِنَّا نَحْنُ أَقْدَمُ مِنْكَ عِزّا ... إِذَا بُنِيَتْ بِمَخْلَفةَ الْبُيُوتُ) ومَخْلَفةُ بَنِي فلانٍ: مَنزِلُهُمْ. ونُزُلُ القَوْمِ بِمِنًى. . ومَخْلَفةُ مِنًى: طُرُقُهُمْ حَيثُ يَمُرُّونَ. وَيُقَال: خَلفَ فلانٌ بِعَقبِي _ إِذا فَارَقَهُ على أَمْرٍ فَصَنَعَ شَيْئا آخرَ. قلت: وَهَذَا أَصَحُّ مِن قَول اللَّيْث: إِنَّه يُخَالفُهُ إِلَى أَهْلِهِ. وَيُقَال: خَلَفَ فلانٌ فلَانا _ فِي أَهله وَفِي مَكَانَهُ _ يَخلُفُهُ خِلاَفَةً حَسَنةً. وَيُقَال: خَلَّفَتِ الفَاكِهةُ بعضُهَا بَعْضاً خَلْفاً وخِلْفةً _ إِذا صَارَتْ خَلْفاً من الأولى. قَالَ: والنَّاقةُ الْخَلِفَةُ: الْحَامِلُ وجَمْعُها: مخَاضٌ. . وتُجْمَعُ: خَلِفَاتٌ. وَقد خَلِفَتْ تَخْلَفُ خَلَفاً. وَيُقَال: خَلفَ فلانٌ عَن أَصْحَابه _ إِذا لمْ يَخْرُجْ معهُمْ. وَيُقَال: أَكلَ فلانٌ طَعَاما فبَقِيَتْ فِي فِيهِ خِلْفَةٌ فَتَغَيَّرَ فُوهُ. وَهُوَ الشيءُ. . يَبْقَى بَين الأسْنَانِ. وَيُقَال: إنَّهُ لخِليفَةٌ بَيِّنُ الْخِلاَفةِ والْخِلِّيفَى. وَقَالَ عُمَرُ بن الخطَّابِ _ رِضْوانُ الله عَلَيْهِ: ((لوْ أَطَقْتُ الأَذَانَ مَعَ الْخِلِّيفَى لأذَّنْتُ)) . ويقل: خَلَّفْتُ فلَانا. . أُخلِّفُهُ تَخْلِيفاً واسْتَخْلَفْتُهُ _ أيْ: جَعَلْتُهُ خَلِيفَتي. الأصمعيُّ. . يُقَال: خَلَفَ فلانٌ على فُلانَةَ. . خِلاَفَةً _ إِذا تَزَوجَها بعدَ زَوْجٍ. وَيُقَال)) : خَلَّفَ فلانٌ خَلَفَ صِدْقٍ فِي قومهِ _ إِذا تركَ عَقِباً. اللَّيْث: اختَلَفْتُ إليهِ اخْتِلاَفَةً واحدَةً. قَالَ: والْخِلاَفُ شَجَرٌ، والواحِدَةُ: خِلاَفَةٌ. وَيُقَال: جَاءَ الماءُ بِبَزْرِهِ فَنَبَتَ مُخَالفاً لأصلهِ، فَسُمِّيَ خِلاَفاً. قَالَ: والْمِخْلافُ _ بِلُغَةِ أَهْلِ اليمَنِ _: الكُورَةُ، ومَخَالِيفُهَا: كُوَرُهَا. قَالَ: والمُتَوَشِّحُ يخالفُ بَين طَرَفَيْ ثَوْبِه. وجَمْعُ الخلِفَةِ الحَامِلِ من النُّوقِ: مَخَاضٌ. وَقَالَ غيرُه: يُقَال إِنَّ امرأَةَ فلانٍ تَخْلُفُ زَوْجَهَا بالنِّزاعِ إِلَى غيرِهِ _ إِذا غَابَ عَنْهَا.

وقَدِمَ أَعْشَى بَني مَازِنٍ عَلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأنشدَهُ هَذَا الرَّجَزَ: (يَا مَالِكَ النَّاسِ ودَيَّانَ الْعَرَبْ ... إليْكَ أَشْكُو ذِرْبَةً مِنْ الذِّرَبْ) (خَرَجْتُ أبْغِيهَا الطَّعَامَ فِي رَجَبْ ... فخَلفتْني بِنِزَاعٍ وهَرَبْ) (أَخْلَفْتِ الْعَهْدَ ولَطَّتْ بالذَّنَبْ ... وهُنَّ شَرُّ غَالِبٍ لمَنْ غَلَب) وَقَالَ أَبُو زيد: يقالُ: إنَّمَا أَنْتُمْ فِي خَوَالِفَ من الأَرَضِينَ _ أيْ: فِي أَرَضِينَ لَا تُنبتُ إلاَّ فِي آخِرِ الأرَضِينَ نَباتاً. والأَخْلَفُ: الأعْسَرُ. وَمِنْه قولُ الْهُذَليِّ أبي كَبِير: (زَقَبٌ يَظَلُّ الذِّئبُ يتْبَعُ ظِلَّهُ ... مِنْ ضِيقِ مَوْرِدِهِ اسْتِنَانَ الأخْلفِ) وَقيل: أَرَادَ بالأَخْلَفِ: الحَيَّةَ. وَقيل: الأخْلَفُ: الأحْوَلُ. والأَخْلَفُ من الْإِبِل: المشْقُوقُ الثِّيلِ. . الَّذِي لَا يَسْتَقِرُّ وَجَعاً. وَقَال الأصمعيُّ: الْخَلَفُ _ فِي الْبَعِير _ أَن يكونَ مائِلاً فِي شِقٍّ. يقالُ مِنْهُ: بَعِيرٌ أَخْلَفُ. وَيُقَال: خَلَّفَ فلانٌ بنَاقَتِهِ تَخْلِيفاً _ إِذا صَرَّ خِلْفاً وَاحِداً من أَخْلاَفِها. وَقَالَ اللِّحْيَانيُّ: الْخِلفُ: فِي الظِّلْفِ والْخُفِّ. . والطُّبْيُ: فِي الْحَافِرِ والظُّفْرِ. وَقَالَ أَبُو عبيدٍ: الْخِلْفُ حَلَمَة ضَرْع النَّاقَةِ وَقَالَ ابنُ الأعرابيِّ: الْخِلْفَةُ: وقْتٌ بَعْدَ وَقْتٍ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: خَالِفَةُ البيتِ: تحتَ الأَطْنَابِ فِي الكَسْرِ. وَهِي الْخَصَاصَةُ أَيْضا. . وهِيَ الْفُرْجَة. وجَمْعُ الْخَالِفَةِ: خَوالِفُ. وَهِي الزَّوَايَا وأَنشدَ: (مَا خِفْتُ حَتَّى هَتَكُوا الخَوَالِفَا ... ) وَقَالَ أَبُو مالِكٍ: الْخَالِفَةُ: الشُّقَّةُ المُؤَخَّرَةُ. . الَّتي تكونُ تحتَ الْكِفَاءِ تحْتَها طَرَفُها مِمَّا. . يَلي الأرضَ من كِلاَ الشِّقْيِن. شَمِرٌ _ عَن ابْن شُمَيْلٍ _: الْخَلَفُ يكونُ فِي الخَيرِ والشَّرِّ. وَكَذَلِكَ الخَلْفُ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو الدُّقَيْشِ: يُقَال: مَضَى خَلْفٌ من النَّاس، وَجَاء خَلْفٌ لَا خَيْرَ فِيهِ. . وخَلْفٌ صالحٌ. خَفَّفَهُمَا جَمِيعًا. وَفِي هَؤُلَاءِ الْقَوْم: خَلَفٌ مِمَّن مَضَى _ أَي: يقومُونَ مَقامَهم. وَفِي فُلانٍ خَلَفٌ من فُلان _ إِذا كَانَ صَالحا أَو طالحاً. . فَهُوَ خَلَفٌ. وَيُقَال: بئْسَ الْخَلَفُ هم _ أَي: البَدَلُ. وَقَالَ الكِسَائيُّ: الخَلْفُ القَرْنُ بعد الْقَرْنِ. {فخلف من بعدهمْ خلف} [الأعرَاف: 169] . والْخَلَفُ _ مَثَقَّل _: إِذا كَانَ خَلَفاً من شَيْء.

خ ل ب

وَفِي حديثٍ مرفوعٍ: ((يَحْمِلُ هَذا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ. . يَنْفُون عَنْهُ تَحرِيفَ الْغَالِينَ، وانْتِحَالَ المُبْطِلِينَ، وتأَوِيلَ الْجَاهِلينَ)) . وَقَالَ شَمِرٌ: قَالَ الْقَعْنَبِيُّ: سَمعْتُ رَجُلاً يُحَدِّثُ مالِكَ بْنَ أَنَسٍ بِهَذَا الحَدِيث فأعْجَبَهُ. أَخْبرنِي المنذريُّ _ عَن ثَعْلَبٍ. . عَن ابْن الأعرابيِّ _ قَالَ: الْمَخَالِيفُ من الْإِبِل: الَّتِي رَعَتْ الْبَقْلَ، وَلم تَرْعَ الْيَبِيسَ، فَلم يُغْنِ عَنْهَا رَعيُها الْخُضْرَةَ شَيْئا. وَأنْشد: (فَإنْ تَسْأَلِي عَنَّا إِذا الشَّوْلُ أَصْبَحَتْ ... مَخَالِيفَ حُدْباً لَا تَدِرُّ لَبُونُها) خَ ل ب خلب، خبل، بَلخ، بخل، لخب، لبخ: مستعملات. خلب: قَالَ اللَّيْث: الْخَلْبُ: مَزْقُ الْجِلْد بالنَّاب. والسَّبُعُ يَخْلُبُ الفَريسةَ _ إِذا شقّ جلدَها بِنَابِه أَو فَعَله الْجَارحَةُ بمِخْلَبهِ. ولكلِّ طائرٍ من الْجَوَارِح: مِخْلَبٌ وَلكُل سَبُعٍ: مِخْلَبٌ. . وَهُوَ أظافيرُه. وسَمِعْتُ النَّخْلاَوِيِّينَ مِنْ أهل الْبَحْرَينِ يَقُولُونَ للحَدِيدَةِ الْمُعَقَّفَةِ _ الَّتِي لَا أُشَرَ لَهَا، وَلَا أَسنان _: الْمِخْلَبُ. وأنشدني أعرابيٌّ _ من بني سعْدٍ _: (دَبَّ لهَا أَسْوَدُ كالسِّرْحَانْ ... بِمِخْلَبٍ يَخْتَدِمُ الإهَانْ) وَقَالَ اللَّيْث: الْخُلُبُ: حَبْلٌ دَقِيق صُلْبُ الْفَتْلِ. . من لِيفٍ أَو قُنَّبٍ أَو شيءٍ صُلْبٍ. وَأنْشد: (كالْمَسَدِ اللَّدْنِ أُمِرَّ خُلُبُهْ ... ) ثعلبٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: الْخُلْبَةُ: الْحَلْقَة من اللِّيف. أَبُو عبيد _ عَن الأصمعيِّ _: الْخُلْبُ اللِّيف _ واحدَتُه خُلْبَةٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الْخُلْبُ: طِينُ الْحَمأَةِ وَيُقَال: هُوَ الطِّين الصُّلب. وَيُقَال: طينٌ لاَزِبٌ خُلُبٌ. وماءٌ مُخْلِبٌ _ أَي: ذُو خُلُبٍ وَقَالَ أميَّةُ: (فَرَأَى مَغِيبَ الشَّمْسِ عِنْدَ مآبِها ... فِي عَيْنِ ذِي خُلُبٍ وثَأْطٍ حَرْمَدِ) أَبُو العبَّاس _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _: قَالَ رجُلٌ من الْعَرَب لطبَّاخِه: ((خَلِّبْ مِيفَاكَ حتَّى يَنْضَجَ الرَّوْدَقُ)) . قَالَ: ((خَلِّبْ)) _ أَي: طَيِّنْ. وَيُقَال للطِّينِ: خُلْبٌ. قَالَ: ((والْمِيفَى)) : طَبَقُ التَّنُّورِ، و ((الرَّوْدَقُ)) : الشِّوَاءُ. وَقَالَ الليثُ: الْخُلْبُ أَيْضا: وَرَقُ الْكَرْمِ والْعَرْمَضِ ونحوِه. قَالَ: والْخِلاَبَةُ: الْمُخَادَعَةُ. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لرجلٍ كَانَ يُخْدَعُ فِي بَيْعه _: ((إِذا بَايَعْتَ فَقُلْ: لَا خِلاَبَةَ)) .

أَي: لَا خَدِيعَةَ وَلَا غِشَّ. قَالَ اللَّيْث: والْخِلاَبَةُ: أَنْ تَخْلُبَ المرأَةُ قَلْبَ الرجُلِ. . بأَلْطَف القَوْل وأَخلَبِهِ. وامرأةٌ خَلاَّبَةٌ للفؤاد. . وخَلُوبٌ للفؤاد. وَرجل خَلَبُوتٌ: ذُو خَدِيعة، جَاءَ على ((فَعَلُوتٍ)) مِثْلُ ((رَهَبُوتٍ)) . وَقَالَ الشَّاعِر: (مَلَكتُمْ فَلَمَّا أَنْ مَلَكْتُم خَلَبْتُمُو ... وَشَرُّ الملوكِ الخَالِبُ الْخَلَبُوتُ) أَبُو عُبَيد _ عَن أبي زيدٍ _: الْخِلْبُ: حِجَابُ القَلبِ. وَمِنْه قيل للرَّجل الَّذِي تحبُّه النساءُ: إنّه لَخِلْبُ نسَاء _ أيْ: تُحِبُّه النِّسَاء. وَقَالَ غيرُه: فلانٌ خِلْبُ نساءٍ _ إِذا كَانَ يُخَالِبُهُنَّ _ أيْ: يُخادِعُهنَّ. وفلانٌ حِدْثُ نساءٍ، وزِيرُ نساءٍ _ إِذا كَانَ يُحَادِثُهُنَّ ويُزَاوِرُهُنَّ. وَمن أَمثال العرَب: ((إِذَا لمْ تَغْلِبْ فاخْلُبْ)) . وبعضُهم يَقُول: فاخلِبْ _ بكسْرِ اللاَّم. فمَن ضَمَّ اللامَ. . فَمَعْنَاه: فاخْدَعْ. وَمن كَسَرَ اللاَّمَ. . فَمَعْنَاه: فانتِشْ شَيْئا يَسِيرا بَعْدَ شَيْء. . . أُخِذَ من مِخْلَبِ الجارحةِ. وَيُقَال للرجل الَّذِي يَعِدُ وَلَا يَفِي بوعده: إنّه لبَرْقُ خُلَّبٍ، وَإنَّهُ لَبَرْقٌ خُلَّبٌ وَهُوَ السَّحَابُ الَّذِي يُرْعِدُ ويُبْرِقُ، وَلَا يُمْطِرُ. أَبُو عبيدٍ _ عَن الأصمعيِّ _: امْرَأَة خَلْبَنٌ، وهيَ: الخَرْقاءُ. قَالَ: وَلَيْسَ مِنَ الْخِلاَبَةِ. قَالَ: والنُّونُ لَيست بأَصْليَّة. وَقَالَ اللَّيْث: امرأَةٌ خَلْبَاء _ إِذا كَانَت خَرْقاءَ، وَقد خَلِبَتْ خَلَباً. وَكَذَلِكَ: الخَلْبَنُ. قَالَ: وَيُقَال للْمَرْأَة المهزولةِ: خَلْبَنٌ. وأنشَدَ الأصمعيُّ: (وخَلَّطَتْ كلُّ دِلاَثٍ عَلْجَنِ ... تَخْلِيطَ خَرْقَاءِ اليَدَيْنِ خَلْبَنِ) وَرَوَاهُ أَبُو الْهَيْثَم. (. . خَلْبَاءِ اليَدَيْنِ. . ... ) وَهِي الْخَرْقَاءُ. ثعلبٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ قَالَ: الْخَلْبَاءُ من النِّسَاء: الْخَدُوعُ. سَلمةُ _ عَن الفرَّاء _ قَالَ: الْخِلْبُ: الطِّينُ، والخِلْبُ: الوَشْيُ. أَبُو عبيد _ عَن أبي عمرٍ و _ قَالَ: المُخَلَّبُ من الثِّيَاب: الكثيرُ الوَشْي. وَقَالَ لَبِيدٌ: (وغَيْثٍ بدَكْدَاكِ يَزِينُ وِهَادَهُ ... نَبَاتٌ كُوَشْي العَبْقَرِيِّ المُخلَّبِ) قَالَ: وَهُوَ الكثيرُ الأَلْوَان. وَقَالَ ابنُ الزَّبِيرِ الأسَدِيُّ: (خَشَّ الضَّلُوعَ فَأَفْرَاها بِمِخْلَبِهِ ... ومَرَّشَ الْخِلبَ حَتَّى هَتَّكَ الْقَصَرَا) قَالَ: ((مَرَّشَ)) و ((خَدَّشَ)) . . واحدٌ. و ((الْخِلْبُ)) : عُظَيْمٌ مِثْلُ ظُفْرِ الْإِنْسَان لاصِقٌ بناحيةِ الْحجاب. . ممَّا يَلي الكَبِدَ.

وَهِي الَّتِي تَلِي الكَبِدَ والحجابَ. . والكَبِدُ مُلْتَزِقٌ بِجَانِب الحجابِ. وجَمْعُ الْخَالِبِ: خَلَبَةٌ. بَلخ: قَالَ اللَّيْث: البَلَخُ: مَصْدرُ الأَبْلَخِ، وَهُوَ الْعَظِيمُ فِي نفْسِه. . الجريءُ على مَا أَتَى من الفُجور. وامرأةٌ بَلْخَاء. ثعلبٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ قَالَ: البَلَخُ: التَّكبُّرُ، والبَلَخُ: شجَرُ السِّنْدِيانِ. والْبَلْخُ: الطُّولُ. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: البُلاَخُ شَجَرُ السِّنْدِيان وَهُوَ الشجرُ الَّذِي تُقْطَعُ مِنْهُ كُدَيْناتُ القَصَّارِينَ. والأبلخُ: الرَّجُل المتكبِّرُ. . والجميعُ: البُلْخُ. لبخ: قَالَ اللَّيْث: اللَّبْخُ: احتيالٌ لأَخْذِ شَيْء. قَالَ. واللَّبْخُ: من الضَّرْب والقتْل. واللُّبُوخُ: كثرةُ اللَّحْم فِي الْجَسَد. واللَّبِيخُ: النَّعْتُ. وَامْرَأَة لُبَاخِيَّةٌ: ضَخْمَةُ الرَّبْلَةِ. . كَثِيرَة اللَّحْمِ. أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _: يُقَال للْمَرْأَة الطويلةِ العَظِيمةِ الْجِسْم: خِرْباقٌ ولُبَاخِيَّةٌ، ومُزَنَّرَةٌ. واللِّبَاخُ: اللِّطَامُ والضِّرَابُ. بخل: قَالَ اللَّيْث: البُخْلُ والبَخَلُ: لُغتان _ قُرِىء بهما، وَقد بَخِلَ يَبخَل بَخَلاً وبُخْلاً، ورَجلٌ بَخِيلٌ، وبَخَّالٌ ومُبَخَّلٌ _ إِذا وُصِفَ بالبخل. . والبَخْلَةُ بُخْلُ مرَّةٍ وَاحِدَة. ويجمَع البخيلُ: بُخَلاَء، ورَجلٌ باخِلٌ: ذُو بُخْلٍ، ورِجالٌ باخِلُونَ. وأَبْخَلْتُ فلَانا: وَجَدْتُه بخِيلاً، وبَخَّلْت فلَانا: نَسَبْتُه إِلَى الْبُخْل. والوَلد مَجْبَنَةٌ مَجْهَلَةٌ مَبْخَلةٌ، وَقد مرَّ تفسيرُها. خبل: قَالَ الليثُ: الخبْلُ جنونٌ أَو شِبْهُه فِي الْقلب، ورَجلٌ مخبولٌ وَبِه خَبْلٌ، ورَجلٌ مُخَبَّلٌ: لَا فؤادَ مَعَه، وَقد خَبَله الدَّهْر والْحزن والسُّلطان والحُبُّ والدَّاء _ خَبْلاً. وَأنْشد: (يَكُرُّ عليهِ الدَّهْرُ حَتَّى يَرُدَّه ... دَوًى شَنَّجَتْه جِنُّ دَهْرٍ وَخَابِله) ودَهْرٌ خَبِلٌ: مُلْتَوٍ عَلَى أهلهِ لَا يَرَوْنَ فِيهِ سُرُوراً. قَالَ: والْخَبْلُ فسادُ الْأَعْضَاء، حَتَّى لَا يَدْرِي كَيْفَ يَمْشي _ فَهُوَ متَخَبِّلٌ خَبِلٌ، مُخْتَبَلٌ. ثعلبُ _ عَن سَلَمَةَ عَن الفرَّاءِ _ قَالَ: الْخَبَالُ أَن: تكون البئرُ مُتَلَجِّفَةً فربَّما دخلتِ الدَّلْوُ فِي تَلْجِيفِها فَتَنْخَرقُ. وَأنْشد قولَ الراجزِ فِي صِفَةِ الدَّلْو وانقِطَاعِها: (أَخَذِمَتْ أَمْ وَذِمَتْ أَمْ مَا لَها ... أَمْ لَقِيَتْ فِي قَعْرِهَا خَبَالَهَا؟ ؟) قَالَ: وَقَالَ ابنُ الأعرابيِّ: الْخَبَالُ: الْفَسَادُ، والْخَبَالُ: الجُنُون، والخَبالُ: عُصَارَةُ أَهْل النَّار.

وَفِي الحَدِيث: ((مَنْ أَكلَ الرِّبَا أَطْعَمَهُ الله مِن طينَةِ الْخَبَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)) . قَالَ: وَقَالَ رجلٌ من الْعَرَب: إنِّ لنا فِي بني فلَان خَبْلاً فِي الجاهليَّة _ أَي: قطْعَ أَيْدٍ وأرجُلٍ. وَقَالَ ابنُ الأعرابيِّ: الْخَبَلُ: الْجِنُّ، والخَبَلُ الإنْسُ، والْخَبَلُ الْجِرَاحَةُ. قَالَ: والْخَبْلُ _ بالْجَزْم _: قَطْعُ اليَدِ والرِّجل. يُقَال: بنُو فلَان يطالبُونَنا بخَبْلٍ _ أَي: بِقطع أَيْدٍ وأَرْجُلٍ وجِرَاحَاتٍ. أَبُو عبيد: الإخْبَالُ أَن يُعْطِيَ الرجلُ الرجلَ البعيرَ أَو الناقةَ. . يركبُها ويَجْتَزُّ وَبَرَها، وينتفِعُ بهَا، ثمَّ يَرُدُّهَا. وإياهُ عَنَى زُهَيْرُ بْنُ أَبي سُلْمَى بقوله: (هُنَالِكَ إِنْ يُسْتَخْبَلُوا الْمَالَ يُخْبِلُوا ... وَإِنْ يُسْأَلُوا يُعْطُوا وإِنْ يَيْسِرُوا يُغْلُوا) يُقَال مِنْهُ: أَخْبَلْتُ الرجُلَ، أُخْبِلُهُ إِخْبَالاً. ورُوِيَ قَوْلُ لبيدٍ فِي صفة فَرَسٍ لَهُ: (. . غَيْرُ طَوِيلِ الْمُخْتَبَلْ ... ) بِالْخَاءِ من الاخْتِبَال _ أَرَادَ أنَّه غيرُ طويلِ مُدَّةِ عَارِيَّتِهِ _ إِذا أُعِيرَ. ومَنْ رَوَاه: (. . غَيْرُ طَوِيل الْمُحْتَبَلْ ... ) أَرَادَ: أنَّه غيرُ طَوِيل الرُّسغ _ وَهُوَ مَوْضِع الْحَبْلِ مِن يَدِه، وطُولُه عَيْبٌ. وَقَالَ اللَّيثُ: مُختَبلُهُ: قَوَائِمُه واخْتِبَالُها: أَلاَّ تَثبُتَ فِي مَوَاطِنِهَا. قلتُ: والقولُ هُوَ الأوَّلُ. وَقَالَ اللَّيثُ: يُقَال: بِفُلاَنٍ خَبَالٌ _ أَي: مَسٌّ. وَهُوَ خَبالٌ على أَهله _ اي: عَنَاءٌ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {لَا يألونكم خبالا} [عِمرَان: 118] . قَالَ الزَّجَّاجُ: الْخَبَالُ: الفَساد، وذهابُ الشَّيْء. وَأنْشد بَيْتَ أَوْسٍ: (أَبَنِي لُبَيْنى لَسْتُمُو بِيَدٍ ... إلاَّ يَداً مَخْبُولَةَ العَضُدِ) وَرَوى أَبُو العبَّاس _ عَن ابْن الْأَعرَابِي فِي قَول الله جلّ وعزّ: {لَا يألونكم خبالا} _ أَي: لَا يُقَصِّرُونَ فِي فَسَادِكُمْ. وَفِي الحَدِيث: ((مَنْ أُصِيبَ بدَمٍ أَوْ خَبْلٍ. .)) . وَفِي حَدِيث آخرَ: ((بَيْنَ يَدَي السَّاعَةِ خَبْلٌ)) . يَعْنِي فسادَ الفِتْنَةِ والهَرْجِ والقَتْلِ. والخَابِلُ: الْجِنُّ، وجَمْعُهُ: خَبَلٌ. وَقَالَ الأصمعيُّ: خَبَلَ فلانٌ فلَانا عَن كَذَا وَكَذَا _ إِذا مَنَعَه. . يَخْبِلُه خَبْلاً وخَبِلَتْ يَدُه _ أَي: شَلَّت. وَقَالَ ابنُ الأعرابيِّ: الْمُخَبَّلُ، الْمَجْنُون وَبِه سُمِّي المخَبَّلُ الشاعِرُ. . وَهُوَ الْمُخْبَلُ. سَلَمَةُ عَن الفرَّاء قَالَ: الخَبَلُ: الْجِنُّ، والْخَبَلُ: الإنْسُ.

خ ل م

قَالَ: والْخَبَلُ المَزَادَة، والْخَبَلُ: الْجُنُونُ، والْخَبَلُ: جَوْدَةُ الْحُمقِ بِلا جُنُون، والْخَبَلُ: الْقِرْبَةُ الملأَى. أَبُو العبَّاس _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ قَالَ الْخَبَالُ: السَّمُّ القَاتِلُ. قَالَ: والْخُبْلَةُ: الفَسَادُ من جِرَاحَةٍ أَو كَلمَةٍ. قَالَ: والْخَبْلُ: الفسادُ فِي الثَّمَرِ. وَفِي الحَدِيث: ((أَنَّ الأنْصَارَ شَكَتْ إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنَّ رَجُلاً صَاحِبَ خَبْلٍ يَأتِي إِلَى نَخْلِهِمْ فَيُفْسِدُهُ)) . لخب: ثعلبٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ قَالَ: الْمُلاَخِبُ: الْمُلاَطِمُ، والْمُلَخَّبُ: الْمُلَطَّمُ، فِي الْخصُومات، واللُّخَابُ: اللُّطَامُ. خَ ل م خلم: خمل، لمخ، لخم، ملخ، مخل: مستعملات: مخل: أهمله اللَّيْثُ. وروى أبُو العبَّاس _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ قَالَ: الْمَاخِلُ: الْهَارِبُ. قلتُ: وَكَذَلِكَ المَالِخُ، كأَنَّه قُلِبَ عَنهُ، والخَافِلُ. . وَهَذِه من نوادره. خمل: قَالَ اللَّيْثُ: خَمَلَ ذِكرُه يَخْمُلُ خُمُولاً، والْخَامِلُ: الْخَفِيُّ: وَهُوَ خَامِلُ الذِّكر _ لَا يُعْرَف وَلَا يُذْكَرُ، والقولُ الْخَامِلُ: الْخَفِيضُ. وَفِي الحَدِيث: ((اذْكُروا الله ذِكْراً خَامِلاً)) _ أَي: اخفِضوا صَوْتَكمْ بِذِكْرِه _ تَوْقِيراً لجَلالَتِهِ، وَهَيْبَةً لِعَظَمَتِهِ. قَالَ: والْخَمِيلَةُ مَفْرَجٌ بَين هَبْطَةٍ وصَلاَبَةٍ، وَهِي مَكْرُمَةٌ للنَّبَات. أَبُو عبيد _ عَن أَصْحَابه _: الْخَمِيلَةُ من الرَّمل مُسْتَرَقُّهُ. . حَيْثُ يَذْهَبُ مُعْظَمُه وَيبقى شيءٌ مِنْ لَيِّنِه. وَقَالَ شمِرٌ: قَالَ أَبُو عمرٍ و: الْخَمِيلَةُ: الأرضُ السَّهلةُ الَّتِي تُنبِتُ. شُبِّهَ نَبْتُها بِخَمْلِ القَطِيفَةِ. قَالَ: وَيُقَال: الْخَمِيلةُ مَنْقَعُ ماءٍ ومَنْبِتُ شَجَرٍ. وَلَا تكونُ إلاَّ فِي وَطَاءٍ من الأَرْض. وَقَالَ ابْن السكِيت: قَالَ أَبُو صَاعِدٍ: الْخَمِيلةُ: الشَّجَرُ المجتَمِعُ. . الَّذِي لَا تَرَى فِيهِ الشَّيْء إِذا وَقع فِي وَسَطِهِ. قَالَ: وَقَالَ الأصمعيُّ: الخَمِيلةُ رَمْلةٌ تُنْبِتُ الشَّجَرَ. وروى ابْن الفَرَجِ _ عَن بَعْضِهمْ _ أَنَّه قَالَ: هُوَ خَامِلُ الذِّكْرِ، وَخَامِنُ الذّكْر _ بِمَعْنى واحِدٍ. وَقَالَ اللَّيْث: الخَمْلُ _ مَجْزُومٌ _ خَمْلُ القَطِيفَةِ ونحوِه، وَهُوَ مِنْ غَزْلٍ نُسِجَ قد أُفْضِلتْ لَهُ فُضُولٌ كَخَمْلِ الطِّنْفَسَةِ. وَيُقَال لرِيشِ النَّعَام: خَمْلٌ. قَالَ: والخَمْلَةُ ثَوْبٌ مُخْمَلٌ من صُوفٍ كالكِساءِ. . لَهُ خَمْلٌ. قَالَ: والخُمَالُ دَاءٌ يأْخذُ الفرسَ فَلاَ يَبرحُ حَتَّى يُقْطعَ مِنْهُ عِرْقٌ أَو يَهلِكَ. وَأنْشد قَول الْأَعْشَى يَصِفُ نَجِيبَةً من الإبلِ.

(لَمْ تُعَطَّفْ على حُوَارٍ وَلَمْ يَقْطعْ ... عَبِيدٌ عُرُوقَهَا مِنْ خُمَالِ) قَالَ: وَالْخُمَالُ داءٌ يأْخذُ فِي قائِمَةِ الشَّاةِ، ثمَّ يَتَحَوَّلُ فِي القوائم يَدُورُ بَينهنَّ. يُقَال: خُمِلَتِ الشَّاةُ. . فَهِيَ مَخْمُولةٌ. أَبُو عبيد: الخُمَالُ: من أَدْوَاءِ الْإِبِل وَهُوَ ظَلْعٌ يكُونُ فِي القوائِم. وَأنْشد بيتَ الأعْشى. وَقَالَ اللَّيْث: الخَمِيلةُ _ والجَميعُ: الخَمِيلُ _: رِيشُ النَّعَامِ. قَالَ: والخَمْلُ: ضَرْبٌ من السَّمَكِ. . مِثلُ اللُّخْمِ. قلت: لَا أَعرفُ ((الخَمْلَ)) بالخَاء فِي أَسماء السَّمكِ، وأَنواعِها، وأَعْرِفُ ((الجَمَلَ)) وَلَا آمَنُ أَن يكون مُصَحَّفاً. فَإِن صَحَّ ((الخَمْلُ)) لِثِقَةٍ فاقْبَلْهُ وإلاّ. . ففيهِ نَظَرٌ. قلتُ: وَيُقَال: فلانٌ. . خَبيثُ الخِمْلَة _ أَي: خَبِيثُ البِطَانَةِ والسَّريرةِ. قَالَه أَبُو زيد. ثَعْلَب عَن سَلَمَة عَن الفرَّاء _: الخِمْلةُ: باطِنُ أَمْرِ الرجل. يُقَال: فلانٌ كريمُ الخِمْلة. . ولَئِيمُ الخِمْلة. قَالَ: والخِمْلةُ: العَبَاءُ القَطَوَانِيَّةُ قَالَ: وَهِي الْبِيضُ الْقَصِيرَةُ الخَمْلِ. قَالَ: والْخَمَلُ: السَّفِلُ من النَّاس. واحِدُهُمْ خَامِلٌ. وَقَالَ غيرُه: الخَمِيلُ: الثّيَابُ الْمُخْمَلةُ. وَأنْشد: (وَإنِّ لَنَا دُرْنَى فَكُلَّ عَشِيَّةٍ ... يُحَطَّ إليْنَا خَمْرُهَا وخَميلُهَا) خَمِيلُهَا: ثِيَابُهَا. والْخَمْلةُ: شِبْهُ الشِّمْلة من الثِّياب. لخم: قَالَ اللَّيْث: لَخْمٌ: حَيٌّ من جُذَامَ. قلتُ: ومُلُوكُ لَخْمٍ كَانُوا يَنْزِلُونَ ((الْحِيرَةَ)) ، وهم آلُ المُنْذِرِ ابنِ مَاءِ السَّمَاء. وَقَالَ اللَّيْث: اللَّخْمُ ضَرْبٌ من سَمَكِ البَحْر. وَقَالَ رؤبةُ: (كَثِيرَةٌ حِيتَانُهُ وَلُخُمُهْ ... ) قَالَ: و ((الْجَمَلُ)) سَمَكَةٌ تكون فِي الْبَحْر. رَوَاهُ ابْن الأعرابيِّ: وَأنْشد: (وَاعْتَلَجَتْ جِمَالُهُ وَلُخُمُهْ ... ) قَالَ: وَلَا يكون ((الجَمَلُ)) فِي الْعَذْبِ. قَالَ: واللُّخْمُ: الْكَوْسَجُ _ يُقَال: إِنَّه يأكُل الناسَ. وَقَالَ غيرُه: اللَّخْمُ: القَطْع، وَقد لَخَمَهُ _ إِذا قَطَعَه. واللَّخَمَةُ: الْعَقَبَةُ من الْمَتْنِ. قَالَ ذَلِك قُطْرُبٌ. خلم: قَالَ اللَّيْث: الْخِلْمُ: مَرْبِضٌ للظَّبْيَةِ أَو كِنَاسٌ تتَّخِذُه مأْلَفاً، وتأوِي إِلَيْهِ. قَالَ: ويسمَّى الصَّدِيقُ خِلْماً. . لأُلْفَتِهِ، وَيقال فلانٌ خِلْمُ فلَان. قَالَ: وَالْخِلْمُ: العَظيم.

وَقَالَ غيرُه: هُوَ خِلْمي، وَهِي خِلْمِي وَقد خَالَمَ فلانٌ فلَانا _ إِذا صادَقَه. أَبُو العبَّاس _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ قَالَ: الْخِلْمُ: الصَّديقُ الصَّادِقُ الْخَالِص. وَقَالَ المبرِّد _ حِكَايَة عَن بعض الْبَصرِيين _ أَنه قَالَ: مَا كَانُوا يَعُدُّونَ الْمُتفَتِّيَةَ حَتَّى يكون لَهَا خِلْمَانِ سِوَى زوجِها. عمروٌ _ عَن أَبِيه _ قَالَ: الْخِلْمُ شَحْم ثَرْبِ الشَّاة. قَالَ أَبُو العبَّاس: وسألتُ عَنهُ ابنَ الأعرابيِّ. . فَعَرَفَه. وَقَالَ فِي بابٍ آخَرَ: الْخُلُم شُحُومُ ثَرْبِ الشَّاة. قَالَ: والْخُلُمُ _ أَيْضا: الأصدقاءُ. ملخ: قَالَ اللَّيْث: الْمَلْخُ قَبْضُكَ على عَضلةٍ عَضّاً وجَذْباً. وَيُقَال: امتلخَ الكلبُ عَضَلَتَهُ وامْتَلَخَ يَدَهُ من القابِضِ عَلَيْهِ، وامتلخَ السَّيْفَ من جَفْنِه _ إِذا استَلَّهُ. ومَلَخِتِ العُقَابُ عين الْمَيْتَةِ وامْتَلَخَتْها _ إِذا انتزعتها. وامتلختُ اللجامَ. . منْ رأسِ الدَّابةِ. قَالَ: والمَلاَّخُ: المَلاَّقُ. وَقَالَ رُؤْبةَ: (مُقْتَدِرُ التَّجْلِيخِ مَلاَّخُ الْمَلَقُ ... ) ورُوِيَ عَن الْحَسَنِ أَنه وَصَفَ رجلا فَقَالَ: يَمْلَخ فِي الْبَاطِل مَلْخاً _ أَي: يتَلَهَّى. قَالَ: ومَالَخَهَا مِلاَخاً _ إِذا مالَقَهَا وَلاَعَبَهَا. شَمِرٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: مَلَخَ فِي الأَرْض: ذَهَبَ فِيهَا. قَالَ: والْمَلْقُ أَنْ يَمُرَّ مَرّاً سَرِيعا. وَقَالَ ابْن هَانِيءٍ: الْمَلْخُ مَدُّ الضَّبْعَين فِي الحُضْرِ على حالاته كلِّها مُحْسِناً ومُسيئاً. وَقَالَ غيرُه: المَلْخُ: السَّيْر السَّهل، والْمَلْقُ نَحْوُه. وَقَالَ شَمِرٌ _ فِي قَول الحَسَنِ: ((يَمْلخُ فِي البَاطِلِ)) _ هُوَ التَّثَنِّي والتَّكَسُّر. يُقَال: مَلَخَ الفَرَسُ _ إِذا لَعِبَ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَدْنانَ: قَالَ لي الأصمعيُّ: ((يَمْلَخُ فِي الْبَاطِل)) : يَمُرُّ فِيهِ مَرّاً سَهْلاً. قلتُ: وسمِعْتُ غيرَ وَاحِد من الأعْرابِ يَقُول: مَلَخَ فُلانٌ _ إِذا هَرَبَ. وعَبْدٌ مَلاَّخٌ _ إِذا كَانَ كثيرَ الإبَاقِ. ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _: الْمَلْخُ: الفِرَارُ، والْمَلْخُ: التَّكبُّرُ. والْمَلْخُ: رِيحُ الطَّعَام. أَبُو عبيد _ عَن الْأَصْمَعِي _: امْتَلخْتُ الشَّيْء _ إِذا اسْتلَلْتُهُ رُويداً. أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: إِذا ضَرَبَ الفحْلُ الناقةَ فَلم يُلْقِحهَا فَهُوَ مَلِيخٌ. وَقَالَ فِي مَوضِع: المليخُ: الَّذِي لَا يُلقِحُ أَصْلاً. قَالَ: وكلُّ طعامٍ فاسدٍ فَهُوَ مَليخٌ. وَقَالَ اللَّيْث: المليخُ لحمٌ لَا طَعمَ لَهُ _ كلحم الحُوَارِ.

أبواب الخاء والنون

قَالَ: ومَلَخْتُ الْمَرْأَة مَلْخاً. . وَهُوَ شِدَّةُ الرَّطْمِ. وَقَالَ أَبُو عُبيدة: فَرَسٌ مَلِيخٌ ونَزُورٌ وصَلُودٌ _ إِذا كَانَ بطيء الإلْقاحِ. وجمعُه: مُلُخٌ. لمخ: قَالَ اللَّيْث: اللِّمَاخُ: اللِّطَامُ. يُقَال: لامَخْتُه، ولاطَمْتُه. وَأنْشد قولَ العَجَّاجِ: (فأَوْرَخَتْهَ أَيِّما إيرَاخِ ... قَبْلَ لِمَاخٍ أَيَّمَا لِمَاخِ) وَيُقَال: لَمَخَهُ لمْخاً _ أيْ: لَطَمَه. (أَبْوَاب) الْخَاء وَالنُّون خَ ن ف خنف، خفن، نخف، نفخ، فنخ: مستعملة. خفن: قَالَ اللَّيْث: خَفَّانُ النَّعَامِ: رَأْلُها _ الواحدةُ خَفّانةٌ _ وَهُوَ فَرْخُها. قلتُ: هَذَا تَصْحِيف، وَالَّذِي أَرَادَ الليثُ: الحَفَّانُ _ بِالْحَاء _ وَهِي رِئَالُ النَّعام. وَقد مرَّ تفسيرُها مُشْبَعاً، فِي بَاب ((حَفَّ)) مِن مُضاعَف حرف الْحَاء، والخاءُ فِيهِ خطَأٌ. قلتُ: وخَفَّانُ: مَوْضِعٌ. وَهُوَ مَأْسَدَة بَين الثِّني وعُذَيْبٍ. وَفِيه غِيَاضٌ ونُزُوزٌ. . وَهُوَ معروفٌ. ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _: أنَّه قَالَ: الخَفْنُ: اسْتِرْخَاءُ الْبَطْنِ. قلتُ: وَهُوَ حَرْفٌ غريبٌ لم أَسْمَعهُ لغيره. وَقَالَ اللَّيْث: الخَيْفَانُ: الجَرَادُ. . أوَّلَ مَا يطيرُ. جَرَادَةٌ خَيْفَانةٌ. وَكَذَلِكَ الناقةُ السريعة. قلتُ: جعل ((خَيْفَاناً)) ((فَيْعَالاً)) ، من الْخَفْنِ: وَلَيْسَ كَذَلِك. وَإِنَّمَا الْخَيْفَانُ _ من الجرادِ _: الَّذِي صارَ فِيهِ خطوط مُخْتلفةٌ. وأصْلُه من ((الأَخْيَفِ)) . والنونُ فِي خَيْفَانَ: نونُ ((فَعْلانَ)) ، والياءُ أَصْلِيَّةٌ. خنف: أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ قَالَ: الْخِنَافُ: سُرْعَةُ قَلْبِ يَدَي الفَرَس. وَقَالَ الليثُ: صَدْرٌ أَخْنَفُ وظهرٌ أَخْنفُ. وخَنَفَةُ: انهِضامُ أحدِ جانِبَيْهِ. يُقَال: خَنَفَتِ الدَّابَّةُ، وَهِي تَخْنِفُ بِيَدِهَا وبأَنفها فِي السّير _ أيْ: تَضْرِب بهَا نشاطاً، وَفِيه بعضُ المَيْل. يُقَال: ناقةٌ خَنُوفٌ. . مِخْنَافٌ. وَقَالَ أَبُو عبيدٍ _ عَن الأصمعيِّ _ الْخَنُوفُ من الْإِبِل: اللَّيِّنَةُ اليدَيْن فِي السَّيْر. وَقَالَ أَبُو عبيدةَ: ويكونُ الْخِنَافُ فِي الْخَيل: أَنْ يَثْنِيَ الفَرسُ يَدَه ورأسَه فِي شِقٍّ، إِذا أحضَرَ. قَالَ: أَبُو عبيدٍ: وَقَالَ الأصمعيُّ: إِذا أَهْوَى الفَرَسُ بحافرِه إِلَى وَحْشِيِّةِ فَذَلِك: الْخِنَاف. . وَقد خَنَفَ يَخْنِفُ.

قَالَ: ويكونُ الْخِنَافُ فِي البَعِيرِ _ فِي الْعُنُق _: أَنْ يُمِيلَهُ. . إِذا مُدَّ بِزَمامِه. وَقَالَ الليثُ: الْخَانِفُ: الَّذِي يُمِيلُ رأسَه إِلَى الزِّمَام، يَفعلُ ذَلِك من نشاطه. قَالَ: وجَمَلٌ خَانِفُ. . مِخْنَافٌ. وَهُوَ الَّذِي لَا يُلْقِحُ _ إِذا ضَرَبَ. وَهُوَ كالْعقيمِ من الرِّجال. قلتُ: لم أسمع ((الْمِخْنَافَ)) بِهَذَا الْمَعْنى. . لغير اللَّيْث، وَلا أَدْري. مَا صِحَّتُهُ؟ وَفِي الحَدِيث: ((أَنَّ قَوْماً أَتَوُا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا: تَخَرَّقَتْ عنَّا الْخُنُفُ، وأَحْرَقَ بُطُونَنا التَّمْرُ)) . قَالَ أَبُو عبيدٍ: قَالَ الأصمعيُّ: الْخُنُفُ وَاحِدهَا خَنِيفٌ. . وَهُوَ جِنْسٌ من الكَتَّان أَرْدَأُ مَا يكونُ مِنْهُ. وأنشدَ: (عَلَى كالْخَنِيفِ السَّحْقِ يَدْعُو بِهِ الصَّدَى ... لَه قُلُبٌ عَادِيَّةٌ وَصُحُونُ) يَعْنِي طَرِيقا ذَكَرُه. شَبَّههُ بثوبِ كَتَّان خَلَقٍ. . لدُرُوسِه. عمروٌ _ عَن أَبِيه _ قَالَ: الْخَنِيفُ رديءُ الكَتَّان. والْخَنِيفُ: الناقةُ الغَزِيرَةُ اللَّبنِ. ومِخْنَفٌ _ من الْأَسْمَاء _: معروفٌ. فنخ: قَالَ اللَّيْث: الْفَنِيخُ: الرِّخْوُ الضَّعيف. وَقَالَت امرأةٌ: (مَالي وَللشُّيُوخِ ... يَمْشُون كالْفُرُوخِ) (وَالْحَوْقَلِ الْفَنِيخِ ... ) والْحوْقَلُ: الَّذِي أَسَنَّ، وضعُف عَن الجِماع. قَالَ: وفَنَّخْتُهُ تفْنيخاً _ أَي: أَذْلَلتُه، وفَنَخْتُ رأسَه فَنْخاً _ إِذا فَتَتُّ العَظْمَ من غير شَقٍّ وَلَا إدْماءٍ وَقال العَجَّاج: (لَعلِمَ الجُهَّالُ أَنِّي مِفْنَخُ ... لِهَامِهمْ أَرُضُّهُ وأَنْفُخُ) (أَمَّ الصَّدَى عَنِ الصَّدَى وَأَصْمَخُ ... ) نفخ: قَالَ اللَّيْث: النَّفْخُ معروفٌ. تَقول: نَفَخْتُ فانْتَفَخَ. والْمِنْفَاخُ: الَّذِي يَنْفُخُ بِهِ الإنسانُ فِي النَّار وغيرِها. والنَّفِيخُ: الَّذِي يَنْفخُ فِي النّار. . الْمُوكَّلُ بذلك وأَنشدَ: (فِي الصُّبْح يَحْكي لَوْنَهُ زَخِيخُ ... مِنْ شُعْلةٍ سَاعَدَهَا النّفِيخُ) قَالَ: صَار الَّذي يَنْفخُ: نَفِيخاً مَثْلُ الْجَلِيس ونَحْوَه. . لأنَّه لَا يزالُ يَتعهَّدُه بالنَّفْخ. والنُّفَّاخُ: نُفْخَة الوَرَم من دَاءٍ يأْخذُ حَيْثُ أَخَذَ. والنُّفْخَةُ: انتفاخُ الْبَطن من طَعَام ونحوِه. والنَّفْخَةُ: نَفْخَةُ يَوْم الْقِيَامَة. والْمِنْفَاخُ: كِيرُ الحَدَّاد وشابٌّ وشابَّةٌ نُفُخٌ. وَذَلِكَ: إِذا مَلأتْهُمَا نُفْخَةُ الشَّبَابِ. ورجلٌ أُنْفُخَانٌ، وامرأةٌ أُنْفُخَانَةٌ ورجلٌ مَنْفُوخٌ، وقَوْمٌ مَنْفُوخُونَ _ إِذا امْتلأوا سِمَناً. . فِي رَخَاوَةٍ.

خ ن ب

والنُّفُخُ: الفَتَى الْمُمْتلىءُ شبَابًا _ بِضَمَّةِ النُّون وَالْفَاء. وكذلكَ: الجَارِيَةُ _ بِغَيْر هَاءٍ. والنَّفَخُ: دَاءٌ فِي الْفَرسِ. . فَرَسٌ أنْفَخُ وَهُوَ انْتِفَاخُ الْخُصْيَتَيْنِ. والنُّفَّاخَةُ: هَنَةٌ مُنْتَفِخَةٌ. . تكونُ فِي بطن السَّمَكةِ، وَهُوَ نِصابها _ فِيمَا زَعَمُوا وبَها تَسْتَقِلُّ السَّمَكَةُ فِي المَاء وتتردَّدُ بِهِ. قَالَ: والنُّفَّاخَةُ: الَّتِي تكونُ فوقَ المَاء. والنَّفْخَاءُ _ من الأَرْض _ مَا ارتفعَ. وَهِي مَكْرُمَةٌ تُنْبِتُ قَلِيلا من الشّجر. ومِثْلُها: النَّهْدَاءُ. . غيرَ أَنَّها أِشدُّ اسْتِوَاءً وتصوُّباً فِي الأَرْض. شمر _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: أرضٌ نَفْخَاءُ: لَيِّنَةٌ. . فِيهَا ارتفاعٌ، وَلَيْسَ فِيهَا رَمْلٌ وَلَا حجارةٌ. وَقيل لابْنَةِ الْخُسِّ: _ أَي شيءٍ أَحْسَنُ؟ فَقَالَت: ((أَثَرُ غادِيَةٍ. . فِي إِثْرِ سَاريةٍ. . فِي بِلادٍ خَاوِيةٍ. . فِي نَفْخَاءَ رَابِيَةٍ)) . وَقَالَ أَبُو زيد: هَذِه نُفْخَةُ الرَّبيع. ونُفْخَتُهُ: اكْتِهَالُ بَقْلهِ. وجمْعُ النَّفْخاءِ: نَفَاخَى. والنَّفْخُ: الْكِبْرُ. . فِي قَوْله: ((أَعُوذُ بِكَ من الشَّيْطَانِ. . من هَمْزِهِ ونَفْثِهِ وَنَفْخِهِ)) . فَنَفْخُهُ الْكِبْرُ، ونَفْثُهُ الشِّعْرُ وهَمْزُهُ الْمُوتَةُ. قَالَ والنَّفْخُ: ارتفاعُ الضُّحَى. وَقَالَ الفراءُ: يُقَال: نُفِخَ فِي الصُّورِ ونُفِخَ الصُّورُ _ بِمعْنًى واحدٍ. نخف: أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: النَّخْفُ: صوتُ الأَنْفِ _ إِذا مَخَطَ. قَالَ: وأَنْخَفَ الرجلُ: كثُرَ صوتُ نَخِيفِهِ. وَهُوَ مِثْلُ ((الْخنِينِ)) من الأنْفِ. قَالَ: والنِّخَافُ: الْخُفُّ. وجمعُهُ: أَنْخِفَةٌ. وَقَالَ أَعرابيٌّ: جَاءَنَا فلانٌ فِي نِخَافَيْنِ مُلَكَّمَيْنِ نَفَاعِيَيْنِ مُقَرْطَمَيْنِ. _ أَي: فِي خُفَّيْنِ مُرَقَّعَيْنِ. خَ ن ب خنب، خبن، نخب، نبخ، بخن: مستعملة: خنب: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: جاريةٌ خَنِبَةٌ: غَنِجَةٌ رَخِيمَةٌ. قَالَ: ورجلٌ خِنَّأْبٌ _ مكسورُ الْخَاءِ. . مشدَّدُ النُّون مهموزٌ _ وَهُوَ الضَّخْمُ فِي عَبَالة. . والجميع: خَنَانِبُ. وَيُقَال: بَلِ الْخِنَّأْبُ من الرِّجَال: الأحمقُ المتَصَرِّفُ _ يَخْتَلِجُ هَكَذَا مَرَّةً وَهَكَذَا مَرَّة _ أَي: يَذهبُ. وَأنْشد: (أَكْوِي ذَوِي الأضْغَانِ كَيّاً مُنْضِجاً ... مِنْهُمْ وَذَا الخِنّابَةِ الْعَفَنْجَجَا) قَالَ: والْخُنَّأْبَةُ _ الخاءُ رفعٌ، وَالنُّون شديدةٌ، وَبعد النُّون همزةٌ _ وَهِي طَرَفُ الأنْف _ وهما: الْخُنَّأْبَتَانِ. قَالَ: والأرْنَبَةُ: تَحت الْخُنّأْبَةِ. قلتُ: أمَّا قولُه: ((جَارِيَةٌ خَنِبَةٌ)) بِمَعْنى ((الْغَنِجَةِ الرَّخِيمَةِ)) فَلَا أَعْرِفُه.

ولكنَّ أَبَا العبّاس رَوَى _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ قَالَ: ظَبْيَةٌ خَنِبَةٌ _ أَي: عاقِدَةٌ عُنُقَها، وَهِي رابِضَةٌ وكَأَنَّ الجارِيَةَ مُشَبَّهَةٌ بهَا. ورَوَى سلَمةُ _ عَن الفَرَّاء _ أَنه قَالَ: الْخِنْبُ _ بِكَسْر الْخَاء _ ثِنْيُ الرُّكْبَةِ. وَهُوَ المَأْبِضُ. وَقَالَ شمِرٌ: خَنِبَتْ رِجْلُه _ إِذا وَهُنَتْ. وأَخْنَبْتُها _ إِذا أَوْهَنْتُهَا وَقَالَ ابنُ أَحْمَرَ: (أَبِي الّذي أَخْنَبَ رِجْلَ ابنِ الصَّعِقْ ... ) قَالَ: وَقَالَ ابنُ الأعرابيِّ: أَخْنَبَ رِجْلَهُ _ أَي قَطَعَها وَقَالَ أَبُو عَمْرٍ و: الْمَخْنَبَةُ: الْقَطِيعَةُ. وَأما قولُهُ: الْخُنَّأْبَةُ _ بِالْهَمْز وضَمِّ الْخَاء _ فإِن أَبَا العباسِ. . روَى _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ أَنه قَالَ: الْخِنَّابَتَانِ _ بِكَسْر الْخَاء وَتَشْديد النُّون غيرَ مَهْمُوز: هما سَمَّا المَنْخَرَينِ وهما المنْخَرَانِ والْخَوْرَمَتَانِ. قلتُ: وهكذَا قَالَ أَبُو عبيدةَ. . فِي ((كِتَابِ الْخَيْلِ)) . ورَوَى سلَمةُ _ عَن الفَرَّاء _ أَنه قَالَ: الْخِنَّابُ والْخِنَّبُ: الطّوِيلُ. . وَلَا أعرف الهَمْزَ لأحدٍ. . فِي هَذِه الحُرُوفِ. أَبُو عبيد _ عَن الفرَّاء _ أَنه قَالَ: يُقَال: إِنَّه لَذُو خُنَبَاتٍ وخَبَنَاتِ. وَهوَ الَّذِي يَصْلُحُ مَرّةً، وَيَفْسُدُ أخْرَى. وَقَالَ شَمرٌ: الْخَنَبَاتُ: الغَدْرُ والكَذِبُ. وَيُقَال: لن يَعْدَمَك _ من اللّئيم _ خَنَابَةٌ _ أَي: شَرٌّ. نخب: قَالَ اللَّيْث: النَّخْبُ ضَرْبٌ من الْبُضْعِ. يُقَال: نَخَبَها بِهِ النَّاخِبُ. وَأنْشد: (إِذا الْعَجُوزُ اسْتَنْخَبَتْ فانْخَبها ... ) قَالَ: والنَّخْبَةُ: خَوْقُ الثَّفْرِ. وروى سَلمَة _ عَن الْفراء _ قَالَ: المَنْخَبَة: أمُّ سُوَيْدٍ. الحرَّانيُّ _ عَن ابْن السكِّيتِ _ يُقَال: رَجُلٌ مَنْخُوبٌ ونَخِيبٌ. . ومُنْتَخَبُ الفُؤَادِ _ أَي: مُنْتزَعَ الفُؤاد. وَمِنْه: نَخَبَ الصَّقْرُ الصَّيْدَ _ إِذا انتزَعَ قَلْبَهُ. وَمِنْه النُّخْبَةُ _ وهُم الجَمَاعَة. . تُخْتارُ من الرِّجَال، فتُنْتَزَعُ مِنْهُم. أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: أَنْخَبَ الرجلُ _ إِذا جَاءَ بِوَلَدٍ جَبانٍ، وأَنْخَبَ: جَاءَ بوَلدٍ شُجاع. فَالْأول من ((المَنْخُوبِ)) . . وَالثَّانِي من ((النُّخْبَةِ)) . وَقَالَ الليثُ: يُقال: انْتَخَبْتُ أَفضَلَهُمْ نُخْبَةً، وانْتَخَبْتُ نُخْبَتُهمْ. قَالَ: وَقد يُقَال للمَنْخوبِ: ((النِّخَبُّ)) _ النونُ مجرورة والخاءُ منصوبةٌ وَالْبَاء شديدةٌ. والجَميعُ: الْمَنْخُوبُونَ. وَقد يُقَال فِي الشِّعر _ على ((مَفاعِلَ)) _: مَنَاخِبُ.

قَالَ: والمَنْخُوبُ: الَّذِي قد ذَهَبَ لَحْمُهُ وهُزِلَ. أَبُو حَاتِم _ عَن الأصمعيِّ _: يُقَال: هم نُخَبَةُ الْقَوْم _ بِضَم النُّون وَفتح الْخَاء. قلتُ: وغيرُه يُجيزُ ((نُخْبَةً)) _ بِإِسْكَان الْخَاء. واللُّغَةُ الجَيِّدَةُ: مَا رَوَاهُ الأصمعيُّ. خبن: قَالَ اللَّيْث: خَبَنْتُ الثوبَ. . خَبْناً _ إِذا رَفَعْتُ ذُلْذُلَ الثَّوْب _ فخِطْتُه _ أَرْفَعَ من موضعِه كي يَقْلُصَ. . كَمَا يُفْعَل بِثَوْب الصبيِّ. والفِعْلُ: خَبَنَ. . يَخْبِنُ. قَالَ: والْخُبْنَةُ: ثِبانُ الرجُل. وَهُوَ ذُلْذُلُ ثوبِه. . المرفوعُ. يُقَال: رَفعَ فِي خُبْنَتِهِ شَيْئا. . وَقد خَبَنَ خَبْناً. قَالَ: والْخُبْنُ فِي المزَادة: مَا بَين الْخُرَبِ ... لكلِّ مِسْمَعٍ خُبْنَانِ. وَقَالَ شمرٌ: يُقَال للثُّوْبِ _ إِذا طَال فَثَنَيَتَهُ _: قد خَبَنْتُهُ وغَبَنْتُهُ وكَبَنْتُهُ. وَقَالَ المُخَبَّلُ السَّعْدِيُّ: (وَكانَ لهَا مِنْ حَوْضِ سَيْحَانَ فُرْصةٌ ... أَرَاغَ لهَا نجْمٌ مِنَ الْقَيظِ خَابنُ) _ أَي: خَبَنَها الْقَيْظُ. وَفِي حَدِيث عمرَ رَضِي الله عَنهُ: ((إِذا مَرَّ أَحَدُكُم بحائِطٍ فلْيأكُلْ مِنْهُ، وَلا يَتخِذْ خُبْنةً)) . قَالَ شمرٌ: الْخُبْنَةُ والحُبْكَةُ: فِي الحُجزَةِ. . والثُّبْنَةُ. فِي الإزَار. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: قَالَ ابنُ الأعرابيِّ: أَخْبَنَ الرجلُ _ إِذا خَبَأَ فِي خُبْنةِ سَرَاويلهِ. . ممّا يَلِي الصُّلْبَ. وأَثبَنَ _ إِذا خَبأَ فِي ثُبْنَتِهِ. . ممّا يَلي البَطْنَ. نبخ: قَالَ اللَّيْث: النَّبْخُ: مَا نَفَطَ من اليدِ فَخرج عَلَيْهِ شِبْهُ قَرْحٍ ممتليءٍ مَاء من الْعَمَل. فإِذا انْفَقأَ أَو يبِسَ. . مَجَلَتِ الْيَد فصَلُبَتْ عَلَى الْعمل. وَكَذَلِكَ: من الْجُدَرِيِّ. أَبُو عُبيد: النَّبْخُ: الْجُدَرِيُّ. وَأنْشد غيرُه لكَعْب بن زُهَيْرٍ _ يَصِفُ القَطَا: (وَعَنْ حَدَقٍ كالنَّبْقِ لمْ يتَفَلَّقِ ... ) يَعنِي حَدَقَ فِراخ القَطَا. وَقَالَ الليثُ: النَّبْخَةُ: كالنُّكْتَةِ. أَبُو العبَّاس _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: أَنْبَخَ الرجلُ _ إِذا أَكلَ النَّبْخَ وَهُوَ أَصْلُ البَرْدِيِّ. . يُؤْكلُ فِي الَقَحْطِ. وأَنبَخَ وَأَبْنَخَ: عَجَنَ عجِيناً أَنْبَخَانيّاً. . وَهُوَ المسترخِي. وأَنْبخَ: زَرَعَ فِي أَرْضٍ نَبْخَاء، وَهِي الرِّخْوةُ. وَقَالَ شَمِرٌ: خُبْزَةٌ أَنْبَخَانِيَّةٌ: ضَخْمَةٌ. قَالَ: وَيُقَال: رجلٌ أَنْبَخُ وجملٌ أَنْبَخُ _ إِذا كَانَ جَافيا. وَقَالَ بَعضهم: بُقُولٌ أَنْبَخَانيَّةٌ.

خ ن م

وَقَالَ الليثُ: الأَنبخُ: التُّرَابُ الأكْدَرُ اللُّوْن. . الكَثيرُ. قَالَ: والأَنْبَخَانُ: العَجينُ النَّبَّاخُ _ يَعْنِي الفاسدَ الحامِضَ. وَقد نَبُخَ العجينُ: يَنْبُخُ نُبُوخاً. وَقَالَ ابنُ شميلٍ: النَّبْخَاءُ _ من الأَرْض _: المكانُ الرِّخْو. . وَلَيْسَ من الرَّمْل. وَهُوَ مِنْ جَلْدِ الأَرْض ذِي الْحِجَارَة. وَقَالَ أَبُو مَالك: ثَرِيدٌ أَنْبَخَانِيٌّ _ إِذا كَانَ لَهُ بخارٌ وسُخونةٌ. وَقَالَ غيرُه: ثَرِيدٌ أَنبَخانيٌّ _ إِذا سُوِّي من الكَعْكِ والزَّيْتِ، فانتَفَخ _ حِين صُبَّ عَلَيْهِ الماءُ _ واسترخَى. عمروٌ _ عَن أَبِيه _ قَالَ: يُقَال للكِبْريتَةِ الَّتِي يُثَقَّبُ بهَا النَّار: النَّبْخَةُ. وَأَخْبرنِي المنذريُّ _ عَن الحرَّانيِّ عَن ابْن السِّكِّيتِ _: رجُل نابخَةٌ من النَّوَابِخِ _ إِذا كَانَ عظيمَ الشَّأْن ضَخْماً. وأَنشد لِساعِدَةَ الهُذَلِيِّ: (يَخْشَى عَلَيْهِمْ مِنَ الأَمْلاَكِ نَابِخَةً ... مِنَ النَّوَابِخِ مِثْلَ الْخَادِرِ الرُّزَمِ) قَالَ: ويُرْوَى: (. . نابِجَةً مِن النَّوَابِجِ. . ... ) من النَّبْجَةِ: وَهِي الرَّابِيَةُ. بخن: قَالَ الأصمعيُّ: يُقَال للناقَةِ، إِذا تمدَّدَتْ للحَلْب _: قد ابْخَأَنَّتْ. وَيُقَال للميِّت _ أَيْضا _: قد ابْخأَنَّ. وَقَالَ الرَّاجِزُ: _ فتَرَك فِيهِ الهمْزَ: (مُرِبَّةٌ بالنَّقْر والإبْسَاسِ ... وَالابْخِنَانِ الدَّرِّ والنُّعَاسِ) قلتُ: وأصلُ ((ابْخَأَنَّ)) : من ((البَخْنِ)) . وَهُوَ ((المَخْنُ)) . . وَهُوَ الطويلُ المَدِيدُ. خَ ن م خمن، خنم، نخم، مخن: مستعملة. خمن: قَالَ الليثُ: الْخَمْنُ: تَخْمِينُكَ الشَّيْء بالوهم. . خَمَنَ يَخْمِنُ خَمْنًا. تقولُ: قلْ فِيهِ قوْلاً بالتَّخْمِين - أيْ: بالوَهْمِ والظَّنِّ. وَقَالَ أَبو حاتمٍ: هَذِه كلمةٌ أَصْلُها فارسيَّة ثمَّ عُرِّبَتْ. . وأصلُها من قَوْلهم: ((خَمَانَا)) . مَعْنَاهُ: الظَّنُّ والحَدْسُ. وَيُقَال: هُوَ من خَمَّان النَّاس _ أيْ: مِن ضُعَفائهم. كَأَنَّهُ ((فَعْلاَنُ)) من الْخَمْنِ، وَهُوَ الكَنْسُ. مخن: قَالَ الليثُ: رجلٌ مَخْنٌ وامرأةٌ مَخْنَةٌ إِلَى القِصَر ماهو؟ . . وَفِيه زَهْوٌ وخِفَّةٌ. قلتُ: مَا عَلِمْتُ أحدا من أهل اللُّغة قَالَ فِي المَخْنِ: إِنَّه القِصَرُ _ غيرَ اللَّيثِ. وَقد رَوَى أَبُو عبيد _ عَن الأصمعيِّ _ فِي بَاب ((الطِّوَالُ من النَّاس)) : ومنهمُ ((المَخْنُ)) ، و ((الْيَمْخُورُ)) ، و ((المُتَمَاحِلُ)) . ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _: أنّه قَالَ: المَخْنُ: الطُّول. قَالَ: والمَخْنُ _ أَيْضا: الْبكاء. والمَخْنُ _ أَيْضا _: نَزْحُ الْبِئْر. وَأنْشد غيرُه:

أبواب الخاء والفاء

(قَدْ أَمَرَ الْقَاضِي بِأَمْرٍ عَدْلِ ... أَنْ يَمْخَنُوهَا بِثَمَانِي أَدْلٍ) وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: يُقَال: مَحَنَها ومَخَنَها ومَسَحَهَا _ إِذا باضَعَها. . يَعني المرأَةَ. خنم: أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابِيِّ: قَالَ: الْخَنْمَةُ: ضَرْبٌ من خُشَامِ الأَنْفِ وَهُوَ ضِيقٌ فِي نَفسهِ. نخم: أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: النَّخْمَةُ: النُّخَاعةُ، والنَّخْمَةُ: اللَّطْمَةُ. وَقَالَ الليثُ: النُّخَامةُ: مَا يَخرُجُ من الْخَيْشُومِ عِنْد التَّنَخُّعِ. يُقَال: هُوَ يَنْخَمُ نَخْماً. قلتُ: وَقَالَ غَيْرُه: النُّخَامَةُ: مَا يُلقيهِ الرَّجُل من خَرَاشِيِّ صَدْرِهِ. وأمَّا النُّخَاعَةُ: فَمَا نَزَلَ من النُّخَاعِ الَّذِي مادَّتُهُ من الدِّماغِ. وَقَالَ اللَّيْث: النَّخْمُ: اللَّعِبُ والْغِنَاءُ. وروى أَبُو العبَّاس _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ أنَّه قَالَ: النَّخْرُ أَجْوَدُ الغِناء. وَمِنْه حديثُ الشَّعْبِيِّ أَنَّه اجْتمع شَرْبٌ من أهل الأنبَارِ، وبَيْنَ أيدِيهمْ نَاجُودٌ فَغَنَّى نَاخِمُهُمْ: (أَلاَ فَاسْقِيَانِي قَبْلَ جَيشِ أبي بَكْرِ ... ) _ أَي: غَنَّى مُغَنِّيهِمْ بِهذَا. [أَبْوَاب الْخَاء وَالْفَاء] خَ ف ب: مُهْمَلٌ. خَ ف م اسْتُعْمِلَ مِنْهُ: فخم. فخم: اللَّيْث: فَخُمَ يَفْخُمُ فَخَامَةً فَهُوَ فَخْمٌ: عَبْلٌ. وَفِي حَدِيث ابْن أبي هَالَة وصِفَتِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: كانَ فَخْماً مُفَخَّماً _ أَيْ: عَظِيماً مُعَظَّماً فِي الصُّدور وَالعُيونِ، ولمْ تكنْ خِلقتُهُ فِي جِسْمِهِ الضَّخَامَةَ. وأَتيْنَا فلَانا ففخَّمْنَاهُ أَيْ: عظَّمْنَاه وَرَفَعْنَا من شَأْنه. وَقَالَ رُؤْبَةُ: (نَحمَدُ مَوْلاَنَا الأجَلَّ الأَفْخَمَا ... ) وَقَالَ بعضهُمْ: الْفَيْخَمَانُ: الرَّئيسُ الْمُعَظَّمُ الَّذِي يُصْدَرُ عَن رَأْيه، وَلَا يُقْطَعُ أَمْرٌ دُونَه. آخِرُ الثُّلاَثيِّ الصَّحِيح مِنْ حَرْفِ الْخَاء

بسم الله الرحمن الرحيم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ توكلت على الله كتاب الثلاثي المعتل من حرف الْخَاء [بَاب الْخَاء والغين] خَ غ (وَا يء) : مهمل] بَاب الْخَاء وَالْقَاف خَ ق (وَا يء) خاق (خوق) قاخ: قخى: مستعملة. خوق: قَالَ اللَّيْث: الْخَوْقُ: حَلْقَةُ الْقُرْطِ والشَّنْفِ. يُقَال: مَا فِي أُذُنِهَا خُرْصٌ وَلَا خَوْقٌ. أَبُو العبَّاس _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ قَالَ: الْحَادُورُ: الْقُرْطُ، وَخَوْقُهُ حَلْقَتُهُ. قَالَ: والْمُخَوَّقُ: الْحَادُورُ الْعظيمُ الْخَوْقِ. قَالَ: وَيُقَال للرجُل: خُقْ خُقْ _ أَي: حَلِّ جارِيتَكَ بالْقِرَطَةِ. وَقَالَ اللَّيْث: مَفَازَةٌ خَوْقَاءُ. . مُنْخَاقَةُ. وأَنشد: (خَوْقَاءُ مُفْضَاهَا إِلَى مُنْخَاقِ ... ) وخَوَقٌ أَخْوَقُ. . وخَوَقُهَا سَعَةُ جَوْفِها وَقد انْخاقَتِ الْمَفَازَة. وَيُقَال: خَوْقُهَا: طُولُها وعِرَضُ انْبِسَاطِهَا. شمرٌ _ عَن أبي عمرٍ و _: الْخَوْقَاءُ: الْمَفَازَةُ الَّتِي لَا ماءَ بهَا. وبَلَدٌ أَخْوَقُ: واسِعٌ بَعِيدٌ. قَالَ رُؤْبَةُ: (فِي الْعَيْنِ مَهْوَى ذِي حِدَابٍ أَخْوَقاَ ... إِذَا الْمَهَاري اجْتَبْنَهُ تَخرَّقَا) (عَنْ طَامِس الأعْلاَمِ أَوْ تَخَوَّقَا ... ) تَخَوَّقَ: تَبَاعد عَنهُ. وَقَالَ غيرُه: مفازةٌ خَوْقَاءُ: وَاسِعَة الْجَوْفِ. وَقَالَ ابنُ مُقْبِلٍ: (وَجَرْدَاءَ خَوْقَاءِ الْمَسَارِحِ هَوْجَلٍ ... بِهَا لاسْتِدَاءِ الشَّعْشَعَانَاتِ مَسْبَحُ) أَبُو عبيد _ عَن الأُمَوِيِّ _: ناقَةٌ خَوْقَاءُ، وبعِيرٌ أَخْوَقُ: بَيِّنُ الْخَوَقِ. وَهُوَ مِثْلُ الْجَرَبِ. شمرٌ عَن ابْن شُمَيْلٍ _: الْخَوْقَاءُ: الرَّكِيَّةٌ البعيدةُ القَعْرِ. . الواسعةُ. . مِنَ الرَّكايَا بَيِّنَةِ الْخَوْقِ.

باب الخاء والكاف

قَالَ: والْخَوْقَاءُ من النِّساء _ الدَّقيقَةُ الطَّوِيلةُ. قَالَ: والْخَوْقَاءُ _ أَيْضا _ الْحَمْقَاءُ من النِّسَاء. . ونِساءٌ خُوقٌ. وَفِي ((نَوَادِر الْأَعْرَاب)) : خُوقُ الْفَرَسِ جِلْدُ ذَكَرِه الَّذِي يَرْجِعُ فِيهِ مِشْوَارَهُ. وَقَالَ اللَّيْث: خَاقَ الرجلُ المرأةَ _ إِذا فَعَلَ بهَا. أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _: خَاقِ بَاقِ: صَوْتُ حَرَكَة أبي عُميْرٍ فِي زَرْنَبِ الْفَلْهَمِ. قَالَ: والزَّرْنَبُ: الْكَيْنُ. قَالَ اللَّيْث: وخَاشِ مَاشِ: قُمَاشُ البَيْتِ وسقَطه. قلتُ: وجَعَلَ الرَّاجزُ ((خَاقِ باقِ)) : فَلْهَمَ المَرأَة. . حيثُ يَقُول: (مُلْصِقَةَ السَّرْجِ بِخَاقِ بَاقِهَا ... ) وَهَذَا من تسمِيَة العربِ الشَّيْء باسم غَيرِه _ إِذا كَانَ مَعَهُ، أَو من سَبَبِهِ. قخى: قَالَ الليثُ: إِذا كَانَ الرَّجلُ قَبِيحَ التَّنَخُّعِ. . يُقَال: قَخَّى يُقَخِّى تَقْخِيَةً وَهِي حكايةُ تَنَخُّعِهِ. قيخ: شَمِرَ _ عَن الْأَخْفَش _: فِيمَا رَوَاهُ لَهُ ابنُ هانىءٍ عَنهُ: ليلةٌ قَاخٌ _ أَيْ: سَوْدَاءُ، وَأنْشد: (كَمْ لَيْلَةً طَخْيَاءَ قَاخاً حِنْدِسَا ... تَرَى النُّجُومَ مِنْ دُجَاهَا طُمَّسَا) [بَاب الْخَاء وَالْكَاف] خَ ك (وَا يء) كوخ: الكُوخُ والكَاخُ: دَخِيلاَنِ فِي العربيَّة وكأنهما مِن كَلَام النَّبَطِ. بَاب الخَاء وَالْجِيم خَ ج (وايء) خجأ، خجى، جخأ، جاخ، جوخ: مستعملة. خجأ: أَبُو عُبيدٍ: خَجَأْتُ المَرْأَةَ وَفَطَأْتُهَا _ أيْ: نكَحْتُها. ونحوَ ذَلِك قَالَ أَبُو زَيْدٍ. وَقَالَ اللِّحْيَانيُّ: رجلٌ خُجَأَةٌ: كثيرُ المُبَاضَعَةِ. وفحْلٌ خُجَأَةٌ: كثيرُ الضِّرَابِ. وَقَالَت بنتُ الْخُسِّ: ((خَيْرُ الفُحُولِ البَازِلُ الْخَجَأَةُ)) . خجى: قَالَ محمَّدُ بنُ حَبِيبٍ: الأَخْجَى: هَنُ المرأةِ _ إِذا كَانَ كثيرَ الماءِ فَاسِدا قَعُوراً بَعِيدَ المِسْبَارِ _ وَهُوَ أَخْبَثُ لَهُ. وأَنْشَدَ: (وسَوْدَاءَ مِنْ نَبْهَانَ تَثْنِي نِطَاقَها ... بِأَخْجَى قَعُورٍ أَوْ جَوَاعِرِ ذِيبِ) وقولُهُ: ( ... أوْ جَوَاعِرِ ذِيبٍ ... ...) أرَادَ أَنها رَسْحَاءُ. وَقَالَ الليثُ: التَّخَاجِي فِي المشْي: التَّبَطُّؤُ. وَأنْشد شَمِرٌ:

باب الخاء والشين

(ذَرُوا التَّخَاجِيَ وَامْشُوا مِشْيَةً سُجُحاً ... إنَّ الرِّجالَ ذَوُو عَصْبٍ وتَذْكِيرِ) جَخَى وجخَّى وجَخَّ. رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ((أَنَّهُ كَانَ إِذا سَجَدَ جَخَّى)) . قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: أحمدُ بْنُ يَحيَى: يُقَال: جَخَّ الرجلُ وجَخَّى _ إِذا خَوَّى فِي سُجُوده _ وَهُوَ أنْ يَرفع ظَهْرَه حَتَّى يُقِلَّ بَطْنَهُ عَن الأَرْض. قَالَ: وَيُقَال: ((جَخَّى)) إِذا فَتَحَ عَضُدَيْهِ فِي السُّجُودِ. وَفِي حَدِيث حُذَيْفَةَ _ حِين وَصَف القلوبَ فَقَالَ _: ((وقلْبٌ مُرْبَدٌّ كالكُوزِ مُجَخِّياً. . وَأَمَالَ كَفَّهُ)) . والمُجَخَّى: المائلُ عَن الاسْتقَامَة والاعتدال. يُقَال: جَخَّى إِلَى السَّوْأَةِ _ إِذا مالَ إِلَيْهَا. وَأنْشد أَبُو عُبيدٍ: (كَفَى سَوْأَةً أَلاَّ تَزَالَ مُجَخِّياً ... إلَى سَوْأَةٍ وَفْرَاءَ فِي اسْتِكَ عُودُها) أَيْ: مائِلاً. وَيُقَال: جَخَّى الليلُ تَجْخِيَةً _ إِذا أَدْبَرَ. وَقَالَ أَبُو تُرَابٍ: سَمِعْتُ مُدْرِكاً يَقُول: رجلٌ أَجْخَى وأَجْخَرُ _ إِذا كَانَ قليلَ لحمِ الفَخِذَيْنِ، وَفِيهِمَا تَخاذُلٌ من العِظام، وتَفَاحُجٌ. وَيُقَال للشَّيْخِ _ إِذا حَنَاهُ الكِبَرُ _: قد جَخَّى. جوخ و (جاخ) : أَبُو عُبيدٍ _ عَن الْأَحْمَر _: تَجَوَّخَتِ البئرُ تَجَوُّخاً _ إِذا انهارَتْ. وَقَالَ شَمِرٌ: جَوَّخَ السَّيْلُ الوادِيَ تَجْوِيخاً _ إِذا كسَرَ جَنَبَتَيْهِ. وَهُوَ الجَوْخُ. وَقَالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ الهلاليُّ _ أنْشَدَهُ شَمِرٌ _: (أَلَثَّتْ عليهِ دِيمَةٌ بَعْدَ وَابِلٍ ... فَلِلجزع مِنْ جَوْخِ السُّيُول قَسِيبُ) وَيُقَال: تَجَوَّخَتْ قُرْحَتُه _ إِذا انفجَرَتْ بالمِدَّةِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: تَقول العامَّةُ: الجَوْخَانُ. . وَهُوَ فارِسيٌّ مُعَرَّبٌ. وَهُوَ بالعربيَّةِ: المِسْطحُ والجَرِينُ. بَاب الْخَاء والشين خَ ش (وايء) خشى، وخش، خيش، خاش، شاخ خشا، مستعملة: خشى: قَالَ الليثُ: الْخَشْيَةُ: الْخَوْف، والفِعْلُ خَشِيَ يَخْشَى. وَيُقَال: هَذَا المكانُ أَخْشَى من ذَلِك المكانِ. وَقَالَ العَجَّاجَ: (قَطَعْتُ أَخْشَاهُ إِذا مَا أَحْجَبَا ... ) وَقَالَ الفرَّاءُ _ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {فَخَشِينَا أَن يرهقهما طغيانا وَكفرا} [الْكَهْف: 80] . قَالَ: {فَخَشِينَا} _ أيْ: فَعَلِمْنَا. وَقَالَ الزّجَّاجُ: {فَخَشِينَا} : مِن كَلَام الْخَضِرِ.

والدَّليل على أَنه للخضر؛ قَوْله عزّ وجلّ: {فأردنا أَن يبدلهما ربهما} [الْكَهْف: 81] . قَالَ: وجائزٌ أنْ يكونَ {فَخَشِينَا} : عَن الله جلّ وعزّ لأنّ الخَشيةَ من الله تَعَالَى مَعْنَاهَا: الْكَرَاهَة، وَمَعْنَاهَا من الآدَمِيِّين: الْخَوْف. وخش: قَالَ اللَّيْث: الْوَخْشُ من النَّاس: رُذَالَتهُم، وصِغَارُهمْ. اسمٌ يقعُ على الْوَاحِد والجميعِ وَالْإِنَاث. رجل وَخْشٌ، وامرأةٌ وَخْشٌ، وقومٌ وَخْشٌ. وربَّما جُمعَ أَوْخَاشاً. ورُبّما أُدْخلَ فِيهِ النُّون. وَأنْشد: (جَارِيَةٌ لَيْسَتْ مِنَ الوَخْشَنِّ ... ) النونُ صِلَة لِلرَّوِيِّ. وَأنْشد أَبُو عُبَيْدٍ فِي (الإِيخَاشِ)) : (وأَلْقَيْتُ سَهْمِي وَسْطَهُمْ حِينَ أَوْخَشُوا ... فَمَا صَارَ لي فِي القَسْمِ إلاَّ ثَمِينُهَا) قَالَ: ((أَوْخَشُوا)) : خلطوا. وَقَالَ النَّابغة: (أَبَوْا أَن يُقِيموا للرِّماح وَوَخَّشَتْ ... شَغَارِ وَأَعْطَوْا مُنْيَةً كُلَّ ذِي ذَحْلٍ) قَالَ شَمِرٌ _ فِي قَوْله: ((وَخَّشَتْ)) _: ألْقَتْ بأَيْدِيها، وأطاعتْ. خيش: قَالَ اللَّيْث: الخيشُ: ثيابٌ فِي نَسْجِها رِقَّةٌ، وخيوطها غِلاَظٌ. تُتَّخَذ من مُشَاقَةِ الكَتَّانِ. وَأنْشد: (وَأَبصَرْتُ سَلْمَى بَيْنَ بُرْدَي مَرَاجِلٍ ... وَأَخيَاشِ عَصْبٍ مِنْ مُهَلْهَلَةِ الْيَمَنْ) وَيُقَال: فِيهِ خيُوشَةٌ _ أَي: رِقَّةٌ. خوش: قَالَ اللَّيْث: رجل مَتَخَوِّش _ أَي: مَهْزُولٌ. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْفراء: الْخَوْشَانِ. الْخَاصِرَتَانِ. . من الإنْسَان وَغَيره. وَقَالَ أبوالهيثم: أَحْسَبُهمَا ((الْحَوْشَانِ)) _ بِالْحَاء. قلتُ: وَالصَّوَاب مَا رَوَى أَبُو عُبْيدٍ عَن الفرَّاء. ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَعَن عَمْرٍ و _ عَن أَبِيه _ أَنَّهُمَا قَالَا: الْخَوْشُ: الخَاصِرَةُ. قلتُ: _ وَهُوَ عِنْدِي _: مَأْخُوذ من ((التَّخْوِيشِ)) وَهُوَ التَّنْقِيصُ. قَالَ رُؤْبة: (يَا عَجَباً وَالدَّهْرُ ذُو تَخْوِيش {} ... ) أَي: ذُو تنقيص للأشياء. وَيُقَال: خَوَّشَهُ حَقَّه _ إِذا نَقَصَه. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: خَاشَ الرجُلُ جارِيَتَه بِأيْرِهِ: قَالَ: والخَوْشُ: كالطَّعْنِ. وَكذلك: جَافَهَا بِه يَجُوفُها، وكَامَهَا ونَشَغَها ورَفَغها. وَقَالَ الرَّاعِي _ يصف ثَوْراً يَحْفِرُ كِناساً ويُجَافِي صَدْرَه عَن عروقِ الأَرْطَى. فَقَالَ: (يُخَاوِشُ الْبَرْكَ عَن عِرْقٍ أَضَرَّ بِهِ ... تَجَافِياً كَتَجَافِي الْقَرْم ذِي السَّرَرِ) أَي: يرفع صدْرَه عَن عِرْقِ الأَرْطَى. وَقَالَ ابْن الأعرابيِّ: يُقَال لِقُماشِ الْبَيْت وسَقَطِ مَتَاعِه: خَاشِ مَاشِ. وَأنْشد أبُو زَيْدٍ:

باب الخاء والضاد

(صَبَحْنَ أَثْمَادَ بَنِي مِنْقَاشِ ... خُوصَ الْعُيُونِ يُبَّسَ الْمُشَاشِ) (يَحْمِلْنَ صِبْيَاناً وَخَاشِ مَاشِ ... ) قَالَ: سَمِعَ فارسيَّتَه فأعْرَبَها. شيخ: يُقَال: شاخَ الرجلُ يَشِيخُ شُيُوخَةً، فَهُوَ شَيْخٌ. وجَمْعه: شُيُوخٌ، وأَشْيَاخٌ، ومَشْيَخَةٌ، وشِيخَانٌ ومَشْيُوخَاء. وَيُقَال للعَجُوزِ: شَيْخَةٌ. وَالْعرب تَقول لِزَوْجِ المرأَة _ وَإِن كَانَ شابّاً _: هُوَ شَيْخُهَا. . ولامرأة الرجُل _ وَإِن كَانَت شابَّةً _: هِيَ عَجُوزُه. وَيُقَال: قد شَيَّخَ الشَّيْخُ تَشْيِيخاً _ إِذا كَبِر. والْمَشَايخُ: جمعُ مَشْيَخَةٍ. أَبُو عبيدٍ: عَن أبي زيدٍ _: شَيَّخْتُ بالرَّجُل، تَشْييخاً. وسمَّعْتُ بِهِ تَسْمِيعاً، وندَّدْتُ بِهِ تَنْدِيداً _ إِذا فَضَحْتَهُ. وَقَالَ أَبُو زيد أَيْضا: وَمن الْأَشْجَار: الشَّيْخُ. وَهِي شجرَةٌ يُقَال لَهَا: شجَرَةُ الشُّيُوخ، وثمَرَتها جِرْوٌ. . كَجِرْوِ ((الْخِرِّيع)) . وَهِي شَجَرَة الْعُصْفُرِ. . مَنْبِتُها الرِّياضُ والقُرْيَانُ. وتُجْمع الْمَشْيَخَةُ: مَشَايخَ _ أَيْضا. خشا: أَبُو العبِّاسِ _ عَن ابْنِ الأعرابيِّ _ قَالَ: الْخَشا: الزَّرْعُ الأسْوَدُ _ من الْبَرْدِ _ والشَّخَا: السَّبَخَةُ. أَبُو عبيد _ عَن الأمَوِيِّ _ قَالَ: الْخَشْوُ: الْحَشَفُ من التَّمْرِ. وَقد خَشَتِ النَّخلَةُ تَخْشُوُ خَشْواً. بَاب الْخَاء والضَاد خَ ض (واىء) خَاضَ، وخض، وضخ، أضخ، (أضاخ) : مستعملة. خوض _ خيض: قَالَ الليثُ: خُضْتُ الماءَ. . خَوْضاً وخِيَاضاً. واخْتَاضَ. . اخْتِياضاً، وخَوَّضَ. . تَخْوِيضاً. قَالَ: والْخَوْضُ: اللبْسُ فِي الْأَمر. والْخَوْضُ: الْمَشْيُ فِي المَاء. والخَوْضُ _ من الْكَلَام _: مَا فِيهِ الكَذِبُ والباطلُ. والْمِخْوَضُ: مِجْدَحٌ يُخَاضُ بِهِ السَوِيقُ. وَقَالَ غيرُه: خُضْتُه بالسَّيْفِ أَخُوضُه خَوْضاً. وَذَلِكَ إِذا وَضعْتُ السيفَ فِي أَسْفَلِ بَطْنه، ثمَّ رفعتَهُ إِلَى فَوْقُ. واخْتَاضَه بِالسَّهْمِ: كَذَلِك. وَقَالَ أَبُو النَّجْم: (فَاخْتَاضَ أُخْرَى فَهَوَتْ رَجُوخَا ... ) وأخْاضَ القومُ خَيْلَهُمُ الماءَ. . إخاضةً _ إِذا خاضُوا بهَا الماءَ. والخِيَاضُ: أَنْ تُدْخِلَ قِدْحاً مُسْتَعاراً. بَين قِدَاحِ الميسرِ تَتَيمَّنُ بِهِ. يُقَال: خُضْتُ بِهِ فِي القِدَاحِ خِيَاضاً، وخاوَضْتُ القِدَاحَ. . خِوَاضاً. وَقَالَ الْهُذَلِيُّ: (فَخَضْخَضْتُ صُفْنِي فِي جَمِّهِ ... خِيَاضَ الْمُدَابِرِ قِدْحاً عَطُوفاً)

قلتُ: وقولُه. ((خَضْخَضْتُ)) تكْريرٌ، مِن ((خاضَ يَخُوضُ)) كَمَا قَالُوا: ((نَخْنَخْتُ)) مِنْ أَناخَ. لمَّا كرَّرَهُ جعله متعدِّياً. و ((المُدَابِرُ)) : المَقْمُورُ. . يُقْمَرُ فيستعيرُ قِدْحاً يثقُ بفوزه ليعاوِدَ مَنْ قَمَرَه القِمارَ. وَقَالَ ابْن السكِّيت: وَيُقَال لِلْمَرْعَى _ إِذا كَثُرَ عُشبُه والْتفَّ _: قد اخْتَاضَ اخْتِيَاضاً. وَقَالَ سَلمةُ بنُ الخُرْشُبِ: (ومُخْتَاضٍ تَبِيضُ الرُّبْدُ فيهِ ... تَحُومِيَ نَبْتُه فَهُوَ الْعَمِيمُ) وَيُقَال لذَلِك الْمَكَان _ من الْوَادي _: مَخاضٌ، وجمعُهُ: مَخَائضُ _ إِذا كَانَ يُخاضُ لرقَّتِه وقلّتِهِ. عمروٌ _ عَن أَبِيه _ الْخَوْضَةُ: اللُّؤْلُؤة. وَفِي ((النوادِر)) : ((سيفٌ خَيِّضٌ)) _ إِذا كَانَ مخلوطاً من حَدِيدٍ أَنِيثٍ، وحَدِيدٍ ذَكِيرٍ. والمخاضُ _ من النَّهر الْكَبِير _: الموضِعُ الَّذِي يَتَضَحْضَحُ ماؤُه، فيُخاضُ عِنْد العبور عَلَيْهِ. وَيُقَال لَهُ: الْمَخَاضَةُ _ بِالْهَاءِ أَيْضا _: وخض: قَالَ اللَّيْث: الْوَخْضُ: طَعْنٌ غيرُ جَائِفٍ. قلتُ: هَذَا خطأ. رَوَى أَبُو عُبيد _ عَن الْأَصْمَعِي _: إِذا خالطَتِ الطَّعْنَةُ الجوْفَ وَلم تنفُذْ، فَذَلِك الوخْضُ والوَخْطُ. . وَقد وَخَضَهُ وَخْضاً. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: البَجُّ مِثْلُ الوَخْضِ وَأنْشد: (نَقْخاً عَلَى الْهَامِ وَبَجّاً وَخْضاً ... ) وَقَالَ أَبُو عَمْرٍ و: يُقَال: وَخَضَهُ بالرُّمْحِ ووَخطَهُ. وضخ: قَالَ الليثُ: الْمُوَاضَخَةُ: التَّبَارِي والمبالغةُ فِي العَدْوِ. وَقَالَ العجَّاجُ: (تُوَاضِخُ التَّقْرِيبَ قِلْواً مِغْلَجَا ... ) أَبُو عُبَيد _ عَن الأصمعيِّ _: المُوَاضَخَةُ: أَن تسيرَ مَثلَ سيرِ صاحِبكَ _ وَلَيْسَ هُوَ بالشَّديدِ. قَالَ: وَكَذَلِكَ هُوَ فِي الاسْتقاءِ. يُقَال مِنْهُ: أوْضَخْتُ لَهُ _ أيْ: اسْتَقَيْتُ لَهُ شَيْئا قَلِيلا، واسمُ ذَلِك الشيءِ الَّذِي يُسْتَقَى: الوَضُوخُ. قَالَ: والْمُواغَدَةُ مِثلُ الْمُواضَخَةِ. قلت: المُوَاضَخَةُ _ عِنْد الْعَرَب _: المُعَارَضَةُ والمباراةُ، وإنْ لمْ يكن مَعَ ذَلِك مبالَغةٌ فِي العَدْوِ. وأَصْلُهُ من الوَضُوخِ _ كَمَا قَالَ الأصمعيُّ. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: الوَضُوخُ: الماءُ الَّذِي يكون فِي الدَّلْوِ شَبِيها بالنِّصْف. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للرجل _ إِذا استَقَى فنَفحَ بالدَّلْو نَفْحاً شَدِيدا _ قد أَوْضَخَ بهَا. قلت: ((أَوْضَخَ بهَا)) _ إِذا اسْتَقى بهَا مَاء قَلِيلا.

باب الخاء والصاد

أضخ: أُضَاخُ: اسْم جَبَلٍ، ذكَرَه امْرُؤ القَيْسِ فِي شِعْرٍ لَهُ يصفُ بَرْقاً شَامَهُ من بعيدٍ، فَقَالَ: (فلمَّا أَنْ عَلاَ كَنَفَيْ أُضَاخٍ ... وَهَتْ أَعْجازُ رَيِّقِهِ فَحَارَا) بَاب الْخَاء والصَاد خَ ص (وَا ىء) خَاص، صاخ، خصى، صخى، خوص: مستعملة. خوص: قَالَ اللَّيْث: الْخُوصُ: ورَقُ المُقْلِ والنَّخْل ونحْوِهِما. تَقول: أُخْوَصَتِ الْخَوْصة، وأُخوَصَتِ الشَّجَرَة. والْخَوَّاصُ: الَّذِي يُعَالِجُ بالْخُوصِ أشْيَاءَ. . والْخِيَاصَةُ عَملُه. أَبُو عبيدٍ _ عَن أبي عمرٍ و _: أَمْصَخَ الثُّمَامُ: خرجَتْ أَمَاصِيخُهُ. وأَحْجَنَ: خَرَجَتْ حُجْنَتُهُ _ وَكِلَاهُمَا خُوصُ الثُّمَامِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍ و: إِذا مُطِرَ الْعَرْفَجُ فَلاَن عودُه قيل: ثَقَبَ عُودُهُ. فَإِذا اسْوَدَّ شَيْئا قَلِيلا قيل: قد قَمِلَ. فَإِذا ازدادَ قَلِيلا قَليلاً قيل: قد ارْقَاطَّ. فَإِذا ازْدَادَ قَلِيلا آخَرَ قيل: قد أَدْبَى. وَهُوَ _ حينئذٍ _ يصلُحُ أَن يُؤكلَ. فَإِذا تمَّتْ خُوصَتُهُ قيل: قد أَخْوَصَ. قلتُ: كأنَّ أَبَا عمرٍ وَقد شاهَد الْعَرْفَجَ والثُّمَامَ حِين تحَوَّلاَ من حَال إِلَى حَال. وَمَا تعرفُ الْعَرَب مِنْهُمَا إِلَّا مَا وَصَفه. وَقَالَ الليثُ: الْخَوَصُ: ضِيقُ العَيْنِ وصغَرُها وغُؤُورُها. والْفِعْلُ من ذَلِك: خَوِصَ يَخْوَصُ. والنَّعْتُ: أَخْوَصُ وَخَوْصاء. والإنسانُ يُخَاوِصَ، ويَتَخَاوَصُ فِي نَظَرِهِ _ إِذا غَضَّ من بَصَرِه شَيْئا. وَهُوَ فِي ذَلِك يُحَدِّقُ النظرَ، كَأَنَّهُ يُقَوِّمُ قِدْحاً. وَكَذَلِكَ _ إِذا نَظَرَ إِلَى عَيْنِ الشَّمْس. . غَمَّضَ عَيْنَيْه مَتَخاوِصاً. وَأنْشد: (يَوْماً تَرَى حِرْباءَهُ مُخَاوِصا ... ) والظَّهِيرَةُ الْخَوْصاءُ: أشدُّ الظَّهائِرِ حَرّاً، لَا تَسْتَطيع أَن تُحِدَّ طَرْفَكَ إِلَّا مَتَخَاوصاً. وَأنْشد: (حِينَ لاحَ الظّهِيرَةُ الْخَوْصاءُ ... ) قلتُ: كلُّ مَا قَالَه الليثُ فِي الخَوَصِ فَهُوَ صَحِيحٌ، غيْرَ مَا قَالَ فِي الْخَوَصِ أَنَّهُ ضِيقُ العَين فَإِنَّهُ خَطَأ، لأنّ العربَ إِذا أَرَادوا ضِيقَها قَالُوا: هُوَ الْحَوَصُ _ بِالْحَاء. قَالَ ذَلِك الفرَّاءُ وغيرُه. ورجلٌ أحْوَصُ، وامرأةٌ حَوْصاءُ _ إِذا كَانَا ضَيِّقَي الْعَيْنِ. فَإِذا أَرَادُوا غُؤورَ العَين فَهُوَ الخَوَصُ _ بالْخَاء مُعْجمَة من فوقُ _. يُقَال: خَوِصَتْ عينُه تخْوَصُ خَوَصاً _ إِذا غارَتْ. وروَى أبوعبيدٍ _ عَن أَصْحَابه _:

خَوِصَتْ عَيْنُهُ، ودنَّقَتْ، وقَدَّحَتْ _ إِذا غارَتْ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ، قَالَ أَبُو زَيْدٍ _ فِي النَّعْجَةِ _: إِذا اسْوَدَّتْ إِحْدَى عَيْنَيْها وابيضَّتِ الْأُخْرَى فَهِيَ خَوْصَاءُ. وَقد خَوِصَتْ خَوَصاً، واخوَاصَّتِ اخْوِيصَاصاً. وَفِي الحَدِيث: ((مَثَلُ المَرْأَةِ الصَّالِحَةِ مَثَلُ التَّاجِ الْمُخَوَّصِ بالذّهَبِ، وَمَثَلُ الْمَرْأَة السُّوء كالْحِمْل الثَّقِيلِ عَلَى الشّيْخِ الكَبيرِ)) . وتخْوِيصُ التَّاج: مأخوذٌ من خُوصِ النَّخل. . يُجْعَلُ لَهُ صَفائِحُ من الذَّهَب عَلَى قَدْرِ عِرَضِ الْخُوص. أَبُو العبّاس _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ قَالَ: خَوَّصَ الرجل _ إِذا ابتدأَ بإكْرَامِ الكِرَامِ ثمَّ اللِّئامِ. وَأنْشد: (يَا صَاحِبَيَّ خَوِّصَا بِسَلِّ ... ) _ أَي: ابْتَدِئَا بكِرَامِ الإبِلِ فاسقِيَاها فإنْ نَقصَ الماءُ كَانَ على شِرَارِها. وَأَخْبرنِي المنذريُّ _ عَن ثعلَبٍ عَن ابْن الأعرابيِّ _ قَالَ: وَيُقَال: خَصَّفَهُ الشَّيْبُ وخَوَّصَهُ وأَوْشَمَ فِيهِ. . بمعْنًى واحدٍ. وَقَالَ غيرُه: خَوَّصَهُ الشَّيْبُ وخَوَّصَ فِيهِ إِذا بَدَأَ فِيهِ. وَقَالَ الأخْطَلُ: (زَوْجَةُ أَشْمَطَ مَرْهُوبٍ بَوَادِرُهُ ... قدْ كانَ فِي رَأْسِهِ التخْوِيضُ والنزَعُ) وَسمعت أَرْبابَ النَّعَم يَقُولُونَ للرّعْيانِ يَوْمَ الوِرْدِ _ إِذا أوردوا الْإِبِل _ والساقِيان يُجِيلاَنِ الدِّلاَءَ فِي الْحَوْض حَتَّى فاضَ _: أَلا وخَوِّصُوها أَرْسَالاً. وَلَا تُورِدُوها جملَة فَتَباكَّ عَلَى الْحَوْضِ وتَهْدِمُ أَعْضادَه فيَثْنُونها على مَدَى غَلْوَةٍ؛ ويُرْسِلُون مِنْهَا ذَوْداً بعد ذَوْدٍ؛ فيكونُ ذَلِك أَرْوَى للنَّعَم وأَهْوَنَ على السُّقاةِ. وَمِنْه قولُ الراجز: (يَا صاحِبَيَّ خَوِّصا بالأرْسَالْ ... ) وَقَالَ آخر: (يَا صاحِبيَّ خَوِّصَا بِسَلِّ ... ) وَيُقَال: إنَّ فلَانا لَيُخَوِّصُ من مَاله _ إِذا كَانَ يُعْطِي الشيءَ الْمُقَارِبَ. وكلُّ هَذَا مَأْخُوذ من تَخْوِيصِ الشَّجر _ إِذا أَوْرَقَ قَلِيلا قَلِيلا. وَيُقَال: نِلْتُ من فلَان خَوْصاً خَائِصاً وخَيْصاً خَائصاً _ إِذا نِلْتُ مِنْهُ شَيْئا يَسِيراً. وَمِنْه قَول الأَعْشى: (لَقَدْ نَالَ خَيْصاً مِنْ عُفَيْرَةَ خَائِصَا ... ) وقَارَةٌ خَوْصَاءُ: مرتَفِعَةٌ طويلةٌ. وَقَالَ الشَّاعِر: (رُباً بَيْنَ نِيقَيْ صَفْصَفٍ وَرَتَائج ... بِخَوْصاءَ مِنْ زَلاَّءَ ذَاتِ لُصُوبِ) وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْخَيْصاءُ _ من المِعْزَى _: الَّتِي أَحَدُ قَرْنَيْهَا مُنْتَصِبٌ، والآخرُ لاصقٌ برأسها. والْخَيْصَاءُ _ أَيْضا _: العَطِيَّة التَّافِهَة.

أَبُو عبيد _ عَن أبي زيد _ خَاوَصْتُهُ الْبَيْعَ مُخَاوَصَةً _ إِذا عارَضْتُهُ البيعَ. وَقَالَ ابنُ شُمَيل: يُقَال: هَذِه أرضٌ مَا تُمْسِكُ خُوصَتُهَا الطائِرَ _ أَي: رَطْبُ الشّجر. . إِذا وَقع عَلَيْهِ الطائرُ مَال بِهِ عُودُه من رُطوبته ونَعْمَتِهِ. وَقَالَ النَّضْرُ: الْخَوْصاءُ من الرِّياح: الْحَارَّةُ. . يَكْسِرُ الإنسانُ عَيْنَه من حَرِّها ويَتَخَاوَصُ لَهَا. وَالْعرب تَقول: طَلَعَتِ الْجَوْزَاءُ. . وهبَّتِ الْخَوْصَاءُ. وَقَالَ غيرُه: بئرٌ خَوْصاءُ: بعيدَةُ القَعْرِ لَا يُرْوِي ماؤُها المالَ. وَأنْشد: (وَمَنْهَلِ أَخْوَصَ طَامٍ خَالي ... ) قلتُ: والْخُوصَةُ: خُوصَةُ النَّخْلِ والْمُقْلِ. وللعَرْفَجِ والثُّمَام. . خُوصَةٌ أَيْضا. وَأما البُقُولُ الَّتِي يتناثَرُ وَرَقُها _ وقْتَ الهيْجِ _ فَلَا خوصَةَ لَهَا. وخُوصَةُ العَرْفَجِ والثُّمَامِ. . تَبْقَيَان صُلْبَتَيْنِ فِي شجرتهما. خصى: قَالَ اللَّيْث: الْخِصاءُ: أَن تَخْصِيَ الشَّاةَ أَو الدَّابَّةَ خِصَاءً _ ممدودٌ. . لأنَّه عيبٌ، والعُيُوبُ تجيءُ عَلَى (فِعَالٍ) مِثْلُ الِعثَارِ والنِّفَارِ والعِضَادِ. . وَمَا أشْبهها. وَفِي أَمْثَال الْعَرَب: ((هُوَ كَخَاصِي الْعَيْرِ)) . يُقَال ذَلِك: للَّذي لَا حَيَاء لَهُ، وَلَا مُرُوءَة. وَفِي بعض الْأَخْبَار: (الصَّوْمُ خِصَاءٌ) . وبعضُهم يَروِيه (الصَّوْمُ وِجَاءٌ) . والمعنيان متقاربان. والْخَصْيَةُ تُؤَنَّثُ _ إِذا أُفْرِدَت فإِذا ثَنَّوْا. . ذَكَّرُوا وأَنَّثُوا وَأنْشد الْفراء: (كَأَنَّ خُصَيَيْهِ مِنَ التّدَلْدُلِ ... ظَرْفُ عَجُوزٍ فِيهِ ثِنْتَا حَنْظَلِ) وَمن الْعَرَب مَنْ يَقُولُ: الْخُصْيَتَانِ. وَقَالَ ابْن السّكيت: تَقول: مَا أَعْظَمَ خُصْيَيْهِ وخُصْيَتَيْهِ _ وَلَا تُكْسَرُ الخَاءُ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرٍ و: الْخُصْيَتَانِ: البَيْضَتَانِ. والْخُصْيان: الْجِلْدَتان اللَّتان فيهمَا البيضتان. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: خِصْيَةٌ وخُصْيَةٌ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: يُقَال: (خُصْيَةٌ) وَلم نَسْمَع ((خِصْيَةٌ)) . قَالَ: وَلم يُقَلْ: (خُصْيٌ) . . للْوَاحِد. قَالَ: وَيُقَال: خُصْيَان فِي التَّثنية. وَقَالَ غيرُه: يُقَال لجمعِ الْخَصِيِّ: خِصْيَةٌ وخِصْيانٌ. صيخ: قَالَ اللَّيْث: الصَّاخَةُ _ خفيفٌ _: وَرَمٌ فِي العَظْم من كَدْمَةٍ أَو صَدْمة. يبْقى أَثَرُها كالْمَشَش. وثلاثُ صاخَاتٍ، والجميعُ: الصَّاخُ، وَأنْشد: (بِلَحْيَيْهِ صَاخٌ مِنْ صِدَامِ الْحَوافِرِ ... ) وَقَالَ أَبُو عُبيدٍ: أَصَاخَ الرجلُ يُصِيخ إصاخةً _ إِذا اسْتمع وأنصتَ لصوتٍ. وَأنْشد قولَ أبي دُوَادٍ:

باب الخاء والسين

(ويُصِيخُ أَحْيَانًا كَمَا اسْتَمَعَ ... المُضِلُّ لصوْتِ ناشِد) صخى: قَالَ الليثُ: صَخِيَ الثَّوْبُ يَصْخَى صَخًى _ إِذا اتَّسَخ ودَرِنَ. وَهُوَ صَخٍ. . والاسمُ: الصَّخاوَةُ. وَرُبمَا جَعِلَتْ الواوُ يَاء، لِأَنَّهُ بُنِيَ عَلَى ((فَعِلَ يَفْعَل)) . قُلتُ: لمْ أَسْمَعْه إلإّ لِلَّيْثِ. بَاب الخَاء وَالسِّين خَ س (وايء) خاس، خسأ، خسى، سخا، ساخ، وسخ: مستعملة. خوس _ خيس: أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ الخَوْسُ: الطِّعانُ بالرِّمَاحِ وِلاَءً وِلاَءً. وَقد خَاسَهُ يَخُوسُه خَوْساً _ إِذا طعَنَهُ. وَقَالَ الليْثُ: يُقَال للشَّيْء _ يَبْقَى فِي مَوْضِعٍ فيَفْسُد ويتغيَّر كالْجَوْزِ والتَّمْرِ _: خَائِسٌ. وَقد خَاسَ يَخِيسُ. فَإِذا أَنْتَنَ فَهُوَ مُصِلٌّ. قَالَ: والزَّايُ _ فِي اللَّحْم والْجَوْزِ _: أَحْسَنُ من السِّين. وَقَالَ غيرُه: يُقَال للشَّيء _ إِذا كَسَدَ _: خَاسَ. كأَنَّه لمَا كَسَدَ سُوقُهُ فَسَد. . حتَّى خَاسَ. وَقَالَ اللّيْثُ: الإبلُ المخيَّسَةُ: الَّتِي لم تُسَرَّحْ، ولكنَّها خُيِّسَتْ للنَّحْرِ أَو القَسْمِ وَأنْشد قولَ النَّابِغَةِ: (والأُدْمُ قَدْ خُيِّسَتْ فُتْلاً مَرَافِقُهَا ... مَشْدُودَةً بِرِحَالِ الْحِيرَةِ الْجُدُدِ) رَفَعَ ((الْمَرافِقَ)) ب ((الْفُتْلِ)) _ لأنَّ ((الفُتْلَ)) فِي المعنَى: ابتداءٌ. وإنمَا نُصِبَتْ لاتِّصالها بالْفْعْل. وَهَذَا كَقَوْلِك: مررتُ برجُلٍ كَرِيمٍ جَدُّه. ف ((كريمٌ)) مُتَّصِل بِالْأولِ. وَهُوَ نَعْتٌ لِلجَدِّ. وَهُوَ مِثْلُ قولِ الله _ عزّ وجلّ _ {أخرجنَا من هَذِه الْقرْيَة الظَّالِم أَهلهَا} [النِّساء: 75] . وَقَالَ اللَّيثُ: الإنسانُ يُخَيِّسُ فِي ((الْمُخَيِّسِ)) حتَّى يبلغ مِنْهُ شِدَّةَ الغَمِّ والأذَى. يُقَال: قد خَاسَ فِيهِ. وبَنَى أَمير المؤْمِنين عليُّ بنُ أبي طَالبِ عَلَيْهِ السَّلَام سِجْناً فَسَمَّاهُ ((نَافِعاً)) فنُقِبُ، وأَفْلَتَ مِنْهُ الْمُحَبَّسَونَ. ثمَّ بَنَى سِجْناً آخرَ حصيناً فسمَّاه: ((مُخَيِّساً)) ، وَقَالَ: (بَنَيْتُ بَعْدَ ((نافعٍ)) ((مُخَيِّساً)) بَاباً حَصِيناً وَأَمِيناً كَيِّسَا) (أَلاَ تَرَانِي كَيِّساً مُكَيِّسَا؟ ... ) وَقَالَ غيرُه: يُقَال: خَيَّسْتُ الرَّجلَ وغَيْرَه _ إِذا ذَلَّلْتَهُ. . والأصلُ وَاحِد. وَقَالَ اللَّيثُ: يُقَال: قَلَّ خَيْسُهُ {} مَا أَظرفه {} _ أَي: قَلَّ غَمُّه. وليسَتْ بالْعَالِيَة. قلتُ: ورَوَى عَمْرٌ و _ عَن أَبِيه _ فِي قَوْل الْعَرَب: ((أَقَلَّ الله خِيسَهُ)) _ بِكَسْر الْخَاء _

أَي: أَقَلَّ الله لَبَنه. . و ((كَثُرَ خِيسُهُ)) _ أَي: دَرَّهُ ولَبَنُهُ. وأَخْبَرني المنْذريُّ _ عَن الصَّيْدَاوِيِّ _ قَالَ: سأَلْتُ الرِّيَاشِيَّ عَن ((الْخِيْسَةِ)) ؟ فَقَالَ: الأجَمَةُ. وَأَنشد: (لِحَاهُمُ كَأَنَّها أَخْيَاسُ ... ) قَالَ: وعَرَضْتُ على الرِّياشيِّ دُعاءً للعَرَب _ بَعْضِهم على بَعْض _ فيقولُ: ((أَقَلَّ الله خِيسَكَ)) _ أَي: لَبَنَك؟ فَقَالَ: نَعَمْ: العَرَبُ تقولُ هَذَا، إلاَّ أَنَّ الأصمعيَّ لم يَعْرفْه. وَقَالَ أَبُو سَعِيد الضَّرِيرُ: يقالُ: قَلَّ خِيسُ فُلاَنٍ _ أَي: قَلَّ خَطَؤُه. وَيُقَال: أَقلِلُ مِنْ خِيسِكَ _ أَي: مِن كَذِبِكَ. وَيُقَال: فلانٌ فِي عِيصٍ أَخْيَسَ، وعَدَدٍ أَخْيسَ _ أَي: كَثِيرُ الْعَدَد. وَقَالَ جَنْدَلٌ: (وَإِنَّ عِيصِى عيصُ عِزٍّ أَخْيَسُ ... أَلَفُّ تَحْمِيهِ صَفَاةٌ عِرْمِسُ) وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْخِيسُ: الأَجمَةُ. وَقَالَ اللَّيثُ: يُقَال: خَاسَ فلانٌ بوَعْدِهِ _ يَخِيسُ _ إِذا أخلفَ. وخَاسَ بعَهْدِه _ إِذا غدر وَنَكَثَ. وَيُقَال: إنْ فَعلَ فلانٌ كَذَا وَكَذَا فإنَّهُ يُخَاسُ أَنْفُه _ أَي: يُذَلُّ أَنْفُهُ. خسأ: بِالْهَمْز. قَالَ اللَّيْثُ وغَيرُهُ: تَقول: خَسَأْتُ الْكَلْبَ _ إِذا زَجَرْتَهُ فقلتَ: اخْسَأْ. والْخَاسِيءُ _ من الكلابِ والخنازير _: الْمُبَاعَدُ. وَقد خَسَأ الْكَلْبُ. . يَخْسَأُ خُسُوءاً. قَالَ الله جلّ وعزّ لليَهُود لَعنهم الله _: {كونُوا قردة خَاسِئِينَ} [البَقَرَة: 65]_ أَيْ: مَدْحُورِينَ. ويقالُ: اخْسَأْ إلَيْكَ واخْسَأْ عَنِّي. وخَسَأَ البَصَرُ _ إِذا كلَّ وأَعْيَا _ يَخْسَأُ خُسُوءاً. وَمِنْه قَول الله جلّ وعزّ: {يَنْقَلِب إِلَيْك الْبَصَر خاسئا وَهُوَ حسير} [المُلك: 4] . قلتُ: ويقالُ: خَسَأْتُهُ فَخَسَأَ _ أَيْ: أَبْعَدْتُهُ فَبَعُدَ. خسا: غَيْرَ مَهْمُوز. قَالَ اللَّيْث: ((خَسَا زَكَا)) . . فَخَسَا: كلمةٌ. . مِحْنَتُها: أَفْرَادُ الشَّيْء. يُلْعَبُ بالْجَوْزِ فَيُقَال: ((خَسَا زكَا)) فَ ((خَسَا)) ، فَرْدٌ، و ((زَكَا)) : زوجٌ. كَمَا تقولُ: شَفْعٌ ووَتْرٌ. وَقَالَ رُؤْبَةُ: (لَمْ يَدْرِ مَا الزَّاكِي مِنَ الْمُخَاسِي ... ) وَقَالَ رُؤْبَةٌ _ أَيْضا: (يَمْشِي عَلَى قَوَائِمٍ خَسَا زَكَا ... ) وَقَالَ ابْن السِّكِّيتِ: يُجْمَعُ ((خَسَا)) : ((أَخَاسِيَ)) . وَأنْشد لِلْعَجَّاجِ: (حَيْرَانُ لاَ يَشْعُرُ مِنْ حَيْثُ أَتَى ... عَنْ قِبْصِ مَنْ لاَقَى أَخَاسٍ أَمْ زَكَا؟ ؟) يقولُ: ((لاَ يَشْعُرُ)) أَفَرْدٌ هُوْ أَمْ زَوْجُ؟ قَالَ: والأَخَاسِي: جَمْعُ ((خَساً)) .

سَلَمَةُ _ عَن الفرَّاء _: العَرَبُ تقولُ للزَّوْجِ: زَكَا)) ، وللفردِ: ((خَسَا)) . قَالَ: وَمِنْهُم من يُلحقُهُمَا بِبابِ ((فَتًى)) فَيَصْرِفُ. ومِنْهُمْ مَنْ يُلْحقُهُمَا بِبَابِ ((زُفَرَ)) . وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْحِقُهُمَا بِبَابِ ((سَكَر)) . قَالَ: وأنشدتني الدُّبَيْرِيّةُ: (كَانُوا خَساً أَوْ زَكاً مِنْ دُونِ أَرْبَعةٍ ... لم يَخْلَقُوا وَجُدُودُ النَّاسِ تَعْتَلِجُ) وَيُقَال: هُوَ يُخَسِّي ويُزَكِّي _ أَيْ: يَلْعَبُ فيقولُ: أَزْوَجٌ أَمْ فَرْدٌ؟ وَقَالَ غيرُه: خَاسَيْتُ فُلاناً _ إِذا لاَعَبْتُهُ بالْجَوْزِ _ فَرْداً أَوْ زَوْجاً. وَأنْشد ابنُ الأعرابيِّ _ فِي صِفةِ فَرَس: (يَعْدُو عَلَى خَمْسٍ قَوَائِمُهُ زَكَا ... ) أَرَادَ: أنَّ هَذَا الفَرَسَ يَعْدُو عَلَى خَمْسٍ من الأُتُنِ. . فيَطْرُدُها، وقَوَائمُهُ ((زَكَا)) _ أَيْ: هِيَ أَرْبَعُ. والتَّخَاسِي: هُوَ التَّرَامِي بالْحَصى. يُقَال: تخَاسَتْ قَوَائِمُ النَّاقَةِ بالْحَصَى _ أَي ترامَتْ بِهِ. وَقَالَ الْمُمَزَّقُ الْعَبْدِيُّ: (تَخَاسَى يَدَاهَا بِالْحَصَى وَتَرُضُّهُ ... بِأَسْمَرَ صَرَّافٍ إِذا حَمَّ مُطْرِقٍ) أَرادَ ب ((الأَسْمَرِ الصَّرَّافِ)) : مَنْسِمَهَا. وَ ((حَمَّ)) _ أَيْ: قَصَدَ. سخا _ (ساخت) : قَالَ اللَّيْث: السَّخَا: بَقْلَةٌ من بُقولِ الرِّبيعِ تَرْتَفِعُ عَلَى سَاقِها كهيئةِ سُنْبُلَةٍ فِيهَا حَبَّاتٌ كَحَبِّ الْيَنْبُوتِ ولُبُّ حَبِّهَا: دَوَاءٌ لِلْجُرْحِ. قَالَ: والْوَاحِدَة سَخَاةٌ. وبَعْضٌ يقولُ: صَخَاةٌ. ويقالُ: سَخَّيْتُ نَفْسي وبِنَفْسي من هَذَا الشيٍء _ إِذا تَرَكْتَهُ، وَلم تُنَازعْكَ نَفْسُكَ إِلَيْهِ. أبوعبيد _ عَن الْعَدَبَّسِ الْكِنَانيِّ _ قَالَ: السَّخَا: مَقْصُورٌ وَهُوَ ظَلْعٌ يكونُ من أَن يَثِبَ الْبَعِير بالْحِمْل الثقيل، فَتَعْتَرِضَ الرِّيحُ بَين الْجِلْدِ والْكَتفِ. يُقَال مِنْهُ: بَعِيرٌ سَخٍ _ مقصورٌ _ مِثْلُ: عَمٍ. الْحرَّانيُّ _ عَن ابْن السكِّيتِ عَن أبي عَمْرو _: سَخَوْتُ النّارَ أَسخُوهَا سَخْواً. وسَخيتُها أَسْخَاهَا سَخْياً. وَذَلِكَ إِذا أَوْقَدْتُ، فاجْتَمَع الْجَمْرُ والرَّمادُ ففرَّجْتُه. يُقَال: اسْخَ نَارَك _ أَي: اجْعَلْ لَهَا مَكَانا تَقِدُ عَلَيْهِ. وَأنْشد: (ويُرْزِمُ أَنْ يَرَى الْمَعْجُونَ يُلْقَى ... بِسَخيِ النّار إِرْزَامَ الْفَصِيلِ) وَقَالَ أَبُو تُرَابٍ: قَالَ الْغَنَوِيُّ: سَخَا النّارَ وصَخَاهَا _ إِذا فَتَحَ عَيْنَها. وَقَالَ ابنُ السكِّيت: يُقَال سَخَا فلانٌ يَسْخُو، وسَخِيَ يَسْخَى، وسَخُوَ يَسْخُو _ إِذا كَانَ سَخِيًّا. وَيُقَال: إِن السَّخَا: مَأخُوذٌ مِن السَّخْوِ، وهُو الْمَوْضعُ الَّذِي يُوَسَّعُ تحتَ الْقِدْرِ ليتمكَّنَ الوَقُودُ.

باب الخاء والزاي

لأنَّ الصَّدْرَ أَيْضا يتَّسِعُ لِلعَطِيّة. قَالَ ذَلِك أَبُو عَمْرٍ والشَّيْبَانيُّ. وَالْعرب تَقول: رجلٌ سَخِيٌّ، وَقوم أَسْخِيَاءُ. أَبُو عبيد _ عَن الأصمعيِّ _ السَّخَاخُ: الأَرْض الْحَرَّةُ اللَّيِّنَةُ والسَّخَاويُّ: الأرْضُ اللَّيِّنَة التُّرْبةِ مَعَ بُعْدٍ. وَقَالَ النَّابِغَةُ الذُّبيَانيُّ: (أَتَاني وَعِيدٌ والتنَائِفُ بَيْنَنَا ... سَخَاوِيُّهَا وَالْغَائِطُ الْمُتَصوِّبُ) شَمِرُ _ عَن أبي عَمْرو _: السَّخَاوِيُّ - من الأَرْض: الَّتِي لَا شَيْء فِيهَا وَهِي سَخَاوِيّةٌ. وَقَالَ الْجَعْدِيُّ: (سَخَاوِيُّ يَطْفُو آلُهَا ثُمَّ يَرْسُبُ ... ) ساخ: قَالَ شمرٌ: قَالَ أَبُو مُجِيبٍ: بَطْحَاءُ سُوَّاخَى. . وَهِي الَّتِي تَسُوخُ فِيهَا الأقْدَامُ. وَوصف بَعِيرًا يُرَاضُ _: قَالَ: فَأخذ صاحِبُه بذَنَبِهِ فِي بَطْحَاء سُوَّاخَى. وَإِنَّمَا يُضْطَرُّ إِلَيْهَا الصَّعْب لِيَسُوخَ فِيهَا. وَقَالَ اللَّيْث: سَاخَتِ الأرضُ: فَهِيَ تَسُوخُ سَوْخاً وسُؤْوخاً _ إِذا انْخَسَفَتْ. وَكَذَلِكَ الأقْدَام تَسُوخُ فِي الأَرْض _ وَكَذَلِكَ سَاخَتْ بهم الأرضُ، وَهِي تَسُوخُ بهم. قَالَ: والسُّوَّاخَى: طِينٌ كثُرَ مَاؤُهُ من رِدَاغِ المَطَرِ. يُقَال: إنَّ فِيهِ لَسُوَّاخِيَةً شَدِيدَة والتَّصْغير سُوَيْوِخَةٌ، كَمَا يُقَال: كُمَيْثِرَةٌ. وَيُقَال: مُطِرْنا حَتَّى صارَتِ الأرْضُ سُوَّاخَى _ بِوَزْن ((فُعَّالَى)) وَفَعَالَى بِفَتْح الْفَاء وَاللَّام. وَفِي ((النَّوَادِر)) : تَسَوَّخْنَا فِي الطين. وترَوَّخْنَا _ أَي: وقَعْنا فِيهِ. وسخ: قَالَ اللَّيْث: الْوَسَخُ: مَا عَلاَ الْجِلْدَ والثَّوْبَ من الدَّرَنِ. . لِقلّةِ التَّعَهُّدِ بِالْمَاءِ. يُقَال: وَسِخَ الْجلْدُ يَوْسَخُ وَسَخاً وتَوسَّخَ واتَّسَخَ واسْتَوْسَخَ. وَكَذَلِكَ الثَّوْبُ. وَقد أَوْسَخْتُهُ، ووَسَّخْتُهُ أَنا. بَاب الْخَاء وَالزَّاي خَ ز (وايء) خزى، خَزًّا، خاز، وخز: مستعملة. خزي: قَالَ اللَّيْث: الْخِزْيُ: السُّوءُ. يُقَال: خَزِي الرجلُ يَخْزَى خِزْياً. . وَالله أَخزَاهُ وأقامه على خِزْيَةٍ، وعَلَى مَخْزَاةٍ. وَفِي حَدِيث يزيدَ بنِ شجَرَة: أَنه خطَب الناسَ فِي بعض مَغَازِيهِ: وحَضَّهم على الْجِهَاد _ فَقَالَ فِي آخر خُطبته: ((انْهَكُوا وُجُوهَ الْقَوْمِ، وَلاَ تُخْزُوا الْحُورَ الْعِينَ)) . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قوْلُه: ((وَلَا تُخْزُوا الْحُورَ الْعِينَ)) لَيْسَ من (الْخِزْي) _ لِأَنَّهُ لَا مَوْضِعَ لِلْخِزْي هَا هُنَا _ ولكنُّه من الخَزَايَةِ وَهِي الاسْتِحْيَاءُ. يُقَال _ من الهَلاَكِ _: خَزِيَ الرجلُ يخْزَى خِزْياً. وَمن الْحيَاء مَمْدُودٌ: خَزِيَ يَخْزَى خَزَايَةً. وَيُقَال: خَزِيتُ فُلاَناً _ إِذا استحيَيْتَ مِنْهُ. وَقَالَ ذُو الرُّمّة _ يصف الثوْرَ والكلاَب:

(خَزَايَةً أَدْرَكَتْهُ بَعْدَ جَوْلَتِهِ ... مِنْ جَانِبِ الْحَبْلِ مَخْلُوطاً بهَا الْغَضَبُ) وَقَالَ القُطَامِيُّ _ يذكر ثَوْراً وحشيّاً كَرَّ بعد فَرَاره: (حَرِجاً وَكَرَّ كُرُورَ صَاحِب نَجْدَةٍ ... خَزِيَ الحَرَائرُ أَنْ يَكونَ جَباناَ) قَالَ: وَالَّذِي أَرَادَ ابنُ شَجَرَةَ بقوله: ((وَلَا تُخْزُوا الْحُورَ الْعِينَ)) _ أَي: لَا تجعَلوهُنَّ يَسْتَحْيينَ من فِعْلكُم وتقصيركم فِي الْجِهَاد وَلَا تَعَرَّضُوا لذَاكَ منهنّ وانْهَكُوا وُجُوهَ القَوْم وَلَا تُوَلُّوا عَنْهُم مُدْبِرِينَ. وَقَالَ اللَّيْث: رجلٌ خَزْيانٌ، وامْرَاَةٌ خَزْيَا. وَهُوَ الَّذِي عَمِلَ أَمراً قبيحاً، فاشتدَّ لذَلِك حَياؤه وخَزَايَتُهُ. والجميع: الخَزَايَا. وَفِي الدُّعاء: اللهُمّ احْشُرْنَا غير خزايا وَلَا نادمين - أَي: غير مُسْتَحْيِين من أَعمالنَا. وَقَالَ غيرُه: الْخِزْيُ: الهَوَانُ، وَقد أخْزَاهُ الله _ أَي: أهانه الله. وَقَالَ شَمِرْ: قَالَ بعضهُم: أخزيته _ أَي: فضَحْتُه. وَمِنْه قولُ الله جلّ وعزّ حِكَايَة عَن لُوطٍ. . أَنه قَالَ لِقَوْمِهِ: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِيَ} [هُود: 78] . يَقُول: لَا تفضحُوني. قَالَ: وخَزي يَخْزَى خِزْياً _ إِذا وَقع فِي بَليِّةٍ وشَرٍّ. ونحْوَ ذَلِك قَالَ ابنُ السِّكِّيتِ. خَزًّا: أَبُو عبيد _ عَن الأصمعيِّ _ خَزَوْتُ الرجل. . أَخْزُوهُ خَزْواً _ إِذا سُسْتُه. وَأنْشد قولَ لَبِيدٍ: (وَاخْزُها بِالْبِرِّ لله الأجَلْ ... ) وَقَالَ اللَّيْث: الْخَزوُ: كَفُّ النَّفْس عَن هِمَّتِها، وصَبْرُها على مُرِّ الْحَقِّ. يُقَال: اخْزُ فِي طَاعَةِ الله نَفْسَك. وَقَالَ غيرُه: خزَوْتُ الْفَصِيل. . أَخْزُوهُ خَزْواً _ إِذا أَجْرَرْتُ لِسَانَهُ فشَقَقْتَهُ. خوز: أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: يقالُ: خَزَاهُ خزْواً، وخَازَهُ خوْزاً _ إِذا سَاسَه. وَقَالَ: والْخَوْزُ: الْمُعَادَاةُ _ أَيْضا. وخز: قَالَ اللَّيْث: الْوَخزُ: طَعْنٌ غيرُ نَافِذِ. وَخزَهُ يخِزُه وَخْزاً. وَيُقَال: وخزَهُ الْقَتِيرُ _ إِذا شَمِطَ مَوَاضِعَ من لِحْيَتِه. . فَهُوَ مَوْخُوزٌ. قَالَ: وَإِذا دُعِيَ القوْمُ إِلَى طَعَام فجاءُوا أَرْبَعَة أَرْبَعَة. . قَالُوا: جاءُوا وَخْزاً وَخْزاً. وَإِذا جاءُوا عُصَباً. . قيلَ: جاءُوا أَفائِجَ _ أَي: فَوْجاً فَوْجاً. قَالَ: والْوَخْزُ: الشيءُ القلِيلُ. وَأنْشد:

باب الخاء والطاء

(سِوَى أَنّ وَخْزاً مِنْ كِلاَبِ بْنِ مُرَّةٍ ... تَنَزَّوْا إلَيْنا مِنْ بُقَيْعَةِ جَابِر) وَقَالَ أبُو الْحَسَنِ اللِّحْيانيُّ: الْوَخْزُ: الْخَطِيئَةُ بعدَ الْخَطيئَةِ. وَأنْشد قولَه: (لَهَا أَشَارِيرُ مِنْ لَحْمٍ مُتَمَّرَةٌ ... مِنَ الثَّعالِي وَوَخْزٌ مِنْ أَرَانِيها) أَي: القليلُ من الأرانِبِ. وَقَالَ: هَذِه أَرْضُ بَني تَميمٍ وفيهَا وَخْزٌ مِنْ بَني عَامر. قلتُ: وَمعنى ((الخَطِيئةِ)) : القليلُ بيْنَ ظَهْراني الكثيرِ. . من غير جِنسِ الْقَلِيل. وَقَالَ أَبُو عُبَيدٍ: يُقَال: وَخَزَهُ القَتِيرُ وَخْزاً، ولَهَزَهُ لَهْزاً _ بِمَعْنى وَاحِد. قلت ((الْوَخْزُ)) : الشَّعْرَةُ بَعْدَ الشعرة، تَشِيبُ وسائرُ شَعْرِ الرَّأْس أَسْوَدُ. وَقَالَ سُلَيْمَانُ بن المُغِيرَة: قلت: للحَسَن: أَرَأَيتَ التَّمرَ والبُسْرَ. . انْجَمَعَ بينَهُما؟ قَالَ: لَا. قلتُ: البُسْرُ يَكونُ فِيهِ الوَخْزُ؟ قَالَ: اقطَعْ ذَلِك! قَالَ شَمِرٌ: الوَخْزُ: القَليلُ. يُقَال: بهَا وَخْزٌ مِن بَني فلَان. فشَبَّهَ مَا أَرْطَبَ من البُسْرِ _ فِي قِلَّتِهِ _ بالوخْز. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَدْنَانَ: الوَخْزُ: التَّبْزِيغُ. وَقَالَ: خالدُ بنُ جنْبَةَ. يُقَال: وَخَزَ فِي سَنَامِها بِمِبْضَعِه. قَالَ: والوخزُ كالنَّخْسِ، ويَكونُ من الطَّعْن الْخَفِيف الضَّعيف. بَاب الْخَاء والطّاء خَ ط (وايء) خطا، خطىء، وَخط، خاط (خيط) ، طاخ، طخا: مستعملة. خطا: قَالَ الليثُ: خَطَوْتُ خَطْوَةً وَاحِدَة، والاسْمُ الخُطْوَةُ، والجميعُ: الْخُطَا. قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَلَا تتبعوا خطوَات الشَّيْطَان} [البَقَرَة: 168] . وَأَخْبرنِي المُنْذِرِيُّ _ عَن الحرّانِيِّ عَن ابْن السِّكِّيت _ قَالَ: الْخُطْوَةُ مَا بَين القدمَيْن _ والْخَطْوَةُ الفِعْلُ. قَالَ المنذريُّ: وَسمعت أَبَا العبَّاس يَقُول فِي قَوْله تَعَالَى: {وَلاَ تَتِّبَعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} : أَي: فِي الشَّرِّ يُثَقَّلُ. قَالَ: واختارُوا التَّثْقِيلَ لما فِيهِ منَ الإشْبَاعِ وخَفّفَ بعضُهم. قَالَ: وَإِنَّمَا تَرَكَ التثْقِيلُ مَنْ تَرَكه اسْتِثْقالاً. للضمَّة مَعَ الْوَاو. يَذهبون إلَى أَنّ الوَاوَ أَجْزَتْهُمْ من الضَّمَّة. وَقَالَ الفرّاءُ: العربُ تَجْمَعُ ((فُعْلَةً)) من الأسماءِ على ((فُعُلاَتٍ)) _ مِثلُ ((حُجْرَةٍ وحُجُراتٍ)) _ فَرْقًا بَيْنَ الِاسْم والنّعت. النَّعْتُ: يُخَفَّفُ، مِثلُ ((حُلْوَةٍ وحُلْوَاتٍ)) فَلذَلِك صَار التُّثقِيلُ الاختيارَ. وَرُبمَا خُفِّفَ الاسمُ، وربَّما فُتح ثانِيه فَقيل: ((حُجَرَاتٌ)) .

وَقَالَ الزّجَّاجُ: مَعْنَى ((خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ)) : طُرُقُه وآثارُه. وَقَالَ الفرّاءُ: مَعْنَاهُ: لَا تَتِّبِعُوا آَثارَه فإنّ اتّباعه مَعْصِيَةٌ {إِنَّه لكم عَدو مُبين} [البَقَرَة: 168] . وَقَالَ الليثُ: مَعْنَاهُ: لَا تَقْتَدُوا بِهِ. قَالَ: وَقَرَأَ بعضهُم: ((خُطُؤَاتِ الشَّيطانِ)) من الْخَطِيئَةِ: الْمَأْثَمِ. قلتُ: مَا عَلِمْتُ أَحداً من قُرَّاءِ الأمْصار قرَأَ بالهمْزِ. . وَلَا مَعنى لَهُ. أَبُو زَيدٍ _ يُقَال: ناقتُكَ هَذِه من المتَخَطِّيَات الجِيَفَ _ أيْ: ناقةٌ قويَّة جَلْدَةٌ، تمضِي وتُخَلِّفُ الَّتِي قد سَقَطَتْ. خطأ: قَالَ الليثُ: خَطِىءَ الرجُلُ خِطْئاً فَهُوَ خاطىءٌ وأَخطأَ _ إِذا لمْ يُصِبِ الصوابَ. الحرّانيُّ _ عَن ابْن السِّكيت _: يَقُول الرجلُ لصَاحبه: إنْ أَخْطأْتُ فَخَطِّئْنِي، وإنْ أَصَبتُ فَصَوِّبْنِي، وإِنْ أَسَأْتُ فَسَوَّىء عَلَيَّ _ أيْ: قُلْ لِي: قد أَسَأتَ. قَالَ: وتقُولُ: لأَنْ تُخْطِيءَ فِي العلْم أيسَرُ مِن أَنْ تُخطىءَ فِي الدِّين. وَيُقَال: قد خَطِئْتُ _ إِذا أَثِمْتُ فأَنَا أَخْطَأُ خِطْئَا. . وَأَنا خاطِيءٌ. قَالَ الله جلّ وعزّ: {إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيراً} [الْإِسْرَاء: 31] . وَقَالَ _ أَيْضا _: {إِنَّا كُنَّا خاطئين} [يُوسُف: 97] ، أيْ: آثِمينَ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبَيدة. يُقَال: أَخْطَأَ، وخَطِىءَ لُغتان. وَقَالَ امْرُؤُ القَيْسِ: (يَا لَهْفَ هِنْدٍ إذْ خَطِئْنَ كاهِلا ... القَاتِلِينَ الملكَ الْحُلاَحِلاَ) أرادَ أَخطأْنَ ((كاهِلاً)) . وهم حَيٌّ مِن بَني أَسَدٍ. وَيُقَال فِي مَثَلٍ: ((مَعَ الخَواطىءِ سَهْمٌ صائبٌ)) . يُضْرَبُ للَّذِي يُكثِرُ الخطأَ وَيَأْتِي الأحيانَ بالصَّوَاب. وسمعتُ المُنْذِرِيَّ يقولُ: سمعتُ أَبا الْهَيْثَم يَقُول: ((خَطِئْتُ)) : لما صنعه عمْداً وَهُوَ الذَّنْبُ. . و ((أخطأتُ)) : لمَا صنَعه خَطأ غير عَمْدٍ. قَالَ: والْخَطَأُ _ مَهْمُوزٌ مَقْصُورٌ _: اسمٌ مِن ((أَخْطَأْتُ خَطَأً وإخْطَاءً)) . قَالَ: وخَطِئْتُ خِطْئاً _ بِكَسْر الخَاء. . مقصورٌ _ إِذا أَثِمْتُ. وأنشَد: (عِبَادُكَ يَخْطَأُونَ وَأنتَ رَبٌّ ... كَرِيمٌ لَا تَلِيقُ بكَ الذُّمُومُ) قَالَ: وَالخَطِيئَةُ: الذَّنْبُ عَلَى عَمْدٍ. قَالَ: وأمَّا قولُه: ( ... إذْ خَطِئْنَ كاهِلاً ... ) فإنَّ وَجْهَ الكلامِ فِيهِ كَانَ ((أَخْطَأْنَ)) بالألِفِ، فردّه إِلَى اَلثُّلاثِيِّ، لأنّهُ الأصْل. فجعَل ((خَطِئْنَ) بِمَعْنى ((أَخْطَأْنَ)) . وَقَالَ الليثُ: الخَطِيئةُ: ((فَعِيلةٌ)) وجمعُها: كَانَ يَنْبَغِي أَن يَكُونَ ((خَطَائِىءُ)) _ بهمزتين _ فاسْتَثقَلوا الْتِقاءَ همزتين. . فخفَّفُوا الآخرةَ مِنْهُمَا، كَمَا يُخَفَّفُ ((جائىءٌ)) _ عَلَى هَذَا الْقيَاس _ فكَرِهُوا أَن تكونَ عِلّتُه مِثلَ عِلّةِ

((جَائِىء)) ، لأنّ تِلْكَ الْهمزَة زائدةٌ، وَهِي أصليَّةٌ فَفَرُّوا ((بخطَايا)) إِلَى يَتَامَى، ووجدوا لَهُ فِي الأسماءِ الصَّحِيحَة نَظِيراً. وَذَلِكَ مِثْلُ ((طاهرٍ، وطاهرةٍ وطهَارَى)) . وَقَالَ أَبُو إسْحَاقَ النحْوِيُّ _ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَكُمْ} [البَقَرَة: 58] . قَالَ: الأصْلُ فِي ((خَطَايَا)) كَانَ ((خَطَاييءُ)) فاعْلَمْ. فَيجب أَن تُبْدَلَ من هَذِه اليَاءِ همْزَةٌ فتَصِيرُ ((خَطَائِىء)) مِثْلُ ((خَطَاعِعَ)) فتجتمعُ همزتَان؛ فقُلِبَتِ الثَّانِيَة يَاء، فتصيرُ ((خَطَائِيَ)) مِثلُ ((خَطَاعِيَ)) . ثمَّ يجِبُ أَن تُقْلَبَ اليَاء والكَسْرَةُ إِلَى الفَتْحَةِ والألِفِ فتَصيرُ ((خَطَاءَى) مِثْلُ ((خَطاعَى)) . فَيَجِبُ أَن تبْدَلَ الهمزَةُ يَاء. . لوُقوعها بَين أَلِفَيْنِ فتصيرُ ((خَطَايَا)) . وَإِنَّمَا أُبْدِلَتِ الهمْزَةُ _ حِين وقَعَتْ بَين أَلِفَيْنِ)) _ لأنَّ الهمزَةَ مُجَانِسَةٌ للأَلِفَاتِ فاجتَمَعَتْ ثَلَاثَة أَحْرُفٍ من جِنْسٍ وَاحِدٍ. قَالَ: وَهَذَا الَّذِي ذَكَرْنَا: مَذْهَبُ سِيبَوَيْه. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: يُقالُ: ((خُطِّىءَ عَنْك السُّوءُ)) _ إِذا دَعَوْا لَهُ أَنْ يُدْفَعَ عَنْهُ السُّوءُ. خوط، خيط: ثَعْلَب _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ يُقَال: ((خُط خُطْ)) _ إِذا أَمَرْتَهُ أَن يَخْتِلَ إنْسَانا بِرُمحِهِ. وَقَالَ الليثُ وَغَيره: الْخُوطُ: الغُصْنُ النّاعِمُ. وَأنْشد: (سَرَعْرَعاً خُوطاَ كغُصْنٍ نَابِتِ ... ) وَفِي ((النَّوَادِرِ)) ((تَخَوَّطْتُ فلَانا وتَخَوَّتُهُ: تَخَوُّطاً، وتَخَوُّتاً)) _ إِذا أَتَيتُهُ الفَيْنَةَ بعد الفَيْنَةِ _ أَي: الحينَ بعد الحينِ. وَأما ((خَاطَ. . يَخيطُ)) فَإِنَّهُ يُقَال: خِطْتُ الثُّوْبَ أَخِيطُهُ، خَيْطاً. . فَهُوَ مَخِيطٌ. والخِيَاطُ: الإبْرَةُ، ونَحْوُها. . ممَّا يُخَاطُ بِهِ _ وَهُوَ المِخْيَطُ. وَمِنْه قَول الله جلّ وعزّ: {حَتَّى يلج الْجمل فِي سم الْخياط} [الْأَعْرَاف: 40]_ أَي: فِي خُرْتِ المِخْيَطِ. ومثلُ ((خِياطٍ ومِخْيَطٍ)) : ((لِحَافٌ ومِلْحَفٌ)) و ((سِرَادٌ ومِسْرَدٌ)) و ((إزَارٌ ومِئْزَرٌ)) ، ((وقِرَامٌ ومِقْرَمٌ. والخِياطَةُ: حِرْفَةُ الخَيَّاطِ. وثوبٌ مَخيطٌ. وَكَانَ حَدُّهُ: ((مَخْيُوطٌ)) . . فَلَيَّنُوا الياءَ _ كَمَا ليُّنُوها فِي " خَاطَ " فالتَقَى ساكنانِ: سكونُ الياءِ وسكونُ الْوَاو. فَقَالُوا: ((مَخِيطٌ)) لالتقاء السَّاكنِين أَلْقَوْا أَحَدَهُما. وَكَذَلِكَ بُرٌّ مَكِيلٌ: الأصْلُ: ((مَكْيُولٌ)) . وَقَالَ ابنُ السِّكيت: إِذا قَالُوا: ((مَخِيطٌ)) بَنَوْهُ عَلَى النُّقْصانِ. . لنُقْصَانِ الياءِ فِي ((خِطْتُ)) . والياءُ فِي ((مَخِيطٍ)) هِيَ وَاو ((مَفْعُولٍ)) انقلبتْ يَاء لِسكُونها وانكسار مَا قبلهَا ليُعلم أَن السَّاقِط ياءٌ. قَالَ. وَمن قَالَ: ((مَخْيُوطٌ)) أَخْرَجه على التَّمام. قلت: وأَحْسَبُهُ حَكَى هَذِه العِلَّةَ عَن الفرَّاء.

وَقَالَ: أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جلّ وعزّ: {حَتَّى يتَبَيَّن لكم الْخَيط الْأَبْيَض من الْخَيط الْأسود من الْفجْر} [البَقَرَة: 187] : هُما فجرَانِ. أَحدهمَا: يَبْدُو أَسْوَدَ مَعْترضاً _ وَهُوَ الخَيْطُ الْأسود. والآخرُ يَبْدُو طالعاً مستطيلاً يملأُ الأفُقَ. . فَهُوَ الخَيْطُ الأبيضُ. قَالَ: وحَقِيقَتُهُ: حتَّى يَتَبَيَّنَ لكُم الليلُ والنَّهارُ. وَقَالَ الفرَّاءُ فِي قَوْله جلّ وعزّ: {حَتَّى يتَبَيَّن لكم الْخَيط الْأَبْيَض من الْخَيط الْأسود} : قَالَ رجلٌ للنّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَهُوَ الخَيْطُ الأبيضُ والخَيْطُ الأسودُ؟ فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ((إِنَّكَ لَعَرِيضُ القَفَا {} هُوَ اللَّيلُ مِنَ النَّهارِ)) . وَالرجل إذَا عَرُضَ قَفَاهُ قلَّ فهمُهُ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ _ عَن أبي طَالب _ أَنه قَالَ: الخَيْطُ اللَّوْنُ، واحتجَّ بقول الله عزّ وجلّ. وَقَالَ أَبو دُوَادٍ الإيَادِيُّ: (فَلَمَّا أضاءَتْ لَنا سُدْفَةٌ ... وَلاَحَ مِنَ الصُّبْحِ خَيْطٌ أنارَا) وقَوْلُهُ: أَضاءتْ لَنا سُدْفَةٌ هِيَ _ هَهُنَا _ الظُّلْمَةُ. وَلاَحَ مِنَ الصُّبْحِ _ أَيْ: بَدَا وَظَهَرَ. وَقَالَ غيرُه: الْخَيْطُ: الْقَطِيعُ من النَّعَامِ، واحِدُها: خَيْطَى. وَقَالَ لَبِيدٌ: (وَخَيْطاً مِنْ قوَاضِبَ مُؤْلَفَاتٍ ... كَأَنَّ رِئِالَها وَرَقُ الإفَالِ) وَقَالَ اللَّيْث: نَعَامَةٌ خَيْطَى. . وَخَيْطُهَا: طُولُ قَصَبِهَا وَعُنُقِهَا. وَيُقَال: هُوَ مَا فِيهَا. . من اخْتِلاَطِ سَوَادٍ فِي بَيَاضٍ لاَزِمٍ لَهَا. . . كالْعَيَسِ فِي الإبلِ الْعِرَابِ. وَقَالَ غيرُه: يقالُ لِلْقَطِيع من النَّعَامِ: خِيطٌ وَخَيْطٌ وخَيْطَى. وَإِنَّمَا خَيَّطَهَا أَنَّها تَتَقَاطَرُ، وتَتَابَعُ كالْخَيْطِ الْمَمْدُودِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَال: خَاطَ فُلانٌ خَيْطَةً وَاحِدَة _ إِذا سَارَ سَيْرَةً، وَلم يَقْطَع السَّيْرَ. وَخَاطَ الحَيَّةُ _ إِذا انْسَابَ عَلَى الأرْضِ. وأَنشدَ: (وَبَيْنَهُمَا مُلْقَى زِمَامٍ كَأَنَّهُ ... مَخِيطُ شَجَاعٍ آخِرَ اللَّيْلِ ثَائِرِ) ومخِيطُ الحَيَّةِ: مَزْحَفُها. وَقَالَ غَيْرُهُ: خَاط فلانٌ إِلَى فُلاَنٍ _ أَيْ: مَرَّ إليْهِ. ويُقَالُ: خَاطَ فلانٌ بعِيراً بِبَعِيرٍ _ إِذا قَرَنَ بَيْنَهُمَا. وَفِي ((نَوَادِر الأعْرَاب)) : خَاطَ فلانٌ خَيْطاً _ إِذا مَضَى سَرِيعاً. وتَخَوَّطَ تَخَوُّطاً. . مِثْلُهُ. وَكَذَلِكَ: مَخَطَ فِي الأَرْض مَخْطاً. أَبُو عبيد _ عَن الأصمعيِّ _ خَيَّطَ الشَّيْبُ رَأْسَهُ وَفِي رأسهِ ولِحْيَتِهِ: صَارَ كَالْخُيُوطِ، أَوْ ظهَرَ كالْخُيُوطِ _ مِثْلُ وَخَطَ.

وتَخَيَّطَ رَأْسُه: كَذَلِك. وَقَالَ أَبُو كَبِيرٍ: (حَتَّى يُخَيَّطَ بِالْبَيَاضِ قُرُونِي ... ) وَقَالَ غَيْرُهُ: الْخَيْطَةُ: الْوتِدُ: قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ الْهُذَلِيُّ: (تَدَلَّى عَلَيْهَا بَيْنَ سِبٍّ وَخَيْطَةٍ ... شَدِيدُ الْوَصَاةِ نَابِلٌ وابْنُ نَابِلِ) قَالَ الْأَصْمَعِي: السِّبُّ: الْحَبْلُ، والْخَيْطَةُ الْوَتِدُ. وَفِي الحَدِيث: ((أَدُّوا الْخِيَاطَ والْمِخْيَطَ)) . أَرَادَ بالْخِيَاطِ _ هَهُنَا _: الْخَيْطَ، وبالْمِخْيَطِ: الإبْرَةَ. وَقَالَ أَبُو زيْدٍ: يقالُ: هَبْ لي خَيْطاً وخِيَاطاً ونِصَاحاً. كُلُّهُ: الْخَيْطُ الَّذِي يُخَاطُ بهِ. والْخِيَاطُ: الْمِخْيَطُ _ فِي قولِ الله جلّ وعزّ _: {حَتَّى يلج الْجمل فِي سم الْخياط} [الأعرَاف: 40] . وَقَالَ ابْن شُمَيْلٍ: فِي الْبَطْنِ مَقَاطُّهُ ومخِيطُهُ. قَالَ: ومَخِيطُهُ: مُجْتَمعُ الصِّفَاقِ _ وَهُوَ ظَاهرُ الْبَطْنِ. وَخط: قَالَ الليثُ: يُقَال: وَخَطَهُ بالسَّيْفِ _ أَيْ: تَنَاوَلهُ من بَعِيدٍ. وَقد وُخِطَ فلانٌ يُوخَطُ وَخْطاً. وتقولُ: وخَطنِي الشَّيْبُ. . ووُخِطَ فُلاَنٌ _ إِذا شَاب رأسُه _ فهوَ مَوْخُوطٌ. ويقالُ: وَخَط فِي السَّيْرِ يَخِطُ _ إِذا أَسْرَعَ. وَكَذَلِكَ وَخط الظلِيمُ ونحْوُهُ. أَبُو عبيدٍ _ عَن الأصمعيِّ _: إِذا خَالَطَتِ الطَّعْنَةُ الْجوْفَ وَلم تَنْفُذْ. . فَذَلِكَ الْوَخْضُ. . وَالْوَخْطُ. ووَخَطَهُ بالرُّمحِ. . ووَخَضَهُ. وَأنْشد: (وَخْطاً بِمَاضٍ فِي الْكُلَى وَخَّاطِ ... ) قلتُ: وَلم أَسْمَعْ لغير اللَّيْث _ فِي تَفْسِيرِ ((الْوَخْطُ)) _ أَنَّهُ الضَّرْبُ بالسَّيْفِ. وأُرَاهُ أَرَادَ أَنَّهُ يَتَنَاوَلُهُ بِذُبَابِ السَّيٍ فِ طَعْناً _ لَا ضَرْباً. وأَمَّا ((الْوَخْط)) فِي السَّيْرِ _ بِمَعْنى السُّرْعَةِ _: فقد ذكَرَهُ أَبُو عبيدٍ عَن أَصْحَابِهِ وَهُوَ صَحِيحٌ. وَكَذَلِكَ ((وَخْطُ الشَّيْبِ)) : مِثْلُ ((الَوَخْزِ)) سَوَاءٌ. وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: ((وَخَطَهُ)) بالرُّمْحِ ووَخَضَهُ. قَالَ: والْمِيخَطُ: الدَّاخِلُ، ووَخَطَ _ أيْ: دَخَلَ. وَقَالَ أَبُو تُرَابٍ: سَمِعْتُ الْبَاهِلِيَّ يقولُ: وَخَطَهُ الشَّيْبُ، ووَخَضَهُ بِمَعْنى واحدٍ. طخا: أَبُو عبيد _ عَن الأصمعِيِّ _: الطَّخَاءُ والطَّهَاءُ والطَّخَافُ. . كلُّهُ: السَّحَابُ الْمُرْتَفِعُ. وَقَالَ اللّيْثُ: الطَّخْيَاءُ ظُلْمَةُ الْغَيمِ. قَالَ: والطَّخَاءةُ والطَّهَاءةُ _ من الْغَيْمِ _: كلُّ قِطْعَةٍ مُسْتَدِيرَةٍ تَسُدُّ ضوْءَ الْقَمَر. وَيُقَال لَهَا: الطَّخْيَةُ، وَهِي مَا رَقَّ وانْفَرَدَ. ويُجْمَعُ. . على الطِّخَاءِ والطِّهاءِ.

أبواب الخاء والدال

قَالَ: وَيُقَال للأحمَقِ: الطَّخْيَةُ. والجميعُ: الطَّخْيُونَ. وَفِي الحَدِيث: ((إنَّ لِلْقَلبِ طَخْأَةً كَطَخْأَةِ الْقَمَرِ)) . _ أَي: شَيْئا يَغْشَاه كَمَا يُغْشَى القمرُ. وروى أَبُو عُبَيد فِي حديثٍ رفَعَه: ((إذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ طَخاءً عَلَى قَلبِهِ فَلْيَأْكُلِ السَّفَرْجَلَ)) . قَالَ أَبُو عبيد: والطَّخَاءُ ثِقَلٌ وغِشَاءٌ وغَشْيٌ. يُقَال: مَا فِي السَّمَاء طَخَاءٌ _ أَي: سَحَاب وظُلْمَة. قَالَ: والطَّخْيَة: الظُّلْمَةُ الشَّدِيدَة. وَقَالَ النابغَةُ: (فَلاَ تَذْهَبْ بِعَقْلِكَ طَاخِيَاتٌ ... مِنَ الْخُيَلاَءِ لَيْسَ لَهُنّ بَابُ) طيخ: أَبُو زيد: رجلٌ طَيْخَةٌ. . من رجالٍ طَيْخَاتٍ. . ولَطْخَةٌ _ من رجالٍ لَطْخَاتٍ. وهما مَعًا: الأحْمَقُ الَّذِي لَا خير فِيهِ. أَبُو عبيدٍ _ عَن أبي عبيدةَ _ الطَّيْخُ: الْكِبْرُ. ثعلبٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: المُطَيَّخُ الفَاسِدُ. وأتانا فلانٌ زَمَنَ الطَّيْخَةِ _ أَي: زمنَ الْفِتْنَةِ والْحَرْب. وَقَالَ اللِّحْيانيُّ: طَاخَ فلانٌ فلَانا يَطُوخُهُ، ويَطِيخُهُ وطيَّخَهُ _ إِذا رَمَاهُ بِقَبيحٍ. . من قوْلٍ أَو فِعْل. ورجلٌ طَيَّاخَةٌ _ وَهُوَ الَّذِي يَتَطَيَّخُ فِي المجلِسِ بالخطإ. أَبُو عُبَيدٍ _ عَن الكسائيِّ _: طَاخَ فلانٌ يَطِيخُ طَيْخاً _ إِذا تَلَطَّخَ بقَبِيحٍ. وطِخْتُهُ أَنا، وَيُقَال: طَيَّخْتُهُ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: طَيَّخَهُ العذابُ _ أَي: أَلَحَّ عَلَيْهِ فأهلَكهُ. وطيَّخَهُ السِّمَنُ _ إِذا امْتَلأ سِمَناً. وَقَالَ أبومَالِكٍ: يُقَال: طَيَّخَ أصحابَهُ _ إِذا شَتَمَهم فأَلَحَّ عَلَيْهِم. وَقَالَ اللَّيْث: الطَّيخُ: حِكَايَةُ الضّحِك. تَقول: قَالَ الناسُ: طِيخِ طِيخِ _ أَي: قَهْقَهُوا. أَبْوَاب الْخَاء وَالدَّال خَ د (وايء) خاد (خود) ، داخ، دوَّخ، أخد: مستعملة. خود _ خيد: وَقَالَ الليثُ: الْخَوْدُ: الفتاةُ الشّابَّةُ مَا لم تَصِرْ نَصَفاً. . وجَمْعُه: خَوْدَاتٌ. أَبُو عبيد _ عَن الأصمعيِّ _: الْخَوْدُ _ من النِّسَاء _: الحَسنَةُ الْخَلْق. وَقَالَ أَبُو زيد: جَمْعُ خَوْذٍ: خُودٌ _ بِضَم الْخَاء. وَقَالَ الليثُ: يُقَال: خَوَّدْتُ الفَحْلَ تخْوِيداً _ إِذا أرسلْتَهُ فِي الْإِبِل. وأَنشدَ: (وَخَوَّدَ فَحْلَهَا مِنْ غَيْرِ شَلٍّ ... بِدَار الرِّيحِ تخْوِيدَ الظَّلِيم) قلتُ: غَلِطَ الليثُ فِي تَفْسِير التَّخْوِيد. . أَنه بِمَعْنى إرْسَال الفَحْل.

وغَلِط فِي تَفْسِير الْبَيْت جُمْلَةً. والبيتُ لِلَبيدِ فِي قصيدة لَهُ قرأتُها. يُقَال: خَوَّدَ البعيرُ تخْوِيداً _ إِذا أسْرع، والرِّوَايةُ: (وَخَوّدَ فَحْلُها مِنْ غَيرِ شَلٍّ ... ) وَصَفَ بَرْدَ الزَّمانِ، وإسراعَ الفَحْل إِلَى مَرَاحِه مُبَادِراً هُبُوبَ الرِّيح الباردةِ أَصِيلاً _ كَمَا يُخَوِّدُ الظلِيمُ _ إِذا رَاحَ إِلَى بَيْضِه وأُدْحِيِّهِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيدٍ _ عَن أَصْحَابه _: التَّخْوِيدُ سُرْعَةُ سير الْبَعِير فَهَذَا هُوَ الصحيحُ. وَأما قَول اللَّيْث: خَوّدْتُ الفَحْلَ _ إِذا أرسلتُهُ فِي الْإِبِل، فهُو باطلٌ. . مَا قَالَه أحدٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الْخِيدُ: فارِسيَّةٌ _ حَوّلُوا الذّالَ دَالا فأَعْرَبُوهُ. قلتُ: يُعْنَى بِهِ الرَّطْبَةُ. خدي. . وخد: يُقَال: خَدَى البعيرُ. . يَخْدى خَدْياً _ فَهُوَ خَادٍ _ إِذا أَسْرَع المشيَ. وَمثله: وَخَدَ يَخِدُ، وخَوَّد يُخَوِّدُ. كُلُّهُ بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ الليثُ: الْوَخْدُ: سَعَةُ الْخَطْوِ فِي الْمَشْي. ومثُلُهُ: الْخَدْيُ _ لُغَتَانِ. يُقَال: وخَدَتِ الناقةُ. تخِدُ وَخْداً ووُخُوداً. وخَدتْ تخْدِي خَدْياً. وبَعِيرٌ وَخَّادٌ. وَقَالَ النَّابِغَةُ: (فمَا وَخَدَتْ بمِثْلِكَ ذاتُ غَرْبٍ ... حَطُوطٌ فِي الزِّمامِ وَلاَ لَجُونُ) وَأنْشد أَبُو عُبَيدٍ _ فِي النَّاقة الوخُودِ: (وَخُودٌ مِنَ اللاَّئِي تَسَمَّعْنَ بالضُّحَى ... قَرِيضَ الرُّدَافَى بالْغِنَاءِ المُهَوِّدِ) داخ _ ودوّخ: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: دَاخَ لنا فلَان يَدُوخُ _ إِذا ذلّ وخضع. وَقد دَوَّخْنَاهُمْ تَدْوِيخًا. . ودُخْناهُمْ دَوْخًا. قلتُ: وَيُقَال: دَاخ يَدِيخُ إِذا ذَلَّ. وَقد ديَّخْتُه وذَيَّخْتُهُ _ بِالدَّال والذال _ إِذا ذَلَّلْتُهُ. . فَهُوَ مدَيَّخٌ ومُذَيَّخٌ _ أَي: مُذَلَّلٌ. قَالَ ذَلِك ابْن الْأَعرَابِي وَحَكَاهُ أَبُو عبيد عَن الأحْمَرِ _ بِالذَّالِ _: ذَيَّخْتُهُ. فأنكرهُ شمِرٌ بالذّالِ، وزَعَم أَنه بِالدَّال وَهُوَ صَحِيحٌ لَا شكّ فِيهِ _ بِالذَّالِ وَالدَّال. وَأنْشد شمر: (قاعَ وَإنْ يَتْرُكَ فَشَوْلٌ دُوَّخُ ... ) ودَوَّخَ فلانٌ البلادَ _ إِذا سَار فِيهَا حَتَّى عَرَفَها، وَلم يَخْفَ عَلَيْهِ طُرُقُها. وروى اللَّيث _ فِي هَذَا الْبَاب _ حَرْفاً صَحّفَه فَقَالَ: أخد: قَالَ: والْمُستَأْخِدُ: الْمُستَكينُ. قَالَ: ومَرِيضٌ مُستأخِدٌ _ أَي: مُستكينٌ لمرضه. قلتُ: هَذَا حَرفٌ مُصَحَّفٌ، قُلبَت الذّال دَالاً فِيهِ. والصّوَابُ: ((الْمُستأخِذُ)) _ بالذَّال. . وَهُوَ الَّذِي يَسيل الدّم من أَنفِهِ. وَيُقَال. . للَّذي بعَينهِ رَمَدٌ: مُستأخِذٌ _ أَيْضا.

باب الخاء والتاء

وأقرَأَني الإياديُّ _ عَن شمرٍ _ لأبي عُبَيدٍ _ عَن الأصمعيِّ _: ((الْمُسْتَأْخِذُ)) : الْمُطَأطِىءُ رأًسَه من وَجَعٍ. وَهَذَا كلُّهُ بالذّال. ومَوضِعها فِي ((بَاب الْخَاء والذال)) . بَاب الخَاء وَالتَّاء خَ ت (وايء) ختا (اخْتتا)) ، خات، تاخ، وتخ: مستعملة. ختا و (اختتأ) : قَالَ اللَّيْث: خَتَا الرَّجلُ. . يَخْتُو خُتُوّاً وَهُوَ أَنْ تَرَاهُ منكسراً _ من حُزْنٍ أَو مَرَضٍ _ مُتَخَشِّعاً. وَيُقَال: أَرَاكَ اخْتَتَأْتَ من فلَان فَرَقاً. وَقَالَ العَجَّاجُ: (مُخْتَتِئاً لِشَيِّئَانِ مِرْجَمِ ... ) شَيِّئَانٌ بوزْنِ شَيِّعَانٍ. ومَفازَةٌ مُخْتَتَئَةٌ: لَا يُسْمَعُ فِيهَا صوتٌ وَلَا يُهْتَدَى فِيهَا السَّبيلَ. أَبُو عُبيد _ عَن الكسائيِّ _: اخْتَتَأْتُ لَهُ اخْتِتَاءً _ إِذا خَتْلَته. وَقَالَ أَبُو زيدٍ _ فِي كِتاب ((الهمْزِ)) : اخْتَتَأْتُ من الرَّجُلِ اخْتِتَاءً _ أَي: اخْتَبَأتُ مِنْهُ. قَالَ: واخْتَتَأْتُ أَيْضا اختِتَاءً إِذا مَا خِفْتَ أَن يَلحقَكَ من المَسَبَّةِ شيءٌ، أَو. . من السُّلْطَان. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: قَالَ أَعْرابيٌّ: رأيتُ نَمِراً. . فاخْتَتَأَ. . لي. وَقَالَ الأصمعيُّ: ((فَاخْتَتَأ)) : ذَلَّ. وَقَالَ مرَّةً: اختبأَ. وأنشَد: (كُنَّا _ ومَنْ عَزَّ بَزَّ _ نَخْتبِسُ الناسَ ... وَلا نَخْتَتِي لِمُخْتَبِسٍ) _ أيْ: لَا نَذِلُّ. وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: الْمُخْتَتى: الذَّليلُ. ورَوَى أَبُو ترابٍ _ للكسائيِّ _: هُوَ خاتلٌ لَهُ. . وَخَاتٍ لهُ: بِمَعْنى واحدٍ. وَقَالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ: (يَدِبُّ إِلَيْهِ خاتِياً يَدَّرِي لَهُ ... لِيَعقِرَهُ فِي رَمْيهِ حينَ يُرْسِلُ) وَقَالَ اللَّيْث أَيْضا: المْخْتَتِي: الذَّلِيلُ. وَإِذا تَغَيَّرَ لونُ الرجُل _ من مَخافة شَيْء نحوِ السُّلطانِ وغيرِه _ فقد اختَتَأَ. ثعلبٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: قَالَ: الْخَتَى: الطَّعْنُ الْوِلاَءُ. خيت، خوت: أَبُو عُبَيد: الخائتةُ من العِقْبَانِ: الَّتِي تَخْتَاتُ. وَهُوَ صَوْت جَناحَيْها _ إِذا انقَضَّتْ فسمعْتَ صوتَ انقضاضِها. يُقَال: خاتَتْ تَخُوتُ. وَقَالَ ابنُ رِبْعٍ الهُذَلَيُّ: (تَخُوتُ قُلُوبَ القومِ مِن كلِّ جانبٍ ... كَمَا خَاتَ طَيْرَ الماءِ وَرْدٌ مُلَمَّعُ) وَقَالَ آخرُ: (يَخُوتُونَ أُخْرَى القوْمِ خَوْتَ الأجادِلِ ... ) وَقَالَ الليثُ: يُقَال: عُقَابٌ خائِتةٌ: تُصَوِّتُ بجناحَيْهَا. . وَلَهُمَا حَفِيفٌ.

باب الخاء والظاء

وسمِعْتُ خَوَاتَها _ أيْ: حَفِيفَها وصَوْتَها. أَبُو عُبيد _ عَن أبي زيد _: الْخَوَاتُ والحَرَاةُ والوَحَاةُ: الصَّوْتُ. وَقَالَ أَبَو نُخَيْلَةَ: (أَو كَاخْتِيَاتِ الأَسِدِ الشَّوِيَّا ... ) الشَّوِيّا: جَمْعُ شَاةٍ. وَيُقَال: اخْتَاتَ الذِّئْبُ شَاة من الغَنم اخْتِيَاتاً _ إِذا اختَطَفَها. وَكَذَلِكَ: اختَاتَ الصَّقْرُ الطيْرَ. وكلُّ اختِطَافٍ: اخْتِيَاتٌ وَخَوْتٌ. وَفِي حَدِيث أبي جَنْدَلِ بن عمرِو بن سُهَيْلٍ أَنَّهُ اخْتَاتَ للضَّرْبٍ. . حَتَّى خِيفَ عَلَى عَقْلِهِ. قَالَ شَمِرٌ: هَكَذَا رُوِيَ. وَالْمَعْرُوف: أَخَتَّ الرجُلُ، فَهُوَ مُخِتٌّ _ إِذا انكَسَر واسْتَحْيا. والمُخِتُ: المنكَسِرُ. قَالَ: والمُختَتِي: نحوُ الْمُخِتِّ. . وَهُوَ المُتَصَاغِرُ. . المُنْكَسِرُ. توخ _ وتخ: قَالَ الليثُ: تاخَتِ الإصبُعُ فِي الشَّيْء الْوَارِمِ الرِّخْوِ. وَأنْشد بيتَ أبي ذُؤَيْبٍ: (بِالِّنِّي فَهْيَ تَتُوخُ فيهِ الإصْبَعُ ... ) قَالَ: ويُرْوَى: فَهِيَ تَثُوخُ. بالثَّاءِ. قلتُ: ثَاخَ وسَاخَ. معروفان بِهَذَا المعنَى. وأمَّا ((تاخَ)) _ بمعناهما _: فَلَا أَحْفظُه لغير اللَّيْثِ. وَفِي الحَدِيث: ((أنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُتِيَ بِسَكْرَانَ فأَمَرَ بِهِ حتَّى ضُرِبَ بِالْمِتِّيخَةِ)) . ورَوَى عثمانُ بنُ سَعيدٍ _ عَن أحمدَ بن صالحٍ _ أَنه قَالَ - فِي قولِه: ((ضُرِبَ بالْمِتِّيخَةَ)) _: هِيَ الجَرائدُ الرَّطْبَةُ. ورَوَى أَبُو العبَّاس _ عَن ابْن نَجْدَةَ عَن أبي زَيْدٍ _ أَنَّهُ قَالَ: يُقَال للعَصا: الْمِتْيَخَةُ _ بِسُكُون التَّاء وَفتح الْيَاء. قَالَ: وَهِي الْمِيتَخَةُ أَيْضا _ الياءُ قبْلَ التَّاء والمِيمُ مكسورةٌ _. قَالَ: وهِيَ الْمِتِّيخَة _ التَّاءُ مُشَدَّدةٌ قبْلَ الياءِ السَّاكنةِ والميمُ مَكسورةٌ. ثلاثُ لُغاتٍ. فَمن قَالَ: ((مِيتَخَةٌ)) فَهِيَ مَأخوذةٌ مِنْ وَتَخَ يَتِخُ. وَمن قَالَ: ((مِتْيَخَةٌ)) فَهِيَ مِنْ تَاخَ يَتِيخُ. ومَنْ قَالَ. ((مِتِّيخَةٌ)) فَهِيَ ((فِعِّيلةٌ)) مِنْ مَتَخَ الجرادُ _ إِذا رَزَّ ذَنَبُهُ فِي الأَرْض. وَقَالَ الليثُ: تاءُ ((الأخْتِ)) : أَصْلُها هاءُ التَّأْنِيث. بَاب الْخَاء والظاء خَ ظ (وايء) قلتُ: أُهْمِلَتْ وُجُوهُها غيرَ: خظا. خظا: قَالَ اللّيثُ: يُقَال: خَظا يَخْظُوا وَخِظِيَ يَخْظَى. . فَهُوَ خَاظٍ وَخَظٍ _ وَهُوَ المكْتَنِزُ اللَّحْمِ. والْخَظَاةُ _ من كلِّ شيءٍ _ المُكْتَنِزَةُ. وَأنْشد: (لَهَا مَتْنَتانِ خَظَاتَا كَمَا ... أَكَبَّ عَلَى سَاعِدَيْهِ النَّمِرْ)

قَالَ بعضُ النَّحْوِيِّينَ: كُفَّ نُونُ ((خَظَاتَانِ)) _ كَمَا قَالُوا: ((اللَّذَا)) ، وهُمْ يُرِيدون ((اللَّذَانِ)) . وَقَالَ الأَخْطَلُ: (أَبَنِي كُلَيْبٍ إنَّ عَمَّيَّ اللَّذَا ... قَتَلاَ المُلُوكَ وَفَكَّكَا الأَغْلاَلاَ) وَقيل: بل أُخْرِجَتْ على أصل التصريف. كَمَا يُقَال _ للذّكر _ ((خَظَا)) . . قَالُوا: للمرأتين: ((خَظَاتَا)) . . لِأَن الْوَاحِدَة يقا ل لَهَا: ((خَظَتْ، وغَزَتْ)) _ فَتُسْقِطُ الألِفَ التَّاءُ فَلَمَّا تحركَتِ التَّاءُ فِي قولكَ: ((خَظَتَا وَغَزَتَا)) كَانَ فِي الْقيَاس: أَن تُتْرَكَ الألِفُ مَكَانهَا ((خَظَاتَا وَغَزَاتَا)) وَلَكنهُمْ بَنَوُا التثنيةَ على عَقِب فَعْلِ الْوَاحِدِ. . فَأَلْزَمُوا طَرْحَ الألِف، وَكَانَ فِي ((خَظَاتَا)) رِوَايةٌ على هَذَا الْقِياس _ فَافْهَم. فَإِذا جَمَعْتَ ((الْخَظَاةَ)) بِالتَّاءِ. قلتَ: خَظَوَاتٌ لأنَّ أَصْلَها الواوُ. أَبُو عبيد _ عَن الْفراء _: ((خَظَا)) و ((بَظَا)) و ((كَظَا)) _ بِغَيْر هَمْزٍ _ يَعْنِي اكتنزَ. ومِثْلُه: ((يَخْظُو، ويَبْظُو، ويَكْظُو)) . وَقَالَ شمر: يُقَال ((خَظَا يَخْظُو خَظْواً)) و ((بظا يبظو بَظْواً)) . وَأنْشد: (بِأَيْدِيهِمْ صَوارِمُ مُرْهَفَاتٌ ... وكُلُّ مُجَرَّبٍ خَاظِي الْكُعُوبِ) قَالَ: والْخَاظِي: الْغَلِيظُ الصُّلْبُ. وَقَالَ الهُذَلِيُّ يصفُ حِماراً: (خَاظٍ كَعِرْقِ السِّدْرِ يَسْبِقُ ... غَارَةَ الْخُوصِ النّجَائِبِ) وَأَخْبرنِي المنذريُّ _ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيِّ _ أَنه قَالَ _ فِي قَول امرىء الْقَيْس: (لَهَا مَتْنَتَانِ خظاتَا ... ) أَرَادَ: ((خَظَاتانِ)) . . فأسقط النُّون. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: يُقَال فرس خَظٍ بَظٍ. ثمَّ يُقَال: خَظَا بَظَا _ وَكَذَلِكَ خَظِيَةٌ بَظِيَةٌ. ثمَّ يُقَال: خَظَاةٌ بَظَاةٌ _ تُقْلَبُ الياءُ أَلفاً سَاكِنة. . على لُغَة طَيِّيءٍ. وَأنْشد: (وَمَتْنَانِ خَظاتَان ... كَزُحْلُوفٍ مِنَ الهَضْبِ) أَرَادَ ((خَظِيَتَانِ)) . وَأنْشد: (أَمْسَيْنَا أَمْسَيْنَا ... وَلَمْ تَنامِ الْعَيْنَا) كَانَ أَصله: ((ولَمْ تَنَم الْعَيْنَانِ)) . فَلَمَّا حَرَّك المِيمَ لاستقبالها اللامَ: رَدَّ الأَلِفَ وَأنْشد: (مهْلاً _ فِداءٌ لَكَ يَا فَضَالهْ ... أَجِرَّهُ الرُّمْحُ ولاَ تُهَالَهْ) أَرَادَ: ((وَلَا تُهَلْهُ)) . وَقَالَ آخَرُ: (حَتَّى تَحَاجَزْنَ عَنِ الذُّوَّادِ ... تَحاجُزَ الرِّيِّ وَلَمْ تَكادِ) أَرَادَ: وَلم تَكَد. فَلَمَّا حَرَّكَتِ القافيةُ الدالَ: ردَّ الْألف. قلت: وَأما قَوْلهم: حَظِيَتِ المرأةُ وبَظِيَتْ _ من الْحُظْوَةِ _ فَهُوَ بِالْحَاء. . وَلم أسمع فِيهِ الْخَاء.

باب الخاء والذال

بَاب الْخَاء والذال خَ ذ (واىء) خذي، خذأ، أَخذ، ذوخ، خاذ، ذيخ: مستعملة. خذي: قَالَ اللَّيْث: خَذِيَ الحمارُ يَخْذَى خَذاً. . فَهُوَ أَخْذَى الأُذُنِ _ إِذا انكسرتْ أُذُنُهُ. وأُذُنٌ خَذْوَاءُ، وَأَتَانٌ خَذْوَاءُ. وَالْجمع: الخُذْيُ. وَهُوَ الرِّخْوُ رَانِفِ الأُذُنِ. وَكَذَلِكَ: فَرَسٌ أَخْذَى. . والأُنْثَى خذْوَاءُ. قلتُ: جَمْعُ الأَخْذَى: خُذْوٌ _ بِالْوَاو _ لِأَنَّهُ من بَنَات الْوَاو. كَمَا قيل فِي جمع ((الْأَعْشَى: عُشْوٌ)) . وَقَالَ أَبُو عبيد: أُذُنٌ خُذَاوِيَّةٌ. . من آذان الْخَيل، وَأنْشد: (لَهُ أُذُنَانِ خذَاوِيَّتَانِ ... وَبالْعَيْنِ يُبْصِرُ مَا فِي الظلَمْ) قَالَ: وَهِي الْخَفِيفَة. وَأما الأُذُنُ الْخَذْوَاءُ فَهِيَ الَّتِي استرخَتْ من أَصْلهَا على الخدَّيْنِ. اللَّيْث: رجلٌ خِنْذِيَانٌ كَثِيرُ الشَّرِّ. قلتُ: لَيْسَ من هَذَا الْبَاب. خذأ: قَالَ اللَّيْث: خَذِىءَ الإنسانُ يَخْذَأُ خَذَءاً _ مَهْمُوزٌ _ وخَذِئْتُ لِفُلانٍ، واسْتَخْذَأْتُ لَهُ _ إِذا انقدتُ لَهُ. أَبُو زيدٍ _ فِي الْهمْزِ _: خَذِئْتُ لَهُ خَذَءاً _ إِذا اسْتَخْذَأْتُ لَهُ. أَخذ: قَالَ اللَّيْث: أَخَذَ يَأْخُذُ أَخْذاً _ وَهُوَ خلاف الْعَطاء. . وَهُوَ التَّنَاوُل. والأُخْذَةُ: رُقْيَةٌ تَأْخُذُ العينَ. . ونَحْوُها. قَالَ: والإخَاذَةُ: الضَّيْعَةُ. . يَتِّخِذُها الإنسانُ لنَفسِهِ. وَفِي حديثِ مَسْرُوقٍ أَنُّه قَالَ: مَا شَبَّهْتُ بأصحاب مُحَمَّدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إلاَّ الإخَاذَ. تَكْفي الإِخَاذَةُ الراكبِ. وتَكفي الإِخَاذةُ الراكَبين. وتكفي الإِخَاذَةُ الْفِئَامَ من النَّاس. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هُوَ ((الإِخَاذُ)) _ بِغَيْر هاءٍ _ وَهُوَ مُجْتَمَعُ الماءِ. . شَبِيهٌ بالغَدِير. وَقَالَ عَدِيُّ بْن زَيْدٍ. . يصف مَطَرا: (فَاضَ فِيه مِثْلُ الْعُهُونِ مِنَ الرَّوْضِ، ... وَمَا ضَنَّ بالإخَاذِ غُدُرْ) قَالَ: وَجمع ((الإخاذ)) : ((أُخُذٌ)) ، وَقَالَ الأخْطَلُ: (فَظَلَّ مُرْتَبِياً والأُخْذُ قَدْ حَمِيَتْ ... وَظَنَّ أَنَّ سَبِيلَ الأُخْذِ مَثْمُودُ) قَالَ ذَلِك كلَّهُ أَبو عُبيدَةَ. وَقَالَهُ أَبُو عَمْرٍ و. . وَزَاد فَقَالَ: وأمَّا ((الإِخَاذَةُ)) بِالْهَاءِ فَإِنَّهَا: الأرضُ. . يَأْخُذُهَا الرجلُ فيحُوزُها لنفسِه ويتَّخِذُها، ويُحْيِيهَا. شَمِرٌ _ عَن أبي عَدْنَانَ _ قَالَ: ((إِخَاذٌ)) : جَمْعُ ((إِخَاذَةٍ)) ، و ((أُخُذٌ)) : جمعُ ((إِخَاذٍ)) .

قَالَ: وَقَالَ أَبُو عبيْدَةَ: الإخَاذَةُ والإخَاذُ _ بِالْهَاءِ وَغير الهاءِ _: جمْعُ إِخْذٍ والإخْذُ: صِنْعُ المَاء. . يجتمعُ فِيهِ. وَفِي ((النَّوادِر)) : إخَاذَةُ الْحَجَنَةِ: مَقْبِضُها وَهِي ثِقَافُهَا. وجاءَتِ امرأَةٌ إِلَى عائِشَةَ رَضِي الله عَنْهَا فقالَتْ لَهَا: ((أُقَيِّدُ جَمَلِي؟)) . وَفِي حديثٍ آخَرَ: ((أُؤَخِّذُ جَمَلي؟)) فَلم تَفْطُنْ لَهَا عائِشة حَتَّى فُطِّنَتْ فأَمَرَتْ بإخْرَاجهَا. والتَّأخِيذُ: أَن تحتالَ المرأَةُ بِحِيَلٍ من السِّحْرِ تَمْنَعُ بهَا زَوجهَا من جِمَاعِ غَيرها. يُقَال: إنَّ لِفُلاَنةَ أُخْذَةً تُؤَخِّذُ بهَا الرِّجَالَ عَن النِّساء. وَقد أَخَّذَتْهُ السَّاحِرَةُ تُؤخِّذُهُ تَأْخِيذاً. وَمن هُنا قيل للأسير: أَخِيذٌ. وَقد أُخِذَ فلانٌ _ إِذا أُسِرَ. وَمِنْه قولُ الله جلّ وعزّ: {فَاقْتُلُوا الْمُشْركين حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وخذوهم} [التّوبَة: 5] . معنَاهُ _ وَالله أعلم _: ائْسِرُوهُمْ. أَبُو عبيد _ عنْ أبي زيد _: مِنْ أَمْثَالِهمْ: ((إِنَّهُ لأَكْذَبُ مِنَ الأَخِيذِ الصَّبْحَانِ)) . قَالَ: وَقَالَ الفرَّاءُ: فلانٌ أَكْذَبُ من أَخِيذِ الْجَيْشِ وَهُوَ الَّذِي يَأْخُذُه الْعَدُوُّ فَيَستَدِلُّونَهُ على قومه فَهُوَ يَكْذِبُهُمْ بِجُهْدِهِ. وَأَخْبرنِي المنذريُّ _ عَن الْمُفَضَّل بنِ سَلَمَة عَن أَبيه، عَن الفرَّاء _ أَنه قَالَ: إنَّه لأَكْذَبُ من الأَخِذِ الصَّبْحَانِ)) بِلَا يَاء. قَالَ: وَهُوَ الفَصِيلُ الَّذِي اتَّخَمَ من اللَّبَنِ. يُقَال مِنْهُ: قد أَخَذَ يَأْخُذُ أَخْذاً. أَبُو عبيد _ عَن الفرَّاءِ _: يُقالُ: بِعَيْنِه أُخُذٌ، وَهُوَ الرَّمَدُ. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ: (يَرْمِي الْغُيُوبَ بعَيْنَيهِ ومَطْرِفُهُ ... مُغْضٍ كمَا كَسَفَ الْمُسْتأْخِذُ الرَّمِدُ) وَالْمُسْتأْخِذُ: الَّذِي بِهِ أُخُذٌ - وَهُوَ الرَّمَدُ. عَمْرو - عَن أَبِيه - يُقال: أَصْبح فلانٌ مُؤتَخِذاً. . لمرضِه، ومُسْتَأْخِذاً _ إِذا أَصْبَح مُسْتكِيناً. وَالْعرب تَقول: لَو كنتَ مِنَّا لأَخَذْتَ بإخْذِنَا _ بِكَسْر الألِفِ _ أَي: أَخَذْتَ بشكلِنَا وَهَدْينَا. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: يُقال: ذهبَ بَنُو فلانٍ ومَنْ أَخَذَ إِخْذُهُمْ. . وَأَخْذُهمْ. يَكسِرُون الألِفَ، ويَضُمُّون الذَّالَ. وإِنْ شئتَ فَتَحْتَ الألفَ، وضمَمْتَ الذَّال أيْ: وَمن سَارَ سَيْرَهُمْ. قَالَ: وقومٌ يَفْتَحُون الألفَ ويَنْصِبُون الذَّالَ. هَكَذَا رَوَاهُ لنا المنْذِرِيُّ _ عَن الحرَّانِيِّ عنِ ابْنِ السِّكِّيتِ. وَقَالَ غيرُه: اسْتُعْمِلَ فلانٌ على الشَّأْم وَمَا أَخَذَ إِخْذَهُ بالْكمْرِ _ أيْ: وَما وَالاَهْ. ونجومُ الأَخْذِ: هِيَ نُجُومُ منازِلِ الْقَمر سُمِّيَتْ نُجُومُ الأخْذِ. . لأخْذِ الْقَمَر فِي منَازِلها. وَقَالَ أَبو عُبَيد: أنشدنا الْفَرَّاءُ:

(وَأَخْوَتْ نُجومُ الأخْذِ إلاَّ أَنِضَّةً ... أَنِضَّةَ مَحْلٍ لَيْسَ قاطِرُهَا يُثْرِي) قَالَ: الأخْذُ: أَن تَأْخُذَ كلّ يَوْم فِي نَوْء. وَقَالَ الْقُتَيبيُّ: نُجُومِ الأخْذِ: مَنَازِلُ القَمَر: سُمِّيَتْ ((نُجُومَ الأَخْذِ لأخْذِ الْقَمَر كلّ لَيْلةٍ فِي مَنْزِل مِنْهَا. قَالَ: وَقيل: نُجُومُ الأَخْذِ: الَّتِي يُرمى بهَا مُسْتَرِقُ السّمع من الشَّياطين والأوَّل أَصحُّ. وَقَالَ الليثُ: أَخِذَ البعيرُ يَأْخَذُ أَخَذاً وَهُوَ كهَيْئة الْجُنون. وكذلِك الشَّاةُ تَأْخَذُ أَخَذاً كَهَيْئَةِ الْجُنون. وَقَالَ غيرُه: الأَخَذُ: مصدرُ ((أَخِذَ)) الْفَصِيلُ ((يَأْخَذُ أَخَذاً)) . وَهُوَ أَن يَتَّخِمَ من شُرْب اللَّبَنِ. وَيُقَال: ائْتَخَذَ القومُ. . يَأْتِخِذُون ائتِخَاذَا. وَذَلِكَ: إِذا تَصَارَعوا. . فَأَخَذَ كلُّ واحِدٍ مِنْهُم عَلَى مُصارِعِهِ ((أُخْذَةً)) يَعْتقلُهُ بهَا. وجمعُها. . أُخَذٌ. وَمِنْه قَوْلُ الرّاجِزِ: (أَهَكَذَا ولمْ يَكُنْ كَرٌّ وَكَرْ ... وَأُخَذٌ وَشَغْزِبِيَّاتٌ أُخَرْ) وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقال: اتَّخَذَ فلانٌ مالَ الله دُوَلاً يَتِّخِذُه اتِّخَاذاً. وتَخِذَ يَتْخَذُ تَخَذاً: بمَعْناه. وتَخِذْتُ مَالا _ أَي: كَسَبْتُه. أُلْزمَتِ التاءُ الحرفَ _ كأَنها أصليَّةٌ. . كَمَا قَالَ الله جلّ وعزّ: {لَوْ شِئْتَ لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً} [الْكَهْف: 77] . وَقَالَ الْفراء: قَرَأَ مُجَاهِدُ: ((لَتَخِذْتَ)) قَالَ: وأنشدني القَنَانِيُّ: (تَخِذَهَا سُرِّيَّةً تُقْعِّدُه ... ) أَيْ: تَخدُمُهُ. قَالَ: وأَصْلُهَا: ((افْتَعَلْتَ)) . قلتُ: وَقد صحَّت هَذِه القراءةُ عَن ابْن عبَّاس. . وَبهَا قَرَأَ أَبُو عَمْرِو بْن الْعَلاَءِ. وأَفادني المنذريُّ _ عَن ابْن اليَزِيدِيِّ عَن أَبي زيدٍ _: أَنَّه قرأَ ((لَوْ شِئْتَ لَتَخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً)) . قَالَ: وَكَذَلِكَ هُوَ مَكْتُوبٌ فِي ((الإمَامِ)) ، وَبِه يَقْرَأ القُرَّاءُ. وَمن قَرَأَ ((لاَتَخَذْتَ)) _ بِفَتْح الخاءِ وبالألفِ _ فإنهُ يخالفُ الكِتَابَ. وَقَالَ اللَّيْثُ: مَن قرأَ ((لاتَّخَذْتَ)) فقد أَدْغَمَ التَّاء فِي الياءِ _ فَاجْتمع هَمْزَتَانِ فصُيِّرَتْ إحدَاهُما ((يَاءً)) وأُدْغِمَتْ كرَاهةَ التِقائهمَا. قَالَ: والإخذُ مَا حَفَرْتَ _ كَهَيئَةِ الْحَوْضِ _ لِنَفْسِكَ. والْجَمِيعُ: الأُخْذَانُ _ تُمْسِكُ الْمَاء أَيَّاماً. والأمْرُ مِنْ ((أَخَذَ يَأَخُذُ)) : ((خُذْ)) وللاثنين: ((خُذَا)) ، وللجميع: ((خُذُوا)) . ذوخ: (ذوذخ وخواخ) : أَبُو العبَّاس _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ قَالَ: الذَّوْذَخُ، والْوَخْوَاخُ: الْعِذْيَوْطُ. خوذ: أَبُو عبيد _ عَن الأُمَوِيِّ _: خَاوَذْتُهُ مُخَاوَذَةً _ إِذا فَعَلْتُ مثلَ فعلهِ. قلت: وأَنْكَرَ شَمِرٌ ((خَاوَذْتُ)) بِهَذَا الْمَعْنى، وذكرَ أنَّ الْمُخاوَذَةَ والْخِوَاذَ: الفِرَاقُ.

باب الخاء والثاء

وَأنْشد: (إذِ النَّوى تَدْنُو عَنِ الْخِوَاذِ ... ) وَأَخْبرنِي المنذريُّ _ عَن أبي طَالِبٍ. . عَن أَبِيه. . عَن الفرَّاءِ _ أنَّه قَالَ: الْحُمَّى تُخَاوِذُهُ - إِذا حُمَّ فِي الْأَيَّام. . وَفُلَان يُخَاوِذُنا بالزِّيارةِ _ أَيْ: يتعَهَّدُنا بالزَّيارة. قلتُ: وَالَّذِي حَفِظْتُهُ وسمعْتُه _ من الْعَرَب _ فِي ((الْخِوَاذِ)) : أنَّ حِلَّتَيْنِ مِنْهُم نَزَلَتَا على ماءٍ عَضُوضٍ لَا يُرْوِي نَعَمَهُمَا فِي يَوْم وَاحِد. . فسمعتُ بَعْضَهم يَقُول لبعضٍ: خَاوِذُوا وِرْدَكُمْ تُرْوُوا نَعَمَكُمْ. وَمَعْنَاهُ: أَنْ تُورِدَ إحدَى الحِلَّتَيْنِ نَعَمَها يَوْمًا، ونَعَمُ الْأُخْرَى فِي المَرْعَى. . فَإِذا كَانَ الْيَوْم الثَّانِي أَوْرَدَتِ الأُخرى نَعَمَها وَإِذا فعلوا ذَلِك كَانَ وِرْدُهُمْ غِبّاً. وَذَلِكَ أَنهم إِذا جَمَعوا نَعَمَهم فِي يومٍ واحدٍ عَلَى المَاء. . نَزَحُوهُ، وصدَرَتْ النَّعَمُ غَيْرَ رِوَاءٍ. فَهَذَا معنى ((الْخِوَاذِ)) عِنْدهم. وَيُقَال: ذهب فلانٌ فِي خَوْذَانِ الْخَامِلِ _ إِذا أُخِّرَ عَن أهل الفَضْلِ. وَمِنْه قَول عَمْرو بْنِ أَحْمَرَ: (إذَا سَبَّنَا مِنْهُم دَعِيُّ لأُمِّهِ ... خَلِيلاَنِ مِنْ خَوْذَانِ قِنٍّ مُوَلَّدِ) أَبُو العبَّاس _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ قَالَ: هُوَ من ((خَوْذَانِ)) النَّاس، وهَلاَثِيِّهِمْ، وقَزَمِهِمْ وخَدَمِهِمْ. وَفِي ((النَّوَادر)) : يُقَال: أَمْرٌ خَائِذٌ لاَئِذٌ، وأَمْرٌ مُخَاوِذٌ مُلاَوِذٌ _ إِذا كَانَ مُعْوِراً. ذيخ: أَبُو عبيد _ عَن أَبي عَمْرٍ و _ قَالَ: الذِّيخُ: الضِّبْغَانُ الذكَرُ. وَقَالَ غيرُه: فِي فلَان ذِيخٌ _ أَيْ كِبْرٌ. أَبُو عبيد _ عَن العَدَبَّسِ الكِنَانيِّ _ قَالَ: الذِّيخُ: الْقِنْوُ من أَقْنَاءِ النَّخْلِ وجَمْعُه: ذِيخَةٌ. قَالَ أَبُو عبيدٍ: وَقَالَ الأحْمَرُ: ذَيَّخْتُهُ تَذْيِيخاً _ إِذا ذلَّلْتُهُ. قلتُ: وَقد رُوِيَ _ عَن ابْن الْأَعرَابِي أنَّهُ قَالَ: ذَيَّخْتُهُ ودَيَّخْتُهُ، بالذَّالِ والدَّالِ _ إِذا ذَلَّلْتُهُ. وهُمَا لُغتانِ. بَاب الْخَاء والثاء خَ ث (وايء) خوث، ثاخ، خثي، وثخ، خيث: مستعملة. خوث: قَالَ الليثُ: خَوِثَتِ المرأةُ تَخْوَثُ خَوَثاً. قَالَ: وخَوَثُهَا عِظِمُ بَطنهَا فِي اسْتِرْخاءٍ: قَالَ: وَيُقَال: بَلِ الْخَوْثَاءُ: الْحَدَثَةُ الناعمة. . ذاتُ صُدْرَةٍ. والْجَوْثَاءُ _ بالجيمِ _ الْعَظِيمةُ الْبَطن عِنْد السُّرَّةِ. وَيُقَال: بل هُوَ كَبطْنِ الْحُبْلَى. وَأنْشد لأميَّةَ بْنِ حُرْثَانَ: (عَلِقَ الْقَلْبُ حُبَّهَا وهَوَاهَا ... وَهْيَ بِكْرٌ غَرِيرَةٌ خَوْثَاءُ) قَالَ: ويقالُ: الْخَوَثُ: امْتِلاَءُ الصَّدْرِ.

باب الخاء والراء

ورُوِيَ _ لِابْنِ السِّكِّيت أَو غيرهِ عَن أبي زَيْد _ أَنُّهُ قَالَ: الْخَوْثَاءُ: الْحِفضَاجَةُ مِنَ النِّسَاءِ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل _ فِي بَاب الْخَاء _: الْخَوْثَاءُ: النَّاعمةُ التَّارَّةُ. قَالَ: وَقَالَ أُمَيَّةُ بْنُ حُرْثَانَ: (وَهْيَ خَوْدٌ عَمِيمَةٌ خَوْثَاءُ ... ) وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: (بهَا كُلُّ خَوْثَاءِ الْحَشَا مَرَئِيَّةٍ ... رَوَادٍ يَزِيدُ الْقُرْطَ سُوءاً قَذَالُها) قَالُوا: ((الْخَوْثَاء)) : الْمُسْتَرْخِيةُ الْحَشَا و ((الرَّوَادُ)) : الَّتِي لَا تستقِرُّ فِي مكانٍ. . إنَّما تَجِيءُ وتَذْهَبُ. قَالَ أَبُو مَنْصُورِ: الْخَوْثَاءُ _ فِي بَيت ابْن حُرْثَانَ _: صِفةٌ مَحْمُودةٌ وَفِي بَيت ذِي الرُّمَّةِ: صِفَةٌ مَذْمُومَةٌ. خثى: أَبُو عبيد _ عَن الفرَّاء والأصمعيِّ _ خَثَى الثَّوْرُ يَخْثِي خَثْياً. قَالَ: وواحدُ الأخْثَاءِ: خِثْيٌ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْخِثْيُ: للثّوْر. ثوخ: قَالَ اللَّيْث: ثَاخَتِ الإصْبَع فِي الشَّيْء الوَارِم. وَقَالَ غيرُه: ثَاخَ وَساخَ: بِهَذَا الْمَعْنى. وَأنْشد قولَه: (بِالنِّيِّ فَهْيَ تَثُوخُ فِيهِ الإصْبَعُ ... ) وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: ثَاخَ وَساخَ فِي الأَرْض السهلة _ إِذا ذَهَبَ فِيهَا سُفْلاً. خيث: أَبُو العبَّاس _ عَن عمرٍ و. . عَن أَبِيه _ قَالَ: التَّخَيُّثُ: عِظَمُ الْبَطن، واسترخاؤُه. والتَّقَيُّثُ: الْجَمْعُ والمَنْعُ. والتَّهَيُّثُ: الاعْطَاء. وثخ: فِي النَّوَادِر)) : يُقَال لِمَا اخْتَلَط مِنْ أجنَاس العُشْبِ الْغَضِّ _: وَثِيخَوةٌ ووَسِيغَةٌ _ بالغَيْنِ وَالْخَاء. وَقَالَ ابنُ الأعرابيِّ: يُقَال: فِي الْحَوْضِ بِلَّةٌ وَهِلَّةٌ ووَثَخَةٌ. . مِنْ ماءٍ. بَاب الْخَاء وَالرَّاء خَ ر (وايء) خير، خرأ، خور، ريخ، رخى (رخوا) ، رخو، ورخ، أخر، أرخ: مستعملة. ريخ: قَالَ اللَّيْث: التَّرْيِيخُ: ضَعْفُ الشَّيْء ووَهْنُه. قَالَ: ويُسَمَّى العُظَيْمُ الهَشُّ الوَالِجُ فِي جَوْف القَرْن _: ((مُرَيَّخَ الْقَرْنِ)) . قَالَ: وَيُقَال: ضَرَبوا فلَانا حَتَّى رَيَّخُوهُ _ أَي: أَوْهَنُوهُ. وَأنْشد: (بِوَقْعِهَا يُرَيَّخُ الْمُرَيَّخُ ... وَالْحَسَبُ الأوْفَى وَعِزٌّ جُنْبُخُ) قَالَ: والْمُرَيَّخُ: الْمُرْدَاسَنْجُ. قلتُ: أما العُظَيْمُ الهَشُّ الْوَالِجُ فِي جَوْفِ الْقَرْنِ، فإِنّ أَبَا خَيْرَةَ قَالَ: هُوَ المَرِيخُ والمَرِيجُ. ويجْمَعان: ((أَمْرِخَةً)) و ((أَمْرِجَةً)) . رَوَاهُ أَبُو تُرَابٍ لَهُ _ فِي كتابِ ((الأعْتِقَاب)) . قَالَ: وسأَلْتُ عَنْهُمَا أَبَا سَعيدٍ. .؟ فَلم يَعْرِفْهما. قَالَ: وعَرَفَ غيرُه ((المَرِيخَ)) : الْقَرْنَ الأبيَضَ. . الَّذِي يكُونُ فِي جَوْفِ الْقَرْنِ.

قلت: وَقد ذكَرَ الليثُ ((المَرِيخَ)) بِهَذَا الْمَعْنى _ فِي بَاب ((مَرَخَ)) وجَمَعَه: ((أَمْرِخَةً)) . وجَعَلَه فِي هَذَا الْبَاب مُرَيِّخاً _ بتَشْديد الْيَاء _ وَلم أَسْمَعْه لغيره. وَأما ((التَّرْييخُ)) _ بِمَعْنى التَّوْهين والتضعيف _ فَهُوَ صَحِيح. وَقد رَاخَ يَرِيخُ رُيُوخاً _ إِذا استَرْخَى وَكَذَلِكَ: دَاخَ. ورَوَى ثعلبٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ: رَاخَ يَرِيخُ _ إِذا تَبَاعَدَ مَا بَين فَخِذَيه، وانْفَرَجَ. . حَتَّى لَا يَقْدِرَ عَلَى ضمهما. وَأنْشد: (أَمْسَى حَبِيبٌ كالْفُرَيخِ رَائِخَا ... بَاتَ يُمَاشِي قُلُصاً مَخَائخَا) (صَوَادِراً عَنْ شُوكَ أَوْ أُضَايخَا ... ) ورخ: أَبُو عبيد _ عَن أبي زيد _: أَوْرَخْتُ العَجِينَ _ إِذا أكثرتُ ماءَه حَتَّى يَسْتَرْخِي وَقد وَرِخَ يَوْرَخُ. وَاسم ذَلِك الْعَجِين: الْوَرِيخَةُ. رخو: قَالَ اللَّيْث: الرِّخْوُ والرَّخْوُ: لُغَتَانِ فِي الشَّيْء الَّذِي فِيهِ رَخَاوَةٌ. قلتُ: اللُّغَةُ الجَيِّدَة: الرِّخْوُ _ بِكَسْر الرَّاء _. قَالَه الفرَّاء والأصمعيُّ. قالاَ: والرَّخْوُ _ بِفَتْح الرَّاء _ مولَّدٌ، والأُنثَى: بِالْهَاءِ. وَقَالَ الليثُ: الرَّخَاءُ: سَعَة العَيش. يُقَال: إِنَّه فِي عَيْشٍ رَخِيٍّ، وَهُوَ رَخِيُّ البال _ إِذا كَانَ ناعِمَ الْحَال. وَيُقَال: إنّ ذلكَ الامرَ لَيَذْهَبُ مِنِّي فِي بالٍ رَخِيٍّ _ إِذا لم يُهْتَمَّ لهُ. قَالَ: واسْتَرْخَى بِهِ الأمرُ واسترخَتْ بهِ حَالهُ _ إِذا وَقع فِي حَالٍ حَسَنَةٍ بعد ضيقٍ وشدَّة. وَيُقَال: رَخِيَ يَرْخَى رَخَاءً فَهُوَ رَخِيٌّ _ أَي: ناعِمٌ. وَهُوَ رَاخِي البال. وَأنْشد أَبُو عبيد قَول طُفَيْلٍ الغَنَوِيِّ: (فَأَبَّلَ واسْتَرْخَى بِهِ الْخَطْبُ بَعْدَما ... أَسَافَ وَوَلاَ سَعْيُنَا لَم يُؤبِّلِ) ((استَرْخَى بهِ الخَطْبُ)) _ أَي: أَرْخَاهُ خَطْبُهُ ونَعَّمَهُ وجعَله فِي رَخَاءٍ وَسَعةٍ بعد ذهَاب مَالِه. وَقَالَ الليثُ وغيرُه: الرُّخَاءُ _ من الرِّياح _ اللّيِّنَةُ السِّرِيعةُ الَّتِي لَا تزَعْزِعُ شَيْئاً. قَالَ الله جلّ وعزّ: {تجْرِي بأَمْره رخاء حَيْثُ أصَاب} [ص: 36] يَعْنِي الرِّياحَ. . أَنها تَهُبُّ ليِّنَةً بأَمْره. ونَحْوَ ذَلِك قَالَ أهلُ التَّفْسِير. وَقَالَ الليثُ: التّرَاخِي هُوَ التَّقَاعُسُ عَن الشَّيْء. قَالَ: والمرَاخاةُ: أَنْ تُرَاخِيَ رِبَاطًا أَو رِبَاقاً. وَيُقَال: رَاخِ لَهُ مِن خِنَاقِه _ أيْ: رَفِّهْ عَنهُ. وأَرْخِ لَهُ قَيْدَه _ أَي: وَسِّعْهُ وَلَا تُضَيِّقْه. وَيُقَال: أَرْخِ لَهُ الْحَبْلَ _ أيْ: وسِّعْ عَلَيْهِ الأمرَ فِي تصرُّفه _ حَتَّى يَذْهَبَ حَيْثُ شاءَ.

أَبُو عُبيدٍ، عَن أبي عبيدةَ: قَالَ: الإرْخَاءُ: شِدَّةُ العَدْو. وَهِي الخَيْلُ المَرَاخِي. وَقَالَ غيرُه: فَرَسٌ مِرْخاءٌ. والإرْخَاءُ الأعْلَى: أَشَدُّ الْحُضْرِ. والإرْخَاءُ الْأَدْنَى: دون الأَعلى. وَقَالَ امْرُؤُ القَيس: (لَهُ أَيْطَلاَ ظَبْي وَسَاقَا نَعَامَةٍ ... وَإرْخَاءُ سِرْحَانٍ وَتَقْرِيبُ تُفَّلِ) وَقَالَ الليثُ: ناقَةٌ مِرْخَاءٌ وفَرَسٌ مِرْخاءٌ فِي سَيرِهما. وأَرْخَيْتُ الفَرسَ: وتَرَاخَى الفرَسُ. قَالَ: و ((الإرخاء)) : عَدْوٌ فَوق ((التَّقْرِيب)) . قلتُ: لَا يُقَال: أَرْخَيْتُ الفَرَسَ. . وَلَكِن يُقالُ: أَرْخَى الفرسُ فِي عَدْوِه _ إِذا أَحْضَرَ. وَلَا يُقَال: تَرَاخى الفَرَسُ إلاّ عِنْد فُتُورِه فِي حُضْرِه. وَالَّذِي حَكَاهُ الليثُ: لَا أَدْرِي مَا هُوَ؟ قلتُ: وإْخاءُ الفرَس مَأخوذٌ من الرِّيح ((الرُّخَاءِ)) . . وَهِي السريعةُ مَعَ لِينٍ. وجائزٌ أَن يَكون من قَوْلهم: ((أَرْخَى بِهِ عنَّا)) _ أيْ: أَبْعدَه عنَّا، و ((هُوَ مُتَراخٍ عنّا)) _ أيْ: بعيدٌ عنَّا. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: تَرَاخى عنيِّ فلانٌ _ أيّ: أَبْطَأَ عنيِّ. وغيرُه يقولُ: مَعْنَاهُ: بَعُدَ عنِّي. وَقَالَ اللَّيثُ: وأَرْخَتِ الناقةُ إرْخاءً وإِرْخَاؤُها هُوَ اسْتِرْخاءُ صَلَوَيْهَا فهيَ مُرْخٍ. وَيُقَال: أَصْلَتْ. . وإصْلاَؤُهَا: انهِكَاكُ صَلَوَيْها _ وَهُوَ انْفِرَاجُهما عِنْد الولادةٍ حِين يقعُ الْوَلَدُ فِي صَلَوَيْهَا. أرخ: قَالَ الليثُ: الأُرْخُ والأُرْخِيُّ _ لُغَتان _: الفَتِيُّ من البقَر. قَالَ: والأرْخِيَّةُ: وَلَدُ الثَّيْتَلِ. ابنُ شُمَيْل: يُقَال للأنثَى من بَقَرِ الوَحْشِ: ((أَرْخٌ)) . . وجمعُه: ((إِرَاخٌ)) . وَقَالَ ابنُ مُقْبِلٍ: (أَوْ نَعْجَةٍ مِنْ إِرَاخِ الرَّمْلِ أَخْذَلَها ... عَنْ إِلْفِهَا واضِحُ الخَدَّيْنِ مَكْحُولُ) وأخبرَني المنذريُّ _ عَن الصَّيْدَاوِيِّ _ قَالَ: الأَرْخُ وَلَدُ الْبَقَرَة الوَحشيَّة. . إِذا كَانَت أُنثى. قَالَ: والتَّاريخُ مَأْخُوذٌ مِنْهُ. قَالَ: كأنّه شيءٌ حَدَثَ _ كَمَا يَحْدُث الوَلَدُ. قَالَ الصَّيْداوِيُّ: وَأخْبرنَا أحمدُ بنُ عليٍّ الباهِليُّ _ عَن مُصْعَبِ بن عبد الله الزُّبَيْرِيِّ _ قَالَ: الأَرْخُ ولَدُ الْبَقَرَة الصغيرُ. قَالَ: والتاريخُ مأخوذٌ مِنْهُ _ أيْ: أَنَّهُ حَدِيثٌ. قَالَ: وأَنشَدِني الباهليُّ _ لِرَجلٍ مَدَنِيٍّ كَانَ بالبَصْرَةِ: (لَيْتَ لِي فِي الخمِيسِ خَمْسينَ عَيْناً ... كلُّها حَوْلَ مَسْجِدِ الأَشْيَاخِ) (مَسْجِدٌ لَا يَزَالُ يَهْوِي إليْهِ ... أُمُّ أَرْخٍ قِنَاعُها مُتَراخِي ... )

وأنشدَنِي أَبُو محمدٍ الْمُزنِيُّ _ فِيمَا رَوَى عَن أبي خَلِيفَةَ _ أنَّ محمدَ بنَ سَلاَّمِ أنشدَهُ لأُمَيَّةَ بنِ أبي الصَّلْتِ: (وَمَا يَبْقَى على الحِدْثَانِ غُفْرٌ ... بشَاهِقَةٍ لَهُ أُمٌّ رَؤُومُ) (تَبِيتُ اللّيْلَ حَانِيَةً عَلَيْهِ ... كَمَا يَخْرَمِّسُ الأرْخُ الأَطُومُ ... ) قَالَ: ((الْغُفْرُ)) : وَلَدُ الْوَعْلِ. و ((الأرْخُ)) : وَلَدُ الْبَقَرَة. و ((يَخرمِّسُ)) ، أَي: يَصمُتُ، و ((الأطُومُ)) : الضَّمَّامُ بَيْنَ شَفَتَيْهِ. ورَوَى أَحمَدُ بنُ يحيى _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ قَالَ: مِنْ أسماءِ البقرةِ: الْيَفَنَةُ والأرْخُ _ بِفَتْح الْهمزَة _، والطَّغْيَا واللِّفْتُ. قَالَ الأزهريُّ: والصحيحُ: الأَرْخُ بِفَتْح الْهمزَة. وَالَّذِي حَكَاهُ الصَّيْدَاوِيُّ _ عَن مُصْعَبٍ _: فِيهِ نظَرٌ. وَمَا قَالَه اللَّيْث _ أنّهُ يقالُ لَهُ: الأُرْخِيُّ _: لَا أَعْرِفُهُ. وَقيل: إنَّ ((التَّاريخَ)) الَّذِي يُؤَرِّخُهُ الناسُ ليسَ بعربيٍّ مَحْضٍ. . وإنَّ الْمُسلمين أَخَذُوهُ عَن أهل الكِتاب. وتاريخُ الْمُسلمين أُرِّخَ من سنَة الْهِجْرَة، وكُتِبَ فِي خلافةَ عُمَرَ، فَصَارَ تَارِيخا إِلَى هَذَا الْيَوْم. خور _ خير: قَالَ الله جلّ وعزّ: {فِيهِنَّ خيرات حسان} [الرَّحمن: 70] . قَالَ أَبُو إسْحَاق: ((خَيْرَاتٌ)) . . أصلُهُ فِي اللُّغَة: خَيِّرَاتٌ. والْمَعْنَى: أنهنَّ خَيْرَاتُ الْأَخْلَاق، حِسَانُ الخِلَقِ. قَالَ: وَقد قُرِىءَ بتَشْديد الياءِ. وَقَالَ الليثُ: رجُلٌ خَيِّرٌ، وامرأةٌ خيِّرَةٌ: فاضِلَةٌ فِي صَلَاحهَا. . وامرأةٌ خَيْرَةٌ فِي جَمالها ومِيسَمِهَا. ففَرَّقَ بَيْنَ ((الخَيِّرَةِ)) و ((الْخَيْرَةِ)) واحْتَجَّ بِالْآيَةِ. قلتُ: وَلَا فرقَ بَين ((الخَيِّرَةِ)) و ((الْخَيْرَةِ)) عِنْد أهل المَعْرِفة باللغة. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: هِيَ خَيْرَةُ النِّسَاء، وشَرَّةُ النِّسَاءِ. وَأنْشد أَبُو عُبيدةَ: (رَبَلاَتِ هِنْدٍ خَيْرَةِ المَلِكَاتِ ... ) وَقَالَ الليثُ: ناقةٌ خِيارٌ، وجمَلٌ خِيَارٌ. قلتُ: وَقد جَاءَ فِي حَدِيث مرفوعٍ: ((أَعْطُوهُ جَمَلاً رَبَاعِياً خِياراً)) . وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: خَايَرْتُ فلَانا فَخِرْتُهُ خَيْراً، وَالله يَخِيرُ للْعَبد _ إِذا اسْتَخَارَهُ، وخَارَ الله لنا مَا هُوَ خَيرٌ، والأَمْرُ: خِرْ. وَيُقَال: هَذَا وَهَذِه وَهَؤُلَاء: خِيرَتي _ وَهُوَ مَا يَخْتَارُهُ. وَتقول: ((أَنْتَ بالمُخْتَارِ)) ، و ((أَنْتَ بالخِيَار)) سَوَاءٌ. وَقَالَ الفرَّاءُ _ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَاخْتَارَ مُوسَى قومه سبعين رجلا} [الْأَعْرَاف: 155] .

قَالَ: والتَّفْسِيرُ: أنَّه اخْتَارَ مِنْهُم سبعين رجلا. وَإِنَّمَا اسْتُجِيزَ وقوعُ الفِعْل عَلَيْهِم _ إِذا طُرِحَتْ ((مِنْ)) لِأَنَّهُ مأخوذٌ من قَوْلك: هَؤُلَاءِ خَيْرُ الْقَوْم، وخَيْرٌ مِنَ القَوْمِ. فلمَّا جازَتِ الإضَافَةُ مَكَانَ ((مِنْ)) وَلم يتغَيَّرِ المعنَى استجَازُوا أَنْ يَقُولُوا: اخْتَرْتُكُمْ رَجُلاً، واخْتَرْتُ مِنْكُم رجلا. وَأنْشد: (تَحتَ الَّتي اخْتَارَ لهُ الله الشَّجَرْ ... ) يُرِيد: اخْتَارَ الله لَهُ من الشَّجر. وَقَالَ أَبُو العبَّاس: إنَّما جَازَ هَذَا. . لأنَّ الاخْتِيَارَ يدلُّ على التَّبعيض. وَلذَلِك حُذِفَتْ ((مِنْ)) . وَفِي حَدِيث آخَرَ: ((رَأَيْتُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، فَلَمْ أَرَ مِثْلَ الْخَيْرِ والشَّرِّ)) . قَالَ شمرٌ: مَعناه _ وَالله أعلم _: لم أر مثلَ الْخَيْر والشرِّ لَا يُمَيَّز بَينهمَا فَيُبَالَغُ فِي طلب الجنَّة والهرَبِ من النَّار. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: ((إنَّكَ مَا وَخَيْراً)) أَي: إنَّكَ على خَيْرِ. وَقَالَ اللَّيْث: الْخِيرَةُ _ خفيفةٌ _: مَصْدَرُ ((اخْتَارَ)) خِيرَةً _ مِثْلُ ارْتَابَ رِيبَةً. قَالَ: وكل مَصْدَرٍ يكون لِ ((أَفْعَلَ)) ، فاسْمُ مصدره ((فَعَالٌ)) ، نَحْو أَفَاقَ يُفيقُ فَوَاقاً، وأصَابَ يُصيبُ صَوَاباً، وأَجَابَ يُجِيبُ جَوَاباً. أقيم الاسمُ مُقَامَ الْمصدر. وَكَذَلِكَ عذَّبَ عَذَاباً. قلتُ: قَرَأَ القُرَّاءُ: {أَن يكون لَهُم الْخيرَة} [الْأَحْزَاب: 36] بِفَتْح الْيَاء. وَمثله: سَبْيٌ طِيَبَةٌ _ إِذا حَلَّ استِرْقَاقُه. ورَوَى الحرَّانِيُّ _ عَن ابْن السكِّيت _ يُقَال: مُحَمَّدٌ خِيرَةُ الله مِنْ خَلْقِه. وَتقول: ((إيَّاكَ والطِّيَرَةَ)) . . وسَبْيٌ طِيَبَةٌ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الْخِيَرَةُ التَّخْيِيرُ. وَقَالَ الفرَّاءُ _ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَرَبك يخلق مَا يَشَاء ويختار مَا كَانَ لَهُم الْخيرَة} [القَصَص: 68] أَي: لَيْسَ لَهُم أَن يَخْتَارُوا على الله. قَالَ: وَيُقَال: الخِيْرَةُ والخِيَرَةُ والطِّيْرَةُ والطِّيَرَةُ. قَالَ: والعَرَب تَقول: أعْطِني الْخَيْرَةَ منهنَّ، والْخِيْرَةَ والْخِيَرَةَ. كل ذَلِك: لما تَخْتَارُهُ مِنْ رجل أَو امْرَأَة أَو بَهيمةٍ _ تصلح إِحْدَى هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة. أَبُو عبيدٍ _ عَن أبي زيد _ قَالَ: الاسْتِخَارَةُ أَن تَسْتَعْطِفَ الإنسانَ وتَدْعُوَه إِلَيْك. وَأنْشد: (لَعَلَّكَ إمَّا أُمُّ عَمْرٍ وتَبَدَّلَتْ ... سِواكَ خَلِيلاً شَاتِمِي تَسْتَخِيرُها) وَيُقَال: اسْتَخَرْتُ فلَانا فَمَا خَارَ لي _ أَي: فَمَا عَطَفَ. والأصلُ فِي هَذَا: أنَّ الصَّائِدَ يَأْتِي المَوْضِعَ الَّذِي يَظُنُّ فِيهِ ولَدَ الظَّبية، أَو البقرَة الوحِشيَّة، فَيَخُورُ خُوَارَ الْغَزَال فتَسْتَمِعُ الأُمُّ، فَإِن كَانَ لَهَا ولَدٌ، ظنَّتْ أنَّ الصوتَ صوتُ ولَدِها. . فتَتْبَعُ الصَّوْت،

فيعلَمُ الصائِدُ _ حينئذٍ _ أَنَّ لَهَا ولَداً، فيطلبُ موضِعَهُ. فَيُقَال: استَخَارها أَي: خَارَ لِتَخُورَ. ثمَّ قيل لكلِّ مِن استعطف: قد استَخَار. قلت: وجَعَلَ الليثُ الاستَخَارَةَ للضَّبُع والْيَرْبُوعِ، وَهُوَ باطلٌ. إنَّما الاسْتِخَارَةُ مَا فَسَّرْتُه. وَقَالَ اللَّيْث: الْخِيرُ: الهِبَةُ. وَقَالَ أَبُو عبيدٍ: الْخِيرُ: الكَرَمُ. وَهُوَ الصَّوَاب. وَقَالَ الفرَّاء: يُقَال: لَكَ خُوَارُها _ أَي: خِيَارُها. وَفِي بني فلانٍ خُورَى من الْإِبِل _ أَي: كِرَامٌ. ثعلبٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: الْخُوَيْرَةُ: تصغِيرُ الْخُوَرَةِ. . وَهِي خِيَارُ المَال. وَقَالَ اللَّيث: والْخُوارُ: صَوْت الثّوْرِ، وَمَا اشتَدَّ من صَوت البقَرَة والعِجْل. تَقول: خَارَ يَخورُ خُوَاراً. قَالَ: والْخَوْرُ: مَصَبُّ الْمِيَاه الجَارِية فِي الْبَحْر _ إِذا اتّسَع وعَرُضَ. وَقَالَ شمرٌ: الْخَوْرُ: عُنُقٌ من البَحْر يدخُل فِي الأَرْض، وجَمْعُه خُؤُورٌ. وَقَالَ الْعَجَّاجُ يصف السَّفِينة: (إِذَا انْتَحَى بِجُؤْجُؤٍ مَسْمُورِ ... وَتَارَةً يَنْقَضُّ فِي الخُؤُورِ) (تَقَضَّيَ الْبَازِي مِنَ الصُّقُورِ ... ) وَقَالَ غيرُه: الْخَوْرُ: الْمُنخَفِضُ من الأَرْض _ بَين نَشْزيْنِ. وَلذَلِك قيل للدُّبْر: خَورَانُ. . لأنّه كالهبْطَةِ بَين رَبْوَتَيْن. وَيُقَال: طَعَن الحمارَ فَخَارَهُ خَوْراً _ إِذا طَعَنَه فِي خَوْرَانِهِ، وَهُوَ الْهَوَاء الَّذِي فِيهِ الدُّبْرُ _ من الرَّجُل، والقُبُلُ _ من الْمَرْأَة. وأمَّا الأرضُ الْخَوَّارَةُ: فَهِيَ اللَّيِّنَةُ السَّهلَة. وَيُقَال: بَكْرَةٌ خَوَّارَة _ إِذا _ كانتْ سهلةَ مَجْرَى الْمِحْورِ فِي الْقَعْوِ. وَأنْشد: (عَلِّقْ عَلَى بَكْرِكَ مَا تُعَلِّقُ ... بَكْرُكَ خَوّارٌ وَبَكْرِي أَوْرَقُ) وَيُقَال: فَرَسٌ خَوَّارُ العِنَانِ _ إِذا كَانَ ليِّنَ الْعِطْفِ، كَثِيرَ الجَرْي، وخيلٌ خُورٌ. وَقَالَ ابنُ مُقْبِل: (مُلِحٌّ إذَا الْخُورُ اللَّهَامِيمُ هَرْوَلَتْ ... تَوَثُّبَ أَوْسَاطِ الخَبَارِ على الْفَتْرِ) وَقَالَ اللَّيْث: الْخَوّارُ: الضَّعِيف الَّذِي لَا بقاءَ لَهُ على الشِّدَّةِ. ورجلٌ خَوّارٌ، وسَهْمٌ خَوّارٌ. قَالَ: والخَوَّارُ _ فِي كل شَيْء عيبٌ إلاّ فِي هَذِه الْأَشْيَاء، ناقةٌ خَوَّارَةٌ، وشاةٌ خَوَّارَةٌ _ إِذا كَانَتَا غَزِرَتيْن بِاللَّبنِ، وبعيرٌ خَوّارٌ: رَقيقٌ حَسَنٌ، وفرَسٌ خَوّارُ العِنَانِ: لَيِّنُ العِطْف والجميعُ: خُورٌ _ فِي جَمِيع ذَلِك، وَالْعدَد خَوَّارَاتٌ. وَقَالَ أَبُو الهَيْثَم: رجلٌ خَوَّارٌ، وقومٌ خَوَّارُونَ، ورجلٌ خؤُورٌ، وقومٌ خُورٌ وناقةٌ خوَّارَةٌ: رَقِيقَةُ الْجِلْدِ. . غَزِيرَةٌ. وخارَ الرجلُ _ يَخُورُ، فَهُوَ خَائِرٌ، وقومٌ خَارَةٌ، وَقد خَارَ خُؤوراً.

قَالَ: والْخَوْرُ: خَلِيجُ الْبَحْر. قَالَ: وَيُقَال _ لِلدُّبر _: الْخَوْرَانُ وَالخَوَّارَة، لضعف فَقْحَتِهَا سُمِّيَتْ بِهِ. قَالَ: وَيْجمَعُ ((الخَوْرَانُ)) . . الدُّبُرُ: ((خَوَرَانَاتٍ)) . قَالَ: وَكَذَلِكَ كلُّ اسْم كَانَ مذكَّراً _ لغير النَّاس. . فَجَمْعُهُ _ على لفظ تَاءَاتِ الْجَمْعِ _ جَائز. نحوُ حَمَّامَاتٍ، وَسُرَادِقَاتٍ وَمَا أَشْبَهَهَا. وَقَالَ غَيره: خَارَ الْبَرْدُ يَخُورُ خؤُوراً _ إِذا فَتَر وسكنَ. سَلمَة _ عَن الْفراء _: خَوِرَ الرجلُ خَوَراً _ إِذا ضَعُفَ. وَيُقَال: إِنَّ فِي بعيرك هَذَا لَشَارِبَ خَوَرٍ. يكون مَدْحاً. . وَيكون ذَمّاً. فالمدْحُ أَن يكون صَبُوراً على الْعَطش والتعب، والذَّمُّ أَن يكون غير صَبُورٍ عَلَيْهِمَا. قَالَ شمر: قَالَ أعرابيٌّ لِخَلَفٍ الأحمرِ: مَا خَيْرَ اللَّبَنَ للْمَرِيض {وَذَلِكَ بمحضرٍ من أَبي زَيْدٍ. فَقَالَ لَهُ خَلَفٌ: مَا أحْسَنَها من كلمة. .} لَو لم تُدَنِّسْهَا بإسماعها النَّاس. قَالَ: وَكَانَ خَلَفٌ ضَنِيناً. . فَرجع أَبُو زيد إِلَى أَصْحَابه، فَقَالَ لَهُم: إِذا أقبل خلفٌ فَقولُوا بأجمعكم: ((مَا خَيْرَ اللَّبَنَ للْمَرِيض {} )) ، فَفَعَلُوا ذَلِك عِنْد إقْباله: فَعلِم أَنه من فِعل أَبِي زَيْدٍ. قَالَ شمر: وَيُقَال: مَا أَخْيَرَهُ. . وَخَيْرَهُ. وَمَا أَشرَّه. . وشَرَّهُ، وَهَذَا خير مِنْهُ وشرٌّ مِنْهُ، وأَخيرُ مِنْهُ وَأَشَرُّ مِنْهُ. قَالَ: وَقَوله ((مَا خَيْرَ اللَّبَنَ لِلْمَرِيضِ!)) تَعَجُّبٌ. خرأ: قَالَ اللَّيْث: خَرِىء يَخْرَأُ خَرْءاً، وَالِاسْم: الْخِرَاءُ. . والمكانُ: الْمَخْرُوءةُ. وَقَالَ غَيره: يُجْمعُ ((الْخِرَاءُ)) : ((خروءاً وخُرْآناً)) . وَفي الْحَدِيثِ: ((أَنَّ الْكُفَّارَ قَالُوا لِسَلْمَانَ: إِنَّ مُحَمَّداً يُعَلِّمُكُمْ كلَّ شَيْءٍ حَتَّى الْخِرَاءَةَ؟ فَقَالَ: أَجَلْ. . أَمَرَنا أَلا نكْتَفي فِي الاستنجاءِ بأَقلَّ من ثلاثةِ أحجارٍ)) . شمِر: قَالَ الفراءُ: جَمْعُ ((الْخُرْءِ)) : خُرُوءٌ _ عَلَى ((فُعُولٍ)) . يُقَال: رَمَوْا بِخُرُوئِهِمْ وَسُلُوحِهِمْ، ورَمَى بخُرْآنِهِ وَسُلْحَانِه. وَهُوَ جَمْعُ ((خَرْءٍ)) _ أَيضاً. والْمخْرُوءَة: الْموْضِعُ الَّذي يُتَخَلَّى فِيهِ. أخر: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: هَذَا آخَرُ، وَهَذِه أُخْرَى. . فِي التَّذْكِير والتأنيث. قَالَ: وَقَوْلُ الله جلّ وعزّ: {وَأخر} : مَعْنَاهُ: جماعةٌ أُخْرَى. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَءَاخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ} [ص: 58] : {آخر} لَا تَنْصَرِف، لِأَن وُحْدَانَها لَا تَنْصَرِف وَهُوَ ((أُخْرَى وَآخَرُ)) . وَقَالَ المبرِّد: لِأَنَّهُ مَعْدُولٌ عمَّا كَانَ الأصلُ عَلَيْهِ.

وَذَلِكَ أَن ((الْأَصْغَر)) و ((الْأَكْبَر)) يدخلهما الْألف وَاللَّام. إِلَّا أَن تَقول: ((هُوَ أَصْغَر من كَذَا وأكبر من كَذَا " فَخرج " آخَرُ وأُخْرَى)) من بَابه، وأجيزَ _ بِغَيْر أَلف ولامٍ وَبِغير الْإِضَافَة _ فَهُوَ لَا يَنْصَرِفُ. وَكَذَلِكَ كل جمع عَلَى ((فُعَلَ)) لَا ينْصَرف إِذا كَانَت وُحْدَانُهُ لَا تَنْصَرِف مِثْلُ ((كُبَرَ وَصُغَرَ)) . وَإِن كَانَ ((فُعَلُ)) جمعا ل ((فُعْلَةٍ)) فَإِنَّهُ ينْصَرف. نحوُ ((سُتْرَةٍ وسُتَرٍ)) ، و ((حُفْرَةٍ وَحُفَرٍ)) . وَإِذا كَانَ ((فُعَلُ)) اسْماً مصروفاً عَن ((فاعِلٍ)) لم ينْصَرف فِي ((الْمعرفَة)) ، وَانْصَرف فِي ((النَّكِرَةِ)) . وَإِذا كَانَ اسْماً لطائرٍ أَو غَيره. . فَإِنَّهُ ينْصَرف نحوُ: ((سُبَدٍ ومُرَعٍ وجُرَذٍ)) ، وَمَا أَشْبَهَهَا. وقرىءَ: (وآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ) على الْوَاحِد. وقولُهُ جلّ وعزّ: {ومَنَوةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى} [النّجْم: 20] : تأنيثُ الآخَرِ. وَمعنى ((آخَرَ)) : شيءٌ غيرُ الأَوَّلِ الَّذِي قَبْلَهُ. وأمّا ((الآخِرُ)) _ بِكَسْر الْخَاء _ فَهُوَ الله جلّ وعزّ {هُوَ الأول وَالْآخر وَالظَّاهِر وَالْبَاطِن} [الحَديد: 3] . ورُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّه قَالَ _ وَهُوَ يُمجِّدُ الله: ((أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْس قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ)) . وَقَالَ اللّيْثُ: ((الآخِرُ والآخِرَةُ)) نَقِيضُ ((المتقَدِّمِ والمتقدِّمَةِ)) . قَالَ: والمُسْتَأخِرُ: نَقِيضُ المُسْتَقْدِم. قَالَ: وآخِرَةُ الرَّحْلِ، وقادِمَتُه ومُؤْخِرُ العَيْن ومُقْدِمُها. جَاءَ فِي الْعين بِالتَّخْفِيفِ خاصَّةً. ومُؤَخَّرُ الشَّيْء ومُقَدَّمُه. وَيُقَال: جَاءَ فلَان أخِيراً _ أَي بأَخَرَةٍ. وبِعْتُه سِلْعَةً بأَخَرَةٍ _ أَي: بِتَأْخِيرٍ. قَالَ: والأُخُرُ: نقيض الْقُدُمِ، تَقول: مَضَى قُدُماً، وتأَخَّرَ أُخُراً. وَيُقَال: فعل الله بالأَخِرِ. . لَا مَرْحَباً بالأَخِرِ _ مقصورٌ _ أَي: بالأَبعَدِ. وَجَاء فلانٌ فِي أُخْرَيَاتِ النَّاس، وَفِي أُخْرَى الْقَوْم _ أَي: فِي أَوَاخِرِهمْ. وَأنْشد: (أَنَا الّذي وُلِدْتُ فِي أُخْرَى الإبِلْ ... ) وَيُقَال: لَقِيتُه أُخْرِيّاً _ أَي: آخِرِيّاً. وَأَخْبرنِي المُنْذِريُّ عَن الحرَّانيِّ عَن ابْن السكِّيت: يُقَال: نظر إليَّ بِمُؤْخِرِ عَيْنِه، وضرَبَ مُؤْخَرَ رَأسه _ وَهِي آخِرَةُ الرَّحْل. وَيُقَال: جَاءَنَا بأخَرَةٍ، وجاءنا أَخِيراً وأُخُراً، وبعتُه بَيْعاً بأَخِرَةٍ وبنَظِرَةٍ. ويقالُ: شقَّ ثوبَه أُخُراً، وَمن أُخُرٍ. وَقَالَ الفرَّاءُ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَالرَّسُول يدعوكم فِي أخراكم} [آل عِمرَان: 153] : من الْعَرَب من يَقُول: فِي أخراتكم، وَلَا يجوزُ فِي القِرَاءةِ.

باب الخاء واللام

وَأنْشد: (وَيَتَّقِي السَّيْفَ بِأُخْرَاتِهِ ... من دُونِ كَفِّ الْجَارِ وَالْمِعْصَمِ) وَقَالَ ابنُ الأعرابيِّ: يُقَال: أَتَيْتُكَ آخِرَ مرَّتين، وآخِرَةَ مرَّتَيْنِ. وبِعتُه المَتاعَ بأَخِرَةٍ _ أَي: بنَظِرَةٍ. وَيُقَال: للنّاقَةِ آخِرَانِ وقَادِمانِ. فَخِلْفِاها المقدَّمَانِ: قَادِمَاها وخِلْفَاهَا المؤخَّرَان: آخِرَاها. والعربُ تَقول: وَاسِطُ الرَّحْل. . للَّذي جعله اللَّيْث بجهله قَادِمَةً. وَيَقُولُونَ: مُؤْخِرَةُ الرَّحْل، وآخِرَةُ الرَّحْل _ قَالَه الْأَصْمَعِي. وروى أَبُو عبيد _ عَنهُ _ المِئْخَارُ: النَّخْلة الَّتِي يبْقى حَمْلُها إِلَى آخر الصِّرَام. وَأنْشد: (تَرَى الْغَضِيضَ الْمُوقَرَ الْمِئْخَارَ ... مِنْ وَقْعِهِ يَنْتَثِرُ انْتِثَاراً) وَقَالَ أَبُو العبَّاس مُحَمَّد بنُ يَزِيدَ: تَقول: ضرَبْتُ رجلا آخَرَ _ أَي: لَيْسَ بالأوَّل. قَالَ: وأصْلُهُ: ((أَفْعَلُ مِنْ كَذَا)) . . فلمَّا استغنيتَ عَن ((مِنْ)) بِمَعْنَاهُ، وَكَانَ مَعْدُولاً عَن الْألف وَاللَّام، خارِجاً من بَابه _ لأنَّ بَابه ((الأَفْعَلُ والفُعْلَى)) بِالْألف وَاللَّام _ إِذا حذَفْتَ ((مِنْ)) عَنْ ((أَفْعَلَ مِنْهَا)) . قَالَ: ومؤنَّثُ ((آخَرَ)) : ((أُخْرَى)) مثلُ المذكَّرِ. وَلَا يجوز: امرأةٌ صُغْرَى وَلَا كبْرَى _ إِلاَّ أَنْ تقولُ: ((الصُّغْرَى والكُبْرَى)) _ أَو تَقول: ((أَصغَرُ من كَذَا)) . وَقَالَ: ((أُخَرُ)) لَا ينْصَرف فِي معرفَة وَلَا نكرَة _ لِأَنَّهَا نُعُوتٌ. وَكَذَلِكَ: ((جُمَعُ، وكُتَعُ)) لَا تَنْصَرِف _ لِأَنَّهَا نُعُوتٌ. أَبُو زيد: جئتُ أُخْرِيّاً، وبَأَخرَةٍ _ بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ: وَيُقَال: بعتُه المتَاعَ إخْرِيّاً. بَاب الْخَاء وَاللَّام خَ ل (وايء) خَال، خلا، خلأ، لاخ، ولخ، لخا: مستعملة. خول _ خيل: قَالَ اللَّيْث: الْخَالُ: أَخُو الأُمِّ _ والْخَالةُ أُخْتُها. والمصدرُ: الْخُؤُولةُ. وأَخْوَلَ الرجلُ وأُخْوِلَ _ إِذا كَانَ ذَا أَخْوَالٍ. . فَهُوَ مُخْوِلٌ ومُخْوَلٌ. وَقَالَ الأصمعيُّ وَغَيره: غُلامٌ مُعَمٌّ مُخْوَلٌ _ إِذا كَانَ كريم الْأَعْمَام والأَخْوال. وَلَا يُقَال: مُعِمٌّ، وَلَا مُخْوِلٌ. الحرَّانيُّ _ عَن ابْن السّكيت _ يُقَال: هما ابنَا عَمٍّ، وَلَا تَقُلْ هما ابنَا خَالٍ. وَتقول: هما ابْنا خَالةٍ _ وَلَا تقل: ابْنا عَمَّةٍ. وَيُقَال: تَعَمَّمَتُ عَمّاً، وتَخَوَّلْتُ خَالاً _ إِذا اتَّخذت عمّاً، أَو خالاً. والْخُؤُولةُ: جَمْعُ الخَالِ. والعُمُومَةُ: جَمْعُ الْعَمِّ. وَقَالَ اللَّيْث: الخَالُ: بَثْرَةٌ فِي الْوَجْه تَضْرِبُ إِلَى السوَاد. والْجَمِيعُ: الخِيلانُ. أَبُو عبيد _ عَن الكسائيِّ _:

رجلٌ مَخِيلٌ ومَخْيُولٌ، ومَخُولٌ _ من الخَالِ _ وتصغيرُه: خيَيْلٌ فيمَنْ قَالَ: مَخِيلٌ. وخوَيْلٌ _ فيمَنْ قَالَ: مَخُولٌ. اللَّيْث: الخَالُ: ثوبٌ ناعم من ثِيَاب اليَمَن. قلت: الخَالُ ضَرْبٌ من بُرُودِ اليَمَنِ الموْشِيَّةِ. والخَالُ: اللِّواءُ الَّذِي يُعْقَدُ لولاية وَالٍ. وَلَا أُرَاهُ سُمِّي خالاً. . إِلَّا لِأَنَّهُ كَانَ يُعْقَدُ من بُرُود الخَالِ. والخَالُ: الكبْرُ والخُيَلاَءُ. وَقَالَ الراجز: (والْخَالُ ثَوْبٌ مِنْ ثِيَابِ الّجُهّالْ ... ) وَجعل اللَّيْث: ((الخَالَ)) هَاهُنَا ثوبا {} وَإِنَّمَا هُوَ الكبْرُ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {إِن الله لَا يحب كل مختال فخور} [لقمَان: 18] . فالمْخْتَالُ: المتكبِّر. وَيُقَال: رجلٌ خالٌ _ أَي: مُخْتَالٌ. وَمِنْه قولُهُ: (إِذَا تَجَرَّدَ لَا خالٌ وَلَا بَخِلُ ... ) وَقَالَ اللَّيْث: الخَالُ: كالظَّلَعِ والغَمْزِ فِي الدَّابَّة. وَيُقَال: خالَ الفَرَسُ يَخَالُ خَالاً فَهُوَ خائِلٌ. وَأنْشد: (نَادَى الصَّرِيخُ فَرَدُّوا الخَيْلَ عَانيةً ... تَشْكُو الكلال وَتَشكُو مِنْ حَفَا خالِ) وَقَالَ أَبُو عَمرٍ ووغيرُه: يُقَال: رجلٌ خَالُ مَالٍ، وخَائِلُ مَالٍ _ إِذا كانَ حَسَنَ الْقيَامِ عَلَى نَعَمِهِ. ابْن بُزُرْجَ: الْخَائِلُ: الْحَافِظُ، وراعِي الْقَوْم. . يَخُولُ عَلَيْهِم _ أَيْ: يَحْلُبُ ويَسْقِي ويَرْعَى. وَيُقَال: خَالَ المالَ. . يَخُولُهُ _ إِذا سَاسَهُ. والْخوْلِيُّ: القَائِمُ بأَمر النَّاس، السَّائِسُ لَهُ. وَفِي الحَدِيث: ((أَنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كانَ يَتَخَوَّلُهُمْ بِالْمَوْعظَةِ مَخَافَةَ السَّآمَةِ عَلَيْهمْ)) . وَقَالَ أَبُو عبيدٍ: قَالَ أَبُو عمْرٍ و: وَقَوله: ((يَتَخَوَّلُهُمْ)) _ أَي: يَتَعَهَّدُهُم بهَا. قَالَ: والْخَائِلُ: الْمُتَعَهِّدُ للشَّيء. . المُصْلِح لَهُ. . القائِمُ بهِ. قَالَ: وَقَالَ الفرّاءُ: الْخَائِلُ: الرّاعي للشّيء، والحافِظُ لَهُ. وَقد خَالَ يَخُولُ خَوْلاً. وأَنشد: (فَهْوَ لَهُنَّ خَائِلٌ وَفَارِطُ ... ) قلتُ: والعَرَبُ تقولُ: مَنْ خَالُ هَذَا الفرسِ؟ _ أَي: مَنْ صَاحبُها؟ وَمِنْه قَول الشّاعر: (يَصُبُّ لَهَا نِطَافَ الْقَوْمِ سِرّاً ... ويَشْهَدُ خَالُهَا أَمْرَ الزَّعِيم) يَقُول: لفارسها قَدْرٌ. فالرّئيسُ يُشاوِرُه فِي تَدْبيره. والْخُوَّالُ: الرِّعَاءُ الْحُفّاظُ لِلْمَالِ. وَالْخَالُ: خَالُ السَّحابَةِ _ إِذا رَأَيْتَها مَاطِرَةً. وَفِي الحَدِيث: أَنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كانَ إذَا رَأَى مَخِيلةً أَقْبَلَ وَأَدْبر وتَغَيَّر. قالَتْ عَائِشَةُ فَذَكَرْتُ ذَلكَ لَهُ، فقَالَ: ((وَمَا يُدْرِينا؟ لَعَلّهُ كَمَا ذَكَرَ الله جلّ وعزّ (فَلَمَّا

رَأَوْهُ عَارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الْأَحْقَاف: 24] . وَقَالَ أَبُو عبيد: ((الْمَخِيْلَةُ)) _ بِفَتْح الْمِيم _: السَّحَابَةُ، وجَمْعُها: مَخَايِلُ. وَقد يُقَال للسحاب أَيْضا: الْخَال. فَإِذا أَرَادوا أَنَّ السَّمَاء قد تغَيّمَتْ. . قَالُوا: قد أَخَالَتْ، فَهُوَ مُخِيلَةٌ _ بِضَم الْمِيم. فَإِذا أَرادوا السحابَةَ نَفْسَها. . قَالُوا: هَذِه مَخِيلَةٌ _ بِالْفَتْح. وَيُقَال للرّجل الْمُخْتَالِ: خَائِلٌ. وجَمْعُه: خَالَةٌ. وَمِنْه قَول الشَّاعر: (أَوْدَى الشَّبَابُ وَحُبُّ الْخَالَةِ الْخَلِبَهْ ... وَقَدْ كَبِرتُ فمَا بِالنّفْسِ مِنْ قَلَبَهْ) أَرَادَ ب ((الْخَالَةِ)) جَمْعَ ((الْخَائِلِ)) وَهُوَ الْمُخْتَالُ الشّابُّ. وَقَالَ اللَّيثُ: يُقَال للرّجُلِ السَّمْحِ: خَالٌ. . تَشْبِيها بالْخَالِ، وَهُوَ السَّحَابُ المَاطِرُ. قَالَ: وَيُقَال: خَيّلَتِ السحابةُ _ إِذا أَغَامَتْ، وَلم تُمْطِر. وكلُّ شَيْء كَانَ خَلِيقاً فَهُوَ مَخِيلٌ. يُقَال: إنَّ فلَانا لمَخِيلٌ للخيْر. أَبُو عبيد _ عَن الكِسَائيِّ _: السحابَةُ المُخِيلَةُ: الَّتِي إِذا رأَيْتَها حَسِبْتَها ماطرةً _ وَقد أَخْيَلْنَا. وتَخَيَّلَتِ السَّماءُ: تهيَّأَتْ للمطر. قَالَ: وَقَالَ الأحمرُ: افْعَلْ كَذَا وَكَذَا إمَّا هَلَكَتْ هُلْكُ _ أَي: على مَا خَيَّلَتْ _ أَي: على كلِّ حالٍ، ونحوِه. ابْن السِّكِّيت: خَيَّلَتِ السَّمَاء للمطر وَمَا أَحْسَنَ مَخِيلَتَها وخَالَها {} _ أَي: خَلاَقَتها للمطر. وقولُهُمْ: افْعَلْ ذَلِك على مَا خَيَّلَتْ _ أَي: على مَا شَبَّهَتْ. وَإنَّهُ لَمُخِيلٌ للخير، وَقد أَخَلْتُ فِيهِ خَالاً من الْخَيْر، وتَخَوّلْتُ فِيهِ خَالاً، ووجدتُ أَرضًا مُتَخيِّلَةً _ إِذا بلغ نَبْتُها الْمَدَى. أَبُو عبيدٍ _ عَن أبي زيدٍ _: تَخيَّلتُ عَلَيْهِ تَخَيُّلاً _ إِذا تَخَيَّرْتُهُ وتفرّستُ فِيهِ الخيرَ. وَخَيَّلَتْ علينا السماءُ _ إِذا رَعَدَت وبَرَقَت قبل الْمَطَر. فَإِذا وَقَعَ المطرُ ذهب اسمُ التَّخْيِيلِ. قَالَ: وخَيَّلْتُ على الرجل _ تَخْيِيلاً _ إِذا وجّهْتُ التُّهْمَةَ إِلَيْهِ. وَقَالَ غيرُه: خَيّلْتُ للناقة وأَخْيَلْتُ _ وَهُوَ أَن تَضَعَ لَوَلَدِهَا خَيالاً ليَفْزَعَ مِنْهُ الذِّئْب فَلَا يَقْرَبُه. وَقَالَ الليثُ: كلُّ شَيْء اشْتَبَه عليكَ فَهُوَ مُخِيلٌ وَقد أَخَالَ. وَأنْشد: (وَالصِّدْقُ أَبْلَجُ لاَ يُخِيلُ سَبِيلُهُ ... والصِّدْقُ يَعْرِفُهُ ذَوُو الألْبَابِ) قَالَ: وأَخَالَتِ الناقةُ. . فهِي مُخِيلَةٌ _ إِذا كَانَت حَسَنَةَ العَطَلِ، فِي ضَرْعها لَبَنٌ.

قَالَ والْخَوَلُ: مَا أَعْطى الله الإنسانَ من العَبِيدِ والنَّعَمِ. وَقَالَ أَبُو النّجم: (كُومَ الذُّرَا مِنْ خَوَلِ الْمُخَوَّلِ ... ) وَيُقَال: هَؤُلَاءِ خَوَلُ فلَان _ إِذا اتَّخَذَهُم كالعبيد وقَهَرَهُمْ. قَالَ: وَخوَلُ اللِّجَامِ: أَصْلُ فأسِهِ. قلتُ: لَا أَعْرِفُ ((خَوَلَ اللِّجَامِ)) وَلَا أَدْرِي مَا هُوَ؟ أَبُو عبيدٍ _ عَن الفرَّاء _ قَالَ: الأخْيَلُ: الشِّقْرَاقُ _ عِنْد العربِ. وَقَالَ شَمِرٌ: كَانَت العربُ تَتَشاءَمُ بِهِ _ وَقَالَ اللَّيْث مِثْلَهُ. قَالَ: ويسمَّى الشَّاهِينُ: الأخْيَلَ. وجمعُهُ: الأَخَايِلُ. قَالَ: والْخَيَالُ: كلُّ شَيْء تراهُ كالظِّلِّ. وَكَذَلِكَ خَيَالُ الْإِنْسَان فِي الْمِرْآةِ. وخَيَالُهُ فِي الْمَنَام: صُورَةُ تِمْثَالِه. وربَّما مَرَّ بك الشيءُ شِبْهُ الظِّلِّ فَهُوَ خَيَالٌ. يُقَال: تَخَيَّلَ لي خَيَالُهُ. وَيُقَال: خِلْتُهُ زَيْداً خِيلاَناً. إِخَالُهُ وأَخَالُهُ. ومِنْ أَمثالهم: ((من يَسْمَعْ يَخْلَ)) أيْ يَظنُّ. قَالَ: وَقيل ((مَنْ يَشْبَعْ يَخَلْ)) وكلامُ العربِ هُوَ الأوَّلُ. قَالَ: قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: ومَعْنَاهُ: مَنْ يَسْمَعْ أَخْبَارَ النَّاس ومَعَايِبَهُمْ يَقَعْ فِي نَفسه عليهِمْ الْمَكْرُوهُ. ومَعْنَاه: أَنَّ الْمُجَانَبَةَ للنَّاس أَسْلمُ. وَقَالَ ابْنُ هانِىءٍ _ فِي قَوْلهم: مَنْ يَسْمَعْ يخلْ _: يقالُ ذَلِك عِنْد تَحْقِيق الظَّنِّ. قَالَ: ((وَيَخَلْ)) : مُشتقٌّ من ((يُخَيَّلُ إليَّ)) . أَبُو نَصْرٍ _ عَن الأصمعِيِّ _: الْخَيَالُ: خَشَبَةٌ تُوضَعُ فيُلقَى عَلَيْهَا الثوبُ لِلْغَنَمِ إِذا رَآها الذِّئْبُ ظَنَّ أنَّهُ إنسانٌ. وَأنْشد: (أَخٌ لاَ أَخَا لِي غَيْرُهُ غَيْرَ أَنَّنِي ... كَرَاعِي الْخَيَالِ يَسْتَطِيفُ بِلاَ فِكْرِ) والْخَيَال _ أَيْضا _ مَا نُصِبَ فِي أرضٍ ليُعْلَمَ أَنَّهَا حِمًى فَلَا تُقْرَبَ. وَقيل: رَاعِي الْخيَالِ هُوَ الرَّأْلُ _ يَنْصِبُ لَهُ الصَّائِدُ خَيَالاً يَأْلَفُهُ، فيجِيءُ فيأخُذُ الْخَيَالَ فيَتْبَعُهُ الرَّأْلُ. والْخَيَالُ: خَيَالُ الطَّائر _ يَرْتَفَعُ فِي السَّمَاء فينظُرُ إِلَى ظِلِّ نفسِه، فيُرَى أَنَّه صَيْدٌ، فيَنْقَضُّ، وَلَا يَجِدُ شَيْئا. وَهُوَ خَاطِفُ ظِلِّهِ. والْخَيَالُ: أَرْضٌ لِبَنِي تَغْلِبَ. وَيُقَال: وَرَدْنَا أَرضاً مُتَخَيِّلَةً، وقَدْ تَخَيَّلَتْ _ إِذا بلغ نَبْتُها أَن يُرْعَى. وَفِي الحَدِيث: ((إِنَّ قَوْماً وفَدُوا عَلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ خَطِيبُهُمْ بَعْدَ مَا وَصَفَ جُدُوبَةَ بَلَدِهِمْ: كُنَّا نَسْتَحِيلُ الْجَهَامَ، ونَسْتَخِيلُ الرِّهَامَ)) . و ((اسْتِحَالَةُ الْجَهَامِ)) : أَن تَنْظُرَ إِلَيْهِ. . هَل يَحُولُ؟ _ أَي: يَتَحَرَّكُ. ((واسْتِخَالَةُ الرِّهَامِ)) : إِذا نَظَرْتَ إِلَيْهَا فَخِلْتَها مَاطِرَةً وَقَالَ الرَّاجِزُ: (تَخَالُهَا طَائِرَةً ولَمْ تَطِرْ ... كَأَنَّهَا خِيلاَنُ رَاعٍ مُحْتَظِرْ)

أَرَادَ ب ((الْخِيلاَنِ)) : مَا نَصبه الرَّاعي عِنْد حَظِيرَةِ غَنَمِهِ. قَالَ: والْمُخَايَلَةُ: الْمُبَارَاةُ. يُقَال: خَايَلْتُ فلَانا _ أَي: بارَيْتُهُ وَفَعْلَتُ فِعْلَهُ. وَقَالَ الْكُمَيْتُ: (أَقُولُ لَهُمْ يَوْمَ أَيْمَانُهُمُ ... تُخَايِلُهَا فِي النَّدَى الأشْمُلُ) ((تُخَايِلُهَا)) _ أيْ: تُفَاخِرُهاَ وتُبَارِيهَا. وَقَالَ ابنُ أَحْمَرَ: (وَقَالُوا: أنَتْ أَرْضٌ بِهِ وتَخَيَّلَتْ ... فَأَمْسَى لِمَا فِي الرّأْسِ وَالصَّدْرِ شَاكِيا) ((تَخَيَّلَتْ)) : اشتَبَهَتْ. وَقَالَ عَرَّامٌ: خَيَّلَ فلانٌ عَن الْقَوْم _ إِذا كَعَّ عَنْهُمْ. قَالَ سَلَمَةُ: وَمثله: ((غَيَّفَ، وخَيَّفَ)) . أَبُو عبيد _ عَن أبي زيد _: ذَهَبَ القومُ أَخْوَلَ أَخْوَلَ _ أَي: وَاحِدًا بعدَ وَاحِدٍ. وأنشدنا لِضَابىءٍ يصفُ ثوراً وحْشِيّاً حَمَلَ عَلَى الكلابِ: (يُسَاقِطُ عَنْهُ رَوْقُهُ ضَارِيَاتِها ... سِقَاطَ حَدِيدِ الْقَيْنِ أَخْوَلَ أَخْوَلاَ) ثَعْلَب _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: الْخَوْلَةُ: الظَّبْيَةُ. قَالَ: وخَالَ يَخُولُ خَوْلاً _ إِذا صَار ذَا خَوَلٍ _ بَعْدَ انفرادٍ. وخَالَ يَخِيلُ خَيْلاً _ إِذا دَامَ عَلَى أَكلِ الْخِيْلِ _ وَهُوَ السَّذَابُ. أَبُو زيدٍ: يُقالُ: لَا يُخِيلُ ذَاكَ عَلَى أَحدٍ _ أَي: لَا يُشْكِلُ. وشيءٌ مُخِيلٌ: مُشْكِلٌ. خلا: قَالَ شمِرٌ: يُقَال: وجدْتُ الدارَ مُخْلِيَةً أَي: خَالِيَةً. وَقد خَلَتِ الدارُ وأَخْلَتْ. ووجدتُ فُلاَنَةَ مُخْلِيَةً _ أَي: خَالِيَةً. ولَقِيتُ فلَانا بِخَلاءٍ مِنَ الأَرْض _ أَي: بأرضٍ خَالِيَةٍ. قَالَه ابنُ شُمَيْلٍ. قَالَ: وَيَقُول الرجل للرجل: اخْلُ معي حَتَّى أكلِّمَكَ، واخْلُنِي حتَّى أُكلِّمَكَ _ أَي: كُنْ مَعِي خَالِياً. وَيُقَال: اسْتَخْليتُ فلَانا _ أَي: قُلْتُ لَهُ: اخْلُنِي. وَقَالَ الْجَعْدِي: (وَذَلِكَ مِنْ وَقَعَاتِ الْمَنُونِ ... فأَخْلِي إلَيْكِ وَلاَ تَعْجَبي) _ أَي: أَخْلِي بِأَمْرِكِ. . من ((خَلَوْتُ)) . وَتقول: افْعَلْ كَذَا وخَلاَكَ ذَمٌ _ أَي: لَا يُدْرِكُكَ ذَمٌّ. وَقَالَ عبد الله بنُ رَوَاحَةَ: (فَشَأْنَكِ فَانْعَمِي وَخَلاَكِ ذَمٌّ ... وَلاَ أرْجِعْ إِلَى أَهْلٍ وَرَائِي) وَقَالَ الليثُ: خَلاَني فلانٌ مُخَالاَةً _ أيْ: خَالَفَنِي. وَقَالَ النّابغةُ الذُّبْيَانيُّ لزُرْعَةَ بن عَوْفٍ _ حِين بعث بَنُو عامرٍ إِلَى حِصْنِ بنِ فَزَارَةَ، وَإِلَى عُيَيْنَةَ بنِ حِصْنٍ: أَنِ اقطَعُوا مَا بَيْنكُم وَبَين بني أَسد، وألحقُوهم ببني كِنَانَةً ونحالِفُكم. . فَنحْن بَنو أبيكم _ وَكَانَ عُيَيْنَة هَمَّ بذلك. فَقَالَ النَّابغة:

(قَالَتْ بَنُو عَامِرٍ خَالُوا بَنِي أَسَدٍ ... يَابُؤْسَ لِلْجَهْلِ ضَرَّاراً لأقْوَامِ) قَالَ الأصمعيُّ: مَعْنَاهُ: اتْرُكُوهُمْ. يُقَال: خَالَيْتُه خِلاَءً _ أَي: تارَكْتُهُ. وَقَالَ فِيهَا: (يَأبَى الْبَلاءُ فَما يَبْغِي بهِمْ بَدَلاً ... وَمَا أُرِيدُ خِلاَءً بَعْدَ إحكامِ) ((يَأْبَى الْبَلاءُ)) _ أَي: التّجْرِبَةُ. أَي: جرَّبناهم فأَحْمْدناهم، فَلَا نُخَالِيهمْ. وَقَالَ اللَّيْث: خَالَيْتُ فلَانا _ أَي: صارَعْتَهُ. وَكَذَلِكَ: المُخَالاَةُ فِي كل أَمْرٍ. وأنشدَ: (وَلاَ يَدْرِي الشَّقِيُّ بِمَنْ يُخالي ... ) قلتُ: كأَنَّه إِذا صارعه خَلاَ كلُّ وَاحِد مِنْهُمَا لصَاحبه فَلم يَسْتَعِنْ واحدٌ مِنْهُمَا على صَاحبه أَحَداً. وَيُقَال: عَدُوٌ مُخالٍ أَي: لَيْسَ لَهُ عَهْد. وَقَالَ الجعْدِيُّ: (غَيْرُ بِدْعٍ مِنَ الْجِيادِ وَلاَ يُجْنَبْنَ ... إلاّ إلَى عَدْوٍّ مُخالي) ((لَا يُجْنَبْنَ)) أَي: لَا يُقَدْنَ. وَيُقَال: خَالَيْتُ العَدُوَّ _ أَي: تركتُ مَا بيني وَبَينه من المُوَادَعة، وخَلاَ كلُّ واحدٍ مِنَّا من العَهد. وَقَالَ الليثُ: خَلاَ المكانُ والشيءُ يخْلُو خُلُوّاً وخَلاَءً وأَخْلَى إِذا لم يكنْ فِيهِ أحدٌ، وَلَا شيءَ فِيهِ وَهُوَ خَالٍ. والخلاءُ _ من الأَرْض _ قَرارٌ خَالٍ وخَلا الرجلُ. . يَخْلُو خَلْوَةً. وَيُقَال: اسْتَخْلَيْتُ المَلِكَ فأَخْلاَني _ أَي: خلاَ معي، وخلا بِي، وأَخلَى لِيَ مَجْلسَه. وفلانٌ يُخْلُو بفلان _ إِذا خَادَعَه. وَيُقَال: خلاَ قرنٌ فقرن _ أَي: مَضَى. والقُرُونُ الخَالِيَةُ: الْمَاضِيَة. وَقَالَ اللِّحيانيُّ: خَلْوتُ بفلان أَخلُو بِهِ خلْوةً وخَلاَء. قَالَ: وَقَالَ بعضهُم: أَخْلَيْتُ بفلان أُخْلي بِهِ إخلاءً. . بِمَعْنى خَلَوْتُ بِهِ. وتركتُه مُخْلِياً بفلان _ أَي: خالِياً بِهِ. وخلَتِ الدارُ خلاَءً _ إِذا لم يَبْقَ فِيهَا أحدٌ. وأَخلاَها الله. . إخلاَءً. وَيُقَال: خلاَ فلانٌ على اللّبَن أَو على اللَّحْم - إِذا لم يأكلْ مَعَه شَيْئا. قَالَ: وكِنانَةُ تَقول: أَخلَى على اللبَنِ. وَقَالَ الرَّاعي: (رَعَتْهُ أَشْهُراً وَخلاَ عَلَيْها ... فَطارَ النِّيُّ فِيها وَاسْتَغارَا) قَالَ: وَيُقَال: أَنا خلِيٌّ مِنْ هَذَا. . وخلاَءٌ. فَمن قَالَ: خلِيٌّ)) . . ثَنَّى وجَمَع وأَنَّثَ. وَمن قَالَ ((خَلاءٌ)) . . لم يُثَنِّ وَلم يَجْمَع وَلم يُؤنِّث. وَالْعرب تَقول: ويل للشِّجِيِّ من الْخِلِيِّ. ((والْخَلِيُّ)) الَّذِي لَا هم لَهُ. . الفارغُ.

وَيُقَال: هُوَ خِلْوٌ من هَذَا الْأَمر _ أَي: خارِجٌ. وهما خِلْوٌ، وهم خِلْوٌ. وَقَالَ بعضهُم: هما خِلْوَانِ من هَذَا الْأَمر، وهُمْ أَخْلاَءٌ. . وَلَيْسَ بالوَجْه. وَيُقَال: خلَتِ المرأةُ مِنْ زَوجها. وَيُقَال للْمَرْأَة: ((أَنْتِ خلِيَّةٌ بَرِيَّةٌ)) فتَطْلُقُ بهَا المرأةُ _ إِذا نُوِيَ طلاقُها. وَقَالَ ابنُ بزُرْجَ: امرأةٌ خلِيّةٌ. . ونسوةٌ خلِيَّاتٌ: لَا أزواجَ لَهُنَّ وَلَا أولادَ. وَقَالَ: امرأةٌ خِلْوَةٌ، وَامْرَأَتَانِ خِلْوَتَانِ، ونِسْوَةٌ خِلْوَاتٌ _ أَي: عَزَبَاتٌ. وَرجل خليٌّ، ورجلان خَلِيّانِ ورجالٌ أَخلِياءُ: لَا نساءَ لَهُم. شمرٌ عَن ابْن الأعرابيِّ _: الْخَلِيّة: الناقةُ تُنتَجُ فَيُنْحَرُ ولدُها عَمداً لِيَدُومَ لَهُم لَبَنُها، فتُستَدَرُّ بحُوَارِ غَيرهَا. . فَإِذا دَرَّت نُحِّيَ الْحُوَارُ، واحتُلِبَت. وربّما جَمَعوا من الخَلاَيا ثَلَاثًا وأربعاً على حُوَارِ واحدٍ. . وَهُوَ التّلَسُّنُ. وَقَالَ شمر: وَقَالَ ابْن شُمَيْل: ربَّما عطفوا ثَلَاثًا وأربعاً على فصيل وبأَيَّتِهِنَّ شَاءُوا تَخَلَّوْا، وَهِي الخَلِيَّةُ. وَقَالَ اللِّحياني: الْخَلِيَّةُ: الناقةُ، تُنْتَجُ _ وَهِي غزيرة _ فيُجرُّ ولدُها من تحتهَا ويُجْعَلُ تَحت أخرَى، وتُخَلَّى هِيَ للحلْبِ. . لكرمها. قلت: وَقد شاهدت الخلايا فِي خلاَيِبهِمْ. وسمعتهم يَقُولُونَ: بَنو فلانٍ قد خلوْا، وهم يَخْلُونَ. والْخَلِيَّةُ: النَّاقة تُنْتَجُ فَيُنْحَرُ ولدُها سَاعَة يَقع فِي الأَرْض قبل أَن تَشَمَّه أُمُّه ويُدْنَى مِنْهَا وَلَدُ ناقةٍ نُتِجَتْ قبلهَا فتعطِفُ عَلَيْهِ، ثمَّ يُنْظَرُ إِلَى أغزر الناقتين فتُجْعَلُ خَلِيَّةً وَلَا يكون للحُوَارِ مِنْهَا إِلَّا قَدْرُ مَا يُدِرُّها، وتُتْرَكُ الْأُخْرَى للحُوَارِ يَرْضَعُها مَتى شَاءَ وَتسَمى ((الْبَسُوطَ)) وَجَمعهَا بسطٌ. والغزيرةُ الَّتِي يَتَخلَّى بلبنها أهلُها: هِيَ الْخَلِيَّةُ. وَقَالَ اللِّحياني: الْخَلِيَّةُ: السَّفِينَةُ الْعَظِيمَة وجَمْعُهَا: خَلاَيَا. وَمِنْه قَول طَرَفَةَ: (خَلاَيا سَفِينٍ بالنَّوَاصِفِ مِنْ دَدِ ... ) قَالَ: وَيُقَال: تَخلَّيْتُ مِنْ هَذَا الْأَمر تخلِّياً. واستَخْلَيْتُ بفلان: فِي مَعنى خَلَوْتُ. ثعلبٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: الخَلِيَّةُ: مَا يُعَسِّلُ النَّحلُ فِيهِ مِنْ رَاقُودٍ أَو طِين، أَو خُشُبٍ مَنقُورَةٍ. وَقَالَ الليثُ: إِذا سُوِّيَتْ الخَلِيَّةُ من طِينٍ، فَهِيَ كِوَارَةٌ. قَالَ: وَيُقَال: ((خَلِيٌّ)) _ أَيْضا _ بِغَيْر هاءٍ. قَالَ: والْخَلِيَّةُ من السُّفن: الَّتِي لَا يُسَيِّرَها مَلاَّحُها، وتَسيرُ من غيرِ جَذْبٍ. قلتُ: وغيرُه يَقُول: الخَلِيَّةُ: العظيمةُ من السُّفُن. . وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح. وَقَالَ ابْن الأعرابيِّ: خَلاَ الرجل عَلَى بعض الطَّعَام _ إِذا اقتَصَرَ عَلَيْهِ.

وَقَالَ الليثُ: الخَلاَءُ _ ممدودٌ _: البَرَازُ من الأَرْض. وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: اخْلَوْلَى فلانٌ إِذا دَامَ على أكْلِ اللّبَن. قَالَ: واطْلَوْلَى: حَسُنَ كلامُه، واكْلَوْلَى _ إِذا انهزَم. ثعلبٌ _ عَنهُ _ قَالَ: والخَلاَةُ كلُّ بَقْلَةٍ قَلَعْتَها. وَقَالَ الليثُ: الْخَلَى: هُوَ الحَشيشُ الَّذِي يُحْتَشُّ من بُقول الرّبيع، وَقد أخْتَلَيْتُهُ، وَبِه سُمِّيَتِ المِخْلاةُ. . والواحدةُ: خَلاَةٌ. وَقَالَ اللِّحْيانيُّ: خلَيْتُ الْخَلاَ أَخْلِيهِ خَلْياً _ أيْ: نزَعْتُه. وأَعْطِني مِخْلاةً أَخْلِي فِيهَا. وَيُقَال: أَخلَى الله الماشيةَ يُخْليها إخْلاءً _ أيْ: أنْبَتَ لَهَا مَا تأكلُ من الْخَلَى. وَقَالَ ابْن الأعرابيِّ: خلَيْتُ القِدْرَ _ إِذا ألقَيتُ تحتهَا حَطَباً. وخَلَيتُها _ إِذا طرحتُ فِيهَا اللحمَ. وخَلَيْتُ فرسي _ إِذا حَشَشْتُ عَلَيْهِ الحشيشَ. وخلَيْتُ الفرسَ _ إِذا أَلقيتُ فِي فِيهِ اللجَامَ. أَبُو عُبيَد عَن الْأَصْمَعِي _ الْخَلَى: الرَّطْبُ من الْحَشِيش. . وَبِه سُمِّيتِ المِخلاةُ _ فَإِذا يبِسَ فَهُوَ حشِيشٌ. وَقَالَ الليثُ: يُقَال: مَا فِي الدَّارِ أَحَدٌ خلاَ زَيْداً وزَيد: نَصْبٌ وجرٌّ. فإِذا قلتَ ماخلاَ زَيداً _ نَصَبْتَ لَا غيرُ. . لِأَنَّهُ قد بَيَّنَ الفعلَ. وَتقول: مَا أَرَدْتُ مَسَاءتَكَ خلا أَنِّي وعَظْتُكَ. . وَمَعْنَاهُ: إلاَّ أَنِّي وَعَظْتُكَ. وَأنْشد: (خلاَ الله لَا أرْجُو سِوَاكَ وَإِنَّمَا ... أَعُدُّ عِيَالي شُعْبَةً مِنْ عِيَالِكَا) وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: خلاَ فلانٌ _ أيْ: ماتَ. وخلاَ _ إِذا أَكلَ الطَّيِّبَ. وَخَلاَ _ إِذا تعبَّدَ. وخلاَ _ إِذا تَبرَّأَ من ذَنْبٍ قُرِفَ بِهِ. أَبُو عُبَيد _: عَن أبي عمروٍ _: خلاَ لَك الشيءُ، وأَخْلَى _ بِمَعْنى فَرَغَ. وَأنْشد لِمَعْنِ بن أَوْسٍ: (أَعَاذِلُ هَلْ يَأْتي القَبائلَ حَظُّهَا ... مِن الموتِ أَمْ أَخْلَى لنَا المَوْتُ وَحْدَنَا) خلأ: وَقَالَ الليثُ: الخِلاَءُ _ فِي الْإِبِل _ كالْحِرَان - فِي الدّوابّ -. يُقَال: خَلأتِ الناقةُ تَخْلأُ خِلاَسً - إِذا لم تَبْرَحْ مَكَانهَا. وَفِي الحَدِيث: ((أَنّ نَاقةَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَلأَتْ بِهِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ فقَالُوا: ((خَلأتْ الْقَصْوَاءُ)) . فقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ((مَا خلأتْ وَلاَ هُوَ لهَا بِخُلُقٍ. . ولَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيلِ)) . قلت: والخِلاءُ لَا يكون إلاّ للناقة. وَهِي ناقةٌ خالِىءٌ بغَيْرهَا. وأكْثَرُ مَا يَكُونُ الخِلاءُ مِنْهَا _ إِذا ضَبِعَتْ _ فتَبْرُك وَلَا تَثُورُ.

وَقَالَ ابْن شُميل: يُقَال للجمَل: خلأ يَخْلأُ خَلاءً _ إِذا بَرَكَ فَلم يَقُم. قَالَ: وَلَا يُقَال: ((خلأ)) إلاّ للجَمَل. قلتُ: غلِطَ ابنُ شُمَيْل فِي ((الْخِلاَءِ)) فَجعله للجَمَلِ خاصَّةً، وَهُوَ عِنْد الْعَرَب: للنّاقَةِ. وَقَالَ زُهَيْرٌ. . يصفُ نَاقَة: (بِآرِزَةِ الْفَقَارَةِ لمْ يَخُنْهَا ... قِطَافٌ فِي الرِّكابِ ولاَ خِلاَءُ) ولخ: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: ائْتَلَخَ العُشْبُ. . يأتَلِخُ قَالَ: وائْتِلاَخُهُ: عَظِمُه، وطُولُه والْتِفافُه وأرضٌ مُؤتَلِخَةٌ _ إِذا كَانَت مُعْشِبَةٌ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يُقَال للْأَرْض المُعْشِبَة: مُؤْتَلِخَةٌ، ومُلْتَخَّةٌ ومُعْتَلِجَةٌ وهَادِرَةٌ. أَبُو عُبيد: عَن الأمويِّ: ائْتَلَخَ الأمرُ ائْتِلاخاً _ إِذا اختَلط. وَقَالَ غيرُه: ائْتَلَخَ مَا فِي الْبَطن _ إِذا تحرَّكَ وسُمِعَتْ لَهُ قَراقِرُ. أَبُو عُبيدٍ _ عَن الفرّاء _ وقَعوا فِي ائْتِلاَخٍ - أَي: فِي اختلاطٍ، وَقد ائْتَلَخ أمرُهم. وَيُقَال: أرضٌ وَلِخَةٌ ووليخةٌ وورِخةٌ: مُؤْتَلِخةٌ من النَّبْت. لخا: أَبُو عُبيدٍ _ عَن أبي عمرٍ ووغيره _: المُسْعُطُ هُوَ اللَّخَا. . مَقْصُورٌ. وَقد لَخَيْتُ الرجُلَ ولَخوْتُه وأَلْخيتُه. . كلُّ هَذَا إِذا أسْعَطْتَهُ. وَقَالَ اللَّيْث: اللِّخَاءُ: الغِذَاءُ للصَّبِّي سِوَى الرَّضاع. وتَقُولُ: الصَّبِيُّ يَلْتَخِي _ أَي: يَأْكُل خُبْزاً مَبْلُولاً. وَأنْشد: (فَهُنَّ مِثْلُ الأُمّهاتِ يُلْخِينْ ... يُطْعِمْنَ أَحْيَاناً وَحيناً يَسْقِين) شمر _ عَن أبي عَمْرو _ المُلاخَاةُ: المخالَفَةُ، والملاخَاةُ _ أَيْضا _: المُصَانعة. وَأنْشد: (وَلاَخَيْتَ الرِّجالِ بِذَاتِ بَيْنِي ... وَبَيْنِكَ حِينَ أَمْكَنَك اللِّخَاءُ) قَالَ: ((لاَخَيْتَ)) : وَافَقْتَ. وَقَالَ الطَّرِمَّاحُ: (فَلَمْ نَجْزَعْ لمنْ لاَخَى عَلَيْنَا ... وَلَمْ نَذَرِ العَشِيرَةَ لِلْجُنَاةِ) وَقَالَ اللَّيْث: اللِّخَاءُ: الملاخَاةُ. وَهُوَ التَّحْرِيش والتحْمِيلُ. تَقول: لاَخَيْتَ بِي عِنْد فلَان _ أَي: أَتَيْتَ بِي عِنْده _ مُلاَخَاةً ولِخاءً. قَالَ: والتَخَيْتُ جِرَانَ الْبَعِير _ إِذا قَدَدْتُ مِنْهُ سَيْراً للسّوط _ ونحوَ ذَلِك. قلت: وَالصَّوَاب: التَحَيْتُ جِرَانَ الْبَعِير _ بِالْحَاء. والعربُ تسوِّي السِّياط من الجِران. . لأنَّ جِلْدَه أصلبُ وأمتنُ. وأظنُّه. . من قَوْلك: لَحَوْتُ العُود، ولَحيْتُهُ _ إِذا قَشَرْتهُ.

باب الخاء والنون

وَقَالَ شمر: سمعتُ ابنَ الْأَعرَابِي يَقُول: اللِّخَا _ مَقْصُور _: أنْ يميلَ بطنُ الرجُل فِي أحد جانبيه. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: إِن كَانَت إِحْدَى رُكْبَتَى الْبَعِير أعظمَ من الأُخرى _ فَهُوَ أَلْخَى. . وناقة لَخْوَاءُ. قَالَ: واللَّخَى كثرةُ الْكَلَام فِي الْبَاطِن. وَقَالَ اللَّيث: اللَّخْوُ: لَخْوُ القُبْلُ المضطربِ. . الكثيرِ المَاء. . وَقَالَ ابْن السّكيت _ عَن الْأَصْمَعِي _: اللَّخْوَاءُ: المرأةُ الواسعةُ الجَهَازِ. وَقَالَ فِي موضعٍ آخرَ: امرأةٌ لَخْواءُ. . وَرجل أَلْخَى _ وَهُوَ أَن تكون إحْدَى خَاصِرَتَيْه أعظمَ من الأُخْرى. وَقد لَخِيَ لَخاً. واللَّخَا _ أَيْضا _ شيءٌ مِثلُ الصَّدَفِ يُتخذ مُسْعُطاً. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: اللَّخَى: إعطاءُ الرجل ماَلَه: صاحِبَه. وَأنْشد: (لَخَيْتُكَ مَالِي ثُمَّ لَمْ تُلْفَ شَاكِراً ... فَعَشِّ رُوَيْداً لَسْتُ عَنْكَ بِغَافِلِ) لاخ: وَقَالَ اللَّيْث: وادٍ. . لاخٌ، وأوديةٌ. . لاخَةٌ. وَقَالَ شمر: وادٍ لاخٌ _ وأصلُه: لاَخٍ ثمَّ نُقِلَتْ إِلَى بَنَات الثَّلَاثَة. فَقيل: لائخٌ. ثمَّ نُقِصَتْ مِنْهُ عَيْنُ الْفِعْل. قَالَ: ومَعناه: السعَة والاعْوِجاج. وروى أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ وادٍ لاخٌّ _ بِالتَّشْدِيدِ _ وَهُوَ المتضايقُ، الكثيرُ الشّجر. وَقد مرَّ فِي المضاعَف. بَاب الْخَاء وَالنُّون خَ ن (وايء) خَان، خنى، ناخ، نخا، ينخ، وخن، أخن: مستعملة. خون _ خين: قَالَ اللَّيْث: المخَانَةُ: خَوْنُ النُّصح وخَوْنُ الوُدِّ. والخَوْنُ: عَلَى مِحَنٍ شَتَّى. تَقول: خانَنِي فُلانٌ. . خِيَانَةً. وَفِي الحَدِيث: ((المؤْمِنُ يُطْبَعُ عَلَى كُلِّ خُلُقٍ. . إلاَّ الخِيَانَةَ والكَذِبَ)) . وَتقول خانَهُ الدهرُ والنعيمُ خَوْناً وَهُوَ تغيُّر حَاله إِلَى شرٍّ مِنْهَا. وَالخَوْنُ _ فِي النّظر _: فَترُهُ. وَمن ذَلِك يُقَال للأسد: خائِنُ العَيْن. قَالَ: ((وخائِنَةُ الأَعْيُنِ)) : مَا تَخُونُ بِهِ من مُسارقة النّظر إِلَى مَا لَا يَحِلُّ لَهُ. قَالَ: وَإِذا نَبَا سيْفُك عَن الضَّريبة فقد خانَكَ. وسُئلَ بعضهُم عَن السَّيف؟ فَقَالَ: أَخُوكَ. . وربّما خانَكَ. قَالَ: وكلُّ مَا غيَّرك عَن حالك فقد تَخَوَّنَكَ. وَقَالَ ذُو الرُّمّةِ: (لاَ يَرْفَعُ الطَّرفَ إلاّ مَا تَخَوَّنَهُ ... دَاعٍ يُنَادِيهِ باسْم المَاء مَبْغُومُ) قلت: لَيْسَ معنى قَوْله: إلاَّ مَا تَخَوَّنَهُ.

حجَّة لما احْتج بِهِ لَهُ. وَمعنى إِلَّا مَا تَخَوَّنَهُ: إِلَّا مَا تعهَّدهُ. وَكذلك قَالَ أَبُو عبيدٍ حِكَايَة عَن الأصمعيِّ أَنه قَالَ: ((التَّخَوُّنُ)) : التعهد. وَأنْشد بيتَ ذِي الرُّمَّةِ هَذَا. وإنمَا وصَفَ وَلَدَ ظَبْيَةٍ أَوْدَعْتهُ خَمراً، وَهِيَ تَرتَعُ بالْقُرْبِ مِنْهُ، وتَتَعهَّدُهُ بالنَّظَرِ إلَيْهِ وَتُؤْنِسُهُ بِبُغَامِهَا. وَقَوله: بِاسْمِ الماءِ. الماءُ: حِكَايَةُ دُعائِها إياهُ. وَقَالَ ((دَاعٍ يُنَادِيه)) فذكَّرَهُ. . لِأَنَّهُ ذهب بِهِ إِلَى الصَّوْتِ والنِّداء. قلت: وَقد يكون التَّخَوُّنُ بِمَعْنى التَّنَقُّصِ. وَمِنْه قَول لبيد يصف نَاقَة: (عُذَافِرَةٌ تُقَمِّصُ بالرُّدَافَى ... تَخَوَّنَها نُزُولِيَ وارْتِحَالي) وَيُقَال: تَخَوَّنَتْهُ الدهورُ وتَخَوَّفَتْهُ _ أَي تنقَّصَتْهُ. فالتَّخَوُّنُ لَهُ مَعْنيانِ: أحدُهما التَّنَقُّصُ وَالْآخر التعهدُ. ومَنْ جعله ((تَعهُّداً)) جعل ((النُّونَ)) مُبْدَلة من ((اللَّام)) . يُقَال: تَخَوَّلَهُ، وتَخوَّنَهُ. . بِمَعْنى واحدٍ. وَمِنْه حديثُ ابْن مسعودٍ: ((كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَتَخَوَّلُنَا بالْمَوْعِظَةِ مَخَافَةَ السَّآمة عَلَيْنَا)) . وَكَانَ الأصمعيُّ يَرْوِيه: ((يَتَخَوَّنُنا)) بالنُّون. وَيُقَال: رجلٌ خائنٌ، وخَائِنَةٌ _ إِذا بُولِغَ فِي وصْفِهِ بالخيَانَةِ. وَأَمَّا قَولُ الله جلّ وعزّ: {يعلم خَائِنَة الْأَعْين وَمَا تخفي الصُّدُور} [غَافر: 19] فإنَّه أَرَادَ _ وَالله أعْلَمْ _: ((يَعْلَمُ خِيانَة الأَعْيُنِ)) . . فأَخْرَجَ ((الْمَصْدَرَ)) على ((فَاعِلَةٍ)) كَقَوْلِه تَعَالَى: {لَا تسمع فِيهَا لاغية} [الغَاشِيَة: 11]_ أَيْ: لَغْواً. ومِثْلُه: سَمِعْتُ ((رَاغِيَةَ الْإِبِل)) ، و ((ثَاغِيَةَ الشَّاءِ)) _ أَي: رُغَاءها وثُغَاءها. كل ذَلِك من كَلَام الْعَرَب. وَمعنى الْآيَة: أَنَّ النَّاظِرَ. . إِذا نَظَرَ إِلَى مَا لاَ يَحِلُّ لَهُ النَّظَرُ إِلَيْهِ نَظَرَ خِيَانَةٍ. . يُسِرُّهَا مُسارَقةً: علمهَا الله، لِأَنَّهُ إِذا نَظَرَ النَّظْرَةَ الأُوْلى _ غيرَ متعمِّدٍ نَظَراً _ فَهُوَ غيرُ آثِمٍ وَلَا خَائِن. فَإِن أعَادَ النَّظَرَ _ ونِيَّتُهُ الخِيَانَةُ _ فَهُوَ خَائِنُ النظرِ. وَقَالَ اللَّيث: الْخِوَانُ: الْمَائِدَة. . مُعَرَّبَةٌ وَهِي الْخُونُ. . والعَدَدُ: أَخْوِنَة. وَقَالَ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ: (لِخُونٍ مَأَدُوبَةٍ وزمِيرُ ... ) والْخَوَّانُ: مِنْ أَسماء الأَسَدِ. وخن: ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: التَّوَخُّنُ: الْقَصْدُ إِلَى خيرٍ أَو شَر. قَالَ: والْوَخْنَة الفسادُ. والنَّوْخَةُ: الْإِقَامَة. خنى: وَالخَنْوَةُ: الْغَدْرَة. والْخَنْوَةُ _ أَيضاً _ الْفُرْجةُ فِي الْخُصِّ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الْخَنَا _ من الْكَلَام _: أَفْحَشُه.

باب الخاء والفاء

وَيُقَال: خَنَا يَخْنُو خَناً _ مقصورٌ _ وأَخْنَى فِي كَلَامه. وخَنَا الدَّهرِ: آفاتُه. وَقَالَ لَبِيدٌ: (وقَدَرْنَا إنْ خَنَا الدَّهْرِ غَفَلْ ... ) وَأَخْنَى عَلَيْهِم الدَّهرُ: إِذا أَهلكَهُمْ. وَقَالَ النَّابِغَةُ: (أَخْنَى عَلَيْها الَّذِي أَخْنَى عَلَى لُبَدِ ... ) وَقَالَ أَبُو عبيد: أَخْنَى عَلَيْهِ: أفْسَدَ. . وَهَذَا هُوَ الصوابُ. نوخ: ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _: النَّوْخَةُ: الإقامةُ. وَقَالَ غيرُه: ((يُقال: أَنَخْتُ البعيرَ فَاسْتَنَاخَ. وَتقول: نَوَّخْتُهُ. . فَتَنَوّخَ. والفَحْلُ يَتَنَوَّخُ النّاقةَ _ إِذا أَرَادَ ضِرَابَها. والْمُنَاخُ: الموضعُ الَّذِي تُنَاخُ فِيهِ الإبلُ. وَيُقَال: أَيْضا _: نَخْنَخْتُهُ فَتَنَخْنَخَ. والأصلُ: الإنَاخَة، والنَّوْخَةُ. ينخ: قَالَ اللَّيْث: الْيَنَخُ: من قَوْلك: أَيْنَخْتُ الناقةَ _ إِذا دعوتَها إِلَى الضِّرَابِ. تقولُ: إيَنِخْ. إيَنِخ. قلتُ: هَذَا زَجْرٌ لَها _ كَمَا يُقَال لَهَا _ إِذا أُنِيخَتْ _ إخْ. . إخْ. نخا: قَالَ اللَّيْث: النَّخْوَةُ: العَظَمة. تَقول: انْتَخَى فلانٌ _ إِذا تكَبَّرَ. وَأنْشد: (وَمَا رَأَيْنا مَعْشَراً فَيَنْتَخُوا ... ) أَبُو حَاتِم _ عَن الأصمعيِّ _ يقالُ: زُهِيَ فلانٌ. . فَهُوَ مَزْهُوٌّ. . وَلَا يُقَال: زَهَا. قَالَ: وَيُقَال: نَخَا فلانٌ، وانْتَخَى. وَلَا يُقَال: نُخِيَ. أخن: أَبُو عبيد _ عَن أبي عَمْرو _: قَالَ: الآخِنيُّ: ضَرْبٌ من الثِّياب الْمخَطَّطةِ. قلتُ: والآخنِيَّةُ: القِسِيُّ _ أَيْضا. وَقَالَ الأعْشَى: (مَنَعَتْ قِيَاسُ الآخِنِيَّةِ رَأْسَهُ ... بِسِهَامِ يَثْرِبَ أَوْ ثِيَابِ الْوَادِي) وَقَالَ أبُو مَالِكٍ: الآخِنِيُّ: أَكْسِيَةٌ سُودٌ لَيِّنَةٌ يَلبسها النَّصارَى. وَقَالَ الْبَعِيثُ: (فَكَرَّ عَلَيْنا ثُمَّ ظَلَّ يَجُرُّها ... كَمَا جَرَّ ثَوْبَ الآخِنِيِّ الْمُقَدَّسُ) وَقَالَ أَبُو خِرَاسٍ: (كَأَنَّ المُلاَء الْمَحْضَ خَلْفَ كُراعِهِ ... إذَا مَاتَمَطَّى الآخِنِيُّ الْمُخَذَّمُ) بَاب الْخَاء وَالْفَاء خَ ف (وايء) خَافَ، خفا، خفأ، فاخ، أفخ، خيف، وخف: مستعملة. فيخ _ فوخ: قَالَ اللَّيْث: الْفَيْخَةُ: السُّكُرُّجَةُ. . لأنَّها تُفَيَّخُ _ كَمَا تُفَيِّخُ العجِينَةُ _ فَتُجْعَلُ كالسُّكُرُّجَةِ. وَقَالَ ابْن الأعرابيِّ: نحوَه. وَأنْشد اللَّيْثُ: (ونَهِيدَةٍ فِي فَيْخَةٍ مَعَ طِرْمَةٍ ... أَهْدَيْتُهَا لِفَتًى أَرَادَ الزَّغْبَدَا) ((النَّهِيدةُ)) : الزُّبْدَةُ. و ((الطِّرْمَةُ)) : الشُّهْدَةُ. ((وَالزَّغْبَدُ)) : الزُّبْدُ. شَمِرٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ: فَيْخَةُ الْبَوْلِ: اتِّسَاعُ مَخْرَجِه. . وكَثْرَتُهُ.

قَالَ: وفَيْخَةُ الحَرِّ: شِدَّتُهُ وغُلَوَاؤُه. وفَيْخَةُ النَّبَاتِ: التِفَافُه وكَثْرَتَهُ. وَفِي الحَدِيث ((أَنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَرَجَ مَعَ بَعْضِ أَصْحَابِهِ مُتَبَرِّزاً. . فَقَالَ لَهُ: تَنَخَّ فإنَّ كُلَّ بَائِلَةٍ تُفِيخُ)) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو زيد: الإفَاخَةُ: الْحَدَثُ. يَعْنِي مِنْ خُرُوج الرّيح خاصَّة. يُقَال: قَدْ أَفَاخَ الرجل. . يُفِيخُ إفَاخَةً. وَقَالَ اللَّيثُ: إَفَاخَةُ الرِّيحِ بالدُّبِر. وَقَالَ أَبُو زيد: إِذا جَعَلْتَ الفِعلَ للصوت _ قلتَ: قد فَاخَ يَفُوخُ. قَالَ: وأمّا الفَوْحُ _ بِالْحَاء _: فَمن الرِّيحِ: أَنْ يَجِدَهَا. . لَا مِنَ الصَّوْت. شمِرٌ _ قَالَ ابْن الأعرابيِّ: أَفَاخَ بِبَوْله _ إِذا اتَّسَع مَخرَجُه. قَالَ: وأَفَاخَتْ الناقةُ بِبَوْلها. . وأَشَاعَتْ وأَوْزَغَت. وأَنشد لجرِيرٍ: (ظَلَّ اللَّهَازِمُ يَلْعَبونَ بِنِسْوَةٍ ... بالْجَوِّ يَوْمَ يُفْخِنَ بالأبْوَالِ) قَالَ: والإفَاخَةُ: أنْ يُسْقَطَ فِي يَدِه. وَأنْشد لِلْفَرَزْدَقِ: (أَفَاخَ وألْقى الدِّرْعَ عَنْهُ وَلم أَكُنْ ... لأُلْقِيَ دِرْعِي عَنْ كَمِيٍّ أُقَاتِلُهْ) قَالَ. وَقَالَ أَعْرَابيٌّ: أَفَاخَ فلانٌ عَن فلاَنٍ _ إِذا صَدَّ عَنهُ. وَأنْشد: (أَفَاخُوا مِنْ رِمَاحِ الْخَطِّ لِمَّا ... رَأَوْنَا قَدْ شَرَعْنَاهَا نِهَالاَ) وَقَالَ شَمِرٌ: قَالَ الفرَّاء: فَاحَتْ رِيحُهُ، وَفَاخَتْ. قَالَ: وفَاخَتْ: أَخَذَتْ بِنَفَسِهِ وفَاحَتْ: دُونَ ذَلِك. أَبُو زيد: فَاخَتِ الرِّيحُ. . تَفُوخُ _ إِذا كَانَ لَهَا صَوْتٌ. أفَخ: وَقَالَ اللَّيْث: مَنْ هَمَزَ الْيَأَفُوخَ فَهُوَ على تَقْدِير ((يَفْعُولٍ)) . قَالَ: ورجلٌ مأَفُوخٌ _ إِذا شُجَّ فِي يَأْفُوخِهِ. قَالَ: ومَنْ لم يهْمِزْ فَهُوَ على تَقْدِير ((فَاعُولٍ)) من الْيَفْخِ. والهمْزُ أَصوبُ وأحسنُ. أَبُو عبيد: أَفَخْتُهُ وأَذَنْتُهُ _ إِذا أصبْتَ يَأْفوخَه وأَذُنَهُ. وجمعُ ((الْيَأْفوخِ)) : ((يَآفِيخُ)) . وَأَخْبرنِي الْمُنْذريُّ _ عَن إبراهيمَ الْحَرْبيِّ عَن أبي نَصْر عَن الأصمعيِّ _ قَالَ: الْيَأْفُوخُ: حيثُ الْتَقَى عَظمُ مُقَدَّم الرأْس وعَظْمُ مؤَخَّرِه، حيثُ يكون لَيِّناً منَ الصَّبِيِّ. يقالُ لَهُ _ من الصَّبي _ قبل أَن يتلاقى العَظمانِ -: اللَّمَّاعَةُ والرَّمَّاعَةُ والنَّمغَةُ. خيف: قَالَ الليثُ: الْخَيْفَانَةُ: الْجَرَادَةُ. . قبل أَن يَسْتَويَ جَنَاحَاها. وناقةٌ خَيْفَانَةٌ: سريعةٌ. . شَبِيهَةٌ بالْجَرَادَة لسُرْعتها.

أَبُو عبيد _ عَن أصْحابِهِ _ إِذا صَارَت فِي الْجَرَادِ خطوطٌ مُخْتلِفَةٌ، فَهُوَ خَيْفَانٌ. الواحدَةُ: خَيْفَانَةٌ. قلت: والعَرَبُ تُشْبِّه الْخَيْلَ بِالْخَيْفَانِ. وَقَالَ امرُؤ القَيْسِ: (وَأَركَبُ فِي الرَّوْعِ خَيْفَانَةً ... لهَا ذَنَبٌ خَلْفَهَا مُسْبَطرّ) وَقَالَ اللَّيثُ: الْخَيَفُ: مصدرُ ((خَيِفَ)) والنعتُ: أَخْيَفُ وخَيفَاءُ. وَهُوَ خِلاَفُ الْعَيْنَيْن. تكون إحْدَاهُما زَرْقَاءَ، والأخْرى سَوْداء. والجميع: خُوفٌ. الأصمعيُّ: فَرَسٌ أَخْيَفُ _ إِذا كانتْ إِحْدَى عَيْنَيْه زرقاء، وَالْأُخْرَى كَحْلاَء والجميعُ: خُوفٌ. وَمِنْه قيل: ((الناسُ أخْيَافٌ)) _ أَي: لَا يَسْتَوُون. و ((بَعِيرٌ أَخْيَفُ)) _ إِذا كَانَ واسعَ جِلْدِ الثِّيلِ. وَأنْشد: (صَوَّى لَهَا ذَا كِدْنَةٍ جُلْذِياً ... أَخْيَفَ كانَتْ أُمُّهُ صَفِيّا) قَالَ: والْخيْفُ جِلْدُ الضَّرْع، وناقةٌ خَيفَاءُ _ إِذا كَانَت واسعةَ جِلْدِ الضَّرْع. والْخَيْفُ: مَا ارْتَفع من مَجْرَى السَّيْلِ وانحدرَ عَن غِلَظَ الْجَبَل. وَمِنْه قيل: مَسْجِدُ ((الْخَيْفِ)) بمنى لأنَّهُ بُنيَ فِي خَيْفِ الْجَبَلِ. قَالَ: ((والْخِيفُ)) : جمع ((خِيفَةٍ)) . . مِنَ الْخَوْفِ. وَقَالَ الْهُذَليُّ: (فَلاَ تَقْعُدَنَّ على زَخَّةٍ ... وتُضْمِرَ فِي الْقَلْبِ وَجْداً وَخِيفَا) أَبُو عَمْرٍ و: الْخَيْفَةُ: السِّكِّينُ وَهِي الرَّمِيضُ. الأصمعيُّ: الْخَافَةُ: مِثْلُ الْخَريطة من الأدَم. . يُشْتَارُ فِيهَا الْعَسَلُ. وَقَالَ اللَّيثُ: تصغيرُها: خُوَيْفَة. واشتِقَاقُها: من الْخَوْفِ. . وَهِي جُبّةٌ من أَدَمٍ يلبسُها العَسَّال والسَّقَّاء. قَالَ: وَيُقَال: خُيِّفَ الْأَمر بَينهم _ أَي: وُزِّعَ. وخُيِّفَتْ عُمُورُ اللِّثَةِ بَين الْأَسْنَان _ أيْ: فُرِّقَتْ. خوف: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: خَافَ يَخَافُ خَوْفاً. وَإِنَّمَا صَارَت الواوُ ألِفاً فِي ((يَخَافُ)) لأنَّهُ على بِنَاء ((عَمِلَ يَعْمَلُ)) فاستثقلوا الْوَاو فألقوهَا. فَفيها ثلاثةُ أَشْيَاء: الحرفُ والصَّرْفُ والصوتُ. وربّما أَلْقَوُا الحرفَ بصَرْفها وَأَبْقَوا مِنْهُ الصّوْتَ. وَقَالُوا: ((يَخَافُ)) وَكَانَ حدُّه: ((يَخْوَفُ)) _ الْوَاو منصوبةٌ _ فأَلْقوُا الْوَاو وَاعْتمد الصوتُ عَلَى صرف الْوَاو. وَقَالُوا: ((خَافَ)) وَكَانَ حدُّه ((خَوِفَ)) _ الواوُ مكسورةٌ _ فأَلقَوُا الواوَ بصرفهَا

وأَبْقَوُا الصوتَ، فاعتمد الصوتُ عَلى فتْحَةِ الْخَاء، فَصَارَ مَعهَا ألفا لَيِّنَةً. وَكَذَلِكَ نحوُ ذَلِك، فَافْهَمْ. وَمِنْه التّخْوِيفُ والإخَافَةُ والتّخوُّفُ. والنّعْتُ: خَائِفٌ. . وَهُوَ الْفَزع. قَالَ: وَتقول: طريقٌ مَخُوفٌ ومُخِيفٌ _ يَخَافُهُ الناسُ. ووجعٌ مَخوفٌ ومُخِيفُ _ يُخِيفُ مَنْ رَآهُ. وَهَكَذَا قَالَ الْأَصْمَعِي: قَالَ: وحائطٌ مخُوفٌ، وثَغْرٌ مَخُوفٌ _ يُفْرَقُ مِنْهُ، وَيَجِيء الْخَوْفُ مِنْ قِبَله. وَقَالَ الليثُ: خَوَّفْتُ الرجلَ _ إِذا جعلتُ فِيهِ الْخَوْف. وخَوَّفْتُهُ _ إِذا جعلْتُه بِحَالَة يَخَافُهُ فِيهَا الناسُ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {أَو يَأْخُذهُمْ على تخوف} [النّحل: 47] . قَالَ الفرَّاءُ: جَاءَ فِي التَّفْسِير: أَنَّهُ التّنَقُّصُ. قَالَ: والعَرَبُ تَقول: تَخَوَّفْتُهُ _ أَي: تَنَقَّصْتُه من حَافَاتِهِ. فَهَذَا الَّذِي سمعتُ: وَقد أَتَى التفسيرُ بالْخَاء. وَأَخْبرنِي المنذريُّ _ عَن الحرَّاني عَن ابْن السِّكِّيت _ قَالَ: يُقَال: هُوَ يَتَخَوَّفُ المالَ ويَتَحَوَّفُه _ أَي: يَتنَقَّصُهُ، ويأخذُ من أَطْرَافه. وَقَالَ ابنُ مقبِلٍ: (تَخَوَّفَ السَّيْرُ مِنْهَا تَامِكاً قَرِداً ... كمَا تَخوَّفَ عُودَ النبْعَةِ السّفَنُ) شمرٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ -: تَحَوَّفْتُ الشَّيْء وتَحَيّفْتُهُ، وتَخَوّفْتُهُ وتَخَيَّفْتُهُ _ إِذا تنقَّصْتُه. وَقَالَ الكسائيُّ: مَا كَانَ من ذَوات الثَّلَاثَة _ من بَنَاتِ الْوَاو _: فَإِنَّهُ يُجْمَعُ على ((فُعَّلٍ)) وَفِيه ثَلَاثَة أوجه: يُقَال: خَائِفٌ ... وخُيَّفٌ، وخِيَّفٌ. . وخُوَّفٌ. قَالَ: ونحوُهُ: كَذَلِك. وَقَالَ ابنُ السِّكِّيتِ: أخافَ القومُ _ إِذا أَتَوْا خَيْفَ مِنًى، فنزلوا. خفى: قَالَ اللَّيْث: أَخْفَيْتُ الصوتَ، وَأَنا أُخْفِيه إخْفَاءً. قَالَ: وفِعْلُهُ اللازمُ: اخْتَفَى. قلتُ: الأكْثرُ من كَلَام الْعَرَب: اسْتَخْفَى. . لَا اخْتَفَى. و ((اخْتَفَى)) : لغةٌ لَيست بِالْعَالِيَةِ. أَبُو عبيد _ عَن الأصمعيِّ _: خَفَيْتُ الشَّيْء: أظهرتُهُ وكتمتُهُ. قَالَ والرَّكِيَّةُ. . يُقَال لَهَا: ((خَفِيَّةٌ)) لِأَنَّهَا استُخْرِجَت وأُظْهِرَتْ. قَالَ: و ((أَخْفَيْتُ)) _ أَيْضا _: مِثْلُهُ. وَقَالَ الأخْفَشُ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَمن هُوَ مستخف بِاللَّيْلِ وسارب بِالنَّهَارِ} [الرّعد: 10] . قَالَ: ((المُسْتَخْفِي)) : الظاهرُ. و ((السَّارِبُ)) : الْمُتَوَارِي. قَالَ: ومَنْ قرَأ (أَكادُ أَخْفِيهَا) فَمَعْنَاه: أظْهِرُها. لأنّك تَقول: خَفيْتُ السِّرَّ _ أَي: أظهرتهُ.

وَأنْشد: (فَإنْ تَكْتُمُوا الدّاءَ لَا نَخْفِهِ ... وَإِنْ تَبْعَثُوا الحَرْبَ لَا نَقْعُدِ) ورَوَى سَلَمة عَن الفرَّاء: فِي قَوْله عزّ وجلّ: {وَمن هُوَ مستخف بِاللَّيْلِ وسارب بِالنَّهَارِ} . ((مُستَخْفٍ بِاللَّيْلِ)) _ أَي: مُسْتَتِرٌ. ((وسَاربٌ بالنَّهَار)) _ أَي: ظَاهر. كَأَنَّهُ قَالَ: الظَّاهِر والخفيُّ عِنْده _ جلّ وعزّ _: واحِدٌ. وَقَالَ فِي قَوْله جلّ وعزّ: {أكاد أخفيها} [طه: 15] . فِي التَّفْسِير: ((. . مِنْ نَفْسي. . فَكيف أطلِعُكم عَلَيْهَا)) ؟ . قلتُ: وَقَول الأخفَش: ((المُسْتَخْفي: الظاهِرُ)) . . خطَأٌ عِنْد اللُّغَوِيِّينَ. وَالْقَوْل مَا قَالَ الفرَّاءُ. وَأما ((الاختِفَاءُ)) فَلهُ مَعْنيانِ: أحدُهما: بِمَعْنى الاستخراج. وَمِنْه قيل للنَّبَّاش: المُخْتفِي. وَالثَّانِي: بِمَعْنى ((الاسْتخْفاء)) . . وَهُوَ الاسْتِتَار. وَجَاء ((خَفيتُ)) . . بمعنيين متضادّين. وَكَذَلِكَ ((أَخْفَيْتُ)) فِيمَا زعم أَبُو عُبَيْدَة. وكلامُ الْعَرَب الجيِّدُ: أَن يُقَال: خفَيْتُ الشَّيْء أَخْفِيهِ _ أَي: أظهرْتُهُ. وَقَالَ امرُؤُ القيْس: (خَفَاهُنَّ مِنْ أَنْفَاقِهِنَّ كأَنَّما ... خفَاهُنَّ وَدْقٌ مِنْ سَحَابٍ مُرَكَّبِ) وأَخْفِيتُ الشيءَ _ أَي: سَتَرْتُه. قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَإِن تبدوا مَا فِي أَنفسكُم أَو تُخْفُوهُ} [البَقَرَة: 284] . مَعْنَاهُ: أَو تُسِرُّوهُ. واختَفَيْتُ الشيءَ _ أَي: أظهرتَه، واستخْفَيْتُ مِنْهُ _ أَي: تَوَارَيتُ)) . هَذَا هُوَ الْمَعْرُوف فِي كَلَام الْعَرَب. أَبُو عبيدٍ _ عَن الأصمعيِّ _ الْخَافِي: هُم الْجِنُّ. وَأنْشد: (وَلاَ يُحَسُّ مِنَ الْخَافِي بهَا أَثَرُ ... ) وجَمْعُ ((الخافي)) : خوَافٍ. قَالَ: والْخَوَافِي _ من السَّعف _: مَا دون ((الْقِلَبَةِ)) . وَأهل الْمَدِينَة يسمُّونها: ((العَوَاهِنَ)) . قَالَ: والخَوَافِي: مَا دون الرِّيشات العَشْر. . من مقدّمِ الْجنَاح. قَالَ: والخَفَاءُ _ مَمْدُود _ مَا خفِيَ عَلَيْك. يُقَال: بَرِحَ الخَفَاءُ، وَذَلِكَ: إِذا ظهر وَصَارَ فِي بَرَاحٍ _ أَي: أَمْرٍ مُنْكَشِفٍ. وَقيل: بَرِحَ الخَفَاءُ _ أَي: زالَ الخفاءُ. والأوّل أَجْود. وَقَالَ اللَّيْث: الْخُفْيَةُ: من قَوْلك: أَخفَيْت الشَّيْء _ أَي: سترْتُه. وَيُقَال: خِفْيَةٌ _ بِكَسْر الْخَاء. قَالَ: ولَقِيتُهُ خَفِيّاً _ أَي: سِرّاً. والخَافِيَةُ: نَقِيضُ العَلانية. قَالَ: والْخَفَا _ مَقْصُور _: هُوَ الشَّيْء الْخافي. . وَهُوَ: الموضِعُ الْخَافي. وأَنْشَدَ:

باب الخاء والباء

(وَعالِمِ السِّرِّ وعَالمِ الْخَفَا ... لَقَدْ مَدَدْنا أَيْدِياً بَعْدَ الرَّجا) وَقَالَ أُمَيَّةٌ: (تُسبِّحُهُ الطَّيْرُ الْكَوَامِنُ فِي الْخَفَا ... وَإِذْ هِيَ فِي جَوِّ السَّماءِ تَصَعَّدُ) قَالَ: والْخِفَاءُ: رداءٌ تلبسه المرأةُ فوقَ ثِيَابهَا. قَالَ: وكلُّ شَيْء غطَّيتَه بِشَيْء _ من كساءٍ أَو غِطاء _. . فَهُوَ خِفَاؤُهُ. والجميعُ: الأَخْفِيةُ. وَمِنْه قَول ذِي الرُّمَّةِ: (عَليْهِ زَادٌ وأَهْدَامٌ وأَخْفِيَةٌ ... قَدْ كَادَ يَحْتَزُّهَا عَنْ ظَهْرِه الْحَقَبُ) قَالَ: و ((الْخَفِيَّة)) : غَيْضَةٌ ملتفَّةٌ يتَّخِذُها الأسَدُ عِرِينَه، وَهِي خَفِيَّتُهُ. وَأنْشد: (أسُودُ شَرًى لاقَتْ أُسُودَ خَفيَّةٍ ... تَساقَيْنَ سُمّاً كلُّهُنَّ خَوَادِرُ) قَالَ: وَيُقَال: ((شَرًى)) و ((خَفِيَّةٌ)) : مَوْضِعَان. قَالَ: والْخَفِيَّةُ: بِئْرٌ كَانَت عادِيَّةً فانْدَفَنَتْ، ثمَّ حُفِرَت. والجميعُ: الْخَفَايَا. . والْخَفِيَّاتُ. قَالَه ابنُ السكِّيت. أَبُو عبيدٍ _ عَن أبي عمرٍ و _ خَفِيَ البرقُ يَخْفَى خَفْياً _ إِذا بَرَق بَرْقاً ضَعيفاً. قَالَ: وَقَالَ الكِسَائِيُّ: خَفَا يَخْفُو خَفْواً _ بِمَعْنَاهُ. وَقَالَ ابْن الأعرابيِّ: الوَمِيضُ أَنْ يُومِضَ البَرْقُ إيمَاضَةً ضَعِيفَة، ثمَّ يَخْفَى ثمَّ يُومِضُ، وَلَيْسَ فِيهِ يَأسٌ مِنْ مَطَر. وَقَالَ أَبُو عبيد: الْخَفُّ: اعْتِرَاض البَرْق فِي نواحي السَّمَاء. والوَمِيضُ: أَن يَلْمعَ قَلِيلا ثمَّ يَسْكُنَ. والعرَب تَقول: إِذا حَسُنَ من الْمَرْأَة خَفِيَّاها حَسُنَ سائِرُها. يَعْنُون: رَخَامَةَ صَوتهَا وَأَثرَ وَطْئِها. وخف: قَالَ اللَّيثُ: الْوَخْفُ: ضَرْبُك الْخَطْمِيَّ فِي الطَّسْتِ تُوخِفُهُ ليختلط. تَقول: أَمَا عندَك وَخِيفٌ أَغسِلُ بِهِ رَأْسِي؟ . وَقَالَ شَمِرٌ: أَوْخَفْتُ الْخَطْمِيَّ _ إِذا ضربتَه بِيَدِك ليصير غَسُولا. وَكَذَلِكَ يُفْعَلُ بالْخَطْمِيِّ. وَقَالَ ابْن الأعرابيِّ _ فِي قَول الْقُلاَخِ: (وأَوْخَفَتْ أَيْدِي الرِّجَالِ الْغِسْلا ... ) أَرَادَ خَطرانَ اليَدِ بالْفَخَارِ والكلامِ كأنَّه يضرِبُ غِسْلاً. وَيُقَال: أَتَاهُ بلَبَنٍ مثلِ ((وِخَافِ)) الرَّأْس و ((وَخِيفِ)) الرَّأْس. وَهُوَ مَا يُغْسَلُ بِهِ الرَّأْس. والْوَخِيفَةُ _ من طَعَام الْأَعْرَاب _: أَقِطٌ مَطْحُونٌ يُذَرُّ على مَاء، ثمَّ يُصَبُّ عَلَيْهِ السمْنُ، ويضربُ بعضُه بِبَعْض، ثمَّ يُؤكلُ. خفأ: قَالَ أَبُو زيد _ فِي كتاب ((الْهَمْزِ)) _: خَفَأْتُ الرجلَ خَفْئاً، وجَفَأْتُهُ جَفْئاً _ إِذا اقتلعتُه وضربتُ بِهِ الأرضَ. بَاب الْخَاء وَالْبَاء خَ ب (وايء) خَابَ، خبأ، باخ، وبخ: مستعملة.

بوخ: قَالَ اللَّيثُ: بَاخَتِ النَّار تَبُوخُ بَوْخاً وبُؤوخاً. وأَبَاخَهَا الَّذِي يُخْمِدُها. وأَبَخْتُ الحربَ إِبَاخَةً. أَبُو عبيد _ عَن الكسائيّ _ عَدَا الرجلُ حتَّى أَفْثَجَ وبَاخَ _ إِذا أَعْيَا وانْبَهَرَ. وَقَالَ ابنُ الأعرابيِّ: ((بَاخَ)) الرجلُ ((يَبُوخُ)) _ إِذا سكَن غَضَبُهُ. ((وَبَاخَ)) الحَرُّ ((يَبُوخُ)) _ إِذا فَتَر. وَقَالَ شَمِرٌ: بَاخَ الحرُّ _ إِذا سكَن فَوْرُهُ. خيب: قَالَ اللَّيثُ: الْخَيْبَةُ: حِرْمَان الْجدِّ. يُقَال: خَاب يَخيبُ خَيْبَةً. وخَيَّبَهُ الله تَخْيِيباً. وَيُقَال: جعل الله سعي فلَان فِي خَيَّابِ ابنِ هَيَّابٍ وبَيَّابِ بن بَيَّابٍ _ فِي مَثَل للْعَرَب. وَلَا يَقُولُونَ مِنْهُ: خَابَ وهَابَ. قَالَ: والْخَيَّابُ: القِدْحُ الَّذِي لَا يورِي. ثعلبٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: خَابَ يَخُوبُ خَوْباً _ إِذا افتَقَر. وَفِي الحَدِيث: ((نَعُوذُ بِاللَّه مِنْ الْخَوْبَةِ)) . أَبُو عبيد: أصابتْهم خَوْبَةٌ _ إِذا ذهب مَا عندَهم، فَلم يبقَ عِنْدهم شَيْء. عمروٌ _ عَن أَبِيه _ الْخَوْبَةُ والْقَوَايَةُ، والْخَطِيطَةُ: الأَرْض الَّتِي لم تُمْطَرْ. وقَوِيَ المطَرُ يَقْوَى _ إِذا احتَبس. وَقَالَ شَمِرٌ: لَا أَدْرِي ((مَا أَصابَتْهُمْ خَوْبَةٌ)) . . وأظنُّه ((حَوْبَةٌ)) . قلتُ: والْخَوْبَة _ بِالْخَاءِ _ صَحِيح، وَلم يحفَظْه شَمِر. وَيُقَال للجُوعِ: الْخَوْبَةُ. وَقَالَ الشَّاعِر: (طَرُودٌ لِخَوْبَاتِ النُّفُوسِ الكَوَانِعِ ... ) سَلَمَةُ عَن الفرَّاء قَالَ: خَابَ _ إِذا خسِر، وخابَ _ إِذا كَفَر. خبأ: قَالَ اللَّيثُ: خبَأْتُ الشَّيْء أَخبَؤُهُ خبْأً. والْخَبْءُ: مَا خبَأْتَ من ذَخِيرَةٍ ليَوْم مَّا. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {الَّذِي يخرج الخبء فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض} [النَّمل: 25] . قَالَ الفرَّاء: ((الْخَبْءُ)) _ مهموزٌ _ وَهُوَ الغَيْب. . غَيْبُ السَّمَاوَات وَالْأَرْض. وَيُقَال: هُوَ الماءُ الَّذِي يَنزِلُ من السَّمَاء، والنَّبْتُ الَّذِي يخرجُ من الأَرْض. وَفِي الحَدِيث ((اطْلُبُوا الرِّزْقَ فِي خبَايَا الأرْضِ)) . قيل: مَعْنَاهُ: الحَرْثُ، وإثارَة الأَرْض للزِّراعة. وأصلُه: من الخَبْءِ. . الَّذِي قَالَ الله عزّ وجلّ: فِيهِ {يخرج الخبء} : وواحدةُ ((الخَبَايَا)) : خبِيئةٌ. وَقَالَ الليثُ: امرأةٌ ((مُخَبَّأَةٌ)) . وَهِي ((المُعْصِرُ)) قبل أَن تَتَزَوَّجَ. وَقيل: المُخَبَّأَةُ هِيَ الْمُخَدَّرَةُ الَّتِي لَا بُرُوزَ لَهَا _ من الْجَوَارِي. وَقَالَ اللَّيْث: الْخِبَاءُ: مَدَّتُهُ هَمْزةٌ _ وَهُوَ سِمَةٌ تُخْبَأ فِي موضِع خفِيٍّ من الناقةِ النَّجِيبَةِ، وَإِنَّمَا هِيَ لُذَيْعَةٌ بالنَّار.

باب الخاء والميم

والجميعُ أَخبِئَةٌ _ مهموزةٌ _. قَالَ: والخِبَاءُ: من بُيُوت الْأَعْرَاب جَمْعُه أَخبِيَةٌ _ بِلَا همزٍ. وتَخَبَّيْتُ كِسائي تَخبِّياً، وأَخبَيْتُ كِسائي _ إِذا جعلتَهُ خِبَاءً. قَالَ: والخِبَاءُ: غِشَاءُ البُرَّةِ والشعيرَةِ فِي السُّنْبُلَةِ. ذكَرَه النَّضْرُ عَن الطَّائفيِّ. أَبُو عبيد _ عَن الأصمعيِّ _: مِن الأَبْنِيَةِ: الخِبَاءُ. . وَهُوَ من الوَبَر أَو الصُّوف. وَلَا يَكونُ من شَعَرٍ. ثعلبٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ: الخِباءُ بَيْتٌ صغيرٌ. . من صوفٍ، أَو من شَعَرٍ. وَإِذا كَانَ أكبرَ من الخِبَاء فَهُوَ بيتٌ. أَبُو عُبيد _ عَن أبي زيدٍ _: يُقَال _ من الخِبَاءِ _: أَخبَيْتُ إخباءً _ إِذا أردتُ المَصْدرَ إِذا عمِلْتُه. وتَخَبَّيْتُ أَيْضا. قَالَ: وَقَالَ الأُمَوِيُّ: أَخبَيتُ، وَقَالَ الكسائيُّ: خبَّيْتُ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبيدة: الخَابِيَةُ: أصلُها الهمزُ. . مِن ((خبَأْتُ)) . قلتُ: العربُ تَتْرُكُ الهمزَ فِي ((أَخبَيْتُ)) وَ ((خبَّيْتُ)) وَفِي ((الخَابِيَةِ)) لكثْرتها فِي كَلَامهم اسْتَثْقَلُوا الْهَمْزَ. وَيُقَال: خبَتِ النارُ _ إِذا خَمَدَ لَهبُها وسَكَنَ _ ((خبُوّاً)) فَهِيَ ((خابيَةٌ)) . وَقد ((أَخْبَأَها الْمُخْبِىءُ _ إِذا أخمدها. وَقَالَ الليثُ: ((خبَتْ حِدَّةُ النَّار)) : مِثْلُه. وبخ: أهمل الليثُ ثُلاَثيَّهُ، واستُعْمِلَ مِنْهُ ((التَّوبيخُ)) . . وَهُوَ اللَّوْمُ. يُقَال: وَبَّخْتُ فُلاناً بسوءِ فعله تَوْبيخاً _ إِذا أَنَّبْتُهُ تَأْنِيباً. بَاب الْخَاء وَالْمِيم خَ م (وايء) خام، ماخ، مخى، ومخ، وخم، خيم: مستعملة: خيم _ (خام) : قَالَ اللَّيْث: تَقول: خامَ الرجلُ يَخِيمُ _ إِذا كادَ يَكِيدُ كَيْداً فرَجع عَلَيْهِ ولمْ يَرَ فِيهِ مَا يُحِبُّ، ونَكَلَ ونَكَصَ. وَكَذَلِكَ: إِذا خامُوا فِي الحَرْب، فلمْ يَظْفَرُوا بخَيْرٍ وضَعُفُوا. وَأنْشد: (رَمَوْنِي عَنْ قِسيِّ الزُّورِ حَتَّى ... أَخامَهُمُ الإلَهُ بهَا فَخَامُوا) أَبُو عُبيدٍ _ عَن أبي عَمْرو _: الْخَائِمُ: الجَبَانُ. . وَقد خامَ يَخِيمُ. وَقَالَ الفرّاءُ وابنُ الأعرابيِّ: الإخامةُ: أَن يُصِيبَ الإنسانَ _ أَو الدَّابة _ عَنَتٌ فِي رِجله فَلَا يَسْتَطِيع أَن يُمَكِّنَ قَدَمَهُ من الأَرْض فيُبْقِي عَلَيْهَا. يقالُ: إِنَّه لَيُخيمُ إحْدَى رِجْليْهِ.

وَقَالَ أَبُو عُبيدةَ: الإخامةُ _ للفَرَس _: أَن يَرفعَ إحدَى يَدَيْهِ، أَو إحدَى رِجْلَيه. . عَلَى طَرَفِ حافِرِه. وَأنْشد الفرَّاءُ: (رَأَوْا وَقرَةً فِي عَظْمِ سَاقي فحاوَلُوا ... جُبُورِيَ لَمّا أَنْ رَأَوْنِي أُخِيمُها) وَفِي الحَدِيث: ((مَثَلُ الْمُؤْمِن مَثَلُ الخَامَةِ من الزَّرْعِ. . تُمِيلُها الرِّيحُ مَرَّةً هَا هُنَا ومرّةً هَهُنَا)) . وَقَالَ أَبُو عُبيد: الخَامةُ: الغَضَّةُ الرَّطْبَةُ. وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ: (إنَّما نَحْنُ مِثْلُ خامَةِ زَرْعِ ... فمتَى يَأْنِ يَأْتِ مُحْتَصِدُهُ) ثعلبٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: قَالَ: الخَامةُ: السُّنْبُلَةُ. . وجَمْعُها: خَامٌ. قَالَ: والخامةُ: الفُجْلَةُ. وجمعُها: خامٌ. وَقَالَ أَبُو سعيدٍ الضَّرِيرُ: إِن كانتِ ((الخَامةُ)) مَحْفُوظَة فليستْ مِنْ كَلَام الْعَرَب. قلتُ: ابنُ الأعرابيِّ أَعْلَمُ بِكَلَام الْعَرَب مِنْ أَبِي سعيد، وَقد جَعَلَ ((الخامة)) من كَلَام الْعَرَب بِمَعْنَيَيْنِ مُخْتَلِفَين. أَبُو عبيد: الخِيمُ: الشِّيمَةُ. . وَهِي الطبيعة والخُلُق. وَقَالَ غَيره: خِيمُ السَّيف: فِرِنْدُهُ. و ((خِيمٌ)) : موضعٌ بِعَيْنه. ثعلبٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: الخَيْمَة لَا تكون إلاَّ مِنْ أَرْبَعَة أَعْوَادٍ، ثمَّ تُسَقَّفُ بالثُّمام، وَلَا تكونُ من ثيابٍ. قَالَ: وَأما المظَلَّةُ فَمن الثِّياب وَغَيرهَا. وَيُقَال: مِظَلَّةٌ. أَبُو عبيد _ عَن أبي عَمْرو -: الْخَيْمُ: عِيدَانٌ يُبنى عَلَيْهَا الخِيامُ. وَقَالَ النَّابِغَةُ: (فَلَمْ يَبْقَ إلاَّ آل خَيْمٍ مُنَضَّدٍ ... وسُفْعٌ عَلَى آسٍ وَنُؤْيٌ مُعَثْلِبُ) وَالْعرب تَقول: خيَّمَ فلَان خيْمَةً _ إِذا بَنَاها. . وتَخَيَّمَ _ إِذا أَقَامَ فِيهَا. وَقَالَ زُهَيْرٌ: (وَضَعْنَ عِصِيَّ الْحَاضِرِ المتَخَيِّمِ ... ) وخيَّمَتِ البقرةُ: أَقَامَت فِي كِنَاسها. . فَلم تَبْرَحْه. قَالَه اللَّيْث. قَالَ: والخَيْمَةُ _ مستديرَةً _ بَيْتٌ من بيُوت الْأَعْرَاب. وَأنْشد: (أَوْ مَرْخةٌ خيَّمَتْ فِي أَصْلِهَا البقَرُ ... ) قَالَ: وتَخَيَّمَتِ الرِّيحُ الطيِّبة فِي الثَّوْب _ إِذا عَبِقَتْ بِهِ. قَالَ: وخَيَّمْتُهُ أَنا: غَطَّيْتُهُ كي يَعْبَقَ بِهِ. وَقَالَ الشَّاعِر: (مَعَ الطِّيبِ المخيِّم فِي الثِّيَابِ ... ) قَالَ: والخِيمُ: سَعَةُ الخُلُقِ. وخم: قَالَ اللَّيْث: الوَخيمُ: الأرضُ الَّتِي لَا ينْجَعُ كَلَؤُها. . وَكَذَلِكَ الوَبيلُ.

قَالَ: وطعامٌ وَخِيمٌ: غيرُ موَافِقٍ، وَقد وَخُمَ وَخامَةً _ إِذا لم يُسْتَمْرَأْ. قَالَ: واسْتَوْخَمْتُهُ، وتَوَخَّمْتُه. وَأنْشد: (إلَى كَلإ مُسْتَوْبَلٍ مُتَوَخَّمِ ... ) قَالَ: وَمِنْه اشْتُقَّتِ التُّخْمَةُ. ثال: تَخِمَ يَتْخَمُ، وتَخَمَ يَتْخِمُ واتَّخَمَ يَتِّخِمُ. قَالَ: وأصل التُّخَمَةِ: وُخَمَةٌ. . فَحُوِّلَتِ الواوُ ((تَاءً)) . كَمَا قَالُوا: ((تُقَاة)) . . وأَصْلُها: ((وُقَاةٌ)) . وتَوْلَجٌ _ وأصلُه: ((وَوْلَجٌ)) . قَالَ: والوَخَمُ: داءٌ _ كالبَاسُورِ _ يخرُج بِحَيَاءِ النَّاقة _ عِنْد الْولادَة _ حتَّى يُقْطَعَ مِنْهُ. والناقة وَخِمَةٌ _ إِذا كَانَ بهَا ذَلِك. قَالَ: ويُسَمَّى ذَلِك البَاسُورُ: الوَذَمَ. ومخ: ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: الوَمَخَةُ: العَذْلَةُ المُحْرِقَةُ. قلتُ أصْلُها الوَبْخَةُ. . فقُلِبَتِ ((البَاء)) مِيماً لقُربِ مَخرَجَيْهما. ميخ: قَالَ اللَّيْثُ: مَاخَ يَمِيخُ مَيْخاً وتَمَيَّخَ تَمَيُّخاً: وَهُوَ التَّبَخْتُرُ فِي الْمَشْي. قلتُ: هَذَا غلَطٌ، والصَّواب: ماَحَ يَمِيحُ _ بِالْحَاء _ إِذا تَبَخْتَرَ. وَقد مرَّ فِي ((كتاب الْحَاء)) . وَأما ((ماخَ)) : فإنَّ أحمدَ بن يحيى رَوَى _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ أَنه قَالَ: المَاخُ: سكُون اللَّهَبِ. ذَكَرَه فِي بَاب ((الْخَاء)) . وَقَالَ فِي موضعٍ آخرَ: مَاخَ الغضبُ وغيرُه _ إِذا سكن. قلتُ: والميمُ فِيهِ مُبْدَلةٌ من الْبَاء. يُقَال: بَاخَ حَرُّ اللَّهب ومَاخَ _ إِذا سكن وفَتَر حَرُّه. مخى: أَبُو الْهَيْثَم فِيمَا قرأتُ بِخَطِّهِ لابنِ بُزُرْجَ. . فِي ((نوادره)) : تَمَخَّيْتُ إِلَى فلَان _ أَي: اعتذَرْتُ. وَيُقَال: امْخَيْتُ إِلَيْهِ. وَأنْشد الأصمعيُّ: (وَلَمْ تُرَاقِبْ مَأْثماً فَتَمَّخِهْ ... مِنْ ظُلْمِ شَيْخٍ آضَ مِنْ تَشَيُّخِهْ) (أَشْهَبَ مِثْلَ النّسْرِ بَيْنَ أفْرُخِهْ ... ) وَقَالَ الأصمعيُّ: يُقَال: امّخَى _ من ذَلِك الْأَمر. . امِّخَاءً _ إِذا حَرِج منْه تأثُّماً. والأصلُ: ((انْمَخَى)) .

باب لفيف حرف الخاء

بَاب لفيف حرف الْخَاء خوخ، خَاخ، وخوخ، خوى، وخى، أَخ، أَخِيه، أخيخة، خوّ: مستعملة: خوخ: قَالَ الليثُ: الْخَوْخَةُ: مُخْتَرَقُ بَين بَيْتَيْنِ أَو دارَيْن لم يُنصَب عَلَيْهِمَا بابٌ _ بلغَة أهل الْحجاز. ورُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم _ أنّه قَالَ: ((لاَتَبْقَى خَوْخَةٌ فِي المَسْجِدِ إِلاَّ سُدُّتْ، غَيْرَ خَوْخَةِ أَبِي بَكْرٍ)) الصِّديق رَضِي الله عَنهُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: وناسٌ يُسَمُّون هَذِه الأبوابَ _ الَّتِي تسمِّيها العجمُ ((بَنْجَرْقَاتْ)) : خَوْخَاتٍ. قَالَ: والخَوْخَةُ: ثَمَرَةٌ. والجميعُ: خَوْخٌ. قَالَ: وضَرْبٌ من الثِّيَابِ أَخْضَرُ يُسَمِّيه أهلُ مكّةَ: الخَوْخَةَ. قَالَ: والخَوْخاءةُ: الرجلُ الأحمقُ وجمعُه: الْخَوْخَاؤُونَ. قلت: وَالَّذِي حَفِظْنَاهُ وحصَّلناه للثِّقَاتِ: الْهَوْهَاءَةُ: الجَبانُ الأحمق _ بالهاءِ _ ولعلَّ الْخاء فِيهِ لُغةٌ. وخوخ: قَالَ اللَّيْث: الوَخْوَخةُ: حكايةُ بعضِ أَصْوات الطَّير. قَالَ. والوَخْوَاخُ: الكَسِلُ الثَّقِيلُ. وَأنْشد: (لَيْسَ بِوَخْوَاخٍ ولاَ مُسَنْطِلِ ... ) ثعلبٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: الوَخْوَاخُ: الكَسْلانُ عَن الْعَمَل. قَالَ: وَيُقَال للرجل العِنِّينِ: وَخْوَاخُ. وذَوْذَخ. وخ: ثعلبٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: الوَخُّ: الأَلَمُ، والوَخُّ: القَصْدُ. والْخَوُّ: الجُوع. قلتُ: وكلُّ وَادٍ واسعٍ _ فِي جوٍّ سهلٍ. . فَهُوَ خَوٌّ وخَوِيٌّ. والخَوَّانِ: وادِيَانِ معروفان فِي دِيار بَنِي تَمِيمِ. و ((يومُ خَوٍّ)) : يومٌ _ من أَيَّام العرَبِ _ معروفٌ. خوى: قَالَ الله جلّ وعزّ: _ فِي قِصَّةِ عَادٍ _: {كَأَنَّهُمْ أعجاز نخل خاوية} [الحاقَّة: 7] . وأعجَازُ النَّخْلِ: أُصُولُهَا. وَقيل: ((خَاوِيةٌ)) نعتٌ للنَّخْل. . لأنَّ ((النَّخْلَ)) يُذَكَّرُ ويُؤنَّثُ. وَقَالَ جلّ وعزّ فِي موضعٍ آخرَ: {كَأَنَّهُمْ أعجاز نخل منقعر} [القَمَر: 20] . و ((الْمُنْقَعِرُ)) : المُنْقَلِعُ من مَنْبِتِه. وَكَذَلِكَ: ((الْخَاوِيَةُ)) . . مَعْنَاهَا: مَعْنَى المُنْقَلِعِ.

فَقيل لَهَا إِذا انقَلَعَتْ _: ((خَاوِيَةٌ)) . . لِأَنَّهَا خَوَتْ من مَنْبَتِهَا الَّذِي كَانَت نبتَتْ فِيهِ، وخَوَى منبِتُها مِنْهَا. وَمعنى (خَوَتْ)) _ أيْ: خَلتْ كَمَا تَخْوِي الدَّارُ خُوِيّاً _ إِذا خَلَتْ مِن أهلِها. أَبُو عُبيد _ عَن أبي زيدٍ _: ((خَوَتِ الدَّارُ)) تَخْوِي خُوِيّاً _ إِذا خَلَتْ. وَقَالَ الكسائيُّ: مِثلَهُ. قَالَ: ويَجوزُ: ((خَوِيَتِ الدَّارُ)) . وَقَالَ الأصمعيُّ: خوَى البيتُ يَخْوَى خَوَاء _ ممدُودٌ _ إِذا مَا خلا من أهلِه. وَيُقَال: دخل فلانٌ فِي خَوَاءِ فرسِه _ يَعْنِي مَا بَينَ يَدَيْهِ ورِجْليه. أَبُو زيد: خَوَتِ النُّجُومُ تَخْوِي خَيّاً _ إِذا أَمْحَلَتْ فَلم تُمْطِرْ. وخَوَّتْ تخْوِيَةً _ إِذا مالتْ للمغِيب. وَقَالَ أَبُو عبيدٍ أَيْضا _ عَن أَصْحَابه _: خَوَتِ النُّجُومُ وأَخْوَتْ _ إِذا سَقَطَتْ وَلم تُمْطِر. . فِي نَوْئِها. وَأنْشد الفرّاء: (وأَخْوَتْ نجُومُ الأخْذِ إلاَّ أَنِضَّة ... أَنِضَّةَ مَحْلٍ لَيْسَ قاطِرُهَا يُثْرِي) أَبُو زيد: خَوَّتِ الإبلُ تَخْوِيَةً _ إِذا خَمُصَتْ بطونُها، وارتفعَتْ. وَفِي الحَدِيث: ((أَنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إذَا سَجَدَ خَوَّى)) . وَمَعْنَاهُ: أَنه جَافَى بطنَه عَن الأَرْض وعضُدَيْهِ _ عَن جَنْبَيه. وَمِنْه يُقَال للناقة _ إِذا بَرَكَتْ فَتجَافَى بطنُها فِي بُروكها _ لضمُورها _: قد خَوَّتْ. وَأنْشد أَبُو عُبيدٍ فِي صفةِ ناقةٍ ضامرِ: (ذاتَ انْتِبَاذٍ عَنِ الحَادِي إِذا بَرَكَت ... خَوَّتْ عَلَى ثَفِنَاتٍ مُحْزَئِلاَّتِ) ((مُحْزَئِلاَّتٌ)) : مُرْتَفِعاتٌ متجافياتٌ. وَقَالَ أَبُو زيد: خَوِيَتِ المرأةُ ((خَوًى)) _ إِذا لم تَأْكُلْ عِنْد الْولادَة. وَقَالَ الأصمعيُّ: خَوِيَ الرجلُ تخْوِي خوًى: إِذا قلَّ الطعامُ فِي بَطْنه فَضَعُفَ. وَقَالَ الكسائيُّ: خوَّيْتُ للْمَرْأَة _ إِذا عَمِلْتُ لَهَا خوِيَّةً تأكلُها. وَقَالَ الأصمعيُّ: يُقَال للْمَرْأَة: ((خُوِّيتْ)) وَهِي تُخَوَّى تَخْوِيَةً. وَذَلِكَ إِذا حُفِرَتْ لَهَا حُفَيْرَةٌ ثمَّ أُوقِدَ فِيهَا، ثمَّ تَقْعُدُ فِيهَا من داءٍ تجدُه. قَالَ: وَيُقَال للطائر _ إِذا أَرَادَ أَن يقعَ فيبسُطَ جناحيْهِ ويَمُدَّ رجلَيْهِ _: قد خَوَّى تَخوِيَةً. وَقَالَ غَيره: خَوَاءُ الأَرْض _ ممدودٌ _: بَرَاحُها. وَقَالَ أَبُو النَّجْم _ يصف فرسا طويلَ القوائم _: (يَبْدُو خَوَاءُ الأَرْضِ مِنْ خَوَائِهِ ... ) وَيُقَال لما يَسُدُّه الفرسُ بذَنَبه من فُرْجَة مَا بَين رجلَيْهِ: خَوَايَةٌ. وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ: (فَسَدَّ بِمَضْرَحِيِّ اللَّوْنِ جَثْلٍ ... خَوَايَةَ فَرْجِ مِقْلاَتٍ دَهِينِ)

أَي: سَدَّتْ مَا بينِ فَخِذَيها بذنَبٍ مَضْرَحِيِّ اللونِ. وخَوَى البيتُ _ إِذا انْهَدم. وقالتْ خَنْسَاءُ: (كانَ أَبُو حَسَّانَ عَرْشاً خَوَى ... مِمَّا بَنَاهُ الدَّهْرُ دَانٍ ظَلِيلْ) ((خَوَى)) _ أَي: انْهَدم ووقَع. وَمِنْه قَوْله جلّ وعزّ: {أعجاز نخل خاوية} [الحَاقَّة: 7] . وَقَوله عزّ وجلّ: {وَهِي خاوية على عروشها} [البَقَرَة: 259] . وَقَالَ الليثُ: خَوَتِ الدَّار _ أَي: بَادَ أهلُها وَهِي قَائِمَة بِلاَ عامِر. والخَوِيُّ _ عَن الأصمعيِّ _: الْوَادي السهلُ البعيدُ. وَأنْشد بَعضهم قَول الطِّرِمَّاحِ: (وَخَوِيٌّ سَهلٌ يُثِيرُ بِهِ القَوْمُ ... رِبَاضاً لِلْعِينِ بَعْدَ رِبَاضِ)) يَقُول: يمرُّ الرُّكبان بالْعِين فِي مرَابضها فتُثِيرُها مِنْهَا. و ((الرِّبَاضُ)) : البقرُ الَّتِي رَبَضَتْ فِي كُنُسِها. خَاخ: خاَخٌ: اسمُ مَوضِع يُقَال لَهُ: ((رَوْضَةُ خَاخ)) ، بَين الحرَمَيْنِ. وَكَانَت المرأَة الَّتِي أدْركهَا عليٌّ والزُّبَيْرُ رَضِي الله عَنْهُمَا وأخذا مِنْهَا كتابا كتبه حَاطِبُ بنُ أبي بَلْتَعَةَ مَعهَا أهل مَكَّة. . إنَّما أَدْرَكَاهَا برَوْضَةِ خَاخٍ. أَبُو عبيد _ عَن أبي عَمْرو _: الْخُوَيخِيَةُ الدَّاهِيَةُ _ وَالْيَاء مخفَّفةٌ. وأنشدنا لِلَبِيدٍ: (وَكُلُّ أُناسٍ سَوْفَ تَدْخُلُ بَيْتَهُمْ ... خُوَيْخِيَةٌ تَصْفَرُّ مِنْها الأنَامِلُ) وَقَالَ شَمِرٌ: لم أسمعْ ((خُوَيْخَيةٌ)) إلاَّ لِلَبيد. قلتُ: وَهُوَ حَرْفٌ غَرِيب، وَأَبُو عمرٍ وثِقَةٌ. وَرَوَاهُ بَعضهم ((دْوَيْهِيَةٌ)) . وَأَخْبرنِي المنذريُّ _ عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيِّ _ قَالَ: الضُّوَيْضِيَةُ: الدَّاهِيَة. وَكَذَلِكَ: الضُّوَاضِيَةُ. قلت: وَهَذَا غَرِيب _ أَيْضا _. وخى: سمِعْتُ غيرَ واحدٍ من الْعَرَب الفُصَحاء يَقُول للرجل _ إِذا هداه لصَوْبِ بلدٍ يأْتمُّه _: أَلاَ. . وخُذْ على سَمْتِ هَذَا الوَخِيِّ _ أَي: على هَذَا القَصْدِ والصَّوْبِ. وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: وَخَى فلانٌ يَخِي وَخْياً إِذا توَجَّهَ لِوَجْهٍ. وَأنْشد الأصمعيُّ: (قَالَتْ وَلَمْ تَقْصِد لَهُ وَلَمْ تَخِهْ ... ) أَي: لم تَتَحَرَّ فِيهِ الصوابَ. قلتُ: التَّوَخِّي للحقِّ _ بِمَعْنى التَّحَرِّي _: مأخوذٌ من هَذَا. يَقُول الرجل لصَاحبه: تَوَخَّيْتُ فِيمَا أتَيْتُه محبَّتَك _ أَي: تحرَّيْتُ. وربَّما قلَبُوا الواوَ ألِفاً. فَقَالُوا: تَأَخَيْتُ. وَقَالَ اللَّيْث: تَوَخَّيْتُ أَمْرَ كَذَا _ أَي: تَيَمَّمْتَهُ. وَإِذا قلتَ: وخَّيْتُ فلَانا لأمر كَذَا عَدَّيْتَ فِيهِ الفِعلَ. . إِلَى غَيره.

وَيُقَال: عَرَفْتُ وَخْيَ الْقَوْم، وَخِيَّتَهُمْ وأَمَّهُمْ وإِمّتَهُم _ أَي: قَصْدَهم. أخى: وَقَالَ الليثُ: الأخِيَّةُ: عُودٌ يُعرَض فِي الْحَائِط. . تُشَدُّ إِلَيْهِ الدّابَّة. وجَمْعُها: الأَوَاخِيُّ، والأخَايَا. وَفِي الحَدِيث: ((لَا تَجْعَلُوا ظُهُورَكُمْ كَأَخايا الدّوَابِّ)) . . يَعْنِي فِي الصَّلاة. أَي: لَا تُقَوِّسوها فِي الصَّلَاة حَتَّى. . تصيرَ كهذه العُرَا. قَالَ: ولفلانٍ عِنْد الْأَمِير أَخيَّةٌ ثابتةٌ. والفعلُ أَخَّيْتُ أَخِيَّةً وتَأخِيَةً. قَالَ: وتأَخَيْتُ أنَا. . اشتقاقُه: ((من آخيَّةِ)) العُود، وَهِي فِي تَقْدِير الفِعِل: ((فاعُولَةٌ)) . قَالَ: وَيُقَال: آخِيَةٌ _ بالتَّخْفِيفِ. قلتُ: وسمعتُ العربَ تقولُ للحَبْل _ الَّذِي يُدْفَنُ تحتَ الأَرْض _ مَثْنِيّاً _ ويُبْرَزُ طرَفاه الْآخرَانِ. . شِبْهُ حَلْقَةٍ، وتُشَدُّ بِهِ الدَّابةُ _: أَخيّةٌ. وجمعُها: أَوَاخِيُّ، وأَخَايَا _ كَمَا قَالَ الليثُ _ مِثلُ خَطِيئَةٍ وخَطَايَا _ وعِلّتُها كعلَّتِها، وَقد مرَّ تفسيرُها. وَهِي الأَوَارِيُّ. . والأواخِيُّ. وَقد تُخَفَّفُ الياءُ مِنْهُمَا. ونحوَ ذَلِك قَالَ الأصمعيُّ _ فِيمَا رَوَى عَنهُ أَبُو حاتمٍ. وَكَذَلِكَ رَوَى الْحَرَّانيُّ _ عَن ابْن السِّكِّيت. وَقَالَ لي أَعرابيٌّ: أَخٍّ لي أَخيَّةً أَرْبِطُ إِلَيْهَا مُهْرِي. وَإِنَّمَا تُؤَخَّى الأَخِيَّةُ فِي سهولةِ الأرَضِينَ. . لِأَنَّهَا أَرْفَقُ بِالْخَيْلِ من الأوْتاد النَّاشِزَةِ أَطرافُها عَن وَجه الأَرْض وَهِي أَشدُّ رُسوباً فِي بطن الأَرْض السَّهلِة. . من الوَتد. وَيُقَال لَهَا: الإدْرَوْنُ. وجمعُه: الأدَارِينُ. ورَوَى أَبُو سعيد الْخُدْرِيُّ _ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: ((مَثَلُ الْمُؤْمِنِ وَالإِيمَانِ كَمَثَلَ الْفَرَسِ فِي أَخِيَّتِهِ. . يجُولُ ثمَّ يَرْجِعُ إلَيْهَا. وإِنَّ الْمُؤْمِنَ يَسْهُو ثُم يَرْجِعُ إلَى الإيمَانِ)) . أَخيخة: قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الأخِيخَةُ: دقيقٌ يُصَبُّ عَلَيْهِ ماءٌ ويُبْرَقُ بِزَيْتٍ أَو بِسَمْنٍ ويُشربُ. وَلَا يكون إلاَّ رقِيقاً. وَأنْشد: (تَصْفِرُ فِي أَعْظُمِهِ الْمَخِيخَةْ ... تَجشُّؤَ الشَّيْخِ عَنْ الأَخِيخَهْ) قَالَ: شُبِّه صوتُ مَصِّه العظامَ _ الَّتِي فِيهَا الْمُخُّ. بجُشَاء الشَّيْخ. . لِأَنَّهُ مُسْترْخِي الْحَنَكِ واللَّهَوَاتِ. . فَلَيْسَ لِجُشائِهِ صوتٌ. قلتُ: وَهَذَا الَّذِي قَالَه ابنُ دُرَيْدٍ فِي ((الأخِيخَةِ)) : صَحِيح، سُميت أَخِيخَة بحكاية صوتِ المتَحَسِّي لَهَا _ إِذا تحسَّاها رَقيقةً. أَخ: وأنشدنا المنذريُّ _ فِيمَا رَوَى لنَا عَن أَحْمد بنِ يَحْيَى عَن ابْن الأعرابيِّ _ أَنه أَنْشده: (وَانْثَنَتِ الرِّجْلُ فَصَارَتْ فَخَّا ... وَصَارَ وَصْلُ الْغانِيَاتِ أَخَّا) ((أَخّاً)) _ أَي: قَذِراً.

قَالَ: وأنشدنِيه أبُو الْهَيْثَم ((إِخَّا)) _ بالكسْرِ _ وقالَ: هُوَ الزَّجْرُ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: أَخُّ: كلمةٌ تُقال عَن التَّأَوه. قَالَ: وزعمَ بعضُ الْعَرَبِ أَنه يقالُ لِلأَخِ: ((أَخٌّ)) _ مُثَقَّل. قَالَ: ذَكَرَه ابْن الْكَلْبيِّ. وَلَا أَدْرِيَ مَا صِحَّتُه؟ وَقَالَ ابنُ الْمُظَفِّرِ: قَالَ الْخَلِيلُ: يُقَال: ((الأخُ)) للْوَاحِد. . والاثْنَان: إِخَوَانِ والجميع: أَخْوَانٌ وإخْوَةٌ. قَالَ: وتقولُ: بَيني وَبَينه: أُخُوَّةٌ وإِخَاءٌ. وتقولُ: آخَيْتُهُ. . على ((فَاعَلتُهُ)) . ولغةُ طَيِّيءٍ: وَاخَيْتُهُ. وتقولُ: هَذَا رجلٌ مِنْ آخَائي. . على وزن ((أَفْعَالِي)) _ أيْ: إخْوَاني. وقدْ قالهُ أَبُو زيدٍ. قَالَ: ويقالُ: ((تركتُه بأَخِي الْخَيْر)) _ أيْ: تركتُه بِشَرٍّ. وَقَالَ الْخَلِيل: تأنيثُ الأخِ: ((أُخْتٌ)) وتاؤها ((هاءٌ)) والاثنتين: أُخْتَان والجميع: أَخَوَاتٌ. قَالَ: و ((الأخُ)) كَانَ تأسيسُ أصل بنائِهِ على ((فَعَلٍ)) _ ثلاثةُ مُتحرِّكاتٍ وَكَذَلِكَ: ((الأبُ)) . فاسْتَثْقَلوا ذَلِك، فأَلْقَوُا الواوَ، وفيهَا ثلاثَة أَشياء: حرفٌ وصرفٌ وصَوْتٌ. فربَّما أَلْقَوا الواوَ والْيَاءَ بصرفِها فأَبْقَوْا مِنْهَا الصوتَ، واعْتمد الصوْتُ على حَرَكَة مَا قَبْلَه. فَإِن كَانَت الحركةُ فَتْحة صَارَ الصوتُ مِنْهَا ((ألِفاً لَيِّنَةً)) . وَإِن كَانَت ضَمَّةً صَارَ مَعهَا ((واواً لَيِّنَةً)) . وإنْ كَانَت كسرةً صارَ مَعهَا ((يَاءً لَيَّنةً)) . فاعْتمدَ صوتُ وَاو ((الأَخِ)) على فتْحَةِ الخَاءِ، فصارَ مَعَها أَلِفاً لَيِّنةً _ ((أَخَا)) _ وكَذلكَ ((أَبَا)) . . فأَمَّا الألفُ اللّيِّنةُ فِي موضعِ الْفَتْح _ كَقَوْلِك ((أَخَا)) ، وكَذلك ((أَبَا)) فَكأَلِفِ ((رَبَا، وغَزَا)) . وَنَحْو ذَلِك _ وَكَذَلِكَ أبي _ ثمَّ أَلْقَوُا الألِفَ استِخفافاً _ لكثرةِ استعمالهم _ وبقيتِ ((الْخَاءُ)) على حركتها فَجَرَتْ على وجوهِ النَّحْو لِقِصَرِ الِاسْم. فَإِذا لم يُضيفوهُ قوَّوْهُ بِالتَّنْوِينِ، وَإِذا أضافوا لم يحسُنِ التنوينُ فِي الْإِضَافَة فقوَّوْهُ بالمدِّ. . فَقَالُوا ((أَخُو. . وأَخَا وَأَخِي)) . تَقول: أَخُوك أَخُو صِدقٍ _ وأَخُوك أَخٌ صالحٌ. فَإِذا ثنُّوْا. . قَالُوا: أَخَوَانِ وأَبَوَانِ لِأَن الإسم متحرِّكُ الْحَشْوِ، فَلم تصِرْ حركتُه خَلَفاً من ((الْوَاو) السَّاقطةِ _ كَمَا صارتْ حرَكةُ الدَّالِ من ((الْيَدِ)) وحركةُ الْمِيم من ((الدَّمِ)) . . فَقَالُوا ((دَمَانِ، ويَدَانِ)) . وَقد جاءَ فِي الشّعْر ((دَمَيَان)) . . كَقَولِ الشاعرِ:

(فَلَوْ أَنَّا عَلَى حَجَرٍ ذُبِحْنَا ... جَرَى الدَّمَيَانِ بِالْخَبَرِ الْيَقِينِ) وَإِنَّمَا قَالَ: ((الدَّمَيَانِ)) على ((الدَّمَا)) كقولكَ: دَمِيَ وجهُ فُلانٍ أشدّ الدَّمَا. . فَحُرِّكَ الْحَشْوُ. وَكَذَلِكَ قَالُوا: ((أَخَوَانِ)) وهم ((الإخْوَةُ)) _ إِذا كَانُوا لأبٍ _ وهمُ ((الإخْوَانُ)) _ إِذا لم يَكُونُوا لأبٍ. قلتُ: هَذَا خطأ _ الإخْوَةُ و ((الإخْوَانُ)) يكونونَ إخْوَةً لأبٍ، وإِخْوَةً للصَّفَاءِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: قَالَ أهل البَصْرةِ أَجْمَعُونَ: ((الإخْوَةُ)) : فِي النَّسبِ، و ((الإخْوَانُ)) : فِي الصداقةِ. تَقول: قَالَ رَجلٌ. . من إخْوَانِي وأَصدقائي. فإِذَا كَانَ أَخَاهُ فِي النَّسَبِ. . قَالُوا: إخْوَتِي. قَالَ أَبُو حَاتِم: وَهَذَا خَطَأ وتخليطٌ. يُقَال للأصدقاءِ وَغير الأصدقاءِ: إخْوَةٌ وإخْوَانٌ. قَالَ الله جلّ وعزّ: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إخْوَة} [الحُجرَات: 10] وَلم يَعْنِ النّسَب. وَقَالَ: {أَو بيُوت إخْوَانكُمْ} [النُّور: 61] وَهَذَا فِي النّسَب. وَقَالَ: {فإخوانكم فِي الدّين ومواليكم} [الأحزَاب: 5] . وَقَالَ اللَّيْث: الإخَاءُ: المُؤَاخَاةُ والتّآخِي والأخُوَّةُ: قَرَابَة الأخِ، والتّآخِي: اتِّخاذُ الإخْوَانِ. وَيُقَال: بَينهمَا إخَاءٌ وأُخُوَّةٌ: ونحوُ ذَلِك. وآخَيْتُ فلَانا مُؤَاخَاةً وإخَاءً. و ((الأُخْتُ)) كَانَ حدُّها ((أخَةً)) فَصَارَ الإعرابُ على الهاءِ والْخَاءُ فِي مَوضِع رَفْع _ وَلكنهَا انفتحتْ لحالِ هَاء التأنيثِ فاعْتَمدتْ عَلَيْهِ، لِأَنَّهَا لَا تعتمدُ إلاّ على حرفٍ متحرِّكٍ بالفتحةِ، وأُسْكِنَتِ الخاءُ فَحُوِّلَ صَرْفُها على الألِف وَصَارَت الهاءُ تَاء _ كأَنَّهَا من أصلِ الْكَلِمَة _ وَوقع الإعرابُ على التَّاء، وأُلْزِمَتِ الضمَّة _ الَّتِي كَانَت فِي الْخَاءِ _ الألِفَ. وَكَذَلِكَ نحوُ ذَلِك فافْهَمْ. وَقَالَ بعضُ النَّحْوِيِّينَ: سُمِّيَ الأخُ أَخا لأنَّ قصدَه قصدُ أَخِيهِ. وأصلُهُ: من ((وَخَى يَخِي)) _ إِذا قَصَدَ فقُلِبَتِ الواوُ همزَة. وَفِي الحَدِيث ((أَنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم آخَى بَيْنَ الْمهَاجِرِينَ والأَنْصَارِ)) _ أَيْ: ألّفَ بَيْنَهُمْ بِأُخُوَّةِ الإسلاَمِ والإيمَانِ. وقرأْتُ فِي كتاب ((النوادرِ)) لابْنِ هانِىء _ عَن أبي زيْدٍ: يُقَال: ((خَايِ بِكَ علينا)) _ أَي: اعْجَلْ علينا. . غيرُ مَوصُولٍ. وأسْمَعَنيهُ الإيادِيُّ لِشَمِرٍ _ عَن أبي عبيد _: ((خَايِبكَ علينا)) . وصلَ الياءَ بالبَاءِ فِي الكتابِ. والصوابُ: مَا كُتِبَ ((فِي كتَابِ ابنِ هَانِىءٍ)) .

يقالُ خَاي بِكَ علينا، وخَايِ بِكُمَا، وخَايِ بِكُمْ، وخَايِ بِكِ: اعْجَلِي وخَايِ بِكُما: اعْجِلاَ، وخايِ بكُنَّ: اعجلن. كلُّ ذَلِك بلفظٍ واحداٍ إلاَّ الكافَ، فَإنَّك تُثَنِّيهَا وتَجْمَعُهَا. وَقَالَ الكُمَيْتُ: (بِخَايِ بِكَ الْحَقْ يَهْتِفُونَ وَحَيَّهَلْ ... ) قَالَ: الياءُ متحركةٌ غيرُ شَدِيدَة، والألفُ ساكنةٌ.

بسم الله الرحمن الرحيم

بِسْمِ اللَّهِ الرِّحْمَنِ الرَّحِيمٍ أَبْوَاب رباعي حرف الْخَاء بَاب الْخَاء وَالْقَاف [خَ ق] دمخق: قَالَ اللَّيْث: دَمْخَقَ الرجلُ يُدَمْخِقُ دَمْخَقَةً _ فِي مِشْيَتِه، وَهُوَ الثقيل _ فِي مِشْيَتَه. . الحَدِيدُ _ فِي تكلفه. ومثلُه اشتقاقُ الفِعْلِ. فَمَا كَانَ من الفِعْل الرباعيِّ على أَرْبَعَة أحرف، نحوُ ((دَمْخَقَ وشَيْطَنَ)) بِوَزْن ((فَعْلَلَ)) . . قلتَ. شَيْطَنَ فلَان. وَإِذا قلتَ: ((تَشَيْطَنَ)) فَإِنَّهُ تحويلٌ مِنْهُ إِلَى حالِ الشَّيْطَان. فَإِذا قُدِّمَ الفِعْلُ فَهُوَ واحدٌ فِي كلِّ وجهٍ. وَذَلِكَ أَنَّك تَقول: القوْمُ فعلوا، قَالُوا _، والاثنان فَعَلا، قَالَا فَلَمَّا أظهرتَ الِاسْم قلتَ: فعل الْقَوْم، فَإِذا قدمتَ الْأَسْمَاء قلتَ: الْقَوْم فعلوا. وَإِنَّمَا ((فَعَلُوا)) : خَبَرُ الْأَسْمَاء، وَلم تَجْعَلْ للْقَوْم فِعْلاً لِأَنَّك تَقول: عبدُ الله ضربتُه فالهاء هِيَ لعبد الله. وَكَذَلِكَ ((الْوَاو)) الَّتِي فِي ((فعلوا)) هِيَ للْقَوْم، فافهَمْ ذَلِك ونحوَه. قلتُ: لم أجد ((دَمْخَقَ)) مستعمَلاً لغير اللَّيْث، وَأَرْجُو أَن يكون مضبوطاً. خرنق: أَبُو عبيد: أرضٌ مُخَرْنِقَةٌ: كَثِيرَة الْخرَانِقِ. وَقَالَ اللَّيْث: الْخِرْنِقُ: الفَتِيُّ من الأرانب، وَأنْشد: (كَأَنَّ تَحْتِي قَرِماً سُوذَانِقاً ... أَوْ بَازِياً يَخْتَطِفُ الْخَرَانِقَا) وَقَالَ اللَّيْث: الْخِرْنِقُ: ولد الأرنب. وَأنْشد: (لَيِّنَة الْمسِّ كمَسِّ الْخِرْنِقِ ... ) وَقَالَ اللَّيْث: الْخِرْنِقُ: اسمُ حَمَّةٍ. . وَأنْشد: (بَيْنَ عُنَيْزَاتٍ وَبَيْنَ الْخِرْنِق ... ) الْحَمَّةُ: العَيْنُ الحارَّة الَّتِي يُتَدَاوَى بهَا. قَالَ: والْخَوَرْنَقُ نَهْرٌ _ وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ: ((خُرَنْكَاهُ)) . . فَعُرِّبَ. وَأنْشد: (وَتُجْبَى إلَيْهِ السَّيْلَحُونَ وَدُونَها ... صَرِيفُونَ فِي أَنْهَارِهَا وَالْخَوَرْنَقُ) وَهَكَذَا قَالَ ابْن السِّكِّيت فِي ((الْخَوَرْنَقِ)) .

خربق: أَبُو عبيد _ عَن الأصمعيِّ _: خَرْبَقْتُ الشَّيْء: قَطَعْتُهُ وَكَذَلِكَ قَرْضَبْتُهُ. وَقَالَ اللَّيْث: الْخَرْبَقُ: نَبَات كالسِمُّ يُغَشِّي وَلَا يقتُلُ. وامرأةٌ مُخَرْبَقَةٌ. . وَهُوَ الرَّبُوخُ. وَيُقَال: اخْرَنْبَقَ الرجلُ _ وَهُوَ الانْقِمَاعُ الْمُرِيبُ. وَأنْشد: (صَاحِبُ حَانُوتٍ إِذَا مَا اخْرَنْبَقَا ... فِيه عَلاَهُ سُكْرُهُ فَخَذْرَقَا) قَالَ: ورجلٌ مُخَذْرِقٌ، وخِذْرَاقٌ _ أَي: سَلاَّحٌ. ثعلبٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ قَالَ: يُقَال للْمَرْأَة الطَّويلةِ الْعَظِيمَة: خِرْبَاقٌ وغِلْفَاقُ، ومُزَنَّرَةٌ، ولُبَاخِيَّةٌ. أَبُو عبيد _ عَن الأصمعيِّ _: مِنْ أَمْثَالِهم فِي الرَّجُلِ _ يُطِيلُ الصَّمتَ حَتَّى يُحْسَبَ مُغَفَّلاً، وَهُوَ ذُو نَكْرَاءَ _: (مُخْرَنْبِقٌ لِيَنْبَاعَ)) . قَالَ: ((والمُخْرَنْبِقُ)) : الساكتُ المُطْرِقُ. ((لِيَنْبَاعَ)) : ليثب إِذا أصَاب فرصته. فَمَعْنَاه: أَنه سكت لداهية يريدها. وَقَالَ: وَقَالَ أَبُو حَاتِم: ((الْمُخرَنْبِقُ)) اللاصف بِالْأَرْضِ. ((لِينْبَاعَ)) : لينبسط. وَقَالَ أَبُو عمرِو بنُ العَلاء: ((مُخرَنْبِقُ لِيَنْبَاعَ)) . هُوَ الَّذِي يُطْرِقُ، فَإِذا أمكنه الأمرُ وَثَبَ. قَالَ: ومِثْلُه ((مُخْرَنْطِمُ لِيْنبَاقَ)) . فنقخ: سلَمة _ عَن الفرَّاء _: ((دَاهِيَةٌ فِنْقِخٌ)) . هَكَذَا أسمعَنِيهُ المنذريُّ فِي ((نَوَادِر الفرَّاء)) . قفخر: وَقَالَ الليثُ: الْقُفَاخرُ، والْقِنْفَخْرُ: التارُّ النَّاعِمُ. وَأنْشد: (مُعَذْلَجٌ بَضٌّ قُفَاخِرِيٌّ ... ) ابْن السِّكِّيت _ عَن أبي عَمْرو _ امرأةٌ قُفَاخِرَةٌ: حَسَنَة الخُلُق. . حادِرَتُه ورَجلٌ قُفَاخِرٌ. بخنق: وَقَالَ اللَّيْث: الْبُخْنُقُ: بُرْقُعٌ يُغَشِّي العُنُقَ والصَّدْرَ. والبُرْنُسُ الصَّغِير: يسمَّى بُخْنُقاً _: وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: (عَلَيْهِ مِنَ الظَّلْمَاءِ جُلٌّ وبُخْنُقُ ... ) قَالَ: وللجَرَاد بُخْنُقٌ. . وَهُوَ جِلبابُه الَّذِي على أَصْل عُنُقِه. وجمْعُه: بَخَانِقُ. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الفرَّاءُ: سألتُ الدُّبيْرِيَّةَ _ عَن الْبُخْنُقِ؟ فَقَالَت: هِيَ خِرْقَةٌ تلبسها المرأةُ فتغطِّي مَا قَبَلَ من رَأسهَا وَمَا دَبَرَ، غيرَ وسَطِ رَأسهَا. وَقَالَ شمِرٌ: يُقَال: بُخْنُقٌ، وبُخْنَقٌ. قَالَ: والْبُخْنُقُ يُخَاطُ مَعَ الدِّرْع _ كَأَنُّه بُرْنُسٌ. وَيُقَال: هِيَ مِقْنَعَةٌ تجعلُها المرأةُ على رَأسهَا، ثمَّ تَخِيطُ طرفَيْها تَحْتَ حَنَكِهَا. يُقَال _ مِنْهُ _: تَبَخْنَقَتْ. وبعضُهم يسمِّيه: ((الْمِحنَك)) . وَقَالَ أَبُو الهَيثَم: يُقَال: بُخْنُقٌ وبُخْنَقٌ.

باب الخاء والكاف

والْمبَخنق _ من الْخَيل _: الَّذِي أخذَتْ غُرَّتُه لَحْيَيْه. . إِلَى أصُول أُذُنيه. ثعلبٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: الْبُخْنُقُ يُخاط مَعَ الدِّرْع، تجعلُهُ المرأةُ على رَأسهَا فيصيرُ مِثْلَ الدِّرْع _ كَأَنَّهُ بُرْنُسٌ. وبعضُ بني عُقَيْلٍ يَقُول: بُحْنُقُ. خنفق: وَقَالَ الليثُ: الْخَنْفَقِيقُ: فِي حِكَايَة جَري الْخَيل. يُقَال: جَاءُوا بالرَّكْض والْخَنْفَقِيقِ وَبِه سُمِّيَتِ الدَّاهِيَةُ. أَبُو عبيد _ عَن الأصمعيِّ _: جَاءَ فلَان بالْخَنْفَقِيقِ _ وَهُوَ الدَّاهِية. وَأنْشد أَبُو عبيد: (سَهِرْتَ بِهِ لَيْلَةً كلَّهَا ... فجِئْتَ بِهِ مُؤْدَناً خَنْفَقِيقَا) يَقُول: ولَّدْتَ الرأيَ لَيْلَة كُلَّها، فجئتَ بِدَاهِيَةٍ. خرقل: ثعلبٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: خَرْقَلَ فلانٌ فِي رَمْيِه _ إِذا تَنَوَّقَ فِيهِ. وَقَالَ: الْخَرْقَلَةُ: إمْراقُ السَّهم من الرَّمِيَّة. وَقيل: الْخَرْقَلَةُ: إرْسَال السهْم بالتَّأَنيِّ. وَأنْشد: (تَحَادَلَ فِيهَا ثُمَّ أَرْسَلَ قَدْرَها ... فَخَرْقَلَ مِنْهَا جُفْرَةَ المُتَنَكِّسِ) يَقُول: تَحَادَلَ الرَّامِي على القَوْس _ أَي: مَال عَلَيْهَا فأَمْرَقَ السهمَ من جُفْرَةِ الرَّمِيَّةِ، وَهِي وسَطُهَا. خدنق، وخدرنق: عمرٌ و _ عَن أَبِيه _ قَالَ: الْخَدَنَّقَ والْخَدنَّقُ والْخَذرْنَقُ والْخَدَرْنَقُ _ بِالدَّال والذال _: العنكبوتُ. وَأنْشد أَبُو عُبَيْدَة: (وَمَنْهَل طَامٍ عَلَيْهِ الْغَلْفَقُ ... يُنِيرُ أَوْ يُسْدِي بِهِ الْخَذَرْنَقُ) قَالَ: والْخَذَرْنَقُ: العَنْكَبُوتُ الذكَرُ. قلخم، ودلخم: ابْن شُمَيْل: الْقِلَّخْمُ والِّدَّلْخمُ. . اللَّام مِنْهَا شَدِيدَة. . وهما: الْجَلِيل _ من الْجِمَالِ _ الضَّخْمُ العظيمُ. وَأنْشد: (دِلَّخْمِ تِسْعِ حجَجٍ دلهْمَسَا ... ) مخرق: والمُمَخْرِقُ: المُمَوِّه، وَهِي الْمَخْرقَةُ. . مأخوذَةٌ مِنْ. . مَخَارِيقِ الصِّبْيان. [بَاب الْخَاء وَالْكَاف] [خَ ك] كشمخ وكشخن: قَالَ اللَّيْث: الْكَشْمَخَةُ: بَقْلَةٌ تكون فِي رمال بني سعدٍ: طيِّبَةٌ رَخْصَةٌ. قلت: قد أقمتُ فِي رمال بني سعدٍ دَهْراً، فَمَا رَأَيْت بهَا كَشْمَخَةً وَلَا سمعتُ بهَا وأحسَبُها نَبَطِيَّةً وَمَا أُرَاهَا عَرَبِيَّة. وَكَذَلِكَ: الكَشْخَنَةُ. . مُوَلّدَةٌ، لَيست بعربيَّةٍ. بَاب الخَاء وَالْجِيم [خَ ج] جخدب: قَالَ اللَّيْث: جَمَلٌ جَخْدَبٌ: عظيمُ الْجِسْم عريضُ الصَّدْر. . وَهُوَ الْجُخَادِبُ. وَأنْشد:

(شَدَّاخَةً ضَخْمَ الضُّلُوعِ جُخْدُبَا ... ) وَقَالَ أَبُو عبيد: سمعتُ الْعَدَبَّسَ الكِنَانيَّ يَقُول: الْجُخْدَبُ: دابَّةٌ نحوُ الحِرْبَاءِ. وجَمْعُه: جَخَادِبُ. قَالَ: وَيُقَال للْوَاحِد: جُخَادِبُ. قَالَ: وَقَالَ الكِسائيُّ: هَذَا أَبُو جُخَادِبَ قد جَاءَ. قَالَ شمِرٌ: الْجُخْدَبُ والْجُخَادِبُ: الْجُنْدَبُ الضَّخْمُ. وجمْعُه: جَخَادِبُ. وَأنْشد: (لَهَبَانٌ وَقَدَتْ حِزَّانُهُ ... يَرْمَضُ الْجُخْدَبُ مِنْهُ فَيَصِرّ) وَقَالَ آخر: (وَعَانَقَ الظِّلَّ أَبُو جُخَادِبَا ... ) ثعلبٌ _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _: أَبُو جُخَادِبَ: دابّةٌ، واسمُه الْحُمْطُوطُ. وَقَالَ اللَّيْث: جُخَادَى وأَبُو جُخَادَى من الْجَنَادِبِ _ الْيَاء ممالة _ والاثنان أَبُو جُخَادَبيْن _ لم يصرفوه _ وَهُوَ الجرادُ الأخضرُ الَّذِي يكسر الكِيزَانَ، وَهُوَ الطَّوِيل الرِّجْلَيْن. وَيُقَال: أَبُو جُخَادِبَ _ بِالْبَاء. خَدلج: وَقَالَ الليثُ: الْخَدَلَّجَةُ: الْجَارِيَة الضَّخْمة الساقِ، الْمَمْكُورَتُهَا. أَبُو عبيد _ عَن الْأَصْمَعِي _ الخَدَلَّجَةُ: الْجَارِيَة الممتلئة الذراعين والساقين. وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: (إنَّ لَهَا لَسَائِقاً خَدَلَّجاً ... لَمْ يُدْلِجِ اللّيْلَةَ فِيمَنْ أَدْلَجَا) يَعْنِي جَارِيَة قد عَشِقَهَا، فَركب النَّاقة وساقها من أجلهَا. جلخد: وَقَالَ اللَّيْث: الْمُجْلَخِدُّ: المضطجع. أَبُو عبيد _ عَن الْأَصْمَعِي _: الْمُجْلَخِدُّ: المستلقي الَّذِي قد رمى بِنَفسِهِ. وَقَالَ ابنُ أَحْمَرَ: (يَظَلُّ أَمَامَ بَيْتِكَ مُجْلَخِدّاً ... كمَا أَلْقَيْتَ بِالسَّنَدِ الْوَضِيناَ) خزرج: وَقَالَ اللَّيْث: الْخَزْرَجُ والأَوْسُ: حَيّانِ من الْأَنْصَار. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الْخَزْرَجُ: منْ نَعْتِ الرِّيحِ. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ: (غَدَوْنَ عُجَالَى وَانْتَحَتْهُنَّ خَزْرَجٌ ... مُقَفِّيَةٌ آثارَهُنَّ هَدُوجُ) ثَعْلَب _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ قَالَ: الْخَزْرَجُ: رِيحُ الجَنُوبِ. وَبِه سُمِّيت الْقَبِيلَة: ((الْخَزْرَجَ)) . وَهِي أَنْفَع من الشمَال. خنجر: وَقَالَ اللّيث: الْخَنْجَرُ: من الْحَدِيد، وناقة خَنْجَرَةٌ: غَزِيرَةٌ. أَبُو عبيد _ عَن الأصمعيِّ _: الْخُنْجُورُ واللُّهْمُومُ والرُّهْشُوشُ: الْغَزِيرَةُ اللّبن من الْإِبِل _ وجَمْعُها: خَنَاجِرُ. خرفج: وَقَالَ اللَّيْث: الْخَرْفَجَةُ: حُسْنُ الغِذَاءِ فِي السَّعة.

وَفِي حَدِيث أبي هُرَيْرَةَ: ((أَنّهُ كَرِه السَّرَاوِيلَ الْمُخَرْفَجَةَ)) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأُمَوِيُّ: يُقَال _ فِي تَفْسِير ((الْمُخرْفَجَةِ)) فِي الحَدِيث _: إنّها: الَّتِي تَقَع على ظُهُور القَدَمَيْن. قَالَ أَبُو عبيد: وَذَلِكَ تَأْوِيلهَا. وَإِنَّمَا أَصْلُ هَذَا: مَأْخُوذ من السّعَة. قَالَ الأُمَويُّ: وَلِهَذَا قيل: عَيْشٌ مُخَرْفَجٌ _ إِذا كَانَ وَاسِعًا رَغَداً. قَالَ الْعَجَّاجُ: (غَرَّاءُ سَوَّى خَلْقَهَا الْخَبَرْنَجَا ... مَأْدُ الشَّبَابِ عَيْشِهَا الْمُخَرْفَجَا) وَالَّذِي يُرَاد من الحَدِيث: أَنَّه كُرِهَ إسْبَالُ السَّراويل _ كَمَا كُرِهَ إسبالُ الْإِزَار. وَأَخْبرنِي المنذريُ _ عَن الصَّيْدَاوِيِّ عَن الرِّياشيِّ _: قَالَ: الْمُخَرْفَجُ. . والخُرْفَجُ. . والْخُرَافِجُ: الحَسَنُ الْغِذَاءِ. وَقَالَ أَبُو عبيد: خَرُوفٌ خُرَافِجٌ _ أَي: سَمِين. خزلج: وَفِي ((النَّوَادِر)) : فلانٌ يَتَخَزْلَجُ فِي مِشْيَتِه. لخجم، خلجم، جلخم: وَقَالَ اللَّيْث: اللَخْجَمُ: البعيرُ الواسِعُ الْجوْف. والْخَلْجَمُ: الطَّوِيلُ. وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو عبيد فِي ((الْخَلْجِمِ)) : إنَّه الطَّوِيل. وَقَالَ رُؤْبَةُ. ( ... جُلاَلاً خَلْجَمَهْ ... ) واجْلَخَمَّ الْقَوْمُ _ إِذا استكبروا. وَأنْشد: (نَضْرِبُ جَمْعَيْهِمْ إِذَا اجْلَخَمَّوا ... ) جنبخ: وَقَالَ اللَّيْث: الْجُنْبُخُ: الضَّخْم بلُغة مُضَرَ. قَالَ: والقَمْلَة الضَّخْمَةُ: جُنْبُخَةٌ. والْجُنْبُخُ: الكَبِير العَظِيمُ. . وعِزٌّ جُنْبُخُ. وَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: (يَأبَى لِيَ اللهُ وِعِزٌّ جُنْبُخُ ... ) وَقَالَ ابْن السِّكِّيتِ: الْجُنْبُخُ: الطَّوِيل. _ وَأنْشد: (إِنَّ الْقَصِيرَ يَلْتَوِي بِالْجُنْبُخِ ... حَتَّى يَقُولَ بَطْنُهُ جَخٍ جَخِ) خنجل: ثعلبٌ _ عَن ابنِ الأعرابيِّ _: الْخِنْجِلُ: المرأةُ الحَمقاءُ. وَقد خَنْجَلَ _ إِذا تزوَّج خِنْجِلاً. ابْن السِّكِّيت _ عَن أبي عمرْو _ الْخِنْجِلُ: الْبَذيئةُ الصّخَّابَةُ الْجَسِيمَةُ. جخرط: والْجِخْرِطُ: الْعَجُوزُ الهِرِمَةُ. وَأنْشد: (وَالدَّرْدَبيِسُ الْجِخْرِطُ الجَلَنْفَعَهْ ... ) قَالَ: وَيُقَال: جِحْرِطٌ _ بِالْحَاء المُهْمَلَةِ. خمجر: ثعلبٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: الْخَمْجَرِيرُ: الماءُ المِلْحُ. وَأنْشد: (لَوْ كَانَ مَاءً كَانَ خَمْجَرِيراَ ... ) جخدر: وَقَالَ غيْرُهُ:

باب الخاء والشين

الْجَخْدَرُ وَالْجَخْدَرِيُّ: الضَّخم. جخدم: ابْن دُرَيدٍ: الْجَخْدَمَةُ: السُّرعة فِي العملِ وَالْمَشْي. خنزج: والْخَنْزَجَةُ: التَّكَبُّر. جخدل: وَغُلَام جَخْدَلٌ وجُخْدُلٌ كِلَاهُمَا: حَادِرٌ سَمين. خرفج: وخَرْفَجَ الشيءَ _ إِذا أَخَذَه بِكَثْرَة. وَأنْشد: (خَرْفَجَ مَيَّارُ أَبي ثُمَامهْ ... ) بَاب الْخَاء والشين خَ ش شمخر وضمخر: وَقَالَ اللَّيْث: الشَّمَّخْرُ والشِّمَّخْرُ والضُّمَّخْرُ والضِّمخْرُ بِالْكَسْرِ وَالضَّم _: الجَسِيمُ من الفُحُول. وَأنْشد لِرُؤْبَةَ: (أَبْنَاءُ كلِّ مُصْعَبٍ شُمَّخْرِ ... سَامٍ عَلَى رَغْمِ الْعِدَا ضُمَّخْرِ) قَالَ: ورجلٌ شُمَّخْرٌ ضُمَّخْرٌ: إِذا كَانَ متكبراً. قلتُ: وحَكَى ابْن السِّكِّيت _ عَن الأصمعيِّ _ فِي الشُّمَّخْرِ والضُّمَّخْرِ: أَنَّه المتكبر. أَبُو عبيد _ عَن الفرَّاءِ _: يُقَال: فِي طعامِ فلانٍ شُمَخْرِيرَةٌ. . وَهِي الرِّيح. وَقَالَ شَمِرٌ: لم أسمع ((شُمَخْرِيرَةً)) فِي ((الرِّيح)) إلاَّ هُنَا. وَيُقَال: إنَّه لَذُو شُمَّخْرَةٍ. _ أَي: ذُو كِبْرٍ. وإنَّ فلَانا شُمَّخْرٌ ضُمَّخْرٌ. _ أَي: متكبر. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الشُّمَّخْرِيرَةُ: الرِّيح _ ... أُخِذَ من الرجل الشُّمَّخْرِ. . وَهُوَ المتكبِّر المتغضِّبُ. وَذَلِكَ: من خُبْثِ النّفْس. كَمَا يُقالُ: أَصَنَّتِ الرَّيْحَانَةُ _ إِذا خَبُثَتْ رائحتُها. ثمَّ يُقَال: رَأَيْته مُصِنّاً _ أَي: غضبانَ خَبِيثَ النَّفس. شندخ: وَقَالَ اللَّيْث: الشُّنْدُخُ: الوَقَّادُ من الْخَيل، وَأنْشد أَبُو عُبَيْدَة لِلْمَرَّارِ: (شُنْدُخٌ أَشْدَفُ مَا وَرَّعْتَهُ ... وإِذَا طُؤْطِىءَ طَيَّارٌ طِمِرّ) وَقَالَ أَبُو عبيدةَ: الشُّنْدُخُ _ من الْخيل وَالْإِبِل وَالرِّجَال _: الطويلُ الشَّدِيدُ الْمُكْتَنِزُ من اللَّحْم. وَأنْشد: (بِشُنْدِخٍ يَقْدُمُ أُولَى الألْفِ ... ) وَقَالَ طَلْقُ بْنُ عَديٍّ: (وَلاَ يَرَى الْفَرْسَخَ بَعْدَ الْفَرْسَخِ ... شَيْئاً عَلَى أَقَبَّ طَاوٍ شُنْدُخٍ) وَأَخْبرنِي المنذريُّ _ عَن ثَعْلَب. . عَن سَلَمَةَ. . عَن الْفراء _ قَالَ: الشنْدَاخِيُّ: الطعامُ. . يجعلُه الرجُلُ _ إِذا ابْتَنَى دَارا، أَو بيَتاً. شردخ: وقَرَأْتُ فِي ((النَّوَادِر)) : قَدَمٌ شِرْدَاخةٌ _ أَي: عَرِيضَةٌ.

خشرم: وَقَالَ الليثُ: الْخَشْرَمُ مَأْوى الزَّنابِيرِ والنّحْلِ، وبيتُهَا ذُو النَّخَارِيبِ. وَفِي الحَدِيث: ((لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كانَ قَبْلَكُمْ ذِرَاعاً بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا خَشْرَمَ دَبْرٍ لَسَلَكْتمُوهُ)) . قَالَ: وَقد جاءَ فِي الشِّعْرِ ((الْخَشْرَمُ)) اسْماً لجماعةِ الزَّنابير. وَأنْشد فِي صفةِ كلاب الصَّيْدِ: (وَكَأَنَّها خَلْفَ الطَّرِيدةِ ... خَشْرَمٌ مُتَبَدِّدُ) أَبُو عبيد: سمعتُ الأصمعيَّ يَقُول: الجماعةُ من النحلِ: يُقَال لَهَا: الثَّوْلُ والْخَشْرَمُ. شمرٌ _ عَن ابْن شُمَيل _: الْخَشْرَمَةُ: أَرْضٌ حجارتُها رَضْرَاضٌ كَأَنَّهَا نُثِرَتْ على وجهِ الأَرْض نَثْراً، فَلَا تكادُ تَمْشي فِيهَا حِجَارتها حُمْرٌ. وَهِي جَبَلٌ لَيْسَ بالشَّديد الغليظ، فِيهِ رَخَاوَةٌ موضوعٌ بِالْأَرْضِ وَضْعاً، وَهُوَ مَا اسْتَوَى مَعَ الأَرْض: من الجبلِ، وَمَا تحتَ هَذِه الْحِجَارَة الْمُلْقَاةِ على وَجه الأَرْض: أرضٌ فِيهَا حِجارةٌ، وطينٌ، مُختَلِطَةٌ. وَهِي فِي ذَلِك غَلِيظَةٌ، وقدْ تُنْبِتُ البقلَ والشجرَ. وَإِنَّمَا الْخَشْرَمَةُ: رَضْمٌ من حجارةٍ مَرْكُومٌ بعضُه على بعضٍ. والْخَشرَمَةُ: لَا تطول وَلَا تعرُضَ. . إِنَّمَا هِيَ رَضْمَةٌ. . وَهِي مُسْتَوِيةٌ. وَقَالَ اللَّيْث _ فِي الْخَشْرَمَةِ نَحْواً مِمَّا قَالَ ابْن شُمَيل _ غيرَ أَنّهُ قَالَ: حِجَارَةُ الْخَشْرَمَةِ: أَعْظَمُهَا: مِثْلُ قامة الرَّجل تَحت التُّرَاب. قَالَ: وَإِذا كَانَت الخَشْرَمةُ مستويةً مَعَ الأَرْض، فَهِيَ القِفَافُ. وَإِنَّمَا قَفَّفَها كثرةُ حجارتِهَا. وَقَالَ شمرٌ: قَالَ أَبُو أَسْلَمَ: الْخَشْرَمَةُ مِنْ أَغلَظ القُفِّ. قَالَ: وَقَالَ بعضهُم: الْخَشْرَمُ: مَا سَفُلَ من الجبَل، وَهُوَ قُفٌّ وغِلَظٌ. وَهُوَ جبَلٌ _ غير أنَّه متواضعٌ. وجَمْعُه: الْخَشَارِمُ. خرشم: وَقَالَ اللَّيْث: الْخُرْشَومُ أَنْفُ الْجَبَل المشرفُ على وادٍ، أَوْ قاعٍ. وَقَالَ الأصمعيُّ: الْخُرْشُومُ: مَا غَلُظ من الأَرْض. أَبُو عبيد _ عَن الْفراء _: الْمُخْرَنْشِمُ: الْمُتَعظِّمُ فِي نَفسه. . المتكبِّرُ. قَالَ: والْمُخْرَنْشِمُ _ أَيْضا _: الْمُتغيِّرُ اللونِ، الذَّاهبُ اللحمِ. ثَعْلَب _ عَن ابْن الأعرابيِّ: اخْرَنْشَمَ الرجلُ _ إِذا تقَبَّضَ وتقارَبَ خَلْقُ بعضِه إِلَى بعضٍ. وَأنْشد: (وَفَخذٍ طَالَتْ وَلَمْ تَخْرَنْشِمِ ... ) خرمش: وَقَالَ اللَّيْث الْخَرْمَشَةُ: إِفسادُ الكِتَاب والعملِ. . ونحوِه.

شمرخ: قَالَ اللَّيْث: والشِّمْرَاخُ: عِسْقَبَةٌ من عِذْقٍ، أَو عُنْقُودٍ. أَبُو عبيد _ عَن الأصمعيِّ _: الشِّمْرَاخُ: هُوَ الَّذِي عَلَيْهِ البُسْرُ. . وأصلُه: فِي العِذْقِ، وَيُقَال لَهُ: الشُّمْرُوخُ. وَفِي الحَدِيث ((أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِرَجُلٍ _ كَانَ فِي الْحَيِّ _ مُخْدَجٍ سقِيمٍ، وُجِدَ عَلَى أَمَةٍ مِنْ إِمَائِهِمْ يَخْبُثُ بِهَا. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ((خُذُوا لَهُ عِثْكَالاً فيهِ مائَةُ شِمْرَاخ فَاضْرِبُوه بِهَا ضَرْبَةً)) . قلت: والعِثْكَالُ هُوَ الْعِذْقُ نَفْسُه. وكلُّ غُصْنةٍ من غِصَنَةِ العِثْكالِ: شِمْرَاخٌ. وَفِي كل شِمْرِاخٍ: مَا بَين خَمْسِ تَمَرَاتٍ إِلَى ثمانٍ. وسمعْتُ أَبَا صَبْرَةَ السَّعْدِيَّ. . يقولُ: شَمْرِخ الْعِذْقَ _ أَي: اخْرُطْ شَمارٍ يخَهُ بالمِخْلَبِ. . قَطْعاً. وَقَالَ أَبُو عبيدةَ: إِذا دَقّتِ الغُرَّةُ، وسالَتْ وجَلَّلَتِ الْخَيْشُومَ، وَلم تَبْلُغِ الْجَحْفَلَة _ فَهِيَ شِمْرَاخٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّمْراخُ _ من الغُرَّة _: مَا سَالَ على الأنْفِ. قَالَ: والشِّمْرَاخ _ من الْجَبَل _: رأسٌ مُسْتَدِقُّ طويلٌ فِي أعلاَهُ. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيُّ: الشّمَارِيخُ: رؤوسُ الجِبَال. قَالَ: وَهِي الشَّنَاخِيبُ. . واحدتُها شُنْخُوبَةٌ. قَالَ: والْخَنَاذِذُ هِيَ الشَّمَارِيخُ الطِّوَالُ المُشْرِفَةُ. . واحدتُهَا: خِنْذِيذَةٌ. وَقَالَ الليثُ: الشُّمْرُوخُ غُصْنٌ دقيقٌ يكون فِي أَعلَى الغُصْنِ الغَليظِ. . خَرَجَ مِنْ سَنَتِه دَقِيقًا رَخْصاً. خرشب: ثعلبٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: الخُرْشُبُ بِالْخَاءِ: الطويلُ السَّمِينُ. شمخر: قَالَ: وَالْمُشْمَخِرُّ: الطويلُ من الْجبَال. خنشل: وَقَالَ اللَّيْث: رجلٌ خَنْشَلٌ، وخَنْشَلِيلٌ، وَهُوَ المُسِنُّ القويُّ. وأنشَدَ: (قَدْ عَلِمَتْ جَارِيةٌ عُطْبُولُ ... أَنِّي بِنَصْلِ السَّيْفِ خَنْشَلِيلُ) عُطْبُولٌ: طويلةٌ حَسَنَةٌ. وخَنْشَلِيلُ _ أَي: عَمُولٌ بِهِ. وَقَالَ ابو عُبَيدٍ: رجلٌ خَنْشَلِيلٌ: ماضٍ. ثعلبٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: الخَنْشَلِيلُ من الْإِبِل: المُسِنُّ البَازِلُ. وسمعْتُ أعْرابيَّةً _ قد طَعَنَتْ فِي السِّنِّ _ وَهِي تَقول: قد خَنْشَلْتُ وَضَعُفْتُ. أرادتْ أَنَّهَا قد أَسَنَّتْ. شخلب: وَقَالَ اللَّيْث: مَشْخَلَبَة: كلمةٌ عِرَاقيَّة، لَيْسَ عَلَى بنائِها شيءٌ من العربيَّة. وَهِي تُتَّخَذُ من اللِّيف والخَرَزِ _ أَمْثالَ الحُليِّ: قَالَ: وَهَذَا حديثٌ فاشٍ فِي النَّاس: (يَا مَشْخَلَبَهْ ... مَا ذِي الجَلَبَهْ) (تَزَوَّجَ حَرْمَلَهْ ...

باب الخاء والضاد

بَعَجُوزٍ أَرْمَلَهْ) وَقد تُسَمَّى الجاريةُ: مَشْخَلَبَةً، بِمَا يُرَى عَلَيْهَا من الخَرَزِ كالحُلِيِّ. دخشن: وَقَالَ الْفراء: الدَّخْشَنُ: الحَدَبَةُ، وأنشَد: (حُدْبٌ حَدَابِيرُ مِنَ الدَّخْشَنِّ ... تَرَكْنَ رَاعِيهِنَّ مِثْلَ الشَّنِّ) قَالَ: والدَّخْشَنُ _ فِي الْكَلَام _ لَا يُنَوَّنُ، والشاعر ثَقَّلَ نُونَهُ للحاجةِ إِلَيْهِ. وَقَالَ ابْن دُرَيْدٍ: الدَّخْشَنُ: الغليظ. قلت: وَيُقَال الدَّخْشَمُ. شلخف، وسخلف: أَبُو تُرَاب _ عَن جماعةٍ مِنْ أَعْرِاب قَيْسٍ: الشِّلَّخْفُ والسِّلِّخْفُ: المُضْطَرِبُ الْخَلْقِ. بَاب الْخَاء وَالضَّاد [خَ ض] خضرم: أَبُو عُبَيْدٍ _ عَن الأصمعيِّ _: الْخِضْرِمُ: الرجلُ الكثيرُ العَطِيَّةِ. قَالَ: وكلُّ شَيْء كَثيرٍ. . فَهُوَ خِضْرِمٌ. وَخرج العَجَّاجُ يُرِيد اليمامةَ، فَاسْتَقْبلهُ جَرِيرٌ فَقَالَ: أَيْن تريدُ؟ قَالَ أريدُ اليمامةَ. قَالَ: تجدُ بهَا نَبِيذاً خِضْرِماً _ أيْ: كثيرا. قَالَ: أَبُو عُبيد: وَقَالَ الفرَّاءُ: رجلٌ مخَضْرمُ الحَسَبِ. . وَهُوَ الدَّعِيُّ. قَالَ: ولَحْمٌ مُخَضْرَمٌ: لَا يُدْرَى أَمِنْ ذَكَرٍ هُوَ، أمْ مِن أُنثى؟ شَمِرٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: طعامٌ مُخَضْرَمٌ وماءُ مُخَضْرَمٌ: بَيْنَ الثَّقِيل والخفيف. ورجلٌ مُخَضْرَمٌ: ليسَ بالزَّاكِي الحَسَب. وشاعرٌ مُخَضْرَمٌ: جاهليٌّ إسلامِيُّ. وأنشَد: (إِلَى ابْنِ حَصَانٍ لمْ يُخَضْرَمْ جُدُودُهُ ... كَرِيمُ النَّثَا والْخِيم والْفَرْعِ والأصْلِ) وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ((أَنَّهُ خَطَبَ الناسَ يَوْمَ النَّحْرِ عَلَى نَاقَةٍ مُخَضْرَمَةٍ)) . قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ أَبُو عُبيدةَ: المخضرَمَةُ: الَّتِي قُطِعَ طرَفُ أُذُنها. وَمِنْه قيل للْمَرْأَة المَخْفُوضَةِ: مُخَضْرَمَةٌ. وَأَخْبرنِي المنذريُّ _ عَن إِبْرَاهِيم الحَربيِّ _ أنَّهُ قَالَ: خَضْرَمَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّة نَعَمَهُمْ _ أَي: قَطَعُوا مِنْ آذانها شَيْئا. فلمَّا جَاءَ الإسلامُ أَمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بأَنْ يُخَضْرِمُوا آذانَها. . فِي غير الْموضع الَّذِي خَضْرَمَ فِيهِ أهل الْجَاهِلِيَّة. فَكَانَت خَضْرَمَةُ أهل الْإِسْلَام بائِنَةً من خَضْرَمةِ أهل الجاهليَّة. وذَكر _ بِإِسْنَاد لَهُ _ حَدِيثا: أَنَّ قوما من بَني تَمِيم بُيِّتُوا لَيْلًا، وسِيق نَعَمُهم فادَّعُوْا أَنهم خَضْرَموا خَضْرَمَة الْإِسْلَام وَأَنَّهُمْ مُسْلِمون، فرُدَّتْ أموالهُم عَلَيْهِم فَقيل _ لهَذَا الْمَعْنى _ لكلِّ مَنْ أَدْرَكَ الجاهليَّة والإسلامَ: ((مُخَضْرَمٌ)) لِأَنَّهُ أدْرَكَ الخَضْرَمَتَيْنِ. أَبُو عُبيد _ عَن الْأَحْمَر _: يُقَال لِوَلَدِ الضَّبِّ: حِسْلٌ، ثمَّ مُطَبَّخٌ، ثمَّ خُضَرِمٌ ثمَّ ضَبٌّ.

باب الخاء والصاد

خضرب: وَأَخْبرنِي المنذريّ _ عَن أبي الْهَيْثَم _ أَنه قَالَ: رَجلٌ مُخَضْرَبٌ _ إِذا كَانَ فَصِيحاً بَليغاً. وأنشَدَ لَطرَفَةَ: (وكائِنْ تَرَى مِن يَلْمَعِيٍّ مُخَضْرِبٍ ... وَلَيسَ لهُ عِنْدَ العَزَائِمِ جُولُ) قلتُ: هَكَذَا أَنشَدَه _ بِالْخَاءِ وَالضَّاد _. وَرَوَاهُ ابنُ السكِّيت: ( ... مِنْ يَلْمَعيٍّ مُحَظْرَبِ ... ) بالحاءِ والظَّاءِ. وَقد مر تفسيرُه فِي رُباعِيِّ الحَاءِ. خضلف: وَقَالَ اللَّيْث: الخِضْلاَفُ: شَجَرُ الْمُقْلِ. وَقَالَ أَبُو عَمرٍ و: الخَضْلَفَةُ خِفَّةُ حَمْل النَّخيل. وأنشَد: (إِذا زُجِرَتْ أَلْوَتْ بِضَافٍ سَبِيبُه ... أَثِيثٍ كَقِنْوَانِ النخِيل المُخَضْلَفِ) قلتُ: جعل قِلَّة حَمْل النخْل خَضْلَفَة _ لأنّه شُبِّه بالمُقْلِ. . فِي قِلَّةِ حَمْله. وَقَالَ أُسَامَةُ الْهُذَليُّ: (تُتِرُّ بِرِجْلَيْها المُدِرَّ كَأَنَّهُ ... بِمُشْرَفَةِ الْخِضْلاَفِ بَادٍ وُقُولُها) قَالَ: ((الْخِضْلافُ)) : شَجَرَة المقْلِ. . ((تُتِرُّهُ)) تَدْفَعُهُ. فرضخ: وَقَالَ اللَّيْث: الْفِرْضَاخُ: الْعَريضُ. يُقَال: فِرْسِنٌ فِرْضَاخَةٌ، وَقَدَمٌ فِرضَاخَةٌ، وفِرْضَاخٌ وامرأةٌ فِرْضَاخَةٌ: لَحِيمَةٌ عَرِيضَةُ الثَّدْيَيْن. وَفِي حَدِيث الدَّجَّال: ((أَنَّ أُمَّهُ كَانَت فِرْضَاخِيَّةً)) _ أَي: ضخْمةً عريضةَ الثَّديين. قَالَه ابْن الْأَعرَابِي. قَالَ: وَمن أَسمَاء العَقْرَبِ: ((الْفِرْضِخُ)) وَ ((الشَّوْشَبُ)) ، و ((تَمْرَةُ)) لَا تنْصرف. خضرف: وَقَالَ اللَّيْث: الْخَضْرَفَةُ: هَرَمُ العَجُوزِ وفُضُولُ جِلْدها. وَقَالَ ابنُ السكِّيتِ: الْخَنْضَرِفُ _ من النِّسَاء _: الضَّخْمَةُ. . الكثيرةُ اللَّحْمِ. . الكَبيرَةُ الثَّدْيَيْن. ضردخ: والضِّرْدِخُ: العَظِيمُ من كل شَيْء. وَقَالَ بعض الطَّائِيِّينَ: (غَرَسْتُ فِي جَبَّانَةٍ لَمْ تُسْبِخِ ... كُلَّ صَفِيٍّ ذَاتِ فَرْع ضِرْدِخِ) (تَطَّلِبُ الْماءَ مَتَى مَا تَرْسَخِ ... ) بَاب الْخَاء وَالصَّاد [خَ ص] دخرص: قَالَ اللَّيْث: الدِّخْرِيصُ _ من الثَّوْب وَالْأَرْض والدِّرْع _: التِّيرِيزُ. قَالَ: والتّخْرِيص. . لغةٌ فِيهِ. عمروٌ _ عَن أَبِيه _: وَاحِد الدَّخَارِيصِ: دِخْرِصٌ ودِخْرِصَةٌ. وَقَالَ غيرُه: الدِّخْرِيصُ مُعَرَّبٌ أصلُه فارسيٌّ، وَهُوَ عِنْد الْعَرَب: البَنِيقَة واللّبِنَةُ، والسُّبْجَةُ، والسَّعيدة. . كُلُّه عَنهُ. صلخم، صلخد: وَقَالَ الليثُ: جمَلٌ صِلَّخْمٌ صِلَّخْدٌ صَلَخْدَمٌ. . وَهُوَ الْمَاضِي. وَأنْشد: (وَأَتْلَعَ صِلَّخْمٍ صِلَخْدٍ صَلَخْدَم ... )

وَقَالَ الآخر: (إنْ تَسْأَليني كَيْفَ أَنْتَ فَإِنَّني ... صَبُورٌ على الأَعْداءِ جَلْدٌ صَلَخْدَمُ) و ((الصَّلَخْدَم)) : خُماسيٌّ. أَصله: صِلَّخْمٌ، أَو. . صِلَّخْدٌ. وَيُقَال: بل هُوَ كَلِمَةٌ خماسيّة، فاشتبهت الحروفُ. . وَالْمعْنَى وَاحِد. وَقَالَ الفرَّاء: ومِنْ نَادِر كَلَامهم قَول الراجز: (مُسْتَرْعِلاتِ لِصِلَّلَخْمٍ سَامِي ... ) يُرِيد ((لِصِلَّخْمٍ)) . . فَزَاد ((لاماً)) . كَمَا قَالَ أَبُو نُخَيْلَةَ: (لِبَلْخِ مَخْشيِّ الشَّذَا مُصْلَخْمِمِ ... ) فضاعف ((الميمَ)) _ كَمَا ترى. أَبُو عبيد _ عَن أبي عَمْرو: المُصْلَخْدُّ والمصْلَخِمُّ: المنتصبُ القائمُ. والمصْطَخِمُ _ خَفِيف الْمِيم _: فِي مَعْنَاهُمَا. وَقَالَ رُؤْبَةُ: (إذَا اصْلَخَمَّ لَمْ يُرَمْ مُصْلَخْمَمُهْ ... ) _ أَي: غَضِبَ قَالَه شَمِرٌ. وَقَالَ غيرُه: انْتَصَبَ. وَيُقَال للفحل الشَّديد: صَلخْدى _ بِالتَّنْوِينِ. وَمِنْهُم من يَقُول: صِلَّخْدٌ. وَمِنْهُم من يَقُول: صُلاَخِدٌ خربص: الليثُ: امرأةٌ خَرْبَصَةٌ: شَابَّةٌ ذاتُ تَرَارَةٍ. والجميع: خَرَابصُ. والْخَرْبَصِيصُ _ الواحدةُ: خَرْبَصيصةٌ _: هَنَةٌ ترَاهَا فِي الرَّمْل، لَهَا بصيصٌ _ كأَنَّها عَيْنُ الجَرَادة. وَيُقَال: هُوَ نباتٌ لَهُ حَبٌّ يُتّخَذُ مِنْهُ طعامٌ، فيُؤْكلُ. وروى عمرٌ و _ عَن أَبِيه _ قَالَ: الْخَرْبَصِيصُ: الجملُ الصغيرُ. وَقَالَ أَبُو عبيدٍ _ عَن أبي الْجَرَّاح فِي بَاب النّفْي: مَا عَلَيْهَا خَرْبَصِيصَةٌ _ أَي شيءٌ من الْحُلِيِّ. وَقَالَ الرِّياشيُّ: الْخَرْبَصِيصَةُ: خَرَزَةٌ. وَقَالَ الأصمعيُّ: جَاءَت وَمَا عَلَيْهَا خَرْبَصِيصَةٌ _ أَي: شَيْء من الْحُلِيِّ. ابْن السِّكِّيت عَن أبي صاعِدٍ الكِلاَبيِّ: يُقَال: مَا فِي الوِعَاء خَرْبَصِيصَةٌ _ أَي: شيءٌ. صنخر: عَمْرو _ عَن أَبِيه _: الصِّنَّخْرُ، والصِّنْخِرُ: الجمَلُ الضَّخم. قَالَ أَبُو عمرٍ و: الصِّنَّخْرُ: بِوَزْن ((قِنْدَعْلٍ)) . . وَهُوَ الأحمق. والصِّنْخِرُ: بِوَزْن ((القِمْقِم)) . . وَهُوَ البُسْرُ الْيَابِس. وَكِلَاهُمَا: الجَمَلُ الضَّخْمُ. وَقَالَ فِي ((النَّوَادِر)) : جملٌ صُنْخِرٌ، وصُنَاخِرٌ: عَظِيمٌ طويلٌ من الرِّجَال وَالْإِبِل. صنخب: وَقَالَ ابنُ الأعرابيِّ: الصِّنْخَابُ: الجمَلُ الضَّخْمُ.

باب الخاء والسين

صملخ: وَقَالَ اللَّيْث: الصُّمَالِخُ: اللّبَنُ الخالِصُ المُتَكَبِّدُ. قَالَ: والصُّمْلُوخُ: وَسَخُ صِمَاخِ الأُذُنِ _ وَهُوَ الصِّمْلاَخُ. والجميعُ: الصَّمَالِيخُ. قَالَ: وَيُقَال للجَبَلِ الصُّلْبِ المنيع: صِلَّخْمٌ ومُصْلَخِمٌّ. وَأنْشد: (عَنْ صَامِلٍ عَاسٍ إذَا مَا اصْلَخْمَمَا ... ) وَفِي الحَدِيث: ((عُرِضَتِ الأمَانَةُ عَلَى الْجِبَالِ الصُّمِّ الصَّلاَخِمِ)) . وسمعتُ العربَ تَقول _ لأصل النَّصِيَّ والصِّلِيَّانِ. . من الوَرَقِ الرَّقِيق إِذا يَبِسَ _: صُمْلُوخُ. وجَمْعُه: الصَّمَالِيخُ. وَقال الطِّرِمّاح: سَمَاوِيَّةٌ زُغْبٌ كأَنَّ شَكِيرَهَا ... صَمَالِيخُ مَعْهُودِ النَّصِيِّ المجَلَّحِ) وَهِي مَا رَقَّ من نباتِ أُصُولهَا. وَقَالَ ابْن شمَيْل. . فِي بَاب ((اللَّبَنِ)) : الصُّمَالِخيُّ والسُّمَالخِيُّ _ من اللَّبَن _: الَّذِي حُقِنَ فِي السِّقاء، ثمَّ حُفِرَتْ لَهُ حُفْرَةٌ ووُضِع فِيهَا حَتَّى يَرُوبَ. يُقَال: سقاني لَبَنًا صُمَالِخِيّاً. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍ و: الصُّمَالِخِيُّ _ من الطَّعَام وَاللَّبن _: الَّذِي لَا طَعْمَ لَهُ. وَقَالَ النَّضْرُ: سُمْلُوخُ الأذُن، وصُمْلُوخُها: وسَخُها وَمَا يخرج من قُشُورها. الْبَاهِليُّ: المُصْلَخِمُّ: المُسْتَكبِرُ. وَقَالَ ذُو الرُّمّةِ _ يصف حَمِيراً _ (فَظَلَّتْ بِمَلْقَى وَاحِفٍ جَرَعَ المِعَى ... قِيَاماً يُغَالي مُصْلَخِمّاً أمِيرُها) _ أَي: مستكبراً لَا يحرِّكها، وَلَا يَنْظُر إِلَيْهَا. وَقَالَ: المُصْلَخِمُّ والمُطْلَخِمُّ والمُطْرَخِمُّ: واحدٌ. خنصر: والْخِنْصَرُ: صُغرَى الْأَصَابِع. وَيقال: فُلانٌ بِهِ تُثْنَى الْخَنَاصِرُ _ أَي: يُبْدَأُ بِهِ إِذا ذُكِرَ أَشْكالُه. بَاب الْخَاء وَالسِّين [خَ س] دخمس: قَالَ اللَّيْث: الدَّخْمَسةُ: الْخَبُّ يُدَخْمِسُ عَلَيْك، وَلَا يُبيِّن لَك مِحْنَةَ مَا يُرِيد. وَقَالَ ابنُ الفَرَج: أمرٌ مُدَخْمَسٌ ومُدَهْمَسٌ _ إِذا كَانَ مَسْتُورا. وأنشدني المنذريُّ بَيْتا حفظتُ مِنْهُ عَجُزَهُ: ( ... مُدَخْمَساً دِخْمَاساً ... ) دنخس: وَقَالَ الليثُ: الدَّنْخَسُ: الْجَسِيم الشَّديد اللَّحْم. دخنس: وَقَالَ غَيره: الدَّخْنَسُ: الشديدُ من النَّاس وَالْإِبِل. وَأنْشد: (وَقَرَّبُوا كلَّ جُلاَلٍ دَخْنَسٍ ... عِنْدَ الْقِرَى جُنادِفٍ عَجَنَّسِ) خرمس: وَقَالَ اللَّيْث: اخْرَمَّسَ الرجل _ أَي: ذَلَّ وخضع. أَبُو عبيد _ عَن الْأَصْمَعِي: المُخْرَمِّسُ: الساكِتُ.

سربخ: وَفِي ((النَّوادر)) : ظَلِلْتُ اليومَ مُسَرْبَخاً ومُسَنْبِخاً. _ أَي: ظَلِلْتُ أَمْشِي فِي الظَّهِيرَةِ. وَقَالَ شَمِرٌ: قَالَ أَبُو عمرٍ و: السَّرْبَخُ: الأرَضُ الواسعةُ. قَالَ: وَقَالَ غيرُه: هِيَ الأرضُ الْبَعِيدَة. وَقَالَ أَبُو دُوَادٍ: (أَسْأَدَتْ لَيلةً ويَوْماً فَلَمَّا ... دَخَلتْ فِي مُسَرْبَخٍ مَرْدُونٍ) قَالَ: ((المَرْدُونُ)) : المنسُوجُ بالسَّرَاب، و ((الرَّدْنُ)) : الغزْل. وَقَالَ الليثُ: السَّرْبَخُ: مَفَازةٌ لَا يُهْتَدَى فِيهَا. سخبر: قَالَ: والسَّخْبَرُ: شجَرَةٌ من شجَر الثُّمَامِ. . لَهُ قُضُبٌ مجتمعة، وجُرْثُومَةٌ وعِيدانُه: كالكُرَّاثِ فِي الكَثرَةِ وكأَنّ ثَمَرَتَهُ مَكاسِحُ القَصَبِ. . وأَدَقّ مِنْها. وَأنْشد غيرُه: (واللُّؤْمُ يَنْبُتُ فِي أصُولِ السَّخْبَرِ ... ) خنفس: وَقَالَ اللَّيْث: الْخُنْفَساءُ: دُوَيْبَةٌ سوداءُ تكونُ فِي أصُول الحِيطَانِ. يُقَال: هُوَ أَلجُّ من الخُنْفَسَاءِ ... لرجوعها إليكَ كلّما رميتَ بهَا _ وثلاثُ خُنْفَسَاوَاتٍ. والجميعُ: الْخَنَافِسُ. وَفِي لُغَةٍ: خُنْفُسَاءُ وَاحِدَة، وثَلاَثُ خُنْفُسَاواتٍ. أَبُو عبيد: عَن أبي عَمْرو _: هُوَ الْخُنْفَسُ للذّكر من الْخَنَافِسِ. أَبُو حَاتِم _ عَن الأصمعيِّ _ هِيَ الْخُنْفَسُ، والْخُنْفَسَاء. وَلَا يُقَال _ بِالْهَاءِ _: خُنْفَساءة. قَالَ ابْن كَيْسَانَ: إِذا كَانَت ألِفُ التأنِيث خَامِسَة: حُذِفَتْ _ إِذا لم تكن ممدودَةً فِي التصغير، كَقَوْلِك: خُنْفُسَاءُ وخُنَيْفِساءُ. قَالَ: وَالَّتِي تُسْقَط من ذَلِك: ألِفُ ((حُبارَى)) . تَقول: حُبَيِّرٌ _ كأنَّك صَغَّرْت ((حُبَارَ)) . وربَّما عَوَّضُوا مِنْهَا ((الهاءَ)) فَقَالُوا: ((حُبَيِّرَةٌ)) . ذكره فِي ((بَاب التصغير)) . وَيُقَال: خِنْفِسٌ)) للخُنْفسَاء _ وَهِي لُغَة أهل الْبَصْرَة. قَالَ الشَّاعِر: (وَالْخِنْفِسُ الأسْودُ مِنْ نَجْرِهِ ... مَوَدَّةُ الْعَقْرَبِ فِي السِّرِّ) وَقَالَ ابنُ دَارَةَ: (وَفِي الْبَرِّ مِنْ ذِئْبٍ وَسِمْعٍ وعَقْرَبٍ ... وَثُرْمُلَةٍ تَسْعَى وَخِنْفِسَةٍ تَسْرِي) أَبُو زيدٍ: يُقَال: خَنْفسَ الرجل _ عَن الْقَوْم _ خَنْفَسَةً _ إِذا كرههم وعَدَل عَنْهُم. خنبس: اللَّيْث: أسدٌ خُنَابِسٌ. وخَنْبَسَتُهُ: تَرَارَتُه. وَيُقَال: مِشْيَتُه. والْخنابِسَةُ: الْأُنْثَى _ وَهِي الَّتِي استبان حَمْلُها. أَبُو عبيد: الْخُنَابِسُ: الْقَدِيم الشَّديد الثَّابِت. وَأنْشد للقَطَامِيِّ:

(أَبَى الله أَنْ أَخْزَى وَعِزُّ خُنَابِسُ ... ) وَقَالَ شمرٌ: أسدٌ خُنابِسٌ _ أَي: جَرِيءٌ. وَيُقَال: غَلِيظٌ. قَالَ: وَقَالَ زيْدُ بنُ كَثْوَةً: الْخُنابِسُ _ من الرِّجَال _: الضخمُ الَّذِي تعلُوه كَرَاهةٌ. . من رجالٍ خُنابِسينَ. وأنشدني الإيَادِيُّ: (لَيْثٌ يَخَافُكَ خَوْفُه ... جَهْمٌ ضُبَارِمَةٌ خُنابِسْ) فَرسَخ: وَفِي حَدِيث حُذَيْفَةَ: مَا بَيْنَكمْ وَبَيْنَ أَنْ يُصَبَّ عَلَيْكُمُ الشَّرُّ فَرَاسِخَ إلاَّ مَوْتُ رَجُلٍ يَعْنِي عمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِي الله عَنهُ. فَلوْ قَدْ مَاتَ صُبَّ عَلَيْكُمُ الشَّرُّ فَرَاسِخَ)) . قَالَ شمِرٌ: قَالَ ابْن شُمَيْلٍ: كل شَيْء دائمٍ كثيرٍ لَا يَنْقَطِع: فَرْسَخٌ. وقالَتِ الكِلاَبِيَّة: فَرَاسِخُ اللَّيْل وَالنَّهَار: ساعَاتُهما وأوقاتهما. وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبَةَ: هَؤُلَاءِ قومٌ لَا يعْرفُونَ مواقيتَ الدَّهْر، وَلَا فَراسِخَ الأيَّام. قَالَ: حيثُ يأخُذُ الليلُ من النَّهار. . وَالنَّهَار من اللّيل. وَقَالَ أبُو زِيَادٍ: مَا مُطِرَ الناسُ مَطَرا بَين نَوْأَيْنِ إلاَّ كَانَ بَينهمَا فَرْسَخ. قَالَ: والْفَرْسَخُ: انكسارُ البَرْد. يُقَال: فَرْسَخَتْ عَنهُ الْحُمَّى _ إِذا انكسرتْ. وَقَالَ: امْرَأَتِي محمومةٌ، وَلَو افْرَنْسخَتْ عَنْهَا الحُمَّى لجئتُكَ. وَقَالَ بعض الْعَرَب: أَغْضَنَتِ السماءُ أيَّاماً بِعَيْنٍ مَا فِيهَا فَرْسَخٌ. و ((العَيْنُ)) : أَن يَدومَ المطرُ أيَّاماً. وَقَوله: ((مَا فِيهَا فَرْسَخٌ)) يَقُول: لَيْسَ فِيهَا فُرْجَةٌ وَلَا إقلاعٌ. وانْتَظَرْتُكَ فَرْسَخاً من النَّهار _ يَعني طَويلا. وأَرَى ((الْفَرْسَخَ)) أُخِذَ مِنْ هَذَا. ثعلبٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: سمِّي: الْفَرْسَخُ فَرْسَخاً لأنُّه إِذا مشَى صاحبُه استراحَ عندَه وَجلسَ. قَالَ: وَإِذا احتَبَسَ المطرُ اشتدَّ الْبرد فَإِذا مُطِرَ الناسُ كَانَ للبَرْدِ بعد ذَلِك فَرْسَخٌ _ أَي: سُكُونٌ. . من قَوْلك: تَفَرْسَخَ عَنِّي المَرَضُ _ أَي: تَباعد. خلبس: وَقَالَ اللَّيْث: ((خَلْبَسَ)) . الْخَلابِيسُ: الكَذِبُ. والْخَلاَبِيسُ: أَن تَرْوَى الْإِبِل ثمَّ تَذْهَبَ ذَهَابًا شَدِيدا حَتَّى يُعَنَّى الرَّاعِي. يُقَال: أَكْفِيكَ الإبلَ وخَلاَبِيسَهَا. أَبُو عبيد _ عَن أبي زيد _: الْخُلاَبِسُ: الحديثُ الرَّقِيقُ. وَيُقَال: الْكَذِب. وَقَالَ الكُمَيْتُ: (وَأَشْهَدُ مِنْهُنَّ الْحَدِيثَ الْخُلاَبِسَا ... ) وَيُقَال: خَلْبَسَ قَلْبَه: فَتَنَهُ، وَذهب بِهِ. سملخ: وَقَالَ اللَّيْثُ: السَّمَالِخِيُّ _ من الطَّعام واللَّبن _: الَّذِي لَا طَعْمَ لَهُ. وسَمَالِيخُ النَّصِيِّ: أَمَاصِيخُهُ وَهُوَ مَا تَنْزِعُه مِنْهُ. . مِثْل القَضيبِ. خنسر: وَأنْشد ابْن السِّكيت.

باب الخاء والزاي

(إِذَا مَا نَتَجْنَا أَرْبعاً عَامَ كُفْأَةٍ ... بَغَاهَا خَنَاسِيراً فَأَهْلَكَ أَرْبَعَا) قَالَ وْالخَنَاسِيرُ: الْهُلاَّكُ. وَقَالَ ابْن الأعرابيِّ: الْخَنَاسِيرُ والْخَنَاثِيرُ: الدَّوَاهي. وَقيل: الْخَنَاسِيرُ: الْغَدْرُ واللُّؤْمُ. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: (فَإِنَّكَ لَوْ أَشْبَهْتَ عَمِّي حَمَلْتَنِي ... وَلَكِنَّهُ قَدْ أَدْرَكَتْكَ الْخَنَاسِرُ) _ أَي: أدركتْكَ مَلاَئمُ أُمِّك. وَقَالَ ابْن الأعرابيِّ _ فِي موضعٍ آخَرَ _: الْخَنَاثِيرُ: قُمَاشُ البَيْتِ. خسفج: وَقَالَ: الْخَيْسَفُوجُ: حَبُّ القُطْنِ. قَالَه اللَّيْث. ثَعْلَب _ عَن سَلَمَة: عَن الْفَرّاء _: يُقَال: تَفَرْسَخَ عنَّا المرضُ. . وافْرَنْسَخَ _ إِذا تبَاعد. قَالَ: وَإِنَّمَا سُمِّي الْفَرْسَخُ فَرْسَخاً. . لِأَنَّهُ إِذا مَشَى صاحبُه استَراح عندَه وجَلَس. بَاب الْخَاء وَالزَّاي [خَ ز] زخرط: أَبُو عبيد _ عَن الْفراء _: يُقَال لِمُخَاطِ النَّعْجَة وَالْإِبِل: الزِّخْرِطُ. زمخر: أَبُو عبيد _ عَن أبي عُبَيْدَة _: الزَّمْخَرَةُ: الزَّمَّارَةُ وَهِي الزَّانِيَة. ثَعْلَب _ عَن عمرٍ وَعَن أَبِيه _: قَالَ: الزَّمْخَرُ: السَّهْمُ الدقيقُ النَّاقِرُ. قلت: وَيُقَال للقَصَبِ: زَمْخَرٌ وزَمخَرِيٌّ. وَقَالَ الْجَعْدِيُّ: (فتَسَامَى زَمْخَرِيٌّ وَارِفٌ ... مَالَتِ الأعْرَافُ مِنْهُ واكْتَهَلْ) وَقَالَ بَعْضُ هُذَيْلٍ _ يصف الظَّلِيم: (عَلَى حَتِّ الْبُرَايَةِ زَمْخَرِيٍّ السَّوَاعِدِ ... ظَلَّ فِي شَرْيٍ طِوَالِ) أَرَادَ: عِظَامَ سَواعِدِهِ _ أنَّها جُوفٌ كالقَصَب. وَقَالَ أُمية بن أبي الصَّلْتِ فِي ((الزَّمْخَرِ)) السَّهْمِ: (يَرْمُونَ عَنْ عَتَلٍ كَأَنَّها غُبُطٌ ... بِزَمْخَرٍ يُعْجِلُ الْمَرْمِيَّ إعْجَالاَ) وَقَالَ الأُمَوِيُّ: الزَّمْخَرُ: السِّهَامُ. قلتُ: أَرَادَ السِّهَام الَّتِي عيدانُهَا من قَصَبٍ. . وقَصَبُ الْمَزَامِيرِ: زَمْخَرٌ. وَمِنْه قَول الْجَعْدِيِّ: (حَنَاجِرَ كالأقْمَاع بُحّاً حَنِينُهَا ... كَمَا صَيَّحَ الزَّمَّارُ فِي الصُّبْحِ زَمْخَرَ) أَبُو عبيد _ عَن أبي عَمْرو _ الزَّمْخَرُ: الْكَثِيرُ الْمُلْتَفُّ _ من الشّجر. برزخ: وَقَالَ الفرَّاءُ _ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {مرج الْبَحْرين يَلْتَقِيَانِ بَينهمَا برزخ لَا يبغيان} [الرَّحْمَن: 19: 20] : _ أيْ: حَاجِزٌ خَفِيّ. وَقَالَ فِي قَوْله عزّ وجلّ: {وَمن ورائهم برزخ إِلَى يَوْم يبعثون} [الْمُؤْمِنُونَ: 100] . قَالَ الفراءُ: ((الْبَرْزَخُ)) : من يَوْم يَموتُ إِلَى يَوْم يُبْعَثُ. وقولُه جلّ وعزّ: {وَجعل بَينهمَا برزخا} [الفُرقان: 53]_ أَي: حَاجزاً.

قَالَ: و ((الْبَرْزَخُ)) و ((الْحَاجِزُ)) و ((المُهْلَةُ)) : مُتقَارباتٌ فِي الْمَعْنى، وَذَلِكَ أَنَّكَ تقولُ: بينَهُمَا حَاجِزٌ ... أَنْ يَتَزَاوَارَا. فَتنْوِي ب ((الحاجزِ)) المسَافةَ البعيدةَ وَتَنْوِي الأمرَ المانعَ ... مثلُ اليمينِ والعداوَةِ. فَصَارَ المانعُ فِي الْمسَافَة، كالمانعِ فِي الْحَوَادِث فَوَقع عَلَيْهِمَا ((الْبَرْزخُ)) . وَفِي حَدِيث عليِّ _ كرَّمَ الله وجْهَهُ _: ((أَنَّهُ صَلَّى بِقَوْمٍ فَأَسْوَى بَرْزَخاً)) . قَالَ أَبُو عبيدٍ: قَالَ الكِسائيُّ: ((أَسْوَى)) : أَغْفَلَ وأَسْقطَ. قَالَ: و ((الْبَرْزَخُ)) : مَا بَينَ كلِّ شَيئينِ. وَمِنْه قيل لِلْمَيِّتِ: هُوَ فِي ((الْبَرْزَخِ)) ، لِأَنَّهُ بَين الدُّنْيَا والآخِرَةِ. فَأَرَادَ بِ ((الْبَرْزَخِ)) : مَا بَين الْموضع الَّذِي أَسْقَطَ عَلِيٌّ كرَّمَ الله وجْهه مِنْهُ ذَلِك الحرْفَ إِلَى الْموضع الَّذِي كَانَ انْتهى إِلَيْهِ من الْقُرْآنِ. وَقَالَ أَبُو عبيد: بَزَازخُ الْإِيمَان: مَا بَين أَوَّلِه وآخِره. وَقيل: مَا بَين الشَّكِ والْيَقِين. خزبز: ابْن شميلٍ: يقالُ: فلانٌ يتَخَزْبَزُ علينَا _ أَي: يَتَعَظَّمُ. زخزب: أَبُو عبيد: الزُّخْزُبُّ: القَوِيُّ الشَّدِيدُ. خنزر: والْخِنْزِيرُ: معروفٌ. وخَنْزَرٌ: اسمُ رَجُلٍ. وخَنْزَرٌ: اسْم موضعٍ. وَقَالَ الْجَعْدِيُّ: (أَلَمَّ خَيَالٌ مِنْ أُمَيْمَةَ مَوْهِناً ... طَرُوقاً وَأَصْحَابِي بِدَارَةِ خَنْزَرِ) قَالَ بعضهُم: خَنْزَرَ الرجلُ خَنْزَرَةً _ إِذا نظر بمُؤْخِرِ عَيْنِهِ. جَعَلَه ((فَنْعَلَ)) . . من ((الأخْزَرِ)) . عَمْرو _ عَن أَبِيه _: الْخُنْزُوانُ: الْخَنْزِيرُ. ذكرهُ فِي بَاب ((الْهَيْلُمَانِ، والنَّيْدُلاَنِ، والْكَيّذُبَانِ والْخِنْزُوانِ)) . أَبُو عبيد _ عَن الْكسَائي: فِي رَأسه خُنْزُوَانَةٌ _ وَهُوَ الكِبْرُ. خربز: والْخِرْبِزُ: البِطّيِخُ _ مُعَرَّبٌ. زخرف: وَقَالَ اللَّيْث: الزُّخْرُفُ: الزِّينَةُ. بيتٌ مُزَخْرَفٌ، وَقد زَخْرَفْتُهُ زَخْرَفَةً. وتَزْخَرَفَ الرجلُ _ إِذا تَزَيَّنَ. وَيُقَال: الزُّخْرُفُ: الذَّهَبُ. والزَّخَارِفُ: السُّفُنُ. قَالَ: والزَّخَارِفُ دُوَيْبَّاتٌ تَطِيرُ على المَاء، ذَوَاتُ أَرْبَعٍ _ مِثْلُ الذُّبَابِ. وَفِي الحَدِيث: ((أَنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَمْ يَدْخُلِ الْكَعْبَةَ حَتّى أَمَرَ بالزُّخْرُفِ فَنُحِّيَ)) . قيل: الزُّخْرُفُ _ هَهُنَا _: نُقُوشٌ وتَصَاويرُ تُزَيَّنُ بهَا ((الكَعْبةُ)) وكانَتْ بالذَّهبِ فأَمَرَ بهَا حَتَّى حُتَّتْ. وأصلُ الزُّخْرُفِ: الذَّهَبُ. وَمِنْه قَوْله عزّ وجلّ: {وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ وَزُخْرُفاً} [الزخرف: 34، 35] . وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي _ فِي قَوْله تَعَالَى: {زخرف القَوْل غرُورًا} [الْأَنْعَام: 112]_ أَي: حُسْنَ الْقَوْلِ _ بتَرْقِيشِ الْكَذِب. والزُّخْرُفُ: الذَّهبُ _ فِي غَيره.

باب الخاء والطاء

وقولُه عزّ وجلّ: {حَتَّى إِذا أخذت الأَرْض زخرفها} [يُونس: 24]_ أيْ: زينَتها من الْأَنْوَار والزَّهْر. . من بَين أَحْمَرَ وأَصْفَرَ وأَبْيَضَ. خزرف: قَالَ ابْن السِّكِّيت: الخِزْرَافَةُ: الكثيرُ الكلاَمِ الْخَفِيفُ. وَقيل: هُوَ الرِّخْوُ. وَقَالَ امرؤُ القَيْسِ: (ولَسْتُ بِطَيَّاخَةٍ فِي الرِّجَالِ ... ولَسْتُ بِخِزْرَافَةٍ أَخْدَبَا) و ((الأخْدَبُ)) : الَّذِي لَا يَتمالَكُ حُمْقاً. ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _: الخِزْرافَةُ: الَّذِي لَا يُحْسِنُ القُعُودَ فِي الْمجْلس. قَالَ زَيْدُ بن أَسْلَمَ: الزُّخْرُف: مَتَاعُ الْبَيْت. والزُّخْرُفُ فِي اللُّغة: الزِّينة، وكمالُ الشَّيْء. و ((أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرَفَهَا)) : كمَالعها وتَمَامَهَا. وَقَالَ الفرّاء: الزُّخْرُفُ: الذَّهب _ فِي قَوْله تَعَالَى: {وزخرفا} . وَجَاء فِي التَّفْسِير: إنّا نَجْعَلُها لَهُم من فِضَّةٍ وَمن زُخْرُفٍ، فَإِذا أَلْقَيْتَ ((مِنْ)) مِنَ ((الزّخْرُفِ)) أَوْقَعْتَ الفعلَ عَلَيْهِ. _ أيْ: وزُخْرُفاً نَجْعَلُ ذَلِك لَهُم مِنْهُ. وَقيل: مَعْنَاهُ: ونجعلُ لَهُم _ مَعَ ذَلِك _ ذَهَباً وغِنًى. وَهُوَ أَشْبَهُ الْوَجْهَيْنِ بِالصَّوَابِ. بزمخ: ابنُ دُرَيْدٍ: بَزْمَخَ الرجلُ _ إِذا تكبَّرَ. بَاب الْخَاء والطاء [خَ ط] خطرف: قَالَ اللَّيْث: الْخَنْطَرِفُ: العجوزُ الْفَانِيَةُ. وَقد خَطْرَفَ جِلْدُها _ أَي: اسْتَرَخَى. يُقَال بِالطَّاءِ وَالضَّاد _ والطّاءُ أكثَرُ وأَحْسَنُ. وجَمَلٌ خَطْرُوفٌ: يُخَطْرِفُ خَطْوَهُ ويَتَخَطْرَفُ فِي مِشْيَته _ يَجعلُ خَطْوَتَيْنِ خَطْوَةً. . من وَسَاعَتِه. وَيُقَال: رجلٌ مُتَخَطْرِفٌ: واسعُ الخُلُق، رَحْبُ الذِّراع. وخَطْرَفَ الرجلُ يُخَطْرِفُ خَطْرَفَةً _ إِذا أَسرعَ المشيَ. وَأنْشد: (وَإِنْ تَلَقَّاهُ الدَّهَاسُ خَطْرفاَ ... ) طرخف: ابْن الأعرابيِّ: الطِّرْخِفُ _ من الزُّبْدِ _: مَا رَقَّ وسالَ. وَهُوَ الرَّخْفُ _ أَيْضا -: طرخم: الليثُ: اطْرَخَمَّ الرجلُ _ وَهُوَ عَظَمَةُ الأحمقِ، وَأنْشد: (والأزدُ دَعْوَى النَّوْكِ وَاطْرَخَمُّوا ... ) يَقُول: ادَّعَوُا النَّوْكَ ثمَّ تَعَظَّمُوا. قَالَ: واطْرَخَمَّ الرَّجُل _ إِذا كلَّ بصرُه. والْمُطْرَخِمُّ: الغَضْبَانُ المتطاوِلُ. وَيُقَال: الْمُنتفِخ من التُّخمَةِ. قَالَ: والاِطْرِخْمَامُ: الِاضْطِجَاع. وَقَالَ أَبُو تُرَاب _ عَن أَصْحَابه _: شَبَابٌ مُطْرَهِمٌّ ومُطْرَخِمٌّ: بِمَعْنى واحدٍ.

خرطم: وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {سنسمه على الخرطوم} [القَلَم: 16] . الْخُرْطُومُ: الأنْفُ. وَمَعْنَاهُ: سنَجعلُ لَهُ فِي الْآخِرَة العَلَمَ الَّذِي يُعْرَفُ بِهِ أهلُ النَّار _ مِنَ اسْوِداد وجُوههم. وَقَالَ الفرّاء: الخُرْطُومُ _ وَإِن خُصَّ بالسَّمَةِ _ فَإِنَّهُ فِي مَذْهبٍ: الوَجْهُ. لأنّ بعضَ الْوَجْهِ يؤدِّي عَن بعض. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: هُوَ من السِّبَاع: الخَطْمُ والخُرْطُومُ وَمن الخنْزِير: الفِنْطِيسَةُ. ومِنْ ذِي الجَنَاح: المِنقارُ. ومِن ذوَاتِ الخُفِّ: المِشْفَرُ. ومِن الناسِ: الشَّفةُ. ومِنْ ذَوَاتِ الْحَافِر: الجَحَافِلُ. قَالَ عَمروٌ: الخُرطُومُ: للفيل، وَهُوَ أَنْفُه، ويَقُومُ لَهُ مَقامَ يدِه، ومَقام عُنُقِه. قَالَ: والخُرُوقُ الَّتِي فِيهِ لَا تَنفُذُ، وَإِنَّمَا هُوَ وعاءٌ _ إِذا مَلأه الْفِيل من طَعَامٍ أَو ماءٍ أَوْلَجُهُ فِي فِيهِ، لِأَنَّهُ قصيرُ العُنُق، لَا ينَال مَاء وَلَا مَرْعًى. قَالَ: وَإِنَّمَا صَار وَلَدُ البُخْتِيِّ _ من البُخْتِيَّة _ جَزُورَ لحْمٍ، لِقَصَرِ عنُقه، ولعجزِه عَن تنَاول المَاء والمَرْعَى. قَالَ: وللبعوضة خُرْطومٌ، وَهِي شَبيهةٌ بالفيل. وَقَالَ أَبُو عبيد: من أَسمَاء الْخمر: ((الخُرْطُومُ)) . ثعلبٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: الخُرْطُومُ: السُّلاَفُ الَّذِي سَالَ من غير عَصْرٍ. وَقَالَ الأصمعيُّ: الْمُخْرَنْطِمُ: الغضبانُ المستكبر _ مَعَ رَفْع رأْسِه. طلخف: أَبُو عُبيدٍ أَو غيرُه: جُوعٌ طِلَخْفٌ، وضَرْبٌ طِلَخْفٌ _ أيْ شديدٌ. وَأنْشد شَمِرٌ: (إِذا اجْتَمَع الجُوعُ الطِّلَخْفُ وحُبُّها ... عَلَى الرَّجُلِ المَضْعُوفِ كادَ يَموتُ) خنطل: وَقَالَ اللَّيْث: الْخُنُطُولَةُ: طائفةٌ من الْإِبِل والدوابِّ ونَحْوِها. وإبِلٌ خَنَاطِيلُ: مَتَفَرِّقَةٌ. وَقَالَ غيرُه: خَنَاطِيلُ: لَا واحِدَ لَهَا من جِنْسهَا. وَهِي جماعاتٌ من الوَحْش وَالطير. . فِي تفرِقةٍ. طمخر: أَبُو الحَسن اللِّحْيَانِيُّ: شَرِب حَتَّى اطْمَخَرَّ واطْمَحَرَّ _ أَي: امْتَلَأَ. طلخم: وَقَالَ الليثُ: اطْلَخَمَّ السَّحابُ _ إِذا تراكَبَ وأَظْلَم. والْمُطْلَخِمّاتُ من الْأُمُور: شِدَادُها. والطِّلْخَامُ: الفِيلُ الأنْثَى. وطِلْخَامٌ: موضعٌ. خنطر: قَالَ: والْخِنْطِيرُ: العجوزُ المسترخِيةُ الجُفُونِ ولَحْمِ الوجْهِ. طرخم: أَبُو ترابٍ: قَالَ الأصمعيُّ: إِنَّه لَمُطْرَخِمٌّ ومُطْلَخِمٌّ _ أَي: متكبِّرٌ متعظِّمٌ. وَكَذَلِكَ: مُسْلَخِمٌّ. وَقَالَ أَبُو زيدٍ: الخُرْطُومُ والخَطْمُ: الأنْف.

باب الخاء والدال

بَاب الْخَاء وَالدَّال [خَ د] الإردخل: وَقَالَ اللَّيْث: الإرْدَخْلُ: التَّارُّ السَّمين. قلت: لمْ أسمعِ ((الإرْدَخْلَ)) لغير اللَّيْث. خَرْدَل: قَالَ: والخَرْدَل: ضرْبٌ من الحُرْفِ. أَبُو عُبيد _ عَن الْفراء _ خَرْدَلْتُ اللحمَ وخَرْذَلْتُه _ بِالدَّال والذال _ كِلاهما: فرَّقْتُه وقطَّعْتُه. وَقَالَ اللَّيْث: الخُرْدُولةُ عُضوٌ من اللَّحْم وافِرٌ. قَالَه أَبُو زيد. وَقَالَ: خَرْدَلْتُ اللَّحمَ: فَصَّلْتُ أعضاءَهُ مُوفَّرةً. قَالَ: وخَرْدَلْتُ الطَّعامَ: أَكَلْتُ خِيَارَه وأطايِبَهُ. وَفِي الحَدِيث: ((فَمِنْهُمُ الْمُوبَقُ بِعَمَلِهِ وَمِنْهُمُ الْمُخَرْدَلُ)) . قَالَ: ((الْمُخَرْدَلُ)) : المرميُّ. وَقَالَ غيرُه: ((الْمُخَرْدَلُ)) : الْمُقَطَّعُ. أَبُو زيد: خَرْدَلَ الطَّعَامَ خَرْدَلَةً _ إِذا أكل خيارَه وأطايِبَه. وخَرْدَلَ اللَّحمَ: وفّرَ قِطَعَهُ. وَقَالَ الأصمعيُّ: إِذا كَثُرَ نَفَضُ النَّخْلَةِ، وعَظُم مَا بَقِي من بُسْرِها، قيل: خَرْدَلَتْ. . فَهِيَ مُخَرْدِلٌ. دربخ: اللِّحْيانيُّ: دَرْبَح ودَرْبَخَ _ إِذا حَنَى ظهرَه. وَقَالَ اللَّيْثُ: الْحَمَامةُ تُدَرْبِخُ لِذَكَرِها عِنْد السِّفَادِ _ إِذا طاوعَتْه. وَقَالَ رُؤبَةُ: (وَلوْ تقُولُ دَرْبِخُوا لَدَرْبَخُوا ... ) دلخم: وَقَالَ: والدِّلَّخْمُ داءٌ شديدٌ. تَقول: رَماهُ الله بالدِّلَّخْمِ. دخدب: وَقَالَ اللَّيْث: جاريةٌ دَخْدَبَةٌ ودِخْدِبَةٌ _ بِكَسْر الدالين وفتحهما _ إِذا كَانَت مُكْتَنِزَةً. خندم: قَالَ: وخَنْدَمَةُ: اسمُ موضعٍ بِنَاحِيَة ((مَكَّة)) . وَأنْشد: (إنّكِ لَوْ شَهدِتنَا بالْخَنْدَمَهْ ... إذْ فَرَّ صَفْوَانُ وَفَرُّ عِكْرِمهْ) خندف: ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: الْخُنْدُوفُ: الَّذِي يتبختر فِي مَشيه كِبْراً وبَطَراً. وَقَالَ بعض النَّسَّابين: كَانَت ((خِنْدِف)) _ امرأةُ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ _ غلَبتْ عَلَى نَسَبِ أَوْلَادهَا مِنْهُ. فذكَرُوا أنّ إبِلَ الْيَاسَ انتشرتْ لَيْلًا فَخرج مُدرِكَةُ فِي بُغائها وردَّها فسمِّي ((مُدْرِكَةَ)) وخَنْدَفَتِ الأمُّ فِي أَثَره _ أَي: أسرعَتْ، فسمِّيَتْ ((خِنْدِفَ)) . واسمُها لَيْلى بِنْتُ عِمْرَانَ بن إِلْحَافِ بن قُضَاعَةَ. وَقعد طَابِخَةُ يَطْبُخُ القِدْر، فَسُمِّيَِ ((طَابِخَةَ)) . وانقمع قَمَعَةُ فِي الْبَيْت فسمِّي ((قَمَعَةَ)) .

باب الخاء والتاء

وَقيل: إنّ خِنْدِفَ قَالَت لزَوجهَا ((الْيَاسَ)) : مَا زِلْتُ أَخَنْدِفُ فِي أَثَرِكم فَقَالَ لَهَا: فَأَنتِ ((خِنْدِفُ)) . فَذهب لَهَا اسْما، ولولَدِها نَسَباً وسُمِّيَتْ بهَا الْقَبِيلَة. أَبُو عبيد _ عَن أبي عَمْرو _: والْخَنْدَفةُ والنَّعْثَلةُ: أَنْ يَمشي الرجلُ مُفَاجّاً ويَقْلِبَ قدَمَيْه كَأَنَّهُ يَغْرِفُ بهما. وَهُوَ من التَّبَختُرِ. وظُلِمَ رجلٌ أيامَ ((الزُّبَيْرِ بن العوَّامِ)) فنادَى: يَا آلَ ((خِنْدِفَ)) فَخرج الزُّبيْرُ وَمَعَهُ سَيفُه وَهُوَ يَقُول: أُخَنْدِفُ إِلَيْك أَيهَا الْمُخَنْدِفُ، وَالله لَئِن كنتَ مَظْلُوما لأَنْصُرَنَّكَ. قلتُ: إِن صحَّ هَذَا من فعل الزُّبيْرِ فَإِنَّهُ كَانَ قبل نهْي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن التَّعَزِّي بعَزَاء الجاهليَّةِ. خدفل: أَبُو حَاتِم _ عَن الأصمعيِّ عَن أبي عَمرِو بن العَلاَء _ قَالَ: الْخَدَافِلُ: المَعَاوِزُ. وَمن أَمثالهم: غَرَّنِي بُرْدَاكَ مِنْ خَدَافِلِي)) . وَأَصله أَن امْرَأَة رَأَتْ عَلَى رجل بُرْدَين فتزوجَتْه طَمَعا فِي يَسَاره، فأَلْفَتْه مُعْسِراً. ثعلبٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ خَدْفَلَ الرجلُ _ إِذا لَبِسَ قَمِيصًا خَلَقَاً. خفدد: وَقَالَ الليثُ: الْخَفَيْدَدُ: الظَّلِيمُ _ وَفِيه لُغَة أُخْرَى: ((خَفَيْفَدٌ)) . وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: هُوَ الْخَفَيْدَدُ _ لسرعته. قلتُ: وَهَذَا ثُلاَثِيٌّ _ من ((خَفَدَ)) . خبند: أَبُو عبيد _ عَن الأصمعيِّ _: جاريةٌ خَبَنْدَاةٌ، وبَخَنْدَاةٌ. وَهِي التَّامَّةُ القَصَبِ. وجاريةٌ بَخْدَنٌ: ناعمةٌ تَارَّةٌ. أنْشد شمِرٌ قولَ العَجّاج: (فَقَدْ سَبَتْنِي غَيْرَ مَا تَعْذِيرِ ... تمْشِي كَمَشْي الْوَجِلِ المبْهُورِ) (على خَبنْدَى قَصَبٍ مَمْكُورِ ... ) ((خَبَنْدَى)) ((فَعَنْلَلٌ)) ، وَهُوَ واحدٌ، والفِعْل: ((اخْبَنْدَى، وابْخَنْدَى)) _ إِذا تَمَّ قَصَبُه. واخْبَنْدَتِ الجاريةُ، وابخَنْدَتْ. وبَخْدِنُ: من أَسمَاء النِّسَاء. بَاب الْخَاء وَالتَّاء [خَ ت] بختر: قَالَ اللَّيْث: التَّبَخْتُرُ: مِشْيَةٌ حَسنة. وَرجل بَختَرِيَّ: صاحبُ تَبَختُرٍ، وَرجل بِخْتِيرٌ: كَذَلِك. وَقَالَ غيرُه: هُوَ يمْشي الْبَختَرِيَّةَ. خنتب: ثعلبٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: الْخُنْتَبُ والْخُنْتُبُ: نَوْفُ الْجَارِيَة _ قبل أَن تُخْفَضَ. قَالَ: والْخُنتُبُ: المُخَنَّثُ _ أَيْضا _. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: الْخُنتُبُ: القَصيرُ. وأنشدَ: (فَأَدْرَكَ الأعْثَى الدَّثُورَ الْخُنتُبَا ... يَشُدُّ شَدّاً ذَا نَجَاءٍ مُلْهِبَا) خنتر: أَبُو عبيد _ عَن الأمَوِيِّ _: الْخِنْتَارُ الجُوعُ الشَّديد.

باب الخاء والذال

وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: هُوَ الْخُنْتُورُ _ أَيْضا _. خنثل: ثعلبٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ -: قَالَ: الْخُنثَالةُ: الْعَذِرَةُ. خفتر: قَالَ أَبُو نَصْرٍ _ فِي قَول عَدِيٍّ _: (وَغُصْنَ عَلَى الْخَفْتَارِ وَسْط جُنُودِهِ ... وَبَيِّتْنَ فِي لَذّاتِهِ رَبَّ مارِدِ) قَالَ الْخَفْتَارُ: ملِكُ الْحَبَشَة. دخدر: والدَّخْدَارُ: ضربٌ _ من الثِّياب _ نَفِيسٌ، وَهُوَ مُعَرّبٌ. الأصلُ فِيهِ ((تختَارُ)) أَي: مبينٌ فِي التَّخْتِ. وَقد جَاءَ فِي الشّعْر الْقَدِيم. وَفِي ((النَّوَادِر)) : فلَان يَتَبختَرُ فِي مِشْيَته ويَتَبخْتَى. بَاب الْخَاء والذال [خَ ذ] خذرف: قَالَ اللَّيْث: الخُذْرُوفُ: السريعُ فِي جَرْيِهِ. والخُذْرُوفُ: عُوِيْدٌ _ أَو قَصَبَةٌ مَشْقُوقَةٌ _ يُفْرَضُ فِي وَسطِهِ، ثمَّ يشدُّ بخَيْطٍ، فَإِذا أُمِرَّ دَارَ وسمعتَ لَهُ حَفِيفاً. ... يلْعَب بِهِ الصِّبيان ويُوصَفُ بِهِ الفرسُ لسُرْعَتِه. تَقول: هُوَ يُخَذْرِفُ بقوائمه. وَأنْشد قولَه: (دَرِيرٍ كَخُذْرُوفِ الوَلِيدِ أَمَرَّهُ ... ) وَقَالَ ذُو الرُّمّة: (وَإِنْ سَحَّ سَحّاً خَذْرَفَتْ بالأكَارعِ ... ) وَقَالَ بعضهُم: الخَذْرَفَةُ: مَا تَرمي الْإِبِل بأَخفافها من الْحَصَى _ إِذا أَسْرَعَتْ. وكلُّ شيءٍ مُنَتْشِرٍ مِنْ شَيْءٍ: خُذْرُوفٌ وَأنْشد: (خَذَارِيفُ مِنْ قَيْض النَّعَامَ التَّرَائِكِ ... ) وَقَالَ اللَّيْث: الخِذْرَافُ: نباتٌ رِبْعِيٌّ إِذا أَحَسَّ بالصيف يَبِسَ. الواحِدَةُ خِذْرَافَةٌ. ورَوَى أَبُو عبيد _ عَن الأصمعيِّ _: الخِذْرَافُ: شَجَرٌ من الحَمْضِ. قلتُ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح، وَلَيْسَ من بُقُولِ الرَّبيع. وَقَالَ مُدْرِكٌ القَيْسيُّ: تَخَذْرَفَتِ النَّوى فلَانا، وتَخَذْرَمَتْهُ. _ أَي: قَذَفَتْه وزَحَلَتْ بِهِ. بَاب الْخَاء والثاء [خَ ث _ خَ ر] خثرم: قَالَ اللَّيْث: الخِثْرِمَةُ: طَرَف الأرْنَبَة _ إِذا غَلُظَتْ. وَهَكَذَا رَوَاهُ _ شَمِرٌ عَن أبي حَاتِم _ بِالْخَاءِ. وأمَّا أَبُو عبيدٍ فإنَّ أصحابَه رَوَوْا عَنهُ هَذَا الحرْفَ _ بِالْحَاء _ ((حِثْرِمَةٌ)) . وَقَالَ: هِيَ الدائرة الَّتِي عِنْد الْأنف وسَطَ الشّفَة العُلْيا. قلتُ: وَقد رَوَاهُ عَنهُ ثعلبٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: ((حِثْرِمَةٌ)) بِالْحَاء أَيْضا _ فهما لُغَتَانِ.

خنثر: أَبُو عبيد _ عَن أبي زيد _: الْخَنْثَرُ والخَنْثِرُ: الشيءُ الْخَسِيسُ. . يَبْقَى من مَتَاع الْبَيْت فِي الدَّار _ إِذا احْتَمَلَ القومُ. وَقَالَ ابْن الأعرابيِّ: هِيَ الخَنَاثِيرُ _ لقُماش الْبَيْت. وَقَالَ ابْن السّكيت: الخنَاثِيرُ والخَنَاسِيرُ: الدَّوَاهي. أَبُو عبيدٍ _ عَن أبي عُبَيْدةَ: يُقَال للرجل الَّذِي يَتَطَيَّرُ: الخُثَارِمُ. وَقَالَ خُثَيْمُ بْنُ عَدِيٍّ: (وَلكِنَّني أَمْضِي عَلَى ذَاكَ مُقْدِماً ... إذَا صَدَّ عَنْ تلْكَ الهَنَاةِ الْخُثَارِمُ) خرمل: أَبُو عبيدٍ _ عَن الْأَصْمَعِي _ الْخِرْمِلُ الْمَرْأَة الحمقاءُ. وَقَالَ اللَّيْث: عجوزٌ خِرْمِلٌ: متهدِّمَةٌ. خرنب: قَالَ: والخَرْنُوبُ والخَرُّوبُ: شجرٌ يَنْبُتُ فِي جبال الشّام، لَهُ حَبٌّ كحبِّ اليَنْبُوتِ، يُسَمِّيه صبيانُ أهل العراقِ: ((القِثَّاءَ)) الشَّاميَّ ... وَهُوَ يابسٌ أسودُ. فنخر: وَقَالَ: ((الْفِنْخِيرَةُ)) : شِبْهُ صَخْرَة تتقلَّعَ من أَعلَى الْجَبَل ... فِيهَا رخَاوَةٌ. وَهِي أَصْغَر من ((الْفِنْدِيرةِ)) . وَيُقَال للْمَرْأَة _ إِذا تدحْرَجت فِي مِشْيتها _: إنَّها لَفُنَاخِرَةٌ. والْفُنْخُرُ: الصُّلْبُ الْبَاقِي على النِّطَاحِ. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: رجلٌ فُنْخُرٌ وفُنَاخِرٌ، وَهُوَ العظيمُ الجُثَّة. وَأنْشد بعضُهُم فِي ذَلِك: (إنَّ لَنَا لَجَارَةً فُنَاخِرَهْ ... تَكْدَحُ لِلدُّنْيَا وَتَنْسَى الآخِرَهْ) فرفخ: وَقَالَ اللَّيْث: الْفَرْفَخُ والْفَرْفَخَةُ: البقلَةُ الحمقاءُ. بربخ: والْبَرْبَخَةُ: الإِرْدَبَّةُ. نخرب: والنَّخَارِيبُ: هِيَ الثُّقَبُ الَّتِي فِيهَا الزَّنَابِيرُ. تَقول: إنَّه لأَضْيَقُ من النُّخْرُوب. وَكَذَلِكَ الثَّقْبُ _ فِي كلِّ شَيْء _: نُخْرُوبٌ. وشجرةٌ مُنَخْرَبَةٌ _ إِذا بَلِيَتْ، وَصَارَت فِيهَا نَخَارِيبُ. خنثب: أَبُو عبيد _ عَن الْفراء _ قَالَ: الْخِنْثَبَة: النَّاقة الغَزِيرَةُ ... الْكَثِيرَة اللَّبَنِ. وَهِي: الْخِنْثَعْبَةُ. خرنف وكرنف: وَفِي ((النَّوَادِر)) خَرْنَفْتُهُ بالسَّيْف وكَرْنَفْتُهُ _ إِذا ضَرْبتهُ. وخَرَانِفُ العِضَاةِ: ثَمَرُهَا ... واحدَتُها خِرْنِفَةٌ. وَيَقُول العَجَّاجُ: (وَدُسْتُهُمْ كَمَا يُدَاسُ الْفَرْفَخُ ... يُؤْكَلُ أَحْيَاناً وَحِيناً يُشْدَخُ) قَالَ: الْفَرْفَخُ: بَقْلَةُ الحمقاءِ.

ومن خماسي الخاء

وَمن خماسي الْخَاء خلنبس: قَالَ اللَّيْث: الْخَلْنَبُوسُ: حَجَرُ القَدَّاحِ. خندرس: والْخَنْدَرِيسُ: من أَسمَاء الخَمْرِ الْقَدِيمَة. أَبُو عبد الله _ عَن الفرَّاء _: سُمِّيَتْ بهَا لِقِدَمِهَا. وَمِنْه قيل: حِنْطَةٌ خَنْدَرِيسٌ ... للقديمة. خبرنج: أَبُو عبيدٍ وغيرُه: الْخَبَرْنَجُ: البَدَنُ النَّاعِمُ -. وَأنْشد: (غَرَّاءُ سَوَّى خَلْقَهَا الْخَبَرْنَجَا ... ) وَقَالَ شمر: الْخَبَرْنَجُ: الْخُلُقُ الْحَسَن. خنضرف: ابْن السِّكِّيت الْخَنْضَرِفُ _ من النِّسَاء _: الضَّخْمَةُ. . الكثيرةُ اللَّحْمِ. . الكبيرَةُ الثَّدْي. صلخدم: والصَّلَخْدَمُ: الصُّلبُ الْقوي. وَقَالَ: _ (صَبُورٌ عَلَى الأَعْدَاءِ جَلْدٌ صَلَخْدَمُ ... ) خرنبل: اللَّيْث: امرأةٌ خَرَنْبَلٌ. _ وَهِي الحمقاء. وَيُقَال: هِيَ العجوزُ المُتَهَدِّمَةُ. والجميع: الْخَرَابِلُ. خذرنق: أَبُو عُبَيْدَة: الْخَذَرْنَقُ والْخَدَرْنَقُ: العنكبوتُ. وَقَالَ أَبُومَالِكٍ: هِيَ الْخَدَنَّقُ والْخَدَرْنَقُ _ للعنكبوت الضَّخْمَةِ. خفنجل: والْخَفَنْجَل: الرَّجُلُ الَّذِي فِيهِ سَمَاجَةٌ وفَحَجٌ. وَأنْشد اللَّيْث: (خَفَنْجَلٌ يَغْزِلُ بالدَّرَّارَهْ ... ) درخميل ودرخمين: ثعلبٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: الدُّرَخْمِيلُ والدُّرَخْمِينُ: من أَسمَاء الدَّاهِيَة. وَأنْشد: (تَاحَ لَهُ أَعْرَفُ بَادِي الْعُثْنُونْ ... فَزَلَّ عنْ دَاهِيَةٍ دُرَخْمِينْ) (حَتْفَ الْحُبَارَيَاتِ والْكَرَاوِينْ ... ) درخبيل: أَبُو مالكٍ: هِيَ الدُّرَخْمِينُ والدُّرَخْبيلُ _ للداهية. دختنوس: دخْتَنُوسُ: اسمُ بِنْتِ حَاجِبِ بْنِ زُرَارَةَ التَّمِيمِيِّ. وَيُقَال: دَخْدَنُوسُ. سَمَّاها أَبوهَا باسم ابْنَةِ ((كسْرَى)) .

آخر كتاب الخاء

وأصلُ هَذَا الِاسْم ((دُخْتَرْنُوشْ)) فارسيَّةٌ عُرِّبَتْ _ مَعْنَاها: بِنْتُ الْهِنيءِ _ قُلِبَتِ الشِّينٌ سِيناً. . لَمَّا عُرِّبَ. خذنفر: ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: الْخَذَنْفَرَة: الْخَفْخَافَة الصوتِ. كأنَّ صوتَهَا يخرجُ من مَنْخِرَيْهَا. والْخَفخَفَة: صَوت الثَّوْب الّجَدِيدِ _ إذَا حَرّكْتَهُ. آخر كتاب الْخَاء ويتلوه بعون الله وَحسن توفيقه كتاب حرف الْغَيْن

الجزء 8

(بَاب الْغَيْن مَعَ الْقَاف) غ ق غق: قَالَ ابْن المَظْفّر: تقولُ العَرَبُ: غَقَّ القِدرُ يَغِقُّ غَقيقاً. قَالَ وَفِي الحديثِ: (أَنّ الشَّمْسَ لَتُقَرَّبُ مِنْ رُؤوسِ الخَلْقِ يومَ القيامَةِ حتّى أَنَّ بطونَهُم تَقول: غِقْ غِقْ) . قَالَ: والصَّقرُ يُغَقْغِقُ فِي بعضِ أصواتِهِ. قلتُ: غَقِيقُ القِدْرِ: صوتُ غليانِهِ، سُمّى غَقيقاً؛ لحكايتهِ صوتَ الغَلَيانِ، وَكَذَلِكَ: غَقْغَقَهُ صوتِ الصّقرِ، حِكَايَة، وَمن هَذَا قيل للمرأةِ الواسعةِ المتاعِ حَتَّى يُسْمَعَ لِهَنِها صوتٌ عندَ الخِلاط؛ غَقَاقةٌ، وَغَقوقٌ، وخَقاقَةٌ وخَقُوقٌ. والغَقُّ: حكايةُ صوتِ الماءِ، إِذا دَخَل فِي مَضيقٍ، وَهُوَ حِكايةُ صوتِ الغُدَافِ، إِذا بُحَّ صوتُهُ. ثعلبٌ عَن ابنِ الأعرابيِّ: الغَقَقَةُ: العَواهِقُ، وَهِي الخَطاطِيفُ الْجَبَليةُ. غ ك غ ج أهملت وجوهها: (بَاب: الْغَيْن مَعَ الشين) غ ش غش، شغ: مستعملان: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنَّه قالَ: (لَيْسَ مِنّا مَنْ غَشّنَا) . قالو أَبُو عُبيد: معناهُ: لَيْسَ مِنْ أَخْلاَقِنَا الْغِشُّ، وَهَذَا شبيهٌ بالحَدِيث الآخر: (الْمُؤْمِنُ يُطْبَعُ عَلَى كلِّ شَيْء إِلَّا الخِيانَة) .

باب الغين مع الضاد

قلتُ: والغِشُّ: نقيضُ النُّصْح، وَهُوَ مأخوذٌ من الْغَشَشِ، وَهُوَ المشْرَبُ الْكَدِرُ، كَذَلِك قَالَ ابنُ الْأَنْبَارِي. قَالَ: وأَنشد ابنُ الْأَعرَابِي: وَمَنهَلٍ تَرْوَى بهِ غَيرُ غَشَشْ ... أَي: غير كَدِرٍ، وَلَا قَلِيل. قَالَ. وَمن هَذَا: الغِشُ فِي الْبَيَاعَاتِ. وَقَالَ الليثُ: غَشّ فُلانٌ فُلاناً يَغُشُّهُ غِشّاً، إِذا لم يَمْحَضْهُ النُّصْحَ، وأغْتَشَشْتُ فلَانا، أَي: عَدَدْتُهُ غاشّاً. قالَ: ويُقَالُ: لَقِيتُهُ غشَاشاً، وذلكَ عِنْدَ مُغَيرِبَانِ الشَّمْسِ. قلتُ: هَذَا التفسيرُ غيرُ صحيحٍ، وصوابُه: لَقيتُهُ غِشَاشَا، وعَلى غِشَاشٍ، إِذا لَقِيتُهُ على عَجَلَةٍ. وَقَالَ القُطامِيّ: على مكَانٍ غِشاشٍ مَا يُنِيخُ بهِ إِلَّا مُغَيِّرُنا والْمُسْتَقي العَجِلُ وَقَالَ الليثُ: شُرْبٌ غِشَاشٌ، أَي: قَليلٌ. قلتُ: شُرْبٌ غِشاشٌ: غيرُ مريءٍ، لأنَّ الماءَ لَيْسَ بصافٍ وَلَا عَذْبٍ، فَلَا يَسْتَمْرِئُهُ شاربُهُ، وَقَالَ الفَرَزْدَقُ فِي الْمَعْنى الأول: فَمَكّنْتُ سَيْفِي مِنْ ذَوَاتِ رِماحِهَا غِشاشاً وَلم أحفِلْ بكاءَ رِعائيا أَرادَ: مَكَّنْتُ سَيْفِي من سِمَانِها على عَجَلَةٍ. شغ: قَالَ الليثُ: الشّغَغَةُ فِي الشَّرب: التّصْرِيدُ، وَهُوَ القَليلُ، قالَ رُؤبة: لَو كُنْتُ أَسْطِيعُكَ لم تُشَغْشِغِ شُربي وَمَا الْمَشْغُولُ مثلَ الأفْرَغِ قلتُ: وَمعنى قولِ رؤبَةَ: لم تُشَغْشغْ شُربي، أَي: لم تُكَدِّرْهُ. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: شَغْشغَ البئرَ، إِذا كدَّرَهَا. قلتُ: وَكَأَنَّهُ مقلوبٌ من: التّغشِيش، والغَشَش، وَهُوَ الكَدَر. وللشغْشغَةِ معنى آخر، وَهِي حكايةُ صوتِ الطعنةِ، إِذا ردّدها الطاعنُ فِي حوفِ المطعونِ. وَقَالَ الْهُذلِيّ: الطعنُ شغشغَةٌ والضّرْبُ هيقَعَةٌ ضربَ الْمُعَوِّلِ تحْتَ الديمةِ العَضَدَا وَيُقَال: شَغْشَغ الملجمُ اللجامَ فِي فمِ الدَّابَّة، إِذا امتَنَع (الدابةُ) عَلَيْهِ، فردّده فِي فِيهِ تأديباً. وَقَالَ الْهُذلِيّ: ذُو عَيّثٍ بَشْرٍ يَبَذُّ قَذالَهُ إذْ كانَ شغْشَغَةً سوارُ المُلْجِمِ وَمن رَوَاهُ: إنّ كانَ ... فتحَ: سوارَ. (بَاب الْغَيْن مَعَ الضَّاد) غ ض غض ضغ: مستعملان. غض: قالَ الليثُ: الغَضُّ والغَضِيضُ:

الطريُّ. وَقَالَ اللّحيانيّ: يُقَال: شَيْءٌ غضٌّ بضٌّ، وغاضٌّ باضٌّ. واختُلفَ فِي: فَعَلْتَ، من: غَضَ، فبعضهُم يَقُول: غَضِضْتُ تَغَضُّ، وبعضهُم يَقُول: غَضَضْتَ: تَغِضُّ. أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ إِذا بَدَأَ الطَّلع، فهُوَ الغَضِضُ، فإِذا اخْضَرّ، قيل خَضَبَ النخلُ، ثمَّ: هُوَ البَلَحُ. ثَعْلَب عَن ابنِ الأعرابيّ: يُقَال للطّلْعِ: الغِيضُ والغَضيضُ والإغْرِيضُ، قَالَ: وَيُقَال: أَنَّك لَغَضِيضُ الطرفِ، نقيّ الظّرْفِ. قَالَ: والظّرفُ: وعاؤُه: يَقُول: لستَ بِخَائِنٍ. قَالَ: وَيُقَال: غَضَّضَ، إِذا أكَلَ الغَضَّ، وَهُوَ الطّلع الناعِمُ. وغَضَّضَ: إِذا أصابَتْهُ غضاضَةٌ، وغَضَّضَ: صَار غَضّاً متنعّماً، وَهِي: الغُضُوضَةُ. وَقَالَ اللَّيْث: الغَضُّ والغَضَاضعةُ: الفُتُورُ فِي الطَّرْفِ. وَيُقَال: غَضَّ وأغْضَى، إِذا دَانَى بينَ جَفْنَيهِ، وَلم يلاقِ، وَأنْشد: واحمَقَ عِرّيضٍ عَلَيه غَضَاضَةٌ تَمَرَّسَ بِي مِنْ حيْنِه وَأَنا الرّقِمْ (قلتُ: قَوْله عَلَيْهِ غَضَاضَة) أَي: ذُلٌّ. ورجلٌ غضيضٌ، أَي؛ ذَليلٌ بَيِّنُ الغَضَاضَةِ، وَمن قومٍ أغِضَّةٍ وأَغِضَّاءَ، وهمُ الأدلاّءُ. ويقالُ: مَا أردْتُ بذا غَضِيضَة فلانٍ، وَلَا مَغَضَّتَهُ، كَقَوْلِك: مَا أردتُ نَقِيصَتَه، ومَنْقَصَتَهُ. وقالَ اليثُ: الغَضُّ: وزعُ العَذلِ، وَأنْشد: غضَّ الْمَلاَمَةَ إنِّي عَنْكَ مَشْغولُ ويقالُ: غُضَّ من بَصَرِكَ، وغُضَّ من صَوْتِكَ، قالَ الله جلّ وعزّ {فِى مَشْيِكَ وَاغْضُضْ} (لُقْمَان: 19) ، أَي: إخفِضِ الصوتَ، وَيُقَال؛ غُضَّ الطرفَ، أَي: كُفَّ النظَرَ، وَقَالَ جرير. فَغُضَّ الطَّرْفَ إنّكَ من نُمَيرٍ فَلَا كَعْباً بَلَغْتَ وَلا كِلابا معناهُ: غُضَّ نظَرَكَ ذلاً ومهانة. وَيُقَال: غُضَّ من لجامِ فرسِكَ، أَي: صَوّبهُ، وانقُضْ من غربه وحِدَّتِهِ. وَيُقَال: مَا غَضَضْتُكَ شَيئاً، وَمَا غِضْتُكَ شَيْئا أَي: مَا نَقَصْتُكَ شَيْئا. وَتقول للراكِب، إِذا سألْتَهُ أَن يُعَرِّجَ عَلَيْك قَلِيلا: غُضَّ سَاعَة، وقالَ الْجَعْدِي: خَلِيلَيَّ غُضَّا سَاعَة وَتَهَجَّرا أَي: غُضّا من سيرِكما، وعرّجا قَلِيلا، ثمَّ روّحا مُهَجِّرِينِ. وَيُقَال: غَضَغضّتُ الشّيء، فَتَغَضْغَضَ، أَي: نَقَصْتُه، فَنَقَصَ.

باب الغين والصاد

وَقَالَ الْأَحْوَص: هُوَ البَحْرَّ ذُو التَّيّارِ لَا يَتَغَضْغَضُ وَلما مَاتَ عبدُ الرحمانِ بنُ عوفٍ، قَالَ عمرْو بنُ العاصِ: (هَنِيئًا لكَ ابنَ عوفٍ، خَرَجْتَ من الدُّنيا بِبِطْنَتِكَ لم يَتَغَضْغَضْ مِنْهَا شَيْءٌ) . قلتُ: ضربَ البِطْنَةَ مثلا، لوفُورِ أجرهِ الَّذِي استوجَبَهُ بهجرتِه وجهادِه مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأنَّه لم يَتَلَبّسْ بشيءٍ من وَلايةٍ وعملٍ ينقُصُ أجورَهُ الَّتِي وَجَبَتْ لَهُ. وروى ابْن الفَرَجِ عَن بعضِهم: غَضَضْتُ الغُصنَ، وغَضَفْتُه، إِذا كَسَرْتَهُ، فَلم تنْعِمْ كسرَهُ. وَقَالَ أَبُو عبيدٍ فِي بابِ: موتِ الْبَخِيل، ومالهُ وافرٌ لم يُعْطِ مِنْهُ شَيْئا: من أمثالهم فِي هَذَا: (ماتَ فلانٌ بِبِطْنَتِهِ لم يَتَغَضْغَضْ مِنْهَا شيءٌ) . قلتُ: والقولُ الأولُ أجودُ، (فِي تَفْسِير حَدِيث ابْن عَوْف) . ضغ: سَلمَة عَن الْفراء: إِذا كَانَ العجينُ رَقِيقا، فَهُوَ الضَّغِيغَة والرَّغِيغَةُ. عَمْرو عَن أَبِيه: هِيَ الرّوضَةُ والضّغِيغَة والْمَرْغَدَةُ والْمَغْمَغَةُ، وَالْمَرْغَةُ، والْحَدِيقَةُ. وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: تركنَا بَني فُلانٍ فِي ضَغِيغَةٍ من الضغائِغ، وَهِي العشبُ الكثيرُ. وَقَالَ الليثُ: الضَّغِيغَةُ: لوكُ الدّرداء. قَالَ: وَتقول: أقمتُ عِنْده فِي ضغيغِ دهرِه، أَي: قدرِ تمامهِ. (بَاب الْغَيْن وَالصَّاد) (غ ص) غص صغ: مستعملان. غص: قَالَ اللَّيْث: الغَصَّةُ شجىً يَغَصُّ بِهِ فِي الْحِرْقِدَةِ. وَقَالَ عديّ بن زيد: لَو بغيرِ المَاء حَلْقي شَرِقٌ كنتُ كالغَصَّانِ بالماءِ اعْتِصَاري وَقَالَ غَيره: أَغصَّ فلانٌ الأرضَ علينا إغْصاصاً، أَي: ضَيِّقَها فغصَّتْ بِنَا، أَي: ضَاقَتْ. وَقَالَ الطّرِمّاح: أغَصّتْ عليكَ الأرضَ قحطانُ بالقَنا وبالهُنْدُ وَانِياتِ والقُرَّحِ الجُرْد ويقالُ: غَصِصْتُ باللُّقْمَةِ أغَصُّ بهَا غَصَصاً. صغ: أَبُو زيد: ضَغْصَغَ ثريدَهُ صَغْصَغَةً، أَي: رَوّاهُ دَسَماً. (بَاب الْغَيْن وَالسِّين) غ س غس، سغ: مستعملان. غس: ثعلبُ عَن ابنِ الأعرابيّ: الغُسُسُ: الضعْفى فِي آرائِهِمْ، وعقولِهِمْ، والغُسُسُ:

باب الغين والزاي

الرُّطَبُ الفاسِدُ، الواحدُ: غَسِيسٌ. قَالَ: والمَنْسُوسَةُ من النّخيلِ: الَّتِي تُرْطِبُ وَلَا حلاوةَ لَها. قَالَ: ويُقالُ للهِرَّةِ: الخَازِبازِ والمَغْسُوسَة. وَقَالَ أَبُو مِحْجَنٍ الأعرابيُّ: هَذَا الطعامُ غَسُوسْ. صِدْقٍ، وغَلُولُ صِدْقٍ، أَي طَعَامُ صِدْقٍ، وَكَذَلِكَ: الشرابُ. قَالَ: وَغَسَّ الرجُلُ فِي البِلادِ، إِذا دَخَل فِيهَا، ومضَى قُدُماً، وَهِي لغةُ تَميم، وَقَالَ رؤبةُ: كالحُوتِ لما غَسَّ فِي الأَنْهارِ قَالَ: وقَسَّ مثلُه. وَقَالَ الليثُ: الغَسُّ: زَجْرٌ للقطِّ، قَالَ: والغُسُّ والغَسْلُ من الرِّجَال، وجمعُهُ: أَغْساسٌ، وَأنْشد: أَن لَا تُبلّى بِجِبْسٍ لَا فُؤادَ لَهُ وَلَا بِغُسَ عَبيدِ الفُحْش إزْميلِ وَقَالَ غيرُهُ: غَسَسَتْهُ بالماءِ، وغَتَتُّه، أَي: غَطَطْتُهُ. وَقَالَ أَبُو وجزة: وأتْغَسَّ فِي كَدِرِ الطِّمالِ دَعَامِصٌ حُمْرُ البُطونِ قَصِيرَةٌ أعْمَارُهَا أَبُو عبيدٍ عَن الأصمعيّ: الغُسُّ: الضَّعيفُ اللّئِيمُ، وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو زيد، وَأنْشد، لزُهيرٍ بنِ مَسعودِ: فَلم أرقِهِ إِن يَنْجُ مِنْهَا وإِنْ يَمُتْ فَطَعْنَةُ لَا غُسَ وَلَا بِمُغَمِّرِ سغ: قَالَ: الليثُ يُقَال: سَغْسَغْتُ شَيْئا فِي التُرابِ، إِذا دَخْدَخْتَهُ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: سَغْسَغْتُ الطَّعامَ سَغْسَغَةً، إِذا أوسَعْتَهُ دَسَماً. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: سَغْسَغَ رأسَهُ وامْرَغَهُ، إِذا رَوّاه دُهْناً، وَأنْشد اللَّيْث: أَن لم يُعِقْني عائقُ التّسَغْسُغِ فِي الأَرضِ فآرقُبْنِي وَعُجْمَ المُضَّغِ (بَاب الْغَيْن وَالزَّاي) (غ ز) غز زغ: مستعملان. غز: قَالَ الليثُ: غَزّةُ: أرضُ بمشارِفِ الشّامِ، وأنشدَ ابنُ الأعرابيِّ: مَيْتٌ بِرَدْمَانَ وميتٌ بِسَلْ مَانَ ومَيْتٌ عِنْدَ غَزّاتِ قلتُ: ورأيتُ فِي بلادِ بني سَعْدٍ بنِ زيدِ مناةَ رَملَة، يُقالُ لَهَا: غَزّةُ، وفيهَا أَحْسَاءٌ جمة، ونخلٌ بَعْلٌ. عمروٌ عَن أَبِيه: الغَزَز: الخُصُوصِيَّةُ. وَقَالَ أَبُو زيدٍ: تَقول العربُ: قد غَزّ فلانٌ بِفُلانٍ، فاغْتَزّ بِهِ، واغْتَزَى بهِ، إِذا أُخْتَصّهُ من بينِ أصْحابِهِ. وَأنْشد:

باب الغين والطاء

فَمَنْ يَعْصِبْ بِليَّتِهِ اغْتِزازاً فإنكَ قد مَلأْتَ يَداً وَشَامَا قَالَ أَبُو الْعَبّاسِ أحمدُ بنُ يحيى: مَنْ: شَرْطٌ هَاهُنا، ويعصِب: يَلزَم. بِليّتِهِ: بِقَراباتِهِ، اغْتِزازاً، أَي؛ آخْتِصاصاً. واليَدُ هَاهُنَا، يريدُ: اليَمَنَ. قَالَ: معناهُ: من يَلْزَمْ ببرِّهِ أهلَ بيتِهِ، فإنكَ قد مَلأتَ بمعروفِكَ من اليَمَنِ إِلَى الشامِ. وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: الغُزّانِ: الشِّدْقانِ، وأحدُهُما غُزٌّ. وَقَالَ اللَّيْث: أَغَزَّتِ البَقَرَةُ، فَهِيَ مُغِزٌّ، إِذا عَشَّرَ حَمْلُهَا. قلتُ: الصوابُ: أغْزَتْ فهيَ: مُغْزٍ من ذَوَاتِ الْأَرْبَعَة، يُقَال للناقَةِ إِذا تأخَّر حَمْلُها، فاستأخَرَ نتَاجُها: قد أَغْزَتْ فَهْيَ مُغْزٍ، وَمِنْه قولُ رُؤْبَة: والحربُ عَسْراءُ اللّقاحِ مُغْزِ أَرَادَ: بَطُؤَ إقلاعُ الحَرْبِ، وقالَ ذُو الرُمّةِ. بِلَحْيَيْهِ صَكٌّ المُغْزِيَاتِ الرَّواكِلِ قَالَ شمر: أَغَزّتِ الشجرةُ إغْزازاً، فَهِيَ مُغِزٌّ، إِذا كَثُر شَوْكُها، وأَلتَفَّتْ. زغ: قَالَ اللَّيْث: زَغْزَغْتُ الرجُلَ إِذا سَخِرتَ بِهِ. وَقَالَ: المُفَضّل: الزْغْزَغَةُ: أَن تَخْبَأَ الشّيْءَ وتُخْفِيَهُ. وروى أَبُو الأزهرِ للكِسائيِّ: زغزغ الرجل فَمَا أَحْجَمَ، أَيْ: حَمَل فلمْ يَنْكِصْ، ولقيتُهُ فَمَا زَغْزَغَ، أَيّ: فَمَا أَحْجَمَ. قلتُ: وَلَا أَدْرِي: أصحيحٌ هُوَ أم: لَا. (بَاب الْغَيْن والطاء) (غ ط) غط: قَالَ الليثُ: يُقالُ: غَطّهُ فِي المَاء يَغُطُّهُ عَطّاً، أَي: غَمَسَهُ وغَطّسَه وَقَدِ أَنْغَطّ فِي الماءِ انْغِطَاطَاً. والغَطْغَطَةُ: صوتُ غَلَيانِ القِدْرِ، وَهِي: الغَطْمَطَةُ: قَالَ الراجز: للرّضْفِ فِي مَرْضُوفِهَا غَطاغِطُ. أَبُو عبيد: التّغْطِيطُ والغَرْغَرةُ: الصوتُ، ورواهُ بعضهُم: التّغَطْمُطُ. والغَرْغَرةُ أَيْضا صوتُ القِدْرِ. وَقَالَ الليثُ: الغَطْغَطَةُ: يُحكى بهَا ضربٌ من الصَّوْتِ. قَالَ: والغَطَاغِطُ: أُناثُ السِّخالِ. قلتُ: هَذَا تَصْحِيفٌ، وصوابُه: العَطَاعِطُ. بالعَيْنِ، الواحدُ: عُطْعُطٌ، وعُتْعت، قَالَ ذَلِك ابنُ الْأَعرَابِي وغيرُه. وَيُقَال: غَطّ النائمُ يَغِطّ غَطّاً وغَطيطاً، فَهُوَ غَاطٌّ. أَبُو عبيد عَن أَصْحَابه: الغَطاطُ: القَطا بفَتْح الغَينِ واحدتُها: غَطاطَةٌ، وَأنْشد: فَأَثَارَ فارِطُهُمْ غَطاطاً جُثّماً أصواتُهُ كَتَراطُنِ الفُرْسِ قَالَ: والغُطَاطُ: الصُّبْحُ بضَمّ الغَيْنِ وَنَحْو ذَلِك قَالَ ابْن شُمَيلٍ: وَأنْشد أَبُو

باب الغين والدال

الْعَبَّاس: قَامَ إِلَى ادْماءَ فِي الغُطَاطِ وَقَالَ ابْن السّكيت: القَطَا ضَرْبانِ: جُوْنٌ، وغَطاطٌ، الغَطاط مِنْهَا مَا كَانَ أسوَدَ باطنِ الجَناحِ، طويلَ الرِّجْلَيْنِ، مُصْفرّةَ الحُلُوقِ، أغبرَ الظّهْرِ، عظيمَ العَيْنِ. والجُونُ هِيَ الكُدْرُ، تكونُ كُدْرَ الظُّهُورِ، سودَ باطنِ الجَناحِ مُصْفَرّةِ الحُلُوقِ قصيرةَ الأرجُلِ، فِي ذَنَبِها رِيْشَاتٌ أطوَلُ من سَائِر الذّنَبِ. (بَاب الْغَيْن وَالدَّال) (غ د) غ د د غ: (مستعملان) . غَد: قَالَ الليثُ: أغدّتِ الإبِلُ، إِذا صَار لَهَا بَيْنَ الجِلْدِ واللّحْمِ غُدَدٌ من داءِ، وأنشدَ: لَا بَرئَتْ غُدَّةُ مَنْ أَغَدّا قَالَ: والغدّةُ تكونُ أَيْضا فِي الشّحْم. أَبُو عُبَيْدٍ عَن الأصْمَعيّ، قَالَ: من أدواءِ الإبِلِ: الغُدّةُ، وَهُوَ طاعُونُهَا، يُقالُ: بَعِيْرٌ مُغِدٌّ. شَمِر عَن ابنِ الأعرابيّ قَالَ: الغُدَّةُ لَا تكونُ إِلَّا فِي البَطْنِ، فَإِذا مَضَى إِلَى نَحْرِهِ ورُفْغِهِ: قِيلَ: بَعِيرٌ دَارِيّ. قلتُ: وسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ: غُدّتِ الناقَةُ فَهِيَ مَغْدُودَةٌ، من الغُدَّةِ، وغَدَّدْتُ الإبلَ فَهِيَ مُغَدّدَةٌ. وبَنُو فلانٍ مُغِدُّونَ، إِذا ظَهَرْتِ الغُدَّةُ فِي إبلِهِمْ. وَقَالَ ابنُ بُزُرْجَ: أغَدّتِ الناقَةُ وأُغِدَّتْ، ويقالُ أَيْضا: غُدَّتْ، فَهِيَ مَغْدُودَةٌ من الغُدَّةِ، وبعيرٌ مَغْدُودٌ، وغادٌّ، ومُغِدٌّ، ومُغَدٌّ، وإبِلٌ مَغادٌّ، وَأنْشد فِي الغادِّ: عَدِمْتُكُمُ ونَظَرْتُكُمْ إلَيْنَا بِجنْبِ عُكاظِ كالإبِلِ الغِدَادِ قَالَ: الغِدَادُ: جمْعُ الغَادِّ. وَأنْشد أَبُو الْهَيْثَم: وأحْمَدْتَ إذْ نَجَّيْتَ بالأمْسِ صِرمَةً لَهَا غُدَدَاتٌ واللَّواحِقُ تَلْحَقُ قَالَ: الغُدَدَاتُ: فُضُولُ السِّمَنِ، وَمَا كانَ من فُضولٍ وبرَ حَسَنٍ، وَهُوَ قَوْلُ أبي عمرٍ و. وَقَالَ فِي قولِ لبيد: تَطِيرُ غَدَائِدُ الأشْراكِ شَفْعاً قَالَ: الغدائِدُ: الفُضُولُ. الأصمعيّ: رأيتُ فلَانا مُغِدّاً ومُسْمَغِدّاً، إِذا رأيتَهُ وارِماً من الغَضَبِ، وامرأةٌ مِغْدَادٌ، إِذا كانَ من خُلُقِها الغَضَبُ، وأنشدَ: يَا ربَّ مَنْ يكتُمُني الصِّعَادا فَهَبْ لَهُ حَلِيلَةً مِغْدَادا أَبُو تُرَاب، قَالَ الأصمعيّ: أغدّ الرجُلُ، فَهُوَ مُغِدٌّ، وأضَدَّ فَهُوَ مُضِدٌّ، أَي: غَضْانُ.

باب الغين والتاء

سلمةُ عَن الفَرّاء، قَالَ: الغِدَادُ والغَدَائِدُ: الأنْصِبَاءُ، فِي قولِ لبيد: تطيرُ غدائِدُ الأشراكِ شَفْعاً دغ: قَالَ الليثُ: الدَّغْدَعَةُ فِي الْبضْع: التحريك. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقالُ للمَغْمُورِ فِي حَسَبِهِ، أَو فِي نسبِهِ: مُدَغْدَغٌ، ويُقَالُ: دَغْدَغَهُ بكلمةٍ، إِذا طَعَنَ عَلَيْهِ، وَقَالَ رُؤْبَةُ: وَعِرْضي لَيْسَ بالْمُدَغْدِغِ أَي: لَا يُطْعَنُ عَلَيّ فِي حَسَبي. (بَاب الْغَيْن وَالتَّاء) (غ ت) غت تغ: مستعملان. غت: قَالَ الليثُ: الغَتُّ كالغَطِّ. وَفِي الحديثِ: (يَغُتُّهُمُ الله فِي الْعَذَابِ غَتّاً) . قَالَ: والغَتُّ: أَن تُتْبِعَ القولَ القولَ، أَو الشُّرْبَ الشُّرْبَ، وَأنْشد: فَغَتَتْنَ غَيْرَ بَوَاضِعٍ أنْفَاسَها غَتّ الغَطَاطِ مَعاً عَلَى إعْجالِ وَفِي حديثِ ثَوْبَانِ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الحَوْضِ: (يَغُتُّ فيهِ مِيزابَان مِدَادُهُما من الجَنَّة) . قُلْتُ: هكذَا سمعتُهُ من محمدٍ بنِ إسحاقَ: يَغُتُّ، بِضَمِّ الْغَيْن، قَالَ: وَمعنى: يَغُتُّ: يَجْري جَرْياً، لَهُ صوتٌ وخَريرٌ. وقِيلَ: تَغُطُّ، وَلَا أَدْرِي مِمَّن حَفِظَ هَذَا التفسيرَ، قلت: وَلَو كَانَ كَمَا قَالَ، لقيل: يَغِتُّ ويَغِطُّ بِكَسْر الغَينِ وَمعنى: يَغُتُّ عِنْدِي يُتابِعُ الدفقَ فِي الحَوْضِ لَا يَنْقَطِعَانِ، مأخوذٌ من (قولِكَ) : غَتّ الشاربُ الماءَ جَرْعاً بَعْدَ جَرْعٍ، ونَفَساً بعد نَفَسٍ، من غير إبانَةِ الإنَاءِ عَنْ فِيهِ. وَقَالَ أَبُو زَيدٍ الأنصاريُّ: غَتَتُّ الرّجُلَ أغتُّهُ غتّاً؛ إِذا عَصَرْتَ بِحَلْقِهِ نَفَساً أَو اثْنَيْنِ أَو أكثَرَ. قَالَ شمر: غُتَّ فَهُوَ مَغْتُوتٌ، وغُتَّ: فَهُوَ مَغْمُومٌ. وَقَالَ رُؤْبَة، يذكر يُونُسَ، والحوتَ. ويونسُ الحوتُ لَهُ مَبِيتُ يدْفَعُ عنهُ جَوْفه الْمَسْحُوتُ كِلَاهُمَا مُغْتَمِسٌ مَغُتوتُ والليلُ فَوْقَ الماءِ مُسْتَمِيتُ قَالَ: فالمغتوتُ: المغمومُ. قَالَ: وغَتَتُّ الدَّابةَ شَوْطاً. أَو شَوْطَيْن، إِذا ركَّضْتُهَا وأتْعَبْتُهَا. قَالَ: وغَتَّ فِي الماءِ يَغُتُّ غَتّاً، وَهُوَ مَا بَيْنَ النَّفْسَيْنِ مِنَ الشُّرْبِ، والإناءُ عَلَى فِيهِ. وَأنْشد بَيت الْهُذلِيّ: ثَدَّ الضُّحَى فَغَتَتْنَ غَيْرَ بواضِعٍ

باب الغين والظاء

غَتَّ الغَطاطِ مَعاً على إعْجالِ أيْ: شَرِبْنَ أنفاساً، غَيْرَ بواضع: غَيْرَ رواءِ. وَقَالَ الدَّيْنَوري: إِذا والى الكأسَ دِكاما، قيلَ: غَتّهُ يَغُتُّهُ غَتّاً. وغتَّ الرجُلُ الضَّحِكَ، يَغُتَّهُ غَتّاً، إِذا وَضَعَ يَدَهُ أَو ثَوْبَهُ على فَمِهِ حينَ يَضْحَكُ، كَيْمَا يُخْفِيَهُ. قُلْتُ: فَمَعْنى قولِهِ: (يَغُتُّ فِيهِ مِيزَابَانِ أَي: يَدْفُقَانِ فِيهِ المَاء دَفْقاً دَائِما لَا يَنْقَطِعُ، كَا يَغُتُّ الشَّارِبُ المَاء، أَي: يُتَابِعُ جَرْعَهُ نَفَساً بعدَ نَفَسٍ من غيرِ إيانةٍ للإناءِ عَن الفمِ. ويَغُتُّ: مُتَعَدَ على هَذَا التأويلِ: لِأَن المُضَاعَفَ إِذا جَاءَ يَفْعَلُ) ، فَهُوَ مُتَعَدَ، وَإِذا جَاءَ على (فَعَل يَفْعِلُ) ، فَهُوَ لازِمٌ، إِلَّا مَا شَذَّ عنهُ، قَالَه الفراءُ، وغيرُهُ. تغ: قَالَ الليثُ: التّغْتَغَةُ فِي حكايةِ صوتِ الحُلِي قلت: لم أسْمَع: التّغْتَغَةَ فِي صوتِ الحُلِيِّ. وَقَالَ الفَرّاءُ: العَرَبُ تَقُولُ: سِمِعْتُ (طَاقٍ طَاقٍ) ، لِصَوْتِ الضَّرْبِ، ويقولونَ: سَمِعْتُ (تَغٍ تَغٍ) ، يُرِيدُونَ: صوتَ الضَّحِكِ. وَأَخْبرنِي المُنْذِرِيُّ عَن ثعلبٍ عَن سَلَمَة عَن الفرَّاءِ، قَالَ: أَقبلُوا تَغٍ تَغِ، وَأَقْبلُوا قِهٍ قِقٍ، إِذا قَرْقَرُوا بالضّحِكِ، وَقد انْتَغُوا بالضَّحِكَ وأوْتَغُوا. وَقَالَ أَبُو زيدٍ: تَغْتَغَ الضَّحِكَ تَغْتَغَةً، إِذا أخْفَاهُ. قلتُ: وقولُ الليثِ فِي التّغْتَغَةِ: أنَّهُ صَوْتُ الحُلِيِّ، خَطأ إِنَّمَا هُوَ حِكايَةُ صوتِ الضّحِكِ. (بَاب الْغَيْن والظاء) غ ظ غظ: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ أَبُو تُرابٍ: قَالَ أَبُو عمرٍ و: المُغَطْغَطَةُ والمُغَطْغَطَةُ بالطّاء والظّاء: القِدْرُ الشْدِيدَةُ الغَلَيانِ. (بَاب الْغَيْن والذال) (غ ذ) غذ: قَالَ الليثُ: غَذَّ الجُرْحُ يَغِذُّ، إِذا وَرِمَ. قلتُ: أخْطَأَ الليثُ فِي تفسيرِ غَذَّ، أنَّه بِمَعْنى: وَرِمَ، والصّوابُ غَذّ الجُرْحُ يَغِذُّ، إِذا سَالَ مَا فيهِ مِنْ قَيْحٍ وَصَدِيدٍ وقَدْ خَرَجَتْ غَذِيذَةُ الجُرْجِ وغَثِيثَتُهُ وَهِي مِدَّتُهُ. وَقد أَغَذَّ الجُرْحُ وأغَثَّ، إِذا أَمَدّ. وعِرْقٌ غَاذٌّ: لَا يَرْقأُ وَقَالَ أَبُو زيد: تقولُ العَرَبُ: للَّتِي نَدْعوها نَحن: الغَرَبَ: الغّاذُّ. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيُّ: إِن كانَتْ بالْبعيرِ دَبَرَةٌ، فبرأَتْ، وَهِي تَنْدى، (قيل) : بِهِ غَاذٌّ. وَتَرَكْتُ جُرْحَهُ يَغِذُّ.

باب الغين والثاء

ورَوى ابنُ الفَرَجِ عَن بَعْضِ العَرَبِ: غَضَضْتُ منهُ وغَذَذْتُ، أَي: نَقَصْتُ. وَقَالَ الليثُ وغيرُه: الإِغْذاذُ: الإسراعُ، فِي السَيرِ، وَأنْشد: لمّا رأيتُ القَوْمَ فِي إغْذاذِ وأَنَّهُ السَّيْرُ إِلَى بَغْداذِ قُمْتُ فَسَلَّمْتُ عَلَى مَعَاذِ تَسْليمَ مَلاَّذٍ عَلَى مَلاذِ طَرْمَذَةً منّي على الطِّرْمَاذِ وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: هِيَ الغَاذَّةُ والغَاذِيَةُ: لِرمَّاعَةِ الصَّبِيّ. (بَاب الْغَيْن والثاء) (غ ث) ثغ غث: (مستعملان) . غث: الليثُ: لحمٌ غثٌّ، غَثِيْتٌ، بَيِّنُ الغُثُوثَةِ، وقَدْ أَغَثَّ الرَّجُلُ اللحْمَ، أَيْ: اشْتَرَى غَثاً. قالَ: والغَثِيثَةُ: المِدَّةُ، وَقد أَغَثَّ الجُرْحُ، إِذا أَمَدَّ، يُغِثُّ إغثاثاً. وَقَالَ غيرهُ: أَغَثَّ فُلانٌ فِي حَدِيثِهِ، إذَا جَاء بكلامٍ غَثَ لَا مَعْنى لَهُ. وَقَالَ اللَّحْيانيُّ: رَجُلٌ غَثٌّ، وَلَقَدْ غَثِثْتَ يَا هَذَا فِي خُلُقِكَ وَحَالِكَ، إِذا سَاءَ خلقُهُ وحالُه، غُثوثَةً وغَثَاثَةً، وإنكمْ لَقَومٌ غَثَثَةٌ. وَيُقَال: مَا يَغِثُّ عَلَيه أَحَدٌ، أيْ: مَا يَدَعُ أحَداً إلاّ سَألَهُ. أَبُو عُبيدٍ عَن الأُمَويِّ: غَثَثَتِ الإبِلُ تَغْثِيثاً ومَلحَتْ تَمْلِيحاً، إِذا سَمِنَتْ قَليلاً قَليلاً. قَالَ أَبُو سعيد: أَنا أتَغَثثُ، وَمَا أَنا فيهِ، حَتَّى اسْتَسْمِنَ، أَي: أستَقِلّ عَمَلي؛ لأخذَ بِهِ الكثيرَ من الثوابِ. اللحيانيُّ: اغتَفتِ الخَيلُ وأغتَثتْ: إِذا أصابَتْ شَيْئا من الرّبيعِ، وَهِي الغُفةُ، والغُثةُ، جَاءَ بهما فِي بابِ: (الْفَاء والثاء) . وغيرُهُ: يُجيز: الغُبَّةَ، بِهَذَا الْمَعْنى. ثغ: قَالَ الليثُ الثغْثَغَةُ: عضُّ الصّبيّ قَبْلَ أَن يَشْقَأَ ويَثغِرَ، وَقَالَ رؤبة: وعضّ عضّ الأدردِ المُثَغْثَغِ (بَاب الْغَيْن وَالرَّاء) (غ ر) غر رغ: (مستعمان) . رغ: قَالَ اللَّيْث: الرّغيغَةُ: مَرْقَةٌ تُطْبَخُ للنُّفَسَاءِ. ثعلبٌ عَن ابنِ الأعرابيّ: الرّغيغَةُ: لبَنٌ يُطْبَحُ، وَقَالَ أَوْس: لقد عَلِمَتْ أسَدٌ أننَا لهُمْ نُصُرٌ ولَنِعْمَ النُّصُرْ فكيفَ وَجَدْتُم وَقَدْ ذُقْتُمُ رَغِيغَتَكُم بينَ حُلْوٍ وَمُرُّ وَقَالَ الأصمعيُّ: كنى بالرّغِيْغَةِ عَن الوقْعَةِ، أيْ ذُقْتُمْ طعْمَهَا، فكيفَ

وَجَدْتُمُوها؟ ؟ أَبُو عبيدٍ عَن الأصمعيّ فِي (وِرْدِ الإبِلِ) ، قَالَ إِذا رَدُّوها على المَاء. فِي اليومِ مِراراً، فذلكَ الرّغْرغَةُ. ثعلبٌ عَن ابنِ الأعرابيِّ، قالَ: المَغْمَغَةُ: أَن تَرِدَ الماءَ كلّمَا شاءتْ يَعْنِي: الإبلَ، والرغْرَغَةُ أَن يسقِيها سَقْيّاً ليسَ بتامٌّ، وَلَا كافٍ. غر: قَالَ الليثُ: الغَرُّ: الكَسْرُ فِي الجِلْدِ من السِّمَنِ وأنشَدَ: كأنَّ غَرَّمَتْنِهِ إِذْ نَجْنُبُهْ سَيْرُ صَنَاعٍ فِي خَرِيزٍ تَكْلُبُهْ قَالَ: والطائرُ يَغُرُّ فَرْخَهُ غَرّاً، إِذا زَقَّهُ. قلتُ: وسمِعْتُ أَعْرَابِيًا يَقُولُ لآخَرَ: غُرَّ فِي سِقائِكَ؛ وذلكَ، إِذا وضَعَهُ فِي المَاء وملأهُ بِيَدِهِ، يَدْفَعُ الماءَ فِيهِ دَفْعاً بِكَفِّهِ، وَلَا يَسْتَفِيقُ حَتَّى يَمْلأَهُ. ثعلبٌ عَن ابنِ الأعرابيّ: الغَرّ: النَّهْرُ الصَّغيرُ، وجمعُهُ: غُرُورٌ، والغُرُورُ: شَرَكُ الطّريقِ، كلُّ طُرْقَةٍ مِنْهَا: غَرٌّ، ومنْ هَذَا يُقالُ: إطْوِ الثَّوْبَ على غَرِّهِ، وخِنْثِهِ، أَي: على كَسْرِهِ. وَقَالَ الأصمعيّ: الغُرُورُ: مكاسِرُ الجِلْدِ، وأنشدَ ابنُ الأعرابيّ فِي صِفَةِ جارِيةٍ: سَقِيّةَ غَرَ فِي الحِجالِ دَمُوج يَعْنِي: أَنَّهَا تُخْدَمُ وَلَا تَخْدُمُ. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَن حَمَلَ بنَ مالكٍ، قَالَ لَهُ: إِنِّي كنتُ بينَ جَارَتَيْنِ لي، فَضَرَبَتْ إحداهُما الأخْرَى بِمِسْطَحِ، فألقَتْ جَنِيناً مَيْتاً، وماتَتْ، فَقَضى رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بديةِ المقتولَةِ عَلَى عاقِلَةِ القاتِلَةِ، وجعَل فِي الْجَنِين غُرْةً، عبدا أَو أمَةّ) . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الغُرَّةُ: عَبْدٌ أَو أَمَةٌ، وَأنْشد: كلُّ قَتِيل فِي كُلَيْبٍ غُرَّهْ حَتَّى ينالَ القتلُ آلَ مُرَّهْ يقولُ: كلُّهم ليسَ بِكُفْءِ لكُلَيْبٍ، إِنَّمَا هُم بمنزِلَةِ العَبيدِ والإِماء، إِن قَتَلْتُهُمْ، حَتَّى أقتُلَ آلَ مُرَّةَ، فَإِنَّهُم الأكْفاءُ حينئذٍ. وَقَالَ أَبُو سَعيدٍ الضريرُ: الغُرَّةُ عندَ العَرَبِ أنْفَسُ شَيء يُمْلَكُ، وأفضَلُهُ فالفَرَسُ غُرَّةٌ مالِ الرجُلِ والعبدُ غُرَّةُ مالِهِ، والبعيرُ النجيبُ: غُرَّةُ مالِهِ، والأمَةُ الفارِهَةُ من غُرَر المالِ. قلتُ: لم يَقْصِدْ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي جَعْلِهِ: فِي الجَنِينِ: غُرَّةً، إِلَّا جِنْساً واحِداً من أجناسِ الْحَيَوانِ (بِعَيْنِهِ) ، بَيَّنَهُ، فقالَ: عبدا أَو أمة. وغُرَّةُ المالِ: أفضلُه، وغُرَّةُ القومِ: سَيِّدُهُمْ. يُقالُ: فُلانٌ غُرَّةٌ من غُرُورِ قَوْمِه وَهَذَا غُرَّةٌ مِنْ غُرَرِ قوْمِهِ، وَهَذَا غُرَّةٌ من غُرَرِ المتَاعِ. وغُرَّةٌ النّبْتِ: رَأسُهُ، وسَرْعُ الكَرْمِ بِسُوقِهِ: غُرّتُهُ.

ورُوي عَن أبي عمرٍ وبنِ الْعَلَاء: أَنه قالَ فِي تفسِيرِ: (غُرَّةِ الجَنِينِ) : إنّهُ لَا يكونُ إِلَّا الأبيضَ مِنَ الرقيقِ. وتفسيرُ الفُقَهاءِ: أَن الغُرَّةَ من العبيدِ الَّذِي يكونُ ثَمَنُهُ عُشْرَ الدِّيةِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: قَالَ غيرُ واحدٍ، وَلَا اثنَيْنٍ: يُقالُ: لثلاثِ ليالٍ من أوَّلِ الشّهْرِ: ثلاثُ غُرَرٍ، والواحدُ: غُرَّةٌ. وأخبَرَني المُنْذِرِيُّ عَن أبي الهيثَمِ، أنّه قالَ: سُمِّيْنَ غُرَراً، واحِدَتُها غُرَّةٌ، تَشبِيهاً بِغُرّةِ الفَرَسِ فِي جَبْهَتِهِ؛ لأنّ البياضَ فيهِ أقلُّ شَيْءٍ، وكذلكَ بياضُ الهلالِ فِي هَذِه اللَّيَالِي أقلُّ شَيْءٍ فِيهَا. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: الغُرَّةُ من البياضِ فِي وَجْهِ الفَرَس مَا فوقَ الدِّرْهَمِ، والقُرْحَةُ قَدْرُ الدِّرْهَمَ فَمَا دُونَهُ. قلتُ: وَأما اللَّيَالِي الغُرُّ الَّتِي أمَرَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِصَوْمِها، فَهِيَ ليلةُ ثلاثَ عشرةَ، وأربعَ عَشْرَةَ وخَمْسَ عَشْرَةَ، ويُقال لَهَا: البِيْضُ. وَأمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِصَوْمِها؛ لأنّهُ خَصَّها بالفَضْلِ. وَقَالَ الليثُ: الغُرُّ: طَيْرٌ سُوْدٌ، بِيْضُ الرُّؤُوس، من طيرِ المَاء، والواحدُ: غَرّاءُ. ذكرا كَانَ أَو أُنْثَى. والأَغَرُّ: الأَبْيَضُ، قَالَ: والغِرُّ كالغِمْرِ، والمَصْدَرُ الغَرارَةُ وجاريةٌ غِرَّةٌ. وَقَوْلهمْ: (المُؤْمِنُ غِرٌّ كَريمٌ) معناهُ: أَنَّه لَيْسَ بِذِي نَكْراءَ. وَقَالَ أَبُو عُبيدٍ: الغِرَّةُ: الجَاريةُ الحَدَثَةُ السِّنِّ، الَّتِي لم تُجَرِّبِ الأُمورَ، ويقالُ لَها أَيْضا: غِرٌّ بِغَيْر هَاءٍ، وَأنْشد: إِن الفَتَاةَ صَغِيرَةٌ غِرٌّ فَلَا يُسْرَى بِهَا وَقَالَ الأصمعيُّ: جَارِيَة غَرِيْرَةٌ، إِذا لَمْ تُجَرِّبِ الأُمُورَ، وَلم تكنْ عَلِمَتْ مَا يَعْلَمُ النِّساءُ من الحُبِّ، وكذلكَ: غُلامٌ غِرٌّ، وجارِيةٌ غِرٌّ. وَيُقالُ: كَانَ ذَلِك فِي غرارَتي وَحَداثَتي، يُريدُ: فِي غِرّتي. أَبُو عُبيد عَن الكِسَائي: رجلٌ غِرٌّ، وَامْرَأَة غِرّةٌ: بَيِّنَةُ الغَرَارَةِ من قومٍ أغِرّاءَ. قالَ: ويُقالُ: عَن الإنسانِ الغِرِّ: غَرِرْت يَا رَجُلُ، تَغِرُّ غَرارةً، وَمن الغَارِّ وَهُوَ الغَافِلُ: اغْتَرَرْتَ. وقالَ ابنُ الأعرابيّ: يُقالُ: غَرِرْتَ بَعْدِي تَغِرُّ غَرارةً، فأنتَ غِرٌّ، والجَارِيَةُ غِرٌّ، إِذا تَصَابَى. وَفِي الحَدِيث: (المُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيْمٌ، والكافِرُ خَبٌّ لَئِيمٌ) . فالغِرُّ: الَّذِي لَا يَفْطُنُ للشَّرِّ. ويَغْفُلُ عَنْهُ، والخَبُّ: ضِدُّ الغِرِّ، وهوَ الخَدّاعُ المُفْسِدُ. قَالَ ابنُ الأعرابيِّ: مَا كنتُ خَبّاً، وَلَقَد

خَبِبتَ تَخَبُّ خَبّاً. قَالَ ابنُ سِيرْنَ: (لستُ بِخَبَ، ولكنّ الخَبّ لَا يَخْدَعُني) . وَيُقَال: اغتَرَرْتُه واستَغْرَرْتُهُ أيْ: أتيتُهُ على غِرّةٍ، أَي: على غَفْلَةٍ، وانْتَصَحْتُهُ، أيْ: خِلْتُهُ ناصِحاً، واغْتَشَشْتُهُ، أيْ: خِلْتُهُ غَاشّاً، وَقَالَ: أَلا رُبّ مَنْ مِنْ نَفْسِهِ لَكَ نَاصِحٌ ومُنْتَصِحٌ بالغَيْبِ وَهُوَ أمِيْنُ وَغَرّرَ السِّقاءَ، إِذا مَلأهُ، وقالَ حَمَيد: وَغَرّرَهُ حَتّى اسْتَدَارَ كأنَّهُ عَلَى الفَرْوِ عُلْفُوفٌ من التُّركِ اقِدُ يُرِيدُ بالفَرْوِ: مسكَ شاةٍ بُسِطَ تَحْتَ الوطْبِ. وَقَالَ أَبُو بكرٍ بنُ الْأَنْبَارِي، فِي قَوْلهم: غَرّ فلانٌ فلَانا: وَقَالَ بعضُهُمْ: معناهُ: قد عَرّضَهُ للهَلَكَةِ والبَوارِ، من قولِهِمْ: ناقَةٌ مُغَارٌّ، إِذا ذَهَب لَبَنُها بالجَدْبِ، أَو لِعِلَّةٍ. . ويقالُ: غَرّ فلانٌ فلَانا: معناهُ: نَقَصَهُ، من الغِرارِ، وَهُوَ النُّقْصانُ. ويقالُ: مَعْنى قولهمْ: غَرَّ فُلانٌ فُلاناً: فَعَلَ بِهِ مَا يُشْبِهُ القَتْلَ والذَّبْحَ بِغِرارِ الشّفْرَةِ. أَبُو عُبيدٍ عَن الأصْمعي: من أمثالهم فِي تَعْجِيلِ الشّيْء، قَبْلَ أَوَانِهِ قَوْلُهُمْ: (سَبَقَ دِرَّتهِ غِرارُهُ) . ومثلُه: (سَبَقَ سَيْلُه مَطَرَهُ) . ابْن السّكّيت: غَارَّتِ النَّاقةُ غِراراً، إِذا دَرَّتْ، ثمَّ نَفَرَتْ فَرَجَعَتِ الدِّرَّةَ. وَفِي مَثَلٍ: (الغِرَّةُ تَجْلِبُ الدِّرّةَ) . أَبُو عبيدٍ عَن أبي زَيْدٍ فِي: كِتابِ الأمثالِ قَالَ: من أمثالهم فِي الخِبْرَةِ والعِلم: (أَنا غَرِيرُكَ مِنْ هَذَا الأمرِ) ، أَي: اغْتَرَّنِي فأسأَلْني عنهُ، على غِرّةٍ، أَي: إِنِّي أَنا عالمٌ بِهِ فَمَتَى سألْتَنِي عنهُ من غَيْرِ اسْتِعْدادٍ لذلِكَ، وَلَا رَوِيَّةٍ فِيهِ، قالَ: وقالَ الأصْمَعيُّ فِي هَذَا الْمثل مَعْنَاهُ: أنَّكَ لَسْتَ بِمَغْرُورٍ منِّي، لكنِّي أَنا المَغْرُورُ؛ وذلكَ أنَّهُ بَلَغَني خبرٌ كانَ بَاطِلا، فأخبرتُكَ بهِ، وَلم يكنْ عَلَى مَا قُلْتُ لكَ، وَإِنَّمَا أدَّيْتُ إليكَ كَمَا سَمِعْتُ. أَبُو عُبيد: الغَريرُ: المغْرُورُ، والغَرَارَةُ من الغِرَّةِ، والغِرَّةُ من بَايَعَ رَجُلاً من غيرِ اتْفاقٍ من المَلإ، لم يُؤَمَّرْ واحِدٌ منْهُما تَغْرِيراً بِدَمِ المُؤمَّرِ مِنْهُما، لِئَلاَّ يُقْتَلا، أَو أحَدُهما. ونَصَبَ تَغِرَّة لأنّه مَفْعُولٌ لَهُ، وَإِن شِئْتَ: مفعولٌ مِنْ أجْلِهِ. وقولُه: أنْ يُقْتَلا، أَي: حِذَارَ أنْ يُقْتَلا. وَمَا عَلِمْتُ أحَداً فَسَّرَ من حديثٍ عُمَرَ هَذَا مَا فَسَّرْتُهُ فَتَفَهّمْهُ، فَإِنَّهُ صَعْبٌ. ورُوىَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قالَ: (لَا غِرَارَ فِي صَلاةٍ، وَلَا تَسْلِيمٍ) . قَالَ أَبُو عبيدٍ: الغرارُ: النُّقْصَانُ، يُقال

ُ للنَّاقَةِ، إِذا نَقَصَ لَبَنُها: هِيَ مُغَارُّ، قالَهُ الكِسائيُّ، وَفِي لَبَنِهَا غِرارٌ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي، غارَّتِ النّاقَةُ غِراراً، إِذا قَلَّ لَبَنُها، وَمِنْه: غِرارُ النَّوْمِ: قِلّتُهُ. قُلْتُ: غِرارُ النّاقَةِ: أَن تُمْرِي، فَتَدُرّ، فإِن لم يُبادَرَ دَرُّها بالحَلَبِ، رَفَعَتْ دِرّتَها، ثمّ لم تَدُرّ، بَعْدَ ذلكَ، حَتَّى تُفِيقَ. ورَوى الأوزاعيُّ عَن الزُّهريّ أنّه قالَ: (كَانُوا لَا يَرَوْنَ بِغِرارِ النَّومِ بَأْسا) ، يَعْنِي: أَنَّه لَا يَنْقُضُ الوَضُوءَ. وَقَالَ الفَرَزْدَقُ يَرْثي الحَجّاجَ: أَنَّ الرّزِيّةُ مِنْ ثَقِيفٍ هالِكٌّ تَرَكَ الْعُيُونَ فَنَوْمُهُنَّ غِرَارُ أيْ قَليلٌ. وَقَالَ أَبُو عُبيد: فمعْنَى الحديثِ: (لَا غِرارَ فِي صَلاَةٍ وَلَا تَسْلِيم) . أَي: لَا ينقُصُ من ركُوعِهَا وسُجُودِهَا، كقَولِ سَلْمانَ: (الصلاةُ مِكْيالٌ، فَمَنْ وَفَّى وُفِّيَ لَهُ، وَمن طفَّفَ، فَقَدْ عَلِمْتُم مَا قالَ الله فِي (المُطَفِّفينَ) . قَالَ: وَأما الغِرارُ فِي التَّسليمِ، فَنُراهُ أَن يَقُولَ لَهُ: (السَّلامُ عَلَيكمْ) ، فيردّ عَلَيهِ الآخَرُ: (وَعَلَيكمْ) ، وَلَا يَقُولَ: (وَعَلَيكمُ السّلامُ) . قالَ: وقالَ الأصمعيُّ: الغِرَارُ أَيْضاً: غِرارُ الحَمَامِ فَرْخَهَا، إِذا زَقّتْهُ. وَقد غَرَّتْهُ تَغُرُّهُ غَرّاً وغِراراً. قَالَ: والغِرارُ: الطرِيقَةُ، يُقالُ: وَلَدَتِ المرأةُ ثَلَاثَة على غِرارٍ واحِدٍ، أَي: بعضَهم خَلْفَ بعضٍ. ويُقالُ: بنى القَومُ بُيُوتَهُم على غِرارٍ واحِدٍ. قَالَ: والغِرَارُ: حَدُّ السّيْفِ وغَيرِهِ: والغِرارُ: المِثَالُ الّذي يُضْرَبُ النَّصالُ: لِتَصْلُحَ. وَقَالَ الهُذَليُّ، يَصِفُ نَصْلاً: سَدِيْدُ العَيْرِ لم يَدْحَضْ عَلَيه الْ غِرارُ فَقْدِحُهُ زَعِلٌ دَرُوجُ ثعلبٌ عَن أبي نَصْرٍ عَنِ الأصمَعيِّ: يُقَالُ لحدِّ السِّكِّينِ: الغِرَارُ والظُّبَةُ والقُرْنَةُ، وَلِجانِبِها الَّذي لَا يَقْطَعُ: الكلُّ، ويُقَالُ: لَقِيْتُهُ غِرَاراً، أيْ: عَلَى عَجَلَةٍ، وأَصلُهُ: القِلةُ فِي الرُّؤْيَةِ للعَجَلةِ. وَمَا أقَمْتُ عِنْدَهُ إِلَّا غِراراً، أَي: قَلِيلاً. والغِرَارَةُ: الجُوالِقُ، وجمعُها: غَرائِرُ، وَقَالَ الرَّاجزُ: ... كَأَنَّهُ غِرَارَةٌ مَلأَى حَق وقالَ أَبُو زَيدٍ: يُقَالُ: غَارّتِ السُّوقُ غِراراً، إِذا كَسَدَتْ، ودَرّتِ السَّوقُ: إِذا نَفَقَتْ، ويقالُ: لَبِثَ اليَومُ على غِرارِ شَهْرٍ، أَي: عَلَى مِثَالِ شَهْرٍ، وطُولِ شَهْرٍ. ويقالُ: لَبِثَ اليومُ غِرارَ شَهْرٍ أَيْضا، ويقالُ: غرّ فلانٌ مِنَ العِلْم مَا لمْ يُغَرّ غَيْرُهُ، أَي

ْ زُقّ وعُلِّمَ. وغَرّرْتُ الأَسَاقِيَ، إِذا مَلأتها. وغارَّ القُمْريُّ أَنْثَاهُ، إِذا زَقَّها غِراراً. وقالَ الله: جلّ وعزّ: {اللَّهِ حَقٌّ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ} (لُقْمَان: 33) . يَقُولُ: لَا تَغُرَّنَّكُمُ الدُّنْيا، وَإِن كانَ لَكُم حَظٌّ فِيهَا، ينقص من دينكُمْ، فَلَا تُؤْثِروا ذلكَ الحَظَّ، {الْحَيَواةُ الدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُم} (لُقْمَان: 33) . وَالغَرُورُ: الشيطانُ، وقُرىء بضَمِّ الغَيْنِ وَهَيَ الأباطيلُ، كَأَنَّهُ جَمْعُ: غَرَ، مَصْدرٍ: غَرَرْتُه غَرّاً، وَهُوَ أحسنُ من أنَ يُجْعَل مَصْدَرَ: غَرَرْتُ غُروراً، لأنّ المُتَعَدِّي مِنَ الأَفْعَالِ لاَ تَكَادُ تَقَعُ مَصَادِرُها عَلى: (فُعُول) إِلَّا شَاذاً، وَقد قالَ الفَرّاءُ: غُرَرْتُهُ غُروراً. قالَ: وقولُه: {الْحَيَواةُ الدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُم} ، يريدُ بِهِ: زِينَةَ الأشياءِ فِي الدّنيا. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ابنِ فَهْمِ عَن ابنِ سَلاّمِ عَن عمروٍ بن قائِدٍ، فِي قَوْله تَعَالَى: {الْحَيَواةُ الدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُم} . قَالَ الغَرورُ: الشيطانُ، وَأما الغُرورُ فَمَا اغْتُرّ بِه من مَتَاعِ الدُّنْيا. وَقَالَ الأصمعيّ: الغَرورُ: الّذي يَغُرُّكَ. وَقَالَ غيرُهُ: الغَرورُ من الدّواء: مَا يُتَغَرْغَرُ بِهِ. وعيشٌ غَرِيْرٌ، إِذا كانَ لَا يُفزِّعُ أَهْلَهُ. ويُقَالُ: إيّاكَ وبَيْعَ الغَرَرِ، وَبَيْعُ الغَرَرِ: أَن يكونَ على غَيْرِ عُهْدَةٍ وَلَا ثِقَةٍ، قالَهُ الأصْمَعيُّ. قلتُ ويدخُلُ فِي بيعِ الغَرَرِ: البُيُوعُ المَجْهُولَةُ، الَّتِي لَا يُحِيطُ بِكُنْهِهَا المُتَبايِعَانِ، حَتَّى تكونَ مَعْلُومَةً. وَيَوْمٌ أَغَرُّ. . أَيْ: شديدُ الحَرِّ. ومنهُ قولُ الشَّاعِر: أغرُّ كَلَوْنِ المِلْحِ ضَاحِي تُرابِهِ إذَا اسْتَوْقَدَتْ حِزّانُهُ وَضَيَاهِبُهْ ويُقالُ: غَرّتْ ثِنِيَّتا الغُلامِ فِي أوّلِ طُلُوعِهِمَا، لِظُهُورِ بَيَاضِهِما. ورجلُ أغرُّ الوَجْهِ إِذا كانَ أبيضَ الوَجْهِ، من قومٍ غُرَ وغُرّانٍ، وَقَالَ أمرؤ الْقَيْس، يَمْدَحُ قَوْماً: ثيابُ بَنِي عَوْفٍ طَهَارَى نَقِيةٌ وأَوْجُهُهُمْ بيضُ المَسَافرِ غُرّانُ وَقَالَ أَيْضا: أولئِكَ قَوْمي بهَا لِيلُ غُرّ ... وَفِي حبالِ الرّمْلِ المُعْتَرِضِ فِي طَريقِ مَكَّة حَبْلانِ، يُقَالُ لَهُما: الأَغَرّانِ. وقَالَ الراجِز: وَقد قَطَعْنَ الرّمْلَ غَيْرَ حَبْلَيْن حَبْلَي زَرُودٍ وَنَقَا الأَغَرَّيْن والغَرُّ: مَوضِعٌ: بِعَيْنِهِ، (فِي البادِيَةِ) وَقَالَ: فالغَرُّ تَرْعَاهُ فَجَنْبَيْ جِفِرَهْ

باب الغين واللام

وَقَالَ مُبْتَكِرٌ الأعرابيُّ: يُقَال: بِمَ غُرِّرَ فَرَسُكَ؟ فَيَقُولُ صاحبُه: بشادِخَةٍ، أَو بِوَتِيرَةٍ، أَو بِيَعْسُوبٍ. والغَرُّ: حدٌّ السّيْفِ، وَمِنْه قولُ هِجرسٍ بنِ كُلَيب، حينَ رأى قَاتِلَ أبيهِ: (أَمَ وَسَيْفِي وَغَرّيهِ، أرادَ: وَحَدَّيْهِ. والغِرغِرُ: دَجَاجُ الحَبشِ، تَكُونُ مُصِنَّةً؛ لاغْتِذائِها بالعَذِرَةِ: وَذكر الزُّهْري قَوْماً، أبادَهُم الله: (فجَعَلَ عِنبَهُم الْأَرَاك ورُمّانعهُم المَظِّ، ودجاجَهُمُ الغِرْغِرَ وَقَالَ الشاعِرُ: ألفُّهمُ بالسّيفِ من كلِّ جَانِبٍ كَمَا لَفتِ العِقْبانُ حِجْلَى وَغِرْغِرا ويُقَالُ: غَرْغَر اللحمُ على النّارِ، ذَا صَلَيْتَهُ فَسَمِعْتَ لَهُ نَشِيشاً. وَقَالَ الكُميتُ: عَجِلْتُ إِلَى مُحْوَرِّها حِيْنَ غَرْغَرا وَيُقَال: تَغَرْغَرَتْ عينُه بالدّمعِ، إِذا تَرَدَّدَ فِيها المَاء. ابنُ نَجْدَةَ عنْ أبي زَيْدٍ: هِيَ الحَوْصَلَةُ والغُرْغُرَةُ والغُرَاوَى والزّاوَرَةُ. قَالَ: وجمعُ الغُرَاوي: غَرَاوَى. والغَرْغَرَةُ: حِكايَةُ صَوت الرَّاعي ونحوهِ. والغَرْغَرَةُ: كَسْرُ قَصَبَةِ الأَنْفِ، وكَسْرُ رأسِ القَارُورةِ، وَأنْشد: وخَضْرَاءَ فِي وَكْرَيْنِ غَرْغَرْتُ رَأْسَهَا لأبْلِيَ إنْ فَارَقْتُ ي صَاحِبي عُذْرا ويُقَالُ: غَرْغَر فلانٌ، وتَغَرْغَر بالدّواءِ: غَرْغَرةً، وَتَغَرْغُراً. وقالَ أَبُو زيدٍ: سَمِعْتُ أَعْرابيّاً يَقُولُ: أَنا غَرِيرُكَ مِنْ تَقُولَ ذَاك، يقُولُ: مِنْ أَنْ تَقولَ. قَالَ: وَمَعْنَاهُ: اغْتَرَّني فَسَلْني عَن خَبَرِهِ، فإِني عالمٌ بِهِ، أَخْبِرُكَ بهِ على الحَقِّ والصِّدْقِ. قَالَ: والغَرُورُ: الباطِلُ. وَمَا اغتَرَرْتَ بِهِ من شَيء، فَهُوَ غُرورٌ. أَبُو مالكٍ: غُرَّ علَيه الماءَ، وَقُرَّ عَلَيه المَاء: أَي: صُبَّ عليهِ. وغُرَّ فِي حَوْضِكَ، أيْ: صُبَّ فِيهِ. ابنُ الأَعرابيّ: فَرَسٌ أَغرُّ، وبهِ غَرَرٌ، وَقد غَرّ يَغرُّ غَرَراً، وجَمَلٌ أَغرُّ، وَفِيه غَرَرٌ وغُرُورٌ. (بَاب الْغَيْن وَاللَّام) (غ ل) غل لغ: مستعملان. غل: قَالَ الفَرَّاءُ فِي قولِ الله جلّ وعزّ: {وَمَا كَانَ لِنَبِىٍّ أَنْ يَغُلَّ} (آل عمرَان: 161) وقُرِىء: (أنْ يُغَلَّ) ، مَنْ قَرأَ: (أنْ يُغَلَّ) يُرِيد: أَن يُخَانَ. قَالَ: وقرأه أصحابُ

عبدِ الله كَذَلِك: (أنْ يُغَلَّ) ، يُريدون: أنْ يُسَرَّقَ. وَقال أَبُو العَبّاس: جَعَلَ: يُغَلُّ، بِمَعْنى: يُغَلَّلُ. وكلامُ العَرَبِ عَلَى غَيْرِ ذلكَ فِي: (فَعَّلْتُ وأفْعَلْتُ) ، وأفْعَلْتُهُ: أدْخَلْتُ ذاكَ فيهِ، وفَعَّلْتُ: كَثَّرْتُ ذاكَ فِيهِ. وَقَالَ الفَرّاءُ: جائزٌ أنْ يَكُونَ: يُغَلُّ، مِنْ: أَغْلَلْتَ بِمَعْنى: يُغَلَّلُ، أَي: يُخَوّنُ، كقولِه تَعَالَى: {فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ} (الْأَنْعَام: 33) و ( {لاَ يُكَذِّبُونَكَ} ) . وَقَالَ الزِجّاجُ: قُرئا جَمِيعًا: (أَن يَغُلَّ، وَأَن يُغَلَّ) . فَمَنْ قَالَ: {أَنْ يَغُلَّ} : فالمَعْنى: مَا كانَ بِنَبِيَ أَن يَخُونَ أمَّتَهُ. وتَفْسِيرُ ذلكَ؛ أنّ الغَنَائِمَ جَمَعَها النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غَزَاةٍ، فجاءَهُ جماعَةٌ مِنَ المُسْلِمِينَ، فَقَالُوا: (ألاَ تَقْسِمُ بَيْنَنا غَنَائِمنَا؟ ؟) . فقالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَو أَفَاءَ الله عَلَيَّ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَباً مَا مَنَعْتُكم دِرْهَماً، أَتَرَوْنَني أغُلُّكُمْ مَغْنَمكُمْ؟) . قالَ: وَمَنْ قَرَأَ: (أنْ يُغَلَّ) فَهُوَ جائِزٌ عَلَى ضَرْبَينِ: أحدُهُما: مَا كانَ لنبيَ أَن يَغُلَّهُ أصْحَابُه، أيْ: يَخُونُوهُ، وَجَاء عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قالَ: (لَا أَعْرِفَنَّ أحدَكم يجيءُ يومَ القِيامَةِ وَمَعهُ شَاةٌ، قَدْ غَلَّها، لَهَا ثُغَاءٌ، ثمَّ قَالَ: أَدُّوا الخَيْطَ وَالمَخْيَطَ) . والوجهُ الثّانِي: أَنْ يَكُونَ: (يُغَلَّ) ، أيْ: يُخَوَّنَ. وَأَخْبرنِي المُنذِريّ عَن الحُسين بنِ فَهْم عَن ابنِ سَلاّم، قالَ: كَانَ أَبُو عَمْرو بنُ العَلاَء، ويونُس يَخْتَارَانِ: {وَمَا كَانَ لِنَبِىٍّ أَنْ يَغُلَّ} . قَالَ يُونُسُ: وكيفَ لَا يُغَلُّ؟ بَلَى، ويُقْتَلُ. ورُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّه أمْلى فِي كتابِ صُلْحِ الحُدَيبيّةِ: (أنْ لَا إغْلالَ وَلَا إسْلالَ) . وقالَ أبُو عُبَيدٍ: قَالَ أَبُو عمرٍ و: الإغْلالُ: الخِيَانَةُ، والأسْلالُ: السَّرِقَةُ. قالَ: وكانَ أَبُو عبيدةَ يقُولُ: رَجُلٌ مُغِلٌّ مُسِلٌّ، أيْ: صاحبُ خِيَانَةٍ وَسَلَّةٍ، ومنهُ قَوْلُ شُريَح: (ليسَ على المُسْتَعِيرِ غيْرُ المُغِلِّ ضَمَانٌ) ، يَعْني: الخَائِنَ. وقالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلبٍ: جَزَى الله عَنّا حَمْزَةَ أَبْنَةَ نَوْفَلٍ جَزَاءَ مُغِلَ بالأَمَانَةِ كَاذِبِ قَالَ: وَأما قولُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (ثلاثٌ لَا يَغِلُّ عَلَيْهِنّ قَلْبُ مُؤْمِنٍ) . فإِنَّه رُوي: لَا يَغِلُّ، وَلَا يُغِلُّ. فَمَنْ قَالَ: لَا يَغِلّ بِفَتْحِ الْيَاء وَكَسْرِ الغَيْنِ فَإنَّه يَجْعَلُ ذلِكَ مِنَ الغِلِّ، وَهُوَ الضِّغْنُ والشَّحْنَاءُ.

ومَنْ قَالَ. يُغِلُّ بِضَم الْيَاء جَعَله من الخِيانَةِ. وَقيل فِي قولهِ: (ثلاثٌ لَا يُغِلُّ عليهِنَّ قَلْبٌ مُؤْمِنٍ) ، أيْ: لَا يكونُ مَعَهما فِي قلبِهِ غِشٌّ وَلَا دَغَلٌ من نِفاقٍ، ولكنْ يَكُونُ مَعَها الاخلاصُ فِي ذاتِ الله (جلّ وعزّ) . قَالَ: وَأما غَلَّ يَغُلُّ غُلُولاً، فإنَّهُ الخِيَانَةُ فِي المَغْنَمِ خَاصَّةً. والإغْلالُ: الخيانَةُ فِي المغانِمِ، وغيرِها، ويُقَالُ منَ الغِلِّ، غَلَّ يَغِلُّ، وَمن الغُلُولِ: غَلَّ يَغُلُّ. وَقَالَ الزَجّاج: غَلَّ الرّجُلُ يَغِلُّ: إذَا خَانَ؛ لأنّه أخَذَ شَيْئا فِي خَفَاء. وكلُّ مَا كانَ من هذَا البابِ، فَهُوَ راجِعٌ إِلَى هَذَا، من ذلِك: الغَالُ، وَهُوَ الوادِي المُطْمَئِنُّ الكثيرُ الشَّجَرِ، وجمعُه: غُلاّنٌ. ومِنْ ذلِكَ: الغِلُّ، وَهُوَ الحِقْدُ الكَامِنُ، ويقالُ: قد أَغَلَّتْ الضَّيْعَةُ، فَهْيَ مُغِلَّةٌ، إِذا أَتَتْ بِشَيءٍ، وَأَصلهَا باقٍ ومنْهُ قَوْلُ زُهَيرٍ: فَتُغْلِلْ لَكُمْ مَا لَا تُغِلُّ لأهْلِهَا قُرًى بالعِراقِ من قَفِيزٍ ودِرْهَمٍ وَقَالَ ابْن الأعرابيّ (فِي النوادِرِ) غَلَّ بَصَرُ فُلانٍ: حادَ عنِ الصَّوابِ وأَغَلَّ الرجلُ، إِذا خَانَ. قُلْتُ: قولُه: غَلَّ بَصَرُ فُلانٍ، أيْ: حَادَ عَن الصَّوابِ، مِنْ غَلَّ يَغِلُّ، وَهُوَ معنى قولِهِ: (ثلاثُ لَا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُؤمنٍ) ، أيْ: لَا يَحِيدُ عَن الصَّوابِ غاشّاً. وَأَغلَّ الخَطِيبُ، إِذا لم يُصِبْ فِي كلامِهِ. وَقَالَ أَبُو وجزَةَ: خُطَبَاءُ لَا خُرُقٌ وَلاَ غُلَلٌ إذَا خُطَبَاءُ غيرُهُمُ أَغَلَّ شِرارُهَا وَقَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ أَبُو زَيْدٍ: أغْلَلْتُ الإِبِلَ، إِذا أصْدَرْتَها، وَلم تُرْوِها، فَهِيَ عَالَّةٌ بالعَينِ. وَقَالَ نُصيرُ الرّازي: إِذا صَدَرَتِ الإِبِلُ عِطاشاً، قُلْتَ: صَدَرَت غَلَّة وَغوالَّ، وَقد أَغْلَلْتَها أْتَ، إِذا أسَأتَ سَقْيها. قالتُ والصّوابُ: أغْلَلْتُ: الأبلَ، إِذا أصْدَرتَها، وَلم تُرْوِها فَهِيَ: غَالَّةٌ بالغيْنِ من الغُلَّةِ، وَهِي حَرارَةُ العَطَشِ. وَفِي (نوادِرِ أبي زَيْدٍ) : أغْلَلْتُ فِي الإِهابِ، إِذا سَلَخْتَهُ وتَركْتَ على الجِلْدِ اللّحْمَ، قالَ: وَأغللتَ أبِلَكَ إغْلالً، إِذا أَسَأَتَ سَقيَها، فأَصْدَرْتَها وَلم تُرْوِهَا، وصَدَرَتْ غوالَّ؛ الواحدةُ: غَالَّةٌ، وكَأَنَّ الرّاوِيّ عَن أبي عُبيدٍ غَلِطَ فِيهِ. وَقولُ الله جلّ وعزّ: {لاَ يُؤمِنُونَ إِنَّا جَعَلْنَا فِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَعْناقِهِمْ أَغْلَالاً فَهِىَ إِلَى} (يس: 8) هِيَ الجَوَامِعُ تَجْمَعُ أيْدِيهُم إِلَى أَعْنَاقِهِمْ، وَأما قولُهُ جلّ وعزّ فِي صفةِ نبيِّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالاَْغْلَالَ الَّتِى كَانَتْ عَلَيْهِمْ} (الْأَعْرَاف: 157) . قَالَ أهلُ التَفْسِيرِ: كانَ عليهِمْ أَنَّ مَنْ قَتَلَ قُتِلَ بِهِ، لَا يُقْبَلُ فِي ذلكَ دِيَةٌ، وَكَانَ عَلَيْهمْ،

إِذا أصابَ جلودَهُم شَيْءٌ من البَوْلِ أَن يُقْرِصُوا. وَكان عَلَيْهِم أَن لَا يَعْمَلُوا فِي السّبْتِ، فَهَذِهِ الأغلالُ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهمْ، وَهذا تَمْثِيل، كَقَوْلِك: (جَعَلْتُ هَذَا طَوْقاً فِي عُنُقِكَ) . وليسَ هُنَاكَ طَوْقٌ، وتأَويلُه: إِنِّي قَدْ وَلَّيْتُكَ هَذَا وألْزَمْتُكَ القِيَامَ بهِ، فَجَعَلْتُ لُزومَهُ لَكَ كالطَّوْقِ فِي عُنُقِك. قَالَ: والغِلالَةُ: الثوبُ الَّذِي يُلْبَس تَحْتَ الثِّيَابِ، أَو تَحْتَ الدِّرْعِ. درعِ الحَدِيد. قَالَ: وَمِنْه الغَلَلُ، وَهُوَ الماءُ الَّذِي يَجْري فِي أصولِ الشَّجَرِ. قَال: ويُقَالُ: أَغْلَلْتُ الجِلْدَ، إِذا سَلَخْتَهُ، فأَبقَيْتَ فِيهِ شَيْئاً من الشَّحْمِ. ثعلبٌ عَن ابنِ الْأَعرَابِي، قَالَ: العُظْمَةُ والغِلالَةُ والرُّفَاعَةُ والأُضْخُومَةُ: الثَّوْب الذِّمِّيّ تَشُدُّهُ المرأةُ على عَجِيزتِهَا. قَالَ: والغُلَّةُ: خِرْقَةٌ تُشَدُّ عَلَى رَأسِ الإبريقِ، وجَمْعُها: غُلَلٌ والغُلَّةُ: مَا تَوَارَيْتَ فِيهِ. وَقَالَ الأصمعيُّ: يُقالُ: نِعْمَ غُلُولُ الشَّيْخِ هَذَا، يَعْني: الطَعامَ الَّذي يُدْخِلُهُ جَوْفَهُ. قالَ: وغَلَّ فِي الشَّيْءِ يَغُلُّ، وانغَلّ، وتَغَلْغَلَ، فيهِ: إِذا دَخَلَ فِيهِ. قالَ: ويقالُ: تَغَلَّيْتُ، مِنَ الغَالِيَةِ. قَالَ أَبُو نصرٍ: سألتُ الأصمعيَّ: هَلْ يكونُ: تَغَلَّتْ؟ ؟ فقالَ: إِن أَرَدْتَ أنَّكَ أدْخَلْتَهُ فِي لِحْيَتِكَ وَشَارِبِكَ، فجائِزٌ. وَقَالَ الفَرَّاءُ: تَغَلَّلتُ بالغالِيَةِ، وكلّ شَيْءٍ ألْصَقْتَهُ بِجِلْدِكَ، وأُصولِ شَعْرِكَ، فَقَدْ تَغَلَّلْتَهُ. قَالَ: وتَغَلّيْتُ: مُوَلّدَةٌ. والغُلّةُ والغَلِيلُ: حَرَارةُ العَطَشِ، ورَجُلٌ مَغْلُولٌ من الغُلّةِ. وَقَالَ ابْن السّكِّيتِ: يُقالُ: غَلّ الرجلُ من الغُلِّ وَهُوَ الجامِعَةُ، يُغَلُّ بِها، فَهُوَ مَغْلُولٌ. وغُلّ أَيْضا من غُلّةِ العَطَشِ، فَهُوَ مَغْلُولٌ أَيْضا. وَقَالَ أَبُو عبيد نَحوا من ذَلِك. وَقَالَ الأصمعيُّ: يُقالُ: فلانٌ يُغِلُّ عَلَى عِيالِهِ، إِذا أتَاهُمْ بِغُلةٍ. وَقَالَ الليثُ: يقالُ: غُلّ البَعِيرُ يُغَلُّ غَلةً، إِذا لم يَقْضِ رِيّهُ، قالَ: وَالغَلِيلُ: حَرُّ الْجَوْفِ لَوْحاً أَو امْتِعاضاً. قَالَ: ورجلٌ مُغِلٌّ: يُنْصِتُ عَلَى غِلٌّ وحِقْدٍ. وَذكر عُمَرُ النِّسَاء، فَقَالَ: (مِنْهُنَّ غُلٌّ قَمِلٌ) . وَذَلِكَ أَن الأسيرَ يُغَلُّ بالقِدِّ، فَإِذا قَبَّ، أَي: يَبِسَ، قَمِلَ فِي عُنُقِه. وَقَالَ ابْن السّكيت: بِهِ غل من الْعَطش، وَفِي رقبته غل من حَدِيد وَفِي صَدره غل. وَقَالَ ابنُ الفَرَجِ: قَالَ السُّلميُّ: غُسّ لَه

باب الغين والنون

ُ الخِنْجَرَ والسِّنانَ، وغُلهُ لَهُ، أَي: دُسَّهُ لَهُ وَهُوَ لَا يَشْعُر بِهِ. وَقَالَ الليثُ: الغَلْغَلَةُ: سرْعَةُ السَّيْرِ، يُقَالُ: تَغَلْغَلُوا، فَمَضَوا ورسالةٌ مُغَلْغَلَةٌ: محمولَةٌ من بلدٍ إِلَى بلدٍ. قالَ: ويُقالُ، من الغَالِيةِ: غَلّلْتُ، وغَلّفْتُ، وغَلَيْتُ، قَالَ: والغَلْغَلَةُ، كالْغَرْغَرَةِ، فِي مَعْنَى: الكَسْرِ. وأنشدَ ابنُ السِّكّيتِ فِي صفةِ فَرَسٍ: يُنْجِيهِ من مثلِ حَمامِ الأغْلاَلْ. وَقْعُ يدٍ عَجْلَى ورِجْلٍ شِمْلالْ قالَ: أرادَ: يُنْجِي هَذَا الفرسَ من خَيْلٍ، مثل حَمَام. يَرِدُ غَللاً من الماءِ، وَهُوَ ماءٌ يجْرِي فِي أُصولِ الشَّجَرِ، جَمَعَهُ عَلَى أغْلالٍ. أَبُو عبيد: غَلَلْتُ الشَّيْءَ: أدْخَلْتُهُ، قالَ ذُو الرُّمة: غَلَلْتُ المَهاري بَيْنَها كلّ ليلَةٍ وبينَ الدُّجى حَتَّى تَرَاها تَمَزَّقُ. وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: يُقالُ: لَا يَذْهَبُ كلامُكَ غَلَلاً. أَي لَا يَنْبَغِي أَن يَنْطَوِي عَن النّاسِ، بل يَجِبُ أَن يَظْهَر. قَالَ: وَالغَلَلُ: اللَّحْم الَّذِي تُرِكَ على الإِهابِ حينَ سُلِخَ. قالَ: ويُقال لِعِرْقِ الشَّجَرِ، إِذا أمْعَنَ فِي الأرضِ: غَلْغَلَ، وَجَمعُهُ: غَلاغِلُ، وقالَ كعبٌ: وَتَفْتَرُّ عَنْ غُر الثّنايا كَأَنها أقاحٍ تَرَوّى مِنْ عُرُوقٍ غَلاغِلِ قَالَ: وغلائِلُ الدَّروعِ: مساميرُهَا المُدْخَلَة فِيهَا، الواحِدُ: غَلِيل، وقالَ لبيد: وَأحْكَمَ أضْغانَ القَتِيرِ الغَلائِلِ وَيُقالُ: نِعْمَ الغَلولُ شَرَابٌ شَرِبْتُهُ أوْ طَعامٌ، إِذا وافَقَني، ويُقالُ للإبِلِ، إِذا صَدَرَتْ عَن غَيْرِ رِيَ: قَدْ أغْلَلْتُها، ويُقالُ: اغْتَلَلْتُ الشَّرَابَ: شَرِبْتُهُ، وَأَنا مُغْتَلٌ إلَيْهِ، أيْ: مُشْتاقٌ إلَيْهِ، وَاغْتَلَلْتُ الثّوْبَ، أَي: لَبِسْتُهُ تَحْتَ الثَّيابِ. لغ: أهْمَلَهُ الليثُ. وَروَى أَبُو العَبّاسِ عَن عمرٍ وَعَن أبيهِ، قالَ: لَغْلَغَ ثَريْدَهُ وسَغْسَغهُ، وَرَوَّغَهُ، إِذا رَواهُ مِنَ الأُدْمِ، وَنَحْو ذَلِك. قَالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: ويُقالُ: فِي كلامِهِ لَغْلَغةٌ ولَخْلَخَةٌ، أَي: عُجْمَةٌ. وَاللّغْلَغُ: طائرٌ مَعْرُوفٌ. (بَاب الْغَيْن وَالنُّون) (غ ن) غن نغ: مستعملان. غن: قَالَ الليثُ: الغُنَّةُ: صَوْتٌ فِيهِ تَرْخِيْمٌ، نحوَ الخَياشِيمِ، تكونُ من نَفْسِ الأَنْفِ. قالَ: وقالَ الخَليل: النُّونُ أشَدُّ الحُروفِ غُنَّةً. وأَخْبَرَني المُنْذري عَن المُبَرِّدِ، أنَّهُ قَالَ: الغُنَّةُ: أَن يَشْرَبَ الحَرْفُ صَوْتَ

باب الغين والفاء

الخَيْشُومِ، والخُنّةُ: أشَدُّ مِنْهَا. قالَ: وَالتَّرْخِيمُ: حَذْفُ الكَلاَمِ. وَقَالَ الليثُ: قَرْيَةٌ غَنّاءُ: الأَهْلِ والبُنْيانِ. وَقَالَ غيرُهُ: وادٍ مُغِنٌّ، إذَا كَثُرَ ذُبَابُه: لالتِفَافِ عُشْبِهِ، حَتَّى تَسْمَعَ لِطَيَرَانِهَا غُنَّةٍ. وَقَدْ أَغَنَّ إغْنَاناً. شِمْر: أَرضٌ غَنّاءُ، قَدِ الْتَجَّ عُشْبُهَا وَاعْتَمَّ وَعُشْبٌ أَغَنُّ. وَيُقَالُ للقَرْيَةِ الكَثِيرَةِ الأَهْلِ: غَنَّاءُ، وَأَغَنَّ الله غُصْنَهُ، أيْ: جَعَل غُصْنَهُ نَاضِراً أَغَنَّ. قالَ: وَإِنَّمَا قِيلَ: وادٍ مُغِنٌّ، إِذا أَعْشَبَ فكَثُرَ ذِبانُه؛ حَتَّى تَسْمَعَ لأَصْواتِها غُنَّةً، وَهِي شَبِيهَةٌ بالبُجَّةِ؛ وَلذَلِك قيل قَرْيَةٌ غَنّاءُ. أَبُو زيدٍ: الأَغَنُّ: الّذي يَجْرِي كَلاَمُهُ فِي لَهَاتِهِ، والأخَنُّ: السّادُّ الخَياشِيمِ. نغ: قَالَ الليثُ: النُّغْنُغَةُ: موضعٌ بينَ اللَّهَاةِ وَشَوارِبِ الحُنْجُورِ، فإِذا عَرَضَ فِيهِ داءٌ قيل: تَنَغْنَغَ فُلانُ. وَقَالَ أَبُو عبيد: النَّغَانِغُ: لحَماتٌ، تكونُ عِنْدَ اللَّهَواتِ، واحِدُها: نُغْنُغٌ، وهيَ: اللّغَانِينُ، واحدُها لُغْنونٌ. (بَاب الْغَيْن وَالْفَاء) (غ ف) غف: مستعملة. قَالَ الليثُ: الغُفَّةُ بُلغَةٌ مِنَ العَيْشِ، وَأنْشد: وَغُفّةٌ من قِوَامِ العَيْشِ تَكْفِينِي قَالَ: والفَأرُ غُفَّةُ السِّنَّوْرِ. ثَعْلَب عَن عمروٍ عَن أَبِيه، قَالَ الغُبَّةُ وَالغُفّةُ الْقَلِيل مِنَ العَيْشِ: أَبُو عبيد عَن أبي زيد قَالَ: الغُبَّةُ من العَيْشِ: البُلْغَةُ وَهِي الغُثَّةُ، وَأنشد شَمِر: وكنّا إِذا مَا اغْتَفَّتِ الخَيْلُ غُفَّةً تَجَرَّدَ طَلاّبُ التِّرَاتِ مُطَلَّبُ قَالَ شمر: والغُفَّةُ كالخُلْسَة أَيْضا وَهُوَ مَا تَنَاوَلَهُ البعيرُ بِفِيه عَلَى عَجَلَةٍ منهُ. ثعلبٌ عَن ابنِ الأعرابيِّ: من أسماءِ الفَأرِ: الغُفَّةُ، والفِرْنِبُ والرُّبْيَةُ. (بَاب الْغَيْن وَالْبَاء) (غ ب) غب بغ: مستعملان. غب: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: الغُبَبُ: أَطْعِمَةُ النُّفَسَاءِ. ابنُ السّكّيتِ: الغَبِيْبَةُ مِنْ ألْبانِ الْغنم: صَبُوحُ الْغنم بُكْرَةً، حتّى يَحْلُبُوا عَلَيهِ مِنَ اللَّيْلِ، ثمَّ يَمْخُضُوهُ من الْغَدِ. وقالَ أَبُو عُبَيْدِ، قَالَ أَبُو زيادٍ الكلابيُّ: يُقَال للرائِبِ من اللَّبَنِ: الْغَبِيْبَةُ. قَالَ: وَيُقَالُ: غَبَّ فلانٌ عِنْدَنا، إذَا باتَ، وَمِنْه سُمِّي اللّحْمُ الْبائِتُ غابّاً، وأَغَبَّنَا فُلانٌ: إِذا أتانَا غِبّاً، ومنهُ قولُه:

. مَا تُغِبُّ نَوافِلُهْ قَالَ: وقالَ أَبُو زَيدٍ: الْغُبَّةُ: الْبُلْغَةُ من الّعيشِ. الليثُ: غَبَّتِ الأُمورُ، إِذا صارَتْ إِلَى أواخِرِها، وأنْشَدَ: غِبَّ الصَّبَاحِ يَحْمَدُ القَوْمَ السُّرَى قالَ: والغِبُّ: وِرْدُ يومٍ، وَظِمْءُ يَوْمٍ. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّهُ قالَ لأبي هُرَيْرَةَ: (زُرْ غِباً تَزْدَدْ حُبّاً) . وَيُقالُ: مَا يَغِبُّهُمْ بِرِّي، ويُقَالُ: إِن لهَذَا العِطْرِ مَغَبَّةً طَيِّبَةً، أَي: عاقِبَةً. وتَقُولُ: غَبَّ اللَّحْمُ يَغِبُّ غبُوباً، فَهُوَ غابٌّ، إِذا تَغَيْرَ، وَكَذَلِكَ الثِّمارُ. وَقَالَ الأصمعيُّ: الغِبُّ، إِذا شَرِبَتِ الإبِلُ يَوْماً وَغَبَّتْ يَوْماً يُقالُ: شَرِبَتْ غِبّاً، وكذاكَ الغِبُّ مِنَ الحُمَّى. ويُقالُ: بَنُو فُلانٍ مُغِبُّونَ، إِذا كانَتْ إبلهِمْ تَرِدُ الغِبَّ، وَيُقَال بَعيرٌ غابٌّ، وإبِلٌ غَوَابُّ، إِذا كانَتْ تَرِدُ الغِبَّ. ويقالُ: أغبَّ عَطَاؤُهُ، إِذا لم يَأْتِنَا كلّ يَوْمٍ وأغبّتِ الإبِلُ إِذا لم تَأْتِنَا كلَّ يَوْمٍ بَلَبَنٍ. وأغَبّتِ الحُمّى، وَغَبَّتِ الإبِلُ، بِغَيرِ ألِفٍ، إِذا شَرِبَتْ غِبّاً. ولحمٌ غابٌ، وَقَدْ أَغَبّ اللَّحْمُ، وَغَبّ، إِذا أنْتَنَ، وغَبّتِ الحُمّى من الغِبِّ بِغَيْرِ ألِفٍ. ويقالُ للإبلِ بعْدَ العِشْرِ: هِيَ تَرْعَى عِشْراً وغِبّاً، وعشْراً ورِبْعاً، كلُّ ذَلِك إِلَى العِشْرين. أَبُو عُبَيْدٍ عَن الكِسَائيِّ: أغْبَبْتُ القَوْمَ، وغَبَبْتُ عَنْهُمْ، مِنَ الغِبِّ: جِئْتهُمْ يَوْماً وَتَركّتُهُمْ يَوْمًا، فَإِذا أردتَ الدّفْعَ قُلتَ: غَبّبْتُ عَنْهُ بالتَّشْدِيدِ. شَمِرَ عَن ابْنِ نَجْدَة: (رُوَيْدَ الشِّعْرِ يَغِبَّ) ، وَلَا يكون: يُغِبُّ. مَعْنَاهُ: دَعْهُ يَمْكُثُ يَوْمًا، أَو يَوْمَيْنِ، قالَ نَهْشَلُ بْنُ حُرِّي: فَلَمَّا رَأى أَنْ غَبّ أمْرِي وَأَمْرُهُ وَوَلّتْ بِأَعْجَازِ الأمُورِ صُدُورُ ويقالُ: مياهٌ أغْبابٌ، إِذا كانَتْ بعيدَةً. وَقَالَ: يَقُولُ: لَا تُسْرِفُوا فِي أمْرِ ريِّكُمُ إنّ المِياهَ بِجَهْدِ الرّكْبِ أغْبَابُ هَؤلاءِ قومٌ سَفْرٌ، وَمَعَهُمْ من الماءِ مَا يَعْجِزُ عَن رِيِّهِمْ، فَهُمْ يَتَواصَوْنَ بِتَركِ السّرفِ فِي المَاء. وَقَالَ الأصمعيُّ: الغَبَبُ: الجِلْدُ الَّذِي تَحْتَ الحَنَكِ. والغَبْغَبُ: المَنْحَرُ بِمِنَى. وَقَالَ الليثُ: الغَبَبُ للبَقَرِ والشَّاءِ: مَا تَدَلَّى عِنْدَ النَّصِيلِ، والغَبْغَبُ: للدِّيكِ والثَّوْرِ. قَالَ: والغَبْغَبُ: نُصُبٌ كَانُوا يَذْبَحُونَ عَلَيْهِ، وَقَالَ جرير:

باب الغين والميم

والتَّغْلِبِيَّةُ حِينَ غَبَّ غَبِيبُها تَهْوِي مَشافِرُهَا بِشَرِّ مَشافِرِ أرادَ بِقَوْلِهِ: (حِينَ غَبَّ غَبِيبُها) مَا أنْتَنَ من لحومِ مَيْتَتِها وَخَنازِيرِها. ويُسَمّى اللحمُ البائتُ: غاباً وغَبِيباً. وَأَخْبرنِي المُنذري عَن ثَعْلب عَن سلمةَ عَن الفَرَّاء: قالَ: يقالُ: غَبَبٌ وَغَبْغَبٌ. قَالَ أَبُو طالبٍ، فِي قولِهِمْ: (رُبّ رَمْيَةٍ مِنْ غَيْرِ رامٍ) أوَّلُ من قالَهُ. الحَكَمُ بنُ عبدِ يَغُوثَ، وكانَ أرمى أهلِ زَمانِهِ، فآلى: لَيَذْبَحَنّ عَلَى الغَبْغبِ مَهاةً، فَحَمَلَ قَوْسَهُ، وَكِنانَتَهُ، فَلَمْ يَصْنَعْ شَيئاً، فقالَ: لأذبَحَنَّ نَفْسي، فَقَالَ لَهُ آخَرُ: إذْبَحْ مكانَها عَشْراً من الإبلِ، وَلَا تَقْتُلْ نَفْسَك، فقالَ: (لَا أظْلِمُ عاتِرَةً، وأتْرُكُ النافِرَةَ) . ثمَّ خَرَجَ ابنُهُ، ومَعَهُ قوسُهُ، فَرَمَى بقَرَةً فَأَصابَها، فقالَ لَهُ أبُوهُ: (رُبّ رَمْيَةٍ مِنْ غَيْرِ رامٍ) . وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: غَبْغَبَ، إِذا خَانَ فِي شِرَائِهِ، وبَيْعِهِ، قَالَ: وغَبّ الرّجُلُ، إِذا جَاءَ زَائِرًا يَوْمًا بعدَ أيَّام، ومنهُ قَوْلُهُ: (زُرْ غِبّاً تَزْدَدْ حُبّاً) . وَأما الغِبُّ مِنْ وِرْدِ المالِ، فَهُوَ أنْ يَشْرَبَ يَوْماً، ويَوْماً لَا. بغ: أَبُو عَمْرٍ و: بَغَّ الدّمُ، إِذا هَاجَ: ثعلبٌ عَن ابْن الأعرابيّ: بِئْرٌ بُغْبُغٌ، وَبُغَيْبِغٌ: قَريبُ الرِّشَاءِ، وَأنْشد: يَا ربّ ماءٍ لَكَ بالأَجْبَالِ أجْبَالِ سَلْمَى الشُّمّخِ الطِّوَالِ بُغَيْبغٌ يُنْزَعُ بالعِقالِ طَامٍ عَلَيْهِ وَرَقُ الْهَدَالِ قالَ: يُنْزَعُ بالعِقَالِ: لِقُرْبِ رِشَائِهِ. وَقَالَ الليثُ: البَغْبَغَةُ: حِكايَةُ ضَرْبٍ مِنَ الهدِير، وَأَنْشَدَ: بِرَجْسِ بَغْبَاغِ الهَدِيرِ البَهْبَهِ وَبُغَيْبَغَةُ: ماءٌ لآلِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهْيَ عَيْنٌ غَزِيرَةُ المَاء، كثيرةُ النَّخِيلِ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: البُغَيْبِغُ أَيْضا: تَيْس الظِّباءِ السَّمينُ. (بَاب الْغَيْن وَالْمِيم) (غ م) غم مغ: مستعملان. غم: قَالَ الليثُ: تَقُولُ: يَوْمٌ غَمٌّ، وَلَيْلَةٌ غُمَّةٌ، وَأمْرٌ غَامٌّ، وَرَجُلٌ مَغْمُومٌ، ومُغْتَمٌّ: ذُو غَمَ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً} (يُونُس: 71) . قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: أَي: مُبْهَماً، من قولِهمُ: غُمّ عَلَيْنا الهِلاَلُ، فَهُوَ مَغْمُومٌ: إِذا الْتَبَسَ. قالَ: والغُمَّةُ: الغَمُّ أَيْضا والأَصْلُ وَاحِدٌ. قَالَ طَرْفَةُ:

لعَمْري وَمَا أَمْري عَلَيَّ بِغُمَّةٍ نَهاري، وَمَا لَيْلي عَلَيَّ بِسَرْمَدِ وَقَالَ اللَّيْث: إنَّه لَفِي غُمَّةٍ مِنْ أَمْرِهِ، إذَا لَمْ يَهْتَدِ لَهُ. وَقال رُؤبَةُ: وغُمَّةٍ لَوْ لَمْ تُفَرَّجْ غُمُّوا وَقَالَ الآخر: لَا تَحْسَبَنْ أَنَّ يَدِيْ فِي غُمَّهْ فِي قَعْرِ نِحْي أستَثِيرُ حُمَّهْ وَرُوي عَنِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنَّهُ قالَ: (صُوْمُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ، فَأَكمِلُوا العِدَّةَ) . قَالَ شِمر: يُقالُ: غُمَّ عَلَيْنَا الهِلالُ غَمّاً، فهوَ مَغْموم، إذَا حَالَ دونَ الهِلالِ غَيْمٌ رَقيقٌ. وَصُمْنَا للغَمَّى والغُمَّى وَلِلغُمِّيَّةِ، إِذا صَامُوا على غَيْرِ رُؤْيةِ، وقالَ أَبُو دُؤادٍ الإياديُّ: وَلَهَا قُرْحَةٌ تَلَلأْلَأُ كَالشِّ عْرى أَضَابتْ وَغُمَّ عَنْها النُّجُومُ يقولُ: غَطّى السَّحَابُ غَيْرَها منَ النُّجُومِ. وَقَالَ جرير: إِذا نَجْمٌ تَعَقَّبَ لاحَ نَجْمٌ ولَيْسَتْ بالمُحَاقِ وَلَا الغُمُومِ قَالَ: والغُمُومُ من النُّجومِ: صِغارُها الخَفِيَّةُ. قلتُ: ورُوي هَذَا الحَدِيثُ: (فَإِنْ غُمِيَ عَلَيْكم) ، وَرَوَاهُ بعضهُم: (فَإِن أُغْمِيَ عَلَيْكُمْ) ، وَأَنا مُفَسِّرُهُما فِي (مُعْتَلِّ الغَيْنِ) ، إنْ شَاء الله. أَبو عَبَيْد عَن أبي زَيْدٍ: ليْلَةٌ غَمَّى مِثَال: كَسْلَى. إِذا كانَ على السَّماء: غَمْيٌ مثلُ: رَمْيٍ وغُمٌّ، وَهُوَ أنْ يُغَمَّ عَلَيْهِمُ الهِلاَلُ. شَمِر: والغِمَّةُ بِكَسْرِ الغَيْنِ اللِّبْسَةُ، تَقُولُ: اللِّباسُ، والزّيُّ، والقِشْرَةُ، والهَيْئَةُ، والغِمَّةُ: بِمَعْنى واحدٍ. أَبُو عُبيد: الغِمَامَةُ: ثَوبٌ يُشَدُّ بِهِ أَنْفُ النّاقَةِ، إِذا ظُئِرَتْ عَلَى حُوَارِ غَيْرِهَا، وجمعُها: غَمَائِمُ، وقالَ القُطامي: إذَا رَأْسٌ رأيتُ بِهِ طِمَاحاً شَدَدْتُ لَهُ الغَمائِمَ وَالصِّقَاعَا وَأما السَّحابةُ، فَهِيَ: الغَمَامَةُ بفَتْحِ الغَيْنِ وتُجْمَعُ غماماً. وحبُّ الغَمامِ: البَرَدُ. وَقَالَ الليثُ: الغِمَامَةُ: شِبْهُ فِدَامٍ أَو كِعَامٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: غَمَمْتُ الحِمَارَ والدّابَّةَ غَمّاً، فَهْوَ مَغْمُومٌ، إِذا ألْقَمْتُ فَاهُ مِخْلاةً، أَو مَا أشْبَهَهَا، تَمْنَعُهُ مِنَ الاعتِلافِ، واسمُ مَا يُغَمُّ بِهِ: غِمَامَةٌ، وجمعُها: غَمائِمُ. ابنُ السِّكّيت: الغَمُّ الكَرْبُ، وَالغَمُ: أنْ يَسِيلَ الشَّعَرُ، حتّى نَصِيقَ الجَبْهَةُ وَالقَفَا، يُقالُ: رجلٌ أَغمُّ الوجهِ، وأغمُّ القَفَا، وَقَالَ هُدْبَةُ بنُ خَشْرَمٍ.

فَلَا تَنْكِحِي أَن فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنا أَغمَّ القَفَا والوَجْهِ لَيْسَ بِأَنْزِعا وَقَالَ غيرُهُ: سَحَلبٌ أَغمُّ: لَا فُرْجَةَ فيهِ. الليثُ: الغَمَّاءُ: الشديدةُ من شدائِدِ الدّهْرِ. ويقالُ: إنّهم لَفِي غُمَّىْ من أمرِهم، إِذا كَانُوا فِي أمرٍ مُلْتَبِسٍ، وأنْشَدَ: وأضْرَبَ فِي الغَمَّى إِذا كَثُر الوَغَى وَأهْضَمَ أنْ أضْحَى المَراضِيعُ جُوَّعا أَبُو عبيد: التَّغَمْغُمُ: الكَلامُ الّذي لَا يُبَيِّنُ. وَقَالَ الليثُ: الغَمْغَمَةَ: أصواتُ الثّيرانِ عندَ الذُّعْرِ، والأبطالِ عِنْدَ الْقِتَالِ. وَقَالَ عَلْقَمَةُ: وظَلَّ لِثِيرانِ الصَّرِيمِ غَماغمٌ إِذا دَعَسُوها بالنَّصِيِّ المُعَلَّبِ قَالَ: وتَغَمْغَمَ الغَريقُ تَحْتَ الْمَاءِ، إِذا تَدَاكَأَتِ فَوْقه الأمْواجُ، وَأنْشد: مَنْ خَرَّ فِي قَمْقَامِنَا تَقَمْقَمَا كَمَا هَوَى فِرْعَوْنُ إِذا تَغَمْغَمَا تَحْتَ ظِلالِ الْمَوجِ إذْ تَدَأَمَا أيْ: صارَ فِي دَأَمَاءِ الْبَحْرِ. وَالْغَميمُ: الْغَمِيسُ، وَهُوَ الأَخْضَرُ من الكَلإ تَحْتَ الْيابِسِ. وَفِي (النَّوادِرِ) : أعتَمَّ الْكَلأُ، وَأعْتَمَّ، وَأرضٌ معِمَّةٌ وَمُغِمَّةٌ. ومُغْلُوْلِيَةٌ، وأرضٌ عَمْياءُ وكَمْهاءُ، كل هَذَا فِي كَثْرَةِ النّباتِ والتِفافِهِ. مغ: أَبُو عَمْرو: إِذا روّى الثّريدَ دَسَماً، قيلَ مَغْمَغَهُ وَرَوَّغَهُ. وَقَالَ غيرهُ: تَمَغْمَغَ المالُ، إِذا جَرَى فيهِ السِّمَنُ. وَقَالَ الليثُ: الْمَغْمَغةُ: الاختِلاطُ، وقالَ رؤبة: مَا مِنْكَ خَلْطُ الخُلُقِ المُمَغْمِغِ

باب الغين والقاف مع السين

كتاب الثلاثي الصَّحِيح من حرف الْغَيْن (أَبْوَاب) الْغَيْن وَالْقَاف غ ق ك: أهملت وجوهه غ ق ج: أهملت وجوهه. غ ق ش: مهمل. غ ق ض: مُهْملَة. غ ق ص: مهمل. (بَاب الْغَيْن وَالْقَاف مَعَ السِّين) غ ق س اسْتعْمل من وجوهه: غسق: قَالَ الفَرَّاءُ فِي قولِ الله جلّ وعزّ: { (الْمِهَادُ هَاذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ} (ص: 57) . قَالَ: رُفِعَتِ: الحَمِيمُ والغَسَّاقُ بِ (هَذَا) ، مُقَدَّماً ومُؤخَّراً، وَالْمعْنَى: هَذَا حميمٌ، وَغَسَّاقُ، فَلْيَذوقُوهُ. قَال الغَسَّاقُ: تشدّد سينُهُ، وَتُخَفَّفُ. ثَقَّلَها يَحيَ بنُ وَثَّابٍ، وعامةُ أَصْحَاب عبدِ الله، وَخَفَّفَها الناسُ بَعْدُ، وذَكَروا: أَن الغَسَّاقَ باردٌ يُحْرِقُ كإحْراقِ الحَمِيمِ. ويقَالُ إنَّه مَا يغْسِقُ وَيَسِيلُ من صَدِيدهمْ وجُلُودِهِم. وَقَالَ الزّجَاج نَحوا مِنْهُ. واختارَ أَبُو حاتمٍ: غَسَاق بتَخْفِيفِ السّينِ. قرأَ حفْصٌ وحَمْزَةُ والكِسائيُّ: (وَغَسّاقٌ) مشدّدةً ومثلَه فِي: {} (النبإ: 1) . وَقَرَأ الْبَاقُونَ من القُرّاءِ (غَسّاق) بِتَخْفِيفٍ فِي السُّورَتين. ورُوى عَن ابنِ عبّاس وَابْن مَسْعودِ: أَنَّهُمَا قَرَأ: (غَسّاق) بالتَّشْدِيدِ وفسَّراه:

الزَّمْهَرِيرَ: وَقَالَ أهلُ العَرَبِيَّةِ، فِي تفسيرِ: (الغَسّاق) : هُوَ الشَّديد البَرْدِ يُحْرِقُ من بَرْدِهِ. وَفِي الحديثِ: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (لَو أنَّ دَلْواً من غَسَاقٍ، يُهَرَاقُ فِي الدُّنْيا، لأنْتَنَ أهْلَهَا) . قلتُ: وَهَذَا يدلُّ على أنَّ الغَسَاقَ: هُوَ المُنْتِن. وَقَالَ الليثُ: وغَسَّاقاً، أيْ: مُنْتِنَا. وَأما قَول الله جلّ وعزّ: (وَمن شَرِّ غاسِقٍ، إِذا وَقَبَ) . فإِنَّ الفراءَ قَالَ: الغَاسِقُ. الليلُ، إِذا وَقَبَ: إِذا دَخل فِي كلِّ شيءٍ، وَأظلَمَ. وَقَالَ الليثُ: الغاسِقُ: الليلُ، إِذا غابَ الشَّفَقُ أقبلَ الغَسَقُ، قَالَ: وغسَقَتْ عينهُ تغسِقُ. وروى أَبُو سَلمَة عَن عَائِشَة أَن صَحَّ أَنَّهَا قَالَت: (قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما طلعَ القمرُ: هَذَا الغاسِقُ، إِذا وقَب، فتعوَّذْنَ بِاللَّه من شرِّه) . وَرُوِيَ عَن أبي هُريرة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قَوْله: {خَلَقَ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا} (الفلق: 3) قَالَ: الثُرّيا: وقالَ الزَّجّاج فِي قولهِ: {خَلَقَ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا} يَعْنِي بِهِ اللَّيْل، وقيلَ، لليلِ: غاسقٌ، وَالله أعلمُ، لأنّه أبردُ من النَّهارِ، والغاسقُ: الباردُ. شِمْر عنِ العِتريفي، قالَ غَسقُ اللّيلِ: حينَ يُطَخْطِخُ بَين العِشاءَينِ. وَقَالَ ابْن شُميل: غَسَقُ الليلِ: دخولُ أولِه. وأتيتُه حِين غَسق الليلُ، أَي: حِين يختلِطُ، ويُعسكِرُ الليلُ. ويَسُدُّ المَنَاظِرَ، يَغْسِقُ غَسَقاً، وأنشَدَ شمر فِي الغاسِقِ بمَعنى: السائِلِ: أبكى لِفَقِدِهِمُ بِعَيْنٍ ثَرَّةٍ تَجْرِي مَسَارِبُهَا بِعَيْنٍ غاسِقٍ أيْ: سائلٍ، وَليس من الظلمَة فِي شَيْء. قَالَ: وَقَال أَبُو زيد: غَسَقت العينُ تغسِقُ غَسقاً، وَهُو هَملانُ العينِ بالغَمَص وَالماءِ. وَكان الربيعُ بن خُشَيم يقولُ فِي اليومِ المَغِيم لمؤذنِهِ: أغْسِقْ أَغْسِقْ، يَقُول: آخِر المغربَ حَتَّى يغسِقَ الليلُ، وَهُو إظْلاَمُهُ. وَقَالَ الفراءُ فِي قولِ الله جلّ وعزّ: {إِلَى غَسَقِ الَّيْلِ} (الْإِسْرَاء: 78) : وَهُوَ أولُ ظلمتِه. قلت: غَسقُ الليْلِ عِنْدِي: غَيْبُوبةُ الشَّفَقِ الأَحْمَرِ، حينَ تَحِلُّ صلاةُ العِشَاءِ الآخرةُ، يدلّ على ذَلِك سِيَاقُ الْآيَة. إِلَى آخرهَا، وَقد دَخَلَتِ الصلواتُ الخمسُ فِيمَا أَمر الله جلّ وعزّ بِهِ، فقالَ: {أَقِمِ الصَّلَواةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} (الْإِسْرَاء: 78) ، وَهُوَ زوالُها، {إِلَى غَسَقِ الَّيْلِ} : العِشَاء

باب الغين والقاف مع الدال

الآخِرَةِ، فهذهِ أربعُ صَلَواتٍ، ثمَّ قالَ: {وَقُرْءَانَ الْفَجْرِ} (الْإِسْرَاء: 78) تَتِمَّةَ خمسٍ. وأَخبرني الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي، يُقالُ: غَسَقَتْ عينُه، إِذا انصبّتْ، قَالَ: والغَسَقانُ: الإنْصِبابُ، وغَسَقَتِ السّماءُ: أَرشَّتْ، وَمِنْه قَول عُمَرَ: (حِين غسَقَ الليلُ على الظِّرابِ) ، أَي: أنصبَّ الليلُ على الجِبالِ. وَقَالَ الأَخفش: غسقُ الليلُ: ظلمتُه. وَقَالَ القتيبي، فِي قَوْله تَعَالَى: {خَلَقَ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا} . الغاسقُ: القمرُ، سمي بِهِ، لأنهُ يكْسَفُ، فيَغْسِقُ، أَي: يَذْهَبُ ضوؤُهُ، وَيَسْوَدُّ، قَالَ: وَقَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعائشةَ: تعوّذي بِاللَّه من شرّ هَذَا إِذا غَسَقَ) ، أَي: من شِرّه، إِذا كُسِفَ) . قلت: هَذَا حديثٌ غيرُ صحيحٍ، والصوابُ فِي تَفْسِير قَوْله: {خَلَقَ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا} : من شَرّ اللَّيْل إِذا دخلَ ظلامُه فِي كلّ شَيْء، وَهُوَ قَول الْفراء وَالزجاج؛ وَإِلَيْهِ ذهب أهل التَّفْسِير. قَالَ الفراءُ: الغَسَقُ: من قُماشِ الطّعامِ. قَالَ: وَيُقَال: فِي الطَّعَام: زَوَان وزُوَان وزُؤَان بالهمزِ وَفِيه غَسَقٌ، وغَفاً، مَقْصُور. غ ق ز غ ق ط: أهملت وُجُوههمَا. (بَاب الْغَيْن وَالْقَاف مَعَ الدَّال) غ ق د: اسْتعْمل من وُجُوههمَا: غدق. غدق: قَالَ اللَّيْث: غدقت الْعين، فَهِيَ غَدِقَةٌ عَذْبة. وَمَاء غَدَق. قَالَ: وَقوله تَعَالَى {الطَّرِيقَةِ لاََسْقَيْنَاهُم مَّآءً} (الْجِنّ: 16) أَي لَفَتَحْنا عَلَيْهِم أبوابَ المعيشةِ، لِنَفْتِنَهُم بالشُّكرِ والصّبرِ. وَقَالَ الْفراء نَحوه، يَقُول: لَو استقاموا على طريقةِ الكفرِ لزِدنا فِي أَمْوَالهم فتْنَة عَلَيْهِم، وبليةً. وَقَالَ غَيره: (وأنْ لَو استقَامُوا على طريقةِ الهُدى، لأسقيناهُمْ مَاء غَدَقا، أَي: كثيرا، وَدَلِيل هَذَا قولُ الله جلّ وعزّ: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىءَامَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَآءِ} (الْأَعْرَاف: 96) ، أَرَادَ بِالْمَاءِ الغَدَق: المالَ الكثيرَ. وَقَالَ اللَّيْث: مطر مُغْدَودِقُ: كثيرٌ، قَالَ: والغَيْدَقُ: والغيداقُ، والغيدقانُ: الناعم: وَأنْشد: بعدَ التصابي والشبابِ الغيدَقِ وَقَالَ آخر: رب خليلٍ، لي غيداقٍ رِفَلّ وَقَالَ آخر: جَعْد العَناصِي غَيْدَقانا أَغْيَدا أَبُو عبيد عَن أبي زيد، يُقَال لولد الضَّب: حِسْلٌ، ثمَّ يصير غيْدَاقاً، ثمَّ مُطَبِّخاً.

باب الغين والقاف مع الراء

أَبُو عَمْرو: غيثٌ غيداقٌ: كثير المَاء. وَشدُّ غيداقٌ: هُوَ الحُضْرُ الشديدُ، وعام غيداقٌ مُخْضِبٌ. وَفِي الحَدِيث: (إِذا أنشأتِ السحابةُ من العينِ، فَتِلْكَ: عين (غُدَيقَةٌ) ، أَي. كثيرةُ المَاء. وَقَالَ شمْر: أَرْضٌ غَدِقَةٌ، وَهِي النديّةُ المبتلّةُ الرّيَّا، الكثيرةُ المَاء، وعشبُها غَدِقٌ. وغَدَقُهُ: بَلَلُهُ وَرِيُّهُ. غ ق ت غ ق ظ غ ق ذ غ ق ث: أهملت وجوهها (بَاب الْغَيْن وَالْقَاف مَعَ الرَّاء) غ ق ر اسْتعْمل من وجوهها: غرق. غرق: قَالَ الليثُ: الغَرَقُ: الرسوبُ فِي المَاء، وَيُشَبَّهُ بِهِ الَّذِي رَكِبَهُ الدَّيْنُ، وَغَمَرَتْهُ الْبَلاَيا، يُقَالُ: رَجُلٌ غَرِقٌ وَغَرِيقٌ. ويقالُ: أغرقتُ النبل، وغرقته، إِذا بلغت بِهِ غَايَة الْمَدّ فِي الْقوس. وَقَالَ ابْن شُميل: يُقَال نزعَ فِي قوسِه، فأَغْرَقَ. قَالَ: والأغراقُ: الطرحُ، وَهُوَ أَن يباعدَ السهمَ من شدَّةِ النَّزْعِ، يقالُ: إِنَّهَا لطروحٌ. شمر: الغَرِقُ: الَّذِي عَلَيْهِ الدَّينُ، وَالْمُغْرَقُ: الَّذِي أغْرَقَهُ قَوْمٌ فَطَرَدُوهُ، وَهُوَ هاربٌ عجلانُ. فِي الْحديث: (يَأْتِي على الناسِ زمانٌ، لَا ينجو مِنْهُ إِلَّا من دَعا دُعاء الغَرِقِ) . قَالَ أَبُو عبدنان: الغَرِقُ: الَّذِي قد غلبَهُ الماءُ، وَلما يَغْرَقْ، فَإِذا غَرِقَ، فَهُوَ الغريقُ. شمر، قَالَ أُسَيْدُ الغَنَوي: الإِغراقُ فِي النَّزْعِ: أَن يَنْزعَ حَتَّى يُشْرِبَ بالرِّصافِ، وَيَنْتَهِي إِلَى النَّصْل إِلَى كَبِدِ الْقَوْسِ فَرُبمَا قَطَعَ يَد الرَّامِي، قَالَ: وشُرْبُ الْقَوْسِ الرِّصافَ: أنْ يَأتيَ النزعُ عَلَى الرِّصافِ كُله إِلَى الحديدةِ. يُضْرَبُ مثلا للغلوِّ والأفراطِ وَقَالَ الله جلّ وعزّ {} (النازعات: 1) . قَالَ الْفراء: ذُكِرَ أنَّها الملائكةُ، وَأَنَّ النَّزْعَ نزعُ الأنْفُسِ من صُدُورِ الكُفّارِ، وَهُوَ كَقَوْلِك: والنازِعَاتِ إغْراقاً، كَمَا يُغْرِقُ النازِعُ فِي القوسِ. قلت: الغَرْقُ: اسمٌ أُقيم مُقَامَ المصدرِ الحقيقيّ من: أَغْرَقْتُ. وَقَالَ الليثُ: والفرسُ إِذا خالطَ الخيلَ، ثمَّ سَبَقَها، يُقَال: اغْتَرَقَها، وَأنْشد للبيد: يُغْرِقُ الثَّعْلَبُ فِي شِرَّتِهِ صائبُ الْجِذْمَةِ فِي غيرِ فَشَلْ قلت: لَا أَدْرِي، لِمَ جَعَلَ قولَه: يُغْرِقُ الثَّعْلَبُ فِي شِرَّتِهِ حُجَّةً لِقَوْلِهِ: (اغْتَرَقَ الخيلَ: إِذا سَبَقَها) . وَمعنى الإغراقِ غير معنى: الاغتراقِ،

والاغتراقُ: مثل الاستغراقِ. قَالَ أَبُو عبيدةَ: يُقَال للفرسِ: إِذا سبقَ الْخيلَ: قد اغتَرَقَ حَلْبَةَ الخيلِ المتقدمةِ، وَيُقَال: فلانةُ تَغْتَرِقُ نَظَرَ الناسِ، أَي: تَشْغَلُهُمْ بالنظرِ إِلَيْهَا عَن النَّظَرِ إِلَى غَيرهَا، لِحُسْنِها، وَمِنْه قولُ قيسِ بنِ الخطيم: تَغتَرِقُ الطَّرْفَ وَهِي لاهِيَةٌ كأنَّمَا شَفَّ وَجْهَها نُزُفُ والطّرفُ هَاهُنَا: النظرُ، لَا العينُ، يُقَال: طرَفَ يطرِفُ طَرْفاً، إِذا نَظَر. أَرَادَ: أَنَّهَا تَسْتَمِيلُ نظرَ الناظرينَ إِلَيْهَا بِحُسْنِهَا، وَهِي غير محتفِلةٍ، وَلَا عامدةٍ لذلكَ، وَلكنهَا لاهية غافلة، وَإِنَّمَا يفعل ذَلِك حسْها. وَيُقَال للبعيرِ، إِذا أجفَرَ جَنْباهُ، وضخُمَ بطنُهُ فاستوعبَ الحِزامَ، حَتَّى ضاقَ عَنْهَا: قد اغترقَ التصديرَ والبِطَانَ، واستَغْرَقَهُ. وَأما قَول لبيد: يغرقُ الثعلبِ فِي شِرَّتِهِ فَفِيهِ قَولَانِ: أَحدهمَا: أَنه يَعْنِي الفرسَ يسبقُ الثعلبَ بحُضْرِهِ، فيخلّفه؛ وَالثَّانِي: أَن الثعلبَ هَاهُنَا: ثعلبُ الرمْح، وَهُوَ مَا دَخَلَ من الرمحِ فِي السِّنانِ، فَأَرَادَ أَنه يطعُنُ بِهِ حَتَّى يُغِيِّبَهُ فِي المطْعُونِ، لِشِدَّةِ حُضْرِهِ. وَالْغَرَقُ فِي الأَصْل: دخولُ المَاء فِي سَمْي الأنفِ، حَتَّى تمتلىءَ مَنَافِدُهُ، فيَهْلَكَ. والشَّرَقُ فِي الْفَمِ: أَن يَغَصَّ بِهِ، لكثرتِهِ، يُقَال: غَرِقَ فلانٌ فِي الماءِ، وَشَرِقَ، إِذا غمرَهُ الماءُ، فَمَلَأ مَنافِدَهُ حَتَّى يموتَ، وَمِنْ هَذَا يُقَالُ: غَرَّقَتِ الْقَابِلَةُ الْوَلَدَ، وَذلكَ إِذا لم تَرْفُقْ بالمولودِ، حَتَّى تَدْخُلَ السابياءُ أنْفَهُ، فَتَقْتُلَه. وَمِنْه قَوْله: أَلا ليتَ قيسا غَرَّقَتْهُ الْقَوَابِلُ وَالعَشْرَاءُ من النوقِ، إِذا شُدَّ عَلَيْهَا الرّحْلُ بالحِبالِ، رُبمَا غَرِقَ الجَنِينُ الَّذِي فِي بطنِها فِي مَاء السابياء، فتُسْقِطُهُ. وَمِنْه قَول ذِي الرمة: إِذا غَرَّقَتْ أَرْباضُها ثِنْي بَكْرَةٍ بِتَيْماءَ، لم تُصْبِحْ رُؤوماً سَلُوبُها وَقَالَ النَّضر: الْغِرْقيءُ: الْبَياضُ الَّذِي يُؤكلُ. قلتُ: واتفقَ النحويونَ عَلَى همز: الْغِرْقيء، وأنَّ هَمْزَتَهُ لَيست بأَصْلِيَّةَ. أَبُو عبيد: الْغُرْقَةُ مثل الشَّرْبَةِ من اللَّبَنِ وَغيرِهِ، مِنَ الأَشْرِبَةِ، وجَمعها: غُرَقٌ. وَقال الشماخ يصف الْإِبِل: تُضْحي وَقد ضَمِنَتْ ضرَّاتُها غرقاً مِنْ نَاصِعِ اللونِ حُلْوٍ غير مَجْهودِ ويقالُ: لجام مُغَرَّقٌ، إِذا عَمَّتْهُ الْحِليَةُ. وَقد غُرِّقَ. وأَغْرَوْرَقَتْ عَيْناهُ، إِذا امْتَلأَتا دُمُوعاً، وَلم تُفِيضاها.

باب الغين والقاف واللام

(بَاب الْغَيْن وَالْقَاف وَاللَّام) (غ ق ل) اسْتعْمل من وجوهه: غلق. غلق: قَالَ الليثُ: (احتدَّ فلَان، فَغَلَقَ فِي حِدّتِهِ، أَي: نَشِبَ. قالَ: وَغَلِقَ الرَّهْنُ فِي يَدِ الْمُرْتَهِنِ، إِذا لم يُفَكّ. وَقَالَ شمر: يقالُ لكلّ شَيْء نَشِبَ فِي شَيْء، فلَزِمَهُ: قدْ غَلِقَ فِي الْباطِلِ، وَغَلِقَ فِي الْبَيْعِ، وَغَلِقَ بيعُهُ، وَاسْتَغْلَقَ. وَاسْتَغْلَقَ عَلَى الرَّجُلِ كَلاَمَهُ، إِذا أُرْتِجَ عَليهِ، فَلم يَتَكَلَّم قَالَ: وَسَمِعْتُ ابنَ الأَعْرابيّ يقولُ، فِي حديثِ: (داحِسٍ وَالغَبْراءِ) : (أَنَّ قيسا أَتى حُذَيْفَةَ بنَ بدرٍ، فَقَالَ لَهُ حُذَيفَةُ: مَا غَدا بِكَ؟ قَالَ: غَدَوْتُ لأُواضِعَكَ الرِّهانَ) أَراد بالمواضَعَةِ: إبْطَالَ الرِّهانِ، أَي: أضعُهُ وتَضَعُهُ فقَالَ حُذَيفَةُ: بل غَدَوْتَ: لِتُغْلِقَهُ، أَي: تُوجِبَهُ. قالَ: وَقالَ ابنُ شُمَيل: اسْتَغْلَقَنِي فلانٌ فِي بَيْعِي، أَي: لم يَجْعَل لي خِياراً فِي رَدِّهِ. قَالَ: وَاسْتَغْلَقَتْ عَلَيَّ بَيْعَتُهُ، وَأَغْلَقْتُ الرَّهنَ، أَي: أوْجَبْتُهُ، فَغَلِقَ للمرْتهِنِ، أَي: وَجَبَ لَهُ. وَقَالَ أَبُو عبيد: غَلِقَ الرهنُ، إِذا استحقَّه المرتَهِنُ غَلَقاً. وَرُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنَّهُ قَالَ: (لَا يَغْلَقُ الرَّهْنُ) أَي: لَا يسْتَحِقّهُ الْمُرْتَهِنُ، إِذا لم يَرُدَّ الرَّاهِنُ مَا رَهِنَهُ فيهِ. وَكَانَ هَذَا مِنْ فِعْلِ أهلِ الْجَاهِلِيّة، فأَبْطَلَهُ عَلَيْهِ السلامُ بقولِهِ: (لَا يَغْلَقُ الرهنُ) . وَقَالَ زُهير يذكرُ امْرَأَة: وَفَارَقَتْكَ بِرِهْنٍ لَا فَكَاكَ لَهُ يَوْمَ الْوَدَاعِ فأَمْسَى الرهنُ قَدْ غَلِقَا يَعْنِي: أنَّهَا ارْتَهنَتْ قلبَهُ، فذهبَتْ بهِ، وَأنشد شمر: هلْ مِنْ نَجَازٍ لموعودٍ بَخِلْتِ بِهِ أَو للرّهينِ الَّذِي اسْتَغْلَقْتِ مِنْ فَادِي قَالَ: واقرأني ابْن الأعْرابي، لأَوسِ بنِ حجر: على العُمْرِ واصطادَتْ فؤاداً كأنّهُ أَبُو غَلِقٍ فِي ليلَتَينِ مُؤجّلِ وفسَره، فَقَالَ: أَبُو غلِقٍ، أَي: صاحبُ رهنٍ غلِقَ أَجلُهُ، ليلتانِ أَن لم يُفَكَّ، غَلِقَ، فذهَب. عَمْرو عَن أبيهِ: الغَلَقُ: الضَّجَرُ، ومكانٌ غلِقٌ وضَجِرٌ، أَي: ضَيِّقٌ، والضجْرُ: الاسمُ، والضَّجَرُ: المصدَرُ. والغَلَقُ: الهَلاكُ. وَمعنى: لَا يغلَقُ الرهنُ، أَي: لَا يَهلِكُ. ((ابْن الاعرابيّ: أغلَقَ زيدٌ عمرا على

شيءٍ يَفْعله: إِذا أكرهه عَلَيْهِ. والمِغْلَفُ والمِغْلاف: السهْم السَّابِع من قداح المَيْسِر. والمَغَلِفُ الأَزلام، وكل سهم فِي الميسر مِغْلَق؛ قَالَ لبيد: وجَزُور أيسارٍ دَعَوتُ، لحتفِها، بمَغَلِقٍ متشابِهٍ أجرامُها والمَغالقُ قِداح الميسر؛ قَالَ قَالَ الاسود يَعْفُر: إِذا قحطت والزَّجِرين المغالِقَ قَالَ اللَّيْث: المِغْلَقُ: السهْم السَّابِع فِي مُضَعَّفِ المَيْسِرِ، وسمّي مِغلَقاً لِأَنَّهُ يَسْتَغلِقُ مَا يبْقى من آخر المَيسِر، ويُجْمَع مَغالِقَ، وَأنْشد بَيت لبيد: وجزور أيسارٍ دعوتُ لحتفها قَالَ أَبُو مَنْصُور: غلط اللَّيْث فِي تَفْسِير قَوْله بمَغالق، والمَغالقُ من نُعُوت قداح الميسر الَّتِي يكون لَهَا الْفَوْز، وَلَيْسَت المَغالِقُ 1) . من أسمائِها، وَهي الَّتِي تغْلق الخطرَ فتوجِبُهُ للفائز القامرِ، كَمَا يَغْلَقُ الرهنُ لمستحقِّهِ، وَمِنْه قَول عمرِو بنِ قَميئة: بأيديهِمُ مقرومةٌ ومغالِقٌ يَعُودُ بِأَرْزَاقِ الْعِيَالِ مَنِيحُها أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: بابٌ غُلُقٌ، أَي: مُغْلَقٌ. وَقال أَبو زَيدٍ: بابٌ فتُحٌ، أَي: واسعٌ ضَخْم. ابْن السِّكِّيت: يُقَال: إهابٌ مغلوقٌ، إِذا جُعِلَتْ فِيهِ الْغَلْقَةُ، حِين يُعْطن، وَهِي شَجَرةٌ يُعْطِنُ بهَا أهلُ الطائفِ. قَالَ مزرّدٌ: جَرِبْنَ فَمَا يُهْنَأْنَ إِلَّا بِغَلْقَةٍ عَطِينٍ وأبوالِ النِّساءِ الْقَوَاعِدِ ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنَّهُ قالَ: (لاطلاق فِي إغلاقٍ) . ومَعنى الإغلاق: الإكراهُ، (لِأَن المُغلق مكرهٌ عَلَيْهِ فِي أمره ومضيَّق عَلَيْهِ فِي تصرفه) كأَنه يُغْلَقُ عَلَيْهِ البابُ، وَيُحْبَسُ ويُضَيِّقُ عَلَيْهِ حَتَّى يُطَلِّقَ. وإغلاق الْقاتلِ: اسلامُهُ إِلَى وليِّ الْمَقْتُول، فيحكمُ فِي دمهِ مَا شاءَ، يقالُ: أُغْلِقَ فلانُ بجريرتِهِ، وَقال الفرزدق: أُسَارى حديدٍ أُغْلِقَتْ بِدِمَائِهَا وَالِاسْم مِنْهُ الغلاق ... وَقال عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ: وَتَقُولُ الْعُداةُ: أَوَدَى عَدِيُّ وَبَنُوهُ قد أَيْقَنُوا بالْغَلاَقِ أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَغْلَقَ زيدٌ عَمْراً على شَيءٍ يَفْعَلُه، إِذا أكْرَهَهُ عَلَيْهِ ويقالُ: أُغْلِقَ فُلانٌ فغَلِقَ غَلَقاً، إِذا أُغْضِبَ فَغَضِبَ، وَاحتَدَّ. وأَنشدَ شِمْر للفَرَزْدَق:

باب الغين والقاف والنون

وَعَرَّدَ عَنْ بَنِيهِ الْكَسْبَ مِنْهُ وَلَوْ كانُوا أُولى غَلَقٍ سِغَابَا أُولى غَلَق، أَيْ: قَدْ غَلِقوا فِي الْفَقْر والجُوعِ. والْغِلقُ: الكثيرُ الغَضَبِ، قَالَ عمرٌ وبنُ شَأسٍ: فَأغْلَق مِنْ دُونِ امْرِىءٍ إِنْ أَجَرْتُهُ فَلاَ أَبْتَغِي عَوْراتِهِ غَلَقَ الْبَعْلِ أَي أَغضَبُ غَضَباً شَدِيداً، ويُقالُ: الْغَلَقُ: الصَّيِّقُ الْخُلُقِ الْعَسْرُ الرِّضَا. وَفِي (النَّوادِرِ) : شَيْخٌ غَلْقٌ وَجمَلٌ غَلْقٌ، وَهُوَ: الكبيرُ الأَعْجَفُ. (بَاب الْغَيْن وَالْقَاف وَالنُّون) (غ ق ن) اسْتعْمل من وجوهه: نغق. نغق: قَالَ الليثُ: يقالُ: نَغَقَ الْغُرابُ. وَهُوَ يَنْغِقُ نَغِيقاً، إِذا صاحَ: غِيقْ غِيْقْ. وَيُقالُ: نَغَقَ بِخَيْرٍ، وَنَعَب بِبيْنٍ، وَأَنْشَدَ: وازْجُرُوا الطَّيْرَ فَإِن مَرَّ بِكُمْ ناغِقٌ يَهْوي فَقُولُوا سَنَحَا وقَال أَبُو عَمْرو: نَغقَتِ النَّاقَةُ نَغِيقاً؛ إِذا بَغَمَتْ. قالَ حُميد: وأظْمَى كَقَلْبِ السَّوْذَ قَانِيَّ نَازَعَتْ بِكَفَيَّ فَنْلاءُ الذِّرَاعِ نَغُوقُ أَي: بَغُومٌ، وأرادَ بالأَظْمَى: الزّمامَ الأَسْوَدَ، وإِبِلٌ ظُمْيٌ، أَي: سُودٌ: (بَاب الْغَيْن وَالْقَاف وَالْفَاء) (غ ق ف) اسْتعْمل من وجوهه: غفق. غفق: رُوي عَن إِيَاس بنِ سَلَمَةَ عَن أَبِيه، أَنَّهُ قَالَ: مَرَّ بِي عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ. وَأَنا قاعِدٌ فِي السُّوقِ، وَهُوَ مارٌّ لحاجةٍ لَهُ، مَعَهُ الدِّرَّةُ، فَقَالَ: هَكَذَا يَا سَلَمةُ عَنِ الطريقِ، فَغَفَقني بهَا فَمَا أَصَابَ إِلَّا طَرفُها ثَوْبي. قالَ: فأمَطْتُ عَنِ الطّريقِ، فَسَكَتَ عَنّي حتّى إِذا كانَ العَامُ المُقْبِلُ، لَقِيَنِي فِي السُّوقِ، فقالَ: يَا سَلَمةُ، أردْتَ الحَجَّ، العَامَ، قُلْتُ: نَعَمْ، فَأَخَذَ يَدِي، فَمَا فَارَقَ يَدَهُ يَدِي، حَتَّى أدْخَلَني بَيْتَهُ فَأَخْرَجَ كَيْساً، فيهِ سِتُّمائةِ دِرْهَمٍ، فقالَ: يَا سَلَمةُ خُذْ هَذَا، واسْتَعِنْ بهَا عَلَى حَجِّكَ، واعلَمْ أَنَّها مِنَ الغَفْقَةِ الّتي غَفْقتُكَ عَاما أوّلَ. قُلْتُ: يَا أميرَ المُؤمِنينَ، وَالله مَا ذَكَرْتُها، حَتَّى ذَكَّرْتَنِيها، فقالَ عُمَرُ: وَأَنَا وَالله مَا نَسِيْتُها) . قَوْله: (فَغَفَقَنِي) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: غَفقْتُهُ بالسَّوْط، أَغْفِقُهُ وَمَتْنتُهُ بالسّوطِ أَمْتِنُهُ وَهُوَ أشَدُّ مِنَ الغَفْقِ. وَقَالَ الليثُ: الغَفْقُ: الهجُومُ عَلَى الشَّيْء، والإِيابُ من الغَيْبَةِ فَجَاءَةً.

باب الغين والقاف والباء

ثعلبٌ عَن ابْن الأعرابيّ قالَ: إِذا تَحَسَّى مَافِي إنَائِهِ، فِقَدْ تَمَزَّزَهُ، وَسَاعَة بعدَ ساعةٍ، فَقَدْ تَفَوَّقَهُ، وَإِذا أكْثَرَ الشُّرْبَ، فَقَدْ تَغَفَّقَ. أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: تَغَفَّقْتُ الشَّرَابَ (تَغَفُّقاً) ، إِذا شَرِبْتَه. وَقالَ: التَّغْفِيقُ النَّوْمُ، وأنتَ تَسْمَعُ حَدِيثَ القَوْمِ، ويُقالُ: غَفِّقُوا السَّلِيمَ تَغْفِيقاً، أيْ: عَالِجُوهُ وسَهِّمُوهُ. وَقال مُلَيحُ الهُذَليّ: وَدَاوِيَّةٍ مَلْساءَ تُمْسِي سهَامُها بِها مِثْلَ عُوّادِ السَّلِيمِ المُغَفَّقِ وَجُمْلَةُ التَّغْفِيقِ: نومٌ فِي أَرَقٍ. عمروٌ عَنْ أَبِيهِ: غَفَقَ وعَفَقَ، إِذا خَرَجّتْ مِنْهُ رِيْحٌ. أَبُو عَمْرٍ و: الغَيْفَقَة: الإهْراقُ، وكذلِكَ الدَّغْرَقَةُ. وَقالَ الفَرّاء: شَرِبَتِ الإِبِلُ غَفَقاً، وَهِي تَغْفِقُ، إِذا شَرِبَتْ مَرّةً بَعْدَ أُخْرى، وَهُوَ الشّربُ الواسِعُ. (بَاب الْغَيْن وَالْقَاف وَالْبَاء) (غ ق ب) اسْتعْمل من وجوهه: غبق. غبق: قَالَ الليثُ: الغَبْقُ: شُرْبُ الغَبُوقِ، والفِعْلُ: الاغْتِباقُ: عَشِيّاً. قُلْتُ: يُقَالُ: هَذِه النّاقَةُ غَبُوقِي، وَغَبُوقَتِي، أَيْ: اغْتَبِقُ لَبَنَها وَجَمْعُها: الغَبائِقُ. وَأنشدَني أَعرابيّ: مَالي لَا أَسْقِي حُبَيِّبَاتِي صَبَائِحِي غَبَائِقِي قَيْلاتِي وَقَدْ غَبَقْتُهُ أَغْبِقُهَ غَبْقاً، فاعتَبَقَ اغتِباقاً. بن دُرَيدٍ: الغَبْقَةُ: خَيْطٌ أَو عرَقَة، تُشَدُّ فِي الخَشَبةِ المُعْتَرِضَةِ عَلَى سَنَامِ الثّوْرِ، إِذا كَرَب أَو سَنَا، لتَثْبُتَ الخَشَبَةُ على سَنَامِهِ. وَقال الأزهريُّ: لم أسْمَعِ: الغَبَقَةَ، بِهَذَا الْمَعْنى، لغيرِ ابنِ دُريدٍ) . (بَاب الْغَيْن وَالْقَاف وَالْمِيم) (غ ق م) اسْتعْمل من وجوهه: غمق. قَالَ اللّيْثُ: غَمِقَ النَّباتُ يَغْمَقُ غَمَقاً، إذَا وَجَدْتَ لِرِيحِهِ خَمّةً، وفَساداً، من كَثْرةِ الأَنْداءِ عَلَيْهِ. قلتُ: غَمَقُ البَحْرِ، ومَدّهُ فِي الصَّفَرِيّةِ، وَبَلدٌ غَمِقٌ: كَثِيرُ المِيَاهِ، رَطْبُ الهَواء. وكَتَبَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ إِلَى أبي عُبَيدَةَ بنِ الجَرّاحِ: (أنَّ الأُرْدُنَّ أَرْضٌ غَمِقَةُ، وأَنَّ الجَابِيَةَ أرضٌ نَزِهَةٌ، فأظْهَرْ بِمَنْ مَعَكَ مِنَ المُسْلِمِينَ إِلَيْهَا) . والنَّزِهَةُ: البَعِيدَةُ منَ الرِّيفِ، والغَمِقَةُ: القَرِيْبَةُ مِنَ المِيَاهِ والخُضِر والنُزُوزِ، وإذَا كانتْ كذلِكَ، قَارَبَتِ الأَوْبِئَةِ.

أبواب الغين والكاف وما يثلثهما

وقالَ أَبُو زَيد: غَمِقَ الزَّرْعُ غَمَقاً، إِذا أصابَهُ نَدى فَلم يَكَدْ يَجِفَّ. ابنُ شُميل: أرضٌ غَمِقَةٌ: لَا تجِفُّ بواحدةٍ. وَلا يَخْلُفها المَطَرُ، وعُشْبٌ غَمِقٌ: كَثِيْرُ المَاءِ، لَا يُقْلِعُ عَنْهُ المَطَرُ. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: الغَمَقُ: النَّدى. (أَبْوَاب الْغَيْن وَالْكَاف وَمَا يثلثهما) (أَبْوَاب) الْغَيْن وَالْجِيم) قَالَ الخليلُ: الغينُ وَالْجِيم، مهملتان، إِلَّا مَعَ اللَّام وَالنُّون وَالْبَاء وَالْمِيم. غ ج ل اسْتعْمل من وجوهه: غلج. غلج: قَالَ الليثُ وَغَيره: عَيْرُّ: مِغْلَجٌ: شَلاّلٌ لعانَتِهِ، وأنْشَدَ: سَفْواءُ مِرْخَاءٌ تُبارى مِغْلَجَا ( ... يَعْني: أَتَانَا تُبارِي عَيْراً) . ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: قَالَ الغَلَجُ: الشَّبابُ الحَسَنُ. أَبُو عُبيدِ عَن الأَمويّ: التَّغَلُّجُ: البَغْيُ. وقالَ الأصمعيُّ: غَلَج الفَرَسُ يَغْلِجُ غَلجاً، إِذا خَلَط العَنَق بالْهَمْلَجَةِ. غ ج ن اسْتعْمل من وجوهه: غنج. غنج: قَالَ اللَّيْث الغَنْجُ: شَكْلُ الجَارِيَةِ الغَنِجَةِ. ثعلبٌ عَن ابْن الأعرابيَّ، قَالَ: الغُنْجُ: ملاحَةُ العَيْنَيْن. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الغِنَاجُ: دُخَانُ النَّؤوُرِ الَّذِي تَجْعَلُهُ الواشِمَةُ على خُضْرَتِها، لِتَسْوَدَّ، وَهُوَ الغُنُجُ أَيْضا. وَقَالَ اللَّيْث: غُنْجَةُ بِلَا ألفٍ ولامٍ اسمُ مَعْرِفَة، لَا يُصْرَفُ، وَهِي: القُنْفُذَةُ. قَالَ: تَقُولُ هُذَيل: شَنَجٌ وغَنٌ، فالغَنجُ: الرَّجْلُ. والشَّنَج: الجَمَلُ. يَقُولُونَ: غَنَجٌ عَلَى شَنَجٍ. قُلتُ: ونَحْوَ ذَلِك قَالَ ابنُ دُريد. غ ج ب جغب: قَالَ الليثُ: رَجُل جَغِبٌ شَغِبٌ. غ ج م غمج مغج: (مستعملة) . مغج: عمرٌ وَعَن أَبِيه: مَغَجَ، إِذا عَدَا، وَمَغَجَ، إِذا سارَ. قلتُ: وَلم أسمَعْ: مَغَج لِغَيْرِهِ. غمج: قَال اللّيثُ: فَصِيلٌ غَمِجٌ يَتَغَامَجُ بَيْنَ أرفاغِ أُمِّهِ، وأنْشَدَ: غُمْجٌ غَماليجُ غَمَلَّجَاتُ أَو عُبَيْدٍ عَنِ الأصْمَعِيَّ: إِذا جَرَعَ الماءَ

أبواب الغين والشين

جَرْعاً، فذلِكَ الغَمْجُ: قَالَ شِمر: وقَدْ غَمِجَ يَغْمَجُ، لُغَةٌ: السُّدِّي عَن ثَعْلَبٍ عَنِ ابْن الأعرابيّ: غَمَج فِي الشُّرْبِ، يَغْمِجُ غَمْجاً: جَرَعَ جَرْعاً شَدِيداً. اللحياني: هِيَ الغَمْجَةُ والغُمجَةُ، للجُرْعَةِ. (أَبْوَاب الْغَيْن والشين) غ ش ض غ ش ص غ ش س: أهملت وجوهُها. غ ش ز أهمله الليثُ. شغز: وَذكر ثَعْلَب عَن ابنِ الأعرابيّ، أنَّهُ قَالَ: يُقالُ، للمَسَلَّةِ: الشغِيزَةُ. قُلْتُ: وَهو عَربي صَحِيح، سَمِعْتُ أَعْرَابياً يقولُ لآخَرَ: سَوِّلي شَغِيزةً من الطَّرْفاءِ، لأسُفَّ بهَا سَفِيفَةً. غ ش ط اسْتعْمل من وجوهه: غطش. غطش: قَالَ اللَّيْث: غَطَشَ اللَّيْلُ، فَهُوَ غاطِشٌ، مُظْلِمٌ، قَالَ: والأَغْطَشُ: الَّذِي فِي عَيْنَيْهِ شِبْهُ: العَمَشِ والمرأةُ: غَطْشَاءُ. أَبُو عُبَيْد عَن الأَحْمر، فِي: الأغْطَشِ: مِثلُه: وقَالَ شَمِر: الغَطَشُ: الضَّعْف فِي البَصَرِ، كَمَا يَنْظُر بِبَعْضِ بَصَرِهِ. وَيُقَالُ: هُوَ الَّذِي لَا يفتَحُ عَيْنَيْهِ، فِي الشَّمْسِ. قَال رُؤْبَة: أرْمِيهِمُ بالنَّظَرِ التَّغْطِيشي وَأَنْشَدَ غَيْرُهُ للأَعْشى: وَيَهْماءَ باللَّيْلِ غَطْشَى الفَلا ةِ يُؤْنِسُنِي صَوْتُ فَيَّادِهَا قَالَ الأصمعيُّ فِي بَابَ الفَلَوَاتِ: الأَرْضُ اليَهْمَاءُ: الَّتِي لَا يُهْتَدَى فِيها الطَّريقُ. والغَطَشُ مِثْلُهُ هَكَذا رَواهُ شِمر، وبيتُ الأَعْشَى يَدُلُّ عَلَيْهِ. وقَالَ الفَرَّاءُ فِي قوْلِهِ جلّ وعزّ: {فَسَوَّاهَا وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ} (النازعات: 29) ، أَي: أظْلَمَ لَيْلَها، وَكَذَلِكَ قَالَ الزَّجَّاجُ. وَقَالَ الأصمَعِيُّ: الغَطَشُ: السَدَفُ، يُقَالُ: (أتيتُهُ غَطَشاً) . وَقَدْ أَغْطَشَ اللّيلُ. وقَالَ أَبُو تُرَابٍ: الغَطَشُ وَالْغَبَشُ وَاحِدٌ. وَقَال اللَّحْيَانيّ: يُقَالُ: غَطِّشْ لِي شَيْئاً وَوَطِّشْ لي شَيْئاً مَعْنَاهُ: إفْتَحْ لي شَيْئاً. غيرُه: مَفَازَةٌ غَطْشَى: عَمِيَّةُ المسالِكِ، لَا يُهْتَدَى فِيها، حَكاهُ أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيُّ. وقَال أَبُو سَعِيدٍ: يُقَالُ: هُوَ يَتَغَاطَشُ عَن الأمرِ، وَيَتَغَاطَسُ، أَي: يتَغَافَلُ. غ ش د أهمله اللَّيْث: ودغش: مُسْتَعْمل. دغش: أخْبَرَني المنْذِري عَن الحَرّانِي عَن

ابنِ السِّكّيتِ، يُقَالُ: داغَشَ الرَّجُلُ، إِذا حامَ حَوْلَ المَاء من العَطَشِ، وأنشَدَ: بَأَلَدَّ مِنْكَ مُقَبِّلاً لِمُحَلاَّ عَطْشَانَ دَاغَشَ ثمّ عادَ يَلُوبُ وقالَ غيرُهُ: فلانٌ يُدَاغِشُ ظُلْمَةَ الليْلِ، أَي يخبِطُهَا بِلَا فُتورٍ. وقالَ الراجز: كَيْفَ تَرَاهُنَّ يُدَاغِشْنَ السُّرَى وَقَدْ مَضَى مِنْ لَيْلِهِنَّ مَا مَضَى غ ش ت مهمل غ ش ظ غ ش ذ غ ش ث أهملت وجوهها. غ ش ر اسْتعْمل من وجوهه: شغر شرغ شغر: قَالَ اللّيْثُ: يُقَالُ: شَغَرَ الكَلْبُ، إذَا رفَعَ إحْدَى رِجْلَيْهِ؛ لِيَبُول وأنْشَدَ الفَرَّاءُ وغيرُهُ: شَغّارَةٌ تَقِدُ الْفَصِيْلَ بِرِجْلِهَا فَطَّارَةُ لِقَوَادِمِ الأَبكارِ أَبُو عبيد عَن أبي زيد: تَفَرَّقَ الْقَوْمُ شَذَرَ مَذَرَ وشَغَرَ بَغَرَ، أَي فِي كلِّ وَجْهٍ، وَلَا يُقالُ ذَلِك فِي الإقْبَالِ. قُلْتُ: هَكذا رواهُ شِمْر، والمِشْغَر من الرِّماحِ كالمِطْرَدِ، وَقَالَ: سِنَاناً مِنَ الخَطِّيِّ أَسْمَر مِشْغَرَا وَقال الأصمعيُّ: إِذا لم يَدَعِ البَعِيرُ جُهْداً فِي عَدْوِهِ، قِيلَ: تَشَغَّر تَشَغُّراً: يُقَالَ: مَرَّ يَرْتَبِعُ إِذا ضَرَبَ بِقَوائمِه، وَاللّبَطَةُ نَحْوَهُ، ثمَّ التّشَغُّرُ فَوْقَهُ. وَتقول: هَذِهِ بَلْدَةٌ شاغِرَةٌ بِرِجْلِهَا: إِذا لم تَمْتَنِعْ مِنْ غارَةِ. قَالَ: واشْتَغَر المنْهَلُ إِذا صارَ فِي ناحِيَةٍ مِنَ المحجَّةِ، وَأَنْشَدَ: شافِي الاجَاجِ وَبَعَيْدُ المُشْتغَرْ وَرُفقةٌ مُشْتَغِرَةٌ: مُنْفَرِدَةٌ عَنِ السّابِلَةِ (وَنهى رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَنِ الشِّغارِ) : قَالَ الشَّافِعِي وَأَبُو عبيد، وغَيرُهما مِنْ أَهْلِ العِلْمِ: الشِّغَارُ المنْهِيُّ عَنْهُ: أَنْ يُزَوِّجَ الرجلُ الرَّجُلَ حريمتَهُ، عَلَى أَنْ يُزَوِّجَهُ المُزَوَّجُ جريمةً لَهُ أُخْرى. وَيكونُ مَهْرُ كلِّ وَاحِدَةٍ مِنهما بُضْعَ الْأُخْرَى. ثعلبٌ عَن سَلَمَة عَنِ الفَراء، قَالَ: الشِّغَارُ شِغَارُ المُتَنَاكِحيْنِ. قَالَ: وَالشِّغَار: أنْ يَبْرُزُ رَجُلانِ مِنَ الْعَسْكَرَيْن، فَإِذا كادَ أَحَدُهُما أَنْ يَغْلِبَ صاحِبَهُ، جَاءَ إثنانِ حَتى يُعِيْنَا أَحَدَهُما، فيصيحَ الآخرُ: (لَا شِغَارَ، لَا شِغَارَ) . قَالَ: وَالشِّغَارُ: الطَّرْدُ يُقَالُ: شَغَروا فلَانا عَن بلادِهِ: شَغْراً وَشِغاراً إِذا طَرَدُوهُ ونَفوهُ. قَال: وَالشَّغْرُ: الرفْعُ، وَمِنْه شَغَر الكلبُ وَقال أَبُو عَمْرو بنُ الْعَلَاء (شَغَرْتُ برِجلي

فِي الغريبِ) أَي: عَلَوْتُ النَّاس فِي حِفْظِهِ. وَيُقَالُ: شغر الكلبُ وَقَزَحَ وَشَقَحَ وَشَقحَ كُله إِذا رفع رجله لِيَبُول. قالَ: وَالشِّغر: التفرقةُ وَمنهُ قَوْلهم: خرجَ القَوْمُ شَغَر بَغَرَ، إِذا تَفَرَّقوا، وَالشَّغْر: البعدُ، وَمنهُ قَوْلهم: بلدٌ شاغرٌ، إِذا كَانَ بَعيدا من الناصِرِ، وَالسُّلطَانِ، قالَهُ الْفراء. عَمْرو عَن أَبِيه: الشِّغَارُ العداوةُ. أَبُو زيد: يقالُ: اشتَغَرَ اشتغر الْأَمر بفلان، أَي اتَّسع بِهِ وَعظم. وَقَالَ أَبُو النَّجْم: وَعَدَدِ بَخَ إِذا عُدَّ اشْتَغَر كَعَدَدِ التُّرْبِ تَدَانى وانتَشَرْ واشتغرتِ الحَرْبُ بينَ الفَريقَيْنِ، إِذا اتَّسَعَتْ وعظُمَتْ. وَيقالُ للبَعيرِ، إِذا، اشْتَدَّ عَدْوُه: هُوَ يَتَشَغَّر تَشَغُّراً واشْتَغَر فلانٌ علينا، إِذا تَطاوَل وافتخر وَتَشَغَّر فلانٌ فِي أَمْرٍ قبيحٍ، إِذا تَمَادَى فِيهِ وَتَعَمَّق. والشَّغُور موضعٌ فِي الباديةِ. وَفي (النَّوادِرِ) : بِئْر شِغَارٌ وبِئارٌ شَغَارٌ: كثيرةُ المياهِ وَاسِعَةٌ الأَعْطَانِ. شرغ: قَالَ الليثُ: الشِّرْغُ يُخَفَّف وَيُثَقَّلُ وَهُوَ الضَّفدَعُ الصَّغِيرُ. وَيُقَالُ لَهُ: الشِّرِّيْغُ والشُّرَبْرِيغُ وأنشدَ: تَرى الشُّريريغَ يَطْفُو فَوْقَ طاحِرَةٍ مُسْحَنْطِراً نَاظِراً نَحْو الشَّنَاغِيْبِ غ ش ل اسْتعْمل من وجوهه: شغل شلغ. شغل: قَالَ الليثُ: شَغَلْتُ فُلاناً، وشُغِلْتُ بِهِ، وَشُغْلٌ شَاغِلٌ، وَيُقَالُ: اشْتَغَل فُلانٌ بأمرِهِ، وَهو مُشْتَغِلٌ. الحَرّاني عَنِ ابنِ السِّكَّيتِ: شَغَلْتُ فُلاناً. وَلاَ يُقَالُ: اشْغَلْتُهُ. وَيُقَالُ: شُغِلَ فُلانٌ فَهْوَ مَشْغولٌ. أَبُو العَبّاس عَنِ ابنِ الأَعْرابيْ: الشِّغْلَة والعَرْمَةُ والبَيْدَرُ والكُنس: واحدٌ. وَجمع الشَّغْلَةِ: شَغْل، وَهُوَ البَيْدَرُ. وَرَوى الشَّعْبيْ: (أَنَّ عَلِياً خَطَب النَّاس على شَغْلَةِ) أَي على بَيْدَرٍ. وَأَخْبرنِي المُنْذِريّ عَن ثعلبٍ عَن ابنِ الأعرابيِّ، قالَ: رَجلٌ شَغِلٌ من الشُّغْلِ، وَمُشْتَغَلٌ وَمَشْغولٌ. شلغ: قَالَ الليثُ: يُقَال شَلَغ رأسَه وَثَلَغهُ، إِذا شَدَخَهُ. غ ش ن شغن غشن نشغ نغش: مستعملات. نشغ: قَالَ الليثُ يُقَالُ: نَشَغْتُ الصّبيَّ وَجُوراً، فانتَشَغَهُ جُرْعةً بَعدْ جرعةِ، والاسمُ مِنْهُ: النَّشُوغُ. وأنشدَ: أَهْوى وَقَدْنا شَغْنَ شِرْباً واغِلاً

قالَ وَفِي الحديثِ: (فَإِذا هُوَ ينْشغُ) ، أيْ: يَمْتَصُّ بِفِيهِ. قَالَ: والنَّشغَةُ تَنَفُّسَةٌ من تَنَفُّسِ الصُّعَداء، ويُقالُ مِنْهُ: نَشَغ ينشَغ نشْغاً، وَأنْشد: عَوفْتُ أَنَّى ناشِغٌ فِي النَّشغِ ... . وَفي حَديثِ أبي هُرَيْرَةَ (أَنَّه ذَكَر النّبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَنَشَغَ) قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ أَبُو عَمْرٍ والنَّشْغُ: الشَّهِيق، حتَّى يكادَ يَبْلُغُ بهِ الغَشْيَ، يُقَالُ مِنْهُ: قَدْ نَشَغَ يَنْشَغُ نَشْغاً. قَالَ أَبُو عُبيد: وَإِنَّمَا يَفْعَلُ ذلكَ الإنْسَانُ تشَوُّقاً إِلَى صَاحِبِه وَأَسَفاً عَلَيه، وحُبّاً لَهُ، فَهَذَا نَشَغ بالغين لَا خلافَ فِيهِ. وَأنْشد بيتَ رؤبةَ: عَرفْتُ أنَّي ناشغٌ فِي النُّشغِ ... . وَما قَول ذِي الرُّمة: فالأمُ مُرْضَعٍ نَشِغَ المَحَارا فإنَّ الأصمعيَّ كَاد يُنْشِدُهُ بالعَين: (نُشِعَ) ، وَهُوَ إيجارُكَ الصَّبيَّ الدَّوَاء، وَقد مر تفسيرُه. وروى ابنُ الفَرَج للأَصْمَعي: نَشَغَهُ ونشعه: إذَا أَوْجَرهُ. قَالَ: وقالَ أَبُو عَمْرو: نُشِغَ بِهِ، وَنُشِعَ بِهِ، وشُعِفَ بهِ، أيْ: أولِعَ بِهِ. وَقَالَ شِمر: المِنْشَغَةُ: المُسْعُطُ، أَوِ الصَّدَفَةُ، يُسْعَطُ بِها. قَالَ: النَّشْغُ: التَّلْقِينُ: يُقالُ منهُ: نَشَغتُهُ الكَلامَ ونَسَغْتُه بالشِّينِ والسِّينِ. أَبُو عُبَيدٍ عَنِ الفَرَّاء قَالَ: النَّواشِغُ: مَجارِي المَاء فِي الْوَادي، وأنْشَدَ: وَلا مُتَدارِكٌ والشَّمْسُ طِفْلٌ بِبَعْضِ نَوَاشِغِ الوَادِي حُمُولا ثعلبٌ عَنِ ابنِ الأَعْرابيِّ: انْتَشَغَ الرّجُلُ تَنَحَّى، ونَشَغَه بالرُّمْحِ، طَعَنَهُ. نغش: قَالَ اللَّيْث: النغش، والنَّغَشانُ: تحرُّكُ الشَّيء فِي مكانِهِ، تَقُولُ: دَارٌ تَنْتَغِشُ صِبْياناً ورَأسٌ يَنْتَغِشُ صِئباناً. وَقالَ الشاعرُ فِي صفةِ القُرادِ: إِذا سَمِعَتْ وَطْءَ الرِّكابِ تَنَغَّشَتْ حُشاشَتُها فِي غَيْرِ لَحْمٍ وَلَا دَمِ وَقَالَ أَبو سَعيدٍ: سُقِي فُلانٌ، فَتَنَغَّشَ، تَنَغُّشاً. وَتَغَشَّى، إِذا تَحَرَّكَ، بَعْدَ أَنْ كَانَ قَدْ غُشِيَ عَلَيهِ. قَالَ: وانتَغَشَ الدُّوْدُ. وَفِي الحَدِيث: (أنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَأَى نُغَاشِيّاً، فسَجَد شُكْراً. .) . وَقَالَ أَبُو العَبّاسِ: النُّغَاشِيّونَ: هُم الْقِصَارُ، الضِّعَافُ الْحَرَكَةِ. غشن: ابْن نَجْدَةَ عَن أبي زَيْدٍ، يُقالُ لِمَا يَبْقَى فِي الْكِبَاسَةَ مِنَ الرُّطَبِ، إذَا لُقِطَتِ النَّخْلَةُ: الكُرابَةِ والغُشَانة والْبُذَارَةُ. والشَّمَلُ، والشَّماشِمُ والْعُشَانَةُ بالعَيْنِ

أيْضاً: وتَغَشَّنَ الْمَاءُ إذَا رَكِبَهُ الْبَعَرُ فِي غَدِيرٍ، ونَحْوِهِ. شغن: ابنُ دُريد: الشغْنَةُ: الْحَالُ، وَهِي الَّتِي يُسَمِّيها النَّاسُ الكَارَةَ: وَتَغَشَّنَ الماءُ ... غ ش ف اسْتعْمل مِنْهُ: شغف فشغ. شغف: قَالَ الليثُ: شَغَفٌ مَوْضِعٌ بِعَّمَانَ يُنْبِتُ الغَافَ الْعِظامَ، وأنشَدَ: حَتَّى أنَاخَ بِذَاتِ الْغَافِ مِنْ شَغَفٍ وَفِي الْبِلادِ لَهُمْ وُسْعٌ ومُضْطَرَبُ قالَ: والشغَافُ: مُوْلِجُ البُلْعُمِ، وَيُقالُ: بَل: هُوَ غِشَاءُ القَلْب وَقَوْلُ الله تَعَالَى: {قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا} (يُوسُف: 30) أَي: غَشِي الحبُّ قَلْبَهَا، وَأنْشد: وَقَدْ حَالَ هَمٌّ دُونَ ذلِكَ باطِنٌ مَكانَ الشِّغافِ تَبْتَغِيهِ الْأَصَابِع أَبُو عُبيدٍ: الشغَفُ: أَن يَبْلُغَ الحبُّ شَغَافَ القَلْبِ، وهُوَ جِلْدَةٌ دُونَهُ، وأخْبَرَني الْمُنْذِرِيُّ عَن عُثمانَ عَنْ مُسْلمٍ بنِ إبراهيمَ عَن قُرَّةَ بنِ خالِدٍ عَن الحسَنِ: فِي قولِ الله: {قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا} قالَ: الشغَفُ أَن يكْوِي بَطْنَهَا حُبُّه. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ابنِ فهمٍ عَن ابنِ سلاّمِ عَن يونُسَ قَالَ: (شَغَفَها) أصابَ شِغَافَها، مثل: كَبَدَها. وَأخْبرنَا عَن الحَرّاني عَن ابنِ السّكِيتِ، قالَ: الشَّغافُ، هُوَ الخِلْبُ، وَهُوَ جُلَيْدةٌ لاصِقَةٌ بالقَلْبِ، وَمِنْه قِيلَ: خَلَبهُ، إِذا بَلَغ شَغافَ قَلْبِه. وَقَالَ الفَرّاء: {قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا} أَي: قَدْ خَرّقَ شَغَافَ قَلبِهَا. قَالَ أَبُو بكرٍ: شَغافُ القَلْب، وَشَغَفُه: غلافُه، وَقَالَ قيسُ بنُ الْخَطِيمِ: إنّي لأهْواكِ غَيْرَ ذِي كَذِبٍ قَدْ شُفَّ مِنّي الأَحْشَاءُ والشَّغَفُ وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْله: {قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا} : فِي الشّغافِ ثلاثَةُ أقوالٍ: قالَ بعضُهُمْ: الشِّغَافُ: غِلافُ القَلْبِ. وَقيل هُوَ حَبَّةُ القَلْبِ وسويداؤُهُ. وَقيلَ: هُوَ دَاء يكونُ فِي الجَوْفِ فِي الشَّراسِيْف، وأنْشَدَ بيتَ النابِغَةِ. وروى القتيبي، للأصمعي أنَّ الشُّغافَ دَاءٌ فِي القَلبِ، إذَا اتَّصَلَ بالطَّحَالِ، قَتلَ صَاحِبَهُ، وأنْشدَ بيتَ النّابغةِ. قَالَ الأزهريّ: سُمِّي الدّاء شُغافاً باسمِ شَغَافِ القَلْبِ وَهُوَ حِجَابُهُ. وقالَ: أَبُو الهيثمَ: يُقَالُ لِحِجَابِ القَلْبِ. . وَهْيَ شَحْمةٌ تكونُ لِباساً للقَلْبِ، يقالُ لَهَا: قَمِيصٌ القَلْبِ، وَشَغَافٌ، وَشَغْفُ القلبِ، وشَغَفُ القَلْبِ وغاشِيَةُ القَلْبِ، وَإِذا وَصَلَ الدّاءُ إِلَى شَغَافِ القَلْبِ ولازَمَهُ، مَرِضَ القَلْبُ، ولمْ يَصحّ. وَقيل: شُغِفَ فلانٌ شَغَفاً.

فشغ: قَالَ الليثُ. الفَشْغَةُ: قُطْنةٌ فِي جَوْفِ القَصَبَةِ، وَالفَشْغَةُ: مَا تَطَاير من جَوْفِ الصَّوصَلاةِ، وَهُوَ نَبْتٌ يقالُ لهُ: صَاصَلَّى يَأْكُلُ جوفَهُ صِبْيانُ العِرَاقِ. قَالَ: والفُشَاغُ: نَبْتٌ يَتَفَشِّغُ عَلَى الشَّجَرِ، وَيَتلَوّى عَلَيْهِ، وَأنْشد: لَهُ قُصَّةٌ فَشَغَتْ حاجبَيْ هِ فالعَيْنُ تُبْصِرُ مافي الظُّلَمْ ويقالُ للرجلِ المَنُونِ القَليلِ الْخَيْرِ: مُفْشِغٌ وَقَد أفْشَغَ الرّجُلُ، وَرَجُلٌ أَفْشَغَ الثّنِيّةِ: نابِتُها. وَتَفَشَّغَ فِيهِ الشَّيْبُ (إِذا كَثُر وَانتَشَر، ثَعْلَب عَن ابنِ الأعرابيّ: تَفَشَّغَهُ الشَّيْبُ) وتشبعه (وَتَشَيَّمه) وَتسنَّمهُ بِمَعْنى واحدٍ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد أفْشَغْتُ الرَّجُلَ بالسَّوْطِ، وَفَشغْتُهُ بِهِ، إذَا ضَرْبتَه بهِ. الأَصْمَعَيُّ: فَشَّغَهُ النَّوْمُ تَفْشِيغاً، إِذا عَلاَهُ وَغَلَبهُ، وَأنْشد لأبي دُؤَادٍ: فإِذَا غَزَالٌ عاقِدٌ كالظبِي فَشُغَه المَنَامُ ثعلبٌ عَن سَلَمةَ عَن الفَرّاء، يُقَالُ: تَفَشَّغَ الرجُلُ المَرأَةَ، إذَا وَقَعَ عَلَيْهَا، وتَفَشَّغَ لَهُ، ولدٌ كثيرٌ وتَفَشَّغَ فلانٌ فِي بُيُوتِ الحَيّ، إذَا غَابَ فِيهَا فَلَمْ تَرَهُ. المُنذرِي عَنْهُ. وَقَالَ النِّجاشيُّ لِقُرَيْشٍ حِيْنَ أَتَوْهُ: (وَهَلْ تَفَشَّغَ فيكُمُ الوَلَدُ، فإِنّ ذلِكَ من عَلاَمَاتِ الْخَيْرِ؟ قَالوا: نَعَمْ) . وَيُقالُ: تَفَشَّغَ فِي بَيْتِ فُلانٍ الْخَيْرُ، إِذا كَثُر وَفَشَا. والْمُفَاشَغَةُ: أَنْ يُجَرَّ الوَلدُ مِنْ تَحْتِ النّاقَةِ، فيُنْحَرَ، وتُعْطَف على وَلدٍ آخَرَ يُجَرُّ إلَيْها، فَيُلْقَى تَحْتَها، فَتَرْأَمُهُ، يُقال: فَاشَغَها، وفَاشَغَ بَيْنَهُما، وَقَدْ فُوشِغَ بِهَا. وَقَالَ: بَطَلٌ تُجَرِّرْةُ وَلَا تَرْثِي لَهُ جَرَّ المُفاشَغِ هَمَّ الإِرْزَامِ قَالَ رجلٌ لابنِ عبّاسِ: مَا هَذِه الفُتْيا الَّتِي تَفَشَّغَتْ فِي النَّاس؟ إنَّ مَنْ طَافَ بالبَيْتِ فَقَدْ حَلَّ؟ فَقَالَ: سُنّةُ نَبِيِّكمْ، وَإِن رَغَمْتُم تفشِّغَتْ، أَي: فَشَت وَانْتَشَرتْ سَلَمةُ عَن الفَراءِ: التَفَشُّغُ والفِشَاغُ: الكَسَلُ. وقَدْ فَشَّغَهُ المنامُ، أَي: كَسّلَهُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَر: أَنَّ وفدَ البَصْرَةِ أَتَوْهُ وَقَدْ تَفَشَّغُوا: فَقَالَ: مَا هَذِه الهَيْئةُ؟ فَقَالُوا: تَرَكْنا الثِّيابَ فِي العِيَابِ، وَجِئْناكَ: قَالَ: البَسُوا وأميطوا الْخُيَلَاء قَالَ شمر: تفشغوا: لبسوا أَخَسَّ ثِيَابهمْ، وَلم يَتَهَيّأُوا. غ ش ب اسْتعْمل مِنْهُ: شغب غبش بغش. شغب: قَالَ الليثُ: الشَّغَبُ: تَهَيُّجُ الشّر، وأنْشَدَ: وإنِّي عَلَى مَا نَالَ مِنِّي بِصَرْفِهِ على الشَّاغِبِينَ التّاركي الحَقِّ مِشْغَبُ

يُقَال للأتان، إذَا وَحِمَتْ، فاستَعْصعتْ عَلَى الفَحْلِ: ذَاتُ شَغْبٍ وضِغْنٍ. أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ: شَغَبْتُ القَوْمَ وشَغَبْتُ بِهمْ وعَلَيْهِم، أَشْغَبُ شَغباً، قَالَ لبيد: وَيُعَابُ قائِلُهُمْ وإنْ لَمْ يَشْغَبِ أيْ: وَإنْ لَمْ يَجُرْ عَنِ الطَّرِيقِ والقَصْدِ، وأَنْشَدَ قَوْلَ العَجّاجِ: كأنَّ تَحْني ذَاتَ شَغْبٍ سَمْحَجاً قَالَ الشَّغْبُ: الخِلافُ، أيْ: لَا تُواتِيهِ، وتَشْغَبُ عَلَيه. يَعْنِي: أَتَاناً طَويلةً عَلَى وَجْهِ الأرْضِ. وَرَجُلٌ شِغَبٌّ، قَالَ هميان: والحُنْرُوَان العَرِكَ الشِغَبَّا وَقَالَ شمرٌ: شَغَبَ فلانٌ عَن الحَق يَشْغَبُ شَغْباً. وفلانٌ مِشْغَبٌ، إِذا كَانَ عَانِداً عَن الطَّريقِ. قَالَ الفَرَزْدَق: وإِنْ شَاغَبْتَهُمْ وُجِدُوا شِغَابا وقولُ الهُذَليّ: وَعَدَتْ عَوَادٍ دُوْنَ وَلْيكَ تَشْغَبُ أَي: تَجُورُ بِكَ عَنْ طرِيقِكَ. غبش: قَالَ الليثُ: الغَبَشُ: شِدَّةُ الظُّلْمَةِ، وأنشَدَ لِذِي الرُّمّةِ: أغْبَاشيَ لَيْلٍ تمامٍ كَانَ طَارَقَهُ تَطَخْطُخُ الغَيْمِ حَتّى مَالَهُ جُوَبُ وَأَخْبَرني أَبُو إسْحَاقَ البَزَّاز عَن عُثْمانَ عَن الْقَعْنَبِيّ عَنْ مَالِكٍ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ عَن أبي هُرَيْرَةَ: (قَالَ فِي صَلاَةِ الصُّبْحِ، صَلِّهَا بِغَبَشٍ) وَرُوِيَ: بِغَلَسٍ. قَالَ مالِكٌ: الْغَبَشُ وَالْغَلَسُ وَالغَبَسُ وَاحِد. قُلْتُ: وَمَعْنَاهَا بَقِيَّةُ الظُّلْمَةِ فِي آخِرِ اللَّيْلِ، يُخَالِطُهَا بَياضُ الْفَجْرِ الثَّاني، فَيَتَبَيَّنُ الخَيْطُ الأبْيَضُ مِنَ الُخَيْطِ الأسْوَدِ. وَمِنْ هَذَا قِيلَ للأَدْلَمِ مِنَ الدَّوَاب: أَغْبَشُ. وَالْغُبْشَةُ وَالدُّلْمَةُ فِي لَوْنِ الدَّابَّةِ سِيَّانِ. وَالْغَبَشُ، قِيلَ: الْغَبَسُ والْغَلَسُ، بَعْدَ الْغَبَسِ وَهي كلُّهَا فِي آخِرِ اللَّيْلِ، وَيَجُوزُ: الْغَبَشُ، فِي أوَّلِ الليْلِ. أَبُو عُبَيْدٍ عَنْ أبي عُبَيْدَةَ: غَبِشَ الليْلُ وَأَغْبَشَ إذَا أَظْلَمَ، وَيُقَالُ: تَغَبَّشَنَا فُلانٌ تَغَبُّشاً، أَي: رَكِبنَا الظُّلْمِ، وَقَالَ الرَّاجِزُ: أَصْبَحْتَ ذَا بَغْيٍ وَذَا تَغَبُّشِ وَذَا أضَالِيْلَ وَذَا تَأَرُّشِي وَقَالَ اللَّحْيَانيُّ: يُقَالُ: غَبَشَنِي عَنْ حَاجَتِي يَغْبِشُني، أيْ خَدَعَنِي عَنْهَا. وَقَال الأصمعيُّ: تَغَبَّشَني بِدَعْوَى بَاطِلَةٍ، إذَا ادَّعى قِبَلَهُ دَعْوَى بَاطِلَةً. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: مَا أَنَا بِغَابِشٍ الغَّاسَ، أيْ: مَا أنَا بِغَاشِمِهِمْ. وَقَالَ أَبُو مَالِكٍ: غَبَشَهُ وغَشَمَهُ وَاحِد. بغش: قَالَ الليثُ: أصابَتْهُمْ بَغْشَةٌ مِنْ مَطَرٍ،

أَي: قَلِيل من المَطَرِ. أَبُو عُبَيْدٍ عَنِ الأصمعِيّ: أخَفُّ المَطرِ وَأضْعَفَهُ: الطَّلُّ ثمَّ الرَّذَاذُ ثمَّ الْبَغْشُ. وَفِي الحَدِيث أصَابَنَا بُغَيشٌ مِنْ مَطَر، فَنَادَى مُنَادِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (مَنْ شَاءَ أَنْ يُصَلِّي فِي رَحْلِهِ فَلْيَفْعَلْ) . غ ش م اسْتعْمل من وجوهه: غشم مشغ شغم: غمش. غشم: قَالَ اللّيثُ: الْغشْمُ الْغَصْبُ، وَالْغشَمْشَمُ: الجَريءُ الْمَاضِي، ويقالُ: إنَّهُ لَذُو غَشَمْشَمَةٍ (وَغَشَمْشَمِيَّةٍ) . وَقَالَ غيرُهُ: وِرْدٌ غَشَمْشَمٌ، وَإِذا رَكِبَتْ رُؤوسَها فَلَمْ تُثْنَ عَنْ وَجْهِهَا وَقَالَ ابنُ أحْمَرَ: هُبَارِيَّةٌ هَوْجَاءُ مَوْعِدُهَا الضُّحَى إذَا أَرْزَمَتْ جَاءتْ بِوِرْدِ غَشَمْشَمِ قَالَ: مَوْعِدُها الضُّحَى: لأنَّ هُبُوبَ الرِّيحِ يَبْتَدِىءُ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ. ويُقَالُ للأسَدِ: غَشَمْشَمٌ. أبُو عُبَيْدٍ عَنِ الأصْمَعِيِّ: الْغَشَمْشَمُ: الَّذي يَرْكبُ رَأْسَهُ لَا يَثْنِيهِ شَيْءٌ عَمَّا يُرِيدُهُ. أَبُو بكرٍ: الغَشُومُ: الذِي يَخْبِطُ الناسَ ويأخُذُ كلَّ مَا قَدِرَ عَلَيْهِ وَالأصْلُ فيهِ من: غَشْمِ الحَاطِبِ، وَهُوَ أنْ يَحْتَطِبَ لَيْلاً، فَيَقْطَعَ كل مَا قَدِرَ عَلَيْهِ بِلاَ نَظَرِ وَلَا فِكْرٍ، وأنْشَدَ: وَقُلْتُ تَجَهَّزْ واغْشِمِ النَّاسَ سَائِلاً كَمَا يَغْشِمُ الشَّجْراءَ اللَّيْلِ حاطِبُ شغم: قَالَ أَبُو عُبيد: الشَّغَامِيمُ: الطِّوَالُ الحِسانُ، الواحدُ: شُغْموم. وقَال غيرُهُ: الشُّغمُوم والشِّغْمِيم، هُوَ الشَّابُّ الطَّوِيلُ الجَلْدُ. مشغ: قَالَ الليثُ: المشْغُ: ضَرْبٌ مِنَ الأكلِ، لَيْسَ بِشَدِيدٍ. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: مَشَغْتُ عِرْضَ الرَّجُلِ، وَمَشِّغْتُهُ، إِذا عِبْتَهُ، وقالَ رُؤبة: عنهُ وَعِرْضِي لَيْسَ بالممَشَّغِ أَبُو العَبَّاس عَنِ ابنِ الأعْرابي: ثَوْبٌ مُمَشَّغٌ: مصبوغٌ بالمشْغِ. قلتُ: أرادَ بالمشْغِ: المِشْقَ، وَهُوَ الطِّينُ الأحمَرُ. وروى ابنُ الفَرجِ، لِبَعْضِ العَرَبِ؛ مَشَغَهُ مائةَ سَوْطٍ ومَشقَهُ مائةَ سَوْطٍ، إذَا ضَرَبَهُ. غمش: قَالَ ابْن دُريدِ: الغَمَشُ: إظْلاَمُ البَصَرِ، من جُوعٍ أوْ عَطَشٍ، قَالَ: وكأنَّ العَمَشَ سوءُ البَصَرِ، والغَمَشُ عارضٌ، ثمَّ يَذْهَبُ) .

(أَبْوَاب) الْغَيْن وَالضَّاد غ ض ص غ ض س: أهملت وجوهها. غ ض ز اسْتعْمل من وجوهه: ضغز. (ضغز) قَالَ الليثُ: الضِّغْزُ: هُوَ مِنَ السِّباعِ السَّيِّءُ الخُلُقِ، وَأنْشد: فِيها الحَرِيشُ وضِغْزٌ مايَني ضَبِراً يَأْوِي إِلَى رَشَفٍ مِنْها وتَقْلِيصِ قُلتُ: لَا أعْرِفُ الضَّغْزَ وَلَا قَائِل الْبَيْت. غ ض ط اسْتعْمل من وجوهه: ضغط. ضغط: قَالَ اللَّيْث: الضَّغطُ: عَصْرُ شَيْءٍ إلَى شَيْءٍ. والضِّغَاطُ تَضَاغُطُ النّاسِ فِي الزِّحامِ، وَنَحْو ذلكَ، كَذَلكَ. ويُقالُ: فَعَلَ ذلكَ ضُغْطَةً، أَيْ: بَهْراً وَاضْطِراراً والضّاغِطُ فِي الإبِلِ: أَنْ يَكُون فِي البَعِيرِ تَحْتَ إبْطهِ، شِبْهُ جِرابٍ، أَو جِلدٍ مُجْتَمعٍ. أَبُو عُبَيدٍ عَن العَدَبَّس الكِنَانِيِّ. قَالَ: الضَّاغِطُ والضِّبُّ: وَاحدٌ، وَهُوَ انْفِتَاقٌ منَ الإبِط، وكَثْرةٌ منَ اللّحْمِ. الأَصْمَعيُّ بئرٌ ضَغِيطٌ، وَهْيَ الرَّكيَّةُ، تَكُونُ إِلَى جَنْبِها رَكِيَّةٌ أُخْرى فَتَخمَأ فيصيرُ ماؤُها مُنْتِناً، فَيَسِيلُ فِي ماءِ العَذْبَةِ، فَيُفْسِدُهُ فَلَا يَشْرَبُهُ أحَدٌ، فتلكَ الضَّغيطُ وَالْمَسِيطُ، وَأنْشد: يَشْرَبْن ماءَ الأَجْنِ والضَّغِيطِ وَلَا يَعَفْنَ كَدَرَ المَسِيط والضَّاغِطُ: شِبْهُ الأَمِينِ يُزَمُّ بِهِ العامِلُ، لِئَلاّ يَخُونَ فِيمَا يَجْبِيْ. وَقَالتِ امرأةُ مُعَاذٍ لَهُ حِيْنَ قَدِمَ مِنْ اليَمَنِ: (أينَ مَا يَحْمِلُه الْعَامِلُ من عُراضَةِ أَهْلِهِ؟ فقالَ: كانَ مَعي ضَاغِطٌ) . أَرادَ بالضّاغِطِ: أمانةَ الله الَّتِي تَقَلَّدَهَا. ورُوِيَ عَنْ شُرَيْحٍ: (أَنّهُ كانَ لَا يُجِيزُ: الضُّغْطَةَ) ، ويُفَسَّرُ عَلَى وَجْهَينِ، أحدُهُما: الإِكْراهُ. وَالثَّانِي: أَن يَمْطُلَ بائِعَهُ فَلَا يؤدّي الثَّمَنَ، أَو يَحُطَّ عنهُ بعضَهُ. غ ض د غ ض ت غ ض ذ مهملات كلهَا.

غ ض ث اسْتعْمل من وجوهه ضغَثَ. ضغث: قَالَ اللَّيْث: الضِّغثُ قُبضة قبضانٍ يجمعها أصل وَاحِد مثل الأسل والكرَّاثِ والثُّمام. وَأنْشد: كَأَنَّهُ إِذْ تدلى ضغثُ كرَّاث وَقَالَ الله جلّ وَعز: {الاَْلْبَابِ وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِب بِّهِ وَلاَ تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً} (ص: 44) . يُقَال: إِنَّه كَانَ حُزمة من أسل ضرب بهَا امْرَأَته فبرتْ يمينُه. وَقَالَ الْفراء: الضغثُ: مَا جمعته من شَيْء مثل حُزمة الرّطبَة، وَمَا قَامَ على سَاق واستطال ثمَّ جمعتهُ فَهُوَ ضغثٌ. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: كل مَقْبُوض عَلَيْهِ بجُمع الكفِّ ضغثٌ، وَالْفِعْل ضَغْثٌ وناقةٌ ضغوث، وَهِي الَّتِي يضغثُ الضاغث سنامها أَي يقبضُ عَلَيْهِ بكفِّه أَو يلمسه، لينْظر أسمينة هِيَ أم لَا. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وَعز: {)) قَالُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الاَْحْلَامِ بِعَالِمِينَ} (يُوسُف: 44) ، هُوَ مثلُ قَوْله: {أَسَاطِيرُ الاَْوَّلِينَ} (الْفرْقَان: 5) . وَقَالَ غَيره: أضغاثُ الأحْلامِ: مَا لَا يَسْتَقِيم تأويلُهُ لدُخُول بعضِ مَا رأى فِي بعضٍ، كأضغاثٍ من بيوتٍ مختلفةٍ يخْتَلط بَعْضهَا ببعضٍ، ويُقال للحالم: قد أضغثَ الرُّؤيا: إِذا التبسَ بَعْضهَا ببعضٍ فَلَا تتَمَيَّز مخارِجُها وَلَا يَسْتَقِيم تأويلُها. ورُوي عَن عمر بن الْخطاب: أَنه طَاف بِالْبَيْتِ فَقَالَ: (اللَّهُمَّ إِن كتبتَ عليَّ إِثْمًا أَو ضِغثاً فامحُه عني فَإنَّك تمحو مَا تشَاء) . قَالَ شمرٌ: الضغثُ من الْخَبَر وَالْأَمر: مَا كَانَ مختلطاً لَا حَقِيقَة لَهُ. وَقَالَ الكلابيُّ فِي كَلَام لَهُ: كل شَيْء عَلَى سَبيله، وَالنَّاس يضغثون أَشْيَاء على غير وُجوهها، قيلَ لَهُ: مَا يضغثون؟ قَالَ: يَقُولُونَ للشَّيْء حِذاء الشي وَلَيْسَ بِهِ، وَقد ضَغَثَ يضغَثُ ضغثاً بَتًّا، فَقيل لَهُ: مَا تَعْنِي بِقَوْلِك بتًّا، فَقَالَ: لَيْسَ إِلَّا هُوَ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: أتانَا بضِغثِ خبر وأضغاثٍ من الْأَخْبَار: أَي ضُرُوبٍ مِنْهَا، وكذلكَ أضغاثُ الرُّؤيا: اختلاطُها والتباسُها. وَقَالَ مُجَاهِد: أضغاث الرُّؤْيَا أهاويلُها. وَقَالَ غَيره: مَا لَا تَأْوِيل لَهُ. وأصل الضِّغث: القُبضةُ أَو الحُزمةُ من الْحَشِيش، والثُّدَّاء والضعَة والأسل. قَالَ: وَإِنَّمَا سُمِّيتْ أضغاث أحلامٍ لِأَنَّهَا مختلطة، فَدخل بَعْضهَا فِي بعض وَلَيْسَت كالصحيحة من الرُّؤْيَا. وَفِي (النَّوَادِر) يُقَال لنُفاية المَال وضعْفانه: ضَغَاثةٌ من الْإِبِل، وضغابَةٌ وغُثاية وغُثاثةٌ وقُثاثةٌ.

غ ض ر اسْتعْمل من وجوهها: غَرَض غضز. غَرَض: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: غرَّض سقاءهُ إِذا ملأَهُ، وغرَّض إِذا تَفَكه. وَقَالَ اللَّيْث: الغَرضُ: البِطان وَهُوَ الغُرضة وَنَحْو ذَلِك قَالَ الأصمعيُّ. قَالَ: والمَغْرِض من البَعير كالمحزِم منَ الدَّابَّة. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: والمَغَارضُ: جوانبُ البطنِ أَسْفَل الأضلاع، واحدُها مَغْرِضٌ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الإغْريضُ: الطَّلعُ حِين ينشقُّ عَنهُ كافورُه. وَأنْشد: وأبيضَ كالإغريض لم يتثلم قَالَ: وَقيل: الإغريض: البرَد، والمغْروض: مَاء الْمَطَر الطري. وَقَالَ لبيدٌ: تذكَّر شجوه وتقاذفتْه مشَعشعةٌ بمغروض زلالِ الحرَّانيُّ عَن ابْن السّكيت: الغَرْض: حزَام الرحْل، وَهُوَ الغُرضة. قَالَ: والغرْض: الملء، تَقول: غرضت الْحَوْض أغرِضه: إِذا ملأتَه. وَأنْشد قَول الراجز: لقد فَدَى أعْناقَهُنَّ الْمحْضُ والدَّأْظُ حَتَّى مَا لَهُنَّ غَرْضُ أَي: كَانَت لهنَّ ألبانُ يُقْرَى مِنْهَا، ففدَتْ أعْناقَها من أَن تُنحره. وَأنْشد أَيْضا: لَا تأْوِيَا للْحَوضِ أَن يَفِيضا إنْ تَعْرِضَا خيرٌ مِنَ إِن تَغيضا والغيضُ: النُّقْصانُ. قَالَ: والْغَرَضُ: الضَّجَرُ، ويقالُ: غَرِضْتُ إِلَى لِقائكَ: أَي اشْتقت، أَغْرَضُ غَرَضاً. قَالَ ابْن هرْمةَ: إنِّي غَرِضْتُ إِلَى تناصُفِ وَجْهَها غَرَضَ الْمُحبِّ إِلَى الحَبيب الْغَائِب قَالَ: والْغَرَضُ: الشيءُ ينصبُ فيرمَى فِيهِ، وَهُوَ الهدفُ. وَقَالَ ابْن بُزُرْج يُقَال: أَطْعَمَنا لَحْمًا غَرِيضاً: أَي طرياً: وغَرَضْتُ لَهُ غَريضاً: سقيتُه لَبَنًا حليباً، وأغرَضْتُ للقَوم غَرِيضاً: عجنتُ لَهُم عجيناً ابتكرتهُ وَلم أطْعمهُم بائتاً، ووِردٌ غارضٌ: باكِرٌ، وأتيته غارِضاً: أول النَّهَار، وغَرِيضُ اللحمِ وَاللَّبن: طريئُهُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: فِي الْأنف غَرْضان، وهما مَا انحدر من قَصَبةِ الأنفِ من جانبيهِ جَمِيعًا. وَأما قولُ الشَّاعِر: كرامٌ ينالُ المَاء قبل شِفاههمْ لهمْ وارِداتُ الغُرْضِ شُمُّ الأرانِبِ فقد قِيل: إِنَّه أرادَ الغُرْضوفَ الَّذِي فِي

قَصَبَة الْأنف فحذفَ الْوَاو وَالْفَاء، ورواهُ بَعضهم: لَهُم عارِضاتُ الوِردِ وكل من وردَ المَاء باكراً فَهُوَ غارِضٌ، والماءُ غَرِيضٌ، وَقيل: الغَارِضُ من الأنوفِ: الطويلُ. وَقَالَ ابْن السكِّيت: غَرَضَتِ المرأةُ سقاءَها إِذا مَخَضَتْهُ فَإِذا ثَمَّر قبْل أَن يجْتَمع زُبدُهُ صبَّتهُ فسقَتْهُ الْقَوْم فَهُوَ سقاءٌ مَغْرُوضٌ وغَرِيضٌ وَقد غَرَضْنَا السَخْلَ نَغْرِضُهُ: أَي: فطمناه قبل إناهُ. وَقيل فِي قَوْله: الدَّأْظُ حَتَّى مَا لَهُنَّ غَرْضُ إِن الغَرْضَ مَوضِع مَاء أخْلَيْنَه فَلم يجعلنَ فِيهِ شَيْئا، كالأمْتِ فِي السّقاء، والْغَرْضُ أَيْضا: أَن يكون الرجلُ سميناً فيهزلَ فَيبقى فِي جَسَدهِ غُرُوضٌ. وَقَالَ الباهليُّ: الْغَرْضُ أَن يكون فِي جُلُودها نُقصانٌ. وَقَالَ أَبُو الهيثمِ: الْغَرْضُ: التَّثَنِّي. غضر: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: غَضِرَ فلانٌ بِالْمَالِ والسَّعة إِذا أخْصبَ بعد إقتار، وإنهُ لفي غَضَارَةِ عَيْش. قَالَ: والغَضارَةُ: الطينُ اللاّزبُ، والقطاة يقالُ لَهَا الْغَضارة. قلت: وَلَا أعرف الغضارةَ بِمَعْنى القطاة. والغَضْوَر: نباتُ لَا يعْقد مِنْهُ شَحْمٌ، وَيُقَال فِي مثلٍ هُوَ يأكلُ غَضْرةً، ويرْبضُ حَجْرةً، والْغَضْراءُ: أرضٌ لَا ينبتُ فِيهَا النَّخلُ حَتَّى تُحفَرَ وأعلاها كذَّانٌ أبيضُ. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أبي طَالب قَالَ: قولُهمْ: أبادَ اللهُ خضْراءَهم. قَالَ الأصمعيُّ: وَمِنْهُم من يقولُ: أَبادَ اللَّهُ غَضْراءهم، أَي خصبَهمْ وَخَيرهمْ. ويقالُ: أنبَطَ فِي غَضْراء: أَي فِي أرضٍ سَهْلَةٍ طيبَة التربة عذبة المَاء. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: أبادَ اللَّهُ غضْراءَهم: أَي بهجتهم وحسنهم من الغَضَارة، وَقوم مَغضُورُون: إِذا كَانُوا فِي خير ونعمةٍ، واخْتُضِرَ الرجلُ، واغْتُضِرَ إِذا مَاتَ شَابًّا مصحَّحاً. وَقَالَ غَيره: الغَضارُ: خزفٌ أخضرُ يُعلَّقُ على الْإِنْسَان يَقيه الْعين، وَأنْشد: وَلَا يُغْنِي توقِّي المرءِ شَيْئا وَلاَ عَقدُ التَّمِيم وَلا الْغَضَار ويقالُ: مَا غَضَرْتُ عَن صوبي: أَي مَا جُرْت عَنهُ. وَقَالَ ابْن أَحْمَر: تواعدنَ أنْ لاَ وَعْيَ عنْ فَرْجِ رَاكِسٍ فرحنَ وَلم يَغْضِرْنَ عَن ذَاك مَغضَرَا أَي: لم يَعْدِلنَ وَلم يجرْنَ. وَأما الغضورُ: فَهُوَ نبتُ يشبه السِّبَط.

وَقَالَ الرَّاعِي: تُثيرُ الدَّواجنَ فِي قَصَّةٍ عِراقيَّةٍ حَوْلَها الغَضوَرُ ابنُ شميلٍ: الْغَضراء: طينٌ حُرٌّ، وإنَّهُ لفي غَضراءَ مِنْ خيرٍ، وَقد غَضَرهم الله يَغضُرهم. وَيُقَال: الْغضيرُ: النَّاعِمُ من كل شَيْء، وَقد غَضُرَ غَضارةً، ونباتٌ غضيرٌ، وغِضرٌ وغاضرٌ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الغَضيرُ: الرَّطْبُ الطَّريُّ. وَقَالَ أَبُو النَّجْم: من ذَابِلِ الأرْطَى وَمن غَضِيرها عَمْرو عَن أَبِيه: الغاضِرُ: النّاعِمُ، والغاضِرُ: المانعُ، والغاضِرُ: المُبَكِّرُ فِي حَوَائِجه، ويقالُ: أردتُ أَن آتيكَ فغَضَرَني أمرٌ، أَي مَنَعَنِي. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: الغَضراءُ: الْمَكَان ذُو الطِين الْأَحْمَر. قَالَ شمرٌ: والغَضارَةُ: الطِّينُ الحرُّ نَفسه، وَمِنْه يتَّخذ الخزف الَّذِي يُسمى الغَضارَ. غ ض ل (اسْتعْمل من وجوهه: ضغل. ضغل: قَالَ اللَّيْث: الضغيلُ: صوتُ الحَجَّامِ إِذا امتصَّ من محْجَمه. يُقَال: ضَغَلَ يَضغَلُ ضَغِيلاً، وقالَهُ أَبُو عَمرو. غ ض ن (اسْتعْمل من وجوهه) : غضن نغض ضغن. غضن: قَالَ اللَّيْث: الغَضْنُ والغُضُونُ: مكاسِرُ الجِلدِ فِي الجَبينِ والنَّصيلِ، وكذلِكَ غُضُونُ الكُمِّ، وغضُونُ دِرع الحديدِ، وَأنْشد: ترى فوقَ النِّطاقِ لَها غُضُونَا أَبُو زيد: غُضُونُ الْأذن واحِدُهَا غَضْنٌ وَهِي مثانيها. قَالَ: والأغْضُنُ: الَّذِي يكسرُ عَيْنَيْهِ خِلقةً. قَالَ رؤبة: يَا أيُّهَا الكاسرُ عينَ الأغضَنِ والمغاضَنَةُ: مكاسرةٌ بالعينين، قَالَ: وَإِذا أَلْقَت الناقةُ وَلَدهَا قبل أَن ينْبت الشّعْر عَلَيْهِ، قيل: قد غَضَّنَتْ، وَهُوَ الغِضانُ. وَقَالَ أَبُو زيد: يقالُ: لذَلِك الْوَلَد غضِينٌ. وَقَالَ الأصمعيُّ: أغضنَتِ السماءُ: دَامَ مطرها إغضاناً. وَقَالَ أَبُو زيد: تقولُ الْعَرَب للرجل تُوعده: لأمُدَّنَّ غَضَنَكَ: أَي: لأطيلنَّ عناءك، وَيُقَال: غَضْنَكَ، وَأنْشد: أَرَيْتَ إنْ سُقنا سِيَاقاً حسنَا نمُدُّ من آباطهنّ الغضَنا أَبُو عبيد عَن الكسائيِّ: غَضَنَنِي الشيءُ يغضِنُنِي غَضناً: أَي: حَبَسني. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثَعْلب عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: غَضنَنِي عَن حاجَتي

يَغْصِنني بالصّاد وَلَا أدْري أهُما لُغتانِ بالضَّاد والصادِ أم الصوابُ بالضَّاد. ضغن: قَالَ اللَّيْث: الضِّغْنُ: الْحِقدُ، وَكَذَلِكَ الضغينة وَيُقَال: سللت ضِغْنَ فلانٍ وضَغِينَتهُ: إِذا طلبت مرضاته، والضِّغْنُ فِي الدابَّة التواؤه وعَسَرُهُ. وَأنْشد: والضغْنُ من تَتَابع الأسواط والضغَنُ: العوج، تقولُ: قناةُ ضَغِنة، وَأنْشد: إنَّ قناتي من صليبات القَنا مَا زادَها التَّثقيفُ إلاَّ ضَغَنَا وَيُقَال: ضَغِنَ إِلَى الدُّنيَا: أَي: رَكَنَ إِلَيْهَا، وَقَالَ الشَّاعِر: إِن الَّذين إِلَى لذَّاتها ضَغِنوا وَكَانَ فِيهَا لهمْ عَيْش ومُرْتفقُ وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: ضَغِنتُ إِلَى فلَان: ملت إِلَيْهِ، كَمَا يَضغَنُ البعيرُ إِلَى وَطَنه. وَقَالَ اللَّيْث: الاضْطِغانُ: الدَّوكُ بالكلكل، وَأنْشد: وأضطغنُ الأقوامَ حَتَّى كَأَنَّهُمْ ضَغابيسُ تشكُو الْغم تَحت لَبانِيا أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: الاضْطغانُ: الاشتمال، وَأنْشد: كَأَنَّهُ مُضطَغِنٌ صَبيا قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: اضْطَغنتُ الشَّيْء تَحت حِضنِي، وَقَالَ ابْن مقبل: حَتَّى اضْطَغَنتُ سَلاحي عندَ مَغرضها ومرْفَقٍ كرئاس السَّيْف إِذْ شسفَا وَفِي (النَّوَادِر) : هَذَا ضِغْنُ الْجَبلِ وإبطُهُ بمعْنى واحدٍ. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلَّ وعزَّ: {تَبْخَلُواْ وَيُخْرِجْ} (مُحَمَّد: 37) مَعْنَاهُ: إنْ يسألكموها الله فَيُحْفِكم أَي: يجهدكم وَيخرج أضغانكم، يخرج ذَلِك البخلُ عداوتكم، وَيكون: وَيخرج الله أضغانكم، وأحفيتُ الرجل: أجْهدتُهُ. وَيُقَال: اضْطَغَنَ فلانٌ على فلَان ضغينةً: إِذا اضطَمرها. أَبُو عُبَيْدَة: فرسٌ ضغونٌ: الذَّكَرُ وَالْأُنْثَى سواءٌ، وَهُوَ الَّذِي يجْرِي كَأَنَّمَا يرجعُ القَهْقَرَى. وَقَالَ أَبُو زيد: ضَغِنَ الرَّجلُ يَضْغَنُ ضَغَناً وضِغْناً: إِذا وَغِرَ صدرُهُ ودَوِيَ، وضَغِنَ فلانٌ إِلَى الصُّلح إِذا مَال إِلَيْهِ، وامرأةٌ ذَاتُ ضِغْنٍ على زوْجها إِذا أبْغَضَتْهُ. نغض: روى شُعْبَة عَن عَاصِم عَن عبد الله بن سَرْجِسَ، قَالَ: نظرتُ إِلَى ناغِضِ كتفِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْأَيْمن والأيسرِ فإِذا كَهَيْئَةِ الجُمْع عَلَيْهِ الثَّآليلُ. قَالَ شمرٌ: النَّاغِضُ من الْإِنْسَان: أصلُ العُنُقِ حَيْثُ يَنْغُضُ رأسُهُ، ونُغْضُ الكَتِفِ

هُوَ العظمُ الرَّقيقُ على طرفها. قَالَ اللَّيْث: النُّغْضُ: غُرْضُوفُ الكتِفِ، والنَّغْضانُ: تَنَغُّضُ الرَّأسِ والأسنان فِي ارتجافٍ إِذا رَجَفَتْ، تَقول: نغضَتْ. وَقَالَ الله جلَّ وعزَّ: {فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ} (الْإِسْرَاء: 51) . قَالَ الْفراء: يُقَال: أنْغَضَ رأسَهُ إِذا حركه إِلَى فَوق أَو إِلَى أَسْفَل. قَالَ: والرَّأْسُ يَنْغِضُ ويَنْغُضُ لُغَتَانِ، والثَّنيَّة إِذا تحرَّكتْ، قيل: نَغَضَتْ سِنُّهُ، وَإِنَّمَا سُمَّيَ الظَّليمُ نَغْضاً لِأَنَّهُ إِذا عَجَّل مِشيَتُه ارتفعَ وانخفض. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: يُقَال للرَّجُلِ إِذا حُدِّثَ بشيءٍ فحرَّكَ رَأسه إنكاراً لَهُ: قد أنْغَضَ رَأسه. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للغَيْمِ إِذا كَثُفَ ثمَّ تمخض: قد نَغَضَ، حَيْثُ تراهُ يتَحرَّكُ بعضُه فِي بعضٍ مُتَحَيِّراً وَلَا يسيرُ. وَقَالَ رؤبة: بَرْقٌ سَرَى فِي عارِضٍ نَغَّاضِ قَالَ: والنَّغْضُ: الظَّليمُ الجَوَّال، وَيُقَال: بل هُوَ الَّذِي يُنْغِضُ رَأسه كثيرا. غ ض ف اسْتعْمل من وجوهه: غضف. غضف: قَالَ اللَّيْث: الغَضَفُ: شجرٌ بِالْهِنْدِ كهيئةِ النَّخْلِ سَوَاء من أسفلهِ إِلَى أَعْلَاهُ. سَعَفٌ أخضرُ مُغَشّى عَلَيْهِ، ونواهُ مُقَشَّرٌ بغيرِ لحاءٍ، قَالَ: وَتقول: نخلةٌ مُغْضِفٌ إِذا كثُرَ سعفُها وساء ثَمَرهَا. قَالَ الديْنوري: الغَضَفُ خُوصٌ جيِّدٌ تتَّخذ مِنْهُ القِفاعُ الَّتِي يُحْمَلُ فِيهَا الجهازُ، ونباتُ شجرِهِ كنباتِ النّخل، وَلَكِن لَا يطولُ. وَفِي حَدِيث عمر: أَنه ذكر أَبْوَاب الرِّبَا، ثمَّ قَالَ: (وَمِنْهَا الثمرةُ تباعُ وَهِي مُضْغِفَةٌ) . قَالَ شمرٌ: ثمرةٌ مُغْضِفَةٌ إِذا تقاربت من الْإِدْرَاك وَلما تُدْرِك، وَيُقَال للسماء: أَغْضَفَتْ إِذا أخالتْ للمطر، وَذَلِكَ إِذا لَبِسَها الغَيْم، كَمَا يُقَال: ليلُ أغْضَفُ إِذا ألْبَسَ ظَلامُه، وتَغَضَّفَ علينا الليلُ: ألبسنا، وَأنْشد: بأحلامِ جُهَّالٍ إِذا مَا تَغَضَّفُوا قَالَ: والتَّغَضُّفُ والتَّغَضُّنُ والتَّغَيُّفُ وَاحِد، من ذَلِك قيل للكلاب غُضْفٌ: إِذا استرخت آذانُها على المحارَةِ من طولهَا وسعتها. قَالَ شمر: وَسمعت ابْن الْأَعرَابِي يَقُول: الغاضِفُ من الكلابِ المُتَكَسِّرُ أَعلَى أُذُنه إِلَى مقدَّمه، والأغضفُ إِلَى خَلفه. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الغَضَفُ فِي الأُسْد: استرخاءُ أجفانِها العُلَى على أعيُنها، يكونُ ذَلِك من الغَضَبِ وَالْكبر. قَالَ: وَمن أَسمَاء الأسَدِ: الأغْضَفُ.

قَالَ: والغَضَفُ: استرخاءُ أَعلَى الْأُذُنَيْنِ على محارتها من سَعَتها وعِظَمِها. وَقَالَ أَبُو النَّجْم يصف الْأسد: ومُخْدَراتٍ يأكلُ الطُّوّافا غُضْفٍ تَدُقُّ الأجَمَ الحفَّافا قَالَ: وَيُقَال: الغَضَفُ فِي الأسْدِ: كثرةُ أوبارِها وتثَنِّي جُلودها. وَقَالَ الْقطَامِي: وَقَالَ لَهُمْ غُضْفُ الجِمامِ تَرحَّلُوا قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو فِي قَول عمر: المُغْضِفَةُ: المُتَدَلِّيَةُ فِي شَجَرهَا، وكلُّ مسترخٍ: أغْضَفُ، رَوَاهُ عَنهُ أَبُو عبيد، قَالَ: وَإِنَّمَا أَرَادَ عمر أَنَّهَا تُباعُ وَلم يبْدُ صلاحُها، فَلذَلِك جعلهَا مُغْضِفَةً. قَالَ شمر: وَقَالَ أَبُو عدنان: قَالَت لي الْحَنْظَلِيَّةُ: أغْضَفَتِ النَّخْلَة إِذا أُوقِرَتْ. قَالَ: وَقَالَ مَعْزُ بن سوَادَة: عَيشٌ أغْضَفُ إِذا كَانَ رخيًّا خصيباً، وَيُقَال: تغَضَّفتْ عَلَيْهِ الدُّنيا إِذا كَثُرَ خَيرهَا لَهُ، وَأَقْبَلت عَلَيْهِ، وعَطنٌ مُغْضِفٌ إِذا كثر نَعَمُه. وَقَالَ ابْن الجُلاح: إِذا جُمادَى منعتْ قَطْرها زانَ جنابي عَطَنٌ مُغْضِفُ أَرَادَ بالعطن هَا هُنَا نَخيلَهُ الرّاسخَةَ فِي الماءِ الْكَثِيرَة الْحمل. وَرَوَاهُ ابْن السّكيت: عَطَنٌ مُعْصِف. وَقَالَ: هُوَ من العَصْفِ وَهُوَ ورقُ الزَّرْع، وَإِنَّمَا أَرَادَ خوصَ سعفِ النخْل. وَقَالَ اللَّيْث: الأغضفُ من السِّباع، الَّذِي انْكَسَرَ أَعلَى أُذنِه، واسترخَى أَصله، وَمِنْه أذنٌ غَضفَاءُ، وَأَنا أغضِفُها وانغضفتْ أذُنُه إِذا انْكَسَرت من غير خلقَةٍ، وغَضِفَتْ: إِذا كَانَت خلقَة، وانغضف القومُ فِي الغُبار إِذا دخلُوا فِيهِ. وَقَالَ العجاج: وانغَضفت فِي مُرْجَحِنَ أغضفا شبَّه ظلمَة الليْل بالغُبار. قَالَ: والغاضِفُ: النَّاعم البال، وَقد غَضَفَ يغضِفُ غُضُوفاً، وَأنْشد: كم اليَوْمَ مَغْبُوطٌ بخيْرِكَ بائِسٌ وآخرُ لم يُغْبَطْ بِخَيْرِكَ غاضِفُ وعيْشٌ غاضِفٌ، والأغْضَفُ: الليلُ، وَأنْشد: فِي ظِلِّ أغْضَفَ يَدْعُو هامَهُ الْبُومُ الحرانيُّ عَن ابْن السكِّيت: الغَضْفُ: مصدرُ غَضَفْت أذُنَهُ غَضْفاً إِذا كسرتها، والغَضَفُ: انكسارُها خِلْقَةً. وَقَالَ غَيره: فِي أشفارِهِ غَضَفٌ وغَطَفٌ بِمَعْنى وَاحِد، وَيُقَال: تَغَضَّفَتِ الحَيَّةُ إِذا تلَوَّتْ، وَقَالَ أَبُو كَبِير: بِاللَّيْلِ مَوْرِدَ أيِّمٍ مُتَغَضِّفُ وَيُقَال: نزل فلانٌ فِي الْبِئْر فانْغَضَفَتْ عَلَيْهِ، أَي انهارَتْ.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: سَنَةٌ غَضْفاءُ وغلفاء، إِذا كانَتْ مُخْصِبَةً، وعَيْشٌ أغْضَفُ وأغلَفُ: رغدٌ واسعٌ. أَبُو عبيد عَن الأصمعيِّ: خَضَفَ بهَا وغَضَفَ بهَا إِذا ضَرِطَ. غ ض ب (اسْتعْمل من وجوهه) : غضب غبض بغض ضغب. غضب: قَالَ اللَّيْث: رجلٌ غَضُوبٌ: شديدُ الْغَضَب. أَبُو عبيد عَن الْفراء: رجلٌ غُضُبَّةٌ وغَضُبَّةٌ بِفَتْح الْغَيْن وضمِّها إِذا كَانَ يغْضب سَرِيعا، وَيُقَال: غُضُبٌّ بِغَيْر هاءٍ مثله. وَقَالَ اللَّيْث: الغضُوبُ: الحَيَّةُ الخبيثة، والغَضُوبُ: النَّاقةُ العَبُوسُ، وامرأةٌ غضوبٌ بِغَيْر هاءٍ، وَبِه سُمِّيَتِ المرأَة غَضوباً، وأَنشد قَول الْهُذلِيّ: هجرت غَضُوبُ وحُبَّ من يَتَجنَّبُ وعدتْ عَوادٍ دون وَلْيكَ تشعب وَقَالَ اللَّيْث: الغضْبةُ بخْصَةٌ فِي الْجَفنِ الْأَعْلَى خلقَة؛ والغَضبةَ: الصخرَةُ الصلبة المركَّبةُ فِي الْجَبَل الْمُخَالفَة لَهُ. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: إِذا ألبس الجدريَّ جلدَ المجدور، قيل: أصبحَ جلده غَضبَةً واحِدَةً. وَقَالَ شمر: روى أَبُو عبيد هَذَا الْحَرْف غَضْنَةً بالنُّون، وَالصَّحِيح غضْبةٌ بِالْبَاء. قَالَ: وَسمعت ابْن الْأَعرَابِي يَقُول: المغضوبُ الَّذِي قد رَكبه الجُدرِيُّ. وَقَالَ غَيره: الغضبَةُ جُنَّةٌ تتخذُ من جُلُود الْإِبِل تلبس لِلْقِتَالِ، والغَضْبة: الصخرةُ. ابنُ السكِّيت: أَحْمَر غَضْبٌ: شديدُ الْحمرَة. اللحيانيُّ: غُضِبَ بصر فلَان: إِذا انتفخَ من دَاء يُصِيبهُ، يُقَال لَهُ الغُضاب. ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: الغُضابيُّ: الكدر فِي معاشرته ومخالفته، مَأْخُوذ من الغُضابِ، وَهُوَ: القذى فِي الْعَينَيْنِ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي والأحمر: غَضِبتُ لفلانٍ إِذا كَانَ حيّاً، فَإِن كَانَ مَيتا قيلَ: غَضِبت بفلانٍ. وَقَالَ دُرَيْد بن الصمَّة: فَإِن تُعْقِب الأيامُ والدَّهرُ تعلَموا بَني قاربٍ أَنا غِضابٌ بمعبدِ فَقَالَ: بمعبدِ، وَإِنَّمَا هُوَ عبد الله بن الصِّمَّةِ أَخُوهُ. غبض: قَالَ اللَّيْث: التَّغْبِيضُ: أَن يُريد الْإِنْسَان الْبكاء فَلَا تُجيبه الْعين. قلت: وَهَذَا حرفٌ لم أحفظه لغيره، وَلَا أَدْرِي مَا صحتُه.

بغض: قَالَ اللَّيْث: البُغْضُ: نَقِيضُ الحُبِّ، والبِغْضَة والبَغْضَاءُ: شدَّة البُغْضِ، ورجُلٌ بَغِيضٌ، وَقد بَغُضَ بَغَاضَةً. قَالَ: وَتقول: هُوَ محبوبٌ غير مُبْغَضٍ وَغير مُبَغَّضٍ. وَقَالَ أبوحاتم: من كَلَام الحشوِ: أَنا أَبْغَضُ فلَانا وَهُوَ يَبْغَضُني، وَهُوَ خطأ إِنَّمَا يُقَال: أَنا أُبْغِضُ فلَانا. قَالَ: وَيُقَال: مَا أبْغَضَكَ إليَّ وَقد بَغُضَ إليَّ إِذا صَار بَغِيضاً، وأبْغِضْ بِهِ إليَّ، أَي مَا أبغضه. وَهَذَا صَحِيح. ضغب: قَالَ اللَّيْثُ: الضَّغِيبُ: تَضَوُّرُ الأرْنَبِ عِنْد الْأَخْذ. أَبُو عبيد: الضَّغِيبُ: صَوت الأرنب، وَقد ضَغَبَ يَضْغَبُ ضَغِيباً. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الضَّاغِبُ: الرَّجل يَخْتَبِىء فِي الخَمر فَيُفْزعُ الْإِنْسَان بِصَوْت مثل صَوت السبَاع أَو صَوت الْوَحْش، فَيُقَال: ضَغَبَ فَهُوَ ضَاغِبٌ، وَأنْشد: يَا أيُّها الضَّاغِبُ بالْغُمْلُول إنَّكَ غُولٌ ولَدَتْكَ غُول غ ض م ضغم مضغ غمض: (مستعملة) . ضغم: قَالَ اللَّيْث: الضَّغْمُ: عَضٌّ غير نَهْشٍ، والضَّيْغَمُ: الأسَدُ. وَقَالَ كَعْب: مِن ضَيْغَمٍ مِنْ ضِرَاءِ الأسْدِ مخْدَرُه بِبَطْنِ عَثَّر غِيلٌ دُونَهُ غِيل ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الضَّيْغَمُ: الْأسد. مضغ: قَالَ اللَّيْث: المَضَاغُ: كل طَعَام يُمْضَغُ. أَبُو عبيد: مَا ذُقْتُ مَضَاغاً وَلَا لَوَاكاً أَي مَا ذقت مَا يُمْضَغُ. وَقَالَ اللَّيْث: المَضَاغَةُ مَا يبْقى فِي الفَم من آخر مَا مَضَغْتَهُ، والمُضْغَةُ: قِطْعَة لحم، وقلبُ الْإِنْسَان: مُضْغَةٌ من جسده. وَقَالَ غَيره: إِذا صَارَت العَلَقة الَّتِي خُلِقَ مِنْهَا الْإِنْسَان لحْمَةً، فَهِيَ مُضْغَةٌ. وَفِي الحَدِيث: (إنَّ خَلْقَ أحدكُم يُجْمَعُ فِي بطن أُمه أَرْبَعِينَ يَوْمًا نُطْفَةً ثمَّ أَرْبَعِينَ يَوْمًا عَلقةً ثمَّ أَرْبَعِينَ يَوْمًا مُضْغَةً ثمَّ يبْعَث الله إِلَيْهِ الْمَلَكَ فينفخُ فِيهِ الرُّوح) . وَقَالَ شمر: قَالَ خَالِد بن جَنبة: المُضْغَةُ من اللَّحْم قدر مَا يُلقي الْإِنْسَان فِي فِيه، وَمِنْه قيل: فِي الْإِنْسَان مُضْغَتَان إِذا صَلحا صَلح البدنُ، القلبُ واللسانُ. وَقَالَ غَيره: تكون المُضْغَةُ غير اللَّحْم، يُقَال: أطيب مُضْغَةٍ أكلهَا النَّاس صَيْحَانِيَّةٌ مَصلِيَّةٌ. وَقَالَ ابْن شُمَيل: كل لحمٍ على عظمٍ مَضِيغَةٌ، والجميع مَضِيغٌ، وَقَالَ غَيره: مَضائغُ. وَقَالَ إِسْحَاق: قلت لِأَحْمَد: مَا الَّذِي ل

اتَعْقِلُ العاقلةُ، قَالَ: مَا دون الثُّلُث. وَقَالَ ابْن رَاهَوَيْهِ: لَا تَعْقِل الْعَاقِلَة مَا دون الْمُوَضّحَة إِنَّمَا فِيهَا حُكومَةٌ وتحملُ الْعَاقِلَة المُوضِحَةَ فَمَا فَوْقهَا، وَقَالا مَعًا: لَا تَعْقِلُ الْمَرْأَة وَالصَّبِيّ مَعَ الْعَاقِلَة. وَقَالَ اللَّيْث: كلُّ لحمةٍ يفصل بَينهَا وَبَين غَيرهَا عِرقٌ فَهِيَ مَضِيغَةٌ. قَالَ: واللِّهْزِمَةُ مَضِيغَةٌ، والماضِغَان: أصلا اللَّحْيَيْنِ عِنْد مَنْبِتِ الأضراس بحيالِهِ، قَالَ: العَضَلَةُ مَضِيغَةٌ، والمَضَّاغةُ: الأحمق، والمُضَغُ من الْجراح: صغارها. وَفِي حَدِيث عمر أَنه قَالَ: (إِنَّا لَا نتعاقَلُ المُضَغَ بَيْننَا) ، قَالَ: والمضَغُ: مَا لَيْسَ فِيهِ أَرْشٌ معلومٌ من الْجراح والشِّجَاج شُبِّهت بِمُضْغَةِ الخَلْقِ قبل نفث الرُّوح فِيهِ، وبالمَضْغَةِ الْوَاحِدَة من اللَّحْم شُبِّهت اللُّقمة تُمضَغُ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: المَضَائغُ العقباتُ اللواتي على طرف السِّيَتَيْنِ. غمض: قَالَ اللَّيْث: الْغَمَضُ: مَا تطامن من الأرضِ، وجمعُهُ: غُمُوضٌ، وَأنْشد: إِذا اعتسفنا رهوةً أَو غمضا وَدَار غامضة: غير شارعة، وَقد غَمَضتْ تغمُضُ غموضاً، والغامضُ من الرِّجَال الفاترُ عَن الحملة، وَأنْشد: والغرب غربٌ بَقَرِيُّ فارضُ لَا يَسْتَطِيع جَرّه الغوامض وحَسَبٌ غامض: غير مَعْرُوف، قَالَ رؤبة: بِلَال يَا ابْن الْحسب الأمحاضِ لسن بنحسات وَلَا أغماضِ وَأمر غامضٌ، وَقد غَمَضَ غُمُوضاً، وخَلْخالٌ غامضٌ غاص قد غمض فِي السَّاق غموضاً، وكعبٌ غامضٌ أَيْضا، وَيُقَال: مَا ذُقتُ غُمْضاً وَلَا غِماضاً أَي: مَا ذقت نوماً، وَمَا غمضتُ وَلَا أغمضتُ وَلَا اغتمضتُ لُغَات كلهَا، وَقد يكون التغميض من غير نوم، وَيُقَال: اغمض لي فِي البياعة: أَي: زِدْنِي لمَكَان رداءته أَو حُطَّ لي من ثمنه، وَقَالَ الله جلّ وَعز: {ولستم بآخذيه إِلَّا أَن تغمضوا فِيهِ} (الْبَقَرَة: 267) ، يَقُول: أَنْتُم لَا تأخذونه إِلا بوكس، فَكيف تُعْطُونَهُ فِي الصَّدَقَة. وَقَالَ اللحياني: غَمَضَ فلَان فِي الأَرْض يغمُض ويغمِضُ غموضاً إِذا ذهب فِيهَا، قَالَ: وأغمضتُ الْمَيِّت وغمضته إغماضاً وتغميضاً، وَيُقَال للرجُلِ الْجيد الرَّأْي: قد أغمضَ النّظر وأغمضَ فِي الرَّأْي، وَمَسْأَلَة غامضةٌ: فِيهَا نظر ودقة، وَيُقَال: سَمِعت

أبواب الغين والصاد

مِنْهُ كَذَا وَكَذَا فأغمضتُ عَنهُ، وأغضيتُ: إِذا تغافلت عَنهُ، وَقَالَ غَيره: أغمضَتِ الفلاةُ على الشخوص إِذا لم تظهر فِيهَا لتغييبِ الْآل إِيَّاهَا أَو تَغَيُّبها فِي غيوبها، وَقَالَ ذُو الرمة: إِذا الشخصُ فِيهَا هزَّه الآلُ أغمضتْ عَلَيْهِ كإغماض المغضِّي هجولها أَي: أغمضت هجولها عَلَيْهِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أَتَانِي ذَاك على اغتماضي: أَي: عفوا بِلَا تكلفٍ وَلَا مشقةٍ. وَقَالَ أَبُو النَّجْم: وَالشعر يأتيني على اغتمَاضِي كرها وطوعاً وعَلى اعتراضِ أَي: اعْتَرَضَهُ اعتراضاً فآخُذُ مِنْهُ حَاجَتي، من غير أَن أكون قدمتُ الرويَّةَ فِيهِ. (أَبْوَاب) الْغَيْن وَالصَّاد) غ ص س غ ص ز غ ص ط: أهملت وجوهها. غ ص د اسْتعْمل من وجوهه: صدغ دغص. صدغ: قَالَ الليثُ: الصُّدْغان: مَا بَين لِحاظَي الْعَينَيْنِ إِلَى أصل الأُذن. وَقَالَ أَبُو زيد: الصُّدْغانِ: هما موصلُ مَا بَين اللِّحْيَة وَالرَّأْس إِلَى أَسْفَل من القرنين، وَفِيه الدوارة الواوُ ثَقيلَة والدالُ مَرْفُوعَة، وَهِي الَّتِي فِي وسط الرَّأْس ندعوها الدائرةَ، وإليها يَنْتَهِي فرق الرأْس، والقرنان: حرْفَا جَانِبي الرَّأْسِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: قَالَ بَعضهم: الأَصْدَغان عرقان تَحت الصُّدْغين. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: هما يضربان من كلِّ أحد فِي الدُّنْيَا أبدا وَلَا واحدَ لَهما يعرف كَمَا قَالُوا: المذْرَوان لناحيتي الرّأْسِ، وَلَا يُقَال مِذْرَى لِلْواحِدِ. وَقَالَ اللَّيْث: الْمِصْدَغَةُ والمزْدغة مرفقةٌ تتوسد تَحت الصُّدْغ. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر قَالَ: الصَّدِيغ بالغين الضعيفُ، يُقَال: مَا يصدَغ نملةً من ضعفه أَي: مَا يقتل نملة. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: مَا صَدَغَكَ عَن هَذَا الْأَمر أَي مَا صرفك وردك. قلت: روى أَصْحَاب أبي عبيد عَنهُ هَذَا الْحَرْف بِالْعينِ والصوابُ الغينُ كَمَا قَالَ ابْن الْأَعرَابِي. وَقَالَ الْكسَائي: صَدَغْتُ فلَانا أَصْدَغُهُ إِذا حاذيت صُدغك بصدغهِ والصُّدَاغُ سمة فِي الصُّدْغ طولا. وَقَالَ اللَّيْث: الصَّدِيغُ الْوَلِيد قبل استتمامه سَبْعَة أَيَّام لِأَنَّهُ لَا يشتدُّ صُدْغه إِلَّا إِلَى تَمام السَّبْعَة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: بعير مَصْدوغٌ وإبلٌ مُصَدَّغَةٌ إِذا وسمت بالصُّدَاغ.

ابْن السّكيت: يُقَال لِلْفَرس أَو الْبَعِير إِذا مر منفلتاً يعدو فأُتبع ليردَّ: اتبع فلَان الْبَعِير فَمَا ثناه وَمَا صَدَغَهُ: أَي مَا ردَّه. دغص: قَالَ اللَّيْث: الدَّاغِصَة عظمٌ يديصُ ويموجُ فَوق رَضْفِ الرّكْبَة، وَفِي (النَّوَادِر) : دَغِصَتَ الدَّابَّة وبدِعت إِذا سمنت غَايَة السّمن، يُقَال للرجل إِذا سمن واكتنز لَحْمه: سمن كَأَنَّهُ داغصةٌ. الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت: دغِصَتِ الْإِبِل تدغَصُ دَغَصاً وَذَلِكَ إِذا استكثرت من الصِّلِّيان فالتوى فِي حيازيمها وغلاصمها وغصَّت بِهِ فَلَا تمْضِي، وإبل دغاصَى ولَبادَى إِذا فعلت ذَلِك. غ ص ت غ ص ظ غ ص ذ غ ص ث. أهملت وجوهها. غ ص ر اسْتعْمل من وجوهها: صغر رصع. رصغ: قَالَ اللَّيْث: الرُّصْغ لغةٌ فِي الرُّسغ معروفةٌ. صغر: الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت: من أَمْثَال الْعَرَب: (الْمَرْء بأصغريه) ، وأصغراه قلبه وَلسَانه، وَمَعْنَاهُ أَن الْمَرْء يَعْلُو الْأُمُور ويضبطها بجنانِه ولسانِه. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال صَغِرَ فلَان يَصْغَرُ صَغَراً وصَغَاراً فَهُوَ صاغر، إِذا رَضِي بالضيم وَأقر بِهِ. وَقَالَ الله جلَّ وعزَّ: {حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (التَّوْبَة: 29) ، أَي: أَذِلاَّءُ. وَكَذَلِكَ قَوْله: {سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللَّهِ} (الْأَنْعَام: 124) ، أَراد أَنَّهُمْ وَإِن كَانُوا أَكابِرَ فِي الدُّنْيَا فسيُصيبُهم صَغَارٌ عِنْد الله، أَي: مَذلّة. وَقَالَ الشافعيُّ فِي قَول الله: {حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} أَي: يَجري عَلَيْهِم حُكم الْمُسلمين. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال من الصِّغر ضدّ الكِبَر صَغُرَ يَصْغُرُ صِغَراً، وَأما الصَّغَارُ فَهُوَ مَصدر الصَّغِير فِي القَدْر، وَقَالَت الخنساء: حَنين وَالِهةٍ ضلَّتْ أَليفتَها لَهَا حَنينَانِ إِصْغَارٌ وإِكْبارُ فإصغارُها حَنينُها إِذا خَفَضَتْهُ، وإكْبارُها حَنينها إِذا رفَعتْه، وَالْمعْنَى لَهَا حَنينٌ ذُو إِصغَار وحنينٌ ذُو إكبار. وَيُقَال: تصاغرَتْ إِلَى فلانٍ نفسُه ذُلاًّ ومَهانةً. ابْن السّكيت، عَن أبي زيد يُقَال: هُوَ صِغْرَةُ وَلَدِ أَبيه أَي أصغرُهم، وَهُوَ كِبْرَةُ وَلَدِ أبِيه أَي أكْبرُهم، وَكَذَلِكَ فلَان صِغْرَةُ الْقَوْم وكِبْرَتُهم، أَي أصغرُهم وأكبرهم. وَيَقُول الصبيُّ من صِبيان الْعَرَب إِذا نُهِي

عَن اللَّعِب: إنِّي من الصِّغْرَة، أَي: من الصغار. قَالَ: والتَّصغيرُ للاسم والنَّعت يكون تحقيراً وَيكون شَفَقَة وَيكون تَخْصِيصًا كَقَوْل الحُبَابِ بنِ المنذِر: أَنا جُذَيْلُها المحَكَّكُ وعُذَيْقها الْمُرَجَّبُ، وَقد مرَّ تفسيرُه. غ ص ل صغل، لصغ، غلص، صلغ: مستعملة. صغل: قَالَ اللَّيْث: الصَّغَلُ لُغةٌ فِي السَّغَل وَهُوَ سوءُ الغذاءِ، قَالَ: والسِّينُ فِيهِ أكثرُ من الصَّاد. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الصِّيَّغْلُ من التمْر الْيَاء شَدِيدَة المُخْتلطُ الآخِذُ بعضهُ ببعضٍ أخْذاً شَدِيدا، وطِينٌ صِيَّغلٌ أَيْضا. لصغ: قَالَ اللَّيْث: لَصِغَ الْجِلْدُ يَلْصَغ لُصوغاً إِذا يَبِسَ عَلَى العظْم عَجَفاً. غلص: قَالَ اللَّيْث: الغَلْصُ قَطْعُ الغَلْصَمة، يُقَال: غَلَصَهُ غَلْصاً. صلغ: قَالَ اللَّيْث: صَلَغَتِ الشاةُ تَصْلَغُ صُلُوغاً وسَلَغَتْ. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو زيد: الشَّاةُ تَصلَغُ فِي السنةِ السَّادِسَة، والأنثَى صالِغٌ بغَيْرهَا. وَقَالَ الأصمعيُّ: صَالِغٌ بالصَّاد، وَقَالَ: تَصْلَغُ الشَّاةُ فِي السنةِ الخامسةِ وَكَذَلِكَ الْبَقَرَة، وَلَيْسَ بَعدَ الصُّلوغِ سِنٌّ. المنذريُّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: المِعْزَى سُلَّغٌ وصُلَّغٌ وسَوَالِغُ وصَوَالِغُ لِتمام خَمْسِ سِنينَ. غ ص ن (غنص) غُصْن نغص: (مستعملة) . غنص: أهملَ اللَّيْث غَنَصَ. وَقَالَ أَبُو مَالك عَمرو بن كِرْكِرَةَ: الغَنَصُ ضِيقُ الصَّدر، يُقَال: غَنِصَ بِهِ صدْرُه غنوصاً. غُصْن: قَالَ اللَّيْث: الغُصْنُ مَا تَشَعَّبَ عَن ساقِ الشَّجرة، دِقَاقُها وغِلاَظها، والجميعُ الغصونُ ويُجْمَعُ الغصنُ غِصَنَةً وأَغصاناً، وَيُقَال: غُصْنةٌ واحدةٌ والجميع غُصْنٌ. وَقَالَ القِنانِيُّ: غَصَنْتُ الغُصْنَ غَصْناً إِذا مَدَدْتَهُ إِليك فَهُوَ مَغصُونٌ. ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: غَصَنَنِي فلانٌ عَن حَاجَتي يَغصنِني أَي ثَنَانِي عَنْهَا وكَفّنِي، قلت: هَكَذَا أَقْرَأَنِيهِ المنذريُّ فِي (النوادرِ) ، وَغَيره، يَقُول: غضَنَنِي بالضَّاد يَغْضِنُنِي. نغص: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: نَغِصَ الرجل نَغَصاً إِذا لم تتمّ لَهُ هناءته قَالَ: وَأَكْثَره بالتشديدِ نُغِّص تنغيصاً. وَقَالَ: نَغَّصَ علينا، أَي: قطعَ علينا مَا كُنَّا نحبُّ الاستكثار مِنْهُ. وَأنْشد غَيره:

وطالما نُغِّصوا بالفجع ضاحيةً وَطَالَ بالفجع والتنغيص مَا طُرِقوا وَقيل: النَّغَص كدر الْعَيْش وَقد تنغَّصَتْ عَلَيْهِ عيشتُه، أَي تكدرتْ. غ ص ف اسْتعْمل من وجوهه: صفغ غفص. صفغَ: أهملَ اللَّيْث صفغَ. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الصفْغُ عربيٌّ مَعْرُوف، قَالَ: وَقد ذكره أَبُو مَالك، وَأنْشد: دونكِ بَوْغاء ترابِ الرَّفْغِ فأَصْفِغيهِ فاكِ أيَّ صَفْغِ وَإِن تَرَيْ كفَّكِ ذاتَ نَفْغِ شَفَيتِها بالنَّفْث أَو بالْمَرغِ قَالَ: الصفغُ: الْقَمْح بِالْيَدِ، يُقَال: قمحتُ الشَّيْء وصفغتُه أصفغُه صفغاً، قلت: وَهَذَا حرفٌ صحيحٌ رَوَاهُ عَمْرو بن كِرْكِرَة، وَهُوَ ثِقَة. قَالَ: والرَّفْغُ تِبْنُ الذرَة، والرَّفغُ أَسْفَل الْوَادي، والنفغ التنفُّط، والمرغ الرِّيق. غفص: قَالَ اللَّيْث: غافصت فلَانا: أَخَذته على غرّة فركبته بمساءة، قَالَ: والغافصَة من أوازم الدَّهْر، وَأنْشد: إِذا نَزَلَتْ إِحْدَى الأُمورِ الْغَوَافصِ وَفِي (نَوَادِر الإعرابِ) : أخَذْتُهُ مُغَابَصَةٌ ومُغَافَصَةٌ، أَي: مُعَازَةٌ. غ ص ب غصب غبص صبغ صغب: (مستعملة) . غبص: قلت: لم أجد فِي حَرْفِ غبص غيرَ مَا وَجَدْتُهُ فِي (نَوَادِر الأعرابِ) أخَذْتُهُ مُغَابَصةً ومُغافَصَةً: أَي: مُعَازَّةً. غصب: قَالَ اللَّيْث: الْغَصْبُ أخْذُ الشَّيْء ظلما وقهراً، قلت: وسمعتُ الْعَرَب تَقول: غَصَبْتُ الْجِلْدَ غَصْباً إِذا كَدَدْتَ عَنهُ شعره أَو وبرَه قَسْراً وَلم تعطنه حَتَّى يسترخي عَنهُ شعرُه أَو صُوفهُ فَيُمْرَطَ، وَإِذا أَرَادوا ذَلِك بَلُّوا الجِلْدَ بِالْمَاءِ وأبوال الْإِبِل، ثمَّ أعملوه وَهُوَ مدرج مَطْوِيّ فيسترخي عَنهُ شعره. وَيُقَال: اغتَصَبَ فلانٌ فلَانا مَالَهُ اغتِصاباً. صغب: أهْمَلَهُ اللَّيْث. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: سَمِعت الباهِليَّ يَقُول: يُقَال لِبيْضَةِ القَمْلَةِ صُغَابٌ وصُؤَابٌ. وَيُقَال للجائع سَاغِبٌ وسَغْبانُ وصَغبانُ. صبغ: قَالَ اللَّيْث: الصِّبغُ والصِّباغُ مَا يلوَّنُ بِهِ الثِّيابُ والصَّبْغُ المصدَرُ، والصِّبَاغَةُ حِرْفَةُ الصَّبَّاغِ. قَالَ: والصِّبغُ والصِّباغُ مَا يُصْطَبَغُ بِهِ من الأُدْمِ. قَالَ الله جلَّ وَعز فِي الزَّيْتُونِ: {وَصِبْغٍ لِّلأَكِلِيِنَ} (الْمُؤْمِنُونَ: 20) ، يَعْنِي: دُهْنَه.

وَقَالَ الْفراء: يَقُول الآكلونَ يَصْطَبِغُونَ بالزَّيتِ، فَجعل الصِّبْغَ الزَّيتَ نَفسه. وَقَالَ الزّجاج: أَرَادَ بالصِّبغِ الزَّيتونَ فِي قَول اللَّهِ: {وَصِبْغٍ لِّلأَكِلِيِنَ} قلت: وَهَذَا أجوَدُ القَوليْنَ، لِأَنَّهُ قد ذكر الدُّهْنَ قبله قَالَ: وَقَوله: {تَنبُتُ بِالدُّهْنِ} (الْمُؤْمِنُونَ: 20) أَي: تَنْبُتُ وفيهَا الدُّهنُ أَو وَمَعَهَا دُهنُ كَقَوْلِكَ: جَاءَني زيد بالسَّيفِ، أَي: جَاءَنِي وَمَعَهُ السَّيْفُ. وَقَالَ غَيره: صَبِيغٌ: اسْم رجل كَانَ يَتَعَنَّتُ النَّاس بسُؤالاتٍ مشكلةٍ من الْقُرْآن فَأمر عمر بن الْخطاب بِتَأدِيبِه ونَفْيِهِ إِلَى البصرةِ وكتَبَ إِلَى أبي مُوسَى أَنْ ينْهَى النَّاس عَن مُجالَسَتِهِ. وَقَالَ اللَّيْث: والأَصْبَغُ من الطير مَا ابْيضَّ أَعلى ذَنبه. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: إِذا شابت ناصِيةُ الفَرَسِ فَهُوَ أسْعَفُ، فإِذا ابْيَضَّتْ كلهَا فَهُوَ أصبغُ قَالَ: والشَّعَلُ: بَيَاضٌ فِي عُرضِ الذَّنَبِ فإِن ابيض كلُّه أَو أطْرَافه فَهُوَ أصبغ قَالَ: والْكَسَع أَن تَبْيَضَّ أَطْرَاف الثُّنَنِ فإِن ابيَضَّتِ الثُّنَنُ كلهَا فِي يَدٍ أَو رجْلٍ وَلم تَتَّصِلْ بِبَياض التَّحْجيِل فَهُوَ أصبغُ أَيْضا. أَبُو عُبَيْدَة عَن أبي زَيدٍ قَالَ: إِذا ابيَضَّ طَرَف ذَنَبِ النّعْجَةِ فَهِيَ صَبْغاءُ، قلت: والصَّبغاءُ نَبْتٌ معروفٌ. وَجَاء فِي الحَدِيث: (هَل رَأَيْتُمْ الصَّبغاءَ، مَا يَلِي الظِّل مِنْهَا أصفَرُ أَو أَبيض) ، وَذَلِكَ أَن الطاقَةَ الغضَّةَ من الصَّبغاء حِين تطلع الشَّمْس يكون مَا يَلي الشَّمْس من أعاليها أبْيضَ وَمَا يَلِي الظِّلَّ أخْضَرَ كأنَّها شُبِّهَتْ بالنَّعجةِ الصَّبْغاءِ. وَفِي الحَدِيث أنهُ قَالَ: (فَيَنْبتون كَمَا تَنْبتُ الحبَّة فِي حَمِيل السَّيْلِ ألم ترَوها مَا يَلِي الظِّل مِنْهَا أصيْفرٌ أَو أَبيض وَمَا يَلِي الشَّمْس مِنْهَا أخَيضِرُ، وَإِذا كَانَت كَذَلِك فَهِيَ صبغاء، قَالَ ابْن قتَيبَة: شَبَّهَ نَباتَ لحومهم بعدَ إحْراقِها بِنَبات الطَّاقَة من النَّبتِ حِين تطلع وَذَلِكَ أَنَّهَا حِين تطلع تكون صبغاءَ، فَمَا يَلِي الشَّمْس من أعاليها أَخْضَر وَمَا يَلِي الظِّل أَبيض. وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي فِي قَوْلهم: قد صَبَغوني فِي عيْنِك. قَالَ: مَعْنَاهُ: غيرُونِي عندَك وأخبرُوا أَنِّي قد تغيّرْتُ عَمَّا كنتُ عَلَيْهِ. قَالَ: والصَّبْغُ فِي كَلَام الْعَرَب التغييرُ، وَمِنْه صُبغَ الثوبُ إِذا غُيِّرَ لَونه وأُزيل عنْ حَاله إِلَى حَال سوادٍ أَو حمرَة أَو صُفرة، قالَ: وَقيل: هُوَ مَأْخُوذ مِن قَوْلهم: صَبغوني فِي عينِك وصَبغوني عنْدك، أَي أشارُوا إليكَ بِأَنِّي موْضعٌ لما قصدتني بِهِ من قَول الْعَرَب صَبَغْتُ الرجل بعيني ويدِي أَي أشرتُ إِلَيْهِ. قَالَ الْأَزْهَرِي هَذَا غَلَطٌ، إِذا أرادَتِ

العربُ الإِشارة بعَيْب أَو غَيره قَالُوا: صَبَعْتُ بِالْعينِ، قَالَه أَبُو زيد، قَالَ أَبُو بكر: وَقَالَ أَبو الْعَبَّاس: قَالَ الفراءُ: صَبَغتُ الثَّوْب أصْبُغُه وأصْبَغُهُ وأصبِغه ثَلَاث لغاتٍ وَيُقَال: ناقةٌ صابِغٌ إِذا امْتَلَأَ ضَرْعُهَا وحَسَنَ لونهُ، وَقد صَبُغَ ضَرْعُها صُبُوغاً وَهِي أَجودهَا محلبةً وأحبها إِلَى النَّاس، وصَبَغَتْ عضلَةُ فلَان إِذا طَالَتْ تَصْبُغُ وبالسين أَيْضا، وصَبَغَت الإبلُ فِي الرَّعْي تَصْبُغُ فَهِيَ صَابِغة قَالَ جَنْدَلٌ الطهوي يصفُ إبِلا: قطَعْتها بِرُجَّع أبْلاءِ إِذا اغْتَمسْنَ مَلَثَ الظُّلماءِ بالقوم لم يصبُغْن فِي عَشاءِ ويروى: لم يصبُؤونَ فِي عَشاء يُقَال: صَبأ فِي الطَّعَام إِذا وضَعَ فِيهِ رأسَه. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: سمعتُ الأصمعيَّ وَأَبا زيد يقولانِ: صبغتُ الثوْبَ أصبُغه وأصبَغه صِبَغاً حسنا، الصادُ مكسورةٌ والباءُ متحركة، وَالَّذِي يُصبغُ بِهِ الصبغُ بسكونِ الْبَاء مثلُ الشِّبَع والشِّبْع. وَأنْشد: واصْبغ ثِيَابِي صِبَغاً تَحْقِيقا مِن جيِّد العُصْفُر لَا تشرِيقا والتشرِيقُ: الصَّبْغُ الخفيفُ. وَقَالَ الله تَعَالَى: {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً} (الْبَقَرَة: 138) . قَالَ الْفراء: إِنَّمَا قيلَ: صبغةً لِأَن بعضَ النَّصَارَى كَانُوا إِذا وُلدَ المولودُ جَعَلُوهُ فِي ماءٍ لَهُم كالتطهير فَيَقُولُونَ هَذَا تَطهِيرٌ لَهُ كالختانةِ فَقَالَ اللَّهُ جلّ وعزّ: قل {صِبْغَةَ اللَّهِ} يأمرُ بهَا مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِي الختانَةُ اخْتَتنَ إِبْرَاهِيم وَهِي الصِّبغةُ، فجرتِ الصِّبْغة على الخِتانة لصَبغهمُ الغلمانَ فِي المَاء ونصبَ {صِبْغَةَ اللَّهِ} لِأَنَّهُ ردَّها على قَوْله: بل نتبعُ مِلَّة إبراهيمَ ونتبعُ صبغةَ الله. وَقَالَ غيرُ الْفراء: أضمرَ لَهَا فعلا اعرِفوا صبغةَ الله وتدبَّرُوا صبغة الله وشِبه ذَلِك، وَيُقَال: صَبَغَتِ النَّاقة مشافِرَها فِي المَاء إِذا غَمَستها، وصبغَ يدُه فِي المَاء. وَقَالَ الراجز: قد صَبَغَتْ مشافِراً كالأشبار تُرْبى عَلَى مَا قُدَّ يفريه الفارْ مَسْكَ شَبُوبَين لَهَا بأَصبار قلت: فَسَمَّت النَّصَارَى غَمْسَهم أولادَهم فِي مَاء فِيهِ صِبغٌ صَبغاً لغمْسِهم إياهمْ فِيهِ، والصَّبغُ الغمْسُ. وَقَالَ اللحيانيُّ: تَصَّبَغُ فلانٌ فِي الدِّينِ تصبُّغاً وصِبْغةً حَسَنَة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: كلُّ مَا تُقرِّب بِهِ إِلَى الله فهوَ الصِّبغةُ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: إِذا ألقتِ الناقةُ ولدَها وَقد أشعرَ قيلَ: سبّغتْ فَهِيَ مُسَبِّغ.

قلتُ: وَمن العَربِ من يَقُول: صَبَّغتْ بالصَّاد فهيَ مُصَبِّغٌ، والسينُ أكثرُ، وَيُقَال: أصبغتِ النخلةُ فَهِيَ مُصْبغ، إِذا ظهر فِي بُسرِها النضجُ، والبسْرَةُ الَّتِي قد نضجَ بعضُها هِيَ الصُّبغةُ تَقول: نزعْتُ مِنْهَا صُبغة أَو صُبْغتين. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: مَا تركتُه بصِبْغ الثّمن، أيْ لم أتركهُ بثمنِه الَّذِي هُوَ ثمنُه، وَيُقَال: مَا أخذتُه بصبْغ الثمنِ، أَي لمْ آخذْه بثمنِه الَّذِي هُوَ ثمنه، وَلَكِنِّي أخذْتُه بِغلاءٍ. غ ص م صمغ مغص غمص: (مستعملة) . غمص: قَالَ اللَّيْث: الغَمَصُ فِي العينِ، والقطعة مِنْهُ غمصة، وإحدَى الشعرَيينِ يُقَال لَهَا الغُمَيْصاءُ، تَقول العربُ فِي أحاديثها: إِن الشِّعْرَى العبور قطعَتِ المجرَّة فسُمِّيت عبوراً، وبكت الْأُخْرَى عَلَى أَثَرهَا حَتَّى غَمِصَتْ فَسُمِّيت الغميصَاء، وَقد غمِصَ فلانٌ يغمَصُ غمصاً فَهُوَ أغمصُ. وَفِي حَدِيث مَالك بن مُرارة الرَّهاوِيّ أَنه أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ: إِنِّي أوتيتُ منَ الْجمال مَا ترَى وَمَا يَسرُّني أنَّ أحدا يفضُلني بشِرَاكينِ فَمَا فَوْقهمَا فَهَل ذَلِك منَ البغيِ، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِنَّمَا ذَلِك مَن سفه الْحق، وغمط النَّاس) . وَفِي رِوَايَة: وغمصَ النَّاس. وَفِي حَدِيث عمر: أَنه قَالَ لقَبيصةَ بن جَابر حِين استفْتاه فِي قَتله الصَّيد وَهُوَ مُحْرِمٌ، أتغمِصُ الفُتيَا، وتَقْتُلُ الصَّيْدَ وأَنتَ مُحْرِمٌ. قَالَ أَبُو عبيد وَغَيره: غمصَ فلانٌ النَّاس وغَمَطَهمْ، وَهُوَ الاحتقارُ لهمْ والازدراء بهمْ، وكذلكَ غَمَصَ النِّعْمة وغمطَها إِذا ازدرَى بهَا، وفُلانٌ مغمُوصٌ عَلَيْهِ فِي حَسَبهِ ومغموزٌ أَي مطعونٌ عَلَيْهِ، واغتمَصْتُ فلَانا اغتماصاً إِذا احتقرتُهُ. الحرَّانيُّ عَن ابْن السّكيت، قَالَ: الغَمْصُ: مصدر غمصَ الإنسانَ يغمِصه غمصاً إِذا لم يره شَيْئا واستصغرَه وَيُقَال: غمصتُ عَلَيْهِ قولا قَالَه إِذا عِبته عَلَيْهِ. مغص: قَالَ ابْن شميلٍ: يُقَال: أَنا متَمَغِّصٌ من هَذَا الْخَبَر ومتوصِّم ومُمدئلُ ومُرَنَّحٌ وممغوث وَذَلِكَ إِذا كَانَ خَبرا يَسرُّه وَيخَاف أَلا يكون حَقًا أَو يخافُه ويسوءه وَلَا يَأْمَن أَن يكون حَقًا. وَقَالَ اللَّيْث: المَغْصُ غلظٌ فِي المِعى، ووَجَعٌ. الحرَّانيُّ عَن ابْن السّكيت فِي بطنِه مَغْصٌ ومغسٌ وَلَا تقل مَغَصٌ وَلَا مغَسٌ وَقد مُغسَ الرَّجل يُمغس مَغْساً فَهُوَ ممغوس، وَإِنِّي لأجد فِي بَطْني مَغْساً ومَغْصاً، وَأما المغص محَرَّك الْعين فهوَ البيضُ من الْإِبِل الَّتِي قد فارقتِ الكرْمَ الواحدَةُ مَغصةٌ قَالَ

أبواب الغين والسين

ذَلِك الأصمعيُّ وَغَيره. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هِيَ المَعَص أَيْضا بالعَينِ والمأَص. وَأنْشد: أَنْت وهبْتَ جلة جرْجوراً أدْماً وعيساً مغصاً خُبورا وَقَالَ أَبُو سعيد: فِي بطنِه مَعَصٌ ومَغَصٌ، قَالَ ابْن الفرَج: وَقد قَالَه بعض الْأَعْرَاب. ابْن شميلٍ: الغَمَصُ الَّذِي يكون مثل الزُّبْد فِي نَاحيَة العيْن، والرَّمَص الَّذِي يكون فِي أصُول الهدبِ يَعْنِي الأشفار. صمغ: قَالَ اللَّيْث: الصمغُ لَثًى يسيل من شَجَرَة إِذا جمدتِ القطعةُ مِنْهَا فَهِيَ الصمغةُ، والجميع الصمغ. قَالَ: والصِّمغان ملتقى الشفتين مِمَّا يَلِي الشدقيْن. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الصِّماغان مُنْتَهى الشدقين وهما الصامغان. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هما مُجْتَمع الرِّيق فِي جَانب الشَّفة ويُسميهما الْعَامَّة الصِّوارين. قَالَ أَبُو زيد: إِذا حُلِبت النَّاقة عِنْد وِلَادَتهَا يُوجد فِي أحاليل ضرْعهَا شيءٌ يَابِس يسمّى الصَّمَغ، والصَّمْغ الْوَاحِدَة صبغة وصمغة فَإِذا فُطرَ ذَلِك أفصحَ لبنُها أَي طَابَ واحلوْلى. (أَبْوَاب) الْغَيْن وَالسِّين) غ س ر مهمل الْوُجُوه. غ س ط أَهمله اللَّيْث وَهُوَ مُسْتَعْمل. غطس: يُقَال: غطَسَ فلانٌ فلَانا فِي الماءِ وقَمَسَهُ إِذا غمسه فِيهِ، وهما يتغاطسانِ فِي الماءِ ويتقامسان إِذا تماقَلاَ فِيهِ. غ س د غ س ت غ س ظ غ س ذ غ س ث: مهملات. غ س ر غسر غرس رغس (رسغ) سرغ سغر: (مستعملات) . غسر: قَالَ اللَّيْث: تغسَّر الْغَزل إِذا الْتبَسَ، قلت: هَذَا حرف صَحِيح، وَمن الْعَرَب مسموع، وكلُّ أَمر الْتبس وَعسرَ المخرجُ مِنْهُ فقد تعسَّر وَهَذَا أَمرٌ غَسِرٌ: أَي مُلتبسٌ ملتاثٌ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الغَسْرُ: التَّشديدُ على الْغَرِيم بالغين مُعْجمةً، وَهُوَ العَسْرُ أَيْضا. غرس: قَالَ اللَّيْث: الْغِرَاسُ: وَقت الْغَرْسِ، والْمغْرِسُ: مَوْضِعُ الْغَرْسِ، وَالْفِعْل الْغَرْسُ والغِرَاسَةُ: فَسيلُ النَّخْلُ، والغَرْسُ: الشَّجَرُ الَّذِي يُغْرَسُ وَيجمع على الأغْرَاس.

الحرانيُّ عَن ابْن السّكيت: الغَرْسُ غَرْسُكَ الشجرَ، والغِرْسُ وَاحِد الأغْراسِ وَهُوَ جلدَة رَقيقةٌ تخرج مَعَ الْوَلَد إِذا خرج من بطن أمه، وَأنْشد: يتركنَ فِي كلِّ مناخٍ أَبْسِ كلَّ جَنِين مُشعَرٍ فِي الغِرْس وَقَالَ أَبُو حَاتِم: قَالَ الأصمعيُّ: الغِراسُ مَا يُغْرَسُ من الشجرِ، وَأما مَا يخرجُ من شَارِب دَواءِ المَشِيِّ فَهُوَ الْغراسُ بِفَتْح الْغَيْن. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الغِرْسُ: المشيمةُ، والغِرْسُ: الْغُرَاب الصغيرُ. رغس: فِي الحَدِيث: (أَنَّ رَجُلاً رَغسَهُ اللهُ مَالا) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأمَوِي: رَغَسَهُ: أَكثر لَهُ مِنْهُ وَبَارك لَهُ فِيهِ، وَيُقَال: رَغسَهُ الله يَرْغَسُهُ رَغساً إِذا كَانَ مَاله نامياً كثيرا، وَكَذَلِكَ فِي الْحسب وَغَيره. قَالَ العجاجُ يمدح بعض الْخُلَفَاء: خَليفَة ساسَ بِغَيْر تَعس إمامَ رَغسٍ فِي نصابٍ رَغس وَأنْشد غَيره: حَتَّى رَأينَا وجههُ الْمَرغوسَا وَقَالَ اللَّيْث: الرَّغْسُ: الْبركَة والنَّماء، وامرأةٌ مَرْغوسَة إِذا كَانَت وَلُوداً، ورجلٌ مَرْغوسٌ: كثيرُ الْخَيْر. رسغ: قَالَ اللَّيْث: الرُّسْغُ مفصلُ مَا بَين الساعد والكفِّ، والساق والقدم، ومثلُ ذَلِك كَذَلِك من كل دابةٍ، والرِّساغُ: مُرَاسَغَةُ الصَّرِيعَيْنِ فِي الصراع إِذا أَخذا أرْساغهما. وَقَالَ ابنُ الأعرابيِّ: أَصابَنَا مَطَرٌ مُرَسَّغٌ إِذا ثَرَّى الأرضَ حَتَّى تبلغَ يَد الْحَافِر عَنهُ إِلَى أَرْسَاغهِ. وَقَالَ ابْن بزرجَ: ارْتَسَغَ فلانٌ على عِيَاله إِذا وَسَّع عَلَيْهِم النَّفَقَة، وَيُقَال: ارْتَسِغْ على عِيالك وَلَا تُقَتِّرْ. وَقَالَ غَيره: الرِّسَاغُ: حبلٌ يُشدُّ فِي رُسغي الْبَعِير إِذا قُيِّدَ بِهِ. وَقَالَ أَبُو مالكِ: عيشٌ رَسيغٌ: وَاسع، وطعامٌ رَسيغٌ: كثيرٌ، وَإنَّهُ مُرَسَّغٌ عَلَيْهِ فِي الْعَيْش أَي موسع عَلَيْهِ. سرغ: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: سُرُوغُ الْكَرم قضبانه الرطبةُ، الواحدُ سَرْغٌ. وَقَالَ أَبُو نصرٍ عَن الأصمعيّ فِي السُّرُوغِ مِثْلُه بالغين. وَقَالَ ابْن الأعرابيِّ: سَرِغ الرَّجلُ إِذا أَكل القُطوفَ من الْعِنَب بأصولها. وَقَالَ اللَّيْث: هِيَ السُّرُوعُ بِالْعينِ، قلت: الْغَيْن فِيهَا لُغةٌ مَعْروفةٌ. سغر: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيِّ: السَّغْرُ النفيُ وَقد سَغَرَه إِذا نَفَاهُ.

غ س ل غسل غلس سلغ سغل لغس: (مستعملة) . غسل: قَالَ اللَّيْث: الغُسْلُ: تمامُ غَسْلِ الْجلد كُله والمصدر: الغَسْلُ والغِسْل: الخِطميُّ، والغَسُولُ: كلُّ شيءٍ غسَلْتَ بِهِ رَأْسا أَو ثوبا أَو غَيره، والغِسْلةُ آسٌ يُطَرَّى بأفاويه الطِّيبِ يمتشط بِهِ. وَرَأى النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حنظلةَ بن أبي عَامر الْأنْصَارِيّ يَوْم أُحد وَقد اسْتُشهد والملائكةُ تُغَسِّلُهُ فسمِّيَ غسِيلَ الْمَلَائِكَة، وَأَوْلَاده ينسبون إِلَيْهِ، فيقالُ: فلانٌ الغَسِيليُّ وَذَلِكَ أَنه كَانَ قد ألمَّ بأَهْلِه فأَعْجَلَه النَّدْبُ عَن الاغتِسال وَحضرَ الوَقعةَ فاستُشْهدَ وَرَأى النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَلَائِكَة يغسِّلُونَه فَأخْبر بهِ أَهله فذكَرَتْ أنَّه كانَ أجنبَ مِنْهَا. وَقَول الله جلَّ وعزَّ: {طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ} {غِسْلِينٍ لاَّ يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخَاطِئُونَ} (الحاقة: 36، 37) . قَالَ ابْن المظفر: غِسْلِينٌ: شديدُ الْحر. وَقَالَ الفرّاء: يُقَال: إنَّهُ مَا يَسيل منْ صَديدِ أهْلِ النَّار. وَقَالَ الزجاجُ: اشْتِقاقه ممّا يَنْغَسل من أَبدان أهل النَّار. قلت: وَهُوَ على تَقْدِير فِعْلينٍ فجعِل اسْما وَاحِدًا لما يَسِيل مِنْهُم. وَقَالَ اللَّيْث: المُغتَسَل: مَوضِع الاغتِسال، وتصغيره مُغَيْسلٌ، والجميع: الْمغاسِلُ، قلت: وَهَذَا قَول النّحْويينَ أجمعينَ. اللحيانيُّ: فحلٌ غُسْلَةٌ ومِغْسلٌ وغِسِّيلٌ إِذا كَانَ كثير الضِّراب. وَقَالَ شمر: قَالَ الكسائيُّ: فحلٌ غُسَلَةٌ ومِغْسلٌ وَهُوَ الَّذِي يضربُ وَلَا يُلقِحُ. وَرُوِيَ عَن النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنَّه قَالَ: (مَنْ غَسَّلَ يومَ الْجُمُعَة واغتَسَلَ وبكَّرَ وابتَكَرَ فبهَا ونعِمت) . قَالَ القتيبيُّ: أكْثرُ النّاس يذهبُ إِلَى أنَّ مَعْنَى غسَّلَ أَي جامَعَ أَهله قبل خُرُوجه إِلَى الصَّلاةِ لأنَّه لَا يُؤمَنُ عَلَيْهِ أَن يرَى فِي طريقهِ مَا يشغلُ قلبه. قَالَ: وَيذْهب آخَرُونَ إِلَى أَنه أَرَادَ بقوله: غَسَّل تَوَضَّأ للصلاةِ فَغَسَلَ جوارحَ الوضوءِ وثقَّل الْفِعْل لِأَنَّهُ أَرَادَ غسْلاً بعد غسْل لِأَنَّهُ إِذا أَسْبغ الطهورَ غسَل كلَّ عضوٍ ثَلَاث مراتٍ ثمّ اغتَسَل بعد ذَلِك غسلَ الْجُمُعَة. قلت: وَرَوَاهُ بَعضهم مخففاً من غسَلَ بِالتَّخْفِيفِ فَإِن صَحّتِ الرِّوَايَة فَهُوَ من قَوْلك: غسَلَ الرجل امرأتَه، وعَسَلَها إِذا جامَعَها، وَمِنْه قِيلَ فحلٌ غُسَلةٌ، والغَسُول مَا يُغسل بِهِ الرَّأْس من خطمي وَغَيره، وَيُقَال: غسُّولٌ بِالتَّشْدِيدِ. وأنشدَ شمر: ترعى الرَّوائم أحرارَ البقولِ وَلَا ترعَى كرَعْيكم طلحاً وغَسُّولا

قَالَ: أرادَ بالغسُّولِ الأشنانَ وَمَا أشبهه من الحمضِ. قَالَ: والغِسل والغَسول والغِسلة مَا يغسلُ بِهِ الرأسُ من خطميِّ وطينٍ وأشنانٍ. وَقَالَ ابْن شميلِ: الغُسْلُ الاسمُ من الاغتسالِ والغَسلُ: المصدرُ من غسلْتُ. سغل: أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: السَّغِل والوغِل: السّيّء الغِذَاءِ. وَقَالَ سَلامَة بن جندلٍ: لَيْسَ بأَسَفى وَلَا أقْنى وَلَا سَغِلِ وَقَالَ اللَّيْث: السَّغِلُ: الدّقيق القوائمِ الصَّغِير الجثَّةِ. سلغ: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: سَلَغتِ الشَّاة إِذا طلع نابها، ونَعجةٌ سالغٌ. قلت: وَقد مرَّ تَفْسِيره فِي بَاب صلغ من كِتاب الصّاد. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الأسلغُ مِن اللَّحْم النيء. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيِّ: يُقَال: رأيتهُ كاذياً ماتعاً أسلغ منسلِخاً: كُله الشديدُ الحُمرة. لغس: أَبُو عبيد عَن الْفراء: اللُّغوَس: الذِّئبُ الحريصُ الشره. وَقَالَ اللَّيث: ذئبٌ لغوَسٌ وذئابٌ لَغاوِسُ؛ ولصٌّ لَغْوَسٌ: ختولٌ خبيثٌ، وَأنْشد: وماءٍ هتكت السّتر عَنهُ وَلم يرد روايَا الْفِرَاخ والذِّئاب اللَّغاوس وَأما قَول ابْن أَحْمَر يصف ثوراً: فَبَدَرْتُهُ عينا ولجَّ بِطَرْفِهِ عنِّي لُعَاعَةُ لَغْوَسٍ مُتَزَيِّدِ فَمَعْنَاه: أَنِّي نظرتُ إِلَيْهِ وشغَلَتْهُ عنِّي، لُعاعة لَغْوَسٍ، وَهُوَ نبت ناعم ريَّان. غلس: قَالَ اللَّيْث: الغَلَسُ الظلامُ من آخر اللَّيْل. يُقَال: غَلَّسْنا أَي سرنا بِغَلَسٍ، قلت: الغَلَسُ: أوَّلُ الصُّبْح الصادقِ الْمُنْتَشِر فِي الْآفَاق، وَكَذَلِكَ الغَبَسُ، وهما سوادٌ يخالطهُ بياضٌ يضربُ إِلَى الحُمْرة قَلِيلا، وَكَذَلِكَ الصُّبْحُ، وحَرَّةُ غَلاَّسٍ مَعْروفة، وَهِي إِحْدَى الْحرار فِي بِلَاد الْعَرَب. أَبُو عبيد عَن أبي زيدٍ: وَقع فلانٌ فِي أُغْوِيَّةٍ وَفِي وامئَة وَفِي تُغُلِّسَ، وهُنَّ جَمِيعًا الدَّاهية. غ س ن غسن نسغ سغن: (مستعملة) . سغن: أهمله اللَّيْث. ورَوى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الأسْغانُ: الأغذيةُ الرَّديئَة.

غسن: قَالَ أَبُو زيد تَقول: لقد علمت أَن ذَاك من غَسَّانِ قَلْبك: أَي من أقْصَى نَفسك. وروى ابْن هانىء عَنهُ يُقَال: مَا أَنْت من غيْسانِ فلَان: أَي لست من رِجَاله. وَبَعْضهمْ يَقُول: لست من غسَّانِهِ، قَالَ: والغَيْسانَةُ: الناعمة، والغَيْسانُ الناعم. وَقَالَ أَبُو وجزة: غيْسانَةٌ ذَلِك من غيسانها أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: الغَيْسانُ: الشَّباب. قَالَ: وَيُقَال: كَانَ ذَلِك فِي غَيْسانِ شبابه: أَي فِي نعْمَة شبابه وطرائِه. وَقَالَ شمر: كَانَ ذَلِك فِي غيْسَاتِ شبابه وغَيْسانِهِ بِمَعْنى وَاحِد، وَأنْشد: بَيْنَا الْفَتى يَخْبِطُ فِي غيسانِهِ وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للْفرس الجَميل ذُو غُسَنٍ، وللرجل الجميلِ جدّاً: غسَّانِيّ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الغُسَنُ: خُصَلُ الشَّعرِ من المرأةِ والفَرَسِ وَهِي الغَدائر. وَقَالَ غَيره: الغُسنَ شعرُ الناصية، فَرَسٌ ذُو غسَنٍ. وَقَالَ عدي بن زيد يصفُ فرسا: مُشْرِفُ الْهَادِي لَهُ غسَنٌ يُعْرِقُ العِلْجَيْنِ إحضارا أَي يسبقهما إِذا أحضر. وَقَالَ ابْن الْفرج: قَالَ حُصَيْن السُلَميّ: فلانٌ على أغسانٍ من أبيهِ وأعْسانٍ: أَي أَخْلَاق، وغسَّانُ: ماءٌ نزل عَلَيْهِ قومٌ من أهل مأْربَ إِلَيْهِ نُسِبَ مُلُوك غسَّان. نسغ: أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: نَسَغَ فِي الأَرْض وحَدَسَ، إِذا ذهب فِي الأَرْض. وَقَالَ غَيره: انْتَسَغَتِ الإبِلُ انْتِساغاً إِذا تَفَرَّقت فِي مراعيها وَتَبَاعَدَتْ قَالَه ابْن الْأَعرَابِي، وَقَالَ الأخطل: رَجَنَّ بِحَيْثُ تَنْتَسِغُ المطايا فَلَا بَقّاً تخافُ وَلَا ذُبابَا أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: النَّسِيغُ: العَرَقُ. قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ الأصمعيُّ: يُقَال للْفَسِيلَةِ إِذا أخرجت قُلبها: قد أنْسَغَتْ. قَالَ: وَإِذا قُطعتِ الشجرةُ ثمَّ نَبتَت، قيل: قد أنسغت. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: هيَ المِنْسَغَة والمِنْزَغَةُ لِلبَرْكِ الَّذِي يُغْرَزُ بِهِ الخُبْزُ. وَقَالَ اللَّيْث: المِنْسَغَةُ إضبارةٌ من ذَنَبِ طائرٍ يَنْسَغُ بهَا الخَبَّازُ الخُبْزَ. قَالَ: والنَّسْغُ: تَغْرِيزُ الإبرةِ وَذَلِكَ أَن الواشِمَةَ إِذا وَشَمتْ يَدهَا ضَبَّرَتْ عِدَّةَ إبَرٍ فَنَسَغَتْ بهَا يَدهَا، ثمَّ أَسَغَّتْه النَّؤُور فَإِذا بَرَأَ قُلِعَ قِرْفُهُ عَن سوادٍ قد رَصُنَ.

غ س ف مهمل. غ س ب غبس سبغ شغب: (مستعملة) . غبس: قَالَ اللَّيْث: الغَبَسُ: لون الرّماد، يُقَال: ذئبٌ أَغبَسُ. وَقَالَ اللحياني يُقَال: غبَسٌ وغبَشٌ لوقت الغَلَسِ، وَأَصله من الغُبْسَةِ لونٌ بَين السوَاد والصُّفرةِ وحمارٌ أغبَسُ إِذا كَانَ أدْلَمَ. أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: لَا آتيكَ مَا غَبَا غُبَيْسٌ، وَأنْشد: وَفِي بني أُمِّ زُبَيْرٍ كيْسُ على الْمَتَاع مَا غبا غبَيْسُ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: معنى مَا غبا غبَيْسٌ أَي: مَا بَقِي الدَّهر وَنَحْو ذَلِك قَالَ أَبُو عبيد. سبغ: قَالَ اللَّيْث: سَبَغَ الشعرُ سُبُوغاً وسَبَغتِ الدِّرْعُ وكلُّ شيءٍ طالَ إِلَى الأَرْض فَهُوَ سابغٌ وناقةٌ سابِغَةُ الضلُوع، وعَجِيزَةٌ سابغةٌ وأَلْيَةٌ سابِغَةٌ: وثيجَةٌ، ومطرٌ سابِغٌ، ونعمةٌ سابِغَةٌ وَقد أسْبَغها الله، وَإِنَّهُم لفي سَبْغَةٍ وسعةِ عيشٍ، وإسْباغُ الوضوءِ: المبالغةُ فِيهِ. قَالَ: وسَبَّغَتِ الناقةُ تَسْبِيغاً فَهِيَ مُسَبِّغٌ إِذا كَانَت كلما نبت على ولدِها فِي بَطْنها الوَبَرُ أجْهَضَتْهُ، وَكَذَلِكَ من الْحَوَامِل كلِّها. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: إِذا ألْقَتِ الناقَةُ وَلَدهَا وَقد أشعر قيل: سَبَّغَتْ فَهِيَ مُسَبِّغٌ. وَقَالَ النَّضر: تَسْبِغةُ البَيْضة رُفُوفُها من الزّرَدِ أَسْفَل البيضةِ يَقي بهَا الرّجلُ عُنُقه، وَيُقَال لذَلِك المِغفَرُ أَيْضا، والدِّرْعُ السابغةُ الَّتِي تجرها فِي الأَرْض أَو على كعْبَيْك طولا وسعة. قَالَ شمر: وَيُقَال لَهَا صابغةٌ بالصَّاد. قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: رجلٌ سُبُغٌ: عَلَيْهِ درعٌ سابغةٌ. وَقد أسبَغ فلانٌ ثَوْبه: أَي: أوسعه. وَقَالَ أَبُو وجزة فِي التَّسْبِغَةِ: وتَسْبِغةٍ يغشَى المناكبَ ريْعُها لداوُدَ كَانَت، نَسْجُها لم يهلهل وَأنْشد شمر لعبد الله بن الزُّبيرِ الْأَسدي: وسابغةٍ تغشى البَنان كَأَنَّهَا أضاةٌ بِضَحْضاحٍ من الماءِ ظاهِر وَقَالَ أَبُو عَمْرو: سَبَّطَت الإبلُ أولادَها وسَبَّغَتْ إِذا أَلْقتْها. سغب: قَالَ اللَّيْث: سَغِبَ الرَّجل يَسْغَبُ سَغَباً فَهُوَ ساغِبٌ ذُو مَسْغَبةٍ. وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله جلَّ وعزَّ: {إِطْعَامٌ فِى يَوْمٍ ذِى} (الْبَلَد: 14) ، أَي: ذِي مجاعَة، وأَسغَبَ الرجُل فَهُوَ مُسْغِبٌ إِذا دخل فِي المجاعةِ، ورَجلٌ سَغْبَانُ لَغْبانُ وساغبٌ لاغِبٌ.

غ س م غمس غسم سغم مغس. سغم: قَالَ اللَّيْث: فلانٌ يَسْغَمُ فلَانا أَي يُبْلِغُ إِلَى قلبه الْأَذَى. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أسْغِمَ فلانٌ إسغاماً إِذا أُحْسِنَ غذاؤه وَهُوَ مُسْغَمٌ. وَقَالَ رؤبة: وَيْلٌ لَهُ إنْ لمْ تُصِبْه سُلْتُمِهْ مِن جُرَعِ الغيْظِ الَّذِي يُسَغِّمُهْ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُسَغِّمُهُ: يُرَبِّيه، يُقَال: سَغَّمْتُ فَصِيلِي إِذا سمَّنْتُه والمُسَغَّمُ: الحَسنُ الغذاءِ مِثل المُخَرْفَج. ورَوى ثَعْلَب عَنهُ أَنه قَالَ: يُقال للغلام المُمْتَلِىءِ البَدَن نعمَةً مُنَتَّقٌ ومُفَتَّقٌ ومُسغَّمٌ ومُثَدَّنٌ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: سَغَمَ الرَّجلُ جاريتَهُ إِذا ناكَها، قَالَ: والسَّغْمُ كَأَنَّهُ رجُل لَا يحِبُّ أَن يُنْزِلَ فِيهَا فيُدْخِلُه الإدْخالةَ ثمَّ يُخْرِجُه. مغس: قَالَ اللحيانيُّ فِي بَطْنِه مَغْسٌ ومَغَسٌ ومَغْصٌ ومَغَصٌ، وَقد مُغِسَ مَغْساً ومَغِسَ مغَساً، وبطْنٌ مَمْغوسٌ. وَقَالَ اللَّيْث: المَغْسُ: تقطِيعٌ يأْخُذُ فِي البَطْن. غمس: قَالَ اللَّيْث: الغَمْسُ: إِرْسابُ الشَّيْء فِي الشَّيْء النَّدِيّ فِي ماءٍ أَو صِبْغٍ حَتَّى اللُّقْمَةِ فِي الخلِّ، قَالَ: والمُغامَسَةُ أَن يَرْمِي الرَّجلُ بنفسِه فِي سِطَةِ الخَطْب، والغَمَّاسَةُ فِي طَيْرِ المَاء غطَّاطٌ يَنْغَمِسُ كثيرا. وَيُقَال: اخْتَضَبَتِ المرأةُ غَمْساً إِذا غمَسَت يَدَيها خِضاباً مستوِياً من غير تَصْوِير، والغَميسُ: الغَمِير تَحت اليَبِيس، ويمينٌ غمُوسٌ، وَهِي الَّتِي لَا اسْتثِْنَاء فِيهَا. وَقَالَ غيرُه: هِيَ الْيَمين الكاذبةُ يَقتطعُ بهَا الحالفُ مالَ امرىءٍ مسْلِم. أَبُو عبيد: والطَّعنةُ النَّجْلاءُ الواسعة، والغَمُوس مِثلُها. قَالَ أَبُو زُبيد: بِغَمُوسٍ أَو طَعْنةٍ أُخْدُودِ وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: الغَمُوسُ وجمْعُها غُمُسٌ: الغَدَوِيُّ، وَهِي الَّتِي فِي صُلْب الفحْل من الْغنم كَانُوا يَتبايعون بهَا. ورَوى الأثْرَمُ عَن أبي عُبَيْدَة قَالَ: المَجْرُ مَا فِي بَطنِ النَّاقة، وَالثَّانِي حَبَلُ الحَبَلةِ وَالثَّالِث الغَمِيسُ. ورُوي عَن ابْن مَسْعُود أَنه قَالَ: أَعظمُ الكبائرِ اليَمِينُ الغَمُوسُ، وَهِي أَن يَحلف الرَّجل وَهُوَ يَعلمُ أَنَّه كاذِب ليَقْتَطِع بهَا مالَ أَخِيه. وَقَالَ شمِر: الغَمُوسُ الشديدُ من الرِّجال الشُّجاع، وَكَذَلِكَ الْمُغامِس، يُقَال: أَسَدٌ مُغامِسٌ ورجُل مُغامِس وَقد غامَس فِي القِتال وغَامَرَ، وَأنْشد:

أبواب الغين والزاي

أَخُو الحَرْبِ أَمَّا صادِراً فَوَسِيقُهُ جميل وأَمَّا وَارِداً فَمُغامِسُ وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الغَمِيسُ الَّذِي لمْ يَظهر للنَّاس ولَمْ يُعْرَف بَعد. يُقَال: قصيدة غَمِيسٌ، والليلُ غَمِيسٌ والأَجَمَةُ وكلُّ مُلْتَفَ يُغْتَمَسُ فِيهِ أَي: يُسْتَخْفَى غَمِيسٌ. وَقَالَ أَبُو زبيد يَصفُ أَسَداً: رَأَى بِالمُسْتَوِي سَفْراً وَعِيْراً أُصَيْلالاً وَجُنَّتُهُ الغَمِيسُ وَقيل: الغَمِيسُ: الليلُ هَا هُنَا. وَقَالَ معنُ بنُ سَوَادَةَ: الغَمُوسُ الناقةُ الَّتِي يُشَكُّ فِي مُخِّها، أَرِيرٌ أَمْ قَصِيد وَأنْشد: مُخْلِص وَفِيٌّ لَيْسَ بِالغَمُوسِ وَقَالَ أَبُو مَالك: يقالُ: غامِس فِي أَمْرِي: أَي اعْجَلْ، قَالَ: والمُغامِسُ: العَجْلانُ، وَقَالَ قعنبُ: إِذا مُغَمَّسَةٌ قِيلَتْ تَلَقَّفَها ضَبٌّ وَمِنْ دُونِ مَن يَرمِي بِهِ عَدَنُ أَبُو دَاوُد عَن ابْن شُمَيْل قَالَ: الغَمُوسُ مِن الْإِبِل الَّتِي فِي بطْنِها وَلَدٌ، وَهِي لَا تَشُولُ فتُبِين. غسم: قَالَ أَبُو عَمْرو: الغَسَمُ: السَّوادُ، وَمِنْه قَول رُؤبة: مُخْتَلِطاً غبارُهُ وغسَمُهُ وَقَالَ الْهُذلِيّ: فظَلَّ يَرْقُبُه حَتَّى إِذا دَمَسَتْ ذاتُ الأصِيلِ بأَثْناءٍ من الغَسَمِ يَعْنِي: ظُلمةَ اللَّيْل، ولَيْلٌ غاسم: مُظْلم، وَقَالَ رؤبة أَيْضا: عَن أَيِّدٍ مِنْ عِزِّكُمْ لَا يَغْسِمُهْ أَبُو تُرَاب عَن الْأَصْمَعِي: غسَمَ الليلُ وأَغسَمَ إِذا أَظلم. قَالَ: والغَسَمُ والطَّسَمُ عِند الإِمْسَاءِ، وَفِي السماءِ غُسَمٌ من سَحَابٍ وأَغْسَامٌ، ومِثْلُه أَطْسَامٌ من سَحَابٍ ودُسَمٌ وأدْسامٌ وطَلَسٌ من سَحَابٍ وَقد أَغسَمْنَا فِي آخِرِ العَشِيِّ. (أَبْوَاب) الْغَيْن وَالزَّاي) غ ز ط مهمل. غ ز د غزد زغد: (مستعملة) . غزد: قَالَ اللَّيْث: الْغِزْيَدُ: الشديدُ الصوتِ، والْغِزْيَدُ الناعمُ من النباتِ وَأنْشد: هَزَّ الصَّبَا ناعِمَ ضالٍ غِزْيَداً قلت: لَا أعرِفُ الْغِزْيَدَ بِمَعْنى الشَّديد الصَّوْت، وأحسبهُ أَرَادَ الغِرِّيدَ بالراء فإنهُ الْمَعْرُوف بِهَذَا الْمَعْنى، وَأما قولُهُ: الْغِزْيَدُ

من النباتِ الناعمُ فَإِنِّي لَا أعرفهُ وَلَا أدْري من أَيْن جَاءَ بِهِ. زغد: قَالَ اللَّيْث: الزَّغْدُ: الهديرُ الشديدُ وَهُوَ الزَّغْدَبُ والزُّغادِبُ، وَأنْشد: بِرَجْسِ بَغْبَاغٍ الْهَدِيرِ الزَّغْدِ قَالَ: والزَّغْدُ تَزَغُّدُ الشِّقْشِقَةِ وَهُوَ الزَّغْدَبُ، قلت أَنا: الزَّغدُ تقصيرُ الفحلِ هديرَهُ، وهديرٌ زَغّادٌ، وَقَالَ رؤبة: دارِي وَقَبْقَابَ الْهَدِيرِ الزَّغّادْ وَقَالَ أَيْضا: وَزَبَداً مِنْ هَدْرِهِ زُغادِبا يُحْسَبُ فِي أَرْآدِهِ غنَادِبا والغُنْدُبَةُ: لحْمةٌ صلبةٌ حوالي الْحُلْقومِ. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: إِذا أفْصَحَ الْفَحْلُ بالهدير قيلَ: هَدَرَ يَهْدِرُ هدرا، قَالَ: فَإذْ جَعَل يهدرُ هديراً كَأَنَّهُ يعصره قيل: زَغَدَ يَزْغَدُ زَغْداً. وَقَالَ غَيره: نَهْرٌ زغاد: كثير المَاء، وَقد زَغَدَ وزخر وزغر بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ أَبُو صَخْر الْهُذلِيّ: كأنّ من حل فِي أعْياص دوحته إِذا تَوَلّج فِي أعياص آساد إِن خَافَ ثمَّ رواياه على فلح من فَضله يعجب الآذى زَغّاد أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال للزُّبْدَةِ الزَّغيدَةُ والنهيدَةُ. غ ز ت غ ز ظ غ ز ذ غ ز ث: مهملات. غ ز ر (غزر) غرز زغر رزغ: (مستعملة) . غزر: قَالَ اللَّيْث: غزُرت الناقةُ والشاةُ وَهِي تَغْزُرُ غزارةً فَهِيَ غزيرةٌ: كثيرةُ اللَّبن، وعيْنُ، غزيرةُ المَاء، ومطر غزير، ومعروف غزير، قلت: وَيُقَال: ناقةٌ ذَات غُزْرٍ أَي ذَات غزارة وَكَثْرَة لبن. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: المغازَرَةُ: أَن يُهْدِيَ الرجلُ شَيْئا تافهاً لآخر ليضاعفهُ بهَا. ورُوي عَن بعض التَّابِعين أَنه قَالَ: يثابُ الْجَانِبُ الْمُسْتَغزِرُ: أَرَادَ بالجانب الَّذِي لَا قرَابَة بَيْنك وَبَينه يُهدى لَك شَيْئا لتثيبه من هديته أكثرَ مِمَّا أهْدى، واستغزر: إِذا طلب أَكثر مِمَّا أعْطى. غرز: قَالَ اللَّيْث: الغرْزُ: غرزُكَ إبرةً فِي شيءٍ، قَالَ: والغرْزُ: ركابُ الرِّحال، وَكَذَلِكَ مَا كَانَ مساكاً لِلرِّجْلين فِي الْمركب يُسَمَّى غرْزاً. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الغَرْزُ للنَّاقَةِ مثل الحزَامِ لِلْفرَسِ. قَالَ: والغَرْزُ للجملِ مثل الرِّكابِ للبغلِ، قَالَ: وَيُقَال: الْزَمْ غَرْزَ فلانٍ: أَي: أمرهُ ونَهْيَهُ.

وَقَالَ لَبِيدٌ فِي غَرْز النّاقَةِ: وإِذا حَرَّكْتُ غَرْزِي أجْمَرَتْ أوْ قِرَابِي عَدْوَ جَوْنٍ قد أَبَلْ وجرَادَةٌ غارزٌ، وَيُقَال: غارزةٌ إِذا رزَّتْ ذنبَها فِي الأَرْض لتسرَأَ بَيضها، ومَغْرِزُ الأضلاع: مُركَّبُ أُصُولهَا، وَكَذَلِكَ مَغارزُ الرِّيشِ وَنَحْوه، والغريزة الطبيعة من خُلقٍ صالحٍ ورديء، وَأنْشد: إِنَّ الشجاعةَ فِي الفَتَى والْجُود من كَرَمِ الغَرائزْ وغَرَزَتِ النَّاقَةُ غِرَازاً فَهِيَ غارِزٌ: إِذا قلَّ لَبنهَا وَقد غَرَّزَها صاحِبها إِذا ترك حَلبَها أَو كسع ضَرْعها بِمَاء بارِدٍ لينقطِعَ لبنُها. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الغارِزُ: النَّاقَةُ الَّتِي جَذَبَتْ لبنُها فَرَفَعَتْهُ، والغَرَزُ مُحَرَّكاً نبتٌ رَأَيتهُ فِي البادِية ينبتُ فِي سهولة الأَرْض، وَرُوِيَ عَن عمر أَنه قَالَ وَرَأى فِي رَوْثِ فرسٍ شَعِيرًا فِي عامِ الرَّمادَةِ فَقَالَ: لئنْ عِشْتُ لأجعلنَّ لَهُ مِنْ غَرَز النَّقِيع مَا يُغْنِيه عَن قُوتِ الْمُسلمين، عَنى بالغَرَزِ هَذَا النَّبتَ، والنَّقيعُ: موضعٌ حَمَاهُ عمر لنعمِ الفيْءِ وللخَيْل المعَدَّةِ للسَّبيل. أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: اغتَرَزَ السّير اغتِرازاً إِذا دَنَا مَسيره. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة، من أمثالهم: (اشْدُد يَديك بغرزه) ، إِذا حُثّ على التمسُّك بِهِ، قَالَه الْأَصْمَعِي. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: التّغريزُ للناقة: أَن تَدَعَ حَلبةً بَين حَلْبَتَيْنِ، وَذَلِكَ إِذا أدْبَرَ لبنُها. وَقَالَ أَبُو زيد: غنَم غوارِزُ وعيونٌ غوارز: مَا تجْرِي لهنَّ دُموعٌ. وَفِي الحَدِيث أَن أهل التَّوْحِيد إِذا أُخْرجُوا من النَّار وَقد امْتَحشوا فِيهَا يَنْبُتُونَ كَمَا تَنبتُ التّغَازِيرُ. قَالَ القُتبيُّ: يُقَال: هُوَ مَا حُوِّلَ من فَسِيلِ النّخل وَغَيره، سُمِّيَ بذلك لِأَنَّهُ يحول فَيُغْرَزُ فِي فِقره، وَهُوَ التّغريزُ والتنبيتُ. قَالَ: وَرَوَاهُ بَعضهم: كَمَا تنبتُ التّناويرُ وَهِي مثل الطَّراثيثِ. وَيُقَال: هِيَ الثآليلُ. وَيُقَال: غرَزْتُ عُوداً فِي الأَرْض وَرَكَزْتهُ بِمَعْنى وَاحِد. رزغ: قَالَ اللَّيْث: الرَّزَغَةُ أشدُّ من الرَّدَغَةِ، قَالَ: والرَّزِغُ: المرتطِمُ فِيهِ، يُقَال: أرْزَغْتُ فلَانا: إِذا لطَّختُهُ بِعيْبٍ. وَقَالَ رُؤْبةُ: وثُمَّة أَعْطَى الذُّلَّ كفّ المُرْزغ أَبُو عبيد عَن أبي زيد: أرْزغتُ فِيهِ إرْزاغاً وأغمزت: فِيهِ إغمازاً إِذا اسْتَضعَفتُه. وَأنْشد: وَمن يطع النساءَ يلاق مِنْهَا إِذا أغمزن فِيهِ الأقورينا

وَفِي حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن سَمرة أَنه قَالَ فِي يَوْم جُمُعَة: مَا خَطَبَ أَميركم، فَقيل لَهُ: أما جَمَّعْتَ، قَالَ: منعنَا هَذَا الرَّزَغُ، قَالَ أَبُو عبيد. قَالَ أَبُو عَمْرو وَغَيره: الرَّزَغُ هُوَ الطِّين والرُّطوبةُ، يُقَال: قد أرْزغت السماءُ وأرْزغ الْمَطَر: إِذا كَانَ فِيهِ مَا يبلُّ الأَرْض. وَقَالَ طَرَفَةُ يمدح رجلا: وَأَنت على الْأَدْنَى صبا غير قرَّة تذاءب مِنْهَا مرزغ ومسيل فَهَذَا الرَّزَغُ، وَأما الرَّدَغَةُ فَهِيَ بِالْهَاءِ، وَهِي الماءُ والطين والوحل، وجَمْعها رِداغ. زغر: قَالَ اللحياني: زخرَتْ دجلةُ وزَغَرتْ أَي مدَّت، وزَغْرُ كلِّ شَيْء: كثرته، والإفراطُ فِيهِ. وَقَالَ أَبُو صَخْر: بل قد أَتَانِي ناصحٌ عَن كاشح بعداوة ظَهرت وزَغْرِ أقاولِ وزُغَرُ: قريةٌ بمشارفِ الشَّام، وَإِيَّاهَا عَنى أَبُو دُواد: ككتَابة الزُّغَرِيِّ زَينها من الذَّهَب الدُّلامِص قَالَ أَبُو مَنْصُور: وبهذه الْقرْيَة عينٌ غزيرة المَاء يُقَال لَهَا: عَينُ زُغر. وَقيل: زُغَرُ: اسمُ بنت لوطٍ نزلت بِهَذِهِ الْقرْيَة فنُسبت إِلَيْهَا فسمِّيت باسمها. غ ز ل غزل زغل لغز زلغ: (مستعملة) . زلغ: أما زلغَ فَإِنِّي رأيتُه فِي كتاب اللَّيْث أَنه مستَعملٌ. وَقَالَ: تزلَّغَتْ رِجلي: أَي: تشققت، والتزلُّغُ الشُّقاق. قلتُ: والمعروفُ تزلَّعتْ يدُه ورجْلُه إِذا تشقَّقتْ بِالْعينِ غير مُعجمة وَقد مَرَّ فِي (كتاب العينِ) ، وَمن قَالَ: تزلَّغتْ بِمَعْنى تشقَّقتْ فَهُوَ عِنْدِي تصحيفٌ. غزل: قَالَ اللَّيْث: غزَلَتِ المرأةُ فَهِيَ تغزِلُ بالمِغزَل غزلاً. وَأنْشد: منَ السيْل والغُثَّاء فلكةُ مِغزل وروى الحرّانيُّ عَن ابْن السّكيت عَن الْفراء أَنه قَالَ: يُقَال مِغزلٌ ومُغزَلٌ للَّذي يُغزلُ بِهِ. قَالَ الْفراء: وَحكى الكسائيُّ: مَغزِلٌ. وَقَالَ غَيره: إِنَّمَا هُوَ مَغزَلٌ من الغزْل. وَقَالَ الْفراء: وَقد استثقلتِ العرَبُ الضمةَ فِي حروفٍ فكسرَتْ مِيمَها وأصلُها الضمُّ من ذَلِك قولهُم مِصْحفٌ ومِخدَعٌ ومِجْسدٌ ومِطرَف ومِغزلٌ لِأَنَّهَا أُخِذتْ فِي الْمَعْنى مِن أُصحف أَي جُمِعت فِيهِ الصحفُ وَكَذَلِكَ المِغزَلُ إِمَّا هُوَ من أغزِلَ أَي أُديرَ

وفُتِل، فَهُوَ مُغزَل. وَقَالَ اللَّيْث: الغَزَل: حديثُ الفِتيان والفَتياتِ، يُقَال: غازلها مُغازلة والتغزُّلُ: تكلُّفُ ذَلِك. وَأنْشد: صُلبُ الْعَصَا جافٍ عَن التغزُّل قَالَ: والغزالُ: الشادنُ حِين يتحركُ وَيَمْشي قبل الإثْناء وتشبَّهُ بِهِ الْجَارِيَة فِي التشبيبِ فيُذكَّرُ النعتُ وَالْفِعْل على تذكير التَّشْبِيه. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: أُخِذ الغَزَلُ من غزَلِ الكلبِ، وَهُوَ أَن يطلُبَ الغزالَ فَإِذا أحسّ بالكلب خرِقَ أَي لَصقَ بالأرضِ فلَهِيَ عَنهُ الكلبُ وَانْصَرف فَيُقَال: غَزِلَ وَالله كلبُكَ وَهُوَ كلبٌ غَزِلٌ، وَيُقَال للضعيفِ الفارِّ على الشَّيْء غزِلٌ، وَمِنْه رجلٌ غَزِلٌ لصَاحب النِّسَاء لضعفهِ عَن غير ذَلِك. أَبُو عبيد: الغزالة: الشمسُ إِذا ارْتَفع النهارُ، وَيُقَال: طلعتِ الغزالة وَلَا يُقَال: غابتِ الغزالة، وَيُقَال: ظَبية مُغزِلٌ: مَعهَا غزالها. والغزَّالُ: الَّذِي يَبِيع الغزلَ. زغل: قَالَ أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر يُقَال: أزغلتِ المرأةُ ولدَها فهيَ مُزغل إِذا أَرْضعتْ، قَالَ شمر: وأرْغلتْ بِمَعْنَاهُ. وَأنْشد: فأزغلَتْ فِي حلقِه زغلة لم تخطىءِ الحلقَ وَلم تشفتر وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أبي الْحسن الصيداوِيِّ عَن الرِّياشيِّ قَالَ: يُقَال: رغلَ الجدْيُ أُمهُ وزغلها رغلاً وزغلاً إِذا رضِعَها. قلتُ: وَسمعت أعرابيّاً يَقُول لآخر: اسْقِنِي زُغلةً منَ اللبنِ: أرادَ قدرَ مَا يملأُ فمَه. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الزُّغلولُ: من الرِّجَال. قلت: وجمعُه الزغاليلُ. وَقَالَ غَيره: يُقَال للصِّبيان الخفافِ: الزغاليلُ، واحدُهم زغلول. وَقَالَ اللَّيْث: زغلتِ المرأةُ من عزلاء المزادةِ الماءَ: إِذا صبَّتْه. وَقَالَ ابْن دُريد: زغلتُ الشيءَ وأزغلتُه إِذا صَبَبتُه صَبّاً عنيفاً. قلتُ: وسماعي من الْعَرَب أزغَلَ مِن عزلاءِ المزادة، المَاء إِذا دفَقَه. لغز: قَالَ اللَّيْث: اللُّغز مَا ألغزتُ من كَلَام فشبهْت مَعْنَاهُ، مثل قَول الشَّاعِر. أنْشدهُ الفرَّاءُ: وَلما رَأيت النَّسرَ عزَّ ابنَ داية وعشَّشَ فِي وكرَيه جاشتْ لَهُ نَفسِي أَرَادَ بالنسرِ الشَّيبَ شبهه بِهِ لِبياضه وشبَّه

الشَّبَاب بِابْن دايةٍ، وَهُوَ الْغُرَاب الْأسود، لِأَن شعْرَ الشابِّ أسود. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: اللُّغْزُ واللَّغْزُ اللُّغَزُ واللُّغَيْزَى والإلغازُ حُفْرَة يحفِرها اليرْبوع فِي جحرهِ تَحت الأَرْض، يُقَال: ألْغز اليربوع إلغازاً فيحفر فِي جانبٍ مِنْهُ طَرِيقا ويحفر فِي الجانبِ الآخر طَرِيقا، وَكَذَلِكَ فِي الجانبِ الثَّالِث وَالرَّابِع فَإِذا طلبه البدويُّ بعصاه من جانبٍ نفقَ من الجانبِ الآخر. ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: اللُّغْزُ: الحَفر الملتوِي واللُّغزُ الكلامُ الملبَّس، قَالَ: وهيَ اللُّغَزُ واللَّغَز واللغيزَى، وَمن أمثالِ الْعَرَب فلَان أنكحُ مِن ابْن ألْغَز، وَكَانَ أُوتِيَ حظّاً من الباءَة وبسطةً فِي الفَيشَة فضربته العربُ مثلا فِي هَذَا الْبَاب على التشبيهِ. غ ز ن اسْتعْمل من وجوهه: نَزغ (غزن) . (غزن) : وَأما غَزْنَةُ فَهِيَ اسْم قَرْيَة فِي بلادِ العَجَم. نَزغ: قَالَ اللَّيْث: النَّزْغُ: أَن تنْزَغ بَين قوم فتحملَ بعضَهم عَلَى بعضٍ بفسادِ ذاتِ بينهمْ. قلت: النزغ شِبهُ الوَخْز والطعن. وَقَالَ الْفراء فِيمَا روى سَلمَة عَنهُ يُقَال للبِرَك المنزغةُ والمنسغة والمَيزَغَةُ والْمِبْزَغَةُ والمندغة. وَقَالَ الله جلّ وَعز: {وَإِمَّا يَنَزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} (فصلت: 36) ، ونزغ الشيطانِ: وساوسه ونخسهُ فِي الْقلب بِمَا يسوِّل للْإنْسَان منَ المَعاصي. ورَوى أَبُو عبيد عَن أبي زيد: نَزَغْتُ بَين الْقَوْم ونَزَأْتُ ومَأَسْتُ، كلُّ هَذَا من الْإِفْسَاد بَينهم، وَكَذَلِكَ دَحَسْتُ وآسَدْتُ وأَرَّشْتُ. غ ز ف اسْتعْمل من وجوهه: زغف. زغف: قَالَ اللَّيْث: الزَّغْفُ: الدِّرْعُ المُحْكَمة، يُقَال: درعٌ زَغْفٌ، ودُروع زَغْفٌ، وَأنْشد: تَحْتِي الأَغَرُّ وفَوق جِلْدِي نَثْرَةٌ زَغْفٌ تَرُدُّ السيْفَ وَهُوَ مُثَلَّم أَبُو عبيد عَن أَبي عَمرو: الزَّغْفَةُ: الواسعة من الدُّروع. وَقَالَ شمر: أَنكَرَ ابنُ الْأَعرَابِي تَفْسِير أبي عَمْرو فِي الزَّغْفَةِ وَقَالَ: هِيَ الصغيرةُ الحَلَق. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: هِيَ الدَّقيقةُ الحَسَنةُ السلَاسِل. وَقَالَ شمر: يقالُ: هِيَ زَغْفٌ وزَغَفٌ قَالَ: وَمِنْه قَول ابْن أبي الحُقَيق:

رُبَّ عَمَ لِيَ لوْ أَبْصَرْتَهُ حسن المِشْيَةِ فِي الدِّرْع الزَّغَف وَقَالَ ابْن السّكيت: الزَّغْفُ من الدُّرُوع الواسعةُ الطَّوِيلَة الليِّنَة، قَالَ: ونظُنُّهُ من قَوْلهم: زَغَفَ لنا فلانٌ، وَذَلِكَ إِذا حَدَّثَ فَزَاد فِي الحَدِيث وكذَب فِيهِ. وَقَالَ أَبُو مَالك: رَجُلٌ زَغَّافٌ، وَقد زَغفَ كلَاما كثيرا: إِذا كَانَ كثيرَ الْكَلَام. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: زَغَفَ فِي الحَدِيث إِذا زَاد فِيهِ وكذَب. وَقَالَ أَبُو زيد: زَغَف لنا مَالا كثيرا. أَي: غَرَفَ لنا مَالا كثيرا. وَقَالَ اللَّيْث: رجُل مِزْغَفٌ، وَهُوَ الجُرَافُ المنْهُومُ الرَّغِيبُ يَزْدَغِفُ كلَّ شَيْء، قَالَ: والزَّغَفُ دُقَاقُ الحَطب، قَالَ: وازْدَغَفَ الشيءَ وازْدَلَمَهُ: أَي أَخَذَه. غ ز ب زغب بغز بزغ: مستعملة. زغب: قَالَ اللَّيْث: الزَّغَبُ دُقَاقُ الرِّيش الَّذِي لاَ يَجُودُ وَلَا يَطُول، ورجُل زَغِبُ الشَّعَرِ، ورقبةٌ زَغْباءُ، والزَّغَبُ مَا يَعْلُو ريشَ الفرْخ، والزُّغابة: أَصْغرُ الزَّغب، تَقول: مَا أَصَبتُ مِنْهُ زُغَابةً، وَقد زغَّبَ الفرخ تَزْغِيباً، والزَّغَبُ: شعرُ المُهر أوَّلَ مَا يَنبُت، وَأنْشد: كَانَ لنا وَهُوَ فُلُوٌّ نَرْبُبُهْ مُجَعْثَنُ الخَلْق يَطِيرُ زَغبُهْ وَفِي الحَدِيث: أَنه أُهْدِيَ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قِنَاعٌ من رُطَبٍ وأَجْرٍ زُغبٌ، فالقِناع الرُّطب، والأجْرِي هَا هَنا: صِغارُ القِثَّاءِ، شُبِّهَتْ بصغار أَوْلَاد الْكلاب لنَعْمتِها وطَرَاءتها، واحدُها جَرْوٌ. وَكَذَلِكَ جِرَاءُ الحنظل: صغارُها، والزُّغبُ من القثَّاء الَّتِي يعلوها مثل زَغب الوبَر حِين تَنبتُ صغَارًا فِي شجرِها، فَإِذا كبِرَت القثَّاءَةُ وصَلُبَت تَسَاقط عَنْهَا زَغبُها وامْلاَسَّتْ، وواحدُ الزُّغْبِ أَزغَبُ وزَغباءُ. بغز: قَالَ اللَّيْث: البَغْزُ: ضَرْبٌ بالرِّجْل والعصا. وَقَالَ ابْن مقبل: واستَحْمَلَ الهَمُّ مِنِّي عِرْمِساً أُجُداً تَخَالُ باغزَها باللَّيل مجنُونا قلتُ: جَعل اللَّيْث البَغْزَ ضرْباً بالرِّجْل وحَثّاً، وَكَأَنَّهُ جَعل الباغزَ الرَّاكِب الَّذِي يَرْكُلها بِرجلِهِ. وَقَالَ غيرُه: بَغَزَت الناقةُ إِذا ضربَت برجلها الأرضَ فِي سَيرها مرحاً ونشاطاً. وَقَالَ أَبُو عَمْرو فِي قَوْله: تَخَالُ باغزَها أَي نشاطها، وَقد بغزَها باغزُها: أَي حَرَّكها مُحَرِّكُها من النشاط. وَقَالَ بعض الْعَرَب: ربَّما ركبْتُ النَّاقة الجَوَادَ فبَغَزها باغزُها فتَجري شَوْطاً، وَقد تقحَّمَتْ بِي فَلأْياً مَا أَكُفُّها فَيُقَال: بهَا باغزٌ من النشاط.

أَبُو عبيد عَن أبي عمرٍ وَقَالَ: البَاغزيَّةُ: ثيابٌ، لمْ يَزِدْ على هَذَا، وَلَا أدْرِي، أيُّ جِنْسٍ هِيَ من الثِّياب. بزغ: قَالَ اللَّيْث: بَزَغت الشمسُ بُزوغاً: إِذا بَدَا مِنْهَا طُلُوع، ونجومٌ بَوازِغُ، قلت: يُقَال: بزغت الشمسُ بُزوغاً فِي ابتداءِ طُلُوعهَا، وبزَغ النَّجمُ وَالْقَمَر فِي ابْتِدَاء طلوعهما كَأَنَّهُ مَأْخُوذ من البزْغ، وَهُوَ الشَّقُّ، كَأَنَّهَا تَشقُّ بنورها الظلْمةَ شقّاً. وَمن هَذَا يُقَال: بَزغ البَيْطَارُ أَشَاعِرَ الدَّابَّةِ ورَهَصها: إِذا شقَّ ذَلِك الْمَكَان مِنْهَا بمِبْضَعِه. وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ: كَبَزْغِ البِيَطْرِ الثَّقْفِ رَهْصَ الكَوادِنِ وَيُقَال لذَلِك الحديدِ: مِبْزَغٌ ومِبْضَعٌ، وَيُقَال للسِّنِّ: بازِغةٌ وبازِمةٌ. وَقَالَ الفرَّاء: يقالُ لِلْبِرَكِ مِبْزَغةٌ ومِيزَغةٌ. غ ز م اسْتعْمل من وجوهه: غمز زغم. زغم: قَالَ اللَّيْث: التَّزَغمُ: التَّغَضُّبُ وتَرَمْرُمُ الشَّفَةِ فِي بَرْطَمَةٍ وتزغَّمَتِ الناقةُ. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه أنشدَه: فأَصْبَحْنَ مَا يَنطِقْنَ إلاَّ تَزَغُّماً علَيَّ إِذا أَبْكَى الوليدَ وَلِيدُ يَصفُ جَوْرَهُنَّ إِذا أَبْكَى صبيٌّ صبيّاً غضِبْنَ عَلَيْهِ تَجَنِّياً. وَقَالَ أَبُو عبيد: التَّزغُّمُ: التَّغضُّبُ مَعَ كلامٍ لَا يُفْهَمُ. قَالَ لَبِيدُ: على خيْرِ مَا يَلْقَى بِهِ مَن تَزَغمَا قَالَ: ويُرْوَى من ترَغَّما بالرَّاء. وَقَالَ غيرُهُ: التَّزَغمُ: الصَّوت الضَّعِيفُ. وَأنْشد البَعِيثُ: وَقد خَلَّفَتْ أَسْرَابَ جُون من القَطَا زَوَاحِفَ إلاّ أَنَّها تتَزَغمُ وَأما التَّرغمُ بالرَّاء فَهُوَ التّغضبُ وَإِن لم يكن مَعَه كَلَام. غمز: قَالَ اللَّيْث: الغمْزُ: الْإِشَارَة بالجَفنِ والْحَاجبِ، والغمْزُ: العصرُ بِالْيَدِ. قَالَ: والغميزَة: ضعْفَةٌ فِي الْعَمَل وجَهْلةٌ فِي الْعقل، تَقول: سَمِعت مِنْهُ كلمة فاغتَمَزْتُها فِي عقله. قَالَ: والْمَغامِزُ: المَعايبُ، وَتقول: مَا فِي هَذَا الْأَمر مغمَزٌ، أَي: مطمعٌ. والغمْزُ فِي الدَّابَّةِ الظلْعُ من قِبَلِ الرِّجلِ، وَالْفِعْل يغمِزُ غمزاً، وَهُوَ ظلعٌ خفيٌّ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: أغمَزْتُ فِيهِ إغمازاً إِذا استضعفته، وَأنْشد: وَمن يطع النِّسَاء يلاق مِنْهَا إِذا أغمزنَ فِيهِ الأقْوَرِينا غَيره: ناقَةٌ غَمُوزٌ: إِذا صَار فِي سَنامِها

أبواب الغين والطاء

شَحم قَلِيل يُغمز، وَقد أغْمَزَتِ النَّاقة إغْمازاً. الْأَصْمَعِي: الغَمَزُ: الرُّذالُ من الْإِبِل وَالْغنم، والضعافُ من الرِّجَال، يُقَال: رجلٌ غَمَزٌ من قومٍ غَمَزٍ وأغمازٍ، وَأنْشد: أَخذتُ بَكراً نَقَزاً من النَّقَزْ ونابَ سوءٍ قَمَزاً من القَمَزْ هَذَا وهذاغَمَزٌ من الغَمَزْ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: غَمَزَ عيبُ فلانٍ، وغمزَ دَاؤُهُ إِذا ظهر، وَأنْشد: وبلدةٍ لِلدَّاء فِيهَا غامِزُ ميتٌ بهَا العِرْقُ الصحيحُ الراقِزُ قَالَ: الراقِزُ: الضاربُ، يُقَال: مَا يرقزُ مِنْهُ عِرْقٌ أَي مَا يضْرب. وَقَالَ غَيره: الغَمِيزةُ العيبُ، يُقَال: مَا فِيهِ غَمِيزةٌ: أَي مَا فِيهِ عيبٌ. أَبُو زيد: يُقَال: مَا فِيهِ غَمِيزة وَلا غَمِيزٌ: أَي مَا فِيهِ مَا يُغمَزُ فيُعابُ بِهِ. قَالَ حسان: وَمَا وجَد الأعداءُ فيَّ غَمِيزةً وَلَا طافَ لِي مِنْهُم بِوَحْشِيَ صائدُ وعينٌ غُمازةَ: مَعْرُوفَة ذكرهَا ذُو الرمَّة فَقَالَ: تَوَخَّى بهَا العينينِ عَيْنَيْ غُمَازَةٍ أقَبُّ رباع أَو قُوَيرِحُ عامِ وَرَأَيْت بالسودة عينا أُخْرَى يُقَال لَهَا عُيَيْنَةُ غُمازَةَ وَقد شَرِبْتُ من مَائِهَا وأحسبُها نُسِبَتْ إِلَى غُمازة من وَلَدِ جريرٍ. (أَبْوَاب) الْغَيْن والطاء) غ ط د غ ط ت غ ط ظ غ ط ذ غ ط ث: مهملات. غ ط ر أهمله اللَّيْث، وَقد اسْتعْمل من وجوهه: غطر طغر رغط. غطر: ابْن السّكيت عَن أبي عَمْرو: الْغِطْيَرُّ: المتظاهرُ اللَّحْم المَرْبُوع، وَأنْشد: لمَّا رأَتهُ مُودَناً غِطْيَرَّا وناظرتُ رجلا من أهل اللُّغَة فِي الغطْيَرِّ فَذكر أَنه الرجل الْقصير. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: مرَّ يغطِرُ بِيَدِهِ ومرَّ يخْطر. طغر: قَالَ ابْن دُرَيْد: طَغرَ عَلَيْهِم ودَغَرَ، بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ غَيره: هُوَ الطُّغَرُ وَجمعه طِغْرانٌ لطائر مَعْرُوف. رغط: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: رُغاطُ: مَوضِع. غ ط ل غلط غطل طلغ لغط: مستعملة. غطل: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الغَوْطالَة، الرَّوْضَة.

قَالَ اللَّيْث: الغَيْطَلُ والغَيْطَلَةُ: شجرٌ مُلتفٌّ أَو عُشْبٌ مُلتفٌ. أَبُو عبيد: الغَيْطَلُ: الشَّجر الْكثير المُلْتَفُّ، وَأنْشد: فَظَلَّ يُرَنِّحُ فِي غَيْطَلٍ كَمَا يستديرُ الحِمارُ النَّعِرْ أَبُو عبيد وَغَيره: الغيْطَلَةُ: الْبَقَرَة الوحشية، قَالَ زُهَيْر: كَمَا استغاثَ بِسيَ فزُّ غَيْطَلةٍ خافَ الْعُيُون فَلم يُنظر بِهِ الحَشَكُ وَقَالَ اللَّيْث: الغَيْطَلَةُ: جَلبة الْقَوْم وأصواتهم، تَقول: سمعتُ غَيْطَلَتُهمْ وغَيْطَلاتِهِمْ. قَالَ: والغَيْطَلَةُ: ازدحام النَّاس، والغَيْطَلَةُ: التباس الظلام وتراكمه. وَأنْشد: وَقد كسانا ليلهُ غَيَاطِلا أَبُو عبيد: المُغْطَئِلّ الرَّاكِب بعضه بَعْضًا. وَقَالَ غَيره: أَتَانَا فلَان فِي غَيْطَلةٍ: أَي: فِي زحمةٍ من النَّاس، وَقَالَ الرَّاعِي: بِغَيْطلَةٍ إِذا التَفَّت علينا نَشَدْناها المواعِد والدُّيونا أَرَادَ مُزدحَم الظَّعَائِن يَوْم الظَّعن. ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: الغَيْطَلَةُ: الْجَمَاعَة من النَّاس، والغيْطَلةُ: الظُّلمة، والغيطلةُ: الْأكل والشُّرب والفرحُ بالأمن، والغيطلةُ: المَال المُطْغى، والغيطلةُ: الأجَمَةُ، والغيطلةُ: الْبَقَرَة. غلط: أَبُو عبيد: غَلِطَ الرَّجل فِي كَلَامه وغلتَ فِي حسابه غَلطاً وغَلَتاً. وَقَالَ اللَّيْث: الغلَطُ: كل شَيْء يعيا الْإِنْسَان عَن جِهَة صَوَابه من غير تعمُّد، والأغلوطَةُ: مَا يُغْلَطُ فِيهِ من الْمسَائِل وَجَمعهَا أُغلوطاتٌ وأغاليط. لغط: قَالَ اللَّيْث: اللَّغَطُ: أصواتٌ مُبْهمَة لَا تفهم. يُقَال: سَمِعت لَغطَ الْقَوْم. ابْن السّكيت قَالَ الْكسَائي: سَمِعت لَغْطاً ولغَطاً، وَقد لغط الْقَوْم يلغطون لَغطا وألْغَطوا إلغاطاً بِمَعْنى وَاحِد، وَأنْشد: ومنهلٍ وردته التقاطا ألم ألْقَ إِذْ وردتهُ فراطا إلاَّ الحمامَ الوُرقَ والغطَاطَا فهُنَّ يُلغِطْن بِهِ إلغَاطَا وَقَالَ رؤبة: باكرتُه قبل الغطاطِ اللَّغطِ وَقبل جُونيِّ القطا المُخَطَّطِ وَقَالَ اللَّيْث: لُغاطٌ: اسْم جبل. طلغ: أهمله اللَّيْث، وَأَخْبرنِي أَبُو طَاهِر بن الْفضل عَن مُحَمَّد بن عِيسَى بن جبلة عَن شمر قَالَ: قَالَ الكلابيُّ: يُقَال: فلانٌ يَطْلَغُ المهنة، قَالَ: والطَّلغان أَن يعْيى

فَيعْمل على الكلال. وَقَالَ أَبُو عدنان: قَالَ العِتريفيُّ: إِذا عجز الرجل، قُلْنَا: هُوَ يطْلَغُ المهنة، والطَّلغان: أَن يعيي الرجل، ثمَّ يعْمل على الإعياء، وَهُوَ التّلَغُّب. غ ط ن أهمله اللَّيْث. نغط: وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: النُّغطُ الطِّوال من النَّاس. غ ط ف اسْتعْمل من وجوهه: (غطف) . غطف: قَالَ اللَّيْث: غطفانٌ حَيٌّ من قيس عَيْلانَ. وروى الرُّواة فِي حَدِيث أمِّ مَعْبَدٍ الْخُزاعيَّةِ ووصفِها النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَت: فِي أَشْفَاره عُطَفٌ بِالْعينِ غير مُعْجمَة. وَقَالَ ابْن قُتَيْبَةَ: سألتُ الرياشيَّ عَنهُ فَقَالَ: لَا أعرفُ العَطَفَ وأحسبُه الغَطَفَ بالغين، وَبِه سُمِّيَ الرجلُ غُطَيْفاً وغَطَفَان وَهُوَ أَن تطول الأشفار ثمَّ تَتَغَطَّفُ. وَقَالَ شمر: الأوْطَفُ والأغطَفُ بِمَعْنى وَاحِد، وَهُوَ الطويلُ هُدْب الأشفار، والإغطافُ والإغدافُ واحدٌ. غ ط ب غبط بطغ طغب: (مستعملة) . غبط: أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: غبَطْتُ الشاةَ أغبِطُها غبْطاً: إِذا جسَسْتها لتنظرَ أسَمينَةٌ هِيَ أمْ مَهْزُولَة، وأنشدنا: إنِّي وأَتْيِي ابْن غلاَّقٍ لِيَقْرِيَنِي كغابِطِ الكلبِ يَبْغِي الطِّرْقَ فِي الذَّنَبِ قَالَ أَبُو عبيد: ورُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه سئلَ: هَل يَضرُّ الغَبْطُ، قَالَ: (لَا إِلاَّ كَمَا يضرُّ العِضاهَ الخَبْطُ) ففَسَّرَ الغبْطَ بالحسدِ. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن الحرانيِّ عَن ابْن السّكيت أَنه قَالَ: غبَطْتُ الرَّجلَ أغبِطُه: إِذا اشتهيتَ أَن يكونُ لَك مالَهُ وَأَن يدومَ لَهُ مَا هُوَ فِيهِ. قَالَ: وحَسَدْتُ الرجلَ أحْسُدُهُ إِذا اشْتهيت أَن يكونَ مالهُ لَك وَأَن يزولَ عَنهُ مَا هُوَ فِيهِ، قلت: وَقد فُرِّقَ بَين الغبطِ والحسدِ، وَالَّذِي أَرَادَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن الغبْطَ لَا يضرُّ كَمَا يضرُّ الحسدُ، وَأَن ضَرَّ الغبْطِ المَغْبُوطَ قدرُ ضَرِّ خَبْطِ الشّجر لِأَن الوَرَق إِذا خُبِطَ اسْتخْلف، والغبْطُ وَإِن كَانَ فِيهِ طرفٌ من الحسدِ فَهُوَ دونَهُ فِي الْإِثْم، وأصلُ الحسدِ القَشْرُ، وأصلُ الغبطِ الجَسُّ بِالْيَدِ، والشجرةُ إِذا قُشِرَ عَنْهَا لحاؤُها يَبِسَتْ وَإِذا

خُبِطَ ورقُها تَيَبَّسَ وَعاد الْوَرق. وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو عدنان: سألتُ أَبَا زَيدٍ الحنظَليَّ عَن تَفْسِير قَوْله: أيضرَّ الغبطُ، فَقَالَ: نعم كَمَا يضرُّ العِضاهَ الخَبْطُ، فَقَالَ: الغبْطُ: أَن يُغْبَطَ الإنسانُ وضَرَرُهُ إيَّاهُ أَن تُصِيبَهُ نَفْسٌ. فَقَالَ الأبانيُّ: مَا أحسنَ مَا استخرجها تصيبُهُ الْعين فتغيِّرُ حَاله كَمَا تُغيَّر العِضاهُ إِذا تَحاتَّ ورقُها، قلت: الغبطُ رُبما جلبَ إصابةَ عينٍ بالمغبوطِ فَقَامَ مقامَ النَّجْأَةِ المحذورَةِ وَهِي الإصابةُ بِالْعينِ، والعربُ تكنى عَن الحسدِ بالغبْطِ. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي فِي قَوْله: أيضرُّ الغبْطُ، فَقَالَ: نعم كَمَا يضرُّ الخَبْطُ، قَالَ: الغبْطُ: الحسدُ، قلت: وَقد فرَّق الله جلّ وَعز بَين الغبْطِ والحسدِ بِمَا أنزلهُ فِي كِتَابه لمن تَدَبَّره واعتبره فَقَالَ: {وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} الْآيَة، إِلَى قَوْله: {وَاسْأَلُواْ اللَّهَ مِن فَضْلِهِ} (النِّسَاء: 32) فَفِي هَذِه الْآيَة بيانُ أَنه لَا يجوز للرجل أَن يتمنَّى إِذا رأى على أَخِيه الْمُسلم نعْمَة أنعمَ الله بهَا عَلَيْهِ أَن تُزْوَى عَنهُ ويُؤْتاها، وجائزٌ لَهُ أَن يتمنَّى من فضل الله مثلهَا بِلَا ثَمَنٍ لزِيِّها عَنهُ، فالغبط أَن يرى المغبوط فِي حالةٍ حسنةٍ فيتمنى لنَفسِهِ مثل تِلْكَ الْحَالة الحسنةِ، من غير أَن يتَمَنَّى زَوالها عَنهُ، وَإِذا سَأَلَ الله مثلهَا فقد انْتهى إِلَى مَا أمره الله بِهِ ورضيه لَهُ، وَأما الْحَسَد فَهُوَ أَن يبغيه الغوائلَ على مَا أُوتِيَ من النِّعمة والغبْطَةِ ويجتهد فِي إِزَالَتهَا عَنهُ بغياً وظلماً. وَمِنْه قَوْله جلّ وَعز: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَآءَاتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ} (النِّسَاء: 54) . وَأما قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَا حَسَد إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ، رجل آتَاهُ الله قُرْآنًا، فَهُوَ يتلوه آنَاء اللَّيْل وَالنَّهَار، وَرجل آتَاهُ الله مَالا فَهُوَ يُنْفِقهُ آنَاء اللَّيْل وَالنَّهَار) ، فَإِن أَبَا الْعَبَّاس سُئِلَ عَن قَوْله: لَا حسد إِلا فِي اثْنَتَيْنِ، فَقَالَ: مَعْنَاهُ: لَا حسد فِيمَا يضر، إلاّ فِي هَاتين الخصلتين وَهُوَ كَمَا قَالَ إِن شَاءَ الله. وَقد مضى تَفْسِير الْحَسَد مشبعاً فِي بَابه، وَيُقَال: اللَّهُمَّ غَبْطاً لَا هَبْطاً، وَمَعْنَاهُ: إِنَّا نسألُك نعْمَة نُغْبَطُ بهَا، وألاَّ تُهْبِطنَا من الْحَالة الْحَسَنَة إِلَى حالةٍ سيِّئةٍ، وَيُقَال مَعْنَاهُ: اللَّهُمَّ ارتفاعاً لَا اتضاعاً وَزِيَادَة من فضلك لَا حَوْراً ونقصاً. اللَّيْث: ناقةٌ غَبوطٌ، وَهِي الَّتِي لَا يعرفُ طِرْقُها حَتَّى تُغْبَطَ أَي تجَسَّ بِالْيَدِ. قَالَ: والْغِبْطَةُ: حسنُ الْحَال، يُقَال: هُوَ مُغْتَبِطٌ: أَي فِي غِبطَةٍ، وَجَائِز أَن تَقول: هُوَ مُغْتَبَطٌ بِفَتْح الباءِ، وَقد اغتَبَطَ فَهُوَ مُغْتَبِطٌ واغتُبِطَ فَهُوَ مُغْتَبَطٌ، كل ذَلِك

جَائِز، والاغتِبَاطُ: شكر الله على مَا أفضل وَأعْطى، وحمدُهُ على مَا تطوَّل بِهِ وَآتى، وسرورُ العبدِ بِمَا آتاهُ الله من فضلِه اغتِباطٌ. الْحَرَّانِي عَن ابْن السكِّيت: أغبَطْتُ الرحلْ على ظهر الدَّابةِ إغباطاً إِذا ألزمتهُ إيَّاهُ. وَأنْشد لحُميدِ بن الأرْقَطِ: وانتَسَفَ الْجَالبَ من أندابهِ إغباطُنَا الميسَ عَلَى أصلابه وَفِي حَدِيث النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنه أغْبَطَتْ عَلَيْهِ الحُمَّى) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيُّ: إِذا لم تُفارق الْحمى المحمومَ أَيَّامًا قيلَ: أغبَطَتْ عَلَيْهِ وأردمتْ وأغْمَطَتْ، بِالْمِيم أَيْضا، قلت: فالإغباطُ يكون وَاقعا ولازماً كَمَا ترى، ويقالُ: أغبَطَ فلانٌ الرُّكوبَ إِذا لَزمهُ. وَأنْشد ابْن السكِّيت: حَتَّى ترى البَجْبَاجَةَ الضَّيَاطَا يَمْسَحُ لما حالفَ الإغباطَا بالحرفِ من ساعدهِ المُخَاطَا وَقَالَ ابْن شميلٍ: سيرٌ مُغْبِطٌ ومُغمِطٌ: أَي دائمٌ، قَالَ: والمُغْبَطَةُ: الأرضُ خرجَ أصولُ بَقلها متدانيةً. وَحكي عَن الطَّائِفِي أَنه قَالَ: الْغُبُوطُ: القَبَضاتُ الَّتِي إِذا حصدَ البرُّ وُضعَ قَبْضَة قَبْضَة والواحدُ غَبْطٌ. وَقَالَ أَبُو خيرةَ: أغبَطَ علينا المطرُ: وَهُوَ ثبوتُهُ لَا يقلعُ، بعضُه على إِثْر بعضٍ، وسيرٌ مُغْبِطٌ: دائمٌ لَا يستريحُ، وَقد أغْبَطُوا على رِكَابهمْ فِي السّير وَهُوَ ألاَّ يَضَعُوا الرِّحال عَنْهَا لَيْلًا وَلَا نَهَارا. أَبُو عبيد عَن الأصمعيِّ قَالَ: الغَبِيطُ: المركبُ الَّذِي مثل أُكُفِ البخَاتيِّ. قلت: وَيُقبَّبُ بشجارٍ وَيكون للحرائر دون الإماءِ. اللَّيْث: فرسٌ مُغبَطُ الكاثِبة: إِذا كَانَ مرتفعَ المنسجِ، شُبِّه بِصَنْعَةِ الغَبِيط وَهُوَ رحْلٌ قتبُهُ وأحْنَاؤُه واحِدٌ، وَأنْشد: مُغْبَطَ الحاركِ مَحْبوكَ الكفلْ بطغ: الحرانيُّ عَن ابْن السكِّيت، وَأَبُو عبيد عَن أبي عمرٍ و: بَطِغَ الْخَارىءُ بعذِرَتهِ يَبْطَغُ وبَدِغَ يبدَغُ: إِذا تلطَّخَ بالعذِرَةِ. وَقَالَ رؤبة: لَوْلاَ دَبوقَاءُ اسْتِهِ لمْ يَبْطَغِ ويروى لم يبدَغ، أَي لم يَتَلطخْ بالعذِرَة. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيِّ: أزْقنَ زَيدٌ عمرا إِذا أَعَانَهُ على حمله لينهضَ بِهِ، وَمثله: أبْطَغَهُ وأبدغهُ وعدَّلَهُ وكوَّنَهُ وأسمعَهُ وأَنْآه ونَوَّاه وحوَّله، كُله بِمَعْنى أَعَانَهُ. غ ط م غمط غطم طغم مغط: (مستعملة) . غطم: قَالَ اللَّيْث: بحرٌ غِطَمٌّ غطامِطٌ: إِذا

تَلاطَمَتْ أمواجهُ، والغَطْمَطَةُ: التطامُ الأمواج، وجمعهُ غطامِطُ، وَعددٌ غِطْيَمٌّ: كثيرٌ. قَالَ رؤبة: وَسَطَّ من حنظلَةَ الأُسطُمّا والعددَ الغُطَامِطَ الغِطْيمَّا قَالَ: والغَطْمطيطٌ: الصَّوْتُ. وَأنْشد: بطيءٌ ضِفَنٌّ إِذا مَا مَشى سمعتَ لإِعْفاجِهِ غَطمَيطَا أَبُو عبيد عَن الأصمعيِّ: الغِطَمُّ: الواسعُ الْخُلقِ. وَقَالَ أَبُو عبيدٍ: الهَزَجُ والتَّغَطْمُطُ: الصوتُ. وَقَالَ شمر: بحرٌ غِطَمٌّ، وبحرٌ طَمٌّ، وبحرٌ طامٍ، كثير المَاء، وغطَامِطُهُ: كَثْرَةُ أصواتِ أَمواجهِ إِذا تَلاطَمتْ وذلكَ أنكَ تسمعُ نَغمَة شِبهَ غَطْ ونغمة شِبْهَ مَطْ وَلم يبلُغْ أنْ يكون بَينا فَصِيحاً كَذَلِك غَير أنَّه أشبهُ مِنْهُ بغيرهِ، فَلَو ضاعفتَ وَاحِدًا من النغمتينِ. قلت: غَطْغَطَ أَو قلت: مَطْمَطَ، لم يكنْ فِي ذلكَ دليلٌ على حكايةِ الصوتينِ، فَلَمَّا أَلفتَ بينهُما فَقلت غَطْمَطَ استوعبَ الْمَعْنى فَصَارَ بِوَزْن المضاعفِ فتمَّ وحسُنَ. وَقَالَ رؤبة: سألتْ نَوَاحِيهَا إِلَى الأوساطِ سيلاً كَسَيلِ الزَّبدِ الغَطْماطِ وَأنْشد الْفراء: عَنَطْنطٌ تعدو بِهِ عَنَطْنَطهْ للماءِ فَوْقَ مَتْنَتَيْهِ غَطْمَطَهْ وَقَالَ ابْن شُمَيْل: غُطامِطُ البَحْرِ لجُّهُ حِين يزخرُ، وَهُوَ مُعظمُه. طغم: قَالَ اللَّيْث: الطَّغامُ: أوغَادُ النّاس، تقولُ: هَذَا طغَامةٌ من الطغامِ، الواحدُ والجميعُ سواءٌ، وَأنْشد: وكنتُ إِذا هممتُ بِفعلِ أمرٍ يخالفني الطغَامة للطغامِ وَيُقَال: بل هُوَ أرادَ الطيرَ والسِّباعَ. قلت: وسمعتُ العربَ تقولُ للرجل الأحْمَقِ النذلِ: طغامَةٌ ودَغَامةٌ، والجميع الطغَامُ؛ وَفِيه: طغومَةٌ وطغومِيَّةٌ: أَي: حمقٌ ودناءةٌ. مغط: قَالَ اللَّيْث: المغطُ: مَدّكَ الشيءَ اللينَ نَحْو المصْرانِ. يُقَال: مَغطْتُهُ فامَّغط وانْمغطَ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: فَرسٌ مُتمغِّطُ، وَالْأُنْثَى مُتمغطةٌ، والتَّمغط: أَن يَمدَّ ضَيعيْه حَتَّى لَا يجد مزيداً فِي جَرْيه ويحتَشي رِجْلَيهِ فِي بَطنِه حَتَّى لَا يجد مزيداً للإلحاقِ ثمَّ يكون ذَلِك مِنْهُ فِي غير اختلاطٍ يَسْبحُ بيدَيْهِ ويَضْرَحُ برجليه فِي اجْتِمَاع. وَقَالَ مرّة: التَّمغطُ: أَن يمدَّ قوائمه ويَتمطَّى فِي جريه.

أبواب الغين والدال

وَقَالَ أَبُو زيد: امَّغطَ النَّهار امِّغاطاً: إِذا امتدَّ، ومَغَطَ الرجل الْقوس مَغْطاً إِذا مدَّها بالوتَرِ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: شَدَّ مَا مَغَّطَ فِي قوسِهِ: إِذا أغْرَقَ فِي نزع الوَترِ ومدِّه ليبعدَ السهْم، وَوصف عليٌّ رَضِي الله عَنهُ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: (لم يكن بالطويل المُمَغَّطِ، وَلَا بالقصير المتردد) : لم يكن بالطويل الْبَائِن الطول، (وَلكنه كَانَ رَبْعةً بَين الرَّجُلينِ) . وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: المُمَغَّط، والْمُمَهَّكُ: الطَّوِيل. غمط: قَالَ اللَّيْث: غَمطَ النِّعْمَة والعافية إِذا لم يشكرها. وَقَالَ أَبُو عبيد: الغمط للنَّاس: الاحتقار لَهُم والازدراءُ بهم: وَمَا أشبه ذَلِك. يُقَال: غمَط النَّاس وغمَصهم. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لمَالِك بن مرَارَة: (الكِبرُ أَن تَسْفَهَ الحقَّ وتَغمِطَ النَّاس) وَمَعْنَاهُ: احتقارُ الناسِ والإزْراءُ بهم. وَقَالَ أَبُو عبيد: يُقَال: أغمَطَتْ عَلَيْهِ الحُمَّى وأغْبَطَتْ إِذا دَامَت، وأغْمطَتِ السماءُ وأغبَطتْ إِذا دَامَ مَطرُهَا. وَقَالَ اللَّيْث: الغمطُ كالغَمْجِ، قلت: والغَمْجُ: جَرْعُ المَاء، وَهُوَ يغامِطُ الماءُ ويُغامِجُهُ. وَقَالَ الراجز: غَمْجَ غماليجَ غملَّطات ويروى غملَّجاتٍ، ومعناهما وَاحِدًا، وَفِي (النَّوَادِر) : اغتمطت فلَانا بالكلامِ واغْتططته إِذا عَلَوْتهُ وقهرته، قلت: وَيكون مَعْنَاهُ احتقرتهُ. (أَبْوَاب) الْغَيْن وَالدَّال) غ د ت غ د ظ غ د ذ غ د ث: أهملت وجوهها. غ د ر غدر غرد دغر رغد ردغ: مستعملة. غدر: قَالَ اللَّيْث: تَقول: غَدَرَ يَغْدِرُ غَدْراً إِذا نقض الْعَهْد وَنَحْوه، ورجلٌ غُدَرٌ وغَدّارٌ وامرأةٌ غَدّارٌ وغَدّارةٌ، وَلَا تَقول الْعَرَب: هَذَا رجلٌ غُدَرُ لِأَن الْغُدَرَ فِي حدّ المعرفةِ عِنْدهم. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس المبرّد: فُعَلُ إِذا كَانَ

نَعْتاً نَحْو: سُكَع وكُتَع وحُطَم فَإِنَّهُ ينْصَرف. قَالَ الله تَعَالَى: {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً} (الْبَلَد: 6) . قَالَ: فَأَما مَا كَانَ مِنْهُ لم يَقع إِلَّا معرفَة، نَحْو: عُمَر وقُثَم ولُكَعَ، فَإِنَّهُ غير منصرف فِي الْمعرفَة، لِأَنَّهُ معدول فِي الْمعرفَة، عَن عَامر وقاثم فِي حَال التَّسْمِيَة، فَلذَلِك لم ينْصَرف. قَالَ أَبُو مَنْصُور: فَأَما غُدَرٌ، فَإِنَّهُ نعت مثل حُطَم وَهُوَ ينْصَرف. وَأَخْبرنِي الإيادِيُّ عَن شمرٍ: رجلُ غُدَرٌ: أَي غادرٌ ورجلٌ نُصرٌ: ناصرٌ، ورجلٌ لُكَعٌ أَي لئيم نَوَّنَها كلَّها خلافَ مَا قَالَ اللَّيْث، وَهُوَ الصَّوَاب، إِنَّمَا يُترك صرف بَاب فُعَل: إِذا كَانَ اسْماً معرفَة مثل عُمرَ وزُفرَ لِأَن فِيهَا العِلّتَيْن الصّرْف والمعرفة، وليلةٌ مُغدِرَةٌ: شَدِيدَة الظلمَة، وَيُقَال أَيْضا: ليلةٌ غَدِرةٌ: بَيِّنَة الغَدَرِ: إِذا كَانَت شَدِيدَة الظلْمةِ، روى ذَلِك كلَّه أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو. وَفِي الحَدِيث: (من صلى العشاءَ فِي جماعةٍ فِي اللَّيْلَة المغْدِرةِ فقد أوجب) ، والليلةُ الْمُغدرةُ: الشَّدِيدَة الظلمةِ الَّتِي تُغدرُ النَّاس فِي بُيُوتهم وكنِّهمْ أَي تَتْركُهمْ. وَيُقَال: أعانني فلانٌ فأغدَرَ ذَلِك لَهُ فِي نَفسِي مَودّةً: أَي: أبقى. وَقيل: إِنَّهَا سُمِّيتْ مُغدرةً لتركها مَنْ يخرج فِيهَا فِي الغَدَرِ وَهِي الْجِرَفَةُ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: رجلٌ ثبْت الغَدَرِ: إِذا كَانَ ثَبْتاً فِي قتالٍ أَو كَلَام، اللحيانيُّ عَن الْكسَائي، يُقَال: مَا أثْبَتَ غدَرَ فلانٍ: أَي مَا بقيَ من عقلِه. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الْغَدَرُ: الجِحَرةُ والجِرَفة فِي الأَرْض فَيُقَال: مَا أثبتَ حجَّته وأقلَ زلقَه وعثارَه. وَقَالَ ابْن بزْرج: إِنَّه لثَبْت الْغَدَرِ: إِذا نَاطِق الرجالَ ونازعهم كَانَ قويّاً، والْغدر: جِرَفة الأرضِ وجراثيمها، وَفِي النَّهر غَدَر: وَهُوَ أَن يَنضبَ الماءُ وَيبقى الوحل، والغدْراءُ: الظلمَة يُقَال: خَرجنَا فِي الْغَدْرَاء. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (يَا لَيْتَني غودِرْت مَعَ أصْحَابِ نُحصِ الجبَل) . قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: يَا لَيْتَني اسْتشْهدت مَعَهم. وَقَالَ الله جلّ وَعز: {لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً} (الْكَهْف: 49) ، أَي: لَا يتْرك، وَقد غادر وأغدر بِمَعْنى واحدٍ. وَقَالَ الفقعسيُّ: هَل لَكِ والعَارِضُ مِنكِ غَائِض فِي هَجْمَةٍ يُغْدِرُ مِنْهَا القَابِضُ وَقَالَ اللَّيْث: الغَدِيرُ مستنقعُ ماءِ الْمَطَر صَغِيرا كَانَ أَو كَبِيرا غير أنَّه لَا يَبقَى إِلَى القَيْظ إلاَّ مَا يتَّخذُه الناسُ من عِدَ أَو وَجْذٍ أَو وَقْطٍ أَو صِهْرِيجٍ أَو حائرٍ.

قلت: العِد: الماءُ الدائمُ الَّذِي لَا انْقِطَاع لَهُ، وَلَا يُسَمَّى الماءُ الْمَجْمُوع فِي غديرٍ أَو صِهْريجٍ أَو صِنْعٍ عِدّاً لِأَن العِدَّ مَا دَامَ ماؤُه مثلُ ماءِ الْعين والرَّكيَّةِ. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الغَدَائرُ: الذَّوَائبُ، واحدتُها غَديرةٌ. وَقَالَ اللَّيْث: كلُّ عَقِيصَةٍ غَديرة. وَأنْشد: غدائرُه مستشزراتٌ إِلَى العُلى وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الفرَّاء قَالَ: الغَدِيرة والرغِيدةُ وَاحِد، وَقد اغْتَدر الْقَوْم إِذا جعلُوا الدَّقيقَ فِي إِناءٍ وصبُّوا عَلَيْهِ اللَّبن ثمَّ رَضفوه بالرِّضاف. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقال: على فلَان غِدَرٌ من الصَّدقة: أَي: بقايا مِنْهَا، وأَلْقت الشاةُ غُدُورَها، وَهِي أَقْذَاءٌ وبقايا تَبقَى فِي الرَّحِم تُلْقِيها بعد الوِلادة. قلت: واحدةُ الغِدَرِ غِدْرَةٌ، وتُجْمَعُ غِدَراً وغِدَرَاتٍ. ورَوى بيتَ الْأَعْشَى: لَهَا غِدَراتٌ واللَّواحِقُ تَلْحَقُ هَكَذَا أنشدنيه أَبُو الْفضل، وذَكر أنَّ أَبَا الْهَيْثَم أنشدهُ: غَدَراتٌ. وَقَالَ المؤرّجُ: يُقَال: غَدَرَ الرجُل يَغدِرُ غَدْراً إِذا شربَ من مَاء الغدير، قلتَ: القِياس غَدِرَ الرجلُ يَغْدَرُ غَدَراً بِهَذَا الْمَعْنى لَا غَدَر، ومِثلُه كَرِعَ إِذا شَرب الكَرَعَ. وَقَالَ اللحياني: ناقةٌ غَدِرَةٌ غَبِرَةٌ غَمِرَةٌ إِذا كَانَت تَخَلَّفُ عَن الإبلِ فِي السَّوْقِ، وبفُلان غادِرٌ من مرضٍ وغابرٌ: أَي: بقيَّةٌ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: المغْدَرَةُ: الْبِئْرُ تُحْفَرُ فِي آخر الزَّرْع لتَسْقِيَ مذانبَهُ. وَقَالَ أَبُو زيد: الغَدَرُ والجَرَلُ والنَّقَلُ: كلُّ هَذَا الحجارةُ مَعَ الشَّجَر. دغر: رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ للنِّسَاء: (لَا تُعَذِّبْنَ أولادَكُنَّ بالدَّغْر) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الدَّغْرُ: غَمْزُ الحَلْق، وَذَلِكَ أنَّ الصبيَّ تَأْخُذهُ العُذرةُ وَهُوَ وَجَعٌ يَهِيجُ فِي الحَلْق من الدَّم فَإِذا دفَعَت المرأةُ ذَلِك الموضعَ بإِصبعِها قيل: دَغَرَتْ تَدْغَرُ دَغْراً وعَدَرَتْه عَدْراً، فَهُوَ مَعْدورٌ. وَفِي حَدِيث عليَ رَحمَه الله: لَا قَطْعَ فِي الدَّغْرَة، وَهِي الخَلْسَة. قَالَ أَبُو عُبيد: وَهِي عِنْدِي من الدَّفْع أَيْضا، وَإِنَّمَا هُوَ تَوثُّبُ المختلِس ودفْعُه نفسَه عَلَى المتَاع لِيخْتَلِسَهُ، قَالَ: وَيُقَال فِي مَثلٍ: دَغْراً لَا صَفّاً، يقولُ: ادْغَرُوا عَلَيْهِم وَلَا تُصافُّوهم. وقرأتُ بخطِّ أبي الْهَيْثَم لأبي سعيد الضَّرِير أَنه قَالَ: الدَّغْرُ سُوء الْغذَاء للولَد، وَأَن تُرْضِعَه أُمُّه فَلَا تُرْوِيه فيَبقى مُسْتَجِيعاً يَعترضُ كلَّ من لقِي فيأكلُ وَيمُصُّ ويُلقَى

عَلَى الشَّاة فيَرْضعها وَهُوَ عَذَاب للصبيِّ. وَقَالَ اللَّيْث: الدَّغْر: الاقتحام من غير تثبُّتٍ. يَقُول: ادْغَروا عَلَيْهِم فِي الحَمْلَة. قَالَ: ولُغةٌ للأَزْدِ فِي لُعبة لصبيانهم دغْرَى لَا صَفَّى، أَي: ادْغَروا وَلَا تُصافُّوا. قَالَ: وَتقول فِي خُلُقه دَغَرٌ كَأَنَّهُ استلآمٌ. وَقَالَ أَبُو سعيدٍ فِيمَا يرُدُّ عَلَى أبي عبيد: الدَّغْرُ فِي الفَضِيل أَلا تُرْوِيَهُ أُمُّه فَيَدْغَر فِي ضَرْع غَيرهَا. فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام للنساءِ: (لَا تُعَذِّبْنَ أَولادَكُنَّ بالدَّغْرِ ولكنْ أرْوِينَهم لئلاَّ يدْغَروا فِي كلِّ سَاعَة ويستجِيعوا، وَإِنَّمَا أَمَر بِإروَاءِ الصِّبيان من اللَّبن، قلت: والقَوْل مَا قَالَ أَبُو عُبيد. وَفِي الحَدِيث مَا دلَّ على صِحَة قَوْله أَلاَ ترَاهُ قَالَ لهنَّ: (عليكُنَّ بالقُسْط البحريِّ فإنَّ فِيهِ شِفاءً) . ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: المَدْغَرَةُ: الحرْبُ العَضُوض الَّتِي شِعارها دَغْرَى، وَيُقَال دَغْراً. ردغ: قَالَ اللَّيْث: الرَّدَغةُ: وَحَلٌ كثير، وَمَكَان رَدِغ، وارْتَدَغ الرَّجُل: إِذا وَقَع فِي الرِّداغ قلت: وَهَذَا صَحِيح. وَقَالَ أَبُو زيد: هِيَ الرَّدَغةُ، وَقد جَاءَ رَدْغة، قَالَ: وَفِي مَثَلٍ من المُعاياة، قَالُوا ضَأْن بذِي تُنَاقِضَة تقطعُ رُدغة الماءِ بعَنَق وإرْخاءٍ بسكونِ دالِ الرَّدْغةِ فِي هَذِه وَحْدَها، وَلَا يُسَكِّنونها فِي غيرِها. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: المَرَادِغُ مَا بَين العُنق إِلَى التَّرْقُوَة، واحدتُها: مَرْدَغة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: إِذا سَمِن البعيرُ كَانَت لَهُ مَرَادغُ فِي بَطْنه وعَلى فروع كَتِفيه، وَذَلِكَ أنَّ الشَّحْمَ يَتَراكبُ عَلَيْهَا كالأرانب الجُثُوم وَإِذا لمْ تكن سَمِينَة فَلَا مَرْدغةَ هُناك، يُقَال: إِن ناقَتك ذاتُ مَرادغَ، وجملك ذُو مَرادِغ. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الْمَرْدَغَةُ: اللَّحْمةُ الَّتِي بَين وابلةِ الكتفِ وجناجِنِ الصدرِ قَالَ: والْمَرْدَغة: الرَّوضة البهيةُ. وَفِي حَدِيث شَدَّاد بن أَوْسٍ أَنه تخلف عَن الْجُمُعَة وَقَالَ: منعنَا هَذَا الرِّدَاغ. غرد: قَالَ اللَّيْث: كل صائتٍ طربِ الصَّوْت غَرِدٌ وَأنْشد: غَرِدٌ يَحُكُّ ذِرَاعَه بذراعِهِ وَالْفِعْل: غَرَّدَ يُغَرِّدُ تغريداً. أَبُو عبيد عَن الأصمعيِّ: التَّغرِيدُ: الصَّوْت، والْغِرْدَةُ والْمَغْرُودُ من الكمأَة، هَكَذَا رَوَاهُ بِفَتْح الْمِيم. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: الْغَرَدُ والْمُغْرُودُ، بِضَم الْمِيم: الكمأَةُ وَهُوَ مَفعولٌ نادرٌ وَأنْشد:

لَو كُنْتُمو صُوفاً لكُنْتُمْ قَرَدا أَوْ كُنْتُمو لَحْماً لَكُنْتُمْ غَرَدَا أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الْغَرَادُ: الكمأَةُ واحدتها غرادةٌ. ويُقال: هِيَ الغِرادُ واحدتُها غَرَدَةٌ. وَقَالَ ابْن السّكيت: قَالَ الفرَّاءُ: لَيْسَ فِي الْكَلَام مفعول بِضَم الْمِيم إِلَّا مُغْرُودٌ لضربٍ من الكمأَةِ ومغفور، واحِدُ الْمَغافير، وَهُوَ شيءٌ ينضَحُهُ الْعُرْفُطُ حُلْو كالناطف، وَيُقَال: مُغْثُور ومُنخور للمنخر ومُعلوق لواحِدِ المعاليق. رغد: قَالَ اللَّيْث: عَيْشٌ رَغَد: رغيدٌ رفيه، وَتقول: قوم رَغَد ونساءٌ رغد، وَتقول: ارغادَّ المريضُ إِذا عَرَفت فِيهِ ضَعْضَعةً من غير هُزال، والْمُرْغادُّ: الْمُتَغَيِّرُ اللَّوْن غَضبا. وَقَالَ النضرُ: ارْغادَّ الرَّجُلُ ارْغيداداً فَهُوَ مُرغادٌّ وَهُوَ الَّذِي بَدَأَ بِهِ الوجعُ فأنتَ ترى فِيهِ خَمَصاً ويُبْساً وفترَةً. أَبُو عبيد عَن أبي زيدٍ: الْمُرْغادُّ مثل الملهاجِّ. يُقَال: رَأَيْت أَمر بني فلَان مُرْغَادّاً. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الرَّغيدَةُ اللبنُ الحليبُ يغلى ثُمَّ يُذَرُّ عَلَيْهِ الدَّقيق حَتَّى يَخْتلط فيلعقه الْغُلَام لعقاً. غ د ل دغل لغد لدغ: مستعملةٌ. دغل: قَالَ ابْن شُمَيْل: الدَّاغِلُ الَّذِي يَبْغِي أَصْحَابه الشرَّ يُدغل لَهُم الشَّرَّ أَي يبغيهمُ الشَّرَّ ويحسبونه يريدُ لَهُم الْخَيْر. وَقَالَ اللَّيْث: الدَّغلُ دَخَلٌ فِي الأمرِ مُفسد. وَفِي الحَدِيث: (اتَّخَذوا كِتَابَ الله دَغَلا) : أَي: أدْغَلوا فِي التَّفْسِير، وَتقول: أدْغَلتُ فِي هَذَا الْأَمر أَي أدخلت فِيهِ مَا يُخَالِفهُ، وكلُّ مَوضِع يخَاف فِيهِ الاغتيال فَهُوَ دَغَل. وَأنْشد اللَّيْث: سَايَرته سَاعَةً مَا بِي مَخَافته إلاَّ التَّلَفُّتَ حَولي هَل أرى دَغَلا وَإِذا دَخَلَ الرَّجل مدخلًا مريباً قيل: دَغَلَ فِيهِ، مثل دُخُول القانص المكانَ الخفيَّ يَختِل الصَّيْد. وَقَالَ رؤبة يذكر قانصاً: أَوْطَنَ فِي الشَّجْرَاء بَيْتاً داغِلاً وَقَالَ أَبُو عبيد: الدَّغَل من الشّجر: الْكثير الملتف. والدَّغَاوِلُ: الغوائل، وَأنْشد لصخر الْهُذلِيّ، غَيره لأبي صَخْر: إنْ اللَّئِيم وَلَو تخلق عَائِد بملاذة من غِشّه ودَوَاغل قلت: وَفِي مثله يكمن اللُّصوصُ وقطَّاع الطَّريق وَمن يُرِيد اغتيال السّابلَةِ وَالْخُرُوج إِلَيْهِم من حَيْثُ لَا يحتسبونه.

وَقَالَ أَبُو عبيد: الدَّغَلُ مَا استترت بِهِ. قَالَ الْكُمَيْت: لَا عَيْنُ نَارِكَ عَن سَارٍ مغمَّضة وَلَا مَحَلَّتُكَ الطَّأْطَاء والدَّغَلُ شمر عَن ابْن شُمَيْل: أدْغَالُ الأَرْض: رقتها وبُطونُها والوطَاءُ مِنْهَا، وَستر الشّجر: دَغَل، والقُفُّ الْمُرْتَفع، والأكمة: دَغل، والوادي دغل، والغائطُ الوطيء دغل، وَالْجِبَال: أدْغال. وَقَالَ الراجز: عَن عتَبِ الأَرْضِ وَعَن أدْغَالِهَا لغد: قَالَ اللَّيْث: اللُّغدودان: باطِنَا النَّصِيل بَين الحنكِ وصفقِ العنقِ، وَهُوَ اللُّغد والألغَاد وَأنْشد: إيها إِلَيْك ابْن مرداس بقافية شنعاءَ قد سكنَت مِنْك اللغاديدا وَقَالَ أَبُو عبيد: الألغادُ: لَحَماتٌ تكونُ عِنْد اللهواتِ واحدُها لُغْدٌ وَهِي اللَّغانينُ، وَاحِدهَا لُغْنُونٌ. وَقَالَ أَبُو زيد: اللُّغْدُ: مُنْتَهى شحمة الأذنِ من أَسْفَلهَا وَهِي النَّكَفَةُ. قَالَ: واللُّغانين لحمٌ بَين النَّكَفَتَيْنِ وَاللِّسَان من باطنٍ وَيُقَال لَهَا من ظَاهرٍ لَغاديدُ وَاحِدهَا لُغدُودٌ وَوَدَجٌ ولُغنُونٌ. وَقَالَ غَيره: اللُّغدُ أَن تُقيم الإبلَ على الطَّرِيق، وَقد لَغدَ الإبلَ وجادَ مَا يَلْغدُها مُنْذُ اللَّيْل أَي: يُقيمُها للقَصْدِ والصَّوْبِ. وَقَالَ الراجزُ: هَل يُورِدَنَّ القومَ مَاء بَارِدًا بَاقِي النسيمِ يَلْغدُ الْمَلاَغِدَا ويُرْوَى اللّوَاغدَا. لدغ: قَالَ اللَّيْث: اللَّدْغُ بالنّابِ، وَفِي بعضِ اللُّغاتِ تَلْدَغُ العقربُ. وَقَالَ أَبُو خيرة: اللَّدْغَةُ جَامِعَة لكلِّ هامَّةٍ تلدغُ لدْغاً، ورجلٌ لَديغٌ وامرأةٌ لديغٌ قَالَ: والسليم اللَّديغُ. وَقَالَ غَيره: أَلْدَغْتُ الرجلَ إِذا أرسلتُ إِلَيْهِ حَيَّةً تَلْدَغُهُ. غ د ن غدن ندغ دغن: مستعملة. غدن: قَالَ الْأَصْمَعِي وَغَيره: الغَدَنُ: سعَةُ العيشِ ونعمةٌ واسترخاءٌ. وَقَالَ عمر بن لَجَأ: وَلم تُضِعْ أَوْلَادهَا من البَطَنْ وَلم تُصِبْهُ نَعْسَةٌ عَلَى غَدَنْ أَي: على فترةٍ واسترخاء. وَقَالَ شمر: المُغْدَوْدِنَةُ: الأرضُ الكثيرةُ الكَلإِ المُلْتَفَّةُ، يُقَال: كَلأٌ مُغْدَوْدِنٌ: أَي: ملتفٌّ. وَقَالَ العجاج: مُغْدَوْدِنُ الأرْطَى غَدانيُّ الضال

وَقَالَ رؤبة: وَدَغْيَةٌ من خَطِلِ مُغْدَوْدِنِ وَهُوَ المسترخي المتساقطُ، وَهُوَ عيبٌ فِي الرجل. أَبُو عبيد: المُغْدَوْدِنُ: الشعرُ الطويلُ. وَقَالَ حسان بن ثابتٍ يَصِفُ امْرَأَة: وقامتْ تُرائيكَ مُغْدَوْدِناً إِذا مَا تَنُوءُ بِهِ آدَها وَقَالَ أَبُو زيدٍ: شعرٌ مُغْدَوْدِنٌ: شديدُ السوَاد ناعمٌ، وأرضٌ مُغْدَوْدِنَةٌ إِذا كانتْ مُعشبةً وغُدَانِيُّ الشبابِ: نعْمَته. وَقَالَ رؤبة: بعدَ غُدَانيِّ الشبابِ الأبلهِ وفلانٌ فِي غُدُنَّةٍ من عيشه: أَي فِي نعمةٍ ورفاهية. وَقَالَ ابْن دُرَيْدٍ: الغِدَانُ: الْقَضِيب الَّذِي يُعَلَّقُ عَلَيْهِ الثيابُ بلغَة الْيمن. دغن: قَالَ اللَّيْث: يُقَال للأحمقِ دُغَةٌ ودُغَيْنَةٌ، وَيُقَال: كَانَت دغة امْرَأَة حمقاء. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: دَجَنَ يومُنا ودَغَنَ، ويومٌ ذُو دَجْنٍ ودَغْنٍ. ندغ: قَالَ اللَّيْث: النَّدْغُ شبهُ النَّخْسِ والمُنادَغَةُ شبه المُغَازَلَةِ. وَقَالَ رؤبة: لَذَّتْ أحاديثُ الغَوِيِّ المُنْدِغ وَيُقَال للبركِ المِنْدَغَةُ والمِنْسَغَةُ، رَوَاهُ سَلمَة عَن الفراءِ، والنَّدْغُ والسَّعْتَرُ البَرِّيُّ والسِّحاءُ نَبْتٌ آخرُ، وَكِلَاهُمَا مَرْعًى للنَّحْلِ. وَكتب الحجّاج إِلَى عَامله على الطائِفِ أَن أرسلْ إليَّ بِعَسَلٍ أخضرَ فِي السِّقاءِ أبيضَ فِي الإناءِ من عسلِ النَّدْغِ والسِّحاءِ، والأطبّاءُ يزعمونَ أَن عسلَ الصَّعْتَرِ أمتنُ العسلِ وأشَدُّهُ حرارةً ولزجاً. غ د ف غدف فدغ دفغ دغف: مستعملة. غدف: قَالَ الليثُ: الغُدْفَةُ لباسُ الفُولِ والدَّجْرِ وَهُوَ اللُّوبياءُ وأشباههما. وَقَالَ أَبُو عبيد فِي حديثٍ رَوَاهُ بإسنادٍ لَهُ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أغْدَفَ عَلَى علِيّ وَفَاطِمَة سِتْراً. قَالَ أَبُو عبيد: أغْدَفَ عَلَيْهِ سترا: أَي: أرْسلهُ. وَقَالَ عَنْتَرَةُ: إِنْ تُغْدِفي دُوني القِناعَ فإنَّني طَبٌّ بأخْذِ الفَارِسِ المستلئِمِ وأغدفَ الليلُ سدوله، إِذا أرْسلَ سُتُورُ ظُلْمَتِهِ، وَأنْشد: حَتَّى إِذا الليلُ البهيمُ أغْدَفا وَفِي حَدِيث آخر: (لَقلب الْمُؤمن أَشَدُّ ارتكاضاً على الْخَطِيئَة من العُصْور حِين

يُغْدَفُ بِهِ) ، أرادَ حِين يُطْبَقُ عَلَيْهِ الشِّباكُ لِيُصادَ فيضْطَرِبُ ليُفْلِتَ. وَقَالَ اللَّيْث: الغُدافُ: غُرابُ القَيْظِ الضخم الوافي الْجَناحَيْن، قَالَ: والشَّعرُ الطَّويلُ الأسودُ يسمَّى غُدافاً. قَالَ رؤبة: رُكِّبَ فِي جَناحِكِ الغُدافِ من القُدامَى وَمن الخوافي وَيُقَال: أَسْوَدُ غُدافِيٌّ: إِذا كَانَ شَدِيد السَّوَادِ. وَقَالَ غَيره: القومُ فِي غِدافٍ من عيشتهم: أَي: نعمةٍ وخِصْبٍ وسعةٍ، واغْتَدَفَ فلانٌ من فلانٍ اغْتِدافاً: إِذا أخذَ مِنْهُ شَيْئا كثيرا. وَقَالَ ابْن دُريد: الغادِفُ: المَلاَّحُ، والمِغْدَفُ والغادوف: المجدافُ، لُغَةٌ يمانيةٌ. فدغ: قَالَ اللَّيْث وَغَيره: الفَدْغُ شَدْخُ شيءٍ أجوفَ مثل حَبَّةِ عِنَب وَنَحْوه. وَفِي بعض الْأَخْبَار فِي الذَّبْحِ بالحجرِ: (إنْ لم يَفْدَغِ الحُلْقُوم فَكل) ، أَرادَ إِنْ لَّمْ يُثَرِّدْهُ. وَفِي حَدِيث آخر: (إِذا تَفْدَغَ قريشٌ الرَّأَسَ) : أَي تَشْدَخَ، يُقَال: فَدَغَ رَأسه، وثَدغَه: أَي: رَضّه وشدخه. دفغ: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ أَبُو مَالك: الدَّفْغ: حطام الذُّرَةِ ونُسَافَتُها. رَوَاهُ ابْن دُرَيْد لَهُ وَهُوَ صَحِيح. دغف: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الدَّغْف: الْأَخْذ الْكثير، دَغَفَ الشيءَ يَدْغَفُه دَغْفاً. غ د ب اسْتعْمل من وجوهه: دبغ بدغ. دبغ: قَالَ ابْن السّكيت: الدِّبغ والدِّباغ: مَا يُدْبَغ بهِ الْأَدِيم، والدَّبْغ الْمصدر، يُقَال: دَبَغَ الدَّباغ الجِلْدَ يَدْبَغه دَبْغاً، والدِّباغَةُ: حِرْفَة الدَّبَّاغِ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: دَبَغَ يَدبَغ ويَدبُغ، والمَدبغةُ: الْجُلُود الَّتِي جعِلَت فِي الدِّباغِ، وموضعها ذَلِك مدبَغَةٌ أَيْضا. بدغ: ابْن السّكيت وَغَيره: بَدِغَ فلَان بِطُمَّتِهِ يَبدَغ بَدغاً إِذا تَلَطَّخَ بهَا، وَأنْشد: لَوْلَا دَبوقاء استِهِ لم يَبدَغ وَقَالَ اللَّيْث: البَدَغُ: التَّزَحُّفُ على الاسْت والقولُ هُوَ الأول. غ د م غمد دغم مغد دمغ: مستعملة. غمد: رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (مَا أَحَدٌ يدخلُ الجنَّة بعَمَلِه، قَالُوا: وَلا أَنْتَ يَا رسولَ الله، قالَ: وَلا أَنا إِلاَّ أنْ يَتَغَمَّدَنيَ اللَّهُ برحمتِه) .

قالَ أَبُو عبيد: قولُه: إلاَّ أنْ يَتَغَمَّدَنيَ أَي: إلاَّ أَن يُلْبِسَني ويَتَغشَّانِي. وَقَالَ العجاج: يغمِّد الأعداءَ جَوناً مِردَسا قَالَ: يَعْنِي أَنه يلقِي نَفسه عَلَيْهِم ويركبهمْ ويُغشِّيهمْ، قَالَ: وَلَا أحسبُ هَذَا مأخوذاً إِلَّا من غمد السيفِ لِأَنَّك إذاأغمدته فقد ألبسته إِيَّاه وَغَشيتهُ بِهِ. وَقَالَ أَبُو عبيد فِي بَاب فعلت وأفعلتُ: غَمَدْت السيفَ وأغمدته بِمَعْنى واحدٍ. وَقَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: غامِدٌ: بطن من الْيمن، سمي غامداً لِأَنَّهُ تغمَّد أمرا فَسَماهُ ملكهم غامداً؛ وَقَالَ: تغمَّدتُ أمرا كَانَ بَين عشيرتي فسماني القَيل الخَضُوري غامدا وَقَالَ الأصمعيُّ: لَيْسَ اشتقاق غامدٍ ممّا قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ، إِنَّمَا هُوَ من قَوْلهم: غَمَدتِ الرَّكيَّةُ غمداً: إِذا كثر مَاؤُهَا. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: غمدتِ الْبِئْر إِذا قلَّ مَاؤُهَا. وَقَالَ ابْن الأعرابيِّ: الْقَبِيلَة غامدة بالهاءِ. وَأنْشد: أَلاَ هَل أتاهَا عَلى نأيها بِمَا فَضَحت قَومهَا غامدهْ دغم: فِي (نَوَادِر الْعَرَب) : دَغَمَ الغيثُ الأَرْض يَدْغمها وأدْغمَها واغتَمَطها واغتمصها: إِذا غشيها وقهرها. وَقَالَ اللَّيْث: الدَّغمُ: كسرُ الْأنف إِلَى بَاطِنه هَشْماً. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: دَغَمَهُمُ الحرُّ يدغَمُهم دغْماً: إِذا غَشِيَهُمْ، وَكَذَلِكَ الْبرد. قَالَ: فقد سمعتُ دَغمَهُمْ. وَقَالَ اللحياني: يُقَال: أرْغَمَهُ الله وأدغَمَهُ وَقَالَ رغْماً لَهُ ودغماً شِنَّغْماً، وَفعلت ذَلِك على رغمهِ ودغمهِ وشِنَّغْمهِ. وَقَالَ غَيره: الإِدغامُ: إدخالُ اللِّجام فِي أَفْوَاه الدوابِّ. وَقَالَ سَاعِدَة بن جُؤَيَّة: بِمُقرباتٍ بِأَيْدِيهِم أَعِنَّتُها خُوصٍ إِذا فزعُوا أُدْغِمْنَ باللُّجم قلت: وإدغامُ الْحَرْف فِي الحرفِ مأخوذٌ من هَذَا. وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ إِدْخَال حرفٍ فِي حرفٍ قَالَ: والأدغمُ: الأسودُ الأنفِ، وَجمعه الدُّغم والدُّغمانُ. وَفِي (النَّوَادِر) : الدُّغام والشُّوال: وجَعٌ يأخذُ فِي الحلْقِ. مغد: قَالَ اللَّيْث: المَغْدُ: اللُّفَّاحُ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي، فِيمَا روى أَبُو الْعَبَّاس عَنهُ: المَغْدُ والحدَقُ: الباذنجان. وَقَالَ أَبُو سعيد: المغدُ: صمغٌ يسيلُ من السِّدرِ، وَأنْشد:

وأنتُمْ كَمَغْدُ السِّدرِ يُنظر نَحوه وَلَا يُجْتَنى إِلَّا بفأسٍ ومِحْجَنِ قَالَ: ومَغْدٌ آخر يُشبه الْخِيَار يؤكلُ وَهُوَ طيِّب. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المغْدُ: النَّتْفُ، وَأنْشد: تُبارِي قُرحةً مِثل ال وَتِيرةِ لم تكن مَغْدا قَالَ: مَغَدَ: نَتَفَ، ومَغَدَ: امْتَلَأَ شبَابًا. قَالَ أَبُو حَاتِم: يَقُول لم تنتف فتَبْيَضّ وَلكنهَا خلقَة. وَقَالَ اللَّيْث: الفصيلُ يَمْغَدُ الضَّرع مغْداً وَهُوَ تناولهُ، وبعير مَغْدُ الْجِسْم: تارٌّ لَحِيمٌ. سَلمَة عَن الْفراء: مَغَدَ فلانٌ فِي عيشٍ ناعمٍ يَمْغَدُ مغداً. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: شباب مغدٌ وعيشٌ مغدٌ: ناعمٌ، وَأنْشد: وَكَانَ قد شَبَّ شبَابًا مَغْدا وَقَالَ النَّضر: مَغَدَهُ الشَّبَاب وَذَلِكَ حِين استقام فِيهِ الشَّبَاب وَلم يَتَنَاهَ شبابُه كُله، وَإنَّهُ لَفِي مَغْد الشَّبَاب، وَأنْشد: أراهُ فِي مَغْدِ الشَّبَاب العُسْلُجِ وَقَالَ غَيره: مَغَدَ الرَّجل جَارِيَته يَمْغَدها إِذا نَكَحَهَا. أَبُو عبيد عَن أبي عمرٍ و: أمْغَدَ الرَّجل إمغاداً: إِذا أَكثر من الشَّرَاب. وَقَالَ أَبُو زيد: مَغَدَ الرجلَ عيشٌ ناعمٌ إِذا غذاهُ عيشٌ ناعمٌ. وَقَالَ أَبُو مَالك: مَغَدَ الرجل والنَّباتُ وكل شَيْء إِذا طَال. دمغ: قَالَ اللَّيْث: الدَّمْغُ: كسرُ الصَّاقُورة عَن الدِّماغ، قَالَ: والقهرُ، وَالْأَخْذ من فَوق دَمْغٌ كَمَا يدمَغُ الحقُّ الْبَاطِل، قَالَ: والدَّامغةُ طلعةٌ بَين شَظِيَّات قُلبها طويلةٌ صُلبةٌ إِن تُركت أفسدت النخلةَ، فَإِذا علم بهَا امْتُصِخَتْ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: يُقَال للحديدة الَّتِي فَوق مُؤخرة الرَّحْلِ الغاشيةُ. وَقَالَ بَعضهم: هِيَ الدامغة. وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: فرُحنا وقمنا والدَّوامِغُ تَلْتَظِي عَلَى الْعين من شمسٍ بطيءٍ زوالُها وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الدَّوامِغُ على حاقِّ رُؤُوس الأحناء من فَوْقهَا، واحدتها دامغةٌ، وَرُبمَا كَانَت من خشب وتُؤْسَرُ بالقِدِّ أسراً شَدِيدا وَهِي الخذاريفُ وَاحِدهَا خُذروفٌ وَقد دَمَغَتْ الْمَرْأَة حويَّتهاتدمَغُ دمغاً. قلت: إِذا كَانَت الدَّامغةُ من حَدِيد عُرِّضت فَوق طرفِي الْحِنْوَيْن وسُمِّرت بمسمارين والخذاريفُ تُشَدُّ على رُؤوس الْعَوَارِض

أبواب الغين والتاء

لِئَلَّا تنفكَّ. أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه، يُقَال: أحوَجْتهُ إِلَى كَذَا وأحرجتهُ وأدغمتهُ وأدمغتهُ وأجلدتهُ وأزأَمْته بِمَعْنى وَاحِد. (أَبْوَاب) الْغَيْن وَالتَّاء) غ ت ظ غ ت ذ غ ت ث: مهملات. غ ت ر اسْتعْمل من وجوهها: تغر. تغر: قَالَ اللَّيْث: تَغِرَتِ القدرُ تَتْغَرُ، تَغَرَاناً، وتَغَرَانُها: غليانها. وَأنْشد: وصهْباءَ مَيْسَانِيَّة لم يقُمْ بهَا حنيفٌ وَلم تَتْغَرْ بهَا سَاعَة قِدْرُ قلت: هَذَا تَصْحِيف، وَالصَّوَاب نَغِرَتِ القدرُ بالنُّون، وستراه فِي بَاب الْغَيْن وَالنُّون إِن شَاءَ الله، وَأما تَغِرَ بِالتَّاءِ فَإِن أَبَا عبيدٍ روى عَن الْأمَوِي فِي بَاب الجراحِ قَالَ: فَإِن سَالَ مِنْهُ الدَّم قيل: جُرح تغار بالتاءِ والغين. قَالَ: وَقَالَ غَيره: جُرحٌ نعَّارٌ بالنُّون وَالْعين. وروى أَبُو عَمْرو عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: جرحٌ تَغَّارٌ ونَعَّارٌ فَجمع بَين اللغتين فصحَّتا مَعًا. غ ت ل اسْتعْمل من وجوهه: غلت لتغ. غلت: قَالَ أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الغَلْتُ: الْإِقَالَة فِي الشِّرَاء أَو البيع، قَالَ: وغَلْتَةُ اللَّيْل: أوَّلُه، وَأنْشد: وجِيء غَلْتَةً فِي ظلمَة اللَّيْل وارتحل بِيَوْم مُحاق الشَّهْر والدَّبران قَالَ: غَلْتَةً: أول اللَّيْل. أَبُو عبيد: الغَلَتُ فِي الْحساب والغلط فِي الْكَلَام. وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود: لَا غَلَتَ فِي الْإِسْلَام. وَقَالَ اللَّيْث: غَلِتَ فِي الْحساب غَلَتاً، وَيُقَال: غَلِطَ فِي معنى غَلِتَ، والغَلَط فِي الْمنطق، والغَلَتُ فِي الْحساب، وَقَالَ رؤبة: إِذا اسْتَدَرَّ البَرِم الغَلُوتُ (والغلوت) الْكثير الغَلَط، قَالَ: واستداره: كَثْرَة كَلَامه. لتغ: قَالَ ابْن دُرَيْد: اللَّتْغُ: الضَّرْب بِالْيَدِ، لَتَغَهُ لَتْغاً. غ ت ن اسْتعْمل من وجوهه: نتغ. نتغ: قَالَ اللَّيْث: أنْتَغَ إنْتَاغاً: إِذا ضَحِكَ

ضحك مُسْتَهْزِىءٍ، وَأنْشد: لمَّا رَأَيتُ الْمنتِغِينَ أَنتغُوا وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيِّ قَالَ: الإِنْتاغُ: أَن يخفيَ ضحكَه ويظهرَ بعضَه. وَقَالَ ابْن دُريدٍ: رجلٌ مُنْتِغٌ: عَيَّابٌ وَقد نَتَغَهُ. غ ت ف (فتغ) قَالَ ابْن دُرَيْد: الْفَتْغُ وَالْفَدْغُ: الشَّدْخُ. غ ت ب اسْتعْمل من وجوهه: تغب بَغت. بَغت: قَالَ الليثُ: الْبَغْتُ والبَغْتَةُ، وَقد باغَتَهُ إِذا فاجَأَهُ. وَأنْشد: ولكنهمْ بانُوا ولمْ أدْر بَغْتَةً وأفْظَعُ شيءٍ حِين يَفْجؤكَ البَغْتُ وَقَالَ الله جلَّ وعزَّ: {أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُّبْلِسُونَ} (الْأَنْعَام: 44) ، أَي: أخذناهمْ فجأَةً. تغب: قَالَ اللَّيْث: التَّغَبُ والْوَتَغُ: الْهلاكُ. أَبُو عبيد عَن الكسائيِّ: تَغِبَ يَتْغَبُ تَغَباً: إِذا هَلكَ فِي دين أوْ دنيَا، وكذلِكَ الْوَتَغُ. وَفِي الحديثِ: (لَا تُقبلُ شَهادةُ ذِي تَغْبةٍ) وهوَ الفاسِدُ فِي دينهِ وعملهِ وسوءِ فِعْلِهِ. أَبُو العبَّاس عَن ابْن الأعرابيِّ: يُقَال لِلقَحْط تَغْبَةٌ وللجُوعِ الْيَرْقُوع تَغبَةٌ. غ ت م اسْتعْمل من وجوهه: غتم غمت. غتم: قَالَ اللَّيْث: الْغُتْمَةُ: عُجْمةٌ فِي المنطقِ، والأَغتَمُ: الَّذِي لَا يُفصحُ شَيْئا، رَجلٌ أَغتَمُ وغُتْميٌّ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيِّ: لبنُ غُتْميٌّ وَهُوَ الثَّخينُ الَّذِي لَا صوتَ لَهُ إِذا صببتُه. الحرانيُّ عَن ابْن السكِّيت: قَالَ: الغتْم: شِدَّة الحرِّ والأخذُ بالنفسِ وَأنْشد: حَرَقَّهَا حَمْضُ بِلاَدٍ فِلِّ وغتْمُ نَجْمٍ غير مُسْتَقِلِّ وَقَالَ غيرُه: أغتَمْ فُلانٌ الزِّيارةَ إِذا أَكثرها حَتَّى يُملَّ. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيِّ: الْغُتْمُ: قِطَعُ اللبنِ الثِّخانُ وَمِنْه قيلَ للثَّقيلِ الرُّوحِ غُتْمِيُّ، ويقالُ للَّذي يجدُ الْحَرَّ وَهُوَ جائعٌ مَغْتُومٌ. غمت: أَبُو عبيد عَن الكسائيِّ: غَمَتَهُ الطَّعامُ يَغمِتُهُ. وروى سلمةُ عَن الفرَّاء: قَالَت الدُّبَيْريَّةُ: الغَمَتُ والغتَمُ: التُّخمَةُ. وَقَالَ شمر: يقالُ: غَمَتَهُ الْودَكُ يَغْمِتُهُ غَمْتاً إِذْ صيرهُ كالسكرانِ وغمَتَهُ إِذا غطَّاهُ. وَقَالَ ابْن دُريدٍ: غمَتَهُ فِي الماءِ إِذَا غَطَّهُ فيهِ.

أبواب الغين والظاء

(أَبْوَاب) الْغَيْن والظاء) غ ظ ذ غ ظ ث غ ظ ر أهملت وجوهها. غ ظ ل اسْتعْمل من وجوهها: غلظ. غلظ: قَالَ اللَّيْث الغِلَظُ: مصدرُ قَوْلك غَلُظَ الشيءُ يَغْلُظُ غِلَظاً فِي الْخِلقةِ، واسْتَغلَظَ النَّباتُ والشجرُ وأغْلَظْتُ الثوبَ وغيرهُ إِذا وجدتُه غليظاً، واسْتَغلَظْتُ الثَّوْبَ إِذا تركتُ شِراءَهُ لِغِلَظِهِ، وتغْلِيظُ الْيَمين: تشديدُهَا وتوكيدُهَا، ورجلُ غَلِيظٌ: فَظٌّ ذُو غُلْظةٍ وغِلْظَةٍ وغَلْظَةٍ ثلاثِ لُغاتٍ. قَالَه الزجَّاجُ فِي قَول الله: {وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً} (التَّوْبَة: 123) ، ومَاءٌ مُرٌّ: غَلِيظٌ، وأرضٌ غَلِيظةٌ إِذا كَانَ فِيهَا وعُوثَةٌ وكانَتْ ذاتَ حَصى مُحَدَّد. وَيُقَال: غَلَّظَ فلانٌ لفُلانٍ القَولَ وأغْلَظَ لَهُ القولَ واسْتَغلَظَ الشيءُ إِذا صارَ غليظاً. وَمِنْه قَوْله: {فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى} (الْفَتْح: 29) ، وَهَذَا لازمٌ غيرِ واقعٍ، والدِّية الْمغَلَّظَةُ. قَالَ الشافعيُّ: تَغْلِيظُ الدِّية فِي العمْدِ المحضِ وَالْخَطَأ العَمْدِ، وَفِي القتلِ فِي الشَّهْرِ الْحَرَام والبلد الْحَرَام وقتلِ ذِي الرَّحمِ وهيَ ثلاثُونَ حِقَّةً من الْإِبِل وثَلاثون جَذَعةً وأربعونَ مَا بينَ ثنيةٍ إِلَى بازِلِ عامِها كلَّها خَلِفة، وَدِيةُ الْخَطَأ المَحضِ مخفَفَّةٌ تقسَّمُ أخْماساً. غ ظ ن اسْتعْمل من وجوهها: غنظ. غنظ: اللَّيْث: الْغَنْظ: الهمُّ اللازمُ، تَقول: إنَّه لمغْنُوظٌ: مهمومٌ، وَقد غنظهُ هَذَا الأمرُ يَغْنِظه وَيَغنُظهُ لُغتان، وَقَالَ: وَغَنظتهُ وأغْنظتهُ لُغَتَانِ: إِذا بلغت مِنْهُ الغَمَّ. ويروَى عَن عمر بن عبدِ الْعَزِيز أَنه ذكَر الْمَوْت فقالَ: غَنْظٌ ليسَ كالْغَنظ، وكَظٌّ لَيْسَ كَالْكَظِّ. وَقَالَ أَبُو عبيد: الْغَنظ هوَ أشدُّ الكربِ، قالَ: وكانَ أَبُو عُبَيْدَة يَقُول: هوَ أَن يشرفَ الرجل على الموْتِ منَ الكربِ ثمَّ يفلِتَ مِنْهُ. يُقَال: غَنظتُ الرَّجلَ أغْنظه غنظاً إِذا بلغتَ بِهِ ذلكَ، وَأنْشد: وَلَقَد لَقِيتَ فوارِساً من رَهطِنَا غَنظوكَ غَنظَ جَرَادَة الْعيّار غ ظ ف غ ظ ب غ ظ م أهملت وجوهها. (أَبْوَاب) الْغَيْن والذال) قَالَ الليثُ: أهملت الغينُ والذالُ مَعَ الحروفِ الَّتِي تَليها فِي الثلاثيِّ الصحيحِ إلاَّ مَعَ اللامِ وَمَعَ الميمِ. غ ذ ل اسْتعْمل من وجوهه: ذلغ.

ذلغ: قَالَ ابْن بزرج: ذلِغَتْ شفتهُ تذْلَغُ ذَلغاً إِذا انْقَلَبَتْ، وَيُقَال لِذكَرِ الرَّجل: أذلَغُ وأذلغِيٌّ. وَأنْشد أَبُو عمرٍ و: واكْتشفتْ لنَاشىءٍ دَمَكمكِ عَن وَارمٍ أكْظَارهُ عَضَنَّكِ فَدَاسَها بأَذلغيَ بَكْبَكِ قالَ: وَيُقَال: لَهُ مِذْلَغ أَيْضا، وَأنْشد: فَشَامَ فِيهَا مِذْلغاً صُمادِحَا فصرختْ لقدْ لقِيت ناكِحَا رَهزاً دِرَاكاً يحطمُ الجَوَانِحَا قلت: وَالذكر يُسمى أذلَغَ إِذا اتمهلَّ فَصارَتْ تومة الْحَشَفَة كالشفة المنقلبةِ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: رجلٌ أذلَغُ غليظ الشفتين. قَالَ: وَقَالَ رجل من العربِ: كَانَ كثيرٌ أُذيلغَ؛ لَا ينَال خِلْفَ النَّاقةِ لِقصره. وَفِي (نَوَادِر الْإِعْرَاب) : دَلغْت الطعامَ وذلغته: أَي أَكلته وَمثله اللُّغْف. غ ذ م اسْتعْمل من وجوهه: غذم. غذم: قَالَ اللَّيْث: الْغذْم: الْأكل بجفاءٍ وشِدّة نهم، وَقد غَذِمت أغْذَم غذماً. قَالَ: وَالْغُذَم من اللَّبن شيءٌ كثيرٌ، واحدتها غُذْمة؛ وَأنْشد: قد تركتْ فصيلها مكرَّماً ممّا غذته غُذَماً فغُذَما وَيُقَال للحُوَارِ إِذا امْتَكَّ مَا فِي ضَرْع أُمِّهِ قد غَذَمَهُ واغتَذَمَه، وَأَصَابُوا مِن معروفِه غُذَماً، وَهُوَ شَيْء بعدَ شَيْء. أَبُو عبيد عَن الأصمعيِّ: الغذَمُ: نبتٌ. قَالَ القطاميُّ: فِي عَثْعَثٍ يُنبِت الحوذانَ والغَذَما وَقَالَ شمر: الغذِيمةُ كل كلأٍ، وكلُّ شَيْء يركبُ بعضه بَعْضًا، وَيُقَال: هيَ بقلةٌ تنبتُ بعد مسير النَّاس من الدَّار. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي، إِذا أكثرَ منَ العطيةِ قيل: غَذَمَ لَهُ وقذَمَ لَهُ وغثم لَهُ. قَالَ: وَقَالَ الأحمرُ: اغْتذَمَ الفصيلُ مَا فِي ضرع أمِّه إِذا شَرِبَ جميعَ مَا فِيهِ وَقَالَ غَيره: كل مَا أمكنَ منَ المَرْتَع فهوَ غَذِيمةٌ. وَأنْشد: وجَعَلَتْ لَا تجِدُ الغَذَائما إلاّ لَوِيّاً ودَوِيلاً قاشِما ورُوي عَن أبي ذَر أَنه قَالَ: عَلَيْكُم معاشرَ قُريشٍ بدُنياكم فاغْذَموها. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيُّ: الغَذْمُ الأكلُ بجفاءٍ وشدّة نَهَمٍ وَقد غَذِمتُ أغذَمُ غَذْماً. وأنشده الرياشيُّ: تَغَذَّمْنَ فِي جَانِبَيْه الْخَبِ

أبواب الغين والثاء

ير لَمّا وَهَى مُزْنُه واسْتُبيحا وَقَالَ النضرُ: رجلٌ غَذَمٌ: كثيرُ الأكْلِ وبِئرٌ غُذَمةٌ كثيرةُ المَاء، وبئرٌ ذاتُ غَذيمة كذلكَ، والغذائم: البحورُ، الواحِدَة غَذِيمةٌ. وَقَالَ أَبُو مَالك: الغذائمُ كلُّ متَراكب بعضُه عَلَى بعض. (أَبْوَاب) الْغَيْن والثاء) غ ث ر غثر غرث ثغر ثرغ رغث رثغ. غثر: أَبُو عبيد: الأغثرُ الَّذِي فِيهِ غُبرةٌ، ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الذِّئبُ فِيهِ طُلْسَةٌ وغُبْرَةٌ وغُثرَةٌ وغُبسةٌ، والضَّبعُ فِيهَا غُثْرَةٌ. أَبُو عبيد عَن الأصمعيِّ: الغثراءُ من النَّاس: الغوْغاءُ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: الغيْثرَةُ الجماعاتُ من النَّاس المختَلِطون. وَقَالَ الليثُ: الأغثرُ والغثراءُ مِنَ الأكسيةِ: مَا كثرَ صُوفه وزئبَرُه، وَبِه شُبِّه الغَلْفقُ فَوق المَاء. وَأنْشد: عَباءَةٌ غثراءُ مِن أجْن طالي أَي: من ماءِ ذِي أَجْنٍ. قَالَ: الأغثرُ: من طير المَاء: طَوِيل العُنق فِي لَونه غثرَة. وَقَالَ غَيره: أغثرَ الرِّمْثُ وأغفر: إِذا سَالَ مِنْهُ صَمْغٌ حُلْو يُقَال لَهُ المُغْثور والمِغثر، وَجمعه المغاثير والمغافير. وَقَالَ ابْن الفرَج: قَالَ الأصمعيُّ: تركت الْقَوْم فِي غَيْثرة وغَيْتمة: أَي فِي قتال واضطراب. غرث: قَالَ اللَّيْث: الغرَث: الْجُوع، والنّعت غَرْثان وغرْثى، وجاريةٌ غَرْثى الوِشاح ووِشاحها غرْثان، وَقد غرِثَ يغْرَث غَرَثاً فَهُوَ غرثان، وغرَّثه إِذا جَوّعه. ثغر: قَالَ اللَّيْث: الثَّغْر لِلسِّنِّ مَا دامَ فِي مَنابِته قبل أَن يَسْقُط. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو زيد: إِذا سَقَطتْ رَواضِع الصبيِّ قيل: ثُغِرَ فَهُوَ مثغورٌ، فَإِذا نبتتْ أَسْنَانه بعدَ السقوطِ قيل: اثّغرَ واتَّغَرَ بتَشْديد الثّاء وَالتَّاء. وَقَالَ شمر: الإثِّغار يكون فِي النَّبَات والسقُوط، وَمن النَّبَات حديثُ الضَحّاكِ أَنه وُلدَ وَهُوَ مثْغِرٌ، وَمن السقوطِ حَدِيث إِبْرَاهِيم كَانُوا يُحبون أَن يُعلِّموا الصبيَّ الصَّلَاة إِذا اثّغر. قَالَ شمر: وَهَذَا عِنْدِي بِمَعْنى السقوطِ يدلُّكَ علَى ذَلِك مَا رَوَاهُ ابْن المبارَك بِإِسْنَادِهِ عَن إِبْرَاهِيم إِذا ثُغِر، وثُغر لَا يكون إِلَّا بِمَعْنى السقوطِ. قَالَ شمر: ورَوُي عَن جابرٍ أَنه قَالَ: لَيْسَ فِي سنِّ الصبيِّ شَيْء إِذا لم يثّغِرْ قَالَ:

وَمَعْنَاهُ عِنْدِي النَّبَات بعد السُّقوط. قَالَ شمر: وَحكي عَن الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ: إِذا وَقع مقدَّم الفَم من الصبيِّ قيل: اتّغر بِالتَّاءِ، فَإِذا قُلع من الرجل بعد أَن يُسنّ قيل: قد ثُغر بالثاء فَهُوَ مثغور. قلت: أصل الثّغر الْكسر والثّلم، وَقد ثغرْت الْجِدَار إِذا ثلَمْته، وَمِنْه قيل للموضع الَّذِي يخَاف مِنْهُ اندراء العدوِّ فِي جبلٍ أَو حِصْنٍ ثغر لانثِلامِه وإعواره حَتَّى يُمكن العدوّ الدُّخُول مِنْهُ. وَقَالَ اللَّيْث: الثُّغَرة: ثغرَة النّحْر، والثغْرَة النَّاحِيَة منَ الأَرْض، يُقَال: مَا بِتِلْكَ الثغرة مثْله. وَقَالَ أَبُو سعيدٍ: ثُغَر المجدِ: طُرقه واحدتها: ثُغْرة. قلت: وكلُّ طريقٍ التَحَبه النَّاس لسهولتِه حَتَّى تخدَّد فَهُوَ ثُغْرَةٌ، وَذَلِكَ أَن سالكيهِ دعَسوه وثَغروا وَجهه حَتَّى صَار فِيهِ أخدودٌ وشرك بائنةٌ، وَرَأَيْت فِي الْبَادِيَة نباتاً يُقَال لَهُ الثّغَر، وربّما خفِّفَ فَقيل: ثَغْرٌ. قَالَ الراجز: أفانِياً ثَعْداً وثَغْراً ناعِما شمر عَن الهجيميِّ: ثغَرْت سِنّه: نزعْتها واثّغرَ إِذا أنبَت، واثَّغر سقَط، ونَبتَ جَمِيعاً. وَقَالَ الكمَيت: تبَيَّن فِيهِ النَّاس قبلَ اثِّغاره مَكَارِم أرْبى فوْقَ مثْلٍ مِثالُها قَالَ شمر: اثغارهُ: سُقُوط أسنانهِ. قَالَ: وَمن النّاسِ من لَا يثَّغِرُ أبدا، وبَلغنَا أَن عبد الصمد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس لم يَتَّغِرْ قَطُّ وَأَنه دخل قَبره بأسنان الصَّبيِّ، وَمَا نَغضَ لَهُ سِنٌّ حتَّى فارَقَ الدُّنْيَا مَعَ مَا بلغ من العمرِ. وَقَالَ المرار الْعَدَويُّ: قَارِحٌ قد فُرَّ مِنْهُ جَانبٌ ورَبَاع جانبٌ لم يَتّغِرْ وَقَالَ أَبُو زبيد يصف أنيَابَ الأسَدِ: شِبالاً وَأَشْبَاه الزُّجَاج مَغاوِلاً مَطَلْنَ وَلم يَلْقَيْنَ فِي الرَّأْسِ مَثْغرا قَالَ: مَثغراً: مَنْفذاً، فأَقمنَ مكانَهُنَّ من فمهِ، يَقُول: إِنَّه لم يَتّغِرْ فيخلف سنّاً بعد سِنَ كَسَائِر الْحَيَوَان. رغث: قَالَ اللَّيْث: كلُّ مُرْضعةٍ: رَغُوثٌ. وَقَالَ طَرَفةُ: ليتَ لنَا مَكانَ الملكِ عَمرٍ ورَغوثاً حَوْلَ قُبَّتنَا تَخُورُ والرُّغثَاوانِ: مَضيغتَانِ بَين الثّندُوَة والمنْكِبِ بِجَانِب الصَّدْرِ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الرَّغوثُ هِيَ الَّتِي ترضعُ، وَجمعهَا رغاثٌ. وَيُقَال: رَغثهَا ولدُهَا يَرْغَثُهَا رَغْثاً مثل

مَلجَهَا يَملجُها إِذا رَضَعهَا. قَالَ: والرُّغثَاءُ: مَا بَين الْإِبِط وأسفل الثَّديِ ممَّا يَلي الإبطَ، قَالَ ذَلِك ابْن الْأَعرَابِي. وَقَالَ غَيره: الرَّغَثَاءُ بِفتْحِ الرَّاءِ: عَصبَةُ الثدْي، قلت: وضَمُّ الرَّاءِ فِي الرُّغثَاءِ: أَكثر، كَذَلِك روى سَلمَة عَن الْفراء. قَالَ: والرُّغثَاوانِ: سَوادُ حَلَمَةِ الثَّدْيَيْنِ. ثرغ: الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت: ثُرُوغُ الدَّلْوِ وفُروغُهَا مَا بَين العَراقِي، واحدهَا فَرْغٌ وثَرْغٌ. رثغ: قَالَ اللَّيْث: الرَّثَغُ لُغةٌ فِي اللَّثَغِ. غ ث ل غلث. لثغ. ثلغ. لغث: (مستعملة) . ثلغ: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: المثَلَّغَةُ الرطبَة المُعَرَّقَةُ وَهِي المعْوَةُ. وَقَالَ اللَّيْث: ثَلغ رَأسه يَثلَغُه ثلغاً إِذا شَدَخَهُ. وَفِي الحَدِيث: (إِذا يَثلغوا رَأسي كَمَا تُثلَغُ الخبزَةُ) . قَالَ: والمُثَلَّغُ من الرُّطبِ والتّمْرِ: الَّذِي قد أَصَابَهُ المطرُ فَأَسْقَطَهُ ودَقّهُ، وَقد تَناثرَتِ الثِّمارُ فَثُلِّغَتْ تثليغاً. وَقَالَ أَبُو عبيد: ثَلَغْتُ رأسَه أثلَغه ثَلْغاً إِذا شدَخْتُه. وَقَالَ شمر: الثّلغُ: فضخُك الشيءَ الرَّطْبَ بالشيءِ الْيَابِس حَتَّى ينشدخَ وَقد انْثلغَ وانْفضخَ بِمَعْنى واحدٍ. غلث: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الغِلثُ: الشَّديد الْقِتَال اللَّزوم لمن طَالب، قَالَ رؤبةٌ: إِذا اسْمَهَرَّ الحِلسُ المغَالث اسْمهرَّ: اشتدَّ، والحِلسُ الَّذِي لَا يبارح قِرْنه، والمغالث: الملازم لقِرْنه. أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: الغليث: الطَّعام الْمَخْلُوط بِالشَّعِيرِ، فَإِن كَانَ فِيهِ مَدَرٌ أَو زؤانٌ فَهُوَ المغلوث. وَقَالَ الْفراء: المعْلُوثُ بِالعيْن: الْمَخْلُوط. وَقَالَ غَيره: قد سمعناه بالْغيْنِ مَغلوثٌ. وَقَالَ لَبيدٌ: مَشْمولة غُلِثتْ بنَابتِ عَرْفَجٍ كدُخان نارٍ ساطِعٍ أسْنامُها وَقَالَ ابْن دُرَيْد: غلِث الزّنْدُ غَلَثاً إِذا لم يُور. وَقَالَ اللَّيْث: غلث الطَّائر إِذا هَاعَ ورَمى من حَوْصَلَتِهِ شَيْئا اسْتَرَطَهُ. قَالَ ابْن السّكيت: إِنِّي لأجِدُ فِي نَفسِي تغْليثاً، أَي اختلاطاً، وَيُقَال: قُتِل النَّسْر بالغَلْثى، وَهُوَ شيءٌ يُخْلط لَهُ فِي طعامٍ فيأكلُهُ فيقتُله، فيؤخَذُ ريشه. سِقاءٌ مَغْلوثٌ: إِذا كَانَ مدبوغاً بالتَّمْرِ أَو بالبُسْرِ.

لثغ: أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن المبرِّدِ أَنه قَالَ: اللُّثْغَة أَن يُعدلَ بحرفٍ إِلَى حرف. وَقَالَ اللَّيْث: الألْثَغُ: الَّذِي يتحولُ لسانهُ من السِّين إِلَى الثَّاءِ، والمصدر: اللَّثَغُ واللُّثْغَةُ. وَقَالَ غَيره: لَثَّغَ فلَان، لسانَ فلانٍ إِذا صَيَّرَهُ أَلْثَغَ. وَقَالَ أَبُو زيد: الألْثَغُ: الَّذِي لَا يُتِمُّ رَفْعَ لِسَانه فِي الْكَلَام وَفِيه ثِقلٌ. وَفِي (النَّوادر) : مَا أشدَّ لَثَغَتَهُ، وَمَا أقبحَ لُثْغَتَه، فاللَّثَغَةُ: الفَمُ، واللُّثْغَةُ: ثِقَلُ اللسانِ بالْكلَام، أَلْثَغُ: بَيِّنُ اللُّثْغَةِ وَلَا يُقَال بَيِّنُ اللَّثَغَةِ. لغث: عَمْرو عَن أَبِيه: اللَّغيثُ: الطعامُ يُغَشُّ بِالشَّعِيرِ، وباعتهُ يُقَال لهُم البُغَّاثُ واللُّغَّاثُ. غ ث ن غنث نغث: (مستعملان) . غنث: قَالَ اللَّيْث: غنِثَ من اللَّبن يَغْنَثُ غَنَثاً، وَهُوَ أَن يشربَ ثمَّ يتنفس. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: إِذا شَرِبْتَ فاغنَثْ وَلَا تَعُبَّ، والعَبُّ: أَن يشربَ وَلَا يتنفَّس، وَيُقَال: غنَثْتَ فِي الإناءَ نَفساً ونَفَسَيْنِ. وَقَالَ الرَّاجز: قَالَت لهُ بِاللَّه يَا ذَا البُرْدَيْن لَمَّا غنَثْتَ نَغَساً أَو اثْنَيْنِ وَقَالَ: التَّغَنُّثُ: اللُّزوم، وَأنْشد: تَأَمَّلْ صُنْعَ رَبِّكَ غيرَ شَرَ زَمَانا لَا تُغَنِّثُكَ الهموم وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الغُنَّاثُ: الحَسَنو الآدابِ فِي الشربِ والمُنادَمةِ. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: غنِثَتْ نفسهُ غَنثاً إِذا لَغِسَتْ، قلت: لم أسمعْ غنِثَتْ نفسهُ إِذا لَغِسَتْ لغيره. نغث: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: النَّغَثُ: الشَّرُّ الدائمُ الشديدُ، يُقَال: وقعنا فِي نَغَثٍ وعِصْوادٍ ورَيْبٍ وشِصْبٍ. (غ ث ف) غ ث ب غبث ثغب بغث: (مستعملة) . غبث: أَبُو عبيد: الغَبِيثَةُ: طعامٌ يطبخُ ويجعلُ فيهِ جرادٌ، وَهُوَ الغَثيمَةُ أَيْضا. قَالَ: وَقَالَ الْفراء: غبَثْتُ الأقِط أغبِثُه غبثاً ومثْتُ ودُفْتُ مثله. وَقَالَ شمر: قَالَ إِبْرَاهِيم ورّاقُ أبي عبيد قَرَأتهُ على أبي عبيد ثَانِيًا فَقَالَ: بالعَيْن عَبَثْتُ وَقَالَ: رَجَعَ الْفراء إِلَى الْعين،

قلت: رَوَى ابْن السّكيت هَذَا الحرفَ عَن أبي صاعد الكلابيِّ العَبِيثَةُ بِالْعينِ فِي الأقِطِ يُفرَغُ رطْبه على جافِّهِ حَتَّى يخْتَلط، وهما عِنْدِي لُغتان بِالْعينِ والغين وغنَمٌ غبيثةٌ: مختلطة. بغث: قَالَ اللَّيْث: البغاثُ والأبْغَثُ من طير المَاء كلونِ الرَّماد طويلُ الْعُنُق، والجميع: البُغْثُ والأباغِثُ. قَالَ: والبغاثُ طيرٌ كالباشق لَا يصيد شَيْئا من الطير، والواحدة بغاثة، وَيجمع أَيْضا على البِغثان. وَقَالَ الشاعرُ: بغاث الطير أَكْثَرهَا فِراخاً وأمُّ الصَّقْرِ مِقلات نَزور. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: من أمثالهم: (إِن البغاثَ بأرْضنا يستَنْسِرُ) قُلْنَا: هَكَذَا سمعناه من أبي الْفضل: البِغاثُ بِكَسْر الْبَاء، قَالَ: وَيُقَال: بَغاثٌ بِفَتْح الْبَاء، قَالَ: والبَغاثُ: الطيرُ الَّتِي تُصادُ، واحدتُهُ بَغاثَةٌ، وجمعهُ بَغاثٌ وبِغثانٌ، يُضرب مثلا للرجل الْعَزِيز الَّذِي يعزُّ بِهِ الدَّليل، وَقَوله: يَسْتَنْسِرُ: أَي يصيرُ كالنَّسْرِ الَّذِي يصيدُ وَلَا يصادُ، قلت: جعل اللَّيْث البغاثَ والأبْغثَ شَيْئا وَاحِدًا وجعلهما مَعًا من طير الماءِ، والبغاثُ عِنْدِي غيرُ الأبْغثِ، فَأَما الأبْغثُ فَهُوَ من طيرِ المَاء معروفٌ سُمِّيَ أبْغثَ لِغُبثَةِ لَونه، وَهُوَ بياضٌ يَضربُ إِلَى الخُضْرَةِ. وَأما البغاثُ فكلُّ طائرٌ لَيْسَ من جوارحِ الطيرِ يُصادُ وَهُوَ اسمٌ للجِنْسِ من الطيرِ الَّذِي يُصاد. وَقَالَ أَبُو زيد: البَغاثُ: الرَّخَمُ، الْوَاحِدَة بَغاثَةٌ. قَالَ: وَزعم يُونس أَنه يُقَال: البِغاثُ والبُغاثُ بالكسرِ والضمِّ، والواحدةُ بِغاثةٌ وبُغاثةٌ. وَقَالَ ابْن السّكيت: البَغاثُ: طائرٌ أبْغثُ إِلَى الغبْرَةِ دُوَيْنَ الرَّخمةِ بطيءُ الطيران. عَمْرو عَن أَبِيه: البَغيثُ واللَّغيثُ: الطَّعامُ يُغشُّ بِالشَّعِيرِ، وَأنْشد: إِن البَغيثَ واللَّغيثَ سيَّانْ أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: قَالَ: دخلتُ فِي بَغثاءِ النَّاسِ وبَرْشاء النَّاس، أَي: فِي جَمَاعَتهمْ. وَقَالَ اللَّيْث: يومُ بغاثٍ: يومُ وقعةٍ كَانَت بَين الْأَوْس والخزْرَجِ، قلت: والصوابُ يومُ بُعَاث بِالْعينِ، وَقد مر ذكرهُ فِي كتاب الْعين، وَهُوَ من مشاهير أَيَّام الْعَرَب، وَمن قَالَ بغاثٌ بالغين فقد صَحَّفَ. ثغب: قَالَ اللَّيْث: الثَغُبَ: ماءٌ صارَ فِي مستنقع فِي صَخْرَة أَو جلهة وَجمعه ثُغبان. وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود: مَا شَبَّهْتُ مَا غبَرَ من الدُّنْيَا إلاَّ بِثَغْبٍ قد ذهب صَفوه وَبَقِي كَدَرُهُ. وَقَالَ أَبُو عبيد: الثَّغْبُ: الْموضع المطمئن

فِي أَعلَى الْجَبَل يَسْتَنْقِعُ فِيهِ مَاء الْمَطَر. قَالَ عبيد: ولَقَدْ تَحُلُّ بِهَا كَأَن مُجَاجَها ثَغْبٌ يُصَفَّقُ صفوهُ بِمُدامِ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الثُّغْبَانُ: مجاري المَاء وَبَين كل ثغبين طَرِيق فَإِذا زَادَت الْمِيَاه ضَاقَتْ الْمسالِكُ فَدَقَّتْ، وَأنْشد: مَدَافِعُ ثغْبَانٍ أَضَرَّ بهَا الْوَبْلُ وَأما الثَّعبُ فقد مر تَفْسِيره فِي كتاب الْعَيْنِ. ابْن السّكيت: الثَغَبُ: تحتفره الْمسايِلُ من عَل، فَإِذا انحطت حفرت أَمْثَال الدِّبار فيمضي السَّيْل عَنْهَا ويغادرُ الماءَ فيصفو إِذا صَفَقَته الرياحُ ويبرد، فالماءُ ثَغَبٌ، والمكانُ ثَغَبٌ، وهما جَمِيعًا ثغَبٌ وثغْبٌ. غ ث م غثم ثغم ثمع مغث: مستعملة. مغث: قَالَ اللَّيْث: الْمَغْثُ: التباسُ الشُّجْعانِ فِي المعركةِ وتقولُ: مَغَثْتُ الدَّواءَ بِالْمَاءِ: مَرَسْتَه فِيهِ، والْمَغْثُ: الْعَرْكُ، والْمَغْثُ: العَرْكُ فِي المصارعة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الْمَمْغُوث: الْمَحْمُومُ، وَقد مُغِثَ إِذا حُمَّ. وَقَالَ غَيره: المغْثُ: اللَّطْخُ، ومغثتُ عِرْضَه بالسَّبِّ. وَقَالَ الراجز: مَمْغُوثة أعْرَاضُهم مُمَرْطَلَه كَمَا تُلاث فِي الهِنَاءِ الثّمَلَهْ وَيُقَال: بَينهمَا مِغَاثٌ أَي: لحاءٌ وحكاكٌ، ورجلٌ مُمَاغث: إِذا كَانَ يلاحُّ الناسَ ويُلادُّهمْ. وَقَالَ سَلمَة: مَغَثْته فِي المَاء وغتَتّه وغططتُّه وفَصَحْته وقَمَسْته بِمَعْنى غرَّقته. غثم: أَبُو عبيد عَن أبي زيد قَالَ: إِذا غلب بَيَاض الرَّأسِ سوادَه، فَهُوَ أغثم، وَأنْشد: إِمَّا تَرَيْ رَأسي عَلاَني أَغثَمُه وَقَالَ ابْن دُريد: الأغثَم: الأورق، وَهِي الغُثْمة. سَلمَة عَن الْفراء، قَالَ: هِيَ الغَثَمة والقِبَة والفِحتُ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الغُثْم: القِبَاتُ الَّتِي تؤكلُ. أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: الغَثيمَةُ: طعامٌ يطبخُ ويجعلُ فِيهِ جرادٌ، وَهِي الغَبِيثَة. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: غَثَمَ لَهُ من المالِ غَثْمَةً إِذا دفع لَهُ دفْعَة وَمثله قثَمَ وغَذَم. أَبُو مَالك: إِنَّه لبيتٌ مغثُومٌ ومُغْثمَرٌ: أَي مُخَلَّطٌ لَيْسَ بجيِّدٍ، وَقد غثمتهُ وغثمرتهُ: إِذا خلطت كل شَيْء. ثمغ: قَالَ اللَّيْث: الثَّمْغُ: خلطُ الْبيَاض بِالسَّوَادِ. قَالَ رؤبة:

أبواب الغين والراء

إنْ لَاحَ شَيْبُ الشَّمَطِ المثَمَّغِ وَقَالَ الْأَصْمَعِي: ثَمَغَ لِحيَتَهُ فِي الخضاب: أَي: غمَسَها، وَأنْشد: وَلِحْيَةٍ تُثْمَغُ فِي خَلُوقِهَا أَبُو عبيد عَن الْفراء: قَالَ: سَمِعت الْكسَائي يَقُول: ثَمَغةُ الجبلِ بالثَّاء. قَالَ الْفراء: وَالَّذِي سَمِعْتُ أَنا نمغةٌ بالنُّون. وَرُوِيَ عَن الْأَصْمَعِي: ثمغَ رأسهُ بالعصا ثمغاً وثَلغهُ ثَلْغاً بِمَعْنى وَاحِد إِذا شَجَّهُ، وثمغٌ: مالٌ كَانَ لعمر بن الْخطاب فَوَقفهُ. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: ثمغتُ الثَّوْبَ إِذا أشْبَعْتَهُ صِبْغاً، وَأنْشد: كَأَنَّ ثيَابَهمْ ثُمغتْ بِوَرْسِ ثغم: قَالَ اللَّيْث: الثَّغَامَةُ: نباتٌ ذُو ساقٍ، جُمَّاحَتُهُ مثل هَامة الشَّيْخ. وَفِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: أَنه أَتَى بِأَبي قُحافَةَ وكأَنَّ رَأْسَهُ ثَغامةٌ فَأَمرهمْ أَن يغيروهُ. قَالَ أَبُو عبيد: هُوَ نبت أَبيض الثمرِ والزهرِ يُشَبَّهُ بياضُ الشيبِ بِهِ. قَالَ حسان: إمَّا تريْ رأْسي تغير لَوْنُهُ شُمْطًا فأَصْبَحَ كالثغام الممحلِ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الثَّغامَةُ: شَجَرَة تَبْيَضُّ كَأَنَّهَا الثَّلج، وَأنْشد: إِذا رأيْت صلعاً فِي الهامهْ وَحَدَباً بعد اعْتِدَال القامهْ وَصَارَ رأسُ الشيْخ كالثَّغامهْ فايأسْ من الصحةِ والسلامهْ قَالَ: والمثاغمة: مُلاثَمة الرجل امرأتهُ. (أَبْوَاب) الْغَيْن وَالرَّاء) غ ر ل غرل رغل: (مستعملان) . غرل قَالَ اللَّيْث: الأغرلُ: الأقلفُ، والغَرَلُ: القَلَفُ، والغُرلة: القُلفةُ، وَيُقَال للرجل المسترخي الخَلق: غَرِلٌ، وَأنْشد: لَا غَرِلُ الطُّولِ وَلَا قصيرُ أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: رجلٌ أغْرَلُ وأرْغَلُ وَهُوَ الأقلفُ. وَقَالَ اللحياني: قَالَ أَبُو عَمْرو: الغِرْيَلُ والغِرْيَنُ: مَا يبْقى من المَاء فِي الْحَوْض، والغَدِير الَّذِي تبقى فِيهِ الدَّعاميصُ لَا يُقدرُ على شُربه. وَقَالَ أَبُو الْحسن: هُوَ ثُفْلُ مَا صُبغ بِهِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: مَا بَقِي فِي القارُورة إِلا غِرْيَلُها وغِرْيَنُها. رغل: قَالَ اللَّيْث: الرُّغل: نباتٌ تُسمِّيه الفُرس السَّرْمَقَ. وَأنْشد: باتَ من الْخَلْصَاءِ فِي رُغْلٍ أَغَنْ قلت: غَلِطَ اللَّيْث فِي تَفْسِير الرُّغْلِ أَنه السَّرْمَقُ، والرُّغْلُ من شجرِ الْحَمْضِ وورقهُ

مفتولٌ، والإبلُ تُحْمِضُ بِهِ، وأنشدني أعرابيٌ من بني كلاب بن يَرْبُوع، وَنحن يَوْمئِذٍ بالصَّمان لهميان بن قُحَافَة: ترعى من الصَّمان روضاً آرِجا ورُغُلاً باتت بِهِ لواهجا والسَّرْمَقُ: نبت صَغِير، والرُّغْلُ مثل الخذراف والإخريط. وَقَالَ اللَّيْث: أَرْغلَتِ الأَرْض إِذا أنبتت الرُّغل. شمر: أرْغَلَتِ الْمَرْأَة ولدَها: إِذا أرْضَعْتُه. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: فَصِيلٌ رَاغلٌ أَي لاهج وَقد رَغلَ أمَّه يَرْغلُها إِذا رَضعها. وَقَالَ الرِّياشي: رَغَل الجَدْيُ أمه وأرْغَلها ورغِلها إِذا رَضِعَها. وَقَالَ: الرِّغال، البَهْمةُ يرْغل أمّه، أَي: يرضعها. يُقَال: رَغل يرغَل ويرغُل. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: رَغالِ هِيَ الأَمَةُ. وَقَالَت دَخْتَنُوسُ: فَخْرَ الْبَغِيِّ بحدْجِ رَبَّ تِهَا إِذا النّاسُ اسْتَغلُّوا لَا رِجْلَها حَمَلَتْ وَلَا لِرغالِ فِيهَا مُسْتَظَلُّ قَالَ: رَغالِ: الْأمة لِأَنَّهَا تَطعمُ وتَستطْعِمُ. قَالَ: والرَّغالِ: الْبَهْمَةُ يَرْغلُ أمَّهُ أَي: يَرْضَعُهَا. غ ر ن غرن نغر رغن: مستعملة. غرن: أَبُو عبيد عَن الْفراء: الْغِرْيَنُ والغريل مَا بَقِي فِي أَسْفَل القارُورَة من الثُّفْلِ وأَسْفل الْغدِيرِ من الطِّينِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم السجسْتانِي فِي كتاب (الطَّيرِ) لَهُ: الْغَرَنُ: الْعُقابُ. وقالَ غيرهُ: غُرَانُ موضِعٌ، وَمِنْه قَول الشَّاعِر: بَغُرَانَ أَوْ وَادِي الْقُرَى اضْطَربَتْ بِهِ نَكْباءُ بَينَ صَباً وبَينَ شَمالِ نغر: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لِبُنَيَ كَانَ لأبي طَلحةَ الأنصاريِّ وَكَانَ لَهُ نُغْرٌ فَمَاتَ: (مَا فعل النُّغَيْرُ ياأبا عُمَيْر) ، والنُّغَرُ طائرٌ يشبه العصفورَ وتصغيرُه نُغيْرُ وَيجمع نِغراناً. وَفِي حَدِيث عَليّ رَضِي الله عَنهُ أَن امْرَأَة أتَتْهُ فذَكَرتْ أَن زوجَها يَغشَى جاريتها. فَقَالَ: إِن كنت صَادِقَة رَجمناهُ وَإِن كنتِ كاذِبةً جَلَدْنَاكِ. فَقَالَت: رُدُّوني إِلَى أَهلي غيرَى نَغِرَة. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: سَأَلَني شُعْبَةُ عَن هَذَا فَقلت: هُوَ مَأْخُوذٌ من نَغَرِ القدْر وَهُوَ غَلَيانُهَا وفورها يُقَال: نَغرتْ

تَنْغَرُ ونغَرَتْ تَنْغرُ: إِذا غَلَتْ، فَالْمَعْنى أَنَّهَا أرادَتْ أَن جَوْفَهَا يَغلي مِنَ الْغيْظِ والغيرَةِ، ثمَّ لم تَجِد عِنْد عَلِي رحمهُ الله مَا تُرِيدُ. قَالَ أَبُو عبيد: وَيُقَال مِنْهُ: رَأَيْت فُلاناً يَتَنغَّرُ عَلَى فلانٍ أَي يغلي عَلَيْهِ جَوْفُهُ غيْظاً. وَقَالَ اللَّيْث: النُّغَرُ ضَرْبٌ من الحُمَّرِ حُمْرُ المناقِيرِ وأصولِ الأحْناكِ. قَالَ: والنُّغَرُ أَوْلَاد الحوامِل إِذا صَوَّتَتْ ووَزَّغَتْ، قلت: هَذَا تَصْحِيفٌ، وَالَّذِي أرادَ اللَّيْث النُّعَرُ بِالْعينِ وَمِنْه قَول الْعَرَب: مَا أجَنَّتِ النَّاقة نُعَرَةً قَطُّ: أَي مَا حملتْ جَنيناً، وَقد مَرَّ تَفْسِيره فِي كتاب العينِ. وَأنْشد ابْن السّكيت: كالشَّدَنيَّاتِ يساقِطْنَ النُّعَرْ وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: أمْغَرَتِ الشَّاةُ وأَنغَرَتْ وَهِي شاةٌ مُمغِرٌ ومُنْغِرٌ إِذا حُلِبَتْ فخرجَ مَعَ لَبنِهَا دَمٌ فَإِذا كَانَ ذَلِك من عادَتِهَا قِيلَ شاةٌ مِمْغَارٌ ومِنْغَارٌ وَنَحْو ذَلِك رَوى ابْن السّكيت عَنهُ. وَقَالَ شمر: النُّغَرُ: فَرْخُ العصفورِ، وقيلَ: هُوَ من صِغارِ العصافير تَراهُ أَبداً صَغِيرا ضاوياً. رغن: قَالَ اللَّيْث: أَرْغَنَ فُلانٌ بفلانٍ إِذا أصْغَى إليهِ قَابلا رَاضياً وَأنْشد: وأُخْرَى تُصِفِّقُها كلُّ ريح سَريع لدَى الْحَوْر إرْغانُهَا وَقَالَ أَبُو عَمْرو: أرْغَنَ فلانٌ إِلَى الصُّلْح: مالَ إِلَيْهِ. وَقَالَ الطِّرِمّاحُ: مُرْغِنَاتٌ لأخْلَجِ الشِّدْقِ سِلْعا مٍ مُمرَ مَفْتُولةٍ عَضُدُهُ قَالَ: مُرْغناتٌ: مُطِيعاتٌ يَعْنِي كلابَ الصَّيْدِ. وَقَالَ اللحياني: تَقول الْعَرَب: لعلكَ ولَعَنَّكَ ورَعَنَّكَ ورَغنَّكَ بِمَعْنى واحدٍ. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي. قَالَ: يُقَال: هَذَا يومُ رَغْنٍ إِذا كَانَ ذَا أَكلٍ وشُرْبٍ ونعيمٍ، وَهَذَا يَوْم مَزْنٍ: إِذا كَانَ ذَا فِرَارٍ من العدُوِّ، وَهَذَا يَوْم سَعْنٍ إِذا كَانَ ذَا شرابٍ صافٍ. غ ر ف غرف غفر فرغ فغر رغف رفغ: مستعملة. غرف: قَالَ الله جلّ وَعز: {إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ} (الْبَقَرَة: 249) ، وقرىء {غَرْفةً، وأخْبَرْني الْمُنذِريُّ عَن أبي الْعَبَّاس أَنه قَالَ غُرفةً قراءةُ عُثْمَان رَوَاهُ ابْن عامرٍ، وَمَعْنَاهُ الَّذِي يُغترَفُ نَفسه وَهُوَ الِاسْم، والغَرْفَةُ المرَّة من المصدرِ. قَالَ: وَقَالَ الْكسَائي: لوْ كَانَ مَوضعُ اغترَفَ غرفَ اخْترْتُ الفَتْحَ لِأَنَّهُ يخرجُ عَلَى فَعْلةٍ، وَلما كَانَ اغترَفَ لم يخرج

عَلَى فَعْلةٍ. قَالَ الْمُنْذِرِيّ: وَأخْبرنَا الْحسن بن فهْم عَن مُحَمَّد بن سَلام عَن يُونسَ أَنه قَالَ: غَرْفَةٌ وغُرْفةٌ عَربيتانِ، غَرَفْت غَرْفةً وَفِي الْقِدْر غُرْفَةٌ وحَسَوْتُ حَسْوَةً، وَفِي الإناءِ حُسْوَةٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الغرْفُ: غرفك الماءَ بِاليدِ أَو بِالْمغرفَةِ. قَالَ: وغَرْبٌ غَروفٌ: كثيرُ الأخْذِ للماءِ قَالَ: ومَزَادَةٌ غَرْفِيَّةٌ وغَرَفِيَّةٌ. فالغرْفية: رَقيقةٌ من جلودٍ يؤتَى بهَا من البحرَينِ، وغرَفيَّةٌ: دُبغتْ بالغرَفِ. قَالَ: والغرَفُ شجرٌ، فَإِذا يَبسَ فَهُوَ الثُّمام. قلتُ: أما الغرْفُ بسكونِ الرَّاء فهيَ شجرةٌ يُدبغُ بهَا. قَالَ أَبُو عبيد: وَهُوَ الغرْفُ والغلْفُ، وَأما الغرَفُ فَهُوَ جِنْسٌ من الثُّمامِ لَا يُدبَغُ بِهِ، والثُّمامُ أنواعٌ فَمِنْهَا الضَّعَة وَمِنْهَا الجَليلةُ وَمِنْهَا الغرَفُ يُشبِهُ الأسلَ ويُتخذُ مِنْهُ المكانِسُ ويُظَلَّلُ بهَا الأساقي. وَقَالَ عمر بنُ لَجَإٍ فِي الغرْفِ الَّذِي يُدبَغُ بِهِ: تهمِزُه الكفُّ على انطوَائها همزَ شعيبِ الغرفِ من عزْلائها أرادَ بِشَعيبِ الغرْفِ مزادةٍ دُبِغتْ بالغرْفِ. وَمِنْه قَول ذِي الرُّمة: وَفْرَاء غَرْفِيَّة أنأَى خوارزُها وَأما الغرِيفُ فَإِنَّهُ الموضعُ الَّذِي تكثرُ فِيهِ الحَلْفاءُ والغرفُ والأباءُ وَهُوَ القصبُ والغضَا وسائرُ الشّجر. وَمِنْه قَول امرىء القيْس: ويَحُشُّ تحتَ القدرِ يُوقِدُها بِغضا الغَريفِ فأَجمعَتْ تغلي وَقَالَ الآخر: أُسْدُ غرِيفٍ مَقيلُها الغرْفُ وَأما الغِرْيَفُ فهيَ شَجَرَة مَعْرُوفَة. وَأنْشد أَبُو عبيدٍ فِيهِ: بخافَتَيْه الشوعُ والغرْيفُ وَقَالَ الباهليُّ فِي قَول عمر بنِ لجإٍ: الغَرْفُ جلُودٌ لَيست بقرَظِيّة تدبَغُ بهَجَر، وَهُوَ أنْ يُؤخذَ لَهَا هُدْبُ الأرْطَى فيوضعَ فِي مِنكازٍ ويُدقَّ ثمّ يطرَح عَلَيْهِ التمرُ فتخرُج لَهُ رائحةُ خَمْرةٍ ثمَّ يغرَف لكل جلدٍ مقدارٌ ثمَّ يُدبَغ بِهِ، فَذَلِك الَّذِي يغرَفُ يُقَال لَهُ الغَرْفُ، وكل مقدارِ جلدٍ من ذَلِك النَّقيع فَهُوَ الغرْفُ واحدُه وجميعُه سواءٌ، قَالَ: وأهلُ الطَّائِف يُسَمونه النَّفس. قلت: والغرْفُ الَّذِي يُدبَغُ بِهِ الجلودُ من شجَرِ الْبَادِيَة معروفٌ وَقد رأيتُه وَالَّذِي عِنْدِي أَن الجلودَ الغرْفيةَ منسوبةٌ إِلَى الغرفِ الشجَرِ لَا إِلَى غَرْفة تغترَفُ بِالْيَدِ. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثعلبٍ عَن

ابْن الأعرابيِّ قَالَ: يُقَال: أعْطني نفْساً أَو نفسين أَي قدرَ دِبغةٍ من أخلاطِ الدِّباغ يكون ذَلِك قدرَ كفَ من الغرْفةِ وَغَيره من لحاء الشّجر. قَالَ: والغَرَفُ: الثُّمامُ بعينِه لَا يُدبَغُ بِهِ. قلت: وَهَذَا الَّذِي قَالَه ابْن الْأَعرَابِي صحيحٌ. وَحكى ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَيْضا أَنه قَالَ: الغرْف التثنِّي والانقصاف، وَمِنْه قَول ابْن الخطيم: تنامُ عَن كبْرِ شَأْنهَا فَإِذا قا مَتْ رُوَيداً تكَاد تنغرفُ أَي: تنقصفُ من دِقة خصْرِها. وَقَالَ الحُصينيُّ: انغرَف العودُ وانغرض إِذا كسِرَ وَلم يُنْعَمْ كسرُه. وَفِي الحَدِيث أَن رَسُول الله نهى عَن الغارِفةِ. قلت: وتفسيرُ الغارفَة أَن تُسَوِّيَ ناصيتها مَقْطُوعَة عَلَى وسطِ جبينها مطرّرةً سُمِّيتْ غارِفةً لِأَنَّهَا ذاتُ غَرْفٍ أَي ذاتُ قَطْعٍ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي يُقَال: غرَف شَعرَه إِذا جَزّهُ، وملطه إِذا حلقه. وَأَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: غرَفتُ ناصيتَه: قطعْتها، وغرفْتُ العُرْف: جَزَزته، والغُرْفة: الخصلةُ من الشَّعر. قَالَ: وَمِنْه قَول قيس: تكَاد تنْغرِفُ: أَي تَنْقَطِع. وَقَالَ اللَّيْث: الغُرفةُ: العِلِّيَّة، وَيُقَال للسماء السَّابِعَة: غُرْفة. وَأنْشد بيتَ لبيد: سَوَّى فأغلقَ دونَ غُرْفة عَرْشه سبْعاً شِداداً فَوق فرع المَنقل قَالَ: والغرِيف: ماءٌ فِي الأجمة. قلت: أمّا مَا قَالَ فِي تَفْسِير الغرفة فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَأما مَا قَالَ فِي الغرِيف إِنَّه مَاء الأجَمَة فباطلٌ، والغرِيفُ: الأجَمَة نَفسهَا بِمَا فِيهَا من شَجرها. أَبُو عبيد عَن الْفراء قَالَ: بَنو أَسَد يسمونَ النعْل: الغَرِيفة. قَالَ شمر: وطيِّيءٌ تَقول ذَلِك. وَقَالَ الطرِماح: خَرِيع النعْو مُضْطَرب النواحي كأخلاقِ الغريفةِ ذَا غصون وَيُقَال لنعل السَّيْف إِذا كَانَ مِن أَدَم غريفةٌ أَيْضا. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: ناقةٌ غارفة: سريعة السّير وابِلٌ غوارف وخيْلٌ مغارف كَأَنَّهَا تغرف الجَرْي غرْفاً، وفرَسٌ مِغرف. وَقَالَ مُزَاحم: بأيدي اللَّهامِيمِ الطُّوال المغارف

ابْن دريدٍ: فرس غرّاف: رغيب الشّحْوة كثير الْأَخْذ من الأَرْض بقوائمه، والغُرفة: الْحَبل المعْقود بأنشوطَة، وغرفْت الْبَعِير أغرِفه وأَغرُفُه: إِذا ألقيت فِي رأسِه غرفَة وَهُوَ الحبْل الْمَعْقُود بأُنشوطةٍ. رغف: قَالَ اللَّيْث: الرَّغِيف يجمع عَلَى الرُّغُف والرُّغفانِ. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: رغفْت الْبَعِير: إِذا ألقمْته البِزْر والدقيق، وأصل الرّغف: جمعُك العجينَ تكتِّله. فغر: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: فَغَر الرجل فَاه يفْغَره فغْراً إِذا شَحاه، وَهُوَ واسِع فغر الْفَم. وَقَالَ غَيره: الفُغَر: أَفْوَاه الأودية، الْوَاحِدَة فُغْرَة. وَقَالَ عديُّ بن زيد: كالبيضِ فِي الرَّوضِ المنوّر قد أفْضى إليْه إِلَى الْكَثِيب فُغَرْ ودوْيبة لَا تزَال فاغرةً فاها يُقَال لَهَا الفاغر، وَيُقَال: أفغر النّجْم وَهُوَ الثريّا إِذا حَلَق فصارَ عَلَى قمَّة رأسِك فَمن نظر إِلَيْهِ فغر فَاه. وَقَالَ اللَّيْث: الفَغْر: الوَرْد إِذا فغم وفَقّحَ. قلت: إخالُه أرادَ الفغوَ بِالْوَاو فصَحَّفَه وَجعله رَاء. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الفاغرة: ضَرْبٌ من الطِّيب، والمفْغَرة: الأَرْض الواسعة. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: فغرَ الفمُ، انْفَتح، وفغره صاحِبه. وَقَالَ شمر: فغر فَمَه وأفغرَه. وَأنْشد: وأفغر الكالئين النجمُ أَو كربوا غفر: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: اللَّهُمَّ اغفِرْ لنا مغْفرَة وغفْراً وغُفراناً إِنَّك أَنْت الغفور الْغفار يَا أهل الْمَغْفِرَة. وَفِي حَدِيث أنس: أَن النَّبِي قَالَ فِي قَوْله عز وَجل: اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ} (المدثر: 56) ، قَالَ: (هُوَ أهل أَن يُتَّقى فَلَا يُشْرك بِهِ. وَأهل أَن يَغفِر لمن اتَّقى أَن يُشرك بِهِ) . قلت: أصل الغفْر: السّتر والتغطية، وَغفر الله ذنوبَه: أَي سَترها وَلم يَفْضَحهُ بهَا على رُؤُوس الْمَلأ. وكلُّ شَيْء سترتَه فقد غفرتَه، وَمِنْه قيل للَّذي يكون تحتَ بيْضة الْحَدِيد على الرَّأْس مغفر. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: هِيَ حَلَقٌ يجعلُها الرَّجلُ أسفلَ البَيضةِ تُسْبغ على العُنق فتقيه. قَالَ: وَرُبمَا كَانَ المِغْفَر مِثل القَلنسوة غير أَنَّهَا أَوْسَع يُلقيها الرجلُ على رَأسه فتَبلغ الدِّرعَ

ثمَّ تُلبسُ البَيضةُ فَوْقهَا فَذَلِك الْمِغفَرُ يُرَفَّلُ على العَاتِقَيْن، وربّما جُعل المغفَرُ من ديباج وخَز أَسْفَل البيضَة. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: غَفر الرجلُ مَتَاعه يَغفِرُه غَفْراً: إِذا أَوْعَاه. وَيُقَال: اصبُغْ ثوبَكَ بِالسَّوَادِ فَإِنَّهُ أَغْفَرُ للوسخ: أَي أَغْطَى لَهُ. وَمِنْه: غَفرَ اللَّهَ ذُنوبه، أَي ستَرها، وَيُقَال: مَا فيهم غَفِيرَةٌ وَلَا عذيرة: أَي: لَا يَغفرون وَلَا يَعذرون. وَيُقَال: جَاءُوا جمّاً غَفيراً، وجَمَّاءَ الْغَفِير والجَمّاءَ الغفيرَ والغفيرة: جاءُوا بجماعتِهم، والغفْرُ: زِئْبِرُ الثَّوب، والغفْرُ: الشَّعر الَّذِي يكون على ساقِ الْمَرْأَة، والغُفْرُ: وَلَدُ الأَرْوِيَّةِ، وجمعُه أَغفَارٌ، وأُمُّه مُغفِرٌ إِذا كَانَ مَعهَا غُفرٌ، والغِفَارَةُ جِلْدَةٌ تكون على رَأس القَوْس يجْرِي عَلَيْهَا الوَتَر. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: هِيَ الرُّقْعةُ الَّتِي تكون على الحَزِّ الَّذِي يجْرِي عَلَيْهَا الوَتَرُ، والغِفَارةُ: سحابةٌ كَأَنَّهَا فوقَ سَحَابَة. أَبُو عبيد عَن أبي الْوَلِيد الكِلابيِّ قَالَ: الغِفارةُ خِرْقةٌ تكون على رَأس الْمَرْأَة تُوقِّي بهَا الخِمَارَ من الدُّهْن. الأصمعيُّ: الغَفِيرَةُ: الشَّعْرُ الَّذِي يكون فِي الأُذُن. وَأَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: إِذا انْتقض الجُرْحُ ثمَّ نُكِس قيل: غفَر يَغفِرُ غفْراً، وزَرِف يَزْرَفُ زَرَفاً. قَالَ: وَقَالَ الكسائيُّ فِي الغفْرِ والزَّرَفِ مثلُه. وَقَالَ أَيْضا يُقَال للرَّجل إِذا قَامَ من مَرضِه ثمّ نُكِس غفَرَ يَغفِرُ غفْراً. وَقَالَ اللَّيْث: غَفِر الثوبُ يَغفَرُ غفَراً إِذا ثارَ زئبَرُه، والغفْرُ: مَنْزِلٌ من منَازِل القَمَر. أَبُو عبيد عَن الأَمَويّ: اغفِروا هَذَا الأَمرَ بغُفْرَتِه: أَي أَصْلِحوه بِمَا يَنْبَغِي أَن يُصلَح بِهِ، وكلُّ ثوبٍ يُغطى بِهِ شيءٌ فَهُوَ غِفارةٌ. وَمِنْه: غِفَارةُ البِزْيَوْن تُغشَّى بهَا الرِّحَالُ، وجمعُه غفاراتٌ وغفائِرُ، وَيُقَال: أَغْفَرَ العُرْفُطُ إِذا أَخْرج مَغافيرَه. وَقَالَ اللَّيْث: المغْفارُ ذَوبة تَخرُج من العُرْفُطِ حُلوة تُنْضَح بالماءِ فتُشرب. قَالَ: وصمغُ الإجَّاصةِ: مِغفار، وَخرج النَّاس يَتمغْفرون إِذا خَرجُوا يَجْتَنونه من شَجرِه. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: المَغافيرُ مِثْلُ الصمغ يَكون فِي الرِّمْث وَغَيره وَهُوَ حُلو يُؤكلُ، وَاحِدُها مُغْفور، وَقد أَغفر الرِّمْثُ. شمر عَن ابْن شُمَيْل: الرِّمْثُ من بَين الحَمضِ لَهُ مَغافيرُ، والمغافير: شيءٌ يسيلُ من أَطراف عِيدانِها مِثل الدِّبْس فِي لَونه ترَاهُ قَطْراً قَطْراً حُلواً يأْكله الْإِنْسَان حَتَّى يَكْدَنَ عَلَيْهِ شِدقاه وَهُوَ يُكْلِعُ شَفَتَه وفمَه

مِثل الدِّبْق، وَالرُّبِّ يَعْلُق بِهِ، وَإِنَّمَا يُغفِرُ الرِّمْثُ فِي الصَّفَرِيَّةِ إِذا أَوْرَس. يُقال: مَا أحسن مَغافيرَ هَذَا الرِّمْثِ، قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: كلُّ الحَمْضِ يورِسُ عِنْد البرْد وَهُوَ ترَوُّحه وإِزْبَادُه تُخْرِج مَغافيرَه، تَجد رِيحَه من بعيد. وَقَالَ: المَغافيرُ: عَسَل حُلْو مثلُ الرُّبِّ إِلاَّ أنّه أبيضُ. وَقَالَ غَيره: ومثلٌ للْعَرَب: هَذَا الْجَنَى لَا أَن يُكَدَّ المُغْفُرُ، يُقَال ذَلِك للرَّجل يُصِيب الْخَيْر الْكثير، والمغفرُ هُوَ الْعود من شجر الصمغ يمسَح مِنْهُ مَا ابيضَّ فيُتخذ مِنْهُ شرابٌ طيبٌ. وَقَالَ بَعضهم: مَا اسْتَدَارَ من الصمغ يُقَال لَهُ: المُغْفُرْ، وَمَا استطال مثل الإصبع يُقَال لَهُ الصُّعْرُورُ، وَمَا سَالَ مِنْهُ فِي الأَرْض يُقَال لَهُ: الذَّوْبُ. وَقَالَت الغَنويةُ: مَا سَالَ مِنْهُ فَبَقيَ شبه الخيوط بَين الشّجر وَالْأَرْض يُقَال لَهُ شآبيبُ الصمغ وأنشدت: كأَنَّ سَيْلَ مَرْغِهِ المُلَعْلَعِ شؤبوبُ صمغٍ طلحهُ لم يُقطع وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه شربَ عسلاً فَقَالَت لَهُ امرأةٌ من نِسَائِهِ: أكلتَ مَغافيرَ؛ أَرَادَت بالمغافير صمغَ العُرْفُطِ وَقد مرَّ تَفْسِيره. رفغ: قَالَ اللَّيْث: الرَّفغُ والرُّفْغُ لُغتان، وَهُوَ من بَاطِن الْفَخْذ عِنْد الأُرْبية. وناقة رَفْغَاءُ: وَاسِعَة الرفغ. وناقة رَفِغَةٌ: قرحةٌ، قَالَ: والرَّفْغُ: وسَخُ الظفْرِ. وَفِي الحَدِيث: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلَّى فأَوْهَمَ فِي صلَاته؛ فَقيل لَهُ: يَا رَسُول الله كأَنك أوْهَمْتَ فَقَالَ: (وَكَيف لَا أُوهِمُ ورفْغُ أحدكُم بَين ظُفره وأَنْمُلَتِهِ) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: جمع الرفْغِ أَرْفاغٌ، وَهِي الآباط والمغَابِنُ من الْجَسَد يكون ذَلِك فِي الْإِبِل وَالنَّاس. قَالَ أَبُو عبيد: وَمَعْنَاهُ فِي الحَدِيث مَا بَين الأُنثيين وأصول الفخذين وَهِي من المغابنِ، وَمِمَّا يبين ذَلِك حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ: (إِذا التقى الرّفْغَان فقد وجبَ الغُسْلُ) ، يُرِيد: إِذا التقى ذَلِك من الرَّجل وَالْمَرْأَة وَلَا يكون ذَلِك إِلَّا بعد التقاء الخِتَانَيْنِ. قَالَ: وَمعنى الحَدِيث الأول أَن أحدكُم يَحُكُّ ذَلِك الْموضع من جسده فَيَعْلَقُ دَرَنَهُ ووَسَخُهُ بأصابعه فَيبقى بَين الظُّفْرِ والأَنْمُلَةِ إِنَّمَا أنكر من هَذَا طول الأظْفَارِ وتركَ قصِّها حَتَّى تطُول. وَقَالَ اللَّيْث: عيشٌ رَفِيغٌ: خصيبٌ وَإنَّهُ لَفِي رَفاغةٍ ورفاغِيَةٍ، وَأنْشد: تحتَ دُجُنَّاتِ النَّعيم الأَرْفَغِ أَبُو عبيد: الرَّفاغَةُ والرَّفْغُ: الْخِصبُ والسَّعَةُ.

وَقَالَ أَبُو مَالك: الرّفْغُ ألأمُ الْوَادي وشرُّه تُراباً، وَجَاء فلَان بمالٍ كَرَفْغِ التُّراب. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب: أتَى قَرْيَة كَانَت كثيرا طعامُها كَرَفْغِ التُّراب كل شيءٍ يَمِيرُها قَالَ: والأرْفاغُ: السفلةُ من النَّاس، الْوَاحِد رَفْغٌ. أَبُو زيد: الرَّفْغُ والرّقاقُ وَاحِد وَهُوَ الأَرْض السهلة وجمعهُ رِفاغ والرُّفَغْنِيَةُ والرُّفَهْنِيَةُ: سَعَةُ الْعَيْش. فرغ: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: فَرَغَ يَفْرُغ وفَرِغَ يَفْرَغُ فراغاً وقُرىء: {أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ} (سبأ: 23) ، وفُسِّر أَنه فَرَّغ قُلُوبهم من الْفَزع. وَأما قَوْله جلّ وعزّ: {لاَ يَشْعُرُونَ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً إِن كَادَتْ لَتُبْدِى بِهِ لَوْلا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (الْقَصَص: 10) ، فَإِنَّهُ يُفَسَّرُ على وَجْهَيْن؛ أَحدهمَا: أصبح فارِغاً من كل شَيْء إِلَّا ذكر مُوسَى، وَالثَّانِي: أَن فؤادها أصبح فَارغًا من الاهتمام بمُوسَى لِأَن الله وعدها أَن يردَّه عَلَيْهَا، وكلا الْقَوْلَيْنِ يذهب إِلَيْهِ أهل التَّفْسِير والعربيَّة. وَقَالَ اللَّيْث فِي قَوْله: {لاَ يَشْعُرُونَ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً إِن كَادَتْ لَتُبْدِى بِهِ لَوْلا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} أَي خَالِيا من الصَّبْر، وقُرىء (فُرُغاً) أَي مُفَرَّغاً. قَالَ أَبُو مَنْصُور: القَوْل مَا ذَكرْنَاهُ لأهل التَّفْسِير، لَا مَا قَالَه اللَّيْث بِرَأْيهِ. والفَرْغُ: مَفْرَغُ الدَّلو، وَهِي خَرْقُهُ الَّذِي يَأْخُذ المَاء، والفِرَاغُ ناحيته الَّتِي يُصبُّ المَاء مِنْهُ، وَأنْشد: تَسْقِي بِهِ ذاتَ فِراغٍ عَثْجَلاَ وَقَالَ الآخر: كأَنَّ شِدْقَيْهِ إِذا تَهَكَّمَا فَرْغانِ مِن غَرْبَيْنِ قد تَخَرَّمَا قَالَ: وفَرْغُهُ سَعَةُ خَرْقِهِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي وَأَبُو زيد وَأَبُو عَمْرو: فُروغُ الدّلاءِ وثُروغُها: مَا بَين العَراقي، الواحِدُ فَرْغٌ وثَرْغٌ. وَأما الفِرَاغُ فَكل إِناءٍ عِنْد الْعَرَب فِراغٌ كَذَلِك قَالَ ابْن الْأَعرَابِي، والفَرْلأنِ: منزلان من منَازِل الْقَمَر أَحدهمَا الفَرْغُ المُقَدَّمُ وَالْآخر الفَرْغُ الْمُؤخر، وهما فِي بُرج الدَّلْو، والإفراغُ: الصَّبُّ. قَالَ الله جلّ وَعز: {أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا} (الْبَقَرَة: 250) ، أَي: اصبب. وَيُقَال: افْتَرَغْتَ إِذا صببتَ على نَفسك مَاء، ودرهمٌ مُفْرَغ: أَي مصبوب فِي قالب لَيْسَ بمضروب، وَفرس فريغُ الْمَشْي، هِمْلاَج وسَّاع وَقد فَرُغَ فَراغَةً. وَقَالَ ابْن السّكيت: الفَرْغُ وَاحِد الفُروغ وَهُوَ مخرج المَاء من بَين العَراقي. قَالَ: وَيُقَال: ذهب دمهُ فِرْغاً أَي هدرا.

وَقَالَ الشَّاعِر: فَإِن تَكُ أذْوَادٌ أُصِبْنَ ونِسْوةٌ فَلَنْ تَذْهَبوا فَرْغاً بِقَتْلِ حِبالِ وَطَرِيق فَريغ: إِذا كَانَ وَاسِعًا. وَقَالَ أَبُو كَبِير الهذليُّ: فَأَجَزْتُه بأَفلَّ تحسبُ أَثرهُ نهْجاً أبانَ بِذِي فريغٍ مَخْرفِ واسْتَفْرَغَ فلانٌ مجهودَهُ: إِذا لمْ يبقِ منْ جهدهِ وَطاقتِه شَيْئا، وفرسٌ مُسْتَفْرَغُ: لَا يدَّخِرُ من حضرهِ شَيْئا. وَقَالَ الأصمعيُّ: الْفِرَاغ حوضٌ من أَدم وَاسعٌ ضخمٌ. قَالَ أَبُو النَّجْمِ: طَاوِيَةٍ جَنْبَيْ فِرَاغٍ عَثْجَلِ وَيُقَال عني بالْفِرَاغِ ضَرْعها أنَّهُ قد جَفَّ مَا فِيهِ من اللَّبنَ فتَغَضَّن. وَقَالَ امرؤُ القَيْسِ: وَنَحَتْ لَهُ عَن أَرْزِ تَالئة فِلْقٍ فرَاغِ معابلٍ طُحْلِ أرادَ بِالْفِرَاغ هَا هُنَا نِصالاً عَرِيضةً. وَقَالَ أَبُو زيد: الْفِراغُ منَ النُّوقِ: الْغَزيرةُ الواسعةُ جرابِ الضَّرْعِ. وَقَالَ ابْن الأعرابيِّ فِي قَوْله جلَّ وعزَّ: {تُكَذِّبَانِ سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلاَنِ} (الرَّحْمَن: 31) ، أَي: سنقصدكم. غ ر ب غرب. رغب. غبر. ربغ. برغ. بغر: مستعملة. برغ: أما برَغَ فَإِن اللَّيْث أهمله. ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيِّ أَنه قَالَ: بَرِغَ الرَّجلُ إِذا تَنَعَّمَ. غرب: قَالَ الليثُ: يُقالُ: كُفَّ من غرْبكَ: أَي من حدَّتِك، وَقيل: الغَرْبُ: التمادِي. وَقَالَ غيرهُ: غرْبُ كلّ شَيْءٍ: حَدُّهُ وَكَذَلِكَ غُرابُهُ، وغرْبُ اللِّسانِ: حِدَّتُهُ، وسيفٌ غرْبٌ: قاطعٌ حديدٌ. وَقَالَ الشاعرُ يصفُ سَيْفا: غرْباً سَرِيعاً فِي الْعِظَامِ الْخُرسِ ولسانٌ غرْبٌ: حديدٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الْغَرْبُ: يَوْم السَّقْي، وَأنْشد: فِي يَوْم غرْبٍ ومَاءُ الْبِئر مشتركُ قلتُ: أرَاهُ أرادَ بقوله فِي يَوْم غَرْبٍ: أَي فِي يومٍ يُسْقى فِيهِ بالْغرْبِ وَهُوَ الدَّلْو الكَبيرُ الَّذِي يُسْتَقى بهِ عَلَى السَّانِيَة. وَمِنْه قولُ لبيدٍ: فَصَرَفْتُ قصراً والشؤون كَأنها غَرْبٌ تخبُّ بِهِ القَلوصُ هَزِيمُ وَقَالَ الليثُ: الغرْبُ فِي بيتِ لبيدٍ الرَّاوِيَةُ، والصّوَابُ أنَّهُ الدّلو الكبيرُ.

وَقَالَ الْأَصْمَعِي: فَرَسٌ غرْبٌ، أَي: كثير العَدْوِ. وَمِنْه قَول لبيدٍ: غرْبُ المصبَّةِ مَحْمودٌ مَصَارِعُهُ لاهي النَّهار لسير اللَّيلِ مُحْتقِرُ أَرَادَ بقوله: غرْبُ المصَبَّة أنَّه جوادٌ وَاسع الْخَيْر وَالعطَاء. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الغَرْبَانِ من الْعين مُقدمُها ومُؤْخرُها، قَالَ: والغرُوبُ: الدُّمُوعُ حِين تخرج من الْعين. وَقَالَ الراجزُ: مَا لكَ لَا تَذْكُرُ أُمّ عَمْرو إلاَّ لِعَينيكَ غروبٌ تَجْرِي قالَ: وَقَالَ الفرَّاء: الْغُرُوب: هِيَ مجاري الْعين. الليثُ: الغرْبُ: المغْربُ والغرْبُ: الذَّهاب والتَّنَحِّي. يُقَال: غرَبَ عَنَّا يغرُبُ غرْباً، وَقد أَغْربْتُه وغَرَّبتُه إِذا نَحيتهُ. وَفِي الحَدِيث: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمر بِتَغْريبِ الزَّانِي سَنَةً إِذا لم يحصن وَهُوَ نَفْيه عَن بَلَده. وَقَالَ اللَّيْث: الغرْبِيُّ: الفَضِيخُ من النَّبِيذ. أَبُو عبيد عَن الْفراء: غَرِبَتِ الْعين غَرَباً: إِذا كَانَ بهَا ورَمٌ فِي المآقي، وَيُقَال: بِعَيْنِهِ غَرَبٌ: إِذا كَانَت تَسِيلُ فَلَا تَنْقَطِعُ دُموعُها، وَأنْشد: أَبى غَرْبُ عَيْنَيْك إِلَّا انهمالا والغرْبُ: ماءُ الْفَم إِذا سَالَ بحدّة، والغرْبُ: التَّنَحِّي عَن حدّ وَطنه، يُقَال: أَغرب: أَي تنَحَّ عَن حدِّ مَكَانك. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الغرَبُ: الموضعُ الَّذِي يسيلُ فِيهِ الماءُ بَين الْبِئْر والحوض. قَالَ ذُو الرُّمَّة: واسْتُنْشِىءَ الغرَبُ وَيُقَال للدالج بَين الْبِئْر والحَوض: لَا تُغرِبْ، أَي لَا تَدْفُقِ الماءَ بَينهمَا فَتَوْحَلَ. وَقَالَ أَبُو عبيد: الغرَبُ: مَا حولَ الحوضِ والبئرِ من الماءِ والطِّين، وأغرَبَ الساقي: إِذا أَكثر الغرَبَ، وغروبُ الأسْنانِ: الماءُ الَّذِي يجْرِي عَلَيْهَا، الواحدُ: غرْبٌ والغرَبُ: شجرٌ معروفٌ. وَمِنْه قَوْله: عُودُكَ عودُ النُّضارِ لَا الغرَبُ قَالَ: والغرَبُ: جامٌ من فضَّة. وَقَالَ لَبِيد: فَدَعْدَعا سُرَّةَ الرِّكاء كَمَا دَعْدَعَ ساقي الْأَعَاجِم الغَرَبا وَقيل: الغرَبُ: شجر تُسَوَّى مِنْهُ الأقداحُ البيضُ، والنُّضارُ شجر تسوَّى مِنْهُ أقداح صُفْرٌ. وَمِنْه قَول الْأَعْشَى: تَرَامَوْا بِهِ غَرَباً أَو نُضَارا وَقَالَ أَبُو زيد: الغرْبُ: الْوَاحِدَة غرْبَةٌ،

وَهِي شجرةٌ ضخمةٌ شاكَّةٌ خضراءُ، وَهِي الَّتِي يتَّخذُ مِنْهَا الكَحْيلُ وَهُوَ القَطِرَانُ، حجازيَّة. أَبُو عبيد: أَصَابَهُ سهم غرَب: إِذا كَانَ لَا يدْرِي مَن رَامِيه. قَالَ ذَلِك الكسائيُّ والأصمعيُّ بِفَتْح الرَّاء، وَكَذَلِكَ سهم غرَضٍ وَغرب مضافان. عَمْرو عَن أَبِيه، الغرَبُ: الخَمْرُ، وَأنْشد: دَعِيني أَصطبح غرَباً فأغرِب مَعَ الفتيان إِذْ لَحِقُوا ثمودا وللشمس مشرقان ومغربان، فأحَدُ مشرِقَيها: أقْصَى الْمطَالع فِي الشتَاء، وَالْآخر: أقْصَى مطالِعِها فِي القَيْظ، وَكَذَلِكَ أحد مَغرِبَيْهَا: أقْصَى المغارِبِ فِي الشتَاء وَكَذَلِكَ فِي الْجَانِب الآخر. وَقَوله جلَّ وعزَّ: {يَعْلَمُونَ فَلاَ أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ} (المعارج: 40) ، أَرَادَ مشرق كل يَوْم ومغرِبَهُ، وَهِي مائةٌ وَثَمَانُونَ مشرقاً تقطعها فِي سِتَّة أشهر وَمِائَة وَثَمَانُونَ مغرباً تقطعها فِي مثلهَا، والغروب: غيوبُ الشَّمْس، يُقَال: غرَبَتْ تَغرُبُ غروباً إِذا غَابَتْ. ابْن السّكيت: أَتَيْته مغيرِبانَ الشَّمْس، ومُغيْرِباناتِ الشَّمْس. وَزَاد غَيره: غرَيْريبات الشَّمْس وغرَيْرِياتها، وغييّبات الشَّمْس وغييياتها، وغُيَيِّيبَ الشَّمْس وغيوبها. وَيُقَال: ضرب فلَانا فصرعه، وشرَّقت يداهُ وغرّبت رِجْلاه. والغريب من الْكَلَام: العُقْمِيُّ الغامضُ، ونَوًى غَرْبَة: بعيدَة. وَقَالَ الْكُمَيْت: وشَطَّ وَلْيُ النَّوَى إنَّ النَّوَى قُذُف تيَّاحَة غرْبَة بِالدَّار أَحْيَانًا وَفِي حَدِيث عمر رَضِي الله عنهُ أَنه قَالَ لِرجُلٍ قدمَ عَلَيْهِ من بعض الْأَطْرَاف، هَل من مُغرِّبَةِ خبرٍ. قَالَ أَبُو عبيد يُقَال: مُغرِّبَة ومُغرَّبَة بِكَسْر الرَّاء وَفتحهَا قَالَ ذَلِك الْأمَوِي بِالْفَتْح وَقَالَ غَيره بِالْكَسْرِ، وَأَصله فِيمَا نرى من الغرْبِ، وَهُوَ الْبعد. وَمِنْه قيل: دَار فلَان غربَة، وَمِنْه قيل: شَأْوٌ مُغرِّب. وَقَالَ الْكُمَيْت: أعهدكَ من أُولَى الشَّبِيبَةِ تطلبُ على دبرٍ هَيْهَات شأْوٌ مغرِّب وَالْخَبَر المُغرِب الَّذِي جَاءَ غَرِيبا حَادِثا طَرِيفاً، وَيُقَال: غرَّبَ فلَان فِي الأَرْض وأغرَبَ إِذا أمعن فِيهَا. وغرَّبَ الْأَمِير فلَانا إِذا نَفَاهُ من بلد إِلَى بلد. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لرجل، قَالَ لَهُ: إِن ابْني كَانَ عَسيفاً على رجل،

وَإنَّهُ زنى بامرأته، فَقَالَ لَهُ: إِن على ابْنك جَلد مائَة وتغريب عَام: أَي نفي عَام من بَلَده. وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: أَدْنَى تَقاذُفِهِ التَّغرِيب والخَبَب ويروى التَّقْرِيب، أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: التَّغرِيب أنْ يَأْتِي ببنين بِيضٍ، والتَّغرِيب أَن يَأْتِي ببنين سودٍ، والتَّغريب أَن يجمع الغرابَ وَهُوَ الْجَليدُ والثَّلْج فيأكله، والعنقاءُ المغرِب، هَكَذَا جَاءَ عنِ الْعَرَب بِغَيْر هاءٍ وَهِي الَّتِي أغربت فِي الْبِلَاد فَنَأتْ وَلم تُحَسَّ وَلم تُرَ. وَقَالَ أَبُو مَالك: العَنقاءُ المُغرِب: رَأس أكَمَةٍ فِي أَعلَى الجَبَلِ الطَّوِيل، وأنْكَر أَن يكون طائراً، وَأنْشد: وَقَالُوا الْفَتى ابنُ الأَشْعَرِيَّةِ حَلَّقَتْ بِهِ المغربُ العَنْقَاءُ أَنْ لم يسدَّدِ وَمِنْه قَالُوا: طَارَتْ بِهِ العَنْقَاءُ المغربُ. قلت: وحذفت تَاء التَّأْنِيث مِنْهَا كَمَا قيل: لِحْيةٌ ناصلٌ وناقةٌ ضامرٌ وامرأةٌ عاشقٌ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أغربَ الرجُلُ إغراباً إِذا جاءَ بأَمْرٍ غريبٍ، وأغربَ الدَّابَّةُ: إِذا اشْتَدَّ بيَاضُهُ حَتَّى تبيضَّ محاجرهُ وأرفاغُه وَهُوَ مُغرب. وَقَالَ اللَّيْث: المُغرَبُ: الأبيضُ الأَشفار من كل صنف، وَأنْشد: شَرِيجانِ من لَوْنين خِلْصَان مِنْهُمَا سَوادٌ وَمِنْه واضحُ اللونِ مُغربُ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الغُرْبةُ: بَيَاض صرف والحُلْبة سوادٌ صرفٌ. قَالَ: والغرْبُ: حدُّ كلِّ شَيْء، والغرْبُ: الدُّموع، والغرْبُ: الْعرق الَّذِي يسقى، الضَّاربُ الَّذِي يسيل أَو يرْشَحُ أبدا. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: يُقَال لَهُ النَّاصور والنَّاسُور، قَالَ: والغرَبُ محركاً: الخذَل فِي العَيْنينِ وَهُوَ السُّلاق. عَمْرو عَن أَبِيه: رَجل غَرِيب وغريبِيٌّ وشَصيبٌ وطارىءٌ وإتاويٌّ بِمَعْنى واحدٍ، قَالَ: والْمَغاربُ السُّودَان والمغارب الحمران وغروب الثَّنايَا: حَدُّها وأَشَرها. وَقَالَ اللَّيْث: الغاربُ: أعْلى الموج وَأَعْلَى الظَّهْر. وَقَالَ غَيره: كانَتِ العَرَب إِذا طلقَ أحدهم امْرَأَته فِي الجاهليةِ، قَالَ لَهَا: حبلكِ على غارِبِك أَي خَلَّيْت سبيلكِ فاذْهَبي حَيْثُ شِئْتِ. قَالَ الْأَصْمَعِي: وذَلك أنَّ الناقَةَ إِذا رَعَتْ وَعَلَيْهَا خِطامها ألْقى على غاربها وتركَتْ لَيْسَ عَلَيْهَا خطام، فَإِذا رَأَتِ الخطامَ لم يَهنهَا الرعْيُ، والغارِب: أَعلَى مقدَّمِ السَّنام، وَيعْتَبر ذُو غاربين: إِذا كَانَ مَا بَين غاربيْ سنامه متَفتِّقاً وَأكْثر مَا يكون هَذَا فِي البَخَاتي الَّذِي أَبوهَا الفالج وَأمّهَا عَرَبِيَّة.

أَبُو عبيدٍ عَن الأصمعيِّ: أغرَبَ عَلَيْهِ إذَا صنعَ بِهِ صنيعاً قبيحاً. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عبيدةَ: أغربْتُ السقاءَ: مَلأتهُ. وَقَالَ بشر بن أبي حازمٍ: وكَأَنّ ظُعْنهمو غداةَ تَحَمّلُوا سفنٌ تكفَّأ فِي خليج مُغْرَبِ وَقَالَ الأصمعيُّ: أغرَبَ فِي مَنطقِهِ: إِذا لم يبْق شَيْئا إلاَّ تكلم بِهِ وأَغرَبَ الفرسُ فِي جَرْيه، وَهُوَ غَايَة الْإِكْثَار مِنْهُ. أَبُو عبيدٍ عَن أبي زيد: أغرَبَ الرَّجل: إِذا اشتدَّ ضحكه. وَعَن الكسائيِّ: اسْتغربَ فِي الضحِكِ واسْتُغرِبَ: إِذا أَكثر مِنْهُ. وَأنْشد غَيره: فَمَا يُغربونَ الضَّحْكَ إلاّ تَبَسماً وَلَا يَنسبونَ القولَ إلاّ تخَافيَا الأصمعيُّ: فَأْسٌ حديدةُ الغُرابِ: أَي حَدِيدة الطَّرَفِ، قَالَ: والغُرَابُ حَدُّ الْوَرِكِ الَّذِي يَلي الظّهْر. قَالَ: والغُرَابُ: قَذال الرَّأْس، يُقَال: شابَ غرابهُ: أَي: شعر قَذالِهِ، والغرابُ: هَذَا الطائرُ الأسودُ، وأسود غرَابِيٌّ وغِربيبٌ، وأغْربَ الرَّجل: إِذا اشتدَّ وَجَعه من مرضٍ أَو غَيره. قَالَ ذَلِك الأصمعيُّ، قَالَ: كل مَا وَاراكَ وسَتَرَك فَهُوَ مغربٌ. وَقَالَ سَاعِدَة الهذليُّ: موكَّل بسدوفِ الصَّوْمِ يبصرها من المغاربِ مَخْطوفُ الحشا زَرِمُ وكُنُس الْوَحْش: مغاربُهَا لاستتارها بهَا. أَبُو عبيد عَن الأصمعيِّ: رِجْل الغرابِ ضربٌ من صَرِّ الْإِبِل لَا يَقدرُ الفصيلُ عَلى أنْ يرضعَ مَعَه وَلَا يَنحل. وَقَالَ الْكُمَيْت: صَرَّ رِجلَ الغرابِ ملكك فِي النا س عَلَى من أرادَ فِيهِ الفجورَا وَإِذا ضَاق على الْإِنْسَان معاشُه، قيلَ: صُرَّ عَلَيْهِ رِجْلُ الغرَاب. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: إِذا رجل الغرَابِ عَلَيَّ صُرَّت ذكرتكَ فاطمأنّ بِي الضَّمِير وَقَالَ شمر: أغربَ الرَّجل إِذا ضحكَ حَتَّى تبدو غرُوب أسنانهِ. وَفِي الحَدِيث: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سُئِلَ عَن الغرباءِ، فَقَالَ: (الَّذين يُحيونَ مَا أَماتَ النَّاسَ من سُنتي) . وَفِي حديثٍ آخر: (إنَّ الإسْلامَ بَدَأَ غَريباً وسَيَعُودُ غَرِيبا فطُوبى للغُرَباء) . وَفِي حديثٍ ثَالِث: (مَثل أُمَّتي كالمطر لَا يُدْرَى أَوَّلُها خير أَو آخِرُها) وَلَيْسَ شيءٌ من هَذِه الْأَحَادِيث بمخالفٍ للْآخر، وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنَّ أَهلَ الْإِسْلَام حِين بدأَ كَانُوا

قَلِيلا، وهم فِي آخر الزَّمَان يَقلُّونَ إلاّ أَنهم خِيار. ومِمَّا يَدلُّ على هَذَا الْمَعْنى الحَدِيث الآخر: (خيارُ أُمَّتِي أَوَّلُها وَآخِرهَا وبيْن ذَلِك ثَبَجٌ أَعْوج لَيْسَ منكَ ولستَ مِنْهُ) . وَفِي حديثٍ آخر: (إنَّ فِيكُم مُغَرِّبين، قَالُوا: وَمَا مُغَرِّبون، قَالَ الَّذين يَشْرَكُ فيهم الجنُّ) ، سُمُّوا مُغَرِّبين لأَنهم جَاءُوا من نَسَبٍ بعيد، وغُرَّب: اسْم مَوضِع، وَمِنْه قولُه: فِي إثْر أَحْمَرَةِ عَمَدْنَ لِغُرَّبِ ورَحا الْيَد يُقَال لَهَا غَريبة، لِأَن الْجيران يَتعاوَرُونها، وَأنْشد بَعضهم: كأنَّ نَفيَّ مَا تَنفِي يَداها نفِيُّ غريبةٍ بيَدَيْ مُعِين والْمُعِينُ أَن يسْتعين المديرُ بيد رجلٍ أَو امرأةٍ يضَع يدَه على يدِه إِذا أَدارَها، وغُرابُ البَرِير عُنْقودُه الْأسود، وجمعُه غِرْبان. قَالَ بِشْرُ بن أبي حازمٍ: رأَى دُرَّةً بيضاءَ يحفلُ لونَها سُخَامٌ كغِرْبانِ البَرِير مُقَصَّبُ يَحفِلُ لَوْنهَا: يجلوه ويَشُوفُه، أرادَ أنَّ سوادَ شَعرِها يزيدُ لَوْنهَا بَيَاضًا. والعربُ تَقول: فلَان أَبصَرُ من غرابٍ وأَشَدُّ سَواداً من الْغُرَاب، وَإِذا نَعَتوا أَرْضاً بالخِصْبِ قَالُوا: وَقَع فِي أرضٍ لَا يَطيرُ غرابها. وَيَقُولُونَ: وَجَد تَمْرَةَ الغُراب، وَذَلِكَ أَنه يَتَتَبَّعُ أَجْود التَّمْر فيَنْتَقِيه. وَيَقُولُونَ: أَشْأَمُ من غرابٍ وأَفْسَقُ من غرابٍ، وَيُقَال: طَار غراب فلَان إِذا شَاب رَأسه. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: لمَّا رأيتُ النَّسْرَ عزَّ ابنَ داية أَرادَ بِابْن دايةٍ الغرابَ وَقد مرَّ تفسيرُ هَذَا الْبَيْت، وعَيْنٌ غَرْبَةٌ: إِذا كَانَت بعيدَة المطْرَح. وَأنْشد الباهِلِيُّ: سأَرْفَعُ قولا للحُصَيْنِ ومالِكٍ تَطيرُ بِهِ الغرْبَانُ شَطْرَ المَوَاسِمِ قَالَ: والغِرْبان: غِرْبانُ الإبلِ، والغُرَابانِ طَرَفَا الوَرِكَ اللّذان يَكُونان خَلْفَ القَطَاةِ. وَالْمعْنَى: أَنَّ هَذَا الشِّعْرَ يُذْهَبُ بِهِ على الإِبِل إِلى المَواسِمِ، وَلَيْسَ يريدُ الغرْبانَ دونَ غَيرهَا، وَهَذَا كَمَا قَالَ: وإنَّ عِتَاقَ العِيسِ سَوف تَزورُكم ثَنائِي عَلَى أَعْجَازِهنَّ مُعَلَّقُ فَلَيْسَ يُرِيد الأعجازَ دون الصُّدور، وَقيل: إِنَّمَا خصَّ الأعجازَ والأوراكَ لأنَّ قائلَها جَعل كِتابَها فِي قَعِيبَةٍ احْتَقَبها وشدَّها على عجزِ بَعِيرِه. رغب: رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (كيْفَ أَنتم إِذا مَرِجَ الدِّينُ وظَهَرت الرَّغْبَةُ) .

وَقَوله: ظَهرت الرَّغْبَة: أَي: كثُرَ السُّؤال وقلَّت العِفَّة. وَمِنْه قولُكَ: رَغِبْتُ إِلَى فلانٍ فِي كَذَا إِذا سأَلْتَه إِياه، وَمعنى ظُهُور الرَّغبة: الحِرْصُ على جمْع المَال ومَنْعِ الحقِّ مِنْهُ. وَقَالَ شمر: رجُلٌ مُرْغِبٌ: أَي موسرٌ لَهُ مَال رَغيبٌ، ورُغْبُ البَطْنِ: كثْرَة الْأكل، ورَجل رغيبُ الجَوْف. وَقَالَ اللَّيْث: رَغِبَ الرَّجل فِي الشيءِ رَغْبةً فَهُوَ راغبٌ. قَالَ: وَيُقَال: رَغبَ رَغبَةً: ورَغْبَى عَلَى قِياس شَكْوَى، وتقولُ: إليكَ الرَّغباءُ ومنكَ النَّعْماء. ورُوي عَن ابْن عمر أَنه زَاد نحْواً من هَذَا فِي تَلْبِيَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْد الإحْرام. وَيُقَال: إنَّه لَوَهُوبٌ لكلِّ رَغيبةٍ: أَي: لكلِّ مرغوبٍ فِيهِ، والجميعُ: الرَّغائبُ، وَيُقَال: رغِبْت عَن الشَّيْء: أَي تركتُه عمْداً، ورجلٌ رَغيبُ الجَوْف: إِذا كَانَ أَكولاً، وَقد رَغُبَ يَرْغُب رَغَابَةً، وَوَادٍ رغيبٌ: وَاسع، وحَوْضٌ رَغيبٌ. ومَرْغَابِينُ: اسْم لنَهْرٍ بالبَصْرَة. عَمْرو عَن أَبِيه: المَرَاغِبُ: الأطْماعُ، والمَرَاغِبُ: المُضْطَّرَباتُ فِي المعاش، وإبلٌ رِغابٌ: كَثِيرَة. وَقَالَ لَبِيد يمدح النُّعْمَان بن الْمُنْذر: ويَوماً من الدُّهُمِ الرِّغاب كَأَنَّهَا أَشَاءٌ دَنَا قِنْوَانُهُ أَو مجادل وتراغَبَ الْمَكَان: إِذا اتَّسع فَهُوَ مُتَرَاغِبٌ. وَقَالَ النَّضْرُ: الرَّغيبُ من الأوْدية: الكثيرُ الأخذِ للماءِ، والزَّهِيدُ الْقَلِيل الأخذِ، وأرضٌ رَغاب كَذَلِك تأخُذُ الماءَ الْكثير وَلَا تسيل. وَرُوِيَ عَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا، أَنه قَالَ: لَا تَدَعْ رَكْعَتي الْفجْر فَإِن فيهمَا الرَّغائب. قَالَ شمر: قَالَ الْكلابِي: الرَّغائبُ: مَا يُرْغَبُ فِيهِ، يُقَال: رغيبَة ورغائب. وَقَالَ غَيره: هُوَ مَا يرغب فِيهِ ذُو رَغَبِ النَّفس، ورغبُ النَّفس: سَعَةُ الأملِ، وَطلب الْكثير. أَبُو زيدٍ: الرَّغابُ: الأَرْض الليِّنة، وَقد رَغُبَتْ رُغباً. وَقَالَ الله جلَّ وعزَّ: {وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً} (الْأَنْبِيَاء: 90) ، وقرئت: (رَغْباً ورَهْباً) ، وهما مصدران وَيجوز رُغباً ورُهْباً، وَلَا أعلمُ أحدا قرأَ بهما، ونُصِبا على أَنَّهُمَا مفعول لَهما وَيجوز فيهمَا الْمصدر وَهَذَا قَول الزَّجّاج. وَفِي الحَدِيث: (الرُّغبُ: شُؤْمٌ) ، وَمَعْنَاهُ: الشَّرَهُ، والنَّهَمُ، والحرص على جمع الدُّنْيَا من الْحَلَال وَالْحرَام والتَّبَقُّرِ فِيهَا.

غبر: قَالَ اللَّيْث: غَبَرَ يَغبُرُ غبُوراً: إِذا مكث قَالَ: وَقد يجيءُ الغابرُ فِي النَّعْت كالماضي، وغُبْرُ اللَّيْل: بَقاياهُ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الغابر: الْمَاضِي، والغابر: الْبَاقِي. قَالَ: وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَحْدُرُ فِيمَا غَبَر من السُّورةِ يحتمِلُ الْوَجْهَيْنِ، قلت: والمعروفُ فِي كَلَام العربِ أَن الغابِرَ: الْبَاقِي. وَقد قَالَ غيرُ واحدٍ من الْأَئِمَّة: إِن الغابر يكون بِمَعْنى الْمَاضِي. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الغُبْرُ: بَقِيَّةُ اللَّبن فِي الضَّرْعِ، وَجمعه: أغبار. وَقَالَ ابْن حِلِّزة: لَا تكْسَعُ الشَّوْلَ بأَغبارِها إِنَّك لَا تَدْري من النَّاتج وغبَّرُ اللَّيْل: بَقاياه، وَاحِدهَا: غابِر. وَفِي حَدِيث عَمْرو بن الْعَاصِ أَنه قَالَ لعمر: مَا تأَبطَتْنِي الإماءُ وَلَا حَمَلَتْنِي البَغايا فِي غُبَّرَاتِ المآلي، الغبَّرات: البَقَايا، وَاحِدهَا غابِر، ثمَّ يجمع غبّراً، ثمَّ غبّرَاتٍ جَمْع الجَمْع. قَالَ اللَّيْث: الأغبَرُ: الَّذِي لونُه مثلُ لون الْغُبَار، قَالَ: والغَبَرة: تَرَدُّد الغبارِ، فَإِذا سَطَعَ سُمِّيَ غباراً، والغَبَرة: لَطْخ غُبَار، والغُبْرَة: اغبِرَار اللَّوْنِ يَغبَرُّ لِلْهَمِّ وَنَحْوه. وَقَول الله جلَّ وعزَّ: {لله)) مُّسْتَبْشِرَةٌ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} (عبس: 40، 41) . وَقَول العامَّةِ: غُبْرَة خَطَأ. وَقَالَ اللَّيْث: المُغبِّرَة: قوم يغبِّرون يذكرُونَ الله بدعاءٍ وتضرُّعٍ. كَمَا قَالَ قَائِلهمْ: عبادكَ المُغبِّرَهْ رُشَّ علينا المغفِرهْ قلت: وَقد يسمّى مَا يقْرَأ بالتّطريبِ من الشِّعرِ فِي ذِكرِ الله تَعَالَى تَغبِيراً كَأَنَّهُمْ إِذا تَنَاشَدوها بالألحان طَربوا فَرقصوا وأرْهَجوا فَسمُّوا مُغبِّرَةً بِهَذَا الْمَعْنى. وَقد رُوِي عَن الشَّافِعِي أَنه قَالَ: أَرَى الزَّنَادِقَةَ وضعُوا هَذَا التغبِيرَ لِيَصدُّوا النَّاس عَن ذكرِ الله وَقِرَاءَة الْقُرْآن. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق النحويُّ: سمِّي هَؤُلَاءِ مغبِّرين لِتَزْهِيدِهِم الناسَ فِي الفَانيَةِ الماضِيَةِ وتَرْغيبِهِمْ فِي الغابِرَةِ، وَهِي الْآخِرَة الْبَاقِيَة. والغُبَيْرَاءُ: شراب لأهل الْيمن يُسْكِر. قَالَ شمر: قَالَ عبد الرازق: الغبَيْراء، أَن يعمد إِلَى المَوْزِ فينقعه حَتَّى ينْبت، ثمَّ يجْعَل فِي جَرّةٍ ويعْصَر فيسْكِر، فَذَلِك الغبيراء، وَقيل: هُوَ المِزْر بِعَيْنِه. أَبُو عبيد: من أمثالهم فِي الدَّهاءِ والإرب: إِنَّه لداهيةُ الغبَرِ.

وَمِنْه قَول الحِرمازي يمدح الْمُنْذر بن الجارودِ: أَنتَ لَهَا مُنذرُ من بَين البشرْ دَاهيةُ الدَّهر وصَمَّاءُ الغَبَرْ يَقُول: إِن ذُكرت يَقُولُوا لَا تسمعوهَا فَإِنَّهَا عظيمةٌ، وَأنْشد: قد أَزمَتْ إِن لم تُغَبَّرْ بِغَبَرْ قَالَ: وَهُوَ من قَوْلهم: جُرْحٌ غِبرٌ. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: غبِرَ الْجُرْحُ يَغبَرُ غَبَراً: إِذا انْتقض، وَأنْشد: وَعَاصِماً سلَّمهُ من الغَدَرْ من بعد إِرْهانٍ بِصمَّاءِ الغَبَرْ قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: يَقُول: أنجاهُ من الهلاكِ بَعْدَ إِشرافٍ عَلَيْهِ، وإرهانُ الشَّيْء إثباتُهُ وإدَامتهُ. قَالَ: والغَبَرُ: البقاءُ. وَقَالَ اللَّيْث: دَاهِيةُ الغبَرِ: بَلِيَّةٌ لَا تَكادُ تَذهبُ. قَالَ: والنّاسُورُ بِالعربية هُوَ: العرْقُ الغبِرُ. يُقَال: أصابَهُ غبَرٌ فِي عرْقه: أيْ: لَا يَكادُ يَبْرأ، وَأنْشد: فَهُوَ لَا يَبْرَأ مَا فِي جَوْفِهِ مثل مَا لَا يَبْرَأ العِرْقُ الغَبِرْ قَالَ: والْغبَرُ أنْ يَبرأَ ظاهِرُ الجرْح وباطِنُهُ دَوٍ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي فِي قَول القطَامِيِّ. وقَلِّبِي مَنْسِمَكِ الْمُغَبَّرا قَالَ: الغبَرُ: دَاءٌ فِي باطِنِ خُفِّ الْبَعِيرِ. وَقَالَ المفَضّلُ: هُوَ من الغبْرَةِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الغُبْرَانُ: رُطبتَانِ فِي قمعٍ واحدٍ مثل الصِّنْوانِ: نخلتَانِ فِي أصل واحدٍ، والجميعُ: غَبارِين. قَالَ: وَيُقَال: لَهِّجُوا، ضَيفكم وغَبِّرُوهُ بِمَعْنى واحدٍ. وَقَالَ اللَّيْث: الغبْرَاءُ من الأَرْض: الخَمرُ، وَقَالَ طَرَفَهُ فِي بني غبْرَاءَ: رَأيتُ بني غَبْرَاء لَا يُنكِرُونني قيل: هم الصعاليك والفقراء، وَقيل: هم الَّذين يَتناهَدون فِي الأسفارِ. وَيُقَال: جَاءَ فلَان على غُبيراء الظّهْر، إِذا جَاءَ خَائباً. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال: رَجَعَ فلَان على غبَيْرَاء الظّهْر، وَرجع عوده على بدئه. وَرجع على أدراجه، وَرجع دَرَجه، ونكص على عقبه، إِذا لم يصب خيرا. والغبْرَاء: الأَرْض، وَمِنْه قَول النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: (مَا أَظلت الخضراء وَلَا أَقلَّتِ الغَبْراءُ ذَا لهجةٍ أصدَق من أَبي ذَرَ. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: الوَطْأَةُ الغبْرَاءُ: الدَّارسة، وعزٌّ أغبَرُ: ذاهِبٌ دَارِسٌ. وَقَالَ المخبَّلُ السَّعْديُّ:

فأنْزَلهم دَارَ الضياعِ فأصْبحُوا على مَقْعَد من مَوْطِنِ العِزِّ أغبَرا وَيُقَال: جَاءَ فلانٌ عَلَى غبَيْرَاءِ الظهْرِ: إِذا جَاءَ خَائباً. وَفِي حَدِيث مرفوعٍ: (إيَّاكُمْ والغُبَيْرَاءَ فَإِنَّهَا خَمرُ الْعَالم) . قَالَ أَبُو عبيد: هِيَ ضَرْبٌ من الشَّرَاب تَتخذه الحبشةُ من الذّرة، وَهِي تُسْكِرُ. وَيُقَال لَهَا: السُّكُرْكةُ. وَقَالَ اللَّيْث: الغُبَيْرَاء: فاكهةٌ، لفظ الْوَاحِد، والجميع فِيهَا سَواءٌ. وَقَالَ زيد بن كُثْوَة: يُقَال: تركتهُ عَلَى غبَيْراءِ الظهْرِ إِذا خاصَمْتَ رجلا فخَصْمتهُ فِي كلِّ شَيْء وغلبتهُ عَلَى مَا فِي يَديهِ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: أغبَرْتِ السَّمَاء واشْتَكَرتْ وحَفلَتْ: إِذا جَدَّ وَقع مطرها، قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ الْكسَائي: أغبَرْتُ فِي طلب الشَّيْء: انكمشْتُ. وَقَالَ ابْن دُريدٍ: الغِبْرُ: الحقدُ مثل الغِمْرِ سَواء. بغر: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: من أدْواءِ الْإِبِل البَغَرُ. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: البَغَرُ: الْعَطش يَأْخُذ الْإِبِل فتشربُ وَلَا تروى وتَمْرضُ عَنهُ فتموت، وَأنْشد: كَأَنَّمَا الموتُ فِي أجْنَادِهِ البَغَرُ والبَحَرُ مِثلُه. وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ بغِيرٌ، وَقد بَغَرَ. وَأنْشد: وَشرب بِقَيْقَاةٍ فَأَنت بغيرُ وبَغَرَ النّوُء: إِذا هاج بالمطرِ، وَأنْشد: بَغْرَة نجم هاج لَيْلًا فبَغَرْ وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: هَذِه بغرة نجم كذَا، وَلَا تَكون البغرةُ إلاَّ مَعَ كثرةِ الْمَطَرِ. وَيُقَال: لفلانٍ بَغْرةٌ من الْعَطاء لَا تغيضُ: إِذا دَامَ عطَاؤُه. وَقَالَ أَبُو وجْزَة: لَجَّتْ لأبناء الزُّبير مآثرٌ فِي المكرمَاتِ وبَغْرَةٌ لَا تُنْجِمُ أَبُو عبيد عَن اليزيدي: بَغِرَ بَغَراً، إِذا أَكثر من المَاء فَلم يَرو، وَكَذَلِكَ مَجِرَ مَجَراً. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: البَغْرُ والبَغَرُ: الشُّرْبُ بِلَا رِيَ. وَيُقَال: ذهبَ القومُ شَغرَ بَغرَ، وشَغرَ مَغر: إِذا تَفرَّقوا فِي كلِّ وَجْه. ربغ: ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الرَّبْغُ: الرِّيُّ. أَبُو عبيد عَن الأَصمعيّ: إِذا أُرْسِلَت الإبلُ على الماءِ، كلما شَاءَت وَرَدتْ بِلا وَقتٍ فَذَلِك الإرْباغُ، يُقَال: تُرِكَتْ إبِلُهم هَمَلاً مُرْبَغاً. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: عَيْشٌ رابِغ: رافِغ أَي

ناعم، ورَبَغ القوْم فِي النَّعيم: إِذا أَقاموا فِيهِ. وَقَالَ أَبُو سعيد فِي قَوْله: إنَّ الشّيطان قد أَرْبَغ فِي قُلوبكم وعَشَّشَ: أَي: أَقَامَ على فسادٍ اتَّسَع لَهُ المُقام مَعَه، قَالَ: والرَّابغُ الَّذِي يُقيم على أمرٍ مُمْكن لَهُ. غ ر م مرغ، مغر، غمر، غرم، رغم، رمغ: مستعملات. مرغ: عَمْرو عَن أَبِيه: المَرْغةُ: الرَّوْضَةُ، وَالْعرب تَقول: تمَرَّغْنا: أَي تَنَزَّهْنا. وَقَالَ اللَّيْث: المَرْغُ: الإشْباعُ بالدُّهْن، رجُلٌ أَمْرَغُ، وَقد مَرِغ عِرْضُه: والمُجاوِزُ من فعْله الإمراغ، وشعرٌ مَرِغٌ: ذُو قَبول للدُّهْن، والْمُتمرِّغ: الَّذِي يصنع نَفسه بالادِّهان والتَّزَلُّقِ. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: المَرْغُ: اللُّعابُ، يُقَال: فلَان أَحْمَقُ مَا يَجأَى مَرْغَه: أَي لَا يَستُر لُعابه، وجَأَيْتُ الشيءَ: أَي: سَتَرْتُه، والمرغُ: الْمصير الَّذِي يجْتَمع فِيهِ بعر الشَّاة، والمرْغ: الرَّوْضَة الْكَثِيرَة النَّبَات وَقد تَمَرَّغَ المالُ: إِذا أَطَالَ الرَّعي فِيهَا. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: مَرَغَ العَيْرُ فِي العُشب: إِذا أَقَامَ فِيهِ، وَأنْشد: إنِّي رأيتُ العَيْر فِي العُشب مَرَغ فجئتُ أَمْشِي مُستَطَاراً فِي الرَّزَغْ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: مَرَاغُ الْإِبِل: مُتَمَرَّغُها، وَنَحْو ذَلِك قَالَ اللَّيْث. وَقَالَ أَبُو النَّجْم يصف الْإِبِل: يَجْفِلُهَا كلُّ سنامٍ مِجْفَلِ لأْياً بلأْيٍ فِي المَرَاغِ المُسْهِلِ والمَراغةُ: أَتانٌ لَا تمتنعُ من الفحول، قَالَه ابْن الْأَعرَابِي وَغَيره. قَالَ: وَكَانَ الفرزدق يَقُول لجرير: يَا ابْن المراغة ينْسبهُ إِلَى الأتان، وَيُقَال: مَرَّغْتَهُ فِي التُّراب فَتَمَرَّغَ فِيهِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال: تَمَرَّغْتُ على فلانٍ، أَي: تَلَبَّثْتُ وتمَكَّثْتُ، وَأَنا مُتَمَرَّغ عَلَيْهِ. مغر: قَالَ اللَّيْث: المَغْرَةُ: الطين الْأَحْمَر، وثوبٌ مُمَغَّرٌ: مصبوغ بِهِ، والأمْغَرُ: الْأَحْمَر الشّعْر وَالْجَلد. ابْن السّكيت عَن الْأَصْمَعِي: أَمْغَرَتِ الشَّاة

وأَنْغَرَتْ: إِذا حُلبت فَخرج مَعَ لبَنها دمٌ، وَإِذا كَانَ ذَلِك من عَادَتهَا فَهِيَ مِمْغارٌ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو جميل الْكلابِي: مَغَرَ فلانٌ فِي الْبِلَاد: إِذا ذهب فأسرع، ورأيتُه يَمْغَرُ بِهِ بعيرُه. قَالَ: وَقَالَ أَبُو صاعد الْكلابِي: مَغَرَتْ فِي الأَرْض مَغْرةٌ من مطر، وَهِي مطرةٌ صَالِحَة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المَغْرَةُ: المطرةُ الْخَفِيفَة والبَلِيلَةُ الرّيح المُمَغَّرَة، وَهِي الَّتِي تمزجها المَغْرة، وَهِي المطرةُ الْخَفِيفَة. وَقَالَ اللَّيْث: الأمْغَرُ أَيْضا: الَّذِي فِي وَجهه حُمرة فِي بَيَاض صَاف، وأوسُ بن مَغْراء أحد شعراء مُضَر. وَقَالَ عبد الْملك لجرير: مَغِّرْ يَا جرير، أَي أنْشد كلمة ابْن مَغْرَاء. وَقَالَ نصير: يُقَال: إِنَّه لأَمْغَرُ أمكرُ أَي أَحْمَر، والمكرةُ: المغْرَةُ. وَأنْشد غَيره: وتَمْتَكِرُ اللِّحَى مِنْهُ امتكارا وَفِي الحَدِيث: أَن أَعْرَابِيًا قدم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فرآهُ مَعَ أَصْحَابه فَقَالَ: أيُّكم ابْن عبد الْمطلب، فَقَالُوا لَهُ: هَذَا الأمْغَرُ المُرْتفِق، أَرَادوا بالأمغرِ الأبيضَ الْوَجْه، وَكَذَلِكَ الْأَحْمَر هُوَ الْأَبْيَض، وَرَأَيْت فِي بِلَاد بني سعد ركيَّة تُعرف بمكانها وَكَانَ يُقَال لَهُ الأمْغرُ وبحذائها ركيَّة أُخْرَى يُقَال لَهَا الْحِمارَةُ وماؤُهما شَروب. غمر: قَالَ اللَّيْث: الغَمْرُ: المَاء المُغرق، وغِمَارُ البُحور جمع الغَمْرِ، وَقد غَمَره المَاء. الحرانيُّ عَن ابْن السّكيت: الغَمْر: الماءُ الْكثير، وَيُقَال: رَجل غمر الخُلُقِ، أَي: وَاسع الخلقِ وَهُوَ غمر الرِّداءِ: إِذا كَانَ كثيرَ المعروفِ واسعهُ وَإِن كَانَ رداؤُه صَغِيرا. وَقَالَ كثيِّر: غمر الرِّداءِ إِذا تَبَسّمَ ضَاحِكا غلِقَتْ لضحكتِهِ رِقَاب المَال وفَرَس غمر: إِذا كَانَ كثيرَ الجري. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: المَغْمور: المَقْهور، والمَغمور: المَمْطُور. أَبُو زيد: يُقَال للشَّيْء إِذا كَثُرَ: هَذَا كثير غمير. وَقَالَ الله تَعَالَى: {فَذَرْهُمْ فِى غَمْرَتِهِمْ} (الْمُؤْمِنُونَ: 54) ، مَعْنَاهُ: فِي عَمايتِهم وحيرَتهم وَكَذَلِكَ قَوْله: {بَلْ قُلُوبُهُمْ فِى غَمْرَةٍ مِّنْ هَاذَا} (الْمُؤْمِنُونَ: 63) ، يَقُول: بلْ قُلوبُ هَؤُلَاءِ فِي عمايةٍ مِن هَذَا. وَقَالَ الْفراء: {فَذَرْهُمْ فِى غَمْرَتِهِمْ} أَي: فِي جهلهم. وَقَالَ اللَّيْث: الغمرةُ: منهَمكُ الْبَاطِل. قَالَ: ومرتكَضُ الهول: غمرة الْحَرْب، وَيُقَال: هُوَ يضربُ فِي غمرة اللَّهْو

ويتسكع فِي غمرة الفِتنة، وغمرَةُ الموْتِ: شِدّة هُمومه. وَقَالَ ذُو الرُّمة: كأنني ضَارِبٌ فِي غمرةٍ لَجِب أَي: سابحٌ فِي مَاء كثيرٍ، وغمرة: مَنهلةٌ من مناهل طَرِيق مكةَ، وَهِي فصل مَا بَين نجدٍ وتهامة، وليلٌ غَمْرٌ: شَدِيد الظلمَة. وَقَالَ الراجز يصف إبِلا: يجتَبْنَ أثْنَاء بهيم غمر داجي الرِّوَاقَين غُدافِ السِّتْرِ وثوبٌ غَمر: إِذا كَانَ سابغاً. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (أطلِقُوا لي غُمَرِي) . قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَغَيره: الغُمَرُ: الْقَعْب الصغيرُ. وَقَالَ أعشَى باهِلة: من الشِّواءِ ويُروى شرْبه الغُمَر والغُمْرُ من الرِّجال: الَّذِي لم تُحَنِّكهُ التجاربُ، والغِمْرُ: الحِقْدُ، وَقد غَمِرَ صدرُه علَيَّ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الغُمْرَة: الورْس، يُقَال: غمَرَ فلانٌ جاريتَه: إِذا طَلَى وَجههَا بالورْس وَغَيره. وَقَالَ اللَّيْث: الغُمْرَةُ: طِلاءٌ يُطلى بِهِ العَرُوس. وَقَالَ أَبُو الغَمَيْثل: الغُمْرَة والغُمْنَة: واحدٌ. وَقَالَ أَبُو سعيد: هُوَ تمْرٌ ولبَنٌ يُطلى بِهِ وَجه الْمَرْأَة ويداها حَتَّى ترِقّ بشرَتُها وجمعُها: الغُمَرُ والغُمَنُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: يُقَال لمنديلِ الغمَر: المشُوشُ. وَقَالَ ابْن السّكيت: الغمَرُ: السهَك، وَقد غمِرَت يَده غمَراً، وَيُقَال: فلَان شُجاع مغامر. يغشى غمَرات الحرْب، وماءٌ غَمْرٌ: بينُ الغَمارة ورجُلٌ غَمْرٌ: بيِّن الغَمارَةِ. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: دخل فِي غُمار النَّاس وغَمارِهم وخُمارهم وخَمارِهم، وغمْرةُ الناسِ وخمَرُهم: جماعتُهم. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الغمِيرُ: نبت يَنبت فِي أصل النبْتِ حَتَّى يغمُرَه الأول وَنَحْو ذَلِك قَالَ أَبُو عَمْرو. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الغميرُ: الرَّطبةُ والقتُّ اليابسُ والشَّعيرُ تُعلَفه الْخَيل عِنْد تضْمِيرها. أَبُو عبيد عَن الأصمعيِّ: أقلُّ الشرْب: التغمُّرُ، يُقَال: تغمَّرْتُ مَأْخُوذ من الغُمَر، وَهُوَ الْقدح الصغيرُ، وَيُقَال: غَمَره الْقَوْم يغمرونه: إِذا عَلَوْه بالشرَفِ، والمغمُور من الرِّجَال الَّذِي ليسَ بمشهورٍ، وَرجل مُغمَّرٌ

إِذا استجهله الناسُ، وَقد غُمِّرَ فلَان تغمِيراً. ثَعْلَب عَن ابنِ الْأَعرَابِي: الغُمرةُ: الورْسُ والحُصّ والكُركم، والغمْرة: حيرة الْكفَّار. وَقَالَ اللَّيْث: الاغتمار: الاغتماس. قَالَ أَبُو سعيد: الْمَعْرُوف فِي الغامر: المعاشُ الَّذِي أَهله بِخَير. قَالَ: وَالَّذِي يَقُول الناسُ: إِن الغامِرَ الأرضُ الَّتِي لم تُعمرْ لَا أَدْرِي مَا هُوَ، وَقد سَأَلت عَنهُ فَلم يُبيِّنه لي أحد، يُرِيد قَوْلهم العامِرَ والغامرَ. وَفِي حَدِيث عمر: أَنه مَسَحَ السوَاد عامِرَه وغامرَه، فَقيل: إِنَّه أَرَادَ عامرَه وخرابَه. قلت: قيل للخراب غامر، لِأَن المَاء قد غمره فَلَا تمكِن زراعتُه، أَو كَبَسَهُ الرّملُ وَالتُّرَاب، أَو غلبَ عَلَيْهِ النَّزُّ فنَبت فِيهِ الأباءُ والبَرْديُّ فَلَا يُنبت شَيئاً، وقيلَ لَهُ غامرٌ عَلَى معنى أَنه ذُو غَمْر من المَاء وَغَيره الَّذِي قد غمره كَمَا يُقَال هَمٌّ ناصِبٌ أَي ذُو نصبٍ. وَقَالَ ذُو الرُّمة: ترَى قورَها يَغرقنَ فِي الْآل مرّة وآوِنةً يخرجْن من غامر ضَحْلِ أَي: من سرابٍ قد غمرها وعلاهَا. غرم: قَالَ اللَّيْث: الغرمُ: أَدَاء شَيْء يلْزم مثل كَفَالَة يغرمَها، والغريم: الملزَم ذَلِك، والغرام: العذَاب أَو العِشق أَو الشرُّ اللازِم. قَالَ: والغريمان سَواءٌ. الغَارم والمُغْرِمُ. قَالَ الله تَعَالَى: {إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً} (الْفرْقَان: 65) . قَالَ الْفراء: يَقُول: مُلِحّاً دَائِما، وَالْعرب تَقول: إِن فلَانا لمغرمٌ بِالنسَاء: إِذا كَانَ مُولَعا بهنّ، وإنِّي بكَ لمغرم: إذَا لم يَصْبر عَنهُ، ونرَى أَن الغريمَ إِنَّمَا سمِّيَ غريماً لِأَنَّهُ يطْلب حَقَّه ويُلِحُّ حَتَّى يَقْبضه يُقَال للَّذي لَهُ المَال يَطْلُبهُ مِمَّنْ لَهُ عَلَيْهِ غريمٌ، وللذي عَلَيْهِ المَال غَرِيم. وَفِي الحَدِيث: (الدَّيْنُ مَقْضيٌّ والزّعيم غارمٌ لِأَنَّهُ لَازم لِمَا زَعَم) أَي كفَلَ وَضَمِنَ. وَقَالَ الزجَّاج: الغرام: أشَدُّ العذابِ فِي اللُّغَة. وأنشدَ: إِن يعَاقِب يكن غراماً وَإِن يع ط جزيلاً فَإِنَّهُ لَا يُبَالِي قَالَ الله تَعَالَى: {إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً} (الْفرْقَان: 65) . وَقَالَ القُتَيْبي: كَانَ غراماً أَي: هَلكةً. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الغرَمى: الْمَرْأَة المغاضبَة. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: غرمَى كلمة تَقُولهَا

الْعَرَب فِي معنى اليَمِين، يُقَال: غرمى وجدِّك، كَمَا يُقَال أَما وجدِّكَ. وَأنْشد: غرمَى وجدِّك لَو وجدتَ بهم كعَدَاوةٍ يجدونها بَعْدي والمَغْرم والغُرم وَاحِد، وَجمع الْغَرِيم غُرَمَاء، وَيُقَال للَّذي عَلَيْهِ المَال غَرِيم. رغم: قَالَ اللَّيْث: رَغِمَ فلانٌ: إِذا لم يقدِر على الانتصافِ، وَهُوَ يَرْغَمُ رَغماً، وَبِهَذَا الْمَعْنى رغم أَنفه. وَفِي الحَدِيث: إِذا صَلَّى أحدكمْ فليلزمْ جَبْهَتهُ وأَنفهُ الأَرْض حَتَّى يخرج مِنْهُ الرَّغْمُ، معناهُ: حَتَّى يخضعَ ويذِلَّ، قَالَ: وَيُقَال: مَا أَرْغَمُ من ذاكَ شَيْئا: أَي: مَا أَكرهُ، قَالَ: والرَّغَامُ: الثَرَى. قَالَ: وَيُقَال: رَغمَ أنفهُ إِذا خاسَ فِي الترابِ. وَيُقَال: رَغَّمَ فلانٌ أَنفَهُ وأَرْغَمَهُ: إِذا حَمَلَهُ على مَا لَا امْتِنَاعَ لَهُ مِنْهُ قَالَ: ورَغَّمْتُهُ: قلت لَهُ: رَغْماً ودَغْماً وَهو لَهُ رَاغِمٌ دَاغِمٌ. وَقَالَ الليثُ: الرُّغَامُ: مَا يسيلُ من الأنفِ من داءٍ أَو نحوهِ، قلت: هَذَا تصحيفٌ وصَوَابه الرُّعام بِالْعينِ. وَقَالَ أَحْمد بن يحيى: من قَالَ الرُّغامُ فِيمَا يسيلُ من الْأنف فقد صَحَّف، وَكَانَ الزَّجاج يجيزُ الرُّغامَ فِي مَوضِع الرُّعامِ، وأَظنه نظر فِي كتاب الليثِ فَأَخذهُ منهُ. وَقَالَ الليثُ: الرُّغَامى لُغةٌ فِي الرُّخَامى، وَهُوَ نبتٌ. قَالَ شمر: قَالَ أَبُو عمرِو: الرَّغامُ: دقاقُ التُّرابِ، وَمِنْه يُقَال: أَرْغمتُه: أيْ: أَهَنتهُ وَأَلزَقتهُ بالترابِ، وَمِنْه يُقَال: أرْغمَ الله أنفهُ، والرَّغْمُ: الذِّلَّةُ. وَقَالَ الأصمعيُّ: الرَّغامُ: من الرَّمْلِ لَيْسَ بالَّذِي يسيلُ من الْيَد. وَقَالَ الفرزدقُ يهجو جَرِيرًا: تَبكي المَراغةُ بِالرَّغَامِ على ابنهَا والنَّاهِقاتُ يَهِجْنَ بالإعوالِ وَقَالَ جلَّ وعزَّ: {وَمَن يُهَاجِرْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِى الاَْرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً} (النِّسَاء: 100) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: معنى مُرَاغماً مُهَاجَراً الْمَعْنى: يجدُ فِي الأرضِ مهاجَراً، لأنَّ المهاجِر لِقومهِ والْمُراغِمَ بمنزلةٍ واحدةٍ وَإِن اختلفَ اللفظانِ، وَأنْشد: إِلَى بَلَدٍ غير دَاني الْمَحَلِّ بعيدِ المُراغَمِ والمضْطَربْ قَالَ: وَهُوَ مأخُوذٌ من الرَّغام، وهوَ التُّرابُ، ورَاغمتُ فُلاناً: هجرته وعاديتُه، وَلم أبالِ رَغْمَ أَنفِه: أيْ: وإنْ لَصِقَ أنفهُ بالترابِ.

أبواب الغين واللام

وَقَالَ الفرَّاء: المُرَاغَمُ: المضطرَبُ والمذهبُ فِي الأرضِ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيِّ: الرَّغمُ: التُّرابُ، والرَّغمُ: الذُّل، والرغمُ: الْقَسْرُ. قَالَ: وَفِي الحديثِ: (إنْ رَغَمَ أنفهُ) : أَي: ذَلَّ، رَواهُ بِفَتْح الغينِ. قَالَ أَبُو مَنْصُور: وهما لُغَتَانِ، رَغَم أَنفه ورَغِمَ رَغْماً ورُغْماً. وَقَالَ ابْن شميلٍ: على رَغْمٍ منْ رَغَمَ بِالْفَتْح أَيْضا. وَفِي حَدِيث عائشةَ أَنَّهَا سُئلتْ عَن المرأَة تَوَضَّأُ وَعَلَيْهَا الْخِضَابُ، فَقَالَت: اسْلِتيهِ وَأَرْغميهِ، معناهُ: أَهينيهِ وَارْمِي بِهِ عنكِ فِي التُّرابِ. أَبُو عبيدٍ عَن الأمويِّ: الرُّغامَى: زِيَادَة الكبدِ. وَقَالَ أَبُو وجزةَ: شَاكَتْ رُغامَى قذُوفِ الطّرف خَائِفَةٍ هَوْلَ الْجنانِ وَمَا هَمَّت بإدلاَج وَيُقَال: مَا أَرْغَمُ منْ ذاكَ شَيْئا: أيْ: مَا أنقمه، وَمَا أَكْرَهُهُ. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: وكُنَّ بِالرَّوْضِ لَا يَرْغمنَ واحدَة من عَيشهنَّ وَلاَ يدرينَ كيفَ غَد والتَّرَغُّم: التغضبُ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيِّ: يجدْ فِي الأَرْض مُرَاغماً: أَي مُضْطَرباً، وعبدٌ مُراغِمٌ: أَي مضطرِبٌ على موَالِيه. (أَبْوَاب) الْغَيْن وَاللَّام) غ ل ن اسْتعْمل من وجوهه: نغل لغن. نغل: قَالَ اللَّيْث: النَّغَلُ: فسادُ الْأَدِيم فِي دباغه إِذا ترفَّتَ وتَفتَّتَ، وَيُقَال: لاَ خيرَ فِي دَبغَةٍ على نَغْلَةٍ، وَجَوزٌ نَغِلٌ، قَالَ: والنَّغْلُ: ولدُ زَنْيةٍ، والْجَارِيَةُ: نَغلَةٌ، المصدرُ: النِّغْلة. وَقَالَ غيرهُ: نَغِلَ وَجْهُ الأرضِ إِذا تَهَشَّم من الْجُدُوبةِ. وَقَالَ الْأَعْشَى: يَوْماً تَراهَا كَشِبهِ أَرْديةِ الخم سِ وَيَوْما أديمها نَغِلا وَيُقَال: نَغُلَ الموْلُودُ يَنْغُلُ نُغُولةً فَهُوَ نَغْلٌ. لغن: أَبُو عبيد: يُقَال لِلَحَماتٍ تكون عِنْد اللَّهَوات اللَّغانِينُ، واحدُها لُغنُون. وَقَالَ غَيره: هِيَ الألغانُ أَيْضا، وَاحِدهَا لُغْنُ. وَيُقَال: جَاءَ فلانٌ بِلغْنِ غَيره، إِذا أنكرتَ مَا تَكلم بِهِ من اللُّغة، وَفِي بعضِ الأخبارِ: إنكَ لتَكلَّمُ بِلُغن ضال مضل. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: الْغَانَّ: النباتُ فَهُوَ ملْغَانٌّ: إِذا التفَّ.

وَقَالَ أَبُو خيرة: أرضٌ ملغَانَّةٌ، والْغينَانُها كَثْرَة كلئها. غ ل ف غلف غفل لغف فلغ: مستعملة. غلف: قَالَ الليثُ: الغلاَف: الصّوَانُ، وقلبٌ أغْلَفُ: كأنَّما غُشِّيَ غِلافاً، فهوَ لَا يَعي، وَيُقَال: غَلَفْت القارورةَ وأغْلَفْتُها فِي الغلافِ، وغَلَّفت السّرْجَ والرَّحل، وَأنْشد: يكادُ يُنْبى الفاتر المُغلَّفَا وَيُقَال: تَغلَّفَ الرَّجل واغْتَلف وَقد غلفتُ لحيتهُ، والأقلفُ يُقَال لَهُ الأَغلفُ، وَهِي الغُلفةُ والقلفةُ. وَقَالَ اللحياني: تَغَلَّفَ بالغاليةِ وتغلَّلَ. وَقَالَ بَعضهم: تغلفَ بالغالية: إِذا كَانَ ظَاهرا، فَإِذا كَانَ دَاخِلا فِي أصولِ الشَّعر، قيل: تغلَّلَ. شمر: رَحْلٌ مُغَلَّفٌ: عَلَيْهِ غلاف من هَذِه الأدَمِ وَنَحْوهَا. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي طَالب أَنه قَالَ فِي قَوْله: {قُلُوبُنَا غُلْفٌ} (الْبَقَرَة: 88) ، وقرىء: (غُلُفٌ) فَمن قَرَأَ: (غُلُفٌ) ، فَهُوَ جمع غلاف، أَي قُلُوبنَا أوعيةٌ للْعلم، كَمَا أَن الغِلافَ وِعاءٌ لما يُوعَى فِيهِ، قَالَ: وَإِذا سُكِّنَتِ اللامُ كَانَ جمع أغلف، وَهُوَ الَّذِي لَا يعي شَيْئا، وسيفٌ أغلفُ: إِذا كَانَ فِي غِلافٍ، وَجمعه غُلْفُ. وَهَكَذَا قَالَ الْكسَائي فِي تَفْسِير الغلْفِ والغُلُفِ، وَقَالَ: مَا كَانَ جمع فعال وفعيل وفعول فَهُوَ فُعُلٌ (مثقل) . وَفِي حَدِيث حُذَيْفَة: (القلوبُ أربعةٌ، فقلبٌ أغلفُ وَهُوَ قلب الْكَافِر) . وَقَالَ شمر: قَالَ خالدُ بن جَنْبَةَ: الأغلفُ فِيمَا نرى: الَّذِي عَلَيْهِ لِبْسَةٌ لم يَدَّرِع مِنْهَا أَي: لم يخرج مِنْهَا. قَالَ: وَتقول: رَأَيْت أَرضًا غلفاءَ إِذا كَانَت لم تُرْعَ قبلنَا، فَفِيهَا كل صَغِير وكبير من الْكلأ. كَمَا يُقَال: غُلامٌ أغلف: إِذا لم تُقْطَع غُرْلَتُهُ. وَقَالَ الْفراء: قلبٌ أغلفُ: بَيِّنُ الغُلْفَةِ، وأغلفتُ القارورة: جعلت لَهَا غلافاً، وَإِذا أدخلتَها فِي غلاف قلت: غَلْفتُها غلْفاً. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: والغِلْفُ: الخِصب. لغف: أهمله اللَّيْث. عَمْرو عَن أَبِيه، قَالَ: اللَّغيفُ: الَّذِي يأكلُ مَعَ اللُّصُوص ويشربُ ويحفظ ثِيَابهمْ وَلَا يسرقُ مَعَهم، يُقَال فِي بني فلانٍ لُغَفَاءُ. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: فلَان لغيفُ فلانٍ وخُلْصَانُهُ ودُخْلُلُه. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: فلَان لَغيفُ فلَان، وشَجِيرُهُ، أَي خاصَّتُه، قَالَ: ولَغَفْتُ شَيْئا، أَي لقَمْتُه.

وَفِي (النَّوَادِر) : ألْغَفْتُ فِي السيرِ وأوغفت فِيهِ. فلغ: الْأَصْمَعِي: فَلَغَ رأسهُ بالعصا يَفْلَغُهُ وثَلَغَهُ يَثْلَغُهُ فَلْغاً وثلْغاً: إِذا شَدَخَهُ. غفل: الحرانيُّ عَن ابْن السّكيت، يُقَال: قد غَفَلْتُ عَنهُ وأغفلتُهُ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْعَبَّاس، أَنه سُئِلَ عَن قَول اللَّهِ: {مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا} (الْكَهْف: 28) ، فَقَالَ: من جَعَلْنَاهُ غافلاً، قَالَ: وَيكون فِي الْكَلَام: أغفلتهُ: سَمَّيْتُهُ غافلاً وأَحْلمْتُهُ سميته حَلِيمًا. وَقَالَ اللَّيْث: أغفلتُ الشيءَ: تركته غَفَلاً وَأَنت لَهُ ذَاكر. قَالَ: وغفلَ عَن الشيءِ يَغْفُلُ غَفلَة وغُفُولاً، والتَّغافُلُ: التَّعَمُّدُ، والتَّغَفُّلُ: خَتْل عَن غفلةٍ، والمُغَفَّلُ: مَن لَا فطنةَ وَلَا إربَ لَهُ، والغفْلُ: سَبْسَب مَيْتَة بعيد لَا عَلامَة فِيهَا وَجمعه أغفال. وَقَالَ ذُو الرمة: يتركن بالمهامِهِ الأغفالِ ودابَّة غُفْل: لَا سِمَة عَلَيْهَا، وَرجل غفل: لَا يُعْرَفُ لَهُ حَسَب. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: أَرض غُفْل وفَلٌّ لم تمطر. وَقَالَ غَيره: نَعَم أغفال: لَا لِقْحَةَ فِيهَا وَلَا نجيب. وَقَالَ بعض الْأَعْرَاب: لنا نَعَم أغْفَال مَا تَبِضُّ بِبِلالٍ: يصفُ سنة أصابتهمْ فأهلكت خِيَار مالِهِمْ، وبلاد أغفال: لَا أعلامَ فِيهَا يهتدَى بهَا. وَقَالَ شمر: إبِل أغْفَال: لَا سمة عَلَيْهَا وقِدَاح أغفال. وَرُوِيَ عَن بعض التَّابِعين أَنه قَالَ: عَلَيْك بالْمَغْفَلَةِ والْمَنْشَلَةِ فِي الْوضُوء. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى: المَغْفَلَةُ: العَنْفَقَةُ نَفسهَا، والمنشلة مَوضِع حلْقة الْخَاتم. غ ل ب غلب بلغ بغل لغب: مستعملة. غلب: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: غَلَبَ يَغْلِبُ غَلَبَةً وغَلَباً، والغِلابُ: المُغَالبة، وَأنْشد بَيت كَعْب بن مَالك: هَمَّتْ سخينةُ أَن تُغَالِبَ ربَّها وليُغْلَبَنَّ مغالِبُ الغلاّب وَفِي مثل للْعَرَب: جرى المذكيات غلاب، أَرَادَ بالمذكيات مَسَانّ الْخَيل وقُرّحَها، أَرَادَ أَنَّهَا تغلب من سابقها غلاباً لِقوَّتها. قَالَ: والأغلب: الغليظ القَصَرَةِ، أسدٌ أغلب، وَقد غَلِبَ يَغْلَب غَلَباً، وَقد يكون الغَلَب من داءٍ أَيْضا.

قَالَ: وهضبة غَلْباء وعزَّة غلباءُ، وَكَانَت تَغْلِبُ تسمى الغَلْباءَ. وَقَالَ الشَّاعِر: وأَوْرَثَنِي بَنو الغلْباءِ مَجْداً حَدِيثا بعد مَجْدِهم الْقَدِيم وَقَالَ آخر: وقَبْلَكَ مَا اغْلَوْلَبَتْ تَغْلِبٌ بِغَلْبَاءَ تَغْلِب مُغْلَوْلِبينا يَعْنِي بعزَّةٍ غَلْبَاءَ، واغْلَوْلَبَ العُشْبُ. واغلَوْلَبَتِ الأَرْض إِذا التَفَّ عشبها، واغْلَوْلَبَ الْقَوْم إِذا كَثُرُوا، من اغْلِيلاَبِ العُشْبِ، وَرجل غُلُبَّة إِذا كَانَ غَالِبا، وغَلبَّة لُغة. وَأَخْبرنِي أَبُو مُحَمَّد المزنيِّ عَن أبي خَليفَة عَن مُحَمَّد بن سلاّم أَنه قَالَ: إِذا قالتِ الْعَرَب: شَاعِر مُغَلَّب فَهُوَ مغلوب، وَإِذا قَالُوا غلِّبَ فلَان، فَهُوَ غَالب، وغلِّبَتْ ليلى الأخْيَلِيّة على نابغةِ بني جَعْدَةَ لِأَنَّهَا غَلَبَتْه، وَكَانَ الجعديُّ مغَلَّباً. لغب: الْأَصْمَعِي: إِنَّه لضعيف ولَغْب وَوَغْب. أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: لَغَبْتُ ألغُبُ لُغُوباً من الإعياء. وَمِنْه قَول الله جلَّ وعزَّ: {أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن} (ق: 38) ، وَمِنْه قيل فلَان ساغب لاغب أَي مُعْيًى. وروى ابْن الْفرج عَن أبي السميدع، أخذت بزغب رقبته، ولَغَب رقبته، قَالَ: وَهِي بِاللَّامِ فِي تَمِيم، قَالَ: وَذَلِكَ إِذا تبعه وَقد ظن أَنه لم يُدْرِكهُ، فَلحقه، أَخذ بِرَقَبَتِهِ أَو لمْ يَأْخُذ. قَالَ الْأمَوِي: ولَغَبْتُ على القومِ ألْغَبُ لَغْباً: أفْسَدْتُ عَلَيْهِم. وَقَالَ اللَّيْث: اللُّغَابُ من الرِّيش: الْبَطن، الْوَاحِدَة لُغابَة. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: من الرِّيش اللُّؤَامُ واللُّغابُ، فاللُّغابُ مَا كَانَ بطنُ القُذَةِ يَلِي ظهر الْأُخْرَى، وَهُوَ أَجود مَا يكون فَإِذا التَقى بطْنان أَو ظهران فَهُوَ لُغَاب ولغْب. وَقَالَ أَبُو زيد: لغَبْتُ القومَ ألْغَبُهُمْ لغْباً، إِذا حدَّثتهم بحديثٍ خلفٍ، وَأنْشد: أَبْذُلُ نصْحي وأَكُفُّ لغبي وَقَالَ الزِّبْرِقانُ: ألمْ أَك باذلاً وُدِّي ونَصْرِي وأصْرِفَ عَنْكُم ذَرَبي ولغْبي يُقَال: كفَّ عنَّا لغبَكَ: أَي سيءَ كلامك، وَيُقَال: تَلَغَّبْتُ الرَّجلُ: إِذا أتعبته، ولغَّبَ فلَان دابَّتَه: إِذا تحاملَ عَلَيْهِ حَتَّى أعْيا، والْمَلاغب جمع الملغَبَةِ من الإعياء. بغل: قَالَ اللَّيْث: البَغل والبَغلة معروفان، والتَّبْغيل: مشي الْإِبِل فِي سَعَةٍ.

أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: التَّبْغِيلُ: مَشْيٌ فِيهِ اختلاطٌ بَين العَنقِ والهَمْلَجَةِ. وَيُقَال: تزوج فلانٌ فلانةَ فَبَغَّلَ أولادَها: إِذا كَانَ فيهم هُجْنَةٌ، وَرجل بَغَّال صاحبُ بِغالِ، ويُجْمَعُ الْبَغْل بِغالاً. بلغ: قَالَ اللَّيْث: البَلْغُ: البَلِيغُ من الرِّجال وَقد بلُغَ بلاغة، وَبلغ الشيءُ يبلُغُ بُلوغاً، وَقد بلَّغْتُهُ أَنا تبليغاً وأبلغته إبلاغاً وَتقول: لَهُ فِي هَذَا الْأَمر بلاغٌ وبُلغةٌ وتَبَلُّغ: أَي كِفَايَة، وشيءٌ بَالغ: أَي جَيِّدٌ، والمبالغةُ: أَن تبلغ من الْعَمَل جهدَك. وَقَالَ غَيره: البُلْغةُ من القُوتِ: مَا يتبلَّغُ بِهِ وَلَا فضلَ فِيهِ، والعربُ تَقول للخبَر يبلُغُ أحدَهُمْ، وَلَا يحقِّقُونه وَهُوَ يسوءُهُمْ: سَمْعٌ لَا بَلْغٌ: أَي نسمَعُهُ وَلَا يبلغنَا، ويجوزُ: سمعا لَا بلْغاً. وَيُقَال: بلغَ الغُلامُ والجاريةُ: إِذا أدْركا وهما بالغانِ. وَقَالَ الشَّافِعِي فِي كتابِ النِّكاح جَارِيَة بَالغ بِغَيْر هاءٍ. هَكَذَا رَواهُ لنا عبد الْملك عَن الرَّبيع، عَنهُ قلتُ وَالشَّافِعِيّ فصيحٌ، وقولهُ حُجَة فِي اللغةِ، وَقد سمعتُ غير واحدٍ من فصحاءِ الْأَعْرَاب يَقُول: جَارِية بَالغ، وَهُوَ كَقَوْلِهِم: امْرَأَة عاشقٌ، ولِحْيَة ناصِلٌ. وَإِن قَالَ قائلٌ: جَارية بَالِغَة لم يكنُ خطأ لِأَنَّهُ الأصلُ. رُوِيَ عَن عَائِشَة أنَّها قَالَت لأمير المؤمنينَ عَليّ رَضِي الله عَنهُ يومَ الجملِ: قد بلغْتَ منَّا البِلَغِينَ: مَعْنَاهَا: أنَّ الحرْبَ قد جهدْتها وَبَلغت مِنْهَا كلَّ مبلغٍ. وَقَالَ أَبُو عبيد فِي قَول عَائِشَة لِعَليَ: قد بلغتَ مِنَّا البِلَغينَ: إنُه مثل قَوْلهم: لقِيت مِنْهُ البُرَحِين والأقْورين والأَمرينِ وَمَعْنَاهَا كلهَا: الدَّواهي، وَيُقَال: بلَّغت القومَ الحديثَ بلاغاً: اسمٌ يقومُ مقَام التَّبْلِيغ. وَفِي الحَدِيث: (كلُّ رافعَةٍ رَفَعَتْ عَنَّا من الْبَلَاغ فَلْتُبَلِّغْ عَنَّا) ، أَرَادَ من المبلِّغينَ، وَيُقَال: أبْلَغْتهُ وبَلَّغْته بِمَعْنى واحدٍ. وَيُقَال: بلغ فلَان، إِذا جهد وَبَلغت نكيثته. غ ل م غلم غمل ملغ مغل لغم: مستعملات. غلم: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: غلِم يغلَم غلَماً وغلْمَةً واغتلم اغتلاماً، وَهُوَ المغلوبُ شهْوةً، والمِغْليم: سواءٌ فِيهِ الذَّكرُ وَالْأُنْثَى. وَقَالَ شمر: يُقَال: غُلَام غِلِّيم، وجَارية غلِّيم بِغَيْر هاءٍ، وَأنْشد: ناكَ أخُوها أُخْتَكَ الغِلِّيما وَيُقَال: غُلام بَين الغُلومةِ والغُلامِيَّةِ.

وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب أَنه قَالَ: غُلَام بينُ الغلومة والغلوميةِ. وَقَالَ اللَّيْث: الْغُلَام الطّارُّ الشَّارب وَجَاء فِي الشِّعْرِ غلامة للجارِية، وَأنْشد: يُهانُ لهَا الغلامة والغلامُ وَقد سمعتُ العربَ تَقول للمولُود حينَ يولَدُ ذكرا غُلَام، وسمعتهمْ يَقُولُونَ للكهل غُلَام نجيب وكلُّ ذلكَ فاشٍ فِي كلامِهمْ. وَقَالَ اللَّيْث: الغَيْلَمُ: مَوضِع، والغَيْلَمُ: السُّلحفاة، قَالَ: والغيلم: المدْرَى، وَأنْشد: يُشَذِّبُ بالسَّيْف أقرانه كَمَا فَرّقَ اللِّمَّةَ الغيلمُ قلت: قَوْله: الغيلم المدْرَى لَيْسَ بصحيحٍ ودلَّ استشهادُه بِالْبَيْتِ على تصحيفه، أَنْشدني غير واحدٍ بَيت الهذليِّ: ويَحْمِي المضَافَ إِذا مَا دَعَا إِذا فَرَّ ذُو اللِّمَّةِ الغيْلَمُ هَكَذَا أَقْرَأَنِيهِ الإيادِيُّ لشمر، عَن أبي عبيد، وَقَالَ: الغيلم: العظيمُ، وَقد أنْشدهُ غَيره: كَمَا فَرَّقَ اللِّمَّةَ الفَيلَمُ بالفاءِ. رَوَاهُ أَبُو الْعَبَّاس عَن الأعرابيِّ قَالَ: والفَيلم: المُشط. وَقَالَ أَبُو عبيد: الغيلم: المرأَة الحسناءُ، وَأنْشد: من المدَّعينَ إِذا نوكروا تنيفُ إلَى صوتِه الغيْلَم وَقَالَ اللَّيْث: الغَيْلم والغيْلَميُّ: الشَّابُّ العريضُ المفرِق الْكثير الشَّعرِ. وَفِي حَدِيث عليَ أَنه قَالَ: تجهَّزُوا لِقِتالِ المارقينَ المغتلمينَ. وروى سَلمَة عَن الْفراء أَنه قَالَ: قَالَ الْكسَائي: الاغتلامُ: أَن يجاوزَ الْإِنْسَان حدَّ مَا أَمر بِهِ من الْخَيْر والمباح. وَمِنْه قَول عمر: إِذا اغتلمتْ عَلَيْكُم هَذِه الأشربةُ فاكسِروها بالماءِ. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس يَقُول: إِذا جازَتْ حدَّها الَّذِي لَا يسكرِ إِلَى حدِّها الَّذِي يسكر. وَكَذَلِكَ قَول عَليّ فِي المغتلمينَ هم الذينَ جازوا حدَّ مَا أُمروا بِهِ من الدِّين وطاعَةِ الإِمَام. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الغُلُمُ: الْمَجْبُوسون. قَالَ: وَيُقَال: فلانٌ غُلَام النَّاس وَإِن كَانَ كهلاً، كَقَوْلِك فلانٌ فَتى العسكَر وَإِن كَانَ شَيخا، وَأنْشد: سَيْراً ترى مِنْهُ غُلامَ النَّاس مُقَنَّعاً وَمَا بِهِ من باسِ إلاَّ بقايا هَوْجَلِ النُّعاس لغم: قَالَ اللَّيْث: لَغَمَ الجَمَلُ يَلْغَمُ لُغامهُ

لَغْماً إِذا رَمَى بِهِ؛ والمَلْغَمُ: الفمُ، وتلغَّمْتُ بالطِّيبِ. وَقَالَ اللحيانيُّ: لُغِمَ فلانٌ بالطِّيبِ فَهُوَ مَلْغومٌ: إِذا جُعل الطِّيبُ على مَلاغِمِه، والمَلْغَمُ: طرَف أنفِه، وتلغَّمَتِ الْمَرْأَة بالطِّيب تلغُّماً: إِذا جَعلت الطِّيبَ على مَلاغِمها، والمَلْغَمُ: الفمُ وَالْأنف وَمَا حَولهما. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي قَالَ: لغَمْتُ أَلْغَمُ لَغْماً ووَغَمْتُ أَغِمُ وَغْماً: إِذا أَخْبَرْتَ خَبَراً لَا تَسْتَيْقِنُه. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيِّ قَالَ: اللُّغَامُ والمَرْغُ: اللُّعاب للْإنْسَان، واللُّغام: زَبَدُ أَفواه الْإِبِل، قَالَ: والرُّوَالُ للفرَس. وَقَالَ فِي موضعٍ: اللَّغَمُ: الإرجافُ الحادُّ واللّعَمُ بالعيْن اللُّعاب. ملغ: قَالَ اللَّيْث: المِلْغُ: الأحمَق الوَقْسُ اللَّفْظ وَأنْشد قَول رؤبة: والمِلْغُ يَلغَى بالْكلَام الأملغِ وَقَالَ الْكسَائي: أحْمَقُ بِلْغٌ ومِلْغٌ، وَهُوَ الَّذِي زَاد على الحُمْق. وَقَالَ غَيره: أَحْمَق بِلْغٌ وَهُوَ الَّذِي يَبْلُغ مَعَ حُمْقِه حاجتَه. غمل: قَالَ اللَّيْث: غَمَلْتُ الأدِيمَ: إِذا جعلْتَه فِي غُمَّةٍ لِيَنْفَسِخَ عَنهُ صوفُه. أَبُو عبيد عَن الأصمعيِّ: إِذا غُمَّ البُسْرُ ليُدرِك فَهُوَ مغمولٌ ومَغمونٌ، وَكَذَلِكَ الرَّجل يُلقَى عَلَيْهِ الثيابُ ليَعْرَقَ فَهُوَ مَغْمولٌ، ورجُل مَغْمولٌ: إِذا كَانَ خامِلاً. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الغَمْلُ أَن يُلَفَّ الإهابُ بَعْدَمَا يُسْلَخ، ثمَّ يُغَمَّ يَوْمًا وَلَيْلَة حَتَّى يسترخِيَ شَعرُه أَو صوفُه، ثمَّ يُمْرَطَ فإِن تُرِك أكثَر من يَوْم وليلةٍ فَسَدَ، وأَغملَ فلانٌ إهابه بالأَلِف: إِذا تَرَكه حَتَّى يَفْسُدَ. وَقَالَ اللَّيْث: الغُمْلُولُ: حَشيشةٌ تؤكلُ مطبوخةً تُسَمِّيه الفُرْسُ بَرْغَسْتَ. وروى أَبُو عبيد عَن الأصمعيِّ قَالَ: الغُمْلولُ: الْوَادي ذُو الشَّجر. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: هُوَ بَطْنٌ من الأَرْض غامِضٌ ذُو شَجَرٍ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الغُمْلُولُ كَهَيئَةِ السكَّةِ فِي الأَرْض ضيِّقٌ لَهُ سَنَدانِ، طولُ السَّنَدِ ذِراعان يَقودُ الغَلْوَةَ يُنْبِتُ شَيْئا كثيرا، وَهُوَ أَضْيَق من الفائجة والمَلِيعِ. وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ: وَمخَارِيجَ من شَعارٍ وغِينٍ وغَمَالِيلَ مُدْحِيَاتِ الغِياضِ وَقَالَ اللَّيْث: الغَمَالِيلُ: الرَّوَابي. وَقَالَ غَيره: الغَمْلَى من النَّبات: مَا رَكِب بعضُه بَعْضًا فبَلِيَ. وَقَالَ الرَّاعي:

أبواب الغين والنون

وغَمْلَى نَصِيَ بالْمِتان كَأَنَّهَا ثَعالِبُ مَوْتَى جِلدُها قد تزلَّعا وَيُقَال: غَمِلَ النَّبْتُ يَغْمَلُ غَمَلاً: إِذا التفَّ وَغمَّ بعضُه بَعْضًا فعَفِنَ، ولحمٌ مَغمولٌ وَمغمونٌ: إِذا غُطِّيَ شِواءً أَو طبِيخاً، وإهابٌ مَغمولٌ: إِذا لُفَّ ففَسد. مغل: قَالَ اللَّيْث: المغَلُ: وجَع البَطْن من ترابٍ. يُقَال: مَغِلَ يَمْغَلُ فَهُوَ مَغِلٌ، وأمغلَت الشاةُ: وَهُوَ أَن يأْخذَها وَجَعٌ، فَكلما حملَتْ أَلْقَتْ. الحرانيُّ، عَن ابْن السّكيت: المَغْلَةُ: النَّعجة أَو العنْز تُنتَجُ فِي السَّنة مرّتين، وغنَمٌ مِغَالٌ. وَأنْشد: بَيضاءُ مَحْطُوطةُ المتْنَين بَهْكَنَةٌ رَيَّا الرّوَادفِ لمْ تُمْغِلْ بِأَوْلاد وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الْمُمْغِلُ: الَّتِي تحمِل قبل فِطام الصَّبيِّ وتلدُ كلَّ سَنة. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: أمْغلَ الْقَوْم، وَهُوَ أَن تمغَلَ إِبلُهم وشاؤُهم، وَهُوَ داءٌ، يُقَال: مَغِلَتْ تمْغَلُ. قَالَ: والإمغالُ فِي الشَّاء لَيْسَ فِي الْإِبِل، وَهُوَ مِثل الكِشَافِ فِي الْإِبِل، قَالَ: والمَغْلةُ: داءٌ يكون فِي بطن الدَّابَّة أَو النَّاقة من أَن تأكلَ التُّرَابَ مَعَ البَقْل. وَقَالَ شمر: مَغِلَتِ الشّاةُ إِذا حَملَت كلَّ عامٍ، قلت: الْمَغَلُ فِي الشَّاة، أنْ تحملَ فِي السَّنة الواحدةِ مرَّتين، والكِشَافُ فِي الْإِبِل: أَن تحملَ كلَّ عامٍ. ابْن السّكيت عَن الوالِبيِّ أَمْغَل بِي فلانٌ عِنْد السُّلْطَان: أَي وَشَى بِي. قَالَ: وَيُقَال: مَغَلَ بِهِ فلانٌ يَمْغَلُ بِهِ مَغْلاً إِذا وَقع فِيهِ، وإنّه لصاحبُ مَغالةٍ. وَمِنْه قَول لبيد: يتأَكَّلون مَغالةً ومَلاذَةً ويُعابُ قائلُهم وإنْ لمْ يَشْغَبِ والميمُ فِي المغالة والمَلاذة أصليّةٌ من مَغَلَ ومَلَذَ. وَقَالَ ابْن السّكيت: مغَلَتِ الدَّابَّةُ تَمغل مَغْلاً: إِذا أَكلَت التُّرَاب فاشْتَكتْ بَطنهَا وَبهَا مَغْلةٌ شَدِيدَة، ويُكوَى صَاحب الْمغلةِ ثلاثَ لَذعاتٍ بالمِيسَمِ خلْف السُّرَّة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: المِمْغَلُ: الَّذِي يُولَع بأَكْل التُّراب من الفُصْلان فيَدْقَى مِنْهُ أَي يَسْلَحُ. قَالَ: والمَمْغَلُ: الموضِعُ الْكثير الغَمْلَى، وَهُوَ النَّبْتُ الكثيرُ. (أَبْوَاب الْغَيْن وَالنُّون) غ ن ف اسْتعْمل من وجوهه: نغف نفغ غنف.

غنف: قَالَ اللَّيْث: الغَيْنَفُ: غَيْلَمُ المَاء فِي منبع الْآبَار والعيون، وبحرٌ ذُو غَيْنَفٍ. وَأنْشد: نَغْرِفُ من ذِي غَيْنَف ونُؤْزِي قلت: لم أسمع الغَيْنَفَ بِمَعْنى غَيْلَم المَاء إِلَّا هَا هُنَا، وَالْبَيْت الَّذِي بِهِ اسْتشْهد الليثُ لرؤبة أقرأنيهِ الإياديُّ لشمر أَنه أنْشدهُ: نَغْرِفُ من ذِي غَيِّثٍ ونُوزي قَالَ: وبئر ذَات غَيِّثٍ، أَي لَهَا نائبٌ من المَاء، وَمعنى نُؤْزِي: أَي نُضْعفُ وَلَا آمنُ أَن يكون اللَّيْث صحَّف الغيِّث فَجعله الغَيْنَفَ فَإِن رَوَاهُ ثِقَة لرؤبة وَإِلَّا فَالصَّوَاب غَيِّثٌ، وَهَكَذَا رَأَيْته فِي شعر رؤبة. نغف: قَالَ اللَّيْث: النَّغَفُ: دودٌ غُضْفٌ ينسلخُ عَن الخنافس وَنَحْوهَا، وَيُقَال: النَّغَفُ: دودٌ بيضٌ يكون فِيهَا ماءٌ. قَالَ: وَفِي عظمي الوَجنتين لكلِّ رأسٍ نَغَفَتَانِ: أَي عظمان، وَمن تحرُّكِهما يكون العُطاس، قَالَ: وربَّما نَغِفَ الْبَعِير فكثُر نَغَفُهُ. قلت: الَّذِي قَالَه اللَّيْث فِي عظْمي الوجنتين لكل رأسٍ نَغَفَتان مُريبٌ، والمسموع من الْعَرَب فيهمَا: النَّكَفَتان، وهما حدَّا اللَّحْيَيْنِ من تَحت، وَقد فسَّرتهُما فِي موضعهما من كتاب الْكَاف، وَأما النَّغَفَتَان بمعناهما فَمَا سمعته لغير اللَّيْث. والنَّغَفُ عِنْد الْعَرَب ديدانُ تولدُ فِي أَجْوَاف الْحَيَوَان من النَّاس وَغَيرهم وَفِي غَراضِيفِ الخياشيم من رُؤوس الشاءِ وَالْإِبِل، وَالْعرب تَقول لكل ذليل حقيرٍ: مَا هُوَ إِلَّا نَغَفَةٌ، يُشَبَّه بِهَذِهِ الدُّودة من ذلِّهِ. وَفِي حَدِيث يأجُوج ومأجُوج وهلاكِهم: (يبْعَث الله عَلَيْهِم النَّغَفَ فيُهلكهم) . نفغ: النَّفَغُ: التَّنَفُّطُ، يُقَال: نَفَغَتْ يَده تَنْفَغُ إِذا تَنَفَّطَتْ، قَالَ ذَلِك أَبُو مَالك وَغَيره. غ ن ب غبن غنب نبغ نغب: مستعملة. نغب: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: نَغَبَ الْإِنْسَان يَنْغَبُ ويَنْغِبُ نَغْباً، وَهُوَ الابتلاغُ للرِّيق وَالْمَاء نُغْبَةً بعد نُغْبَةٍ. وَقَالَ أَبُو عبيد: النَّغْبَةُ: الجرعةُ وَجَمعهَا نُغَبٌ. وَقَالَ ذُو الرُّمة: حَتَّى إِذا زَلَجَتْ عَن كلّ حَنْجَرةٍ إِلَى الغَلِيلِ وَلم يَقْصَعْنَهُ نُغَب نبغ: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: نَبَغَ الرَّجل، إِذا لم يكن فِي إِرْث الشِّعر ثمَّ قَالَ فأجاد، فَيُقَال: نَبَغَ مِنْهُ شِعرٌ شاعرٌ وبلغنا أَن زِياداً قَالَ الشّعْر على كبرِ سِنه وَلم يكن نشأَ فِي

بَيت الشِّعر فسُمِّي النابِغةَ، وَقيل: إِنَّه سميَ بقوله: وَقد نَبَغَتْ لنا مِنْهُم شُؤون قَالَ: والدَّقيقُ: يَنْبُغُ من الخصاصِ، تَقول: أنْبَغْتُهُ فَنَبَغَ. وَقَالَ غَيره: نَبَغَ الشيءُ: إِذا ظَهر، ونَبَغَ فيهم النِّفاق إِذا ظهرَ مَا كَانُوا يُخفونه، ونَبَغَتْ المزادَةُ، إِذا كَانَت كتوماً فَصَارَت سَرِبَةً. وَقَالَت عَائِشَة فِي أبيهَا غاضَ نَبْغَ النفَاق والرِّدَّة: أَي نَقَصَهُ وأذْهَبهُ، ونَبغَ الوعاءُ بالدقيق إِذا كَانَ رَقِيقا فتطايرَ من خصاصِ مَا رَقَّ مِنْهُ. وَيُقَال: نَبَغَ فلانٌ بِنُوسه، إِذا خرجَ بطبعه، ونَبَغَ الماءُ ونَبَعَ بِمَعْنى واحدٍ، وَيُقَال لهبرية الرَّأْس: نُباغَهُ ونُبَاغَتُهُ. غنب: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيِّ: الغُنَبُ: داراتُ أوساطِ الأشداقِ قَالَ: وَإِنَّمَا يكون فِي أوساط أشداقِ الغِلْمان الملاحِ، وَيُقَال: بَخَصَ غُنْبَتَهُ، وَهِي الدّارة الَّتِي تكونُ فِي وسَطِ خَدِّ الغلامِ الْمليح. غبن: الْحَرَّانِي عَن ابْن السكِّيت: الْغبْنُ فِي الشراءِ والبيعِ، يُقَال: غَبَنَهُ يَغْبِنُه غَبْناً، والْغبَنُ: ضعفُ الرَّأْي، يُقَال فِي رَأْيه غَبَنٌ، وَقد غَبِنَ رَأيه غَبَناً. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيِّ قَالَ: غَبَنْتُ الثَّوبَ أغْبِنه غَبْناً: إِذا طَال فثنيته، وَكَذَلِكَ كَبَنْتهُ، وَمَا قُطِعَ من أطرافِ الثَّوْب فأسقط غَبَنٌ. قَالَ الْأَعْشَى: يُسَاقِطُها كَسِقاطِ الْغَبَنْ وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للفاترِ عَن الْعَمَل: غَابِنٌ، والمَغَابنُ: الأرْفاغُ، والآباطُ، واحدُها مَغبِنٌ وغَبَنْتُ الشيءَ: إِذا خَبَّأْتهُ فِي المغبِنِ، والْغَبِينَةُ من الْغَبْنِ كالشتيمةِ من الشتم، وَيُقَال: أَرى هَذا الأمرَ عليكَ غَبْناً، وَأنْشد: أجولُ فِي الدَّارِ لَا أَراكَ وَفِي الدا رِ أَناسٌ جوارُهمْ غَبْن وَقَالَ أَبُو إسحاقَ فِي قَول الله جلَّ وعزَّ: {الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ} (التغابن: 9) ، يَوْم يَغْبنُ أهلُ الْجنَّة أهل النَّار، ويغبنُ من ارتفعتْ منزلتهُ فِي الْجنَّة من كَانَ دُونه، وضربَ الله ذلكَ مثلا للشِّرَاءِ والبيعِ كَمَا قالَ: {ءَامَنُواْ هَلْ أَدُلُّكمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ} (الصَّفّ: 10) . وَقَالَ أَبُو زيدٍ: غبنتُ الرجل فأَنا أغبنه غَبْناً، وَذَلِكَ أَن يَمرَّ فَلَا ترَاهُ وَلا تَفْطُنَ لَهُ، وغَبَنْتُ الأمرَ غَبناً إِذا أَغْفَلْتُه وغَبنتُ فِي البيع غَبْناً إِذا غفلْت عَنهُ بيْعاً كَانَ أَو شِرَاء، وغبَنْتُ الرَّجل أغبِنه غَبْناً فِي البيع

وَالشِّرَاء، وغبِيتُ الرجل أَغْبَاه أشَدَّ الغِباءِ، وَهُوَ مِثل الغَبْن. ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: أصلُ الغَبْنِ: ثَنْيُ الشيءِ من دَلْوٍ أَو ثوبٍ ليَنقُص من طوله. قَالَ: وسُئل الْحسن عَن قَول الله: {الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ} (التغابن: 9) فَقَالَ: غَبَنَ أهلُ الجنَّة أهلَ النَّار: أَي: استَنقصوا عُقُولهمْ باختيارهم الْكفْر على الْإِيمَان. وَنظر الحَسن إِلَى رجُل غبَن آخرَ فِي بيعٍ فَقَالَ: إنَّ هَذَا يَغْبِنُ عقلَك. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: أَي: يَنقُصُه. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: غبِنْتَ رأْيك: أَي: نسِيتَه وضيَّعته، وَأنْشد: غَبِنْتم تتابُعَ آلائِنا وحُسنَ الجِوار وقُرْبَ النَّسب وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يُقَال: هَذِه الناقةُ مَا شِئتَ من ناقةٍ ظَهْراً وكرَماً غير أَنَّهَا مغبُونةٌ أَي لَا يُعلَم ذَلِك مِنْهَا، وَقد غبَنوا خَبَرهَا، وغبنوها: أَي: لمْ يَعلموا عِلمها، والغَبْن: النِّسيان، وغَبِنْتُ كَذَا من حقِّي عِنْد فلَان أَي نسِيتُه وغلِطتُ فِيهِ. غ ن م غنم غمن نغم نمغ: مستعملة. غنم: قَالَ اللَّيْث: الغنَمُ: الشَّاءُ، تقولُ: هَذِه غنَمٌ لفظٌ للْجَمَاعَة، فَإِذا أَفْرَدْتَ الْوَاحِدَة، قلتَ شاةٌ. وَقَالَ غَيره: تقولُ الْعَرَب: تَروحُ على فلَان غنَمان: أَي: قطِيعَان، لكلِّ قَطيعٍ راعٍ عَلَى حِدَةٍ، وَكَذَلِكَ تَروحُ عَلَيْهِ إِبِلان: أَي إبلٌ هَا هُنا، وَإبل، هَا هُنَا، وغنَمٌ مُغَنَّمةٌ: إِذا كَانَت للقِنْيَةِ مَجْمُوعَة. وَقَالَ اللَّيْث: الغُنْمُ: الْفَوْز بالشَّيْء من غير مشقّة، والاغتنام: انتهازُ الغُنم، يُقَال: اغتنم الفُرصة وانتَهزها بِمَعْنى وَاحِد، والغَنيمة: الفَيْءُ، قلت: الغنيمةُ مَا أُوجِفَ عَلَيْهِ بِالْخَيْلِ والرِّكاب من أَموال الْمُشْركين وأُخذ قَسْراً وَيجب فِيهَا الخُمس لِمن قسَمه الله لَهُ، ويُقْسمُ أربعةُ أخمَاسها لمن حضر الوقْعة، للفارس ثَلَاثَة أَسهم، وللرَّاجِل سهمٌ وَاحِد. وَأما الفَيْءُ فَهُوَ مَا أَفاءَ الله من أَمْوَال الْكفَّار على الْمُسلمين بِلَا حرْبٍ وَلَا إيجافٍ عَلَيْهِ بخيْل وركابٍ، وَذَلِكَ مِثل جِزْيَة الرُّؤُوس وَمَا صُولِحوا عَلَيْهِ من أَمْوَالهم فيجبُ فِيهِ الْخُمس أَيْضا لمن قسَمه الله، وَالْبَاقِي يوضَع فِي بَيت مَال الْمُسلمين لسَدِّ ثَغْرٍ وإعداد سلاحٍ وخيْرٍ وأَرْزاق لأَهْل الفيْءِ من المقاتِلين والقُضاة وَغَيرهم ممَّن يَجري مَجْراهم. وَقَالَ الْكسَائي: غنَمٌ مُغَنَّمة، وإبِلٌ مُؤَبَّلة: إِذا أُفْرِدَ لكل مِنْهَا راعٍ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: غُنَاماكَ

أبواب الغين والفاء

وغُنْمُكَ أَن تفعل ذَاك، كقَولِك قُصاراك وقَصْرُكَ وحَبابُك وشبابُك، معْناه كلُّه غَايتُك. نغم: قَالَ اللَّيْث: النَّغْمَةُ: جَرْسُ الكلمةِ وحُسنُ الصَّوت فِي الْقِرَاءَة، تَقول: مَا نَغَم بكَلمة. أَبُو عبيد عَن الكسائيِّ وَأبي زيد: قد نَغَمْتُ أنْغَمُ وأَنغِم نَغْماً، وَهُوَ الْكَلَام الخفِيُّ. وَقَالَ الأَصمعيُّ: إنَّه ليَتَنَغَّمُ بِشَيْء ويتنسَّمُ بشيءٍ وينسم بشيءٍ: أَي: يتكلَّم بِهِ. نمغ: قَالَ اللَّيْث: التَّنْميغُ: مَجْمَجَةُ سَوادٍ وحُمْرَةٍ وبياضٍ، ورجُل منَمَّغُ الخَلْق، قَالَ: والنَّمَغَةُ: مَا تَحرَّك من الرَّماعة. أَبُو عبيد، عَن الْفراء: النَّمَغَةُ: رأْسُ الجبَل. وَقَالَ المفَضَّلُ: هِيَ من رَأس الصَّبِيِّ الرَّماغَةُ. وَقَالَ ابْن الأعرابيِّ: يُقَال لرأس الصّبيِّ قبلَ أَن يشتدَّ يافُوخُه: النَّمَغَةُ والغاذَّةُ والغَاذِيَة. غمن: يُقَال: غَمن الجلدَ وغمَلهُ إِذا جَمعه بعد سلْخِه وترَكهُ مَلفوفاً حَتَّى يَسْتَرخِي صُوفُه، والغُمْنةُ: الغُمْرَة الَّتِي تَطْلِي بهَا الْمَرْأَة وَجْهَها. قَالَ الأغلبُ: لَيسَتْ مِن اللاّئيِّ تُسَوَّى بالْغُمَن وَيُقَال: الغُمْنةُ: السَّبِيذاجُ. ((أَبْوَاب) الْغَيْن وَالْفَاء) غ ف م اسْتعْمل: من وجوهه: فغم. فغم: قَالَ اللَّيْث: فغَمَ الورْد: إِذا انفَتج، والرِّيحُ الطَّيِّبَةُ تَفْغَمُ المزْكوم وتَسدُّ خياشيَمه وَأنْشد: نَفْحَةُ مِسْكٍ تَفْغَمُ الْمَفْغُوما والمَصْدَرُ: الفُغُومُ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: وجدت فَوْغةَ الطّيب وفَغْمَةَ الطّيب، وَقد فَغمتْنِي الرَّائِحَة: إِذا سَدّتْ خياشيمكَ. قَالَ اللَّيْث: وَيُقَال: افْتغمَ عَنهُ الزكامُ، قَالَ: وَفِي الحَدِيث: (لَو أَن امْرَأَة من الحورِ العِين أَشرفَت لأفغمَتْ، مَا بَين السماءِ وَالْأَرْض بِريح المسكِ) أَي ملأتْ، قلت: الرِّوَاية لأفعَمَتْ بِالْعينِ، أَي لملأتْ. يُقَال: أَفْعمْتُ الإناءَ فَهُوَ مفعومٌ: إِذا مَلأتهُ. وَيُقَال: فَغِمَ الرجلُ بالشيءِ يَفغَمُ فَغَماً: إِذا أولعَ بِهِ. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: مَا أَشدَّ فغَمَ هَذَا الكلبِ بالصَّيدِ، وَهُوَ ضراوتهُ ودُرْبتهُ، وكلبٌ فغِمٌ: حَريصٌ عَلَى الصَّيْدِ.

باب الغين والباء والميم

قَالَ امْرُؤُ القَيْسِ: فَيُدْركُنَا فَغِمٌ دَاجِنٌ سَمِيعٌ بَصيرٌ طَلوبٌ نَكِرْ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الفُغْمُ: الفمُ أجمع ويُثَقَّل فَيُقَال: فُغُمٌ. وَقَالَ هُدْبةُ: وَالله مَا يَشْفى الفؤادَ الهائِما نَفْثُ الرُّقى وَعَقْدُكَ الرَّتائما ولاَ اللزَامُ دون أَن تُفاغِمَا وَلا الفِغَامُ دون أَن تُفاقِمَا وَتَعْتَلِي القوائمُ القوائما (بَاب الْغَيْن وَالْبَاء وَالْمِيم) غ ب م اسْتعْمل من وجوهه: بغم. بغم: قَالَ اللَّيْث: بَغَمَ الظَّبْيُ يَبغَمُ بُغوماً، وَهُوَ أرْخَمُ صَوْتِهِ. وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: دَاعٍ ينادِيهِ بِاسم الماءِ مَبْغوم والمبْغُومُ: الْوَلَد، وأمُّهُ تَبغَمهُ: أَي: تَدعوهُ، وَالْبَقَرَة تَبغمُ، والناقة تَبغمُ، وامرأةٌ بَغومٌ: رَخيمةُ للصوت، وَقَوله: دَاعٍ يُناديهِ حَكى صوتَ الظَّبْيةِ إِذا صاتَتْ مَأمَاءْ، وَداعٍ هُوَ الصوتُ مَبْغومٌ. يُقَال: بُغام مَبغومٌ كقولكَ قولٌ مَقولٌ، يَقول لَا يرفع طَرْفهُ إلاَّ إِذا سمعَ بُغامَ أُمِّهِ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: مَا كانَ من الْخُفِّ فَإِنَّهُ يُقَال لصوته إِذا بدا: البغامُ لِأَنَّهُ يُقَطِّعهُ ولاَ يَمدُّه، وَقد بَغَمتِ الناقةُ تَبْغَمُ. وَقَالَ غَيره: التَّزَغُّم والبُغَام: الكشيش من الرُّغاءِ.

باب الغين والقاف

كتاب معتل حرف الْغَيْن (بَاب الْغَيْن وَالْقَاف) غ ق (وايء) غيق: قَالَ اللَّيْث: الغاقةُ والغاقُ، وهما من طَيرِ الماءِ. وَقَالَ الْفراء: غَاقِ، حِكايةُ صَوتِ الغُرَابِ. يُقَال: سَمِعت غاقِ غاقِ وغاقٍ غاقٍ، ثمَّ يُسمى الْغُرَاب غاقاً فَيُقَال: سَمِعت صوتَ الغاقِ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: غَيَّقَ الرجل فِي رأيهِ تغييقاً: إِذا اخْتَلَط فَلم يثبت عَلَى رأيٍ واحدٍ، فَهُوَ يموج. وَقَالَ رؤبَةُ: غَيَّقْنَ بالمكْحُولةِ السَّواجِي شيطانَ كلِّ مُتْرَفٍ سَدَّاج وَقَالَ الْأَصْمَعِي: غَيَّقْنَ: مَوَّجْنَ، وَالْمعْنَى: ضَلَّلْنَ. وَقَالَ الْمفضل: غَيّقَ فلانٌ مَاله تغييقاً: إِذا أفْسدهُ، وغبقَ الرّجل بَصَره، إِذا حَيّره. وَقَالَ العجاج: أَذِيُّ أوْرادٍ يُغيِّقْنَ البصْر غ ك: مهمل. (بَاب الْغَيْن وَالْجِيم) غ ج (وايء)) اسْتعْمل مِنْهُ: الغوْج. غوج: قَالَ اللَّيْث: جملٌ غَوْجٌ وفرسٌ غوجٌ: عريض الصَّدْر، وَأنْشد: بعيد مَساف الخطو غوجٌ شَمردلٌ يُقَطِّع أنفاس المهاري تلاتِله وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الغوج: اللَّيِّنُ الأعطاف من الْخَيل.

باب الغين والشين

وَقَالَ أَبُو سعيد: فَرس غوْج موْج، وَهُوَ الواسعُ جِلْدِ الصَّدْرِ، وَيجمع الغوْج غَوجاً كَمَا يُقَال جَارية خَوْد، وَجَمعهَا خُود. (بَاب الْغَيْن والشين) غ ش (وايء) غشا شغا وشغ: مستعملة. غشا: قَالَ الليثُ: الغِشاوة: مَا غشي الْقلب من الطَّبْع، والغشاء: الغطاء، وغاشية السرج: غطاؤه، وَالرجل يستغشي ثوبَه كي لَا يسمع وَلَا يرى، والغاشية: السُّؤَال الَّذين يغشونك يرْجونَ فضلك ومعروفك، والغاشيةُ: اسْم من أَسمَاء الْقِيَامَة فِي الْقُرْآن، والغِشْيانُ كنايةٌ عنْ إتْيَان الرّجلِ المَرْأة، والفعلُ غَشيَها يَغشاها غِشيَاناً. وَقَالَ الله جلَّ وَعز: {وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ} (الْبَقَرَة: 7) ، وقرىء: (غَشْوَةٌ) كَأَنَّهُ رُدَّ إِلَى الأَصْل لأنّ المصادرَ كلهَا تُرَدُّ إِلَى فَعْلةٍ، والقراءةُ المختارةُ غشاوةٌ، وكلُّ مَا كَانَ مُشتمِلاً على الشَّيْء فَهُوَ مبنيٌّ على فِعالةٍ نَحْو: الغِشَاوة والعِمامةِ والعصابة، وَكَذَلِكَ أسماءُ الصناعاتِ لاشتمال الصِّناعة على كلِّ مَا فِيهَا نَحْو الخياطةِ والقِصارةِ. وَقَالَ الله جلّ وَعز: {أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ} (هود: 5) الْآيَة، قيل: إنّ طَائِفَة منَ الْمُنَافِقين قَالُوا: إِذا أغلقْنا أبوابَنا وأرْخينا سُتُورنا واستَغْشَينا ثيابَنا وثَنينا صدُورَنا على عداوةٍ مُحمدٍ فَكَيفَ يعلم بِنَا، فَأنْزل الله: {أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} (هود: 5) . وَقَوله جلّ وَعز: {أَفَأَمِنُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّهِ} (يُوسُف: 107) ، أَي: عقوبةٌ مُجَلِّلةٌ تَعُمُّهم. وقولُ الله: {فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا} (الْأَعْرَاف: 189) ، كِنَايَة عَن الجِماع، يُقَال: تغشَّى امْرَأَته وتجلَّلَها وتدثرها بِمَعْنى واحدٍ وَقيل: للقيامة غاشيةٌ لِأَنَّهَا تَعُمُّ الخلْقَ أجمعينَ. وَقَالَ بَعضهم: الغِشَاوةُ: جلدةٌ غُشِّيَتِ القلْبَ فَإِذا انخَلَعَ مِنْهَا القلبُ ماتَ صاحِبُه. وَقَالَ أَبُو زيد: الغَشْواء من المِعْزَى: الَّتِي يَغشى وجهَها كلَّه بياضٌ. رَوَاهُ أَبُو عبيد عَنهُ، وَيُقَال: غُشيَ عَلَيْهِ فَهُوَ مغشيٌّ عَلَيْهِ وَهِي الغشيَة، وَكَذَلِكَ غَشْيةُ الموتِ. قَالَ الله تَعَالَى: {إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِىِّ عَلَيْهِ مِنَ} (مُحَمَّد: 20) ، وغاشية الرّجُل: مَن ينتابه من زُوّاره وأصدقائهِ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد، يُقَال: للحديدة الَّتِي فَوق مؤخرةِ الرّحْل: الغاشيةُ، وَهِي الدامغةُ.

باب الغين والضاد

قَالَ: وَقَالَ الأصمعيُّ: رَمَاه الله بغاشيةٍ، وَهُوَ داءٌ يَأْخُذهُ فِي جَوْفه. وَأنْشد شمر: فِي بطنِهِ غاشيةٌ تُتَمِّمُهْ قَالَ: تُتَمِّمُه: تُهْلِكهُ. وشغ: قَالَ اللَّيْث: الوَشغُ: الوَتْحُ، يُقَال: أوْشَغَ وأوتَحَ. وَأنْشد: ليْسَ كإيشاغِ الْقَلِيل الموشغِ وَيُقَال: توَشّغَ فلانٌ بالسوء: إِذا تلطّخَ بِهِ. وَقَالَ القلاخُ: إنِّي امرُؤٌ لم أتوَشَّغْ بالكَذِبْ ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: أوشغَتِ الناقةُ ببَولها، وأوزعتْ وأزغلَتْ: إِذا قطعَتْه فرَمتْ بِهِ زُغْلةً زُغلةً. ابْن شُمَيْل: استَوْشغَ فلانٌ: إِذا اسْتَقى بِدَلْوٍ واهيةٍ، وَهُوَ الاسْتِيشاغُ. شغا: قَالَ اللَّيْث: الشغا: اختلافُ الْأَسْنَان، رجلٌ أَشْغى، وامرأةٌ شَغوَاءُ وشَغياء، والشَّغْيةُ: أَن يَقْطُرَ البَوْل قَلِيلا قَلِيلا. الحرّانيُّ عَن ابْن السّكيت قَالَ: الشَّغا هُوَ اختلافُ نِبْتة الأسْنان، رجلٌ أَشْغى وَامْرَأَة شَغوَاء، وَيُقَال للعُقابِ شَغْواء لفَضْل مِنقارِها الْأَعْلَى على الْأَسْفَل. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: سُمِّيتْ شَغواءَ لِتعقُّف فِي منقارها. (بَاب الْغَيْن وَالضَّاد) غ ض (وايء)) غيض غضا ضغو: مستعملة. غيض: قَالَ اللَّيْث: غاضَ الماءُ، وَهُوَ يغيضُ غيْضاً ومغاضاً. قَالَ: والمَغيضُ: المكانُ الَّذِي يغيضُ فِيهِ، وَيُقَال: غيضَ ماءُ البحرِ فهوَ مغيضٌ، مفعولٌ بِهِ وَيُقَال غِضْتُه: أيْ: فَجَّرْتُه إِلَى مَغيضٍ، والغَيضَة: الأجَمَةُ، وجمْعها: غِياضٌ. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: غاضَ ثمنُ السِّلعة يَغيضُ: إِذا نَقصَ، وغضْتُه أَنا فِي بَاب فعل الشَّيْء وفعلْتُه. ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: يقالُ للطَّلْع: الغِيضُ والغضيضُ والإغريضُ. وَأنْشد: غيَّضْنَ من عبرَاتهنّ وقلنَ لي مَاذَا لقِيتَ منَ الهوَى ولقينا مَعْنَاهُ: أنهنّ سَيَّلّنْ دموعَهُنّ حَتَّى نَزَفْنَها. غضا: قَالَ اللَّيْث: غضَوْتُ عَلَى القَذَى: أيْ: سكَتُّ وَيُقَال: أغضيْتُ. قَالَ: والإغضاءُ: إدناء الجفون. قَالَ لبيدٌ: كعَتيقِ الطيرِ يُغضى ويُجَلّ يَعْنِي: يُغضي الجفونَ مرّة، ويُجلِّي مرّة. وَقَالَ الآخر:

باب الغين والصاد

لم يُغْض فِي الحربِ على قذاكا قَالَ: وليلٌ غاضٍ: غاطٍ، وهوَ يغضُو غضُوّاً إِذا غشي كلَّ شَيْء. وَقَالَ ابنُ بُزرج: ليلٌ مُغْضٍ وغاضٍ ومقامٌ فاضٍ ومُفْضٍ. وَأنْشد: عَنكُم كِراماً بالمقامِ الفاضي أَبُو عبيد عَن الأمويِّ: ليلةٌ غاضيَةٌ: شَديدةُ الظُّلمةِ، ونارٌ غاضيةٌ: عظيمةٌ. وَأنْشد شمر: يخرُجْنَ من أَعْجاز ليلٍ غاضي قلت: قولُه: نارٌ غاضيةٌ: عظيمةٌ، أُخذ من نَار الغضى، وَهُوَ من أجْوَد الوقودِ عِنْد الْعَرَب، يُقَال: غضاةٌ وغضًى، وَيُقَال لِمَنبتِها: الغَضْيا. وَقَالَ ابنُ السّكيت: يُقَال للإبلِ الْكَثِيرَة غَضْيا: مَقْصورٌ شُبِّهتْ عندِي بمنابتِ الغضَى. وَأنْشد ابنُ الْأَعرَابِي: ومُستَخلِف من بعدِ غضيَا صُرَيمة فأحر بِهِ من طول فقر وأحريا أَرَادَ: وأحْرِيَنْ، فَجعل النُّون ألفا سَاكِنة. الحرَّانيُّ عَن ابْن السّكيت: يُقَال: هَذَا بعيرٌ غاضٍ: إِذا كَانَ يأكلُ الغضَا، وإبلٌ غواضٍ، فَإِذا اشْتَكى من أكْلِ الغضَا قيل: بعيرٌ غَضٍ، فَإِذا نسَبْتَه إِلَى الغضا قُلتَ بعيرٌ غَضَوِيٌّ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: غَضْيا مِثل هُنَيْدَةَ: مائةٌ من الْإِبِل لَا يَنصرفان. قَالَ: وأنشدني المفضَّل الْبَيْت. ورَوى عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الغَضْيانةُ: الجماعةُ من الْإِبِل الْكِرَام، والغضْيا مائةٌ من الْإِبِل، وَيُقَال: تغاضَيْتُ عَن فلَان أَي تغابيْتُ عَنهُ وتغافلْت. ضغو: قَالَ اللَّيْث: الضُّغاءُ: صوْتُ الذَّليل إِذا شُقَّ عَلَيْهِ، يُقَال: ضَغا يضغُو: وأَضْغَيْتُه أَنا إضْغاءً. وَيُقَال: رأيتُ صِبْياناً يَتضاغَوْنَ: أَي: يَتَباكَوْنَ. (بَاب الْغَيْن وَالصَّاد) (غ ص (وايء)) غوص صوغ صغا صغي. غوص: قَالَ اللَّيْث: الغَوْصُ: الدُّخُول تَحت المَاء، والغَوْصُ: مَوضِع يخرج مِنْهُ اللُّؤلؤُ، والغاصَةُ: مُستخرجُوه، والهاجم على الشَّيْء: غائصٌ. قلت: وَيُقَال للَّذي يغوصُ على الأصداف فِي الْبَحْر فيستخرجها: غائصٌ وغَوَّاصٌ، وَقد غاصَ يغوصُ غوصاً، وَذَلِكَ الْمَكَان يُقَال لَهُ: المَغَاصُ، والغَوْصُ: فِعْلُ الغائصِ، وَلم أسمع الغوصَ بِمَعْنى المَغاصِ غير مَا قَالَه اللَّيْث. صوغ: ابْن شُمَيْل: صاغ الأدمُ فِي الطَّعَام يصوغُ أَي: رسبَ، وصاغَ المَاء فِي

الأَرْض: أَي: رسبَ فِيهَا، وصَيَّغَ فلانٌ طعامنا: أَي أنقعهُ فِي الأُدم حَتَّى تريَّغَ وَقد روَّغه بالسَّمن وريَّغهُ وصيَّغه بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ اللَّيْث: الصَّوْغُ: مصدر صاغَ يصوغُ والصِّياغةُ: الحرفةُ، وَالشَّيْء مَصوغٌ. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الصِّيغَةُ: السِّهام من عمل رجلٍ واحدٍ. وَقَالَ العجاج: بِصِيغةٍ قد راشَها وركَّبا قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: هَذَا صَوْغُ هَذَا: إِذا كَانَ على قدره، وَهَذَا سَوْغُ هَذَا: إِذا وُلِدَ على أَثَره. وَقَالَ ابْن بُزرج: هُوَ سَوْغُ أَخِيه: ولد فِي أَثَره، وصَوْغُهُ من فَوْقه، وصَوْغُهُ من تَحْتَهُ، كلٌّ يُقَال. وَقَالَ آخر: هُوَ صَوْغُ أَخِيه: طريده وُلِدِ فِي إثره مثل سَوْغِهِ. وَقَالَ غَيره: هَذَا شيءٌ حسن الصِّيغَةِ: أَي: حسن الْعَمَل، وَفُلَان حسن الصِّيغَةِ: أَي حسن الخِلْقَةِ، والقَدِّ، وصاغَ الله الخلْق يَصُوغُهم، وصاغَ فلانٌ زُوراً وكذباً: إِذا اختلَقهُ. وَفِي الحَدِيث: (هَذِه كَذبة صاغَها الصَّوَّاغُون) أَي: اختلَقها الكذَّابون. صغا: اللَّيْث: الصَّغا: مَيْلٌ فِي الْحَنَكِ أَو إِحْدَى الشَّفتين، ورجلٌ أصْغَى، وَامْرَأَة صَغْواءُ، وَقد صَغِيَ يَصْغَى، وَأنْشد: قِرَاعٌ تَكْلَحُ الرَّوقاءُ مِنْهُ ويعتدلُ الصَّغا مِنْهُ سَوِيَّا أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: صَغَوْتُ وصَغَيْتُ. وَقَالَ شمر: صَغوتُ وصَغَيتُ وصَغِيتُ وَأَكْثَره صَغِيت. وَقَالَ ابْن السّكيت: صَغَيْتُ إِلَى الشَّيْء أصغى صُغِيّاً إِذا مِلْتَ، وصغوتُ أصغو صُغُوّاً. قَالَ: وَقَالَ الله: {وَلِتَصْغَى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ} (الْأَنْعَام: 113) ، أَي: ولِتَمِيلَ، وأصْغَيْتُ الْإِنَاء: إِذا أمَلْتُهُ، وَأنْشد: فإنَّ ابنَ أُخْتِ القومِ مُصَغًى إناؤُهُ إِذا لم يُمارس خالَهُ بأَبٍ جَلْدِ وَيُقَال: فلانٌ يُكْرِمُ فلَانا فِي صاغِيَتِهِ، وهم الَّذين يميلُون إِلَيْهِ ويَغْشَوْنَهُ. قَالَ: والصَّغا: كتابتهُ بالألِفِ، وأصغى رأْسَهُ، وَرَأَيْت الشَّمس صَغْواء، يُرِيد حِين مَالَتْ، وَأنْشد: صَغْواءُ قد مَالَتْ وَلما تفعلِ وَقَالَ الْأَعْشَى يصف نَاقَة: ترى عينَها صَغْواءَ فِي جَنْبِ مُوقِهَا تُراقِبُ كَفِّي والقطيع المُحرَّما وَقَالَ اللَّيْث: صَغا إِلَى كَذَا يصغا: إِذا مَال، وأصغيتُ إِلَيْهِ سَمْعي، والإصغاءُ: الِاسْتِمَاع، وصَغَتِ النُّجوم: إِذا مَالَتْ للغروب.

باب الغين والسين

وَقَالَ الْأَصْمَعِي: صَغَا يَصْغُو صَغْواً وصغاً. وَسمع أَبُو نصر: صَغِيَ يَصْغَى: إِذا مَال، وأصْغَى إِلَيْهِ رأسهُ وسمعهُ: أماله إِلَيْهِ، وَيُقَال للناقة: قد أصْغَتْ تُصْغِي، وَذَلِكَ إِذا أمالت رَأسهَا إِلَى الرَّجل كَأَنَّهَا تستمع شَيْئا حِين يَشُدُّ عَلَيْهَا الرحْلَ. قَالَ ذُو الرُّمة يصف نَاقَته: تُصْغِي إِذا شدَّها بالكَوْرِ جانِحةً حَتَّى إِذا مَا اسْتَوَى فِي غَرْزِها تَثِبُ وَيُقَال: صِغْوُ فلانٍ مَعَ فلانٍ، أَي: ميله مَعَه. وَأما أَبُو زيد فَيَقُول: صَغْوُه وصَغاهُ وصِغْوُهُ مَعَه، وَيُقَال: أصْغَى فلانٌ إناءَ فلَان: إِذا أماله ونقصه من حظِّه، وَكَذَلِكَ أصْغَى حظَّه: إِذا نَقصه، وصِغْوُ المِغْرَفَةِ: جوفُها، وصِغْوُ الْبِئْر: ناحيتها، وصِغْوُ الدَّلو مَا تثنَّى من جوانبها. قَالَ ذُو الرُّمة: فَجَاءَت بِمُدَ نصفهُ الدِّمْنُ آجن كَماءِ السَّلَى فِي صِغْوِها يترقرقُ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُعطين من فضل الْإِلَه الأسْبَغِ آذِيَّ دُفّاعٍ كَسَيْلِ الأصْيَغِ قَالَ: الأصيغُ: المَاء الْعَام الْكثير. وَقَالَ غَيره: الأصْيَغُ: وَاد، وَيُقَال: نهرٌ. (بَاب الْغَيْن وَالسِّين) غ س (وايء) غسا غوس (غيس) سوغ. غسا: أَبُو عبيد، عَن الأصمعيِّ: غَسَا الليلُ يَغْسُو: أَغْسى يُغْسي: إِذا أَظْلَم. وَقَالَ ابْن السّكيت مثله، وزادَ: وَغَسِي يَغْسَى، وَأنْشد: فَلمَّا غسَا لَيْلى وَأَيقنْتُ أَنها هِيَ الأُرَبى جاءتْ بِأُمِّ حَبَوْكَرى وَقَالَ اللَّيْث: شيخٌ غاسٍ: قد طَال عمرهُ، قلت: هَذَا تصحيفٌ، والصَّوَابُ: شيخٌ عاسٍ بالعينِ، يُقَال: عَسا الشيخُ يَعْسُو. غوس غيس: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ يُقَال: يَوْمٌ غَوّاسٌ: فِيهِ هزيمةٌ وتشليحٌ، قَالَ: وَيُقَال: أشَاؤُنَا مَغَوَّسٌ: أَي مُشَنَّخٌ، وتَغْوِيسهُ: تَشْذيب سُلاَّئه عَنهُ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال: فلانٌ يَتَقلَّبُ فِي غَيْساتِ شَبابِهِ: أَي فِي نعمةِ شَبابهِ. وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي غَيْسانِ شبابه. وَأنْشد أَبُو عَمْرو: بينَا الْفَتى يَخْبِطُ فِي غَيساتِهِ تَقَلُّبَ الْحَيَّةِ فِي قِلاَتهِ إِذْ أصْعدَ الدَّهْرُ إلَى عِفْرَاتهِ فاجْتَاحَهَا بِشَفْرَتَيْ مِبْرَاتهِ قلت: وَالنُّون والتاءُ فيهمَا لَيْسَتَا منَ الأَصْل، من قَالَ: غَيساتٍ، فَهِيَ تاءُ

باب الغين والزاي

فعلاتٍ، وَمن قَالَ: غَيْسانَ، فَهُوَ نون فَعْلانَ. سوغ: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: سَاغَ شرابهُ فِي حَلْقهِ سَوْغاً وسَوَاغاً، وأساغَهُ الله، وسَوَّغتُ فلَانا مَا أصابَ. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: هذَا سَوْغ هَذا: إِذا وُلدَ على أَثَره. وَقَالَ المفضّلُ: هُوَ سَوْغُهُ وسَيغُهُ بِالْوَاو وَالْيَاء، وَيُقَال: هُوَ أخوهُ سَوْغُهُ، وَهِي أُخْته سَوْغُهُ: إِذا لم يكن بَينهمَا ولدٌ. وَقَالَ اللحيانيُّ: أسْوَغَ الرَّجلُ أَخاهُ إِسْواغاً: إِذا ولدَ مَعَه، وَيُقَال: أساغ فلانٌ الطَّعام والشرابَ يُسِيغه. وَمِنْه قَول الله: {يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ} (إِبْرَاهِيم: 17) . وَقَالَ ابْن بزرجَ: أساغَ فلانٌ بفلانٍ: أَي: بِهِ تمّ أَمرهُ، وَبِه كَانَ نُجْحُ حَاجته، وذلكَ أَنه يُرِيد عدةَ رِجالٍ أَو عدَّة دراهمَ فَيبقى وَاحِد بِهِ يتم الْأَمر، فَإِذا أَصَابَهُ، قيل: أسَاغَ بِهِ، وَإِن كانَ أَكثر منْ ذَلِك، قيلَ: أسَاغوا بهمْ. (بَاب الْغَيْن وَالزَّاي) غ ز (وايء) غزا غوز زيغ زغا وزغ. غزا: قَالَ اللَّيْث: غزوتُ بني فلانٍ أغزوهم غزواً، والواحدةُ غَزْوَةٌ، وأغْزَت المرأةُ، فَهِيَ مُغزيةٌ: إِذا غَزَا زَوْجُهَا، والغُزَّى على بِنَاء الرُّكَّع والسُّجَّدِ. قَالَ الله عزَّ وجلَّ: {أَوْ كَانُواْ غُزًّى} (آل عمرَان: 156) ، والْمغزاةُ: موضعُ الغزْوِ، وَجَمعهَا المغَازِي، وَتَكون المَغازي بمعْنَى غَزَواتٍ، يُقَال: غَزَوْتُ مَغْزًى، وأَغْزَتِ الناقةُ فَهِيَ مُغز إِذا عسُرَ لِقاحُهَا. عَمْرو عَن أَبِيه: الغزْوُ: الْقصدُ، وَكَذَلِكَ الغَوْزُ، قد غَزَاه وغَازَه غَزْواً وغَوْزاً: إِذا قصدهُ، قَالَ: وغَزَّ فلانٌ بفلانٍ واغتزَّ بهِ واغتزَى بهِ: إِذا اختصَّهُ من بَين أَصْحَابه. أَبُو عبيد عَن الأمويِّ: المُغْزيَةُ من الْإِبِل الَّتِي جازتِ الحقَّ وَلم تلدْ، وحَقُّها: الوقتُ الَّذِي ضربت فِيهِ. وَقَالَ الأصمعيُّ: المغْزِيةُ من الْغنم الَّتِي يتأخرُ وِلادُهَا بعد الْغنم بِشَهْر أَو شَهْرَيْن، لِأَنَّهَا حملت بأَخَرَةٍ. وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: فجعلَ الإغْزَاءَ فِي الوحشِ: رباعٍ أقَبُّ البطنِ جَأْبٌ مطرَّدٌ بِلَحْييهِ صَكُّ المغزِياتِ الرَّواكل وَيُقَال لجمع الغَازي غَزِيٌّ مثل: نادٍ ونديَ وناجٍ ونجيَ للقومِ يَتناجَوْنَ. وَقَالَ زيادُ الْأَعْجَم: قلْ للقوافلِ والغزيِّ إِذا غَزَوْا والباكِرِينَ وللمجدِّ الرَّائح

باب الغين والطاء

أَبُو عبيدٍ عَن الكسائيِّ: ينسَبُ إِلَى غَزِيَّةَ غَزَويٌّ وَإِلَى الغَزْو غَزَوِيٌّ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيِّ: النِّتاجُ الصيفي هُوَ المُغْزَى، والإغْزاءُ: نتاجُ سوءٍ، حُوَارُهُ ضعيفٌ أبدا، وَيُقَال: مَا تَغْزو، أَي: مَا تطلبُ، وَمَا مَغزَاكَ من هَذَا الْأَمر: مَا مطلبكَ، وأَغزى فلانٌ فلَانا: إِذا أعطاهُ دَابَّة يغزُو عَلَيْهَا. زيغ: قَالَ اللَّيْث: الزَّيغُ: الميلُ، والتَّزايُغ: التمايلُ. وَقَالَ أَبُو سعيد: زَيَّغتُ فلَانا تَزييغاً: إِذا أَقمت زَيغَهُ، قَالَ: وَهُوَ مثلُ قولهمْ: تَظَلَّمَ فلانٌ من فُلانٍ إِلَى فُلانٍ فَظَلَّمَهُ تَظْلِيماً. أَبُو عبيد عَن أبي زيدٍ: تَزَيَّغَتِ المرأةُ تَزَيُّغاً، وتزيقت تزيقاً: إِذا تَزَينتْ. وَقَالَ غَيره: زَاغَتِ الشَّمْس تَزيغ زيُوغاً، فَهِيَ زَائغةٌ: إِذا مَالَتْ وزالت. وَقَالَ الله جلَّ وعزَّ: {إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَزَاغَ اللَّهُ} (الصَّفّ: 5) ، والزَّاغُ: هَذَا الطَّائِر، وجمعهُ: الزِّيغَانُ، وَلا أَدري أعربيٌّ أمْ معرِّبٌ. زغا: الزُّغاوَةُ: جِنسٌ من السودَان والنسبةُ إِلَيْهِم زغَاوِيٌّ. وَقَالَ ابْن الأعرابيِّ: الزُّغَى: رائحةُ الْحبَشيِّ، والغُزَى: القصدُ. وزغ: قَالَ اللَّيْث: الوَزَغُ: سوامُّ أبرصَ؛ الْوَاحِدَة: وَزغةٌ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: إِذا تبين صورةُ المهرِ فِي بطن أمه فقد وُزِّغ توزيغاً. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: قَالَ ابْن الأعرابيِّ: أوزغتِ الناقةُ ببولها إيزاغاً: إِذا أزغلتْ بِهِ إزغالاً وقطعتهُ. وَأنْشد أَبُو عبيد هَذَا الْبَيْت: بضرْبٍ كآذان الْفراء فضولُهُ وطعنٍ كإيزاغِ المَخاض تبورها وَيُقَال لجمع الْوَزغِ وِزْغانٌ ووُزغَان، وَيُقَال بفلانٍ وزَغٌ: أَي رِعْشةٌ. وَفِي الحَدِيث: (أَن الحكم بن الْعَاصِ حاكى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من خلفهِ فعلمَ بذلك فَقَالَ لَهُ: كَذَا فلتكن فَكَانَ بِهِ وَزغٌ) . غوز: (عَمْرو عَن أَبِيه: الغوزُ: الْقَصْد، يُقَال: غازَه غوْزاً، وغزاهُ غزواً: إِذا قصدهُ؛ قَالَ: والأغْوَزُ: البارُّ بأَهْله) . (بَاب الْغَيْن والطاء) غ ط (وايء) غوط غطي طغا. غوط: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للرجل غُطْ غُطْ: إِذا أمَرْتُهُ أَن يكونَ مَعَ الجماعةِ إِذا جاءتِ الفِتَنُ وهم الغاطُ. يُقَال: مَا

فِي الغاطِ مثله، أَي: فِي الْجَمَاعَة. وَقَالَ اللَّيْث: الغُوطَةُ: موضعٌ بِالشَّام كثيرُ الماءِ وَالشَّجر. قَالَ: والغائِطُ: المُطْمَئِنُّ من الأَرْض، وَجمعه الغيطانُ، والأغواط. قَالَ: والتَّغْوِيطُ: كِنايةٌ عَن الحَدَث. وَقَالَ الله جلَّ وعزَّ: {أَوْ جَآءَ أَحَدٌ مِّنْكُمْ مِّن الْغَآئِطِ} (النِّسَاء: 43) ، وَكَانَ الرجلُ إِذا أرادَ التَّبَرُّزَ ارْتاد غائِطاً من الأَرْض يغيبُ فِيهِ عَن أَعيُنِ النَّاس، ثمَّ قيلَ للبَرَازِ نَفسه وَهُوَ الحدثُ غائِطٌ كِنايةً عَن النجو، إِذْ كَانَ سَببا لَهُ، وَقد تَغَوَّطَ الرجلُ: إِذا أحْدَثَ، فَهُوَ مُتَغَوِّطٌ، وغاطَ الرجلُ فِي الْوَادي يَغوطُ: إِذا غابَ فِيهِ. وَقَالَ الطِّرِمَّاح يذكرُ ثوراً: غاطَ حَتَّى اسْتَبَاثَ من شَيَمِ الأر ض سفاةً من دونهَا ثَأَدُهْ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الغُوطَةُ: مجتمعُ النَّباتِ وَالْمَاء، وَيُقَال: ضربَ فلانٌ الغائِطَ: إِذا تبرَّزَ، وغاطَ فلانٌ فِي الماءِ يَغُوطُ إِذا انغمسَ فِيهِ، وهما يتغاوطانِ فِي المَاء: أَي: يَتغامسانِ، ويتغاطَّانِ فِيهِ. سَلمَة عَن الْفراء يُقَال: أَغْوِطْ بِئْرَكَ: أَي أَبْعِدْ قَعْرَها وَهِي بئرٌ غويطَةٌ: بعيدةُ القَعْرِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: غاطَ: أَي: حفر وَدخل، وغاطَ الرجلُ فِي الطين. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الغُوطَةُ: الوَهْدَةُ فِي الأرضِ المطمئنَّة، وذهبَ فلانٌ يضربُ الغائِطَ: أَي: يضربُ الخلاءَ. وَيُقَال: غاطَتِ الأنْسَاعُ فِي دَفِّ النَّاقة إِذا تبين آثارها فِيهِ. وَقَالَ الأصمعيُّ: غاطَ فِي الأرضِ يَغيطُ، ويغُوطُ: إِذا غابَ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الغائِطُ: الأرضُ الواسعةُ الدَّعوة، سُمِّيَ غائِطاً لِأَنَّهُ غاط فِي الأرضِ أَي دخلَ فِيهَا، وَلَيْسَ بالشديد التَّصَوُّب، ولبعضها أسنادٌ. غطي: قَالَ اللَّيْث: الغِطَاءُ: مَا تغطيت بِهِ أَو غَطَّيْتَ بِهِ شَيْئا، والجميعُ الأغطيةُ، وغطَا الليلُ يَغْطو غَطْواً: إِذا غَسَا، وليلٌ غاط وغاضٍ: مظلمٌ، وَيُقَال: غَطَا عَلَيْهِم الْبلَاء. أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: إِذا امْتَلَأَ الرجُلُ شبَابًا، قيل: غَطَا يَغْطِي غَطْياً وغُطِيّاً، قَالَ: وأنشدنا: يحْمِلْن سِرْباً غَطَى فِيهِ الشبابُ مَعًا وأخطأتهُ عيونُ الجنِّ والحَسَدُ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي عَن المفَضَّلِ، قَالَ: يُقَال: للكَرْمَةِ الكثيرةِ النَّوامي: غاطِيَةٌ. قَالَ: وَيُقَال: غَطَى وأَغْطَى وغَطَّى بِمَعْنى واحدٍ، والنَّوامِي: الأغصانُ، والواحدةُ: نامِيَة.

وَأنْشد غَيره: رُبَّ حِلمٍ أضاعهُ عَدَمُ الما ل وجَهْلٍ غَطَى عَلَيْهِ النعيمُ وَفُلَان مَغْطِيُّ القِناعِ إِذا كَانَ خامِلَ الذِّكر. وَأنْشد الْفراء: أَنا ابنُ كِلابٍ وابنُ أَوْسٍ فَمَنْ يكُنْ قِنَاعُهُ مَغْطِيّاً فَإِنِّي لَمُجْتَلِي وماءٌ غاطٍ: كثيرٌ، وَقد غَطَى يَغْطِي، وَأنْشد: يَمُرُّ كَمُزْبِدِ الأعرافِ غاطِ طغا: قَالَ اللَّيْث: الطُّغْيانُ، والطُّغْوانُ لُغَة فِيهِ، والفعلُ: طَغَوْتُ وطَغَيْتُ، والاسمُ الطَّغوَى، وكلُّ شيءٍ جاوزَ القدْرَ فقد طغا كَمَا طغا الماءُ على قومِ نوح، وكما طغتِ الصَّيْحَةُ على ثَمُودَ، والرِّيحُ على قومِ عادٍ، وَتقول: سمعتُ طَغْيَ فلَان: أَي: صَوته، هُذَليَّة. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: طغوتُ وطغيْتُ لُغتانِ. وَفِي (النَّوَادِر) : سمعتُ طَغْيَ القومِ وطَهْيَهُمْ ووغْيهُمْ: أَي صوتَهم. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للبقرةِ: الخائِرَةُ والطَّغْيا. وَقَالَ المُفَضَّلُ: طُغْيا. وَفتح الأصمعيُّ طاءَ طَغيَا. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله: {دَسَّاهَا كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَآ} (الشَّمْس: 11) . قَالَ: أرادَ بطغيانها، وهما مصدرانِ إِلَّا أَن الطَّغوى أشكلُ برُؤوسِ الآياتِ فاختيرَ لذَلِك، أَلا ترَاهُ قَالَ: {وَءَاخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ للَّهِ} (يُونُس: 10) ، مَعْنَاهُ: وآخِرُ دُعائهم. وَقَالَ الزَّجَّاج: أصل طغواها طغياها، وفَعْلَى إِذا كَانَت من ذواتِ الياءِ أُبْدِلَتْ فِي الاسمِ واواً لِيُفْصَل بَين الاسمِ والصِّفةِ، تَقول: هِيَ التَّقْوَى، وَإِنَّمَا هِيَ من تَقَيْتُ، وَهِي البَقْوَى، من بقيتُ، وَقَالُوا: امرأةٌ خَزْيا، لِأَنَّهُ صفة، قلت: والطَّغْيَةُ: الصَّفاةُ المَلْساءُ. قَالَ الهُذلِيُّ: صَبَّ اللَّهيفُ لَهَا السُّبُوبَ بِطَغيَةٍ تُنْبِي العُقَابَ كَمَا يُلَطُّ المِجْنَبُ اللهيف: مُشْتار الْعَسَل. وَقَالَ الله جلَّ وعزَّ: {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} (النِّسَاء: 51) قَالَ اللَّيْث: الطاغوتُ تاؤُها زَائِدَة، وَهِي مُشتَقَّة من طغا. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: كلُّ معبودٍ من دون الله جِبْتٌ وطاغوتٌ. قَالَ: وَقيل: الجبتُ والطاغوتُ: الكَهَنة وَالشَّيَاطِين. وَقيل فِي بعض التَّفْسِير: الجبت والطاغوت: حُيَيُّ بن أَخطب وَكَعب بن

باب الغين والدال

الأشرفِ اليهوديَّانِ وَهَذَا غيرُ خَارج مِمَّا قَالَ أهلُ اللغةِ لأَنهم إِذا اتَّبعوا أَمرهمَا فقد أطاعوهما من دونِ الله. وَقَالَ الشَّعْبيُّ وعطاءٌ ومجاهدٌ وَأَبُو الْعَالِيَة: الجبت: السِّحر، والطاغوت: الشَّيْطَان. وَقَالَ الْكسَائي: الطاغوت وَاحِد. وجماع. قَالَ الله تَعَالَى: {أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم} (الْبَقَرَة: 257) ، فَجَمَعَ. وَقَالَ ابْن السّكيت: هُوَ مثل الفُلك يذكَّر ويؤنَّث. قَالَ: {فَاتَّقُونِ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُواْ الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ} (الزمر: 17) . وَقَالَ الْأَخْفَش: الطاغوت تكون الأصنامَ، وَتَكون من الجنِّ وَالْإِنْس، وَتَكون جمَاعَة وواحداً. وَقَالَ اللَّيْث: الطّاغِيَةُ: الجَبَّار العنيد. وَقَالَ شمر: الطّاغيةُ الَّذِي لَا يُبَالِي مَا أتَى، يَأْكُل الناسَ ويقهرهم، لَا يثنيهِ تَحَرُّج وَلَا فَرَقٌ. وَقَالَ ابْن شميلٍ: الطاغيةُ: الأحمق المستكبر الظَّالِم. قَالَ: وطغا الْبَحْر وَالْمَاء: إِذا علا كل شيءٍ فاجترفه. وَقَالَ الله تَعَالَى: {ثَمُودُ فَأُهْلِكُواْ} (الحاقة: 5) . وَقَالَ قَتَادَة: بَعث الله عَلَيْهِم صَيْحَة، وَقيل: معنى أُهلِكوا بالطّاغية: أَي بطغيانهم مصدر على فاعلةٍ. (بَاب الْغَيْن وَالدَّال) غ د (وايء) دوغ غيد وغد غيد غَدا دغا. دوغ: قَالَ ابْن الْفرج: سمعتُ سُليمان الْكلابِي يَقُول: داغَ القومُ وداكوا: إِذا عمَّهُمُ المَرضُ، وَالْقَوْم فِي دوغَةٍ من المرضِ وَفِي دوكةٍ إِذا عمّهم وآذاهُمْ. وَقَالَ غَيره: أصابتنا دوغَةٌ: أَي بردٌ. وَقَالَ أَبُو سعيد: فِي فلَان دوغةٌ ودَوكة أَي حمقٌ. وغد: قَالَ اللَّيْث: الوغدُ: الخفيفُ الضَّعيفُ العقلِ، وَقد وغُدَ وغادةً. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: وغدْتُ القَوْم أَغدُهُم وَغدا: خدمتهم، والوغدُ مِنْهُ، يُقَال: رجلٌ وغْدٌ: إِذا كَانَ خَادِمًا لقومٍ. وَقَالَ شمر: الوغْدُ: الضَّعيفُ، يُقَال: فُلانٌ من أَوغادِ الْقَوْم وَمن وُغدان الْقَوْم: أَي من أَذِلاَّئهم وضُعَفَائهم. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: المواغَدَةَ والمواضَخَةُ: أَن تسيرَ مثلَ سيرِ صاحِبِك، قَالَ: وَقد تكونُ المواغِدَةُ للنَّاقَةِ الْوَاحِدَة، لأنَّ إِحْدَى يَديهَا ورجليها تُوَاغِدُ الأُخْرَى.

غيد: قَالَ اللَّيْث: الغادَةُ: الفتاةُ النَّاعمةُ، وَكَذَلِكَ الغيْدَاءُ، والأغْيدُ: الوسنانُ المائلُ العنقِ، وَيُقَال: هُوَ يتغَايدُ فِي مشْيهِ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الغادَةُ من النِّساء النَّاعمةُ اللَّينة، قَالَ: قَالَ: والغيداءُ: المُتَثَنِّيةُ من اللِّين. قَالَ أَبُو مَنْصُور: وَجَمعهَا غيدٌ، وَكَذَلِكَ جمع الأَغيَد. والمصدر الغَيَدُ، وَقد غَيِدَ يغْيَدُ، وغادت تَغادُ، فَهِيَ غيداء، والغادة اسْم من هَذَا على فَعَلَة. غَدا: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: غدَا غدُكَ وغدَا غدوُكَ: ناقِصٌ وتام. وَقَالَ لبيدٌ فِي اللغةِ التَّامَّةِ: وَمَا النَّاسُ إلاَّ كالدِّيارِ وأَهلها بهَا يوْمَ حَلُّوها وغَدْواً بلاقعُ وَقَالَ طرفةُ فِي النَّاقص: غدٌ مَا غدٌ مَا أقْرَبَ اليَوْمَ من غَد وَقَالَ ابْن السّكيت فِي قَول اللَّهِ: {اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ} (الْحَشْر: 18) . قَالَ: قَدَّمَتْ لغدٍ بِغَيْر واوٍ فَإِذا صَرفُوها قَالُوا: غدَوتُ أغدُو غَدْواً وغدُوّاً فأعادُوا الواوَ. قَالَ اللَّيْث: الغُدُوُّ جمع مثل الغدوات، والغُدَى جمع غُدوةٍ، وَأنْشد: بالغدَى والأصَائل قَالَ: وغُدْوةٌ معرفَة لَا تصرفُ، قلت هَكَذَا يَقُول. قَالَ النَّحْويُّونَ: إنَّها لَا تنوَّنُ وَلَا تدْخلهَا الْألف وَاللَّام. وَسمعت أَبَا الجَرّاح يَقُول: رَأَيْت كغدوة قطّ، يُرِيد كغداة يَوْمه. وَإِذ قَالُوا: الغَدَاةَ صَرفُوا. قَالَ الله: {بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِىِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} (الْأَنْعَام: 52) ، وَهِي قِرَاءَة جَمِيع القرَّاء، إِلَّا مَا رُوِيَ عَن ابْن عامرٍ فإنَّهُ قَرَأَهُ بالغُدوةِ، وَهِي شاذَّة. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: إِنِّي لآتيه بالغدايا والعشايا، أرادُوا جمع الغداةِ فأتبعُوها العَشايا لازدواج الْكَلَام، وَإِذا أفرِدَ لم يجزْ وَلَكِن يقالُ: غَداةٌ وغدَاواتُ. وروى أَبُو عمر عَن الْإِمَامَيْنِ، المبرّد وثعلب، قَالَا: العربُ تَقول: لدُن غدْوةً. ولَدُن غدوةٌ، ولَدُن غدوةٍ، قَالَا: فَمن رفع، أَرَادَ، لَدُن كَانَت غدوةٌ، وَمن نصب، أَرَادَ، لدُن كَانَ الوقْتُ غدْوَة، وَمن خفضَ، أَرَادَ، من عِنْد غدوةٍ. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الغَدَوِيُّ بالدَّال: أَن يَبيعَ الشيءَ بنِتاج مَا نَزى بِهِ الكَبْشُ ذَلِك العامَ. وَأنْشد قَول الفَرَزدق: ومُهورُ نِسْوتِهم إِذا مَا أَنْكَحُوا غدَوِيُّ كلِّ هَبَنْقَعٍ تِنْبال وَقَالَ شمر: قَالَ بَعضهم: هُوَ الغَذوِيّ

باب الغين والتاء

ُ بالذَّال فِي بَيت الفَرزدق. ثمَّ قَالَ: ويُروى عَن أبي عُبَيْدَة أَنه قَالَ: كلُّ مَا فِي بطُون الْحَوَامِل غدَوِيٌّ من الْإِبِل والشَّاءِ. وَفِي لُغة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا فِي بطُون الشاءِ خاصَّةً. وَأنْشد أَبُو عُبَيْدَة: أَرْجُو أَبا طَلْق بحُسْن ظنِّ كالغَدَوِيِّ يُرْجَى أَن يُغْنى قَالَ: ويُروى عَن يزيدَ بن مُرَّة أنّه قَالَ: نُهِيَ عَن الغَدوِيِّ، وَهُوَ كلُّ مَا فِي بطُون الْحَوَامِل، كَانَ الرَّجل يَشْتَرِي بالحَمَل أَو بالعَنْز أَو بالدَّراهم مَا فِي بُطون الْحَوَامِل، وَهُوَ غَرَرٌ فنُهِيَ عَن ذَلِك وَأنْشد: أُعْطيْتَ كبْشاً وارِمَ الطِّحال بالغَدَوِيَّات وبِالفِصَال وعاجلاتِ آجلِ السِّخَال فِي حَلَقِ الأَرْحام ذِي الأقْفال وَقَالَ شمر: بَلَغنِي عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الغَدَوِيّ: الحَمَل والجَدْي لَا يُغَذَّى بِلَبن أمّه، وَلَكِن يُعاجى. وَقَالَ اللَّيْث: الغادِيةُ: سحابةٌ تنشأُ صباحاً، وجمْعُها: الغَوادي، قَالَ: والغَداءُ: مَا يُؤكل أوَّلَ النَّهَار، وَقد تغدَّى الرَّجل، فَهُوَ مُتغدَ، وفلانٌ يُغادِي فلَانا صباح كلِّ يومٍ وَقد غَادَيته. دغا: الحرَّانيُّ عَن ابْن السّكيت، يُقَال: فلَان ذُو دَغَياتٍ ودغَواتٍ: أَي ذُو أخلاقٍ رَدِيئَة. قَالَ: ولمْ نسمَع دَغَياتٍ وَلَا دَغْيَةً إلاَّ فِي بَيت يُرْوَى لرؤبة فَإِنَّهُ زعم أَنهم يَقُولُونَ دَغْيَةً، وغيرُنا يَقُول: دَغوةً. وَأنْشد ابْن السّكيت: ذَا دَغَواتٍ قُلَّبِ الأَخلاق وَقَالَ رؤبة: ودَغيةٍ من خَطِلٍ مُغْدَوْدِن وَقَالَ الفرَّاء: يُقَال: إنّه لذُو دَغواتٍ بِالْوَاو الْوَاحِدَة دغيَةٌ، وَإِنَّمَا أَرادوا دغيَّةً ثمَّ خُفِّفَت كَمَا قَالُوا هَيِّنٌ وهَيْنٌ. وَقَالَ اللَّيْث: دُغةُ اسْم امرأَةٍ حَمقاءَ، يُقَال: فلانٌ أحْمق مِن دُغة. وَقَالَ غَيره: هيَ دُغةُ بنتُ مَغْنَج، تزوَّجها رجلٌ فبلغَ من حُمْقها أَنَّهَا حَملتْ فَلَمَّا ضربهَا الطَّلْقُ زارتْها أُمُّها فتبرَّزَتْ ووَضَعتْ وَلداً وظنَّتْ أَنَّهَا سَلَحَت فرجعَت إِلَى أمِّها، فَقَالَت لَهَا: هَل يفتحُ الجَعْرُ فاهُ، فَقَالَت لَهَا: نعمْ ويرضَع ثَدْيَ أُمِّه، فخرجَت الأمُّ ورأَتْ وَلدَها فأَخَذتْهُ. وَقَالَ اللَّيْث: دُغَاوَةُ: جِيلٌ من السُّودان. (بَاب الْغَيْن وَالتَّاء) غ ت (وايء) تغت وتغ. تغت: قَالَ اللَّيْث: تَغتِ الجاريةُ الضَّحِك:

باب الغين والظاء

إِذا أَرَادَت أَنْ تخفيَهُ وَيُغالِبُها، قلت: إِنَّمَا هُوَ حِكَايَة صوتِ الضَّحِكِ. تِغٍ تِغٍ، وتِغْ تِغْ، وَقد مرَّ تفسيرُه فِي مضاعَف الغَيْن. وتغ: قَالَ اللَّيْث: الوَتَغُ: الإثمُ وقلّةُ العقْل فِي الْكَلَام، يُقَال: أوْتغْتُ القَوْل، وَأنْشد: يَا أُمَّنا لَا تغضبي إنْ شِئْتِ وَلَا تقولِي وَتغاً إنْ فِئْتِ أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: وَتِغَ الرَّجل يَوْتَغُ وَتغاً. وَهُوَ الهلاكُ فِي الدِّين والدُّنيا، وأَنتَ أَوْتغْتَه. وَقَالَ اللَّيْث: الوَتَغُ: الوجَع، يُقَال: وَالله لأَوتِغَنَّك: أَي: لأُوجِعنَّك. وَقَالَ أَبُو زيد: من النِّسَاء الوِتغةُ، وَهِي المُضَيِّعَةُ لنفْسها وفرجِها، وَقد وَتِغتْ تَيْتَغُ وتَغاً. (بَاب الْغَيْن والظاء) غ ظ (وايء) غيظ: قَالَ اللَّيْث: غظْتُ فلَانا، أَغيظُه غيْظاً، والمُغايَظَة: فِعلٌ فِي مُهْلَةٍ مِنْهُمَا جَمِيعًا، والتَّغَيُّظ: الاغتياظُ، وَقد اغتاظَ عَلَيْهِ وتغيَّظ، وبَنو غيظ بن مُرّة: حَيٌّ مِن قَيْس عَيْلان، وَقَالَ غَيره: تغيَّظت الهاجِرةُ: إِذا اشْتدَّ حَمْيُها. وَقَالَ الأخطل: لَدُنْ غدوَةٍ حَتَّى إِذا مَا تغيَّظَتْ هَواجِرُ من شعبانَ حامٍ أَصِيلُها وَقَالَ الله فِي صفة النَّار: {تَفُورُ تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِىَ فِيهَا فَوْجٌ} (الْملك: 8) ، أَي: من شدَّة الحرِّ. ورَوى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: غاظَه وأغاظَه وغَيَّظَه بِمَعْنى واحدٍ. (بَاب الْغَيْن والذال) غ ذ (وايء) (غذا غيذ) غذا: قَالَ اللَّيْث: الغِذاءُ: الطّعام والشَّرابُ واللَّبَن، وَقيل: اللَّبَن غذاءُ الصَّغير وتحفةُ الْكَبِير. وَتقول: غذاهُ يَغْذُوه غذاءاً، وفلانٌ يَتغذَّى باللَّحْم: أَي: يَتَربَّى بِهِ. وَيُقَال: غذَّى البَعير ببوله يُغذِّي بِهِ: إِذا رَمَى بِهِ متقطِّعاً، وغذَّى الكلبُ أَيْضا ببولِه تغذيةً. وَقَالَ أَبُو عبيد: غَذَا الماءُ يَغذُو: إِذا مَرَّ مرّاً سَرِيعا. وَقَالَ الهُذليُّ: تَعْنُو بمخْرُوتٍ لَهُ ناضِجٌ ذُو رَيِّقٍ يَغْذُو وَذُو شَلْشَلِ وغَذا العِرْقُ يغْذُو: إِذا سالَ، وغَذا السِّقاءُ يَغذو غَذَواناً، وعِرْقٌ غاذٍ جارٍ. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: الغَذَوانُ: المسرع. قَالَ امْرؤ القَيْسِ:

باب الغين والثاء

كَتَيْسِ ظباء الحلَّبِ الغَذَوان وَفِي حَدِيث عمر أَنه قَالَ لعامل الصدَقاتِ: (احْتَسِبْ عَلَيْهِم بالغذاء وَلَا تأخذهَا مِنْهُم) . قَالَ أَبُو عبيد: الغِذَاءُ: السِّخالُ الصغار، وَاحِدهَا غَذِيٌّ، وأنشده الْأَصْمَعِي عَن أبي عَمْرو: لَو أنني كنت من عادٍ وَمن إرَمٍ غذِيَّ بَهْمٍ ولُقماناً وذِي جَدَنِ قَالَ الْأَصْمَعِي: وَأَخْبرنِي خلفُ الْأَحْمَر أَنه سمع العربَ تنشدُهُ غُذَيَّ بَهمٍ بالتَّصْغير. وَقَالَ شمر: غُذيُّ بَهْمٍ: لَقَبُ رجل، وَأنْشد: من لَذَّةِ العيشِ والفتَى للدَّهْرُ والدَّهْرُ ذُو فُنُون أهْلكْنَ طَسْماً وَبعدهمْ غُذَيَّ بهْمٍ وَذَا جُدُونِ قَالَ شمر: بَلغنِي عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الغَذَويُّ: الْبَهْمُ الَّذِي يُغْذَى. قَالَ: وَأَخْبرنِي أَعْرَابِي من بَلْهجَيْم أَنه يُقَال: الغَذَويُّ: الحملُ أَو الجدْي لَا يُغَذَّى بِلَبن أمِّه، وَلَكِن يُعَاجَى. وَقَالَ أَبُو عبيد: روى بَعضهم بَيت الْفَرَزْدَقِ: غَذَويُّ كلِّ هَبَنقعٍ تِنْبَالِ بالذَّالِ، ورواهُ أَبُو عَمْرو وَأَبُو عُبَيْدَة غَذَويُّ. وَقَالَ اللَّيْث: الغَذَوَان: النَّشيطُ من الخَيْلِ. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: غَذَوتهُ غِذَاءً حَسناً وَلَا تَقُلْ: غَذَيْتُهُ. وَقَالَ أَبُو زيد: الغاذِيةُ يافُوخُ الرَّأْس مَا كَانَت جِلْدَةً رَطبَةً، وَجَمعهَا: الغواذِي. غيذ: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الغَيْذَنُ: الَّذِي يَظنُّ فَيُصِيب ظَنُّهُ بِالْغينِ والذَّالِ. (بَاب الْغَيْن والثاء) (غ ث (وايء)) غثا غيث غوث ثغا وثغ: مستعملة. غثا: الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت: غَثَتْ نَفسه تَغثَى غَثْياً وغثيَاناً، قلتُ: وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عبيد عَن أبي زيد وَغَيره، وَأما الليثُ فَإِنَّهُ زعم فِي كِتَابه أَنه غَثِيَتْ نَفْسُه تَغْثَى غَثاً وغَثَياناً، قلت: وكلامُ الْعَرَب عَلَى مَا قَالَ أَبُو زَيدٍ، وَمَا رَوَاهُ اللَّيْث فَمن كلامِ المولّدِينَ. وَقَالَ ابْن السّكيت: غثا السّيلُ المرْتعَ: إذَا جَمَعَ بعضه إِلَى بعضٍ وأَذْهَبَ حَلاوتهُ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: غثا الماءُ يَغثُو غثواً

وغُثاءً: إِذا كَثُرَ فِيهِ البعرُ والورقُ والقَصَبُ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق النَّحويُّ فِي قَول الله جلّ وَعز: {) (فَهَدَى وَالَّذِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَخْرَجَ الْمَرْعَى فَجَعَلَهُ غُثَآءً أَحْوَى} (الْأَعْلَى: 4، 5) . قَالَ: جعلَه غُثاءً: جَفَّفهُ حَتَّى صيرهُ هَشيماً جافّاً كالغثاء الَّذِي ترَاهُ فَوق السيلِ، وَقيل مَعْنَاهُ: أَخْرَجَ المرْعَى أَحْوَى: أَي: أَخْضَرَ، فجعلهُ غثاءً: أَي يَابسا بعد خُضْرَتهِ. غيث غوث: الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت: اسْتغاثني فُلانٌ فأَغَثْتهُ، وَقد غاثَ الله البلادَ يغيثُها غَيْثاً: إِذا أنزل بهَا الغيثَ، وَقد غِيثَتِ الأَرْض تُغاثُ غَيْثاً، وَهِي أرضٌ مَغِيثَةٌ ومَغيوثَةٌ. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: أَخْبرنِي أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء أَنه سمع ذَا الرُّمَّةَ يَقُول: قَاتل الله أمةَ بني فلانٍ مَا أفصحها، قلت لَهَا: كيفَ كَانَ المطرُ عِندكم؟ فَقَالَت: غِثْنا مَا شِئْنَا. وَقَالَ اللَّيْث: الْغَيْث: الْمَطَر، يُقَال: غاثهم الله، وأصابهمْ غَيثٌ. قَالَ: والغيث: الكلأُ ينبتُ من مَاء السَّمَاء، ويُجمعُ عَلَى الغيوثِ، والغياثُ: مَا أغاثكَ الله بِهِ، وَيَقُول الْوَاقِع فِي بَلِيَّةٍ: أَغِثني: أَي فرِّج عَنِّي، وَتقول: ضُربَ فلانٌ فَغوَّثَ تغويثاً: أَي: قَالَ: واغوثاهُ، قلت: وَلم أسمع أحدا يَقُول: غاثهُ يَغوثهُ بالواوِ، وغوثٌ: حَيٌّ من الأزْدِ، وَمِنْه قَول زُهَيْرٍ: وتخشى رُماةَ الغوثِ من كل مَرصَدٍ وَيُقَال: اسْتَغثْتُ فلَانا فَمَا كَانَ لي عِنْده مَغُوثَةٌ وَلَا غَوْثٌ: أيْ إغاثةٌ، ومَغوثَةٌ وغَوْثٌ: اسْمانِ يُوْضَعانِ مَوضع الإغاثة، وَبَين مَعْدنِ النَّقْرَةِ والرَّبَذَةِ ماءٌ يعرف بِمُغِيثِ ماوَانَ، وماؤه شَرُوبٌ، ومَغيثة: رَكِيّةٌ أُخْرَى عَذبةُ الماءِ بَين القادسيةِ والعُذيْبِ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: بئرٌ ذاتُ غَيِّثٍ أَي: ذاتُ مَادَّةٍ. وَقَالَ رُؤبةُ: نغْرفُ من ذِي غَيِّثٍ وَنُؤْزِي وفرسٌ ذُوغَيِّثٍ: إِذا أَتى بِجري بعد جَرْيٍ، والغَواثُ: الإغَاثةُ، وَمِنْه قَوْله: مَتى يَرجو غَواثك مَنْ تُغيثُ عَمْرو عَن أبيهِ قَالَ: التغَيُّث: السِّمَنُ، يُقَال للناقة: مَا أحْسَنَ تَغَيُّثَها: أَي: سمنها. ثغا: قَالَ اللَّيْث: الثُّغاءُ من أصوات الغَنم: والفعلُ: ثَغَا يَثْغُو، وَيُقَال: سَمِعت ثَواغِي الشَّاء أَي ثُغَاءَهَا، الْوَاحِدَة: ثَاغِيَةٌ، وَكَذَلِكَ سَمِعت راغِيَةَ الْإِبِل ورَوَاغيَها وصَواهلَ الخيلِ. وَيُقَال: أتيتُ فلَانا فَمَا أثغَى وَلَا أرغَى:

باب الغين والراء

أَي: مَا أعْطى شَاة تَثْغُو وَلا بَعِيراً يَرْغُو، وَيُقَال: أَثغَى شاتَهُ وَأرْغَى بَعيرهُ، إِذا فَعَل بهما فعلا يَسْتَدْعِي الرُّغَاءَ والثُّغَاءَ مِنْهُمَا، وَيُقَال: مَا لفلانٍ ثَاغيَةٌ وَلَا رَاغية: أَي مَا لَهُ شاةٌ وَلَا بعيرٌ. وثغ: الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت، وَأَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيِّ قَالَا: الْوَثيغَةُ: الدُّرْجةُ الَّتِي تتخذُ للناقةِ إِذا ظُئرتْ على ولد غَيرهَا، وَقد وَثَغهَا الظَّائرُ يَثِغُها، وَسمعت العربَ تَقول: لما الْتفَّ من أجناسِ العشبِ أَيَّام الرّبيع وثِيغةٌ ووثِيخَة. (بَاب الْغَيْن وَالرَّاء) غ ر (وايء) غرا غور غير وغر رغا ريغ روغ غير. غرا: قَالَ اللَّيْث: الغِراءُ مَا غرَّيت بِهِ شَيْئا مَا دامَ لَوْناً وَاحِدًا، وَيُقَال أَيْضا: أغْرَيتُهُ، وَيُقَال: مطليٌّ مُغَرًّى بِالتَّشْدِيدِ. وَأَخْبرنِي الإياديُّ عَن شمر: غرِيتُ بِهِ أَي: أولعتُ بِهِ أَغْرَى بهِ غَراءً، ممدودٌ. عَن ابْن الأعرابيِّ قَالَ: وَقَالَ يُونُس: غَريَ بهِ غِراءً، ممدُودٌ، قَالَ: ونقصه أَبُو الْخطاب. وَقَالَ شمرٌ: الغراءُ ممدودٌ هُوَ الطلاءُ الَّذِي يُطلى بِهِ، وَيُقَال: إِنَّه الغَرَى بِفَتْح الغيْن مقصورٌ. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: غَرِيتُ بِهِ غَراً مَنقوصٌ، وغارَيتُه أُغارِيه مُغاراةً وغِراءً: إِذا لاجَجْتَه، قَالَ: وَلَا أَعرِفُ غَرِيَ بِهِ ممدوداً. وَقَالَ فِي قَول كُثَيِّرٍ: إِذا قلتُ أَسْلُو غارت العَين بالبُكا غِراءاً ومَدَّتْها مدامعُ حُفَّل مِنْ غارَيْتُ، وَقَالَ خالدُ بنُ كُلثوم: غارَيتُ بَين اثْنَيْنِ وغادَيتُ بَين اثْنَيْنِ: أَي وَالَيت. وَأنْشد بَيت كُثَيِّرٍ هَذَا (غارت العينُ بالبُكا) ، وَقَالَ: غارتْ فاعَلتْ من الوِلاءِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: هِيَ فاعَلتْ مِنْ غَرِيتُ بِهِ أَغْرَى غَراءً عَلَى فَعَالٍ. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الغَرَا وَلَدُ الْبَقَرَة الوحْشِيَّة. وَقَالَ الفرَّاءُ مثلَه، وَقَالَ: يُكتب بالألِف وتثْنِيتُه غَرَوان، وَيُقَال للحُوارِ أولَ مَا يولدُ غَراً أَيْضا. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الغرا مَنقوصٌ: هُوَ الوَلد الرَّطْبُ جدّاً، وكلُّ مولودٍ غراً حَتَّى يشتدَّ لحمُه، وَيُقَال: أيُكَلِّبُنِي فلانٌ وَهُوَ غَراً وغِرْسٌ للصَّبيِّ. وَقَالَ ابْن السّكيت: الغَرِيُّ: الرَّجل الحَسن الْوَجْه. وَقَالَ أَبُو سعيد: الغَرِيُّ: نُصُبٌ كَانَ يُذبَحُ

عَلَيْهِ العَتائرُ، وَأنْشد: كغَرِيَ أَجْسَدتْ رَأْسَه فُرُعٌ بَين رئاسٍ وحامِ وَيُقَال: غَرَوْتُ السَّهْمَ وغرَيتُه بِالْوَاو وَالْيَاء أَغْرُوه وأَغرِيه، وَهو سَهْمٌ مَغرُوٌّ ومَغْريٌّ. وَقَالَ أَوْسُ بن حجَرٍ يَصِفُ نبَالاً: لأَسْهمه غارٍ وبار ورَاصِفُ وَمن أمثالهم: أَنْزِلْنِي ولوْ بأَحد المَغْرُوَّيْن، حَكَاهُ المُفضَّل أَي بأَحد السَّهمين. قَالَ: وَذَلِكَ أنَّ رَجلاً ركِب بَعِيرًا صعْباً فَتَقَحَّمَ بِهِ فاستغاثَ بصاحبٍ لَهُ مَعَه سَهْمَان فَقَالَ: أَنْزِلْني وَلَو بأَحد الْمَغْرُوَّيْنِ. وَيُقَال: أُغرِيَ فلانٌ بفلانٍ إِغراءً وغَرَاةً: إِذا أُولع بِهِ. ومِثله: أُغرِم بِهِ فَهُوَ مُغْرًى بِهِ ومُغرَمٌ وَيقال: أَغريْتُ الكلبَ: إِذا آسدْتَه وأَرَّشْتَه. غور غير: قَالَ اللَّيْث: الْغَار نباتٌ طيِّبٌ الرَّائحة على الوَقود، وَمِنْه السُّوس. وَقَالَ عدِيُّ بنُ زيد: رُبَّ نارٍ بِتُّ أَرْمُقها تَقْضمُ الهنْديَّ والغارَا وغارُ الفَمِ: نِطْعاه فِي الحَنَكَيْن، والغارُ مغارةٌ فِي الجبَل كَأَنَّهُ سَرَبٌ، والغارُ: لُغةٌ فِي الغيْرَة، والغارُ: الجماعةُ من النَّاس. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: فلانٌ شديدُ الْغَار على أَهْله، من الْغيرَة، قَالَ: وأَغار فلانٌ أَهْلَه: إِذا تزوَّج عَلَيْهَا، والغارُ: الجمْعُ الْكثير من النَّاس. ويُرْوَى عَن الْأَحْنَف بن قيس أَنه قَالَ فِي الزُّبَيْر، مُنْصرَفه عَن وقْعةِ الجَمل: مَا أَصْنع بِهِ إِن كَانَ جمعَ بَين غارَين من النَّاس ثمَّ ترَكهم وذَهب. وَقَالَ الأصمعيُّ يُقَال لفَم الْإِنْسَان وفرْجه: هما الغاران، يُقَال: المرْء يَسعَى لغَاريْه، والغار شجَر. وَفِي حَدِيث عمرَ أَنه قَالَ لرجلٍ أَتَاه بمنْبوذٍ وَجَده: (عَسى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً) وَذَلِكَ أنَّه اتَّهمه أَن يَكون صَاحب المنبوذ حَتَّى أَثنَى على المُلتقِط عَرِيفُه خيرا، فَقَالَ عمر حينئذٍ: هُوَ حرٌّ ووَلاؤُه لَك. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيُّ: وأَصْلُ هَذَا المثَل: أَنه كَانَ غارٌ فِيهِ ناسٌ فانهار عَلَيْهِم، أَو قَالَ: فأَتاهم فِيهِ عدوٌّ فقتَلهم فِيهِ فَصَارَ مثَلاً لكلِّ شيءٍ يُخافُ أَنْ يَأْتي مِنْهُ شرٌّ ثمَّ صُغِّر الْغَار فَقيل: غوَيْرٌ. قَالَ أَبُو عبيد: وَأَخْبرنِي ابنُ الكلبيِّ بِغَيْر هَذَا، زَعم أنَّ الغُوَيرَ ماءٌ لكلبٍ معروفٌ بِنَاحِيَة السَّمَاوَة، وأَنّ هَذَا المثَل إِنَّمَا تكلَّمتْ بِهِ الزَّباءُ لمَّا وَجَّهَت قصِيراً اللّخْميَّ بالْعِير إِلَى الْعرَاق ليَحْمل لَهَا من بَزِّه، وَكَانَ قَصيرٌ يطْلبهَا بثأْر جَذيمةَ الأَبْرشِ فجَعل الأحمالَ صناديق فِيهَا

الرِّجالُ مَعَ السِّلَاح ثمَّ عدَل عَن الجادَّة وأَخَذ عَلَى الغُوَيْر فأَحسَّتْ بالشَّرِّ وَقَالَت: عَسى الغُوَير أبْؤُساً، عَلَى إِضْمَار فِعْلٍ. أَرادتْ عَسى أَنْ يُحدِث الغوَيرُ أَبْؤُساً. وأَمَّا الْغَارة فلهَا مَعْنيَان. يُقَال: أغار الحَبلُ يُغيرُه إغارةً وغارةً إِذا شَدَّ فَتْلُه. وحبلٌ مغارٌ: شديدُ الفتلِ وَمَا أشدَّ غارتَه، فالإغارة مصدرٌ حقيقيٌّ، والغارةُ اسمٌ يقومُ مقَام المصدرِ، ومثلهُ أَعَرْتُه الشَّيْء أُعيرُه إِعَارَة وعارَةً، وأطعتُ الله إطاعةً وَطَاعَة. وَالْمعْنَى الثَّانِي فِي الغَارَةِ أَنه يُقَال: أغارَ الفرسُ إِغارةً وغارَةً، وَهُوَ سُرْعة حُضرِه، ويُقال للخيْلِ المُغيرَة: غَارَةٌ، أَي أَنَّهَا ذاتُ غارةٍ، أيْ ذاتُ عَدْوٍ شَدِيد، وَكَانَت الْعَرَب تَقول للخيْلِ إِذا شُنَّتْ على حَيَ نازلينَ صباحاً وهم غارُّونَ: فِيحِي فَيَاج: أَي اتَّسعِي وتفَرَّقي أيتُها الخيلُ لتُحِيطِي بالحَيِّ، ثمّ قِيلَ لِلنَّهْبِ غارَة لإغارة الخيْلِ عَليها. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: وغارةُ سِرْحانٍ وتَقْرِيبُ تَتْفُلِ والسِّرْحانُ: الذِّئْبُ، وغارَتُه شِدّةُ عَدْوِه. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {قَدْحاً فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً} (العاديات: 3) . أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: غارَني الرَّجُلُ، يَغيرُني ويغورُني: إِذا وَدَاكَ من الدِّيةِ، والاسمُ الغِيرَةُ، وجمعُها الغِيرُ. وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لرجل طلب القَوَد بوليّ لَهُ قُتل: (أَلا الغِيَرَ تُريدُ) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْكسَائي: الغِيَرُ: الدّيَةُ، وَجمعه أَغيارٌ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: والغِيَرُ جمعُ غِيرَةٍ، وَهِي الدِّيةُ. وَأنْشد: لنَجْدَعَنَّ بِأَيْدِينَا أنوفَكُمو بني أمَيمةَ إِن لم تقبلُوا الغيَرَا قَالَ أَبُو عبيد: وَإِنَّمَا سُمِّيَتِ الدِّيةُ غيراً فِيمَا نرى لِأَنَّهُ كَانَ يجبُ القَوَدُ فغُيِّرَ القَوَدُ دِيةً، فسمِّيَتِ الدِّيةُ غيراً، وأصلُه منَ التّغييرِ. الحرانيُّ عَن ابْن السّكيت: غارَ فلانٌ أهلَهُ يَغيرُهم غياراً: إِذا مارَهم، وغارهُم الله بالخيرِ يغورُهم ويغِيرُهم. قَالَ الأصمعيُّ: وَهِي الغِيرة، وأنشدنا قولَ الهذليِّ: مَاذَا بغيرِ ابنتيْ رِبْعٍ عوِيلُهما لَا ترْقُدانِ وَلَا بُؤسى لمَنْ رَقَدا وَقَالَ اللحيانيُّ: غارهُم اللَّهُ بالمطَرِ يغورهم ويَغيرُهم إِذا سقاهم، ويقالُ: اللَّهُمَّ غِرنا بِخَير: أَي أَغِثنا. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الغائرةُ: القائلة،

وَقد غوّر القومُ تغويراً: إِذا قَالُوا من القائلة، ويُقال: غَوِّرُوا بِنَا فقد أرْمَضتمُونا: أَي انزِلوا وقتَ الهاجرة حَتَّى نُبرِدَ ثمّ تروَّحوا. قَالَ ابْن شُمَيْل: التَّغوِيرُ أَن يسيرَ الرَّاكبُ إِلَى الزَّوال ثمّ ينزلَ. شمرٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: المُغوِّرُ: النازِلُ نصف النَّهَار هُنيهةً ثمَّ يرحل. وَقَالَ اللَّيْث: التَّغويرُ يكون نزُولاً للقائلة وَيكون سيراً فِي ذَلِك الوقتِ، والحُجَّة للنزُولِ. قَول الرَّاعِي: ونحنُ إِلَى دُفُوفِ مُغَوِّرَاتٍ نَقِيسُ عَلَى الْحَصَى نُطَفاً بَقينا وَقَالَ ذُو الرُّمة فِي التغويرِ فجعَلهُ سَيْراً: برَاهُنّ تغوِيري إِذا الآلُ أرْفَلتْ بِهِ الشمسُ أُزْرَ الحزْوَراتِ العوانكِ قَالَ: أرْفلَتْ: أيْ بلغتْ بِهِ الشمسُ أوْساطَ الحزْوَراتِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: غارَ النهارُ إِذا اشتَدّ حَرُّهُ. قلتُ: والغائرةُ هِيَ القائلةُ، والتغوِيرُ كلُّه أُخذَ من هَذَا. وَقَالَ ذُو الرمة: نزَلنا وَقد غارَ النهارُ وأَوقَدَتْ علينا حَصى المَعزَاء شمسٌ تنالُها أَي: من قُربِها كأنكَ تنالُها. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ: الغَوْرَةُ: الشَّمْس. وَقَالَت امرأةٌ من الْعَرَب لبنتٍ لَهَا: هِيَ تشفيني مِنَ الصَّوْرَة وتستُرُني من الغوْرة، والصَّوْرَة: الحِكَّة. وَقَالَ ابنُ بُزرج: غوّرَ النهارُ: أَي: زَالَت الشمسُ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقال: غَار الرجُل يغور إِذا سَار فِي بلادِ الغَوْرِ، وهكذ قَالَ الكِسائي. وَأنْشد قولَ جَرير: يَا أُمَّ طَلْحَةَ مَا رأيْنا مِثْلكم فِي المُنْجِدين وَلَا بغَوْرِ الغائر وسُئل الْكسَائي عَن قَوْله: أغارَ لعَمْرِي فِي الْبِلَاد وأنجَدَا فَقَالَ: ليسَ هَذَا من الغَوْر، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ أغارَ إِذا أسرعَ، وَكَذَلِكَ قَالَ الأصمعيّ. شمرٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: غارَ القومُ وأغارُوا: إِذا أَخذوا نَحْو الغَوْرِ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: العربُ تَقول: مَا أدْرِي أغارَ فلانٌ أمْ مار، قَالَ: أغارَ: أتَى الغَوْر، ومارَ: أَتَى نجداً. وَقَالَ ابنُ السّكيت: قَالَ الْفراء: أغارَ لغةٌ بِمَعْنى غارَ واحتَجّ ببيتِ الْأَعْشَى، وَيُقَال: غارتْ عينُه تغُور غؤُوراً وغَوْراً، وغارَ الماءُ يَغورُ غوْراً وغؤوراً.

قَالَ الله تَعَالَى: {مُّبِينٍ قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَآؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَآءٍ مَّعِينٍ} (الْملك: 30) ، سمّاه بالمصدرِ، كَمَا يقالُ: ماءٌ سَكْبٌ وأُذُنٌ حشْرٌ ودِرْهم ضرْب: أَي: ضُرِبَ ضربا، وغارَتِ الشمسُ فَهِيَ تغُورُ غؤوراً إِذا سَقَطت فِي الغَوْر حينَ تغيبُ، وغار على أَهله يَغارُ غَيرَةً، وامرأَةٌ غيُورٌ من نِسْوة غُيُر وَامْرَأَة غيْرَى من نِسْوة غيَارَى، ورَجُلٌ غَيُور من قوم غُيُرٍ. وَقَالَ غَيره: رجل مِغوارٌ: كثير الغارات على أعدائِه، وجمعُه مَغاوِيرُ. وَقَالَ اللَّيْث: فرَس مُغارٌ: شديدُ المَفاصِلِ. قلتُ: مَعْنَاهُ: شدّةُ الأسْرِ كَأَنَّمَا فُتِل فَتْلاً، والغوْرُ: تِهامةُ وَمَا يَلِي الْيَمَنَ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: مَا بَين ذَات عرق إِلَى الْبَحْر غوْر تهَامَة. وَقَالَ الباهليُّ: كل مَا انحدَرَ سيْلُه مَغربيّاً فَهُوَ غوْر. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: غارتِ الشمسُ غِياراً، وَأنْشد: فلمّا أَجَنّ الشمسَ عنِّي غيارُها واسْتغارَ الجُرْحُ والقَرْح: إِذا وَرِمَ. وَأنْشد: رَعَتْه أشْهراً وحلاَ عَلَيْهَا فطارَ النِّيُّ فِيهَا واستغارا قلتُ: معنى استغارَ فِي هَذَا الْبَيْت أَي: اشتدّ وصلبَ، يَعْنِي شَحْمَ النّاقةِ ولحْمَها إِذا اكتنزَ كَمَا يَسْتغيرُ الحبلُ إِذا أُغيرَ أيْ: شُدّ فَتْلُه. وَقَالَ بَعضهم: استَغارَ شَحْمُ الْبَعِير: إِذا دخلَ جَوْفَه، والقوْلُ هُوَ الأولُ، وَيُقَال: إنكَ غُرْتَ فِي غيرِ مغارٍ: مَعْنَاهُ: طَلَبْتَ فِي غيرِ مطلَبٍ، ورَجُل بعيدُ الغَوْرِ: إِذا كانَ جيِّدَ الرَّأْي قَعيرَهُ. وغر: ابْن السّكيت: يُقَال: فِي صَدره عَلَيْهِ وغرٌ، سَاكن الْغَيْن، وَقد أوغرت صَدره، أَي: أوقدْته من الغيْظ وأحميته، وَأَصله من وغرة القَيْظ، وَهِي شِدّة حرِّه، وَيُقَال: سمعْتُ وغرَة الْجَيْش أَي: أَصْوَاتهم. وَأنْشد: كَأَن وغرَ قطاه وغرُ حادينا قَالَ اللَّيْث: الوَغْرُ: احتراقُ الغيظ، يُقَال: وغِرَ صدرُه عَلَيْهِ يوْغَرُ، وَهُوَ أَن يَحترِقَ الْقلب من شدّة الغيْظ، وقدْ وغر صدْرُه وغَراً، وأوغرَ صدْرَه عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ أَرِيَ صدرُه عَلَيْهِ يأْرَى مِثلُ وغِرَ وغراً سَوَاءٌ. قَالَه أَبُو زيد فِيمَا روَى عَنهُ أَبُو عبيد، وَيُقَال: وغرتِ الهاجرَةُ تَوغر وَغَراً: إِذا رَمِضتْ، واشتدّ حرهَا ولَقيتهُ فِي وغرة الهاجِرَة حينَ تتوسَّط العينُ السماءَ، وَيُقَال: نزلنَا فِي وَغْرةِ القيْظِ على مَاء كَذَا وَكَذَا، وأوْغرتُ الماءَ إيغاراً: إِذا أحْرَقْته

حَتَّى غلاَ، وَمِنْه المَثَل السائر: كَمَا كَرِهتِ الْخَنَازِير الحميمَ المُوغَر. وَقَالَ الشَّاعِر: ولقدْ رأيتَ مكانهمْ فكرِهْتهم ككراهة الخِنزير للإيغار وَقَالَ ابْن السّكيت: الوَغيرة: اللّبَنُ وحدَه مَحْضا يُسخَّن حَتَّى ينضَجَ وَرُبمَا جُعِلَ فِيهِ السمنُ، يُقَال: أوْغرت اللّبنَ. قَالَ: وَفِي لُغة الكِلابيينَ: الإيغار: أَن تُسَخِّن الرضافَ وتُحرقهَا ثمَّ تُلقيها فِي الماءِ لتُسخِّنه. وَقَالَ اللَّيْث: الوَغير: لحْمٌ يُشوى على الرَّمْضاء. قَالَ: ووغَّر الْعَامِل الخرَاج: إِذا اسْتَوْفَاهُ. وَقَالَ أَبُو سعيدٍ: أوْغرْت فلَانا إِلَى كَذَا: أَي: ألجأتُه. وَأنْشد: وتطاوَلَتْ بكَ هِمّةٌ محطوطةٌ قد أوْغرَتْك إِلَى صبا وهُجون أَي: أَلجأَتْكَ إِلَى الصِّبَا. قَالَ: واشْتِقاقُه من إيغار الخَراج، وَهُوَ أَن يُؤدِّي الرجلُ خرَاجه إِلَى السُّلْطَان الْأَكْبَر فِراراً من الْعمَّال، يُقَال: أوْغرَ الرجل خراجه إِذا فعل ذَلِك. أَبُو عبيد عَن الأصمعيِّ: الوغْر: الصَّوْتُ. وَقَالَ ابْن الْفرج: قَالَ الْأَصْمَعِي: الوغرُ والوغم: الذحلُ. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: ذهبَ وغَر صدْره ووغَم صَدره: أَي: ذهب مَا فِيهِ من الغلِّ والعداوة. وَقَالَ اللحياني: وغِرَ عَلَيْهِ صَدْرِي يَوْغَرُ ويَغِرُ ووَعِرَ يَوْعَرُ ويعِرُ بِالْعينِ: أَي: امْتَلَأَ غيظاً وحقداً. روغ ريغ: أَبُو عبيد عَن اليزيديِّ: هَذِه رِيَاغَةُ بني فلانٍ ورِوَاغَتُهُمْ حَيْثُ يَصْطَرِعُون. وَقَالَ اللَّيْث: الرَّوَّاغُ: الثَّعْلَب، وَهُوَ أروَغُ من ثعلبٍ، وطريقٌ رائغٌ مائلٌ، وراغَ فلانٌ إِلَى فلانٍ: إِذا مَال إِلَيْهِ سرا. وَمِنْه قَول الله جلَّ وعزَّ: {مُّنكَرُونَ فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَآءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ} (الذاريات: 26) . وَقَالَ أَيْضا: {لاَ تَنطِقُونَ فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً} (الصافات: 93) ، كل ذَلِك انحرافٌ فِي استخفاء، وَيُقَال: فلانٌ يُرِيغُ كَذَا وَكَذَا ويُلِيصُهُ: أَي: يديره ويطلبه، وَتقول للرجل يحُومُ حولك مَا تُرِيغُ: أَي: مَا تطلب، وفلانٌ يُديرني عَن أمرٍ وَأَنا أُرِيغُهُ. وَقَالَ دارة أَبُو سَالم: يُدِيروننيَ عَن سَالم وأُريغه وجلدة بَين الْعين وَالْأنف سَالم وَمِنْه قَول عبيد: وَقَالَ عبيد بن الأبرص يردّ على امرىء الْقَيْس كَلمته: أتُوعِدُ أسرتي وَتركت حجرا

يُرِيغُ سوادَ عَيْنَيْهِ الغُرابُ أَي: يَطْلُبهُ لينتزعه فيأكله. وَفِي الحَدِيث: (إِذا كَفى أحدكُم خادمهُ حَرَّ طعامهِ فليُقعده مَعَه وَإِلَّا فَلْيُرَوِّغْ لَهُ لُقمةً) . يُقَال: روَّغَ فلَان طَعَامه ومَرَّغَهُ: إِذا روَّاه دَسَماً، وَفُلَان يُراوِغُ فلَانا: إِذا كَانَ يحيدُ عمَّا يُدِيره ويُحايصُه. وَقَالَ شمرٌ: الرِّياغُ: الرَّهَج وَالْغُبَار. قَالَ رؤبة يصف عَيْراً وأتْنَه: (وَإِن) أثارتْ من رِياغٍ سَمْلَقاً تهْوِي حَوامِيها بِهِ مُدَقَّقَا قلت: وأحسب الْموضع الَّذِي يتمرَّغُ فِيهِ الدوابُّ سمِّي مَرَاغاً من الرِّياغِ وَهُوَ الغُبار. رغا: قَالَ اللَّيْث: رَغَا الْبَعِير يَرْغُو رُغاء. قَالَ: والضَّبعُ ترغُو، وَسمعت رَوَاغِيَ الْإِبِل: أَي: رُغاءَها وَأَصْوَاتهَا، وأرْغَى فلانٌ بعيره: إِذا فعل بِهِ فعلا يَرْغُو مِنْهُ ليسمع الحيُّ صَوته فيدعوه إِلَى القِرَى؛ وَقد يُرْغِي صَاحب الْإِبِل إبِله بِاللَّيْلِ ليسمع ابْن السَّبِيل رُغاءَها فيميل إِلَيْهَا وَأَن الضَّيْف إِذا أرغى بعيره وجد فِيهَا قِرىً. وَقَالَ ابْن فسوة يصف إبِلا: طوال الذُّرى مايلعنُ الضيفُ أَهلهَا إِذا هُوَ أرْغَى وسطَها بعد مَا يَسْرِي أَي: يُرْغِي نَاقَته فِي نَاحيَة هَذِه الْإِبِل. وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: من البِيضِ تُرْغِينا سِقاطَ حَدِيثهَا وتنكدُنا لَهْوَ الحَدِيث الْمُمَتّعِ أَي: تُطعمنا حَدِيثا قَلِيلا بِمَنْزِلَة الرَّغوة. وَقَالَ اللَّيْث: الارْتِغَاءُ: سحفُ الرَّغوة واحتِساؤُها، وَمن أمثالهم: هُوَ يُسِرُّ حَسْواً فِي ارْتِغاءٍ، يُضرب مثلا لمن يظهرُ طلب الْقَلِيل وَهُوَ يُسِرُّ أَخذ الْكثير. وَيُقَال: رَغَا اللَّبنُ وأرْغَى: إِذا كثرت رغوته. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: هِيَ رَغْوَةُ اللَّبن ورُغْوَةٌ ورِغْوَةٌ ورِغايةٌ وَزَاد غيرُهُ رُغايةً، وَلم نسْمع رُغاوةً. أَبُو زيد، يُقَال للِرَّغْوَةِ رُغاوَى وَجَمعهَا رَغَاوَى، رَوَاهُ ابْن نَجدة عَنهُ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: الرَّغْوَةُ: الضَّجْرةُ، وَيُقَال: رغَّاهُ: إِذا أغضبهُ، وغَرَّاه إِذا أجْبرهُ. غير: فِي حَدِيث جَرير بن عبد الله، أَنه سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: (مَا من قوم يعْمل فيهم بِالْمَعَاصِي، يقدرُونَ أَن يُغَيِّرُوا فَلَا يُغَيِّرُون، إِلَّا أَصَابَهُم الله بعقاب) .

باب الغين واللام

قَالَ الزّجاج: معنى يغيِّرون، أَي: يدْفَعُونَ ذَلِك الْمُنكر بِغَيْرِهِ من الْحق، وَهُوَ مُشْتَقّ من غير، يُقَال: مَرَرْت بِرَجُل غَيْرك، أَي لَيْسَ بِكَ. قَالَ اللَّيْث: غَيْرٌ يكون اسْتثِْنَاء مثل قَوْلك: هَذَا درهمٌ غَيْرَ دانق، مَعْنَاهُ: إِلَّا دانقاً وَيكون غَيْر اسْما تَقول: مَرَرْتُ بِغَيْرِكَ، وَهَذَا غَيْرُكَ. وَقَالَ الله جلَّ وعزَّ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} (الْفَاتِحَة: 7) ، خفضت غَيْرٌ لِأَنَّهَا نعتٌ للَّذين، وَهُوَ غَيْرُ مصمودِ صمدهُ وَإِن كَانَ فِيهِ الْألف وَاللَّام. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: جعل الْفراء الْألف وَاللَّام فِيهَا بِمَنْزِلَة النَّكرة وَيجوز أَن يكون غَيْرٌ نعتاً للأسماء الَّتِي فِي قَوْله: {أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} (الْفَاتِحَة: 7) ، وَهِي غير مصمودٍ: صمْدها أَيْضا، وَهَذَا قَول بَعضهم، وَالْفراء يأبَى أَن تكون غَيْرٌ نعتاً لغير الَّذين لِأَنَّهَا بِمَنْزِلَة النكرَة عِنْده. وَقَالَ الْأَخْفَش: غَيْرٌ: بدلٌ. قَالَ ثَعْلَب: وَلَيْسَ يمْتَنع مَا قَالَ، وَمَعْنَاهُ التكرير كَأَنَّهُ أَرَادَ: صِراط غيرِ المغضوب عَلَيْهِم. وَقَالَ الْفراء: معنى غيرٍ معنى لَا، وَلذَلِك رُدَّت عَلَيْهَا لَا، كَمَا تَقول: فلَان غيرُ مُحْسنٍ وَلَا مُجْمِل، قَالَ: وَإِذا كَانَت غَيْرٌ بِمَعْنى سِوًى لم يجز أَن يُكرَّ عَلَيْهَا، أَلا ترى أَنه لَا يجوز أَن تَقول: عِنْدِي سِوى عبد الله وَلَا زيدٍ، قَالَ: وَقد قَالَ من لَا يعرف الْعَرَبيَّة إِن معنى غيرٍ هَا هُنَا بِمَعْنى سِوًى، وإنَّ لَا صلةٌ. قلت: وَهَذَا قَول أبي عُبَيْدَة. وَقَالَ أَبُو زيد: من نصب قَوْله (غَيْرَ المغضوب عَلَيْهِم) فَهُوَ قطعٌ. وَقَالَ الزّجاج: من نصب غَيْراً فَهُوَ على وَجْهَيْن، أَحدهمَا: الْحَال، وَالْآخر: الِاسْتِثْنَاء. قلت: والمُغَيِّرُ: الَّذِي يُغَيِّر على بعيره أداته ليُريحه ويخفِّف عَنهُ. وَقَالَ الْأَعْشَى: واستُحِثَّ المُغَيِّرون من القو م وَكَانَ النِّظاف مَا فِي العزالي شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: غَيَّرَ فلَان عَن بعيره: إِذا حطَّ عَنهُ رحْلَه وَأصْلح من شَأْنه. وَقَالَ الْقطَامِي: إِلَّا مُغَيِّرنا والمُسْتَقِي العَجِلُ وتَغَيِّرَ فلَان عَن حَاله فَهُوَ مُتَغَيِّر. (بَاب الْغَيْن وَاللَّام) (غ ل (وايء)) غلا غول غيل وغل ولغَ لَغَا لوغ ليغ: مستعملات. غلا: قَالَ اللَّيْث: غَلاَ السِّعْرُ غلاءً: مَمْدُودٌ،

وغَلاَ فِي الدِّين يغْلو غُلُوّاً: إِذا جاوزَ الحدَّ، وغلا بالسَّهْم يغْلو غُلُوّاً: إِذا رمى بِهِ، وَقَالَ الشماخُ: كَمَا سَطَعَ المرِّيخُ شَمَّرَهُ الغالي قَالَ: والمغالي بالسَّهم: الرَّافعُ يَدَهُ يُريدُ بِهِ أقْصَى الغايةِ، قَالَ: وكلُّ مرماةٍ من ذَلِك غَلْوَةٌ، وَأنْشد: منْ مائَةٍ زَلْخٍ بمرِّيخٍ غال قَالَ: والمِغْلاَةُ: سَهْمٌ يتَّخذ لمغالاة الغَلْوَةِ وَيُقَال لَهُ المِغْلَى بِلا هَاءٍ، قَالَ: والفَرْسَخُ التَّامُّ خمسٌ وعِشْرُونَ غلوَةً، والدَّابَّةُ تغلو فِي سَيْرِهَا غَلْواً وتغتلي بخفَّةِ قَوَائِمهَا، وَأنْشد: فَهْيَ أَمَامَ الفَرْقَدَيْن تَغْتَلي وتغالى النَّبْتُ أَي: ارتفعَ وطَالَ. وَقَالَ ذُو الرمة: مِمَّا تَغَالى منَ الْبُهْمَى ذَوائبُهُ بالصَّيْفِ وانْضَرَجَتْ عَنهُ الأكاميمُ قَالَ: وتغالى لحمُ الدَّابّةِ: إِذا تَحَسَّرَ عِنْد التَّضمير. وَقَالَ لبيد: فَإِذا تغالى لَحْمُها وتحسرتْ وتقَطَّعَتْ بعد الكلالِ خدامُها تغالى لَحمهَا: أَي: ارْتَفع وصارَ على رُؤوس الْعِظَام، وَيُقَال: غلتِ القِدرُ تغلي غَلياً وغلَياناً، والغاليةُ: معروفةٌ، يُقَال مِنْهَا: تَغَلَّلتُ وتَغَلّفْتُ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: تغلَّيتُ من الغالية. وَقَالَ أَبُو نصر: سألتُ الْأَصْمَعِي هَل يجوزُ تغلّلْتُ، فَقَالَ: إِن أردْت أَنَّكَ أدْخَلْتَهُ فِي لحيتكَ أَو شاربكَ فجائِز. وَقَالَ الْفراء: غالَيْتُ اللَّحْم وغاليت بِاللَّحْمِ: جائزٌ، وَأنْشد: تُغالي اللَّحْم للأضياف نِيئاً وتبذله إِذا نَضِجَ القُدُورُ الْمَعْنى: تُغالى بِاللَّحْمِ. وَقَالَ أَبُو مَالك: نُغالي اللَّحْم: نشتريه غالياً، ثمَّ نَبذُلُهُ ونُطعمهُ إِذا نَضجَ مَا فِي قُدُورنا. وَقَالَ أَبُو زيد: أَرَادَ نُغالي بِاللَّحْمِ فَحذف الباءَ، قَالَ: وَيُقَال: لعبْتُ الكعابَ، ولعبتُ بالكعابِ. وَقَالَ أَبُو عبيد: الغُلَواء ممدودٌ: سرعةُ الشبابِ، وَأنْشد قَوْله: لم تلتفتْ لِلدَاتها ومضتْ على غُلَوائها وَقَالَ ابْن السّكيت فِي قَول الشَّاعِر: خمصانةٌ قلِقٌ مُوشَّحُها رُؤْدُ الشبابِ غلابها عظمُ هَذَا مثل قَول ابْن الرُّقيات: لم تلْتَفت لِلداتِها وكما قَالَ: كالغُصْن فِي غُلوائهِ المتأَوِّدِ وَقَالَ غَيره: الغالي: اللحمُ السَّمينُ، أُخِذَ

مِنْهُ قَوْله: غلابها عظمٌ: إِذا سَمِنَتْ. وَقَالَ أَبُو وجزة: تَوَسَّطها غالٍ عتيقٌ وَزانها مُعرَّسُ مَهْرِي بِهِ الذَّيل يلمعُ أَي: توسطها شحمٌ عتيقٌ فِي سنامها، والغَلْوَى: الغاليةُ فِي قَول عديِّ بن زيد: ينفحُ مِنْ أردانها المسكُ والعن بَرُ والغلوى ولبني قفُوص وَيُقَال: غاليتُ صدَاقَ المرأةِ أَي أغليتُهُ وَمِنْه قَول عمر: أَلا لَا تُغالُوا صُدُق النساءِ، وَقَالَ بَعضهم: غَلوتُ فِي الْأَمر غلانيةً: إِذا جَاوَزت فِيهِ الحدَّ، زادوا فِيهِ النُّون، وَيُقَال للشَّيْء إِذا ارْتَفع وزَادَ: قد غَلا. وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: فَمَا زَالَ يغلو حبُّ مَيَّةَ عندنَا ويزدَادُ حتّى لم نَجد مَا نَزيدها غول غيل: قَالَ ابْن شُمَيْل: يُقَال مَا أبعدَ غَوْلَ هَذِه الأرضِ: أَي مَا أبعد ذَرْعها، وإنَّها لَبعيدةُ الغولِ وَقد تغوَّلتِ الأرضُ بفلانٍ: أَي: أهلكتهُ وضللته، وَقد غالتهم تِلْكَ الأرضُ: إِذا هلكُوا، واغتالتهم مِثله، وَقَالَ ذُو الرُّمة: وَرُبَّ مفازةٍ قُذُف جموحٍ تغولُ منحِّبَ القَربِ اغتِيالا وَقَالَ الْأَصْمَعِي: هَذِه أرضٌ تغتالُ الْمَشْي: أَي لَا يستبين فِيهَا المشيُ من بعْدهَا وَسَعتها، وَقَالَ العجاجُ: وَبلدةٍ بعيدةِ النِّياط مجهُولةٍ تغتالُ خَطو الخاطي وَقَالَ اللَّيْث: الغَولُ: بعدُ المفازةِ، وَذلك أَنَّهَا تغتالُ سير الْقَوْم. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال للصَّقر وَغَيره لَا يغتاله الشِّبَع أَي: لَا يذهبُ بقوَّتهِ شبعُه، وَقَالَ زُهَيْر: مِن مَرقَبٍ فِي ذُرى خلقاءَ راسيةٍ حُجْن المخالبِ لَا يغتاله الشِّبَعُ أَرَادَ صقراً حُجْناً مخالبُه، ثمَّ أدخلَ عَلَيْهِ الْألف وَاللَّام وأقامها مقَام الكنايةِ، وَيُقَال: تغوَّلتِ المرأةُ إِذا تلوَّنتْ، وَقَالَ ذُو الرمة: إِذا ذاتُ أَهْوالِ نَكُولٌ تغوَّلَتْ بهَا الرُّبْدُ فوْضَى والنَّعَامُ السَّوارِحُ وَيُقَال: غالتْه غولٌ: إِذا وَقع فِي هَلَكة، وغاله الْمَوْت: أَهْلكه، والغُوْلُ: المَنيَّة. وَقَالَ الشَّاعِر: مَا مِيتَة إِن متُّها غيرَ عَاجز بِعَارٍ إِذا مَا غَالت النّفسَ غُولُها وَأنْشد أَبُو زيدٍ: عنِينَا وأَغنَانا غنانَا وغالَنا مَآكِلُ عمَّا عندَكم وَمَشاربُ قَالَ: غالَنا: حَبَسَنا، يُقال: مَا غالَكَ

عنّا: أَي: مَا حَبَسَكَ عَنَّا. وَفِي الحَدِيث: (لَا عَدْوَى وَلا هامةَ وَلَا غُولَ) . كَانَت العربُ تَقول: إنَّ الغيلانَ فِي الفَلَوات تراءَى لِلنَّاسِ وتَتَغَوَّلُ تَغَوُّلاً: أَي: تَتَلَوَّنُ ألواناً، وتضلُّ الناسَ عَن طرقهمْ وتهلكُهمْ، وَتَزْعُمُ أنَّها مردةُ الجِنِّ والشَّياطِين، وذَكرُوا ذَلكَ فِي أشعارِهمْ فَأَكْثُروا، فأَبْطَلَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا قَالُوا؛ وَلم يُحَقّق مَا تواطَأُوا عَلَيْهِ وَنفى جميعَ مَا ذكرُوه، وقولهُ الحقُّ وَمَا قَالُوهُ باطلٌ، وَالْعرب تسمِّي الْحيَّات أَغْوالاً. وَمِنْه قَول امرىءِ الْقَيْس: ومَسْنونةٌ زُرْقٌ كأَنيابِ أغْوالِ أَرَادَ كأنياب الحياتِ، وَقيل: أرادَ بالأغوالِ مردةَ الشَّياطينِ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيِّ: غال الشيءُ زَيداً: إِذا ذهب بهِ يَغُولُه غوْلاً، والغَولُ: كلُّ شيءٍ ذهبَ بالعقلِ. وَقَالَ أَبُو عبيد: الْمِغْوَلُ سوطٌ فِي جوفهِ سيفٌ. وَقَالَ غَيره: سمِّي مِغْولاً لأنَّ صاحبهُ يغتالُ بِهِ عَدُوَّه من حيثُ لَا يحتسبهُ: أَي: يهلكهُ، وجمعهُ: مغَاوِلُ، والغوْلانُ: ضربٌ من الحمضِ معروفٌ، والمُغاولةُ: المبادرةُ. وَفِي الحَدِيث: (إِنِّي كنتُ أغاولُ حَاجَة لي) أَي: أبادرها. وَقَالَ جرير: عاينتُ مشعلةَ الرِّعال كَأَنَّهَا طيرٌ تغاول فِي شمام وُكورا وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن شميلٍ: الغُول: شيطانٌ يَأْكُل النَّاس. وَقَالَ غَيره: كل مَا اغْتالَكَ من جِنِّيَ أَو شَيْطَان أَو سُبعٍ فَهُوَ غُولٌ. وَذكرت الغِيلانُ عِنْد عمر فَقَالَ: إِذا رَآهَا أحدكُم فليؤذِّن فَإِنَّهُ لَا يتحوَّل شيءٌ عَن خَلْقِهِ الَّذِي خُلق لَهُ، وَلَكِن لَهُم سحرة كسحرتكم، وَيكْتب فِي عُهْدَة المماليك: لَا داءَ وَلَا خِبْثَةَ وَلَا غائلة وَلَا تغييبَ. قَالَ ابْن شُمَيْل: يكتُبُ الرجل العهود فَيَقُول: أبيعُك على أَنه لَيْسَ لَك داءٌ وَلَا تغييبٌ وَلَا غائلةٌ وَلَا خِبْثَةٌ. قَالَ: والتَّغْيِيبُ: أَن لَا يَبيعه ضَالَّة وَلَا لُقطةً وَلَا مُزَغْزَغاً. قَالَ: وباعني مُغَيَّباً من المَال، أَي: مَا زَالَ يخبؤُه ويُغيِّبه حَتَّى رماني بِهِ، أَي باعَنِيهِ، قَالَ: والخِبْثَةُ: الضَّالة أَو السّرقَة، والغائلة: المُغَيِّبَة أَو المسروقة. وَقَالَ غَيره: الدّاء الْعَيْب الْبَاطِن الَّذِي لم يُطْلع البائعُ المُشْتَرِي عَلَيْهِ، والْخِبثة فِي الرَّقِيق أَلا يكون طيِّب الأَصْل كَأَنَّهُ حُرُّ الأَصْل لَا يحل مِلْكُه لأمانٍ سبق لَهُ أَو حرِّية ثبتَتْ فِيهِ، والغائِلَةُ: أَن يكون

مسروقاً، فَإِذا استُحق غالَ مالَ مُشتريه الَّذِي أدَّاه فِيهِ ثمنا لَهُ. أَبُو عُبيد: الغَوائِلُ: الدَّواهي، وَهِي الدَّغاولُ. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: فلاةٌ تَغَوَّلُ: أَي: لَيست بِبَيِّنة الطُّرق فَهِيَ تضلِّل أَهلهَا، وتغَوَّلها: اشتباهها وتلونها. قَالَ: والغَوْلُ: بُعد الأَرْض، وأغوالُها: أطرافها، وَإِنَّمَا سُمِّي غَوْلاً لِأَنَّهَا تغُولُ السائلة أَي: تقذف بهم وتُسقطهم وتبعدهم. وَقَالَ الْأَصْمَعِي وَغَيره: قتل فلَان فلَانا غِيلَةً، أَي: فِي اغتيالٍ وخفيةٍ، وَقيل: هُوَ أَن يُخدع الإنسانُ حَتَّى يصير إِلَى مَكَان قد استخفى لَهُ فِيهِ من يقْتله، قَالَ ذَلِك أَبُو عبيد. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: غَالَه يغُولُه إِذا اغْتالُه، وكل مَا أهلك الْإِنْسَان فَهُوَ غُولٌ، والغضبُ غُولُ الْحلم، أَي: يغتالهُ وَيذْهب بِهِ. وَفِي الحَدِيث عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (لقد هَمَمْت أَن أنهى عَن الغِيلَةِ ثمَّ ذكرت أَن فَارس وَالروم يَفْعَلُونَ ذَلِك فَلَا يضرُّهم) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة واليزيدي: الغِيلَةُ هِيَ الغَيْلُ، وَذَلِكَ أَن يُجَامع الرجل الْمَرْأَة وَهِي مرضع، وَقد أَغَالَ الرجل وَلَده وأغْيَلَهُ، وَالْولد مُغالٌ ومُغْيَلٌ. وَقَالَ ابْن السّكيت: الغَيْلُ: أَن ترْضع الْمَرْأَة وَلَدهَا وَهِي حاملٌ. وَقَالَت أم تأبط شرا تُؤَبِّنُه بعد مَوته: وَالله مَا أَرْضَعَتْه غَيْلاً. قَالَ: والغَيْلُ أَيْضا: الساعد الرَّيان المُمتلىءُ، وَأنْشد: لكاعبٌ مائلةٌ فِي العطفين بيضاءُ ذَات ساعدين غَيْلَيْن وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ اليزيدي فِي الغَيْلِ مثل مَا قَالَ ابْن السّكيت قَالَ: والغَيلُ أَيْضا: الماءُ الَّذِي يجْرِي على وَجه الأَرْض، والغَيْل: الشّجر الملتفُّ، وَنَحْو ذَلِك. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي وَجَاء فِي الحَدِيث: (مَا سُقِي بالغَيلِ ففيهِ العُشْرُ) . وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: الغَيْلُ مَا جَرى من المياهِ فِي الْأَنْهَار، وَهُوَ الفتحُ، وَأما الغلَلُ فَهُوَ المَاء يجْرِي بَين الشّجر. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الغوائلُ: خروقٌ فِي الْحَوْض واحدتها غائلة، وَأنْشد: وَإِذا الذَّنُوبُ أحيلَ فِي مُتَثلَّمَ شَربتْ غَوائلُ ماءَهُ وهزُومُ وَقَالَ أَبُو عبيد فِي قَول الْأَعْشَى: وسِيق إليهِ الباقِرُ الغُيُلُ قَالَ: الغُيُلُ: هِيَ الْكَثِيرَة، قلت: وَيكون بِمَعْنى السِّمانِ. وغل: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي وَغَيره: الواغلُ

الدَّاخلُ عَلَى القومِ فِي شرابهمْ من غيرِ دَعْوَةٍ. وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ الدَّاخلُ عَليهمْ فِي طَعَامِهمْ. وَقَالَ ابْن السّكيت: الوَغْلُ: الشَّرَاب الَّذِي يشربه الواغِلُ، وَأنْشد: إِن أكُ مِسْكيراً فَلَا أشربُ الوغل وَلَا يَسلَمُ مني البَعيرْ وَقد وَغَلَ الواغِلُ يَغِلُ: إِذا دَخلَ عَلَى قومٍ شَرْبٍ لم يَدعوهُ. والوَغلُ: الرَّجلُ الضعيفُ وَجمعه أوْغالٌ، وأوغلَ الْقَوْم: إِذا أمْعَنُوا فِي سَيْرِهم دَاخلين بَين ظَهْرَانِي الشعابِ أَو فِي أرْض العدُوِّ، وَكَذَلِكَ تَوَغَّلُوا وتَغلغلُوا. وَفِي الحَدِيث: (إِن هَذَا الدّين مَتِينٌ فَأَوْغلْ فِيهِ برفقٍ) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: الإيغال: السيرُ الشديدُ، والإمْعانُ فِيهِ. وَقَالَ الْأَعْشَى: يقطع الأمْعَزَ المكوكبَ وخْداً بِنواجٍ سريعةِ الإيغالِ قَالَ: وَأما الوُغُولُ فَإِنَّهُ الدُّخولُ فِي الشَّيْء وَإِن لم يُبعدْ فِيهِ، وكل دَاخلٍ فَهُوَ واغلٌ. يُقَال: مِنْهُ وغَلتُ أغِلُ وغولاً ووَغْلاً. وَقَالَ أَبُو زيد: وغلَ فِي البلادِ وأوغلَ بِمَعْنى واحدٍ إِذا ذَهَبَ فِيهَا. لَغَا: قَالَ اللَّيْث: اللُّغةُ واللغاتُ واللُّغِين: اختلافُ الكلامِ فِي معنى واحِدٍ. وَيُقَال: لغَا يَلْغو لَغواً، وَهُوَ اخْتلاطُ الكلامِ ولَغَا يَلْغا لُغةٌ. وَفِي الحَدِيث: (من قَالَ يَوْم الجُمعةِ والإمامُ يخطبُ لِصاحِبهِ صَهْ فقد لَغَا) ، أَي: تكلَّمَ. وَقَالَ الله: {وَإِذَا مَرُّواْ بِاللَّغْوِ} (الْفرْقَان: 72) ؛ أَي: مَرُّوا بالباطِلُ. وَيُقَال: ألْغيْتُ هذِه الكلمةَ أَي: رَأَيْتهَا باطِلاً وَفَضْلاً، وكذلكَ مَا يُلغَى من الحسابِ. وَفِي حَدِيث سَلمانَ: (إياكُمْ ومَلْغاةَ أولِ اللَّيلِ) يريدُ اللَّغْو، وَقَالَ الله: {عَالِيَةٍ لاَّ تَسْمَعُ فِيهَا} (الغاشية: 11) ، أَي: كلمة قَبيحةً أَو فاحِشةً. قَالَ قتادَةُ: أَي: باطِلاً ومَأثماً. وَقَالَ مجاهدٌ: شَتْماً. وَقَالَ غَيرهمَا: اللاَّغيةُ واللَّوَاغي بِمَعْنى اللغوِ مثلُ راغيةِ الْإِبِل ورواغيها بِمَعْنى رُغائها، واللَّغْو واللَّغا واللغْوَى: مَا كَانَ من الْكَلَام غير معقودٍ عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل فِي قَوْله: (من تكلّم يَوْم الْجُمُعَة وَالْإِمَام يَخطبُ فقد لغَا) أَي: خَابَ. قَالَ: وألغيْتُه أَي: خَيَّبتهُ. رواهُ أَبُو داودَ عَنهُ. وَقَالَت عائشةُ فِي قولِ الله: {لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ

اللَّهُ بِالَّلغْوِ فِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَيْمَانِكُمْ} (الْبَقَرَة: 225) ، هُوَ قَول الرجل لاَ واللَّهِ وَبَلَى واللَّهِ. قَالَ الْفراء: كأنَّ قَول عائشةَ أَنَّ اللَّغوَ مَا يجْرِي فِي الكلامِ عَلَى غيرِ عَقْدٍ. قَالَ: وَهُوَ أشْبَهُ مَا قيل فيهِ بِكلامِ العرَبِ. وَقَالَ غَيره: لَغَا فلانٌ عَن الصَّوابِ أَي: مالَ عنهُ. أَبُو عبيد عَن الكسائيِّ: لَغِي فلانٌ بِالْمَاءِ يَلْغَى بِهِ: إِذا أَكثر مِنْهُ، ولَغيَ فلانٌ بفُلانٍ يَلْغى: إِذا أُولعَ بِهِ. وَقَالَ ابْن السّكيت: لَغْوَى الطير أصواتها، وَقَالَ الرَّاعِي: قوارِبُ المَاء لَغْوَاها مبيِّنةٌ فِي لُجَّةِ اللَّيْل لَمَّا راعها الْفَزَعُ وَقَالَ أَبُو سعيد: إِذا أردْت أَن تنْتفِع بالأعراب فاسْتَلْغِهمْ: أَي: اسْمع من لُغاتِهم من غير مسألةٍ، وَيُقَال: إِن فَرَسَكَ لَمُلاغي الْجَرْي: إِذا كَانَ جَرْيُهُ غيْرَ جَرْيِ جِدَ. وَأنْشد أَبُو عَمْرو لطلْقِ بن عَدِيّ: جَدَّ فَمَا يَلْهُو وَلَا يُلاغى وَقَالَ الْأَصْمَعِي: ألغَاهُ من الْعدَد وألقاهُ بمعْنى وَاحِد. وَرُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس: أَنه ألْغَى طَلَاق الْمُكْرهِ: أَي: أبْطَلُه، وَقَالَ الشَّاعِر: إِذا اسْتَلغَاني الْقَوْمُ فِي السُّرى بَرِمْتُ فألْغَوْني بِسِرِّك أعْجَمَا اسْتَلغَوْني: أرادوني على اللَّغْو. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: ذَلِك الشَّيْء لَك لَغْواً ولَغاً ولَغْوَى، وَهُوَ الشيءُ الَّذِي لَا يُعْتَدُّ بِهِ، قلت: واللُّغةُ من الأسماءِ النَّاقِصَة وأَصْلُها لُغْوَةٌ من لَغَا إِذا تكلَّم. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: لَغَا يَلغُو: إِذا حَلف بِيمينٍ بِلا اعتقادٍ. لوغ ليغ: لاغ يلُوغ لَوْغاً: إِذا لزم الشَّيْء. أَبُو عبيد عَن أبي عمر: والألْيَغُ الَّذِي لَا يُبيِّنُ الْكَلَام وامرأةٌ لَيْغَاءُ. وَقَالَ اللَّيْث: الألْيَغُ الَّذِي يرجع لِسَانُهُ إِلَى الْيَاء. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: رَجلٌ ألْيَغُ وامرأةٌ لَيْغَاء إِذا كانَا أحْمَقين، واللّيَغُ: الْحُمْقُ الْجَيِّدُ. ولغَ: قَالَ اللَّيْث: الْوَلْغُ: شُربُ السِّباع بألْسِنتها وَبَعض الْعَرَب يَقُول: بالَغُ: أَرَادوا بيَان الْوَاو فَجعلُوا مَكَانهَا ألِفاً. وَقَالَ ابْن الرُّقيات: مَا مرَّ يومٌ إِلَّا وعِنْدَهما لَحمُ رجالٍ أَو يالغَانِ دَمَا ورجلٌ مُسْتَوْلغٌ: لَا يُبَالي ذمّاً وَلَا عاراً. وَقَالَ اللحياني: يُقَال: وَلَغَ الكلبُ ووَلِغَ يَلِغُ فِي اللغتينِ مَعًا. ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: لاغَ يَلُوغُ لَوْغاً: إِذا لَزِمَ الشيءَ.

باب الغين والنون

أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: الْوَلْغَةُ: الدلْوُ الصَّغِيرَة، وأنشدنا: شَرُّ الدِّلاء الْوَلْغَةُ الْمُلازِمَة وَالْبَكرَاتُ شَرُّهُنَّ الصَّائمة يَعْنِي: الَّتِي لَا تَدور. (بَاب الْغَيْن وَالنُّون) غ ن (وايء) غَنِي غين نغي وغن: مستعملة. غين: قَالَ اللَّيْث: الْغينُ: حرفٌ، والْغَينُ: شجرٌ مُلتفٌّ، وَأنْشد: أمطَرَ فِي أكْتاف غَيْنٍ مُغْينِ قلت: أَرَادَ بالْغيْنِ السَّحاب، وَهُوَ الْغيمُ. قَالَ ابْن السّكيت وَغَيره: الْغيْمُ والْعينُ السَّحابُ، وَأنْشد قَوْله: كأنِّي بَين خافيَتَيْ عُقاب أصابَ حمامةً فِي يَوْم غَينِ أَي: فِي يَوْم غيْمٍ، وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إِنَّه لَيُغَانُ على قَلبِي حَتَّى أستغفِر الله) . قَالَ أَبُو عبيدٍ: قَالَ أَبُو عبيدةَ: يَعْنِي أَنه يَتَغَشَّى الْقلبَ مَا يُلبِسُهُ، وَكَذَلِكَ كل شَيْء تغشى شَيْئا حَتَّى يُلبِسَه فقد غينَ عليْهِ، وَيُقَال: غِينَتِ السماءُ غَيْناً، وَهُوَ إطباقُ الغيْمِ السماءَ. وَقَالَ الْفراء: شَجرةٌ غيْنَاءُ: كثيرةُ الْوَرق مُلتفَّةُ الأغصانِ، وأَشجارٌ غِينٌ، وَأنْشد: لَعِرْضٌ من الأَعْراضِ يُمْسِي حمامُهُ وَيُضْحي عَلَى أفنانِهِ الّغينِ يَهْتِفُ وَقَالَ أَبُو العميثل: الْغَيْنَةُ: الأشجارُ المُلْتَفَّةُ فِي الْجبَال وَفِي السهل بِلَا ماءٍ، فَإِذا كَانَت بماءٍ فَهِيَ غَيضَةٌ. أَبُو عبيد عَن الْفراء: غانت نفسهُ تَغِينُ وَرَانت تَرينُ إِذا غَثَتْ، والْغِينَةُ: مَا سَالَ من الْجِيفَةِ. غَنِي: قَالَ اللَّيْث: الْغنَى فِي المَال مَقْصورٌ، وَاسْتغْنى الرجُلُ: أصَاب غِنى، والْغُنْيَةُ: اسمٌ من الِاسْتِغْنَاء عَن الشَّيْء. وَفِي الحَدِيث: (لَيْسَ مِنَّا من لم يَتَغَنَّ بِالقُرْآنِ) . قَالَ أَبُو عبيد: كَانَ سُفيان بن عُيَيْنةَ يَقُول: مَعْنَاهُ: لَيْسَ مِنَّا من لم يَسْتَغنِ بهِ، وَلم يذهب بِهِ إِلَى الصَّوتِ. قَالَ أَبُو عبيد: وَهَذَا كَلَام جائزٌ فاشٍ فِي كَلَام الْعَرَب، يَقُولُونَ: تَغَنَّيْتُ تغنِّياً وتَغانَيتُ تَغَانِيًا بِمَعْنى استغنيتُ. وَقَالَ الْأَعْشَى: وكنتُ امْرأ زَمنا بالعرا ق فِي عفيف المناخِ طَوِيل التَّغَنّ يُرِيد: الِاسْتِغْنَاء. وَأما الحَدِيث الآخر: (مَا أذِن الله لشَيْء كأذَنِهِ لنبيَ يتغنَّى بِالْقُرْآنِ) فإِن عبد الْملك أَخْبرنِي عَن الرَّبيع عَن الشَّافِعِي أَنه قَالَ:

مَعْنَاهُ: تحزينُ الْقِرَاءَة وترقيقها. وَمِمَّا يحقِّق ذَلِك الحَدِيث الآخر: (زيِّنُوا الْقُرْآن بِأَصْوَاتِكُمْ) ، وَنَحْو ذَلِك قَالَ أَبُو عبيد. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: الَّذِي حصَّلناه من حُفاظ اللُّغَة فِي قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (كأذنه لنبيَ يتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ) أَنه على معنَيين، على الِاسْتِغْنَاء، وعَلى التطريب، قلت: فَمن ذهب بِهِ إِلَى الِاسْتِغْنَاء فَهُوَ من الْغنى مقصورٌ، وَمن ذهب بِهِ إِلَى التطريب فَهُوَ من الْغناء الصَّوْت مَمْدُود، يُقَال: غنَّى فلَان يُغَنِّي أُغْنِية وتَغنَّى بأغنيةٍ حَسَنَة، وَجَمعهَا: الأغانِيُّ، وَأما الغَنَاءُ بِفَتْح الْغَيْن والمدِّ فَهُوَ الْإِجْزَاء والكفاية، يُقَال: رجلٌ مُغْنٍ، أَي مجزىءٌ كافٍ، يُقَال: أغْنَيْتُ عَنْك مَغْنَى فلَان ومغْنَاته ومُغني فلَان ومُغْناته أجزأْتُ عَنْك مُجزأَهُ ومُجزأَتهُ. وَسمعت رجلا من فصحاء الْعَرَب يُبَكِّتُ خَادِمًا لَهُ وَيَقُول لَهُ: أغْنِ عني وَجهك بل شَرَكَ بِمَعْنى اكْفِنِي شرَّك وكُفَّ عنِّي شرَّك. وَمِنْه قَول الله جلَّ وعزَّ: {وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِىءٍ} (عبس: 37) ، يَقُول: يَكْفِيهِ شُغُلُ نَفسه عَن شُغلِ غَيره. اللَّيْث: رجل غان عَن كَذَا، أَي: مُسْتَغْنٍ عَنهُ، وَقد غَنِيَ عَنهُ، ورجلٌ غَنِيٌّ: ذُو وفرٍ. وَقَالَ طرفَة: وَإِن كنت عَنْهَا غانياً فاغْنَ وازْدَدِ وَيُقَال: غَنِيَ الْقَوْم فِي دارِهِم: إِذا طَال مقامهم فِيهَا. وَقَالَ الله عزّ وَجل: {كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا} (الْأَعْرَاف: 92) ، أَي: لم يُقيموا فِيهَا. أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: المغَاني: المنازِلُ الَّتِي يَقْطنها أَهلهَا، واحِدُها مغنًى. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للشَّيْء إِذا فني كَأَن لم يَغْنَ بالأمْسِ أَي: كأَنْ لم يكن. قَالَ: والغانيةُ: الشَّابَّةُ المتزوجةُ، وجَمعُها غَوانٍ، وَهِي الَّتِي غَنِيتْ بالزوَّجِ، سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: الأَغناءُ: إمْلاكَاتُ العَرائسِ. قَالَ أَبُو مَنْصُور: أَرَادَ بهَا التَّزْوِيج، قَالَ: والإنغاء: كَلَام الصّبيان. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الغنَى: التَّزْويجُ، وَالْعرب تَقول: الغنَى: حِصْنٌ للعزَبِ، أَي: التّزْويجُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الغَوَانِي: ذَواتُ الأزْوَاجِ، وَأنْشد: أزمان لَيلى كعابٌ غير غانية وَأنْشد لجميل: وأحببت لما أَن غنيت الغَوَانِيا وَقَالَ ابْن السّكيت عَن عمارةَ: الغواني: الشّوابُّ اللّواتي يعْجِبْنَ الرّجال ويعْجِبهُنَّ الشبَّان. وَقَالَ غَيره: الغانِيةُ: الْجَارِيَة الْحَسْنَاء ذَات زوجٍ كَانَت أَو غير ذَات زوجٍ، سمِّيت

باب الغين والفاء

غانيةً لِأَنَّهَا غَنِيَتْ بحُسنها عَن الزِّينَة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: كل امرأةٍ غانيةٌ، وَجَمعهَا الغَواني. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: أغْنَى الله الرجل حَتَّى غَنِي غِنًى، أَي: صَار لَهُ مالٌ وأقْناه الله حَتَّى قَنِيَ قِنًى وَهُوَ أَن يصير لَهُ قُنيةٌ من المَال. قَالَ الله جلَّ وعزَّ: {) الاُْخْرَى وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى} (النَّجْم: 48) ، ورملُ الغَنَاءَ ممدودٌ مفتوحُ الأول وَمِنْه قَول ذِي الرمة يذكرهُ: تنطَّقْن من رمل الغَنَاءِ وعُلِّقَتْ بأعناق أُدمانِ الظِّبَاءِ القلائدُ أَي: اتَّخذن من رمل الْغناء إعجازاً كالكُثبان وَكَأن أعناقهن أَعْنَاق الظِّباء. نغي: قَالَ اللَّيْث: المُنَاغاةُ: تكليمُك الصبيَّ بِمَا يهوى من الْكَلَام، نَغَيتُ إِلَى فلانٍ نَغْيَةً ونَغَى إليَّ أُخرى: إِذا ألقيت إِلَيْهِ كلمة وَألقى إِلَيْك أُخْرَى. سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: الإنغاءُ: كَلَام الصّبيان. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: سمعتُ مِنْهُ نَغْيَةً، وَهُوَ الْكَلَام الْحسن. وَقَالَ أَحْمد بن يحيى: مُناغاةُ الصبيِّ: أَن يصير بحذاء الشَّمْس فَيُنَاغِيهَا كَمَا يُناغِي الصبيُّ أمَّهُ، وَيُقَال لِلْمَوْج إِذا ارْتَفع: كَاد يُناغِي السَّحَاب. وَقَالَ الشَّاعِر: كأَنَّك بالمُباركِ بعد شهرٍ يُناغي موجهُ غُرَّ السحابِ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أنْغَى: إِذا تكلم بكلامٍ لَا يُفهم، وأنْغَى أَيْضا: إِذا تكلم أَيْضا بكلامٍ يفهم، وَيُقَال: نَغَوْتُ أنغُو، ونَغَيتُ أَنْغِي، قَالَ: وأنْغَى وناغَى: إِذا تكلم صَبيا بكلامٍ لطيفٍ مليحٍ. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: النَّغْوَةُ والمَغْوَةُ: النَّغْمَة، يُقَال: نَغوْتُ ونَغيْتُ نَغْوَةً ونَغْيَةً، وَكَذَلِكَ مَغوْتُ ومَغيْتُ. وغن: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: التّوَغُّنُ: الْإِقْدَام فِي الْحَرْب، والوَغْنَةُ: الحُبُّ الْوَاسِع، والتَّغوُّنُ: الْإِصْرَار على الْمعاصِي. (بَاب الْغَيْن وَالْفَاء) غ ف (وايء) وغف غاف غيف فغا غفا (أغفى) فوغ. وغف: قَالَ اللَّيْث: الوَغْفُ: سرعَة العَدْوِ. وَأنْشد: وأَوْغفَتْ شَوَارِعاً وأَوْغفَا وَقَالَ أَبُو عَمْرو: وأَوْغفَتَ الْمَرْأَة إيغافاً: إِذا ارتهزت عِنْد الْجِمَاع تَحت الرجل.

وَأنْشد: لمَّا دَجاها بِمِتَلَ كالصقب وأوْغفَتْ لذاك إيغافَ الْكَلْب قَالَت لقد أَصبَحت قرْماً ذَا وطب لما يديم الحُبَّ مِنْهُ فِي الْقلب ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أوْغَفَ: إِذا سَار سيراً مُتعباً، وأوْغَفَ: إِذا عمش، وأَوْغَفَ: إِذا أكل من الطَّعَام مَا يَكْفِيهِ. أَبُو عبيد عَن أبي عمر: الوَغْفُ: ضعف الْبَصَر. غيف غاف: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: أغفْتُ الشَّجَرَة فَغافت، وَهِي تَغِيفُ: إِذا تَغَيَّفَتْ بأغصانها يَمِينا وَشمَالًا، وشجرةٌ غيْفاءُ، والأغْيَفُ كالأغيَدِ إِلَّا أَنه فِي غير نعاسٍ. وَأنْشد: (وهَدَبٌ) أغيَفُ غيْفانيّ أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: مَرَّ البعيرُ يَتَغيَّفُ، وَلم يفسِّره، فَقَالَ شمر: مَعْنَاهُ: يُسرع. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم فِيمَا قَرَأت بِخَطِّهِ: التَّغَيُّفُ أَن يتثنى ويتمايل فِي شِقَّيه من سَعَة الخَطْوِ ولين السّير، كَمَا قَالَ العجاج: يكادُ يَرمي الفاترَ المُغَلَّفَا مِنْهُ أجاريٌّ إِذا تَغَيَّفَا أَبُو عبيد: غيَّفَ: إِذا فَرَّ وعَرَّدَ. وَقَالَ القُطامي: وحَسَبْتُنا نزعُ الكتيبة غُدوةً فَيُغيِّفُونَ ونرجِعُ السَّرعانا اللَّيْث: الغافُ: يَنْبُوتٌ عظامٌ كالشجر يكون بِعُمان، الْوَاحِدَة: غافةٌ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الغَيَفَانُ: مرحٌ فِي السَّير. وَقَالَ المُفَضَّل: تَغَيَّفَ إِذا اختال فِي مشيته وَهُوَ الغيفان. أَبُو زيد: الغافُ من العِضاهِ، الْوَاحِدَة غافةٌ، وَهِي شجرةٌ نَحْو القرظِ شاكة حجازية تنبتُ فِي القِفاف. فغا: فِي الحَدِيث: (سيِّدُ ريحانِ أهل الْجنَّة الفاغيَةُ) . قَالَ الْأَصْمَعِي: الفاغيَةُ: نَوْرُ الحِنَّاءِ، قَالَ: وكلُّ نورٍ فاغيَةٌ. وسُئلَ الْحسن عَن السَّلفِ فِي الزَّعْفَرَان فَقَالَ: إِذا أَفْغَى، يُرِيد إِذا نَوَّرَ. وَقَالَ اللَّيْث: الفاغِيَةُ: نور الحِنَّاء ودُهنٌ مَفْغُوٌّ، وأَفْغَتِ الشَّجَرةُ إِذا أخرجت فاغِيتَها. سَلمَة عَن الْفراء: هُوَ الفَغْوُ والفاغيَةُ لنُور الحِنَّاء. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الفاغيَةُ أحسن الرّياحين وأطيبُها رَائِحَة.

وَقَالَ شمر: الفَغْوُ: نورٌ، والفَغْوُ: رائحةٌ طيبةٌ. وَقَالَ الْأسود بن يعفر: سُلافةُ الدَّنِّ مَرْفُوعا نصائبُهُ مُقَلَّدَ الفَغْو والرَّيانِ مَلْثُوما وَقَالَ اللَّيْث: الفَغَا ضربٌ من التَّمر. وَقَالَ إِسْحَاق بن الْفرج: سَمِعت شُجَاعاً وحَتْرشاً يَقُولَانِ: هَذِه كلمة فاغية فِينَا، أَي: فَاشِية. قلت: هَذَا خطأ، والغَفَا داءٌ يَقع على البُسر مثل الْغُبَار، وَيُقَال: مَا الَّذِي أفغاكَ أَي: أغضبكَ وأورمكَ. وَأنْشد ابْن السّكيت فِيهِ: وصارَ أمثالَ الفَغا ضرائري مخرنطمات عسر عواسري أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: إِذا غَلُظت التَّمرةُ وَصَارَ فِيهَا مثل أَجْنِحَة الْجَرَاد فَذَلِك الفَغَا مقصورٌ، وَقد أفْغَت النَّخلة. قلت: والإغفاء فِي الرُّطب مثل الإفْغاء سَوَاء. وروى ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أفْغى الرجل: إِذا افْتقر بعد غنى، وأفْغى: إِذا سمُجَ بعد حُسن، وأفْغى: إِذا عصى بعد طاعةٍ، وأفْغى: إِذا دَامَ على أكل الفَغَا، وَهُوَ المُتَغَيِّرُ من البُسر. وَقَالَ أَبُو عبيد: الفَغْوَاءُ: اسْم رجل. فوغ: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: وجَدْتُ فَوْغةَ الطِّيب. وَقَالَ شمر: يُقَال: فَوْغَةٌ وَفَوْعَةً: قَالَ: وفَوْغةٌ من الفاغِيَةِ. قلت: كَأَنَّهُ مقلوبٌ عِنْده. وروى ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الفائِغةُ: الرَّائِحَة المُخَشِّمَةُ من الطِّيب وَغَيرهَا. غفا: يُقَال: أغْفي الرجلُ وَغَيره: إِذا نَام نومَة خَفِيفَة. وَفِي الحَدِيث: (فَغَفَوْتُ غفْوَةً) . واللغةُ الجيدة: أَغْفَيْت إغفاءَةً، وغفَا: قليلٌ فِي كَلَامهم. أَبُو عبيد عَن الْفراء: فِي الطَّعَام مِمَّا لَا خير فِيهِ قَصَلٌ وزُؤَانٌ وغَفَا منقوصٌ، قَالَ: وكل هَذَا مِمَّا يُخرَج مِنْهُ فيُرمى بِهِ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: فِي الطَّعَام حَصَلُه وغفاؤُه ممدودٌ وفَغاهُ مقصورٌ وحُثالتُه، كُله الرَّديءُ الَّذِي يَرْمِي بِهِ. عَمْرو عَن أَبِيه: أغفى الرجل نَام على الغفا، وَهُوَ التِّبن فِي بَيْدَرِه، وأفْغى: إِذا أكل الفَغا، وَهُوَ البُسر المُتَترِّب. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: الغفا: الرَّديء من كل شَيْء، من النَّاس والمأكول والمشروبِ والمركوب، وَأنْشد: إِذا فِئَةٌ قُدِّمَت لِلقتا لِ فرَّ الغَفَا وصَلِينَا بهَا

باب الغين والباء

(بَاب الْغَيْن وَالْبَاء) غ ب (وايء) غبي وغب وبغ بغي بيغ غيب: مستعملة. غبي: قَالَ اللَّيْث: غَبِيَ فلانٌ غَباوَةً فَهُوَ غَبِيٌّ: إِذا لمْ يَفْطُنْ للخِبِّ وَنَحْوه. وَقَالَ الأصمعيُّ يُقَال: غَبِيَ عَلَيَّ ذَاك الأمرُ: إِذا لم يَفطن لَهُ، والغَباوَةُ: المصدَر، يُقَال: فلانٌ ذُو غباوَة، وفلانٌ غبيٌّ عَن ذَلِك الْأَمر: إِذا كَانَ لَا يَفطُنُ لَهُ. وَيُقَال: ادخُلْ فِي النَّاس فَهُوَ أَغْبَى لَك: أَي أَخفَى لَك. وَيُقَال: دَفَنَ فلانٌ لي مُغَبَّاةً ثمَّ حَمَلني عَلَيْهَا وَذَلِكَ إِذا أَلْقاكَ فِي مَكْرٍ أَخفاهُ. وَيُقَال: غبِّ شَعْرَك: أَي: اسْتأْصِله، وَقد غبَّى شَعره تَغبيةً. وَقَالَ غيرُه: الغَبْيَةُ: الدَّفعةُ من المطَر. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: وغبْيَةُ شُؤْبُوبٍ من الشَّدِّ مُلْهَبِ وَهِي الدُّفْعةُ من الحُضْر، شَبَّهَها بدُفعة الْمَطَر، وغبْيَةُ التُّراب: مَا سَطَعَ مِنْهُ. قَالَ الْأَعْشَى: إِذا حالَ مِن دونهَا غبْيَةٌ من التُّرْب فانْجَال سِرْبالها وحَكى الأصمعيُّ عَن بعض العرَب أَنه قَالَ: الحُمَّى فِي أُصُول النّخل، وشَرُّ الغَبَيات غبْيَةُ النَّبْل، وشَرُّ النساءِ السُّوَيْداءُ المِمْرَاضُ، وشَرٌّ مِنْهَا الحُمَيْرَاءُ المِحْيَاض. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: غبَّيْتُ البئْرَ: إِذا غطَّيْتَ رأسَها ثمَّ جَعلْتَ فَوْقهَا تُرَابا. وَقَالَ أَبُو سعيد: وَذَلِكَ التُّرَاب هُوَ الغِبَاءُ. وَقَالَ الفرَّاء: غبِيتُ الشيءَ أَغبَاه، وَقد غَبِيَ عَلَيَّ، مِثلُه إِذا لم تَعرِفه، وَفِي فلَان غبْوَة وغَبَاوَةٌ. وغب: قَالَ اللَّيْث: الوَغْبُ: الجملُ الضخْمُ، وَأنْشد: أَجَزْتُ حِضْنَيْهِ هِبَلاًّ وَغْبا وَقد وَغُبَ وُغوبةً قَالَ: وأَوْغابُ الْبيُوت أَسْقاطُها. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الوغْبُ والوَغدُ كِلَاهُمَا الضعيفُ، وَأنْشد: وَلَا بِبِرْشامِ الوِخام وَغبِ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: أوغابُ الْبَيْت: البُرْمةُ والرَّحَيان والعُمُدُ الْوَاحِد وَغْبٌ. بغي بيغ: قَالَ اللَّيْث: البَغْيُ فِي عَدْوِ الفَرس: اخْتِيالٌ ومَرَحٌ، وإنَّه ليَبْغِي فِي عَدْوِه، وَلَا يُقَال: فرَسٌ بَاغ. وَقَالَ اللحياني: بَغَيْتَ على أَخيك بَغْياً: أَي حسدْتَه بغياً. وَقَالَ الله جلَّ وعزّ: {ثُمَّ بُغِىَ عَلَيْه

ِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ} (الْحَج: 60) . وَقَالَ: {يُنفِقُونَ وَالَّذِينَ إِذَآ أَصَابَهُمُ الْبَغْىُ هُمْ يَنتَصِرُونَ} (الشورى: 39) . فالبغْيُ أصلُه الحَسَد، ثمَّ سُمِّي الظلمُ بَغياً لأنَّ الْحَاسِد يَظلم المَحْسود جهدَه إراغةَ زوَالِ نعمةِ اللَّهِ عَلَيْهِ عَنهُ. وَقَالَ جلَّ وعزّ: {يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ} (التَّوْبَة: 47) ، يَقُولُونَ: يَبْغونَ لَكم الفِتنة. وَقَالَ كَعْب بنُ زُهَيْر: إِذا مَا نَتَجْنَا أَرْبَعاً عامَ كفْأَةٍ بَغاها خَنَاسِيراً فأَهْلَكَ أَرْبعا أَي: بَغَى لَهَا خَنَاسِيرَ وَهِي الدَّواهِي، وَمعنى بَغا هَا هُنا: طَلَب. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: ابْغِني كَذَا وَكَذَا أَي: اطلبه لِي، وَمعنى ابْغِني وابغ لي سواءٌ فإِذا قَالَ أَبْغني كَذَا وَكَذَا فمعناهُ أَعِنِّي عَلَى بُغائه واطلبْه معي. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: أَبْغيتُكَ الشيءَ إِذا أَرَدتَ أنكَ أَعَنْتَهُ على طلبه، فإِذا أردْت أنَّكَ فعلْتَ ذَلِك لَهُ قلتَ بَغيَتُكَ، وَكَذَلِكَ أَعْكَمْتُكَ وأحْمَلْتُك: إِذا أَعَنْتَه، وعكَمتُك العِكْمُ: أَي: فعلتُه لَك. وَقَالَ الأصمعيُّ: بَغت الْمَرْأَة وَهِي تبغي بِغاءً: إِذا فَجَرَتْ. وَقَالَ الله جلَّ وعزَّ: {وَلاَ تُكْرِهُواْ فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَآءِ} (النُّور: 33) ، والبِغاء: الفُجور. وَقَالَ الله جلَّ وعزَّ: {وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً} (مَرْيَم: 28) ، أَي: مَا كَانَت فاجِرَةً، وامرأةٌ بَغِيٌّ، وباغت المرأةُ تُباغي بِغاءً: إِذا زَنت، وَهَذَا كُله من كَلَام الْعَرَب. وَقَالَ الأصمعيُّ: بَغى الرَّجلُ حاجَتَه أَو ضالَّتَهُ يَبْغيها بُغاءً وبُغيةً وبُغَايةً إِذا طلبَهَا. قَالَ أَبُو ذُؤَيب: بُغايةً إِنَّمَا يَبْغِي الصِّحابَ من الْ فِتْيَانِ فِي مِثله الشُّمُّ الأَناجِيحُ وفلانٌ ذُو بُغايةٍ للكَسب: إِذا كَانَ يَبغِي ذَلِك، وارتَدَّتْ عَلَى فلانٍ بُغيتُه: أَي: طَلِبَتُه، وَذَلِكَ إِن لم يجِدْ مَا طَلَب، والرَّجل يَبغِي على صَاحبه بَغْياً. قَالَ: وَيُقَال: بَغَى الجُرحُ وَهُوَ يَبغي بَغياً: إِذا تَرامَى إِلَى فَسَاد. وَيُقَال: دَفَعنَا بَغْيَ السماءِ خلفنا: أَي: شِدَّتَها ومُعظمَ مطرِها. وَيُقَال: قامتِ البَغايا على رُؤُوسهم يَعْنِي الإماءَ، وَالواحدةُ: بَغيٌّ. وَقَالَ الْأَعْشَى يَمدح رَجُلاً: والبَغَايا يَركضنَ أكْسِيَةَ الإضْرِ يجِ والشَّرْعَبِيَّ ذَا الأَذْيالِ

والبَغايا أَيْضا الطّلاَئعُ الواحدةُ بَغيَّة. وقَال النّابغةُ: على إثرِ الأدلَّةِ والبغايا وخَفْقِ النَّاجياتِ من الشآم وَيُقَال: جَاءَ بَغِيَّةُ القومِ وشَيِّفَتُهُمْ: أَي: طليعتهم. وَقَالَ اللحيانيُّ: بَغَى الرجلُ الخيرَ والشَّرَّ وكلَّ مَا يَطْلُبهُ بُغاءً وبِغْيَةً وبِغًى مقصورٌ. وَقَالَ بَعضهم: بُغْيَةً وبُغًى، وَأنْشد: لَا أشغَلَنْكُمْ عَن بُغَى الخيرِ إِنَّنِي سقطتُ على ضرْغامةٍ هُوَ آكِلِي قَالَ: والبَغِيَّةُ: الطَّلِبَةُ، وَكَذَلِكَ البِغْيةُ، تَقول: بِغْيَتي عنْدك وبَغِيَّتِي عنْدك. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: البَغيَّةُ: الضَّالَّةُ، وَقد بغيتُ بَغيَّتِي: أَي: طلبتُ ضالَّتِي، والباغي: الَّذِي يطلبُ الشيءَ الضّالَّ وَجمعه بُغاةٌ وبُغيانٌ. وَقَالَ ابْن أَحْمَر: أوْ باغِيَانِ لِبُعْرَانٍ لنا رقصتْ كي لَا تُحِسُّونَ من بُعْرَاننا أثرا قَالُوا: أَرَادَ كيفَ لَا تُحِسُّونَ، وَيُقَال: مَا انْبَغَى لَك أَن تفعل، وَمَا ابتَغى لَك: أَي: مَا يَنْبَغِي. وَقَالَ الزَّجَّاج: يُقَال: انبغى لفُلَان أَن يفعل كَذَا، أَي: صلح لَهُ أَن يفعل، وَكَأَنَّهُ يطْلب فعل كَذَا، فانطلب لَهُ، أَي: طاوعه وَلكنه اجتُزىء بقَوْلهمْ، انبغى. وَيُقَال: ابْغني شَيْئا أَي: أَعْطِنِي، وابغ لي شَيْئا، وَيُقَال: استبغيْتُ القومَ فبغوا لي وبغوْني أَي: طلبُوا لي، وَيُقَال: فلَان يَبْغِي على النَّاس: إِذا ظلمَهُمْ وَطلب أذاهم، والفئةُ الباغيةُ، هِيَ: الظالمةُ الخارجةُ عَن طَاعَة الإِمَام الْعَادِل. وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعمَّار: (ويحَ ابْن سُمَيَّةَ تقتلهُ الفئةُ الباغية) . وَقَالَ أَبُو زيد: الْعَرَب تَقول: إِنَّه لكريم وَلَا يُباغَهْ، وإنهما لكَريمان وَلَا يُباغيا، وَإِنَّهُم لَكِرامٌ وَلَا يُباغوا، وَمَعْنَاهُ الدُّعاء لَهُ، أَي: لَا يُبغَى عَلَيْهِ. قَالَ: وَبَعْضهمْ لَا يجعلهُ على الدُّعاء، فَيَقُول: لَا يُباغَى وَلَا يُبَاغَيانِ وَلَا يُباغَوْنَ: أَي: لَيْسَ يباغيه أحد. قَالَ: وَبَعْضهمْ يَقُول: لَا يُباغُ وَلَا يُباغان وَلَا يُباغون، قلت: وَهَذَا من البَوْغِ، والأوَّلُ من البَغي وَكَأَنَّهُ جَاءَ مقلوباً. وَحكى الكسائيُّ: إِنَّك لعالمٌ وَلَا تُبَغْ. قَالَ: وَقَالَ بعض الْأَعْرَاب: مَن هَذَا المُبَوَّغُ عَلَيْهِ. وَقَالَ آخر: من هَذَا المُبَيّغُ عَلَيْهِ، قَالَ وَمَعْنَاهُ: لَا يحسدُ. قَالَ: وَيُقَال: إِنَّه لكريمٌ وَلَا يُبَاغُ، وَأنْشد:

إمَّا تَكَرَّمْ إنْ أصبْتَ كَرِيمَة فلقدْ أراكَ وَلَا تُباغُ لئيما وَفِي التّثْنِيَةِ لَا يُباغانِ وَلَا يُباغون، وَالْقِيَاس أَن يُقَال فِي الواحدِ على الدُّعاءِ وَلَا يُبَغْ، وَلَكنهُمْ أبَوْا إِلَّا أَن يَقُولُوا: وَلَا يُباغُ. وَفِي الحَدِيث: (إِذا تبَيّغَ بأحدكم الدَّمُ فَلْيَحْتَجِمْ) . وَقَالَ: (عَلَيْكُم بِالْحِجامَةِ، لَا يَتَبَيّغْ بأحدِكُم الدَّمُ فيقتله) . وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الكسائيُّ: التَّبَيُّغُ: الهَيْجُ. قَالَ: وَقَالَ وَغَيره: أَصله من البَغي، فَقَالَ: يتبيَّغُ: يريدُ: يَتَبَغى فقدَّمَ الياءَ وأخَّرَ الغيْنَ وَهَذَا كَقَوْلِهِم: جَبذَ وجذَبَ، وَمَا أطيبه وأيْطَبَهُ. وأُثبت لنا عَن ابْن الْأَعرَابِي أنهُ قَالَ: يتبيغُ ويتبوَّغُ بالواوِ والياءِ. قَالَ: وَأَصله من البَوْغاءِ، وَهُوَ الترابُ إِذا ثارَ، فمعناهُ: لَا يَثُرْ بأحدكم الدمُ. وَقَالَ أَبُو زيد: تَبَيَّغَ بهِ النَّوْمُ: إِذا غَلبه، وتبيغَ بِهِ الدَّمُ، وتبيغَ بهِ الْمَرَض: إِذا غَلبه. وَقَالَ اللَّيْث: البَيْغُ: ثُؤُورُ الدَّم وفَورتُهُ حِين يظْهر فِي العروقِ، وَقد تبيَّغَ بهِ الدَّمُ، والبَوْغاءُ: الترابُ الهابي فِي الهواءِ، قَالَ: وطاشَةُ النَّاس وحمقاهم البوغاء، قَالَ: والبِغيَةُ نَقِيضُ الرِّشْدَةِ فِي الوَلَدِ، يُقَال: هُوَ ابنُ بِغيَةٍ، وَأنْشد: لَدَى رِشْدَةٍ من أُمِّهِ أوْ لِبِغيَةٍ فيغلبها فَحْلٌ على النَّسلِ مُنجِبُ قلت: وكلامُ العربِ الْمَعْرُوف فلَان ابْن غَيّةٍ وابنُ زَنْيَةٍ وابنُ رَشْدَةٍ، وَقد قيل: زِنيَةٍ وَرِشدَةٍ، والفتحُ أفصحُ اللغتين، فأمَّا غَيّةٌ فَلَا يجوزُ فِيهِ غير الفتحِ، وَأما ابنُ بِغيَةٍ فَلم أجدهُ لغير اللَّيْث، وَلَا يبعدُ عَن الصَّوَاب، قلت: والبَغوَةُ: ثَمَرُ العِضاهُ، وَكَذَلِكَ البَرَمَةُ. وَقَالَ ابنُ دُريد: البَغوَةُ: التَّمْرَةُ قبل أَن يستحكم يُبسُها، وَقيل: البغوةُ: التّمرة الَّتِي اسوَدَّ جوفُها وَهِي مُرطِبَةٌ، وَفِي فلانٍ غبوَةٌ وغبَاوَةٌ. وبغ: قَالَ اللَّيْث: الوَبَغُ: داءٌ يأخُذُ الإبِلَ فترى فسادهُ فِي أوبارها. وَقَالَ غَيره: الوَبَغُ: هِبريَّةُ الرَّأس ونباغته الَّتِي تتناثرُ مِنْهُ. وَقَالَ ابْن دُريد: الأوْبغُ: موْضِعٌ، ووَبغْتُ الرجل: أَي عِبْتُه وطَعنتُ فِيهِ. قلتُ: لَا أعرِفُ وبَغتُ الرجلَ إِذا عِبْتُه. غيب: قَالَ شمر: كلُّ مكانٍ لَا يُدْرَى مَا فِيهِ فَهُوَ غيْبٌ، وَكَذَلِكَ الموْضِعُ الَّذِي لَا يُدْرَى مَا وَرَاءه، وجمعُهُ غيوبٌ. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

باب الغين والميم

يرْمي الغُيوبَ بعَيْنَيْه ومَطرِفُه مُغضٍ كَمَا كَسَفَ المُسْتأخِذُ الرَّمِدُ وَقَالَ الليثُ: الغِيبَةُ من الاغتِيابِ، والغَيبَةُ من الغيبُوبة، وأغابت المرْأَةُ فَهِيَ مُغيبَةٌ إِذا غابَ زوْجُها، والغابُ: الأجَمَة، والغيْبُ: الشَّكُّ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جلّ وَعز: {يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} (الْبَقَرَة: 3) ، أَي: يُؤمِنونَ بِمَا غابَ عَنْهُم ممَّا أخْبرهُم بِهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِنْ أَمر البَعْثِ والجنَّة والنارِ، وكلُّ مَا غابَ عَنْهُم مِما أَنبأَهُمْ بِهِ فهوَ غيبٌ. أَبُو الْعَبَّاس عَن الْأَعرَابِي فِي قَوْله: {يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} ، قَالَ: يؤمِنونَ بِاللَّه، قَالَ: والغيبُ أَيْضا مَا غابَ عنِ العيونِ وَإِن كَانَ مُحَصَّلاً فِي القلوبِ، والغيْبُ: شَحْمُ ثَرْبِ الشَّاة، والغيبُ: المطمَئنُّ من الأرضِ، وجمعُهُ: غيوبٌ، وَيُقَال: سمعتُ صَوتا منْ وَرَاء الْغَيْب: أَي مِنْ مَوضِع لَا أرَاهُ. وَقَالَ اللحيانيُّ: امرأةٌ مُغيبةٌ ومُغيب إِذا غَابَ زوْجُها. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: بَدَا غيْبَانُ الشّجَرة، وهيَ عُرُوقُها الَّتِي تغيَّبَتْ فِي الأرضِ فَحَفَرْت عَنْهَا حَتَّى ظَهَرَتْ. وَقَالَ الله جلّ وَعز: {تَجَسَّسُواْ وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم} (الحجرات: 12) ، أَي: لَا يتناولْ رجُلاً بظهْرِ الغيبِ بِمَا يَسُوءهُ مِمَّا هُو فِيهِ، وَإِذا تنَاوَلهُ بِمَا ليْسَ فِيهِ فَهُوَ بَهْتٌ وبُهتانٌ، وَجَاء المَغيَبَانُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيُقَال: اغتابَ فلانٌ فلَانا اغتِياباً وغِيبَةً يَغتابُه. ورُويَ عَن بَعضهم أَنه سَمِعَ غابَهُ يَغيبُهُ: إِذا عابَهُ وذكَرَ مِنْهُ مَا يَسُوءُه. شمرٌ عَن الهوازنيِّ: الغابةُ: الوطاءَةُ من الأرضِ الَّتِي دُونها شُرْفةٌ، وَهِي الوَهْدَةُ. وَقَالَ أَبُو جَابر الأسَدِيُّ: الغابةَ: الجمعُ من النَّاس. قَالَ: وأنشدني الهوازِنيُّ: إِذا نَصَبُوا رِماحَهُمُ بِغاب حَسِبْتَ رِماحَهم سَبَلَ الغوادي ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: غابَ إِذا اغتابَ، وغابَ إِذا ذكَرَ إنْسَانا بخيرٍ أَو شَرَ، والغيبةُ فِعْلةٌ مِنْهُ تكونُ حَسنَةً وقَبيحَة. والغَيَب جمع غَائِب مثل حارس وحَرَس، وَيجمع الْغَائِب غُيَّباً وغيَّاباً. (بَاب الْغَيْن وَالْمِيم) (غ م (وايء)) غما غيم وغم ومغ مغا موغ. غما: قَالَ اللَّيْث: الغَمَى: سقفُ البيتِ وَقد غمَّيتَ البيتَ إِذا سَقَفْتَه، وَكَذَلِكَ ليلةٌ مُغمَّاةٌ، وأُغميَ على فُلان أَي ظُنَّ أَنه ماتَ ثمّ يرجعُ حيّاً. أَبُو عبيدٍ عَن الْكسَائي: غُمِيَ عَلَيْهِ

وأُغميَ، يُقَال: رجلٌ غَمًى يَا هَذَا، وهما غميانٍ، فِي التذكيرِ والتأنيث، وهُمْ أَغماءٌ، وامرأَةٌ غَمًى وَنَحْو ذَلِك. قَالَ أَبُو زيدٍ، شمْر قَالَ ابْن شُمَيْل: غُمي عَلَيْهِ أَي: غُشيَ عَلَيْهِ. وَقَالَ البَجَلي: أُغميَ عَلَيْهِ. قَالَ: ورجلٌ غَمًى، ورجلانِ غَمًى، وقومٌ غَمًى. قَالَ: ويقالُ أَيْضا: رجلٌ غَمًى ورجلانِ غَمَيانِ: إِذا أَصَابَهُ مرضٌ. وَأنْشد: فَرَاحوا بِيَحْبُورٍ تَشِفُّ لحاهُم غمًى بينَ مقضيَ عَلَيْهِ وهائع قَالَ: يحبُورُ: رجلٌ ناعِمٌ، تشِفُّ: تحَرَّكُ. وَفِي الحَدِيث: (فإنْ غَمِيَ عليكُم) . وَرَوَاهُ بَعضهم: (فَإِنْ أُغمِيَ عَليكم) . وروِي: فَإِن غُمَّ عليكمْ فأكملُوا العِدَّةَ، وَالْمعْنَى فِي هَذِه الْأَلْفَاظ واحدٌ، يُقَال: غُمّ علينا الهلالُ فَهُوَ مغمومٌ، وأغمِيَ فَهُوَ مُغمًى، وَكَانَ عَلَى السَّمَاء غَمْيٌ، مثل غشيٍ وغَمٌّ فحال دون رُؤْيَة الْهلَال. وَقَالَ ابنُ دُريد: غمَى البيتَ يغمُوهُ غَمْواً ويَغمِيه غمْياً إِذا غطّاه. قَالَ: وغَمَى البيتِ مَا غَمَّى عَلَيْهِ، أَي: غطَّى. وَقَالَ الجعدِيُّ يصفُ ثَوْراً فِي كناسِه: مُنَكِّبُ رَوْقَيْهِ الكِنَاسَ كأَنه مُغشًّى غَمًى إِلَّا إِذا مَا تنشَّرَا أَي: خرج من كِناسِه. غيم: قَالَ اللَّيْث: يُقَال من الغيْمِ: غامتِ السماءُ وأغامتْ وتغيَّمتْ بِمَعْنى وَاحِد، والغَيمة: العطَشُ، وَهُوَ الغيْم. رَوَاهُ أَبو عبيد عَن أبي زيد، وَأنْشد: مَا زالتِ الدَّلْوُ لَهَا تَعودُ حَتَّى أفاقَ غيْمُها المَجْهُودُ قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الغيْمُ والعطَشُ وَقد غامَ يغيمُ وغانَ يغينُ. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ يتعوَّذُ منَ العَيمةِ والغيْمَة والأيْمَة، والعَيْمةُ شدّةُ الشهوَةِ للَّبَنِ والغيْمَةُ شدَّة العَطشِ، والأيمَةُ العُزبة. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: غيَّمَ الليلُ: إِذا جاءَ مثْلَ الغيْم تغييماً. أَبُو عبيد عنِ الْكسَائي: أغامَتِ السماءُ وأغيمَتْ وغيّمتْ وتغيَّمتْ بِمَعْنى واحدٍ. ومغ: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الوَمْغة: الشعرة الطويلةُ. وغم: قَالَ اللَّيْث: الوغْمُ: الحِقْد الثابتُ فِي الصّدْر، وَقد توغّمَتِ الأبطالُ فِي الْحَرْب إِذا تناظَرَتْ شزراً، ورَجُلٌ وغْمٌ: حَقودٌ. أَبُو عبيد عَن الْفراء: يُقَال مِنَ الوغم وغِمَ يَوْغَمُ والوغمُ: الشّحْناءُ والسخيمة.

أَبُو زيد: الوَغم أَن تُخبِرَ عَن الإنسانِ بالخبرِ من وراءَ وراءَ لَا تَحُقُّه. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: إِذا جَهلَ الخبرَ قَالَ: غَبيتُ عَنهُ فَإِن أخبَرَهُ بِشَيْء لَا يَسْتَيْقنه قَالَ: وغَمْتُ أَغِمُ وغماً. وَقَالَ غيرُه: لَا تَغِمْ بالخيرِ أَي: لَا تأْتِ إِلَّا بِخَير حقَ. وَقَالَ الكَسائي: لَغِمْتُ ألْغِمُ لغْماً مثلُ: وغمتُ أَغمُ وَغماً. ابنُ نجدَة عَن أبي زيد قَالَ: الوَغْمُ: النّفَسُ. مغا موغ: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: مَغوْتُ أمغُو ومَغيْتُ أَمغِي بِمَعْنى نغيتُ. وَقَالَ اللَّيْث: السِّنوْرُ يَمغو. وَقَالَ ابْن دُريد: ماغتِ السِّنَّورُ تموغ مُواغاً مثل: ماءت. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: سمعتُ أَبَا الجهْم الجعفريَّ يَقُول: سَمِعت مِنْهُ نَغْمة ووغمة عَرَفتُها، قَالَ: والوغم: النَّغْمة. وَأنْشد: سمعْت وغماً مِنْك يَا بَلْهَيثم فَقلت لَبَّيْه وَلم أُهَتِّم قَالَ: لم أهتِّم وَلم أعتِّم أَيْضا أَي: لم أُبْطِىءْ.

بَاب اللفيف من الْغَيْن (غوي وغي غيا غوغ. غوي: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الغيُّ: الفسادُ، قَالَ: وَقَوله: {وَعَصَىءَادَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} (طه: 121) ، أَي: فسد عَلَيْهِ عيشه، قَالَ: والغَوَّةُ والغَيّةُ واحدٌ. وَقَالَ اللَّيْث: مصدرُ غوَى الغَيُّ، قَالَ: والغوايةُ: الانهماك فِي الغَيِّ، وَيُقَال: أغواهُ: إِذا أضلَّهُ. قَالَ الله جلّ وَعز: {إِنَّا لَذَآئِقُونَ فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ} (الصافات: 32) . وَحكى المؤرِّجُ عَن بعض الْأَعْرَاب غواهُ بِمَعْنى أغواهُ، وَأنْشد: وكائن تَرَى من جاهلٍ بعد علمه غواهُ الهوَى جهلا عَن الْحق فانغوَى قلت: أظنُّ الرِّوَايَة عواهُ الْهوى جهلا عَن الحَقِّ فانعَوَى بِالْعينِ لَا بالغين، وَمعنى عَواه صرفهُ ولواهُ فانعَوَى، وانثنى فصُحِّفَ وجُعِل غيناً وَهُوَ خطأ. وَقَالَ اللَّيْث: غوِيَ الفصيلُ يَغوَى غَوًى مقصورٌ: إِذا لم يُصِب رِيّاً من اللَّبن حَتَّى كَاد يهْلك. قَالَ: وَيُقَال ذَلِك أَيْضا فِي الَّذِي يكثِرُ من اللَّبن حَتَّى يتَّخمَ. وَأنْشد غَيره: مُعَطَّفَةُ الأنثاءِ ليسَ فصيلها بِرَازِئِها دَرّاً وَلَا مَيِّتٍ غَوًى يَعْنِي: القوسَ وَسَهْما رَمَى بهِ عَنْهَا وَهَذَا من اللُّغز. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: الغوَى: البَشَمُ، وَيُقَال: العطشُ، وَيُقَال: هُوَ الدَّقَى. وَقَالَ أَبُو عبيد، يُقَال: غوَيتُ أغوِي غَيّاً، وَبَعض النَّاس يَقُول: غوِيتُ أغوَى، وَلَيْسَت بمعروفةٍ. قَالَ: وَقَالَ الأصمعيُّ: غَوِيَ الفَصِيل يَغوَى غوى إِذا شَربَ اللَّبن حَتَّى يتختّرَ. قَالَ شمر: وَقَالَ أَبُو زيد: غوِيَ الجَدْيُ يغوَى غوى إِذا مُنِعَ الرَّضاع حَتَّى يُضِرَّ بِهِ الْجُوع. قَالَ شمر: وَقَالَ ابْن شُمَيْل: غوِي الصبيُّ والفَصِيلُ إِذا لم يجد من اللَّبن إلاَّ عُلْقَةً فَلَا يَرْوَى، وتراه مُحْثَلاً. قَالَ شمر: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح عِنْد أَصْحَابنَا. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) ، يُقَال: بِتُّ مُغْوًى وغَوًى وغَوِيّاً وقَاوِياً وَقَوًى ومُقْوِياً وقَوِيّاً: إِذا بِتَّ مُخْلياً مُوحِشاً، وَيُقَال: رأيتهُ غَويّاً

من الْجُوع وقَوِيّاً وضَوِيّاً وطَوِيّاً إِذا كانَ جائعاً. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: وقعَ فُلانٌ فِي أُغوِيّةٍ وَفِي وامئةٍ، أَي: فِي داهية. وَفِي حَدِيث عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ: وقَتَلتِه، قَالَ: فتَغاووا عَلَيْهِ وَالله حَتَّى قَتَلُوهُ. قَالَ أَبُو عبيد: التغاوي هُوَ التجمُّع والتعاوُن على الشرِّ وَأَصله من الغوَايةِ أَو الغَيِّ، يبين ذَلِك شِعْرٌ لأخت الْمُنْذر بن عَمْرو الأنصاريِّ قالته فِي أَخِيهَا حِين قَتله الكفارُ فَقَالَت: تغاوَت عَلَيْهِ ذئاب الحِجَاز بَنو بُهثةٍ وَبَنُو جعفرِ وغي غيا: وَقَالَ اللَّيْث: الأواغِيُّ: تثقَّل وتُخفف: مفاجر الدِّبارِ فِي الْمزَارِع الْوَاحِدَة أغِيَةٌ وأغِيَّةٌ قَالَ: وَهُوَ من كَلَام أهل السوَاد لِأَن الْهمزَة والغينَ لَا يجتَمعانِ فِي بِنَاء كلمةٍ واحدَة. وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فِي الكوائن قبل السَّاعَة: (مِنها هدنةٌ تكون بَيْنكُم وَبَين بني الأصْفَر فيغدِرونَ بكم فتسيرونَ إِلَيْهِم فِي ثَمَانِينَ غَايَة تَحت كل غايةٍ اثْنَا عشَرَ ألفا) . وروَاه بَعضهم فِي ثَمَانِينَ غابةً بِالْبَاء. قَالَ أَبُو عبيد: من رَوَى غابة، فَإِنَّهُ يُرِيد الأجَمَة، شبه كَثْرَة الرماح بهَا، وَمن رَوَاهُ غَايَة، فَإِنَّهُ يُرِيد الرَّايَة. وَأنْشد بَيت لبيد: قَدْ بِتُّ سامِرَها وَغَايَة تاجرٍ وافيتُ إِذْ رُفعت وعزّ مُدَامُها قَالَ: وَيُقَال: إِن صَاحب الْخمر كَانَت لَهُ راية يرفَعها، ليعرَف أَنه بَائِع خمر، وَيُقَال: بل أَرَادَ بقوله: غَايَة تَاجر أَنَّهَا غَايَة مَتَاعه فِي الجَودة. قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي فِي تَفْسِير بَيت لبيد: سامِرَها أَي: سامراً فِيهَا، وَغَايَة تَاجر أَي وَرب غَايَة تَاجر يَبِيع الْخمر قَالَ: وَإِنَّمَا سمى غَايَة، لِأَن أهل الجاهِلِيَّة كَانُوا ينصبون رايةً للخيل تسمى غَايَة، فَإِذا بلَغها الفَرَسُ، قيل: قد بلغ الغايةَ، فَصَارَت مثلا. قَالَ عنترة: هَتَّاك غَاياتِ التِّجَار مُلوَّمِ أَي: يَشْتَرِي مَا عِنْدهم من الْخمر، فيحلون غاياتِهم، قَالَ: وَإِنَّمَا ينصب الغايةَ لِلخمر من قَدْ عُرِفت خمرُه بالجَوْدة، ثُمَّ تجْعَل الغايةُ عَلامَة فِي غير الْخمر، وَيُقَال للشَّيْء الْجيد، هُوَ غَايَة من الغايات، أَي: هُوَ علا فِي حسنه. وروى شعر الشَّماخ: رأيتُ عَرَابَةَ الأوْسيَّ ينمي إِلَى الغاياتِ مُنْقَطع القرين

إِذا مَا غايةٌ رُفِعَتْ لِمَجدٍ تَلَقَّاها عَرَابَة بِالْيَمِينِ قَالَ أَبُو عَمْرو: غَايَة تاجرٍ: مَعْنَاهُ: غَايةُ سوْمى، أَي: مُنْتَهى مَا يُسَام وافيتُ سَوْمَهُ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الْغَايَة: أقْصَى الشَّيْء. قَالَ أَبُو عبيد: وَبَعْضهمْ روى الحَدِيث فِي ثَمَانِينَ غَايَة، وَلَيْسَ ذَلِك بمحفوظٍ، وَلَا مَوضِع للغاية هَا هُنا. وَفِي حَدِيث آخر مَرْفُوع: (تَجِيء البقرةُ وَآل عِمران يَوْم الْقِيَامَة وكأنهما غمامتان، أَو غيايتان) . وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: الغَيايةُ: كل شَيْء يظلل الْإِنْسَان فَوق رَأسه مثل السحابة، والغَبَرة والظلّ وَنَحْوه، يُقَال: غَايَا القومُ فَوق رَأس فلَان بالسَّيْفِ، كَأَنَّهُمْ ظَلَّلُوه بِهِ. وَقَالَ لبيد: فَتَدَلَّيْتُ عَلَيْهِ قَافِلًا وعَلى الأَرْض غَيايات الطَّفَل روى ابْن هانىء عَن أبي زيد: نزل رجل غيابةٍ بِالْبَاء، أَي: فِي هبطة من الأَرْض. قَالَ: والغَيَايةُ بِالْيَاءِ ظِلُّ السَّحابة، وَقَالَ بَعضهم: غَيَاءَةٌ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الغَيَايةُ، تكون من الطَّيْرِ الَّذِي يُغَيّي على رَأسك، أَي: يرفرف. وَقَالَ غَيره: أغْيَا عَلَيْهِ السَّحَابُ، بِمَعْنى غايا، إِذا أظَلَّ عَلَيْهِ، وَأنْشد: أَرَبَّت بِهِ الأرْوَاح بعد أنيسه وَذُو حَوْمَلٍ أغيا عَلَيْهِ وأَغْيَما وَقَالَ أَبُو زيد: غيَّيْتُ للْقَوْم تَغْيِيياً، ورَيَّيْتُ تَرْيِيياً: جعلت لَهُم غَايَة ورَاية. وَقَالَ اللَّيْث: الغايةُ: مدى كل شَيْء، وألفِهُ يَاء، وَهُوَ من تأليف غين وياءين، وتصغيرها غُيَيَّةٌ، تَقول: غَيَّيْتُ غَايَة. قَالَ: وَيُقَال: اجْتَمعُوا وتَغَايَوْا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ، وَإِن اشتق من الغاوي، قيل: تغاووا، قَالَ: والغاغَةُ: نباتٌ يشبه الهِريون. وَرُوِيَ عَن عمر أَنه قَالَ: إِن قُريْشًا تُرِيدُ أَن تكون مُغْوِياتٍ لمالِ الله. قَالَ أَبُو عبيد: هَكَذَا رُوِيَ بِالتَّخْفِيفِ وَكسر الْوَاو، وَأما الَّذِي تَكَلَّمت بِهِ الْعَرَب، فالمغَوّيات بِالتَّشْدِيدِ وفَتْح الْوَاو، واحدتها مُغَوَّاة وَهِي حُفْرَة كالزبية تُحْفَرُ للذئب وَيجْعَل فِيهَا جدي، إِذا نظر إِلَيْهِ الذِّئْب سقط يُريدهُ فيصاد، وَمن هَذَا قيل لكل مهلكة مُغَوَّاة. وَقَالَ رؤبة: إِلَى مُغَوَّاة الْفَتى بالْمِرصاد يُريد إِلَى مهلكتِه ومَنِيَّتِه شبهها بِتِلْكَ المُغَوَّاة، قَالَ: وَإِنَّمَا أَرَادَ عمر أَن قُريشاً

تُريد أَن تكون مُهلكة لمَال الله كإِهلاك تِلْكَ المُغَوَّاة لما سقط فِيهَا. وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو عَمْرو: كلُّ بِئْر مُغَوَّاةٌ. ومثلٌ للْعَرَب: (من حفر مُغَوَّاةً أوشك أَن يَقع فِيهَا) قَالَ: والمُغَوَّاةُ فِي بَيت رؤبة: الْقَبْر. (غوغ) : أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: الجرادُ أول مَا يكون سروةٌ، فإِذا تحرّك فَهُوَ دباً قبل أَن تنبتَ أجنحته، ثمَّ يكون غوغاءً، قَالَ: وَبِه سمي الغَوْغاءُ من النَّاس، قَالَ: والغَوْغاءُ أَيْضا شَيْء شَبيه بالبعوض إِلَّا أَنه لَا يعضُّ وَلَا يُؤْذِي وَهُوَ ضعيفٌ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: إِذا احمر الجرادُ فانسلخ من الألوان كلهَا وَصَارَ إِلَى الْحمرَة فَهُوَ الغَوْغاءُ. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: إِذا سمَّيت رجلا بِغَوْغاء فَهُوَ على وَجْهَيْن، إِن نَوَيْت بِهِ ميزَان حَمْرَاء لم تصرفه، وَإِن نَوَيْت بِهِ ميزَان قعقاعٍ صرفتهُ. وغي: أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الوَغَى والوَعَى: الصَّوْت. وَقَالَ اللَّيْث: الوغَى: غمغمةُ الْأَبْطَال فِي حومة الْحَرْب وأصوات البعوض والنحل إِذا اجْتمعت وَنَحْو ذَلِك. وَقَالَ غَيره: الوغَى: الْحَرْب نَفسهَا. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الوَغَى: الخَمُوشُ الْكثير الطَّنِينُ يَعْنِي البق.

باب الغين والقاف

(أَبْوَاب) الرباعي من حرف الْغَيْن (بَاب الْغَيْن وَالْقَاف) غ ق) غردق: قَالَ اللَّيْث: الغَرْدَقَةُ: إلباس اللَّيْل يُلبِس كل شَيْء، وَيُقَال: غرْدَقَتِ الْمَرْأَة سِترها إِذا أَرْسلتهُ. غرقد: قَالَ: والغَرْقَدُ: ضرب من الشّجر. دغرق: والدَّغرَقَةُ: كُدُورةُ المَاء، وَأنْشد: يَا أَخويّ من سلامان ادْفقا طالَما صَفَّيْتُما فَدَغرِقا عَمْرو عَن أَبِيه: الدَّغْرَقُ: المَاء الكدرُ، والدَّغْفَقُ: المَاء المصبوب. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: دَغْرَقَ عَلَيْهِ المَاء: إِذا صبَّه عَلَيْهِ. أَبُو عَمْرو: الغَرْدَقَةٌ إلباسُ الغُبار النَّاس، وَأنْشد: إِنَّا إِذا قَسْطَلُ يومٍ غَرْدَقا غرقد: أَبُو زيد: الغَرْقَدُ: كبار العَوسج، وَبِه سُمِّي بقيعُ الغَرْقَدِ لِأَنَّهُ كَانَ فِيهِ غَرْقَدٌ. وَقَالَ الراجز: ألِفْنَ ضَالًّا نَاعِمًا وغَرْقَدا غرنق: قَالَ اللَّيْث: الغِرْنِيقُ والغُرْنُوقُ لُغتان: طَائِر أَبيض، وَيُقَال: شابٌّ غُرانِقُ. وَأنْشد: أَلا إنَّ تَطْلاَبِي لمثلكَ زَلَّةٌ وَقد فَاتَ ريعانُ الشَّبَاب الغُرانِقِ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الَّذِي يكون فِي أصل العَوْسَجِ من لين النَّبَات يُقَال لَهُ الغَرانيقُ، وَاحِدهَا غُرْنُوقٌ. شمر عَن أبي عَمْرو: الغرنوق: طير أَبيض من طير الماءِ ذكره فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس أَن جنَازَته لما أَتَى بِهِ الْوَادي أقبل طَائِر أَبيض غُرْنُوقٌ كأنَّه قبطيَّةٌ حَتَّى دَخَل فِي نعشِهِ. قَالَ: فرَمقتهُ فَلم أرَهُ خرجَ حَتَّى دُفنَ. قَالَ شمر: وَأخْبرنَا ابْن حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: الغرنيق: الكُركى. وَقَالَ غَيره: هُوَ طَائِر طَوِيل القوائمِ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الغُرْنوق: الخُصْلةُ المفَتَّلةُ من الشّعْر. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: جَذبَ غُرْنوقهُ وَهُوَ ناصيتُهُ وجَذَبَ نُغروقهُ، وَهُوَ شعر قَفاهُ. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الغرانقة: الرِّجال الشَّبَاب. وَقَالَ: وَيُقَال للشاب نَفسه الغُرانِقُ.

باب الغين والجيم

وَقَالَ ابْن السّكيت: الغَرَانيقُ: طيرٌ مثل الكراكيّ الْوَاحِد غُرْنوقٌ، وَأنْشد: أَو طعم غاديةٍ فِي جَوفِ ذِي حَدَبٍ من سَاكن المُزْن يجْرِي فِي الغَرَانيق قَالَ: أَرَادَ بِذِي حَدَبٍ سَيْلاً لهُ عُرْفٌ، وَقَوله من ساكِب المُزْنِ أَي: من ماءٍ كَانَ سَاكِنا للِمُزْن وَقَوله يجْرِي فِي الغرانيق أَي يجْرِي مَعَ الغرانِيقِ، فَأَقَامَ فِي مقَام مَعَ. وَقَالَ غَيره: واحدُ الغرانيقِ غُرَنيْقٌ وغُرْناقٌ. وَقَالَ شمر: لِمَّةٌ غُرَانقةٌ وغُرَانِقِيةٌ وَهِي الناعمَةُ تُفَيِّئها الريحُ. دغفق: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: دَغفقَ مالهُ دَغفقَةً ودِغفاقاً، ودَغرقه مثله: إِذا فرّقَهُ وبَذَّرَهُ. وَقَالَ: وعامٌ دَغْفَقٌ ودَغفَلٌ إِذا كَانَ مُخْصِباً. وَقَالَ الْأَصْمَعِي مثلهُ نَحوه. أَبُو عبيد: دَغفقَتُ المَاء دَغْفقَةً إِذا صَبَبْتَهُ. غلفق: وَقَالَ اللَّيْث: الغَلْفَقُ: الخُلَّبُ مَا دَامَ على شَجره. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الصَّيْدَاوِيُّ عَن الرياشي عَن أبي عُبَيْدَة قَالَ: الغلفقُ: الطحلبُ. وَأنْشد: ومَنهل طام عَلَيْهِ الغلْفَقُ وَقَالَ آخرُ: يكشفنَ عَنهُ غَلفقَ العِرْماضِ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للْمَرْأَة الطويلةِ الْعَظِيمَة الْجِسْم غِلفاقٌ وخِزْقُ وَمُزَرَّةٌ ولُبَاخِيَّةٌ. نغبق: قَالَ: والنَّغبقةُ: الصَّوْت الَّذِي يسمع من بَطنِ الدَّابَّةِ وَهُوَ الوعَاقُ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: النَّغبَقَةُ صوتُ جُرْدَانِه إِذا تَقلقلَ فِي قُنْبِه. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: وَهِي النُّغْبوقَةُ وَأنْشد: عَلَفْتُه غرَزاً وَماءً بارِداً شَهري ربيعٍ واغْتَبقتُ غَبوقَهْ حَتَّى إِذا دُفعَ الجِيادُ دَفَعْتهُ وسْطَ الجِيَادِ وَلاسْتهِ نُغْبُوقَهْ وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي. غرقل: إِذا صَبَّ على رَأسه المَاء بمَرَّةٍ وَاحِدَة. غبرق: وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم عَن أبي لَيلَى الْأَعرَابِي، قَالَ: امْرَأَةٌ غبْرُقَةُ العينينِ إِذا كَانَت واسِعةَ العَينينِ شَدِيدة سوادِ سَوادِهما. (بَاب الْغَيْن وَالْجِيم) (غ ج) غملج: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: رَجلُ غَملَجٌ وغَملَّجٌ وغِمْلِيجٌ وغُملُوجٌ

باب الغين والشين

وغِملاجٌ وغُمالجٌ إِذا كَانَ مرّة قَارِئًا وَمرَّة شاطراً وَمرَّة سَخياً وَمرَّة بَخِيلًا وَمرَّة شجاعاً وَمرَّة جَباناً ومرّةً حَسَنَ الخُلق ومرَّةً سيئه وَلَا يثْبُت على حالةٍ واحدةٍ وَهُوَ مذْمُومٌ مَلُومٌ عِنْد العربِ. قَالَ: وَيُقَال للمرأةِ غَمْلجٌ وغَملَّجٌ وغِملِيجَةٌ وغُملوجَةٌ وَأنْشد: ألاَ لاَ تَغرَّنَّ امْرءاً عُمَرِيَّةٌ عَلَى غَملَجٍ طالَتْ وتمَّ قَوَامُها عُمَريَّةٌ ثيابٌ مَصْبوغَةٌ. غمجر: وَقَالَ اللَّيْث: الغِمْجَارُ: شيءٌ يُصْنَعُ عَلَى القوسِ من وَهْيٍ بهَا، وَهُوَ غرَاءُ وجِلد تَقول: غَمجِرْ قَوسكَ، وَهِي الغَمجَرَةُ. وَرَوَاهُ ثعلبٌ عَن ابْن الأعرابيّ: قِمجارٌ بِالْقَافِ، وَهُوَ عِنْدِي أصَحُّ. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: جادَ المطَرُ الرَّوضَةَ حَتى غَمجرَها غَمجرَةً: أَي: مَلأَهَا. غنجل: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: التُّفَةُ: عَناقُ الأَرْض، وَهِي التُّمَيْلَةُ. وَيُقَال لِذَكَرِها: الغُنجُلُ. قلت: وَهُوَ مثل الْكَلْب الصينيّ يعلَّم الصَّيدَ فيصادُ بِهِ الأرانبُ والظباءُ، وَلَا يَأْكُل إلاَّ اللحمَ، وجَمْعُه: الْغناجِلُ. (بَاب الْغَيْن والشين) (غ ش) شغزب: اللَّيْث: الشَّغْزَبيةُ: اعتقال المصارع رِجْلَه بِرِجْل رَجُل، وصَرْعُه إِيَّاه شزراً، يُقَال: صرعَهُ صَرْعةً شَغْزَبِيَّة، قَالَ: ومنهلٌ شَغْزَبيُّ: مُلتوٍ عَن الطَّرِيق. وَقَالَ العجَّاج يصف مَنْهلاً: مُنْجَرِدٌ أزْورُ شَغْزَبيّ شغزن: وَقَالَ أَبُو سعيد: شَغْزَب الرجل الرجل وشَغْزَنَهُ بِمَعْنى وَاحِد إِذا أَخذه الْعُقيلي، وَأنْشد: بينَا الْفتى يَسْعى إِلَى أُمْنِيَّهْ يَحْسَب أَن الدَّهْر سُرْجوجِيهْ عَنَّتْ لَهُ داهيةٌ دهْويهْ فاعْتَقلتْهُ عُقلة شَزْريهْ لفّاء عَن هَوَاهُ شَغْزَبِيَّهْ وَقَالَ النَّضر نَحوه، وَقَالَ اللَّيْث: الشَغْبز ابْن آوى، قلت: هَكَذَا قَالَه اللَّيْث بالزّايِ، والصوابُ الشَغبَرُ بالرَّاء روَى ذَلِك أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه أَنه قَالَ الشَّغبَرُ بالراء. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: وَمن قالَهُ بِالزّاي فقد صَحَّف. شغفر: قَالَ أَبُو عَمْرو: الشَّغفر: الْمَرْأَة الْحَسناء. شغبر: وَقَالَ اللَّيْث: تَشَغبرتِ الرّيح: إِذا الْتَوَت فِي هُبُوبها بالراءِ.

باب الغين والضاد

شنغر: قَالَ: وَرجل شِنْغيرٌ وشِنْظِيرٌ بذيءٌ فاحشٌ بَين الشَنْغرةِ والشَّنظَرَةِ والشِّنْغيرَة والشِّنْظِيرَةِ. غشمر: وَقَالَ: الغَشْمَرَةُ: التَّهمُّطُ فِي الظَّلم، وَالْأَخْذ من فَوْق من غير تَثبُّت، كَمَا يَتَغَشْمَر السَّيل والجيْشُ، كَمَا يُقَال: تَغَشْمَرَ لَهُم، وَفِيهِمْ غَشْمَرِيةٌ. شنغب: وَقَالَ اللَّيْث: الشِّنغابُ: الطَّوِيل الدَّقِيق من الأرشِية والأغصان، قَالَ: والشُّنغوبُ: عِرْقٌ طَوِيل من الأَرْض دقيقٌ. شغنب: قلت: ورأيْتُ فِي الْبَادِيَة رجلا اسْمه (شُغنوبٌ) فَسَأَلت غُلَاما فصيحاً من بَني كُلَيْب بن يَرْبوع عَن معنى اسْمه، فَقَالَ: الشُّغنوب: الغُصْنُ الرطبُ الناعمُ وَنَحْو ذَلِك. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ: والشَّنغَبُ: الطويلُ من جَمِيع الْحَيوان. طرغش: وَقَالَ ابْن شميلٍ: الْمُطْرَغِشُّ: النّاقهُ من الْمرض، غير أَن كَلَامه وفؤاده ضعِيفٌ، وَقد اطْرَغَشَّ من مَرضه، أَي: قَامَ وتحرَّك وَمَشى. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو زيد: اطْرَغَشَّ من مرضِه: إِذا برأَ وانْدَمَلَ. وَقَالَ ابْن السّكيت: اطْرَغَشَّ من مرضِهِ وابْرَغَشَّ بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ أَبُو زيد: اطْرَغَشَّ الْقَوْم إِذا غيثُوا فأخْصَبُوا بعد الهزال والجهد. غطرش: وَقَالَ غَيره: غَطْرَشَ بصرُه غَطْرَشَةً إِذا أَظلَمَ. غطمش: أَبُو سعيد: تَغَطْمَشَ فلانٌ علينا تَغَطْمشاً أَي: ظَلَمَنا. قلت: وَبِه سُمِّي الرجلُ غَطْمَشاً. شنغم: وَقَالَ اللحياني: يُقَال رَغْماً لَهُ وَدَغْماً شِنَّغْماً، وَفعلت ذَلِك على رغمِهِ وشِنّغمِهِ. قلت: هَكَذَا رأيتهُ فِي (نوادِرِ اللِّحياني) ، وقرأته فِي كتاب ابْن هانىء عَن أبي زيد رَغْماً سِنّغماً بالسِّين، فَأَنا وَاقِفٌ فِي هَذَا الْحَرف. شنغف: وَقَالَ ابْن الْفرج: سمِعْتُ زَائِدَة الْبكْرِيّ يَقُول: الشِّنَّعْفُ والشِّنَّغْفُ والهِلَّغْفُ. المضطربُ الْخَلْق قَالَ: وسَمِعْتُ جمَاعَة من أَعْرَاب قيس يَقُولُونَ: السِّلَّغْفُ والسِّلَّعْف المضطربِ بالعَيْنِ والْغَينِ. دغمش: وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : دَغمَشْتُ فِي الْمَشْي ودهْمَقْتُ، ودَمْشَقْتُ أَي: أسرعْتُ. (بَاب الْغَيْن وَالضَّاد) (غ ض) ضغبس: قَالَ الْأَصْمَعِي: الضغابِيسُ: نَبْت

ٌ يَنْبُتُ فِي أصلِ الثُّمامِ، يُشبه الهليون، يُسْلق ويُجعل بالخَل والزَّيتِ ويؤكلُ، قَالَ: وَقَالَت امْرَأَة: طعامنا الحارُّ والقَارُّ وَإِن ذُكرت الضغابِيسُ فَإِنِّي ضَغِبَةٌ، قَالَ: وضَغِبَةٌ مشتقٌّ مِنْهُ، وَفِي حَدِيث: (لَا بَأْس باجْتِناءِ الضغابِيس فِي الحرمِ) . أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الضُّغبُوسُ: الضَّعيفُ. قَالَ: والضَّغابيسُ: شِبهُ صغارِ القِثاء تؤكلُ، شُبِّه الرّجلُ الضَّعِيف بهَا. وَجَاء فِي حَدِيث آخر: (أهدِي لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ضغَابيسُ) . وَقَالَ اللَّيْث: الضغابيسُ شبهُ العَرَاجين تنبُتُ بالغوْر فِي أصُول الثُّمام طوالٌ حُمرٌ رَخْصَةٌ تؤكلُ. قَالَ: والضُّغْبوسُ: الرجلُ المهينُ، والضَّغبُوس: ولدُ الثُّرْمُلة. ضبغط: قَالَ: والضَّبَغْطَى: شيءٌ يُفزَّع بِهِ الصبيُّ، يُقَال: اسكتْ لَا تأكلكَ الضبَغْطَى. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: هُوَ الضبَغطى والضبَعْطى بالعَينِ والغين. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: والضبَغطى: لَيْسَ بشيءٍ يُعرفُ وَلكنهَا كلمةٌ تسْتَعْمل فِي التخويفِ. وَأنْشد لمنظُور الْأَسدي: وبَعْلُها زونْزَكٌ زونْزى يخضِفُ إنْ خُوِّفَ بالضبَغطى ضرغم: وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) قَالَ: ضِرْغامةٌ من طينٍ وثَوِيطَةٌ ولَبِيخَةٌ وولِيخَةٌ وَهُوَ الوَحَلُ. وَقَالَ اللَّيْث: ضرغَدٌ: اسْم جبل. ضرغط: قَالَ: والمُضرَغِطُّ: الكثيرُ اللَّحْم. غرضف: والغُرْضوفُ: كلُّ عظْمٍ رَخْصٍ يُؤكلُ وداخلُ القُوف غُرْضوفٌ وغضْرُوفٌ، ومارنُ الْأنف غُرْضوفٌ ونقْضُ الكتِفِ غُرْضوفٌ. ضرغط: ابْن السّكيت: اضْرَغَطَّ واسْمَأدَّ اضْرِغطاطاً إِذا انتَفخَ من الْغَضَب. غضرم: شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: الغَضْرَمُ: الْمَكَان الكثيرُ التُّرابِ اللَّيِّن اللزجُ الغليظ. وَقَالَ غَيره: الغضْرَمُ: المكانُ الكذَّان الرِّخْوُ والجِصُّ. وأنشَد: يقعَفْنَ قاعاً كفَرَاش الغضْرَم وَقَالَ رؤبة: مِنا إِذا اصْطَكّ تَشَظَّى غضرُمه قَالَ: فَإِذا يَبِسَ الغضْرَمُ فَهُوَ القِلْفِعُ، وَقد اقلَعَفَّ القاعُ. ضرغم: أَبُو عبيد: الضِّرْغامة: اسْم الْأسد. وَقَالَ اللَّيْث: تضرْغمتِ الأبطالُ فِي ضَرْغمتها بِحَيْثُ تأتَخِذ فِي المعركة. وَأنْشد:

باب الغين والصاد

وقومي إِن سألتَ بَنو عليّ مَتى ترهمْ بضرغمة تفِرُّ غضفر: وَقَالَ اللَّيْث: الغَضَنْفَرُ: الأسدُ، ورجلٌ غضنفَرٌ إِذا كَانَ غليظاً. قلت: أصلُه الغضفَرُ، وَالنُّون زَائِدَة، وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : برذَون نغضَلٌ وغَضَنفرٌ، وَقد غضفَر وقندَلَ إِذا ثَقُلَ. (بَاب الْغَيْن وَالصَّاد) (غ ص) غلصم: قَالَ اللَّيْث: الغَلْصَمة: رأسُ الحلقُوم بِشَوَارِبه وحرْقدتِه، والجميعُ: الغلاصِمُ، وَتقول: غلْصَمْتُه: أَي: قطعتُ غلصَمتُه. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: إِنَّه لَفِي غلْصَمَةٍ من قومِه، أَي: فِي شرفٍ وعددٍ. وَقَالَ أَبُو النَّجْم: أَبى لُجَيْمٌ واسمهُ ملءُ الْفَم فِي غَلْصَمِ الهامِ وهام الغلصم وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أَرَادَ أَنه فِي مُعظم قومهِ وشرَفهم. قَالَ: والغلْصَمةُ: أصلُ اللِّسان، أخبر أَنه فِي قومٍ عِظَام الهامِ، وَهَذَا مِمَّا يوصفُ بِهِ الرجلُ الشَّديد الشريفُ، وأنشدني المُنْذِرِيُّ، وَذكر أَن أَبَا الْهَيْثَم أنشدهُ للأغلب: كَانَت تميمٌ معشراً ذَوي كرَمْ غلْصَمةً من الغلاصِيم العُظَمْ قَالَ: غلْصَمة: جمَاعَة، لأنّ الغلصَمة مجتمِعةٌ بِمَا حولهَا، وَقَالَ: غَدَاة عهدتُهُنَّ مُغَلْصَماتٍ لهنّ بِكُل مَحْنِيَة نحيمُ قَالَ: مغلصَماتٍ: مشدُوداتِ الْأَعْنَاق. (بَاب الْغَيْن وَالسِّين) (غ س) غطرس: قَالَ اللَّيْث: الغَطرَسة: الإعجابُ بالشيءِ، والتَّطاولُ على الأقران، وَأنْشد: كَمْ فِيهِمُو من فَارسٍ مُتَغطْرِسٍ شَاكِي السِّلاحِ يَذُبُّ عَن مَكْرُوبِ أَبُو عبيد: المتَغطْرِسُ: الظَّالِم المتكبِّرُ، وَهُوَ الغِطْرِيسُ. وَأنْشد قَول الكُميت: كُنَّا الأَباةَ الغطارسا وَقَالَ المؤرجُ: تغطْرَس فِي مشيتهِ إِذا تبختَر، وتغطرَسَ إِذا تعسَّف الطريقَ، ورجلٌ متغطرسٌ: بخيلٌ فِي كَلَام هُذيل. طغمس: وَقَالَ اللَّيْث: الطغمُوس: الماردُ منَ الشياطينِ، والخبيثُ من القطارب. سلغد: قَالَ: والسِّلَّغْدُ من الرِّجَال: الرِّخوُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: منَ الخيلِ أشقرِ سِلَّغْدٌ وَهُوَ الَّذِي خَلصتْ شُقْرتُه.

وَأنْشد: أشقَرُ سِلَّغدٌ وأحوَى أَدعَجُ وَالْأُنْثَى سِلَّغْدَةٌ، اللِّحياني: أَحْمَر سِلَّغْدٌ وأحمر أسْلغُ. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: السِّلَّغدُ: الأكول الشَّروب الأحمق منَ الرِّجالِ. سمغد: اللَّيْث: المُسْمَغِدُّ: المنتفخ الوارمُ. قَالَ: والسِّمَّغِد من الرِّجَال: الطويلُ الشديدُ الْأَركان، وقالهُ أَبُو عمر وَأنْشد: حَتَّى رأيتُ العزَبَ السِّمّغدا وَكَانَ قدْ شَبَّ شَباباً مغدَا وَقَالَ ابْن السّكيت: رأيتُه مُغدّاً مُسْمَغدّاً إِذا رأيتَه وارماً من الْغَضَب. وَقَالَ أَبُو سُوَاج: إنّ المنِيّ إِذا سَرَى فِي العَبد أصبح مُسْمغدَّا غملس: وَقَالَ اللَّيْث: الغمَلَّسُ: الْخَبيث الجريء، قلت: وَهُوَ العَمَلَّسُ بِالْعينِ، وَقد يوصَفُ بهما الذِّئبُ. سلغف: وَقَالَ اللَّيْث: السِّلْغفُّ: التَّارُّ الحادرُ، وأنشَد: بِسلغفٍ دَغْفلٍ يَنطَحُ الصخرَ برَأسٍ مُزْلَغبْ وَيُقَال: بقرةٌ سَلغفٌ. دغمس: وَقَالَ أَبُو تُرَاب: سمعْت شبانَة يقولُ: هَذَا أمْرٌ مُدْغمَسٌ ومُدَهمَسٌ إِذا كَانَ مَسْتُورا وَزَاد غَيره: مُدَخمَسٌ ومُرهمَسٌ ومُنهْمَس بِمَعْنَاهُ. سمغل: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الْمُسْمَغِلَّةُ من الْإِبِل الطَّوِيلَة، والجَسْرَةُ مِثلها، قَالَ: وَأما المُشْمِعلّةُ فَهِيَ السَّرِيعةُ. سبغل: وَقَالَ كُثَيِّرٌ: مَسَائِحُ فَوْدَىْ رأسِه مُسْبَغِلَّةٌ جَرَى مِسكُ دارِينَ الأَحَمُّ خِلاَلها قَالُوا: المُسْبَغِلّةُ: الضافيةُ، ودِرْعٌ مُسْبغِلَّةٌ سابغةٌ، وَأنْشد: ويوْماً عَلَيْهِ لأَمَةٌ تُبَّعِيَّةٌ مِن المسبَغِلاَّت الضَّوَافِي فُضولُها ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: سَغْبَلَ طعامَه إِذا رَوَّاهُ دَسماً، وسَغْبَل رأْسَه وسَغْسَغَهُ وروَّلهُ إِذا مَرَّغه. وَقَالَ غَيره: سَبْغَلْتُه فاسبَغلَّ، قُدِّمَتْ الباءُ على الْغَيْن. وَقَالَ أَبُو زيد: اسبَغلَّ الثَّوْبُ اسْبِغْلالاً إِذا ابْتَلَّ. وَقَالَ الْكسَائي: جَاءَ فلانٌ يمشي سَبَهْلَلاً وسَبَغْلَلاً: أَي: لَيْسَ مَعَه سلَاح. وَفِي الحَدِيث: (لَا يَجِيئَنَّ أَحدُكم يومَ الْقِيَامَة سَبَهْلَلاً) ، وفُسِّرَ فَارغًا لَيْسَ مَعَه مِن عمل الْآخِرَة شيءٌ.

باب الغين والزاي

ورُوي عَن عُمر أَنه قَالَ: إنِّي لأَكره أَن أرَى أحدَكم سبَهْللاً لَا فِي عمل دُنيا وَلَا فِي عمل آخرَةٍ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي وَأَبُو عَمرو: جاءَ فلانٌ سبَغللاً وسَبَهْللاً: أَي: فَارغًا. بِغسْل: ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: بَغْسَلَ الرجل: إِذا أَكثرَ الجِماعَ. سغبل: شمرٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: السَّغبَلَةُ: أَنْ يُثْرَدَ اللحمُ مَعَ الشَّحم فيَكثر دَسَمُه: مَنْ سَغْبَلَ اليومَ لنا فقد غَلَبْ خُبْزاً وَلَحْمًا فَهُوَ عِنْد النَّاس حَبْ تغلس: أَبُو عبيد: وَقع فلَان فِي تُغُلِّس، وَهِي الدَّاهية. (بَاب الْغَيْن وَالزَّاي) (غ ز) زغدب: قَالَ اللَّيْث: الزَّغْدَبُ: الهديرُ الشَّديد. وَقَالَ العجَّاج: يَمُدُّ زأراً وهَدِيراً زَغْدَبا زغبد: قَالَ: والزَّغْبَدُ: من أسماءِ الزَّبَدِ. وَقَالَ رؤبة يَصِفُ فَحْلاً: وزَبَدا مِنْ هَدْرِه زُغادِبَا وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الزُّغادِبُ: الزَّبَدُ الكثيرُ. وَقَالَ أَبُو زيد: الزُّغادِبُ: الضَّخْمُ الْوَجْه السَّمِجُهُ الْعَظِيم الشَّفَتين. زغرب: وَقَالَ اللَّيْث: عينٌ زَغْرَبَةٌ، وَرَجل زَغْرَبُ المعروفِ كثيرُه، وماءٌ زَغْرَبٌ، وَأنْشد: بَشِّرْ بَني كَعْبٍ بنَوْءِ العقْرَبِ مِن ذِي الأهاضيبِ بماءٍ زَغرَبِ وَقَالَ آخر: عَلَى اضْطِمارِ اللَّوْحِ بَوْلاً زَغْرَبا أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: الزَّغْرَبُ: المَاء الْكثير. قَالَ الكميتُ: وبَحْرٌ من فِعالِكَ زَغْرَبُ زغبر: قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: أَخَذَ فلانٌ الشَّيْء بزَغْبَرِه: إِذا أَخذه كُله فَلم يَدَع مِنْهُ شَيْئا، وَكَذَلِكَ بزَوْبَرِه وبِزَأْبَرِه. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الزَّغْبَرُ: جماعةُ كلِّ شَيْء. وَقَالَ أَبُو زيد: زِئْبِرُ الثَّوْب وزِغْبِرُه، وَقد زَأْبَرَ وزَغبَرَ. زرغب: وَقَالَ اللَّيْث: الزَّرْغَبُ: الكَيْمُخْتُ. برغز: قَالَ: والبَرْغَزُ: وَلَدُ الْبَقَرَة وَجمعه براغزُ. وَقَالَ النابِغةُ: ويَضرِبْنَ بِالْأَيْدِي وَراءَ بَرَاغزٍ حِسانُ الْوُجُوه كالظباء العَواقدِ

باب الغين والطاء

أَرَادَ بالبراغز أوْلادهُنَّ، شَبَّه نسَاء سُبِين بالظِّباء. قَالَ: وَيُقَال لولد الْبَقَرَة الوَحْشِيَّة بُرْغزٌ وجُؤْذُرٌ. برغز: والبُرْزُغُ: نشاطُ الشَّبابِ وأنْشَد غيرُه لرُؤْبةَ: هيهاتَ ميعادُ الشَّبَاب البُرْزُغ يُقَال: بُرغُزٌ وبُرزُغٌ. زلغب: وَقَالَ اللَّيْث: ازْلَغبَ الطائرُ والفرخُ والرِّيشُ. يُقَال فِي كل إِذا شَوَّكَ. وَأنْشد: تُرَبِّبُ جَوْناً مُزْلَغِبّاً تَرَى بِهِ أَنابيبَ مِن مُسْتَعْجِل الرِّيشِ جَمَّعا أَبُو عبيد: المُزْلغِبُّ: الفرخ إِذا طلَع ريشُه. زغرف: وَقَالَ مُزاحم: كصَعْدَةِ مُرَّانٍ جَرى تَحت ظلِّها خليجٌ أَمدَّتهُ البحارُ الزَّغارِفُ وَلَو بَذَلَتْ أُنْساً لأعصَمَ عاقلٍ برأسِ الشَّرَى قد طرَّدَتهُ المخاوِفُ قَالَ الأصمعيُّ: وَلَا أعرف الزَّغَارِف، وَقَالَ غَيره: بحرٌ زَغْربٌ وزَغرفٌ، بالباءِ والفاءِ، وَمثله: ضَبَرَ وضَفَرَ إِذا وثبَ، وَيُقَال لولد الضَّبع: فُرْعلٌ وبرعلٌ. زغلم: أَبُو زيد: وَقع فِي قلبِي لَهُ زُغلمةٌ أَي: حَسَكة وَضَغينةٌ، وَيُقَال: لَا يدخلنكَ من ذَلِك زُغلمةٌ أَي: لَا يحُكَّنَّ فِي صدْركَ منهُ شكٌّ وَلَا همٌّ. زغفل: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيِّ: زَغْفَلَ الرجلُ إِذا أوقدَ الزَّغفلَ، وَهُوَ شجرٌ قَالَ: وزَغفلَ إِذا كذبَ. وَأنْشد غَيره: ذَاك الكساءُ ذُو عليهِ الزغفل أَرَادَ الَّذِي عليهِ الزَّغفَلُ وَهُوَ زِئبِرهُ. (بَاب الْغَيْن والطاء) (غ ط) طغمش: قَالَ النَّصْر: الطغمَشَةُ والطَّرْفَشَةُ: ضعفُ الْبَصَر. غطرف: ابْن السّكيت عَن الْأَصْمَعِي: الْغِطْريفُ والغِطْرافُ: السَّخِيُّ السَّرِيُّ الشَّابُّ. وَمِنْه يُقَال: بَاز غِطْريفٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الغِطْريفُ: السيدُ الشريفُ وَأنْشد: ومَن يَكُونُوا قَوْمَهُ تَغَطْرَفَا ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: التَّغَطْرُفُ: الاختيالُ فِي الْمَشْي خاصَّةً، وَأنْشد: فإنْ يَكُ سَعْدٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَإِنَّمَا بِغَيْرِ أَبِيه مِنْ قُرَيْشٍ تَغَطْرَفَا أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: التغتْرُفُ مِثلُ التغطْرُفِ، وَهُوَ الكبرُ، وَأنْشد:

باب الغين والدال

فإنكَ إنْ عادَيتني غضبَ الْحَصَا عليكَ وَذُو الْجَبُّورَةِ المتَغَتْرِفُ قَالَ: يَعْنِي الرَّبَّ تبارَكَ وَتَعَالَى، قلت: وَلَا يَجُوزُ أَن يوصَفَ اللَّهُ تَعَالَى بالتَّغترُفِ وإنْ كَانَ معناهُ التكبُّرَ لأنهُ عز وَجل لَا يُوصفُ إِلَّا بِمَا وصفَ بِهِ نفسهُ لفْظاً. طرغم: وَقَالَ ابْن السّكيت عَن أبي عمر: اطْرَغَمَّ إِذا تكبرَ، والاطرغْمامُ: التَّكَبُّرُ، وَأنْشد: أَوْدَجَ لمَّا أَنْ رَأَى الْجِدَّ حَكَمْ وَكُنْتُ لَا أُنْصِفُهُ إلاّ اطْرَغَمْ والإيداجُ: الإقرارُ بِالْبَاطِلِ، قلتُ: واطْرَخَمَّ مِثلُ اطْرَغَمَّ. غرطم: وَقَالَ ابْن السّكيت: قَالَ أَبُو عَمْرو: الغُرْطُمانيُّ: الْفَتى الْحسن الوجهِ مِنَ الرِّجَال وَأنْشد: الغُرْطُماني الوأَى الطِّوَلا (بَاب الْغَيْن وَالدَّال) (غ د) دغمر: قَالَ اللَّيْث: الدَّغمَرَةُ: تَخْلِيطُ اللونِ والخلُقِ، وَقَالَ رؤبةُ: إِذا امْرُؤ دَغمَرَ لوْنَ الأَدْرَنِ سَلَّمت عرْضاً ثوبُهُ لم يَدْكَنِ الأدرنُ: الوسِخُ، ودَغْمَرَ: خَلط، لمْ يَدْكنْ: لَمْ يتسخ. قَالَه ابنُ الأَعرابي، وَقَالَ الآخَرُ: وَلا مِنَ الأخلاقِ دَغمَرِيُّ ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيِّ: الدُّغمورُ: السيء الخلُقِ، والدُّغْمورُ بالذَّال: الحقودُ الَّذِي لَا ينحلُّ حقدُهُ. غمدر غنْدر: قَالَ: وَيُقَال: للغلام النّاعِمِ: غُنْدُرٌ وغَمَيدَرٌ. وَأنْشد ابْن السّكيت: للَّهِ دَرُّ أبيكِ رُبَّ غميدرٍ حسنِ الرُّواءِ وقلبهُ مدكُوك قَالَ: والمدكوكُ الَّذِي لَا يفهمُ شَيْئا. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: وَهُوَ الغَمَيْذَرُ أَيْضا. دَغْفَل: وَقَالَ اللَّيْث: الدَّغْفَلُ: ولدُ الفيلِ، والدَّغفلُ: خصبُ الزمانِ. وَقَالَ العجاجُ: وَإِذ زَمانُ النَّاسِ دَغْفَلِيّ أَبُو عبيد عَن أبي زيد وَأبي عَمْرو قَالَا: هُوَ عَيْشٌ دَغْفَليٌّ، وَهُوَ الواسعُ. غدفل: وَقَالَ شِمْرٌ: رحمةٌ غِدَفْلَةٌ: واسعةٌ ومُلاءةٌ غِدَفْلَةٌ وعيشٌ غدفلٌ، وَأنْشد: رَعَثَاتُ عُنْبُلها الغدفلِ الأرْغَلِ وَقَالَ غَيره: بَعير غدافل: إِذا كَانَ كثير شعَرِ الذَّنب. وَقَالَ الراجِزُ: يَتْبَعْنَ زيّافَ الضُّحَى غُزَاهلا ينْفُجُ ذَا خصائلِ غُدَافِلاَ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: كبشٌ غُدَافِلٌ: كثيرُ سبِيبِ

باب الغين والذال

الذّنَبِ. غندب: اللَّيْث: الغُندُبةُ: لحمَةٌ صُلبَةٌ حوالي الْحُلْقُوم، والجميعُ: غنادِبُ. وَقَالَ رُؤبةُ يصفُ فحْلاً: إذَا اللهَاةُ بَلَّتِ الغبَاغبا حَسِبْتَ فِي أرْآدِه غَنادِبا فدغم: اللَّيْث: الفَدْغَمُ: اللَّحِيمُ الجسيم. وَقَالَ أَبُو عبيد: الْفَدْغَمُ: الحسنُ الطَّويلُ مِنَ الرِّجالِ مَعَ عَظَم. وَقَالَ ذُو الرُّمة: إِلَى كلِّ مَشْبوح الذّراعين تُتقَى بِهِ الحربُ شَعْشاعٍ وأبيضَ فَدْغَمِ غرند: أَبُو عبيد عَن أبي زيد: تَثَوَّل عَلَيْهِ القومُ تَثَولا وَاغْرَنْدَوا اغْرِندَاءً واغْلَنثوا اغلِنثَاءً بالثَّاء: إِذا عَلوهُ بِالشتمِ والضَّرْبِ والقهْرِ. ابْن السّكيت عَن الأصمعيِّ: اغرَنْدَاهُ وَاسْرَنْدَاهُ: إِذا علاهُ، وَأنْشد: قد جعلَ النُّعاسُ يَغْرَندِيني أَدفعهُ عَنِّي ويَسْرَنديني أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: المغْرَندِي والمسْرَنْدِي: الَّذِي يغْلِبُك وَيَعْلوكَ. بغدد: وَقَالَ اللحيانيُّ يُقَال: هَذِه بغدادُ وبغداذُ وبغدانُ. قلت: والفصحاء يختارُونَ بغدادَ بدالين، وَقيل: (بغ) صنمٌ، و (دادْ) بِمَعْنى دَوَّدَ، حَرَّفوهُ عَن الذَّال إِلَى الدَّال لأنَّ دَاذَ مَعْنَاهُ أعْطى، فكرِهُوا أَن يجْعَلُوا لِلصَّنمِ وَهُوَ مواتٌ عَطَاءً فَيكون كُفراً. وَقَالُوا دَاد، وَمن قَالَ: دَان فمعناهُ ذَلَّ وخَضَعَ. دلغف: وَقَالَ اللَّيْث: الإدْلِغْفافُ: مجيءُ الرجُلِ مُستسِرّاً ليسرقَ شَيْئا. وَأنْشد أَبُو عَمْرو للملقطيِّ: قد ادلَغَفَّتْ وَهِي لَا ترَانِي إِلَى متاعي مشْيَة السَّكْرَان وبغضَها فِي الصدْرِ قد وَرَاني (بَاب الْغَيْن والذال) (غ ذ) غمذر: قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: الغَمَيْذَرُ بِالذَّالِ: المُخلِّطُ فِي كَلَامه وفعاله. ذغمر: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الذُّغمورُ بِالذَّالِ: الحقُود الَّذِي لَا ينحلُّ حقده. غذمر: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: المُغَذْمِرُ من الرِّجال: الَّذِي يركب الْأُمُور فيأخذُ من هَذَا وَيُعْطِي هَذَا ويدع هَذَا من حَقه. قَالَ: وَيكون هَذَا فِي الْكَلَام أَيْضا، إِذا كَانَ يخلِّط فِي كَلَامه، يُقَال: إِنَّه لذُو غَذَامِيرَ. وَقَالَ اللَّيْث: التَّغَذْمُرُ: سوء اللَّفْظ، وَهِي الغَذَامِرُ، وَإِذا ردَّد لَفظه فَهُوَ مُتَغَذْمِر.

باب الغين والثاء

غذرم: وَقَالَ غَيره: تَغَذْرَمَ فلَان يَمِينا وتزيَّدها: إِذا حلف بهَا وَلم يَتتَعْتَع، وَأنْشد: تَغَذْرَمَها فِي ثَأْوةٍ من شياههِ فَلَا بُورِكت تِلْكَ الشِّياه القلائلُ والثأْوَةُ: المهزولة من الْغنم، والغَذْرَمَةُ: كيلٌ فِيهِ زيادةٌ على الْوَفَاء، وكيلٌ غُذَارِمٌ. وَقَالَ أَبُو جندبٍ الْهُذلِيّ: فَلَهْفَ ابْنة الْمَجْنُون أَلا تُصيبَه فَتُوْفِيَهُ بالصاع كَيْلا غُذَارِما وَفِي الحَدِيث: أَن عليا رَضِي الله عَنهُ لما طلبَ إِلَيْهِ أهل الطَّائِف أَن يكْتب لَهُم الْأمان على تَحْلِيل الرِّبا وَالْخمر، فَامْتنعَ قَامُوا وَلَهُم تَغَذْمُرٌ وبربرةٌ. وَقَالَ الرَّاعِي: تَبَصَّرْتُهُمْ حَتَّى إِذا حَال دونهم رُكامٌ وحادٍ ذُو غَذَامِيرُ صَيْدَحُ غمذر: وَمن الْعَرَب من يَقُول: غَمْذَرَ غَمْذَرَةً بِمَعْنى غَذْرَمَ إِذا كالَ فَأكْثر. لغذم: وَقَالَ اللَّيْث: المُتَلَغْذِمُ: الشَّديد الْأكل. (بَاب الْغَيْن والثاء) (غ ث) غثمر: أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: المُغثْمَرُ: الثَّوْب الرَّدِيء النّسْج. وَقَالَ أَبُو زيد: إِنَّه لبيثٌ مُغَثْمَرٌ ومُغَذْمَرٌ ومغثومٌ: أَي مخلَّطٌ لَيْسَ بجيِّد. بغثر: قَالَ والبَغْثَر من الرِّجَال: الثَّقيل الوخمُ، وَأنْشد: وَلم يجدني بَغْثَراً كهاما وَيُقَال: بَغْثَرَ مَتَاعه وبعثره إِذا قَلبه. وَقَالَ اللَّيْث: البَغْثَرَةُ: خبثُ النَّفس، تَقول: أَرَاك مُبَغْثِراً. وَقَالَ أَبُو عبيد: تَبَغْثَرَت نَفسه، أَي: خَبُثت. غثمر: وَقَالَ ابْن السّكيت: طعامٌ مُغَثْمرٌ إِذا كَانَ بقشره لم ينق وَلم يُنخل. وَقَالَ اللَّيْث: المُغَثْمِرُ الَّذِي يحطم الْحُقُوق ويَتَهَضَّمُها، وَأنْشد قَول لبيد: ومُغَثْمِر لحقوقها هَضَّامُها رَوَاهُ أَبُو عبيد: ومُغَذْمِرٍ لحقوقها. (بَاب الْغَيْن وَالرَّاء) (غ ر) غرمل: قَالَ اللَّيْث: الغُرْمُولُ: الذَّكر الضخم، وَأنْشد: وخِنْذِيذٍ ترى الغُرْمُول مِنْهُ كطيِّ الزِّق عَلَّقَهُ التِّجَارُ غربل: أَبُو عبيد: المُغَرْبَلُ: المقتولُ المُنْتَفِخُ، وَأنْشد:

أَحْيَا أَبَاهُ هَاشم بن حَرْمَلَهْ ترى الْمُلُوك حوله مُغَرْبَلَهْ يقتلُ ذَا الذَّنب وَمن لَا ذنبَ لَهُ وَأَخْبرنِي الْإِيَادِي عَن شمر قَالَ: المُغَرْبَلُ: المفرَّق، غربله أَي: فرّقه. قَالَ: والمُغَرْبَلُ: المُنَقَّى بالغربال. وَفِي الحَدِيث: (كَيفَ بكم إِذا كُنْتُم فِي زمَان يُغرْبَلُ النَّاس فِيهِ غَرْبَلَةً) ، قَالَ: يذهب خيارُهم بِالْمَوْتِ وَالْقَتْل وَيبقى أراذلهم. ابْن شُمَيْل عَن الْجَعْدِي: غَرْبَلَ فلَان فِي الأَرْض: إِذا ذهب فِيهَا. وَفِي الحَدِيث: (أعْلنُوا النِّكَاح واضرِبوا عَلَيْهِ بالغربالِ) . عَنَى بالغربالِ الدُّفَّ، شُبِّه الغربال بِهِ. برغل: أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: البَرَاغِيلُ: الْبِلَاد الَّتِي بَين الرِّيف والبَرِّ مثل الْقَادِسِيَّة والأنبار، وَاحِدهَا بِرْغِيلٌ، وَهِي المزالِفُ أَيْضا. غنذي: وَقَالَ ابْن الْفرج: سَمِعت الضبابِي يَقُول: إِن فُلَانَة لَتُغْنذِي بِالنَّاسِ وتُعَنْذي بهم أَي: تُغرِي بهم، وَقطع الله عَنْك عَنْذَاتها، أَي: إغراءَها. بغبر: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: البُغبُورُ: الْحجر الَّذِي يذبحُ عَلَيْهِ القُربان للصَّنم، والبُغبُورُ: ملك الصين. (بَاب) خماسي الْغَيْن غضنفر: الغضَنْفَرُ وَهُوَ الْأسد، ورجلٌ غَضَنْفَرٌ؛ إِذا كَانَ غليظاً. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: أُذُنٌ غَضَنْفَرَةٌ، وَهِي الَّتِي غلظت وَكثر لَحمهَا، حَكَاهُ عَنهُ الأثرمُ. وَقَالَ الْمفضل: الغضَنْفَرُ من الرِّجَال: الغليظ، وَأنْشد: لَهُم سيدٌ لم يرفع الله ذِكره أزَبُّ غُضون الساعدين غَضَنْفَر وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الغَضَنْفَر: الغليظ المُتَغصِّن، وَأنْشد: / دِرْحايةٌ كوأْلَلٌ غَضَنْفَر ضبغطر: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: الضَبَغْطَرى: مَا حَملته على رَأسك وَجعلت يَديك فَوْقه لِئَلَّا يَقع، والضَّبَغطَرى أَيْضا: اللعينُ الَّذِي يُنصب فِي الزَّرْع يُفَزَّعُ بِهِ الطير. ظربغن: قَالَ: وَأَخْبرنِي عَمْرو عَن أبي عَمْرو عَن أَبِيه، قَالَ: الظَّرَبغانَةُ بالظاء والغين: الحيَّة. آخر حرف الْغَيْن وَللَّه المنَّة

باب القاف والجيم

هَذَا كتاب حرف الْقَاف من (تَهْذِيب اللُّغَة) أَبْوَاب المضاعف قَالَ اللَّيْث بن المظفَّر قَالَ أَبُو عبد الرَّحْمَن الخليلُ بن أحمدَ: القافُ والكافُ تألِيفهُما معقومٌ فِي بِنَاء العربيةِ لقربِ مخرجيهما إلاّ أنْ تَجيء كلمة من كَلَام العجمِ مُعرَّبة، قَالَ: والقافُ والجيمُ كيفَ قُلبتَا لم يحسن تأليفُهما إِلَّا بِفصل لَازم، وَقد جاءتْ كلماتٌ معرَّباتٌ فِي العربيةِ ليستْ منهَا، وسأبين ذلكَ فِي حدّه. (بَاب الْقَاف وَالْجِيم) ق ج) جق: قلتُ: وَقد روى أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى عَن ابْن الأعرابيِّ أَنه قَالَ: الجِقَّةُ: الناقَةُ الهرمةُ. (بَاب الْقَاف والشين) ق ش قَشّ شقّ: مستعملان. قَشّ: قَالَ اللَّيْث: القَشُّ: تَطَلُّبُ الأكلِ من هَا هُنا وَهَا هُنَا، وَكَذَلِكَ التَّقْشِيشُ والاقْتشاشُ، والاسمُ من ذلكَ القَشِيشُ والْقُشاشُ، والنعتُ: قَشَّاشٌ وقَشُوشٌ، قَالَ: والقِشَّةُ: الصَّبية الصّغيرةِ الجُبة الَّتِي لَا تكَاد تنبتُ، يُقَال: إِنَّمَا هِيَ قِشَّةٌ. وَيُقَال: بل القِشَّةُ دَوَيْبَّةٌ تُشبِهُ الجُعلَ، قَالَ: والقَشْقشَةُ: يُحْكَى بِهِ الصوتُ قبلَ الهديرِ فِي مخضِ الشقْشِقَةِ قبلَ أَن يَزْغَدَ بالهدير، قَالَ: وصُوفَةُ الهِنَاءِ إذَا عَلِقَ بهَا الهناءُ ودُلكَ بهَا البعيرُ: وألقيتْ فهيَ قِشَّةٌ. وَقَالَ أَبُو عبيد: يُقَال لِلقِرْدِ قِشَّةٌ إِذا كانتْ أُنْثَى، قَالَه أَبُو زيد، والذَّكَرُ رُبَّاحٌ. قَالَ أَبُو عبيدٍ: وَقَالَ أَبُو زيد: قَشَّ القومُ يَقُشُّون قُشُوشاً إِذا حَيُّوا بعدَ هُزال وأقَشُّوا إقْشَاشاً إِذا انْطَلَقُوا فجفلوا، قَالَ: وَلَا يُقَال ذلكَ إلاَّ للْجَمِيع فَقَط. قشقش: وَفِي الحَدِيث: (كَانَ يُقَال لسورتي قل هُوَ الله أحدٌ وَقل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ

المُقَشْقِشَتَان) ، سُمِّيتا مُقَشْقِشَتَيْن لِأَنَّهُمَا تُبرئان من الشِّرك كَمَا يبرأ الْمَرِيض من مَرضه. وَقَالَ أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: إِذا برأَ الرجل من عِلَّتهِ قيل قد تَقَشْقَشْ. وَالْعرب تَقول للرَّاتع الَّذِي يلقطُ الشَّيْء الحقير من الطَّرِيق فيأكله: قَشَّاشٌ ورمامٌ، وَقد قَشَّ يَقُشُّ قَشاً، ورمَّ يَرُمُّ رَماً. قلت: وَالَّذِي قَالَه اللَّيْث فِي القَشْقَشَةِ أَنه الصَّوْت قبل الهدير فَهُوَ الكَشْكَشَةُ بِالْكَاف وَهُوَ الكشيشُ، وَقد كشَّ البَكْرُ يكشُّ كشيشاً. وَقَالَ رؤبة: هدرتُ هدْراً لَيْسَ بالكشيشِ فَإِذا ارْتَفع عَن ذَلِك قَلِيلا فَهُوَ الكَتيت. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: القشُّ الدَّمالُ من التَّمر، والقشُّ أكلُ كِسَرِ السؤَال، والقشُّ أكل مَا على المزابِلِ مِمَّا يُلقيه النَّاس. شقّ: قَالَ اللَّيْث: الشِقْشِقَةُ: لهاةُ الجملِ الْعَرَبِيّ، وَلَا يكون ذَلِك إِلَّا للعربيِّ من الْإِبِل وَجَمعهَا الشَّقاشِقُ. وَرُوِيَ عَن عليَ رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ: (إِن كثيرا من الخُطب من شَقَاشِقِ الشَّيطان) . قلت: شبَّه الَّذِي يَتَفَيْهَقُ فِي كَلَامه ويسرده سرداً وَلَا يُبالي أصَاب أم أَخطَأ وَصدق أم كذب بالشيطان الَّذِي أَسخط ربه وأغوى من اتَّبعه. وَالْعرب تَقول للخطيب الجهير الصَّوْت الماهر بالْكلَام: هُوَ أهرتُ الشِّقْشِقَةِ وهريتُ الشِّدق. وَمِنْه قَول ابْن مُقبلٍ يذكر قوما بالخطابة: هُرْتُ الشَّقاشِقِ ظلاَّمون للجزُرِ وَسمعت غير وَاحِد من الْعَرَب يَقُول للشِّقْشِة شِمْشِقَةٌ، وَقد حَكَاهُ شمر عَنْهُم أَيْضا. وَقَالَ النَّضر: الشِّقْشِقَةُ جلدَة فِي حلق الْجمل الْعَرَبِيّ ينفخُ فِيهَا الرِّيحُ فتنتفخُ فيهدر فِيهَا. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّقُّ مصدر قَوْلك شَقَقْتُ والشقُّ: اسمٌ لما نظرتَ إِلَيْهِ، والجميع الشُّقُوقُ. قَالَ: والشُّقاقُ تَشَققُ الْجلد من بردٍ أَو غَيره فِي الْيَدَيْنِ وَالْوَجْه. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الشَّقاقُ فِي الرِّجل واليَد من بدن الْإِنْسَان وَالْحَيَوَان، وَأما الشَّقُوقُ فَهِيَ الصدوعُ فِي الْجبَال وَالْأَرضين وَغَيرهَا. وَقَالَ اللَّيْث: الشِّقُّ: الْمَشَقَّة فِي السّير وَالْعَمَل، والشِّقُّ الْجَانِب، والشِّقُّ الشقيقُ، تَقول: هَذَا أخي وشِقُّ نَفسِي. وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله جلَّ وعزَّ: {لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ} (النَّحْل: 7) ، أَكثر

الْقُرَّاء على كسر الشين، قَالَ: وَمَعْنَاهُ: إِلَّا بِجَهْدِ الْأَنْفس، وَكَأَنَّهُ اسْم وَكَأن الشَّقَّ فعلٌ. قَالَ: وَقَرَأَ بَعضهم (إلاَّ بِشَقِّ الأنفُس) . قَالَ الْفراء: وَيجوز فِي قَوْله: {إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ} أَن تذْهب إِلَى أَن الْجهد ينقص من قُوَّة الرجل وَنَفسه حَتَّى يَجعله قد ذهب بِالنِّصْفِ من قوته فَيكون الْكسر على أَنه كالنصف. وَالْعرب تَقول: خُذ هَذَا الشِّقَّ لِشِقَّةِ الشاةِ، وَيُقَال: المَال بيني وَبَيْنك شَقُّ الشعرةِ وشِقُّ الشعرة، وهما متقاربان، فَإِذا قَالُوا شَقَقْتُ عَلَيْك شقاً نصبوا، وَلم نسْمع غَيره. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: شَقَّ عليَّ ذاكَ الْأَمر مَشقَّةً، أَي: ثَقُلَ عليَّ. قلت: وَمِنْه قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَوْلَا أَن أشُقَّ على أُمتي لأمرتهم بالسِّواك عِنْد كلّ صلاةٍ) . الْمَعْنى: لَوْلَا أَن أُثقِّلَ على أُمتي. الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت، قَالَ: الشِّقُّ: المشَقَّةُ، والشِّقُّ: نصف الشَّيْء، والشَّقُّ: الصدعُ فِي عُودٍ أَو حَائِط أَو زجاجة. وَقَالَ اللَّيْث: الشِّقّةُ: شظية تُشقُّ من لوحٍ أَو خشبةٍ، وَيُقَال للْإنْسَان عِنْد الْغَضَب: احتَدَّ فطارت مِنْهُ شِقَّةٌ فِي الأَرْض، وشِقّةٌ فِي السَّمَاء، والشُّقَّةُ مَعْرُوفَة فِي الثِّيَاب، والشُّقَّةُ بعد مسير إِلَى الأَرْض الْبَعِيدَة، يُقَال: شُقّةٌ شاقَّةٌ، قَالَ الله جلَّ وعزَّ: {وَلَاكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ} (التَّوْبَة: 42) . وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جلَّ وعزَّ: {وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِى شِقَاقٍ بَعِيدٍ} (الْحَج: 53) ، قَالَ: الشِّقاقُ الْعَدَاوَة بَين فَرِيقين، والْخِلافُ بَين اثْنَيْنِ، يُسمَّى ذَلِك شِقاقاً لِأَن كل فريقٍ من فِرقتي الْعَدَاوَة قَصَد شِقّاً أَي: نَاحيَة غير شِقِّ صاحبِهِ، وَأما قَوْلهم: شَقَّ الْخَوَارِج عصَا الْمُسلمين فمعنَاهُ: أَنهم فَرَّقوا جماعَتْهُمْ وكلِمَتهُمْ، وَهُوَ من الشَّقِّ الَّذِي معنَاه الصَّدْع. وَقَالَ اللَّيْث: الخارجيُّ يَشُقُّ عصَا الْمُسلمين ويُشاقُّهم خِلافاً، قلت: جعل شَقّةُ العَصَا والمُشَاقَّةَ واحِداً، وهما مُخْتَلِفَانِ عَلَى مَا جرى من تَفْسِيرِهمَا آنِفا. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: انْشَقَّتْ عصَاهُمْ بعد الْتِآمِها: إِذا تفرَّقَ أمرهُمْ، قَالَ: والاشْتِقاقُ: الأخذُ فِي الْخُصُومَات يَميناً وشِمالاً مَعَ تَرْكِ الْقَصْدِ، وَفرس أشَقُّ، وَقد اشْتَقَّ فِي عدوِهِ كأنّه يَميلُ فِي أَحَدِ شِقّيْهِ، وَأنْشد: وتَبَارَيتُ كمَا يَمشي الأشَقّ قلت: فرَسٌ أشَقُّ لَهُ مَعْنيان. فَأَما الْأَصْمَعِي فَإِنَّهُ قَالَ فِيمَا رَوَى عَنهُ أَبُو عبيد: الأشَقُّ الطويلُ قَالَ: وسمِعتُ عُقْبَةَ بن رُؤبَة يصف فرَساً فَقَالَ: أشَقُّ أَمَقُّ

خِبَقٌّ، فَجعله كلّهُ طولا. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ فِيمَا روى عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس: الأشَقُّ من الْخَيل: الواسعُ مَا بَين الرجْلين، قَالَ: والشّقّاء المقّاءُ من الْخَيل الواسعة الأرْفاغ، وَسمعت أعرابيةً تُسَابُّ أمة فَقَالَت لَهَا: يَا شَقّاءُ يَا مَقَّاءُ فسألتُها عَن تفْسِيرهما فَأَشَارَتْ إِلَى سَعَةِ مَشَقِّ جَهَازِها. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّقِيقَةُ: صُدَاعٌ يأخذُ فِي نصف الرأْس وَالْوَجْه، قَالَ: والشّقِيقَةُ الفُرجَة بَين الرمال تُنْبتُ العُشبَ وَجَمعهَا الشّقَائقُ، قَالَ: ونَوْرٌ أَحْمَر يُسمى شقائق النُّعمانِ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: الشّقيقَةُ قطعٌ غِلاظٌ بَين كلّ حَبْليْ رَمْلٍ، قلت: وَهَكَذَا فسَّرُهُ لي أعرابيّ وسمعْتُه يَقُول وَهُوَ يَصِف الدَّهْنَاء فَقَالَ: هِيَ سبعةُ أحبُلٍ بَين كلّ حَبْلين شَقِيقةٌ، وعرضُ كلّ حبلٍ ميلٌ وَكَذَلِكَ عرضُ كل شَقِيقَةٍ قَالَ: وَأما قَدْرُها فِي الطول فَمَا بَين يَبْرَينَ إِلَى ينْسوعةِ القُفِّ فَهُوَ قدرُ خمسين مِيلاً، وَأما شقائق النُّعمان فقد قيل: إِن النُّعْمَان بن المُنذرِ نَزَل شَقائقَ رملٍ قد أنْبتتِ الشّقِرَ الْأَحْمَر فاسْتَحسنها وأمرَ أَن تُحْمَى لَهُ لِيتنزَّهَ إِلَيْهَا فَقيل لِلشّقِرِ شقائقُ النُّعمانِ بِمنْبَتِها لَا أنّها اسمٌ لِلشّقرِ، وَقَالَ بَعضهم: النُّعمانُ الدَّمُ فشبِّهتْ حُمْرَتها بِحُمْرةِ الدَّمِ، قلت: والشّقائق أَيْضا سحائب تَبَعَّجُ بالأمطار الغَدِقَة. قَالَ الهذليُّ: فَقُلتُ لَهُم مَا نُعم إلاّ كَرَوضَةٍ دَمِيثِ الرُّبا جَادَتْ عَلَيْهَا الشقائقُ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: تَشَقَّقَ الْفرس تَشَقُّقاً إِذا ضمر وَأنْشد: وبِالْجلالِ بعدَ ذَاكَ يُعْلَينَ حتَّى تَشَقّقْنَ ولَمّا يَشْقَين وَفِي الحَدِيث: أنّ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سُئِلَ عَن سحائِبَ مرت وَعَن بَرْقهَا فَقَالَ: (أَخَفواً أمْ ومِيضاً أم يَشُقُّ شَقّاً) فَقَالُوا: بل يَشُقُّ شَقّاً، فَقَالَ: (أتاكُمُ الْحَيَا) . قَالَ أَبُو عبيد: معنى: يَشُقُّ شَقّاً هُوَ الْبَرْق الَّذِي نرَاهُ مستطيلاً إِلَى وسط السَّماءِ وَلَيْسَ لَهُ اعتراضٌ. وَفِي حَدِيث أمِّ زَرعٍ: (وجَدَني فِي أهْلِ غُنَيْمَة بِشقِّ) قيلَ: شِقٌ مَوْضعٌ بعيْنِهِ هَا هُنا. وَفِي الحَدِيث: (فلمّا شَقَّ الفَجْرانِ أمَرَ بِإِقَامَة الصَّلاةِ) أَي: طَلَعَ الفَجْرَانِ، وَيُقَال: شَقَّ الصُّبحُ يَشُقُّ شَقّاً، إِذا طلَعَ، وشَقَّ نابُ البَعير وَشَقا بِمَعْنى وَاحِد إِذا فَطرَ نابُه، وَأهل الْعرَاق يَقُولون للْمُطَرْمِذِ الصّلِفِ شَقَّاق وَلَيْسَ من كلامِ العربِ وَلَا يَعْرِفُونَه. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: شَقَّ بصَرُ الميِّتِ وَلَا يُقَال: شَقَّ الميِّتُ بَصَرَهُ. ثَعْلَب عَن ابْن الأَعرابي: قَالَ: الشّقَقَةُ: الأَعْداءُ.

باب القاف والضاد

وَقَالَ أَبُو سعيد: رَأَيْت شَقِيقَة الْبَرْقِ وعَقِيقتَه، وَهُوَ مَا اسْتَطار مِنْهُ فِي الأُفقِ وانتشر، وَالله أعْلَمُ. (بَاب الْقَاف وَالضَّاد) ق ض قض: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: قَضَّ اللَّحمُ إِذا كَانَ فِيهِ قَضَضٌ يَقع فِي أضراسِ آكلهِ شِبْهُ الْحَصَى الصِّغارِ، وأرضٌ قَضّةٌ ذاتُ حَصًّى وَأنْشد: تُثِيرُ الدَّواجِنَ فِي قَضَّةٍ عِرَاقيَّةٍ وسْطَهَا الغَضْوَرُ قَالَ: وَيُقَال: قَضَّ وأقَضَّ إِذا لم يَنمْ نَومه وَكَانَ فِي مَضجعهِ خُشْنةٌ. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: قَضَضْنَا عَلَيْهِم، الخيلَ فانقضَّتْ عَلَيْهِم، وانقضَّ الْحَائِط أَي وَقع، وانقضَّ الطائرُ إِذا هَوَى من طَيرانهِ لِيسقط على شيءٍ وَأنْشد: قَضُّوا غِضاباً عَليكَ الخَيْلَ من كَثب وَقَول الله جلّ وَعز: {جِدَاراً يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ} (الْكَهْف: 77) ، أَي: يَنكَسِرَ. يُقَال: قَضضْنَا عَلَيْهِم الْخَيل فانقضت عَلَيْهِم، وقَضضْتُ الشيءَ إِذا دَقَقْتهُ وَمِنْه قيل للْحَصَى الصِّغارِ قَضَضٌ. وَيُقَال: اتَّقِ القِضَّةَ والقضضَ فِي طعامِكَ يُريدُ الْحَصَى والتُّرابَ. وَيُقَال: أقَضَّ عَلَى فُلانٍ مَضجَعُهُ إِذا لم يَطْمَئِنَّ بِهِ النَّومُ. وَقَالَ الْهُذَلِيُّ: أم مَا لِجَنْبِكَ لَا يُلائمُ مَضْجَعاً إلاّ أَقَضَّ عَلَيْهِ ذاكَ المَضْجَعُ وَقَالَ الْفراء: قَضضْتُ السَّويقَ وأقْضضْتُه إِذا ألقيتَ فِيهِ سُكَّراً يَابسا. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: دِرْعٌ قَضَّاء إِذا كَانَت خَشِنَة المَسِّ لم تَنْسَحِق. وَقَالَ أَبُو عبيد قَالَ أَبُو عَمْرو: القَضَّاء من الدُّروعِ الَّتِي فُرِغَ من عَمَلِهَا، وَقد قَضَيْتُها. وَقَالَ أَبُو ذُؤيْبٍ: وتَعَاوَرا مَسْرودَتيْنِ قَضاهُما دَاودُ أَو صَنَعُ السّوابغ تُبَّعُ قلت: جعل أَبُو عَمْرو القَضَّاءَ فَعَّالاً من قضى إِذا أحكم وفرغَ، والصوابُ مَا قَالَ الْأَصْمَعِي فِي تَفْسِيرهَا، وقَضَّاء عَلَى قَوْله فَعْلاء غير منصرف من القَضِّ، وَمِنْه قَول النابغةِ: ونَسْجُ سُليمٍ كلَّ قَضَّاءَ ذائل وَقَالَ شمر نَحوه: القَضَّاءُ من الدروع: الحديثة العهدِ بالجِدّة الخشنة المَسِّ، من قَوْلك: أقض عَلَيْهِ الْفراش. وَقَالَ ابْن السّكيت فِي قَوْله: كل قَضَاء ذائل، أَرَادَ كل دِرْعٍ حَدِيثَة الْعَهْد بالعملِ. قَالَ: وَيُقَال: الْقَضَاء الصُّلْبةُ الَّتِي لم تملاسّ كَأَن فِي مَجَسَّتِهَا قَضّةٌ.

قَالَ: وقَضَّ اللؤلؤة: إِذا ثقبها، وَمِنْه: قِضّة العَذْرَاءِ إِذا فُرغَ مِنْهَا. وَقَالَ اللَّيْث يُقَال: أقَضَّ الرجل إِذا تَتَبَّعَ مَداقَّ المطامع. وَقَالَ رؤبةُ: مَا كنتَ من تَكَرُّمِ الأعراضِ والخُلُقِ العَفِّ عَن الإقضاضِ قَالَ: ولَحْمٌ قَضّ وطعامٌ قَضٌّ وَأنْشد: وأَنتمْ أكلتُمْ لَحْمَه ترباً قَضّا وَيُقَال: جَاءَ بَنو فُلانٍ قضَّهُمْ بقضيضهم إِذا جَاءُوا بجماعتهم لم يخلفوا شَيْئا وَلَا أحدا. وَيُقَال أَيْضا: جَاءُوا بِقضهم وقضيضهم. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي طَالب جَاءَ بالْقَضِّ والقضيضِ مَعْنَاهُ: جَاءَ بالكبير وَالصَّغِير فالقَضُّ الحَصَى، والقضيضُ مَا تَكسَّرَ مِنْهُ وَدَقَّ. وَقَالَ أَبُو بكر: القضّاء من الْإِبِل مَا بَين الثَّلَاثِينَ إِلَى الْأَرْبَعين، والقَضَّاء من النَّاس الجلَّةُ وَإِن كَانَ لَا حَسَبَ لهمْ، ودِرْعٌ قَضَّاء خَشِنَةُ المَسِّ من جِدَّتِها كالقضيضِ وَهُوَ الحَصَى الصِّغارُ. وَقَالَ ابْن السّكيت: القَضَّاء المَسْمُورَةُ، ونراه من قَوْلهم: قَضَّ الْجَوْهَرَة إِذا ثَقَبَها وَأنْشد: كَأَن حصاناً قضَّها الْقَيْن حُرَّة لَدَى حَيْثُ يلقِي بالفناءِ حَصيرها ويروى فَضَّها القينُ، والقَيْنُ الغَوّاصُ، والحصان الدُّرَّةُ. وَيُقَال: انقضَّ الْبَازِي على أثر الصَّيْد وتَقضّضَ إِذا أسْرع فِي طَيرَانهِ مُنْكَدراً عَلَيْهِ، وَإِنَّمَا قَالُوا تَقَضَّى يَتقضَّى، وَالْأَصْل تَقضَّض فَلَمَّا اجْتمعت ثلاثُ ضادَاتٍ قلبت إحْداهنّ يَاء كَمَا قَالَ: تَقَضِّيَ الْبَازِي إِذا الْبَازِي كسر وَقَالَ شمر: القَضَّانَةُ: الْجَبَل يكون أطباقاً وَأنْشد: كَأَنَّمَا قرع ألحيها إِذا وَجَفَتْ قرعُ المعاولِ فِي قَضَّانةٍ قلعِ قَالَ: والقلع: المشرف مِنْهُ كالقلعةِ، قلت: كَأَنَّهُ من قَضضْتُ الشيءِ إِذا دَقَقْتُهُ، وَهُوَ فعلانَة مِنْهُ. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : القِضَّةُ: الوسْمُ. وَقَالَ الراجز: مَعْروفَةٌ قِضَّتها رُعْن الْهامْ والقضَّة بِفَتْحِ القافِ، الفضَّةُ وهيَ الحجارَة المجتمعةُ المتَشقّقَةُ. وَقَالَ اللَّيْث: القَضقضَةُ كَسْرُ الْعِظَام والأعضاء، وأسدٌ قَضْقاضٌ يُقضقِضُ فريسَتَهُ. وَقَالَ رُؤبة:

باب القاف والصاد

كم جاوزتْ من حَيَّةٍ نَضناضٍ وأَسَدٍ فِي غِيلهِ قَضقاضِ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: قَضقضَ الشيءَ إِذا كَسره ودقَّهُ. وَقَالَ اللَّيْث: القِضَةُ أرضٌ منخفضةٌ تُرابُها رملٌ وَإِلَى جَانبها مَتنٌ مرتفعٌ وجمعُها القِضُون. قلتُ: القِضَة بتخفيفِ الضادِ لَيست منْ حدِّ المضاعَفِ، وَهِي شَجَرةٌ من شَجَرِ الحمضِ مَعْرُوفَة. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت قَالَ: القِضَة نبْتٌ، يجمَعُ القضينَ والقِضون، وَإِذا جمعتَه على مِثَال البُرَى قلتَ القِضَى. وَأنْشد الفرَّاء: بسَاقَيْنِ ساقَيْ ذِي قِضِين تحشُّه بأَعوَادِ رَنْدٍ أَوْ أَلاَوِيَةٍ شَقْرَا وَأما الأرضُ الَّتِي تُرابَها رملٌ فَهِيَ قِضَّةٌ بتَشْديد الضَّاد وجمعُها قِضّاتٌ، وَأما القضقَاضُ فَهُوَ من شَجَرِ الحمضِ معروفٌ وَيُقَال: إِنَّه أشنانُ أهلِ الشَّام. وَقَالَ ابْن دُريد: قِضّةُ موضعٌ مَعْرُوف كَانَت فِيهِ وَقْعةٌ بَين بكرٍ وتغلِبَ تسمّى يومَ قِضّة، الضَّاد مشدَّدةٌ. وَقَالَ اللَّيْث: القَضيضُ: أَن تسمعَ منَ الوَتر أَو النِّسْع صوْتاً كَأَنَّهُ قَطعٌ والفعلُ قضَّ يقَضُّ قَضيضاً. وَقَالَ أَبُو زيد: قِضْ خفيفَةٌ حِكَايَة صوتِ الرُّكبة إِذا صاتَتْ، يُقَال: قَالَت ركبتُه قِض، وَأنْشد: وقولُ ركبتِها قِضْ حينَ تثنيها أَبُو زيد: انقضّ الجدَارُ انقِضاضاً وانقاض انقِياضاً إِذا تَصدَّع من غيرِ أَن يَسْقُطَ فَإِذا سقَط قيل: تقيّضَ تقَيُّضاً. وَقَالَ شمر: يُقَال: قَضضْتُ جنبَه منْ صُلبه أَي: قَطعْتُه، والذئبُ يُقضقِضُ الْعِظَام. وَقَالَ أَبُو زبيد: فقَضقَضَ بالنَّابينِ قُلّة رأسِه ودقَّ صلِيفَ العُنْقِ والعُنقُ أصعَرُ وَقَالَ شمر فِي الحَدِيث: أَن بعضَهم قَالَ: (لَو أنَّ رجلا انفَضَّ انفضاضاً ممّا صُنِعَ بِابْن عَفَّان لَحَقَّ لَهُ أنْ ينفضّ) . قَالَ شمر: انفَضَّ بِالْفَاءِ: انقطَعَ، وَقد انفضّتْ أوْصالُه إِذا انقطعتْ وتفرقتْ. قَالَ: وَقَالَ الْفراء: فَضَّ اللَّهُ فالأبعدِ وفضَّضَهُ، والفضُّ أَن تُكسَرَ أسنانَه. قَالَ: ويُرْوَى بيتُ الكمَيت: يَفُضُّ أصولَ النَّخْلِ من نجوَاتِه بِالْفَاءِ والقافِ أَي: يقطعُ ويرمى بِهِ. (بَاب الْقَاف وَالصَّاد) ق ص قصّ: قَالَ اللَّيْث: القصُّ هُوَ المُشاشُ

المغروزُ فِيهِ أطرافُ شراسِيفِ الأضلاع فِي وسط الصدرِ. وَقَالَ الأصمعيُّ: يُقَال فِي مَثَلٍ: هُوَ ألزمُ لكَ من شُعَيراتِ قَصّك، وَذَلِكَ أَنَّهَا كلما جُزَّتْ نبتتْ، وَأنْشد هوَ أَو غيرُه: كم قَدْ تمَشَّشْتَ مِن قَصَ وإنفحة جاءتْ إليكَ بِذَاكَ الأَضؤُن السُّودُ ورُوي عَن صفوانَ بن محرزٍ أَنه كَانَ إِذا قرأَ: {ظُلِمُواْ وَسَيَعْلَمْ الَّذِينَ} (الشُّعَرَاء: 227) ، بَكَى حَتَّى نقولَ قد انْدَقَّ قَصَصُ زَوْره وَهُوَ مَنْبتُ شَعرهِ على صدرهِ، ويقالُ لَهُ: القصصُ والقَصُّ أَيْضا. وَقَالَ اللَّيْث: القصُّ أَخذ الشّعَر بالمِقَصِّ قلت: أصل القصِّ القطعُ. وَقَالَ أَبُو زيد: قصصتُ مَا بَينهمَا أَي: قطَعتُ. قَالَ: والمِقصُّ مَا قصصت بِهِ أَي: قطعتَ بِهِ. قلتُ: والقِصاصُ فِي الْجراح مأخوذٌ من هَذَا إِذا اقتصَّ لَهُ مِنْهُ يجرَحُه مثلَ جرحِه إياهُ أَو قتَله بِهِ. وَقَالَ اللَّيْث: القِصاصُ والتَّقَاصُّ فِي الجراحاتِ والحقوق شيءٌ بِشَيْء؛ وَقد اقْتصّ من فلانٍ، والاستقْصاصُ أَن يطلُبَ أَن يُقصَّ مِمَّن جرحهُ، وَقد أَقصصتُ فلَانا من فلانٍ أقِصُّه إقصاصاً وأمْثَلْته إمثالاً فاقتَصّ مِنْهُ وامتثل. قَالَ: والقُصة تتخذُها المرأةُ فِي مُقَدَّم رَأسها تقُص ناحيَتيها عدا جَبينها، وقُصاصة الشَّعَر نهايةُ مَنْبتِه من مُقدَّم الرَّأْس، وَيُقَال: هُوَ مَا استدارَ بِهِ كُله من خَلفٍ وأمامٍ وَمَا حواليهِ، ويقالُ: قَصاصةُ الشَّعَر. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: ضربه على قصاص شعره ومقصِّ شعره ومقاصِّ. وَقَالَ شمر: يقالُ: قُصاصُ شَعرِه وقَصاصُ: أيْ: حيثُ يَنْتَهِي منْ مقدَّمه ومؤخّره. سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: ضربهُ على قُصاصِ شَعره وقِصاص شعرهِ. وَقَالَ اللَّيْث: القصيصُ نبتٌ ينبتُ فِي أصُولِ الكمْأةِ. قَالَ: وَقد يُجعَلُ القصيصُ غِسْلاً للرأس كالخَطْميِّ. وَأنْشد: جَنَيتُه من مُجتَنى عَوِيص من مَنبِتِ الأَجردِ والقصيص وَقَالَ الْأَصْمَعِي: القصيصةُ نبتٌ يخرج إِلَى جانبِ الكمْأَةِ. وَقَالَ اللَّيْث: القصُّ فعلُ القاصِّ، إِذا قصَّ القصَصَ والقِصّة معرُوفةٌ، وَيُقَال فِي رَأسِه قِصةٌ يَعْنِي الجُملةَ من الْكَلَام، وَنَحْوه قَول الله: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} (يُوسُف: 3) .

قولُه: {أَحْسَنَ الْقَصَصِ} : أَي: أحسنَ الْبَيَان، والقاصُّ الَّذِي يَأْتِي بالقصة مِن فصها يُقَال: قصصتُ الشَّيْء إِذا تَتَبعتُ أثَرَه شَيْئا بعد شَيْء. وَمِنْه قَوْله: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} (الْقَصَص: 11) ، أَي: اتبعِي أَثره. وَقَوله: {فَارْتَدَّا عَلَىءَاثَارِهِمَا قَصَصًا} (الْكَهْف: 64) ، أَي: رَجعا مِنَ الطَّرِيق الَّذِي سَلكاه فيقصّان الْأَثر. قلت: أصل القَصِّ: اتِّباع الْأَثر، يُقَال: خرج فلانٌ قَصَصاً فِي إِثْر فلانٍ وقصّاً. وَذَلِكَ إِذا اقتَصَّ أَثَره، وَقيل: للقاصِّ يَقُصُّ القَصص لاتباعه خَبرا بعد خبرٍ وسوقهِ الْكَلَام سوقاً. وَقَالَ أَبُو زيد: تَقَصَّصْتُ كَلَام فلَان، أَي: حفظته. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للشَّاةِ: إِذا استبان وَلَدهَا قد أقصَّتْ فَهِيَ مُقِصٌّ. وَقَالَ أَبُو زيد وَأَبُو عُبَيْدَة وَغَيرهمَا: أقصَّتِ الفرسُ فَهِيَ مُقِصٌّ إِذا حملت، وَلم أسمعهُ فِي الشَّاءِ لغير اللَّيْث. ابْن الْأَعرَابِي: لَقَحتِ النَّاقة وحملَت الشاةُ وأقصَّتِ الفرسُ إِذا استبان حملهَا. وَقَالَ اللَّيْث: القَصْقاصُ نعتٌ من صَوت الْأسد فِي لُغةٍ. قَالَ: والقَصْقَاصُ أَيْضا نعتٌ للحيَّة الخبيثة. قَالَ: وَلم يَجِيء بناءٌ على وزن فعلالٍ غَيره، إِنَّمَا حَدُّ أبنية المضاعف على زِنة فُعْلُل أَو فُعلولٍ أَو فِعْلِلٍ أَو فِعْلِيلٍ مَعَ كل مقصورٍ مَمْدُود مثله، وَجَاءَت خمس كَلِمَات شواذَّ وَهِي: ضُلَضِلَةٌ وزَلَزِلَ وقَصْقاصٌ والقَلَنْقَلُ والزِّلزَالُ، وَهُوَ أعمُّها لِأَن مصدر الرباعي يحْتَمل أَن يُبنى كُله على فِعلالٍ وَلَيْسَ بمطردٍ، وكل نعتٍ رباعيَ فَإِن الشُّعَرَاء يبتنونه على فُعالِل مثل قُصاقِص، كَقَوْل الشَّاعِر الْقَائِل فِي وصف بيتٍ مصوَّر بأنواع التصاوير: فِيهِ الغُواةُ مُصَوَّرُو ن فحاجلٌ مِنْهُم وراقِصْ والفيلُ يرتكبُ الرّدا ف عَلَيْهِ والأسد القُصاقِصْ قَالَ: وقُصاقِصَةُ موضعٌ ورجلٌ قَصْقَصَةٌ وقُصاقِصٌ إِذا كَانَ قَصِيرا، رَوَاهُ أَبُو عبيد عَن أَصْحَابه. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: إِذا كَانَ فِي الرَّجل قِصرٌ وغلظٌ مَعَ شدَّة فَهُوَ قُصْقُصَةٌ وقُصاقِصٌ. وَأما مَا قَالَه اللَّيْث فِي القَصْقَاص بِمَعْنى صَوت الْأسد ونعت الحيَّة الخبيثة فَإِنِّي لم أَجِدهُ لغير اللَّيْث وَهُوَ شاذٌّ إِن صحَّ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال للزَّامِلةِ الضعيفة: قَصِيصَةٌ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: أقَصَّتْهُ شَعوب إقصاصاً، إِذا أشرف عَلَيْهَا ثمَّ نجا. وَقَالَ الله جلَّ وعزَّ: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَقَالَتْ لأُخْتِهِ

باب القاف والسين

قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} (الْقَصَص: 11) مَعْنَاهُ: اتبعي أَثَره. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: ضربه ضربا أقَصَّهُ من الْمَوْت، أَي: أدناه من الْمَوْت حَتَّى أشرف عَلَيْهِ. وَفِي الحَدِيث: (نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن تَقْصِيصِ القُبور) . قَالَ أَبُو عبيد: التَّقْصِيصُ هُوَ التَّجْصيص وَذَلِكَ أَن الجصَّ يُقَال لَهُ: القَصَّةُ، يُقَال: قَصَّصْتُ الْبَيْت وَغَيره إِذا جَصَّصْتَهُ. وَفِي حَدِيث عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت للنِّسَاء لَا تغتسلن من الْمَحِيض حَتَّى تَرَين القَصَّة الْبَيْضَاء. قَالَ أَبُو عبيد: مَعْنَاهُ: أَن تخرج القُطنة أَو الْخِرْقَة الَّتِي تحتشي بهَا الْمَرْأَة كَأَنَّهَا قَصَّةٌ لَا يخالطها صفرةٌ وَلَا تريَّةٌ. قَالَ: وَقد قيل: إِن القَصَّة شيءٌ كالخيط الْأَبْيَض يخرج بعد انْقِطَاع الدَّم كُله، وَأما التَّريّة فالخفيُّ الْيَسِير وَهُوَ أقل من الصُّفْرَة. أَبُو مَالك: أسدٌ قُصاقِصٌ ومُصامِصٌ وفُرَافِصٌ: شديدٌ، ورجلٌ قُصاقِصٌ فُرافِصٌ يُشَبّهُ بالأسد. (بَاب الْقَاف وَالسِّين) ق س (قسّ سقّ: مستعملان) . قس: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: القُسُسُ: العقلاءُ، والقُسُسُ: السَّاقة الحُذَّاق. وَقَالَ اللَّيْث: قسَّ يقُسُّ قساً وَهُوَ من النَّميمة وَذكر النَّاس بالغيبة. وَقَالَ أَبُو عبيد: القَسُّ: تَتبُّع الشيءِ وَطَلَبه، يُقَال: قَسَسْتُ أقُسُّ قسّاً. قَالَ رؤبة: يُمْسِينَ من قَسِّ الْأَذَى غَوافلا وَقَالَ اللحياني: يُقَال للنَّمام قسَّاسٌ وقَتَّاتٌ وهمَّازٌ وغمازٌ ودراجٌ. وَقَالَ اللَّيْث: قَسٌّ: موضعٌ. وَفِي حَدِيث عليّ: (أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن لُبسِ القسِّيِّ) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ عَاصِم بن كُلَيْب، وَهُوَ الَّذِي روى الحَدِيث، سَأَلنَا عَن القَسِّيِّ فَقيل: هِيَ ثيابٌ يُؤْتى بهَا من مصر فِيهَا حريرٌ. قَالَ أَبُو عبيد: وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة يَقُول نَحوا من ذَلِك. قَالَ أَبُو عبيد: وَأهل مصر يَقُولُونَ: القَسِّي بِالْفَتْح ينْسب إِلَى بِلَاد يُقَال لَهَا القَسُّ، وَقد رَأَيْت هَذِه الثِّيَاب. وَقَالَ شمر: قَالَ بَعضهم: القَسِّيُّ: القَزِّيُّ أبدلت الزَّايُ سيناً. وَأنْشد لِرَبِيعَة بن مَقْرُوم: جعلنَ عتيقَ أنماطٍ خُدُوراً وأظهرْنَ الكراديَ والعُهُونا

على الأحْدَاجِ واستشعرْنَ ريطاً عراقياً وقَسِّياً مَصُونَا وَقَالَ اللَّيْث: القَسْقَسُ: الدَّليلُ الْهَادِي، والمُتَفَقِّدُ الَّذِي لَا يغفلُ إِنَّمَا هُوَ تَلَفُّتاً وتَنَظُّراً، قَالَ: وليلةٌ قَسْقَاسَةٌ: شديدةُ الظُّلْمة. قَالَ رؤبة: كم جُبْنَ من بِيدٍ وليلٍ قَسْقَاسْ أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي، يُقَال: خِمْسٌ قَسْقاسٌ وحَصْحَاصٌ وصَبْصابٌ وبَصْبَاصٌ، كل هَذَا السيرُ الَّذِي لَيست فِيهِ وتيرةٌ، وَهِي الاضطرابُ والفُتُورُ، قلتُ ليلةٌ قَسْقَاسَةٌ: إِذا اشتدَّ السَّيْرُ فِيهَا إِلَى الماءِ، وَلَيْسَت من معنى الظُّلْمةِ فِي شَيْء. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: قَرَبٌ قَسْقَسٌ، وَقد قسقس ليلَهُ أجمعَ إِذا لم يَنَمْ. وَأنْشد: إِذا حَدَاهُنَّ النَّجاء القِسْقِيس وَقَالَ غَيره: القَسْقَاسُ: الجوعُ. وَأنْشد: أَتَانَا بِهِ القسقاسُ لَيْلًا ودونَهُ جراثيمُ رمل بينهُنَّ قفاف ابْن نجدة عَن أبي زيد يُقَال للعصا هِيَ القَسْقاسةُ والنَّسْناسةُ والقصيدةُ والقريةُ والقَفِيلُ والشَّطْبَة. أَبُو عبيد عَن أبي زيد وَالْكسَائِيّ: العَسُوسُ والقَسُوسُ جَمِيعًا النَّاقة الَّتِي تَرْعَى وَحدهَا، وَقد عَسَّتْ تَعُسُّ وقَسَّتْ تَقُسُّ. وَقَالَ ابْن السّكيت: ناقةٌ عَسُوسٌ وقَسُوسٌ وضَروسٌ إِذا ضَجِرَتْ وساء خُلُقُها عِنْد الحلبِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: القَسُّ: صاحبُ الإبِلِ الَّذِي لَا يفارقها، وَأنْشد: يَتْبَعُها تَرْعِيَّةٌ قَسٌّ ورِعْ ترى برجليه شُقوقاً فِي كَلَعْ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: يُقَال: ظَلَّ يَقُسُّ دَابَّته قساً: أَي يَسُوقُها. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: قَسَسْتُ مَا على العظمِ أقُسُّهُ قسّاً إِذا أكلت مَا عَلَيْهِ من اللَّحْم وامْتَخخْتَهُ. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وَعز: {ذالِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً} (الْمَائِدَة: 82) ، نزلت فِيمَن أسلم من النَّصَارَى. وَيُقَال هُوَ: النجاشيُّ وَأَصْحَابه. وَقَالَ الزَّجّاج: القَسُّ والقِسِّيسُ من رؤساءِ النَّصَارَى، فَأَما القَسُّ فِي اللُّغَة فالنميمةُ ونشرُ الحَدِيث، يُقَال: قسَّ الحديثَ يَقُسُّهُ قسّاً. وَقَالَ الْفراء فِي كتاب (الجمعِ والتثنيةِ) يُجمعُ القسيسُ قسيسينَ كَمَا قَالَ الله جلّ وَعز، وَلوْ جَمَعْتَهُ قُسُوساً كانَ صَوَابا لِأَنَّهُمَا فِي معنى وَاحِد يَعني القَسَّ والقسيس.

باب القاف والزاي

قَالَ: ويُجْمَعُ القِسيسُ قساوِسَةً جمعوهُ على مِثَال مهالبةٍ فكثُرَتِ السِّيناتُ فأبدلوا إحداهُنَّ واواً وَرُبمَا شُدِّدَ الجمعُ وَلم يُشَدَّدْ واحدُه وَقد جَمَعَتِ العربُ الأُتون أتاتين، وَأنْشد لأمية: لَو كانَ مُنْفَلِتٌ كَانَت قساوِسَةٌ يُحْيِيهُمُ الله فِي أيديهمُ الزبرُ قَالَ أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: من أسماءِ السُّيوفِ القُساسيُّ، وَلَا أَدْرِي إلامَ نسب. وَقَالَ شمر: قُساسٌ يُقَال: إِنَّه معدنُ الْحَدِيد بإِرْمِينِيّةَ نُسِبَ السَّيْفُ إِلَيْهِ، وَيُقَال: تَقَسَّسْتُ أصواتَ الناسِ بالليلِ تَقَسُّساً، أَي: تسمَّعتها. وَقَالَ اللَّيْث: مصدر القِسِّيس القُسُوسَةُ والقِسِيسِيّةُ. سُقْ: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: السُّقُقُ: المغتابون. وروى أَبُو عُثْمَان النهديّ عَن ابْن مَسْعُود أَنه كَانَ يجالسه إِذ سَقْسَقَ على رأسهِ عصفورٌ ثمَّ قَذَفَ خرْءَ بطنِهِ عَلَيْهِ فنكته بيدهِ قولُه: سَقْسَقَ أَي ذرقَ، يُقَال: سَقَّ وزقّ وسَجّ وتَزَّوَهَكَّ إِذا حذف بِهِ. قَالَ الكاتبُ لَيْسَ قَوْله سَقْسَقَ بِمَعْنى ذَرَقَ عَرَضِيّاً من القولِ، إِنَّمَا سقسق هُوَ حكايةٌ لصوتِ العصفور فَكَأَنَّهُ صوّتَ على رأسهِ ثمَّ ذَرَقَ. والْحَدِيث يدلُّ عَلَيْهِ وَذَاكَ قَوْله سقسق ثمَّ قذفَ خرءَ بَطْنِهِ، أَلا تراهُ قَالَ ثمَّ قذفَ خرءَ بطنهِ عَلَيْهِ. (بَاب الْقَاف وَالزَّاي) ق ز (قزّ زقّ: مستعملان) . قَز: عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: القَزَزُ الرّجلُ الظريفُ المتوقِّي للعيوب. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: رجلٌ قُزّازٌ: مُتَقَزِّزٌ من الْمعاصِي والمعايب لَيْسَ من الْكبر والتِّيهِ. وَقَالَ اللَّيْث: قَزّ الْإِنْسَان يَقُزُّ قَزّاً إِذا قعد كالمُسْتَوْفِزِ ثمَّ انقبض ووثب. قَالَ: وَجَاء فِي الحَدِيث: (إِن إِبْلِيس ليَقُزُّ القَزّةَ من المشرقِ فيبلغُ المغربَ) . قلت: قَالَ القُتيبيُّ: قَزّ يَقُزُّ إِذا وثب. وَقَالَ اللَّيْث: القَزُّ مَعْرُوف كلمة معربةٌ قلت: هُوَ الَّذِي يُسوّى مِنْهُ الإبريسم، وَقَالَ التَقَزُّزُ: التّنَطُّسُ. وَقَالَ اللحياني: يُقَال مَا فِي طَعَامه قَزٌّ وَلَا قَزازةٌ. قَالَ: وَحكى أَبُو جَعْفَر الرُّؤَاسِي: مَا فِي طَعَامه قَزٌّ أَي تَقَزُّزٌ. وَقَالَ: يُقَال للرجلِ المُتَقَزِّزِ أَنه لَقَزٌّ ولَقِزٌّ قِنْزَهْوٌ ويُثَنَّيان ويُجمعانِ ويؤَنَّثان. وَقَالَ أَبُو زيد: القَزازَةُ: الْحيَاء، يُقَال: هُوَ رجلٌ قَزٌّ من رجالٍ أقِزّاء.

باب القاف والطاء

ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: رجلٌ قَزٌّ وقُزٌّ وقِزٌّ وقُزَزٌ وَهُوَ المُتَقَزِّز من الْمعاصِي والمعايبِ لَيْسَ من الكبرِ والتِّيهِ. وَقَالَ الليثُ: القاقُزَّةُ: مشربةٌ دون القَرْقارَةِ، وَيُقَال: إِنَّهَا معرّبةٌ وَلَيْسَ فِي كَلَام العربِ مِمَّا يفصلُ ألِفٌ بَين حرفين مثلين، مِمَّا يرجعُ إِلَى بناءِ قَقَزَ وَنَحْوه، وَأما بابل فَهُوَ اسمُ بلدةٍ، وَهُوَ اسمٌ خاصٌّ لَا يجْرِي مجْرى أسماءِ الْعَوام. قَالَ: وَقد قَالَ بعضُ العربِ: قَازُوزَةٌ للقَاقُزَّةِ. وَقَالَ أَبُو عبيد فِي بَاب مَا خالَفَتِ الْعَامَّة فِيهِ لُغاتِ العَرَبِ هِيَ قَاقُوزَةٌ وقازوزةٌ للَّتِي تسمى قَاقُزّةً. وَقَالَ غَيره: القَاقُزانُ ثَغْرٌ بِقَزْوينٍ تهبُّ فِي ناحيته ريح شديدةٌ. وَقَالَ الطرماح: يَفجُّ الريحُ فَجّ القاقزان زق: قَالَ اللَّيْث: الزَّقُّ مَصدرُ زَقَّ الطائرُ الفرْخَ زَقّاً إِذا غَزَّهُ غَزّاً. قَالَ: والزُّقَاقُ طريقٌ نافذٌ وغيرُ نافذٍ ضَيِّقٌ دون السِّكَّة، والزَّقَّةُ، طيْرٌ صغيرٌ من طير المَاء يُمْكِن حَتَّى يَكاد يُقبَضُ عَلَيْهِ ثمَّ يغوصُ فيَخرج بَعيدا، والزِّقْزاقُ والزَّقزقةُ تَرْقِيص الصَّبِيّ. وَقَالَ اللحْياني: كَبْشٌ مَزْقُوقٌ ومُزَقَّقٌ للَّذي يُسْلَخ من رأْسه إِلَى رجله، فإِذا سُلخ من رِجْله إِلَى رأسِه فَهُوَ مَرجولٌ. أَبُو عبيد عَن الفرّاء: الجِلْدُ المُرَجَّلُ الَّذِي يُسْلَخ من رِجْل وَاحِدَة، والْمُزَقَّق الَّذِي يُسلخ من قِبَل رَأسه وَنَحْو ذَلِك. قَالَ الْأَصْمَعِي: والزِّقُّ الجِلْدُ الَّذِي يُسَوَّى سِقاءً أَو وَطْباً أَو حَمِيتاً، والزَّقُّ رَمْيُ الطَّائِر بِذَرْقِه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الزَّقَقَةُ: المائِلُون بِرحماتِهم إِلَى صَنابيرِهم، وهُم الصِّبيان الصِّغار. قَالَ: والزَّقَقَةُ أَيْضا: الصَّلاصِلُ الَّتِي تزُقُّ زُكَّها أَي فِراخَها، وهيَ الفَوَاخِتُ واحِدُها صُلْصُلٌ. (بَاب الْقَاف والطاء) ق ط (قطّ طق: مستعملان) . قطّ: قَالَ اللَّيْث: قَطْ، خَفِيفَة بِمَعْنى حَسْبُ، تَقول: قَطْكَ الشَّيْء، أَيْ حَسْبُكَهُ. قَالَ: ومِثله قَدْ، قَالَ: وهُما لم يتمكّنَا فِي التصريف، فَإِذا أَضَفْتَهُما إِلَى نفْسك قُوِّيَتَا بالنُّون، فقُلت قَدْنِي وقَطْنِي، كَمَا قَوَّوْا عنِّي ومِنِّي ولَدُنِّي بِنونٍ أُخرى. قَالَ: وَقَالَ أهل الْكُوفَة: معنى قَطْنِي: كفَاني، فالنون فِي مَوضِع نَصب مِثل نون كَفاني، لأنَّكَ تقولُ قطْ عبدَ الله دِرَهَمٌ. وَقَالَ البصْرِيُّونَ: الصَّوابُ فِيهِ الخفْضُ

على معنى حَسْبُ زَيدٍ، وكَفْيُ زيد دِرهمٌ، وَهَذِه النُّون عِمادٌ، ومنَعهم أَن يَقُولُوا حَسْبُنِي أَنَّ الْبَاء مُتحرِّكةٌ والطَّاء من قَطْ سَاكِنة فكرِهوا تغييرها عَن الإسْكان وجَعلوا النُّون الثَّانِيَة من لدنِّي عِماداً للياءِ. وَقَالَ اللَّيْث: وأمَّا قَطُّ فَإِنَّهُ هُوَ الأبَدُ الماضِي. تَقول: مَا رأيتُ مِثْلَهُ قطّ، وَهُوَ رَفْعٌ لِأَنَّهُ غايةٌ مِثل قبلُ وبَعْد. قَالَ: وأمَّا القَطُّ الَّذِي فِي مَوضع مَا أَعطيته إِلاَّ عِشرين قَطِّ فَإِنَّهُ مَجْرورٌ فَرْقاً بيْن الزَّمَان والعَدد. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: قَالَ الفراءُ: مَا رأيتُه قطُّ يَا هَذَا، وَمَا رأَيتُه قُطُّ يَا هَذَا، وَمَا رأَيتُه قُطّ مَرفوعةٌ خفيفةٌ، إِذا كَانَ بِمَعْنى الدَّهْر فَفِيهَا ثلاثُ لُغات، وَإِذا كَانَت فِي معنى حَسْبُ فَهِيَ مفتوحةٌ مجزومة، قَالَ: وَقَالَ الْكسَائي: أما قولُهم قَطُّ مشدَّدةً فَإِنَّهَا كَانَت قَطُطْ وَكَانَ يَنْبَغِي لَهَا أَن تُسَكَّن فَلَمَّا سُكِّنَ الحرفُ الثَّانِي جُعِل الآخر متحرِّكاً إِلَى إعرابه. وَلَو قيل فِيهِ بالْخَفض والنَّصب لَكَانَ وَجْهاً فِي العربيَّة. فأَمَّا الَّذين رَفَعوا أوَّله وآخرَه فَهُوَ كَقَوْلِك مُدُّ يَا هَذَا. وَأما الَّذين خَفَّفُوا فَإِنَّهُم جَعَلُوهُ أَداةً ثمَّ بَنَوْهُ على أَصله فأَثبَتوا الرَّفْعَة الَّتِي كَانَت فِي قطُّ وَهِي مُشدَّدةٌ، وَكَانَ أجْوَدَ من ذَلِك أَن يَجْزِموا فيقولوا: مَا رأَيتُه قطْ مجزومةً ساكنةَ الطاءِ ووَجهُه رَفْعُه، كَقوْلك: لمْ أره مُذْ يَومان، وَهِي قليلةٌ. وَأنْشد ابْن السِّكيت فِي قَطْنِي بِمَعْنى حَسْبي: امْتَلأَ الحَوضُ وَقَالَ قَطْنِي مَلْأً رُوَيْداً قد ملأُتَ بَطْنِي وَقَالَ اللَّيْث: القَطُّ: قَطْعُ الشيءِ الصُّلْبِ كالحُقّةِ تُقَطّ عَلَى حَذْوٍ مَسْبُورٍ كَمَا يَقُطُّ الإنسانُ قَصَبَةً عَلَى عَظْمٍ. والمِقَطَّةُ عُظَيْمٌ يَكون مَعَ الورَّاقِينَ يَقُطُّونَ عَلَيْهِ أَطرافَ الأقلامِ. قَالَ: والقِطَاطُ: حَرْفُ الجَبَل، وحرْفٌ مِن صَخْرٍ كَأَنَّمَا قُطَّ قَطّاً، والجميعُ الأَقِطَّةُ. وَقَالَ أَبُو زيد: هُوَ أَعلى حافَّةِ الكهْف والقِط: الْكتاب، وجمعُه قُطُوطٌ. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: القُطوط الصِّكَاكُ. وَأنْشد قولَ الْأَعْشَى: وَلَا المَلِكُ النُّعْمانُ يومَ لقيتُه بِغِبْطَتِه يُعْطِي القُطوطَ ويَأْفِقُ واحدُها قِطٌّ. وَقَالَ الله جلَّ وعزّ: {رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ} (ص: 16) . قَالَ أهْلُ التفسيرِ مُجاهدٌ وقتَادةُ والحَسَنُ

قَالُوا: عَجِّلْ لنا قِطّنَا أَي نَصِيبَنا من الْعَذَاب. وَقَالَ سعيدُ بن جُبَيْرٍ: ذُكِرَتِ الجَنَّةُ فاشْتَهَوْا مَا فِيهَا؛ فَقَالُوا: عَجِّلْ لنا قِطنا نصيبَنا. وَقَالَ الفرَّاء: القِطُّ الصحيفةُ الْمَكْتُوبَة، وَإِنَّمَا قَالُوا ذَلِك حِين نزَلَ: {خَافِيَةٌ فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ} (الحاقة: 19) ، فاستَهْزَءُوا بذلك، وَقَالُوا: عَجِّلْ لنا هَذَا الْكتاب قبل يومِ الْحساب. قَالَ: والقِطُّ فِي كَلَام العَرب الصَّكُّ وَهُو الخَطُّ. قلت: ذهب الفرَّاء إِلَى قَول ابْن الكلبيّ، وَقَالَ الزَّجاجُ: الْقِطُّ: الصَّحِيفةُ، ويوضعُ موضعَ النَّصِيبِ لأنَّ الصحيفةَ تكتبُ للإنسانِ بِصِلَةٍ يُوصلُ بهَا. وَأنْشد قَوْله: بِغِبطَتِه يُعْطى القُطُوطَ ويأفِقُ قَالَ: وأصلُ القِطَّ من قَطَطتُ، وكل نصيب قطعةٌ. وَرُوِيَ عَن زيد بن ثابتٍ وَابْن عمر أَنَّهُمَا كَانَا لَا يريانِ بِبيع الْقُطوط إِذا خرجتْ بأْساً، وَلَكِن لَا يحلُّ لمن ابتاعها أَن يبيعَها حَتَّى يقبضهَا. قلت: القُطوطُ هَا هُنَا الجوائزُ والأرْزاقُ سُمِّيتْ قُطوطاً لِأَنَّهَا كَانَت تخرجُ مَكْتُوبَة فِي رقاقٍ وَرِقاع مَقْطُوعةٍ، وبيعُها عِنْد الفقهاءِ غير جائزٍ مَا لم تحصل فِي مِلْكِ من كتبت لَهُ مَعْلُومَة مَقْبوضةً. وَقَالَ اللَّيْث: القِطّةُ: السِّنَّورةُ نعتٌ لَهَا دونَ الذَّكَرِ، والْقَطَطُ: شعرُ الزّنجيّ، يُقَال: رجلٌ قَطَطٌ، وشعرٌ قَطَطٌ، وامرأةٌ قَطَطٌ، والجميعُ قَطَطُون وقَطَطَاتٌ، قَالَ: وَتجمع الْقِطَّةُ قِطاطاً. وَقَالَ الأخطل: أكَلْتَ الْقِطاطَ فأَفنيتهَا فهلْ فِي الْخَنانيص من مغمزِ أَبُو عبيد عَن الأصمعيِّ: الْقِطقِطُ من الْمَطَر: الصِغارُ كَأَنَّهَا شَذْرَةٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الْقِطقِطُ: المطرُ المتَفَرقُ المتَحَاتنُ المتتَابعُ. وَقَالَ أَبُو زيد: القَطِيطَةُ: حَافة أَعلَى الْكَهْف وجمعُها أقِطَّةٌ، وَيُقَال: جاءتِ الخيلُ قَطائط: قَطِيعاً قَطِيعاً. وَقَالَ هميانُ: بالخيلِ تَتْرَى زِيَماً قَطائطا وَقَالَ علقمةُ بن عَبدة: ونحنُ جَلَبنَا من ضريَّةَ خَيْلَنَا نُكَلّفُهَا حدَّ الإِكامِ قَطَائطا قَالَ أَبُو عَمْرو: أَي: نُكلّفُهَا أنْ تقطَع حدَّ الإكامِ فَتَقطَعَهَا بحوافر، قَالَ: وواحدُ القَطائط قَطُوطٌ مثلُ جَدُود وَجدَائِدَ.

باب القاف والدال

وَقَالَ غيرُه: قطائطاً: رِعَالاً وجَماعات فِي تَفْرقَةٍ. وَقَالَ أَبُو زيدٍ: أصغرُ المطرِ الْقِطْقِطُ ثمَّ الرَّذَاذُ قَالَ: وَقَطْقَطَانةُ موضعٌ يقربُ من الكوفةِ، وَيُقَال: تَقَطْقَطَتِ الدَّلو إِلَى الْبِئْر: أَي: انحدَرتْ. وَقَالَ ذُو الرُّمة يصف سُفْرَةً دَلاَّها فِي الْبِئْر: بِمعْقُودَةٍ فِي نِسْعِ رَحْلٍ تَقَطْقَطَتْ إِلَى الماءِ حَتَّى انقدَّ عَنْها طحالِبُهْ أَبُو عبيد عَن الفرَّاء: قَطَّ السِّعرُ يَقِطُّ قُطوطاً فَهُوَ قاطٌّ إِذا غَلاَ. وَقَالَ شمر: قطَّ السّعر إِذا غَلاَ خَطَأٌ عندِي، وَإِنَّمَا هُوَ بِمَعْنى فَتَر، قلت: وهِمَ شمر فِيمَا قَالَ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء أَنه قَالَ: حَطَّ السّعر حطوطاً وانحطَّ انحطاطاً وكُسِرَ وانكسرَ إِذا فَتَرَ، وَقَالَ: سعرٌ مَقطوطٌ، وَقد قُطَّ وقَطَّ ونَزا إِذا غَلاَ وَقد قَطَّهُ اللَّهُ. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: القاطِطُ: السعرُ الغالي وَنَحْو ذَلِك. قَالَ ابْن السكيتِ: وأنشدَ لأبي وجزةَ السعديّ: أَشْكُو إِلَى الله العزيزِ الجَبار ثمَّ إليكَ الْيَوْم بعدَ الْمُستار وحاجةَ الحيِّ وقَطَّ الأسعار قلت: وَهَذَا يؤيدُ بعضه بَعْضاً. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الأقَطَّ الَّذِي سَقَطَتْ أسْنانهُ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: فِي بطن الفرسِ مَقاطُّهُ ومخِيطهُ فَأَما مِقطهُ فَطَرفهُ فِي القصّ وطرفهُ فِي العانَةِ. وَأنْشد أَبُو عبيد: أطلتُ فِرَاطهمْ حَتَّى إِذا مَا قتلتُ سَرَاتَهُم كَانَت قَطَاطِ أَي: قَطْني وحسبي. طق: قَالَ اللَّيْث: طَقْ حِكايةُ صَوْت حَجَرٍ وَقع على حَجَرٍ، وإنْ ضوعِفَ قيلَ طَقْطَقْ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الطَّقْطقَةُ صوتُ قَوَائِم الخيلِ على الأرضِ الصُّلبة. (بَاب الْقَاف وَالدَّال) ق د (قدّ دقّ: مستعملان) . قد: قَالَ اللَّيْث: قد مثلُ قَط بِمَعْنى حسب، تَقول: قَدِي وقَدْني. قَالَ النَّابِغَة: إِلَى حمامَتنَا ونصفهُ فَقَدِ قَالَ: وَقد حَرْفٌ يوجَبُ بِهِ الشيءُ كَقولكَ: قَدْ كَانَ كَذَا أَو كَذَا، والخيرُ أَن تَقُولَ كَانَ كَذَا وَكَذَا فأُدخل قَدْ توكيداً

لتصديقِ ذلكَ. قَالَ: وَتَكون قَدْ فِي موضعٍ تشبهُ رُبمَا، وَعِنْدهَا تميلُ قَدْ إِلَى الشكِّ، وذلكَ إنْ كَانَت مَعَ الياءِ والتَّاءِ وَالنُّون وَالْألف فِي الْفِعْل كَقوْلكَ قَدْ يكونُ الَّذِي تَقول. وَقَالَ النحويون: الفعلُ الْمَاضِي لَا يكون حَالا إلاَّ بقدْ مُظْهراً أَو مُضْمراً، وَذَلِكَ مثلُ قَول الله جلَّ وعزَّ: {أَوْ جَآءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} (النِّسَاء: 90) ، وَلَا تكونُ حصرتْ حَالا إلاَّ بإضمار قَدْ. وَقَالَ الفرَّاء فِي قَول الله جلَّ وعزَّ: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا} (الْبَقَرَة: 28) ، الْمَعْنى: وقَدْ كُنْتُم أَمْوَاتًا، ولَوْلاَ إضمارُ قَدْ لم يجزْ مِثلُهُ فِي الكلامِ، أَلا ترى أنَّ قَوْله فِي سُورَة يوسفَ (27) : {وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ} ، أنَّ المعنَى فَقَدْ كذَبَتْ. قلتُ: وأمَّا الحالُ فِي الْمُضَارع فهوَ سائغٌ دونَ قَدْ ظَاهرا وَمضمراً. الحرانيُّ عَن ابْن السّكيت: الْقَدُّ: جِلْدُ السخلَةِ. يُقَال فِي مثلٍ: مَا يجعلُ قَدَّك إِلَى أديمكَ، أَي: مَا يجعلُ الشيءَ الصَّغِير إِلَى الْكَبِير قَالَ: والقَدُّ أَيْضا مصدرُ قَدَدْتُ السّير أقُدُّهُ قَدّاً، والقِدُّ الَّذِي تخصفُ بِهِ النّعالُ. وَقَالَ الله: {ذَلِكَ كُنَّا طَرَآئِقَ} (الْجِنّ: 11) . قَالَ الْفراء يَقُول حِكَايَة عَن الجنّ: كُنّا فرقا مُخْتلفةً أهْواؤنَا. وَقَالَ الزجاجُ قَوْله: {رَشَداً وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَآئِقَ قِدَداً} (الْجِنّ: 11) ، قَالَ: قِدَداً: مُتَفرِّقينَ، أَي: كُنَّا جماعاتٍ مُتَفَرّقين مُسلمين وَغير مسلمينَ. قَالَ: وَقَوله: {رَهَقاً وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَائِكَ تَحَرَّوْاْ رَشَداً} (الْجِنّ: 14) ، هَذَا تفسيرُ قولهمْ {ذَلِكَ كُنَّا طَرَآئِقَ} (الْجِنّ: 11) . وَقَالَ غَيره: قِدَدٌ جَمعُ قِدَّة مثلُ قطعةٍ وَقطع. وَقَالَ اللَّيْث: القَدُّ قطْعُ الجِلْدِ وشقُّ الثوبِ وَنَحْو ذَلِك، وتقولُ فلانٌ حسنُ القدِّ فِي قَدْرِ خَلْقِه، وشيءٌ حسنُ القدِّ أَي حَسنُ التَّقطيعِ. قَالَ: والقِدُّ سيرٌ يُقَدُّ من جلدٍ غير مدبوغ، والقِدَّةُ القطعةُ من الشَّيْء، وصارَ القومُ قِدَداً: تَفرَّقتْ أهواؤُهم، والتَّقدِيدُ فعلُ القَدِيدُ، وضَرَبه بالسيفِ فَقدَّهُ بِنِصْفَيْن، والقَيْدُودُ: النَّاقةُ الطَّوِيلَةُ الظهرِ، يقالُ: اشْتِقاقهُ منَ القودِ مثلُ الكينونةِ منْ الْكَوْن كَأَنَّهَا فِي ميزَان فَيعولٍ وهيَ فِي اللَّفظ مثلُ فَعْلولٍ وَإِحْدَى الدّالين من القيدودِ زائدةٌ. قَالَ: وَقَالَ بعض أَصْحَاب التصريف: إِنَّمَا أرادَ تَثْقيل فَيعُولٍ بِمَنْزِلَة حَيدٍ وَحَيدُودٍ. وَقَالَ آخَرُونَ: بل ترك على لفظ كونونةٍ، فَلَمَّا قَبُحَ دُخولُ الواوينِ والضماتِ حوَّلوا

الْوَاو الأولى يَاء ليُشَبِّهوها بِفَيعُولٍ وَلِأَنَّهُ ليسَ فِي كلامِ العربِ بناءٌ عَلَى فُوْعُول حَتَّى إنهمْ قَالُوا فِي إعرابِ نُورُوز نَيرُوزَ فِراراً من الْوَاو. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: القُدَادُ: وجعٌ فِي البطنِ، وَيَدْعُو الرجلُ على صَاحبه فيقولُ لَهُ حَبَناً وقداداً، والحبنُ: مصدرُ الأحْبنِ، وَهُوَ الَّذِي بِهِ السِّقْيُ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: ناقةٌ مُتَقِدّدَةٌ إِذا كَانَت بَين السمنِ والهزالِ وَهِي الَّتِي كانَتْ سَمِينةً فَخفَّتْ أَو كانتْ مهزُولَةً فابتدأَتْ فِي السمنِ. يُقَال: كَانَت مَهْزُولة فَتقدِّدَتْ أَي: هُزِلت بعضَ الهزال. وَرُوِيَ عَن الأوزاعيّ أَنه قَالَ: لَا يقسمُ من الغَنيمةِ للعبدِ وَلَا لِلأجيرِ وَلَا للقديديِّينَ والْقَدِيديونَ هم تُبَّاعُ العسكرِ معروفٌ فِي كَلَام أهل الشَّام. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: المَقْدِيُّ بتَخْفِيف الدّال ضربٌ من الشّرابِ. قَالَ شمر: سمعته من أبي عبيدٍ بتَخْفِيف الدَّال وَالَّذِي عِنْدِي أنّهُ بتَشْديد الدّالِ. وَقَالَ عَمْرو بن معدي كرب: وهم تركُوا ابْن كبشةَ مسلحبّاً وهم شَغلوهُ عَن شربِ الْمَقَدِّ قَالَ شمر: وَسمعت رَجَاء بن سلمةَ يَقُول: الْمَقَدِّيُّ: طِلاءٌ منصفٌ مُشَبَّهٌ بِمَا قُدّ بِنِصفين. وَفِي الحَدِيث: (لَقابُ قَوْسِ أحدكمْ وموضعُ قِدِّهِ منَ الْجَنةِ خيرٌ لَهُ من الدُّنيا وَمَا فِيهَا) أَرَادَ بالقِدِّ السّوْط المتخذَ من الْجلد الَّذِي لم يدبغ. وَقَالَ يزِيد بن الصَّعق لبني أسدٍ: فَرغتُم لتمرين السِّياط وكنتمُ يصبُّ عَلَيْكُم بالقنا كل مربعِ فَأَجَابَهُ بعض بني أَسد: أعِبتُم علينا أَن نُمرِّن قِدَّنا وَمن لَا يُمَرِّن قِدَّه يتقطَّع نُجنِّبها الجارَ الْكَرِيم ونَمْتَري بهَا الخيلَ فِي أَطْرَاف سربٍ مُمنَّعِ وَأما قَول جرير: إِن الفرزدقَ يَا مقدادُ زائرُكم يَا ويلَ قَدَ على من تُغلق الدّارُ قَالُوا: أرادَ بقوله يَا ويل قَدَ: يَا ويل مقدادٍ، فاقتصر على بعض حروفهِ كَمَا قَالَ الحُطيئة: مِن صُنْعِ سَلاَّمِ وَإِنَّمَا أَرَادَ سُليمان. وَقَالَ أَبُو سعيد فِي قَول الْأَعْشَى: إلاَّ كخارِجة المُكلِّف نفسهُ أَرَادَ: كخَيْرَجان ملكِ فَارس فَسَماهُ خارِجة.

أَبُو عبيد: المَقدُّ: الْمَكَان المستوي، وَمثله القرقُ. دق: قَالَ اللَّيْث: الدّقُّ مصدر قَوْلك دَقَقْتُ الدَّواء أدُقُّهُ دقّاً، وَهُوَ الرَّضُّ، والدَّقاقُ فُتاتُ كل شيءٍ دُقَّ. قَالَ: والمُدُقُّ حجرٌ يُدَقَّ بِهِ الطِّيب ضم الْمِيم لِأَنَّهُ جُعل اسْما، وَكَذَلِكَ الْمُنْخُلُ، فَإِذا جُعل نعتاً رُدَّ إِلَى مِفعلٍ كَقَوْل رؤبة: يَرْمِي الجلامِيدَ بِجُلمودٍ مِدَقّ قلت: مُدُقٌّ ومُسْعُطٌ ومُنْخُلٌ، ومُدْهُنٌ ومُكْحُلَةٌ جَاءَت نَوَادِر بِضَم الْمِيم، وسائرُ كلامِ الْعَرَب جاءَ على مِفعلٍ ومِفعلةٍ فِيمَا يعتملُ بِهِ نَحْو مِخْرَزٍ ومِقْطَعٍ ومِسَلَّةٍ. وَقَالَ اللَّيْث: الدِّقُّ كلُّ شيءٍ دَق وصغُر. يُقَال: مَا رَزَأتُهُ دِقّاً وَلَا جِلا، والدِّقَّةُ مصدرُ الدّقيق، تَقول: دقّ الشيءُ يَدِقُّ دِقَّةً وَهُوَ على أربعةِ أنحاءٍ فِي الْمَعْنى، فالدقيق الطحين والرجلُ القليلُ الخيرِ هُوَ الدّقيقُ، والدّقيقُ الأمرُ الغامِضُ، والدّقيقُ الشيءُ الَّذِي لَا غلظ لَهُ، والدُّقَّة الْملح المدقوقُ حَتَّى إِنَّهُم يَقُولُونَ مَا لفلانٍ دُقّةٌ وَإِن فلانةَ لقليلة الدُّقّة إِذا لم تكن مليحةً، والدُّقَّةُ والدُّقَقُ مَا تسهكهُ الرّيح من الأَرْض، وَأنْشد: بساهِكات دُقَقٍ وجَلْجَال وَقَالَ غَيره: الدُّقَّةُ دقاقُ التُّرَاب. وَقَالَ رؤبة: فِي قطعِ الآلِ وهَبْواتِ الدُّقَق وسمعتُ الْعَرَب تَقول للحشْوِ من الْإِبِل الدُّقَّةَ، وأهلُ مَكَّة يُسَمُّون تَوابلَ القِدْرِ مجموعةَ الدُّقَّة، والمُدَاقَّةُ فِعْلٌ بَين اثْنَيْنِ. يُقَال: إنّه لَيُداقُّهُ الحسابَ، والدَّقْدَقَةُ حكايةُ أصْوَات حوافر الدَّوابّ فِي سُرعة تَرَدُّدها. والعربُ تَقول: مَا لِفُلانٍ دقيقةٌ وَلَا جَليلةٌ، أَي مَا لَهُ شاءٌ وَلَا إِبلٌ. وَيُقَال: أتَيْتُهُ فَمَا أجَلَّ وَلَا أدقَّ، أَي: مَا أعطَى شَاة وَلَا بَعِيرًا. وَقَالَ ذُو الرُّمَّة يَهجو قوما: إِذا اصْطَكَّتِ الحربُ امْرَأَ الْقَيْس أخبَرُوا عَضارِيطَ إذْ كَانُوا رِعاءَ الدَّقائق أَرَادَ أَنهم رِعاءُ الشّاءِ والبَهْمِ. وَقَالَ الْمُفَضَّلُ: الدَّقْدَاقُ صغارُ الأنقَاءِ المتراكِمة. ثعلبٌ، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الدَّقَقَةُ: المُظْهِرُونَ أَقذَالَ الْمُسلمين أَي: عيوبهم واحدُها قَذَلٌ، قَالَ: ودَقَّ الشيءَ يدُقُّه إِذا أظهَرَه. وَمِنْه قَول زُهَير: ودقُّوا بَينهم عِطْرَ مَنْشِمِ أَي: أظهَروا العيوبَ والعَدَاواتِ، وَيُقَال فِي التهدُّدِ لأَدقَّنّ شُقُورَكَ أَي: لأظْهرنّ أمورَكَ.

باب القاف والتاء

(بَاب الْقَاف وَالتَّاء) ق ت قت: قَالَ اللَّيْث: القَتُّ: الفِسْفِسَةُ اليابسةُ. وَقَالَ غَيره: القَتُّ يكون رَطْباً ويكونُ يَابسا. وَقَالَ اللَّيْث: القَتُّ الكذِبُ المهَيَّأ والنَّمِيمَةُ. وَقَالَ رُؤبَةُ: قلت وَقَوْلِي عِندهم مَقْتُوتٌ أَي: كذِبٌ. وَقَالَ غَيره: مَقْتُوتٌ أَي: مَوْشيٌّ بِهِ منقولٌ، والقَتّاتُ: النَّمَامُ. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (لَا يدْخل الجنّةَ قَتّاتٌ) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْكسَائي وَأَبُو زيد: القَتّاتُ: النَّمَّامُ وَهُوَ يَقُتُّ الْأَحَادِيث قَتّاً أَي: يَنُمُّهَا نَمّاً. وَقَالَ خَالِد بن جَنبةَ: القَتّاتُ الَّذِي يتسمع حَدِيث النَّاس فَيُخبِرُ بِهِ أعداءهمْ. وَفِي حَدِيث آخر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه ادّهَنَ بِزيتٍ غيرِ مُقَتّتٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ. قَالَ أَبُو عبيد قَوْله: غيرِ مُقَتَّتٍ يَعْنِي غير مُطَيَّبٍ. قَالَ: والمُقتَّتُ هُوَ الَّذِي فِيهِ الرياحينُ يُطْبَخُ بهَا الزّيتُ حَتَّى يطيب ويتعالج بِهِ للرِّياح، فَمَعْنَى الحَدِيث: أنهُ ادّهنَ بالزيتِ بحتاً لَا يخالطهُ طِيبٌ. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: هُوَ حَسنُ القَدِّ وحَسنُ الْقَتِّ بِمَعْنى واحدٍ، وَأنْشد: كأَنَّ ثدييهَا إِذا مَا ابرَنْتَى حُقانِ من عاجٍ أُجيدَا قَتّا وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِي قَول رُؤبة: قلت وَقَوْلِي: عِنْدهم مَقْتوتٌ، يُرِيد أَمْرِي عِنْدهم زَرِيٌّ كالنَّمِيمَة وَالْكذب. وَقَالَ أَبُو زيدٍ فِي قَوْله: إِذا مَا ابْرَنْتَى أَي: انتصَبَ، جَعله فعلا للثّدي، وَسليمَان بن قَتَّةَ بِالتَّاءِ يروي عَن ابْن عباسٍ. ق ظ: مهملٌ. (بَاب الْقَاف والذال) ق ذ اسْتعْمل مِنْهُ: قَذَّ. قذ: قَالَ اللَّيْث: القذُّ: قطعُ أطرافِ الرِّيش عَلَى مِثَال الْحَذْف والتّحذيف، وَكَذَلِكَ كلُّ قَطْعٍ نَحْو: قُذَّةِ الرِّيش، تَقول: أذُنٌ مَقْذوذَةٌ، ورجلٌ مُقَذَّذٌ: مُقَصَّصٌ شعرُهُ حوالي قُصَاصِهِ كلهِ. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حينَ ذَكرَ الْخَوَارِج، فَقَالَ: (يمرقونَ من الدّين كَمَا يمرُقُ السّهمُ من الرَّمِيّة ثمَّ نَظرَ فِي قُذَذِ سَهْمِه فَتمارَى أيَرَى شَيْئا أمْ لاَ) . قَالَ أَبُو عبيد: القُذَذُ: رِيشُ السَّهم كلُّ وَاحِدَة مِنْهَا قُذَّةٌ أَرَادَ أَنه أنفذَ سهمَهُ فِي

الرَّمِيّةِ حَتَّى خرج مِنْهَا وَلم يعلقْ من دمِها شيءٌ لسرْعة مُروقِهِ. وَفِي حَدِيث آخر أَنه قَالَ: (أنتُم يَعْنِي أمَّتَه أشْبهُ الْأُمَم ببني إِسْرَائِيل تَتبعون آثَارهم حذْو القُذَّةِ بالقُذَّةِ) يَعْنِي كَمَا تُقَدَّرُ كل وَاحِدَة مِنْهُمَا عَلَى صاحبتها. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: إنَّ لي قُذَاذَاتٍ وجُذَاذَاتٍ، فَأَما القُذاذاتُ فقِطعٌ صغارٌ تُقطعُ من أطرافِ الذَّهب، والْجُذاذَاتُ من الْفضة. وَقَالَ غَيره: مَقَذُّ الرَّأْس: مُنْقطعُ الشَّعرِ من مؤخره، يُقَال: هُوَ مَقْذُوذُ الْقَفَا، وَإنَّهُ لَلئيمُ الْمَقذَّين: إِذا كَانَ هجين ذَلِك الْموضع. وَقَالَ أَبُو زيد: الْمَقَذُّ مَجْرى الْجَلَم فِي مُؤخر الرَّأْس وَلَيْسَ للْإنْسَان إِلَّا مَقَذٌّ واحدٌ، وَهُوَ القُصَاصُ أَيْضا، وَيُقَال للسِّكِين وَمَا قُذَّ بِه الريش مِقَذٌّ بِكَسْر الْمِيم، وَقد يُقَال: إِنَّه لَحَسنُ الْمَقَذَّيْنِ غير أَنه لَا مَقَذَّى لَهُ، إِنَّمَا هُوَ وَاحِد. ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: الْمَقَذُّ: مجْرى الْجَلَم فِي مُؤخر الرَّأْس، وَقَالَ فِي مَوضِع: الْمقَذُّ: مقَصُّ شعرك من خلْفِك وقُدَّامِك. قَالَ ابْن لَجَأ يصف جَمَلاً: كأنَّ رُبّاً سائِلاً أوْ دِبْسا بحيثُ يَحْتَافُ الْمَقَذُّ الرّأسَا اللحياني عَن الْأَصْمَعِي: رجلٌ مُقَذَّذٌ: أَي: مُزَيَّنٌ، وَقد قُذِّذَ تَقْذِيذاً. وَقَالَ غَيره: رجل مُقَذَّذٌ: إِذا كَانَ ثوبُه نظيفاً يشبه بعضه بَعْضًا، كلُّ شيءٍ حَسنٌ مِنْهُ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: القُذَذُ: الْبرْغُوث، وجَمْعُهُ قِذَّانٌ وَأنْشد: أسْهَرَ لَيْلى قُذَذٌ أَسَكُّ أحُكُّ حَتَّى مِرْفَقي مُنْفَك وَقَالَ آخر: يؤرِّقُنِي قِذّانُهَا وبَعُوضُها وَقَالَ اللَّيْث: الْقِذّةُ: كلِمَةٌ يَقُولهَا صبيانُ الْأَعْرَاب، يقولُون لَعِبْنا شعارير قِذّة، والتَّقَذْقُذُ: أَن يركب الرَّجُلُ رَأسه فِي الأَرْض وَحده أوْ يَقع فِي الرَّكِيةِ، يُقَال: تَقَذْقَذَ فِي مهواةٍ فَهلَك، وتقَطْقَطَ مثله. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: تَقَذْقَذَ فِي الجبلِ إِذا صعَّدَ فِيهِ. أخْبرني المُنْذِري عَن المبرِّد عَن الرياشي قَالَ: يُقَال: مَا أصبت مِنْك أقذّ وَلَا مريشاً، قَالَ: والأقَذ من السِّهام الَّذِي لَا ريش فِيهِ، والْمَرِيشُ: ذُو الرِّيشِ، قَالَ: وَيُقَال: سهمٌ أفْوَقُ إِذا لم يكنْ لَهُ فُوق فَهَذَا والأقَذُّ من الْمَقْلُوبِ لأنّ الْقُذّةَ الرِّيشُ كَمَا يُقَال لِلْمَلْسُوع سليم. قَالَ أَبُو الْهَيْثَم يُقَال: مَا نلْت مِنْهُ أقَذّ وَلَا مَرِيشاً: أَي: مَا نلْتُ مِنْهُ شَيْئا، فالأقَذُّ: السَّهْمُ الَّذِي تمرَّطت قُذَذُهُ، وَهِي آذانُهُ،

باب القاف والثاء

وكل أُذُنٍ مِنْهُ قُذّةٌ، وللسهم ثَلَاث قُذَذٍ، وَهِي آذانُهُ، وَأنْشد: مَا ذُو ثَلَاث آذان يَسْبِقُ الخيْل بالرَّدَيَان يرادُ بِهِ السهْم، وَيُقَال: مَا وجَدْتُ لَهُ أقَذّ وَلَا مَرِيشاً، فالمريشُ: السهمُ الَّذِي عَلَيْهِ رِيشٌ، والأقَذُّ الَّذِي لَا ريشَ عَلَيْهِ. وروى ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: مَا ترك لَهُ أقَذَّ وَلَا مريشاً، فالأقذُّ: المستوِي البَرْيِ الَّذِي لَا زَيغَ فِيهِ وَلَا ميْلَ. وروى ابنُ هانىءٍ عَن أبي مَالك: مَا أصبْتُ مِنْهُ أفَذ وَلَا مريشاً بِالْفَاءِ منَ الفَذِّ الفردِ، وَيُقَال: قَذَّهُ يقُذُّه إِذا ضربَ مَقَذَّهُ فِي قَفاهُ. وَقَالَ أَبُو وَجْزة: قَامَ إِليها رجلٌ فِيهِ عُنُفْ فقَذَّها بَين قفاها والكتِفْ (بَاب الْقَاف والثاء) ق ث اسْتعْمل مِنْهُ: (قثّ) . قث: قَالَ اللَّيْث: القُثاث: المتاعُ، يُقَال: جَاءَ فلانٌ، يَقُثُّ مَالا ويَقُثُّ مَعَه دُنيا عريضة أَي يجُرُّ مَعَه، والمِقَثَّة والمِطثَّة لُغَتَانِ، وهيَ خَشَبةٌ مستديرة عريضةٌ يلعبُ بهَا الصِّبيانُ ينصبونَ شَيْئا ثمَّ يجتَثّونه بهَا عَن موْضعه، تقولُ: قَثَثْناهُ وطَثَثْنَاه قثّاً وطَثّاً. وَقَالَ غَيره: واقتَثَّ القومَ من أصلهم واجتثّهم إِذا استأصلَهُمْ، واجتثَّ حَجراً من مَكَانَهُ إِذا اقتَلعه. وَقَالَ شمر: القَثُّ والجَثُّ واحدٌ. وَيُقَال للوَدِيِّ أولَ مَا يُقلَعُ من أمِّه جثيثٌ وقَثِيث. (بَاب الْقَاف وَالرَّاء) ق ر قر رق: مستعملان. قر: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: القَرُّ: ترديدُك الكلامَ فِي أذن الأبكم حَتَّى يفهَمُهُ. قَالَ: والقَرُّ: الفَرُّوجُ، والقَرُّ: صبُّ المَاء دَفقةً وَاحِدَة. قَالَ: وقولهُمْ: قرَّتْ عينُه قَالَ بَعضهم: هُوَ مأخوذٌ من القَرُور وَهُوَ الدمع الباردُ يخرجُ مَعَ الفَرح، وَقيل: هُوَ من الْقَرار، وَهُوَ الهُدُوءُ. وَقَالَ اللَّيْث: القُرُّ: البردُ، والقِرّة: مَا يصيبُه من القُرِّ، ورجلٌ مقرُورٌ، والنعْتُ ليلةٌ قَرَّةٌ ويوْمٌ قَرٌّ وطعامٌ قارٌّ. وَفِي أمثالهم: وَلِّ حارَّها مَنْ تَوَلّى قارَّها، والقُرَّةُ: كلُّ شيءٍ قَرَّت بِهِ عينُكَ، والقُرَّة مصدرُ قَرَّتِ العينُ قُرَّةً وقَرَّتْ نقيضُ سَخُنَتْ. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي طَالب فِي

قَوْلهم: أقرّ اللَّهُ عينَه. قَالَ الْأَصْمَعِي: مَعْنَاهُ: أبردَ اللَّهُ دمعَه لِأَن دمعةَ السرورِ باردةٌ ودمعة الْحزن حارةٌ، وأقرّ مُشتقٌّ من القَرُور، وَهُوَ الماءُ البارِدُ. قَالَ الْمُنْذِرِيّ: وعُرِضَ هَذَا القولُ على أحمدَ بن يحيى فأنكرَه وقالَ هَذَا خرا. وَقَالَ أَبُو طَالب: وَقَالَ غيرُ الْأَصْمَعِي: أقَرّ اللَّهُ عينَك أَي: صادَفتَ مَا يُرضيكَ فتقر عينُكَ من النّظر إِلَى غَيره، وَيُقَال للثائر إِذا صادَفَ ثأْرَهُ وقَعْتَ بقُرِّك أَي: صادفَ فؤادُك مَا كانَ مُتطلِّعاً إِلَيْهِ فقَرّ. وَقَالَ الشماخُ: كَأَنَّهَا وابْنَ أَيامٍ تُرَبِّبُه من قُرّة العينِ مجتابا ديابُوذ أَي: كَأَنَّهُمَا من رِضاهُما بمَرْتعهما وتركِ الِاسْتِبْدَال بِهِ مُجْتابا ثَوْبٍ فاخرٍ، فهما مسرورانِ بِهِ. قَالَ الْمُنْذِرِيّ: فعُرضَ هَذَا القَوْل على ثَعْلَب فَقَالَ: هَذَا هُوَ الكلامُ أَي سَكَّنَ اللَّهُ عينَك بِالنّظرِ إِلَى مَا تُحِب. قَالَ أَبُو طَالب: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: أقرّ الله عينه: أنامَ الله عينهُ، والمَعْنى: صَادف سُروراً يُذهِبُ سهره فينامُ. وَأنْشد: أقرّ بهِ مواليكَ العُيونَا وَقَالَ الْكسَائي: قَرِرتُ بِهِ عينا أقَرُّ قُرةً وقُروراً، وبعضُهم يَقُول: قرَرْتُ بهِ أقِر. قَالَ الْكسَائي: وقرَرْتُ بالموضِع أقِر قَراراً، ويُقال من القُرِّ قَرَّ يَقُر. ابْن السّكيت عَن الْفراء: قرِرتُ بِهِ عينا فَأَنا أقَر وقَررْتُ أَقِر وقرِرْتُ فِي الموْضِع مِثْلُها. وَقَالَ الفراءُ فِي قَوْله جلَّ ثناؤُه: {قَوْلاً مَّعْرُوفاً وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الاُْولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَواةَ وَءَاتِينَ الزَّكَواةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ} (الْأَحْزَاب: 33) هوَ من الْوَقار. قَالَ: وَقَرَأَ عاصمٌ وَأهل الْمَدِينَة {قَوْلاً مَّعْرُوفاً وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الاُْولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَواةَ وَءَاتِينَ الزَّكَواةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ} قَالَ: وَلَا يكونُ ذَلِك من الْوَقار ولكنْ ترى أنهمْ أَرَادوا: واقررن فِي بيوتكن، فَحَذَفوا الراءَ الأولى وحُوِّلتْ فَتْحتها فِي الْقَاف كَمَا قَالُوا هلْ أحَسْتَ صاحِبَك وكما قَالَ {فظلتم} (الْوَاقِعَة: 65) يريدُ فظللتم. قَالَ: وَمن الْعَرَب منْ يَقُول: واقْرِرْنَ فِي بيوتكنَّ، فَإِن قَالَ قائلٌ: وقِرنَ يُرِيد واقررنَ فيُحَول كسْرَةَ الرَّاء إِذا سقطتْ إِلَى القافِ كَانَ وَجها، وَلم نجد ذَلِك فِي الْوَجْهَيْنِ مستعمَلاً فِي كَلَام العربِ إِلَّا فِي فَعَلتُ وفعلتم وفعَلْنَ. فَأَما فِي الْأَمر والنهيِ والمستقبل فلاَ إِلَّا أنّا جوَّزْنا ذلكَ لِأَن اللامَ فِي النسْوَة ساكنةٌ فِي فَعلنَ ويَفعلْنَ فَجَاز ذَلِك. وَقد قَالَ أعرابيٌّ من بني نُمَير: يَنْحِطنَ من الجبلِ يُرِيد يَنْحَطِطْنَ فَهَذَا يُقَوِّي ذَلِك. قلت: وَنَحْو ذَلِك قَالَ الزَّجَّاج فِي جَمِيعِه.

وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم فِي قَوْله: {قَوْلاً مَّعْرُوفاً وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الاُْولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَواةَ وَءَاتِينَ الزَّكَواةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ} (الْأَحْزَاب: 33) عِنْدِي من الْقَرار، وَكَذَلِكَ من قَرَأَ: (قرنَ) فهوَ من الْقَرار، يُقَال: قَرَرتُ بِالْمَكَانِ أقِر وقَرِرت أَقَرُّ. ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: القُرَيرة تَصْغِير القُرّةِ وَهِي ناقَةٌ تؤخذُ منَ المقْسم قبل قِسمَة الغنائمِ فتُنْحَر وتُصلح وتأكلها النَّاس يُقَال لَهَا قُرَّة العَيْنِ. الْحَرَّانِي عَن ابْن السكيتِ قَالَ: القَرُّ: الْيَوْم الْبَارِد، وكل باردٍ قر، يُقَال: يومٌ قر وليلةٌ قرةٌ، والقَرُّ مَصْدَر قَرَّ عَلَيْهِ دَلْوَ مَاء يَقرُّها قَرا، والقَرُّ أَيْضا مركب النساءِ. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: فإمَّا ترَيني فِي رِحالةِ جابرٍ عَلَى حَرجٍ كالقَرِّ يحمِل أكفاني والقر أَيْضا الْيَوْم الثَّانِي بَعدَ يَومِ النَّحر والقُرُّ بالضمِّ البَرْد، وَيُقَال: هَذَا يَومٌ ذُو قر أَي: ذُو بَرد. وَقَالَ الله جلّ وَعز: {فَكُلِى وَاشْرَبِى وَقَرِّى عَيْناً} (مَرْيَم: 26) . قَالَ الْفراء: جَاءَ فِي التَّفْسِير طيبي نفسا، قَالَ: وَإِنَّمَا نُصِبَت الْعين لِأَن الْفِعْل كَانَ لَهَا فصيرتهُ للمرأةِ، مَعْنَاهُ لتقرَّ عينُك، فَإِذا حوِّل الْفِعْل عَن صاحبهُ نصبَ صَاحب الْفِعْل على التَّفْسِير. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: وليلةٌ ذاتُ قِرَّةٍ أَي: ذَات بردٍ وأصابنا قُرٌّ وقِرَّةٌ. قَالَ: والاقترار: أَن تأكلَ النَّاقة اليَبيس والحِبَّة فتعقدَ عَلَيْهَا الشحمَ فتبولَ فِي رِجْلَيْهَا من خُثُورَة بَوْلها. يُقَال: تقررت الإبلُ فِي أسوُقِها. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ: بِهِ أبلَتْ شهرَيْ ربيعٍ كليهمَا فقد مارَ فِيهَا نَسْؤُها واقترارُها أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الاقترار: مَاء الفحلِ فِي الرَّحِمِ، أَن تبول فِي رِجْلَيْهَا وَذَلِكَ من خُثورة البوْلِ بِمَا جَرى فِي لَحمهَا، تَقول: قد اقْتَرَّتْ، وَقد اقترَّ المالُ إِذا شَبِعَ. وَقَالَ شمر: قَالَ الشَّيْبَانِيّ: الاقتِرارُ: الشبعُ، اقْتَرَّتْ: شَبِعَتْ. وَحكي عَن الهذليِّ: أكلَ حَتَّى اقتَرَّ، أَي: شبع، يُقَال ذَلِك فِي النَّاس وَغَيرهم. الْأَصْمَعِي: القُرارةُ: مَا لَصِقَ بأسفلِ القدرِ من السمنِ وَغَيره. يُقَال: قد اقترَّتِ القِدْرُ وَقد قَرَّرْتُها إِذا مَا طبخْتُ فِيهَا حَتَّى يلصق بأسفلها، واقْتَرَرْتُها إِذا نَزَعتُ مَا فِيهَا مِمَّا لصق بهَا، هَذَا الحرفُ عَن أبي زيد، أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: يُقَال للَّذي يلتزقُ بأسفلِ الْقدر: القُرارَةُ والقُرُرَةُ. قَالَ أَبُو عبيد: وَحكى الْفراء عَن الْكسَائي

هُوَ: القُرَرَةُ، وَأما أَنا فحفظي القُرُرَةُ. قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ أَبُو زيد: قَرَرْتُ القدرَ أقُرُّها إِذا فرَّغْتُ مَا فِيهَا من الطبيخ، ثمَّ صببْتُ فِيهَا مَاء بَارِدًا كي لَا تحترق، واسمُ ذلكَ الماءِ القَرارَةُ والقُرارَةُ. شمر: قَرَرْتُ الكلامَ فِي أذنهِ أقُرُّهُ، وَهُوَ أَن تضعَ فاكَ على أذنهِ فتجهرَ بكلامِكَ كَمَا يُفعلُ بالأصمِ، والأمرُ قُرَّ. رُوِيَ ذَلِك عَن أبي زيد، وَقد رَوَاهُ أَبُو عبيد عَنهُ. الأصمعيُّ: وقعَ الأمرُ بِقُرِّهِ، أَي: بمستقرهِ. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: لعمركَ مَا قلبِي إِلَى أهلهِ بحُرّ وَلَا مُقْصِر يَوْمًا فيأتيني بِقُرّ أَي: بمستقرَ. أَبُو عبيد فِي بَاب الشِّدّةِ يُقَال: صابَتْ بِقُرَ: إِذا نزلت بهم شدةٌ، وَإِنَّمَا هُوَ مثلٌ، يُقَال: صابَتْ بِقُرَ: إِذا صَار الشيءُ فِي قراره. قَالَ: والقَرَارُ: النَّقَدُ من الشاءِ، وهيَ صغارٌ وأجودُ الصوفِ صوفُ النَّقدِ، وهيَ قِصارُ الأرْجُلِ قباحُ الْوُجُوه. وَأنْشد لعلقمة بن عَبدة: والمالُ صوفُ قرارٍ يلعبونَ بِهِ على نِقَادَتِهِ وافٍ ومَجْلُومُ أَي: يقلُّ عِنْد ذَا وَيكثر عِنْد ذَا. وَقَالَ اللَّيْث: القَرارُ: المستقرُّ من الأرضِ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: بطُون الأرضِ قرارُها لِأَن الماءَ يستقرُّ فِيهَا. وَقَالَ غَيره: القَرارُ مستقرُّ الماءِ فِي الرّوْضَة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: القَرارَةُ: الأرضُ المطمئنة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المَقَرّةُ: الحوْضُ الكبيرُ يجمع فِيهِ الماءُ. وَقَالَ اللَّيْث: أقْرَرْتُ الشَّيْء فِي مقرِّهِ ليقرّ، وفلانٌ قارٌّ: ساكنٌ وَمَا يتقارُّ فِي مَكَانَهُ، والإقرارُ: الاعترافُ بالشَّيْء، والقَرارَةُ: القاعُ المستديرُ، والقَرْقَرَةُ: الأرضُ الملساءُ لَيست بجدّ واسعةٍ، فَإِذا اتسعت غلبَ عَلَيْهَا اسمُ التَّذْكِير فَقَالُوا قرقرٌ. وَقَالَ عبيد: تُزْجَى مرابِعَها فِي قَرْقَرٍ ضاحي قَالَ: والقَرِقُ مثلُ القَرْقَرِ. شمر: القرقرُ: المستوي الأملسُ الَّذِي لَا شيءَ فِيهِ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: القَرْقرةُ: وسطُ القاعِ ووسطُ الغائِطِ، المكانُ الأجردُ مِنْهُ لَا شجرَ فِيهِ وَلَا دفءَ وَلَا حجارةَ، إِنَّمَا هِيَ طين لَيست بجبلٍ وَلَا قُفَ وعرضها نَحْو من عشرَة أذْرُعٍ أَو أقل، وَكَذَلِكَ طولهَا.

ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: القِرْقُ: الأصلُ، وقاعٌ قَرِق مستو. وَقَالَ أَيْضا: القِرْقُ: لَعِبُ السُّدَّر، والقِرْقُ: الأصلُ الرّديءُ، والقَرْقُ: صوتُ الدّجاجةِ إِذا حَضنَتْ. عَمْرو عَن أَبِيه: قَرِقَ: إِذا هَذَى وقَرِقَ: إِذا لعبَ بالسُّدَّر. وَمن كَلَامهم استَوَى القِرْقُ فَقومُوا بِنَا، أَي: استوينا فِي اللعبِ فَلم يقمُرْ واحدٌ منا صَاحبه. وَقَالَ شمر: القَرْقَرَة: قرقرةُ البطنِ، والقرقرةُ نحوُ القهقهةِ، والقرقرةُ: قرقرةُ الفحلِ: إِذا هَدَرَ، والقرقرةُ: قرقرةُ الحمامِ إِذا هدر، وَهُوَ القَرْقَريرُ. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القواريرُ شجرٌ يشبهُ الدُّلْبَ تُعْمَلُ مِنْهُ الرِّحالُ والموائد. قَالَ: والقَرُّ والغَرُّ والمَقَرُّ كسرُ طَيِّ الثَّوْب. وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لأَنْجَشَةَ وَهُوَ يَحْدُو بِالنسَاء: (رِفْقاً بِالْقَوَارِيرِ) أَرَادَ عَلَيْهِ السَّلَام بِالْقَوَارِيرِ النِّسَاء، شَبّهَهُنّ بالقواريرِ لِضَعْفِ عزائمهنّ وقِلَّةِ دوامهنّ على الْعَهْد، والقواريرُ يُسْرعُ إِلَيْهَا الكسرُ، ثمَّ لَا تقبلُ الْجَبْر، وَكَانَ أنجَشَةُ يَحْدُو بهنّ ويرتجزُ بنسيب الشّعْر فيهنّ، فَلم يأمَنْ أَن يُصيبَهُنّ مَا سمعْنَ من رَقِيق الشِّعْر فنهاهُ النبيُّ عَن حُدائِه حذار صَبْوَتَهُنّ إِلَى مَا يَفْتِنُهُنّ. وَرُوِيَ عَن الحطيئة، أَنه جاور حَيّاً منَ الْعَرَب، فسمعَ شبابَهُم يَتَغَنَّوْنَ، فَقَالَ: أَغْنوا عنّا أغانيّ شُبّانكم، فَإِن الغِنَاء رُقْيَةُ الزِّنى. وسمعَ وَسمع سُلَيْمَان بن عبد الْملك غِناء راكبٍ لَيْلًا، وَهُوَ فِي مَضْرِبٍ، فَبعث إِلَيْهِ من يحضرهُ وأمرَ بِخِصَائِهِ. وَقَالَ: مَا تَسْمَعُ أنْثى غِناءَهُ إِلَّا صَبَتْ إِلَيْهِ. قَالَ: وَمَا شَبّهْتُه إِلَّا بالفحل يُرْسَلُ فِي إبِلٍ فيُهَدِّرِ فيهنَّ حَتَّى يَضْبَعَهُنَّ. وَقَالَ الله جلّ وَعز: {فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ} (الْأَنْعَام: 98) . قَالَ اللَّيْث: المستقِرُّ: مَا وُلِدَ من الْخلق وَظهر على الأَرْض، والمستودع: مَا كَانَ فِي الْأَرْحَام، وَقد مرّ تفسيرهما. وَقَالَ اللَّيْث: العربُ تُخْرجُ من آخر حُرُوف من كلمةٍ حرفا مثلهَا، كَمَا قَالُوا: رمادٌ رِمْدَدٌ، ورجلٌ رَعِشٌ رِعْشيش، وَفُلَان دخيلٌ على فلَان ودُخْلُلُهُ، والياءُ فِي رِعْشِش مدّة، فَإِن جعلتَ مَكَانهَا ألِفاً أَو واواً، جَازَ، وَأنْشد: كأَنَّ صَوت جَرْعِهِنّ المُنْحَدِرْ صَوت شِقِرّاق إِذ قَالَ قِررْ يصف إبِلا وشربها. فأظْهَر حَرْفي التَّضْعِيف، فَإِذا صَرّفوا ذَلِك

فِي الفِعْل، قَالُوا: قرقر فيُظهرون حُروف المضاعف لِظُهور الراءين فِي قَرْقَر، وَلَو حكى صوتهُ وَقَالَ: قَرَّ ومَدَّ الراءَ، لَكَانَ تصريفه: قَرّ يَقِرّ قرِيراً، كَمَا يُقَال: صَرَّ يَصِرُّ صَرِيراً، وَإِذا خَفّفَ وأظهرَ الحرفين جَمِيعًا، تحوَّل الصَّوتُ من المَدِّ إِلَى الترجيع فَضوعِفَ لِأَن الترجيع يُضاعفُ كلُّه فِي تصريف الفِعل إِذا رجَّع الصائتُ، قَالُوا: صَرْصَرَ وصَلْصَلَ، على توهُّم المدّ فِي حَال والترجِيع فِي حالٍ. والقَرْقَارَةُ، سُمِّيَتْ لِقَرْقَرَتها، والقُرْقُورُ من أطول السُّفُن، وَجمعه قَرَاقِيرُ. قَالَ النَّابِغَةُ: قَرَاقِيرُ النَّبِيط على التّلال وقُرَاقِرُ وقَرْقَرَى وقَرَوْرَى وقُرّان وقُرَاقِرِيّ: مواضعُ كلهَا بِأَعْيَانِهَا، وقُرَّانُ: قَرْيَة بِالْيَمَامَةِ ذاتُ نخلٍ وسُيوحٍ جَارِيَة. وَقَالَ عَلْقَمَة بن عَبدة يصف فرسا: سُلاَّءة كعصا النَّهْدِيّ غُلّ لَهَا ذُو فَيْئَة من نَوَى قُرَّان معجوم وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود: (قارُّوا الصَّلَاة) . قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: مَعْنَاهُ السّكُون وَهُوَ من القَرارِ لَا من الوَقار. وَفِي حَدِيث آخر: (أفضل الْأَيَّام عِنْد الله يَوْم النَّحْر ثمَّ يَوْم القَرَّ) . أَرَادَ بِيَوْم القَر: الغَد من يَوْم النَّحْر. سُمي يومَ القَر؛ لِأَن أهل الْمَوْسِم يَوْم التَّرْوية وَيَوْم عَرَفَة وَيَوْم النَّحر، فِي تعَب من الحجّ فإِذا كَانَ الغَدُ من يَوْم النَّحر، قَرُّوا بِمِنًى. فسمِّي يَوْم القَرّ. ابْن السّكيت: يُقَال: فلَان يَأْتِي فلَانا القَرَّتَيْن: أَي: يأْتِيه بِالْغَدَاةِ والعِشِيّ. وَقَالَ لبيد: يَعْدُوا عَلَيْهَا القَرَّتَيْنِ غُلاَمُ وقَرَّرت الناقةُ بِبَوْلها تقريراً: إِذا رمَت بِهِ قُرَّةً بعد قُرّةٍ، أَي: دَفْعَةً بعد دَفْعَة، خاثِراً من أكلِ الجبَّة. وَقَالَ الراجز: يُنْشِقْنَهُ فَضْفَاضَ بَوْلٍ كالصَّبر فِي منْخَريه قُرراً بعد قُرَر وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: إِذا لَقِحَتْ النَّاقة فَهِيَ مُقِرٌّ وقارِحٌ، وَامْرَأَة قَرُورٌ، لَا تمنع يدَ لامسٍ، كَأَنَّهَا تَقِرُّ وتَسْكُن، وَلَا تنفر من الرِّيبة. والقِرِّيَّةُ: الحوصلة، يُقَال: ألْقِه فِي قِرِّيّتِك. وَقَالَ ابْن السّكيت: القَرُور: المَاء الْبَارِد، يُغتسل بِهِ، وَقد اقْتَرَرْتُ بِهِ، وَهُوَ البرود. وَقَالَ غَيره: القَرَارِيّ: الحَضَرِي الَّذِي لَا يَنْتَجعُ الكَلأَ يكون من أهل الْأَمْصَار، وَيُقَال: إِن كل صانع عِنْد الْعَرَب قَرَارِيّ. وَقَالَ الْأَعْشَى: كَشَقِّ القَرَارِيّ ثوب الرَّدَن يُريدُ الْخَيَّاط، قد جعله الرَّاعِي قصّاباً فَقَالَ:

ودَارِيَ سَلَخْتُ الجِلْدَ عَنهُ كَمَا سَلَخَ القَرَارِيّ الإهابا وَيُقَال: أقْرَرْتُ الكلامَ لفُلَان، إقْرَاراً أَي: بَيّنْتُه لَهُ حَتَّى عَرفه، والمَقَرُّ: مَوضِع بِكَاظِمَة مَعْرُوف، ورجلٌ قُرَاقِريٌّ: جهيرُ الصَّوْت، وَقَالَ: قد كَانَ هَدَّاراً قُرَاقِرِيّا وَجعلُوا حِكَايَة صَوت الرِّيح قَرْقاراً. قَالَ أَبُو النَّجْم: قَالَت لَهُ رِيح الصِّبَا قَرْقارِ والقَرْقَرة: دُعَاء الْإِبِل، والإنقاض: دُعَاء الشَّاء وَالْحمير. وَقَالَ الراجز: رُبَّ عَجُوزٍ من نُمَيْرٍ شَهْبَرَه عَلَّمْتُها الإنقاض بعد القَرْقَرَة أَي: سَبَبْتُها فحوّلْتُها إِلَى مَا لم تعرفه. ابْن الْأَعرَابِي: عَلَّمتها الإنقاض بعد القَرْقَرة. الإنقاضُ: زجر القَعُود، والقَرْقَرَةُ: زَجْرُ المُسِنّ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: يُقَال للخياط: القَرَارِيُّ والفضُوليُّ، وَهُوَ البيطر والشَّاصر. رق: الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت قَالَ: الرَّقُّ: مَا يكْتب فِيهِ. قَالَ الله عزّ وجلّ: {مُّسْطُورٍ فِى رَقٍّ} (الطّور: 3) . وَقَالَ اللَّيْث: الرَّقُّ: الصَّحِيفَة الْبَيْضَاء. وَقَالَ الْفراء: فِي رَقَ منشورٍ، الرَّقُّ: الصحائف الَّتِي تخرج إِلَى بني آدم يَوْم الْقِيَامَة، فآخِذٌ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ، وآخِذٌ كِتَابه بِشمَالِهِ. قَالَ أَبُو مَنْصُور: وَقَول الْفراء، يدلُّ على أَن الْمَكْتُوب يُسَمَّى رَقاً، وَنَحْو قَوْله قَالَ الزَّجَّاج فِي قَوْله: {وَالطُّورِ وَكِتَابٍ} (الطّور: 2) ، الكِتابُ هَا هُنا، مَا أُثبت على بني آدم من أَعْمَالهم. وَقَالَ ابْن السّكيت: الرِّقُّ من المِلْكَ، يُقَال: عبد مَرْقوق ومُرَقّ. وَقَالَ اللَّيْث: الرِّقُّ: العُبودةُ، والرَّقِيق: العَبِيد، وَلَا يُؤْخَذ مِنْهُ على بِنَاء الِاسْم. وَقد رقَّ فلَان: أَي: صَار عَبداً. قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: سُمِّي العبيدُ رَقِيقاً، لأَنهم يَرِقُّون لمالكهم ويذلُّون ويخضعُون، وسُمّي السوقُ سُوقاً، لِأَن الأشياءَ تساقُ إِلَيْهِم، فالسَّوْقُ مصدر، والسُّوق اسْم. والرَّقّ: من ذَوَات الْمَاشِيَة، التِّمساح، والرِّقَّةُ مصدر الرَّقِيق، عامٌّ فِي كل شَيْء حتَّى يُقَال: فلَان رَقِيقُ الدِّين، والرَّقَاقُ: الأَرْض اللَّيِّنَةُ التُّرَاب. شمر، قَالَ أَبُو عَمْرو: الرَّقاقُ: الأرضُ المستويةُ اللَّيِّنَةُ. وَقَالَ الأصمعيُّ: الرَّقَاقُ: الأرضُ اللَّيِّنَةُ من غير رمل، وَأنْشد:

كأَنَّها بَيْنَ الرَّقَاقِ والخَمر إذَا تبارَيْنَ شَآبيبُ مَطَرْ وَقَالَ اللَّيْث: والرَّقَّةُ: كلُّ أرْضٍ إِلَى جَانب وَادٍ يَنْبسِطُ عَلَيْهَا المَاء أيامَ المدّ، ثمَّ يَنْحَسِرُ عَنْهَا المَاء فتكونُ مكرَمة للنبات، وَالْجمع الرِّقاق. وَقَالَ القُتَيْبيّ: أَخْبرنِي أَبُو حَاتِم السِّجِسْتَاني: أنَّ الرَّقَّة الأرضُ الَّتِي نضب عَنْهَا المَاء. وَقَالَ اللَّيْث: الرُّقَاقُ من الخُبز، نقيضُ الغَلِيظ. وَقَالَ غيرُه: يُقَال: رَقيقٌ ورُقَاقٌ، وَهَذِه رُقَاقَةٌ واحدةٌ، والرَّقَقُ: ضعفُ العِظام، وَأنْشد: لمْ تَلْقَ فِي عَظْمِها وَهْناً وَلَا رَقَقَا وَيُقَال: رَقَّتْ عظامُ فلانٍ، إِذا كبِرَ، وأَرَقَّ فُلانٌ، إِذا رَقَّتْ حالُه وقلَّ مَالُهُ، والرَّقْرَاقُ: تَرَقْرُقُ السَّرَاب، وكل شَيْء لَهُ بَصِيصٌ وتَلأْلُؤٌ فَهُوَ رَقْرَاقٌ. وَقَول العجاج: ونَسَجت لوامعُ الحَرُور برقرقان آلها الْمَسْجُور والرَّقْرَقان: مَا تَرَقْرَقَ من السَّرَاب، أَي: تحرَّك. وجاريةٌ رَقْرَاقَةُ البَشَرَة، ورَقْرَقْتُ الثوبَ بالطِّيب، ورَقْرَقْتُ الثّرِيدَةَ بالسمن. وَفِي الحَدِيث: (إنَّ الشمسَ تَطْلُعُ تَرَقْرَقُ) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيُّ: يَعْنِي تَدور تجيءُ وَتذهب. أَبُو عَمْرو عَن الأصمعيّ: الرَّقْرَاقَةُ من النِّساء: الَّتِي كأَنَّ المَاء يجْرِي فِي وَجْهها، والمراقُّ: مَا سَفَل من البَطن عِنْد الصِّفَاق أَسفل السُّرَّة، ومَرَاقُّ الْإِبِل: أَرْفَاغُها، ومراقُّ الأُنْثَيينِ والأَرفاغ: مَا رَقَّ مِنْهَا وَمن المذاكير واحدُها مَرَقّ. وَفِي حَدِيث عائشةَ، أَنَّهَا وصفت اغتسال النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْجَنَابَة: وَأَنه بَدَأَ بِيَمِينِه فَغَسَلها، ثمَّ غَسَل مَرَاقَّهُ بِشمَالِهِ ويفيضُ عَلَيْهَا بِيَمينِه، فَإِذا أنقاها أهوَى بِيَدِهِ إِلَى الْحَائِط فَدَلكها ثمَّ أَفَاضَ عَلَيْهَا المَاء، والرَّقَاقُ: السَّيرُ السهل. وَقَالَ ذُو الرُّمة: بَاقٍ على الأيْنِ يُعْطِي إنْ رَفَقْتَ بِهِ مَعْجاً رَقاقاً وإنْ تَخْرُقْ بِهِ يَخِد وَقَالَ أَبُو عبيد: فرسٌ مُرِقٌّ، إِذا كَانَ حَافِرُهُ رَقِيقاً، وَبِه رَقَقٌ، وحِضْنا الرجل: رَقِيقاهُ. وَقَالَ مُزَاحم: أَصَابَ رَقِيقَيْه بِمَهْوٍ كَأَنَّهُ شُعَاعَةُ قَرْنِ الشَّمْس مُلْتهب النَّصْل وَقَالَ الأصمعيّ: رَقِيقَا النَّخْرَتَين: ناحِيتَاهُما، وَأنْشد: سَاطٍ إِذا ابْتَلّ رَقيقاهُ ندى وندى فِي مَوضِع نصب هَا هُنَا، وَمن

باب القاف واللام

أمثالهم: (عَنْ صَبُوح تُرَقِّقُ) يَقُول: تُرَقِّقُ كلامكَ وتُلَطِّفِهِ لِتُوجِب عَلَيْهِ الصّبُوحَ قَالَه رجلٌ لضيف نزل بِهِ لَيْلاً فَغَبَقَهُ فَرَقَّقَ الضيفُ لَهُ كَلَامه لِيُوجبَ الصّبوح من الغدِ. وروى هَذَا الْمثل عَن الشعبيّ أَنه قَالَه لرجل سَأَلَهُ عَن رجل قَبّل أمَّ امْرَأَتِه، فَقَالَ: حَرُمتْ عَلَيْهِ امرأَتُه، أَعَنْ صبُوحٍ تُرَقِّق. قَالَ أَبُو عبيد: كأنهُ اتّهَمَه بِمَا هُوَ أفحشُ من القُبْلَة. وَيُقَال: رَقَقْتُ لَهُ أَرِقُّ، إِذا رَحِمْتُه، ورَقَّ الشيءُ يَرِقُ، إِذا صارَ رَقِيقاً، وَيُقَال: مالٌ مُتَرَقرقٌ للسمنِ ومُتَرقْرِقٌ للهزَال، ومُتَرَقْرِقٌ لِأَن يرمدَ، أَي: متهيء لَهُ، تراهُ قد قَارب ذَلِك ودَنا لَهُ. (بَاب الْقَاف وَاللَّام) ق ل (قل لق لقلق: مستعملان) قل: قَالَ اللَّيْث: قَلَّ الشيءُ يقلُّ قِلّةً، فَهُوَ قليلٌ، وقُلالٌ، قَالَ: ورجلٌ قُلٌّ: قَصيرُ الجُثَّة. وَقَالَ غيرهُ: القلُّ من الرِّجَال: الخسيس الدَّنيءُ. وَمِنْه قَول الْأَعْشَى: وَمَا كُنْتُ قُلاً قبلَ ذَلِك أزْيبَا الأزيبُ: الدّعِيُّ. وَفِي الحَدِيث: (الرِّبَا وإنْ كَثُر فَهُوَ إِلَى قُلّ) أَي: إِلَى قِلّة. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة، وَأنْشد للبيد: كلُّ بني حُرَّةٍ مصيرهم قُلٌّ وإنْ أكْثَرَتْ من العَدَد قَالَ اللَّيْث: وقُلَّةُ كل شَيْء: رأسُه، وقُلّةُ الجَبَلِ: أَعْلَاهُ. وَفِي الحَدِيث: (إِذا بلغ المَاء قُلّتيْنِ لم يَحْمل خَبَثاً) . قَالَ أَبُو عبيدٍ فِي قَوْله: قُلتين: يَعْنِي هَذِه الحِبَابَ العِظامَ واحدتها قُلّة، وَهِي مَعْرُوفَة بالحجاز، وَقد تكون بِالشَّام، وَجَمعهَا قِلالٌ. وَقَالَ حسان: وأَقْفَرَ من حُضَّارِهِ وِرْدُ أهْلِه وَقد كَانَ يسقَى من قلال وحَنْتَمِ وَقَالَ الأخطل: يَمْشُونَ حول مكلَّمٍ قد كدّحت مَتْنَيْه حملُ حَنَاتمٍ وقِلاَل وَقَالَ أَبُو مَنْصُور: وَفِي حَدِيث آخر فِي ذِكر الْجنَّة ونبقِها مثلُ قِلال هجر وقِلال هَجَر، والأحْسَاء ونواحيها مَعْرُوفَة، وَقد رأَيتُها بالأحساء، فَالقلّةُ مِنْهَا تأخذُ مَزَادَةً من المَاء، وتملأ الرَّاوية قُلتَيْن، ورأيتهم بالأحساء يسمونها الخرُوس وَاحِدهَا خَرْسٌ، ورَأَيتُهُم يسمونها قِلالاً؛ لِأَنَّهَا

تُقَلُّ: أَي: ترفعُ وتحوَّلُ من مَكَان إِلَى مَكَان، إِذا فرغت من المَاء. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: أقلَّ الرجل الشيءَ واسْتَقَلَّه، إِذا احْتملَهُ، واستقلّ الطائرُ: إِذا نهضَ للطيرَان، واستقل النَّبَات: أناف، واستقل القومُ: إِذا احتملوا ظاعنين. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {حَتَّى إِذَآ أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً} (الْأَعْرَاف: 57) ، أَي: حملتْ. وَقَالَ ابْن هانىء عَن أبي زيد يُقَال: مَا كَانَ من ذَلكَ قِلِيلةٌ وَلَا كثيرةٌ، وَمَا أخذتُ مِنْهُ قَليلةً وَلَا كَثِيرَة، فِي معنى لم آخذ مِنْهُ شَيْئا، وَإِنَّمَا تدخل الْهَاء فِي النَّفْي. وَقَالَ الله جلّ وَعز: {فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ} (الْبَقَرَة: 88) ، و: {اللَّهِ قَلِيلاً مَّا} (النَّمْل: 62) ، نصب قَلِيلا فِي الْآيَتَيْنِ بِالْفِعْلِ الْمُؤخر، أَرَادَ يُؤمنُونَ إِيمَانًا قَلِيلا، ويذكرُون تذكُّراً قَلِيلا، وَمَا: صلَة مُؤَكدَة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَلَّ إِذا رَفَع، وقَلّ إِذا علا. وَقَالَ الفراءُ: القَلّةُ: النّهضةُ من عِلّة أَو فقر بفَتح الْقَاف. وَقَالَ ابْن السّكيت: القِلُّ: الرعدةُ، يُقَال: أخذهُ قِلٌّ، إِذا أُرعدَ من الغَضَب، وَيُقَال للرجلِ إِذا غضب قد استُقلّ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: قَبِيعَةُ السَّيْف: قُلَّته، وسيفٌ مقلَّلٌ، إِذا كَانَت لَهُ قبِيعةٌ. وَقَالَ أَبُو كَبِير الهذليّ، أَو غَيره من شعراء هُذَيْل: وكُنا إِذا مَا الحربُ ضُرِّس نَابُها نقوِّمها بالمشْرفيِّ المقَلّلِ وَقَالَ أَبُو زيد: قاللْتُ لفلانٍ وَذَلِكَ إِذا قَلَّلْتَ مَا أَعْطيته، وتقاللتُ مَا أَعْطَانِي، أَي اسْتَقْللْتُه، وتكاثرته، أَي: استكثرته. وَقَالَ اللَّيْث: القَلْقَلَةُ والتّقَلْقُلُ: قلَّة الثُّبُوت فِي الْمَكَان، والمسمار السّلِسُ يتقلقلُ فِي مَوْضِعه، إِذا قلِقَ، وفرسٌ قُلْقُلٌ: جوادٌ سريعٌ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أَبي الْهَيْثَم، أَنه قَالَ: رجل قُلْقُلٌ بُلْبُلٌ، إِذا كَانَ زوْلاً خَفِيفا ظريفاً والجميع قلاقلُ وبلابلُ، والقَلْقَلَة: شدّة اضْطِرَاب الشَّيْء فِي تحركه، وَهُوَ يَتَقَلْقَلُ، ويَتَلَقْلَقُ بِمَعْنى وَاحِد. وَأنْشد: إِذا مضتْ فِيهِ السِّياط الْمُشَّقُ شبهَ الأفاعي خيفةً تلقلقُ وَقَالَ أَبو عبيد فِي بَاب المقلوب: قلقلْتُ الشيءَ، ولَقْلَقْتُهُ بِمَعْنى وَاحِد. والقَوْقَلُ: ذكر الحَجَل. وَقَالَ الراجز: تمشي بِجَهْم مثل قوقل الحجل نعم غلاف العائر الضخم المِتَلّ والنعمان بن قَوْقَلٍ: رجلٌ من الْأَنْصَار،

روى عَنهُ جَابر بن عبد الله حَدِيثا. وَقَالَ اللَّيْث: القِلْقِلُ لَهُ حب أَسود عِظَام تُؤْكَل. وَأَنشد: جُعَارُها فِي الصَّيف حبُّ القِلْقِلِ وَمن أمثالهم: (دَقّكَ بالمِنْحازحبَّ القِلْقِل) ، هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عبيد عَن أَصْحَابه، قَالَ: والقِلْقِلُ: حَبٌّ صلبٌ. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم: أَنه قَالَ الصَّوَاب: دَقّك بالمنحازِحَبّ الفُلفُل، وَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ حَبُّ المرَق، وَأما حب القِلقِل، فإنهُ لَا يُدَقّ. قَالَ أَبُو مَنْصُور: والقُلْقُلانُ والقُلاقِلُ، نبتٌ لثمرهِ أَكْمامٌ، إِذا يَبسَتْ تَقَلقَلَ حَبها فِي جوفها عِنْد تحريكِ الرِّياح إِيَّاهَا. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: كأَن صَوت حليها إِذا انْجفل هَز ريَاح قلقلانا قد ذبل وَقَالَ اللَّيْث: القلقلانيُّ، كالفَاختة، ورجلٌ قَلْقال: صَاحب أسفار، وتقلقل فِي الْبِلَاد: تقلَّبَ فِيهَا. القلق ألاّ يستقرّ الشيءُ فِي مكانٍ وَاحِد، وَقد أقلقتهُ فقلقَ، والقلقيُّ ضربٌ من اللُّؤلُؤ، وَقيل: هُوَ من القلائِدِ المنْظُومَةِ باللُّؤْلُؤ. وَقَالَ عَلْقَمَة: محَالٌ كأجْوازِ الجَرادِ ولُؤْلؤٌ من الْقَلَقيِّ والكَبِيسِ الْمُلَوَّب لق: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ: اللَّقَقَة: الحُفَرُ المضَيَّقَةُ الرُّؤوس، واللَّقَقَةُ: الضَّارِبون عُيُون النَّاس براحاتِهمْ. وَقَالَ غَيره: الخقُّ واللَّقُ: الصَّدعُ فِي الأَرْض، وَكتب بعض الْخُلفَاء إِلَى عاملٍ لَهُ: لَا تَدع فِي ضَيْعَتنَا خَقّاً إِلَّا زرعْتَهُ. وَقَالَ أَبُو زيد: لَقَقْتُ عينه أَلُقُّها لَقّاً وَهُوَ ضرب العيْنِ بالكفِّ خَاصَّة وَمثله لمقته لمْقاً. لقلق: قَالَ شمر: اللَّقْلَقَةُ: إعجالُ الْإِنْسَان لِسَانه حَتَّى لَا ينْطق عَلَى وقَارٍ وتَثَبُّتٍ، وَكَذَلِكَ النظرُ إِذا كَانَ سَرِيعا دائِباً، وَمِنْه قَول امرىء القَيْسِ: وجَلاَّهَا بِطَرْف مُلَقْلَقٍ أَي: سريع لَا يَفْتُرُ ذكاءً، قَالَ: والحَيَّةُ تُلَقْلِقُ إِذا أدامت تَحْرِيك لَحْيَيْهَا وَإِخْرَاج لِسانها وَأنْشد: مثلُ الأفاعي خِيفَةً تُلَقْلِقُ وَقَالَ اللَّيْث: اللَّقْلاَقُ طائرٌ أعْجمي، واللَّقْلاَقُ: الصَّوْت وَكَذَلِكَ اللَّقْلَقَةُ وَنَحْو ذَلِك. قَالَ أَبُو عبيد وَأنْشد: وكَثُرَ الضّجَاج واللَّقْلاَقُ قَالَ: واللَّقْلَقُ: اللِّسَان، وروِي عَن بَعضهم أَنه قَالَ: من وُقِي شَرَّ لَقْلَقِهِ وقَبْقَبِهِ

باب القاف والنون

وذَبْذَبِهِ فقد وُقِيَ، فلَقْلَقُهُ لسانُهُ وقَبْقَبُهُ بطنُهُ وذَبْذَبهُ فَرْجهُ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: رجلٌ مُلَقْلقٌ: حادٌّ لَا يَقِر فِي مَكَانَهُ، واللَّقْلَقَةُ: تقطيعُ الصوتِ، وَهِي الْوَلْوَلَةُ، وَأنْشد: إِذا هُنَّ ذُكِّرْنَ الحَيَاءَ معَ التُّقى وَثَبْنَ مُرِنَّاتٍ لَهُنَّ لَقَالِقُ (بَاب الْقَاف وَالنُّون) ق ن (قنّ نقّ: مستعملان) . قن: قَالَ اللَّيْث: القِنُّ: العَبْدُ للتَّعْبِيدةِ وَالْجمع الأقْنانُ وَهُوَ إِذا ملَكْتهُ وأبويْهِ، يُقَال مِنْهُ: أمةٌ قِنٌّ وعَبْدٌ قِنٌّ، وَكَذَلِكَ الِاثْنَان والجميعُ. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي، قَالَ: العَبْدُ القِنُّ الَّذِي مُلِك هُوَ وَأَبَوَاهُ، وَأَخْبرنِي المُنْذِري عَن أبي طَالب أَنه قَالَ قَوْلهم عَبْدٌ قِنٌّ. قَالَ الْأَصْمَعِي: الْقِنُّ الَّذِي كَانَ أَبوهُ مَمْلُوكا لِمَوالِيهِ، فَإِذا لم يكن كَذَلِك فَهُوَ عَبْدُ مَمْلكَةٍ وكأنَّ الْقِنَّ مأخوذٌ من الْقِنْيةِ وَهِي الْمِلْكُ. قَالَ أَبُو مَنْصُور: وَذَلِكَ مثلُ الضِّحِّ وَهُوَ نور الشَّمْس الْمشرق على الأَرْض، وَأَصله ضِحْيٌ، وَقد ضَحِيَ للشمس إِذا بَرَزَ لَهَا وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب أَنه قَالَ: عَبْدٌ قِنٌّ، مُلك، هُوَ وأبواهُ من القُنَانِ وَهُوَ الكُمُّ يَقُول كَأَنَّهُ فِي كُمِّهِ هُوَ وأَبَوَيْه، وَقيل: هُوَ من الْقِنْيَةِ إِلَّا أَنه يُبدل. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: عبدٌ قِنٌّ: خالِصُ العُبُودَةِ وقِنٌّ بَين القُنونَةِ والقنَانَةِ، وقِنٌّ وقِنَّان وأَقْنَانٌ، وَغَيرهُ لَا يُثنِّيهِ وَلَا يجمعُهُ وَلَا يؤنثُهُ. أَبُو عبيد عَن الفرَّاء: هُوَ قُنُّ القَمِيصِ وقُنَانُه وَهُوَ الْكُمُّ. وَقَالَ غَيره: قُنَّةُ الجَبل وَقُلَّتُهُ أعْلاه، والجميع القُنَنُ والقُلَلُ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: القِنّةُ: القُوَّة من قوى حَبْلِ اللّيفِ، وَجَمعهَا قِنَنٌ. وَقَالَ: وأنشدنا الْقَعْقَاع اليشكريُّ: يصْفَحُ لِلقِنّةِ وَجْهاً جَأْباً صَفْحَ ذِرَاعَيْهِ لِعَظْمٍ كلْبا قَالَ أَبُو مَنْصُور: وقَنَانٌ اسمُ جبلٍ بأعْلَى نجدٍ، وَابْن قَنان رجلٌ من الأعْرابِ. شمرٌ عَن الْأَصْمَعِي: القُنَّةُ هِيَ نَحْو القَارةِ وَجَمعهَا قِنَانٌ، وَيُقَال: القُنّةُ: الأكمَة المُلَمْلَمة الرَّأْس وَهِي القارة لَا تُنْبِتُ شَيْئا. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: اقتَنَّ الشيءُ إِذا انْتَصَب يَقتَنُّ اقتِناناً، وَأنْشد: والرَّحْل يَقْتَنُّ اقْتِنانَ الأعْصم وَيُقَال: اقْتِنَانُ الرّحْلِ لُزُومه ظهر الْبَعِير. وَقَالَ اللحياني: اقْتَنَنَّا قِنّاً أَي: اتخذنَاهُ

باب القاف والفاء

وَإنَّهُ لَقِنٌّ بَين القَنَانَةِ، ابْن الْأَعرَابِي: التّقنِينُ: الضّرْبُ بِالقنِّينِ وَهُوَ الطُّنْبُورُ بالحبشيّةِ والكوبَة الطَّبْلُ وَيُقَال: النَّرْدُ. وَقَالَ اللَّيْث: القِنِّينَة وعاءٌ يُتّخذ من خَيْزُرَان أَو قضبانٍ قد فُصل دَاخلهُ بحواجز بَين مَوَاضِع الآنِيَة عَلَى صِيغة القَشْوةِ، والقِنِّينة من الزّجاج معروفةٌ وجمعُها القنَاني، وَفِي الحَدِيث: (إِن الله حرم الْخمر والكوبة والقنين) ، والقُنانُ: ريحُ الْإِبِط أَشدُّ مَا يكون. قَالَ أَبُو مَنْصُور: هُوَ مثل الصُّنان سَوَاء وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القُناقِنُ: البصيرُ باسْتِنباط الْمِيَاه، وَجمعه قَنَاقِنُ وَأنْشد للطرماح يصف الْوَحْش: يُخَافِتْنَ بعض المضْغِ من خشيَةِ الرّدَى ويُنْصتْنَ لِلسَّمع انْتصاتَ القَناقِنِ وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ القِنْقِنُ والقُناقِن وَجَاء فِي حَدِيث يرويهِ عبد الله بن عمر: (أَن اللَّهَ حرم الْخمر والكوبةَ والقِنِّينَ) . قَالَ القتيبيُّ: القِنِّينُ لُعْبَةٌ للرومِ يَتَقامرون بهَا. نق: قَالَ اللَّيْث: النَّقيقُ والنّقنَقَة من أصوات الضّفادِع يَفصلُ بَينهمَا المدُّ والترجيعُ، قَالَ: والنِّقنِقُ: الطَّائِر، والدَّجاجة تُنَقنِقُ للبيض وَلا تنِقُّ لأنّها تُرجِّع فِي صوْتِها. وَقَالَ غَيره: نَقَّتْ الدَّجاجة ونَقْنَقَتْ. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: نَقْنَقَتْ عينه نَقْنَقةً إِذا غَارتْ. قَالَ أَبُو عبيد: والضفَادعُ والعقرَبُ تَنِقُّ. قَالَ جريرٌ: كأَنَّ نَقِيقَ الحبِّ فِي حاويائهِ فحيحُ الأفاعِي أَو نقِيقُ العَقَارِب وَمن أمثالِ العربِ فِي بابِ أفعلَ هُوَ أرْوى من النَّقَّاقَةِ، وَهِي ضفادِعُ المَاء تَنِقُّ فِيهِ. (بَاب الْقَاف وَالْفَاء) ق ف (قفّ فقّ: مستعملان) . قف: قَالَ اللَّيْث: القُفَّة كهيئةِ القَرْعة تُتخذُ من خُوصٍ. وَيُقَال: شيخٌ كالْقُفَّةِ، وعَجوزٌ كالْقُفةِ، وَأنْشد: كل عَجوزٍ رَأسهَا كالقُفَّةِ وَرَوَاهُ أَبُو عبيد كالكُفَّةِ. قَالَ اللَّيْث: واستقَفَّ الشّيخُ إِذا انضمَّ وتَشَنَّجَ. قَالَ أَبُو مَنْصُور: والقُفَّةُ: شَجرة مُستديرةٌ ترتَفعُ عَن وَجه الأَرْض بِقدر شهرٍ وتَيبَسُ فَشبِّهَ بهَا الشيخُ إِذا عَسَا. وَيُقَال: كأَنه قُفَّةٌ. القَفُّ بفتحِ القافِ، مَا يَبسَ من البُقولِ البَرِّيَّةِ وتناثر فَالْمَال يرعاه ويَسْمَنُ عَلَيْهِ. يُقَال لَهُ: القَفُّ والقَفيفُ والقَميمُ.

وَقَالَ أَبُو عبيد: القُفْعَةُ مثل القُفَّةِ من الخُوصِ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: يُقَال: لما يَبِسَ من أحْرارِ البُقولِ، وذكورها القَفُّ والقَفيفُ. وروى أَبُو رَجاءٍ العطارديّ أَنه قَالَ: يَأْتوننِي فَيحملوننِي كأَنني قُفَّةٌ حَتَّى يضعُوني فِي مقَام الإِمَام فَأَقْرَأ بهمُ الثَّلَاثِينَ وَالْأَرْبَعِينَ فِي ركعةٍ. وَقَالَ ابْن السّكيت فِي قَوْلهم: كبر حَتَّى صَار كَأَنَّهُ قُفَّةٌ وَهِي الشجرةُ الباليةُ الْيَابِسَة. قلت: الشجرةُ الْيَابِسَة يُقَال لَهَا القَفَّة بِفَتْح الْقَاف، وأَمَّا القَفّةُ فَهِيَ القَفْعَةُ من الخوص، يضيق رَأسهَا، وَيجْعَل لَهَا عُرى تعلق بهَا فِي آخِرَة الرَّحْل شُبِّه الشَّيْخ الْكَبِير بهَا لاجتماعه أَو تَقَبُّضِه. قَالَ أَبُو مَنْصُور: وَجَائِز أَن يشبَّه الشَّيْخ إِذا اجتمعَ خَلقهُ بِقفَّةِ الخوص وَهِي كالقرعة يجعلُ لَهَا مَعاليقُ تعلق بهَا من رَأس الرحلِ يضع الرَّاكِب فِيهَا زَادَهُ وَتَكون مُقَوَّرَة ضَيِّقَةَ الرَّأسِ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: أقَفّتِ الدّجاجةُ: إِذا أقْطعَتْ وانقَطعَ بيضُهَا. قَالَ: وَقَالَ الْكسَائي: أقَفّتِ الدّجاجَةُ إقْفافاً: إِذا جَمَعَتِ البيضَ. وَقَالَ أَبُو زيد: أَقَفّتْ عَينُ الْمَرِيض إقْفافاً: إِذا ذَهَبَ دَمعها وارْتَفَعَ سَوادُهَا. وَقَالَ اللَّيْث: القُفُّ: مَا ارتفعَ من مُتُونِ الأَرْض وصَلبتْ حِجارتهُ، والجميع قِفافٌ. وَقَالَ شمر: القُفُّ: مَا ارْتَفع من الأرضِ وغَلظ وَلم يبلغ أَن يكونَ جَبلاً. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: القُفُّ: حِجارةٌ غاص بَعْضهَا ببعضٍ حمرٌ لَا يخالطها من اللين والسُّهولةِ شَيْء، وَهُوَ جَبلٌ غير أَنه لَيْسَ بطويلٍ فِي السَّمَاء فِيهِ إشْرَافٌ على مَا حوْلَهُ وَمَا أشرفَ مِنْهُ عَلَى الأَرْض حِجارةٌ تحتَ تِلْكَ الْحِجَارَة أَيْضا حجارةٌ قَالَ: وَلَا تلقى قُفّاً إِلَّا وَفِيه حجارةٌ متقلِّعَةٌ عظامٌ مثلُ الْإِبِل البُرُوكِ وَأعظم وصِغارٌ. قَالَ: ورُب قُفَ حجارتهُ فنادِيرُ أَمْثَال الْبيُوت. قَالَ: وَيكون فِي القُفِّ رياضٌ وقِيعانٌ والرَّوضَةُ حينئذٍ من القُفِّ الَّذِي هِيَ فِيهِ، وَلَو ذَهَبت تَحفُرُ فِيهَا لغلبَتْك كَثْرَة حجارتها، وَهِي إِذا رَأَيْتهَا رَأَيتها طيناً، وَهِي تنبتُ وتُعْشِبُ، وإنهَا قُف القَفِّ حجارتهُ. وَقَالَ رُؤبةَ: وقُفُّ أقْفافٍ ورَمْلٍ بَحوْنٍ قلت: وقِفافُ الصَّمَّان على هَذِه الصّفة وَهِي بلادٌ عَرِيضةٌ واسعةٌ فِيهَا رياضٌ وقيعانٌ وسُلقان كَثِيرَة وَإِذا أخْصبَتْ رَبّعتِ الْعَرَب جَمِيعًا بِكَثْرَة مرابعها، وَهِي من

باب القاف والباء

حُزونِ نجْدٍ. وَقَالَ اللَّيْث: والقُفّةُ: بُنَّة الفأس. قَالَ: بُنّةُ الفأسِ، أَصْلهَا الَّذِي فِيهِ فُرْتهَا الَّذِي يَجْعَل فِيهِ فعالها. وَقَالَ اللَّيْث: والقَفْقفةُ: اضْطِرَاب الحنكين واصطكاكُ الْأَسْنَان من بَرْدٍ أَو غَيره. قَالَ: والقُفَّةُ: الرِّعْدَةُ، والقَفّانُ: الجماعةُ. وَفِي حَدِيث عمر: أَن حُذَيْفَة قَالَ لَهُ: إِنَّك تستعين بِالرجلِ الفاجِر فَقَالَ: إِنِّي أسْتعينُ بِقوتِهِ ثمَّ أكون على قَفَّانِهِ. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: قَفَّانُ كل شَيْء جمَاعه واسْتقْصاءُ مَعْرفتهِ، يَقُول: أكون على تَتبُّع أمره حَتَّى أسْتقْصي علمه وأَعرفهُ. قَالَ أَبُو عبيد: وَلَا أَحسب هَذِه الْكَلِمَة عَرَبِيَّة، وَإِنَّمَا أَصْلهَا قبَّانٌ، وَمِنْه قَول الْعَامَّة: فلانٌ قبانٌ على فلانٍ إِذا كَانَ بمنزلةِ الْأمين عَلَيْهِ والرئيس الَّذِي يَتتبعُ أمره ويحاسبُهُ، وَلِهَذَا قيل لهَذَا الْمِيزَان الَّذِي يقالُ لهُ القبَّانُ قَبَّانٌ، وقَفْقفَا الطَّائِر جَنَاحاهُ. وَقَالَ ابْن أَحْمَر: يَظَلُّ يَحُفُّهنَّ بِقَفْقَفَيْهِ ويَلْحَفُهُنَّ هَفْهَافاً ثخينا يصف ظليماً حَضنَ بيضهُ وقَفقفَ عَلَيْهِ بجناحيهِ عِنْد الحضان. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: تَقَفقفَ من الْبرد وتَرَفرف بِمَعْنى واحدٍ. ابْن شُمَيْل: القفَّة رعدةٌ تَأْخُذ من الْحمى. أَبُو عبيد يُقَال للجبان إِذا فزع قد قفّ مِنْهُ شعره: إِذا قَامَ من الْفَزع، وَمثله قد اقْشعرتْ مِنْهُ ذوائبه ودوائره. فق: قَالَ اللَّيْث: الفَقُّ والانْفقاق: الانفراجُ. يُقَال: انفَقَّتْ عَوَّةُ الْكلبِ إِذا انْفرجتْ. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: فقَقْتُ الشيءَ إِذا فَتحته. وَقَالَ اللَّيْث: الفقفقةُ حِكَايَة عوّاتِ الْكلاب. أَبُو عبيد عَن الْفراء: رجلٌ فَقْفَاقٌ، أَي: مخلَّطٌ. وَقَالَ شمر: رجلٌ فقاقةٌ، أَي: أَحمَق. وروى ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: رجلٌ فقاقةٌ مخفَّفُ الْقَاف، أَي: أَحمَق، قَالَ: والفَقَقَةُ الحَمْقى، قَالَ: وفقفقَ الرجلُ إِذا افتقرَ فقرا مُدْقِعاً. (بَاب الْقَاف وَالْبَاء) ق ب (قبّ بقّ: مستعملان) . قب: القَبُّ: ضربٌ من اللُّجُمِ أصعَبُها وَأَعْظَمهَا، وَيُقَال لشيخ القومِ قَبُّ الْقَوْم. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: القَبُّ هُوَ الْخَرْقُ

الَّذِي فِي وسط البَكرَةِ وَله أَسْنَان من خشب. قَالَ: وَتسَمى الْخَشَبَة الَّتِي فَوق أسنانِ المحالة القَبَّ وَهِي البكرة. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: عَلَيْك بالقَبِّ الأكبرِ يريدونَ الرأسَ الْأَكْبَر. ابْن هانىءٍ عَن أبي عُبَيْدَة: قِبُّ الإسْتِ وَهُوَ العُصْعُصُ. وَقَالَ اللَّيْث: الزق قبك بِالْأَرْضِ، وَقَالَ وقَبُّ الدُّبُر مفرج مَا بَين الألْيَتَيْنِ. أَبُو عبيد: القَبُّ مَا يُدْخَلُ فِي جيبِ القميصِ من الرّقاع. وَقَالَ شمر: الرأسُ الأكبرُ يرادُ بهِ الرَّئيسُ، يُقَال: فلانٌ قَبُّ بني فلانٍ، أَي: رئيسهم. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: مَا سمعنَا العامَ قابَّةً يَعْنِي الرعدَ. وَقَالَ ابْن السّكيت: مَا أصابتنا العامَ قابَّةٌ، وَيَقُول: هُوَ الرَّعدُ، وَإِنَّمَا هُوَ: مَا وقعتِ العامَ ثَم قابَّةٌ. وَقَالَ اللَّيْث مَا قَالَ ابْن السّكيت، وَلكنه قالهُ بِغَيْر حرف الجَحْدِ، وَقَالَ: أَصَابَتْهُم العامَ قابَّةٌ أَي شيءٌ من الْمَطَر. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: قَبَّ التمرُ يَقِبُّ قُبُوباً إِذا يبسَ وَكَذَلِكَ الجرحُ، وقبَّ الأسدُ يَقِبُّ قَبيباً إِذا سَمِعت قَعْقَعَةَ أنيابِه، وَقد اقْتَبَّ فلانٌ يَد فلانٍ اقتِباباً إِذا قطعهَا. وَقَالَ أَبُو عبيد: القبقبةُ صوتُ جوفِ الفرسِ وَهُوَ القَبيبُ، وَقيل للبطنِ قَبْقَبٌ لِقَبْقَتِهِ، وَهِي حِكَايَة صوتِ الْبَطن، والأقَبُّ الضامرُ، والمرأةُ قَبَّاء وَالْجمع قُبٌّ. وَقَالَ أَبُو نصر: سمعتُ الْأَصْمَعِي يَقُول: رُوِي عَن عمر أَنه ضَرَبَ رجلا فَقَالَ: إِذا قَبَّ ظهرهُ فردُّوهُ إليَّ. قَالَ: وقَبَّ ظهرُهُ يقُبُّ قُبوباً، إِذا ضُرب بالسوْط وَغَيره، فَجَفَّ فَذَلِك القُبُوب. وقبقبَ الفحلُ: إِذا هدرَ قبقبةً. وَقَالَ اللَّيْث: قَبَّ اللحمُ يَقِبُّ: إِذا ذهبت نُدُوَّتُهُ وطراوته. وَقَالَ خَالِد بن صَفْوَان لِابْنِهِ وَهُوَ يعاتبه: لَا تُفْلِحُ العامَ وَلَا قابِلَ وَلَا قابَّ وَلَا قُباقِب وَلَا مُقَبْقِبَ، وكل كلمةٍ مِنْهَا لسنةٍ بعد سنة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: القَبْقَابُ: الكذّابُ، قَالَ: والقبقابُ: الخرَزَةُ الَّتِي تُصْقَلُ بهَا الثِّيَاب. عَمْرو عَن أَبِيه: قَبْقَبَ إِذا حَمُقَ. وَقَالَ اللَّيْث: القَبَبُ: دِقَّةُ الخَصْر. وَأنْشد فِي وصف فرس: اليدّ سابحةٌ والرّجْلُ طامحة والعينُ قارِحةٌ والبطنُ مَقْبُوب أَي: قُبَّ بطنُه، وَالْفِعْل: قَبَّه يَقُبُّه قَبّاً، وَهُوَ شدَّة الدَّمْج للاستدارة، والنعتُ أقَبّ

ُ وقَبَّاء. وَيُقَال لِلْبَصْرَةِ: قُبَّة الْإِسْلَام، وَيُقَال: قَبَّبْتُ قُبَّةً أُقَبِّبُها تقبيباً، إِذا بنيتها. وَقَالَ غَيره: القُباب: ضَرب من السّمك يشبه الكَنْعَد. وَقَالَ جرير: لَا تَحْسِبنّ مِراسَ الحربِ إِن خطرت أكلَ القُباب وأَدْم الرُّغْف بالصير وَسمعت أَعْرَابِيًا ينشد فِي جاريةٍ تسمى لَعْسَاء: لَعْساءُ يَا ذاتَ الحِرِ القبقاب فسألتهُ عَن القبقابِ فَقَالَ: هُوَ الْوَاسِع المسترخي الَّذِي يُقَبْقِبُ عِنْد الْإِيلَاج. وَقَالَ الفرزدق: لَكَمْ طَلَّقْت فِي قيس عيلانَ من حِرٍ وَقد كانَ قَبْقَاباً رِماحُ الأراقِمِ وَسُئِلَ أَحْمد بن يحيى عَن تَفْسِير حَدِيث رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (خيرُ الناسِ القُبِّيّونَ) فَقَالَ: إِن صَحَّ الخبرُ فهُم الَّذين يَسْرُدُونَ الصَّومَ حَتَّى تضمُرُ بطونُهُم. قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: قَبَّ إِذا ضُمِّرَ للسِّباق، وقَبَّ إِذا جفَّ. قَالَ: والقبقبُ: سَيرٌ يدورُ على القَرَبُوسَيْنِ كليهمَا. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: القَبْقَبُ عِنْد العربِ خشبُ السَّرْجِ وَعند المولدين سيرٌ يعترضُ وَرَاء القَرَبوسِ الْمُؤخر. وَأنْشد غَيره: يَزِلَ لِبْدُ القَبْقَب المركاح عَن مَتنِهِ من زَلَقٍ رَشّاح فجعلَ السَّرْجَ نفسهُ قبقباً كَمَا يسمونَ النَّبْلَ ضَالًّا والقوسَ شَوْحَطاً. بق: قَالَ اللَّيْث: البَقّ: عظامُ البعوضِ الْوَاحِدَة بَقَّةٌ. وَقَالَ رؤبة: يَمْصَعْنَ بالأذنابِ من لوحٍ وبَقّ اللَّوْح: الْعَطش هَا هُنَا. قَالَ: والبَقاقُ إِسْقَاط مَتَاع الْبَيْت، قَالَ: وبلغنا أَن عَالما من علماءِ بني إِسْرَائِيل وضعَ للناسِ سبعين كتابا فِي الأحكامِ وصُنُوفِ الْعلم فأَوحى اللَّهُ إِلَى نبيَ من أَنْبِيَائهمْ أَن قُلْ لفلانٍ إِنك قد ملأتَ الأرضَ بَقاقاً وَإِن اللَّهَ لم يقبل من بَقاقِكَ شَيْئا. قَالَ أَبُو مَنْصُور: البقاقُ كثرةُ الْكَلَام. وَقَالَ أَبُو عبيد: يُقَال: بَقَّ الرجلُ وأبَقَّ إِذا كثر كَلَامه. قَالَ: وَأنْشد الْأَصْمَعِي: وَقد أقودُ بالدّوَي المُزَمَّلِ أخْرَسَ فِي السّفرِ بَقاق الْمنزل يَقُول: إِذا سَافر فَلَا بَيَان لَهُ وَلَا لِسَان وإِذا أَقَامَ بالمنزل كثر كَلَامه. فَمَعنى الحَدِيث: أنَّ الله لم يقبل مِمَّا أَكثر

باب القاف والميم

من كَلَامه شَيْئا. وَقَالَ اللَّيْث: البَقْبَقَةُ حكايةُ صوْتٍ كَمَا يُبَقْبِقُ الْكوز فِي الماءِ، ويقالُ للرَّجُلِ الْكثير الْكَلَام بَقْبَاقٌ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أبَقَّ وَلدُ فلَان إبقاقاً إِذا كَثُرُوا، وبَقَّ النَّبْتُ بقوقاً وذَلك حِين يطلعُ، وأبقَّ الْوَادي إِذا طَلعَ نَبَاته. وَأما قَول الرَّاعِي: رَعَتْ مِنْ خُفافٍ حينَ بقَّ عِيابهُ وَحَلَّ الرَّوَايَا كل أَسْحَمَ ماطِرِ قَالَ بَعضهم: بقَّ عيابهُ أَي: نشرها وبَقَّ فلانٌ مَاله أَي فَرقَهُ. وَقَالَ الرَّاجزُ: أمْ كَتَمَ الفَضلَ الَّذِي قد بقَّهُ فِي المسلمينَ جِلَّهُ وَدِقَّهُ وَيُقَال: بَقْبَقَ عَلَينَا الكلامَ أيْ فَرَّقَهُ، وبَقَّةُ اسمُ امرأةٍ، وَأنْشد الْأَحْمَر: يَوْمُ أدِيم بَقةَ الشَّرِيم أفضلُ مِنْ يَوْم احلقي وقومي يريدُ بقولهِ: احلقي وقومي الشِّدَّة، وبقَّةُ اسمُ موضعٍ بِعَيْنِه. وَمِنْه قَوْلهم فِي ترقيص الصَّبِي: ترقَّ عَيْنَ بقَهْ. . حُزُقَّةً حُزُقَّهْ قيل: عين بقَّة اسْم قصر أوْ حِصْنٍ، أَرَادَت أَن تَقول لَهُ: إرْقَ عَيْن بقَّه، أَي: اصْعَدْ إِلَى أعْلاها، وَقيل: نَاغَتْهُ بِهَذَا فشبهته بِعَين البقَّة لصِغَر جثته. وَأما قَول الشَّاعِر: ألم تَسْمَعَا بالبَقَّتَيْن المناديا فإنَّهُ أرَادَ بالبقتين الْحصن الْمَعْرُوف فثنّاه. كَمَا قَالَ: ومَهْمَهَين قذفين مَرتين قَطَعْنَهُ بالأمِّ لَا بالسمتَين وَرُبمَا ثنى فقيلَ البَقّتينِ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: البَقَقَةُ الثّرْثارُونَ. قَالَ: وكنتُ إِذا أتيتُ العُقيْليَّ لم يتكلمْ بشيءٍ إِلَّا كتبتُهُ. فَقَالَ: مَا تَرَكَ عِنْدِي قابَّةً إِلَّا اقتبها وَلَا نُقارَةً إِلَّا انْتَقَرَها. (بَاب الْقَاف وَالْمِيم) ق م (قمّ مقّ: مستعملان) . قُم: قَالَ اللَّيْث: القَمُّ مَا يُقَمُّ من قماماتِ القماش فيجمعُ والمِقَمَّةُ مِرَمَّة الشاةِ تلُفُّ بهَا ماأصابتْ على وَجه الأرضِ تأكلُه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: للغَنَمِ مقامُّ واحدتها: مِقَمَّةٌ، وللخيلِ الجحافل، وَهِي الشفَةُ للْإنْسَان. وَقَالَ الأصمعيُّ: يُقَال: مِقَمّةٌ ومِرَمةٌ لفم الشَّاة.

قَالَ: وَمن الْعَرَب من يَقُول: مَقمَّةٌ ومَرَمَّةٌ قَالَ: وَهِي مِنَ الكلبِ الزُّلقُومُ ومِنَ السبَاع الخطم، والمقَمّةُ: المكنسةُ. وَقَالَ اللَّيْث: القِمَّة رَأس الْإِنْسَان، وَأنْشد: ضَخْم الفريسةِ لَو أبصرتَ قِمَّتَهُ بَين الرِّجَال إِذا شبَّهتهُ الجَبَلا وَقَالَ الْأَصْمَعِي: القمةُ قمة الرأسِ وَهِي أعلاهُ، وَيُقَال: صَارَ القمرُ على قمة الرَّأس: إِذا صَار على حيالِ وسط الرَّأْس. قَالَ ذُو الرمة: وَرَدْتُ اعتسافاً والثُّريا كَأَنَّهَا على قمةِ الرَّأسِ ابنُ مَاء يحلقُ وقيلَ: القِمةُ شخص الإنسانِ إِذا كانَ قَائِما يُقَال: إِنَّه لحسنُ القمة على الرحل، وَيُقَال: ألْقى عَلَيْهِ قمتهُ أَي: بدَنه، وَيُقَال: فلانٌ حسنُ القامةِ والقمةِ والقُومية. قَالَ: وَيُقَال: قَمَّ بَيته وَهُوَ يقمهُ قَمّاً: إِذا كَنَسَهُ، والقمامَة: الكناسة، واقتم مَا على الخوانِ إِذا أكله كلهُ وَيُقَال: ألق قُمامَة بَيْتك على الطَّرِيق: أَي: كناسَة بيتكَ، وَيُقَال لَيبِيسِ البقل القميم. وَيُقَال: أقمَّ الفحلُ الإبلَ، وَهُوَ يقِمُّها إقماماً إِذا ضَرَبها كلهَا. قَالَ اللَّيْث: يُقَال فِي الشَّتم قمقم اللَّهُ عصب فلانٍ أَي: سلط الله عَلَيْهِ القَمقَام. وَقَالَ غَيره: قمقَم الله عصبه أَي يبسه حَتَّى يزمَنَ. وروى ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَمَّ إِذا جمعَ وقمّ إِذا جفَّ. قَالَ: وَقَوْلهمْ: قمقم اللَّهُ عصبهُ أَي قَمَّمه، أَي: جفّف عَصبَه. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: القمقام: الْعدَد الْكثير، والقمقم: السَّيِّد من الرِّجَال. وَقَالَ شمر: وَقع فلَان فِي قمقَامٍ من الأمرِ أَي: وقَع فِي شدَّة أمرٍ عظيمٍ كبيرٍ، والبحرُ القمقام أَيْضا، وَأنْشد: وغَرِقْت حِين وَقَعت فِي القَمقَام وَقَالَ الْأَصْمَعِي: القُراد أول مَا يكون وَهُوَ صَغِير لَا يكَاد يرى من صغره، يُقَال لَهُ قمقَامةٌ وَقَول رؤبة: من خرَّ فِي قمقَامِنا تقَمْقَما أَرَادَ من خَرَّ فِي عَدَدِنا، غُمرَ وغُلِبَ كَمَا يُغْمرَ الْوَاقِع فِي الْبَحْر الغِمْر. وَقَول العجاج: وقَمْقُمَانُ عددٍ قُمْقُم من الْقَمْقامِ الذِي هوَ معنَى العددِ الكثيرِ. وَقَالَ اللَّيْث: سيدٌ قَمْقامٌ وقماقِمٌ، وَذَلِكَ لِكَثْرَة خَيره وسعةِ فضلِه، والقُمقُمُ مَا يستقَى بِهِ من نحاسٍ. أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة، قَالَ: الْقُمقُمْ

بالروميةِ. وَأنْشد لعنترة: حش الْإِمَاء بِهِ جَوَانِب قُمقُم عَمْرو عَن أَبِيه: القِمْقِمُ: البُسْرُ اليابسُ، وَيُقَال: تَقَمَّمَ الفحلُ الناقةَ إِذا علاها وهيَ باركة ليضربَهَا وكذلكَ الرجلُ يَعلُو قرنهُ. وَقَالَ العجاج: يَقْتسرُ الأقرانَ بِالتَّقَمُّمِ وَقَالَ أَبُو زيد يُقَال فِي مثل: (أدْرِكني الْقُوَيْمَّةَ لَا تأْكُلُه الهوَيمَّةُ) أرادَ بالْقُويمةِ الصبيَّ الصغيرَ لَا يلفظُ مَا تقعُ عَلَيْهِ يَده وَرُبمَا وقعتْ على هامةٍ من الْهَوَام فَتَلسعُهُ. مق: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: المقَقَة: شراب النبيذِ قَلِيلا قَلِيلا. والمققة: الجداء الرضع، قَالَ: والمقَقَة: الْجُهَّال، قَالَ: ومَقَّقَ الرجلُ على عيالهِ إِذا ضيقَ عَلَيْهِم فقرا أَو بخلا، وَكَذَلِكَ أوَّقَ وقَوَّقَ. أَبُو عبيد عَن الْفراء: تمقَّقْتُ الشَّرَاب وتَمَزَّزْتُهُ إِذا شربتهُ قَلِيلا قَلِيلا قَالَ: والمقامِقُ الَّذِي يتكلَّم بأقصَى حَلْقِه. يُقَال مِنْهُ فِيهِ مَقْمَقَمةٌ، قَالَ: وامتقَّ الفصيل مَا فِي ضرعِ أمهِ وامتكَّهُ إِذا شربَ كل مَا فِيهِ من اللَّبن امْتِقاقاً وامْتِكاكاً، وَيُقَال: أصابهُ جرحٌ فَمَا تَمَقَّقَهُ: أَي: لمْ يُبالهِ ولمْ يَضُرَّهُ. وَقَالَ اللَّيْث: الطولُ الفاحشُ فِي دقةٍ ورجلٌ أمَقُّ وامرأةٌ مَقّاء. وَقَالَ النضرُ: فخذٌ مَقَّاءُ وَهِي المعرُوقةُ العاريةُ من اللحمِ الطويلةُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: المقُّ: الشقُّ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: المقَّاءُ من الْخَيل الواسعةُ الأرْفَاغ. وَأنْشد غيرهُ لِلرَّاعِي يصف نَاقَة: مَقَّاءُ مُنْفَتقُ الإبطينِ ماهرةٌ بالسَّوْمِ ناطَ يديهَا حارِكٌ سَنَدُ وَقَالَ الأصمعيُّ: الفرسُ الأمقُّ: الطويلُ. وَأنْشد أَبُو عَمْرو: ولي مُسْمِعان وَزَمَّارة وظلٌّ مديدٌ وحصنٌ أمَقّ أرادَ بالزَّمارَةِ الغلَّ وبالمُسْمَعيْنِ القَيدَيْنِ، وَهَذَا رجلٌ كَانَ حُبِسَ فِي سجنٍ شيد بِنَاؤُه وَهُوَ مُقَيّد مغلول فِيهِ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ يُقَال: زَقّ الطائرُ فرخهُ وَمَقَقّهُ وَمَجّهُ وغرَّه.

باب القاف والجيم

أَبْوَاب الثلاثي الصَّحِيح من حرف الْقَاف قَالَ اللَّيْث: أهملت القافُ والكافُ (و) وُجُوههمَا مَعَ مَا يليهما من سَائِر الحروفِ. (بَاب الْقَاف وَالْجِيم) ق ج ش ق ج ض ق ج ص: أهملت وجوهها. ق ج س اسْتعْمل من وجوهه: جسق. جسق: الجَوْسَقُ وَهُوَ دخيلٌ معرَّبٌ للحصنِ، وَأَصله كوشك بِالْفَارِسِيَّةِ. ق ج ز (اسْتعْمل من وجوهه) : جزق. جزق: الجَوْزَقُ وَهُوَ معربٌ للقطن. ق ج ط اسْتعْمل مِنْهُ: قطج. قطج: روى عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الْقَطْجُ: إحكام فَتْلِ الْقِطاجِ، وَهُوَ القَلْسُ. وَقَالَ فِي موضعٍ آخرَ: قَطَجَ إِذا اسْتَقَى من البِئرِ، بالقطاج. ق ج د مهمل. (ق ج ت ق ج ظ ق ج ذ ق ج ث: مهمل) . ق ج ر جرق: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: الْجَورَقُ: الظليمُ. قَالَ ثَعْلَب: وَمن قَالَه بِالْفَاءِ فقد صحفَ.

باب القاف والشين

ق ج ل (اسْتعْمل مِنْهُ) : جلق. جلق: قَالَ اللَّيْث: اسْتعْمل من وجوهه جِلّقُ اسمُ مَوضِع. قَالَ: وجُوَالقُ معرَّب، وغيرهُ يجمعُ الْجُوَالِقَ جَوَالِقَ. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أنّهُ قَالَ: جلق رَأسه، وجلطه إِذا حلقه، قَالَ: والجلَّقة النَّاقة الهرمة. وَحكى ابْن الْفرج عَن بعض الْعَرَب أَنه قَالَ: فتح الله عَلَيْك الْجَلَقَة والْجَلَعَةَ: أَي: المكشرَ. وَفِي (النَّوَادِر) : رجلٌ هزيلٌ جُرَاقَةٌ غلقٌ، والْجُراقَةُ والغلقُ الخَلْقُ. ق ج ن (اسْتعْمل مِنْهُ) : جنق قنج. جنق: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: الْجنُقُ: أَصْحَاب تَدْبِير المنْجَنِيق، يُقَال: جَنَقُوا يجْنِقُونَ جَنْقاً. وَقَالَ الفراءُ: سَمِعت أَعْرَابِيًا يقولُ: جَنَّقوهمْ بالمجانِيقِ تَجْنيقاً: إِذا رَمَوْهُمْ بأحجارِهَا. قنج: وقَنَّوْجٌ: هِيَ مدينةٌ بِنَاحِيَة الْهِنْد. ق ج ف مهمل. ق ج ب قبج: قَالَ اللَّيْث: استعملَ مِنْهُ القَبْجُ وهوَ معربٌ. ق ج م مهمل الْوُجُوه. (بَاب الْقَاف والشين) ق ش ض مهمل. ق ش ص اسْتعْمل مِنْهُ: (شقص) . شقص: قَالَ اللَّيْث: الشِّقصُ: طائفةٌ من الشَّيْء، تَقول: أعطاهُ شِقْصاً من مَاله. وَقَالَ الشافعيُّ فِي بَاب الشفعةِ فَإِن اشْترى شِقْصا من دَار، ومعناهُ: أَي اشْترى نَصِيبا مَعْلُوما غير مفروزٍ مثل سهم من سَهْمين أَو من عشرَة أسْهم. قَالَ أَبُو منصورٍ: وَإِذا فُرِزَ جازَ أَن يُسمى شِقْصاً، وتَشْقِيصُ الذبيحةِ تَعْضيتهَا وتفصيلُ أعضائها بَعْضهَا من بعض سهاماً معتدلة، وَرُوِيَ عَن الشّعبِيّ، أَنه قَالَ: من فعل كَذَا وَكَذَا فليشقّص الْخَنَازِير، يَقُول كَمَا أَن تشقيص الْخَنَازِير حرَام إِذا أُرِيد بِهِ البيع، كَذَلِك لَا يحلّ بيع الْخمر. وَيُقَال للقصابُ مشقّص. وَقَالَ اللَّيْث: المِشْقَصُ: سهمٌ فِيهِ نصلٌ عريضٌ يرْمى بِهِ الوحشُ.

قَالَ أَبُو مَنْصُور: وَهَذَا التَّفْسِير للمشقَصِ خلافُ مَا حفظ عَن الْعَرَب. روى أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ أَنه قَالَ: المِشْقَصُ مِن النِّصال الطويلُ وَلَيْسَ بالعريض، وَأما العريضُ من النِّصال فَهُوَ المِعْبَلَةُ وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح وَعَلِيهِ كَلَام الْعَرَب. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّقِيصُ فِي نَعْتِ الفَرس فَرَاهةٌ وجَوْدَةٌ، قلت: لَا أَعرف الشَّقِيص فِي نعْت الخيْل وَلَا أَدْرِي مَا هُوَ. ق ش س ق ش ز: أهملت وجوهها. ق ش ط قشط: قَالَ اللَّيْث: استُعمل مِنْهُ القَشْطُ وَهُوَ لُغَةٌ فِي الكَشْط. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله: {نُشِرَتْ وَإِذَا السَّمَآءُ كُشِطَتْ} (التكوير: 11) ، هِيَ فِي قراءَةِ عبدِ الله (قُشِطَت) بِالْقَافِ، ومعناهما وَاحِد مِثل القُسْطِ والكُسْط، والقافُور والكافور. وَقَالَ الزَّجّاج: كُشِطتْ وقشطَت واحدٌ ومعناهما قُلِعت كَمَا يُقلع السَّقْف. يُقَال: كَشَطْتُ السقْف وقشَطتُه. وَقَالَ غيرُه: كشطَ فلانٌ عَن فرَسه الْجلَّ وقشَطه إِذا كشَفه. ق ش د قشد شدق دقش شقد دشق. قشد: قَالَ اللَّيْث: يُقَال لِثُفْلِ السَّمْنِ القِشْدَةُ والقِلْدة. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم فِي قَول الْعَرَب: إِذا طَلَعت البَلْدة أُكِلَتِ القِشدة. قَالَ: وتسمَّى القشدة الإثرَ والخُلاصة والأُلاَقةَ. قَالَ: وسُمِّيَتْ أُلاقةً لِأَنَّهَا تَليقُ بالقِدر أَي: تَلْزَقُ بأَسْفلِها حِين يُصَفَّى السَّمن ويَبقى الإثْرُ مَعَ شعَرٍ وعُود وغيرِ ذَلِك إِن كَانَ وَيخرج السَّمن مُهذَّباً صافياً كأَنّه الْخلّ. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: يُقَال لثُفْل السَّمْنِ القِلْدة والقِشدةُ بِالدَّال والكُدادةُ، وَقد قشَدْنا القِشْدَة. شقد: قَالَ اللَّيْث: الشِّقْدَةُ: حشيشةٌ كثيرةُ الإهالة واللّبَنِ. قَالَ أَبُو مَنْصُور: لمْ أَسْمَع الشِّقْدَة لغير اللَّيْث وَكَأَنَّهُ أَرَادَ القِشدة فقلبه كَمَا يُقَال جذب وجبذ. دقش: قَالَ اللَّيْث: سألْتُ أَبا الدُّقَيش؛ فَقلت: مَا الدَّقَشُ؟ فَقَالَ: لَا أَدرِي، قلت: فَمَا الدُّقَيْشُ؟ قَالَ: وَلَا هَذَا، قلت: فاكْتَنَيْتَ بِمَا لَا تَدْرِي مَا هُوَ. قَالَ: إِنَّمَا الكُنَى والأسماءُ علاماتٌ. وَقَالَ ابنُ دُرَيد: قَالَ أَبُو حَاتِم: السجْزِي: الدّقشة دُوَيْبَّةٌ رقْطَاء أصغرُ من العَظَاءَةِ قَالَ: والدَّقْش عِنْده النقْشُ.

ورَوى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: أَبُو الدُّقَيْشِ كنيةٌ واسْمه الدَّقَش. قلت: وَهَذَا قريبٌ من قَول أبي حَاتِم. شدق: قَالَ اللَّيْث: الشِّدْقُ: والشَّدْقُ لُغتان. قَالَ: والأَشدق العريضُ الشِّدْق الواسعُه والمائلُه أيَّ ذَلِك كَانَ. وَقَالَ غَيره: رجُلٌ أَشدق إِذا كَانَ مُفَوَّهاً ذَا بَيان ورجالٌ شُدْقٌ. وَقيل لعَمْرو بن سعيد: الأشدقُ لأنّه كَانَ أحد خطباء الْعَرَب، وجمْع الشدق شُدوق وأشداق، والشَّدَقُ: سَعَةُ الشدقيْن. وَيُقَال: هُوَ يتشدَّق فِي كَلَامه إِذا توسَّع فِيهِ وتَفَيْهَق، وَهُوَ مذمومٌ وشدْقا الْوَادي ناحِيتاه. دشق: أَبُو عبيد وَغَيره: بيْتٌ دَوْشَقٌ إِذا كَانَ ضخماً، وَجملٌ دَوْشَقٌ إِذا كَانَ ضخماً فَإِذا كَانَ سَرِيعا فَهُوَ دِمَشْقٌ. ق ش ت: مهمل. ق ش ظ: أهمله اللَّيْث. شقظ: ورَوى سلمةُ عَن الفرّاء: الشَّقِيظ: الفَخَّار. وَقَالَ ضَمْضَمُ بن حرسٍ: رأيتُ أَبَا هُرَيْرَة يشرَب من ماءِ الشّقِيظِ. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِي الشّقِيظِ مِثله، وَهي جِرارٌ من الخزَف يُجعَل فِيهَا المَاء. ق ش ذ (اسْتعْمل مِنْهُ: قشذ شذق شقذ) . قشذ: قَالَ اللَّيْث: قَالَ أَبُو الدُّقَيْش: القِشْذَةُ هِيَ الزُّبْدَة الرّقيقة وَقد اقْتَشَذْنَا سمْناً أَي: جمعْناه، وأتيتُ بني فلَان فسألْتُهم فاقتشَذْتُ شَيْئا أَي جمعْت شَيْئا. وَقَالَ: القِشذَة أنّكَ تُذِيبُ الزَّبدة فَإِذا نَضِجَتْ أفرغْتَها وتركْتَ فِي القِدر مِنْهَا شَيْئا فِي أسْفلها ثمَّ تَصبُّ عَلَيْهِ لَبَنًا مَحضاً قَدْرَ مَا تُرِيدُ، فَإِذا نَضِجَ اللَّبن صبَبْتَ عَلَيْهِ سمناً بعد ذَلِك تُسَمَّن بِهِ الْجَارِيَة، وَقد اقْتَشذْنا قِشْذَةً أَي: أكلْناها. قَالَ أَبُو مَنْصُور: وَأَرْجُو أَن يكون مَا رَوى اللَّيْث عَن أبي الدُّقَيْش صَحِيحا. وَالْمَحْفُوظ عَن الثِّقَات القِشْدة بِالدَّال، وَلَعَلَّ الذَّال فِيهَا لُغة لم تبلغنَا، وَالله أعلم. شذق: أهمله اللَّيْث. ورَوَى ابْن الفرَج لأبي عَمْرو: السّوْذَق والشَّوْذَقُ: السِّوَار. قَالَ أَبُو إِسْحَاق: السوذانِقُ والشُّوذانِقُ: الصّقْر. وَقَالَ غَيره: يُقَال للصقر سَوْذَق وشَوْذَق. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) قَالَ: الشَّوْذقَة والتّزْخِيفُ أخْذُ الْإِنْسَان عَن صَاحبه بأَصابعه.

قَالَ أَبُو مَنْصُور: إخالُ الشّوْذَقَةَ مُعَرَّبةً وَأَصلهَا البَشَيْذَق وَهِي فارسيةٌ. شقذ: أَبُو عبيد عَن الْفراء قَالَ: الشَّقِذُ العَين الَّذِي لَا يكَاد ينَام وَهُوَ الَّذِي يُصيبُ الناسَ بالْعَيْنِ. الشّحَذَان والشّقَذَان: الجائع. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أشقَذْتُ الرجُل إشْقَاذاً إذْا طرَدْتَه؛ وشَقِذَ هُوَ شَقَذاً إِذا ذهب وَهُوَ الشّقَذَانُ. وَأنْشد: إِذا غَضِبُوا عَلَيّ وأشقذوني وصرتُ كأنني فرأٌ متارُ وَقَالَ: الشقذانُ: الحرباءُ وَجمعه شِقْذانٌ مثلُ الكروان وَجمعه كِرْوان. وَقَالَ اللحياني: الشِّقْذَانُ: الحرابيّ، وَاحِدهَا شَقَذٌ وشقَذٌ. وَقَالَ ذُو الرمة: تجاوزتُ والعُصْفور فِي الجُحْر لاجىءٌ مَعَ الضّبِّ والشِّقْذانُ تسمو صدورها وَقَالَ أَبُو خيرةَ: يُقَال للْوَاحِد من الحَرابيِّ شِقْذان. قَالَ: وهجتِ امرأةٌ زوجَها فَشَبَّهَتْهُ بالْحِرْباء فَقَالَت: إِلى قَصْرِ شِقْذانٍ كأنّ سبالهُ ولِحْيَتَهُ فِي خُرْؤُمانٍ مُنَوّر قَالَ: الخرؤمانةُ بقلةٌ خبيثةُ الرّائحة تنبتُ فِي الدِّمَن. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: مَا بهِ شَقَذٌ وَلَا نَقَذٌ. وَقَالَ اللحياني: يُقَال: مَا لهُ شقذٌ وَلَا نقذٌ أَي: مَا لَهُ شيءٌ. قَالَ: وَمَا فِيهِ شَقَذٌ وَلَا نَقَذٌ، أَي: مَا فِيهِ عيبٌ. ق ش ث أهملت وجوهه. ق ش ر قشر قِرْش شَرق رشق شقر رقش: مستعملات. قشر: قَالَ اللَّيْث: الْقَشْرُ: سَحْفُكَ الْقِشْرَ عَن ذيه، والأقْشَرُ الَّذِي حُمْرَته كَأَن بَشرته مُتَقشّرَةٌ. قَالَ: وحَيَّةٌ قَشراءُ، وَهِي كَأَنَّهَا قَدْ قُشِرَ بعضُ سَلْخها وبعضٌ لمَّا، والْقُشْرَةُ والْقَشَرَة لُغة وَهِي مطرةٌ شديدةٌ تقشِرُ الْحَصَى عَن الأرضِ، ومطرةٌ قاشرةٌ ذاتُ قشرٍ، قَالَ: والْقِشْرَةُ أَيْضا مصدرُ الْقَاشِرِ، والْقاشُورُ هُوَ المشؤومُ. يُقَال: قَشَرَهمْ أَي شَأمَهُمْ، والقُشَارَةُ مَا

تَقْشِرهُ عَن شجرةٍ من شيءٍ رَقِيق، والْقَشور اسمُ دواءٍ والقشرةُ اسمٌ للثوب وكل ملبوسٍ قشرٌ ولُعِنتِ القاشرَةُ والمقشورةُ وَهِي الَّتِي تقشرُ عَن وَجههَا بالدَّواءِ لِيصفو لَوْنهَا وَهُوَ مثل حَدِيث النامصةِ والمتنمِّصة. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: القاشورُ الَّذِي يجيءُ فِي الحلبة آخر الخيلِ وهوَ الْفِسْكِل. ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: عامٌ أقْشفُ أقْشَرُ، أَي: شديدٌ. وَقَالَ غَيره: يُقَال للسّنة المجدبةِ قَاشُورَةٌ، وَأنْشد: فابعثْ عَلَيْهِم سنة قَاشُورهْ ورجلٌ مِقْشرٌ: إِذا كَانَ كثيرَ السؤالِ مُلِحاً. والأقشرُ: الشَّديد حمرَة اللَّوْن من الرِّجَال. يُقَال: إِنَّه أَحْمَر أقشر، وَإِذا عريَ الرجلُ من ثِيَابه فَهُوَ مُقْتَشرٌ. وَقَالَ أَبُو النَّجْم يذكر نسَاء: يَقُلنَ للأهتمِ منا المقْتَشِرْ وَفِي الحَدِيث: أَن معَاذ بن عفراء بَاعَ حُلة وَاشْترى بِثمنِهَا خَمْسَة أَرْؤُس فَأعْتقهُمْ ثمَّ قَالَ: إِن امْرأ آثَرَ قِشْرَتَيْنِ يَلبسهمَا عَلَى عِتْقِ هؤلاءِ لغبين الرأيِ. قَالَ أَبُو عبيدٍ: أرادَ بِالقشْرَتَيْنِ ثَوْبَيْن، والحُلة ذَات ثَوْبَيْنِ، وقِشرُ الحيَّةِ سَلْخُها. شقر: قَالَ الليثُ: الشقَرُ والشُّقرةُ مصدر الْأَشْقَر، وَالْفِعْل شَقِرَ يَشْقَرُ شُقرةً، وَهُوَ الْأَحْمَر من الدَّواب. وَيُقَال: دمٌ أَشْقرُ، وَهُوَ الَّذِي صارَ علقاً وَلم يَعْلُه غُبَارٌ، والأشاقِرُ حَيٌّ من اليمنَ من الأزْدِ، والنسبةُ إِلَيْهِم أشْقَرِيّ، وَبَنُو شَقِرة حَيٌّ آخَرُونَ والنسبةُ إِلَيْهِم شَقَريُّ بِالْفَتْح، كَمَا ينْسب إِلَى النَّمِر بن قاسط نَمَرِيٌّ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الشَّقِرُ: شقائقُ النُّعْمَان واحدتهُ شقرةٌ. وَقَالَ طَرفة: وعَلاَ الخيلَ دِماءٌ كالشقْر قَالَ: وَبهَا سمي الرجلُ شَقِرَةً. قَالَ أَبُو مَنْصُور: والشَّقَّارَى نبتٌ آخر لَهُ نَوْرٌ فِيهِ حُمْرَةٌ لَيست بنَاصِعةٍ. وَيُقَال لحَبِّهِ الخِمْخِمُ. وَقَالَ اللَّيْث: الشقِرةُ هُوَ السَّنْجُرْفُ وَهُوَ السَّخْرُنْجُ وَأنْشد: عَلَيْهِ دِماءُ البُدْنِ كالشقِرَاتِ والمشقّرُ: حِصْنٌ بِالبحرينِ مَعروفٌ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الشُّقَر: الديك. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: من أَمْثَال الْعَرَب فِي إسْرَارِ الرجل إِلى أَخِيه مَا يَسترُهُ عَن غَيره: أفْضَيتُ إِلَيْهِ بِشقُورِي: أَي: أخبرتهُ بأَمْري وأطلعتهُ على مَا أسرهُ من غَيرِه، وَأنْشد للعجاج:

وَكَثْرَة الحَدِيث عَن شُقُوري وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ يروي بَيت العَجاجِ: شُقورِي شَقُوري. قَالَ: والشُّقورُ: الْأُمُور المهمةُ الْوَاحِد شَقْرٌ والشُّقُورُ فِي معنى النَّعْتِ، وَهُوَ بَثُّ الرجلِ وهَمُّه. فَقَالَ أَبُو زيد: بَثَّ فلانٌ فلَانا شقورَةُ وبُقورَةُ: إِذا اشْتَكَى إِلَيْهِ الحاجةَ. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الشَّقورُ: الهمُّ المسهرُ. وَقَالَ ابْن دُريد: جاءَ فلانٌ بالشِّقرِ والبُقَرِ إِذا جَاءَ بالكذبِ. وَقَالَ النَّضْرُ: المشاقِرُ من الرِّمالِ مَا انقادَ وتصوَّبَ فِي الأرضِ وَهِي أجْلَدُ الرّملِ. والأشَاقِرُ: جبال بَين مَكَّة وَالْمَدينَة. رشق: قَالَ اللَّيْث: الرَّشْقُ والخَزْق بالرميِ. يُقَال: رَشقناهم بِالسِّهَامِ رَشْقاً، وَإِذا رمى أهل النِّضالِ مَا مَعَهم من السِّهَام كُله ثمَّ عَادوا فَكل شَوْط من ذَلِك رِشقٌ. وَقَالَ أَبُو عبيد: الرِّشقُ: الوجْهُ من الرَّميِ إِذا رَموا وَجْهاً بجميعِ سِهامهم قَالُوا: رَمَيْنا رِشْقاً وَاحِدًا، والرَّشْقُ: المصدرُ. وَيُقَال: رَشَقْتُ رَشقاً. وَقَالَ اللَّيْث: الرَّشْقُ والرِّشْقُ لُغتانٍ وهما صوتُ الْقَلَم إِذا كتب بِهِ، وَفِي حَدِيث مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام، قَالَ: (كَأَنِّي بِرِشْقِ الْقَلَم فِي مَسَامِعي حِين جرى على الألواح بكَتْبِهِ التَّوراةَ) ، وَيُقَال للغلام والجاريةِ إِذا كَانَا فِي اعْتدالٍ: رَشِيقٌ ورَشِيقَةٌ، وَقد وَشُقَا رَشَاقَة. أَبُو عبيد: أرْشَقْتُ: إِذا أحْدَدتُ النَّظر وَأنْشد: ويَرُوعنِي مُقَلُ الصُّوارِ الْمُرْشِقِ وَقَالَ اللَّيْث: رَشَقْتُ الْقَوْم بِبصَرِي وأرْشَقْتُ أَي: طمَحْتُ بِبَصَرِي فنظرْتُ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يُقَال للرجل الْخَفِيف الظريفِ: رَشِيقٌ، ونَاقةٌ رَشِيقَةٌ: خَفِيفةٌ سريعةٌ. شَرق: شمر عَن ابْن شُمَيْل قَالَ أَبُو خَيْرَة: الشَّرِقَةُ: الأَرْض الشديدةُ الْخُضْرَة الرَّيا تعرف أَن نَبتَها يزدادُ مَاء أَو ريّاً وَإِنَّمَا شَرَقُهَا من قِبلِ المَاء. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الشَّرِيقُ: الْمُشْبَعُ بالزعفران. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: شَرِقَ فلانٌ برِيقِه وَكَذَلِكَ غَصَّ بَرِيقِهِ. وَيُقَال للشَّيْء إِذا اشتدَّت حُمْرَتُه بِدَم أَو نَحوه أَو بِحسن لَوْنٍ أَحْمَر قد شَرِقَ شَرَقاً، وَقَالَ الْأَعْشَى: وتَشْرَقُ بالقولِ الَّذِي قد أَذَعْتُهُ كَمَا شَرِقَتْ صدرُ القنَاةِ من الدَّم وصريعٌ: شَرِقٌ بدمِهِ.

وَقَالَ غَيره: يُقَال للنّبْتِ الَّذِي يرفُّ من شدَّةِ الخُضرةِ شَرِقٌ كَأَنَّهُ غاصٌّ بكثرةِ مائِهِ الَّذي يجْرِي فِيهِ وَمِنْه قولُ الْأَعْشَى يَصِفُ رَوْضَةً: يُضَاحِكُ الشَّمْس مِنْهَا كَوْكَبٌ شَرِقٌ مُؤَزَّرٌ بعميمِ النّبْتِ مُكْتَهِلُ وَيُقَال من الشَرَقِ وَهُوَ الغَصَصُ أخذتْهُ شَرْقَةٌ فكاد يَمُوت. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الشَرَقُ: الشمسُ مُحَرَّك الرَّاء. وَقَالَ فِي تَفْسِير قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين ذكر الدُّنيَا فَقَالَ: (إنَّ مَا بَقِيَ منْها كَشَرَقِ الموْتى) لَهُ مَعْنيانِ: أحدُهما: أَن الشَّمْسَ فِي ذَلِك الْوَقْت إِنَّمَا تَلْبَثُ سَاعَة ثمَّ تَغِيبُ فَشبَّه قِلَّةَ مَا بَقِي من الدنْيَا ببقَاء الشَّمْسِ تِلْكَ السَّاعَة من اليَوْمِ، والوجْهُ الآخر فِي شَرَق الْمَوْتَى شَرَق الميِّتِ برِيقِهِ عِنْد خُرُوج نفْسِهِ، فشبَّهُ قِلّة مَا بقيَ من الدُّنْيَا بِمَا بَقِي من حياةِ الشَّرِقِ بريقِهِ حَتَّى تخرُج نفسُهُ. وَأما حَدِيث ابْن مَسْعُود: (لَعَلّكُمْ سَتُدْرِكُونَ أَقْوَامًا يؤخِّرونَ الصلاةَ إِلَى شَرَقِ الموْتى) فَإِن أَبَا عُبيدٍ فسَّرَهُ فَقَالَ: سَمِعت مَرْوَان الفَزاريَّ: يُحدِّث عَن الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحَنفِيَّة أَنه سُئلَ عَن هَذَا الحَدِيث فَقَالَ: ألمْ ترَ إِلَى الشّمْسِ إِذا ارتفعتْ عَن الحِيطانِ وصَارَتْ بَين القبورِ كَأَنَّهَا لُجَّةٌ فَذَلِك شَرَقُ الموْتى. قَالَ أَبُو عبيد: يَعني أَن طلوعهَا وشَرَقَهَا إِنَّمَا هُوَ تِلْكَ السَّاعَة لِلْموْتَى دون الأحْيَاء. قَالَ: وَقَالَ غَيره فِي تَفْسِيرِ شَرَقِ المَوْتَى هُوَ أَن يَغَصَّ الإنسانُ برِيقِهِ عِنْد الموْتِ فَأَرَادَ أَنهم كَانُوا يُصَلُّونَ الجمعةَ ولمْ يَبْقَ من النَّهَارِ إِلَّا بِقدر مَا بَقيَ من نفْس هَذَا الَّذِي قد شَرقَ برِيقِهِ. وَقَالَ ابْن السّكيت: الشّرَقُ: الشمسُ، والشَّرْقُ بِتَسْكِين الرَّاء الْمَكَان الَّذِي تشرقُ فِيهِ الشمْسُ. يُقَال: آتيكَ كلَّ يَوْم طلعَ شَرَقُهُ. وَيُقَال طلَعَ الشَّرَقُ والشَّرْقُ وَلَا يُقَال غَابَ الشَّرْقُ وَلَا الشَّرَقُ قَالَ: والمشَرَّقُ موقعهَا فِي الشتَاء على الأَرْض بعد طلوعِها ودفْئِهَا إِلى زوَالهَا، وَأما القيظ فَلَا شَرْقَةَ لَهُ. وَيُقَال: اقْعُدْ فِي الشَّرَقِ أَي: فِي الشمْس وَفِي الشَّرْقَةِ المُشْرُقَةِ والمَشْرَقَةِ، ويقالُ: شَرَقَت الشَّمْس تَشْرُقُ شُرُوقاً إِذا طلَعتْ وأشْرَقَت إشراقاً: إِذا أَضَاءَت على وَجه الأَرْض. ويقالُ: أشرقت الأَرْض إشراقاً، إِذا أنارت بإشراق ضح الشَّمْس عَلَيْهَا. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: شَرِق الدَّمُ بجسده فَهُوَ يَشْرَق شَرَقاً، وَذَلِكَ إِذا مَا نَشِبَ وَكَذَلِكَ

شَرِقَتْ عينه إِذا بَقِيَ فِيهَا دمٌ. قَالَ: وَإِذا اخْتَلطتْ كُدورةٌ بالشمس، ثمّ قلتَ: شَرِقتْ جَازَ ذَلِك كَمَا يَشرق الشيءُ بالشَّيْء يَنْشَبُ فِيهِ ويختَلِط. وَيُقَال: شَرِق الرَّجل يَشْرَق شرقاً: إِذا مَا دخلَ الماءَ حلْقه فشرِق، وَمعنى شَرِق أَي: نَشِبَ. وَفِي حَدِيث عَليّ أَن النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَهَى أَن يُضَحَّى بِشَرْقاءَ أَو خَرْقاءَ أَو جَدْعَاءَ. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيُّ: الشَّرْقاءُ فِي الغنَم المشقوقةُ الأُذُن بِاثْنَيْنِ كأَنه زَنَمَةٌ، والخَرقَاءُ أَن يَكونَ فِي الأُذُن ثقبٌ مستديرٌ. وَيُقَال: شَرَق أُذنَها يَشْرِقُها شَرْقاً أَي: شقَّها. وَفِي حَدِيث عَليّ: (لَا جُمْعَةَ وَلَا تَشْرِيق إِلاَّ فِي مِصْرٍ جامعٍ) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيُّ: التَّشْرِيق صَلاةُ الْعِيد، وَإِنَّمَا أُخِذ من شُروق الشَّمْس لأنَّ ذَلِك وَقتُها. قَالَ: وأخْبَرَني شُعْبَةُ أَنَّ سِمَاكَ بْنَ حَرْبٍ قَالَ لَهُ فِي يومِ عِيدٍ: اذهبْ بِنَا إِلَى الْمُشَرَّق يَعْنِي: المُصَلَّى. وَفِي ذَلِك يقولُ الأخطَل: وبِالْهَدَايا إِذا احْمَرَّتْ مَدارِعُها فِي يومِ ذبْحٍ وتَشْريقٍ وتَنْحَارِ قَالَ أَبُو عبيد: وأمَّا قَوْلهم: أيَّام التَّشريقِ فَإِن فِيهِ قوليْن: يُقَال: سُمِّيَتْ بذلك لأَنهم كَانُوا يُشَرِّقُون فِيهَا لُحومَ الأضاحِي. وَيُقَال: سُمِّيتْ بذلك لِأَنَّهَا كلَّها أيامُ التَّشريقِ لصلاةِ يومِ النَّحْر فَصَارَت هَذِه الأيامُ تبعا ليومِ النَّحْر. قَالَ: وَهَذَا أَعْجَبُ القَولين إلَيَّ. قَالَ: وَكَانَ أَبُو حنيفةَ يَذهبُ بالتَّشريقِ إِلَى التَّكبير أَراد أَدْبَارَ الصَّلَوَاتِ وَهَذَا كَلَام لمْ نَجِد أحدا يُجِيزُ أَن يُوضَعَ التَّشريقُ مَوضع التكبيرِ، وَلمْ يذهَب إِلَيْهِ غيرُه. وَقَالَ الأصمعيُّ: تَشْرِيقُ اللّحم تقطيعُه وتقديده. وَقَالَ غيرُه: مِشْرِيق الْبَاب: الشّقُّ الَّذِي يَقع فِيهِ ضوءُ الشَّمْس إِذا شَرَقَتْ. وَفِي الحَدِيث: (أنَّ طائراً يُقَال لَهُ القرقفنّة يَقَع على مِشْرِيق بَاب مَن لَا يَغَار على أَهْله، فَلَو رأى الرِّجال يدْخلُونَ عَلَيْهَا مَا غيَّر) . وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ} (النُّور: 35) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: أكْثرُ التَّفْسِير أَنّ هَذِه الشجرةَ لَيست ممَّا تَطلُعُ عَلَيْهَا الشمسُ فِي وَقت شُروقها فَقَط، أَو فِي وَقت غُرُوبهَا فَقَط وَلكنهَا شرقيةٌ غربيةٌ، أَي تصيبُها الشَّمْس بالغداةِ والعشيِّ، فَهُوَ أنضرُ لَهَا

وأَجْوَدُ لزَيتونِها وزيتها. ونحوَ ذَلِك قَالَ الفرَّاءُ. وَقَالَ الحَسنُ: تأْوِيلُ قَوْله: {لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ} أَنَّهَا ليستْ مِن شجر الدُّنيا، وَهِي من شَجر الجنّة. وَقَوله جلّ وعزّ: {يَنظُرُونَ وَأَشْرَقَتِ الاَْرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِىءَ بِالنَّبِيِّيْنَ وَالشُّهَدَآءِ وَقُضِىَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} (الزمر: 69) ، أَي: أَضاءت وأنارتْ. وَأَخْبرنِي المنذريُّ أنّ أَبَا الهيْثم أفادَه فِي قوْل ابنِ حِلِّزَةَ: إنّه شَارِقُ الشَّقِيقَةِ إذْ جا ءتْ مَعَدٌّ لكلِّ قومٍ لِوَاءُ قَالَ: الشّقيقةُ مكانٌ معلومٌ، وشارِقُ الشّقِيقةِ، أَي: مِن جَانب الشقيقةِ الشرقِيِّ الَّذِي يَلِي المَشرِق، فَقَالَ: شارِقٌ: والشمسُ تَشرُق فِيهِ فَهُوَ مفعولٌ جَعَله فَاعِلا. يُقَال لما يلِي المَشرق من الأكَمَةِ والجَبَلِ هَذَا شَارِق الجبَل وشَرْقيُّه، وَهَذَا غاربُ الْجَبَل وغربيُّه. وَقَالَ العجَّاج: والفَنْنُ الشَّارِقُ والغربيُّ أَرَادَ: الفننَ الَّذِي يَلِي المشرِق، وَهو الشرقِيُّ. قَالَ أَبُو مَنْصُور: وَإِنَّمَا جَازَ أَن يجعلَه شارِقاً لأنّه جعله ذَا شَرْقٍ أَي: ذَا مَشْرِق، كَمَا يُقَال: سِرٌّ كاتِم أَي: ذُو كِتْمان، وماءٌ دافقٌ أَي ذُو دَفْقٍ. والشمسُ تسمّى شارِقاً، يُقَال: إنِّي لآتيه كلّما ذَرَّ شارِقٌ أَي: كلما طَلَعَتِ الشَّمْس. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الشَّرِقُ: اللحْم الأحمَرُ الَّذِي لَا دَسَمَ فِيهِ. وَقَالَ شمِر: أنشَدَني أعرابيٌّ وكتَبَه ابنُ الأعرابيِّ: انْتَفجِي يَا أَرْنَبَ القِيعَانِ وأبشِري بالضَّرب والهوان أَو ضَربةٍ مِن شرقِ شاهِبانِ أَو تَوجّي جائعٍ غَرْثانِ قَالَ: والشرقُ بَين الحدَأةِ والشاهين ولونه أسودُ. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: أنضحَ النَّخْلُ وأشْرَق وأزهى إِذا لَوَّنَ بُسْرُه. وَقَالَ: الشرق: الضَّوءُ، والشُّرُقُ: الغرقى. قلت: الغَرَق أَن يدْخل المَاء الْأنف حَتَّى تمتلىء منافذه، والشَّرَق: دُخُول المَاء الْحلق حَتَّى يغص بِهِ، وَقد غَرِق وشَرِق. والشَّرْقُ: الشَّمْسُ. وروى عَمْرو عَن أَبِيه: الشَّرْق: الشمسُ بِفَتْح الشين، والشِّرْق: الضَّوءُ الَّذِي يدخلُ من شَق الْبَاب. وَيُقَال: لذلكَ الموضعِ المِشْرِيق،

والشُّرْق: الغلمانُ الرُّوقَةُ. وَقَول أهل الْعرَاق فِي النداء على البَاقِلِّى: شَرْق الغَدَاةِ طَرِيٌّ. قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: مَعْنَاهُ: قطع الغَدَاة، أَي: مَا قُطِعَ بالغَداة والتُقِط. يُقَال: شَرقَتْ الثَّمرة: قطعتها. وَقَالَ أَبُو زيد: تُكرَهُ الصَّلاة بشرَقِ الْمَوْتَى أَي: حِين تصفَرُّ الشمسُ وَفعلت ذَلِك بشرقِ الْمَوْتَى وفعلته شَرق الْمَوْتَى، أَي: فِي ذَلِك الوقتِ. قِرْش: قَالَ اللَّيْث: القرشُ الجمعُ من هَا هُنا وَهَا هُنا يُضمُّ بعضُهُ إِلَى بعضٍ. قَالَ: وسميتْ قريشٌ قُريشاً لتَقَرُّشِها أَي: لتجمعها إِلَى مَكَّةَ مِنْ حواليها حِين غَلبَ عَلَيْهَا قُصيُّ بنُ كلابٍ. وَقَالَ غَيره: سميتْ قُريشٌ قُريشاً لأَنهم كَانُوا أهلَ تِجَارَة. وَلم يَكُونُوا أَصْحَاب زرع أَو ضرع، والقَرْشُ: الكَسْبُ. يُقَال: هُوَ يقْرِشُ لِعِيَالِهِ، ويَقترِشُ، أَي: يكْتَسب. وَقَالَ اللحياني: إِن فلَانا يَتَقَرَّشُ لعيالهِ ويَتَرَقَّحُ أَي: يكسبُ ويطلُبُ وَيُقَال: قَرَشَ فلانٌ شَيْئا يَقْرِشُهُ قَرْشاً إِذا أخذَهُ، وتقَرَّشَ الشيءَ تَقَرُّشاً إِذا أَخذه أَولا فأولاً. وَيُقَال: اقتَرَشَتِ الرماحُ إِذا وَقَعَ بَعْضهَا على بعضٍ. وَيُقَال: أقْرَشَ فلانٌ بفلانٍ إِذا سعى بِهِ وبغاه سوءا. وَيُقَال: مَا أقْرشتُ بهِ أَي: مَا وَشيتُ بِهِ. وَيُقَال: قَرَّشتُ بِهَذَا الْمَعْنى، والْمُقَرِّشُ: المحرِّشُ. وَيُقَال: أقْرَشتِ الشَّجةُ فَهِيَ مُقْرِشةٌ إِذا صدَعت العظمَ وَلم تهشم. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: رُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ: قريشٌ دابةٌ تسكنُ البحرَ تأكلُ دَوَاب الْبَحْر، وَأنْشد هُوَ أَو غَيره يذكرهَا: وقُرَيشٌ هِيَ الَّتِي تسكنُ البَحْ رَ بهَا سُمِيَتْ قريشٌ قُريْشًا تأكلُ الغَثَّ والسَّمِينَ وَلَا تَتْرُكُ فِيهَا لذِي الجناحينِ ريشا وَالنِّسْبَة إِلَى قريشٍ قرشيٌّ وَيجوز للشاعر إِذا اضطرّ أَن يَقُول قريشيٌ. وَيُقَال: قد اقترَشت الرماحُ إِذا طعنوا بهَا فصكّ بَعْضهَا بَعْضًا. وَقَالَ القطاميُّ: قَوارِشُ بالرِّماحِ كَأَن فِيهَا شواطنَ ينتزعْنَ بهَا انتِزاعا أَبُو عبيد: التقريش: التحريش. وَقَالَ ابْن حِلِّزةَ: أَيهَا الناطقُ المقرِّشُ عنَّا عندَ عمرٍ ووَهَلْ لذاكَ بَقَاء عمرٌ وَعَن أَبِيه قَالَ: القرواشُ والحضِرُ

والشَّولقِيُّ الواغل الطُّفيليُّ. رقش: قَالَ اللَّيْث: الرَّقْشُ: لونٌ فِيهِ كدرَةٌ وسوادٌ وَنَحْوهمَا كلَوْنِ الأفعى الرَّقشاءِ وكلون الجندَبِ الأرقشِ الظهرِ، ونحوُ ذَلِك كَذَلِك وَرُبمَا كَانَت الشِّقْشِقَةُ رَقْشاءَ. وَأنْشد أَبُو عبيد يصفُ شقشقةً: رَقْشَاء تَنْتَاحُ اللُّغامَ المزبِدا دَوَّمَ فِيهَا رِزُّهُ وأرعدا والترقيشُ: الكتابةُ، وَلِهَذَا البيتِ سمي الْمرَقِّشُ مرقشاً بقوله فِي قصيدة لَهُ: الدارُ قفر والرُّسومُ كَمَا رَ قَّشَ فِي ظهرِ الْأَدِيم قلم قَالَ اللَّيْث: والتَّرقيشُ أَيْضا: التشطير فِي الضحكِ، والمعاتبة، وَأنْشد: عاولَ قد أُولعتِ بالترقيشِ وَقَالَ غَيره: الترقيشُ: تحسينُ الْكَلَام وتزويقهُ، وترقَّشتِ المرأةُ إِذا تزينت. وَقَالَ الْجَعْدِي: فَلا تحسبي جري الرِّهانِ ترقشاً ورَيطاً وإعطاءَ الحقينِ مجلَّلا وَحي من ربيعَة يُقَال لَهُم بنُو رَقاش اسمُ امْرَأَة تكسرُ الشينُ فِي موضعِ الرفعِ والنصبِ والخفضِ مِثلُ حذام وقطامِ. ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: الرّقشُ: الخطُّ الْحسن ورَقاشِ اسمُ امْرَأَة مِنْهُ. ق ش ل شقل شلق قلش: (مستعملة) . شقل: قَالَ اللَّيْث: الشَّاقُولُ: خشبةٌ قَدْرُ ذراعين فِي رَأسهَا زُجٌّ يكون مَعَ الزُّراع بِالْبَصْرَةِ يَجْعَل أحدهم فِيهَا رَأس الْحَبل ثمَّ يَرُزّها فِي الأَرْض ويتَضَبَّطُها حَتَّى يمدوا الْحَبل واشتقوا مِنْهَا اسْما للذَّكَرِ، يُقَال: شَقَلَها بِشَاقُولهِ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الشَّقْلُ: الْوَزْن، يُقَال: اشْقُلْ لِي هَذَا الدِّينَار أَي زِنْهُ، قَالَ: وشَوْقَلَ الرَّجل إِذا تَرَزَّن حِلماً ووقاراً، وشَوْقَلَ إِذا عَيَّرَ ديناره تعييراً مُصححاً. شلق: قَالَ اللَّيْث: الشَّوْلَقِيُّ: الَّذِي يَبِيع الْحَلَاوَة بلُغة ربيعَة، والفرسُ تسميه الرَّسَّ من الرِّجَال. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال للواغلِ الشَّوْلَقِيُّ. وَقَالَ اللَّيْث: الشِّلْقُ: شيءٌ على خِلقةِ السَّمَكَة صَغِير لَهُ رِجلان عِنْد ذَنَبِه كَرجل الضفدع وَلَا يدانِ لَهُ، يكون فِي أَنهَار الْبَصْرَة وَلَيْسَ فِي حدِّ الْعَرَبيَّة، قَالَ: والشَّلْقُ أَيْضا من كَلَامهم من الضربِ والبضعِ وَلَيْسَ بعربيَ محضٍ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الشِّلْقُ: الأنْكَلِيسُ من السّمك، وَهُوَ الجِرِّيُّ والجِرِّيتُ. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الشَّلَقَةُ: الرّاضةُ،

والشِّلْقَاءُ: السِّكِّين بِوَزْن الحِرباء. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي أَيْضا: الشِّلْقُ: ضربٌ من سمك الْبَحْر. قلش: قَالَ اللَّيْث: الأقْلَشُ اسْم أعجميٌّ وَهُوَ دخيلٌ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب شينٌ بعد لَام فِي كلمة عَرَبِيَّة مَحْضَة، والشينات كلهَا فِي كَلَام الْعَرَب قبل اللاَّمات. ق ش ن نقش نشق شنق شقن: مستعملة. نقش: قَالَ اللَّيْث: النَّقْش فعل النَّقَّاشِ والنِّقاشَةُ حِرفته: نَقَشَ يَنْقُشُ، والنَّقْشُ: نَتْفُكَ شَيْئا بالمنقاشِ وَهُوَ كالنتش سَوَاء، وَيُقَال للمنقاشِ مِنتاشٌ. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (من نُوقش فِي الْحساب عُذِّب) . قَالَ أَبُو عبيد: المناقشةُ: الاستقضاءُ فِي الْحساب حَتَّى لَا يتْرك مِنْهُ شيءٌ، وَمِنْه قَول النَّاس: انْتَقَشْتُ مِنْهُ جَمِيع حقّي. وَقَالَ ابْن حِلزة: أوْ نَقَشْتُمْ فالنَّقْشُ يَجْشَبُه القو مُ وَفِيه الصَّحاحُ والإبراءُ يَقُول: لَو كَانَت بَيْننَا وَبَيْنكُم محاسبةٌ عَرَفْتُمْ الصِّحة والبراءة. قَالَ: وَلَا أَحسب نَقْش الشَّوكة من الرجْل إِلَّا من هَذَا، وَهُوَ استخراجها حَتَّى لَا يتْرك فِي الْجَسَد مِنْهَا شيءٌ. قَالَ الشَّاعِر: لَا تَنْقُشَنَّ برجْلِ غَيْرك شَوْكَة فتقي برجلك رِجل من قد شاكها الْبَاء أُقيمت مقَام عَن، يَقُول: لَا تَنْقُشَنَّ عَن رِجْل غَيْرك شوكاً وتجعله فِي رِجْلك، قَالَ: فَإِنَّمَا سمِّيَ المنقاشُ منقاشاً لِأَنَّهُ يُنْقَشُ بِهِ أَي: يُستخرج بِهِ الشوك. وَقَالَ اللَّيْث: الانتقاشُ أَن تَنْتَقِش على فَصِّكَ أَي: تسْأَل النَّقاشَ أَن يَنْقُش عَلَيْهِ، وَأنْشد لرجلٍ نُدِب لعملٍ على فرسٍ يُقَال لَهُ صِدامٌ: وَمَا اتخذتُ صِداماً للمكوث بهَا وَمَا انْتَقَشْتُكَ إِلَّا لِلوَصرَّاتِ قَالَ: والوصرَّات: القَبالاتُ بالدُّرْبة، وَقَوله: وَمَا انْتَقَشْتُك: أَي: مَا اخْتَرْتُك، يُقَال للرجل: إِذا تخيَّر لنَفسِهِ شَيْئا جاد مَا انْتَقَشُه لنفسِه. وَفِي الحَدِيث: (اسْتَوْصُوا بالمِعْزَى خيرا فإِنه مالٌ رقيقٌ وانْقُشُوا لَهُ عَطَنَهُ) . وَمعنى نَقْشِ العَطَنِ تنقيةُ مرابضها مِمَّا يؤذيها من حِجَارَة أَو شوك أَو غَيره. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم، أَنه قَالَ: النَّقْشُ: الأثرُ فِي الأَرْض. قَالَ: وكتبت عَن أَعْرَابِي: يذهب الرماد حَتَّى مَا ترى لَهُ نقشاً، أَي: أثرا فِي الأَرْض. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: إِذا ضُرب العذْقُ بشوكة فأرطب فَذَلِك المَنْقُوشُ، وَالْفِعْل

مِنْهُ النَّقْشُ. وَقَالَ ابْن الْفرج: سَمِعت الغَنوي يَقُول: المُنَقِّشَةُ والمُنَقِّلة من الشِّجاج الَّتِي تَنَقَّلُ مِنْهَا الْعِظَام. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: أنقشَ إِذا أدام نقش جَارِيَته. وأنْقَشَ إِذا استقصى على غَرِيمه. وَيُقَال للمنقاش: المنْتَاش والمنتاخ. شنق: قَالَ اللَّيْث: الشَّنَقُ: طول الرَّأْس كَأَنَّمَا يُمَدُّ صُعداً، وأَنشد: كَأَنَّهَا كبداءُ تَنْزُو فِي الشَّنَقْ وَيُقَال للفرسِ الطويلِ: شِناق ومَشْنُوق. وَأنْشد: يَمّمْتُهُ بِأسيلِ الخدِّ مُنْتَصِبٍ خاظى البَضِيعِ كمثلِ الجِذْعِ مشنوق وَإِذا شددْتَ رأسَ دابَّةٍ إِلَى أَعلَى شجرةٍ أَو مُرتفعٍ قلت: شنقْت رَأسهَا، والقلبُ الشَّنيقُ: المشناق الطامحُ إِلَى كل شَيْء. وَأنْشد: يَا مَنْ لقلبٍ شَنِقٍ مِشناقِ وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس: أَنه باتَ عندَ خَالَته مَيْمُونَة فَقَامَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الليلِ فحلَّ شِناقَ الْقرْبَة. قَالَ أَبُو عبيدٍ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: شِناقُ القربةِ هُوَ الخَيطُ أَو السَّيْرُ الَّذِي تُعَلَّق بِهِ القِربة على الوتدِ، يُقَال مِنْهُ: أشْنَقْتُهَا إشناقاً إِذا علَّقْتُها. قلت: وَقيل فِي الشناق: إِنَّه الْخَيط الَّذِي يوكَى بِهِ فَم القِربة أَو المزادة. والْحَدِيث يدل على هَذَا، لِأَن العِصام الَّذِي تعلق بِهِ الْقرْبَة لَا يحل، إِنَّمَا يحل الوكاء ليصطبّ المَاء، فالشِّناق هُوَ الوكاء، وَإِنَّمَا حلّه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لمَّا قَامَ من اللَّيْل ليتطهّر من مَاء تِلْكَ الْقرْبَة. قَالَ أَبُو عبيد، وَقَالَ الْأَصْمَعِي: شَنَقْتُ الناقةَ أشْنُقُها إِذا كَفَفْتُها بزمامها. وَقَالَ أَبُو زيد: شنقتُ الناقةَ بغيرِ ألفٍ شَنْقاً. وَفِي حَدِيث طَلْحَة أَنه أنْشد قصيدة وَهُوَ راكبٌ بَعِيرًا فَمَا زالَ شانِقاً رأسهُ حَتَّى كُتبت لَهُ. ابْن الْأَعرَابِي: رجلٌ شَنِقٌ مُعَلَّقُ القلبِ حَذِرٌ. وَأنْشد للأخطل: وَقد أقولُ لِثَوْرٍ هلْ ترى ظعُناً يَحْدُو بهنَّ حِذارِي مُشْفِقٌ شَنِقُ أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: لحمٌ مُشَنَّقٌ، أَي: مقطَّعٌ مأخوذٌ من أَشْنَاقِ الدِّيَةِ. وَفِي حَدِيث آخرَ لوائلِ بن حُجْرٍ: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتبَ لهُ كتابا فِيهِ: (لَا خِلاطَ وَلَا وِرَاطَ وَلَا شِناقَ) . قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: قَوْله: لَا شناق: فإنَّ الشَّنَقَ مَا بَين الفريضتين، وَهُوَ مَا زادَ من

الْإِبِل على الخمسِ إِلَى العشْرِ، وَمَا زادَ على العَشْرِ إِلَى خَمْسَ عشرةَ، يَقُول: لَا يؤخذُ من ذَلِك شيءٌ، وَكَذَلِكَ جميعُ الأشناق. وَقَالَ الأخطل يمدح رجلا: قَرْمٌ تُعَلَّقُ أشناقُ الدِّياتِ بهِ إِذا المؤُونَ أُمِرَّتْ فوقهُ جملا قَالَ أَبُو سعيد الضَّرِير: قَوْله: الشَّنَق مَا بَين الخمسِ إِلَى العشرِ مُحالٌ، إِنَّمَا هُوَ إِلَى تِسْعٍ فَإِذا بلغ العشرَ فَفِيهَا شاتانِ، وَكَذَلِكَ قَوْله: مَا بَين العشرِ إِلَى خمسَ عشرةَ كَانَ حَقُّهُ أَن يقولَ إِلَى أربعَ عشرةَ لِأَنَّهَا إِذا بلغت خمسَ عشرةَ فَفِيهَا ثلاثٌ من الغنمِ. قلت أَنا: جعل أَبُو عبيد (إِلى) فِي قَوْله: إِلَى الْعشْرَة، وَإِلَى خَمس عشرَة انتهاءَ غَايَة غيرَ دَاخل فِي الشَّنَق كَقَوْل الله: {ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ} (الْبَقَرَة: 187) والليلُ غير دَاخل فِي الصّيام، فَجعل مَا بَين الْعشْر إِلَى خمسَ عشرةَ شَنَقاً، وَهِي أَرْبَعَة، وَهَذَا عِنْد النَّحْوِيين جَائِز صَحِيح، وَالله أعلم. قَالَ أَبُو سعيد: وَإِنَّمَا سُمِّيَ الشنَقُ شنقاً لِأَنَّهُ لم يُؤْخَذ مِنْهُ شيءٌ وأُشْنِقَ إِلَى مَا يَلِيهِ مِمَّا أُخِذَ مِنْهُ. قَالَ: وَمعنى قولهِ لَا شِناقَ أَي: لَا يُشْنِقُ الرجلُ غَنَمَهُ أَو إبلهُ إِلَى غَنَم غَيره لِيُبْطِلَ عَن نفسهِ مَا يجبُ عَلَيْهِ من الصَّدَقَةِ، وَذَلِكَ أَن يكونَ لكُلِّ واحدٍ مِنْهُمَا أربعونَ شَاة فيجِبُ عَلَيْهَا شاتانٍ فَإِن أَشْنَقَ أَحدُهُما غَنَمه إِلَى غنمِ الآخر فَوَجَدَهَا المُصَدِّقُ فِي يَدِهِ أخذَ مِنْهَا شَاة. قَالَ: وقولهُ: لَا شِناقَ، أَي: لَا تُشانِقوا فتجمَعُوا بينَ مُتَفرِّقٍ، قَالَ: وَهُوَ مثل قولهِ لَا خِلاَط. قَالَ أَبُو سعيد: وللعرب ألفاظٌ فِي هَذَا الْبَاب لم يَعْرِفْها. أَبُو عبيد: يقولونَ: إِذا وجبَ على الرجلِ شاةٌ فِي خمسٍ من الإبلِ قد أَشْنَقَ الرجلُ، أَي: قد وجَبَ عَلَيْهِ شَنَقٌ فَلَا يزالُ مُشنقاً إِلَى أَن تبلغَ إبلُهُ خمْسا وَعشْرين، فَكل شيءٍ يؤدِّيهِ فِيهَا فهيَ أَشْنَاقٌ، أربعٌ من الغنمِ فِي عشرينَ إِلَى أَربع وَعشْرين، فَإِذا بلغت خمْسا وعشرينَ فَفِيهَا ابنةُ مَخَاضٍ، وَقد زَالَت أسماءُ الأشناقِ، وَقَالَ: الَّذِي يجب عَلَيْهِ ابنةُ مَخاضٍ مُعَقَّل، أَي مُؤَدَ للعِقال، فَإِذا بلغت إبلهُ ستّاً وَثَلَاثِينَ إِلَى خمسٍ وأربعينَ فقدْ أَفْرَضَ أَي: وجبتْ فِي إبِلِهِ فريضةٌ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن سلمةَ عَن الْفراء: أَن الْكسَائي ذكرَ عَن بعضِ العربِ أَن الشَّنَقَ مَا بلغ خمْسا إِلَى خمسٍ وَعشْرين. قَالَ: والشَّنَقُ مَا لم تجبْ فِيهِ الفريضةُ، يُريدُ مَا بينَ خمسٍ إِلَى خمسٍ وَعشْرين.

وروى شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي فِي قَوْله: قَوْمٌ تُعَلَّقُ أَشناقُ الدِّياتِ بِهِ قَالَ: يَقُول: يحتملُ الدِّياتِ وافيةً كَامِلَة زَائِدَة. قَالَ: والشَّنَقُ فِي الدِّياتِ أَن يزِيد الإبلَ على المائةِ خمْسا أَو ستّاً. قَالَ: وَكَانَ الرجلُ من العربِ إِذا حمل حمالَة زادَ أَصحابَهُ ليقطعَ ألسنتهم وليُنْسَب إِلَى الوفاءِ. قَالَ: والأشْناقُ: الأرُوشُ، أَرْشُ السِّنِّ، وأَرْشُ المُوضِحَةِ والعينِ القائمةِ وَالْيَد الشَّلاءِ، لَا يزالُ يقالُ لَهُ أَرْشٌ حَتَّى يكونَ تكميلَ ديةٍ كَامِلَة. وَقَالَ الكميتُ: كأنَّ الدِّياتِ إِذا عُلِّقَتْ مِئوها بهِ الشَّنَقُ الأسفلُ وَهُوَ مَا كَانَ دونَ الدِّيةِ من المعاقِلِ الصِّغار. وَقَالَ غير ابْن الأعرابيِّ فِي قَول الأخطل: قومٌ تُعَلّقُ أَشْناقُ الدِّياتِ بِهِ إِنَّ أَشناقَ الدِّيَةِ أَصنافُها، فديَة الْخَطَأ المَحضِ مائِةٌ من الإبِلِ تحملهَا العاقِلةُ أَخماساً، عِشرونَ ابنةَ مَخاضٍ وَعِشْرُونَ ابنةَ لَبُونٍ وعشرونَ ابْن لَبُونَ وعشرونَ حِقَّةً وعشرونَ جَذَعَةً فكلُّ صِنْفٍ مِنْهَا شَنَقٌ، وَهَذَا قولُ الشافعيِّ فِي تابعيهِ من أَهل الْحجاز وأَما أَهل الْكُوفَة فَإِنَّهُم يُقَسِّمونها أَرْباعاً خمسٌ وعشرونَ ابنةَ مخاضٍ وخمسٌ وعشرونَ ابنةَ لَبُونٍ وخمسٌ وعشرونَ حِقّةً وخمسٌ وعشرونَ جَذَعَةً، وَهِي أَشناقٌ أيْضاً كَمَا وَصفنَا، والأخطلُ عَنَى بقولهِ: (تُعلّقَ أَشْناقُ الدِّياتِ بِهِ) هَذِه الأشناقَ، مَدَحَ رَئِيسا تَحَمَّلَ الدِّياتِ فأدَّى أشناقَها لِيُصْلِحَ بَين العشائرِ ويحقِنَ دماءَهُم. قَالَ الْأَصْمَعِي: الشَّنَقُ: مَا دُونَ الدِّيَةِ، والفَضْلَةُ تفضل. يَقُول: فَهَذِهِ الأشناقُ عَلَيْهِ مثلُ العلائِقِ على البَعِيرِ لَا يكترثُ بهَا، وَإِذا أُمِرَّتْ المِئُونَ فوقَهُ حملهَا، وأُمِرَّتْ شُدَّتْ فوقهُ بمرارٍ أَي بحبلٍ. وَقَالَ اللَّيْث: أَشناقُ الدِّياتِ مائةٌ من الْإِبِل وَهِي دِيَةٌ كَامِلَة. قَالَ: وَإِذا كانتْ مَعهَا دِياتُ جِراحاتٍ فَهِيَ أَشناقٌ، سُمِّيَتْ أَشناقاً لِتَعَلّقها بالدِّيَةِ الْعُظْمَى. وَقَالَ غير اللَّيْث فِي قَول الْكُمَيْت: كأنَّ الدِّياتِ إِذا علِّقت مِئُوها بِهِ الشَّنَق الْأَسْفَل الشَّنَقُ شَنقَانِ، الشَّنَقُ الْأَسْفَل، والشَّنَق الْأَعْلَى، فالشنق الْأَسْفَل شاةٌ تجبُ فِي خَمْسٍ من الإبلِ، والشَّنَقُ الْأَعْلَى ابنةُ مَخَاضٍ من الْإِبِل تجب فِي خَمْس وعشرينَ من الإبلِ.

وَقَالَ آخرونَ: الشّنَقُ الْأَعْلَى عشرونَ جَذَعةً، ولكلَ مَقالٌ، لِأَنَّهَا كلهَا أشْناقٌ، وَأَرَادَ الكميتُ أَن هَذَا الرجلَ يَسْتخِفُّ الحمالاتِ وإِعطاء الدّياتِ فكأَنهُ إِذا غَرِمَ دياتٍ كَثِيرَة تحمّلَ عشْرين بَعِيرًا بناتِ مخاضٍ لاستخفافِهِ إِيَّاهَا. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: ناقةٌ شِناقٌ وجملٌ شِناقٌ ورجلٌ شِناق لَا يُثَنَّى وَلَا يجمعُ. وَرُوِيَ عَنهُ ناقةٌ شِناقٌ أَي طويلةٌ سَطْعاءُ وجَمَلٌ شناقٌ طويلٌ فِي دِقَّة ومثلُهُ ناقةٌ نيافٌ وجمل نِيافٌ لَا يُثَنَّى وَلَا يجمعُ. أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي يُقَال لِلْعجينِ الَّذِي يُقطَّعُ ويُعملُ بالزَّيْتِ مُشنَّقٌ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: إِذا قُطِّعَ العجينُ كُتلاً قبل أَن يُبْسَطَ فَهُوَ الفَرَزْدَقُ والمشنَّقُ والعجاجيرُ. قَالَ: وَقَالَ رجلٌ من العربِ: مِنَّا مَنْ يُشْنِقُ أَي: يُعطِي الأشْنَاقَ وَهِي مَا بَين الفرِيضتيْنِ من الإبلِ، فإِذا كَانَت من البقَرِ فَهِيَ الأوقاصُ، وَيكون يُشنقُ: يُعطي الشَّنُقَ وَهِي الْحِبالُ واحدُها شِناقٌ، وَيكون بِمَعْنَى يُعْطِي الشَّنَقَ وَهُوَ الأرْشُ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أشنَقَ الرجلُ: إِذا أَخذ الشنَقَ وَهُوَ الأرْشُ. قَالَ: وحاكَم رجلٌ قَصَّاراً فِي حَرَقٍ إِلَى شُرَيحٍ. فَقَالَ شُريحٌ: خُذْ مِنْهُ الشَّنقَ أَي: أرْشَ الحرقِ فِي الثوبِ. نشق: قَالَ اللَّيْث: النَّشْقُ: صَبُّ سَعوطٍ فِي الأنفِ، وأنشقْتُهُ قُطنة مُحْرقةً، وَهُوَ إدْناؤكهَا من أنفهِ ليدخلَ رِيحهَا خَياشِيمَهُ. قَالَ: وأنشقْتُه الدَّواءَ فِي أنْفِهِ أَي: صَببْتُه فيهِ. قَالَ: وَيُقَال: هَذِه ريحٌ مكروهَة النَّشَقِ يَعْنِي الشّمَّ. وَقَالَ رُؤبةُ: حَرَّا من الخردلِ مَكْروه النَّشَقْ أَبُو عبيد عَن أبي زيد: نَشِقْتُ من الرجلِ ريحًا طيّبةً أنشَقُ نَشَقاً ونشيتُ مِنْهُ أنْشَى نَشْوَةً مِثْلهُ. ابْن السّكيت: النَّشُوقُ: سَعوطٌ يجعلُ فِي المنخَرينِ، تَقول: أنشقْتُه إنشاقاً. وَقَالَ اللَّيْث: النَّشوقُ: اسمٌ لكل دواءٍ يُنشقُ. قَالَ: واسْتَنْشقْتُ الريحَ إِذا شَممْتُها والمتَوَضِىءُ يَسْتَنْشِقُ إِذا أبلغَ الماءَ خياشِيمه. وَفِي الحَدِيث: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَسْتَنْشقُ ثَلَاثًا وَفِي كل مَرَّةٍ يَسْتَنثِرُ. وَقَالَ اللحياني: نَشِبَ الصيدُ فِي حَبْلهِ ونَشِقَ وعَلِقَ وارْتبقَ، كلُّ ذلكَ بِمَعْنى واحدٍ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: لِحَلقِ الرّبق نُشَقٌ وَاحِدهَا نُشْقَةٌ وَقد أنشقتهُ فِي الحبلِ وأنشبْتُه، وَأنْشد:

نَزْو الْقَطَا أَنشقَهُنْ المُحْتَبِلْ وَقَالَ آخر يَهْجُو قَوْماً: مَناتينُ أَبرامٌ كأنَّ أكُفَّهمْ أكُف ضِبابٍ أُنشقتْ فِي الحبائل قَالَ: وأنشقَ الصائدُ إِذا عَلِقَتْ النُّشقةُ بعنقِ الغزالِ فِي الكصيصَةِ، وَيَقُول الصائدُ لِشريكهِ: لِي النّشاقَى وَلَك العَلاقَى، والنّشاقى مَا وَقعت النَّشقةُ فِي الحلْقِ وَهِي الشُّرُبَّةُ، والعلاقى مَا تَعلقَ بالرجْلِ. شقن: أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: قليلٌ شَقْنٌ وَوتْحٌ وَهِي الشقونة والوتُوحَةُ وَقد قَلَّتْ عَطيتُهُ وشَقُنتْ، وأشقنْتها وأوتحتها. وَقَالَ اللَّيْث: الشّقْنُ: القليلُ. ق ش ف قفش شفق شقف فشق قشف. قشف: قَالَ اللَّيْث: القَشفُ: قَذَرُ الجلْدِ، رجل مُتَقَشِّفٌ لَا يتعاهَدُ الغسلَ والنظافةَ فَهُوَ قَشفٌ. وَقَالَ غَيره: القَشفُ: رثاثةُ الْهَيْئَة وسوءُ الحالِ وحفوف الْبشرَة وضيق العيشِ، وَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك يُطهِّرُ نَفسه بِالْمَاءِ، والاغتسال. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: أَصَابَهُم من العيْش ضَفَفٌ وخَفَفٌ وقَشَفٌ وشظف كل هَذَا من شِدَّة الْعَيْشِ. سَلمَة عَن الْفراء: عامٌ أقْشَف أقْشَر شَدِيد. شفق: قَالَ اللَّيْث: الشَفَقُ: الرَّدِيءُ من الْأَشْيَاء وقَلَّما يُجْمع، وَقد أشْفَقَ الْعطاءَ، وشَفَّقَ الثَّوْبَ أَي: جعلهُ فِي النَّسِج شَفَقاً، والشَّفَقُ: الْخَوف، تقولُ: أنَا مُشْفِقٌ عَلَيْك أَي: خائفٌ وَأَنا مُشْفِقٌ من هَذَا الْأَمر أَي: خائفٌ، والشَّفَقُ أَيْضا الشَّفَقَةُ وَهُوَ أَن يكونَ الناصِحُ من بُلُوغ نُصْحِه خَائفًا على المنصوح، تَقول: أشفَقْتُ عَلَيْهِ أَن ينالهُ مكْروهٌ، والشَّفِيقُ: النَّاصِحُ الحريصُ على صَلَاح المنصوح. وَقَالَ الله عز وجلَّ: {قَالُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَهْلِنَا} (الطّور: 26) . قَالَ اللَّيْث: إِنَّا كُنّا فِي أهْلِنا خائفينَ لهَذَا الْيَوْم، وَقَالَ جلَّ وعزَّ: {بَصِيراً فَلاَ أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ} (الانشقاق: 16) . قَالَ: الشَفَقُ: الْحُمْرَة الَّتِي فِي المغْرِب من الشَّمْسِ، قَالَ: وَكَانَ بعضُ الفُقهَاء يَقُول: الشَفَقُ: الْبياضُ لِأَن الْحُمرةَ تذهبُ إِذا أظْلَمتْ وإنَّما الشَّفَقُ البياضُ الَّذِي إِذا ذَهَبَ صلَّيْتَ الْعِشاءَ الْآخِرَة وَالله أعلمُ بصواب ذَلِك. قَالَ الفراءُ: وسَمِعْت الْعَرَب يَقُول: عَلَيْهِ ثوبٌ مصبوغٌ كَأَنَّهُ الشَّفَقُ، وَكَانَ أَحْمَر فَهَذَا شاهدٌ للحُمْرةِ. وَقَالَ غَيره: شَفِقْتُ من الْأَمر شَفَقَةً يَعْنِي أشْفَقْتُ، وَأنْشد:

فَإِنِّي ذُو مُحافَظَةٍ لقَوْمِي إِذا شَفِقَتْ عَلَى الرزْقِ الْعِيالُ عَمْرو عَن أَبِيه: الشَّفَقُ: الثَّوْب الْمَصْبُوغ بالْحُمرةِ القليلة، والشَّفَقُ: الْحُمْرَةُ فِي السَّمَاء. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) تَقول: أَنا فِي أَشْفاق من هَذَا الْأَمر أَي: نَوَاحٍ مِنْهُ. ومِثْلُه أَنا فِي عرُوض مِنْهُ وَفِي أَعْرَاض مِنْهُ، أَي: فِي نواح. شقف: أهمله اللَّيْث، وَقَالَ عَمْرو عَن أَبِيه: الشَّقَفُ: الْخَزَفُ المكَسَّرُ. فشق: قَالَ اللَّيْث: الفَشَقُ: الْمُبَاغتةُ. وَقَالَ رؤبة: فَبَاتَ والنَّفْسُ من الْحرصِ الْفَشَقْ وَقَالَ غَيره: الْفَشَقُ: شِدَّة الْحِرْص. وَقَالَ اللَّيْث: مَعْنَاهُ: أَنه يُبَاغت الْوِرْدَ لئِلا يفْطن لَهُ الصياد. وروى عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الْفَشَقُ: تباعُدُ مَا بَين القَرْنين وتباعُدُ مَا بَين التَّوْأَبانِيَّينِ قَالَ: والْفَشَقُ: العدوُ والهرَبُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم فِي (كتاب الْبَقر) : من قَرُون البَقر فَشِقٌ وَهُوَ الَّذِي فَشِقَ مَا بَين قَرْنيْهِ أَي تبَاعد. قفش: قَالَ اللَّيْث: القَفْشُ: سَاكن الفاءِ ضَرْبٌ من الْأكل فِي شدَّةٍ، قَالَ: والْقَفْشُ: لَا يُسْتمل إِلَّا فِي افتِعَال خَاصَّة، يُقَال للعَنْكبوت وَنَحْوهَا من سائرِ الْخَلْقِ إِذا انْجَحَر وضَمَّ إِلَيْهِ جراميزهُ وقوائمُهُ قد اقْتفَشَ وَأنْشد: كالْعنكَبوتِ اقْتَفَشَتْ فِي الجحْر ويروى: اقْفَنْشَشَتْ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: الْقَفْشُ فِي الْحَلْبِ سرعَة نَفْضِ مَا فِي الضَّرْعِ، وَكَذَلِكَ الْهَمْرُ وَالْمَشْقُ. وَقَالَ غَيره: وقَعَ فلانٌ فِي الرَّفْشِ والْقَفْشِ، فالرَّفْشُ أكلُ الطَّعَام جَرْفاً والقَفْشُ كَثْرَة النِّكاح. وَيُقَال للمِجْرَف الرَّفْشُ، ومجداف السَّفِينَة يُقَال لَهُ الرَّفش، وَيُقَال للرَّجل يَعِزّ بعد الذّلّ، أَو يَسْتَغْنِي بعد الْفقر: من الرَّفْش إِلَى الْعَرْش، أَي: قعد على الْعَرْش بعد ضربه بالرَّفْش فلاّحاً. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القَفْشُ: الْخُفُّ، وَمِنْه خبَرُ عِيسَى أَنه لم يُخَلِّفْ إِلَّا قَفْشَيْنِ ومِخْذَفَة، قلت: الْقَفْشُ بِمَعْنى: الْخفِّ دخيلٌ مُعرَّبٌ. وَهُوَ الْمَقْطُوع الَّذِي يحكم عمله، وَأَصله بِالْفَارِسِيَّةِ: كفج فعرّب. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: القَفْشُ: الدَّغَّارون من اللُّصُوص.

ق ش ب قشب شقب شبق (بشق) . قشب: فِي الحَدِيث: (أَن رجلا يمر على جسر جهنَّم فَيَقُول: يَا ربِّ قَشَّبنِي رِيحها) مَعْنَاهُ: سَمَّنِي رِيحُها وكلُّ مسْمومٍ قَشِيبٌ ومُقَشَّبُ. وَقَالَ اللَّيْث: القَشْبُ: خلطُ السَّمِّ بِالطَّعَامِ، والقِشْبُ: اسمٌ للسَّمِ، وَكَذَلِكَ كلُّ شيءٍ يُخلَطُ بِهِ شيءٌ يُفْسِدهُ، وَتقول: قَشَّبْتُهُ. وَأنْشد: مُرٌّ إِذا قَشَّبَهُ مُقَشِّبُهْ وَقَالَ النَّابِغَة: هَرَاساً بِهِ يُعْلَى فِرَاشِي ويُقْشَبُ أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: القِشبُ: السمُّ، والجميع أقشابٌ وَقد قشَّبَ لَهُ إِذا سقَاهُ. وَقَالَ الْأمَوِي: رجل قَشِبٌ خَشبٌ لَا خير فيهِ. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: التَّقشيبُ: خَلْطُ السمِّ، وإصلاحهُ حَتَّى يَنجعَ فِي البَدَنِ ويَعْمَلَ. وَقَالَ غَيره: يُخلَطُ للنسْرِ فِي اللَّحْم حَتَّى يَقْتلَهُ. وَرُوِيَ عَن عمر أَنه وجدَ من مُعاوية رائحةَ طيب وَهُوَ مُحْرِمٌ فَقَالَ من قشبنا، أرادَ أنَّ رِيحَ الطيبَ عَلَى هَذِه الحالِ قَشْبٌ كَمَا أَن رِيحَ النّتْنِ قَشبٌ. وَيُقَال: مَا أَقْشبَ بَيتهمْ أَي مَا أقْذرَ مَا حوله من الغائِطِ، والقَشْبُ من الْكَلَام الفِرَى. وَيُقَال: قَشَّبنَا فلانٌ أَي: رَمانَا بأمْرٍ لم يكُن فِينَا، وَأنْشد: قَشَّبْتَنَا بِفعالٍ لست تارِكه كَمَا يُقشِّبُ ماءَ الجُمَّةِ الغرب وَرجل مُقشَّبٌ أَي: مخلوطَ الحَسَبِ مَمزوجٌ باللُّؤم، وروى اللَّيْث عَن عَمْرو أَنه قَالَ لبَعض بَنيهِ: قَشبكَ المَال أَي ذهبَ بِعَقلِكَ. أَبُو عبيد عَن الْفراء: أقْشَبَ الرَّجُلُ: إِذا اكتَسَبَ حَمْداً أوْ ذَمّاً واقتَشَبَ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: القاشِبُ الذِي يعيبُ الناسَ بِمَا فِيهِ، يقالُ قشَبَه بِعَيْبِ نَفسه، والقاشبُ الَّذِي قِشبُه ضاوِيٌّ أَي: نفْسُه والقاشِبُ: الخياطُ الَّذِي يلقُطُ أقشابهُ وَهِي عُقَدُ الخيوطِ ببُزَاقةِ إِذا لفظَ بهَا. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثعلبٍ عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القَشِيبُ: الجديدُ، والقشِيبُ: الخَلَقُ. وَقَالَ اللَّيْث: سيفٌ قشِيبٌ حديثُ الجلاءِ وثوبٌ قشيبٌ جَدِيد، وكلُّ شَيْء جديدٍ قَشيبٌ. وَأنْشد للبيد: فالماءُ يجلُو مُتُونهنَّ كَمَا يجلو التلاميذُ لؤلؤاً قَشِبا

شقب: قَالَ اللَّيْث: الشِّقْبُ: مواضعُ دونَ الغيرانِ تكونُ فِي لُهوبِ الجِبالِ تُوكِرُ فِيهَا الطيْرُ. وَأنْشد: فصبَّحَت والطيرُ فِي شِقابها جُمَّة تيَّارٍ إِذا ظَمَا بهَا أَبُو عبيدٍ عَن الْأَصْمَعِي: الشِّقْبُ كالشَّقِّ يكون فِي الْجبَال، وجَمعُه شِقَبَةٌ، واللِّهْبُ مهواةُ مَا بَين كلِّ جبلَين، واللِّصبُ الشِّعْبُ الصغيرُ فِي الْجَبَل. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي يُقَال للطويلِ: الشوْقبُ. وَقَالَ اللَّيْث: هوَ الطَّوِيل جدّاً من النَّعام والرجالِ والإبلِ. بشق: فِي (نوادرِ الْأَعْرَاب) : بشَقْتُه بالعَصَا وفَشَخْتُه. شبق: الشبقُ: الغُلَمةُ وشدةُ الشهوَة يقالُ: رجلٌ شَبِقٌ وامرأةٌ شَبِقةٌ. وَرُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ لرجل وطىء امْرَأَته قبل الْإِفَاضَة: شبق شَدِيد. ق ش م قشم قمش شمق شقم مشق: مستعملة. قشم: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: القِشْمُ: الجُسومُ حِساناً وَقباحاً. وَقَالَ اللَّيْث: القَشْمُ: شِدة الْأكل وخلطُهُ والقشَامُ اسمٌ لما يُؤكلُ مُشْتقٌّ منَ القشم. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: القُشامةُ: مَا يَبْقى من الطَّعَام عَلَى الخوان. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: القُشامةُ مَا بَقيَ على الْمَائِدَة مِمّا لَا خيرَ فِيهِ، يُقَال: قشمْتُ أقْشِمُ قَشْماً. قَالَ: وَقَالَ الْأَحْمَر: القَشْمُ: البُسرُ الأبيضُ الَّذِي يُؤكلُ قبل أَن يُدْرِكَ وَهُوَ حُلوٌ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: إِذا انتقَضَ البُسرُ قبل أَن يصيرَ بلَحاً قيلَ: قد أصابَه القُشام. ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للبُسْرَة إِذا ابيضَّتْ فأُكلَتْ طيِّبة هِيَ القشِمةُ. قمش: قَالَ اللَّيْث: القمُشُ جمعُ القماش وَهُوَ مَا كَانَ على وَجْهِ الأرضِ من فُتات الْأَشْيَاء حَتَّى يقالَ لرُذالة الناسِ قماش، والقَمِيشة طعامٌ للعربِ منَ اللَّبن وحَبِّ الحنظَل. وروى ابْن الفرَج عَن مُدْرِك يُقَال: للرجُل قَوْمٌ يقمِشونَ لَهُ، ويَهمشونَ لَهُ، بِمَعْنى واحِدٍ.

مشق: قَالَ اللَّيْث: المَشْقُ: طينٌ أَحْمَر يصبغُ بِهِ الثوبُ يُقَال: ثوبٌ ممشَّقُ، والمَشْقُ: الضربُ بالسوْطِ، والمَشْقُ: شدَّة الْأكل يَأْخُذ النحضةَ فيمشُقُها بفِيه مَشقاً جَذْباً، والمَشْقُ أَيْضا: مدُّ الشَّيْء ليمتدّ وَيطول، وَالْوتر يمشقُ حِين يلين ويجودَ كَمَا يمشُقُ الخياطُ خيْطه بخربقة، ويقالُ: فرْسٌ مشيقٌ مُمَشَّقٌ ممشوقٌ: أَي: فِيهِ طولٌ وقِلةُ لحم، وجاريةٌ ممشوقةٌ حَسَنَة القوَام، قَليلَة اللَّحْم، والمشْقُ أَيْضا: جذبُ الكَتّان فِي مِمشَقَةٍ حَتَّى يخلصَ خالصهُ وتَبقى مُشاقته. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: مَشِقَ الرجُل يمشَق مَشَقاً: إِذا اصطكّتْ ألْيَتاه حَتَّى تنسَحِجا. وَقَالَ اللَّيْث: إِذا كَانَت إحدَى ركبَتيه تصيب الْأُخْرَى فهوَ المَشَق. ونحوَ ذَلِك حكى أَبُو عبيد عَن أبي زيد. ابْن السّكيت: المشْق مصدَر مشَق يمشُق مشقاً، وَهُوَ سرعةُ الكتابةِ وَسُرْعَة الطعْن. وَقَالَ ذُو الرُّمَّة يصف ثوْراً وحشيّاً: فكَرَّ يمشُق طَعْناً فِي جَواشِنها كَأَنَّهُ الأجْر فِي الإقبالِ يحتَسِب قَالَ: والمشق: المغرَة، وَهُوَ طينٌ أَحْمَر، وَمِنْه يُقَال: ثَوْبٌ ممَشّقٌ إِذا كانَ مَصْبوغاً بالمِشق. وَقَالَ غَيره: تمَشق عَن فلَان ثَوْبه إِذا تمزَّق، وتمشق اللَّيْل إِذا ولّى وأدبرَ، وتمشَّق جِلبَاب الليلِ إِذا ظهرَ تباشير الصُّبح. قَالَ ذَلِك كُله أَبُو عَمْرو. وَأنْشد: وَقد أقِيم الناجِياتِ الشَّنقا لَيْلًا وَسِجْف الليلِ قد تمشقا وَقَالَ الأصمعيّ: المِشَقُ: أَخلاقُ الثِّيابِ، واحدتها مِشْقَةٌ، وتَماشَقَ القومُ اللَّحمَ إِذا تجاذبوه فأَكلُوه. وَقَالَ الرَّاعي: وَلَا يَزالُ لَهُم فِي كلِّ مَنزلةٍ لحمٌ تَماشَقُه الْأَيْدِي رَعَابِيلُ وَقَالَ الراجِزُ يصفُ امْرَأَة: تُمَاشِقُ البَادِين والحُضَّارا لمْ تَعْرِف الوقفَ وَلَا السِّوَارَا أَي: تُجاذِبُهم الكلامَ وتُسَابُّهُمْ. والعربُ تَقول للرَّجل يمارسُ عملا فتأْمرُه بالإسراع: امْشُقْ امْشُقْ، وقلمٌ مَشَّاقٌ سريعُ الجريِ فِي القرطاس. ورَوى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: امْتَشَقَه وامتَشَنه واخْتَدفَه واخْتَوَاه إِذا اخْتطفَه. وَقَالَ الأصمعيُّ: الْمُشاقَةُ والمُشاطَةُ: مَا سقَطَ من الشَّعر إِذا سُرِّحَ، والمُرَاقةُ مَا انْتُتِفَ مِنْهُ، ومُشَاقةُ الكَتَّانِ رَديئُه. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: مَشْقُ العَقَب تهذيبُه من اللَّحْم حَتَّى لَا يَبْقَى إلاَّ قليلُه وخالصُه،

باب القاف والضاد

والعَقَبُ فِي السَّاقَيْن والمتْن، والعَصَب فِي العِلْباء والظّهْر والْجَنْبَيْنِ وَلَا يَكونُ الوَتَر إِلَّا من العَقَب، والعَصَب لَا يَكون مِنْهُ وَتَرٌ وَلَا خَيْرَ فِيهِ. شمق: قَالَ اللَّيْث: الشَّمَقُ: شِبْهُ مَرَح الْجُنُون. قَالَ رؤبة: كأَنه إِذ راحَ مَسْلُوس الشَّمَق وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الشَّمق: النشاطُ، وَقد شَمِقَ يَشْمَقُ شَمَقاً إِذا نَشِط. وَقَالَ اللَّيْث: الأَشْمَقُ لُغامُ الجَمل يختلطُ بِهِ الدَّم. وَأنْشد غيرُه: يَنْفُخْنَ مَشكُولَ اللُّغَامِ أَشْمَقا يَعْنِي جمالاً يتهادرن. قَالَ ابْن شُمَيْل: الشَمَقْمَقُ: الطويلُ الجسيمُ من الرِّجَالِ. قَالَ الزَّفَيانُ يَصِفُ الفَحل: نَهْدُ القُصَيْرَى هَيْكَلٌ شَمقْمَقُ لَهُ قَرًى وعُنقٌ عَشَنَّقُ (بَاب الْقَاف وَالضَّاد) ق ض ص ق ض س ق ض ز ق ض ط (ق ض د) ق ض ت ق ض ظ ق ض ذ ق ض ث: مهملات كلهَا. ق ض ر اسْتعْمل من وجوهه: قرض. قرض: قَالَ الله عزّ وجلّ: {مَّن ذَا الَّذِى يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ} (الْبَقَرَة: 245) ، القرْض فِي قَوْله: {قَرْضاً حَسَناً اسْم، وَلَو كَانَ مَصدراً لَكَانَ إقراضاً. والقرضُ اسمٌ لكلِّ مَا يُلتمَس عَلَيْهِ الجزاءُ مِن صدَقةٍ أَو عملٍ صَالح، وأصلُ القرْض فِي اللُّغة القَطْعُ، وَمنه أُخِذَ المِقراض، وأَقْرَضْتُه أَي: قطَعتُ لَهُ قِطْعَة يُجازى عَلَيْهَا. وَالله جلّ وعزّ لَا يَسْتَقرضُ مِن عَوَزٍ وَلكنه يَبْلو عباده بِمَا مَثَّلَ لَهُم من خير يُقدِّمونه وَعمل صَالح يَعْمَلُونَهُ، فجَعل جزاءَه كالواجب لَهُم مُضاعَفاً. وإذاأَقرضَ الرجل صاحبَه قرضا فواجبٌ على المُقْرَض رَدُّه عَلَيْهِ كَمَا استَقرضه. فَأَما الله جلَّ وعزّ فَإِنَّهُ يُضاعِفُ لعَبْدِهِ مَا تقرَّب بِهِ إِليه من صَدَقة أَو بِرَ، والتضعيفُ على حسب هَيْئَة العَبْد وحُسْن مَوقع مَا قَدَّم، والقرْضُ فِي اللُّغة البلاءُ الحَسن والبَلاءُ السَّيِّء. تَقول الْعَرَب: لكَ عِندي قرضٌ حَسنٌ وقرضٌ سَيِّءٌ. وَقَالَ أُمَيَّةُ بن أبي الصَّلْت: كلُّ امرىءٍ سوفَ يُجزَى قرضَه حَسَناً أَو سيِّئاً وَمَدِيناً كَالَّذي دَانَا

وَقَالَ لبيدٌ: وإِذا جُوزِيتَ قرضا فاجْزِه إِنَّمَا يَجْزِي الْفَتى ليسَ الجَمل وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: أَقْرَضْتُ فلَانا، وَهُوَ مَا تعطيه لِيَقْضِيكَهُ، وكلُّ أمرٍ يتجازى بِهِ الناسُ فِيمَا بَينهم فَهُوَ من القروضِ. وَفِي حَدِيث النَّبِي، أَنه حَضَره الْأَعْرَاب وهم يسألونَ شَيْئا أعلينا حَرَجٌ فِي كَذَا، فَقَالَ: (عبادَ اللَّهِ رَفَعَ اللَّهُ عنّا الحَرَجَ إِلَّا مَنْ اقترضَ امْرأ مُسلما ظلما فَذَلِك الَّذِي حَرِجَ) ، قَوْله: اقْتَرَضَ مُسْلِماً أَي: نَالَ مِنْهُ وعابَه وقطعهُ بالغِيبةِ والبهتان، وَأَصله من قَرْضِ القطعِ، يُقَال: قَرَضَهُ واقترضهُ بِمَعْنى واحدٍ إِذا وقعَ فِيهِ ونال مِنْهُ. ورُوِي عَن أبي الدَّرْدَاء أَنه قَالَ: إِن قارَضْت الناسَ قارَضُوكَ وَإِن تَركتهم لم يتركوك، ثمَّ قَالَ: أَقْرِضْ من عِرْضِكَ ليومِ فَقْرِكَ، وَمعنى قولهِ: إِنْ قارَضْتَهُمْ قارَضوك، يَقُول: إنْ سابَبْتَهُمْ سابُّوك وجازَوْكَ، وَيكون القِراضُ فِي الْعَمَل السيءِ والقولِ السَّيِّءِ يقصدُ بِهِ الرجلُ صَاحبه. قَالَ أَبُو عبيد: وأصلُ القَرْضِ القَطْعُ وأَظُنُّ قَرْضَ الفأرِ مِنْهُ لِأَنَّهُ قطْعٌ، وَقَوله: أَقرِضْ من عِرْضِكَ ليَوْم فقرك، يقولُ إِذا اقْتَرَضَ رجلٌ عرْضَكَ بِكَلَام يَسوءُكَ ويحزنك فَلَا تجازِهِ حَتَّى يبْقى أجرُ مَا ساءَكَ بِهِ لِيَوْمِ فقرك إليهِ فِي الْآخِرَة. وَمعنى قولِ أبي الدَّرْداءِ: إِنْ قارضتَهُمْ قارضوكَ يَقُول: إنْ فعلتَ بهم سوءا فعلوا بك مثلَهُ، وَإِن تركتَهُمْ لم تسلم مِنْهُم وَلم يدعوكَ، فَإِذا فعلوا ذلكَ ابْتِدَاء فَدَعْهُ ليَوْم الْجَزَاء، والقرضُ أَيْضا قرضُ الشِّعر، وَلِهَذَا سُمِّيَ الشِّعْرُ القريضَ، والبعيرُ يقرِضُ جِرَّتَهُ وَهُوَ مضغُها وردُّها إِلَى الكَرشِ، والجِرَّةُ المقْرُوضة هِيَ القريضُ. وَمن أَمثالِ العربِ: حالَ الجَريضُ دونَ القريضِ. قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: والْجَريضُ: الْغَصَصُ. قَالَ: وَهَذَا المثلُ لِعَبِيدِ بن الأبرصِ قَالَه للمنذر حينَ أَرَادَ قَتله، فَقَالَ أَنْشدني قَوْلك. فَقَالَ عَبِيدٌ: حالَ الجَريضُ دونَ القريضِ. قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الجريضُ: أَن يَجْرَضَ نَفسه إِذا قضى. يُقَال: هُوَ يَجْرَضُ بنفسهِ، أَي: يكَاد يقْضِي. وَمِنْه قيلَ: أفْلَتَ جَرِيضاً، وقيلَ: الجَرِيضُ: الغُصَّةُ والقَرِيضُ: الْجِرَّةُ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الرياشي أَنه قَالَ: القَرِيضُ والجَرِيضُ يحدُثانِ بالإنسان عندَ الموتِ، فالجَريضُ تَبَلِّعُ الرِّيقِ،

والقريضُ: صوتُ الْأَسْنَان، والقِراضُ فِي كلامِ أهلِ الْحجاز المضارَبَة، وَيُقَال: هما يتقارَضانِ الثَّناءَ والخيرَ والشرَّ أَي: يتجازَيان. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: يتقارَضُونَ إِذا الْتَقَوْا فِي موْطِنٍ نظرا يُزِيلُ مواطىءَ الْأَقْدَام أَي: نظر بَعضهم إِلَى بعضٍ بالعداوة والبغضاء. قَالَ الْكُمَيْت: يُتَقَارَضُ الحسنُ الجميلُ من التآلفُ والتَّزَاوُر وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: قَرَّظَ فلانٌ فلَانا، وهما يتقارظانِ المدحَ إِذا مدحَ كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا صاحبهُ، ومثلُهُ: هما يتقارَضانِ بالضَّاد، وَقد قَرَّضَهُ إِذا مَدَحَهُ أَو ذمَّهُ فالتقارظ فِي المدحِ والخيرِ خَاصَّة، والتَّقارُضُ فِي الخيرِ والشَّرِّ. وَقَالَ الله جلَّ وعزَّ: وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ} (الْكَهْف: 17) . قَالَ الْأَخْفَش، وَأَبُو عبيد: تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمال أَي: تُجَاوِزُهُمْ وتتركهم عَن شمالها يُقَال: قَرَضْتُهُ أَقْرِضُهُ قَرْضاً أَي: جاوزته. وَقَالَ الْكسَائي: تَقْرِضُهُمْ: أَي: تَعْدِلُ عَنْهُم. وَأنْشد قَول ذِي الرُّمَّة: إِلَى ظُعُنٍ يَقْرِضْنَ أَجوازَ مُشْرِفٍ يَمِينا وَعَن أَيْسَارِهِنَّ الفوارِسُ وَقَالَ الْفراء: العربُ تقولُ: قَرَضْتُهُ ذاتَ اليمينِ وقَرَضتُهُ ذاتَ الشِّمال وقُبُلاً ودُبُراً: أَي: كنتُ بحذائِهِ من كلِّ ناحيةٍ، وقَرَضْتُ: مثلُ حَذَوْتُ سَوَاء. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَرِضَ الرجلُ إِذا زالَ من شيءٍ إِلَى شيءٍ، وقَرَضَ إِذا ماتَ، قَالَ: وقرَضَ إِذا سادَ بعد هوانٍ. قَالَ: وَيُقَال للرجلِ إِذا ماتَ: قَرَضَ رِباطَهُ. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو زيد: جَاءَ فلانٌ وَقد قَرَضَ رباطَهُ، إِذا جَاءَ مجهوداً قد أَشرفَ الْمَوْت، قَالَ: وَمعنى قَرَضَ رِباطَهُ: ارْتباطَهُ فِي الدُّنْيَا، يرادُ أَنه ماتَ وتخلَّى من الدُّنيا. وَقَالَ اللَّيْث: القُرَاضَةُ: فُضالَةُ مَا يَقرضُ الفأرُ من خبزٍ أَو ثوبٍ، وَكَذَلِكَ قُراضاتُ الثَّوبِ الَّتِي يَنْتِفُها الجَلَمان. قَالَ: وَابْن مِقْرَضٍ هُوَ ذُو القوائمِ الْأَرْبَع الطويلُ الظَّهْرِ القتَّالُ للحمامِ. قَالَ: والتَّقْريضُ فِي كلِّ شيءٍ كتقريض يَدِ الجُعَلِ. وأَنشد: إِذا طَرَحَا شأواً بِأَرْض هَوَى لَهُ مُقَرَّضُ أَطرافِ الذِّراعين أَفلج

وأَرادَ بالشَّأو: مَا يلقيه العَير وَالأتان من أَرْوَاثهما. قَالَ أَبُو مَنْصُور: وَهَذَا تَصْحيفٌ، قَوَائِم الجُعَل مُفَرَّضَةٌ بالفاءِ كأنَّ فِيهَا حُزُوزاً. وأَخبرني الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: من أَسماءِ الْخُنفُساءِ المندوسةُ والفاسِيَاءُ، وَيُقَال لِذَكَرِها المُقَرَّضُ والحَوَّازُ والمُدَحْرِجُ والجُعَل. قَالَ: والبيتُ الَّذِي اسْتشْهد بِهِ اللَّيْث للشماخ، وثِقاتُ الرُّواةِ رَوَوْهُ بالفاءِ (مُقَرَّضُ أَطرافِ الذِّراعين) . قَالَ الباهليُّ: أَرادَ بالمُقَرَّضِ المُحَزَّزَ، يَعْنِي الجُعَلَ وَنَحْو ذَلِك قَالَ ابْن الْأَعرَابِي. ق ض ل مهمل الْوُجُوه. ق ض ن اسْتعْمل مِنْهُ: (نقض) . نقض: قَالَ اللَّيْث: النَّقْضُ: إفسادُ مَا أَبرمْتَ من عقدٍ أَو بِناءٍ، والنِّقْضُ: اسمُ البناءِ المنقوضِ إِذا هُدِمَ، والنِّقْضُ والنِّقْضَةُ هما الجملُ والناقةُ اللَّذَان قد هزلتهما الأسفارُ وأَدْبَرَتْهُما، والجميعُ الأنقاض. وَأنْشد لرؤبة: إِذا مَطَوْنا نِقْضَةً أَوْ نِقْضا وَقَالَ الآخر: إِني أَرى الدهرَ ذَا نَقْضٍ وإِمْرَا أَي: مَا أمَرَّ عَاد عَلَيْهِ فنقضه، وَكَذَلِكَ المناقضة فِي الشّعْر ينقضُ الشاعرُ الآخر مَا قَالَه الأول، وَالِاسْم النَّقيضة وَتجمع على النقائض، وَلِهَذَا قَالُوا نقائض جريرٍ والفرزدق، قَالَ: والنِّقْضُ مُنْتَقَضُ الكمأة من الأَرْض إِذا أَرَادَت أَن تخرج نقضتْ وَجه الأَرْض نقضا فانتقضتِ الأَرْض. وَقَالَ الشَّاعِر: كَأَن الفُلانِيّاتِ أنقاضُ كمأةٍ لأوّل جانٍ بالعصا يستثيرُها وَيُقَال: انتقضَ الجُرح بعد البُرْء، وانتقضَ الْأَمر بعد التِئامِه وانتقضَ أمرُ الثَّغر وَغَيره. وَقَالَ الله عزَّ وجلَّ: {صَدْرَكَ وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ الَّذِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَنقَضَ ظَهْرَكَ} (الشَّرْح: 2، 3) . قَالَ الْفراء فِي التَّفْسِير عَن الْكَلْبِيّ: أثقلَ ظهرك. قَالَ أَبُو مَنْصُور: وَقَالَ نَحْو ذَلِك مُجَاهِد وَقَتَادَة، وَالْأَصْل فِيهِ أَن الظّهْر إذاأثقله حِمله سُمع لَهُ نقيضٌ أَي صَوت خفيٌّ وَذَلِكَ عِنْد غَايَة الإثقال، فَأخْبر الله عزّ وجلّ أَنه غفر لنبيِّه أوزاره الَّتِي كَانَت تراكمت على ظَهره حَتَّى أوْقرته، وَأَنَّهَا لَو كَانَت أثقالاً حُملت على ظَهره لسُمع لَهَا نيضٌ أَي صوتٌ، وكل صَوت لمِفصلٍ أَو إصبعٍ أَو ضلعٍ فَهُوَ نقيضٌ وَقد أنقضَ ظهر

فلَان إِذا سُمع لَهُ نقيضٌ، وَمِنْه قَوْله: وحُزن تُنْقِضُ الأضلاع مِنْهُ مُقيم فِي الجوانح لن يزولا وَقَالَ اللَّيْث: نقيضُ المِحْجَمةِ صوتُها إِذا شدَّها الحجّام بمصِّه، يُقَال: أنقضتِ المحجمةُ وَأنْشد: زَوَى بَين عَيْنَيْهِ نقيضُ المحاجِمِ وَقَالَ أَبُو زيد: أنقضتُ إنقاضاً بالمَعْزِ إِذا دَعوته. وَقَالَ أَبُو عبيد: أنقضَ الفرخ إنقاضاً إِذا صأَى صَئِيّاً، وأنقضَ الرَّحل إنقاضاً إِذا أطَّ أطِيطاً. وَقَالَ ذُو الرُّمة: كأَنَّ أصواتَ مِن إيغالهنّ بِنَا أوخرِ الْمَيسِ إنقاضُ الفَرارِيج هَكَذَا أفادَنِيهِ الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم، وَفِيه تقديمٌ وتأخيرٌ أَرَادَ كأَن أصوات أَوَاخِر الميسِ إنقاضُ الفراريج من إيغال الرّواحل بِنَا، أَي: من إسراعها السّير بِنَا. وَقَالَ اللَّيْث: أنقضتُ بالحمار إِذا ألصقت طرف لسَانك بالغارِ الْأَعْلَى ثمَّ صوَّتَّ بحافتيه من غير أَن ترفع طرفه عَن مَوْضِعه، وَكَذَلِكَ مَا أشبهه من أصوات الفراريج والرِّحال. قَالَ: والنَّقّاض الَّذِي ينقضُ الدِّمقس وحرفته النِّقاضة. قَالَ أَبُو مَنْصُور: وَكَذَلِكَ النَّكاثُ، وحرفته النَّكاثة وَمَا نُقض من ثوب صوف أَو إبريسيم فَهُوَ نِقضُ ونِكثٌ، وَجَمعهَا أنقاضٌ وأنكاثٌ سَماع من الْعَرَب. وَقَالَ اللَّيْث: النُّقَّاضُ: نباتٌ، وتَنَقَّضَتْ عِظَامه: إِذا صَوَّتَتْ. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : نَقَّضَ الفرسُ ورَفَّضَ إِذا أدلى وَلم يستحكم إنعاظهُ وَمثله سَيَأَ وشَوَّلَ وأسابَ وسَبَّح وانساحَ وقاش وسمَّل ورَوَّل. ق ض ف اسْتعْمل من وجوهه: ضفق قضف. ضفق: قَالَ اللَّيْث: الضَّفْق: الْوَضع بمرَّةٍ وَكَذَلِكَ الضفع، وَلم أحفظه لغيره. قضف: قَالَ اللَّيْث: القَضافة: قلَّة اللَّحْم، ورجلٌ قضيفٌ، وَقد قضُفَ يقضُفُ قضافةً. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: قَالَ: القِضْفانُ والقُضفانُ أَمَاكِن مرتفعةٌ بَين الْحِجَارَة والطِّين واحدتها قَضفَةٌ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل عَن أبي خيرة: القَضَفُ: آكامٌ صغارٌ يسيل المَاء بَينهَا، وَهِي فِي مطمئنٍ من الأَرْض وعَلى جرْفة الْوَادي، الْوَاحِدَة قَضْفَةٌ وَأنْشد لذِي الرمة: وَقد خنَّق الآلُ الشِّعافَ وغَرَّقَتْ جواريه جُذعانَ القِضاف البراتكِ

قَالَ: الجُذْعان: الصِّغار. والبراتكُ: الصِّغار. وَقَالَ أَبُو خيرة: القَضَفَةُ: أَكمةٌ صَغِيرَة بَيْضَاء كأَن حجارتها الجِرْجِسُ وَهِي هناتٌ أَصْغَر من البعوض، والجرجس يُقَال لَهُ الطِّين الْأَبْيَض كَأَنَّهُ الجصُّ بَيَاضًا، حكى ذَلِك كُله شمر فِيمَا قَرَأت بِخَطِّهِ. وَقَالَ اللَّيْث: القضفةُ: أَكمةٌ كَأَنَّهَا حجر وَاحِد، قَالَ: والقِضافُ لَا يخرج سَيْلُها من بَينهَا. قَالَ أَبُو مَنْصُور: وَجَارِيَة قضيفةٌ إِذا كَانَت ممشوقةً، وَجَمعهَا قِضافٌ. ق ض ب قضب قبض: مستعملان. قضب: قَالَ الله جلَّ وعزَّ: {شَقّاً فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً وَعِنَباً وَقَضْباً} (عبس: 27، 28) . قَالَ الْفراء: القَضْبُ: الرَّطْبة. قَالَ: وَأهل مَكَّة يُسمون القَتَّ القَضْبَةَ. وَقَالَ أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: القَضْبُ: الرَّطْبةُ. وَأنْشد غَيره بَيت لبيد بن ربيعَة: إِذا أرْوَوْا بهَا زَرْعاً وَقَضْبًا أمالوها عَلَى خُورٍ طِوالِ قَالَ اللَّيْث: القضبُ مِنَ الشَّجرِ كلُّ شجرٍ سَبِطتْ أغصانُهُ وطالتْ، والقضبُ: قطعكَ القضِيبَ ونحوهُ. قَالَ: والقضيبُ اسمٌ يَقع على مَا قَضَبْتَ مِنْ أغصانٍ لتَتَّخِذَ مِنْهَا سهاماً أَو قسيّاً، وَأنْشد لرؤبةَ: وفارِجٍ مِنْ قَضْبٍ مَا تَقَضَّبَا وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنه كَانَ إِذا رَأَى التَّصْلِيبَ فِي ثَوْب قضبَهُ) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: يَعْنِي قطعَ مَوْضعَ التَّصْلِيبِ منهُ. والقضب: القطعُ، وَمِنْه قِيلَ: اقتضبتُ الحديثَ إِنَّمَا هُوَ انتزعتُه واقتطعتهُ، وإياه عَنى ذُو الرُّمة يصفُ الثورَ: كأَنَّهُ كَوكَبٌ فِي إِثْر عِفْرِيَةٍ مُسَوَّمٌ فِي سَوادِ الليلِ مُنقضب أَي: مُنْقضٌّ مِن مَكَانَهُ. وَقَالَ الْقطَامِي يصف الثورَ: فَغَدا صَبيحَة صَوْبها مُتَوَجِّساً شَئِزَ القيامِ يقضِّبُ الأغصانا أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: ارتجلْتُ الكلامَ ارتجالاً واقتضبتُه اقتضاباً، ومعناهُمَا أَن يكُونَ تكلمَ بهِ مِنْ غيْر أَن يكون هيَّأَهُ قبل ذَلِك. قَالَ: وسمعتُ الْأَصْمَعِي يَقُول: القضيبُ من السُّيوفِ اللطيفُ، وَهُوَ ضِدُّ الصفيحةِ، والقضيبُ: الغصنُ وجمعهُ القُضبانُ والقِضبانُ والقضيبُ من الإبلِ الَّذِي لم يمهرِ الرِّياضَةَ، واقتضَبَ فُلانٌ بكرا إِذا ركبهُ ليذله قبل أَن يُراضَ.

يُقَال: بكرٌ قضيبٌ وناقةٌ قضيبٌ بغيرِ هَاءٍ. وَقَالَ النضرُ: القضيبُ: شجرٌ تتخذُ منهُ القسيُّ، وأنشدَ غيرهُ: رَذَايا كالبَلايا أَو كعِيدَانٍ مِنَ القضْبِ وَيُقَال: إِنَّه من أجناسِ النبعِ، وَقد يكنى بالقضيبِ عَن ذكرِ الإنسانِ وجميعِ الحيوانِ، والمقضَبَةُ منبِتُ القضْب ويجمعُ مَقَاضِبَ ومقاضِيبَ. وَقَالَ عُرْوَة بن الْورْد: لستُ لمرَّةَ إنْ لم أُوفِ مرْقبةً يبدُو لِيَ الحَرْثُ مِنها والمقاضيب والمقتضَبُ: عروضٌ مِن الشِّعرِ معروفٌ وَهُوَ مِثلُ قولهِ: هَلْ عليَّ وَيحكما إنْ لَهَوْتُ من حَرَج وَيُقَال للمنجلِ مِقْضبٌ ومقضاب وَسيف قاضبٌ قاطعٌ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: القضبُ: السهامُ الدقاقُ وَاحِدُها قضيب، وَأنْشد قَول ذِي الرُّمة: مُعِدُّ زُرْقٍ هَدَتْ قضباً مُصَدَّرَةً قَالَ: أَرَادَ قضباً فسكنَ الضادَ وَجعله مثل عديم وَعدم وأديم وأدم. وَقَالَ غَيره: جمعَ قَضِيبًا عَلَى قضب لما وجدَ فعلا فِي الجمعِ مُستمراً. قبض: قَالَ اللَّيْث: القبضُ بِجمع الكَفِّ على الشيءِ. وَقَالَ غَيره: القبضةُ: مَا أخذتَ بجُمْع كفِكَ كُله، فَإِذا كَانَ بأصابعك فَهِيَ القبصة بالصَّاد. قَالَ اللَّيْث: وَيُقَال: مَقْبِضُ القَوْس ومَقْبِضٌ أَعَمُّ وأَعْرَفُ. وَيقولون: مقبضُ السِّكِّين وَمقْبِضتُه كل ذَلِك حيثُ يُقبَضُ عَلَيْهِ بِجُمْع الكَفِّ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: المَقبِضةُ مَوضع الْيَد من الْقَنَاة. اللَّيْث: القَبِيضُ من الدَّوَابِّ السريعُ نَقْل القوائم. قَالَ الطِّرِمَّاح: سَدَتْ بقَبَاضَةٍ وثَنَتْ بِلِينِ أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: القبْض: الإسراعُ. يُقَال: مِنْهُ رَجلٌ قَبِيضٌ بَيِّنُ القَبَاضةِ. اللَّيْث: انقَبَضَ القومُ إِذا سَارُوا وأَسرَعوا. وَأنْشد: آذَنَ جِيرَانُكَ بانقباضِ والقابضُ: السائقُ السَّريعُ السَّوق. قَالَ أَبُو مَنْصُور: وإنَّما سُمِّيَ السوْقُ قَبْضاً لِأَن السائقَ للإبلِ يَقْبضها أَي: يجمعهَا إِذا أرادَ سَوقهَا، فَإِن انتشرتْ عَلَيْهِ لم يقدر على سَوقِهَا وَمِنْه قَول الفَقعسيِّ: فِي هَجْمَةٍ يُغدِرُ مِنْهَا الْقَابِض

اللَّيْث: إِنَّه لَيقبِضنِي مَا قَبضكَ قُلْتُ مَعْنَاهُ: أَنه ليُحْشمُني مَا أحْشمك ونَقِيضهُ إِنَّه لَيَبْسُطُنِي مَا بَسَطَكَ. يُقَال: الخيرُ يَبْسُطهُ والشَّرُّ يَقْبضهُ، والتَّقَبُّضُ: التَّشَنُّجُ، وَالْملك قابضُ الْأَرْوَاح. الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت: القَبْضُ: مَصْدَرُ قَبضْتُ قَبْضاً، والْقَبْضُ: السُّرْعَةُ. يُقَال: إِنَّه لَقبِيضٌ بَين القباضَةِ والْقَبضِ، إِذا كَانَ سَرِيعا، وَأنْشد: كيفَ تَرَاهَا والْحُدَاةُ تَقْبضُ أَي: تَسُوقُ سَوْقاً سَرِيعا. وَيُقَال: قَبضْتُ مالِي قَبْضاً. ودَخَلَ مَالُ فُلانٍ فِي الْقَبَضِ، يَعْنِي مَا قُبِضَ من أموالِ الناسِ. وَقَالَ اللَّيْث: الْقَبَضُ مَا جُمِعَ من الْغَنَائِم فَأُلْقِيَ فِي قَبَضِهِ أَي: فِي مُجْتَمعهِ، والْقَبّاضَةُ: الْحمار السَّريعُ الَّذِي يَقْبضُ الْعانَةَ أَي: يُعْجِلهَا وَأنْشد: قَبَّاضَةٌ بَين العنِيفِ واللَّبِقْ قَالَ: والقَبِيضةُ: القَصِيرَةُ. قَالَ أَبُو مَنْصُور: هَذَا غَلَطٌ وَكَانَ قَرَأَ القُنْبُضَةَ بالنونِ والباءِ فَصَيَّرَها قَبِيضَةً. وروى أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: الْقُنْبُضَةُ من النِّساء القصيرَةُ، وَأنْشد: إِذا القُنْبُضَاتُ السُّودُ طَوَّفْنَ بالضُّحى رَقَدْنَ عَليهنَّ الْحِجالُ المُسَجَّفُ الْأَصْمَعِي: مَا أَدْرِي أيُّ القَبيضِ هُوَ كقولِكَ أيُّ الْخَلْقِ هُوَ، وربمَا تكلَّمُوا بِهِ بِغيرِ حَرْفِ النَّفْي كَمَا قَالَ الرَّاعِي: أمْسَتْ أُمَيَّةُ للإسْلامِ حائِطَةً ولِلْقَبيضِ رُعاةً أمْرُهَا الرَّشَدُ وَيُقَال للرَّاعي الْحَسَنِ التَّدْبِير الرفيقِ برَعِيْتِهِ إنَّه لَقُبْضَةٌ رُفَضَةٌ، ومَعنَاهُ: أَنه يَقْبضُهَا فَيسوقُها إِذا أجدَبَ المَرْتَعُ، وَإِذا وَقَعَتْ فِي لُمْعَةٍ من الكلاء رَفَضَها حَتَّى تنتشرَ فَتَرْتعَ كَيفَ شَاءَت. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القبضُ قَبولُكَ المتاعَ وَإِن لم تُحوِّلهُ، والقبْضُ: تحوِيلكَ المتاعَ إِلَى حَيِّزِكَ والقبضُ الانقِباضُ وأصْله فِي جَناحِ الطير. قَالَ تَعَالَى: {صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ} (الْملك: 19) . والقبضُ: التناولُ لِلشيءِ بِيدكَ مُلامَسةَ، والقَبْضُ ضَرْبٌ من السَّيْرِ. ق ض م اسْتعْمل من وجوهه: (قضم) . قضم: أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: قضِمَ الفرَسُ يَقْضَمُ، وخَضِم يخضَم يَعْنِي الْإِنْسَان وَهُوَ كَقَضم الفَرسِ. قَالَ: وَقَالَ غير الْكسَائي: القَضْم: بأطراف الأسْنان والخَضْم بأقصى

أبواب القاف والصاد

الأضراس وَأنْشد: رَجَوا بالشقاقِ الْأكل خَضماً فقد رَضُوا أخيراً مِنَ اكْل الْخَضْمِ أَن يَأْكُلُوا القضْما وَمِمَّا يدل على هَذَا القَوْل قَول أبي ذَرّ، واخْضَمُوا فسَنقْضَمُ. الْأَصْمَعِي وَأَبُو عُبَيْدَة: إِذا كَانَ الْجِلدُ أبيضُ فَهُوَ القَضيم، وَأنْشد: كأنَّ مَجَرَّ الرّامساتِ ذُيولها عَلَيْهِ قضيمٌ تَمَّقَتْه الصَّوانع وَقَالَ اللَّيْث: القَضْم: أكل دونٌ كَمَا تقضَم الدابةُ الشَّعير واسْمه القَضِيم، وَقد أقْضَمْتُهُ قَضِيماً. قَالَ: والقَضِيمُ: الفِضَّةُ، وَأنْشد: وثُدِيٌّ ناهداتٌ وبَيَاضٌ كالقضيمِ قَالَ أَبُو مَنْصُور: القضيم هَا هُنَا: الرَّقُّ الأبيضُ الَّذِي يكْتب فِيهِ وَلَا أعرف القَضيم بِمَعْنى الفِضّةِ لغير اللَّيْث. أَبُو خَيْرَةَ: القُضّامِ مِنْ شَجَر الحَمْضِ. قَالَ أَبُو مَنْصُور: وَهُوَ معروفٌ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: القضيم من السيوف الَّذِي طَال عَلَيْهِ الدَّهْر فَتكسَّرَ حَدُّه، وَأنْشد: مَعي مَشْرِفيٌّ فِي مضاربهِ قضم وَقَالَ أَبُو عبيد: كأنَّ مَا أبقَتِ الرَّوامِسُ مِنْهُ والسنونَ الذَّواهِبُ الأول قَرْعُ قَضيمٍ غَلاَ صَوانِعه فِي يَمَنيِّ الْعِيابِ أَو كِلَلُ غَلاَ: أَي: تَنَوَّقَ فِي صنْعِهِ. (أَبْوَاب الْقَاف وَالصَّاد) ق ص س ق ص د ق ص ز ق ص ط: مهملات. ق ص د قصد صدق دصق. قصد: قَالَ اللَّيْث: الْقَصْد: اسْتقامة الطَّرِيقَة، قَصدَ يَقْصِد قصدا فَهُوَ قاصِدٌ، وَالْقَصْد فِي المعيشةِ ألاَّ يسرِفَ وَلَا يقتِّرَ. وَفِي الحَدِيث: (مَا عالَ مُقْتصِدٌ وَلَا يَعِيل) ، والقصيد من الشّعْر مَا تمّ شطر أبنيته وَقَالَ غَيره: سميَ قصيداً لِأَن قَائِله احتفل لَهُ فَنَقَّحَه بالْكلَام الجيِّدِ وَالْمعْنَى الْمُخْتَار، وَأَصله من القَصِيدِ وَهُوَ المخُّ السَّمِين الَّذِي يَتَقَصَّد أَي: يَتَكَسَّر إِذا استخرج من قصبه لسمنه وضده الرار وَهُوَ المخُّ السَّائِل الذائب الَّذِي هُوَ كَالْمَاءِ لَا يتقصد، وَالْعرب تستعير السمنَ فِي الْكَلَام فَتَقول: هَذَا كلامٌ سمينٌ أَي جَيِّدٌ وَمعنى

سمين، وَقَالُوا: شِعرٌ قصيدٌ: إِذا كَانَ منقحاً مجوداً. وَقَالَ آخَرُونَ: سُمِّي الشّعْر التامُّ قَصِيداً لِأَن قَائِله جعله من باله فقصدَ لَهُ قصدا وروَّى فِيهِ ذهنه وَلم يقتضبه اقتضاباً، فَهُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنى مفعولٍ من القصدِ، وَهُوَ الأمُّ، وَمِمَّا يُحَقّق هَذَا قَول النَّابِغَة: وقائلةٍ من أَمَّها واهتدى لَهَا زيادُ بن عمروٍ أَمَّها واهتدى لَهَا يَعْنِي قصيدته الَّتِي يَقُول فِيهَا: يَا دارَ مَيَّةَ بالعلياءِ فالسَّنَدِ وأدخلوا الْهَاء فِي القصيدة لأَنهم ذَهَبُوا بهَا مَذْهَب الِاسْم، وَالله أعلم. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: مُخٌّ قصيد وقَصُودٌ، وَهُوَ دون السمين وَفَوق المهزول، وَمثله رجل صليد، وصَلُودٌ، إِذا كَانَ بَخِيلًا، قَالَه الْكسَائي. وَقَالَ ابْن بزُرْجَ: أقصدَ الشَّاعِر وأَرْمَل وأهزج وأرْجز، من القَصيد والرَّمَلَ والرَّجَز والهزج. وَقَالَ اللَّيْث: القَصِيدُ: اليابسُ من اللَّحْم. وَقَالَ أَبُو زيد: وَإِذا القومُ كَانَ زادهُم اللَّحْ مُ قصيداً مِنْهُ وغيرَقصيدِ قَالَ: والقصيدُ: الْعَصَا. وَقَالَ حُميد بن ثَوْر: فظلُّ نساءُ الحيِّ يحشُون كُرْسُفاً رُؤُوسَ عِظامٍ أوضحتها القصائدُ قَالَ: والقصيدةُ: المُخَّةُ إِذا أُخرجت من الْعظم وَإِذا انفصلت من موضعهَا أَو خرجت قيل: قد انْقَصَدَتْ، يُقَال: انقصد الرُّمح إِذا انْكَسَرَ بِنِصْفَيْن حَتَّى يَبِينَ، وكل قِطْعَة قِصْدَةٌ، وَجَمعهَا قِصَدٌ، ورمحٌ قَصِدٌ بَيِّنُ القَصَدِ، وَإِذا اشتقوا لَهُ فِعلاً قَالُوا انقصدَ وقلَّما يَقُولُونَ قَصِدَ إِلَّا أَن كل نعت على فَعِلٍ لَا يمتنعُ صدوره من انْفَعَلَ. وَقَالَ قيس بن الخطيم: ترى قِصَدَ المُرَّان تُلْقَى كَأَنَّهَا تَذَرُّعُ خُرصان بأيدي الشواطبِ وَقَالَ آخر: أقرُو إِلَيْهِم أنابيب القَنا قِصَدَا يُرِيد: أَمْشِي إِلَيْهِم على كِسَر الرماحِ. وَقَالَ اللَّيْث: القَصَدَ مَشْرَةُ العضاه أَيَّام الخريف تخرج بعد القيظِ الْوَرق فِي العضاه أغصاناً رطبَة غَضَّةً رِخاصاً تُسمى كل وَاحِدَة مِنْهَا قَصْدَةً. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الإقصادُ: الْقَتْل على كل حَال. وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ الْقَتْل على الْمَكَان، وَيُقَال: عضَّته حيَّة فأَقصَدتهُ، ورَمته المَنِيَّة بِسَهمِها فأَقصدته، قَالَ: والمُقَصَّدُ من الرِّجَال الَّذِي لَيْسَ بجسيم وَلَا قصير، وَقد يُستعمل هَذَا فِي النَّعْت فِي غير الرِّجَال

أَيْضا. وَقَالَ غَيره: نَاقَة قَصِيدٌ: سمينةٌ ممتلئة جسيمة، وَقد قَصُدَت قصادةً. قَالَ الْأَعْشَى: قطعتُ وصاحبي سُرُح كِناز كركنِ الرَّعْنِ ذِعْلبَةٌ قَصيدُ وَقَالَ ابْن شُمَيْل: القصود من الْإِبِل الجامِسُ المُخّ، وَاسم المخ: الجامس: قصيد. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: القَصَدَةُ من كل شَجَرَة ذَات شوكٍ أَن يظْهر نباتها أوَّل مَا ينبتُ. وَقَالَ المثقب الْعَبْدي: سيُبْلِغُنِي أجلادها وقصيدها يُرِيد: سنامها. وَيُقَال: قصد فلَان فِي مَشْيه إِذا مَشى سَوِيّاً، قَالَ الله: {مُخْتَالٍ فَخُورٍ وَاقْصِدْ فِى مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الاَْصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} (لُقْمَان: 19) ، واقتصد فلَان فِي أمره: إِذا استقام. صدق: أَبُو عبيد فِي بَاب الرماح: الصَّدْقُ: المستوي. قَالَ: قَالَ أَبُو عَمْرو: الصَّدْقُ: الصُّلْب، وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن السّكيت. قَالَ، وَيُقَال: هُوَ صَدْقُ النّظر، وَمِنْه قيل: صدقوهم الْقِتَال، والصِّدْقُ ضدُّ الْكَذِب. قَالَ أبوالهيثم فِي قَول كَعْب بن زُهَيْر: وَفِي الْحلم إدهانٌ وَفِي الْعَفو دُرسةٌ وَفِي الصدْق منجاةٌ من الشَّرِّ فاصدق قَالَ: والصِّدق هَا هُنَا الشجَاعَة والصلابة، يَقُول: إِذا صَلُبْت للحرب وصدقتَ انهزم عَنْك من تصدقه، وَإِن ضعُفْت قوِي عَلَيْك واستمكن مِنْك. وَقَالَ اللَّيْث: وَيُقَال: صدقتُ الْقَوْم أَي: قلتُ لَهُم صِدقاً، وَكَذَلِكَ من الْوَعيد إِذا وقعتَ بهم قلتَ صدقتُهم، وَمن أمثالهم: الصِّدق يُنبي عَنْك لَا الْوَعيد، وَيُقَال: هَذَا رجلُ صِدقٍ مضافٌ بِكَسْر الصَّاد، مَعْنَاهُ: نِعْمَ الرجل هُوَ، وَامْرَأَة صِدْقٍ كَذَلِك، فَإِن جعلته نَعتاً قلت هُوَ الرجل الصَّدق، وَهِي صَدقةٌ وقومٌ صَدْقون، ونساءٌ صَدْقاتٌ. وَأنْشد: (مقذوذة الآذان) صَدْقاتُ الحدقْ أَي: نافذاتُ الحدقِ. وَقَالَ رؤبة يصف فرسا: والمرءُ أيُّ الصَّدق يُبلي صَدْقاً والصَّدقُ: الْكَامِل من كل شَيْء. قَالَ الله عز وَجل: (وَلَقَد صَدَقَ عَلَيْهِم إِبْلِيس ظنَّه) (سبأ: 20) ، بتَخْفِيف الدَّال وَنصب الظَّن. قَالَ الْفراء: أَي: صَدَق عَلَيْهِم فِي ظنِّه.

وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: يُقَال: صَدَقني فلَان أَي: قَالَ لي الصِّدق، وكَذَبني: أَي: قَالَ لي الْكَذِب. وَمن كَلَام الْعَرَب: صَدَقْتُ الله حَدِيثا إِن لم أفعل كَذَا: يمينٌ، الْمَعْنى: لَا صدقت الله حَدِيثا إِن لم أفعل كَذَا. وَقَالَ شمر: الصَّيْدَق: الأمِين، وَأنْشد قَول أمَيَّة: فِيهَا النُّجُوم تطيع غير مُرَاحة مَا قَالَ صَيْدَقُها الْأمين الأرشد قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الصيدق: القطب، وَقيل: الْملك. وَقَالَ الله عزَّ وجلَّ: {وَءَاتُواْ النِّسَآءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} (النِّسَاء: 4) . يُقَال: هُوَ صِداقُ الْمَرْأَة وصُدْقَةُ الْمَرْأَة وصَدَاقُ الْمَرْأَة مَفْتُوحًا، وَهُوَ أقلهَا، وَالَّذِي فِي الْقُرْآن جمع صَدُقةٍ، وَمن قَالَ صُدْقَةُ الْمَرْأَة قَالَ صُدُقاتٌ، كَمَا تَقول غُرْفَةُ وغُرُفاتٌ، وَيجوز صُدَقاتِهنَّ بِضَم الصَّاد وَفتح الدَّال وَيجوز صُدُقاتهنَّ، وَلَا يقْرَأ من هَذِه اللُّغَات إِلَّا بِمَا قُرىء بِهِ لِأَن الْقِرَاءَة سُنَّةٌ، وَهَذَا كُله قَول أبي إِسْحَاق النَّحْوِيّ. وَقَالَ اللَّيْث: كل من صدَّق بِأَمْر الله لَا يتخالجه فِي شَيْء مِنْهُ شكٌّ، وصدَّق النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَهُوَ صِدِّيقٌ، وَهُوَ قَول الله: {هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَآءُ عِندَ} (الْحَدِيد: 19) ، والصداقة مصدر الصَّدِيق، وَالْفِعْل: صادقهُ مصادقة واشتقاقه أَنه صَدَقهُ المودَّة والنصيحة، والصَّدَقَةُ مَا تَصَدَّقت بِهِ على مِسْكين، والمُعطِي مُتَصَدِّقٌ والسائلُ متصَدِّق، هما سواءٌ. قَالَ أَبُو مَنْصُور: وحُذَّاق النَّحْوِيين وأئمة اللُّغَة أَنْكَرُوا أَن يُقَال للسَّائِل مُتَصَدقٌ؛ وَلم يجيزوه، قَالَ ذَلِك الْأَصْمَعِي وَالْفراء: إِنَّمَا يُقَال للمُعطي مُتَصَدِّقٌ. قَالَ الله عز وَجل: {وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَآ إِنَّ اللَّهَ يَجْزِى الْمُتَصَدِّقِينَ} (يُوسُف: 88) ، ويقالُ للرجل الَّذِي يَأْخُذ الصدقاتِ ويجمعُها لأهل السُّهمان: مُصدق بتَخْفِيف الصادِ، وأَما المُصَّدِّقُ بتَشْديد الصادِ والدالِ، فَهُوَ المُتَصَدِّقُ وأدغِمَتْ التاءُ فِي الصادِ فَشُدِّدَتْ. قَالَ الله عز وَجل: {تَعْقِلُونَ إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُواْ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ} (الْحَدِيد: 18) . وَأما قَوْله جلَّ وَعز: {قَرِينٌ يَقُولُ أَءِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ} { (لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا} (الصافات: 52، 53) ، فالصاد خفيفةٌ والدالُ شديدةٌ، وَهُوَ مِنْ تصديقِك صاحبَكَ إِذا قالَ قولا أوْ حَدَّثَ حَدِيثاً، وَكَذَلِكَ مُصَدِّقُ الصدَقاتِ. وَأنْشد: وَدَّ المُصَدِّقُ مِنْ بَني غبرٍ أنَّ القبائِلَ كلهَا غَنَمُ وَمن قَرَأَ: {صَبَّارٍ شَكُورٍ وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ}

(سبأ: 20) ، فَمَعْنَاه: أَنه حققَ ظَنّه حينَ قَالَ: {وَلاَُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ} (النِّسَاء: 119) ، لِأَنَّهُ قَالَ ذَلِك ظَانّا فحقَّقه فِي الضَّالّين، وأصدق الرجلُ الْمَرْأَة حِين تزوّجها، أَي جعل لَهَا صَدَاقاً، ورجلٌ صَدُوق، أبلغ من الصَّادِق، وفلانٌ صديقي، أَي أخَصُّ أصدقائي، والصِّدِّيق: المبالغ فِي الصدْق. ق ص ت ق ص ظ ق ص ذ ق ص ث: مهملات. ق ص ر قصر قرص صقر صرق رقص رصق. قصر: قَالَ اللَّيْث: القصْرُ: المِجْدَلُ، وَهُوَ الفَدَنُ الضّخْمُ. قَالَ: والقَصْرُ: الْغَايَة، وَقَالَهُ أَبُو زيدٍ، وغيرُه. وَأنْشد: عِشْ مَا بَدَا لَكَ قصْرُكَ الموْتُ لَا مَعْقِلٌ مِنْهُ وَلَا فَوْتُ قَالَ أَبُو زَيد: وَيُقَال: قُصارُك أَن تفعَلَ ذَاك وقَصْرُكَ وقُصاراكَ أَن تفعلَ ذَاك، أَي: جهدُكَ وغايَتُكَ، وَيُقَال: المُتَمنِّي قُصاراهُ الخَيْبَة. قَالَ اللَّيْث: والقصْرُ: كفُّكَ نفسَكَ عَن شَيْء، وكفكَهَا عنْ أَن يطمَحَ بهَا غربُ الطمَع، وَيُقَال: قصَرْتُ نَفسِي عَن هَذَا الْأَمر أقصُرُها قصراً. قَالَ أَبُو زيد: قَصِرَ فلانٌ يقصَرُ قَصَراً: إِذا ضمَّ شَيْئا إِلَى أصْله الأول وقصَرَ قيد بعيرِه قَصْراً إِذا ضَيّقه، وقصَرَ فلانٌ صلاتَه يقصُرُها قَصْراً فِي السّفر. قَالَ الله تَعَالَى: {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلواةِ} (النِّسَاء: 101) ، وَهُوَ أَن يصلِّيَ الظهرَ ركعتينِ، وكذلكَ العصرُ وعِشاءُ الْآخِرَة. فَأَما المغربُ وصلاةُ الْفجْر فَلَا قصرَ فيهمَا، وفيهَا لُغاتٌ قَصَرَ الصَّلَاة وأقصرَها وقصَّرَها، كلُّ ذَلِك جَائِز. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال قصَرَ عَلَى فرَسِه ثَلَاثًا أَو أَرْبعا منَ الإبلِ: يشرَبُ ألْبانهُنَّ وناقةٌ مقصورَةٌ على العِيال: يشرَبونَ لَبَنهَا. وَقَالَ أَبُو ذؤيبٍ: قصرَ الصَّبُوحَ لَهَا فَشَرَّج لحْمَها بالنِّيِّ فَهْي تَثُوخُ فِيهِ الإصْبَعُ وَقَالَ غَيره: القصرُ: العَشِيُّ، وَقد أقصرْنا أَي: دخَلْنا فِي العَشي، وجاءَ مُقْصراً أَي: حينَ قصرِ العشيِّ: أَي: كَاد يَدْنو من اللَّيْلِ. وَقَالَ ابنُ حِلِّزَة: آنَسَتْ نَبْأَةً وأفْزَعَها القنا صُ قصراً وقدْ دنَا الإمساءُ وَهِي المقصَرَةُ وجمعُها المقاصيرُ.

وَأنْشد أَبُو عبيدٍ: فَبعثتُها تَقِصُ المقاصرَ بَعْدَمَا كَرَبتْ حياةُ الليْل للمُتَنَوِّر والقصرُ: الحَبْسُ. وَقَالَ الله تَعَالَى: {تُكَذِّبَانِ حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِى الْخِيَامِ} (الرَّحْمَن: 72) ، أَي: محبوساتٌ فِي خيامٍ منَ الدُّرِّ مخَدَّراتٌ على أزواجهنّ فِي الجنةِ، وامرأةٌ مقصورَةٌ. وَقَالَ الفراءُ فِي قَوْله: {حُورٌ} قصرن على أزواجهنّ أَي: حُبِسنَ فَلَا يُرِدنَ غَيرهم وَلَا يَطْمَحْن إِلَى مَن سواهُم. قَالَ: والعربُ تسمَّي الحَجَلة المقصورَة، والقَصُورةَ وَتسَمى المقصورَةَ منَ النِّسَاء القصُورَة. وَأنْشد: لعَمْرِي لقَدْ حبْبْتِ كلَّ قصورة إليَّ وَمَا تَدْرِي بذاكَ القصائرُ عنَيتُ قَصُورَات الحجالِ وَلم أرِد قِصارَ الخطى شرُّ النِّسَاء البَحاترُ وَقَالَ غَيره: إِذا قَالُوا قصيرةٌ للْمَرْأَة أَرَادوا قِصرَ الْقَامَة ويجمَعْن قِصاراً. وَأما قَوْله جلّ وَعز: { (وَشَرَابٍ وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ} (ص: 52) ، فَإِن الْفراء وغيرَه قَالُوا: قاصراتُ الطرْفِ حورٌ قد قصرْن طرفهنَّ على أزواجهنَّ لَا ينظرن إِلَى غَيرهم. وَأنْشد الْفراء: من القاصرَاتِ الطرْف لَو دَبَّ مُحوِلٌ منَ الذرِّ فوْق الإتب مِنْهَا لأثرا وَقَالَ اللَّيْث: امْرَأَة مقصورةُ الخطو شُبِّهتْ بالمقيد الَّذِي يقصرُ القيدُ خطوَه، وَيُقَال لَهَا قصيرُ الخطى. وَأنْشد: قصيرُ الخُطى مَا تقربُ الجيرة القُصَى وَلَا الأنَسَ الأدنين إِلَّا تجشّما والقصَّارُ: يقصُرُ الثَّوْب قصراً وحرفَتُه القِصارةُ. قَالَ: وجاءتْ نادرةٌ فِي شِعره الْأَعْشَى، وَذَلِكَ أنهُ جَمَعَ قَصِيرَة عَلَى قِصارَةٍ؛ فَقَالَ: لَا نَاقصي حَسَبٍ وَلَا أيْدٍ إِذا مُدَّتْ قِصارهْ قَالَ الْفراء: والعربُ تُدخِلُ الْهَاء فِي كل جمع على فِعال، يَقُولُونَ: الْجِمالة والحبالة، والذكارة وَالْحِجَارَة، قَالَ الله تَعَالَى: {كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ} (المرسلات: 33) . وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: أبلغْ هَذَا الْكَلَام بني فلانٍ قَصْرَةً ومَقْصورة، أَي: دون النَّاس. أَبُو عبيد قَالَ الْكسَائي: هُوَ ابنُ عَمه قُصْرَةً ومقصورَةً إِذا كَانَ ابْن عَمه لَحّاً. وَقَالَ الله جلّ وَعز: {اللَّهَبِ إِنَّهَا تَرْمِى بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} (المرسلات: 32) . قَالَ الْفراء: يُرِيد القصرَ من قصُور مياه الْعَرَب، وتوحيدُه وجمعُه عرَبيان، وَمثله:

{مُّنتَصِرٌ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} (الْقَمَر: 45) ، مَعْنَاهُ: الأدبارُ. قَالَ: وَمن قَرَأَ: {بِشَرَرٍ} (المرسلات: 32) فَهِيَ أصولُ النخْلِ. قَالَ أَبُو منصورٍ: وَهِي قِرَاءَة ابْن عَبَّاس. وَقَالَ أَبُو معَاذ النحويّ: قَصَرُ النخلِ الواحدةُ قَصَرةٌ، وَذَلِكَ أَن النَّخْلَة تقطَعُ قدْرَ ذِرَاع يستوقدون بهَا فِي الشتَاء. قَالَ: وَهُوَ قَوْلك للرجل: إِنَّه لَتامُّ القَصَرَة إِذا كَانَ ضَخْمُ الرَّقبة. وَقَالَ الضَّحَّاك: القصرُ مِن أصُول الشجَر العِظَام. وقرأَهُ الحسنُ: (كالقصرِ) مخفّفاً وَفَسرهُ الجِذْلَ من الخشبِ الواحدَة قَصْرَةٌ مِثْل تمرةٍ وتمر. وَقَالَ قَتَادَة: كالقَصر يَعني أصُول النخْلِ والشجَر. وَقَالَ أَبُو زيدٍ: يُقَال: قَصِرَ الفَرَس يقصَر قَصراً إِذا أَخذه وجَعٌ فِي عنقِه، وَيُقَال بهِ قَصَرٌ. وَقَالَ ابْن شميْل: القِصارُ: مِيسمٌ يوسم بهِ قَصَرة العُنق، يُقَال: قَصَرت الجَمل قصراً فَهُوَ مَقْصُور. قَالَ: وَلَا يُقَال: إبلٌ مقصَّرةٌ. وَقَالَ أَبُو زيد: أقصَرَ فلانٌ عَن الشيءِ يُقْصِرُ إقصاراً إِذا كفَّ عَنهُ وانْتهى، وقَصَّرَ فلانٌ فِي الحاجةِ إِذا ونَى فِيهَا وضعُف. وَقَالَ الله جلَّ وعزَّ: {ءَامِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ} (الْفَتْح: 27) . قَالَ: قَصَّرَ من شعره تقصيراً إِذا حذف مِنْهُ شَيْئا وَلم يستأصله. قَالَ الْفراء: وسمعتُ أَعْرَابِيًا يَقُول: الْحَلقُ أحَبُّ إليكَ أمِ القِصارُ؟ أَرَادَ التَّقْصِير. وَقَالَ اللَّيْث: الإقْصَارُ: الكَفُّ عَن الشيءِ قَالَ: والمُقَصِّرُ الَّذِي يُخِسُّ العَطِيَّةَ ويُقلِّلُها، والقِصَرُ نقيضُ الطولِ، يُقَال: قَصُرَ يَقْصُرُ قِصَراً، وقَصَّرْتُهُ تقصيراً إِذا صيرته قَصِيرا، والقُصْرَى والقُصَيْرَى: الضِّلَعُ الَّتِي تلِي الشّاكلة بَين الجَنْبِ والبطن، وَأنْشد: نَهْدُ القُصَيْرَى تَزِينُهُ خُصَلُهْ وَقَالَ أَبُو دَاوُد: وقُصْرَى شَنِجِ الأنْسَا ءِ نَبَّاحٍ من الشَّعَبِ قَالَ: والقَصَرُ كعابرُ الزَّرْع الَّذِي يُخلَّصُ من البُرِّ وَفِيه بقيةٌ من الحَبِّ، وَيُقَال لَهُ القَصَرِيُّ. وروى أَبُو عبيد فِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي المزارعةِ: أَن أحدهم كَانَ يشترطُ ثلاثةَ جداوِلَ والقُصَارَةَ وَما سَقَى الرّبيع فَنهى النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن ذَلِك. قَالَ أَبُو عبيد: والقُصارَةُ مَا بقيَ فِي السُّنْبُلِ من الحَبِّ بَعْدَمَا يداسُ.

قَالَ: وَأهل الشامِ يُسَمُّونَهُ القِصْرِي. قَالَ: هَكَذَا أَقْرَأَنِيهِ الرُّواةُ عَن ابْن جَبَلَةَ عَن ابْن عبيد بِكَسْر الْقَاف، وتسكين الصَّاد وكسرِ الرّاء وَتَشْديد الياءِ ورأيتُ من أهل العربيةِ من يقولُ قُصَرَّى على فُعَلَّى. وَقَالَ اللحياني: نَقَّيْتُ الطعامَ من قَصَرِهِ وقصلِهِ، أَي: من قماشه. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: القَصَرُ والقَصَلُ أصولُ التِّبن. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: القَصَرَةُ: قِشْرُ الحَبَّةِ إِذا كَانَت فِي السُّنْبُلَةِ وَهِي القُصارةُ، والقَصَرةُ: الكسل. وَقَالَ اللَّيْث: القَوْصَرةُ: وِعاءٌ من قصبٍ للتَّمْر وَبَعْضهمْ يخففها. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: العربُ تَكْنِي عَن الْمَرْأَة بالقارورةِ والقَوْصَرةِ، وَأنْشد: أفلحَ من كَانَت لَهُ قَوْصَرَّهْ يأكلُ مِنْهَا كلَّ يومٍ مَرّهْ وَقَالَ غَيره فِي قَول ابْن كُلْثوم: أباحَ لنا قُصورَ المجدِ دينا أَرَادَ معاقلَ المجدِ وحصونه. ابْن السّكيت: أقْصرَتِ العنزُ والنَّعْجةُ إقصاراً إِذا أَسَنَّتا حَتَّى تَقصرَ أطرافُ أسنانِهِما فهما مُقْصرتان. وَيُقَال: مَا رَضيتُ من فلانٍ بِمِقْصَرٍ وبمقصِرٍ، أَي: بأمرٍ دونٍ وبأمْرٍ يسير. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: فلانٌ جارِي مُقاصِري أَي: قَصْرُهُ بحذاءِ قَصْرِي، وَأنْشد: لِتذهبْ إِلَى أقْصَى مُباعَدَةٍ جَسْرُ فَمَا بِي إِلَيْهَا من مُقاصَرةٍ فَقْرُ يَقُول: لَا حاجَةَ لي فِي جِوارِهِم، وجَسْرٌ من مُحارِبٍ. قَالَ: والتِّقصارُ: القلادة. وَقَالَ عدي بن زيد: وَلها ظَبْيٌ يُؤَرِّثها عاقِدٌ فِي الجِيدِ تِقصارا وَقَالَ أَبُو وجزة: وَغدا نوائِحُ مُعْوِلاتٌ بالضُّحَى وُرْقٌ تَلُوحُ فكلُّهُنَّ قِصارُها قَالُوا: قِصارُها: أطْوَاقها. أَبُو مَنْصُور: كأنَّهُ شُبِّهَ بِقِصار الميسَمِ وَهُوَ العلاط. وَقَالَ ابْن السّكيت: ماءٌ قاصرٌ ومُقصِرٌ إِذا كَانَ مرعاهُ قَرِيبا، وَأنْشد: كَانَت مياهي نُزُعاً قواصِرا وَلم أكن أمارِسُ الجَرائِر النُّزُعُ جمع النَّزوع وَهِي الْبِئْر الَّتِي تنزعُ مِنْهَا باليدِ نزْعاً، وبِئرٌ جَرُورٌ يُسْتَقَى مِنْهَا على بعير. ابْن شُمَيْل عَن أبي الْخطاب قَالَ: الحَبُّ عَلَيْهِ قِشْرَتانِ فالتي تَلي الحَبَّةَ الحَشَرَةُ، وَالَّتِي تَلي الحَشرَةَ القصرةُ.

وَقَالَ غَيره: يُقَال فلانٌ قصيرُ النَّسَب إِذا كَانَ أبوهُ مَعْرُوفا إِذا ذكره الابْن كَفاهُ الانتماءَ إِلَى الجدِّ الأبعدِ. وَقَالَ رؤبة: قد رفعَ العجّاجُ ذِكرِي فادْعنِي باسمٍ إِذا الأنْساب طَالَتْ يكْفِني وَكَانَ لَقِيَ النَّسابَةَ البكريَّ فَقَالَ: من أَنْت، فَقَالَ رؤبة بن العجَّاج، فَقَالَ لَهُ: قصرْتَ وَعرفت. ابْن السّكيت: أقصرَ عَن الشيءِ إِذا نزع عَنهُ وَهُوَ يقدِر عَلَيْهِ، وَقصر عَنهُ إِذا عجز عَنهُ. قَالَ: وأقصرَتْ فلانةُ إِذا وَلدَتْ ولدا قِصاراً، وأطالَتْ إِذا ولدتهم طِوالاً، وَيُقَال: إِن الطَّوِيلَة قد تُقْصِر والقصيرة قد تُطيل. قَالَ: وَيُقَال للجاريةِ المصونةِ الَّتِي لَا بروزَ لَهَا: قَصيرةٌ وقَصُورَةٌ، وَيُقَال للمحبوسةِ من الخيلِ قصيرٌ. وَقَالَ مَالك بن زُغْبَةَ: ترَاهَا عِنْد قُبَّتِنَا قَصِيرا ونَبْذُلُها إِذا باقت بَؤُوقُ وَقَالَ اللَّيْث: الْمَقْصُورَة مقَام الإِمَام، وَجَمعهَا مقاصير. قَالَ: وإِذا كَانَت دَارا وَاسِعَة محصنةَ الحيطانِ فكلُّ نَاحيَة مِنْهَا على حِيالها مقصورةٌ، وَأنْشد: وَمن دونِ ليلى مصْمَتاتُ المقاصر والمصمت: الْمُحكم. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: القَصَرُ والقصار الكسل. وَقَالَ أَعْرَابِي: أردْت أَن آتِيك فَمَنَعَنِي القَصار. قَالَ: والقُصارُ والقَصار والقصْرى والقَصْر كلُّه أُخْرَى الْأُمُور. وروى شمر للأصمعي: قَصَّرَ عَن ذَلِك الْأَمر إِذا عجز عَنهُ، وأقصر عَنهُ إِذا تَركه وَهُوَ يقدر عَلَيْهِ، قَالَ: وَرُبمَا جَاءَا بِمَعْنى وَاحِد إِلَّا أَن الأغلبَ عَلَيْهِ هَذَا، وَيُقَال: قَصَرَ بِمَعْنى قَصَّرَ. قَالَ حميد بن ثورٍ: فلئن بلغت لأبلُغَنْ متَكلِّفاً وَلَئِن قَصَرْت لكارِهاً مَا أقصُر صقر: قَالَ اللَّيْث: الصَّقْر: طائرٌ من الْجَوَارِح، وَالصَّاد فِيهِ أحسن. قَالَ: والصَّقْر مَا تَحَلَّبَ من العنبِ وَالتَّمْر من غير عصر. قَالَ: وَمَا مَصَلَ من اللَّبن فامَّازَتْ خُثارَته وصفتْ صَفْوَته فَإِذا حَمضَتْ كَانَت صِباغاً طَيِّباً وَهُوَ بالصَّاد أحسن. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: إِذا بَلَغَ اللَّبن من الحَمْضِ مَا ليسَ فَوْقه شيءٌ فَهُوَ الصقْر.

شمر: الصقْر: الحامض الَّذِي ضَرَبَتْه الشَّمس فحمضَ، يُقَال: أَتَانَا بِصقْرَةٍ حامِضة. قَالَ مكوزة: كَأَن الصقْرَ مِنْهُ. وَقَالَ ابْن بزرجَ: المصقئرُّ من اللبنِ الَّذِي قد حمضَ وَامْتنع. أَبُو مَنْصُور: والصَّقْرُ عِنْد البحرانيين مَا سَالَ من جلالِ التمرِ المكنوزة يسدك بَعْضهَا فَوق بعضٍ وتحتها خواب خضرٌ مركبةٌ فِي الأَرْض المصرجةِ فينعَصِرُ مِنْهَا دبسٌ خامٌ كأنَّهُ العسلُ، وَرُبمَا أخذُوا الرطبَ من العِذْقِ ملقُوطاً مُنَقًّى فجعلوهُ فِي بساتيقَ وصبُّوا عَلَيْهِ من ذَلِك الصقرِ فَيُقَال لَهُ: رُطَبٌ مصَقَّرٌ وَيبقى رطبا طَيِّباً لمن أرادهُ من أرْبابِ النخيلِ. أَبُو عبيدٍ عَن أبي عَمْرو: الصَّقْرَةُ: شدَّة الْحر. وَقَالَ ذُو الرمة: إِذا ذابتِ الشمسُ اتقَى صَقَراتِها بأفنانٍ مربوعِ الصَّرِيمةِ مُعْبِلِ وَقد صَقَرَتْهُ الشَّمْس: إِذا آذاهُ حَرُّهَا. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الصَّقْرانِ دائرتانِ من الشّعْر عندَ مؤخرِ اللِّبدِ من ظهرِ الفَرسِ، قَالَ: وحدُّ الظهرِ إِلَى الصَّقْرَيْن. وَقَالَ الفراءُ: جَاءَ فلانٌ بالصُّقَر والبُقَرِ والصُّقَارَى والبُقَارى: إِذا جاءَ بالكذبِ الفاحِشِ. أَبُو عبيدٍ عَن أبي عَمْرو: الصَّاقُورُ: الفأسُ الْعَظِيمَة الَّتِي لَهَا رأسٌ واحدٌ دقيقٌ يكسرُ بِهِ الحجارةُ وَهُوَ المعولُ أَيْضا. وَقَالَ اللَّيْث: الصَّاقُورُ: باطنُ القِحْفِ المشرف فَوق الدماغِ كأنَّهُ قَعْرُ قَصْعَةٍ، قَالَ: والصَّاقِرَةُ: النَّازِلَةُ الشديدةُ، والصَّوْقَرِيَّة: حِكَايَة صَوت طَائِر يُصَوْقِرُ فِي صياحه تسمعُ فِي صَوته نحوَ هَذِه النغمةِ، قَالَ: والصَّقْرُ: ضربُ الحجارةِ بالمعولِ. ثعلبٌ عَن ابْن الأعرابيّ: الصَّقْرُ: الماءُ الآجِنُ والصَّقْرُ: القيادةُ عَلَى الحُرَمِ، وَمِنْه الصَّقّارُ الَّذِي جَاءَ فِي الحَدِيث. وروى سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: الصَّقَّارُ: اللَّعّانُ لغيرِ الْمُسْتَحقّين، والصَّقّارُ: الكافِرُ، والصَّقّار: الدَّبّاسُ. وَأَخْبرنِي مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: السقَّارُ: الكافرُ بالسّين، وقرأت بِخَط شمر: (ملعونٌ كلٌّ كَافِر صَقَّارٍ) رواهُ أنس، قَالَ: والصَّقّارُ: النمامُ، تَصَقَّرتُ بموضعِ كَذَا وتشكَّلتُ وتَنَكَّفْتُ، بِمَعْنى تلبَّثتُ. صرق: أهمله اللَّيْث. وروى أَحْمد بن يحيى عَن عَمْرو عَن أَبِيه وَعَن سَلمَة عَن الْفراء وَعَن ابْن الأعرابيّ أَنهم قَالُوا: الصَّريقة: الرُّقاقَةُ. قَالَ الْفراء: وتجمعُ على صُرُقٍ وصَرَائق وصريقٍ.

قَالَ ابْن الأعرابيّ: رُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس أَنه كَانَ يَأْكُل يومَ الفطرِ قبل أَن يخرج إِلَى المصلّى من طرف الصرِيقَةِ ويقولُ: إنَّهُ سُنَّةٌ. قَالَ أَبُو مَنْصُور: وعوامُّ الناسِ يقولونَ الصَّلائِقُ الرُّقاقُ، والصوابُ من جاءَ عَن هَؤُلَاءِ الأئمةِ، وَتَفْسِير الصّلائِقِ فِي الْبَاب الَّذِي يَلِي هَذَا الْبَاب. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: كلُّ شَيْء رَقيق فَهُوَ صَرَقٌ. قرص: قَالَ اللَّيْث: القَرْصُ بِاللِّسَانِ والإصبع، يُقَال: لَا تَقْرُصُني مِنْهُم قارصةٌ أَي كلمةٌ مؤذية. وَأنْشد هُوَ وَغَيره للفرزدق: قوارصُ تَأتِينِي وتحتقرونَها وَقد يملأُ القطرُ الإناءَ فيُفعَمُ قَالَ: والْقَرْصُ بالأصابع قبضٌ على الْجِلْدِ بأصبعينِ حَتَّى يُؤلم ويوجَع، قَالَ: والقُرصُ من الْخبز وَمَا أشبهه، ويجمعُ القِرَصَةَ، وَقد يقُولونَ للصغيرة جِدّاً قُرْصة واحدةٌ والتذكيرُ أعَمُّ، وَكلما أخذتَ شَيْئا بَين شَيْئَيْنِ أَو قَطعتهُ فقد قَرَّصتهُ وتُسَمَّى عينُ الشَّمْس قُرْصاً عِنْد الغيبوبةِ، وَيُقَال للمرأةِ قرّصي العجينَ أَي سويهِ. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ وَأبي عَمْرو: هوَ القُرَّاصُ للْبَابُونجِ، واحِدها قُرَّاصةٌ. وَقَالَ الأصمعيُّ وَحده: إِذا حَذَى اللَّبَن اللِّسَان فَهُوَ قَارِصٌ. وَقَالَ بعض الْعَرَب: يَا ربَّ شاةٍ شاصِ فِي رَبرَبٍ خِماصِ يأكلنَ من قُرَّاصِ وحَمَصيص آص كَفِلَقِ الرَّصاصِ ينظرنَ من خَصاصِ بأعيُنٍ شَوَاصِ ينطحْنَ بالصّياصي عارضها قُنَّاصِي بأكلبِ ملاصِ آصٍ متصلٌ مثل واصٍ شَاصٍ منتصب. رصق: قَالَ بعضهمْ: جَوْزٌ مُرْصَقٌ إِذا تعذَّرَ خُرُوج لُبّهِ مِنْهُ ومُرْتصِقٌ مثله. والْتَصَقَ الشَّيْء وارْتَصَقَ والْتَزَق بِمَعْنى وَاحِد. رقص: قَالَ الليثُ: الرَّقْصُ والرَّقَصانُ، وَلَا يُقَال: يَرْقُصُ إلاّ لِلاَّعِب والإبلِ وَمَا سوى ذلكَ فإنهُ يُقَال يَقْفِزُ ويقفُزُ، والسَّراب يَرْقُصُ، والنبيذُ إِذا جاشَ رَقَصَ. وَقَالَ حسان: بزجاجةٍ رَقصَتْ بِمَا فِي قَعْرِهَا رَقْصَ القَلُوصِ براكبٍ مستعجِل وَقَالَ لبيدٌ فِي السرابِ: فَبِتلْكَ إذْ رَقَصَ اللوامع بالضحى

وَسمعت الْعَرَب تَقول: رَقصَ البعيرُ رَقَصاً محركَ القافِ إِذا أسرعَ فِي سيرهِ. وَقَالَ أَبُو وجزة: فَمَا أرَدْنَا بهَا منْ خَلّةٍ بَدَلا وَلَا بهَا رَقَصَ الواشِينَ نستمعُ أَرَادَ إسراعهم فِي هَتِّ النمائمِ. قَالَ أَبُو مَنْصُور: وَيُقَال للبعيرِ إِذا رَقَصَ فِي عدوه: قد الْتَبَطَ الْتِباطاً وَمَا أشَدَّ لَبَطَتَهُ. وَقَالَ ابْن السّكيت: الرَّقْصُ مصدرُ رَقَصَ يَرْقُصُ رَقصاً؛ والرَّقَصُ ضربٌ من الْخَبَب وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح. ق ص ل قلص قصل صلق صقل لصق لقص. قلص: قَالَ اللَّيْث: قَلَصَ الشَّيْء يَقْلِص قلوصاً إِذا انضمّ، وشَفقةٌ قالِصَةٌ، وظلٌّ قالِصٌ قد انضمَّ إِلَى أَصله، وفرسٌ مقلِّصٌ: طويلُ القوائمِ منضم البطنِ، وقميصٌ مقلِّصٌ، قَالَ: وقَلَصَتِ الإبلُ تقليصاً إِذا استمرتْ فِي مُضيها. وَقَالَ أعرابيٌّ وَهُوَ يَحْدُو بأجماله: قَلِّصْنَ والْحَقن بدبثا والأَشَلّ قَالَ: والقَلُوص كل أُنْثَى من الْإِبِل من حِين تُركبُ وَإِن كَانَت بنتَ لَبونٍ أَو حِقّةً إِلَى أَن تَبْزُلَ، سميت قلوصاً لِطُولِ قَوَائِمهَا وَلم تجسم بعد، والقَلُوصُ: الْأُنْثَى من النَّعام، والقَلُوص: الضخمةُ من الحبارَى. قَالَ أَبُو مَنْصُور: القَلُوص: الفَتيَّةُ من النُّوق بمنزلةِ الفَتاة من النّساءِ، وَالْعرب تكني عَن النِّسَاء بالقُلُصِ، وَكتب رجل منَ المسلمينَ إِلَى عمر بن الخطابِ فِي شأنِ رجلٍ كَانَ يخالفُ الغزاةَ إِلَى المُغيباتِ من النِّسَاء بِهَذِهِ الأبيات وَكَانَ الرّجل يعرف بجعدة: أَلا أَبلغْ أَبا حَفْصٍ رَسُولا فدى لَك من أخي ثقةٍ إزَارِي قَلائِصَنا هداك الله إنّا شغلنا عَنْكُم زَمنَ الحصارِ فَمَا قُلُصٌ وجدْن معقَّلات قفا سلع بمختلف النجار يعقّلهنْ جَعْدة من سليم وَبئسَ معقّل الذود الظؤارِ الحرانيُّ عَن ابْن السّكيت، يُقَال: قدْ قلصَ الظلُّ يَقلِصَ قلوصاً، وَقد قلصَ ثَوْبه يَقلِصُ، وَقد قَلَصَ الماءُ إِذا ارتفعَ فِي الْبِئْر فَهُوَ ماءٌ قليصٌ وقَلاَّصٌ، وَأنْشد:

يَا ريّهَا من باردٍ قُلاص قد جمّ حَتَّى همّ بانقياصِ وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: بلائِق حُضْراً ماؤهنّ قَليصُ قَالَ: وَهُوَ قَلَصة الْبِئْر، وَجَمعهَا قَلَصاتٌ، وَهُوَ المَاء الَّذِي يجمُّ فِيهَا ويرتفع، قَالَ: وأقْلَصَ الْبَعِير إِذا ارتفعَ سنامه. أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: إِذا كَانَت النَّاقة تسمن فِي الصيفِ وتهزلُ فِي الشتَاء فَهِيَ مِقلاصٌ، وَقد أقلصتْ. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: وَيُقَال للرجل إِذا كَانَ يسمن فِي الصيفِ مقلاصٌ. وَقَالَ بعض النَّاس: قَلَصَتِ البئرُ إِذا امْتَلَأت إِلَى أَعْلَاهَا وقَلَصَتْ إِذا نزَحَتْ، وَيُقَال: قَلَصَ القومُ إِذا احتملوا فَسَارُوا. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: وَقد حانَ مِنَّا رحلةٌ فَقُلُوصُ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: القَلْصُ: كثرةُ الماءِ وقِلَّتُهُ وَهُوَ من الأضداد. وَقَالَ أعرابيٌّ: أتيْتُ ببنونة فَمَا وجدتُ فِيهَا إِلَّا قَلْصَةً من ماءٍ أَي قَلِيلا. صلق: قَالَ اللَّيْث: الصَّلْقُ: الصدمةُ، والصَّلْقُ: صَوت أنيابِ الْبَعِير إِذا صلقها وضَرَبَ بَعْضهَا بِبَعْض وَقد صَلَقَتْ أنيابُه. وَقَالَ لبيد: فَصلَقْنا فِي مرادٍ صلقةً وصُداءً ألْحَقَتْهُمْ بالثَّلَل وَأنْشد غَيره: أَصْلقَ ناباه صِياحَ العصفور وَقَالَ رؤبة: أصْلقَ نابِي عِزَّةً وصَلْقَما وَقَالَ اللَّيْث: والحامِلُ إِذا أَخذهَا الطَّلْقُ فألْقَتْ نَفسهَا على جنبيها مرّة كَذَا وَمرَّة كَذَا قيل: تَصَلَّقَتْ تَصَلُّقاً، وَكَذَلِكَ كلُّ ذِي أَلمٍ إِذا تَصَلَّقَ على جَنْبَيْهِ، يُقَال بالصَّاد. قَالَ: والقاع الصَّلَقُ يُقَال بالصادِ والسِّين، وَهِي المستديرة الملساءُ وشجرها قليلٌ. وَأنْشد للشماخ: من الأصالِقِ عاري الشَّوْكِ مجرود أَبُو مَنْصُور: لم أسمع هَذَا الْحَرْف من العربِ إِلَّا بِالسِّين، وَسَترَاه مشبعاً فِي بَاب السِّين وَالقاف. وَقال اللَّيْث: الصَّلائق: الخبزُ الرَّقيق. وَفِي حَدِيث عمر: (لَوْ شِئْتُ لدعوتُ بِصلاءٍ وَصِنابٍ وَصلائقِ) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: وَالسَّلائق بِالسِّين كلُّ مَا سُلِقَ من البقولِ وَغيرها. قَالَ: وَقَالَ غير أبي عمر: الصلائق بالصَّاد: الْخبز الرَّقيق. وَأنْشد لجرير:

تُكلِّفُني معيشة آل زَيْدِ وَمن لي بالصَّلائقِ والصِّنابِ قَالَ أَبُو مَنْصُور: ذكَرْت فِي بَاب الصَّادِ والرَّاءِ قبل هَذَا الْبَاب مَا رُوِي عَن أبي عَمْرو وَالْفراء وَابْن الْأَعرَابِي: أنَّ الصَّرائق بالرَّاءِ: الرقاقُ الوحدةُ صَريقةٌ لم يختَلِفوا فِيهَا فَإِن صَحَّ الصَّلائقُ بالَّلام فَلِقُرْبِ مَخْرجَي الرَّاءِ واللاّم. وَأَبُو عبيد لم يَرْوِ الصَّلائقَ عَن إمامٍ يُعْتَمد. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: صَلَقْتُ الشَّاة صَلْقاً إِذا شَويْتُهَا على جَنْبَيْهَا، فجائزٌ أَن يكون عمر أَرَادَ بالصَّلائقِ مَا شُوي من الشَّاء وَغَيرهَا. وَقَالَ اللَّيْث: رُوي لَا حَلْقَ وَلَا سَلْقَ وَلَا حَلْقَ وَلَا صَلْق بالسِّين والصَّاد يَعْنِي رفعَ الصَّوْت، وَقد أصْلَقوا إصْلاقاً، وَأما أَبُو عبيد فَرَوَاهُ بِالسِّين. ذهب بِهِ إِلَى قَول الله: {ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم} (الْأَحْزَاب: 19) ، وَقَالَ الفرّاء: جَائِز فِي الْعَرَبيَّة صلقوكم وَالْقِرَاءَة سُنَّة. وستَرى تفْسِيره فِي موضِعِه. لصق: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: لَصِقَ الشَّيءُ بالشيءِ يَلْصَقُ لُصُوقاً وَهِي لُغَةُ تَميمٍ، وقيسٌ تَقول: لَسِقَ، وربيعةُ تَقول: لَزِقَ وَهِي أقْبَحُهَا إِلَّا فِي أشياءَ نصفُهَا فِي حُدُودهَا. قَالَ: والْمُلْصَقُ: الدَّعِيُّ. وَقَالَ غَيره: اللَّصُوقُ: دَوَاءٌ يُلْصقُ بالْجُرْح قَالَه الشافعيُّ. وَيُقَال: ألْصَقَ فلَان بِعُرْقوب بَعِيرهِ إِذا عَقَرَهُ وَرُبمَا قَالُوا ألْصَقَ بساقِهِ، وَقيل لبَعض الْعَرب: كَيفَ أَنْت عِنْد القِرى، فَقَالَ: أُلْصِقُ وَالله بالنَّاب الْفَانيةِ والْبَكْرِ والضرْع، وَقَالَ الرَّاعِي: فَقُلْتُ لَهُ ألْصِقْ بأيْبَسِ سَاقهَا فَإِن نُحِرَ الْعرقوب لَا يَرْقأ النَّسَا أَرَادَ: ألْصِقِ السَّيف بساقهَا واعْقِرها، والملْصَقَةُ من النِّساء الضَّيِّقة المتلاحِمَة. قصل: قَالَ اللَّيْث وَغَيره: الْقَصْلُ: قطعُ الشيءِ من وَسطه أَو أَسْفَل من ذَلِك قَطْعاً وَحِيّاً، وَسُمِّي القَصيلُ الَّذِي تُعْلف الدَّواب قَصيلاً لِسُرْعةِ اقْتصاله من رَخاصَتِهِ، وَسَيْفٌ قَصَّالٌ قطَّاعٌ، وَقَالَ الراجزُ: مَعَ اقْتصَال الْقصَرِ الْعَرَادِمِ أَبُو عبيد عَن الْفراء: فِي الطَّعَام قَصَلٌ وَزُؤانٌ وغَفاً، وكل هَذَا مِمَّا يخْرَجُ مِنْهُ فيُرْمى بهِ، قَالَ: وَالْقِصْلُ: الأحْمَقُ وَالْمَرْأَة قِصلَة. وَقَالَ اللَّيْث: وَالْقِصْلُ: الضعيفُ الْفَسْلُ، والقُصالَةُ: مَا يُعْزَلُ من البُرِّ إِذا نُقِّي ثمَّ يُدَاس الثَّانيةَ. صقل: قَالَ اللَّيْث: الصُّقْلان: القُرْبان من كلِّ دابَّةٍ. والصَّقْلُ: الْجلاء، والمِصقلة، الَّتِي يصقل

الصيْقَلُ بهَا سَيْفا وَنَحْوه، وَيُقَال: جعل فلَان فرسه فِي الصِّقَال، أَي: فِي الصوانِ والصنعة. وَقَالَ أَبُو عبيد: فرَسٌ صَقِلٌ: إِذا طالتْ صُقْلَتُه وقَصُرَ جَنْبَاه، وَأنْشد: ليسَ بأسْنَى وَلَا أقْنَى وَلَا صَقِلْ وَرَوَاهُ غَيره: وَلَا سَغِل، قَالَ: والأنْثَى صَقِلَةٌ، وَالْجمع صِقَالٌ، وفَرَسٌ طَوِيل الصُّقْلَةِ وَهِي الطِّفْطِفَةُ، قَالَ: وَمَا طالتْ صُقْلَةُ فَرَسٍ إِلَّا قَصُرَ جَنْبَاه، وَذَلِكَ عَيْبٌ، وَيُقَال: حمارٌ لاحِقُ الصُّقْليْنِ. وَقَالَ ذُو الرُّمةِ: خَلَّى لَهَا سِرْب أولاهَا وَهَيَّجَها من خَلْفِهَا لاحِقُ الصُّقْليْنِ همهيمُ وَالْعرب تُسمي اللّبن الَّذِي قد عَلَتْهُ دُوَايَةٌ رقيقةٌ مَصقول الْكِساء، يَقُول أحدهم لصاحِبه إِذا عَرَض عَلَيْهِ لَبناً مُدَوِّياً: هَل لَك فِي مَصقولِ الْكِسَاء، وَقَالَ: فَهُوَ إِذا مَا اهْتَاف أَو تَهَيَّفَا يَنْفِي الدُّوَايَات إِذا تَرَشَّفا من كل مَصقول الْكِساء قد صَفَا اهْتَاف جاعَ وعطِشَ، وَقَالَ آخر: فبَات لهُ دون الصَّبَا وهيَ قَرَّة لِحافٌ ومَصقولُ الْكِسَاء رَقيقُ أَي: باتَ لَهُ لباسٌ وَطعامٌ، وَهَذَا قَول الْأَصْمَعِي. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أَرَادَ بمِصقولِ الْكِساء مِلْحَفةً تَحت الْكِساء حَمْراءَ فَقيل لَهُ إِن الْأَصْمَعِي يَقُول: أَرَادَ بِهِ رغْوَةَ اللّبن، فَقَالَ: إِنَّه لمَّا قَالَه اسْتَحْيا أَن يرجِعَ عَنهُ. وروى ابْن الْفرج للفراء: فلانٌ فِي صُقْعٍ خالٍ وصُقْلٍ خالٍ: أَي: ناحِيةٍ خاليةٍ. قَالَ: وسمعْتُ شُجاعاً يَقُول: صَقَعَهُ بالْعَصَا وَصَقلَهُ، وصَقَعَ بِهِ الأرْض وصَقَلَ بِهِ الأرْض أيْ ضربِ بِهِ. وَجمع الصيْقل: صياقل وصياقلِه. ق ص ن نقص قنص صنق قصن: (مستعملة) . نقص: قَالَ اللَّيْث: النقصُ: الْخُسْرانُ فِي الحظِّ والنُّقصَانُ يكونُ مَصْدَراً وَيكون قدْر الشَّيْء الذَّاهِب من المنقوصِ تَقول: نَقَصَ الشيءُ يَنْقُص نَقْصاً ونُقْصاناً، فَهُوَ مصدرٌ، وَتقول نُقصَانه كذَا وكَذَا وَهَذَا قدر الذَّاهبِ. أَبُو عبيد فِي بابِ فَعلَ وفعلتهُ نَقصَ الشيءُ ونقصتُهُ أَنا، اسْتَوَى فِيهِ الفعلُ اللازمُ والمجاوِزُ، والنَّقِيصَةُ: الوقِيعَة فِي النَّاس وَالْفِعْل الانتقاصُ، وَكَذَلِكَ انتقاصُ الحقِّ وَأنْشد: وذَا الرَّحْم لَا تنتقصْ حَقّهُ فإنَّ القطيعةَ فِي نَقْصِهِ وجاءَ فِي السُّنَّةِ: انتقَاصُ المَاء، وَهُوَ

الانتِضاحُ بِالْمَاءِ بعد التَّطْهير رَدٌّ للوَسْواسِ، اللحْياني فِي بابِ الإتباعِ إنهُ لَطَيبٌ نقيصٌ. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: سمعتُ خُزَاعِيّاً يَقُول لِلطيبِ إِذا كَانَت لَهُ رائحةٌ طيِّبةٌ إِنَّه لنقيصٌ. وَقَالَ امرُؤ القَيْس: كلونِ السَّيالِ وَهُوَ عَذْبٌ نَقيص قنص: قَالَ اللَّيْث: القَنَصُ والقَنيصُ: الصَّيْد، والقانصُ والقَنَّاصُ: الصَّيادُ، وقَنَصْتُ واقْتَنَصْتُ كقولكَ: صِدْتُ واصطدْتُ، والقانصةُ هَنَةٌ كأنَّها حُجيْرٌ فِي بَطنِ الطائرِ. وَيُقَال بالسِّين والصَّادُ أَحْسنُ. وقَنَصُ بن معدِّ بْنِ عَدْنانَ أَخُو نِزارٍ. وَجَاء فِي الحديثِ: أنَّ النُّعْمانَ بن المُنْذِرِ كَانَ من أشلاءِ قَنَصَ بن مَعَدَ. صنق: أهمله اللَّيْث. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الصُّنُقُ: الأَصِنَّةُ. وَقَالَ أَبُو زيد فِي (نوادِرهِ) : أصْنَقَ الرَّجُل فِي مالهِ إصناقاً: إِذا أحْسَنَ القيَامَ عَليهِ، ورجلٌ مِصناقٌ ومِيصَابٌ إِذا لزم مَاله وأَحْسنَ القيامَ عَلَيْهِ. وَفِي (النَّوادِرِ) : جَمَلٌ صَنقَةٌ وصنَخَةٌ وقَبْصاة وقَبْصة إِذا كانَ ضَخْماً كَبِيرا، وَهَذِه صَنَقةٌ من الحَرَّة، وصَمَقَةٌ وصَمَغَةٌ وَهُوَ مَا غَلُظَ. قصن: أنْشد ابْن السّكيت: يَا رِيَّهَا اليومَ عَلَى مُبِينِ عَلَى مُبينٍ جَرِدِ القَصينِ أرادَ بهِ القصيمَ فأبْدلَ الْمِيم نُوناً. ق ص ف قصف صفق فَقص قفص صقف. قصف: روى أَبُو دَاوُد عَن النضرِ بن شُمَيْل أَنه روى حَدِيثا بِإِسْنَاد لَهُ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَرَجَ يَوْمًا على صَعْدَةٍ يتبعَها حذاقى عَلَيْهَا قَوْصفٌ لم يَبقَ مِنْهَا إِلَّا قَرْقَرُهَا. قَالَ النَّضرُ: الصّعْدَةُ: الأَتانُ، والحذاقيُّ: الْجَحْشُ، والقَوْصفُ: القَطِيفَةُ وقَرْقَرُها ظَهْرُهَا. وَقَالَ ابْن السّكيت: القَصْفُ مَصدَرُ قَصَفْتُ العودَ أقْصفُهُ قَصْفاً إِذا كَسرْتُهُ. قَالَ: والقَصْفُ من الهديرِ. وَيُقَال: عُودٌ قَصِفٌ بَين القصَفِ إِذا كَانَ خَواراً، ورجلٌ قَصفٌ.

وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ابْن الْأَعرَابِي: رَجلٌ قَصفُ البَطْنِ وَهُوَ الَّذِي إِذا جَاعَ فَتَرَ واسْتَرْخَى وَلم يحْتَمل الجُوعَ. وَقَالَ اللَّيْث: القَصْفُ كَسْرُ القناةِ ونحوهَا نِصْفَيْنِ. يُقَال: قَصِفَتِ القنَاةُ قَصَفاً إِذا انْكسرتْ وَلم تَبِنْ، فَإِذا بانَتْ قِيلَ انقصقَتْ، وَأنْشد: وأسْمرٌ غير مَجْلوزٍ عَلَى قَصف ورجلٌ قَصفٌ: سريع الانكسارِ عَن النَّجْدَةِ. وَيُقَال للْقَوْم: إِذا خَلَوْا عَن شيءٍ فَتْرَةً وخِذْلاناً: قد انقصَفُوا عَنهُ، والأقْصفُ الَّذِي انْكَسرتْ ثنيتُهُ من النِّصْف وثنيةٌ قَصْفاءُ. قلت: وَالَّذِي سَمِعناه وحفِظْناهُ لأهل اللُّغةِ الأقْصمُ بِالْمِيم للَّذي انْكسَرَتْ ثنّيتهُ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت عَن الْفراء قَالَ: قَالَ بعض الأعرابِ لرجل أَقْصمِ الثَّنية: قد جاءَتكم القَصْماءُ ذَهَبَ إِلَى سِنِّهِ فأنَّثهَا. والقاصف: الرّيح الشَّدِيدَة الَّتِي تقصف الشَّجرَةَ. رُوِيَ عَن نابغةِ بني جَعْدةَ أَنه سَمِعَ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: (فأَنَا والنَّبيّون فُرّاطُ القاصفينَ) مَعْنَاهُ: أَن النبيينَ يَتَقدّمون أمَمهمْ إِلَى الجنَّةِ، وهم على أَثرهمْ يبادِرونَ إِلَى الجنَّةِ فَيَزْدَحِمونَ حَتَّى يَقْصِفَ بَعضُهمْ بَعْضاً بِدَاراً إِلَيْهَا. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القُصوفُ: الْإِقَامَة فِي الْأكل والشربِ. قَالَ: والصُّقوف: المظَالُّ، قلت: الأَصْل فِيهِ السُّقُوفُ. وَقَالَ اللَّيْث: القَصْفُ: اللعِب واللَّهْو وَسمعت قَصْفةَ القومِ أيْ دَفعتهمْ فِي تَزاحمهمْ. وَقَالَ العجاج: كقصفةِ النَّاس من المُحْرَنْجمِ وَفِي حَدِيث آخر: عَن النَّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنهُ قَالَ: (لما يهُمُّني من انْقِصَافِهِمْ على بَاب الجنَّةِ أهمُّ عِنْدِي منْ تَمامِ شَفَاعَتِي) وقَصَفَ الْفَحْلُ يقْصِفُ قَصْفاً وقُصُوفاً وقَصِيفاً إِذا هَدَرَ فِي الشِّقْشِقَةِ، ويقالُ: قصِف النَّبْتُ يقْصَفُ قصَفاً فَهُوَ قصِفٌ: إِذا طَال حَتَّى انْحَنَى مِنْ طُولِهِ، وَقَالَ لبِيد: حَتَّى تَزَيَّنَتِ الْجِوَاءُ بِفاخِرٍ قَصِفٍ كألْوانِ الرِّجالِ عَمِيم أيْ: بِنَبْتٍ فاخِرٍ. وَقَالَ ابْن شُميل: الْقَصَافُ المرْأة الضَّخْمَةُ ورعْدٌ قاصِفٌ إِذا اشْتَدَّ صوتُهُ. صفق: أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: صَفَقْتُ الْبَاب وأصْفَقْتُهُ وبلقْتُهُ وأبلَقْتُهُ بِمَعْناهُ، وَقَالَ الأصمعيُّ: صفقْتُ البابَ أَصْفِقُه

ُ صَفْقاً، ولمْ يَذْكُرْ أصْفَقْتُهُ، أَبُو عبيد عَن أبي زيد: سفقتُ الْبَاب وأسْفقتهُ: إِذا ردَدْته، أَبُو مَنْصُور: وَهَذَا ضدُّ مَا قَالَ أَبُو عُبَيْدَة لِأَن بلقْتُه بمعْنَى فَتحته لَا غيرُ. وَقَالَ ابْن شُميلٍ: سَفَقْتُ الْبَاب وصفقْتُهُ، قَالَ: وَقَالَ أَبُو الدُّقَيْشِ: صفقْتُ الْبَاب أصفِقهُ صَفقاً أَي: فتحتُهُ، وتركتُ بابَهُ مَصْفوقاً أَي: مفْتُوحاً قَالَ: وَالنَّاس يقُولونَ صَفقْتُ الْبَاب وأصفقتُه إِذا رَدَدْتَهُ، وَقَالَ أَبُو الخَطَّاب: يقالُ هَذَا كُلُّهُ، قَالَ: وبابٌ مبلُوقٌ أَي مفتُوحٌ. وروى ابْن الْفرج عَن أعرابيَ أنَّهُ قَالَ: أصفقْتُ الْبَاب وأصمَقْتُه بمعْنى أغلقْتُه. وَقَالَ غَيره: هِيَ الإجافة دون الإغلاقِ، وَقَالَ الأصمعيُّ: ثوبٌ سفيقٌ وصفيقٌ: مُحْكَمُ الصنْعة، وَأَعْطَاهُ سفقْة يَمِينه وصفقة يمينِه إِذا بايَعُه، قَالَ: وَيُقَال: أصفقوا على ذَلِك الْأَمر إصْفاقاً إِذا اجْتَمعُوا عَلَيْهِ، وَيُقَال: اصْفِقْهُمْ عَنْك، أَي: اصْرِفهُم عَنْكَ وأنشدَ قَول رؤبةَ: فَما اشْتلاها صَفْقَة فِي الْمُنصفَقْ حَتَّى تردَّى أرْبَعٌ فِي الْمُنْعَفَقْ قَالَ: وَيُقَال: صفَّقَ بيديْهِ وصفحَ سَواءٌ، وَفِي الحَدِيث: (التَّسْبيحُ للرِّجال والتَّصفيقُ للنِّساءِ) الْمَعْنى: أنهُ إِذا نابَ الْمُصلي شَيْءٌ فِي صلاتِهِ فَأَرَادَ تَنْبيهَ من بحذائهِ صفقت الْمَرْأَة بيديْهَا وسبَّحَ الرَّجل بِلِسَانِهِ، وَقَالَ الأصمعيُّ: صَفقَ فلانٌ عيْن فلَان يصفِقُها إِذا ضربهَا وَيُقَال: وردنا مَاء كَأَنَّهُ صفَقٌ، وَهُوَ أول مَا يُصبُّ فِي القربةَ الجديدةِ فيخْرجُ المَاء أصفر، وَيُقَال: صفَّق الخمْر إِذا حوَّلَهَا من إناءٍ إِلَى إِنَاء فهيَ مُصفقَةٌ ويقالُ: أصفقتْ يَده بِكَذَا وَكَذَا إِذا صادفته ووافقته. وَقَالَ النَّمر بن تَوْلَب يصفُ جزّاراً: حَتَّى إِذا طُرِحَ النَّصيبُ وَأصْفَقت يَدُهُ بجلْدَة ضَرْعِها وحُوارِها وَقَالَ أَبُو كَبِير الهذَليّ: أخلاد إِن يُصْفِق لأهْلِ حَظِيرَة فِيهَا المجهجة والمنارة يُرْزِم إِن يُصْفق أَي يقدر ويُتَاحُ، يقالُ: أُصْفِقَ لَهُ، أَي: أتيح، يَقُول: إنْ قُدِّرَ لأهل حَظِيرَة متحرّزين الأسَد، كَانَ المقْدُورُ كائِناً، وَقَوله: والمنارة يُرْزِمُ، أرَادَ: تَوَقدَ عَيْني الْأسد كالنار. وَفِي الحَدِيث: (صفْقتان فِي صَفْقَة رِباً) ، مَعْنَاهُ: بَيْعَتان فِي بَيعةٍ واحدةٍ رِباً، وَهُوَ على وجْهين: أحدُهما: أَن يَقُول البائعُ للمُشتري: بعتُك عَبدِي هَذَا بمائةِ دِرْهمٍ على أنْ تَشْتَري مِنّي هَذَا الثَّوْبَ بِعشْرَة دَرَاهِم. والوجهُ الثَّانِي: أَن تَقُول لَهُ بِعْتُكَ هَذَا الثَّوْب بعشْرينَ درهما عَلَى أنْ تبيعَني متاعك بعشرةِ دَرَاهِم، وَإِنَّمَا قيل للبيعةِ صفقةٌ لِضرب الْيَد على الْيَد عِنْد عقد

البيع، وصفقَا الْعُنُق وَغَيره ناحيتاهُ، وجاءَ أهل ذَلِك الصفق أَي: أهل ذَلِك الْجَانِب. وَفِي حَدِيث لُقْمانَ بن عادٍ حِين وصف إخوتهُ، فَلَمَّا بلغ صفةَ ذِي العفاق قَالَ: خذِي منّي أخي، ذَا العِفاق صَفّاق أفَّاقٌ. قالَ القتيبي: قَالَ الْأَصْمَعِي: الصَّفّاق الَّذِي يصفِق على الْأَمر الْعَظِيم، والأفَّاق الَّذِي يتَصَرَّف وَيَأْتِي الآفاقَ. قَالَ القتيبي: روى هَذَا أَبُو سُفْيَان عَن الأصمعيّ. أَبُو مَنصور: وَالَّذِي أرَاهُ فِي تفْسير الصفاق غيرُ هَذَا القوْل، والصَّفّاق عِنْدِي الرَّجل الكثيرُ الْأَسْفَار وَالتَّصَرُّف فِي البلادِ والتجارات، والصَّفْق والأفْقُ قريبان مِنَ السّواءِ، وكذلِك الصَّفّاقُ والأفاق، ويقالُ: انصفَقَ القوْمُ عَن جهتهمْ أَي: انصرَفوا عَنْهَا. وَقَالَ اللَّيْث: يقالُ للثَّوْبِ المعَلق تصفِّقُه الرياحُ كل مصفَّقٍ وتصفِقُه بِمَعْنَاهُ. وَأنْشد: وأخرَى تصفِّقها كلُّ رِيح سَريع لدَى الجوْر إرغانُها وَيُقَال: اصطفَقتِ المزاهرُ إِذا أجابَ بَعْضهَا بَعْضًا، وصِفاقُ الْبَطن: الجلدُ الباطنُ الَّذِي يَلِي سوادَ الْبَطن. قَالَ: وبعضٌ يَقُول جلدُ البَطن كلُّه صِفاقٌ. شمرٌ عَن ابْن شُمَيْل: الصِّفاقُ مَا بَين الْجلد والمَصْرَان، ومرَاقُّ البَطن صِفاقٌ أجمَعُ مَا تحتَ الجلدِ مِنْهُ إِلَى سَواد الْبَطن. قَالَ: ومرَاقُّ البَطن كلُّ مَا لم ينحنِ عَلَيْهِ عَظْمٌ. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الصِّفاقُ: الجلدُ الأسفلُ الَّذِي دُون الجلدِ الَّذِي يُنسلخُ، فَإِذا سُلِخَ المَسْكُ بَقِي ذلكَ يُمْسِكُ البطنَ، وَهُوَ الذِي إِذا انشقَّ كَانَ مِنْهُ الفَتْقُ. أَبُو عبيدٍ عَن الْأمَوِي: أصْفقْتُ الغنمَ: إِذا لم تَحْلُبْها فِي الْيَوْم إِلَّا مرّة. وأنشدنا: أَوْدَى بنُو غنْمٍ بألْبانِ العُصُم بالمُصْفَقاتِ وَرَضُوعاتِ الْبَهَمْ وَقَالَ غَيره: الْمُصافِقُ منَ الْإِبِل الَّذِي يَنامُ عَلَى جَنْبِه مرَّة وعَلى الآخَرِ مرّة، وَإِذا مَخَضَتِ الناقةُ صافَقَتْ. وَقَالَ الشَّاعِر يصف دجَاجَة وبيضتها: وحاملةٍ حَيّاً وليْسَتْ بحيَّةٍ إِذا مَخضَتْ يَوْمًا بهِ لم تُصافقِ وَيُقَال: صَفَقَه بالسَّيْفِ إِذا ضَرَبَه. وَقَالَ الراجزُ: كَأَنَّهَا بَصْرِيّةٌ صوَافِقُ وَمِصْرَاعَا البَابِ صَفْقَاهُ، وَيُقَال: صفَّقَ الخمرَ إِذا مَزَجها بالماءِ.

وَقَالَ الْأَعْشَى: وشمولٍ تحْسَبُ العينُ إِذا صُفِّقَتْ وَرْدَتهَا نَوْرَ الذُّبَحْ وَقَالَ ابْن شميلٍ: يُقَال: إِنَّه لمُبَارَك الصفْقَة أَي: لَا يشتَرِي شَيْئا إِلَّا رَبحَ فِيهِ، وَقد اشتريتُ اليومَ صَفْقَة صَالِحَة، والصفقةُ تكون للْبَائِع والمشتَرِي، وَيُقَال لحوادِثِ الخُطوبِ وصوارفها: صوافقُ وصفائقُ. وَقَالَ أَبُو ذُؤيب: أَخ لكَ مَأْمُون السَّجيَّات خِضْرم إِذا صَفَقَتْه فِي الحرُوبِ الصوافق وَقَالَ كثيِّرٌ فِي الصَّفائق: وأنْتِ المُنى يَا أمَّ عمرٍ لَو أننا نَنالُكِ أَو تُدْني نواكِ الصفائقُ الواحدَةُ: صفِيقةٌ بِمَعْنى صافِقة. سَلمَة عَن الْفراء: صفَقْتُ القَدَحَ وصفَّقْته وأصفقته إِذا ملأته، والتصفيقُ أَن ينويَ نيَّةً ثمّ يرُدَّها، وَمِنْه: وزلَل النِّيّة والتصفِيق قفص: قَالَ اللَّيْث: والقفصُ: شيءٌ يُتخذُ من قصبٍ أوْ خَشَبٍ للطير. وَأَخْبرنِي المنذرِي عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَوْنٍ الحرمازيّ إِن الرجل إِذا أكل التمرَ وشرِبَ المَاء عَلَيْهِ قَفِصَ، وَهُوَ أنْ يُصيبه القَفَصُ وَهُوَ حرارةٌ فِي حلقه وحموضةٌ فِي معدته. وروى سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: قَالَت الدُّبيريَّةُ: قفِصَ وقبِصَ بالفاءِ وَالْبَاء إِذا عرِبَتْ معدتهُ. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو قَالَ: القَبْصُ: الخفَّةُ والنشاط، وَقد قبَصَ يقبِصُ، والقُفصُ نَحوه. أَبُو عبيد: القفِصُ: النشيطُ، والقفْصُ: الوَثْبُ، وَقد قَفصَ يقفِصُ وقفَّصتُ الظبْيَ: إِذا شددْتُ قوائمَه وجمعْتُها. وَقَالَ الأصمعيُّ: أصبحَ الجرادُ قَفِصاً إِذا أَصَابَهُ البردُ فَلم يستطعْ أنْ يطير، وفرَسٌ قفِصٌ وَهُوَ المتَقَبِّضُ الَّذِي لَا يُخرجُ مَا عِنْده كلَّه، يُقَال: جرَى قفِصاً. وَقَالَ ابنُ مُقبل: جرَى قفِصاً وارْتدّ من أصل صُلبِه إِلَى موضعٍ منْ سَرْجه غير أحْدب أَي: يرجعُ بعضُه إِلَى بعضٍ لقَفَصِه وَلَيْسَ منَ الحدب. اللحياني: قفِصَ يقْفَصُ قَفصَاً: إِذا تشنَّج من البرْد، والقفْصُ: حَبُّ، والقُفص: جيلٌ متلصِّصُون فِي جبَل لَهُم بَين جبالِ فارسَ وتخُوم بلادِ السِّندِ. فَقص: قَالَ اللحياني: فقَسْتُ البَيضةَ أفْقِسُها فقْساً، وفقَصْتُها فقصاً إِذا فضَخْتُها.

ق ص ب قصب قبص صقب بَصق. قصب: قَالَ اللَّيْث: القَصَبُ: ثيابٌ تُتخذُ من كتَّانٍ ناعمةٌ رقاقٌ والواحدُ مِنْهَا قصَيٌّ. قَالَ: وكلُّ نبْتٍ كَانَ سَاقه أنابيب وكعوباً فَهُوَ قَصَبٌ، وَيُقَال للزَّرْع: قدْ قصَّب تقصيباً والقَصَبةُ جوْفُ القصْر وجوْفُ الحِصْن يُبْنى فِيهِ بناءٌ وَهُوَ أوسطه، والقصبة فِي الْأنف عظمه، وكل عَظْم كَانَ مستديراً أجْوَفَ فَهُوَ قصبٌ، وَكَذَلِكَ مَا اتّخِذَ مِن فِضّةٍ أوْ غيرِها، والقصْبَاءُ هوَ القصبُ النَّابتُ الْكثير فِي مقصبتِه، والقصب مِنَ الجوهرِ مَا كَانَ مُستَطيلاً أجْوَف. وَفِي الحَدِيث: أَن جِبْرِيل قَالَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (بَشِّرْ خديجةَ ببيْتٍ فِي الجنَّة من قصبٍ لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصبَ) . قَالَ أهل العِلم واللغة: القصَبُ فِي هَذَا الحَدِيث لؤلؤٌ مُجَوَّفٌ واسِع كالقصْر المُنِيفِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: القصَب: مَجاري مَاء الْبِئْر مِن العُيون، والقصَبُ: كل عَظمٍ فِيهِ مُخٌّ الْوَاحِدَة قَصَبة، والقصَبُ: العُروق الَّتِي فِي الرِّئةِ، وقصَبَة القريَةِ وسَطها، وقَصَبَهُ يَقصِبُه قصْباً إِذا عابه ووقَع فِيهِ، وقَصَّبَ شَعْره إِذا جَعَّدَه، وَيُقَال: لَهَا قُصّابَتَان أيْ غَدِيرَتانِ. وَقَالَ اللَّيْث: القَصْبة: خصْلَة من الشَّعر تَلْتَوي، فإنْ أنتَ قَصَّبْتَها كانتْ تقْصيبة، والجميعُ التَّقاصِيبُ، وتقْصيبكَ إيَّاها ليُّكَ الخُصلةَ إِلَى أسْفلِها تضمُّها وتشدُّها فتصبحُ وقَدْ صارتْ تقاصِيب كأَنها بَلابلُ جارِيَة. قَالَ: والقصْبُ: القطْعُ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: القصائِبُ: الشَّعر المُقصَّبُ، واحدتها قصيبَةٌ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عبيدٍ: الأقصاب: الأمعاءُ، وَاحِدهَا قُصْبٌ، وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو عَمْرو. وَفِي الحَدِيث: أَن عَمْرو بنَ لُحَيَ، أَوَّل مَن بَدَّل دينَ إِسْمَاعِيل. قَالَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: (فرأَيْته يجر قُصْبَه فِي النَّار) . وَقَالَ غَيره: سُمِّيَ القصابُ قصاباً لِتَنقيَته أقْصابَ البطْنِ. وَقَالَ اللَّيْث: القاصِب: الزَّامِر. وَقَالَ أَبُو عَمْرو فِي قَوْله: وشاهِدنا الجُل والْياسمين والمسْمِعات بِقُصّابها قَالَ: القُصَّابُ: المزاميرُ، واحدتها قُصّابةٌ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: أَخذ الرَّجلُ الرَّجلَ فَقَصَّبَهُ، والتَّقْصِيبُ أَن يَشُدَّ يديهِ إِلَى عنقِه، والقَصَّابُ سُمِّيَ قَصَّاباً لذَلِك، ورجلٌ

قَصَّابةٌ للناسِ إِذا كَانَ وقّاعاً فيهم، وقصَّبَ بِنَا الطَّرِيق: إِذا امْتَلَأَ، وطريقٌ مُقَصِّبٌ. وَحدثنَا أَبُو زيد عَن عبد الْجَبَّار عَن سُفْيَان بن عَمْرو عَن مُحَمَّد بن جُبَيْرِ بن مُطْعِمٍ: أَن سعيد بن الْعَاصِ سَبَّقَ بَين الخيلِ فِي الكوفةِ فَجَعلهَا مائَة قَصَبةٍ وجعلَ لأخيرها قَصَبةً ألفَ دِرْهم. قَالَ: أَرَادَ أَنه ذَرَعَ الغايَةَ بالقصبِ فَجَعلهَا مائةَ قصبةٍ. وَقَوْلهمْ: حازَ فلانٌ قَصَبةَ السَّبْقِ إِذا سَبَقَ إِلَى أقصَى القصبةِ فِي الغايةِ، وقيلَ: إِن تِلْكَ القصبة الَّتِي تُذْرَعُ بهَا الغايةُ تُرْكَزُ عِنْد أقصاها، فَمن سبقَ إِلَيْهَا أَخذهَا واستحقَّ الخطرَ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: القَصَّابُ: الزَّمّارُ. وَقَالَ رؤبة يصفُ الْحمار: فِي جوفهِ وحْيٌ كَوَحْيِ القَصّاب وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أَرَادَ الْأَعْشَى بالقُصَّابِ الأوتارَ الَّتِي سُوِّيَتْ من الأمعاء، وَقَول أبي عَمْرو أصوب. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: قَصَبَ البعيرُ فهوقاصِبٌ إِذا أبَى أَن يشربَ، والقومُ مُقْصِبونَ إِذا لم تشرب إبلهم، وفَرَسٌ مُقَصِّبٌ: سابقٌ. وَقَالَ الشَّاعِر: ذِمارَ العَتِيكِ بالجوادِ المُقَصِّب أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: فِي بَاب السَّحابِ الَّذِي فِيهِ رعدٌ: وَمِنْه المُجَلْجِلُ والقاصِبُ بالباءِ والمُدَوِّي والمُرْتَجِسُ. أَبُو مَنْصُور: شَبَّهَ صوتَ رعْدِهِ بالقاصب أَي: الزّامرِ. وسألَ أَحْمد بن يحيى ابْن الْأَعرَابِي عَن قَوْله: (بَشِّرْ خَدِيجَةِ بِبَيْتٍ مِنْ قَصبٍ) فَقَالَ: القصبُ هَا هُنَا الدُّرُّ الرَّطْبُ، والزّبَرْجَدُ الرَّطْبُ المُرَصَّعُ بالياقوت. قَالَ: وَالْبَيْت هَا هُنَا بِمَعْنى القَصْرِ والدَّار كَقَوْلِك: بيتُ الملكِ أَي: قصره. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: قَصَبةُ البلادِ مدينتُها، ودِرَّةٌ قاصِبَةٌ إِذا خرجتْ سهلةً كَأَنَّهَا قضيبُ فِضَّةٍ. صقب: قَالَ اللَّيْث: الصقْبُ والسَّقْبُ لُغتانِ: الطويلُ من كلِّ شيءٍ، وَيُقَال للغصْنِ الريّانِ الغليظ الطويلِ سَقْبٌ. وَقَالَ ذُو الرُّمة: سَقْبانِ لم يَتَقَشَّر عَنْهُمَا النَّجَبُ قَالَ: وسألتُ أَبَا الدُّقَيْشِ عَنهُ فَقَالَ: هُوَ الَّذِي قد امْتَلأَ وتمّ، عامٌّ فِي كل شيءٍ من نَحوه. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الصُّقُوبُ: العَمَدُ الَّتِي يُعْمَدُ بهَا البيتُ وَاحِدهَا صَقْبٌ، كَذَا رَوَاهُ بالصَّاد. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (الجارُ أحَقُّ بِصقَبِه) . قَالَ أَبُو عبيد: قولُهُ: أحَقُّ بصقبِهِ يَعْنِي القُرْبَ.

وَمِنْه حَدِيث عليَ عَلَيْهِ السَّلَام أَنه كَانَ إِذا أُتِيَ بالقتيل قد وُجِدَ بَين القريتين حَمَلَهُ عَلَى أصْقَبِ القَريَتَيْنِ إِلَيْهِ. وَقَالَ ابْن الرُّقيَّات: كُوفِيَّةٌ نازِحٌ محلَّتُها لَا أمَمٌ دارُها وَلَا صَقَبُ قَالَ: وَمعنى الحَدِيث: أَن الجارَ أحقُّ بالشفعةِ من غَيره. وَقَالَ اللحياني: أَصْقَبَتِ الدارُ وأَسْقَبَتْ أَي: قَرُبَتْ، وداري من دارِهِ بِسَقَبٍ وصَقبٍ وزَمَمٍ وأمَمٍ وصَدَدٍ، أَي: قريبٌ، وَيُقَال هُوَ جاري مُصاقِبي ومُطانِبي ومُؤاصِري. أَي: صقب دَاره وإصاره وطُنُبه بحذاء صَقب بَيْتِي وإصاره. وَقد أصقبَكَ الصّيْدُ فارْمِهِ، أَي دَنا مِنْك وأمكنك رميُهُ. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: لَقيته صِقاباً وصِفاحاً مثل الصِّرَاحِ أَي مُوَاجهَة. قبص: قَالَ اللَّيْث: القبْصُ: التَّناولُ بأطرافِ الْأَصَابِع. قَالَ الله عز وَجل: (فقبصت قبصة من أثر الرَّسُول) ، هَكَذَا قرأهُ الحسنُ بالصَّاد، وقرأه العامّة {فَقَبَضْتُ. وَقَالَ الْفراء: القبْضَةُ بالكفِّ كلهَا، والقبْصَةُ بأطراف الْأَصَابِع، وَقَالَ: والقَبْصَةُ والقُبْصَةُ: اسْم مَا تَناوَلْتَهُ بِعَيْنِه. وَقَالَ اللَّيْث: والفرسُ القَبوصُ الَّذِي إِذا جَرَى لم يصبِ الأرضَ إِلَّا أطرافُ سنابكه من قُدُمٍ، وَأنْشد: سَلِيمُ الرّجْعِ طهطاهٌ قَبوصُ وَقَالَ ذُو الرُّمّة يَصِفُ ركاباً: فَيَقبِصْنَ من عادٍ وسادٍ وواخِدٍ كَمَا انْصَاع بالسِّيِّ النَّعامُ النَّوافِرُ يقبصْن: يَنْزُونَ، يُقَال: قَبَصَ الْفرس: إِذا نزا. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: القبَصُ: الخِفَّةُ والنشاط، وَقد قَبِصَ يَقبَصُ والقفَصُ نَحوه. وَفِي الحَدِيث: أَن عمر أتَى النَّبِي وَعِنْده قِبْصٌ من النَّاس. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: هُمُ العددُ الْكثير، وَأنْشد: لكم مسجدَا اللَّهِ المَزُوران والحَصَى لكم قِبْصُهُ من بَين أثْرَى وأقْتَرَا أَي: من بَين مُثْرٍ ومُقِلَ. وَقَالَ اللَّيْث: القِبْصُ: مجتمعُ النَّمْل الْكثير، وَيُقَال: إِنَّهُم لفِي قِبْصِ الحَصَا، أَي: فِي كثرتها، لَا يُسْتطاع عَدُّهُ من كثْرَتِهِ، والقبَصُ فِي الرَّأْس ارتفاعٌ فِيهِ وعظمٌ، وَأنْشد فِي صفةِ هامةِ الْبَعِير: قَبْصَاء لم تُفْطَح وَلم تُكَتَّلِ

وَقَالَ ابْن السّكيت: القَبْصُ: وجَعٌ يصيبُ الكَبِد من أكل التَّمْر على الرِّيق ثمَّ يشربُ عَلَيْهِ المَاء، وَأنْشد: أَرُفْقَةٌ تَشْكُو الجُحافَ والقبَصْ جُلودهم أَلْيَنُ من مَسِّ القُمصْ المِقبَصُ: المِقوَسُ، وَهُوَ الحبلُ الَّذِي ترسل مِنْهُ الخيلُ فِي السِّباق. بَصق: قَالَ اللَّيْث: بَصَق لغةٌ فِي بَسَق وبَزَقَ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: والبَصْقةُ: حَرّةٌ فِيهَا ارتفاعٌ وَجَمعهَا بِصاقٌ. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: بُصاقَةُ القمَرِ وبُصاقه حَجَرٌ أبيضُ يتلألْا. ق ص م صمق قمص قَصم صقم. صمق: أهمله اللَّيْث. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) يُقَال: مَا زالَ فلانٌ صامِقاً مُنْذُ اليومِ وصامِياً وصابِياً أَي عطشان أَو جائِعاً. قَالَ: وَهَذِه صَمَقةٌ من الحَرّةِ: أَي غليظةٌ، قَالُوا: وأَصْمَقْت الْبَاب وَأَصْفَقته، أَي: أَغلقته، قَالَه السُّلميُّ. قَصم: قَالَ اللَّيْث: القَصْمُ: دقُّ الشَّيْء، وَيُقَال للظالم: قَصَمَ الله ظَهره، ورجلٌ قَصِمٌ، أَي: هارٍ ضَعِيف سريع الانكسار، وقناةٌ قَصِيمةٌ أَي منكسرة، والأقْصَمُ أعمُّ وَأعرف من الأقصَفِ وَهُوَ الَّذِي انقصمت ثنيَّتُه من النّصْف والقَصِيمَةُ من الرَّمل مَا أنبت الغَضى، وَهِي القصائم. وَفِي حَدِيث النَّبِي: (ويُرفعُ أهل الغُرفِ إِلَى غُرفهم فِي دُرَّة بَيْضَاء لَيْسَ فِيهَا قَصْمٌ وَلَا فَصْمٌ) . قَالَ أَبُو عبيد: القصم بِالْقَافِ هُوَ أَن ينكسر الشَّيْء فَيَبينَ، يُقَال مِنْهُ: قصمتُ الشَّيْء: إِذا كَسرته حَتَّى يَبِينَ، وَمِنْه قيل: فلانٌ أقْصَمُ الثَّنِيَّةِ إِذا كَانَ منكسِرها. وَمِنْه الحَدِيث الآخر: (استغنوا عَن النَّاس وَلَو عَن قِصْمَةِ السِّواك) يَعْنِي مَا انْكَسَرَ مِنْهُ إِذا اسْتِيكَ بِهِ. قَالَ: وَأما الفَصْمُ بِالْفَاءِ فَهُوَ أَن ينصدع الشَّيْء من غير أَن يَبِينَ. أَبُو عبيد: القَصائمُ من الرِّمال مَا ينْبت العِضاه. أَبُو مَنْصُور: وَقَول اللَّيْث فِي القَصِيمَةِ: مَا ينْبت الغَضى هُوَ الصَّوَاب، كَذَلِك حفظته عَن الْعَرَب، والقَصيمُ مَوضِع مَعْرُوف يشقُّه طَرِيق بطن فلجٍ. وَأنْشد ابْن السّكيت: يَا ريّها الْيَوْم على مُبين على مُبين جرد القصيم وإياه عَنى الراجز:

باب القاف والسين

أفرِغْ لشولٍ وعشارٍ كُومِ باتت تُعَشَّى اللَّيْل بالقَصيم وَقَالَ آخر يصف صياداً: وأشعثَ أَعلَى مالهِ كِفَفٌ لهُ بفرشِ فلاةٍ بينهنَّ قَصيمُ والفرش: منابتُ العُرْفُطِ. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: فرشٌ من عُرْفُطٍ وقصيمةٌ من غَضىً، وأيكةٌ من أثْلٍ، وغالٌ من سَلَمٍ وسليلٌ من سمرٍ. وَفِي الحَدِيث: (تطلعُ الشَّمْس من جَهَنَّم بَين قَرْني شَيْطَان فَمَا ترْتَفع فِي السَّمَاء من قَصْمَةٍ إِلَّا فُتح لَهَا بَاب من النَّار فَإِذا اشتدت الظهيرة فُتحت الْأَبْوَاب كلهَا) ، القصْمةُ: مرقاةُ الدرجَة سميت قَصْمةً لِأَنَّهَا كِسرةٌ، وكل شَيْء كَسرته فقد قصمتهُ. قمص: قَالَ اللَّيْث: القِماصُ أَلا يسْتَقرّ فِي مَوضِع ترَاهُ يَقْمِصُ فيثبُ من مَكَانَهُ من غير صَبر، يُقَال للقلِقِ قد أَخذه القِماصُ. قَالَ: والقَمَصُ: ذُبَاب صغَار يكون فَوق المَاء، والواحدة قَمَصَة، وَالْجَرَاد أول مَا يخرج من بيضه يُسمى قَمَصاً، والقَمِيصُ مَعْرُوف يذكَّر، وأنَّثه جريرٌ حِين أَرَادَ بِهِ الدِّرع فَقَالَ: يَدْعُو هوازِنَ والقميصُ مُفاضةٌ تَحت النِّطاق تُشَدُّ بالأزرارِ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: رُوِي عَن عُثْمَان أَن النَّبِي قَالَ لَهُ: (إِن الله سَيُقَمِّصُكَ قَمِيصًا وَإنَّك لتُلاَصُ على خلعه فإياك وخلعه) ، قَالَ: القميصُ: الْخلَافَة، والقميصُ: غلاف الْقلب، والقميصُ: البِزْذَوْنُ الْكثير القُماص والقِماصِ، والضمُّ أفْصح. صقم: أهمله اللَّيْث. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الصَّيْقَمُ: المُنْتِنُ الرَّائِحَة. (بَاب الْقَاف وَالسِّين) ق س ز مهمل. ق س ط (قسط) سقط طسق: مستعملة. قسط: قَالَ اللَّيْث: القُسْطُ: عودٌ يجاء بِهِ من الْهِنْد يَجْعَل فِي البخور والدواء. عَمْرو عَن أَبِيه: يُقَال لهَذَا البخور قُسْطٌ وكُسْطٌ وكشْطٌ. قَالَ: والقِسْطُ بِكَسْر الْقَاف: الْعدْل وَالْفِعْل مِنْهُ أقسط بِالْألف. قَالَ: والقَسْطُ بِفَتْح الْقَاف: الجورُ، يُقَال مِنْهُ قسطَ يقسِطُ قَسْطاً وقسوطاً، والقَسطُ: طول الرِّجل وسَعَتها. قَالَ: والقِسْط: النَّصِيب، والقُسطانة: قَوس قزَح، والقُسْطُناس: الصَّلاءةُ. وَقَالَ الله: (رَشَداً وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَباً} (الْجِنّ: 15) .

قَالَ الْفراء: هم الجائرون الْكفَّار، قَالَ: والمُقْسِطُون: الْعَادِلُونَ الْمُسلمُونَ. قَالَ الله: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (الْمَائِدَة: 42) . وَقَالَ اللَّيْث: القُسوط: المَيْلُ عَن الْحق، وَأنْشد: يَشْفِي من الضِّغْنِ قُسوط القاسطِ قَالَ: والرِّجل القَسطاءُ يكون فِي سَاقهَا اعوجاج حَتَّى تَتَنَحَّى القدمانِ وتنضمَّ الساقان والقسَطُ خلاف الْحَنَفَ. قَالَ: والإقْساطُ الْعدْل فِي الْقِسْمَة وَالْحكم، يُقَال: أقْسَطْتُ بَينهم وأقْسَطْتُ إِلَيْهِم، وَقد أخذَ كلُّ واحدٍ مِنْهُم قِسْطَهُ أَي: حِصَّتَهُ، وَقد تَقَسَّطُوا الشَّيْء بَينهم أَي اقْتَسَمُوهُ على السواءِ والعدلِ، وكلُّ مقدارٍ فَهُوَ قِسْطٌ فِي المَاء وغيرهِ. وَقَالَ الله: {وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ} (الْإِسْرَاء: 35) . يُقَال: هُوَ أقْوَمُ الْموازينِ، وَبَعْضهمْ يقولُ هُوَ: الشاهِينُ، يُقَال: قُسطاسٌ وقِسْطاسٌ. أَبُو سعيدٍ: يُقَال لقوس الله الْقُسْطانيُّ. وَقَالَ الطرماح: وَأُديرَتْ حَفَفٌ تحتهَا مثلُ قُسْطانيّ دجنِ الْغَمَامِ أَبُو عَمْرو: الْقُسطانُ قَوْسُ قزَح وَنهى عَن تَسْمِيَته قَوس قزَح. وَقَول امرىء الْقَيْس: إذْ هُنَّ أقْساطٌ كَرِجْلِ الدَّبَى أوْ كَقَطَا كاظِمَةَ النَّاهِلِ أَرَادَ أَنَّهَا جماعاتٌ فِي تفرقةٍ. أَبُو عبيد عَن العدَبَّسِ قَالَ: إِذا كَانَ البعيرُ يَابِس الرّجْلَيْنِ من خلقةٍ فَهُوَ أقْسَطُ وَقد قَسِطَ قَسَطاً. وَقَالَ غيرهُ: وَقد يكون الْقَسَطُ يُبْساً فِي العنقِ. وَقَالَ رؤبة: وضَرْبُ أعناقِهم القِساط قَالَ أَبُو عَمْرو: قَسِطَتْ عظامهُ قُسوطاً إِذا يَبِسَتْ من الهُزالِ، وَأنْشد: أعطاهُ عَوداً قاسِطاً عِظامهُ وَهُوَ يُبَكِّي أَسَفاً وينتَحِب وَيُقَال: قَسَّطَ على عِيَاله النَّفَقَةَ تَقْسِيطاً أَي: قَتَّرها. وَقَالَ الطرماح: كَفَّاهُ كَفٌّ لَا يرى سَيْبُهَا مُقَسَّطاً رهبةَ إعدامها ابْن الأعرابيّ والأصمعيُّ: فِي رِجْلِه قَسَطٌ وَهُوَ أَن تكون الرّجلُ مَلْساء الأسفلِ كأنَّها مالجٌ. أَبُو عمرٍ و: القَسْطانُ والكَسْطانُ: الغبارُ. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن المبردِ أَنه قَالَ: القِسْطُ: أربعمائةٍ واحدٌ وثمانونَ درهما.

قَالَ أَبُو عبيد: القِسْطُ: نصفُ الصَّاع، والفَرَقُ ستةُ أقساطٍ. سقط: قَالَ اللَّيْث: السَّقْطُ والسُّقط لُغتانِ لِلولدِ المُسْقَطِ، فَأَما مَا سَقَطَ من النَّارِ حينَ تُقدحُ فَهُوَ السِقطُ مكسورٌ، قَالَ: والسَّقْطُ والسُّقطُ فِي الولدِ، الذكرُ وَالْأُنْثَى فِيهِ سواءٌ. أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: هُوَ سُقْطُ الرَّمل وسِقطه وسَقْطُهُ يَعْنِي منقطعهُ، وَكَذَلِكَ سُقطُ المرأةِ فِيهِ ثلاثُ لُغات. أَبُو حَاتِم عَن الأصمعيّ، يُقَال: البصرةُ مَسْقطُ رَأْسِي بِفَتح الْقَاف، ومَسْقِط الرَّملِ بالكسرِ مُنْقَطَعُهُ. وَيُقَال للولدِ: سَقْطٌ وسُقْطٌ وسِقْطٌ، وَقد أسقَطَت المرأةُ إسْقاطاً، قَالَ: وسِقْطُ الزَّنْدِ مَا وَقع من النَّارِ حينَ تُقْدَحُ، قَالَ: وسَقْطُ الرَّمْلَةِ مُنقَطَعها مَنْصُوبَة السِّين، وَهَذَا كُله قَول الأصمعيِّ. قَالَ: وَيُقَال: هَذَا مَسْقِطُ الرَّملِ حَيْثُ انقطعَ، وَهَذَا مَسقِطُ رَأسه حَيْثُ وُلدَ، وَهَذَا مَسقِطُ السَّوْطِ حَيْثُ سَقَطَ، ومَسقِطُ النَّجْمِ. وَيُقَال: أتانَا فِي مَسْقِط النَّجْم: أَي: حينَ سَقَطَ. وَيُقَال: هَذَا الفعلُ مَسْقَطَةٌ للرجل من عُيُون النَّاس، وَهُوَ أَن يَأْتِي مَا لَا يَنْبَغِي. وَيُقَال: فلانٌ قليلُ السِّقاطِ إِذا كانَ قليلَ العِثَار، وأُسْقط فلانٌ من الْحساب إِذا ألْقى منَ الحسابِ، وَقد سَقَطَ من يَدي. وَقَالَ اللحيانيُّ: يُقَال سَقَطَ فِي كَلَامه وبكلامه، وَمَا أسْقَطَ حَرْفاً. قَالَ الأصمعيُّ: وَيُقَال: سَقَطَ العَشاء بِهِ على سرحان، يُضْرَبُ مَثَلاً للرجلِ يَبغي البُغيةَ فيقَعُ فِي أمرٍ يُهْلكه، وأُسقِط فلَان من الدِّيوَان. وَقَالَ لِخُرْثِيِّ المتاعِ سَقَطٌ، وَيُقَال: سيفٌ سَقَّاطٌ وَرَاء ضريبته إِذا جازَ ضريبته، والسَّقِيطُ: الثَّلج. يُقَال: أَصبَحت الأرضُ مبيضَّةً منَ السقِيطِ، يُرِيد من الثلجِ. وَأنْشد أعرابيٌّ: وليلةٍ يَا ميَّ ذاتِ طَلِّ ذاتِ سَقِيطٍ وندًى مُخْضَلِّ طعمُ السُّرى فِيهَا كطعمِ الخلِّ وَيُقَال: رفعَ الطائرُ سِقْطيه: يَعْنِي جناحيه. وَقَالَ الرَّاعِي: حَتَّى إِذا مَا أضاءَ الصبحُ وانبعثتْ عَنهُ نعامةُ ذِي سِقطين معتكر أَرَادَ نعامةَ ليل ذِي سِقطين، وسِقطَا اللَّيْل: ناحيتا ظلامهِ. وَقَالَ اللَّيْث: جمعُ سَقَطِ الْبَيْت أسْقاطهُ نَحْو الإبرة والفأس والقِدْرِ وَنَحْوهَا، والسَّقَطُ من البيعِ نَحْو السكر والتوابل وَنَحْوهَا، وبيَّاعُهُ سَقَّاطٌ، وَأنْكرهُ بَعضهم فَقَالَ لَا يُقَال سَقَّاطٌ، وَلَكِن يُقَال صاحبُ

سَقَطِ، والسَّقطُ: الْخَطَأ فِي الْكِتَابَة والحسابِ، والسَّقَطُ من الْأَشْيَاء مَا تسقطهُ فَلَا تَعْتَدُّ بِهِ من الْجند وَالْقَوْم ونحوهِ، والسَّاقطةُ: اللَّئيمُ فِي حَسبه وَنَفسه، وَهُوَ السّاقِط أَيْضا، والجميع السواقِط وَأنْشد: نحنُ الصميمُ وهم السّواقِط وَيُقَال للمرأَةِ الدّنيئةِ الحمقاء: سَقيطةٌ، والسُّقاطَاتُ من الأشياءِ مَا يُتَهَاونُ بِهِ من رُذالةِ الطَّعامِ وَالثيَاب وَنَحْوهَا. وَيُقَال: سَقَطَ الولدُ من بطنِ أمهِ، وَلَا يُقَال وقعَ حينَ يولدُ، وفلانٌ يحنُّ إِلَى مسقِطِهِ أَي: حَيْثُ ولد، وكل من وقعَ فِي مهواةٍ، يُقَال: وقعَ وسقطَ، وَكَذَلِكَ إِذا وقعَ اسْمه من الدِّيوَان. يُقَال: وقعَ وسقَطَ، ومسقِطُ الرَّملِ حَيْثُ يَنْتَهِي إِلَيْهِ طرفهُ، والسِّقاطُ فِي الفرسِ أَن لَا يزَال منكوباً، وكذلكَ إِذا جَاءَ مسترخيَ الْمَشْي والعدو. يُقَال: يُساقِط العدْوَ سِقاطاً، وَإِذا لم يلحقِ الإنسانُ مَلحقَ الكرامِ، يُقَال: سَاقِط، وَأنْشد: كَيفَ يرجونَ سِقَاطِي بعدَما لفَّعَ الرأسَ مشيبٌ وصلعْ قَالَ: وسُقْط السحَاب يرَى طرفٌ منهُ كَأَنَّهُ ساقِطٌ على الأَرْض فِي ناحيةِ الأفقِ. وَقَالَ غَيره: يُقَال للفرسِ إِنَّه ليساقط الشَّيْء أَي: يَجِيء مِنْهُ شيءٌ بعد شيءٍ. وَأنْشد قَوْله: بِذِي مَيْعةٍ كأنّ أدنَى سِقاطهِ وتقريبه الْأَعْلَى ذآليلُ ثعلبِ وَقَالَ الله جلَّ وَعز: {وَلَمَّا سُقِطَ فَى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَيْدِيهِمْ} (الْأَعْرَاف: 149) . قَالَ الْفراء: يُقَال: سُقِطَ فِي يَده وأُسْقطَ من الندامة، وسُقِط أَكثر وأجود. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيِّ: يُقَال: تكلم فَمَا أسقطَ كلمة وَمَا سقط فِي كلمةٍ، وخُبِّرَ فلانٌ خَبرا فسُقِطَ فِي يَده. وَقَالَ الزّجّاج: يقالُ للرَّجل النَّادم على مَا فرَط مِنْهُ قد سُقِط فِي يدِه وأُسْقِط. قَالَ: وَقد رُوي سَقَطَ فِي الْقِرَاءَة، والمَعنى: لمَّا سقط النَّدَم فِي أَيْديهم كَمَا تَقول للَّذي يَحصُل على شَيْء وَإِن كَانَ مِمَّا لَا يكون فِي الْيَد قد حصَل فِي يَده من هَذَا مَكْرُوهٌ، فشبَّهَ مَا يَحصُل فِي الْقلب وَفِي النَّفس بِمَا يَحصل فِي الْيَد ويُرَى بالعَين. قَالَ أَبُو مَنْصُور: وَإِنَّمَا حَسَّنَ قولَهم: سُقِطَ فِي يَده بضمِّ السِّين غيرَ مسمًّى فاعِلُه الصِّفَةُ الَّتِي هِيَ فِي يَده. ومِثله قولُه: فَدَعْ عَنْك نَهْباً صِيحَ فِي حَجَرَاتِهِ وَلَكِن حَدِيثا مَا حديثُ الرَّوَاحِل

أيْ: صاحَ المنْتَهِبُ فِي حَجَراتِه، وَكَذَلِكَ المرادُ سَقط الندمُ فِي يدِه. وَأما قولُ الله: {وَهُزِّى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ} (مَرْيَم: 25) . فقرأَ حمزةُ (تَسَاقط) مفتوحةَ التاءِ مُخَفَّفَةً. وقرأَ حَفْصٌ عَن عاصمٍ {تُسَاقِطْ} مضمومةَ التاءِ مكسورةَ القَافِ خَفيفةً. وَقَرَأَ يَعْقُوب الحَضْرَمِيُّ (تَسَّاقطْ) مَفْتُوحَة مُشدَّدَةَ السِّينِ. وقرأَ ابنُ كثيرٍ وَأَبُو عَمْرو وَنَافِع وابنُ عَامر والكسائيُّ (يَسَّاقطْ) بِفَتْح الياءِ وَالْقَاف وتَشْديد السِّين. ورُوِيَتْ عَن البرَاءِ بنِ عازبٍ ومَسْرُوق وَمعنى يَسَّاقَط وتَسَّاقَطْ أنَّ الْيَاء للجِذْع والتاءَ للنَّخْلة، ونُصِب قولُه رُطباً على التَّفْسِير المُحوَّل أَراد يَسَّاقط رُطَب الجِذع، فَلَمَّا حُوِّل الْفِعْل إِلَى الجِذْع خرج الرُّطب مفسِّراً، وَهَذَا قَول الفرَّاء. قَالَ: وَلَو قرأَ قارىءٌ: تُسْقِطْ عليكِ رُطباً يَذهبُ إِلَى النَّخْلَة، أَو قَالَ يُسْقط عَلَيْك: يَذهب إِلَى الجِذْع كَانَ صَوَابا. وَقَالَ ابنُ الفرَج: سَمِعت أَبَا المِقدامِ السُّلَميَّ يَقُول: تَسَقَّطْتُ الخَبرَ وتَبَقَّطْتُه إِذا أَخذتُه شَيْئا بعد شيءٍ قَلِيلا قَلِيلا. وَقَالَ ابْن السّكيت يُقَال: تكلّمَ بكلامٍ فَمَا سَقط بحرفٍ وَمَا أَسْقطَ حرفا، وَهُوَ كَمَا تَقول: دخلْتُ بِهِ وأَدْخلْته وخرجْت بِهِ وأَخْرجتُه. وَتقول: سُؤْتُ بِهِ ظنّاً وأَسَأتُ بِهِ الظنَّ، وتقولُ: جَنَّ عَلَيْهِ الليلُ بِإِسْقَاط الألِف مَعَ الصِّفة، وَأَجَنَّه اللَّيْل، وجنَّه يَجُنُّه جنوناً. طسق: قَالَ اللَّيْث: الطَّسْقُ: مِكْيالٌ. قَالَ أَبُو منصورٍ: الطَّسْقُ شِبْهُ ضريبةٍ مَعْلُومَة وَلَيْسَ بعَرَبيَ صَحِيح. وَقد جَاءَ فِي بعض الْأَخْبَار. ق س د قسد قدس سقد سدق دقس دسق. قسد: قَالَ اللَّيْث: القِسْوَدُّ: الغليظُ الرَّقبةِ القويّ. وَأنْشد: ضَخْمَ الذَّفارَى قاسياً قِسْوِدّاً وَقَالَ غَيره: الْقِسْوَدُّ: دُوَيْبَّةٌ.

سقد: أهمله اللَّيْث. ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس عَن عمرٍ وَعَن أَبِيه قَالَ: السُّقْدُدُ: الفرسُ المُضَمَّرُ، وَقد أَسْقدَ فرسهُ وسَقَّده إِذا ضمَّرَه. وَفِي حَدِيث أبي وَائلٍ عَن ابْن مُعَيْزٍ السَّعديِّ: (خرجْتُ بالسحَر أُسَقِّدُ فَرساً) ، أَي: أَرَادَ أَنه خرج بفرَسه يُضَمِّرُه. دقس: قَالَ اللَّيْث: الدَّقْسُ لَيْسَ بعربي، وَلكنه اسمُ الملِك الَّذِي بَنى المسجدِ على أَصْحَاب الْكَهْف دَقْيُوسُ. أَبُو منصورٍ: كأَنّه روميٌّ. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : مَا أَدْرِي أَيْن دَقَس وَلَا أيْنَ دُقِسَ بِهِ وَلَا أَيْن طَهَسَ وطُهِسَ بِهِ، أَي: أينَ ذُهِب بِهِ. دسق: قَالَ اللَّيْث: الدَّسَقُ: امتلاءُ الحَوض حَتَّى يَفِيضَ. يَقُول: أَدْسَقْتُ الحَوْضَ حَتَّى دَسِق. وَأنْشد قولَ رؤبة: يَرِدْنَ تحتَ الأَثْلِ سَيّاح الدَّسَق قَالَ: والدَّيْسَقُ: اسْم الحَوض المَلآن مَاء. قَالَ: والسّرابُ يُسمَّى دَيْسقاً إِذا اشتدَّ جَرْيُه. وَقَالَ رؤبةُ أَيْضا: هابِي العَشِيِّ دَيْسَقٌ ضُحاؤُه وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: دَيْسق أَبيض وَقْتَ الهاجِرةِ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الدَّيْسق: الممتَلِىءُ يَعْنِي السَّراب. وَأما قَول الْأَعْشَى: وقِدْرٌ وطبّاخٌ وكأْسٌ ودَيْسق فإنَّ أَبَا الْهَيْثَم قَالَ: الدَّيسق: الطُّشْتَخَانُ وَهُوَ الفاثور، قَالَ: وَيُقَال لكلِّ شيءٍ يُنيرُ ويضيء دَيْسَق، وَيَوْم دَيسقة يومٌ من أيّامِ العرَب معروفٌ، وكأَنّه اسمُ مَوضِع. قَالَ الجَعْدِيُّ: نحنُ الْفَوارِس يَوْمَ دَيْسَقَةَ الْ مُغْشُو الكُمَاةِ غَوَارِبَ الأَكَمِ عمرٌ وَعَن أَبِيه: الدَّيْسَق: الصّحْراءُ الواسعةُ. قدس: قَالَ الله عز وَجل: {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} (الْبَقَرَة: 30) ، أَي: نُطَهِّرُ أَنْفُسنَا لَك، وَكَذَلِكَ نفعلُ بمنْ أطاعَكَ، نقدِّسهُ أَي: نطهِّرُهُ وَمن هَذَا قيل للسَّطْلِ القَدَسُ لأنَّهُ يُتَقَدَّسُ مِنْهُ: أَي: يتطهرُ، وَمن هَذَا بَيت الْمُقَدّس أَي: البيتُ المطهر الَّذِي يُتَطَهَّرِ بِهِ مِن الذُّنوبِ. وَقَوله: {هُوَ الْمَلِكُ} (الْحَشْر: 23) . قَالَ: القدوس: الطَّاهِر: وَهُوَ من أَسمَاء الله، وَنَحْو ذَلِك. قَالَ الأخفشُ: وَقد قيلَ قَدُّوسٌ بفتحِ

القافِ، فَأَما القِراءة فبضم القافِ. وَجَاء فِي التَّفْسِير: أنَّ القدوس المباركُ، وَيُقَال: أرضٌ مقدسةٌ أيْ مباركَةٌ. أَبُو نصر عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: القوادسُ: السُّفنُ الكبارُ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: القادِسُ: السَّفينةُ العَظِيمَةُ، وَأنْشد: وتَهْفو بهَادٍ لَهَا ميلعٍ كَما أقحَمَ القادِسَ الأَرْدَمُونا قَالَ: تهفو: تَميلُ يَعْنِي النَّاقَةَ، والميلعُ: الَّذِي يتحرَّكُ هكَذا وَهَكَذَا، والأردمُ: المَلاَّحُ الحاذِقُ. قَالَ: والقَدَّاسُ: الحجَرُ ينصبُ على مصبِّ المَاء فِي الحوضِ. وَقَالَ غَيره: القَدّاسُ: حجَرٌ يكون فِي وسطِ الحوضِ إِذا غمرَهُ الماءُ رَويَتِ الإبلُ. وَأنْشد أَبُو عَمْرو: لَا ريْ حَتَّى يَتَوارَى قَدَّاسْ ذَاكَ الحُجَيْرُ بالإزَاءِ الخنَّاسْ وَأنْشد غَيره: نَئِفَتْ بِهِ وَلقدْ أرَى قَدَّاسَهُ مَا إنْ يوارَى ثمَّ جَاءَ الهيثمُ قَالَ: نئفَ إِذا ارتوى. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس يَصِفُ الثوْر وَالْكلاب: فأدْرَكْنَهُ يأَخُذْنَ بالساقِ والنَّسا كَمَا شَبْرَقَ الولدَانُ ثوبَ المُقدِّس قَالَ شمر: أرادَ بالمقدسِ الراهِبَ، وصبيانُ النَّصَارَى يتبَرّكونَ بِهِ ويمسحونَ ثيابهُ ويأخذُونَ خيوطَهُ حَتَّى يتمزَّق عَنهُ ثَوْبه. وَقَالَ اللَّيْث: القُدْسُ: تنزيهُ اللَّهِ، وَهُوَ القدُّوسُ المقَدَّسُ المتقدِّسُ. قلت: لم يجىء فِي صفة الله غير القدُّوس، وَلَا أعرف المتقدس فِي صِفَاته. قَالَ: والقُداسُ: الجمانُ من فضةٍ، وَأنْشد: كنظمِ قُدَاسٍ سِلكهُ متقطعُ وقُدْسٌ: جَبَلٌ، وَقيل: جبل عَظِيم فِي نجد، والقادسية: قريةٌ بينَ الكوفَةِ وعُذَيب. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القَدّاس: الحجرُ الَّذِي يلقى فِي البئرِ ليعلم قدر مَائِهَا، وهُوَ الْمِرجاسُ. ق س ت ستق قست: (مستعملة) . ستق: قَالَ الفراءُ وَغَيره: دِرهمٌ سُتُّوقٌ لَا خير فِيهِ، وَهُوَ معربٌ. وَقَالَ أَبُو عبيد: المساتِقُ: فراءٌ طوالُ الأكمام واحدتُها مُسْتقة، وَأَصلهَا بالفارِسيةِ مُشْتَهْ فعُرِّبتْ وَنَحْو ذَلِك. قَالَ اللَّيْث: قست: مهمل.

(ق س ظ) : مهمل. ق س ذ اسْتعْمل: سذق. سذق: السذَقُ: من أعياد العجمِ مَعْرُوف وَهُوَ معرّبٌ، أَصله شذه. أَبُو العباسِ عَن عَمْرو عَن أَبِيه: السَّوذَقُ: الشَّاهينُ. قَالَ: والسوْذَقُ: السِّوارُ، وَأنْشد: ترى السَّوْذَقَ الوضّاحَ مِنْهَا بمعصم نبيلٍ ويأبى الحجلُ أَن يَتقدما أيْ: لَا يتقدمُ خلْخَالهَا لخدالة سَاقهَا. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: السوذقيُّ: النشيط الحذِر المحتالُ، وَيُقَال للصقرِ سَوْذَقٌ وسَوذَنيقٌ وسوذانقٌ. قَالَ لبيد: وَكَأَني ملجمٌ سوذَانقا أَجْدَلِيّاً كَرُّهُ غَيْر وكَلْ (ق س ث: مهمل) (1) . ق س ر قسر قرس سرق سقر: مستعملة. قسر: قَالَ اللَّيْث: القسر: القهْرُ على الكره. يُقَال: قسَرته قسْراً واقتسرته أعمُّ، قَالَ: والقسْوَر: الرَّامِي والصيادُ، وَأنْشد: وشَرشَرٍ وقسور نضرى قَالَ: الشَّرَشِر: الكلبُ، والقسورُ: الصيادُ، والجميعُ قُسورةٌ. وَقَالَ الله: { (مُّسْتَنفِرَةٌ فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ} (المدثر: 51) ، همُ الرُّمَاة. قَالَ أَبُو مَنْصُور: أَخطَأ اللَّيْث فِي تَفْسِير الشَّرَشِر والقسور مَعًا، وَأَخْطَأ فِي القسورةِ أَنه جمع القسور، والشرشر والقَسور نبتانِ معروفانِ وَقد رأيتهما مَعًا فِي البادِيةِ، وذَكرهما الْأَصْمَعِي وَابْن الْأَعرَابِي وَغَيرهمَا، والنَّضْرى: الناضر الأخضرُ. وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي لِجُبَيْهاء فِي صفة مِعْزَى بحسْن القَبول وسرعةِ السِّمَن عَلَى أَوفَى المَرَاتِعِ: فلوْ أَنَّهَا طَافَتْ بطُنْبٍ مُعَجّم نفَى الريّ عَنهُ جَدْبُه فَهُوَ كالِحُ أجاءَتْ كأَنّ القَسْوَرَ الجَوْنَ بَجَّهَا عساليجُه والثَّامِرُ المتناوِحُ قَالَ ابْن الأعرابيّ: ووَاحدةُ القَسْوَر قَسْوَرةٌ. وَأما قَول الله عزّ وجلّ: { (مُّسْتَنفِرَةٌ فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ} (المدثر: 51) فقد اختَلف أهلُ التَّفْسِير فِيهِ، فرَوى سَلمَة عَن الفرّاء أَنه قَالَ: القَسوَرة: الرُّماةُ. قَالَ: وَقَالَ الكلبيُّ بإسنادِهِ هُوَ الأسدُ.

قَالَ: وحَدثني أَبُو الْأَحْوَص عَن سعيد بن مَسْرُوق عَن عِكْرِمَة قَالَ: قيل لَهُ: الْأسد القسْوَرَةُ بِلِسَان الْحَبَشَة، فَقَالَ: القسْوَرَةُ: الرُّماةُ، والأسد بِلِسَان الْحَبَشَة عَنْبَسَةٌ. وَقَالَ ابْن عُيينة كَانَ ابْن عَبَّاس يَقُول: القسْوَرَةُ: رِكز النَّاس، يُرِيد حِسَّهَمْ. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: القسْوَرَةُ: الشجاع، والقسْوَرَةُ: ظلمَة أول اللَّيْل، فَهَذَا جَمِيع مَا حصلناه فِي تَفْسِير القسْوَرَةِ. أَبُو عبيد عَن الْفراء، قَالَ: القياسِرَة: الْإِبِل الْعِظَام. وَقَالَ اللَّيْث: القَيسريُّ: الضخم الشَّديد المنيع. قرس: قَالَ اللَّيْث: القَرِسُ أَكثر الصقيع وأبْردُه، وَأنْشد بَيت العجاج: تقذُفنا بالقرْسِ بعد القرْسِ دون ظهارِ اللِّبْسِ بعد اللِّبْسِ قَالَ: وَقد قَرِسَ المقرورُ إِذا لم يَسْتَطِيع عملا بِيَدِهِ من شدَّة الْحَصَرِ. وَأنْشد: فقد تصلَّيتُ حرَّ حربِهم كَمَا تصلَّى المقرور من قَرَسِ وَقد أقْرَسَه الْبرد، قَالَ: وَإِنَّمَا سمي القَرِيس قَرِيساً لِأَنَّهُ يجمدُ فَيصير لَيْسَ بالجامسِ وَلَا الذَّائب، تَقول: قَرَسْنا قَرِيساً وَتَرَكْنَاهُ حَتَّى أقْرَسَه الْبرد، وَتقول: أقْرَسَ العودُ إِذا جمسَ فِيهِ مَاؤُهُ. وَفِي الحَدِيث: أَن قوما مروا بشجرةٍ فَأَكَلُوا مِنْهَا فَكَأَنَّمَا مرَّت بهم رِيحٌ فأخْمدَتهم فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (قَرِّسوا المَاء فِي الشِّنان فصُبُّوه عَلَيْهِم فِيمَا بَين الأذانين) . قَالَ أَبُو عبيد قَوْله: قَرِّسوا يَعْنِي برِّدوا، وَفِيه لُغَتَانِ القَرَسُ بِفَتْح الرَّاء والقَرْسُ بسكونها قَالَ: وَهَذَا بِالسِّين. وَأما الحَدِيث الآخر: (أَن امْرَأَة سَأَلت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن دم الْمَحِيض يُصيبُ الثوبَ فَقَالَ: قرِّصيه بالماءِ) ، فإِنّ هَذَا بالصَّاد، يَقُول قطِّعيهِ، وكل مقطع فهوَ مقرَّصٌ، وَمِنْه تقريصُ الْعَجِين إِذا قطِّعَ لينبسطَ. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: القَرسُ: الجامد من كل شَيْء والقِرْسُ بِكَسْر الْقَاف هُوَ: القرقسُ. وَقَالَ ابْن السّكيت: القِرْقِسُ الَّذِي يُقَال لَهُ الجِرْجِسُ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: أصبحَ الماءُ قَرِيساً، أَي: جَامِدا، وَمِنْه سُمِّيَ قَرِيسُ السّمك، وَإِن لَيْلتنا لَقَارِسةٌ، وَإِن يَوْمنَا لَقارسٌ. قَالَ: وآلُ قَراسٍ: هضابٌ بناحيةِ السّرَاةِ وكأنَّهُنَّ سُمِّينَ آل قراسٍ لبَرْدِها. أَبُو مَنْصُور، هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو حاتمٍ آل

قَراسٍ بِفَتْح الْقَاف وَتَخْفِيف الرّاء. وَقَالَ اللَّيْث: القراسَيةُ: الْجمل الضخم، تَقول هَذَا جملٌ قُراسِيَةٌ، وَيُقَال للناقةِ أَيْضا قُرَاسِيَةٌ، وَهُوَ فِي الفحول أعَمُّ، وَلَيْسَت القراسية نِسْبَة إِنَّمَا هن على بِناءِ رباعِيَةٍ وَهَذِه ياءات تزاد. وَأنْشد لجرير: يَكْفِي بني سعدٍ إِذا مَا حارَبوا عِزٌّ قراسيةٌ وجَدٌّ مِدْفَعُ سرق: فِي حَدِيث ابْن عمر: أَن سَائِلًا سَأَلَهُ عَن بيعِ سَرَقِ الْحَرِير فَقَالَ: (هَلاَّ قلْتَ شُققَ الْحَرِير) . قَالَ أَبُو عبيد: سَرَقُ الحريرِ هِيَ الشقَقُ أَيْضا إِلَّا أَنها البيضُ خَاصَّة. وَقَالَ العجاج: ونَسَجَتْ لوامِعُ الحَرورِ سَبَائِباً كسَرَقِ الحَرِيرِ الْوَاحِد مِنْهَا سرقةٌ، قَالَ: وأَحسب الْكَلِمَة فارسيةً أَصْلهَا سَرَهْ، وَهُوَ الجيِّدُ فَعُرِّبَ فَقيل سَرَقٌ، كَمَا قَالُوا للخروفِ بَرَقٌ وَأَصله بَرَهْ، وَقيل للقباءِ يَلْمَقٌ وأَصله يَلْمَهْ والاسْتَبْرَق أَصله اسْتَبْرَهْ، وَهُوَ الغَليظ من الدِّيباج. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: السَّرَق: شِقاق الْحَرِير. وَقَالَ اللَّيْث: السَّرَق مصدر فعل السّارق، تَقول: بَرِئْت إِلَيْك من الإباقِ والسَّرقِ فِي بَيْعِ العبيدِ، والسّرِقَة الِاسْم والاستراق الختْلُ سرّاً كَالَّذي يَسْتَرِقُ السمْع، والكتبةُ يسترِقونَ من بعض الحسابات. قَالَ: والانسراقُ أَن يَخْنِسَ إنسانٌ عَن قومٍ ليذْهب، وَأما قولُ الْأَعْشَى يصفُ ظبْية: فَهِيَ تَتْلو رَخْصَ الظَّلوفِ ضَيئلاً فاتِرَ الطَّرْفِ فِي قواهُ انْسِرَاق فالانْسراقُ: الْفُتور والضعفُ هَا هُنا. وَقَول الْأَعْشَى: فيهنَّ مَحْرُوفُ النَّواصِفَ مَسرو قُ البُغامِ شادِنٌ أَكْحَل أَرَادَ أنَّ فِي بُغامِهِ غُنَّة فكأنَّ صوْتَهُ مسروقٌ، وسُرَّقُ إحْدى كُوَرِ الأهْوازِ وهنّ سبع. وَيُقَال: سَرَّقْتُ الرجل إِذا نَسَبْتُهُ إِلَى السرقةِ، وفُلانٌ يُسارِق فُلانة النَّظر إِذا تغفَّلها فَنظر إليْهَا وَهِي لاهيةٌ عنهُ، وسُراقةُ ابْن مَالك اسمُ رجُلِ من بَنِي مُدْلِجٍ، وأخْبَرني أَبُو بكرٍ عَن شمر قَالَ: قَالَ خَالِد بن جنبة: سَرَق الْحَرِير جَيَّده، وَقد رُوِيَ عَن الْأَصْمَعِي أَيْضا، وَقَالَ إِنَّمَا هُوَ بالفارسِيَّةِ سَرهْ، وَقَالَ النَّضرُ: صَرَق بالصَّادِ. سقر: قَالَ النَّحْوِيُّونَ: سَقَرُ اسمٌ معروفٌ لِجَهَنَّم نعوذُ بِاللَّه من سَقَر وَهَكَذَا قُرِىء: (مَا سلككم فِي صقر) غير منصرف، لِأَنَّهُ

معرفَة، وَكَذَلِكَ لظى وجهنم. قَالَ الله تَعَالَى: {سَقَرَ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ لاَ تُبْقِى} (المدثر: 27، 28) ، وَقَالَ أَبُو الْهيْثم: السقَّارُ: الكافِرُ. ق س ل قلس سلق لسق لقس سقل: مستعملة. سلق: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنَّهُ قَالَ: (ليْسَ مِنَّا من سَلَق أوْ حَلَق) قَالَ أَبُو عبيد: سَلَق أَي: رَفعَ صوْته عنْد المُصِيبة، ومنْهُ خطِيب مِسْلق ومِسلاق، وسَلاّقٌ، والسينُ فيهِ أكثرُ من الصّادِ وأنْشد الأصمعيُّ: فِيهم الخِصْبُ والسَّماحَةُ والنَّجْ دةُ فيهمْ والخاطِبُ السَّلاق ويُرْوى المسلاق. أَبُو مَنصور: وَفِي سلق حديثٌ آخر حدَّثَنا مُحمد بن إِسْحَاق عَن حَمْرٍ عَن إِسْمَاعِيل عَن عَلِيَ عَن عبد الله عَن ابْن جُرَيْحٍ أنَّهُ قالَ فِي قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَيْسَ منَّا من سلق أَو حَلَق) . قَالَ: أمَّا حَلَق، فالْمَرأَةُ تَحْلق الْقرن من رأسهَا، وَقَوله من خرق فَهُوَ أَن يشق درعها، قَالَ: وَأما قَوْله أَو سَلَق فهُو أَن تَمْرُسَ المرأةُ وَجههَا وتصُكَّهُ، وَقَالَ بعض الْعَرَب: سلقهُ بالسوْطِ وملقهُ: أَي نَزعَ جلدهُ، وقالَ الليثُ: ركبتُ دابَّة فسلقْتني: أَي سَحَجَتْ جِلْدِي. أَبُو منصورٍ، وَقَول ابْن جُريجٍ فِي السلْق أعْجبُ إِلَيّ مِنْ قَول أبي عبيد، وروى عَمْرو عَن أَبِيه أَنه قَالَ: السلائقُ: الشَّرائحُ مَا بَين الْجَنْبَيْنِ، الواحدةُ سليقةٌ، ويُقال: سَلَقْتُ اللَّحْمَ عَن العظْمِ إِذا التحيْتُهُ عَنهُ وَمِنْه قيلَ لِلذّئْبَةِ سِلْقةٌ. ثعلبٌ عَن ابْن الأعرابيِّ. قَالَ: يُقَال: سلق الشِّظَاظَ فِي عُرْوَتَي العِدْلَيْنِ وأَسْلقهُ، قَالَ: وأسْلَق إِذا صادَ سِلْقَةً، وأسْلق إِذا ابْيَضَّ ظَهْرُ بَعِيرِه بَعْدَ بُرئِه من الدَّبَرِ، وَيُقَال: مَا أبين سَلْقهُ يعْني ذَلِك البياضَ. وَقَالَ الله جَلَّ وعَزَّ: {ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم} (الْأَحْزَاب: 19) . قَالَ الفرَّاءُ: مَعناه: عَضُّوكُمْ بألسنَةٍ، يَقُول: آذوْكمْ بالكلامِ فِي الْأَمر بِألسنةٍ سَلِيطةٍ ذَرِبَةٍ، قَالَ: ويقالُ صلقوكمْ بالصَّادِ أَيْضا، وَلَا يجوزُ فِي القراءَةِ، وَقَالَ اللَّيْثُ: سَلقتُه باللِّسانِ أَي أسْمَعْتُه مَا كَرِهَ فأكْثَرْتُ، ولسانٌ مِسلَق: حَدِيدٌ ذَلق، وأخْبَرَني المنْذِريُّ عَن اليَزيديّ عَن أبي زَيد قالَ: يُقَال: فُلانٌ يقرأَ بالسليقةِ أيْ بالْفَصاحَةِ من قَوْله سلقوكمْ بألسنة. وَقَالَ غَيره: فلَان يقْرَأ بالسليقيّة، أَي: يقرَأ بطبعه الَّذِي نَشأ عَلَيْهِ ولغته. وروى أَبُو عبيد عَن أبي زَيدٍ: إِنَّه للئِيمُ الطَّبيعةِ والسلِيقة، وَقَالَ أَبُو عبيد فِي

السليقة مثله، قَالَ وَمِنْه قيل: فلَان يقْرَأ بالسليقيَّةِ أَي بطبِيعتِه لَيْسَ بتعليمٍ. أَبُو مَنْصُور: الْمَعْنى: أَن القراءَةَ مَأْثورةٌ لَا يَجُوز تَعدِّيها، فَإِذا قَرَأَ البدويُّ بِطبْعه وَلُغَتِهِ وَلم يتَّبِع سُنةَ القراءَةِ قِيل هُوَ يقْرَأ بالسلِيقة. ثَعْلب عَن ابْن الأعرابيِّ قَالَ: السليقةُ: المحَجَّة الظاهِرة، والسلِيقة: طبع الرَّجلِ، قَالَ: والسَّليق الْواسع من الطُّرقات، والسلق أثر الدَّبَرِ إِذا بَرِىءَ وابيض، وَقَالَ غَيره: يُقَال: لأثَرِ الأنساعِ فِي بَطْنِ البَعِير يَنْحَصُّ عَنهُ الوبَر سلائِق، شُبِّهَتْ بسلائِق الطرقات. وَقَالَ اللَّيْث: السَّلِيقِيُّ من الكلامِ مَا لَا يُتعاهدُ إعرابُهُ، وَهو فِي ذَلِك فَصيحٌ بليغٌ فِي السمْعِ عَثُورٌ فِي النَّحْو. وَقَالَ غَيره: السَّلِيقِيُّ من الْكَلَام: مَا تكلّم بِهِ البدَوِيُّ بِطَبْعهِ ولغته، وإنْ كَانَ غَيره من الْكَلَام آثر وأحْسن. قَالَ: والسليقة: مَخْرجُ النِّسْعِ فِي دَفِّ البَعيرِ، وأنْشَد: تَبْرق فِي دَفِّهَا سلائِقُها قَالَ: واشتق ذَلِك من قَوْلك: سَلقتُ شَيْئا بِالْمَاءِ الحارِّ، وَهُوَ أَن يذهب الوبرُ وَيبقى أَثره، فَلَمَّا أحْرقَتْهُ الحبال شُبِّهَ بذلك فَسُمِّيتْ سَلائقَ. وَقَالَ أَبُو عبيد: السَّلائقُ بالسّين مَا سُلقَ من البُقُولِ. أَبُو مَنْصُور: وَمعنى قولهِ مَا سُلق من البقولِ: أَي طبخَ بالماءِ من بقول الرّبيع وأُكلَ فِي المجاعةِ وَغَيرهَا، وكلُّ شيءٍ طَبَختهُ بالماءِ بحتاً فقد سَلَقتَهُ، وَكَذَلِكَ الْبيض يطْبخ فِي المَاء بقشره الأعْلَى كَذَلِك سَمعته من الْعَرَب. وَقَالَ شمر: السَّلوقيَّةُ من الدُّروعِ مَنْسوبةٌ إِلَى سَلوقَ قَرْيةٍ باليمنِ. وَقَالَ النابغةُ: تَقُدُّ السَّلوقيَّ المضَاعَف نَسْجُهُ ويوقدنَ بالصَّفَّاحِ نَار الحُبَاحِب وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم قَالَ: السَّلْقُ: إدْخَالُ الشظاظ مرّة وَاحِدَة فِي عُروتي الجوالقَيْنِ عِنْد العكمِ، فَإِذا ثَنيتهُ فَهُوَ القطْب، وَأنْشد: أَقُول قَطْباً ونِعمّاً إنْ سَلقْ لِحَوْقلٍ ذِرَاعهُ قد امَّلَقْ قَالَ اللَّيْث: السَّلوقيُّ من الكلابِ والدُّروعِ أجْودُهَا، والتَّسَلُّقُ الصعودِ على حَائِطٍ أمْلَسَ. وَقَالَ غَيره: باتَ فلانٌ يَتَسلّقُ عَلَى فِرَاشهِ إِذا لم يَطمئِنَّ عَلَيْهِ من هم أَو وجعٍ أقْلَقَهُ، والصَّادُ فِي هَذَا أكثرُ. وَفِي حَدِيث جِبريلَ حينَ أخَذَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ غُلامٌ صغيرٌ، قَالَ: (فَسَلَقني لِحَلاوَةِ القَفَا) أَي: ألْقاني على الْقَفَا، وَقد سَلْقَيْتهُ على تَقْدِير فَعْلَيْتُهُ مأخُوذٌ من السَّلْقِ وَهُوَ

الإلقاءُ على القَفَا. قَالَ شمر: وَقَالَ الفراءُ: أخذَهُ الطبيبُ فَسلقاهُ عَلَى ظَهره، وَقد اسْتلقى عَلَى قَفاهُ. وَيُقَال: سَلَقَ جاريتهُ إِذا ألْقاهَا عَلَى ظَهْرهَا ليُباضعهَا، وَمن العربِ من يَقُول: سَلقاهَا فاسْلَنْقَتْ على حلاوة قَفَاها. وَقَالَ ابْن شُميل: السِّلْقُ: الجكَنْدَرُ. وَقَالَ اللَّيْث: السِّلقُ: نَبْت. قلت: السلق: لَهُ ورق طوال وَأَصله ذَاهِب فِي الأَرْض وورقه رخص يطْبخ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: السليقةُ: الذّرة تُدَقُّ وتُصلَحُ وتطبخُ باللَّبَنِ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: السَّلَقُ: المستوي اللَّينُ وجَمْعُه سُلقانٌ والفَلَقُ المطْمَئِن بَين الرِّبْوَتَيْنِ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: السَّلَقُ: القاعُ الأمْلسُ المستوي الَّذِي لَا شَجَرَ فِيهِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: السَّلِيقُ: اليابسُ مِنَ الشَّجَرِ. أَبُو مَنْصُور: ورأيتُ رِياضَ الصِّمانِ وقِيعانها وسُلْقانها. فالسَّلَق مَا اسْتوى من الأَرْض فِي ذُرَى قِفافِهَا ونجادِها، وَأما القِيعانُ فَمَا اسْتوى بَين ظَهْراني النِّجادِ، والقِيعانُ تُنْبِتُ السِّدْرَ، والسُّلْقانُ لَا تُنْبِتُهَا، والقِيعانُ أوسعُ وَأعْرَضُ وكلّهَا رِياضٌ لاسْتِراضةِ ماءِ السّماءِ فِيها. وواحِدُ السُّلْقانِ سَلَق، وتجمعُ أسلاقاً، ثمَّ تجمعُ أسالق. وَقد يُقَال لما يَلِي اللَّهواتِ من الفمِ أسالق. وَقَالَ جندل: إِنِّي امْرُؤٌ أُحْسنَ غمْزَ الْفَائِق بَين اللَّهَا الوَالِج والأُسالق وناقَةٌ سَيْلقٌ: مَاضِيةٌ فِي سَيْرِهَا. وَقَالَ الشَّاعِر: وَسَيْرِي مَعَ الرُّكْبَانِ كلَّ عَشِيَّةٍ أبارِي مَطَايَاهمْ بِأَدْماءَ سَيْلَقِ وَقَالَ الْأَصْمَعِي: السَّلِيق: الشَّجَرُ الَّذِي أَحْرَقَهُ حَرٌّ أَو بَرْدٌ. لسق: قَالَ اللَّيْث: اللَّسَق: أَن تلتزِق الرئةُ بَالجنْبِ من شِدَّةِ العَطْش، وَأنْشد: وبَلَّ بَرْدُ الماءِ أعْضادَ اللَّسَق أَي: نواحيه. قَالَ: واللَّسُوق دَواءٌ كاللَّزوق. أَبُو مَنْصُور: واللسق عِنْد الْعَرَب هُوَ الطَّنَى، سُمِّيَ لَسقاً للزوق الرِّئَة بالجنب، وَأَصله اللزق. لزق ولسق ولَصِق قَريب بَعْضهَا من بَعْضٍ. سقل: قَالَ اللَّيْث: السُّقْلُ: لُغةٌ فِي الصُّقل، وَهُوَ الخصْرُ.

وَقَالَ الْيَزيدي: هُوَ السَّيْقل والصَّيْقَلُ، وسَيْفٌ سَقيلٌ وَصَقيلٌ. قلت: وَالصَّاد فِي جَمِيع ذَلِك أَفْصَح. لقس: قَالَ اللَّيْث: اللقِس: الشره النَّفس الْحَرِيص على كل شَيْء. يُقَال: لَقِسَتْ نَفسه إِلَى الشيءِ إِذا نازَعَتْه إِلَيْهِ وحَرَصَتْ عَلَيْهِ. قَالَ: وَمِنْه الحَدِيث: (لَا يقولَنَّ أحدكُم خَبُثَتْ نَفسِي وَلَكِن لِيَقلْ لَقِسَتْ نَفسِي) . أَبُو عبيد عَن أبي زيد: لقِسَتْ نَفسِي لَقساً وتَمقسَتْ تمقُّساً كِلاهُما بِمَعْنى غَثَتْ غَثَياناً. شمر عَن أبي عَمْرو: اللَّقيس الَّذِي لَا يستقيمُ عَلَى وجهٍ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: رجلٌ لَقِسٌ: سيءُ الخُلُق خَبيثُ النَّفس فحاشٌ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: لَقِسْتُ الناسَ ألْقَسُهُمْ ونَقِسْتُهُمْ أنقَسهم، وَهُوَ الْإِفْسَاد بَينهم، وَأَن تَسْخَرَ مِنْهُم وتُلَقِّبهُمْ الألقابَ. أَبُو مَنْصُور: جعل اللَّيْث اللقَس الْحِرْص والشره، وجَعله غَيره الغثيان وخبث النَّفس وَهُوَ الصَّوَاب. قلس: قَالَ اللَّيْث: القَلْس: حَبْلٌ ضَخْمٌ من ليفٍ أَو خُوصٍ. قَالَ: والقَلْسُ مَا خرج منَ الْحلق مِلءَ الْفَم أَو دُونه وَلَيْسَ بقيْءٍ، فَإِذا غلبَ فَهُوَ القيْءُ، يقالُ: قَلَسَ الرّجلُ يقلِسُ قَلْساً وَهُوَ خُرُوج القلْسِ من حلْقه. قَالَ: والسحابة تَقْلِسُ النَّدى إِذا رَمَتْ بِهِ من غير مطرٍ شَدِيد. وَأنْشد: نَدَى الرَّملِ مَجَّتْهُ الْعِهادُ القَوالسُ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القَلْسُ: الشرْبُ الكثيرُ من النَّبيذ، والقلْسُ: الغناءُ الجيدُ، والقلسُ: الرَّقصُ فِي غِناءٍ. أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: المُقَلِّسُ الَّذِي يلْعَب بَين يدَيِ الْأَمِير إِذا دخل المصْرَ. وَقَالَ الكميتُ: غنّى المقَلِّسُ بِطْرِيقاً بأُسوارِ أَرَادَ مَعَ أسوارٍ. وَقَالَ اللَّيْث: التَّقْليسُ: وضع اليديْنِ على الصَّدْر خُضوعاً كَمَا يفعل النَّصَارَى قبْلَ أَن يُكفِّروا أَي: قبل أَن يَسْجُدوا. قَالَ: وَجَاء فِي خَبرٍ: (لمّا رأَوْه قلَّسُوا لَهُ ثمَّ كفَّرُوا) أَي: سجَدُوا، قَالَ: والتَّقلُّسُ لُبْسُ الْقَلَنْسوةِ، وصاحبها قَلاَّسٌ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: القُلَيْسِيَةُ وَجَمعهَا قَلاسٍ، وَقد تَقلْسَيْتُ، قَالَ: والقلَنْسِيةُ وجمها قَلانِسُ، وَقد تقلْنَسْتُ، وَأنْشد: إِذا مَا القَلاَسِي والعمائِمُ أُخْنِسَتْ ففيهنَّ عَن صُلع الرِّجال حُسور

قَالَ: وَيُقَال: قَلَنْسوَةٌ وقَلانِس. وَقَالَ اللَّيْث: وتجمعُ على القَلَنْسى، وَأنْشد: أهلَ الرِّياط الْبيض والقَلَنْسِي شمر عَن أبي زيد: قَلَسَ الرجل قَلْساً، وَهُوَ مَا خرج من الْبَطن من الطّعام أَو الشَّرابِ إِلَى الْفَم أَعَادَهُ صَاحبه أَو ألقَاهُ. قَالَ: وقَلَسَ الإناءُ وقلَصَ إِذا فاضَ. وَقَالَ عمر بن لجَأ: وامْتَلأَ الصَّمَّانُ مَاء قَلْسَاً يَمْعَسُ بالماءِ الجِواءَ مَعْسَا وَقَالَ ابْن دُرَيْد: القُلَّيْسُ بِيعةٌ كَانَت بصنعاءَ للْحَبَشةِ هَدَمتها حِمْيرٌ. قَالَ: وَأما القَلْسُ فِي الْحَبل فَلَا أَدْرِي مَا صحتُه. ق س ن قنس قسن سنق نقس نسق سقن: مستعملة. قسن: يُقَال: حَسَنٌ بَسَنٌ قَسَنٌ. وَقَالَ اللَّيْث: القِسْيَنُّ: الشّيخُ الْقَدِيم، وَأنْشد: وهمْ كَمِثْل البازِلِ القِسْينِّ فَإِذا اشْتَقوا مِنْهُ فعلا همزوا فَقَالُوا: اقْسَأَنَّ، قَالَ: واقْسأَنَّ اللَّيْل: إِذا اشتدت ظُلمتُه، وَأنْشد: بِتُّ لَهَا يَقْظَان واقْسَأَنَّتِ أَبُو مَنْصُور: هَذِه همزَةٌ تُجْتَلَبُ كراهةَ جمعٍ بَين ساكنَيْنِ وَكَانَ فِي الأَصْل اقْسانّ يَقْسَانُّ، وَأنْشد الْمُنْذِرِيّ فِيمَا يروي عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيِّ: يَا مَسَدَ الخُوصِ تَعَوَّد منِّي إنْ تَكُ لَدْناً لَيِّناً فإنِّي مَا شئْتَ من أشْمَط مُقْسَئنّ أَبُو عبيد عَن الْفراء قَالَ: القُسَأْنينةُ من اقْسأَنَّ العودُ إِذا اشْتَدَّ وعَسَا. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أقْسَنَ إِذا صلُبَ بَدَنه على الْعَمَل والسَّقْيِ، قَالَ: والمقْسئنُّ الَّذِي قد انْتهى فِي سنِّه فليسَ بِهِ ضعْفُ كِبَرٍ وَلَا قُوَّة شبابٍ. نقس: قَالَ اللَّيْث: النِّقْسُ: الَّذِي يُكْتَبُ بِهِ، والجميعُ الأَنقَاسُ، والنَّقْسُ: ضربُ النَّاقوس: وَهُوَ الخشَبَة الطَّوِيلَة، والْوَبيل: الخشبةُ القصيرة، يُقَال: نَقَسَ بالْوَبيل الناقُوس نَقْساً، وَيُقَال: شرابٌ نَاقِسٌ إِذا حَمُض، وَقد نَقَسَ يَنْقُسُ نُقوساً، وَقَالَ الْجَعْدِي: جَوْنٌ كَجَوْن الخَمَّار حَرَّدُه الْ خَرّاسُ لَا نَاقِسٌ وَلَا هَزِمُ ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: اللَّقْسُ والنَّقْسُ والنَّقْزُ والهمْزُ واللَّمْزُ كُله العَيْبُ، وَكَذَلِكَ الفذْل. الْأَصْمَعِي: النَّقسُ والْوَقْسُ: الجرَبُ.

قنس: قَالَ اللَّيْث: القَنْسُ تُسَمِّيه الفُرْسُ الراسَن. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: القِنْسُ: الأصلُ، يُقَال: إِنَّه لكريم القنْس، أَي: كريم الأصْل. وَقَالَ اللَّيْث: قونس الْفرس مَا بَين أُذُنَيْهِ من الرَّأْس وَمثله قونس الْبَيْضَة. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: القوْنَسُ: مُقدّم البَيْضَةِ، قَالَ: وَإِنَّمَا قَالُوا قونَسُ الفَرَسِ لمقدّم رَأسه. وَقَالَ النَّضْرُ: القَوْنَسُ فِي البَيْضةِ سُنْبكها الَّذِي فَوق جُمْجمَتها وَهِي الحديدة الطَّوِيلَة فِي أعلاهَا، والجُمجمَة ظهر البَيْضةِ، والبَيْضة الَّتِي لَا جُمْجمة لَهَا يُقالُ لَهَا الموَأَّمَة. وَأنْشد أَبُو عبيد: نَعْلُو القوانِسَ بالسُّيوفِ ونَعْتَزِي وَالْخَيْلُ مشْعَرة النّحورِ من الدَّم ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القَنَسُ: الطُّلَعَاءُ، أَي: القَيْءُ الْقَلِيل. سنق: قَالَ اللَّيْث: سَنِقَ الْحِمارُ وكلُّ دابَّةٍ سَنَقاً إِذا أكلَ من الرُّطْبِ حَتَّى أَصَابَهُ كالبَشَمِ، وَهُوَ الأجَمُ بعَيْنِهِ إِلَّا أَن الأجَمَ يُستَعْملُ فِي النَّاسِ، والفَصِيلِ إِذا أَكثر من اللَّبَنِ حَتَّى كادَ يمرض، وَأنْشد للأعْشى: وَيَأْمرُ لِلْيحْموم كلَّ عَشِيَّة بِقتَ وتعْليقٍ فقد كادَ يَسْنقُ أَبُو عبيد: السنِقُ: الشّبْعان كالمتَّخم. وَقَالَ غَيره: أسْنَق فلَانا النّعِيمُ إِذا قَرَّفه، وَقد سَنِقَ، وقالَ لَبِيدٌ: فهوَ سَحَّاجٌ مُدِلٌّ سَنِق لاحِق البَطْن إِذا يَعْدو زَملْ وسُنَّيْقُ اسْم أكَمَةٍ معروفةٍ فِي بِلَاد الْعَرَب ذكرهَا امرؤُ القيْسِ فَقَالَ: وَسنَ كسُنّيْقٍ سناءً وسُنّماً وَقَالَ شمر: سُنَّيْقٌ جَمْعه سُنّيْقاتٌ وسَنَانيقُ، وَهِي الآكام. قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: لَا أَدْرِي مَا سنّيْقٌ. أَبُو مَنْصُور: جعل شمرٌ سُنَّيْقاً اسْما للأكمَةِ وَلم يجعلْه اسمَ أكمَةٍ بِعَينهَا وكأنَّ الَّذِي قَالَه صوابٌ. والسِّن: الثور الوحشيُّ. نسق: قَالَ اللَّيْث: النَّسَق: منْ كل شَيْء مَا كَانَ على طَريقَة نظامٍ واحدٍ، عامٌّ فِي الْأَشْيَاء، وَقد نَسَّقْتُه تنسيقاً، ويخفَّفُ فيقالُ نسقتُه نسقاً، ويقالُ انتسقتْ هَذِه الأشياءُ بَعْضهَا إِلَى بعض أَي تنسَّقتْ، وحرُوفُ العطفِ يسمِّيها النحويونَ حرُوفَ النسَق لِأَن الشَّيْء إِذا عطَفْتَه على شَيْء صارَ نظاماً وَاحِدًا. أَبُو منصورٍ: وسمعتُ غير واحدٍ من

العربِ، يقولُ لطَوارِ الجبَل إِذا امتدَّ مُسْتوياً كالجدار نَسَقٌ، وَلذَلِك قيل للْكَلَام الَّذِي سُجِعَتْ فواصِله، لَهُ نسق حَسَنٌ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أنْسق الرجُل إِذا تكلمَ سَجْعاً. قَالَ: والنسق: كواكبُ مُصْطَفَّة خلفَ الثريَّا يُقَال لَهَا الفُرُودُ. وَفِي (النوادِر) : فلانٌ يتنَسَّق إِلَى فُلَانَة الوصلَ: يُرِيغُ مِنْهَا الوصْل. سقن: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أسْقنَ إِذا تمَّمَ جلاء سَيفِه. قَالَ: والأسقانُ: الخواصرُ الضامِرة. ق س ف قفس سقف فسق سفق: (مستعملة) . قفس: قَالَ اللَّيْث: القفْسُ: جِيلٌ بكرْمانَ فِي جِبَالِها كالأكراد. وَأنْشد: وَكم قطعْنَا مِنْ عدُوَ شُرْسِ زُطَ وأكرادٍ وقُفسٍ قُفْسِ قَالَ: وأمَةٌ قفساءُ، وَهِي اللئيمَةُ الرديئةُ وَلَا تُنعَتُ بهَا الحُرَّةُ. قَالَ: والأقْفَسُ من الرجالِ المُقرِفُ ابنُ الأَمةِ، ويقالُ للمَيِّتِ فَجْأَة قفَسَ يَقْفِسُ قُفُوساً. هَكَذَا أَخْبرنِي أَبُو الدُّقَيشِ، وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثعلبٍ عَن ابْن الْأَعرَابِي: قفَسَ وطفَس إِذا ماتَ، وفقَسَ مِثْله، وطفسَ وفَطَسَ مثل جَذَبَ وجَبَذ. وَقَالَ اللحيانيُّ: قفَس فلانٌ فلَانا يقْفِسُه قفساً إِذا جَذبه بشَعره سُفلاً، ويقالُ: تَركهمَا يتَقَافسانِ بشعُورهما. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: أمةٌ قفساء وقفاسِ، وعَبْدٌ أقفَسُ، إِذا كَانَا لئيمين. فقس: قَالَ ابنُ شُمَيْل: يُقَال لِلْعُودِ المنْحَنِي فِي الفَخِّ الَّذِي ينقلِبُ على الطيرِ فيفسخُ عُنُقَه ويَعْتفِرُه: المِفقاسُ، يُقَال: فَقسه الفخ. وَقَالَ اللَّيْث نَحوه فِي المِفْقاسِ. وَقَالَ اللحياني: فقسْتُ البَيْضة أفقسها وأفقِصُها إِذا فضَخْتها. أَبُو عبيد عَن أبي زيدٍ والأموي: فقسَ الرجلُ فُقوساً إِذا مَاتَ. سقف: قَالَ اللَّيْث: السقفُ: غِماءُ البيتِ، وَالسَّمَاء سَقفٌ فَوق الأَرْض، وَلذَلِك ذُكِّرَ. قَالَ الله عز وَجل: {شِيباً السَّمَآءُ مُنفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً} (المزمل: 18) ، { (الْمَعْمُورِ وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ} (الطّور: 5) . قَالَ: والسقيفةُ: كلُّ بناءٍ سُقفتْ بِهِ صُفَّةٌ أوْ شِبه صُفة مِمَّا يكون بارزاً، ألزمَ هَذَا الِاسْم لتفرقة مَا بَين الْأَشْيَاء، والسقيفةُ كل خَشَبةٍ عريضَةٍ كاللَّوْح أوْ حَجرٍ عريضٍ

يستطاعُ أنْ يُسقفَ بِهِ قُترةٌ أوْ غيرُها. وَقَالَ أوْسُ بنُ حَجَرٍ: لنَامُوسِه مِنَ الصَّفيح سقائفُ قَالَ: والصادُ لغةٌ فِيهَا، وأضلاعُ الْبَعِير تسمَّى سَقائفَ جَنْبَيه، كل واحدَةٍ مِنْهَا سقيفَةٌ. والأسْقُفُّ: رأسٌ مِنْ رُؤوس النَّصَارَى والجميعُ الأساقِفة. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الأسْقَف الطَّوِيل. وَقَالَ الأسْقَف المنْحني: وَجعل ابْن حِلِّزة النعاسة سقفاء وَقَالَ الله: {بِالرَّحْمَانِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن} (الزخرف: 33) . قَالَ الْفراء: إنْ شِئتَ جعلتَ واحدَها سَقيفةً، وَإِن شئتَ جَعلتَها جمعَ الْجمع كأنكَ قلت: سَقْفٌ وسقوفٌ، ثمَّ سُقُفٌ كَمَا قَالَ: حَتَّى إِذا بُلَّتْ حلاقِيم الْحُلُقْ والسقائِفُ: عِيدان المُجبِّرِ. فسق: قَالَ اللَّيْث: الفِسق: التَّرْك لأمر الله، وَقد فسق يَفسُق فِسقاً وفسوقاً. قَالَ: وَكَذَلِكَ الميْل عَن الطاعةِ إِلَى المعْصية كَمَا فسق إِبْلِيس عنْ أَمر ربه. وَقَالَ الفرَّاءُ فِي قَوْله: {فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} (الْكَهْف: 50) ، خرجَ عَن طاعةِ ربِّه. قَالَ: والعربُ تَقول: فَسَقتِ الرُّطبة مِن قشرِها لخروجها مِنْهُ، وكأنَّ الفأْرَةَ سمِّيَتْ فُوَيْسِقَةً لخروجها من جُحرها على النَّاس. وَقَالَ الْأَخْفَش فِي قَوْله: {فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} قَالَ: عَن ردِّه أمْرَ ربه، نحوُ قَول الْعَرَب: اتَّخَمَ عَن الطَّعَام، أَي: عَن أكلِه الطَّعَام، ولمَّا رَدَّ هَذَا الأمرَ فسقَ. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: وَلَا حَاجَة بِهِ إِلَى هَذَا لأنَّ الفسوقَ مَعْنَاهُ الخروجُ: فَسَق عَن أَمْرِ ربِّهِ، أَي خرَج. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي قَوْله {فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} ، أَي: جَار ومالَ عَن طاعتِه. وَأنْشد: فواسِقاً عَن قَصْدِه جوائرا وَقَالَ اللَّيْث: رجُلٌ فُسَق وفِسِّيق. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أَحْمد بن يحيى أَنه قَالَ: فَسق أَي خرج. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الفُسوق يَكون الشِّرْكَ ويَكون الإثمَ. سفق: قَالَ اللَّيْث: السَّفْق لغةٌ فِي الصَّفْق. وَيقال: سفُق الثوبُ يَسفُق سَفاقةً إِذا لمْ يَكن سخيفاً وَكَانَ سفِيقاً، ورَجلٌ سَفِيق الوجْه: قليلُ الحياءِ، والسفيق خلافُ السخِيف فِي النَّسَج وَنَحْوه. أَبُو زيدٍ: سَفَقْتُ البابَ وأسفقْتُه إِذا رددْتُه.

ق س ب قسب قبس سبق سقب بسق: مستعملة. قسب: قَالَ اللَّيْث: القَسْبُ: تَمْرٌ يابِسٌ يَتَفتَّتُ فِي الْفَم، ومَن قَالَه بالصَّاد فقد أَخْطأَ. قَالَ: والقَسْبُ: الصُّلْبُ الشَّديد، يُقَال: إنّه لَقَسْبُ العِلْبَاءِ صُلْبُ العَقَبِ والعَصَب، وَقَالَ رؤبةُ: قَسْبُ العَلاَبيِّ جُرازُ الألْغَادْ والفعلُ قَسُبَ قُسوبةً. وَقَالَ ابنُ السّكيت: سَمِعْتُ قَسِيبَ الماءِ وخَرِيرَه أَي: صوْتَهُ. وَقَالَ الليثُ: القَسِيبُ: صوتُ المَاء تَحت وَرَقٍ أَو قماشٍ. وَقَالَ عبيد: أَو جَدْوَلٍ فِي ظِلاَلِ نخْلٍ للْمَاء مِن تَحْتَهُ قَسِيبُ قَالَ ابْن السّكيت: سَمِعت قسيب الماءِ وخريره وأَلِيلَهُ، أَي: صَوته. أَبُو عبيدٍ، عَن الأمويّ: القِسْيَبُّ: الطويلُ من الرِّجَال. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: القِسْيَبُّ الطويلُ من كل شيءٍ الشديدُ. وَأنْشد: أَلاَ أَراكَ يَا ابْنَ بِشْرٍ خِبّا تخْتِلُها خَتْلَ الْوَلِيد الضَّبَّا حَتَّى سَلَكْتَ عَرْدَكَ القِسْيَبَّا فِي صَدْعِها ثمَّ نَخَبْتَ نَخْبَا ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القَسُّوبُ: الخُفُّ وَهُوَ القَفْشُ، قَالَ: والقاسبُ: الغُرْمُول المُتَمَهِل، ونوَى القسْب أَصْلَب النَّوَى. سقب: قَالَ اللَّيْث: السّقْبُ والسَّقِيبَةُ: عمودُ الخِبَاءِ. وَقَالَ ذُو الرمَّة: سَقْبَان لمْ يَتَقشّرْ عَنْهُمَا النَّجَبُ أَي: طويلان، وَيُقَال صَقْبان، وسَقْبُ النَّاقة بِالسِّين لَا غير. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الصُّقُوبُ: عُمُد الخِباء، واحدُها صَقْبٌ. وَقَالَ اللَّيْث: أَسْقَبت الناقةُ إِذا وَضَعَت أكثرَ مَا تضعُ الذُّكورَ وأَجْسمَت وأَنْبلَتْ فَهِيَ مِسقابٌ. وَأنْشد. غَرَّاء مِسقاباً لفَحْلٍ أَسْقَبا يريدُ بقوله أَسْقبَ فعلا، وَلم يجعلْهُ نعتاً. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: إِذا وَضَعَت الناقةُ فولدُها ساعةَ تضعُه سَلِيلٌ قبْل أَن يُعْلَمَ أَذَكَرٌ هُوَ أم أُنثى؛ فَإِذا عُلم فَإِن كَانَ ذكرا فَهُوَ سَقْبٌ، وأُمُّه مُسقِبٌ. وَقَالَت الخنْسَاء:

لمّا اسْتبانت أَنَّ صَاحبهَا ثَوَى حَلَقَتْ وعلّتْ رأْسها بِسِقابِ كَانَت الْمَرْأَة فِي الْجَاهِلِيَّة إِذا مَاتَ زَوجهَا حَلقتْ رَأسهَا وخَمَشَت وَجْهها وحمَّرَتْ قطنةً من دَمِ نَفسهَا ووَضَعتْها على رَأسهَا وأخرجَت قطنَها مِنْ خَرْق قناعها لتُعْلِم النَّاس أَنَّهَا مصابة ويسمَّى ذَلِك السِّقاب. سبق: قَالَ اللَّيْث: السَّبْق: القُدْمَةُ فِي الجَري وَفِي كلِّ أَمْر، تقولُ لَهُ: فِي هَذَا الْأَمر سُبْقةٌ وسابقةٌ وسَبْق، والجميع الأسباق، والسوابق. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: السَبْق: مصدرُ سَبَقَ سَبْقاً، والسبَق بِفَتْح الْبَاء: الخَطَر الَّذِي يوضع فِي النِّضال والرِّهان فِي الْخَيْل فَمن سَبق أَخَذه. قَالَ: وَيُقَال: سبَّق إِذا أَخذ السبَق، وسبَّق إِذا أَعطى السَّبَق، وَهَذَا من الأَضْداد. وَقَالَ مُحَمَّد بن سلاّم: العربُ تَقول للَّذي يَسْبِق من الْخَيل سَابق وسَبُوق، وَإِذا كَانَ يُسْبَق فَهُوَ مُسَبَّق. وَقَالَ الفرزدق: مِن المحْرِزينَ المَجْدَ يومَ رِهانِه سَبُوق إِلى الغايات غيرُ مُسَبَّق وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَا سَبَق إِلا فِي خُفَ أَو حافِرٍ أَو نَصْلٍ) ، فالْخُفُّ: الْإِبِل، والحافرُ: الْخَيْلُ، والنَّصْلُ: الرَّمْيُ. وَفِي حَدِيث آخر: (مَنْ أدْخَلَ فَرَساً بَيْن فرسين فإنْ كانَ يُؤْمَنُ أنْ يُسْبَقَ فَلا خَيْرَ فيهِ وإنْ كانَ لَا يُؤْمَنُ أَن يسبقَ فَلَا بأسَ بهِ) . قَالَ أَبُو عبيد: والأصلُ فيهِ أَن يسْبق الرجُلُ صَاحبه بشيءٍ مُسمًّى على أَنه إِن سبق فَلَا شَيءَ لَهُ، وَإِن سبقهُ صَاحبه أخذَ الرَّهنَ، فَهَذَا هُوَ الحلالُ لأنَّ الرَّهنَ مِن أحدِهمَا دون الآخر، فَإِن جعل كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا لصاحبهِ رَهناً أَيهمَا سبق أخذَهُ فَهَذَا القمارُ المنهيُّ عنهُ، فَإِن أَرَادَا تحليلَ ذَلكَ جعلاَ معهمَا فَرَساً ثَالِثا لِرَجُلٍ سواهُمَا، وَيكون فَرَسُهُ كفئاً لفَرَسيْهِما، وَيُسمى الْمُحَلّل والدَّخيلَ، فيضعُ الرَّجُلانِ الْأَوَّلَانِ رهنين منْهُمَا، وَلَا يضعُ الثَّالثُ شَيْئا، ثمَّ يُرسلونَ الأفراسَ الثلاثَةَ فإنْ سبق أحدُ الْأَوَّلين أخَذَ رَهنهُ وَرهن صَاحبه فكانَ طيبا لهُ، وإنْ سبق الدخيلُ أخذَ الرَّهنينِ جَمِيعًا وَإِن سُبِق لم يغرم شَيْئا، فَهَذَا معنى الحَدِيث. أَبُو مَنْصُور: وَقد جاءَ الاسْتِبَاق فِي كتابِ اللَّهِ فِي ثَلاثَةِ مواضعَ بمعاني مُخْتلفةٍ مِنْهَا قولهُ عزَّ وجلَّ: {إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ} (يُوسُف: 17) . قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: الْمَعْنى: ذَهَبْنَا ننْتَضِلُ فِي الرَّمي. وَقَالَ: {وَاسُتَبَقَا الْبَابَ} (يُوسُف: 25) ، مَعْنَاهُ: تبادَرا إِلَى البابِ، تبادَرَ كلُّ وَاحِد

مِنْهُمَا إِلَى الْبَاب، فَإِن سبقها يوسفُ فتحَ البابَ وخرجَ وَإِن سبقتهُ زُليْخَا أغْلَقَتْهُ لِئَلَّا يخرجَ ولِتُراوده عَن نَفسه. والثالثُ قولهُ: {كَانُواْ يَكْسِبُونَ وَلَوْ نَشَآءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُواْ الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ} (يس: 66) ، معنى استباقهمُ الصراطَ مُجاوَزَتهُمْ إياهُ حَتَّى يضلُّوا وَلَا يهتدوا، والاستباق فِي هَذَا الْموضع من وَاحِد، وَهُوَ فِي الِاثْنَيْنِ الأوَّلين من اثْنَيْنِ. وَقَالَ اللَّيْث: السباقانِ فِي رِجلِ الطَّائرِ الْجَارِح قَيداهُ من سير أَو خيط، وسَبَّقْتُ الْبَازِي إِذا جعلت السِّباقَان فِي رجلَيْهِ، وسبَّقْتُ بَين الخَيلِ إِذا سابقتُ بَينهَا والمصدرُ التسبيق. بسق: قَالَ الله عز وَجل: {للهالْحَصِيدِ وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ} (ق: 10) . قَالَ الفراءُ: باسقات: طِوالاً. يُقَال: بسق طولا، فَهُوَ باسق، فهن طوال النّخل. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: إذَا أشْرَق ضرْعُ النّاقَةِ وَوَقع فِيهِ اللبنُ فَهِيَ مُضْرِعٌ فَإِذا وَقع فِيهِ اللِّبأُ قبلَ النِّتاج فَهِيَ مبسق، فَإِذا دنا نتاجُها فَهِيَ مُدْنيةٌ. وَقَالَ اللَّيْث: أبسقَتِ الشاةُ فَهِيَ مُبسق إِذا أنزلتِ اللَّبن قبل الولاد بشهرٍ أَو أكثرَ فتحلَبُ. قَالَ: وَرُبمَا أبسقَتْ وليستْ بحامِل فأنزلتِ اللَّبن، فهِيَ بَسُوق ومُبسق ومِبساق. قَالَ: وسمعتُ أنّ الجارِيةَ تُبسق وَهِي بكرٌ، يصيرُ فِي ثدْيها لبنٌ، وبسق وبصق وبزق واحِدٌ، وبُساق جبلٌ بالحجازِ. وَقَالَ اليزيديُّ: أبزَقَتِ الناقَةُ وأبسقت إِذا أنزَلتِ اللبنَ. قبس: قَالَ اللَّيْث: القَبَسُ: شُعْلةٌ من النارِ يقتبسُهَا أيْ: يأخذُها مِنْ مُعظم النارِ. قَالَ: وقَبستُ الْعلم واقتبستُهُ، وأقبستُهُ فلَانا وأقبستُ فلَانا نَارا أَو خبْزًا، وَأنْشد: لَا تُقبِسَنَّ العِلْمَ إِلَّا امْرءاً أعَانَ باللُّبِّ عَلَى قَبْسِهِ أَبُو عبيد عَنْ أبي زَيد: أقبستُ الرجلَ علما بالألفِ، وقبستُهُ نَارا أقبِسه إذَا جئتَهُ بهَا، فإنْ كانَ طلبَهَا لَهُ، قَالَ: أقبسْتُهُ بِالْألف. أَبُو عبيد عنْ الْكسَائي: أقبستُهُ نَارا وعلماً سَواء، وَقد يجوزُ طرح الألفِ مِنْهُمَا. ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: قبسني نَارا ومالاً وأقبسني عِلماً. وَقد يُقَال بِغَيْر ألِفٍ، والقَوابِسُ: الذِينَ يقبسون الناسَ الخيرَ. ابْن شُمَيْل عَن يُونُس: أَتَانَا فُلاَنٌ يقتبسُ العِلْمَ فأقبسناهُ أَي عَلمناهُ، واقتبسْنا فلَانا فَأبى أَن يقبِسنا أَي يُعْطِينَا نَارا، وَقد اقتبسني إذَا قَالَ: أَعْطِنِي نَارا.

أَبُو عبيد: مِنْ أمثالِهِمْ فِي الرجُلين يَجْتَمِعَانِ فيتفقانِ: (أُمٌّ لِقْوةٌ وأَبٌ قبيسٌ) فاللقوةُ مِنَ الإناثِ السريعةُ التلقِّي لماء الفَحْلِ. قلت أَنا: وَسمعت امْرَأَة من الْعَرَب تَقول: أَنا امْرَأَة مقباس أَرَادَت أَنَّهَا تحمل سَرِيعا إِذا ألمّ بهَا الرجل، وَكَانَت تستوصف دَوَاء إِذا شربته لم تحمل، والْقَبيسُ من الفحول: السريعُ الإلقاحِ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القابوسُ: الرجلُ الجميلُ الوجهِ الحسنُ اللونِ، وَأَبُو قَابُوس كنيةُ النُّعمان بن الْمُنْذر، وَأَبُو قُبَيْسٍ جَبَلٌ بِمَكَّة مَعْرُوف. ق س م قسم قمس سقم سمق مقس: مستعملة. قسم: الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت: القَسْمُ مصدرُ قَسَمْت قَسْماً، والقِسْمُ: الحظُّ والنصيب، يُقَال: هَذَا قِسْمُكَ وَهَذَا قسمي. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: قَسَمْتُ الشيءَ بَينهم قَسماً وقِسْمَةً. قَالَ: والقَسيمَةُ: مصدرُ الاقتسام، والقَسَمُ: الْيَمين. وَقَالَ غَيره: يُقَال: أقسمتُ إقساماً وقسماً، فالإقْسامُ مصدرٌ حقيقيٌّ، والقسمُ اسمٌ أُقِيمَ مقامَ المصدرِ، وقَسِيمُكَ الَّذِي يُقاسِمُكَ أَرضًا ومالاً بَيْنك وَبَينه، وَيُقَال: هَذِه الأرضُ قسيمَةُ هَذِه الأَرْض، أَي: عُزِلَتْ عَنْهَا، والقَسَّامُ الَّذِي يَقسمُ الدُّورَ وَالْأَرضين بَين الشُّرَكَاء. وَقَالَ الله عزَّ وجلَّ: {وَأَنْ تَسْتَقْسِمُواْ بِالاَْزْلاَمِ ذاَلِكُمْ فِسْقٌ} (الْمَائِدَة: 3) . قَالَ الزّجّاج: موضعُ أنْ رفعٌ، وَالْمعْنَى: حُرّمَ عَلَيْكُم الاستِقسامُ بالأزْلام، والأزْلامُ سِهامٌ كَانَت للجاهليةِ مكتوبٌ على بَعْضهَا أمَرَني رَبِّي وعَلى بعِضها نهاني رَبِّي، فَإِذا أرادَ الرجلُ سَفراً أَو أمرا ضربَ تِلْكَ القِداحَ فَإِن خرجَ السهْم الَّذِي عليهِ أَمرنِي رَبِّي مضى لحاجتهِ، وإنْ خرجَ الَّذِي عليهِ نهاني رَبِّي لمْ يمضِ فِي أمرِهِ فَأعْلم اللَّهُ أَن ذَلِك حرامٌ. قَالَ أَبُو مَنْصُور: وقولُهُ: {وَأَنْ تَسْتَقْسِمُواْ بِالاَْزْلاَمِ} مَعْنَاهُ: تَطْلُبُوا من جهةِ الأزْلام وَمَا كُتِبَ عَلَيْهَا مَا قُسِمَ لكم من الْأَمريْنِ. وَمِمَّا يبين لَك أَن الأَزْلاَمَ الَّتِي كَانُوا يَسْتَقْسِمون بهَا غير قداح الميسر. مَا حَدثنَا بِهِ مُحَمَّد بن إِسْحَاق السعديّ، عَن الرّمادي عَن عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن الزُّهْرِيّ، قَالَ: حدّثني عبد الرَّحْمَن بن مَالك المدلجيِّ، وَهُوَ ابْن أخي سُراقة بن جشعم (جعْشم) أَن أَبَاهُ أخبرهُ أَنه سمع سُراقة يَقُول: جاءتنا رُسُل كفار قُرَيْش، يجْعَلُونَ لنا فِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأبي بكر،

دِيَة كل وَاحِد مِنْهُمَا لمن قَتلهمَا أَو أسرهما. قَالَ: فَبينا أَنا جَالس فِي مجْلِس قومِي بني مُدْلج، أقبل مِنْهُم رجل، فَقَامَ على رؤُوسنا، فَقَالَ: يَا سُرَاقة إِنِّي رَأَيْت آنِفا أسْوِدة بالسَّاحل، لَا أُراها إِلَّا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابه. قَالَ: فَعرفت أَنهم هم، فَقلت: إِنَّهُم لَيْسُوا بهم، وَلَكِنَّك رَأَيْت فلَانا وَفُلَانًا، انطَلقوا بغاةً. قَالَ: ثمَّ لبِثْت فِي الْمجْلس سَاعَة، ثمَّ قُمْت فَدخلت بَيْتِي، وَأمرت جاريتي أَن تخرج لي فرسي وتحبسها من وَرَاء أكلمة. قَالَ: ثمَّ أخذت رُمْحِي فَخرجت بِهِ من ظهر الْبَيْت فخفضت عالية الرمْح، وحططت رُمْحِي فِي الأَرْض، حَتَّى أتيت فرسي فركبتها ورفعتها تُقرّبُ بِي حَتَّى رَأَيْت أسودتهما، فَلَمَّا دَنَوْت مِنْهُم حَيْثُ يُسمعهم الصَّوْت، عثرت بِي فرسي فَخَرَرْت عَنْهَا وأهويت بيَدي إِلَى كِنَانَتِي وأخرجت مِنْهَا الأزلام فاسْتقسمْتُ بهَا، أأضيرهم أم لَا، فَخرج الَّذِي أكره، أَن لَا أضيرهم، فعصيت الأزلام وَركبت فرسي، فرفَّعْتُها تُقَرّبُ، حَتَّى إِذا دَنَوْت مِنْهُم، عثرت فرسي، وخَرَرْتُ مِنْهَا. قَالَ: فَفعلت ذَلِك ثَلَاث مَرَّات، إِلَى أَن ساخت يدا فرسي فِي الأَرْض حَتَّى بلغتا الرُّكْبَتَيْنِ. فِي حَدِيث فِيهِ طول، قلت: وَهَذَا الحَدِيث يبين لَك، أَن الأزلام، قِداح الْأَمر وَالنَّهْي، لَا قِدَاح الميسر. وَقد قَالَ المؤرّج، وَجَمَاعَة من أهل اللُّغَة: إنّ الأزلام قداح الميسر وَهُوَ وَهم. وَقَالَ ابْن السّكيت، يُقَال: هُوَ يَقسِمُ أمرهُ قَسْماً، أَي: يُقَدِّرُهُ، ينظرُ كَيفَ يعملُ فيهِ. وَأنْشد للبيد: فقولاَ لَهُ إِن كَانَ يقسِمُ أمرَهُ ألَمَّا يَعِظْكَ الدهرُ أُمُّكَ هابِلُ وَيُقَال: قَسَمَ فلانٌ أَمْرَهُ أَي: مَيَّلَ فِيهِ، أَيفعلُ أَم لَا يفعل. أَبُو عبيد عَن الْفراء: القَسِمَةُ: الوجهُ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: مَا بَين الْعَينَيْنِ قَسِمةٌ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: القسمةُ: أعالي الْوَجْه. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن المبَرِّد قَالَ: زَعَمَ أَبو عُبَيْدَة أَن القسِماتِ مَجارِي الدُّموعِ واحدتها قَسِمَةٌ. قَالَ: وَيُقَال: من هَذَا رجلٌ قسيمٌ ومقسَّم وأَنشد: كأنَّ دَنانيراً على قَسِماتهم وَإِن كانَ قد شفَّ الْوُجُوه لقاءُ أَبُو عبيد: القَسامُ: الحسْنُ، وَكَذَلِكَ القَسامَةُ. وَقَالَ اللَّيْث: القسيمةُ: المرأةُ الجميلةُ. وَقَالَ عنترة:

وكأنَّ فارَةَ تاجِرٍ بِقسيمةٍ سَبقتْ عوارضها إِلَيْك من الفمِ أَرَادَ بقوله بقسيمة، أَي: بِفَم امرأَة قسيمة وَهِي الحسناءُ. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: القَسامِيُّ الَّذِي يَطْوِي الثيابَ أَوَّلَ طَيِّها حَتَّى تتكسَّرَ على طيِّهِ، وَأنْشد: طَيَّ القسامِيِّ بُرُودَ العصّاب ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: إِذا قرِحَ الفرسُ من جَانب، وَهُوَ من جانبِ رباعٍ فَهُوَ قسامِيٌّ. وَقَالَ الْجَعْدِي يَصِفُ فرسا: أشَق قَسامِيّاً رَباعِيَ جانِب وقارحَ جَنْبٍ سُلّ أقرَحَ أشقرا قَالَ: القَسامِيُّ الَّذِي يكونُ بينَ شَيْئَيْنِ، والقَسامِيُّ: الحسَنُ من القسامَةِ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: القَسامَةُ: الهدنةُ بَين العدوِّ وَبَين الْمُسلمين، وَجَمعهَا قساماتٌ، والقسامَةُ الَّذين يحلفُونَ على حَقهم ويأخُذُونَ، والقسامَةُ: الحسنُ التَّامُّ وجمعُها قَساماتٌ. وَقَالَ غَيره: القَسامُ: وَقت الهاجِرَةِ فِي قَول النَّابِغَة: تَشفُّ بريرَهُ وتَرُودُ فِيهِ إِلَى دُبرِ النَّهَار من القسام وَقَالَ أَبُو زيد: جاءتْ قَسامةُ الرَّجل سمُّوا بِالْمَصْدَرِ، وَقتل فلانٌ فلَانا بالقَسامة: بِالْيَمِينِ، وجاءتْ قسامةُ الرجل وَأَصله الْيَمين، ثمَّ جُعل قوما، والمُقْسَمُ القَسَم والمُقْسَمُ: الموضعُ يُحلف فِيهِ، والمُقْسِمُ: الرَّجل الْحَالِف. أَبُو مَنْصُور: القَسامةُ فِي الدّم أَن يُقتل رجل لَا يُشهد على قتل الْقَاتِل إيَّاه بِبَيِّنَة عادلة فَيَجِيء أَوْلِيَاء الْمَقْتُول فيدَّعوا على رجل بعينهِ أَنه قتلهُ ويدلُو بلوثٍ من بيِّنة مثل أَن يجدوه مُلَطَّخًا بِدَم الْقَتِيل أَو يشْهد رجلٌ وَاحِد أَو امْرَأَة وَاحِدَة كل مِنْهُمَا عدلٌ، أَو يُوجد الْمَقْتُول فِي دَار رجلٍ بَينه وَبَين الْقَتِيل عداوةٌ ظَاهِرَة، فإِذا حصلت دلالةٌ من هَذِه الدَّلالات استُحلف أولياءُ الْقَتْل وورثة دَمه فإِن حلفوا خمسين يَمِينا استحقوا دِيَة قتيلهم، وَإِن نكلوا عَن الْيَمين حلف المدَّعى عَلَيْهِ وبرىء، وَهَذَا قَول الشَّافِعِي وَأَصْحَابه. والقَسامةُ: اسْم من الإقسام وضع مَوضِع الْمصدر ثمَّ قيل للَّذين يُقْسِمُون قسامةٌ أَيْضا، وَإِذا ادّعى الْوَرَثَة قِبَل رجل أَنه قتل صَاحبهمْ وَلَا لوث وَلَا بيِّنة استُحلف المدَّعى عَلَيْهِ خمسين يَمِينا أَنه مَا قَتله فإِن حلفَ برىء وَإِن نكلَ حلفَ الْوَرَثَة خمسين يَمِينا، ثمَّ يكونُونَ بالخيارِ فِي قتلهِ أَو أَخذ الدِّية مِنْهُ إِذا كَانَ الْقَتْل عمدا. قَالَ اللَّيْث: وحصاةُ القَسْم أَنهم كَانُوا إِذا قلَّ المَاء عِنْدهم لِلشُّقَّةِ فِي الفَلوات عَمدُوا إِلَى قعبٍ فَألْقوا تِلْكَ الْحَصَاة فِيهِ، ثمَّ

صبُّوا عَلَيْهَا المَاء قدر مَا يغمرها وقُسِمَ المَاء بَينهم على ذَلِك، وَتسَمى تِلْكَ الْحَصَاة المَقْلَةَ. قَالَ: والأقاسيمُ: الحُظوظُ المقسومة بَين الْعباد، والواحدة أُقْسُومَةٌ مثل: أُظفور وأظافيرَ، وَقيل: إِن الأقاسيم جمع أقسامٍ، والأقسامُ جمع قِسمٍ، ووجهٌ مُقَسَّمٌ: أَي: حسنٌ. وَقَالَ العجاج: وربِّ هَذَا الْأَثر المُقَسَّم أَي: المُحَسَّنِ، يَعْنِي مقَام إِبْرَاهِيم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الْمبرد أَن الرياشي أنْشدهُ: وَيَوْما تُوافينا بوجهٍ مُقَسَّمٍ كَأَن ظبيةٌ تَعْطُو إِلَى ناضر السَّلم قَالَ الرياشي: سَمِعت أَبَا زيد يَقُول: سَمِعت الْعَرَب تنشده: كَأَن ظَبْيَة وَكَأن ظبيةٍ وَكَأن ظبيةٌ، فَمن نصب خفَّف كَأَن وأعملها، وَمن كسراد أَرَادَ كظبيةٍ، وَمن رفع أَرَادَ كَأَنَّهَا ظبيةٌ. وَقَالَ أَبُو سعيد الضريرُ، يُقَال: تركت فلَانا يَسْتَقْسِمُ أَي: يفكِّرُ ويروي بَين أَمريْن وَهَذَا حُجَّة لما فسَّرته فِي الأزلامِ والاستِقسام بهَا، وَيُقَال: فلَان جيد القَسْمِ أَي: جيد الرَّأْي. سقم: قَالَ اللَّيْث: السُّقْمُ والسَّقَمُ والسَّقامُ لُغاتٌ، وَقد سَقُمَ الرجل يَسْقُمُ فَهُوَ سقيمٌ وَرجل مِسقامٌ، إِذا كَانَ يَعْتَرِيه السَقمُ كثيرا وَيُقَال: أسْقَمَهُ الداءُ فَسقُمَ. وَمن الْعَرَب من يَقُول: سَقِمَ يَسْقَمُ سقَماً فَهُوَ سقيمٌ. وَقَالَ إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام فِيمَا أخبر الله عَنهُ: {النُّجُومِ فَقَالَ إِنِّى سَقِيمٌ} (الصافات: 89) . قَالَ بعض الْمُفَسّرين: أَرَادَ أَنه طعينٌ أَي: أَصَابَهُ الطَّاعُون، وَقيل مَعْنَاهُ: أَن سَيسْقمُ فِيمَا يسْتَقْبل إِذا نزل بِهِ الْمَوْت، فأَوهمهم بمعارض الْكَلَام أَنه فِي تِلْكَ الْحَال سقيم. وَقَالَ الله جلَّ وعزَّ: {للهيَعْلَمُونَ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيِّتُونَ} (الزمر: 30) ، مَعْنَاهُ: أَنَّك سَتَمُوتُ وَأَنَّهُمْ سَيَمُوتُونَ. وَقَالَ أَبُو زيد: السَّوْقَمُ: شجر يُشبه الْخلاف. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: سقامٌ: وادٍ بالحجاز. مقس: أَبُو عبيد عَن أبي زيد: تمَقَّسَتْ نَفسِي ولقِسَتْ بِمَعْنى غَثَتْ غَثَياناً. وَأنْشد: نفْسي تمَقَّسُ من سُماني الأقْبرُ وَقَالَ الْفراء نَحوه. وَقَالَ أَبُو سعيد وَغَيره: مَقسْتُهُ فِي المَاء مَقساً وقمسْتُهُ فِيهِ قَمْساً إِذا غططته، وَقد انقمسَ فِي المَاء انقماساً.

باب القاف والزاي

وروى ابْن الْفرج لأبي عَمْرو: يُقَال: مَقِسَتْ نَفسه تمقَسُ فَهِيَ ماقسة إِذا أنِفَتْ وَقَالَ مرّة خَبُثَتْ وَهِي بِمَعْنى لَقِسَتْ. قمس: قَالَ اللَّيْث: كل شَيْء يَنْغَطُّ فِي المَاء ثمَّ يرْتَفع فقد قَمَسَ، وَكَذَلِكَ القنانُ والأكامُ إِذا اضْطربَ السراب حولهَا، قيلَ: قَمَسَتْ: أَي: بَدَت بَعْدَمَا تخفي، وَالْولد إِذا اضْطربَ فِي سُخدِ السَّلى قيل: قَمَسَ. وَقَالَ رؤبة: وقامِسٍ فِي آله مُكَفَّنِ يَنْزُونَ نَزْو اللاعبين الزُّفَّنِ وَمن أمثالهم: قَالَ فلَان قولا بلغ بِهِ قَامُوس الْبَحْر، أَي: قَعْره الْأَقْصَى. وَقَالَ أَبُو عبيد الله: القاموسُ: أبعد مَوضِع غوراً فِي الْبَحْر. قَالَ: وأصل القمْسِ: الغوصُ، وَأنْشد لذِي الرُّمة يصف غيثاً: أصَاب الأَرْض مُنْقمَسَ الثُّرَيَّا بساحيةٍ وأتبعها طِلالاٍ أَرَادَ أَن الْمَطَر كَانَ عِنْد نوءِ الثُّريا وَهُوَ منقسمها لغزارة ذَلِك النَّوءِ. سمق: قَالَ اللَّيْث: السَّمْقُ سَمْق النَّبَات إِذا طَال، وَكَذَلِكَ الشّجر. يُقَال: نخلةٌ سامقة طَوِيلَة جدا، والسَّميقان والجميع الأسمقةُ، وَهِي خشبات يُدخَلْنَ فِي الْآلَة الَّتِي ينْقل عَلَيها اللبِنُ، والسَّميقان فِي النِّير عُودان قد لُوقيَ بَين طرفَيهما تحتَ غَبغَبِ الثَّوْرِ وأسِرَا بخيطٍ. أَبُو مَنْصُور: وَذكر اللَّيْث فِي كتاب (العيْن) هاتَين الخَشبَتينِ أَنَّهُمَا السَّمِيعان بِالْعينِ وجعلَهما هَا هُنَا بِالْقَافِ، وَالصَّوَاب مَا قَالَ فِي كِتاب (الْعين) . وَقَالَ اللَّيْث: السَّمْسَق: الياسمين. وَقَالَ أَبُو زيد: كذِب سُماقٌ وحَلِفٌ سُماق: أَي: بحْتٌ خالِصٌ، وَيُقَال: أحبكَ حُبّاً سُماقاً أَي: خَالِصا، وَالْمِيم خَفِيفَة فِي هَذَا، فأَما الحَبُّ الَّذِي يُقَال لَهُ: السَّماق الحامِض فَهُوَ بتَشْديد الْمِيم، وقِدْرٌ سُمَّاقيَّة، وَهِي الَّتِي يُقَال لَهَا: العَبْرَبية والعَرَبْرَبية. (بَاب الْقَاف وَالزَّاي) ق ز ط: أهملت وجوهه. ق ز د أهمله اللَّيْث. زدق قزد: (مستعملة) . زدق: وَقَالَ أَبُو زيد: من العربِ من يَقُول: الزِّدْق بِمَعْنى الصدْق، وَهُوَ أَزْدَق مِنْهُ،

أَي: أصدق مِنْهُ. قزد: ويقولونَ: القزْدُ فِي مَوضِع الْقَصْد. وروى ابْن شُمَيْل عَن أَعْرَابِي أَنه قَالَ: خيرُ القَوْل أزْدَقه. وَأنْشد الْأَصْمَعِي لمزاحم الْعقيلِيّ: فَلاَةُ فَلاً لمَّاعة من يجز بهَا عَنِ القزْدِ تَجْحَفْهُ المنايا الجواحِفُ هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو حاتمٍ. ق زت ق زظ ق ز ذ ق ز ث: أهملت وجوهها. ق ز ر اسْتعْمل من وجوهه: زرق رزق (زقر قرز رقز) . زقر قرز: أما زقر وقرز فَإِن اللَّيْث أهملهما. وَقَالَ ابْن دُريد: الزَّقْرُ: لُغةٌ فِي الصقْر لبَعض الْعَرَب وَقَالَهُ غَيره. قَالَ: والقَرْزُ: قبضكَ الترابَ وغيرهُ بأطرافِ أصابِعِكَ نَحْو القبصِ. قلتُ: كأنَّ القرزَ بمنزلهِ القرصِ. رقز: والعربُ تقولُ: رَقَزَ ورَقَصَ وَهُوَ رَقّازٌ ورَقّاصٌ. زرق: قَالَ اللَّيْث: الزَّرْقةُ فِي الْعين، تَقول: زَرِقتْ عينهُ تَزْرَق زَرَقاً وزُرْقة وازْراقتِ ازْريقاقاً. وَقَالَ الله جلّ وَعز: {وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمِئِذٍ زُرْقاً} (طه: 102) ، قيل فِي التَّفْسِير: عُمْياً، وقيلَ: عِطاشاً. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: يخرجونَ من قُبُورهم بُصَرَاءَ كَمَا خُلِقوا أوَّلَ مرةٍ ويعْمَوْنَ فِي المحشرِ. قَالَ: وَإِنَّمَا قيل للعُمْيِ زُرْق لِأَن السَّوَادَ يَزْرَقُّ إِذا ذَهَبَتْ نواظرهم. قَالَ: وَمن قَالَ عِطَاشاً فَجَيِّدٌ أَيْضا لأَنهم من شِدَّةِ العطشِ يتغيَّرُ سوادُ أَعينهم حَتَّى يَزْرَق. وَقَالَ غَيره: يُقَال للمياهِ الصافيةِ: زُرْق. وَقَالَ زُهَيْر: فَلَمَّا وردن المَاء زُرقاً جِمَامُهُ وَالْمَاء يكونُ أزرَق ويكونُ أسْجَرَ، وَيكون أبيَضَ ويكونُ أخضرَ ويكونُ أسْوَدَ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي، يُقَال: زَرَق الطَّائِرُ يَزرُق ويَزْرِقُ إِذا حذفَ بزرقِهِ حَذْفاً. وَقَالَ غَيره: الثريدةُ: الزُّرَيقاء الَّتِي تعْمل بلبنٍ وزَيتٍ، والزُّرَّق: طائِرٌ مِن الجوارِحِ بَين البازِي والباشَق. وَيُقَال: زَرَقه بالمزرَاق زَرْقاً إِذا رَمَاه بِهِ فَطَعنه. وَيُقَال للأسنةِ: زرْق لبصيصِ لونِهَا. وَقَالَ الْأَصْمَعِي يُقَال: زَرَقه ببصره.

قَالَ: وانزَرقَ الرجلُ انزِرَاقاً إِذا اسْتلْقى على ظهرِه. وَقَالَ الراجز: يزعُمُ زَيْدٌ أنَّ رَحْلي مُنزَرِق يكفِيكه الله وحَبْلٌ فِي العُنُق قَالَ: والمنزرِق: المُسْتلقي وراءَه، والبازي يكونُ أَزْرَق وَهِي الزُّرق. للبُزاة، وَقَالَ ذُو الرمة: منَ الزُّرْق أَوْ صقع كأنَّ رؤوسها منَ الِقهزِ والقُوهيِّ بيضُ المقانع وَقَالَ أَبُو عبيد: الزَّرَق تحجيلٌ يكون دُون الأشاعر. قَالَ: وَقَالَ آخر: الزَّرَق: بياضٌ لَا يُطيف بالعَظمِ كلِّه، وَلكنه وضَحٌ فِي بعضه. وَقَالَ جرير: تزَوْرَقْتَ يَا ابنَ الْقَينِ مِنْ أكلِ فيرَةٍ وأكلِ عويثٍ حينَ أسْهَلَكَ البَطْنُ يُقَال: تزَوْرَق الرّجُل إِذا رمى مَا فِي بَطْنه، والزّوْرق مأخوذٌ مِنْهُ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الزَّرقاء: الْخمر، وَسمعت العَرب تَقول للبعير الَّذِي يُؤخِّر حمله فَلَا يَسْتَقِيم على ظَهره جملٌ مِزراق ورأيتُ جملا من جمَالهمْ اسمُه مِزراق وَكَانَ يَرْمِي بِحمْلِهِ إِلَى مُؤخَّرِه. ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي فِي قَوْله: {وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمِئِذٍ زُرْقاً} (طه: 102) . قَالَ: عُمياناً، وَيُقَال: عِطاشاً، وَيُقَال: طامعينَ فِيمَا لَا ينالونه. رزق: قَالَ اللَّيْث: الرزق مَعْرُوف، ورَزَق الْأَمِير جُندهُ فارتزقُوا ارتزاقاً. وَقَالَ غَيره: الرّازق والرّزّاق من صفة الله جلّ وَعز لِأَنَّهُ يرْزق الخلقَ أَجْمَعِينَ. قَالَ الله عزّ وجلّ: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الاَْرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} (هود: 6) . وأرزاق بني آدم مَكْتُوبَة مقدّرة لَهُم، وَهِي واصلة إِلَيْهِم، جَدُّوا فِي طلبَهَا أَو قَصَّرُوا. وَقَالَ جلَّ وعزّ: {تُبْصِرُونَ وَفِى السَّمَآءِ رِزْقُكُمْ وَمَا} (الذاريات: 22) . وَقَالَ: { (يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (الذاريات: 58) . وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَن الله تَعَالَى يبعثُ الْملك إِلَى كلِّ من اشْتَمَلتْ عَلَيْهِ رَحِمُ أُمِّه فَيَقُول لهُ اكتُبْ رِزْقه وأَجَلهُ وعملهُ وشقيٌّ أوْ سعيدٌ فيُخْتَمُ لَهُ عَلى ذَلِك) . وَقَالَ مجاهدٌ فِي قَوْله: {تُبْصِرُونَ وَفِى السَّمَآءِ رِزْقُكُمْ وَمَا} . قَالَ الْمَطَر: وَقَالَ فِي قَوْله: { (لِيَعْبُدُونِ مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَآ} (الذاريات: 57) . يَقُول: بل أنَا أرزقُهم وَمَا خلقتهمْ إلاّ ليعبُدون. يَقُول: مَا خلقتهمْ إِلَّا لآمرهم بعبادتي.

وَقَالَ فِي قَوْله: {وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا} (آل عمرَان: 37) : عنباً فِي غير حِينه. وَيُقَال: رزق الله الْخلق رِزقاً ورَزقاً، فالرزق اسمٌ والرزق مصدر، وَقد يوضعُ الاسمُ موضعَ الْمصدر. وَيُقَال: رُزق الجُنْد رَزقةً وَاحِدَة، ورُزقوا رزقتين أيْ مرّتين. وَقَوله: {مُّدْهِنُونَ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} (الْوَاقِعَة: 82) مَعْنَاهُ: تَجْعَلُونَ شكر رزقكم التَّكْذِيب، فَيَقُولُونَ: مُطِرنا بِنَوْء الثريَّا. وارتزق القومُ: إِذا أخَذوا أَرْزَاقهم. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الرازقية: ثيابُ كَتانٍ بيضٌ. وَقَالَ غَيره: الرّازقي من الأعنابِ هُوَ المُلاَحِيُّ. ق ز ل قزل قلز زلق لقز زقل لزق. لزق: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: لَزِق الشيءُ بالشَّيْء يلزَق لُزُوقاً، والتزَق التزَاقاً. قَالَ: واللزَق هُوَ اللَّوَى تلتزِق الرِّئة بالجنب، وَيُقَال: هَذِه الدارُ لزيقة هَذِه، وهذِه بِلْزِق هذِه، واللَّزُوق واللازُوق دواءٌ يُسَوَّى للقرحة يلْزمهَا حَتَّى تَبرأ بِإِذن الله. أَبُو مَنْصُور: وَيُقَال لَهُ: اللَّصُوق واللَّسوق وَقد لزِق ولَصِق ولَسِق بِمَعْنى وَاحِد، والعربُ تُكنى باللِّزاق عَن الجِمَاع. وَأنْشد بَعضهم: دَلْوٌ فَرَتْها لكَ مِن عَناق لمّا رَأَت أَنَّكَ بئس الساقي وجَرّبت ضعفكَ فِي اللِّزاق أرادَ فِي مجامعته إِيَّاهَا. يَقُول: لمّا رأَتْكَ ضَعِيفا خرزت لَك دَلْواً صَغِيرَة من جِلدِ عَنَاق. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم، قَالَ الْأَصْمَعِي: الإلْزَاق أَن يكبَرَ الرجُلُ فَيَلْزَق ذَكرُه ببَيضَته، يُقَال: ألزق الرجُلُ وأقزَن إِذا صارَ إِلَى هَذِه الحالَةِ. لقز: قَالَ ابْن دُريد: يُقَال: لقزَه ووكزه بِمَعْنى وَاحِد. زلق: قَالَ اللَّيْث: الزَّلَقُ: المكانُ الْمَزْلَقَةُ، والزلق: العَجُز من كلِّ دَابَّة. وَقَالَ رؤبة: كأنهَا حَقْباءُ بَلقاءُ الزّلق قَالَ: وأزلقتِ الفرَسُ إِذا ألْقتْ ولدَها تامّاً فَهِيَ مُزلق، وفرَسٌ مِزلاق إِذا كثر ذَلِك مِنْهَا. وروى أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: إِذا ألْقتِ الناقةُ ولدَها قبْل أَن يَسْتبين خلقه وَقبل الوقتِ قيلَ أزلقت وأجهضت، وهيَ مُزلق ومُجْهضٌ. أَبُو مَنْصُور: وَهَذَا هُوَ الصوابُ لَا مَا قَالَ

اللَّيْث، إِذْ لَا يكون الإزلاق إِلَّا قبل التَّمامِ. وَقَالَ اللَّيْث: ناقةٌ زُلوق زُلوجٌ: أَي: سريعةٌ. قَالَ: والتَّزَلُّقُ: صَبْغُكَ البَدن بالأدهان وَنَحْوهَا، والتّزْليق: تَمليسُكَ الموضعَ حَتَّى يَصيرَ كالمَزْلقة، وَإِن لم يَكن فِيهِ ماءٌ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {الصَّالِحِينَ وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزْلِقُونَكَ} (الْقَلَم: 51) . قرأَهَا نافعٌ: لَيزْلِقونَكَ مِن زَلَقْتُ. وَقَالَ الفرَّاءُ: العربُ تقولُ للَّذي يحلِق الرّأس قد زَلَقه وأزْلقهُ. قَالَ: وَمعنى قَوْله {كَفَرُواْ} : أَي: ليَرْمُون بك ويُزِيلونكَ عَن موضعك بأَبصارهم كَمَا تقولُ: كَاد يَصرعُني شدَّةُ نظره، وَهُوَ بَيِّنٌ من كَلَام الْعَرَب كثيرٌ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: مذهبُ أهل اللُّغَة فِي مثل هَذَا أنَّ الكفّارَ من شدَّة إبْغَاضهم لكَ وعَداوَتهم يكادون بنظرهم إليكَ نظرَ البَغْضاء أَن يَصْرَعوك. يُقَال: نظر فلانٌ إليَّ نظرا كَاد يأْكلني وَكَاد يَصرَعُنِي. وَقَالَ القُتيبيُّ: أَرَادَ أَنهم ينظرُونَ إِلَيْك إِذا قَرَأت الْقُرْآن نظرا شَدِيدا بالْعداوَةِ والبَغْضَاء يكَاد يُسْقِطُكَ. وَأنْشد: يَتَقَارَضُون إِذا الْتقوْا فِي مَوْطِنٍ نظَراً يُزيل مَواطِىءَ الأَقدامِ أَبُو منصورٍ: وَقد قَالَ بعضُ أهلِ التَّفْسِير فِي قَوْله {كَفَرُواْ} أَي: يُصِيبُونَك بعُيونهم كَمَا يصيبُ العائنُ مَعِينَه. وَقَالَ الفرَّاء: كَانَت العربُ إِذا أَرَادَ أحدهم أَن يَعتَانَ مالَ رجلٍ بعيْنه تَجوَّعَ ثَلَاثًا ثمَّ تعرَّض لذَلِك المَال، فَقَالَ: تاللَّهِ مَا رأيتُ مَالا أَكثر وَلَا أَحسن فيتساقطُ فأَرادوا برَسُول الله مِثلَ ذَلِك، فَقَالُوا: مَا رأيْنا مثل حُجَجِه ونظروا إِلَيْهِ ليَعينوه. قَالَ الله جلَّ وعزّ: {فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا} (الْكَهْف: 40) . قَالَ الفرَّاء: زَلَقاً لَا نباتَ فِيهِ. وَقَالَ الْأَخْفَش: لَا يَثبُت عَلَيْهِ القدمان، وَالْعرب تَقول: رجلٌ زَلِق وزُمَّلِق، وَهُوَ الشَّكّاز الَّذِي يُنْزِلُ إِذا حدَّثَ الْمَرْأَة من غير جِمَاع. وَأنْشد الفرَّاء: إنّ الجُلَيْدَ زَلِق وزُمَّلِقْ جاءتْ بِهِ عَنْسٌ من الشَّام تَلِقْ وَيُقَال: زلَق رأسَه وأَزْلقه وزلّقه إِذا حَلقه، ثلاثُ لُغاتٍ. وَفي حَدِيث عليَ عَلَيْهِ السَّلَام: أنّه رأَى رجلَيْنِ خرجا من الحمَّام مُتَزلِّقين؛ فَقَالَ: مَن أنتُما، قَالَا: من الْمُهَاجِرين، قَالَ: كذَبتُما، ولكنكما من المُفَاخِرين.

يُقَال: تَزلق فلانٌ وتَزيَّق إِذا تنعَّم حَتَّى يَكونَ للونِه بَصِيصٌ ولبَشَرته بَرِيق. وَيُقَال للمصْنَعة: زلَقةٌ وزَلفَةٌ بِالْقَافِ والفَاء. قلز: قَالَ اللَّيْث: القَلْزُ: ضرْبٌ من الشُّرْب. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثعلبٍ عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القلْزُ: قَلْزُ الغُراب والعُصفور فِي مِشيَتِه. قَالَ: وكلُّ مَا لَا يَمشي مشياً فَهُوَ يَقلِزُ. قَالَ: وَمِنْه قولُ الشُّطَّار: قَلز فِي الشَّرَاب أَي قذف بيدِه النَّبيذَ فِي فمِه كَمَا يَقلِزُ الْعُصفور. وَأنْشد: يَحْجُلُ فِيهَا مَقلز الحُجُولِ نَعْباً عَلَى شِقَّيْهِ كالمشْكُولِ يَخُطُّ لامَ أَلِفٍ مَوْصولِ زقل: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ ابنُ دُريد: الزَّقْلُ مِنْهُ اشتِقاق الزّوَاقيلِ، وهم قومٌ بناحيةِ الْجزيرة وَمَا حولهَا، وزَوْقلَ فلانٌ عِمامتَه إِذا أَرْخَى لَهَا طرَفيْن من ناحَيَتَيْ رَأسه. قزل: أَبُو عبيد. عَن أبي عَمْرو: قزَل الرجلُ يَقزِلُ: إِذا مشَى مِشية الْمَقْطُوع الرِّجْل. قَالَ: والْقزَلُ: أسْوَأُ الْعَرَج. ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: الأقزَلُ: الدّقيق السَّاق الأعرَج، لَا يَكونُ أَقزَلَ حَتَّى يجمَعَهما وَقد قزِلَ يَقزَلُ قزَلاً فَهُوَ أقزَل. ق ز ن قنز نقز نزق زنق زقن قزن: أهمل اللَّيْث: زقن وقنز. وهما معروفان فِي كَلَام الْعَرَب. زقن: فَأَما زقن فَإِن أَبَا عبيد روى عَن الْأمَوِي أَنه قَالَ: زَقنْتُ الحِمْلَ أَزْقُنه: حَمَلْتُه، وأَزْقَنْتُ الرّجُل: أَعَنتُه عَلَى الحِمْل. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَزْقنَ زيدٌ عمْراً إِذا أَعَانَهُ على حِمْلهِ ليَنْهض، ومِثله: أَبْطَغَهُ وأبْدَغَه وعدّلَه وأَوّنه وأَسْمَغه وأَنّاهُ، وبَوّاه وحَوّله، كلُّه بِمَعْنى وَاحِد. قنز: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أَقنزَ الرجلُ إِذا شربَ بالإقنِيزِ طَرَباً، وَهُوَ الدَّنّ الصَّغِير، قَالَ: وَجِلْفَةُ الإقنِيزِ طِينَتُه. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الْقِنْزُ: الرَّاقودُ الصغيرُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: الْقَنَزُ لُغَة فِي الْقنص. وَأنْشد فِي صَيْدِ الصَّيَّاد للضّبِّ: ثمَّ اعتَمَدْتُ فَجَبَذْتُ جَبْذَةً خَرَرْتُ مِنْهَا لِقفَايَ أَرْتَمِزْ فقلتُ حَقًا صَادِقا أقولُه هَذَا لعَمْرُ اللَّهِ من شرِّ الْقَنَزْ قَالَ: وَيُقَال للقانصِ وَالقنَّاص قانزٌ وقنّاز. قزن: أهمل اللَّيْث قزن. وَقد روى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي

أَنه قَالَ: أقْزَنَ زيدٌ ساقَ غلامهِ إِذا كسرهَا. نقز: قَالَ اللَّيْث: النَّقَزُ والنَّقَزَانُ كالْوَثَبانِ صُعُداً فِي مكانٍ وَاحِد. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: وقعَ فِي الغَنَمِ نُزَاءٌ ونُقَازٌ، وهما جَمِيعًا داءٌ يَأْخُذهَا فَتَنْزُو مِنْهُ وتنقُزُ حَتَّى تموتَ. وَقَالَ شمر: تَنْقُزُ. وَقَالَ اللَّيْث: النَّقّازُ الصغيرُ من العصافير، والنَّقَزُ من النَّاس صغارهم ورُذَالتهُمْ. وروى ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَنْقَزَ الرجلُ إِذا دامَ على شُرْبِ النَّقِزِ، ونَقِزُ الماءِ: العذبُ الصافي، وأنقَزَ إِذا وقعَ فِي إبلهِ النُّقَازُ، وَهُوَ داءٌ، وأنقَزَ عَدُوَّهُ إِذا قتلهُ قتلا وحِيّاً، وأَنقَزَ إِذا اقتنى النَّقَزَ من رَدِيء المالِ، وَمثله أقْمَزَ وأغْمَزَ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: انْتَقَزَ لهُ شرَّ الإبلِ، أَي اخْتَار لَهُ شَرَّها، وعطاءٌ ناقِزٌ وَذُو ناقِزٍ: إِذا كَانَ خسيساً، وَأنْشد: لَا شَرَطٌ فِيهَا وَلَا ذُو نَاقِزِ قاظَ القَرِيَّاتِ إِلَى العجالِزِ عَمْرو عَن أَبِيه، قَالَ: النَّقَزُ: اللَّقبُ، والنَّقِزُ: الماءُ الصافي. زنق: قَالَ اللَّيْث: الزَّنَقَة: مَيلٌ فِي جدارٍ أَو فِي سِكَّةٍ أَو فِي ناحِيةٍ من الدَّار أَو فِي عُرْقُوبٍ من الْوَادي يكونُ فِيهِ التواءٌ كالمدخل، والالتواءُ اسمٌ كَذَلِك بِلَا فعلٍ. قَالَ: والزِّناقةُ: حلقةٌ تُجعَلُ فِي الْجُلَيْدَةِ تحتَ الحنكِ الْأَسْفَل، ثمَّ يجعلُ فِيهَا خَيْطٌ يُشَدُّ فِي رأسِ البغلِ الجموح. قَالَ: وكلُّ رباطِ تَحت الحنكِ فِي الجلدِ فَهُوَ زناقٌ، وَمَا كَانَ فِي الْأنف مثقوباً فَهُوَ عِرانٌ، وبَغْلٌ مَزْنُوق، وَقد زَنَقْتُهُ زنقاً، وَأنْشد: فإِن يظهرْ حديثُكَ يُؤْتِ عَدْواً برأسِكَ فِي زِناق أَو عِرانِ وَقَالَ ابْن شُمَيْل فِي الزِّناق مثله، وَيُقَال: أمْرٌ زَنِيقٌ أَي مُحكم مُسْتَوْثَقٌ مِنْهُ، ورأْيٌ زَنِيقٌ رصين مُحكم. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: أزْنَق وزَنَق وزَنَّق وزهَدَ وزهَّدَ وأزْهَدَ وقاتَ وقَوَّتَ وأقْوَتَ، كلُّهُ إِذا ضَيَّق على عيالهِ فقرا أَو بخلا. قَالَ: والزُّنُقُ: العُقولُ التّامّةُ. قَالَ: وَقيل لعاقلٍ: مَا علامَةُ العاقِلِ، فَقَالَ: تمييزُهُ بَين الْحق والباطِلِ. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: زَنَقْتُ الفَرَسَ أزْنقُهُ زنقاً إِذا شَكَّلْتُهُ فِي أربعِ قوائمِهِ، وَبِذَلِك سُمِّيَ زِناق المرأةِ، وَهُوَ ضربٌ من حُلِيِّها. نزق: قَالَ اللَّيْث: النَّزَق: خِفّةٌ فِي كلِّ أمرٍ وعجلةٌ فِي جهلٍ وحُمْق، ورجلٌ نَزِق وامرأةٌ نَزِقَةٌ، وَالْفِعْل نَزِق يَنْزَق نزَقاً.

ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أنْزَق الرجلُ: إِذا سَفِهَ بعدَ حلمٍ، وأنْزَق إِذا نَزَّق فَرَسَهُ حَتَّى يَثِبَ نهْزاً. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: نَزِق الإنسانُ وغيرهُ يَنْزَق إِذا نزا. وَمِنْه قيل: نزَّقْتُ الفرسَ إِذا ضربتهُ حَتَّى ينزُو. قَالَ: ونَزِق الرجلُ يَنْزَق من الطَّيْشِ والخِفّةِ. وَقَالَ أَبُو زيد: النَّزْقُ أَن تملأ الإناءَ إِلَى رأسهِ، وَيُقَال: مُطِرَ مكانُ كَذَا وَكَذَا حَتَّى نَزِقَتْ نهاؤُه. وَقَالَ أَبُو زيد: أنْزَق الرجلُ فِي ضحكهِ وأَهْزَق إِذا أفْرَطَ فِيهِ. ق ز ف قفز زقف: (مستعملة) . زقف: أهمله اللَّيْث. وَهُوَ عربيٌّ صحيحٌ، قرأتُ بِخَط شمر فِيمَا ألّف من غَرِيب الحَدِيث فَقَالَ: بَلَغَ عمرَ ابْن الْخطاب أَن مُعَاوِيَة قَالَ: لَو بلغَ هَذَا الْأَمر إِلَيْنَا بني عبد منافٍ، يَعْنِي الخلافةَ تَزَقَفْنَاهُ تَزَقُّفَ الأُكْرَةِ. قَالَ شمر: التَّزَقفُ كالتّلَقُّفِ، يُقَال: تَزَقفْتُ الكُرَة وتَلَقَّفْتُها بِمَعْنى وَاحِد، وَهُوَ أخذُها بِالْيَدِ أَو بالفم بَين السَّمَاء وَالْأَرْض. قَالَ، وَفِي حَدِيث ابْن الزبير قَالَ: لما اصْطَفَّ الصَّفّانِ يومَ الجَمَلِ كَانَ الأشترُ زَقَفنِي مِنْهُم فاتَخَذْنا فوقعنا إِلَى الأَرْض، فقلتُ اقتلوني ومالكاً. قَالَ شمر: الكُرَةُ أعْرَبُ، وَقد جَاءَ الأُكْرةُ فِي الشِّعْرِ، وَأنْشد: تَبِيتُ الفِراخُ بأكنافِها كأَنَّ حواصِلَهُنَّ الأُكر وَقَالَ مزاحمٌ العقَيلي: ويضرِبُ إضرابَ الشُّجَاعِ وَعِنْده إِذا مَا التَقَى الزَّحْفانِ خَطفٌ مُزاقَف قفز: قَالَ اللَّيْث: القَفْزُ والقَفَزَانُ وَيُقَال لِلأَمَةِ قَفَّازَةٌ لقلَّة استقرارها، والقَفِيزُ: مكيالٌ، وَهُوَ أَيْضا مقدارٌ من مساحة الأَرْض، والقُفَّاز: لِبَاس الْكَفّ، وَيُقَال للخيل السِّراع الَّتِي تثبُ فِي عدوها قافزةٌ وقوافزُ. وَأنْشد: بِقَافِزاتٍ تحتَ قافِزينا وَقَالَ شمر فِي حَدِيث رَوَاهُ عَن عَائِشَة: أَنَّهَا رخَّصت لِلمُحْرمةِ فِي القُفَّازَين. قَالَ شمر: القُفَّازَانِ شَيْء تلبسه نسَاء الْأَعْرَاب فِي أيديهنَّ يُغَطِّي أصابعها ويدها مَعَ الْكَفّ. وَقَالَ خَالِد بن جنبة: القُفَّازَان تُقَفِّزهُما الْمَرْأَة إِلَى كعوب الْمرْفقين، فَهُوَ ستْرَة لَهَا وَإِذا لبست برقُعها وقُفَّازها وخُفَّيْها فقد

تكَنَّنَتْ، والقفَّازُ: يُتَّخَذ من الْقطن فيُحشى بطانةً وظهارةً وَمن اللُّبود والجلود. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: القُفَّازُ: ضربٌ من الحُلِيّ تتخذه الْمَرْأَة ليديها ورجليها وَمن ذَلِك يُقَال: تَقَفَّزَتْ بالحِناء إِذا نَقشَتْ بِهِ يَديهَا ورجليها. وَأنْشد: قُولاَ لذاتِ القُلْبِ والقفَّازِ أما لِمَوْعُودِكِ من نجازِ عَمْرو بن أبي عَمْرو عَن أَبِيه فِي (شِيات الْخَيل) قَالَ: إِذا كَانَ الْبيَاض فِي يَدَيْهِ فَهُوَ مُقفَّزٌ، وَإِذا ارْتَفع إِلَى رُكبتيه فَهُوَ مُجَبَّبٌ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: إِذا كَانَ الْبيَاض فِي يَدَيْهِ إِلَى مرفقيه دون الرِّجلين، فَهُوَ أقْفَز. أَبُو مَنْصُور: والقُفَّيْزَى من لِعَبِ صبيان الْعَرَب ينصبون خَشبة ثمَّ يَتَقَافزون عَلَيْهَا. وَقَالَ ابْن الْمُبَارك: قَفِيزُ الطحّان منهيٌّ عَنهُ، وَهُوَ أَن يَقُول: أطحنُ بِكَذَا وَكَذَا وَزِيَادَة قَفِيزٍ من نفس الطَّحين. ق ز ب قبز زقب زبق بزق قزب. أهمل اللَّيْث: قزب قبز وزبق وَهِي مستعملة. زبق: أَبُو عبيد عَن أبي زيد: زَبَقَ شعره إِذا نتفه يَزْبِقُه زَبْقاً. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: زَبَقْتُهُ فِي السِّجن أَي حبستهُ. والزَّابوقةُ: دَغَلٌ فِي بَيت أَو بِنَاء تكون زواياها مُعْوَجَّةً. وَقَالَ ابْن بزرج: زَبَقتْ الْمَرْأَة بِوَلَدِهَا إِذا رمت بِهِ. وَقَالَ الْفراء: انْزَبقَ فِي الْبَيْت، إِذا انْكَرَسَ فِيهِ. وَقَالَ رؤبة: وَقد بَنَى بَيْتا خفيّ المُنْزَبَقْ قبز: عَمْرو عَن أَبِيه: القِبْزُ: الرَّجل الْقصير النحيل. قزب: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: القازِبُ: التاجرُ الْحَرِيص مرّة فِي البرِّ وَمرَّة فِي الْبَحْر. والقِزْبُ: اللقب، قَالَه اللحياني. زقب: قَالَ اللَّيْث: زَقَبَهُ فِي جُحْره فانزقبَ فِيهِ، قَالَ: والزَّقَبُ: مَطْرَبةٌ ضيّقةٌ، والواحدة زَقَبَةٌ. وَأنْشد أَبُو عبيد لأبي ذُؤَيْب فِي الزَّقَبِ وَهِي الطُّرق الضيِّقة: ومَتْلَفٍ مثلِ فَرْق الرأْس تخلِجُه مطاربٌ زَقَبٌ أميالُها فِيحُ قَالَ أَبُو عبيد: المطاربُ طرق ضيِّقة، واحدتها مَطربةٌ، قَالَ: والزَّقبُ: الضيِّقة. قَالَ: وَقَالَ الْفراء: انزقبَ فِي الْبَيْت إِذا دخل فِيهِ وانزلق مثله. وَقَالَ أَبُو زيد، يُقَال: زَقَّبَ المكّاءُ تزقيباً إِذا صَاح. وَأنْشد:

وَمَا زَقَّبَ المُكَّاء فِي سُورَة الضُّحَى بنورٍ من الوَسْمِيِّ يَهْتَزُّ مائد وَقَالَ آخر: إِذا زَقَّبَ المُكّاءُ فِي غير روضةٍ فَوَيلٌ لأهل الشاءِ والحمراتِ بزق: قَالَ اللَّيْث: بَزَق وبصق وَاحِد، وَهُوَ البُزاق والبصاق، قَالَ: ولُغة لأهل الْيمن: بَزَقوا أَرضهم إِذا بذروها، وَقد قَالَه ابْن شُمَيْل. ق ز م زمق قزم قمز زقم مزق. قمز: أهمل الليثُ: قَمَزَ. وَسمعت الْعَرَب تَقول: رَأَيْت الكَلأ فِي أَرض بني فلَان قُمزاً قُمزاً، وَذَلِكَ إِذا لم يتوافر (وَلكنه نبت متفرِّقاً) وَكَانَت هَا هُنَا لُمعَةٌ (وَهَا هُنَا لمْعَة) (1) ثمَّ تَنْقَطِع ثمَّ ترى لُمعةٌ أُخْرَى، وَكَذَلِكَ الْحَصَى إِذا اجْتمع مِنْهَا فِي مَكَان صُوبة فَهِيَ قُمزَةٌ أَيْضا (وَجَمعهَا: قمزٌ، وَقَالَ ابنُ مُقبل: يَرْمي النَّجادَ بِحَيْدارِ الحصَا قُمَزا فِي مشيةٍ سُرُح خلط أفانينا) (1) قزم: قَالَ اللَّيْث: القزَمُ: اللَّئِيم الدَّنيءُ الصَّغِير الحبَّةِ. تَقول الْعَرَب: رجل قزَمٌ وَامْرَأَة قزَمٌ وَهُوَ ذُو قزَمٍ، ولُغة أُخْرَى: رجل قَزَمٌ، ورجلان قَزَمَانِ وَرِجَال أقْزَامٌ وَامْرَأَة قَزَمَةٌ، وَامْرَأَتَانِ قزَمَتانِ ونساءٌ قزَماتٌ، وَرِجَال قزَمُون، وَيُقَال للِرُّذَالةِ من الْأَشْيَاء قَزَمٌ (والجميع: قُزمُ) (1) . وَأنْشد: لَا بخل خالطهُ وَلَا قزَم وَقَالَ غَيره: غَنَمٌ قزَمٌ أَي رُذالٌ لَا خير فِيهَا، وَإِن شِئْت: غنمٌ أقْزَامٌ، وَكَذَلِكَ الرُّذالة من الْإِبِل قزَمٌ. زقم: قَالَ ابْن دُرَيْد: الزَّقم: شُرْبُ اللبنِ والإفراطُ فِيهِ. وَيُقَال: باتَ يَتزَقَّمُ اللبنَ. وَقَالَ الله جلَّ وعزَّ: {)) ) الرَّحِيمُ إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الاَْثِيمِ} (الدُّخان: 43، 44) . وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: {) (فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَصْلِ الْجَحِيمِ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ} (الصافات: 64، 65) ، وَذكر هَذِه الشَّجَرَة فِي مَوضِع آخر، فَقَالَ: {وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِى القُرْءَانِ} (الْإِسْرَاء: 60) ، وَهِي هِيَ. وافتتنَ بهَا المشرِكون. فَقَالَ اللعين أَبُو جهل: مَا نعرفُ الزَّقوم إِلَّا أكل التَّمر بالزُّبد فتزَقموا (وَقَالَ لجاريته: زقّمينا) (1) .

وَقَالَ بعض الْمُشْركين: النارُ تأكلُ الشجرَ فَكيف ينْبت فِيهَا الشجرُ. وَلذَلِك قَالَ الله: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّءْيَا الَّتِى أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِى القُرْءَانِ} (الْإِسْرَاء: 60) ، وَمَا جعلنَا هَذِه الشَّجَرَة إِلَّا فتْنَة للكفارِ. وَقَالَ اللَّيْث: الزقَمُ: الفعلُ من أكلِ الزَّقُّومِ، والازدِقامُ كالابتلاَعِ. قَالَ: وَلما نَزَلتْ آيَة الزقُّوم لم تعْرِفهُ قُريشٌ فَقدم رجلٌ من إفريقِيَّةَ وسُئلَ عَن الزقُّوم. فَقَالَ الإفريقيُّ: الزقوم بِلُغَةِ إفريقية الزّبد بِالتَّمْرِ. فَقَالَ أَبُو جهل: هَاتِي يَا جاريةُ زبداً وَتَمْرًا نزدَقمه فَجعلُوا يَأْكُلُون مِنْهُ ويتزقمون وَيَقُولُونَ: أفبهذا تُخَوِّفُنا يَا مُحَمَّدُ. فَأنْزل الله: {) فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ} (الصافات: 64) . وَقَالَ الْكسَائي وَأَبُو عَمْرو: الزقْمُ واللقمُ واحدٌ، وَالْفِعْل زقَمَ يزقُمُ ولقِمَ يلقَمُ حكى ذَلِك عَنْهُمَا إسحاقُ بن الْفرج. مزق: قَالَ اللَّيْث: المزق: شقّ الثِّيابِ. وَيُقَال: صَار الثوبُ مزقاً أَي: قطعا وَلَا يكادونَ يقولونَ مِزقةً للقطعةِ وَكَذَلِكَ مِزَقُ السَّحابِ قطعهُ. وَيُقَال: ثَوْبٌ مَزِيقٌ مَمْزوقٌ مُتَمزِّق مُمَزَّق، ومَزْقُ العِرضِ شَتمه. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: مزَق الطائرُ وذَرَق يمزق ويذرُق إِذا رمى بِهِ. قَالَ اللَّيْث: ناقَةٌ مِزاقٌ: سَرِيعة جدّاً يكادُ جلدُها يتمزّق مِنْ سرعتها، وَأنْشد: فَجاءَ بِشَوْشَاةٍ مِزَاق ترى بهَا نُدُوباً مِنَ الأَنْسَاع فذّاً وتَوْأَمَا أَبُو عبيد: ناقَةٌ شَوْشاةٌ: مِزاقٌ سريعةٌ، وَجعل ذُو الرُّمَّةِ الفرَسَ مِزاقاً أَي سرِيعةً خَفِيفَة فَقَالَ: أفاؤُوا كلَّ شاذبة مِزَاق بَرَاها القَوْدُ واكْتَسَتِ اقورارا وَفِي (النوادِرِ) : مازَقْتُ فلَانا ونازَقتهُ منازَقَةً وممازقة: أَي: سابقته فِي العَدوِ، ومُزيقياءُ لقب عَمْرو بن عَامر جدّ الأنصارِ. وَقيل: إنهُ لُقبَ بمزيقياء لِأَنَّهُ كانَ يلبسُ كلَّ يومٍ ثوبا فَإِذا أمْسَى مزَّقه عَنهُ ووهبه وَهُوَ الْقَائِل: أنَا ابنُ مُزَيقيا عَمْرو وجَدِّي أَبوهُ عامرٌ ماءُ السَّماءِ وَقَالَ ابْن دُرَيْد: المزقَةُ: طائرٌ صغيرٌ وَلَيْسَ بثبت. وَقَالَ: مَزَقَ لِحْيته وزَبقها إِذا نتفَها. زمق: قَالَ ابْن دُرَيْد: زمق لحيتهُ وزبقها إِذا نتفها.

الجزء 9

(أَبْوَاب بَاب الْقَاف والطاء) ق ط د ق ط ت ق ط ظ. ق ط ذ أهملها اللَّيْث كلهَا. وَقد اسْتعْمل من جَمِيع وجوهها: (ذقط) . ذقط: قَالَ أَبُو عُبيد: وَنَم الذُّبَابُ وذَقَطَ: بمَعْنى واحدٍ. (قالَ: وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: ذَقَط الطّائِرُ يَذْقُطُ ذَقْطاً، إذَا نَزَا. وَأنْشد: لَقدّ وَنَم الذُّبَابُ عَلَيهِ حَتّى كَأَنَّ وَنِيْمَهُ نُقَطُ المِسدَادِ ثعلبٌ عَن ابنِ الأَعرابيِّ: الذَّاقِطُ: الذُّبَابُ الكَثِيرُ السّفَادِ. وَقَالَ غيرُه: الذُّقَطُ: ذُبابٌ صَغِيرٌ، يدخُلُ فِي عُيُونِ النّاسِ، وجمعُهُ: ذُقْطَانٌ. وقالَ الطّائِفِيُّون: من ضُرُوبِ الذُّبَابِ: الذُّقَطُ، وَهُوَ الّذي يَكُونُ فِي البُيُوتِ. وَحَكَى أَبُو تُرابٍ عَنْ بَعْضِ بَنِي سُلَيمٍ يُقَالُ: تَذَقَّطْتُ الشَّيءَ تَذَقُّطاً، وَتَبقَّطْتُهُ تَبَقُّطاً، إِذا أَخَذْتَهُ قَلِيلاً قَلِيلاً، ذَكَرَهُ فِي بابِ: اعْتِقَابِ الباءِ والذَّالِ. (ق ط ث: مهمل) . ق ط ر قطر قرط طرق رقط: مستعملة. قطر: قَالَ الليثُ: قَطَرَ الماءُ قَطْراً وَقَطَرَاناً. قالَ: وجَمْعُ القَطرِ، قِطَارٌ والقِطَارُ: أَن تقْطُرَ الإبلَ بعضَها إِلَى بَعْضِ عَلَى نَسَقٍ واحِدٍ، والمِقْطَرَة اشْتُقَّتْ اسْماً مِنْهُ؛ لأنَّ مَنْ حُبِسَ فِيهَا كانُوا عَلَى قِطارٍ واحِدٍ، مَضْمُومٌ بعضهُم إِلَى بَعْضٍ أرجُلُهُمْ فِي خُرُوقٍ خَشَبَةٍ مَفْلُوقَةٍ كلُّ خَرْقٍ عَلَى قَدْرِ سعَةِ السَّاقِ. أَبُو عُبيد عَن الكِسائيِّ: قَطَرَ الرَّجُلُ

فِي الأرْضِ قُطُوراً، ومَطَرَ مُطُوراً، إذَا ذَهَب فِيها. وَقَالَ شَمِر: يُقالُ: تَقَطَّر عَنِّي، أيْ: تَخَلَّفَ عنِّي، وَأنْشد: إنِّي عَلَى مَا كانَ مِنْ تَقَطُّرِي عَنْكَ ومَا بِي عَنْكَ مِنْ تَأَسُّرِي ويُقَالُ: تَقَطَّرَ فلانٌ لِلقتَالِ تَقَطُّراً، وتَقَتَّرَ وتَشَذَّرَ، إذَا تَهَيَّأَ لَهُ، وتَحَرّفَ لِذلِكَ. قالَ ذلكَ أَبُو عُبَيدٍ: (قالَ ابنُ الأَعرابيِّ: تَشَذَّرَ فُلانٌ وتَقَتّرَ وتَقَطَّر وتَشَزَّنَ إِذا تَهَيَّأ للحَمْلَةِ. وَرَوى ابنُ شُمَيل عَن هِشَامٍ عَن ابنِ سِيرِينَ: أنَّهُ كانَ يَكرَهُ القَطَر. قالَ: والْقَطَرُ أَنْ يَزِنَ جُلّةً مِنْ تَمْرٍ، أَو عِدْلاً من المَتَاعِ والحَبِّ ويَأْخُذَ مَا بَقِيَ عَلى حِسَابِ ذلِكَ، وَلَا يِزِنُ. وقالَ أَبُو مَعَاذٍ: القَطَرُ: هُوَ البَيْعُ نَفْسُهُ. وقالَ أَبُو العَبَّاسِ: قَالَ ابنُ الأعرابيِّ: المُقَاطرَةُ: أَن يَأْتِيَ الرَّجُلُ إِلَى رَجُلٍ فَيَقُولَ لَهُ: بِعْنِي مَا لَكَ فِي هَذَا البَيْتِ من التّمرِ جُرافاً بِلَا كَيْلٍ وَلَا وَزْنٍ فَيَبِيعَهُ. وَأَخْبَرَني المُنْذِرِيُّ عَن الصَّيْدَاوِيّ عَنِ الرَّياشِيِّ، قالَ: يُقالُ: أكْرَيْتُهُ مُقَاطرةً إِذا أكراهُ ذَاهِباً وجَائِياً، وأكْريتُهُ وُضْعَةً و (تَوْضِعَةً) إذَا أَكْراهُ دَفعَةً. وقالَ الله جلّ وعزّ: {سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ} (إِبْرَاهِيم: 50) . قِيلَ، وَالله أعْلَمُ: إنَّهَا جُعِلَتْ مِنَ القَطِرَانِ؛ لأنهُ يُبالغُ فِي اشْتِعَالِ النَّارِ فِي الجُلُودِ. وَقَرأهَا ابنُ عَبَّاسٍ: مِنْ قِطْرٍ آنٍ. والقِطْرُ: النُّحاسُ، والآني الَّذي قَدِ انْتَهى حَرّهُ. وَقالَ الليثُ: القَطِرَانُ والقِطْرَانُ: لُغَتَانِ، وَهُوَ يَتَحَلَّبُ من شَجَرِ الأَبْهُلِ، يُطْبَخُ، فَيتَحلَّبُ مِنْهُ. وقولُه جلّ وعزّ: {تَنفُذُواْ مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ} (الرحمان: 33) . أقْطَارُهَا: نَواحِيْهَا، واحِدُها: قُطْرٌ. وَكَذَلِكَ أَقْتَارُها، واحدُها: قُتْرٌ. وَقالَ ابنُ مَسْعُودٍ: لَا يُعْجِبَنَّكَ مَا تَرى من المَرْء حَتَّى تَنْظُر عَلَى أَيِّ قُطْرَيْهِ يَقَعُ. أَيْ: عَلَى أيِّ. شِقَّيْهِ يَقع فِي خَاتمه عمله؟ أَعلى شقّ الْإِسْلَام أَو غَيره؟ . وأقْطارُ الفَرسِ: مَا أشْرَفَ منهُ: وَهُوَ كَاثِبَتُهُ، وعَجُزُهُ. وكَذلِكَ أَقْطارُ الجَبَل والجَمَلِ: مَا أشْرَفَ من أعاليهِ. الْأَصْمَعِي: طَعَنَه فَقَطَّرهُ، إِذا ألْقَاهُ عَلَى أحَدِ قُطْرَيْهِ وَصَرَعَهُ. وَقَالَ اللَّيْث إِذا صَرَعْتَ الرَّجُلَ صَرْعَةً شَدِيدةً قُلْتَ: قَطَّرْتُهُ، وأَنشَدَ: قَدْ عَلِمَتْ سَلْمَى وَجَاراتُهَا مَا قَطَّرَ الفَارِسَ إِلَّا أنَا

وبَعِيْرٌ قاطِر، وَهُوَ الَّذِي لَا يَزالُ يَقْطُرُ بَوْلُهُ. أَبُو عبيد عَن الأصمعيِّ: إِذا تَهَيّأ النَّبْتُ لِليُبْسِ، قيلَ: قد أقْطَارَّ أَقْطِيراراً، وَهُوَ أَن يَنْثَني ويَعْوَجَّ، ثمَّ يَهِيج يَعْني: النَّباتَ، وقالَ أَبُو عُبَيدٍ: القَطَرُ: العُودُ الَّذِي يُتَبَخَّرُ بِهِ، والمِجْمَرَةُ: مِقْطَرَةٌ. وَقَالَ امرؤُ القَيْسِ: كَأَن المُدامَ وصَوْبَ الْغَمَامِ وريحَ الخُزَامى ونَشْرَ الْقَطَرْ أَبُو عبيد عَن أبي عمرٍ و، قالَ: الْقَطر: نَوْعٌ مِنَ الْبُرُودِ، وأنشَدَ: كَسَاكَ الْحَنْظَليُّ كِسَاءَ صُوْفٍ وقِطْريِّاً فأَنْتَ بهِ تَفِيْدُ شمر عَن الْبَكْراوي، قالَ: الْبُرودُ الْقِطْريّةُ حُمرٌ لهَا أعْلاَمٌ، فِيهَا بَعْضُ الْخُشُونَة. وقالَ خَالِدُ بنُ جَنْبَةَ: هِيَ حُلَلُ تُعْمَلُ بِمكَانٍ لَا أدْري أينَ هُوَ؟ وَهِي جِيَادٌ وَقد رأَيْتُها، وَهِي حُمر تأتِي من قِبَلِ البَحْرينِ. قُلْتُ فِي أَعراضِ الْبَحْرينِ عَلَى سَيْفِ الْبَحْرِ بَين عُمَانَ والعُقَيرِ: مدينةٌ يُقَال لَهَا: قَطَر، وأَحْسِبُهُمْ نَسَبُوا هذِهِ الثِّيابَ إِلَيْهَا، فَخَفَّفُوا، وَقَالُوا. قِطْريُّ وَالْأَصْل. قَطَرِيّ. كَمَا قَالُوا: فَخْذٌ للفَخِذِ. وَقَالَ جرير: لَدَى قَطَرِيَّاتٍ إذَا مَا تَغَوَّلَتْ بِها البِيْدُ غَاوَلْنَ الحُزُومَ الفَيَافِيَا أرادَ بالقَطَرّياتِ: نَجَائِبَ نَسَبهَا إِلَى قَطَرَ، لأنّه كانَ بِها سُوقٌ فِي قَدِيمِ الدَّهْرِ. وقالَ الرّاعِي فَجعل النَّعامَ قَطَرِيةً: الأَوبُ أوبُ نَعَائِم قَطَرِيّةٍ والآلُ آلُ نَحَائِصٍ حُقْبِ نَسَبَ النّعائِمَ إِلَى قَطَر، لاتّصالِها بِالبَرّ ومُحَاذَاتِهَا رِمَالَ يَبْرِيْنَ (وَالله أعلم) . (فالنَّعَائِمُ تَبيضُ فِيهَا فَتُصادُ وتُحْمَلُ إِلَى قَطَر) . ويُقَالُ: آقطَرّتِ النّاقَةُ اقْطِراراً، فَهِيَ مُقْطَرَّةٌ، وَذَلِكَ إِذا القِحَتْ فَشَالَتْ بِذَنَبِها، وشَمَخَتْ بِرأسِها. قلتُ: وَسَماعي من العَرب بِهَذَا المَعْنى: أقمَطَرَّتْ فهيَ مُقْمَطِرَّةُ (وكأنّ المِيْمَ زائِدَةٌ فِيهَا) : (وَلَسْتُ من: أَقْطَرَّتْ عَلَى ثِقَةٍ) . وَقَالَ الليثُ: قَطُوراءُ مَمْدود اسمُ نَبْتٍ: وهيَ سَوادِيةٌ. سلمةُ عَن الفَرّاء: القُطاريّ: الحَيَّةُ مأخوذٌ من القُطارِ، وَهُوَ سَمُّهُ الّذي يَقْطُرُ من كَثْرَتِه. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍ و: القُطَارية: الحَيَّةُ. ثعلبٌ عَن ابنِ الأعرابيِّ قَالَ: قَطَرْتُ الثَّوْبَ، وَلَقَطْتُهُ ونَقَلْتُهُ ولهَطْتُهُ ونَصَحْتُهُ بِمعْنى واحِدٍ. قَالَ: والقُطَيْرَةُ: تَصْغِيرُ القُطْرَةِ، وَهُوَ الشّيءُ التّافِهُ الخَسِيسُ، (وَمِنْه قَولُه: يَا قُطَيْرُ بْنَ القُطَيْرَةْ) . رقط: يقالُ: تَرَقَّطَ ثوبُه تَرقُّطاً، إِذا تَرشَّشَ عَلَيه مِدَادٌ أَو غَيرُهُ، فَصَارَ فِيهِ نُقَطٌ.

وَدَجَاجَةٌ رَقْطاءُ، إِذا كَانَ فِيهَا لُمَعٌ بِيْضٌ وسُوْدٌ، وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: (تكُونُ فيكُم اربَعُ فتَنٍ: الرَّقْطاءُ والمُظْلِمَةُ وَكَذَا وَكَذَا) . أَبُو عُبيد عَن أبي زَيْدٍ: نَعْجَةٌ رَقْطَاءُ: هِيَ الَّتِي فِيهَا سَوادٌ وبَيَاض. قرط: قَالَ الليثُ: القُرْطُ: مَعْروفُ يكونُ فِي شَحْمَةِ الأُذُنِ، وجَمْعُهُ: قِرَطَةٌ. وجَاريةُ مُقَرَّطَةٌ. قالَ: والقِرَاطُ شُعْلَةُ السِّراجِ. وقالَ ساعدةُ الهُذَلِيُّ، يصف نصالاً) : مُسَالاَتُ الأغِرَّةِ كالقِرَاظِ مُسالاتُ: جَمْعُ المُسَالَةِ وَهِي: المحَدَّدَةُ، والأَغِرَّةُ: جَمْعُ الغِرارِ، وَهُوَ الحَدُّ. والقُراطَةُ: مَا يُقْطَعُ من أَنْفِ السِّراجِ، إِذا غَشِي. ثَعْلَب عَن ابْن الأَعرابيَّ، قَالَ: القِراطُ: السِّراجُ وَهُوَ: الهِزلِقُ. وأَخبرني المُنْذِريُّ عَن أبي الهَيْثمَ، أنَّه قالَ: القِيْراطُ فِي الوَزْنِ، أَصْلُهُ: قِرَّاطٌ وجمعُه: قَرارِيطُ، كَمَا قَالُوا: دِيْباجٌ، وَجمعه: دَبَابِيْجُ، (وَدِينار، وجَمْعُهُ: دَنَانِيرُ) . وَقَالَ ابْن دُرَيد: أصل القِيراطِ من قَوْلهم: قَرَّطَ عَلَيهِ، إذَا أعْطاهُ قَليلاً قَليلاً. (وَيُقَالُ للدرّة تُعَلَّقُ فِي الأُذُنِ: قُرْطُ، وللتُّومَةِ فِي الفِضّةِ قُرْط، وَللمَعَاليق من الذَّهَبِ: قُرْطٌ، والجَمْع فِي ذَلِك كُله: قِرَطه) . وَقَالَ الليثُ: القَرَطُ: شِيَةٌ حَسَنَةٌ فِي المِعْزَى، وَهُوَ أَن يكونَ لَهَا زَنَمتان مُعَلَّقَتَانِ من أُذُنَيها، فَهِيَ قَرْطاءَ، والذَّكَر: أقْرَطُ و (مُقَرَّطٌ) . ويستَحَبُّ فِي التَّيْسِ، لأنّه يكونُ مِئْناثاً. والفِعْل قَرِطَ قَرَطاً. أَبُو عَمْرو: القِرْطِيْطُ: الدّاهِيَةُ، وَأنْشد: سَأَلْنَاهُمْ أَنْ يُرْفِدُونا فَأَحْبَلُوا وجاءَتْ بِقِرْطِيطٍ مِنَ الأمْر زَيْنَبُ وَقَوله: وقَرَّطُوا الخَيْلَ مِنْ فَلْجٍ أَعِنَّتها مُسْتَمْسِكٌ بِهَوَاديهَا ومَصْرُوع وَفِي حَدِيثِ النُّعْمَانِ بنِ مُقَرِّنٍ: أنَّه أَوْصَى أصْحَابهُ يَوْمَ نَهَاوَنْدَ فَقَالَ: (إِذا هَزَزْتُ اللِّوَاءَ فَلْيَثِبْ الرِّجالُ إِلَى خُيُولهَا فَيُقَرِّطُوهَا أعِنَّتِهَا) ، كأنَّهُ أمَرَهُمْ بإلْجَامِهَا (قالَ بعضُهُمْ: تَقْريطُها إلجامها) . وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: تَقرِيطُ الفَرَسِ، لَهُ مَوْضِعَانِ، أحُدُهُمَا: تَرْكُ اللِّجامِ فِي رَأْسِ الفَرَسِ. وَالثَّانِي؛ إِذا مَدَّ الفارِسُ يَدَهُ حَتَّى يَجْعَلَهَا عَلَى قَذَالِ فَرَسِهِ، وَهْيَ تَحْضُرُ. وقيلَ: تَقْرِيطُها: حَمْلها على أشَدِّ الحُضْرِ، وذَلِكَ أنَّها إِذا اشْتَدَّ حُضْرُها، امتَدَّ الْعِنَانُ على أُذُنيْها، فَصارَ كالْقُرْطِ. وروى ابنُ دُريد، لِيُونُسَ أنَّهُ قالَ: القِرْطِيُّ: الصَّرْعُ على القَفَا. (أَبُو عُبَيْدٍ عَن الأصمعيُّ: مِنْ مَتَاعِ الرَّجُل: البَرْذَعَةُ،

وَهُوَ الْحِلْسُ للبَعير، وَهُوَ لِذَواتِ الحافرِ: قِرطَاطٌ، وقرطان قالَ: والطِّنْفَسَةُ الَّتي تُلْقى فَوْقَ الرَّحْلِ تُسَمَّى: النُّمْرُقَةَ) . ابنُ دُرَيْدٍ: القِرْطانُ، والقِرْطَالُ، والقِرطَاطُ: شِبْهُ الوَلْيَةِ للرَّحْلِ والسَّرْجِ. ويقالُ: مَا جَادَ لنا بِقِرْطِيطٍ، أيْ: بِشَيءٍ يَسِيرٍ. قلتُ: ولَيْسَ فِي كلامِ العَرَبِ: (فِعْلِيل) . طرق: فِي حديثِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (الطِّيْرَةُ والعِيافَةُ والطَّرْقُ من الجِبْتِ) . قالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الطَّرْقُ: الضَّرْبُ بالحصَا. ومنهُ قَوْلُ لَبيْدٍ: لَعَمْرُكَ مَا تَدْرِي الطَّوَارِقُ بالْحَصَا وَلَا زَاجِراتُ الطُيْرِ، مَا اللَّهُ صانعُ قَالَ الزَّجَاجُ: والطَّرْقُ: الخَطّ، وَهُوَ الزجْرُ والكهَانَةَ. والّذِينَ يَفْعَلُونَ ذلِكَ: طُرَّاقٌ، والنِّسَاءُ طَوَارِقُ، وأنشدَ بَيْتَ لَبِيدٍ. قالَ: وأصلُ الطّرْقِ: الضَّرْبُ. ومنْهُ سُمِّيَتْ مِطرَقَةَ الصَّائِغِ والحَدّادِ؛ لأَنّهُ يَطرُق بهَا، أيْ: يَضْرِبُ بهَا وكذلكَ، عَصَا النّجّاد الذِي يضْرِبَ بهَا الصُّوْفَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: والطرْق فِي غَيْرِ هَذَا: الماءُ الذِي قَدْ خَوَّضَتْهُ الإبلُ، وَبَوَّلَتْ فِيهِ، فَهُوَ طَرْق ومَطرُوق، ومنْهُ قَوْلُ إبْرَاهِيمَ فِي الوضُوء بالماءِ الطرْق أحبُّ إليَّ من التَّيَمُّمِ) . وَمن أمثالِ العَرَب المضْرُوبَةِ لِلّذي يُخَلِّطُ فِي كلامِهِ ويَتَفَنّنُ فِيهِ، قَوْلهم: (أَطرُقِي ومِيشى) . فالطَّرْق: ضَرْبُ الصُّوفِ بالعَصَا، والْمَيْشُ: خَلْطُ الصُّوفِ بالشّعرِ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: الطَّرْقُ: أَن يَخُطَّ الرَّجُلُ فِي الأَرضِ بإِصْبَعَيْن ثمَّ بأُصْبَعٍ، ويقولُ: (ابنَيْ عِيَانٍ أسَرِعَا البَيَانَ) ، قالَ: وهُو ضَرْبٌ من الكَهَانَةِ. قالَ: والطرْق: أَن يَخْلِطَ الكاهِنُ الْقُطْنَ بالصُّوفِ، فَيَتكَهَّنَ. قلتُ: وتَفْسِيرُ الطرْق الَّذِي جَاء فِي الحَدِيثِ مَا فَسّرَهُ أَبُو عُبَيْدٍ وقولُ الله جلّ وعزّ {} {وَالطَّارِقِ وَمَآ أَدْرَاكَ} (الطارق: 1، 2) ؟ . قالَ الفَرَّاءُ: الطارِق: النّجْمُ: لأنَّهُ يَطْلُعُ بالليلِ، ومَا أتاكَ لَيلاً فَهُوَ طَارِق، وَقَدْ فَسَّرَهُ، فقَالَ: {الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ} (الطارق: 3) . وَقد طَرَق يَطرُقُ طُرُوقاً. ويروي عَن هِنْدٌ بنتِ عُتْبَةُ، أَنَّهَا قَالَتْ يَوْمَ أُحُدٍ وَهِيَ تَحُضُّ الْمُشركِينَ عَلَى الْحَرْبِ، (وتَضْرِبُ بالدُّفِّ مِنْ ورائهِمْ، وتَقُولُ) . نَحْنُ بَنَاتُ طارِقِ لَا نَنْثَني لِوامِقِ إنْ تَقْبِلوا نُعانِق أَو تُدْبروا نُفَارِق (فِرَاقَ غَيْرِ وَامِقِ)

أَرَادَت نحنُ: بناتُ ذِي الشَّرَفِ فِي النَّاسِ، كأنَّهُ النَّجْمُ الوَقَّادُ (باللَّيْلِ) فِي عُلُوِّ قَدْرِهِ. وَقَالَ الفَرّاءُ فِي قَوْلِ الله جلّ وعزّ: {وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى} (طه: 63) . قَالَ: الطَّريقَةُ: الرِّجَالُ الأَشْرافُ، يُقالُ: هَؤُلَاءِ طَرِيقَةُ قَوْمِهِمْ، وطَرائِق قَوْمِهِمْ. قالَ: وقولُه جلّ وعزّ {كُنَّا طَرَآئِقَ} (الْجِنّ: 11) من ذَلِك (وَقَالَ الزّجَاج: {ذَلِكَ كُنَّا طَرَآئِقَ} أيْ: جَمَاعاتٍ مُخْتَلفةً. وَقَالَ الأَخْفَشُ فِي قَوْلِهِ جلّ وعزّ: {بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى} ، أَي: بِسُنَّتِكُمْ ودِينكُمْ، وَمَا أَنْتُمْ عَلَيْه. وَقَالَ الفَرّاء فِي قَوْله: كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدَاً) أَي: كُنَّا فِرَقاً مُخْتَلِفَة أهواؤُنا. والطَّرِيقَةُ: طريقَةُ الرَّجُلِ. وَقَالَ أَبُو إسْحَاقَ. فِي قَوْله تَعَالَى: {حَطَباً وَأَلَّوِ اسْتَقَامُواْ عَلَى الطَّرِيقَةِ لاََسْقَيْنَاهُم} (الْجِنّ: 16) أرادَ: لَو اسْتَقَامُوا عَلَى طَرِيقَةِ الهُدَى. وَقَدْ قِيْلَ: عَلَى طَرِيقَةِ الكُفْرِ. وَقَالَ غيْرُهُ: فلانٌ حَسَنُ الطَّرِيقَةِ، أيْ: حَسَنُ الخَلِيْقَةِ. وكلُّ لَحْمَةِ مُسْتطِيْلَةٍ، فَهْي طَرِيقَةٌ ويقالُ للخَطِّ الذِي يَمْتَدُّ عَلَى ظَهْرِ الْحِمَارِ: طَرِيقَةٌ. وَقَالَ الليثُ: كلُّ أخْدُودٍ من الأَرْضِ، أَو صَنِفَةِ ثَوَبٍ، أَو شَيْءٍ مُلْصَقٍ بعضُهُ بِبَعْضٍ، فَهُوَ طَريقَةٌ، وَكَذَلِكَ من الأَلْوَان. قَالَ: وَالسَّمَاوَات السَّبع والأرضون السَّبع طرائق بَعْضهَا فَوق بعض والطَّرِيقَةُ: الحَالُ. يُقَالَ: هُوَ عَلى طَرِيقَةِ حَسَنَةٍ، وطَريقَةٍ سَيِّئَةٍ. وَقَالَ الفَراءُ فِي قولِ الله جلّ وعزّ: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَآئِقَ} (الْمُؤْمِنُونَ: 17) ، يَعْني: السَّمَاوَات السَّبع، كلُّ سَمَاء طَرِيقَهُ. أَبُو عُبَيْدٍ: الإطْرَاقُ: يكونُ من السُّكُوتِ، وَيكون أَيْضا اسْتِرْخَاء فِي الجُفُونِ. وَأنْشد: وَمَا كُنْتُ أَخْشَى أَن تَكُونَ وفاتُه بكَفْي سَبَنْتَى أَزرقِ العَيْنِ مُطرِق قَالَ: وقَالَ الأَصْمَعيُّ: رجُلٌ مَطروقٌ، أيْ: ضَعِيفٌ. وَقَالَ ابنُ أحْمَرَ: وَلَا تَحْلَىْ بِمَطروقٍ إذَا مَا سَرَى فِي القَوْمِ أصْبَحَ مُسْتَكِيْنَا يُخاطِبُ امرأتَهُ. وامرأةٌ مطروقَةٌ: ضَعِيْفةٌ ليسَتْ بِمُذَكَّرَةٍ. وَيُقالُ: بَعِيْرٌ أَطْرَقُ، ونَاقَةٌ طَرْقَاءُ بَيْنَهُ الطرَقِ، إِذا كانَ فِي يَدَيْهِ لِينٌ. ويُقالُ: فِي الرَّجُل: طرِّيقَةٌ، أيْ: استِرْخَاءٌ. وَيُقَالُ: إنْ تَحْتَ طرِّيقَتِكَ لَعِنْدَأَوةً، أيْ: إنْ تَحْتَ سُكُونِكَ لَنَزْوةً وطِمَاحاً. وقَال الليثُ: أمُّ طريقٍ هِيَ الضَّبُعُ، إِذا

دَخَلَ الرَّجُلُ عَلَيُها، وجَاءَها قَالَ: أطْرقِي أُمَّ طرِّيقِ لَيْسَتِ الضَّبُعُ هَاهُنا. قَالَ: وَرَجُلٌ طرِّيقٌ: إذَا كانَ كَثيرَ الإطْرَاقِ (فَرَقَا) قَالَ: والكَرَوَانُ الذَّكَرُ: اسمُهُ طِرِّيقٌ؛ لأنَّهُ، إذَا رأى الرِّجُلَ سَقَطَ وأطْرَقَ. وزَعَم أَبُو خَيْرةَ: أَنهم إِذا صَادُوهُ فَرَأَوْهُ من بَعِيدٍ أَطَافُوا بِهِ، وَيقُولُ أحدُهُمْ: أطْرِقْ كَرى، إنَّكَ لَا تُرَى) حتّى يَتَمكَّنَ منْهُ، فَيُلْقِيَ عَلَيه ثَوْباً، ويأخذُهُ. وَفِي حَديثِ فَرائِضِ صَدَقاتِ الإِبِلِ: (فَإذَا بَلَغَتِ الإِبِلُ كَذَا، فَفِيها حِقّةٌ طَرُوقَةُ الفَحْلِ) . الْمَعْنى: فِيها نَاقَةٌ حِقَّةٌ، يَطْرُقُ الفَحْلُ مِثْلَها، أَيْ: يِضْرِبُها. وَقَالَ الليثُ: كلُّ امرأَةٍ طَرُوقَةُ بَعْلِها وكلُّ نَاقَةٍ طَرُوقَةُ فَحْلِها، نَعْتٌ لَهَا من غيرِ فِعْلٍ لَهَا. قالَ: ويُقَالُ للقَلُوصِ الَّتِي بَلَغَتْ الضّرابَ وأَربَّتْ بالفَحْلِ فاخْتَارَها من الشَّوْلِ: هِيَ طَرُوقَتُهُ. ويُقالُ للمُتَزَوجِ: كيفَ وَجَدْتَ طَروقَتَكَ؟ قلتُ: فَطروقَةٌ بِمَعْنى: مَطْروقَةٍ: كَمَا يُقَال: جَلُوبَةٌ بِمَعْنى: مَجْلوبَةٍ، وركوبةٌ بِمَعْنى: مَرْكوبَةٍ. وَقَالَ الأصمعيّ: يَقُولُ الرجلُ. للرجلِ: اعِرْني طَرْقَ فَحْلِكَ العَامَ، أَي: ماءَهُ وضِرَابَه. وَمِنْه يُقالُ: جَاءَ فُلانٌ يَسْتَطْرِقُ: فأُطْرِقَ. وَفِي حَدِيثَ عَمْرٍ وبنِ العَاصِ: أَنه قَدِمَ على عُمَرَ من مِصْرَ، فَجَرَى بَيْنَهُما كَلامٌ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: (إنّ الدَّجَاجَةَ لتَفْحَصُ فِي الرّمادِ، فَتَضَعُ لِغَيْرِ الفَحْلِ. والبَيْضَةُ مَنسْوبَةٌ إِلَيّ طَرْقِها فَقَامَ عَمْروٌ، مُتَربّدَ الوَجْهِ) . قولُهُ: مَنْسُوبةٌ إِلَى طَرْقِها، أيْ: فَحْلِهَا. وأَصْلُ الطَّرْقِ: الضْرابُ، ثمَّ يُقَالُ للضّارِبِ: طَرْقٌ بالمَصْدَرِ والمَعْنى: أَنَّه ذُو طَرْقٍ، وقالَ الرّاعي يَصِفْ إبِلاً: كانَتْ هَجَائِنُ مُنْذِرٍ ومُحَرِّقِ أُمّاتِهِنَّ وطرقُهُنَّ فَحِيْلاً أَي: وَكَانَ ذُو طَرْقِهِنَّ فَحْلاً فَحيلاً، أَي منجبا. أَبُو عُبَيدٍ عَن الأصْمَعيّ: طَارَقَ الرَّجُلُ نَعْلَيْهِ، إِذا أَطْبقَ نَعْلاً على نَعْلٍ فَخُرِزَتَا وطارَق الرّجُلُ بَيْنَ ثَوَبَيْنِ، إِذا لَبِسَ ثَوْباً على ثَوْبٍ، وَهُوَ الطِّرَاقُ، وقدْ اطَّرَقَ جَناحا الطّائِر، إِذا لَبِسَ الرّيشُ الأَعْلى الأسَفَلَ، ومنهُ قولُ ذِي الرُّمَّةِ: طِرَاقُ الخَوَافي واقِعُ فَوْق رِيْعَةٍ نَدَى لَيْلِهِ فِي رِيْشِهِ يَتَرقْرَقُ ويقالُ: اطَّرَقَتِ الأرْضُ، إِذا رَكِبَ التُّرابُ بعضهُ بَعضاً. ويُقالُ: فِي ريشِهِ طَرَق، أيْ: تَرَاكُبٌ، وأَنشدَ الأصمعيُّ (فِي نعتِ قَطأةٍ) .

سَكَّاءُ مَخْطومَةٌ فِي رِيشها طَرَقٌ سُوْدٌ قَوادِمُها صُهْبٌ خُوافِيهَا وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ للطّائِرِ، إِذا كَانَ فِي ريشِهِ فَتخٌ، وَهُوَ اللين:، فِيهِ طَرَقٌ. ويقَالُ: جاءتِ الإبِلُ مَطَارِيْقَ، ياهذا، إِذا جَاءَ بعضُها فِي أثَرِ بَعْضٍ، وَالْوَاحد: مِطْراقٌ. ويُقالُ: هَذَا مِطْراقُ هَذَا، أَي: مِثْلُه وشِبْهه. وَأنْشد الْأَصْمَعِي: فاتَ البُغَاةَ أَبُو البَيْداءِ مُحْتَزِماً وَلم يُغَادِرْ لَهُ فِي النّاسِ مِطْراقَا ويُقَالُ: هَذَا بعيرٌ مَا بِهِ طِرْقٌ، أيْ (سِمَنٌ وشَحْمٌ) . أَبُو عُبَيدٍ عَن الأصمعيّ: طَرَّقَتِ القَطَاةُ إِذا حَانَ خُروجُ بَيْضِها، وَلَا يُقَالُ ذلكَ فِي غَيْرِ القَطَاةِ. قالَ: وأنشدَ أَبُو عمرٍ وبنُ الْعَلَاء: وَقَدْ تَخِذَتْ رِجْلي لَدَى جَنْبِ غَرْزِهَا نَسِيفاً كأفْحُوصِ القَطَاةِ المُطَرّقِ قالَ: وَضَربَهُ حتّى طَرَّقَ بِجَعْرِهِ وقَالَ أَبُو زيد: طَرَّقْتُ الإبلَ تَطْرِيقاً، إِذا مَنَعْتَهَا عنْ كَلإ وغيرِهِ. (وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ خَرَجَ القَوْمُ مَطَارِيقَ، إِذا خرَجُوا مُشاةً على أقدامِهِمْ بِلاَ دَوَابَّ. وَقَالَ شمرُ: لَا أعْرِفُ مَا قالَ أَبُو زَيْدٍ فِي: (طَرَّقْتُ) بالقافِ، وقَدْ قَالَ ابنُ الأعرابيّ. (طَرَّفَهُ) بالْفاء إِذا طرَدَهُ. الأصمعيّ: اخْتَضَبَتِ الْمَرْأَةُ طرْقاً أَو طَرْقَيْنِ، أَي: مَرَّةً أَو مَرّتَيْنِ وَقَالَ الليثُ: الطرْقُ: كلُّ صَوْتٍ مِنَ الْعُوْدِ، ونَحْوِهِ: طَرْقٌ على حِدةٍ. يَقُولُ: تَضْرِبُ هَذِه الجَارِيَةُ: كَذَا وكَذا طَرْقاً. قالَ: والطرْقُ حِبَالَةٌ يُصَادُ بهَا الْوَحْشُ تُتَّخَذُ كالْفَخِّ. ثعلبٌ عَن ابنِ الأعرابيِّ: الطّرق: الفَخُّ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي أنَا آتِي فُلاَناً بالنّهَارِ طرْقَةً أَو طرْقَتَيْنِ، أيْ: مَرّةً أَو مَرْتينِ، وأنشدَ شمر قولَ لبيد: فإنْ يُسْهِلُوا فالسَّهْلُ حَظِّي وطرقَتِي وإنْ يُحْزِنُوا أرْكَبْ بِهِم كلّ مَرْكِبِ قَالَ: طُرْقَتي: عادَتي. ثعلبٌ عَن ابْن الأعرابيّ: فِي فلانٍ طُرْقَةٌ وحِلَّةٌ وتَوْضِيْعٌ، إِذا كانَ فِيهِ تَخْنِيثٌ. أَبُو مَالك: طرَّقَ فُلانٌ بالحَقِّ تَطْريقاً. إِذا كَانَ يَجْحَدُ بِهِ، ثمْ أقرّ بَعْدَ ذلِكَ. ونحوَ ذلكَ قَالَ أَبُو زَيْدٍ. شمر عَن ابنِ الْأَعرَابِي: طارَق فلَان بينَ ثَوْبينِ وصافقَ وطَابقَ: بِمَعْنى واحدٍ، قَال: وأطرَقْتُ نَعْلِي وطرقْتُهَا، قالَ: والجِلْدُ الّذي تَضْرِبُها بِهِ: الطِّراق. وَقَالَ ابْن حِلِّزَةَ: وطرَاق مِنْ خَلْفِهِنّ طرَاق ساقطاتٌ تُلْوَى بِها الصّحْراءُ

يَعْنِي: نِعَالَ الإبِلِ. قَالَ: وطراق بَيْضَةِ الرّأس طَبَقَاتٌ، بَعْضُها فَوْق بَعْضٍ والمَجَانُّ المُطرّقَةُ: مَا يكونُ من جِلْدَينِ، أحدُهُما فَوْق الآخرِ. والّذِي جَاءَ فِي الحَدِيثِ (كأنّ وجُوهَهُمُ المجَانُّ المُطرّقَةُ) . أرادَ: أنهُمْ عِراضُ الوُجُوهِ غِلاَظُهَا، (وهُمْ التُّرْكُ) . وتطَارَق القَوْمُ، إِذا تَبِعَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً (وأقْبَلَتْ الإبُل مَطَاريقَ) . وَقَالَ الليثُ: الطِّراق: الحَدِيدُ الّذِي يُعرّضُ ثمَّ يُدَارُ فَيُجْعَلُ بَيْضةً، أَو ساعِداً، ونَحْوَهُ. فكلُّ طبقةٍ على حِدَةٍ: طِرَاق. وجِلْدُ النّعْلِ: طِراقُها. وروى ابْن الفَرَج، لِبَعْضِ بَني كِلاَبٍ: أَنه قالَ: مَرَرْتُ عَلى عَرَقَةِ الإبِلِ وَطَرَقَتِها، أَي: على أَثَرِها. وَقَالَ الأصْمَعِيُّ: هِيَ الطَّرَقَةُ والعَرَقَةُ: للصَّفِ والزرْدَقِ. وَطَرَقَتْنَا طارِقَةٌ من خيرٍ وشَرَ. ويُقَالُ: اللهُمَّ إنَّا نَعُوذُ بكَ مِنْ طَوارِقِ السُّوء. أَبُو عبيدٍ عَن أبي زَيْدٍ والكِسَائي: قومٌ مَطارِيقُ، أيْ: رَجَّالَةٌ، واحِدُهُمْ: مُطْرِقٌ، وَهُوَ الراجِلُ. قالَ الليثُ: الطَّريقُ مَعْروفٌ تُؤَنِّثُهُ العَرَبُ. الحَرّاني عَن ابنِ السِّكيت: الطَّرِيقُ يُذَكَّر ويؤنَّثُ يُقالُ: الطريقُ الأَعْظَمُ: وَالطريقُ العُظْمَى، وَكَذَلِكَ السَّبيلُ. قَالَ: والطرِيقَةُ: أطولُ مَا يكونُ من النَّخْلِ بِلُغَةِ أهْل اليَمامَةِ. والجمعُ: طَرِيقٌ، قالَ الأعشَى: طَريقٌ وجَبَّارٌ رِواءٌ أُصُولُهُ عَلَيْهِ أبابِيلٌ مِنَ الطيْرِ تَنعَبُ والطويلُ، من النَّخْلِ يُسَمّى: طَرْقاً، وجمعُهُ: طُرُوقٌ، وَقَالَ: كَأَنَّهُ لَمَّا بَدَا مُخَايِلا طَرْقٌ تَفُوتُ السُّحْقَ الأَطاوِلاَ قلتُ: وَطَرَقَاتُ الطرِيقِ: شِراكُها، كلُّ شَرَكةٍ مِنْهَا طَرَقةٌ. وَقَالَ الليثُ: الطارِقيَّةُ: ضرْبٌ من القَلائِدِ. قالَ: والطرْقُ خَطٌّ بالأَصابِعِ فِي الكَهَانَةِ قَالَ والطرْقُ أنْ يَخْلِطَ الكاهِنُ القطنَ بالصُّوفِ، فيتَكَهَّنَ. قلتُ هَذَا باطِلٌ، وَقد تَقَدَّم تفسيرُ الطرْقِ فِي أوّلِ البابِ: أنّه الضَّربُ بالحَصَا، وشاهدُهُ قولُ لبيدٍ. . وقالَ الليثُ: الطرَقُ من منافِعِ الْمِياهِ يكونُ فِي نَحائِزِ الأَرْضِ. وَقَالَ رُؤْبَةُ: للعِدِّ إذْ أخْلَفَهُ ماءُ الطرَقْ قلتُ: ونَحْو ذلِكَ قالَ ابنُ شُمَيلٍ. وَأما الطرقُ بِسُكُونِ الراءِ فَهُوَ: الماءُ المَطروقُ الذِي قد خاضَتْهُ الإِبِلُ فكَدَّرَتْهُ. . (قالَ: وقالَ بعضُهُمْ: هُوَ موضِعٌ) . وَقَالَ الليثُ: طَرَّقتِ المَرْأةُ، وكلُّ حامِلٍ تُطرقُ، إِذا خَرَجَ مِنَ الولدِ نِصْفُهُ، ثمَّ

نَشِبَ، فيقالُ طَرقَتْ، ثمَّ خَلَصتْ. قلتُ: وغيرُهُ يَجْعَل التَّطريقَ للقَطَاةِ، إذَا فَحَصَتْ للبَيْضِ كأنّها تَجْعَلُ لَه طَريقاً، قالُه أَبُو الهَيْثَم، وجائزُ أَن يُسْتَعَارَ فيُجعَلَ لغَيرِ القطَاةِ. وَمِنْه قولُه: قَدْ طَرَّقَتْ بِبِكْرِها أُمُّ طَبَقْ يَعْني: الدّاهِيَةَ. الحَرّاني عَن ابنِ السّكيتِ: الطَّرِيقَةُ، وجمعُها: طَرائِقُ: نسيجَةٌ تُنْسَجُ من صُوْفٍ أَو شَعَرٍ، عَرْضُها عُظْمُ الذّراعِ أَو أقلُّ وطولُها أربعُ أَو ثمَاني أَذْرُعٍ، على قَدرٍ عِظَمِ البَيْتِ، وصِغَرِهِ، فَتُخَيَّطُ فِي عَرْضِ الشَّقَاقِ مِنَ الْكِسْرِ إلَى الْكِسْرِ، وفِيهَا تَكُونُ رُؤوسُ الْعَمَدِ، وبَيْنَها وبَيْنَ الطِّرائِقِ أَلْبادٌ، تكونُ فِيهَا أُنُوفُ العَمَدِ، لِئَلاّ تَخْرِقَ الطّرائِقَ. قُلْتُ: وَهكَذا رأيتُ العَرَبَ يُسَمُّونَهَا وَيَجْعَلُونَها. أَبُو عَمْرٍ و: أَطرَقَتِ الإبِلُ إطِرَاقاً إِذا تَبِعَ بعضُها بَعْضاً، وَأنْشد: جَاءَتْ مَعاً وأطْرَقَتْ شَتِيتَا ... واطَّرَقَ الحَوْضُ على (افْتَعَل) : إِذا وَقَع فيهِ الدِّمْنُ. فَتَلبَّدَ فيهِ. أَبُو عُبَيْدٍ عَن الفَرّاءِ: أَطْراقُ القِرْبَةِ: أثْنَاؤُهَا، إِذا انْخَنَثَتْ وتَثَنَّتْ، واحدُها: طَرَقٌ. ثَعْلبُ عَن ابنِ الأعرابيّ: أَطْرَقَ الرّجُلُ للصَّيْدِ، إذَا نَصَبَ لَهُ حِبَالَةً. وأطْرَقَ فُلانٌ لِفُلاَنٍ، إِذا مَحَل بِه، ليُوقِعَهُ فِي وَرْطَةٍ، أُخِذَ مِنَ الطَّرْق، وَهُوَ الفَخُّ، وَمن ذلكَ قِيلَ للعَدُوِّ: مُطْرِقٌ وللسّاكِتِ: مُطْرِق. قالَ: وطارِقَةُ الرَّجُلِ: عَشِيرَتُهُ؛ وَقَالَ ابنُ أحْمَرَ: شَكَوْتٌ ذَهَابَ طَارِقَتي إِلَيْهِ وطَارِقتي بأكْنَافِ الدُّرُوبِ وكَلأٌ مطروقٌ: وَهُوَ الَّذِي ضَرَبه المَطَرُ بَعْدَ يُبْسِهِ. وَقَالَ اللْحيانيّ ثَوْبٌ طَرائِق وَرَعابِيْلُ، بِمَعْنى واحدٍ. قالَ: وَإِذا وُصِفَتِ القَنَاةُ بالذُّبُولِ، قِيلَ: قَنَاةٌ ذَاتُ طَرائِق. وكذلكَ القَصَبةُ إِذا قُطِعَتْ رَطْبَةً، فأَخَذَتْ تَيْبَسُ، رَأَيْتَ فِيهَا طَرَائِق، قد اصْفَرَّتْ حِين أَخَذَتْ فِي اليُبْسِ، وَمَا لَمْ تَيْبَسْ، فَهِيَ على لَوْنِ الخُضْرَةِ، وإنْ كانَ فِي القَنَا، فَهُو عَلَى لَوْنِ القَنَا. . قالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ قَناةً: حَتّى يِئِضْنَ كأمْثَالِ القَنَا ذَبَلَتْ مِنْها طَرَائِقُ لَدْناتٌ عَلَى أَوَدِ وَقَالَ الأصمعيّ: سمعتُ أَبَا عَمْرٍ وَيَقُول: (كانَ ثلاثَةُ نَفَرٍ) (بأطْرِقا) ، وَهُوَ مَوْضِعٌ فَسَمِعُوا صَوْتاً: فَقَالَ أَحدُهُم لصاحِبَيْهِ: أَطْرِقَا، أَيْ: اسكُتَا فَسُمِي المَكَانُ (أطْرِقا) بذلك. وَفِيه يَقُولُ أَبُو ذُؤيبٍ:

عَلَى أَطْرِقَا باليَاتُ الخِيَا مِ إلاّ الثُّمامَ وإلاّ العِصِيّ وَقالَ غيرُهُ: الطُّرْقَةُ: الرجل الأَحْمقُ. يُقَالُ: (إنهُ لطُرْقَةٌ مَا يُحْسِنُ، يَطَّافُ مِنْ حُمْقِهِ) . وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: ناقَةٌ مِطْرَاقٌ: قَرِيبَةُ العَهْدِ بِطَرْقِ الفَحْلِ إيّاها. ورُوي عَن ابنِ عُمَر: أَنهُ قَالَ: (مَا شَيءٌ أفْضَلُ مِنَ الطَّرْقِ) . . الرَّجُلُ يُطْرِقُ عَلَى الفَحْلِ فَيَذْهَبُ حَيْريَّ دَهْرٍ. قالَ شمر: يُطرِقُ. أَيْ: يُعِيرُ فَحْلَهُ، فَيَضْرِبُ طرُوقَهُ الَّذِي يَسْتطْرِقُهُ. قالَ: ويُقَالُ: لَا أَطْرَقَ الله عَلَيْكَ) . أَي: لَا صَيَّر الله لَكَ مَا تَنْكحُهُ. قالَ ذَلِك كلّه أَبُو عبيدَةَ. قالَ: والطرْقُ أَيْضا الفَحْلُ، وجَمْعُهُ: طُروقٌ وطرّاقٌ، وأنْشَدَ للطرمَاحِ، يَصِفُ نَاقَةً: مُخْلِفِ الطُّرّاقِ مَجْهُولَةٍ مُحْدِثٍ بَعْدَ طِرَاقِ اللُّؤَامْ قَالَ أَبُو عَمْرٍ و: مُخْلف: لَمْ تَلْقَحْ، والطرّاقُ: الفُحُولُ، مَجْهولةٍ: مُحَرَّمَة الظُّهُورِ، لم تُرْكَبْ، وَلم تُحْلَبْ، مُحْدَثٍ: أُحْدِثَتْ لَقَاحاً. والطِرَاقُ: الضِّرَابُ، واللُّؤَام: الَّذِي يُلائِمُها. قَالَ شمرٌ: ويُقالُ للفَحْلِ: مُطْرِقٌ أيْضاً وأنْشَد: يَهَبُ النَّجَيبَةَ والنَّجِيْبَ إذَا شَتَا والبازِلَ الكَوْمَاءَ مِثْلَ المطْرِقِ وَقَالَ مُتَمِّم: فَهَلْ تُبْلِغَنِّي حيثُ كانَتْ ديارُهَا جُمَالِيَّةٌ كالْفَحْلِ وجْنَاءُ مُطْرِقُ قالَ: ويكونُ المطْرِقُ مِنَ الإطْرَاقِ. أيْ: لَا تَرغُو، وَلَا تَضِجُّ. وقالَ خالدٌ بنُ جَنْبَةَ: مُطْرِقٌ من الطرْقِ وَهُوَ سُرْعَةُ المَشْي. وقَال: العَنِيقُ: جُهْدُ الطَّرْقِ. (قلتُ: وَقَدْ قِيلَ للراجِلِ: مُطرِقٌ وجمعُهُ مَطارِيقُ. وقالَ. النَّضْرُ: نَعْجَةٌ مَطْروقَةٌ، وهيَ الَّتِي تُوْسَمُ بالنّارِ على وَسَط أذنِها من ظاهِر، فَذَانِكَ الطِّراقَانِ، وَإِنَّمَا هُوَ خَطٌّ أبيضُ بنارِ، كَأَنَّمَا هُوَ جادَّةٌ. وَقد طَرَقْناها نَطْرُقُها طَرْقاً. والمِيْسَمُ الَّذِي فِي موضِعِ الطِّراقِ لَهُ حُروفٌ صِغَارٌ. فَأَما الطَّابَعُ فَهُوَ مِيْسَمُ الفَرائضِ، يُقَالُ: طَبَع الشَّاةَ. (وَفَرسٌ أطْرَقُ: بَيَّنُ الطَّرَقِ، وَهُوَ اسْتِرْخاءُ فِي عَصَبِ الرّجلِ، وَالْأُنْثَى: طَرْقَاءُ) . ق ط ل قلط، قطل، لقط، طلق: مستعملة. قلط: قَالَ الليثُ والقَلَطِيُّ: القَصِيرُ جِدّاً،

والقِلّوْطُ: يُقَالُ وَالله أعْلمُ إنهُ من أولادِ الجِنِّ والشّياطِينِ. عَمْرو عَن أبيهِ: القِيْلِيْطُ: الآدَرُ، وَهي القِيْلَةُ. (وَقَالَ بعضُهُم: القَلَطِيُّ: الخَبِيثُ المارِدُ من الرّجالِ) . وَقال ابنُ الأعرابيِّ: القَلْطُ: الدَّمامَةُ. قطل: (قَالَ ابنُ دُريدٍ: القَاطُولُ: موضعٌ يمكنُ أَن يَكُونَ عَرَبيَاً، (فَاعُولاً) من القَطْلِ، وَهُوَ القَطْعُ. قالَ: والمِقطَلَةُ: حَديدةٌ تَقْطَعُ. أَبُو عُبيد عَن الأصمَعيِّ: القُطُل المَقطوعُ من الشَّجَر، وأنشَد (هُوَ أَو غيْرُهُ: مُجَدَّلٌ يَتكَسّى جِلْدُه دَمَهُ كَمَا تَقَطرَ جِذْعُ الدَّوْمَةِ القُطُلُ وَقد قَطَلْتُه، أَي: قطعته. وَقَالَ الهُذَليّ: إِذَا مَا زَارَ مُجْنَأَةً عَلَيْهَا ثِقالُ الصخر، والخشب القُطُلُ. أَرَادَ بالقَطيلِ: المَقْطول وَهُوَ الْمَقْطُوع. وَقد قَطلْتُه أَي: قَطَعْتُهُ. وقَالَ اللِّحْيانيُّ: قَطَلَ عُنُقه وقَصَلها أَي ضرب عُنُقه. ثَعْلَب عنِ ابنِ الأعرابيّ: القَطَل الطول، والقطل القِصَر، والقَطَل اللَّيِّنُ، والقَطْلُ: الخَشِنُ. (لقط) : قَالَ الليثُ: يُقالُ: (لَقَطه يَلْقُطه لَقْطاً والتقَطَه: أَخذه) من الأرْضِ. قالَ: واللُّقْطَةُ بِتَسْكين الْقَاف، اسْم الشَّيْء الَّذِي تجِدهُ مُلقىً فَتَأْخُذُهُ. وَكَذَلِكَ المنبوذُ من الصّبيان لُقطةٌ. وَأما اللُّقَطَةُ: فَهُوَ الرَّجُل اللَّقَّاطُ يتتبع اللُّقْطَاتِ. يَلْتَقِطُها. قلتُ: وَكلامُ العَرَبِ الفُصحَاءِ (على) غير مَا قَالَ اللَّيْث فِي اللُّقْطَة واللُّقَطة. أَبُو عُبيد عَنِ الأصمعيّ وَالأحمر قَالَا: اللُّقَطَةُ وَالقُصَعَةُ والنُّفَقَةُ مُثَقَّلاتٌ كلّها. (لِما يُلْتَقَطُ من الشَّيءِ السّاقِطِ) . وَهَذَا قَوْلُ حُذْاقِ النَّحْوِيينَ وَلم أَسْمَعْ لُقْطَةً، لغيرِ الليثِ. وَإن كانَ مَا قَالَهُ قِياساً، وَهَكَذَا رَواهُ المُحَدِّثُونَ. حَدَّثَنِي عبدُا الله بنُ هَاجَكَ عَن ابنِ جَبَلَة عَن أبي عُبيد، (وحَدَّثَنِيه أَبُو الحُسَين الْمُزنِيّ عَن عليّ بنِ عَبْدِ العزيزِ عَن أبي عبيد) : أنَّه قالَ فِي حَدِيثِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنَّهُ سُئِل عَن اللُّقَطَةِ؟ فَقَالَ: إحْفَظْ عِفَاصَها وَوِكَاءَهَا) . وَأما الصبيُّ المنبوذُ يَجِدُهُ إنْسَانٌ، فَهو اللَّقِيطُ عندَ العَرَبِ، فَعِيل، بِمَعْنى مفْعُول. والّذي يأخُذُ اللّقِيطَ أَو الشَّيْء السّاقِطَ، فَإِنَّهُ يقالُ لَهُ: المُلتَقِطُ، ويُقالُ للّذي يَلْقُطُ السَّنَابِلَ، إِذا حُصِدَ الزَّرُعُ وَوَخِزَ الرُّطَبُ

من العِذْقِ: لاقِطٌ ولقّاطٌ وَلَقّاطَةٌ. وَأَما اللُّقَاطَةُ: فَهُوَ مَا كانَ ساقِطاً من الشَّيْء التافِه الَّذِي لَا يقيمةَ لهُ، وَمن شَاءَ أخَذَهُ. (وقرأتُ فِي كِتَابِ (المَصَادِرِ) للفَرّاء: اللُّقْطَة، لما يُلْتَقَطُ، والصّوابُ مَا قَالَهُ الأَحْمَرُ، لأَنَّهُ صحَّ فِي الحَدِيثِ) . وَقَالَ الليْثُ: اللَّقَاطُ: السُّنْبُلُ الَّذِي تُخْطِئُه المَنَاجِلُ، يَتَلَقَّطُهُ الناسُ. وَاللِّقَاطُ: اسمٌ لذلكَ الفعلِ كالحَصَادِ وَالحِصاد (قلت: الحَصَاد والحِصَاد بِمَعْنى واحدٍ، وَمثله: الجِزَازُ وَالجِزَازُ، والصِّرامُ والصَّرَامُ والجِدَاد والجَدَادُ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قالَ: اللاّقِطُ: الرّفَاءُ، واللاّقِطُ: العَبْدُ المُعْتَقُ قالَ: والماقِطُ عبد اللاّقِطِ، والسّاقِطُ عبد الماقِطِ. قالَ: وَمن أمثالِهِمْ: (أَصِيْدَ القُنْفذُ، أم لُقَطَةٌ؟) . يُضْرَبُ مَثَلاً للرَّجُلِ الفَقِيرِ يَسْتَغْني فِي ساعةٍ. وَقَالَ الليثُ: اللّقَطُ: قِطَع ذَهَبٍ أَو فِضَّةٍ أَمْثَالُ الشّذْرِ وأَعظَمُ فِي المَعَادِنِ، وَهُوَ أجوَدُهُ، ويُقَالُ: ذَهَبٌ لَقَطٌ. أَبُو عُبيدٍ عَنِ الأَصْمَعي: ورَدْتُ المَاء التِقَاطاً: وذلكَ إِذا هَجَمْتَ عَلَيْهِ، ولَمْ تَحْتَسِبْهُ، وأنْشَدَ: وَمَنْهَلٍ وَرَدْتُهُ التِقَاطَا لَمْ أَلْقَ مذ وَرَدْتُهُ فَرَّاطاً إِلَّا الحَمامَ الوُرْقَ والغَطَاطا وَقَالَ الليثُ: اللّقِيطَةُ: الرَّجُلُ المَهِينُ الرَّذْلُ، والمرأَةُ كذلكَ. . تَقُولُ: إنّه لَسَقِيطٌ لَقِيطٌ، وإِنّه لساقِطٌ لاقِطٌ، وإنّهَا لسَقِيطَةٌ لَقيطَةٌ، وَإذا أفْرَدُوا الرّجلَ، قَالُوا: إِنّه لِلَقَيْطَةٌ. قالَ: وتَقُولُ: يَا مَلْقَطَانُ، تعنِي بِهِ الفِسْلَ الأحمَقَ، والأُنثى: مَلْقَطَانةٌ. والُّقَيْطَى: شِبْهُ حكايةٍ إِذا رأيتَهُ كثيرَ الالْتِقَاطِ لِلُّقَاطَاتِ، تُعَيِّرُهُ بذلِكَ. وأخبرنِي المُنْذريّ عَن ثَعْلبٍ عَن ابنِ الأعرابيِّ قالَ. من كلامِهِمْ: (إنَّ عِنْدَكَ ديكاً، يَلْتَقِطُ الحَصَا) . قالَ: وَيقالُ هَذَا للرجلِ النّمّامِ. وَقَالَ الليثُ: إِذا التَقَطَ الكلامَ لِنَمِيمَةٍ، قلتَ: لُقَّيطي خُلَّيْطى حِكَايَة لفِعْلِهِ. اللحياني: دارِي بِلقاطِ دارِ فُلانٍ وطَوَارِهِ، أيْ: بِحِذَائِها. وقالَ: أَبُو عبيدٍ: المُلاقَطَةُ فِي سيرِ الفَرَسِ: أَن يأخُذَ التَّقريبُ بقوائِمِه جَميعاً. وَقَالَ الأصمعيّ: أَصْبَحَتْ مَراعِينا مَلاَقِطَ من الجَدْبِ، إِذا كانَتْ يابسةً لَا كلأ فِيهَا. وَأنْشد: نُمْسِي وَجُلُّ المُرْتَعَى مَلاقِطُ وَالدِّنْدِنُ البَالي وحَمْضٌ حَانِطٌ شِمْرٌ عَن الفَراء: اللَّقْطُ: الرَّفْوُ المُقَارِبُ يُقَالُ: ثَوْبُ لَقِيطٌ. وَيُقَال: القُطْ ثوبَكَ، أَي: ارفأْهُ، وكذلكَ: نَمِّلْ ثَوْبَكَ.

قَالَ شَمِر: وَسَمِعْتُ حِمْيَرِيَّةٌ تقولُ لِكَلِمَةٍ أَعَدْتُها عَلَيْها: قَدْ لَقَطْتَها بالمِلْقَاطِ، أيْ: كتْبتَها بالقَلَمِ. أَبُو عبيدٍ عَن الكسائِي: لَقَطْتُ الثَّوْبَ لَقْطاً. وَقَالَ أَبُو مالكٍ: اللَّقَطَةُ واللَّقَطُ للجَمْعِ، وهيَ بَقْلَةٌ تَتْبَعُها الدَّوابُّ؛ لِطيْبهَا، فَنَأكلها، وَرُبمَا انْتَتَفَها الرَّجُلُ فَنَاوَلَها بَعِيْرَه، وَهِي بُقُولٌ كَثِيرَةٌ، يَجْمَعُها: اللّقَط. (ولُقَاطُ النَخْلِ: مَا لُقِطَ، والمِلْقَطُ: مَا لُقِطَ فيهِ. ولُقَاطَةُ الزَّرْعِ مَا لُقِطَ مِنْ حَبِّهِ بَعْدَ حَصَادِهِ. وَمن أمثالهم: لِكُلّ ساقِطَةٍ لاقطةٌ ... وقالَ غَيْرهُ: اللاقِطَةُ: هِيَ ذاتُ الأَطْباقِ الّتي يُقَالُ لَهَا: الفَحِثُ) . طلق: اللَّيْث: الطّلْقُ: طَلْقُ المَخَاضِ عِنْدَ الوِلاَدَةِ (طَلْقاً) ، وَقَدْ طُلِقَتْ فَهِيَ مَطْلوقَةٌ، وضَرَبَها الطّلْقُ. . أَبُو عُبيد عَن الكِسَائي: طُلِقَتِ المَرْأَةُ عِنْدَ طَلْقِ الوِلاَدَةِ طَلْقاً. قالَ أَبُو عُبَيدٍ: وقالَ أَبُو عَمْرٍ و: طُلِّقَتْ مِنَ الطَّلاقِ، فَطَلُقَتْ بَضَم اللاّمِ. وأُطْلِقَتِ النَّاقَةُ مِنَ العِقَالِ، فَطَلَقتْ. ثعلبٌ عَن ابْن الأعرابيِّ: طَلُقَتْ مِنَ الطَّلاقِ؛ أَجْوَدُ. وطَلَقَتْ بفتحِ اللاَّمِ جائزٌ وَمِنَ الطَّلقِ: طُلِقَتْ. وكلُّهم يَقُولُ: إِمْرأَةٌ طالِقٌ، بِغَيْرِ (هَاءٍ) . وَأما قَول الْأَعْشَى: أيا جارتا بِيني فإِنك طالِقَة فَإِن اللَّيث قَالَ: أَرَادَ طالِقَة غَدا. وَقَالَ غَيره: قَالَ: طالِقَة على الْفِعْل لِأَنَّهَا يُقَال لهاقد طَلَقَت، فَبنِي النَّعتَ عَلَى الفِعْلِ. وقالَ اللّيث: وَرجل مِطلاق ومِطْليقٌ أَي كثير التَّطْليق للنِّسَاء. واطلقت النَّاقة من العِقال فَطَلَقَت. والطالِق من الإِبِلِ الَّتي قد طَلقَتْ فِي المرعى. وَقَالَ أَبُو نصر: الطالق الَّتِي تَنطَلِق إِلَى المَاء وَيُقَال للَّتِي لَا قيد عَلَيْهَا، وَهِي طُلق وطالِق أَيْضا وطُلُق أكثَرُ؛ وَأنْشد: مُعَقَّلات العيس أَو طوالِقِ أَي قد طَلَقَت عَن العقال فَهِيَ طالِق لَا تحبَس عَن الْإِبِل) . وَقَالَ أَبو عَمْرو الشّيباني. الطالِقُ مِنَ النُّوقِ. الْتي تَتْرُكها بِصَرارِهَا، وأَنشَدَ للحُطيئة: أَقِيمُوا عَلَى المِعزَى بِدَارِ أبِيكُمُ تَسُوف الشِّمالُ بَيْنَ صَبْحَي وطالِقِ

قَالَ: الصَّبْحَى: الَّتِي يحلُبُها فِي مَبْرَكِها، يَصْطَبِحُها، والطّالِقُ: الّتي يَتْرُكها بِصَرارِهَا فَلَا يَحْلُبُها فِي مَبْرَكهَا. وقالَ: اللّيْثُ. الطَّالِقُ من الإبِل. ناقَةٌ تُرْسَلُ فِي الحَيِّ، وَتَرْعَى من جَنَابِهِمْ، حَيْثُ شَاءَتْ، لَا تُعْقَلُ إِذا راحَتْ، وَلَا تُنَحَّى فِي المَسْرَحِ. وقَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ: غَدَتْ وَهْيَ مَحْشُوكَةُ طَالِقُ. . قالَ: الجَميع: المَطالِيق، والأَطْلاَقُ. وَقَدْ أُطْلِقَتِ النّاقَةُ فَطلَقتْ، أيْ: حُلَّ عِقَالُها: وَقَالَ شمرٌ: سَأَلْتُ ابنَ الأعْرابيّ عَن قولِهِ: سَاهِمُ الوَجْهِ مِنْ جَدِيلَةَ أَو نَبْ هَانَ أَفْنَى ضِرَاءَهُ الإِطْلاَقُ قالَ: هَذا يكونُ بمَعْنى: الحَلِّ والإِرْسَالِ. قالَ: وإطلاقُهُ إيّاهَا. إرْسالُها عَلَى الصَّيْدِ، أفْنَاهَا. أَبُو عبيدٍ عَن أبي زيد رجُلٌ طَليقُ الوجْهِ. ذُو بِشْرٍ حَسَن وطلقُ اليدَيْنِ، إِذا كانَ سخِياً، وَمِثْلُهُ. بعيرٌ طَلْقُ اليديْنِ، أيْ غيرُ مُقَيَّدٍ، وَجمعه: أطْلاقٌ، وَيقالُ. حَبَسُوهُ فِي السِّجْنِ طُلُقاً بغيرِ قَيْدٍ. (أَبُو العَبَّاسِ: طَلَقَتِ المَرْأَةُ، وَطَلُقَتْ، وَطُلِّقَتْ عندَ الوِلادَةِ، وَطَلُقَ وجهُهُ طَلاَقَةً. ورجلٌ طَلْقُ الوَجْهِ وَطَلِقُ الوجْهِ، ويومٌ طَلْقٌ، وليلةٌ طَلْقَةٌ: لَا قُرَّ فِيهَا، وَلَا أَذَى) . ويقالُ: هَذَا لَكَ طِلْقٌ أَي: حَلاَلٌ. الكِسائي: رجلٌ طُلْقٌ: وَهُوَ الَّذي لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ، ولَهُ لِسَانٌ طُلَقٌ ذُلَقٌ، وَهُوَ طَلِيقُ اللِّسَانِ، وطِلْقٌ وَطَلْقٌ. وَيقَالُ: هُوَ طَلِيقُ الوجْهِ، وطَلْقُ الوجْهِ. شَمِر عَن ابنِ الأعرابيِّ: لِسَانٌ طُلُقٌ ذُلُقٌ، وطلِيقٌ ذَلِيقٌ، وَلَا تَقُلْ: طُلَقٌ ذلَقٌ، وَالْكسَائِيّ يقولُهُمَا. وَهُوَ طَلْقُ الكَفِّ وطَلِيقُ الكَفِّ قَرِيبتَانِ مِنَ السَّوَاء. وَقَالَ شَمِر: قَالَ أَبُو حاتمٍ: شَكَّ الأصمعيُّ فِي: طُلُقٍ أَو طُلَقٍ، فقالَ: لَا أدْري. لِسَان طُلُقٌ، أَو طُلَقٌ. وَقَالَ شَمِر: يقالُ طَلُقَتْ يَدُهُ ولسانُه طُلوقَةً وطُلُوقاً. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: هُوَ طَلِيقٌ وطُلُقٌ وطَالِقٌ ومُطْلَق إِذا خُلِّي عَنْهُ. قالَ: والتَّطْلِيقُ. التَّخْلِيَةُ والإرْسَالُ، وحلّ العَقْدِ ويكونُ الإطْلاقُ بمعْنَى التَّرْكِ والإرْسَالِ. وطَلَّقْتُ البِلاَدَ. فَارَقْتُهَا. وطَلَّقْتُ القَوْمَ. تركْتُهُمْ. وَقَالَ ابنُ أَحْمَرَ: غَطَارِفَةٌ يَرَوْنَ المَجْدَ غُنْماً إِذا مَا طَلَّقَ البَرِمُ العِيالا أيْ: تَرَكَهُمْ، كَمَا يترُكُ الرجلُ المرأةَ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: أطْلَقتُ الإبلَ إِلَى المَاء، حتَّى طَلَقَتْ طَلْقاً وطُلُوقاً، والاسمُ

الطّلَق بفَتح اللَّام. وَقَالَ الأصْمعي طَلَقَتِ الإبلُ، فَهِيَ تَطْلُق طَلَقا، وَذَلِكَ إِذا كَانَ بَينهَا وبيْنَ الماءِ يومانِ، فاليومُ الأول: الطَّلَقُ، وَالثَّانِي: القَرَبُ، وَقد أطْلَقَها صاحِبُها إطْلاقَاً. وروى أَبُو عبيدٍ عَنهُ، قالَ: إِذا خَلَّى وُجُوهَ الإبلِ إِلَى الماءِ وتَرَكَها فِي ذلِكَ تَرْعى لَيْلَتَئِذٍ فهيَ ليلةُ الطّلْقِ، فَإنْ كانَتْ الليلةُ الثانِيَةُ، فَهِيَ لَيْلَةُ القرَبِ، وَهِي السَّوْقُ الشديدُ. أَبُو نصرٍ عَن الأصمعيّ. يقالُ لِضَرْبٍ من الدّوَاءِ، أَو نَبْتٍ، طَلَقٌ مُتَحرِّك ويقالُ للإنْسَانِ، إِذا عَتَقَ. طَلِيقٌ، أيْ إِذا صَار حُرّاً، وَيُقَال للسَّليمِ، إِذا لُدِغَ. قد طُلّقَ، وذلكَ حينَ ترْجعُ إليْهِ نفسُهُ، وَأنشد: كَمَا تَعْتَري الأَهْوالُ رأسَ المُطَلّقِ وَقَالَ النَّابِغَة (يَذْكُرُ حَيَّةً) : تَنَاذَرَهَا الرَّاقُونَ من سُوْءِ سُمِّها تُطَلِّقُهُ حِيْناً، وحِيْناً تُرَاجِعُ قالَ: والطَّلَقُ مُتَحَرِّك قَيْدٌ من جُلُودٍ، وجَمْعهُ. الأطْلاَقُ وبَعِيرٌ طُلُقٌ، لَا قَيْدَ عَلَيْهِ والجميعُ. أطْلاقُ، وَأنْشد: تَقَاذَفْنَ أطلاقاً وَقارَبَ خَطْوَهُ عَنِ الذَّوْدِ تَقْرِيبٌ وَهُنَّ حَبَائِبُهُ أَبُو عُبَيْدٍ عَن أبي عَمْروٍ. لَيْلَة طَلْقٌ، وَهِي الَّتِي لَا بَرْدَ فِيهَا، وأنْشَدَ لأوس بن حَجَر: خُذِلْتُ عَلَى لَيْلَةٍ سَاهِرَهْ فَلَيْسَتْ بِطَلْقٍ وَلَا سَاكِرَهْ وأخْبَرَني الإياديّ عَن شمر: يومٌ طَلْقٌ ولَيْلَةٌ طَلْقَةٌ لَا حَرَّ فِيهَا وَلَا بَرْدَ، وَلَا مَطَرٌ، وليالٍ طَلْقاتٌ، وطَوَالِقُ. وقالَ أَبُو الدُّقَيْشِ. إِنَّها لطَلْقَةُ السَّاعَةَ، وَقَالَ الرّاعي: فَلَمَّا عَلَتْهُ الشَّمْسُ فِي يَوْمِ طَلْقَةٍ يريدُ: يومَ لَيْلَةٍ طَلْقَةٍ، ليسَ فِيهَا قُرٌّ وَلَا رِيْحٌ. يُرِيدُ يَوْمَها الَّذي بَعْدَها، والعَرَبُ تبدأ باللَّيْلِ قَبْلَ اليَوْمِ. وَقَالَ أَبُو الهيْثَم وأَخْبَرَني عَنهُ المُنْذِري، فِي قولِ الرَّاعي، وَفِي بَيت آخَرَ أنشَدَه لذِي الرُّمَّة: لَهَا سُنَّةٌ كالشَّمْسِ فِي يَوْمِ طَلْقَةٍ قالَ: العَرَبُ تُضِيفُ الإسمَ إِلَى نَعْتِهِ. قالَ: وَزَادُوا فِي الطَّلْق. الهاءَ، للمُبَالَغَةِ فِي الوصْف، كَمَا قَالُوا. رَجُلٌ دَاهِيَةٌ. قالَ ويقالُ: لَيْلَةٌ طلْقٌ بِغَيْر هَاء وَأنْشَدَ بَيْتَ لَبِيدٍ: بَلْ أَنْتِ لَا تَدْرِيْنَ كَمْ مِنْ لَيْلَةٍ طَلْقٍ لَذِيْذٍ لَهْوُهَا وَنِدَامُهَا وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَالُ: يَوْمٌ طَلْقٌ، ولَيْلَةٌ، أيْ: سَهْلَة، طَيِّبَة، لَا بَرْدَ فِيهَا، قَالَ: ويُقَالُ: لَيْلَةٌ طُلْقٌ بِغَيْر هَاء وأَنْشَدَ بَيْتَ لَبِيدٍ: بَلْ أَنتِ لَا تَدْرِينَ كَمْ مِنْ لَيْلَةٍ طَلْقٍ لَذِيذٍ لَهْوُهَا وَنِدَامها

قالَ: ويقالُ: عَدَا طَلقاً أَو طَلَقَيْنِ، أَيْ. شَوْطاً أَو شَوْطَيْنِ، ويقالُ: أنْتَ طِلْقٌ مِنْ هَذَا الأمْرِ، أيْ. خَارِجٌ. ثعلبٌ عَن ابْنِ الأعرابيِّ. قالَ: المُطَلَّقُ. المُلَقَّحُ من النَّخْلِ، وَقَدْ أطْلَقَ نَخْلَهُ وطَلَّقَها، إِذا كانَتْ طِوالاً فألْقَحَها، قالَ، وأطْلق خَيْلَهُ فِي الحَلَبَةِ، وأطْلَقَ عَدُوَّهُ، إِذا سَقَاهُ سُمّاً. قالَ: وطَلَقَ، إِذا أعْطى، وطَلِقَ: إِذا تَبَاعَدَ. وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: الطَّلَقَةُ: النُّوقُ الَّتِي تُحْلَبُ فِي المَرْعى، وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي. الطّالِقُ. النَّاقَةُ الّتي تُرْسَل فِي الرَّعْي. ويقالُ: طَلَقَ يَدَهُ وأَطْلَقَها فِي المالِ، بِمَعْنى واحدٍ ويدُهُ مَطْلُوقَةٌ ومُطْلَقَةٌ، والطَّليقُ: الأَسِيرُ، يُطْلَقُ، فَعِيلٌ بِمَعْنى: مَفْعولٍ. وقالَ ذُو الرُّمَّة: وَتَبْسِمُ عَنْ نُورِ الأقاحِيّ أقْفَرَتْ بِوَعْثاءَ مَعْروفٍ تُغَامُ وتُطْلَقُ تُغَامُ مَرَّةً بالغَيْمِ، أَي تُسْتَرُ، وتُطْلَقُ. إِذا انْجَلى عَنْهَا الغَيْمُ. يَعْني. الأقاحِي إِذا طَلَعَتِ الشَّمْسُ عَلَيها فَقَد طَلَقَتْ. وقالَ الليثُ: رجلُ مطْلِيقٌ ومِطْلاَقٌ. كثيرُ الطَّلاقِ للنِّسَاءِ. والطَّلِيقُ: الأسِيْرُ، يُطْلَقُ عَنْهُ. وَإِذا خَلّى الرَّجُلُ عَن نَاقَتِهِ، قيل طَلَّقَها، قَالَ: والعَيْرُ، إِذا جَاز عَانَتَهُ، ثمَّ خَلى عَنْها قِيلَ طَلَّقَها. وَإِذا اسْتَعْصَتِ العَانَةُ عَلَيهِ، ثمَّ انقَدْنَ لَهُ، قِيلَ. طَلَّقَتْهُ. وأنْشَدَ قَوْلَ رُؤبَةَ: طَلَّقْتَهُ فاسْتَوْرَدَ العَدامِلاً ... قالَ: والظَّبيُ، إِذا خَلَى عَن قَوَائِمِه، فَمَضَى لَا يَلْوِي على شَيْء، قيل. تَطَلَّقَ. قَالَ. والانْطِلاقُ. سُرْعَةُ الذهابِ فِي أصلِ المِحْنَةِ. قَالَ: واستَطْلَقَ بطنُهُ وأطْلَقَهُ الدّواءُ. ويُقَالُ: مَا تَطَلَّقُ نَفسِي لهَذَا الأَمْرِ أيْ: لَا تَنْشَرِحُ وَلَا تَسْتَمِرُّ. ويقالُ. تَطَلقَتِ الخَيْلُ، إِذا مَضَتْ طَلَقاً، لم تَحْتَبِسْ إِلَى الغَايَةِ. قَالَ. والطلَقُ. الشَّوْطُ الواحِدُ فِي جَرْي الخَيْلِ. وقالَ، أَبُو عُبَيْدَة فِي الْبَطن أطْلاق، واحدُها. طَلَقٌ مُتَحَرّك، وَهِي طَرائقُ البَطْنِ، ويُقالُ. لَقِيْتُه مُنْطَلِقَ الوَجْهِ إِذا أسْفَر، وَأنْشد: يَرْعَيْن وَسْمِيَّاً وصَى نَبْتُهُ فانْطَلَق الوَجْهُ ودَقَّ الكُشُوحْ قَالَ والتَّطَلقُ: أَن تبول الفَرَسُ بعدَ الجَرْي، وَمِنْه قولهُ: فصادَ ثَلاثاً كجزْعِ النظامِ وَلم يَتَطَلقْ وَلم يُغْسِلِ لم يُغْسل، أيْ. لم يُعْرق. أَبُو عُبَيد. طَلَقَ يَدَهُ بالخَيْرِ، وأطْلَقَها فِي المالِ، بمعْنًى واحدٍ ويَدُهُ مَطْلُوقَةٌ، رواهُ عَن الكِسَائي فِي بَاب. (فَعَلَتْ وأَفْعَلْتُ) . أنْشَدَ ثعلبٌ. أطْلِقْ يَدَيْكَ تَنْفَعَاكَ يَا رجلْ. ويجوزُ. أطلُقْ يَديك) .

ق ط ن قطن قنط نطق نقط: مستعملة. قطن: أَخْبرنِي المُنْذري عَن أبي العباسِ أنّه قَالَ: القُطْنِيَّةُ: الثِّيَاب، والقطنية: الحُبُوبُ الَّتي تَخْرُجُ من الأرْض. ويقالُ: لهَا: قِطْنِيّةٌ، مثلُ: لُجِّيَ ولجِّي، قالَ وَإِنَّمَا سُمِيْتِ الحبُوبُ: قطْنيةً: لِأَنَّهَا تُزْرَعُ فِي الصْيفِ، وتُدْرَكُ فِي آخرِ وَقتِ الحَرِّ. وقيلَ: سُمِّيَتْ: قُطْنيةٌ: لأنَّ مَخَارِجَها من الأَرْضِ، مثلُ مخارجِ الثيابِ القُطْنيةِ. وَقَالَ أَبُو معاذٍ. القَطَانِيُّ: الْخِلْفُ وَخُضَرُ الصَّيْفِ. وقالَ شَمِرٌ: القُطْنِيَةُ: اسمٌ لهذِه الحُبوبِ الَّتِي تُطْبَخُ. قَالَ الأزهريُّ: هِيَ مثلُ العَدَسِ والخُلَّرِ: وَهُوَ الماشُ والفولُ والدَّجْرِ: وَهُوَ اللّوبِياءُ، والحِمَّص وَمَا شَاكَلَها مِمَّا (يُختَبَزُ) ، وَيُقتَاتُ، سَمّاهَا الشَّافِعيّ كلهَا: قِطنِيّةَ، فِيمَا أَخْبرنِي عبدُ الملكِ عنِ الرّبيع عَنْهُ، وَهُوَ قولُ مالِكٍ بنِ أنسٍ (قَالَ الشافعيُّ: تُؤْخَذُ الزكاةُ من الحِنْطَةِ والشّعير والدُّخَّنِ وَالسُّلْتِ، والقِطْنية كلّها، حِمَّصِها وعَدَسِها وَفُولها ودَجْرِها، لأنّ هَذَا كلَّه يُؤْكلُ مَسْلوقاً وطَبيخاً وَيَزْرَعُهُ الآدَمِيُّونَ. (قَالَ ابنُ الأنباريّ: من العَرَبِ من يَقُولُ: (قَطْنَ عبدَ اللَّهِ دِرْهَمٌ) ، و (قَطْن عَبْدِ اللَّهِ دِرْهَمٌ) ، فيزيدُ (نُوناً) على: قَطْ عَبْدَ الله دِرْهَمٌ وينصِبُ بهَا وَيَخْفِضُ ويُضيفُ إِلَى نفسِهِ، فيقولُ (قَطْنِي) ، وَلم يُحْكَ ذلكَ فِي (قَدْ) ، والقياسُ فيهمَا واحِدٌ. قالَ: وقولهُمْ: لَا تَقُلْ إلاَّ كَذَا وَكَذَا قَطْ، مَعْنَاهُ: حَسْبُ. وطاؤُها ساكِنَةٌ: لأنّها بمنْزِلِةِ: (هَلْ وَبَلْ وَأَجَلْ) وكذلِكَ قَدْ يُقَالُ (قَدْ عبدَ اللَّهِ دِرْهَمٌ) . وَمَعْنَاهُ: (قَطْ عَبْدَ اللهاِ دِرْهَمٌ) . أَي يَكْفِي عبدَ اللهاِ دِرْهَمٌ. أَبُو عُبَيْدٍ عَن الْأَصْمَعِي: قَطَنُ الطائِرِ، أصلُ ذَنَبِهِ. وَفِي الحَدِيث: (أَنَّ آمِنَةَ لمّا حَمَلَتْ بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَتْ: مَا وَجَدْته فِي القَطَنِ والثُّنَّةِ، ولكنّى كنتُ أجدُهُ فِي كَبِدي) . فالقَطَنُ: أَسْفَلُ الظَّهْرِ وَالثَّنَّةُ: أسْفَلُ البَطْنِ. وَقَالَ الليثُ: القَطَنُ: الموضِعُ العَرِيضُ بَيْنَ الثَّبَجِ والعَجُزِ. قَالَ رُؤْبَة: فَلَا وَرَبِّ الفَاطِناتِ القُطّنِ وَقد قَطَن يقطُنُ قُطوناً. وَقَالَ الليثُ: القَطِينُ كَالخَلِيطِ، لَفْظُ الواحِدِ والجَمِيعُ فيهِ: سَواءٌ. قالَ. والقطينُ. تُبَّاعُ المَلِكِ، وَمَمَالِيكُهُ. عَمْرو عَن أبيهِ: القَطِينُ: أَهل الدَّارِ، والقَطِينُ: الحَشَمُ الأَحرارُ، والقَطينُ: الحَشَم المَمَالِيكُ. والقَطِينُ: المُقِيمُونَ فِي الموضِعِ، لَا يكادُونَ يَبْرَحُونَهُ.

وقالَ ابنُ دُريدِ: قَطِينُ الرُّجلِ: حَشمُه وخَدَمُهُ، وَإِذا قالَ الشاعِرُ: (خَفَّ القَطِينُ. .) فهمُ القَوْمُ القَاطِنُونَ، أَيْ: المُقِيمُونَ. . وروُي عَن سلمانَ الْفَارِسِي رَحِمَهُ الله أَنه قالَ: (كُنْتُ رَجلاً من المَجُوسِ. وكُنْتُ قَطِنَ النارِ الَّذي يُوقِدُهَا) . قَالَ شَمر: قَطِن النَّار: خادِمُها، وخازِنُها: وَيجوز أَنه كانَ مُقيماً عَلَيها، رواهُ (قَطِنَ. .) بكسرِ الطَّاء. قالَ: وقَطَن يقطُنُ، إِذا خَدَم: قَالَ جرير: لَو شِئْتُ ساقَكُم إليَّ قَطيناً ابنُ السِّكيتِ: القَطِينُ: الإماءُ. والقَطِينُ: السُّكّانُ فِي الدَّارِ. والقَاطِنُ: المُقيمُ بالمكانِ، وجمعُهُ القُطّانُ. قَالَ: والقَطِنَةُ: هِيَ ذاتُ الأطباقِ الَّتي تَكونُ مَعَ الكَرِشِ، وهيَ ذاتُ الأطْباقِ الَّتِي تَكُونُ مَعَ الكَرِشِ، وَهِي الفَحِثُ أيْضاً. قَالَ ابنُ السّكّيتِ: الْقطن: مَا بَيْنَ الوَرِكَيْنِ، وَالقَطْنُ: فِي معنى (حَسْبُ) يُقَالُ: قطْنِي مِنْ كَذَا وكَذَا، وَأنْشد: امْتَلَأَ الحَوْضُ وَقَالَ: قَطْنِي سَلاَّ رُوَيْداً قَدْ مَلأَتَ بَطْني وَقَالَ اللَّيْث: قَالَ أَبُو الدُّقَيش: القِطَانُ: شِجَارُ الهَوْدَجِ، وجمعُه: قُطُنٌ، قَالَ لبيد: فَتَكَنَّسُوا قُطُناً تَصِرُّ خِبَامُهَا قلتُ: وقالَ غيرُه فِي قولِهِ: (قُطناً) . أيْ: ثِيابَ قُطْن. يُقالُ: قُطْنٌ وقُطُنٌ وقُطُنٌّ. وأنْشَدَني الإياديّ: جَارِيَةٌ لَيْسَتْ مِنْ الوَحْشَنِّ وَلاَ مِنَ السُّودِ القِصَارِ الجنِّ قُطُنّةٌ مِنْ أَحْسَنِ القُطُنِّ الليثُ يُقالُ للكَرْمِ، إِذا بَدَتْ زمعاتُهُ: قَدْ عَطَّبَ وقَطَّنَ. قالَ: والقَيْطُونُ، هُوَ المَخْدَعُ بلغَة أَهْلِ مِصْرَ وَبَرْبَرَ قالَ: وَحَبَّةٌ يَسْتَشْفى بِها، يُسَمِّيها أهلُ العِراقِ: (بَزْرَقَطُونَا) . قلتُ: وَسَأَلْتُ عَنْها البَحْرانِيّينَ؟ فَقَالُوا: هِيَ عِنْدَنا، تُسَمّى: (حبَّ الذرّقَةِ) ، (وَهِي الاسْفِيُوشْ) مُعَرَّبٌ. وَقَالَ أَبُو زيد: القُطُونُ: الإقَامَةُ. ومُجاوِرُو مَكَّةَ: قُطّانُها، وحَمَامُ مَكَّةَ، يُقَالُ لَهَا: قُواطِنُ مَكَّة. واليَقْطِينُ: شَجَرةُ القَرْعِ، قالَ الله تَعَالى: {) وَهُوَ سَقِيمٌ وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً} (الصافات: 146) . قالَ الفَرَّاءُ: قِيلَ، عِنْدَ ابنِ عَباسٍ: هُوَ وَرَقَ القَرْعِ، فَقالَ: وَمَا جَعَلَ القَرْعَ، مِنْ بَيْنِ الشَّجَرِ يَقْطِينَا؟ كلُّ وَرَقَةٍ اتّسَعَتْ وَسَتَرَتْ فَهِيَ يَقْطِينٌ. وَقَالَ ابنُ مَسْعُودٍ: هُو القرْعُ. وَقَالَ مُجَاهِدُ كلُّ شَيْء ذَهَبَ بسْطَاً فِي الأرْضِ: يَقْطِينُ، ونَحْوَ ذلكَ قَالَ الكَلِبيُّ، قالَ: ومنهُ القَرعُ والبِّطِّيخُ والقِثّاءُ والشِّرْيانُ.

قَالَ سَعِيدٌ بنُ جُبَيْرٍ: كلُّ شَيْءٍ يَنْبُتُ ثمَّ يَمُوتُ عَنْ عامِهِ، فَهُوَ يَقْطِينُ: قَالَ ابنُ السِّكِّيتِ هِيَ القَطِنَةُ: الَّتي تكونُ مَعَ الكَرِشِ، فهيَ ذَواتُ الأَطْبَاقِ. قَالَ: وَهِي النَّقِمَةُ والمَعِدَةُ والكَلِمَةُ والسَّفِلَةُ. قَالَ أَبُو العَبّاسِ: القَطِنَةُ: وَهِي الرُّمانَةُ فِي جَوْفِ البَقَرةِ. . قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: قَطِنَةُ البَعِيرِ، الَّتِي يُسَمِّيها العَامَّةُ: الرُّمَّانَةَ وَهِي أَيْضا لَقَّاطَةُ الحَصَا. نطق: قَالَ اللَّيْث: يُقَالُ: نَطَقَ النّاطِق يَنْطِقُ نُطْقاً، وَإِنّه لمِنْطِيقٌ بَلِيغٌ، قالَ: وَكتابٌ ناطِقٌ بَيِّنٌ وقالَ لبيد: أَوْ مُذْهَبٌ جُدَدٌ عَلَى أَلواحِهِ النَّاطِقُ المَبْرُوزُ والمَخْتُومُ قَالَ: وكلامُ كُلِّ شَيْءٍ مَنْطِقُهُ، وَمِنْه قولُ الله جلّ وعزّ: {النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ} (النَّمْل: 16) . قَالَ: والمِنْطقُ: كلُّ شَيءٍ شَدَدْتَ بهِ وَسَطكَ. والمِنْطَقَةُ: اسْم خَاصٌّ. والنِّطاقُ شِبْهُ إِزَارٍ، فِيهِ تِكَّةٌ، كانَتِ المَرْأَةُ تَنْتَطِقُ بِهِ. وَإِذا بَلغَ المَاءُ النِصْفَ منَ الشجَرَةِ، والأكَمَةِ، يقالُ، نَطَّقَها. أَبُو عُبيد عَن أبي زيادٍ الكِلابيّ، قالَ: النِطاقُ أَنْ تَأخُذُ المَرأةُ ثوبا فَتَلْبسَه ثُمَّ تشد وسَطَها بِحَبْلٍ، ثمَّ تُرْسِل الأَعلَى على الأسْفَلِ. وقالتْ عائِشَةُ فِي نِساء الأنْصَار: فعَمَدْنَ إِلَى حُجَزِ، أَو حُجُوزِ مَنَاطِقِهنَّ، فَشَقَقْنَها وَسَوَّيْنَ مِنْهَا خُمُراً، حينَ أَنْزَلَ الله جلّ وعزّ {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} (النُّور: 31) . المَناطِقُ: واحدُها مِنْطَقٌ، وَهُوَ النِّطاقُ الَّذِي وَصَفَهُ أَبُو زِيادٍ الكِلابيّ. يقالُ، مِنْطَقٌ ونِطاقُ، كَمَا يُقالُ، مِئْزَرٌ وإِزَارٌ ومِلْحَفُ ولِحَافٌ وَمِسْرَدٌ وَسِرَادٌ، وَقَدْ تَنَطَّقَتِ المَرْأَةُ: إِذا شَدَّتْ نِطَاقَها عَلَى وَسَطِهَا، وَأَنَشدَ ابنُ الأعرابيّ يصف امْرَأَة) : تَغْتَالُ عَرْضَ النُّقْبَةِ المُذَالَةْ وَلم تَنَطَّقْهَا عَلَى غِلاَلَهْ وَقَالَ شمر، فِي قولِ جَرِيرٍ: والتَّغْلِبيونَ بِئْس الفَحْلُ قَحْلُهُمُ قِدْماً وأُمُّهُمُ زَلاَّءُ مِنْطِيْقُ تَحْتَ المَناطِقِ أَسْتاهٌ مُصَلّبَةٌ مِثْلَ الدَّوَا مَسَّها الأقلاَمُ واللِّيْقُ قَالَ شعر، مِنْطيقٌ: تأتزر بِحَشِيَّةِ تُعَظِمُ بِهَا عَجِيزَتَها. قالَ، وقالَ بعضُهُم، النِّطاقُ، الإزَارُ الَّذي يُثْنى والمِنْطَق، مَا جُعِلَ فيهِ من خَيْطٍ أَوْ غَيْرِهِ وَأَنشَدَ:

تَنْبو المَنَاطِقُ عَنْ جُنُوبِهِمُ وَأَسِنَّةُ الخَطِّي مَا تَنْبُو وَصَفَ قَوْماً بِعِظَمِ البُطُونِ والجنوب والرَّخَاوةِ قالَ: وقَدْ يكونُ النِّطاقُ والمِنْطَقُ، بِمَعْنى واحدٍ مثلَ، الإزَارِ والمِئْزَرِ. وسُمِّيَتْ أَسماءُ بنتُ أبي بَكْرِ رَضِيَ الله عَنْهمُا ذاتَ النِّطَاقَيْنِ لأنَّهَا كَانَتْ تُطَارِقُ نِطَاقاً عَلَى نِطَاقٍ، وَقيل: إنَّهُ كَانَ لهَا نِطَاقَانِ تَلْبَسُ أحدَهُما وَتَحْمِلُ فِي الآخَرِ الزَّادَ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأبي بكر رَضِي الله عَنهُ وهما فِي الغارِ، وَهَذَا أصحُّ القَوْلَينِ. وروَى الزُّهري عَن عُرْوَةَ عَن عائِشَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما خَرَجَ مَعَ أبي بَكْرٍ مُهَاجِرَيْنِ؛ صَنَعْنا لَهُما سُفْرَةً فِي جِرَابٍ، فَقَطَعتْ أسماءُ بنتُ أبي بَكْرٍ من نِطاقِها، وأوْكَت بهِ الجِرَابَ؛ فلذلكَ كَانَتْ تُسَمى: ذاتَ النِّطاقَيْنِ. حَدَّثَنَا السَّعْدِي عَنِ الرَّمادِيّ عَن عبدِ الرّزاقِ عنَ مَعْمَرٍ عنِ الزُّهْري وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح. ويُقَالُ، تَنَطَّقَ بالمِنْطَقَةِ، وانْتَطَقَ بِها، ومنْهُ قولُ خداشٍ بنِ زهيرٍ: وأَبْرَحُ مَا أَدَامَ الله قَوْمِي بِحَمْدِ اللَّهِ مُنْتَطقاً مُجِيداً فِي قولهِ: مُنْتَطِقَاً؛ قَوْلاَنِ: أحدُهُما، مُجْتَنِباً إليَّ فَرَساً. والآخَرُ، شَادّاً إليَّ إزَارِي إِلَى دِرْعِي. ويُقالُ: انْتَطَق فُلانٌ فَرَسَهُ: إِذا قادَهُ، قَالَهُ المَازِنُّي. ثعلبٌ عنِ ابْنِ الأَعْرابيِّ فِي قَوْلِهِمْ (مالَهُمْ صَامِت وَلَا نَاطِقٌ) . فالصّامِت، الذَّهَب والفِضَّةُ والجَوْهَرُ، والنّاطِقُ: الحَيَوانُ. وقالَ الأصمَعيُّ: النَّاطقُ: الحَيَوانُ مِنَ الرَّقيقِ وَغَيره سمي نَاطِقاً؛ لِصَوْتِهِ وَصَوْتُ كلّ شَيْءٍ مَنْطِقُهُ وَنُطْقُهُ. قنط: قالَ الله تَعَالَى: (قَالَ وَمَن يَقْنِطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ) وَقُرِىء؛ {قَالَ وَمَن يَقْنَطُ} فَمن قَرَأَ (يَقْنِطُ) قَالَ: قَنَطَ فِي الْمَاضِي، وَمن قَرأَ، {يَقْنَطُ} قالَ: قَنِط. قالَ الأزْهَريّ، وهما لُغَتَانِ جَيّدَتَانِ، قَنِطَ يقْنَط، وقَنَط، يَقْنِطُ قنُوطاً، فِي اللُّغَتَينِ، قالَ ذَلِك أَبُو عَمْرٍ وبن العَلاَء. قَالَ اللَّيْث: القُنُوطُ: الإيَاسُ من الُخَيْرِ، ويُقالُ: شَرُّ النَّاسِ الَّذين يَقَنِّطُون الناسَ من رحمةِ الله، أَي: يُؤَيِّسُونَهُم. نقط: قَالَ اللَّيْث: يُقالُ: نَقَطَ النَّاقِطُ الكِتَابَ: يَنْقُطُهُ نَقْطاً والنُّقْطةُ: الإسْمُ. والنَّقْطَةُ: فَعْلَة واحِدَة. وَيُقالُ: نَقَّطَ ثوبَهُ بالمِدادِ والزَّعْفَرانِ، تَنْقِيطاً ثعلبُ عنِ ابْن الأعْرابي، قالَ: مَا بَقِي من أموالِهم إِلَّا النُّقْطَةُ، وَهِي قِطْعَة من نَخْلٍ

هَاهُنا وَقطعَة من زَرْغٍ هَاهُنا. ق ط ف قطف قفط طفق: مستعملة. قطف: قالَ اللَّيْث وغيرُهُ: القَطْف: قَطْعُكَ العِنَبَ وغَيْرَهُ وكلُّ شَيْءٍ تقطَعُه، فقد قَطَفْتَهُ، حتَّى الجرادُ تُقْطَفُ رؤوسُها. قالَ: والقِطْفُ: اسمٌ للثِمارِ المقْطُوفَةِ، وجَمْعُها: قُطُوف. قالَ: الله تَعَالَى: {عَالِيَةٍ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ} (الحاقة: 23) أَي: ثِمَارُها قَريْبَة المُتَناوَلِ، يَقطِفُها القَاعِدُ والقَائِمُ. قالَ: والقطافُ: اسمُ وَقْتِ القطْفِ، قالَ الحَجَّاجُ على المِنْبَرِ: (أَرَى رُؤوساً قَدْ أيْنَعَت وَحَانَ قِطَافُهَا) . قُلتُ: والقطَاف بالفَتْح جَائِز، عندَ الكِسائيِّ، أَيْضا. وقالَ الليثُ: والقَطَفُ: نَبَات رَخْص عريضُ الوَرَقِ يُطبَخُ، الواحدةُ: قَطَفَة. والقِطافُ مَصْدرُ القَطُوفِ مِنَ الدّوابِّ، وَهْوَ المُقارِبُ الخَطْوِ، البَطِيءُ وأقْطَفَ الرَّجُلُ، إِذا كانَتْ دابَّتُهُ قَطُوفاً، وَقَد قَطَف الدّابَّةُ يَقْطِفُ قُطُوفاً، وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ يذكُر جَراداً: كأنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلا مُقْطَفٍ عَجِلِ إذَا تَجَاوَب من بُرْدَيْهِ تَرْنِيمُ أَبُو عُبيدٍ عَن الأحْمَرِ: أَقْطَفَ القَوْمُ: إِذا حَانَ قِطَافُ كُرومِهِمْ، وأَجْزَزُوا من الجِزَازِ فِي النَّخْلِ، إِذا أَصْرَمَوا. وأقْطَفَ الكَرْمُ، إِذا أَتى قِطافُه. والقَطْفُ: الخَدشُ، وَأنْشد: وَهُنَّ إذَا أَبْصَرْنَهُ مُتُبَذِّلاً خَمَشْنَ وُجُوهاً حُرَّةً لم تُقَطَّفِ أيْ لم تُخَدَّشْ. ابْن السّكّيت، عَن أبي عمرٍ و: القُطُوفُ: الخُدُشُ، واحدُها: قَطْفٌ، وَقد قطَفَهُ يقطِفُهُ، إِذا خَدَشَهُ، وأنشَدَ لحاتِمَ: ولكِنْ وَجْهَ مَوْلاكَ تَقْطِفُ قلتُ: والقَطِيفَةُ: ثوبٌ ذُو خَمَلٍ تُفْتَرَشُ، وجمعُهُ: قُطُفٌ وهيَ: القَراطِفُ، وَمِنْه قَوْله: بأنْ كَذَبَ القَراطِفُ والقُرُوفُ وقيلَ للطْعام الّذي سُمِّيَ: (القَطَائِف) ؛ لأنَّ لَهَا مِثْلَ خَمَلِ: القَطَائِفِ. روى سَعيدُ بنُ أبي عُروبَةَ عَن أنَسِ: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جاءَ عَلَى فَرَسٍ، لأبي طَلْحَةَ يَقطِفُ. قلتُ: القَطْفُ مُقَارَبَةُ الخَطْو، وذلكَ من فعلِ الهَمَالِيجِ. والقَطِيفةُ والقَرْطَفَةُ، وجمعُها: القطائِفُ، والقراطفُ: فُرُشٌ مَخْمَلَةٌ. والقَطائِفُ: طَعَامٌ يُسَوّى من الدَّقيقِ المُرَقِّ بالماءِ شُبِّهَتْ بخَمل القطائفِ الّتي تُفْتَرشُ، الْوَاحِدَة: قَطِيْفَةٌ.

قفط: أَبُو عُبَيْدٍ عَن الأصْمعِيّ: قَفط الطّائِرُ أُنْثَاهُ وقَمَطَها، يَقْفِطُها ويَقمِطُها، ويَقْفُطُها. قالَ: وَقَالَ أَبُو زيدٍ: ذَقَطَ الطّائرُ يَذْقُطُ ذَقْطاً. فَأَما القَّفْطُ، فَلِذَواتِ الظِّلف. وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: القَفْطُ: شِدّةُ لِحَاقِ الرَّجُلِ المَرْأةَ، أيْ: شِدَّة احْتِفازِهِ. قالَ. والذَّقْطُ: غَمْسُهُ فِيهَا، والمَقْط: نَحْوُهُ، يقالُ: مَقَطَها، ونَخَسَها، ودَاسَها يُدوسُها، قالَ: والدَّوْسُ: النَّيْكُ. وقالَ الليثُ: يُقالُ للعَنْزِ إِذا حَرَصَتْ عَلَى التَّيْس فَمَدَّتْ مُؤَخَّرَها إلَيْهِ، قَدِ أقْفَاطَّت أقْفِيطَاطاً، والتَّيْسُ يَقْتَفِطُ إلَيْها، إِذا ضَمَّ مُؤَخَّرَهُ إلَيْها، وَقَد تَقَافطا، إِذا تَعَاوَنا عَلَى ذلِكَ. وقالَ الليثُ: رُقْيَةٌ للعَقْرَبِ، قِيْلَ: (شَجَّةٌ قَرَنيَّة مِلْحَة بَحْري قَفَطى) ، يُقْرأُ هَذَا سبعَ مراتِ، و: {} (الْإِخْلَاص: 1) : سَبْعَ مَرّاتٍ. طفق: قَالَ الليثُ: طَفِقَ: بِمَعْنى: عَلِقَ يَفْعَلُ كِذا، وَهُوَ يَجْمَعُ: مَعْنى: ظَلَّ وَبَاتْ. قالَ: وَلُغَةٌ رَدِيئَة: طَفَقَ. وقالَ أَبُو سَعِيدٍ: الأَعْرابُ يَقُولُونَ: طِفِقَ فلَان بِمَا أَرَادَ، أيْ: ظَفِرَ بِهِ، وأطْفَقَهُ الله بِهِ إطْفَاقاً، إِذا أَظْفَرَه بهِ، ولئِنْ أَطْفَقَني اللَّهُ بِفُلانٍ، لأَفْعَلَنَّ بِهِ، (ولأَفْعَلَنْ) . وقالَ أَبُو الهيثَم: طفِقَ وَعَلِقَ، وجَعَلَ وَكَادَ، وكَرَبَ لَا بُدَّ لَهُنَّ من صاحِبٍ يَصْحَبُهُنَّ، يُوصَفُ بِهِنَّ، فَيَرْتَفِعُ. وَيَطْلُبْنَ الْفِعْلَ المسْتَقْبَلَ خَاصَّة، كقولِكَ: (كادَ زيدٌ يقولُ ذَاكَ) . فَإِن كَنَّيْتَ عَن الاسْمِ قُلْتَ: (كادَ يقولُ ذَاكَ) ومنْهُ قولُه جلّ وعزّ {عَلَىَّ فَطَفِقَ مَسْحاً} (ص: 33) أرادَ؛ طَفِقَ يَمْسَحُ مَسْحاً (بالسَّوقِ والأَعْنَاقِ) وهذِهِ تُسَمى حُروفَ المُقَارَبَةِ) 1) . ق ط ب قطب، قبط، طبق، بقط، بطق: مستعملة. قطب: قَالَ اللَّيْث: القطب: نَبَات. قلت: القطْبة: هَنَة من الشّوك كأنّها حَسَكة مثلّثة، وَجَمعهَا قطَبٌ، وورق أَصْلهَا يشبه ورق النّفَل والذُّرَق؛ والقطْب ثمرُها. وَقَالَ اللَّيْث: القطوب: تزوِّي مَا بَين الْعَينَيْنِ عِنْد العبوس. يُقَال: رَأَيْته غضبانَ قاطباً، وَهُوَ يَقطِب مَا بَين عَيْنَيْهِ قطباً وقطوباً، ويقطّب مَا بَين عَيْنَيْهِ تقطيباً. قَالَ: والقطْب: كَوْكَب بَين الجدي والفرقدَين، وَهُوَ صَغِير أَبيض لَا يبرح مكانَه أبدا؛ وَإِنَّمَا شبِّه بقطب الرّحى، وَهُوَ الحديدة الَّتِي فِي الطَّبَق الْأَسْفَل من

الرّحَيَين يَدُور عَلَيْهَا الطبَق الْأَعْلَى، ويدور الْكَوَاكِب على هَذَا الْكَوْكَب الَّذِي يُقَال لَهُ القطب. أَبُو عَمْرو: شمِر عَن أبي عدنان: القطب أبدا وسطَ الْأَرْبَع من بَنَات نعش، وَهُوَ كوبٌ صَغِير لَا يَزُول الدَّهرَ، والجدي والفرقدان تَدور عَلَيْهِ. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ قَالَ: القطبة من نصال الأهداف. وَقَالَ اللَّيْث: القطْبة: نصل صَغِير قصير مربّع فِي السّهم يُرمَى بِهِ الْأَغْرَاض. وَقَالَ النّضر: القطبة لَا تعدُّ سَهْما. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: السّلْق: إِدْخَال الشِّظاظ مرّةً فِي عُرى الجوالق عِنْد العَكْم، فَإِذا ثنيتَه فَهُوَ القطْب. قَالَ: وَمِنْه يُقَال: قطب الرجلُ، إِذا أثنَى جلدةَ مَا بَين عَيْنَيْهِ. قَالَ: والقطْب: المزْج أَيْضا، وَذَلِكَ لِلخَلْط. وَكَذَلِكَ إِذا اجْتمع القومُ وَكَانُوا أصنافاً فاختلطوا قيل: قطَبوا فهم قاطبون. وَمن هَذَا يُقَال: جَاءَ القومُ قاطبةً، أَي: جَمِيعًا مختلطاً بعضُهم بِبَعْض. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: قَطبت الشّرابَ وأَقطبته، أَي: مزجته. قَالَ ابْن مُقبِل: يقطِّبُه بالعنبرِ الوَردِ مقطِبُ قَالَ: وَقَالَ الْكسَائي: القطب: الْقَائِم الَّذِي تَدور عَلَيْهِ الرّحى. وَفِيه ثَلَاث لُغَات: قُطْب، وقَطْب، وقُطُب. وَقَالَ شمِر: وقِطْبٌ أَيْضا. وَقَالَ اللَّيْث: قاطبة: اسمٌ يجمع كلّ جيلٍ من النَّاس، كَقَوْلِك: جَاءَت الْعَرَب قاطبة. قَالَ: والقطاب: المِزاج الَّذِي يُشرَب وَلَا يشرب، كَقَوْل الطائفيّة فِي صفة غِسْلة. قَالَ أَبُو فَرْوَة: قدم فَرِيغونُ بجاريةٍ قد اشْتَرَاهَا من الطَّائِف فصيحة. قَالَ: فَدخلت عَلَيْهَا وَهِي تعالج شَيْئا. فَقلت: مَا هَذَا؟ . فَقَالَت: هَذِه غِسْلة. فَقلت: وَمَا أخلاطها؟ . فَقَالَت: آخُذ الزَّبِيب الجيّد فأُلقي لَزِجَه وأُلَجِّنُه وأَعبِثُه بالوخِيف، وأقطّبه. وَأنْشد غيرُه: يَشرَب الطِّرْم والصَريفَ قطابَا قَالَ: الطِّرْم: العَسَل. والصَّريف: اللَّبن الحارّ. قِطاباً، أَي: مِزاجاً. ابْن السّكيت عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القطيبة: أَلْبان الْإِبِل والغَنم يُخلَطان. وَقَالَ ابْن شُمَيل: القطيبة: اللَّبن الحليب والحقين يُخلط بالإهالة. وَقد قطبتُ لَهُ قطيبةً فشربَها. وَقَالَ أَبُو زيد: القطِيبة: أَن يخلط لبن الضَّأْن والمِعزَى، وَهِي النَّخيسة. وكل

ُّ ممزوج قطيبةٌ. والقطاب: المزاج. قطّبَ بَين عَيْنَيْهِ، أَي: جمعَ الغضون. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: القطيبة: الرثيئة. أَبُو زيد: فِي الجبينِ المقطَّبُ، وَهُوَ مَا بَين الحاجبَين. وقُطَيبَ: من أَسمَاء الْعَرَب، تَصْغِير قطب. طبق: قَالَ اللَّيْث: الطَّبقُ: عُظَيم رَقِيق يفصل بَين الفَقَارين. وَقَالَ غَيره: الطَبَق: فَقار الصلب أجمع. وكلّ فَقارة طبَقة. وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود: (وَتبقى أصلابُ الْمُنَافِقين طَبقاً وَاحِدًا) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: الطَبَق: فَقَار الظّهْر، واحدتُه طَبقة. يَقُول: فَصَارَ فقارهم كلّه فَقَارةً وَاحِدَة، فَلَا يقدرُونَ على السُّجود. وَيُقَال: يَد فلانٍ طبقةٌ وَاحِدَة، إِذا لم تَكن منبسطةً ذاتَ مفاصل. والطبقة من الأَرْض: شبه المشَارة، والجميع الطَّبَقَات. ثَعْلَب عَن سَلمة عَن الْفراء، يُقَال: لقِيت مِنْهُ بناتِ طبَقٍ، وَهِي الداهية. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: يُقَال: جَاءَ بِإِحْدَى بناتِ طَبَق، قَالَ: وَأَصلهَا من الحيّات. ولمّا نُعي المنصورُ إِلَى خلفٍ الأخمر أنشأ يَقُول: قد طرَّقتْ ببِكرِها أمَّ طبَقْ فَذَمَّروها وَهْمةً ضخمَ العُنُق موت الإِمَام فِلقةٌ من الفِلَق وَقَالَ غَيره: قيل للحَية أم طبق وَبنت طَبَق لَتَرحِّيها وتَحوِّيها. وَأكْثر الترحّي للأفعى. وَقَالَ غَيره: قيل للحيّات بناتُ طبق لإطباقها على مَن تَلسعه. وَقيل: إنَّما قيل لَهَا بناتُ طَبَق لأنّ الْحواء يُمسكها تَحت أطباق الأسفاط المجلّدة. وَيُقَال: مضى طَبقٌ من النَّهَار، أَي: سَاعَة. ومِثله مَضَت طَائِفَة من اللَّيْل. وطِباق الأَرْض وطِلاعُها سَوَاء، مَعْنَاهُمَا مِلْؤها. ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: هَذَا الشَّيْء وَفْق هَذَا ووِفاقُه، وطِبْقُه وطَبقه، وطَابَقُه، وطَبيقُه ومُطبَقُه، وقالَبُه وقَالِبُه، بِمَعْنى وَاحِد. وَمِنْه قَوْلهم: (وافَق شنٌّ طَبقة) . أَبُو عبيد: شنٌّ وطبق: حيّانِ من الْعَرَب. وَقَالَ ابْن السكّيت: طَبق: حيّ مِن إياد، وشَنّ: ابْن أفْصَى بن عبد الْقَيْس، وَكَانَت شَنٌّ لَا يُقَام لَهَا، فواقعتْها طَبق فانتصفتْ مِنْهَا فَقيل: وافَق شَنٌ طبَقة وافَقه فاعتَنَقهُ وَأنْشد:

لَقيتْ شَنٌّ إياداً بالقَنا طَبقاً وافَق شَنٌّ طَبقه أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي فِي هَذَا المَثل: الشّنُّ: الوِعاء الْمَعْمُول من الأدَم، فَإِذا يبس فَهُوَ شَنٌّ، فَكَانَ قوم لَهُم مِثلُه فتَشَنَنَ، فَجعلُوا لَهُ غِطاءً، فوافَقه. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: المطابَقة المشيُ فِي الْقَيْد. وَهُوَ الرَّسْف. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْمُطَابقَة أَن يضع الفرسُ رجلَه فِي مَوضِع يدِه؛ وَهُوَ الأحَق من الْخَيل. وَيُقَال: طابَق فلَان لي بحَقي وأَذْعَن، إِذا أقَرّ وبَخَع. وَقَالَ الجعديّ: وخَيلٍ تُطابِق بالدَّارعين طِباقَ الْكلاب يَطأن الهَرَاسا وَيُقَال: طابَق فلَان فلَانا، إِذا وافَقه وعاوَنَه. أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الحرّاني قَالَ التطبيق فِي حَدِيث ابْن مَسْعُود: أَن يضع كفّه الْيُمْنَى على الْيُسْرَى. يُقَال: طابقت وطبّقت. قَالَ: وَقَوْلهمْ: (رَحْمَة الله طِباقُ الأَرْض) ، أَي: تغشَى الأَرْض كلّها. وَفِي حَدِيث عمرَان بن حُصين أنَّ غُلَاما لَهُ أبَق فَقَالَ: لَئِن قدَرتُ عَلَيْهِ لأقطعنّ مِنْهُ طابقاً، قَالَ: يُرِيد عُضواً. والتطبيق فِي الرُّكُوع كَانَ مِن فِعل الْمُسلمين أوّل مَا أُمِروا بِالصَّلَاةِ، وَهُوَ مُطابَقة الكفَّين مبسوطتين بَين الرُّكبتين فِي الرُّكُوع. ثمَّ أمروا بإِلقام الكفيْن داغِصَتَيِ الرُّكْبَتين، كَمَا يَفعل النَّاس الْيَوْم. وَكَانَ ابنُ مسعودٍ استمرَّ على التطبيق لأنّه لم يكن سَمِع من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْأَمر الآخَر. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: التطبيق أَن يثب البعيرُ فتقعَ قوائمُه بِالْأَرْضِ مَعًا. وَقَالَ الرَّاعِي يصف نَاقَة: حتّى إِذا مَا اسْتَوَى طَبَّقت كَمَا طبّق المِسحَلُ الأغبرُ يَقُول: لمّا اسْتَوَى الراكبُ عَلَيْهَا طبَّقت. قَالَ الْأَصْمَعِي: وَأحسن الرَّاعِي فِي قَوْله: وَهِي إِذا قَامَ فِي غَرزِها كمِثلِ السَّفينة أَو أوْقَرُ لأنَّ هَذَا من صفة النجائب، ثمَّ أَسَاءَ فِي قَوْله: (لأنَّ النجيبة يُستحبّ لَهَا أَن تُقدِّم يدا ثمَّ تقدِّم الْأُخْرَى، فَإِذا طبَّقتْ لم تُحْمد. قَالَ: وَهُوَ مثل قَوْله: حَتَّى إِذا مَا اسْتَوَى فِي غَرْزِها تَثِبُ وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس أَنه سَأَلَ أَبَا هُرَيْرَة عَن امرأةٍ غير مَدْخُول بهَا طُلقت ثَلَاثًا؛ فَقَالَ: لَا تَحلّ لَهُ حتّى تنْكح زوجا غَيره. فَقَالَ ابْن عبّاس: (طبَّقَت) . قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: طبّقت أَرَادَ أصبْتَ وَجهَ الفُتْيا وأصلُه إِصَابَة المفْصِل، وَلِهَذَا قيل لأعضاء

الشَّاة طوابق، وَاحِدهَا طابَق، فَإِذا فصَّلها الرجل فلَم يخطىء المفاصل قيل: قد طبَّق. وَقَالَ الشَّاعِر: يصمّم أَحْيَانًا وحِيناً يُطبِّق يصف السَّيْف: فالتصميم أَن يَمضي فِي العَظْم. والتطبيق: إِصَابَة المَفصِل. قَالَ الرَّاعِي يصف إبِلا: وطبّقن عَرْضَ القُفِّ لمّا عَلَوْنَه كَمَا طبّقتْ فِي العَظْم مُدْيةُ جازِرِ وَقَالَ ذُو الرُّمة: لقد خَطَّ رُومِيٌّ وَلَا زَعَماتِهِ لعُتبة خَطّاً لم تُطبَّق مَفاصِلُهْ وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وَعز: {اتَّسَقَ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن} (الانشقاق: 19) . حَدثنِي ابْن عُيَيْنَة عَن عَمْرو عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَرَأَ (لتركَبَنّ) . وفسّر: لتصيرنّ الأمورُ حَالا بعد حَال للشدّة. قَالَ: وَالْعرب تَقول: وَقع فلانٌ فِي بَنَات طَبَق إِذا وقعَ فِي الْأَمر الشَّديد. وَقَالَ ابْن مَسْعُود: لَتركَبنَّ السماءُ حَالا بعد حَال. وَقَرَأَ أهل الْمَدِينَة: (لَتَرَكَبُنَّ طَبقاً) يَعْنِي الناسَ عَامَّة. وَالتَّفْسِير الشِّدّة. وَقَالَ الزّجاج: لتركبنَّ حَالا بعد حَال حَتَّى تصيروا إِلَى الله من إحْيَاء وإماتة وبَعْث. قَالَ: ومَن قَرَأَ: (لتركبَنّ) أَرَادَ لتركبَنّ يَا محمدُ طبَقاً عَن طبق من أطباق السَّمَاء وقرئت: (ليركَبَنَّ طبقًا عَن طبق) . وَفِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء: (أسقِنا غيثاً مُغِيثاً طبقًا) . يُقَال: هَذَا غيثٌ طَبق الأرضِ إِذا طبّقها. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: طَبق الأرضِ تحرَّى وتدُرَّ وَمن نَصَب طَبَق أَرَادَ: تحرَّى طَبَق الأرضِ، وَهُوَ وَجههَا. أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الحَرَّاني عَن أبي نصر عَن الْأَصْمَعِي فِي قَوْله: (غَيثاً طَبَقاً) ، الْغَيْث: الطَبَق: العامّ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي فِي حَدِيث رَوَاهُ: (قريشٌ الكَتَبَةُ الحَسَبة، مِلحُ هَذِه الأمّة، عِلم عالِمِهم طِباق الأَرْض) كَأَنَّهُ يُعمّ الأرضَ فَيكون طبقًا لَهَا. وَأما قَول الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب فِي امتداحِه رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا مضى عالمٌ بدا طَبَق فَمَعْنَاه: إِذا مضَى قَرْن ظهر قَرْن آخر. وإنّما قيل للقَرْن طَبَق لأَنهم طَبَق للْأَرْض ثمَّ ينقرضون وَيَأْتِي طبق للْأَرْض آخرُ.

وَكَذَلِكَ طَبَقَات النَّاس كلُّ طبقةٍ طَبّقت زمانَها. وَرُوِيَ عَن مُحَمَّد بن عَليّ أَنه وصف مَن يَلِي الْأَمر بعد السُّفيانيّ فَقَالَ: (يكون بَين شَثَ وطُبّاق) . والشث الطبّاق: شجرتان معروفتان بِنَاحِيَة تِهامة، وَقد ذكرهمَا تأبّط شرا فَقَالَ: كَأَنَّمَا حَثحَثوا حُصّاً قَوَادِمُه أَو أُمَّ خِشفٍ بِذِي شَثَ وطُبّاق وَيُقَال: طبّقت النجومُ: إِذا ظَهرت كلُّها. وَفُلَان يَرعَى طَبَق النُّجُوم. وَقَالَ الرَّاعِي: أَرَى إبلِي تَكالأ راعياها مَخافةَ جارِها طَبَق النُّجُوم وَفِي حَدِيث أمّ زرع، أَن إِحْدَى النِّسَاء وصفتْ زوجَها فَقَالَت: (زَوجي عَياياء طَبَاقاء، كلُّ داءٍ لَهُ دَاء) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: الطَّباقاء: الأحمق الفَدْم. وَقَالَ جَمِيل: طَباقاء لم يَشهد خُصوماً وَلم يَقُد رِكاباً إِلَى أكوارِها حِين تُعكَف وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِي قَول الْمَرْأَة: (زَوجي عَيَاياء طباقاء) . قَالَ: هُوَ المطبَق عَلَيْهِ حُمْقاً. ابْن شُمَيْل: يُقَال: تجَلّبوا على ذَلِك الْإِنْسَان طَباقاءَ بالمدّ، أَي: تَجمّعوا كلُّهم عَلَيْهِ. وَقَالَ الله جلّ وَعز: { (أَطْوَاراً أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ} (نوح: 15) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: معنى طباقاً مطبَق بَعْضهَا على بعض. قَالَ: وطِباقاً مصدر طُوبقت طِباقاً. قَالَ: وَنصب طباقاً على وَجْهَيْن: أَحدهمَا مُطَابقَة طباقاً. وَالْآخر من نعت سَبْع، أَي: خلق سبعا ذَات طِباق. وَقَالَ اللَّيْث: السَّمَوَات طباق بَعْضهَا على بعض، وكلّ وَاحِد من الطباق طَبقة، وَيذكر فَيُقَال: طَبَق. قَالَ: والطبَقة: الْحَال. يُقَال: كَانَ فلانٌ من الدُّنْيَا على طَبَقَات شتّى، أَي: حالات. والطَبَق: جماعةٌ من النَّاس يَعْدِلُون جمَاعَة مِثلَهم. قَالَ: وأطبق القومُ على الْأَمر، إِذا أجمَعوا عَلَيْهِ. وطابَقتِ الْمَرْأَة زوجَها، إِذا واتَتْه. وَيُقَال: طابَقتُ بَين شَيْئَيْنِ، إِذا جعلتَهما على حَذْوٍ وَاحِد. قَالَ: والمطبّق: شبه اللُّؤْلُؤ إِذا قُشِر اللُّؤْلُؤ أخِذ قِشره ذَلِك فألزق بالغراء بعض بِبَعْض فَيصير لؤلؤاً وشِبهه.

الانطباق: مطاوعة مَا أطبقتَ. وَفِي الحَدِيث: (لله مائَة رحْمة، كل رَحْمَة مِنْهَا كطباق الأَرْض) ، أَي: تَغْشَى الأرضَ كلّها. وَقيل: طِباق الأَرْض مِلْؤها. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الطَبَق: الْحَال على اختلافها. والطَبَق: الأُمّة بعد الأمّة. والطبَق: سَدُّ الْجَرَاد عَينَ الشّمس. والطَبَق: انطباق الْغَيْم فِي الْهَوَاء. والطَبَق: الدَّرَك من أَدْرَاك جهنّم. ابْن نجدة عَن أبي زيد: يُقَال للبليغ من الرِّجَال: قد طبّق المفصِل، ورَدَّ قالَب الْكَلَام، وَوضع الهِناء مَوضع النُّقب. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الطِّبْق: الدِّبق، والطَّبْق بِفَتْح الطَّاء. الظُّلم بِالْبَاطِلِ. والطِّبْق: الخَلْق الْكثير. وَقَالَ الأصمعيّ: الطِّبق الْجَمَاعَة من النَّاس. وكلُّ مفصل طِبق وَجمعه أطباق. وَلذَلِك قيل للَّذي يُصِيب الْمفصل مطبَّق. وَقَالَ: ويحميك باللين الحسامُ المطبِّق قَالَ: وَجَاء فلَان مقتعطاً، إِذا جَاءَ متعمّماً طابقيّاً، وَقد نهى عَنْهَا. وأخبِرَ الحسنُ بِأَمْر فَقَالَ: إِحْدَى المُطْبقات. قَالَ أَبُو عَمْرو: يُرِيد إِحْدَى الدَّوَاهِي والشدائد الَّتِي تُطْبِق عَلَيْهِم. وَيُقَال للسّنة الشَّدِيدَة: المُطبقة. وَقَالَ الْكُمَيْت: وَأهل السَّماحةِ فِي المُطْبِقات وَأهل السكينَة فِي المَحفِلِ قَالَ: وَيكون المطبِّق بِمَعْنى المُطبِق. وطبَّق فلانٌ، إِذا أصَاب فَصّ الحَدِيث. وطبَّق السيفُ، إِذا وَقع بَين عَظْمَين. بطق: يرْوى عَن عبد الله بن عَمرٍ وأنّه قَالَ: يُؤْتى برجلٍ يَوْم الْقِيَامَة وتُخرَج لَهُ تسعةٌ وَتسْعُونَ سجلاً فِيهَا خطاياه، وتُخرَج لَهُ بطاقة فِيهَا شَهَادَة أَن لَا إِلَه إلاّ الله فتَرَجح بهَا. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: البطاقة: الورقة. وَقَالَ غَيره: البطاقةُ رقْعَة صغيرةٌ، وَهِي كلمة مبتذلة بِمصْر وَمَا والاها، يَدْعُون الرُّقعة الَّتِي تكون فِي الثَّوْب وفيهَا رَفْم ثمنِه بِطاقة. وَكَأَنَّهَا سمِّيت بطاقةً لأنّها تشدّ بِطاقةٍ من الثَّوب. رَوَاهَا بَعضهم: (نِطاقة) وَمَعْنَاهَا الرُّقعة أَيْضا. قبط: قَالَ اللَّيْث: القبْط هم أهل مصرَ بُنْكُهَا. وَالنِّسْبَة إِلَيْهِم قِبْطيّ. قَالَ: والقُبطيَّة، وَجَمعهَا القَباطيّ، وَهِي ثيابٌ بيض مِن كتَّان تُعمل بِمصْر. فلمَّا ألزمتْ هَذَا الاسمَ غيَّروا اللَّفْظ، فالإنسان قِبطيّ وَالثَّوْب قُبْطيّ. وَقَالَ أَبُو عبيد: يُقَال للناطف القُبَّيطَى

مَقْصُورَة، والقُبَيطاء مَمْدُود، إِذا قصرت شدّدت الْبَاء، وَإِذا مددت خفَّفتها. وَقَالَ شمر: القَباطيّ: ثيابٌ إِلَى الرقَّة والدقَّة وَالْبَيَاض. وَقَالَ الْكُمَيْت يصف ثوراً: لياحٌ كأنْ بالأتحميّة مُسبِغٌ إزاراً وَفِي قُبْطِيَّةٍ متجلبِبُ بقط: البُقَّاط: ثُفْل الهبيد وقِشْره. وَقَالَ الشَّاعِر: إِذا لَم يَنَلْ مِنْهُنَّ شَيْئا فقَصْرُه لدَى حِفْشِه من الهبيدِ جَريمُ ترَى حولَه البُقّاط مُلْقى كَأَنَّهُ غَرانيقُ نخل يَعْتَلِين جُثُومُ يصف القانِصَ وكِلابَه ومَطعَمه من الهبيد إِذا لم يَنَل صَيْداً. وروى شمرٌ بإسنادٍ لَهُ عَن ابْن المسيّب أَنه قَالَ: (لَا يَصلح بَقْطُ الجِنَان) . قَالَ شمر: سَمِعت أَبَا محمدٍ يروي عَن ابْن المظفر أَنه قَالَ: البَقْط أَن تُعطَى الجِنانُ على الثُّلث وَالرّبع. قَالَ: وبلغنا عَن أبي مُعاذٍ النَّحْوِيّ أَنه قَالَ: البَقْط مَا يسقُط من التَّمْر إِذا قطِعَ يخطئه المِخلَب. قَالَ: وبقَطُ الْبَيْت قُماشُه، ومِن أمثالهم: (بقِّطيه بطِبِّك) يُقَال: ذَلِك للرجل يُؤمر بإحكام الْعَمَل بعِلمه ومعرفته، وَأَصله أنّ رجلا أَتَى امْرَأَة فِي بَيتهَا فأخَذَه بطنُه فأحدَثَ فَقَالَ لَهَا: (بَقَّطيه بطبّك) ، أَي: فرِّقيه برفْقِكَ لَا يُفْطَن لَهُ، وَكَانَ الرجل أحمَق. وَأنْشد بَعضهم: رَأَيْت تميماً قد أضاعت أمورَها فَهمْ بَقَطٌ فِي الأَرْض فرْثٌ طوائف فَأَما بَنو سعد فبالخَطِّ دارُها فبابانُ مِنْهَا مألفٌ فالمَزَالفُ (فهم بَقط) ، أَي: فِرَق. وَقَالَ اللِّحيانيّ: بقَّط متاعَه: إِذْ فرَّقه. عَمْرو عَن أَبِيه: بقَّط فِي الجَبل وبَرْقط وتقَذْقذ فِي الْجَبَل، إِذا صَعَّد. أَبُو سعيد، قَالَ بعض بني سُليم: تبقّطتُ الْخَبَر وتسقطتُه وتذَقَّطته، إِذا أخذتَه شَيْئا بعد شَيْء. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القَبط: الْجمع، والبَقط: التَّفرقة. قَالَ: وَفِي حَدِيث عليّ أَنه حَمَل على عَسْكَر الْمُشْركين، فَمَا زَالُوا يُبقِّطون، أَي: يتعادَون إِلَى الْجبَال. وَقَالَ شمر: روى بعضُ الروَاة حديثَ عَائِشَة، فواللَّهِ مَا اخْتلفُوا فِي بُقْطةٍ إِلَّا طارَ أبي بحَظِّها. قَالَ: البقْطة: البقْعة من بقاع الأَرْض. تَقول: مَا اخْتلفُوا فِي بُقعة من الْبِقَاع. يُقَال: أَمْسينا فِي بُقطةٍ مُعشِبة، أَي: فِي

رُقعة من كَلأٍ. قَالَ: وَيَقَع قَول عَائِشَة على البُقطة من النَّاس، وعَلى البُقطة من الأَرْض: والبقطة من النَّاس: الفِرقة. ق ط م قطم، قمط، مقط، مطق: مستعملة. قطم: قَالَ اللَّيْث: فَحل قَطِم. وَقد قَطِمَ يقطَمُ قَطَماً، وَهُوَ شدَّة اغتلامه، والجميع: قُطْم. قَالَ: والقطِم والقطِيم: الْفَحْل الصَّؤُل. وَأنْشد: يَسُوق فحلاً قَطِماً قِطْيَمَّا أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: القطِم: الْفَحْل الهائج من الْإِبِل. قَالَ: وَيُقَال: قَطَاميّ وقُطَاميّ للصقر، وَهُوَ مَأْخُوذ من القَطِم، وَهُوَ المشتهي للحم وَغَيره. وَقَالَ اللَّيْث: القُطاميُّ من أَسمَاء الشاهين. قَالَ: وقَطامِ: من أَسمَاء النِّسَاء. أَبُو عبيد عَن الْفراء قَالَ: قَطَمْتُ الشَّيْء بأطراف أسناني أقطِمُ قَطْماً، إِذا تناولتَه. وَقَالَ غَيره: قَطَمَ يقطِمُ، إِذا عَضَّ بمقدَّم الْأَسْنَان. وَقَالَ أَبُو وَجْزة: وخائفٍ لَحْمًا شاكاً براثنُه كَأَنَّهُ قاطمٌ وقْفَينِ من عاجِ ابْن السّكيت: القطْم: العَضّ بمقدَّم الْأَسْنَان. يُقَال: اقطِمْ هَذَا العودَ فَانْظُر مَا طعمُه. وَأنْشد: وَإِذا قَطمتهمُ قَطَمْتَ علاقِماً وقواضيَ الذِّيفانِ فِيمَا تَقْطِمُ قَالَ: والقطم: شَهْوَة الْفَحْل للضِّراب، جَمَل قَطِمٌ بيِّن القَطم. وَقَالَ اللَّيْث: مِقطم الْبَازِي: مِخْلبه. والقطم: تَناول الْحَشِيش بِأَدْنَى الْفَم. مقط: قَالَ اللَّيْث: المِقاط: حَبلٌ صَغِير يكَاد يقوم من شدّة إغارته، والجميع المَقط: من البياضِ مُدَّ بالمِقاطِ يصف الصُّبْح. قَالَ: والمقَّاط: أجِير الكَرِيّ، والماقِط: مولَى الموَالِي. والمقط: الضَّرْب بالحبيل الصَّغِير. شمر: المقَّاط: الْحَامِل من قَرْيَة إِلَى قَرْيَة أُخْرَى. حَكَاهُ عَن ابْن شميلٍ أَبُو عَمْرو فِيمَا روى عَنهُ. أَبُو عبيد: المِقَاط: الحَبل، وجمعُه مُقُط. قَالَ: وَقَالَ الْفراء: الماقط: الْبَعِير الَّذِي لَا يَتَحَرَّك هُزالاً، وَقد مَقط يَمقط مُقوطاً، وَهُوَ الرازمُ أَيْضا. أَبُو زيد: مَقطتُ صَاحِبي أمقطه مَقطاً، إِذا

أبواب القاف والدال

بلغتَ إِلَيْهِ فِي الغيظ. وَمقطْتُ عنقَه بالعصا ومَقرْته، إِذا ضربتَه بهَا حَتَّى ينكسر عَظم العُنق والجلدُ صحيحٌ. وَقَالَ أَبُو جُنْدُب الْهُذلِيّ: أَيْن الْفَتى أُسَامَة بن لُعْطِ هلاّ تقوم أَنْت أَو ذُو الإبطِ لَو أَنه ذُو عِزّةٍ ومَقطِ لمنعَ الجيرانَ بعض الهمط قيل: المقط: الضَّرب. يُقَال: مقطه بالسَّوط. قيل: والمقط: الشدَّة، وَهُوَ ماقِط: شَدِيد. والهمط: الظُّلم. وَقَالَ اللَّيْث: المقط: الضَّرْب بالحُبَيل الصَّغِير المغار. وَقَالَ غَيره: امتقط فلانٌ عَينين مثلَ جمرتين، أَي: استخرجهما. قمط: قَالَ اللَّيْث: القَمط: شَدٌّ كشَدّ الصَّبِي فِي المهد وَفِي غير المهد، إِذا ضُمّ أعضاؤه إِلَى جسده ثمَّ لُفّ عَلَيْهِ القِماط، والقماط هِيَ الْخِرْقَة العريضة الَّتِي تُلفّ على الصبيّ إِذا قُمط، وَلَا يكون القَمط إِلَّا شدّ الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ مَعًا. قَالَ: وسِفاد الطّير كُله قِماط. الحرَّاني عَن ثَابت بن أبي ثَابت قَالَ: قفَط التّيسُ يقفِطه، إِذا نزا، وقمط الطَّائِر يقمط. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: قمطها وقفَطها. وَفِي حَدِيث شُرَيْح: أَنه قَضى بالخصّ للَّذي يَلِيهِ القُمط، وَذَلِكَ أَنه احتكمَ إِلَيْهِ رجلانِ فِي خُصَ ادَّعياه مَعًا، وشُرّطه الَّتِي يوثق بهَا من لِيف كَانَت أَو من خُوص هِيَ القُمُط، فَقضى بِهِ للَّذي تليه المعَاقِد دون من لَا تليه مَعاقِد القُمط. وَقَالَ اللَّيْث: القُمَّاط: اللُّصُوص، وَيُقَال: وقعتُ على قِماطِ فلَان، أَو على بُنوده، وجمعُه القُمط. مطق: أَبُو عبيد: التمطق والتلمظ: التذوّق. وَقد يُقَال فِي التلمظ إِنَّه تَحْرِيك اللِّسَان فِي الْفَم بعد الْأكل كَأَنَّهُ يتتبَّعُ بَقِيَّة من الطَّعَام بَين أَسْنَانه. والتمطق بالشفتين أَن تُضم إِحْدَاهمَا بِالْأُخْرَى مَعَ صَوت يكون مِنْهُمَا. وَأنْشد: ترَاهُ إِذا مَا ذاقها يتمطقُ (أَبْوَاب) الْقَاف وَالدَّال) ق د ت قتد تقد: (مستعملان) . قتد: قَالَ اللَّيْث: القَتَدُ: من أَدَوات الرَّحْل والجميع القُتود والأقتاد. قلت: وَالقَتادُ: شجرٌ ذُو شوك لَا تَأْكُله الْإِبِل إِلَّا فِي عَام جِدْبٍ، فَيَجِيء الرجل ويُضرِم فِيهِ النارَ حَتَّى يَحْتَرِق شوكُه، ثمَّ يُرعيه إِبلَه، ويُسَمّى ذَلِك التَّقتيد. وَقد قتّدَ القَتَادَ، إِذا لَوّح أَطْرَافه بالنَّار.

وَقَالَ الشَّاعِر يصف إبِله وسقيَه أَلْبانَها الناسَ فِي سنة الْمَحْل: وتَرَى لَهَا زمنَ القتاد على الثّرى رَخَماً وَلَا يَحيا لَهَا فُصُلُ وَقَوله: ترى لَهَا (رَخَماً على الثَّرَى) يَعْنِي الرّغّوة شَبّهها فِي بياضها بالرّخَم، وَهِي طير بِيض. وَقَوله: (وَلَا يَحيا لَهَا فُصُلٌ، لأنّه يؤثِر بأَلْبانها أَضيافَه ويَنحَرُ فُصْلانها وَلَا يقتنيها إِلَى أَن يُحيِيَ الناسَ. وقُتَائِدَةُ جبَل وتَقْتُدُ: اسْم رَكيّة بِعَينهَا، وَمِنْه قَول الراجز: وذكرَتْ تَقْتُدَ بَرْدَ مَائِهَا نصب بَرَدَ، لأنّه جعله بَدَلا من تَقْتُد. تقتد: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: التِقْدة: الكُزبرة، وَالنِقْدة بالنُّون: الكَرَوْيا. ق د ظ ق د ذ أهملت وجوهها. ق د ث قثد ثدق دثق: مستعملة. قثد: قَالَ اللَّيْث: القَثَد: خِيَار باذْرَنْق. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: القَثَد: القِثاء المدوَّر. قَالَ حُصيب الْهذَلي: تُدعى خُثيم بن عمرٍ وَفِي طوائفها فِي كل وَجهٍ رَعيلٌ ثمَّ يُقتثَدُ أَي: يقطع. ثدق: أهمله اللَّيْث وَهو مُسْتَعْمل. ثادق: اسمُ موضعٍ ذكره لبيدٌ فَقَالَ: فأجمادَ ذِي رَقْد فأكنافَ ثادقٍ فصارةَ يُوفي فوقَها والأصائلا أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الثَّدْقّ والثادِقّ: النَّدَى الظَّاهِر. يُقَال: تباعَدَ فِي الثادقّ. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: سألتُ الرياشيّ وَأَبا حاتمٍ عَن اشتقاق ثادق فَلم يَعرِفاه، فَسَأَلت أَبَا عُثْمَان الأشْناندانيّ عَنهُ فَقَالَ: ثَدَق المطرُ من السَّحَاب، إِذا خرَج خُرُوجًا سَرِيعا. دثق: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الدَّثْقّ: صَبُّ المَاء بالعَجَلة. قلتُ: هُوَ مِثل الدَّفْق سَوَاء. ق د ر قدر، قرد، دقر، درق، رقد، ردق: مستعملة. قدر: قَالَ اللَّيْث: القَدَر: الْقَضَاء الموفَّق، يُقَال: قدّر الله هَذَا تَقْديرا، قَالَ: وَإِذا وافَقَ الشيءُ الشيءَ، قلت: جَاءَ قَدَرُه. والقَدَرية: قوم يُنسَبون إِلَى التَّكْذِيب بِمَا قَدَّر الله من الْأَشْيَاء. وَقَالَ بعض متكلّميهم: لَا يَلزمنا هَذَا النبز، لأنّا نَنفِي القَدَر عَن الله، وَمن أَثبتَه فَهُوَ أولى بِهِ. وَهَذَا تمويهٌ مِنْهُم، لأَنهم

يتبينون أنَّ القَدَر لأَنْفُسِهِمْ، وَلذَلِك سُمُّوا قَدَريَّة. وقولُ أهل السّنّة: أنّ علم الله قد سَبقّ فِي البَشر وغيرِهم، فعلِمَ كُفرَ من كَفَر مِنْهُم، كَمَا عَلم إيمانَ مَن آمن، فأثبتَ عِلمَه السَّابِق فِي الْخَلق وكتَبَه، وكلٌّ ميسَّرٌ لما خُلِق لَهُ وكُتِب عَلَيْهِ. وَقَالَ اللَّيْث: المِقدار اسْم القَدَرِ، إِذا بلغ العبدُ المقدارَ مَاتَ، وَأنْشد: لَو كَانَ خَلفَك أَو أمامَكَ هائباً بَشَراً سِواكَ لَهابكَ المِقدارُ يَعْنِي الْمَوْت. وَيُقَال: إنَّما الْأَشْيَاء مقَاديرُ، لكلِّ شيءٍ مقدارٌ وَأجل. والمقدار: هُوَ الهِنْداز. تَقول: يَنْزل الْمَطَر بمقدارٍ، أَي: بقَدَر وقَدْر، وَهُوَ مبلغ الشَّيْء. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدْرُهُ} (الْبَقَرَة: 236) ، وقرىء قدَرُه وقَدْرُه بِالرَّفْع، وَلَو نصبَ كَانَ صَوَابا على تَكْرِير الْفِعْل فِي النيّة، أَي: ليُعْط الموسعُ قَدَرَه والمُقْتِرُ قَدَرَه. وَقَالَ الْأَخْفَش: على الموسع قَدَرُه، أَي: طاقته. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس فِي قَوْله: (على المقتر قدَرُه) و (قَدْرُه) . قَالَ: الثقيل أَعلَى اللغتين وَأكْثر، وَلذَلِك اختير. قَالَ: وَاخْتَارَ الْأَخْفَش التسكين، وإنّما اخترنا التثقيل لأنّه اسْم. وَقَالَ الكسائيّ: يقْرَأ بِالتَّخْفِيفِ والتثقيل، وكلٌّ صَوَاب، قَالَ: قَدَر يَقدِر مقدِرة ومَقدَرةً ومَقدُرة وقَدَراناً وقِداراً وقُدرةً، كلُّ هَذَا سمعناه من الْعَرَب. قَالَ: ويَقْدُر لُغَة أُخْرَى لقوم يضمّون الدَّال فِيهَا. فأمَّا قدرتُ الشيءَ فَأَنا أقدِره خَفِيف فَلم أسمعهُ إلاّ مكسوراً. قَالَ: وَقَوله: {وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} (الْحَج 74) خَفِيف، وَلَو ثُقِّل كَانَ صَوَابا، وَقَوله: {) سَقَرَ إِنَّا كُلَّ شَىْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} (الْقَمَر: 49) مثقَل، وَقَوله: {فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا} (الرَّعْد: 17) مثقَّل وَلَو خفّف كَانَ صَوَابا، وَأنْشد: وَمَا صَبَّ رِجْلي فِي حديدِ مُجاشِعٍ مَعَ القَدْر إلاّ حاجةٌ لي أُريدُها وَقَالَ اللَّيْث فِي قَوْله: {وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} ، أَي: مَا وصفوه حقَّ وَصفه. وَقَالَ الزّجاج: جَاءَ فِي التَّفْسِير: مَا عظموه حقَّ عَظمته. قَالَ: والقَدْر والقَدَر هَا هُنَا بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ} (الْأَنْبِيَاء: 87) . قَالَ: الْمَعْنى: فظنَّ أَن لن نقدر عَلَيْهِ من

الْعقُوبَة مَا قَدَرْناه. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: رُوِي أنَّه ذهب مغاضباً لِقَوْمِهِ، ورُوي أنَّه ذهب مغاضباً لرَبه، فأمَّا من اعْتقد أنّ يونُس ظن أَن لن يَقدِر الله عَلَيْهِ فَهُوَ كَافِر، لأنّ من ظنّ ذَلِك غيرُ مُؤمن، وَيُونُس رسولٌ لَا يجوز ذَلِك الظنُّ عَلَيْهِ. قَالَ: وَالْمعْنَى: فظنّ أَن لن نَقدِر عَلَيْهِ العقوبةَ. قَالَ: وَيحْتَمل أَن يكون تَفْسِيره فظنَّ أَن لن نضيّق عَلَيْهِ من قَوْله جلّ وعزّ: {سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ} (الطَّلَاق: 7) ، أَي: من ضيِّق عَلَيْهِ. وَكَذَلِكَ قَوْله: {أَكْرَمَنِ وَأَمَّآ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَهَانَنِ} (الْفجْر: 16) ، معنى: فَقدر: فضيَّقَ عَلَيْهِ، وَقد ضَيق الله جلّ وعزّ على يُونُس أشدّ التَّضْيِيق على معذَّبٍ فِي الدُّنْيَا، لأنَّه سَجَنه فِي بطن الْحُوت فَصَارَ مكظوماً، أُخِذ فِي بَطْنه بكظمه. وسمعتُ الْمُنْذِرِيّ يَقُول: أفادني ابنُ اليزيدي عَن أبي حَاتِم فِي قَوْله: {فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ} ، أَي: لن نضيّق عَلَيْهِ. قَالَ: وَلم يدر الأخفشُ مَا معنى (نقدَر) ، وَذهب إِلَى مَوضِع القُدرة، إِلَى معنى فظنّ أَن يفوَّتنا وَلم يَعلَم كلامَ الْعَرَب حتَّى قَالَ: إنَّ بعض الْمُفَسّرين قَالَ: أَرَادَ الِاسْتِفْهَام أفظَنَّ أَن لن نقدر عَلَيْهِ، وَلَو علم أنّ معنى نَقْدِرُ: نُضيِّق، لم يَخْبِط هَذَا الخَبْط وَلم يكن عَالما بِكَلَام الْعَرَب، وَكَانَ عَالما بِقِيَاس النحوَ. قَالَ: وَقَوله: {سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ} (الطَّلَاق: 7) ، أَي: ضيِّق عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ قَوْله: {أَكْرَمَنِ وَأَمَّآ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَهَانَنِ} (الْفجْر: 16) ، أَي: ضيَّق. وَأما قَوْله جلّ وَعز: {مَّعْلُومٍ فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ} (المرسلات: 23) . فإنّ الْفراء قَالَ: قَرَأَهَا على (فقدَّرنا) وخففها عَاصِم، وَلَا تُبعدنَّ أَن يكون الْمَعْنى فِي التَّخْفِيف وَالتَّشْدِيد وَاحِدًا، لأنَّ الْعَرَب تَقول: قُدِّر عَلَيْهِ الْمَوْت وقُدر عَلَيْهِ الموتُ، وقُدِّرَ عَلَيْهِ رزقُه وقدِر. قَالَ: واحتجّ الَّذين خفّفوا فَقَالُوا: لَو كَانَت كَذَلِك لقَالَ: (فَنعم المقدّرون) . وَقد تجمع الْعَرَب بَين اللغتين. قَالَ الله جلّ وَعز: {كَيْداً فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ} (الطارق: 17) . وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله تَعَالَى: {فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ} (الْأَنْبِيَاء: 87) ، أَي: ظَنّ أنْ لن نقدِّر عَلَيْهِ مَا قَدرنَا من كَونه فِي بطن الْحُوت. قَالَ: ونقدِر بِمَعْنى نقدِّر. وَقد جَاءَ هَذَا التَّفْسِير. قلت: وَهَذَا الَّذِي قَالَه أَبُو إِسْحَاق صَحِيح، وَالْمعْنَى: مَا قدّره الله عَلَيْهِ من التَّضْيِيق فِي بطن الْحُوت، وَيكون الْمَعْنى:

مَا قدّره الله عَلَيْهِ من التَّضْيِيق، كَأَنَّهُ قَالَ: ظنّ أَن لن نضيّق عَلَيْهِ، وكلّ ذَلِك شَائِع فِي اللُّغَة، وَالله أعلم بِمَا أَرَادَ، فَأَما أَن يكون قَوْله: {أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ} فِي الْقُدْرَة فَلَا يجوز، لأنَّ مَن ظنّ هَذَا كَفَر، والظنّ شكّ، والشكّ فِي قدرَة الله كفرٌ. وَقد عصم الله أنبياءه عَن مثل مَا ذهب إِلَيْهِ هَذَا المتأوّل. وَلَا يتَأَوَّل مثله إِلَّا الجاهلُ بِكَلَام الْعَرَب ولغاتها. والقَدِير والقادر من صِفَات الله جلّ وَعز، يكونَانِ فِي القُدرة، ويكونان من التَّقْدِير. وَقَوله جلّ وعزّ: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ} (الْبَقَرَة: 20) فِي الْقُدْرَة لَا غير، كَقَوْلِه: {عَلَى كُلِّ شَىْءٍ مُّقْتَدِرًا} (الْكَهْف: 45) ، وَالله مقدِّر مَا هُوَ كَائِن وقاضيه. وَفِي الحَدِيث: (إِن الله قَدَّر الْمَقَادِير قبل أَن يخلق السَّمَوَات والأرَضينَ بِخَمْسِينَ ألف عَام) . وَقَالَ اللَّيْث: الْقُدْرَة: مصدرُ قَدَرَ على الشَّيْء قُدرة، أَي: مَلَكه فَهُوَ قادرٌ قدير. واقتَدَر الشيءَ: جَعَلَه قَدْراً، وكلُّ شَيْء مقتَدِر فَهُوَ الوَسَط، تَقول: رجل مقْتَدِر الطول لَيْسَ بجد طَوِيل. وَقَوله جلّ وعزّ: {صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ} (الْقَمَر: 55) ، أَي: قَادر. قَالَ: والقَدْرُ من الرّحال والسُّروج وَنَحْوهَا الوَسَطَ، تَقول: هَذَا سَرْج قَدْر وقَدَرٌ مخفّف ويثقل. وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (صُومُوا لرُؤيته وأفطروا لرُؤْيَته فَإِن غُمّ عَلَيْكُم فاقدرُوا لَهُ) . وَفِي حَدِيث آخر: (فإنْ غُمَّ عَلَيْكُم فأكملوا العدّة) . وَقَوله: فاقدروا لَهُ، أَي قَدِّروا عددَ الشَّهر وأكْملوه ثَلَاثِينَ يَوْمًا، واللفظان وَإِن اختَلَفَا يرجعان إِلَى معنى وَاحِد. ورُوي عَن أبي الْعَبَّاس بن سُرَيج أَنه قَالَ فِي تَفْسِير قَوْله: (فاقدرُوا لَهُ) أَي: قدّروا لَهُ مَنازلَ الْقَمَر، فإنّها تُبيِّن لكم أنّ الشَّهْر تسع وَعِشْرُونَ أَو ثَلَاثُونَ. قَالَ: وَهَذَا خطابٌ لمن تخصّص بِهَذَا العِلم من أهل الْحساب. قَالَ: وَقَوله: (فأكملوا العِدّة) هُوَ خطابٌ لعوامِّ النَّاس الَّذين لَا يُحسنون تَقْدِير منازلَ الْقَمَر. قَالَ: وَهَذَا نَظِير الْمَسْأَلَة المشكِلةَ تنزل بالعالِم الَّذِي أعطيَ آلةَ الِاجْتِهَاد، فَلهم تقليدُ أهل الْعلم. وَالْقَوْل الأول عِنْدِي أصح وأوضح، وَأَرْجُو أَن يكون قَول أبي الْعَبَّاس غير خطأ. وَالله أعلم. وَقَالَ اللَّيْث: القِدْر مَعْرُوفَة وَهِي مُؤَنّثَة وتصغيرها قُديْر بِلَا هَاء. قلت: القِدْر مؤنّثة عِنْد جَمِيع الْعَرَب بِلَا هَاء، وَإِذا حُقِّرتْ قيل لَهَا: قُدَيرة وقديرٌ

بِالْهَاءِ وَغير الْهَاء لم يخْتَلف النحويُون فِي ذَلِك. أَبُو عبيد عَن أبي زِيَاد الْكلابِي: قَدَرْت الْقدر أقدُرها قَدْراً: إِذا طبخت قِدراً. وَقَالَ اللَّيْث: القَدير: مَا طُبخ من اللَّحْم بتوابل، فَإِن لم يكن ذَا تَوابل فَهُوَ طبيخ. قَالَ: ومَرَقٌ مَقدُور وقدير، أَي: مطبوخ. ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: القُدَار: الجزار، والقُدَار: الْغُلَام الْخَفِيف الرّوح الثَّقِف اللّقِف. قَالَ: والقُدَار: الحيّة، كل ذَلِك بتَخْفِيف الدَّال. وَقَالَ اللَّيْث: القُدار: الجزّار الَّذِي يَلِي جَزْرَ الجَزور وطبْخه. قلت: وَجَاء فِي بعض الْأَخْبَار أَن عَاقِر نَاقَة ثَمُود كَانَ اسْمه قداراً، وأنَّ الْعَرَب قَالَت للجَزّار: قُدار تَشْبِيها بِهِ. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: إِنَّا لنَضرب بالصَّوارم هامَهُمْ ضَرْبَ القُدار نَقيعةَ القُدّام وَقَالَ اللَّيْث: قدّرتُ الشيءَ، أَي: هيَّأته. قَالَ: والأقدر من الرِّجَال: الْقصير العُنُق. والقُدار: الثُّعبان الْعَظِيم. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الأقدر: الْقصير، وَأنْشد: رأَوك أَقَيْدرَ حِنْزقْرَه وَقَالَ غَيره: قادرتُ الرجلَ مقادرَة، أَي: قايسته وفعلتُ مثلَ فِعله. وَقَالَ أَبُو عبيد: سمعتُ أَبَا عَمْرو يَقُول: الأقدر من الْخَيل: الَّذِي إِذا سَار وَقعت رِجلاه مواقع يَدَيْهِ، وَأنْشد: وأقدَرُ مُشرف الصّهَوات ساطٍ كُمَيتٌ لَا أَحقُّ وَلَا شَئيتُ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الأقدر الَّذِي يُجاوز مَواقع حافري رجلَيْهِ مواقع حافري يَدَيْهِ. وَقَالَ غَيره: سرجٌ قَادر وقاتر، وَهُوَ الواقي الَّذِي لَا يعقِر. وَقيل: هُوَ بَين الصَّغِير وَالْكَبِير. وَالتَّقْدِير على وُجُوه من الْمعَانِي: أحدُهما: التروِيَة والتفكير فِي تَسْوِيَة أمرٍ وتهيئته. وَالثَّانِي: تَقْدِيره بعلاماتٍ تقطِّعه عَلَيْهَا. وَالثَّالِث: أَن تنويَ أمرا بعَقدك تَقول: قدّرتُ أمرَ كَذَا وَكَذَا، أَي: نويته وعقدتُ عَلَيْهِ. وَيُقَال: قَدّرْتُ لأمر كَذَا وَكَذَا أقدُرُ لَهُ وأقدِرُ لَهُ قَدْراً، إِذا نظرتَ فِيهِ ودبَّرتَه، وقايَستَه. وَمِنْه قَول عَائِشَة: فاقدِروا قدرَ الجاريةِ الحديثة السِّنّ المشتهيةِ للنَّظَر) ، أَي: قدّروا وقايسوا. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القَدَر: القارورة الصَّغِيرَة، وَقَالَ: القُدار: الرَّبْعة من النَّاس. وَقَالَ شمِر: يُقَال: قدَرتُ، أَي: هيّأت، وقدرتُ، أَي: أطقْتُ، وقَدَّرْتُ، أَي:

وقَّتُّ وقدَرتُ: ملكْتُ. قَالَ لبيد: فَقَدَرْتُ للوِرْد المُغلِّس غُدوَةً فوردتُ قبلَ تَبيُّن الألوانِ قَالَ أَبُو عَمْرو: قَدَرْتُ وقّتّ وهيَّأت. وَقَالَ الْأَعْشَى: فاقدِرْ بذَرْعِك بَيْننا إِن كنتَ بوأْتَ القَدارهْ بوأت: هيَّأت. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: اقدِرْ بذرعك، أَي: أَبْصِر واعرِف قَدرَك. وَتَقْدِير الله الخَلْق: تيسيره كلاًّ مِنْهُم لمّا علم أنَّهم صائرون إِلَيْهِ من سَعادة أوْ شَقاوة كُتبتْ لَهُم، وَذَلِكَ أَنه علم ذَلِك مِنْهُم قبلَ خَلْقِه إيّاهم، وحينَ أمرَ بنفخ الرُّوح فيهم، فَكتب عِلْمَه الأزَليَّ السَّابِق فيهم وقدَّره تَقْديرا. وَمِقْدَار الْإِنْسَان: قدرُ عمره وحياتُه. دقر: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: الدّوْقَرة: بُقْعةٌ تكون بَين الْجبَال المحيطة بهَا. وَقَالَ اللَّيْث: هِيَ بُقعةٌ تكون بَين الْجبَال فِي الغِيطان انحسرتْ عَنْهَا الشَّجر وَهِي بيضاءُ صُلْبة لَا نَبَات فِيهَا. وَيُقَال: إِنَّهَا مَنازل الجنّ، ويُكره النزولُ بهَا. قَالَ: وَيُقَال للكذب المستشنَع والأباطيل مَا جئتَ إِلَّا بالدّقارِير. قَالَ: والدِقْرار: التُّبَّان، وجمعُه الدقارير. أَبُو عبيد: رجل دِقْرارة، وَهُوَ النمّام، وَجمعه دَقارِير، وَيُقَال: الدِقْرار. التُّبَّان: وجمعهُ الدَقارير. وَقَالَ أَوْس بن حَجَر: يَعْلون بالقَلَع الهِنديّ هامَهُمُ ويَخرج الفَسْوُ من تَحت الدَّقارِير وَقَالَ شمر: الدَّقارير: الدَّوَاهِي والنمائم. وَقَالَ الْكُمَيْت: على دَقاريرَ أحْكيها وأفْتَعِلُ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الدِقْرارة: التُّبّان. والدِقْرارة: الْقصير من الرِّجَال. والدِّقرارة: النمّام. والدِقْرارة: الداهية من الدَّوَاهِي. والدِّقْرارة: العَوْمرة، وَهِي الْخُصُومَة المتبعة. والدِقْرارة: الحَدِيث المفتَعَل. والدِقْرارة: المخالَفة. وَمِنْه حَدِيث عمر: (أَنه أَمر رجلا بِشَيْء فعارَضَه، فَقَالَ لَهُ: قد جئتَني بدِقْرارةِ قَوْمك) ، أَي بمخالفتهم. وَقَالَ اللَّيْث: الدُّقْران: الخُشُب الَّتِي تُنصَب فِي الأَرْض يُعرَّش عَلَيْهَا العِنَب، الْوَاحِدَة دُقْرانة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الدَّقْر: الرَّوْضَة الحَسناء، وَهِي الدَّقْرى. وَأنْشد: وَكَأَنَّهَا دَقَرى تَحَيَّلُ، نبتُها أُنُفٌ، يَغُمُّ الضّالَ نبتُ بِحارها

وَقَالَ غَيره: دَقَرى اسْم رَوْضَة بِعَينهَا. وَقَوله: (تَخيَّلُ، أَي: تَلوَّنُ فتريك رُؤيا تخيّل إِلَيْك أنَّها لونٌ ثمَّ ترَاهَا لوناً آخر، ثمَّ قطعَ الكلامَ الأوّل، وابتدأ فَقَالَ: (نبتُها أُنُف) . عَمْرو عَن أَبِيه: هِيَ الدَّقَرى والدِّقْرة والدَّقيرة والوَدَفة والوَدِيفة والرَّقَّة والرّقْمة والمُزْدَجّة للروضة. قرد: قَالَ اللَّيْث: القِرد مَعْرُوف، وَالْأُنْثَى قردة، وثلاثه أقرُد وقُرود وقِرَدة كَثِيرَة. وأقرَد الرَجُل: إِذا ذَلّ. وَأنْشد الْفراء: يَقُول إِذا اقلَوْلَى عَلَيْهَا وأَقَرَدَتْ أَلا هَل أَخُو عيشٍ لذيذٍ بدائم والقُراد مَعْرُوف، وَثَلَاثَة أقرِدة، وقِرْدَانٌ كَثِيرَة. والقَرْد: لُغَة فِي الكَرْد، وَهُوَ العُنُق، وَهُوَ مجثِم الهامَة على سلِفَة العُنُق. وَأنْشد: فجلَّله عَضْب الضَّرِيبةِ صارِماً فطبَّقَ مَا بَين الذُّؤابَة والقرْدِ وَقَالَ: والقَرِد من السَّحَاب الَّذِي ترَاهُ فِي وَجهه شبه انعقادٍ فِي الْوَهم، يشبَّه بالوَبَر القَرِد. وَالشعر القَرِد: الَّذِي انعقدتْ أطرافُه. وَإِذا فَسدتْ مَمْضَغَة العِلْك قيل: قد قَرِد. وقُرْدُودة الظّهْر: مَا ارْتَفع من ثَبَجه. الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت عَن الْأَصْمَعِي: قَالَ: السِّيساء: قردودة الظّهْر. وَقَالَ أَبُو عَمْرو الشَّيباني: السِّيساء من الفَرَس: الحارِك، ومِن الحِمار الظَّهر. وَقَالَ اللَّيْث: القَردد من الأَرْض: قُرنةٌ إِلَى جنب وهدة. وَأنْشد: مَتى مَا تزرنا آخر الدَّهرِ تلقَنا بقرقرةٍ ملساءَ لَيست بقردد وَقَالَ شمر: قَالَ الْأَصْمَعِي: القردد: نحوُ القُفّ. قَالَ ابْن شُمَيْل: القُرْدودة: مَا أشرفَ مِنْهَا وغَلُظ، وقلَّما تكون القراديد إلاَّ فِي بَسْطَة من الأَرْض وَفِيمَا اتَّسع مِنْهَا، فتَرَى لَهَا مَتْناً مُشرِفاً عَلَيْهَا غليظاً لَا يُنبت إِلَّا قَلِيلا. قَالَ: وَيكون ظَهْرُها سَعَته دَعْوَةً. قَالَ: وبُعْدُها فِي الأَرْض عُقْبَتَيْن وأقلُّ وَأكْثر، وكلُّ شيءٍ مِنْهَا جَدْب ظَهْرُها وأسنادُها. وَقَالَ شمر: يُقَال القَرْدودة: طريقةٌ منقادة كقُردودة الظَّهر. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: القَرْدَدُ: مَا ارْتَفع من الأَرْض. وَقَالَ أَبُو سعيد: القِرْديدة: صُلْب الْكَلَام. وحُكي عَن أعرابيَ أَنه قَالَ: استَوْقَح الكلامُ فَلم يَسْهُلْ لي، فأخذتُ قِرْديدةً مِنْهُ فركبتُه وَلم أَزُغ عَنهُ يَمِينا وَلَا شمالاً. وَيُقَال لَحلَمة الثّدي قُراد: يُقَال للرجل إنّه

لحَسن قرادَيِ الصّدْر. وَقَالَ ابْن ميادة يمدح بعض الْخُلَفَاء: كأنّ قُرادَى زَوْرِه طَبعتْهُما بطِين مِن الجَوْلان كُتَّابُ أعْجما قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: القرادان من الرجل: أَسْفَل الثندوة. يَقُول: فهُما مِنْهُ لطيفان كَأَنَّهُمَا فِي صَدره أثر طين خَاتم خَتمه بعض كتاب الْعَجم. وخصّهم لأَنهم كَانُوا أهلَ دواوين وَكتاب. أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: قردت فِي السقاء قرداً: جمعت السمنَ فِيهِ. وَقَالَ شمر: لَا أعرفهُ وَلم أسمعهُ إلاّ لأبي عبيد. وَسمعت ابْن الْأَعرَابِي: قلدت فِي السقاء وقريت فِيهِ. والقلْد: جمعك الشَّيْء على الشَّيْء من لبن وَغَيره. وَفرس قَرِدُ الْخَصيل: إِذا لم يكن مسترخياً، وَأنْشد: قَرِدُ الخَصِيل وَفِي الْعِظَام بقيَّة وَيُقَال: فلَان يقرِّد فلَانا: إِذا خَادَعَه متلطِّفاً، وَأَصله الرجل يَجِيء إِلَى الْإِبِل لَيْلًا لَيركبَ مِنْهَا بَعِيرًا فيخاف أَن يَرْغُوَ، فينْزِع منهُ القُرادَ حَتَّى يسْتَأْنس إِلَيْهِ ثمَّ يَخطِمه. وَقَالَ الأخطل: لَعَمركَ مَا قُراد بني نُميرِ إِذا نُزِع القُراد بمستطاع قَالَ ذَلِك كلَّه الأصمعيُّ فِيمَا رَوَى عَنهُ أَبُو عبيدٍ: وَإِنَّمَا قيل لمن ذَلَّ قد أقرَد، لأنّه شبّه بالبعير يقرّد أَي: يُنزع مِنْهُ القُراد فيُقْرِد لخاطمه وَلَا يستصعب عَلَيْهِ. ثعلبٌ عَن ابْن الأعرابيّ: أقرد الرجل: إِذا سكتَ ذُلاًّ، وأخْرَدَ: إِذا سكتَ حَيَاء. وَيُقَال: جَاءَ الحَدِيث على قَرْدَدِه وعَلى قَنَنِه وعَلى سَمِّه، إِذا جَاءَ بِهِ على وَجهه. وَقَالَ أَبُو زيد: القِرْديدة الخطّ الَّذِي وسط الظّهْر. وَقَالَ أَبُو مَالك: القُرْدودة هِيَ الفَقَارة نفسُها. وَيُقَال: تُمضي قُرْدودة الشتَاء عنّا، وَهِي حَدْبَتُه وشِدّته. وأمّ القِرْدان فِي فِرْسِن الْبَعِير: بَين السُّلامَيات. وَأنْشد شمرٌ فِي القَرْد الْقصير: أَو هِقْلةً مِن نَعام الجَوّ عارَضَها قَرْدُ العَفَاءِ وَفِي يافوخة صَقَعَ قَالَ: الصَقَع: القَرَع، والعَفَاء: الريش. والقَرْد: القَصِير. رقد: قَالَ اللَّيْث: الرُّقود: النّوم بِاللَّيْلِ، والرُّقاد: النّوم. قلت: الرُّقاد والرُّقود يكونَانِ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار عِنْد الْعَرَب. وَمِنْه قَول الله جلَّ وعزَّ: {رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ قَالُواْ ياوَيْلَنَا مَن

بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ} (يس: 52) ، هَذَا قَول الْكفَّار إِذا بُعثوا يومَ الْقِيَامَة. وَانْقطع الْكَلَام عِنْد قَوْله: {مَن بَعَثَنَا} ثمَّ قَالَت لَهُم الْمَلَائِكَة: {مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمانُ} (يس: 52) . وَيجوز أَن يكون هَذَا من صفة المرقد وَتقول الْمَلَائِكَة: حقّ مَا وعد الرحمان. والرقْدة: هَمْدةُ مَا بَين الدُّنيا وَالْآخِرَة. وَيحْتَمل أَن يكون المرقد مصدرا، وَيحْتَمل أَن يكون موضعا وَهُوَ الْقَبْر. وَالنَّوْم أَخُو الْمَوْت. وَقَالَ اللَّيْث: الرَّاقُود: دَنٌّ كَهَيئَةِ إِردبَّة يُسيَّع باطنُه بالقار. وجمعُه الرواقيد. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ فِي الراقُود نَحوه. أَبُو عبيد: الارقداد والارمداد: السُّرعة، وَكَذَلِكَ الإغذاذ. وَمِنْه قَوْله: فظلّ يرقَدُّ من النَّشاطِ وَقَالَ: الارقداد: عَدْوُ النافر، كَأَنَّهُ قد نَفَر من شَيْء فَهُوَ يَرْقَدُّ. يُقَال: أتيتُك مُرْقَدّاً. ورَقْد: اسْم جَبَلٍ أَو وادٍ فِي بِلَاد قيس. وَأنْشد ابْن السكّيت: كأرحاءِ رَقْدٍ زَلَّمَتْها المناقِرُ زلَّمَتْها، أَي: سَوّتْها. المنذريّ عَن ابْن الأعرابيّ: أرقدَ الرجلُ بِأَرْض كَذَا إرقاداً، إِذا أقامَ بهَا. ردق: قَالَ اللَّيْث: الرَّدَق لُغَة فِي الرَّدَج، وَهُوَ عِقْي الجَدْي، كَمَا أنَّ الشَيْرق لغةٌ فِي الشَّيْرج. درق: قَالَ اللَّيْث: الدَرَق: ضَربٌ مِن التِّرسة، الْوَاحِدَة دَرَقة، وتُجمَع على الأدراق تُتَّخذ من جُلُود. والدَوْرَق: مِكيالٌ لما يُشرب، وَهُوَ مُعَرَّب. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الدَّرْق: الصُّلْب من كلّ شَيْء. وَقَالَ مُدرِك السُلَمي فِيمَا روى ابْن الفَرَج عَنهُ: مَلَسَني الرجلُ بِلِسَانِهِ ومَلَقَني ودَرَقَني، أَي: ليّنني وَأصْلح منّي، يَدْرُقني ويملُسُني ويَمْلُقُني. والدَّرْدَق: صغَار الإبلِ وَالنَّاس، ويُجمع دَرادِق. والدَّرْدَاق: دَكٌّ صَغِير مُتَلبِّد، فَإِذا حُفِرَ حُفِرَ عَن رَمْل. ق د ل دلق، دقل، قلد، لقد: (مستعملة) . دلق: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (يُؤْتى بِالرجلِ يومَ الْقِيَامَة فيُلقى فِي النَّار فتندلق أقتاب بَطْنه) .

قَالَ أَبُو عبيد: الاندلاق: خُرُوج الشَّيْء مِن مَكَانَهُ، وكلُّ شيءٍ نَدَر خَارِجا فقد اندلق. وَمِنْه قيل للسيف: قد اندَلَق مِن جَفْنِه، إِذا شقَّه حَتَّى يخرج مِنْهُ. وَيُقَال للخيل: قد اندلقَتْ، إِذا خرجتْ فأسرعَتِ السَّيْرَ. وَقَالَ طرفَة يصف خيلاً: دُلُقٌ فِي غارةِ مسنوحة كرِعال الطيرِ أسراباً تَمُرّ وَقَالَ اللَّيْث: الدَّلْق مجزوم: خُرُوج الشَّيْء عَن مَخرجه سَرِيعا. وَيُقَال: دَلَق السيفُ من غِمْدِه، إِذا سَقَط وخَرَج من غير أَن يُسَلّ، وَأنْشد: كالسَّيف من جَفْن السِّلاح الدالِقِ ابْن السّكيت: سيفٌ دَلُوق ودالق، إِذا كَانَ يخرج من غمدِه مِن غير سَلَ؛ قَالَ: وَهُوَ أَجود السيوف وأخلَصُها. وكلُّ سابقٍ متقدِّم فَهُوَ دالِق. قَالَ: ودَلَقّ الْغَارة: إِذا قَدّمها وبَثَّها. قَالَ: وَيُقَال: بَينا هم آمنون إذْ دَلق عَلَيْهِم السَّيْل. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: غارةٌ دُلُقٌ: سريعة الدَّفْعة. والغارة: الْخَيل الْمُغيرَة. وَيُقَال: أدلقت المُخّة من قَصب العَظْم فاندَلَقَتْ. وَقَالَ غَيره: دلقَتِ الخيلُ دُلوقاً: إِذا خرجتْ متتابعة فَهِيَ خيل دُلُق، وَاحِدهَا دالق ودَلُوق. وَيُقَال: دَلق الْبَعِير شقْشِقَته يَدْلِقها دَلْقاً، إِذا أخرجَها فاندلقت. وَقَالَ الراجز يصف جَمَلاً: يَدْلِق مِثلَ الحَرَميّ الوافرِ مِن شَدْقَمِيّ سبِطِ المَشافِرِ أَي: يخرج شِقْشِقةً مثل الحَرَميّ، وَهُوَ دَلوقٌ فُرِيَ من أَدمَ الْحَرَمُ. وَقد دَلَقُوا عَلَيْهِم الْغَارة، أَي: شَنُّوها. والدَّلُوق والدِلْقِم: النَّاقة الَّتِي تكسَّر أسنانُها هَرَماً فَهِيَ تمجّ المَاء. دقل: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الدّقْل: ضَعْفُ جِسم الرجل. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الدّقَل من النّخل يُقَال لَهَا الألوان، وَاحِدهَا لَوْن. قلت: وتَمر الدّقَل مِن أردأ التَّمْر، إلاَّ أنَّ الدَقَلة تكون من مَواقير النّخل، وَمن الدّقَل مَا يكون تمره أَحْمَر، وَمِنْه مَا يكون أسودَ وجِرم تَمرِه صغيرٌ ونواه كبيرٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الدّقَل: خَشَبَة طويلةٌ تُشَدّ فِي وسط السّفينة يُمدُّ عَلَيْهَا الشراع. قَالَ: والدّوْقَلة: الكَمَرة، يُقَال: كَمَرة دَوْقَلة: ضخمة. والدّوْقَلة: الْأكل. وأخْذُ الشَّيْء اختصاصاً يُدوقِلهُ لنَفسِهِ. وَقَالَ غَيره: دَوقلَ فلانٌ جاريتَه دوقلةً: إِذا أولَجَ فِيهَا كَمَرَتَه فأَوْعَبها.

وَفِي (النَّوَادِر) يُقَال: دَوْقَلَتْ خُصْيا الرجل: إِذا خرجتا مِن خَلفه فضَرَبَتا أدبارَ فَخذيهِ واسترخَتا. ودَوْقَلْتُ الْجرَّة: نَوَّطْتُها بيَدي. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: سمعتُ مبتكراً السُّلَميَّ يَقُول: دَقل فلانٌ لَحْيَ الرجل ودَقَمَه: إِذا ضَرب فَمه وَأنفه. والدقْل: لَا يكون إِلَّا فِي اللَّحْي والقَفا. والدَقْم فِي الْأنف والفمّ. قلد: قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَلاَ الْهَدْىَ وَلاَ الْقَلَائِدَ} (الْمَائِدَة: 2) . قَالَ الزّجّاج: كَانُوا يقلدون الإبِل بلِحاء شجر الحَرَم، ويعتصمون بذلك من أَعْدائهم، وَكَانَ الْمُشْركُونَ يَفعلون ذَلِك، فأُمر الْمُسلمُونَ بأَن لَا يُحِلُّوا هَذِه الأشياءَ الَّتِي يتقرَّب بهَا الْمُشْركُونَ إِلَى الله، ثمَّ نُسِخَ ذَلِك وَمَا ذُكِر فِي الْآيَة بقوله جلّ وعزَّ: {فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ} (التَّوْبَة: 5) . وَقَالَ فِي قَوْله جلّ وعزّ: {وَكِيلٌ لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ بِئَايَاتِ اللَّهِ أُوْلَائِكَ} (الزمر: 63) . مَعْنَاهُ: لَهُ مفاتيحُ السمواتِ وَالْأَرْض. وتفسيرُه: أَنَّ كلّ شيءٍ من السَّمَوَات وَالْأَرْض فاللَّهُ خالقُه وفاتحُ بَابه. وَقَالَ اللَّيْث: المِقْلاَدُ: الخِزانة. والمقَاليد: الخَزائن. قَالَ: والْقِلادة مَا جُعل فِي العُنُق، جامعٌ للْإنْسَان والبَدَنة والكلْب. وتقليدُ البَدَنة: أَنْ يُعَلَّق فِي عُنُقهَا عُروَةُ مَزادةٍ أَو خَلَقُ نعْلٍ فيُعْلَمَ أَنَّهَا هَدْيٌ. وتقَلَّدْتُ السَّيْفَ، وتَقلَّدْتُ الأمْر، وقلّدَ فلانٌ فلَانا عَملاً تقليداً. قَالَ: والإقليدُ: الْمِفْتَاح بلغَة أَهل الْيمن. وَقَالَ تُبَّع حِين قَصَد الْبَيْت: وأَقمْنا بِهِ من الدّهْر سَبْتاً وجَعَلْنا لبابه إقليدا وَقَالَ غَيره: الإقليد مُعرب، وَأَصله كَلِيذ. وَأَخْبرنِي المنذريّ، عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: قيل لأعرابيَ مَا تَقول فِي نساءِ بني فلَان؟ فَقَالَ: قلائد الْخيل، أَي: هنَّ كِرامٌ، لَا يُقلَّد من الْخَيل إلاّ سابقٌ كريم. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للشَّيْخ إِذا أَفْنَدَ: قد قُلِّدَ حَبْله، فَلَا يُلتَفَتُ إِلى رأْيه. وَقَالَ اللَّيْث: القلدُ: إدارتُكَ قُلباً على قُلب من الحُليّ، وَكَذَلِكَ ليُّ الحديدة الدقيقة على مثلهَا قَلْد. قَالَ: والبُرَةُ الَّتِي يُشَدّ فِيهَا زمامُ النَّاقة لَهَا إقليد، وَهُوَ طرفها يُثنَى على الطّرف الآخر ويُلوَى ليّاً حَتَّى يسْتَمْسك. وسِوار مَقْلُود، وَهُوَ ذُو قُلْبَيْن مَلوِيَّيْنِ. قَالَ: وأقْلَدَ الْبَحْر على خَلْقٍ كثير، أَي: ضَمَّ عَلَيْهِ وأحْضَنه فِي جَوْفه. وَقَالَ أميّة:

يُسَبِّحه الحِيتانُ وَالْبَحْر زاخِراً وَمَا ضَمَّ من شيءٍ وَمَا هُوَ مُقْلِدُ سَلمة عَن الفرَّاء يُقَال: سَقَى إبلَه قَلْداً، وَهُوَ السّقْي كلَّ يَوْم، بِمَنْزِلَة الظَّاهِرَة. قَالَ: وَيُقَال: قلدتْه الحمّى: إِذا أخذَته كلّ يَوْم، تقلِده قَلْداً. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: القِلد: يومَ يأْتي المحمومَ الرِّبْعُ. والمِقْلَد: المِنجَل يُقطع بِهِ القَتّ. وَقَالَ الْأَعْشَى: يَقُتُّ لَهَا طوراً وطوراً بمِقلِدِ وَقَالَ ابْن دُرَيْد: المِقلد عَصا فِي رَأسهَا اعوجاج يُقْلَد بهَا الكَلأ كَمَا يُقلَد القُتّ. المنذريّ عَن الْحسن عَن أبي الْهَيْثَم: الإقليد: الْمِفْتَاح، وَهُوَ الْمِقليد. والإقليد: شريط يُشَدُّ بِهِ رأسَ الجُلّة. والإقليد: شيءٌ يُطَوّل مثل الْخَيط من الصُّفر يُقَلّد على البُرَة وخَرق القُرْط. وَبَعْضهمْ يَقُول: القِلادُ، يُقْلَد، أَي: يُعْوَى. والقلْدُ: ليُّ الشَّيْء على الشَّيْء. والقلد: جمع المَاء فِي الشَّيْء يُقَال: قلدت أَقلِد قلْداً، أَي: جمعتُ مَاء إِلَى ماءٍ. عَمْرو عَن أَبِيه: هُم يتقالدون المَاء، ويَتَفارَطون، ويترافصون، ويتهاجرون، ويتفارصون، أَي: يتناوَبون. وَفِي حَدِيث عبد الله بنِ عمرٍ وَأَنه قَالَ لقَيِّمِه على الوهْط: (إِذا أَقمتَ قِلْدك من المَاء فاسقِ الأقربَ فَالْأَقْرَب) . أَرَادَ بقِلْدِه يومَ سَقيِه مالَه. وَيُقَال: كَيفَ قِلْد نَخْل بني فلَان؟ فَيُقَال: تَشرب فِي كلِّ عشرٍ مرّةً. والقِلد: يومُ السّقي، وَمَا بَين القِلْدَين ظِمْءٌ. وَكَذَلِكَ يَوْم وِرْد الحمّى. وَفِي حَدِيث عمر أنّه استسقى، قَالَ: (فقَلَّدَتْنا السماءُ قَلْداً كلّ خمس عشرَة لَيْلَة) . قلت: القَلْد: المَصْدر. والقِلْد: الِاسْم. اقلوَّده النعاسُ: إِذا غشيه وغَلبَه. وَقَالَ الراجز: وَالْقَوْم صَرعَى من كَرى مُقْلوِّدِ أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: يُقَال لثُفْل السّمن: القلْدة والقِشْدة والكُدَادَة. شمر عَن ابْن الأعرابيّ: قلَدت اللبنَ فِي السِّقاءَ وقريتُه: جمعته فِيهِ. وَقَالَ أَبُو زيد: قلدت الماءَ فِي الْحَوْض، وقلدت اللَّبن فِي السقاء، أقلِدُه قَلْداً، إِذا قَدَحْتَ بقَدَحِك من المَاء ثمَّ صببْتَه فِي الْحَوْض أَو فِي السقاء. وقَلَد من الشَّرَاب فِي جَوْفه إِذا شرب. لقد: وَأما (لَقَد) فأصلُه (قَدْ) ثمَّ أدخلتْ عَلَيْهَا اللَّام توكيداً. قَالَ الفَرَّاء: وَظن بعضُ الْعَرَب أنَّ اللَّام أصليّة فَأدْخل عَلَيْهَا لاماً أُخْرَى فَقَالَ:

للَقَدْ كَانُوا لَدَى أزماننا لصَنِيعَيْن لِبأْسٍ وتقَاءِ ق د ن دنق، قند، قدن، نقد: مستعملة. دنق: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: دانِق ودانق، وَجمع دانِق دَوَانق، وَجمع دانَق دوانيق. وَقَالَ غَيره: يجوز فِي جَمعهمَا مَعًا دوانق ودوانيق. وَكَذَلِكَ كلُّ جمع على فواعل ومفاعل فَإِنَّهُ يجوز مدُّه بياء. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي عَن أبي المكارم قَالَ: الدّنيق والكِيص والصُّوص الَّذِي ينزل وحدَه وَيَأْكُل وحدَه بِالنَّهَارِ، فَإِذا كَانَ الليلُ أكلَ فِي ضوء الْقَمَر لئلاَّ يرَاهُ الضَّيْف. وَقَالَ: يُقَال للأحمق: دائِق ودانق، ووادق، وهِرْط. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: مريضٌ دانق: إِذا كَانَ مُدْنَفاً مُحْرَضاً. وَأنْشد: إنَّ ذواتِ الدَّلِّ والبَخَانق يقتُلن كلَّ وابِقٍ وعاشقِ حتَّى ترَاهُ كالسليم الدانقِ وَقَالَ اللَّيْث: دَنَّقَ وَجْهُ الرجل تدنيقاً: إِذا رأيتَ فِيهِ ضُمْراً؛ لهزاله من مرض أَو نَصَب. أَبُو عبيد: دَنَّقَت الشَّمْس تدنيقاً: إِذا دنَتْ للغروب، حَكَاهُ عَن الْأَحْمَر. وَقَالَ غَيره: دنقَتِ العَينُ تدنيقاً: إِذا غارت. ودَنق للْمَوْت تدنيقاً: إِذا دنَا مِنْهُ. وَقيل: لَا بَأْس للأسير إِذا خَافَ أَن يمثل بِهِ أَن يدنِّق للْمَوْت. وَأهل الْعرَاق يَقُولُونَ: فلَان مدنِّق: إِذا كَانَ يُدَاقُّ النظرَ فِي معاملاته ونفقاته ويَستعصِي فِيهَا. قلت: والتدنيق والمُدَاقَّة وَالِاسْتِقْصَاء: كناياتٌ عَن البُخل والشحّ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الدُّنقُ: المقترون على عِيَالهمْ وأنفسهم. وَكَانَ يُقَال: (من لم يُدَنق زَرْنق) . قَالَ: والزَرْنقة: العِينة. وَقَالَ أَبُو زيد: من الْعُيُون الجاحظة وَالظَّاهِرَة والمدنقة، وهنَّ سَوَاء، وَهُوَ خُرُوج الْعين وظُهورُها. قَالَ الْأَزْهَرِي: وَقَوله أصحُّ مِمَّن جعل تدنيق الْعين غُؤُوراً. قند: قَالَ اللَّيْث: القَنْد: عُصارة قصبِ السكّر إِذا جَمَد؛ قَالَ: وَمِنْه يتَّخذ الفَانيذ. وسَوِيق مقنودٌ مقنَّدٌ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القِندَدُ: حالُ الرجل حَسَنَة كَانَت أَو قبيحة. عَمْرو عَن أَبِيه: هِيَ القِنْديدُ والطَّابة، والطَّلَّة، والكَسيس، والفَقْد، وأمّ زَنْبقٍ وأمُّ لَيْلَى والزرقاء، للخمر. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القَناديد: الخُمور، والقَناديد: الْحَالَات، الْوَاحِد مِنْهَا قِنْديد.

وَقَالَ أَبُو عبيد: سمعتُ الْكسَائي يَقُول: رجل قِنْدأوة وسِنْدَأْة وَهُوَ الْخَفِيف: وَقَالَ الفرّاء: هِيَ من النُّوق الجريئة. وَقَالَ شمر: قِندأوةُ تُهمز وَلَا تُهمز. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: قِنْدَأَوة: فِنْعالة؛ وَكَذَلِكَ سِنْداوة وعِنداوة. وَقَالَ اللَّيْث: القِنْدَأوُ: السيِّىء الخُلُق والغِذاء وَأنْشد: فجَاء بِهِ يسوِّقُه ورُحْنا بِهِ فِي البَهْم قِنْدَأْواً بَطينا أَبُو سعيد: فأسٌ قِندَأوة وقنداوة، أَي: حَدِيدَة. وَقَالَ أَبُو مَالك: قَدومٌ قِندأوة: حادّة. نقد: قَالَ اللَّيْث: النّقْد: تَمْيِيز الدَّرَاهِم. وإعطاؤها إنْسَانا وأخْذُها. الانتقادُ والنَقدُ: ضَرْبَة الصبيّ جَوزَةً بإصبعه إِذا ضَرَب. المنقَدة: حُزَيفَة تُنْقَد عَلَيْهَا الجَوْزة. وَيُقَال: نَقدَ أرنَبَتَه بإِصبعه: إِذا ضَرَبها، وَقَالَ خلف الْأَحْمَر: وأرنَبةٌ لَك محمَرّةٌ تَكاد تفطِّرها نَقدَه أَي: تشقّها عَن دَمهَا. والطائر ينْقد الفَخّ، أَي: يَنقُره بمنقاره. وَالْإِنْسَان يَنقد الشَّيْء بِعَيْنِه، وَهُوَ مُخَالفَة النَّظر لئلاَّ يُفطَن لَهُ. وَقَالَ ابْن السّكيت: النقْد: مصدر نَقدته الدراهمَ. والنَقَد: غَنَمٌ صغَار. يُقَال: (هُوَ أذلّ من النَقَد) وَأنْشد: رُبَّ عَديمٍ أعزُّ من أسَدِ وَرب مُثْرٍ أَذَلُّ من نَقَد والنَّقَد: أكل الضِّرْس، وَيكون فِي القَرْن أَيْضا وَأنْشد: عاضها الله غُلَاما بَعدما شابت الأصداغُ والضِّرْسُ نَقِدْ وَقَالَ الْهُذلِيّ: تَيْس تُيوسٍ إِذا يناطحها يألم قَرْنانُ أَرومُه نَقدُ أَي: أَصله مؤتكل، ويُجمع نَقَد الْغنم نِقاداً ونقادة، وَمِنْه قَول عَلْقَمَة: وَالْمَال صُوفُ قَرارٍ يَلعَبون بِهِ على نقادَتهِ وافٍ ومجلومُ يَقُول: المَال يَقلُّ عِنْد قوم وَيكثر عِنْد آخَرين، كَمَا أَن من الْغنم مَا يكثر صوفُه، وَمِنْه مَا يَزْمَر صوفه، أَي: يقلُّ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: النُّقْد والنُّعْض: شجر، واحدته نُقْدة ونُعْضة. وَقَالَ اللحياني: نُقْدة ونُقْد، وَهِي شجرةٌ. وَبَعْضهمْ يَقُول: نَقَدَة ونَقَد. قلت: وَلم أسمعهُ من الْعَرَب إلاّ نَقداً محرّك الْقَاف، وَله نَوْر أصفرَ ينْبت فِي القيعان.

وَفِي حَدِيث أبي الدَّرْدَاء أَنه قَالَ: (إِن نقدت النَّاس نقدوك، وَإِن تَركتهم لم يتركوك) ، معنى نقدتهم، أَي: عبتَهم واغْتبتَهم. وَهُوَ من قَوْلك: نقدت رَأسه بإِصبعي، أَي: ضَربته. والطائر ينْقد الفخَّ، أَي: ينقره بمنقاره. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الأنقد والأنقذ، بِالدَّال والذال: القُنفُذ. وَمن أمثالهم: (بَات فلَان بليلة أنقد) : إِذا بَات ساهراً يسرى؛ وَذَلِكَ أَن الْقُنْفُذ يَسرِي ليله أجمع. يُقَال: (فلانٌ أسْرَى مِن أنقدَ) معرفَة لَا ينْصَرف. وَقَالَ اللَّيْث: الإنقدَانُ: السُّلَحفاة الذّكر. قَالَ: والنَّقد: ثمرُ نبت يشبه البَهْرَمان. وَأنْشد: يَمُدَّانِ أشداقاً إِلَيْهَا كَأَنَّهَا تَفَرَّقُ عَن نُوّارِ نُقد مثقبِ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: النَقد: السِّفَل من النَّاس. والنّقدة: الكَرْوْيا. قدن: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: القدْن: الكفايةُ والحَسْب. قلت: جَعَل القَدْنَ اسْما؛ وَأَصله من قَوْلهم: قَدْني كَذَا وَكَذَا، أَي: حسبي. وَمِنْهُم من يحذف النُّون فَيَقُول: قَدِي، وَكَذَلِكَ قَطْني وقَطِي. ق د ف قفد، قدف، فقد، دفق، دقف: (مستعملة) . قدف: قَالَ اللَّيْث: القَدْف بلغَة عُمانَ: غَرْفُ المَاء من الحَوْض أَو من شيءٍ تَصبّه بكفّك. قَالَ: وَقَالَت العُمانيّة بنت جُلَنْدى، حِين أَلبَستِ السّلحفاةَ حُليَّها: (فغاصت فَأَقْبَلت تغترف من الْبَحْر بكفّها وتصبّن على السَّاحِل وَهِي تنادي القَوَم: نَزافِ نَزافِ، لَم يَبق فِي الْبَحْر غير قُدَاف) ، أَي: غير حَفْنة. وَقَالَ ابْن دُرَيْد وَذكر قصَّة هَذِه الحَمُقاء ثمَّ قَالَ: القُداف: جَرّة من فَخّار. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القَدْفُ: الصبّ. والقَدْف: النَّزْح. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: القَدْف: الكَرَب الَّذِي يُقَال لَهُ الرَّفّوج، من جريد النّخل، لُغَة أزْديّة. دقف: أهمله اللَّيْث. روى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الدَّقْف: هَيجان الدُّقْفانة، وَهُوَ المخنَّث. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: الدُّقوف: هَيَجان الخَيُعامة، وكلُّه وَاحِد.

دفق: قَالَ الله جلّ وعزّ: {خُلِقَ خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ} (الطارق: 6) . قَالَ الْفراء: معنى دافق: مدفوق. قَالَ: وَأهل الحجار. أفعَلُ لهَذَا من غَيرهم: أَن يجْعَلُوا الْمَفْعُول فَاعِلا إِذا كَانَ فِي مذهبِ نَعْتٍ، كَقَوْل الْعَرَب: هَذَا سرٌّ كاتم، وهَمٌّ ناصب ولَيْلٌ نَائِم. قَالَ: وأعانَ على ذَلِك أنَّها وافقتْ رُؤُوس الْآيَات الَّتِي هِيَ معهنّ. وَقَالَ الزّجاج: {خُلِقَ خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ} مَعْنَاهُ: من ماءٍ ذِي دَفْق، وَهُوَ مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ والخليل. وَكَذَلِكَ سرٌّ كاتم: ذُو كتمان. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم نَحوا مِنْهُ. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: دَفَق المَاء دُفوقاً ودَفْقاً: إِذا انصبَّ بمرَّة. واندفَقَ الكُوز: إِذا دَفَقَ مَاؤُهُ. فَيُقَال فِي الطّيَرة عِنْد انصباب الكُوز ونحوِه: (دافِقُ خَيُر) . وَقد أدفقْتُ الكُوزَ: إِذا كَدَرت مَا فِيهِ بمرّة. قلت: الدَفْق فِي كَلَام الْعَرَب صَبُّ المَاء، وَهُوَ مجاوِزٌ، يُقَال: دفقتُ الكُوزَ فاندفق، وَهُوَ مدفوق. وَلم أسمَعْ دفقْتُ الماءَ فدَفق لغير اللَّيْث، وَأَحْسبهُ ذهب إِلَى قَول الله: {خُلِقَ خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ} (الطارق: 6) . وَهَذَا جائزٌ فِي النعوت: وَمعنى دافق ذِي دفْق، كَمَا قَالَ الْخَلِيل وسيبويه. وَقَالَ اللَّيْث: نَاقَة دِفاقٌ، وَهِي المتدفِّقة فِي سَيرها مُسْرِعة؛ وَقد يُقَال: جَمَلٌ دِفَاق، وناقة دَفْقاء وجَمل أدفَق، وَهُوَ شدّة بينونة المِرفَق عَن الجَنْبين وَأنْشد: بعَنْتَريسٍ نَرَى فِي زَوْرِها دَسَعاً وَفِي المَرافق عَن حَيْزُومها دَفَقا وَقَالَ ابْن دُرَيْد: يُقَال: دَفَق الله رُوحَه: إِذا دَعَا عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ. وَسَار القومُ سيراً أدفَقَ، أَي: سَرِيعا. وَيُقَال: فلَان يتدفَق فِي الْبَاطِل تدفُّقاً: إِذا كَانَ يسارِع إِلَيْهِ، قَالَ الْأَعْشَى: فَمَا أَنا عَمَّا تَصنَعون بغافلٍ وَلَا بسفِيهٍ حِلْمُه يتدفّقُ وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: هُوَ يمشي الدِفِقىَّ، وَهِي مشْيَة يتدفق فِيهَا ويسرع. وَأنْشد: يمشي العُجَيْلَى من مخافةِ شدقمٍ يمشي الدِّفقيِّ والخنِيفَ ويصبرُ وَيُقَال: هلالٌ أدفقُ: إِذا رَأَيْته مرقوناً أعقَفَ وَلَا تَراه مُسْتَلْقِيا قد ارتفعَ طرفاه. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: رجل أدفَقُ: إِذا انحنى صُلبه من كِبرٍ أَو غَمّ. وَأنْشد المفضَّل: وَابْن مِلاطٍ متجافٍ أدفَقُ وَقَالَ أَبُو مَالك: هِلَال أدفَقُ خيرٌ من هلالٍ حاقن. قَالَ: والأدفَق: الأعوج. والحاقن: الَّذِي يرتفعَ طرفَاه ويستلقي ظهرُه. وَفِي (النَّوَادِر) : هلالٌ أدفق، أَي: مستوٍ أَبيض لَيْسَ بمنتكِثٍ على أحد طَرفَيْهِ.

وَرجل أدفَق فِي نبتةِ أسنانِه. وَقَالَ أَبُو زيد: الْعَرَب تَستحِبُّ أَن يُهَلَّ الهلالُ أدفَق، ويكرهون أَن يكون مُسْتَلْقِيا قد ارْتَفع طَرَفَاه. وَقَالَ اللَّيْث: جَاءُوا دُفْقَةً وَاحِدَة: إِذا جَاءُوا دُفعةً وَاحِدَة. قفد: قَالَ اللَّيْث: القَفْد: صَفْع الرَّأْس ببُسْطِ الكفّ من قِبَل القَفَا تَقول: قفَدْتُه قَفْداً. قَالَ: والقَفَدانة: غِلاف المُكحُلة يتَّخذ من مشاوب، وَرُبمَا اتُّخِذ من أَدِيم. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: القَفَذان: خريطة العطّار. وَقَالَ اللَّيْث: الأقفد: الَّذِي فِي عَقِبه استرخاءٌ من النَّاس، والظليم أقْفَد، وأَمَةٌ قَفْداءُ. وَقَالَ غَيره: الأقفد من الرِّجَال الضَّعِيف الرِّخو المَفاصل. وقَفِدَتْ أعضاؤه قَفَداً. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: القَفَد مِن عُيُوب الْخَيل: انتصاب الرُّسْغ وإقبالٌ على الْحَافِر، وَلَا يكون القَفَد إلاّ فِي الرِّجْل. والعِمَّة القَفْداء مَعْرُوفَة، وَهِي غيرُ الميْلاء. وَقَالَ ابْن شُمَيل: القَفَد: يُبْسٌ فِي رُسْغ الفَرَس كأنّه يطَأ على مقدم سُنْبُكه. قَالَ عَمْرو: كَانَ مُصعب بن الزُّبير يعتمُّ القَفْداء. وَكَانَ مُحَمَّد بن أبي وَقاص الَّذِي قَتله الحجّاج يعتمُّ الميلاء. فقد: اللَّيْث: الفَقد الفِقدان، وَيُقَال امرأةٌ فَاقِد: قد مَاتَ ولداها أَو حَميمُها. أَبُو عبيد: امْرَأَة فَاقِد، وَهِي الثَّكُولُ. قَالَ: وَقَالَ الأصمعِيُّ: الفاقد من النِّساء الَّتِي يَمُوت زوجُها. وَأنْشد اللَّيْث: كأنّها فاقِدٌ شمْطاءُ مُعْوِلة ناصت وجاوَبَها نُكْدٌ مَثاكيلُ قَالَ: وبَقرة فاقدة: أكلَ السِباعُ ولَدَها. وَيُقَال: أنقدَه اللَّهُ كلَّ حميم. وَيُقَال: مَاتَ فلَان غيرَ حميد وَلَا فَقيد، أَي: غير مكتَرَثٍ لفِقدانه. قَالَ: والتفقّد: تطلُّب مَا غَابَ عَنْك من الشَّيْء ورُوِي عَن أبي الدَّرْدَاء أنّه قَالَ: (مَن يَتفقّد يَفقِد، وَمن لَا يُعِدَّ الصَّبْر لفواجع الْأُمُور يَعْجِز) ، فالتفقّد: تطلَّب مَا فقدْتَه، وَمِنْه قَول الله عز وَجل: {الصَّالِحِينَ وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَالِيَ لاَ أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَآئِبِينَ} (النَّمْل: 20) . وَمعنى قَول أبي الدَّرْدَاء: إنَّ مَن يتفقّد الخيرَ ويطلبه فِي النَّاس لَا يجدُه لعِزّه فِي النَّاس، وَذَلِكَ أنّه رأى الخيرَ والزُّهد فِي الدُّنْيَا عَزِيزًا غيرَ قاشٍ؛ لأنَّه فِي النَّادِر من النَّاس. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الفَقَدة الكُشُوث. وَقَالَ اللَّيْث: الفَقَد: شرابٌ يُتَّخذ من الزَّبيب والعَسل. وَيُقَال: إنّ الْعَسَل يُنبَّذ ثمَّ يُلقَى فِيهِ الفَقَد

فيشُدُّه. قَالَ: وَهُوَ نَبتٌ يشبه الكُشوثُ فيشَدِّدُه. ق د ب اسْتعْمل من وجوهه: (دبق) . دبق: قَالَ اللَّيْث: الدِّبق: حَمْل شجرٍ فِي جَوْفه غِراء لازقٌ يَلزق بجناح الطَّائِر دَبْقاً. قَالَ: ودبّقتُها تدبيقاً: إِذا صِدتَها بِهِ. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو والأمويّ: الدَّبُوقاء: العَذِرة. قَالَ رؤبة: لَوْلَا دَبُوقاءُ استِهِ لم يَبطغِ وَقَالَ غَيره: الدَّبِيقيّ مِن دِقّ ثِيَاب مِصْر مَعْرُوفَة، تُنسب إِلَى دَبيق اسْم مَوضِع. ودابق: اسْم مَوضِع آخر. والدَّبُّوق: لُعبةٌ مَعْرُوفَة. ق د م قدم، قمد، دمق، دقم، مقد: مستعملة. قمد: قَالَ اللَّيْث: القَمُدّ: القويّ الشَّديد؛ يُقَال: إنّه لقُمُدّ قُمْدُد، وَامْرَأَة قُمُدَّة. والقُمود شِبْه العُسُوّ مِن شِدَّة الإباء. يُقَال: قَمَد يَقْمدُ قَمْداً وقُموداً: جامَعَ فِي كلِّ شَيْء. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القَمْد: الْإِقَامَة فِي خَيرٍ أَو شرّ. قَالَ: والقُمُدّ: الغليظ من الرِّجَال؛ وَيُقَال: رجل قُمُدّانيّ أَيْضا. وَقَالَ غَيره: رجلٌ أقْمَدُ: إِذا كَانَ ضخمَ العُنُق طويلها؛ وَامْرَأَة قَمْداء. قَالَ رؤبة: وَنحن إِن نُهِنه ذَوْدُ الذُّوّادْ سَواعِدُ القَومِ وقُمْدُ الأقمادْ أَي: نَحن غُلْبُ الرّقاب أقوياء. مقد: قَالَ اللَّيْث: المَقَدِّيّ من نَعْت الْخمر، منسوبةٌ إِلَى قَرْيَة بِالشَّام. وَأنْشد فِي تَخْفيف الدَّال: مَقَدِياً أحَلّه الله للنا س شرابًا وَمَا تَحِلُّ الشَّمولُ وَقَالَ شمر: أسمعتُ أَبَا عبيدٍ يروي عَن أبي عمرِو المَقَدِيّ: ضربٌ من الشَّراب، بتَخْفِيف الدَّال. قَالَ: وَالصَّحِيح عِنْدِي أنّ الدَّال مشدّدة. قَالَ: وَسمعت رجاءَ بن سَلَمة يَقُول: المَقَدِّي بتَشْديد الدَّال. الطَّلاء المنصَّف، مُشبَّهٌ بِمَا قُدّ بنصفين. ويصدِّقه قَول عَمْرو بن معديكرب: وهم تَركوا ابنَ كَبْشةَ مُسْلَحِبّاً وهمْ شَغَلوهُ عَن شُرْب المَقَدِّي حَدثنَا السعديّ قَالَ: حَدثنَا ابْن عَفَّان عَن ابْن نمير عَن الْأَعْمَش عَن منذرٍ الثّوري قَالَ: رَأَيْت مُحَمَّد بن عليّ يشرب الطِّلاء المقدّيّ الْأَصْفَر، كَانَ يرزُقه إِيَّاه عبد الْملك. وَكَانَ فِي ضيافَتِه يرزقه الطِّلاءَ وأرطالاً من لحم.

دقم: قَالَ اللَّيْث: الدَّقْم: دَفْعَك الشَّيْء مفاجأةً تَقول: دقمتُه عَلَيْهِم، وَقد اندقمَتْ عَلَيْهِم الرِّيَاح وَالْخَيْل. وَقَالَ رؤبة: مَرّاً جَنُوباً وشَمَالاً تندقمْ أَبُو عُبيد عَن أبي زيد: دَقُمْتُ فَاه ودمَقْته دَقْماً ودَمْقاً، إِذا كسرتَ أسنانَه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الدَّقْم: الغَمّ الشَّديد مِن الدَّيْن وَغَيره. دمق: قَالَ اللَّيْث: الدَّمَق: ثلْجٌ ورِيحٌ مِن كلِّ أوْب حَتَّى يكَاد يَقْتُل من يُصيبه. قَالَ: والاندماق: الانخراط، يُقَال: اندَمَق عَلَيْهِم بَغْتَة، واندمَق الصّيَّاد فِي قُترته، واندمق مِنْهَا: إِذا خرج. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: اندَمَق: إِذا دخل؛ وأدمقْتُه إدماقاً. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الدَّمْق: السَّرِقة. وروى شمر بإسنادٍ لَهُ أنّ خَالِدا كتب إِلَى عُمر: (أنَّ النَّاس قد دَمَقوا فِي الْخمر وتَزاهدوا فِي الحَدّ) . قَالَ شمر: قَالَ ابْن الأعرابيّ: دَمَق الرجل على الْقَوْم ودَمَر: إِذا دخل بِغَيْر إِذن. قَالَ: وَمعنى قَوْله: دمقوا فِي الْخمر: دخَلوا واتَّسَعوا. وَقَالَ رؤبة يصف الصَّائِد ودخوله فِي قُترته: لمّا تَسَوَّى فِي خَفيِّ المُنْدَمَقْ قَالَ: مُندمَقُه: مَدخله. وَقَالَ غَيره: المندَمق: المتَّسَع. أَبُو عدنان عَن الأصمعيّ: دَمَقَ فمَه ودَقَمَه: إِذا دَقّه حَتَّى دخل. وَيُقَال: أَخذ فلانٌ مِن المَال حَتَّى دَقِم وحتَّى فَقِم، أَي: حَتَّى احتَشى. قدم: الحرّاني عَن ابْن السّكيت قَالَ: القَدَم والرِّجل أنثيان، وتصغيرهما قُدَيمة ورُجَيلة، ويُجمعان أرجلاً وأقداماً. وَقَالَ اللَّيْث: القَدَم مِن لَدُن الرُّسْغ: مَا يطَأ عَلَيْهِ الْإِنْسَان. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق النحويّ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ} (يُونُس: 2) ، قَالَ: قَدَم الصِّدق: المنزِلة الرفيعة. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم أنّه قَالَ: القَدَم السَّابِقَة. وَنَحْو ذَلِك قَالَ اللَّيْث، قَالَ: وَكَذَلِكَ القُدْمة. قَالَ: وَالْمعْنَى: أنّه قد سَبق لَهُم عِنْد الله خير. قَالَ: وللكافرين قَدَم شَرّ. وَقَالَ ذُو الرمة: وَأَنت امرؤٌ من أهل بيتِ ذؤابةٍ لهمْ قَدَمٌ معروفةٌ ومفاخرُ قَالُوا: القَدَم والسّابقة مَا تقدَّموا فِيهِ غيرَهم. وَفِي الحَدِيث: أنّ جهنّم تمتلىء حتّى يضع الله فِيهَا قَدَمه.

رُوي عَن الْحسن أَنه قَالَ: مَعْنَاهُ حتّى يَجْعَل الله فِيهَا الَّذين قدّمهم من شرار خَلْقه إِلَيْهَا، فهم قَدَمُ اللَّهِ للنار، كَمَا أنّ الْمُسلمين قَدَمُه للجنّة. وَأَخْبرنِي مُحَمَّد بن إِسْحَاق السعديّ عَن الْعَبَّاس الدُّورِيّ أَنه سَأَلَ أَبَا عبيدٍ عَن تَفْسِيره وَتَفْسِير غَيره من حَدِيث النُّزُول والرؤية فَقَالَ: هَذِه أحاديثُ رَوَاهَا لنا الثِّقاتُ عَن الثّقات حَتَّى رفعوها إِلَى النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام؛ وَمَا رَأينَا أحدا يفسِّرها، فَنحْن نؤمن بهَا على مَا جَاءَت وَلَا نفسِّرها. أَرَادَ أَنَّهَا تُترك على ظَاهرهَا كَمَا جَاءَت. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أَحْمد بن يحيى أنّه قَالَ فِي قَوْله جلّ وعزّ: {أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ} قَالَ: القَدَم: كلُّ مَا قدّمتَ من خير، قَالَ: وتقدّمَتْ فِيهِ لفُلان قَدَمٌ، أَي: تقدمٌ فِي الْخَيْر. وَقَالَ القُتيبيّ: مَعْنَاهُ: أنّ لَهُم عملا صَالحا قدَّموه. وَقَالَ أَبُو زيد: رجل قَدَم وامرأةٌ قَدَم، مِن رجال وَنسَاء قَدم، وهم ذَوو القَدَم. وَجَاء فِي التَّفْسِير فِي قَوْله: {أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ} : شَفَاعَة للنبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم الْقِيَامَة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: رجل قَدَم، وامرأةٌ قَدَم: إِذا كَانَا جَريئين. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: القِدَم: العِتْق، مَصدر القَديم. وَقد قدُم يَقدُم. قَالَ: والقدُوم: الإياب مِن السفَر. وَقد قَدِم يَقدمَ قُدوماً. قَالَ: والقُدْم: المضِيّ، وَهُوَ الْإِقْدَام. يُقَال: أقدَمَ فلانٌ على قِرْنِه إقداماً وقُدْماً ومُقْدَماً: إِذا تَقدّم عَلَيْهِ بجرأة صَدْرِه. وضِدُّه الإحجام. وَقَالَ اللَّيْث: قُدَّام: خلاف وَرَاء. وَتقول: هَذِه قُدّام، وَهَذِه وَرَاء، تصغيرهما قُديديمة ووُرَيِّئة. تَقول: لَقيتُه قُدَيْديمة ووُرَيِّئة ذَاك. وَأما قَول مُهلهِل: ضَرْبَ القُدارِ نَقيعَةَ القُدّامِ فَإِن الْفراء قَالَ: القُدّام: جمع قادم. وَيُقَال: القُدّام: الْملك. شمر عَن أبي حسّان عَن أبي عَمْرو. وَقَالَ: القُدّام والقِدِّيم الَّذِي يتقدَّم النَّاس بالشرف. وَيُقَال: القُدّام: رَئِيس الْجَيْش. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القَدْم: الشّرف الْقَدِيم على مِثَال فَعْل. وَقَالَ ابْن شُمَيْل لفُلَان عِنْد فلَان قَدَمٌ، أَي: يَدٌ ومعروف وصَنِيعَة. وَقَالَ الْفراء: هِيَ القَدُوم الَّتِي يُنحَتُ بهَا، وجمعُها قُدُم. وَأنْشد: فقلتُ أعِيرانِي القدُوم لعلّني أَخُطّ بهَا قَبراً لأبيَضَ ماجِدِ وَقَالَ الْأَعْشَى فِي جمع القَدوم:

أقامَ بِهِ شاهبورُ الجنو دَ حَولينِ يضْرب فِيهَا القُدُمْ وَقَالَ اللَّيْث: القُدُم: ضدُّ أُخُر، بِمَنْزِلَة قُبُل ودُبُر. وَرجل قُدُم، وَهُوَ المقتحم على الْأَشْيَاء يتقدَّم النَّاس ويَمضي فِي الحروب قُدُماً. وَقَالَ غَيره: مقدِّمة الْجَيْش بِكَسْر الدَّال: الَّذين يتقدَّمون الْجَيْش. ومُقْدِم العَين مَا يَلِي الْأنف، ومُؤخرها: مَا يَلِي الصّدْغ. وَيُقَال: ضَرَب مقدَّم رَأسه ومُؤخَّره. وَقَالَ اللَّيْث: المقدِّمة: الناصية، والمقدِّمة: مَا استقبلك من الجبْهة والجبين. وَيُقَال: ضربتُه فَركِب مَقاديمه، أَي: وَقع على وَجهه، وَاحِدهَا مُقْدِم. وَيُقَال: مَشَطَتها الْمُقدمَة لَا غير. وَقَالَ اللَّيْث: قادمة الرّحْل من أَمَام: الواسط بِالْهَاءِ. قلت: الْعَرَب تَقول: آخِرة الرحل وواسِطه. وَلَا يُقَال: قادمة الرحل. وللناقة قادِمان وآخران، الْوَاحِد قادِم وآخِر. وَكَذَلِكَ للبقرة قادِماها: خلْفاها اللَّذَان يَليان السُّرَّة، وآخِراها: الخِلْفان اللَّذَان يليان مؤخّرها. وقَوَادِم رِيش الطَّائِر: ضدّ خَوافِيها، الْوَاحِدَة قادمة وخافية. وَمن أمثالهم: (مَا جَعَل القوادمَ كالخوافي؟) . وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: قُدَامَي الريش: المقَدَّم. وَقَالَ رؤبة: خلِقتُ من جَناحك الغُدافِ من القدامَى لَا من الخوافي قَالَ: والقدامَى: القدماء. قَالَ الْقطَامِي: وَقد علمت شيوخُهم القدامى إِذا قعدوا كَأَنَّهُمْ النِّسارُ جمع النِّسر. وَرَوَاهُ الْمُنْذِرِيّ لنا عَن الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت كَمَا قَالَ ابْن الأنباريّ. وَقَالَ اللَّيْث: قَيْدوم الرجل: قادِمَته. وَقَالَ غَيره: يُقَال: مَشى فلَان القدَميّة واليَقْدُميّة: إِذا تقدّم فِي الشّرف وَالْفضل وَلم يتأخّر عَن غَيره فِي الإفضال على النَّاس. وَرُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ: (إِن ابْن أبي العَاصِي مَشَى القُدَميّة، وإنَّ ابْن الزُّبير لَوَى ذَنَبَه) ، أَرَادَ أنَّ أَحدهمَا سَمَا إِلَى معالي الْأُمُور فحازَها، وأنّ الآخر عَمِيَ عَمَّا سَمَا لهُ مِنْهَا. وَقَالَ أَبُو عبيد فِي قَوْله: ومشَى القدميّة.

قَالَ أَبُو عَمْرو: مَعْنَاهُ: التَّبختُر. أَبُو عبيد: فإِنما هُوَ مثلٌ، وَلم يُرد المشْيَ بِعَيْنِه، وَلكنه أَرَادَ أنّه يحبُّ معالي الْأُمُور. وَيُقَال: قَدِم فلانٌ من سَفَره يَقدَم قُدوماً، وقَدِم فلَان على الْأَمر: إِذا أقدَمَ عَلَيْهِ. وَقَالَ الْأَعْشَى: فكم مَا ترينَ أمرا راشداً تَبيَّنَ ثمَّ انْتهى أَو قَدِمْ وقَدِم فلانٌ إِلَى أَمر كَذَا وَكَذَا، أَي: قَصَد لَهُ، وَمِنْه قَوْله: {وَقَدِمْنَآ إِلَى مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ} (الْفرْقَان: 23) . قَالَ الْفراء والزجاج: قَدِمْنا: عَمَدْنا وقَصَدْنا. قَالَ الزّجاج هُوَ كَمَا تَقول: قَامَ فلانٌ يَشتم فلَانا، تُرِيدُ: قَصَد إِلَى شَتْم فلَان، وَلَا تُرِيدُ بقامَ القيامَ على الرجلَيْن. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القدْم، بِالْقَافِ: ضربٌ من الثِّيَاب حُمْرٌ. وأقرأني بَيت عنترة: وبكلِّ مرهفة لَهَا هيف تَحت الضلوع كطُرَّة القدْمِ لَا يرويهِ إِلَّا القدْمِ. قَالَ: والفدم بِالْفَاءِ. هَذَا على مَا جَاءَ وَذَاكَ على مَا جَاءَ. وَيُقَال: قَدَم فلانٌ فلَانا يقْدُمُه: إِذا تقدّمه وَمِنْه قَول الله جلَّ وعزَّ: {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} (هود: 98) ، أَي: يتقدَّمهم إِلَى النَّار. ومَصدَرُه القَدْم. وَيُقَال: قَدّم فلانٌ يقدّم، وتَقدّم يتقدّم، وأقدَم يُقْدِمُ، واستَقْدَمَ يَستقدم، بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ الله جلَّ وعزَّ: {} (الحجرات: 1) ، مَعْنَاهُ: لَا تتقدّموا، وقرىء: (لَا تَقَدَّمُوا) . وَقَالَ الزّجاج: مَعْنَاهُ: إِذا أمرْتم بأمرٍ فَلَا تَفعلوه قبلَ الْوَقْت الَّذِي أمرْتم أَن تفعلوه فِيهِ. وَجَاء فِي التَّفْسِير: (أنَّ رجلا ذبح يَوْم النَّحْر قبلَ الصَّلَاة، فتقدَّمَ قبل الْوَقْت، فَأنْزل الله الْآيَة وأعلمَ أنّ ذَلِك غير جَائِز) . وَقَالَ الزّجاج فِي قَوْله: {) وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَئْخِرِينَ} (الْحجر: 24) ، قيل: المستَقْدمين ممّن خُلِق، والمستأخرين ممّن يُحدَث من الخلْق إِلَى يَوْم الْقِيَامَة. وَقيل: الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُم فِي طَاعَة الله والمستأخرين فِيهَا. وَقَالَ ابْن شُمَيْل فِي قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أوّل من اختَتَن إِبْرَاهِيم بالقَدوم) . قَالَ: قَطَعه بهَا. فَقيل لَهُ: يَقُولُونَ: قَدوم: قَرْيَة بِالشَّام؛ فَلم يعرفهُ، وثبتَ على قَوْله. قَالَ: وَيُقَال: قَدِمَةٌ مِن الحَرّة وقَدِمٌ، وصَدِمةٌ وصَدِم: مَا غَلظ مِن الحرّة. وَرجل مِقْدَام فِي الْحَرْب: جريء؛ وَرِجَال

أبواب القاف والتاء

مَقاديم. والإقدام: ضدّ الإحجام. (أَبْوَاب) الْقَاف وَالتَّاء) ق ت ظ، ق ت ذ، ق ت ث: أهملت وجوهها. ق ت ر قتر، قرت، رتق، ترق: مستعملة. قتر: قَالَ الله جلَّ وعزَّ: {وَالَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ} (الْفرْقَان: 67) ، قرىء (لم يَقْتِروا) و (لم يَقْتُروا) . وقرىء: (وَلم يُقتِروا) . وَقَالَ الْفراء: لم يَقتروا: لم يقصِّروا عَمَّا يجب عَلَيْهِم من النَّفَقَة، وَيُقَال: قَتَر وأَقتَر بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ اللَّيْث: القَتْرُ: الرُّمْقة فِي النَّفقة، وَيُقَال: فلَان لَا يُنفق على عِيَاله إلاّ رُمْقةً، أَي: يُمسِك الرّمَق. وَيُقَال: إنّه لَقتورٌ مقتر. قَالَ: وأقتَر الرجل: إِذا أَقَلّ، فَهُوَ مُقْتِرٌ. قَالَ: والمقتِّر عقيبُ المكثِّر، والمُقْتِر عقيبُ المكْثِر. أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: قتَّرت للأسد: إِذا وضَعْتَ لَهُ لحْماً يَجِدُ قُتارَه. قَالَ: وَقَالَ غَيره: القُتار: ريح القِدْر. وَقَالَ اللَّيْث: القُتار رِيح اللَّحْم المشويّ وَنَحْو ذَلِك. قَالَ: والقتار أَيْضا ريح العُود الَّذِي يُحرَق فيذكَّى بِهِ. وَقَالَ الفرّاء: هُوَ آخر رَائِحَة الْعود إِذا بخّر بِهِ. (قَالَه) فِي كتاب (المصادر) . قلت: هَذَا التَّفْسِير للقُتار من أباطيل اللَّيْث. والقُتار عِنْد الْعَرَب: رِيحُ الشِّواء إِذا ضُهِّب على الْجَمْر. وَأما رَائِحَة الْعود إِذا أُلقي على النَّار فإنَّه لَا يُقَال لَهُ قُتار، ولكنّ الْعَرَب تصف استطابةَ القَرِمين إِلَى اللَّحْم ورائحة شِوائه، فشبَّهتها برائحة الْعود إِذا أُحْرِق. وَمِنْه قَول طرفَة: أقُتارٌ ذَاك أم رِيحُ قُطُرْ والقُطُر: العُود الَّذِي يُتبخَّر بِهِ. وَنَحْو ذَلِك قَول الْأَعْشَى: وَإِذا مَا الدُّخان شُبّه بالآ نُف يَوْمًا، بشَتْوةٍ، أهضاما والأهضام: الْعود الَّذِي يُوَقَّص ليُستَجمَر بِهِ. وَقَالَ لبيدٌ فِي مثله: وَلَا أضِنُّ بمعْبوط السَّنَام إِذا كَانَ القُتار كَمَا يُستَروَح القُطُر

أخبر أنَّه يجود بإطعام الطَّعَام إِذا عزَّ اللَّحْم، وَكَانَ ريح قُتار اللَّحْم عِنْد القَرِمِين إِلَيْهِ كرائحة الْعود الَّذِي يُتبخَّر بِهِ. وَيُقَال: لحمٌ قاتر: إِذا كَانَ لَهُ قُتارٌ لدَسَمِه، وَقد قتَر اللحمُ يَقْتِر. وَرُبمَا جَعلتِ الْعَرَب الشَّحم والدَّسَم قُتاراً. وَمِنْه قَول الفرزدق: إِلَيْك تَعَرَّقْنا الذُّرى برِحالنا وكلّ قُتار فِي سُلامَى وَفِي صُلْبِ وَقَالَ أَبُو عبيد: القُتْرة: الْبِئْر يحتفرها الصَّائِد يَكمنُ فِيهَا، وجمعُها قُتَر. وَقَالَ اللَّيْث: القُتْرة: كُثْبة من بَعْرٍ أَو حَصًى تكون قُتَراً قُتَراً. قلت: أَخَاف أَن يكون قَوْله قُتَراً قُتَراً تصحيفاً، وَصَوَابه قُمَزاً قُمَزاً، والقُمْزة: الصُّوبة من الحَصَى وَغَيره، وَجَمعهَا القُمَز. والقَتَرَة: غَبَرة يعلوها سَواد كالدخان. قَالَ الله جلّ وعزّ: {لله) مُّسْتَبْشِرَةٌ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ} {) غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} (عبس: 40، 41) . وَكَذَلِكَ القَتَر بِلَا هَاء. أَبُو عبيد: القاتر من الرِّجَال: الجيِّد الوُقوع على ظهر الْبَعِير. وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ الَّذِي لَا يَستقدم وَلَا يسْتَأْخر. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: القِتْر: نِصال الأهداف. وَقَالَ اللَّيْث: هِيَ الأقتار، وَهِي سهامٌ صغَار. يُقَال: أُغالِيكَ إِلَى عشرٍ أَو أقلّ، فَذَلِك القِتْر بلغَة هُذَيل، يُقَال: كم جَعلتُم قِتْركم. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: كسهم الغِلاءِ مستدرّاً صيابُها وَقَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: أهْدى يكسوم ابْن أخي الأشرم للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سِلاحاً فِيهِ سهمٌ لَغْبٌ قد ركبت مِعبلةٌ فِي رُعْظِه، فقوَّم فُوقَه وَقَالَ: هُوَ مستحكم الرِّصاف، وَسَماهُ: (قِتْر الغِلاء) . وروى حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس أنَّ أَبَا طَلْحَة كَانَ يَرمي وَالنَّبِيّ يُقتّر بَين يَدَيْهِ، وَكَانَ رامياً وَكَانَ أَبُو طَلْحَة يَشُور نفسَه وَيَقُول لَهُ إِذا رَفَع شخصه: نحري دونَ نحرِك يَا رَسُول الله. قَالَ غَيره: هِيَ والأقتار والأقطارُ: النواحي، وَاحِدهَا قُتْر وقُطْر. وَقد تَقتَّر فلانٌ عنّا وتقطّر: إِذا تنحّى. وَقَالَ الفرزدق: وكُنّا بِهِ مستأنسين كَأَنَّهُ أَخٌ أَو خَليطٌ عَن خليطِ تَقتَّرا وَقَالَ أَبُو عبيد: تَقطَّر فلَان وتَقتَّر وتَشذَّر، كلُّه تهيّأ لِلْقِتَالِ وتحرَّف لذَلِك. وَقَالَ الفرزدق أَيْضا: لطيف إِذا مَا انغَلَّ أَدْرك مَا ابْتغى إِذا هُوَ للمُطنِي المَخُوفِ تَقتّرا

وَقَالَ شمر: ابْن قتْرةَ: حيَّة صَغِيرَة تنطوي ثمَّ تَنْزُو فِي الرَّأْس، والجميع بَنَات قتْرة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: هُوَ أُغَيبراللَّون صغيرٌ أرقط ينطوي ثمَّ ينقُز ذِرَاعا أَو نحوَها. وَهُوَ لَا يُجرَى؛ يُقَال: هَذَا ابْن قتْرَةَ. وَأنْشد: لَهُ مَنزِلٌ أنفُ ابنِ قتْرةَ يَقتري بِهِ السمَّ لم يَطعَم نُقَاخاً وَلَا بَرْدا وَقَالَ الفرّاء: سمّيَ ابْن قترة بِالسَّهْمِ الَّذِي لَا حديدةَ فِيهِ، يُقَال لَهُ قترةٌ، وَيجمع القِتَرَ. وَقَالَ اللَّيْث: القَتير أنْ تدنيَ متاعك بعضَه من بعض، أَو بعض ركابك إِلَى بعض، تَقول: قتِّر بَينهَا، أَي: قارِبْ. أَبُو عبيد: القَتير: الشَّيب. وَقَالَ غَيره: القَتير: مَسامِير حَلَق الدُّروع تَراها لائحةً، يشبَّه بهَا الشيب إِذا ثقَّب بَين الشّعْر الْأسود. قرت: قَالَ اللَّيْث: قرَتَ الدمُ يَقرُت قروتاً. وَدمٌ قارت: قد يَبِسَ بَين الجِلد وَاللَّحم، وَمِسْك قارتٌ وَهُوَ أجفُّه وَأجوَده، وَأنشد: يُعَلُّ بقرّاتٍ من المِسْك قاتِنِ رتق: قَالَ اللَّيْث: الرَّتْق: إلحام الفَتْق وَإصلاحُه، يُقَال: رتَقنا فَتْقهم حَتَّى ارتَتَقَ. قَالَ الله جلَّ وعزَّ: {كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا} (الْأَنْبِيَاء: 30) . حَدثنَا عبد الْملك عَن إِبْرَاهِيم بن مَرْزُوق عَن عَاصِم عَن سُفْيَان عَن أَبِيه عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس، أَنه سُئِلَ: آلليل كانَ قبلُ أم النَّهَار؟ فَتلا: {أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا} . قَالَ: والرَّتْق: الظُّلمة. وروى عبد الرَّزَّاق عَن الثَّوريّ عَن أَبِيه عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عبّاس قَالَ: خلق الله الليلَ قبلَ النَّهَار، ثمَّ قَرَأَ: {كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا} ، قَالَ: هَل كَانَ إلاّ ظُلَّة أَو ظلمَة؟ . قَالَ الْفراء: فتِقت السَّماء بالقطر، والأرضُ بالنبت. قَالَ: وَقَالَ: كَانَتَا رَتقاً، وَلم يقل رَتْقَين لِأَنَّهُ أخِذ من الْفِعْل. وَقَالَ الزّجاج: قيل: رَتقاً لأنّ الرَّتق مصدرٌ، الْمَعْنى: كَانَتَا ذَواتَيْ رَتْق فجعِلتا ذواتي فَتق. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم فِيمَا أخبر المنذريُّ عَنهُ: الرَّتْقاء: الْمَرْأَة المنضمةُ الفَرْج الَّتِي لَا يكَاد الذكَر يجوز فَرْجها، لشدَّة انضمامه. ترق: قَالَ اللَّيْث: التّرْقُوَةُ على تَقْدِير فَعْلُوَة، وَهُوَ وصلُ عَظْمٍ بَين ثُغْرة النّحر والعاتق فِي الْجَانِبَيْنِ. قلت: وَجَمعهَا التراقي، وَقد تَرْقَيتُ فلَانا: إِذا أصبت ترقوتَه. وَقَالَ: الترياق: لغةٌ فِي الدّرْياق، فِيهِ شِفاء للسمّ.

ق ت ل قتل، قلت، تِقِلق: (مستعملة) . قتل: قَالَ اللَّيْث: الْقَتْل مَعْرُوف، يُقَال: قتَله: إِذا أَمَاتَهُ بضربٍ أَو حجر أَو سمّ أَو علّة. والمنيّة قاتلة. وَقَالَ الْمُفَسِّرُونَ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} (التَّوْبَة: 30) ، لعنهم الله أنّى يصرفون، وَلَيْسَ هَذَا من الْقِتَال الَّذِي هُوَ بِمَعْنى الْمُقَاتلَة والمحاربة بَين اثْنَيْنِ؛ لأنَّ قَوْلهم: قَاتله الله بِمَعْنى لَعَنه الله، من واحدٍ؛ فَإِذا قلتَ: قَاتل فلانٌ فلَانا فَإِنَّهُ لَا يكون إلاّ بَين اثْنَيْنِ. 9 قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: معنى: قَاتل الله فلَانا قَتله. وَقَالَ الفرَّاء فِي قَوْله: {بَرَرَةٍ قُتِلَ الإِنسَانُ} (عبس: 17) ، مَعْنَاهُ: لُعن الْإِنْسَان. وقاتله الله: لعَنه. وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: قَاتل الله فلَانا، أَي: عَادَاهُ. أَبُو عبيد: القَتَال: بقيَّة النَّفس. وَقَالَ ذُو الرمة: مهاوٍ يَدَعْن الجَلْسَ نَحلاً قَتالُها قَالَ: وَقَالَ الْفراء عَن الكسائيّ: إِذا قتل الرجلَ عشِق النِّسَاء أَو قَتله الجنّ فَلَيْسَ يُقَال فِي هذَيْن إلاّ اقتُتل فلانٌ. وَأنْشد: إِذا مَا امْرُؤ حاولْن أَن يَقَتِتلْنَه بِلَا إضةٍ بَين النُّفُوس وَلَا ذَحْلِ قَالَه أَبُو عبيد. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الأقتال: الْأَعْدَاء، واحدهم قِتْل، وهم الأقران. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: المجرَّذ، والمجرَّس والمُقَتَّل، كلُّه الَّذِي قد جَرَّب الْأُمُور وعَرَفها. أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: وَمن أمثالهم فِي المعرِفة وحمدِهم إِيَّاهَا قولُهم: (قَتَّلَ أَرضًا عالمُها وقَتَلَتْ أرضٌ جاهلَها) . قَالَ: قتَّل: ذلّلَ، من قَوْلهم: فلَان مُقَتّل ومضرَّس. وَقَالَ اللَّيْث: المقتَّل من الدَّوابّ الَّذِي ذلَّ ومَرَن على الْعَمَل. وقَلْبٌ مقَتَّل، وَهُوَ الَّذِي قُتل عشقاً. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ فِي قَول امرىء الْقَيْس: بسهْمَيْكِ فِي أعْشار قَلبٍ مقتَّل قَالَ: المقتَّل: المُعَوَّدُ الْمُضَرَّى بذلك الفِعل، كالناقة المقتَّلَة المذَلَّلة لعملٍ من الْأَعْمَال. وَقد ريضتْ وذُلِّلَتْ وعُوِّدَت. قَالَ: وَمن ذَلِك قيل للخمر مقتولة، إِذا مُزِجَت بالماءِ حَتَّى ذهبت شدَّتها فَصَارَ رياضةً لَهَا. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً} {بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} (النِّسَاء: 157، 158) .

قَالَ: الْهَاء هَا هُنَا للْعلم، كَمَا تَقول قتلته عِلْماً وقتلتُه يَقِينا، للرأي والْحَدِيث. وَأما الْهَاء فِي قَوْله: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ} (النِّسَاء: 157) فَهِيَ هَا هُنَا لعيسى عَلَيْهِ السَّلَام. وَنَحْو ذَلِك قَالَ الزّجاج: مَا قَتلوا عِلمَهم يَقِينا، كَمَا تَقول: أَنا أَقتُل الشَّيْء عِلْماً، تَأْوِيله إنِّي أَعلمه عِلماً تامّاً. وَقَالَ غَيره: قَتل فلانٌ فلَانا: إِذا أماتَه. وأقتَله: إِذا عرَّضَه للقَتْل. وَقَالَ مَالك بنُ نُوَيرة لامْرَأَته يومَ قتَلهُ خالدُ بن الْوَلِيد: أَقَتَلتِني أَي: عرَّضتني بحُسْن وَجهك للقتْل. فقَتله خالدٌ وتزوَّجها، وَأنكر فِعْلَه عبدُ الله بن عمر. أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت قَالَ: يُقَال: هُوَ قاتلُ الشَّتَوَاتِ، أَي: يُطعِم فِيهَا ويُدفىء النَّاس. وَالْعرب تَقول للرجل الَّذِي جرّب الْأُمُور: هُوَ مُعاودُ السَّقي سقى صيِّباً. وَقَالَ اللَّيْث: تقتّلَت الجاريةُ للفتى: يُوصف بِهِ العِشق. وَأنْشد: تقتّلْتِ لي حَتَّى إِذا مَا قَتَلَتِنِي تنَسَّكتِ مَا هَذَا بفِعل النّواسك وَقَالَ أَبُو عبيد: يُقَال للْمَرْأَة: هِيَ تَقَتَّل فِي مِشيتها، وتَهالَكُ فِي مِشيتِها. قلت: وَمعنى تقتُّلها وتدلُّلها واختيالها. وَقَالَ أَبُو زيد: اقتُتل الرَّجل: إِذا جُنّ واقتتلَتْهُ الجنّ، أَي: خَبَلوه. ورَوى سَلمة عَن الْفراء: اقتُتِلَ الرجُل: إِذا عَشق عِشقاً مبرِّحاً. وَنَحْو ذَلِك قَالَ ابْن الْأَعرَابِي. وَمن أمثالهم: (مَقْتَل الرَّجُل بَين فكَّيه) ، أَي: سببُ قَتْلِه بَين لَحْييه، يَعْنِي لِسَانه الَّذِي يَنال بِهِ مِن أَعْراض النَّاس؛ فيُقتل بِهَذَا السَّبَب. قلت: قَالَ اللَّيْث: ناقةٌ بهَا قَلَتٌ، أَي: هِيَ مِقلاتٌ، وَقد أَقْلَتَتْ، وَهُوَ أَن تضع وَاحِدًا ثمَّ يَقلَتُ رَحِمُها فَلَا تَحمل. وَقَالَ الطِّرِمَّاح: لنا أُمٌّ بهَا قَلَتٌ ونَذْرٌ كأُمِّ الأُسْد كاتمة الشَّكاةِ قَالَ: وامرأةٌ مِقلاتٌ، وَهِي الَّتِي لَيْسَ لَهَا إلاَّ وَلدٌ واحدٌ، وَأنْشد: وَجْدِي بهَا وجْدُ مِقلاتٍ بواحدِها وَلَيْسَ يَقوَى مُحِبٌّ فَوق مَا أجِدُ وأَقلتَت المرأةُ إقلاتاً: إِذا لمْ يَبقَ لَهَا وَلدٌ. أَبُو عبيد: المِقلات من النِّسَاء الَّتِي لم يَبقَ لَهَا وَلد.

وَقَالَ أَبُو زيدٍ: القَلَت: الْهَلَاك؛ وَقد قَلِتَ الرجُل يَقْلَتُ قلْتاً. وأَقْلته فلانٌ: إِذا أَهلَكه. وأَقلتَت المرأةُ: إِذا هَلك ولدُها، وامرأةٌ مِقلاتٌ، وَهِي الَّتِي لَا يعيشُ ولدُها. قلت: وَالْقَوْل فِي المِقْلات مَا قَالَ أَبُو زيد وَأَبُو عبيد، لَا مَا قَالَه اللَّيْث. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: القَلْتُ: كالنُّقْرة تكون فِي الجَبَل يَسْتَنقِعُ فِيهَا المَاء. والوَقْب نحوٌ مِنْهُ. قلت: وقِلات الصَّمَّان نُقَرٌ فِي رُؤُوس قِفَافها يملؤها ماءُ السَّمَاء فِي الشتَاء. وَقد وَردتُها مرَّةً وَهِي مُفعَمة فوجدتُ القَلْتَ مِنْهَا يَأْخُذ ملْء مائَة راوية وأقلّ وأكبر؛ وَهِي حُفرٌ خَلقها الله فِي الصُّخور الصُّمّ. وَقَالَ أَبُو زيد: القَلت: المطمئِنّ فِي الخاصرة. وَالقَلْتُ: مَا بَين التُّرقوة والعُنُق. والقَلتُ: عَيْنُ الرُّكْبَة. والقَلت: مَا بَين الْإِبْهَام والسَّبّابة. وَقَالَ اللَّيْث: القَلْت: حُفرةٌ يَحفِرها ماءٌ واشِلٌ يَقْطر من سَقف كَهْف على حَجَر أير فيوقبُ فِيهِ على مَرِّ الأحقاب، وقْبَةً مستديرة، وَكَذَلِكَ إِن كَانَ فِي الأَرْض الصُّلبة فَهُوَ قلتٌ كقَلْت العَيْن وَهُوَ وقْبتُها، قَالَ: وقلتُ الثّريدةِ: أُنقوعَتها. وَقَالَ ابْن السّكيت: القَلَت: الْهَلَاك. قَالَ: وَحكى الأصمعيُّ عَن بعض الْعَرَب: (إنَّ المسافِر وَمتاعَه لَعَلى قَلَتٍ إلاّ مَا وقَى الله) ، والمَقلَتَة: الْمهْلكَة. وَامْرَأَة مِقلات: لَا يَعِيش لَهَا ولد، وَيُقَال: انقَلتُوا وَلَكِن قَلَتوا. اللحياني: أمسَى فلانٌ على قَلت؛ أَي: خَوْف. وَرجل قَلِت وقَلْت، أَي: قَلِيل اللَّحْم. والقَلت مؤنّثة تُصغَّر قُلَيْتة؛ وإنّ فلَانا بمقلَتةٍ، أَي: بمَكَان مخوف. قلق (تقلق) : قَالَ اللَّيْث: تِقلِق: مِنْ طير المَاء. ق ت ن قتن، قنت، تقن، نتق، نقت: (مستعملة) . قتن: قَالَ اللَّيْث: القتين: الْقَلِيل اللّحم والطُّعم. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ فِي امْرَأَة: (إنّها وضيئة قَتين) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيّ: القتين هِيَ القليلة الطّعْم، يُقَال: مِنْهُ امْرَأَة تقين بيِّنة القَتانة والقَتَن. قَالَ أَبُو زيد: وَكَذَلِكَ الرجل، وَقد قَتَن قَتانة.

وَقَالَ الشماخ فِي نَاقَته: وَقد عَرِقَتْ مغابنها وجادت بدِرَّتها قِرَى جَحِنٍ قَتينِ ابْن جبلة عَن ابْن الْأَعرَابِي: القَتين والقَنيت وَاحِد، وَهِي القليلة الطَّعم النحيفة. والقُراد قَتين، وسِنانٌ قَتين، أَي: دَقِيق. ابْن السّكيت: دم قاتن وقاتم، وَذَلِكَ إِذا يَبِس واسودّ. قَالَ الطِّرِمَّاح: كطَوْفِ مُتَلِّي حَجَّة بَين غَبْغَب وقُرّةِ مُسْوَدَ من النُّسْكِ قاتنِ وَقَالَ ابْن المظفّر: مِسكٌ قاتن، وَقد قَتَن قُتوناً، وَهُوَ الْيَابِس الَّذِي لَا نُدوَّة فِيهِ. عَمْرو عَن أَبِيه: القَتين: القُراد، والقَتين: الرُّمْح. نقت: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو ترابٍ عَن أبي العميثل، يُقَال: نُقِت العَظْمُ ونُكِتَ إِذا أُخرج مُخُّه. وَأنْشد: وَكَأَنَّهَا فِي السِّبّ مُخّةُ آدبٍ بيضَاء أُدِّبَ بَدْؤُها المَنْقُوتُ قنت: قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَقُومُواْ لِلَّهِ قَانِتِينَ} (الْبَقَرَة: 238) . قَالَ زيد بن أَرقم: كنَّا نتكلم فِي الصّلاة حتّى نزلت: {وَقُومُواْ لِلَّهِ قَانِتِينَ} فأُمِرنا بالسُّكوت ونُهينا عَن الْكَلَام. فالقُنوت هَا هُنَا: الْإِمْسَاك عَن الْكَلَام فِي الصَّلَاة. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّه قَنَت شهرا فِي صَلَاة الصُّبح بعد الرُّكُوع يَدْعُو على رِعْلٍ وذَكْوان. وَقَالَ أَبُو عبيد: القُنوت فِي أَشْيَاء: فَمِنْهَا الْقيام، وَبِهَذَا جَاءَت الْأَحَادِيث فِي قنوت الصَّلَاة لأنَّه إِنَّمَا يَدْعُو قَائِما. وَمن أبيَنِ ذَلِك حديثُ جابرٍ أنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سُئل: أيُّ الصَّلَاة أفضلُ؟ قَالَ: (طولُ القُنوت) ، يُرِيد: طُولَ الْقيام. والقنوت أَيْضا: الطَّاعَة. وَقَالَ عِكرِمة فِي قَوْله: {كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ} (الْبَقَرَة: 116) ، قيل: القانت: الْمُطِيع. وَقَالَ الزَّجاج: القانت: الْمُطِيع. قَالَ: وَالْقَانِت: الذاكرِ لله كَمَا قَالَ: {النَّارِ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌءَانَآءَ الَّيْلِ سَاجِداً وَقَآئِماً يَحْذَرُ الاَْخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُو الاَْلْبَابِ} (الزمر: 9) ، وَقيل: القانت: العابد. وَقيل فِي قَوْله: {وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ} (التَّحْرِيم: 12) ، أَي: مِن العابدين. قَالَ: وَالْمَشْهُور فِي اللُّغة أَن الْقُنُوت الدُّعاء. وَحَقِيقَة القانت أنَّه الْقَائِم بِأَمْر الله، فالداعي إِذا كَانَ قَائِما خُصَّ بِأَن يُقَال

لَهُ قَانِت، لأنَّه ذاكرٌ لله وَهُوَ قَائِم على رجلَيْهِ. فحقيقة الْقُنُوت العبادةُ وَالدُّعَاء لله فِي حَال الْقيام وَيجوز أَن يَقع فِي سَائِر الطَّاعَة لأنَّه إِن لم يكن قيامٌ بالرِّجْلين فَهُوَ قيامٌ بالشَّيْء بالنِّية. وَيُقَال للمصلِّي قَانِت. وَفِي الحَدِيث: (مثل الْمُجَاهِد فِي سَبِيل الله كَمثل القانت الصَّائِم) ، أَي: المصلّي. تقن: قَالَ اللَّيْث: التِّقْن: رُسَابة الماءِ فِي الرّبيع، وَهُوَ الَّذِي يَجِيء بِهِ المَاء من الْخُثورة؛ يُقَال: تقَّنوا أَرضَهم، أَي: أرْسلُوا فِيهَا المَاء الخاثر لتَجود. قَالَ: والإتقان: الإحكام للأشياء. أَبُو عبيد: يُقَال: رجلٌ تِقْنٌ، وَهُوَ الْحَاضِر الْمنطق وَالْجَوَاب. وَقَالَ الْفراء: رجلٌ تِقْنٌ حاذقٌ بالأشياء، وَيُقَال: الفصاحة من تِقْنه، أَي: من سُوسِه. وَقَالَ ابْن السكِّيت: ابْن تِقْنٍ: رجل من عَاد، وَلم يكن يَسْقُط لَهُ سَهْم. وَأنْشد: لأكلةٌ من أَقِطٍ وسَمْن أليَنُ مَسّاً فِي حَوايا البَطْنِ من يَثْرِبيّاتٍ قِذاذٍ خُشْنِ يَرمِي بهَا أَرْمَى مِن ابنِ تِقْنِ قلت: الأَصْل فِي التِّقْن ابْن تِقْنٍ هَذَا، ثمَّ قيل لكلِّ حاذقٍ فِي عملٍ يعمَلُه عَالم بأَمْره تَقْن، وَمِنْه يُقَال: أتقنَ فلانٌ أمره: إِذا أحكَمه. أنْشد شمِر لِسُلَيْمَان بن ربيعَة بن ريَّان بن عَامر بن ثَعْلَبَة بن السيِّد: أهلكن طسماً وبعدهم غذِيّ بهم وَذَا جُدونِ وَأهل جاش ومأْرب وحيّ لُقْمَان والتُّقون واليسر كالعُسر والغنى كال عُدم والحياة كالمنون التُّقون، من بني تِقن بن عَاد، مِنْهُم عَمْرو بن تِقن، وَكَعب بن تِقن، وَبِه ضُرب المثلُ فَقيل: (أرمَى من ابْن تِقْن) . نتق: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنَّه قَالَ: (عَلَيْكُم بالأبكار من النِّساء فإنهنَّ أعذبُ أفواهاً وأنتق أرحاماً) ، مَعْنَاهُ: أنَّهن أَكثر أَوْلَادًا. يُقَال: امرأةٌ ناتق ومنتاق: إِذا كَانَت كثيرةَ الْوَلَد. وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله عز وَجل: {وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ} (الْأَعْرَاف: 171) ، قَالَ: رُفع الجبلُ على عساكرهم فرسخاً فِي فرسَخ. ونتَقْنا: رَفَعْنا. وَقَالَ غَيره: نتقْنا الجبلَ فَوْقهم، أَي: زعزعناه وَرَفَعْنَاهُ. وَيُقَال: نتقْتُ السِقاء: إِذا نفضْتُه لِتقلَعَ مِنْهُ زُبْدَته. قَالَ: وَكَانَ نتْق الْجَبَل أنَّه قُطِع مِنْهُ شيءٌ على قدر عَسْكَر مُوسَى فأظلَّ عَلَيْهِم، قَالَ لَهُم مُوسَى: إمَّا

أَن تَقبلوا التوراةَ وإمَّا أَن يَسقُط عَلَيْكُم. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: يُقَال: نَتَق جِرابَه: إِذا صَبَّ مَا فِيهِ. وامرأةٌ مِنْتاق: كَثِيرَة الوَلَد. قَالَ: والناتق: الرافع. والناتق: الفاتق. وَقَالَت أعرابية لأُخرى: انتُقِي جِرابَكِ فإِنه قد سوَّس. والناتق: الباسط، انتُقْ لَوْطَكَ فِي الغَزالةِ حَتَّى يَجف. والناتق: الْمَرْأَة الْكَثِيرَة الْأَوْلَاد. وَقَالَ اللَّيْث: النَّتْق: الجَذْب. ونتَقْتُ الغَرْبَ من الْبِئْر: إِذا جذبته بمرَّة. قَالَ: وَالْبَعِير إِذا تزعزعَ بحملِه نَتَق عُرَى حِباله، وَذَلِكَ إِذا جَذَبها فاسترخت عُقَدها وعُراها فانتتقتْ، وَأنْشد: ينتقن أَقتاد النُّسوع الأطَّطِ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أنتَقَ: إِذا أشالَ حَجر الْأَشِدَّاء. وأَنتَقَ: عمل مظلّةً فِي الشَّمْس وأنتَقَ إِذا بَنى دارَه نِتاقَ دارٍ أَي حِيالَهَا. وأَنتقَ صامَ ناتقاً، وَهُوَ شهر رَمَضَان. وأنتقَ: فَتَق جِرابَه ليُصلحه من السُّوسِ. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: سَمِنَ حَتَّى نَتَق نُتوقاً، وَذَلِكَ أنْ يمتلىء جلدُه شحْماً وَلَحْمًا. وَقَالَ أَبُو مَالك: نتقتُ الشيءَ: إِذا حركته حتَّى يَسْفُل مَا فِيهِ. ق ت ف اسْتعْمل من وجوهه: فتق. فتق: قَالَ الْفراء فِي قَوْله تَعَالَى: {كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا} (الْأَنْبِيَاء: 30) ، قَالَ: فُتِقت السماءُ بالقطْر والأرضُ بالنبات. وَقَالَ الزّجاج: كَانَتَا رتقاً ففتقناهما، قَالَ: الْمَعْنى أَن السَّمَوَات كَانَت سَمَاء وَاحِدَة مرتتقة لَيْسَ فِيهَا مَاء فَجَعلهَا غير وَاحِدَة؛ ففتق الله السماءَ فَجَعلهَا سبعا، وَجعل الأَرْض سبع أرَضِينَ. وَيدل على أَنه يُرَاد بفتقِها كونُ المطرِ قولُه: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَآءِ كُلَّ شَىْءٍ حَىٍّ} (الْأَنْبِيَاء: 30) . وَقَالَ ابْن السّكيت: أفتق قَرنُ الشَّمْس: إِذا أصَاب فَتقاً من السَّحاب فَبَدَا مِنْهُ. وَقد أفتقنا: إِذا صادفْنا فَتقاً من السَّحاب فَبَدَا مِنْهُ. وَقد افْتقْنا: إِذا صادفنا فَتقاً، وَهُوَ الْموضع الَّذِي لم يُمطر وَقد مُطِر مَا حولَه. وَأنْشد: إنَّ لَهَا فِي الْعَام ذِي الفُتوق وزَلَلِ النّية والتصفيق وَقد فتقَ الطّيبَ يُفتِقُه فَتْقاً، وفَتَق الْخياطَة يفتِقُها. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم قَالَ: الفَتْقاء من النِّسَاء: الَّتِي صَار مَسلكاها وَاحِدًا، وَهِي الأَتُوم. والفِتاق: انفتاق الغَيْم عَن الشَّمْس فِي قَوْله: وفتاةٍ بيضاءَ ناعمةِ الجِس مِ لعوبٍ ووجهُها كالفِتاقِ

وَقيل: الفِتاق: أصل اللِّيف الْأَبْيَض، يشبَّه بِهِ الْوَجْه لنقائه وصفائه. والفَتْق: انفلاق الصُّبْح. وَقَالَ ذُو الرمة: وَقد لَاحَ للسارِي الَّذِي كمَّل السُّرَى على أُخْرياتِ اللَّيل فَتْقٌ مُشَهَّرُ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: عَام الفَتْق: عَام الخِصْب، وَقد أفتَقَ الْقَوْم إفتاقاً: إِذا سَمِنَتْ دوابُّهم ففتَقت. والفَتْق: أَن تنشَقَّ الْجلْدَة الَّتِي بَين الخُصيَة وأسفل الْبَطن فَتَقَع الأمعاءُ فِي الخُصية. وَقَالَ أَبُو زيد يُقَال: انفتقت النَّاقة انفتاقاً، وَهُوَ الفَتَق، وَهُوَ داءٌ يَأْخُذهَا مَا بَين ضَرعها وسُرَّتها فربَّما أفْرقَتْ وربَّما مَاتَت، وَذَلِكَ من السّمَن. وتفتَّقتْ خواصر الغَنم من البَقْل: إِذا اتّسَعتْ من كَثْرَة الرَّعْي. أَبُو عبيدٍ عَن أبي زيد: الفَتيق اللِّسانِ: الحُذاقيّ الفصيح اللِّسَان. والفيتَقُ: الحدّاد، وَيُقَال: النَّجَّار. وَقَالَ الْأَعْشَى: كَمَا سَلَكَ السَّكِّيَّ فِي الْبَاب فَيْتَقُ وَيُقَال للملِك فَيْتَق. وَقَالَ الآخر: رأيتُ المنايا لَا يغادِرْن ذَا غِنًى لمالٍ وَلَا ينجو مِن الْمَوْت فَيْتَقُ وَقَالَ اللَّيْث: الفِتاق: خَمِيرة ضخمة لَا تلبثُ العَجين إِذا جُعلتْ فِيهِ أَن يُدرك. فتقتُ العجينَ، إِذا جعلتَ فِيهِ فِتاقاً. قَالَ: والفِتاق: أدويةٌ مدقوقة تُفْتَق، أَي: تُخلط بدُهن الزَّنبق كي يفوح ريحُه. ونصلٌ فتيق الشَّفرتين: إِذا جُعل لَهُ شُعبتان فكأنّ إِحْدَاهمَا فُتقت من الْأُخْرَى، وَأنْشد: فَتيقُ الغِرارين حَشْراً سَنِينا وَقَالَ غَيره: سيف فَتيق، أَي: محدَّد الحَدِّ. وَمِنْه قَوْله: كنصل الزَّاعبيّ فتيقُ قَالَ: والفَتق يُصِيب الْإِنْسَان فِي مَراقّ بَطْنه، ينفتقُ الصِّفاق الداخلُ. وَرُوِيَ عَن زيد بن ثَابت أنَّه قَالَ فِي الفَتْق الدّية، أَخْبرنِي بذلك المنذريّ عَن إِبْرَاهِيم الحربيّ، قَالَ إِبْرَاهِيم: والفَتقُ هُوَ انفتاق المثانة. قَالَ: وَقَالَ زيدٌ فِيهِ الدِّيَة. وَقَالَ شُريح والشعبيّ: فِيهِ ثُلث الدِّيَة. وَقَالَ مَالك وسُفْيَان: فِيهِ الِاجْتِهَاد من الْحَاكِم. وَقَالَ اللَّيْث: الفَتق: شَقُّ عَصا الْمُسلمين بعد اجْتِمَاع الْكَلِمَة مِن قبلِ حَرْبٍ فِي ثغر أَو غير ذَلِك. وَأنْشد: وَلَا أرى فَتْقَهمْ فِي الدّين يرتَتِقُ

وَقَالَ ابْن السكّيت فِي قَول الراجز: لم تَرْجُ رِسْلاً بعدَ أعوامِ الفَتَقْ أَي: بعد أَعْوَام الخِصب. يُقَال: بعير فَتيق وناقة فتيق، أَي: تفتّقتْ فِي الخِصب، وَقد فتِقَت تفتق فَتقاً. ثعلبٌ عَن ابْن الأعرابيّ: أفْتَقَ الْقَمَر: إِذا بَرَز بَين سَحابتين سَوْداوَيْن. وأفتَقَ الرجلُ: إِذا ألحَّتْ عَلَيْهِ الفُتوق، وَهِي الْآفَات من جوع وفَقر ودَين، وأفتقَ: إِذا استَاكَ بالفِتاق، وَهُوَ عُرجون الكَبَاثِ. وَيُقَال: فَتَق فلانٌ الكلامَ وبَجَّه: إِذا قوّمه ونَقَّحه. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: امْرَأَة فُتُقٌ مُنفتِقة بالْكلَام. ق ت ب اسْتعْمل من جَمِيع وجوهه: (قتب) . قتب: فِي الحَدِيث: (فتندلِق أقتابُ بَطْنه) ، وَقد مرّ تَفْسِير الاندلاق، وَأما الأقتاب فَهِيَ الأمعاء وَاحِدهَا قِتْب. وروى أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة أنّه قَالَ: القِتب: مَا تَحوّى من الْبَطن، يَعْنِي اسْتَدَارَ، من الحوايا وَجمعه أقتاب. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: وَاحِدهَا قتْبة، وَبهَا سمِّي الرجل قُتيبة، وَهُوَ تصغيرها. وَقَالَ اللَّيْث: القَتَب: إكاف الجَمَل، وَقد يؤنّث، والتذكير أعَمّ، وَلذَلِك أنَّثوا التصغير فَقَالُوا: قُتَيْبَة. قلت: ذهب اللَّيْث إِلَى أنَّ قُتَيْبَة مَأْخُوذ من القَتَب. وقرأت فِي (فتوح خُراسان) ، أنَّ قُتَيْبَة بن مسلمٍ لما أوقع بِأَهْل خَوَارزم وأحاط بهم أَتَاهُ رسولُهم فَسَأَلَهُ عَن اسْمه، فَقَالَ: قُتَيْبَة. فَقَالَ: لست بِفَتْحِهَا إنَّما يَفتَحها رجلٌ اسْمه إكاف، فَقَالَ قُتَيْبَة: فَلَا يفتحها غَيْرِي، وإسمي إكاف. وَهَذَا يُوَافق مَا قَالَه اللَّيْث. وَقَالَ اللَّيْث: قَتَب الْبَعِير مذكّر وَلَا يؤنّث، وَيُقَال لَهُ القِتب، وإنَّما يكون للسّانية. وَمِنْه قَول لبيد: وأُلقي قِتبُها المحزومُ أَبُو عبيد عَن أبي زيد: القَتوبة من الْإِبِل: الَّتِي تُقْتَب بالقَتَب إقتاباً. وَقَالَ غَيره: أقتبْتُ زيدا يَمِينا إقتاباً: إِذا غَلَّظتَ عَلَيْهِ الْيَمين فَهُوَ مُقْتَب عَلَيْهِ. وَيُقَال: ارفُقْ بِهِ وَلَا تُقْتِب عَلَيْهِ فِي الْيَمين، وَأنْشد: إِلَيْك أَشْكُو ثِقْلَ ديْنٍ أقْتَبا ظَهْري بأقتابٍ تركن جُلَبا وأقبلتُ الْبَعِير: إِذا شددتَ عَلَيْهِ القتَب. ق ت م قتم، مقت: (مستعملة) .

أبواب القاف والظاء

قتم: قَالَ اللَّيْث: الأقتم: الَّذِي يعلوه سوادٌ لَيْسَ بالشَّديد، وَلكنه كسوادِ ظهرٍ الْبَازِي. وَأنْشد: كَمَا انقضَّ بازٍ أقتم اللَّوْن كاسرُه والمصدر المُقْتمة والقَتَم: ريحٌ ذَات غُبار كريهة. قَالَ: والقَتمة: رَائِحَة كريهة، وَهِي ضدُّ الخمطة، والخَمطة تُسْتَحبّ، والقَتَمة تُكره. قلت: أرَى الَّذِي أَرَادَهُ ابْن المظفَّر القَنَمة بالنُّون، يُقَال: قَنِم السقاء يَقْنم: إِذا أَرْوَح. وأمّا القَتَمة بِالتَّاءِ فَهِيَ اللَّون الَّذِي يضْرب إِلَى السوَاد والقَنَمة بالنُّون الرَّائِحَة الكريهة، وَيُقَال: أسود قاتم وقاتن. وَقَالَ اللَّيْث: القَتَام: الغُبار. وَقد قَتم يَقْتِم قُتوماً: إِذا ضرب إِلَى السوَاد. وَأنْشد: وقاتمِ الأعماق خاوِي المخثرقْ أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: إِذا كَانَت فِيهِ غبرة وَحُمرَة فَهُوَ قاتم وَفِيه قُتْمة، جَاءَ بِهِ فِي الثِّيَاب وألوانها. مقت: قَالَ الله جلّ وَعز: {يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ} (غَافِر: 10) . قَالَ قَتَادَة: يَقُول: لمَقتُ الله إيَّاكُمْ حِين دُعيتم إِلَى الْإِيمَان فَلم تؤمنوا أكبر من مقتكم أنفسَكم حِين رَأَيْتُمْ الْعَذَاب. وَقَالَ الليثُ: المَقْتُ: بُغضٌ من أمرٍ قَبِيح رَكِبه، فَهُوَ مَقيت. وَقد مَقُتَ إِلَى النَّاس مَقاتةً، ومَقَتَه الناسُ مَقْتاً فَهُوَ ممقوت. وَقَالَ الزّجاج فِي قَول الله جلّ وَعز: {وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَءَابَاؤُكُمْ مِّنَ النِّسَآءِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَآءَ سَبِيلاً} (النِّسَاء: 22) . قَالَ: المقت أشدُّ البغض. وَالْمعْنَى: أَنهم علمُوا أنَّ ذَلِك فِي الْجَاهِلِيَّة كَانَ يُقَال لَهُ: مَقْت، وَكَانَ الْمَوْلُود عَلَيْهِ يُقَال لَهُ: المَقْتيّ، فأُعلِموا أنّ هَذَا الَّذِي حُرم عَلَيْهِم من نِكَاح امْرَأَة الْأَب لم يزلْ مُنْكرا فِي قُلُوبهم، ممقوتاً عِنْدهم. وَقَالَ اللَّيْث: المُقيت: الْحَافِظ. قلت: الْمِيم فِي المُقيت مَضْمُومَة، وَلَيْسَت بأصلية، وَهُوَ من بَاب المعتلّ. (أَبْوَاب الْقَاف والظاء) أهملت الْقَاف مَعَ الظَّاء مَعَ الْحُرُوف إِلَى آخرهَا إلاَّ مَعَ الرَّاء فقد اسْتعْمل. (ق ظ ر) قرظ: قَالَ اللَّيْث: القَرَظ: ورق السَّلَم يُدبغ بِهِ الأَدم، يُقَال: أَدِيم مقروظ وَقد قرظتُه أقْرِظه قَرْظاً. والقارظ: الَّذِي يَجْمع القَرَظ. وَمن أَمْثَال الْعَرَب فِي الْغَائِب الَّذِي لَا يُرجى إيابُه قَوْلهم: (حَتَّى يؤوب العنزيُّ القارظ)

أبواب القاف والذال

وَذَلِكَ أَنه خرج يَجنِي القَرَظ ففُقِد، فَصَارَ مَثَلاً للمفقود الَّذِي يُؤْيَس مِنْهُ. وَمِنْه قَول بشر يُخَاطب ابْنَته: فرجِّي الخيرَ وانتظري إيابي إِذا مَا القارظُ العَنَزيُّ آبَا وَقَالَ أَبُو عبيدٍ: قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: هما قارظان، وَكِلَاهُمَا من عَنَزة، فالأكبر مِنْهُمَا يذكرُ بن عَنزَة كَانَ لصُلبه، والأصغر هُوَ رُهم بن عَامر، من عَنزَة. وَكَانَ من حَدِيث الأوَّل أَن حَزِيمة بن نَهدٍ كَانَ عشق ابْنَته فَاطِمَة بنت يذكُر، وَهُوَ الْقَائِل فِيهَا: إِذا الجوزاءُ أردفَتِ الثُّرَيّا ظننتُ بآلِ فاطمةَ الظُّنونا وَأما الْأَصْغَر مِنْهُمَا فَإِنَّهُ خرج يطْلب القَرَظ أَيْضا فَلم يرجع، فَصَارَ مَثَلاً فِي انْقِطَاع الغَيْبَة، وإيَّاهما عَنَى أَبُو ذؤيبٍ بقوله: وَحَتَّى يؤوب القارظانِ كِلَاهُمَا ويُنْشَرَ فِي الْقَتْلَى كليبٌ لوائِلِ وَبَنُو قُرَيْظَة إخْوَة النّضير، وهما حيَّانِ من الْيَهُود كَانُوا بِالْمَدِينَةِ، فأمّا قُرَيْظَة فَإِنَّهُم أُبِيدُوا لنقضهم العهدَ ومظاهرتِهم المشركينَ على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأمر بقتل مقاتلتِم وسبى ذَرَارِيهمْ، واستفاءة أَمْوَالهم. وأمّا بنوا النَّضِير فَإِنَّهُم أُجلُوا إِلَى الشَّام، وَفِيهِمْ نزلَتْ سُورَة الحَشر. وَقَالَ أَبُو عبيد: يُقَال: قرَّظت فلَانا تقريظاً: إِذا مدحتَه وأثنيتَ عَلَيْهِ فِي حَيَاته، كأنَّه أخِذ من تقريظ الْأَدِيم إِذا بُولغ فِي دِباغِه بالقَرَظ. (أَبْوَاب الْقَاف والذال) ق ذ ث مهمل الْوُجُوه. ق ذ ر قذر، ذرق. ذرق: قَالَ الليثُ: الذُّرَق: نَبَات كالفِسْفِسة، تسمِّيه الْحَاضِرَة الحَنْدَقُوقى الْوَاحِدَة ذُرَقة. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الذُّرَق: الحُنْدُقُوقى. وَقَالَ شمر: يُقَال: حَندَقوقَى وحِنْدَقُقى وحُنْدُقوقى. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: ذَرَق الطَّائِر وخذَق، يَذْرِق ويخذقُ. قَالَ أَبُو زيد: ويَحْذُقُ لُغَة. وَقَالَ اللَّيْث: الذَّرق: ذَرْق الحُبارَى بسَلْحه. قَالَ: والخَذْق: أشدُّ من الذَّرْق. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : تذرَّقَتْ فلانةُ بالكُحْل، وأذرقتْ: إِذا اكتحلتْ. قذر: قَالَ اللَّيْث: قَيْذار: اسمُ ابنِ إِسْمَاعِيل، وَهُوَ جدّ العَرَب، يُقَال: هم بَنو نَبْتِ بن إِسْمَاعِيل.

وَيُقَال: قَدِرْت الشيءَ: إِذا استقذرْته وتقذَّرْتَ مِنْهُ. وَقد يُقَال للشَّيْء القَذِر: قَذْرٌ أَيْضا. فَمن قَالَ: قَذِرٌ جعله بِنَاء على فَعِلٍ مِن قَذِر يَقذَر فَهُوَ قَذِر، ومَن جَزَم قَالَ: قذُر يقذُر قَذارة فَهُوَ قَذْر. وَفِي الحَدِيث: (اتَّقوا هَذِه القاذُورة الَّتِي نَهى الله عَنْهَا) . قَالَ شمِر: قَالَ خَالِد بن جَنْبة: القاذورة الَّتِي نهى الله عَنْهَا الفِعْلُ الْقَبِيح وَاللَّفْظ السَّيِّىء، والقاذورة من الرِّجَال لَا يُبالي مَا قَالَ وَمَا صَنَع. وَأنْشد: أَصْغَتْ إِلَيْهِ نَظَر الحَيِيِّ مَخَافَة من قَذِرٍ حَمِيِّ قَالَ: والقَذِر: القاذورة، عَنَى نَاقَة وفَحلاً. وَقَالَ عبد الْوَهَّاب الكلابيّ: القاذورة المتطرِّس، وَهُوَ الَّذِي يَقْذَر كل شَيْء لَيْسَ بنظيف. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: القاذورة الَّذِي يتقذَّر الشَّيْء فَلَا يَأْكُلهُ. ورُوِي أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ قاذورةً، لَا يَأْكُل الدَّجاج حَتَّى يُعْلَف. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: يُقَال: قَذِرْتُ الشيءَ أقذَرُه قذراً فَهُوَ مَقذُور. وَقَالَ العجاج: وقَذَرِي مَا لَيْسَ بالمقذورِ يَقُول: صرتُ أقذَرُ مَا لم أكن أَقْذَرُه فِي الشَّباب من الطَّعام. وَلما رَجَم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ماعِزَ بن مَالك قَالَ: (اجتنبوا هَذِه القاذورة) يَعْنِي الزِّنَا. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي قَالَ: رجل قَذِر وقَذُر. وَقَالَ اللِّحياني: رجل قُذَرة، وَهُوَ الَّذِي يتنزّه عَن مَلائم الْأَخْلَاق ويكرهُها. وَيُقَال: أقْذَرْتَنا يَا فلَان، أَي: أضجرْتنا. وَرجل قاذورة، وَهُوَ الَّذِي يتبرَّم بِالنَّاسِ لَا يجلس وَلَا ينزل إلاَّ وحدَه. وناقة قَذَورٌ: تَبرُك نَاحيَة من الْإِبِل. وَقَالَ الحطيئة: إِذا بَركتْ لم يؤذها صوتُ سامِرٍ وَلم تُقصَ مِن أدنى المخَاض قَذُورُها يصف إبِلا عازبةً لَا تَسمع أصوات النَّاس. أَبُو عبيد: القاذورة من الرِّجَال: الْفَاحِش السيء الْخلق. وَقَالَ متمّم:

وإنْ تَلْقَه فِي الشرْب لَا تَلقَ فَاحِشا لَدَى الكأسِ ذَا قاذورةٍ متزبِّعا وَقَالَ اللَّيْث: القادورة: الغَيور من الرِّجَال. ق ذ ل اسْتعْمل من وجوهه: قذل، ذلق. ذلق: أَبُو عبيد عَن الْفراء: الذَّلْق: مَجرَى المِحْورِ فِي البَكَرة. وَقَالَ أَبُو زيد: المذلَّق من اللَّبن الحلَب يُخلَط بِالْمَاءِ. وَفِي حَدِيث مَاعِز: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمر برجمه، فَلَمَّا أذلقَتْه الحجارةُ فَرَّ. وَفِي حَدِيث عَائِشَة: أنَّها كَانَت تَصُوم فِي السّفر حَتَّى أذلَقَها السَّموم. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أَذلَقها، أَي: أذابها. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: أذلَقها السَّموم، أَي: أقلقها. وَقَالَ: أذلقه الصَّوم وذلَّقه، أَي: أضعفَه. وَقَالَ شمر: أذلقها السَّموم، أَي: جهدها وأقلقها. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: أذلقها السَّموم: أحرَجها. قَالَ: وتذليق الضِّباب: تَوْجِيه المَاء إِلَى حجرَتها. وَقَالَ الكُمَيت: مستذلِقٌ حَشرات الإكا مِ يمنَع مِن ذِي الوِجارِ الوِجارا يَعني الغيثَ أَنه يسْتَخْرج هَوامّ الآكام. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الذَّلق: حِدَّة الشيءَ وَقد أذلقني السّمومُ، أَي: أذابني وهَزلني. وَقَالَ أَبُو زيد: أذلقْتُ السراج إذلاقاً، أَي: أضأتُه. ورُوي أَن أَيُّوب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فِي مناجاته: (أذلقَني البَلاءُ فتكلمتُ) وَمعنى الإذلاق أَن يبلغ مِنْهُ الْجهد حَتَّى يَقلق ويتضَوَّر. وَيُقَال: قد أقلقني قولُك وأذلَقني. والضَّب: إِذا صُبَّ فِي جُحره الماءُ أَذلقَه فَيخرج مِنْهُ. وعدوٌّ ذليق: شَدِيد. وَقَالَ الْهُذلِيّ: أوائِلُ بالشَّدِّ الذليق وحَثَّني لَدَى المَتْنِ مشبوحُ الذراعينِ خَلْجَم وذلَّقْتُ الفَرَس تذليقاً: إِذا ضمَّرْته. وَقَالَ عَدِيّ بن زيد: فذلَّقْتُه حتّى ترفَّعَ لحمُه أداوِيه مكْنُوناً وأركبُ وادِعا أَي: ضمَّرتُه حَتَّى ارْتَفع لحمُه إِلَى رُؤُوس العِظام وَذهب رَهَله. وَقَالَ اللَّيْث: حَدُّ كلُّ شَيْء: ذَلْقه. وذَلْق اللسانِ: حَدُّ طَرَفِه.

قَالَ: والذَّلْق: تحديدُك إِيَّاه، تَقول: ذَلقته وأذلقتُه. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الذَّليق: الفصيحُ اللِّسَان. ولسانٌ ذَلِق وذَلِيق. وَفِي الحَدِيث: (إِذا كَانَ يومُ الْقِيَامَة جَاءَت الرّحِمُ فتكلَّمتْ بلسانٍ ذُلَق طُلَق، يَقُول: اللهمَّ صِلْ منَ وصَلني، واقطعْ من قطَعني) . أَبُو عبيدٍ عَن الكسائيّ: لسانٌ طُلق ذُلق، كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث. والحروفُ الذُّلْق مَعْرُوفَة: الرَّاء وَاللَّام وَالنُّون، سُمِّيتْ ذُلْقاً لأنَّ مخارجَها من طرف اللِّسَان. وذَلْق كلّ شَيْء وذَوْلَقُه: طَرَفُه. قذل: قَالَ اللَّيْث: القَذَال: مؤخَّر الرَّأْس فَوق فأس القَفَا، والجميع القُذُل، والعَدَدُ أَقذِلة. والمَقْذول: المشجوج فِي قَذالِه. وقَذال الفَرَس: مَوضع مُلتقى العِذار مِن فَوق القَوْنَس. وَقَالَ زُهير: ومُلجِمُنا مَا إنْ ينالُ قَذالَه وَلَا قَدَماه الأرضَ إِلَّا أنامِلهْ وَقَالَ اللحيانيّ: قَذَلْتُ فلَانا أقذِلُه قَذْلاً: إِذا تَبِعْتَه، وقَذَلْتُه أَيْضا أقذِلُه: ضربتُ قَذاله، وَهُوَ مؤخَّر رَأسه. ثَعْلَب عَن سَلَمة عَن الفرَّاء قَالَ: القَذَل والمؤكَف والنطَف والوَجر العَيْب، يُقَال: قَذَله يَقْذِله قَذْلاً: إِذا عابه. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القَذال مَا دُون القَمَحْدُوَة إِلَى قُصاص الشَّعر. ق ذ ن ذقن، نقذ: (مستعملان) . ذقن: قَالَ اللَّيْث: الذَقَن: مُجْتَمع اللّحْيين. وناقة ذَقُون: تُحرِّك رأسَها: إِذا سَارَتْ. والذِقْن: الشَّيخ. وَفِي حَدِيث عَائِشَة: أَنَّهَا قَالَت: (تُوفّي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَين حاقِنَتي وذاقِنَتي) . قَالَ أَبُو عبيد: الذاقِنة: طَرف الحُلْقوم. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال فِي مَثَل: (لألحِقنّ حَواقِنك بذواقِنِك) ، فذكرتُ ذَلِك للأصمعيّ فَقَالَ: هِيَ الحاقنة والذَّاقنة، وَلم أَرَه وَقَف مِنْهَا على حدّ مَعْلُوم. وَأما أَبُو عَمْرو فَإِنَّهُ قَالَ: الذاقنة: طَرَف الحُلْقوم. وَقَالَ ابْن جَبَلة، قَالَ غَيره: الذاقِنة الذقَن. وَقَالَ غَيره: ذقَنتُ الرجل أذقُنه ذَقْناً: إِذا ضربتَ ذَقَنَه فَهُوَ مَذْقُون. وذَقَنته بالعصا ذَقْناً: ضرَبتُه بهَا. وَفِي حَدِيث عمر: أَنه عُوتِب فِي شَيْء فَذَقَن بسَوْطه يستمِع. وَفِي حَدِيث آخر: (فَوضع عُودَ الدِّرَّة ثمَّ ذَقَن عَلَيْهَا) ، وَقد ذَقَن على يَدِه: إِذا

وضَعَها تحتَ ذقنه. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: إِذا خُرِزَت الدَّلْوُ فَجَاءَت شَفَتُها مائلةً قيل: ذَقِنَتْ تَذقَن ذَقَناً. وَفِي (نَوَادِر الْعَرَب) : ذَاقَنَني فلَان ولاقَنَني ولاغَدَني أَي لازَّني وضايَقَني. نقذ: وَقَالَ اللَّيْث: فرسٌ نَقَذٌ: إِذا أَخذ مِن قومٍ آخَرين. أَبُو عبيد: النّقائذ من الْخَيل الَّتِي تُنُقِّذتْ مِن أَيدي النَّاس. وَقَالَ لُقَيم بن أوسٍ الشَّيبانيّ: أَفَكَانَ شُكرِي أنْ زعمتَ نفاسةً نَقذِيك أمْسِ وليتني لم أشْهَدِ قَالَ ابْن حبيب: نقذِيك من الإنقاذ، كَمَا تَقول: ضَرْبيك. قلت: يُقَال: نَقذتُه وأنقذتُه، واستنقذْته وتنقذته، أَي: خلَّصْته ونجّيتُه. وَقَالَ شِمر فِيمَا وجدتُه بخطّه: النَّقيذة: الدرْع المستنقذَة مِن عدُوّ. وَقَالَ يزِيد بن الصَّعِق: أعددتُ للحدثانِ كلَّ نَقيذةٍ أنُفٍ كلائحة المُضِلّ جَرُورِ أُنُف: لم يلبسهَا غَيره. كلائحة المُضِلّ، يَعْنِي السَّراب. المفضَّل: النَقيذةُ الدِّرْع، لأنَّ صاحبَها إِذا لبِسَها أنقذَتْه من السُّيوف. والأُنُف: الطَّوِيلَة. جَعلَها تَبرُق كالسَّرابِ لِجِدّتِها. ق ذ ف قذف: قَالَ اللَّيْث: القَذْف: الرَّمْي بِالسَّهْمِ والحَصَى والكلامِ وكلِّ شَيْء وسَبْسَبٌ قَذَفٌ وقَذُوف وبلدة قَذوفٌ وقَذَف، وَهُوَ الْبعيد. وَأنْشد أَبُو عبيد: وشَطَّ وَلْيُ النَّوَى إنّ النّوى قَذَفٌ تَيّاحةٌ غَرْبةٌ بالدّار أَحْيَانًا قذف: الدَّار الَّتِي تنوى بعيدَة كَذَلِك. وَيُقَال: قُذِفت النَّاقةُ باللحْم قذفا ولُدِسَتْ بِهِ لَدْساً، كأنَّها رُميتْ بِهِ رَمْياً فاكتنزَتْ مِنْهُ. وَقَالَ النَّابِغَة: مقذوفةٍ بدِخِيس اللَّحْمِ بازِلُها لَهُ صَريفٌ صَرِيفَ القَعْوِ بالمَسدِ عَمْرو عَن أَبِيه: المِقْذَف والمِقْذاف: مِجذاف السَّفينة. قَالَ: والقَذَّاف: المَرْكَب. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للمَنْجَنيق: قذَّاف. شمِر عَن ابْن شُمَيل: القِذَاف: مَا قبضْتَ بيدكَ مِمَّا يمْلَأ الْكَفّ فرميت بِهِ قَالَ: وَيُقَال: نعم جلمود القِذاف هَذَا، قَالَ: وَلَا يُقَال للحَجَر نَفسه نِعْم القِذاف. وَقَالَ أَبُو خَيرة: القِذاف مَا أَطقْتَ حَملَه بيَدِك ورمَيتَه. قَالَ رؤبة:

وَهُوَ لأعدائكَ ذُو قِراف قَذّافةٌ بحَجَر القذافِ والقَذّافة والقَذَف جمْعٌ، وَهُوَ الَّذِي يُرمَى بِهِ الشَّيْء فيُبعَد. وَأنْشد: لمّا أَتَانِي الثّقَفِيّ الفَتّانْ فَنَصَبوا قَذّافةً بَلْ ثِنْتانْ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: نَاقَة قِذّاف وقَذُوف، وقُذُف وَهِي الَّتِي تتقدَّم مِن سرعتها وتَرمي بِنَفسِهَا أمامَ الْإِبِل فِي سَيْرها. وَقَالَ الْكُمَيْت: جَعلتُ القِذافَ لِلَيل التِّمامِ إِلَى ابْن الْوَلِيد أبانِ سِبَارَا يَقُول: جعلتْ نَاقَتي هَذِه لهَذَا اللَّيْل حَشْواً. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: القُذْف بالحَجَر، والحَذْف بالعصا. يُقَال: هُوَ بينَ حاذِف وقاذِف، وَبَين حاذٍ وقاذٍ، على التَّرْخِيم. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القذَاف: الْمِيزَان. والقذَّاف: المَركَب، رِوَايَة أبي عَمْرو. ورُوي عَن ابْن عمر: أنّه كَانَ لَا يصلِّي فِي مَسْجِد فِيهِ قُذاف. قَالَ أَبُو عبيد: هَكَذَا يحدّثونه. وَقَالَ الأصمعيّ: إِنَّمَا هِيَ قَذَف، واحدتها قُذْفة، هِيَ الشُّرَف. قَالَ: وكلُّ مَا أشرفَ من رُؤُوس الْجبَال فَهِيَ القُذُفات. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: مُنيفٌ تَزِلّ الطيرُ عَن قُذُفاته يَظَلّ الضَّباب فوقَه قد تقصَّرا قَالَ اللَّيْث: القِذاف: النواحي، واحدتها قُذفة. وَقَالَ غَيره: قذفا الْوَادي وَالنّهر: جانِباه. وَقَالَ الجعديّ: طليعةُ قوم أَو خَمَيسٍ عَرمرَمٍ كسَيْل الأتيِّ ضَمَّه القُذُفانِ والمقذَّف: الملعَّن فِي بيتِ زهَير: لدَى أَسَدٍ شاكِي السِّلَاح مقذَّفٍ لَهُ لِبَدٌ أظفارةُ لم تُقلَّمِ وَقيل: المقذَّف الَّذِي قد رُمِي بِاللَّحْمِ رَمْياً فَصَارَ أغلبَ. وَيُقَال: بَينهم قذِّيفَى، أَي: سِباب ورَمْيٌ بِالْحِجَارَةِ أَيْضا. ق ذ ب استُعمِل من جَمِيع وجوهه: بذق. بذق: أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: رجل حاذِقٌ: باذقٌ. وَقَالَ شمر: وَسُئِلَ ابْن عَبَّاس عَن الباذَق فَقَالَ: سَبَقَ مُحَمَّد الباذَق وَمَا أَسْكَر فَهُوَ حَرام. قَالَ أَبُو عبيد: الباذَق كلمةٌ فارسيّة عُرّبت فلَم نَعرِفها. وَمِمَّا أُعرِب البَياذقة للرّجَّالة؛ وَمِنْه بَيْذَق الشِّطْرنج. وحذَف الشَّاعِر الْيَاء فَقَالَ:

أبواب القاف والثاء

وللشَّرّ سُوَّاقٌ خِفافٌ بُذُوقُها أَرَادَ: خِفافٌ بَياذِقُها، كَأَنَّهُ جَعَل البَيْذَقَ بَذْقاً؛ قَالَ ذَلِك ابْن بُزُرْج. ق ذ م قذم، مذق: (مستعملة) . قذم: ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: القُذُم: الآبَار الخُسُف، وَاحِدهَا قَذُوم. قَالَ: والقُذُم والقُثُمُ: الأسخياء. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: قَذَمْتُ لَهُ من العطيّة وقَثَمْتُ، وغَذَمْتُ لَهُ وغَثَمْتُ: إِذا أكثرتَ. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: القِذَمُ: الرجل الشَّديد، والقِذَمّ أَيْضا: السَّرِيع. يُقَال: انقَذِمْ فِي حَاجَتك، أَي: أسرِعْ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: القِذَمُ: السيِّد الرغيبُ الخُلُق، الواسِع البَلْدة. وَقَالَ غَيره: قَذِم من المَاء قُذْمة، أَي: جَرِعَ جُرْعة. وَقَالَ أَبُو النَّجْم: يَقْذَمْنَ جَرْعاً يَقْصَعُ الغلائلا والقَذِيمة: قِطعة من المَال يُعطيها الرجل، وجَمعُها قَذائم. مذق: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيّ: إِذا خُلط اللبنُ بِالْمَاءِ فَهُوَ المَذِيق؛ وَمِنْه قيل: فلانٌ يَمْذُق الوُدَّ: إِذا لم يُخْلِصْه؛ وَهُوَ المَذْقُ أَيْضا. وَأنْشد: ويَشرَبُه مَذْقاً ويسْقِي عِيالَه سَجَاجاً كأَقراب الثَّعالب أوْرقَا وَقَالَ غَيره: الماذَقَةُ فِي الوُدّ: ضِدّ المُخَالَصة. وَرجل مَذّاقٌ: كَذُوب. ابْن بزرج: قَالَت امْرَأَة من الْعَرَب: امَّذَق. فَقَالَت لَهَا الْأُخْرَى: لم (لَا) تَقُولِينَ امتذق؟ . فَقَالَ الآخر: وَالله إِنِّي لأحبُّ أَن تكون ذَمَلَّقِيّة اللِّسَان، أَي فصيحة اللِّسَان. (أَبْوَاب الْقَاف والثاء) ق ث ر قرث، قثر، ثقر. قثر: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القَثَرة: قُماش الْبَيْت، وتصغيرها قُثَيْرَة، واقتثرْتُ الشيءَ. قرث: قَالَ اللَّيْث: القَرِيثاء: ضَرْبٌ من التَّمْر، وَهُوَ أسود سريع النَّفْض لِقشره عَن لحائه إِذا أرْطَب. وَهُوَ أَطيَبُ تَمْرٍ بُسْراً.

وَقَالَ أَبُو زيد: هُوَ القَرِيثاء والكَرِيثاء، لهَذَا البُسْر. قَالَ اللَّحياني: تَمرٌ قَرِيثاءُ وقَراثاءُ، ممدودان. ثقر: قَالَ اللَّيْث: التَثَقُّر: التردُّد والجَزَع. وَأنْشد: إِذا بُليتَ بقِرنٍ فاصبِر وَلَا تَتَثَقَّر ق ث ل قثل، ثقل، لثق، لقث: (مستعملة) . ثقل: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنَّه قَالَ فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ: (إِنِّي تارِكٌ فِيكُم الثَّقَلَين: كتابَ الله وعِتْرتي، وَلنْ يفترقا حَتَّى يرِدَا عليَّ الحوضَ) ، فسَّر النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الثَّقَلين فجعلهما كتاب الله جلّ وعزّ وعِترته عَلَيْهِ السَّلَام؛ وَقد فسّرت العِتْرة فِيمَا تقدّم وهم جماعةُ عشيرته الأدْنَوْن. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى: سُمِّيا ثَقَلين لأنَّ الأخْذ بهما ثقيل، والعَمَل بهما ثقيل. وأصل الثَّقَل أنّ العَرَب تَقول لكلِّ شَيْء نَفِيس مَصُون: ثَقَل، وأصلُه فِي بَيض النعام المَصُون. وَقَالَ ثَعْلَبَة بن صُعَيْر المازنيّ يَذكر الظَّليم والنعامة: فتَذكَّرا ثَقَلاً رئيداً بَعدَما ألقَتْ ذُكاءُ يَمينها فِي كافِرِ وَيُقَال للسيّد الْعَزِيز: ثَقَلٌ، من هَذَا. وسَمَّى الله جلّ وَعز الجنَّ وَالْإِنْس الثَّقَلَين فَقَالَ: {تُكَذِّبَانِ سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلاَنِ} (الرحمان: 31) سُمِّيا ثَقَليْن لتفضيل الله إيَّاهما على سَائِر الْحَيَوَان الْمَخْلُوق فِي الأَرْض بالتمييز وَالْعقل الَّذِي خُصَّا بِهِ. وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: الثَّقلان: الْجِنّ وَالْإِنْس، قيل لَهما الثَّقلان لِأَنَّهُمَا كالثقل للْأَرْض وَعَلَيْهَا. قَالَ: والثّقَل بِمَعْنى الثِّقل، وجمعهما أثقال. ومجراهما مجْرى قَول الْعَرَب: مِثل ومَثَل، وشِبه وشَبَه، ونَجْس ونَجَس. وَقَالَ فِي قَول الله: {زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا} (الزلزلة: 2) ، مَعْنَاهُ: مَا فِيهَا من كنوز الذَّهَب وَالْفِضَّة. قَالَ: وَخُرُوج الْمَوْتَى بعد ذَلِك. وَمن أَشْرَاط السَّاعَة أَن تقيء الأرضُ أفلاذَ كَبِدهَا، وَهِي الْكُنُوز. وَكَانَت الْعَرَب تَقول: الفارسُ الشُّجاع ثِقْل على الأَرْض، فإِذا قتل أَو مَاتَ سقط بِهِ عَنْهَا ثِقْل. وَأنْشد: دِحلَّت بِهِ الأَرْض أثقالها

أَي: لما كَانَ شجاعاً سقط بِمَوْتِهِ عَنْهَا ثقل. وَقيل مَعْنَاهُ: زينت بِهِ موتاها، من الْحِلْية. وَقَالَ الله جلّ وَعز: { (تَرْتِيلاً إِنَّا سَنُلْقِى عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً} (المزمل: 5) ، يَعْنِي: الوحيَ الَّذِي أنزلَ اللَّهُ على نبيّه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَعَلَه ثقيلاً مِن جِهَة عِظَم قُدْرِه، وجلالة خَطَره، وأنَّه لَيْسَ بسَفْسافِ الْكَلَام الَّذِي يُستخفّ بِهِ فكلُّ شَيْء نفيسٍ وعِلْق خَطير فَهُوَ ثَقَل وثَقيل وثاقِل، وَلَيْسَ معنى قَوْله ثقيلاً بِمَعْنى الثّقيل الَّذِي يَستثْقله الخَلْق فيتبرَّمون بِهِ. وَجَاء فِي التَّفْسِير فِي قَوْله: {عَلَيْكَ قَوْلاً} أنَّه يثْقُل العملُ بِهِ، وأنَّ الْحَرَام والحلال والصَّلاة والصِّيامَ، وَجَمِيع مَا أقرّ الله أَن يُعمَل بِهِ لَا يؤدِّيه أحدٌ إلاَّ بتكلُّف مَا يثقُل. والقولُ هُوَ الأوّل. وَقَالَ الزّجاج: يجوز على مَذْهَب اللُّغَة أَن يكون مَعْنَاهُ أَنه قولٌ لَهُ وزنٌ فِي صِحَّته وَبَيَانه ونَفْعِه، كَمَا تَقول: هَذَا كلامٌ رَصِين؛ وَهَذَا قولٌ لَهُ وَزْن، إِذا كنتَ تستجيده وتَعلمُ أنّه قد وقعَ موقع الحِكمة وَالْبَيَان. وَقَالَ اللَّيْث: الثِّقل: مَصْدَر الثقيل، تَقول: ثَقل الشيءُ ثِقلاً فَهُوَ ثَقيل. والثِّقل: رجْحَان الثقيل. والثَّقل: مَتَاعُ المسافِر وحشَمُه، والجميع الأثقال. قَالَ: والمثقال: وَزْنٌ معلومٌ قدرُه، ومِثقال الشَّيْء: ميزانُه مِن مِثله. وَقَالَ الله جلَّ وعزَّ: {كُنتُمْ تَعْمَلُونَ يابُنَىَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِى صَخْرَةٍ أَوْ فِى السَّمَاوَاتِ أَوْ فِى الاَْرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} (لُقْمَان: 16) ، الْآيَة. قَالَ الْفراء: يجوز نصب المثقال ورفعُه، فَمن رَفَعه رَفَعَه ب (تكنْ) ، ومَنْ نَصَب جعل فِي (تكُن) اسْما مُضمراً مَجْهُولا، مِثل الْهَاء الَّتِي فِي قَوْله: {تَعْمَلُونَ يابُنَىَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِى صَخْرَةٍ أَوْ فِى السَّمَاوَاتِ أَوْ فِى الاَْرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} . قَالَ: وَجَاز تَأْنِيث (تكن) ، والمثقال ذكر، لِأَنَّهُ مُضَاف إِلَى الحَبّة وَالْمعْنَى للحبَّة، فَذهب التأنيثُ إِلَيْهَا، كَمَا قَالَ الْأَعْشَى: كَمَا شرِقَتْ صَدْرُ القَناة مِن الدَّمر وَقَالَ ابْن السكّيت: يُقَال: هَذَا شيءٌ ثقيل، وَهَذِه امرأةٌ ثَقَال، وَهَذَا شَيْء رَزِين، وَهَذِه امرأةٌ رَزَانِ، أَي: رَزِينةٌ فِي مجلسها. وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله: {إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} (العنكبوت: 13) ، يَعْنِي: أوزارَهم وأوزارَ من أضَلُّوا، وَهِي الآثام. وَقَالَ فِي قَوْله: {زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا} (الزلزلة: 2) . قَالَ: لفَظت مَا فِيهَا مِن ذهبٍ أَو فضَّة أَو مَيْت. وَقيل مَعْنَاهُ: أخرجَتْ مَوْتاها. وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله: {وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَىْءٌ وَلَوْ كَانَ} (فاطر: 18) . يَقُول: إنْ دَعتْ نفسٌ داعيةٌ أَثقلْتها ذنوبُها

إِلَى حَمْلها، أَي: إِلَى ذُنوبها، ليُحمَل عَنْهَا شَيْء مِن الذُّنوب لَم تجِد ذَلِك، وَإِن كَانَ المَدْعُوّ ذَا قُرْبى مِنْهَا. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: الثَّقِيلةُ: أثقال الْقَوْم، بِكَسْر الْقَاف وَفتح الثَّاء، وَقد تُخفَّف فَيُقَال: الثَّقْلَة. قَالَ: والثّقْلة: مَا وجد الإنسانُ من ثِقَل الطَّعَام. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال: أعْطِه ثِقْلَه، أَي: وَزْنَه. وَيُقَال: ثَقَلْتُ الشاةَ وَأَنا أثقُلها ثَقْلاً: إِذا رفَعتَها لِترزُنها. وَيُقَال دينارٌ ثاقل إِذا كَانَ لَا ينقُص، ودنانِيرُ ثَواقِل، وَيُقَال: أَلقَى عليَّ مَثاقِيله، أَي: مُؤنَهُ. وَقَالَ اللَّيْث: امرأةٌ ثَقالٌ: ذاتُ كَفَل ومآكِم. قَالَ: والثّقَلة: نَعْسةٌ غالبةٌ. والمُثْقل من النِّسَاء: الَّتِي قد ثَقُلت مِن حَمْلِها. قَالَ: والمُثقَل: الَّذِي قد أثقَله الْمَرَض، والمستثقل: الَّذِي قد استثقَلَ نَوْماً. قَالَ: والمستثقَل: الثقيل مِن النَّاس، والتثاقُل: التباطُؤ من التحامُلِ فِي الوطْء، يُقَال: لأطَأَنّه وَطْء المتثاقل. وَقَالَ أَبُو نصر: يُقَال: أصبح فلانٌ ثاقلاء، أَي: أثقله الْمَرَض. وَقَالَ لبيد: رأيتُ التُّقَى والحمدَ خيرَ تجارَةٍ رَباحاً إِذا مَا المرءُ أصبَحَ ثاقِلا أَي: أدنَفَه المَرَض. قثل: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو عبيد عَن أبي زيد: رَجُل قِثْوَلٌّ، وَهُوَ العَييُّ الفَدْم. وأنشدنا: لَا تجعَلَني كفَتًى قِثْوَلِّ رَثَ كحَبْل الثَّلّة المبْتَلِّ وَيُقَال: أعطيتُه قِثْوَلاًّ من اللَّحْم، أَي: بَضْعَةً كَبِيرَة بعظامها. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم قَالَ: قَالَ لي أَبُو ليلى الأعرابيّ ولصاحبٍ لي كنّا نَخْتَلِف إِلَيْهِ: (أَنْت بُلْبُلٌ قُلْقُل، وصاحبُك هَذَا حِثْوَلٌّ قِثْوَل) . قَالَ: والقُلقُل والبُلبُل: الْخَفِيف من الرِّجَال. والعِثْوَلّ القِثْوَلُّ: الثقيل الفَدْم. لثق: قَالَ اللَّيْث: اللَّثَقُ: مصدر الشَّيْء الَّذِي قد لَثِق يَلْثق لَثَقاً كالطائر الَّذِي يَبْتَلّ جَناحاه من المَاء. قَالَ: واللّثَق: ماءٌ وطينٌ يختلطان. وَقَالَ غَيره: لثّقْتُه تلثيقاً: إِذا أفسدْتَه. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: اللَّثَقُ: النَّدَى والحَرّ، مثل الوَمَد. لقث: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: لقَثْتُ الشيءَ لَقثاً: إِذا

أخَذْتَه أخذا سَرِيعا. ق ث ن اسْتعْمل من وجوهه: نقث. نقث: قَالَ أَبُو عبيد فِي تَفْسِير حَدِيث أمِّ زرع ونَعتِها جاريةَ ابْن زَرع: (لَا تَنقُل مِيرتَنا تَنْقيثا) . قَالَ: التنقيث: الْإِسْرَاع فِي السيْر. وَقَالَ الْفراء: خرجَ فلَان يَنقُثُ ويَنتَقِثُ: إِذا أسرَعَ فِي سَيره. وَقَالَ غَيره: نَقَثَ فلانٌ عَن الشَّيْء ونَبث عَنهُ: إِذا حَفَر عَنهُ. وَقَالَ الأصمعيّ فِي رَجَزٍ لَهُ: كأنّ آثارَ الظَّرابي تَنتَقِثْ حَوْلكَ بُقَّيْرى الوليدِ المبتَحِث وَقَالَ أَبُو زيد: نقَث الأرضَ بيَدِه يَنْقُثها نَقْثاً: إِذا أثارَها بفأسٍ أَو مِسْحاة. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: نَقَثْتُ العَظْم: إِذا استخرجتَ مَا فِيهِ مِن المُخّ. وَيُقَال: انتقَثَه وانتقاه بِمَعْنى وَاحِد. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: النَّقث: النميمة. ق ث ف اسْتعْمل مِن وجوهه: ثقف. ثقف: قَالَ ابْن المظفّر: قَالَ أَعْرَابِي: إِنِّي لَثَقْفٌ لَقْفٌ، راوٍ رامٍ. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: إِنَّه لثَقف لَقْفٌ. وَقَالَ اللِّحياني: رجل ثَقف لَقْف وثِقف لَقِف، وثَقيف لَقِيف، بيِّن الثّقافة، واللقافة وَقد لقِفتُ الشَّيْء والتقفْته. وَقَالَ ابْن السّكيت: رجل ثَقف لَقف: إِذا كَانَ ضابطاً لما يحويه قَائِما بِهِ. وَقَالَ اللَّيْث: ثقِفنا فلَانا فِي مَوضِع كَذَا، أَي: أخذناه، ومصدرُه الثّقف. قَالَ: وَثَقِيف: حَيٌّ مِن قيس. وخَلٌّ ثَقِيف، وَقد ثَقف ثقافةً، وَمِنْهُم من يَقُول: خَلٌّ ثِقِّيف كَمَا قَالُوا: خَرْدلٌ حِرِّيف، وَلَيْسَ بحسَن. قَالَ: والثِّقاف: حديدةٌ تكون مَعَ القَوَّاسِ والرّمَّاح يقوّم بهَا الشَّيْء المعوج، والعدَد أثقِفة، والجميع ثُقف، وَيُقَال: ثَقِف الشَّيْء وَهُوَ سُرعة التَّعَلُّم. وَقَالَ ابْن شُمَيل: خَلٌّ ثَقِيف شَدِيد الحموضة، وخَلٌّ حاذق، أَي: حامض، ونبيذ حاذق: إِذا أَدرَك، وَقد حَذَق النبيذُ والخَلُّ. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: ثقِفتُ الشَّيْء: حَذِقتُه وثَقِفْته: إِذا ظَفرْتَ بِهِ. قَالَ الله تَعَالَى: {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِى الْحَرْبِ} (الْأَنْفَال: 57) . ق ث ب ثقب، بثق: (مستعملة) . ثقب: قَالَ اللَّيْث: الثَّقْب: مصدر ثقبْتُ

الشَّيْء أثقبُه ثَقْباً. قَالَ: والثَّقْب: اسمٌ لما نفذ. والمِثقَب: أداةٌ يُثقَب بهَا. والثُّقوب: مصدر النَّار الثاقبة والكوكب الثاقب: المضيء. قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَالطَّارِقِ وَمَآ أَدْرَاكَ} {الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ} (الطارق: 2، 3) . قَالَ الْفراء: الثاقب: المضيء. وَالْعرب تَقول: أَثقِبْ نارَك، أَي: أَضِئها للمُوقد. وَيُقَال: إِن الثاقب النجمُ الَّذِي يُقَال لَهُ زُحَل والثاقب أَيْضا: الَّذِي ارْتَفع على النُّجُوم. والعَرَب تَقول للطائر إِذا لحِق بِبَطن السماءِ: قد ثَقب، كلّ ذَلِك قد جَاءَ فِي التَّفْسِير. وَقَالَ اللَّيْث: حسبٌ ثاقب: إِذا وُصف بشهرته وارتفاعه. قَالَ: والثَّقيب والثَّقيبة من الرِّجَال وَالنِّسَاء: الشَّديد الحُمرة، والمصدر الثقابة، وَقد ثَقُب يَثقَب، ويَثقُب: مَوضِع. والثقوب: مَا يُثقَب بِهِ النَّار. الأصمعيّ: حَسَبٌ ثاقب: نيِّرٌ متوقِّد. وَعلم ثاقب مِنْهُ. وَيُقَال: هَبْ لي ثَقُوباً، أَي: حُرّاقاً، وَهُوَ مَا أَثقَبْتُ بِهِ النارَ، أَي: أوقدتها بِهِ. وَيُقَال: ثقَبَ الزَّنْدُ يثقُب ثقوباً: إِذا سَقَطت الشرارة. أَو ثقبْتها أَنا إِثقاباً، وزندٌ ثاقب، وَهُوَ الَّذِي إِذا قُدح ظهرتْ نارُه. ولؤلؤاتٌ مثاقيب، وَاحِدهَا مثقوب، وَطَرِيق الْعرَاق من الْكُوفَة إِلى مَكَّة، يُقَال لَهُ مِثقب. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الثقيب من الْإِبِل: الغزيرة اللَّبن: وَقد ثقبَتْ تثقُب ثقوباً: إِذا غَزُرتْ. وَقَالَ غَيره: يُقَال: إنَّها لثقيبٌ من الْإِبِل، وَهِي الَّتِي تُحالِب غِزارَ الْإِبِل فتغْزُرُهُن. أَبُو عبيد عَن أبي زيدٍ أَيْضا: الثَّاقب: الغزيرة من الْإِبِل على فَاعل. وَقَالَ أَبُو زيد: تثقّبْتُ النارَ فَأَنا أتثقّبها تثقُّباً، وأَتْقبتها إثقاباً، وثَقَّبْتُ بهَا تثقيباً، ومَسَّكْتُ بهَا تَمْسِيكاً، وَذَلِكَ إِذا فَحَصْتَ لَهَا فِي الأَرْض ثمَّ جعلتَ عَلَيْهَا بعراً وضِراماً ثمَّ دَفَنْتَها فِي التُّراب. وَيُقَال: تثَقَّبْتُها تثقُّباً حينَ تَقدَحُها. بثق: قَالَ اللَّيْث: البَثْق: كسْرُك شَطَّ النَّهر ليَنْبَثِقَ المَاء، وَقد ثَبقْته ثبقاً. والبِثْق: اسْم الْموضع الَّذِي حفَرَه المَاء، وجمعُه البُثوق. وَيُقَال: انبثَق عَلَيْهِم المَاء، إِذا أقبَل عَلَيْهِم وَلم يَظُنّوا بِهِ. أَبُو عبيد: هُوَ بَثْقُ السَّيْل بِفَتْح الْبَاء، وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن السّكيت وَغَيره. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال للركيّة الممتلئة مَاء باثقة، وَقد بثَقَتْ تَبثُق بُثوقاً، وَهِي الطامية، وفلانٌ باثِق الكَرَمِ، أَي: غزيرُه. ق ث م اسْتعْمل من وجوهه: قثم.

أبواب القاف والراء

قثم: قَالَ اللَّيْث: القَثْم: لَطْخ الجَعْر وَنَحْوه. وَيُقَال للضَّبع: قَثَارِم، لتلطّخها بجَعْرها. وَيُقَال للذِّيخ قُثَم، وَاسم فِعله القُثْمة، وَقد قَثِم يَقْثَم قَثَماً وقُثْمَةً. والقَثوم: الجموع للخير يُقَال: إنّه لَقَثُومٌ للطَّعام وَغَيره، وَأنْشد: وللكُبَراء أكلٌ كَيفَ شَاءُوا وللصُّغَراء أكلٌ واقتثامُ وَقَالَ غَيره: يُقَال: قَثَمَ لَهُ من المَال فَأكْثر، إِذا أعطَى بِهِ، وَبِه سُمِّي قُثَم. وقَثَمَ مَالا: إِذا كسَبه. وقَثام: اسمٌ للغنيمة إِذا كَانَت كَثِيرَة. وَقد اقتثم مَالا كثيرا: إِذا أخَذَه. (أَبْوَاب الْقَاف وَالرَّاء) ق ر ل (قرل) ، رقل، قرقل: (مستعملة) . قرل: قَالَ: القِرِلّى: طَائِر. وَمن الْأَمْثَال: (أحزم من قِرِلِّي) و (أخطَفُ من قِرِلّى) ، و (أحذر من قِرِلّى) . يُقَال: إِن قِرِلَّى طير من بَنَات المَاء صَغِير الجِرم، سَريع الغَوص، حَدِيد الاختطاف، لَا يُرَى إلاّ مرفرفاً على وَجه المَاء على جَانب فِيهِ، يهوي بِإِحْدَى عَيْنَيْهِ إِلَى قَعْر المَاء طَمَعا، وَيرْفَع الْأُخْرَى فِي الْهَوَاء حذرا. ورُوي فِي أسجاع ابْنة الخُسّ: (كُن حذِراً كالقِرِلّى، إِن رأى خيرا تدلَّى، وَإِن رأى شرّاً تولّى) . وَقَالَ الْأَزْهَرِي: مَا أرى قِرِلَّى عربيّاً. قرقل: أَبُو عبيدٍ عَن الأمويّ: هُوَ القَرْقَل بِاللَّامِ لِقَرقَل الْمَرْأَة. قلتُ: وَنسَاء أهل الْعرَاق يَقُولُونَ: قَرْقَر، وَهُوَ خطأ؛ وَكَلَام الْعَرَب القَرْقَل بِاللَّامِ. وَكَذَلِكَ قَالَ الْفراء والأصمعيّ. رقل: قَالَ أَبُو عبيد عَن أَصْحَابه: الإرقال، والإجذام، والإجمار: سُرْعة سَيْر الْإِبِل. ابْن المظفر: أرقَلَت النَّاقة إرقالاً: إِذا أَسرعتْ. وأَرقَلَ القومُ إِلَى الحَرْب إِرقالاً. وَقَالَ النَّابِغَة: إِذا استُنْزِلوا للطَّعن عنهنّ أرقَلوا إِلَى الْمَوْت إِرقالَ الجِمالِ المَصاعِبِ قَالَ: وأرقَلْنا المَغازَةَ إرقالاً: قَطعْنَاهَا. وَقَالَ العجّاج: لَا همّ ربَّ الْبَيْت والمشرَّقِ والمُرْقِلاتِ كلَّ سَهْبٍ سَمْلَقِ قلت: إرقال الْمَفَازَة: قطعُها خطأ وَلَيْسَ بشيءٍ. وَمعنى قَوْله: (والمُرقِلات كلّ سَهْب) ، مَعْنَاهُ: ورَبَّ المرقِلات، وَهِي الْإِبِل المسرِعة. ونَصَب كلَّ لأنَّه جعَلَه

مَحَلاًّ وظَرْفاً أَرَادَ: ورَبَّ المرقِلات فِي كلِّ سَهْب. وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: إِذا فَاتَت النَّخْلَة يدَ المتناولِ فَهِيَ جَبَّارة، فَإِذا ارتفعَتْ عَمَّن ذَلِك فَهِيَ الرَّقْلَة، وجمعُها رَقْل ورِقال. وَقَالَ كُثيِّرٌ: حُزِيتْ لي بحَزْمِ فَيدَةَ تُحْدَى كاليَهوديّ مِن نَطَاةَ الرِّقالِ أَرَادَ كنخل اليهوديّ الرِّقال من نخيل نَطَاة، وهيَ عينٌ بخَيْبر. ق ر ن قرن، قنر، رقن، رنق، نقر: مستعملة. قرن: أَبُو دَاوُد عَن ابْن شُميل قَالَ: أهل الْحجاز يسمُّون القارورة القَرَّان، الرَّاء شَدِيدَة. وَأهل الْيَمَامَة يسمُّونها الحُنْجورة. الحَرّاني عَن ابْن السكّيت، قَالَ: القَرْن: الجُبيلِ الصَّغِير. والقَرْن: قَرْن الشَّاة وَالْبَقر وَغَيرهمَا. والقَرْن من النَّاس. قَالَ الله جلّ وعزَّ: {أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ} (الْأَنْعَام: 6) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: قيل: القَرْن ثَمَانُون سنة، وَقيل: سَبْعُونَ. قَالَ: وَالَّذِي يَقع عِنْدِي وَالله أعلم أنَّ القَرْن أهلُ كلِّ مدّة كَانَ فِيهَا نَبِيٌّ أَو كَانَ فِيهَا طبقةٌ مِن أهل العِلم قَلَّت السِّنُونَ أَو كثرت. وَالدَّلِيل على هَذَا قولُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (خيرُكم قَرْني بِمَعْنى أَصْحَابِي ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ يَعْنِي التَّابِعين ثمَّ الَّذين يَلُونَهم) يَعْنِي الَّذين أخذُوا عَن التَّابِعين. قَالَ: وَجَائِز أَن يكون القَرْن لجملة الْأمة، وَهَؤُلَاء قُرونٌ فِيهَا. وَإِنَّمَا اشتقاق القَرْن مِن الاقتران، فتأويله أنَّ القَرْن: الَّذين كَانُوا مقتَرِنين فِي ذَلِك الْوَقْت، وَالَّذين يأْتونَ مِن بَعدهم ذَوُو اقترانٍ آخر. وَقَالَ ابْن السكّيت: يُقَال هُوَ على قَرْنه، أَي: على سِنِّه. وَقَالَ الأصمعيّ: هُوَ قَرْنُه فِي السِّنّ بِالْفَتْح، وَهُوَ قِرْنه بكسرٍ، إِذا كَانَ مثله فِي الشدّة والشجاعة. وَقَالَ ابْن السّكيت: القَرْن كالعَفَلة. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: هِيَ فِي الْمَرْأَة كالأدْرَة فِي الرجل. وَقَالَ: هِيَ العَفَلة الصَّغِيرَة. وَقَالَ ابْن السّكيت: القَرْنُ: الدُّفْعة مِن العَرَق، يُقَال: عَصرْنا الفَرَسَ قَرْناً أَو قرنين. أَبُو عبيد عَن ابْن عمرٍ و، قَالَ: القُرون: العَرَق. قلتُ: كَأَنَّهُ جمعُ قَرْن. قَالَ: والقَرُون: الفَرس الَّذِي يَعرَق سَرِيعا: إِذا جَرَى. وَقَالَ ابْن السّكيت: القَرْن: الخُصلة من الشّعْر، وَجمعه قُرون. قَالَ الأخطل يصف النِّسَاء:

وإِذا نصَبنَ قُرونهنَّ لغَدرةٍ فَكَأَنَّمَا حلّتْ لَهُنَّ نُذورُ وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الْقُرُون هَا هُنَا: حبائل الصَّياد يَجْعَل فِيهَا قُرون يَصطاد بهَا، وَهِي هَذِه الفخوخ الَّتِي يصطاد بهَا الصِّعاءُ وَالْحمام. يَقُول: فَهَؤُلَاءِ النِّسَاء إِذا صرنا فِي قرونهنَّ فاصطدنَا فكأَنهنّ كَانَت عليهنّ نذور أَن يقتلننا فحلّت. وَقَالَ الأصمعيّ: القَرْن: جَمْعُك بَين دابَّتين فِي حَبْل. والحَبْل الَّذِي يُلَزّان بِهِ يُدعَى قَرَناً. قَالَ: وقَرْنا الْبِئْر، هما مَا بُنِي فعُرِّض، فيُجعَل عَلَيْهِ خَشبٌ تُعَلَّق البكرة مِنْهُ. وَقَالَ الراجز: تَبَيَّن القَرْنين فَانْظُر مَا هما أمَدَراً أم حَجَراً تراهما وَقَالَ أَبُو سُفْيَان بن حَرْب للْعَبَّاس بن عبد الْمطلب حِين رأَى الْمُسلمين وطاعتهم لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم واتِّباعَهم إيّاه حينَ صلَّى بهم: (مَا رأيتُ كَالْيَوْمِ طاعةَ قَوْم، وَلَا فارسَ الأكارِم، وَلَا الرُّوم ذاتَ القُرون) . قيل فِي تَفْسِيره: إنَّهم قيل لَهُم ذَات الْقُرُون لتَوارثهم المُلْكَ قَرْناً بعد قَرْن؛ وَقيل: سُمُّوا بذلك لقُرون شُعُورهمْ وتوفيرِهم إيَّاها، وأنَّهم لَا يَجُزّونها. وَقَالَ المرقَش: لاتَ هَنَّا وليتَني طَرَفَ الزُّ جِّ وأهلِي بالشامِ ذاتِ القُرون أَرَادَ الرومَ، وَكَانُوا ينزلون الشَّام. وَمن أَمْثَال العَرَب: (تَرَحك فلانٌ فلَانا على مثْل مَقَصِّ قَرْن) ، و (مَقَطّ قَرْن) . قَالَ الأصمعيّ: القَرْن: جبلٌ مُطِلّ على عَرفات. وَأنْشد: وأصبَحَ عَهدُه كَمَقصِّ قَرْنٍ فَلَا عَيْنٌ تُحَسّ وَلَا أثَارُ وَيُقَال: القَرْن هَا هُنَا الحَجَر الأملس النقيُّ الَّذِي لَا أثَرَ فِيهِ. يُضرب هَذَا المَثل لمن يستأصل ويُصْطَلَم. والقَرْن: إِذا قُصَّ أَو قُطُّ بَقيَ ذَلِك الموضعُ أَملَسَ. وَفِي الحَدِيث: (الشَّمْس تَطلُع بَين قَرنَيْ شَيْطَان، فَإِذا طلَعَتْ قارنَها، فَإِذا ارتفعَتْ فارقَها) . ونَهَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الصَّلَاة فِي هَذَا الْوَقْت. وَقيل: قَرْنا الشَّيْطَان: ناحيتا رَأسه، وَقيل: قَرْناه: جَمعاه اللَّذَان يُغْريهما بالبَشَر ويفرِّقهما فيهم مُضِلِّين. وَيُقَال: إِن الأشعّة الَّتِي تتقَضَّب عِنْد طُلوع الشَّمْس وتتراءى لمن استَقبَلها أنَّها تُشرق عَلَيْهِمَا، وَمِنْه قَوْله: فصبّحتْ والشمسُ لم تَقَضَّبِ عَيْناً بَغَضْيانَ ثجوجِ العُنْبُبِ وَيُقَال: إنّ الشيطانَ وقرنيه مَدْحُورون ليلةَ القَدْر عَن مَراتبهم، مُزالون عَنْ مَقاماتهم،

مُراعِين طُلوعَ الشَّمْس، وَلذَلِك تَطلعُ الشمسُ لَا شُعاع لَهَا مِن غَدِ تِلْكَ اللَّيْلَة، وَهَذَا بيِّنٌ فِي حَدِيث أُبيّ بن كَعْب وذكرِه الْآيَة لَيْلَة الْقدر. وَفِي حَدِيث آخر: أنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لعليّ: (إنَّ لَك بَيْتا فِي الْجنَّة، وإنَّك لذُو قَرنَيها) . قَالَ أَبُو عبيد: كَانَ بعض أهل العِلم يتأوَّل هَذَا الحَدِيث أنَّه ذُو قَرْنَي الجنَّة، أَي: ذُو طَرَفَيها. قَالَ أَبُو عبيد: وَلَا أحسِبه أَرَادَ هَذَا، وَلكنه أَرَادَ بقوله: ذُو قَرنَيْها، أَي: ذُو قَرْنَيْ هَذِه الأمّة، فأَضمَرَ الأمّة، وكنَى عَن غيرِ مذكورٍ، كَمَا قَالَ الله جلَّ وعزَّ: {رَبِى حَتَّى تَوَارَتْ} (ص: 32) أَرَادَ الشمسَ وَلَا ذِكر لَهَا. وَقَالَ حَاتِم: أماويَّ مَا يُغْنِي الثَّراء عَن الْفَتى إِذا حشرَجَتْ يَوْمًا وضاقَ بهَا الصَّدْرُ يَعْنِي: النَّفس، وَلم يذكرهَا. قَالَ: وَمِمَّا يحقّق مَا قُلْنَا أنَّه عَنى الأُمّةَ حديثٌ يُرْوَى عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ، أنَّه ذَكَر ذَا القَرْنين، فَقَالَ: (دَعَا قومَه إِلَى عبَادَة الله فضَرَبوه على قَرْنَيه ضربتين، وَفِيكُمْ مِثلُه) فنُرَى أَنه إنَّما عَنى نَفسه، يَعْنِي أَدْعُو إِلَى الحقِّ حتَّى أُضْرَب على رَأْسِي ضربتين يكون فيهمَا قَتْلي. وروَى أَبُو عُمَر عَن أَحْمد بن يحيى أَنه قَالَ فِي قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعليّ: (وإنَّك لَذو قَرْنَيْها) : يَعْنِي جَبَلَيها وهما الْحَسن والحسَين. وَأنْشد: أثَوْرَ مَا أَصِيدُكم أم ثوررَيْن أم هَذِه الجَمّاءَ ذاتَ القرنينْ قَالَ: قَرناها هَا هُنَا فزّاها، وَكَانَا قد شَدَنا فإِذا آذاها شيءٌ دَفَعا عَنْهَا. قَالَ: وَقَالَ المبرّد فِي قَوْله الجمّاء: ذَات القرنين؛ قَالَ: كَانَ قرناها صغيرين فشبَّهها بالجُمِّ. وَمعنى قَوْله: (إِنَّك لذُو قرنيها) ، أَي: إِنَّك ذُو قرنَيْ أمّتي كَمَا أنَّ ذَا القرنين الَّذِي ذكره الله تَعَالَى فِي الْقُرْآن كانَ ذَا قرنَيْ أمَّته الَّتِي كَانَ فيهم. وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (مَا أَدْرِي ذُو القرنين كَانَ نبيّاً أم لَا؟) . وأمَّا القَرَن فإِنّ الحرانيّ رَوَى عَن ابْن السّكيت أَنه قَالَ: القَرَن: السّيف والنَبْل؛ يُقَال: رجل قارِنٌ: إِذا كَانَ مَعَه سيف ونَبْل. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: القَرَن: جعْبة من جُلُود تكون مشقوقةً ثمَّ تُخرَزُ، وَإِنَّمَا تُشَقّ كي تَصِل الرِيحُ إِلَى الريش فَلَا يَفْسُد. وَقَالَ ابْن شُميل: القَرَن من خَشَب وَعَلِيهِ أديمٌ قد غُرِّيَ بِهِ، وَفِي أَعْلَاهُ وعُرْض مقدَّمه فَرْجٌ فِيهِ وشجٌ قد وُشِجَ بَينه قِلاتٌ،

وَهِي خَشَبات معروضات على فَم الْجَفير جُعِلن قِواماً لَهُ أَن يَرْتَطِم، يُشرَج ويُفتَح. وَقَالَ ابْن السّكيت: القَرَن: الجَعْبة، وَأنْشد: يابنَ هِشامِ أهلَكَ الناسَ اللبَن فكلّهم يَسعَى بقَوْسٍ وقَرَنْ قَالَ: والقَرَن: الحبْل يُقرَن فِيهِ البعيران؛ والأقران: الحبال. قَالَ: والقَرَن أَيْضا: الجَمَل المَقْرون بآخر. وَقَالَ جريرُ بنُ الخَطَفَى: وَلَو عندَ غَسّانَ السَّليطيّ عَرّسَتْ رَغا قَرَنٌ مِنْهَا وكاسَ عقيرُ وَقَالَ أَبُو نصر: القَرْن: حَبْل يُفتل من لحاء الشَّجَر. وَقَالَ ابْن السّكيت: القَرَن: مصدر كبشٍ أقرَن بيِّن القرَن. والقرَن: أَن يلتقي طرفُ الحاجبين، يُقَال: رجلٌ أقرنُ ومقرون الحاجبين. الْأَصْمَعِي: القَرون: النَّاقة الَّتِي تجمع بَين مِحلبين. والقَرون: النَّاقة الَّتِي تُدانِي بَين رُكْبتيها إِذا بَرَكتْ. والقَرون: الَّتِي تضع خُفَّ رِجليها على خُفّ يَدِها. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي يُقَال: سامحَتْ قَرُونُه، وَهِي النَّفس. وَقَالَ غَيره: سامحت قَرونُه وقَرونته وقَرينته، كلُّه وَاحِد، وَذَلِكَ إِذا ذَلَّت نفسُه وتابَعْته؛ وَقَالَ أوْس: فلافَى امْرأ مِنْ مَيْدعانَ وأسمحَتْ قَرونَته باليأس مِنْهَا فَعجَّلا أَي: طابت نفسُه بِتَرْكِهَا. ودُورٌ قَرائن: إِذا كَانَت يَسْتقبِل بعضُها بَعْضًا. والقَرون: الفَرَس الَّذِي يَعْرق سَرِيعا. أَبُو يزِيد: أقرنَت السماءُ أَيَّامًا تُمطِر وَلَا تُقْلع، وأغضَنَتْ وأَغينَتْ بِمَعْنى وَاحِد، وَكَذَلِكَ بَجَّدَتْ ورَيَّمَتْ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أقرَنَ الرجل: إِذا أطاقَ أَمر ضَيْعَته، وأقْرَن: إِذا لم يُطِقْ أمرَ ضَيْعيه من الأضداد. قَالَ: وأَقْرَنَ: إِذا ضَيَّقَ على غَرِيمه. وَقَالَ الله تَعَالَى: {هَاذَا وَمَا كُنَّا لَهُ} (الزخرف: 13) ، أَي: مَا كُنَّا لَهُ مُطيقين، واشتقاقه من قَوْلك: أَنا لفلانٍ مُقْرِن، أَي: مُطيق، أَي: قد صِرْت لَهُ قِرْناً. وَقَالَ ابْن هانىء: المُقرِن: المطيق، والمقرن: الضَّعِيف، وَأنْشد: وداهيةٍ دَاهَى بهَا القومَ مَفْلِقُ بصيرٌ بعَوْرات الْخُصُوم لَزومُها أَصَخْتُ لَهَا حتّى إِذا مَا وَعيتُها رُميتُ بِأُخْرَى يَستديمُ خَصِيمُها

تَرَى القَوم مِنْهَا مُقرِنين كَأَنَّمَا تَساقَوا عُقاراً لَا يُبِلّ نَديمُها فَلم تلْغِني فَهًّا وَلم تُلفِ حجتي ملجلَجةً أَبغِي لَهَا مَنْ يُقيمها وَقَالَ أَبُو الْأَحْوَص الرياحيّ: وَلَو أَدْرَكته الخيلُ تدَّعى بِذِي نَجَبٍ مَا أقرنت وأجلّتِ أَي: مَا ضَعفَتْ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الإقران: رَفْع الرجُل رَأس رُمْحِه يُصِيب مَن قُدَّامه، يُقَال: أقرِن رُمْحَك. والإقران: قُوَّة الرجل على الرجل، يُقَال: أَقرَنَ لَهُ: إِذا قَوِي عَلَيْهِ. وَقَالَ غَيره: المُقرِن: الَّذِي قد غَلبتْه ضَيعتُه، يكون لَهُ إبلٌ أَو غَنَم وَلَا مُعينَ لَهُ عَلَيْهَا وَلَا مُذِيد لَهَا يذودُها يومَ ورْدِها، فَهُوَ رجل مُقْرِن. الْأَصْمَعِي: الْقرَان: النبل المستوية مِن عملِ رجلٍ وَاحِد. وَيُقَال للْقَوْم: إِذا تَناضَلُوا: اذْكروا القِران، أَي: وَالُوا بِسَهْمين سَهْمَيْنِ. وَقَالَ ابْن المظفّر: القِران: الحبْل الَّذِي يُقرَن بِهِ البعيران، وَهُوَ القَرَن أَيْضا. قلت: الْحَبل الَّذِي يُقرَن بِهِ بعيران يُقَال لَهُ القَرَن، وَأما القِرن، وَأما القِران فَهُوَ حَبلٌ يُقلَّده البعيرُ ويقادُ بِهِ. ورُوِي أَن ابْن قَتَادَة صَاحب الْحمالَة تحمّل بحمالة، فطافَ فِي الْعَرَب يَسأل فِيهَا، فَانْتهى إِلَى أَعْرَابِي قد أورَدَ إبِله، فَسَأَلَهُ فِيهَا، فَقَالَ لَهُ: أمعَك قُرُنٌ. قَالَ: نعم، قَالَ: ناولني قِراناً، فقَرَن لَهُ بَعِيرًا، ثمَّ قَالَ لَهُ: ناولني قِراناً؛ فقَرَن لَهُ بَعِيرًا آخر، حتّى قَرَن لَهُ سبعين بَعِيرًا. ثمَّ قَالَ: هَات قِراناً؛ قَالَ: لَيْسَ معي؛ قَالَ: أولى لَو كَانَت مَعَك قُرُنٌ لقَرَنْتُ لَك مِنْهَا حَتَّى لَا يَبقَى مِنْهَا بعير. وَهُوَ إِيَاس بن قَتَادَة. والقِران: أَن يَجمَع الرجل بَين الحجّ والعُمْرة. وَجَاء فلَان قارِناً. والقَرْناء من النِّسَاء: الَّتِي فِي فَرْجها مَانع يمْنَع مِن سُلوك الذَكَر فِيهِ، إمّا غُدَّة غَلِيظَة، أَو لحمةٌ مُرْتَتِقة، أَو عَظْم، يُقَال لذَلِك كُله القرَن. وَكَانَ عمرُ يَجْعَل للرجل إِذا وجد امْرَأَته قرناء؛ الْخِيَار فِي مفارقتها من غير أَن يُوجب عَلَيْهِ مهْراً. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: القرنتان: شُعبتا الرَحِم كلُّ وَاحِدَة مِنْهَا قَرْنة. والقرنة: حد السكين وَالرمْح والسَّهم؛ وجمعُ القرنة قُرَن. وَقَالَ اللَّيْث: القَرْن: حدُّ رابيةٍ مشرفة على وهدة صَغِيرَة. والقُرانى: تَثْنِيَة فُرادى، يُقَال: جَاءُوا قرانى وَجَاءُوا فُرَادَى.

وَفِي الحَدِيث فِي أكل التَّمْر: (لَا قِرَانَ وَلَا تفتيش) ، أَي: لَا يقرن بَين تمرتين بأكلهما مَعًا. والقرون: النَّاقة الَّتِي إِذا بَعَرتْ قارنَتْ بعرها. والقرين: صَاحبك الَّذِي يُقارنُك، وَقَالَ ابْن كُلْثُوم: مَتى نعقِد قَرينتنا بحبلٍ نجذُّ الْحَبل أَو نَقِصُ القرينا قرنيته: نَفسه هَا هُنَا. يَقُول: إِذا أقرَنَّا القِرن غلبناه. وَقَالَ أَبُو عبيد وَغَيره: قرينَة الرجل: امْرَأَته. وَقَالَ اللَّيْث: القرنانُ: نعتُ سَوءٍ فِي الرجل الَّذِي لَا غيرَة لَهُ. قلت: هَذَا من كَلَام حَاضِرَة أهل الْعرَاق ولَم أَر البوادِيَ لفَظُوا بِهِ وَلَا عرفوه. وَقَارُون: كَانَ رجلا من قوم مُوسَى فبغَى على قومه، فَخسفَ الله بِهِ وَبِدَارِهِ الأرضَ. والقَيُّرَوان مُعرب، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ كاروان وَقد تَكَلَّمت بِهِ الْعَرَب قَدِيما، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: وغارةٍ ذاتِ قَيْرَوانٍ كأنّ أسرابها الرعالُ أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: القَرنُوَة: نبت. قلت: ورأيتُ الْعَرَب يدبغون بورقه الأُهُبَ، يُقَال: إهابٌ مُقرنى بِغَيْر همز وَقد هَمَزَه ابنُ الْأَعرَابِي. وَقَالَ ابْن السّكيت: سقاء قرنَوِي: دبغ بالقَرْنُوَة. وَيُقَال: مَا جعلتُ فِي عَيْني قَرْناً من كُحْل، أَي: ميلًا وَاحِدًا، من قَوْلهم: أتيتُه قَرناً أَو قَرنين، أَي: مرّة أَو مرّتين. والمقَرَّنة: الْجبَال الصغار يَدْنو بعضُها من بعض، سُمِّيَتْ بذلك لتَقارُنِها. قَالَ الهُذَلِيّ: وَلَجِيءٍ إِذا مَا الليلُ جَنّ على المقرَّنة الحَباحِبْ وَقَالَ أَبُو سعيد: استَقرَن فلانٌ لفلانٍ: إِذا عازَّه وَصَارَ عِنْد نفسِه من أقرانه. وَقَالَ أَبُو عبيد: أقرَنَ الدُّمَّل: إِذا حانَ أَن يتَفَقَّأ. وأَقرَنَ الدَّمُ واستقرَن، أَي: كثر. وإِبلٌ قُرانَى، أَي: قَرائن. وَقَالَ ذُو الرمة: وشِعْبٍ أبَى أَن يَسلُكَ الغُفْرَ بينَه سَلَكْتُ قَرانَى من قيَاسِرَةٍ سُمْرَا قيل: أَرَادَ بالشِّعب شِعَب الجبَل. وَقيل: أَرَادَ بالشِّعب فُوقَ السَّهْم. وبالقُرانَى وَتَراً فَتِل مِن جِلْد إبلٍ قَياسرة. والقَرينة: اسْم رَوْضَة بالصَّمّان. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: جَرَى الرِّمْثُ فِي ماءِ القَرينة والسّدْرُ وَقَالَ أَبُو النَّجْم يَذكر شَعْرَه حِين صَلِع:

أفناه قولُ الله للشمسِ اطلُعي قرْناً أَشِيبيهِ وقرْناً فانزِعي أَي: أفنَى شَعرِي غروبُ الشَّمْس وطلوعُها وَهُوَ مَرُّ الدَّهْر. قَالَ: والقَرَن: تَباعُد مَا بَين رأسَيِ الثَّنِيَّتَيْنِ وَإِن تدانت أصولهما. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القَرْن: الْوَقْت من الزَّمَان، فَقَالَ قومٌ: هُوَ أَرْبَعُونَ سنة، وَقَالُوا: ثَمَانُون سنة، وَقَالُوا: مائَة سنة. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: وَهُوَ الِاخْتِيَار، لأنَّه جَاءَ فِي الْخَبَر أنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَسَح رأْسَ غُلَام. وَقَالَ: (عِشْ قَرْناً) فَعَاشَ مائَة سنة. عَمْرو عَن أَبِيه: القَرين: الْأَسير. والقَرين: العَيْن الكَحِيلُ. شمر عَن الْأَصْمَعِي: القَرناء: الحيَّة، لأنَّ لَهَا قَرْناً. وَقَالَ ذُو الرمّة يصف الصَّائِد وقُتْرَتَه: يُبايتُه فِيهَا أحَمُّ كَأَنَّهُ إباضُ قَلوصٍ أسلمتْها حِبالُها وقرْناءُ يَدْعُو باسمها وَهُوَ مُظْلمٌ لَهُ صوتُها إرْنانُها وزَمالُها يَقُول: يُبيِّن لهَذَا الصَّائِد صوتُها أنَّها أفْعَى، ويُبيّن لَهَا مَشْيُها وَهُوَ زَمالُها أَنَّهَا أفْعَى، وَهُوَ مُظلم، يَعْنِي الصَّائِد أنّه فِي ظُلمة القُتْرَة. ابْن شُمَيْل: قرَنْتُ بَين البعيرين وقَرَنتهما: إِذا جمعتَ بَينهمَا فِي حَبْل قَرْناً. والحَبْل الَّذِي يُقْرَن بِهِ بَينهمَا قَرَن. رقن: قَالَ اللَّيْث: الترْقِين: ترقين الْكِتَابَة وَهُوَ تزيينها، وَكَذَلِكَ تَزْيِين الثَّوْب بالزَّعفران أَو الوَرْس. وَقَالَ رؤبة: دارٌ كرَقْم الْكَاتِب الْمُرَقِّنِ قَالَ: والراقنة: الحَسنة اللَّوْن. وَأنْشد: صفراءُ راقنةٌ كأنَّ سَمُوطَها يَجرِي بهنّ إِذا سَلِسْن جَديلُ أَبُو عبيدٍ عَن الْفراء قَالَ: الرَّقُون والرِّقان كلُّه اسمٌ للحِنّاء. وَقد رَقَّنَ رَأسه وأَرْقَنَه: إِذا خَضَبه بالحنّاء. وَأنْشد ابْن الأعرابيّ: غِياثُ إِن مُتُّ وعِشتَ بعدِي وأشرفتْ أمُّك للتصدِّي وارتقنتْ بالزَّعفران الوَرْدِ فَاضْرب، فِداكَ والِدِي وجَدّي بَين الرِّعاثِ وقناطِ العِقْدِ ضَرْبة لَا وانٍ وَلَا ابنِ عبدِ رنق: قَالَ اللَّيْث: الرَّنَق: تُرَاب فِي المَاء مِن القَذَى ونحوِه، ماءٌ رَنْق ورَنَق، وَقد أرنَقْتُه ورنَّقتُه إرْناقاً وترنيقاً. وَسُئِلَ الحَسَن: أينفُخ الْإِنْسَان فِي المَاء؟

فَقَالَ: إِن كَانَ مِن رَنَق فَلَا بَأْس. وَيُقَال: مَا فِي عيشِه رَنق، أَي: كدَر. قَالَ زُهَيْر: مِن ماءٍ لينةَ لَا طَرْقاً وَلَا رَنَقاً قَالَ: والترنيق: كسْر جَناح الطَّائِر برَميةٍ أَو داءٍ يُصِيبهُ حَتَّى يسْقط وَهُوَ ميِّت مُرَنَّق الْجنَاح. وَأنْشد: فيَهوِي صَحِيحا أَو يرنَّقُ طائرُه قلت: ترنيق الطَّائِر على وجهينِ: أَحدهمَا: صَفُّ جناحيه فِي الْهَوَاء لَا يحرِّكهما، وَالْآخر خَفْقُه بجناحيه. وَمِنْه قَول ذِي الرّمة: إِذا ضرَبتْنا الريحَ رَنَّقَ فَوْقنا على حَدِّ قَوْسَيْنا كَمَا خَفَقَ النَّسرُ ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: أَرْنَق الرجل: إِذا حَرَّك لواءَه للحمْلَة. قَالَ: وأرنَقَ اللواءُ نفْسُه ورنَّق فِي الْوَجْهَيْنِ مِثله. وَأنْشد: نَضْربهمْ إِذا اللِّواءُ رَنَّقَا والترنيق: الِانْتِظَار للشَّيْء. وَالْعرب تَقول: رمّدت المِعْزَى فرَنِّق رَنِّق رَمَّدَت الضَّانُ فربّق ربّق وترميدُها: أَن تَرِم ضُروعُها ويَظهر حَمْلُها. والمِعْزَى إِذا رمَّدَت تأَخَّرَ وِلادُها. والضَّأْنُ إِذا رَمَّدَتْ أَسرَع وِلادُها على أثر ترميدِها. والتربيق: إعداد الأرباق للسِّخال. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: الترنيق يكون تكديراً، وَيكون تصفية. قَالَ: وَهُوَ من الأضداد، يُقَال: رَنق اللَّهُ قَذَاتَك، أَي: صَفَّاها. وتَرنوق المسيل والنَّهر: مَا يرسُب فِيهِ من طينٍ وَغَيره. يُقَال: تَرنوقٌ وتُرنوق. نقر: قَالَ اللَّيْث: النَقْر: صَوتٌ للسان، وَهُوَ إلْزَاق طرَفه بمَخرج النُّون، ثمَّ يصوِّت بِهِ فيَنْقُر بالدابةِ ليسيره. وَأنْشد: وخانِق ذِي غُصّة جِرياضِ راخَيْتُ يومَ النّقْرِ والإنقاضِ وأنشده ابْن الْأَعرَابِي: وخانِقَيْ ذِي غُصّة جَرَّاض وَقَالَ: أَرَادَ بقوله: خانِقَيْ: هَمَّيْن خَنَقَا هَذَا الرجل: راخيت، أَي: فرّجْتُ. والنَقْر: أَن يَضع لسانَه فوقَ ثناياه مِمَّا يَلِي الحَنَك ثمَّ يَنقُر. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جلَّ وعزّ: {فَاصْبِرْ فَإِذَا نُقِرَ} (المدثر: 8) . قَالَ أهل التَّفْسِير: الناقور: الصُّورُ الَّذِي يُنفَخ فِيهِ للحَشر. ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي فِي قَوْله: {فَاصْبِرْ فَإِذَا نُقِرَ} قَالَ: الناقُور: القَلْب.

وَقَالَ الفرّاء: يُقَال: إنَّها أول النَّفْختين. وَقَالَ مُجَاهِد وقَتادة: الناقور: الصُّور. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن الحرّاني عَن ابْن السكّيت فِي قَول الله: {وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً} (النِّسَاء: 124) ، قَالَ: النَقِير النُّكتَة الَّتِي فِي ظَهر النَّواة. قَالَ: وسمعتُ أَبَا الْهَيْثَم يَقُول: النَقير: نُقْرة فِي ظهر النَّواة مِنْهَا تنبتُ النَّخْلَة، قَالَ: والنَّقير: الصَّوْت. والنّقير: الأَصْل، وَيُقَال: أنْقَر الرجل بالدابة يُنقِر بهَا إنقاراً ونقراً. وَأنْشد: طِلْحٌ كأنَّ بطنَه جشيرُ إِذا مَشَى لكَعْبه نَقِيرُ أَي: صَوْت، قَالَ: والنَّقير: أصل النَّخْلَة يُنقَر فيُنبذ فِيهِ. ونهَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الدُّبّاء والحَنْتَم والنَّقير. قَالَ أَبُو عبيد: أمَّا النَقير فإنّ أهل الْيَمَامَة كَانُوا يَنقُرون أصل النَّخْلَة ثمَّ يَشْدَخون فِيهَا الرُّطب والبُسْر ثمَّ يَدَعُونه حتَّى يَهْدِر، ثمَّ يَمُوت. وَقَالَ اللَّيْث: النّقْر: ضربُ الرحَى والحَجر وَغَيره بالمِنقار. والمِنقار: حديدةٌ كالفأس مسلَّكة مستديرة لَهَا خلْفٌ وَاحِد يُقطع بِهِ الْحِجَارَة والأرضُ الصُّلبَة. والنَّقّار: الَّذِي يَنقُر الرّكُب واللُّجُم وَنَحْوهَا، وَكَذَلِكَ الَّذِي ينقر الرَّحَى، ورجُل نَقّار: منقِّر عَن الْأُمُور وَالْأَخْبَار. وَجَاء فِي الحَدِيث: (مَتَى مَا يَكثر حَمَلة الْقُرْآن يُنقِّروا ومَتَى مَا يُنَقَّروا يَخْتَلِفُوا) . والمُناقَرة: مُراجعة الْكَلَام بَين اثْنَيْنِ وبثُّهما أحاديثَهما وأمورهما. والنُّقْرة: قطعةُ فضّة مُذابة. والنُقْرة: حُفْرة من الأَرْض لَيست بكبيرة. ونُقْرة الْقَفَا مَعْرُوفَة. والنُّقرة: ضَمُّك الإبهامَ إِلَى طَرف الوسْطَى، ثمَّ تَنقُر فيَسمع صاحبُك صوتَ ذَلِك وَكَذَلِكَ بِاللِّسَانِ. وَالرجل يَنْقُر باسمِ رجلٍ من جماعةٍ، يخصُّه لِيَدْعُوهُ، يُقَال: نَقَر باسمِه: إِذا سمَّاه من بَينهم. وَإِذا ضَرَبَ الرجلُ رأسَ رجل قلت: نَقَر رَأسه. أَبُو عبيد: يُقَال: دعوتُهم النّقَرَى، وَهُوَ أَن يدعوَ بَعْضًا دون بعض، يَنْقُر باسم الْوَاحِد بعد الْوَاحِد. قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: فَإِذا دَعَا جماعتَهم، قَالَ: دعوتُهم الجَفَلى. وَقَالَ طرَفَة: نحنُ فِي المشْتاة ندعُو الجَفَلى لَا ترى الآدِب فِينَا يَنتَقِرْ قَالَ شمِر: المناقرة: الْمُنَازعَة، وَقد ناقره،

أَي: نازعَه. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: النواقر: المقرطِسَات. وَقَالَ الشماخ يصف صائداً وسَيره: يشفى نفسَه بالنواقرِ والنواقر: الحُجج المصيباتُ كالنَّبل الْمُصِيبَة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: إِنَّه لَمُنقَّر الْعين، أَي: غائر الْعين. وَقَالَ أَبُو سعيد: التنقُر: الدُّعاء على الْأَهْل وَالْمَال: أراحَنِي الله مِنْكُم. ذهب الله بِمَالِه. وَقَالَ سَاعِدَة: وَفِي قوائمه نَقْر من القسَم كَأَنَّهُ الضَّرَبان. وَقَالَ ابْن بزرج: قَالَت أعرابيّةٌ لصاحبةٍ لَهَا: مُرِّي على النّظَري، وَلَا تَمُرّي بِي على النَقَرَي، أَي: مُرِّي بِي على من يَنظر إليّ وَلَا ينقِّر. وَيُقَال: إنَّ الرِّجَال بَنو النَّظري، وإنّ النِّسَاء بَنو النَّقَرَي. وَقَالَ ابْن السّكيت نَحوا من ذَلِك، قَالَ: وَيُقَال: مَقَره يَنْقُره: إِذا عابه ووَقَع فِيهِ، وَيُقَال: مَا أَنقَرَ عَنهُ حتّى قَتَله، أَي: مَا أَقْلع عَنهُ. ورُوِي عَن ابْن عَبَّاس أنّه قَالَ: مَا كَانَ الله ليُنقِرَ عَن قَاتل الْمُؤمن، أَي: مَا كَانَ ليُقلع. وَأنْشد أَبُو عبيد: وَمَا أَنا عَن أعداءِ قَومِي بمُنْقِرِ وَقَالَ اللَّيْث: المِنْقَر: بِئْر كَثِيرَة الماءِ بعيدةُ القَعْر. وَأنْشد: أصدَرَها عَن مِنْقَر السَّنابِرِ نَقْدُ الدَّنَانِير وَشرب الحازِرِ واللَّقْمُ فِي الفاثُور بالظَّهائر أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: المُنْقُر وجمعُها مَناقِر، وَهِي آبارٌ صغارٌ ضيَّقة الرؤوس تكون فِي نَجَفة صُلْبة لِئَلَّا تَهشَّم. قلت: وَالْقِيَاس مِنْقَر كَمَا قَالَ اللَّيْث، والأصمعي لَا يَروِي عَن الْعَرَب إلاّ مَا سمِعَه وأَتقنَه. وَبَنُو مِنْقَر: حَيٌّ مِن بني سعد بن زيد مَناة. وَقَالَ اللَّيْث: انتقرتِ الخيلُ بحوافرها نقراً، أَي: احتَفَرتْ بهَا، وَإِذا جَرَت السُيُول على الأَرْض انتَقَرَتْ نُقَراً يَحْتبِس فِيهَا شَيْء من المَاء. وَقَالَ ابْن السكّيت: النُّقْرةُ: دَاء يَأْخُذ المِعْزَى فِي خَواصرها وَفِي أفخاذها فيُلتَمسُ فِي مَوْضِعه فيُرَى كأنَّه وَرَم فيُكوى، يُقَال بهَا: نُقرة وعَنْز نَقرة. وَقَالَ المرّار: وحَشوتُ الغَيظَ فِي أضلاعِه فَهُوَ يَمشِي حَظَلاناً كالنَّقِرْ أَبُو عبيد عَن الأمويّ: هُوَ نَقِر عَلَيْك،

أَي: غَضْبَان. المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: مَا لفلانٍ بِموضع كَذَا وَكَذَا نَقِرٌ بالراء غير مُعْجمَة وَلَا مَلْك وَلَا مُلْك ومِلْك ومَلَك يُرِيد بِئْرا أَو مَاء. قَالَ: وَمَا أغْنى عَنّي زَبَلة وَلَا نَقْرة وَلَا فَتْلةً وَلَا زِبالاً. أَبُو عبيد عَن الأمويّ: هُوَ نقِر عَلَيْك، أَي: غَضْبَان. وَقَالَ غَيره: رَمَى الرَّامِي الغَرَضَ فنَقَرهُ، أَي: أَصَابَهُ وَلم يُنْفِذْه، وَهِي سِهامٌ نواقر. وَيُقَال للرجل إِذا لم يستقرّ على الصَّوَاب: أَخطأَتْ نواقِرُه. وَقَالَ ابْن مقبل: وأَهتَضَم الخالَ العزيزَ وأَنتَحِي عَلَيْهِ إِذا ضَلَّ الطّريق نَواقره وَتقول: نَعُوذ بِاللَّه من العَقَر والنّقر. فالعَقَر: الزَّمانة فِي الجسَد. والنَّقَر: ذَهاب المَال. والنّقيرة: رَكِية مَعْرُوفَة مَاؤُهَا رَوَاءٌ بَين ثاج وكاظمة. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: كلُّ أَرض مُتَصوِّبة فِي هَبْطة فَهِيَ النّقرة وَبهَا سمِّيت نَقِرةُ طريقِ مَكَّة الَّتِي يُقَال لَهَا: مَعدِن النّقرة. قنر: أَبُو عبيد: رجل قَنَوَّر، شَدِيد. قَالَ: وكلُّ فظَ غليظٍ قَنَوّر، وَأنْشد: حَمّال أثقال بهَا قَنَوَّرُ وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: أرسلَ فِيهَا سيطاً لم يقفرِ قَنَورّاً زادَ على القَنَوّرِ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: قَالَ أَحْمد بن يحيى فِي بَاب فعوّل: القِنَّوْر: الطَّوِيل. والقِنَّوْر: العَبْد. قَالَه ابْن الأعرابيّ. قَالَ: وأنشدنا أَبُو المكارم: أضحتْ حلائلُ قِنَّورٍ مجدّعةً بمَصرَع العَبْد قِنّور بن قِنَّوْرِ قلت: وَرَأَيْت فِي الْبَادِيَة ملاحةً تُدْعى قَنُّور بِوَزْن سَفُّود، وملحها من أَجود الْملح. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : رجل مُقَّنْوِر ومُقَنِّر، ورجلٌ مُكَنْوِرٍ ومُكنِّر: إِذا كَانَ ضخماً سمِجاً، أَو مُعْتمّاً عِمةً جافية. وَقَالَ اللَّيْث: القَنَوَّر: الشَّديد الرَّأْس الضَّخْمُ من كل شَيْء. ق ر ف قرف، قفر، رقف، رفق، فرق، فقر: مستعملات.

قرف: الحرانيّ عَن ابْن السّكيت قَالَ: القَرْف: مصدَرُ قَرَفْت القَرْحة أقرِفها قَرْفاً، إِذا نَكَأْتَها. أَبُو عبيد يُقَال للجُرح إِذا تقشَّر قد تَقرَّف وَاسم الْجلْدَة القِرْفة، وَأنْشد: عُلالَتُنا فِي كلِّ يومِ كريهةٍ بأَسيافنا والقَرْحُ لم يتقرّفِ وَقَالَ ابْن السّكيت: قَرَفتُ الرجلَ بالذنب قَرْفاً: إِذا رميتَه بِهِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: قَرَف عَلَيْهِ يَقْرف قَرْفاً: إِذا بَغى عَلَيْهِ. وقَرَفَ فلانٌ فلَانا: إِذا وَقع فِيهِ. وأصل القرف: القَشْر. والقِرْف: القِشْر. يُقَال: صَبَغَ ثَوْبه بقِرْف السِّدْر، أَي: بقِشره. ابْن السّكيت: القَرْفُ: شيءٌ من جُلود يُعمَل فِيهِ الخَلْع. والخَلْع: أَن يُؤْخَذ لحمُ جَزورٍ وَيُطبخ بشحمه ويُجعل فِيهِ توابل، ثمَّ يفرَّغ فِي هَذَا الْجِلد. قَالَ معقِّر البارقيّ: وذُبانِيَّةٍ وَصَّتْ بنيها بأنْ كذَبَ القَراطِفُ وَالقُرُوف قَالَ: وَقِرْف كل شَجَرَة قِشرها. وَقَالَ أَبُو سعيدٍ فِي قَوْله: بأَنْ كَذبَ القراطف وَالقُرُوفُ قَالَ: القَرْف: الْأَدِيم الْأَحْمَر. وَروى أَبُو ترابٍ عَن أبي عَمْرو: القُرُوف: الأُدْم الحُمْر الْوَاحِد قَرْف. قَالَ: والقُرُوف والظروف بِمَعْنى وَاحِد. وَقال اللِّحيانيّ: يُقَال: أحمرُ قَرف، وَبعضهم يَقُول: أحمرُ كالقَرف. والقَرْف: الْأَدِيم الْأَحْمَر، وَأنْشد: أَحمرُ كالقَرْف وَأَحْوَى أَدعَجُ الْأَصْمَعِي يُقَال: تركتُهم على مِثل مَقْرِف الصَّمْغَة، أَي: مَقْشِر الصَّمغة. وَيُقَال: اقتَرَف، أَي: اكتسَبَ، وبعيرٌ مُقتَرفٌ، وَهُوَ الَّذِي اشتُرِيَ حَدِيثا. وَيُقَال: مَا أَقْرَفَتْ يَدي شَيْئا مِمَّا تكره، أَي: مَا دَانَتْ وَمَا قارَبتْ. وَالمُقْرِف من الْخَيل الَّذِي دانَى الهُجْنة من قِبَل أَبِيه. وَيُقَال: إنِّي لأخشَى عَلَى فلانٍ القَرَف، أَي: مداناة المَرَض. ابْن السّكيت: يُقَال: قَرَفَ فلانٌ فلَانا، إِذا اتهمهُ بِسَرِقَة أَو غَيرهَا. وَيُقَال: هُوَ قَرَفٌ من ثوبي أَو بَعِيري، وَهُوَ قِرْفتي: إِذا اتهمَه. اللَّيْث: القِرْفة دَوَاء مَعْرُوف. وَفُلَان يُقْرَف بِسوء، أَي: يُرقى بِهِ، واقتَرَف ذَنْباً، أَي: أَتَاهُ وفَعَله. وَقَالَت عَائِشَة: (كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصبح جُنباً مِن قرافٍ غير احْتِلَام) ، أَي: مِن جماع وخِلاط. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: القَرَف: الوباء، يُقَال: احذَر القَرَفَ فِي غَنَمكَ، وَقد اقتَرَف فلانٌ

من مَرَضَى آل فلَان، وَقد أقرفوه إقرافاً، وَهُوَ أَن يَأْتِيهم وهمْ مَرْضى فَيُصِيبهُ ذَلِك. أَبُو سعيد: إنَّه لقَرَفٌ أَن يَفعل ذَاك، مِثل قَمَن وخَليق. وَقَالَ ابْن الزُّبير: (مَا على أحدِكم إِذا أَتَى المسجدَ أَن يُخرج قِرْفةَ أنفِه) ، أَي: ينقي أَنفه مِمَّا يَبِس فِيهِ من المُخاط ولَزِق بداخله. وَيُقَال: معنى قَوْلهم: إنّه لأحمرُ قَرْف: إِذا كَانَ شَدِيد الْحمرَة، كَأَنَّهُ قُرِف، أَي: قُشِر من شدَّة حُمرته. فرق: قَالَ اللَّيْث: الفَرْق: مَوضِع المفْرِق من الرَّأْس. والفَرْق: تَفْرِيق بَين الشَّيْئَيْنِ حتَّى ينفرق. الْحَرَّانِي عَن ابْن السكّيت قَالَ: الفَرْق مصدر فَرَقتُ الشّعْر. والفِرْق: القَطيع مِن الغَنَم الْعَظِيم. قَالَ الرَّاعِي: ولكنّما أَجْدَى وأَمْتَعَ جَدُّه بِفِرْق يُخَشِّيهِ بِهَجْهَجَ ناعِقُهْ وَفِي حَدِيث ابْن أبي هَالة فِي صفة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِن انفَرَقتْ عَقيصتُه فَرَقَ، وإلاَّ فَلَا يبلغُ شَعْرُه شحمة أُذُنه إِذا هُوَ وفَّره) ، ويُروَى: (عَقِيقته) أَرَادَ أنَّه كَانَ لَا يَفرِقُ شعرَه إلاَّ أَن ينْفرِق هُوَ، وَكَانَ هَذَا فِي أوّل الْإِسْلَام ثمَّ فرق بعدُ. والفَريقة: الْقطعَة من الْغنم، وَيُقَال: هِيَ الغَنَم الضَّالة. وأفرَقَ فلانٌ غَنَمه: إِذا أضلَّها وأضاعها. وَقَالَ كثير: وذِفْرَى ككاهلِ ذِيخِ الخَلِيفِ أصابَ فَريقةَ لَيْلٍ فعاثا وَقَالَ ابْن السكّيت: الفَريقة: التَّمْر والحُلْبَة تُجعَل للنُفَساء. وَقَالَ أَبُو كَبِير: وَلَقَد وردتُ الماءَ لَونُ جِمامِه لون الفريقة صُفِّيتْ للمدنَفِ قَالَ: والفَريقة: فريقة الغَنَم، أَن تَنْفرِق مِنْهَا قِطعةٌ أَو شاةٌ أَو شَاتَان أَو ثَلَاث شِيَاه فتذهَب عَن جمَاعَة الْغنم تَحت اللَّيْل. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ} (الْبَقَرَة: 50) ، معنى فرقنا بكم البحرَ جَاءَ تَفْسِيره فِي آيَة أُخْرَى وَهُوَ قَوْله: {فَأَوْحَيْنَآ إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} (الشُّعَرَاء: 63) ، أَرَادَ فانفَرَق الْبَحْر فَصَارَ كالجبال الْعِظَام وصاروا فِي قَراره. وَقَوله: {وَقُرْءانًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ} (الْإِسْرَاء: 106) ، وقرىء: (فَرَّقْناه) : أنزَل الله جلّ وعزّ الْقُرْآن جملَة إِلَى سَماء الدُّنيا، ثمَّ نَزَل على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي عشْرين سنة. فرَّقه الله فِي التَّنْزِيل ليَفهمَه النَّاس. وَقَالَ اللَّيْث فِي قَوْله: (وقرآناً فَرَقناه) مَعْنَاهُ

أحكمناه، كَقَوْلِه: {) مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} (الدُّخان: 4) . وَقَالَ الفرّاء فِي قَوْله: {وَقُرْءانًا فَرَقْنَاهُ} قَرَأَهُ أَصْحَاب عبد الله مخفّفة، وَالْمعْنَى: أحكمناه وفصَّلناه، كَمَا قَالَ الله فِيهَا: {) مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} ، أَي: يفصَّل. قَالَ: وَرُوِيَ عَن ابْن عبّاس: (فَرّقناه) بالتثقيل، يَقُول: لم ينزل فِي يَوْم وَلَا يَوْمَيْنِ، نزل متفرّقاً. قَالَ: وحدّثنيه الحكم بن ظهير عَن السّدّيّ عَن أبي مَالك عَن ابْن عَبَّاس: (فرقناه) مُخَفّفَة. وَقَوله جلّ وعزّ: { (وَإِذْءَاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (الْبَقَرَة: 53) ، يجوز أَن يكون الْفرْقَان الكتابَ بِعَيْنِه، وهما مَعًا التَّوْرَاة، إلاّ أنّه أُعِيد ذِكره باسمٍ غير الأوّل. وعنى بِهِ أنّه يفرّق بَين الْحق وَالْبَاطِل. وَقد ذكر الله الفرقانَ لمُوسَى فِي غير هَذَا الْموضع فَقَالَ: {وَلَقَدْءَاتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَآءً} (الْأَنْبِيَاء: 48) ، أَرَادَ التَّوْرَاة، فسمَّى الله جلّ وعزّ الكتابَ المنزَل على محمدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فُرقاناً، وسَمَّى الكتابَ المنزَل على مُوسَى فُرقاناً. وَالْمعْنَى: أَنه جلّ وعزّ فَرّق بكلِّ واحدٍ مِنْهُمَا بَين الحقّ وَالْبَاطِل. وَقَالَ الفرّاء: الْمَعْنى: آتَيْنَا مُوسَى الْكتاب وأتينا مُحَمَّدًا الْفرْقَان، وَالْقَوْل الَّذِي ذَكرْنَاهُ قبله واحتججنا لَهُ من الْكتاب بِمَا احتججنا، هُوَ القَوْل، وَالله أعلم. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الفِرق: الجَبَل. والفِرق: الهضبة. رَوَاهُ أَبُو عَمْرو. والفِرْق: المَوْجَة. والفِرْق: الجَبل. والفِرْق: الهَضْبة. قَالَ ذَلِك ابْن الْأَعرَابِي. قَالَ: وَيُقَال: فرقتُ أفرُقُ بَين الْكَلَام. وفرَّقتُ بَين الْأَجْسَام. قَالَ: وَقَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (البَيِّعان بِالْخِيَارِ مَا لم يتفرَّقا) ، بالأبدان لِأَنَّهُ يُقَال: فرّقتُ بَينهمَا فتَفرَّقا. أَبُو عبيدٍ عَن الكسائيّ: الأفرق من الرِّجَال: الَّذِي ناصيتُه كأنَّها مفروقة. وَمِنْه قيل: دِيك أفرَق، وَهُوَ الَّذِي لَهُ عُرْفانِ. والأفرق من الْخَيل: النَّاقِص إِحْدَى الوَرِكَين. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الأفرق من الْخَيل: الَّذِي نَقَصَتْ إِحْدَى فَخذيهِ عَن الْأُخْرَى. وَقَالَ اللَّيْث: الأفرق شِبه الأفلج، إلاَّ أَن الأفلج زَعَمُوا مَا يُفلَّج. والأفرق: خِلْقة. قَالَ: والفَرْقاء من الشَّاء: الْبعيد مَا بَين الخُصْيَتَين. قَالَ: والأفرق مِن الدوابّ: الَّذِي إِحْدَى حَرْقَفَتيْه شاخصةٌ، وَالْأُخْرَى مطمئنّة. قَالَ: وَيُقَال للماشطة: تمشِّط كَذَا وَكَذَا فَرْقاً، أَي: كَذَا وَكَذَا ضَرْباً. والفِرْق: طائفةٌ من النَّاس.

قَالَ: وَقَالَ أَعرابيٌّ لصبيان رَآهُمْ هؤلاءِ فِرْقُ سوء. قَالَ: والفَريق: الطَّائِفَة من النَّاس، وَهم أَكثر من الفِرْق. وَالفُرقة: مصدر الِافْتِرَاق. قلت: الفُرْقة: اسْم يوضع مَوضِع الْمصدر الْحَقِيقِيّ من الِافْتِرَاق. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} (الْأَنْفَال: 41) . قَالَ أَبو إِسْحَاق: يَوْم الفُرقان هُوَ يومُ بَدْر، لأنَّ الله جلَّ وعَزّ أَظهرَ فِيهِ مِن نَصْره مَا كَانَ فِيهِ فُرقانٌ بَين الْحق وَالباطل. وَنحو ذَلِك قَالَه اللَّيْث. قَالَ: وَسمَّى الله عُمر الفاروقَ لِأَنَّهُ ضرب بِالْحَقِّ على لِسَانه فِي حَدِيث ذكره. حدّثنا عُثْمَان عَن جرير عَن مَنْصُور عَن مُجَاهِد فِي قَوْله: {إَن تَتَّقُواْ اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا} (الْأَنْفَال: 29) . قَالَ عُثْمَان: وَحدثنا يحيى بن يمَان عَن سُفْيَان عَن أَبِيه عَن مُنْذر الثَّوْريّ عَن الرّبيع بن خَيْثَم: {إَن تَتَّقُواْ اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا} ، قَالَ: من كل أَمرٍ ضاقَ على النَّاس. وَحدثنا الْحسن عَن عُثْمَان عَن ابْن نمير عَن وَرقاء عَن ابْن أَبي نجيح عَن مُجَاهِد: (يَوْم الْفرْقَان) ، قَالَ: يَوْم بدر، فرق فِيهِ بَين الْحق وَالباطل. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي وَالْكسَائِيّ قَالَ: إِذا أَخذ الناقةَ المخاضُ فندَّت فِي الأَرْض فَهِيَ فَارق، وَجمعها فُرق، وَقد فرقت تفرق فروقاً وَنحو ذَلِك قَالَ اللَّيْث. قَالَ: وَكذلك السحابة المنفردة لَا تخلِف، وَربما كَانَ قبلَها رَعْدٌ وَبَرَق. وَقال ذُو الرّمة: أَو مُزنةٌ فارقٌ يجلو غواربَها تَبَوُّجُ الْبَرْق والظّلماءُ علجومُ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَفْرقْنا إبلَنا العامَ، إِذا حَلَّوها فِي المَرعَى والكَلأ لم ينتجوها وَلم يُلقِحوها. وَقَالَ اللَّيْث: والمطعون إِذا برأَ قيل: أفرَقَ يُفْرِق إفراقاً. قلت: وَكَذَلِكَ كلُّ عليل أَفَاق من علّته فقد أفرَقَ. وانفَرَقَ الْبَحْر وانفَلق واحدٌ. قَالَ: وَهُوَ الغَرَقَ والفَلَق للفجر. وأَنشد: حتَّى إِذا انشقَّ عَن إنسانه فَرَقٌ هادِيه فِي أخريات اللَّيْل منتصبُ وَفِي الحَدِيث: أنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يتَوَضَّأ بالمُدّ ويَغْتسل بالصَّاع. وَقَالَت عَائِشَة: (كنت أَغْتَسِل مَعَه عَلَيْهِ السَّلَام من إناءٍ يُقَال لَهُ: الفَرَق) .

قَالَت: والمحدِّثون يَقُولُونَ الفَرْق. وَكَلَام الْعَرَب الفَرَق. قَالَ ذَلِك أَحْمد بن يحيى وخَالِد بن يزِيد، وَهُوَ إناءٌ يَأْخُذ ستّةَ عشر مُدّاً، وَذَلِكَ ثَلَاثَة آصُع. والفَرَق أَيْضا: الخَوف؛ وَقد فَرِق يَفرَق فَرَقاً. وَأَخْبرنِي الإياديُّ عَن شمِر أَنه قَالَ: رجلٌ فَروقة وفَرُّوقة وفاروقة. وَهُوَ الفَزِع الشَّديد الفَرَق. قَالَ: وبلَغني أَن الفَرُوقة: الْحُرْمَة. وَأنْشد: مَا زَالَ عَنهُ حُمقُه ومُوقُهُ واللّؤم حَتَّى انتُهِكتْ فَرُوقُه أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: الفَروقة: شَحْم الكليتين. وأنشدنا: فبِتْنا وباتت قِدْرُهم ذَات هِزَّةٍ تضيء لنا شَحْم الفروقة والكُلَى وَقَالَ غَيره: أَرض فَرِقة: فِي نبتها فَرَق: إِذا لم تكن واصيةً متّصلة النَّبَات. وَأنكر شمر الفَروقة بِمَعْنى شَحم الكليتين فِيمَا أَخْبرنِي الإياديّ عَنهُ. وَيُقَال: وقفتُ فلَانا على مَفارق الحَدِيث، أَي: على وجوهه. وَقد فارقْتُ فلَانا مِنْ حسابي على كَذَا وَكَذَا: إِذا قطعتَ الْأَمر بَيْنك وبينَه على أمرٍ وَقَع عَلَيْهِ اتّفاقُكما. وَكَذَلِكَ صادَرْتُه على كَذَا وَكَذَا. وَيُقَال: فَرَق لي هَذَا الأمرُ يَفرُق فُروقاً: إِذا تبيَّنَ ووضَح. وفُرُوق: موضعٌ أَو ماءٌ فِي ديار بني سعد. وأنشدني رجلٌ مِنْهُم: لَا باركَ اللَّهُ على الفُروقِ وَلَا سَقاها صائبُ البُروق وَقَالَ أَبُو زيد: الفُرْقانُ والفرْق: إِنَاء، وَأنْشد: وهيَ إِذا أَدَرَّها العَبْدان وسطَعتْ بمشرفٍ شَيْحانِ ترفِد بعد الصَّفِّ فِي الفُرْقانِ أَرَادَ بالصفّ قِدحين قد صُفَا. وَقَالَ أَبُو مَالك: الصفّ: أَن تصفّ بَين القدحين فتملأهما. والفَرقانِ: قدحان مفترقان. وَقَوله: (بمشرِف شيحان) ، أَي: بعُنُق طَوِيل. قَالَ أَبُو حَاتِم: قَالَ الراجز: يرفد بعد الصَّفّ فِي فُرقانِ قَالَ: الفُرْقان: جمع الفرْق، والفرْق: أَرْبَعَة أَربَاع. والصف: أَن يصفّ بَين مِحلبين أَو ثَلَاثَة من اللَّبن. رفق: أَبُو الْعَبَّاس عَن سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: الرَّفاقة والرُّفْقة وَاحِد. وَقَالَ اللَّيْث: الرُّفْقة يسمَّون رُفْقة مَا داموا منضمِّين فِي مجْلِس وَاحِد ومسيرٍ وَاحِد،

فَإِذا تفرَّقوا ذهبت عَنْهُم اسمُ الرُّفْقة. قلت: وجمعُ الرفْقة رُفَق ورِفَاق. والرُّفقة: الْقَوْم ينهضون فِي سَفَرٍ يَسِيرُونَ مَعًا، وينزلون مَعًا وَلَا يفترقون، وَأكْثر مَا يسمَّون رُفقةً: إِذا نهضوا مُيَّاراً. وَقَالَ اللَّيْث: الرِّفق: لين الْجَانِب ولَطافة الفِعل، وصاحبُه رَفِيق، وَقد رفَقَ يَرْفُق. وَإِذا أمرتَ قلتَ: رفقا، وَمَعْنَاهُ: رُفق رِفقاً. وَيُقَال: رَفُقَ يرفُق أَيْضا. أَبُو عبيد عَن أبي زيد والأصمعي: رفقتُ بِهِ وأرفقْتُه. شمِر عَن ابْن الْأَعرَابِي: رفَقَ: انتظَر، ورَفُق: إِذا كَانَ رَقِيقا بِالْعَمَلِ. قَالَ شمر: وَيُقَال: رَفَق بِهِ ورَفُقَ بِهِ، ورَفِيق بِهِ، وهما رفيقانِ وهم رُفقاء. وَقَالَ أَبُو زيد: رفَق الله بك ورَفَق عَلَيْك رِفقاً ومَرْفِقاً، وأَرْفَقك الله إرفاقاً. وَقَالَ الله جلّ وَعز: {وَحَسُنَ أُولَائِكَ رَفِيقاً} (النِّسَاء: 69) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: يَعْنِي النبيَّين عَلَيْهِم السَّلَام، لِأَنَّهُ قَالَ: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَائِكَ} يَعْنِي المطيعين، {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَآءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَائِكَ رَفِيقاً} يَعْنِي الْأَنْبِيَاء وَمن مَعَهم. قَالَ: ورفيقاً مَنْصُوب على التَّمْيِيز يَنُوب عَن رُفقاء. وَقَالَ الْفراء: لَا يجوز أَن يَنُوب الْوَاحِد عَن الْجَمِيع إِلَّا أَن يكون من أَسمَاء الفاعلين، لَا يجوز حسن أُولَئِكَ رجلا. وَأَجَازَهُ الزّجاج. وَقَالَ: وَهُوَ مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه خُيِّر عِنْد مَوته بَين الْبَقَاء فِي الدُّنْيَا وَنَعِيمهَا وَبَين مَا عِنْد الله مَقْبُوضا إِلَيْهِ، فَاخْتَارَ مَا عندَ الله. وَقَالَ: (بل أختارُ أَن أكون مَعَ الرفيق الْأَعْلَى) أَرَادَ بالرفيق الأعْلى جمع النبيِّين، وَهُوَ قَوْله عز وَجل: {وَحَسُنَ أُولَائِكَ رَفِيقاً} . وَلما كَانَ الرفيق مشتقاً مِن فِعلٍ جَازَ أَن يَنُوب عَن الرفَقاء. وَقَالَ اللَّيْث: يُجمع الرفيق: رُفقاء. قَالَ: ورفيقك: الَّذِي يرافِقك فِي السّفر، يجمعُك وإياه رُفقةٌ وَاحِدَة، وَقد ترافَقوا وارتفَقوا، وَالْوَاحد مِنْهُم رَفيق، والجميع أَيْضا رَفِيق. قَالَ: وَيُقَال: هَذَا الْأَمر بك رَفيق ورافق عَلَيْك. وَقَالَ شمر فِي حَدِيث عَائِشَة: (فوجدتُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَثقُل فِي حِجري) . قَالَت: (فذهبتُ أنظرُ فِي وَجهه فَإِذا بَصَرُه قد شَخص وَهُوَ يَقُول: بل الرفيق الْأَعْلَى من الجَنَّة. وقُبض) . حدَّثنا السَّعْدِيّ قَالَ: حَدثنَا ابْن عَفَّان عَن ابْن نمير عَن الْأَعْمَش عَن مُسلم بن صُبيح

عَن مَسْرُوق عَن عَائِشَة: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا ثقل إِنْسَان من أَهله مَسحه بِيَدِهِ الْيُمْنَى ثمَّ يَقُول: (أذهِب الباس ربَّ النَّاس، واشف وَأَنت الشافي لَا شافيَ إلاّ شِفاك، شِفَاء لَا يُغَادر سُقماً) . قَالَت عَائِشَة: فَلَمَّا ثقُل أخذتُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى فَجعلت أمسحه وأقولهنّ، فَانْتزع يدَه مني وَقَالَ: (اللهمّ اغْفِر لي، واجعلني من الرَّفيق) . وَقَوله: (من الرفيق) يدلّ على أنّ المُرَاد بالرفيق جماعةُ الْأَنْبِيَاء. قَالَ شمر: قَالَ أَبُو عدنان: قَوْله: (اللهمَّ ألْحِقْني بالرَّفيق الْأَعْلَى) . سَمِعت أَبَا الفهد الباهليَّ يَقُول: إنّه تبَارك وَتَعَالَى رَفيق وَفيق، فَكَانَ مَعْنَاهُ: أَلْحِقني بالرفيق، أَي: بِاللَّه. قلت: والعلماءُ على أنَّ مَعْنَاهُ: أَلْحِقْني بِجَمَاعَة الْأَنْبِيَاء، وَالله أعلم بِمَا أَرَادَ. وَيُقَال للمتطبِّب: مترفِّق ورَفيق. وكُره أَن يُقال طبِيب، فِي خبرٍ وَرَد عَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: ناقةٌ رَفْقاء، وَهُوَ أَن يَستَدَّ إحْليلُ خِلْفها. وَقَالَ شمر: قَالَ زَيد بن كُثْوَة: إِذا انسدَّ أحاليلُ النَّاقة قيل: بهَا رَفَق، وناقة رَفيقة، وَهُوَ حرفٌ غَرِيب. وَقَالَ اللَّيْث: المِرفاق من الْإِبِل: الَّتِي إِذا صُرَّتْ أوجَعَها الصِّرار، فَإِذا حُلِبَتْ خرج مِنْهَا دمٌ وَهِي الرَّفِقَة. وَقَالَ الفرّاء فِي قَوْله: {وَيُهَيِّىءْ لَكُمْ مِّنْ أَمْرِكُمْ مِّرْفَقًا} (الْكَهْف: 16) ، كَسره الْأَعْمَش وَالْحسن، يَعْنِي الْمِيم من مِرْفق. قَالَ: ونَصَبَها أهلُ الْمَدِينَة وَعَاصِم؛ فكأَنَّ الَّذين فتحُوا الْمِيم وكسروا الْفَاء أَرَادوا أنْ يفرقُوا بَين المَرْفَق من الْأَمر وَبَين المِرْفَق من الْإِنْسَان. قَالَ: وَأكْثر الْعَرَب على كسر الْمِيم من الْأَمر ومِن مِرفق الْإِنْسَان. وَالْعرب أَيْضا تفتح الْمِيم من مَرْفِق الْإِنْسَان لُغَتَانِ فِي هَذَا. وَفِي هَذَا. وَقَالَ الْأَخْفَش فِي قَوْله: {وَيُهَيِّىءْ لَكُمْ مِّنْ أَمْرِكُمْ مِّرْفَقًا} ، وَهُوَ مَا ارْتفَقْتَ بِهِ. وَيُقَال: مَرْفِق الْإِنْسَان. وَقَالَ يونسُ: الَّذِي أخْتَار المِرْفَق فِي الْأَمر، والمِرْفق فِي الْيَد. وَقَالَ جلّ وعزّ: {نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً} (الْكَهْف: 31) . قَالَ الْفراء: أنّث الْفِعْل على معنى الْجنَّة، وَلَو ذكّر كَانَ صَوَابا. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن الحَرَّاني عَن ابْن

السّكيت قَالَ: مرتَفَقاً، أَي: متّكئاً. يُقَال: قد ارتَفَق: إِذا اتَّكأ عَلَى مِرْفَقه. وَقَالَ اللَّيْث: المِرفق مكسورٌ من كلِّ شَيْء، من المتَّكَأِ، وَمن الْيَد، وَمن الْأَمر. قَالَ: والْمِرفق من مَرافق الدَّار، من المغتسَل والكنيف وَنَحْوه. قَالَ: والرَّفق: انفتال المِرفق عَن الجَنْب، ناقةٌ رَفْقاء وجَمَل أَرْفق. قلتُ: الَّذِي حفِظتُه وسمعتُه بِهَذَا الْمَعْنى ناقةٌ دَفْقاء وَجَمَلٌ أَدفق: إِذا انفتَق مِرفَقُه عَن جَنبه، وَقد ذكرته فِيمَا تقدَّم. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الرفاق: أَن يشدّ حَبْلٌ من عُنق الْبَعِير إِلَى رُسْغِه. يُقَال: رَفِقْتُ البَعيرَ أَرفُقُه رَفْقاً. وَمِنْه قَول بشر: وإنِّي والشَّكاةَ مِن آلِ لأمٍ كذاتِ الضِّغْنِ تمشي فِي الرِّفاق قَالَ: وَقَالَ الأصمعيُّ: الرُّفاقُ: أَنْ يُخشَى على الناقةِ أَن تَنزِعَ إِلَى وطَنها فيشدَّ عضُدها شدّاً شَدِيدا، لتُخْبَلَ عَن أَن تُسْرِع. وَقد يكونُ الرِّفاقُ أَيْضا أنْ تَظْلعَ من إِحْدَى يَديهَا فيخشَون أَنْ تُبْطر اليدُ الصحيحةُ السقيمةَ ذَرْعَها فيصيرَ الظَّلْع كَسْراً، فيُحَزّ عضُد الْيَد الصَّحِيحَة لكَي تَضْعُف فَيكون سَدْوُهُما وَاحداً. وَقَالَ غَيره: جَمَلٌ مِرْفاقٌ: إِذا كَانَ مِرفقُه يُصِيب جَنْبَه. وَقَالَ شمر: سمعتَ ابْن الأعرابيّ ينشد بيتَ عَبِيد: مِن بينِ مُرتفِق مِنْهَا ومُنصاحِ وفسَّر المُنصَاحَ: الفَائضَ الجاريَ على وَجْه الأَرْض. والمرتفِق: الممتلىء الْوَاقِف الثَّابِت الدَّائِم كَرَب أَن يمتلىء أَو امْتَلَأَ. قَالَ: والرفَق: المَاء الْقصير الرِّشاء. وَقَالَ غَيره: يُقَال: تطلَّبتُ حَاجَة فَوَجَدتهَا رَفَق البِغية: إِذا كَانَت سَهْلةً. ورَوى أَبُو عُبَيْدَة بَيت عَبِيد: مِن بينِ مُرتَفِق مِنْهَا ومُنصَاحِ قَالَ: المُنصاح: المنشق. فقر: قَالَ اللَّيْث: الفَقْر: الْحَاجة، وفِعْلُه الافتقار، والنعت فَقير. وَقد أفقره الله، والفُقْر: لُغة رَدِيئَة. وأَغنَى اللَّهُ مفاقِرَه، أَي: وُجُوه فقرِه. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَآءِ وَالْمَسَاكِينِ} (التَّوْبَة: 60) ، فسمعتُ المنذريَّ يَقُول: سمعتُ أَبَا الْعَبَّاس وسُئل عَن تَفْسِير الفقيرِ والمسكين؟ فَقَالَ: قَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء فِيمَا يَروي عَنهُ الْأَصْمَعِي: الْفَقِير الَّذِي لَهُ مَا يَأْكُل. قَالَ: والمسكين الَّذِي لَا شَيْء لَهُ. وَقَالَ الرَّاعِي:

أمَّا الفقيرُ الَّذِي كَانَت حَلُوبَتُه وَفْق العِيالِ فَلم يُترَك لَهُ سَبَدُ قَالَ المنذرِيُّ: وأخبَرني ابنُ فَهْمٍ عَن مُحَمَّد بن سلاّم عَن يُونُس قَالَ: الْفَقِير يكون لَهُ بعضُ مَا يقيمه. والمسكين: الَّذِي لَا شَيْء لَهُ. قَالَ: وَقلت لأعرابي مرَّةً: أَفَقِيرٌ أَنت؟ قَالَ: لَا وَالله، بل: مِسْكين. قَالَ: فالمسكين أَسْوَأ حَالا من الْفَقِير. وَالْفَقِير: الَّذِي لَهُ بُلْغَةٌ من الْعَيْش. وَقَالَ أَبُو بكر: يرْوى عَن الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ: المسكينُ أحسَنُ حَالا من الْفَقِير. قَالَ: وَكَذَلِكَ قَالَ أَحْمد بن عبيد، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيح عندنَا، لأنَّ الله قَالَ: {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِى الْبَحْرِ} (الْكَهْف: 79) ، وَهِي تَسَاوِي جملَة. قَالَ: وَالَّذِي احتجَّ بِهِ يُونُس أَنه قَالَ لأعرابي: أفقيرٌ أَنْت؟ قَالَ: لَا وَالله بل مِسْكين يجوز أَن يكون أَرَادَ لَا وَالله بل أَنا أحسن حَالا من الْفَقِير. قَالَ: وَالْبَيْت الَّذِي احْتج بِهِ لَيْسَ فِيهِ حجَّة لِأَن الْمَعْنى كَانَت لهَذَا الْفَقِير حلوبة فِيمَا مضى وَلَيْسَت لَهُ فِي هَذِه الْحَالة حلوبة. قَالَ: وَالْفَقِير مَعْنَاهُ المفقور الَّذِي نُزِعَت فِقرة من ظَهره فَانْقَطع صُلبه من شدَّةِ الْفقر، فَلَا حَال هِيَ أوْكد من هَذِه. وَأنْشد: رفع القوادمَ كالفَقِير الأعزلِ وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن خَالِد بن يزِيد أَنه قَالَ: كأنَّ الفقيرَ إِنَّمَا سُمِّي فَقِيرا لزمانة تصيبُه مَعَ حَاجَة شَدِيدَة تَمنعهُ الزمانة من التصرُّف فِي الْكسْب على نَفسه، فَهَذَا هُوَ الْفَقِير. وَيقال: أَصَابَته فاقرة، وَهِي الَّتِي فَقَرَت فَقارَه، أَي: خَرَزَ ظهرِه. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه أنْشدهُ للبيد: لمّا رأى لُبَدُ النُّسُورَ تطايرتْ رَفَعَ القوادمَ كالفَقير الأعزَلِ وَقَالَ: الْفَقِير: المكسور الفَقار، يُضرب مثلا لكلِّ ضَعِيف لَا ينفُذُ فِي الْأُمُور، قَالَ: وأقلّ فِقَر الْبَعِير ثَمَانِي عشرَة، وأكثرها إِحْدَى وَعِشْرُونَ، إِلَى ثَلَاث وَعشْرين، وَيُقَال: فِقْرةٌ وثلاثُ فِقَر وفَقارة، وتُجمع فِقَاراً. وَقَالَ الفرّاء فِي قَوْله: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَآءِ وَالْمَسَاكِينِ} (التَّوْبَة: 60) . قَالَ: الْفُقَرَاء: هم أهلُ صُفَّة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانُوا لَا عشائرَ لَهُم، فَكَانُوا يَلْتَمِسُونَ الفَضْل بالنَّهار، ويأوْون إِلَى الْمَسْجِد. قَالَ: وَالْمَسَاكِين الطوَّافون على الْأَبْوَاب. وَأَخْبرنِي عبد الْملك عَن الرّبيع عَن الشَّافِعِي أنّه قَالَ: الْفُقَرَاء: الزَّمْنَى الضِّعاف الَّذين لَا حِرْفة لَهُم، وَأهل

الحِرْفة الضّعيفةِ الَّتِي لَا تَقع حِرْفتُهم مِن حَاجتهم مَوقِعاً. وَالْمَسَاكِين: السُّؤَّال ممّن لَا حرفةَ لَهُم تقع موقعاً وَلَا تغنيه وعيالَه. قلت: فالفقير أشدُّهما حَالا عِنْد الشَّافِعِي. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: للْإنْسَان أربعٌ وَعِشْرُونَ فَقَارةً وأربعٌ وَعِشْرُونَ ضِلَعاً، ستُّ فَقارات فِي العُنق وستّ فقَاراتٍ فِي الْكَاهِل، والكاهل بَين الْكَتِفَيْنِ، وَبَين كلِّ ضِلعين من أضلاع الصّدر فَقارة من فقارات الْكَاهِل الستّ، ثمَّ سِتّ فقارات، أسفلَ مِن فَقارات الْكَاهِل، وَهِي فَقارات الظَّهر الَّتِي بحذاء الْبَطن بَين ضِلَعين من أضلاع الجنبين فَقارةٌ مِنْهَا، ثمَّ يُقَال لفَقارةٍ واحدةٍ تَفرُق بَين فَقار الظّهْر والعَجز: القَطاة، ويلي القَطاة رَأْسا الوَرِكَين، وَيُقَال لَهما: الغُرابان، وبَعدها تمامُ فَقار العَجُز، وَهِي سِتّ فَقارات آخرُها القُحْقُح، والذَّنَبُ متّصل بهَا، وَعَن يَمِينهَا ويسارها الجاعِرَتان؛ وهما رَأْسا الورِكين اللَّذَان يَليانِ آخرَ فَقَارةٍ من فَقارات العَجُز، قَالَ: والفَهقَة: فَقارةٌ فِي أصل العُنُق دَاخِلَة فِي كُوَّة الدماغِ الَّتِي إِذا فُصِلتْ أدخَلَ الرّجلُ يدَه فِي مَغْرِزها فَيخرج الدِّمَاغ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جلّ وعزّ: { (بَاسِرَةٌ تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ} (الْقِيَامَة: 25) ، الْمَعْنى: توقِن أَن يفعل بهَا داهية من الْعَذَاب، وَنَحْو ذَلِك قَالَ الفرّاء. قَالَ: وَقد جَاءَت أسماءُ الْقِيَامَة وَالْعَذَاب بِمَعْنى الدَّواهي وأسمائها. وَقَالَ اللَّيْث: الفاقرة: داهية تكسر الظَّهر. قَالَ: والفاقرة: الداهية، وَهُوَ الوَسْم الَّذِي يُفْقَر بِهِ الْأنف. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الفَقْر: أَن يُحَزَّ أنفُ الْبَعِير حتَّى يَخْلُص إِلَى العَظْم أَو قريبٍ مِنْهُ، ثمَّ يُلوَى عَلَيْهِ جَرير، يُذَلَّل بذلك الصَّعْبُ. وَمِنْه قيل: عُملتْ بِهِ الفاقرة. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الوديَّةُ إِذا غُرست حُفِرَ لَهَا بِئْر فغُرِستْ، ثمَّ كُبس حَولَها بتُرْنُوق المَسِيل والدّمْن، فَتلك الْبِئْر هِيَ الْفَقِير. يُقَال: فَقَّرْنا للوَدِية تفقيراً. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ أَبُو زِيَاد: تكون الجرفة فِي اللهزمة، وَقد يفقر الصعب من الْإِبِل ثَلَاثَة أفقُر فِي خطمه، فَإِذا أَرَادَ صاحبُه أَن يذلّه ويمنعه من مرحه جعل الْجَرِير الَّذِي على فقره الَّذِي يَلِي مشفره فَمَلكه كَيفَ شَاءَ. وَإِن كَانَ بَين الصَّعب والذّلول جعل على فقره الْأَوْسَط فتزيد فِي مَشْيه واتَّسع، فَإِذا أَرَادَ أَن ينبسط وَيذْهب بِلَا مؤونة على صَاحبه جعل الْجَرِير على فقره الْأَعْلَى فَذهب كَيفَ شَاءَ، قَالَ: وَإِذا حزّ الْأنف حزّاً فَذَلِك الفَقْر، وبعير مفقِر. شمر عَن أبي عُبَيْدَة قَالَ: الْفَقِير لَهُ ثَلَاثَة مَوَاضِع، يُقَال: نَزلْنا نَاحيَة فَقير بني فلَان،

يكون المَاء فِيهِ هَا هُنَا ركيَّتان لقومٍ، فهُمْ عَلَيْهِ؛ وَهَا هُنَا ثَلَاث، وَهَا هُنَا أَكثر، فَيُقَال: فقيرُ بني فلَان، أَي: حِصَّتُهم مِنْهَا، كَقَوْلِه: تَوزَّعْنا فقيرَ مياهِ أُقْرٍ لكلِّ بني أبٍ مِنها فقيرُ فحِصّة بعضِنا خَمسٌ وسِتٌّ وحصّة بَعْضنَا مِنهنَّ بِيرُ وَالثَّانِي: أَفْوَاه سُقُف القُنِيّ. وَأنْشد: فوَرَدتْ والليلُ لمّا ينجلي فقيرَ أفواهٍ ركيات القُنِي وَالثَّالِث: تُحفَر حفرةٌ ثمَّ تُغرَس فِيهَا الفسيلة، فَهِيَ فَقير كَقَوْلِه: احفِرْ لكلّ نخلةٍ فَقِيرا وَقَالَ اللَّيْث: يَقُولُونَ فِي النِّضال: أراميكَ مِن أدنى فُقْرة، وَمن أبعَد فُقْرة، أَي: مِن أَبعَد مَعْلم يتعلّمونه مِن حُفْرة أَو من هَدَفٍ أَو نحوِه. قَالَ: والفُقْرة: حُفْرة فِي الأَرْض، وأرضٌ منْفِقَرة: فِيهَا فُقَر كَثِيرَة. وحَدثني مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن أبي الْهَيْثَم عَن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى عَن ابْن أبي زَائِدَة عَن مُجالد عَن عَامر، فِي قَول الله جلَّ وعزّ: {وَالسَّلَامُ عَلَىَّ يَوْمَ وُلِدْتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً} (مَرْيَم: 33) . قَالَ: فُقَراتُ ابْن آدم ثَلَاث: يَوْم وُلِد، وَيَوْم يَمُوت، وَيَوْم يُبعث حيّاً؛ هِيَ الَّتِي ذَكَر عِيسَى. قَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق: قَال أَبُو الْهَيْثَم: الفُقَرات: هِيَ الْأُمُور الْعِظَام. كَمَا قيل فِي قتل عُثْمَان: (أَن استَحلُّوا الْفقر الثَّلَاث: حُرْمَة الشَّهْر الْحَرَام، وَحُرْمَة الْبَلَد، وَحُرْمَة الْخَلِيفَة) . قلت: ورَوَى القُتيبيُّ قَول عَائِشَة فِي عُثْمَان: (المركوبُ مِنْهُ الفِقَر الْأَرْبَع) ، بِكَسْر الْفَاء. وَقَالَ: الفِقَر: خَرَزات الظّهْر؛ الْوَاحِدَة فِقْرة. قَالَ: وضربَتْ فَقار الظَّهر مثلا لما ارتُكِب مِنْهُ، لِأَنَّهَا مَوضِع الرّكُوب. وأرادت أنّه رُكب مِنْهُ أَربع حُرَم عِظَام تَجِب لَهُ بهَا الْحُقُوق، فَلم يَرعوْها وانتهكوها، وَهِي حُرمته بِصُحْبَتِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وصهرِه، وحُرمة الْبَلَد، وَحُرْمَة الْخلَافَة، وَحُرْمَة الشَّهْر الْحَرَام. قلت: وَالرِّوَايَة الصَّحِيحَة: (الفقَر الثَّلَاث) بِضَم الْفَاء على مَا فسّره ابْن الْأَعرَابِي وَأَبُو الْهَيْثَم، وَيُؤَيّد قولَهما مَا قَالَه الشعبيّ فِي تَفْسِير الْآيَة وَقَوله: (فُقرات ابْن آدم ثَلَاث) . ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: البعيرُ يقرَم أنفُه، وَتلك القُرْمة يُقَال لَهَا: الفُقْرة، فَإِن لم يَسْكُنْ قُرِم أُخْرَى ثمَّ

ثَالِثَة. قَالَ: وَمِنْه قَول عَائِشَة فِي عُثْمَان: (بَلَغتمْ مِنْهُ الفُقَر الثَّلَاث) . قَالَ: وَقَالَ أَبُو زِيَاد: يُفقَر الصَّعبُ من الْإِبِل ثَلَاثَة أفقُرٍ فِي خَطْمه، فَإِذا أَرَادَ صَاحبه أَن يُذلّه ويَمنعَه مِن مرَحِه جعلَ الْجَرِير على فقره الَّذِي يَلِي مشفَره، فملكه كَيفَ شَاءَ، وَإِن كَانَ بَين الصَّعب والذَّلُول جعلَ الجريرَ على فقْره الْأَوْسَط فتزيدَ فِي مَشْيه واتَّسَع، فَإِن أَراد أَلا يكون عَلَيْهِ مِنْهُ مَؤونة جعل الجَرير على فَقره الْأَعْلَى فَذهب كَيفَ شَاءَ. فَهَذِهِ الْأَقَاوِيل أولَى بِنَا فِي تَفْسِيره الفُقَر ممَّا فسّره القُتيبي. وَقَالَ شمِر: الْفَقِير: اسْم بئرٍ بِعَينهَا. وَأنْشد: مَا ليلةُ الْفَقِير إلاَّ شَيْطانْ مجنونةٌ تُودِي برُوحِ الْإِنْسَان لأنَّ السَّيْر إِلَيْهَا مُتْعِب. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الْفَقِير وجمعُها فُقُر، وَهِي رَكايا يَنْفُذُ بعضُها إِلَى بعض. قَالَ: وفقَّرتُ الْخَرَزَ، إِذا ثَقَّبته. وَأنْشد: شَذْراً مُفقَّراً قلت: وأصل هَذَا مَأْخُوذ من الفَقار. وَقَالَ ابْن المظفّر فِي هَذَا الْبَاب: التفقير فِي رجل الدوابّ: بياضٌ يخالط الأسوُقَ إِلَى الرُكَب. شاةٌ مُفقَّرة وَفرس مفقَّر. قلت: هَذَا تصحيفٌ عِنْدِي، وَالصَّوَاب بِهَذَا الْمَعْنى التقفيز بالزاي وَالْقَاف قبل الْفَاء. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: إِذا كَانَ الْبيَاض فِي يدَي الْفرس إِلَى مرفقيه دون الرِّجلين فَهُوَ أقفز. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن عمرٍ وَعَن أَبِيه قَالَ: إِذا كَانَ الْبيَاض فِي يدَي الْفرس فَهُوَ مقفَّز، فَإِذا ارْتَفع إِلَى رُكبتيه فَهُوَ مجبَّب وَهُوَ مَأْخُوذ من القفَّازين. وَذكر أَبُو عبيدٍ وُجوه العَوارِي فَقَالَ: أمَّا الإفقار فَأن يُعطيَ الرجلُ الرجلَ دابَّته فَيركبهَا مَا أحبَّ فِي سَفر أَو حَضر ثمَّ يردّها عَلَيْهِ. أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: أركب المهرُ، أَي: حانَ لَهُ أَن يركب. وأفقرَ ظهرُه بِمَعْنَاهُ. قَالَ: وأفقرك الرَّمي وأكثَبكَ: أمكنك. وَقَالَ ابْن السّكيت: أفقرتُ فلَانا بَعِيرًا: إِذا أعرتَه بَعِيرًا يَركب ظهرَه فِي سَفَر ثمَّ يَردُّه، وَهِي الفُقْرى. وَيُقَال: قد أفْقَرك الصَّيدُ: إِذا قَرُب منكَ أَو أمكنك مِن رَمْيه. وَقد فَقَرْتُ أنفَ الْبَعِير أفقِرُه: إِذا حززتَه بحديدة، ثمَّ وضعْتَ على مَوضِع الحزِّ مِنْهُ جَرِيرًا وَعَلِيهِ وتَرٌ مَلْوِيّ لتُذِلّه. وَمِنْه قَوْلهم: عَمِلتُ بِهِ الغاقرة.

وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: فُقُور النَّفس وشُقُورُها هَمُّها، وَوَاحِد الفُقور فَقْرٌ. وَقَالَ اللَّيْث: رجل مُفْقَر، أَي: قوي. وَقَالَ ابْن شُميل: إنَّه لَمُفْقَر لذاك الأمرِ، أَي: مُقْرِن لَهُ ضَابِط مُفْقِر لهَذَا الغُرم وَهَذَا القِرْن ومؤْدٍ سواءٌ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: المُفَقَّر مِن السيوف الَّذِي فِيهِ حُزوز مطمئنّة عَن مَتنه. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: سُمِّي سيفُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَا الفَقَار لِأَنَّهُ كَانَت فِيهِ حُفَر صغارٌ حِسَان، وَيُقَال للحُفْرة فُقْرة، وجمعُها فُقَر، وللبئر العتيقةَ فَقِير، وجمعُه فُقُر. ولأمور النَّاس فُقورٌ وفَقُور. قفر: قَالَ اللَّيْث: القَفْر: الْمَكَان الخَلاء مِن النَّاس، وَرُبمَا كَانَ بِهِ كلأ قَلِيل. وَقد أقْفَرَت الأرضُ من الكَلأَ وَالنَّاس، وأقفرت الدارُ مِن أَهلهَا. وَتقول: أرضٌ قَفْر ودارٌ قَفْر، وأرضٌ قِفار ودارٌ قِفار، تُجمَع لسَعَتها على توهُّم الْمَوَاضِع كل مَوضِع على حِياله قَفْر فَإِذا سمَّيْتَ أَرضًا بِهَذَا الِاسْم أنَّثْتَ. وَيُقَال: أقْفر فلانٌ من أَهله: إِذا انفردَ عَنْهُم وبقيَ وحْدَه. وَأنْشد لعَبِيد: أقْفَر مِن أهلِه عَبيدُ فاليومَ لَا يُبدي وَلَا يُعِيدُ وَيُقَال: أفْقَر حسدُه مِن اللَّحم، وأقفَر رأسُه من الشّعْر، وَأَنه لَقَفِر الرَّأْس، أَي: لَا شَعر عَلَيْهِ، وَإنَّهُ لقَفِر الْجِسْم من اللَّحْم. وَقَالَ العجاج: لَا قَفِراً عَشّاً وَلَا مُهبَّجا أَبُو عبيد: القَفِرة من النِّسَاء: القليلة اللَّحْم. وَالْعرب تَقول: نزلنَا ببني فلانٍ فبتْنا القَفْر: إِذا لم يُقْرَوْا. وَفِي الحَدِيث: (مَا أقفَرَ بيتٌ فِيهِ خَلٌّ) . وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو زيد وَغَيره: هُوَ مَأْخُوذ من القَفَار، وَهُوَ كلُّ طَعَام يُؤْكَل بِلَا أُدْم. يُقَال: أكلتُ اليومَ طَعَاما قَفَاراً: إِذا أكَلَه غير مأدوم، وَلَا أرى أَصله مأخوذاً إلاّ مِن القَفر، مِن الْبَلَد الَّذِي لَا شيءَ بِهِ. وَقَالَ اللَّيْث: القَفُّورُ: شَيْء مِن أفاوِيه الطِّيب. وَأنْشد: مَثْواةُ عَطَّارِينَ بالعُطورِ أَهضامِها والمسكِ والقَفُّورِ أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الكافور: وِعاءُ الطَلْع، وَيُقَال لَهُ أَيْضا: قَفُّور. قلت: وَكَذَلِكَ الكافور الطِّيبُ يُقَال لَهُ: قَفُّور. وَقَالَ شمِر: القَفّور فِي بَيت ابْن أَحْمَر: نبت، وَهُوَ قَوْله:

تَرعَى القَطاةُ الخِمسَ قَفُّورَها ثمَّ تَعُرُّ الماءَ فِيمَن يَعُرُّ ابْن السّكيت: أقفرَ فلانٌ إقفاراً، إِذا لم يكن لَهُ أدْم. وَيُقَال: أكَل خُبْزَه قَفاراً: بِغَيْر أُدْم. أَبُو الْهَيْثَم: القَفار والقَفير: الطَّعَام إِذا كَانَ غير مأدومٍ. وَمِنْه: مَا أقفَرَ بيتٌ فِيهِ خلٌّ، أَي: لم يَخْلُ من الأُدْم. وَيُقَال: أقْفَرْنا، أَي: صِرْنا إِلَى القَفْر. وَيُقَال: قَفَر أثرَه يَقفِر قَفْراً، وتقفّره تقفُّراً، واقتَفَره اقتفاراً: إِذا تتبَّعَهُ. وَأنْشد: وَلَا يزالُ أمامَ الْقَوْم يَقتَفِر رَوَاهُ الْمبرد: (وَلَا ترَاهُ أمامَ الْقَوْم يقتفر) وفسّره، قَالَ: يَقُول: لَا يسبقهم إِلَى شَيْء من الزّاد. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: نبتٌ قِفرٌ: لَا صَيُّورَ لَهُ فِي الْبَطن. قَالَ: وَسُئِلَ أعرابيٌّ عَن الوشيح، وَهُوَ اسْم بقلة، فَقَالَ: قذر قَفير، أَي: لَا خير فِيهِ. وَقَالَ ابْن دُريد: القَفير: الزَّبيل؛ لُغَة يَمَانِية. ورَوَى عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: القَفير، والقَلِيف، والبَحْوَنة: الجُلَّة الْعَظِيمَة البَحرانية الَّتِي يُحمَل فِيهَا القُبَاب، وَهُوَ الكَنْعَد المالِح. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: القَفَر: الشَّعَر، وَأنْشد: قد عَلمتْ خودٌ بساقيها القَفَر قلت: الَّذِي عَرفْنَاهُ بِهَذَا الْمَعْنى الغَفَر بالغين، وَلَا أعرفُ القَفَر. وَقَالَ اللَّيْث: قُفَيرة: اسْم أمّ الفرزدق. قلت: كأنَّه تَصْغِير القَفيرةِ من النِّسَاء، وَقد مرّ تَفْسِيره. وَقَالَ أَبُو زيد: قَفِر مالُ فلَان وزَمِرَ يَقْفَر ويَذْمَرُ قَفراً وزَمَراً: إِذا قَلَّ مالُه، وَهُوَ قَفِر المَال زَمرُه. رقف: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الرُّقوف: الرُّفوف. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : رَأَيْته يُرقَف من الْبرد، أَي: يُرعَد. ترقف: اسْم بلد أَو امْرَأَة، مِنْهُ الْعَبَّاس بن الْوَلِيد الترقفي. وَقَالَ أَبُو مَالك: أُرقفَ إرقافاً، وقَفَّ قفوفاً، وَهِي القشعريرة. قَالَ الْأَزْهَرِي: والقرقفة: الرعدة، مَأْخُوذ من الإرقاف، كررت الْقَاف فِي أَولهَا. وَقَالَ أَبُو عبيد: القرقف: اسْم للخمر، وَأنكر قَول من قَالَ إِنَّهَا تقرقف، يَعْنِي ترْعد النَّاس. ق ر ب قرب، قبر، رقب، ربق، برق، بقر: مستعملات.

قرب: قَالَ اللَّيْث: القَربُ: أَن يَرعَى القومُ بَينهم وَبَين المَورِد، وَفِي ذَلِك يَسِيرُونَ بعضَ السّير، حَتَّى إِذا كَانَ بَينهم وَبَين المَاء ليلةٌ أَو عشيةٌ عجَّلوا فقَربوا يَقربُون قُرْباً، وَقد أقرَبوا إبلَهم، وقَرَبَت الْإِبِل. قَالَ: والحِمارُ القارب والناقة القوارب، وَهِي الَّتِي تَقرُب، أَي: تعجّل ليلةَ الوُرود. قَالَ: والقارب الَّذِي يَطلب المَاء. وَقَالَ أَبُو سعيد: يَقُول الرجل لصَاحبه إِذا استحثَّه: تقرَّبْ، يَقُول: اعجلْ، سمعتُه من أَفْوَاههم. وَأنْشد: يَا صاحبَيّ تَرحَّلاَ وتَقَرَّبا فَلَقَد أَنى لمسافِرٍ أَن يَطْرَبا أَبُو عبيد: إِذا خَلَّى الرَّاعِي إبِله إِلَى المَاء وَتركهَا فِي ذَلِك ترعَى ليلتئذٍ فَهِيَ لَيْلَة الطَّلَق، فَإِن كَانَت الليلةَ الثَّانِيَة فَهِيَ لَيْلَة القَرَب، هُوَ السوْق الشَّديد. وَقَالَ الأصمعيّ: إِذا كَانَت إبلهم طَوَالِق قيل: أطلَقَ القومُ فهم مُطْلِقون، وَإِذا كَانَت إبلُهم قَوارب، قَالُوا: هم قاربون، وَلَا يقالُ مُقْرِبون، وَهَذَا الْحَرْف شاذّ. وَقَالَ أَبُو زيد: أقربتُها حَتَّى قَرِبتْ تَقربُ. وَقَالَ لبيد: إِحْدَى بني جعفرٍ بأرضهِم لم تُمْسِ مِنّي نَوْباً وَلَا قَرَبا شمر عَن ابْن الأعرابيّ: القَرَب والقَرْب وَاحِد فِي بَيت لبيد. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: القَرَب فِي ثَلَاثَة أَيَّام أَو أَكثر. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال: مَا لَه هاربٌ وَلَا قاربٌ، أَي: مَا لَهُ واردٌ يَرِدُ المَاء وَلَا صادرٌ يصدُر عَنهُ. اللَّيْث: القارِب: سفينة صَغِيرَة تكون مَعَ أَصْحَاب السُفن البَحْرية تستخفّ لحوائجهم والجميع القَوارب. والقِراب للسَّيف والسكِّين. والفِعل أَن تَقول: قَربْتُ قِراباً، ولغة أقربتْ إقراباً. قلت: قِراب السَّيْف شِبه جراب من أَدَم يَضَع الرَّاكِب فِيهِ سَيْفه بجفْنِه، وسَوْطه، وَعَصَاهُ، وأداةً إِن كَانَت مَعَه. وَقَالَ شمر: أقربتُ السيفَ: جعلتُ لَهُ قراباً، وقَرَبْتُه: جعلتُه فِي القراب. وَقَالَ اللَّيْث: القراب: مقاربة الشَّيْء، تَقول: مَعَه ألفُ درهمٍ أَو قِرابُه، وَمَعَهُ مِلءُ قَدَح ماءٍ أَو قِرابه. وَتقول: أتيتُه قرابَ العَشيّ أَو قِراب اللَّيل. وَتقول: هَذَا قَدحٌ قَربانُ مَاء، وَهُوَ الَّذِي قد قَاربَ الامتلاء. وَنَحْو ذَلِك قَالَ الكسائيُّ فِيمَا روى عَنهُ أَبُو عبيد. اللَّيْث: القُرَب: نَقيض البُعْد. والتقرب:

التدني إِلَى شَيْء، والتوصل إِلَى إنسانٍ بقُرْبةٍ أَو بحقَ. والاقتراب: الدُنُوّ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَىْءْادَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ} (الْمَائِدَة: 27) . وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: {إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ} (آل عمرَان: 183) . وَكَانَ الرجلُ إِذا قرّب قرباناً سَجَد لله، وتنزل النَّار فتأكل قُربانه، فَذَلِك علامةُ قَبول القُرْبان، وَهِي ذَبَائِح كَانُوا يذبحونها. وَقَالَ اللَّيْث: القُرْبان: مَا قربتَ إِلَى الله تبتغي بذلك قُربة ووسيلة. أَبُو الْعَبَّاس: قربت مِنْك أقرب قرباً؛ وَمَا قربتُكَ؛ وَلَا أقرَبك قُرباناً. وقرِبت الماءُ أقرَبه قَرَباً، أَي: طلبته؛ وَذَلِكَ إِذا كَانَ بَيْنك وَبَين المَاء مسيرَة يَوْم. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي قَالَ: القرابين: جُلساء الْمُلُوك وخاصّتُه، واحدهم قُربان. وَقَالَ اللَّيْث: قرابين المِلك: وزراؤه. قَالَ: وَيُقَال: قرِبَ فلانٌ أهلَه قُرباناً: إِذا غشيها، وَمَا قَرِبت هَذَا الأمرَ وَلَا قَرَبته. قَالَ الله تَعَالَى: {وَلاَ تَقْرَبَا هَاذِهِ الشَّجَرَةَ} (الْبَقَرَة: 35) . وَقَالَ: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى} (الْإِسْرَاء: 32) ، كلّ ذَلِك من قَرِبْتُ أقرَبُ. وَيُقَال: فلَان يَقْرُب أمرا، أَي: يغزوه، وَذَلِكَ إِذا فَعَل شَيْئا وَقَالَ قولا يَقْرُب بِهِ أمرا يغزُوه. وَتقول: لقد قَرَبْتُ أمرا مَا أَدْرِي مَا هُوَ؟ . قَالَ: والقُرْب: من لَدُن الشاكلة إِلَى مراقّ الْبَطن، وَكَذَلِكَ من لَدُن الرُّفْغ إِلَى الْإِبِط قُرْبٌ مِنْ كل جَانب. وفرسٌ لَاحق الأقراب، يجمعونه وإنَّما قُرْبان لسعته، كَمَا يُقَال: شاةٌ ضَخمة الخَواصر، وَإِنَّمَا لَهَا خاصرتان. قَالَ: والقريبُ والقَريبة ذُو القَرابة، والجميع من النِّسَاء قرائب، وَمن الرِّجَال أقَارِب. وَلَو قيل: قُرْبَى لجَاز. قلت: الْأَقَارِب: جمع الْأَقْرَب، والقُرْبى: تَأْنِيث الْأَقْرَب. وَقَالَ اللَّيْث: القَريب: نقيض الْبعيد، يكون تحويلاً فيستوي فِي الذّكر وَالْأُنْثَى والفردِ والجميع، كَقَوْلِك: هُوَ قريبٌ، وَهِي قريب، وهم قريب وهنّ قريب. قلت: وَهَذَا الَّذِي قَالَه فِي الْقَرِيب النَّسَب، والقريب وَالْمَكَان قولُ الْفراء. وَقَالَ الله جلّ وَعز: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} (الْأَعْرَاف: 56) . وَقَالَ الزّجاج: إِنَّمَا قيل قريبٌ لِأَن الرَّحْمَة والعَفو والغفران فِي معنى وَاحِد، وَكَذَلِكَ كل تأنيثٍ لَيْسَ بحقيقيّ. قَالَ: وَقَالَ الْأَخْفَش: جَائِز أَن تكون

الرَّحْمَة هَا هُنَا بِمَعْنى المَطَر. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: هَذَا ذُكِّر ليُفصَل بَين الْقَرِيب من القُرْب والقريبِ من الْقَرَابَة، وَهَذَا غلطٌ، كلُّ مَا قَرُب فِي مكانٍ أَو نَسَب فَهُوَ جارٍ على مَا يصيبُه من التّذكير والتأنيث. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت قَالَ: تَقول الْعَرَب: هُوَ قريبٌ مني، وهما قريبٌ مني، وهم قريبٌ مني، وَكَذَلِكَ الْمُؤَنَّث هِيَ قريبٌ منّي وَهِي بَعيدٌ مني وهما بعيدٌ وهم بَعيد، فتوحِّد قَرِيبا وتُذَكره، لِأَنَّهُ وَإِن كَانَ مَرْفُوعا فَإِنَّهُ فِي تأويلِ هُوَ فِي مكانٍ قريبٍ مني. قَالَ الله جلّ وَعز: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} (الْأَعْرَاف: 56) . وَقد يجوز قريبَة وبعيدة بِالْهَاءِ، تبنيها على قرُبت وبَعُدَتْ. فَمن أنثها فِي الْمُؤَنَّث ثَنَّى وجَمَع. وَأنْشد: لياليَ لَا عَفْراء مِنْك بعيدةٌ فتسلو وَلَا عَفْراءُ مِنك قريبُ أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: الخيْل المُقْرَبة: الَّتِي تكون قَرِيبا مُعَدَّةً، وَيُقَال: هِيَ الَّتِي تُدْنى وتُقَرَّب وتكرَّم. وَقَالَ شمر: الْإِبِل المُقْرَبة الَّتِي حُزِمَتْ للرُّكُوب، قَالَهَا أعرابيّ مِن غَنِيّ. قَالَ: والمُقْرَبات من الْخَيل: الَّتِي قد ضُمِّرَت للرُّكُوب. وَقَالَ أَبُو سعيد: الْإِبِل المُقْرَبة: الَّتِي عَلَيْهَا رِحلٌ مُقْرَبة بالأدَم، وهيَ مَراكبُ المُلوك. قَالَ: وَأنكر الْأَعرَابِي هَذَا التَّفْسِير. وَقَالَ اللَّيْث: أقرَبتِ الشاةُ والأتَانُ فَهِيَ مُقْرِب، وَلَا يُقَال للنَّاقة إلاّ إِذا أَدْنَتْ فَهِيَ مُدْنٍ. أَبُو عبيد عَن العَدَبَّس الكنانيّ: جَمِيع المُقْرب من الشاءِ مَقاريب، وَكَذَلِكَ هِيَ مُحدِث وجمعُها مَحاديث. والقِريب: السّمَك المملَّح مَا دَامَ فِي طَراءته. وَيُقَال: قد حَيّا وقَرَّب: إِذا قَالَ حيَّاك الله وَقرب دَارك. وَفِي أَحَادِيث المَبعث: خرج عبد الله بن عبد الْمطلب ذَات يومٍ متقرباً متخصّراً بالبَطْحاء فبَصُرتْ بِهِ لَيلى العَدَوِية) . وَقَوله: متقرباً، أَي: وَاضِعا يدَه على قُربه وَهُوَ يَمشي. وَفِي حَدِيث آخر: (ثلاثٌ لَعِيناتٌ: رجلٌ عَوّرَ الماءَ المَعِين المُنْسَاب، وَرجل عَوّر طريقَ المَقْربة، وَرجل تَغَوَّط تَحت شَجَرَة) . قَالَ أَبُو عَمْرو: المَقربة: الْمنزل، وأصلُه من القَرب وَهُوَ السّير. وَقَالَ الرَّاعِي: فِي كلّ مَقْرَبَةٍ يَدَعْن رَعِيلا وجمعُها مَقارب. والقَرب: سَير اللَّيْل.

وَقَالَ طفيلٌ يصف الْخَيل: مُعرَّقة الألحِي تَلوحُ مُتونُها تُثير القَطَا فِي مَنهل بعد مَقربِ سَلمَة عَن الْفراء: جَاءَ فِي الْخَبَر: (اتَّقوا قُرابَ الْمُؤمن وقُرابتَه أَي فِراسَتَه فإِنه يَنظُر بِنور الله) . قَالَ: والقُراب: الْقَرِيب. والقَرب: الْبِئْر الْقَرِيبَة المَاء، فَإِذا كَانَت بعيدَة المَاء فَهِيَ النَّجاء. وَأنْشد: ينهضنَ بالقوم عليهنّ الصُّلُبْ مُوكَّلاتٍ بالنَّجاء والقَربْ يَعْنِي الدلاء، وَالْعرب تَقول: تقاربتْ إبلُ فلَان، أَي: أدبرتْ، وَقلت: وَقَالَ حَندلٌ الطُّهوي: غَركِ أَن تقاربتْ أباعِري وَأَن رأيتِ الدَّهْر ذَا الدَّوَائِر والقِربة وَجَمعهَا قِرب من الأساقيّ. وَمن أمثالهم: (الفِرار بقُرابٍ أَكيس) يَقُول: الْفِرَار قبل أَن يُحاط بك أَكيس لَك. وَيُقَال: لَو أنّ فِي قُرابِ هَذَا ذَهَبا؛ أَي: مَا يُقَارب مِلأه. وَفِي الحَدِيث: (إِذا تقَارب الزمانُ لم تكد رُؤْيا الْمُؤمن تكذب) . معنى تقَارب الزَّمَان: اقتراب السَّاعَة. يُقَال للشَّيْء إِذا ولّى وَأدبر قد تقَارب. وتقارب الزَّرْع: إِذا دنا إِدْرَاكه. وَيُقَال للرجل الْقصير: مُتَقَارب ومتآزف. الْأَصْمَعِي: إِذا رفعَ الفرسُ يَدَيْهِ مَعًا وَوَضعهمَا مَعًا فَذَلِك التَّقْرِيب. وَقَالَ أَبُو زيد: إِذا رجَمَ الأرضَ رَجماً فَهُوَ التَّقْرِيب، يُقَال: جَاءَنَا تُقرب بِهِ فرسُه. وَقَالَ الله جلّ وَعز: {الصَّالِحَاتِ قُل لاَّ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى} (الشورى: 23) ، أَي: إِلَّا أنْ تَوَدني فِي قَرَابَتي، أَي: فِي قَرَابَتي مِنْكُم، وَيُقَال: فلانٌ ذَا قَرابتي وَذُو قَرابةٍ مني، وَذُو مَقربة وَذُو قُربى مني. قَالَ الله جلّ وَعز: { (مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ} (الْبَلَد: 15) ، وَجَائِز أَن تَقول: فلانٌ قَرابتي بِهَذَا الْمَعْنى وَالْأول أَكثر. قَالَ: والقرقَبَة: صَوت البَطْن. والمقَارب: الطُّرق. رقب: قَالَ اللَّيْث: رَقَبَ الإنسانَ يرقَبُ رِقْبَةً ورِقْباناً، وَهُوَ أَن يَنتظره. ورقيب الْقَوْم: حارِسهم، وَهُوَ الَّذِي يُشرف على مَرقَبةٍ ليحرسهم. ورقيب الميسر: الموكَّل بالضَّرِيب. وَيُقَال: الرَّقِيب اسْم السهْم الثَّالِث. وَقَالَ أَبُو دُوَادٍ الإياديّ: كمقَاعد الرُّقَباءِ للضُ رَباءِ أَيْديهم نواهِدْ وَقَول الله جلّ وَعز: {وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِى} (طه: 94) ، مَعْنَاهُ: لم تنْتَظر قولي.

قَالَ: والترقُّب: تَنظر شَيْء وتوقُّعُه. قَالَ: والرقيب: الحفيظ. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (مَا تَعُدّون فِيكُم الرَّقوب؟) قَالُوا: الَّذِي لَا يَبْقى لَهُ ولد. قَالَ: بل الرّقُوب الَّذِي لم يقدِّم من وَلَده شَيْئا. قَالَ أَبُو عبيد: وَكَذَلِكَ مَعْنَاهُ فِي كَلَامهم إِنَّمَا هُوَ على فَقْد الْأَوْلَاد. وَقَالَ صخرُ الغَيّ: فَمَا إِنْ وَجْدُ مِقْلاتٍ رَقُوبٍ بواحِدِها إِذا يَغْزُو تضِيفُ قَالَ أَبُو عبيد: فَكَانَ مذْهبه عِنْدهم على مصائب الدُّنْيَا فجَعَلها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على فَقْدِهم فِي الْآخِرَة، وَلَيْسَ هَذَا بخلافِ ذَاك فِي الْمَعْنى، ولكنّه تَحْويل الْموضع إِلَى غَيره نَحْو حَدِيثه الآخر: (إِن المحْرُوبَ مِنْ حُرِبَ دينَه) . وَلَيْسَ هَذَا أَن يكون مَن سُلِب مَاله لَيْسَ بمحروب. وَقيل: الرّقوب: النَّاقة الَّتِي لَا تَدْنُو إِلَى الْحَوْض مَعَ الزِّحام، وَذَلِكَ لكرمها. حَكَاهُ أَبُو عبيد. وَقَالَ اللَّيْث: الرَّقَبة: مؤخّر أصل العُنُق. والأرقَب الرَّقَبانيّ: الغليظ الرقَبة. وَيُقَال للأَمة الرَّقَبانيّة رَقْباء، لَا تُنعَت بِهِ الحُرّة. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: يُقَال: رجل رَقَبانٌ ورقبانيّ أَيْضا، وَلَا يُقَال للْمَرْأَة رَقَبانيّة. وَقَالَ الله فِي آيَة الصَّدَقات: {وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِى الرِّقَابِ} (التَّوْبَة: 60) . قَالَ المفسّرون: (وَفِي الرّقاب) هم المكاتَبون وَلَا يُبتدأ مِنْهُ مَمْلوك فيُعتَق. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: أعتَقَ اللَّهُ رقبتَه، وَلَا يُقَال: أعتَقَ اللَّهُ عُنقَه. والرَّقيب: ضَرْبٌ مِن الحيّات خَبِيث والجمْع الرَّقيبات والرُّقُب. وَقَالَ شمر: المَرْقَبة هِيَ المَنظرة فِي رَأس جَبَل أَو حِصْن، وَجمعه مراقب. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: المَراقب: مَا ارْتَفع من الأَرْض. وَأنْشد: ومَرْقبَةٍ كالزُّجّ أشرفْتُ رأسَها أُقَلِّبُ طرفِي فِي فضاءِ عريضِ وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي العُمْرَى والرُّقْبَى: (إِنَّهَا لمن أُعمِرَها ولِمن أُرقِبَها ولوَرثتهما من بعدهمَا) . قَالَ أَبُو عبيد: حدّثني ابْن عُلَيَّة عَن حجّاج أَنه سَأَلَ أَبَا الزبير عَن الرُّقْبى فَقَالَ: هُوَ أَن يَقُول الرجل للرجُل وقذ وَهَب لَهُ دَارا: إِن متَّ قَبْلي، رجعَتْ إليّ، وإنْ متُّ قبلَك فَهِيَ لَك. قَالَ أَبُو عبيد: وأصل الرُّقْبى من المراقبة، كأنَّ كلَّ وَاحِد مِنْهُمَا إِنَّمَا يَرْقُب موت صاحبِه. أَلا ترى أَنه يَقُول: إنْ مُتَّ قَبْلي

رجعَتْ إليّ، وإنْ مُتُّ قبلَك فَهِيَ لَك، فَهَذَا ينبئك عَن المراقبة. قَالَ: وَالَّذِي كَانُوا يُرِيدُونَ من هَذَا أَن يتفضَّل عَن صَاحبه بالشَّيْء فيستمتع بِهِ مَا دَامَ حيّاً، فَإِذا مَاتَ الموهوبُ لم يَصِل إِلَى ورثته مِنْهُ شَيْء، فَجَاءَت سنّةُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بنَقْضِ ذَلِك، أَنه من ملك شَيْئا حياتَه فَهُوَ لوَرثَته من بعد مَوته. قَالَ: وَجَاءَت فِي هَذَا الْبَاب آثارٌ كَثِيرَة وَهِي أصلٌ لكلِّ من وَهَب هِبَةً وَاشْترط فِيهَا شرطا، أنَّ الْهِبَة جَائِزَة، وَأَن الشَّرْط بَاطِل. وَيُقَال: أرقبتُ فلَانا دَارا، وأعمَرْتُه دَارا: إِذا أعطيتَه إيّاها بِهَذَا الشَّرْط فَهُوَ مرقَب وَأَنا مُرْقِب. وَيُقَال: ورِثَ فلانٌ مَالا عَن رِقْبَةٍ، أَي: عَن كلالَةٍ، لم يَرِثه عَن آبَائِهِ. ووَرِثَ مجداً عَن رِقْبَة: إِذا لم يكن آباؤه أمجاداً. وَقَالَ الكُميْت: كانَ السَّدَى والنَّدَى مجداً ومكرمةً تِلْكَ المَكارِمُ لم يُورَثْن عَن رِقَبِ أَي: وَرِثَها عَن دُنًى فدُنًى مِن آبَائِهِ، وَلم يَرثْها من وراءُ وراءُ. ورَقيبُ الثريّا: رأسُ الإكليل. وَأنْشد الْفراء: أحقّاً عبادَ الله أنْ لست لاقياً بُثينَةَ أَو يَلقَى الثُّريّا رَقيبُها وَسمعت المنذريّ يَقُول: سمعتُ أَبَا الْهَيْثَم يَقُول: الإكليل: رَأس الْعَقْرَب. وَيُقَال: إنَّ رَقِيب الثُّريّا من الأنواء الإكليل، لِأَنَّهُ لَا يَطلُع أبدا حَتَّى تغيب، كَمَا أَن الغَفْر رقيبُ الشَّرَطَين لَا يَطلع الغَفْر حَتَّى يغيبَ الشَّرَطان، وكما أَن الزُّبانَيَيْن رقيبُ البُطَين لَا يَطلُع أَحدهمَا أبدا إلاّ بِسُقُوط صَاحبه وغَيْبوبته فَلَا يلقى أحدُهما صاحبَه. وَكَذَلِكَ الشَّوْلَة رقيبُ الهَقْعة، والنَّعائم رقيبُ الهَنْعة. والبَلْدة رَقِيب الذِّراع. وَقَالَ اللَّيْث: المُراقَبة فِي أَجزَاء الشّعْر عِنْد التجزئة بَين حرفين، هُوَ أَن يَسقُط أحدُهما ويَثبُت الآخر، وَلَا يَسقُطان جَمِيعًا وَلَا يَثبُتان جَمِيعًا، وَهُوَ فِي مَفاعيلُن الَّتِي للمضارع لَا يجوز أَن يتمّ، وَإِنَّمَا هُوَ مفاعيلُ أَو مَفَاعِلُنْ. قَالَ: ورقيبُ الْجَيْش: طليعتهم. ورقيب الرجل: خَلَفُه مِن وَلَدِه أَو عشيرته. ورقيب كلِّ شَيْء: آخِره، حَتَّى قَالُوا: رَقِيب الغُبار. قَالَ عديّ بن زيد يصف فرسا اتبع غبارَ الْجَيْش: كأنَّ ريِّقَهُ شؤبوبُ غادية لما تقفّى رَقِيب النَّقع مُسطارا أَي: تبع آخر النَّقْع. برق: قَالَ اللَّيْث: البَرَق: دخيلٌ فِي الْعَرَبيَّة،

وَقد استعملوه، وجمعُه البِرْقان. الأصمعيّ: بَرَقتِ السماءُ ورَعَدتْ، وبَرَقَ الرجلُ يَبرقُ ورَعَد يَرْعُد: إِذا تَهَدَّدَ. وَقَالَ ابْن أَحْمَر: مَا جَلّ مَا بَعُدتْ عليكَ بلادُنا وطِلابُنا فابرُق بأرضِك وارعُدِ قَالَ أَبُو نصر: وسمعتُ من غير الأصمعيّ أبْرَقَ وأرْعَدَ، أَي: تهدَّد. قلت: وَهَذَا قَول أبي عُبَيْدَة، وَكَانَ الأصمعِيّ يُنكره وَيَقُول: بَرَق ورَعَد. واحتجّ أَبُو عُبَيْدَة بقول الْكُمَيْت: أبرِقْ وأرْعِدْ يَا يزي دُ فَمَا وَعيدُك لي بضائرْ وكلُّهم يَقُول: أَرْعدنا وأَبْرَقْنا بمَكَان كَذَا وَكَذَا، أَي: رَأينَا البرقَ والرَّعدَ. وأبرقَ الرجلُ بِسَيْفِهِ يُبرِق: إِذا لمعَ بِهِ. وَيُقَال للناقة إِذا تلقَّحَتْ وليستْ بِلاقح: قد أبرقتْ، وناقةٌ مُبْرِق، ونوقٌ مَباريق. وَيُقَال أَيْضا: ناقةٌ بَروق: إِذا شالت بذَنَبها. وَيُقَال للسلاح إِذا رأيتَ بَريقَه: رأيتُ البارقة. وَيُقَال: مَا فعلتِ البارقةُ الَّتِي رأيتَهَا البارحة؟ يَعْنِي السحابةَ الَّتِي يكون فِيهَا بَرْق. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {الْقِيَامَةِ فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ} (الْقِيَامَة: 7) . قَالَ الْفراء: قَرَأَ عاصمٌ وَأهل الْمَدِينَة بَرِق بِكَسْر الرَّاء، وَقرأَهَا نافعٌ وحدَه: (فَإِذا بَرَقَ) بِفَتْح الرَّاء من البَرِيق، أَي: شَخَصَ، وَمن قرأَ برِق فَمَعْنَاه فزع. وَقَالَ طرَفة: فنفْسك فانْعَ وَلَا تَنْعَنِي وداوِ الكُلُوم وَلَا تَبرق يَقُول: لَا تفزعْ من هَول الْجراح الَّتِي بك. قَالَ: وَمن قرأَ برقَ يَقُول: فتَح عَيْنَيْهِ من الفَزَع. وبرقَ بصَرُه أَيْضا كَذَلِك. وَقَالَ الأصمعيّ: بَرِقَ السِقاءَ يَبْرق برَقاً، وَذَلِكَ إِذا أَصَابَهُ الحرُّ فيذوبُ زُبْدُه ويتقطَّع فَلَا يجْتَمع، يُقَال: سِقاءٌ بَرِق. وَقَالَ اللِّحياني: حبْلٌ أبرق لسوادٍ فِيهِ وَبَيَاض. وَيُقَال للجبَل أبرقُ، لبُرْقة الرمل الَّذِي تَحْتَهُ. وَقَالَ الأصمعيُّ: الأبرق والبرقاء: حجارةُ رملٍ مختلطة. وَكَذَلِكَ البُرْقَةُ. وَقَالَ غَيره: جمعُ البُرقة بُرَق، وجمعُ الأبرَق أبارِق، وجمعُ البرقاء بَرْقاوَات، وتُجمع البُرْقة بِراقاً أَيْضا. شمِر عَن ابْن الْأَعرَابِي: الأبرق: الجَبل مخلوطاً برَمْل، وَهِي البُرْقة، وكلُّ شَيْئَيْنِ خلطا من لونين فقد بُرِقا. وبرَّقْتُ رأسَه بالدُّهْن. قَالَ شمر: وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: البُرْقة ذاتُ حجارَةٍ وتراب، وحجارتُها الْغَالِب عَلَيْهَا

الْبيَاض، وفيهَا حجارةٌ حُمْرٌ وسود، والتُّراب أبيضُ أعْفَر، وَهُوَ يَبرُق لَك بلونِ حجارتها وتُرابها، وَإِنَّمَا برَّقَها اخْتلافُ ألوانها، وتُنبِتُ أسنادُها وظهرُها البقْلَ والشجَر نباتاً كثيرا، يكون إِلَى جَنبها الروضُ أَحياناً. اللحياني: يُقَال: من الغنَم أبرَق وبَرقاء للْأُنْثَى، وَمن الدوابّ أَبلَق وبلْقَاء للأُنثى، وَمن الْكلاب أَبقَع وبَقْعاء. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: إِذا أَدَمْتَ الطعامَ بدَسَمٍ قليلٍ قلتَ: برقْتُه أبرُقُه بَرقاً. وَقَالَ اللِّحياني مثلَه. وَقَالَ: البُرْقة: قلَّة الدَّسم فِي الطَّعَام. قَالَ: وَيُقَال: أَبرَقَ الرجل: إِذا أَمَّ البرقَ أَي قَصَده. ومرَّتْ بِنَا اللَّيْلَة سحابةٌ برّاقةٌ وبارِقة. وَقَالَ اللَّيْث: برَّق فلَان بِعَيْنيهِ تبريقاً، إِذا لأْلأ بهما من شدّة النّظر. وَأنْشد: وطفِقَت بعينِها تَبْريقا نحوَ الأميرِ تبتغِي تطليقا والبُرَاقُ: دابّة الْأَنْبِيَاء. وَقَالَ اللِّحياني: إبريقٌ: إِذا كَانَت برَّاقة. قَالَ: وأبرقت الْمَرْأَة وبرّقَت: إِذا تحسَّنَتْ وتعرّضت. وَأما قَول ابْن أَحْمَر: تعلَّقْتَ إبْرِيقاً وعَلَّقْتَ جَعْبَة لتَملِك حَيّاً ذَا زُهاءٍ وجامِلِ فإنَّ بَعضهم قَالَ: الإبريقِ السَّيْف هَا هُنَا، سمِّي بِهِ لبَريقه. وَقيل: الإبريق هَا هُنَا قَوسٌ فِيهَا تَلاَمِيعُ. والإبريق أَيْضا إِنَاء، وجمعُه أَباريق. والبَرْوَق: نبت مَعْرُوف، تَقول الْعَرَب: أشْكَرُ من بَرْوَق) وَذَلِكَ أنَّه يخضرّ بِأَدْنَى النَّدَى يَقع من السَّمَاء. وَيُقَال للعين بَرْقاء لسواد الحَدقة مَعَ بَيَاض الشَّحْمة. وَقَالَ ابْن السكِّيت: قَالَ أَبُو صاعد: البَرِيقة، وجمعُها برائِقُ، وَهِي اللَّبَنُ يُصَبُّ عَلَيْهِ إهالةٌ وسمنٌ. وَيُقَال: ابرقُوا الماءَ بزَيت، أَي: صُبُّوا عَلَيْهِ زَيْتاً قَلِيلا. وَقد برَقوا لنا طَعَاما بزيتٍ وسمنٍ، وَهِي التباريق. وَيُقَال للجراد إِذا كَانَ فِيهِ بياضٌ وَسَوَاد بُرْقان. وَقَالَ المُؤرِّج: بَرَّق فلَان تبريقاً: إِذا سَافر سفرا بَعيدا، وبرَّق مَنزله، أَي: زيَّنه وزَوَّقه. وبرَّق فلانٌ فِي الْمعاصِي: إِذا لَجَّ فِيهَا. وبرَّق بِي الأمرُ، أَي: أعيا عليَّ. أَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: عمِل رجلٌ عملا فَقَالَ لَهُ بعضُ أَصْحَابه: برّقتَ وعرَّقتَ: قَالَ معنى برَّقتَ: لوّحت بشيءٍ لَيْسَ لَهُ مِصْداق.

وعرْقتَ: أقللتَ. وَأنْشد: لَا تملأ الدَّلوَ وعرِّق فِيهَا ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: البُرْق: الضِّباب. والبُرْق: الْعين المُنْفَتِحَة. وَيُقَال: (لكلِّ دَاخل بُرقة) ، أَي: دَهْشَة. والبَرْق: الدَّهَش. ربق: قَالَ اللَّيْث: الرِّبْق: الْخَيط، الْوَاحِدَة رِبْقَة. وَفِي الحَدِيث: (مَنْ فعل كَذَا فقد خَلع رِبقةَ الْإِسْلَام من عُنقه) . وشاةٌ مَرْبوقةٌ وشاةٌ مُرَبَّقَةٌ. ثَعْلَب عَن سَلَمة عَن الفراءِ يُقَال: (لقِيت مِنْهُ أُمَّ الرُّبَيْق على وُرَيْقٍ) . وَيُقَال: أريَق، وَهِي الداهية. وَقَالَ اللَّيْث: أُمُّ الرُّبَيْق من أَسماء الحَرب والشدائد. وَقَالَ الراجز: أُمُّ الرُّبَيق والوُرَيق الأزنَم وَقال غَيره: تُجمَع الربْقَة رِبَقاً. وَرُوِيَ عَن حُذَيْفَة أَنه قَالَ: (من فَارق الْجَمَاعَة قِيد شِبْر فقد خلع رِبْقَةَ الْإِسْلَام من عُنُقه) . قَالَ شمر: قَالَ يحيى بن آدم: أرادَ برِبْقة الْإِسْلَام عَقْدَ الْإِسْلَام. قَالَ: وَمعنى مفارقةَ الْجَمَاعَة: تركُ السُّنَّة واتِّباع الْبِدْعَة. قَالَ: والرِّبقَةُ: نَسْجٌ من الصُّوف الْأسود عرضُه مثل عَرض التِّكَّةَ وَفِيه طريقةٌ حمراءُ من عِهْنٍ تُعَقَّد أطرافُها، ثمَّ تعلّق فِي عُنق الصبيّ وتُخْرج إِحْدَى يَدَيْهِ مِنْهَا كَمَا يُخْرِج الرجُل إِحْدَى يَدَيْهِ من حَمائل السَّيْف. وَإِنَّمَا يعلِّق الرِّبقَ الأعرابُ فِي أَعْنَاق صبيانهم من الْعين. والرِّبْق أَيْضا مَا يُربَّق بِهِ الشاةُ، وَهُوَ خَيْطٌ يثنى حَلْقَةً ثمَّ يُجعَل رأسُ الشَّاة فِيهِ، ثمَّ يشدُّ، سمعتُ ذَلِك مِن أَعْرَاب بني تَمِيم. وَيُقَال: رَبَّق الرجُل أثناءُ حَبْلِه، ورَبَّق أرباقةً، إِذا هَيَّأَها للبَهْم. وَمِنْه قَوْلهم: رَمَّدَت المِعْزَى فرَبِّق رَبِّق وَقد جَعل زُهيرٌ الجوامِعَ رِبَقاً، فَقَالَ يَمدح رجُلاً: أشمُّ أَبيَضُ فيّاضٌ يفكِّكُ عَن أَيدي العُناةِ وَعَن أَعْناقها الرِّبقا بقر: رَوَى الْأَعْمَش عَن المِنهال بن عَمْرو، عَن سعيد بن جُبَير، عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ: بَيْنَمَا سليمانُ فِي فلاةٍ إِذْ احْتَاجَ إِلَى المَاء، فَدَعَا الْهُدْهُد فبَقَر الأرضَ، فأَصابَ الماءَ، فَدَعَا الشياطينَ فسَلخُوا مواضعَ المَاء، كَمَا يُسْلخُ الإهاب؛ فَخرج المَاء. قَالَ شمِر فِيمَا قرأْتُ بخطِّه: معنى بقَر: نظَر مَوضِع المَاء، فَرَأى المَاء تَحت الأَرْض، فأَعلم سُلَيْمَان حَتَّى أَمر بحَفره.

وَقَوله: فسَلخوا، أَي: حَفَروا حَتَّى وَجَدوا الماءَ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عدنان عَن أبي نُباتَة: المُبَقِّر: الَّذِي يَخُطُّ فِي الأَرْض دَائِرَة قَدْرَ حافر الفَرس، وتُدْعى تِلْكَ الدائرة البَقرة. وَأنْشد غَيره: بهَا مِثل آثارِ المُبَقِّر ملعبُ وَقَالَ الأصمعيّ: بقَّر القومُ مَا حَولهمْ، أَي: حَفَروا واتَّخذوا الرَّكايا. وبقَّر الصِّبيان يبقِّرون: إِذا لَعِبوا البُقَّيْرَى. وَقَالَ اللَّيْث: البُقَّار: تُرَاب يجمعونه بِأَيْدِيهِم ثمَّ يجْعَلونه قُمَزاً قُمَزاً، والقُمز كَأَنَّهَا صوامعُ، وَهِي البُقّيْرَى. وَأنْشد: نِيطَ بحَقْوَيْها خَمِيسٌ أقمرُ جَهْمٌ كبُقَّار الْوَلِيد أَشعَرُ وَكَانَ يُقَال لمُحَمد بن عليِّ بن الْحُسَيْن: (الباقر) لأنَّه بَقَر العِلْم وعرَفَ أصلَه واستنبطَ فَرعَه، وأصل البَقْر الشّقُّ وَالْفَتْح، أظنّه مأخوذاً من بقر الهدهد لِسُلَيْمَان من تَحت الأَرْض. وَيُقَال لَهُ الباقر والقُناقِن والعرَّاف. ورُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنَّه (نَهَى عَن التَبقُّر فِي الْأَهْل وَالْمَال) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: يُرِيد الكثْرة والسَّعَة. قَالَ: وأصل التَّبقُّر التوسّع والتفتّح، وَمِنْه قيل: بَقَرْتُ بطنَه، إنّما هُوَ شققته وفتحتُه. قَالَ أَبُو عبيد: وَمن هَذَا حَدِيث أبي مُوسَى حِين أَقبلت الفِتنةُ بعد مَقْتَل عثمانَ، فَقَالَ: (إنّ هَذِه الفتنةَ باقرةٌ كداءِ البَطْن لَا يُدْرَى أنَّى يُؤتَى لَهُ) ، إِنَّمَا أَرَادَ أنّها مُفْسِدَةٌ للدِّين، مفرِّقة بَين النَّاس ومشتّتَة أَمرهم. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: بَقِر الرجُل يَبقر بقرًا وبقْراً، وَهُوَ أَن يَحْسَر فَلَا يكادُ يُبصر. قلت: وَقد أنكر أَبُو الْهَيْثَم فِيمَا أَخْبرنِي عَنهُ المنذريّ قَوْله: (بَقْراً) بِسُكُون الْقَاف. وَقَالَ: الْقيَاس بَقَراً على فعلا، لأنّه لَازم غير وَاقع. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ قَالَ: البَقيرة أَن يُؤخَذ بُرْد فيُشقّ، ثمَّ تُلقيه الْمَرْأَة فِي عُنُقها من غير كُمين وَلَا جَيْب. وَقَالَ أَبُو نصر: قَالَ الْأَصْمَعِي: رَأَيْت فلَان بَقَرا وبقِيرا وباقُورة وباقِراً وبواقِر، كلّه جمعُ الْبَقر. وأنشدني ابْن أبي طرفَة: فسكّنتهُمْ بالقَول حتَّى كَأَنَّهُمْ بواقرُ جُلْحٌ أسكَنتها المراتعُ وَقَالَ غَيره: يُقَال لجَماعَة البَقَر بَيْقورٌ أَيْضا. وَأنْشد: سَلَعٌ مَا مِثلُه عشرٌ مَا عائلٌ مَا وعالت البَيْقورا وَيُقَال: جَاءَ فلانٌ يجرّ بَقرةً، أَي: عيالاً.

وَقَالَ اللَّيْث: الباقر: جمَاعَة البَقَر مَعَ راعيها، وَكَذَلِكَ الجامل جماعَةُ الْجمال مَعَ راعيها. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: بَيْقَر الرجل: إِذا هَاجر من أرضٍ إِلَى أَرض. وَأنْشد: بأنَّ امْرأ الْقَيْس بن تملكَ بَيْقرا قَالَ: وَيُقَال: بَيْقر: إِذا أَعْيا. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: بَيْقَر: إِذا تحير. وبَيْقر: خَرج من بلد إِلَى بَلَد. وبَيقر: إِذا شَكَّ. وبَيقَر: إِذا حَرَص على جَمْع المَال والحشَم. وَمِنْه التبقُّر الَّذِي جَاءَ فِي الْخَبَر، وَهُوَ الحِرص على جمع المَال. ومَنعه. وبيْقر: إِذا مَاتَ. وروى شمر عَنهُ أنّه قَالَ: البَيْقَرة: الْفساد. قَالَ: وبيقَر الرجلُ فِي مالِه: إِذا أسرَع فِيهِ. وروى عَمْرو عَن أَبِيه: البَيْقَرةُ: كَثْرَة المَال وَالْمَتَاع. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: بَيْقَر الرجل فِي العَدْوِ: إِذا اعتَمَد فِيهِ. وبَيْقر الدّارَ: إِذا نزلها واتخذها مَنزِلاً. وبيْقَرَ فِي مالِه: إِذا أفسَدَه. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي: وَقد كَانَ زيدٌ والقعودُ بأرضه كراعي أناسٍ أَرْسلُوهُ فبيقرا قَالَ: البيقرة: الْفساد. وَقَوله: (كراعي أنَاس) ، أَي: ضيّع غَنَمه للذئب. أَبُو نصر عَن الأصمعيّ: بَيْقر الفرسُ: إِذا خامَ بيَدِه، كَمَا يَصْفِن برجْله. قبر: قَالَ اللَّيْث: القبْر: مَدْفن الْإِنْسَان. والمقبَر: المصدَر والمقبَرةُ: الْموضع. والمقبرُ أَيْضا: مَوضِع القبْر. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر يُقَال: مَقبرَة ومَقبُرة. وَقَالَ ابْن السكّيت مثله. وَهُوَ المقبريّ والمقْبُري. سَلمَة عَن الْفراء فِي قَوْله: {يَسَّرَهُ ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ} (عبس: 21) ، أَي: جَعَله مقبوراً وَلم يَجعله ممّن يُلقى للطير وَالسِّبَاع، وَلَا مِمَّن يُلقى فِي النَّواويس، كأنَّ الْقَبْر مِمَّا أكرِم بِهِ الْمُسلم. قَالَ: وَلم يَقُلْ فقَبَره، لِأَن القابرَ هُوَ الدافن بيَدِه، والمقبِر هُوَ الله، لِأَنَّهُ صَيّره ذَا قَبْر، وَلَيْسَ فعلُه كَفعل الآدميّ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: قَبَره: إِذا دَفَنه. وأقبَرَه: إِذا أَمر إنْسَانا بحَفَر قَبْر. وَقَالَ الزّجاج: أقبَرَه: جَعل لَهُ قَبراً يُوارَى فِيهِ. وقَبَره: دفَنَه. وَقَالَ اللَّيْث: الإقبال: أَن يهيىء لَهُ قَبْراً وينزله منزله. وَقَالَ ابْن السّكيت: أقبرتُه، أَي: صيّرْتُ لَهُ قبراً يدفَن فِيهِ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: قَالَت بَنو تميمٍ للحجّاج، وَكَانَ قَتَل صَالحا وصَلَبَه (أقبِرنا

صَالحا) وَقد قبرته: إِذا دَفَنته. عَمْرو عَن أَبِيه: جَاءَ فلَان رامعاً قبرَّاه ورامعاً أنفَه: إِذا جاءَ مُغضَباً وَمثله: جَاءَنَا فخا قِبراهُ؛ ووارِماً خَوْرَمتَه. وَأنْشد: لما أَتَانَا رامعاً قِبِرّاه لَا يعرِف الحقَّ وَلَيْسَ يهْواهْ ورُوي عَن ابْن عبّاس أنَّه قَالَ: (إنَّ الدَّجّال وُلد مَقبوراً) . قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: معنى قَوْله: وُلد مقبوراً لِأَن أمّه وضعتْه وَعَلِيهِ جِلْدة مُصْمَتة لَيْسَ فِيهَا شَقٌّ وَلَا ثَقب؛ فَقَالَت قابلتُه؛ هَذِه سِلْعَةٌ وَلَيْسَ وَلَداً، فَقَالَت أمّه: بل فِيهَا ولد، وَهُوَ مَقبور فِيهَا، فشقُّوا عَنهُ، فاستهلّ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: القَبيرة: تَصْغِير القِبرة، وَهِي رَأس القَنْفاء. والقِبّراة أَيْضا: طَرَف الْأنف، تُصغَّر قُبَيْرة. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: نخلةٌ قَبور وكَبوس، وَهِي الَّتِي يكون حَملها فِي سَعَفها. وأرضٌ قبورٌ: غامضة. وَيُقَال: للقنْبُرة قُبُّرَة وقُبَّرٌ. ق ر م قمر، قرم، رقم، رَمق، مرق، مقرّ: مستعملات. قرم: الحرّاني عَن ابْن السّكيت يُقَال: قَرَم يَقرِم قَرْماً: إِذا أكل أكلا ضَعِيفا. وَيُقَال: هُوَ يتقرَّم تقرُّمَ البهمة. أَبُو عبيد عَن أبي زيد يُقَال للصبيّ أول مَا يَأْكُل: قد قَرَم يقرِم قَرْماً وقُروماً. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَرِمتُ إِلَى اللَّحْم أقرَم قَرَماً. وقَرَمت البَهْمةُ: إِذا تناوَلتْ. وَقَالَ الفرّاء: السَّخْلة تقرِم قَرْماً: إِذا تعلمت الأكلَ. وَقَالَ عديّ: سكَبَتْ فِي كلِّ عامٍ ودقَها فَظِباءُ الرّوض يَقْرمِن الثمرْ ابْن السكّيت: أقرمْتُ الفحلَ فَهُوَ مُقرم، وَهُوَ أَن يوَدِّع للفِحْلة من الْحمل والرُّكوب. وَهُوَ القَرْم أَيْضا. وَفِي حديثٍ رَوَاهُ دُكين بن سَعِيد قَالَ: أمرَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عُمر أَن يزوِّد النعمانَ بن مقرِّن المزنيّ وَأَصْحَابه، ففَتَح غرْفَةً لَهُ فِيهَا تمرٌ كالبعير الأقرم. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: لَا أعرف الأقرَم وَلَكِنِّي أعرف المقرَم، وَهُوَ الْبَعِير المكرَّم الَّذِي لَا يُحمل عَلَيْهِ وَلَا يذلَّل، وَلَكِن يكون للفحلة. قَالَ: وَإِنَّمَا سمِّي السيِّد الرئيس من الرِّجَال المقرَم لِأَنَّهُ شبِّه بالمقرَم من الْإِبِل لعظم شَأْنه وَكَرمه عِنْدهم. وَقَالَ أَوْس بن حجر: إِذا مقْرَم منا ذرا حدُّ نابه تخمَّط فِينَا نَاب آخر مُقرَم قَالَ: وَأما المقروم من الْإِبِل فَهُوَ الَّذِي بِهِ

قُرمة، وَهِي سِمَةٌ تكون فَوق الْأنف تسلخ مِنْهَا جلدَة، ثمَّ تجمع فَوق أنفِه، فَتلك القُرْمة، يُقَال مِنْهُ: قرمتُ البعيرَ أَقرِمُه. قَالَ: وَيُقَال للقُرْمة أَيْضا القِرام. وَمثله فِي الْجَسَد الجُرفَة. وَقَالَ اللَّيْث: هِيَ القُرمة والقَرْمة لُغَتَانِ، وَتلك القِطعة الَّتِي قطعتها هِيَ القُرامة. قَالَ: وَرُبمَا قرموا من كِركِرَته وأذنِه قُرامات يُتبلَّغ بهَا فِي القَحْطِ. قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي فِي كتاب (المَمْدود والمقصور) : جَاءَ على فَعَلاء: يُقَال لَهُ سَحَناء، أَي: هَيْئَة. وَله ثأداء، أَي: أمَة. قَالَ: وقَرَماء: اسْم أَرض. وَأنْشد: على قَرَماءَ عاليةٍ شَواه كأنَّ بَيَاض غُرّته خِمارُ كُتب عَنهُ بِالْقَافِ. وَكَانَ عندنَا فرماء بِمصْر فَلَا أَدري قرماء أَرض بِنَجْد وفرماء بِمصْر. المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: فِي السِّمات القرمة، وَهِي سمة على الْأنف لَيست بحزّ ولكنّها جرفة للجلد ثمَّ يتْرك كالبعرة، فَإِذا حُزّ الْأنف حزّاً فَذَلِك الْفقر. يُقَال: بعير مفقور ومقروم ومجدوف. وَمِنْه ابْن مقروم الشَّاعِر. وَفِي حَدِيث عَائِشَة: أنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخلَ عَلَيْهَا وعَلى الْبَاب قِرامُ سِتْر. قَالَ أَبُو عبيد: القِرام: السِّتْر الرَّقِيق، فإِذا خِيط فصارَ كالبيْت فَهُوَ كلّة. وَأنْشد بَيت لبيد يصف الهودَج: مِن كلِّ مَحْفُوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّهُ زَوجٌ عَلَيْهِ كِلّةٌ وقِرامُها وَقَالَ اللَّيْث: القِرام: ثوبٌ من صوفٍ فِيهِ ألوانٌ من العِهْن، وَهُوَ صَفيق يُتَّخذ سِتراً. قَالَ: وأمَّا المِقْرَمَة فَهِيَ المِحْبَس نفسُه يُقْرم بِهِ الفِراش. أَبُو عبيد عَن أَبي زيد، مَا فِي حَسَب فلَان قُرامة وَلَا وصْم، وَهُوَ العَيْب. قَالَ: وَقَالَ الْفراء: القُرامة: مَا التَزَقَ مِن الْخُبز بالتَّنُّور. وكلُّ مَا فسرْتَه عَن الْخُبز فَهُوَ القُرامة. قَالَ: وَقَالَ الكسائيّ: المُقَرقَم: البطيء الشَّباب. وَقَالَ الراجز: أَشْكو إِلَى الله عِيالاً دَرْدَقا مُقَرقَمِينَ وعجوزاً سَمْلَقا وَقَالَ أَبُو سعيد فِي تَفْسِير قَوْله: عَلَيْهِ كِلةٌ وقِرَامُها قَالَ: القِرام: ثوبٌ من صُوف غليظ جدّاً يُفْرش فِي الهَوْدَج ثمَّ يُجعل فِي قَوَاعِد الهَوْدَج أَو الغَبيط. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: القَرم: الجِداء الصِّغار. والقَرم: صغَار الْإِبِل. والقَزَم بالزاي: صغَار الغَنَم، وَهِي

الحَذَف. رقم: قَالَ اللَّيْث: الرَّقْم والترقيم: تعجيم الْكتاب: {سِجِّينٌ كِتَابٌ مَّرْقُومٌ} (المطففين: 9) ، أَي: قد بُيّنَتْ حُروفه بعلاماتها من التنقيط. قَالَ: والتاجر يَرْقُم ثَوبَه بسِمَته. والمرقوم من الدوابّ: الَّذِي يكون على أَوظفته كَيَّاتٌ صغَار، فكلّ واحدةٍ مِنْهَا رَقْمة، ويُنْعَت بهَا الْحمار الوحشيُّ لسوادٍ على قوائمه. والرَّقَم: خَزٌّ موشَّى، يُقَال: خَزُّ رَقْم، كَمَا يُقَال بُرْدُوشى. والرقمتان: شِبه ظُفْرين فِي قَوَائِم الدابَّة مُتَقَابلين. والرَّقَمة: نبتٌ مَعْرُوف يُشبه الكَرِش. شمر عَن ابْن شُمَيْل: الأرقَمُ حيَّةٌ بَين الحيّتين مُرقَّمٌ بحُمرة وَسَوَاد وكُدْرة وبُغْثة. وَقَالَ الأصمعيّ: الأرقم من الحيّات الَّذِي فِيهِ سوادٌ وَبَيَاض. وَقَالَ رجل لعمر: (مَثَلي كَمثل الأرقم، إِن تقتُله ينقِم، وَإِن تتركه يَلْقَم) . وَقَالَ شمر: الأرقم من الحيّات: الَّذِي يشبه الجانَّ فِي اتِّقاءِ النَّاس من قَتْله، وَهُوَ مَعَ ذَلِك من أَضْعَف الحيّات وأقلّها غَضبا، لأنَّ الأرقم والجانّ يُتَّقى فِي قَتلهمَا من عُقوبة الجِنّ لمن قَتلهمَا، وَهُوَ قَوْله: (إِن يُقتل ينقِم) ، أَي يثأر بِهِ. وَقَالَ ابْن حبيب: الأرقم أَخبث الحيّات وأطلبها للنَّاس. وَقَالَ ابْن المظفَّر: يُقَال للذّكر (من الحيّات) أَرقم، وَلَا يُقَال للْأُنْثَى رَقْماء، وَلكنهَا رَقْشاء. قَالَ: والأرقم: إِذا جعلتَه نَعْتاً. قلتَ أَرقَش، وَإِنَّمَا الأرقم اسمُه. والأراقم: قومٌ من ربيعَة، سُمُّو الأراقم تَشْبِيها لعيونهم بعيون الأراقم من الحيّات. وَقَالَ اللَّيْث: التَّرقيم من كَلَام ديوَان أهل الخَراج. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: جاءَ فلانٌ بالرَقِم الرَّقْماء، كَقَوْلِهِم: بالداهية الدَهْياء. وَأنْشد: تمرّسَ بِي من حَيْنِهِ وأنَّا الرقِمْ يُرِيد الداهية. وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ} (الْكَهْف: 9) . قَالَ: هُوَ لوحُ رَصَاصٍ كُتبت فِيهِ أنسابُهم وأسماؤهم ودِينُهم ومِمَّ هَرَبوا؟ . وَقيل: الرَّقيم: اسمُ الْقرْيَة الَّتِي كَانُوا فِيهَا. وَقيل: إِنَّه اسْم الْجَبَل الَّذِي فِيهِ الْكَهْف. حدّثنا ابْن هاجك عَن عَليّ بن جُحرِ عَن شريك عَن سماك بن حَرْب عَن عِكرمة، قَالَ: سَأَلَ ابْن عباسٍ كَعْبًا عَن الرّقيم، قَالَ: هِيَ الْقرْيَة خَرجُوا مِنْهَا. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس فِي قَوْله جلّ وعزّ:

{سِجِّينٌ كِتَابٌ مَّرْقُومٌ} (المطففين: 9) وَمَعْنَاهُ: كتابٌ مَكْتُوب. وَأما الْمُؤمن فإنَّ كِتَابه يَجْعَل فِي عِلِّيِّين فِي السَّماء السَّابِعَة. وأَمّا الْكَافِر فَيجْعَل كتابُه فِي السِّجِّين وأَسفلِ الأَرْض السَّابِعَة. وأَنشد: سأرقُمُ فِي الماءِ القَراحِ إِلَيْكُم على بُعدِكم إِن كَانَ للْمَاء راقمُ أَي: سأكتب. سَلَمة عَن الْفراء قَالَ: الرَّقيمة: المرأَة الْعَاقِلَة البَرْزَة الفَطِنة. وَيُقَال: فلانٌ يَرْقُمُ فِي المَاء يضْرب مَثَلاً للرجل الفَطِن الْعَاقِل. والمُرقِّم والمرقِّن: الْكَاتِب، وَقَالَ: دارٌ كرَقْم الكاتبِ المرقِّن والرقمُ: الْكِتَابَة. وَقيل: المرقِّن الَّذِي يحلِّق حَلَقاً بَين السطُّور، كترقين الخِضاب. وَيُقَال للرجل: إِذا أسرفَ فِي غَضبه وَلم يقتصد: طَمَا مِرقَمُك، وجاشَ مَرقَمُك، وغَلا وطَفَح وفاضَ وارتفَع، وقَذَف مِرقَمُك. وَيُقَال للنُّكتتين السّودَاوَين على عَجُزَي الْحمار: الرَّقْمتان، وهما الجاعِرَتان. والرَّقْمتان: رَوْضتان بِنَاحِيَة الصَّمان، ذكرهمَا زُهير فَقَالَ: ودارٌ لَهَا بالرّقْمَتين كَأَنَّهَا مَراجِيعُ وَشْمٍ فِي نواشِرِ مِعصمِ وَقيل: رَقمةُ الْوَادي: مجتَمع مَائه فِيهِ. قَالَ الْفراء: عَلَيْك بالرَّقمة ودَع الضَّفّة. ورقمةُ الْوَادي: حَيْثُ المَاء. وضَفَّتَاه: ناحيتاه. مرق: أَبُو عبيد عَن أبي زيد: أمرقتُ القِدْر فَأَنا أُمرقُها إمراقاً: إِذا أكثرتَ مَرقَها. قَالَ: وَقَالَ الْفراء: مَرقْتُها أمرُقها: إِذا أكثَرتَ مَرقَها. سَلمَة عَن الْفراء: سَمِعت بعض الْعَرَب يَقُول: أطعَمنا فلانٌ مَرقةَ مَرقين يُرِيد اللحمَ إِذا طُبخ، ثمَّ طُبخ لحمٌ آخر بذلك المَاء. وَهَكَذَا قَالَ ابْن الْأَعرَابِي. وَقَالَ اللَّيْث: المَرق: جمع المَرقة. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين ذكر الْخَوَارِج فَقَالَ: (يَمْرُقُونَ من الدِّين كَمَا يَمرُق السهْم من الرميَّة) . قَالَ اللَّيْث: المروق: الْخُرُوج من شيءٍ من غير مَدخله. والمارقة: الَّذين مَرقوا من الدِّين لغلوِّهم فِيهِ. وَقد مَرقَ السهمُ مِن الرَّميَّة، وأمرقْتُه أَنا إمراقاً. وَيُقَال للَّذي يُبدِي عَورتَه: امَّرق يَمرَّق وَقد مَرِقَت الْبَيْضَة مَرقاً، ومَذِرت مَذَراً: إِذا فسدتْ فَصَارَت مَاء. قَالَ: والامتراق: سرعَة المروق وَقد امترقَت الحمامةُ من الوَكْر.

قَالَ: والمريق: شحمُ العُصفر. قَالَ: وَبَعْضهمْ يَقُول: هِيَ عربيّة مَحْضَة. وبعضٌ يَقُول: لَيست بعربيّة. وَأنْشد الباهليّ: يَا لَيْتَني لكِ مِئزَرٌ متمرق بالزّعفرانِ لبسته أيّاما وَقَالَ الْمَازِني: متمرق مصبوغ بالزعفران. ومتمرق: مصبوغ بالمريق وَهُوَ العُصفر. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: المرق: الطعْن بالعَجلة. والمرق: الذِّئاب الممعَّطة؛ والمِرق: الصُّوف المنفش؛ يُقَال: أَعْطِنِي مِرقةً، أَي: صوفة. والمَرَق: الإهاب الَّذِي عُطِن فِي الدِّباغ وَتُرِك حَتَّى أنتن وتمرط. وَمِنْه قَوْله: ساكناتُ العَقيقِ أشهى إِلَى النَّف س من السّاكناتِ دونَ دِمشقِ يتضوّعْن لَو تضمّخن بالمِسْ ك صُماحاً كَأَنَّهُ رِيحُ مرقِ وَقد مَرَقْت الإهابَ مَرْقاً فامَّرق امِّراقاً. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: المُراقة: مَا انتتف من الجِلد المَعْطُوف، وَهُوَ الَّذِي يُدفَن ليسترخي. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: المُراقة والمُراطة: مَا سَقط من الشَّعر. أَبُو عبيد قَالَ الْفراء: الممرق من الغِناء: الَّذِي يغنّيه السَّفِلة وَالْإِمَاء. وَيُقَال: للمغنِّي نفسِه: الممرِّق. وَقَالَ شمر: المُرُوق: سرعَة الْخُرُوج من الشَّيْء، مَرَق الرجلُ مِن دِينه، ومَرَق من بَيته. وامتَرَقَ وامَّرَق من بطن أمّه. والمارِق: العِلم النَّافِذ فِي كل شَيْء لَا يتعوَّج فِيهِ. رَمق: قَالَ اللَّيْث: الرَّمَق: بقيّة الْحَيَاة. وَيُقَال: رَمَّقوه وهم يُرمّقونه بشيءٌ، أَي: قَدْرَ مَا يمْسِك رَمَقه وَيُقَال: مَا عَيشُه إِلاّ رُمْقَةٌ ورِماق. وَقَالَ رؤبة: مَا وَجْزُ معروفِك بالرِّماقِ وَمَا مُواخاتَك بالمِذاق أَي: الَّذِي لَيْسَ بمحضِ خَالص. والرِماق: الْقَلِيل. والترميق: العَمَلُ يعمله الرجل لَا يحسِنُه، وَقد يتبلَّغ بِهِ. وَيُقَال: رَمِّقْ على مَزادتيك، أَي: رُمَّهما مَرَمّة تتبلّغ بهما. وَقَالَ أَبُو عبيد: المُرْمَقُّ من العَين: الدُّون

الْيَسِير. وَقَالَ الْكُمَيْت بن زيد يذكرهُ: تُعالج مُرْمَقّاً مِن العَيش فانِياً لَهُ حارِكٌ لَا يَحمِل العِبْءَ أجزَلُ أَنْشدني المنذريّ لأوس بن حجر: صبوتَ وَهل تصبو ورأسُك أشيَبُ وفاتتك بِالرَّهْنِ المرامِق زينبُ قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الرَّهْن المرامَق ويروى: المُرامِق، وَهُوَ الرَّهن الَّذِي لَيْسَ بموثوق بِهِ. وَهُوَ قلب أَوْس. والمرامَق: الَّذِي بآخر رمَق. وفلانٌ يرامقُ عيشَه، أَي: يُداريه. فارقته زَيْنَب وَقَلبه عِنْدهَا فأوسٌ يرامقه، أَي: يداريه. وَيُقَال: رقمتُه ببصري ورامقْته: إِذا أتبعْتَه بصرَك تتعمّده وَتنظر إِلَيْهِ وتَرقُبه. وَقَالَ اللَّيْث: الرمَق والرامَج هُوَ المِلواح الَّذِي يُصاد بِهِ الْبَازِي والصَّقر؛ وَهُوَ أَن يؤتَى ببُومة فيُشَدّ فِي رِجْلها شَيْء أسوَد، ويخاط عَيناهَا ويُشَدّ فِي سِبَاقَيْها خيطٌ طَوِيل، فَإِذا وَقع عَلَيْهَا الْبَازِي صَاده الصيّاد مِن قُترته. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: ارْمَقَّ الإهابُ ارمِقاقاً: إِذا رَقَّ؛ وَمِنْه ارمِقاق العَيش. وَأنْشد غَيره: وَلم يَدبُغُونا على تِحْلِىء فيرْمَقُّ عيشٌ ولَم يُغْمِلوا المُرْمَقُّ: الْفَاسِد من كل شَيْء. والرُّمَّق: الضَّعيف من الرِّجَال. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: حَبْلٌ مُرْماقٌ: ضَعِيف. قَالَ: والرُّمُق: الحَسَدة، واحدهم رامِق ورَمُق. والرُّمُق: الْفُقَرَاء الَّذين يتبلّغون بالرِّماق، وَهُوَ القَليل من الْعَيْش. قمر: قَالَ اللَّيْث: القَمَر: الَّذِي فِي السَّمَاء، وضوءُه القَمْراء، وليلةٌ مقمِرة. وَيُقَال: أقمَرَ التَّمرُ: إِذا لم ينضَجْ حتَّى يُصِيبهُ البَرْد، فتَذهب حلاوته وطعمُه. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: قَمِر المَاء والكَلأ: إِذا كَثُر. وقَمِر الرجل: أرِقَ فِي القَمَر فَلم يَنَم. وقَمِر الرجل أَيْضا: إِذا حارَ بصرُهُ فِي الثَّلج فَلم يُبصِر. وقَمرتِ الْإِبِل: إِذا تَأَخّر عَشاؤها. وَقَالَ الْأَصْمَعِي قمِرتِ القِربة تَقْمَر قَمراً: إِذا دخل المَاء بَين الأدَمة والبَشَرة فأصابها قضاءٌ وَفَسَاد. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للَّذي قَلَصَتْ قُلْفَته حَتَّى بدا رأسُ ذَكَرِه عضَّه القَمَر. وَأنْشد: فذاكَ نِكْسٌ لَا يَبِضُّ حَجَرُه مُخرَّق العِرْض جديدٌ مِمطرُه فِي ليل كانونٍ شَدِيد خَصَرُه عَضَّ بأطراف الزُّبانَى قَمَرُه

قَالَ: يَقُول: هُوَ أقلف لَيْسَ بمختون إلاّ مَا نَقص مِنْهُ الْقَمَر وسبّه قُلفته بالزُّبانَى وَقيل مَعْنَاهُ: أنّه ولد وَالْقَمَر فِي الْعَقْرَب، فَهُوَ مشؤوم. والعَرَب تَقول: استرعيتُ مالِيَ القَمر: إِذا تركتَه هَمَلاً لَيْلاً بِلَا راعٍ يحفظه. واسترعيتُه الشَّمسَ: إِذا أهملتَه نَهَارا. وَقَالَ طَرْفة: وَكَانَ لَهَا جارانِ قابُوسُ مِنْهُمَا وبِشْر وَلم أستَرعِها الشمسَ والقَمرْ أَي: لم أُهمِلْها. قَالَ: وَأَرَادَ البَعيث هَذَا الْمَعْنى بقوله: بحَبْل أَمِير الْمُؤمنِينَ سَرَحْتُها وَمَا غَرّني مِنْهَا الْكَوَاكِب والقَمر وأمَّا قَول الْأَعْشَى: تَقَمَّرها شَيْخ عِشاءً فأصبحتْ قُضاعيّةٌ تَأتي الكَواهِن ناشِصا قَالَ أَبُو عَمْرو: تَقَمَّرها: أَتَاهَا فِي القَمْراء. وَقَالَ شمر: قَالَ ابنُ الأعرابيّ: تقمرها: تزوّجَها وذهبَ بهَا وَكَانَ قلبُها مَعَ الْأَعْشَى فَأَصْبَحت تَأتي الكواهنَ تَسْأَلهُمْ: مَتى النجاةُ مِمَّا وَقعت فِيهِ وَمَتى الالتقاء. وَقَالَ الأصمعيّ: تَقَمَّرَها: طَلَب غِرَّتَها وخَدَعها؛ وأصلُه من تَقمُّر الصّياد الظبَاءَ والطّيرَ بِاللَّيْلِ: إِذا صادها فِي ضَوء النَّار فتَقمَرُ أَبصارُها فتُصاد. وَقَالَ أَبُو زُبَيدٍ يصف الأسَدَ: وراحَ على آثارهمْ يتقمَّرُ أَي: يتَعَاهَد غِرَّتهم. وكأَنَّ القِمار مَأْخُوذ من الخِداع. يُقَال: قامَرَه بالخِداع فقَمَره. وَقَالَ اللَّيْث: القُمْرة: لَوْن الْحمار الوحْشي، وَهُوَ لونٌ يَضرب إِلَى خُضْرة. قَالَ: والقَمْراءَ: دُخَّلةٌ من الدُّخَّل. والقُمْرِيّ: طَائِر يشبه الْحمام والقُمْرُ البِيض. وسحابٌ أقمَر. وَأنْشد: سَقَى دَارَها جَوْنُ الرَّبابةِ مُخْضِلٌ يَسُحُّ فَضِيضَ الماءِ مِن قَلَعٍ قُمْرِ وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم أنّه قَالَ: يسمَّى القَمَر لليلتين من أوّل الشَّهْر هلالاً، ولليلَتين من آخِره ليلةَ سِتّ وَسبع وَعشْرين هِلالاً، ويسمَّى مَا بَين ذَلِك قَمَراً. وَفِي الحَدِيث أنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكر الدّجّال فَقَالَ: (هِجانٌ أقْمَر) . قَالَ القُتيبيّ: الْأَقْمَر: الْأَبْيَض الشَّديد الْبيَاض. وَيُقَال للسحاب الَّذِي يشْتَد ضوءُه لِكَثْرَة مَائه: أقمر. وأَتانٌ قَمْرَاء، أَي: بَيْضَاء. وَيُقَال: إِذا رأيتَ السحابةَ كأَنها بطنُ أتان قَمْرَاءَ فَذَلِك الجَوْد. أَبُو زيد: يُقَال فِي مَثَل: (وضعتُ يَدِي بَين

باب القاف واللام

إِحْدَى مقمورتَين، أَي: بَين إِحْدَى شَرَّتين. مقرّ: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: المَقِر: الصَّبِر نفسُه. وَكَذَلِكَ الأمويّ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: المَقِر: هُوَ شجر مُرٌّ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو الْحسن الأعرابيُّ: المُمْقِر: الحامض، وَهُوَ المقِر أَيْضا بيِّن المقَر. وَقَالَ اللَّيْث: المَقْر: إنْقاع السّمَك المالِح فِي المَاء، تَقول: مَقَرْتُه فَهُوَ مَمْقُور. وَقَالَ ابْن السكّيت: أمْقَر الشيءُ فَهُوَ مُمْقِر: إِذا كَانَ مُرّاً. وَيُقَال: للصَبِر المَقِر. وَقَالَ لبيد: مُمْقِرٌ مُرٌّ على أعدائه وعَلى الأدنَينَ حُلوٌ كالعَسَلْ وَيُقَال: مَقَرَ عنقَه فَهُوَ يَمقُرُها: إِذا دقّها. وَيُقَال: سَمَك ممقور، وَلَا تقل منقور. قلت: والسَّمَك الممقور: الَّذِي يُنقَع فِي الخلّ والمِلح، فَيَجِيء مِنْهُ صِباغٌ يؤتدم بِهِ. وَقَالَ اللَّيْث: المُمْقِر من الرَّكايا: القليلة المَاء. قلت: هَذَا تَصْحِيف، وَالصَّوَاب المُنْقُر بِضَم الْمِيم وَالْقَاف، وَقد مرّ تَفْسِيره فِي بَابه. وَقَالَ أَبُو زيد: المُزّ والمُمْقِر: اللَّبن الحامض الشَّديد الحُموضة. وَقد أمقرَ إمقاراً. وَقَالَ أَبُو مَالك: المزّ: الْقَلِيل الحُموضة وَهُوَ أطيب مَا يكون. المُمْقِر: الشَّديد المرارة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي، يُقَال: سَمَك مَمْقور، أَي: حامض. وَيُقَال: سَمَك مَلِيح ومملوح ومالح لُغَة أَيْضا. قَالَ: والمُمْقَرُّ: الرجل الناتىء العِرْق. وَأنْشد: نَكَحتْ أُميمةُ عَاجِزا ترِعِيّةً مُشَّقِّقَ الرجْلين مُمْقَرَّ النَّسَا (بَاب الْقَاف وَاللَّام) ق ل ن اسْتعْمل من وجوهه: لقن، نقل، قُلْنَ، (قالون) . لقن: قَالَ اللَّيْث: اللَّقَن: إِعْرَاب لَكِن، وَهُوَ شبِيه طَسْت من الصُّفْر. قَالَ: واللَّقَن: مصدَرُ لَقِنْتُ الشيءَ، أَي: فَهمتُه ألقَنُه لَقَناً. وَقد لقّنني فلانٌ كلَاما تلقيناً، أَي: فهَّمني

مِنْهُ مَا لم أفهَم، وَقد لقِنْتُه وتلقّنتُه. اللحيانيّ: هِيَ اللَّقانة واللَّقَانِيَة، واللَّحانة واللّحانِيَة، والتَّبانَةُ والتَّبانِيَةُ، والطَّبانَةُ والطَبانِيَة، معنى هَذِه الْحُرُوف وَاحِد. وَقَالَ اللَّيْث: مَلْقَن: اسْم مَوضِع. نقل: قَالَ اللَّيْث: النَّقْل: تَحْويل شيءٍ من مَوضِع إِلَى مَوضِع. والنُّقلْة: انْتِقَال الْقَوْم من مَوضِع إِلَى مَوضِع. قَالَ: والنَّقَل مَا بَقي من الْحِجَارَة إِذا قُلِع جَبَلٌ وَنَحْوه. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: النّقَل: الْحِجَارَة كالأثافِيّ والأفهار. والفَرَس يناقِلُ فِي جَرْيه: إِذا اتَّقى فِي عَدْوِه الْحِجَارَة. وَقَالَ جرير بن الخَطَفَي: من كلّ مشترِفٍ وإنْ بَعُد المدَى ضَرِمِ الرِّقاقِ مُناقل الأجرالِ وَأَرْض جَرِلة: ذَات جَراول وغلَظ وحجارة. وَقَالَ اللَّيْث: المَنْقل: طَرِيق مُخْتَصر. والمَنْقَلة: مَرْحلة مِن مَنازل السَّفَر. والمناقل: المراحل. وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود: (مَا من مصلَّى لامرأةٍ أفضلُ من أشدِّ مكانٍ فِي بَيتهَا ظلْمة، إلاَّ امْرَأَة قد يئستْ من البُعولة، فِي مَنْقَليْها) . وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأمويّ: المنْقَل: الخُفّ، وَأنْشد لِلكمَيْت: وَكَانَ الأباطحُ مِثل الإرِينَ وشُبّه بالحِفْوة المنْقَل قَالَ أَبُو عبيد: وَلَوْلَا أنَّ الرِّوَايَة وَالشعر اتَّفقا على فتح الْمِيم مَا كَانَ وجهُ الْكَلَام فِي المنْقل إلاَّ كسر الْمِيم. وَقَالَ ابْن بُزُرج: المنقَل فِي شعر لبيد: الثنيّة. قَالَ: وكلُّ طَرِيق مَنْقَل. وَأنْشد: كلاَ ولاَ ثمَّ انتعلنا المَنْقَلا قِتْلَين مِنْهَا نَاقَة وجَمَلا عَيْرانةً وَمَا طِلِيّاً أفْتَلاَ قَالَ: وَيُقَال للخُفّين المنْقَلان، وللنَّعلين: المنْقَلان. ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للخُفِّ المِنْدَل والمِنْقل بِكَسْر الْمِيم فِيهَا. شمر عَن ابْن الأعرابيّ: أرضٌ نقِلة: فِيهَا حِجَارَة، وَالْحِجَارَة الَّتِي تنقلها قَوَائِم الدَّابَّة من مَوضِع إِلَى مَوضِع نقِيل. قَالَ جرير: يُناقلنَ النَّقيلَ وهُنَّ خوصٌ بِغُبْر البيدِ خاشعة الجروم وَقَالَ غَيره: يَنقُلن نقيلهنّ، أَي: نعالهنّ.

وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: المناقلة هِيَ الثَّعلبية، وَهِي التقريبُ الْأَدْنَى، وَذَلِكَ حِين تَجْتَمِع يَدَاهُ وَرجلَاهُ. قَالَ: وللمناقلة مَوضِع آخر، أَن يفعل مَا يفعل الآخر يناقله. وَقَالَ حميد يذكر عيرًا وعانته: ضرائرٌ لَيْسَ لهنّ مَهرُ تأنيفُهن نَقَلٌ وأَفْرُ والنَّقْل: عَدْوُ ذوِي الِاجْتِهَاد. سَلمَة عَن الْفراء: نَعْلٌ مُنْقَلةٌ مُطرَقة؛ فالمُنقَلة: المرقوعة، والمطرَقة: الَّتِي أُطبق عَلَيْهَا أُخْرَى. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: أنْقلْتُ الخُفّ ونقّلتُه: إِذا أصلحتَه. قَالَ: وَقَالَ غَيره: النَّقائل واحدتها نَقِيلة، وَهِي رقاع النِعال، وَهِي نَعْلٌ منْقلة. وَقَالَ الأصمعيّ: فإِن كَانَت النَعْل خَلَقاً قيل: نِقْل وجمعهُ أنقال. وَقَالَ شمر: يُقَال: نَقْل ونِقْل. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: نَعْل نَقْل. قَالَ: وسمعتُ نُصَيراً يَقُول لأعرابيّ: ارفَعْ نَقْلَيْك، أَي: نَعْلَيْك. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس أنّه قَالَ: النّقْل: الَّذِي يُتنقَّل بِهِ على الشَّرَاب، لَا يُقَال إِلَّا بِفَتْح النُّون. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: النِقال: نِصالٌ من نِصال السِّهَام، الْوَاحِدَة نَقْلة. ورجلٌ نَقِيل: إِذا كَانَ فِي قومٍ لَيْسَ مِنْهُم. قَالَ: ونواقل الْعَرَب: من انْتقل من قبيلته إِلَى قَبيلَة أُخْرَى فانتمى إِلَيْهَا، وَقَالَ الْأَعْشَى: غدَوْتُ عَلَيْهَا قُبَيل الشروق إِمَّا نِقالاً وَإِمَّا اغْتمارا قَالَ بَعضهم: النِقال: مُناقَلة الأقداح، يُقَال: شَهِدْتُ نِقال بني فلَان، أَي: مجلسَ شرابهم، وناقلتُ فلَانا، أَي: نازَعتُه الشَّرَاب. والنَّقَل مِن ريشات السِّهام: مَا كَانَ على سهمٍ ثمَّ نُقِل إِلَى سهمٍ آخر. يُقَال: لَا تَرِشْ سهمِي. بنقَلٍ بِفَتْح الْقَاف. وَقَالَ الْكُمَيْت يصف صائداً وأَسْهُمَه: وَأقدُحٍ كالظُّباتِ أنصُلُها لَا نَقَلٌ رِيشُها وَلَا لَغَبُ أَبُو عبيد: النّقَل: المُناقَلة فِي الْمنطق. رجلٌ نَقِل، وَهُوَ الْحَاضِر الْمنطق وَالْجَوَاب. وَأنْشد للبيد: وَلَقَد يَعلمُ صَحْبي كلُّهم بَعِدَانِ السَّيف صَبرِي ونَقَلْ أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: المُنَقَّلة من الشِجاج وَهِي الَّتِي يَخرج مِنْهَا فَراشُ الْعِظَام، وَهِي قشرة تكون على الْعظم دون اللَّحْم. شمر عَن ابْن الأعرابيّ: شَجّةٌ مُنَقَّلةٌ بيِّنة

التنقيل، وَهِي الَّتِي يخرج مِنْهَا كِسرُ العِظام. وَقَالَ عبد الْوَهَّاب بن جَنْبة: المنقّلة الَّتِي تُوضح العَظمَ من أحد الْجَانِبَيْنِ وَلَا تُوضِحه من الْجَانِب الآخر. قَالَ: وسمِّيت منقَّلة لِأَنَّهَا يُنقل جانبُها الَّتِي أوضحَتْ عظمَه بالمِرْوَد. والتّنقيل أَن يُنقل بالمروَد ليَسمَع صوتُ العَظْم لأنَّه خفيّ، فَإِذا سُمِع صوتُ العَظْم كَانَ أَكثر لنَذْرِها. النّذْر: الْأَرْش، وَكَانَت مثل نِصف الموضِحة. قلت: وَكَلَام الْفُقَهَاء على مَا حكى أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ، وَهُوَ الصَّوَاب. وَقَالَ اللَّيْث: النّقَل: سرعةُ نَقْل القوائم وفرسٌ مِنْقَل، أَي: ذُو نَقَل وَذُو نِقال. وفَرَس نَقَّال: سريع النّقْل للقوائم. والتنقيل مثل النَّقَل. وَقَالَ كَعْب: لهنَّ من بَعدُ إرقالٌ وتنقيلُ والناقلة من نواقل الدَّهْر الَّتِي تَنقُل قوما من حَال إِلَى حَال. والنواقل من الْخراج: مَا يُنقل من خراج قَرْيَة أَو كُورة إِلَى كُورة. وَيُقَال: سمعتُ نَقَلةَ الْوَادي، وَهُوَ صوتُ السّيْل. قَالَه أَبُو زيد وَغَيره. ابْن السّكيت: النَقيلة: الرقْعة يُرْقَع بهَا خُفّ الْبَعِير ويُرقَع النّعْل. وَيُقَال للرجل: إنَّه ابنُ نَقيلة لَيست من الْقَوْم، أَي: غَرِيبَة. (قُلْنَ) قالون: رُوِي عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ أَنه سَأَلَ شريحاً عَن امْرَأَة طُلِّقَتْ، فذكرتْ أنَّها حَاضَت ثَلَاث حَيضاتٍ فِي شهر وَاحِد. فَقَالَ شُريح: إِن شَهِدَ ثلاثُ نسوَةٍ من بطانة أَهلهَا أنَّها كَانَت تحيض قبل أَن طُلقت فِي كلِّ شهرٍ كَذَلِك فالقولُ قَوْلهَا. فَقَالَ عَليّ كرم الله وَجهه: (قالون) . قَالَ غير واحدٍ من أهل الْعلم: قالون بالرومية: أصبْتَ. ق ل ف قلف، قفل، لقف، لفق، فلق، فَقل: مستعملات. قلف: قَالَ اللَّيْث: القَلَف: مصدر الأقلف. والقَليفة: الجُلَيْدة. والقَلْف: جَزْم اقتلاع الظُفْر من أَصله، واقتطاع القلْفة من أَصْلهَا، وَأنْشد: يقتلف الْأَظْفَار عَن بَنانِه وَقَالَ أَبُو مَالك: القِلَّف والقِنَّف وَاحد، وَهُوَ الغِرْيَن والتِّقْن: إِذا يَبِسَ. وَيُقَال لَهُ: غِرينٌ: إِذا كَانَ رَطْباً. وَنَحْو ذَلِك قَالَ الْفراء: ومثلهُ حِمَّص وقِنَّب، وَرجل خِنّب: طَوِيل. وَقَالَ النَّضر: القَلْف: الْجلَال المملوءة تَمْراً، كل جُلَّة مِنْهَا قَلْفة، وَهِي المقلُوفة أَيْضا، وثلاثُ مَقْلوفات، كلُّ جُلّة مَقْلوفة، وَهِي الجِلال البَحْرانية. قَالَ: واقتلفْتُ من فلانٍ أَربع قَلَفَات وأربعَ مقلُوفات، وَهُوَ أَن تَأتي الجُلَّة عِنْد الرجل فيأخذها بقولِه

مِنْهُ وَلَا تكيلها. لقف: اللَّيْث: اللَّقْف: تَناوُل الشَّيْء يُرمَى بِهِ إِلَيْك. تَقول: لقَّفَني تلقيفاً فلقِفْتُه والتقَفْتُه. ورجلٌ لَقْف ثَقْف، أَي: سريع الفَهم لما يُرمَى إِلَيْهِ من كلامِ بِاللِّسَانِ، وسريعُ الْأَخْذ لما يُرمَى إِلَيْهِ بِالْيَدِ. وَقَالَ العجاج: مِن الشمالِيلِ وَمَا تَلَقَّفا يصف ثوراً وحشيّاً وحَفْرَه كِناساً تَحت الأرطاة وتلقَّفَه مَا ينهار عَلَيْهِ ورَمْيهُ بِهِ. وَقَالَ ابْن السّكيت فِي بَاب فَعْل وفَعَل باخْتلَاف الْمَعْنى: اللَّقفِ، مصدرُ لقِفْتُ الشيءَ أَلقَفُه لَقْفاً: إِذا أَخذتَه فأكلتَه أَو ابتلعته. وَيُقَال: رجل ثَقْف لَقْفِ: إِذا كَانَ ضابطاً لما يحويه قَائِما بِهِ. ورَوَى أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: إنّه لثَقْف لَقْف، وثَقِف لَقِف، وَثَقِيف لَقيف، بيِّن الثَّقافة واللَّقافة. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {فَإِذَا هِىَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ} (الْأَعْرَاف: 117) ، وقرىء: (فَإِذا هِيَ تَلَقَّف) . قَالَ الفرّاء: لقِفْتُ الشيءَ أَلقَفُه لَقْفاً ولَقَفاناً، قَالَ: وَهِي فِي التَّفْسِير تبتلع. أَبُو عبيد: الحوضُ اللقِّيف: الملآن. وَقَالَ شمر: قَالَ أَبو عَمْرو الشيبانيّ: اللقيف: الْحَوْض الَّذِي لم يُمْدَر وَلم يُطيَّن، فالماء ينْفجِر من جوانبه. وَقَالَ الأصمعيُّ: هُوَ الَّذِي يتلجّف من أَسفله فيَنهار وتَلجُّفه: أَكلُ المَاء نواحيَه. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: اللقيف من الملآن أشبهُ مِنْهُ بالحوض الَّذِي لم يُمْدَر يُقَال: لقِفْتُ الشيءَ ألقَفُه لَقْفاً فَأَنا لاقِف ولَقيف، فالحَوْض لَقِفَ المَاء فَهُوَ لاقف ولَقيف. قَالَ: وَإِن جعلتَه بِمَعْنى مَا قَالَ الْأَصْمَعِي أنَّه تلجَّف وتَوَسّع ألجافُه حَتَّى صَار المَاء مجتمعاً إِلَيْهِ فامتلأت ألجافُه كَانَ حَسَناً. وَقَالَ اللَّيْث فِي اللقيف مثل قَول أبي عَمْرو. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: كَمَا يتهدمُ الحوضُ اللَّقِيفُ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: التلقيف: أَن يخبط الفرسُ بيدَيْهِ فِي اشتقاقه لَا يقلُّهما نحوَ بَطْنه. قَالَ: والكَرْوُ مثل التلقيف. وَقَالَ أَبُو خرَاش: كَأبي الرَّماد عظيمُ القِدْر جفنَته عِنْد الشّتاء كَحوض المنْهِل اللقفِ هُوَ مثل اللَّقيف. وَقَالَ أَبُو وَجْزَة: قد شاع فِي النَّاس فِيمَا يذكران بِهِ وَهِي الْأَدِيم وأنَّ الحوضَ قد لقفا شمر عَن ابْن شُمَيْل: إِنَّهُم ليُلقِّفونَ الطعامَ، أَي: يَأْكُلُونَهُ، وَلَا تَقول يتلقّفونه. وَأنْشد:

إِذا مَا دعيتم للطعام فلقِّفوا كَمَا لقفَتْ زُبٌّ شآميَّةٌ حُرْدُ والتلقيف: شدَّة رفعِها يدَها كَأَنَّهَا تمدُّ يَداً، وَيُقَال: تلقيفُها: ضربُها بأيديها لبّاتِها، يَعْنِي الجِمالَ فِي سَيرهَا. فلق: قَالَ الله جلّ وعزّ: {} (الفلق: 1) . قَالَ الْفراء: الفَلَق: الصُّبح، يُقَال: هُوَ أبيَنُ من فَلق الصُّبْح وفَرَق الصُّبْح. وَقَالَ الزجَّاج: الفَلق: بَيَان الصُّبح. قَالَ: وَقيل: الفَلق: الخَلْقُ. قَالَ الله تَعَالَى: {فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى} (الْأَنْعَام: 95) ، وكَذلك فَلقَ الأرضَ بالنّبات، والسَّحاب بالمطر، وَإِذا قلتَ الخَلْقَ تَبيّنَ لَك أَن أَكْثَره عَن انفلاق، فالفَلق: جميعُ الْمَخْلُوقَات. وفَلقُ الصُّبح من ذَلِك. ثَعْلَب عَن عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الفَلق: جهنّم، والفَلق: الصُّبْح. والفَلق: بَيَان الحقّ بعد إِشْكَال. وَقَالَ الأصمعيّ: الفَلق: المطمئنُّ من الأَرْض بَين المرتفعين. وَأنْشد: وبالأُدم تُحدى عَلَيْهَا الرحالُ وبالشَّوْل فِي الفَلق العاشبِ والفَلق: المِقْطرة أَيْضا. الحرَّاني عَن ابْن السّكيت قَالَ: الفَلْق: مصدَرُ فلقتُ أفلِقُ فَلْقاً. وسمعتُ ذَاك مِن فَلْق فِيهِ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الفُلوق: الشُّقوق، وَاحِدهَا فلَق محرّك. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: وَاحِدهَا فَلْق، وَهُوَ أصوَبُ مِن فَلق. وَقَالَ ابْن السّكيت: الفِلق: الداهية. وَأنْشد: إِذا عَرَضَتْ داوِيَّةً مُدْلهمّةٌ وغَرَّدَ حادِيها فَرَيْنَ بهَا فِلقا أَي: عَمِلن بهَا داهيةً مِن شدّة سَيرهَا. ابْن الْأَنْبَارِي: أَرَادَ عمِلن بهَا سيراً عَجَباً. والفِلق: العجَب. قَالَ: والفِلق: الْقَضِيب يُشَق فيُعمل مِنْهُ قَوْسان، فَيُقَال لكلِّ وَاحِدَة فِلق. أَبُو نصر، يُقَال: كَانَ ذَلِك بفالق كَذَا وَكَذَا، للمنحدِر بَين رَبْوَتين. وَيُقَال: مَرَّ يَفتَلِق بالعَجَب، أَي: يَأْتِي بالعَجَب. وَيُقَال: أفلَق فلانٌ الْيَوْم وَهُوَ يُفلِق: إِذا جَاءَ بعَجَب. أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: جَاءَنَا بعُلَق فُلق، وَقد أعلقْتَ وأَفلقْتَ، وَهِي الداهية أَيْضا. وَقَالَ غَيره: أعطِني فِلقةَ الجَفْنة وفِلق الجَفْنة، وَهُوَ أحد شِقَّيها إِذا انفلقَتْ. وفالق: اسْم مَوضِع.

وَقَالَ اللَّيْث: فَلقتُ الفُسْتُقة وغيرَها فانفَلقَتْ. والفِلقة: كِسْرة مِن خبز وشاعر مُفْلِق: يَجِيء بالعجائب فِي شِعره. وَرجل مِفلاق دنيٌّ رذلٌ قَلِيل الشَّيْء. والفَليق: عِرْق فِي العَضُد. وَقَالَ غَيره: الفَليق: مَا بَين العِلْباوين، وَهُوَ أَن ينفلق الوَتر بَين العِلباوَين، وَلَا يُقَال فِي الْإِنْسَان. وَأنْشد: فَلِيقُها أجرَدُ كالرمْحِ الضلِعْ وَقيل: الفَليق: هُوَ المطمئنُّ فِي بَاطِن عُنُق الْبَعِير. والفَيْلَق: الْجَيْش الْعَظِيم. قَالَ الكُميت: فِي حَوْمَة الفَيْلق الجأواءِ إِذْ نزلَتْ قسْرٌ وهيضَلُها الخشخاشُ إِذْ نزلُوا وَقَالَ النَّضر: الفَلقة فِي عَدو الْبَعِير مثل الرّبَعة، يُقَال: افتلق الْجمل فَلقةً. وَيُقَال: يَا للفليقة وَيَا لللأفيكة إِذا جاءَ بِشَيْء مُنكر. اللحياني: كلّمني فلَان من فَلق فِيهِ وفِلق فِيهِ، وَالْفَتْح أَكثر. قَالَ: وَيُقَال: خلّيتُه بفالق الوَرْكاء، وَهِي رملةٌ، وَيُقَال: كَأَنَّهُ فلاقَة آجُرَّة، أَي: قِطْعَة. وَيُقَال: فَلقَتِ النَّخلة: إِذا انشقت عَن الكافور، وَهُوَ الطَّلْع، وَهِي نخلةٌ فالق ونخْلٌ فُلَّق، وَيُقَال: قُتِل فلَان أفلق قِتْلة، أَي: أشدَّ قِتلة. وَمَا رأيتُ سيراً أفلق مِن هَذَا، أَي: أَبعَدَ. وفُلاق الْبَيْضَة: مَا تَفَلّق مِنْهَا. وسمعتُ أَعْرَابِيًا يَقُول للبنٍ كَانَ محقوناً فِي السِّقاء، فضرَبه حرُّ الشمسِ فتقطَّع: إِنَّه للبنٌ متفلِّق ومُمْذَقِرٌّ، وَهُوَ أَن يصير اللبنُ نَاحيَة وَالْمَاء نَاحيَة، ورأيتُهم يَكرهون شُرب اللَّبن المتفلّق. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: جَاءَ فلَان بالفُلقانِ، أَي: بالكَذِب الصُّراح، وَجَاء بالسُّماق مِثله. وَفِي (النَّوَادِر) : تَفَيْلَم الْغُلَام، وتَفَيْلق، وتَفَلق، وخَنْزَرَ: إِذا ضَخُم وسَمِن. وَفِي حَدِيث الدجّال وَصفته: (رجل فَيلَق) هَكَذَا رَوَاهُ القتَيبيّ فِي (كِتَابه) بِالْقَافِ. وَقَالَ: لَا أعرف الفَيلق إلاّ الكتيبةَ الْعَظِيمَة. قَالَ: فإنْ جَعَله فيْلَقاً لِعظمه فَهُوَ وجهٌ إنْ كَانَ مَحْفُوظًا، وإلاّ فَهُوَ الفيْلَم بِالْمِيم بِمَعْنى الْعَظِيم. قلت: والفَيْلم والفيْلق: الْعَظِيم من الرِّجَال. وَمِنْه يُقَال: تَفيْلق الْغُلَام وتَفيْلم بِمَعْنى وَاحِد. لفق: قَالَ: اللّفق: خياطةُ شُقتَين تَلفِق إِحْدَاهمَا بِالْأُخْرَى لَفقاً. والتلفيق: أعمّ، وَكِلَاهُمَا لِفقان مَا داما منضمَّين، فَإِذا تباينا بعد التلفيق قيل: قد انفتق لفقهما.

وَلَا يلزمُه اسمُ اللفق قبلَ الْخياطَة. وَقَالَ غَيره: اللفَاق جمَاعَة اللفق. وَأنْشد: وَيَا رُبَّ ناعمةٍ مِنْهُم تشُدُّ اللفَاقَ عَلَيْهَا إزارا وَقَالَ المؤرج: يُقَال للرجلين لَا يفترقان: هما لفِقان. وَفِي (النَّوَادِر) : تأفّقْتُ بِكَذَا وتلفّقْتُ بِهِ، أَي: لَحِقْتُه. قَالَ شمِر فِي قَول لُقْمَان: (صَفّاق أفَّاق) ، قَالَ: رَوَاهُ بَعضهم: (لفّاق) . قَالَ: واللفّاق: الَّذِي لَا يدْرك مَا يُطَالب. يُقَال: لفق فلانٌ، أَي: طلب أمرا فَلم يُدْرِكهُ. قَالَ: وَيفْعل ذَلِك الصَّقر إِذا كَانَ على يدَي رجلٍ فاشتهى أَن يُرسله على الطير، ضربَ بجناحيه، فَإِذا أرْسلهُ فسبقه الطيرُ فَلم يُدْرِكهُ فقد لفق. قَالَ: والدِّيك الصفّاق: الَّذِي يضْرب بجناحيه إِذا صوَّت. قفل: قَالَ اللَّيْث: القفل مَعْرُوف، وفِعله الإقفال وَقد أقفلتُه فاقتفل. والمقتَفِل من النَّاس: الَّذِي لَا يُخرج من بَين يَدَيْهِ خيرا، وَامْرَأَة مقتفِلة. والقَفلة: إعطاؤك إنْسَانا الشيءَ بمرّة؛ أعطيتُه ألفا قَفلة. وَقَالَ ابْن دُريد: درهمٌ قَفلةٌ، أَي: وازن، الْهَاء أصليّة. قلت: وَهَذَا مِن كَلَام أهل الْيمن. والقفلةُ: شَجَرَة مَعْرُوفَة. وجمعُها قفل نبت فِي نجود الأَرْض وتيبس فِي أول الهيج. وَقَالَ معقِّر بن حمارٍ البارقيّ لبنتٍ لَهُ بَعْدَمَا كفّ بَصَره وَقد سمع صَوت راعدةٍ: (وائلِي بِي إِلَى جَانب قفلة؛ فَإِنَّهَا لَا تنْبت إِلا بمَنجاة من السَّيْل) . وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال لما يبس من الشّجر: القفل؛ وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو عبيد. وَأنْشد: فخرّت كَمَا تتابعُ الريحُ بالقفلِ قَالَ: القَفْل: جمع قفلة، وَهِي شجرةٌ بِعَينهَا تهيج فِي وَغْرة الصَّيف، فَإِذا هبت البوارحُ بهَا قلعْتها وصيرتها فِي الجوّ. وَقَالَ اللَّيْث: القفول: رُجُوع الْجند بعد الْغَزْو، وَقد قَفَلوا يقفلُون قفولاً، وهم القَفل بِمَنْزِلَة القَعَد، اسمٌ يَلزمهم، والقَفْل أَيْضا: القُفول، واشتُقَّ اسمُ الْقَافِلَة من ذَلِك، لأَنهم يقفُلون. قلت: سُمِّيت الْقَافِلَة وَإِن كَانَت مبتدئةَ السّفَر قافلةً تفاؤلاً بقَفُولها عَن سَفَرها، وظَنَّ القتيبيّ أنّ عَوامّ النَّاس يَغلَطون فِي

تسميتهم المنشِئين سفرا قافلةً. وَقَالَ: لَا تسمَّى قافلةً إلاَّ منصرفةً إِلَى وطنها. وَهُوَ عِنْدِي غلطٌ، لأنَّ الْعَرَب لم تزلْ تسمِّي المنشئة للسَّفَر قافلةً على سَبِيل التفاؤل، وَهُوَ سائغٌ فِي كَلَام فُصَحائهم إِلَى الْيَوْم. وَقَالَ ابْن السّكيت عَن أبي عَمْرو: أقفلتُ البابَ فَهُوَ مُقفَل، وَلَا يُقَال: مقفول. وأقفلتُ الجندُ مِن غزوهم. وَقد قَفلوهم يقفلُون قَفولاً وقَفلاً. وَقد أقفَله الصَّوْمُ: إِذْ أيبسه. وأقفلتُ الجِلْد: إِذا أيبستَه. وخيلٌ قوافلٌ ضوامر. واستقفل فلانٌ: إِذا بخل فَهُوَ متقفلٌ. والقفيل: السَّوط المفتول. وَقَالَ: قُمْت إِلَيْهِ بالقفيل ضربا وَقَالَ أَبُو زيد: كم تقفل هَذَا، أَي: كم تحزُره، وَهُوَ القَفْل وَكم تثقُله مثله. وَيُقَال للْفرس إِذا ضَمَر: قَفَل يقفُل قُفولاً، وَهُوَ القافل والشازِب والشاسِب. وَقَالَ ابْن شُميل: قَفَل القومُ الطعامَ وهم يقفُلون، ومكَر القومُ: إِذا احتَكَروا ويمكرون. رَوَاهُ المصاحفي عَنهُ. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : أقفلتُ القومَ فِي الطرِيق. قَالَ: وقفلتُهم بعيني قَفَلاً: أتبعتهم بَصري، وَكَذَلِكَ قذَذْتهم. وَقَالُوا فِي موضعٍ: أقفلتُهم على كَذَا، أَي: جمعتهم. فَقل: قَالَ ابْن شُمَيْل فِي كتاب (الزَّرْع) : الفَقْل: التذرية بلغَة أهل الْيمن. يُقَال: فَقَلوا مَا دِيسَ مِنْ كُدْسِهم، وَهُوَ رَفْع الدقّ بالمفقَلة، وَهِي الحِفراة، ثمَّ نثره. قَالَ: وَيُقَال: كَانَت أَرضهم العامَ كَثِيرَة الفَقْل، أَي: كَثِيرَة الرَّيْع، وَقد أَفْقَلْت أَرضهم إفْقالاً. والدّقّ: مَا دِيسَ وَلم يذَرّ. وَلَا أحفَظُ الفَقْل لغير ابْن شُمَيل. ابْن الأعرابيّ: المقفال من النخيل: الَّتِي تحاتَّ مَا عَلَيْهَا من الْحمل. قلف: يُقَال: قلبٌ أقلفُ: إِذا لم يَع خيرا، كأنّه مُغَشى مُغَطًّى لَا يدخُله وعظ. وَهِي القُلْفة والقلفة. وقلفت الجُلّةَ: إِذا قشرتَها عَمَّا فِيهَا من تمر مكنوز وَهُوَ القليف. ق ل ب قبل. قلب. لقب. لبق. بقل. بلق: مستعملات. قبل: قَالَ ابْن المظفر: قَبْل: عقيب بَعْد، وَإِذا أفردوا قَالُوا هُوَ مِن قبلُ ومِن بَعدُ. قَالَ: وَقَالَ الْخَلِيل: قبلُ وبعدُ رُفِعا رفْعاً بِلَا تَنْوِين لِأَنَّهُمَا غايتان، وهما مثلُ قَوْلك: مَا رأيتُ مثله قطّ فَإِذا أصفتَه إِلَى شَيْء نصبتَه إِذا وقعَ موقعَ الصّفة، كَقَوْلِك: جَاءَنَا قبلَ عبد الله، وَهُوَ قبلَ زيدٍ قادمٌ. فَإِذا وقعتَ عَلَيْهِ مِنْ صَار فِي حدّ

الْأَسْمَاء، كَقَوْلِك من قبلِ زيد فَصَارَت مِن صِفةً وخفض قبلُ، لِأَن مِن من حُرُوف الْخَفْض، وَإِنَّمَا صَار قبلُ منقاداً لِمن وتحوّل من وصفّيته إِلَى الإسميّة، لأنّه لَا يجْتَمع صفتان. وغلَبَه منْ لأنّ مِنْ صَار فِي صدر الْكَلَام فغَلب. قلت: وَقد مرتْ عِلَلُ قبلُ وبعدُ فِيمَا مَرَّ مِن الْكتاب، فكرهتُ إِعَادَتهَا. وَقَالَ اللَّيْث: القُبْل خلاف الدُّبْر. وقُبل الْمَرْأَة: فَرْجُها. قَالَ: والقُبل: إقبالك على الْإِنْسَان كأنّك لَا تُرِيدُ غَيره. تَقول: كَيفَ أَنْت لَو أقبلتُ قُبْلَك. وَجَاء رجلٌ إِلَى الْخَلِيل فَسَأَلَهُ عَن قولِ الْعَرَب: كَيفَ أَنْت لَو أُقبِلَ قبلُك؟ فَقَالَ: أُراه مَرْفُوعا لأنّه اسمٌ وَلَيْسَ بمصدر كالقَصْد والنحو، إنَّما هُوَ كَيفَ لَو استُقبل وجهُك بِمَا تكره. وَقَالَ الزّجاج فِي قَول الله: {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ} (آل عمرَان: 37) ، أَي: بتقبل حسن وَلَكِن قبولٌ مَحْمُول على قَوْله: قَبِلها قَبولاً حَسَناً، يُقَال: قَبلتُ الشيءَ قَبولاً: إِذا رضيتَه. وَقبلت الرِّيحُ تَقْبلُ، وَهِي ريحٌ قَبولٌ. وقَبَلْتُ بِالرجلِ أقبُل بِهِ قَبالةً، أَي: كفلْتُ بِهِ. وَقد رُوي قَبِلت بِهِ فِي معنى كَفِلْت على مِثَال فَعِلت. وَيُقَال: سَقَى فلانٌ إِبِلَه قَبَلاً: إِذا صَبَّ المَاء فِي الْحَوْض وَهِي تَشرب مِنْهُ فأصابها. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: القَبل: أَن يورِد الرجل إِبِلَه فيستقي على أفواهها وَلم يكن هيَّأَ لَهَا قبل ذَلِك شَيْئا. وَقَالَ الزّجاج: كلُّ مَا عاينْتَه قلتَ فِيهِ أَتَانِي قِبَلاً، أَي: مُعَايَنَةً، وكلُّ مَا استقبلك فَهُوَ قَبَل، وَتقول: لَا أكلّمك إِلَى عَشْرٍ مِن ذَلِك قِبل وقَبَل، فَمَعْنَى قِبَلٍ إِلَى عشر مِمَّا يُشاهده من الْأَيَّام، وَمعنى قبَلٍ إِلَى عَشْر تستقبِلُنا. وَيُقَال: قَبِلَت العينُ قَبَلاً: إِذا كَانَ فِيهَا إقبال منطر على الْأنف. وَقَالَ أَبُو نصر: قَبِلَت العينُ قَبَلاً، إِذا كَانَ فِيهَا مَيَل كالحَوَل. وَقَالَ أَبُو زيد: الأقبل: الَّذِي أقبلتْ حَدَقتاه على أَنفه. قَالَ: والأحول الَّذِي حولتْ عَيناهُ جَمِيعًا. وَقَالَ اللَّيْث: القَبل فِي العَين: إقبال السوادِ على المَحْجِر. وَيُقَال: بل إِذا أقبَلَ سوادُه على الْأنف فَهُوَ أَقبلَ، وَإِذا أَقبل على الصُدْغين فَهُوَ أخرَز. عَمْرو عَن أَبِيه: القَبَل شبيهٌ بالحَوَلِ، والقَبل: صَدَدُ الجَبَل. والقَبل: المحَجَّة

الْوَاضِحَة. والقَبل: لطُف الْقَابِلَة لإِخْرَاج الْوَلَد. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: فِي قَدَميه قَبل، ثمَّ حَنَف ثمَّ فَحَجٌ. وَقَالَ الْكُمَيْت: فأمَّا أُميَّة من وائلٍ فمستدبر الْمجد مُستقبلُ مَعْنَاهُ: أنّه كريم الْقَدِيم والْحَدِيث. قَالَ أَبُو سعيد: قَالَ أعرابيّ: وعليّ فروٌ لي قَبَلٌ، أَي: جَدِيد؛ كأنَّه أوّل مَا لبسه. وَيُقَال: أقبلته مرّة وأدبرته، أَي: جعلته أَمَامِي ومرَّة ورائي يَعْنِي فِي الْمَشْي. وقلبتُه الجبلَ مرّة ودبرتُه أُخْرَى. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلاً} (الْكَهْف: 55) ، و (قِبَلاً) و (قَبَلاً) كلٌّ جَائِز. قَالَ الزّجاج: فَمن قَالَ (قُبُلاً) فَهُوَ جمع قَبيل، الْمَعْنى: ويأتيهم الْعَذَاب ضُروباً. ومَن قَرَأَ (قِبَلاً) فَالْمَعْنى أَو يَأْتِيهم الْعَذَاب معَاينَةً. وَمن قَرَأَ (قَبَلاً) فَالْمَعْنى أَو يَأْتِيهم مقابِلاً. وَقَوله جلّ وعزّ: {وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَىْءٍ قُبُلاً} (الْأَنْعَام: 111) ، الْمَعْنى: وحشرنا عَلَيْهِم كلَّ شَيْء قبِيلاً قَبيلاً. وَيجوز أَن يكون قبُل جمع قبيل، وَمَعْنَاهُ: الكَفِيل فَيكون الْمَعْنى لَو حُشِر عَلَيْهِم كلُّ شَيْء فكَفَل لَهُم بصحّة مَا يَقُول مَا كَانُوا ليؤمنوا وَيجوز أَن يكون قبلا فِي معنى مَا يُقابِلهم، أَي: لَو حشَرْنا عَلَيْهِم كل شَيْء فقابَلهم، وَيجوز وحشَرْنا عَلَيْهِم كل شَيْء قِبلاً بِكَسْر الْقَاف، أَي: عِياناً وَيجوز قُبْلاً على تَخْفيف قُبُلاً. وَقَوله جلّ وعزّ: {بِجُنُودٍ لاَّ قِبَلَ} (النَّمْل: 37) ، مَعْنَاهُ: لَا طاقةَ لَهُم بهَا. وَيُقَال: أصابني هَذَا مِن قِبَله، أَي: من تِلقائه: مِن لدُنْه، لَيْسَ من تِلقاء الملاقاة، لكنْ على معنى مِن عِنْده. قَالَه اللَّيْث. قَالَ: وكلُّ جِيل من الجِنّ وَالنَّاس قَبِيل. وَقَوله: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ} (الْأَعْرَاف: 27) ، أَي: هُوَ ومَن كَانَ مِن نَسْله. فَأَما القَبيلة فَمن قبائل العَرَب وسائرهم من النَّاس. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: القَبيل: الْجَمَاعَة يكونُونَ من الثَّلَاثَة فَصَاعِدا من قومٍ شتّى؛ وجمعُه قُبُل. والقَبيلة: بَنو أبٍ وَاحِد. وَقَالَ ابْن الكلبيّ: الشَّعْب أَكثر من الْقَبِيلَة، ثمَّ الْقَبِيلَة، ثمَّ العِمارة، ثمَّ الْبَطن، ثمَّ الفَخِذ. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس، أَنه قَالَ: أُخذت قبائل الْعَرَب من قبائل الرَّأْس، لاجتماعها. قَالَ: وجماعتُها الشَّعْب. والقبائل دونهَا. قَالَ الْفراء فِي كتاب (المصادر) : حَدثنِي منْدَل قَالَ: قَالَ سِنان بن ضرار الشَّيْبَانِيّ

عَن عبد الله بن أبي الْهُذيْل قَالَ: أتيتُه وعليَّ فروٌ لي قَبَل، يُرِيد كَبَل. فَقَالَ: يَا ضرار، قلبٌ نقيٌّ فِي ثيابٍ دنَسة خير من قلب دنسٍ فِي ثِيَاب نقية. وَقَالَ اللَّيْث: قَبيلَة الرَّأْس كلُّ فِلْقَة قد قوبلت بِالْأُخْرَى، وَكَذَلِكَ قبائل بعض الْغُرُوب، وَالْكَثْرَة لَهَا قبائل. وَقَالَ أَبُو نصْر: قبائل الرَّأْس: قَطعُه المشعوب بَعْضهَا إِلَى بعض. قَالَ: والقَبَل: النَّشَز من الأَرْض يستقبِلُك. يُقَال: رأيتُ شخصا بذلك القَبَل. وَأنْشد للجعديّ: خشيةُ الله وأنى رَجُلٌ إِنما ذِكري كنارٍ بقَبَلْ أَخْبرنِي المنذريّ عَن ابْن عُميرة الْأَسدي عَن الرياشي عَن الْأَصْمَعِي، قَالَ: الأقبال: مَا استقبلك من مُشرف، الْوَاحِد قَبَل. قَالَ: والقَبَل: أَن يُرَى الهلالُ أوّلَ مَا يُرى وَلم يُرَ قبل ذَلِك. يُقَال: رَأَيْت الْهلَال قَبَلاً. والقَبَل: أَن يتكلّم الرجلُ بالْكلَام وَلم يستعدَّ لَهُ. يُقَال: تَكلّم فلَان قَبَلاً فأجادَ. وَيُقَال: أفْعلُ ذَلِك مِن ذِي قَبَل، أَي: فِيمَا يُسْتقبَل. وَيُقَال: اقتَبَل أمرَه: إِذا استأنَفَه. وَهُوَ مُقْتبِل الشّباب، أَي: مستقبَل الشَّبَاب. قَالَ أَبُو كَبِير الهذليّ: ولرُبّ مَن طأطأتَه لِحَفِيرَةٍ كالرُّمْحِ مُقتبِل الشَّبَاب محَبَّرِ سَلَمة عَن الفرّاء: اقتَبل الرجلُ: إِذا كاسَ بعدَ حَماقة. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: رَجَزْتُه قَبَلاً: أنشدتُه رَجَزاً لم أكن أعدَدْتُه. وَيُقَال: اقتَبَل فلانٌ الْخطْبَة اقتبالاً: إِذا تكلّم بهَا وَلم يكن أَعدّها. ابْن بزرج قَالُوا: أقبلوها الرِّيحَ. قَالَ الْأَزْهَرِي: وقابلوها الرّيح بِمَعْنَاهُ. فَإِذا قَالُوا: استقبلوها الرّيح كَانَ أَكثر كَلَامهم: استقبلوا الرّيح واستقبلت أَنا الرّيح. وَقَالَ الْأَعْشَى: وقابلها الرِّيحَ فِي دنّها وصلّى على دنِّها وارتسمْ أَي: أقبلها الرِّيح. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: قَبَلتُ الشَّيْء ودبرته: إِذا استقبلته أَو استدبرته. وقابل عَام ودابر عَام. فالدَّابر: المولّي الَّذِي لَا يرجع. والقابل: الْمُسْتَقْبل. والدابر من السِّهَام: الَّذِي خرج من الرَّمية. وعام قَابل، أَي: مقبل. وقَبِلت الْمَرْأَة القابلةُ تَقْبَلها قِبالة. وَكَذَلِكَ قَبِل الرجل الغَرْبَ من المُسْتَقى، وَهُوَ الْقَابِل، وقَبِلتُ الهديَّة قَبُولاً.

وَيُقَال: عَلَيْهِ قَبولٌ، ذَلِك إِذا كَانَت العَين تَقبَله. أَبُو نصر: يُقَال رجل مَا لَه قِبْلة: إِذا لم تكن لَهُ جِهة. وَيُقَال: أَيْن قبْلتُك؟ أَي: أَيْن جِهَتُك. وَيُقَال: قَبَل بِهِ يقبُل بِهِ قَبالةً: إِذا كَفَل بِهِ. وَأنْشد: إنّ كفّي لَك رَهْنٌ بِالرِّضَا فاقبُلي يَا هِندُ قَالَت قد وجَبْ اقبُلي مَعْنَاهُ: كوني أنتِ قَبيلاً. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: أَقبلتُ إبلِي أَفواهَ الْوَادي، وَكَذَلِكَ أَقبَلْنا الرِّماحَ نحوَ الْقَوْم. وَيُقَال: قابِلْ نَعْلَك، أَي: اجْعَل لَهَا قِبالَين. قَالَ: وَقَالَ اليزيديّ: أَقبلتُ النعلَ: إِذا جَعلتَ لَهَا قِبالاً؛ فَإِن شدَدْتَ، قلتَ: قَبَلتُها مخفّفةً. قَالَ أَبُو عبيد: والقِبال: مِثْل الزِّمام بَين الإصبع الْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِيهَا. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ لنَعْلِه قِبالان، أَي: زِمامان. وَقَالَ أَبو نصر: أَقبَلَ نَعلَه وقابَلها: إِذا جَعَل لَهَا قِبالين. وَيُقَال: انزِلْ بقَبَل هَذَا الجَبَل، أَي: بسَفْحِهِ. ووَقعَ السهمُ بقُبْل هَذَا الهَدَف وبدُبْره، وَكَانَ ذَلِك فِي قُبْلٍ من شبابه. وَكَانَ ذَلِك فِي قُبْل الشتَاء وَفِي قُبْل الصَّيف، أَي: فِي أَوّله وَوَجهه. عَمْرو عَن أَبيه فِي قَوْلهم: (فلانٌ لَا يَعرِف قَبيلاً مِن دَبير) . قَالَ: القَبيل: طَاعَة الرّب. الدَبير: معصيتُه. أَبو نصر عَن الْأَصْمَعِي: القَبيل: مَا أَقبَلَ بِهِ الفاتل إِلَى حَقْوه. والدَّبير: مَا أَدبَرَ بِهِ الفاتل إِلَى رُكْبَتِه. وَقَالَ المفضّل: القَبيل: فوزُ القِدْح فِي الْقمَار. والدَبيرُ: خيبة القِدْح. وَقَالَ جمَاعَة من الْأَعْرَاب: القَبيل أَن يكون رأسُ ضمن النَعْل إِلَى الْإِبْهَام. والدَّبيرُ: أَن يكون رأسُ الضِمْنِ إِلَى الخِنْصِر. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ فِي قَول الْأَعْشَى: أَخُو الحَرْبِ لَا ضَرَعٌ واهِنٌ وَلم ينتَعِلْ بقِبالٍ خَذِمْ قَالَ: القِبال: الزِّمَام. قَالَ: وَهَذَا كَمَا تَقول: هُوَ ثَابت الغَدَر عِنْد الجَدَل والحُجج وَالْكَلَام والقتال، أَي: لَيْسَ بضعيف. وَقَالَ اللَّيْث: القِبال: شِبه فَحَجٍ وتَبَاعُدٍ بَين الرِجلين. وَأنْشد: حَنْكَلَةٌ فِيهَا قِبالٌ وفَجَا وَيُقَال: فلانٌ قُبالتي، أَي: مستقبِلي.

وَيُقَال: هُوَ جاري مُقابِلي ومُدَابري. وَأنْشد: حَمَتْك نفسِي ومَعي جاراتي مُقابِلاتي ومُدابِراتي وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنه نَهَى أَن يضحّى بشَرْقاء أَو خَرْقاء، أَو مُقابلة أَو مُدابرة) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: المقابَلة أَن يُقطَع مِن طرف أُذنها شيءٌ ثمَّ يتْرك معلَّقاً لَا يَبين كَأَنَّهُ زَنَمَة. والمُدابَرةُ: أَن يُفعل ذَلِك بمؤخّر الأُذُن من الشَّاة. قَالَ الْأَصْمَعِي: وَكَذَلِكَ إنْ بَان ذَلِك من الأُذُن أَيضاً فَهِيَ مُقابَلة ومُدابَرة بعد أَن يكون قد قُطع. وَيُقَال: رجلٌ مُقابَل ومُدابَرٌ: إِذا كَانَ كريمَ الطَّرَفين من قِبَل أَبيه وأمِّه. وَقَالَ اللَّيْث: إِذا ضمَمْتَ شَيْئا إِلَى شيءٍ قلت: قابلتُه بِهِ. والقابلةُ: الليلةُ المقْبِلة، وَكَذَلِكَ العامُ الْقَابِل، وَلَا يَقُولُونَ فَعَل يَفعُل. وَقَالَ العجّاج يصف قطاً: ومهمهٍ يُمسي قطاه نُسَّسا روابعاً وَبعد ربع خُمَّسا وإنْ تَوَلَّى ركضُه أَو عرّسا أَمْسَى من القابلتين سُدَّسا قَوْله: من القابلتين: يَعْنِي اللَّيْلَة الَّتِي لم تأتِ بعد فَقَالَ: روابعاً وَبعد ربع خمْسا فَإِن بنى على الْخمس فالقابلتان السَّادِسَة وَالسَّابِعَة، وَإِن بنى على الرِّبع فالقابلتان الْخَامِسَة وَالسَّادِسَة. وَإِنَّمَا الْقَابِلَة وَاحِدَة، فَلَمَّا كَانَت اللَّيْلَة الَّتِي هُوَ فِيهَا وَالَّتِي لم تأت بعد غلّب الِاسْم الأشنع فَقَالَ القابلتين، كَمَا قَالَ: لنا قمراها والنجوم الطوالع فغلّب الْقَمَر على الشَّمس قَالَ: وَالْقَبُول من الرِّيَاح: الصَّبَا لِأَنَّهَا تَستقبل الدَّبُور. وَقَالَ أَبُو عبيدٍ عَن الأصمعيّ: الرِّيَاح معظمها الْأَرْبَع: الجَنوب وَالشمَال، والدَّبُور والصَّبَا. فالدَّبور: الَّتِي تهبّ من دُبْر الْكَعْبَة، والقَبُول من تلقائها وَهِي الصَّبَا. وَقَالَ اللَّيْث: القَبُول: أَن تَقبَل العَفْوَ والعافية وَغير ذَلِك، وَهُوَ اسْم للمصدر وأميت الفِعل مِنْهُ. قَالَ: والقُبلة مَعْرُوفَة وجمعُها القُبَل، وفِعلُها التَّقْبِيل. أَبُو عُبيدٍ عَن أبي زيد: قَبَلَت الْمَاشِيَة الْوَادي تقبُله، وَأَنا أقبلتُها إِيَّاه. وسمعتُ الْعَرَب تَقول: انزِلْ بقابِل هَذَا الْجَبَل، أَي: بِمَا استَقْبَلَك من أقباله وقوابِلِه. اللِّحيانيّ: قَبِلتُ هديَّتَه أقبَلُها قَبولاً

وقُبولاً، وعَلى فلَان قَبول، أَي: تَقبَله العَيْن. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ، يُقَال: قَبِلتُه قَبولاً وقُبولاً، وعَلى وَجهه قَبول لَا غير. وَقَالَ اللحيانيّ: قَبلتْ عينُه، وعَيْنٌ قَبْلاء، وَهِي الَّتِي أقبلتْ على الْحَاجِب. وَرجل أقبَلُ وَامْرَأَة قَبْلاء. وَيُقَال: قد قَبَلَني هَذَا الجَبَل ثمَّ دبرَني، وَكَذَلِكَ قيل: عامٌ قابِل. وَيُقَال: قبَّلتُ الْعَامِل تقبيلاً، وَالِاسْم القَبَالة. وتقبَّلَه العامِلُ تَقبُّلاً. قَالَ: والقَبَلة: حَجَر أبيضُ عَظِيم، تجْعَل فِي عُنُق الفَرَس. يُقَال: قَلَّدها بقَبَلَة. والقَبَل والقَبَلة من أَسمَاء خَرَزِ الْأَعْرَاب. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ رجلٌ من بني ربيعةَ بن مَالك: (إنّ الحقّ بِقَبَل، فَمن تعدّاه ظَلَم، ومَن قصَّر عَنهُ عَجَز: ومَن انْتهى إِلَيْهِ اكْتفى) . قَالَ: بِقَبَل، أَي: يَضِحُ لَك حَيْثُ، وَهُوَ مِثل قَوْلهم: إِن الْحق عارٍ. سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: لقيتُه مِن ذِي قِبَل وقَبَل، ومِن ذِي عِوَض وعَوَض، وَمن ذِي أُنُف، أَي: فِيمَا يُستقبَل. غيرُه: اذهبْ فأَقْبِله الطَّرِيق، أَي: دُلَّه عَلَيْهِ. وأقبلْتُ المِكْواة الداءَ. وأقْبلتُ زيدا مَرّةً وأدبَرْتُه أُخْرَى، أَي: جعلتُه مرّةً أَمَامِي ومرّةً خَلْفِي فِي المَشيِ. وقَبَلْتُ الجبلَ مرّةً ودبرْتُه أُخْرَى. وَالْعرب تَقول: (مَا أنتَ لَهُم فِي قِبال وَلَا دِبار) ، أَي: لَا يَكترثون لَك. وَقَالَ الشَّاعِر: وَمَا أنتَ إنْ غَضبتْ عامِرٌ لَهَا فِي قِبالٍ وَلَا فِي دِبارِ وَيُقَال: أَتَانَا فِي ثوبٍ لَهُ قبائل، وَهِي الرِّقاع. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: إِذا رُقِّع الثوبُ فَهُوَ المقبَّل والمقْبول والمُرَدَّم، والمُلَبَّد والمَلْبودُ. وقبائلا اللجام: سُيورُه، الْوَاحِدَة قَبيلَة. وَقَالَ ابْن مقبل: تُرْخِي العِذارَ وَإِن طَالَتْ قبائلُهُ عَن حَشْرة مِثلِ سِنْفِ المَرْخةِ الصَّفِرِ وَيُقَال: رَأَيْت قبائل من الطَّيْر، أَي: أصنافاً؛ وكلُّ صنفٍ مِنْهَا قَبيلة. فالغِربان قَبيلة، وَالْحمام قَبيلَة. وَقَالَ الرَّاعِي: رأيتُ رُدَافَى فوقَها مِن قَبيلةٍ مِن الطَّير يَدْعوها أَحَمُّ شَحوجُ يَعْنِي الغِرْبان فَوق النَّاقة. وَقَالَ شمر فِي كِتَابه فِي (الحيّات) : قُصَيْرَى قِبالٍ: حَيّة سمّاها أَبُو خَيْرة:

قُصَيْرى، وسمّاها أَبُو الدُّقَيش قُصَيْرى قِبال، وَهِي من الأفاعي غير أنَّها أَصْغَر جِسماً، تَقتُل على الْمَكَان. قَالَ: وأَزَمَتْ بفرْسِنِ بعيرٍ فَمَاتَ مكانَه. عَمْرو عَن أَبيه، يُقَال للخِرْقة الَّتِي يُرَقَّع بهَا قَبّ الْقَمِيص: القَبيلة، وَالَّتِي يُرقَّع بهَا صَدْرُ الْقَمِيص اللِّبْدة. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: القَبيلة: صَخْرَة على رَأس الْبِئْر. والعُقابان: دِعامَتا القَبيلة مِن ناحيتها جَمِيعًا. وَهِي القَبيلة والمنزَعة. قَالَ: وعُقاب الْبِئْر: حَيْثُ يقوم الساقي. أَبو عبيد عَن أَبي زيد يُقَال لأحناء الرَّحْل: الْقَبَائِل، واحدتُها قَبيلَة. بقل: قَالَ اللَّيْث: البقْل من النَّبَات: مَا لَيْسَ بشجَرٍ دِقَ وَلَا جِلّ، وفَرْقُ مَا بَين البَقْل ودِقّ الشّجر أَنَّ البقل إِذا رُعِيَ لم يَبقَ لَهُ ساقٌ، وَالشَّجر تَبقى لَهُ سُوق وَإِن دَقّت. وابتَقَل القومُ: إِذا رَعَوُا البقلَ. وَالْإِبِل تُبتَقل وتتبقّل. والباقِل: مَا يَخرج فِي أَعْرَاض الشّجر إِذا مَا دنَتْ أيامُ الرّبيع وجَرَى فِيهَا المَاء فرأيتَ فِي أعراضه شِبْهَ أَعيُن الجَراد قبل أَن يستبِين وَرقُه، فَذَلِك الباقل، وَقد أَبقَلَ الشجرُ. وَيُقَال عِنْد ذَلِك: صارَ الشجرُ بَقْلةً وَاحِدَة. وأبقَلتِ الأَرْض فَهِيَ مُبْقلة، والمَبْقَلة: ذَات البَقْل. أَبو عبيد عَن الأَصمعي: أَبقَل الْمَكَان فَهُوَ بَاقِل مِن نَبَات البَقْل، وأَورَسَ الشّجر فَهُوَ وارِسٌ: إِذا أَوْرَقَ، وَهُوَ بِالْألف. وَقَالَ اللَّيْث: وَيُقَال للأمرد إِذا خرج وجهُه: قد بَقَل. وبقَل نابُ الْجمل أَوّلَ مَا يطلع. وجَمَلٌ باقِلُ الناب. قَالَ: والباقِليّ من نَبَات البَقْل: اسمٌ سوادِيّ، وَهُوَ الفُول، وحَمَلُه الجِرجِر. وَقَالَ أَبو عبيد: الباقِليّ: إِذا شدّدْت اللَّام فَصَرْت، وَإِذا خفّفتَ مدَدْتَ فَقلت: الباقلاء. أَبو عبيد عَن الْأمَوِي قَالَ: مِن أَمثالهم فِي بَاب التَّشْبِيه: (إِنَّه لأعْيَا من بَاقِل) . قَالَ: وَهُوَ رجل مِن رَبيعةَ، وَكَانَ عَيِيّاً فَدْماً. قَالَ: وإياه عَنَى الأرَيْقِطُ فِي وصف رجلٍ مَلأ بطنَه حَتَّى عَيَّ بالْكلَام فَقَالَ: أَتانا وَمَا داناه سَحْبانُ وَائِل بَيَانا وعِلْماً للَّذي هُوَ قائلُ فَمَا زَالَ عَنهُ اللَّقْمُ حَتَّى كَأَنَّهُ مِن العِيّ لمّا أَن تَكلّمَ بَاقِل قَالَ: وسحبان هُوَ من ربيعَة أَيْضا من بكْر، كَانَ لسناً بليغاً. قَالَ اللَّيْث: بَلَغ مِن عيّ بَاقِل أَنه سُئِلَ: بكم اشتريتَ الظبيَ؟ فَأخْرج أصابعَ يَدَيْهِ ولسانَه، أيْ: بأحدَ عشر، فأفلتَ الظبيُ

وَذهب. ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: البُوقالة: الطَّرْجَهارة. قلب: قَالَ اللَّيْث: القَلْب: مضغةٌ مِن الْفُؤَاد معلَّقة بالنِّياط. وَقَالَ الله: {مَّحِيصٍ إِنَّ فِى ذَالِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} (ق: 37) . قَالَ الْفراء: يَقُول: لمن كَانَ لَهُ عَقْل. قَالَ: هَذَا جَائِز فِي الْعَرَبيَّة، أَن تَقول مالَك قَلْب وَمَا قَلْبك مَعَك، تَقول: مَا عَقلُك مَعَك فَأَيْنَ ذهبَ قَلْبُك، أَي: أَيْن ذهب عَقْلك؟ . وَقَالَ غَيره فِي قَوْله: {لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ} ، أَي: تفهُّم وَاعْتِبَار. وَفِي الحَدِيث: أَن مُوسَى لما أجَر نَفسه من شُعيب، قَالَ شُعَيْب: لَك من غنمي مَا جَاءَت بِهِ قالبَ لون. فَجَاءَت بِهِ كُله قالب لون غير وَاحِدَة أَو اثْنَتَيْنِ. قالب لون، تَفْسِيره فِي الحَدِيث: أَنَّهَا جَاءَت بهَا على غير ألوان أمّهاتها. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (أَتَاكُم أهل اليَمن، هم أَرَقُّ قلوباً وأليَنُ أَفْئِدَة) ، فوصَفَ الْقُلُوب بالرّقة والأفئدة باللين. وَكَأن القلْبَ أخَصُّ من الْفُؤَاد فِي الِاسْتِعْمَال. وَلذَلِك قَالُوا: أصبت حَبَّة قلبه وسُويداءَ قلبه. وَأنْشد بَعضهم: ليتَ الغرابَ رمى حماطة قلبه عمروٌ بأسهمه الَّتِي لم تُلغَبِ وَقيل: الْقُلُوب والأفئدة قريبان من السواءِ، وكُرِّر ذكرهمَا لاخْتِلَاف لفظيهما تَأْكِيدًا. وَقَالَ بعضُهم: سمِّي الْقلب قلباً لتقلبه، وَسمي فؤاداً لتحرقه على من يشفق عَلَيْهِ. وَقَالَ الشَّاعِر: مَا سمِّيَ القلبُ إلاّ من تقلُّبِه والرأيُ يصرِف بالإنسان أَطوارا ورُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (سُبْحَانَ مُقَلِّب الْقُلُوب والأبصار) . وَقَالَ الله جلّ وَعز: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ} (الْأَنْعَام: 110) . وَرَأَيْت من الْعَرَب من يُسمِّي لحمةَ الْقلب بشحمها وحِجابها قَلباً، وَرَأَيْت بَعضهم يسمُّونه فؤاداً، وَلَا أنكر أَن يكون القَلْب هِيَ العَلَقة السَّوْدَاء فِي جَوْفه، وَالله أعلم، لأنَّ قَلْب كل شَيْء لُبه وخالصه. وَقَالَ اللَّيْث: جئتُك بِهَذَا الْأَمر قَلباً، أَي: مَحْضا لَا يشُوبُه شَيْء. وَفِي الحَدِيث: (إنَّ لكلِّ شيءٍ قلباً، وَقلب الْقُرْآن ياسين) . وَفِي حَدِيث يحيى بن زَكَرِيَّاء: (أَنه كَانَ يَأْكُل الْجَرَاد وقُلوب الشجرِ) ، يَعْنِي مَا رَخُص فَكَانَ رَخْصاً مِن البُقول الرَطْبَة. وقَلْبُ النَّخْلَة: جُمّارُها وَهِي شَطْبَةٌ بَيْضَاء

رَخْصةٌ فِي وَسَطها عِنْد أَعْلَاهَا كأنَّها قُلْب فضّةٍ رَخْصٌ طيّبٌ يسمَّى قَلْباً لبياضه. والقُلْب من الأسوِرَة: مَا كَانَ قَلْداً وَاحِدًا. وَيَقُولُونَ: سِوارٌ قُلْب. وَيُقَال للجبّة البيضاءِ قُلْب تَشْبِيها بِهِ. وَقَالَ شمر: يُقَال: قَلْب وقُلْب لقَلب النَّخْلَة، ويُجمَع قِلَبة. وَقَالَ غَيره: القُلْب بِالضَّمِّ: السَّقف الَّذِي يَطلِعُ من القَلْب. والقُلْب هُوَ الجُمّار. وَقَالَ اللَّيْث: القَلْب: تحويلُك الشيءَ عَن وجهِه. وكلامٌ مقلوب، وَقد قلبتُه فانقلَب، وقلّبتُه فتقلّب. والقَلْبُ: صَرْفُك الرجلَ عَن جهةٍ يريدُها. والمُنْقَلب: مَصيرُ الْعباد فِي الْآخِرَة. والقُلَّب الحُوَّل: الَّذِي يقلّب الأمورَ ويصرِّفُها ويحتال لاتِّساقها. ورُوي عَن مُعَاوِيَة أنَّه كَانَ يقلَّب على فرَاشه فِي مَرَضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ. فَقَالَ: (إنّكم لتُقلّبون حُوَّلاً قُلّباً إنْ وُقِيَ هَوْلَ المُطّلَع) . وَقَالَ اللَّيْث: القَليب: الْبِئْر قَبل أَن تُطْوَى، فَإِذا طُويتْ فَهِيَ الطَوِيّ، وَجمعه القُلَب. وَقَالَ ابْن شُميل: القَليب: اسمٌ مِن أَسمَاء الرَّكيّ مطويّةً أَو غير مطويّة، ذَات مَاء أَو غير ذَات مَاء جَفْراً أَو غيرَ جَفْر؛ والجميع القُلب. قَالَ الْأَزْهَرِي: وَقَالَ غَيره: الْبِئْر العادية: الْقَدِيمَة، مطويّةً كَانَت أَو غير مطويّة. ذَات مَاء أَو غير ذَات مَاء، جفر أَو غير جفر. وَقَالَ شمر: القَليب: اسمٌ مِن أَسمَاء الْبِئْر البَدِيء والعاديّة، وَلَا يُخَصّ بهَا العاديّة. قَالَ: وسمِّيت قليباً لأنّ حافرَها قَلَب تُرابها. وَقَالَ اللَّيْث: القِلِّيب والقِلَّوْب: الذِّئبُ بلُغة أهل اليَمَن. وَبَعْضهمْ يَقُول: قِلاَّب. وَمِنْه قولُه: أَيا جَحْمَتَا بكيِّ على أمّ واهِبِ قتيلة قَلِّوْب بِإِحْدَى الذنائبِ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِي القِلّيب والقِلَّوْب نَحوا مِنْهُ. والقَلَب: انقلاب فِي الشَفَة، فَهِيَ قَلْباء وصاحبُها أَقْلَب. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن المفضّل بن سَلَمة فِي قَوْلهم: مَا بِهِ قَلَبة. قَالَ الأصمعيّ: أَي مَا بِهِ دَاء، وَهُوَ القُلاَب، داءٌ يَأْخُذ الْإِبِل فِي رؤوسها فيَقلِبُها إِلَى فَوق.

قَالَ: وَقَالَ الفرّاء: مَعْنَاهُ: مَا بِهِ عِلّةٌ يُخْشى عَلَيْهِ مِنْهَا؛ وَهُوَ مَأْخُوذ من قَوْلهم. قُلِب الرجل: إِذا أَصَابَهُ وجعٌ فِي قَلْبه وَلَيْسَ يكَاد يُفْلِتُ مِنْهُ. قَالَ: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أصل ذَلِك فِي الدوابّ. أَي: مَا بِهِ داءٌ يقلَّب مِنْهُ حَافره. وَأنْشد: وَلم يُقلِّبْ أرضَها البَيْطارُ وَلَا لِحَبْلَيه بهَا حَبَارُ قَالَ: وَقَالَ الطائيّ: مَعْنَاهُ: مَا بِهِ شَيْء يُقْلقُه فيتقلَّب مِن أجلِه على فراشِه. أَبُو عبيدٍ عَن الأصمعيُ: إِذا عاجَلَت الغُدَّة البعيرَ فَهُوَ مَقْلوب. وَقد قُلِب قُلاَباً. وَقَالَ اللَّيْث: مَا بِهِ قَلَبَةٌ، أَي: لَا دَاء وَلَا غائلة. وَيُقَال: قَلَب عينَه وحِمْلاقَه عِنْد الوَعيد وَالْغَضَب. وَأنْشد: قالبَ حملاَقَيْهِ قد كَاد يُجَنْ قَالَ: والقالَب دَخيل. وَمِنْهُم من يَقُول: قالِب. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: القُلْبَة: الحُجْرة. أَبُو عبيد عَن الأمويّ فِي لغةِ بلحارث بن كَعْب: القالِب: البُسْر الْأَحْمَر يُقَال مِنْهُ: قَلَبتِ الْبسْرة تَقْلِبُ إِذا احمرّت. أَبُو عبيد: هُوَ عَرَبيٌّ قَلْب، وَامْرَأَة عربيَة قَلْبَةٌ وقَلْب، وَكَذَلِكَ هُوَ عَرَبيٌّ مَحْض. وَقَالَ أَبُو وَجْزة يصف امْرَأَة: قَلَبٌ عَقيلةُ أقوامٍ ذَوي حَسَب يَرمِي المقانبُ عَنْهَا والأراجيلُ وَقَالَ أَبُو زيد: قلبتُ فلَانا: إِذا أصبتَ قَلْبَه، فَهُوَ مَقْلوب. وقَلَبتُ المملوكَ عِنْد الشِّرَى أَقلِبه قَلْباً: إِذا كشفْتَه لتَنظُر إِلَى عيوبه. أَبُو عبيد عَن الْفراء: أقْلَبَت الخُبزةُ: حانَ لَهَا أَن تُقْلَب. وَقَالَ غَيره: قَلَب المعلِّم الصِّبيانَ قَلْباً: إِذا رَجَعُهم إِلى مَنَازِلهمْ. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال للبليغ من الرِّجَال: قد رَدَّ: قالَبَ الْكَلَام، وَقد طَبَّق المَفْصِل، ووَضَع الهِناءَ مَوَاضِع النُّقْبِ. لقب: قَالَ اللَّيْث: اللَّقَب: النّبَز، اسْم غير الَّذِي سُمِّي بِهِ. قَالَ الله جلّ وعزّ: {أَنفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُواْ} (الحجرات: 11) . يَقُول: لَا تَدْعُوا الرجلَ إلاَّ بأحبّ أَسْمَائِهِ إِلَيْهِ. وَقَالَ الزّجاج فِي قَوْله: {أَنفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُواْ} يَقُول: لَا يَقُول الْمُسلم لمن كَانَ يهوديّاً أَو نَصْرَانِيّا فَأسلم: يَا يهوديُّ يَا نصرانيُّ، وَقد آمن. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: لقّبتُ فلَانا تلقيباً. ولَقَّبْتُ الاسمَ بالفِعل تَلْقيباً: إِذا جعلتَ لَهُ

مِثالاً مِن الفِعْل، كَقَوْلِك للجَوْرَب: فَوْعَل. بلق: قَالَ اللَّيْث: البَلَق والبُلْقَة: مصدر الأبلق. يُقَال للدابة أَبْلَق وبَلْقاء، والفِعلَ بَلِقَ يَبْلَق. وَالْعرب تَقول: دابّةٌ أبلَق. وجَبَل أبْرَق. وجَعل رُؤبة الجبالَ بُلْقاً فَقَالَ: بَادَرْنَ رِيحَ مَطَرٍ وبَرْقاً وظُلمةَ الليلِ نِعافاً بُلْقَا وَيُقَال: ابلَقَّ الدابَّةُ يَبْلَقُّ ابلِقاقاً، وابلاَقَّ ابلِيقاقاً، وابلَوْلَقَ ابليلاقاً فَهُوَ مبلَقٌّ ومبلاقٌ وأبلق. وقلَّما تراهم يَقُولُونَ: بَلِقَ يَبْلَق، كَمَا أنَّهم لَا يَقُولُونَ: دَهِمَ يَدْهَم وَلَا كَمِتَ يَكْمَتُ. وَقَالَ اللَّيْث: البَلُّوقة وَالْجمع البَلاليق، وَهِي مَوَاضِع لَا يَنْبُت فِيهَا الشّجر. وَقَالَ أَبُو عبيد: السبارِيتُ الأَرَضون الَّتِي لَا شَيْء فِيهَا، وَكَذَلِكَ البَلاليق والمَوَامِي. وَقَالَ اللَّيْث: بَلَقْتُ البابَ فانبَلَقَ: إِذا فتحتَه كلَّه وَفِي لُغَة أَبلقْتَ. أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: بَلَقْتُ البابَ وأبلَقْتُه بِمَعْنى وَاحِد، أَي: فَتحته. عَمْرو عَن أَبِيه: البَلْق: فتح كَعْبة الْجَارِيَة. وَأنْشد لفتًى من الحيّ: رَكَبٌ تَمَّ وتَمَّت رَبَّتُه قد كَانَ مَخْتُومًا ففُضّتْ كُعْبتُه قَالَ: والبَلَق: الحُمقُ الَّذِي لَيْسَ بمُحْكَم بَعْدُ. وَقَالَ أَبُو نصر: البَلَق: بَلَقُ الدَّابَّة. قَالَ: والبَلَق: الفِسْطاط. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: فليأت وسط قبابِه بَلَقِي وليأت وَسطَ حمِيهِ رَحْلي وَقَالَ أَبُو خَيرة: البَلُّوقة: مكانٌ صُلْب بَين الرِمال كَأَنَّهُ مَكْنوس، وَيَزْعُم الْأَعْرَاب أنَّه مِن مسَاكِن الجنّ. شمر عَن الفرّاء: البَلُّوقة: أرضٌ وَاسِعَة مُخْصِبة لَا يشارِكُك فِيهَا أحد، وجمعُها بَلاليق. يُقَال: تركتُهمْ فِي بَلُّوقة مِن الأَرْض. قَالَ: وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: البَلُّوقة: مَكَان فسيحٌ من الأرضِ، بسيطةٌ تنْبت الرُّخامَى لَا غَيرهَا. وَنَحْو ذَلِك قَالَ المؤرِّج. وَقَالَ ذُو الرمة يصف الثور: يَرُودُ الرُّخامَى لَا تَرَى مُسْتَرادَه ببَلُّوقةٍ إلاّ كثير المَحافِرِ أَرَادَ أَنه يَستثير الرُّخامى. لبق: قَالَ أَبُو بكر: اللَّبِق: الحلو الليِّن الْأَخْلَاق. قَالَ: وَهَذَا قَول ابْن الْأَعرَابِي. قَالَ: وَمن ذَلِك الملبّقة، إِنَّمَا سمِّيت ملبَّقة

للينها وحلاوتها. وَقَالَ قوم: مَعْنَاهُ: الرفيق اللَّطِيف الْعَمَل. قَالَ رؤبة: قبّاضة بَين العنيف واللَّبِق أَبُو زيد: اللَّبِقة من النِّسَاء: الْحَسَنَة الدل اللبيبة الصناع. وَقَالَ الْفراء: اللبِقة: الَّتِي يشاكلها كلُّ لباسٍ وطِيب. قَالَ اللَّيْث: رجل لَبِق وَيُقَال: لَبيق، وَهُوَ الرفيق بكلِّ عمل، وَامْرَأَة لَبيقة: لَطِيفَة رقيقَة ظريفة، ويَلْبَقُ بهَا كلّ ثوب. وَهَذَا الْأَمر يَلبَق بك، أَي: يَزْكو بك ويوافقك. والثريد المُلَبَّق: الشَّديد التثْريد. وَفِي الحَدِيث: أنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (دَعَا بثريدةٍ ثمَّ لَبَّقَها) . قَالَ أَبُو عبيد: أَي جمَعَها بالمِقْدحة. وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن المظفَّر: لُبِّقت الثريدةُ: إِذا لم تكن بِلَحْم. وَقيل: ثريدة ملبَّقةٌ: خُلِطَتْ خَلْطاً شَدِيدا. ق ل م قلم، قمل، لمق، لقم، ملق، مقل: مستعملات. لمق: قَالَ اللَّيْث: اللَّمَقُ: لَمَقُ الطَّرِيق، وَهُوَ قلب لَقَّم. وَقَالَ رؤبة: ساوَى بأيديهنّ مِن قَصْد اللَّمَقْ اللِّحيانيّ: خَلِّ عَن لَمَقِ الطَّرِيق ولَقَمه. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: نمقته أنمِقه نمقاً، ولمقته ألمقه لمقاً: كتبته. شمر: لمقت من الأضداد، بَنو عقيل يَقُولُونَ: لمقت كتبت. وَسَائِر قيس يَقُولُونَ: لمقت: محوت. الْفراء: لمقتُ عينَ الرجل لَمْقاً: إِذا رميتَها فأصَبْتَها. أَبُو عبيد عَنهُ قَالَ الْأَصْمَعِي: مَا ذُقْتُ لمَاقاً وَلَا لمَاجاً. قَالَ: واللَّمَاق يُصلح فِي الْأكل وَالشرب. وأنشدنا لنهشَل بن حَرِّيّ: كبرقٍ لَاحَ يُعجِب مَن رَآهُ وَلَا يَشفي الحَوائم مِنْ لماقِ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: اللَّمْق: اللّطْم. يُقَال: لمقْتُه لَمْقاً. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: اللُّمُق: جمعُ لامِق، وَهُوَ الَّذِي يَبدأ فِي شَرِّه يَصْفِقُ الحَدَقَة. يُقَال: لمق عينَه: إِذا عَوَّرَها. لقم: أَبُو عبيد عَن الْفراء: لقمتُ الطَّرِيق وَغير الطَّرِيق ألقُمه لَقْماً: سَدَدْتُ فمَه. واللقَم محرَّك: معظَم الطَّرِيق. غَيره: لقمتُ اللقْمة ألقَمها لَقْماً: إِذا أخذْتَها بفيك. وألقمتُ غَيْرِي لُقْمة فلقمِها، والتقمْتُ لُقْمةً ألتَقِمها الْتِقاماً. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: أَلقَمَ البعيرُ عَدْواً: بَيْنَمَا

هُوَ يَمشي إذْ عَدا، فَذَلِك الإلقام. وَقد ألقمَ عَدْواً وألقمتُ عدوا. وَقَالَ اللَّيْث: لقمُ الطّريقِ: منفرَجُه، تَقول: عَلَيْكَ بلَقَم الطّريق فالزَمْه. واللُّقمة: اسمٌ لما يهيّئُه الْإِنْسَان للالتقام. واللَّقمة: أكلُها بمَرّة. تَقول: أكلت لُقمةً بلَقمتيْن، وأكلتُ لُقمتين بلقْمة. وأَلقمتُ فلَانا حَجَراً. قلم: قَالَ الله جلّ وعزّ: {إِذْ يُلْقُون أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ} (آل عمرَان: 44) . قَالَ الزّجاج: الأقلام: هَا هُنَا القِداح، قَالَ: هِيَ قِداحٌ جعلُوا عَلَيْهَا علاماتٍ يَعرفون بهَا مَن يكفُل مَرْيَم على جِهَة القُرَعة. قَالَ: وَإِنَّمَا قيل للسَهْم قَلَم لأنّه يُقلَم، أَي: يُبْرَى. وكلُّ مَا قطعتَ مِنْهُ شَيْئا بعد شَيْء فقد قلَمته من ذَلِك القَلَم الَّذِي يُكتَب بِهِ، وإنّما سمّي قَلَماً لأنّه قُلِم مَرّةً بعد مرّة. ومِن هَذَا قيل: قلّمت أظفاري. سَلمَة عَن الْفراء: يُقَال للمقراض المقلام والقلمان والجلمان وَنَحْو ذَلِك. وَقَالَ اللَّيْث: قلمت الشَّيْء: بريته. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: القَلَمة: العُزّاب من الرِّجَال، الْوَاحِد قَالم، وَنسَاء مقلَّمات. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: القَلَم: طول أيْمَةِ الْمَرْأَة، وَامْرَأَة مقلَّمة، أَي: أيِّمٌ. قَالَ: وَنظر أعرابيٌّ إِلَى نسَاء فَقَالَ: إنِّي أظنّكنّ مقلَّمات بِغَيْر أَزوَاج. شمر: المِقْلم: طرف قضيب الْبَعِير وَفِي طَرَفه حُجْنة، فَتلك الحُجْنة المقْلَم. وجمعُه مَقالم. وَقَالَ اللَّيْث: القَلْم: قطع الظُّفر بالقلَمين وبالقَلَم، وَهُوَ واحدٌ كلّه. قَالَ: والقُلاَمة هِيَ المقلومة عَن طَرَف الظُّفر. وَأنْشد: لما أَبَيْتُم فَلم تَنْجُوا بمظلِمة قِيسَ القُلامةِ مِمَّا جَزَّهُ الجَلَمُ والقُلاَّم: القاقُلَّى. وَقَالَ لبيد: مسجورةً متجاوِراً قُلاَّمُها قلتُ: والقُلاّم من الحَمْض لَا ساقَ لَهُ. والإقليم: وَاحِد الأقاليم، وَأَحْسبهُ عربيّاً. وَأهل الْحساب يَزْعمُونَ أنَّ الدُّنْيَا سَبْعَة أقاليم كلّ إقليمٍ مَعْلُوم. وقَول الفرزدق: رَأَتْ قريشٌ أَبَا العَاصِي أحقَّهمُ بِاثْنَيْنِ: بالخاتم الميمون والقلمِ قيل: أَرَادَ بالقلم الْقَضِيب الَّذِي يختصر بِهِ، سمِّي قَلما لِأَنَّهُ يُقلم، أَي: يقطع من شَجَرَة وينقّح للاختصار بِهِ. والقلْم: الْقطع. وَقيل: أَرَادَ بالقلم الْخلَافَة. وَذُو القلمين كَانَ وزيراً لبَعض الْخُلَفَاء. كأنَّه

سمِّي إقليماً لأنَّه مقلومٌ من الإقليم الَّذِي يُتاخمه، أَي: مَقْطُوع عَنهُ. ملق: قَالَ اللَّيْث: المَلَق: الوُدُّ واللُّطْف الشَّديد. قَالَ العجّاج: إيّاك أَدْعو فتَقبَّل مَلَقي قَالَ: يَعْنِي دُعائي وتضرُّعي. وَيُقَال: إنّه لمَلاّق متملِّق ذُو مَلق، وَلَا يُقَال مِنْهُ فَعَل يَفعَل، إلاّ على يتملَّق. الحَرّانيُّ عَن ابْن السّكيت: المَلْق: الرّضعُ. يُقَال: مَلَقَ الجَدْيُ أُمَّه يَملقُها: إِذا رضعَها. والمَلْقُ أَيْضا: المرُّ الْخَفِيف. يُقَال: مرَّ يَملُق الأَرْض مَلْقاً، وَيُقَال: مَلَقه مَلقاتٍ: إِذا ضرَبه. والمَلق من التملّق، وَأَصله من التليين. وَيُقَال للصَّفاة الملساء اللَّينة مَلَقة، وَجَمعهَا مَلَقات. قَالَ الهُذَلي: أتيحَ لَهَا أقَيْدِرُ ذُو حَشِيفٍ إِذا سامَتْ عَلَى المَلقات ساما وَقَالَ الراجز: وحَوْفل ساعِدُهُ قد امَّلقْ أَي: لانَ. وَقَالَ اللَّيْث: الإملاق: كَثْرَة إِنْفَاق المَال وتبذيرُه حتَّى يُورِّث حَاجَة. وَفِي الحَدِيث: أنَّ امْرَأَة سَأَلت ابنَ عَبَّاس: أَأُنفق مِن مَالِي مَا شئتُ؟ قَالَ: نعم أمْلِقِي من مَالك مَا شِئْت. قَالَ الله: {خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ} (الْإِسْرَاء: 31) ، مَعْنَاهُ خشيَة الْفقر وَالْحَاجة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: إنّه لمُملِق، أَي: مُفْسِد. والإملاق: الْإِفْسَاد. وَقَالَ شمِر: أَمْلق لَازم ومُتعدّ، يُقَال: أَمْلق الرجُل فَهُوَ مُملق: إِذا افتقَر فَهَذَا لازمٌ. وأَمْلق الدَّهرُ مَا بِيَدِهِ. وَقَالَ أَوْس بن حَجَر: لما رأيتُ العُدْمَ قَيّدَ نَائِلي وأَمْلَق مَا عِنْدِي خُطوبٌ تَنَبَّلُ وَقَالَ اللَّيْث: المالَق: الَّذِي يملِّسُ بِهِ الحارثُ الأرضَ المُثَارَةَ. وَقَالَ أَبُو سعيد: يُقَال لمالج الطيان مالق ومِمْلَق. وَقَالَ النَّضر: قَالَ الجَعْديّ: المالق: خشبةٌ عريضةٌ تُشَدُّ بالحبال إِلَى ثَوْرَيْن يقوم عَلَيْهَا رجلٌ ويجرُّها الثوران فتعفِّي آثَار السِّنّ. وَقد مَلَّقوا الأَرْض تمليقاً: إِذا فعلوا ذَلِك بهَا. قلتُ: مَلَّقُوا وملَّسُوا وَاحِد، وَهِي تمليس الأَرْض، فكأَنّه جعل المالق عربيّاً. وَقَالَ غَيره: مَلَق الرجُلُ جاريتَه ومَلَجَها:

إِذا نَكَحَهَا كَمَا يَمْلُق الجَدْي أُمَّه: إِذا رَضَعها. أَبُو عبيد: مَلَقْتُ الثَّوْبَ أملُقُه مَلقاً: إِذا غَسَلْتَه. وَقَالَ خَالِد بن كُلْثُوم: الملِق من الْخَيل: الَّذِي لَا يوثق بجَرْيه، أُخِذَ من مَلق الْإِنْسَان الَّذِي لَا يَصْدُق فِي مودَّته. وَقَالَ الجعديّ: وَلَا مَلِق يَنْزُو ويُنْدِرُ رَوْثَه أحادَ إِذا فأسُ اللِّجام تَصَلصَلاَ وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الملق: الضَّعِيف. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: فرسٌ مَلِقٌ وَالْأُنْثَى ملقة، والمَصْدَر الملَق، وَهُوَ أَلْطَفُ الحُضْر وأسرعُه. وَأنْشد بَيت الجَعْدِيّ. وَيُقَال: وَلَدَتْ الناقةُ فَخرج الْجَنين مَلِيقاً من بَطنهَا، أَي: لَا شَعَرَ عَليه. والملَق: المُلوسَة. وَقَالَ الأصمعيّ: الْجَنين مَليط بِالطَّاءِ بِهَذَا الْمَعْنى. عَمْرو عَن أَبِيه: الملَق: الليِّنُ من الْحَيَوَان والكلامِ والصُّخُور. وَفِي حديثِ عَبيدةَ السَّلْمانيّ: أنَّ ابنَ سِيرِين قَالَ لَهُ: مَا يُوجب الْجَنابة؟ قَالَ: (الرَّفُّ والاستملاق) . الرفّ: المصُّ. والاستملاق مَنْ مَلق الجديُ أمّه إِذا رضَعَها. وَأَرَادَ أنَّ الَّذِي يُوجب الغُسل امتصاصُ فمِ رحم الْمَرْأَة ماءَ الرجل: إِذا خالطها، كَمَا يَرضَع الرضيعُ إِذا لَقِمَ حَلمةَ الثدي. مقل: قَالَ اللَّيْث: مُقلةُ العَين: سوادُها وبياضُها الَّذِي يَدُور كُله فِي الْعين، يُقَال: مَقَلْتُه بعيني ومَا مقَلَتْ عينايَ مِثله، أَي: مَا أبصرَتْ. ابْن الأنباريّ قَوْلهم: مَا مقَلتْ عَيْني مثله، أَي: مَا رَأَتْ وَلَا نظرت، وَهُوَ فعلت من المُقْلة، وَهِي الشحمة الَّتِي تجمع سوادَ الْعين وبياضَها. والحدَقة: السوَاد دون الْبيَاض. وَقَالَ: سَمِعت بالغَرَّاف يَقُولُونَ: سَخِّن جبينك بالمقْلة. شبه عينَ الشَّمْس بالمقلة. قَالَ شمر: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المُقْلة: العَين كلهَا، وَإِنَّمَا سميت مقلة لِأَنَّهَا ترمي بالنَّظر. والمَقْل: الرَّمْي. وَقَالَ غَيره: المقلة: تجمع سَواد الْعين وَالْبَيَاض تَحت الجفن. والحدقة: السوَاد لَا غير. وَفِي الحدقة الإنسانُ، وَفِي الْإِنْسَان الناظرُ. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: المَقْلة: الحصاةُ الَّتِي يُقسم عَلَيْهَا المَاء فِي السَّفَر إِذا قَلَّ، فتُلقَى فِي قَدَح ويُصَبُّ عَلَيْهَا من المَاء مَا يَغمرُها. وَأنْشد ليزِيد بن طُعْمة الخطمِيُّ:

قَذَفوا سَيِّدَهم فِي وَرْطَةٍ قَذْفَكَ المَقْلَةَ وَسْطَ المعتَرَكْ وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِذا وَقَع الذُّبابُ فِي إِنَاء أحدكُم فامْقُلوه، فَإِن فِي أحد جناحَيْه سَمّاً وَفِي الآخر شِفاء وَإنَّهُ يؤخِّر الشِّفَاء ويقدِّم السُّمّ) . قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله فامقُلوه، يَعْنِي فاغمسوه فِي الطَّعَام أَو الشَّرَاب ليُخرج الشفاءَ كَمَا يُخرجُ الدَّاء. والمَقْل: الغَمْس: وَيُقَال للرجُلين إِذا تفاطَّا فِي المَاء، هما يتماقلان. قَالَ: والمَقْل فِي غير هَذَا النَّظر. رُوِيَ فِي الحَدِيث: أَن ابْن لُقْمَان الْحَكِيم قَالَ لِأَبِيهِ: أَرَأَيْت الْحبَّة الَّتِي تكون فِي مَقْل الْبَحْر؟ أَي: فِي مَغاص الْبَحْر. يُقَال: مقل يمقُل: إِذا غاص وَيُقَال: نَزَحت الْبِئْر حَتَّى بلغت مقلها، أَي: قعرها. وَقَالَ اللَّيْث: المقْلُ: ضَرْبٌ من الرَّضَاع. وَأنْشد فِي وصف الثَّدى: كثَديِ كَعابٍ لم يُمَرَّثَ بالمَقلِ قَالَ: نَصَب الثَّاء على طلب النُّون. قلت: وكأنَّ المقْل مقلوبٌ من المَلْق، وَهُوَ الرَّضاع. قَالَ؛ والمُقْل: حَمْلُ الدَّوْم. والدوْمُ: شجرةٌ تشبه النَّخلة فِي حالاتها. قَالَ: والمُقْل: الكُنْدُر الَّذِي تتدخِّن بِهِ الْيَهُود، ويُجعَل فِي الدَّوَاء. وَقَالَ شمر: قَالَ بَعضهم: لَا نَعرف المقْل المغْمس، ولكنَّ المقْل أَن يُمقَل الفَصيلُ الماءَ إِذا آذاه حَرُّ اللَّبن فيؤجر المَاء فَيكون لَهُ دَوَاء، وَالرجل يَمرَض وَلَا يسمع شَيْئا فَيُقَال: امقلوه الماءَ واللبنَ وشيئاً من الدَّوَاء، فَهَذَا المقْل الصَّحِيح. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: إِذا لم يَرضع الفَصيل أُخِذ لسانُه ثمَّ صُبَّ الماءُ فِي حَلْقِه وَهُوَ الْمقل. وَقد مَقَلْتُه مَقْلاً. قَالَ: وربَّما خرج على لِسَانه قُروحٌ فَلَا يَقدِر على الرَّضَاع حَتَّى يُمقَل. وَأنْشد: إِذا استَحَرَّ فامْقُلوه مَقْلا فِي الحَلْق واللَّهاةِ صُبُّوا الرِّسْلا وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود فِي مسح الْحَصَى فِي الصَّلَاة قَالَ: مرّة، وَتركهَا خير من مائَة نَاقَة لمقْلة. قَالَ أَبُو عبيد: المقلة هِيَ الْعين. يَقُول: تَركهَا خير من مائَة نَاقَة يختارها الرجل على عينه وَنَظره كَمَا يُرِيد. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَوْزَاعِيّ: مَعْنَاهُ: أَنه ينفقها فِي سَبِيل الله. قَالَ أَبُو عبيد: هُوَ كَمَا قَالَ الأوزاعيّ، وَلَا يُرِيد أَنه يقتنيها. وَقَالَ: أمقلته، أَي: أغضبته، وَيُقَال: أسمعته ذَا مَقَل، أَي: مَا أغضبهُ.

وَقَالَ أَبُو وجزة: فاسمع وَلَا تسمع لشيءٍ ذِي مَقَلْ قمل: قَالَ اللَّيْث: القَمْل مَعْرُوف. وَفِي الحَدِيث: (مِن النِّسَاء غُلٌّ قَمِل يقذِفها الله فِي عُنُق من يَشَاء ثمَّ لَا يُخرجهَا إِلَّا هُوَ وَذَلِكَ أَنهم كَانُوا يَغُلون الْأَسير بالقدْ فيقمَل القِدّ فِي عُنقه. أَبُو عبيد عَن أَصْحَابه: القَمَليّ من الرِّجَال: الحقير الصَّغِير الشَّأْن. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: رجلٌ قَمليّ: إِذا كَانَ بَدَوِيّاً فَصَارَ سَوادِياً. وَقَالَ الله جلّ وَعز: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ} (الْأَعْرَاف: 133) . قَالَ الْفراء: القُمَّل: الدَّبى الَّذِي لَا أجنحةَ لَهُ. قلت: وَهَذَا يُروَى عَن ابْن عَبَّاس مِن رِوَايَة ابْن الكلبيّ. قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: قَالَ عِكْرِمَة فِي قَول الله: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ} . قَالَ: القُمل: الجنادب، وَهِي الصغار من الْجَرَاد، واحدتها قُمَّلة. قَالَ: وَقَالَ الْفراء: يجوز أَن يكون وَاحِد القمَّل قاملاً، مثل: رَاكِع وركّع، وصائم وصُيّم. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت قَالَ: القُمل: شيءٌ يَقع فِي الزَّرْع لَيْسَ بجراد فيأكل السُّنبلةَ وَهِي غَضَّة قبل أَن تخرج فَيطول الزرعُ وَلَا سُنبلَ لَهُ. قلت: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عبيدةَ: القُمَّل عِنْد الْعَرَب: الحَمْنان. أَبُو عبيدٍ عَن أبي الْحسن العَدَوِيّ: القُمّل دوابُّ صِغارٌ من جنس القِرْدان إِلَّا أَنَّهَا أَصْغَر مِنْهَا؛ واحدتها قُمَّلة. وَقَالَ اللَّيْث: القُمَّل: دَوابُّ صغارٌ من جنس القِرْدان إِلَّا أَنَّهَا أَصْغَر مِنْهَا، واحدتها قُمَّلة. وَقَالَ اللَّيْث: القُمَّل: الذَّر الصغار، وَيُقَال: هُوَ شَيْء أَصْغَر من الطَّير الصَّغِير، لَهُ جَناح أَحْمَر أكدَر. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَمِل الْقَوْم: كَثُرُوا. وقَمِل الرجل بعد هزال: إِذا سمن. وقمل رَأس الرجل. وَأنْشد: حَتَّى إِذا قملت بطونكُمُ ورأيتم أبناءكم شبُّوا وَقَالَ اللَّيْث: امْرَأَة قَمَليّة: قَصِيرَة جدّاً. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: قَمِل العَرْفَج قَمَلاً: إِذا اسوَدَّ شَيْئا بعد مطر أصابَه فلانَ عودُه. شُبِّه مَا خرج مِنْهُ بالقمَّل. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: المِقْمَل: الَّذِي استَغنى بعد فَقْر.

أبواب القاف والنون

(أَبْوَاب الْقَاف وَالنُّون) ق ن ف قنف، قفن، نقف، نفق، فنق: مستعملة. قنف: قَالَ اللَّيْث: الأُذن القَنفاء: أذن المِعزَى إِذا كَانَت غَلِيظَة كَأَنَّهَا نَعْلٌ مخصوفة، وَمن الْإِنْسَان إِذا كَانَت لَا أطَر لَهَا. قَالَ: وكمَرة قَنْفاء، وَذكر قصَّة لهمام بن مرَّة وبناتِه يَفْحُش ذِكرها فَلم أكتُبها. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: فَرش أقنف، وَهُوَ الْأَبْيَض الْقَفَا وَلونُ سائره مَا كَانَ، والمصدَر القَنف. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أقْنفَ الرجُل: إِذا استرخت أذُنُه. عَمْرو عَن أَبِيه: قَالَ: القَنف واللَّخْن: الْبيَاض الَّذِي على جُردان الْحمار. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: استَقْنَف الرجلُ وأَقنَف: إِذا اجْتمع لَهُ رأيُه وأمرُه فِي مَعاشه. وَقَالَ اللَّيْث: رجلٌ قُنافٌ: إِذا كَانَ ضَخْمَ الْأنف. وَيُقَال: هُوَ الطَّوِيل الْجِسْم الغليظة. ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: القِنَّف والقِلَّف: مَا تطايرَ مِن طِين السَّيْل عَن وَجه الأَرْض وتَشقَّق. أَبُو عبيد عَن أبي عمرٍ وَقَالَ: القَنيف والقَنيب: جماعات النَّاس. قَالَ: والقَنيف أَيْضا: السَّحَاب ذُو المَاء الْكثير. نقف: قَالَ اللَّيْث: النَّقْف: كسرُ الهامة عَن الدِّماغ وَنَحْو ذَلِك، كَمَا يَنقُف الظَّليم الحنظلَ عَن حَبِّه. والمُناقَفةُ: المُضارَبة بِالسُّيُوفِ على الرؤوس. وَقَالَ لبيد يصف الْخمر فجعلَ النَّقْف مَزْجاً: لذيذاً ومنقوفاً بِصافِي مَخيلةٍ من الناصِع المحمودِ من حَمر بابلا أَرَادَ ممزوجاً بماءٍ صَاف من مَاء سَحَابَة. وَقيل: المنقوف المَبْزُول من شراب الدَّنّ، نَقَفْتُه نَقْفاً، أَي: بَزَلْتُه. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال للرجلين جَاءَا فِي نِقابٍ واحدٍ ونِقافٍ وَاحِد إِذا جَاءَا فِي مَكَان وَاحِد. وَقَالَ أَبُو سعيد: إِذا جَاءَا متساويَين لَا يتقدَّم أَحدهمَا الآخر. وأصلُه الفَرْخان يخرجَانِ من بَيضة وَاحِدَة. وَيُقَال: أنقف الجرادُ بيضَه. ونقفت الْبَيْضَة ونقبت واحدٌ، قَالَه ابْن الْأَعرَابِي. وَقَالَ أَبُو خيرة: يركب الْجَرَاد بعضُه بَعْضًا. فيدفن بيضه. وَهُوَ الرَّزّ. ثمَّ يَسرأ.

وَيُقَال: نحتَ النحّاتُ العُودَ فترَك فِيهِ مَنْقَفاً: إِذا لم يُنْعِمْ نَحْتَه وَلم يُسوِّه. وَقَالَ الراجز: كِلْنَا عليهنّ بمُدَ أجوَفا لَم يَدَع النَّقَّافُ فِيهِ مَنْقَفا إلاّ انتَقى مِنْ حَوْفِه ولَجَّفاوقال اللَّيْث: المِنْقاف: عَظْم دُوَيْبَّة تكون فِي الْبَحْر تُصْقَل بِهِ الصُّحُف، لَهُ مَشَقٌّ فِي وَسَطه. ورجلٌ نقَّاف: صَاحب تَدْبِير ونَظَرٍ فِي الْأَشْيَاء. وَيُقَال: نَقَفَ رأسَه ونقَخَه: إِذا ضربه على رَأسه حتَّى يخرج دِماغُه. ونَقَفَ الرُّمّانة: إِذا قَشَرَها ليَستخرج حَبَّها. فنق: قَالَ اللَّيْث: نَاقَة فَنَق: جسيمة حَسنَةُ الْخَلْق. وَجَارِيَة فُنُق: مُفَنَّقَةٌ منعَّمة فَنّقَها أَهلهَا تفنيقاً وفِناقاً. قَالَ: والفَنِيق: الفَحْل المُقْرَم لَا يُركَب على أَهله. والتَّفَنُّق: التنَعُّم، كَمَا يُفَنّق الصبيَّ المُتَرَفَ أهلُه. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: (وَامْرَأَة) فُنُق: قليلةُ اللّحْم. وَقَالَ شمر: لَا أعرف امرأةٌ فُنُق قَليلَة اللّحْم ولكنَّ الفُنُق المنعَّمة، وفَنَّقَها: نَعَّمَها. وَأنْشد قَول الْأَعْشَى: هِرْكَوْلَةٌ فُنُقٌ دُرْمٌ مَرافِقُها وَقَالَ: لَا يكون دُرْمٌ مرافقها وَهِي قليلةُ اللّحْم. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: نَاقَة فُنُق: إِذا كَانَت فَتِيَّةً لَحِيمةً سَمِينَة، وَكَذَلِكَ امْرَأَة فُنُق: إِذا كَانَت عَظِيمَة حَسْناء. مَضبورةٌ قَرْواءُ هِرْجابٌ فُنُق قَالَ: والفُنُق: الفَتِيَّة الضَّخمة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: فُنُقٌ كأَنَّها فَنيق، أَي: جَمَل فَحْل. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الفَنيقة: الغِرارة، وجمعُها فَنائق. وَأنْشد: كأنَّ تَحت العِلْو والفَنائق مِن طُولِه رَجْماً على شَواهِق عَمْرو عَن أَبِيه: الفَنيقة: الْمَرْأَة المنعَّمة تفَنَّقْتُ فِي أَمر كَذَا، أَي: تأنّقْت وتنطّعْتُ. قفن: قَالَ عمر بن الْخطاب: إنِّي لأستعمل الرَّجل القويَّ وغيرُه خيرٌ مِنْهُ، ثمَّ أكون على قَفَّانه. يَقُول: أكون على تتبع أمره حتّى أستقصيَ علمه وأعرفه. قَالَ أَبُو عبيد: وَلَا أَحسب هَذِه الْكَلِمَة عَرَبِيَّة، إِنَّمَا أَصْلهَا قَبّان. وَمِنْه قَول الْعَامَّة: فلانٌ قَبّانٌ على فلَان: إِذا كَانَ

بِمَنْزِلَة الْأمين عَلَيْهِ والرئيس الَّذِي يتتبع أمره ويحاسبه. وَلِهَذَا سمِّي هَذَا الْمِيزَان الَّذِي يُقَال لَهُ القبان: القبان. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: القفَّان عِنْد الْعَرَب الْأمين. قَالَ: وَهُوَ فارسيٌّ عُرّب. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: هُوَ الَّذِي يتتبّع أمرَ الرجل ويحاسبهُ. قَالَ أَبُو عبيد: قَفَّانُ كلِّ شَيْء: جِماعُهُ واستقصاء مَعْرفَته. عَمْرو عَن أَبِيه: القَفِين: الْمَذْبُوح مِن قفَاه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: هَذَا يومُ قَفْنٍ: إِذا كَانَ ذَا حِصار. ورُوِي عَن النخعيّ أَنه قَالَ فِيمَن ذَبَح فأَبانَ الرأسَ قَالَ: (تِلْكَ القَفِينةُ لَا بَأْس بهَا) . قَالَ أَبُو عبيد: القَفِينة كَانَ بعضُ النَّاس يُرى أَنَّهَا الَّتِي تُذبَحُ مِن القَفا؛ وَلَيْسَت بِتِلْكَ، وَلَكِن القَفِينة الَّتِي يُبانُ رأسُها بالذَّبح وإنْ كَانَ من الحَلْق. قَالَ أَبُو عبيد: ولعلّ الْمَعْنى يرجع إِلَى القَفا، لِأَنَّهُ إِذا أبان لم يكن لَهُ بُدٌّ من قطْع القَفا. وَقد قَالُوا: القَفَنّ للقَفا، فزادوا نوناً. وَأنْشد للراجز فِي ابْنه: أُحِبُّ منكَ موضعَ الوُشْحَنّ ومَوضعَ الْإِزَار والقَفَنِّ وَقَالَ أَبُو جَعْفَر بن جَبَلة: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي مِثله، وَقَالَ: قَفَّن رأسَه وقَنَّفه: إِذا قَطَعه فأَبانَه. قَالَ: وَقَالَ غَيره: اقْتَفَنْتُ الشَّاة والطائرَ: إِذا ذبَحْتَ مِن قِبل الْوَجْه فأَبَنْتَ الرَّأْس. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: القَفْن: الضربُ بالعصا والسَّوط. قَالَ الراجز: قَفَنْتُه بالسَّوطِ أيَّ قَفْنِ وبالعصا مِن طولِ سُوءِ الضَّفْن قَالَ: وَيُقَال: قَفَن يقْفِن قُفوناً: إِذا مَاتَ، قَالَ الراجز: أَلقَى رَحَى الزَّوْرِ عَلَيْهِ فَطحَنْ فَقَاءَ فرثاً تَحتَه حتَّى قَفَنْ قَالَ: وقَفَن الكلبُ: إِذا وَلَغ. ثَعْلَب عَن بن الْأَعرَابِي قَالَ: القَفْن: الْمَوْت، والكَفْن: التغطية. شمر عَن أبي زيد: القَفِينة: المذبوحة من قِبَل الْقَفَا. يُقَال: شاةٌ قَفِينةٌ، وَقد قَفَنْتُها قَفْناً: إِذا ذَبَحْتَها من قبل القَفا. قَالَ: وقَفَنْتُ الرجل قُفْناً: إِذا ضَرَبْتَ قَفاهُ. وَقَالَ شمر: بَلغنِي عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: القَفينَة والقَنِيفَة وَاحِد، وَهُوَ أَن يُبانَ الرأسُ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن جبلة عَنهُ. نفق: قَالَ اللَّيْث: نفقَت الدابةُ: إِذا مَاتَت،

وَأنْشد: نفَقَ البغلُ وأودَى سَرْجُه فِي سَبِيل الله سَرْجِي وبَغَلْ وَقَالَ اللحياني: نَفَقَ الفرسُ وكلُّ بَهِيمَة ينْفق نفُوقاً: إِذا مَاتَ. ونفق الدرهمُ ينْفق نفوقاً: إِذا فنِيَ. وَمِنْه قَوْله عز وَجل: {إِذًا لأمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنفَاقِ} (الْإِسْرَاء: 100) ، أَي: خشيَة الفناء والنَّفادِ. وَقَالَ اللَّيْث: نَفَق السِّعر ينفُق نُفُوقاً: إِذا كثُر مُشتَروه. قَالَ: وَالنَّفقَة: مَا أنفَقت واستنفَقْت على الْعِيَال وعَلَى نَفسك. والنَّفق: سَرَب فِي الأَرْض لَهُ مَخْلَصٌ إِلَى مكانٍ آخر. والنافقاء: مَوضِع يرقِّقه اليربوع فِي جُحَره، فَإِذا أَتَى من قبل القاصعاءِ ضَرَب النافقاء بِرَأْسِهِ فانتفق مِنْهَا. وَبَعْضهمْ يُسَمِّيه النُّفقة. وَتقول: أنفقنا اليربوع: إِذا لم يُرفق بِهِ حَتَّى انتفق وَذهب. وَقَالَ أَبُو عبيد: سَمِّي الْمُنَافِق منافقاً للنَّفق وَهُوَ السَّرَب فِي الأَرْض. وإنمَا سمَّي منافقاً لأنّه نَافق كاليربوع، وَهُوَ دُخُوله نافقاءَه. يُقَال: قد نَفق فِيهِ ونافق، وَله جُحْرٌ آخر يُقَال لَهُ القاصعاء، فَإِذا طُلب قَصَّع فَخرج من القاصعاء، فَهُوَ يدْخل فِي النافقاء، وَيخرج فَيُقَال: هَكَذَا يفعل الْمُنَافِق، يدْخل فِي الْإِسْلَام ثمَّ يخرج مِنْهُ من غير الْوَجْه الَّذِي دخل فِيهِ. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: قُصْعةُ اليربوع: أَن يَحْفر حفيرة ثمَّ يسد بَابهَا بترابها، ويسمِّي ذَلِك التُّرَاب الدامَّاء، ثمَّ يحفِر حَفْراً آخر يُقَال لَهُ: النافقاء والنُّفقة والنَّفق فَلَا ينفذُها وَلكنه يحفرها حتَّى تَرق، فَإِذا أخِذ عَلَيْهِ بقاصِعائه عَدَا إِلَى النافقاء فَضَرَبها بِرَأْسِهِ ومَرَقَ مِنْهَا، وتُرابُ النُّفقة يُقَال لَهُ الراهِطاء. وَأنْشد: وَمَا أمُّ الرُّدَين وَإِن أكلّتْ بعالمةٍ بأخلاق الْكِرَام إِذا الشَّيْطَان قَصَّع فِي قَفَاها تَنَفَّقَاه بالحبل التؤام أَي: إِذا سَكَن فِي قَفاها، أَي: استخرجْناه كَمَا يسْتَخْرج اليربوع من نافقائه. قَالَ الْأَصْمَعِي فِي القاصعاء: إِنَّمَا قيل لَهُ ذَلِك لِأَن اليربوع يخرج تُرَاب الْجُحر ثمَّ يسد بِهِ فَم الآخر، من قَوْلهم: قصعَ الْكَلم بِالدَّمِ: إِذا امْتَلَأَ بِهِ. وَقيل لَهُ دامّاء لِأَنَّهُ يخرج تُرَاب الْجُحر ويطلى بِهِ فَم الآخر؛ من قَوْلهم: أدمم قدرك، أَي: اطلِها بالطِّحال والرّماد. اللَّيْث: النّيْفق دَخيلٌ: نيفق السَّرَاوِيل والنافقة نافقة الْمسك دخيلٌ أَيْضا وَهِي

فأر: الْمسك، وَهِي وِعاؤه. اللِّحياني: نفق مَاله ينْفق نفقاً: إِذا نقص ونفِقَتْ نفاقُ القَوْم: إِذا نَفِدَتْ. والنّفاق: جمعُ النَّفَقَة. قَالَ: والنفق: السَّرِيع الِانْقِطَاع من كل شَيْء. يُقَال: سيرٌ نفق، أَي: مُنْقَطع. وَقَالَ لبيد: شَدّاً وَمَرْفُوعًا يقرِّبُ مثْلُه للوردِ لَا نَفِق وَلَا مسْؤُوم أَي: عَدْوٌ غير مُنْقَطع، وَقَالَ أَبُو وجزة: يهدي قلائصَ خُضَّعاً يكنفنه صُعْرَ الخُدودِ نَوافق الأوْبار أَي: نَسَلَتْ أوبارُها من السِمَن. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : أنفقت الْإِبِل: إِذا انتثرت أوبارُها عَن سمن. قَالُوا: ونفق الجرحُ: إِذا انقشر. وَقَالَ غَيره: نفقت الأيِّم تنْفق نفَاقًا: إِذا كثُر خُطابها. وَأنْفق الرجُل إنفاقاً: إِذا وَجَد نفَاقًا لمتاعه. وَفِي مثل من أمثالهم: (من باعَ عِرضه أنْفق) ، أَي: من شاتَم الناسَ شُتِم، وَمَعْنَاهُ أَنه يجد نفَاقًا لعِرضه ينالُ مِنْهُ. وَمِنْه قَول كَعْب بن زُهَيْر: أبيتُ وَلَا أهجو الصّديق ومَنْ يبعْ بعِرْض أَبِيه فِي المعاشِر يُنفق أَي: يجد نفَاقًا. وَالْبَاء مُقْحَمة فِي قَوْله: (بِعرْض أَبِيه) . ق ن ب قنب، قبن، نقب، نبق، بقن، بنق: مستعملات. بقن: أمَّا بقن: فإنَّ اللَّيْث أهمله. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: أبقَنَ الرجلُ: إِذا خصب جَنابُه واخضرَّت فعاله. قنب: قَالَ اللَّيْث: القُنْب: جِرَابُ قضيب الدَّابَّة وَإِذا كُنِيَ عَمَّا يُخفضُ من الْمَرْأَة قيل قنْبُها. قَالَ: والقُنْب: شِراعٌ ضَخْم من أعظم شُرُع السَّفِينَة. والمِقْنب: زُهاءُ ثَلَاثمِائَة من الخَيل. والقِنّب: من الْكَتَّان. والقَنِيب: الْجَمَاعَة من النَّاس. قَالَه أَبُو عبيد. وَأنْشد شمر: ولعَبْد الْقَيْس عِيصٌ أُشِبٌ وقَنِيبٌ وهجاناتٌ زُهُرْ وَفِي حَدِيث عمر أَنه ذُكر سعد حِين طُعِن فَقَالَ: (إِنَّمَا يكون فِي مِقْنَبٍ من مقانبكم) . قَالَ أَبُو عبيد: المقنب: جماعةُ الْخَيل والفرسان. يُرِيد أَن سَعْدا صَاحب جيوش ومحاربة، وَلَيْسَ بِصَاحِب هَذَا الْأَمر. وَجمع المقنب مَقانب. وَقَالَ لبيد:

وَإِذا تواكلت المقانب لم يزل بالثغر مِنّا مِنشِر معلومُ قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: المنسر: مَا بَين ثَلَاثِينَ فَارِسًا إِلَى أَرْبَعِينَ. وَلم أره وقّت فِي المقنب شَيْئا. والقنيب: السَّحَاب. أَبُو عبيد عَن القناني الأعرابيّ: المقنب: شيءٌ يكون مَعَ الصَّائد يَجْعَل فِيهِ مَا يصيد. قَالَ شمر: وَلم أسمَعْه إلاّ هَا هُنَا. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: المِقْنَب الَّذِي مَعَ الصيّاد مَشْهُور، وَهُوَ شِبه مِخْلاة أَو خريطة تكون مَعَ الصَّائِد. وَأنْشد قَول الراجز: أنشدتُ لَا أصطادُ مِنْهَا عُنظُباً إلاّ عَواساءَ تَفَاسَى مُقْرِبا ذاتَ أوانَيْنِ تُوفِّي المِقنَبا ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القانب: الذِّئْب العوّاء. والقانب: الفَيج المنكمِش. قَالَ: وأقْنبَ الرجلُ: إِذا استَخفَى مِن سلطانٍ أَو غَريم. قَالَ: والمِقْنَب: كَفُّ الْأسد. قَالَ: والقَيْناب: الفَيج النشيط، وَهُوَ السِّفْسير. وَيُقَال: مِخلب الْأسد فِي مِقْنَبه، وَهُوَ الغِطاء الَّذِي يسترُه. وَقد قَنَب الْأسد بمخلَبه: إِذا أدخَلَه فِي وعائه يقنِبُه قَنْباً. وقَنّب القومُ وأقنَبوا إقناباً وتقنيباً: إِذا صَارُوا مِقْنَباً. وَمِنْه قَول الهُذَليّ: عجبتُ لقيس والحوادث تُعجِبُ وأصحابِ قيس يومَ سَارُوا وأقْنَبوا ويروى: (قنّبوا) ، أَي: باعدوا فِي السَّير. وقنْب الْجمل: وِعاءُ ثِيلِه. وقُنْب الْحمار: وعَاء جُردانه. وَقَالَ النَّضر: قنّبوا الْعِنَب: إِذا مَا قطعُوا مِنْهُ مَا لَيْسَ يحمل، وَمَا قد أدَّى حمله يقطع من أَعْلَاهُ. قلت: وَهَذَا حِين يقضب عَنهُ شكيره رطبا. قبن: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو عُبَيْدَة عَن أبي زيد: قَبَنَ الرجلُ يقبِنُ قُبوناً: إِذا ذهب فِي الأَرْض. وقبَعَ مثله. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: أقْبَن الرجل: إِذا انهزمَ مِن عَدوِّه. وَأَقْبل: إِذا أسرَعَ عَدْواً فِي أَمَان. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: القَبين: المنكمِش فِي أمورِه. والقَمِين: السَّرِيع. وَقَالَ ابْن بُزُرجَ: المُقْبَئِنّ: المنقبِض المنْخنِس، وَقد اقبأنّ اقبئناناً. والقَبّان: الَّذِي يُوزَن بِهِ، لَا أَدْرِي أعربيٌّ أم مُعْرب. وَفِي حَدِيث عمر: (إِنِّي لأستعين بالرجلُ

الْفَاجِر ثمَّ أكون على قَفَّانه) . قَالَ أَبُو عبيد: يَقُول: أكون على تتبُّع أُمُوره حَتَّى أستقْصِيَ علمَه وأعرِفَه. قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: قفّان كلّ شَيْء: جِماعُه واستقصاء مَعْرفَته. قَالَ أَبُو عبيد: وَلَا أَحسب هَذِه الْكَلِمَة عَرَبِيَّة، وَإِنَّمَا أَصْلهَا قَبان. وَمِنْه قَول العامّة: فلانٌ قَبّان على فلَان: إِذا كَانَ بِمَنْزِلَة الْأمين عَلَيْهِ والرئيسِ الَّذِي يتتبَّع أمره ويحاسِبُه. وَبِهَذَا سمِّي هَذَا الْمِيزَان الَّذِي يُقَال لَهُ القَبّان وَقد مضى هَذَا فِيمَا تقدم من الْكتاب. وحِمار قَبّانَ: دُوَيْبَّة مَعْرُوفَة. وَمِنْه قَوْله: يَا عجبا لقد رَأَيْت عَجَبا حِمارَ قَبّانٍ يَسوقُ أرنَبا خاطِمَها زأمَّها أَن تذهبا نقب: قَالَ الله جلّ وعزّ: {بَطْشاً فَنَقَّبُواْ فِى الْبِلَادِ هَلْ مِن} (ق: 36) . قَالَ الْفراء: قَرَأَ القُرّاء: (فنقَّبوا) مشدداً يَقُول: خَرَقوا البلادَ فَسَارُوا فِيهَا فَهَل كَانَ لَهُم مَحيصٌ من الْمَوْت. قَالَ: وَمن قَرَأَ: (فنَقِّبُوا) بِكَسْر الْقَاف فَإِنَّهُ كالوعيد، أَي: اذْهَبُوا فِي الْبِلَاد وجيئوا. وَقَالَ الزّجاج: نقّبوا: طَوَّقوا وفَتَّشُوا. قَالَ: وقرأَ الْحسن: (فَنَقَبُوا) بِالتَّخْفِيفِ. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: وَقد نقّبتُ فِي الْآفَاق حَتَّى رَضِيتُ من السَّلامَة بالإياب أَي: ضَربتُ فِي الْبِلَاد، أقبلتُ وأدْبَرْتُ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَىْ عَشَرَ نَقِيباً} (الْمَائِدَة: 12) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: النَّقيب فِي اللُّغة كالأمين والكَفيل. وَنحن نبيِّن حَقِيقَته واشتقاقه. يُقَال: نَقَب الرجلُ على الْقَوْم ينقُب نِقابةً فَهُوَ نَقِيب. قَالَ أَبُو زيد: وَمَا كَانَ الرجل نَقِيبًا وَلَقَد نَقُب. وَفِي فلانٍ مَناقبُ جميلَة، أَي: أَخْلَاق. وَهُوَ حَسَنُ النقيبةِ، أَي: حَسَن الخليقة. وَإِنَّمَا قيل للنقيب نقيبٌ لِأَنَّهُ يَعلَم دَخِيلَةَ الْقَوْم ويعرِف مناقبَهم، وَهُوَ الطَّرِيق إِلَى معرفَة أُمُورهم. وَهَذَا الْبَاب كلُّه أَصله التَّأْثِير الَّذِي لَهُ عُمْق ودُخول. وَمن ذَلِك يُقَال: نَقَبْتُ الْحَائِط، أَي: بَلغتُ فِي النَّقب آخرَه. والنَّقْب فِي الْجَبَل: الطَّرِيق. وَيُقَال: كلبٌ نَقيب، وَهُوَ أَن يُنْقَب حَنجرةُ الكلْب لئلاَّ يرْتَفع صوتُ نُباحه، وَإِنَّمَا يَفعل ذَلِك البخلاءُ من الْعَرَب لئلاَّ يطرُقَهم ضَيف باستماع نُباح الْكلاب. وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (لَا يُعدِي شَيْء شَيْئا) ، فَقَالَ أَعرابيّ: إنَّ النُّقْبة قد تكون بمِشْفَر الْبَعِير أَو بذَنبِه فِي الْإِبِل

الْعَظِيمَة فتجرب كلُّها. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (فَمَا أَعْدَى الأوَّل) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: النُّقْبة هِيَ أَوّل جَرَبٍ يبدأَ. يُقَال للبعير: بِهِ نُقْبة؛ وَجَمعهَا نُقَب. وَقَالَ دُرَيْد بن الصِّمَّة: متبذِّلاً تبدو مَحاسِنُه يَضَعُ الهِناءَ مواضعَ النُّقْبِ قَالَ أَبُو عبيد: النُّقبة فِي غير هَذَا: أَن تُؤْخَذ القِطعةُ من الثَّوْب قَدْرَ السَّرَاوِيل فتُجعل لَهَا حُجْزة مَخِيطة من غير نَيْفَق، وتُشدُّ كَمَا تُشدّ حُجزة السَّراويل؛ فَإِذا كَانَ لَهَا نَيفَق وساقان فَهِيَ سَرَاوِيل؛ فَإِذا لم يكن لَهَا نَيْفَقٌ وَلَا ساقان وَلَا حُجْزة فَهِيَ النِّطاق. وَقد نقبت الثَّوب أَنقُبُه: إِذا جعلتَه نُقْبة. قَالَ: والنُّقْبة: اللَّوْن. وَقَالَ ذُو الرمّة: ولاحَ أَزهَرُ مشهورٌ بنُقْبَتِه كأنَّه حينَ يَعْلو عاقِراً لَهَبُ شمر عَن ابْن شُمَيْل: النُّقّبة: أوّل بَدء الْجَرَب تَرى الرُّقْعة مِثلَ الكفّ بجَنْب الْبَعِير أَو وَرِكه أَو بمشْفَرِه ثمَّ تتمشَّى فِيهِ حَتَّى تُشريَه كلّه، أَي: تملأه. وَقَالَ أَبو النَّجْم يصف فحلاً: فاسودّ مِن جُفْرته إبْطاها كَمَا طَلَى النُّقّبَة طالِياها أَي: اسودَّ من الْعرق حِين سالَ حَتَّى كأنَّه جَرِبَ ذَلِك الْموضع فطُلِيَ بالقَطِران فاسودَّ مِن العَرَق. والجُفْرة: الوَسَط. والنِّقاب على وُجُوه: يُقَال: فُلَانَة حسنَةُ النِّقْبة والنِّقاب. وَقَالَ أَبو عبيد: قَالَ الْفراء: إِذا أَدْنَت المرأَةُ نِقابَها إِلَى عينهَا فَتلك الوَصْوَصةُ؛ فإنْ أَنزلَتْه دون ذَلِك إِلَى المَحْجِرِ فَهُوَ النقاب، فإنْ كَانَ على طرف الْأنف فَهُوَ اللِّفام. وَقَالَ أَبو زيد: النِّقاب على مارِنِ الْأنف. وَقَالَ أَبو عبيد: النِّقاب: هُوَ الرجل العالِمُ بالأشياء الباحثُ عَنْهَا الفَطِنُ الشّديدُ الدُّخول فِيهَا. وَقَالَ أوسٌ يمدح رجلا: نَجِيحٌ جوادٌ أَخو مأقِطٍ نِقابٌ يحدِّث بالغائبِ والنِّقاب أَيْضا: جمع النَّقْب، وَهُوَ الطَّرِيق الضيِّق فِي الْميل. والبَيْطار يَنْقُب فِي بَطن الدَّابَّة بالمِنْقَب فِي سُرَّته حَتَّى يَسيلَ مِنْهُ ماءٌ أَصفر، وَقَالَ: كالسِّيد لم يَنْقُب البَيطارُ سُرَّته وَلم يَسِمْه وَلم يلمُس لَهُ عصَبَا والناقبة: قرْحة تخرج بالجَنْب تَهجُم على الْجوف يكون على رَأسهَا من دَاخل. والنُّقْبة: الصَّدَأ يركب الحديدَ، وَجمعه نُقَب.

وَقَالَ لبيد: جُنوحَ الهالكيّ على يدَيْه مُكِبّاً يَجتلي نُقَب النِّصالِ وَقد نَقِبَ خُفُّ الْبَعِير ينقب نَقباً: إِذا حَفِيَ حَتَّى ينخرق فِرْسِنُه، فَهُوَ نَقِب. وَقَالَ ابْن بُزُرج: مَا لَهمْ نقيبة، أَي: نَفاذ رَأْي. وَقَالَ شمر: النقيبة: النَّفْس؛ فلَان مَيْمُون النَّقيبة: إِذا كَانَ مظفّراً. وَقَالَ ابْن بزرج مَا ذكرنَا. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: فلانٌ مَيْمُون النقيبة والنَّقيبة، أَي اللَّوْن، وَمنه سمِّي نِقابُ المرأَة لِأَنَّهُ يَستُر نِقابَها، أَي: لونَها بلون النِّقاب. وَقَالَ اللَّيْث: النَّقيبة: يُمْنُ العَمَل، إنّه لمَيْمون النقيبة، إِذا كَانَ مُظفّراً. قَالَ: والمَنْقَبة: كَرمُ العَمَل يُقَال: إنّه لكريم المَناقب من النَّجدات وَغَيرهَا. قَالَ: والنَقيبة مِن النُّوق: المؤتزِرة بضَرْعها عِظَماً وحُسْناً، بيِّنة النَقابة. قلتُ: صحَّف اللَّيْث النَّقيبة بِهَذَا الْمَعْنى، وإنَّما هِيَ الثَّقيبَة بالثاء، وَهِي الغزيرة من النوق. وَقَالَ غَيره: إنَّ عَلَيْهِ نُقْبةً، أَي: أثرا، ونُقْبة كلِّ شَيْء: أَثَره وهيئتُه. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: أنقَب الرجلُ: إِذا سَار فِي الْبِلَاد. وأنقَب: إِذا صَار حاجباً. وأنقَب: إِذا صَار نَقِيبًا. قَالَ: والنُّقْب: الطَّريق فِي الْجَبَل، وَجمعه نِقبة ومِثله الجُرْف وجمعُه جِرفة. قَالَ: والنّقّاب: البَطن، يُقَال فِي المَثل فِي الِاثْنَيْنِ يتشابهان: (فَرْخانِ فِي نِقاب) . قَالَ: والنقيب: المزمار. والنَّقيب: الرئيس الْأَكْبَر. بنق: أَبُو عبيد: البَنيقة من الْقَمِيص: لَبنَتُه، وجمعُها بقانق. وَأنْشد: يضُمّ إليَّ الليلُ أطفالَ حُبِّها كَمَا ضَمَّ أزرارَ القَميصِ البنائقُ فِي (النَّوَادِر) : بنّق فلانٌ كذبة حَرْشاء، وبوّقها، وبلّقها: إِذا صنعَها وزوّقها. قَالُوا: وبنّقته بِالسَّوْطِ وبلّقته، وقوَّبته، وحوَّبته، ونتقته، ولفّقته: إِذا قطعته. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: بَنَّقَ فلانٌ كلامَه، أَي: جَمَعه وسوّاه، وَمِنْه بَنائق الْقَمِيص، أَي: جَمْعُ شَيْء إِلَى شَيْء، وَقد بَنّقَ كتابَه. وَقَالَ اللَّيْث فِي قَوْله: قد اغتدى وَالصُّبْح ذُو تَبنيق ويُروَى: (ذُو بَنيق) . قَالَ: شبَّه بياضَ الصُّبْح ببياض البَنيقة. وَقَالَ ذُو الرّمة: دَياجِمُها مبنوقةٌ بالصَّفاصِفِ مبنوقة: موصولةٌ بهَا، أُخذ من البَنيقة.

وَقَالَ أَبُو النَّجْم: إِذا اعتَقَاها صَحْصَحانٌ مَهْيَعُ مُبَنقٌ بآلِه مُقنَّعُ قَالَ الْأَصْمَعِي: قَوْله مبنَّق، يَقُول: السّرابُ فِي نواحيه مقنَّع قد غُطِّيَ كلُّ شَيْء مِنْهُ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: أَبنَق وبَنق وبنَّقَ، ونبَّق وأنْبَقَ، كلُّه إِذا غَرَسَ شِراكاً وَاحِدًا مِن الودِيِّ. فَيُقَال: نخلٌ مُنَبِّق ومُبَنق. نبق: قَالَ اللَّيْث: النَّبِق: حَمْل السِّدْر. عَمْرو عَن أَبِيه: النَّبِق: دَقِيق يَخرج من لُبِّ جذع النَّخْلَة حلوٌ يُقَوَّى بالصقْر ثمَّ يُنْبذ فَيكون نِهَايَة فِي الْجَوْدَة، وَيُقَال لنبيذه: الضرِيّ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: المنبِّقُ من النّخل المصطفُّ على سطرٍ مستَوٍ. وَأنْشد: كنخلٍ من الْأَعْرَاض غير منبِّقِ ورُوِي غير مُنبَّق. وَقَالَ شمر: قَالَ الْمفضل فِي قَوْله غير منبق: غيرُ بالغٍ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: إِذا كَانَت الضَّرْطة لَيست بشديدة قيل: أنبَق بهَا إنْباقاً. سَلمَة عَن الْفراء: النُّبَاقى مَأْخُوذ من النُّباق، وَهُوَ الحُصاص الضّعيف. وَقَالَ زَائِدَة البكريّ وحَتْرَشٌ، فِيمَا رَوَى أَبُو تُرَاب عَنْهُمَا: هُوَ يَنتبِق الكلامَ انتباقاً وينتَبِطُه، أَي: يَستخرجه. ق ن م قنم، قمن، نقم، نمق: مستعملة. نقم: قَالَ الله جلّ وعزّ: {قُلْ يَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اأَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّآ إِلاَّ أَنْءَامَنَّا بِاللَّهِ} (الْمَائِدَة: 59) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: يُقَال: نَقَمْتُ على الرجل أنقِم، ونَقِمْتُ عَلَيْهِ أنقَم، والأجود نَقَمْتُ أنقِم، وَهُوَ الْأَكْثَر فِي الْقِرَاءَة. قَالَ الله: {شُهُودٌ وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ} (البروج: 8) . قَالَ: وَمعنى: نَقَمتُ: بالغْتُ فِي كَراهة الشَّيْء. وَقَالَ ابْن الرّقيات: مَا نَقَموا مِن بني أميّة إل لاَ أنّهم يَحلُمون إِن غضبوا يرْوى بِالْفَتْح وَالْكَسْر نَقَموا ونَقِموا. وَقَالَ اللَّيْث يُقَال: لَم أرْضَ مِنْهُ حَتَّى نَقَمْتُ وانتَقَمْت: إِذا كافأه عُقوبةً بِمَا صَنَع. وَقَالَ: نقود بأرسان الْجِيَاد سَرَاتنا ليَنقِمنَ وِتراً أَو ليدفَعْنَ مَدفَعا يُقَال: نَقم فلانٌ وِترَه، أَي: انتقم. قَالَ أَبُو سعيد: معنى قَول الْقَائِل: (مثلي مثل الأرقم، إِن يُقتَلْ ينقَم، وَإِن يُتركَ يلقم) . قَوْله: إِن يقتل ينقم، أَي: يثأر بِهِ.

قَالَ: والأرقم: الَّذِي يشبه الجانّ، وَالنَّاس يَتَّقُونَ قَتله لشبهه بالجانّ. والأرقمُ مَعَ ذَلِك من أَضْعَف الْحَيَّات وأقلّها عضّاً. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: النِّقمة: الْعقُوبَة. والنِّقمة: الْإِنْكَار. قَالَ: وَقَوله: {هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّآ} (الْمَائِدَة: 59) ، أَي: هَل تُنْكرون. قلتُ: يُقَال: النَّقِمة والنِّقْمة: للعقوبة. وناقم: تمرٌ بعُمانَ. وناقِم: حيٌّ من اليَمن. نمق: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: نمَّقتُ الْكتاب تنميقاً: إِذا حسنتَه وجَودْتَه، وَلَو قيل بِالتَّخْفِيفِ لحسُنَ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: نَمَقْتُه أنمقُه نَمقاً، ولمقتُه ألمُقُه لمقاً. قَالَ أَبُو عبيد: وَيُقَال: نَمَّقْتُ الْكتاب ونَبَّقْتُه، ونَمَقْتُه وَاحِد. وَقَالَ شمر: بَنَّقْتُه مقلوب من نَبقْتُه. وَقَالَ الأصمعيُّ: يُقَال للشَّيْء المرْوِح فيهِ نَمقَهُ وزَهْمَقَهُ ونَمَسهُ. قمن: رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إِنِّي قد نُهيتُ عَنِ الْقِرَاءَة فِي الرُّكُوع وَالسُّجُود. فَأَما الرُّكُوع فعظِّموا الله فِيهِ، وَأما السُّجُود فَأَكْثرُوا فِيهِ من الدُّعاء، فإنّه قَمِنٌ أَن يُسْتَجَاب لكم) . قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: قمنٌ كَقَوْلِك جَديرٌ وحَرِيٌّ أَن يُستجاب لكم. يُقَال: فلانٌ قَمِنٌ أَن يفعل ذَلِك. وقمينٌ أَن يفعل ذَلِك فَمن قَالَ قمِنٌ أَرَادَ المصدَر فَلم يُثنِّ وَلم يَجمع وَلم يؤنِّث. يُقَال: هما قمنٌ أنْ يَفْعَلا ذَاك، وهم قمنٌ أَن يَفعلوا ذَاك، وهُنّ قمنٌ أَن يفْعلْن ذَاك. ومَن قَالَ قمِنٌ أَرَادَ النعْتَ فثَنّى وجَمَع فَقَالَ: هما قَمِنان وهم قَمِنُون، وَيُؤَنث على ذَلِك وَيجمع وَفِيه لُغَتان هُوَ قمنٌ أَن يفعل ذَاك وقمينٌ أَن يفعل ذَاك. وَقَالَ قيس بن الخطيم: إِذا جاوَزَ الْإِثْنَيْنِ سِرٌّ فإنّه بِنثّ وتكثير الوشاةِ قمينُ ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: القَمِن: الْقَرِيب. والقَمِن: السَّريع. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: القَمِن: السَّرِيع. قَالَ ابْن كيسَان: قمينٌ بِمَعْنى حريٌّ، مَأْخُوذ من تقمَّنتُ الشَّيْء: إِذا أشرفتَ عَلَيْهِ أَن تَأْخُذهُ. وَقَالَ غَيره: هُوَ مأْخوذ من القمين بِمَعْنى السَّرِيع والقريب. وَقَالَ اللِّحياني: إنّه لمقْمَنَةٌ أَن يَفعل ذَاك، وَإِنَّهُم لمقْمَنَةٌ أَن يَفْعَلُوا ذَاك، لَا يثنى وَلَا يُجمع فِي الْمُذكر والمؤنث، كَقَوْلِك: مَخْلَقَةٌ ومَجْدَرة. قنم: الْأَصْمَعِي وغيْره: قَنِم الوَطْبُ يَقْنَم قَنماً فَهُوَ قَنم وأَقنُم: إِذا تغيرتْ رَائِحَته. وَأنْشد:

أبواب القاف والفاء

وَقد قَنِمتْ مِن صَرِّها واحتلابها أنامِلُ كفَّيها وللْوطبُ أقْنَم وَيُقَال: فِيهِ قَنَمةٌ ونمقة: إِذا أروحَ وأَنتن. (أَبْوَاب الْقَاف وَالْفَاء) ق ف ب: مهمل. ق ف م استُعمل من وجوهه: فَقُمْ. فَقُمْ: قَالَ اللَّيْث: الفقَم: رَدّةٌ فِي الذَّقَن، والنعتُ أفقَم. والفُقم: طرفا الخَطْمِ للكلب وَنَحْوه. وربَّما سموا ذقَن الإنسانِ فُقماً وفَقْماً. وَالْأَمر الأفقم: الأعوج الْمُخَالف. وَقد فَقِم الْأَمر يفقَم فَقَماً وفُقوماً. قَالَ: والمفاقمة: البُضع. وأمرٌ متفاقم، وإنْ قيل فَقم الْأَمر كَانَ صَوَابا. وَأنْشد: فإنْ تَسمَعْ بلأمِهما فإنَّ الْأَمر قد فَقِما وَقَالَ غَيره: الفَقَم فِي الْفَم أَن يتقدَّم الثنايا السُّفلى فَلَا تقع عَلَيْهَا الْعليا إِذا ضَمَّ الرجُل فَاه. يُقَال: فَقِم يَفقَم فَقَماً فَهُوَ أفقم. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الفقَم: أَن يطُول اللَّحيُ الْأَسْفَل ويقصرُ الْأَعْلَى. وَيُقَال للرجل إِذا أَخذ بلحية صَاحبه وذَقَنه أَخذ بفُقْمه. وَفِي الحَدِيث: (من حَفظ مَا بَين فقْميه دخل الْجنَّة) . وفَقَمتُ الرجلَ فَقْماً وَهُوَ مفقوم: إِذا أخذتَ بفقمه. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: أخذتُ بفقم الرجل: إِذا أخذتَ بذقنه ولحيَيْه. والفُقْمان: اللَّحيانِ. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: سمعتُ عَرَّاماً يَقُول: رجل فَقمٌ فهِم: إِذا كَانَ يَعْلُو الخُصومَ. وَقَالَ غَيره: رجل لقِم لهِمٌ مِثْلُه. (أَبْوَاب الْقَاف وَالْبَاء) ق ب م اسْتعْمل من وجوهه: بقم. بقم: قَالَ اللَّيْث: البَقَّمَ دخيل، وَهُوَ اسمٌ لشَجَرَة، وَهُوَ صِبْغ يصبَغ بِهِ. وَقَالَ رؤبة: كمَرْجَل الصَّبّاغ جاشَ بَقّمه قَالَ: وإنّما علمنَا أنّه دخيل مُعرب لِأَنَّهُ لَيْسَ للْعَرَب بناءُ كلمة على فَعَّل، وَلَو كَانَت بقّم كلمة عَرَبِيَّة لوُجد لَهَا نَظِير، إِلا ماءٌ يُقَال لَهُ بذّر، وخَضّم، هم بَنو العنبر بن عَمْرو بن تَمِيم.

ورَوَى سَلمَة عَن الْفراء: لم يَأْتِ فعَّل اسْما إلاّ بَقَّم وعَثَّر وبذَّر، وهما موضعان، وشَلّم بَيت الْمُقَدّس، وخَضَّم، لَا تَنْصَرِف، وَهِي قَرْيَة. قَالَ الفرّاء: وكلُّ فَعَّل ينْصَرف إلاّ أَن يكون مؤنثاً. وَيُقَال للرجل الضَّعِيف: مَا أَنْت إلاّ بُقَامة. ورَوَى سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: البُقَامة: مَا تَطاير من قَوْس الندّاف من الصُّوف.

باب القاف والجيم

كتاب (الثلاثي) المعتل من حرف الْقَاف [/ كت] ق ك (وايء) مهمل. (بَاب الْقَاف وَالْجِيم) ق ج (وايء) اسْتعْمل من وجوهه: لجوق. جوق: قَالَ اللَّيْث: الجَوْق: كلُّ قطيع من الرُّعاة أَمرهم وَاحِد. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: يُقَال فِي وَجهه: شَدَق وجَوَق، أَي: مَيَل. وَقد جَوِق يَجْوق جَوَقاً فَهُوَ أجْوَقُ وجَوِقٌ. وَقَالَ: عَدُوٌّ أجْوَقُ الفكِّ، أَي: مائل الشِّدق، وَجمعه جَوَقة. (بَاب الْقَاف والشين) ق ش (وايء) قشا، وقش، وشق، شقا، شقأَ، شوق، شيق. قشا: قَالَ اللَّيْث: قَشوْت القضيبَ، أَي: خَرطْته وَأَنا أَقْشُوه قَشْواً فَأَنا قاشٍ وَالْمَفْعُول مَقْشُوّ. قَالَ: والقاشر فِي كَلَام أهل السوَاد: الفَلْسُ الرَّديء. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ يُقَال: دِرْهَم قَشِيّ، مِثل رجلٍ دَعِيّ. قَالَ الْأَصْمَعِي: كأنَّه إِعْرَاب قاشي. وَقَالَ اللَّيْث: القَشْوة: قُفّة يكون فِيهَا طِيب الْمَرْأَة. وَأنْشد: لَهَا قَشْوةٌ فِيهَا مَلابٌ وزَنْبَقٌ إِذا عَزَبٌ أَسرَى إِلَيْهَا تَطيَّبا قلتُ: والقَشوة: شبه العَتِيدة المغشَّاة بجِلد، وجمعُها قِشاء وقَشَوات. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: أَقشَى الرجُل: إِذا افتقَر بعد غِنًى. وَقَالَ رجل دخل على معاويةَ فَرَأى فِي يَدِه لِياءً مُقَشًّى. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: اللِّيا بِالْيَاءِ،

واحدتُه لِياءة، وَهُوَ اللّوبِياء واللُّوبياج. قَالَ: وَيُقَال للصبيَّة المليحة: كأنَّها لِياءةٌ مَقْشُوّة. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْفراء: المُقَشَّى هُوَ المُقَشَّر؛ يُقَال مِنْهُ: قَشَوْتُ العَوْدَ وغيرَه: إِذا قَشَرْتَه، فَهُوَ مَقْشُوٌّ، وقشَّيْتُه فَهُوَ مُقَشَّى. وَقَالَ فِي اللِّياء نَحْو مَا قَالَ ابْن الأعرابيّ. ورَوَى أَبُو تُرَاب عَن أبي سعيدٍ الضّرير أَنه قَالَ: إنَّما هُوَ اللِّباء الَّذِي يُجعل فِي قِداد الجَدْي. وَجعله تصحيفاً من المحدِّث. وَقَالَ أَبُو سعيد: اللبأ: يُحلب فِي قداد، وَهِي جُلُود صغَار المعزى ثمَّ يملّ فِي الملّة حَتَّى يَيْبَس ويجمد ثمَّ يخرج وَيُبَاع كَأَنَّهُ الجُبْن، فَإِذا أَرَادَ الْآكِل أكله قَشَا عَنهُ الإهابَ الَّذِي طُبِخ فِيهِ، وَهُوَ جلدُ السَّخلة الَّذِي جُعِل فِيهِ. قَالَ أَبُو تُرَاب: وَقَالَ غَيره: هُوَ اللِّياء بِالْيَاءِ، وَهُوَ مِن نَبات اليَمَن، وربَّما نَبَتَ بالحجاز فِي الخِصْب، وَهُوَ فِي خِلْقَة البَصَلة وقَدْر الحِمَّصة، وَعَلِيهِ قُشورٌ رِقاقٌ، إِلَى السوَاد مَا هُوَ، يُقْلَى ثمَّ يُدْلَك بِشَيْء خَشِنٍ كالمِسْح وَنَحْوه فَيخرج مِن قِشره فيؤكل بَحْتاً، وربّما أكِل بالعَسَل وَهُوَ أَبيض، وَمِنْهُم من لَا يَقْليه. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: القَشَا: البُزَاق. قَالَ: والقَشْوة: حُقّةُ النُّفَساء. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: القَشْوانة: الدَّقيقة الضعيفة من النِّسَاء. وقش: أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أنّه قَالَ: رُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّه قَالَ: (دخلتُ الجنّة فسمِعتُ وَقْشاً خَلْفي، فإذَا بِلال) . وَقَالَ مَالك بن نُوَيْرَة: وَكنت مَتى ألْقَ الجُهينيّ لم يزل لَهُ وقَشٌ فِي دَاخل الْقلب واغرُ يُرِيد: حَرَكَة الحقد. وَقد توقَّشَ زمعٌ فِي فُؤَادِي: إِذا تحرَّك. وَقَالَ ذُو الرمة: فدع عَنْك الصّبا وَعَلَيْك همّا توقَّشَ فِي فُؤَادك واحتيالا وَقَالَ: تسمعُ للرِّيح بهَا أوقاشا أَي: أصواتاً. قَالَ ابْن الأعرابيّ: يُقَال: سمَعت وَقْش فلَان، أَي: حَركْتَه. وَأنْشد: لأخفافها بِاللَّيْلِ وَقْشٌ كَأَنَّهُ على الأَرْض تَرسَاف الظِباء السّوانِح

أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الوَقْشة والوقْش: الْحَرَكَة. أَبُو تُراب سمعتُ مبتكِراً يَقُول: الوَقَش. والوَقَصُ: صغَار الْحَطب الَّذِي يُشَيّع بِهِ النَّار. وشق: رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّه أُتِيَ بوشيقة يابسة من لحمِ صَيْد فَقَالَ: (إِنِّي حَرامٌ) . قَالَ أَبُو عبيد: الوَشيقة: اللّحمُ يُؤْخَذ فيُغْلى إغلاءةً وَيحمل فِي الْأَسْفَار وَلَا يُنضَج فيتهرّا. وَزعم بَعضهم أَنه بِمَنْزِلَة القَديد لَا تَمَسُّه النَّار. يُقَال مِنْهُ: قد وشَقْتُ اللحمَ أَشِقُه وَشْقاً، واتّشَقَتْ اتِّشاقاً. وَأنْشد: إِذا عَرَضتْ مِنْهَا كَهاةٌ سَمِينَةٌ فَلَا تُهْدِمنها واتَّشِقْ وتَجَبْجَبِ عَمْرو عَن أَبِيه: الوَشيق: القَدِيد وَكَذَلِكَ المُشنَّق. وَقَالَ اللَّيْث: الوَشِيق: لحمٌ يُقَدَّد حتّى يَقِبَّ وتَذهب نُدُوّتُه، وَلذَلِك سُمِّي الكابي واشقاً، اسمٌ لَهُ خاصّة. وَفِي حَدِيث حُذَيْفَة: أنَّ الْمُسلمين أخطأوا بِأَبِيهِ اليَمَانِ فتَواشَقُوه بِأَسْيَافِهِمْ، أَي: قطَّعوه كَمَا يقطَّع اللحمُ إِذا قُدّد. شقا: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: شَقِيَ شَقاءً وشقاوة وشِقْوة. وَقَالَ غَيره: شاقَيْتُ فلَانا مُشاقاة: إِذا عاشرتَه وعاشَرَك. والشَّقاء: الشدّة والعُسْر، وشاقيتُهُ، أَي: صابَرْتُه. وَقَالَ الراجز: إِذا يُشاقِي الصّابراتِ لَم يَرِثّ يَكادُ مِن ضَعْف القُوَى لَا يَنْبعِثْ يَعْنِي جَمَلاً يُصابِر الجَمالِ مَشْياً. وَيُقَال: شاقيتُ ذَلِك الأمرَ بِمَعْنى عانَيتُه. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {قَالُواْ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا} (الْمُؤْمِنُونَ: 106) ، وَهِي قِرَاءَة عَاصِم وأهلِ الْمَدِينَة. قَالَ الْفراء: وَهِي كثيرةٌ فِي الْكَلَام. وَقَرَأَ ابْن مَسْعُود: (شَقَاوَتَنا) . قَالَ: وأنشدني أَبُو ثرْوان: كلِّف مِن عَنائه وشِقْوتِهْ بنتَ ثَمَانِي عَشْرةٍ من حجَّته عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: المُشاقاة: المعالَجة فِي الحَرْب وَغَيرهَا. شقأ: أَبُو زيد: شَقأَ النابُ تَشْقَأ شَقْأَ وشُقُوءاً: إِذا طلعتْ وَيُقَال: شَقأ رأسَه بالمُشْط شَقْئاً وشُقوءاً: إِذا فَرّقه. قَالَ: والمَشقأ: المَفرِق. والمِشقاء: المُشْط. وَقَالَ اللَّيْث نَحوه: قَالَ: والمِشْقأة: المِدراة. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: المِشْقأ، والمِشْقاء،

باب القاف والضاد

والمِشْقَى مَقْصُور غير مَهْمُوز: المُشْط. أَبُو ترَاب عَن الْأَصْمَعِي: إبِلٌ شُوَيقِئة وشُويكئة حِين يطلع نابُها، مِن شقأ نابُهُ وشَكَأ وشاكَ أَيْضا. وَأنْشد: شُوَيْقِيّة النابَيْنِ تَعدِلُ دَفَّها بأفْتَلَ من سَعَدانة الزَّورِ بائنِ وَقَالَ آخر: على مستظَلاّت العُيون سَواهِمٍ شُوَيْكِئةٍ يكْسُو بُراها لُغامُها شوق: قَالَ اللَّيْث: الشَّوْقُ يُقَال مِنْهُ: شاقَني حُبُّها وذِكرُها يَشُوقُني، أَي: يَهيجُ شوقي. وَقد اشتاق اشتياقاً. أَبُو الْهَيْثَم فِيمَا قَرَأت بخطّه لِابْنِ بُزُرج: شُقْتُ القِرْبَة أشُوقُها: نَصَبْتُها إِلَى الْحَائِط، فَهِيَ مَشوقةٌ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الشَّوْق: حَرَكَة الْهوى، والشُّوَّق: العُشّاق. يُقَال: شُقْ شُقْ: إِذا أمرتَه أَن يشوِّق إنْسَانا إِلَى الْآخِرَة. وَقَالَ اللَّيْث: الأُشَّق هُوَ الأُشَّجُ، وَهُوَ دَوَاء كالصَّمغ، دخيل فِي الْعَرَبيَّة. شيق: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الشِّيق: الشّقّ فِي الْجَبَل. والشِّيقُ: مَا حَدَث. والشِّيقُ: مَا لم يَزَلْ. والشِّيق: رَأس الأُدَاف. والشِّيق: شَعَر ذَنَب الفَرَس. والشِّيق: ضَرْبٌ من السَّمَك. وَقَالَ اللَّيْث: الشِّيق: شَعَر ذَنَب الدَّابَّة، الْوَاحِدَة شِيقَة. والشِّيق: سُقْعٌ مستوٍ دَقِيق فِي لهِبْ الجبَل، لَا يُسْتَطَاع ارتقاؤه. وَأنْشد: إحْلِيلُها شَقٌّ كشَقّ الشِّيقِ (بَاب الْقَاف وَالضَّاد) ق ض (وايء) قضي، قوض، قيض، ضيق، قضأ، ضقى. قضي: عَمْرو عَن أَبِيه: قَضَّى الرجُل: إِذا أكل القَضَى، وَهُوَ عَجَم الزَّبيب. قَالَ ثَعْلَب: هُوَ بِالْقَافِ. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: وَقَالَ الله: {وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِىَ الاَْمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ} (الْأَنْعَام: 8) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: معنى قُضي الْأَمر: أُتمَّ إهلاكُهم. قَالَ: وَقضى فِي اللُّغَة على ضرُوب كلُّها تَرجع إِلَى معنى انْقِطَاع الشيءِ وتمامِه، وَمِنْه قَوْله جلّ وعزّ: {ثُمَّ قَضَى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَجَلاً} (الْأَنْعَام: 2) ، مَعْنَاهُ: ثمَّ حَتَم بذلك وأتمَّه. وَمِنْه الْأَمر، وَهُوَ قَوْله: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ إِلاَّ إِيَّاهُ} (الْإِسْرَاء: 23) ، مَعْنَاهُ:

أَمر، لأنّه أَمرٌ قَاطع حَتْم. وَمِنْه الْإِعْلَام، وَهُوَ قَوْله: {وَقَضَيْنَآ إِلَى بَنِى إِسْرَاءِيلَ فِى الْكِتَابِ} (الْإِسْرَاء: 4) ، أَي: أعلمناهم إعلاماً قَاطعا. وَمِنْه الْقَضَاء الفَصْلُ فِي الحكم، وَهُوَ قَوْله جلّ وَعز: {بَيْنَهُمْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِىَ} (الشورى: 14) ، أَي: لفُصِل الحكم بَينهم. وَمثل ذَلِك قَوْلهم: قد قَضَى القَاضِي بَين الخُصوم، أَي: قد قَطع بَينهم فِي الحكم. قَالَ: ومِن ذَلِك قد قَضَى فلانٌ دَيْنَه، تَأْوِيله قد قَطَع بالعَزيمة عَلَيْهِ وأدَّاه إِلَيْهِ، وقَطع مَا بَينه وبينَه. وكلُّ مَا أُحكِم فقد قُضِيَ. تَقول: قد قضيتُ هَذَا الثوبَ، وَقد قضيتُ هَذِه الدارَ: إِذا عَمِلْتَها وأحكمت عَملهَا. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب: وَعَلَيْهِمَا مسرودتان قضاهما داودُ أَو صَنَعُ السَّوابغِ تُبَّعُ وَمِنْه قَوْله جلّ وعزّ: {طَآئِعِينَ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِى يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِى كُلِّ سَمَآءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَآءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ} (فصلت 12) ، أَي: فَخَلَقهن وعَملهنَّ وصَنَعهنَّ. قَالَ اللَّيْث: تَقول: قضى الله عهدا، مَعْنَاهُ: الوصيّة. وَبِه يفسَّر: وقضينا إِلَى بني إِسْرَائِيل. قَالَ: وَقضى، أَي: حكم، وقضَى فلانٌ صلَاته، أَي: فرغ مِنْهَا. وَقضى عبرتَه، أَي: أخرجَ كلّ مَا فِي رَأسه. وَقَالَ أَوْس: أم هَل كَبِير بَكَى لم يقضِ عَبرتَه إِثْر الأحبّةِ يومَ البينِ معذورُ أَي: لم يخرج كل مَا فِي رَأسه. وَقَالَ أَبُو بكر: قَالَ أهل الْحجاز: القَاضِي فِي اللُّغَة مَعْنَاهُ: الْقَاطِع للأمور الْمُحكم لَهَا. قَالَ الله: فقضاهنَّ سبع سمواتٍ فِي يَوْمَيْنِ، أَرَادَ فقطعهنَّ وَأحكم خلقهنَّ. قَالَ: وَالْقَضَاء بِمَعْنى الْعَمَل. قَالَ الله تَعَالَى: {فَاقْضِ مَآ أَنتَ قَاضٍ} (طه: 72) مَعْنَاهُ: فاعملْ مَا أَنْت عَامل. وَالْقَضَاء: الحكم. وَالْقَضَاء: الْأَمر. قَالَ الله تَعَالَى: {وَقَضَى رَبُّكَ} (الْإِسْرَاء: 23) ، أَي: أَمر رَبك. وَقَالَ اللَّيْث فِي قَوْله: {عِبَادِىَ الشَّكُورُ فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الاَْرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن} (سبأ: 14) ، أَي: أَتَى عَلَيْهِ. قَالَ: والانقضاء: ذَهاب الشَّيْء وفَناؤه، وَكَذَلِكَ التَقضِّي. وَأما قَوْله جلّ وَعز: {ثُمَّ اقْضُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ إِلَىَّ وَلاَ تُنظِرُونَ} (يُونُس: 71) . فَإِن أَبَا إِسْحَاق قَالَ: ثمَّ افعلوا مَا تُرِيدُونَ. وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله: {ثُمَّ اقْضُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ إِلَىَّ} ،

مَعْنَاهُ: ثمَّ امضوا إليّ، كَمَا يُقَال قد قَضَى فلانٌ يُرَاد قد مَاتَ ومَضَى. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: هَذَا مِثل قَوْله فِي سُورَة هود (55) . قَالَ هودٌ لِقَوْمِهِ: {فَكِيدُونِى جَمِيعًا ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ} . يَقُول اجهَدوا جهدَكم فِي مكايدتي والتألُّبِ عليّ. وَلَا تنظروني، أَي: لَا تمهِلوني. قَالَ: وَهَذَا من أقوى آيَات النبوّة: أَن يَقُول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِقَوْمِهِ وهم متعاوِنون عَلَيْهِ: افعلوا بِي مَا شِئْتُم. وَقَالَ أَبُو عبيد: القَضَّاء من الدُّرُوع: الَّتِي قد فُرِغ مِنْ عَمَلها وأحكِمتْ. وَقَالَ أَبُو ذُؤيب: وَعَلَيْهِمَا مَسْرُودتان قضاهما داودُ أَو صَنَعُ السَّوابغِ تُبَّعُ قَالَ: والفِعل من القَضَّاء: قَضَيتها. قلت: جعل القَضَّاء فَعَّالاً مِنْ قَضَى. وغيرُه: تُجعل القضّاء فَعْلاء مِن قَضَّ يَقَضُّ وَهِي الجديدُ الخَشِنة، مِن إقضاض المَضْجَع. وَيُقَال: تقاضَيتُه حَقِّي فقضانيه، أَي: تَجَازيْتُه فَجزَانِيه. وَيُقَال: اقتضيتُ مالِي عَلَيْهِ، أَي: قبضتْهُ وأخذتُه. واستُقضِيَ فلانٌ، أَي: جُعل قَاضِيا يَحْكم بَين النَّاس. والقاضية من الْإِبِل: مَا يكون جَائِزا فِي الدِّيَةِ والفريضةِ الَّتِي تجب فِي الصَّدَقة. وَقَالَ ابْن أَحْمَر: لَعَمْرُكَ مَا أَعانَ أَبُو حَكِيم بقاضيةٍ وَلَا بَكْر نجيبِ وَيُقَال: اقتَتَل القومُ فقَضَّوا بَينهم قَواضِي وَهِي المَنايا. قَالَ زُهَير: فقَضَّوا مَنَايا بينهمْ ثمَّ أصدَرُوا وَيُقَال: قَضَى بَينهم قضيّةً وقَضايا. والقَضايا: الْأَحْكَام، واحدتها قضِيّة. وَقَالَ اللَّيْث: القاضية: المنيّة الَّتِي تقضِي وَحِيّاً. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: مِن نَبَات السَّهْل الرِّمْث والقِضَة. وَقَالَ ابْن السّكيت: يجمع القِضَة قِضِينَ، وَأنْشد: بساقَينِ ساقَيْ ذِي قِضينَ تحُشُّه بأعواد رَنْدٍ أَو ألاويةً شُقْرا قوض: قَالَ الله جلَّ وعزَّ: {جِدَاراً يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ} (الْكَهْف: 77) ، وقرىء: (ينقاضَ) و (ينقاصَ) بالضاد وَالصَّاد. فَأَما ينقصُّ فيَسقُط بسرعةٍ، من انقضاض الطير، وَهَذَا مِن المضاعَفِ. وأمَّا ينقاضُ فإِنَّ المنذريَّ أَخْبرنِي عَن الْحَرَّانِي عَن ابْن السكِّيت أَنه قَالَ: قَالَ عَمْرو: انقاضَ وانقاضَّ وَاحِد، أَي: انشقَّ طُولاً.

قَالَ: وَقَالَ الأصمعيَّ: المُنْقَاضُ: المُنْقَعِر من أصلِه. والْمُنْقاضُّ: المنشقُّ طولا. يُقَال: انقاضَت الرَّكِيَّةُ وانقاضَت السِنُّ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: انقضَّ الْجِدَار انقضاضاً وانْقاضَ انقياضاً، كِلَاهُمَا إِذا تَصدَّع من غير أَن يَسقُط، فإِن سَقَط قيل: تقيَّضَ تقيُّضاً وتقوَّضَ تقوُّضاً، وَأَنا قَوَّضْتُه. حَدثنَا السَّعْدِيّ قَالَ: حَدثنَا العطاردي قَالَ: حَدثنَا أَبُو مُعَاوِيَة عَن أبي إِسْحَاق الشَّيْبَانِيّ عَن الْحسن بن سعد عَن عبد الرَّحْمَن بن مَسْعُود عَن أَبِيه قَالَ: كنَّا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سفر فنزلنا منزلا فِيهِ قَرْيَة نمل، فأحرقناها فَقَالَ لنا: (لَا تعذِّبوا بالنَّار فَإِنَّهُ لَا يُعذِّب بالنَّار إلاّ ربُّها) . قَالَ: ومررنا بشجرة فِيهَا فرخَا حُمَّرةٍ فأخذناهما فَجَاءَت الحمرةُ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِي تقَوِّضُ، فَقَالَ: (مَن فَجَعَ هَذِه بفرخيها؟) قَالَ: فَقُلْنَا: نَحن. فَقَالَ: (ردّوهما) . قَالَ: فرددناهما إِلَى موضعهما. قَالَ الْأَزْهَرِي: قَوْله: (تقوَّضُ) ، أَي: تَجِيء وَتذهب وَلَا تقَرَّ. قَالَ: وتقيّضَت الْبَيْضَة تقيُّضاً: إِذا تكسَّرتْ فِلَقاً، فإِذا تَصَدَّعتْ وَلم تُفَلَّق قيل: انقاضتْ فَهِيَ مُنْقَاضَة. قَالَ: والقارُورة مِثْلُه. والقَيْض: مَا تَفلَّق من قُشور البَيْض. اللَّيْث: قوَّضْتُ البناءَ: إِذا نَقَضْتَه من هَدْم. وقَوَّضَ القومُ صُفُوفَهم، وتقوَّضَت الصُّفوف وانقاضَ الْحَائِط: إِذا انهَدَم مكانَه من غير هَدْم، فأمَّا إِذا دُهْوِرَ فسَقَط فَلَا يُقَال إلاّ انقضَّ انقضاضاً. قَالَ: والقيْض: البَيْض الَّذِي قد خرج فَرْخُه وماؤه كلُّه. وَقد قاضَها الفَرْخُ وقاضَها الطَّائِر، أَي: شقَّها عَن الفرخ فانقاضَتْ، أَي: انشقّت. وَأنْشد: إِذا شئتَ أَن تَلقىَ مَقِيضاً بقَفْرَةٍ مفلَّقةٍ خِرشاؤها عَن جَنِينِها وبئر مَقِيضة: كَثِيرَة المَاء. وَقد قِيضَتْ عَن الجَبْلة. أَبُو عبيد عَن الأمويّ: انقاضَت الْبِئْر: انهارتْ. وَقَالَ غَيره: انقاضت: تكسَّرت. أَبُو تُرَاب عَن مصعبٍ الضِّبابي: تقوَّزَ البيضُ وتَقَوَّضَ: إِذا انهدَم، سواءٌ كانَ بيتَ مَدَرٍ أَو شَعَر. حَدثنَا السَّعْدِيّ قَالَ: حَدثنَا ابْن قهزاذ قَالَ: أخبرنَا ابْن شُمَيْل عَن عَوْف عَن أبي المنْهال عَن شهر بن حَوْشَب عَن ابْن عبّاس قَالَ: إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة مُدَّت الأَرْض مَدَّ الأَدِيم وزِيدَ فِي سَعَتِها، وجُمع الخَلْقُ إنْسُهم وجِنُّهم فِي صعيدٍ وَاحِد، فَإِذا كَانَ ذَلِك قِيضَتْ هَذِه السَّماءُ الدُّنْيَا عَن أَهلهَا فنُثِرُوا على وَجه الأَرْض، ثمَّ

تُقاضُ السمواتُ سَمَاء فسَماءً، كلَّما قِيضَتْ سَماءٌ كَانَ أَهلهَا على ضِعف مَنْ تحتهَا حَتَّى تقَاضَ السابعةُ. فِي حَدِيث طَوِيل. قَالَ شمر: قِيضَتِ السماءُ، أَي: نُقِضَتْ، يُقَال: قُضْتُ البِناءَ فانقاضَ. وَقَالَ رؤبة: أَفرَخَ قَيضُ بَيْضها المُنقاضِ قيض: وَمن ذَوَات الْيَاء، قَالَ أَبُو عبيد هما قَيْضان، أَي: مِثلان. وقايضْتُ الرجلَ مقايضة: إِذا عاوَضتَه بمتاع. وقيَّض الله فلَانا لفُلَان: جَاءَ بِهِ. قَالَ الله: {لِلْمُتَّقِينَ وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَانِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} (الزخرف: 36) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: أَي: نسبِّبْ لَهُ شَيْطَانا يَجْعَل الله ذَلِك جزاءه. قَالَ: وَمعنى قَوْله جلَّ وعزَّ: {الْمُعْتَبِينَ وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَآءَ فَزَيَّنُواْ لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ} (فصلت: 25) ، أَي: سبَّبْنَا لَهُم من حَيْثُ لم يَحتَسبوه. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: تَقَيّضَ فلانٌ أَبَاهُ تَقَيّلَه تَقَيضاً وتَقَيُّلاً: إِذا نزع إِلَيْهِ الشَّبَه. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: القَيْض: العِوَض القَيْض: التَّمْثِيل. يُقَال قاضَ يَقِيضُ: إِذا عاضَه. والمقايضة فِي البيع شبه الْمُبَادلَة، مَأْخُوذ من القيض، وَهُوَ الْعِوَض. وهما قيضانِ، أَي: مثلان. قَالَ: وقَيّضَ إبِلَه: إِذا وَسَمَها بالقَيِّض، وَهُوَ حَجَر يُحْمَى. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: زَعَمُوا أنَّ أَبَا الْخطاب قَالَ: القَيِّضة: حُجَيرٌ يُكوَى بِهِ نُقْرةُ الغَنَم. قَالَ ابْن شُمَيْل: يُقَال: لسانُه قَيِّضَةٌ، الْيَاء شَدِيدَة. قضأ: قَالَ أَبُو عبيد عَن الأمويِّ: قضِئتُ الشَّيْء أقضؤه: إِذا قَضئتْ عينُه تَقْضأُ قَضأً، وَذَلِكَ إِذا قَرِحَتْ وفَسَدَتْ، وَكَذَلِكَ يُقَال للقِرْبة إِذا فَسَدتْ أَو عَفِنَتْ. القُضْأَة الِاسْم. وَيُقَال للرجل إِذا نَكَحَ فِي غير كَفاءة: نَكَح فِي قُضْأة. وَيُقَال: مَا عَلَيْك فِي قُضْأَة، أَي: ضَعَة. وَقَالَ ابنُ بزرج: يُقَال: إِنَّهُم ليتقَضَّؤون مِنْهُ أَن يزوّجوه. يَقُول: يَسْتَخِسُّون حَسَبه، مِن القُضْأَة. ضقي: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: ضَقَى الرجل: إِذا افْتقر. وقَضَى: إِذا مَاتَ. وقَضَى: إِذا أَمَرَ. ضيق: قَالَ اللَّيْث: تَقول: ضاقَ الأمرُ وَهُوَ يَضيق ضِيقاً، وَهُوَ أَمر ضَيِّق. وفلانٌ مِن أمرِه فِي ضِيق، أَي: فِي أمرٍ ضَيِّق، وَالِاسْم ضَيْق. وضَيْقة: منزل للقَمَر بِلِزْق الثُّريّا ممّا يَلِي الدَّبَران، تَزعمُ العَرَب أنّه نَحْسٌ. قلت: وأمَّا قَول الشَّاعِر:

باب القاف والصاد

بضَيقةَ بينَ النجمِ والدَّبَرَانِ فَإِنَّهُ جعل ضيقةَ معرفَة، لِأَنَّهُ جعله اسْما علما لذَلِك الْموضع، وَلذَلِك لم يَصْرفه. الحرَّاني عَن ابْن السّكيت: يُقَال: فِي صدر فلَان ضِيقٌ وضَيْق، ومكانٌ ضيِّق وضَيْق. والضَّيْق: الْمصدر. والضَّيَق بِفَتْح الْيَاء: الشَّكّ. والضِّيقة مثل الضّيق. وَأنْشد: بضيْقَةِ بَين النَّجمِ والدَّبَرَانِ بِكَسْر الْهَاء جَعله ضيِّقاً وَلم يَجعله اسْما لموضعٍ، أَرَادَ بضيْقِ مَا بَين النَّجم والدبَرَان. قلت: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الضَّيَق محركة الْيَاء: الشكّ. والضَّيْق بِهَذَا الْمَعْنى أَكثر وَأفْشى. وَقَالَ الفراءُ فِي قَول الله: {وَلاَ تَكُ فِى ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ} (النَّحْل: 127) . قَالَ: الضّيْق: مَا ضَاقَ عَنهُ صدرُك، والضِّيقُ: مَا يكون فِي الَّذِي يتَّسع ويضيق، مِثل الدَّار وَالثَّوْب. قَالَ: وَإِذا رأيتَ الضَّيْق قد وقَع فِي مَوضِع الضِّيق كَانَ على أَمريْن: أَحدهمَا: أَن يكون جَمْعاً للضَّيْقة، كَمَا قَالَ الْأَعْشَى: كشَفَ الضَّيْقَة عَنَّا وفَسَحَ وَالْوَجْه الآخر: أَن يُرَاد بِهِ شيءٌ ضَيِّق فَيكون ضَيْقاً مُخَفَّفاً، وَأَصله التَّشْدِيد، وَمثله هَينٌ لَينٌ. وَيُقَال: أضاقَ الرجلُ فَهُوَ مُضِيق: إِذا ضاقَ عَلَيْهِ مَعاشُه. وَقَالَت امْرَأَة لضرّتها وَهِي تُسامِيها: مَا أنتِ بالخُورَى وَلَا الضُّوقى حِرَا الضُّوقى: فُعْلَى من الضِّيق، وَهِي فِي الأَصْل الضِّيقَى فقُلبت الْيَاء واواً من أجل الضمّة، والخُورَى: فُعْلى مِن الْخَيْر، وَكَذَلِكَ الكُوسَى فُعلَى مِن الكَيْس. والمَضايق: جمعُ الْمضيق. والمُضايقة: مُفاعلةٌ من الضِّيق. (بَاب الْقَاف وَالصَّاد) ق ص (وايء) قصا، قيص، وقص، صيق، صوق. قصا: قَالَ اللَّيْث وَغَيره: القَصْو: قَطْع أذُن الْبَعِير، يُقَال: نَاقَة قَصْواء وبعيرٌ مَقْصُوٌّ، هَكَذَا يَتَكَلَّمُونَ بِهِ، وَكَانَ الْقيَاس أَن يَقُولُوا: بعيرٌ أقْصَى فَلم يَقُولُوا.

قَالَ أَبُو بكر: القصَا: حذف فِي أذن النَّاقة، مَقْصُور، يكْتب بِالْألف. وناقة قصواء وبعير مقصيّ ومقصُوّ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد قَالَ: القَصْواء من الشاءِ: المقطوعُ طرفُ أذنِها. وَقَالَ الْأَحْمَر: المُقَصَّاة من الْإِبِل: الَّتِي شُقّ من أذنها شَيْء ثمَّ تُرِك مُعَلَّقاً. وَقل الله جلّ وعزّ: {إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى} (الْأَنْفَال: 42) . قَالَ الْفراء: الدُّنْيَا مِمَّا يَلِي الْمَدِينَة، والقُصْوى مِمَّا يَلِي مَكَّة. الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت قَالَ: مَا كَانَ من النُّعوت مِثل العُليا والدُّنيا فإِنه يَأْتِي بِضَم أوَّله وبالياء، لأَنهم يستثقلون الْوَاو مَعَ ضمّة أَوله، فَلَيْسَ فِيهِ اخْتِلَاف، إلاّ أنّ أهل الْحجاز قَالُوا: القُصْوَى فأظهروا الْوَاو، وَهُوَ نَادِر، وأخرجوه على الْقيَاس إذْ سَكَن مَا قَبْل الْوَاو، وَتَمِيم وغيرُهم يَقُولُونَ: القُصْيَا. اللَّيْث: كلُّ شَيْء تَنحَّى عَن شَيْء فقد قَصا يقصو قُصُوّاً فَهُوَ قاصٍ. والقاصية مِن النَّاس وَمن الْمَوَاضِع: مَا تَنحَّى. والقصْوَى والأقصى، كالأكبر والكبْرى. أَبُو زيد: قصَوْتُ البعيرَ: إِذا قطعتَ أُذُنه، وناقة قَصْواء وبعيرٌ مقصُوٌّ على غير قِيَاس. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للفَحْل: هُوَ يَحْبو قَصا الْإِبِل: إِذا حفِظها من الانتشار. وَيُقَال: تقصَّاهم، أَي: طَلَبهمْ وَاحِدًا وَاحِدًا من أَقْصَاهُم. وَيُقَال: حاطهم القصا مَقْصُورا، يَعْنِي كَانَ فِي طُرَّتهم لَا يَأْتِيهم. وَقَالَ غَيره: حاطهم القصا، أَي: حاطَهُم من بعيد وَهُوَ يبصرهم ويتحرَّز مِنْهُم، وَمِنْه قَول بشر بن أبي خازم: فحَاطُونا القَصا وَلَقَد رَأَوْنا قَرِيبا حَيْثُ يُستَمَع السرَار وَيُقَال: أقصاه يُقصيه، أَي: باعَدَه، وَيُقَال: هَلُمّ أقاصيك أيُّنا أبعَدُ من الشرِّ. يُقَال: قاصيتُه فقصَوْتُه. والقصايا: خِيار الْإِبِل، واحدتها قَصِيَّة، وَهِي الَّتِي تُودَع وَلَا تُجْهَد فِي حَلَب وَلَا رُكوب، وَإِذا جُهِدت الإبلُ قيل فِيهَا: قَصايا. وَيُقَال: نزلْنا منزِلاً لَا تُقْصِيه الْإِبِل، أَي: لَا تَبلعُ أقصاه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أقْصَى الرجلُ: إِذا اقتنَى القَواصِيَ مِن الْإِبِل وَهِي النِّهاية فِي الغَزارة والنّجابة. وَمَعْنَاهُ: أنَّ صَاحب الْإِبِل: إِذا جاءَ المصدِّق أقصاها، ضِنّاً بهَا. وأقصى: إِذا حَفِظ قَصَا العَسكر وقَصاءَه، وَهُوَ مَا حول الْعَسْكَر، وتقصَّيتُ الْأَمر واستقصيتُه. وقص: قَالَ اللَّيْث: الوَقَص: قِصَرٌ فِي العُنق كَأَنَّهُ رُدّ فِي جَوْف الصَّدْر. وَرجل أوْقَص

وَامْرَأَة وَقْصاء. وَتقول: وقَصْتُ رأسَه: إِذا غمَزْتَه سُفْلاً غمْزاً شَدِيدا، وربّما اندقَّت مِنْهُ العُنُق. والدابَّة تَذُبُّ بذَنبِها فَتَقص عَنْهَا الذُّباب وَقْصاً: إِذا ضَرَبْته بِهِ فقتَلْته. والدوابُّ إِذا سَارَتْ فِي رُؤُوس الإكام وقَصَتْها، أَي: كَسرتْ رؤوسَها بقوائمها. وَفِي الحَدِيث: أنّ رجلا كَانَ وَاقِفًا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فوَقصَتْ بِهِ ناقتُه وَهُوَ مُحْرمٌ فِي أخَاقِيق جِرذان. فَمَاتَ. قَالَ أَبُو عبيد: والوَقص: كَسْرُ العُنق، وَمِنْه قيل: للرجل أوقص، إِذا كَانَ مائل العُنُق قصيرَها. وَمِنْه يُقَال: وقصْتُ الشَّيْء: إِذا كسَرْتَه. وَقَالَ ابْن مُقْبل: فبعثتُها تَقِصُّ المقَاصِرَ بَعْدَمَا كرَبتْ حَياةُ النارِ للمتنوِّرِ أَي: تدُقّ وتكسِر يَعني نَاقَته. وَقَالَ ابْن السكّيت: الوَقص: دَقُّ العُنق. والوَقْص: قصَر العُنق. والوَقَص أَيْضا: دِقاقُ العِيدان تُلقى على النَّار، يُقَال: وقِّصْ على نارِك. قَالَ حُميد بن ثَور يصف امْرَأَة: لَا تَصطلي النارَ إلاَّ مِجْمَراً أرِجاً قد كَسّرَتْ مِن يَلَنْجوجٍ لَهَا وَقصَا وَفِي حَدِيث عليّ: أَنه قضى فِي الواقصة والقامصَة والقارصَة وَهِي ثَلاث جوارٍ ركبت إحداهنّ الْأُخْرَى فقرصت الثَّالِثَة المركوبة فقمصت فَسَقَطت الراكبةُ فَقضى للَّتِي وَقصت، أَي: اندقَّ عُنُقهَا بِثُلثي الدِّية على صاحبتيها. والواقصة بِمَعْنى الموقوصة، كَمَا قَالُوا آشِرةٌ بِمَعْنى مأشورة، كَمَا قَالَ: أناشِرُ لَا زَالَت يَمِينك آشِره أَي: مأشورة. وَفِي حَدِيث مُعاذ بن جَبَل: أَنه أُتِي بوَقَص فِي الصّدَقة وَهُوَ بِالْيمن، فَقَالَ: (لم يأْمرني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيهِ بِشَيْء) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: الوَقص: هُوَ مَا وَجَبَتْ فِيهِ الغَنم مِن فَرائض الْإِبِل فِي الصَّدَقة مَا بَين الخَمس إِلَى الْعشْرين. قَالَ أَبُو عبيد: وَلَا أرَى أَبَا عمرٍ وحَفِظ هَذَا، لأنَّ سُنَّة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنَّ فِي خَمسٍ من الْإِبِل شَاة، وَفِي عَشْرٍ شاتَين إِلَى أَربع وَعشْرين فِي كلِّ خمس شَاة، ولكنَّ الوَقَصَ عندنَا مَا بَين الفَريضتين، وَهُوَ مَا زادَ على خمسٍ من الْإِبِل إِلَى تِسْع، وَمَا زَاد على عَشْر إِلَى أَربع عَشرة، وَكَذَلِكَ مَا فوقَ ذَلِك. وجمعُ الوَقَص أوقاص. قَالَ أَبُو عبيد: وَبَعض العلماءِ يَجْعَل الأوْقَاصَ فِي الْبَقر خاصَّة، والأشناق فِي الْإِبِل خاصّة، وهما جَمِيعًا مَا بَين الفريضتين. وَفِي الحَدِيث: (أنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُتِيَ بفَرَس فرَكِبه، فَجعل يتوقَّص بِهِ) .

باب القاف والسين

أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: إِذا نَزَا الفَرَسُ فِي عَدْوِه نَزْواً وَهُوَ يقارِبُ الخَطْو فَذَلِك التوقُّص، وَقد تَوَقَّصَ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: التوقُّصُ: أَن يَقْصُر عَن الْخَبب، ويزيدَ على العَنَق، وَينْقُل قوائمه نَقْل الخَبَب، غير أنَّها أقرب قَدْراً إِلَى الأَرْض، وَهُوَ يَرْمِي نفسَه ويَخُبْ. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: وقَصْتُ عُنقَه أقِصُها وَقْصاً، وَلَا يكون وقَصَت العُنُقُ نَفسهَا، إِنَّمَا هِيَ وُقِصَتْ. قَالَ الْأَزْهَرِي: قَالَ ابْن السّكيت: الوَقَص: قِصَر العُنق. قَالَ شمر: قَالَ خَالِد: وُقِص الْبَعِير فَهُوَ موقوص: إِذا أصبح داؤه فِي ظَهره لَا حَرَاك بِهِ. قَالَ: وَكَذَلِكَ العُنق وَالظّهْر فِي الوقْص. قيص: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: قاصَتِ السِّنّ تَقِيص: إِذا تحرّكتْ. وَيُقَال: انقاصت. وَقَالَ غَيره: انقاصت السنُّ: إِذا انشقت طُولاً، وَكَذَلِكَ انقاصَتِ الركيَّة. وَأنْشد ابْن السكّيت: يَا رِيَّها مِن بارِدٍ قَلاّصٍ قد جَمَّ حَتَّى هَمَّ بانقياص وتقيَّصَت الحِيطانُ: إِذا مالتْ وتقدّمتْ. صيق: قَالَ اللَّيْث وَغَيره: الصِّيق: الغُبار الجائل فِي الهواءِ. وَيُقَال: صِيقَةٌ. وَأنْشد ابنُ الأعرابيّ: لي كلَّ يومٍ صِيقَةٌ فَوْقِي تأجَّلُ كالظِّلالَهْ أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الصِّيق: الرّيح المنتنة، وَهِي من الدوابِّ. وَقَالَ بَعضهم: هِيَ كلمة معرّبة، أَصْلهَا زِيقا بالعِبرانيَّة. سَلمَة عَن الفرّاء قَالَ: الصِّيق: الصَّوْت. والصِّيقُ: الغُبار. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الصائق والصائك: اللازق. قَالَ جَندَل: أسوَدَ جَعْدٍ ذِي صُنَانٍ صائقِ (بَاب الْقَاف وَالسِّين) ق س (وايء) قَوس، قيس، قسا، وَقس، وسق، سقِِي، سوق. قَوس قيس: قَالَ اللَّيْث: القَوْس مَعْرُوفَة عجمية وعربيّة تُصَغَّرَ قُوَيْساً، والجميع القِياس وقِسِيّ، العَدَد أقواس. أَبُو عبيد: جمْعُ الْقوس: قِياس. قَالَ: وَهَذَا أقيَسُ مِن قَول مَن يَقُول قِسِيّ، لأنّ أَصْلهَا قَوْس، وَالْوَاو مِنْهَا قَبل السِّين، وَإِنَّمَا حُوّلت الْوَاو يَاء لِكسرةِ مَا قبلهَا، فَإِذا قلتَ فِي جمع القَوْس قِسِيّ أخّرْتَ الواوَ بعدَ السِّين، فالقِياس: جمعُ القَوْس، عِنْدِي أحسنُ من القِسِيّ.

وَكَذَلِكَ قَالَ الْأَصْمَعِي: القِياس: الفَجَّاء. وَقَالَ اللَّيْث: شيخٌ أقوَسُ: مُنحنى الظّهْر، وَقد قَوَّس الشيخُ تقويساً، وتقوّس ظهْرُه. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: أراهنُ لَا يُحْبِبْن مَن قَلَّ مالُه ومَن قد رأيْنَ الشَّيْبَ فِيهِ وقَوّسا وحاجبٌ مُسْتَقْوِسٌ ونُؤْيٌ مُسْتَقوِس، وَنَحْو ذَلِك مِمَّا يَنْعَطِف انعطافَ القَوْس. قَالَ والقَوْس: مَا يَبقَى فِي أَسْفَل الجُلّة من التَّمْر. يُقَال: مَا بَقيَ إلاّ قوسٌ فِي أسفَلِها. وَقَالَهُ ابْن الأعرابيّ وَغَيره. قَالَ اللَّيْث: والقُوس: رأسُ الصَوْمَعة. وَقَالَ أَبُو عبيد: رُوِي أَن عَمْرو بن معديكرَب قَالَ: (تضيَّفْتُ بني فلَان، فأَتَوْني بثور وقَوْسٍ وكَعْب) . قَالَ: فالقَوْس: الشيءُ من التَّمر يَبقَى فِي أسفَل الجُلّة. والكَعْب: الشَّيْء الْمَجْمُوع من السَمْن يَبْقَى فِي النِّحْي. والثَّوْر: القِطْعة من الأقِط. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: القُوس، بِضَم الْقَاف: مَوضِع الرَّاهب. قَالَ جرير: وذُو المِسْحَيْنِ فِي القُوسِ أَبُو عبيد عَن أَصْحَابه: المِقْوَس: الحَبْل الَّذِي يُصَفّ عَلَيْهِ عِنْد السِّياق وجمعُه مَقاوِس، وَيُقَال لَهُ: المِقْبصُ أَيْضا. وَقَالَ أَبُو العِيال: إنَّ البَلاءَ لَدَى المقَاوِسِ مُخْرِجٌ مَا كانَ مِنْ غَيْبٍ ورَجْمِ ظُنُونِ وَقَالَ اللَّيْث: قامَ فلانٌ على مِقْوَسٍ، أَي: على حِفاظ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: القُوسُ: صَوْمعة الراهب، وَهُوَ بَيت الصَّائِد. قَالَ: والقُوس أَيْضا: زجْر الكلْب: إِذا خَسأته قلت: قُوسْ قُوسْ: فَإِذا دعوْتَ قلت: قُسْ قُسْ. قَالَ: وقَوْقَسَ: إِذا أشلى الكلْبَ. قَالَ: والقَوْس: الزَّمَان الصَّعب. يُقَال: زمانٌ أقوَس وَقوِسٌ وقُوسِيّ: إِذا كَانَ صَعْباً. والأقوسُ مِن الرمل: المُشْرِف كالإطار. وَقَالَ الراجز: أُثنِي ثَناءً مِن بعيد المَحْدِس مشهورةٌ تجتازُ جَوْزَ الأقْوَسِ أَي: تقطع وسط الرمل. وجَوْزُ كلّ شَيْء: وسَطُه. أَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: يُقَال: إِن الأرنب قَالَت: لَا يدَّريني إلاّ الأجْنَأَ الأقوَس، الَّذِي لَا يبدُرني وَلَا ييأس. قَوْله: لَا يدَّريني، أَي: لَا يختِلُني. قَالَ: والأجنأ الأقوس: الداهية من

الرِّجَال. يُقَال: إِنَّه لأجنأ أقوس: إِذا كَانَ كَذَلِك. قَالَ: وَبَعْضهمْ يَقُول: أحوَى أقوس، يُرِيدُونَ بالأحوى الألوى. وحَوَيْتُ ولويت وَاحِد. وَأنْشد: وَلَا يزَال وَهُوَ أَجْنى أقوس يَأْكُل أَو يحسو دَمًا ويلحس وَقَالَ اللَّيْث: المقايَسة: مُفاعَلةٌ من القِياس. قَالَ: وَيُقَال: هَذِه خَشبةٌ قِيسُ إصبَع، أَي: قَدْرُ إِصْبَع. وَقد قاسَ الشيءَ يَقِيسُه قِياساً وقَيْساً، أَي: قَدْرَه. والمقياس: الْمِقْدَار. قَالَ: والمقايَسة تجْرِي مجرَى المُقاساة، الَّتِي هِيَ معالجة الْأَمر الشَّديد ومُكابَدتُه، وَهُوَ مقلوبٌ حِينَئِذٍ. وَقَالَ ابْن السّكيت: قاسَ الشيءَ يَقُوسُه قُوساً، لغةٌ فِي قاسَه يَقيسُه، يُقَال: قِسْتُه وقُسْتُه. قَالَ ابْن السّكيت: قَالَ الْأَصْمَعِي: قست الشَّيْء أقيسه قيسا وَقِيَاسًا، وقُسته أقوسُه قوساً وَقِيَاسًا. وَلَا يُقَال أقسته بِالْألف. وَيُقَال: قايسْتُ بَين الشَّيْئَيْنِ، أَي: قادَرْت بَينهمَا. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: يُقَال: هُوَ يَخْطو قِيساً، أَي: تجْعَل هَذِه الخُطوة مِيزان هَذِه الخُطوة. وَيُقَال: (قَصر مِقياسُك عَن مِقْياسي) ، أَي: مِثالُك عَن مثالي. ورُوِي عَن أبي الدَّرْداءِ أنّه قَالَ: (خيرُ نِسَائِكُم الَّتِي تدخلُ قَيساً وتَخْرُج قَيْساً) . أَي: تُدَبّرُ فِي صَلاح بَيتهَا لَا تَخْرُقُ فِي مِهْنَتها. وقاسَ الطبيبُ قَعْرَ الجِراحَة قَيْساً. وَأنْشد: إِذا قاسَها الآسي النِطاسيُّ أدبَرَتْ غثِيثتُها وازدادَ وَهْياً هُزُومُها قسا: قَالَ اللَّيْث: القَسْوةُ: الصَّلابة فِي كلِّ شَيْء وَالْفِعْل قَسَا يَقْسُو فهوَ قاسٍ. قَالَ: وَلَيْلَة قاسيةٌ: شَدِيدَة الظُّلْمة. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: يومٌ قَسِيّ، مِثال شَقِيّ، وَهُوَ الشَّديد من حَرْب أَو شَرّ. وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود: أَنه باعَ نُفايةَ بيتِ المَال، وَكَانَت زُيُوفاً وقِسْياناً بِدُونِ وَزْنها، فذُكِر ذَلِك لعُمَر فنَهاه، وأَمَرَه أَن يَرُدَّها. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: وَاحِد القِسْيان دِرْهَمٌ قَسِيّ مخفّف السِّين مشدد الْيَاء على مِثال شقِيّ. قَالَ: وكأنّه أعرابُ قاشٍ. وَمِنْه حَدِيثه الآخر: مَا يَسُرّنِي دِينُ الَّذِي يَأْتِي العَرّافَ بِدرهمٍ قَسِيّ. وَقَالَ أَبُو زُبَيد يَذكر المَساحِيَ: لَهَا صَوَاهِلُ فِي صُمِّ السِّلاَمِ كَمَا صاحَ القِسِيّاتُ فِي أَيدي الصَّياريفِ

وَيُقَال مِنْهُ: قد قسا الدِّرْهَم يَقْسو. وَمِنْه حديثٌ آخرُ لعبد الله أَنه قَالَ لأَصْحَابه: أَتَدْرون كَيفَ يَدْرُس العِلْم؟ فَقَالُوا: كَمَا يَخْلُقُ الثّوْبِ، أَو كَمَا يَقْسو الدِّرْهَم. فَقَالَ: لَا وَلَكِن دُروسُ الْعلم بمَوْت العُلماء. وَقَالَ غَيره: حَجَر قاسٍ: صُلْبٌ. وأرضٌ قاسية: لَا تُنبِت شَيْئا. وقَسَا: مَوضِع بِالْعَالِيَةِ. وَقَالَ ابْن أَحْمَر: بَهْجلٍ مِن قَسَا ذَفِر الخُزامَى تَداعَى الجِرْبِياء بِهِ الحَنِينَا وعامٌ قَسِيٌّ؛ ذُو قَحْط. وَقَالَ الرَّاجز: ويُطعِمون الشَّحْم فِي العامِ القَسِيّ قُدْماً إِذا مَا احمرَّ آفاقُ السُّمِي وأصبحت مثلَ حَواشي الأتْحَمِيّ وَقَالَ شمر: العامُ القَسِيُّ الشَّديد لَا مَطَر فِيهِ. وعشيَّةٌ قَسِيّة: بَارِدَة. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِّن بَعْدِ ذالِكَ} (الْبَقَرَة: 74) ، تَأْوِيل قَسَت فِي اللُّغَة غَلُظت ويَبِستْ وعَسَّتْ. وَتَأْويل الْقَسْوَة فِي الْقلب: ذَهاب اللِّين وَالرَّحْمَة والخشوع مِنْهُ. أَبُو زيد: يُقَال: سَارُوا سيراً قَسِيّاً، أَي: سيراً شَدِيدا. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أقْسَى: إِذا سَكَن قُسَاءً وَهُوَ جَبَل وكلُّ اسمٍ على فعالٍ فَهُوَ ينْصَرف، وَأما قُسَاءُ فَهُوَ على قُسَواء على فُعَلاء فِي الأَصْل. وَلذَلِك لم يَنصرف. وَقس: قَالَ اللَّيْث: الوَقْس: الْفَاحِشَة والذِّكر لَهَا، وَقَالَ العجاج: وحاصنٍ من حاصِناتٍ مُلْسِ عَن الأذَى وَعَن قِراف الوَقْسِ قَالَ: والوَقْس: الصَّوْت. قلتُ: غَلِط اللَّيْث فِي تَفْسِير الوَقْس فجعَلَه فَاحِشَة، وَأَخْطَأ فِي لفظ الوَقْس بِمَعْنى الصَّوت، وَصَوَابه: الوَقش بالشين. أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (دخلتُ الْجنَّة فسمعتُ وقْشاً خَلْفي، فَإِذا بِلَال) . قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: سمعتُ وقْشَ فلَان، أَي: حَرَكته، وَقد مرَّ تفسيرُه فِي بَاب الْقَاف والشين. وَقَالَ ذُو الرمة: لأخفافها باللَّيل وقْشٌ كَأَنَّهُ على الأَرْض تَرسافُ الظِّباء السَّوانح وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو زيد: الوقْشة والوقْش: الْحَرَكَة. وَأما الوَقْس فَهُوَ الجَربُ. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: إِذا قارفَ الْبَعِير مِنَ الجَرَب شيءٌ قيل: إنَّ بِهِ لوَقْساً.

وَأنْشد للعجاج: يصفَرُّ لليُبْسِ اصفرارَ الوَرْسِ مِنْ عَرَق النّضْح عَصيمُ الدَّرْسِ مِن الأَذَى ومِن قِراف الوَقْسِومن أمثالهم: الوقس يُعدى فتعدَّ الوقْسَا من يدْنُ للوقْسِ يلاق تَعْسَا قَالَ أَبُو عَمْرو: الوقْس: أوَّل الجرَب. والتَّعْس: يضْرب مثلا لتجنُّب من يُكره صحبتُه. وَسمعت أعرابية من بني تَمِيم كَانَت ترعى إبِلا جُرْباً، فَلَمَّا أراحَتْها نادت القَيِّمَ بِأَمر النَّعَم. فَقَالَت: أَلا أَين آوِي هَذِه المُوقَسة؟ أَرَادَت: أَيْن أُنِيخ هَذِه الجُرْب. سقِِي: قَالَ اللَّيْث: السَّقْي مَعْرُوف. وَالِاسْم السُّقْيا والسِّقاء: القِرْبة للْمَاء وَاللَّبن. والسِّقاية: الْموضع الَّذِي يُتَّخذ فِيهِ الشَّرَاب فِي المواسم وَغَيرهَا والسِقاية فِي الْقُرْآن: الصُّوَاعُ الَّذِي كَانَ يشرب فِيهِ المَلِك، وَهُوَ قَول الله جلّ وعزّ: {فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِى رَحْلِ أَخِيهِ} (يُوسُف: 70) ، وَكَانَ إِنَاء من فضَّة بِهِ كَانُوا يكيلون الطَّعَام، كَذَلِك جَاءَ فِي التَّفْسِير. وَيُقَال للبيت الَّذِي يُتَّخذ مَجمعاً للْمَاء ويُسقَى مِنْهُ الناسُ السِّقاية. وسِقاية الحاجِّ سَقْيُهم الشرابَ. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَإِنَّ لَكُمْ فِى الاَْنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِى بُطُونِهِ} (النَّحْل: 66) . وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: {وَنُسْقِيَهِ مِمَّا خَلَقْنَآ أَنْعَاماً} (الْفرْقَان: 49) . الْعَرَب تَقول لكلِّ مَا كَانَ من بطُون الْأَنْعَام ومِن السَّماء أَو نهرٍ يجْرِي لقومٍ: أسْقيْتُ. فَإِذا سَقاكَ مَاء لشَفَتك، قَالَ: سَقاه وَلم يَقُولُوا: أَسْقاه. كَمَا قَالَ الله جلّ وعزّ: {فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً} (الْإِنْسَان: 21) . وَقَالَ: {وَالَّذِى هُوَ يُطْعِمُنِى وَيَسْقِينِ} (الشُّعَرَاء: 79) ، وَرُبمَا قَالُوا فِي بطُون الْأَنْعَام ولماء السَّمَاء سَقى وأَسْقَى؛ كَمَا قَالَ لبيد: سَقَى قَومِي بني مَجْدٍ وأسْقَى نميراً والقبائلَ من هِلالِ وَقَالَ اللَّيْث: الإسقاء من قَوْلك: أسقيتُ فلَانا نَهرا أَو مَاء، إِذا جعلتَه لَهُ سُقْيا، وَفِي الْقُرْآن: {وَنُسْقِيَهِ مِمَّا خَلَقْنَآ أَنْعَاماً} (الْفرْقَان: 49) ، مِن سَقَى وقرىءَ: (ونُسْقِيه) مِن أَسْقَى، وهما لُغَتَانِ بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ: والسّقي مَا يكون فِي نَفافِيخِ بيضٍ فِي شَحْم الْبَطن. والسِّقي: مَاء أصفَر يَقع فِي الْبَطن. يُقَال: سَقَى بطنُه يَسقي سَقْياً. وَقَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ اليزيديّ: الأحبَن الَّذِي بِهِ السَّقَى.

وَقَالَ الكسائيّ: سَقَى بَطْنُه يَسقى سَقْياً. قَالَ شمر: السَّقْي: الْمصدر. والسَّقْي: الِاسْم، وَهُوَ السَّلَى، كَمَا قَالُوا رَعْي ورِعى. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: السّقْيُ: المَاء الَّذِي يكون فِي المَشيمَةِ يخرج على رَأس الوَلَد. وَقَالَ ابْن السّكيت: السَّقي: مصدَرُ سَقَيتُ سَقْياً، والسِّقْي: الحظّ. يُقَال: كم سِقْي أرضِك؟ أَي: كم حظُّها مِن الشِّرْب. وَأنْشد أَبُو عبيدٍ قَول ابْن رَوَاحة: هُنالك لَا أبالِي نخلَ سَقْيٍ وَلَا بَعْلٍ وإنْ عَظُم الإتَاءُ قَالَ: يُقَال: سَقيٌ وسِقْيٌ فالسَّقي بِالْفَتْح الفِعل، والسّقْي بِالْكَسْرِ: الشِرْب. وَقَالَ اللَّيْث: السَقِيُّ هُوَ البَرْدِيّ، الْوَاحِدَة سَقِية، وَهِي لَا يَفوتها الماءُ. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: وساقٍ كأُنْبوب السَّقِيِّ المُذلَّلِ قَالَ بَعضهم: أَرَادَ بالأُنبوب أنبوبَ القَصَب النَّابت بَين ظَهْراني نَخل مَسْقيّ، فَكَأَنَّهُ قَالَ: كأنبوب النّخل السَّقِيِّ، أَي: كقَصَب النّخل، أَضَافَهُ إِلَيْهِ لأنّه نبتَ بَين ظَهْرانيه وَقيل السَقِيُّ: البَرْديّ الناعم. وأصلُه العُنقُر، يُشَبَّه بِهِ ساقُ الْجَارِيَة. وَمِنْه قَول العجاج: على خَبَنْدَى قَصَبٍ مَمْكورِ كعُنْقُرات الحائر المَسْكُورِ وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أَحْمد بن يحيى عَن سَلمَة عَن الْفراء: زَرْعٌ سِقيٌ ونخلٌ سِقيٌ للَّذي لَا يعِيش بالأعْذاءِ، إنَّما يُسْقَى، والسَّقْي: المَصدَر. وَيُقَال: كم سِقْي أَرْضك؟ أَي: كم شِربها. وَقَالَ غَيره: زرْعٌ مَسْقَوِيّ: إِذا كَانَ يُسْقى: إِذا كَانَ عِذْياً. قَالَ ذَلِك أَبُو عبيد وَرَوَاهُ فِي الحَدِيث. وَأنكر أَبُو سعيد المسقويّ والمظمئيّ وَقَالَ: لَا يعرف النحويّون هَذَا فِي النّسب. أَبُو عبيد: أَسْقيت الرجلَ إسْقاءً: اغْتبتُه. وَقَالَ ابْن أَحْمَر: وَلَا عِلْمَ لِي مَا نَوْطَةٌ مستكِنَّةٌ وَلَا أيُّ من عاديتُ أسْقى سقائبا وَقَالَ شمر: لَا أعرف قَول أبي عبيد: أسقَى سِقائياً بِمَعْنى اغتبتُه. قَالَ: وسمعتُ ابْن الأعرابيّ يَقُول مَعْنَاهُ: لَا أَدْرِي مَن أوْعَى فيَّ الدَّاء. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: قَالَ ابْن الأعرابيّ: يُقَال: سَقَى زيدٌ عَمْراً، وأسْتَقاه: إِذا اغتابَه غِيبةً خَبيثة. وَقَالَ غَيره: المُساقاة فِي النخيل والكُروم على الثّلث والرُّبُع وَمَا أشبهه. يُقَال: ساقَى فلانٌ فلَانا نخلَه أكْرَمَه: إِذا

دَفَعه إِلَيْهِ على أَن يَغمرُه ويَسقيَه وَيقوم بمصلحته من الإبار وَغَيره، فَمَا أخرج الله مِن ثمره فلِلعامل سَهْم من كَذَا وَكَذَا سَهْماً، وَالْبَاقِي لمالِكِ النّخل. وَأهل الْعرَاق يسمّونها المُعامَلة. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: استسقَى بطنُه استسقاءً، وَالِاسْم السّقي. وَيُقَال: استَقَى فلانٌ من الرَّكية والنهرِ والدَّحْل استقاءً. وَيُقَال: أسْقيتُ فلَانا: إِذا وَهبتَ لَهُ سِقاءً مَعْمُولا، وأسقيتُه: إِذا وهبتَ لَهُ إهاباً ليَدْبغَه ويتَّخذه سِقاء. وَقَالَ عمر بن الْخطاب لرجل استفتاه فِي ظَبْي أَصَابَهُ وَهُوَ مُحْرِم، فَقَالَ: (خُذْ شَاة من الْغنم فتصدقْ بلَحمِها واسقِ إهابها) ، أَي: أَعْطِ إهابَها من يَتَّخِذهُ سِقاء. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للثوب إِذا صبغتَه: سَقَيته مَنّاً مِن عُصْفر وَنَحْو ذَلِك. وَيُقَال للرجل إِذا كُرّر عَلَيْهِ مَا يكرهُه مِرَاراً: سُقِّي قَلبُه بالعَداوة تَسقِيةً. والمَسْقي: وقتُ السَّقْي، والساقية مِن سَواقي الزَّرْع: نُهيْرٌ صَغِير. والمِسقاةُ: لَا يتَّخذ للجِرار والكيزان تُعلَّق عَلَيْهِ. وَمن أَمْثَال الْعَرَب: (اسْق رَقاشِ إنَّها سَقّاية) . وَيُقَال: (سقَّاءة) ، وَالْمعْنَى وَاحِد، ويُجمع السِّقاء أسقيةً. ثمَّ أساقٍ جمعُ الجَمع. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: السَّقِيّ والرَّقِيُّ على فَعيل: سحابتان عظيمتَا القَطْر، شديدتا الوَقْع. قَالَ أَبُو زيد: يُقَال: اللَّهم أَسقنا إسقاءً رِوَاءً، وسقيتُ فلَانا ركيتين: إِذا جعلتَها لَهُ. وأسقيتُه جَدْولاً من نهري: إِذا جعلتَ لَهُ مِنْهُ مَسْقًى وأشعبتُ لَهُ مِنْهُ. سوق: قَالَ اللَّيْث: السَّوْقُ مَعْرُوف، يَقُول: سُقْناهم سَوْقاً. وَتقول: رأيتُ فلَانا يَسُوق سُووقاً، أَي: يَنزع نَزْعاً، يَعْنِي الموتَ. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي يُقَال: هُوَ يَسُوقُ نفسَه ويفيظُ نفسَه، وَقد فاظت نفسُه وأفاظُه الله نَفسه. وَيُقَال: فلانٌ فِي السِّياق، أَي: فِي النزع. وَقَالَ اللَّيْث: السَّاق لكل شجرةٍ ودابة وإنسان وطائر، وَامْرَأَة سَوْقاء تارَّة السَّاقَيْن ذاتُ شعر، والأسْوَق: الطَّوِيل عَظْم السَّاق والمصدر السَّوَق. وَأنْشد: قُبٌّ من التَّعدَاءِ حُقْبٌ فِي سَوَقْ قَالَ: والساق: الْحمام الذّكر. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: ساقُ حُرٍ. قَالَ بَعضهم: الذَّكر من القَمارى. وَقَالَ شمر فِي قَوْلهم: ساقُ حُرّ. قَالَ بَعضهم: السَّاق الْحمام، وحُرّ فَرْخُها. وَقَالَ الْهُذلِيّ يذكر حمامة:

تناجي ساقَ حُرَّ وظَلتُ أَدْعُو تَليداً لَا تُبين بِهِ كلَاما قَالَ: سَاق حُرَّ، حكى نداءها. وَيُقَال: ساقُ حُرّ صَوْتُ القُمْرى كأنَّه حكايةُ صَوته. وَقَالَ اللَّيْث: السُّوقُ: مَوضِع الْبياعَات. وسوقُ الحَرْب: حَوْمة الْقِتَال، والإساقة: سيرُ الرِّكاب للسُّروج. وَقَالَ ابْن شُميل: رَأَيْت فلَانا فِي السَّوْقِ، أَي: فِي الْمَوْت، يُساقُ سَوْقاً، وإنَّ نفسَه لتُساق. وسَاق فلانٍ مِن امْرَأَته، أَي: أَعْطَاهَا مَهْرها، وساقَ مَهْرها سِياقاً. والسّياق: المَهْر. وَقَالَ اللَّيْث: السُّوقَة مِن النَّاس، والجميع السُّوَقُ: أوساطُهم. وَقَالَ غَيره: السُّوقة بِمَنْزِلَة الرَّعيَّة الَّتِي يَسُوسُها الملَك، سُمُّوا سوقةً لأنَّ الْمُلُوك يسوقونهم فينساقون لَهُم، وَيُقَال للْوَاحِد سُوقة وللجماعة سُوقة، ويُجمع السُّوقة سُوَقاً. وَأما قَوْله جلّ وعزّ فِي قصَّة سُلَيْمَان: {عَلَىَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ} (ص: 33) ، فالسُّوق جمع السَّاق، مِثل الدُّور لجمع الدَّار، وَالْمعْنَى أَنه عَقَرها فضَرَب أعناقَها وسُوقها، لِأَنَّهَا كَانَت سببَ ذنْبه فِي تَأْخِير الصَّلَاة عَن وَقتهَا، يَعْنِي سُلَيْمَان النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام. وَقَالَ اللَّيْث: الأياسق: القلائد، وَلم نَسمع لَهَا بواحدٍ. وَأنْشد: وقَصِرْنَ فِي حَلَق الأياسِقِ عِنْدهم فجَعَلْنَ رجْعَ نُباحِهنّ هَرِيرا وَقَالَ الله جلّ وَعز: {صَادِقِينَ يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلاَ} (الْقَلَم: 42) . قَالَ الفرَّاء: عَن ساقٍ: عَن شدَّة. قَالَ: وأنشدني بعض الْعَرَب لجدّ أبي طرفَة: كشفت لَهُم عَن سَاقهَا وبَدا من الشَّرِّ البَرَاحْ وَقَالَ الزّجاج فِي قَوْله: {صَادِقِينَ يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلاَ} : عَن الْأَمر الشَّديد. قَالَ: وَأَخْبرنِي عبد الله بن أَحْمد عَن أَبِيه عَن غُندر عَن شُعبة عَن مُغيرَة عَن إِبْرَاهِيم قَالَ: قَالَ ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: {صَادِقِينَ يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلاَ} : إنَّه الأمْر الشَّديد. قَالَ: وَقَالَ ابْن مَسْعُود: يَوْم يكشِفُ الرَّحْمَن عَن ساقِه. وَقَالَ أهلُ اللُّغَة: قيل لِلْأَمْرِ الشَّديد ساقٌ لِأَن الْإِنْسَان إِذا دهمْته شدَّةٌ شمَّرَ لَهَا عَن سَاقيه ثمَّ قيل لكل أمرٍ شديدٍ يُتَشَمَّر لَهُ ساقٌ. وَمِنْه قولُ درَيْد: كَمِيشُ الإزارِ خارجٌ نصفُ ساقِه أرادَ أنَّه مشمِّر جادّ، وَلم يُرد خروجَ

السَّاق بِعَينهَا. وَيُقَال: قَامَ فلانٌ على ساقٍ: إِذا عُنِيَ بِالْأَمر وتحزَّم لَهُ. وَقَالَ الأصمعيّ: السَّيِّق من السَّحَاب: مَا طردتْه الرِّيحُ كَانَ فِيهِ ماءٌ أَو لم يكن. وَيُقَال: لما سيقَ من النَّهْب فطُرِدَ سَيِّقَة، وَأنْشد: وَهل كنتُ إلاَّ مِثلَ سَيِّقةِ العِدَى إِن اسْتَقْدَمَتْ نحرٌ وإنْ جبأَتْ عَقْرُ أَبُو عبيد: سُقْتُ الْإِنْسَان أسوقُه سَوْقاً: إِذا أَصبتَ سَاقه، وتَسَاوَقَتِ الإبلُ تَسَاوُقاً: إِذا تتابعتْ، وَكَذَلِكَ تَقَاوَدَت فَهِيَ مُتَقاوِدة ومتساوِقةٌ، والسوِيق مَعْرُوف. وَقَالَ أَبُو زيد: السُّوَّاق: الطَّوِيل السَّاق من الشجَر والزَّرع. قَالَ العَجاج: بمُخْدِرٍ من المخاديرِ ذَكَرْ هَذَّكَ سَوَّاقَ الحَصادِ المختضَر الحَصاد: جمعُ الحَصادَة، وَهِي بَقْلَةٌ بِعَينهَا يُقَال لَهَا: الحصادة. والمختضَر: الْمَقْطُوع. يُقَال: خَضَرَه وخَدَرَه: إِذا قطَعَه. والمِخْدَرُ: الْقَاطِع. وسَيفٌ مِخْدَرٌ. ابْن السّكيت يُقَال: وَلَدَتْ فلانةُ ثَلَاثَة بَنِينَ على سَاق واحدٍ، أَي: بعضُهم على إِثْر بعض، لَيْسَ فيهم جَارِيَة. وَقَوله: {للهبِالسَّاقِ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ} (الْقِيَامَة: 30) ، أَي: السوْق. وسق: قَالَ الله جلّ وعزّ: {بَصِيراً فَلاَ أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ} {بِالشَّفَقِ وَالَّيْلِ وَمَا وَسَقَ} {وَسَقَ وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ} (الانشقاق: 16، 18) . قَالَ الفرّاء فِي قَوْله: وَمَا وَسَق، أَي: وَمَا جَمَع وضَمّ. وَأنْشد: مُسْتَوْسِقاتٍ لَو يَجدْنَ سائقا قَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي قَوْله: وَمَا وَسَق، أَي: وَمَا جمع من الْجبَال والبحار وَالْأَشْجَار، كَأَنَّهُ جمعهَا بأَنْ طلعَ عَلَيْهَا كلّها. عَمْرو عَن أَبِيه: هُوَ الْقَمَر والوبَّاص والطَّوْس، والمتّسِق، والجلَم، والزّبرْقان، والسِّنِمّار. وَقَوله: {وَسَقَ وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ} : اتِّسَاقُه: امتلاؤُه واجتماعُه واستواؤُه، ليلةَ ثلاثَ عشرَة وَأَرْبع عشرَة. وَقال الفرّاء: إِلَى ستَّ عشرَة، فيهنّ امتلاؤُه واتّساقه. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: فَرَسٌ مِعْتاق الوَسيقة، وَهُوَ الَّذِي إِذا طُرِد عَلَيْهِ طريدةٌ أنجاها، وَسبق بهَا الطّلب. وَأنْشد: ألمْ أَظْلِف على الشُّعراء عِرْضِي كَمَا ظُلِفَ الوسيقةُ بالكُراعِ سمّيت الطريدةُ من الْإِبِل وسيقة لأنَّ طاردها إِذا طردها وسقَها، أَي: جَمَعها

وَقَبضهَا وَلم يَدَعْها تنشر عَلَيْهِ فيتعذّر عَلَيْهِ طردُها. وَيُقَال: وَاسقْتُ فلَانا مُوَاسَقةً: إِذا عارضْتَه فكنتَ مِثلَه وَلم تكن دُونَه. وَقَالَ جندل: فلستَ إنْ جاريْتنِي مُوَاسِقِي وَلستَ إِن فَرَرْتَ منِّي سابقي والوِساق والمُوَاسَقة: المُناهَدة. وقَال عديّ بن زيد: وَندامى لَا يَبْخلون بِمَا نَا لُوا وَلَا يُعْسِرون عندَ الوِساقِ ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (لَيْسَ فِيمَا دُون خمسةِ أوْسُقٍ من التَّمر صَدَقة) . والوَسْق: مكيلةٌ مَعْلُومَة، وَهِي سِتُّون صَاعا بصاعِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ خمسةُ أَرْطَال وَثُلُث. والوَسْقُ على هَذَا الْحساب: مائَة وستُّون مَنّاً. وَقَالَ الزجّاج: خَمْسَة أوْسُق هِيَ خَمْسَة عشر قَفِيزا بالملجَّم، وَهُوَ قفيزنا الَّذِي يسمَّى المعدَّل. وكلُّ وَسقٍ بالملجَّم ثلاثةُ أَقفزَة. قَالَ: وَسِتُّونَ صَاعا أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ مَكُّوكاً، وَذَلِكَ ثَلَاثَة أقفِزَة. ووَسَقْتُ الشيءَ أَسِقُه وَسْقاً: إِذا حَمَلْتَه. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: كقابِضِ ماءٍ لم تَسِقْه أنامِلُه أَي: لم تحمله. ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: تَقول الْعَرَب: إنَّ اللَّيْل لطويلٌ وَلَا يَسِقْ لي بالَهُ، مِن وَسَق يسِق. قَالَ اللحياني: أَي: لَا يجْتَمع لي أمرُه. قلت: وَلَا يسقْ جزم على الدُّعَاء، وَمثله: إنّ اللَّيْل لطويل وَلَا يطلّ إلاَّ بِخَير، أَي: لَا طَال إِلَّا بِخَير. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: يُقَال للطَّير الَّذِي يُصفِّق بجناحَيْه: إِذا طارَ هُوَ المئساق، وجمعهُ مآسِيق. قلت: هَكَذَا رُوِيَ لنا بِالْهَمْز. وَقَالَ اللَّيْث: الوسيقة من الْإِبِل كالرُّفْقة مِن النَّاس، ووَسيقة الْحمار: عانَتُه. قلت: الوسيقة: القطعَة من الْإِبِل يطرُدُها السَّلاَّل، سميتْ وَسيقةً لأنَّ طارِدَها يقْبضها ويجمعها وَلَا يدعُها تَنْتَشِر عَلَيْهِ فَلَا تنْساقُ ويلحقُها الطّلب. وَهَذَا كَمَا يُقَال للسائق قابضٌ؛ لأنَّ السلال إِذا ساقَ قطيعاً مِن الْإِبِل قبضهَا ثمَّ طرَدَها مجتمعةً لئلاَّ يتَعَذَّر عَلَيْهِ سَوْقُها؛ لِأَنَّهَا إِذا انتشرتْ عَلَيْهِ لم تتتابع وَلم تطردْ على صَوْبٍ وَاحِد. وَالْعرب تَقول: فلانٌ يَسُوق الوسيقة، وينسل الوديعةَ، ويحمي الْحَقِيقَة. وَقَالَ شمر: قَالَ عَطاء فِي قَوْله: (خَمْسَة أوسق) هِيَ ثَلَاثمِائَة صَاع. وَكَذَلِكَ قَالَ الْحسن وَابْن الْمسيب.

باب القاف والزاي

قَالَ شمر: وَأهل الْعَرَبيَّة يسمون الوسق الوِقْر، وَهِي الوُسُوق والأوساق. قَالَ: وكلُّ شيءٍ حَملته فقد وسقته. وَمن أمثالهم: (لَا أفعل كَذَا وَكَذَا مَا وَسَقَتْ عَيْني الماءُ) . ووَسَقَت الأتان: إِذا حملتْ وَلداً فِي بَطنهَا. وَيُقَال: وَسَقَت النَّخْلَة: إِذا حملتْ، فَإِذا كثر حملهَا قيل: أَوْسَقَتْ، أَي: حملتْ وَسْقاً. وَقَالَ لبيدٌ يصف نخيلاً مُوقَرَةً: مُوسَقاتٌ وحُفَّلٌ أَبْكَارُ واستوسق لَك الأمرُ: إِذا أمكنك، وجَعل رُؤبة الوسق من كلِّ شَيْء فَقَالَ: كأنّ وَسْقَ جندَلٍ وتُرْبٍ عَلَيّ من تنحيب ذَاك النَّحْبِ (بَاب الْقَاف وَالزَّاي) ق ز (وايء) زوق، أزق، زقا، قزي، قوز، قزو، (زيق) . زوق: قَالَ اللَّيْث بن المظفر: أهل الْمَدِينَة يسمون الزِّئبق الزاوُوق. قَالَ: وَيدخل الزئبق فِي التصاوير، وَلذَلِك قَالُوا لكل مزيَّن مزوَّق. أَبُو زيد يُقَال: هَذَا كتاب مُزَوَّر مُزَوَّق، وَهُوَ الْمُقَوّم تقويماً. وَقد زَوَّر فلَان كِتَابه وزَوَّقه: إِذا قومه تقويماً. وَيُقَال: فلانٌ أثقل من الزاووق، وَدِرْهَم مُزَوَّق ومُزَأْبق بِمَعْنى وَاحِد. عَمْرو عَن أَبِيه: الزَّوَقة: نَقَّاشو سَمَّان الرَّوافد والسَّمّانُ: تزاويق السقوف. والطَّوقة: الطُّيُور. والغَوَقة: الغِرْبان. والقَوَقة: الدُّيوك. والهوقة: الهَلْكى. حَدثنَا السَّعْدِيّ عَن عليّ بن خشرم عَن عِيسَى عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن حسان بن عَطِيَّة قَالَ: أبْصر أَبُو الدَّرْدَاء رجلا قد زوّق ابْنه فَقَالَ: زوِّقوهم مَا شِئْتُم فَذَلِك أغوى لَهُم. زيق: قَالَ اللَّيْث: الزّيق زِيق الجَيب المكفوف قَالَ: وزِيق الشَّيَاطِين شَيْء يَطير فِي الْهَوَاء يسمِّيهُ العَرَب لُعابَ الشَّمْس. قلت: هَذَا تَصْحِيف، وَالصَّوَاب رِيق الشَّمْس بالراء، وَمَعْنَاهُ: لُعاب الشَّمْس، هَكَذَا حفظتهما عَن الْعَرَب. وَقَالَ الراجز: وذابَ للشَّمس لُعابٌ فنَزَلْ أَبُو عبيد عَن أبي زيد: تزيَّقَت الْمَرْأَة تزيُّقاً وتَزَيَّغَتْ تَزَيُّغاً: إِذا مَا تزيّنَتْ. قزي: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: القَزْو: التقزُّز. وَقَالَ اللِّحيانيّ: القِزْيُ: اللَّقَب. يُقَال: بئس القِزْي هَذَا، أَي: بئس اللَّقَب. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: أَقْزَى الرجلُ: إِذا تَلَطَّخَ بعيْب بعد اسْتِوَاء.

باب القاف والطاء

قوز: قَالَ اللَّيْث: القَوْز مِن الرَّمْل صَغِير مستديرٌ يُشبَّه بِهِ أردافُ النِّسَاء. وَأنْشد: ورِدْفُها كالقَوْزِ بَين القَوْزَيْنْ والجميع: أقواز وقيزانٌ. قلتُ: وسَماعي مِن الْعَرَب فِي القَوْز أَنه الرمْل المشرِف. وَقَالَ: إِلَى ظُعُنٍ يَقْرِضْن أقوازَ مُشْرِفٍ أزق: قَالَ اللَّيْث: الأزْق: الضيِّق فِي الحَرْب، وَمِنْه المأزِق مفعِل من الأزْق وجمعُه المآزِق، وَكَذَلِكَ المآقط. زقا: قَالَ اللَّيْث: زَقا المُكَّاء والدِّيكُ يَزْقو ويَزْقِي، زَقواً وزُقوّاً وزُقيّاً وزُقاءً. ورُوِي عَن ابْن مَسْعُود أَنه كَانَ يقْرَأ: (إنْ كَانَت إلاَّ زَقيةً وَاحِدَة) ، والعامَّة تقْرَأ: {إِن كَانَتْ إِلاَّ} (يس: 29) . وَيُقَال: زَقوْتَ يادِيكُ وزَقيْتَ، بِالْوَاو وَالْيَاء. قزو: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: القُزَةُ: لعبة لَهُم، وَهِي الَّتِي تُسَمَّى فِي الحَضَر يَا مُهَلْهِلَه هَلِلَه. وروى عَمْرو عَن أَبِيه أَنه قَالَ: القُزَة من أَسمَاء الحيَّات. وَقَالَ غَيره: هِيَ حيّة عَرْجاء بَتْراء، وجمعُها قزَات. وقرأت فِي (نَوَادِر أبي عَمْرو) : المتوقز: الَّذِي يتقلَّب لَا يكَاد ينَام. الْعَرَب تَقول: فلانٌ أثقل من الزَّواقي، وَهِي الدِّيَكة تزقو وقتَ السَّحَر فَتفرق بَين المتحابِّين. وَإِذا قَالُوا: أثقل من الزاوُوق، فَهُوَ الزئبق. (بَاب الْقَاف والطاء) ق ط (وايء) قطا، قوط، طوق، وقط، أقط. قطا: قَالَ اللَّيْث: القطا: طيرٌ، والواحدة قَطاةٌ، ومَشْيها القَطْو والأقطيطاءُ. يُقَال: اقطَوْطَت القَطاة تَقْطَوْطِي، وأمَّا قَطَتْ تَقْطو فبعضٌ يَقُول: مِن مشيها، وبعضٌ يَقُول: مِن صَوْتها، وبعضٌ يَقُول: صَوْتُها القَطقطة. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: القَطْوُ: تقارُب الْخَطْو مِن النَّشاط، وَقد قَطا يقْطو، وَهُوَ رجُلٌ قَطَوان. وَقَالَ شمر: هُوَ عِنْدِي قَطْوانُ بِسُكُون الطَّاء. وَقَالَ اللَّيْث: الرجل يقطَوْطى فِي مَشيه: إِذا استدارَ وتجمَّع. وَأنْشد: يمشي مَعاً مُقْطَوْطِياً إِذا مَشَى قَالَ: والقَطاة: مَوضِع الرّدِيف مِن الدَّابة، وَهِي لكلِّ خَلْق، وَأنْشد: وَكَسَتِ المرطَ قَطاة رَجْرَجَا وَثَلَاث قَطَوات.

قَالَ: وَتقول الْعَرَب فِي مَثل: (لَيْسَ قُطَكَ مِثلَ قُطي) ، أَي: لَيْسَ النَّبيل كالدنيءِ. وَقَالَ ابْن الأسلت: لَيْسَ قَطاً مِثلَ قُطَيٍ وَلَا ال مَرعيُّ فِي الأقوام كالراعِي وَقَالَ غَيره: سمِّي القطا قَطاً بصوتها، وَمِنْه قَول النَّابِغَة الذُّبياني: تَدْعُو قَطَا وَبِه تُدْعَى إِذا نُسِبتْ يَا صِدْقَها حينَ تَدْعوها فتنتسِبُ وَقَالَ أَبُو وَجْزة يصف حميراً وَردت لَيْلًا فمرتْ بقَطاً وأثارَتْها: مَا زِلْن يَنْسُبْن وَهْنا كل صادقةٍ باتت تُباشِر عُرْماً غيرَ أَزوَاج أَرَادَ أَن الْحمير تمر بالقطا فتثيرُها فتصيحُ: قَطَا قَطَا، وَذَلِكَ انتسابُها. وَيُقَال: فلانٌ مِن وَطَاتِه لَا يَعْرِف قطَاتَه من لطَاتِه، يُضْرَبُ مثلا للرجُل الأحمق الَّذِي لَا يَعرف قُبَلَهُ من دُبُرِه حُمْقاً. أَبُو عبيدٍ عَن الْفراء: من أَمثالهم فِي بَاب التَّشْبِيه: (إنّه لأصدَقُ من قطَاةٍ) ، وَذَلِكَ أَنَّهَا تَقول قطَا قطَا، فتُدْعَى بِهِ. وَيُقَال أَيْضا: (إِنَّه لأدَلُّ من قطَاةٍ) ، لِأَنَّهَا تَرِدُ الماءَ لَيْلًا من الفَلاَةِ الْبَعِيدَة. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: سمعتُ الحُصَيْنِيّ يَقُول: تقطَّيْتُ عَلَى الْقَوْم وتَلَطَّيْتُ عَلَيْهِم: إِذا كَانَت لي عِنْدهم طَلِبة فأخذتُ من مَالهم شَيْئا فسبقْتُ بِهِ. قوط: قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبو زيد: القَوْطُ من الغَنَم: المائةُ فَمَا زَادَت. وَقَالَ اللَّيْث: القَوْط: قَطيع يسيرٌ مِن الْغنم، وجمعُه أقواط. أقط: قَالَ: والأَقِطُ: يتَّخذ مِن اللَّبن المَخيض، يُطبخ ثمَّ يُتْركَ حَتَّى يَمْصُل، والقِطعة مِنْهُ أَقِطة. وَقَالَ أَبو عبيد: لبَنتُهمْ ألبُنهم مِن اللّبن، ولَبأتهُمْ ألبؤهم مِن اللِّبأ؛ وأَقطتُهم من الأَقِطِ. وَقَالَ اللَّيْث: الأَقِطَة: هَنَةُ دُونَ الْقبَّة مِمَّا يَلِي الكرِش. قلت: وسمعتُ أعرابيّاً يسمِّيها اللاقطة، ولعلّ الأقطة لغةٌ فِيهَا. والمأْقِط: المَضيق فِي الحرْب، وجمعُه المآقِطُ. وقط: اللَّيْث: الوَقط: موضعٌ يستنقع فِيهِ الماءُ يُتَّخذ فِيهِ حِياضٌ تحبِس الماءَ للمارّة؛ واسمُ ذَلِك الْموضع أجمعَ وقْطٌ، وَهُوَ مثلُ الوَجْذ، إلاّ أنّ الوَقط أوسَعُ. وجمعُه الوِقطان. وَقَالَ رؤبة: وأخلَف الوقِطانَ والمآجلا وَيجمع وِقاطاً أَيْضا. قَالَ: ولغة بني تَمِيم فِي جمعه الإقاط، يصيّرون كلَّ واوٍ تَجِيء على هَذَا الْمِثَال أَلفاً.

وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الوَقط: النّقْرة فِي الجَبل يستنقع فِيهَا الماءُ. وَقَالَ أَبُو العميثل: جمعُه وِقاط. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: ضرَبَه فوَقطَه، أَي: صرَعَه صَرْعةً لَا يقومُ مِنْهَا، والمَوْقوط: الصَّريع. وَقَالَ ابْن شُمَيل: الوَقيط والوَقيع: المكانُ الصُّلبُ الَّذِي يستنقع فِيهِ الماءَ فَلَا يرزأ الماءَ شَيْئا. طوق: قَالَ اللَّيْث: الطَوْق: حليٌ يجعَل فِي العُنق وكلُّ شيءٍ اسْتَدَارَ فَهُوَ طَوْق، كطَوْق الرَّحَى الَّذِي يُديرُ القُطْب، وَنَحْو ذَلِك. وطائق كل شَيْء: مَا اسْتَدَارَ بِهِ مِن جَبَل وأَكمةٍ، وَالْجمع أَطواق. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الطائق: حَجَر ينشزُ من الجَبل وَكَذَلِكَ مَا نشز من جال الْبِئْر من صَخْرَة ناتئة. وَقَالَ فِي صفة الغَرْب: موقر من بَقر الرَّسائق ذِي كُدْنةٍ على جِحاف الطائق أَي: ذِي قُوَّة على مكادحة تِلْكَ الصَّخْرَة. والطائق: إِحْدَى خشبَاتٍ بطن الزَّوْرَق. أَبُو عبيد: الطائق: مَا بَين كلّ خشبَتين من السَّفِينَة. شمِر عَن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ: الطائق: وسط السَّفِينَة. وَأنْشد قَول لبيد: فالتامَ طائِقُها القديمُ فأصبحتْ مَا إنْ يُقَوِّمُ دَرْأَها رِدْفان وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الطائِق: مَا شَخَص من السَّفينة كالحَيْد الَّذِي يَنْدُرُ مِن الحَبَل. وَقَالَ ذُو الرمّة: قرْوَاءَ طائِقُها بالآلِ مَحزُوم قَالَ: وَهُوَ حَرْفٌ نادرٌ فِي القُنَّة. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن الحزَنْبَليّ أنَّ عمر بن بُكَيْر أنْشدهُ: بَنَى بالغمْرِ أرغُنَ مُشمَخِرّاً يُغَنِّي فِي طَوائِقهِ الحَمامُ قَالَ: طَوائقُه: عُقُودُه. قلت: وصَفَ قَصْراً شُرِّف بِنَاؤُه. وطوائقه: جمع الطاق الَّذِي يُعقَد بآجُرَ وحجارة، وَأَصله طائق. وَمثله الْحَاجة جُمعتْ حوائج. لأنَّ أَصْلهَا حائجة. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال: طُقْ طُقّ، مِنْ طاقَ يَطُوقُ إِذا طاقَ. وَقَالَ اللَّيْث: الطَّوْق: مصدَرٌ مِن الطَّاقَة. وَقَالَ الراجز: كل امرىءٍ مُجَاهِد بطوقهِ والثَّور يَحمِي أنفَه برَوقِه يَقُول: كلُّ امرىء مكلَّف مَا أطَاق. والطَّوق: أَرض سهلة مستديرة. وَيُقَال للكَرّ الَّذِي يصعد بِهِ إِلَى النّخل:

باب القاف والدال

الطَّوق؛ وَهُوَ البرْوَند بالفارسيَّة. وَقَالَ الشَّاعِر يصف نَخْلَة: وميّالة فِي رَأسهَا الشَّحم والنّدى وسائرها خالٍ من الْخَيْر يابسُ تهيبها الفِتْيانُ حَتَّى انبرى لَهَا قصير الخُطى فِي طوقه متقاعس يَعْنِي: البروند. قَالَ الْأَزْهَرِي: يُقَال: طاقَ يَطوق طَوْقاً، وأَطاقَ يُطيق إطاقة وطاقَةً، كَمَا يُقَال: طاعَ يَطُوعُ طَوْعاً وأطاعَ يُطيع إطاعةً وَطَاعَة. والطاقة وَالطَّاعَة اسمان يوضَعان مَوضِع الْمصدر. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (مَن غَصَب جارَه شِبراً من الأَرْض طُوِّقَه من سَبع أرَضِينَ) . يَقُول: جُعِل ذَلِك طَوْقاً فِي عُنُقه. قَالَ الله جلّ وَعز: {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} (آل عمرَان: 180) ، يَعْنِي: مانعَ الزَّكَاة يطوَّق مَا بَخل بِهِ من حقّ الْفُقَرَاء يومَ الْقِيَامَة من النَّار، نَعُوذ بِاللَّه مِنْهَا. وَيُقَال: تَطوَّقت الحيّةُ على عُنُقه: إِذا صَارَت كالطَّوْق عَلَيْهِ. والطاقة: الشُّعْبة مِن رَيْحان أَو شَعر أَو قوّةٍ من الخَيْط. والطاق: عَقْد البناءِ حَيْثُ كَانَ، وجمْعه أطواق. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: والطَّاق: الطَّيْلسان وَأنْشد: يُمَشِّي بَين خاتام وطاقِ (بَاب الْقَاف وَالدَّال) ق د (وايء) قَود، قيد، قدا، وَقد، ودق، دوق، دقي. قدا: قَالَ اللَّيْث: القَدْو: أصل الْبناء الَّذِي ينْشعِب مِنْهُ تصريف الِاقْتِدَاء. وَيُقَال: قِدْوُه وقُدوة لما يُقتَدَى بِهِ. قَالَ أَبُو بكر: القِدَى: جمع قِدْوة يكْتب بِالْيَاءِ. اللِّحياني عَن الكسائيَّ يُقَال: لي بك قُدْوة وقِدوَة وقِدَة. وَمثله حَظِيَ فلانٌ حِظْوَة وحُظْوة وحِظَةً، ودارِي حِذْوَةِ دَارك وحُذْوة وحِذَتُه. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: قداً وأقداءٌ، وهم الناسُ يتساقطون بِالْبَلَدِ فيقيمون بِهِ ويَهدَءون. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: القَدْوُ: القُدوم مِن السَّفَر. والقَدْوُ بالقُرْب. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: أقدى: إِذا استَوَى فِي طَرِيق الدِين. وأَقدَى أَيْضا: إِذا أسَنَّ وَبلغ الْمَوْت. عَمْرو عَن أَبِيه أقْدى: إِذا قَدِم من سَفَر

وأقدَى: إِذا استقام فِي الْخَبَر. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: مَرّ بِي يتقَدَّى بِهِ فَرَسُه، أَي: يَلزَم بِهِ سَنن السِّيرة. وتقدَّيتُ على دابّتي. وَيجوز فِي الشِّعر: يَقْدُو بِهِ فرسُه. أَبُو عبيد عَن أبي زيد قَالَ: أتتْنا قاديةٌ مِن النَّاس، وهم أوّل من يَطرأُ عَلَيْك. وَقد قَدَتْ فَهِيَ تَقْدِي قَدْياً. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو قاذية بِالذَّالِ. وَالْمَحْفُوظ مَا قَالَ بِالدَّال. أَبُو زيد. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو زيد: إِذا كَانَ الطَّبيخ طيّب الرّيح قلتَ قَدِيَ يَقدَى قَدًى وقَداةَ وقَداوَةً. وَقَالَ الْفراء: ذهبت قَداوَة الطَّعَام: إِذا أَتَى عَلَيْهِ وقتٌ يتغيّر فِيهِ طعمه ورِيحه وطيبُه. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: قَدّاهُ بالطِّيب تقديةً: إِذا خلط العُودَ بالعنبر والمسكِ ثمَّ جمَّرهم بِهِ. أَبُو عبيد عَن الْفراء قَالَ: القَدْيان والذَّمَيان: الْإِسْرَاع. يُقَال مِنْهُ: قَدَى يَقْدِي، وذَمى يَذْمِي. الْأَصْمَعِي: بيني وَبَيِّنَة قِدَى قَوس وقِيدُ قَوس وقادُ قَوس. وَأنْشد الأصمعيّ: ولكنَّ إقدامي إِذا الخيلُ أحجمتْ وصَبْري إِذا مَا الموتُ كانَ قِدَى الشِبْرِ وَقَالَ الآخر: وَإِنِّي إِذا مَا الموتُ لم يَك دونَه قِدَى الشِّبْر أحْمِي الأنفَ أَن أتأخّرا قلتُ: قِدَى وقِيد وقاد، كلُّه بِمَعْنى قَدْرِ الشَّيْء. وَقَالَ أَبُو عبيد: سَمِعت الْكسَائي يَقُول: سِنْدَأوةٌ وقِنْدَأْوة، وَهُوَ الْخَفِيف. وَقَالَ الْفراء: هِيَ من النُّوق الجَرِيئة. وَقَالَ شَمِر: قِنْدَأوة يُهمَز وَلَا يُهمَز. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: قِنْداوَةٌ فِنْعالة. قلتُ: وَالنُّون فِيهَا لَيست بأصليّة. وَقَالَ اللَّيْث: اشتقاقها مِن قَدَى والنونُ زَائِدَة، وَالْوَاو فِيهَا صِلَة، وَهِي النَّاقة الصُّلْبة الشَّدِيدَة، وجَمَلٌ قِنْدَأْوٌ وسِنْدَأْو، هَمزَهما واحْتَجَّ بأنّه لم يجىء بِنَاء على لفظ قِنْدَأْو إلاّ وثانيه نون، فلمّا لم يجىء على هَذَا الْبناء بِغَيْر نون علمْنا أنّ النُّون زَائِدَة فِيهَا. أَبُو عُبَيْدَة: مِنْ عَنَق الفرسِ التَّقَدِّي، وتَقَدِّي الفرسِ: استعانتهُ بهاديه فِي مَشيه بِرَفْع يَدَيْهِ وقبْض رِجلِيه شِبْه الخَبب. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: القَدوة: التقدُّم. وَيُقَال: فلَان لَا يُقاديه أحدٌ وَلَا يُماديه وَلَا يُباريه وَلَا يُجاريه أحدٌ، وَذَلِكَ إِذا بَرَزَ فِي الْخِلال كلِّها. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: أقبِلْ على خَيدبتك، أَي: أَمرك، وخُذْ فِي هِدْيتك وقِديتك، أَي: فِيمَا كنتَ فِيهِ. قيّده

الْإِيَادِي فِي (كِتَابه) بِالْقَافِ: قِديتك. قيد قَود: قَالَ اللَّيْث: القَيد مَعْرُوف، والفِعل قَيِّده يقيِّده تقييداً. قَالَ: وقَيد السَّيْف هُوَ الْمَمْدُود فِي أصُول الحمَائل تمسكه البَكرات. وقَيْد الرَّحْل: قيدٌ مضفورٌ بَين حِنوَيهِ من فَوق، وربَّما جُعل للسَّرجِ قَيْدٌ كَذَلِك. وَكَذَلِكَ كلُّ شَيْء أُسِرَ بعضَهُ إِلَى بعض. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: يُقَال للقِدَّة الَّتِي تَضُمّ عرْقُوتي الرَّحْل قَيْد. وَقَالَ غَيره: يُقَال للفَرَس الْجواد الَّذِي يَلحق الطّرائدَ من الوحْش قيد الأوابد. وَالْمعْنَى: أَنه يلْحق الْوَحْش بجودته، فكأنّها مقيّدة لَهُ. وَقَالَت امرأةٌ لعَائِشَة: أأقيِّدُ جَمَلي؟ أرادتْ بذلك تأخيذَها إِيَّاه عَن النساءِ غَيرهَا. فَقَالَت عَائِشَة لَهَا بَعْدَمَا فَهمتْ مُرَادَها: وَجْهي من وجهكِ حَرَام. وَتَقْيِيد الخطّ: إحكامُه بالتنقيط والتعجيم. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: مِن سِمات الْإِبِل قَيْدُ الفَرَس، وَهِي سِمةٌ فِي أعناقها. وَأنْشد: كومٌ على أعناقها قَيْدُ الفَرَسْ تنجو إِذا الليلُ تَدانَى والتبس وَقَالَ غَيره: قُيود الْأَسْنَان: لِثاتُهَا. وَقَالَ الشَّاعِر: لِمُرتجِّةِ الأردافِ هيفٍ خُصورُها عِذابٍ ثَنَاياها عِجاف قُيُودُها يَعْنِي اللّثاتَ وَقلة لَحمِها. أَبُو زيد: بيني وَبَينه قِيدُ رُمْح وقادُ رُمح. وَقَالَ اللَّيْث: القَوْد: نقيض السّوْق، يقودُ الدابّة من أمامها ويسوقُها من خَلْفِها. والقِيادُ والمِقْوَدُ: الحَبْل الَّذِي تُقاد بِهِ الدَّابَّة. وَيُقَال: إنَّ فلَانا سَلِس القياد. وَيُقَال: أعطيتُ فلَانا مَقادَتي، أَي: انقدْتُ لَهُ. والاقتياد والقَوْد وَاحِد. والقائد مِن الجَبَل: أنْفُه. والقِيادة: مصدر الْقَائِد. وكلُّ شيءٍ من جَبَل أَو مُسَنَّاة كَانَ مستطيلاً على وَجه الأَرْض فَهُوَ قَائِد. وظَهَر من الأَرْض يَقُود ويَنقَاد ويتقاوَد كَذَا وَكَذَا مِيلاً. وَفِي الحَدِيث: (قيَّدَ الإيمانُ الفتكَ) ، مَعْنَاهُ: أَن الْإِيمَان يمْنَع عَن الفتك بِالْمُؤمنِ كَمَا يَمنع ذَا العَبَثُ عَن الْفساد قَيده الَّذِي قُيِّد بِهِ. والمِقود: خَيْط أَو سَيْرٌ يُجعل فِي عُنُق الْكَلْب أَو الدَّابَّة يُقَاد بِهِ. والأقوَد من الدوابّ وَالْإِبِل: الطويلُ الظَّهر والعُنُق. قَالَ: والأقْوَد من النَّاس: إِذا أقبلَ على الشَّيْء بِوَجْهِهِ لم يَكَدْ يَصرف وَجهه عَنهُ. وَأنْشد:

إنّ الْكَرِيم مَن تلفّتَ حَوْله وَإِن اللَّئِيم دَائِم الطَّرف أقوَدُ أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: القَياديد: الطَّوال مِن الأتُن الْوَاحِد قَيْدُود. وَقَالَ الكسائيّ: فرسٌ قَوُود بِلَا همز: الَّذِي ينقاد. وَالْبَعِير مِثلُه. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الأقود من الخَيل: الطَّوِيل العُنُق الْعَظِيمَة. وَقَالَ اللَّيْث: القَوَدُ: قَتل الْقَاتِل بالقتيل تَقول: أقدْتُه واسْتَقَدْتُ الحاكِم. وَإِذا أَتَى الْإِنْسَان إِلَى آخِرَ أمرا فانتقَم مِنْهُ مِثلها قيل: استَقادها مِنْهُ. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: فإنْ قَتَلَه السُّلْطَان بقَوَدٍ قيل: أقادَ السُّلْطَان فلَانا وأقصَّه. وَيُقَال: انْقَادَ لي الطّريقُ إِلَى مَوضِع كَذَا انقياداً: إِذا وَضحَ صَوْبُه. وَقَالَ ذُو الرمة يصف مَاء ورَدَه: تَنزَّلَ عَن زِيزائه القُفُّ وارتَقَى عَن الرَّمْل وانقادت إِلَيْهِ المَوارِدُ قَالَ أَبُو نصر: سَأَلت الأصمعيَّ عَن معنى قَوْله: (وانقادت إِلَيْهِ الْمَوَارِد) ، فَقَالَ: تَتَابَعَت إِلَيْهِ الطُرُق. والقائدة من الْإِبِل: الَّتِي تَقدَّمُ الإبلَ وتألَفها الأَفْتاء. قَالَ: والقَيِّدة من الْإِبِل: الَّتِي تقاد للصَّيد يُخْتَلُ بهَا، وَهِي الدَّرِيّة. وأَقادَ الغَيْثُ فَهُوَ مُقِيدٌ: إِذا اتَّسع. وَقَالَ ابْن مُقبل يصف الغَيْث: سَقَاها وَإِن كَانَت علينا بخيلةً أَغَرُّ سِماكيٌّ أَقَاد وأَمْظرا وَقال غَيره: أقاد، أَي: صَار لَهُ قائدٌ من السَّحَاب بَين يَدَيْهِ كَمَا قَالَ ابْن مُقبِل أَيْضا: لَهُ قائدٌ دُهْم الرَباب وخَلْفَه رَوَايا يُبَجِّسْنَ الغَمامَ الكَنَهْوَرَا أَرَادَ لَهُ قائدٌ دُهمٌ رَبابُه، فَلذَلِك جَمَعَه. والقائدة: الأَكَمَة تمتَدُّ على وَجه الأَرْض. والقَوْد من الْخَيل: الَّتِي تُقاد بمقاوِدها وَلَا تُركَب، وَتَكون مُودَعةً معدّةً لوقت الْحَاجة إِلَيْهَا. يُقَال: هَذِه الْخَيل قَوْدُ فلانٍ الْقَائِد. وجمعُ الْقَائِد قادَةٌ وقوّاد. وَهُوَ قائدٌ بيِّن القيادة. أَبُو عبيد: القياديد: الطِّوال من الأتنُ، قَيدودة. وَأنْشد: لَهُ الفرائسُ والسُّلْب القياديدِ ابْن بُزرج: تُقَيِّد: أرضٌ حمِيضَة، سُمِّيتْ تُقيِّد لأنَّها تقيِّد مَا كَانَ بهَا مِن المَال يَربَّعُ فِيهَا، مُخْصِبةٌ لِكَثْرَة خَلّتها وحَمْضِها. وَقد: قَالَ الله جلّ وَعز: {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} (الْبَقَرَة: 24) . وَقَالَ: { (الاُْخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ} (البروج: 5) . وقرىء: الوُقود.

وَقَالَ الزّجاج: الْوقُود: الْحَطب، وكل مَا أوقدِ بِهِ فَهُوَ وَقود. والمصدر مضموم وَيجوز فِيهِ الْفَتْح. قد رَوَوْا: وقدت النارُ وَقوداً مثل: قبلت الشيءَ قبولاً، فقد جَاءَ فِي الْمصدر فَعول وَالْبَاب الضَّم. قَالَ الْأَزْهَرِي: وَقَوله: النَّار ذَات الْوقُود مَعْنَاهُ: التوقُّد فَيكون مصدرا أحسن من أَن يكون الْوقُود بِمَعْنى الْحَطب. وَقَالَ ابْن السّكيت: الوُقُود، بِالضَّمِّ: الاتّقاد. يُقَال: وَقَدَت النارُ تَقِدُ وُقُوداً ووَقَداناً ووَقْداً وقِدَةً. وَيُقَال: مَا أجوَدَ هذَا الوَقودِ للحطب. قَالَ الله: {وَأُولَائِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ} (آل عمرَان: 10) . وَيُقَال: وَقَدتِ النارُ تَقدِ وَقُوداً ووُقوداً، وكأنّ الْوقُود اسمٌ وضع موضعَ الْمصدر. وَقَالَ اللَّيْث: مَا تَرَى من لهبها، لِأَنَّهُ اسْم، والوقود المصدَر. والمَوْقد: مَوضِع النَّار وَهُوَ المستوقَد. وزَنْدٌ مِيقادٌ: سَريع الوَرْيِ. وقَلبٌ وَقّاد: سريعُ التوقُّد فِي النشاط والمضاء. وكل شَيْء يتلألأ فَهُوَ يَقِد، حتَّى الْحَافِر إِذا تلألأ بَصِيصُه. وَقَالَ الله جلّ وَعز: (كَوْكَب دُرّيّ تَوَقَّدَ مِن شَجَرَة مباركة) (النُّور: 35) . وقرىء: (تَوَقّدُ) ، و (تُوقَّدُ) ، و (يُوقَدُ) . قَالَ الْفراء: مَن قَرَأَ (تَوقَّدَ) ذَهب إِلَى الْمِصْبَاح. ومَن قَرَأَ (تُوقَد) ذَهب إِلَى الزُّجاجة، وَكَذَلِكَ مَن قَرَأَ (تَوَقَّدُ) . وَمن قَرَأَ (يُوقَد) بِالْيَاءِ ذهب إِلَى الْمِصْبَاح. وَقَالَ اللَّيْث: من قَرَأَ (تَوقَّدُ) فَمَعْنَاه تتوقّد وردّه على الزُّجاجة. ومَن قرأَ (يُوقَدَ) أخرجه على تذكير النُّور. ومَن قَرَأَ (تُوقَد) فَعَلَى معنى النَّار إِنَّهَا توقد مِن شَجَرَة. وَيُقَال: أوقَدْتُ النَّار واستَوقَدْتُها إيقاداً واستيقاداً، وَقد وقَدِت النارُ وتوقّدَتْ واستَوْقَدَت استيقاداً أَيْضا. والعَرَب تَقول: أَوقدْتُ للصِّبَا نَارا، أَي: تركته ووَدّعْتُه. وَقَالَ الشَّاعِر: صَحَوْتُ وأوقَدْتُ للْجَهْل نَارا ورَدَّ عليَّ الصِبا مَا استعارا وَقَالَ: سَمِعت بعض الْعَرَب يَقُول: أبعد الله فلَانا وأوقَدَ نَارا أثرَه، وَمَعْنَاهُ: لَا رجَعَه الله وَلَا رَدَّه. أَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: مِن دُعَائِهِمْ: أبْعَدَه الله وأَسحَقَه. وأَوْقَدَ نَارا أَثَره.

قَالَ: وَقَالَت العُقَيليَّة: كَانَ الرجُل إِذا خِفْنا شَرَّه فتحوَّلَ عنّا: أوقَدْنا خلفَه نَارا. قَالَ: فَقلت لَهَا: وَلم ذَلِك؟ قَالَت: لتحوّل ضَبُعهم مَعَهم، أَي: شرّهم. دقي: قَالَ اللَّيْث: فَصيلٌ دَقٍ، وَهُوَ الَّذِي يكثِر اللَّبن فيَفْسُد بطنُه ويَكثُر سَلْحُه. وَالْأُنْثَى دَقِيَة، والفِعْل دَقِيَ يَدْقى دَقًى، وَهُوَ فِي التَّقْدِير مِثل فَرِحٌ وفرِحَة، فَمن أدخَل فَرْحان على فَرح قَالَ: فَرْحان وفَرْحَى. وَقَالَ على مِثَاله: دَقْوَان ودَقْوى. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: دَقِي الفَصِلُ دَقًى، وأُخِذَ أخذَاً: إِذا أكثرَ مِن اللَّبن حتَّى يفسُد بطنُه ويَبشَم. وَقَالَ الْأَصْمَعِي فِي الدَّقى مثله. ودق: قَالَ اللَّيْث: الوَدْق: المَطَر كلُّه شديدهُ وهيّنُه. وَيُقَال للحَرْب الشَّدِيدَة ذَات ودَقيْن، تشبَّه لسحابةٍ ذاب مَطْرتين شديدتين. وَيَقُولُونَ: سحابةٌ وداقة، وقلما يَقُولُونَ: ودَقَتْ تَدِق. وَقَالَ غَيره: يُقَال للداهية ذاتُ وَدَقَيْن. قَالَ الْكُمَيْت: إِذا ذاتُ وَدْقيْن هابَ الرُّقا ةُ أَن يَمسَحوها وأنْ يتْفُلُو وَقيل: ذَات وَدْقين مِن صفةِ الحيّات. وَيُقَال: ذَات وَدْقين مِن صفة الطّعنة. وَقَالَ اللَّيْث: الوَديقة: حَرُّ نصف النَّهَار. والمَوْدِق: مُعْتَرك الشرّ. أَبُو عبيد عَن الأصمعيَّ: الوديقة: شِدَّة الحرّ. وَقَالَ شمر: سمِّيتْ وَدِيقةً لأنّها وَدَقَتْ إِلَى كل شَيْء، أَي: وَصَلَتْ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: فلانٌ يحمي الْحَقِيقَة ويَنسِل الوَديقة؛ يُقَال ذَلِك للرجل القويّ المُشمِّر، أَي: يَنْسِل نَسَلاناً فِي شدَّة الحرّ لَا يُباليها. وَقَالَ أَبو عبيدٍ فِي بَاب استخذاء الرجل وَخضوعِه واستكانته بعد الإباء. يُقَال: وَدَقَ العَيْرُ إِلَى المَاء، يُقَال ذَلِك للمستخذِي الَّذِي يَطلب السِّلْمَ بعدَ الإباء. وَقَالَ: وَدَقَ، أَي: أَحَبَّ وأَرادَ واشتَهَى. أَبُو عبيد: يُقَال: لكلِّ ذاتِ حافرٍ إِذا اشتهت الفَحْلَ. قد استَوْدَقَتْ وودَقَتْ تَدِق وَدْقاً وُوُدوقاً. وَقَالَ ابْن السّكيت: قَالَ أَبو صاعدٍ الكلابيّ: يُقَال: وَدِيقة من بَقْل ومِن عُشْب، وَحَلُّوا فِي وَدِيقةٍ منكَرة. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: أتانٌ وَدِيقٌ وَبغلةٌ وَدِيق، وَقد وَدَقَتْ تَدِق وِداقاً: إِذا حَرَصَتْ على الفَحْل. ووَدَقَ الصَّيدُ يَدِقُ وَدْقاً: إِذا دنا مِنْك. وَقَالَ ذُو الرمة:

باب القاف والتاء

كَانَت إِذا وَدَقَتْ أمثالهُن لَهُ فبعضُهنّ عَن الأُلاَّف مشتعِبُ وَيُقَال: مارَسْنا بني فلانٍ فَمَا وَدَقُوا لنا بِشَيْء، أَي: مَا بَذَلوا، وَمَعْنَاهُ: مَا قَرَّبوا لنا شَيْئا مِن مَأْكُول أَو مشروب، يَدِقُون وَدْقاً. الأصمعيّ: يُقَال: فِي عَيْنه وَدْقة خَفِيفَة: إِذا كَانَت فِيهَا بَثْرةٌ أَو نُقْطة شَرِقةٌ بِالدَّمِ. وَقد وَدَقتْ عينُه تِيدَقُ وَدَقاً. وَقَالَ رؤبة: لَا يَشتَكِي عَيْنَيْهِ مِن داءِ الوَدَق وَيُقَال: وَدَقتْ سُرّتُه تَدِق وَدْقاً: إِذا سَالَتْ وَاسْتَرْخَتْ. وَرجل وادقُ السُرَّة: شاخِصُها. دوق: أَبُو عبيد: هُوَ مائق دائق، وَقد ماقَ يَمُوق وداقَ يدُوق، مَواقةً وَدَواقةً ومُؤوقاً ودُؤوقاً. وَقَالَ أَبُو سعيد: داقَ الرجلُ فِي فِعلِه وداك يَدُوقُ وَيَدُوك: إِذا حَمُق. ومالٌ دَوْقَى ورَوْبَى، أَي: هَزْلَى. (بَاب الْقَاف وَالتَّاء) ق ت (وايء) قتا، قوت، وَقت، توق، تيق، تَقِيّ، تأق. قتا: قَالَ اللَّيْث: القَتْو: حُسْنُ الخِدمة. تَقول: هُوَ يَقْتُو الملُوك، أَي: يَخدمُهم: إِنِّي امرؤٌ مِن بني خُزَيمة لَا أحْسِنْ قتْوَ المُلُوك والخَبَبا والمَقَاتيَة هم الخُدَّام، وَالْوَاحد مَقْتَوِيّ، وَإِذا جُمع بالنوق خُفِّفتْ الْيَاء مَقْتَوون وَفِي الْخَفْض وَالنّصب مَقْتَوِين، كَمَا قَالُوا أشقرِين. وَأنْشد: مَتَى كنّا لأمِّكَ مَقْتَوِينا وَقَالَ شمر: المَقْتَوَون: الخَدَم، واحدهم مَقْتَوِيّ. وَأنْشد: أرَى عَمرو بن صِرْمةَ مَقْتَوِيّاً لَهُ فِي كل عامٍ بَكْرَتانِ قَالَ: ويروى عَن الْمفضل وَأبي زيد أَن أَبَا عَوْنٍ الحِرمازيّ قَالَ: رجلٌ مَقْتَوِين ورجلانَ مَقْتَوِينٌ، وَكَذَلِكَ الْمَرْأَة وَالنِّسَاء، وهم الَّذين يَخدُمون النَّاس بِطَعَام بطونهم. قَالَ الْكُمَيْت: وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: يُقَال: فَتَوْتُ الرجلَ فَتْواً ومَقْتى، أَي: خَدَمتهُ ثمَّ نسبوا إِلَى المقْتَى فَقَالُوا: رجل مَقْتَوَي، ثمَّ خفّفوا ياءِ النِّسْبَة فَقَالُوا: رجلٌ مَقتَوٍ ورجالٌ مَقْتَوُون، الأَصْل مَقْتَوِيون. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: القَتْوَة: النميمة. قلتُ: أَصلُها القَتَّة. قوت: قَالَ اللَّيْث: القُوت: مَا يمسك الرَّمَق من الرِّزق والقَوْت مصدرُ قَوْلك: قاتَ يَقُوتُ قَوْتاً، وَأَنا أقُوتُه، أَي: أَعُولُه برِزْق قَلِيل. وَإِذا نَفَخَ نافخٌ فِي النَّار تَقول لَهُ: أنْفُخ

نفخاً قَوِيّاً. واقتَتْ لَهَا نفخكَ قِيتةً، يَأْمُرهُ بالرِّفق والنّفخ الْقَلِيل. لقَوْل ذِي الرُّمّة: فقلتُ لَهُ خُذها إِلَيْك وأَحْيِها برُوحِكَ واقتَتْهُ لَهَا قِيتةً قَدْرا وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ مُّقِيتاً} (النِّسَاء: 85) ، المُقِيتُ: المقتدِر والمقدِّر، كَالَّذي يُعطِي كلَّ رجلٍ قُوتَه. وَجَاء فِي الحَدِيث: (كَفَى بالرجُل إِثْمًا أَن يضيِّع مَنْ يَقُوت) و (يُقِيت) . وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: وحَلَفَ العُقَيْلِيّ يَوْمًا فَقَالَ: (لَا وقائتِ نَفَسِي القَصير) قَالَ: هوَ مِن قَوْله: يَقْتاتُ فضْلَ سَنامها الرَّحْلُ قَالَ: والاقتيات والقُوتُ وَاحِد. قلت: معنى قَوْله: (وقائتِ نَفَسي) أَرَادَ بنَفَسه رُوحَه، وَالْمعْنَى: أنّه يَقْبِض رُوحَه نَفَساً بَعد نفَسٍ حَتَّى يَتوفّاه كلّه. وَقَوله: يَقْتاتُ فضلَ سَنامِها الرَّحْلُ أَي: يأخذُ الرَّحْلُ وَأَنا راكبُ شَحْمَ سَنامِ هَذِه الناقةَ قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى لَا يَبقَى مِنْهُ شيءٌ، لِأَنَّهُ يُنْضِيها. وَقَالَ الزّجاج فِي قَوْله وجلّ وعزّ: {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ مُّقِيتاً} . قَالَ: قَالَ بَعضهم: المُقِيتُ: القَدِير. وَأنْشد الفرّاء: وَذي ضغن كَفَفْت النفسَ عَنهُ وكنتُ على إساءَته مُقيتا أَي: مقتدراً. وَقيل: المُقيتُ: الحفيظ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: هُوَ عِنْدِي بالحفيظ أشبَه، لأنَّه مُشتقّ من القَوْت. يُقَال: قُتُّ الرجلَ أقوتُه قَوْتاً: إِذا حَفِظْتَ نفْسَه بِمَا يَقُوتُه. والقُوتُ: اسمُ الشَّيْء الَّذِي يَحفظ نفْسه وَلَا فضلَ فِيهِ على قَدْر الحِفظ. فَمَعْنَى الْمقِيت، وَالله أعلم: الحَفيظ الَّذِي يُعطِي الشيءَ قَدْرَ الْحَاجة مِن الْحِفْظ. وَأنْشد: أَلِيَ الفضلُ أم عليَّ إِذا حُو سبتُ إنِّي على الْحساب مُقيتُ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: المقيت عِنْد الْعَرَب: الْمَوْقُوف على الشَّيْء. وَأنْشد هَذَا الْبَيْت. وَقَالَ آخر: ثمَّ بعدَ المماتِ ينشرني من هُوَ على النشْرِ يَا بُنيَّ مُقيتُ أَي: مقتدر. وَقت: قَالَ اللَّيْث: الوَقْتُ: مقدارٌ من الزَّمَان. وكلُّ شيءٍ قَدَّرْتَ لَهُ حِيناً فَهُوَ موَقّت، وَكَذَلِكَ مَا قدَّرْتَ غايتَه فَهُوَ موَقَّت. والميقات: مَصْدَرُ الْوَقْت.

وَالْآخِرَة ميقاتٌ للخلْق، ومواضع الْإِحْرَام مَوَاقِيت الحاجّ، والهلال مِيقات الشَّهْر، وَنَحْو ذَلِك كَذَلِك. وَقَالَ الله جلَّ وعزّ: {نُسِفَتْ وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ} (المرسلات: 11) . قَالَ الزّجاج: جُعل لَهَا وَقت واحدٌ للفصل فِي الْقَضَاء بَين الْأمة. وَقال الفرّاء: جُمعتْ لوَقْتهَا يومَ الْقِيَامَة. قَالَ: واجتَمع القرَّاء على همزها، وَهِي فِي قِرَاءَة عبد الله: (وقِّتَتْ) ، وَقرأَهَا أَبُو جَعْفَر المدنيّ: (وُقِتَتْ) خَفِيفَة بِالْوَاو، وإنّما هُمزتْ لأنَّ الْوَاو إِذا كَانَت أوَّلَ حَرْفٍ وضُمّتْ هُمزَتْ. من ذَلِك قولُك: صَلَّى القَوْمُ أُحْدَاناً. وأنشدني بَعضهم: يحُلُّ أُحَيْدَهُ ويقالُ بَعْلٌ ومِثلُ تموُّلٍ مِنْهُ افتقارُ وَيُقَال: هَذِه أُجُوهٌ حِسانٌ بِالْهَمْز، وَذَلِكَ لأنَّ ضمة الْوَاو ثَقيلَة، كَمَا كَانَت كسرة الْيَاء ثَقيلَة. وَيُقَال: وقتٌ مَوْقوتٌ ومُوَقَّت. قَالَ الله: {إِنَّ الصَّلَواةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً} (النِّسَاء: 103) ، أَي: كُتِبَتْ عَلَيْهِم فِي أَوْقَات مُؤقّتة. توق: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: المتَوَّقُ: المتَشَهَّى. قَالَ: والمُبَوَّق: الْكَلَام الْبَاطِل. وَقَالَ اللَّيْث: التَّوْقُ: تؤوق النَّفس إِلَى الشَّيْء، وَهُوَ نِزاعُها إِلَيْهِ. تاقتْ إِلَيْهِ نفْسي تَتُوقُ تَوْقاً وتؤوقاً. نفْسٌ تَوَّاقةٌ: مُشْتاقةٌ. وَأنْشد الْأَصْمَعِي: جَاءَ الشتاءُ وقمِيصي أَخْلاق شراذِمٌ يضحكُ مني التَّوّاق قَالَ: التّواق: الَّذِي تَتُوقُ نفسُه إِلَى كلِّ دَناءَةٍ. وَقيل: التَّوَّاق اسْم ابْنه. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: التَّوَقَةُ: الخُسَّف جمعُ خاسِف، وَهُوَ الناقةُ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو مثله. قَالَ: والتّوْق: نَفْس النّزع. قَالَ: والتُّوق: العَوَج فِي العَصا وغيرِها. تأق: قَالَ اللَّيْث: التَّأَق: شِدَّةُ الامتلاء. يُقَال: تَئِقَت القِرْبة تَتأَق تَأَقاً، وأتاقَها الرجُل إتآقاً. وتَئِقَ فلانٌ: إِذا امتلأَ حُزْناً وَكَاد يبكي، وأَتأَقتُ القَوْسَ: إِذا شَدَدْتَ نَزْعَها فأغْرقت السهْم. وَقَالَ الْأَصْمَعِي تَقول الْعَرَب: (أَنا تئق، وَأخي مئق، فَكيف نتّفق) . يَقُول: أَنا مُمتلىءٌ من الغيظ والحزن، وَأخي سريع البُكاء فَلَا يكَاد يَقع بَيْننَا وِفاق. تَقِيّ: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: التُّقاة وَالتقيَّة والتقوَى والاتِّقاءُ كلُّه واحدٌ.

قَالَ أَبُو بكر: رجلٌ نقيٌّ مَعْنَاهُ: أنّه مُوقِّ نفسَه من الْعَذَاب بِالْعَمَلِ الصَّالح. وَأَصله من وقيت نَفسِي أقيها. قَالَ النحويُّون: الأَصْل فِيهِ وَقُويٌ، فأَبدلوا من الْوَاو الأولى تَاء كَمَا قَالُوا مُتَّزِر وَالأصل فِيهِ مُوتزر، وأبدلوا من الْوَاو الثَّانِيَة يَاء وأدغموها فِي الْيَاء الَّتِي بعْدهَا وكسروا الْقَاف لتصبح الْيَاء. وَقَالَ أَبُو بكر: الِاخْتِيَار عِنْدِي فِي تقيَ أَنه من الْفِعْل فعيلٌ مُدغم، فأدغمت الْيَاء الأولى فِي الثَّانِيَة، الدَّلِيل على هَذَا جمعُهم إيَّاه أتقياءِ، كَمَا قَالُوا وليّ وأَوْلياء. وَمن قَالَ: هُوَ فعولٌ قَالَ: لما أشبَه فعيلاً جمع كجمعه. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن الحرَّاني عَن ابْن السّكيت قَالَ: يُقَال: اتّقاه بحقّه يتَّقيه، وتَقاه يَتَّقيه. وَأنْشد: زيادتُنا نُعمانَ لَا تنسَيْنها تَقِ اللَّهَ فِينَا والكتابَ الَّذِي تتلو وَقَالَ آخر: وَلَا أَتْقِي الغَيُورَ إِذا رَآنِي ومِثلي لِزَّ بالحَمِسِ الرَّبِيسِ وَقَالَ الأصمعيّ: أَنْشدني عِيسَى بن عَمْرو: جلاها الصَّيْقلون فأَخْلَصُوهَا خِفافاً كلُّها يَتْقى بأَثْرِ أَي: كلهَا يستقبلك بفِرِنْدِه. قلت: اتَّقَّى كَانَ فِي الأَصْل اوْتقى، وَالتَّاء فِيهَا تَاء الافتعال، فأُدْغِمَتْ الواوُ فِي التَّاء وشُدِّدَتْ فَقيل: اتَّقَى ثمَّ حذفوا ألفَ الوَصْل وَالْوَاو المنقلبة تَاء فَقيل تَقَى يَتَقِي بِمَعْنى تَوَقَّى. وَإِذا قَالُوا: تَقِيَ يَتْقَى فَالْمَعْنى أَنه صَار تقيّاً. وَيُقَال فِي الأول تقى يَتقَى ويَتْقِي. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْعَبَّاس: أَنه سمع ابْن الْأَعرَابِي يَقُول: واحدُ التُّقى تقاةٌ، مِثل طلاه وطُلى. وَهَذَانِ الحرفان نادران. قلت: وأصل الْحَرْف وَقَى تِقِي، وَلَكِن التَّاء صَارَت لَازِمَة لهَذِهِ الْحُرُوف فَصَارَت كالأصلية، وَلذَلِك كتبتُها فِي بَاب التَّاء. والتَّقوى: اسْم، وَمَوْضِع التَّاء وَاو، أَصْلهَا: وَقْوَى وَهُوَ فَعْلَى من وقَيْت. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس فِي قَول الله جلّ وَعز: {إِلاَ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً} (آل عمرَان: 28) ، وَقَرَأَ حُميد: (تقِيَّةً) ، وَهُوَ وجهٌ إلاَّ أنّ الأُولى أشهر فِي الْعَرَبيَّة. والتُّقي يكْتب بِالْيَاءِ. وَقَالَ الشَّاعِر:

باب القاف والظاء

قِرانا التُّقيَّا بَعْدَمَا هبت الصَّبا لنا وأرشَّ الثَّوبَ من كلّ جَانب أَي: قدر مَا تَقول: أطمعته شَيْئا يتقى بِهِ الذمّ. وَالتَّاء مبدلة من الْوَاو. وقرى الضَّيْف إِذا كانَ يَسِيرا فَهُوَ التُّقِيا. يَقُول الْقَائِل: هَل عنْدك قِرَى فأضيفك؟ فَتَقول: لَا أقلَّ من التُّقيا. تأق: وَقَالَ أَبُو تُرَاب فِي بَاب التَّاء وَالْمِيم: قَالَ الْأَصْمَعِي: تئق الرجلُ: إِذا امْتَلَأَ غَضبا. ومئق: إِذا أَخذه شبه الفُواق عِنْد الْبكاء قبل أَن يبكي. وَقَالَ: وَكَانَ أَبُو سعيد يَقُول فِي قَوْلهم: (أَنا تئق وَأَنت مئق: أَنْت غَضْبَان) وَأَنا غَضْبَان. قَالَ: وَحَكَاهُ أَبُو الْحسن عَن أَعْرَابِي من بني عَامر. قَالَ الْأَصْمَعِي فِي قَول رؤبة: كَأَنَّمَا عولتها بعد التأَقْ عَولة ثَكْلَى ولولت بعد المأَقْ قَالَ: التّأَق: الامتلاء. والمأق: نشيج الْبكاء الَّذِي كَأَنَّهُ نفس يقلعه من صَدره. وَقَالَ أَبُو الْجراح: التئق: الملآن شبعاً وريّاً. والمئق: الغضبان. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: التَّأَقة: شدَّة الْغَضَب والسرعة إِلَى الشرّ. والمأق: شدَّة الْبكاء. (بَاب الْقَاف والظاء) ق ظ (وايء) قيظ، يقظ، وقظ. وقظ: أما وقظ فَإِن اللَّيْث أَودَعَه هَذَا الْبَاب. وَزعم أنَّه حَوْضٌ لَيْسَ لَهُ أعضادٌ إلاّ أَنه يجْتَمع فِيهِ ماءٌ كثير. قلت: هَذَا خطأ محضٌ وتصحيف، وَالصَّوَاب الوَقْط، وَقد مرَّ تَفْسِيره فِي بَاب الْقَاف والطاء. قيظ: قَالَ اللَّيْث: القَيْظ: صميم الصَّيف، وَهُوَ حاقُّ الصَّيف. يُقَال: قظنا بمَكَان كَذَا وَكَذَا. والمَقيظ والمصيف وَاحِد. قلتُ: العَرب تجْعَل السَّنَةَ أربعةَ أزمان لكلِّ زمَان مِنْهَا ثَلَاثَة أشهر، وَهِي فُصُول السّنة: مِنْهَا فصل الصَّيف وَهُوَ فصلُ ربيع الْكلأ، أوَّلُه آذار ونيسان وأيَّار، ثمَّ بعده فصل القيظ ثلاثةُ أشهر: حَزِيران وتمُّوز وآب، ثمَّ بعده فصل الخريف، وَهُوَ أيلول وتَشْرين وتَشْرين، ثمَّ بعْدهَا فصل الشتَاء وَهُوَ الكانونان وشُباط. وَفِي حَدِيث عمر أَنه قَالَ حِين أمره النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بتزويد وفْدِ مُزَنية تمْراً مِن عندِه: (مَا هِيَ إلاَّ أصوعٌ مَا يُقَيِّظْنَ بنيَّ) لَا يكفيهم لقَيْظهم. والقيظ: حَمَارَّة الصَّيف. يُقَال: قيَّظني هَذَا الطعامُ وَهَذَا الثوبُ،

باب القاف والذال

أَي: كفاني لقيظي. الكسائيّ يُنشد هَذَا الرجز: مَن يَكُ ذَا بَتَ فَهَذَا بَتِّي مُقيِّظٌ مصيِّفٌ مُشَتِّي يَقُول: يَكْفِينِي للقيظ والصَّيف والشتاء. ومَقيظ الْقَوْم: الْموضع الَّذِي يُقام فِيهِ وقتُ القيظ. مَصيفُهم: الْموضع الَّذِي يُقام فِيهِ وَقت الصَّيف. والمقيظةُ: نباتٌ يبْقى أَخضر إِلَى القيظ، يكون عُلقَةً لِلْإِبِلِ إِذا يكبسَ مَا سِواه. يقظ: قَالَ اللَّيْث: الْيَقَظَة: نقيض النّوم، والفِعل استيقَظَ، وأيقظتُه أَنا، والنَّعْت يَقْظانُ والتأنيث يَقْظى ونسوةٌ يَقَاظى، ورجالٌ أيقاظٌ. ويَقظة: اسْم أبي حيّ من قريشِ. ابْن السّكيت فِي بَاب فَعُل وفعِل: رجل يقُظ ويقِظ، أَي: كَانَ كثير التيقُّظ. وَمثله عَجُل وعجِل وطَمُع وطَمِع وفَطُن وفَطِن وَنَحْو ذَلِك قَالَ أَبُو عبيد. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للَّذي يثير التُّرَاب: قد يقظه وأيقَظَه. قلت: لَا أحفظُ يقظ وَأَيْقَظَ بِهَذَا الْمَعْنى، وَأَحْسبهُ تصحيفاً، صَوَابه بَقَّط التُّرابَ يُبَقِّطُ تبقيطاً: إِذا فرّقَه. وَقد مرّ تَفْسِيره فِي بَابه. وَيُقَال: يقِظ فلانٌ ييقَظُ يقظاً ويقظةً، فَهُوَ يقظان، ورجُل يقُظ ويقِظٌ، إِذا كَانَ متيقظاً، وَقد تيقظ لِلْأَمْرِ: إِذا تنبَّه لَهُ. وَقد يقظتْه التجارب. وَقَالَ اللِّحياني: مَا كَانَ فلانٌ يقُظاً، وَلَقَد يقُظ يقاظةً ويقظاً بيِّناً. (بَاب الْقَاف والذال) ق ذ (وايء) قذى، وقذ، ذوق، ذقي. ذقي: أمّا ذَقى فَلَا أحفظه لأحدٍ مِن الثِّقَات. وَذكره اللَّيْث فِي هَذَا الْبَاب فَقَالَ: فَرَسٌ أَذْقَى وَالْأُنْثَى ذَقْواء، والجميع الذُّقْوُ، وَهُوَ الرِّخْو رانِف الْأنف، وَكَذَلِكَ الْحمار. قلت: وَهَذَا عِنْدِي تَصْحِيف بيِّن، وَالصَّوَاب فَرَسٌ أَذْفى، وَالْأُنْثَى ذفْواء: إِذا كَانَ مُسترخِيَي الْأُذُنَيْنِ. وَقد فسرته فِي كتاب الدَّال. وقذ: قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ} (الْمَائِدَة: 3) . قَالَ الْفراء: الموقوذة: المضروبة حَتَّى تَمُوت وَلم تُذَكَ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت، يُقَال: تركتهُ وَقِيذاً ووَقيطاً بِالذَّالِ والطاء. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: ضَربه فوقَطَه. وَقَالَ ابْن السّكيت: وَقَذَه بالضَّرب.

والموقوذة والوَقيذُ: الشَّاة تُضرب حَتَّى تَمُوت ثمَّ تُؤْكَل. وَيُقَال: ضَربه على موْقِذٍ مِن مَواقِذه، وَهُوَ المِرْفَق أَو طَرَف المَنكِب أَو الرُّكْبَة أَو الكَعْب. وَأنْشد: دَيْنِي إِذا وَقَذَ النُعاس الرُّقّدا أَي: صَارُوا وَكَأَنَّهُم سُكارى فِي النُّعاس. وَقَالَ اللَّيْث: حُمِل فلانٌ وَقيذاً، أَي: ثقيلاً دَنفاً مُشْفِياً. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: المُوقَذة: النَّاقة الَّتِي يُؤثِّر الصِّرار فِي أَخلافها. وَقَالَ العَدَبّس: المُوقَّذة: الَّتِي يَرغَثُها الفَصيل فَلَا يخرج لبنُها إلاَّ نَزْراً لعَظم الضَرْع، فَيرِمُ ضَرْعُها ويأخذها دَاء فِيهِ. وَفِي حَدِيث عمر أَنه قَالَ: إنِّي لأعْلم مَتَى تهْلك العَرَب: إِذا ساسَها مَن لم يُدرك الْجَاهِلِيَّة فيأخذها بأخلاقها وَلم يُدْرِكه الْإِسْلَام فيَقِذُه الوَرَع. قَوْله: فيقذه، أَي: يُسكّنه ويُثْخنه، أَي: يبلغ مِنْهُ مبلغا يَمنعه مِن انتهاك مَا لَا يَحِلّ وَلَا يَجْمل. قَالَ: وَقَالَ خَالِد: الوَقْذُ: أَن يَضرب فائِقُه أَو خُشَّاءَهُ من وَرَاء أُذُنه. وَقَالَ أَبُو سعيد: الوَقْذ: الضَرْب على فأس القَفا، فَتَصِير هَدَّتُها إِلَى الدِّماغ فَيذْهب العَقل. يُقَال: رجل مَوْقوذٌ، وَقد وقَذَه الْحِلم: سَكّنه. وَقَالَ ابْن شُميل: الوَقيذُ: الَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ لَا يُدْرَى أميّتٌ أم لَا. ذوق: قَالَ اللَّيْث: الذَوْق: مصدرُ ذاقَ يذوقُ ذَوْقاً ومَذاقاً وذَوَاقاً. فالذَّوَاق والمَذاق يكونَانِ مصدَرَين، ويكونانِ طَعْماً، كَمَا تَقول: ذَواقهُ ومذاقُه طيِّبٌ. وَتقول: ذُقْتُ فلَانا وذُقْتُ مَا عِنْده؛ وَكَذَلِكَ مَا نَزل بِإِنْسَان مِن مَكْرُوه فقد ذاقَه. وَجَاء فِي الحَدِيث: (إِن الله لَا يُحبّ الذَّوّاقين والذَوّاقات) . قَالَ: وَتَفْسِيره أَلا يطمئن وَلَا تطمئِن، كُلَّما تزَوَّجَ أَو تزوجَتْ كَرِهاً وطَمحا إِلَى غير الزَّوج. وَيُقَال: ذُقتُ فلَانا، أَي: خَبَرْتُه وَبُرْتُه واستَذَقْتُ فلَانا إِذا خَبَرْتَه فلَم تَحمد مَخْبَرتَه. وَمِنْه قَوْله: وعهدُ الغانيات كَعهدِ قَيْنٍ وَنَتْ عَنهُ الجَعائلُ مُسْتذاقِ وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {نُّكْراً فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْراً} (الطَّلَاق: 9) ، أَي: خَبَرت. والذَّوْق يكون فِيمَا يُكرَه ويُحمَد. قَالَ الله جلّ وعزّ: {فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ} (النَّحْل: 112) ، أَي: ابتلاها بسوءِ مَا خَبَرتْ مِن عِقَاب الْجُوع وَالْخَوْف وضَرَب لباسَها مثلا لأنَّهما شَمِلاهم عَامَّة. وَيُقَال: ذُقْ هَذَا القَوْسَ، أَي: انزِع فِيهَا

لتَخبُر لينَها وشدَّتها. وَقَالَ الشماخ: فذاقَ فأَعطتْه مِن اللِّين جانباً كفَى ولَهَا أنْ يُغْرِقَ النَّبْلَ حاجِزُ أَي: نظَرَ إِلَى القوْس ورازَها. وَقَوله: كفى، أَي: وَكفى ذَاك اللِّين مِنْهَا. وَقَوله: وَلها أَن يُغرق النبل حاجز، أَي: لَهَا حاجزٌ يَمنعُ مِن إغراق النَّبْل، أَي: فِيهَا لينٌ وشدَّة بمقدارٍ وَفْقٍ. وَمثله: فِي كَفِّه مُعْطِيَةٌ مَنُوع وَقَالَ آخر: شِريانةٌ تَمنَع بعدَ اللِّينِ وَقَالَ ابْن مُقبل: أَو كاهتزازٍ رُدَينيَ تَذاوَقَهُ أيْدِي التِّجارِ فَزادُوا مَتْنَه لِينا وذاقَ الرجلُ عُسَيلةَ الْمَرْأَة: إِذا أولجَ فِيهَا أدافَهُ حتَّى خبَرَ طِيبَ جِماعها وذاقت هِيَ عُسَيلته كَذَلِك لما خالَطَها فوَجَدَتْ حلاوةَ لَذَّةِ الخلاط. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: {فَذُوقُواْ الْعَذَابَ} (الْأَنْعَام: 30) ، قَالَ: الذَوْق يكون بالفَم وَبِغير الفَم. وَقَالَ غَيره: أَذاقَ فلانٌ بَعدَك سَرْواً، أَي: صارَ سَرِيّاً، وأَذاقَ بَعدَك كرماً، وأَذاقَ الفَرسُ بَعْدك عَدْواً، أَي: صَار عَدّاءً بعدَك. وَرجل ذَوّاق: مِطْلاق: إِذا كَانَ كثير النِّكَاح كثير الطَّلَاق. وَيُقَال: مَا ذُقْتُ ذَواقاً، وَهُوَ مَا يُذاق من الطَّعَام. قذي: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: قَذَتْ عينُه تقذِي: إِذا ألْقتْ قَذاها وقَذَّيْتُ أَنا عينَه: إِذا ألقيتَ فِيهَا القَذَى. وقَذَيتها: أخرجت مِنْهَا القَذَى. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد مثله، إِلَّا أنّه قَالَ أقذيتُها: إِذا أخْرَجْتَ مِنْهَا القَذَى. وَقَالَ شمر: قَالَ غير أبي زيد: أقْذَيْتُ عينَه: رَمَيتُ فِيهَا القَذَى. قَالَ: وَهَذَا أشبَه عندنَا بِالصَّوَابِ مِمَّا قَالَ أَبُو زيد. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَذَيْتُ عينَه وَأَقذيتها، بأَلف وَغير ألف: إِذا ألقَيْتَ فِيهَا القَذَى. رَوَى أَبُو نصر عَن الْأَصْمَعِي: لَا يُصِيبُك مني مَا يَقْذِي عينَك بِفَتْح الْيَاء. أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي: قَذِيَتْ عينُه تَقْذَى: إِذا صَار فِيهَا القَذَى. وَقَالَ غَيره: القَذَى: مَا عَلا الشرابَ من شَيْء يَسْقُط فِيهِ. ورَوَى أَبُو حَاتِم عَن الأصمعيّ: قَذَّى عينَه يُقَذِّيها: إِذا أخرج مَا فِيهَا من القَذَى، وَمِنْه يُقَال: عَيْنٌ مُقَذَّاة. وَيقال: قَذَت الشاةُ فَهِيَ تَقْذِي قَذْياً: إِذا ألْقَتْ بَيَاضًا مِن رَحمِها تُرِيدُ الفَحْل. وَقَالَ: كلُّ فَحْلٍ

باب القاف والثاء

يَمْذِي، وَكلُّ أُنْثَى تَقْذِي. وَقَالَ حُمَيدٌ يصف بَرْقاً: خَفَى كاقتِذاء الطَّيْر والليلُ واضِعٌ بأَرواقِه والصبحُ قد كادَ يلمعُ وَقَالَ الْأَصْمَعِي: لَا أدرِي مَا معنى قَوْله: كاقتذاء الطير. وَقَالَ غَيره: كَمَا غمّضَ الطَّائِر عينَه من قَذاةٍ وقعَتْ فِيهَا. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الاقتذاء: نَظَرُ الطير ثمَّ إغماضُها تَنظُر نَظَراً ثمَّ تُغمِض. وَأنْشد قولَ حُميد هَذَا. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: أَتتْنا قاذِيةٌ من النَّاس، بِالذَّالِ معجَمة، وهم القَليل، وجمعُها قَواذٍ. وَقَالَ أَبُو عبيد: الْمَحْفُوظ عندنَا قادية، بِالدَّال. اللَّيْث: قَذِيَتْ عينُه تَقْذَى قَذًى فَهِيَ قَذِيَةٌ مخفّفةً. وَيُقَال: قذيَّة مشدّدة الْيَاء. قلت: وَأنكر غيرُه التَّشْدِيد. وَيُقَال: قَذاة وَاحِدَة، وجمعُها قَذًى وأقذاء. وَقَالَ النبيّ عَلَيْهِ السَّلَام فِي فتنةٍ ذكرَها: (هُدْنةٌ على دَخَنٍ وجماعةٌ على أقذاء) . قَالَ أَبُو عبيد: هَذَا مَثَل، يَقُول: اجتماعُهم على فسادٍ مِن الْقُلُوب، شُبّه بأقذاء العَيْن. وَيُقَال: فلانٌ يُغْضِي على القَذَى: إِذا سكتَ على الذُّلّ والضَّيم وفَساد القَلْب. (بَاب الْقَاف والثاء) ق ث (وايء) قثا، وثق، قيث. قيث: فقد استُعمل مِنْهُ: التَقَيُّثُ. قَالَ أَبُو عَمْرو: التَّقَيُّثُ: الْجمع والمَنْع، والتهَيُّثُ: الْإِعْطَاء. قثا: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: القَثْوة: جَمْعُ المَال وَغَيره. يُقَال: قَثَا فلانٌ الشَّيْء قَثْياً، واقتاثه، وجَثَاه واجتثأه وقَبَاه وعَباهُ وجَباه، كلُّه: إِذا ضمَّه إِلَيْهِ ضمّاً. قَالَ: والقَثو: أكْلُ القَثَد والكِرْبِز. والقَثَدُ: الخِيار. والكِربِز: القِثّاءُ الْكِبَار. وَقَالَ أَبُو زيد فِي (كتاب الْهَمْز) : هُوَ القِثّاء والقُثَاء بِضَم الْقَاف وَكسرهَا. وَقَالَ اللَّيْث: مدَّتهَا همزَة، وَأَرْض مقثأةٌ. وثق: شمر: أرضٌ وَثيقَةٌ: كَثِيرَة العُشْب مَوْثوقٌ بهَا، وَهِي مِثل الوَثِيخة وَهِي دُونها. وَقَالَ اللَّيْث: الثِّقة: مَصدرُ قولِك وثِقْتُ بِهِ فَأَنا أَثِقُ بِهِ ثِقَةً، وَأَنا واثقٌ بِهِ، وَهُوَ موثوقٌ بِهِ، وَهِي مَوْثوقٌ بهَا، وهمْ مَوْثوقٌ بهم. وَيُقَال: فلانٌ ثقةٌ وَهِي ثِقَةٌ وهمْ ثِقة، وَقد

باب القاف والراء

تُجمَع فَيُقَال: ثِقاتٌ فِي جَماعة الرِّجَال وَالنِّسَاء. والوَثاقة: مصدَرُ الشَّيْء الوَثيق المُحكم. والفِعل اللَّازِم وَثُق يَوْثُق وَثاقةً فَهُوَ وَثيق. وَمن الثِقَة وَثِق بِهِ يَثِقُ بِهِ ثِقَةً. والوَثاق: اسْم الإيثاق. تَقول: أوثقْتُه إيثاقاً ووَثاقاً. والْحَبْل أَو الشَّيْء الَّذِي يُوثَق بِهِ وِثاق، والجميع الوُثُق بِمَنْزِلَة الرِّباط والرُّبُط. وناقة وثيقَة وجمل وَثِيق. والوَثيقة فِي الْأَمر: إحكامُه وَالْأَخْذ بالثقة، والجميع الوَثائق. والمِيثاق مِن المُواثقة والمُعاهدة، ومنهُ المَوْثِق. تَقول: واثقْتُه بِاللَّه لأفعلنّ كَذَا وَكَذَا. وَقَالَ الْفراء: يُقَال: مَيَاثِقي ومَواثِق. وَأنْشد فِي لُغَة الْيَاء: حِمًى لَا يُحَلُّ الدّهر إلاّ بإذننا وَلَا نَسألُ الأقوامَ عَقْدَ المَياثِق وَيُقَال: استوثَقْتُ من فلانٍ، وتوثّقْتُ من الْأَمر: إِذا أَخَذَتَ فِيهِ بالوَثاقة. (بَاب الْقَاف وَالرَّاء) ق ر (وايء) قرا، قَرَأَ، قري، قور، قير، ورق، رقا، أرق، روق، ريق، (وقر) . قرا: من ذَوَات الْيَاء وَالْوَاو. قَالَ اللَّيْث: القَرْو: مصدَرُ قَوْلك: قَرَوْتُ إِلَيْهِم أقْرُو قَرْواً، وَهُوَ القَصْد نَحْو الشَّيْء. وَأنْشد: أقْرُو إِلَيْهِم أنابِيبَ القَنَا قِصَداً قَالَ: والقَرْو: مَسِيل المِعصَرة ومَثْعَبها، والجميع القَرِيُّ والأقراء وَلَا فعْل لَهُ. والقَرْو: شِبْه حَوْض محدودٍ مستطيل إِلَى جَنْبِ حَوْض ضَخْم يُفَرَّغ فِيهِ من الحَوْض الضَّخم تَرِدُه الإبلُ والغَنَم. وَكَذَلِكَ إنْ كَانَ من خَشَب. قَالَ: والقَرْو: كلُّ شيءٍ على طَريقَة وَاحِدَة. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: القَرْوُ: أصلُ النَّخْلَة يُنْقَر فيُنْبَذُ فِيهِ. والقَرْوُ غير مَهْمُوز: مِيلَغُ الكلْب. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: هُوَ القَرْوُ بِلَا هَاء. قَالَ: وَيُقَال: مَا فِي الدَّار لاعِي قَرْوٍ. قَالَ: والقَرْوُ: الْإِنَاء الصَّغِير. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: القَرْوُ: القَدَحُ. وَأنْشد قَول الْأَعْشَى: وأنتَ بينَ القَرْوِ والعاصِرِ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: القِرْوَ، والقَرْوَةُ والقُرْوَةُ: مِيلغَةُ الْكَلْب. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: القارِيَة: حَدُّ الرمْح والسَّيف. وَيُقَال: هُمْ أهلُ القارِيَة للحاضِرَة، وهم أهل الْبَادِيَة لأهل البدو. والقارية هَذَا الطَّائِر الْقصير الرِّجل الطَّوِيل المِنْقار

الْأَخْضَر الظّهْر. وقريت المَاء فِي الْحَوْض، واسمُ ذَلِك المَاء القَرِيّ. والمِقْرَى: الْإِنَاء الْعَظِيم الَّذِي يُشرب فِيهِ المَاء. والقَرْوَة: مِيلَغ الْكَلْب. والمِقْراة: الحَوْض الْعَظِيم. والمِقْراة: الْموضع الَّذِي يُقْرَى فِيهِ المَاء. أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي: قَرَوْتُ الأَرْض: إِذا تتبَّعْتَ نَاسا بعدَ نَاس، فَأَنا أقْروها قَرْواً. قَالَ: وناقة قَرْوَاء: طويلةُ القَرَا، وَهُوَ الظّهر. وَيقال: الناسُ قَوارِي اللَّهِ فِي الأَرْض، أَي: شهُوده. وَقال اللَّيْث: يُقَال فلانٌ يَقْتَرِي فلَانا بقوله، وَيَقْتَرِي سَبِيلا وَيَقْرُوهُ، أَي: يتّبعه. وَأنْشد: يَقْتَرِي مَسَداً بِشِيقِ وَالْإِنْسَان يَقْتَرِي أَرضًا ويستقريها ويَقْرُوها: إِذا سارَ فِيهَا ينظُر حالَها وأمرَها. وَقَالَ بَعضهم: مَا زلتُ أستقرِي هَذِه الأرضَ قَرْيةً قَرْيَة. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الناسُ قَواري اللَّهِ فِي الأَرْض، أَي: شُهَدَاء الله؛ أَخذ من أَنهم يَقْرُون الناسَ يتَّبِعُونهم فَيَنْظُرُونَ إِلَى أَعْمَالهم. وَقَالَ فِي قَول الْأَعْشَى: وأنتَ بَيْنَ القَرْوِ والمعاصِرِ إِنَّه أصل النَّخْلَة يُنْقَرُ فيُنْبَذُ فِيهِ. وَقَالَ الأخطل: كَأَنَّهَا قاربٌ أَقْرَى حلائلَه ذاتَ السَّلاسلِ حَتَّى أيبَسَ العودُ يُقَال: أقريته، أَي: جعلته يقرو الْمَوَاضِع يتتبّعها وَينظر أحوالها. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: أقْرَى: إِذا لَزم الشيءَ وأَلَحَّ عَلَيْهِ وأَقْرَى: إِذا اشتَكَى قَراه. وأقْرَى لَزِمَ القُرَى. وأقْرَى: طَلَب القِرَى. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: رَجَع فلانٌ على قَرْوَاه، أَي: عادَ إِلَى طَرِيقَته الأُولى. القَرْواء جَاءَ بِهِ الْفراء ممدوداً فِي حُرُوف ممدودة مثل المَصْواء وَهِي الدُّبر. والقِرْوانُ: الظَّهر، وَيجمع قِرْوانات. قَالَ مَالك الْهُذلِيّ يصف الضبع: إِذا نَفَشَتْ قِروانها وتلفَّتت أشَتَّ بهَا الشَّعْرُ الصُّدور القراهبُ أَرَادَ بالقراهب أَوْلَادهَا الَّتِي قد تمّت، الْوَاحِد قَرهَب. أَرَادَ أَن أَوْلَادهَا تناهبُها لحومَ الْقَتْلَى. قَالَ الْأَزْهَرِي: كأَنّ القِروان جمع القَرَى. وَقَالَ اللَّيْث: القَرْيُ: جَبْيُ المَاء فِي الحَوْض. يُقَال: قَرَيْتُ فِي الْحَوض الماءَ قَرْياً. وَيجوز فِي الشّعْر قِرَى. والمِقْراة: شِبْه حَوْض ضَخْم يُقْرَى فِيهِ من الْبِئْر ثمَّ يُفرَغ

فِي المِقْراة، وجمعُها المَقارِي. قَالَ: والمَقارِي أَيْضا: الجِفانُ الَّتِي يُقرَى فِيهَا الأضياف، الْوَاحِد يقْرَى. وَمِنْه قَوْله: وَلَا يَضنُّون بالمِقْرَى وإنْ ثَمَدُوا وَيُقَال للناقة: هِيَ تَقْرِي: إِذا جَمَعَتْ جِرَّتها فِي شِدْقِها. وَكَذَلِكَ جمعُ المَاء فِي الحَوْض، واسمُ ذَلِك الماءِ القِرَى مَقْصُور. وَكَذَلِكَ مَا قُرِيَ الضَّيفُ قِرًى، والمِقْرَى: الْإِنَاء الْعَظِيم، لِأَنَّهُ يُشرب فِيهِ المَاء. وَقَالَ الْفراء: هُوَ القِرَى والقَرَاء، والقِلَى والقَلاَء، والبِلَى والبَلاء، والإيا والأياء: ضوء الشَّمْس. ثَعْلَب عَن ابْن نجدة عَن أبي زيد قَالَ: القِريَّة والجِرِّيَّةُ: الحَوْصَلة، وَهِي الزاوُورة والفُرْغُرة. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: القَرَا: القَرْعُ الَّذِي يُؤْكَل. وَقَالَ ابْن شُميل: قَالَ لي أعرابيٌّ: اقتَرِ سَلامي حَتَّى أَلْقَاك. وَقَالَ: اقترِ سَلاما حَتَّى أَلْقَاك، أَي: كن فِي سَلام وخَير وسَعة. اللَّيْث: هِيَ القَرْية والقِرْية لُغَتان، الْمَكْسُورَة يَمَانِية. ومِن ثمّ اجْتَمعُوا فِي جَمعِها على القُرَى فحَملوها على لُغَة من يَقُول كُسْوة وكُسًى، وَالنِّسْبَة إِلَيْهَا قَرَوِيّ، وَأم القُرى: مَكة. وَقَالَ غَيره: هِيَ القَرْية بِفَتْح الْقَاف لَا غير، وَكسر الْقَاف خطأ، وجمعُها قُرَى، جَاءَت نادرة. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن الحرَّاني عَن ابْن السّكيت قَالَ: مَا كَانَ من جَمع فَعْلة مِن الْيَاء وَالْوَاو على فِعال كَانَ ممدوداً، مِثْل رَكْوَة ورِكاء، وشَكْوَة وشِكاء، وقَشْوة وقِشاء. قَالَ: وَلم نَسمع فِي جمع شيءٍ من جَمِيع هَذَا القَصْر إِلَّا كَوَّة وكُوًى وقريةً وقُرَى، جاءتا على غير قِيَاس. وَقَالَ اللَّيْث: المِدَّة تَقْرِي فِي الجَرْح، أَي: تجمَّعُ. وَفِي الحَدِيث: (أَن الشَّيْطَان يَغْدُو بقيْرَوَانه إِلَى الْأَسْوَاق) . قَالَ اللَّيْث: القيْرَوان دَخيلٌ، وَهُوَ مُعظَم الْعَسْكَر، ومعظم الْقَافِلَة، وأصل القيْرَوَان كاروان بِالْفَارِسِيَّةِ، فأعرب. والقُرِيُّ: مَجرَى الماءِ إِلَى الرياض، وجمعُه قُرْيان وأقْراء. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: وَغارَةٍ ذاتِ قَيْرَوانٍ كأنَّ قُرْيانَها الرحالُ اللحيانيّ: إِنَّه لمقراءٌ للضيف وَإِنَّهَا لمِقراءٌ للضيف، وَإنَّهُ لقَرِيٌّ للضيف وَإِنَّهَا لقرِيّةٌ للأضياف.

وقَريتُ فِي شِدْقي جَوْزَةً: ضَبأْتُها. وقَرَت الظبيَةُ تَقرِي: إِذا جَمعتْ فِي شِدْقها شَيْئا. وَقَالَ بَعضهم: يُقَال للْإنْسَان إِذا اشْتَكَى صدغَه قَرَى يَقرِي. وَأقرَت النّاقةُ تُقرِي فَهِيَ مُقرٍ: إِذا استقرَّ الماءُ فِي رَحمها. وقَرَوْتُ بني فلَان، أَي: مَرَرْتُ بهم رجلا رجلا. واستقريْتُ الأَرْض وَبنِي فلَان، وَاقتريْتُ بِمَعْنى وَاحد واستقريْت فلَانا واقتريْتُه أَي سَأَلته أَن يَقرِيني. قَرَأَ: قَالَ أَبُو إِسْحَاق الزّجاج: يسمَّى كلامُ الله الَّذِي أنزلهُ على نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كِتاباً، وقرآناً، وفُرقاناً، وذِكْراً. قَالَ: وَمعنى قُرْآن معنَى الْجمع. يُقَال: مَا قرأتْ هَذِه الناقةُ سَلًى قطُّ، إِذا لم يضطمّ رَحِمُها على الولَدِ. وَأنْشد: هِجانِ اللَّوْنِ لم تقْرَأ جَنِينَا قَالَ: وَقال أَكثر النَّاس: لم تجمع جَنِينا، أَي: لم تضْطَمّ رَحِمها على الجَنين. قَالَ: وَقَالَ قطرب فِي الْقُرْآن قَوْلَيْنِ: أَحدهمَا: هَذَا وَهُوَ الْمَعْرُوف، وَالذي عَلَيْهِ أَكثر النَّاس. وَالْقَوْل الآخر: لَيْسَ بِخَارِج من الصِّحَّة وَهُوَ حسن. قَالَ: لم تقْرَأ جَنيناً لم تُلْقِه. قَالَ: وَيجوز أَن يكون معنى قرأتُ الْقُرْآن لفظْتُ بِهِ مجموعاً، أَي: ألقيتُه. وَأَخْبرنِي مُحَمَّد بن يَعْقُوب الأصمّ، عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم أَن الشَّافِعِي أخبرَه أَنه قَرَأَ الْقُرْآن على إِسْمَاعِيل بن قُسْطَنْطين. وَكَانَ يَقُول: القرآنُ اسمٌ وَلَيْسَ بمهموز، وَلم يُؤْخَذ مِن قرأتُ، وَلكنه اسمٌ لكتاب الله، مثل التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل. قَالَ: ويُهمز قَرَأت وَلَا يهمز الْقُرْآن، كَمَا تَقول إِذا قَرَأت الْقُرْآن. وَقَالَ إِسْمَاعِيل: قَرَأت على شِبل، وَقَرَأَ شِبلٌ على عبد الله بن كثير، وَأخْبر عبد الله بن كثير أَنه قَرَأَ على مُجَاهِد، وَأخْبر مُجَاهِد أَنه قَرَأَ على ابْن عَبَّاس، وَأخْبر ابْن عَبَّاس أَنه قَرَأَ على أُبَيّ، وَقَرَأَ أبَيٌّ على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ أَبُو بكر بن مُجَاهِد المقرىء: كَانَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء لَا يهمز الْقُرْآن، وَكَانَ يَقْرَؤُهُ كَمَا رُوي عَن ابْن كثير. أَبُو عبيد: الْأَقْرَاء: الحَيْض، والأقراء: الْأَطْهَار، وَقد أقرأتِ الْمَرْأَة فِي الْأَمريْنِ جَمِيعًا، وأصلُه من دُنُوِّ وَقت الشَّيْء. قلت: وَنَحْو ذَلِك أخبرنَا عبد الْملك عَن الرّبيع عَن الشَّافِعِي، أنّ القرءَ اسمٌ للْوَقْت، فلمّا كَانَ الحَيض يَجِيء لوقت والطُّهر يَجِيء لوَقْت، جَازَ أَن يكون الْأَقْرَاء حَيْضاً وأطهاراً.

قَالَ: ودَلَّت سنةُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على أنَّ الله أَراد بقوله: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ءٍ} (الْبَقَرَة: 228) الأطهارَ، وَذَلِكَ أنَّ ابْن عمر لمَّا طلَّق امرأَته وَهِي حَائِض فاستفتى عمر النبيَّ عَلَيْهِ السَّلَام فِيمَا فَعَل. قَالَ: (مُره فليراجعْها، فَإِذا طَهُرتْ فليطلّقها، فَتلك العِدّة الَّتِي أَمَر اللَّهُ أَن يطلَّق لَهَا النِّسَاء) . ذكر أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ فِي قَول الله جلّ وَعز: {ثَلَاثَةَ قُرُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ءٍ} : جَاءَ هَذَا على غير قِيَاس. وَالْقِيَاس ثَلَاثَة أَقْرؤ. قَالَ: وَلَا يجوز أَن تَقول: ثلاثةُ فلوس، إِنَّمَا يُقَال: ثَلَاثَة أفلُس، فَإِذا كثرَتْ فَهِيَ الفُلوس. قَالَ: وَلَا يُقَال: ثَلَاثَة رجال إِنَّمَا هِيَ ثَلَاثَة رَجْلَة، وَلَا يُقَال: ثَلَاثَة كِلاب إِنَّمَا هِيَ ثَلَاثَة أكلُب. قَالَ أَبو حَاتِم: والنحويون قَالُوا فِي قَول الله جلَّ وعزَّ: {ثَلَاثَةَ قُرُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ءٍ} أَراد ثَلَاثَة من القروء. وَقَالَ أَبو إِسْحَاق الزّجاج: أَخْبرنِي مَن أَثِق بِهِ يَرفَعه إِلَى يُونس أَن الْأَقْرَاء عِنْده تصلحُ للْحيض والأطهار. قَالَ: وَذكر أَبُو عَمْرو بن العَلاء أَن الْقُرْء: الْوَقْت، وَهُوَ يَصلح للحَيض وَيصْلح للطُّهر. وَيُقَال: هَذَا قارىء الرِّياح لوقت هُبوبها. وَأنشد: شَنِئتُ العَقر عَقر بني شُلَيلٍ إِذا هَبّتْ لِقَارِئِهَا الرياحُ أَي: لوقت هُبوبها وَشدَّة بردهَا. قَالَ أَبو إِسْحَاق: وَالَّذِي عِنْدِي فِي حَقِيقَة هَذَا أَن القُرءَ فِي اللُّغَة الْجمع؛ وأَنَّ قَوْلهم: قريتُ الماءِ فِي الْحَوْض وإِن كَانَ قد أُلزِم الْيَاء فَهُوَ جَمَعْتُ، وقرأْتُ القرآنَ: لفظتُ بِهِ مجموعاً، والقِرْدُ يقرِي، أَي: يجمع مَا يَأْكُل فِي فِيهِ، فإِنما القَرْء اجْتِمَاع الدَّم فِي الرَّحم، وَذَلِكَ إِنَّمَا يكون فِي الطُّهر. قلت: وَقد روينَا عَن الشَّافِعِي بِالْإِسْنَادِ المتقدّم فِي هَذَا الْبَاب نَحوا مِمَّا قَالَه أَبُو إِسْحَاق. وَصَحَّ عَن عَائِشَة وَابن عمر أنَّهما قَالَا: الْأَقْرَاء والقُروء: الْأَطْهَار. وحقق مَا قَالَاه مِن كَلَام الْعَرَب. قَول الْأَعْشَى: مُوَرِّثةٍ عِزّاً وَفِي الحيّ رِفْعَةً لما ضاعَ فِيهَا مِنْ قُرُوءِ نسائكا لأنّ القُروء فِي هَذَا الْبَيْت الْأَطْهَار لَا غير، لأنَّ النِّساء إِنَّمَا يؤْتَيْن فِي أطارهنَّ لَا فِي حيضهن فإِنما ضَاعَ بِغَيبته عنهنّ أطهارُهنّ. وَقَالَ أَبُو عبيد: القُرْء يَصلح للْحيض والطُّهْر. قَالَ: وأظنُّه من أقرأتِ النجومُ:

إِذا غَابَتْ. وَأَخْبرنِي الإياديُّ عَن أبي الْهَيْثَم أنّه قَالَ: يُقَال: مَا قرأتِ الناقةُ سَلًى قطّ. وَمَا قرأتْ مَلْقُوحاً قَطّ. فَقَالَ بَعضهم: أَي: لم تَحمِل فِي رَحِمِها وَلداً قطّ. وَقَالَ بَعضهم: مَا أسقطَتْ ولدا قطّ، أَي: لم تَحمل. قَالَ: وَيُقَال: قرأَتِ المرأةُ: إِذا طَهُرَتْ، وقرأتْ: إِذا حَاضَت. وَقَالَ حميد: أَرَاهَا غُلاماها الخَلاَ فتَشذَّرتْ مِراحاً وَلم تَقْرَأْ جنِيناً وَلَا دَما يُقَال: مَعْنَاهُ: لم تَحْمل عَلَقَةً، أَي: دَماً وَلَا جَنِينا. قلت: وَأهل الْعرَاق يَقُولُونَ: القُرء: الحَيْض. وحجّتهم حديثٌ رُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنَّه قَالَ لامْرَأَة: (دَعِي الصلاةَ أَيَّام أَقْرَائِك) ، أَي: أَيَّام حَيْضك. وَقَالَ الكسائيّ وَالْفراء مَعًا: اقْرَأَت الْمَرْأَة: إِذا حَاضَت، فَهِيَ مقرىء. وَقَالَ الْفراء: أقرأتِ الحاجةُ: إِذا تأخّرتْ. وَقَالَ الْأَخْفَش أَيْضا: أَقرَأت الْمَرْأَة: إِذا حَاضَت. وَمَا قرأَتْ حَيْضَة، أَي: مَا ضَمَّت رَحِمَها على حَيْضة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يُقَال: ضَرَب الفحلُ النَّاقة على غير قُرْء. وقرء النَّاقة: ضَبَعتُها. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: مَا دَامَت الوَديقُ فِي وِداقها فَهِيَ فِي قَرْئِها وإقْرَائها. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: إِذا قَدِمْتَ بلاداً فمكثتْ بهَا خمسَ عشرةَ لَيْلَة فقد ذهبتْ عَنْك قِرأة الْبِلَاد. وَأهل الْحجاز يَقُولُونَ: قِرَة الْبِلَاد بِغَيْر همز. وَمَعْنَاهُ: إنّك إنْ مَرِضْت بعد ذَلِك فَلَيْسَ من وَباء الْبِلَاد. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء: دَفَع فلانٌ جاريتَه إِلَى فُلَانَة تُقَرِّئها، أَي: تُمسِكها عِنْدهَا حَتَّى تحيض للاستبراء. أَبُو الْحسن اللحياني يُقَال: قرأتُ الْقُرْآن وَأَنا أقرؤه قَرْءاً وَقِرَاءَة وقُرآناً، وَهُوَ الِاسْم، وَأَنا قارىءٌ من قومٍ قُرّاء وقَرَأة وقارئين، وأقرأتُ غَيْرِي أقرئه إقراء، وَمِنْه قيل: فلَان المقرىء. وَيُقَال: أقرأتُ مِنْ سَفَري، أَي: انصرفْت؛ وَأقرأتُ من أهْلي، أَي: دَنَوْتُ، وأقرأَتْ حاجتُك وأقرأَ أمرُك، قَالَ بَعضهم: دَنَا، وَقَالَ بَعضهم: اسْتَأْخَرَ. وَيُقَال: أعْتَم فلَان قِراهُ وأقرأه، أَي: حَبسه. وَيُقَال: قَرَأت، أَي: صرت قَارِئًا ناسكاً، وتقرأت تقرؤاً بِهَذَا الْمَعْنى. وَقَالَ بَعضهم: تقرَّأَتُ: تَفقَّهْتُ. وَيُقَال: أقرأتُ فِي الشِّعْر. وَهَذَا الشّعْر على قَرء هَذَا الشِّعر، أَي: على طَرِيقَته ومثاله. وَقَالَ ابنُ بُزرج: هَذَا الشّعْر على قَرِيِّ هَذَا الشّعْر وغِرارِه. وَقَالَ اللَّحياني: يُقَال: قارأتُ فلَانا مُقارأةً، أَي: دارسْتُه، واستقرأتُ فلَانا. وَيُقَال للناقة: مَا قرأتْ سَلًى قَطّ، أَي: مَا

طَرَحَتْ، تأويلُه مَا حَمَلتْ. وَهَذِه ناقةٌ قارىء، وَهَذِه نُوقٌ قوارىءُ يَا هَذَا. وَهُوَ من إقراء الْمَرْأَة، إلاّ أَنه يُقَال فِي الْمَرْأَة بِالْألف، وَفِي النَّاقة بِغَيْر ألف. وَيُقَال للناسك: إنّه لقُرَّاءٌ مِثلُ حُسَّان وجُمّال. وَقَالَ ابْن السّكيت: قَالَ الْفراء: رجلٌ قُرَّاء وَامْرَأَة قُرَّاءةٌ. قَالَ: وَيُقَال: أقريْتُ الجُلَّ الفَرَسَ، أَي: ألزَمْتُه قَرَاهُ. أَبُو حكم عَن الْأَصْمَعِي: يُقَال: اقْرَأ عَلَيْهِ السلامَ وَلَا يُقَال أقرئْه السَّلَام، لأنَّه خطأ. وسمعتُ أعرابيّاً أَملَى عليّ كتابا، وَقَالَ فِي آخِره: اقترىء منِّي السَّلَام. قري: وَقَالَ ابْن السّكيت: سمعتُ أَبَا صاعدٍ الكلابيّ يَقُول: القَرِّية بِلَا همز: أَن تُؤْخَذ عُصَيَّتانِ طولهما ذِرَاع، ثمَّ يُعْرَض على أطرافهما عُوَيْدٌ يُؤْسَر إِلَيْهِمَا من كلِّ جَانب بقدَ، فَيكون مَا بَين العُصيتين قدرَ أَربع أَصَابِع، ثمَّ يُؤْتى بعُوَيد فِيهِ فَرْض فيُعْرَض فِي وَسَط القَرِّية ويُشَدُّ طَرَفاه القَرِيّة بقِدَ فَيكون فِيهِ رَأس العَمُود. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيَّ: تَنَحّ عَن سنَن الطَّرِيق وقَرِيِّه وقِرْقِه بِمَعْنى وَاحِد. قور قير: قَالَ اللَّيْث: القُور: جمع القارة، والقِيرانُ: جمَاعَة القارة أَيْضا، وَهِي الأصاغر من الْجبَال وأعاظمُ الآكام، وَهِي متفرِّقة خشنة كَثِيرَة الْحِجَارَة. وَمن أَمْثَال الْعَرَب الْقَدِيمَة: (قد أنصَفَ القارَةَ مَن راماها) ، قَالَ القارَة: حَيٌّ من الْعَرَب، وَهم عَضَل والدِّيش مِن كنَانَة، وَكَانُوا رُماة الحَدِق، وهم الْيَوْم فِي اليَمَن، وَالنِّسْبَة إِلَيْهِم قاريٌّ. وَزَعَمُوا أنَّ رجلَيْنِ التقيَا أحدُهما قارِيّ وَالْآخر أسَدِيّ، فَقَالَ القاريّ: إِن شئتَ راميتُك وَإِن شئتَ سَابقتُك، وَإِن شئتَ صارعتك. فَقَالَ: اخترتُ المُراماةَ. فَقَالَ القاريّ: (قد أنْصَفَ القارَةَ من راماها) . ثمَّ انتَزَع لَهُ سَهْماً فَشَكَّ بِهِ فؤادَه. وَقيل: القارة فِي هَذَا المَثَل الدُّبّة. وَقيل فِي مَثَل: (لَا يُفطَّن الدُّبّ إلاّ الْحِجَارَة) . وَقيل: القارة مشتقَّةٌ من قُوَارة الْأَدِيم والقِرْطاس، وَهُوَ مَا قوَّرْتَ من وَسَطِه ورُمي مَا حَوَالَيْه كقُوَارة الجيب إِذا قَوَّرْته وقُرْته. والقُوَّارة أَيْضا: اسمٌ لما قَطعتَ من جَوَانِب الشَّيْء المقوَّر وكل شَيْء قطعت من وسطِه خَرقاً مستديراً فقد قَوَّرْتَه. ودارٌ قَوْراء: وَاسِعَة الجَوْف. والاقوِرارُ: تَشَنُّجُ الجِلد وَانْحِنَاء الصُّلْب

هُزالاً وكِبَراً كَمَا قَالَ رؤبة: بَعْدَ اقوِرَار الْجِلدِ والتشنُّنِ وناقة مُقَوَّرةٌ وَقد اقوَرَّ جِلْدُها وانحنت وهُزِلت. وَقَالَ ذُو الرمة: وإنْ حَبا من أنفِ رملٍ منخِرُ أعنَقُ مقورُّ السَّراة أوعَرُ واقورّت الأَرْض: ذهبَ نباتُها. واقورار الْإِبِل: ضمرها وذبولها. وَقَالَ: ثمَّ قَفَلن قَفَلاً مقورَّا أَي: يبِسنَ. وفلانٌ القاريّ محدّث. قَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق: نُسب إِلَى القار، وَهِي قَرْيَة خَارج الْمَدِينَة مَعْرُوفَة يُقَال لَهَا: القار. وينسب إِلَى القارة. أعنِي الْقَبِيلَة. فَيُقَال: قاريٌّ أَيْضا. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْعَبَّاس أنّه قَالَ: القارُ والقِيرُ: كلُّ شَيْء يُطلَى بِهِ، مسموعٌ من العَرَب. قَالَ: كلُّ مَا طُلِيَ بِشَيْء فقد قُيِّر بِهِ. وَقَالَ اللَّيْث: القار والقِير: لُغَتَانِ، وصاحبُه قَيّار، وَهُوَ صُعُدٌ يُذاب فيُستخرج مِنْهُ القار، وَهُوَ أسود يُطلَى بِهِ السُّفُن، يَمنع المَاء أَن يَدخُل. وَمِنْه ضَربٌ يُحْشَى بِهِ الخلاخيل والأسورة. قَالَ: وفَرَسٌ كَانَ يسمَّى قَيّاراً، لشدَّة سوادِه. وَأنْشد غَيره: فَمن يَك أمسَى بِالْمَدِينَةِ ثاوِياً فإنِّي وقيَّارٌ لَهَا لغريبُ والقار: شجرٌ مُرّ. وَقَالَ بشر: يَسومُون الصِّلاحَ بذاتِ كَهْفٍ وَمَا فِيهَا لهمْ سَلَعٌ وقارُ شمر عَن الأصمعيّ: القار: أصفر من الحَبَل. وَقَالَ غَيره: هِيَ الجَبَل الصَّغِير الأسودُ الْمُنْفَرد شِبه الأكَمَة، وَهِي القُورُ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: القارة: جُبَيل مستدِقٌّ ملحُومٌ طويلٌ فِي السَّمَاء لَا يَقُور الأَرْض كأنَّه جُثْوَة، وهوَ عظيمٌ مستدير. وَقَالَ ابْن هانىء فِي (كِتَابه) : من أَمْثَال الْعَرَب: (قَوِّرِي وألْطِفي) قَالَهَا رجلٌ كَانَ لامْرَأَته خِدْنٌ فطَلبَ إِلَيْهَا أَن يَتّخذ لَهُ شِراكَين مِن شَرَج است زَوجهَا، قَالَ: ففَظِعتْ بذلك، فأبَى أَن يرضى دُونَ فعلِ مَا سَأَلَهَا، فنظرتْ فَلم تجِدْ لَهَا وَجْهاً ترجو بِهِ السبيلَ إِلَيْهِ إلاَّ بفَسَادِ ابنٍ لَهَا مِنْهُ، فعَمَدتْ فعصّبَتْ على مَبالِه عَقْبة فأخْفَتْها، فعَسُر عَلَيْهِ البَوْل، فاستفاث بالبكاء فَسَأَلَهَا أَبوهُ: مَا أبكاه. فَقَالَت: أخَذَه الأُسْر وَقد نُعِتَ لَهُ دواؤه. فَقَالَ: وَمَا هُوَ؟ فَقَالَت: طَرِيدَةٌ تُقَدّ لَهُ مِن شَرَج استك. فاستَعظَم ذَلِك، والصّبيُّ يتضوّر، فَلَمَّا رأَى ذَلِك بَخَع لَهَا بِهِ. وَقَالَ لَهَا:

(قَوِّرِي وألطِفي) ، فقطفتْ مِنْهُ طَرِيدة ترضيةً لخليلها، وَلم تَنظُر سَدادَ بَعْلِها، وأطلقتْ عَن الصبيِّ، وسلّمت الطَّريدة إِلَى خليلها. يُقَال ذَلِك عِنْد الْأَمر بالاستبقاء مِن العَزيز أَو عِنْد المرْزئةِ فِي سوء التَّدْبِير، أَو طَلَبِ مَا لَا يُوصل إِلَيْهِ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: القَيِّر: الأسوار مِن الرُماةِ الحاذق، مِنْ قارَ يَقُور. وَقَالَ غَيره: قُرْتُ خُفَّ الْبَعِير قَوَراً، واقتَرَتْهُ: إِذا قَوْرتَه. وقُرْتُ البِطّيخة: قَوَّرْتُها. واقتَرْتُ حديثَ الْقَوْم: إِذا بحثتَ عَنهُ وتَقوَّر الليلُ: إِذا تَهَوَّر. وَقَالَ ذُو الرمة: حتّى تَرَى أعجازَهُ تَقَوَّرُ أَي: تَذهب وتُدْبِر. ثعلبٌ عَن ابْن الأعرابيّ: القَوْرُ: التُّرَاب المجتَمع. والقَوَر: العَوَر وَقد قُرْتُ فلَانا: إِذا فقأْت عينَه. وتقوَّرَت الحَيّةُ: إِذا تَثَنَّت. وَقَالَ الشَّاعِر يصف حيّةً: يَسرِي إِلَى الصَّوت والظّلماءُ داجيةٌ تَقَوُّرَ السَّيْلِ لاقَى الحَيْدَ فاطّلَعا أَبُو عبيد عَن الْفراء: انقارت الركيَّةُ انقياداً: إِذا تَهدّمَتْ. قلتُ: وَهَذَا مَأْخُوذ من قَوْلك: قُرْتُه فانقارَ. وَقَالَ الهُذَليّ: حَارَ وعَقّتْ مُزْنَه الرّيحُ وانْ قارَ بِهِ العَرْضُ ولَم يُشمَلِ أَرَادَ كأنّ عَرْض السحابِ انقارَ، أَي: وَقعتْ مِنْهُ قِطعةٌ لِكَثْرَة انصباب المَاء. وَأَصله مِن قُرتُ عينَه: إِذا قلعْتَها. وَقَالَ اللَّيْث: القاريَة: طَائِر من السُّودانيّات، أَكثر مَا يَأْكُل العِنَب وَالزَّيْتُون، وجمعُها قَوَارٍ، سمِّيتْ قاريَةً لسوادِها. قلت: هَذَا غلطٌ، لَو كَانَ كَمَا قَالَ أنّها سمِّيت قاريةً لسوادها تَشْبِيها بالقار، لقيل: قاريّةٌ بتَشْديد الْيَاء، كَمَا قَالُوا عاريَّة مِن أعَار يُعير. وَهِي عِنْد الْعَرَب قارِيَة بتَخْفِيف الْيَاء. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: القارية: طيرٌ خُضْر، وَهِي الَّتِي تُدعى القَوارِير، وَهِي أوَّلُ الطّير قُطوعاً سُودُ المَناقير طوالها ضَخْمُ تحبُّها الْأَعْرَاب، يشبهون الرجل السخيَّ بهَا. وَأَخْبرنِي الإياديّ عَن شمر أَنه قَالَ: قَالَ أَبُو عَمْرو: القواري وَاحِدهَا قارية طيرٌ خضرٌ، وَهِي الَّتِي تدعى الْقَوَارِير، وَهِي أوَّل الطَّير قُطوعاً سُودُ المناقير طِوالها، أضخم من الخطّاف. أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي: القاريَةِ: طَير أخْضَر، وَلَيْسَ بالطائر الَّذِي نعرفه نَحن. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: القاريةَ: طَائِر مشؤوم

عِنْد الْعَرَب، وَهُوَ الشِّقِرّاق. أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة قَالَ: القار: الْإِبِل. وَأنْشد للأغلب: مَا إنْ رأيْنا مَلِكاً أغارا أَكثر مِنْ قِرَة وقارا قَالَ: والقرَة والوقير: الغَنَم. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْكسَائي: لقِيتُ مِنْهُ الأمَرِّينَ والبُرَحِينَ والأقْوَرِينَ والأقوريَّات، أَي: الدَّوَاهِي. وَقَالَ أَبُو زيدٍ نَحوا من ذَلِك. واقورّت الأرضِ اقوراراً: إِذا ذهب نباتُها. وَجَاءَت الْإِبِل مُقْوَرَّة، أَي: شاسِفَة. وَأنْشد: ثمَّ قَفَلْن قَفَلاً مُقْوَرَّا قَفَلن: أَي: ضَمَرنَ ويَبِسْن. وَقَالَ أَبُو وجْزةَ يصف نَاقَة قد ضَمَرت: كأنَّما اقورَّ فِي أنْساعِها لَهَقٌ مُزَمَّعٌ بسوادِ اللَّيْل مَكْحولُ وقر: الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت: الوَقْر: الثّقل فِي الأُذُن. يُقَال: من قد وُقِرَتْ أُذنُه تُوقَر فَهِيَ موقُورة. وَيُقَال: اللهمَّ قِرْ أذُنَه. وَيُقَال أَيْضا: قد وَقِرَتْ أذنهُ تَوْقَرُ وقَراً. قَالَ: والوِقْر: الثِقْل يُحمَل على ظَهْرٍ أَو على رَأس. يُقَال: جَاءَ يَحْمِل وِقْره. قَالَ الْفراء: يُقَال: هَذِه نَخْلَة مُوقِرة ومُوقَرة وموقِرٌ. وَامْرَأَة مُوقَرَة: إِذا حَملتْ حمْلاً ثقيلاً. وَقَالَ الله تَعَالَى: {ذَرْواً فَالْحَامِلَاتِ وِقْراً} (الذاريات: 2) ، يَعْنِي السحابَ تَحمِل الماءَ الَّذِي أوقَرَها. وَقَالَ جلّ وَعز: {إِلَيْهِ وَفِىءَاذانِنَا} (فصلت: 5) . قَالَ: ووَقَرَ الرجُل من الوقَار يَقِر فَهُوَ وَقُور، ووَقُر يَوْقُر. قَالَ العجّاج: ثَبْتٌ إِذا مَا صِيحَ بالقَوْمِ وَقَرْ أَبُو نصر عَن الْأَصْمَعِي: يُقَال: وَقَر يَقِر وَقاراً: إِذا سَكَن. قلتُ: وَالْأَمر مِنْهُ قِرْ. وَمِنْه قَول الله جلّ وَعز: {قَوْلاً مَّعْرُوفاً وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الاُْولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَواةَ وَءَاتِينَ الزَّكَواةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ} (الْأَحْزَاب: 33) ، وَقد تغيره فِي مضاعف الْقَاف. قَالَ: ووَقُر يوقرُ والأمرُ مِنْهُ أوقُرْ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: ضَرَبَه ضَرْبةً وقَرَتْ فِي عَظْمه، أَي: هَزَمَتْ وكلمتُه كلمة وقَرَتْ فِي أُذُنه، أَي: ثبتَتْ. والوَقْرة: تُصِيبُ الْحَافِر، وَهِي أَن تَهزِم العَظْم. وَأما قَول الله جلّ وعزّ: {أَنْهَاراً مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً} (نوح: 13) .

فإنَّ الْفراء قَالَ: مَا لكم لَا تخافون لله عَظمَة. ووقَّرْتُ الرجل: إِذا عظّمته. وَمِنْه قَوْله جلّ وعزّ: {وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ} (الْفَتْح: 9) . وَقَالَ اللَّيْث: الوَقار: السكينَة والوداعة. ورجلٌ وَقُور ووَقَّارٌ ومتوقِّر: ذُو حِلمٍ ورَزانة. وَرجل فَقير وَقِيرٌ، جُعِل آخرُه عِماداً لأوّله. وَيُقَال: يُعنَى بِهِ ذِلَّته ومهانَته، كَمَا أنَّ الوقير صغَار الشَّاء. قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: نَبْحُ كلابِ الشَّاءِ عَن وَقِيرِها قَالَ: وَبَعْضهمْ يَقُول: فَقير وَفير: قد أوقره الدَّينُ. قَالَ: والتَّيْقُور: لُغَة فِي التَّوقير. وَأنْشد قَول العجّاج: فإنْ يكن أَمْسَى البِلَى تَيْقُور قَالَ: وَقيل: كَانَ فِي الأَصْل ويقُوراً فأبدَلَ الْوَاو تَاء وحَمَله على فَيعول، وَيُقَال: حَمَله على تَفعول مثل التَّذْنوب وَنَحْوه، فكَرِه الواوَ مَعَ الْوَاو فَأَبدلها يَاء لئلاّ يشبه فَوعُولاً فيخالف الْبناء أَلا ترى أنَّهم أبدلوا الْوَاو حينَ أعْرَبوا فَقَالُوا: نَيرُوز. قَالَ: والوَقْر فِي العَظْم: شيءٌ من الكَسْر وَهُوَ الهَزْم، وربّما كُسِرت يَد الرجلِ أَو رِجْلُه: إِذا كَانَ بهَا وَقْر ثمَّ يُجبَر؛ فَهُوَ أصلَب لَهَا. والوقْر لَا يزَال واهياً أبدا. قَالَ: والوَقِير: الْجَمَاعَة من النَّاس وَغَيرهم. وَقَالَ غَيره: الوَقير: الشَّاء براعيها وكَلْبها. وَقَالَ أَبُو عبيد: الوَقير: الغَنَم الَّتِي بالسَّواد. قَالَ ذُو الرُمة يصف بقرة: مُوَلَّعةً خَنْساءَ لَيست بنَعْجةٍ يُدَمِّنُ أَجوافَ المِياه وَقِيرُها وَقَالَ اللَّيْث: الوَقْرة: شِبه وَكْتَة إلاّ أنَّ لَهَا حُفْرة تكون فِي العَيْن وَفِي الْحَافِر وَفِي الحجَر. والوَقْرة: أعظَم من الوَكْتَة. وَقَالَ ابْن السّكيت: قَالَ العُذْرِيّ: الوَقيرة: النُقْرة فِي الصَّخرة الْعَظِيمَة تُمسِك الماءَ. ورجلٌ مُوَقَّر: إِذا وقَحَتْه الأمورُ واستمرّ عَلَيْهَا وَقد وقَرَتْني الْأَسْفَار، أَي: صلَّبَتْني ومرَّنتني عَلَيْهَا. وَقَالَ ساعدةُ الهُذَليُّ يصف شُهْدة: أُتيحَ لَهَا شَثْنُ البَراثِن مُكْزَمٌ أَخُو حُزَنٍ قد وَقَّرَتْه كُلُومُها لَهَا: للنَّحْل: مُكزَم: قصير. حُزَنٌ من الأَرْض، واحدتُها حُزنة. اللِّحيانيّ: مَا عليّ مِنْك قِرَة، أَي: ثقل. وَأنْشد: لما رأتْ حَليلتي عَيْنيَّهْ ولمَّتي كأنّها حَلِيهْ

تَقول: هَذَا قِرَة عَلَيَّهْ. الْأَصْمَعِي: بَينهم وقَرة ووغرةٌ أَي ضغْنٌ وعداوة. وتَوَقَّرَ الرجل: إِذا تَرَزَّن. واستَوقَر: إِذا حَمَل حِمْلاً ثقيلاً. روق ريق: قَالَ اللَّيْث: الرَّوْق: القَرْن من كل ذِي قَرْنٍ. قَالَ: وَرَوق الْإِنْسَان هَمُّه ونَفْسُه: إِذا أَلْقَاهُ على الشَّيْء حِرْصاً قيل: ألقَى عَلَيْهِ أرواقَه، كَقَوْل رؤبة: والأَرْكُب الرَّامُون بالأرْواقِ والسحابة إِذا ألحَّت بالمطر وثَبتتْ بأرضٍ قيل: أَلْقَت عَلَيْهَا أرواقَهَا وَأنْشد: وباتت بأوراقٍ علينا سَوارِيا أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي يُقَال: أكل فلانٌ رَوْقَة: إِذا طَال عمره حتَّى تحاتّت أسنانُه. وألقَى عَلَيْهِ أوراقَه وشَراشِرَه، وَهُوَ أَن يُحبَّه حَتَّى يَسْتَهْلك فِي حُبه. وألقَى أرواقَه: إِذا اشتدَّ عَدْوُه. وَأَخْبرنِي الإياديّ عَن شمر يُقَال للسحابة: أَلْقَت أرواقها: إِذا جَدَّت فِي الْمَطَر. وإنَّه لَيركَبُ النَّاسَ بأرواقه. وأرواق الرجل: أطرافُه وجسَدُه. وألقَى علينا أرواقَه، أَي: غطّانا بِنَفسِهِ. يُقَال: رقونا بأوراقهم، أَي: رَمَوْنا بِأَنْفسِهِم. وَقَالَ شمر: لَا أعرف قَوْله ألقَى أَرواقَه: إِذا اشتدَّ عَدْوَه، وَلَكِن أعرِفه بِمَعْنى الجدّ فِي الشَّيْء. قَالَ تأبّط شرا: نجوتُ مِنْهَا نجاتي من بجيلة إذْ أرسلتُ لَيْلَة جَنْب الرَّعْنِ أرواقي يُقَال: أرسل أرواقَه: إِذا عدا. وَرمى أرواقَه: إِذا قَامَ وَضرب بِنَفسِهِ الأَرْض. وَفِي (النَّوَادِر) : رَوْقُ المَطَر ورَوْقُ الْجَيْش ورَوْقُ الْبَيْت ورَوْقُ الجَبَل: مقدَّمُه. ورَوْق الرجل: شَبابُه، وَهُوَ أوَّل كلِّ شيءٍ مِمَّا ذكرتُ. وَيُقَال: جَاءَنَا رَوقٌ من بني فلَان، أَي: جمَاعَة. ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: الرَّوْق: السَّيد. والرَّوْق: الصافي من المَاء وَغَيره. والرَّوْق: العُمْر، يُقَال: أكل رَوْقَه. والرَّوْق: نَفْس النَّزْعِ. والرَّوْق: المعجِب. يُقَال: رَوْقٌ ورَيق. وَأنْشد المفضّل: على كلّ رَيْقٍ ترى مُعَلّماً يُهدِّرُ كالجملِ الأجرَبِ قَالَ: الرَّيْق هَا هُنَا: الْفرس الشريف. قَالَ: والرَّوْق: الحُبُّ الْخَالِص. والرُّوق: الطِّوال الْأَسْنَان. والرُّوق: الغِلمان المِلاح. قلت: أمَّا قَوْله: الرُوق: الطِّوال الْأَسْنَان، فَهُوَ جمع الأَرْوَق. وَيُقَال: رَوِقَ يَرْوَقُ رَوَقاً فَهُوَ أروَقُ: إِذا طَالَتْ أسنانهُ. قَالَ لبيد:

تُكْلحُ الأرْوَقَ مِنْهُم والأيَلّ وَأما الرُّوق: الغِلمان الملاح فالواحد رائق. وَيُقَال: غِلْمانٌ رُوقة كَمَا يُقَال صَاحب وصُحْبة، وفارِهٌ وفُرْهةٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الرِّوَاق: بيتٌ كالفُساطُ يُحمَل على سِطاعٍ وَاحِد فِي وَسَطَه، والجميع الأرْوِقة. ورُوِي عَن عَائِشَة فِي حَدِيث رُوِي عَنْهَا أَنَّهَا قَالَت: وضَرَبَ الشَّيطان رَوْقَه. قلتَ: رَوْق الْبَيْت ورِوقُه، وَاحِد، وَهِي الشُّقة الَّتِي دون الشّقة العُلْيا. وَمِنْه قَول ذِي الرمة: وميّتةٍ فِي الأَرْض إلاّ حُشاشةً ثَنَيْتُ بهَا حَيّاً بمَيْسُورِ أربَعِ بِثنتَيْن إنْ تَضْرِبْ ذِهِ تنصرفْ ذِهِ لكتيهما رَوْقٌ إِلَى جَنْبِ مُخْدَعِ قَالَ الْبَاهِلِيّ: أَرَادَ بالميِّتة الأثرة ثنيتُ بهَا حيّاً، أَي: بَعِيرًا. يَقُول: اتّبعتُ أَثَره حتّى ردَدْتُه. والأثْرة: مِيسمٌ فِي خُفّ الْبَعِير. ميِّتة أَي خُفْيَة، وَذَلِكَ أَنَّهَا لَا تكون بيِّنة، ثمَّ ثبتَتْ مَعَ الخُفّ فتكاد تستوي حَتَّى تُعاد. إلاَّ بَقِيَّة مِنْهَا بميسور، أَي: بشقَ ميسور، يَعْنِي أَنه رأى النَّاحِيَة الْيُسْرَى فعَرَفه. ثَنيتَين، يَعْنِي عينين. رَوْقَ، يَعْنِي رِواقاً وَاحِدًا، وَهُوَ حِجاجُها المشْرِف عَلَيْهَا. وَأَرَادَ بالمخْدع داخلَ العَين. وَقَالَ اللَّيْث: الرَّوْق: الْإِعْجَاب، يُقَال: راقني هَذَا الْأَمر يَرُوقُني رَوْقاً، أَي: أعجَبَني فَهُوَ رائقُ وَأَنا مَرْوق، واشتُقَّتْ مِنْهُ الرُّوقة، وَهُوَ مَا حَسُن من الوصائف والوصَفاء، يُقَال: وصيفٌ رُوقة ووُصَفاء رُوقة. وَقَالَ بَعضهم: وُصفاء رُوق. ويوصف بِهِ الخيلُ فِي الشِّعر. وَقَالَ غَيره: أرواق اللَّيْل: أثْنَاء ظُلَمه. وَقَالَ الراجز: وليلةٍ ذَات قَتَامٍ أطباقْ وذاتِ أرواقٍ كأثناء الطَّاقْ وَيُقَال: أسبلت أرواقُ العَيْن: إِذا سَالَتْ دموعُها. وَقَالَ الطِّرِمَّاح: عَيْنَاك غَرْبَاشَنةٍ أسبلَتْ أرواقُها من كَبْنِ أخصامها وَيُقَال: أرخت السَّمَاء أرواقَها وعَزَالِيَها. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: من الأخبية مَا يُرَوَّق وَمِنْهَا مَا لَا يُرَوَّق. فَإِذا كَانَ بَيْتا ضخماً جُعل لَهُ رِواقٌ وكفاء. وَقد يكون الرِّواق من شُقّة وشقتين وَثَلَاث شقائق. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: رِوَاق الْبَيْت: سماوته وَهِي الشّفة الَّتِي دون العُليا. وَقَالَ أَبُو زيد: رواق الْبَيْت: ستْرَة مقدّمه من أَعْلَاهُ إِلَى الأَرْض، وكفاؤه: سترةُ أَعْلَاهُ إِلَى أَسْفَله من مؤخره. وَستر الْبَيْت أَصْغَر من الرّواق. وَفِي الْبَيْت فِي جَوْفه

ستر آخر يدعى الحجَلة. وَقَالَ غَيره: رواق الْبَيْت: مقدّمه. وكِفاؤه. مؤخَّرُه، سمِّيَ كِفاءً لِأَنَّهُ يكافىء الرِواق. وخالِفَتاه: جانِباه. وَقَالَ ذُو الرمّة يصف الفَجْر: وَقد هَتَكَ الصُّبحُ الجَلِيّ كِفاءَه ولكنَّه جَوْن السَراةِ مُرَوَّقُ شبَّه مَا بدا من الصُّبح ولمَّا ينسفِر الظّلامُ ببيتٍ رُفع كِفاؤه وأسبِل رِواقُه. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: هُوَ يَرِيق بِنَفسِهِ ويَفُوق بِنَفسِهِ، وَهُوَ يَسُوق نفسَه. وَقَالَ ابْن مُقبل فِي راقَ: راقَتْ على مُقْلَتَيْ سُوذانِق خَرِصٍ طاو تنَقَّضَ من طَلَ وأمطار وصفَ عَينَ نَفسه أَنَّهَا زَادَت على عينَي سُواذنِق. وَيُقَال: راقَ فلانٌ على فلَان: إِذا زَاد عَلَيْهِ فضلا يَرُوق عَلَيْهِ، فَهُوَ رائق عَلَيْهِ. وَقَالَ الشَّاعِر يصف جَارِيَة: راقت على البِيض الحِسا نِ بحُسْنها وبَهائها وَقَالَ ذُو الرمَّة يصف ثوراً: حتّى إِذا شمَّ الصَّبا وأوردا سَوْفَ العَذَارَى الرّائق المجسَّدا قيل: أَرَادَ بالرائق ثوبا قد عُجِن بالمسك. والمجسَّد: المشبَع صبغاً. وَقيل: الرَّائِق: الشَّبابُ الَّذِي يعجبها حسنُه وشبابه. وَيُقَال: رَمَى فلانٌ بأرواقه على الدّابة: إِذا ركِبها، ورَمَى بأرواقه عَن الدَّابَّة: إِذا نزل عَنْهَا. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: جَاءنا رَوْقٌ من بني فلَان، أَي جماعةٌ مِنْهُم، كَمَا يُقَال جَاءَنَا رأسٌ، لجَماعَة الْقَوْم. وَقَالَ اللَّيْث: الرَوْق: طول الْأَسْنَان وإشْرَافُ العُلاَ على السُّفلى، والنَّعت أَروَق، ورَوْقاء، والجميع رُوق. وَأنْشد: إِذا مَا حَال كُسُّ القومِ رُوقا أَبُو عبيد: الراووق: المِصفاة. وَقَالَ اللَّيْث: الراووق: ناجود الشَّراب الَّذِي يُرَوَّق بِهِ فيُصفّى، والسراب يتروَّق من غير عَصْرٍ. وَقَالَ الْأَعْشَى: راووقَه خَضِلُ قَالَ شمر: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الراووق: الكأس بِعَينهَا. قَالَ شمر: وخالفَه فِي ذَلِك جميعُ النَّاس. وَجمعه روَائق. أَبُو عبيد: راقَ الشَّرَاب يَروق، ورَوَّقْته. وَقَالَ اللَّيْث: الرَّيْق: ترَدُّدُ المَاء على وَجه الأَرْض من الضَّحضاح وَنَحْوه إِذا انصبَّ المَاء.

وَقَالَ غَيره: راقَ الماءُ يَريق رَيْقاً، وأرقْتُه أَنا إِرَاقَة. وراقَ الشرابُ يَرِيق رَيْقاً: إِذا تضحضح فَوق الأَرْض. قَالَ رؤبة: إِذا جَرَى من آلها الرَّقْراق رَيْقٌ وضحضاحٌ على القياقي قَالَ: ورَيِّقُ كل شَيْء: أفضَلُه، تَقول: رَيِّق الشَّبَاب، ورَيِّق الْمَطَر: ناحيته وطرفه. يُقَال: كَانَ ريّقُه علينا وحِمِرُّه على بني فلَان. وحِمِرُّه: معظمه. وَيُقَال: ريّق الْمَطَر: أوّل شؤبوبه. وَقَالَ شمر: روق السَّحاب: سيله. وَأنْشد: مثل السَّحَاب إِذا تحدَّرَ رَوقُه ودنا أُمِرَّ وَكَانَ مِمَّا يُمنَع أَي: أُمِرَّ عَلَيْهِ فمرّ وَلم يصبهُ مِنْهُ شَيْء بعد مَا رجاه. وَقَالَ اللَّيْث: الرِّيق: مَاء الفَمِ. وَيُؤَنث فِي الشّعْر فَيُقَال ريقتها. وَيُقَال: شربتُ المَاء رائقاً، وَهُوَ أَن يشربه شاربُه غدْوَة بِلَا ثقل، وَلَا يُقَال إِلَّا للْمَاء. أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: ريق، مثل: فيعل: الَّذِي على الرّيق. وَقَالَ اللَّيْث: الرِّيق: مَاء الْفَم غُدوةً قبل الْأكل. وَقَالَ أَبُو عُثْمَان الْمَازِني: لم يَصح عندنَا أنَّ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ تَكلم بِشَيْء من الشّعْر إلاّ هذَيْن الْبَيْتَيْنِ: تلكمْ قُرَيْش تمناني لتقتلني فَلَا وجَدِّك مَا بروا وَلَا ظفروا فإِن هلكتُ فرهنٌ ذِمتي لَهُم بذاتِ رَوْقَين لَا يعْفُو لَهَا أَثَر قَالَ: وَيُقَال: داهية ذاتُ رَوْقين وَذَات وَدْقين: إِذا كَانَت عَظِيمَة. وَقَالَ غَيره: الترْياق: اسْم على تفْعال، تسمى بالرِّيق، لما فِيهِ من ريق الْحَيَّات، وَلَا يُقَال: ترْياق، وَيُقَال: درْياق. وَيُقَال: ذهب رَيْقاً، أَي: بَاطِلا. وَقَالَ الشَّاعِر: حمارَيْكِ سُوقِي وازجري إنْ أطعتنِي وَلَا تَذهبي فِي رَيْق لُبَ مضلَّلِ وَيُقَال: اقصر عَن رَيْقك، أَي: عَن باطلك. عَمْرو عَن أَبِيه: جَاءَنَا فلانٌ رائقاً عَثْريّاً: إِذا جَاءَ فَارغًا. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: التروِيق: أَن يَبيع الرجل سِلْعةً ويَشتري أجودَ مِنْهَا. يُقَال: بَاعَ سِلْعته فرَوَّقُ أَي اشتَرى أَجود مِنْهَا. وَيُقَال: كَانَ هَذَا الْأَمر وبنا رَيْقٌ، أَي: قوّة. وَكَذَلِكَ كَانَ هَذَا الْأَمر وَفينَا رَمَق

وبُلَّة، كلُّه الرّخاء والرِفْق. ورق: قَالَ اللَّيْث: الوَرَق: وَرَق الشّجر والشوك. ورقَّت الشجرةُ توريقاً، وأورقتْ إيراقاً: إِذا أخرجتْ ورقَهَا. وشجرةٌ وَرِيقَة: كَثِيرَة الوَرَق. أَبُو عبيد: شَجَرَة وارقة، وَهِي الخضراء الْوَرق الحسنَتُهُ. قَالَ: وأمَّا الْوراق فخضرة الأَرْض من الْحَشِيش، وليسَ الوَرَق. وَقَالَ أَوْس بن زُهير: كأنَّ جِيادَهُنْ بِرَعْنِ زُمَ جَرَادٌ قد أطَاعَ لَهُ الوَرَاقُ وَأنْشد غَيره: قل لنُصَيْب يَحْتلِبْ نابَ جعفرٍ إِذا شَكِرَتْ عِنْد الوَرَاق جِلامُها الجِلام: الجِداء. وَقَالَ اللَّيْث: الوَرَق: الدَمُ الَّذِي يَسقُط من الجِراح عَلَقاً قِطَعاً. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الوَرْقة: العَيْبُ فِي الغُصْن، فَإِذا زَادَت فَهِيَ الأُبنة، فَإِذا زَادَت فَهِيَ السَّحْتنة. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: إِذا كَانَ فِي الْقوس مَخرَجُ غُصْن فَهُوَ أُبْنة، فَإِذا كَانَ أخْفى من ذَلِك فَهُوَ وَرْقة. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الوَرقة: الخَسيسُ من الرِّجَال، والوَرَقة: الْكَرِيم من الرِّجَال، والوَرَقة: مِقْدَار الدِّرهم مِن الدَمِ. والوَرَق: المَال النَّاطِق كلُّه، والوَرَق: الْأَحْدَاث من الغِلْمان. ابْن السّكيت: الورَق من الْقَوْم: أحداثهم. وَأنْشد: إِذا وَرَقُ الفتيان صَارُوا كأنّهم دراهمُ مِنْهَا جائزاتٌ وزُيَّفُ وَالْوَرق: المَال من الْإِبِل وَالْغنم. وَالْوَرق من الدَّم: مَا اسْتَدَارَ. وَقَالَ أَبُو سعيد: فَتى ورَق، أَي: ظريف، وفتيانٌ وَرَق. وَأنْشد الْبَيْت. قَالَ عَمْرو بن الْأَهْتَم فِي نَاقَته وَكَانَ قدمَ الْمَدِينَة: طَال التِّواء عَلَيْهَا بِالْمَدِينَةِ لَا ترعى وبِيع لَهَا البيضاءُ والوَرقُ أَرَادَ بالبيضاء الحَلِيَّ، وبالورق: الخبَط. وَبيع، أَي: اشْترى. وَقَالَ اللَّيْث: الوَرَق: أَدَمٌ رِقاق، مِنْهَا وَرَق المُصحَف، الْوَاحِدَة وَرَقة. قَالَ: والوَرِق: اسمٌ للدَّراهم وَكَذَلِكَ الرِّقَة؛ يُقَال: أعطَاهُ ألفَ درهمٍ رِقَةً لَا يخالطها شيءٌ من المَال غَيرهَا. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (وَفِي الرِّقَة رُبْع

العُشْر) . وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم أنّه قَالَ: الوَرِق والرِّقَة: الدّراهم خَالِصَة. والورّاق: الرجل الْكثير الوَرِق. قَالَ: الْوَرق: المالُ كلّه. وَأنْشد: اِغفِرْ خَطايايَ وثَمِّرْ وَرِقِي أَي: مَالِي. قَالَ شمر: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الوَرِق: الفضّة كَانَت مَضْرُوبَة دَراهم أوْ لَا. وأخبَرَني أَبُو الْحُسَيْن المُزَني عَن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى أنّه قَالَ: تُجمَع الرِّقَة رِقِينَ؛ وَمِنْه قَوْلهم: (وجْدانُ الرِّقِينَ، يُغَطّي أفْنَ الأفين) . وَقَالَ أَبُو سعيد: يُقَال: رأيتهُ وَرَقاً، أَي: حيّاً، وكلّ حَيّ وَرَق؛ لأنّهم يَقُولُونَ: يموتُ كَمَا يَموت الوَرَق، أَي: يَيْبَسُ كَمَا يَيْبس الورَق. وَقَالَ الطَّائِي: وهزَّت رأسَها عَجَباً وَقَالَت أَنا العَبْرَى أإيَّانا تُريدُ ومَا يَدْرِي الوَدُودُ لعلّ قلبِي وَلَو خُبِّرتَهُ وَرَقاً جَليدُ أَي: وَلَو خُبِّرْتَه حيّاً فإنّه جليد. عَمْرو عَن أَبِيه: الوَرِيقة: الشَّجَرَة الحَسَنة الوَرَق. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للنِّصِيّ والصِّلِّيان إِذا نَبَتَا رِقةٌ، خَفِيفَة، مَا داما رَطْبَيْن. والرِّقَة أَيْضا: رِقة الْكلأ إِذا خرجَ لَهُ وَرَق. قَالَ: والأوْرَق مِن كلِّ شَيْء: مَا كَانَ لونُه لونَ الرماد. وَأنْشد: وَلَا تَكُوني يَا ابنةَ الأشَمِّ وَرْقاءَ دَمَّي ذِئبَها المدمِّي قَالَ: والذِّئابُ إِذا رَأَتْ ذئباً قد عُقِر وظَهَر دَمُه أكبَّتْ عَلَيْهِ فقطَعْته وأُنثاه مَعهَا. فَيَقُول هَذَا الرجل لامْرَأَته: لَا تَكُونِي إِذا رأيتِ الناسَ قد ظَلموني، مَعَهم عليّ فتكوني كَذِئبة السَّوء. قَالَ: والأورَق من النَّاس: الأسمر. وَمِنْه قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي ولد المُلاعَنة: (إِنْ جَاءَت بِهِ أمُّه أَوْرَق) ، أَي: أسمر. قَالَ: والسُّمْرة: الوَرْقة. والسَّمْرة: الأُحْدُوثة باللَّيل. وَقَالَ أَبُو عبيد: الأوْرَق الَّذِي لونهُ بَين السَّواد والغُبْرة، وَمِنْه قيل للرَّماد أَورَق وللحمامة وَرْقاءَ، وإِنَّما وصَفَه بالأدْمة. أَبُو عبيد من أمثالهم: (إنّه لأشأمُ من وَرْقَاء) ، وَهِي مشؤومة. يَعْنِي النَّاقة ربَّما نفرتْ فَذَهَبت فِي الأَرْض. وَيُقَال للحمامة وَرْقَاء للونها. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: جَاءَ فلانٌ بالرُّبيق على أُرَيق: إِذا جَاءَ بالداهية الْكَبِيرَة. قَالَ الْأَزْهَرِي: أرَيق تصغر أورَق على التَّرْخِيم، كَمَا صغّروا أسوَد سُوَيد. وأُرَيق فِي الأَصْل وُرَيق، فقلبت الْوَاو ألفا

ً للضمَّة، كَمَا قَالَ: {نُسِفَتْ وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ} (المرسلات: 11) وَالْأَصْل وُقّتت. وَيُقَال: رعَينا رِقَة الطَّريفة، وَهِي الصِّلّيانُ والنَّصيّ مرّة. والرِّقَة: أول خُرُوج نباتها رطبا. رَوَاهُ الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَقَالَ غَيره: تَوَرَّقَت النَّاقة: إِذا رَعَت الرِّقَة. وَيُقَال: رِقْ لي هَذِه الشجرةَ وَرْقاً، أَي: خُذ وَرَقَها، وَقد وَرَقْتُها أرِقُها وَرْقاً فَهِيَ مَوْروقة. وَيُقَال: أَورَقَ الحابِل يُورِق إيراقاً فَهُوَ مُورِق: إِذا لم يَقَعْ فِي حِبالته صَيْد، وَكَذَلِكَ الْغَازِي إِذا لم يَغنَم، فَهُوَ مُورِق ومُخْفِق. أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه أنْشدهُ: فَلَا تلحيَا الدُّنيا إليَّ فإنني أرى ورق الدُّنيا يَسُلّ السخائما وَيَا ربّ مُلتاثٍ يجرُّ نساءَه نفَى عَنهُ وِجدانُ الرِّقين العزائما يَقُول: يَنْفِي عَنهُ كثرةُ المَال عزائمَ النَّاس فِيهِ أَنه أَحمَق مَجْنُون. قَالَ الْأَزْهَرِي: لَا تلحيا: لَا تذمَّا. والملتاث: الأحمق. وَقَالَ النَّضر: يُقَال: إيراقّ العِنَب يَوْراقُّ ايرِيقاقاً: إِذا لوَّن فَهُوَ مُورَاقٌّ. وَقَالَ اللحياني: إنْ تَتْجُرْ فإِنّه مَوْرَقَةٌ لمالِك، أَي: مَكثَرة. وزمانٌ أورَق، أَي: جَدْب. وَقَالَ جندلٌ: إنْ كانَ عَمِّي لكريمَ المَصْدَقِ عَفّا هَضوماً فِي الزَّمانِ الأورَقِ أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: إِذا كَانَ الْبَعِير أسودَ يخالط سوادَهُ بياضٌ كدُخان الرِّمْث، فَتلك الوُرْقة؛ فَإِن اشتدَّت وُرْقته حتّى يذهب الْبيَاض الَّذِي فِيهِ فَهُوَ أدهم. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ أَبُو نصرٍ النَّعاميّ: هَجِّرْ بحمراءَ، وأَسْرِ بوَرْقاء، وصَبّحِ القومَ على صَهْباء، قيل لَهُ: وَلم ذَلِك؟ قَالَ: لأنَّ الْحَمْرَاء أصبَرُ على الهَواجِر، والوَرْقاء: أصبَرُ على طول السُّرَى، والصِّهْباء أشهر وَأحسن حينَ ينظر إِلَيْهَا. شَمِر عَن ابْن سِمْعان وَغَيره: الرِّقة: الأَرْض الَّتِي يُصِبها المَطَر فِي الصَّفَريّة أَو فِي القَيْظ، فتنبت فَتكون خضراء. فَيُقَال: هِيَ رِقَةٌ خضراء. والرِّقَة: رِقَةُ النَّصِيِّ والصِّلِّيان: إِذا اخضرَّ فِي الرّبيع. وَقَالَ شمِر: الرِّقَة: العَيْن؛ وَيُقَال: هِيَ من الفضَّة خاصَّة. قلت: الرِّقَة أصلُها وِرْقة، مثل: العِدَة والصِّلَة والزّنَة. والوَرقاء: شَجَرَة مَعْرُوفَة تسمو قدر قامةِ رجل، لَهَا ورق مدوَّر وَاسع رَقِيق ناعم.

أرق: قَالَ اللَّيْث: الأَرَق: ذَهابُ النّوم باللَّيل؛ يُقَال: أَرِقْت آرَقُ أَرَقاً فَأَنا أرِقٌ، وأرَّقَني كَذَا وَكَذَا فَأَنا مؤرَّق. وزَرْعٌ مأروق، ونخلةٌ مأروقة. والْيَرَقان والأَرقان: آفةٌ تصيب الزّرعَ، يُقَال: زَرْعٌ مَيْرُوق. وَقد يُرِق أَيْضا. والْيَرَقان والأَرَقان أَيْضا: داءٌ يُصِيب النّاسَ شِبهُ الصُّفار يَصْفَرّ مِنْهُ حَدَقُ الْإِنْسَان وبَشَرَتُه. رقا: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: رَقأ الدَّم فَهُوَ يَرْقأُ رُقوءاً. ورقأَ العِرْق: إِذا سَكَنَ. ورَقأَ الدَمعُ رُقوءاً: إِذا انْقَطع. وَقَالَ ابْن السّكيت: الرَّقُوء: الدَّوَاء الَّذِي يُرقأ بِهِ الدَّم. وَالْعرب تَقول: لَا تَسُبُّوا الْإِبِل فإنَّ فِيهَا رَقُوءَ الدِّمَاء، أَي: تُعطى فِي الدِّيات فتَحقِن الدِّمَاء. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال: ارْقَ على ظَلْعِك، فَيَقُول: رَقِيتُ رُقِيّاً، وَيُقَال: ارْقَأ على ظَلْعِك فَيَقُول: رَقأْتُ رَقئاً. وَمَعْنَاهُ: أصلِحْ أمركَ أَولا وَيُقَال: رَقِي على ظلْعك بِالْهَمْز، فيُجيبُه وَقَيْتُ أقي وُقِيّاً. وَيُقَال: رقَى الراقي رَقْيةً وَرَقْياً: إِذا عَوَّذ ونَفَثَ فِي عُوذتِه، وصاحبُها رقَّاءٌ. والمَرْقيّ يَسترْقي، وهم الراقُون. وَقَالَ النَّابِغَة: تناذَرَها الرَّاقونَ مِن سَوءِ سَمِّها وَيُقَال: رَقِيَ فلانٌ فِي الْجَبَل يَرقى رُقِيّاً: إِذا صَعِد. وَيُقَال: ارتَقى يَرْتَقي. والمَرْقاة: وَاحِدَة مراقي الدرجَة. وَيُقَال: هَذَا جبلٌ لَا مَرقَى فِيهِ وَلَا مُرْتقَى. وَيُقَال: مَا زَالَ فلانٌ يترقَّى بِهِ الْأَمر حَتَّى بلغ غايتَه. وَالرَّقْوَة: فُوَيق الدِّعْص من الرمل. وَيُقَال: رَقُوٌ، بِلَا هَاء. وَأكْثر مَا يكون الرُّقْوُ إِلَى جَنب الأودية. وَقَالَ الشَّاعِر: لَهَا أُمٌّ مُوَقَّفةٌ وَكُوبٌ بحيثُ الرَّقْوُ مَرْتَعْها البَريرُ يصف ظبيَة وخِشْفها. والمُوَقَّفة الَّتِي فِي ذراعيها بَيَاض. والوكوب: الَّتِي واكبَتْ ولدَها ولازمتْه. وَقَالَ آخر: مِن الْبيض مِبْهاج كأنَّ ضَجِيعَها يَبيتُ إِلَى رَقْوٍ مِن الرَمْلِ مُصعَبِ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الرَّقْوة: القُمزَة من التُّراب تَجْتَمِع على شَفير الْوَادي، وجمعُها الرُّقَى. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الرُقّي هِيَ الشَّحمة الْبَيْضَاء النقيَّة تكون فِي مَرجع الكَتِف وَعَلَيْهَا أُخْرَى مِثلُها يُقَال لَهَا المأَناتُ. فَلَمَّا يَرَها الْآكِل يَأْخُذهَا مُسابَقةً. قَالَ: ومَثَلٌ يضربُه النِّحرير لِلخَوْعَم حسِبْتَني الرُقَّي عَلَيْهَا المأنات. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي فِي بَاب لُزُوم الْإِنْسَان أمره: ارقأ على ظلعك، وارقَ على ظلعك، وقِ على ظَلْعك بِغَيْر همزَة

باب القاف واللام

من وقيت، أَي: الزمْه واربعْ عَلَيْهِ. وَقَالَ شمر: مَعْنَاهَا كلّها، أَي: اسْكُتْ على مَا فِيك من الْعَيْب. وَذَلِكَ أَن الظَّلْع الْعَيْب. أَخْبرنِي المنذريُّ عَن أبي طَالب فِي قَوْلهم: لَا أرقَأَ الله دَمعتَه. قَالَ: مَعْنَاهُ: لَا رفَع الله دمْعَتَه. وَمِنْه رَقأتُ الدرجَة، وَمن هَذَا سُمِّيت المِرْقاة. يُقَال: رقأتُ ورقيتُه، وتَرْك الْهَمْز أَكثر. قَالَ: وَقَالَ الأصمعيُّ: مثلَ ذَلِك فِي الدَّم إِذا قَتل رجلٌ رجلا فَأخذ وليُّ الدمِ الدِّيةَ رَقأَ دَمُ الْقَاتِل، أَي: ارتفَع، وَلَو لم تُؤخذ الدِّية لَهُرِيقَ دَمُه فانحدَر. قَالَ: وَكَذَلِكَ قَالَ المفضَّل الضبيّ. وَأنْشد: وتَرقَأُ فِي مَعاقِلها الدِّماءُ (بَاب الْقَاف وَاللَّام) ق ل (وايء) قَول، قيل، قلا، لقا، ليق، يلق، ولق، وَقل، (ألق) . قلا: قَالَ الله جلّ وَعز: {سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ} (الضُّحَى: 3) . قَالَ الْفراء: نزلتْ فِي احتباس الوَحْي عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خمسَ عشرةَ لَيْلَة، فَقَالَ الْمُشْركُونَ: قد وَدّعَ مُحَمَّدًا ربُّه، وقَلاه التابعُ الَّذِي يكون مَعَه، فأنزَل الله جلّ وَعز: {سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ} يُرِيد: وَمَا قَلاك، فأُلقِيت الكافُ كَمَا تَقول: قد أَعطيتك وأحسنت مَعْنَاهُ وأحسنت إِلَيْك. فتكتفي بِالْكَاف الأولى، من إِعَادَة الْأُخْرَى. وَقَالَ الزّجاج: مَعْنَاهُ: لم يَقطع الوحيَ عَنْك وَلا أبغضك. قلت: وَكَلَام الْعَرَب الفصيحُ: قَلاه يقلِيه قِلًى ومَقلِيةً: إِذا أبغضه، ولغةٌ أُخْرَى وَلَيْسَت بجيدة: قَلاه يَقْلاهُ وَهِي قَليلَة. وَيُقَال: قَلَيْت اللَّحم على المِقْلَى أقليه قَلْياً: إِذا شوَيْتَه حَتَّى تُنضِجَه، وَكَذَلِكَ الحبُّ يُقلَى على المِقْلى. الحرَّاني عَن ابْن السّكيت يُقَال: قَلَوْت البُسر وَالبُرّ. وَبَعْضهمْ يَقُول: قَلَيْت وَلَا يكون فِي البُغض إلاّ قَلَيت. أَبُو عبيدٍ عَن الْكسَائي: قَلَيْتُ الحَبّ على المِقْلَى أقْلِيه، وقَلَوْتُه. وَقَالَ غَيره: قليتُ اللحمَ على المِقْلَى أقليه قَلْياً: إِذا شوَيْتَه حَتَّى تُنضِجَه، وَكَذَلِكَ الحَبُّ يُقْلَى على المِقْلى. ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: القَلَى والقِلَى والقَلاءُ: المَقْلية. وَيُقَال: قَلا العَيْرُ عانته يَقلوها، وكسأَها، وشَحَنها، وشَذَّرَها: إِذا طردَها. وَقَالَ اللَّيْث: القَلِيّة: مَرَقةٌ مِن لحُوم الجُزُر وأكبادها، وَالقَلاّء: الَّذِي يَقلِي البُرّ للبَيع. وَالقَلاَّءة محدودة: الْموضع الَّذِي يُتخذ فِيهِ

مقالي البَرّ. وَيُقَال للرجل إِذا أملقَه أمرٌ مُهِمٌّ فباتَ ليلتَه ساهراً: باتَ يَتَقَلَّى، أَي: يتقلّب على فِراشه كأَنه على المِقْلى. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: القُلَّى: القصيرة من الْجَوَارِي. قلتُ: هَذَا فُعْلَى مِن الْأَقَل والقلَّة. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: المِقْلاء وَالقُلة: عُودان يلْعَب بهما الصِّبيان، فالمِقلاء الْعود الَّذِي يُضْرَب بِهِ القُلَة، والقلة الصَّغِيرَة الَّتِي تُنْصَب. قلت: القَالي: الَّذِي يَلعب فَيضْرب القُلَة بالمقلاء، وَمِنْه قَوْله: كأَنَّ نَزْوَ فِراخ الهامِ بَينهم نزْوُ القُلاَتِ زَهاها قَالَ قالِينَا قَالَ الْأَصْمَعِي: وَالقال هُوَ المِقلاء، والقالُون: الَّذين يلعَبون بهَا، يُقَال: قَلَوْت أَقلو. ابْن السّكيت: قَلاَ العَيْرُ أُتُنَه يَقْلُوها قَلْواً: إِذا طردَها. وَقَالَ ذُو الرمة: يَقْلو نحائصَ أشباهاً محملجةً قَالَ: والقِلْو: الحِمار الْخَفِيف. قَالَه أَبُو عُبيدٍ. وَقَالَ اللَّيْث: تجمع القُلة قُلِينَ. وَأنْشد الْفراء: مِثْل المَقالي ضُرِبتْ قُلِينُها قلت: جعل النُّون كأَنّها أصليَّة فرفَعها، وَذَلِكَ على التوهّم، وَوجه الْكَلَام فتحُ النُّون لِأَنَّهَا نونُ الْجمع. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال الدابّةُ تقلو بصاحبها قَلْواً وَهُوَ تَقَدِّيها بِهِ فِي السيْر فِي سرعَة، يُقَال: جَاءَ يقْلُو بِهِ حمارُه. قَالَ: والقِلو: الجَحْش الفتيّ الَّذِي قد أركَبَ وحَمَل. وَفِي حَدِيث ابْن عمر: أَنه كَانَ لَا يُرَى إلاَّ مُقْلوْلِياً. قَالَ أَبُو عبيدٍ: المَقْلوْلِي: المتجافي المستوفِز. قَالَ: وأنشدني الْأَحْمَر: قد عَجبت مِنّي ومِن يُعَيْلِيَا لمّا رأتني خَلَقاً مُقْلوْليَا قَالَ أَبُو عبيد: وَبَعض الْمُحدثين كَانَ يُفَسر مُقُلَولياً كأَنه على مِقْلًى. قَالَ أَبُو عبيد: وَلَيْسَ هَذَا بِشَيْء، إِنَّمَا هُوَ من التَّجَافِي فِي السُّجود. وَأنْشد: تَقول إِذا اقلَوْلى عَلَيْهَا وأَقْرَدَتْ أَلا هلْ أَخُو عيشٍ لذيذٍ بدائم ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي فِي تَفْسِير هَذَا الْبَيْت كَانَ يزنِي بهَا فانقضت شهوتُه قبل انْقِضَاء شهوتها. قَالَ: وأقردت، أَي: ذلّت. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال لهَذَا الَّذِي يُغسل بِهِ الثِّيَاب قِلْيٌ، وَهُوَ رَمادُ الغَضَى والرِّمث

يُحرَقُ رَطباً ويُرَشُّ بِالْمَاءِ فيَنعقد قِلْياً. وَقَالَ أَبُو عمرٍ وَفِي قَول الطّرماح: حوائم يتَّخذنَ الغِبَّ رِفْهاً إِذا اقلَوْلَيْن للقَرَب البَطِين أَي: ذهبن. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: القُلَى: رُؤُوس الْجبَال. والقُلى: رُؤُوس هامات الرِّجَال. والقُلى: جمعُ القُلَة الَّتِي يُلعب بهَا. وقطاةٌ قلَوْلاة: تَقْلولى فِي السَّمَاء. قَالَ حميد بن ثَوْر: وقَعْنَ بجوف المَاء ثمَّ تصوَّبت بهنّ قَلولاةُ الغدوِّ ضَروبُ لقا: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: اللُّقَى: الطُّيور. واللُّقى: الأوجاع. واللقَى: السَّرِيعات اللَّقْح من جَمِيع الْحَيَوَان. وَقَالَ اللَّيْث: اللَّقْوة من النِّسَاء: السّريعة اللّقْح. واللَّقوة: داءٌ يَأْخُذ فِي الْوَجْه يعوجّ مِنْهُ الشَّدِق. يُقَال: لَقِي الرجلُ فَهُوَ مَلقُوٌّ. واللَّقوة واللِّقوة: العُقاب. أَبُو عبيد عَن أبي زيدٍ، والأمويِّ، وَالْكسَائِيّ: اللَّقوة: الدَّاء الَّذِي يكون بِالْوَجْهِ. وَقَالَ الأمويُّ وَحده: اللَّقْوة واللِّقوة: العُقاب، وجمعُها لِقاءٌ. وَقَالَ أَبُو عبيد فِي بَاب سرعَة اتِّفَاق الأخوَين فِي التَّحابّ والمودة. قَالَ أَبُو زيد: مِن أمثالهم فِي هَذَا: كَانَت لِقْوةً صادفتْ قبيساً. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: اللَّقْوة هِيَ السَّريعة اللَّقْح والحَمْل، والقَبيسُ هُوَ الفَحل السَّرِيع الإلقاح، أَي: لَا إبطاء عِنْدهمَا فِي النَّتاج. يُضرب للرجلين يكونَانِ متَّفِقَين على رأيٍ وَمذهب، فيلتقيان فَلَا يلبثان أَن يتصاحبا ويتصافَيا على ذَلِك. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال فِي الْمَرْأَة والناقة لِقْوة ولَقْوة. أَبُو عبيد عَن الْفراء قَالَ: اللَّقْوة من النِّسَاء بِفَتْح اللَّام، هِيَ السريعة اللَّقْح. وَأنْشد: حَملْتِ ثَلَاثَة فوَلدْتِ تِمَّا فأمٌّ لَقْوةٌ وأبٌ قَبيسُ وَقَالَ أَبُو عبيدٍ: سُمّيت العُقاب لِقْوةً لسَعة أشداقها. قلت: واللَّقْوة فِي الْمَرْأَة والناقة بِفَتْح اللَّام أفْصح من اللِّقوة. وَكَانَ شمر وَأَبُو الْهَيْثَم يَقُولَانِ لَقْوة فيهمَا. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: لقِيَ فلانٌ فلَانا لِقاءً ولُقِيّاً ولَقْية وَاحِدَة، وَهِي أقبحها على جَوَازهَا. وكلُّ شيءٍ استقبلَ شَيْئا أَو صادفَه فقد لقِيه، من الْأَشْيَاء كلّها. واللَّقِيّان: كلُّ شَيْئَيْنِ يَلقَى أحدُهما

صَاحبه، فهما لَقِيّان. ورُوِي عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: (إِذا التَقى الخِتانان فقد وجَب الغُسْل) . وَقَالَ الشافعيّ: التقاؤهما من الْمَرْأَة وَالرجل: تَحاذِيهما مَعَ غُيوب الْحَشَفَةِ فِي فَرْجها، لَا أَن يُماسَّ خِتانُه ختانَها، وَذَلِكَ أنَّ الْحَشفةَ إِذا غَابَتْ فِي الفَرْج مِنْهَا صَار خِتانُه بحذاء خِتان الْمَرْأَة، وخِتان الْمَرْأَة عالٍ على مَدخَل الحَشَفة، وخِتان الرجل أسفلَ من ذَلِك، وَهُوَ مَوضِع قَطْع الفُرْلة من الذّكر. فَهَذَا معنى التقاء الختانين. الحرّاني عَن ابْن السّكيت، يُقَال: لقيتُه لِقَاء ولُقْياناً ولُقِيّاً ولَقًى ولِقْيانةً وَاحِدَة، ولَقْية وَاحِدَة، ولقاءةً وَاحِدَة؛ وَلَا تقل لَقَاةً فَإِنَّهَا مولّدةٌ لَيست بفصيحة عربيَّة. وَقَالَ اللَّيْث: رجل شَقِيٌّ لَقِيٌّ: لَا يزَال يلقى شَرّاً. ونَهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَنْ تلقّي الرُّكبان وَجَاء تَفْسِيره فِي حديثٍ حدّثنا بِهِ مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن أبي حَاتِم الرَّازِيّ، عَن الْأنْصَارِيّ، عَن هِشَام بن حسّان، عَن مُحَمَّد بن سِيرِين، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَا تتلقَّوُا الرُّكبانَ والأجلاب، فَمن تَلقَّاه فَاشْترى مِنْهُ شَيْئا فصاحِبُه بالخِيار إِذا أَتى السُّوق) . وَأخْبرنَا عبد الْملك عَن الرّبيع عَن الشافعيّ أَنه قَالَ: وَبِهَذَا آخُذ إنْ كَانَ ثَابتا. وَقَالَ: وَفِي هَذَا دليلٌ على أنَّ البَيع جَائِز غيرَ أنَّ لصَاحِبهَا الخيارَ بعد قُدوم السُّوق، لأنَّ شراءها مِن البَدَوِيّ قَبْل أنْ يصير إِلَى مَوضِع المتساومَيْن من الغُرور بِوَجْه النَّقْص من الثَمن؛ فَلهُ الخِيارُ. قلتُ: والتَلَقِّي هُوَ الِاسْتِقْبَال. وَمِنْه قَول الله جلَّ وعزَّ: { (حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ذُو حَظِّ عَظِيمٍ} (فصلت: 35) . قَالَ الْفراء: يُرِيد مَا يُلَقّي دَفعَ السيِّئة بِالْحَسَنَة إلاَّ مَن هُوَ صابرٌ أَو ذُو حَظَ عَظِيم، فأنَّثها لتأنيث إِرَادَة الْكَلِمَة. وَأما قَوْله عز وَجل: {فَتَلَقَّىءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ} (الْبَقَرَة: 37) فَمَعْنَاه: أنَّه أَخذهَا عَنهُ. ومِثله لَقِنها وتلقّنها. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: أَلْقيتُ عَلَيْهِ أُلْقِيَّةً. قلت: مَعْنَاهُ: كلمة مُعاياةٍ يُلْقيها عَلَيْهِ ليستخرجها. وَقَالَ اللَّيْث: الألقِية وَاحِدَة من قَوْلك: لَقِيَ فلانٌ الألاقِيَّ مِن شرَ وعسر. وَقَالَ اللِّحياني: يُقَال: هم يتلاقون بأُلْقِيَّةٍ لَهُم. وَقَالَ اللَّيْث: الاستلقاء على الْقَفَا، وكلُّ شَيْء كَانَ فِيهِ كالانبطاح فَفِيهِ استلقاء.

وَقَوله تَعَالَى: {فَتَلَقَّىءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ} ، أَي: تعلّمها ودعا بهَا. وَقَوله تَعَالَى: {حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ذُو حَظِّ عَظِيمٍ} ، أَي: مَا يُعلّمها ويُوفَّق لَهَا إلاَّ الصّابرون. وَتقول: لاقيتُ بَين فلانٍ وفلانٍ، ولاقيتُ بَين طَرَفَيْ قضيبٍ: حَنَيتُه حَتَّى تَلاقَيا والتَقَيَا. قَالَ: والمَلْقى: أشرافُ نَواحي أَعلَى الْجَبَل، لَا يزَال يمثل عَلَيْهَا الوَعِل يَستعصِم بِهِ من الصيّاد. وَأنْشد: إِذا سامت على المَلْقاةِ ساما قلتُ: والرواة رووا: إِذا سامت على المَلَقات ساما قَالَ النَّضر: الوعل: الضَّأْن الجبليُّ الْكَبْش، والأرويّةَ: النعجة والمصامَ. قَالَ الهذليّ: إِذا صَامت على المَلْقَاة صاما جعله من لقى يلقى. والملقات، واحدتها مَلقة، وَهِي الصَّفاء المَلْساء، وَالْمِيم أَصْلِيَّة. كَذَلِك أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت أنّه أنْشدهُ الْبَيْت. وَالَّذِي رَوَاهُ الليثُ إِن صحَّ فَهُوَ مُلْتقى مَا بَين الجبلين. وَقَالَ: الملْقَاة، وجمعُها المَلاقي: شُعَبُ رَأس الرَّحِم، وشُعَبٌ دون ذَلِك أَيْضا. ورَوَى أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي، أَنه قَالَ: المتلاحمة من النِّسَاء: الضيِّقة المَلاقي، وَهِي مآزِمُ الفَرْج ومَضايِقُه. وَقَالَ اللَّيْث: ورجلٌ ملقًّى: لَا يزَال يلقاه مَكْرُوه. وَفُلَان يتلقَّى فلَانا، أَي: يستقبله. فالرجل يُلقَّى الْكَلَام، أَي: يُلقّنه. قَالَ الأصمعيّ: تلقَّت الرّحمُ ماءَ الْفَحْل: إِذا قبلْته وأرتجت عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: اللَّقَى: ثَوب المُحرِم يُلقيه إِذا طَاف بِالْبَيْتِ فِي الْجَاهِلِيَّة؛ وجمعُه أَلْقَاهُ. وَقَالَ: ومنهل أقْفَرَ من ألقائه وردتُه واللَّيلُ فِي غشائه. أَي: مقفر من ألقاء النَّاس، وَهُوَ مَا يُلقونه ممَّا لَا خيرَ فِيهِ. وَقيل: من ألقائه، أَي: من النَّاس. يُقَال: مَا بهَا لقًى، أَي: مَا بهَا أَحد. وفلانٌ شقيٌّ لقيٌّ. قَالَ: واللَّقَى: كلُّ شيءٍ مَتْرُوك مطروح كاللُّقَطَة. وَقَالَ فِي قَول جرير: لَقًى حَملْته أُمُّه وَهِي ضَيفَةٌ فَجَاءَت بيَتْنٍ للنِّزالة أَرشَما جعَلَ البعيثَ لَقًى لَا يُدرَى لمن هُوَ وَابْن مَن هُوَ. قلت: أَرَادَ أَنّه وُجِد مَنْبُوذًا لَا يُدرَى ابنُ مَن هُوَ؟ .

قَول قيل: قَالَ اللَّيْث: القَولُ: الْكَلَام، تَقول: قَالَ يَقُول قَوْلاً، وَالْفَاعِل قَائِل، وَالْمَفْعُول مَقُول. وَيُقَال: إنَّ لي مِقْولاً مَا يَسُرّني بِهِ مِقْوَلٌ؛ وَهُوَ لِسَانه. والمِقْوَل بلغَة أَهل الْيمن: القَيْل، وجمعُه المقَاوِلة، وهم الْأَقْوَال والأقيال، وَالْوَاحد قَيْل. قَالَ الفرّاء: الْعَرَب تَقول: إنّه لِابْنِ قَول وَابن أَقوالٍ: إِذا كَانَ ذَا كلامٍ وَلسانٍ جيّد. الحرّاني عَن ابْن السكّيت: القَيْل: المَلِك مِن مُلوكِ حِميَر، وجمعُه أَقيال وأَقوال؛ فَمن قَالَ: أَقيال بَناه على لفظ قَيْل، وَمَن قَالَ أَقوال بَناه على الأَصْل، وأَصله من ذَوَات الْوَاو. وَكَانَ أصلُ قَيْل قَيِّلا فخُفّف، مثل سَيِّد مِن سادَ يَسُود. قَالَ: والقَيْل أَيْضا: شُربُ نِصف النَّهَار. وَقَالَ اللَّيْث: القَيْل: رَضْعَةُ نِصفِ النَّهَار. وَأنْشد: يُسْقَيْن رَفْهاً بالنَّهار وَاللَّيْل مِن الصَّبوح والغَبُوق والقَيْل جعل القَيْل هَا هُنَا شَربةَ نصف النَّهَار. وَقَالَت أمُّ تأبط شرّاً: مَا سقَيْتُه غَيْلاً، وَلَا حَرَمْتُه قَيْلاً. شمر عَن ابْن شُمَيْل، يُقَال للرجل: إنَّه لمِقْوَل: إِذا كَانَ بيِّناً ظريف اللِّسَان. والتِّقْوَلة: الْكثير الْكَلَام، البليغ فِي حَاجته وَأمره. ورَوَى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كتب لِوَائِل بن جُحْر الحَضْرميّ ولقومه: مِن محمدٍ رَسُول الله إِلَى الْأَقْيَال العباهلة من أَهل حَضرمَوْت. قَالَ أَبو عبيدٍ: قَالَ أَبو عُبَيْدَة: الْأَقْيَال: مُلُوك بِالْيمن دون المَلِك الْأَعْظَم، واحدهم قَيْل يكون ملكا على قومِه ومِخْلافه ومَحجَره. وَقَالَ غَيره: سمِّي المَلِك قَيْلاً لِأَنَّهُ إِذا قَالَ قَولاً نَفَذ قولُه. وَقَالَ الْأَعْشَى فجَمَعه أَقوالاً: ثمَّ دانتْ بَعدُ الرِّبابُ وَكَانَت كعذابٍ عقوبةُ الأقوالِ قَالَ أَبُو الْهَيْثَم فِي قَوْله: {حَمِيدٌ زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَن لَّن يُبْعَثُواْ قُلْ بَلَى وَرَبِّى لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى} (التغابن: 7) : اعْلَم أَن الْعَرَب تَقول: قَالَ: إنّه زعم أَنه، فكسروا الألفَ فِي قَالَ على الِابْتِدَاء، وفتحوها فِي زعم لأنّ زعم فعلٌ واقعٌ بهَا متعدَ إِلَيْهَا. تَقول: زعمتُ عبد الله قَائِما. وَلَا تَقول: قلت: زيدا خَارِجا، إِلَّا أَن تُدخلَ حرفا من حُرُوف الِاسْتِفْهَام فِي أوّله.

فَتَقول: هَل تَقوله خَارِجا؟ . وَمَتى تَقوله فعل كَذَا؟ وَكَيف تقولهُ صنع؟ . وعلام تَقوله فَاعِلا، فَيصير عِنْد دُخُول حرف الِاسْتِفْهَام عَلَيْهِ بِمَنْزِلَة الظَّن. وَكَذَلِكَ تَقول: مَتى تقولني خَارِجا؟ . وَكَيف تقولني صانعاً؟ وَأنْشد: فَمَتَى تَقول الدَّار تجمعنا وَقَالَ الْكُمَيْت: علامَ تقوم همدانَ احتذتنا وكندةَ بالقوارِص مُجلِبينا اللَّيْث، رجل تِقْوالةٌ: منطيق. وَرجل قوّالٌ قَوَّالةٌ وَامْرَأَة قَوّالة: كَثِيرَة القَوْل. وَيُقَال: تَقول فلانٌ على بَاطِلا، أَي: قَالَ عَليّ مَا لم أكن قلتُ. وَمِنْه قَول الله جلّ وعزّ: {)) الْعَالَمِينَ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ} (الحاقة: 44) . أَبُو عُبَيْدَة عَن الْكسَائي يُقَال: أقوَلْتَني مَا لم أَقُلْ، وقوَّلتني مثله وأكلتَني وأكَّلتني مَا لم آكل، أَي: ادَّعيته عليَّ. وَقَالَ شمر: تَقول أَيْضا: قوَّلني فلانٌ حَتَّى قلت، أَي: عَلمنِي وَأَمرَنِي أَن أَقُول. وَمِنْه قَول سعيد بن الْمسيب حِين قيل لَهُ: مَا تَقول فِي عُثْمَان وَعلي؟ فَقَالَ: أَقُول فيهم مَا قولني الله. ثمَّ قَرَأَ: {الْمُفْلِحُونَ وَالَّذِينَ جَآءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإَيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِى قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} (الْحَشْر: 10) . وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: اقتالَ قولا، أَي: اجترَّ إِلَى نَفسه قولا من خير أَو شَرّ. قَالَ أَبُو عبيد: سمعتُ الْهَيْثَم بن عَدِيّ يَقُول: سمعتُ عبد الْعَزِيز بن عمر بن عبد الْعَزِيز يَقُول فِي رُقيَة النَّمْل: (العَروس تحتفل، وتَقْتال وتَكتحل، وكلَّ شَيْء تفتعل، غير أَن لَا تَعصي الرجل) . قَالَ: تقتال: تحتكم على زَوجهَا. قَالَ الْأَزْهَرِي: واقتالَ الرجلُ: إِذا احتكم، فَهُوَ مُقْتال. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: انتشرتْ لفلانٍ فِي النَّاس قالةٌ حَسَنَة أَو قالةٌ سيّئة. قَالَ: والقالة تكون بِمَعْنى قائلة، والقال بِمَعْنى قَائِل. وَقَالَ بعض الشُّعَرَاء فِي قصيدة: أَنا قالُها أَي: أَنا قَائِلهَا. قَالَ: والقالة: القولُ الفاشي فِي النَّاس. وروى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّه: (نَهَى عَن قيلٍ وَقَالَ، وَعَن إِضَاعَة المَال) . قَالَ أَبُو عبيد فِي قَوْله: نَهَى عَن قيلٍ وَقَالَ، نحوٌ وعربيةً، وَذَلِكَ أنّه جعل القال مَصدَراً؛ أَلا تَراه يَقُول: عَن قيلٍ وقالٍ. كَأَنَّهُ قَالَ: عَن قيل وقَوْل. يُقَال: قلتُ قوْلاً وقيلاً وَقَالا. قَالَ: وسمعتُ الْكسَائي يَقُول فِي قِرَاءَة عبد الله: (ذَلِك عِيسَى بن مَرْيَم قَالَ الْحق)

(مَرْيَم: 34) فَهَذَا مِن هَذَا، كَأَنَّهُ قَالَ: قولُ الْحق. وَقَالَ الْفراء: القال بِمَعْنى القَول، مِثل العَيْب والعاب. قَالَ: وقولُه: (الْحق) ، فِي هَذَا الْموضع أريدَ بِهِ اللَّهُ، كَأَنَّهُ قَالَ: قولُ الله. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن الْمفضل بن سَلمَة عَن أَبِيه عَن الْفراء: أَنه قَالَ فِي قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ونَهيه عَن قيلَ وقالَ وَكَثْرَة السُّؤَال قَالَ: فكانتا كالاسمين، وهما منصوبتان، وَلَو خُفِضتا على أَنَّهُمَا أُخرجتا من نِيَّة الْفِعْل إِلَى نِيَّة الْأَسْمَاء كَانَ صَوَابا، كَقَوْلِهِم: أعييتني من شُبْ إِلَى دُبَّ، وَمن شُبَ إِلَى دُبَ. وَقَالَ اللَّيْث: تَقول الْعَرَب: كثر فِيهِ القِيلُ والقال. وَيُقَال: إِن اشتقاقهما من كَثْرَة مَا يَقُولُونَ قَالَ وَقيل لَهُ. وَيُقَال: بل هما اسمان مشتقان من القَوْل. وَيُقَال: قيلٌ على بِنَاء فِعْلٍ، وقُيلَ على بِنَاء فُعِلَ، كِلَاهُمَا من الْوَاو، وَلَكِن الكسرة غَلَبَتْ فقلبت الْوَاو يَاء. وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: {الْمُتَكَبِّرِينَ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ إِلَى الّجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا} (الزمر: 73) . وَقَالَ غَيره: الْعَرَب تقولُ للرجل إِذا كَانَ ذَا لسانٍ طُلُق: إِنَّه لِابْنِ قولٍ وَابْن أَقْوَال. وَقَالَ الْفراء: بَنو أَسد يَقُولُونَ قَول وَقيل بِمَعْنى وَاحِد. وَأنْشد: وابتذَلتْ غَضْبَى وأمُّ الرَّحَّالْ وقُولَ لَا أهلٌ لَهُ وَلَا مالْ بِمَعْنى وَقيل. شمر عَن أبي زيد يُقَال: مَا أحسنَ قِعلك وقَوْلك، ومقالك ومقالَتك، وقالك: خَمْسَة أوجه. قلت: وسمعتُ بعض الْعَرَب يَقُول للناقة الَّتِي يُشرب لَبنهَا نصفَ النَّهَار قَيْلة، وهنَّ قَيْلاثى، للِّقاح الَّتِي يحْتلبونها وقتَ القائلة. وأنشدني أَعْرَابِي: مَا ليَ لَا أَسقي حُبَيِّباتي وهُنّ يومَ الوِرْد أمهاتي صبائحي غِبائقي قَيْلاتي أَرَادَ بحبيِّباته إبِله الَّتِي يسقيها يومَ وِردِها وَيشْرب أَلْبَانهَا، جعلهنَّ كأمَّهاته اللَّاتِي أرضعنه. وَقَالَ اللَّيْث: القَيلولة: نَومَةُ نصف النَّهَار، وَهِي القائلة: وَقد قَالَ يقيل مقيلاً. والمقيل أَيْضا: الْموضع. قَالَ: وَقَالَت قريشٌ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبل أَن فَتَح الله عَلَيْهِ الفُتوح: إِنَّا لأكرم مُقَاماً وأحسنُ مَقيلاً. فَأنْزل الله: {) أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً} (الْفرْقَان: 24) . وَقَالَ الْفراء: قَالَ بعض الْمُحدثين: يرْوى

أَنه يُفْرَغ من حِسَاب النَّاس فِي نصف ذَلِك الْيَوْم فيَقِيل أهل الْجنَّة فِي الجنّة، وَأهل النَّار فِي النَّار. فَذَلِك قَوْله تَعَالَى: {خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً} . وَقَالَ الْفراء: وَأهل الْكَلَام إِذا اجْتمع لَهُم أحمقُ وعاقل لم يستجيزوا أَن يَقُولُوا: هَذَا أَحمَق الرجلَيْن وَلَا أَعقل الرجلَيْن. وَيَقُولُونَ: لَا يَقُول هَذَا أعقلُ الرّجلين إلاَّ العاقلين يُفضَّل أَحدهمَا على صَاحبه. قَالَ الْفراء: وَقد قَالَ الله جلّ وَعز: {خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً} فَجعل أهل الْجنَّة خيرا مستقرّاً من أهل وَلَيْسَ فِي مُسْتَقر أهل النَّار شيءٌ من الْخَيْر فاعرِف ذَلِك مِن خَطائِهم. وَذكر الْمُنْذِرِيّ عَن المفضَّل بن سَلمَة أَنه قَالَ إِنَّمَا جَازَ ذَلِك لِأَنَّهُ مَوضِع، فَيُقَال: هَذَا الْموضع خيرٌ من ذَلِك الْموضع، وَإِذا كَانَت نَعْتاً لم يستقم أَن يكون نعتٌ واحدٌ لاثْنَيْنِ مُخْتَلفين. قلت: وَنَحْو ذَلِك قَالَ الزّجاج، وَقَالَ: يفرَّق بَين الْمنَازل والنُعوت. قلت: والقَيلولة عِنْد العربِ. والمَقيلُ: الاسْتِرَاحَة نصفِ النَّهَار إِذا اشتدَّ الحرّ، وَإِن لم يكن مَعَ ذَلِك نوم، وَالدَّلِيل على ذَلِك أنَّ الْجنَّة لَا نوم فِيهَا. ورُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (قِيلُوا فإنَّ الشَّياطينَ لَا تَقِيل) . وَقَالَ أَبُو زيد: تَقول: قِلْتُه البيْع قَيْلاً، وأقَلْته البيعَ إِقَالَة، وَهَذَا أحسنُ. وَقد تَقَايلا بَعْد مَا تَبايعا، أَي: تَتارَكا. أَبُو عبيد عَن أَصْحَابه، يُقَال: قِلْتُه البيعَ وأقلتُه. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: تَقَيَّلَ فلانٌ أَباه وتقيَّضه، تقيُّلاً وتَقيُّضاً: إِذا نَزع إِلَيْهِ فِي الشَّبَه. وَيُقَال: أَقال فلانٌ إِبِلَه يُقِيلها إِقَالَة: إِذا سَقَاهَا الماءَ نصف النَّهَار. وَيُقَال: قَالَ الله فلَانا عَثَرتَه: إِذا صَفح عَنهُ، وتَرك عُقُوبَته. وَفِي الحَدِيث: (أَقِيلوا ذوِي الهيئات عَثَراتهم) . ثعلبٌ عَن ابْن الأعرابيّ يُقَال: أدْخِلْ بَعيرَك السُّوقَ واقتَلْ بِهِ غيرَه، أَي: استَبدِل بِهِ. وَأنْشد: واقتلْتُ بالجِدَّةِ لَوْناً أَطْحَلا أَي: استَبْدَلْتُ. قَالَ الْأَزْهَرِي: والمُقايلةُ والمقايَضَةُ: المبادَلة، يُقَال: قايَضَهُ وقايَله: إِذا بادَله. وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: الْعَرَب تَقول: قَالُوا بزيد، أَي: قَتَلُوهُ. وقُلنا بِهِ، أَي: قَتَلْنَاهُ. وَأنْشد: نحنُ ضَرَبناه على نِطابه قُلنا بِهِ قُلْنا بِهِ قُلْنا بِهْ

أَي: قتلْناه. والنِّطَاب: حَبْلَ العاتق، والقَيلة: الأُدرة. وَفِي الحَدِيث: (سُبْحَانَ مَن تَعَطَّفَ بالعِزِّ وَقَالَ بِهِ) تعطَّف بالْعزّ، أَي: اشْتَمَل بالعزّ وغَلب بِهِ كلَّ عَزِيز. وَأَصله من القَيْل المَلِك الَّذِي يَنفُذ قولُه فِيمَا يُرِيد. وَالله أعلم. والقِيلَة: الأُدْرة. وَيُقَال للَّذي بِهِ أُدرة: القِيليط والآدَر. ليق: أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي، يُقَال: فلانٌ يَلِيقُ بِيَدِهِ مَالا وَلَا يَلِيق مَالا وَلَا يَليق بِبَلد وَلَا يليقُ بِهِ بلد. قَالَ: والالتياق: لُزُوم الشَّيْء للشَّيْء. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: أَلقتُ الدَّواةَ إلاقةَ، ولِقْتُها لَيْقاً، والأَولى أعرَب. وَيُقَال: هَذَا الْأَمر لَا يَليقُ بك، أَي: لَا يَزكو بك، فَإِذا كَانَ مَعْنَاهُ لَا يَعْلَق قيل: لَا يَلْبَقُ بك. قَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: يُقَال: أَلْقَتُ الدّواة فَهِيَ مُلاقة. روَاه ثعلبٌ عَنهُ. قَالَ ثَعْلَب: وَحكى بعضُ أَصْحَابنَا عَن أبي زيد: لِقْتُ الدوَاةَ فَهِيَ مَليقة، ولُقْتها فَهِيَ مَلوقة. رَوَاهُ المنذريّ عَن أَحْمد بن يحيى عَنهُ. قَالَ أَبُو الْعِيَال يصف السَّيف: خِضَمّ لم يُلِقْ شَيْئا كأنَّ حُسامَه اللَّهَبُ لم يُلِق شَيْئا إلاّ قطعَه حسامه. يُقَال: مَا ألاقَني، أَي: مَا حَبَسَنِي، أَي: لَا يحبس شَيْئا. قَالَ: واللِّيق شيءٌ يُجعل فِي دَوَاء الكحْل القِطعة مِنْهَا لِيقة. قَالَ: واللِّيقة: ليقة الدَّوَاة، وَهِي مَا اجتَمَع فِي وَقْبَتها مِن سوادها بِمَائِهَا. أَبُو عبيدٍ عَن أَبي عُبَيْدَة: لِقْتُ الدَّوَاةَ وأَلَقْتُها حَتَّى لاقَتْ، فَهِيَ لَائِق. وَيُقَال: مَا أَلْقَت بعْدك بأَرْضٍ، أَي: مَا ثبتّ وفلانٌ مَا يُليق شَيْئا من سخائه، أَي: مَا يُمسك. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: مَا لاقتني الْبَصْرَة، أَي: مَا ثبتُّ بهَا. قَالَ: وَقَالَ الأمويّ: يُقَال للْمَرْأَة، إِذا لم تَحْظَ عِنْد زَوجهَا. مَا لاقتْ عِنْد زَوجهَا وَلَا عاقَت، أَي: لم تَلصق بِقَلْبِه. وَمِنْه لاقَت الدواةُ، أَي: لَصِقَتْ، وألَقْتُها أَنا أُليقها. قلت: وَالْعرب تَقول: هَذَا الْأَمر لَا يَليق بك. فَمن قَالَ لَا يَليقُ بك فَمَعْنَاه لَا يَحسُن بك حَتَّى يلصَق بك. ومَن قَالَ: لَا يَلْبَق بك فَمَعْنَاه أنّه لَيْسَ بوَفْقٍ لَك، وَمِنْه تلبيق الثَّرِيد بالسَّمن: إِذا رُوِّغ بالسَّمن.

وَفِي حَدِيث عُبَادة بن الصَّامِت أَنه قَال: لَا آكل إلاّ مَا لُوِّق لي. قَالَ أَبُو عبيدٍ: هُوَ مأْخوذٌ من اللُّوقة وَهِي الزُّبدة فِي قَول الفرّاء والكسائيّ. وَقَالَ ابْن الكلبيّ: هُوَ الزُّبْد بالرُّطب. وَفِيه لُغتان: لُوقة وألُوقة. وَأنْشد لرجُلٍ من عُذْرة: وإنِّي لمَن سالَمتُمُ لألُوقةٌ وَإِنِّي لِمَنْ عاديْتُمْ سَمُّ أَسْوَدِ وَقَالَ آخر: حديثُكَ أشهى عندنَا من أَلُوقةٍ تعَجَّلَها ظَمْآنُ شَهْوَانُ للطُّعْمِ قَالَ: وَالَّذِي أَرَادَ عُبادة بقوله: (لُوِّقَ لي) ، أَي: لُيِّنَ لي من الطّعام حَتَّى يَكونَ كالزُّبد فِي لينه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: اللَّوقة: الرُّطَب بالسَّمْن. وَقَالَ اللَّيْث: الألْوَقُ: الأحمق فِي الْكَلَام بيِّنِ اللَّوَق. أَبُو زيد: هُوَ صَيْقٌ لَيْق، وصيِّق لَيِّق. وَقد التاقَ فلانٌ بفلان: إِذا صافاه كأَنه لَزِق بِهِ. واللِّيقَةُ: الطِّينة اللَّزِجة يُرْمَى بهَا الحائطُ فتلزق بِهِ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: اللَّوْق: كلُّ شيءٍ ليِّن من طعامٍ أَو غيرِه. واللُّوق: جمعُ لُوقة، وَهِي الزُّبدةُ بالرُّطب. ولق: قَالَ الفرّاء: رُوِيَ عَن عَائِشَة أَنَّهَا قرأَتْ قولَ الله عزَّ وجلَّ: (إِذْ تَلِقُونه بأَلْسنَتِكم) (النُّور: 15) . قَالَ الفرّاء: وَهُوَ الوَلْق فِي السَّيْر، والوَلْق فِي الْكَذِب بمنزلةٍ، إِذا استمرَّ فِي السّير وَالْكذب. وَأنْشد الْفراء: إنَّ الجَلِيدَ زَلِقٌ وزُمَّلِقْ جاءَتْ بِهِ عَنْسٌ من الشَّام تَلِقْ قَالَ: وَيُقَال فِي الولْق من الْكَذِب هُوَ الألْق والإلْق. وفعَلْتُ مِنْهُ أَلَقْت فَأنْتم تألِقُونه. وأنشدني بَعضهم: مَن ليَ بالمُزَرَّرِ التِلامِق صاحبِ إدْهانٍ وإِلْقِ آلِقِ أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: أَخَفُّ الطَّعْنِ الولْق. وَأَخْبرنِي المنذريُّ، عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالُوا: الولْق: إسْرَاعُك بالشَّيْء فِي أثر الشَّيْء، مثلَ: عَدْوٍ فِي أَثَرِ عَدْوٍ، وكلامٍ فِي أثَرِ كلامٍ. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: أحينَ بلغْتُ الأربعينَ وأحْصِيَتْ عَلَيَّ إِذا لم يَعْفُ ربِّي ذُنُوبُها

يُصَبِّبنا حَتَّى تَرِفَّ قلوبُنا أُوالق مِخْلافُ العِداتِ كذوبُها قَالَ: أوَالِق مِن أَلْق الْكَلَام، وَهُوَ مُتابعتُه. وَقَالَ اللَّيْث فِي قَوْله: (إذْ تَلِقُونه) ، أَي: تُدَبِّرونه. وفلانٌ يَلقُ الكلامَ، أَي: يُدَبِّرُه. قلت: لَا أدْرِي تدبِّرونه أَو تُدِيرُونه. قَالَ: والوَليقةُ تُتَّخَذ من دَقيقٍ وسَمْن ولبَن. وَقَالَ ابْن دُرَيد فِي الوَليقة مِثله. وَأرَاهُ أَخذَه من (كتَاب اللَّيْث) ، وَلَا أَعْرِفُ الوليقةَ لغَيْرِهِمَا. ألق: قَالَ أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر، قَالَ: رجلٌ مَألوقٌ ومُؤَوْلَق، عَلَى مِثال مُعَوْلَق، من الأوْلق. وَأنْشد أَبُو عُبَيدة فِيمَا روى الرياشي عَنهُ: كَأَنَّمَا بِي منْ أَراني أوْلَقُ قَالَ: والأولق: الْجُنُون. وَأنْشد ابنُ الْأَعرَابِي: شمَرْدَلٍ غير هُراءٍ مِئلقِ قَالَ: المئلق من المألوق، وَهُوَ الأحمق أَو الْمَعْتُوه. أَبُو زيد: ألق الرجُلُ يُؤلق أَلْقاً، فَهُوَ مألوق: إِذا أخذَه الأولَق. وَقَالَ اللَّيْث: الإلقة يُوصف بهَا السّعلاة والذئبةُ والمرأةُ الجريئة، لخبثهنّ. وَفِي الحَدِيث: (اللهمَّ إنَّا نَعُوذ بك من الألسن الألْق) . قَالَ أَبُو عبيد: لَا أَحْسبهُ أَراد بالألق إلاّ الأوْلق، وَهُوَ الْجُنُون. وَأنشد: ألمَّ بهَا مِن طائف الجنّ أوْلقُ قَالَ: وَيجوز أَن يكون أَرَادَ بالأْلْق الوَلْق، وَهُوَ الْكَذِب. وَقَالَ غَيره: بَرْقٌ إلاقٌ: لَا مطرَ فِيهِ، كأنّه كذوب. قَالَ الجعديّ: فَجَعل الكَذُوبَ إلاَقاً: ولستُ بِذِي مَلَقٍ كاذبٍ إلاقٍ كبَرْقٍ من الخُلَّب وَيُقَال: ائتلقَ البرقُ يأتلقُ إتلاقاً: إِذا أَضَاء. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: بِهِ أُلاَق وأُلاس، من الأوْلَق والأَلْس، وَهُوَ الْجُنُون. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال للذئب سِلْق وإلْق. قَالَ: والألقُ: الكَذِب. وَقل: قَالَ أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الوَقْل: شجر واحدته وَقْلة. وسمعتُ غير واحدٍ من أَعْرَاب بني كلاب يَقُول: الوَقل ثَمَر المُقْل. ودلَّ على صحَّة مَا سمعتُ قولَ الجعديّ: وكأنّ عيرهُم تُحَثُّ غُديَّةً دَوْمٌ تَنُوءُ بِناعمِ الأوْقالِ فالدَّوْم: شجر المُقْل، وأوقاله: ثمَرُه.

باب القاف والنون

وَقَالَ الْفراء: أَنْشدني المفضّلُ: لم يَمنَع الشِرّب مِنْهَا غيرَ أنْ هَتَفَتْ حَمامةٌ مِن سَحوق ذَات أوقالِ والسَّحوق: مَا طَال من الدَّوْم، وأوقالُه: ثِمارُه. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: وَقَل فِي الجَبل يَقِلُ وُقولاً، وتَوَقَّلَ تَوَقُلاً: إِذا صَعِد فِيهِ. وَقَالَ اللحيانيّ: وَعِلٌ وَقِلٌ ووَقُلٌ، وَقد وَقَل فِي الْجَبَل يَقِل. وَقَالَ اللَّيْث: الواقل: الصاعد بَين حُزُونة الْجبَال. والوَقْل: الْحِجَارَة. يلق: يُقَال: أَبيض يَلَق ولَهَق ويَقَق، بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ أَبُو سعيد: المقلة ثمَّ حبُّها الَّذِي يجنى ثمَّ يسف. فالوقلة الْيَابِسَة الَّتِي فِي جوفها لَا تُؤْكَل. (بَاب الْقَاف وَالنُّون) ق ن (وايء) قِنَا، قين، وقن، نُوق، نيق، نقا، أنق، أقن، (قنأ، يقن) . قِنَا: قَالَ الله جلّ وَعز: {قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ} (الْأَنْعَام: 99) . أَبُو عبيدٍ عَن الأصمعيّ: القِنْو: الَّذِي يُقَال لَهُ الكِباسة وَهُوَ القَنا أَيْضا مَقْصُور. قَالَ: ومَن قَالَ قِنْو فإنّه يَقُول للاثنين قِنوانِ بِالْكَسْرِ، وللجميع قُنْوانٌ بِالضَّمِّ والتنوين، ومِثْله صنوٌ وصِنْوانِ وصنوانٌ للْجَمِيع. قَالَ: ومَن قَالَ هَذَا قَناً جَمعَه أقناءً. وَقَالَ الزّجاج فِي قَوْله: {قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ} ، أَي: قريبَة المتناوَل. حَدثنَا عُرْوَة عَن يحيى بن حَكِيم عَن يحيى بن سعيد عَن عبد الحميد بن جَعْفَر عَن صَالح عَن أبي عريب عَن كثير بن مرّة الْحَضْرَمِيّ عَن عَوْف بن مَالك الْأَشْجَعِيّ، قَالَ: خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد علّق رَجلٌ قِنَا حَشَفٍ وَفِي يَده عَصا فَجعل يطعن بِيَدِهِ فِي ذَلِك القنو وَقَالَ: (لَو شَاءَ ربُّ هَذِه الصَّدَقَة قد تصدَّق بأطيب مِنْهَا) ، هَكَذَا رَوَاهُ قِنا بِكَسْر الْقَاف، وَأرَاهُ قَنا. وَقَالَ جلّ وعزَّ: {) الاُْخْرَى وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى} (النَّجْم: 48) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: قيل فِي أقْنى قَولَانِ: أَحدهمَا: أقْنَى: أرْضَى، وَالْآخر: جُعِل الغِنى أصلا لصَاحبه ثَابتا. ومِن هَذَا قولُك: اقتنَيْتُ كَذَا وَكَذَا، أَي: عَمِلتُ على أنّه يكون عِنْدِي لَا أخرجه مِن يَدي. وَقَالَ الْفراء: أقنَى: رَضَّى الفقيرَ بِمَا أغناه بِهِ. وأقنَى مِن القِنْية والنَّشَب. وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: أَقْنَى: أعطَاهُ مَا يدَّخره بعدَ الكِفاية. وَقَالَ الكسائيّ: أقْنَى واستَقْنَى وقَنَا وقَنَّى: إِذا حَفِظ حياءَه ولَزِمه. وَقَالَ غَيره: قنيتُ الْحيَاء، أَي: لزِمتُه.

وَقَالَ ابْن شُمَيْل: قَنَاني الحياءُ أنْ أفعلَ كَذَا، أَي: رَدَّني ووَعظني، وَهُوَ يَقْنيني. وَأنْشد: وإنِّي لَيَقْنيني حياؤكِ كلّما لقيتُكِ يَوْمًا أَن أبثكِ مَا بيا قَالَ: وَقد قَنِيَ الحياءَ: إِذا استَحْيا. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: قَنا الإنسانُ يَقْنو غَنماً وشيئاً قَنْواً وقُنواناً، والمصدَرُ القِنانِ والقُنْيان. وَيُقَال: اقتَنَى يقتَنِي اقتناءً، وَهُوَ أَن يَتَّخِذهُ لنَفسِهِ لَا للْبيع. يُقَال: هَذِه قِنْية، واتَّخذَها قِنيةً للنَّسْل لَا للتِّجَارَة. وَأنْشد: وإنَّ قنَاتي إِن سألتَ وأسرتي مِن النَّاس قومٌ يقْتَنون المُزَنما وغَنمُ قِنْية ومالٌ قِنْيان: اتخذتَه لنَفسك. قَالَ: وَمِنْه قَنِيتُ حيائي، أَي: لزمْتُه. وَأنْشد: فاقْنَى حياءَكِ لَا أبالَكِ واعْلَمي أنّي امرؤٌ سأموتُ إِن لم أُقْتَلِ قَالَ: وَقيل: قَنيتُ بِهِ، أَي: رَضيتُ بِهِ، واقتنَيْتُ لنَفْسي مَالا، أَي: جعلتُه قِنْيةً ارتَضَيت. وَقَالَ فِي قَول المتلمس: أَلقيته بالثِّنْي من جَنْب كَافِر كَذَلِك أَقْنُو كلَّ قِطِّ مُضَلِّل إِنَّه بِمَعْنى أرضَى. وَقَالَ غَيره: أقْنو، أَي: أَلْزَم وأحفَظ. وَقيل: أقنو: أجزي. وَيُقَال: لأقنونّك قِناوتَك، أَي: لأجزيّنك جزاءك. وَيُقَال: قنوتُ المَال، أَي: اتخذته أَصلاً. قَالَ: والمَقْنُوة خَفِيفَة، من الظلّ: حَيْثُ لَا تُصيبه الشَّمْس فِي الشتَاء. الحرانيّ عَن ابْن السكّيت عَن أبي عَمْرو: المَقْنأة والمَقْنُؤة: الْمَكَان الَّذِي لَا تَطلُع عَلَيْهِ الشمْس. وَقَالَ غير أبي عَمْرو: مقناة ومَقنُوَة بِغَيْر همز. وَقَالَ الطرماح: فَجَمعها مَقانيَ غير مَهْمُوزَة: فِي مَقاني أقَنٍ بَينهَا عُرّة الطَّيْر كصَوْم النَّعامْ وَقَالَ قيس بن العَيزارة الهذليّ: بِمَا هِيَ مقناةٌ أنيقٌ نباتها مرَبٌّ فتهواها المَخاض النوازع قَالَ: مَعْنَاهُ: أَي هِيَ مُوَافقَة لكل من نزلها، من قَوْله: مقاناة الْبيَاض بصفرة أَي: يُوَافق بياضها صفرتَها. قَالَ الْأَصْمَعِي: ولغة هُذَيْل مفناة، بِالْفَاءِ، وَقيل المَقناة مثل المرَبّ تحفظ الندى فترمه من قَنوتُ المَال: إِذا اتخذته أصلا. وَقَالَ الشَّاعِر يصف حميراً جزأت بالرطب إِلَى أَن هاجه المقاني:

أخلقتهن اللواتي الألى بالمقاني بعد حسن اعتمام أَي: الرياض اللواتي فِي المقاني. وَقَالَ الْفراء: أهل الْحجاز يَقُولُونَ: قِنْوان وَقيسٌ قُنوان، وَتَمِيم وضَبّة قُنْيان. وَأنْشد: ومالَ بقُنْيانٍ من البُسر أحمَرا قَالَ: ويجتمعون فَيَقُولُونَ: قِنْو وقُنو، وَلا يَقُولُونَ قِنى. قَالَ: وكلبٌ تَقول قِنيان. وَقَالَ اللَّيْث: القَناة أَلفُها وَاو، والجميع قَنوَات وقَناً. وَرجل قَنَّاءُ ومُقنٍ، أَي: صَاحب قَناً. وَأنْشد: عَضّ الثَقافِ خُرُصَ المُقنِّي قلت: القَناة من الرِّماح مَا كَانَ ذَا أنابيبَ كالقَصَب، وَلذَلِك قيل للكظائم الَّتِي تجْرِي تَحت الأَرْض قَنوات، واحدتها قَناة، وَيُقَال لمجاري مَائِهَا قصَب، تَشْبِيها بالقصَب الأجوف. اللَّيْث: القَنا مَقْصُور: مصدَر الأَقنَى من الأنوف، والجميع القُنْو، وَهُوَ ارتفاعٌ فِي أَعْلَاهُ بَين القَصَبة والمارِن من غير قُبح، وفَرَسٌ أقْنى إِذا كَانَ نحوَ ذَلِك. والبازي والصَّقْر وَنَحْوه أقْنى، أَي: فِي مِنقاره حُجْنة. وَأنْشد: مِن الطير أَقْنى ينفُضُ الطَّلَّ أَزرقُ والفِعل قَنِيَ يَقْني قِناً. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: القَنَا: نُتُوٌّ فِي وسَطَ قَصَبة الْأنف، وإشرافٌ وضيقٌ فِي المِنْخرين. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: القَنا فِي الْخَيل: احديدابٌ فِي الْأنف، يكون فِي الهجن. وَأنْشد: لَيْسَ بأقنى وَلَا أسْفي وَلَا سَغِلِ يُسقَى دَوَاء قَفيِّ السكن مَرْبوبِ أَبُو بكر: قَوْلهم: فلَان صُلب الْقَنَاة، وَمَعْنَاهُ: صُلب الْقَامَة. والقناة عِنْد الْعَرَب الْقَامَة. وَأنْشد: سباط البنان والعرانين والقنا لطاف الخصور فِي تَمام وإكمال أَرَادَ بالقنا القامات. قَالَ: وكل خَشَبَة عِنْد الْعَرَب قناة وعصا. وَالرمْح عَصا. وَأنْشد قَول الْأسود بن يعفر: وَقَالُوا شريسُ قلت يَكْفِي شريسَكم سنانٌ كنبراس النِّهامي مفتَّقُ نمتْه الْعَصَا ثمَّ اسْتمرّ كأَنه شهابٌ يكفَّيْ قابس يتحرقُ نمته: رفعته، يَعْنِي السنان. والنهامي فِي قَول ابْن الْأَعرَابِي: الراهب. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ النَّجَّار. وَيُقَال: قناة

وقناً ثمَّ قنى جمع الْجمع. كَمَا يُقَال: دلاة ودلا، ثمَّ دِليّ ودُليّ جمع الْجمع. وَقَالَ ابْن السكِّيت: مَا يُقانيني هَذَا الشَّيْء وَمَا يُقاميني، أَي: مَا يوافقُني. وَقَالَ الأصمعيّ: قانيْتُ الشَّيْء: خَلَطته. وكلُّ شَيْء خَلَطته فقد قانيته. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم فِي قَوْله: كبِكر المُقاناة البياضَ بصُفْرةٍ قَالَ: أَرَادَ كالبكر المقاناة بصفرة، أَي: خُلط بياضها بصُفْرة، فَكَانَت صفراء بَيْضَاء، فَترك الْألف وَاللَّام من البِكْر، وأضافَ البِكْرَ إِلَى نعْتِها. وَقَالَ غير أبي الْهَيْثَم: أَرَادَ كبِكر الصَّدَفة المُقاناة البياضَ بصُفْرة، لِأَن فِي الصَّدَفة لونَيْن من بَيَاض وصُفْرة، أَضافَ الدَّرةَ إِلَيْهَا. وَقَالَ أَبُو عبيد: المُقاناة فِي النَّسْج: خيطٌ أَبيض وخيطٌ أَسوَد. وَقَالَ ابْن بُزُرْج: المُقاناة: خَلْط الصُوف بالوَبَر أَو بالشَّعر من الغَزْل، يؤلَّف بَين ذَلِك ثمَّ يُبرَم. وَقَالَ اللَّيْث: المُقاناة: إشرابُ لونٍ بلَوْنٍ يُقَال: قُونِيَ هَذَا بذاكَ، أَي أُشرِب أَحدهمَا بِالْآخرِ. وَقَالَ غَيره: قانَى لَك عيشٌ ناعِمٌ، أَي: دامَ. وَأنْشد: قانَى لَهُ بالقَيظ ظِلٌّ بَارِد ونَصِيٌّ باعِجَة ومَحْضٌ مُنْقَعُ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: القُنَا: ادِّخار المَال. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: سَمِعت الحُصَينيّ يَقُول: همْ لَا يُقانُون مَا لَهم وَلَا يفانونَه بِالْقَافِ وَالْفَاء، أَي: مَا يقومُونَ عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: تقنّى فلانٌ: إِذا اكْتفى بنَفَقَته ثمَّ فَضَلتْ فَضْلةٌ فادَّخَرها، يُقاني هَذَا، أَي: يوافقُه. يُقَال: قنوته أقنوه قناوةً: إِذا جزيته، وَمِنْه قَول المتلمس: ألقيتها بالثِّني من جنب كَافِر كَذَلِك أَقْنو كلَّ قِطَ مضلّل أقنو: أجزي وأكافىء. يُقَال: لأقنونّك قناوتك، ولأمنونّك مناوتك، كَقَوْلِك: لأجزَيَّنك جزاءك. قَالَه خَالِد بن زيد. قنأ: أَبُو عبيد: أَحْمَر قانىء، وَقد قنأ يقنأ. أَبُو زيد: قَنأَتْ أطرافُ الْمَرْأَة قُنوءاً بالحنَّاء: إِذا احمرَّت احمراراً شَدِيدا. وقرأت للمؤرِّج: يُقَال: ضربتُه حتَّى قَنِىءَ يَقنأ قُنُوءاً: إِذا مَاتَ. وقَنَأه فلانٌ يَقْنَؤُه قَنَئاً وأقْنأَتُ الرَّجُلَ إقناءاً: حملتَه على القتْل. نقا: قَالَ اللَّيْث: النِّقْوُ: كلُّ عَظْم من قَصَب الْيَدَيْنِ والرِّجلين نِقْوٌ على حِياله، والجميع الأنقاء.

أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الأنقاء: كلُّ عَظْم ذِي مُخّ، وَهِي القَصَب. وَقَالَ غَيره: وَاحِدهَا نِقْي ونِقْوٌ. ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ أَحْمَر كالنَّكَعة، وَهِي ثَمَرَة النُّقاوى، وَهُوَ نبت أَحْمَر. وَأنْشد: إِلَيْكُم لَا نَكون لكم خلاةً وَلَا نكَعُ النُّقاوَى إذْ أحالا قَالَ ثَعْلَب: النُّقاوى: ضرب من النبت، وَجمعه نقاويات، وَاحِدهَا نُقاوةٌ ونُقاوَى. وَقَالَ اللِّحياني: يُقَال: أخذتُ نُقاوَتَه ونُقايَتَه، أَي: أفضَلَه، وَجمع النُّقاوة نُقَاوَى ونُقاء، وَجمع النُّقاية نَقَايَا ونُقاء مَمْدُود. والنُّقاوى: نبتٌ بِعينه لَهُ زَهْر أَحْمَر. وَقَالَ اللَّيْث: رجلٌ أنْقَى: دَقِيق عَظْم الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ والفَخِذ، وامرأةٌ نَقْوَاء. وفَخِذٌ نَقْواء: دقيقة القصَب نَحيفة الجِسم قليلةُ اللَّحْم فِي طُول. قَالَ: النِّقْي: شحمُ العِظام، وشحم العَيْن من السِّمن. وناقة مُنْقِية ونُوقٌ مَناقٍ. وَقَالَ الراجز: لَا يَشتَكين عَمَلاً مَا أنْقَيْن مَا دامَ مُخٌّ فِي سُلامَى أَو عَيْن وَيُقَال: نقَوْتُ العَظْم ونَقيْتُه: إِذا استخرجتَ النِّقِيَ مِنْهُ. والنُّقاوَة: أفضَل مَا انتقيتَ من الشَّيْء. والنَّقاوَة مصدر الشَّيْء النَقِيّ. تَقول: نَقِيَ يَنْقَى نَقاوَة، وَأَنا أنقيتُه إنقاءً. والانتقاء: تجوُّدُه. وانتقيتُ الْعظم: إِذا أخرجتَ نِقيه، أَي: مخّه. وانْتقيت الشَّيْء: إِذا أخذتَ خِيَاره. أَبُو عبيد عَن أبي مُحَمَّد الْأمَوِي: النَّقاة: مَا يُلقَى فِي الطَّعَام ويُرمي بِهِ. قَالَ: سمعتُه من ابْن قَطَريّ قَالَ: والنُّقاوة خِيارُه. ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي فِي النَّقاة مِثلَه، وَكَذَلِكَ فِي النُّقاوة. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زِيَاد: النُّقاة والنُّقاية: الرَّدِيء. قَالَ: والنُّقاوة: الْجيد. أَخْبرنِي بذلك الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَقَالَ اللَّيْث: النَّقاء مَمْدُود: مصدر النَّقيّ، والنقَا مَقْصورٌ من كُثْبان الرَمْل، ونَقَوانِ، وأنقاءٌ للْجَمِيع. وَيُقَال لجَمع الشَّيْء النَّقيّ أَنقاء. وَفِي الحَدِيث: (يُحْشَر الناسُ على أَرض بيضاءُ كقُرصة النّقِيّ) . قَالَ أَبو عبيد: النَّقِيُّ: الحُوَّارَى، وأَنشد لطرفة: نُطعِم النّاسَ إِذا مَا أَمْحَلُوا مِنْ نَقِيَ فوقَه أُدُمُهْ وَيُقَال للحُلَكَة، وَهِي دويْبَةٌ تسكن الرّمْل كَأَنَّهَا سَمَكة مَلساءُ فِيهَا بَياضٌ وحُمْرة:

شحمة النَّقا. وَيُقَال لَهَا بَنَات النَّقا. وَقَالَ ذُو الرمَّة وشبَّه بنانَ العَذارَى بهَا: بناتُ النُّقَا تَخفَى مِراراً وتَظهَرُ ويُجمَع نقَا الرملِ نُقياناً، وَهَذِه نقاةٌ من الرَّمل، للكثيب الْمُجْتَمع الْأَبْيَض الَّذِي لَا يُنبت شَيْئا. وَفِي حَدِيث أم زرع: (لَا سَهْلٌ فيُرْتَقى، وَلَا سَمِين فيُنتَقَى) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْكسَائي: يُقَال: نَقَوْتُ العَظْم ونَقيْتُه: إِذا استخرجْتَ النِقْيَ مِنْهُ. قَالَ: وَكلهمْ يَقُول: انتقيتُه. وقولُها: (وَلَا سَمينٌ فيُنتَقَى) ، أَي: لَيْسَ لَهُ نِقْيٌ. وَقَالَ أَبو تُرَاب: سمعتُ الحُصَيْني يَقُول: سمعتُ نَغْيَة حَقَ ونَقْيَة حَقٍ، أَي: كلمةَ حقّ. قين قون: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: قانَ الحَدَّادُ الحديدَ يَقِينُه قَيْناً: إِذا سَوَّاه. وَقال اللَّيْث: القَيْن: الحَدّاد، وَجمعُه قيون. وَقال غَيره: كلُّ عامِلٍ بالحَديد عِنْد الْعَرَب قَيْن. وَقال اللَّيْث: القَيْن وَالقيُنَة: العَبْد والأَمَة. قَالَ زُهَيْر: رَدَّ القِيانُ جِمال الحَيِّ فاحتَمَلوا أَراد بالقِيان الْإِمَاء، أَنَّهُنَّ رَدَدْن يَوْم الظَّعْن الجِمالَ إِلَى الدّرّ لَشَدِّ أَقتابِها عَلَيْهَا. وَقال اللَّيْث: عَوَام النَّاس يَقُولُونَ: القَيْنة: المغنّية. قلت: إنّما قيل للمغنّية قَينَةً: إِذا كَانَ الغِناءُ لَهَا صناعَة، وَذَلِكَ مِن عَمَل الْإِمَاء دُونَ الحَرائر. وَقَالَ اللَّيْث: ربَّما قَالَت الْعَرَب للرجل المتزيِّن باللباس قَيْنةٌ، إِذا كَانَ الغِناء صناعَة لَهُ أَو لم يكن؛ وَهِي كلمةٌ هُذلّيّة. والتقيُّن: التزيُّن بألوان الزِّينَة. قَالَ: واقتانت الروضةُ: إِذا ازدانت بألوان زَهْرتِها. وَأنْشد: كَمَا اقتان بالنَّبْت العِهَادُ المُحَوَّفُ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: القَيْنة: الفِقْرة من اللَّحْم. والقَيْنة: الماشطة. والقَيْنَة: المغنّيَّة. والقَيْنة: الْجَارِيَة تخدُم حَسْبُ. أَبُو عبيد أبي عَمْرو: اقتانَ النَّبْت اقتياناً: إِذا حَسُن. وَمِنْه قِيل للْمَرْأَة مُقَيِّنَة، أَي: أنَّها تزيِّن العَرائسَ. قلتُ: وَيُقَال للماشطة مقيِّنةٌ لتزيينها النِّساء. وَقَالَ اللحياني: يُقَال: قانني الله على حبّه يَوْم قانني، وطانني الله على حبّه يَوْم طانني، وطواني على حبّه يَوْم طواني، أَي: خلقني على حبه، يقينني ويطينني. قَالَ أَبُو بكر: قَوْلهم: فُلَانَة قينة، قَالَ: الْقَيْنَة مَعْنَاهَا فِي كَلَام الْعَرَب الصانعة. والقين: الصَّانِع؛ قَالَ خبّاب بن الأرتّ: كنت قينا فِي الجاهليّة، أَي: صانعاً.

والقينة: هِيَ الأَمة صانعةً كَانَت أَو غير صانعة. وَقَوله: رد القيانُ جِمالِ الحيّ العبيدُ وَالْإِمَاء. ابْن السّكيت: قلت لعُمارة: إنَّ بعض الروَاة زعم أنّ كلّ عَامل بالحديد قيْن فَقَالَ: كذب إِنَّمَا القينُ الَّذِي يعْمل الحديدَ وَيعْمل بالكِير وَلَا يقالُ للصائغ قَيْنٌ وَلَا للنّجّار قَيْن. وَبَنُو أَسد يُقَال لَهُم: القُيُون، لأنَّ أوَّل من عَمِلَ الحَدِيدَ بالبادية الْهَالِك بن أسَد بن خُزَيمة. ومِن أمثالهم: (إِذا سَمِعتَ بسُرَى القَيْن فإِنَّه مصبِّح) . قَالَ أَبُو عبيد: يُضرب للرجُل يُعرَف بِالْكَذِبِ حتّى يُرَدَّ صِدقُه. قَالَ الأصمعيّ: وأَصله أَنَّ القَيْن بالبادية يتنقَّل فِي مِيَاههمْ فيُقيم بالموضع أيّاماً. فيكسُد عَلَيْهِ عملُه، فَيَقُول لأهل المَاء: إنِّي راحلٌ عَنْكُم الليلةَ وَإِن لم يُردْ ذَلِك، ولكنّه يُشيعُه ليستعمله مَن يُرِيد استعمالَه. فكَثُر ذَلِك مِن قَوْله حتّى صَار لَا يصدَّق. وَقَالَ أَوْس بن حَجَر: بَكَرتْ أُميّةُ غُدْوَةً برَهِينِ خانتكَ إنَّ القينَ غيرُ أمينِ والقانُ: شجرةٌ تنبُتُ فِي جبال تِهامة. وَقَالَ سَاعِدَة: يَأوي إِلَى مشمخَّراتٍ مصعِّدة شُمَ بهنّ فُروع القانِ والنَّشَم أَبُو عُبَيْدَة: القَيْنان مِن يَدِي الفَرَس: موضِعَا القَيْد. قَالَ ذُو الرمّة: دَانَى لَهُ القَيدُ فِي ديمومةٍ قَذَفٍ قَيْنَيْه وانحسرتْ عَنهُ الأناعيمُ وَقَالَ اللَّيْث: القَيْنانِ: الوَظيفان لكلِّ ذِي أَربع. ثعلبٌ عَن ابْن الأعرابيّ: القَوْنة: الْقطعَة من الْحَدِيد أَو الصُّفْر يُرْفع بهَا الْإِنَاء. وَقَالَ اللَّيْث: قَوْن وقُوَيْن: موضعان. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: التقَوّن: التعدّي بِاللِّسَانِ، وَهُوَ الْمَدْح التَّامّ. نُوق نيق: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: النَّوَقة: الَّذين يُنْقُّون الشَّحْم مِن اللَّحْم لليَهود، وهم أمَناؤهم. وَأنْشد: مُخّةُ ساقٍ بأيادِي ناقِي قلت: وَهَذَا مقلوب. قَالَ ابْن الأعرابيّ: والنَّوْقَة: الحَذَاقة فِي كل شَيْء. قَالَ: والمنَوَّق: المذلَّل من كلِّ شَيْء، حتّى الْفَاكِهَة إِذا قُرِّبتْ قُطوفُها لآكلها فقد ذُلِّلتْ. الفَرّاء عَن الدُّبَيْريّة أنّها قَالَت: تَقول للجَمَل المليَّن: المُنَوَّق. وَقَالَ الأصمعيَّ: المنوَّق من النَّخل الملقَّح. والمنوَّق مِن العُذَوق: المُنَقَى. المُنَوَّق: المصَفَّف، وَهُوَ المُطَرَّق والمُسَكَّك. وَقَالَ اللَّيْث: النِّيق: حرفٌ مِن حُرُوف

الجَبَل. وَقَالَ أَبُو عبيد: النِّيق: الطَّوِيل من الْجبَال. وَقَالَ اللَّيْث: النِّيقَة مِن التنوُّق، تَنَوَّقَ فلانٌ فِي مَطعَمِه ومَلبَسه وأمُورِه: إِذا تَجوّدَ وبالَغ. وتنيَّقَ لغةٌ. والناقة جمعُها نُوق ونِياق، والعَددُ أيْنُق وأيانِق على قلب أنُوق. وَأنْشد: خيَّبكنَّ اللَّهُ مِن نِياقِ إنْ لم تُنجِّين مِن الوَثاقِ قَالَ: والنَّاقُ: شبه مَشَقِّ بَين ضَرّة الْإِبْهَام وأصل أَلْية الْخِنْصِر مستقبلٌ بطنَ الساعِد بلِزْق الرَّاحَة. وَكَذَلِكَ كلُّ موضعٍ مثل ذَلِك فِي بَاطِن الْمرْفق، وَفِي أصل العُصْعُص النَّاقُ. وَنَحْو ذَلِك قَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِي الناق رَوَاهُ ثعلبٌ عَنهُ. قَالَ: وَيُقَال: نُقْ نُقْ: إِذا أمرتَه بتمييز الشّحْم من اللَّحْم. أنق: أَبُو زيد: أنِقْتُ الشيءَ أَنَقاً: إِذا أحْببتَه. وَقَالَ اللَّيْث: الأنَقْ: الْإِعْجَاب بالشَّيْء. تَقول: أَنِقْتُ بِهِ، وَأَنا آنَقُ بِهِ أَنَقاً، وَأَنا بِهِ أَنقٌ: مُعجَبٌ؛ وَقد آنَقَني الشَّيْء يُؤنقني إيناقاً؛ وإنّه لأَنِيقٌ مُؤْنق، لكلِّ شيءٍ أعْجبك حُسنُه. وَتقول: روضةٌ أنِيقٌ، ونباتٌ أنِيق. وَأنْشد: لَا آمِنٌ جَليسُه وَلَا أَنِقْ وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود: إِذا وقعْتُ فِي آل حِمْيَر وقعتُ فِي رَوْضات دَمِثات أتأنَّق فيهنّ. قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: أتأنق فِيهِنَّ: يَعْنِي أتتبَّع مَحَاسنَهُنّ، وَمِنْه قيل: منظر أنيقٌ: إِذا كَانَ حَسَناً مُعْجِباً. وَكَذَلِكَ قَول عُبيد بن عُمَيْر: مَا من عَاشيةٍ أشدُّ أَنَقاً وَلَا أبعَد شِبَعاً مِن طالبِ عِلْم. وَمن أمثالهم: لَيْسَ المتعلِّق كالمتأنّق. وَمَعْنَاهُ: لَيْسَ القانع بالعُلقة وَهِي البُلغة من الْعَيْش كَالَّذي لَا يقنع إِلَّا بآنق الْأَشْيَاء وأعجبها يُقَال: هُوَ يتأنق، أَي: يطْلب آنق الْأَشْيَاء إِلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو سعيد: نِقةُ المَال: خِيارُه. يُقَال: أخذتُ نِقتي من الْمَتَاع، أَي: مَا أعجَبَني وآنَقَني. قلتُ: نِقة المَال فِي الأَصْل نِقْوَة المَال، وَهُوَ مَا انتُقيَ مِنْهُ. وَلَيْسَ مِن بَاب الأنَقْ وَلَا الأنيق فِي شَيْء. ثعلبٌ عَن ابْن الأعرابيّ: أنْوَقَ الرجُل: إِذا اصطادَ الأنُوق، وَهِي الرَّخَمَة. قَالَ: وَقَالَ معاويةُ لرجلٍ أدارَهُ عَلَى حاجةٍ لَا يسْأَل مِثلُها وَهُوَ يَفْتل لَهُ فِي الذَّروة ليخدعه عَنْهَا: أَنا أَجلُّ مِن الحَرْش، يُرِيد: الخديعة، ثمَّ سَأَلَهُ أُخْرَى أصعبَ مِنْهَا فَقَالَ: طلبَ الأبلقَ العَقوقَ فلمَّا لم يَنَلْه أرادَ بَيْضَ الأنُوقِ قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: وبَيْض الأنُوق عزيزٌ ل

باب القاف والفاء

ايوجد. وَهَذَا مَثَلٌ يُضرب للَّذي يَسأل الهيِّن فَلَا يُعطى فَيسْأَل مَا هُوَ أعزُّ مِنْهُ. أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت قَالَ: قَالَ عمَارَة: الأنوق عِنْدِي: الْعقَاب، وَالنَّاس يَقُولُونَ الرخمة، والرّخَمة تُوجد فِي الخراباتِ وَفِي السَّهل. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الأنوق: طَائِر أسود لَهُ كالعرف، يُبعِد لبيضه. وَيُقَال: فلَان فِيهِ مُوقُ الأنوق، لأنَّها تحمَّق. وَقد ذكرهَا الْكُمَيْت فَقَالَ: وذاتِ اسمينِ والألوانُ شتَّى تُحمّقُ وَهِي كيِّسة الحَوِيلِ يَعْنِي الرّخمة، وإنّما كيَّس حَوِيلها، أَي: حيلتها، لأنَّها أوّل الطَّيْر قِطاعاً، وَأَنَّهَا تبيض حيثُ لَا يلْحق شيءٌ بيضها. وقن أقن: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: أَوقَنَ الرجلُ: إِذا اصطادَ الطَّير مِن وُقْنيه، وَهِي مِحْضَنُهُ. وَكَذَلِكَ تَوَقَّنَ: إِذا صَاد الحَمامَ مِن مَحاضِنها فِي رُؤُوس الْجبَال. قَالَ: والتوقُّن: التوقُّل فِي الْجَبَل، وَهُوَ الصُّعود فِيهِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الأَقْنَة والوقْنة، مَوضِع الطَّائِر فِي الجَبَل، الأُقَنات والوقَنات والوُكَنات. وَقَالَ الطِرماح: فِي شَناظِي أُقَنٍ بَينهَا عُرّةُ الطيرِ كصَوْم النَّعامْ وَقَالَ أَبُو سعيد: الأُقْنة: الْحُفْرة فِي الجبَل وجمعُها أُقَنٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الأقنة: شِبه حُفْرة تكون فِي ظهر قُفَ أَو جَبَلٍ ضيِّقة الرَّأْس، قَعْرُها قَدْرُ قامة أَو قامتين خِلْقةً، وَرُبمَا كَانَت مَهْواة بَين نِيقَيْن. يقن: أَبُو زيد: رجلٌ أَذنٌ يَقَنٌ، وهما وَاحِد، وَهُوَ الَّذِي لَا يسمع بشيءٍ إلاَّ أَيقَن بِهِ. وَقَالَ اللَّيْث: اليَقَن: الْيَقِين، وَأنْشد قَول الْأَعْشَى: وَمَا بِالَّذِي أبصرتْه العُيونُ من قَطْع يأسٍ وَلَا مِن يَقَنْ قَالَ: وَالْيَقِين: إزاحة الشَّك وَتَحْقِيق الْأَمر. وَقد أيقَنَ يُوقن إيقاناً فَهُوَ مُوقِنٌ، ويَقِنَ يَيْقَنُ يَقَناً فَهُوَ يَقِن. وتيقَّنْتُ بِالْأَمر واستيقنت بِهِ، كلُّه واحِدٌ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: المَوْقونَة: الْجَارِيَة المَصُونة المخدَّرة. (بَاب الْقَاف وَالْفَاء) ق ف (وايء) قفا، قوف، قيف، فَقَأَ، وقف، وفْق، أَفق، فَوق، فأق. قفا: قَالَ اللَّيْث: القَفْوُ: مصدرُ قولِك: قَفَا يَقْفُو قَفْواً، وَهُوَ أَن يتَّبع شَيْئا. وَقَالَ الله جلّ وَعز: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} (الْإِسْرَاء: 36) . قَالَ الْفراء: أَكثر الْقُرَّاء يجعلونها مِن

قَفَوْتُ، كَمَا تَقول: لَا تَدْعُ مِنْ دعوْتُ. قَالَ: وَقَرَأَ بَعضهم: (لَا تَقُفْ) مِثل وَلَا تَقُل. وَالْعرب تَقول: قُفْتُ أثرَه وقَفَوْتُه، مِثل قاعَ الجملُ الناقةَ وقَعَاها: إِذا ركبهَا ليَضربها. ومِثله عاثَ وعَثَا. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقالُ: قَفَوْتُ فلَانا: اتّبعتُ أَثَرَه، وقَفْوَتُه: رَمَيْتُه بِأَمْر قَبِيح. وَله عِنْدِي قَفِيّةٌ ومَزِيّةٌ: إِذا كَانَت لَهُ منزِلة لَيست لِغيره. وَيُقَال: أقْفَيتُه وَلَا يُقَال أمْزَيْتُه. وَمن أمثالهم: (رُبَّ سامِعٍ عِذْرَتي، لم يَسمَع قِفْوَتي) ؛ والقِفْوة: الذَّنْب. يَقُول: ربَّما اعتذرتُ إِلَى رجلٍ من شَيْء قد كَانَ منّي إِلَى مَن لم يبلْغه ذَنْبي. يُضرَبُ مَثَلاً لمن لَا يحفَظ سِرّه. أَخْبرنِي بذلك كُله عَن الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَقَالَ الْأَخْفَش فِي قَوْله: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} (الْإِسْرَاء: 36) ، أَي: لَا تتَّبع مَا لَا تَعلم. قَالَ: والقَفْو: القَذْف. قَالَ: والقَوْفُ مثل القَفْو. وَأنْشد: أَعُوذُ بِاللَّه الجليلِ الأعظَمِ مِن قَوفيَ الشيءَ الَّذِي لم أعلَمِ وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن المبرّد، أنّ أَبَا عمر الجرميّ حَدَّثَه عَن كَهمَس عَن سعيد عَن قَتَادَة فِي قَوْله: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} قَالَ: لَا تقل سمعتُ وَلم تَسمَع، وَلَا رأيتُ وَلم تَرَ، وَلَا علمتُ وَلم تَعلَم، وإنّ السّمَع والبصَر والفؤاد كلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنهُ مسؤولاً. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ يَقْفو ويقُوفُ ويَقتاف، أَي: يتّبع الأَثَرَ. وَقَالَ اللَّيْث: القَفَا: مؤخَّر العُنُق، أَلِفُها واواً. قَالَ: والعَرب تؤنّثها، والتذكير أعمّ؛ يُقَال: ثَلَاثَة أقفاء، ومَن قَالَ: أقفيَة فإِنّ جماعَه القِفِيّ والقُفِيّ. وَيُقَال للشَّيْخ إِذا هَرِم: رُدَّ على قَفاً. وَقَالَ الشَّاعِر: إنْ تَلْقَ رَيْبَ المَنايا أَو تَرُدَّ قَفاً لَا أَبكِ منكَ على دِينً وَلَا حَسَبِ وَقَالَ أَبُو حَاتِم: جمعُ القَفا أَقْفاء، ومَن قَالَ: أقفِيَة فقد أَخطَأ. قَالَ: وسمعْنا فِي أدنى العَدد ثَلَاثَة أقْفٍ. والقَفا مؤنّثة. قَالَ: ومِن الْعَرَب مَن يذكِّر القَفَا. وَقَالَ ابْن السّكيت: القَفا مذكَّر، وَقد تؤنَّث. وَأنْشد: وَمَا المَولَى وإنْ عَرُضتْ قَفاهُ بأحمَلَ للمَحامِدِ مِن حِمارِ وَقَالَ اللَّيْث: تقفَّيْتُ فلَانا بعَصاً فضربتُه، واستَقْفَيته كَذَلِك إِذا جِئْته من خَلْفُ. قَالَ: وسمّيت قافية الشِعْر قافِية لِأَنَّهَا تَقْفو البَيْت.

وَفِي حَدِيث مَرْفُوع: على قافية رَأس أحدِكم ثَلَاث عُقَد، فإِذا قَامَ من اللَّيْل وتوضأَ انحلَّت عُقْدَةٌ. وَقَالَ أَبُو عبيد: يَعني بالقافية الْقَفَا. وَيَقُولُونَ: القَفَنُّ فِي مَوضِع القَفا. وَقَالَ أَبُو عبيد: هِيَ قافية الرَّأْس. وقافية كلِّ شَيْء آخِره؛ وَمِنْه قافية بَيت الشّعْر. وَقَالَ غَيره: الْعَرَب تسمِّي الْبَيْت من الشّعْر قافية، وربَّما سمَّوا القصيدة بكمالها قافيةً. وَيَقُول الرجُل مِنْهُم: رَوَيْتُ لفُلَان كَذَا وَكَذَا قافيةً. وَقَالَت خَنْساء: وقافيَةٍ مِثْلِ حَدِّ السِّنا نِ تَبقَى ويَهلِكُ مَن قالَها وَيُقَال: قفّيْتُ الشِعْر تقفِيةً، أَي: جعلتُ لَهُ قافيَةً. وَقَالَ الله جلّ وَعز: {فَاسِقُونَ ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَىءَاثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَءَاتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِى قُلُوبِ} (الْحَدِيد: 27) ، أَي: أَتْبعنا نوحًا وإبراهيمَ رُسُلاً بعدَهم. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: وقَفَّى على آثارهنَّ بحاصِبِ أَي: أتْبع آثارَهنَّ حاصباً. وَقَالَ ابْن مقبل: قَفَّى بِمَعْنى أتَى: كم دُونها مِن فَلاةٍ ذَات مطّرَدٍ قَفَّى عَلَيْهَا سَرابٌ سارِبٌ جارِي أَي: أتَى عَلَيْهَا وغَشِيَها. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَفَّى عَلَيْهِ: ذهَبَ بِهِ. وَأنْشد: ومأرِبُ قَفّى عَلَيْهِ العَرِمْ وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّه قَالَ: (لي خمسةُ أَسمَاء، مِنْهَا كَذَا وَكَذَا، وَأَنا المُقَفِّي. وَفِي حَدِيث آخر: (وَأَنا العاقب) . حَدثنَا ابْن منيع قَالَ: حَدثنَا عَليّ بن الْجَعْد عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن جَعْفَر بن أَوْس عَن نَافِع بن جُبَير بن مطعم عَن أَبِيه قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: (أَنا مُحَمَّد، وَأحمد، والمقفّى، والحاشر، ونبيّ الرَّحْمَة، ونبيّ الملحمة) . قَالَ شمر: المقَفِّي نَحْو العاقب، وَهُوَ المولِّي الذَّاهِب؛ يُقَال: قَفّى عَلَيْهِ، أَي: ذَهَب بِهِ، فكأنَّ الْمَعْنى أنّه آخر الْأَنْبِيَاء، فإِذا قَفّى فَلَا نبيَّ بعدَه قَالَ: والمُقَفِّي: المتَّبِع للنبيِّين. وَقَالَ ابْن أَحْمَر: لَا تقتفي بهم الشمالُ إِذا هبّت وَلَا آفاقُها الغُبر أَي: لَا تقيمَ الشمَال عَلَيْهِم، يُرِيد تجاوزهم إِلَى غَيرهم وَلَا تستبين عَلَيْهِم لخصبهم وَكَثْرَة خَيرهمْ. مثله قَوْله: إِذا نزل الشتاءُ بدار قوم تجنّبَ دارَ بَيتهمْ الشتاءُ أَي: لَا يظْهر لجارهم أَثر الشتَاء. قَالَ شمر فِي تَفْسِير بَيت ابْن أَحْمَر. قَالَ أَبُو عبيد الله: معنى قَوْله: لَا تقتفي بهم الشمَال، أَي: لَا تتخذهم قفوة فتطمع

فيهم، وَلَا تصيبهم شدَّة الْمحل فهم مخصبون. وَقَالَ غَيره: لَا تودهم، تتعهدهم جعلهَا عدوّاً. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يَعْنِي أَنهم يُطعمون فِيهَا فهم حربٌ لَهَا، وَلَو تركُوا الْإِطْعَام كَانُوا سلما لَهَا، أَي: هم حربٌ لَهَا يبارونها إِذا هبّت. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: القُفْية مِثل الزُّبْية، إلاّ أنّ فوقَها شَجراً. وَقَالَ اللِّحياني: هِيَ القُفْية والغُفْية. وَقَالَ غَيره: القِفْوَة: مَا اخترتَ من شَيْء؛ وَقد اقتفَيْتُ، أَي: اخترتُ. رَوَاهُ أَبُو عبيد عَن أبي زيد. قَالَ أَبُو عبيد: والقَفِيُّ: الَّذِي يُكرَمُ بِهِ الرجلُ من الطَّعَام. تَقول: قَفَوْتُه. وَأنْشد: يُسْقَى دواءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبوبِ قَالَ أَبُو عبيد: اللَّبن لَيْسَ باسم القَفِيّ، وَلكنه كَانَ رُفع لإنسانٍ خُصَّ بِهِ. يَقُول فآثرْتُ بِهِ الفَرَس. وَقَالَ اللَّيْث: قَفيّ السكْن هُوَ ضَيفُ أهلِ الْبَيْت. وَقَالَ الكُمَيت: وكاعبُهم ذاتُ القَفاوَة أسغَبُ أَي: ذاتُ الأُثْرَة والقَفِية. وَيُقَال: فلانٌ قَفِيٌّ بفلان: إِذا كَانَ لَهُ مُكرِماً؛ وَهُوَ مُقتفٍ بِهِ، أَي: ذُو لَطَف وبِرّ. أَبُو زيد: قَفَوْتُه أقفُوه، أَي: رميتُه بأمرٍ قَبِيح. وقفَيتُه أقْفيه: ضرَبتُ قَفاه. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: قَفَيْتُه ولَصَيتُه: رَمَيته بِالزِّنَا. وقَفَوْتُ الرجلَ أقْفوه: ضَربْتُ قَفاه، وَهُوَ بِالْوَاو. وَيُقَال: قَفاً وقَفوان، وَلم أسمعْ قَفَيان. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: شاةٌ قَفِيَّةٌ: مذبوحة من قفاها، وَغَيره يَقُول: قَفينَةٌ، وَالْأَصْل قفِيَّة، وَالنُّون زَائِدَة. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : قَفَا أثَرَه، أَي: تَبِعه وضدُّه فِي الدُّعَاء: قَفا الله أَثرَه، مِثل عَفا الله أثَرَه. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: القَفْو: أنْ يصيبُ النبتَ المطرُ ثمّ يركَبه التُّرَاب فيَفسد. وَقَالَ أَبُو زيد فِي كتاب (الْهَمْز) : قفِئتِ الأرضُ قَفئاً: إِذا مطرتْ وفيهَا نبت، فَجعل المطرُ على النّبت الغُبارَ فَلَا تأكلُه الْمَاشِيَة حَتَّى يجلوَه النَّدَى. قلت: وَسمعت بعض الْعَرَب يَقُول: قُفِيَ العُشْب فَهُوَ مَقفُوٌّ، وَقد قَفاهُ السَّيل، وَذَلِكَ إِذا حملَ الماءُ الترابَ عَلَيْهِ، فَصَارَ مُؤبِياً. قَالَ أَبُو بكر: قَوْلهم: قد قَفَا فلانٌ فلَانا. قَالَ أَبُو عبيد: مَعْنَاهُ: أتبَعه كلَاما قبيحاً. وقَفَوْت فلَانا: اتَّبعت أثَره. وقَفا فلَان

ٌ فلَانا يقفو: إِذا رَمَاه بالقبيح. وَقَالَ مُجَاهِد فِي قَوْله: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} (الْإِسْرَاء: 36) ، لَا تَرْمِ. وَقَالَ مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة: مَعْنَاهُ: لَا تَشْهَدْ بالزُّور. قَالَ أَبُو عبيد: الأَصْل فِي القَفْو والتَّقافي: البُهْتان يَرْمي بِهِ الرجلُ صاحبَه. وَقَالَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: (نَحن بني النَّضر لَا نَقذف بِالزِّنَا، وَلَا نقْفُو أُمَّنا) معنى نَقْفو: نَقْذِف. قوف قيف: يُقَال: قافَ أثَره يقُوفُه قَوْفاً، واقتافَ أَثَره اقتِيافاً: إِذا تَبِع أَثَره. وَمِنْه قيل للَّذي ينظر إِلَى شَبَه الوَلد بِأَبِيهِ قائف، وجمعُه الْقَافة، ومصدرُه القيافة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال: خُذْ بقوفِ قَفاهُ وبقوفة قَفاهُ، وبقافية قَفاهُ، وبصوف قَفاه وصوفته، وبظَليفته، وبصليفه وبصلِيفته، كلُّه بِمَعْنى قَفاهُ. أَبُو عبيد: يُقَال: أخذْتُه بقوفِ رقبته، أَي: أخذتُه كلَّه. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: فلانٌ يتقوَّف على مَالِي، أَي: يحجُر عليَّ فِيهِ، وَهُوَ يتقوَّفني فِي الْمجْلس، أَي: يَأْخُذ عليَّ فِي كَلَامي، وَيَقُول: قل كَذَا وَكَذَا. وَقَالَ بَعضهم: قُوفُ الأُذن: مُستدارُ سَمّها. وَقَالَ الْكسَائي: أخذتُ بقوف رقَبته وصوفِ رقَبَتَه، وَمَعْنَاهُ: أَن يَأْخُذ بِرَقَبَتِهِ فيعصرها. فَقَأَ: أَبُو زيد: فَقأتُ عينَه فقْئاً. وَتقول: تفقّأت البُهْمَى تَقَفُؤاً. وَيُقَال: فقَأَتْ فَقئاً: إِذا تَشقَّقتْ لفائقُها عَن ثمرَتها. وَيُقَال: أصابتْنا فقأَة، أَي: سحابَةٌ لَا رَعدَ فِيهَا وَلَا بَرْق، ومطرُها مُتَقَارب وَهَذَا فِي (نوادره) . ثَعْلَب عَن الأعرابيّ: الفَقْءُ: الحُفْرة فِي الجَبَل. قَالَ: والفَقَأ: خُرُوج الصَّدْر. والنّسَأ: دخولُ الصُّلب. وَقَالَ شمر: الفَقْء: كالجُفرة فِي وسط الحرَّة وَجَمعهَا فُقْآن. قَالَ: والمفَقِّئة: الأودية الَّتِي تَشُق الأرضَ شَقّاً. وَأنْشد قَول الفرزدق هَذَا: أتعْدِلُ دارماً ببَني كلَيْب وتَعدِلُ بالمُفقئة الشِّعَابا أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الفَقْءُ: كالحفْرة فِي وسَط الحرَّة. شكَّ أَبُو عبيد فِي الحُفرة أَو الجُفْرة.

قلتُ: وهما عِنْدِي شَيْء وَاحِد. قَالَ أَبُو الْحسن اللحياني: قيل لامْرَأَة: إِنَّك لم تحسني الخرز فافتقِئيه، أَي: أعيدي عَلَيْهِ. يُقَال: افتقأته، أَي: أعدت عَلَيْهِ، وَذَلِكَ أَن يَجْعَل بَين الكلبتين كُلبة، كَمَا تخاط البواري إِذا أُعِيد عَلَيْهَا. والكُلبة: السَّير والطاقة من اللِّيف يسْتَعْمل كَمَا يسْتَعْمل الإشفى الَّذِي فِي رَأسه جُحر يدْخل السَّير أَو الْخَيط فِي الكلبة وَهِي مثنيَّة، فَتدخل فِي مَوَاضِع الخرز، وَيدخل الخارز يَده فِي الْإِدَاوَة ثمَّ يمد السَّير أَو الْخَيط. وَقد اكتلبَ إِذا اسْتعْمل الكِلبة. ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: الفُقْأة: جُلَيْدَة رقيقَة تكون على الْأنف، فَإِن لم تَكشِفها مَاتَ الوَلَد. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: السابياء: السَّلَى الَّذِي يكون فِيهِ الوَلَد وَكثر سابياءهم العامَ، أَي: كثر نتاجهم. قَالَ: والسُّخْد: دمٌ وَمَاء فِي السابِياء. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الفقْءُ مَهْمُوز: السَّابِياء. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: السَّابِياء: المَاء الَّذِي يكون على رَأس الْوَلَد. قَالَ اللَّيْث: انفقأتِ العَيْن وانفقأَت البَثْرة، وَبكى حتَّى كَاد ينفقِىءُ بطنُه، أَي: ينشقّ. وَكَانَت الْعَرَب فِي الجاهليّة إِذا بَلَغتْ إبِلُ الرجل مِنْهُم ألفا فَقَأَ عَيْنِ بعيرٍ مِنْهَا وسَرَّحَه لَا يُنتَفع بظَهْره. وَقَالَ الفرزدق: غلبتُك بالمفَقِّىء والمُعَنِّي وبيتِ المحتبِي والخافقاتِ قلت: لَيْسَ معنى المُفَقِّىء فِي هَذَا الْبَيْت مَا ذَهَب إِلَيْهِ اللَّيْث، إِنَّمَا أَرَادَ بِهِ الفرزدق قَوْله لجرير: وَلست وَلَو فقّأت عينَك واجداً أَبَا لَك إنْ عُدَّ المَساعي كدارِمِ وَهَكَذَا أَخْبرنِي بِهِ أَبُو مُحَمَّد المُزَنيّ عَن أبي خَليفَة عَن مُحَمَّد بن سلاّم. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: تفقَّأت السحابة: إِذا تبعّجتْ بِمَائِهَا. وَأنْشد: تفقأ حولَه القَلَعُ السَّوارِي وجُنَّ الخازِبازِ بِهِ جُنونا وَقَالَ أَبُو نخيلة: أَنا الَّذِي سقيت قومِي علقا بالفقء ساقوا القِرْمليّ الأطْرَقا يرجون بذَّاخ الهديرِ أشوَقا الفقء: مَوضِع وَمَاء عَلَيْهِ نخيل كَانَ لأبي نخيلة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أفقأ: إِذا انخَسَفَ صدْرُه مِن عِلّة. قَالَ: والفَقْءُ: الحُفْرة فِي الجَبَل. والفَقْء: الماءُ الَّذِي فِي المَشيمة. قَالَ: وَهُوَ السُّخْتُ والسُّخْدُ والنُّخْط.

وقف: قَالَ اللَّيْث: الوَقْف: مصدرُ قَوْلك: وقفتُ الدَّابَّة ووقَفْتُ الكلمةَ وَقْفاً. وَهَذَا مُجاوِزٌ، فإِذا كَانَ لَازِما قلتَ: وقفت وُقُوفاً. وَإِذا وقّفْتَ الرجلَ على كلمةِ قلتَ وقَّفتُه توقيفاً. وَفِي حَدِيث الْحسن: (إنّ المؤمنَ وقّافٌ، متأنَ، وَلَيْسَ كحاطب اللَّيْل) . وَيُقَال للمُحْجم عَن الْقِتَال: وَقَّاف. وَقَالَ دُرَيد: فإِنْ يَكُ عبدُ الله خَلَّى مكانَه فَمَا كانَ وَقّافاً وَلَا رَعِشَ اليَدِ أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: وقَفْتُ الدّابة والأرضَ وكلَّ شَيْء؛ وَأما أوقَفْت فَهِيَ رَدِيئَة. قَالَ: قَالَ الأصمعيّ واليزيدي عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء: وقَفْتُ فِي كل شَيْء. قَالَا: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: ألاَ إنِّي لَو مررتُ برجُل وَاقِف فَقلت: مَا أوقَفَك هُنَا رَأَيْته حَسَناً. وَقَالَ أَبُو زيد: أوقفت الرجل على خزية: إِذا كنت لَا تحبسه بِيَدِك، فَأَنا أوقفهُ إيقافاً. قَالَ: وَمَالك تقف دابتك: تحبسها بِيَدِك. وَقَالَ أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ: كَانَ على أَمر فَأوقف، أَي: قصّر. وَقَالَ أَبُو زيد: وقَّفْتُ الحديثَ توقيفاً وبَيّنتُه تَبْييناً، وهما وَاحِد. ودابةٌ مُوَقَّفةٌ توقيفاً، وَهِي شِيَتها. ووَقّفَت المرأةُ يدَيْها بالحِنّاء: إِذا نقّطتْ يَديهَا. قَالَ اللحياني: حمَار موقَّف وموقَّح ومنقَّح. فالموقّف الَّذِي كويت ذراعاه كيّاً مستديراً. وَأنْشد: كويْنَا خَشرماً فِي الرَّأْس عشرا ووقَّفْنا هُديْبَة إذْ أَتَانَا قَالَ: والموقَّح والمنقَّح: الدَّبر. وَرجل موقَّف على الحقّ، أَي: ذَلُول بِهِ. وَقَالَ بَعضهم: حمارٌ موقَّف: قد دنا من ذِرَاعَيْهِ مثل وقُوف العاج. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الوَقْف: الخَلخال مَا كانَ من شيءٍ، فضةٍ أَو غَيرهَا، وَأكْثر مَا يكون من الذَّبْلِ. وأمَّا التَّوْقِيف فالبياض مَعَ السوَاد. وقا ابْن شُميل: التَّوْقِيف: أَن يوقَّف على طائِفي القَوْس بمضائغَ من عَقَب قد جَعَلهن فِي غِراءٍ من دِمَاء الظِّباء فيحئن سُوداً، ثمَّ يُعَلَّى على الغِراءِ بصَدَأ أَطْرَاف النَّبْل، فَيَجِيء أسْود لازقاً لَا يَنْقَطِع أبدا. قَالَ: والمَسْك إِذا كَانَ من عاجٍ فَهُوَ وقْف، وَإِذا كَانَ من ذَبْل فَهُوَ مَسْك، وَهُوَ كَهَيئَةِ السِّوار. وَقَالَ اللَّيْث: وَقْفُ التُّرس من حَدِيد أَو مِنْ قَرْنٍ يستدير بحافَّتَيه، وَكَذَلِكَ مَا أشبهه. أَبُو عبيدٍ: إِذا أَصَابَت الأوظِفة بياضٌ وَلم يَعْدُها إِلَى أسفلَ وَلَا فَوْق فَذَلِك التَّوْقِيف

يُقَال: فَرَسٌ مُوَقّف. وَقَالَ اللَّيْث: التَّوْقِيف فِي قَوَائِم الدَّابَّة وبَقَر الْوَحْش: خطوطٌ سُود. وَأنْشد: شَبَباً مُوقّفاً وَقَالَ آخر: لَهَا أُمٌّ مُوَقَّفَةُ وَكُوبٌ بِحَيْثُ الرَّقْو مرتَعُها البَريرُ أَبُو عُبَيْدَة: الموْقِفانِ من الفَرَس: نُقْرَتا خاصِرَتَيْه، يُقَال: فَرَسٌ شَدِيد المَوْقِفَيْن، كَمَا يُقَال: شَدِيد الجَنْبَيْن، وحَبِط المَوْقِفَيْن، إِذا كَانَ عَظِيما الجنبين. قَالَ الجعديّ: شَدِيد قِلات الموقَفينِ كَأَنَّمَا بِهِ نفَسٌ أَو قد أَرَادَ ليَزفرا وَقَالَ آخر: فليق النَّسا حَبِط الموقفَيْ نِ يسَنُّ كالصَّدَع الأشعبِ وَقَالَ غَيره: مَوْقف الدَّابَّة مَا أشرَفَ مِن صُلْبه على خاصرتيه. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: بَدَا من الْمَرْأَة مَوْقِفُها، وَهُوَ يداها وعيناها وَمَا لَا بدَّ لَهَا من إِظْهَاره. وَقَالَ بَعضهم: فَرَس موقَّف، وَهُوَ أبرَشُ أَعلَى الأُذُنين كأنَّهما منقوشتان ببياض، ولونُ سائره مَا كَانَ. والوَقِيفة: الأُرْوِيَّة. وَقَالَ الشَّاعِر: فَلَا تحسبنِّي شحمةً من وقيفةٍ تَسَرَّطُها مِمَّا تَصِيدُك سَلْفَعُ يُرِيد أرويَّةً ألجأها الكلابُ (إِلَى) مَوضِع لَا مَخْلَصَ لَهَا مِنْهُ فِي الجَبل. وَقَالَ اللِّحياني: المِيقَفُ والميقافُ: العُودُ الَّذِي يُحرَّك بِهِ القِدْرُ ويُسكّن بِهِ غَلَيانُها، وَهُوَ المِدْوَم والمِدْوام. قَالَ: والإدامة: تَرْكُ القِدْرِ على الأثَافي بعد الفَراغ. فَوق: قَالَ أَبُو عَمْرو وشِمر بن حَمْدويه: الفُواق: ثائب اللّبَنَ بعد رضاعٍ أَو حِلاب، وَهُوَ أَن تُحلَب ثمَّ تُترك سَاعَة حَتَّى تَدُرّ، وَقد فاقت تَفُوقُ فواقاً وفيقةً. قَالَ: وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: أفاقت النَّاقة تُفيق إفاقةً، وفُواقاً: إِذا جَاءَ حينُ حَلْبِها. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الْإِفَاقَة للناقة: أَن تُرَدّ من الرِعْي وتُترك سَاعَة حَتَّى تستريح وتُفيق. وَقَالَ زيد بن كُثْوة: إفاقة الدِّرّة: رُجُوعهَا

وغِرَارُها: ذَهابُها. وَيُقَال: استفق النَّاقة، أَي: لَا تَحلُبها قبلَ الوَقت. وَمِنْه قَوْله: مَا يستفيق من الشَّراب، أَي: لَا يشربه فِي الْوَقْت. وَقَالَ اللَّيْث: الفَوْق: نقيض التَّحْت. فَمن جَعلَه صِفةً كَانَ سَبيله النصب كَقَوْلِك: عبد الله فَوق زيد، نصبٌ لأنَّه صفة. فإِنْ صيَّرته اسْما رفعتَه فَقلت: فَوْقُه رأسُه، صَار رفعا هَا هُنَا لأنَّه هُوَ الرَّأْس نفسُه رَفَعْتَ كلَّ واحدٍ مِنْهُمَا بِصَاحِبِهِ، الفَوْقَ بِالرَّأْسِ والرأسَ بالفَوْق وَتقول: فَوْقَه قَلَنْسُوَة، نصبْت الفَوْق لأنَّه صفةٌ غير القَلَنْسُوَة. وَتقول: فلانٌ يَفُوقُ قَوْمه، أَي: يَعلوهم ويَفُوق سَطْحاً، أَي: يَعْلُوه. وَجَارِيَة فائقة: فاقت فِي الْجمال. قَالَ: والفُواق: ترجيعُ الشَّهقة الْغَالِبَة. تَقول للَّذي يُصيبه البُهْر: يَفُوقُ فُواقاً وفُؤوقاً. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: هُوَ يَفُوقُ بِنَفسِهِ فُؤُوقاً، وَهُوَ يَسُوقُ نفسَه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الفَوْق: نَفَس المَوْت. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الفُوق: الطَّريق الأوَّل. وَالْعرب تَقول فِي الدُّعَاء: لَا رَجَعَ فلانٌ فُوقه، أَي: ماتَ. وَأنْشد: مَا بَال عِرْسِي شَرِقتْ برِيقِها ثمَّتَ لَا يَرجِعْ لَهَا فِي فُوقِها أَي: لَا يرجع بريقُها إِلَى مجْرَاه. ابْن الْأَعرَابِي: الفُوق: السِّهَام الساقطات النُّصول. والفُوق: أَعلَى الْفَضَائِل. وَفِي حَدِيث ابْن مسعودٍ: ولَّينا أعلانا ذَا فُوقٍ، أَي: ولَّينا أعلانا سَهماً ذَا فُوق. وَقَالَ أَبُو عبيدٍ فِي حَدِيث ابْن مَسْعُود أَنه قَالَ: إِنَّا أصحابَ محمدٍ اجتَمَعْنا فأمَّرنا عثمانَ، وَلم نأْلُ عَن خَيرنا ذَا فُوق. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: قَوْله: ذَا فُوق، يَعْنِي السَّهم الَّذِي لَهُ فُوق، وَهُوَ مَوضِع الوَتر. قَالَ: وَإِنَّمَا نرى أَنه قَالَ خيرنا ذَا فُوق، وَلم يَقل خيرنا سَهْماً، لِأَنَّهُ قد يُقَال لَهُ سهم وَإِن لم يكن أُصْلِح فُوقُه وَلَا أُحكِم عمله، فَهُوَ سَهْم، وَلَيْسَ بتامَ كَامِل، حَتَّى إِذا أُصلح عَمَله واستَحكم فَهُوَ حِينَئِذٍ سهمٌ ذُو فُوق، فجعلَه عبدُ الله مَثَلاً لعُثْمَان بقوله: إِنَّه خيرُنا سَهْماً تامّاً فِي الْإِسْلَام والسابقة والفَضْل، فَلهَذَا خَصَّ ذَا الفُوق. قَالَ الفرّاء: أَنْشدني المفضّل بَيت الفرزدق: وَلَكِن وجدتُ السهمَ أهونَ فُوقُه عَلَيْك فقد أودى دمٌ أَنت طَالبه قَالَ: وَهَكَذَا أنشدنيه الْمفضل.

قَالَ: إيَّاك وَهَؤُلَاء الَّذين يَرْوُونَهُ: فُوقَةٌ. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: يُقَال: شَنَّة وشَنَّات، وشَنٌّ وشِنانٌ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المفوَّق: الَّذِي يُؤْخَذ قَلِيلا قَلِيلا مِن مَأْكُول أَو مشروب. قَالَ: والفؤاق: الوجَع مَهْمُوز لَا غير. وأمّا الفُوَاق بَين الحَلْبتين وَهُوَ السُّكون فغيرُ مَهْمُوز، وَيجوز فِيهِ الْفَتْح. وَقَالَ الله جلّ وَعز: { (عِقَابِ وَمَا يَنظُرُ هَاؤُلآءِ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً مَّا} (ص: 15) . قَالَ الْفراء: مَا لَهَا مِن فَواق، وقرىء: (مَا لَهَا مِن فُواق) ، ومعناهما وَاحِد، أَي: مَا لَها مِن راحةٍ وَلَا إفاقةٍ، وأصلُها من الْإِفَاقَة فِي الرَّضَاع إِذا ارتضَعت البُهْمةُ أُمَّها ثمَّ تركَتها حَتَّى تُنزِل شَيْئا من اللَّبن، فَتلك الإفاقةُ الفُواق. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (العيادة قَدْر فُوَاق نَاقَة) . وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: مَن قَرَأَهَا: {واحِدَةً مَّا لَهَا مِن} (ص: 15) ، أرادَ مَا لَها مِن إفاقة وَلَا رَاحَة، ذهب بهَا إِلَى إفاقة الْمَرِيض، ومَن ضَمَّها جعلَها مِن فُواق النَّاقة، وَهُوَ مَا بَين الحَلْبَتين، يُرِيد مَا لَها مِن انْتِظَار. وَقَالَ قتَادة: مَا لَهَا مِن فَواق، مِن مَرجوع وَلَا مثَنوِيَّة وَلَا ارتداد. وَقَالَ اللَّيْث: فُواق النَّاقة: رُجوعُ اللَّبن فِي ضَرْعها بعد حَلبها. تَقول الْعَرَب: مَا أَقامَ عِنْدِي فُواقَ نَاقَة. قَالَ: وكلَّما اجْتمع مِن الفُواق دِرَّةٌ فاسمُها الفِيقة، وَقد أفاقت النَّاقة واستفاقها أَهلهَا، إِذا نفَّسوا حَلَبَها حَتَّى تَجْتَمِع دِرَّتها. وبعضٌ يَقُول: فَواق نَاقَة بِمَعْنى الْإِفَاقَة، كإفاقة المَغْشيّ عَلَيْهِ. تَقول: أفاقَ يُفيق إفاقةً وفَواقاً. قَالَ: وكلُّ مغْشيَ عَلَيْهِ أَو سَكْران أَو مَعْتوهٍ إِذا انجَلى ذَلِك عَنهُ قيل: قد أَفاقَ واستَفاقَ. وَقَالَت خنساء: هَرِيقي مِن دُموعِكِ واستفِيقي وصَبْراً إنْ أَطَقْتِ ولَنْ تُطيقي والفُوقُ: مَشَقُّ رَأس السهْم حيثُ يَقع الوَتر. وحَرْفاه: زنمتاه. وهُذيلٌ تسمَّى الزَّنمَتين: الفُوقَين. وَأنْشد: كأنَّ النَّصْلَ والفُوقَين مِنْهُ خِلالَ الرَّأْس شِيطَ بِهِ مُشيحُ قَالَ: وَإِذا كَانَ فِي الفُوق مَيل أَو انكسارٌ فِي إِحْدَى زنمَتيه فَذَلِك السهمُ أفْوَق، وفِعْله الفَوَق. وَأنْشد: كَسَّر مِن عَيْنَيْهِ تقويمُ الفَوَق أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو قَالَ: الأفْوَق من السِّهام: المكسور الفُوق.

قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: قد انفاق السهمُ: إِذا انشقّ فوقُه. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: فَإِن كسرتَه أَنْت قلت: فقْتُ السهمَ أفوقه. فَإِن عمِلتَ لَهُ فوقاً قلتَ: فَوَّقتُه تَفْويقاً، وَنَحْو ذَلِك. قَالَ الكسائيّ: قَالَا: فَإِن وضعتَه فِي الْوتر لتَرمِيَ بِهِ قلت: أَفقتُ السَّهمَ وأفوقْتُه. الأصمعيّ مثلَ هَذَا إِلَّا أَنه قَالَ بالسِّهم بِالْبَاء. قَالَ: وجمعُ الفوق أَفواق وفُوَق وفُقًى مقلوب. وَقَالَ شَهْل بن شَيبان، وَهُوَ الفِنْد الزِّمَّانيّ: ونبلِي وفقاها ك عراقيبِ القطَا الطُّحْلِ وَقَالَ الْكُمَيْت: ومِنْ دُونِ ذاكَ قِسِيُّ المَنو نِ لَا الفوقُ نَبْلاً وَلَا النُّصَّلُ أَي: لَيست القوسُ بفَوقاء النّبْل، أَي: لَيست نبالُها بفوق وَلَا بِنُصَّلٍ، أَي: بخارجة النِّصال من أَرعاظها. قَالَ: ونَصب نَبْلاً على توهُّم التَّنْوِين وَإِخْرَاج اللَّام كَمَا تَقول: هُوَ حَسَنٌ وَجها، وكريمٌ والداً. قَالَ: والفاقة: الْحَاجة، وَلَا فِعْل لَهَا. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال من الْفَاقَة: إِنَّه لمُفْتاق ذُو فاقة. وَقَالَ اللَّيْث: الفاق: الْجَفْنَة المملوءةُ طَعَاما وَمِنْه قَوْله: ترَى الأضيافَ ينتجِعون فاقِي وَقَالَ غَيره: الفاقُ: الزيتُ الْمَطْبُوخ فِي قَول الشمَّاخ: قَامَت تريكَ أَثِيثَ النَّبْت مُنْسدِلاً مِثل الأساوِدِ قد مُسِّحْن بالقافِ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الفاق: البان فِي قَول الشّمَّاخ. وَقَالَ بَعضهم: أَراد الأنفاق، وَهُوَ الغَضُّ من الزَّيْت. وَرَوَاهُ أَبو عَمْرو: قد شدِّخْن بالفاق وَقَالَ: الفاق: الصَّحْراء. وَقَالَ مَرّة: هِيَ أَرض. وَقَالَ اللِّحياني: خرجنَا بعدَ أَفاويقَ من اللّيل، أَي: بَعْدَمَا تمضى عامَّة اللَّيْل. وأفاوِيقُ السحابة: مَطرُها مرَّةً بعد مرَّة. وَفي حَدِيث أبي مُوسَى أَنه ذكر قِرَاءَته الْقُرْآن فَقَالَ: (أما أَنا فأتَفَوّقه تَفوُّقَ اللَّقوحِ) . قَالَ أَبُو عبيد: يَقُول: لَا أَقرأ جُزْئِي بمَرةٍ، وَلَكِنِّي أَقرأ مِنْهُ شَيْئا بعد شَيْء فِي آنَاء اللّيل وَالنَّهَار، مَأْخُوذ مِن فوَاق النَّاقة،

وَذَلِكَ أَنَّهَا تحلَب ثمَّ تتْرك سَاعَة حَتَّى تَدِرَّ ثمَّ تحلَب. يُقَال مِنْهُ: قد فاقت تَفوق فواقاً وفِيقة. وَأنْشد: فأَضحَى يَسُحُّ الماءَ مِن كلِّ فِيقةٍ قَالَ: وَفِي حديثٍ مَرْفُوع أنّه قَسَم الغنائمَ يومَ بَدْرٍ عَن فُواق، كَأَنَّهُ أَرَادَ أَنه فَعَل ذَلِك فِي قَدْر فُواقِ نَاقَة، وَفِيه لُغَتان: فُواق وفَواق. قَالَ: وَقيل: إِنَّه أَرَادَ التَّفْضِيل، أنَّه جعل بَعضهم فِيهِ أَفْوَقَ مِن بعض على قدر غَنائهم. وَقَالَ النَّضْر: فُوقُ الذّكر: أَعْلَاهُ. يُقَال: كَمَرةٌ ذاتُ فُوق. وَأنْشد: يَا أيُّها الشيخُ الطَّويلُ المُوقِ إِغْمزْ بهنَّ وضَحَ الطَرِيق غمزَك بالحوْقاءِ ذاتِ الفُوقِ بَين مَنَاطيْ رَكَبٍ مخلوقِ قَالَ أَبُو شُعَيْب: قَالَ أَبُو يُوسُف: يُقَال: فُوقَة وفُوق وفُوَق وأفواق. قَالَ رؤبة: كسَّر من عَيْنَيْهِ تقويمُ الفُوَق فَهَذَا جمع فُوقة. وَيُقَال: فُقوة وفقى على الْقلب. وَيُقَال: مَا بللتُ مِنْهُ بأفوقَ ناصل، وَهُوَ السَّهم المكسَّر الفوق السَّاقِط النَّصل. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال: رمَيْنا فُوقاً وَاحِدًا، وَهُوَ أَن يرمِيَ القومُ المجتمعون رَميةً رَميةً بِجَمِيعِ مَا مَعَهم من السِّهام، يَعْنِي يَرمي هَذَا رَميةً وَهَذَا رمْية. وَالْعرب تَقول: أقْبِل على فُوقِ نبلك، أَي: أقبلْ على شَأْنك وَمَا يَعْنِيك. وَيُقَال: فلَان لَا يستفيق من الشَّرَاب، أَي: لَا يَجْعَل لشُرْبه وَقْتاً، إِنَّمَا يشربه دَائِما. وَيُقَال: أَفاق الزمانُ: إِذا أخصبَ بعدَ جَدْب. وَقَالَ الْأَعْشَى: المُهينين مَا لَهمْ فِي زمَان ال سَّوْءِ حَتَّى إِذا أفاقَ أفاقوا يَقُول: إِذا أَفَاق الزمانُ بالخِصْب أفاقوا مِن نَحْر إبلهمْ. وَقَالَ نُصَير: يُرِيد إِذا أَفَاق الزمانُ سهمَه ليَرميَهم بالقَحْط أفاقوا لَهُ سِهامهم بنَحْر إبلهم. وَيُقَال: محالةٌ فَوْقاء: إِذا كَانَ لكلِّ سِنَ مِنْهَا فوقان، مثل فَوقِي السَّهْم. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الفَوَقة: الأدباء الخُطْباء. الْأَصْمَعِي: فوّقَ نبله تَفْويقاً: إِذا قَرَضَها وجَعل لَهَا أفواقاً. ومَثَل للْعَرَب يُضرب للطَّالِب لَا يجدُ مَا طَلَب: رجعَ بأفْوَقَ ناصلٍ، أَي: بسهمٍ

منكسر الفوق لَا نَصْلَ لَهُ. وَيُقَال للْإنْسَان تشخص الرِّيحُ فِي صَدْرِه فاقَ يفُوق فُواقاً وَبِه فوَاق. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: قَالَ السُّلَمي: شَاعِر مُفْلِق ومُفِيقٌ، بِاللَّامِ وَالْيَاء. ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: يجمع الفُواق أَفيقَة، وَالْأَصْل أَفْوِقة، فنقِلتْ كسرة الْوَاو لما قبلهَا فقلبت يَاء لانكسار مَا قَبْلها ومِثلُه: {أَقِيمُواْ الصَّلواةَ} (الْبَقَرَة: 43) ، الأَصْل أقْوِموا، فألْقَوا حرَكَة الواوِ على الْقَاف فانكسرتْ وقَلبوا الْوَاو يَاء لكسرة الْقَاف، فقُرئت أقِيمُوا. كَذَلِك قَوْلهم أَفيقَة، هَذَا ميزانُ وَاحِد، وَمثله مُصيبة، كَانَت فِي الأَصْل مُصْوبة وأفْوِقة مثل جَواب وأجوبة. وفْق: قَالَ اللَّيْث: الوَفْق: كلُّ شَيْء يكون مُتَّفقا على تيفاقٍ وَاحِد فَهُوَ وَفْق، كَقَوْلِه: يَهْوِينَ شَتّى ويَقَعْنَ وَفْقا قَالَ: وَمِنْه الْمُوَافقَة. تَقول: وافقتُ فلَانا فِي مَوضِع كَذَا وَكَذَا، أَي: صادفتُه. ووافقتُ فلَانا على أَمر كَذَا وَكَذَا، أَي: اتفقنا عَلَيْهِ مَعاً. وَتقول: لَا يتوفق عبدٌ حتّى يوفِّقه الله وأنَّ فلَانا موفَّق: رَشيد. وكنَّا مِن أمرنَا على وِفاق. وَقَالَ اللَّيْث: لغةٌ أوفقتُ السهمَ إِذا جعلتَ فوقَه فِي الوَتر، واشتق هَذَا الْفِعْل من موافَقة الْوتر مَحزَّ الفُوق. وَقال غَيره: الأصلُ: فوقتُ السهمَ مِن الفوق. ومَن قَالَ: أَوفَقْتُ فَهُوَ مقلوب. وَقَالَ ابْن بُزرج: أَوفَقَ القومُ الرجلَ: دَنَوْا مِنْهُ واجتمعتْ كلمتُهم عَلَيْهِ. وأَوفَقَت الإبلُ: اصطفت واستَوت مَعاً. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هَذَا وَفْقُ هَذَا ووِفاقُه، وفيقُه وفُوقُه، ورسيّه وعِدْله، وَاحِد. وَيُقَال: أتان لتَوْفاق الْهلَال، وتِيفاق الْهلَال، ومِيفاق الْهلَال، وتوفيق الْهلَال مَعْنَاهُ أَتَانَا حينَ أُهِلَّ الْهلَال. وَيُقَال: حَلوبة فلانٍ وَفْقُ عِيَاله، أَي: قدر مَا يقُوتُهم. قَالَ الرَّاعِي: أمَّا الْفَقِير الَّذِي كَانَت حَلُوبتُه وفقَ العِيالِ فَلم يُترَكْ لَهُ سَيَدُ أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: ووفق أمرُه يفِق. وَقَالَ الْكسَائي: يُقَال: رَشِدْتَ أَمرَكَ وَوفِقْتَ رأْيك. وَقَالَ القُتيبيّ معنى وَفِقَ أَمْرَهُ: وجدهُ مُوَافقا. وَقَالَ اللِّحيانيّ: وَفِقه: فَهِمه. وَفِي (النَّوَادِر) : فلانٌ لَا يفِقُ لكذا وَكَذَا، أَي: لَا يقدَّر لَهُ لوقته، يُقَال: وَفِقْتُ لَهُ،

ووفقْتُه ووفقني، وَذَلِكَ إِذا صادَفني ولقِيني. وَقَالَ أَبُو زيد: مِن الرِّجال الوفيق، وَهُوَ الرفيق؛ يُقَال: رَفِيق وفيق. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أَوفقَ الرَّامِي إيفاقاً: إِذا جَعَل الفُوقَ فِي الْوتر. وَقَالَ رؤبة: وأُوفِقَتْ للرمي حَشْرابُ الرَّشَقْ وَيُقَال: إِنَّه لَمُستَوفقُ لَهُ بالحُجّة ومفيق لَهُ: إِذا أصَاب فِيهَا. أفق: أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الآفِق على ميزَان فَاعل: الَّذِي قد بلغ فِي العِلم الْغَايَة، وَكَذَلِكَ فِي غَيره من أَبْوَاب الْخَير. وَقد أفَق يأفِق. وَقَالَ الْأَعْشَى: وَلَا الملكُ النعمانُ يَوْم لَقيته بغِبْطتِه يُعْطِي القُطوطَ ويأْفِقُ قَالَ: يأفق: يُفْضِل. وَقَالَ اللَّيْث: أفقَ الرجلُ يأفقُ: إِذا ركِب رأسَه فَذهب فِي الْآفَاق. قَالَ: وَقَوله: (يُعْطي القطوطَ ويأفقْ) ، أَي: يَأْخُذ من الْآفَاق وَوَاحِد الْآفَاق أُفْق، وَهِي النواحي. وَكَذَلِكَ آفَاق السَّمَاء نَوَاحِيهَا، وَكَذَلِكَ أُفق الْبَيْت من بيُوت الْأَعْرَاب: مَا دُون سَمْكه. وَقَالَ أَبُو عبيد عَن غير وَاحِد من أَصْحَابه: الجِلد أوّلُ مَا يُدبَغ فَهُوَ منيئة ثمَّ أفِيق، ثمَّ يكون أَدِيماً. وَقد أَفقْته. قَالَ: وجمعُ الأفيق أفَقَ، مثل: أَديم وأَدَم. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أنَّ عمر دخلَ بيتَه وَفِيه أفِيق) . وَقَالَ اللَّيْث: الأفَقَة: مَرْقَةٌ مِن مَرْق الإهاب. وَقَالَ الأصمعيّ: بعيرٌ آفِق، وفَرَسٌ آفِق: إِذا كَانَ رائعاً كَرِيمًا وَكَانَ البعيرُ عَتيقاً كَرِيمًا. وَقَالَ شمِر: فرَس أُفُقٌ رائِعَة. وَأنْشد: أرجِّلُ لِمَّتِي وأَجُرّ ثوْبي ويَحْمِل بِزَّتي أُفق كُتَيْتُ قَالَ أَبُو سعيد: الأفيق من الْجُلُود: مَا دُبغ بِغَيْر القَرظ من أَدْبِغة أهل نجد، مثل الأرْطَى والحُلَّب والقَرْنُوَة والعِرْنة وَأَشْيَاء غَيرهَا، فَهَذِهِ الَّتِي تدبغ بِهَذِهِ الْأَرْبَعَة فَهِيَ أَفَق حَتَّى تُقَدَّ فيُتَّخذ مِنْهَا مَا يُتَّخَذ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: رجُلٌ أَفَقِيٌّ: إِذا كَانَ من آفَاق الأَرْض، أَي: نَوَاحِيهَا. وَقَالَ الْكُمَيْت: الفاتقون الراتقو ن الآفِقون على المعاشر وَيُقَال: تأَفّق: إِذا جاءَ من أُفق. وَقَالَ أَبُو وجْزة:

باب القاف والباء

أَلاَ طُرقَتْ سُعْدَى فَكيف تأَفَّقَتْ بِنَا وَهِي مِيسانُ الليَالي كَسُولُها قَالُوا: تأفَّقَتْ بِنَا: أَلَمَّتْ بِنَا وأتتنا. وَقَالَ ابْن السّكيت: رجُلٌ أَفَقِيّ بِفَتْح الْألف وَالْفَاء: إِذا أضفتَه إِلَى الْآفَاق. وَبَعْضهمْ يَقُول: أُفُقِيّ بِضَم الْألف وَالْفَاء. وأُفاقة: موضعٌ ذكره لَبيدٌ فَقَالَ: وَشهدْتُ أنجيةَ الأُفاقة عَالِيا كَعْبِي وأرْدافُ الملوكِ شُهودُ وَفِي حَدِيث لُقْمَان بن عَاد حِين وَصَف أَخَاهُ فَقَالَ: صَفَّاقٌ أفّاق، يُعمِل الناقةَ والسَّاق. مَعْنَاهُ: أَنه يضْرب فِي آفَاق الأَرْض كاسباً. وَيُقَال: أفقَه يأفِقُه: إِذا سبقه بالفضْل. وَقَالَ أَبُو زيد: أفَقَ يأفِق أفْقاً، أَي: غَلَب يغلب. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الأفَقَةُ: الخاصِرَة. قَالَ: وقَعَدْتُ على أَفَق الطَّرِيق، أَي: على وَجْهه، والجميعُ آفَاق. فأق: قَالَ اللَّيْث: الفَأَق: داءٌ يأخذُ الإنسانَ فِي عَظْم عُنقه الْمَوْصُول بدماغه، فَيُقَال: فَئِق الرجلُ فأَقاً فَهُوَ فَئق مُفْئِقٌ، واسمُ ذَلِك: العظْم الْفَائِق. وَأنْشد: أَو مُشْتَكٍ فائِقُه من الفَأَق وإكافٌ مُفْأَقٌ: مُفَرَّج. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الْفَائِق هُوَ الدُّرْدَاقِسُ. وَقَالَ أَبُو نصر، يُقَال: فلانٌ يشتكِي عَظْمَ فائقه، يَعْنِي الْعظم الَّذِي فِي مؤخّر الرَّأْس يُغمَز من دَاخل الحَلْق إِذا سَقَط. وَقَالَ اللّحياني: الْفَائِق: عظْم فِي مؤخّر الرَّأْس مِمَّا يَلي الْحلق. يُقَال: فاقه فَهُوَ يفُوقه: إِذا أَزَال فائقَه. وَقَالَ كثير: يفوق رقاته الثّؤباء فوقاً أَجَابَتْهُ وَلَيْسَت لانسياب يصف رجلا كأنّه حيَّة صماء لَا تغني فِيهَا الرُّقي، أنَّ الرقاة يَرْمُونَهَا ويتثاءبون حَتَّى تفوقهم الثؤباء، أَي: تزيل فائقهم. (بَاب الْقَاف وَالْبَاء) ق ب (وايء) قوب، قبا، قأب، بَقِي، وَقب، وبق، أبق، (بوق) . قبا: رَوى شمر بإِسنادٍ لَهُ عَن عَطاء أنّه قَالَ: يُكره أَن يَدخل الْمُعْتَكف قَبْواً مَقْبُوّاً. قيل لَهُ: فأَيْنَ يُحْدِث؟ قَالَ: فِي الشِّعَابِ. قيل: فقعود الْمَسْجِد؟ فَقَالَ: إنَّ الْمَسْجِد لَيْسَ كَذَلِك. قَالَ شمر: قَالَ ابْن شُمَيْل: قَبَوْتُ البِناء،

أَي: رَفَعْتُه. قَالَ: وَالسَّمَاء مَقْبُوَّةٌ، أَي: مَرْفُوعَة. قَالَ: وَلَا يُقَال: مَقْبُوَّةٌ من القُبَّة، وَلَكِن يُقَال: مُقَبَّبة. وَقَالَ اللَّيْث: القَباءُ مَمْدُود، وثلاثةُ أُقْبِية. وَقد تَقَبَّى الرجلُ: إِذا لبس قَباءَه. وقُبا: قَرْيَة بِالْمَدِينَةِ. وَيُقَال: اللِّئام: قابياً وقابِعاً. وَمِنْه قَوْله: بَنو قابياً وبَنُو قَوْبَعَه والقَبَايَة: المَفازَة بلُغة حِمْيَر. وَقَالَ الرَّاجز: وَمَا كَانَ عَنْزٌ تَرْتَقِي بقَبايةٍ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: القَبا: ضَرْبٌ من الشّجر. والقَبَا: تقويسُ الشَّيْء. وتَقبَّى الرجلُ فلَانا: إِذا أَتَاهُ مِن قِبَل قَفَاه. وَقَالَ رؤبة: وَإِن تَقَبَّى أَنْبَتَ الأنايبا فِي أُمَّهاتِ الرأسِ هَمْزاً وَاقبَا شمر عَن أبي عَمْرو: قَبَوْتُ الزَّعفَرانَ والعُصْفُر أقْبُوه قَبْواً، أَي: جَنَيْتُهُ. سَلَمة عَن الفرَّاء: القابِيَة: الْمَرْأَة الَّتِي تلقُطُ العُصْفُر. وَقَالَ شمر فِي قَوْله: مِنْ كلِّ ذاتِ ثَبَجٍ مَقَبِّي المقبِّي: الْكثير الشَّحْم. وَأهل الْمَدِينَة يَقُولُونَ للضَّمة قَبْوَة. وَقد قَبا الحَرفَ يَقْبُوه: إِذا ضمَّه وكأنَّ القَباء مشتقٌّ مِنْهُ. وَقَالَ اللِّحيانيّ: يُقَال: قَبِّ هَذَا الثَّوْب تقبيةً، أَي: اقطعْ مِنْهُ قَباء. وانقَبَى فلانٌ عنَّا انقِباءً: إِذا استخفَى. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: سمِعتُ الجَعْفَرِيّ يَقُول: اعتبَيْتُ المتاعَ واقتبيتُه: إِذا جمعته. وَقد عَبَا الثيابَ يَعبَاها وقَباها يقباها. قلت: وَهَذَا جائزٌ على لُغة مَن يَرَى تَليين الْهمزَة. بَقِي: قَالَ اللَّيْث: تَقول الْعَرَب: نشدتُك الله والبُقْيا، وَهِي البقِيّة. أَبُو عُبَيدٍ عَن الكسائيِّ قَالَ: البَقْوَى والبُقْيا هِيَ الْإِبْقَاء، مِثل الرَّعْوَى، والرُّعْيَا مِن الإرعاء على الشَّيْء، وَهُوَ الإبقاءُ عَلَيْهِ. الْعَرَب تَقول للعدوّ إِذا غلب: البقيَّة أَي: أَبقوا علينا وَلَا تستأصلونا. وَمِنْه قَول الْأَعْشَى: قَالُوا الْبَقِيَّة والخطيّ تأخذهم وَقَوله: {أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ} (هود: 116) من دينٍ، قومٌ لَهُم بقيّة: إِذا كَانَت بهم مُسْكَة، وَفِيهِمْ خير. قَالَ الْأَزْهَرِي: البقيّة: اسمٌ من الْإِبْقَاء، كَأَنَّهُ أَرَادَ، وَالله أعلم: فلولا كَانَ من الْقُرُون قومٌ أُولوا إبقاءٍ على أنفسهم لتمسكهم بالدِّين المرضيّ. وَنصب {إِلاَّ قَلِيلاً} (هود: 116) لأنَّ الْمَعْنى فِي قَوْله

(فلولا) : فَمَا كَانَ. وَلِأَن انتصاب قَلِيلا على انقطاعٍ من الأول. وَقَالَ الفرّاء: قَوْله: {بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ} (هود: 86) ، أَي: مَا أبقى لكم من الْحَلَال خير لكم. قَالَ: وَيُقَال: مراقبة الله خير لكم. اللَّيْث: بَقِيَ الشيءُ يَبْقَى بقَاءً، وَهُوَ ضِدُّ الفناء. وَيُقَال: مَا بقيَت مِنْهُم باقيةٌ، وَلَا وَقاهم من اللهاِ وَاقية. وَقَالَ الله جلَّ وعزَّ: {خَاوِيَةٍ فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ} (الحاقة: 8) . قَالَ الفرّاء: يُرِيد من بَقَاء، وَيُقَال: هَل تَرى مِنْهُم بَاقِيا، كلُّ ذَلِك فِي العربيّة جائزٌ حَسَن. وَقَالَ اللَّيْث: الْبَاقِي حَاصِل الْخراج ونحوِه. وَفِي لُغَة طيِّىء: بَقَى يبقَى، وَكَذَلِكَ لُغَتُهم فِي كل ياءٍ انْكَسَرَ مَا قبلهَا، يجعلونها ألفا سَاكِنة نحوَ بَقِيَ ورَضِيَ وفَنِيَ. قَالَ: واستَبْقَيْت فلَانا: إِذا وَجَب عَلَيْهِ قَتْلٌ فعفوْتَ عَنهُ. وَإِذا أعطيتَ شَيْئا وحبستَ بعضَه قلت: استبقَيْتَ بعضَه. واسْتَبْقَيْتُ فلَانا فِي معنى الْعَفو عَن ذَنبه، واستِبقاء مودَّته. وَقَالَ النَّابِغَة: وَلست بمستَبقٍ أَخا لَا تلُمُّه على شَعَثٍ أيُّ الرِّجَال المهذّبُ الأصمعيّ: المُبْقِيات من الْخَيل: الَّتِي تُبْقِي بعضَ جَرْيها تدَّخره. وَقَول الله: {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا} (الْكَهْف: 46) ، هِيَ: الصَّلَوَات الْخمس. وَقيل: الأعمالُ الصالحةُ كلُّها. بقا: فِي حَدِيث معَاذ بن جبل: (بَقَيْنَا رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي أشهر رَمَضَان حَتَّى خشينا فَوت الفَلاح) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَحْمَر فِي قَوْله: بَقَيْنَا، أَي: انتظرْنا وتبصَّرْنَا. يُقَال مِنْهُ: بقيْتُ الرجلَ أَبْقِيه بَقْياً. وَأنْشد الْأَحْمَر: فهنَّ يَعْلِكْنَ حدائداتها جُنْحَ النواصِي نحوَ أَلْوِياتِها كالطَّيْرِ تَبقى متداوماتِها يَعْنِي: تنظر إِلَيْهَا. وَقَالَ اللحيانيّ: بَقَيْتُه وبقَوْتُه: نظرْتُ إِلَيْهِ. وَقَالَ الزّجاج فِي قَوْله جلّ وعزّ: {أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ} (هود: 116) ، مَعْنَاهُ: أُولوا تَمْيِيز. قَالَ: وَيجوز أولُوا بقيّة: أُولوا طَاعَة. قَالَ: وَمعنى الْبَقِيَّة إِذا قلتَ فِي فلانٍ بقيّة، مَعْنَاهُ: فِيهِ فضلٌ فِيمَا يُمْدَح بِهِ، وجمعُ

البقيَّة بَقَايا. بوق: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (لَيْسَ بمؤمنٍ من لَا يأمَن جارُه بَوائقَه) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْكسَائي وَغَيره: بوائقه غوائله وشرّه. وَيُقَال للداهية والبليَّة تنزل بالقوم: أَصَابَتْهُم بائقة. وَفِي حَدِيث آخر: (اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك مِن بَوائق الدَّهْر) . قَالَ الْكسَائي: يُقَال: باقَتهم البائقة فَهِيَ تَبُوقُهم بَوْقاً، وَمثله فقَرَتْهم الفاقرة. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: باقَ: إِذْ هَجَم على قومٍ بِغَيْر إذْنهمْ. وباق: إِذا كذب. وباقَ: إِذا جَاءَ بالشَّرّ والخُصومات. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: أصابتْنا بُوقةٌ منكَرة وبوق، وَهِي دُفْعةٌ من الْمَطَر انبعجتْ ضَرْبةً. وَقَالَ رؤبة: نَضّاح البُوَقْ وَيُقَال: هِيَ جمع بُوقة مِثل أُوقةٍ وأُوَق. وَقَالَ اللَّيْث: البُوقة: شجرةٌ مِن دِقّ الشَّجر، شَدِيدَة الالتواء. قَالَ: وَيُقَال: أصابَهمْ بَوْقٌ من الْمَطَر، وَهُوَ كَثْرته. قَالَ: والبُوقُ شِبه منقافٍ مُلْتوِي الخَرْق، وربّما نَفخ فِيهِ الطَّحان فيَعلو صوْته فيُعلَم المرادُ بِهِ. وَيُقَال للْإنْسَان الَّذِي لَا يكتم سرَّه: إنّما هُوَ بُوق. أَبُو عبيد عَن أبي عمرٍ وَقَالَ: البُوق: الْبَاطِل. وَأنْشد: إِلَّا الَّذِي نطقوا بُوقا وَقَالَ شمر: البُوق: شَيْء يُنفَخ فِيهِ. قَالَ: وَلم أسمع البُوق فِي الْبَاطِل إلاَّ هُنَا، وَأنكر بَيت حسان فَلم يعرفهُ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ يُقَال: باقَ يَبوق بَوْقاً: إِذا تَعَدَّى على إِنْسَان. وباقَ يَبُوقُ بَوْقاً: إِذْ جَاءَ بالبُوق، وَهُوَ الْكَذِب السُّماق. قلت: وَهَذَا يدلّ على أنَّ الْبَاطِل يسمَّى بُوقاً. قوب: قَالَ اللَّيْث: القَوْب: أَن تُقوِّب أَرضًا أَو حُفْرةً شِبْه التقوير. تَقول: قُبْتُها فانقابت. ثعلبٌ عَن ابْن الأعرابيّ: قاب الرجلُ: إِذا قَرُب، وقابَ: إِذا تَقوَّب جِلدُه، وقاب يَقوبُ قَوْباً: إِذا هَرَب. وَقَالَ اللَّيْث: الجَرَبُ يُقوِّب جِلد الْبَعِير فتَرى فِيهِ قُوَباً قد انحردتْ مِن الوَبَر، وَلذَلِك سمِّيت القُوبَاء الَّتِي تخرج فِي جِلد الْإِنْسَان فتُداوى بالرِّيق، وَأنْشد: يَا عَجَبَاً لهَذِهِ الفَلِيقَهْ هَل ينفعنَّ القُوَباءَ الرِّيقَه ابْن السّكيت: رجلٌ قُوَبة: ثَابت الدَّار مُقيم. سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: القُوبا مؤنَّث

وتذكّر، وتُحرَّك وتُسكّن، فَيُقَال: هَذِه قُوَباءُ فَلَا تُصرَف فِي معرفَة وَلَا نكرَة، وتُلحَق بِبَاب فُقَهاء وَهُوَ نَادِر، وَتقول فِي التَّخْفِيف هَذِه قُوبى فَلَا تصرف فِي الْمعرفَة وَتصرف فِي النكرَة، وَتقول: هَذِه قُوباء فتصرف فِي الْمعرفَة والنكرة وتُلحق بِبَاب طُومار. وَأنْشد: بِهِ عَرَصاتُ الحَيِّ قَوَّبْن مَتنَه وجَرَّدَ أثباجَ الجراثيم حاطبُه قوّبنَ متنَه، أَي: أثّرن فِيهِ بمَوْطئهم ومَحَلِّهم. وَقَالَ العجّاج: مِن عَرَصات الحيِّ أمْسَتْ قُوَبا أَي: أمست مقوَّبة. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ} (النَّجْم: 9) ، قَالَ مُقاتل: لكلَ قابان، وهما مَا بَين المَقْبِض والسّية. وَقَالَ الْحسن: {فَكَانَ قَابَ} ، أَي: طول قوسين. وَقَالَ الْفراء: {فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ} ، أَي: قدر قوسين عربيَّتين، وَنَحْو ذَلِك قَالَ الزّجاج. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: القُوبيُّ: المُولع بِأَكْل الأقواب وَهِي الْفِرَاخ. وَقَالَ الْفراء: القائبة: الْبَيْضَة، والقوب: الفرخ. وَقَالَ الْكُمَيْت: لهنَّ وللمشيب ومَن عَلاهُ من الْأَمْثَال قائبة وقوبُ شبه مزايلة النساءِ من الشُّيُوخ بِخُرُوج القوب، وَهُوَ الفَرْخُ، من القائبة، وَهِي البَيضة. فَيَقُول: لَا يرجعن إِلَى الشَّيْخ كَمَا لَا يرجع الفرخ إِلَى الْبَيْضَة. وَنهى عمر عَن التَّمَتُّع بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَج وَقَالَ: (إِنَّكُم إِن اعتمرتم فِي شَهر الْحَج رأيتموها جازيةً مِن حجِّكم وعمرتكم، فقَرعَ موضعُ الْحَج سَائِر السنَة، وَكَانَت قائبة قَوبٍ) . ضَرَب عمر هَذَا مثلا لخلاء مكّة من المعتمرين سَائِر السّنة، أَرَادَ أَن تكون مكةُ معمورةً بالمعتمرين فِي غير شهور الْحَج. وَيُقَال: قُبتُ البيضَة أقُوبُها قَوْباً فانقابت انقياباً. قلت: وَقيل للبيضة قائبة، وَهِي مَقُوبة لأنّهم أَرَادوا أَنَّهَا ذاتُ قُوب، أَي: ذاتُ فَرْخ. وَيُقَال لَهَا قاوبة: إِذا خَرج مِنْهَا الفَرْخ، والفَرْخ الْخَارِج مِنْهَا يُقَال لَهُ قُوبٌ وقُوبيٌّ. وَقَالَ الْكُمَيْت: وأفرَخَ مِن بَيض الأنُوقِ مَقُوبُها وَيُقَال: انقابَ الْمَكَان وتقوَّب: إِذا جُرِّد فِيهِ مواضعُ من الشّجر والكلأ. وَقَالَ الفرّاء: هِيَ القِبة للفَحِث. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : قِبَّة السَّاق:

عَضَلتها. وتقوّبت الْبَيْضَة: إِذا انفلقت عَن فرخها. يُقَال: انْقَضتْ قائبة من قُوبها، وانقضى قوبيٌّ من قائبة. مَعْنَاهُ: أنّ الفرخ إِذا فَارق بيضتَه لم يَعُد إِلَيْهَا. وَقَالَ الْكُمَيْت: فقائبةٌ مَا نَحن يَوْمًا وَأَنْتُم بني مَالك إِن لم تفيئوا وقوبها يعاتبهم على تحوُّلهم بنسبهم إِلَى الْيمن. يَقُول: إِن لم ترجعوا إِلَى نسبكم لم تعودوا إِلَيْهِ أبدا فَكَانَت بليّة مَا بَيْننَا وَبَيْنكُم. وَقَالَ شمر: قِيبت البيضةُ، فَهِيَ مقوبةٌ: إِذا خرجَ فرخها. وَيُقَال: قابة وقوب، بِمَعْنى قائبة وقوب. ابْن هانىء: القوب: قِشر الْبيض. وَقَالَ الْكُمَيْت يصف بيض النعام: إِلَى توائم أصغى من أجنّتها وساوسَ عَنْهَا قابت القُوَبُ أصغَى من أجنّتها، يَقُول: لما تحرَّك الولدُ فِي الْبيض تسمَّعَ إِلَى وسواس. جعل تِلْكَ وَسْوَسَة. قَالَ: وقابت: تفلَّقَت. والقوب: الْبَيْضَة. قأب: أَبُو عبيد عَن الْفراء: قَئِب وصئِب وذَبحَ: إِذا أَكثر من شرب المَاء. وَقَالَ أَبُو زيد: قَئبْتُ مِن الشَّرَاب أقَأَب قأباً: إِذا شرِبتَ مِنْهُ. وَقَالَ اللَّيْث: قئبت من الشَّرَاب أقأبُ، وقأبْتُ لُغَة: إِذا امتلأتَ مِنْهُ. أَبُو عبيد عَن الأمويّ: قأبتُ الطَّعَام: أَكلته وَكَذَلِكَ دأثْتُه. وَقَالَ غَيره: يُقَال: إِنَاء قَوأبٌ وقوأبيٌّ كثير الأخْذ للْمَاء. وَأنْشد: مدٌّ من المِداد قوأَبيُّ وَقَالَ شمر: القوأبيّ: الْكثير الْأَخْذ. وَقب: اللَّيْث: الوَقْب: كلُّ قَلْت أَو حُفْرة كقَلْتٍ فِي فهرٍ وكوقْب المُدْهُنة. ووَقْبةُ الثّريد: أُنقوعتُه. وَأنْشد: فِي وَقْبِ خَوْصاء كوقْبِ المُدْهُنِ أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الوَقيت: صوتٌ يخرج من قُنْب الفَرس، وَهُوَ وِعاء قضيبه، وَقد وقَب يَقب. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وَعز: {خَلَقَ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا} (الفلق: 3) ، الْغَاسِق: اللَّيل. إِذا وَقَب: إِذا دخلَ فِي كلّ شَيْء أَو ظلم. ورُوِي عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما طلع القمَر: (هَذَا الْغَاسِق إِذا وَقَبَ فتعوَّذي بِاللَّه من شرّه) . ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الأوقاب: قماش الْبَيْت. والوَقْب: الرجل الأحمق، وجمعُه

أوقاب. والأوقاب: الكِوَى، وَاحِدهَا وَقب. قَالَ: والوُقبيّ: المولَعُ بِصِحَّة الأوقاب، وهم الحَمقى. والمنقاب: الرجل الْكثير الشُّرب للنَّبيذ. وَقَالَ الْفراء: الإيقاب: إِدْخَال الشَّيْء فِي الوَقْبة. وَأنْشد غَيره: أبني لُبَيْنَى إنّ أمَّكُمُ أمَةٌ وإنَّ أباكُمَّ وَقْبُ وَقَالَ مبتكرٌ الأعرابيّ فِيمَا رَوى أَبُو تُرَاب عَنهُ: إِنَّهُم يَسِيرُونَ سَيْر الميقاب، وَهُوَ أَن يُواصلوا بَين يومٍ وَلَيْلَة. ثعلبٌ عَن ابْن الأعرابيّ: الميقَب: الوَدَعة. وبق: قَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وَعز: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقاً} (الْكَهْف: 52) ، يَقُول: جعلْنا تَواصُلهم فِي الدُّنيا مَوْبِقاً، أَي: مَهْلَكاً لَهُم فِي الْآخِرَة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: جعلنَا بَينهم موبقاً، أَي: حاجزاً. قَالَ: وكلُّ حاجزٍ بَين شَيْئَيْنِ فَهُوَ مَوْبق. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الموبق: الْموعد فِي قَوْله: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقاً} ، واحتجّ بقوله: وجادَ شَرَوْرَى والسِّتَار فَلم يَدعْ بعاراً لَهُ والواديين بموبقِ يَعْنِي بموعد. وَقَالَ الْفراء: يُقَال: أوبقتْ فلَانا ذُنوبُه، أَي: أهلكتْه فَوَبِقَ يَوْبقُ وَبقاً ومَوْبِقاً: إِذا هَلَك. قَالَ: وحَكى الْكسَائي: وَبقَ يَبِق وُبُوقاً. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : وبقت الْإِبِل فِي الطِّين: إِذا وَحِلَتْ فنشبتْ فِيهِ. ووَبق فِي ذَنْبه: إِذا نَشِب فِيهِ فَلم يتخلّصْ مِنْهُ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {شَكُورٍ أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ} (الشورى: 34) ، أَي يحبسهنّ، يَعْنِي الفُلْك ورُكبانها، فيهلكوا غرقاً. أبق: قَالَ اللَّيْث: الأبَق: القُنب، وَمِنْه قَول زُهَيْر: قد أحكِمَتْ حَكماتِ القِدّ والأبَقا وَقَالَ اللَّيْث: الإباقُ: ذَهاب العَبْد من خَوْف وَلَا كد عمل. قَالَ: وَهَكَذَا الحكمْ فِيهِ أَن يُرَد، فَإِذا كَانَ من كَدّ عملٍ أَو خوف لم يُرَدّ. قلتُ: الْإِبَاق: هَرَب العَبْد من سيّده. وَقَالَ الله جلّ وَعز فِي قصَّة يُونُس عَلَيْهِ السَّلَام حِين نَدَّ فِي الأَرْض مغاضباً لِقَوْمِهِ: {لله) لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ أَبَقَ إِلَى} (الصافات: 140) .

باب القاف والميم

أَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أنّه أنْشدهُ: ألاَ قَالَت بَهانِ وَلم تَأَبَّقْ نَعِمْتَ وَلَا يَليقُ بك النَّعيمُ قَالَ: لم تأَبقْ، أَي: تَأَثمْ من مَقالتها. وَقَالَ غَيره: لم تأبقْ، أَي: لم تأنفْ. وَيُقَال: أبَق العبدُ يأَبقُ إباقاً فَهُوَ آبِق، وجمعُه أبَّاق. (بَاب الْقَاف وَالْمِيم) ق م (وايء) قوم، قمي، قمأ، وقم، ومق، موق، مأق، مقا. قوم: قَالَ اللَّيْث: الْقَوْم: الرِّجال دون النِّسَاء. وَمِنْه قَول الله: {ءَامَنُواْ لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن} ، أَي: رجالٌ من رجال، {مِّنْهُمْ وَلاَ نِسَآءٌ مِّن} (الحجرات: 11) يدلُّ عَلَيْهِ قولُ زُهَيْر: وَمَا أَدْرِي ولستُ إخالُ أدرِي أقومٌ آلُ حِصْنٍ أم نِسَاءُ قَالَ: وقومُ كلِّ رجلٍ شيعتُه وعشيرته. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس، أنّه قَالَ: النَّفَر والقَومُ والرَهْط، هَؤُلَاءِ معناهم الجَمع، لَا واحدَ لَهُم من لَفظهمْ، للرِّجال دون النِّسَاء. وَقَالَ اللَّيْث: القَوْمة: مَا بَين الرَّكعتين مِن الْقيام. قَالَ: وَقَالَ أَبُو الدُّقَيش: (أُصَلِّي الْغَدَاة قَوْمَتَين، والمغربَ ثَلَاث قومات) . وَكَذَلِكَ قَالَ فِي الصَّلَاة. وَقَالَ اللَّيْث: الْقَامَة: مقدارٌ كَهَيئَةِ رجُل، يُبنَى على شَفير الْبِئْر، يوضع عَلَيْهِ عُودُ البَكرة: والجميع القِيَم. وكلُّ شيءٍ كَذَلِك فَوق سطحٍ وَنَحْوه فَهُوَ قامة. قلت: الَّذِي قَالَه اللَّيْث فِي تَفْسِير الْقَامَة غير صَحِيح. والقامة عِنْد الْعَرَب: البَكْرة الَّتِي يُسْتَقى بهَا المَاء من الْبِئْر. وأقرأني الإياديُّ عَن شمر لأبي عُبيدٍ عَن أبي زيد أَنه قَالَ: النَّعامة الْخَشَبَة المعترضة على زُرنُوقَيِ الْبِئْر، ثمَّ تُعلَّق الْقَامَة، وَهِي البكرة، من النَّعامة، وجميعها قِيَم. وَأَخْبرنِي غير واحدٍ عَن أبي الْهَيْثَم، أَنه قَالَ: الْقَامَة: جمَاعَة النَّاس. والقامة أَيْضا: قامة الرجل. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: فلانٌ حسن الْقَامَة والقِمَّة والقُومِيَّة بِمَعْنى وَاحِد. وَأنْشد: فتَمَّ من قَوامها قُوميُّ وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال فلَان ذُو قُوميَّةٍ على مالِه وأمرِه. وَتقول: هَذَا الْأَمر لَا قُوميّة لَهُ، أَي: لَا قِوَامَ لَهُ. أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: هُوَ قِوام أهل بَيته وقِيَام أهل بَيته، من قَول الله جلَّ وعزَّ: {جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً} (النِّسَاء: 5) .

وَقَالَ الزّجاج: قُرئت: {جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً} و (قِيَماً) . قَالَ: وَيُقَال: هَذَا قِوام الْأَمر ومِلاكُه. الْمَعْنى: الَّتِي جعلهَا الله لكم قِياماً تُقِيمُكم فتَقومون بهَا قِياماً. ومَن قَرَأَ: (قِيَماً) فَهُوَ راجعٌ إِلَى هَذَا. وَالْمعْنَى: جعَلَها الله قَيِّمةَ الْأَشْيَاء، فِيهَا تَقُومُ أمورُكم. وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله تَعَالَى: {وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَآءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِى جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً} (النِّسَاء: 5) يَعْنِي الَّتِي بهَا تقومون قيَاما وقِواماً. قَالَ: وَقرأَهَا نَافِع المَدَنيّ: (قِيَماً) وَالْمعْنَى وَاحِد. وَالله أعلم. اللَّيْث: قمتُ قيَاما. والمَقام: مَوضِع القَدمين. وأقمتُ بِالْمَكَانِ مُقاماً وَإِقَامَة. والمَقام والمُقامة: الْموضع الَّذِي تقيم بِهِ. ورجالٌ قيام ونساءٌ قُيّمٌ، وقائمات أعرف. ودنانيرُ قُوَّم وقُيَّم. ودينارٌ قَائِم: إِذا كَانَ مِثْقَالا سَوَاء لَا يرجَح، وَهُوَ عِنْد الصَّيارِفة ناقصٌ حَتَّى يرجَحَ بِشَيْء فيسمَّى مَيَّالاً. والعَيْن الْقَائِمَة: أَن يذهب بَصَرُها والحَدَقةُ صَحِيحَة. قَالَ: وَإِذا أصَاب البَرْدُ شَجرا أَو نبْتاً فأهلَك بَعْضًا وبقيَ بعضٌ، قيل: مِنْهَا: هامد وَمِنْهَا قَائِم. وَنَحْو ذَلِك كَذَلِك. قَالَ: وقائم السَّيْف مَقبِضُه وَمَا سِوَى ذَلِك فَهُوَ قَائِمَة نَحْو قَائِمَة الخِوان والسَريرِ الدَّابة. وَيُقَال: قَامَ قَائِم الظَهيرة، وَذَلِكَ إِذا قَامَت الشَّمْس وَكَاد الظلّ يَعقِل: وَإِذا لم يُطِق الْإِنْسَان شَيْئا قيل: مَا قَامَ بِهِ. وقيّم القومِ: الَّذِي يقوِّمهم ويَسُوسُ أمرَهم. وَفِي الحَدِيث: (مَا أَفْلح قومٌ قيِّمتُهم امْرَأَة) . وَفِي الحَدِيث: (قل آمنتُ بِاللَّه ثمَّ استقِمْ) فسِّر على وَجْهَيْن: قيل: هُوَ الاسْتقَامَة على الطَّاعَة، وَقيل: هُوَ ترك الشِّرك. قَالَ الْأسود بن هِلال فِي قَوْله تَعَالَى: {قَالُواْ رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ} (فصلت: 30) : لم يُشرِكوا بِهِ شَيْئا. وَقَالَ قَتَادَة: استقاموا على طَاعَة الله تَعَالَى. وَقَالَ كَعْب بن زُهَيْر: فهم ضربوكم حِين جُرتم عَن الهُدَى بأسيافكم حَتَّى استقمتُم على القِيَمْ قَالُوا: القِيَم: الاسْتقَامَة. دينا قِيماً: مُسْتَقِيمًا. وَيُقَال: رُمْح قَوِيم، وقَوامٌ قَوِيم، أَي: مُسْتَقِيم. وَفِي حَدِيث حَكِيم بن حزَام: (بايعتُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ألاّ أخِرَّ إِلَّا قَائِما) . قَالَ أَبُو عبيد: مَعْنَاهُ: بايعتُ أَن لَا أمُوتَ إلاَّ ثَابتا على الْإِسْلَام. وكلُّ من ثبتَ على شيءٍ وتمسّك بِهِ فَهُوَ قَائِم عَلَيْهِ.

قَالَ الله جلّ وعزّ: {لَيْسُواْ سَوَآءً مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَءَايَاتِ اللَّهِ} (آل عمرَان: 113) ، إِنَّمَا هُوَ من الْمُوَاظبَة على الدِّين وَالْقِيَام بِهِ. وَقَالَ جلّ وعزّ: {لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِمًا} (آل عمرَان: 75) . قَالَ مُجَاهِد: مواظباً. وَمِنْه قيل فِي الْكَلَام للخليفة: هُوَ الْقَائِم بِالْأَمر. وَكَذَلِكَ فلانٌ قَائِم بِكَذَا وَكَذَا، إِذا كَانَ حَافِظًا لَهُ مستمسكاً بِهِ. قَالَ أَبُو عبيد: وَفِي الحَدِيث أنّه لما قَالَ لَهُ: (أبايُعك ألاَّ أخِرَّ إلاّ قَائِما) ، قَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أمَّا مِن قِبَلِنا فلستَ تَخِرّ إلاّ قَائِما) ، أَي: لسنا ندعوك وَلَا نبايُعك إلاَّ قَائِما، أَي: على الْحق. وَرُوِيَ عَن الْفراء قَالَ: الْقَائِم: المستمسك بِدِينِهِ. ثمَّ ذكر هَذَا الحَدِيث. وَقَالَ فِي قَول الله: {أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ} ، أَي: مستمسكة بدينها. وَقَول الله جلّ وعزّ: (دينا قيمًا) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: القيِّم، هُوَ الْمُسْتَقيم؛ وقرئت: {قِيَمًا} (الْأَنْعَام: 161) . والقِيَم مصدر كالصِّغَر وَالْكبر، إِلَّا أَنه لم يُقَل قِوَم مثل قَوْله: {لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً} (الْكَهْف: 108) ، لأنَّ قِيَماً من قَوْلك: قَامَ قِيَماً، وَقَامَ كَانَ فِي الأَصْل قَوَمَ أَو قَوُمَ فَصَارَ قَامَ، فاعتلّ قِيَم. فأَمَّا حِوَل فَهُوَ على أَنه جارِ على غير فِعْل. وَقَالَ الله جلَّ وعزَّ: {الزَّكَواةَ وَذَلِكَ دِينُ} (الْبَيِّنَة: 5) . قَالَ أَبُو الْعَبَّاس والمبرِّد: هَا هُنَا مضمَر، أَرَادَ ذَلِك دِين المِلَّة القيّمة، فَهُوَ نعت مضمَرٍ مَحْذُوف. وَقَالَ الْفراء: هَذَا ممَّا أضيف إِلَى نَفسه، لاخْتِلَاف لفظيه. قلتُ: وَالْقَوْل مَا قَالَا. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيِّ أَنه قَالَ: القَيّوم والقَيّام والمدبِّر وَاحِد. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: القيّوم والقَيّام فِي صفة الله: القائمُ بتدبيرِ أَمر خلقِه فِي إنشائهم ورِزقهم وعِلمِه بأمكنتهم. قَالَ الله: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الاَْرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا} (هود: 6) . وَقَالَ الْفراء: صُورة القَيُّوم مِن الفِعل الفَيْعول، وَصُورَة القَيَّام الفَيْعال، وهما جَمِيعًا مَدْح. قَالَ: وَأهل الْحجاز أَكثر شيءٍ قَوْلاً للفَيْعال مِن ذَوَات الثَّلَاثَة، مِثل الصَّوَّاغ، يَقُولُونَ الصَّيّاغ. وَقَالَ مُجَاهِد: القَيّوم: الْقَائِم على كلِّ شَيْء. وَقَالَ قَتَادَة: القيُّوم: الْقَائِم على خَلْقه

بآجالهم وأعمالهم وأرزاقهم. وَقَالَ الكلبيّ: القيّوم الَّذِي لَا بَدىءَ لَهُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: القَيّوم الْقَائِم على الْأَشْيَاء. وَقَالَ الفرَّاء فِي القيِّم: هُوَ من الْفِعْل فَعِيل، أَصله قَوِيم، وَكَذَلِكَ سَيِّدٌ سَوِيد، وجَيِّدٌ جَوِيد، بِوَزْن ظريف وكريم، وَكَانَ يلْزمهُم أَن يجْعَلُوا الواوَ ألفا لانفتاح مَا قَبلَها ثمَّ يُسقِطوها لسكونها وَسُكُون الَّتِي بعْدهَا. فَلَمَّا فَعَلوا ذَلِك صَارَت سَيْد على وزن فَعْل، فزادوا يَاء على الياءَ ليكمل بناءَ الْحَرْف. وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: قَيِّم وزنُه فَيْعل، وَأَصله قَيْوِم، فَلَمَّا اجْتمعت الْوَاو وَالْيَاء وَالسَّابِق ساكنٌ أبدَلوا مِن الْوَاو يَاء وأَدْغَموا فِيهَا الْيَاء الَّتِي قَبلَها فصارتا يَاء مشدَّدة. كَذَلِك قَالَ فِي سيِّد وجيِّد وميِّت وهيّن وليِّن. قَالَ الْفراء لَيْسَ فِي أبنية الْعَرَب فَيْعِل، والحَيُّ كَانَ فِي الأَصْل حَيْوٌ، فلمَّا اجْتمعت الْيَاء وَالْوَاو وَالسَّابِق سَاكن جُعِلتا يَاء مشدَّدة. وَقَالَ اللَّيْث: الْقِيَامَة: يومُ البَعْث، يومَ يقوم فِيهِ الخَلْقُ بَين يَدَي الحيِّ القيوم قَالَ: والقِوام مِن العَيْش: مَا يُقيمُك: وقوام الجِسم: تَمامُه وقوام كلِّ شيءٍ مَا استقام بِهِ. وَقَالَ العجاج: رأسَ قِوام الدِّين وابنُ رأْسِ وَيُقَال: مَا زلتُ أقاوِم فلَانا فِي هَذَا الْأَمر، أَي: أنازلُه. والقِيمة: ثمن الشّيء بالتّقويم. يُقَال: تَقاوَموه فِيمَا بَينهم. وَإِذا انقادَ الشيءُ واستمرّت طَرِيقَته فقد استقامَ لوجهه. وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس: (إِذا استقَمْتَ بنَقْدٍ فبعتَ بِنَقْد فَلَا بأسَ بِهِ. وَإِذا استقمتَ بِنَقْد فبعتَ بنَسيئةٍ فَلَا خير فِيهِ) . قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: إِذا استَقَمْت يَعْنِي قوّمت. وَهَذَا كلامُ أهلِ مَكّة، يَقُولُونَ: استقمتُ المتاعَ، أَي: قوّمتُه. ومَعْنى الحَدِيث أنْ يَدفع الرجل إِلَى الرجل الثَّوبَ فيقوِّمه ثَلَاثِينَ، ثمَّ يقولُ لَهُ: بِعْه، فَمَا زَاد عَلَيْهَا فلك. فَإِن بَاعه بِأَكْثَرَ من ثَلَاثِينَ بِالنَّقْدِ فَهُوَ جَائِز، وَيَأْخُذ مَا زَاد على الثَّلَاثِينَ؛ وَإِن بَاعه بالنَّسيئة بِأَكْثَرَ مِمَّا يَبِيعهُ بالنَّقد فالبَيع مَرْدُود لَا يجوز. قَالَ أَبُو عبيد: وَهَذَا عِنْد من يَقُول بِالرَّأْيِ لَا يجوز؛ لأنَّها إجَازَة مَجْهُولَة وَهِي عندنَا مَعْلُومَة جَائِزَة؛ لأنَّه إِذا وَقَّت لَهُ وقتا فَمَا كَانَ وَرَاء ذَلِك من قليلٍ أَو كثير فالوقتُ يَأْتِي عَلَيْهِ. وَأَخْبرنِي مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن المخزوميّ قَالَ: قَالَ سُفْيَان بن عُيينة بَعْدَمَا رَوَى هَذَا الحَدِيث: يستقيمه بِعشْرَة نَقْداً فيبيعه بِخَمْسَة عشر نَسيئة، فَيَقُول: أعْطى صاحبَ الثَّوْب مِن عِنْدِي عَشرَة فَتكون الخمسةَ

عشر لي، فَهَذَا الَّذِي كُرِهَ. أَبُو زيد الْأنْصَارِيّ: أَقمت الشَّيْء وقوّمته فَقَامَ، بِمَعْنى استقام. قَالَ: والاستقامة: اعْتِدَال الشَّيْء واستواؤه. واستقام فلانٌ بفلانٍ، أَي: مدَحَه وأثنَى عَلَيْهِ. أَبُو زيد الْأنْصَارِيّ فِي (نوادره) : يُقَال: قامَ بِي ظَهْرِي، أَي: أوجَعَني؛ وَقَامَت بِي عَينايَ؛ وكلُّ مَا أوجَعَكَ مِن جَسَدك فقد قَامَ بك. قَالَ: وَيُقَال: كم قَامَت ناقتُك؟ أَي: كم بَلَغتْ وَقد قَامَت الأمَةُ مائةَ دِينَار، أَي: بلغَ قيمتهَا مائةَ دِينَار. وَقَالَ غَيره: قَامَت لفلانٍ دابّتُه: إِذا كَلَّت أَو عيّتْ فلمْ تَسِر وَقَامَت السُّوقُ: إِذا نَفَقَتْ. ونامَت: إِذا كَسَدَتْ. وَقَامَ ميزَان النَّهَار: إِذا انتَصَف. وَقَامَ قَائِم الظَهيرة. وَقَالَ الراجز: وقامَ مِيزانُ النهارِ فاعتدَلْ أَبُو عبيدٍ عَن الْكسَائي فِي بَاب أمراض الْغنم: أخَذها قُوامٌ، وَهُوَ دَاء يأْخذها فِي قَوَائِمهَا تقوّم مِنْهُ. وَقَالَ غَيره: فلانٌ أقوَمُ كلَاما مِن فلانٍ، أَي: أعدَلُ كلَاما. ومَقامات النَّاس: مَجالسهم. وَيُقَال للْجَمَاعَة يَجْتمعون فِي مجلسٍ مَقامة، وَمِنْه قَول لبيد: ومَقامةٍ غُلْب الرِّقاب كأَنّهمْ جِنٌّ لَدَى بابِ الحَصِيرِ قِيامُ وَيُقَال: أقمتُ بِالْمَكَانِ مُقاماً وإقامَة، فَإِذا أَضفْتَ حذفْتَ الْهَاء كَقَوْل الله جلّ وَعز: {وَإِقَامَ الصَّلواة وَإِيتَآءَ الزَّكَواةِ} (الْأَنْبِيَاء: 73) . قمي: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: القُمَى: الدُّخول. وَفِي الحَدِيث: (كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقْمو إِلَى منزل عَائِشَة كثيرا) ، أَي: يَدخل. قَالَ: والقُمَى: السِّمَن، يُقَال: مَا أحْسَنَ قَمْوَ هَذِه الْإِبِل. قَالَ: والقُمَى: تنظيف الدَّار مِن الكِبا. ورَوَى سَلَمة عَن الْفراء قَالَ: القامِيّة من النِّسَاء: الذّليلةُ فِي نفْسها. قمأ: قَالَ أَبُو زيد فِي كتاب (الْهَمْز) : قمَأَتِ الْمَاشِيَة قُمُوءاً وَقُمُوءة. وَتقول: قَمُؤتْ قَماءة، وَذَلِكَ إِذا سَمِنَتْ. وَتقول: قَمُؤ الرجل قَماءةً: إِذا صَغُر. وَقَالَ اللَّيْث: رجل قَمِيءٌ وَامْرَأَة قَميئَة، وَقد قَمُؤَ الرجل قَماءةً فَهُوَ قَمِيء: قصير ذليل. قَالَ: والصاغر: القَمِيء، يُصغَّر بذلك وَإِن لم يكن قَصِيرا. وقمأت الْمَاشِيَة تَقمَأُ فَهِيَ قامِئة: إِذا امْتَلَأت سَمِناً. وَأنْشد الباهليّ: وحُرْدٍ طارَ باطلُها نَسِيلاً وأحدَثَ قَمْؤُها شَعَراً قِصار قَالَ: وَيُقَال: قَمَأت الماشيةُ بمَكَان كَذَا وَكَذَا حتَّى سَمِنت. وَقَالَ اللَّيْث: أقمَيْتُ الرجلَ: إِذا ذَلّلْتَه. قَالَ: القَمْأَة: الْمَكَان الَّذِي تَطْلُع عَلَيْهِ الشَّمْس وَجَمعهَا القِماء.

وَقَالَ غَيره: هِيَ المقمأة والقُمؤة، وَهِي المقنأة والمقْنؤة. وَقَالَ ابْن السّكيت: قَالَ أَبُو عَمْرو: المقنأة والمقْنؤة: الْمَكَان الَّذِي لَا تطلع عَلَيْهِ الشَّمْس. قَالَ: وَقَالَ غير أبي عَمْرو: مَقْناةٌ بِغَيْر هَمْز. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: يُقامِيني الشيءُ وَمَا يقانيني، أَي: مَا يوافِقُني وَمِنْهُم من يهمزه يقامِئني. قَالَ: وتقمَّأتُ المكانَ تَقَمُّؤاً، أَي: وافَقَيي فأقمتُ بِهِ. وَقَالَ ابْن مقبِل: لقد قضيتُ فَلَا تستهزئا سَفَهاً مِمَّا تَقَمأْتُه مِنْ لذَّةٍ وَطَرِي وَقَالَ أَبُو زيد: هَذَا زمانٌ تَقْمأُ فِيهِ الْإِبِل، أَي: يحسُن وبَرُها وتَسمَن. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: أقْمَى الرجُل: إِذا سَمِنَ بعدَ هُزال. وقمَى: إِذا لَزم. البيتَ فِراراً من الفِتَن. وأقْمَن عَدُوَّه: إِذا أذَلَّه. قلت: والهمز جَائِز فِي جَمِيعهَا. موق (مأق) : قَالَ اللَّيْث: المُوقان: ضَرْبٌ مِن الخِفاف ويُجمع على الأمواق. قَالَ: والمُئُوقُ: حُمْق فِي غَباوة. والنعت مائق ومائقة والفِعل ماقَ يَموق مُئُوقاً ودُؤوقاً، وَكَذَلِكَ استَماقَ. أَبُو عبيد عَن الكسائيّ هُوَ مائقٌ دائق، وَقد ماقَ ودَاقَ يَموقُ ويَدُوق مَوَاقَةً ودَوَاقة ومُؤُوقاً ودُؤوقاً. وَقَالَ أَبُو زيد: ماقَ الطعامُ وانحَمَق: إِذا رَخُصَ. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أَبي الْهَيْثَم أنّه قَالَ فِي حرف الْعين الَّذِي يَلِي الْأنف خمس لُغَات، يُقَال: مُؤْق ومَأْق مهموزان ويُجمعان أَمآقاً، وَقد يُترَك همزُهما فَيُقَال: مُوق وماق ويُجمعان أَمواقاً بِالْوَاو إلاَّ فِي لُغَة مَن قَلَب فَقَالَ آماق، وَيُقَال: مُوقٍ على مُفْعِل فِي وزن مُؤْتٍ ويُجْمع هَذَا مآقي. وأَنشد لحسّان: مَا بَال عَيْنك لَا تنام كأنّما كُحلتْ مَآقِيها بكُحْل الإثمِد قَالَ: وَيُقَال: هَذَا ماقِي العَيْن، على مِثال قَاضِي البَلَد، ويُهمز هَذَا فَيُقَال: مَأْقي، وَلَيْسَ لَهَا نظيرٌ فِي كَلَام الْعَرَب فِيمَا قَالَ نصيرٌ النَّحْوِيّ، لأنَّ ألف كل فَاعل من بَنَات الْأَرْبَعَة مِثل داعٍ وقاضٍ ورامٍ وعالٍ لَا تهمز، وحُكي الْهَمْز فِي مأْقٍ خَاصَّة. وروى سَلَمة عَن الْفراء فِي بَاب مَفعل: مَا كَانَ من ذَوَات الْوَاو وَالْيَاء من دَعوتُ وقضيت فالمفعَل فِيهِ مَفْتُوح اسْما كَانَ أَو مصدرا، إلاَّ المأقى من الْعين، فَإِن العربَ كسَرَتْ هَذَا الحرفَ. قَالَ: ورُوِي عَن بَعضهم أنَّه قَالَ فِي مأْوى الْإِبِل مَأْوى، فهذان نادران لَا يُقاس عَلَيْهِمَا. وَقَالَ اللحياني: القَلْب فِي مَأْق فِي لُغَة من

يَقُول: مَأْق ومَؤق أَمْق العَيْن والجميع آماق، وَهِي فِي الأَصْل أمْآق فقُلِبَت. فلمَّا وَحَّدُوا قَالُوا أَمْق لأَنهم وَجدوه فِي الْجمع كَذَلِك. قَالَ: وَمن قَالَ ماقي جمعَه مَوَاقي. وَأنْشد أَبُو الحَسن: كأَنَّ اصْطِفافَ الماقتِينِ بطَرْفها نَثِيرُ جُمانٍ أَخطأَ السِّلْك نَاظمُه وَقَالَ الآخر فِيمَن جمَعه مَواقي: فظلَّ خليلي مستكِيناً كأنَّه قَذًى فِي مَوَاقي مُقْلَتيه يُقلْقِل وَقَالَ اللَّيْث: المَأق مَهْمُوز: مَا يعتَرِي الصّبِيَّ بعد الْبكاء. يُقَال: مَئِقَ فلانٌ مَأَقاً، وقَدِم فلانٌ فامْتَأَقْنا إِلَيْهِ، وَهُوَ شِبْه التَّباكي إِلَيْهِ لطُول الغِيبة. وَقَالَ ابْن السّكيت: المَأَق: شِدَّةُ البُكاء. وَقَالَت أمُّ تأبّط شرّاً تُؤَبِّنُه: مَا أَبتُّه مَئِقاً، أَي: باكياً. وَأنْشد: عَوْلَةُ ثَكْلَى وَلْوَلَتْ بَعْدَ المَأَق وَقَالَ اللَّيْث: مُوق العينُ: مُؤخرها. وماقُها: مُقدِمُها. رَوَاهُ عَن أبي الدُّقيش. قَالَ: ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنَّه (كانَ يَكْتَحِلُ مِن قِبل مُوقه مرَّة ومِن قِبل ماقِه مَرَّة) يَعْنِي مُقْدِم الْعين ومؤَخِّرَها. قُلتُ: وأهلُ اللُّغَة مُجْمِعُون على أنَّ المُوق والماق: حرفُ الْعين مِمَّا يَلِي الْأنف، وأنَّ الَّذِي يَلِي الصُّدْغ يُقَال لَهُ اللَّحاظ. والْحَدِيث الَّذِي استشهدَ بِهِ اللَّيث غير مَعْرُوف. وَقَالَ اللَّيْث: المُؤْق من الأَرْض والجميع الأمآق، وَهِي النَّواحي الغامضة من أطرافها. وَقَالَ رؤبة: تَفْضِي إِلَى نازِحَة الأمْآق وَقَول الشَّاعِر: لعَمْري لَئِن عينٌ من الدمع أنزحتْ مقاها لقد كَانَت سَرِيعا جموحُها أَرَادَ بالمقَى جمع مأقي الْعين فقلبه. وَقَالَ غَيره: المَأَقة: الأنفة وشدّة الْغَضَب. وَقد أَمْأَق الرجل إمآقاً: إِذا دخل فِي المأَقة، كَمَا يُقَال اكْأَبَ. والإمْآق نَكث العهدِ من الأنَفة. وَفِي كتاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لبَعض الْوُفُود واليمانيِّين: (مَا لمْ تُضْمِروا الإماق، وتأكلوا الرّباق) ، ترْكُ الْهَمْز مِن الإماق لِيُوازِن بِهِ الرّباق. يَقُول: لكم الْوَفَاء بِمَا كتبتُ لكم مَا لم تَأْتُوا بالمأَقة فتغدِروا وتقطعوا رِباق العَهد الَّذِي فِي رِقابكم. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال: امتأَق غَضبُه امتِآقاً: إِذا اشتدَّ.

أَبُو عبيدٍ عَن الأمويّ: من أمثالهم فِي سُوء الاتِّفاق والمعاشَرَة: (أنْتَ تَئِقٌ، وأَنا مَئِق، فَمَتَى نتّفق) . قَالَ الأمويّ: النئِق: السَّرِيع إِلَى الشَّرّ، والمئِق: السَّريعُ الْبكاء. وَيُقَال للممْتَلِىء من الْغَضَب. قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: فِي التئق والمئق نَحوه. قَالَ أَبُو بكر: قولُهم فلانٌ مائق فِيهِ ثَلَاثَة أقاويل. قَالَ قومٌ: المائق: السِّيء الخُلُق مِن قَوْلهم: أَنْت تئق وَأَنا مئق، أَي: أَنْت ممتلىء غَضبا وَأَنا سيِّء الْخُلْق فَلَا نتَّفق. وَقيل: المائق: الأحمق لَيْسَ لَهُ معنى غَيره. وَقَالَ قومٌ: المائق: السَّرِيع الْبكاء الْقَلِيل الحَزم والثبات، من قَوْلهم: مَا أباتَتْه أمُّه مَئِقاً، أَي: مَا أَباتَتْهُ باكياً. ومق: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: وَمِقْتُ فلَانا أمقُه وَأَنا وامِقٌ، وَهُوَ مومُوق، وَأَنا لَك ذُو مِقَة، وَبِك ذُو ثِقَة. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: فِي بَاب فَعِل يَفعِل، ومِق يَمِق، ووَثِق يثِق. والتَّومُّق: التودّد. مقا: ابْن السّكيت يُقَال: مقَا الطَّسْتَ يَمقُوها: إِذا جَلاهَا، ويَمقيها، ومَقَوْتُ أَسنَاني ومقيتُها. وقم: أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: المَوْقومُ والموْكُوم: الشَّديد الحُزْن، وَقد وقمَه لأمر ووَكَمَه. قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: المَوْقوم: الْمَرْدُود عَن حَاجته أشدَّ الرَّد. وَقد وقمتُه وَقْماً. وَأنْشد: أَجازَ منّا جائزٌ لَم يُوقَمِ وَيُقَال: قِمْه عَن حَاجته، أَي: رُدَّه. وَقيل فِي قَول الْأَعْشَى: بَناها من الشَّتويِّ رامٍ يُعِدُّها لقَتل الهوادي داجِنٌ بالتوقُّم إنّ مَعْنَاهُ: أنّه مُعْتَاد للتولُّج فِي قترته. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: إنَّك لتَوقَّمُني بالْكلَام، أَي: تركبني وتتوثَّب عليّ. قَالَ: وسمعتُ أعرابيّاً يَقُول: التوقُّم: التهدُّد والزَّجر. وَقَالَ أَبُو زيد: الوِقام: الحَبْل. والوقام: السّيْف. والوِقام: العَصا. والوِقام: السَوْط وحَرّة واقم مَعْرُوفَة.

بَاب لفيف حرف الْقَاف قوى، قوقى، قأى، قاء، قاق، آق، وقوق، يق، ققق، واق (وقِي) . يقّ: أَبُو عَمْرو: يُقَال لجُمَّارة النَّخْلَة يَقَقة، والجميع يَقَق. أَبُو عبيد: أبيضُ يَقَق ويَلَق. وَقد يَقَّ يَيقُّ يَقَقاً. قوي: يُقَال: قويَ الرجلُ يقوَى قُوّة، فَهُوَ قَوِيّ. وَقَالَ اللَّيْث: القُوَّة من تأليف قَاف وواو وياء، ولكنَّها حُمِلت على فُعلة، فأدغِمت الْيَاء فِي الْوَاو كَرَاهِيَة تغير الضمَّة، والفعالة مِنْهَا قِواية، يُقَال ذَلِك فِي الحزْم دون البَدَن. وَأنْشد: ومالَ بأعناق الكَرَى غالباتُها وإنِّي على أَمر القوايةِ حازمُ قَالَ: جَعَل مصدرَ القَوِيِّ على فِعالة، وَقد يتكلّف الشُّعَرَاء ذَلِك فِي النَّعْت اللَّازِم، وجمعُ القُوَّة قُوى. قَالَ الله: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ} (النَّجْم: 5) . قيل: هُوَ جِبْرِيل، والقُوَى: جمعُ القوَّة. وَقَالَ الله لمُوسَى حِين كَتب لَهُ الألواح: {فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ} (الْأَعْرَاف: 145) ، قَالَ الزّجاج: أَي: خذْها بقوَّةٍ فِي دِينِك وحُجَّتك. وَقَالَ الله جلّ وعزّ ليحيى: {خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ} (مَرْيَم: 12) ، أَي: بجِدّ وعَوْن من الله جلّ وعزَّ. الحرانيّ عَن ابْن السّكيت قَالَ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة يُقَال: أقوَيْتَ حَبْلَك، وَهُوَ حبلٌ مُقْوى، وَهُوَ أَن تُرْخَى قُوّةً وتُغير قوَّة، فَلَا يَلْبث الْحَبل أنْ يتقطّع. وَمِنْه الإقواء فِي الشِّعر. وَقَالَ ابْن السّكيت: القُوة: الخُصْلة الْوَاحِدَة من قُوى الحَبْل. وَقَالَ غَيره: هِيَ الطَّاقة الْوَاحِدَة مِن طاقات الحَبْل، يُقَال: قُوّةٌ وقُوى، مِثل صُوّة وصُوى وهُوَّةٍ وهُوًى. وَقَالَ اللَّيْث: رجلٌ شَدِيد القوى، أَي: شَدِيد أَسْر الخَلْق مُمَرُّه. قَالَ: وَجَاء فِي الحَدِيث: (يذهب الدّين سُنَّةً سُنَّة كَمَا يذهب الحبْلُ قُوَّةً قُوَّة) . أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة قَالَ: الإقواء فِي عُيُوب الشّعْر: نُقصان الْحَرْف من الفاصلة، كَقَوْلِه: أَفبعد مَقتَل مالكِ بن زُهيرٍ ترجو النِّساءُ عواقبُ الأطهارِ فنقص من عَروضه قُوّة. والعَروض فِي وسط الْبَيْت.

قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو الشيبانيّ: الإقواء: اخْتِلَاف إِعْرَاب القَوافي. وَكَانَ يَروِي بَيت الْأَعْشَى: مَا بالُها بِاللَّيْلِ زالَ زَوَالُها بِالرَّفْع. وَيَقُول: هَذَا إقواء. قَالَ: وَهُوَ عِنْد النَّاس الإكْفاء، وَهُوَ اختلافُ إِعْرَاب القوافي. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: المَقْوِي الَّذِي يُقْوى وَتَره، وَذَلِكَ إِذا لم يُجِدْ غَارَتَه فتراكَبتْ قواه. يُقَال: وَتَرٌ مُقْوى. سَلمَة عَن الْفراء فِي قَول الله: {الْمُنشِئُونَ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ} (الْوَاقِعَة: 73) ، يَقُول: نحنُ جعلنَا النارَ تذكرةً لجهنّم ومَتاعاً للمُقْوِين، يُرِيد مَنفعَةً للمسافرين إِذا نزلُوا بِالْأَرْضِ القِيِّ وَهِي القَفْر. وَقَالَ أَبُو عبيد: المُقْوِي الَّذِي لَا زَاد مَعَه، يُقَال: أقوى الرجلُ: إِذا نَفِد زَاده. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: المُقْوِي: الَّذِي يَنزل بالقَواء، وَهِي الأَرْض الخالية. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: القَوَايَة: الأَرْض الَّتِي لم تُمطَر. وَقد قَوِيَ المَطَر يَقوى: إِذا احتبَسَ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: أَقوَى: إِذا اسْتغنى. وأقوَى: إِذا افْتقر. وَيُقَال: أقوَى الرجلُ فَهُوَ مُقْوٍ: إِذا كَانَت دابَّتُه قويّة. وَقَالَ اللَّيْث: أقوَى القومُ: إِذا وَقَعُوا فِي قِيَ من الأَرْض، والقِيُّ: المستوي، وَأنْشد: قِيٌّ تُناصِيها بلادُ قِيِّ واشتقاقه من القَوَاء. يُقَال: أرضٌ قَواء: لَا أهل فِيهَا. والفِعل أقوت الأَرْض. وأقْوَت الدَّار، أَي: خلتْ من أَهلهَا. ورُوِي عَن مَسْرُوق أنّه أوْصى فِي جَارِيَة لَهُ: أَن قُولُوا لبَنِيَّ ألاَّ تَقتَوُوها بَيْنكُم وَلَكِن بِيعُوها، إنِّي لم أَغْشها، ولكنِّي جلستُ مِنْهَا مَجْلِسا مَا أحِبُّ أَن يجلس ولدٌ لي ذَلِك الْمجْلس. قَالَ شمر: قَالَ أَبو زيد: يُقَال: إِذا كَانَ الغلامُ أَو الْجَارِيَة أَو الدابّة أَو الدَّار بَين الرجُلين فقد يتقاويانِها، وَذَلِكَ إِذا قَوَّماها فَقَامَتْ على ثمَنٍ، فهما فِي التّقاوِي سَوَاء، فَإِذا اشْتَرَاهَا أحدُهما فَهُوَ المقتوي دون صاحبِه، وَلَا يكون اقتواؤها وَهِي بَينهمَا إلاَّ أَن تكون بَين ثَلَاثَة فَأَقُول للاثنين من الثَّلَاثَة إِذا اشتريَا نصيبَ الثَّالِث اقتويَاها، وأقواهما البائعُ إقواءً. والمُقْوِي: البَائِع الَّذِي بَاعَ. وَلَا يكون الإقواء إلاَّ من البَائِع، وَلَا التقاوِي من الشُّرَكَاء وَلَا الاقتواء مِمَّن يَشْتَرِي من الشُّركاء إِلَّا وَالَّذِي يُباعُ من العَبْد أَو الْجَارِيَة أَو الدَّابَّة من اللَّذين تَقَاويَا، فأمَّا فِي غيرِ الشُّرَكَاء فَلَيْسَ اقتواءٌ وَلَا تقاوٍ وَلَا إقواء. وَقَالَ شمر: يرْوى بَيت عَمْرو بن كُلْثُوم:

مَتَى كنَّا لأمّك مُقْتوِينا أَي: مَتى اقتوتْنا أمُّك فاشترتْنا. قَالَ: وَقَالَ ابْن شُمَيْل: كَانَ بيني وَبَين فلانٍ ثوبٌ فتَقاويْناه بَيْننَا، أَي: أعطيتُه ثمَناً وَأَعْطَانِي بِهِ هُوَ فأخَذَه أحدُنا. وَقد اقتويتُ مِنْهُ الغلامَ الَّذِي كَانَ بَيْننَا، أَي: اشْتريت نَصِيبَه. وَقَالَ الأسديّ: القاوِي: الآخِذ. يُقَال: قاوِهِ، أَي: أعطِه نَصِيبَه. وَقَالَ النّظَّار الأسَدِيّ: ويومَ النِّسارِ ويومَ الجِفا رِ كَانُوا لَنَا مُقتَوى المقتَوِينا وَقَالَ اللَّيْث فِي الاقتواء والمُقاواة والتَّقاوِي نَحوا مِمَّا قَالَ أَبُو زيد. وَسمعت العربَ تَقول للسُّقاة إِذا كَرَعوا فِي دَلْوٍ ملآن مَاء فَشربوا ماءهُ قد تقاووه: وَقد تَقاوَيْنا الدّلْوَ تَقاوِياً. أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: قَوِيت الدَّار قَوي مَقْصُور، وأقوَتْ إقواءً: إِذا أقفرَتْ. وَقَالَ شمر: قَالَ بَعضهم: بلدٌ مُقْوٍ: إِذا لم يكن فِيهِ مَطَر. وبلدٌ قاوٍ: لَيْسَ بِهِ أحَد. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: المُقْوِية: الأَرْض الَّتِي لم يُصبْها مَطَر وَلَيْسَ بهَا كلأ. وَلَا يُقَال لَهَا مُقْوِية وَبهَا يَبْسٌ مِن يَبس عامٍ أوّل. قَالَ: والمُقْوية: المَلْساء الَّتِي لَيْسَ بهَا شَيْء، مِثل إقواء الْقَوْم إِذا تَفِد طعامُهُمْ. وَأنْشد شمرٌ لأبي الصُّوف الطائيّ: لَا تكسعنّ بَعدَها بالأغبارْ رِسْلاً وإِنْ خِفتَ تَقاوِي الأمطارْ قَالَ: والتَّقاوِي قِلّتُه. وسَنَة قاوِيَة: قَليلَة الأمطار. وَقَالَ الْفراء: أرضٌ قِيٌّ، وَقد قَوِيَتْ وأقوَتْ قَوايةً وقَوًى وقَواءً. قَالَ: أقوَى الرجُل وأقفَر وأرمَلَ: إِذا كَانَ بأرضٍ قَفْرٍ لَيْسَ مَعَه زَاد. وأقوَى: إِذا جَاع فَلم يكن مَعَه شَيْء وَإِن كَانَ فِي بَيته وسْطَ قومِه. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: القَواء: القَفْر. والقِيّ من القَواء، فِعْل مِنْهُ مَأْخُوذ. قَالَ أَبُو عبيد: كَانَ يَنْبَغِي أَن يكون قُوى، فَلَمَّا جَاءَت الْيَاء كسرت الْقَاف. اللحياني قَالَ الْأَصْمَعِي: من أمثالهم: انقَطَع قُوَيٌّ من قاوية: إِذا انْقَطع مَا بَين الرِجلين أَو وَجبتْ بَيْعَةٌ لَا تُستقال. قلت: والقاوِية هِيَ الْبَيْضَة، سُمِّيت قاويَةً لِأَنَّهَا قَوِيتْ عَن فَرْخها. فالقويُّ: الفرخُ تَصْغِير قاوٍ، سمِّي قُوَيّا لأنَّه زايَلَ البيضَةَ فقوِيتْ عَنهُ وقَوِيَ عَنْهَا، أَي: خلا وخَلَت. ومِثله: (انقضَت قائبة مِن قُوبِ) . عَمْرو عَن أَبِيه: هِيَ القائبة والقاوِية للبيضَة، فَإِذا نَقَبَها الفَرْخُ فَخرج فَهُوَ القُوب، وَهُوَ القُوَيّ. قَالَ: وَالْعرب تَقول للدنيء: (قُوَيٌّ مِن قاوية) .

قوقى: قَالَ اللَّيْث: القَوْقاة: صَوتُ الدَّجَاجَة، وَقد قَوَّقَتْ تُقَوْقِي قَوْقاةً وقيقاءً فَهِيَ مُقَوْقِية. أَبُو عبيد: قَوْقَت الدَجاجة قِيقاءً وقَوْقاةً، مِثل دَهْدَيت الحَجَر دِهْداءً ودَهْداةً. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: القِيقاءة: قِشرُ الطَّلْعة. اللَّيْث: هِيَ القِيقاةُ والقِيقاية لُغَتَانِ تُجعَل مِشْرَبة، كالتَّلْتَلة. وَأنْشد: وشُرْبٌ بقِيقاةٍ وأنتَ بَغِيرُ قَصَره الشَّاعِر للضَّرُورَة. قَالَ: والقِيقاءةُ: القاع المستديرةُ فِي صَلابة مِن الأرضِ إِلَى جَانب سهل. وَمِنْهُم من يَقُول: قِيقاةٌ، وَقَالَ رؤبة: إِذا جَرَى مِنْ آلِها الرَقْراقِ رَيْقٌ وضَحضاحٌ على القَياقِي وَقَالَ أَيْضا: وخَبَّ أعرافُ السَقَا على القِيَقْ كأنّه جمعُ قِيقة وإنَّما هِيَ قِيقاةٌ حُدفتْ ألفُها. قَالَ: وَمن هِيَ قِيقةٌ وجمعُها قِياقٌ فِي الْبَيْت الأول كَانَ لَهُ مَخَرَجٌ. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: القِيقَاءة: الأَرْض الغليظة. شمر عَن ابْن شُمَيْل: القِيقاءة جمعهَا، قيقاءُ، والقَواقي، وَهُوَ مكانٌ ظَاهر غليظ كثيرُ الْحِجَارَة، وحجارتها الأظِرَّةُ وَهِي مستويةٌ بِالْأَرْضِ، وفيهَا نُشوز وارتفاع مَعَ النُّشُوز، نُثرت فِيهَا الْحِجَارَة نَثْراً لَا تكَاد تَسْتَطِيع أَن تمشي، وَمَا تحتَ الْحِجَارَة المنثورةِ حجارةٌ عاضٌّ بعضُها بِبَعْض لَا تَقدر أَن تحفرها، وحجارتها حُمْر تُنبت الشّجر والبَقْل. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القَيْق: صوتُ الدَّجاجَة: إِذا دَعَت الدِّيكَ للسِّفاد. أَبُو عبيد عَن الْفراء قَالَ: القِيقِيةِ: القِشرة الرقيقة الَّتِي تَحت القَيْض من الْبيض. ونحوَ ذَلِك قَالَ الأحْمر. وَقَالَ اللحياني: يُقَال لبَياض البَيض القئقىء، ولصُفْرَتها المحُّ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القِيق: الجَبَل المُحِيط بالدُّنيا. قيأ قاء: قَالَ اللَّيْث: القَيْءُ مَهْمُوز، وَمِنْه استقاءَ: إِذا تكلَّف ذَلِك. والتقيّؤ: أبلغ وَأكْثر. وَفِي الحَدِيث: (لَو يَعلم الشَّارِب قَائِما مَاذَا عَلَيْهِ لاستقاء مَا شَرِب) . وَفِي حَدِيث آخر: (مَن ذَرَعَه القَيء وَهُوَ صَائِم فَلَا شَيْء عَلَيْهِ، ومَن تقيّأ فَعَلَيهِ الْإِعَادَة) . وقَيّأَت الرجل: إِذا فعلتَ بِهِ فعْلاً يتقيّأ مِنْهُ. وَقَالَ اللَّيْث: تقيّأتِ الْمَرْأَة لزوجِها. قَالَ: وتقيؤُها: تكسُّرها لَهُ، وإلقاؤها نفسَها عَلَيْهِ وتَعرضُها لَهُ.

وَأنْشد: تقيّأَتْ ذاتُ الدَّلالِ والخَفْر لعابسٍ جافي الدَّلالِ مُقْشَعرّ قلت: لم أسمع تقيأَت الْمَرْأَة بِالْقَافِ بِهَذَا الْمَعْنى، وَهُوَ عِنْدِي تَصْحِيف. وَالصَّوَاب: تفيّأَت بِالْفَاءِ، وتفيؤُها: تثَنّيها وتكسُّرها عَلَيْهِ من الفَيء، وَهُوَ الرُّجُوع. قوق: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: القاق غير مهموزٍ. والقوق: الطَّوِيل. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: يُقَال للطويل قاقٌ وقُوق وقِيق وأَنقوق. وَقَالَ اللَّيْث: القاق: الأحمق الطائش. وَأنْشد: لَا طائشٌ قاقٌ وَلَا عَييُّ قَالَ: والقُوقُ: الأهوَج الطَّوِيل. وَأنْشد: أحزَمُ لَا قوقٌ وَلَا حَزَنبَلُ قَالَ: وَالدَّنَانِير القُوقيَّة من ضَرْبِ قيْصَر، كَانَ يُسمى قوقاً. قَالَ: والقوقُ: طَائِر من طير المَاء طَوِيل العُنق؛ قليلُ نَحْض الْجِسْم. وَأنْشد: كأَنك من بَنَات الماءِ قوقُ أَبُو عبيد: فرسٌ قُوقٌ، وَالْأُنْثَى قُوقةٌ: الطويلُ القوائم. قَالَ: وَإِن شِئْت قلت: قاق وقَاقَة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القُوقة: الصَّلَعَة. وَرجل مقوَّق: عَظِيم الصَّلَعة. قَالَ اللَّيْث: والإقاءة: شَجَرَة. وَقَالَ الأصمعيّ: قُوق الْمَرْأَة وسُوسها: صدع فرجهَا. وَأنْشد: نُفاثية أيّانَ مَا شاءَ أهلُها رأَوا قُوقها فِي الخُصِّ لم يتغيّب وقوق: قَالَ اللَّيْث: رجلٌ وَقْواقة: كثير الْكَلَام. والوَقْوقة: نُباح الْكَلْب عِنْد الغرَق. وَأنْشد: حَتَّى ضَغَا نابحُهم فوَقوَقا والكلبُ لَا يَنبحُ إِلَّا فَرَقَا وَيُقَال: امرأةٌ وقواقة بِالْهَاءِ، ورجلٌ وقواق، وَهُوَ أَكثر. وَقَالَ: لَدَى ثَرْماء أمةٌ وقواقه وقِي: الوِقاية والوَقاية: كلُّ مَا وَقَى شَيْئا فَهُوَ وِقاية. وَفِي الحَدِيث: (مَن عَصى الله لم تَقِه مِنْهُ

واقية إلاَّ بإحداث تَوْبَة) . وَأنْشد الباهليّ للمتنخِّل الهذَليّ: لَا تَقِهِ الموتَ وقِيّاتُه خُطَّ لَهُ ذَلِك فِي المَهبِلِ قَالَ: وَقِيّاتُه مَا تَوقَّى بِهِ من مَاله والمَهْبِل: المستودَع. ورجلٌ وَقِيٌّ تقيٌّ بِمَعْنى وَاحِد. وَيُقَال: وقاك الله شرَّ فلَان وِقاية. وَقَالَ الله: {وَمَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ} (الرَّعْد: 34) ، أَي: من دَافع. أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة فِي بَاب الطِّيرَة والفأْل: الواقي: الصُّرَد. وَقَالَ مرقّش: وَلَقَد غَدَوْتُ وكنتُ لَا أغدو على واق وحاتمْ فإِذا الأشائم كالأيا مِن والأيامِن كالأشائم وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: قيل للصُّرَدِ واق لِأَنَّهُ لَا ينبسط فِي مَشيه، فشُبه بالواقي من الدوابّ إِذا خَفِيَ. وَقَالَ غَيره: سَرجٌ واق: إِذا لم يكن مُعقِراً. وَمَا أوقاه. وَيُقَال: فَرَسٌ واق: إِذا حَفِي من غِلظ الأَرْض ورقّة الْحَافِر، فوَقَى حافرُه الموضعَ الغليظ، وَقَالَ ابْن أَحْمَر: تَمشِي بأَوظفة شِدادٍ أسرُها شُمِّ السنابِك لَا تقِي بالجَدجَدِ أَي: لَا تَشْتَكِي حزونة الأَرْض لصلابة حوافرها. وَقَالَ اللَّيْث: الوُقيّة: وزنٌ من أوزان الدُّهن، وَهِي سَبْعَة مَثَاقِيل. قلت: واللغة الجيّدة أُوقِيَّة، وجمعُها أواقيّ وأواق. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنه لم يُصْدِق امْرَأَة من نِسَائِهِ أَكثر من اثْنَتَيْ عشرَة أُوقِيَّة ونَشَ) . قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الأُوقية والنَّشّ يُروى تفسيرهما عَن مُجاهد. قَالَ: الْأُوقِيَّة: أَرْبَعُونَ، والنّش: عشرُون. وَفِي حَدِيث آخر مَرْفُوع: (لَيْسَ فِيمَا دون خمسِ أَوَاقٍ مِن الوَرِق صَدقة) . قلت: وَخمْس أواقيّ مِائَتَا دِرْهَم. وَهَذَا يحقّق قَول مُجَاهِد. وَقَالَ اللَّيْث: التّقوى أَصْلهَا وَقوَى على فَعلى من وقيت، فلمّا فتحت قلبت الْوَاو تَاء، ثمَّ تركت التَّاء فِي تصريف الْفِعْل على حَالهَا فِي التُّقى والتَّقوَى والتَّقِيَّة والتَّقِيّ والاتقاء. قَالَ: والتُقاة جمعٌ، وتُجمع تُقِياً، كالأباةِ تُجمَع أبِيّاً. وَيُقَال: تُقاة وتُقًّى، طُلاة وطُلًى. وَرجل تَقيّ ويُجمع أتقياء، مَعْنَاهُ: أنّه مُوَقَ نَفسه عَن الْمعاصِي. وتَقِيّ كَانَ فِي الأَصْل وَقُويٌ على فعول فقُلِبتْ الْوَاو الأولى تَاء، كَمَا قَالُوا: تَوَلَج وَأَصله وَوْلَج، وَالْوَاو الثَّانِيَة قُلبتْ يَاء للياء

الْأَخِيرَة، ثمَّ أدغمتْ فِيهَا فَقيل: تَقِيّ. وَقَالَ ابْن الأنباريَّ: تَقيّ كَانَ فِي الأَصْل وَقِيّ كَأَنَّهُ فَعِيل، وَلذَلِك جُمع أَتقياء. واق: قَالَ اللَّيْث: الواقة من طير المَاء عِنْد أهل الْعرَاق، وَأنْشد: أَبوكَ نهاريٌّ وأُمُّك واقَةٌ قَالَ: وَمِنْهُم من يَهمز فَيَقُول وأَقة، لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب واوٌ بعدَها ألف أَصْلِيَّة فِي صَدْر الْبناء إلاّ مَهْمُوزَة، نَحْو: الوَأْلةِ فَتَقول: كَانَ جَدُّهُ وأَلْةَ، فَلُينت الْهمزَة. وَبَعْضهمْ يَقُول لهَذَا الطَّائِر قائي. قأي: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَأَى: إِذا أَقرَّ لخصمه بحقَ وذَلَّ وأَقَي، إِذا كرِه الطعامَ وَالشرَاب لِعلَّة. قَالَ: والقَيْق والقَوْق: صَوت الغِرْغِرة إِذا أَرادت السِّفاد، وَهِي الدَّجاجة السِّندية. أوق أيق: قَالَ اللَّيْث: يقَال آق فلانٌ علينَا، أَي: أَشرف. وأَنشد قَوْله: آقَ علينا وَهُوَ شَرُّ آيقٍ أَبُو عبيدٍ عَن أبي عَمْرو: أَوَّقتُه تأويقاً، وَهُوَ أَن يُقلِّلَ طعامَه. وَأنْشد: عَزَّ عَلَى عَمِّكِ أَنْ تؤَوِّقي وَأَن تَبِيتِي لَيْلَة لم تُغْبَقِي أَبُو عُبَيْدَة: الأيْقَانِ من الوَظِيفين: موضِعا القَيد، وهما القَيْنَان. وَقَالَ الطِّرِمَّاح: وَقَامَ المَها يُقْفِلْنَ كلَّ مكبَّلٍ كَمَا رُصَّ أَيْقاً مُذْهَبِ اللَّونِ صافِنِ قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: الأَيْقُ هُوَ المَرِيطُ بَين الثُّنّة وأمّ القرْدان مِن بَاطِن الرُّسْغ. وَقَالَ غيرُه: آق فلانٌ علينا أَتانا بالأوْق وَهُوَ الشُّؤْم. وَمِنْه قيل: بَيت مُؤَوَّق. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: وبيتٍ يفوح الْمسك مِن حَجَرَاته بعيدٍ من الْآفَاق غير مؤوَّقِ أَي: غير مشؤوم. وَقَالَ: آقَ فلَان علينا يَئُوق، أَي: مَال علينا. والأوْق: الثّقْل؛ يُقَال: أَلْقَى أَوْقَه، أَي: ثِقلَه. قَالَ أَبو عبيد: وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن شُميل: الأُوقة: الرَكيَّة مِثل البالُوعة فِي الأَرْض، هُوّةٌ فِي الأَرْض خَليقَةٌ فِي بطُون الأودية، وَتَكون فِي الرياض أَحياناً، أَسمِّيها إِذا كَانَت قامَتين أَوْقةً فَمَا زَاد، وَمَا كَانَ أَقلَّ من قامتين فَلَا أَعدّها أُوقَة. وَفمها مثلُ فَم الركيّة أَو أَوسع أَحْيَانًا وَهِي الهُوّة. وَقَالَ رؤبة: وانْغمَسَ الرامِي لَهَا بينَ الأُوَقْ فِي غِيلِ قَصْباءَ وخِيسٍ ممتَلَقْ ققق: فِي الحَدِيث: (أَنَّ فلَانا وضع يَده فِي قَقَّة) . قَالَ شمر: قَالَ الهوازنيّ: القَقَّة:

مَشْي الصبيّ وَهُوَ حَدَثٌ. قَالَ: وَإِذا سَلَحَ الصبيّ قَالَت أمُّه: قَقَّة: دَعَه، ققَةٌ: دَعَهْ، ققَّه: دَعْهُ، فَرفع ونَوَّن. وَيُقَال: وقعَ فلانٌ فِي ققّةٍ: إِذا وَقع فِي رأْيِ سوء. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: القَقَقَة: الغِرْبان الْأَهْلِيَّة.

باب القاف والجيم

أَبْوَاب رباعي حرف الْقَاف (بَاب الْقَاف وَالْجِيم) (ق ج) (قمجر) : أَبُو الْعَبَّاس عَن أَبي نصر عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: يُقَال لغِلاف السِّكّين القِمْجار. وَقَالَ ابْن السكّيت: القَوَّاس يُقَال لَهُ المُقمجِرُ وأَنشد: مِثلَ القِسي عاجَها المقَمجِرُ وَبَعْضهمْ يَقُول: القَمنجَر: القواس، وإنّما هُوَ، بِالْفَارِسِيَّةِ كمان قرْ. (مجنق) : أَبُو تُرَاب: يُقَال للمنجنيق المنجليق. وَقَالَ غَيره: مَجنَقَ المنجنيق. وَيُقَال: جَنقَ. (جرمق) : وَقَالَ أَبُو تُرَاب: قَالَ شُجَاع الْجِرْماق والجِلماق: مَا عُصِب بِهِ القَوْس مِن العَقَب والجرامقة: جيلٌ من الناسِ. (قنجر) : وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: القُنجور: الرجُل الصَّغِير الرَّأْس الضَّعِيف الْعقل. (قنجل) : وَقَالَ أَبُو بكر بن دُرَيْد: القُنْجُل: العَبد. (جردق) : وَيُقَال للرغيف: الجرْدَق. وَيُقَال للحانوت كُرْبَج وقُربَج. قلت: وَهَذِه الْحُرُوف كلُّها عِنْدِي معربة وَلَا أُصولَ لَهَا فِي كَلَام الْعَرَب. (بَاب الْقَاف والشين) (ق ش) (شدقم) : قَالَ اللَّيْث: الشّدْقَمِيّ والشَدْقَم: الواسِع الشِّدْق، وَهُوَ من الْحُرُوف زَادَت العربُ فِيهَا الْمِيم مِثل زُرْقم وسُتْهُم وفُسحُم وشَدقَم: اسْم فحلٍ من فحول الْعَرَب مَعْرُوف. (دمشق) : ودِمْشَق جُند من أجناد الشَّام، وَاسم كُورة مِن كُوَرِها. وَقَالَ عَمْرو بن أبي عَمْرو عَن أَبِيه الدَّمْشق: النَّاقة السريعة، وَاسم الْمَدِينَة من هَذَا أُخذ. قيل: فَدمشْقوها إِذا، أَي: ابنُوها بالعَجلة. وَأنْشد أَبُو عُبَيْدَة للزَّفَيان: وصاحبي ذاتُ هِيابٍ دَمْشقُ

(دنقش) : ثَعْلَب عَن سَلَمة عَن الْفراء قَالَ: الدَّنْقَشة الفَساد. رَوَاهُ بالشين وَرَوَاهُ غَيره الدَّنْقسة بِالسِّين، وهما لُغَتَانِ. (برقش) : وَقَالَ اللَّيْث: البَرْقَشة: شِبهُ تنقيشٍ بألوانٍ شتَّى، وَإِذا اخْتلف لونُ الأَرقش سُمِّي بَرْقَشَة. قَالَ: والبِرْقِش طُوَيئر من الحُمّر صغيرٌ. مبرقش بسوادٍ وَبَيَاض. وَأنْشد: وبرقشاً يَغْدُو على معالقا أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: البرقش: طَائِر صَغِير. مثل العصفور يسمّيه أهل الْحجاز الشُّرْشور. قلتُ: وسمعتُ صِبيانَ الْأَعْرَاب يسمُّونه أَبَا براقِش. وَقَالَ عبد الرحمان بن هانىء: زعم يُونُس أنَّ أَبَا عمرٍ ووقال فِي هَذَا الْمثل: (على أَهلهَا تجني براقِش) ، أنَّ براقِش كَانَت امْرَأَة لبَعض الْمُلُوك، فسافر الْملك واسْتَخلَفَها، وَكَانَ لَهُم موضعٌ إِذا فَزِعوا دَخَّنوا فِيهِ، فَإِذا أَبصَره الجُند اجتَمعوا، وَأَن جَوارِيها عَبِثْن لَيْلَة فدخَّنَّ فجَاء الجُند، فلمّا اجتَمعوا قَالَ لَهَا نُصَحاؤها إنّك إِن رَدَدْتهم وَلم تستعمليهم فِي شيءٍ فدخَّنتُمْ مرّة أُخْرَى لم يأتكم أحد، فأمرتهِمْ فبنوا بِنَاء دون دارها، فَلَمَّا جَاءَ الْملك سَأَلَ عَن البِناء فحدَّثوه الْقِصَّة. فَقَالَ: (على أَهلهَا تجني براقش) فَصَارَ مَثَلاً. أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة قَالَ: بَراقِش اسْم كلْبة نبحَتْ على جيشٍ مَرُّوا لَيْلًا وَلم يشعروا بالحيّ الَّذين فيهم الكلبة، فَلَمَّا سمعُوا نُبَاحَها عَلموا أَن أَهلهَا هُنَاكَ، فَعَطَفُوا عَلَيْهِم فاستباحوهم، فَذَهَبت مَثلاً. (مردقش) : وَقَالَ ابْن مقبل: يعلُون بالمرْدقوش الوردِ ضاحيةً على سعابيبِ مَاء الضَّالَة اللَّجنِ قيل: المردقوش: هُوَ المرْزَجوش: ونعته بالوَرِد لأنّ المرزجوشَ إِذا بلغ احمرَّتْ أَطْرَافه. وَيُقَال للمردقوش أَيْضا: العَنْقَز والسَّمْسَق. قلت: وَلَيْسَ المردقوش من كَلَام الْعَرَب، إِنَّمَا هُوَ مَرْدقوش، أَي: ليّن الْأذن. أَبُو عَمْرو: السَّمسَق: الياسمين. وروى أَبو عبيد عَن أبي عَمْرو قَالَ: المردقوش: الزَّعفرانُ أَيْضا. (برقش) : أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: البرْقَشة: التفرّق. وتركتُ البلادَ براقِشَ، أَي: ممتلئة زهراً مُخْتَلفَة مِن كلِّ لون. وبرقش لنا الرَّجُلُ، أَي: تَزَيّن بألوان مُخْتَلفَة. وَقَالَت خنساء ترثي أخاها:

تَطير حَواليَّ البلادُ بَراقِشاً بأرْوَع طَلاّبِ التِّراث مطلَّبِ (قشبر) : ثَعْلَب عَن ابْن نَجْدة عَن أبي زيد قَالَ: القِشْبارة والقِسبارة: العَصَا. (شبرق) : وَقَالَ اللَّيْث: الشِّبرق نباتٌ غَضّ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الشِّبْرق: الشَّيْء السَّخيف من نبتٍ أَو بَقْل أَو شجَر أَو عِضاةٍ. يُقَال: فِي الأَرْض شِبْرِقة مِن نبت، وَهِي المشْرة. وَقَالَ غَيره: الشِّبرقة مِن الْجَنبة وَلَيْسَ فِي البَقْل شبْرقَة، وَلَا تَخرج إلاّ فِي الصَّيف. سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: الشِّبرق: نبتٌ. وأَهل الْحجاز يسمُّونه الضَّرِيع إِذا يبس وَغَيرهم يسمِّيه الشِّبرق. وَقَالَ الزّجاج: الشبرق جنس من الشّوك: إِذا كَانَ رطْباً فَهُوَ شِبْرق، فَإِذا يبس فَهُوَ الضَّريع. أَبُو عبيد عَن أَبي عَمْرو: المُشَبرق: الرَّقِيق من الثِّيَاب. قَالَ: والمقطوع أَيْضا مُشبرَق. وَقَالَ اللحياني: ثوبٌ شبارِق وشَمَارِق ومُشبرَق ومُشمْرَق. وَقَالَ أَبُو زيد: الشِّبْرق الْوَاحِدَة شِبْرقة. يُقَال لَهَا: الحِلة، ومنبتُها نَجد وتهامة، وثمرتها حُبْلةٌ صغَار، وَلها زهرَة حَمْرَاء. وَقَالَ الهذليّ: كَأَن بِأَيْدِيهِم حَوَاشِي شبرق قَالَ: شبرق: شَجَرَة لَهَا ثمرةٌ حَمْرَاء. أَرَادَ أَنَّهم رُمِّلوا بالدَّم. قَالَ الْفراء: شرْبَقْت الثَّوْب فَهُوَ مُشَربَق، أَي: قطعته مثلَ شَبْرَقت. وَقَالَ اللَّيْث: ثوب مشبرق: أفسِد نَسْجاً وسخافةً. وَصَارَ الثوبُ شَباريق، أَي: قطعا. قَالَ ذُو الرمة يصف الدَّار: فَجَاءَت بنسج العنكبوتِ كأنّه على عَصَوَيْها سابِريٌّ مُشبرَق قَالَ: والدابّةُ يشبرق فِي عَدْوه، وَهُوَ شدَّة تبَاعد قوائمه. وأَنشد: مِنْ جَذْبه شِبْرَاق شَدَ ذِي مَعَقْ (برشق) : أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: رجل مُبْرَنْشِق: فَرِحٌ مسرور. قَالَ: وحدثْتُ هارونَ الرَّشيد بِحَدِيث فابرنْشَقَ، أَي: فَرِحَ وسُرَّ. (قبشر) : وَقَالَ اللَّيْث: القُبْشُورُ: المرأَة الَّتِي لَا تحيض. (قرشب) : ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: رجل قِرشَبٌّ سيِّىء الْحَال. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: القِرْشَبُّ الأكُول. وَقَالَ أَبو مَالك: القَراشِب الضِخام، رجل قِرْشَبٌّ.

وَقَالَ غَيره: هُوَ السيِّىء الْحَال. وأَنشد: كَيفَ قَرَيْتَ شيخك الأزَبّا لما أَتَاك بائساً قِرْشَبّا (شرنق) : وَقَالَ أَبُو عَمْرو: ثِيَاب شرانق مُتَخَرِّقة، لَا وَاحِد لَهَا. وَأنْشد: كَأَنَّهَا بصرية صوافقُ لما حمته كَنَّةٌ وحالقُ مِنْهُ وَأَعْلَى جلده شرانقُ وَيُقَال لِسَلخ الْحَيَّة إِذا ألقتْه: شَرانق. (قفشل) : عَمْرو عَن أَبيه: يُقَال للمغْرفة القَفْشَلِيل. قلت: وَهُوَ مُعرب أَصله كفجلين. (قرشم) : سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: يسمَّى القُراد القِرْشام. وَقَالَ الطرماح: وَقد لَوَى أَنفه بمشفَرها طِلْحُ قراشيمَ شاحبٌ جسدُه وَقَالَ اللَّيْث: القُرْشوم: شَجَرَة زعمت الْعَرَب أَنَّهَا القِردان، وَذَلِكَ أنَّها مأوى القِرْدَان. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: فِيهَا قَرَمَّشٌ مِن النَّاس، أَي: أخلاط. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: القِرشَمُّ: الصُّلب الشَّديد. (شفشلق) : وَقَالَ: عَجُوز شَفْشَليق وشَمْشَليقٌ: إِذا استَرخَى لَحمهَا. (شملق) : وَقَالَ أَبو عَمْرو: يُقَال للعجوز شُمْلق وشَمْلق، وسُمْلق وسَمْلق، كلُّه تَقول. (شقشق) : وَيُقَال للشِقْشِقة شِمْشِقة. (قنفش) : قَالَ: القَنْفَشة: التقبض. (ششقل) : قَالَ: والشَّشْقَلة: كلمةٌ حِمْيرية لهَج بهَا صيارفة أهل الْعرَاق فِي تعيير الدَّنَانِير. يَقُولُونَ: قد ششقلناها، أَي: عيَّرناها، أَي: وزناها دِينَارا دِينَارا، وليستْ الشَّشقلة عَرَبِيَّة مَحْضَة. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال: اشقُل الدَّنانير، وَقد شقلْتُها، أَي: وزَنتُها. قلتُ: وَهَذَا أشْبه بِكَلَام الْعَرَب. وأمَّا قولُ اللَّيْث تعيير الدَّنانير، فإنَّ أَبَا عُبيد رَوى عَن الْكسَائي والأصمعيّ وَأبي زيد أَنهم قَالُوا جَمِيعًا عايرْتُ المكاييل وعاوَرْتُها، وَلم يُجيزوا عَيَّرَتْها. وَقَالُوا: التعْيير بِهَذَا الْمَعْنى لحْن. (شقرق) : أَبُو عبيد عَن الفرّاء: الأخيل: الشِّقِرَّاق عِنْد الْعَرَب، بِكَسْر الشين. وَرَوَاهُ أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الأخطَب هُوَ الشَّقِراق بِفَتْح الشين. وَقَالَ اللِّحيانيّ: شِقِرَّاق فِي بَاب فِعِلاّل. وَقَالَ اللَّيْث: الشِّقِراق والشِّرِقراق لُغتان: طَائرٌ يكون فِي آخر الأَرْض الجَرْم فِي منابت النَّخيل كقَدر الْهُدْهُد، مرقّط بحمرة وخُضرة وَبَيَاض وسوادٍ.

ومن باب القاف والجيم

(شفلق) : ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الشَّفَلَّقَة: لُعْبَةٌ للحاضرة، وَهُوَ أَن يَكسع إنْسَانا من خَلْفِ فيصرعَه، وَهُوَ الأسْنُ عِنْد الْعَرَب. قَالَ: وَيُقَال: ساتاه: إِذا لَعِبَ مَعَه الشَّفَلّقَة. (شبزق) : وسمعْتُ الْمُنْذِرِيّ يَقُول: سمعتُ أَبَا عليَ يَقُول: سمعتُ أَبَا الْهَيْثَم يَقُول: الشَبْزَق هَكَذَا سمعته: دِيْوكَذْ خَرِيذِه كَرْدَه. (عَمْرو عَن أَبِيه: يُقَال للعجوز: شملق، وشلمق، وسملق، وسلمق، كلُّه مَقول) . (وَمن بَاب الْقَاف وَالْجِيم) (قنفج) : اللَّيْث: القِنْفِج: الأتان العريضة القصيرة. وَيُقَال للحانوت: كُرْبُق وكُربَق وكُربَج. (جرمق) : والجُرموق: خُفٌّ يُلبَس فَوق الخُفّ. وجَرامقة الشَّام: نبطها. (جبلق) : وجابَلْق، وجابَرْص: مدينتان إِحْدَاهمَا بالمشرق، وَالْأُخْرَى بالمغرب لَيْسَ وراءهما إنسيْ. وَرُوِيَ عَن الْحسن بن عَليّ عَلَيْهِمَا السَّلَام حَدِيث ذكر فِيهِ هَاتين المدينتين. وَيُقَال جابَلَق وجابَرص، قَيدَهما أَبُو هَاشم كَذَلِك. (جردق) : وَمن المعرب قَوْلهم: جَرْدق وجَرْذَق. (مجنق) : وَيُقَال: جَنَّقُوا المجانيق ومَجْنَقُوها. (جبثق) : وبخطّ أَبي هَاشم فِي هَذَا الْبَاب: الجُنَبْثِقَة: امرأَة السَّوء. وَقَالَ: بَنو جُنَبْثقَةٍ وَلدَتْ لِئَامًا عَلَيَّ بلؤْمكم تتوثَّبونا والكلمة خماسيّة، وَقَالَ: أَرَاهَا عربيَّة. (بَاب الْقَاف وَالضَّاد) (ق ض) (قرضب) : قَالَ اللَّيْث: القَرْضَبَة: شدَّة القَطْع. وسيفٌ قِرْضابٌ ومُقَرضِبٌ: قطَّاع. وَقَالَ لبيد: ومدجّجِين ترى المغاوِلَ وَسْطَهم وذبابَ كلِّ مُهَنَّدٍ قِرضابِ أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: قرضبتُ الشَّيْء وَلهذَمتُه: قطعتُه؛ وَبِه سمِّي اللُّصوص

باب القاف والصاد

لهاذِمَةٌ وقَرَاضِبَة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: القِرْضاب: الْفَقِير. والقِرضاب: الرجل الكثيرُ الْأكل. والقِرْضاب: اللِّصّ، وَهُوَ القُرْضُوبُ. والقَراضِبة: الصَّعاليك واحدهم قُرْضوب. وَأنْشد ابْن كيسَان: وعامُنا أعجبَنا مُقَدَّمُه يُدْعَى أَبَا السَّمْح وقِرْضابٌ سُمُه قَالَ: القِرْضابُ: الَّذِي يأكلُ الشيءَ الْيَابِس. قرضَب الرجلُ: إِذا أَكلَ شَيْئا يَابسا. وقُراضبة: مَوضِع. وَقَالَ بشر بن أبي حَازِم: وحَلَّ الحيُّ حيُّ بني سُبَيْع قُراضبةً وَنحن لَهُم إطارُ (قنبض) : أَبُو عبيد عَن أبي عمرٍ و: القُنْبُضَة: القصيرةُ من النِّساء. قَالَ الفرزدق: إِذا القُنْبُضَاتُ السُّودُ طَوَّفْنَ بالضحى رَقَدْن عليهنّ الحِجال المسجَّفُ (قرضم) : عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: من غَرِيب شجر البَرّ القِرْضِىءْ واحدته قِرْضِئيَّة. وقِرضِم: اسْم. قَالَ ذُو الرمة يصف إبِلا: قهاريسُ مِثل الهَضْب يَنمي فُحُولُها إِلَى الشَّرّ مِن أَوْلَاد رَهْط ابْن قِرْضِم قلت: وَالْمِيم فِيهِ زَائِدَة. وقرضَمْتُ الشيءَ: قطعتُه. وَالأصلُ قَرَضْتُه. (قرضف) : ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: القُرْضُوف: الْقَاطِع. والقُرضُوف: الكثيرُ الْأكل. (بَاب الْقَاف وَالصَّاد) (ق ص) (صندق) : قَالَ اللَّيْث: الصُّنْدوق: لُغة فِي السُّنْدُوق، ويُجمع صَناديق. (قنصر) : وَقَالَ: قُناصِرِين: موضعٌ بِالشَّام. (قرصد) : وَذكر بعضُ مَن لَا يوثق بعربيَّته: القَرصَد للقِصْرِيِّ وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ كَفَه. وَلَا أَدْرِي مَا صحَّته. (قرمص) : أَبُو عبيد: القُرْمُوص: وَكْرُ الطَّائِر حَيْثُ يَفحَص عَن الأَرْض. قَالَ أَبُو النَّجْم: عَن ذِي قرامِيصَ لَهَا مُحَجَّل قَالَ: قراميصُ ضَرْعها بَواطن أفخاذها فِي قَول بَعضهم. قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: أَرَادَ أَنَّهَا تُؤثر لِعظَم ضَرعِها: إِذا بَرَكتْ مِثل قُرموص القَطَاة إِذا جَثَمَتْ. قَالَ: ويقالُ لحُفْرة الصَّائِد قُرْمُوص. قلت: وَكنت فِي الْبَادِيَة فهبَّتْ ريحٌ عَرِيَّةٌ فرأيتُ مَن لَا كنّ لَهُ مِن خَدَمِهم يَحْتفِرُون حُفَراً فِي الأَرْض السَّهلة ويَبيتون فِيهَا ويُلقُون أهدامهم فَوْقهم، يردُّون بذلك برْدَ

الشمَال عَنْهُم، ويسمُّون تِلْكَ الحُفَر القراميص. وَقد تقرْمَصَ فلانٌ فِي قُرْمُوصه: إِذا انقبض فِيهِ. وَأنْشد ابْن الأعرابيّ: جاءَ الشِّتاءُ ولمَّا أتَّخِذْ رَبَضاً يَا وَيْحَ نفْسِيَ مِن حَفْر القراميص وَقَالَ أَبُو زيدٍ: فِي وجهِهِ قِرْماصٌ إِذا كَانَ قصيرَ الخَدَّين. ابْن بزرج فِي وَجهه قِرْماصٌ، أَي: قِصَرُ خدَّين. (صمقر) : وَقَالَ شمر وَغَيره: يومٌ مُصْمَقِرّ: إِذا كَانَ شَدِيد الحرّ، وَالْمِيم زَائِدَة. وَيُقَال: اصْمَقَرَّ اللَّبَنُ فَهُوَ مُصمَقِرّ: إِذا اشتدَّت حُموضُته، والميمُ فِيهِ أَيْضا زَائِدَة. يُقَال: جَاءَنَا بصَقْرَة مَا تُذاق حُموضته. (قرصم) : أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: قرصمْتُ الشيءَ: كسرتُه. وَقَالَ شمر: قَرْصَمْتُه: قطعتُه. وقَرصَمتُه: كسَرْتُه. (قرفص) : (والقرافصة: اللُّصوص، سُمُّوا قرافصةً لشدِّهم يدَ الْأَسير تَحت رجلَيْهِ) . وَفِي حديثِ قَيْلةَ أَنَّهَا وَفَدَتْ على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فرأتْه وَهُوَ جالسٌ القُرْفُصاء. قَالَ أَبُو عبيد: القُرفصاء: جِلسةَ المحتبي، إِلَّا أنّه لَا يَحتبي بثوبٍ وَلَكِن يَجعل يَدَيْهِ مكانَ الثَّوْب على ساقَيْه. قَالَ: وَقَالَ الفرّاء: جلس فلانٌ القُرْفصاء، مَمْدُود مضموم. قَالَ بَعضهم: القِرْفِصَى مكسور الأول مَقْصُور. وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: قعَد فلَان القُرْفُصاء، (فَاعْلَم) ، وَهُوَ أَن يَقعُد على رجلَيْهِ ويَجمع رُكبتيه ويَقبِض يَدَيْهِ إِلَى صَدره. وَقَالَ غَيره: قَرْفَصْتُ الرجُل: إِذا شدَدْتَه. (صلقم) : وَقَالَ اللَّيْث: الصَّلْقَمَةُ: تَصَادُم الأنياب. وَأنْشد: أَصْلَقَهُ العزُّ بنابٍ فاصْلَقَم قَالَ: والصِّلْقام: الضَّخْم من الْإِبِل. وَأنْشد: يَعلو صَلاَقِيمَ العظامِ صَلْقَمُهْ أَي: جِسْمه الْعَظِيم. (قصمل) : قَالَ: والقَصْمَلَة: شدَّة العضّ وَالْأكل.

وَيُقَال: أَلْقَاهُ فِي فِيهِ فالْتَقمه القَصْمَلَى. وأَنشد فِي صفة الدَّهر: والدَّهْرُ أَحْبَى يَقْتُل المَقاتلا جارحةً أنيابُه قَصامِلا وَقَالَ أَبُو النَّجْم: وَلَيْسَ بالفيَّادة المقَصْمِلِ (ابْن الأعرابيّ: يقالُ: رميتُ أرنباً فدرْ بَيْتُها وقصملتها وقرْمَلْتُها: إِذا صرعتَها. ورجرحته مِثله. ورميتُه بحجرٍ فتَدَرْبَى) . قَالَ: والقَصملة: دوْيبَّة تقع فِي الأضراس فَلَا تلبث أَن تُقَصْمِلَها حَتَّى تَهتِكَ فمَ الْإِنْسَان. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَصْمَلَ الرجل: إِذا قاربَ الخُطَى فِي مشيِه. قلت: القَصْمَلة مَأْخُوذَة من القَصْل، وَهُوَ القَطْع وَالْمِيم زَائِدَة. وسيفٌ مِقْصَل وقَصَّال: قَاطع. (قصلم) : وفحلٌ قِصلامٌ: قُضوضٌ. وَأنْشد شمر: سِوى زِجَاجاتٍ مُعِيدٍ قِصْلامْ (والمُعِيد: الْفَحْل الَّذِي أَعاد الضِّرَاب فِي الْإِبِل مرَّةً بعد أُخْرَى) . (قنصف) : وَقَالَ اللَّيْث: القِنصِف: طُوطُ البَرديّ نفسُه. (صقلب) : ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الصِّقْلاب: الرجل الْأَبْيَض. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: هُوَ الْأَحْمَر. وَأنْشد لجندلٍ الطُّهَوِيّ: بينَ مَقَذَّيْ رأسِه الصِّقْلابِ قلت: الصَّقالبةُ: جِيلٌ حُمْر الألوان صُهْبُ الشُّعور يُتاخِمُون بلادَ الْخزَر فِي أعالي جبل الرُّوم. وَقيل للرجل الْأَحْمَر صِقلاب على التَّشْبِيه بألوان الصَّقالبة. (قرنص) : وَقَالَ اللَّيْث: القَرانيص: غُرَزٌ فِي أَعلَى الخُفّ، وَاحِدهَا قُرْنُوص. قلتُ: وَيُقَال للبازي إِذا كُرِّزَ قد قُرْنِصَ قَرْنصةً فَهُوَ مُقَرْنَص. وَقَالَ اللَّيْث: قَرْنَسَ البازِي، فعل لَهُ لازمٌ، إِذا كُرِّزَ، وخِيطَتْ عَيناهُ أوَّلَ مَا يصَاد، رَوَاهُ بالسِّين على فِعللِ. وغيرُه يَقُول: قَرْنَصِ البازِي. وَقَالَ غير هَؤُلَاءِ: قَرْنص الدِّيكُ وقَرْنَسَ إِذا قَوْزَع من دِيكٍ آخر.

باب القاف والسين

(قصفل) : وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : قَصْفَل الطعامَ، وقَصمَلَه، وقَصْبَله: إِذا أكلَه أجْمَع. (بَاب الْقَاف وَالسِّين) (ق س) (قسطس) : قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ} (الْإِسْرَاء: 35) . قَالَ اللَّيْث: القِسطاس والقُسطاس لُغة، وَهُوَ أَقوم الموازين. وَبَعْضهمْ يفسّره الشاهين. وَقَالَ الزّجاج: قيل للقسطاس: القَرَسْطُون، وَقيل: هُوَ القبّان. قَالَ: والقِسْطاس هُوَ مِيزان العَدْل، أيَّ ميزانٍ كَانَ مِن مَوَازِين الدَّرَاهِم وَغَيرهَا. قَالَ: وهما لُغتان: قُسْطاس وَقِسْطاس. (وَقَالَ عديّ: فِي حَدِيد القِسطاسِ يرقبني الحا رسُ والمرءُ كلَّ شَيْء يلاقي أُراه أَرَادَ حَدِيد القَبَّان) . (قسطنس) : وَقَالَ اللَّيْث: القُسْطَناس (والقُسْنَطاسُ) : صَلاية الطّيب والقُسْطَنَاسُ: صلاية العَطّار. وَقَالَ الْخَلِيل: قُسْطَناس: اسْم شجرٍ، وَهُوَ من الْخُماسيّ المترادف، وَأَصله قَسْطَنَس) . وَأنْشد: كالقَسْطناسِ (عَلاها الورس) والجَسَدُ وَقَالَ ابْن الأعرابيّ نَحوه. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: قسطناس أَصله قسطنس، فمدَّ بِأَلف كَمَا مدُّوا عضرفوط بِالْوَاو، وَالْأَصْل عضرفط. (قسطر) : وَقَالَ اللَّيْث: القَسْطَريّ: الجِهْبِذ بلغَة أهل الشَّام، وهم القَساطرة. وَأنْشد: دنانيرُنا مِن قَرْنِ ثَوْرٍ وَلم تكُن مِن الذَّهب المضروبِ عِنْد القَساطرة وَيُقَال أَيْضا للْوَاحِد: قَسْطَر وقِسْطار. والقَسْطَرِيّ أَيْضا: الجَسيم. (قسطن) : وَقَالَ اللَّيْث: القُسْطانيّة: نُدْأة قَوس قُزَح، أَي: عِوَجُه. وَأنْشد: ونُؤيٍ كقُسْطانية الدّجْنِ مُلْبَدِ

ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: القُسْطالَة: قوسُ قُزَح، وَهِي القُسْطانة. (قسطل) : وَقَالَ اللَّيْث: القَسْطل: الغُبار الساطع، وَهُوَ القَسْطلان. قَالَ: والقَسْطلانيّ: قُطُفٌ منسوبة إِلَى عَامل أَو بَلَد، الْوَاحِدَة قَسْطلانية. وَأنْشد: كأنّ عَلَيْهَا القَسْطلانيّ مُخْملاً إِذا مَا اتَّقَت شَفَّانَهُ بالمناكِبِ (قسطن) : وَقَالَ أَبُو عَمْرو: القَسْطان والكَسْطان: الغُبار، وَأنْشد: تُثيرُ قسْطان غُبارٍ ذِي رَهَجْ قَالَ: وَهُوَ القَسْطَل والكَسْطل: لِلغُبار. (قرطس) : وَقَالَ اللَّيْث: القِرْطاس مَعْرُوف يُتخذ مِن بَرْديَ يكون بِمصْر. قَالَ: وكلُّ أدِيم يُنصَب للنّضالِ فاسمُه قِرْطاس، فإِذا أَصَابَهُ الرَّامي بسَهْمِه، قيل: قَرْطَس. والرَّمْية الَّتِي تُصيب مُقَرْطِسة. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال لِلْجَارِيَةِ الْبَيْضَاء المَديدة الْقَامَة قِرطاس. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال لجَمل الآدمِ: قِرْطاس. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: القِرْطاس: الصَّحيفة، وَهُوَ القَرْطَس. وَمِنْه قَول الله جلّ وعزّ: {فِى قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ} (الْأَنْعَام: 7) . وَقَالَ غَيره: دَابَّة قِرطاسيّ: إِذا كَانَ أبيَض اللَّون لَا يخالط لونَه شية، فَإِذا ضَرب بياضُه إِلَى الصُفْرة فَهُوَ نرجِسيّ. (قردس) : وَقَالَ اللَّيْث: قُرْدُوس: اسمُ أبي حَيَ مِن أَحيَاء الْعَرَب، وهم مِن اليَمَن، فُلانٌ القُرْدُوسيّ. (قدس) : قَالَ: والقُدْمُوس: الْملك الضّخم. والقُدْمُوسة: الصَّخْرَة الْعَظِيمَة. وَأنْشد: ابنَا نزارٍ أحَلاَّني بمنزلةٍ فِي رأسِ أرْعَنَ عادِيّ القَدامِيس أَبُو عبيد: القُدْمُوس: القَديم. (دنقس) : وَقَالَ اللَّيْث: الدَّنقَسَة: تَطأطُؤ الرَّأْس. وَأنْشد: إِذا رَآنِي مِن بَعيدٍ دَنْقَسا قَالَ: والدَّنْقَسة: خَفْض الْبَصَر. وَأنْشد: يُدَنْقِسُ العَيْنَ إِذا مَا نَظَرا وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أبي الْهَيْثَم والإيادي عَن شمر، كِلَاهُمَا لأبي عبيدٍ فِي بَاب الْعين: دَنْقَسَ الرجلُ دَنْقَسة وطَرْفَشَ طَرْفَشةً: إِذا نظر وكَسَر عينه. وَقَالَ شمر: إنّما هُوَ دَنْفَش بِالْفَاءِ والشين. وروى ثعلبٌ عَن سَلمَة عَن الْفراء: الدَّنقَشة: الْفساد. رَوَاهُ فِي حُرُوف شينية مثل: الدهْفَشة والعكبشة والخنبشة، وَرَوَاهُ

بِالْقَافِ. وَأَخْبرنِي الْإِيَادِي لأبي عبيدٍ عَن الْأمَوِي: المدَنقِسُ: المُفْسِد. وَقد دَنْقَسْتُ بَينهم: أفسدْتُ. قَالَ أَبُو بكر: ورأيتُه فِي نُسْخَة غَيْرِي دنقشت بَينهم: أفسدت. والمدنقِش: المُفْسد. وَكَانَ فِي نُسْخَة أبي بكر بِالسِّين. قلت: وَالصَّوَاب عِنْدِي بِالْقَافِ والشين. (قندس) : ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: قَندَسَ الرجلُ: إِذا تَابَ بعد مَعْصِيَته. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: قَنْدَسَ فلانٌ فِي الأَرْض قَنْدسة: إِذا ذهب على وَجهه سارِباً فِي الأَرْض. 5 وَأنْشد: وقندسْتَ فِي الأَرْض العريضة تَبتغي بهَا مَلَسي فَكنت شَرّ مُقَنْدِسِ (سندق) : وَقَالَ أَبُو تُرَاب: قَالَ الْفراء: سُنْدوق وصُنْدوق، وَيجمع صَناديق وسَناديقِ. (دمقس) : وَقَالُوا للإِبْرَيْسَم: دِمَقْسِ ودِقَمْس. وَأنْشد: وشَحْمٍ كهُدّاب الدَّمَقْسِ المفتَّلِ وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الدِمَقْس مِن الْكَتَّان. وَقَالَ: دِمَقْس ومِدَقس مقلوب. وَقَالَ غَيره: الدّمَقْس: الدِّيباج، وَيُقَال: هُوَ الْحَرِير. وَيُقَال: الإبرَيْسَم. ورَوى أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الدَّمَقْص: القزّ بالصَّاد. (مستق) : ورُوِي عَن عمر أنَّه كَانَ يُصَلِّي ويداه فِي مُسْتُقه. قَالَ أَبُو عبيد: المَسَاتق: فِراءٌ طِوال الأكمام، وَاحِدهَا مُستَقة، وأصلُها بِالْفَارِسِيَّةِ مُشْتَة فعُرِّب. قلت: والفُسْتُقة أَيْضا فارسية معرّبة، وَهِي ثمرةُ شجرةٍ مَعْرُوفَة. وَقَالَ شمر: يُقَال: مُسْتُفة ومُسْتَقَة. وَعَن أنس رَضِي الله عَنهُ، (أَن ملك الرُّوم أهْدى إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُسْتُقةً من سُندسٍ فلبِسها رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فكأنّي أنظُر إِلَى يَديهَا تذبذِبان، فبعثَ بهَا إِلَى جَعْفَر، وَقَالَ: ابعثْ بهَا إِلَى أَخِيك النَّجاشيّ) . وَأنْشد: إِذا لبِسَتْ مساتقَها غنيٌّ فيا ويحَ المساتقِ مَا لَقِينا قَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: هُوَ فروٌ طويلُ الْكمّ، وَكَذَلِكَ قَالَ الأصمعيّ، قَالَ النَّضر: هِيَ الجُبة الواسعة. (سنسق) : قَالَ المبرِّد: رُوِيَ أنّ خَالِد بن صَفْوَان دخلَ على يزِيد بن المهلَّب وَهُوَ يتغدَّى فَقَالَ: يَا أَبَا صَفْوَان، الغَداء. فَقَالَ: يَا أَيهَا الْأَمِير، لقد أكلتُ أَكلَة لستُ ناسيها، أتيتُ ضيعتي إيان الْعِمَارَة،

فجلتُ فِيهَا جَوْلَة، ثمَّ ملتُ إِلَى غرفةٍ هفهافةٍ تخترقها الرياحُ، فُرِشتْ أرضُها بالرّياحين، من بَين ضَيمُرانٍ نافح، وسنسقٍ فائح، وأتيتُ بخُبز أرزٍ كَأَنَّهُ قطع العقيق، وسمك بَنَاني بيض البطونِ سود الْمُتُون عِراض السُّرر غِلاظ القَصَر، ودُقَّة وخلَ ومُرِّي. قَالَ المبرّد: السَّنْسَق: صِغار الآس. والدُّقَّة: المِلْح. والرَّند: الآسُ على دحنة. (سردق) : وَقَول الله جلّ وَعز: {أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} (الْكَهْف: 29) ، فِي صفة النَّار أعاذنا الله مِنْهَا. قَالَ أَبُو إِسْحَاق: صَار عَلَيْهِم سرادِقٌ مِن العَذاب. قَالَ: والسُّرادِق: كلُّ مَا أَحاط بِشَيْء نَحْو الشُّقّة فِي المضْرِب، أَو الْحَائِط الْمُشْتَمل على الشَّيْء. وَقَالَ بعض أهل التَّفْسِير فِي قَوْله جلّ وعزّ: {) وَحَمِيمٍ وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ} (الْوَاقِعَة: 43) ، هُوَ سُرادق أهلِ النَّار. وَقَالَ اللَّيْث: يُجمع السُّرادِق سُرادِقات. وَبَيت مُسَرْدَق، وَهُوَ أَن يكون أَعْلَاهُ وأسفله مسدوداً كُله. وَأنْشد قَول الْأَعْشَى: هُوَ المدخِلُ النُعمانَ بَيْتا سَماؤه نحورُ الفُيول بعد بَيْتٍ مُسَرْدَق وَيُقَال للغُبار الساطع والدُّخان الشاخص المحيطِ بالشَّيء: سُرادِق. وَقَالَ لبيدٌ يصف عَيْراً يطرد أتُنَه: رَفَعْنَ سُرادِقاً فِي يومِ رِيح يصفِّق بَين مَيْلٍ واعتدالِ وَقَالَ ابْن السكّيت: هُوَ الرُّسْداق، والرُّزْداق، وَلَا تَقل رُسْتاق وكلُّ صفٍ رَستَقٌ ورَزْدقٌ. (سرقن) : السِّرقِين معرَّب، أَصله سِرْجين. (قنسر) : وَقَالَ اللَّيْث: قِنَّسْرين: كورة من كُوَر الشَّام. قَالَ: ورجلٌ قِنَّسْر وقِنَّسْرى: إِذا أَتَى عَلَيْهِ الدهرُ. وَأنْشد: أطَرَباً وأنتَ قِنَّسْرِيُّ وَيُقَال للشَّيْخ إِذا وَلّى وعَسَا: قد قَنْسَره الدَّهْر، وَمِنْه قَول الشَّاعِر: وقَنْسَرَتْه أمورٌ فاقْسَأَنّ لَهَا وَقد حَنَى ظَهره دهْرٌ وَقد كَبرا (نقرس) : وَقَالَ اللَّيْث: النِقْرِس: داءٌ يَأْخُذ فِي المَفاصل والنّقرس: الدّاهية من الأدِلاء، يُقَال: دليلٌ نِقْرِس ونَقرِيس. وَأنْشد أَبُو عبيد:

وَقد أكون مرّةَ نطِّيسا صَبّاً بأَدواء النّسا نِقْرِيسا وَقَالَ المتلمِّس: يُخشَى عَلَيْك من الحِباءِ النِّقْرسُ يُخَاطب طرفَة أَنه يخْشَى عَلَيْهِ من الحباء الَّذِي كتب لَهُ بِهِ النِّقرس، وَهُوَ الْهَلَاك والدَّاهية الْعَظِيمَة. وبخطّ أبي الْهَيْثَم: النّقرس: الداهية. قَالَ: ورجلٌ نِقْرسٌ، أَي: داهية. وَقَالَ اللَّيْث: النَّقاريس: أَشْيَاء تتخذها الْمَرْأَة على صَنْعة الْورْد يغَرِّزنها فِي رؤوسهن وَأنْشد: فحلِّيتِ من خَزَ وبَزَ وقِرْمِز ومِن صَنْعة الدُّنيا عَلَيْك النقارسُ قَالَ: وَاحِدهَا نقْريس. (قرنس) : أَبُو عبيد: القُرْناس: شِبه الْأنف مِن الجَبَل. وَأنْشد لمَالِك بن خَالِد الهذليّ يصف الوعل: دون السَّمَاء لَهُ فِي الجوِّ قُرْناسُ ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: القِرْناس بِكَسْر الْقَاف: أنف الجَبَل. قَالَ: والقِرْناس: عِرْناس المغْزَل. قلت: وَهُوَ صِنارته. وَيُقَال لأنف الْجَبَل: عِرناسٌ أَيْضا. (قربس) : وَقَالَ اللَّيْث: القَرَبُوس: حِنْو السَّرْج وجمعُه قَرابيس. قَالَ: وَبَعض أهل الشَّام (يَقُول) قَرَبُّوس مثقّل الرَّاء، وَهُوَ خطأ، ثمَّ يجمعونه على قَرَابيس وَهُوَ أشدُّ خطأ. قلت: وللسرج قَرَبوسان، فأَما القربوس المقدَّم فَفِيهِ العَضُدان وهما رِجلا السَّرْج. وَيُقَال لَهما: صِنْواه، وَمَا قُدَّام القَرَبُوسَيْن من فَضْلة دَفَّة السَّرْج، يُقَال لَهُ: الدَّرْوَاسيج، وَمَا تَحت قُدَّام القَرَبُوس فِي الدّفة يُقَال لَهُ الأبراز. والقربوس الآخر فِيهِ رِجْلا المؤخرة وهما صِنْواه. والقَيْقَبُ: سيرٌ يَدورُ على القَرَبوسَيْن كليهمَا. (قسبر) : (وَمن أسماءِ الذّكر: القُسبُرِي والقُزْبري) . ومِن أَسمَاء الْعَصَا: القِسْبار، والقِشبار. وَأنْشد أَبُو زيد:

لَا يَلتَوِي من الوَبِيل القِشْبَارْ وإنْ تَهَرَّاهُ بهَا العَبْد الهارْ (قبرس) : وَقَالَ اللَّيْث: القُبَرُس: من النّحاس أجوَدُه. وَفِي ثغور الشَّام موضعٌ يُقَال لَهُ قُبْرُس. (قرقس) : وَقَالَ اللَّيْث: القَرَقُوس: القُفُّ الصُّلْب. وَقَالَ شمر: قَالَ الْفراء: أرضٌ قَرَقُوس وقاعٌ قَرَقُوس: إِذا كَانَت ملساء مستوية. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: القَرَقُوس: القاع فِي الأملَس الغليظ الأجرد الَّذِي لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْء، وَرُبمَا نبع فِيهِ مَاء، وَلكنه محتَرِق خَبِيث، إِنَّمَا هُوَ مِثل قِطعةٍ من النَّار، وَيكون مرتفعاً مطمئناً، وَهِي أرضٌ مسحورةٌ خبيثة. قلت: من سحرها أَيبَس الله نَبْتَها ومَنَعَه. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: وادٍ قَرَقٌ وقَرْقَر وقَرْقُوس، أَي: أملس. والقَرَق: الْمصدر. وَأنْشد: تَرَبَّعتْ مِن صُلْب رَهْبَى أنَقا ظواهراً مَرّاً ومَرّاً غَدَقا وَمن قَياقي الصُّوَّتين قِيَقا صُهْباً وقُرياناً تُنَاصِي قَرَقَا وَقَالَ أَبُو نصر: القَرَق: شَبيه بالمصدَر، ويُروَى على وجهينِ: قَرِق وقَرَق. وَقَالَ الْفراء: هُوَ القِرْقِس للجِرْجِس، شِبْه البَقّ. وَأنْشد: فليتَ الأفاعي تعضَضْنَنا مَكانَ البراغيث والقِرْقِسِ أَبُو عبيد عَن أبي زيد: أشْلَيْتُ الْكَلْب، وقرقَسْت بِهِ: إِذا دعوتَه. (سمقر) : أَبُو عَمْرو: يومٌ مسمقرُّ: شَدِيد الحرّ. وَقد اسمقرَّ اسمقراراً. وَكَذَلِكَ يَوْم صَيخود. (بستق) : وقدِم أعرابيٌّ من نجدٍ فَقَالَ: سقَى نجداً وساكِنَه هزيمٌ حثيث الوَدْق منسكبٌ يمانِ بلادٌ لَا يحَسُّ البَقُّ فِيهَا وَلَا يُدرى بهَا مَا البَسْتَقَاني وَلم يَستَبَّ ساكنُها عِشاءً بكَشْخانٍ وَلَا بالقَرْطَبانِ قيل: البَسْتَقان: صاحبُ الْبُسْتَان، وَقيل: هُوَ النّاطور. (سملق) (1: شمر عَن أبي عَمْرو: السَّمْلَق: الأَرْض المستوية. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: السَّمْلق: القاعُ المستوِي الأجرَد لَا شجر فِيهِ، وَهُوَ القَرِق. (صملق) : (وَقَالَ ابْن الدُّقَيْش: صَمْلَق. يُقَال: تركتُه بقاعٍ صَمْلَق. وَأنْشد قَول رؤبة:

ومخفقٍ أطرافُه فِي مَخْفَق أخْوَق من ذَاك الْبعيد الأخْوَق إِذا انفأتْ أجوافُه عَن صَمْلَقِ مَرْتٍ كجِلد الصَّرصَران الأمْهَق) 1) عَمْرو عَن أَبِيه يُقَال للعجوز: سَمْلَق وشَمْلَق. وَقَالَ اللَّيْث: السَّمْلَقة: الْمَرْأَة الرَّديئَة فِي البضْع. وعجوزٌ سَمْلَق: سَيِّئة الخُلُق. وَقَالَ ابْن السكّيت: السَّمْلقة: الْمَرْأَة الَّتِي لَا إسكَتَانِ لَهَا. (قسمل) : وَقَالَ اللَّيْث: القَسامِلة: حيٌّ من اليَمَن، وَالنِّسْبَة إِلَيْهِم قَسْمَلِيّ. (قلمس) : أَبُو عبيد عَن الْفراء: القَلَمَّس: الْبَحْر. وأنشدنا: فصَبّحتْ قَلَمَّساً هَموما شمر: القَلَمّس من الرَّكايا: الْكَثِيرَة المَاء. يُقَال: إِنَّهَا لقَلَمّسة المَاء، أَي: كَثِيرَة المَاء لَا تُنزَح. وَرجل قَلَمَّسٌ: إِذا كَانَ كثير الْخَيْر والعطيّة. وَقَالَ اللَّيْث: القَلمَّس: الرجل الداهية الْمُنكر الْبعيد الغَور. وَكَانَ القَلَمَّس الكِنانيُّ مِن نَسَأة الشُّهور فِي الْجَاهِلِيَّة، فَأبْطل الله النسيءَ بقوله: {إِنَّمَا النَّسِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ءُ زِيَادَةٌ فِى الْكُفْرِ} (التَّوْبَة: 37) . (انقلس) : ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الشِّلْق: الأنكليس. وَمرَّة قَالَ: الأنقليس، وَهُوَ السَّمك الجِزّيّ والجِرّيت. وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ بِفَتْح الْألف وَاللَّام، وَمِنْهُم من يكسر الْألف وَاللَّام، وَهُوَ سمكةٌ على خِلْقَة حيّة. قلت: أَرَاهَا معرّبة، وَالله أعلم. (سفسق) : أَبُو عبيد: سَفاسِق السَّيف: طرائقه الَّتِي يُقَال لَهَا الفِرِنْد. وَقَالَ اللَّيْث: الْوَاحِدَة مِنْهَا سِفسِقة، وَهِي شُطْبة السَّيف كأَنها عمودٌ فِي مَتْنه كالخَيط. وَقَالَ آخَرُونَ: هِيَ مَا بَين الشُّطْبتين على صَفحة السَّيْف طولا. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: سَفْسَقَ الطَّائِر: إِذا رَمَى بسَلْحِه. وَعَن أبي عُثْمَان النّهدي عَن ابْن مَسْعُود وَزعم أَنه كَانَ يُجالسه بالكوة إِذْ سَفسَق على رَأسه عُصْفُور، ثمَّ قذف رابطته فنكتَه بِيَدِهِ. سَفسَق: رمَى بذَرْقه، فنكتَه، أَي: رمَى بِهِ الأَرْض. عَمْرو عَن أَبِيه: فِيهِ سُفْسُوقة من أَبِيه ودُبَّة، أَي: شَبَه. (والسَّفسوقة: المحجَّة الْوَاضِحَة) . (سمسق) : قَالَ: والسَّمْسَق: الياسَمين.

باب القاف والزاي

وَقَالَ اللَّيْث: سِمْسِق. (رستق) : وَكَانَ الفرّاء يَقُول للَّذي يَقُول لَهُ النَّاس: الرُّسْتاق: الرُزْداق، وَالَّذِي يَقُولُونَ لَهُ: الرَّسْتَق وَهُوَ الصَّفّ: رَزْدَق. وَهَذَا كلّه دخيل. (والسِّرْقين معرّب، وَيُقَال لَهُ سِرجين) . (قلنس) : أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ قَالَ: القُلَنْسِية وَجَمعهَا قَلانِس، والقُلَيْسِية وجمعُها قَلاسي. وَقد تقَلْنَسْت وتقلْسَيْت. قَالَ: وَيُقَال: قَلَنْسُوَة وقَلانِس. (سقدد) : عَمْرو عَن أَبِيه: السُّقدُد: الفَرَس المضمَّر. (سلقد) : وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: السِّلقِد: الضاوي المهزول. وَمِنْه قَول ابْن مِعْيَرِ: خرجتُ أسَلْقِد فَرَسي، أَي: أضمِّره. (قنسط) : ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: القُنْسَطِيط: شَجَرَة مَعْرُوفَة. (بَاب الْقَاف وَالزَّاي) (ق ز) (قرمز) : وَقَالَ اللَّيْث: قِرمِز: صبْغ أرمَنيٌّ أَحْمَر يُقَال: إنَّه من عُصارة دودٍ يكون فِي آجامهم) . أنْشد شمر لبَعض الْأَعْرَاب: جَاءَ من الدَهْنا ومِن آرابِه لَا يَأْكُل القِرماز فِي صِنَابِه وَلَا شواءَ الرُّغْفِ معْ جُوذا بِه إلاّ بقايا فضلِ مَا يؤتَى بِهِ مِن اليرابيع ومِن ضِبابِه أَرَادَ بالقِرماز: الْخُبْز المحوَّر؛ وَهُوَ مُعرب. (قرزم) : شمر عَن ابْن الأعرابيّ: القُرزُوم بِالْقَافِ: الْخَشَبَة الَّتِي يَحْذو عَلَيْهَا الحَذّاء، وجمعُها قَرازيم. وَقَالَ ابْن السكِّيت: هُوَ الفُرزوم، بِالْفَاءِ. وَفِي شعر الطرماح فِي نعت النِّسَاء: إِلَى الْأَبْطَال من سبأَ تنمَّتْ مناسبُ مِنْهُ غير مُقَرزماتِ أَي: غير لئيماتٍ، من القرزوم. وكتبتُ من خطّ الإياديِّ فِي صفة النَّعل: القُرزوم بِالْقَافِ: خشبةُ الحذّاء. وَهَذَا حُجّة لقَوْل ابْن الأعرابيّ. وهما لُغَتَانِ. (زندق) : وَقَالَ اللَّيْث: الزِّنديق مَعْرُوف. وزندقتُه أنَّه لَا يُؤمن بِالآخِرَة وأنَّ الله وَاحِد. وَقَالَ أَحْمد بن يحيى: لَيْسَ زنديق ول ا

فِرْزيق من كَلَام الْعَرَب. ثمَّ قَالَ: ولكنَّ البياذقة هم الرجَّالة. قَالَ: وَلَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب زِنديق، وَإِنَّمَا تَقول الْعَرَب: رجل زَندق وزَنْدَقى: إِذا كانَ شَدِيد الْبُخْل. فَإِذا أَرَادَت العربُ معنى مَا تَقول العامّة قَالُوا: مُلحِد ودَهريٌّ. فَإِذا أَرَادوا معنى السنّ قَالُوا دُهريّ. قَالَ: وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: الْهَاء فِي زنادقة وفرازنة، عوضٌ من الياءَ فِي زنديق وفِرْزين. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الزِّنديق: فارسيٌّ مُعرب، كأَنَّ أَصله عِنْده زَنْدَه، أَي: يَقُول بدوام بقاءَ الدَّهْر. (قرزل) : وَقَالَ اللَّيْث: القُرزُل شَيْئَانِ: أَحدهمَا اسْم فرس كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة، وشيءٌ تتَّخذه الْمَرْأَة فَوق رَأسهَا كالقُنزُعة. يُقَال: قَرزَلَتِ الْمَرْأَة شعرهَا: إِذا جَمعتْه وسطَ رَأسهَا. عَمْرو عَن أَبِيه: القُرْزُل: القَيْد. وَقيل لفرس عَامر بن الطُّفَيْل قُرْزُل، كأَنه قَيْدٌ للوحش يَلحَقُها. وَقَالَ أَبُو عبيد: قُرزُل كَانَت للطُّفيل أبي عَامر بن الطُّفيل العامريّ. قَالَ: وَهُوَ الفَرَس الْمُجْتَمع الخَلْق الشَّديد الأسْر. (زبرق) : وَقَالَ اللَّيْث: الزِّبْرِقان: لَيْلَة خَمْس عشرَة من الشَّهْر؛ يُقَال: لَيْلَة الزِّبرقان. وأمّا لَيْلَة الْبَدْر فَهِيَ لَيْلَة أربعَ عشرَة. وَقَالَ غَيره: الزِّبرقان: الرجل الْخَفِيف اللِّحْيَة. وَالزِّبرقان: الْقَمَر. وَقد زبرق ثَوْبه: إِذا صَفَّره. وَقيل: إنّ الزِّبرقان بن بدرٍ سمّي بصُفرةِ عمَامَته؛ واسْمه حُصَين. (قزبر) : وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال للذكَر القَزْبرُ والفَيْخَرُ والجُردَان والعُجَارم والمتْمَئِرُّ. (برزق) : وَقَالَ ابْن السّكيت: البِرْزِيق: جماعةُ خيل دونَ الموكِب. وَقَالَ زِيَاد: هَذِه البرازيق الَّتِي تتردَّد. وروى أَبُو عبيد عَن حجَّاج عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن حُمَيد قَالَ: كَانَ يُقَال: لَا تَقوم السَّاعَة حَتَّى يكون النَّاس برَازيق. قَالَ أَبُو عبيد: يَعْنِي جماعات. قَالَ: وأنشدنا ابنُ الْكَلْبِيّ: يَظَلّ جيادُه متمطّرات بَرازيقاً تُصبِّح أَو تُغيرُ وَقَالَ اللَّيْث: البَرْزَق: نَبَات. قلت: هَذَا منكرٌ وَأرَاهُ البَرْوَق فغُيِّر. (زرقم) : أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: وَمِمَّا زادوا فِيهِ الْمِيم: رَحل زُرْقُم للأزرق. وَقَالَ اللَّيْث: إِذا اشتدَّت زُرقة عين الْمَرْأَة، قيل: إِنَّهَا لزَرقاء زُرْقم. وَقَالَ بعض الْعَرَب: زَرْقاءُ زُرْقم، بِيَدَيْهَا ترقُم، تحتَ القُمْقم.

(قمرز) : اللحيانيّ: رجلٌ قُمَّرِزٌ، أَي: قصير، وَهُوَ على بِنَاء الهُمَّقِع، وَهُوَ جَنَى التّنْضُب. (زرمق) : وَجَاء فِي الحَدِيث: أَنَّ مُوسَى كَانَت عَلَيْهِ زُرْمانِقة: صُوف لمّا قَالَ لَهُ ربه: {رَّحِيمٌ وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِى جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ءٍ فِى تِسْعِ} (النَّمْل: 12) . قَالَ أَبُو عبيد: زُرمانِقة: جُبَّة صوف. قلت: وَهُوَ مُعرب. (زملق) : وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: يُقَال: رجل زُمَّلِق وزُمَلِق، أَي: شَكَّازٌ يُنزل إِذا حدَّثَ الْمَرْأَة مِن غير جماع. وَأنْشد: يُدْعَى الجُلَيدَ وَهُوَ فِينا زُمَّلِقْ كذنب الْعَقْرَب شَوّالٌ غَلِقْ وأنشده الْفراء: إنَّ الجُليد زَلِقٌ وزُمَّلقْ جَاءَت بِهِ عَنْسٌ مِن الشَّام تَلِقْ بتَشْديد الْمِيم. وَسمعت شُقَيراً السعديّ يَقُول للغلام النّزِّ الْخَفِيف: زُملُوق وزُمَالق: لَا يكَاد يدرِكه طالبُه لخفَّته فِي عَدْوِه. وَقَالَ اللَّيْث: الزُّمَلِق: الْخَفِيف الطيّاش. (زلقم) : ثَعْلَب عَن أبي نصر عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: مِقَمّة الشَّاة، وَمِنْهُم من يَقُول مَقَمّة، وَهِي مِن الكَلْب الزُّلْقوم. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: زُلْقوم الفِيل: خُرطومُه. (قلزم) : والقَلزَمة: ابتلاع الشَّيْء. يُقَال: تقلزَمه: إِذا التَهَمه. وسمِّي بَحر القُلزُم قلزُماً لالتهامِه مَن رَكبه، وَهُوَ الْمَكَان الَّذِي غرق فِيهِ فرعونُ وَآله. زرنق (زنقر) : قَالَ اللَّيْث: الزُّرنُوق ظَرْفٌ يُستقى بِهِ المَاء. قلت: لم يعرف اللّيث تَفْسِير الزرنوق فغيّره تخميناً وحَدْساً. وروى أَبُو عبيد عَن أبي عمرٍ وَقَالَ: الزرنُوقان: حائطان يُبنيان على رَأس الْبِئْر من جانبيها، وتُعْرض عَلَيْهِمَا خَشَبَة ثمَّ تُعلَّق مِنْهَا البكرة فيُستقى بهَا وَهِي الزرانيق. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الزرْنقة على وُجُوه: فالزرْنقة: الحُسن التَّام. ابْن الأنباريّ: تزرنق فِي الثِّيَاب: إِذا لبسَها. وَأنْشد: ويُصبح مِنْهَا اليومَ فِي ثوب حائضٍ كثير بِهِ نَضْحُ الدِّماءِ مزرنقا قَالَ اللِّحيانيّ: مَا كَانَ من الْأَسْمَاء على فعلول فَهُوَ مضموم الأول، مثل بُهلول وقرقُور، إِلَّا أحرفاً جَاءَت نَوَادِر مِنْهَا بِالضَّمِّ وَالْفَتْح، يُقَال لحيَ من الْيمن صَعفوق.

باب القاف والطاء

قَالَ: وَيُقَال: زَرنوق وذُربوق، لبناءين على شَفير الْبِئْر. وَيُقَال: تركتُهم فِي بُعكوكة الْقَوْم وبُعكوكة الشرّ، وَهِي وسطُه. والزرْنقة: السَّقْي بالزرنوق. قَالَ: والزرْنقة: الزِّيَادَة، يُقَال: لَا يُزَرْنقك أحدٌ على فضل زيد. وَرُوِيَ عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ: (لَا أدَع الحَجَّ وَلَو تزرنقتُ) ، قيل: مَعْنَاهُ: وَلَو استقَيتُ بِالْأَجْرِ. وَقيل: وَلَو تعيَّنْتُ عِينة للزاد وَالرَّاحِلَة. وَرُوِيَ عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا: أَنَّهَا كَانَت تَأْخُذ الزرنَقة، فَقيل لَهَا: أتأخذين الزرنقةَ وعطاؤكِ من قِبَل مُعَاوِيَة عشرَة آلَاف دِرْهَم كل سنة؟ فَقَالَت: سمعتُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: (مَن كَانَ عَلَيْهِ دَينٌ وَفِي نِيَّته أَدَاؤُهُ كَانَ فِي عَون الله) ، فأحببتُ أَن آخذ الشَّيْء يكون فِي نيَّتي أَدَاؤُهُ فَأَكُون فِي عَون الله. ورُوي عَن عِكْرِمَة أَنه قيل لَهُ: الجُنُب يغتَمِس فِي الزرنوق يُجزئه من غُسل الْجَنَابَة؟ قَالَ: نعم. قَالَ شمر: الزرنوق: النَّهر الصَّغِير هَا هُنَا. وَقَالَ ابْن شُمَيْل فِي قَوْله: لَا أدع الحجَّ وَلَو تزرنَقْت. قَالَ: وَيَقُول: وَلَو تعيّنْتُ. والزرنقة: العِينة. والزنقِير قَالُوا: هُوَ قُلامَة الظُّفر، وَيُقَال لَهُ: الزنجير، وَكِلَاهُمَا دخيلان. وَيُقَال: للزِّرنيخ: زِرْنيق وهما دخيلان أَيْضا. وَقَالَ الشَّاعِر: معنَّز الْوَجْه فِي عِرنينه شَمَمٌ كَأَنَّمَا لِيطَ ناباه بزِرنيق (زنبق) : عَمْرو عَن أَبِيه: الزَنْبق: الزمَّارة. وَقَالَ أَبُو مَالك: الزنْبق: المِزْمار. وَقَالَ المعلوط: وحنّتْ بِقاع الشامِ حَتَّى كَأَنَّمَا لأصواتها فِي منزل الْقَوْم زَنبقُ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أمُّ زَنْبق مِن كُنى الْخمر، وَهِي أمّ ليلى، وَهِي الزَّرْقَاء والصِّنديد. قلت: وَأهل الْعرَاق يَقُولُونَ لدهن الياسَمين: دهن الزنبَق. (زفلق) : وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الزرْفَقة: السُّرعة وَكَذَلِكَ الزفْلَقة. (قرزم) : وَقَالَ: القُرْزُم: سِندانُ الحَدَّاد. وَيُقَال: هُوَ يُزرق فِي أَمر فلانٍ، أَي: يخف ويُسرع فِيهِ. (بَاب الْقَاف والطاء) (ق ط) (قنطر) : قَالَ الله جلّ وَعز: {وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ} (آل عمرَان: 14) .

حَدثنِي المنذريّ عَن أبي بكر الخطَّابي عَن عُثْمَان بن أبي شيبَة عَن عبد الصَّمد بن عبد الْوَارِث عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن عَاصِم عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (القنطار: اثْنَا عشر ألف أُوقِيَّة، وَالْأُوقِية خيرٌ مِمَّا بَين السماءِ وَالْأَرْض) . قَالَ: وحَدثني أَحمد بن عَليّ بن مَرْوَان الحنّاط عَن عَليّ بن حَرْب عَن حَفْص بن عُمير بن حَكِيم عَن عُمر بن قيس المُلائي عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (مَن قَرَأَ أَرْبَعمِائَة آيَة كُتب لَهُ قِنطار؛ القنطار مائَة مِثْقَال، المثقال عشرُون قيراطاً، القيراط مثل أُحُد) . قَالَ: وَأَخْبرنِي الغَسَّانيّ عَن سَلمَة عَن أبي عُبَيْدَة قَالَ: القناطير وَاحِدهَا قِنْطَار. قَالَ: وَلَا تَجِد الْعَرَب تعرِف وَزنه، وَلَا واحدَ لَهُ من نَفسه، يَقُولُونَ: هُوَ قَدْر وزن مَسْكِ ثورٍ ذَهَبا. والمقنطَرة مُفَنْعلة مِن لَفظه، أَي: مُتَمَّمة، كَمَا قَالُوا: أَلفٌ مؤلَّفة: متمَّمة. قَالَ: وَأَخْبرنِي أَبُو طَالب عَن أَبِيه عَن الْفراء قَالَ: وَاحِد القناطير قِنْطَار، وَيُقَال: إِنه مِلء مَسْك ثَوْر ذَهَبا أَو فضَّة. وَيجوز القناطر فِي الْكَلَام. والقنطرة تِسْعَة والقناطير ثَلَاثَة. وَمعنى المقنطرة المضعَّفة. وَقَالَ أَحْمد بن يحيى: اخْتلف النَّاس فِي القنطار مَا هُوَ؟ فَقَالَت طَائِفَة: مائَة أُوقِيَّة من ذهب. وَقيل: مائَة أُوقِيَّة من الْفضة. وَقل: ألف أُوقِيَّة من الذَّهَب، وَقيل: ألف أُوقِيَّة من الْفضة. وَقيل: ملْء مَسْك ثورٍ ذَهَبا، وَيُقَال: مِلْء مَسْك ثورٍ فضَّة. وَقيل: أَرْبَعَة آلَاف دِينَار. وَقيل: أَرْبَعَة آلَاف دِرْهَم. قَالَ: والمعمول عَلَيْهِ عِنْد الْعَرَب الْأَكْثَر أَنه أَرْبَعَة آلَاف دِينَار. فَإِذا قَالُوا مقنطَرة فمعناها ثَلَاثَة أدوار: دَوْرٌ ودَوْرٌ وَدَوْر، فمحصولها اثْنَا عشر ألف دِينَار. وَقَالَ اللَّيْث: القنطرة مَعْرُوفَة. قلت: هُوَ أزَج يُبنى بالآجُرّ أَو بِالْحِجَارَةِ على المَاء يُعبَر عَلَيْهِ. قَالَ طرفَة: كقنطرة الرُّومي أقسَم ربُّها لتُكتَنَفَنْ حتّى تُشادَ بقَرمَدِ وَقَالَ أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: جَاءَ فلانٌ بالقِنطر، وَهِي الداهية. وَأنْشد شمر: وكلّ امرىء لاقٍ من الدَّهر قِنطِرا وأنشدني مُحَمَّد بن إِسْحَاق السَّعْدِيّ:

لَعَمرِي لقد لَاقَى الطُّلَيْلِي قِنطراً من الدَّهر إنَّ الدَّهْر جَمٌ قناطِرُهْ أَي: دواهيه. وَبَنُو قنْطُور هم التُرْك. ورُوي عَن حُذَيْفَة أَنه قَالَ: يُوشك بَنو قَنطور أَن يُخرجوا أهلَ الْبَصْرَة مِنْهَا، كأنِّي بهم خُزْرَ الْعُيُون عِراض الْوُجُوه. قَالَ: وَيُقَال: إِن قَنطوراء كَانَت جَارِيَة لإِبْرَاهِيم فولدتْ لَهُ أَوْلَادًا، والتُرك من نَسلِها. قطرب: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: القُطْرُبُ: دويْبَّة. قَالَ: والقُطْرب: اللِّصّ الفارِه فِي اللُّصوصية. والقطرب: الذِّئْب الأمْعط. والقُطْرَب: الْجَاهِل الَّذِي يَظهر بجهله. والقُطرب: الجبان وَإِن كَانَ عَاقِلا. والقطرب: السَّفِيه. والقطرب: المصروع من لَممٍ أَو مِرار، وجمعُها كلُّها قطارِيب. وَقَالَ عبد الله بن مَسْعُود: لَا أعرِفنَّ أحدَكم. جِيفَةَ ليل قُطربَ نَهَار. وَقَالَ أَبُو عبيد: يُقَال: إِن القطرب دوْيبَّة لَا تستريح نهارَها سَعْياً، فَشبه عبد الله الرجل يَسعَى نهارَه فِي حوائج دُنْيَاهُ فَإِذا أمْسَى أَمْسَى كالاًّ مُزْحِفاً فينامُ ليلته حَتَّى يصبح بِمثل ذَلِك فَهَذَا جِيفة ليلٍ قُطرب نَهَار. وَقَالَ اللَّيْث: القُطْرب: الذَّكر من السَّعَالي. قرطب: عَمْرو عَن أَبِيه: قَرطَبَ الرجل: إِذا عَدَا عَدْواً شَدِيدا. وَأنْشد: إِذا رَآنِي قد أتيت قَرطَباً وجالَ فِي جِحاشِهِ وطَرْطَبا والطَرطبة: دعاءُ الحُمُر. أَبُو نصر عَن الْأَصْمَعِي: طَعَنه فقرطَبَه وقَحْطَبَه: إِذا صَرَعَه. وأمَّا القَرطَبانُ الَّذِي يَقُوله الْعَامَّة للَّذي لَا غَيرةَ لَهُ فَهُوَ مغيَّرٌ عَن وَجهه. وروى ثَعْلَب عَن أبي نصر عَن الْأَصْمَعِي، قَالَ: الكلبتَان مَأْخُوذ من الكَلْب، وَهُوَ القيادة، وَالتَّاء وَالنُّون زائدتان. قَالَ: وَهَذِه اللَّفْظَة هِيَ الْقَدِيمَة عَن الْعَرَب. قَالَ: وغيّرتها الْعَامَّة الأولى، فَقَالَت: القَلْطَبان، وَجَاءَت عامةٌ سُفْلَى فغيَّرت على الأولى فَقَالَت: القَرطَبان. وأمَّا قَول أبي وجزة السعديّ: والضَّربُ قَرْطَبةٌ بِكُل مهنَّدٍ تَرَك المداوِسُ مَتنه مَصقولا وَقَالَ أَبُو عبيد عَن الْفراء: قرطبته: إِذا صرعتَه، والقُرطبيّ: السَّيف. وَأنْشد أَبُو تُرَاب فِي كتاب (الاعتقاب) بَيْتا لِابْنِ الصَّامت الجُشَمِي: رفَوْني وَقَالُوا لَا تُرَعْ يَابْنَ صامتٍ فظَلْتُ أناديهمْ بثَدْيٍ مجدَّدِ

وَمَا كنت مغترّاً بأصحابِ عامِرٍ مَعَ القُرطبَي تبّتْ بقائمة يَدِي قَالَ: القُرطُبَى: السَّيْف. قلت: كَأَنَّهُ من قَرْطَبَة: إِذا قَطَعَه. بطرق: وَقَالَ اللَّيْث: البطْريق: بلغَة أهل الشَّام وَالروم هُوَ الْقَائِد، وجمعُه بَطارقة. شمر عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: البِطْرِيقان: اللَّذَان على ظَهر القَدَم من الشِّراك. (قبطر) : أَبُو عبيد: القُبْطُري: ثيابٌ بيض. وَأنْشد: كأنَّ لونَ القِهْزِ فِي خُصورها والقُبطُريّ البِيض فِي تأزيرها قمطر: قَالَ اللَّيْث: القِمَطْرِ: جَمَلٌ قويّ ضَخْم. وَقَالَ حُميد بن ثَوْر: قِمَطْرٌ يَلوح الوَدْعُ تَحت لَبانه إِذا أرْزمَتْ من تَحْتَهُ الرِّيحُ أرْزَما قَالَ: والقِمَطْرة: شِبه سَفَطٍ يُسَفُّ من قَصَب. وَقَالَ شمر: رجل قَمِطْر: قصير. وَأنْشد أَبُو بكر الإياديُّ لعُجَيْر السَّلوليّ: قِمَطْرٌ كحُوَّاز الدَّحاريج أبْتَرُ وَقَالَ اللِّحياني: قَمْطَرْتُ القِرْبة: إِذا ملأتَها. وقَمْطَر فلانٌ العَدْوَ قَمْطَرَةً: إِذا هَرَب. وقَمْطَر فلانٌ جاريتَه قَمْطَرةً: إِذا جامَعَها. وكلبٌ قِمَطر الرِّجل: كَأَن بِهِ عُقَّالاً من اعوجاج ساقَيه. وَقَالَ الطرماحُ وَذكر كَلْبا: مُعيدٌ قِمطرُ الرِّجْل مُخْتَلف الشَّبا شَرَنْبَثُ شوكِ الكفِّ شَثْنُ البَراثن وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً} (الْإِنْسَان: 10) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: يَوْم قَمطريرٌ ويومٌ قُماطِر: إِذا كَانَ شَدِيدا غليظاً. وَجَاء فِي التَّفْسِير أَن معنى قَوْله {عَبُوساً} يعبِّس الْوَجْه فَيجمع مَا بَين الْعَينَيْنِ. وَهَذَا سَائِغ فِي اللُّغَة. يُقَال: اقمطَرَّت الناقةُ: إِذا رفعتْ ذنَبَها وجَمَعَتْ قَطْرِنها وزَمَّت بأَنْفها. أَبُو عبيد: قَمَطرِير: مقبَّض مَا بَين الْعَينَيْنِ وَقد اقمَطرَّ. وَقَالَ اللَّيْث: شرٌّ قماطر وقِمْطِر. وَأنْشد: وكنتُ إِذا قومٌ رَمَوْني رميتُهمْ بمُسقِطة الأحمالِ فقماءَ قِمْطرِ وَيُقَال: اقمطرَّت عَلَيْهِ الْحِجَارَة، أَي: تراكمت وأظلّت. وَقَالَت خنساءُ تصف قَبْراً فَقَالَت: مُقْمَطِرّات وأحجارُ أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: المُقْمَطَرّ: الْمُنْتَشِر. وَأنْشد غَيره:

قد جعلَتْ شَبْوةُ تزبئرُّ تكسو استَها لَحْمًا وتقمطرُّ وَمن الأحاجي الَّتِي رُوِيتْ عَن الْعَرَب: مَا أبيَضُ شَطْراً، أسوَدُ ظَهْراً، يمشي قِمَطْراً، وَيبُول قَطْراً؟ وَهُوَ القُنفذُ. يمشي قِمَطراً، أَي: مجتمعاً. وكل شيءٍ قَمطَرتَه فقد جمعتَه) . قرمط: قَالَ اللَّيْث: القَرْمطة: دِقَّة الْكتاب وتَداني الْحُرُوف والسُّطور، وَكَذَلِكَ القَرمطة فِي مَشي القَطُوف. وَقَالَ أَبُو زيد: قَرْمَط الْكَاتِب: إِذْ قارَبَ بَين كِتَابَته. وقرمط البعيرُ: إِذا قاربَ خُطاه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال لدُحْروجة الجُعَل القُرْمُوطة. قَالَ: وَقَالَ أعرابيٌّ: جَاءَنَا فِي نِخافَينِ ملكمين فَقَّاعِيَّين مُقَرطَمين. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس فِي قَوْله: ملكَّمين: جَوانبهما رِقاع، فكأَنّه يَلْكُم بهما الأَرْض. وَقَوله: فَقّاعِيين: يَصِرَّان. وَقَوله: مقرطَمَين: لَهما مِنقاران. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: القُرمُوط مِن ثمَرَ الغَضا. كالرمَّان، يشبّه بِهِ بالثَّدْي. وَأنْشد هَذَا الشّعْر فِي صفة جَارِيَة نَهَد ثَدْياها: وبُنْشِز جَيْبَ الدِّرعِ عَنْهَا إِذا مَشتْ خَمِيلٌ كقُرموط الغضا الخَضِل النَدِي قَالَ: يَعْنِي ثدييها. وَيُقَال: اقرمَّط الرجل اقْرِمَّاطاً: إِذا غَضِب وتقبَّض. وَأنْشد لزيد الْخَيل: إِذا اقرمَّطَتْ يَوْمًا مِن الفَزَع المَطِي قلت أَنا: قُرمُوط الغضا: زهرُه الْأَحْمَر يَحكي لونُه لونَ نُور الرّمان أوَّلَ مَا يخرج. (قرطم) : وَقَالَ اللَّيْث: القِرطِم: ثمرَ العُصْفُر. أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: هُوَ القُرطُم والقِرطِم. (طمرق طرمق) : وَقَالَ اللَّيْث: الطُّمْرُوق اسمٌ من أسماءِ الخُشَّاف. وَقَالَ ابْن دُرَيد: الطُّرموق: الخُفّاش. قَالَ: وقُرْمُود: ثَمرَ الغَضَا. (قطمر) : وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن الحرّاني عَن ابْن السكّيت قَالَ: القِطْمير: القِشرة الرَّقيقة الَّتِي على النَّواة. وَأَخْبرنِي عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ أنّه قَالَ فِي القطمير نَحوه، وَهِي لِفافةُ النَّوَى. (قرطل) : وَفِي بعض نسخ (كتاب اللَّيْث) :

باب القاف والدال

القِرطالة البَرْذَعة، وَكَذَلِكَ القِرطاط والقِرطِيط. (قرطف) : والقَرْطَف: قطيفةٌ مُخْملة. وَأنْشد غَيره: بأَن كذب القراطف والقُروف (قرطب) : والمقرطب: الغضْبان. وَأنْشد: إِذا رَآنِي قد أتَيتُ قَرْطبا وجال فِي جحاشِه وطرطَبا (بَاب الْقَاف وَالدَّال) (ق د) قرمد: قَالَ اللَّيْث: القَرمَد: كلُّ شَيْء يُطلَى بِهِ للزِّينة نَحْو الجِصّ. حتَّى يُقَال: ثوب مُقرمَد بالزَّعفران والطِّيب، أَي: مَطْليّ. قَالَ: والقرميد اسْم الإردبِّة. وَقَالَ الأصمعيّ فِي قَوْله: يَنْفي القراميدَ عَنْهَا الأعصَمُ الوَعِلُ قَالَ: القَراميد فِي كَلَام أهل الشَّام آجُرّ الحمّامات. وَقيل: هِيَ بالرومية قِرْمِيدَى. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال لطوابيق الدَّار: القَراميد، وَاحِدهَا قِرْمِيد. وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو عمرٍ ووابنُ الأعرابيّ: القَرمَد: الصُّخور. وَقَالَ العَدَبَّس الكِنانيّ: القَرْمَدَ: حجارةٌ لَهَا نَخارِيبُ، وَهِي خُرُوق، يُوقَد عَلَيْهَا حتّى إِذا نَضِجَتْ قُرْمِدَتْ بهَا الحِياض. وَقَالَ النَّابِغَة يصف الرَّكَب: رابِي المَجَسّةِ بالعَبير مُقَرْمَدِ وَقَالَ بَعضهم: المقرمَد: المطليّ بالزَّعفران. وَقيل: المقرمَد: المُضَيَّق. وَقيل: المقرمَد: المُشْرِف. وَقَالَ يَعْقُوب فِي قَول الطرماح: حرَجاً كمِجدل هاجريّ لزَّه تذواب طبخ أطيمة لَا تخمدُ قُدِرت على مُثُلٍ فهنّ توائم شَتّى يلائم بينهنّ القَرمدُ وَقَالَ: القَرمد: خزف يطْبخ. والحرَج: الطَّوِيلَة. والأطيمة: الأَتون، وَأَرَادَ تذواب طبخ الآخر. (قردم) : وَقَالَ شمر: فِيمَا قرأتُ بخطّه: القَرْدُمانيّة، قَالَ بَعضهم: سِلاحٌ كَانَت الأكاسرة تدّخِرُها فِي خزائنها، يسمُّونه كَرْدماند، أَي: عُمل وَبَقِي. قلت: وَهَذَا حَكَاهُ أَبُو عبيدٍ عَن الأصمعيّ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: أرَاهُ فارسية. وأنشدَ بَيت لبيد: فَحْمةً ذَفْراءَ تُرْتَى بالعُرَى قُرْدُمانيّاً وتَرْكاً كالبَصَلْ وَيُقَال: القُردُمانية: الدُّروع الغليظة مِثل الثَّوْب الكُردُوانيّ. وَيُقَال: هُوَ المِغفَر.

وَقَالَ بَعضهم: إِذا كَانَ للبيضة مِغْفَر فَهِيَ قُردُمانيّة. (درقل) : أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو قَالَ: الدِّرَقْلُ: ثيابٌ. قَالَ شمِر: لم أسمَع الدِّرَقْل إلاّ هُنَا. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: سمعتُ الغَنَويّ يَقُول: دَرْقَلَ القومُ دَرقلةً ودرقَعُوا دَرْقعةً، إِذا مَرُّوا مَرّاً سَرِيعا. (دردق) : وَقَالَ اللَّيْث: الدَّرْدَق: والجمِيعُ الدَّرادِق: صغارُ الْإِبِل والناسِ. قَالَ الْأَعْشَى: يَهَب الجِلَّةَ الجراجرَ كالبُ ستانِ تَحْنو لِدَرْدَقٍ أطفالِ وَقَالَ اللَّيْث: الدَّرْداق: دَكٌّ صَغِير. وَأنْشد غَيره للأعشى: وتَعادَى عَنهُ النَّهارَ تُواري هِ عِراضُ الرِّمال والدَّرْدَاقُ قلت أَنا: الدَّرْدَاق: حِبال صغارٌ مِن حِبال الرملِ الْعَظِيمَة. (دلقم) : أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ قَالَ: الدِّلْقِم: النَّاقة الَّتِي قد تَكسَّر فُوها وسال مرْغُها. (دملق) : أَبُو عَمْرو: المُدَمْلَق: الأملس الصُلْب. يُقَال: دَمْلَقَه ودمْلَكَه: إِذا مَلَّسَه وسَوَّاه. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: حَجَر دُمَلِقٌّ دُمالِق مُدَمْلَق دُمْلوق، وَهُوَ الشَّديد الاستدارة. وَأنْشد: وعَضَّ بالناسِ زَمَانٌ عارِقٌ يَرفَضُّ مِنْهُ الحَجَر الدُّمالِق شمِر عَن أبي خيرة: الدُّمْلُوق: الحجَر الأملَسَ مِلءُ الكَفِّ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الْوَاحِد دُماليق، وَجمعه دَمالِيق. قَالَ: وَرجل دُمالق الرَّأْس: محلُوقَة. (قندل) : ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَنْدَل الرجل: ضَخُم رأسُه. وصَنْدَل البعيرُ: ضَخُم رَأسه. قَالَ: والقَنْدَويل: الطَّويل القَفا. وَقَالَ أَبُو زيد: إنَّ فلَانا لقَنْدَل الرَّأْس، وصندل الرَّأْس وَهُوَ الْعَظِيم الرَّأْس. وَقَالَ اللَّيْث: القَنْدَل: الضخم الرَّأْس من الْإِبِل، وَكَذَلِكَ هُوَ مِن الدوابّ. الْأَصْمَعِي: مَرَّ الرجل مُسَنْدِلاً ومَقُنْدِلاً، وَذَلِكَ استرخاءٌ فِي الْمَشْي. (بندق فندق) : وَقَالَ اللَّيْث: البُنْدُق: الْوَاحِدَة بُندقة وَهُوَ الَّذِي يُرمَى بِهِ. قَالَ: والفُندق: حَمل شَجَرَة مدحرج كالبُندق يُكسَر عَن لبَ كالفُسْتُق. قَالَ: والفُندق أَيْضا بلغَة أهل الشَّام خانٌ من هَذِه الْخَانَات الَّتِي يَنزلها النَّاس ممّا يكون فِي

باب القاف والتاء

الطُّرْق والمدائن. سَلمَة عَن الْفراء: سمعتُ أعرابيّاً من قُضاعة يَقُول: فُنْتُق للفُنْدُق، وَهُوَ الخان. وَقَالَ اللَّيْث: الفُنْداق هُوَ صحيفَة الْحساب. قلت: أَحْسبهُ معرباً. (درمق) : والدَرْمَقُ: لُغَة فِي الدَرْمَك، وَهُوَ الدَّقِيق المحوَّر. وَذكر عَن خَالِد بن صَفوان أنَّه وصف الدِّرْهَم فَقَالَ: يُطعِم الدَّرْمَق، وَيكسر النَّرْمَق، أَرَادَ بالنَّرْمَق اللِّين، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ نَرْم. (قندد) : وَقَالَ أَبُو عَمْرو: القِنْديد: الخمرُ. وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ الوَرْسُ الجيِّد. وَأنْشد: كأنَّها فِي سَيَاعِ الدَّنِّ قِنْدِيدُ (قفند) : قَالَ: والقَفَنَّد: الشَّديد الرَّأْس. (قردن) : ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: خُذْ بقَرْدَنِه وبكَرْدَنه وبكَرْدِه، أَي: بقفاه. (نقرد) : وَقَالَ اللَّيْث: النِّقْرِد: الكَرَوْيا. وروى ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: التِّقْدة: الكُزبرة. والنِّقدة: الكرويا. قلت: وَهَذَا صَحِيح. وَأما النِّقْرِد فَلَا أعرفهُ فِي كَلَام الْعَرَب وَقد ذكره الدِّينَوريَّ. (فرقد) : الفرقدان: نَجمان فِي السَّمَاء لَا يَغْرُبان، ولكنَّهما يطوفان بالجَدْي، وَرُبمَا قَالَت الْعَرَب لَهما الفَرْقَد. قَالَ لبيد: حالَفَ الفَرْقَدُ شركا فِي الهُدَى خُلَّةً بَاقِيَة دونَ الخُلَل أَبُو عبيد: الفَرْقَد: ولد الْبَقَرَة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ الفُرْقُود. وَأنْشد: وليلةٍ خامِدَةٍ خُموداً طَخْياء تُعْشِي الجَدْيَ والفُرْقُودا (قرمد) : وَقَالَ شمر: قَالَ الْأَخْفَش: القَرامِيد: أَوْلَاد الوُعُول، وَاحِدهَا قُرْمُود. (فقدد) : عَمْرو عَن أَبِيه: الفُقْدُ: نَبيذ الكَشُوث. (قندد) : والقِنْدِ: حالُ الرجل. والقِنديد: الْخمر. قَالَ: والقِنْدَأْو: السيِّىءَ الخُلُق والغِذاء. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: قَالَ أَبُو زيد: القِنْدَأْو: الْقصير من الرِّجَال، وهم قِنْدَأْوُون. والسِّنْدأْوُ: الفَسِيح من الْإِبِل فِي مَشيه، والجمعَ السِنْدَأْوُون. (بَاب الْقَاف وَالتَّاء) ق ت) (ترنق) : شمِر: التَّرْنُوق: الطين الَّذِي يَرْسُب فِي مَسايِل الْمِيَاه. وَقَالَ أَبُو عبيد: تُرْنوق المَسِيل بِضَم التَاء، وهما لُغَتان. (قربت) : وَقَالَ اللِّحياني: يُقَال لقَرَبُوس السَّرْجِ قَرَبُوت.

باب القاف والذال

(بَاب الْقَاف والذال) ق ذ) (مذقر ذمقر) : فِي حَدِيث عبد الله بن خَبَّاب أنَّه لما قَتَله الْخَوَارِج بالنَّهْروان سَالَ دَمُه فِي النَّهر فَمَا امذَقَرَّ وَمَا اختَلَط. قَالَ الرَّاوِي: فأتبعتُه بَصرِي كَأَنَّهُ شِراكٌ أَحمر. قَالَ أَبُو عبيد: مَعْنَاهُ: أنّه امتزجَ بِالْمَاءِ. وَقَالَ شمر: الامذِقْرَار أنَّه يجْتَمع الدَّم ثمَّ يَنْقَطِع قِطَعاً وَلَا يَختلط بِالْمَاءِ. يَقُول: فَلم يكن كَذَلِك، ولكنَّه سالَ وامتَزَج. قَالَ شمر: وَقَالَ أَبُو النَّضر هَاشم بن الْقَاسِم: معنى قَوْله: فَمَا امذَقرَّ دَمُه، أَي: لم يتفرق وَلَا اختلَط. قلت: وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب، وَالدَّلِيل على ذَلِك قَوْله: رأيتُ دمَه مِثل الشِّراك فِي المَاء، أَرَادَ أَنه بَقيَ فِي المَاء كالطَّريقة غير مختلطة بِالْمَاءِ. وَرَوَاهُ بَعضهم: فَمَا ابذَقَرَّ دَمُه، وَهِي لُغَة، مَعْنَاهُ مَا تفرَّق. وَلَا تمذَّرَ مثله، وَمِنْه قَوْلهم: تَفَرَّق القومُ شَذَر مَذَر. وَالدَّلِيل على صِحَة هَذَا القَوْل مَا رَوَاهُ أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: إِذا انْقَطع اللبنُ فَصَارَ اللَّبن نَاحيَة وَالْمَاء نَاحيَة فَهُوَ ممذقِر. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: المُمَذْقر: اللَّبن الَّذِي تَفَلَّقَ شَيْئا، فَإِذا مُخِض اسْتَوَى. وَقَالَ الْفراء: امذَقَرَّ اللبنُ واذمَقرّ: إِذا تَفَلَقَ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: لبنٌ مُمْذَقِرٌّ: إِذا تقطَّعَ حَمْضاً. (قلذمها) : وَقَالَ اللَّيْث وَغَيره: القَلَيْذِمَ: الْبِئْر الْكَثِيرَة المَاء. وَأنْشد: إنَّ لنا قَلَيْذَماً قدُوما يزيدها مَخْج الدِّلا جُمُوما (قنفذ) : وَقَالَ اللَّيْث: الْقُنْفُذ مَعْرُوف، وَالْأُنْثَى قنفذة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للشجرة إِذا كَانَت فِي وسط الرّملة القُنْفُذة والقُنفُذ. وَيُقَال للموضع الَّذِي دون القَمَحْدوَة: القُنْفُذة. وَيُقَال للرجل النمّام: مَا هُوَ إلاّ قنفُذ ليل، وأنْقَد ليل. (بَاب الْقَاف والثاء) ق ث) (قمثل) : أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: القميثل: الرجل الْقَبِيح المِشية) . (قنثل) : الْأَصْمَعِي: القَنثَلة أَن يَنْبُثَ الترابَ إِذا مَشى؛ (و) هُوَ مُقَنْثِل. قلت: وَقَالَ غَيره: هُوَ النّقْثَلة أَيْضا، حَكَاهُ اللحياني، كأَنه مقلوب. (بلثق) : أَبُو عبيد: البلاثقّ: المَاء الْكثير.

باب القاف والراء

وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: بَلاثِق خُضْراً مَاؤهنَّ فَضيضُ (قثرد) : عَمْرو عَن أَبِيه: القِثْرِد: قُماش الْبَيْت. وَقَالَ غَيره: هُوَ القثرد والقُثارِد، وَهُوَ القَرْبَشُوش. (ذملق) : الذَّمْلَق: الرجلُ المَلاَّذ. (وَفِي (النَّوَادِر) : رجل ذمَلَّقُ الْوَجْه: مُحَدَّدُه) (الفالوذ) : ابْن السّكيت: لَا يُقَال الفالوذج، وَقل هُوَ الفالوذق والفالوذ. قَالَه ابْن الْأَعرَابِي. (ثفرق) : وروى مُجَاهِد أنَّه قَالَ فِي قَول الله جلّ وَعز: {وَءَاتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} (الْأَنْعَام: 141) ، قَالَ: يُلقَى لَهُم مِن الثَّفَارِيق وَالتَّمْر. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: العُنْقُود إِذا أُكِل مَا عَلَيْهِ فَهُوَ ثُفْرُوق وعُمْشُوش، وَأَرَادَ مُجَاهِد بالثفاريق العناقيد تُخرط ممَّا عَلَيْهَا فيَبقَى عَلَيْهَا التَّمرة وَالتَّمْرَتَانِ والثّلاث، يُخطئها المِخلب، فتلقَى للْمَسَاكِين. وَقَالَ اللَّيْث: الثُّفْروق: غِلافُ مَا بَين النَّوى والقِمَع. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الثُّفْروق: قِمَع البُسْرة والتُّمْرة. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ العَدَبّسُ: الثُّفروق: هُوَ مَا يلتزق بِهِ القِمع من التمرة. (بَاب الْقَاف وَالرَّاء) ق ر) (برقل) : ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي. بَرْقَل الرجُل: إِذا كَذَب. (قرمل) : وَالْعرب تَقول للرجل الذَّلِيل يَعوذُ بِمن هُوَ أضْعَفُ من ذلِيلٌ عاذ بقَرْمَلة. قَالَ: والقَرْمَلةُ مِن دِقّ الشّجر لَا أصلَ لَهُ. وَقَالَ أَبُو النَّجْم: يَخْبطْن مُلاَّحاً كذاوِي القَرْمَلِ وَقَالَ اللحياني: هِيَ شَجَرَة مِن الحَمض ضَعِيفَة لَا ذَرَى لَهَا وَلَا سُتْرَةَ وَلَا مَلجأ. وَقَالَ اللَّيْث: القَرامِيل مِن الشَّعَر وَالصُّوف: مَا تَصِل بِهِ المرأةُ شَعرها. والقَرْمَلِيّة: إبِلٌ كلُّها ذُو سَنامَيْن. عَمْرو عَن أَبِيه: القِرْمِلِيّ: الجَمَل الصَّغِير. وروى أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي مِثلَه. وأَخبرني الإياديّ عَن شمر أنَّه قَالَ: القِرْمِليَّة من الْإِبِل: الصِّغار الْكَثِيرَة الأوبار، وَهِي إبِل التُّرك. وَقَالَ أَبُو الدُقيش: أمُّها البُختِيَّة، وأبوها الفالِج.

(قرنفل) : وَقَالَ اللَّيْث: القَرَنْفُل: حَمل شجرةٍ هنديّة. وطِيبٌ مُقَرْفَل: فِيهِ قَرَنْفُل. وجائزٌ للشاعر أَن يَقُول قَرَنْفُول. وَأنْشد: خُودٌ أناةٌ كالمَهاة عُطْبولْ كأَنَّ فِي أنيابها القَرَنْفولْ (قنبر) : وَقَالَ اللَّيْث: القُنْبُر: ضَربٌ من الحُمَّر. قَالَ: ودَجاجة قُنبُرانيَّة، وَهِي الَّتِي على رَأسهَا قُنبرة، أَي: فضلُ رِيشِ قَائِم مثل مَا على رَأس القُنْبر. وَقَالَ أَبُو الدُقيش: قُنبُرْتها الَّتِي على رَأسهَا. وَقَالَ: القُنْبر: نَبَات يسمِّيهِ أهل الْعرَاق البَقْر فيُمْشِي كدواء المَشي. (فَنقرَ) : وَقَالَ اللَّيْث: الفُنقُورة: ثَقب الفَقْحة. (فرنق) : اللَّيْث: فُرانِق: دخيلٌ معرّب. وَقَالَ ابْن دُرَيد: فُرانِق البَريد فَرْوانَه. (قرنب) : أَبُو عبيد: القَرَنْبَى: وجعَلَه مِن بابِ فَعَنْلَلَ مُعْتَلًّا. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: هِيَ دُوَيْبّةٌ شِبه الخُنْفَساء طَوِيلَة الرجْل. وَأنْشد لجرير: تَرى التّيْمِيَّ يَزْحَفُ كالقَرَنْبى إِلَى تَيْمِيَّةٍ كعَصَا المَلِيلِ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: القُرْنُب: الخاصرة المسترخية. (قرقب) : قَالَ: والقُرْقُبُ: البَطْن. (نمرق) : وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله: { (مَّوْضُوعَةٌ وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ} (الغاشية: 15) : هِيَ الوسائد، وَاحِدهَا نُمرُقَة. قَالَ: وسمعتُ بعضَ كلبٍ يَقُول: نِمْرِقة، بِالْكَسْرِ. (نرمق) : وَقَالَ اللَّيْث فِي قَول رؤبة: أَعَدَّ أخطَالاً لَهُ ونَرْمَقَا النَرْمَق فارسيٌّ مُعرب، لأنَّه لَيْسَ فِي الْكَلَام كلمةٌ صَدْرُها نونٌ أصليَّة. وَقَالَ غَيره: مَعْنَاهُ: نَرْم، وَهُوَ الليِّن. (قرقف) : أَبُو عبيد: القَرْقَف: اسمُ الخَمْرِ. وَأنكر قَول من يَقُول: إِنَّهَا تُقرقِفُ، أَي: تُرعِد الناسَ. وَقَالَ اللَّيْث: القَرقَف: اسْم للخمر، ويوصف بِهِ المَاء الباردُ ذُو الصَفاء. وَقَالَ الفرزدق: وَلَا زادَ إلاَّ فَضْلتان سُلافةٌ وأَبيَضُ مِن ماءِ الغمامة قَرْقَفُ أَرَادَ بِهِ الماءَ. قلت: قَول اللَّيْث: إنَّه يوصَف بالقَرْقف الماءُ الْبَارِد وَهْم، وأوهَمَه بَيت الفرزدق. وَفِي الْبَيْت تَأْخِير أُرِيد بِهِ التَّقْدِيم، وَذَلِكَ الَّذِي شَبَّه على اللَّيْث، وَالْمعْنَى: سُلافة قرقف وأبيَضُ من مَاء الغمامة. وَقَالَ اللَّيْث: يسمّى الدِّرْهَم قُرقُوفاً. وَقَالَ بعض الْأَعْرَاب فِي أدعيَّةٍ لَهُ: أبيضُ

باب القاف واللام

قُرقُوف، بِلَا شَعْر وَلَا صُوف، فِي كلّ الْبِلَاد يَطُوف، أَرَادَ بِهِ الدِّرهَم الْأَبْيَض. وَقَالَ شمر: القرقَفة: الرِّعْدة؛ يُقَال: إنِّي لأُقرْقِف من البَرْدِ، أَي: أُرْعَدُ. قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: سُمِّيت الخمرُ قرقفاً لأنَّه إِذا شربَها شاربُها قَرْقَفَتْه، أَي: أخذَتْه عَلَيْهَا رِعْدة. وَفِي الحَدِيث: إنّ الرجل إِذا لم يَغَرْ عَلَى أَهله بعثَ الله طائراً يُقَال لَهُ القَرْقَفَنّة، فيقَع على مِشرِيق بَابه، فَلَو رأى الرجالَ مَعَ أهلِه لم يُبصرِهم وَلم يُغَيِّر أَمرهم. وَقَالَ الْفراء: مِن نَادِر كَلَامهم: القَرْقَفنَّة: الكَمَرَة. وَقَالَ غَيره: القُرقُف: طيرٌ صغَار كَأَنَّهَا الصِّعاء. قلت: لَا أعرفهُ. وَهُوَ قرقب بِالْبَاء. (نمرق) : وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: النُّمرُقة والنُّمرق والمِيثَرة: مَا افترشت استُ الراكبِ على الرَّحْل كالمِرفَقة غير أَن مؤخّرها أعظم من مقدّمها وَلها أَرْبَعَة سُيور تُشدّ بآخرة الرَّحْل وواسطِه. وَأنْشد: تَضِجُّ من أستاهها النَّمارقُ مفارِشُ الرِّحال والأيانقُ (فرقب) : وَقَالَ الْفراء: زهيرٌ الفُرْقبيُّ رجلٌ من أهل الْقُرْآن مَنْسُوب إِلَى فُرقُب. وَقَالَ اللحياني: ثوب فُرقبيٌّ وثُرقبيٌّ بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ اللَّيْث: الفُرقبيَّة: ثيابٌ بيضٌ من كَتَّان. (قرقب) : وَقَالَ اللَّيْث: القُرقب: الصِّغار من الطير نَحْو من الصَّعْو. قَالَ: والقُرقب: الْبَطن. يُقَال: ألقَى طَعَامه فِي قُرقبِه. وَجمعه القراقب. عَمْرو عَن أَبِيه: القَرْقبة: صوتُ البَطن: إِذا اشْتَكَى. (قرقم) : وقُرقم الصبيُّ: إِذا أُسيءَ غذاؤه. (بَاب الْقَاف وَاللَّام) ق ل) (قنقل) : ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: القَنْقَل: اسْم مِكيال. (قنبل) : وَقَالَ اللَّيْث: القَنْبَلة: الطَّائِفَة، قَنبلة من الْخَيل، وقَنبلة من النَّاس. وَأنْشد: شَذَّبَ عَن عاناته القَنابلا أثناءَها والرُّبَعَ القُنادِلا ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: القُنبُلة: مِصيدَة يُصاد بهَا النُّهَس، وَهُوَ أَبُو بَرَاقش. وقِدْر قُنْبُلانية: تجمع القَنْبلَة من النَّاس، أَي: الْجَمَاعَة. قَالَ: وقَنبَل الرجل: إِذا أوقدَ القُنبُل، وَهُوَ شجر.

(قرقم) : أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: المُقَرقَم: البطيء الشَّبَاب. وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ الَّذِي أُسيءَ غذاؤه. وَأنْشد شمر: أَشْكُو إِلَى الله عِيالاً دَرْدَقا مُقَرْقَمين وعَجُوزاً سَمْلقا وَقَالَ أَبُو عَمْرو: القِرْقمُ: حَشفة الرجُل. وَأنْشد: مشغوفةٌ برَهْزِ حَكِّ القِرْقِمِ وَرَوَاهُ بَعضهم: الفِرقم، وَأَنا لَا أعرفهَا) . (قرقل) : أَبُو عبيد عَن الأمويّ: هُوَ القَرْقَلُ الَّذِي يُسَمِّيه النَّاس القَرقَر. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: القَرْقل: قَمِيص من قمُص النِّسَاء، بِلَا لَبِنَةٍ، وجمعُه قَراقل. (قلمون) : وَقَالَ الْفراء: قَلَمون هُوَ فَعَلول مثل قَرَبوس. قَالَ: وَهُوَ مَوضِع. وَقَالَ غَيره: أَبُو قلمون: ثوبٌ يتَرَاءَى إِذا قُوبِل بِهِ عينُ الشَّمْس بألوان شتَّى، يعْمل بِبِلَاد يونان. وَلَا أَدْرِي لم قيل لَهُ ذَلِك. وَقَالَ لي قَائِل سكن مصر: أَبُو قلمون أَصله طَائِر من طير المَاء يتَرَاءَى بألوانٍ شَتَّى، فيشبَّه الثوْب بِهِ. وَقَول الْقَائِل: بنفسي حاضرٌ ببقيع خَوعَى وأبياتٌ على القلمون جُونُ جعل القلمونَ موضعا. (رزتق) : (اللِّحياني: الرُّزتاق والرُّستاق وَاحِد) (1) . وَقَالَ الأصمعيّ: اندقرَّ القومُ وابذَعَرُّوا: تفرَّقوا. بَاب خماسي حرف الْقَاف أَخْبرنِي المنذريّ عَن أَحْمد بن يحيى أَنه قَالَ: الحُرّ: ابنُ عَربيَّيْن. والفَلَنْقَس: ابْن عربيَّين لأمَتين. وَقَالَ شمِر: (الفَلَنْقس) : الَّذِي أَبوهُ مولى وأمُّه عَرَبِيَّة. وَأنكر أَبُو الْهَيْثَم مَا قَالَه شمِر وَقَالَ: الفلنقَس: الَّذِي أَبَوَاهُ عربيان وجَدَّتاه من قبل أَبِيه وأمِّه أَمَتان. قلت: وَهَذَا قَول أبي زيد قَالَ: هُوَ ابْن عربيَّين لأَمتين. وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ الَّذِي أمُّه عربيةٌ وَأَبوهُ لَيْسَ بعربيّ. (القطربوس) : الشَّديد الضَّرب من العقارب. يُقَال: عقربٌ قطربوسٌ. قَالَه أَبُو زيد.

وَأنْشد: فقرَّبوا لي قطربوساً ضَارِبًا عقربةً تناهز العقاربا المازنيّ: القطربوس: النَّاقة السريعة. قَالَ: وناقة (قَنطَرِيسٌ) : وَهِي الشَّدِيدَة الضخمة. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: (القَنْفَرِش) : الْعَجُوز الْكَبِيرَة. وَقَالَ شمِر: القنفَرِش: الضخمة من الكَمَر. وَقَالَ رؤبة: عَن واسعٍ يذهبُ فِيهِ القَنْفَرِشْ وَقَالَ آخر فِي صفة الْعَجُوز: فانية النَّابِ كَزومٌ قنفرِشْ أَبُو عبيد عَن الأمويّ: (القَفَنْدَر) : الرجُل الضخم الرِّجل. وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ الضخم من الْإِبِل، وَيُقَال: الضخم الرَّأْس. أَبُو عبيد عَن الأمويّ يُقَال للعجين الَّذِي يقطّع ويُعمَل بالزيت (مُشَنَّق) . قَالَ الْفراء: وَاسم كلِّ قِطْعَة مِنْهُ (فَرَزْدَقة) ، وَجَمعهَا فَرَزْدق. وَقَالَ شمر: سُمِّي الفرزدقَ لغلظ حروفِ وجهِه، شُبِّه بالعجين الَّذِي يسوَّى مِنْهُ الرَّغِيف. وَيُقَال للجَردَق الْعَظِيم الحُروف: فرزْدقٌ. وَقَالَ الأصمعيّ: الفرزدق: الفَتوت الَّذِي يفَتُّ من الْخبز الَّذِي تشربُه النِّسَاء. اللَّيْث: (ادْرنفَقَ) ، أَي: اقتحمَ قدُماً. وادرنفَقَت النَّاقة: إِذا تقدَّمت الْإِبِل. وَقَالَ اللَّيْث: (الجَنْفَلِيق) مِن النِّساء هِيَ الْعَظِيمَة وَكَذَلِكَ الشَّفْشَلِيق. قلت: مِن الخماسيّ الملحق مَا رَوَى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: (اقرَنْفَطَ) : إِذا تَقبّضَ وَاجْتمعَ. وَأنْشد: يَا حبّذا مُقْرَنفطُكْ وروى أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: (المُدْرَنْفَق) : المسرِعُ فِي سَيْرِه. وَقَالَ اللحياني: ادرنفقَت النَّاقة: إِذا مَضَت فِي السَّيْر وأسْرعَتْ. قَالَ: و (اسْلَنْقَى) على قفاهُ، وَقد سَلْقَيْتُه على قَفاهُ. (الدّملقى) : الفصيح اللِّسَان. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جلّ وعزّ: {عَلَيْهِم ثِيَاب سندس خضر وإستبرق} (الْإِنْسَان: 21) ، قَالَ: هُوَ الدِّيباج الصفيق الغليظ الحَسَن. قَالَ: وَهُوَ اسمٌ أعجمي أَصله بِالْفَارِسِيَّةِ: استَفْره. قَالَ: ونُقِل من العَجَميَّة إِلَى الْعَرَبيَّة، كَمَا سُمِّي الديباج، وَهُوَ مَنْقُول من الفارسية. وَقَالَ غَيره: هَذِه حُرُوف عَرَبِيَّة وقَع فِيهَا وِفاقٌ بَين ألفاظها فِي العجمية والعربية. وَهَذَا عِنْدِي هُوَ الصَّوَاب. أَبُو عبيد عَن أبي عمرٍ و: (المَرْدَقُوش) :

الزَّعفران. قَالَ ابْن مُقْبل: يَعْلُون بالمَرْدَقُوش الوَرْدَ ضاحيةً سَعابيب ماءِ الضالَةِ اللَّجِنِ وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: المَرْدَقوش معرَّبٌ مَعْنَاهُ: الليِّن الأُذن. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: (الدُّرْداقِس) : عَظْمٌ يَصل بَين الرّأس والعُنُق كَأَنَّهُ رُومِيٌّ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: (الشِّمشليقُ) من النِّساء: السَّرِيعةُ الْمَشْي الصّخّابة. وَأنْشد: بضَرّةٍ تَشُلُّ فِي وسيقِها نئَّاجَة العَدْوةِ شَمْشَلِيقَهَا صَليبَة الصَّيحة صَهْصَلِيقِها أَبُو تُرَاب: مَرَّ مَرّاً (دَرَنْفَقا) و (دَلَنْفَقا) ، وَهُوَ مَرٌّ سَريع شبيهٌ بالهَمْلَجة. وَأنْشد قَول عليّ بن شيبَة الغَطَفاني: فَراحَ يُعاطِينَ مَشْياً دَلَنْفَقا وهنَّ بعَطفَيه لهنَّ خَبيبُ وَقَالَ الْأَصْمَعِي فِيمَا رَوَى عَنهُ أَبُو تُرَاب أَيْضا: (القَنْدَفِيل) : الضخم. وَقَالَ المخروع السَّعديّ: مائرة الضَّبْعين قَنْدَفيلُ وَقَالَ ابْن دُرَيْد: (القَنْدَفير) : الْعَجُوز. قلتُ: وَأَصله عجميٌّ كندبير. وَفِي (النَّوَادِر) : (القُسْطِبينَة) وَ (القُسْطَبِيلَة) : الكَمَرة. آخر حرف الْقَاف

باب الكاف والجيم

هَذَا كتاب حرف الْكَاف أَبْوَاب المضاعف مِنْهُ (بَاب الْكَاف وَالْجِيم) ك ج كج: أهمله ابْن المظفَّر. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: كَجَّ فلَان: إِذا لعب بالكُجَّة، وَمِنْه خَبَر ابْن عَبَّاس: فِي كل شَيْء قِمارٌ حَتَّى فِي لعب الصِّبيان بالكُجّة. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: وَهُوَ أَن يَأْخُذ الصبيُّ خِرقة فيُدوِّرَها كَأَنَّهَا كرَة، ثمَّ يتقامرون بهَا، فتُسمَّى هَذِه اللعبة فِي الحضَر باسمين، يُقَال لَهَا: التُّوانُ، والآجُرَّة يُقَال لَهَا: البُكْسَة. قَالَ الْأَزْهَرِي: لَا أَدْرِي هِيَ النُّون أَو النوز بالزاي. قَالَ الْكَاتِب: هَذِه لعبة مَشْهُورَة عندنَا بالعراق إِلَى الْآن ويسمونها النوز بالزاي لَا غير. (بَاب الْكَاف والشين) ك ش (كش، شكّ: مستعملة) . كش: قَالَ اللَّيْث: تَقول الْعَرَب: كشَّ الْبكر، وَهُوَ يَكِشّ كَشيشاً، وَهُوَ صوتٌ بَين الكَتِيت والهدير. أَبُو عبيد: إِذا بلغ الذَّكر من الْإِبِل الهَدِير فأولهُ الكَشيش، وَقد كَشَّ يَكِشُّ كشيشاً. وَقَالَ رؤبة: هَدَرْتُ هَدْراً لَيْسَ بالكَشيش فَإِذا ارْتَفع قَلِيلا قيل: كَتَّ يَكِتّ كتيتاً، فإِذا أفصَح بالهَدير قيل: هَدَر هَدِيراً. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: إِذا سمعتَ للزَّند صَوتا خَوّاراً عِنْد خُرُوج نارِه قلت: كَشَّ الزَّند كشيشاً. وَقَالَ شمِر: الحيّات كلهَا تَكِشّ، غير الأَسْوَد فإِنه ينبَح ويَصفر ويصيح. وَأنْشد:

كشيشُ أفعَى أجمَعَتْ بِعَضِّ فَهِيَ تَحكُّ بعضَها ببعضِ وَقَالَ أَبُو نصر: يُقَال: سَمِعت فحيحَ الأفعى وَهُوَ صَوتهَا من فمها، وَسمعت كَشِيشَها وقَشيشها، وَهُوَ صوتُ جِلدها. وَقَالَ اللَّيْث: الكشكشة لُغَة لِرَبِيعَة، يَقُولُونَهَا عِنْد كَاف التَّأْنِيث عليكِشْ إليَكشْ بِكِشْ، يزِيدُونَ الشين بعد كَاف التَّأْنِيث. وَبَعْضهمْ يَجْعَل مَكَان الْكَاف شيناً فَيَقُولُونَ: عَلَيْشِ إلَيْشِ بِشِ. وَأنْشد: تَضحَك منِّي أنْ رأَتْني أحتَرِش وَلَو حَرَشْتِ لكشَفْتِ عَن حِرِشْ يُرِيد عَن حِرِك. وروى أَبُو تُرَاب فِي بَاب الْكَاف وَالْفَاء: الأفعَى تَكِشُّ وتَقِشّ، وَهُوَ صوتُها من جلدهَا وَهُوَ الكشيش والقشيش. قَالَ: والفحيح: صَوتهَا من فِيهَا. قَالَ: وَقَالَ بعض قيس البَكر يَكشّ ويَقِشّ، وَهُوَ صَوته قبل أَن يهدر. أَبُو عبيد عَن أبي الْجراح: الكشيش: صَوت الأفعى مِن جلدهَا. قَالَ: وتَفِحُّ من فِيهَا. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الكُشّ: الحرْق الَّذِي يُلقّح بِهِ النّخل. شكّ: قَالَ اللَّيْث: الشَّكُّ: نقيض الْيَقِين. وَالْفِعْل شكَّ يشُكّ شكّاً. والشِّكة: مَا يَلبَسه الرجل من السِّلاح. وَقد شَكّ فِيهِ يشُك شكا. وَقد خُفّف فَقيل: شاكي السِّلاح، وشاكُّ السِّلاح. وَبَاقِي تَفْسِيره فِي المعتل من هَذَا الْكتاب. أَبُو عبيد: يُقَال: فلَان شاكُّ السِّلَاح، مَأْخُوذ من الشِكّة، أَي تَامّ السِّلَاح. قَالَ: والشاكي بِالتَّخْفِيفِ والشائك جَمِيعًا: ذُو الشَّوكة والحدَّة فِي سلاحه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: شُكَّ: إِذا أُلحق بِنسَب غَيره. وشَكّ: إِذا ظَلَع وغَمَز. وَقَالَ أَبُو الْجراح: وَاحِد الشَّوَاك شاكٌّ. وَقَالَ غَيره: شاكَّة، وَهُوَ وَرمٌ يكون فِي الحَلْق، وَأكْثر مَا يكون فِي الصِّبيان. اللَّيْث: يُقَال: شكَكْتُه بالرُّمح: إِذا خَزقْته. وَقَالَ طرفَة: حِفافَيْهِ شُكَّا فِي العَسِيب بمسرَدِ أَبُو عبيد عَن أبي زيد قَالَ: الشَّكائك: الفِرَق من النَّاس، واحدتها شَكيكَة. وَقَالَ الأصمعيّ: الشّكّ: أيسر من الظَّلْع، يُقَال: بعيرٌ شاكٌّ، وَقد شَكّ يشُكُّ. وَأنْشد: كأنَّه مستبَان الشَّكّ أَو جَنِبُ وَقَالَ غَيره: الشَّكائك مِن الهوادج: مَا شُكَّ مِن عِيدانها الَّتِي تُصَبَّبُ بهَا بعضُها فِي بعض. وَقَالَ ذُو الرمّة:

باب الكاف والضاد

وَمَا خِفْتُ بَين الحيِّ حتّى تَصدّعَتْ على أوجُهٍ شَتَّى حُدُوج الشَّكائِكِ وَيُقَال: شَكَّ القومُ بيوتَهم يشكُّونها شكّاً: إِذا جعَلوها على طريقةٍ وَاحِدَة ونَظْم وَاحِد، وَهِي الشِّكاكِ للبيوت المصطفَّة. وَقَالَ الفرزدق: فَإِنِّي كَمَا قَالَت نَوارُ إِن اجتَلَتْ على رَجُل مَا شَكّ كفِّي خَليلُها أَي مَا قارَنَ. ورَحمٌ شاكَّة، أَي: قريبَة. وَقد شُكَّت: إِذا اتَّصَلت. وَقَالَ أَبُو سعيد: كلُّ شَيْء ضَممتَه إِلَى شيءٍ فقد شككتَه. قَالَ الْأَعْشَى: أَو اسفِنْطَ عانَةَ بعد الرُّقا دِ شَكَّ الرّصافُ إِلَيْهَا الغَديرا وَمِنْه قَول لبيد: جُماناً ومَرجاناً يَشُكّ المَفَاصلا أَرَادَ بالمَفاصل ضُروبَ مَا فِي العِقد من الْجَوَاهِر الْمَنْظُومَة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الشُّكَك: الأدعياء. والشُّكَك: الْجَمَاعَات من العساكر يكونُونَ فِرَقاً. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: شكَّ الرجل فِي السِّلاح: إِذا لبسَه تامّاً فَلم يدعْ مِنْهُ شَيْئا، فَهُوَ شاكٌّ فِيهِ. والشّكّة: السِّلاح كلّه، فَمن ثمّ قيل: شاكٌّ فِي سلاحه، أَي: داخلٌ فِيهِ وكل شيءٍ أدخلتَه فِي شَيْء أَو ضممتَه إِلَيْهِ فقد شكَكته. ورحمٌ شاكَّة: قريبَة. وَقَول ابْن مُقْبل يصف الخيْل: بكلِّ أشَقَّ مقصوصِ الذُّنَابَى بشكِّيَّاتِ فارسَ قد شجِينا يَعْنِي: اللُّجُمَ. (بَاب الْكَاف وَالضَّاد) (ك ض) ضك: أَبُو عبيد عَن الأمويّ: الضَّكْضَكة: سرعَة المَشْي. قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: الضّكْضاك: الرَّجل القَصير، وَهُوَ البَكْباك. ابْن المظفَّر: امْرَأَة ضكضاكةٌ مكتنزة صُلْبة. وَفِي (النَّوَادِر) : ضُكْضكَت الأَرْض وفُضْفِضَت بمَطَرٍ، ورُقرِقَت ومُصْمِصَتْ ومُضْمِضَتْ، كلُّ هَذَا غَسَلها المَطَر. وضك: غير مكرَّر غير مُسْتَعْمل. (بَاب الْكَاف والصّاد) (ك ص) كص. صك: مستعملان. كص: قَالَ أَبُو عبيد: الكَصِيصة: حبالة الظّبْيِ الَّتِي يُصادُ بهَا. وَقَالَ اللحياني: تَركتهم فِي حَيْصَ بَيْص كَكَصِيصة الظّبي. وكَصِيصَتُه: مَوْضِعه

باب الكاف والسين

الَّذِي يكون فِيهِ، وحِبالتُه. وَيُقَال لَهُ مِن فَرَقِه: أصيصٌ وكَصِيص، أَي: انقباض. وَقَالَ أَبُو نصر: سَمِعت كصِيص الْجَرَاد، أَي: صوتَها. أَبُو عبيد: أَفْلَتَ وَله كَصيصٌ وأصيص وبصيص، وَهُوَ الرِّعْدَة وَنَحْوهَا. صك: قَالَ اللَّيْث: الصَّكَك: اصطكاك الرُّكبتين، والنعت: رجل أصَكُّ وظَلِيم أَصَكُّ لتَقارُب رُكبتيه يصيبُ بعضُها بَعْضًا: إِذا عَدا. وَأنْشد غَيره: إنَّ بني وَقْدانَ قومٌ سُكُّ مِثلُ النَّعام والنَّعامُ صُكُّ وَيُقَال: صَكّ يَصَكُّ صَككاً، وَقد صَكِكتَ يَا رجل. ابْن السكّيت عَن أبي عَمْرو: وكلُّ مَا كَانَ على فَعِلتْ سَاكِنة التَّاء مِن ذَوَات التَّضْعِيف، فَهُوَ مدغَم نَحْو صَمَّت الْمَرْأَة، وأشباهه، إلاّ أحْرُفاً جَاءَت نَوَادِر فِي إِظْهَار التَّضْعِيف، وَهُوَ لَحِحت عينُه: إِذا التصقت، وَقد مَشِشَت الدّابة وصَكِكَتْ، وَقد ضَبِب البَلد: إِذا كَثُر ضِبابه، وألِلَ السّقاءُ: إِذا تغيَّرتْ رِيحُه، وَقد قَطِط شَعرُهُ. وَقَالَ اللَّيْث: الصَكُّ: ضَربُ الشَّيْء بالشَّيْء العريض: إِذا كَانَ ضربا شَدِيدا. يُقَال: صَكّه يصُكّه صَكّاً. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: يُقَال: لقِيتُه صَكّةَ عُمَيَ، وَهُوَ أشدُّ الهاجرة حَرّاً. قَالَ شمر: وأنشدني ابْن الأعرابيّ: صَكّ بهَا عَيْنَ الظَهِيرة غائراً عُمَيٌّ وَلم ينعَلْنَ إلاّ طِلالَها قلت: والصَّكّ الَّذِي يُكتَب للعُهْدة مُعْرب، أصلُه جَكْ، ويُجْمَع صِكاكاً وصُكوكاً، وَكَانَت الأرزاق تسمّى صِكاكاً لِأَنَّهَا كَانَت تخرج مَكْتُوبَة. وَمِنْه الحَدِيث فِي النَّهْي عَن شِراء الصّكاكِ والقطوط. وحِمارٌ مصكٌّ: شَدِيد. ورَجُل مِصَكٌّ: قويّ شَدِيد. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: فِي قَدَمَيْه قَبَل ثمَّ خَنَف ثمَّ فَحَج، وَفِي ركْبتيه صَكَك وَفِي فَخِذيه فجاً. أَبُو عبيد عَن الأصمعيِّ: إِذا اصطكّت رُكبتاه، قيل: صَكّ يصَكُّ صَكَكاً، وَقد صَكِكْتَ يَا رجل. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: كَانَ عبد الصَّمد بن عليّ قُعْدُداً، وَكَانَت فِيهِ خَصْلة لم تكن فِي هاشميٍ، كَانَت أَسْنَانه وأضراسُه كلُّها ملصَقَة، وَهَذَا يسمَّى أصَكَّ. قلت: وَيُقَال لَهُ الأَلصُّ أَيْضا. (بَاب الْكَاف وَالسِّين) ك س كس، سك: (مستعملة) . .

كس: قَالَ اللَّيْث: الكَسَس: خُرُوج الْأَسْنَان السُّفلى مَعَ الحنك الْأَسْفَل وتقَاعُسُ الحَنَك الْأَعْلَى. والنعت: رجل أكَسُّ. وَأنْشد: إِذا مَا حالَ كُسُّ القَوْمِ رُوقا حَال بِمَعْنى تحوّل. قَالَ والتكَسُّسُ: التكلُّف من غير خِلْقَة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: البَلَل أشدُّ مِن الكَسَس. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الكَسَس: أَن يكون الحَنَك الْأَعْلَى أقصر مِن الْأَسْفَل، فَتكون الثَّنيتان العُلْييان وراءَ السُّفليَين من دَاخل الْفَم، وَقَالَ: لَيْسَ من قِصَر الْأَسْنَان. قَالَ ابْن الأعرابيِّ: الكَسَس: قِصَر الْأَسْنَان، رجل أكَسُّ وامرأةٌ كسَّاء. عَمْرو عَن أَبِيه: الكَسِيس من أَسمَاء الْخمر، هِيَ القِنْديد. أَبُو مَالك: الكَسكاس: الرجل الْقصير الغليظ. وَأنْشد: حَيْثُ ترى الحَفَيْتَأ الكَسْكاسا يَلتَبِس الموتُ بِهِ الْتِباسا والكَسْكسة: لُغَة من لُغَات الْعَرَب تقَارب الكشكشة. سك: أَبُو نصر عَن الأصمعيّ يُقَال: سكّ سمعُه واستكّ. وَقَالَ اللَّيْث: السَّكك صِغَر قُوف الأُذن وضيق الصِّماخ، وَقد وُصِف بِهِ الصَّمَم. وَقَالَ ابْن الأعرابيِّ: يُقَال للقَطاة حَذّاء لقِصر ذَنَبها، وسَكَّاء لأنَّه لَا أُذُن لَهَا. وأصلُ السَّكك الصَّمَم. وَأنْشد: حَذَّاء مدبِرةً سكاءُ مقبلةً للْمَاء فِي النَّحْرِ مِنْهَا نَوطَةٌ عَجَبُ وَقَوله: إنّ بني وَقْدان قَوم سُكُّ مثلُ النَّعام والنَّعامُ صكُّ سُكٌّ، أَي: صُمٌّ. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: ظَليم أَسَكُّ لأنّه لَا يَسمَع. وَقَالَ زُهَيْر: أسَكُّ مُصَلّمُ الأُذنين أَجْنى لَهُ بالسِّيِّ تَنُّومٌ وآءُ ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (خيرُ المَال سِكّةٌ مأبورة، وفَرَسٌ مأمورة) . قَالَ أَبُو عبيد: السكّة الْمَأْبُورَة: هِيَ الطَّرِيقَة المستوية المصطفَّة من النّخل. وَيُقَال: إِنَّمَا سمِّيت الأزقّة سِكَكاً لاصطفاف الدُّور فِيهَا كطرائق النَّخل. وَفِي حَدِيث آخر عَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: (أَنه نهَى عَن كسر سِكة الْمُسلمين الْجَائِزَة بَينهم إلاّ مِن بَأْس) ، أَرَادَ بالسِّكة الدِّينار والدِّرْهم المضروَين، سمِّي كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا سكَّة لِأَنَّهُ طُبِع بالحَديدة المُعلمة لَهُ.

وَيُقَال لَهُ: السَّك. وكلُّ مِسمارٍ عِنْد الْعَرَب سَكٌّ. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس يصف دِرْعاً: ومشدودةَ السَّكِّ مَوْضونةً تضاءلُ فِي الطيِّ كالمِبْرَدِ وَقَالَ اللَّيْث: السِّكة: حَدِيدَة قد كُتِب عَلَيْهَا يُضرب بهَا الدّراهم. وَفِي حديثٍ ثالثٍ عَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ: (مَا دخَلَتِ السِّكةُ دارَ قومٍ إلاّ ذَلُّوا) . والسكّة فِي هَذَا الحَدِيث: الحديدة الَّتِي يُحْرَثُ بهَا الأَرْض، وَهِي السِّنُّ واللُّؤمَة. وإنَّما قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام إِنَّهَا لَا تَدخل دارَ قومٍ إلاّ ذَلوا كراهةَ اشْتِغَال الْمُسلمين والمهاجرين عَن مُجاهدة العدوّ بالزِّراعة والخفْض واقتناء المَال، وَإِنَّهُم إِذا فعلوا ذَلِك طُولبوا بِمَا يلْزمهُم مِن مَال الفَيء، فيلقَونَ عنتاً مِن عُمَّال الْخراج وذُلاًّ مِن النوائب. وَقد عَلِم عَلَيْهِ السَّلَام مَا يَلقَى أصحابُ الضِّياع والمزارع من عَسْف السُّلْطَان وانحنائه عَلَيْهِم بالمطالبات، وَمَا ينالُهم مِن الذُّلّ عِنْد تغيُّر الأحْوال بعدَه. فَهَذِهِ ثَلَاثَة أَحَادِيث ذُكِر فِيهَا السِّكَّة بِثَلَاثَة معانٍ مُخْتَلفَة، وَقد فسّرتُ كل وَجه مِنْهَا فافهمه. ... وَقَالَ اللَّيْث: السِّكة أوسَعُ مِن الزقاق. والسَّكُّ: تضبيبُك البابَ أَو الْخشب بالمسمار، وَهُوَ السَّكِّي. وَقَالَ الْأَعْشَى: كَمَا سَلَك السَّكِّيَّ فِي الْبَاب فيْتَقُ وَقَالَ الْأَصْمَعِي: استكت الرياض: إِذا التفَّت. وَقَالَ الطرمَّاح يصف عَيراً: صُنع الحاجبَيْن خَرَّاطهُ البَقْ لُ بَدِيّاً قبلَ استكاكِ الرياضِ شمر، قَالَ الأصمعيّ: إِذا ضَاقَتْ الْبِئْر فَهِيَ سُكٌّ. وَأنْشد: يُجبي لَهَا على قَليبٍ سُكَ وَهِي الَّتِي أحكم طيُّها فِي ضِيق. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: سَكَّ بسَلْحِه، وشجّ وهَكّ: إِذا خَذَق بِهِ. وَقَالَ: والسُّكُك: القُلُص الزرّاقة يَعْنِي الحُبارَيات. قَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ يَسك سكّاً ويَسُجُّ سجّاً: إِذا رَق مَا يَجِيء مِن سَلْحِه. وَيُقَال لبيت الْعَقْرَب: السُّكّ، والسُّكّ: الْبِئْر الضيقة. وَقَالَ اللَّيْث: السُّكّ: طيبٌ يتخذُ مِن مِسْك ورامك. والسُّكّ مِن الركايا: المستوِية الجراب والطَّيِّ. والسكّ: جُحْر العنكبوت. وَالسِّكَّة: الطَّريق المستوي، وَبِه سميتْ

باب الكاف والزاي

سِكَك الْبَرِيد. وَقَالَ الشماخ: حَنّتْ على سِكة السَّارِي فجاوَبَها حَمامةٌ مِن حمامٍ ذاتُ أطواق أَي: على طَرِيق الساري، وَهُوَ مَوضِع. وَقَالَ العجاج: نَضْرِبهم إِذا أَخَذوا السَّكائكا يُرِيد: الطُّرُق. وسَكَّاء: اسْم قريةٍ فِي شعر الرَّاعِي يصف إبِلا لَهُ: فَلَا رَدّها رَبِّي إِلَى مَرْج راهِط وَلَا أصبحتْ تمشِي بسَكَّاءَ فِي وَحْلِ أَبُو زيد: رجل سُكاكة، وَهُوَ الَّذِي يمْضِي لرأيه وَلَا يشاوِرُ أحدا وَلَا يُبالي كَيفَ وَقع رأيُه. حَكَاهُ ابْن السّكيت عَنهُ. وَقَالَ اللِّحياني: هُوَ اللُّوحُ والسُّكاك والسُّكاكة للهواء بَين السماءِ وَالْأَرْض. والسكاسِك: مِن أَحيَاء الْيمن، وَالنِّسْبَة إِلَيْهِم سَكْسَكِيّ. وسمعتُ أعرابيّاً يصف دَحْلاً دَحَله فَقَالَ: ذهب فَمُه سَكّاً فِي الأَرْض عَشر قِيم ثمَّ سَرَّب يَمِينا، أَرَادَ بقوله سَكّاً، أَي: مُسْتَقِيمًا لَا عِوَج فِيهِ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: سَلْقَى فلَان بناءه، أَي: جعَلَه مُسْتَلْقِيا وَلم يَجعله سَكّاً. قَالَ: والسُّكّ: الْمُسْتَقيم مِن الْبناء والحفْر كَهَيئَةِ الْحَائِط. واستكَّتْ مسامِعه: إِذا صَمَّ. وَيُقَال: مَا استَكَّ فِي مَسامِعي مثله، أَي: مَا دخل. عَمْرو عَن أَبِيه: سَكّ بسَلْحِه وزَكَّ: إِذا رَمَى بِهِ يزُكُّ ويسُكّ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: السُّك: لؤمُ الطبْع، يُقَال: هُوَ بِسُكِّ طبعه يفعل ذَاك. قَالَ: وسَكَّ: إِذا ضَيّق، وسَكَّ: إِذا لَؤُمَ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: السِّكة والسِّنة: المأْنُ الَّذِي يحرث بِهِ الأَرْض. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: مَا سَكَّ سَمْعي مثلُ هَذَا الْكَلَام، أَي: مَا دخل سمعِي. (بَاب الْكَاف وَالزَّاي) (ك ز) كز، زك. كز: قَالَ اللَّيْث: الكزازة: اليبس والانقباض، رجلٌ كزٌّ: قَلِيل الْخَيْر والمُواتاة بيِّن الكزَز. وَأنْشد: أَنْت للأَبعَدِ هَيْنٌ لَيِّنٌ وعَلى الْأَقْرَب كزٌّ جافي وخشَبةٌ كَزَّةٌ: إِذا كَانَ فِيهَا يُبس واعوجاج. وذهَبٌ كَزٌّ: صُلْبٌ جدا. وَيُقَال للشَّيْء إِذا جعلتَه ضيِّقاً كزَزتُه فَهُوَ مَكْزُوز. وَأنْشد:

باب الكاف والدال

يَا رُبَّ بَيْضَاء تكُزّ الدُّمْلَجا تزوّجتْ شَيخاً طُوالاً عَنْشَجا قَالَ: والكُزاز: دَاء يَأْخُذ مِن شِدّة البَرْد، والعَفْز تعتري من الرِّعدة. رجلٌ مكزُوز. أَبُو زيد: كُزّ فَهُوَ مكْزوز، وَقد أكزَّه الله، وَهُوَ تشنج يُصِيب الإنسانَ من برد شَدِيد وَخُرُوج دَمٍ كثير. عَمْرو عَن أَبِيه: الكَزَز: البُخْل. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الكزَّاز: الرِّعدة من البَرْد. والعامة تَقول كُزَازَ. ابْن شُمَيْل: من القسِيّ الكَزَّة، وَهِي الغليظة الأزَّة الضيِّقةُ الفَرْج. والوطيئة أكزُّ القِسِيّ. زك: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: زُكَّ: إِذا هَرِم، وزُكَّ: إِذا ضَعُف من مَرَض. عَمْرو عَن أَبِيه: الزَّكيك: مَشْيُ الفِراخ. والزَّوْك: مشي الْغُرَاب. أَبُو نصر عَن الْأَصْمَعِي: الزَّكيك: أنْ يُقَارب الخَطو ويُسرع الرّفْع والوَضْع، يُقَال: زَكَّ يَزُك زكيكاً. وَقَالَ أَبُو زيد زَكْزَك زَكْزكة، وزَوْزَى زَوْزاةً، ووَزْوَزَ وَزْوزةً، وزاكَ يَزُوك زَوْكاً وزاك يَزِيك زيكاً، كلُّه مَشْيٌ مُتَقَارب الخَطْو مَعَ حَرَكَة الْجَسَد. وَقَالَ غَيره: يُقَال: أخذَ فلانٌ زِكَّتَه، أَي: سلاحه؛ وَقد تَزكَّكَ تَزكُّكاً: إِذا أَخذ عُدَّته. وَفِي (النَّوَادِر) : وَرجل مُصِكٌّ مُزِكٌّ ومُغِدّ، أَي: غَضْبَان. وفلانٌ مِزَكٌّ وزاكٌّ ومِشَكٌّ، وَهُوَ فِي زِكيّة وشِكيَة، أَي: فِي سِلاحِه. وزُكُّ الفاختة: فرخُها. (بَاب الْكَاف وَالدَّال) (ك د) كد، دك: (مستعملان) . كد: قَالَ اللَّيْث: الكدّ: الشدَّة فِي الْعَمَل، وَطلب الْكسْب. يُقَال: هُوَ يَكُدُّ كَدّاً، والكد: الإلحاح فِي الطّلب وَالْإِشَارَة بالأصابع. وَأنْشد: وحُجْتُ وَلم أكددكم بالأصابع أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الكُدادة مَا بَقِي فِي أَسْفَل القِدر. قلت: إِذا لَصِقَ الطبيخُ بِأَسْفَل البُرمة فكَدّ بالأصابعِ فَهُوَ الكُدادة. وسمعتُ أَعْرَابِيًا يَقُول لعَبْدٍ لَهُ: لأكُدّنّك كَدَّ الدَّبرِ، أَرَادَ أَنه يُلِحّ عَلَيْهِ فِيمَا يكلّفه من الْعَمَل الواصب إلحاحاً يُتعِبُه، كَمَا أنَّ الدَّبِرَ إِذا حُمِل عَلَيْهِ ورُكب أتعَبَ الْبَعِير. عَمْرو عَن أَبِيه: الكُدُد: المجاهِدون فِي سَبِيل الله. قَالَ: وكَدَّدَ الرجلُ: إِذا ألْقى الكَدِيد بعضَه على بعض. وَهُوَ الْجَريش من المِلح. قَالَ: وَيُقَال: كَدْكَدَ الرجل، وكتكتَ وكَركَر، وطَخطخ، وطَهْطَه، كلُّ ذَلِك إِذا

أفرط فِي ضحكه. وَقَالَ اللَّيْث: الكَدكَدة: ضَرْب الصَيْقل المِدْوَسَ على السَّيف إِذا جلاه. والكَدكَدة: شدّة الضحك، وَأنْشد: وَلَا شديدٍ ضحْكُها كَدْكادِ حَدادِ دونَ سِرِّها حَدادِ قَالَ: والكديد: مَوضِع بالحِجاز. والكديد: التُّراب الدِّقاق المُركَّل بالقوائم. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: مِسحَ إِذا مَا السانحاتُ على الوَنَى أثَرْن الغُبارَ بالكديد المركَّلِ ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الكَديد: صوتُ المِلح الجَريش إِذا صُبَّ بعضُه على بعض. والكديد: ترابُ الْحَلْبَةِ. وَقَالَ شمر: الكَدِيد: مَا غَلُظ من الأَرْض. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الكديد من الأَرْض: البطنُ الْوَاسِع خُلِقَ خَلْقَ الأودية أَو أوسع مِنْهَا. ابْن شُمَيْل: كَدْكَدَ عَلَيْهِ، أَي: عَدَا عَلَيْهِ، وكَدكَد فِي الضَّحِك. وأكَدَّ الرجلُ واكتَدّ: إِذا أَمسَكَ. وَفِي (النَّوَادِر) : كَدَّني وكَدَّدَني وكَدْكَدَني وتكَدَّدني وتكرَّدني، أَي: طردني طرداً شَدِيدا. دك: قَالَ الله جلّ وَعز: {وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً} (الحاقة: 14) . قَالَ الْفراء: دكّتا: زُلزِلَتا. قَالَ: وَلم يقل فدُكِكن لأنَّه جعَل الْجبَال كالواحدة، وَلَو قَالَ: فدُكَّت دكّةً وَاحِدَة لَكَانَ صَوَابا. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: قَالَ: دُكّ: هُدِم ودَكَّ: هَدَم. قَالَ: والدُّكَك: القِيزان المنهالة. والدُّكَك: الهِضاب المفسّخة. والدُّكُك: النُوق المنفضخة الأسنمة. وَقَالَ اللَّيْث: الدكّ: كَسر الْحَائِط والجبل. وَيُقَال: دكّتْه الحُمَّى دَكّاً. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن الصَّيداوي عَن الرياشيّ عَن الأصمعيّ، قَالَ: الدكّاوات من الأَرْض، الْوَاحِدَة دَكّاء، وَهِي رَوابٍ مشرِفةٌ من طِين فِيهَا شَيْء من غِلظ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ رَبِّى جَعَلَهُ دَكَّآءَ} (الْكَهْف: 98) . أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أَحْمد بن يحيى أَنه قَالَ: قَالَ الْأَخْفَش فِي قَوْله: جعَله دكّاً بِالتَّنْوِينِ، كأنَّه قَالَ: دَكّه دَكّاً، مصدرٌ مؤكِّد. قَالَ: وَيجوز جعلُه أَرضًا ذَات دَكّ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَاسْئَلِ الْقَرْيَةَ} (يُوسُف: 82) . قَالَ: وَمن قَرَأَهَا: (دكّاء) ممدوداً أَرَادَ

باب الكاف والتاء

جعله مثل دَكّاء، وَحذف مِثل. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: وَلَا حاجةَ بِهِ إِلَى مِثل، وَإِنَّمَا الْمَعْنى جعل الْجَبَل أَرضًا دكّاء وَاحِدًا. وَقَالَ الْأَخْفَش: نَاقَة دَكّاء: إِذا ذهَب سَنامُها. قَالَ: وتُجمع الدَّكَّاء من الأَرْض دكَّاوات ودُكّاً، مثل حَمْراوات وحُمر. قَالَ: وأفادني ابْن اليزيديّ عَن أبي زيد: جعله دَكّاً. قَالَ المفسّرون: ساخَ فِي الأَرْض فَهُوَ يذهب حتَّى الْآن. وَمن قَرَأَ: (دَكَّاءَ) على التَّأْنِيث فلتأنيث الأَرْض، جعلهَا أَرضًا دَكَّاءَ. عَمْرو عَن أَبِيه: الدَّكِيك: الشَّهْر التامّ. وَقَالَ اللَّيْث: أقمتُ عِنْده حَوْلاً دَكِيكاً، أَي: تامّاً. ابْن السكّيت: عامٌ دَكِيك، كَقَوْلِك: عامٌ كَرِيتٌ، أَي: تامّ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الدَّكداك من الرمل: مَا التَبَدَ بعضُه على بعض، والجميع الدّكادِك. وَكتب أَبُو مُوسَى إِلَى عمر: إنّا وجدنَا بالعِراق خَيْلاً عِراضاً دُكاً، فَمَا يَرَى أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي إسْهامِها؟ . يُقَال: فَرَس أَدَكُّ وخَيْلٌ دَكٌّ: إِذا كَانَ عريضَ الظّهْر قَصيراً، حَكَاهُ أَبُو عبيد عَن الكسائيّ. قَالَ: وَيُقَال للجَبَل الذَّليل: دُكّ، وجمعُه دِكَكة. وَيُقَال: تَداكَّ عَلَيْهِ القومُ: إِذا ازدَحموا عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو زيد: دككْتُ الترابَ عَلَيْهِ أدكّه دكّاً: إِذا هِلْتَه عَلَيْهِ فِي قَبره. وَقَالَ الكسائيّ: أَمَةٌ مِدكّة، وَهِي القويَّة على العَمَل. ورجلٌ مِدَكٌّ: شَدِيد الوَطءِ على الأَرْض. وَقَالَ اللَّيْث: اخْتلفُوا فِي الدّكّان فَقَالَ بَعضهم: هُوَ فُعْلان من الدَّكّ. وَقَالَ بَعضهم: هُوَ فُعّالٌ من الدَّكْن. أَبُو عَمْرو: دَكَّ الرجلُ جاريتَه: إِذا جَهَدَها بإلقائه ثِقْله عَلَيْهَا إِذا خالَطَها. وَأنْشد أَبُو بكر الإياديّ: فقدتُكَ من بَعْلٍ عَلاَم تَدُكُّني بصَدْرِك لَا تُغْني فَتيلاً وَلَا تُعْلي (بَاب الْكَاف وَالتَّاء) (ك ت) كت، تَكُ: مستعملان. كت: قَالَ أَبو عبيد: قَالَ أَبو زيد: كتّت القِدْر تَكِتُّ كَتيتاً: إِذا غَلَتْ؛ وَكَذَلِكَ الجَرّة وَغَيرهَا. أَبو عبيد عَن الأصمعيّ: إِذا بلغ الذَّكر من الْإِبِل الهَديرَ فأوّله الكَشيش، فإِذا ارْتَفع

بقية باب كت

قَلِيلا فَهُوَ الكتيت. وَقَالَ اللَّيْث: يَكِتّ ثمَّ يَكِشّ ثمَّ يَهدِر وَالصَّوَاب مَا قَالَ الأصمعيّ. سَلمَة عَن الفراءِ: الكُتّة: شَرَطُ المَال وقَزَمُه، وَهُوَ رُذَاله. تَكُ: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: تُكَّ الشيءُ: إِذا قُطِع. وتَكَّ الْإِنْسَان: إِذا حَمُق. قَالَ: والتُّكَّكُ والفُكَّكُ: الحَمْقَى والقُيَّق. أَبُو عبيدٍ عَن الكسائيّ: هُوَ أحمقُ فاكٌّ تاكٌّ وتائكٌ. والتِّكّة: تِكّة السَّراويل. (بَقِيَّة بَاب كت) أَبو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: أَتَانَا فِي جَيش مَا يُكتُّ، أَي: مَا يعلم مَا عددُهم وَلَا يُحْصى. وَقَالَ أَبُو الْحسن اللِّحياني: سَمِعت أَعْرَابِيًا فصيحاً قَالَ لَهُ رجل: مَا تَصنَع بِي؟ قَالَ: مَا كَتَّك وعظَاك وأورَمك وأرغَمَك، قَالَ: وَمَعْنَاهَا وَاحِد. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: كتكتَ فلانٌ بالضحك كَتْكَتة، وَهُوَ مثل الخَنين. وَقَالَ أَبُو سعيد: الكَتيت: الرجل الْبَخِيل السيء الخُلُق المغتاظ. وَهَكَذَا قَالَ الْأَصْمَعِي، وَأنْشد لبَعض شعراء هُذَيْل: تَعَلَّمْ أنّ شرَّ فَتَى أناسٍ وأوضَعَه خُزاعيٌّ كتيتُ إِذا شَربَ المُرِضّةَ قَالَ أَوْكِي على مَا فِي سقائك قد رَويتُ عَمْرو عَن أَبِيه: هِيَ الكَيتيّة واللَّوِية، والمعصودة، والضَّويطَة. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: جيشٌ لَا يُكت، أَي: لَا يُحصَى وَلَا يُسْهَى، أَي: وَلَا يُحزَر، وَلَا يُنكَف، أَي: لَا يُقطَع. يُقَال: كُتَّني الحَدِيث وأكتِنِيهِ وفُرَّني وأفِرَّنيهِ، أَي: أَخبرنيه كَمَا سمعته. ومثلُه قُرَّني وأقِرَّنيه وقُذَّنيه. وَتقول؛ اقترَّه منِّي يَا فلَان واقتذّه واكتَنَّه، أَي: اسمعْه منِّي كَمَا سمعتُه. (بَاب الْكَاف والظاء) ك ظ) اسْتعْمل من وجوهه: كظ. كظ: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: كَظّه يَكُظّه كِظّةً، مَعْنَاهُ: غمّه من كَثْرَة الْأكل. وَقَالَ الْحسن: أخذَتْه الكِظّة فَقَالَ لجاريته: هَاتِي هاضُوماً. قَالَ اللَّيْث: الكَظكَظَة: امتلاءُ السِّقاءِ: إِذا ملأتَه، والكِظاظ فِي الْحَرْب: الضيِّق عِنْد المعركة. وَقَالَ غَيره: الكظيظ: الزحام. يُقَال: رَأَيْت على بَابه كظيظاً. وَفِي حَدِيث جَاءَ فِي ذكر بَاب الجنَّة:

باب الكاف والذال

(يَأْتِي عَلَيْهِ زمانٌ وَهُوَ كظيظ) . قَالَ أَبُو نصر: كظظت السقاء: إِذا ملأته. وسِقاءٌ مكظوظ وكظيظ. وَيُقَال: كظظت خَصْمي أَكُظّه كَظّاً: إِذا أَخذتَ بكظَمِه وأَفحمتَه حتَّى لَا يجد مَخرجاً يخرج إِلَيْهِ. وَفِي حَدِيث الحسَن أَنه ذكر الموتَ فَقَالَ: غَنْطٌ لَيْسَ كالغنط وكظُّ لَيْسَ كالكظ، أَي: همٌّ يمْلَأ الْجوف لَيْسَ كالكظ وَلكنه أشدّ. وكظّه الشرابُ، أَي: ملأَهُ؛ وكظ الغيظُ صَدره، أَي: ملأَهُ، فَهُوَ كظيظ. ابْن الأنباريّ: كظّني الأمرُ، أَي: ملأني همُّه. واكتظَّ الْموضع بِالْمَاءِ، أَي: امْتَلَأَ. وَقَالَ رؤبة: إِنَّا أَناسٌ نلزم الحِفَاظَا إذْ سئمت ربيعةُ الكِظَاظَا أَي: ملَّت المكاظة، وَهِي هَا هُنَا الْقِتَال وَمَا يمْلَأ القلبَ من همِّ الْحَرْب. واكتظَّ الْوَادي بثجيج السَّمَاء، أَي: امْتَلَأَ بِالْمَاءِ. ومَثَلٌ للْعَرَب: لَيْسَ أخُو الكِظاظ من يسأمه، يَقُول: كاظّهم مَا كاظوك، أَي: لَا تسأمهم أَو يسأموا. وَمِنْه كِظاظ الْحَرْب، قَالَ: إذْ سئمتْ ربيعةُ الكِظاظا والكِظّة: غمٌّ وغِلْظة يجدهَا فِي بَطْنه وامتلاءٌ. (بَاب الْكَاف والذال) ك ذ كذ: مُسْتَعْمل. كذ: قَالَ اللَّيْث: الكَذَّان: حجارةٌ كَأَنَّهَا المَدَر فِيهَا رَخاوة، وَرُبمَا كَانَت نخرة، والواحدة كَذَّانة. قَالَ: وَهِي فَعَّالة. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الكَذَّان: الْحِجَارَة الَّتِي لَيست بصُلْبة. وَقَالَ غَيره: أكذّ الْقَوْم إكْذاذاً: إِذا صارُوا فِي كَذَّانٍ من الأَرْض. (بَاب الْكَاف والثاء) ك ث اسْتعْمل مِنْهُ: كث. كث: فِي صفة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنَّه كَانَ كثَّ اللِّحْيَة. قَالَ شمر: أَراد كَثرة أُصولها وشعورها، وأَنها لَيست برقيقة. وَقَالَ اللَّيْث: الكَثّ والأكَثّ نعتُ كثيثِ الْحَيَّة، ومصدرُه الكُوثَة. وَقَالَ أَبُو خيرة: رجل أكَثّ ولحيةٌ كَثّاء بيِّنةُ الكَثَث، والفِعل كَثَّ يَكِثّ كُثُوثة. وَقَالَ: والكَثكَث والكِثكِث: دُقاق التُّرَاب. وَيُقَال: بِفِيهِ الكُثكَث. وَقَالَ أَبُو خيرة: من أَسمَاء التُّرَاب الكَثكَث وَهُوَ التُّراب نفسُه، والواحدة بِالْهَاءِ، وَيُقَال: الكَثاكِث.

باب الكاف والراء

وَقَالَ الْكسَائي: الحِصْحِص والكَثكَث: كِلَاهُمَا الْحِجَارَة. وَقَالَ رؤبة: ملأتُ أفواهُ الكِلابِ اللُّهَّثِ مِن جَندلِ القُفِّ وتُرْب الكَثكَثِ وروى عَن ابْن شُمَيْل أَنه قَالَ: الزِّرِّيع والكاثُ وَاحِد، وَهُوَ مَا ينْبت ممَّا يَتَنَاثَر من الحصيد، فينبت عَاما قَابلا. قَالَ الأزهريّ: لَا أعرف كرك الكاثّ. (بَاب الْكَاف وَالرَّاء) ك ر كرّ، رك، كرك: مُستعملان. كرّ: قَالَ اللَّيْث: الكَرّ: الحَبل الغليظ. شمر عَن أبي عُبَيْدَة: الكَرُّ من اللِّيف، وَمن قِشر العَراجين، وَمن العَسيب. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الكَرّ: الَّذِي يُصعَد بِهِ على النَّخل، وجمعُه كُرور، وَلَا يسمَّى بِهِ غَيره من الحِبال. قلت: وَهَكَذَا سماعِي من الْعَرَب فِي الكرّ، ويُسَوَّى مِن حُرِّ اللِّيف الجيّد؛ وَقَالَ الراجز: كالكَرّ لَا شَخْتٌ وَلَا فِيهِ نَوَى وَجعل العَجّاج الكَرَّ جَبْلاً يُقاد بِهِ السُّفُن على المَاء فَقَالَ: جذبُ الصَّرارِيَّيْن بالكُرُورِ والصَّراري: المَلاّح. الْحَرَّانِي عَن ابْن السكّيت: الكَرُّ: مصدَرُ كرّ يَكِرّ كَرّاً. والكَرُّ: الحَبل الَّذِي يُصعَد بِهِ النخلُ. والكَرّ: حَبلُ شِراعِ السَّفينة. قَالَ: والكَرّ: الحِسْيُ، وجمعُه كِرَار. وَيُقَال للحِسْي كُرٌّ أَيْضا؛ وَقَالَ كثيّر: بِهِ قُلُبٌ عاديّةٌ وكِرار وَقَالَ اللَّيْث: الكَرُّ: الرجوعُ على الشَّيْء، وَمِنْه التَّكرار. وَقَالَ ابْن بُزرج: التَّكِرَّة بِمَعْنى التّكْرَار، وَكَذَلِكَ التَّسِرَّة والتَّضِرّة والتَّدرّة. الأصمعيّ: الكُرّة: البعر. وَقَالَ النَّابِغَة يصف الدُّروع: عُلِين بِكدْيَوْنٍ وأبِطنَّ كُرّة فهنّ وِضاءٌ صافيات الفَلائلِ ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: كَرّ يَكِرّ مِن كَرِير المختنِق. وكرّ على العَدُوّ يكُر. أَبُو عبيد: الكَرِير: مِثل صَوت المختنِق المجهود. قَالَ الْأَعْشَى: فأهلي الفِداءُ غداةَ النِّزال إِذا كَانَ دَعوَى الرِجالِ الكَريرا وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: كَرَّ يكرُّ كَرِيراً: إِذا حَشْرج عِنْد الْمَوْت؛ فَإِذا عَدَّيْتَه قلت: كَرَّه يكرُّه: إِذا رَدّه. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو قَالَ: الكركرْة: صوتٌ يُردِّده الْإِنْسَان فِي جَوْفه. وَقَالَ اللَّيْث: الكَرُّ: مِكيالٌ لأهل الْعرَاق. قلت: الكَرّ: ستّون قَفِيزا، والقفيز: ثَمَانِيَة

مَكاكيك، والمَكُّوك: صَاع وَنصف، وَهُوَ ثلاثُ كِيلَجات. قلت: والكُرُّ على هَذَا الحِسابِ اثْنَا عشر وَسْقاً، كلُّ وَسْق ستُّون صَاعا. ابْن الْأَعرَابِي: كَرْكَرَ فِي الضَّحِك كَرْكَرةً: إِذا أَغْرَب. وكَرْكَر الرَّحَى كَرْكَرةً: إِذا أدارها. أَبُو عبيد عَن الْفراء: عكَكْته أعُكُّه، وكرَرْتُه مِثله. وَقَالَ شمر: الكَرْكَرة مِن الإدارة والترديد. قَالَ: وَهُوَ مِن كَرَّ، وكَرْكَرَ. قَالَ: وكَرَكَرة الرَّحى: تَردادُها. قَالَ: وأَلَحَّ أَعْرَابِي عليَّ بالسّؤال فَقَالَ: لَا تُكَرْكِروني. أَرَادَ: لَا تردُّوا عليَّ السُّؤالَ فأغلَط. وكركر الضاحك، شبِّه بكركرةِ الْبَعِير، إِذا ردَّد صَوته. وَرُوِيَ عَن عبد الْعَزِيز عَن أَبِيه عَن سهل بن سعد أَنه قَالَ: كنّا نفرح بِيَوْم الْجُمُعَة، وَكَانَت عجوزٌ لنا تبْعَث إِلَى بُضاعَة فتأخذ من أصُول السِّلق فتطرحه فِي قدر، وتكركر حبّاتٍ من شعير، فَكنَّا إِذا صلَّينا انصرفْنا إِلَيْهَا فتقدِّمه إِلَيْنَا ونفرح بِيَوْم الْجُمُعَة من أجلهَا. قَالَ القَعنبيُّ: تكركر، أَي: تطحن، وَسميت كركرة لترديد الرَّحَى على الطَّحن. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب: إِذا كركرته رياحُ الجنوبِ ألقحَ مِنْهَا عِجَافًا حيالا قَالَ اللَّيْث: الكِرْكرة: رحى زَوْر الْبَعِير، وجمعُها كَرَاكِر. قَالَ: والكَراكِر: كرادِيس الخيْل. وَأنْشد: نحنُ بِأَرْض الشرقِ فينَا كَراكِرٌ وخيلٌ جِيادٌ مَا تَجِفّ لُبودُها قَالَ: والكَركَرة: تصريف الرِّيح السَّحابَ: إِذا جمعْته بعد تفرُّق. وَأنْشد: تكركِرُه الجَنائب فِي السِّدادِ وَيُقَال: كَرَّرتُ عَلَيْهِ الحديثَ وكركرْتُه: إِذا ردَدته عَلَيْهِ، وكَرْكَرتُه عَن كَذَا كَرْكَرَةً: إِذا ردَدْتَه. وفَرَسٌ مِكَرٌّ مِفَرٌّ: إِذا كَانَ مؤَدَّباً طيِّعاً: إِذا انعطف انعطف مسرِعاً، وَإِذا أَرَادَ راكبُه الفِرارَ عَلَيْهِ فرَّ بِهِ. وَقَالَ اللَّيْث: الكرير: بُحَّةٌ من الغُبار. والكِراران: مَا تَحت المِبركة من الرَّحْل. وَأنْشد: وَقَفْتُ فِيهَا ذاتَ وجهٍ ساهمٍ سَجْحاءَ ذاتَ مَحزِمِ جُراضِم تُنْبِي الكِرارَيْن بصُلْبٍ زاهمِ ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: كَركَر: إِذا انهَزَم، ورَكْرَك: إِذا جَبُن. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: يُقَال للأَدَم الَّتِي تُضَمّ بهَا الظَّلِفَتَان مِن الرَّحْل وتَدخل فِيهَا أكرار، وَاحِدهَا كَرَّ. قَالَ: والبِدادانِ فِي

باب الكاف واللام

القَتَب بِمَنْزِلَة الكَرّ فِي الرَحْل، غير أنَّ البِدادَيْن لَا يَظهران مِن قُدّامِ الظَّلِفة. قَالَ أَبُو مَنْصُور: وَالصَّوَاب فِي أكرار الرَّحل هَذَا لَا مَا قَالَه فِي الكرارين مَا تَحت الرحل. رك: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الرِّكُّ: مطرٌ ضَعِيف، وجمعُه رِكاك، ويُجمع رَكائك. وَأنْشد: تَوضَّحْن فِي قَرْن الغَزالة بعدَما تَرَشَّفْن دِرَّات الذِّهابِ الرَّكائك وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: قيل لأعرابيّ: مَا مَطَر أرضِك فَقَالَ: مُركِّكَةٌ فِيهَا ضُروسٌ وثَرْدٌ. يذرُّ بقْلهُ وَلَا يقرِّح. قَالَ: والثَّرْدُ: الْمَطَر الضَّعِيف. وَقَالَ اللَّيْث: الرَّكَاكة مصدَر الرِّكيك، وَهُوَ الْقَلِيل. قَالَ: والرَّكّ: إلزامُك الشيءَ إنْسَانا. تَقول: رَكَكْتُ الحقَّ فِي عُنُقِه، ورُكَّت الأغلالُ فِي أَعْنَاقهم. ورجلٌ ركِيك العَقْل: قليلُه. اللِّحيانيّ: أركَّت الأرضُ فَهِيَ مُرِكَّة، وأُرِكَّتْ فَهِيَ مُرَكَّة: إِذا أَصابَها الرِّكاك من الأمطار. وَيُقَال: رَكَّ الرجل المرأةَ رَكّاً، ودَكَّها دَكّاً: إِذا جَهَدها فِي الْجِمَاع. قَالَت خِرْنِقُ بنت غبغبة تهجو عبد عَمْرو بن بشر: أَلاَ ثكلتكَ أُمُّكَ عبدَ عَمْرو أَبَا الخزيات آخيتَ الملوكا هُم ركُّوك للوركين رَكّاً وَلَو سألوكَ أعطيتَ البروكا أَبُو زيد: رجل رَكيك ورُكاكة: إِذا كُنَّ النساءُ يستضعِفنه فَلَا يَهْبنَه وَلَا يَغار عليهنَّ. وَفِي الحَدِيث أنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَعَن الرَّكاك) ، وَهُوَ الَّذِي لَا يَغار من الرِّجَال، وأصلُه من الرَّكاكة، وَهُوَ الضَّعف. واسترككْته: إِذا استضعفته. وَقَالَ القطاميُّ يصف أَحْوَال النَّاس: تراهمْ يَغمِزُون مَن استَرَكُّوا ويَجتنبون مَن صَدَق المِصاعا شمِر عَن ابْن شُمَيْل: الرِكُّ: الْمَكَان المضعوف الَّذِي لم يُمطَر إلاّ قَلِيلا؛ يُقَال: أرضٌ رِكٌّ لم يصبْهُ مطرٌ إلاّ ضَعِيف. ومطرٌ رِكٌّ: قَلِيل ضَعِيف. وأرضٌ مركَّكة ورَكيكة أصابَها رِكٌّ وَمَا بهَا مَرْتَعٌ إلاَّ قَلِيل. قَالَ شمر: وكلُّ شيءٍ قَلِيل رَقِيق مِن مَاء ونَبت وعَلَم فَهُوَ رَكِيك. كرك: أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الكَرِك: الْأَحْمَر. وأنشدني الإياديّ لأبي دُؤاد: كَرِكٌ كلَوْن التِّين أحوَى يانعٌ متراكِبُ الأكمام غير صَوادي (بَاب الْكَاف وَاللَّام) ك ل كل، لَك: مستعملان.

كل: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الكَلُّ: الصَّنَم. والكَلُّ: الثقيل الرّوح من النَّاس. والكَلُّ: الْيَتِيم. والكَلُّ: الْوَكِيل. وكَلَّ الرجُل: إِذا أُتعِبَ. وكَلَّ: إِذا تَوكَّلَ. وَقَالَ اللَّيْث: الكَلّ: الرجل الَّذِي لَا وَلد لَهُ وَلَا وَالِد، وَقد كلَّ يَكلُّ كَلَالَة. والكَلُّ: الْيَتِيم. وَأنْشد: أكولٌ لمالِ الكَلِّ قبلَ شَبابه إِذا كَانَ عَظمُ الكَلِّ غيرَ شديدِ قَالَ: والكَلّ: الَّذِي هُوَ عِيالٌ وثِقْل على صَاحبه. قَالَ الله جلّ وَعز: {وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ} (النَّمْل: 76) ، أَي: عِيال. قلت: وَالَّذِي أَرَادَ ابنُ الأعرابيّ بقوله: الكَلُّ: الصَّنم. قَول الله جلّ وعزّ: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَّمْلُوكًا} (النَّحْل: 75) ، ضَرَبه مَثلاً للصَّنم الَّذِي عَبَدُوه، وَهُوَ لَا يقدر على شَيْء، فَهُوَ كلٌّ على مَوْلَاهُ، لِأَنَّهُ يَحمله إِذا ظعَن ويحوِّله من مكانٍ إِلَى مكانٍ إِذا تحوَّلَ فَقَالَ الله: هَل يَستوي هَذَا الصَّنَم الكَلّ ومَن يَأْمر بالعَدْل؟ استفهامٌ مَعْنَاهُ التوبيخ؛ كأَنه قَالَ: لَا تُسَوُّوا بَين الصَّنم الكَلِّ وَبَين الْخَالِق جلّ جَلَاله. وَجَاء فِي الحَدِيث: (نُهي عَن تقصيص الْقُبُور وتكليلها) ، رَوَاهُ الدَّبَريّ عَن عبد الرَّزَّاق عَن يحيى بن الْعَلَاء عَن الْأَحْوَص بن حَكِيم عَن رَاشد بن سعد. قَالَ الدَّبَريّ: حكى عَن البجليّ أَنه قَالَ: التكليل: رَفعهَا ببناءٍ مثل الكِلَل، وَهِي الصوامع والقِباب الَّتِي تبنَى على الْقُبُور. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَو امْرَأَةٌ} (النِّسَاء: 12) ، الْآيَة. وَقد اخْتلف أهل الْعَرَبيَّة فِي تَفْسِير الكلالَة فَأَخْبرنِي المنذرُ عَن الحُسَين بن فَهم عَن سَلَمة عَن أبي عُبَيْدَة أَنه قَالَ: الْكَلَالَة كلُّ مَن لم يَرِثْه ولدٌ أَو أبٌ أَو أَخٌ وَنَحْو ذَلِك قَالَ الْأَخْفَش. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي طَالب عَن أَبِيه عَن الْفراء أَنه قَالَ: الكلالةَ: مَا خلا الْوَالِد وَالْولد. قَالَ: وسمعتُ أَبَا الْعَبَّاس يَقُول: الْكَلَالَة من القَرابة: مَا خلا الْوَالِد والولَد، سُمُّوا كَلَالَة لاستدارتهم بنَسَب الميِّت الأقرَب فَالْأَقْرَب مِن تكلّله النّسَبُ: إِذا استدارَ بِهِ. قَالَ: وسمعتُه مرّة يَقُول: الْكَلَالَة مَن سَقَط عَنهُ طرفاه، وهما أَبوهُ وولدُه، فَصَارَ كَلاًّ وكلالةً، أَي: عِيالاً على الأَصْل. يَقُول: سقَطَ من الطَّرَفين فَصَارَ عِيالاً عَلَيْهِم.

قَالَ: كتبتُه حِفظاً عَنهُ. قلتُ: وحديثُ جَابر يفسِّر لَك الكلالةَ وَأَنه الْوَارِث، لِأَنَّهُ يَقُول: مَرِضتُ مَرضا أشفيت مِنْهُ على الْمَوْت، فأتيتُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فقلتُ: إِنِّي رجلٌ لَيْسَ يَرثُني إلاّ كلالَة، أَرَادَ أَنه لَا وَالِد لَهُ وَلَا وَلَد. وذكَر الله جلّ وعزّ: الكلالةَ فِي سُورَة النِّسَاء فِي موضِعين: أَحدهمَا: قَوْله تَعَالَى: {وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ} (النِّسَاء: 12) . فَقَوله: {يُورَثُ مِن وُرِث يُورَثُ لَا من أُورثَ يُورَثُ. ونَصَب (كَلَالَة) على الْحَال، الْمَعْنى: وَإِن مَاتَ رجلٌ فِي حَال تَكلُّلِه نسَب ورثَته، أَي: لَا وَالِد لَهُ وَلَا وَلد، وَله أخٌ أَو أختٌ من أمَ، فلكُلّ وَاحِد مِنْهُمَا السُّدُس، فَجعل الميِّت هَا هُنَا كَلَالَة، وَهُوَ المورِّث، وَهُوَ فِي حَدِيث جابرٍ الْوَارِث. فكلُّ من مَاتَ وَلَا والدَ لَهُ وَلَا ولد، فَهُوَ كلالةُ وَرَثَتِه. وكلُّ وارثٍ وَلَيْسَ بوالد لميّتٍ وَلَا ولدٍ لَهُ فَهُوَ كلالةُ مَوْرُوثِه. وَهَذَا مستوٍ من جِهَة العربيّة، موافقٌ للتنزيل وَالسّنة، وَيجب على أهل الْعلم معرفتُه لِئَلَّا يلتبس عَلَيْهِم مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ مِنْهُ. والموضع الثَّانِي: مِن كتاب الله جلَّ وعزَّ فِي الكَلالة قَوْله: يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِى الْكَلَالَةِ إِن امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ} (النِّسَاء: 176) ، الْآيَة، فجَعَل الْكَلَالَة هُنَا الْأُخْت للْأَب والأُمّ، وَالإِخْوَة للْأَب والأمّ؛ فَجعل للْأُخْت الواحدةِ نصفَ مَا تَرَك الميْت، وللأختين الثُّلثَيْنِ، وللإِخوة وَالْأَخَوَات جميعَ المَال بَينهم للذّكر مثل حَظِّ الأُنثيين، وجَعَل للْأَخ وَالْأُخْت من الأمّ فِي الْآيَة الأولى الثُّلُث، لكل وَاحِد مِنْهُمَا السُّدُس، فبيَّنَ سياقُ الْآيَتَيْنِ أنّ الكَلالة تشْتَمل على الْأُخوة للأُمّ مرَّة ومرَّة على الْإِخْوَة وَالْأَخَوَات للْأَب والأمِّ. ودَلَّ قولُ الشَّاعِر أنَّ الأبَ، لَيْسَ من الكَلالة، وأنَّ سَائِر الْأَوْلِيَاء مِن العَصَبةِ بَعد الوَلَد كَلالة، هُوَ قولُه: فإنّ أَبَا الْمَرْء أحْمَى لَهُ ومَوْلَى الكَلالَة لَا يَغضَبُ أَرَادَ أنّ أَبَا الْمَرْء أغضَبُ لَهُ إِذا ظُلم، ومَوالي الْكَلَالَة، وهم الْإِخْوَة والأعمام وَبَنُو الْأَعْمَام وَسَائِر الْقرَابَات، لَا يغضبون للمرء غَضَب الْأَب. أَبُو عبيد عَن أبي الجرّاح قَالَ: إِذا لم يكنْ ابْن العَمِّ لَحّاً، وَكَانَ رجلا مِن الْعَشِيرَة قَالُوا: هُوَ ابنُ عَمِّي الكلالةُ، وَابْن عَمَ كلاَلةً وابنَ عمِّي كَلَالَة. قلت: وَهَذَا يَدلُّ على أَن العَصَبة وَإِن

بَعُدوا يُسَمَّوْن كَلَالَة، فافهمْه. وَقد فسّرتُ لَك مِن آيتَي الْكَلَالَة وإعرابهما مَا تشتفي بِهِ ويزيل اللّبْس عَنْك فتدبره تَجدهُ كَذَلِك إِن شَاءَ الله. قَالَ اللَّيْث: الكليل: السَّيْف الَّذِي لَا حدّ لَهُ، ولسان كليل: ذُو كلة وكلالة، الكال: المعيي، وَقد كل يَكِلّ كلالاً وكلالةً. وَقَالَ أَبُو عبيد: الكلة من السُّتُور: مَا خِيط فصارَ كالبيت. وَأنْشد للبيد: من كلِّ محفوفٍ يُظِلّ عصيّه زوجٌ عَلَيْهِ كِلّةٌ وقِرامُها ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الكلّة أَيْضا: حالُ الْإِنْسَان، وَهِي البِكْلة؛ يُقَال: باتَ فلَان بِكلَّة سَوْء أَي بِحَال سَوْءِ. والكِلّة: مَصدَرُ قَوْلك: سيفٌ كَلِيلُ بيِّن الكِلّة. وَيُقَال: ثقُل سَمعه وكلَّ بَصرُه وذَرا سِنُّه. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم أنّه قَالَ: يُقَال: إنَّ الْأسد يُهَلِّل أَو يُكَلل، وإنَّ النَّمِر يُكَلِّل وَلَا يُهَلِّل. قَالَ: والمكلِّل: الَّذِي يَحمِل فَلَا يرجع حتّى يَقع بِقرنه. والمهلِّل: الَّذِي يَحْمِلُ على قِرْنه ثمَّ يُحجِم فَيرجع. قَالَ الجعديُّ: بَكَرَتْ تلومُ وأمس ماكلّلتها وَلَقَد ضللت كَذَاك أيَّ ضلالِ (مَا) صلةٌ. كلّلتها، أَي: عصَيتها. يُقَال: كلّل فلانٌ فلَانا، أَي: لم يطعْه. وأصبحَ فلانٌ مُكِلاًّ: إِذا صَار ذَوُو قرَابَته كلاًّ عَلَيْهِ، أَي: عيالاً. وكللتُه بِالْحِجَارَةِ، أَي: علوته بهَا، قَالَ: وفرجُه بحصَى المَعْزاء مكلولُ والكِلّة: الصُّوقعة، وَهِي صُوفةٌ حَمْرَاء فِي رَأس الهودج. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: انكلّتْ الْمَرْأَة فَهِيَ تَنكَلُّ انكَلالاً: إِذا تبسَّمَتْ. وانْكَلَّ السحابُ بالبَرق: إِذا تَبسَّم بالبرق. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الْغَمَام المكَلَّلُ: السحابة تكون حَولَها قِطَعٌ مِن السَّحاب، فَهِيَ مكلَّلة بهنَّ. وَأنْشد غَيره لامرىء الْقَيْس: أَصاحِ تَرَى بَرْقاً أريكَ ومَيضَه كلَمْعِ اليَدَيْن فِي حَبِّي مكلل قلت: وَيُقَال: تأكلَ السَّيف تأكلاً وتأكل، الْبَرْق تأكُّلاً: إِذا تلألأ. وَلَيْسَ من هَذَا الْبَاب. وَقَالَ اللَّيْث: الإكليل: شِبه عِصابة مزيَّنة بالجواهر. قَالَ: والإكليل: منزلٌ من منَازِل الْقَمَر. قلت: الإكليل: رأسُ بُرج الْعَقْرَب. ورَقيبُ الثريّا من الأنواءِ هُوَ الإكليل، لِأَنَّهُ يطلُع بغُيوبها. وَقَالَ اللَّيْث: كلَّل الرجلُ: إِذا ذهبَ وتركَ عيالَه بمَضْيَعَة. قَالَ: وَأما كُلٌّ فإِنّه اسمٌ يجمع الْأَجْزَاء.

وَيُقَال فِي قَوْلهم: كِلاَ الرَّجُلين، إِن اشتقاقَه من كَلَّ الْقَوْم، ولكِنَّهم فرقوا بَين التَّثْنِيَة والجميع بِالتَّخْفِيفِ والتثقيل. قلت: وَقَالَ غَيره من النحويِّين: كلا وكلتا ليستا من بَاب كَلَّ. وَأَنا مفسِّر كلا وكلتا فِي الثلاثيِّ المعتلِّ من هَذَا الْكتاب إِن شَاءَ الله تَعَالَى. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم فِيمَا أفادني عَنهُ المنذريُّ: يَقع كَلٌّ على اسْم منكور موحَّد، فيؤدِّي معنى الْجَمَاعَة، كَقَوْلِهِم: مَا كل بَيْضَاء شَحمةً وَلَا كل سَوْدَاء تَمْرَة، وتمرةٌ جَائِزَة أَيْضا إِذا كرَّرت مَا فِي الْإِضْمَار. وَسُئِلَ أَحْمد بن يحيى عَن قَول الله عزّ وَجل: {للهفَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} (الْحجر: 30) ، وَعَن توكيده بكلّهم ثمَّ بأجمعين فَقَالَ: لما كَانَت كلهم تحْتَمل شَيْئَيْنِ: مرّة اسْما وَمرَّة توكيداً، جَاءَ بالتوكيد الَّذِي لَا يكون إِلَّا توكيداً حَسْبُ. وَسُئِلَ الْمبرد عَنْهَا فَقَالَ: لَو جَاءَت فَسجدَ الملائكةُ احْتمل أَن يكون سجد بعضُهم، فجَاء بقوله: {كلُّهم لإحاطة الْأَجْزَاء. فَقيل لَهُ: فأجمعون؟ . فَقَالَ: لَو جَاءَت كلُّهم لاحتمل أَن يَكُونُوا سجدوا كلُّهم فِي أَوْقَات مختلفاتٍ، فَجَاءَت أَجْمَعُونَ لتدلَّ أَن السُّجُود كَانَ مِنْهُم كلِّهم فِي وَقت وَاحِد، فَدخلت كلُّهم للإِحاطة وَدخلت أَجْمَعُونَ لسُرعة الطَّاعَة. وَقَالَ أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: إِذا كَانَ الرجلُ فِيهِ قِصَرٌ وغِلَظ مَعَ شدَّة قيل: رجلٌ كُلكُلٌ وكُلاكِل وكَوَأْلَلٌ. وَأما الكَلْكَل فَهُوَ الصَّدْر. وَقَالَ اللَّيْث: الكلاكل: هِيَ الْجَمَاعَات كالكَراكر. وَأنْشد قَول العجاج: حَتَّى يحُلُّون الرُّبا الكلاكلا وَرُوِيَ عَن الأصمعيّ أَنه قَالَ: الكِلَّة: الصَّوقَعة، وَهِي صُوفة حَمْرَاء فِي رَأس الهودج. سَلمَة عَن الْفراء: الكُلَّة: التَّأْخِير. والكَلَّة: الشَّفرة. والكِلّة: الحالُ حالُ الرجل. وَيُقَال: ذِئْب كليل: لَا يَعدو على أحد. وباتَ بِكلّة سَوءٍ، أَي: بِحَال سَوء. لَك: قَالَ اللَّيْث: اللَّكُّ: صِبغٌ أحمرُ يُصبَغ بِهِ جلودُ المِعْزَى للخِفاف، وَهُوَ مُعَرَّب. قَالَ: واللُّكّ: مَا يُنحت من الْجلد الملكوك فتُشدُّ بِهِ السَّكاكين فِي نُصُبها، وَهُوَ مُعَرَّبٌ أَيْضا. أَبُو عبيد: اللَّكالِك من الْجمال: الْعَظِيم، حَكَاهُ عَن الْفراء. وَأنْشد غَيره: أرسلتُ فِيهَا مُقرَماً لُكالِكا من الذَّريحيَّات جَعدًا آركا

باب الكاف والنون

أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: اللَّكيك: الصلب من اللَّحْم، والدَّخيس مثلُه. وَقَالَ اللَّيْث: اللَّكيك: المكتنز. يُقَال: فرسٌ لكيك الخَلْق وَاللَّحم، وعسكرٌ لكيك. وَقد التكَّتْ جَمَاعَتهمْ لِكاكاً، أَي: ازدحمت ازدحاماً. وَقَالَ غَيره: ناقةٌ لُكِّيَّة: شَدِيدَة اللَّحْم وَقد لُكَّ لحمُها لَكاً فَهُوَ ملكوك. وَأنْشد: إِلَى عُجَايات لَهُ ملكوكة فِي دُخُس دُرم الكُعوبِ آثْنان والْتَكّ الوِردُ التكاكاً، إِذا ازدحَمَ. واللَّكُّ: الضغط، يُقَال لكه لَكّاً. (بَاب الْكَاف وَالنُّون) ك ن كن، نك: مستعملان. نك: أهمل اللَّيْث نك. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: نَكنَكَ غَرِيمه: إِذا شدَّد عَلَيْهِ. كن: قَالَ اللَّيْث: الكِنُّ: كلُّ شَيْء وقَى شَيْئا فَهُوَ كِنُّه وكِنانُه. وَالْفِعْل من ذَلِك كنت الشيءَ، أَي: جعلتُه فِي كِنَ، أكنُّه كَنّاً. وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله جلّ وَعز: أَوْ أَكْنَنتُمْ فِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَنفُسِكُمْ} (الْبَقَرَة: 235) ، للْعَرَب فِي أكننتُ الشيءَ: إِذا سترته لُغَتَانِ: كننتُه وأكننتُه وأنشدُوني: ثلاثٌ من ثلاثِ قدامَياتٍ من اللائي تكُنُّ من الصَّقيع وبعضُهم يرويهِ: تُكِنُّ من أكننت. وَأما قَوْله جلّ وَعز: {كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ} (الطّور: 24) ، و {عِينٌ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ} (الصافات: 49) ، فَكَأَنَّهُ مَذهبٌ للشَّيْء يُصان، وإحداهما قريبَة من الْأُخْرَى. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: كَننتُ الشيءَ أكُنُّه وأكننتُه أُكِنه. وَقَالَ غَيره: أكننتُ الشيءَ: إِذا سترتَه، وكننتُه: إِذا صُنْته. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: كننتُ الشَّيْء وأكننتُه فِي الكِنّ، وَفِي النَّفس مثلُها. قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الكُنَّة والسُّدَّة كالصُّفَّة تكون بَين يَدي الْبَيْت: والظُّلَّة تكون بِبَاب الدَّار. وَقَالَ الأصمعيّ: الكُنَّة: هِيَ الشَّيْء يُخرجهُ الرجل من حَائِطه كالجناح وَنَحْوه. اللَّيْث: الكِنانة كالجَعبة غير أَنَّهَا صَغِيرَة، تُتَّخذ للنَّبْل. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الكنانة: جَعبة السِّهام. وَقَالَ اللَّيْث: استكنَّ الرجلُ واكتَنَّ: إِذا صَار فِي كِنّ. واكتنَّت المرأةُ: إِذا سترت وجهَها حَيَاء من النَّاس. قَالَ: والكَنّة: امْرَأَة الابْن أَو الْأَخ، والجميع الكنائن.

باب الكاف والفاء

قَالَ: وكلُّ فَعلة أَو فعِلة أَو فُعلة من بَاب التَّضْعِيف فَإِنَّهَا تجمع على فعائل، لِأَن الفعلة إِذا كَانَت نعتاً صَارَت بَين الفاعلة والفعيل، والتصريف يضم فعلا إِلَى فعيل، كَقَوْلِك: جَلْد وجليد، وصُلب وصَليب، فَردُّوا الْمُؤَنَّث من هَذَا النَّعْت إِلَى ذَلِك الأَصْل. وَأنْشد: يَقلن كنّاً مَرّةً شبائبا قَصَر شابَّة فَجَعلهَا شَبّة، ثمَّ جمعهَا على الشبائب. قَالَ: والكانون: المصطَلى. والكانونان: شَهْرَان فِي قُبْل الشِّتاء هَكَذَا يسمِّيها أهل الرُّوم. قلت: وَهَذَانِ الشهران عِنْد الْعَرَب هما الهَرَّاران والهَبَّاران، وهما شهرَا قُماحٍ وقِماح. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الكانون: الثَّقيل من النَّاس. وَأنْشد للحطيئة: أغربالاً إِذا استُودِعتِ سِرّاً وكانوناً على المتحدّثينا وَرُوِيَ عَن أَبِيه أَنه قَالَ: الكوانين: الثُّقلاء من الرِّجَال. قَالَ: وَيُقَال: هِيَ حَنّته، وكَنَّته، وإزارُه، وفراشُه، ونَهضتُه، ولِحافُه، كلُّه وَاحِد. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: كنكَنَ: إِذا هَرَبَ. قَالَ: وتَكنَّى: لزِم الكِنَّ. وَقَالَ رجلٌ من الْمُسلمين: رَأَيْت علجاً يومَ الْقَادِسِيَّة قد تكنَّى وتحجَّى فقتلتُه. قَالَ: تحجَّى، أَي: زَمْزمَ. والأكنان: الغِيرانُ ونحوُها يُسكن فِيهَا، واحده كِنٌّ، وَتجمع أكِنَّة، وَقيل: كِنان وأكنّة. (بَاب الْكَاف وَالْفَاء) ك ف كف، فك: (مستعملان) . كف: قَالَ اللَّيْث: الكفُّ: كفُّ الْيَد. وثلاثُ أكفٍ والجميع كفوف. وَالْعرب تَقول: هَذِه كفٌّ وَاحِدَة. قَالَ: وكُفّة اللِّثة: مَا انحدر مِنْهَا على أصُول الثَّغر. وكُفّة السَّحاب وكِفافُه: نواحيه، قَالَ: وكِفّة الْمِيزَان، وكِفّة الحبالة يُجعل كالطَّوق، مكسوران. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال: نفقَتُه الكَفَاف، أَي: لَيْسَ فِيهَا فضل. قَالَ: والكِفّة: حبالة الصَّائِد، وَكَذَلِكَ كِفّة الْمِيزَان بِالْكَسْرِ. وَأما كُفّة الرمل والقميص فَطُرَّتُهما وَمَا حولهما. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جلّ وَعز: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ

كَآفَّةً} (الْبَقَرَة: 208) ، قَالَ: كافّة بِمَعْنى الْجَمِيع والإحاطة، فَيجوز أَن يكون مَعْنَاهُ: ادخُلُوا فِي السّلم كلِّه، أَي: فِي جَمِيع شرائعه. قَالَ: وَمعنى كافّة فِي اشتقاق اللُّغَة يكفُّ الشيءَ فِي آخِره. وَمن ذَلِك كُفّة الْقَمِيص: وَهِي حَاشِيَته، وكلُّ مستطيلٍ فحرفه كُفَّة، وكل مستديرٍ كِفّة، نَحْو كِفّة الْمِيزَان. قَالَ: وسمّيت كُفّة الثَّوْب لِأَنَّهَا تَمنعهُ أَن تَنْتَشِر، وأصل الكفّ المَنْع، وَلِهَذَا قيل لطرف الْيَد كفٌّ لِأَنَّهَا يُكَفّ بهَا عَن سَائِر الْبدن، وَهِي الراحةُ مَعَ الْأَصَابِع. وَمن هَذَا قيل: رجل مكفوفٌ، أَي: قد كُفَّ بَصَره من أَن ينظر. فَمَعْنَى الْآيَة: ابلغوا فِي الْإِسْلَام إِلَى حَيْثُ تَنْتَهِي شرائعه فتكَفُّوا من أَن تَعْدوا شرائعه وادخلوا كلكُمْ حتّى يُكَفَّ عَن عددٍ وَاحِد لم يدْخل فِيهِ. وَقَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً} (التَّوْبَة: 36) : كافّة مَنْصُوب على الْحَال، وَهُوَ مصدرٌ على فاعلة، كالعافية وَالْعَاقبَة، وَهُوَ فِي مَوضِع قاتِلوا المشركينَ محيطين بهم. وَلَا يجوز أَن يثنى وَلَا يجمع، لَا يُقَال قاتلوهم كافّاتٍ وَلَا كافّين، كَمَا أَنَّك إِذا قلت قاتِلْهم عامّة لم تثن وَلم تَجمع. وَكَذَلِكَ خَاصَّة، وَهَذَا مَذْهَب النّحويين. وأكافيف الجبَل: حُيوده. قَالَ: مسحنفِراً من جبال الرُّوم تستره مِنْهَا أكافيفُ فِيمَا دونَها زَوَرُ يصف الفُراتَ وجرْيَه فِي بِلَاد الرُّوم المطلَّة عَلَيْهَا حَتَّى يشقَّ بِلَاد الْعرَاق. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال للبعير إِذا كبِر وقصُرت أَسْنَانه حَتَّى تكَاد تذْهب: بَعيرٌ كافٌّ. وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى بِغَيْر هَاء، وَقد كُفَّتْ أسنانها، فَإِذا ارْتَفع عَن ذَلِك فَهُوَ ماجّ. ورجلٌ مكفوف، أَي: أعمى. وَقد كُفَّ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: كُفّ بَصَره وكَفَّ. وَقَالَ أَبُو سعيد: يُقَال فلانٌ لَحْمه كَفَافٌ لأديمه: إِذا امْتَلَأَ جلدُه من لَحْمه. وَقَالَ النمر بن تولب: فضولٌ أَرَاهَا فِي أديمي بَعْدَمَا يكون كَفَافُ اللَّحمِ أَو هُوَ أجملُ أَرَادَ بالفضول تغضُّنَ جلده لكبره بعد مَا كَانَ مكتنز اللَّحم وَكَانَ الجلدُ ممتدّاً مَعَ اللَّحْم لَا يفضُل عَنهُ. وَفِي الحَدِيث: (لأنْ تَدَع ورثَتك أغنياءَ خيرٌ من أَن تدعَهم عَالَة يتكفَّفون النَّاس) مَعْنَاهُ: يسْأَلُون الناسَ بأكفِّهم يمدُّونها إِلَيْهِم. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: استكففتُ الشَّيْء واستشرفته، كِلَاهُمَا أَن تضعَ يدَك على حاجبك كَالَّذي يستظل من الشَّمس حَتَّى يستبين الشَّيْء. وَقَالَ ابْن مُقبل يصف قِدْحاً لَهُ:

(خُرُوجًا من الغمى إِذا صك صَكَّة ... بدا والعيون المستكفة تلمح) يُقَال: استكفت عينه: إِذا نظرت تَحت الْكَفّ. واستكفت الْحَيَّة: إِذا ترحت كالكفة، واستكف بِهِ النَّاس: إِذا عصبوا بِهِ. وَفِي كتاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْحُدَيْبِية لأهل مَكَّة: " وَإِن بَيْننَا وَبينهمْ عَيْبَة مكوفة " أَرَادَ بالمكفوفة الَّتِي أشرجت على مَا فِيهَا، وضربها مثلا للصدور أَنَّهَا نقية من الغل والغش فِيمَا كتبُوا من الصُّلْح والهدنة. وَالْعرب تشبه الصُّدُور الَّتِي فِيهَا الْقُلُوب بالعياب الَّتِي تشرج على حر الثِّيَاب وفاخر الْمَتَاع، فَجعل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم العياب المشرجة على مَا فِيهَا مثلا لقلوب طويت على مَا تعاقدوا. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: (وكادت عياب الود بيني وَبَيْنكُم ... وَإِن قيل أَبنَاء العمومة تصفر) فَجعل الصُّدُور عيابا للود. وَقَالَ أَبُو سعيد فِي قَوْله: وَإِن بَيْننَا وَبينهمْ عَيْبَة مَكْفُوفَة، مَعْنَاهُ: أَن يكون الشَّرّ مكفوفا كَمَا نكف العيبة إِذا أشرجت على مَا فِيهَا من مَتَاع. كَذَلِك الذحول الَّتِي كَانَت بَينهم قد اصْطَلحُوا على أَن لَا ينشروها، ويتكافون عَنْهُم، كَأَنَّهُمْ قد جعلوها فِي وعَاء وأشرجوا عَلَيْهَا. وَقَالَ اللَّيْث: كَفَفْت فلَانا عَن السوء فَكف يكف كفا، سَوَاء لفظ اللَّازِم والمجاوز. قَالَ: والمكفوف فِي علل الْعرُوض مفاعيل كَانَ أَصله مفاعيلن، فَلَمَّا ذهب النُّون قَالَ الْخَلِيل: هُوَ مكفوف. قَالَ: وكفاف الثَّوْب: نواحيه. ويكف الدخريض: إِذا كف بعد خياطته مرّة. قَالَ: والكفكة: كفك الشَّيْء، أَي: ردك الشَّيْء عَن الشي. قَالَ: وكفكفت دمع الْعين. قَالَ أَبُو مَنْصُور: وَقد تكفكف، وَأَصله عِنْدِي من وكف يكف. وَهَذَا كَقَوْلِك: لَا تعظيني وتعظعظي. وَقَالُوا: خضخضت الشَّيْء فِي المَاء، وَأَصله من خضت. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: كفكف: إِذا رفق بغريمه أَو رد عَنهُ من يُؤْذِيه. وَقَالَ شمر: يُقَال: نَفَقَة فلَان الكفاف، أَي: لَا فضل عِنْده، إِنَّمَا عِنْده مَا يكف وَجهه عَن النَّاس. وَرُوِيَ عَن الْحسن أَنه قَالَ: " ابدأ بِمن تعول وَلَا تلام على كفاف "، يَقُول: إِذا لم يكن عنْدك فضل لم تلم على أَلا تُعْطِي. وَيُقَال: تكفف واستكف: إِذا أَخذ الشَّيْء بكفه. وَقَالَ الكيت: وَلَا تطعموا فِيهَا يدا مستكفة ... لغيركم لَو يَسْتَطِيع انتشالها) )

وَيُقَال: لَقيته كفة كفة، وكفة لكفة، أَي: مُوَاجهَة. فك: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: فَككت الشَّيْء فانفك بِمَنْزِلَة الْكتاب الْمَخْتُوم تفك خَاتمه، كَمَا تفك الحنكين تفصل بَينهمَا. والفكان: ملتقى الشدقين من الْجَانِبَيْنِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الفكك أَن يفك الخلخال والرقبة. وَفك يَده فكا: إِذا أَزَال الْمفصل. وَيُقَال: أَصَابَهُ فكك. وَقَالَ رؤبة: (هاجك من أروى كمنهاض الفكك ... ) وَقَالَ الله عز وجلك {لم يكن الَّذين كفرُوا من أهل الْكتب وَالْمُشْرِكين منفكين حَتَّى تأتيهم الْبَيِّنَة} [الْبَيِّنَة: 1] . قَالَ الزّجاج: الْمُشْركين فِي مَوضِع خفض نسق على أهل الْكتاب، الْمَعْنى: لم يكن الَّذين كفرُوا من أهل الْكتاب وَمن الْمُشْركين. وَقَوله تَعَالَى: {منفكين حَتَّى تأتيهم الْبَيِّنَة} ، أَي: لم يَكُونُوا منفكين من كفرهم، أَي: منتهين عَن كفرهم. وَقَالَ الْأَخْفَش: زائلين عَن كفرهم. وَقَالَ مُجَاهِد: يَقُول: لم يَكُونُوا ليؤمنوا حَتَّى يتَبَيَّن لَهُم الْحق. وَقَالَ ابْن عَرَفَة الملقب بنفطويه: معنى قَوْله: {منفكين} مفارقين. يَقُول: لم يَكُونُوا مفارقين الدُّنْيَا حَتَّى أَتَتْهُم الْبَيِّنَة الَّتِي أَثْبَتَت لَهُم فِي التَّوْرَاة من صفة مُحَمَّد ونبوته: وتأتيهم لَفظه لفظ الْمُضَارع، وَمَعْنَاهُ الْمَاضِي، ثمَّ وكد ذَلِك فَقَالَ جلّ وَعز: {وَمَا تفرق الَّذين أُوتُوا الْكتاب إِلَّا من بعد مَا جَاءَتْهُم الْبَيِّنَة (4) } [الْبَيِّنَة: 4] ، وَمَعْنَاهُ: أَن فرق أهل الْكتاب من الْيَهُود وَالنَّصَارَى كَانُوا مقرين قبل مبعث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه مَبْعُوث، وَكَانُوا مُجْتَمعين على ذَلِك فَلَمَّا بعث تفَرقُوا فرْقَتَيْن كل فرقة تنكره. وَقيل: معنى قَوْله تَعَالَى: {وَمَا تفرق الَّذين أُوتُوا الْكتاب إِلَّا من بعد مَا جَاءَتْهُم الْبَيِّنَة (4) } : أَنه لم يكن بَينهم اخْتِلَاف فِي أمره، فَلَمَّا بعث آمن بِهِ بَعضهم وجحده الْبَاقُونَ وحرفوا وبدلوا مَا فِي كِتَابهمْ من صفته ونبوته. وَقَالَ الْفراء: قد يكون الانفكاك على جِهَة يزَال وَيكون على الانفكاك الَّذِي تعرفه، فَإِذا كَانَ على جِهَة يزَال. قلت: قد انفككت مِنْك، وانفك الشَّيْء من الشَّيْء، فَيكون بِلَا جحد وَلَا فعل. قَالَ ذُو الرمة: (قَلَائِص لَا تنفك إِلَّا مناخة ... على الْخَسْف أَو نرمي بِهَذَا بَلَدا فقرا) فَلم يدْخل فِيهِ إِلَّا: إِلَّا وَهُوَ يَنْوِي بِهِ التَّمام وَخلاف يزَال، لِأَنَّك لَا تَقول مَا زلت إِلَّا

قَائِما. قلت: وَقَول الله تَعَالَى: {منفكين} لَيْسَ من بَاب مَا انْفَكَّ وَمَا زَالَ، إِمَّا هُوَ من انفكاك الشَّيْء من الشَّيْء: إِذا زَالَ عَنهُ وفارقه، كَمَا فسره ابْن عَرَفَة، وَالله أعلم. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: فك فلَان، أَي: خلص وأريح من الشَّيْء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {منفكين} مَعْنَاهُ: لم يَكُونُوا مستريحين متخلصين حَتَّى جَاءَهُم الْبَيَان مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلَمَّا جَاءَهُم مَا عرفُوا كفرُوا بِهِ. وَفك الرَّقَبَة: تَخْلِيصهَا من إسار الرّقّ. وَفك الرَّهْن وفكاكه: تخليصه من غلق الرَّهْن. وَشَيخ فَاك: إِذا انفرج لحياه من الْهَرم. وكل شَيْء أطلقته فقد فككته. وَقَالَ اللَّيْث: الفكك: انفراج الْمنْكب عَن مفصله ضعفا واسترخاء. وَأنْشد: (أَبَد يمشي مشْيَة الأفك ... ) وَقَالَ الْأَصْمَعِي: فلَان يسْعَى فِي فكاك رقبته. وَيُقَال: هَلُمَّ فكاك رهنك. وانكسر أحد فَكَّيْهِ، أَي: لحييْهِ وَأنْشد: (كَأَن بَين فكها والفك ... فارة مسك ذبحت فِي سك) أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: فَككت يَده فكا. وَيُقَال: فَلَا فلَان فكة، أَي: استرخاء فِي رَأْيه. قَالَ ابْن الأسلت: (الحزم وَالْقُوَّة خير من الإدهان ... والفكة والهاع) قَالَ: والفكة أَيْضا: النُّجُوم المستديرة الَّتِي يسميها الصّبيان: قَصْعَة الْمَسَاكِين. وَقَالَ شمر: سميت قَصْعَة الْمَسَاكِين لِأَن فِي جَانب مِنْهَا ثلمة. وَكَذَلِكَ تِلْكَ الْكَوَاكِب المجتمعة فِي جَانب مِنْهَا فضاء. وَقَالَ شمر: يُقَال: نَاقَة متفككة: إِذا أقربت فاسترخى صلواها وَعظم ضرْعهَا ودنا نتاجها، شبهت بالشَّيْء يفك فيتفكك، أَي: يتزايل وينفرج. وَكَذَلِكَ نَاقَة مفكة، وَقد أفكت. وناقة مفكهة ومفكه بمعناها. قَالَ: وَذهب بَعضهم بتفكك النَّاقة إِلَى شدَّة ضبعتها. ويروى للأصمعي: (أرغثتهم ضرْعهَا الدُّنْيَا ... وَقَامَت تتفكك) (انفشاح الناب للسقب ... مَتى مَا يدن تحشك) وَقَالَ أَبُو عبيد: المتفككة من الْخَيل: الوديق الَّتِي لَا تمْتَنع على الْفَحْل. وَيُقَال: إِنَّه لأحمق فَاك تاك، وَقد حمقت وفككت، وَبَعْضهمْ يَقُول: فَككت. وَقَالَ النَّضر: الفاك: المعيي هزالًا. نَاقَة فاكة وجمل فَاك.

باب الكاف والباء

وَقَالَ اللَّيْث: الأفك: المنكسر الفك. والأفك: هُوَ مجمع الخطم، وَهُوَ مجمع الفكين على تَقْدِير أفعل. وَفِي " النَّوَادِر ": أفك الظبي من الحبالة: إِذا وَقع فِيهِ ثمَّ انفلت. وَمثله أفسخ الظبي من الحبالة. وَقَالَ الحصيني: أَحمَق فَاك وهاك، وَهُوَ الَّذِي يتَكَلَّم بِمَا يدْرِي وَمَا لَا يدْرِي وخطؤه أَكثر من صَوَابه. وَهُوَ فكاك هكاك. [بَاب الْكَاف وَالْبَاء] ك ب كب، بك: [مستعملان] كب: قَالَ اللَّيْث: تَقول: كببت فلَانا لوجهه فانكب. وكببت الْقَصعَة: قلبتها على وَجههَا. وأكب الرجل على عمل يعمله. وَقَالَ لبيد: (جنوح الهالكي على يَدَيْهِ ... مكبا يجتلي نقب النصال) وَيُقَال: أكب فلَان على فلَان يُطَالِبهُ. وَالْفرس يكب الْحمار: إِذا أَلْقَاهُ على وَجهه. وَأنْشد: (فَهُوَ يكب العيط مِنْهَا للذقن ... ) والفارس يكب الْوَحْش: إِذا طَعنهَا فألقاها على وجوهها. قَالَ: والكبة والكبكبة: جمَاعَة من الْخَيل. أَبُو عبيد: الكبة: الْجَمَاعَة. وَقَالَ أَبُو زبيد: (وعاث فِي كبة الوعواع وَالْعير ... ) وَقَالَ آخر: (تعلم أَن محملنا ثقيل ... وَأَن ذياد كبتنا شَدِيد) وَقَالَ الله: {فكبكبوا فِيهَا هم والغاوون (94) } [الشُّعَرَاء: 94] . قَالَ اللَّيْث: أَي: جمعُوا ودهوروا ثمَّ رمي بهم فِي هوة النَّار. وَقَالَ الزّجاج: {فكبكبوا فِيهَا} ، طرح بَعضهم على بعض. وَقَالَ أهل اللُّغَة: مَعْنَاهُ: دهوروا، وَحَقِيقَة ذَلِك فِي اللُّغَة تَكْرِير الانكباب، كَأَنَّهُ إِذا ألقِي ينكب مرّة بعد مرّة حَتَّى يسْتَقرّ فِيهَا، ونستجير بِاللَّه مِنْهَا. وَفِي الحَدِيث: " كبكبة من بني إِسْرَائِيل "، أَي: جمَاعَة. وَقَوله تَعَالَى: {فكبكبوا فِيهَا} ، أَي: جمعُوا، مَأْخُوذ من الكبكبة. عَمْرو عَن أَبِيه: كب الرجل: إِذا أوقد الكب، وَهُوَ شجر جيد الْوقُود، الْوَاحِدَة كبة. وكب إِذا قلب. وكب إِذا ثقل. وَألقى عَلَيْهِ كبته، أَي: ثقله وكتاله. وَقَالَ اللَّيْث: الكبة من الْغَزل: الجروهق. تَقول: كببت الْغَزل.

قَالَ: والكبة: الْإِبِل الْعَظِيمَة. تَقول: إِنَّك لكالبائع الكبة بِالْهبةِ، وَالْهِبَة: الرّيح. قلت: وَهَكَذَا قَالَ أَبُو زيد فِي هَذَا الْمثل، شدد الباءين من الحرفين. وَمِنْهُم من يَقُول: لكبائع الكبة بِالْهبةِ، بتَخْفِيف الْبَاء من الْكَلِمَتَيْنِ. فالكبة من الكابي. وَالْهِبَة من الهابي. قَالَ: وَيُقَال: عَلَيْهِ كبة وبقرة، أَي: عَلَيْهِ عِيَال. الْأَصْمَعِي: كب الرجل إناءه يكبه كبا وأكب الرجل يكب إكبابا: إِذا مَا نكس. والكباب: مَا تكبب من الرمل. وَقَالَ ذُو الرمة: (يثرن الكباب الْجَعْد عَن متن محمل ... ) قَالَ: والكبة: الدفعة فِي الْقِتَال وشدته. وَكَذَلِكَ كبة الشتَاء: دَفعته وشدته. وَأنْشد: (ثار غُبَار الكبة المائر ... ) وَيُقَال: تكبب الرمل: إِذا ندي فتعقد، وَمِنْه سميت كبة الْغَزل. وَنعم كباب: إِذا ركب بعضه بَعْضًا من كثرته. وَقَالَ الفرزدق: (كباب من الأخطار كَانَ مراحه ... عَلَيْهَا فأودى الظلْف مِنْهُ وجامله) وَقيس كبة: قَبيلَة من بَين بجلة. قَالَ الرَّاعِي يهجوهم: (قَبيلَة من قيس كبة سَاقهَا ... إِلَى أهل نجد لؤمها وافتقارها) وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: من الحمض النجيل والكب. وَأنْشد: (يَا إبل السَّعْدِيّ إِن تأتبي ... لنجل القاحة بعد الكب) وَرجل كبكب: مُجْتَمع الْخلق شَدِيد وَكَذَلِكَ الكباكب. وكبكب: اسْم جبل. وَقَالَ الشَّاعِر: (يكن مَا أَسَاءَ النَّار فِي رَأس كبكبا ... ) وَقَالَ اللَّيْث: الكباب: الطباهج، وَالْفِعْل التكبيب. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال لِلْجَارِيَةِ السمينة: كبكابة وبكباكة. أَبُو عبيد عَن الْفراء: الكباب: الثرى الندي. والجعد الْكثير الَّذِي قد لزم بعضه بَعْضهَا. وَقَالَ أُميَّة يذكر حمامة نوح: (فَجَاءَت بَعْدَمَا ركضت بقطف ... عَلَيْهِ الثأط والطين الكباب) بك: قَالَ اللَّيْث: البك: دق الْعُنُق. وَيُقَال: سميت مَكَّة بكة لِأَنَّهَا كَانَت تبك أَعْنَاق الْجَبَابِرَة إِذا ألحدوا فِيهَا.

باب الكاف والميم

وَيُقَال: بل سميت بكة لِأَن النَّاس يبك بَعضهم بَعْضًا فِي الطّرق، أَي: يدْفع. عَمْرو عَن أَبِيه: بك الشَّيْء، أَي: فَسخه؛ وَمِنْه أخذت بكة لِأَنَّهَا كَانَت تبك أَعْنَاق الْجَبَابِرَة إِذا ألحدوا فِيهَا. وَيُقَال: بل سميت بكة لِأَن النَّاس يبك بَعضهم بَعْضًا فِي الطّرق. قَالَ: وَبِك الرجل: إِذا افْتقر، وَبِك: إِذا خشن بدنه شجاعة. وَيُقَال لِلْجَارِيَةِ السمينة: بكباكة، وكبكابة، وكواكة، وكوكاءة، ومرمارء، ورجراجة. وَقَالَ الزّجاج فِي قَول الله تَعَالَى: {إِن أول بَيت وضع للنَّاس للَّذي ببكة مُبَارَكًا} [آل عمرَان: 96] . قيل: إِن بكة مَوضِع الْبَيْت، وَسَائِر مَا حوله مَكَّة. قَالَ: وَالْإِجْمَاع أَن مَكَّة وبكة الْموضع الَّذِي يحجّ النَّاس إِلَيْهِ، وَهِي الْبَلدة. قَالَ الله جلّ وَعز: {بِبَطن مَكَّة} [الْفَتْح: 24] ، وَقَالَ: {للَّذي ببكة مُبَارَكًا} . فَأَما اشتقاقه من اللُّغَة فيصلح أَن يكون الِاسْم اشتق من بك النَّاس بَعضهم بَعْضًا فِي الطّواف، أَي: دفع بَعضهم بَعْضًا. وَقيل: إِنَّمَا سميت بكة لِأَنَّهَا تبك أَعْنَاق الْجَبَابِرَة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: البكك: الْأَحْدَاث الْأَشِدَّاء. والبكك: الْحمير النشيطة وَأنْشد: (صلامة كحمر الأبك ... ) وَقَالَ غَيره: الأبك. مَوضِع نسبت الْحمر إِلَيْهِ. يُقَال: فلَان أبك بني فلَان: إِذا كَانَ عسيفاً لَهُم يسْعَى فِي أُمُورهم. وَبِك الرجل الْمَرْأَة: إِذا جهدها فِي الْجِمَاع. وَقَالَ اللَّيْث: البكبكة: شَيْء تَفْعَلهُ العنز بِوَلَدِهَا. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: أَحمَق باك تاك، وبائك تائك، وَهُوَ الَّذِي لَا يدْرِي مَا خطأه من صَوَابه. [بَاب الْكَاف وَالْمِيم] ك م مك، كم: [مستعملان] . كم: قَالَ اللَّيْث: كم: حرف مَسْأَلَة عَن عدد أَو خبر، وَتَكون خَبرا بِمَعْنى رب. فَإِن عني بهَا رب جرت مَا بعْدهَا. وَإِن عني بهَا رُبمَا رفعت، وَإِن تبعها فعل رَافع مَا بعْدهَا انتصبت. قَالَ: وَيُقَال: إِنَّهَا فِي الأَصْل من تأليف كَاف التَّشْبِيه ضمت إِلَى مَا ثمَّ قصرت مَا فأسكنت الْمِيم. فَإِذا عنيت بكم غير الْمَسْأَلَة عَن الْعدَد قلت: كم هَذَا الشَّيْء الَّذِي مَعَك؟ فَهُوَ مجيبك كَذَا وَكَذَا.

وَقَالَ الْفراء: كم وكأين لُغَتَانِ، ويصحبهما من، فَإِذا ألقيت من كَانَ فِي الِاسْم النكرَة وَالنّصب والخفض. من ذَلِك قَول الْعَرَب: كم رجل كريم قد رَأَيْت، وَكم جَيْشًا جرار قد هزمت. فهذان وَجْهَان: ينصبان ويخفضان وَالْفِعْل فِي الْمَعْنى وَاقع. فَإِن كَانَ الْفِعْل لَيْسَ بواقع وَكَانَ للاسم جَازَ النصب أَيْضا بواقع وَكَانَ للاسم جَازَ النصب أَيْضا والخفض، وَجَاز أَن تعْمل الْفِعْل فَترفع فِي النكرَة، فَتَقول: كم رجل كريم قد أَتَانِي، ترفعه بِفِعْلِهِ، وتعمل فِيهِ الْفِعْل إِن كَانَ وَاقعا عَلَيْهِ فَتَقول: كم جَيْشًا جرارا قد هزمت، فتنصبه بهزمت. وأنشدونا: (كم عمَّة لَك يَا جرير وَخَالَة ... فدعاء قد حلبت عَليّ عشاري) فدعاء قد حلبت عَليّ عشاري رفعا ونصبا وخفضا. فَمن نصب قَالَ: كَانَ أصل كم الِاسْتِفْهَام، وَمَا بعْدهَا من النكرَة مُفَسّر كتفسير الْعدَد، فتركناها فِي الْخَبَر على مَا كَانَت عَلَيْهِ فِي الِاسْتِفْهَام فنصبنا مَا بعْدهَا من النكرات، كَمَا تَقول: عِنْدِي كَذَا وَكَذَا درهما. وَمن خفض قَالَ: طَالب صُحْبَة من للنكرة فِي كم، فَلَمَّا حذفناها أعملنا إرادتها. وَأما من رفع فأعمل الْفِعْل الآخر وَنوى تَقْدِيم الْفِعْل كَأَنَّهُ قَالَ: كم قد أَتَانِي رجل كريم. وَقَالَ اللَّيْث: الْكمّ: كم الْقَمِيص. والكمة من القلانس: والكمام: شَيْء يَجْعَل على فَم الْبَعِير أَو البرذون. والكم: كم الطّلع. وَلكُل شَجَرَة مثمرة كم، وَهُوَ برعومته. وَقَالَ شمرك كمام العذوق: الَّتِي تجْعَل عَلَيْهَا وَاحِدهَا كم. وَأما قَول الله جلّ وَعز: {وَالنَّخْل ذَات الأكمام} [الرَّحْمَن: 11] ، فَإِن الْحسن قَالَ: أَرَادَ سبائب الليف زينت بهَا. وَقَالَ شمر: الكمة: كل ظرف غطيت بِهِ شَيْئا وألبسته إِيَّاه فَصَارَ لَهُ كالغلاف. وَمن ذَلِك أكمام الزَّرْع: غلفها الَّتِي تخرج مِنْهَا. وَقَالَ الزّجاج فِي قَوْله: {وَالنَّخْل ذَات الأكمام} [الرَّحْمَن: 11] . قَالَ: عَنى بالأكمام مَا غطى. وكل شَجَرَة تخرج مَا هُوَ مكمم فَهِيَ ذَات أكمام. وأكمام النَّخْلَة: مَا غطى جمارها من السعف والليف والجذع. وكل مَا أخرجته النَّخْلَة فالطلعة كمها قشرها. وَمن هَذَا قيل للقلنسوة كمة، لِأَنَّهَا تغطي الرَّأْس. وَمن هَذَا كَمَا الْقَمِيص لِأَنَّهُمَا يغطيان الْيَدَيْنِ. وَقَالَ شمر فِي قَول الفرزدق. (يعلق لما أَعْجَبته أتانه ... بأرآد لحييها جِيَاد الكمائم) يُرِيد جمع الكمامة الَّتِي يَجْعَلهَا على منخرها لِئَلَّا يؤذيها الذُّبَاب. والمكموم من العذوق: مَا غطي بالزبلان عِنْد الإرطاب ليبقى ثَمَرهَا غضا وَلَا ينقرها الطير وَلَا يُفْسِدهَا الحرور.

وَمِنْه قَول لبيد: (حملت فَمِنْهَا موقر مكموم ... ) وَفِي حَدِيث النُّعْمَان بن مقرن أَنه قَالَ يَوْم نهاوند: أَلا إِنِّي هاز لكم الرَّايَة، فَإِذا هززتها فليثب الرِّجَال إِلَى أكمة خيولها ويقرطوها أعنتها، أَرَادَ بأكمة الْخُيُول مخاليها الْمُعَلقَة على رؤوسها وفيهَا عَلفهَا. أَمرهم بنزعها من رَأسهَا وإلجامها بلجمها، وَذَلِكَ تقريطها. وَقَالَ ابْن شُمَيْل عَن اليمانيك كممت الأَرْض كَمَا، وَذَلِكَ إِذا أثارها ثمَّ عفى آثَار السن فِي الأَرْض بالخشبة العريضة الَّتِي تزلقها، فيقالك أَرض مكمومة. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: كممت رَأس الدن، أَي: سددته وطينته. وَقَالَ الأخطل: (كمت ثَلَاثَة أَحْوَال بطينتها ... ) وَقيل: كمت، أَي: غطيت، وأصل الْكمّ التغطية. وَفِي حَدِيث عمر أَنه رأى جَارِيَة متكمكمة فضربها بِالدرةِ وَقَالَ: أتشبهين بالحرائر {. قَالَ أَبُو عبيد: أَرَادَ بالمتكمكمة المتكممة، وَأَصله من الكمة، وَهُوَ القلنسوة، فَشبه قناعها بهَا. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: المغمة والمكمة: شَيْء يوضع على أنف الْحمار كالكيس؛ وَكَذَا الغمامة والكمامة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: كم: إِذا غطي، وَكم: إِذْ قتل الشجعان. أنْشد الْفراء: (بل لَو شهِدت النَّاس إِذْ تكموا ... بغمة لَو لم تفرج غموا) قَوْله: تكموا، أَي: ألبسوا غمَّة كموا بهَا. والكم: قمع الشَّيْء وستره، وَمِنْه: كميت الشَّهَادَة: إِذا قمعتها وستره، وَمِنْه: كميت الشَّهَادَة: إِذا قمعتها وسترتها. والغمة مَا غطاك من شَيْء. الْمَعْنى: بل لَو شهِدت. الأَصْل تكممت، مثل: تقصيت، وَالْأَصْل تقصصت. مك: مَكَّة مَعْرُوفَة، وَقد مر تَفْسِيرهَا. وَقيل: إِنَّهَا سميت مَكَّة لِأَنَّهَا تمك من ألحد فِيهَا: وَقَالَ الراجز: (يَا مَكَّة الْفَاجِر مكي مكا ... وَلَا تمكي مذحجا وعكا) وَسمعت كلابيا يَقُول لرجل يعنته: قد مككت روحي} أَرَادَ أَنه أخرجه بلجاجه فِيمَا أشكاه. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: " لَا تمككوا غرماءكم "، يَقُول: لَا تلحوا عَلَيْهِم إلحاحاً يضر بمعايشهم وَلَا تأخذوهم على عسرة وأنظروهم إِلَى مسيرتهم. وأصل هَذَا مَأْخُوذ من مك الفصيل مَا فِي ضرع النَّاقة وامتكه، إِذا لم يبْق فِيهِ من اللَّبن شَيْئا. والمك: مص الثدي. وَمِنْه قيل للرجل

اللَّئِيم الَّذِي يرضع الشَّاة من لؤمه: فَكَانَ وملجان ومصان. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: تَقول الْعَرَب: قبح الله است مَكَان، وَذَلِكَ إِذا أَخطَأ إِنْسَان أَو فعل فعلا قبيحاً دعِي عَلَيْهِ بِهَذَا. وَيُقَال: مككت المخ مكا، وتمككته وتمخخته وتمخيته: إِذا استخرجته فأكلته، فَهُوَ المكاكة والمكاك. وَقَالَ اللَّيْث: المكوك: طاس يشرب بِهِ، والمكوك: مكيال لأهل الْعرَاق، وَجمعه مكاكيك. وَهُوَ صَاع وَنصف وَهُوَ ثَلَاث كيلجات. والمكاء: طَائِر، وَجمعه مكاكي. وَلَيْسَ المكاء من بَاب المضاعف، وَلكنه من المعتل بِالْوَاو، من مكا يمكو: إِذا صفر. نِهَايَة الْجُزْء التَّاسِع ويتلوه إِن شَاءَ الله الْجُزْء الْعَاشِر تَهْذِيب اللُّغَة المجلد السَّادِس الْجُزْء الْحَادِي عشر

الجزء 10

كتاب الثلاثي الصَّحِيح من حرف الْكَاف [/ كت] (أَبْوَاب الْكَاف وَالْجِيم) ك ج ش ك ج ض ك ج ص: أهملت وجوهها. ك ج س كسج: أهملت غير الكَوْسَج، وَهُوَ مُعَرَّبٌ لَا أصل لَهُ فِي الْعَرَبيَّة. ك ج ز ك ج ط: أهملت وجوهُها. ك ج د أهمله اللَّيْث. (كدج) : وَقَالَ أَبُو عَمْرو: كَدَجَ الرجل إِذا شرب من الشَّرَاب كِفَايَته. ك ج ت ك ج ظ: مهملات. ك ج ذ (كذج) : أهملت غير الكَذَج بِمَعْنى المأوى وَهُوَ مُعرّبٌ. ك ج ث أهمله اللَّيْث. وَقَالَ أَبُو عمروٍ: كَثَجَ الرجل إِذا أكل من الطَّعَام مَا يَكْفِيهِ. ك ج ر كرج، جكر: مستعملان. كرج: الكُرَّج: دخيلٌ معرَّب لَا أصل لَهُ فِي الْعَرَبيَّة. قَالَ جرير: لَبِسْتُ سِلاَحِي والفرَزْدَقُ لُعبةٌ عَلَيْهَا وِشَاحَا كُرّجٍ وجَلاَجِلُه وَقَالَ أَيْضا: أَمْسَى الفرَزْدَقُ فِي جَلاَجِلِ كَرَّج بَعْدَ الأُخَيْطِلِ ضَرَّةً لجرِير وَقَالَ اللَّيْث: الكُرَّجُ يُتخذ مثلَ المُهْر يُلعب عَلَيْهِ. والكَرَجُ: اسْم كورة معروفةٍ. وتَكرّجَ الطعامُ إِذا أصابهُ الكَرَجُ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : كَرِجَ الشَّيْء إِذا فسد. وَقَالَ: الكَارِج: الخبزُ المكرّج، يُقَال:

أبواب الكاف والشين

كرِج الخبزُ، وأكرَج، وكرّج، وتكرَّج. جكر: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الجُكَيْرَةُ: تصغيرُ الجَكْرَةِ وَهِي اللَّجاجة. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: اجْكَرَ الرجُل إِذا لجَّ فِي البيع، وَقد جِكرَ يَجْكَرُ جَكَراً. ك ج ل أهمله اللَّيْث. (كلج) : وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الكُلُجُ: الأشِدَّاء من الرِّجَال. والكَلَجُ الضبيُّ: كانَ رجلا شجاعاً. ك ج ن ك ج ف ك ج ب: مهملات. ك ج م (كمج) : أهمله اللَّيْث. وَهَذَا الْبَيْت رَأَيْته فِي شعر طرفَة بن العَبْد: وبفَخْذَىْ بَكْرةٍ مَهْرِيَّةٍ مِثلِ دِعْصِ الرّمْل مُلْتفِّ الكمَجْ قيل فِي تَفْسِير الكمَج: إِنَّه طَرَف مَوْصِل الفخِذ فِي العَجُز. (أَبْوَاب الْكَاف والشين) ك ش ض: مهمل. ك ش ص أهملَ إِلَّا قَوْلهم: (شكص) : رجلٌ شكِصٌ وشكِسٌ، وَالسِّين أَكثر وَالصَّاد لغةٌ لبَعْضهِم. ك ش س شكس: ومحلةٌ شكْسٌ: ضيقةٌ، قَالَ عبد منافٍ الْهُذلِيّ: وأَنَا الَّذِي بَيَّتُّكُمْ فِي فِتْيَةٍ بمحلَّةٍ شكْسٍ ولَيْلٍ مُظلم قَالَ اللَّيْث: الشَّكِسُ: السِّيءُ الخُلُق فِي المبايعةِ وَغَيرهَا، وَقد شَكِسَ يشكَسُ شَكَساً. (أَبُو عبيد عَن أبي زيد) : الشكِسُ والشِرسُ جَمِيعًا: السيءُ الخُلق. وَقَالَ الْفراء: رجلٌ شكِسٌ عَكِصٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الليلُ وَالنَّهَار يتشاكسان أَي يتضادَّان، وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله سُبْحَانَهُ: {يَتَّقُونَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَآءُ مُتَشَاكِسُونَ} (الزمر: 29) وتفسيرُ هَذَا الْمثل أَنه مصروفٌ لِمَن وحَّد الله جلّ وَعز ولمنْ جعلَ مَعَه شُرَكَاء. فَالَّذِي وحَّد الله مثله مثل السَّالِم لرجل لاَ يشرَكه فِيهِ غَيره، يُقَال: سَلِم فُلانٌ لفُلَان أَي خلصَ لَهُ، وَمثل الَّذِي عبد مَعَ اللَّهِ غيرَه مَثلُ صاحبِ الشركاءِ المتشاكِسين، والشركاء المتشاكِسون: العَسِرون المختلفون الَّذين لَا يتفقون، وأَراد بالشركاء الْآلهَة الَّتِي كَانُوا يعبدونها من دون الله.

وَقَالَ الْفراء، فِي قَوْله تَعَالَى: {فِيهِ شركاءُ مُتشاكِسون: مُخْتَلفُونَ. وَقَالَ فِي تَفْسِير الْآيَة نَحوا مِمَّا فسَّرْنا. ك ش ز شَكَزَ: (مستعملة) . شكز: قَالَ اللَّيْث الأُشْكُزُّ كالأديم إِلَّا أَنه أبيضُ يُؤَكد بِهِ السرُوجُ. قلت: هُوَ معربٌ وأَصلهُ بِالْفَارِسِيَّةِ أَذْرَنْج، وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) } : شكزَ فلانٌ فلَانا وذرَبه ونسَرَه، وخلبه، وخدَبه، وبذحَه إِذا جرحه بِلِسَانِهِ. وَأَخْبرنِي المنْذِرِيُّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: يُقَال: رجلٌ شكَّازٌ: إِذا حدّث الْمَرْأَة أنزلَ قبل أَن يخالطها ثمَّ لَا ينتشرُ بعد ذَلِك لجماعِها. قلت: هُوَ عِنْد الْعَرَب الزُّمَّلِقُ والذَّوْذَخ والثَّمُوتُ. ك ش ط كشط: (مُسْتَعْمل) . كشط: قَالَ الله جلّ وَعز: {نُشِرَتْ وَإِذَا السَّمَآءُ كُشِطَتْ} (التكوير: 11) . قَالَ الْفراء: يَعْنِي نُزعت فطُويتْ، وَفِي قِرَاءَة عبد الله (قُشِطَتْ) بِالْقَافِ وَالْمعْنَى وَاحِد، وَالْعرب تَقول: القافور والكافور، والقُسْطُ والكُسْطُ، وَإِذا تقاربَ الحرفان فِي المخرَج تعاقبا فِي اللُّغَات. وَقَالَ الزَّجاج: معنى كُشِطَتْ وقُشِطَتْ: قُلِعَتْ كَمَا يُقْلَعُ السَّقْفُ. وَقَالَ اللَّيْث: الكَشْطُ: رَفْعُكَ شَيْئا عَن شَيْءٍ قد غطاهُ وغَشِيهُ من فوقِه، كَمَا يُقْشَطُ الجِلْدُ عَن السَّنامِ وَعَن المسلوخةِ. قَالَ: وَإِذا كُشِطَ الجِلْدُ عَن الجَزُورِ سُمِّي الجلدُ كِشَاطاً بعد أَن يُكْشَطَ. ثمَّ رُبَّمَا غُطّى عَلَيْهَا بِهِ فيقولُ القائلُ: ارْفَعْ عَنْهَا كِشَاطَها لأنظُرَ إِلَى لَحمهَا، يُقَال: هَذَا فِي الجَزورِ خَاصَّةً. قَالَ: والكَشَطَةُ: أَرْبابُ الجَزُورِ المكْشُوطَةِ، وانْتهى أعرابيٌّ إِلَى قومٍ قد سلخوا جزُوراً وَقد غَطَّوها بكِشَاطِها فَقَالَ: مَنِ الكَشَطَةُ؟ وَهُوَ يريدُ أَن يستَوْهِبَهمْ. فَقَالَ بعض القومِ: وعاءُ المَرَامِي ومثَابِتُ الأفرانِ وأَدنى الجزاءِ من الصدقةِ يَعْنِي فِيمَا يُجْزِىء من الصدقةِ، فَقَالَ الأعرابيّ: يَا كِنَانَةُ ويَا أَسدُ وَيَا بكرُ أَطْعِموا من لحمِ الجَزُورِ. وَقَالَ ابْن السكّيت: كَشَط فلانٌ عنْ فرسهِ الجُلَّ وقَشَطَهُ ونضاهُ بِمعنىً واحدٍ. ك ش د كشد، كدش، شكد: مستعملة. كشد: قَالَ الليثُ: الكَشْدُ: ضربٌ من الحلْب بثلاثِ أَصابعَ. يُقَال: كَشَدَها يَكْشِدُهَا كَشْداً، وناقةٌ كَشُود وَهِي الَّتِي تحلبُ كَشْداً فَتَدرُّ.

وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن شميلٍ: الكَشْدُ والفَطْرُ والمَصْرُ: سواءٌ وَهُوَ الْحَلب بالسَّبَّابة والإِبهَام. قَالَ والكَشُودُ: الضيقةُ الإِحليل منَ النوق القصيرةُ الخِلْفِ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: الكُشُد: الكَثِيرُو الكسبِ الكادُّونَ على عيالاتهمِ الواصلونَ أَرحامهمْ، واحدُهُمْ كاشِدٌ، وكَشُودٌ وكَشَدٌ. شكد: قَالَ اللَّيْث: الشُّكْدُ بلغَة أهل الْيمن كالشُّكْرِ، يُقَال: إِنه لشَاكِرٌ شَاكِدٌ. قَالَ: والشُّكْدُ بلغتهم أَيْضا: مَا أَعْطَيت من الكُدْسِ عِنْد الكَيْلِ، وَمن الحُزَمِ عندَ الحصد. تقولُ: اسْتَشكدَني فأَشْكدْتُه. (أَبُو عبيدٍ) : سمعتُ الأمويَّ يَقُول: الشُكْدُ: الْعَطاء. وَقَالَ والشُكْمُ الجَزَاءُ، وَقد شَكدْتُه أَشْكُدُهُ. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي، مِثله، والمصدرُ: شَكْداً. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : أَشْكدَ الرجلُ إِذا اقَتنَى رَديءَ المَال، وَكَذَلِكَ أسْوَكَ وأكْوَسَ، وأَقمزَ وأَغمزَ. كدش: قَالَ اللَّيْث: الكَدْشُ: الشَّوْق، وَقد كَدَشْت إليهِ. (قلتُ) : غيّرَ الليثُ تفسيرَ الكدْش فَجعله الشَّوْقَ بالشينِ وصوابُه السَّوْقُ والطَّرْدُ بِالسِّين. يُقَال: كَدَشْتُ الإبلَ أكْدِشُها كَدْشاً إِذا طردتها. وَقَالَ رؤبة: شَلاًّ كَشلِ الطَّرَد المكْدُوش وَأما الكَدْسُ بِالسِّين: فَهُوَ إِسراعُ الْإِبِل فِي سَيْرِها، يُقَال: كدَسَتْ تكْدِسُ. ورَوَى أَبُو تُرَاب، عَن عقبَة السُّلَميّ أَنه قَالَ: كَدَشْتُ من فلانٍ شَيئاً، وَاكْتَدَشْتُ، وامْتَدَشْتُ: إِذا أَصبتَ مِنْهُ شَيْئا. ك ش ت ك ش ظ ك ش ذ: أهملت وجوهه. ك ش ث كشث: ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: الكَشُوثَاءُ: الفَقَدُ وَهُوَ الزُّحْموكُ. وَقَالَ اللَّيْث: الكَشُوثُ: نباتٌ مُجْتَثٌ لَا أَصلَ لَهُ، وَهُوَ أصفرُ يَتعلَّقُ بأَطرافِ الشَّوْكِ وغيرِه ويُجْعَلُ فِي النَّبيذِ. وَهُوَ من كَلَام أَهلِ السَّوَادِ، وَيَقُولُونَ: كَشُوثاءُ. ك ش ر كشر، كرش، شكر، شرك، رشك: مستعملة. كشر: قَالَ الليثُ: الكَشْرُ: بُدوُّ الأسنَان عِنْد التَّبسُّم، وَأنْشد: إِنَّ منَ الإخوَانِ إخوَانَ كِشْرَةٍ واخوانَ كيفَ الحالُ وَالْحَال كلُّهُ

قَالَ: والفِعْلةُ تجيءُ فِي مصدرِ فَاعل. تَقول: هاجرَ هِجرةً وعاشر عِشرةً. قَالَ: وَإِنَّمَا يكونُ هَذَا التأسيسِ فِيمَا يدْخل الإفتعالُ على تفاعلا جَمِيعًا. قَالَ: وزعمَ أَبو الدُّقيشِ: أَن الكَاشِرَ ضربٌ من البُضْع. يُقَال: باضَعَها بُضعاً كاشِراً، وَلَا يُشتَقُّ منهُ فعلٌ. ورُوِي عَن أَبي الدَّرداءِ أنَّه قَالَ: (إنَّا لنَكْشِرُ فِي وجوهِ أَقوامٍ وإنَّ قلوبنَا لتَقْلِيَهُم) أَي نتبسَّمُ فِي وُجُوههم. وَيُقَال: كَشَرَ السَّبُعُ عَن نابِه إِذا هَرَّ للخِرَاشِ، وكَشرَ فلانٌ لفلانٍ إِذا تنّمرَ لَهُ وأَوْعدَه، كأَنهُ سبعٌ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: العُنْقودُ إِذا أُكِل مَا عَلَيْهِ وأُلْقي، فَهُوَ الكَشَرُ، قَالَ: والكشَرُ: الخُبزُ اليابسُ. قَالَ وَيُقَال: كَشِرَ إِذا هَرَبَ، وكشَرَ إِذا افترَّ. كرش: رُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (الأنصارُ كَرِشي وعَيبَتِي) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو زيد يُقَال: عَلَيْهِ كرشٌ من النَّاس أَي جماعةٌ، فَكَأَنَّهُ أرادَ أنهُم جماعتي وصحابتي الَّذين أَثقُ بهم وأعتمدُ عَلَيْهِم. قَالَ، وَقَالَ الأحمرُ: همْ كَرِشٌ منثورةٌ. وَقَالَ اللَّيْث: كَرِش الرجُل: عيالُه من صغَار وَلدِه. وَيُقَال: كَرشٌ منثورةٌ أَي صبيان صغارٌ، وتزوَّجَ فلانٌ فُلانةَ فَنَثرَتْ لهُ ذَا بَطِنها وكَرِشها أَي كَثُرَ وَلَدهَا، وأَتانٌ كَرْشاءُ: ضخمةُ الخاصرَتينِ. وَيُقَال للدَّلْو المُنتفخةِ النّوَاحي: كرشاءُ، وتكَرَّشَ جلدُ وجهِ الرجُل إِذا تَقبَّضَ، وَيُقَال ذَلِك فِي كل جلدٍ. وَيُقَال للصبيِّ إِذا عظُمَ بطنُه وأخذَ فِي الأكلِ: قد اسْتكرَش. قَالَ: وَأنكر بعضهُم ذَلِك فِي الصبيّ، فَقَالَ يُقَال للصبيّ: قد اسْتَجفرَ، إِنَّمَا يُقَال: استكرَش الجَديُ، وكلُّ سَخلٍ يَسْتكرشُ حِين يعظمُ بطنُه، ويشتدُّ أكله. قَالَ: والكَرشُ لكلّ مُجْترَ، تؤنثُه الْعَرَب بِمَنْزِلَة الْمعدة للْإنْسَان، ولليربوع كرشٌ وللأرنب كرشٌ. قَالَ رؤبة: طَلْقٌ إِذا استكرشَ ذُو التكريش أَبلجُ صَدَّافٌ عَن التّحريش قَالَ شمر: استكرشَ: تقبض، وقطّب، وَعَبس. ابْن بُزُرْجَ: ثوبٌ أكْراشٌ وثوبٌ أكْباشٌ، وَهُوَ من برود الْيمن، وَبينهمْ رحم كرشاءُ أَي بعيدةٌ.

وَقَالَ غيرُه: مَا وجَدتُ إِلَى ذَلِك الْأَمر فا كَرِشٍ أَي لم أجِد إِليه سَبِيلا. وامرأةٌ كَرْشاءُ: واسعةُ الْبَطن. وَيُقَال: كَرِشَ الجِلد يَكْرَشُ كَرشاً إِذا مسَّتْه النارُ فانْزَوَى، والمُكرَّشةُ مِن طَعَام البادِين: أَنْ يُؤخذ اللَّحْم الأشْمَط فيهَرَّم تهرِيماً صِغاراً ويُقَطَّع عَلَيْهِ شحمٌ ثمَّ تُقوَّر قطعةُ كَرِشٍ من كرِش الْبَعِير ويُغسل ويُنظَّف وجهُه الأملس الَّذِي لَا فَرْثَ فِيهِ ويُجعل فِيهِ اللحمُ المُهَرَّم ويُجمَع أطرافُه ويُخَلّ عَلَيْهِ بخلالٍ وتُحفَر لَهُ إِرَةٌ ويُطْرَح فِيهَا الرِّضافُ ويوقَد عَلَيْهَا حَتَّى تَحمَى وتَحْمَرَّ فتصيرَ كالنار ثمَّ يُنَحَّى الجمرُ عَنْهَا وتُدْفَن المُكرَّشةُ فِيهَا ويُجعل فَوْقهَا مَلَّةٌ حاميةٌ ثمَّ يوقَد فَوْقهَا بحطبٍ جزْلٍ ثمَّ يُترك حَتَّى يَنْضَج فتَخرج وَقد طابت وَصَارَت كالقطعة الْوَاحِدَة فتُؤكل طيِّبة. يُقَال: كَرّشوا لنا تَكْرِيشاً. والكَرِشُ من نَبَات الرِّياض والقِيعانِ أَنْجَعُ مَرتعٍ وأمرؤه تَسْمَنُ عَلَيْهِ الْإِبِل وتغزُرُ، وَكَذَلِكَ الخيلُ تَسمنُ عَلَيْهِ يَنْبُتُ فِي الشتَاء ويَهِيجُ فِي الصَّيف. شكر: قَالَ اللَّيْث: الشُّكْرُ: عِرفانُ الإحسانِ ونَشرُه، وحَمْدُ مُوليهِ، وَهُوَ الشُّكور أَيْضا، والشُّكُورُ من الدَّوابِّ: مَا يكفيهِ للسِّمَنِ العلفُ القليلُ، والشَّكِرَةُ من الحَلائِبِ: الَّتِي تصيبُ حظّاً من بقلٍ أَو مرعًى فتغْزُرُ عَلَيْهِ بعد قلةِ لبنٍ. وإِذا نزلَ القومُ منزلا فأصابتْ نَعَمُهُمْ شَيْئا من البُقول فَدَرَّتْ، قيل: أَشْكَرَ القومُ، وإِنهم ليحتلِبُونَ شَكْرَةً جَزْم، وَقد شَكِرَتِ الحَلُوبَةُ شَكَراً، وَأنْشد: نَضْرِبُ دِرَّاتِهَا إِذا شَكِرَتْ بأَقْطِهَا والرِّخَاَف نسلؤها والرَّخْفَةُ: الزُّبْدَةُ، والشَّكِيرُ من الشَّعرِ والنباتِ: مَا يَنْبُت من الشَّعر بَين الضفائرِ، والجميعُ: الشُّكُرُ. وَأنْشد: وبيْنَا الْفَتى يَهْتَزُّ للعَين نَاضِراً كَعُسْلُوجَةٍ يَهْتزُّ مِنْهَا شَكِيرُها (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الشَّكِيرُ: مَا ينبتُ فِي أصلِ الشجرِ من الورقِ لَيْسَ بالكِبار، والشكيرُ من الفَرْخِ: الزَّغَبُ. (سَلمَة عَن الْفراء) : يُقَال: شَكِرَتِ الشجرةُ وأَشْكَرَت إِذا خرج فِيهَا الشَّيْء. وَحدثنَا مُحَمَّد بنُ إِسْحَاق، قَالَ: حَدثنَا يعقوبُ الدَّوْرَقِيُّ، قَالَ: حَدثنَا الحارثُ بن مُرَارَةَ الحنفيُّ، قَالَ: حَدثنَا الْمَأْثُور بن سِرَاج بن مَجَّاعَةَ، وطريفُ بن سلاَمة بن نوحِ بن مَجَّاعَةَ والأَفْوَاقُ بنت الأغرِّ أَن مَجَّاعَةَ أَتَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ قَائِلهمْ:

ومَجَّاعُ اليَمَامَةِ قد أَتَانَا يُخَبِّرُنَا بِمَا قَالَ الرَّسُولُ فأعطينا المَقَادَة واستقمنا وكانَ المَرْء يسْمَعُ مَا يقولُ فأَقْطَعَهُ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وكتبَ لَهُ بذلك كتابا: بِسم الله الرحمان الرَّحِيم هَذَا كتابٌ كتبه محمدٌ رسولُ الله لمَجَّاعَة بن مُرارةَ بن سُلمى: أَنِّي أقطعْتُكَ الفَوْرَة وعَوَانةَ من العَرَمَةِ والحُبَلِ فَمن حاجَّك فإِليَّ. قَالَ: فَلَمَّا قُبِضَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وفَدَ على أبي بكرٍ فأَقطعهِ الخِضْرِمَة ثمَّ وفدَ على عمر فأقطعهُ الريا بِالحَجْرِ. ثمَّ إِن هلالَ بن سراجِ بن مَجَّاعة وَفد إِلَى عُمر بن عبد الْعَزِيز بِكِتَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعدَما استُخلف فأَخذهُ عمر فقبَّله وَوَضعه على عَيْنَيْهِ ومَسَحَ بِهِ وجههُ رجاءَ أَن يصيبَ وجههُ موضِعَ يَدِ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَسَمَرَ عِنْده هِلالٌ لَيْلَة فَقَالَ لَهُ: يَا هلالُ، أَبَقِيَ من كهُولِ بني مَجَّاعَةَ أَحَدٌ؟ قَالَ: نعمْ وشَكِيرٌ كثيرٌ. فَضَحِك عمر، وَقَالَ: كلِمَةٌ عربيةٌ، قَالَ، فَقَالَ جُلَساؤهُ: وَمَا الشَّكِيرُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ؟ قَالَ: أَلمْ ترَ إِلَى الزَّرْعِ إِذا زَكا فأَخرجَ فنبتَ فِي أُصُوله فذلكم الشّكِيرُ، ثمَّ أجازهُ وَأَعْطَاهُ وأكرمه وَأَعْطَاهُ فِي فرائضِ العِيَال، والمُقَاتِلَة. (قلت) : أَرَادَ بقوله: وشكِيرٌ كثيرٌ أَي ذريةٌ صغارٌ شبههم بشكِيرِ الزَّرْع وَهُوَ مَا نبتَ مِنْهُ صغَارًا فِي أُصُوله. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) قَالَ: الشّكِرَةُ: الممتلئةُ الضّرْع من النُّوقِ. وَقَالَ الحُطَيْئَةُ يصف إبِلا غزاراً: إِذا لم يكن إلاّ الأمالِيسُ أصبحتْ لَهَا حُلَّقٌ ضَرَّاتُها شَكِرَات قَالَ العجاج يصف رِكاباً أَجْهضت أولادَها: والشّدَ نِيّاتُ يُسَاقِطْنَ النُّعَرْ حُوصَ العيونِ مُجْهِضَاتٍ مَا استَطَرْ منهنَّ إتمامُ شكيرٍ فاشْتَكَرْ مَا استطرَّ من الطر يُقَال طرَّ شعره أَي نبت، وطر شَاربه مثله يَقُول: مَا استطر مِنْهُم إتْمَام يَعْنِي بُلُوغ التَّمام والشكير: مَا نبت صَغِيرا فأشكر صَار شكيراً. بِحَاجِبٍ وَلَا قَفَاً وَلَا أَزْبَأَرّ مِنْهُنَّ سيساء وَلَا استغشى الْوَبر (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : اشْتَكَرَتِ السَّماءُ وحَفَلتْ واغْبَرَّت، كل ذَلِك من حِين يجدُّ وقعُ مطرِها ويشتدُّ. وَأنْشد غَيره لامرىء الْقَيْس: فترى الوَدَّ إِذا مَا أشْجَذَتْ وتُوَاريه إِذا مَا تَشْتَكِر واشتكرت الريحُ إِذا اشتدَّ هُبُوبُها. وَقَالَ ابْن أَحْمَر:

المُطْعِمُونَ إِذا ريحُ الشِّتَا اشتكرت والطّاعِنُون إِذا مَا استلحمَ البطلُ واشتكَرَ الحرُّ والبردُ كَذَلِك. وَقَالَ الشَّاعِر: غَداةَ الخِمْسِ واشْتكرَتْ حَرُورٌ كأنّ أَجيجَها وهَجُ الصِّلاءِ وشَكْرُ الْمَرْأَة: فرجُها. وَمِنْه قَول يحيى بن يعمَرَ لرجلٍ خاصَمته إِليه امرأتُهُ فِي مَالهَا مَهْرِها (أَإِنْ سأَلَتْك ثَمنَ شكرِها وشَبْرِكَ أَنشأَتَ تَطُلُّها وتَضْهَلُهَا) . وَقَالَ الشَّاعِر يصف امْرَأَة أنْشدهُ ابْن السّكيت: صَنَاعٌ بإشفَاها حَصانٌ بشكرها جوادٌ بزادِ الرّكب والعِرقُ زاخرُ وَيُقَال للفِدْرة من اللَّحْم إِذا كَانَت سَمِينَة: شَكْرَى. قَالَ الرَّاعي: تَبيتُ المحالُ الغُرُّفى حَجَراتها شكارَى مَرَاها ماؤُها وحديدها أَرَادَ بحديدها مِغْرَفَةً من الْحَدِيد تُساط القدرُ بهَا وتُغْتَرَفُ بهَا إِهالتها. وَقَالَ أَبُو سعيد يُقَال: فاتحْتُ فلَانا الحديثَ وكاشرتُهُ بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ: وشاكرتُه: أريتُه أنِّي لهُ شاكرٌ. وَقَالَ اللَّيْث: يَشْكُرُ: قبيلةٌ من رَبيعةَ. وشاكر: قبيلةٌ من هَمْدَانَ فِي الْيمن. (عَمْرو عَن أَبِيه) : الشِّكارُ: فروجُ النساءٍ وَاحِدهَا: شَكْرٌ. والشَّكورُ من أسماءِ الله جلّ وعزّ مَعْنَاهُ أَنه يزكو عِنْده القليلُ من أَعمال الْعباد فيُضَاعفُ لَهُم بِهِ الْجَزَاء. قَالَ ذَلِك أَبُو إسحاقَ الزَّجاجُ. وَأما الشكورُ من عباد الله فَهُوَ الَّذِي يجتهدُ فِي شكر ربِّه بِطَاعَتِهِ وأدائه مَا وُظِّفَ عَلَيْهِ من عِبَادَته. قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْءَالَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ} (سبأ: 13) نُصِبَ قَوْله شكرا لِأَنَّهُ مفعولٌ لَهُ كَأَنَّهُ قَالَ: اعْمَلُوا للَّهِ شكرا، وَإِن شِئْت كَانَ مَنْصُوبًا على أَنه مصدرٌ مؤكدٌ. وعشبٌ مَشْكَرَةٌ: مَغْزَرةٌ للبن. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : المِشكارُ من النُّوقِ: الَّتِي تغزُرُ فِي الصَّيف وتنقطعُ فِي الشِّتاء وَالَّتِي يَدُوم لَبَنها سنتها كلهَا، يُقَال لَهَا: رَفُودٌ، ومَكودٌ، ووَشولٌ، وصفيٌّ. شرك: قَالَ الله جلّ وعزّ مُخْبِراً عَن عَبده لُقمانَ الْحَكِيم أنهُ قَالَ لِابْنِهِ: {وَهُوَ يَعِظُهُ ياَبُنَىَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ} (لُقْمَان: 13) والشرك: أَن تجْعَل لله شَرِيكا فِي رُبُوبيَّته، تَعَالَى الله عَن الشُّركاءِ والأنداد، وَإِنَّمَا دخلت الباءُ فِي قَوْله: {يَعِظُهُ ياَبُنَىَّ لاَ} لِأَن مَعْنَاهُ لَا تعدل بِهِ غَيره فتجعلَه شَرِيكا لَهُ، وَكَذَلِكَ قولُهُ:

{بِمَآ أَشْرَكُواْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً} (آل عمرَان: 151) لِأَن مَعْنَاهُ عدلوا بِهِ، وَمن عدل بِاللَّه شَيْئا من خلقه فَهُوَ مشركٌ لِأَن الله واحدٌ لَا شريكَ لَهُ وَلَا ندَّ وَلَا نديد. وَقَالَ اللَّيْث: الشِّرْكةُ: مُخالطة الشَّرِيكين. يقالُ: اشْتَركْنَا بِمَعْنى تَشاركنا وَجمع الشَّرِيكِ: شُرَكاءُ، وأشراكٌ. وَقَالَ لبيد: تَطِيرُ عَدَائِدُ الأشْرَاكِ شَفْعاً وَوِتراً والزَّعامةُ لِلْغُلامِ يُقَال: شَرِيكٌ وأشْرَاكٌ كَمَا قَالُوا: يتيمٌ وأيتامٌ، ونصيرٌ وأنصارٌ، والأشراكُ أَيْضا جمع الشِّرْكِ، وَهُوَ النصيبُ كَمَا يُقَال: قِسمٌ وأقسامٌ، فَإِن شِئْت جعلت الأشْرَاكَ فِي بَيت لبيد جمع شريكٍ، وَإِن شِئْت جعلته جمع شِرْكٍ وَهُوَ النصيبُ. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: هَذِه شَرِيكَتِي، وَيُقَال فِي الْمُصَاهَرَة: رَغِبنا فِي شِرْكِكُم، أَي فِي مصاهرتكُم. قلتُ: وسمعتُ بعض الْعَرَب يَقُول: فلانٌ شَرِيك فلانٍ إِذا تزوَّج بابنتِه أَو بأخته، وَهُوَ الَّذِي يُسَمِّيه الناسُ: الخَتَنَ. قلت: وَامْرَأَة الرجلِ: شريكتُه؛ وَهِي جارَتُه، وَزوجهَا جارُها وَهَذَا يدلُّ على أنَّ الشَّرِيكَ جارٌ وَأَنه أقرب الْجِيرَان. وَقَالَ اللَّيْث الشِّرَاكُ: سَيْرُ النَّعْل. (أَبُو عبيد عَن أبي زيد) : يُقَال مِنَ الشِّرَاكِ: شرَّكْت النَّعْلَ وأشْرَكْتها إِذا جعلتَ لَهَا شِرَاكاً. وَقَالَ ابْن بُزُرْجَ: شَرِكَتِ النَّعّلُ وشَسِعَتْ وزَمَّت إِذا انْقَطع كلُّ ذَلِك مِنْهَا. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : الْزَمْ شَرَكَ الطَّرِيق، الواحدةُ: شَرَكةٌ، وَهِي أَنْسَاعُ الطَّرِيق. وَقَالَ غَيره: هِيَ أخاديدُ الطَّرِيق، ومعناهما واحدٌ، وَهِي مَا حَفرت الدَّوابُّ بقوائمها فِي مَتْنِ الطَّرِيق، شَرَكةٌ هاهُنا، وَأُخْرَى بِجَنْبِها. وَقَالَ شمر: أُمُّ الطَّرِيق، مُعظمُه وبُنَيَّاتُه: أشْرَاكٌ صغارٌ تتشعَّبُ عَنهُ ثمَّ تَنْقَطِع. (الْأَصْمَعِي) : يُقَال: لطَمهُ لطْماً شُرَكِيّاً أَي مُتَتَابِعًا، ولطمهُ لطمَ المُتَنَقِّشِ وَهُوَ الْبَعِير تدخلُ فِي يَده الشَّوْكةُ فيضرِبُ بهَا الأَرْض ضربا شَدِيدا، فَهُوَ حِينَئِذٍ مُتَنَقشٌ. وَقَالَ: وماءٌ لَيْسَ فِيهِ أشْرَاكٌ أَي لَيْسَ فِيهِ شُرَكاءُ، وَاحِدهَا شِرْكٌ. قَالَ: وَرَأَيْت فلَانا مُشْتَرَكاً إِذا كَانَ يُحَدِّث نَفسه أَي أَن رَأْيه مُشترَكٌ لَيْسَ بواحدٍ. وَيُقَال: الكلأُ فِي بني فلانٍ شُرُكٌ أَي طرائقُ، وَاحِدهَا شِرَاكٌ، وَيُقَال: شَرَكهُ فِي الْأَمر يَشْرَكُهُ: إِذا دخل مَعَه فِيهِ، وأشْرَكَ فلانٌ فلَانا فِي البيع إِذا أدخلهُ مَعَ نَفسه فِيهِ. وَقَالَ اللَّيْث: شَرَكُ الصَّائدِ: حِبالته يرتبكُ

فِيهَا الصَّيد، والواحدة شَرَكةٌ. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (النَّاس شُرَكاءُ فِي ثلاثٍ: الكَلأِ والماءِ والنّارِ) . قلت: وَمعنى النَّار: الحطبُ الَّذِي يُسْتَوْقَدُ بِهِ، وَيُؤْخَذ من عَفْوِ البلادِ، وَكَذَلِكَ الماءُ الَّذِي يَنْبُعُ من منبعٍ غير مملوكٍ، والكلأ الَّذِي منبته غير مَمْلُوك وَالنَّاس فِيهِ مُسْتَوُون، وَالْفَرِيضَة الَّتِي تسَمَّى المُشْتَرَكةَ، وَهِي زوجٌ وأمٌ وأخوانِ لأُمَ وأخوانِ لأبٍ وأُمٍ، للزَّوْج النّصْف، وللأُم السُّدس، وللأَخوين للأُم الثُّلُث ويَشْرَكُهُم بَنو الْأَب وَالأُم، لِأَن الْأَب لمَّا سَقَط سَقَطَ حُكْمه، وَكَانَ كمن لم يكن، وصاروا بني أُمَ مَعًا، وَهَذَا قَول زيد بن ثَابت، وَكَانَ عمرُ حَكَم فِيهَا بِأَن جعل الثُّلُث للإخوة للْأُم وَلم يَجْعَل للإخوة للأَب وَالأُم شَيْئا فَرَاجعه فِي ذَلِك الإِخوة للأَب وَالأُم، وَقَالُوا لَهُ: هَبْ أَبَانَا كَانَ حِماراً فأشركنا بِقرَابَة أُمِّنا، فأَشرك بَينهم فسمِّيت الْفَرِيضَة مُشَرَّكةً. وَقَالَ اللَّيْث: هِيَ المُشْتَرَكةُ. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس فِي قَول الله جلَّ وعزَّ: {وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ} (النَّحْل: 100) مَعْنَاهُ: الَّذين صَارُوا مُشْرِكين بطاعتهم للشَّيْطَان وَلَيْسَ الْمَعْنى أَنهم آمنُوا بِاللَّه وأشركوا بالشيطان، وَلَكِن عَبدوا الله وعبدوا مَعَه الشَّيْطَان فصاروا بذلك مُشركين لَيْسَ أَنهم أشركوا بالشيطان وآمنوا بِاللَّه وَحده، رَوَاهُ عَنهُ أَبُو عمرَ الزَّاهِد. قَالَ: وعرضتُه على المُبَرّد: فَقَالَ: مُتْلَئِبٌّ صحيحٌ. رشك: قَالَ اللَّيْث: الرّشْكُ اسْم رجلٍ يُقَال لَهُ يزيدُ الرِّشْك، وَكَانَ أحسبَ أهلِ زَمَانه، فَكَانَ الحسنُ البصريُّ إِذا سُئِل عَن حِسَاب فَرِيضَة قَالَ: علينا بيانُ السِّهام وعَلَى يزيدَ الرِّشْكِ الحسابُ. قلت: مَا أرى الرِّشْكَ عَرَبيا وَأرَاهُ لقباً لَا أصل لَهُ فِي العربيَّة. ك ش ل استُعمل من وجوهها: شكل، كشل: (مستعملان) . كشل: قَالَ اللَّيْث: الكَوْشَلَةُ: الفَيْشَلَةُ الضخمة، وَهِي الكَوْش والفَيْشُ. قلت: الْمَعْرُوف الكَوْسَلَة بِالسِّين فِي الفَيشةِ، ولعلَّ السِّين فِيهَا لغةٌ، فإِن الشين عاقَبَتِ السينَ فِي حروفٍ كَثِيرَة مِنْهَا الرَّوْشَمُ والرَّوْسَمُ، وَمِنْهَا التَّسْمِيرُ والتَّشْمِيرُ بِمَعْنى الْإِرْسَال، وَمِنْهَا تَشْمِيتُ العاطِس وتَسْمِيتُه، والسَّوْدَقُ والشَّوْذَق والسُّدْفَةُ والشُّدْفَةُ. شكل: (أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه) : فِي فلانٍ شَبَهٌ من أَبِيه وشَكْلٌ وأَشْكَلَةٌ، وشُكْلَةٌ وشاكلٌ ومشاكلةٌ.

وَقَالَ الفرّاء فِي قَوْله جلَّ وعزَّ: { (وَغَسَّاقٌ وَءَاخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ} (ص: 58) قَرَأَ الناسُ وآخَرُ إِلَّا مُجاهداً فَإِنَّهُ قَرَأَ: (وأُخر من شكله) . وَقَالَ الزّجَّاج: من قَرَأَ: { (وَغَسَّاقٌ وَءَاخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ} فآخَر عطفٌ على قولِه: {فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ} أَي وعذابٌ آخر مِن شكله أَي من مثل ذَلِك الأول. وَمن قَرَأَ (وأُخَرُ مِن شكِله) فَالْمَعْنى وأنواعٌ أُخَر من شكله، لِأَن معنى قَوْله أَزوَاج: أَنْوَاع. وَقَالَ اللَّيْث: الشِّكْلُ: غُنْجُ الْمَرْأَة وحُسنُ دَلِّها. يُقَال: إِنَّهَا شَكِلَةٌ مُشَكَّلةٌ: حَسنةُ الشِّكل. قَالَ: الشَّكلُ: المِثل، تقولُ هَذَا على شكلِ هَذَا أَي على مِثَاله، وفلانٌ شكلُ فلانٍ أَي مثله فِي حالاتِه. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أبي الْعَبَّاس أَنه قَالَ: الشَّكلُ: المِثلُ، والشِّكلُ: الدَّلُّ، ويجوزُ هَذَا فِي هَذَا، وَهَذَا فِي هَذَا. قَالَ، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الشَّكْلُ: ضربٌ من النَّبَات أصفرُ وأحمرُ. وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله تَعَالَى: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} (الْإِسْرَاء: 84) . قَالَ: الشاكِلة: الناحيةُ والطَّريقةُ والجَدِيلة. وَقَالَ الزَّجاج: يُقَال: هَذَا طريقٌ ذُو شَوَاكِلَ، أَي تَتشعَّبُ مِنْهُ طُرقٌ جَماعةٌ. وَقَالَ الأخْفَشُ: (على شاكِلته) أَي على ناحيته وخَلِيقَتِه. قَالَ، وَيُقَال: هَذَا مِن شَكل هَذَا أَي مِن ضَرْبه وَنَحْوه. وأمَّا الشِّكل للْمَرْأَة: فَمَا تتحسَّن بِهِ من الغُنْجِ. (سَلَمةُ عَن الفرّاء) قَالَ: الشَّوْكَلَةُ: الرَّجَّالةُ، والشَّوْكلَة: الناحِيَةُ، والشَوْكلة: العَوْسَجة. وَقَالَ اللَّيْث: الأَشْكَلُ فِي ألْوان الإِبل والغَنم ونحوِه: أَن يَكون مَعَ السوادِ غُبْرَةٌ وحُمْرَةٌ، كَأَنَّهُ قد أَشكَلَ عَلَيْك لَوْنُه، وَتقول فِي غير ذَلِك من الألوان إِن فِيهِ لشُكْلَةً من لَوْن كَذَا وَكَذَا، كقولكَ أَسمَرُ فِيهِ شُكْلَةٌ من سوادٍ، والأشكلُ فِي سَائِر الْأَشْيَاء: بياضٌ وحُمْرَةٌ قد اختلَطَا. قَالَ ذُو الرُّمّة: يَنْفَحْنَ أشكَلَ مَخْلوطاً تَقَمَّصَهُ مَنَاخِرُ العَجْرَ فِيَّاتِ المَلاَجِيجِ جمع مِلجاج تلج فِي هديرها. وَقَالَ جَرِيرٌ يُنكِرُ الدّماء: فَمَا زالَت القَتْلى تمورُ دماؤُها بدِجْلةَ حَتَّى ماءُ دِجْلةَ أشْكَلُ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الأشكلُ فِيهِ بياضٌ وحُمرةٌ.

(ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ) : الضَّبُعُ فِيهَا غُثْرَةٌ وشُكْلَةٌ لَوْنان فِيهِ سوادٌ وصُفرةٌ سَمِجَةٌ. وَقَالَ شمر: الشُّكْلة: الحُمْرَةُ تختلط بالبياض، وَهَذَا شيءٌ أشكلُ. وَمِنْه قيل لِلْأَمْرِ المشتبِه: مُشْكِلٌ. (المنذريُّ، عَن الصَّيْداوِيّ عَن الرِّياشِيِّ) يُقَال: أشكَل عَلَيَّ الْأَمر إِذا اخْتَلَط. وَيقال: شَكَلْتُ الطيرَ، وشكَلتُ الدّابة. (سَلمة عَن الفرّاء) قَالَ: أَشكلَتْ عَلَيَّ الأخبارُ وأَحْكلَتْ بِمَعْنى واحدٍ. وَقَالَ ابْن الأنباريّ: أَشكلَ عَلَيَّ الأمرُ أَي اختَلط، والأشكلُ عِنْد الْعَرَب: اللونانِ المختلطان. وَقَالَ: فِي قَوْله فِي صفة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (سَأَلته عَن شَكْلِه) ، قَالَ: مَعْنَاهُ عَمَّا يشاكلُ أفعالَه. وَفِي حَدِيث عليَ رَضِي الله عَنهُ فِي صفة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (فِي عَينيه شُكْلَةٌ) . قَالَ أَبُو عبيد: الشُّكلةُ كَهَيئَةِ الحُمْرة تكون فِي بَيَاض الْعين، فَإِذا كَانَت فِي سَواد الْعين حُمرةٌ فَهِيَ شُهْلةٌ. وَأنْشد: وَلَا عيبَ فِيهَا غيرَ شُكْلةِ عينِها كذاكَ عِتاقُ الطيْرِ شُكْلٌ عيونُها قَالَ شمر: عتاق الطير هِيَ الصقور والبزاة، وَلَا تُوصَف بالحُمرِة، وَلَكِن تُوصَف بزرقة الْعين وشهلتها. قَالَ: ورُوِي هَذَا الْبَيْت: شهلة عينهَا. قَالَ وَقَالَ غير أبي عبيدٍ: الشكلة فِي الْعين: الصُّفْرَة الَّتِي تخالط بَيَاض الْعين الَّتِي حَوْلَ الحَدَقة على صفة عين الصَّقْر، ثمَّ قَالَ: وَلَكنَّا لم نسْمع الشكلة إِلاّ فِي الْحمرَة، وَلم نسمعها فِي الصُّفْرَة. وَأنْشد: وَنحن حَفزْنا الحَوْفزانَ بطعنة سقتْه نجيعاً مِن دم الْجوف أَشكلا قَالَ: فَهُوَ هَا هُنَا حُمرةٌ لَا شكّ فِيهِ. قَالَ: ورَوَى أَبُو عدنان عَن الْأَصْمَعِي، يُقَال: فِي عينه شكْلَة، وَهِي حُمرةٌ تخالط الْبيَاض. وَقَالَ اللَّيْث الأشكالُ: الْأُمُور والحَوائجُ المختلفةُ فِيمَا يُتكلَّفُ مِنْهَا ويُهتمُّ لَهَا وَأنْشد للعجاج: وتَخلُجُ الأشكالُ دونَ الأشكالْ (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) يُقَال: لنَا قِبلَ فُلانٍ أَشْكَلَةٌ وَهِي الحاجةُ. وَقَالَ (ابْن الْأَعرَابِي) يُقَال للحاجةِ: أشْكَلَةٌ، وشَاكلَةٌ وشَوْكَلاءُ ونَوَاةٌ، بِمَعْنى واحدٍ. وَقَالَ أَبو زيد: نَعْجَةٌ شَكْلاَءُ إِذا ابْيَضَّتْ شَاكلتَاها، وسَائرُهَا أَسْوَدُ. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّاكلتَانِ: ظَاهِرُ الطِّفْطِفَتَيْن

من لَدُنْ مَبْلغِ القُصَيْرَى إِلى حَرْفِ الحَرْقَفَةِ من جانِبَي البَطْنِ. قَالَ: والمشَاكِلُ من الأمورِ: مَا وَافَقَ فَاعِلَهُ ونَظِيرَهُ. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَرِهَ الشِكَالَ فِي الخَيْلِ. قَالَ أَبُو عبيد يَعْنِي أَنْ تكون ثلاثُ قَوَائمَ مِنْهُ مُحَجَّلةً وَوَاحِدَةٌ مُطْلَقَةً وإنَّمَا أُخِذَ هَذَا من الشِّكالِ الَّذِي يُشْكَلُ بهِ الخَيْلُ، شُبِّهَ بهِ لأنَّ الشِّكالَ إِنما يكوُن فِي ثلاثِ قَوائم أَو أَنْ تكونَ الثَّلاَثُ مُطْلَقَةً ورِجْلٌ مُحَجَّلةٌ، وَلَيْسَ يكون الشِّكالُ إِلاَّ فِي الرِّجلِ، وَلَا يكون فِي اليَدِ. وروى أَبُو الْعَبَّاس ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أنهُ قَالَ: الشِّكالُ: أَنْ يكون البَيَاضُ فِي يُمنَى يَدَيْهِ وَفِي يُمنَى رِجْلَيْهِ. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس وَقَالَ آخرُ: الشكالُ: أَنْ يكون البَيَاضُ فِي يُسْرَى يَديهِ وَفِي يُسْرَى رِجْلَيْهِ. وَقَالَ آخر: الشِّكالُ: أَنْ يكون البَيَاضُ فِي يَديهِ حَسْبُ. وَقَالَ آخرُ: الشِّكالُ: أَن يكون البَياَضُ فِي يَديَهِ وَفِي إِحْدَى رِجْليهِ. وَقَالَ آخرُ: الشِّكالُ: أَنْ يكون البَيَاضُ فِي رِجليهِ وَفِي إِحدى يَديهِ. (قلت) : وروى أَبُو قَتادة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (خَيْرٌ الخَيْلُ الأَدْهَمُ الأَقْرَحُ المحجَّلُ الثَّلاَثِ طَلْقُ اليمنَى أَوْ كميْتٌ مثلُه) . (قلت) : والأَقْرَحُ الَّذِي غُرَّتُهُ صَغيرةٌ بَين عَيْنَيْهِ، وَقَوله: طَلْقُ الْيُمْنَى: لَيْسَ فِيهَا من البَيَاضِ شيءٌ، والمحجَّلُ الثَّلاثِ: الَّتِي فِيهَا بَيَاضٌ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الشِّكالُ أَن يكون بَيَاضُ التّحْجِيلِ فِي رِجْلٍ واحدةٍ ويَدٍ من خِلافٍ، قَلَّ البَيَاضُ أَوْ كَثُرَ، وَهُوَ فَرَسٌ مَشْكُولٌ. وَقَالَ شمر عَن عبد الْغفار عَن أبي عُبَيْدَة قَالَ: إِذا كَانَ البَيَاضُ بيدٍ ورجْلٍ من خلافٍ قَلَّ أَوْ كثُرَ فَهُوَ مَشكُولٌ. وَقَالَ غَيره: الأشْكالُ: حُلِيٌّ يشاكلُ بَعْضهَا بَعْضًا يُقَرَّطُ بهَا النِّساءُ، وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: سَمِعْت مِنْ صَلاَصِلِ الأشْكالِ أَدْباً عَلَى لَبَّاتِها الحَوَالِي هَزَّ السَّنَا فِي لَيْلَةِ الشَّمالِ (أَبُو حَاتِم) : شَكَلْتُ الكِتابَ أشْكُلُهُ فَهُوَ مَشْكُولٌ إِذا قَيَّدْتَهُ. قَالَ: وأَعْجَمْتُ الكتابَ إِذا نَقَطْتَه، وحَرْفٌ مُشِكلٌ: مُشتَبِهٌ مُلْتَبِسٌ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: الشَّاكِلُ: البَيَّاضُ الَّذِي بَين الصُّدْغِ والأُذُنِ، وحُكيَ عَن بعضِ التَابعينَ أَنه أوْصى رَجُلاً فِي طَهَارَتِهِ فَقَالَ: تَفقُدِ المَنْشَلَةَ والمَغْفَلةَ والرَّوْمَ والفَنِيكَينِ والشَّاكلَ والشَّجْرَ. قَالَ: المْغَفَلَةُ: العَنْفَقةُ نفسُها، والرَّوْمُ:

شَحْمَةُ الأُذُنِ، والمَنْشَلَةُ: مَوْضِعُ حَلْقَةِ الخاتَمِ. ك ش ن كنش، نكش: (مستعملان) . نكش: قَالَ اللَّيْث: النّكْشُ: الأتْيُ على الشيءِ والفَراَغُ مِنْهُ، تقولُ: انْتَهوا إِلَى عُشْبٍ فنَكَشُوهُ أَي أَتَوْا عَلَيْهِ وحَفَرُواَ بِئْرا فَمَا نَكشُوا مِنْهَا بَعدُ أَي مَا فَرَغُوا مِنْهَا. وَقَالَ أَبُو مَنْصُور: لم يجوِّد اللَّيْث فِي تَفْسِير النكش. وَقَالَ غَيره: النكشُ: أنْ يُسْتَقَى من الْبِئْر حَتَّى تُنْزَحَ. وروى أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي أَنه قَالَ: هَذِه بئرٌ مَا تُنْكَشُ أَي مَا تُنزْحُ. قَالَ وَقَالَ رجلٌ من قُرَيْش فِي عليِّ بن أبي طَالب: عِنْده شَجاعَةٌ لَا تُنْكشُ. كنش: (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الكنْشُ: أَنْ يَأْخذَ الرَّجُلُ المِسْوَاكَ فَيُليِّنَ رأْسَهُ بعد خُشُونَتِهِ، يُقَال: قد كَنَشَهُ بعد خُشُونَةٍ. قَالَ: والكنْشُ: فَتْلُ الأكْسيَة. ك ش ف اسْتعْمل من وجوهه: (كشف) . كشف: قَالَ اللَّيْث: الكشْف: رَفْعُكَ شَيْئا عمَّا يُواريهِ ويُغَطِّيهِ. والكشفُ: مَصدرُ الأكْشَفِ، والكشَفَةُ الاسمُ، وَهِي دائرةٌ فِي قُصاصِ الناصيةِ، وربمَا كَانَت شَعرات تَنْبُتُ صُعُداً وَلم تكنْ دَائِرَة فَهِيَ كَشَفةٌ يُتشَاءَمُ بهَا. قَالَ: والكَشُوفُ من الْإِبِل: الَّتِي يَضربهَا الفَحْلُ وَهِي حَامِل، ومصدرهُ: الكِشافُ. (قلت) : هَذَا التفسيرُ خطأُ، والكِشافُ: أَنْ يُحمَل على النّاقةِ بعد نِتَاجِهَا وَهِي عائِذٌ قد وَضعتْ حَدِيثا. وروى أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ: إِذا حُمِلَ عَلَى النَّاقةِ سَنتَيْن مُتَواليَتَيْن فذاكَ الكشَافُ، وَهِي ناقةٌ كشوفٌ. (قلت) : وأَجودُ نِتاجِ الْإِبِل: أَن يضربَها الفَحْل فَإِذا نُتِجت تُركتْ سَنَةً لَا يضْربهَا الفحْلُ فَإِذا فُصِل عَنْهَا فصيلها وَذَلِكَ عِنْد تَمام السّنة من يَوْم نِتاجها أُرسِلَ الفحْلُ فِي الْإِبِل الَّتِي هِيَ فِيهَا فيضربها فَإِذا لم تجمَّ سنة بعد نِتاجهَا كَانَ أَقلَّ لِلبَنِهَا. وأَضعف لولدها، وأَنْهك لقُوَّتها وطِرْقها، وَمن هَذَا قَول زُهَيْر فِي حرْبٍ امْتَدَّتْ أَيَّامُها. فتعرُككُم عَرْكَ الرَّحَا بثِفَالها وتَلْقَحْ كشافاً ثمَّ تُنتَجْ فتُتئم فَضرب لقاحها كشافاً بحدثان نتاجها، وإتآمها مثلا بِشدَّة الْحَرْب ودوامها. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أَكْشَفَ القومُ إِذا صَارَت إبلهمْ كُشُفاً، الْوَاحِدَة: كَشوف فِي الحَمْل. (أَبُو عبيد عَن أبي زيد) : الأكْشَفُ: الَّذِي

لَا تُرْسَ مَعَه فِي الْحَرْب. وَقَالَ غَيره: أَكْشفَ الرجلُ إكشافاً إِذا ضحك فانقلبتْ شفتُه حَتَّى تبدوَ دَراَدِرُه. ك ش ب كشب، كَبْش، شكب، شَبكَ، بشك: (مستعملة) . كشب: قَالَ اللَّيْث: الكَشْبُ: شدَّة أَكلِ اللَّحْم وَنَحْوه. وَقَالَ الراجز: ثمَّ ظَلِلْنَا فِي شِوَاءٍ رُعْبَبُهْ مُلَهْوَج مِثْل الكُشَى نُكَشِّبُه وكشب: اسْم جبل فِي الْبَادِيَة. كَبْش: قَالَ اللَّيْث: إِذا أَثْنَى الحَمَل فقد صَار كَبْشاً، وكَبشُ الكتيبةِ: قائدُها. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الحَرّاني عَن ابْن السّكيت قَالَ: يُقَال: بلد قِفَارٌ كَمَا يُقَال: بُرْمة أَعْشارٌ وثوب أكْباشٌ، وَهِي ضُرُوب من بُرُودِ الْيمن، وثوب شَمارق، وشَبَارق إِذا تمزق. قَالَ الْأَزْهَرِي: هَكَذَا أَقْرَأنيه المنذريُّ: ثوب أكباش بِالْكَاف والشين، وَلست أحفظه لغيره. وَقَالَ ابْن بُزُرْجَ: ثوب أكْراشٌ، وثوب أكباش، وَهَذَا من برُود الْيمن، وَقد صَحَّ الْآن أكباشٌ. وكُبيْشَةُ: اسْم امْرَأَة، كَأَنَّهُ تصغيرُ كَبْشَة، وَكَانَ مشرِكو مَكَّة يَقُولُونَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ابْن أبي كَبْشةَ، وَقيل: إِن ابْن أبي كَبْشَة كَانَ رجلا من خُزاعةَ خالفَ قرَيشاً فِي عبَادَة الْأَوْثَان، وعَبَدَ الشِّعْرَى العَبُورَ، فشبهوا النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام بِهِ، وَمَعْنَاهُ أَنه خالفَهم كَمَا خالفهم ابْن أبي كَبْشَة. وَقَالَ آخَرُونَ: أَبُو كبشةَ: كنيةُ وَهْبِ بن عبد منَاف جدِّ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام مِن قِبَلِ أمِّه، فنسب إِلَيْهِ لِأَنَّهُ كَانَ نزعَ إِلَيْهِ فِي الشَّبَهِ. شَبكَ: قَالَ اللَّيْث: الشَّبْكُ: مصدرُ قَوْلك شَبكتُ أصابعي بعضَها بِبَعْض. فاشتبَكت وشبَّكتها فتشبكتْ على التكثير. ورُوي عَن النَّبِي صلى عَلَيْهِ وَآله أَنه قَالَ: (إِذا خرج أحدُكم إِلَى الصَّلَاة فَلَا يُشَبِّكْ بَين أَصابعه) ، وَيُقَال لأسنان المِشْطِ: شَبَكٌ، واشتباكُ الرّحِم وَغَيرهَا: اتِّصَال بَعْضهَا بِبَعْض. وَقَالَ أَبُو عبيد: الرّحِمُ المشتَبِكة: الْمُتَّصِلَة، وَيُقَال: بَيني وبينهُ شُبْكَةُ رَحِمٍ. وَقَالَ اللَّيْث: الشُّبّاكُ: اسمٌ لكل شَيْء كالقصَب المحبّكةِ الَّتِي تُجعَل على صنعةِ البَواري، فكلُّ طائفةٍ مِنْهَا شُبّاكةٌ، قَالَ: والشَّبَكةُ للرأس، وجمعُها شبَكٌ، والشبكةُ: المَصْيَدة فِي المَاء وَغَيره، والشِّباكُ من الأَرْض: مواضعُ لَيست بسِباخٍ وَلَا تنْبت كنحو شِبَاك البصْرة.

(قلتُ) : شِباك البصْرة: ركايا كَثِيرَة مفتوحٌ بَعْضهَا فِي بعض. قَالَ طَلْقُ بن عديّ: فِي مُسْتَوَى السّهْلِ وَفِي الدَّكْدَاكِ وَفِي صِمَادِ البِيدِ والشِّباكِ وأَشبَك المكانُ: إِذا أَكثر النَّاس احتِفارَ الرَّكايا فِيهِ. روى ابْن شُمَيْل عَن الهِرْماس بن حبيب عَن أَبِيه عَن جده أَنه الْتقط شبكةً بقُلَّةِ الحَزْنِ أَيَّام عمر فَأتى عمرَ. وَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ: أسقني شبَكةً بقُلة الحَزْن، فَقَالَ عمر: مَن تركْتَ عَلَيْهَا من الشاربة؟ قَالَ: كَذَا وَكَذَا فَقَالَ الزبير: إِنَّك يَا أَخا تَمِيم تسْأَل خيرا قَلِيلا فَقَالَ عمر: لَا بل خير كثيرٌ، قِرْبتانِ، قربةٌ من مَاء، وقربة من لبَن يغاديِان أهلَ بَيت من مُضرَ بقلَّةِ الحَزْن، قد أسقاكه الله. قَالَ القُتَيبي: الشبَكةُ: آبارٌ مُتَقَارِبَة قريبةُ المَاء، يُفضي بَعْضهَا إِلَى بعض، وَجَمعهَا شِبَاكٌ. وَقَوله: التقطْتُها: أَي هجمت عَلَيْهَا وَأَنا لَا أشعر بهَا، يُقَال: وردتُ المَاء التقاطاً. وَقَوله: أسقِنيها: أَي أَقْطِعنيها وَاجْعَلْهَا لي سُقْيا، وَأَرَادَ بقوله: قربتان: قربَة من مَاء، وقربة من لبن أَن هَذِه الشبَكة تَرِدُ عَلَيْهَا إِبلهم وترعى بهَا غَنمهمْ فيأتيهم اللبنُ والماءُ كل يَوْم بقلة الحزْنِ. وَقَالَ اللَّيْث: طريقٌ شَابكٌ أَي مُلتبِسٌ مختلِطٌ شَرَكُه، بعضُها بِبَعْض، وبعيرٌ شابك الأنيابِ، ورجلٌ شابكُ الرُّمح إِذا رأيتَه من ثقَافَتِه يطعن بِهِ فِي الْوُجُوه كلهَا، وَأنْشد: كَمِيٌّ ترَى رُمْحَهُ شابِكا وَيُقَال: اشتَبَكَ الظلام إِذا اختَلط، واشتبكتِ النُّجُوم إِذا تداخلَت واتصل بَعْضهَا بِبَعْض، والشابك مِن أَسمَاء الْأسد، وَهُوَ الَّذِي اشتبكتْ أنيابُه وَاخْتلفت. وَقَالَ البُرَيقُ الهذليُّ: وَما إنْ شابِكٌ مِنْ أُسْدِ تَرْجٍ أَبُو شِبْلَينِ قدْ مَنعَ الخُدَارَا وَقَالَ غَيره: يُقَال للدرُوع: شُبّاكٌ. وَقَالَ طفيل: لهنّ بشُبَّاكِ الدُّرُوع تَقَاذُفُ والشُّبَّاك: القُنَّاص الَّذين يحبُلون الشباكَ وَهِي المصايد للصَّيْد، وكل شَيْء جُعِل بعضُه فِي بعض فَهُوَ مُشبَّكٌ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الشِّباك: جِحَرَةُ الجِرْذان، والشِّباك: الرَّكايا الظَّاهِرَة. شكب: روى بَعضهم قَول وِعَاس الْهُذلِيّ: وهنَّ مَعًا قيام كالشُّكوبِ قَالَ: وَهِي الكرَاكيُّ. وَرَوَاهُ الْأَصْمَعِي: كالشُّجُوب، وَهِي عمدٌ من أعمدة الْبَيْت، الشُّكْبان: شُبَّاك يسوِّيه حَشّاشو الْبَادِيَة مِنَ اللِّيف والخُوْص،

يُجعل لَهَا عُرًى وَاسِعَة يتقلدها الحشاش، وَيجمع فِيهِ الحَشيش الَّذِي يحتش، وَالنُّون فِي الشكبان: نون جمع، وكأَنها فِي الأَصْل شُبْكانٌ فقُلِبَتِ الشّكْبَانَ. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : الشُّكْبَانُ: ثوبٌ يُعقد طرفاه من وَرَاء الحَقْوَين، والطرفان الْآخرَانِ فِي الرَّأْس يحشُّ فِيهِ الحشاشُ على الظّهْر، ويُسمَّى الحالَ قَالَ أَبُو سُلَيْمَان الفَقْعسي: لما رأيتُ جفوة الْأَقَارِب فقلتُ للشِّقْبَان وهْو راكبي أنتَ خليلِي فالزَمَنَّ جَانِبي وَإِنَّمَا قَالَ: وَهُوَ راكبي، لِأَنَّهُ على ظَهره، وَيُقَال لَهُ: الزَّوْالُ، وَقَالَهُ بِالْقَافِ، وهما لُغَتَانِ: شُكبانٌ وشقْبَان، وسماعي من الْأَعْرَاب: شكبان. بشك: قَالَ اللَّيْث: البَشْكُ فِي السَّير: خفَّة نقل القوائم، إِنَّهَا لتَبْشُكُ وتَبْشِكُ بشكاً، وَيُقَال للْمَرْأَة: إِنَّهَا لبَشَكَى الْيَدَيْنِ أَي عَمُولُ الْيَدَيْنِ، وبَشَكَى العَمَل أَي سريعة الْعَمَل. ابْن بُزُرْجَ: إِنه بَشَكى الْأَمر أَي يُعَجّلُ صَريمة أمره. (أَبُو عبيد عَن أبي زيد) : البَشْكُ: السّير الرَّفيق، وَقد بَشَكَ بشكاً. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي، يُقَال للخيَّاطِ إِذا أَسَاءَ خياطَة الثَّوْب: بَشَكَهُ وشَمْرجَهُ. قَالَ: والبَشْكُ: الْخَلْط من كل شيءٍ رديءٍ وجَيِّدٍ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: ابْتَشكَ فلانٌ الْكَلَام ابتشاكاً إِذا كذب. وَقَالَ أَبُو زيد: بَشَكَ وابْتَشَكَ إِذا كذب وَيُقَال للرجل إِذا أسرعَ فِي باطلٍ اختلقَه: لقد ابْتَشَكَهَا فِي جيبه. ك ش م كشم، كمش، شكم: مستعملة: كشم: قَالَ اللَّيْث: الكَشْمُ: اسْم الفَهْدِ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) الأَكْشَمُ: الفهدُ، وَالْأُنْثَى كَشْماء، والجميع كُشْمٌ. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) الأكْشَمُ: النَّاقِص الخَلْقِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: كَشَمَ أَنفَهُ كَشْما، إِذا قطعه. قَالَ: والأكْشَمُ: النَّاقِص فِي جِسمه، وَقد يكون فِي الحسَب أَيْضا، وَمِنْه قولُ حسَّان: غلامٌ أتاهُ اللُّؤْم من نَحْو خالهِ لهُ جانبٌ وافٍ وآخرُ أكْشَمُ كمش: قَالَ اللَّيْث: رجلٌ كمِيشٌ أَي عزومٌ ماضٍ، وَقد كمُشَ يَكمُشُ كَماشةً،

وانكمشَ فِي أمره. قَالَ أَبُو بكر: معنى قَوْلهم: قد تكَمَّش جِلدُه أَي تقبّض وَاجْتمعَ، وانْكَمشَ فِي الْحَاجة مَعْنَاهُ اجْتمع فِيهَا، ورجلٌ كميشُ الإِزارِ: مُشَمِّرُه. قَالَ اللَّيْث: والكَمْشُ: إِن وُصف بِهِ ذَكرٌ من الدَّوابِّ فَهُوَ الصغيرُ الْقصير الذَّكر وَإِن وُصفت بِهِ الْأُنْثَى فَهِيَ الصَّغِيرَة الضَّرْع، وَهِي كمْشَةٌ، ورُبَّما كَانَ الضَّرْع الكْمشُ مَعَ كُموشَتِه دَرُوراً. وَقَالَ: يَعُسُّ جِحاشُهُنَّ إِلَى ضُرُوعٍ كماشٍ لم يُقبّضْها التِّوَادِي (أبوعبيد عَن الْكسَائي) : الكَمْشَةُ من الْإِبِل: الصَّغِيرَة الضَّرْع، وَقد كمُشَتْ كمَاشةً. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الأكْمَشُ: الَّذِي لَا يكادُ يُبصرُ من الرِّجَال. (أَبُو عُبَيْدَة) : الكَمْشُ من الْخَيل: الْقصير الجُرْدَانِ، وَجمعه كِماشٌ وأكماشٌ. (الْأَصْمَعِي) : انْكَمش فِي أمره وانْشَمَر بِمَعْنى واحدٍ. شكم: فِي الحَدِيث أَن أَبَا طَيْبَة حجم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: اشْكُموه. قَالَ أَبُو عبيد: سَمِعت الْأمَوِي يَقُول: الشَّكْمُ: الجَزاءُ، وَقد شَكمتُه أشْكُمه شَكْماً، فالشَّكْم: الْمصدر، والشُّكْمُ: الِاسْم. قَالَ: وَقَالَ الْكسَائي: الشُّكْمُ: العِوَصُ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الشُّكْمُ والشُّكْدُ: العطيّةُ. وَقَالَ اللَّيْث الشُّكْمُ: النُّعْمَى، يُقَال: فعل فلانٌ كَذَا فَشكَمْتُه أَي أَثَبْتُه. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: شَكِيمَةُ اللِّجام: الحديدة المعترضة فِي الفَم، وَأما فأْسُ اللِّجام فالحديدة الْقَائِمَة فِي الشَّكِيمة. وَقَالَ اللَّيْث: جمع الشَّكِيمةِ: الشكائم والشُّكُم. قَالَ: وَيُقَال: فلانٌ شَدِيد الشَّكيمة إِذا كَانَ ذَا عارِضةٍ وجِدَ. (ابْن الْأَعرَابِي) : الشَّكيمةُ: قوَّةُ القلبِ. وَقَالَ ابْن السّكيت: إِنه لشديد الشَّكِيمة إِذا كَانَ شَدِيد النَّفْسِ أنِفاً أبِيّاً. وَيُقَال: شَكَم الفرسَ يَشْكُمه شَكْماً إِذا أدخلَ الشَّكِيمة فِي فَمِه. (أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو) : الشَّكِيمُ من القِدْرِ: عُراها. الشَّكِمُ: الشَّديد القويُّ من كل شيءٍ، وَقَالَ أَبُو صَخْر الهذليُّ يصفُ الأَسدَ: جَهْمُ المُحَيَّا عَبُوسٌ باسلٌ شَرِسٌ وَرْدٌ قَسَاقِسةٌ رِئْبالَةٌ شَكِمُ

أبواب الكاف والضاد

(أَبْوَاب الْكَاف وَالضَّاد) ك ض ص ك ض س ك ض ز ك ض ط ك ض د ك ض ت ك ض ظ ك ض ذ ك ض ث أهملت وجوهها. ك ض ر كرض، ضرك، ركض: مستعملة. كرض: قَالَ اللَّيْث: الكَرِيضُ: ضَرْب من الأقِطِ، وصنعتُه الكِراضُ، وَقد كرَضُوا كراضاً، وَهُوَ جُبْنٌ يتحلَّب عَنهُ مَاؤُهُ فَيَمْصُل كَقَوْلِه: ... ... كَرِيضٍ مُنَمِّس قلت: أَخطَأ اللَّيْث فِي الكَريض وصحَّفه، وَالصَّوَاب: الكَريصُ بالصَّاد غير مُعْجمَة مسموعٌ من الْعَرَب. وأقرأني الإياديُّ عَن شمر، والمنذريُّ عَن أبي الْهَيْثَم كِلَاهُمَا لأبي عبيد عَن الفرَّاء قَالَ: الكَرِيصُ والكَريزُ بالزّاي: الأقِطُ، وَهَكَذَا أنشدونا للطِّرماح فِي صفة العَيْر: وشَاخَسَ فاهُ الدَّهرُ حَتَّى كأَنه مُنَمِّس ثيرانِ الكريصِ الضَّوَائنِ وثِيرانُ الكَرِيص: جمع ثَوْر: الأَقِطِ، والضَّوائنُ: البِيض مِن قِطَع الأقِطِ، والضَّاد فِيهِ تصحيفٌ مُنكَرٌ لَا شكّ فِيهِ. وَقَالَ اللَّيْث: الكِراضُ: ماءُ الفَحْل. وَقَالَ الطِّرِمَّاح: سَوْفَ تُدْنيكَ مِن لَمِيسَ سَبَنْتَا ةٌ أَمَارتْ بالبَول ماءَ الكرَاضِ (أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي) : فإنْ قَبِلَت النَّاقة مَاء الفَحل بَعْدَمَا ضربهَا ثمَّ أَلقته قيل: كَرَضتْ تَكْرِضُ، واسمُ ذَلِك المَاء: الكِراض. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: خَالف الطِّرِمّاح الأمويّ فِي الكِراض، فجَعل الطرماح الكِراضَ الفَحل، وَجعله الْأمَوِي ماءَ الْفَحْل. وأَخبرني المنذريُّ عَن المُبَرّد أَنه حَكى عَن الأصمعيّ أنَّ الكِراض: حَلَقُ الرَّحِم، قَالَ: وَلم أَسمعه إِلَّا فِي شِعر الطِّرمَّاح. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: الكِراض: ماءُ الفَحل فِي رَحِم النَّاقة. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الْعَرَب تَدْعُو الفُرْضة الَّتِي فِي أَعْلى الْقوس كُرْضَة وجمعُها: كِراضٌ، وَهِي الفُرْضةُ الَّتِي تكونُ فِي طرَف أَعلى القوْس يُلقَى فِيهَا عَقْدُ الوتَر. قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: الكِراضُ: حَلَقُ الرَّحِمِ، وأَنشد: حيثُ تُجِنُّ الحَلَقَ الكِراضا قَالَ وَقَالَ غَيره: هُوَ مَاء الفَحل. (قلت) : والصوابُ فِي الكِراض مَا قَالَ الْأمَوِي وَابْن الْأَعرَابِي وَهُوَ مَاء الْفَحْل إِذا أَرْتجَت عَلَيْهِ رَحِمُ الطَّرُوقة.

ضرك: قَالَ اللَّيْث: الضَّرِيكُ: اليابِسُ الْهَالِك سُوءَ حالٍ. قَالَ: والضريك: النَّسِرُ الذَّكر. قَالَ: وقَلَّما يُقَال للْمَرْأَة ضَرِيكةٌ، قَالَ: وضُرَاكٌ: من أَسمَاء الْأسد، وَهُوَ الغليظ الشَّديد عَصْبِ الخَلْق فِي جِسمٍ، والفعلُ ضَرُكَ يَضْرُك ضَراكةً. (عَمْرو عَن أَبِيه) : الضَّرِيكُ: الْأَعْمَى، والضَّرِيكُ: الجائع. ركض: قَالَ اللَّيْث: الرّكْضُ: مِشْيَةُ الرجل بالرِّجلين مَعًا، والمرأَةَ تَركُض ذُيولها برجْليْها إِذا مَشت. قَالَ النَّابِغَة: والرَّاكِضاتِ ذيول الرَّيْطِ فَنَّقَها بَرْدُ الهواجرِ كالغِزلان بالجَرَدِ وفلانٌ يَرْكُضٌ دابّته، وَهُوَ ضَرْبُه مَرْكلَيها برجليه. فلمّا كثر هَذَا على أَلْسنتهم استعملوه فِي الدَّوابِّ فَقَالُوا: هِيَ تركُض، كأَنّ الرّكْضَ مِنْهَا، والمَركضَانِ: هما مَوضِع عَقِبَيِ الْفَارِس مِن مَعَدَّيِ الدَّابَّة. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {إِذَا هُمْ مِّنْهَا يَرْكُضُونَ} {لاَ تَرْكُضُواْ وَارْجِعُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ} (الْأَنْبِيَاء: 12، 13) . قَالَ: يَركضون: يهربون وينهزمون وَنَحْو ذَلِك قَالَ الزّجاج. قَالَ: يهربون من الْعَذَاب. (قلت) وَيُقَال: رَكض البعيرَ برجلِه كَمَا يُقَال: رَمَح ذُو الْحَافِر برجْله، وأصل الرَّكض: الضَّرْبُ. وَفِي الحَدِيث: (لَنَفْسُ الْمُؤمن أَشَدُّ ارتِكاضاً عَلَى الذَّئْب من العُصفورِ حِينَ يُغْدَفُ بِه) أَي أشدُّ اضطراباً على الْخَطِيئَة حِذارَ الْعَذَاب من العُصفور إِذا أُغدِفَت عَلَيْهِ الشَّبكةُ فاضطَرب تحتهَا. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: أَرْكَضَتِ الفَرَسُ فَهِيَ مُرْكِضةٌ ومُرْكِضٌ إِذا اضْطَرَبَ جنينُها فِي بَطنهَا. وَأنْشد: ومُرْكِضةٌ صَرِيحيٌّ أَبوها يُهانُ لَهَا الغُلامةُ والغُلامُ ويُروى: ومِرْكَضة بِكَسْر الْمِيم نعْتُ الفَرس أَنَّهَا رَكَّاضةٌ، تركض الأَرْض بقوائمها إِذا عَدَتْ وأَحضرَت. وَقَالَ اللَّيْث: مِشْيَةُ التَّرْكَضَى: مِشيةٌ فِيهَا تَبخترٌ وتَرفُّلٌ، وقوْسٌ رَكُوض. تَحِفز السهمَ حَفْزاً. وَقَالَ كَعْب بن زُهَيْر: شَرِقاتٍ بالسُّمِّ مِن صُلّبيَ ورَكوضاً مِنَ السَّرَاءِ طَحُورا وَقَالَ آخر: وَلَّى حَثِيثاً وَهَذَا الشيبُ يَطْلُبُه لَو كَانَ يُدْرِكُه رَكْضُ اليَعَاقيبُ جَعل تصفيقها بجناحَيها فِي طيرانها ركْضاً لاضطرابِها. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : رَكَضْت الدابةَ

بِغَيْر أَلِفٍ. قَالَ وَلَا يُقَال: رَكض هُوَ، إِنَّمَا هُوَ تحريكُكَ إِيَّاه، سارَ أَو لم يَسِر. قَالَ شمر: وَقد وَجدْنا فِي كَلَامهم رَكَضَتِ الدّابّةُ فِي سَيرهَا. وركَض الطائرُ فِي طيرانه. وَقَالَ زُهَيْر: جوانِحُ يَخْلِجْن خلْجَ الظِّبَا ء يركُضن مِيلاً ويَنْزِعْنَ مِيلا وَقَالَ رؤبة: والنَّسِرَ قد يَركُض وَهُوَ هَافِي أَي يطيرُ يَضرِب بجناحيه، والهافي: الَّذِي يَهفو بَين السَّمَاء وَالْأَرْض. قَالَ ابْن شُمَيْل: إِذا رَكِب الرجلُ البعيرَ فضَرب بعَقِبِه مَرْكَلَيه فَهُوَ الرَّكْضُ والرَّكْلُ، وَقد رَكَضَ الرجلُ إِذا فَرَّ وعدَا. وَقَالَ مجاهِد فِي قَول الله: {إِذَا هُمْ مِّنْهَا يَرْكُضُونَ} (الْأَنْبِيَاء: 12) أيْ يَفرُّون. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ فِيمَا رَوَى شمر عَنهُ: يُقَال: فلانٌ لَا يَركُضُ المِحْجَنَ إِذا كَانَ لَا يدفعُ عَن نَفسه. وَفي حَدِيث ابْن عَبَّاس: فِي دَمِ المُسْتَحاضة (إِنما هُوَ عِرقٌ عاندٌ أَو رَكْضةٌ منَ الشَّيْطَان) . قَالَ: الرَّكْضة: الدَّفْعةُ والحركةُ. وَقَالَ زُهير يصف صقراً انقَضَّ على قَطاً فَقَالَ: يَرْكُضْنَ عِنْد الذُّنابَى وهْي جاهِدَةٌ يَكادُ يَخطَفها طَوْراً وتَهتلِكُ قَالَ: ورَكْضُها: طيرانُها. ك ض ل اسْتعْمل من وجوهه حرفٌ وَاحِد. ضكل: رَوَى أَبُو عبيد عَن أَصْحَابه: الضَّيْكَل: الرجلُ العُريان، وَهُوَ حرفٌ غريبٌ صحيحٌ. ك ض ن اسْتعْمل من وجوهه: ضنك: قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً} (طه: 124) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: الضَّنك: أصلُه فِي اللُّغَة الضِّيقُ وَالشِّدَّة، وَمَعْنَاهُ وَالله أَعلم أَنَّ هَذِه المعيشةَ الضَّنْكَ فِي نَار جَهَنَّم. قَالَ: فأَكْثر مَا جاءَ فِي التَّفْسِير أنّه عَذَاب القبْر. قَالَ قَتَادَة: معيشة ضنكا: جَهَنَّم، وَقَالَ الضَّحَّاك: الكَسب الْحَرَام، وَقَالَ ابْن مَسْعُود: عَذَاب الْقَبْر. وَقَالَ اللَّيْث فِي تَفْسِيره: أَكْلُ مَا لم يكن من حَلَال فَهُوَ ضَنْكٌ، وإِنْ كانَ موسَّعاً عَلَيْهِ وَقد ضَنُكَ عيشهُ. قَالَ: والضَّنْكُ: ضيقُ العَيْشِ، وكلُّ مَا ضَاقَ فَهُوَ ضَنْكٌ.

أبواب الكاف والصاد

وَقَالَ اللحياني: الضِنَاكُ: المرأَةُ الضَّخْمَةُ. وَقَالَ اللَّيْث: هِيَ التَّارَّةُ المكْتَنِزَةُ الصُّلبةُ اللَّحْمِ. قَالَ: ورجلٌ ضُنْأَكٌ على وزنِ فُعْلَلٍ مهموزُ الألفِ وَهُوَ الصُّلبُ المعصوبُ اللحْمِ، والمرأَةُ بِعينهَا على هَذَا اللَّفْظِ ضُنْأَكَةٌ. (عَمْرو عَن أَبِيه) : الضَّنِيكُ: العَيشُ الضَّيّقُ؛ والضَّنِيكُ: المقطوعُ. وَقَالَ أَبُو زيد يُقَال: للضَّعِيفِ فِي بدنهِ ورَأْيه: ضَنِيكٌ، والضَّنِيكُ، التابعُ الَّذِي يعملُ بخُبزِه. وَقَالَ أَبُو عبيد وغيرُه: الضُّنَاكُ: الزكامُ وَقد ضُنِكَ الرجل فَهُوَ مَضْنُوكٌ إِذا زُكِمَ، واللَّهُ أضْنَكَهُ. قَالَ العجاج يصف جَارِيَة: فَهْيَ ضِنَاكٌ كالكَثِيبِ المُنهَالْ عَزَّزَ مِنْهُ وَهُوَ مُعْطِي الإِسْهَالْ ضَرْبُ السَّوَارِي مَتْنَه بالتَّهْتَالْ الضّنَاكُ: الضخمة كالكثيب الَّذِي ينهال، عَزَّز مِنْهُ: أَي شدَّدَ من الْكَثِيب، ضربُ السّوارِي: أَي أَمْطَارُ اللَّيْل فَلَزِمَ بعضه بَعْضًا، شبه خَلْقَها بالكثيب، وَقد أَصَابَهُ الْمَطَر، وَهُوَ مُعطي الإسهال أَي يعطيك سهُولة مَا شئتَ. ك ض ف: مهمل. ك ض ب ضبك، بضك: مستعملان: ضبك: أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: اضْبَأكَّتِ الأرضُ وَاضمَأَكَّت إِذا خرج نبتها. وَقَالَ أَبُو زيد: اضْمَأَكَّ النّبْتُ: إِذا رَوِي. وَقَالَ اللِّحيانيُّ: اضْمأكَّتِ الأرضُ إِذا اخضرَّتْ. بضك: أهمله اللَّيْث. (أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي) : سيفٌ بَضُوكٌ: أَي قاطعٌ، وَلَا يَبْضِكُ اللَّهُ يدهُ أَيْ لاَ يقطَعُ الله يدهُ. (ك ض م: مهمل) (أَبْوَاب الْكَاف وَالصَّاد) ك ص س ك ص ز ك ص ط مهملات. مصطك: وأمَّا المُصْطُكى: العِلْكُ الرُّومِيُّ فليسَ بعربيّ، والميمُ أَصليةٌ، والحرف رباعيٌّ. ابْن الْأَنْبَارِي المَصْطَكاءُ، قَالَ: وَمثله: ثَرمداءُ على بِنَاء فَعللاء. ك ص د ك ص ت ك ص ظ (ك ص ذ) ك ص ث: مهملات.

ك ص ر اسْتعْمل من وجوهه: كصر، كرص. كصر: قَالَ أَبُو زيد: الكَصِيرُ. لُغةٌ فِي القَصِير لبَعض العربِ. قَالَ: والغَسَكُ: لُغَةٌ فِي الغَسَقِ، وَهُوَ الظُّلمةُ، والبُورَقُ والبُوركُ لِلَّذِي يجْعَلُ فِي الطَّحِين. كرص: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو عبيد عَن الْفراء أَنه قَالَ: الكَرِيصُ والكَرِيزُ: الأقِطُ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الاكْتِرَاصُ: الْجمع يُقَال: هُوَ يكتْرِصُ، ويَقْلِدُ أَي يجمعُ، وَهُوَ المِكْرَصُ والمِصْرَبُ. ك ص ل: مهمل ك ص ن كنص، نكص: (مستعملان) . كنص: رُوِي عَن كَعْب أَنه قَالَ: كَنَّصَتِ الشياطينُ لسليمانَ. قَالَ كَعْب: أولُ من لبسَ القَبَاء سُليمانُ عَلَيْهِ السَّلَام، وَذَلِكَ أَنَّه كانَ إِذا أدخلَ رأسَهُ لِلبُسِ الثَّوْبِ كَنَّصَتِ الشَّياطينُ اسْتهزَاءً، فَأُخْبِر بذلكَ فَلبسَ القَبَاء. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: كَنَّصَ إِذا حرَّكَ أَنفَهُ استهزاءً. نكص: وَقَالَ اللَّيْث: النُّكُوصُ: الإحْجَامُ والانقداعُ عَن الشيءِ تقولُ: أَرادَ فلانٌ أمرا ثمَّ نكَصَ على عَقِبيهِ. قلت: يُقَال: نكَصَ يَنكُصُ وَينكِصُ، وقرأَ القُرَّاءُ (تَنكُصُونُ) (الْمُؤْمِنُونَ: 66) بضمِّ الكافِ. وَقَالَ أَبُو ترابٍ: سمعتُ السُّلَميَّ يَقُول: نَكَصَ فلانٌ عَن الْأَمر، ونَكَفَ بِمَعْنى واحدٍ، وَهُوَ الإحجامُ. ك ص ف: مُهْمَل ك ص ب كبص: قَالَ اللَّيْث: الكُبَاصُ والكُباصَةُ من الإبلِ والحُمرِ وَنَحْوهَا: القويُّ الشديدُ على العملِ. ك ص م كصم، صمك، صكم: مستعملة. صكم: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: صَكَمْتُه، ولكَمْتُه، وصَكَكْتُهُ، ودَكَكْتُهُ، ولكَكْتُهُ: كلُّهُ إِذا دَفَعْتَه. وَقَالَ اللَّيْث: الصَّكْمَةُ: صَدْمَةٌ شديدةٌ بحجرٍ أَو نَحْو ذَلِك، تقولُ: صَكَمتْهُ صَوَاكِمُ الدَّهرِ، والفَرَسُ يَصْكُمُ إِذا عضَّ على لجامهِ ثمَّ مَدَّ رأسَهُ يُريدُ أَن يغالِب. صمك: (أَبُو عبيد عَن الْفراء) قَالَ: الصَّمَكُوكُ: الشَّدِيدُ، وَيُقَال ذَلِك أَيْضا للشَّيْء اللزِجِ، وَيُقَال لَهما أَيْضا صَمَكِيكٌ فِيمَا قَالَ شمرٌ.

أبواب الكاف والسين

وَأنْشد: وصَمَكِيكٍ صَمَيَانٍ صِلِّ ابنِ عجوزٍ لم يزلْ فِي ظِلّ هاجَ بعِرْسٍ حَوْقلٍ قِثوَلِ وَقَالَ شمر: الصَّمَكِيكُ من اللَّبن: الخاثرُ جدّاً، وَهُوَ حامضٌ، والصَّمَكِيكُ: التَّارُّ الغَلِيظُ من الرِّجال وَغَيرهم. وَقَالَ اللَّيْث: الصَّمَكِيكُ: الأهوجُ الشَّدِيدُ، وَهُوَ الصَّمَكوكُ، والمُصْمَئِكُّ: الأهوَجُ الشَّدِيدُ الْجيد الْجِسْم القويُّ. وَقَالَ ابْن السّكيت: اصْمَأَكَّ الرَّجلُ وازْمَأَكَّ واهمأَكَّ إِذا غضبَ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: المُصْمَئِكٌّ: الغضبان، وَحكي عَن أبي الْهُذيْل: السماءُ مُصْمَئِكَّةٌ أَي مستويةٌ خليقةٌ للمطرِ. وروى شمر عَنهُ: أصبحَتِ الأرضُ مُصْمَئِكةً عَن المطرِ أَي مبتلةً، وجملٌ صَمَكةٌ أَي قويٌّ، وكذلكَ عبدٌ صَمَكةٌ أَي قويٌّ. كصم: أَبُو نصرٍ: كَصَمَ كُصُوماً إِذا ولّى وأَدبرَ. وَقَالَ أَبُو سعيد فِيمَا رَوَى عَنهُ أَبُو تُرَاب: قَصَمَ رَاجعا، وكَصَمَ رَاجِعاً إِذا رجعَ من حيثُ جاءَ وَلم يتِمَّ إلىَ حيثُ قَصَدَ. وَأنْشد بَيت عديّ بنِ زيدٍ: وأَمرناهُ بهِ من بينهَا بعدَما انصاعَ مصرّاً وكصَمْ (أَبْوَاب الْكَاف وَالسِّين) ك س ز ك س ط: مهملان وَيُقَال: كسط: القُسْطُ والكُسْطُ لهَذَا العودِ البحري. ك س د كسد، كدس، سدك، دكس: مستعملة. كسد: قَالَ اللَّيْث: الكَسَادُ: خِلافُ النَّفاقِ ونقيضُهُ، والفعلُ: يكْسُدُ. وسوقٌ كاسدةٌ: بائرةٌ. كدس: قَالَ اللَّيْث: الكُدْسُ: جماعةُ طعامٍ وَكَذَلِكَ مَا يجمعُ من دراهمَ وَنَحْوه، يُقَال: كُدْسٌ مكَدَّسٌ. (أَبُو عبيد عَن الْفراء) : الكَدْسُ: إسراعُ الإبلِ فِي سيرِها، وَقد كدَستْ تَكدِسُ كَدْساً. وَقَالَ شمر، قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: كَدْسُ الْخَيل: ركوبُ بَعْضهَا بَعْضًا، والتكدُّسُ: السرعةُ فِي الْمَشْي أَيْضا. وَقَالَ عَبِيد أَو مُهَلْهِل: وخَيْلٌ تَكَدَّسُ بالدّارِعِين كمشْيِ الوُعولِ على الظّاهِرَهْ ويقالُ: التّكَدُّس: أَنْ يُحَرِّكَ مَنكِبَيه ويَنصَبَّ إِلَى مَا بَين يَدَيْهِ إِذا مَشَى. وَقَالَ أَبُو عبيد: التَّكدُّس: أَنْ يُحَرِّكَ

مَنكِبَيه وكأنّه يَركب رأسَه، وَكَذَلِكَ الوُعولُ إِذا مَشت. (أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة) أَنه قَالَ: الكَوادسُ: مَا تُطُيِّرَ مِنْهُ مِثل الفأْل والعُطاس ونحوِه. يُقَال مِنْهُ: كَدَس يَكدِس. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: فلَوْ أَنَّني كُنْتُ السَّليمَ لَعُدْتَنِي سَرِيعا وَلم تَحْبِسْكَ عَنِّي الكوادِس وَقَالَ اللَّيْث: الكادِسُ: القَعِيدُ مِن الظِّبَاء الَّذِي يُتَشاءَمُ بِهِ، وَهُوَ الجائي مِن خَلْفُ. وَقَالَ النَّضْر: أَكداسُ الرّمل وَاحِدهَا كُدْسٌ وَهُوَ المتراكِبُ الْكثير الَّذِي لَا يُزايلُ بعضه بَعْضًا. قَالَ ابْن السّكيت فِي قَول المتلمس: هَلُمَّ إِليه قد أُبيثتْ زرُوعُه وعادت عَلَيْهِ المَنجَنونُ تَكَدَّسُ قَالَ: يُقَال: جَاءَ فلَان يتكدس، وَهِي مشْيَة من مشْيَة الْغِلَاظ الْقصار. قَالَ، يُقَال: أَخذه فكدَس بِهِ الأَرْض. سدك: (أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو) سَدِكَ بِهِ سَدَكاً، ولَكِيَ بهِ لَكىً إِذا لزمَهُ. وَقَالَ اللَّيْث: رَجُلٌ سَدِكٌ: خفيفُ العملِ بيديهِ. يُقَال: إِنه لَسَدِكٌ بالرُّمْحِ أَي رَفيقٌ بِهِ سَريعٌ، وسَمِعتُ أَعْرَابيّاً يَقولُ: سَدَّكَ فلانٌ جِلالَ التَّمْرِ تَسْدِيكاً إِذا نَضَدَ بَعْضهَا فَوق بعضٍ فَهِيَ مُسَدَّكةٌ. دكس: اللَّيْث: الدَّوْكَسُ من أَسماءِ الأسَدِ. وَهُوَ الدَّوسَكُ لُغةٌ فِيهِ. (قلت) : لم أَسمع الدَّوكَسَ، وَلَا الدَّوْسَكَ فِي أَسماءِ الأسَدِ والعربُ تَقول: نَعَمٌ دَوْكَسٌ، وَشَاءٌ دَوكَسٌ: كثيرةٌ. وَأنْشد بَعضهم: مَنِ اتقَى الله فلمَّا يَيْأَسِ مِنْ عَكَرٍ دَثْرٍ وشَاءٍ دَوْكَسِ وَقَالَ اللَّيْث: الدِّيَكْساءُ: قطعةٌ عظيمةٌ من النَّعَمِ والغَنَمِ. وَيُقَال: نَمٌ دِيَكْساءُ، قَالَ: ودَكَسْت الشيءَ إِذا حَشَوْتَهُ. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: نَعمٌ دَوْكَسٌ ودَيْكَسٌ أَيْ كثيرٌ. ودَيْكَسَ الرجلُ فِي بَيته إِذا كَانَ لَا يَبرزُ لحَاجَة الْقَوْم، يَكْمُنُ فِيهِ. ك س ت اسْتعْمل من جَمِيع وجوهها: (سكت) . سكت: قَالَ اللَّيْث يُقَال: سَكتَ الصَّائتُ يَسكُتْ سُكُوتاً إِذا صَمتَ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله جلَّ وعزّ: {وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ} (الْأَعْرَاف: 154) معناهُ: وَلما سَكَنَ. قَالَ وَقَالَ بَعضهم: معنى قَوْله: {وَلَمَّا

سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ} : لما سَكَتَ مُوسَى عَن الغَضَبِ عَلَى القَلْبِ كَمَا قَالُوا: أَدْخَلتُ القَلنْسُوةَ فِي رَأْسي، وَالْمعْنَى أَدخلتُ رَأْسيَ فِي القَلَنْسُوَةِ. قَالَ: وَالْقَوْل الأولُ الَّذِي مَعْنَاهُ سَكَنَ هُوَ قولُ أهْلِ العربيَّةِ. قَالَ وَيُقَال: سَكتَ الرجل يَسكُتُ سَكْتاً إِذا سَكنَ، وسَكتَ يَسْكُتُ سكُوتاً وسَكْتاً إِذا قطع الكلامَ، ورجلٌ سِكِّيتٌ: بَيِّنُ السَّاكُوتَةِ والسُّكُوتِ إِذا كَانَ كثير السكُوتِ، وأَصابَ فلَانا سُكاتٌ إِذا أَصابهُ دَاء مَنعه من الْكَلَام. وَقَالَ: والسُّكَيْتُ، والسُّكَّيْتُ بالتَّخْفيفِ والتَّشدِيدِ: الَّذِي يجيءُ آخرَ الخَيْلِ. وَقَالَ اللَّيْث: السكَيْتُ خَفِيف: العَاشِرُ الَّذِي يجيءُ فِي آخر الْخَيل إِذا أُجْرِيَتْ بَقِيَ مُسكِتاً. قَالَ وَيُقَال: ضَربْتُهُ حَتَّى أَسكت، وَقد أَسكَتَتْ حَرَكتُهُ. قَالَ: فَإِن طَالَ سُكُوتُه مِنْ شَرْبَةٍ أَوْ دَاءٍ قيل: بِهِ سُكاتٌ. قَالَ: والسَّكْتُ: من أصُولِ الألْحَانِ شِبْهُ تَنَفُّسٍ بَينَ نَغْمَتَين من غير تَنفُّسٍ يُرَادُ بذلك فَصْلُ مَا بَينهمَا. قَالَ: والسَّكْتَتَانِ فِي الصلاةِ تُسْتَحَبَّانِ: أَن تَسكُتَ بعد الافتتَاح سَكْتَةً ثمَّ تَفْتَحَ القراءَة، فإِذا فَرَغْتَ من الْقِرَاءَة سَكتَّ أَيْضا سَكْتَةً ثمَّ تفتح مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآن. (أَبُو عبيد عَن أبي أَزِيد: صَمَتَ الرّجُلُ، وأَصْمَتَ وسكَتَ وأَسْكَتَ) . قَالَ وَقَالَ أَبُو عَمْرو يُقَال: تَكلَّمَ الرجلُ ثمّ سَكَتَ بِغَيْر أَلف، فإِذا انقطَعَ وَلم يتكلَّمْ قيل: أَسْكَتَ وَأنْشد: قد رَابَنِي أَنّ الكَرِيَّ أَسْكَتَا لَو كانَ مَعْنِيّاً بِنَا لهَيَّتَا (غَيره) : حَيَّةٌ سُكاتٌ إِذا لم يَشعرْ بهِ المَلْسُوعُ حَتَّى يَلْسَعَهُ. وَأنْشد: فمَا تَزْدَوِي من حَيَّةٍ جَبَلِيَّةٍ سُكاتٍ إِذا مَا عضَّ لَيْسَ بأوردا ورجلٌ سَكْتٌ وسِكِّيت، وسَاكُوتٌ، وسَاكوتَةٌ إِذا كَانَ قليلَ الْكَلَام من غَيرِ عِيَ وإِذا تكلَّم أَحسَنَ. (أَبُو زيد) : سَمِعتُ رجلا من قيسٍ يَقُول: هَذَا رجلٌ سِكْتِيتٌ بِمَعْنى سِكِّيت. ك س ظ ك س ذ ك س ث أهملت. ك س ر كسر، كرس، ركس، سكر، سرك: (مستعملة) . كسر: قَالَ اللَّيْث يُقَال: كَسَرْتُ الشيءَ أَكْسِرُهُ كَسْراً، ومُطاوعُهُ: الانكسَارُ، وكلُّ شيءِ فَتَرَ عَن أَمْرٍ يَعْجَزُ عَنهُ يُقَال فِيهِ: انْكَسَرَ، حَتَّى يُقَال. كَسَرْتُ من بَرْدِ الماءِ فانْكَسَرَ.

(أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) الكِسْرُ: أَسفلُ الشُّقَّةِ الَّتِي تَلي الأرضَ من الخِبَاءِ. قَالَ وَقَالَ الأَحمرُ: هُوَ جَارِي مُكاسِرِي ومُؤاصِري أَي كِسْرُ بَيتهِ إِلَى جَانِبِ كِسْرِ بَيْتي. وَقَالَ اللَّيْث: كِسْرَا كلَّ شيءٍ: نَاحِيَتَاهُ، حَتَّى يُقَال لِنَاحِيَتي الصّحَراءِ: كِسْرَاهَا. وَقَالَ أَبُو عبيد: فيهِ لُغتَانِ: الكَسْرُ والكِسْرُ. (أَبُو عبيد عَن اليزيدي عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء) : يُنْسَبُ إِلَى كِسْرَى وَكَانَ يَقُوله بكسْرِ الكافِ فإِذا نَسبَ إِليهِ: قَالَ: كِسْرِيّ بتشديدِ اليَاءِ وكَسْرِ الكافِ، وكِسْرَويُّ بِفَتْح الرّاء وبتشديدِ اليَاءِ. وَقَالَ: الأمويُّ: كِسْرِيٌّ بالكسْرِ أَيْضا. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: كِسْرَى مُعَرّبٌ، وأَصْلُه خُسْرَى فَعرّبتْه العَرَب فَقَالُوا: كِسْرَى. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال كِسرَى وكَسرَى، ويقولونَ فِي الجمعِ: أَكاسرةٌ وكَساسرَةٌ، وكِلاَهما مُخَالفٌ للْقِيَاس. إِنَّمَا القِيَاسُ كَسرَوْنَ كَمَا يُقَال: عِيسَوْنَ. (أَبُو عبيد عَن الْفراء) : يُقَال: رجل ذُو كَسَرَاتٍ وهَزَرَاتٍ وَهُوَ الَّذِي يُغبَنُ فِي كل شَيْء. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للْأَرْض ذاتِ الصعُود والهبوط: أرضٌ ذاتُ كُسور. قَالَ: وكُسورُ الْجبَال والأودية لَا يُفرد مِنْهُ الْوَاحِد، لَا يُقَال: كِسر الْوَادي. قَالَ: والكَسْر من الْحساب: مَا لم يكن سَهْما تامّاً، والجميع: الكسور. وَقد كَسَرَ الطائرُ يكسِر كُسوراً، فإِذا ذكرْت الجناحين قلت: كسرَ جناحيه كسْراً وَهُوَ إِذا ضم مِنْهُمَا شَيْئا فَهُوَ يُرِيد الْوُقُوع أَو الانقضاض، يُقَال: بازٌ كاسر، وعُقابٌ كاسر، وَأنْشد: كأَنّها كاسِرٌ فِي الجوِّ فَتْخَاءُ طرحوا الْهَاء لِأَن الْفِعْل غَالب. والكَسِيرُ من الشاءِ: المنكسرةُ الرِّجْلِ. وَفِي الحَدِيث: لَا يجوزُ فِي الْأَضَاحِي الكسير البيِّنةُ الكسرِ. وَقَالَ غَيره: يُقَال للرجُل إِذا كَانَت خِبرَتُه محمودة: إِنه لطيِّبُ المَكْسِرِ (وصُلْبُ المكسِر كَمَا يُقَال للشَّيْء الَّذِي إِذا كُسر عُرف بباطنِه جودتُه: إِنه لجيِّدُ المكسرِ) ومكسِرُ الشَّجَرَة: أصلُها حَيْثُ يكسر مِنْهُ أَغْصَانهَا، وَقَالَ الشُّوَيعِرُ: فمَنَّ واسْتَبْقَى ولمْ يَعْتصِرْ مِنْ فَرْعِه مَالاً وَلَا المَكْسِرِ وَقَالَ غَيره: يُقَال: فلَان يكسرُ عَلَيْهِ الفُوقَ إِذا كانَ غضبانَ عَلَيْهِ، وَفُلَان يكسِر عَلَيْهِ الأَرْعاظَ غَضبا. والمُكَسِّرُ: لقَب رجُل. قَالَ أَبُو النَّجْم:

أَوْ كالْمُكَسِّرِ لَا تؤوبُ جيَادُه إِلاَ غَوَانِمَ وهْيَ غيرُ نِوَاء (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : كسَرَ الرجلُ إِذا بَاعَ مَتَاعه ثوْباً ثوبا، وكَسِرَ إِذا كسل، والكاسور، بَقَّالُ القُرَى، والصَّيْقَبَانيُّ: صَيْدَنانيُّ القُرَى. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: يُقَال لكل عظمٍ: كِسْرٌ وكَسْرٌ، وَأنْشد: وَفي يَدِها كِسْرٌ أَبَحُّ رَذُومُ (أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي) : يُقَال لعَظم الساعد مِمَّا يَلِي النّصْف مِنْهُ إِلَى الْمرْفق: كِسرُ قبيحٍ، وَأنْشد شمر: لوْ كنتَ عَيْرا كُنْتَ عَيرَ مَذَلّةٍ أَوْ كنُتَ كِسرا كنْتَ كِسْرَ قَبِيح (ابْن السّكيت) : يُقَال فلَان هَشُّ المكسِر، وَهُوَ مدحٌ وذمٌّ، فَإِذا أَرَادوا أَن يَقُولُوا: لَيْسَ بمُصْلِد القِدْح فَهُوَ مدحٌ وإِذا أَرَادوا أَن يَقُولُوا هُوَ خوَّار الْعود فَهُوَ ذمُّ. وَجمع التكسير: مَا لم يُبْنَ على حَرَكَة أَوله، كَقَوْلِك: دِرْهَم ودراهمُ، وبطنٌ وبطونٌ، وقِطْفٌ وقطوفٌ، وَأما مَا يجمع على حَرَكَة أَوله فَمثل: صَالح وصالحين، وَمُسلم ومسلمين. كرس: قَالَ اللَّيْث: الكِرْسُ: كِرْسُ الْبناء، وكرْسُ الحَوض حَيْثُ تقف النَّعمُ فيتلبد، وَكَذَلِكَ يكرَّسُ أُسُّ الْبناء فيصلُبُ، وَكَذَلِكَ كِرْس الدِّمنَة إِذا تلبدت فلزِقت بِالْأَرْضِ. (أَبُو عبيد عَن أبي زيد) : يُقَال: إِنه لكريم الكِرْس، وكريم القِنْس، وهما الأَصْل. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الكِرْسُ: الأبوال والأبعارُ يتلبَّد بَعْضهَا فَوق بعض فِي الدَّار. قَالَ: والدِّمَن: مَا سوَّدوا من آثَار البعر وَغَيره. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الأكاريس: الأَصْرام من النَّاس، وَاحِدهَا: كِرْس وأكراسٌ ثمَّ أَكاريسُ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جلّ وَعز: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضَ} (الْبَقَرَة: 255) فِيهِ غيرُ قَول. قَالَ ابْن عَبَّاس: كرسيه: عِلُمه. وَرُوِيَ عَن عَطاء أَنه قَالَ: مَا السمواتُ وَالْأَرْض فِي الكرسيِّ إِلَّا كحلقة فِي أَرض فلاةٍ. قَالَ أَبُو إِسْحَاق: وَهَذَا القَوْل بَيِّنٌ، لِأَن الَّذِي نعرفه من الكرسيّ فِي اللُّغَة: الشَّيْء الَّذِي يُعتمد ويُجلسُ عَلَيْهِ، فَهَذَا يدل على أَن الْكُرْسِيّ عظيمٌ دونه السمواتُ وَالْأَرْض. قَالَ: والكرسي فِي اللُّغَة والكُرَّاسة إِنَّمَا هُوَ الشَّيْء الَّذِي قد ثَبت وَلزِمَ بعضه بَعْضًا.

قَالَ: وَقَالَ قوم: كرسيهُ: قدرته الَّتِي بهَا يمسك السَّمَوَات وَالْأَرْض. قَالُوا: وَهَذَا كَقَوْلِك: اجْعَل لهَذَا الْحَائِط كرْسيّاً أَي اجْعَل لَهُ مَا يعتمدُه ويمسكه وَقَرِيب من قَول ابْن عَبَّاس، لِأَن علمه الَّذِي وسع السَّمَوَات وَالْأَرْض لَا يخرج من هَذَا، وَالله أعلم بِحَقِيقَة الكُرسيّ، إِلا أنّ جُملته أمرٌ عَظِيم من أَمر الله جلّ وَعز. وروى أَبُو عَمْرو عَن ثَعْلَب أَنه قَالَ: الْكُرْسِيّ: مَا تعرفه الْعَرَب من كراسيِّ الْمُلُوك. وَيُقَال: كِرسي أَيْضا. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي طَالب أَنه أنْشدهُ: يَا صاحِ هَل تعرفُ رَسْماً مُكْرَسَا قَالَ: المُكْرَسُ: الَّذِي قد بعرتْ فِيهِ الإِبلُ وبَوَّلَتْ فركبَ بعضه بَعْضًا، وَمِنْه سميت الكُرَّاسَةُ. قلت: والصحيحُ عَن ابْن عَبَّاس فِي الكُرْسِيّ مَا رواهُ الثَّوْريُّ وغيرهُ عَن عمارٍ الدُّهْنِي عَن مُسْلمٍ البَطِينِ عَن سعيد بن جُبَيْرٍ عَن ابْن عباسٍ أَنه قَالَ: الكُرْسِيُّ: موضعُ القدمينِ، وأَما العَرْشُ فإنَّهُ لَا يُقدرُ قدرهُ، وَهَذِه روايةٌ اتفقَ أَهْلُ العلمِ على صِحتها، وَالَّذِي رُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس فِي الكُرْسيّ أنَّهُ العِلمُ، فَليسَ ممّا يُثبتُه أَهلُ المعرِفةِ بالأخبارِ. أَبُو بكر: لُمْعَة كَرْساءُ للقطعة من الأَرْض فِيهَا شجرٌ، تدانتْ أُصُولهَا والتفتْ فروعها. وَقَالَ اللَّيْث: الكِرْسُ من أَكْرَاسِ القَلائد والوُشُحِ وَنَحْوهَا. يُقَال: قلادةُ ذاتُ كِرْسَيْنِ، وذاتُ أكْرَاسٍ ثلاثةٍ إِذا ضُمَّت بَعْضهَا إِلَى بعض وَأنْشد: أَرِقتُ لِطَيْفٍ زَارَنِي فِي المَجَاسِدِ وأَكْرَاسِ دُرَ فُصِّلَتْ بالفرائدِ والكَرَوَّس: الرجُلُ الشديدُ الرَّأْس، والكاهل فِي جِسْمٍ. قَالَ العجَّاجُ: فِينَا وَجَدْتَ الرجُلَ الكَرَوَّسَا وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الكَرَوَّس: الشديدُ، رجلٌ كَرَوَّسٌ. وَفِي حَدِيث أبي أَيُّوب الأنصاريّ أَنه قَالَ: (مَا أَدْري مَا أَصنَعْ بِهَذِهِ الكَرَاييسِ، وَقد نهَانَا رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنْ نستقبلَ القبلةَ بغائطٍ أَو بولٍ) . قَالَ أَبُو عبيد: الكَرَاييسُ واحدُها: كِرْياسٌ، وَهُوَ الكَنِيفُ الَّذِي يكون مشرفاً على سطحٍ بقناةٍ إِلَى الأرضِ، فإِذا كَانَ أسفلَ فليسَ بكِرْياسٍ. قلت: يسمَّى كِرْياساً لما يعلقُ بِهِ من الأقذارِ والعَذِرَةِ فيركَبُ بعضه بَعْضًا مثل كِرْسِ الدمنِ والوأْلةِ وَهُوَ فِعيالٌ من الكِرْسِ مثل جِريالٍ. (أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي) : يقالُ للرجُلِ إِذا وَلَدَتهُ أَمَتَانِ أَو ثلاثٌ: مُكَرْكَسٌ.

وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أَبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: المكَرْكَسُ: الّذِي أُمُّ أُمّهِ، وأُمُّ أبيهِ، وأُمُّ أُمِّ أمّهِ، وأمُّ أمِّ أبيهِ: إِماءٌ. وَقَالَ الليثُ: المُكَرْكَسُ: المقَيَّدُ، وَأنْشد: فهلْ يَأكُلَنْ مالِي بنُو نَخَعِيَّةٍ لَهَا نسبٌ فِي حَضْرَمَوْتَ مُكَرْكَسُ (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : كَرِسَ الرجُلُ إِذا ازدحمَ علمهُ على قلبِهِ. (أَبُو عبيد عَن الْفراء) : انكَرَسَ فِي الشَّيْء إِذا دخلَ فيهِ. سكر: قَالَ اللَّيْث: السُّكْرُ: نَقيضُ الصَّحْو قَالَ: والسُّكْرُ: ثلاثةٌ: سكْرُ الشَّرَاب، وسكْرُ المَال، وسكر السلطانِ. وَقَالَ الله جلّ وَعز: {لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا} (الْحجر: 15) ، قرىء: (سُكِّرَتْ) ، (وسُكِرَتْ) بالتَّشْديدِ والتخفيفِ، ومعناهُ سُدَّتْ وَأُغْشِيتْ بالسِّحْرِ، فَيتخايَلُ لأبصارنا غيرُ مَا نرى. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : سَكَرْتُهُ: مَلأْتُهُ. وَقَالَ الليثُ: السَّكْرُ: سَدُّ البَثْق ومُنْفَجَرِ المَاء، والسِّكْرُ: اسمُ ذَلِك السِّدادِ الَّذِي يجعلُ سدّاً لِلْبثقِ وَنَحْوه. وَقَالَ مُجَاهِد: سُكِّرت أبصارُنا: أَي سدت. قَالَ أَبُو عبيد: يذهب مُجَاهِد إِلَى أَن الْأَبْصَار غشيها مَا منعهَا من النّظر كَمَا يمْنَع السِّكْرُ المَاء من الجري. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: سُكِّرت أبصار الْقَوْم إِذا دِيرَ بهم وغشيهم كالسَّمادير فَلم يبصروا، وَيُقَال للشَّيْء الحارِّ إِذا خَبَا حرُّه، وَسكن فورُه: قد سَكَر يسكُرُ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء: سكّرت أبصارنا مأخوذٌ منْ سُكْرِ الشرابِ كأنّ الْعين لحقها مَا يلحقُ شاربَ المُسْكِرِ إِذا سَكر. وَقَالَ الْفراء: مَعْنَاهُ حُبِسَت ومنعت من النّظر. وَقَالَ ثَعْلَب: سُكِرَت وسُكِّرَت: حبست، وَيكون بِمَعْنى أُغشِيت، وهما متقاربان. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: سَكِرَ من الشَّرَاب يسكَرُ سُكْراً، وسكِرَ من الغَضَبِ يَسكَرُ سَكَراً إِذا غضبَ. وَأنْشد: فجاءُونا بهمْ سكَرٌ علينا فأَجْلَى اليومُ والسكْرَانُ صاحِي وَقَالَ الزجاجُ يُقَال: سكَرَتْ عينُهُ تَسكُرُ: إِذا تحيَّرَتْ، وسكَنَتْ عَن النَّظَرِ وسكَرَتِ الرّيحُ تسكُرُ: إِذا سكَنَتْ، وسكَرَ الحَرُّ يَسكُرُ. وَأنْشد: جاءَ الشتاءُ واجْثَأَلَّ القُبَّرُ وجعلتْ عينُ الحَرُورِ تسكُرُ قَالَ أَبُو بكر: اجثألّ: مَعْنَاهُ اجْتمع وتقبّض.

(أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو) : ليلةٌ ساكِرَةٌ: لَا ريح فِيهَا. قَالَ أوسٌ: خذَلْتُ على ليلةٍ ساهرهْ فليسَتْ بِطلْق وَلَا ساكِرَهْ (أَبُو زيد) : الماءُ الساكِرُ: الساكِنُ الَّذِي لَا يجْرِي، وَقد سكَرَ سكُوراً. وَقَالَ الله جلّ وَعز: {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى} (الْحَج: 2) وقرىء (سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى) . التَّفْسِير: إنكَ تَرَاهم سُكَارَى من الْعَذَاب والخوفِ وَمَا هم بُسكَارَى من الشَّرابِ، يدلُّ عَلَيْهِ قَوْله: {وَلَاكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} وَلم يقرأْ أحدٌ من القُرّاءِ سَكَارَى بِفَتْح السِّينِ، وَهِي لُغةٌ، وَلَا يجوزُ القراءةُ بهَا لأنّ الْقِرَاءَة سُنةٌ. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: النعْتُ الَّذِي على فَعْلانَ يُجمَعُ على فُعَالَى وفَعالى مثل أَشرانَ وأُشارَى وأَشارَى، وغيرانَ وقومٌ غُيارَى وغَيارى، وَإِنَّمَا قَالُوا سَكْرَى وفَعْلَى أَكثرُ مَا تجيءُ جَمعاً لفعيلٍ بِمَعْنى مفعولٍ مثل قتيلٍ وقَتْلى وجريجٍ وجرحى وصريعٍ وصرعَى لِأَنَّهُ شُبه بالنّوْكَى والحمقى والهلكى لزوَال عقل السكْرَانِ، وأَما النَّشوانُ: فَلَا يقالُ فِي جمعِه غير النَّشَاوَى. وَقَالَ الْفراء: وَلَو قيل: سكْرَى على أنّ الجمعَ يَقع عَلَيْهِ التّأْنيثُ فَيكون كالواحدَة كَانَ وَجها. وأنشدني بَعضهم: أضحَتْ بنُو عامرٍ غَضْبَى أُنوفهُمُ إِنِّي عفَوْتُ فَلَا عارٌ وَلَا باسُ وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا} (النَّحْل: 67) . قَالَ الفراءُ يُقَال: إِنه الخمرُ قبلَ أَن تحرمَ، والرِّزقُ الحسنُ: الزّبيبُ وَالتَّمْر، وَمَا أَشبههمَا. وَقَالَ أَبُو عبيد: السَّكَرُ: نقيعُ التَّمْر الَّذِي لم تمسهُ النارُ وَكَانَ إبراهيمُ والشعبيُّ وَأَبُو رَزِين يَقُولُونَ: السَّكَر: خَمْرٌ. وَرُوِيَ عَن ابْن عمر أَنه قَالَ: السكَرُ من التمرِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة وحدَه: السكَرُ: الطعامُ، وَاحْتج بقول الآخر: جعلتَ أَعْرَاضَ الكِرَامِ سكَرا أَي جعلتَ ذَمَّهم طُعْماً لَك. وَقَالَ الزّجاجُ: هَذَا بِالْخمرِ أشبهُ مِنْهُ بِالطَّعَامِ، الْمَعْنى جعلتَ تتخمَّرُ بأَعراض الناسِ وهوَ أبينُ مَا يُقَال للذِي يَبتَرِكُ فِي أَعراض النَّاس. وَحدثنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن المَخْزُومِي عَن سفيانَ عَن الْأسود بن قيس عَن عَمْرو بن سُفْيَان عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا} (النَّحْل: 67) قَالَ: السَّكَرُ: مَا حرِّم من ثَمَرَتهَا، والرِّزقُ الحسنُ: مَا أُحِلّ من ثَمَرَتهَا.

(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : السَّكَرُ: الغضبُ، والسَّكَرُ: الامتلاءُ، والسَّكَرُ: الخمرُ، والسَّكَرُ: النَّبيذُ. قَالَ جرير: إِذا رَوِينَ عَلَى الخِنْزِيرِ من سَكَرٍ نادَيْنَ يَا أعظمَ القِسِّينَ جُرْدانَا وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {عَتِيدٌ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ} سكرة الْمَوْت: غَشْيَتُهُ الَّتِي تَدُلُّ الإِنسانَ على أَنه ميت، وقولهُ بالحقِّ أَي بِالْمَوْتِ الحقِّ. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: السَّكْرَةُ: الغَضْبَةُ، والسَّكْرةُ: غَلبةُ اللَّذَّةِ على الشَّبَاب. اللَّيْث: رجلٌ سِكِّيرٌ: لَا يزالُ سكرانَ، والسَّكْرةُ: الْوَاحِدَة من السُّكْر. ورُوِي عَن أبي مُوسَى الأشعريّ أَنه قَالَ: السُّكْركَةُ: خَمرُ الحبشةِ. قَالَ أَبُو عبيد: وَهِي من الذُّرَة. قلت: وَلَيْسَت بعربية. وقيَّده شمر بِخَطِّهِ: السُّكْرُكَةُ: الجَزْمُ على الْكَاف، والرَّاءُ مَضْمُومَة. ركس: قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ} (النِّسَاء: 88) . قَالَ الفرّاء، يَقُول: رَدَّهُمْ إِلَى الْكفْر. قَالَ: ورَكَسَهم: لغةٌ. وَفِي الحَدِيث: (أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُتِيَ بِرَوْثٍ فِي الاستنجاءِ، فَقَالَ: إِنه رِكْسٌ) . قَالَ أَبُو عبيد: الرِّكْسُ: شبيهُ الْمَعْنى بالرَّجيع. يُقَال: ركَسْتُ الشيءَ وأَرْكَستُه: لُغتانِ إِذا رَدَدْتَهُ. وَفِي حَدِيث عديّ بن حاتمٍ أَنه أَتى النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ النبيُّ: (إِنكَ من أهْلٍ دينٍ يقالُ لَهُم الرَّكُوسِيَّةُ) . قَالَ أَبُو عبيد: يُرْوَى فِي تَفْسِير الرَّكُوسِيَّة عَن ابْن سِيرين أَنه قَالَ: هُوَ دينٌ بَين النَّصارى وَالصَّابِئِينَ. وَقَالَ اللَّيْث: الرّاكِسُ: الثَّوْرُ الَّذِي يكونُ فِي وسطِ البَيْدَرِ حِين يُداس، والثِّيرانُ حواليه فَهُوَ يَرْتكِسُ مَكَانَهُ، وإِن كَانَت بقرة فَهِيَ راكسةٌ. قَالَ: وإِذا وقعَ الإِنسانُ فِي أمرٍ بعدَ مَا نجا مِنْهُ قيل: ارْتَكَسَ فِيهِ. قَالَ: والرَّكْسُ: قْلبُ الشيءِ على رأسهِ، أَو ردُّ أوَّله إِلَى آخِره. (أَبُو عبيد عَن أبي زيد) قَالَ: الرِّكْسُ: الكثيرُ من النَّاس. وَقَالَ مُجَاهِد: الارْتكاسُ: الارتداد. وَقَالَ شمر: بَلغنِي عَن ابْن الأعرابيّ، أَنه قَالَ: المَنْكُوسُ والمَرْكُوسُ: المُدْبِرُ عَن حَاله. وَسُئِلَ عَن حَدِيث عديِّ بن حاتمٍ، قيل لَهُ: إِنَّكَ رَكُوسِيٌّ، فَقَالَ: هَذَا من نَعْتِ النَّصَارَى، وَلَا يُعَرَّبُ.

قَالَ: وأَرْكَسَتِ الجاريةُ إِذا طلعَ ثَدْيُها، فَإِذا اجتمعَ وضخُمَ فقدْ نَهَدَ. سرك: (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : سَرِكَ الرجلُ إِذا ضعف بدنُهُ بعد قُوَّةٍ. قَالَ ابْن السّكيت: تَسَاَركْتُ فِي الْمَشْي وتَسَرْوَكْتُ، وهما رَدَاءةُ المشيِ من عَجَفٍ أَو إِعياءٍ. ك س ل كسل، كلس، سلك: مستعملة. كسل: قَالَ اللَّيْث: الكَسَلُ: التَّثَاقُلُ عَمَّا لَا يَنْبَغِي أَن يُتَثَاقَلَ عَنهُ. والفعلُ: كَسِلَ يَكْسَل كَسَلاً، ورجلٌ كَسْلاَنُ، وامرأةٌ كَسْلَى، وكسْلانةُ: لُغةٌ رَدِيئَة. وَيُقَال للفَحْلِ الفَاتِرِ كَسِلَ وأكْسَلَ. وَأنْشد أَبُو عُبَيْدَة عَن العجاج: أَظَنَّتِ الدَّهْنَا وظَنَّ مِسْحَل أنَّ الأميرَ بالقضاءِ يعجل عَن كَسَلاتي والحِصانُ يكْسل قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: وَسمعت رؤبة ينشدها: ... والجَوادُ يُكْسِلُ وسمعتُ غَيره من ربيعةِ الجُوعِ يرويهِ: ... يَكَسَلُ. وَقَالَ العجاج أَيْضا: قد ذَادَ لَا يَستكسِلُ المَكاسلا أَرَادَ بالمكاسل: الكَسَل، أَرَادَ لَا يكسل كسلا. وَفِي اللَّيْث: وللإِكسالِ معنى آخر، يقالُ للرجلِ إِذا عَزَلَ وَلم يُرِدْ ولدا: أَكسلَ. قَالَ وَيُقَال: فلانٌ لَا تُكسله المكاسلُ، يَقُول: لَا تُثْقِلُهُ وُجوهُ الكسلِ، وامرأةٌ مِكْسالٌ، وَهِي الَّتِي لَا تكَاد تبرحُ مجلسها. قلتُ: وَفِي الحَدِيث: (أنَّ رجلا سأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله فَقَالَ: إِنَّ أحدَنا يجامعُ فَيُكْسِلُ) مَعْنَاهُ أَنه يَفْتُرُ ذَكرُهُ قبلَ الْإِنْزَال وَبعد الْإِيلَاج، وَعَلِيهِ الغُسلُ إِذا فعل ذَلِك لالتقاء الخِتانَيْنِ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الكِسْلُ: وَتَرُ قوسِ النَّدَّافِ إِذا خُلِع مِنْهَا. والكَوْسَلَةُ: الحوْثرَةُ: وَهِي رأسُ الأدافِ، وَبِه سُمِّيَ الرجلُ حَوْثَرَة. المِكْسَلُ: وترُ قَوْسِ النَّدَّافِ إِذا خُلِعَ مِنْهَا. كلس: قَالَ اللَّيْث: الكِلْسُ: مَا كَلَسْتَ بهِ حَائِطا أَو باطنَ قصرٍ شبهُ الجِصِّ من غير آجُرَ. قَالَ: والتَّكلْيسُ: التَّمْلِيسُ فإِذا طُلِيَ ثَخيناً فَهُوَ المُقَرْمَدُ. (أَبُو عبيد) : الكِلْسُ: شِبْهُ الصّارُوجِ يُبْنَى بِهِ. وَقَالَ أَبُو ترابٍ، قَالَ الأصمعيّ: كَلَّسَ على القومِ وكَلَّلَ وصَمّمَ إِذا حمَلَ.

وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: كَلَّسَ فلانٌ عَن قِرْنِهِ وهَلَّلَ إِذا جَبُنَ وفرّ عَنهُ. (قلتُ) : وَهَذَا أَصحُّ مِمَّا روى أَبُو ترابٍ. سلك: قَالَ اللَّيْث: السِّلْكُ: الخيوط الَّتِي يخاطُ بهَا الثِّيابُ، الْوَاحِدَة: سِلْكةٌ، والجميع: السُّلُوك. قَالَ: والسُّلُوكُ: مصدرُ سَلَكَ طَرِيقا، والمَسْلكُ: الطريقُ، والسَّلْكُ: إِدخال الشَّيْء تَسْلُكُهُ فِيهِ كَمَا يطعنُ الطاعنُ فيَسْلُكُ الرُّمْحَ فِيهِ إِذا طعنه تِلْقاءَ وجههِ على سَجيحَتِهِ. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: نَطَعَنُهُمْ سُلْكَى ومخلوجةً كَرَّكَ لأَمَيْنِ على نابلِ قَالَ: وصفهُ بسرعةِ الطعْن وشَبّهَهُ بِمن يَدْفعُ الرِّيشةَ إِلَى النَّبَّال فِي السُّرْعة، وَإِنَّمَا يحتاجُ فِيهِ إِلَى السُّرْعة والخفَّة لِأَن الغِراء إِذا بَرَدَ لم يَلزق فيستعملُ حارّاً. (أَبُو عبيد) : الطَّعْنَةُ السُّلْكَى هِيَ المستقيمة، والمخلوجةُ: الَّتِي فِي جَانب. قَالَ: ويُرْوَى عَن أَبي عَمْرو بن الْعَلَاء أَنه قَالَ: ذهبَ مَن كَانَ يُحْسِنُ هَذَا الكلامَ يَعْنِي سُلْكَى ومخلوجةً. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن الحرّانيّ عَن ابْن السّكيت أَنه قَالَ: يُقَال: الرّأْي مَخْلُوجَةٌ وَلَيْسَ بُسلْكَى أَي لَيْسَ بِمُسْتَقِيم. وَقَالَ اللَّيْث: اللَّهُ يُسْلِكُ الكُفَّارَ فِي جَهَنَّم أَي يدخلهم فِيهَا وَقَالَ ابْن أَحْمَر: حَتَّى إِذا سَلَكُوهُم فِي قُتَائِدَةٍ شَلاًّ كَمَا تَطرَدُ الجمَّالةُ الشُّرُدا (أَبُو عبيد) : سلَكْتُه فِي الْمَكَان وأَسلكتُه بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ: والسُّلَكُ: وَلدُ الحَجَل، وَجمعه: سِلْكانٌ. وَقَالَ اللَّيْث: السِّلْكانُ: فِراخُ القَطَا، الْوَاحِد: سُلَكٌ. قَالَ: وَمِنْهُم مَن يَقُول للْوَاحِد: سِلْكانة وَأنْشد: تَضِلُّ بِهِ الكُدْرُ سِلكانها (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : سلكْتُ الطريقَ، وسَلكْتُه غَيْرِي، وَيجوز أَسْلكتُه غَيْرِي. ك س ن كنس، سكن، نسك، نكس، سنك: (مستعملة) . سنك: أهمله اللَّيْث: ورَوى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أنّه قَالَ: السُّنُكُ: المَحَاجُّ اللَّيِّنة، وَلم أسمعهُ لغيرِه؟ . كنس: قَالَ اللَّيْث: الكَنْسُ: كَسْحُ القُمامِ عَن وَجه الأَرْض، والكُنَاسةُ: مُلْقاها، والكِناسُ: مَوْلِجٌ للوحْش من الْبَقر تَسكنُ فِيهِ من الحرِّ. يُقَال: كنَسَتِ الظِّبَاءُ، وتَكَنَّسُوا. وَقَالَ

لبيد: شَاقَتْكَ ظُعْنُ الحيِّ حِين تحمَّلوا فتَكنَّسُوا قُطُنْاً تَصِرُّ خِيَامُها أَي دخلُوا هَوادِجَ جُلِّلَتْ بِثِيَاب قُطْنِ. وَقَالَ الله: { (أَحْضَرَتْ فَلاَ أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ} {بِالْخُنَّسِ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} (التكوير: 15، 16) . قَالَ الزّجاج: الكُنَّسُ: النجومُ تَطْلُعُ جَارِيَة، وكُنوُسها: أَن تَغِيب فِي مغاربها الَّتِي تغيبُ فِيهَا. قَالَ وَقيل: الكُنَّسُ: الظِّبَاءُ والبقرُ تَكنِسُ أَي تدخل فِي كُنُسِها إِذا اشتدَّ الحرُّ. قَالُوا: والكُنّسُ: جمعُ كانِسٍ وكانسةٍ. وَقَالَ الفرّاءُ فِي الخُنّسِ والكُنَّسِ: هِيَ النُّجوم الْخَمْسَة تَخنِسُ فِي مجْراهَا وتَرجِع، وتَكنِس: تَسْتَتِر كَمَا تَكنِس الظِّباءُ فِي المَغارِ، وَهُوَ الكِنَاسُ، والنُّجوم الْخَمْسَة: بَهْرَامُ، وزُحَلُ، وعُطارِدُ، والزُّهَرَةُ، والمُشْتَرِي. وَقَالَ اللَّيْث: هِيَ النجومُ الَّتِي تَسْتسِرُّ فِي مجاريها فتَجري وتَكنِسُ فِي مجاريها فيَتحَوَّى لكلِّ نَجم حَوِيٌّ يقف فِيهِ ويستدير ثمَّ ينصرفُ رَاجعا، فكُنوسُه: مُقامُه فِي حَوِيِّهِ، وخُنوسُه: أَن يَخنسَ بِالنَّهَارِ فَلَا يُرَى. وَيُقَال: فِرْسِنٌ مكْنوسةٌ، وَهِي الملساءُ الجرداءُ من الشَّعر. (قُلت) : الفِرْسِنُ المَكنوسة: المَلساء الباطنِ، تُشبِّهها الْعَرَب بالمرايا لِمَلاستِها. وكنيسَةُ اليهودِ، وَجَمعهَا كَناَئسُ، وَهِي مُعرَّبةٌ. والمِكْنَسة جمعهَا: مكانسُ، ومكانسُ الظِّبَاءِ وَاحِدهَا مَكْنِسُ. سكن: قَالَ اللَّيْث: السَّكْنُ: السُّكَّان، والسُّكْنُ: أَن تُسْكِنَ إِنساناً منزلا بِلَا كِرا. قَالَ والسَّكْن: العيالُ، وأهلُ الْبَيْت، الْوَاحِد: ساكنٌ. (الحرَّانيُّ، عَن ابْن السكت) : السَّكْنُ: أهلُ الدَّار. وَقَالَ سلامةُ بن جَندل: يُسْقَى دَوَاءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبوبِ قَالَ والسَّكَنُ: مَا سَكَنْتَ إِليه. والسَّكَن: النَّار. وَأنْشد: أقامَها بِسَكَنٍ وأَدْهان يَعْنِي قناةً ثقفها بالنَّار والدُّهْن. وَأنْشد: ألجأني اللَّيْل وريح بلّه إِلَى سَواد إبل وثلَّه وسَكَنٍ توقَد فِي مِظَلّهْ (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: الأَسْكان: الأقْوات، واحِدها: سُكْنٌ. وَقَالَ غَيره: قيل للقوتِ: سُكْنٌ لأنَّ الْمَكَان بِهِ يُسْكَن. وَهَذَا كَمَا يُقَال: نُزُلُ العَسكر لإِرزاقهم المُقدَّرة لَهُم إِذا أُنزِلوا منزلا. وَيُقَال: مَرْعًى مُسْكِنٌ إِذا كَانَ كثيرا لَا

يُخرج إِلَى الظّعْن عَنهُ، وَكَذَلِكَ مَرْعًى مُرْبِعٌ ومُنْزِلٌ. وسُكْنَى الْمَرْأَة: المَسكَن الَّذِي يُسْكِنها الزَّوجُ إيَّاه. تَقول: لكَ دَاري هَذِه سُكْنَى إِذا أَعارَه مَسكناً يَسكنه. وَتقول: سَكنَ الشيءُ يَسكُنُ سكوناً إِذا ذهبَت حركتُه، وسكنَ فِي معنى سكتَ، وسكنتِ الرِّيح، وسكنَ الْمَطَر، وَسكن الْغَضَب. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَلَهُ مَا سَكَنَ فِى الَّيْلِ وَالنَّهَارِ} (الْأَنْعَام: 13) . وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: مَعْنَاهُ وَله مَا حَلَّ فِي اللَّيْل وَالنَّهَار. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: هَذِه الْآيَات اْحتِجَاجٌ على المُشْرِكِين، لأَنهم لم ينكروا أنَّ مَا استقرَّ فِي اللَّيْل وَالنَّهَار للَّهِ أَي هُوَ خالقُه ومُدَبِّرُه، فَالَّذِي هُوَ كَذَلِك قادرٌ عَلَى إِحياء الْمَوْتَى. قَالَ أَحْمد بن يَحيى فِي قَوْله: {وَلَهُ مَا سَكَنَ فِى الَّيْلِ وَالنَّهَارِ} (الْأَنْعَام: 13) : إِنَّمَا السَّاكِن من النَّاس والبهائم خاصَّةً. قَالَ: وسَكَنَ: هَدَأَ بعد تحرُّكٍ، وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ وَالله أعلم الخَلْق. وَقَوله: {أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ} (الْبَقَرَة: 248) . قَالَ الزَّجَّاج مَعْنَاهُ: فِيهِ مَا تسكنون بِهِ إِذا أَتَاكُم. وَقيل فِي التَّفْسِير: إِنَّ السكينَة لَهَا رأسٌ كرأسِ الهِرِّ مِن زَبَرْجَدٍ وياقوتٍ، وَلها جَناحان. وَقَالَ اللَّيْث: قَالَ الحَسَن: جعَل الله لَهُم فِي التابوت سكِينةً لَا يَفرُّون عَنهُ أبدا وتطمئنُّ قُلُوبهم إِليه. وَقَالَ مقاتلٌ: كَانَ فِيهِ رأسٌ كرأس الهرّةِ إِذا صَاح كَانَ الظّفَرُ لبني إِسْرَائِيل. والمِسِكين قد مرّ تَفْسِيره فِي بَاب الْفَقِير وَهُوَ مِفْعِيلٌ من السّكُون مِثل المنطيق من الْمنطق. وَقَالَ اللَّيْث: المَسكَنَة: مصدر فعل المِسكين، وإِذا اشْتَقُّوا مِنْهُ فعلا قَالُوا: تَمَسْكنَ الرجل أيْ صَار مِسكيناً. وَيُقَال: أَسْكنُه الله، وأَسْكَنَ جَوْفَهُ أَي جَعلهُ مِسكيناً. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : أَسْكنَ الرَّجلُ وسَكَنَ إِذا كانَ مِسكيناً، وَلَقَد أَسْكنَ. وَقَالَ غَيره: تَمَسْكَنَ إِذا خَضَعَ لله، وَهِي المَسْكنةُ لِلذّلَّةِ. قَالَ: وَهُوَ قَول ابْن السّكيت، والمِسْكينُ أَسْوَأُ حَالا من الفَقير. قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي قَالَ يُونُس: الفَقيرُ: الَّذِي لَهُ بعض مَا يُقيمُه.

قَالَ: وَرُوِيَ عَن الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ: المِسْكينُ أَحسنُ حَالاً من الْفَقِير، قَالَ وَإِلَيْهِ ذهبَ أَحْمد بن عبيد، قَالَ: وَهُوَ القَوْل الصحيحُ عندنَا، لِأَن الله تَعَالَى قَالَ: {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ} (الْكَهْف: 79) فأَخبرَ أَنهم مَساكينُ وَأَن لَهُم سَفينةً تَسَاوِي جُمْلةً. وَقَالَ: {لِلْفُقَرَآءِ الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِى الاَْرْضِ} الآيةَ إِلَى قولهِ {إِلْحَافًا} (الْبَقَرَة: 273) . فَهَذِهِ الْحَال الَّتِي أَخبَرَ بهَا عَن الْفُقَرَاء هِيَ دونَ الحالِ الَّتِي أَخبَرَ بهَا عَن المسَاكينِ. وَفِي الحَدِيث عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لِلْمصَلِّي: (تَبْأَس وتَمَسْكنُ وتقنع يَديك) قَوْله تَمَسْكنُ أَي تَذِلُّ وتخضعُ. قَالَ القُتيبيُّ: أَصْلُ الحَرْفِ: السُّكونُ، والمَسْكَنةُ: مَفعلةٌ مِنْهُ، وَكَانَ الْقيَاس تُسَكَّنَ كَمَا يُقَال: تَشَجَّعَ وتحلَّمَ، إِلا أَنه جَاءَ فِي هَذَا الحَرْفِ تَمَفْعَلَ، وَمثله: تَمدْرَعَ من المِدْرَعَةِ، وأَصلُهُ: تَدَرَّعَ. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: كلُّ مِيمٍ كانتْ فِي أَوَّلِ حَرْفٍ فَهِيَ مَزيدةٌ إِلاَّ مِيمَ مِعْزَى، وَمِيمَ مَعَدَ، تَقول: تَمَعْدَدَ، وميمَ مَنْجَنِيق وَمِيمَ مَأْجَجٍ، ومِيمَ مَهْدَدَ. (قلت) : وَهَذَا فِيمَا جاءَ عَلَى مَفْعَلٍ أَو مِفْعَلِ أَو مِفْعِيل، فأَمَّا مَا جاءَ عَلَى بنَاءِ فَعْلٍ أَو فِعَالٍ فالميمُ تكونُ أَصْلِيَّةً مثل المَهْدِ والمِهَادِ والمَرْدِ وَما أَشْبَهَهُ. سَلمَة عَن الْفراء من الْعَرَب من يَقُول: أنزل الله عَلَيْهِم السِّكِّينة للسَّكِينةِ. قَالَ: وَحكى الْكسَائي عَن بعض بني أَسد المَسْكِينُ بِفَتْح الْمِيم للمِسكِين. وَقَول الله تَعَالَى: {فَمَا اسْتَكَانُواْ لِرَبِّهِمْ} (الْمُؤْمِنُونَ: 76) أَي فَمَا خضعوا، كَانَ فِي الأَصْل (فَمَا اسْتَكَنُوا) فمدت فَتْحة الْكَاف بِأَلف كَقَوْلِه: لَهَا مَتْنَتَانِ خَظَاتَا، أَرَادَ: خَظَتَا. فَمد فَتْحة الظَّاء بِأَلف. يُقَال: سَكَنَ، وأَسْكن، واسْتَكن وتمسكن، واستكان أَي خضع وذل. وَقَالَ: يَنْبَاعُ من ذِفْرَى غَضُوبٍ أَي يَنْبَع فمُدَّت فَتْحة الْبَاء بِأَلف. وَقَالَ الزّجاج: فِي قَوْله تَعَالَى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَوَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ} (التَّوْبَة: 103) أَي يَسْكُنونَ بهَا. وَقَالَ أَبُو عبيد: الخَيْزُرَانة: السُّكّانُ، وَهُوَ الكَوْثَلُ أَيْضا. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الخَدْفُ: السُّكّانُ، وَهُوَ الكوثَلُ أَيْضا. وَقَالَ اللَّيْث: السُّكّانُ: ذَنَبُ السَّفينَةِ الَّذِي بِهِ تُعدَلُ، وَقَالَ طَرَفة:

كَسُكَّانِ بُوصِيَ بدجْلَةَ مُصْعِدِ قَالَ: وسُكّان السَّفِينَة: عَرَبِيّ، سمى سكاناً لِأَنَّهَا تسكن بِهِ عَن الْحَرَكَة وَالِاضْطِرَاب. قَالَ: والسِّكِّينُ تُؤَنَّثُ وتُذكَّرُ، ومُتّخِذُ السكّين يقالُ لَهُ: سَكّانٌ وسَكاكِينيّ. قَالَ ابْن دُرَيْد: السكين: فِعِّيل من ذبحت الشَّيْء حَتَّى سكَن اضطرابه. قَالَ الْأَزْهَرِي: سمي سكيناً لِأَنَّهَا تُسكِّن الذَّبِيحَة أَي تسكنها بِالْمَوْتِ، وكل شَيْء مَاتَ فقد سَكَن، وَمثله غِرِّيد للْمُغني لتغريده بالصوت، وَرجل شِمِّير لتشميره إِذا جد فِي الْأَمر وانكمش. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) التَّسْكينُ: تَقويمُ الصَّعْدَةِ بالسِّكَنِ وَهُوَ النَّارُ، والتَّسكِينُ: أنْ يَدُومَ الرَّجلُ عَلَى رُكُوبِ السُّكَينِ وَهُوَ الحمارُ الخفيفُ السَّريعُ، والأتانُ إِذا كَانَت كَذَلِك: سُكَيْنَة، وَبِه سُمّيَتِ الجاريةُ الخفيفةُ الرُّوحِ سُكيْنَةَ. قَالَ: والسُّكَيْنَةُ أَيضاً: البَقَّةُ الَّتِي دخلت فِي أَنْفِ نُمْرودَ الخاطِىء فأَكلَتْ دِماغَهُ. (أَبُو عبيد عَن الْفراء) : الناسُ على سَكِنَاتِهم ونزلاتهم ورَباعتهمْ ورَبعاتهم، يَعْنِي عَلى اسْتِقَامتهمْ. وَقَالَ ابْن بُزُرْجَ: الناسُ عَلَى سَكِناتهمْ، وَقَالُوا: تركْنا النَّاس على مَصاَباتهم. على طبقاتهم ومَنازلهم. وَقَالَ غَيره: سُكّانُ الدَّارِ هُمُ الجنُّ المقيُمونَ بهَا، وَكَانَ الرجلُ إِذا اطَّرَفَ دَاراً ذَبحَ فِيهَا ذبيحَةً يَتَّقِي بهَا أَذى الجِنِّ فنهَى النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن ذَبائح الجنّ. وَفِي حَدِيث قَيْلةَ أنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهَا: (يَا مِسكِينَة عليكِ السكِينَةَ) أرَادَ عليكِ الوَقارَ والوَداعة والأَمْنَ، يُقَال: رجلٌ وَدِيعٌ أَي سَاكِنٌ هادِىءٌ وَيُقَال لِلْموضِعِ الَّذِي تسكُنُهُ: مَسكَنٌ. ومَسْكِنٌ: مَوضعٌ بعيْنهِ. والسَّكُونُ: قبيلةٌ بِالْيمن. وأَمَّا المُسْكانُ بِمَعْنى العَرَبُون فَهُوَ فُعلانٌ، والميمُ أَصليّة، وجَمعُه: المساكِينُ، قَالَه ابْن الْأَعرَابِي. نكس: قَالَ اللَّيْث: النَّكْسُ: قلبُكَ شَيْئا عَلَى رأْسِهِ تَنْكُسهُ، والولدُ المنْكُوسُ: أَن يخرجَ رِجْلاهُ قبل رأسِه. والنُّكْسُ: العَودُ فِي المرَض. يُقَال: نُكِسَ فِي مَرَضهِ نُكْساً. والنِّكْس من الْقَوْم: المُقصِّرُ عَن غايةِ النّجدةِ والكرمِ، والجميعُ: الأنْكاسُ. وإِذا لم يَلْحق الفرَسُ بِالْخَيْلِ السوابق قيلَ: نَكَّس. وَأنْشد: إِذا نَكسَ الكاذِبُ المحْمَرُ قَالَ أَبُو بكر: نُكِس المريضُ مَعْنَاهُ قد

عاودته العلةُ. يُقَال: نَكَسْت الخِضابَ إِذا أَعَدْتَ عَلَيْهِ مرَّة بعد مرّة، وَأنْشد: كالوَشْم رُجّع فِي اليَدِ المنكوس وَفِي الحَدِيث: أَنه قيل لِابْنِ مسعودٍ: إِن فُلاناً يقرأُ الْقُرْآن مَنْكُوساً، قَالَ: ذَاك منكوسُ القْلبِ. قَالَ أَبُو عبيد: يَتَأَوَّله كثيرٌ من النَّاس أَنه أَن يبدأَ الرَّجلُ من آخر السُّورَةِ فيقرأَها إِلَى أوَّلها. قَالَ: وَهَذَا شيءٌ مَا أَحسِبُ أَحداً يطيقُه، وَلَا كَانَ هَذَا فِي زمن عبد الله وَلَا أعرفهُ. وَلَكِن وَجهه عِندي أَن يبْدَأ من آخر الْقُرْآن من المعوذتين ثمَّ يرْتَفع إِلَى الْبَقَرَة كنحو مِمَّا يتَعَلَّم الصّبيان فِي الكُتّابِ، لِأَن السُّنة خلاف هَذَا، يُعلم ذَلِك بِالْحَدِيثِ الَّذِي يحدِّثه عُثْمَان عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنه كَانَ إِذا أُنزلت عَلَيْهِ السُّورَة أَو الْآيَة قَالَ: ضعوها فِي الْموضع الَّذِي يُذكر كَذَا وَكَذَا) أَلا ترى أَن التَّأْلِيف الْآن فِي هَذَا الحَدِيث من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ كُتبت الْمَصَاحِف على هَذَا. قَالَ: وَإِنَّمَا جَاءَت الرُّخصة فِي تعلم الصبيِّ والعجميِّ مِنَ المُفَصَّل لصعوبة السُّوَر الطوَال عَلَيْهِمَا. فَأَما مَن قَرَأَ الْقُرْآن وحفِظه ثمَّ تعمّد أَن يقرأه مِنْ آخِره إِلَى أَوله فَهَذَا النَّكْسُ الْمنْهِي عَنهُ، وإِذا كرِهنا هَذَا فَنحْن للنَّكْسِ مِن آخر السورةِ إِلَى أَولهَا أشدُّ كَرَاهَة، إِن كَانَ ذَلِك يكون. وَقَالَ شمر: النَّكْسُ فِي أَشْيَاء. وَمَعْنَاهُ يَرْجع إِلَى قلبِ الشَّيْء وردِّه وجعلِ أَعْلَاهُ أسفلَه، ومقدَّمِه مؤخَّرَه. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: نكَسْتُ فلَانا فِي ذَلِك الْأَمر أَي رَدَدتُه فِيهِ بَعْدَمَا خرج مِنْهُ. وَقَالَ شمر: النُّكَاسُ: عوْدُ الْمَرِيض فِي مَرضه بعد إِفراقِه. وَقَالَ أُميَّة بن أبي عائذٍ الْهُذلِيّ: خَيَالٌ لِزَيْنَبَ قَدْ هَاجَ لي نُكاساً مِنَ الحُبِّ بَعْدَ انَدِمَالِ قَالَ الْفراء فِي قَوْله تَعَالَى: {ثُمَّ نُكِسُواْ عَلَى رُءُوسِهِمْ} يَقُول: رجعُوا عَمَّا عرفُوا من الْحجَّة لإِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام. وَقَالَ الله تَعَالَى: {وَلاَ يَرْجِعُونَ وَمَن نّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِى الْخَلْقِ أَفَلاَ يَعْقِلُونَ} (يس: 68) . قَالَ أَبُو إِسحاق: مَعْنَاهُ: مَن أطلْنا عُمْرَه نكَّسْنا خلقه، فَصَارَ بدلُ الْقُوَّة الضعفَ وبدلُ الشَّبَاب الهرمَ. وَقَالَ الْفراء: قرأَ عاصمٌ وَحَمْزَة: {نُنَكِّسْه فِي الخَلْقِ وَقَرَأَ أهل الْمَدِينَة: نَنْكُسْهُ بِالتَّخْفِيفِ. وَقَالَ قَتَادَة: هُوَ الهرمُ. وَقَالَ شمر: يُقَال: نكَّسَ الرجلُ إِذا ضَعُف وَعجز. وأنشدني ابْن الْأَعرَابِي فِي الانتكاس: وَلَمْ يَنْتَكِسْ يَوْماً فَيُظْلِمَ وجْهُهُ لِيمَرَضَ عَجْزاً أَوْ يضارعَ مَأثما

أَي لم ينَكِّسْ رأْسَهُ لأمر يأنف مِنْهُ. قَالَ: ونكَسَ رأسَه إِذا طأطأَه من ذُلَ وَأنْشد: وإِذا الرِّجَالُ رَأَوْا يَزِيدَ رَأَيتَهُمْ خُضْعَ الرِّقَابَ نَوَاكِسَ الأبْصَارِ قَالَ سِيبَوَيْهٍ: إِذا كَانَ الفِعْل لغير الْآدَمِيّين جُمِع عَلَى فواعل لِأَنَّهُ لَا يجوز فِيهِ مَا يجوز فِي الْآدَمِيّين منَ الْوَاو وَالنُّون فِي الِاسْم وَالْفِعْل فضارَعَ الْمُؤَنَّث، تَقول: جِمالٌ بَوَازلُ وعَوَاضِهُ، وَقد اضطُر الفرزدق فَقَالَ: خُضْعَ الرِّقابِ نَوَاكِسَ الْأَبْصَار لِأَنَّك تَقول: هِيَ الرِّجَال، فشُبِّه بالجِمال. (قلت) : وروى أَحْمد بن يحيى هَذَا الْبَيْت: ... نَوَاكِسي الأبصَارِ وَقَالَ: أَدخل الْيَاء لِأَنَّهُ رَدَ النوَاكِس إِلَى الرِّجَال وإِنما كَانَ وإِذا الرِّجَال رأيتَهم نواكِسَ أبصارُهم، فَكَانَ النواكِسُ للأبصار فنُقِلت إِلَى الرِّجَال، فَلذَلِك دخلت الْيَاء، وَإِن كَانَ جَمعَ جمْع، كَمَا تَقول: مَرَرْت بِقوم حَسَنِي الْوُجُوه، وحِسانٍ وجوهُهم، لما جعلتهم للرِّجَال جئتَ بِالْيَاءِ، وَإِن شئتَ لم تأتِ بهَا. قَالَ: وَأما الْفراء وَالْكسَائِيّ فَإِنَّهُمَا رويا الْبَيْت: نواكِسَ الْأَبْصَار. بِالْفَتْح، أقرَّا نواكسَ على لفظ الْأَبْصَار. قَالَ: والتذكيرُ: ناكِسِي الْأَبْصَار. وَقَالَ الْأَخْفَش: يجوز نواكِسِ الْأَبْصَار بِالْجَرِّ لَا بِالْيَاءِ كَمَا قَالُوا جُحْرُ ضَبَ خَرِبٍ. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : النِّكْسُ من السِّهَام: الَّذِي يُنكَس فيُجْعل أَعْلَاهُ أَسْفَله، وأنشدني الْمُنْذِرِيّ للحطيئة: قَدْ ناضَلونَا فَسَلّوا مِن كِنَانتهمْ مَجْداً تليداً وعزًّا غَيرَ أَنكاس قَالَ: الأنكاس: جمْع النِّكْس من السِّهَام، وَهُوَ أضعفها. قَالَ: وَمعنى الْبَيْت: أَن الْعَرَب كَانُوا إِذا أسرُوا أَسِيرًا خيَّرُوه بَين التخلِية وجزِّ الناصية أَو الأسْرِ. فَإِن اخْتَار جز الناصية جَزُّوها وخلَّوا سَبيله، ثمَّ جعلُوا ذَلِك الشَّعر فِي كِنانتهم، فإِذا افتخرُوا أَخْرجُوهُ وأَرَوْه مَفاخرَهم. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : قَالَ: الكُنُس: والنُّكُس ميادين بقر الوحْش، وَهِي مأواتها. قَالَ: والنُكُسُ: المُدْرَهِمُّون من الشُّيُوخ بعد الْهَرم. نسك: قَالَ اللَّيْث: النُّسْك: الْعِبَادَة، رجل ناسكٌ: عابدٌ، وَقد نسَكَ ينسُكُ نسْكاً.

قَالَ: والنُسْكُ: الذَّبِيحَة، يَقُول: من فعل كَذَا وَكَذَا فعَليه نسْكٌ أَي دَمٌ يهرِيقه بِمَكَّة، واسمُ تِلْكَ الذَّبِيحَة: النسيكة، والمنسك: الموضعُ الَّذِي يذبحُ فِيهِ الذبائحُ. قَالَ: وَالمَنْسَك: النُّسْك نَفسه. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : قَالَ: النُّسُك: سَبائك الْفضة، وكل سبيكةٍ مِنْهَا: نسيكة، وَقيل للمتعبِّد: ناسِكٌ، لِأَنَّهُ خلَّص نَفسه وصفَّاها من دنَسَ الآثام كالسبيكة المخلَّصة مِن الخبَثِ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: قرىء: لِكلِّ أمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً} (الْحَج: 34) و (منسِكاً) . وَقَالَ: والمنْسَك فِي هَذَا الْموضع يَدُل على معنى النَّحْر كَأَنَّهُ قَالَ: جعلنَا لكل أُمَّةٍ أَن تتقرَّب بِأَن تذبحَ الذبائحَ لله. قَالَ، وَقَالَ بَعضهم: المَنْسِكُ: الْموضع الَّذِي تُذبَح فِيهِ. فَمن قَالَ: مَنسِكٌ فَمَعْنَاه مكانُ نُسْكٍ مثل مجلسٍ: مكانُ جُلُوس. وَمن قَالَ: مَنسَكٌ فَمَعْنَاه المصْدر نحوُ النُّسُك والنُّسُوك. شمرٌ: قَالَ النَّضر: نَسَكَ الرجل إِلَى طريقةٍ جميلَة أَي داوَم عَلَيْهَا، ويَنْسُكون الْبَيْت: يأتونه. قَالَ الفرّاء: المَنْسِك فِي كَلَام الْعَرَب الْموضع الْمُعْتَاد الَّذِي يَعتادُه. يُقَال: إِنَّ لفلانٍ مَنسِكاً يعتاده فِي خير كَانَ أَو غَيره، وَبِه سُمِّيَت المَناسك. ك س ف كفس، كسف، سكف، سفك: (مستعملة) . كفس: (ابْن دُرَيد) : الكَفَسُ: الحَنَفُ، وَقد كَفِسَ كفَساً. قَالَ الْأَزْهَرِي: وَلم أسمعهُ لغيره. كسف: قَالَ اللَّيْث: الكَسْفُ: قطْع العُرقوب. يُقَال: استَدبر فرسَه فكسَف عُرْقوبيْه. قَالَ: وكَسَفَ القمرُ يَكسِف كُسوفاً، وَكَذَلِكَ الشَّمْس. قَالَ: وبعضٌ يَقُول: انكسفَ وَهُوَ خطأٌ. (قلت) : ورَوى يحيى القطَّان، عَن عبد الْملك ابْن أبي سُلَيْمَان عَن عطاءٍ، عَن جَابر بن عبد الله قَالَ: انكَسفت الشَّمْس على عهْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حديثٍ طَوِيل، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو عبيد: انكسفَتْ. وَقَالَ الفرّاء فِي قَول الله: {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَآءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا} (الْإِسْرَاء: 92) . الكِسْفُ، والكِسَف: وَجْهان، والكسَف: جِماعُ كِسْفة. سمعْت أعرابيّاً يَقُول: أَعْطِنِي كِسْفةً، يُرِيد قِطعةً كَقَوْلِك: خِرقةً، وكِسف: فِعْلٌ. وَقد يكون الكِسْف جِماعاً للكِسْفة مِثل دِمْنةٍ ودِمْنٍ.

وَقَالَ الزّجاج: فِي قَوْله: {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَآءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا} (الْإِسْرَاء: 92) ، و (كِسْفاً) ، فَمن قَرَأَ كِسَفاً جعلهَا جمعَ كِسْفة، وَهِي القِطعة. وَمن قَرَأَ: كِسْفاً قَالَ: أَو تُسْقِطها طَبَقاً علينا، واشتقاقُه من كسفْت الشيءَ إِذا غطَّيتَه. (الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت) قَالَ: وَيُقَال: كسَفَ أَمَلُه، فَهُوَ كاسفٌ إِذا انْقَطع رجاؤه مِمَّا كَانَ يأْمُل وَلم يَنبسِطْ. قَالَ أَبُو الْفضل: وسألْتُ أَبَا الْهَيْثَم عَن قَوْلهم: كسفتُ الثوبَ أَي قطَعته. فَقَالَ: كلُّ شيءٍ قطعته فقد كسفتَه. قَالَ، وَيُقَال: كَسفَتِ الشمسُ إِذا ذهب ضوءُها، وكسَف الْقَمَر إِذا ذهب ضوءُه، وكسَف الرَّجلُ إِذا نَكَسَ طرْفَه، وكسفَت حالُه إِذا تغيرَتْ. قَالَ: وكسَفت الشمسُ وخسَفَت بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ شمرٌ: قَالَ أَبُو زيد: كسفَت الشمسُ تَكسِفُ كسوفاً إِذا اسْودَّت بِالنَّهَارِ، وكسفَت الشمسُ النُّجومَ إِذا غَلَبَ ضوءُها النجومَ فَلم يَبْدُ مِنْهَا شيءٌ، والشمسُ حِينَئِذٍ كاسِفَةٌ للنجوم. قَالَ جريرٌ: فالشمسُ طَالعةٌ لَيست بكاسفةٍ تَبْكِي عليكَ نجومَ اللَّيْل والقَمرا قَالَ. وَمَعْنَاهُ أَنَّهَا طالعةٌ تبْكي عَلَيْك ولمْ تَكْسف النجومَ وَلَا القمرَ لِأَنَّهَا فِي طُلُوعهَا خاشعةٌ لَا نُورَ لَهَا. قَالَ: وَتقول: خَشَعَت الشَّمْس وكسَفَتْ وَخسَفَتْ بِمَعْنى وَاحِد. وَرَوَاهُ اللَّيْث: الشمسُ كاسفةٌ ليستْ بِطَالعةٍ تَبْكي عليكَ نجومَ اللَّيْل والقمرا وَقَالَ: أَرَادَ مَا طلعَ نجْمٌ وَمَا طلع الْقَمَر، ثمَّ صرَفه فنصَبَه، وَهَذَا كَمَا تَقول: لَا آتِيك مَطْرَ السماءِ: أَي مَا مَطَرتْ السَّمَاء، وطلوعَ الشَّمْس أَي مَا طلَعَت الشمسُ، ثمَّ صرَفْته فنصَبَتْه. قَالَ شمر: سَمِعت ابْن الأعرابيّ يَقُول فِي قَوْله: تَبكي عليكَ نجومَ اللَّيْل والقمرا أَي مَا دامتِ النجومُ وَالْقَمَر. وحُكِيَ عَن الْكسَائي مِثلُهُ. قَالَ: وَقلت للفراء: إِنَّهُم يَقُولُونَ فِيهِ: إِنَّه على معنى المُغالبة: باكَيْتُه فبكَيتُه، فالشمس تغلبُ النجومَ بكاء فقالَ: إنَّ هَذَا الْوَجْه حَسَنٌ، فقلتُ: مَا هَذَا بحَسَن وَلَا قريبٍ مِنْهُ. وَقَالَ اللَّيْث: رجلٌ كاسِفُ الْوَجْه: عابسٌ من سوء الْحَال. يُقَال: عَبَسَ فِي وجْهِي وكَسَف كسوفاً. (عَمْرو عَن أَبِيه) : يُقَال لِخرَق الْقَمِيص قبل أَن يُؤَلَّفَ: الكِسَف والكِيَف والخِدَف واحدتُها كِسْفةٌ وكِيفَةٌ وخِدْفةٌ.

قَالَ شمر: الكُسوفُ فِي الوجْهِ: الصُّفرةُ والتغير، ورجلٌ كاسِفٌ: مهمومٌ تغير لوُنه وهُزِلَ من الحُزْن، وكَسَفَ: ذهب نُورُه، وتغيَّر إِلَى السَّوَادِ، قَالَه ابْن شُمَيْل. وَقَالَ أَبُو زيد: كَسَفَ بالهُ إِذا حَدَّثَتهُ نَفسه بالشَّرِّ، قَالَ أَبُو ذُؤَيب: يَرْمي الغُيُوبَ بعينيْهِ، ومَطْرِفُهُ مُغضٍ كَمَا كَسفَ المستَأْخِذُ الرَّمِدُ وَقيل: كُسُوفُ باله: أَن يضيقَ عَلَيْهِ أَمله. سكف: قَالَ اللَّيْث: الأُسكُفَّةُ: عَتَبَةُ الْبَاب الَّتِي يوطأُ عَلَيْهَا. والإسكافُ: مصدرُه السِّكَافةُ، وَلَا فِعلَ لَهُ، وَهُوَ الأَسْكَفُ. وَقَالَ النَّضر: أُسْكُفَّةُ الْبَاب: عَتبتُه الَّتِي تُوطَأُ، والساكِف: أَعْلَاهُ الَّذِي يَدور فِيهِ الصائِرُ، والصائرُ: أَسْفلُ طرَف الْبَاب الَّذِي يَدور أَعْلاه. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: أَسْكَفَ الرجلُ إِذا صَار إِسكافاً. قَالَ: والإسكافُ عِنْد الْعَرَب: كلُّ صانعٍ غيرِ مَن يعْمل الْخِفافَ، فإِذا أَرَادوا معنى الإسكافِ فِي الحَضَر قَالُوا: هُوَ الأَسْكَفُ. وَأنْشد: وَضَعَ الأسكَفُ فِيهِ رُقَعاً مِثل مَا ضَمَّدَ جَنْبَيْه الطَّحِلْ (أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر) : الإسكافُ: الصَّانِع. وَقَالَ الشماخ: لم يَبْقَ إِلَّا منطقٌ وأطرافْ وشَجَرَامَيْسٍ بَرَاها إِسكاف ابْن السّكيت: جعل النجارَ إِسكافاً على التَّوَهُّم، أَرَادَ براها النجار. وَقَالَ شمر: سَمِعت ابنَ الْفَقْعَسِيِّ يَقُول: إنَّكَ لإسكافٌ بِهَذَا الْأَمر أَيْ حاذِقٌ. وَأنْشد: حَتَّى طَوَيْناها كطيِّ الإسكاف يصِفُ بِئْرا. قَالَ الإسكاف: الحاذقُ. وَيُقَال: رجلٌ إسكافٌ وأُسكُوفٌ للخَفّافِ. وَقَالَ أَبُو سعيد يُقَال: لَا أَتسكَّفُ لَك بَيْتا، مَأخوذٌ من الأُسكُفَّةِ أَي لَا أَدخلُ لَهُ بَيْتا. وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: تُجِيلُ عَينْاً حالكاً أُسْكُفُّها قَالَ: أُسكفُّها: منَابتُ أَشْفارِها. وَأنْشد: حَوراء فِي أُسكُفِّ عَينيها وَطَفْ وَفِي الثَّنايا البِيضِ مِن فيهَا رَهَفْ قَالَ: رَهَف: رِقة. سفك: قَالَ اللَّيْث السَّفْكُ: صَبُّ الدَّمِ، ونَثْرُ الكلامِ، ورَجلٌ سَفَّاكٌ للدِّماءِ، سفَّاكٌ بالْكلَام يَسْفِكُ سَفْكاً. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : السُّفْكَة: مَا يُقَدَّمُ إِلَى الضَّيف مِثْل اللُّمْجَةِ. يُقَال: سَفِّكُوه ولَمِّجُوه.

أَبُو زيد: مِن أَسمَاء النفْسِ: السَّفُوكُ والجائشةُ والطَّمُوعُ. ك س ب كسب، كبس، سكب، سبك، بكس: (مستعملة) . كسب: قَالَ اللَّيْث: الكَسْبُ: طلبُ الرِّزق، تَقول: فلانٌ يَكْسِبُ أهلَه خيرا، ورجلٌ كَسُوبٌ. قَالَ: وكَسَابِ اسْم للذئب. وَرُبمَا جَاءَ فِي الشِّعر كُسَيْباً. قَالَ: وكَسَابِ من أَسمَاء إناث الْكلاب. والكُسْبُ: الكُنْجَارَقُ. قَالَ: وبعضُ السَّوَادِيِّينَ يُسمُّونه الكُسْبَجَ. قلت: الكُسْبَجُ مُعرَّبٌ، وَأَصله بِالْفَارِسِيَّةِ كُشْب فقُلبت الشين سيناً كَمَا قَالُوا: سَابُور، وَأَصله: شاه بُور أَي مَلِكُ بورَ، وبور: الابْن بِلِسَان الفُرس والدَّشْتُ أُعرِب فَقيل: الدَّسْتُ للصحراء. وَقَالَ أَحْمد بن يحيى: كلُّ النَّاس يَقُولُونَ: كَسَبكَ فلانٌ خيرا إِلَّا ابْن الْأَعرَابِي فَإِنَّهُ يَقُول أَكْسبكَ فلانٌ خيرا. كبس: فِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : جَاءَ فلانٌ مُكَبِّساً وكابساً إِذا جَاءَ شادًّا، وَكَذَلِكَ جَاءَ مُكلِّساً. قَالَ: والأكْبَاسُ: بيوتٌ من طينٍ، وَاحِدهَا: كِبْسٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الكَبْسُ: طَمُّكَ حُفرةً بِتُرابٍ، كبسَ يكبِسُ كبْساً. وَاسم التُّرَاب: الكِبْسُ. يُقَال: الهواءُ والكِبْسُ، فالكِبْسُ: مَا كَانَ من نَحْو الأَرْض مِمَّا يَسُدُّ من الْهَوَاء مَسَدًّا. قَالَ: وَالْجِبَال الكُبَّسُ هِيَ الصِّلاب الشّدَادُ. والأرنبةُ الكابِسَةُ: المُقْبِلَةُ على الشَّفَةِ العُليا، والناصِيةُ الكابسةُ هِيَ المُقبلة على الْجَبْهَة، تَقول: جَبْهةٌ كَبَستها الناصِيةُ، والتكبيس: الاقتحام على الشَّيْء تَقول: كَبَّسُوا عَلَيْهِم. قَالَ: وكابوسٌ كلمة يُكنَى بهَا عَن البُضْع، يُقَال: كبَسَها إِذا فعلَ بهَا مرَّة. (عَمْرو عَن أَبِيه) : الكابوسُ: النِّيدِلاَنُ وَهُوَ الباروكُ والجاثومُ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) ، قَالَ: الكِبْسُ: الكَنْزُ. والكِبْسُ. الرَّأْس الْكَبِير. وَقَالَ اللَّيْث: الكِبَاسَةُ: العِذْقُ التامُّ بِشمارِيخِهِ وبُسْرِه. قَالَ: وعامُ الكَبِيسِ فِي حِسَاب أهل الشَّام المأْخوذ من أهل الرّوم كل أَربع سِنِين يزِيدُونَ فِي شهر شُبَاط يَوْمًا وَفِي ثَلَاث سِنِين يعدُّونه ثَمَانِيَة وَعشْرين يَوْمًا، يقوِّمُون بذلك كسور حِسَاب السّنة، يسمُّون الْعَام الَّذِي يزِيدُونَ فِيهِ ذَلِك الْيَوْم عامَ الكَبِيسِ. وَقَالَ غَيره: رجلٌ كُبَاسٌ وَهُوَ الَّذِي إِذا سَأَلته حَاجَة كَبَسَ برأسِه فِي جيب قَمِيصه.

يُقَال: إِنَّه لكُباسٌ غير خُباسٍ. وَقَالَ الشَّاعِر يمدح رجلا: هُو الرُّزءُ المُبَيّنُ لاَ كُباسٌ ثقيلُ الرَّأسِ يَنْعِقُ بالضَّئِينِ وَقَالَ شمر: الكُبَاسُ: الذَّكَرُ، وَأنْشد قَول الطِّرِمَّاح: وَلَو كُنْتَ حُرّاً لم تَنَمْ لَيْلَةَ النَّقَا وجِعْثِنُ تُهْبَى بالكُبَاسِ وبالْعَردِ تُهْبَى: يُثار مِنْهَا الغبارُ لشدَّة الْعَمَل بهَا. وَقَالَ شمرٌ: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: رجلٌ كُباسٌ: عَظِيم الرَّأْس. وَقَالَت خنساءُ: فذاكَ الرُّزْءُ عَمْرُكَ لاَ كُباسٌ عظيمُ الرأْسِ يَحْلُمُ بالنَّعِيقِ قَالَ: والكُبَاسُ: الَّذِي يَكْبِسُ رَأسه فِي ثِيَابه وينام. ورُوِي عَن عَقِيل بن أبي طَالب أَنه قَالَ: إِن قُريشاً أَتَت أَبَا طَالب فَقَالَت لَهُ: إِن ابْن أَخِيك قد آذَانا فانْههُ عَنَّا. فَقَالَ: يَا عَقيلُ انْطلق فأْتني بمحمدٍ فانطلقتُ إِلَيْهِ فاستخرجته من كِبْسٍ. قَالَ شمر: من كِبسٍ أَي من بَيت صَغِير، والكِبْسُ اسْم لما كُبِسَ من الْأَبْنِيَة، يُقَال: كِبسُ الدَّار، وكِبسُ الْبَيْت، وكلُّ بنيانٍ كُبِسَ، فَلهُ كِبْسٌ. قَالَ العجاج: وإنْ رأَوْا بُنْيَانَهُ ذَا كِبْسِ تطارَحُوا أركانهُ بالرّدْسِ والكابسُ من الرِّجال: الكابسُ فِي ثَوْبه المُغَطَّى بِهِ جسده الداخلُ فِيهِ. قَالَ شمر: وَيجْعَل الْبَيْت كِبْساً لما يُكْبَسُ فِيهِ أَي يدْخل كَمَا يَكْبِسُ الرجلُ رَأسه فِي ثَوْبه، وَيُقَال رأسٌ أَكْبَسُ إِذا كَانَ مستديراً ضخماً، وهامةٌ كَبْساءُ وكُباسٌ، ورجلٌ أكْبَسُ بَيِّنُ الكَبَسِ إِذا كَانَ ضخم الرَّأْسِ، وَيُقَال: قِفافٌ كُبْسٌ إِذا كَانَت ضِعافاً. قَالَ العجاج: وُعْثاً وُعُوراً وقِفافاً كُبسَا سكب: قَالَ اللَّيْث: السَّكْبُ: صَبُّ الماءِ. يُقَال: سَكَبْتُ الماءَ فانْسَكَبَ، ودَمْعٌ سَاكِبٌ. وَأهل الْمَدِينَة يَقُولُونَ: اسْكُبْ عَلَى يَدِي. قَالَ: والسَّكْبَة: الكُرْدَةُ العُليا الَّتِي يُسْقَى مِنْهَا كُرْدُ الطبَابةِ من الأَرْض، والسَّكْبُ: ضربٌ من الثِّياب رقيقٌ كَأَنَّهُ غبارٌ من رِقَّتِه، وَكَأَنَّهُ سَكْبُ ماءٍ من الرِّقة. والسَّكْبَةُ من ذَلِك اشتُقت. وَهِي الخِرْقَةُ تُقَوَّرُ لِلرأْسِ تُسمِّيها الفُرْسُ: الشَّسْتَقَةَ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) ، قَالَ: السَّكَبُ: ضربٌ من الثِّيَاب، مُحَرَّكُ الْكَاف. قَالَ: والسَّكَبُ: الرَّصاصُ. ورَوَى ابْن الْمُبَارك عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة أنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله كَانَ يُصَلِّي فِيمَا بَين

العِشاء إِلَى انصداع الْفجْر إِحْدَى عشرَة رَكْعَة، فَإِذا سَكَب المؤذّن بِالْأولَى من صَلَاة الْفجْر قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خفيفتين. قَالَ سُوَيد: سَكَبَ يُرِيد: أَذَّن، وَأَصله من سَكَبَ الماءَ، وَهَذَا كَمَا يُقَال: أَخَذَ فِي خُطْبَةٍ فَسَحَلها. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : من نباتِ السَّهل: السكَبُ. وَقَالَ غَيره: السَّكَبُ: بَقلةٌ طيِّبة الرّيح، لَهَا زهرةٌ صفراءُ. وَهِي من شجرِ القيظ. والإِسْكابَةُ: خشبةٌ على قدرِ الفَلْسِ إِذا انشقَّ السقَاء جعلوها عَلَيْهِ ثمَّ صرُّوا عَلَيْهَا بسيرٍ حَتَّى يَخْرُزُوهُ مَعَه فَهِيَ الإسْكابةُ. يُقَال: اجعلْ لي إِسْكابَةً فيتخذ ذَلِك. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : فرسٌ سَكْبٌ إِذا كَانَ جواداً. وَكَذَلِكَ فرسٌ فيْضٌ وبَحْرٌ وغَمْرٌ، وغُلاَمٌ سَكْبٌ إِذا كَانَ خَفِيف الرّوح نشيطاً فِي عمله. وَيُقَال: هَذَا أمرٌ سَكْبٌ أَي لَازم. وَيُقَال: سُنَّةٌ سَكْبٌ. وَقَالَ لَقِيط بن زُرَارَة لِأَخِيهِ مَعْبَدٍ لمّا طلب إِلَيْهِ أَن يَفْدِيَهُ بمائتين من الْإِبِل، وَكَانَ أَسِيرًا: مَا أَنَا بِمُنْطٍ عَنْك شَيْئا يكونُ على أهلِ بَيْتك سُنَّةً سَكباً، وتدْرَبُ النَّاس لَهُ بِنَا دَرْباً. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للسكَّةِ من النَّخلِ: أُسْكُوبٌ وأُسْلُوبٌ، فإِذا كَانَ ذَلِك من غيرِ النَّخلِ قيل لَهُ: أُنْبُوبٌ ومِدَادٌ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِيمَا رَوَى شمر عَنهُ يُقَال: ماءٌ أُسْكُوبٌ، وسَحَابٌ أُسْكُوبٌ. وَأنْشد: بَرْقٌ يُضِيءُ خلالَ البَيتِ أُسْكُوبُ سبك: قَالَ اللَّيْث وَغَيره: السَّبْكُ: تَسبيكُ السَّبِيكةِ من الذَّهبِ والفضةِ تُذَابُ فَتُفْرَغُ فِي مِسْبَكَةٍ من حديدٍ كَأَنَّهَا شِقّ قَصَبَةٍ. بكس: (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : بَكَسَ خَصْمَه إِذا قهره. قَالَ: والبُكْسَة: خَزَفَةٌ يُدَوِّرُها الصِّبيان، ثمَّ يَأْخُذُونَ حجرا فيُدَوِّرُونَهُ كأنَّه كُرَةٌ، ثمَّ يتقامرونَ بهما، وَتسَمى هَذِه اللعبةُ الكُحَّةَ. وَيُقَال لهَذِهِ الخَزَفَةِ أَيْضا: التُّونُ والآجُرّةُ. ك س م كسم، كمس، سمك، سكم، مسك، مكس: (مستعملة) . سمك: قَالَ اللَّيْث: السّمَكُ الواحدةُ: سمكةٌ. قَالَ: والسَّمَكةُ: بُرْجٌ فِي السَّمَاء يُقَال لَهُ: الْحُوت. قَالَ. والسِّمَاكُ: مَا سمكْتَ بِهِ حَائِطا أَو سقفاً، والسقْف يُسمى سَمْكاً، وَالسَّمَاء مَسموكةٌ، أَي مَرْفُوعَة كالسَّمْكِ. وَجَاء فِي حَدِيث عليَ: (اللهمَّ بارِىءَ المَسْمُوكاتِ السَّبْعِ ورَبَّ المَدْحُوَّاتِ) ،

والمَسْمُوكاتُ: السمواتُ السبعُ، والمَدْحُوَّاتُ: الأرَضُونَ، وسَنَامٌ سَامِكٌ تَامِكٌ: مرتفعٌ تَارٌّ، والسِّمَاكانِ: نَجْمَان، أَحدهمَا: الأعزل، وَالْآخر: الرَّامِحُ، وَالَّذِي هُوَ من منَازِل الْقَمَر: الأعزلُ، وَبِه يَنزِلُ القمرُ، وَهُوَ شآمٍ. وسُمِّي أعزلَ لِأَنَّهُ لَا شيءَ بَين يَدَيْهِ من الْكَوَاكِب؛ كالأعزل الَّذِي لَا رُمْحَ مَعَه. وَيُقَال: سُمِّي أعزلَ لِأَنَّهُ إِذا طلعَ لَا يكونُ فِي أيامهِ ريحٌ وَلَا بردٌ، هُوَ أعزلُ مِنْهَا. والسّمْكُ: القامةُ من كل شَيْء بعيدٍ طَوِيل السَّمْكِ. قَالَ ذُو الرُّمَّة: نَجَائِبَ من نِتَاجِ بني غُرَيْرٍ طِوَالَ السّمْكِ مُفْرَعَةً نِبَالاَ والمِسْماكُ: عمودٌ من أعمدةِ الخِباء، وَمِنْه قَول ذِي الرُّمَّة: كأَنَّ رجليهِ مِسْماكانِ من عُشَرٍ سَقْبَانِ لم يَتَقَشَّرْ عَنْهُمَا النَّجَبُ كسم: قَالَ اللَّيْث: الكَيْسُومُ: الكثيرُ من الْحَشِيش. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الكَسْمُ: الكَدُّ على الْعِيَال من حرامٍ أَو حَلَال. وَقَالَ: كَسَمَ وكسَب: واحدٌ. وَأنْشد: وحامِلُ القِدْرِ أَبُو يَكْسُومِ يُقَال: جَاءَ يَحْمِلُ القِدْرَ إِذا جَاءَ بالشَّرِّ. ابْن دُرَيْد الكَسْمُ: فَتُّكَ الشيءَ بِيَدِك، وَلَا يكون إلاّ من شيءٍ يَابِس، كسَمْتُه كسَمْاً. وكَيْسَم: أَبُو بَطْن من الْعَرَب. وَقَالَ إِسْحَاق بن الفرجِ قَالَ الْأَصْمَعِي: الأكاسِمُ: اللُّمَعُ من النَّبْتِ المتراكِبَةُ. يُقَال: لُمْعَةٌ أكْسُومٌ أَي متراكمة. وَأنْشد: أكاسِماً للطَّرْفِ فِيهَا مُتّسَعْ وللأبُول الآبل الطبِّ فَنَعْ وَقَالَ غَيره: رَوْضةٌ أُكْسُومٌ ويَكْسومٌ أَي نَدِيَةٌ كثيرةٌ، وأَبُو يَكْسوم من ذَلِك، وكَيْسومٌ: فَيْعُولٌ مِنْهُ. كمس: (قلتُ) : لم أجدْ فِيهِ من مَحْضِ كَلَام الْعَرَب وصريحه شَيْئا. وَأما قَول الأطباءِ فِي الكيْمُوسَاتِ: إِنَّهَا الطبائعُ الأربعُ فَلَيْسَتْ من لغاتِ الْعَرَب، وأحسبها يونانية. مسك: (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : المَسْكُ الجِلدُ. قَالَ: وَالْعرب تَقول: نَحن فِي مُسوكِ الثعالِبِ إِذا كَانُوا مذعورين. وَأنْشد الْمفضل: فيَوْماً تَرَانَا فِي مُسُوك جيَادِنَا وَيَوْماً تَرَانا فِي مُسُوك الثعالب وَقَوله: فِي مُسُوك جيادِنا مَعْنَاهُ أَنّا أُسِرْنا فكُتِّفنَا فِي قِدَ قُدَّ مِن مَسْك فرس ذُبِحَ أَو

أُصِيب فِي الْحَرْب فمَات فقُدَّتْ مِن مسكه سيورٌ غُلّوا بهَا وأسِروا. وَقَالَ غَيره: معنى قَوْله فِي مسوك جيادنا أَي على مسوك جيادنا أَي تَرَانَا فُرْسَاناً نغير على أَعدائنا، ثمَّ يَوْمًا تَرَانَا خَائِفين غير آمِنين. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: المَسَكُ: الذَّبْلُ مِن العَاج كَهَيئَةِ السِّوار تَجْعَلهُ المرأَةُ فِي يَديهَا فَذَلِك المَسَكُ، والذبلُ: الْقُرُون. فَإِن كَانَ من عاج فَهُوَ مَسَكٌ وعاجٌ ووقْفٌ، وَإِذا كَانَ مِن ذَبْل فَهُوَ مَسَك لَا غير. (أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو) : المَسَك: مثل الأسْوِرة من قرونٍ أَو عاج. وَقَالَ جريرٌ: ترى العَبَسَ الْحَوْلِيَّ جَوناً بكُوعها لهَا مَسَكاً مِن غير عاج وَلَا ذَبْلِ وَقَالَ اللَّيْث: المِسْكُ: معروفٌ إلاَّ أَنه لَيْسَ بعربي مَحْض. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : قَالَ المِسْكُ: الطِّيبُ، وأَصله مِسكٌ محركة. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس فِي قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (خذي فِرْصَةً فتمَسَّكي بهَا) . قَالَ بَعضهم: تمسَّكي أَي تطيَّبي مِنَ الْمسك. وَقَالَت طائفةٌ: هُوَ مِن التمسُّك بِالْيَدِ. قَالَ اللَّيْث: سِقَاءٌ مَسِيكٌ: كثيرُ الأخذِ للْمَاء. وَيُقَال: فِي فلانٍ إِمْسَاكٌ ومَسَاكٌ ومِسَاكٌ ومَسَكةٌ، كلُّ ذَلِك مِن الْبُخْل والتمسك بِمَا لَدَيْهِ ضَنًّا بِهِ. قَالَ: والمُسْكَةُ مِن الطَّعَام والشرابِ: مَا يُمْسِكُ الرَّمَقَ، تقولُ: أَمسكَ يُمسكُ إِمساكاً. والتَّمسُّكُ: استمساكُكَ بالشَّيْء. تقولُ: مَسَكْتُ بِه، وتمسَّكتُ بِهِ واستمْسكت بِهِ. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: صبحتُ بهَا القَوْمَ حتَّى امتسكْ تُ بِالْأَرْضِ أَعْدِلُها أَنْ تَميلاَ وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله أَنه قَالَ: (لَا يُمْسِكَنَّ الناسُ عليَّ بشيءٍ فَإِنِّي لَا أُحِلُّ إلاّ مَا أَحَلَّ الله، وَلَا أحرِّمُ، إلاَّ مَا حرَّمَ الله) قَالَ الشَّافِعِي، مَعناهُ إنْ صَحَّ أَن الله تَعَالَى أَحَلَّ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَشْيَاء حظرها على غَيره من عدد النِّسَاء، والموهوبة وَغير ذَلِك وَفرض عَلَيْهِ أَشْيَاء خففها عَن غَيره فَقَالَ: لَا يمسكن الناسُ عليَّ بشيءٍ يَعْنِي بِمَا خُصِصْت بِهِ دونهم، فَإِن نِكَاحي أكثرَ من أَربع لَا يحل لَهُم أَن يبلغوه لِأَنَّهُ انْتهى بهم إِلَى أَربع، وَلَا يجب عَلَيْهِم مَا وَجب عليَّ من تَخْيِير نِسَائِهِم لِأَنَّهُ لَيْسَ بفَرْضٍ عَلَيْهِم. وَقَالَ اللَّهُ جلَّ وعزَّ: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ} (الْأَعْرَاف: 170) قَرَأَ عاصمٌ (يُمْسِكون) بِسُكُون الْمِيم، وسائرُ القُرَّاء (يمسِّكون) بالتَّشْديد، وَأما قَوْله: {أُجُورَهُنَّ وَلاَ تُمْسِكُواْ بِعِصَمِ} (الممتحنة: 10) فإنّ

َ أَبا عَمْرو وابنَ عَامرٍ ويْعقُوبَ الحَضْرَمِيَّ قَرَأُوا: (وَلاَ تُمَسِّكُوا) بتَشْديد السِّين خففها البَاقُونَ وَمعنى قَوْله: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ} (الْأَعْرَاف: 170) أَي يُؤمنُونَ بِهِ ويحكمونَ بِمَا فِيهِ. وَقَالَ أَبُو زيد: مسَّكتُ بالنَّار تمسيكاً، وثقَّبْتُ بهَا تثقيباً، وَذَلِكَ إِذا فحصت لَهَا فِي الأَرْض ثمَّ جَعلتَ عَليها بعْراً أَو خشباً أَو دفنتها فِي التُّرَاب. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: المَسَكُ: الواحدةُ: مَسَكةٌ، وَهُوَ أَن يحفِرَ الْبِئْر فِي الأَرْض فَيبلغ الموضعَ، الَّذِي لَا يحتاجُ إِلى أَنْ يطوى فيقالُ: قد بلُغوا مَسَكةً صُلْبةً، وإنَّ بِئَارَ بني فُلاَنٍ فِي مَسَكٍ، وَأنْشد: اللَّهُ أَرْوَاكَ وعَبْد الجَبَّارْ ترسُّمُ الشَّيخِ وضَرْبُ المنقارْ فِي مَسَك لَا مُجْبِلٍ وَلاَ هَارْ والعربُ تَقول: فلَان حَسَكَةٌ مَسَكَةٌ أَي شُجَاعٌ كأَنهُ حَسَكٌ فِي حَلْق عَدوِّه، وَوصف بَعضهم بَلحَارثِ بن كَعْبٍ فَقَالَ: حَسَكٌ أَمْراسٌ ومَسَكٌ أَحَمَاسٌ، تَتَلظِّى المنايَا فِي رِماحهم، وَأما المَسَكةُ والمسيكُ فالرجلُ البخيلُ، قَالَ ذَلِك ابْن السكِّيت، وَفُلَان لَا مُسْكَة لَهُ أَي لَا عقل لَهُ، وَمَا بفلان مُسكة أَي مَا بِهِ قُوَّة وَلَا عقلٌ. وَيُقَال: بَيْننَا مَاسكةُ رَحِم، كَقَوْلِك: ماسّةُ رحم، وواشِجَة رحمٍ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الماسكةُ: الجلدةُ الَّتِي تكون على رأْس الْوَلَد وعَلى أَطْرَاف يَدَيْهِ فَإِذا خرج الْوَلَد من الماسكة والسَّلَى فَهُوَ بقيرٌ، وَإِذا خرج الْوَلَد بِلَا ماسكة وَلَا سَلًى فَهُوَ السَّلِيل. والمُسْكان: العُرْبَانُ، وَيجمع مَسَاكِين، يُقَال: أعْطه المسكان. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الأرضُ: مَسَكٌ وطرائقُ، فمسكةٌ كَذَّانَهٌ، ومسكةٌ مُشاشةٌ، ومَسكةٌ حجارةٌ، ومُسكةٌ لينةٌ، وَإِنَّمَا الأرضُ طرائقُ، فكلُّ طَريقَة: مسكةٌ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: إِذا كَانَ الفرسُ محجَّل الْيَد والرِّجل من الشقِّ الْأَيْمن. قَالُوا: هُوَ مُمْسَك الأيامنِ مطلقُ الأياسر، وهم يكرهونه، فَإِذا كَانَ ذَلِك من الشِّقِّ الْأَيْسَر قَالُوا: هُوَ مُمسكُ الأياسرِ مُطلق الأيامن، وهم يستحبُّون ذَلِك. قَالَ: وكلُّ قائمةٍ بهَا بياضٌ فَهِيَ مُمسَكةٌ، والمطلقُ: كلُّ قائمةٍ لَيْسَ بهَا وضَحٌ. قَالَ: وقوْمٌ يجعلونَ الْبيَاض إِطلاقاً، وَالَّذِي لَا بَيَاض فِيهِ إمْساكاً. وَأنْشد: وَجَانبٌ أُطْلِقَ بالبياضِ وَجَانبٌ أُمْسِكَ لَا بياضُ وَفِيه مِن الاختِلاَف عَلَى القلْبِ كمَا وصفتُ فِي الإمْساك، وَفِي صفة النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنه بادن متماسك) أَرَادَ أَنه مَعَ بدانته

أبواب الكاف والزاي

متماسك اللحمِ لَيْسَ بمسترخيهِ وَلَا مُنفَضِجه. وَالْعرب تَقول للتَّنَاهِي الَّتِي تمسكُ مَاء السَّمَاء: مَسَاكٌ ومَسَاكةٌ ومَساكاتٌ، كلُّ ذَلِك: مسموعٌ مِنْهُم. (أَبُو زيد) : المَسِيك من الأساقِي: الَّذِي يَحبِسُ المَاء فَلَا ينضح، وأرضٌ مَسيكةٌ: لَا تُنَشِّفُ المَاء لصلابتها، وأرضُ مَسَاكٌ أَيْضا. وَيُقَال للرجلِ يكونُ مَعَ القومِ يَخُوضون فِي الْبَاطِل: إِن فِيهِ لَمُسْكَةً عَمَّا هم فِيهِ. مكس: قَالَ اللَّيْث: المَكْسُ: انتقاص الثّمن فِي البياعة، وَمِنْه أُخِذَ المَكَّاسُ لِأَنَّهُ يستنقصه. وَأنْشد: وَفِي كلِّ مَا بَاعَ امْرُؤ مَكْسُ دِرْهَم أَي نقصُ دِرهم بعد وُجُوبِ الثَّمن. وَقَالَ غَيره: المكْس: مَا يأخُذُهُ العَشَّارُ. يُقَال: مَكَسَ فَهُوَ ماكسٌ إِذا أَخذ. (أَبُو عبيد عَن أبي زيد) : المكْس: الجِبَايةُ. يُقَال: مَكَسَه فَهُوَ ماكسٌ إِذا نقص. وَقَالَ شمر: المكْسُ: النَّقْصُ كَمَا قَالَ اللَّيْث. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المكْسُ دِرهمٌ كَانَ يَأخذُهُ المصدِّق بعد فَرَاغِهِ. وَفِي الحَدِيث (لَا يَدخُل صَاحبُ مَكْسٍ الجَنّةَ) . وَقَالَ الأصمعيّ: الماكسُ: العَشَّارُ، وَأَصله: الجِبايَةُ، وَأنْشد: وَفِي كلِّ مَا بَاعَ امْرُؤٌ مَكْسُ دِرْهم سكم: مُهمل. وَقَالَ الدُّرَيديُّ: السَّيْكمُ: الَّذِي يُقَارب خَطوَهُ فِي ضَعْفٍ. والسَّكْم: فِعْلٌ مُماتٌ. (أَبْوَاب الْكَاف وَالزَّاي) ك ز ط ك ز د: أهملت وجوهها. ك ز ت زكتْ: (أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر) : زكَّتُّ السِّقاء تَزْكِيتاً إِذا مَلأْتَهُ. وَقَالَ اللحياني: زَكَتَه، وزَكَّتُه، والسِّقاءُ مَزْكُوتٌ ومُزَكَّتٌ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) زَكَتَ فُلانٌ فُلاناً عَلَيَّ يَزْكُتُهُ أَي أَسْخطَهُ، وقِرْبةٌ مَزْكُوتَةٌ ومَوْكُوتةٌ ومَزْكُورةٌ ومَوْكُورةٌ بِمَعْنى واحدٍ. ك ز ظ ك ز ذ ك ز ث: أهملت وجوهها. ك ر ز كرز، زكر، ركز: مستعملة. كرز: قَالَ اللَّيْث: الكُرْزُ: ضربٌ من الجُوَالِقِ، والكَرَّازُ: كَبْشٌ يَحملُ عَلَيْهِ الرَّاعي أَدَاتَه، ويكونُ أَمامَ الغَنَمِ.

وَقَالَ ذَلِك أَبُو عَمْرو. وروى أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الكُرْزُ: الجُوالِقُ الصغيرُ. وَقَالَ ابْن المَظَفَّرِ الكرَّزُ من النَّاس: الْعَيِيُّ اللَّئِيمُ، وَهُوَ دَخيلٌ فِي العربيةِ، تُسمِّيهِ الفُرْسُ: كُرْزِي وَأنْشد: وَكُرَّزٌ يمشِي بَطِينَ الكُرْزِ قَالَ: والطائرُ يُكَرَّز، وَهُوَ دَخيلٌ ليسَ بعَرَبيَ قَالَ رؤبةُ: رَأَيتُهُ كَمَا رَأَيْتُ النَّسْرَا كُرِّزَ يُلِقي قادِماتٍ زُعْرَا (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) أَنه أنْشدهُ: لَمَّا رَأَتني رَاضِيا بالإِهماد كالكُرَّزِ المرْبُوط بَين الأَوتَادْ قَالَ الكُرَّزُ هَا هُنَا: البَازي شَبهَهُ بالرجلِ الحاذِق وَهُوَ فِي الفارِسيّة كرو. وَقَالَ شمر: يُرْبَطُ لِيسقُطَ رِيشُهُ. (أَبُو عبيد عَن الْفراء) : قَالَ الكَرِيصُ والكَرِيزُ: الأقِطُ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: إِنه ليُعاجِز إِلَى ثقةٍ مُعاجَزَةً، ويُكارِزُ إِلَى ثِقةٍ مُكارَزَةً إِذا مَال إِلَيْهِ. قَالَ الشَّماخُ: فلمَّا رَأَيْن الماءَ قد حَال دُونه ذُعافٌ لَدَى جَنْبِ الشَّريعة كارِزُ قيل كارزٌ بِمَعْنى المستَخفى، يُقَال: كرَزَ يَكرِزُ كروزاً فَهُوَ كارزٌ إِذا اسْتخفى فِي خَمَرٍ أَو غارٍ. (قلت) : والمكارَزةُ مِنْهُ، وكُرْزٌ، وكُرَيْزٌ، ومِكْرَزٌ من الْأَسْمَاء واشتِقاقها مِمَّا ذكرْتُ. وَقَالَ أَبُو عمروٍ: الكُرَّزُ: المدَرَّبُ المجرَّبُ، وَهُوَ فارسيٌّ، وَقد كُرِّزَ البازِي إِذا سقط ريشهُ. قَالَ ابْن الأنباريِّ: هُوَ كُرّزٌ أَي دَاهٍ خَبيثٌ مُحْتالٌ، شُبِّهَ بالبازِي فِي خُبْثه واحْتِياله، وَذَلِكَ أَن العربَ تُسمي البَازى كُرَّزاً. زكر: قَالَ ابْن المظفَّر: الزُّكْرَةُ: وعاءٌ من أَدَمٍ يجعلُ فِيهِ شرابٌ أَو خَلٌّ. وَقد تزَكَّرَ بَطْنُ الصبيِّ إِذا عَظُمَ وحَسُنتْ حَاله. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: زَكَّرْتُ السِّقاءَ تزكيراً، وزَكَّتُّه تزكِيتاً إِذا مَلأْتَه. وَقَالَ اللَّيْث: مِن العُنُوزِ الحُمْر، عَنْزٌ حَمْراءُ زَكْريَّةٌ وزكَريَّةٌ، لُغتان، وَهِي الشديدةُ الحمرَةِ، وَقَول الله جلّ وعزّ: (وكَفَلَها زَكَرِيَّاء) ، وقرىء (وكفَّلَهَا زَكَريَّاءُ) وقرىءَ {زَكَرِيَّا} (آل عمرَان: 37) بِالْقصرِ. قرأَ ابنُ كثيرٍ ونافعٌ وَأَبُو عمروٍ وَابْن عامرٍ والحَضْرَميُّ يعقوبُ: (وَكَفَلَها زَكَريَّاءُ) ممدودٌ مَهْموزٌ مَرْفوعٌ. وقرأَ أَبُو بكر عَن عَاصِم: (وكفّلها) مُشدّداً (زكَريّاءَ) ممدوداً مَهْمُوزاً أَيْضا. وقرأَ حَمزةُ وَالْكسَائِيّ وحَفْصٌ {وَكَفَّلَهَا

زَكَرِيَّا} (آل عمرَان: 37) مَقصوراً فِي كلِّ الْقُرْآن. وَقَالَ الزّجاج: فِي زكريَّا: ثَلَاث، لُغاتٍ هِيَ الْمَشْهُورَة: زكريَّاءُ مَمدودٌ، وزَكريَّا بالقَصْرِ غير مُنَوّنٍ فِي الجِهَتَيْن، وزكَريٌ بِحَذْف الْألف مُعْرَبٌ مُنونٌ، فأمّا ترك صرفهِ فلأنّ فِي آخِره أَلفي التأنيثِ فِي المَدِّ، وأَلفَ التأْنيث فِي الْقصر. قَالَ وَقَالَ بعض النَّحويين: لم ينصرفْ لِأَنَّهُ عجمي، وَمَا كَانَت فِيهِ أَلف التَّأْنِيث فَهُوَ سَواءٌ فِي الْعَرَبيَّة والعجمية وَيلْزم صاحبَ هَذَا القَوْل أَن يقولَ: مَررت بِزكريّاءَ وزكريّاءِ آخَرَ لأنَّ مَا كَانَ أَعجميّاً فَهُوَ ينصرفُ فِي النَّكِرَة، وَلَا يجوز أنْ تُصْرَفَ الأسماءُ الَّتِي فِيهَا أَلِفُ التَّأْنِيث فِي مَعْرِفَةٍ وَلَا نَكرة لِأَنَّهَا فِيهَا عَلامَة تأنيثٍ وَأَنَّهَا مَصوغةٌ مَعَ الِاسْم صِيغةً وَاحِدَة، فقد فارقَتْ هاءَ التَّأْنِيث فَلذَلِك لمْ تُصرف فِي النّكرة. وَقَالَ اللَّيْث: فِي زكريَّا: أربعُ لُغات: تَقول: هَذَا زَكَرِيَّاءُ قد جَاءَ، وَفِي التَّثْنِيَة: زَكَرِيَّاآنِ، وَفِي الْجمع زَكَرِيَّاؤُون. واللغة الثَّانِيَة: هَذَا زَكَرِيَّا قد جاءَ، والتثنية زكَرِيَّيَانِ وَفِي الْجمع: زَكَرِيَّيُونَ. واللغةُ الثَّالِثَة: هَذَا زكرِيٌّ، وَفِي التَّثْنِيَة: زكرِيَّانِ، كَمَا يُقَال: مَدِنيٌّ ومَدَنِيَّانِ. واللغةُ الرابعةُ: هَذَا زَكَري بتَخْفِيف الْيَاء، وَفِي التَّثنية: زَكَرِيانِ، الْيَاء خَفِيفَة، وَفِي الْجمع: زَكَرُون بطرْح الْيَاء. ركز: قَالَ الله جلّ وعزّ: {أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً} (مَرْيَم: 98) قَالَ الفرّاء: الرِّكْزُ الصَّوتُ. قَالَ: وسمعْت بعضَ بَني أَسَدٍ يَقُول: كلّمْتُ فلَانا فَمَا رأيتُ لَهُ رِكْزَةً، يُرِيد لَيْسَ بِثَابِت الْعقل. وَقَالَ خالدٌ: الرِّكْز: الصَّوت لَيْسَ بالشديد. وَقَالَ اللَّيْث: الرِّكْز: صَوتُ الْإِنْسَان تَسْمعه من بعيد، نَحْو رِكْزِ الصَّائِد إِذا نَاجَى كِلابَه. وَأنْشد: وَقد تَوَجَّسَ رِكزاً مُقْفِرٌ نَدُسٌ بِنَبْأَةِ الصَّوت مَا فِي سَمِعه كذِبُ وثابتٌ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّه قَالَ: (فِي الرِّكَازِ الخُمْسُ) . وَقَالَ أَبُو عبيد: اخْتَلف أهل الحجازِ وَأهل الْعرَاق فِي الرِّكاز، فَقَالَ أهل الْعرَاق: الرِّكاز: الْمَعَادِن كلُّها، فَمَا اسْتُخرِج مِنْهَا من شيءٍ فلمُسْتَخْرِجِه أربعةُ أَخماسِه، ولبيتِ المَال الخُمُس. قَالُوا: وَكَذَلِكَ المَال العاديُّ يوجَد مَدْفُونا. وَهُوَ مِثل المعدِن سواءٌ، قَالُوا: وَإِنَّمَا أصلُ الرِّكازِ المعدِن والمالُ العاديّ

ُ الَّذِي قد مَلَكه النَّاس فشُبِّهُ بالمعدِن. وَقَالَ أهل الْحجاز: إِنَّمَا الرِّكازُ: المَال المدفون خاصَّة مِمَّا كنَزه بَنُو آدم قبل الْإِسْلَام، فَأَما المعادِن فَلَيْسَتْ برِكازٍ، وَإِنَّمَا فِيهَا مِثلُ مَا فِي أموالِ الْمُسلمين منَ الزكاةِ: مَا أصَاب مِائتي دِرهمٍ كَانَ فِيهَا خمسةُ دراهمَ، وَمَا زَاد فبِحسابِ ذَلِك. وَكَذَلِكَ الذهبُ إِذا بَلغ عشْرين مِثْقَالا كَانَ فِيهِ نصفُ مثْقال. وَقَالَ اللَّيْث: الرِّكازُ: قِطَعُ الفِضَّةِ تَخرجُ من المعدِن، وأَرْكزَ الرَّجلُ إِذا أَصابَ ذَلِك. وَأَخْبرنِي عبد الملِك البَغَوِيُّ عَن الرّبيع عَن الشافعيّ أَنه قَالَ: الَّذِي لَا أَشُكُّ فِيهِ أَنَّ الرِّكاز: دفن الجاهليّة، وَالَّذِي أَنَا واقفٌ فِيهِ الرِّكاز فِي المعدِن والتِّبْرِ الْمَخْلُوق فِي الأَرْض. ورَوى شمرٌ فِي حديثٍ عَن عَمْرو بن شُعَيْب أَنّ عَبْداً وَجد رِكْزَةً عَلَى عهد عمرَ فأَخذها مِنْهُ عمر. قَالَ شمرٌ: قَالَ ابْن الأعرابيِّ: الرِّكاز مَا أَخْرَجَ المعدِنُ وأَنالَ. وَقَالَ غيرُه: أرْكزَ صاحبُ المعدِن إِذا كثُرَ مَا يَخرُجُ مِنْهُ لَهُ من فضةٍ وَغَيرهَا. والرِّكازُ: الاسمُ، وَهِي القِطَع العِظام مثل الجَلاَمِيدِ من الذَّهَب وَالْفِضَّة تَخرج من الْمَعْدن. وَقَالَ الشافعيُّ: يُقَال للرَّجل إِذا أصَاب فِي المعدِن النَّدْرَةَ المجتمعةَ: قد أَرْكزَ. وَقَالَ اللَّيْث: الرَّكْزُ: غَرْزُكَ شَيْئا منتصباً كالرُّمْح تَرْكُزُه رَكْزاً فِي مركَزِه. قَالَ: والمُرتكِزُ من يابِس الْحَشِيش: أَنْ تَرَى ساقاً وَقد تطايرَ عَنْهَا وَرَقُها وأَغصانُها، ومركَزُ الجُنْدِ: الْموضع الَّذِي قد أُلْزِموه، وأُمِروا إلاّ يَبْرَحُوه. وَقَالَ شمر: قَالَ أَحْمد بنُ خالدٍ: الرِّكازُ جمع، وَالْوَاحد. رَكِيزةٌ. وَقَالَ شمر: والنّخلة الَّتِي تَنبُت فِي جذْع النخلةِ ثمَّ تُحوَّلُ إِلَى مَكَان آخر هِيَ الرَّكْزَة. وَقَالَ بَعضهم: هَذَا رَكْزٌ حَسَنٌ، وَهَذَا وَدِيٌّ حَسنٌ، وَهَذَا قَلْعٌ حَسن. وَيُقَال: رُكِزَ الوَدِيُّ والقَلْعُ. (عَمْرو عَن أَبِيه) : الرِّكْز: الرجلُ الْعَاقِل الحليمُ السَّخِيُّ. ك ز ل اسْتعْمل من وجوهه: لكز كلز، لزك. لزك: أما لزك فإنَّ ابنَ المظفَّر زَعم أنّه يُقَال: لَزِكَ الجُرْحُ لَزَكا إِذا استوَى نباتُ لحمِه، ولمّا يَبْرأْ بعد. (قلت) : لمْ أَسمع لزِك بِهَذَا الْمَعْنى إِلَّا لِلّيث وأظنُّه مصَحَّفاً، والصوابُ بِهَذَا الْمَعْنى الَّذِي ذهب إِلَيْهِ اللَّيْث أَرَكَ الجُرْحُ يَأرُك ويَأْرِكُ أُروكا إِذا

صَلَحَ وتماثَل. وَقَالَ شمرٌ: هُوَ أَن يَسقُط جُلْبُه ويَنبُت لحُمه. لكز: قَالَ اللَّيْث: اللكز: الوَجْءُ فِي الصَّدر بِجُمْع الْيَد. وَكَذَلِكَ فِي الحَنَك. وَأنْشد: لوْلا عِذَارٌ للَكَزْتُ كَرْزَمَهْ (قلت) : ولُكَيْز: قبيلةٌ من رَبيعة. وَمن أَمْثَال الْعَرَب: (يَحْمِلُ شَنٌّ ويُفدَّى لُكَيْزٌ) . وَله قصةٌ، يُضرَب مثلا لمنُ يعاني مراسَ عملٍ فيُحْرَمُ ويَحظى غيرُه فيُكْرَم. كلز: (أَبُو عبيد) : المُكْلَئِزُّ: المُنْقبِض. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: اكْلأَزَّ وَهُوَ انقباضٌ فِي جَفَاءٍ لَيْسَ بمطمئنَ كالراكبِ إِذا لمْ يتمكَّن من السَّرْج. يُقَال: قد اكْلأزَّ فَوق دابَّتِه، وحِمْلٌ مُكْلئِزٌّ فَوق الظّهْر لم يتَمَكَّن عدلا عَن ظهر الدَّابَّة. وَأنْشد غيرُه: أقولُ والناقُة بِي تَقَحَّمُ وأَنا مِنْهَا مُكْلَئِزٌّ مُعْصِمُ وثُلاثيُّه غير مستعملٍ. وَأنْشد شمر: رُبَّ فتاةٍ مِن بَني العِنازِ حَيَّاكةٍ ذاتِ حِرٍ كنَازِ ذِي عَضُدَين مُكْلِئزَ نازِي كالنَّبَتِ الأحمرِ بالبَرَازِ واكْلاَزَّ كَانَ فِي الأَصْل: اكَلأَزَّ. ك ز ن كنز، نزك، نكز، زنك، زكن: (مستعملة) . كنز: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: كنَزَ الإنسانُ مَالا يَكنِزُه، والكَنْز: اسمٌ لِلْمَالِ إِذا أُحْرِز فِي وِعَاءٍ. يُقَال: كنَزْتُ البُرَّ فِي الجرابِ فاكتنَز. قَالَ: وَقَالَ أَبُو الدُّقَيْشِ: شدَدْت كنْزَ الْقرْبَة إِذا ملأتَها، ورجلٌ مُكْتنِزُ اللحمِ. وكَنيزُ اللحمِ، والكَنِيزُ: التمرُ يُكتنَزُ للشتاء فِي قواصِرَ وأوعيةٍ، والفعلُ: الاكتِناز، وَقد كنزْته كنْزاً وكِنازاً وكَنَازاً. وسمعتُ البَحْرانيِّين يَقُولُونَ: جَاءَ زَمنُ الكِنَاز إِذا كنزُوا التَّمْر فِي الجِلاَل، وَهُوَ أَن يُلقى جرابٌ فِي أَسْفَل الجُلَّة ويُكنز بالرِّجلين حَتَّى يدْخل بعضُه فِي بعض، ثمَّ يُصبّ فِيهَا جرابٌ بعد جرابٍ ويُكنز حَتَّى تمتلىء الجُلّة مكْنوزة، ثمَّ يُخاط رأسُها بالشُّرُط الدِّقَاقِ. (أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي) : أتيتُهم عِنْد الكِنَاز والكَناز، يَعْنِي حِين كنزوا التَّمْر. وَقَالَ ابْن السّكيت: هُوَ الكَنَازُ بِالْفَتْح لَا غير.

زنك: (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: الزَّوَنَّك من الرِّجَال: المختال فِي مشيته النَّاظر فِي عِطفيه، يَرَى أَن عِنْده خيرا وليسَ عِنْده ذَاك. قَالَ ابْن السّكيت: رجلٌ زَوَنَّكٌ إِذا كَانَ غليظاً إِلَى القِصَرِ مَا هُوَ، وَأنْشد: وَبَعْلُهَا زَوَنَّكٌ زَوَنْزَى قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الزَّوَنْزَى: ذُو الأبَّهة والكِبْرِ. وَقَالَ اللَّيْث: الزَّوَنَّكُ: الْقصير الدميمُ. (أَبُو عبيد) : فِي الكبد: زنكتان وهما زَنمَتَانِ خارجتا الْأَطْرَاف عَن طرَف الكبد، وَأَصلهَا فِي أعلا الكبد. زكن: فِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : هَذَا الجيشُ يُزَاكِنُ ألفا، ويناظر ألفا أَي يُقَارب ألفا. وَقَالَ اللَّيْث: الإزكانُ أَن تُزكِنَ شَيْئا بالظنِّ فتصيب، تَقول: أَزكَنْتُه إزكاناً. وَقَالَ اللحياني: هِيَ الزَّكانَةَ والزكانِيَة. قَالَ: وَبَنُو فلانٍ يزاكِنون بني فلانٍ مُزاكنةً أَي يدانونهم ويُثافِنُونهم إِذا كَانُوا يستخصونهم. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: زكِنْتُ من فلانٍ كَذَا وَكَذَا أَي علمتُ، وَأنْشد لِابْنِ أمِّ صَاحب: وَلَنْ يُرَاجِعَ قَلْبي وُدَّهْم أَبَدْاً زَكِنْتُ مِنهُمْ عَلَى مِثْلِ الَّذِي زَكوُا (أَبُو عبيد عَن أبي زيد) : زَكِنتُ الرجلَ أزكَنُه زكَناً إِذا ظَنَنْت بِهِ شَيْئا، وأَزكنته الخَبرَ إزكاناً: أَفْهَمْتُه حَتَّى زكِنه: فهمه فهما. وروى ابْن هانىء عَن أبي زيد: زَكِنتُ مِنْهُ مثل الَّذِي زِكنَه مني وأَنَا أزكَنُه زَكَناً، وَهُوَ الظَّن الَّذِي يكون عنْدك بمنزِلة الْيَقِين وَإِن لم يخبِرْك بِهِ أحدٌ. وَقَالَ أَبُو الصَّقْر: زِكنْتُ من الرجلِ مثلَ الَّذِي زَكِن منِّي يَقُول: علمتُ مِنْهُ مثل الَّذِي علم مني. (أَبُو عبيد عَن اليزيدي) : زَكِنت بفلان كَذَا، وأزكنت أَي ظَنَنْت. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: زَكِنَ فلانٌ إِلَى فلانٍ إِذا مَا لَجأ إِلَيْهِ وخالطه وَكَانَ مَعَه، يَزكَنُ زُكوناً، وزكِن فلانٌ من فلانٍ زَكَناً أَي ظنَّ بِهِ ظنّاً، وزكِنْتُ مِنْهُ عَدَاوَة أَي عرفتُها، وَقد زِكنْتُ أَنه رجل سَوْء أَي علمت. نكز: قَالَ اللَّيْث: النَّكْزُ كالْغَرْز بشيءٍ محدّد الطّرف، والنَّكّاز: ضرْب من الحيَّات لَا يعضُّ بفِيه، إِنَّمَا ينكُز بأَنفه، فَلَا تكَاد تعرف أنفَه من ذَنبه لدقِة رَأسه. (أَبُو عبيد عَن الْكسَائي) : نكزتُه. ووكزْتُه ولهزْتُه وثَفَنْتَه بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: النَّكْزُ من الْحَيَّة بالأنف، وَقد نَكَزتْه الحيةُ. قَالَ: والنَّكْز مِن كل دابّة سوَى الْحَيَّة:

العَضّ. وَقَالَ أَبُو الجرّاح: يُقَال للدَّسَّاسة مِن الحيَّات وحدَها: نَكَزتْه وَلَا يُقَال لغَيْرهَا. قَالَ شمر: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: نَكَزَتْهُ الحيَّةُ، ووكزَته، ونَشَطتْه، ونهشته بِمَعْنى وَاحِد، وغيرُه يقولُ: النكْز: أَن يَطعن بأنفهِ طعْناً. (أَبُو عبيد) : بئرٌ ناكزٌ، وَقد نَكَزَت إِذا قلَّ مَاؤُهَا. وَقَالَ اللَّيْث: النَّكْز: طعْنٌ بطرفِ سِنان الرُّمْحِ. (شمرٌ) : النَّكَّازُ: حيةٌ لَا يُدْرَى مَا ذَنبُها من رَأسهَا، وَلَا تَعضُّ إِلَّا نكْزاً أَي نَقْزاً. وَقَالَ ابْن شميلٍ: سُمِّيَ نكَّازاً لِأَنَّهُ يطعنُ بِأَنْفِهِ وَلَيْسَ لَهُ فمٌ يعضُّ بِهِ، وَجمعه: النكاكيز والنَّكَّازات. نزك: قَالَ اللَّيْث: النَّزْكُ: سُوءُ القَوْل فِي الْإِنْسَان تَقول: تَزَكَه بِغَيْر مَا رأى مِنْهُ، والنَّزْكُ: الطّعن بالنَّيْزَك، وَهُوَ رُمحٌ قصير، وَبِه يَقْتُل عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام الدجَّالَ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الصَّيْداوي عَن الرياشيِّ قَالَ: للضَّبِّ نِزْكانِ. وَيُقَال: نَزْكانِ أَي قَضيبانِ، وَأنْشد: سِبَحلٌ لهُ نِزْكَانِ كانَا فَضيلَةً عَلَى كلِّ حَافٍ فِي البِلاَدِ ونَاعِلِ وَسمعت أعرابيّاً يَقُول: لِلْوَرَلِ أَيضاً نِزْكانِ. وَسمعت آخر يَقُول: لَهُ نَيْزَكانِ، وللأنثى فِي رَحِمها: نِزْكَتانِ. وأنشدني مُعَلًّى الكلَيْبي: تَفَرَّقْتمُ لَا زِلْتمُ قَرْنَ وَاحِدٍ تَفَرُّقَ نِزْكِ الضَّبِّ والأصْلُ واحِدُ (أَبُو زيد) : نَزَكْتُ الرجلَ إِذا خزقته والنّيْزَكُ: ذُو سنانٍ وَزُجَ، والعُكَّازُ لَهُ زُجٌّ وَلَا سِنانَ لَهُ. ك ز ب كزب، زكب: (مستعملة) . زكب: (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الزَّكْبُ: إِلقاءُ المرأةِ وَلَدَها بِزَحْرَةٍ وَاحِدَة. يُقَال: زَكَبَتْ بهِ وأَزْلخَتْ وأَمْصَعَتْ بهِ وحَطَأَتْ بِهِ. وَقَالَ اللحيانيّ: يُقَال: زَكَبَ بِنُطْفَتِهِ وزكم بهَا أَي أَنْفَصَ بهَا. وَيُقَال: هُوَ الأمُ زُكْبَةٍ وزُكمَةٍ فِي الأرضِ، أَي الأمُ شيءٍ لفظَهُ شيءٌ. (اللَّيْث) : زَكَبَتْ بِهِ أمُّهُ: رمتْ بِهِ، وانزَكَبَ إِذا انْقَحَمَ فِي وَهْدَةٍ أَو سَرَبٍ. قَالَ: والزَّكْبُ: النِّكاح، والزّكْبُ: المَلْءُ. يُقَال: زكَبَ إِناءَهُ يزْكبه إِذا ملأَهُ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: المزكوبة: المَلْقُوطةُ من النِّسَاء.

كزب: قَالَ: والمَكْزُوبَةُ من الْجَوَارِي: الخِلاسِيَّةُ فِي لَوْنهَا. قَالَ: والكَزَبُ: صِغَرُ مُشطِ الرِّجلِ وتقبُّضُهُ وَهُوَ عيبٌ. قَالَ اللَّيْث: الكُزْبُ: لغةٌ فِي الكُسْبِ، كالكزْبَرَةِ والكسبُرَةِ. ك ز م كزم، كمز، زكم، زمك: مستعملة. كزم: قَالَ اللَّيْث: الكَزَمُ: قِصَرٌ فِي الأنفِ قبيحٌ، وقِصرٌ فِي الْأَصَابِع شديدٌ، تَقول: أَنفٌ أَكْزَمُ، ويدٌ كَزْماءُ، والكَزُومُ مِن النِّيبِ: الَّتِي لم يبقَ فِي فمها سنٌّ مِن الهَرَم، نعتٌ لَهَا خَاصَّة دون الْبَعِير. وَقَالَ: يُقَال: مَن يَشْتَرِي نَاقَة كَزُوماً؟ . (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : الكَزُومُ: الهَرِمةُ مِن النَّوقِ. وَيُقَال: كَزَمَ فُلاَنٌ يكْزِمُ كَزْماً إِذا ضمَّ فاهُ وسكتَ، فإنْ ضم فاهُ عنِ الطَّعَام قيل: أَزَمَ يأْزِمُ. وَوصف عونُ بن عبد الله رجلا فَقَالَ: إِنْ أُفيض فِي الْخَيْر كَزَمَ. وَيُقَال: كزَمَ الشيءَ الصُّلْبَ كَزْماً إِذا عضَّه عضّاً شَدِيدا. والعَرَبُ تَقول للرَّجُل الْبَخِيل: أَكْزَمُ الْيَد. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنهُ كانَ يتعوَّذ مِن الكَزَم والقَزَم، والكَزمُ: شدَّةُ الْأكل، مِن قَوْلك: كَزَمَ فلانٌ الشيءَ بِفِيهِ كَزْماً إِذا كسرهُ، والاسمُ: الكَزَمُ. وَقيل: الكَزَمُ: البخلُ يُقَال: هُوَ أكْزَمُ البَنَانِ: قصيرها. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الكَزَمُ: أَنْ يريدَ الرَّجلُ المعْرُوفَ والصدقَةَ فَلَا يقدرُ على دينارٍ وَلَا دِرهم. قَالَ صَخْر الْهُذلِيّ: بهَا يَدَعُ القُرُّ البَنَانَ مُكَزَّماً وَكانَ أَسِيلاً قَبْلَهَا لَم يُكَزَّمِ مُكَزَّمٌ: مُقَفَّعٌ، ورجُلٌ أكْزَمُ الأنْفِ: قصيرُه. وَفِي (النَّوَادِر) : أكْزَمْتُ عَن الطَّعَام، وأَقْهمتُ وأَزْهمتُ إِذا أَكْثرَ مِنْهُ حَتَّى لَا يَشْتَهِي أَن يعودَ فِيهِ، وَرجل كَزْمانُ وزَهمان وفَهْمَانُ ودَقْيَانُ. زكم: (أَبُو عبيد عَن أبي زيد) : رجُلٌ مَزكُومٌ، وقدْ أَزكَمهُ اللَّهُ وَنَحْو ذَلِك قَالَ الْأَصْمَعِي: وَقَالَ: لَا يقالُ: أَنْتَ أَزْكَمُ مِنْهُ، وَكَذَلِكَ كل مَا جَاءَ على فُعِلَ فَهُوَ مفعولٌ، لَا يقالُ: مَا أَزْهاك، وَأما أَجَنَّكَ، وَمَا أَزْكَمَكَ. (اللحياني) : زَكَم بنُطفته: رَمَى بهَا، وَفُلَان ألأمُ زُكْمَةٍ. وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: زَكَمَتْ بِهِ أمُّه إِذا وَلدته سُرُحاً.

أبواب الكاف والطاء

(قلت) : الزُّكام: مأخوذٌ مِن الزَّكْم والزَّكْبِ وَهُوَ الملءُ. يُقَال: زُكِمَ فلانٌ ومُلِىَء بِمَعْنى واحدٍ. زمك: (الحرَّاني عَن ابْن السِّكيت) : الزِّمِكي والزِّمَّجي مقصوران: أَصلُ ذَنبِ الطَّائِر. وَقَالَ اللَّيْث: يُسمى الذَّنَبُ نفسُهُ إِذا قصَّ: زِمِكّى. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: زحمت القِرْبةَ، وزَمَكْتُها إِذا مَلأَتَهَا. (قلت) : وَمِنْه يقالُ: ازْمَأَكَّ فلانٌ يَزْمِئكُّ إِذا اشتدَّ غَضَبه. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: زَمكْتُ فلَانا على فلانٍ وزَمَجْته إِذا حَرَّشْتَه حَتَّى اشتدَّ عَلَيْهِ غضبُه. كمز: قَالَ اللَّيْث: الكُمْزَةُ والجُمْزةُ: الكُتْلُة مِن التَّمْرِ وَغَيره. ويقالُ للكُثْبة مِن الرمْل والتُّرَاب: كُمْزةٌ وقُمزَةٌ، وَجَمعهَا: كُمَزٌ، وقُمَزٌ. وَقَالَ أَبو تُراب قَالَ عرام: هَذِه قُمْزةٌ مِن تمرٍ وكُمْزَةٌ وَهِي الفِدْرَةُ كجُثْمانِ القَطَا أَو أَكثر قَلِيلا، والجميعُ: كُمَزٌ وقُمزٌ. وَيُقَال: فلانٌ مِن قَمَزِ النَّاس، ومِن قَزَمهمْ، أَيْ مِنْ رُذَالهمْ. (أَبْوَاب) الْكَاف والطاء) ك ط د ك ط ت ك ط ظ ك ط ذ ك ط ث: أُهْملت وجوهها. ك ط ل اسْتعْمل من وجوهها: كلط: (أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو) : الكَلَطَة. واللَّبَطَةُ: عدْوُ الأقْزَلِ، والقَزَلُ: سوءُ العَرَج. (أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الكُلُطُ: الرِّجال المتَقَلِّبُونَ فَرحا ومرحاً. ورُوي عَن جرير: أنَّهُ كانَ لهُ ابنٌ يقالُ لَهُ كَلَطَةُ، وابنٌ آخَرُ يُقَال لَهُ: لَبَطَةُ وثالثٌ: اسْمه خَبَطَة. ك ط ن نطك: أنْطَاكِيةُ: اسْم مدينةٍ، أُراها رُومِيَّةً، والنِّسبةُ إِلَيْهَا: أَنطاكِيٌّ. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: عَلوْنَ بأَنطاكِيَّةٍ فوْقَ عِقْمَةٍ ك ط ف ك ط ب ك ط م أهملت وجوهها. (أَبْوَاب) الْكَاف وَالدَّال) ك د ت استعملَ من وجُوهها.

كتد: (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : الكَتَدُ: مَا بَين الكاهلِ إِلَى الظّهْر، والثَّبَجُ: مثله. وَقَالَ شمرٌ: الكَتَدُ: مِن أَصل العُنُق إِلى أَسفلِ الكتفَيْنِ، وَهُوَ يجمعُ الكاثِبَة والثَّبج والكاهل، كلُّ هَذَا كَتَدٌ. وَقَالُوا فِي بَيت ذِي الرمة: وَإِذ هُنَّ أكتاد ... . أكتاد: أشباه، لَا اخْتِلَاف بَينهم، يُقَال: مرّ بِجَمَاعَة أكتاد. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : خَرَج القومُ علينا أَكتاداً، وأَكداداً، وأفلالاً أَي فرقا وأرسالاً. وَيُقَال: مررتُ بجماعةٍ أَكتادٍ، ويقالُ: هم أَكْتادٌ أيْ أَشباهٌ لَا اخْتِلَاف بَينهم. وَمِنْه قَول ذِي الرُّمة: وإِذ هُنَّ أكتادٌ بِحَوْضَى كأَنما زها الآلُ عَيْدانَ النخيل البواسقِ ك د ث ثكد: ثُكُدٌ: اسمُ مَاء، قَالَ الأخطل: حلّت ضُبَيْرةُ أَمواهَ العِداد وَقد كَانَت تحلُّ وأَدنى دَارِها ثُكُدُ) ك د ر كرد كدر دكر دَرك ركد ردك: (مستعملة) . كدر: قَالَ اللَّيْث: الكَدَرُ: نقيض الصَّفاء، يُقَال: عيشٌ أَكُدَرُ كَدِرٌ، وماءٌ أَكُدَرُ كَدِرٌ. قَالَ: والكدْرَةُ فِي اللّون خَاصَّة، والكدُورَةُ فِي الْعَيْش وَالْمَاء. (الْأَصْمَعِي) : يُقَال: كَدِرَ الماءُ وكَدُرَ، وَلَا يُقَال: كَدَرَ إِلَّا فِي الصَّبِّ، يُقَال كَدَرَ الشَّيْء يَكْدُرُهُ كَدْراً إِذا صبَّه. قَالَ العجاج يصف جَيْشًا: فَإِن أصَاب كدراً مدّ الكدر سنابك الْخَيل يصد عَن الأير والكدر جمع الكدرة، وَهِي المدرة الَّتِي يثيرها السن، وَهِي هَاهُنَا مَا تثير سنابك الْخَيل. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : يُقَال: خُذ مَا صَفَا ودَعْ مَا كَدِرَ وكَدُرَ وكَدَرَ، ثَلَاث لُغَات. (اللَّيْث) : الكَدَرَة: القُلاَعة الضخمة من مَدَر الأَرْض المُثارة، وَنَحْو ذَلِك قَالَ ابْن شُمَيْل فِي كتاب (الزَّرْع) . وَقَالَ ابْن السّكيت: القَطَا: ضَرْبَان، فضربٌ جُونِيةٌ، ضربٌ مِنْهَا الغَطَاطُ، فالجونيُّ والكُدْرِيُّ: مَا كَانَ أَكدَرَ الظّهْر أسودَ باطنِ الْجنَاح مُصفرَّ الحَلقِ قصيرَ

الرِّجلين فِي ذَنَبِه ريشتان أطول من سَائِر الذَّنَبِ. (أَبُو عبيد عَن الْفراء) : انْكَدَرَ يَعْدُو، وعَبَّدَ يَعْدُو إِذا أسْرع بعض الْإِسْرَاع. وَقَالَ اللَّيْث: انْكَدَرَ عَلَيْهِم الْقَوْم إِذا جاءُوا أَرْسَالًا حَتَّى انصبُّوا عَلَيْهِم. (الْأَصْمَعِي) : حِمارٌ كُدُرٌّ وَهُوَ الغليظ. وَأنْشد: نجَاءَ كُدُرَ مِنْ حَمِير أَتِيدَةٍ بفائِلهِ والصَّفحتين نُدُوبْ وَيُقَال: أتانٌ كُدُرَّةٌ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو. يُقَال للرَّجل الحادِر القويِّ المُكتنز: كُدُرٌّ. وَأنْشد: خُوصٌ يَدَعْنَ العَزَبَ الكُدُرَّا لَا يَبْرَحُ المنزلَ إلاَّ جَرَّا ونُطْفة كَدْرَاءُ: حَدِيثَة الْعَهْد بالسماء. (أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي) : فَإِن أُخِذ لبنٌ حليبٌ فأُنقِع فِيهِ تمرٌ بَرْنيٌّ فَهُوَ كُدَيْرَاءُ. وَقَالَ أَبُو ترابٍ قَالَ شُجاعٌ: غلامٌ قُدُرٌّ وكُدُرٌّ وَهُوَ التامُّ دون المُحتَلِم. وَقَالَ شَبَابَةُ نَحوه وَأنْشد الرجز الَّذِي قدمتُه. كرد: قَالَ اللَّيْث: الكَرْدُ: سَوْقُ العَدُوِّ فِي الحملة، وَهُوَ يَكْرُدُهُمْ كَرْداً. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: كَرَدَهُمْ كَرْداً، وكَدَشَهُمْ كَدْشاً إِذا طردهم. وَقَالَ اللَّيْث: الكَرْدُ: لُغةٌ فِي القَرْدَ، وَهُوَ مَجْثَمُ الرَّأْس على العُنق. وَأنْشد: فطارَ بمشحُوذِ الحديدةِ صارمٍ فطبَّق مَا بَين الذُّؤَابةِ والكَرْدِ والكُرْدُ: جيلٌ معروفون. وَقَالَ الشَّاعِر: لعمركَ مَا كُرْدٌ مِنَ ابناء فارسٍ وَلكنه كُرْدُ بنُ عَمْرو بنِ عامرِ فنسبهم إِلَى الْيمن وجعلهم إخْوَة الْأَنْصَار. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الكِرْدِيدَةُ: الفِدْرَة من التَّمْر. وَأنْشد: أفلحَ مَن كَانَت لَهُ كِرْدِيدَهْ يأكلُ مِنْهَا وهْوَ ثانٍ جِيدَهْ وَأنْشد أَبُو الْهَيْثَم: قد أَصْلَحَتْ قِدْراً لَهَا بأُطْرَهْ وأبلغَتْ كِردِيْدَةً وقِدْرَه والكُرْدَةُ: المَشَارَةُ من الْمزَارِع وتُجمعُ كُرْداً. دكر: قَالَ أَحْمد بن يحيى أَبُو الْعَبَّاس: الدِّكَرُ بتَشْديد الدَّال جمع دِكْرَةٍ أُدغمت لَام الْمعرفَة فِي الدَّال فجعلتا دَالا مُشَدّدَة، فَإِذا قلت: ذِكْرٌ بِغَيْر الْألف وَلَام التَّعْرِيف قلت: بِالذَّالِ، وَقد جمعُوا الدِّكَرَ: الدِّكَرات بِالدَّال أَيْضا.

وَأما قَول الله جلّ وعزَّ: {لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن} (الْقَمَر: 17) فَإِن الْفراء قَالَ: حَدثنِي الْكسَائي عَن إِسْرَائِيل عَن أبي إِسْحَاق عَن الْأسود قَالَ: قلت لعبد الله: (فَهَل من مذَّكرٍ) أَو (مُدَّكر) ، فَقَالَ: أَقْرَأَنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (مُدَّكرٍ) بِالدَّال. وَقَالَ الْفراء: (مُدَّكرٍ) فِي الأَصْل مُذْتَكر على مُفتعل فصيِّرت الذَّال وتاء الافتعال دَالا مُشَدّدَة. قَالَ: وَبَعض بني أَسد يَقُولُونَ: مُذّكر فيقلبون الدَّال فَتَصِير ذالاً مُشَدّدَة. وَقَالَ اللَّيْث: الدِّكْرُ لَيْسَ من كَلَام الْعَرَب، وربيعةُ تَغْلَطُ فِي الذِّكْرِ فَتَقول: دِكْرٌ. دَرك: (شمر) : الدَّرْكُ: أَسْفَل كل شَيْء ذِي عمق كالرَّكيَّة وَنَحْوهَا. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عدنان، يُقَال: أدْرَكوا مَاء الرّكيَّة إِدراكاً ودَرَكاً، ودَرَكُ الرّكيَّة: قعرُها الَّذِي أُدرِكَ فِيهِ المَاء. وَقَالَ اللَّيْث: الدَّرَكُ: أقْصَى قَعْرِ الشَّيْء كالبحر وَنَحْوه، والدّرَكُ: واحدٌ من أدراكِ جَهَنَّم من السَّبع، والدَّرْكُ: لُغَة فِي الدَّرَكِ. (سَلمَة عَن الْفراء) فِي قَول الله جلّ وعزّ: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِى الدَّرْكِ الاَْسْفَلِ مِنَ النَّارِ} (النِّسَاء: 145) يُقَال: أَسْفَل درَجِ النَّار. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الدَّرَكُ: الطبقُ من أطباق جَهَنَّم. ورُوِي عَن ابْن مَسْعُود أَنه قَالَ: الدَّرَكُ الْأَسْفَل: توابيت من حَدِيد تُصَفَّدُ عَلَيْهِم فِي أَسْفَل النَّار. وَقَالَ الْفراء: الدَّرَكُ، والدَّرْكُ: لُغَتَانِ، وجمعُه: أدْراكَ. وَسمعت بعض الْعَرَب يَقُول للحبلِ الَّذِي يعلَّقُ فِي حلْقةِ الَّتصديرِ فيشدُّ بِهِ القَتَبُ: الدَّرَكَ والتَّبْلِغَةَ. وَيُقَال للحبلِ الَّذِي يُشَدُّ بِهِ العَرَاقِي ثمَّ يشدُّ الرِّشاءُ فِيهِ، وَهُوَ مَثْنِيٌّ: الدَّرَكُ. وَقَالَ أَبُو عبيد قَالَ الأصمعيّ: الدَّرَكُ: حبلٌ يُوَثِّقُ فِي طرفِ الحبلِ الْكَبِير ليكونَ هُوَ الَّذِي يَلِي الماءَ فَلَا يَعْفَنُ طرفُ الرِّشاءِ. (قلتُ) : ودَرَكُ رِشاءِ السانيةِ: الَّذِي يُشَدُّ فِي قَتَبِ السَّانِيَةِ ثمَّ يشدُّ إِلَيْهِ طرفُ الرِّشاءِ ويَمُدُّهُ بَعِيرُ السانية. وَقَالَ اللَّيْث: الدَّرَكُ: إِدراكُ الحاجةِ ومطلبِهِ، يُقَال: بَكِّرْ فَفِيهِ دَرَكٌ. قَالَ: والدَّرَكُ: اللَّحَقُ من التَّبِعَةِ. وَمِنْه ضمانُ الدَّرَكِ فِي عُهدةِ البيع. قَالَ: والدَّرَكَةُ حَلْقَةُ الوترِ الَّتِي تقعُ فِي الفُرْضَةِ. وَقَول الله جلّ وعزّ: { (صَادِقِينَ قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِى السَّمَاواتِ والاَْرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} {يُبْعَثُونَ بَلِ ادَارَكَ عِلْمُهُمْ فِى الاَْخِرَةِ

بَلْ هُمْ فِى شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ} (النَّمْل: 65، 66) قَرَأَ شيبةُ ونافعٌ (بَلِ ادَّارَكَ) وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو، وَهِي قراءةُ مجاهدٍ، وَأبي جَعْفَر الْمدنِي (بَلْ أدْرَكَ) . ورُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَرَأَ (بلَى أأدرك علمهمْ) يستفهمُ وَلَا يشدِّدُ، فَأَما قراءةُ من قَرَأَ (بَلِ ادَّارَكَ) فإِن الفرّاء قَالَ مَعْنَاهُ: لُغةً تداركَ أَي تتابعَ علمهمْ فِي الْآخِرَة يُريد بِعلم الْآخِرَة: تكونُ أَو لَا تكونُ، وَلذَلِك قَالَ: {الاَْخِرَةِ بَلْ هُمْ فِى شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا} (النَّمْل: 66) . قَالَ وَهِي فِي قِرَاءَة أُبيَ (أمْ تَدَارَكَ) . وَالْعرب تجْعَل بلْ مَكَان أمْ، وأمْ مَكَان بل إِذا كَانَ فِي أوَّلِ الكلمةِ اسْتِفْهَام مثل قَول الشَّاعِر: فواللَّهِ مَا أَدْرِي أسَلْمَى تَغَوَّلَتْ أمِ النّوْمُ أَمْ كلٌّ إليَّ حبيبُ معنى أَمْ بَلْ. وَقَالَ أَبُو معَاذ النحويُّ من قَرَأَ (بَلْ أَدْرَكَ) وَمن قَرَأَ (بَلِ ادّارَكَ) فمعناهما وَاحِد، يَقُول: هم علماءُ فِي الْآخِرَة كَقَوْل الله جلّ وعزّ: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا} (مَرْيَم: 38) . وَنَحْو ذَلِك. قَالَ السُّدِّي فِي تَفْسِيره قَالَ اجْتمع علمهمْ يَوْم الْقِيَامَة فَلم يشكّوا وَلم يَخْتَلِفُوا. ورَوَى ابْن الفرجِ عَن أبي سعيدٍ الضَّرِيرِ أَنه قَالَ أما أَنا فأقرأ (بلْ أَدْرَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخرةِ) ، وَمَعْنَاهُ عِنْده أَنهم علمُوا فِي الْآخِرَة أَن الَّذِي كَانُوا يوعدونَ حقٌّ. وَأنْشد الأخطل: وأَدْرك عِلمي فِي سُوَاءَةَ أَنَّهَا تُقيمُ على الأوْتار والمَشْربِ الكَدْرِ أَي أحَاط علمي أَنَّهَا كَذَلِك. قَالَ: والقولُ فِي تَفْسِير أَدْرَكَ وادّارَك، وَمعنى الْآيَة مَا قَالَه السُّدِّي، وَذهب إِلَيْهِ أَبُو معَاذ النحويُّ وَأَبُو سعيد الضريرُ، وَالَّذِي ذهب إِلَيْهِ الفرَّاء فِي معنى تدارك أَي تتَابع علمهمْ بالحَدْسِ والظّنِّ فِي الآخرةِ أَنَّهَا تكون أَو لَا تكونُ لَيْسَ بالبَيِّن، إِنَّمَا مَعْنَاهُ أَن عِلمهم فِي الآخرةِ تواطأَ وحَقَّ حِين حقّتِ الْقِيَامَة وحُشِرُوا وَبَان لَهُم صدقُ مَا وُعِدُوا بِهِ حِين لَا يَنْفَعهُمْ ذَلِك الْعلم ثمَّ قَالَ جلّ وعزّ: بل هم فِي شكّ من أَمر الْآخِرَة بل هم مِنْهَا عمون أَي جاهلون. والشّكُّ فِي أَمر الْآخِرَة: كفرٌ. وَقَالَ شمر فِي قَوْله: (بَلْ أَدْرَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخرةِ) هَذِه الكلمةُ فِيهَا أشياءُ، وَذَلِكَ أنّا وجَدْنا الْفِعْل اللَّازِم والمتعدِّي فِيهَا فِي أفعل وتفاعَل وافتعل وَاحِدًا، وَذَلِكَ أَنَّك تَقول: أَدْرَكَ الشيءُ وأدركته، وتداركَ القومُ وادّارَكُوا وادّرَكُوا إِذا أدْرَكَ بَعضهم بَعْضًا. وَيُقَال: تداركته وادّارَكْتُهُ وادّرَكْتُهُ. وَأنْشد: ... مَجُّ النّدَى المُتَدَارِكِ

فَهَذَا لَازم. وَقَالَ زُهَيْر: تداركْتُما عبْساً وذُبْيَانَ بَعْدَمَا تفانَوْا ودَقُّوا بَينهم عِطْرَ مَنْشِمِ وَهَذَا واقعٌ. وَقَالَ الطِّرِمّاح: فلمّا ادّرَكْنَاهُنّ أَبْدَيْنِ للهوى وَهَذَا مُتَعَدَ. وَقَالَ الله فِي اللَّازِم: {بَلِ ادّارَكَ عِلمُهم} (النَّمْل: 66) . وَقَالَ شمر: سَمِعت عبد الصَّمد يحدِّثُ عَن الثّوْرِيِّ فِي قَوْله: {يُبْعَثُونَ بَلِ ادَارَكَ عِلْمُهُمْ فِى الاَْخِرَةِ بَلْ هُمْ فِى شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ} (النَّمْل: 65) . وَقَالَ مجاهدٌ: أمْ تواطأَ علمهمْ فِي الْآخِرَة. (قلتُ) : وَهَذَا يُوَاطِىءُ قَول السُّدِّيِّ لأنّ معنى تواطأَ: تَحقَّق وتتابع بِالْحَقِّ حِين لَا يَنْفَعهُمْ، لَا على أَنه تواطأ بالحَدْسِ، كَمَا توهمه الفرّاء وَالله أعلم. قَالَ شمر: ورُويِ لنا حرفٌ عَن ابْن المُظَفَّرِ، وَلم أسمعهُ لغيره، ذكَرَ أنهُ يُقَال: أَدْرَكَ الشيءُ إِذا فَنِيَ، وَإِن صحّ فَهُوَ فِي التَّأْوِيل: فَنِي علمهمْ فِي معرفَة الْآخِرَة. (قلت) : وَهَذَا غير صحيحٍ وَلَا محفوظٍ عَنِ الْعَرَب، وَمَا علمت أحدا. قَالَ: أدركَ الشيءُ إِذا فنيَ وَلَا يُعَرَّجُ على هَذَا القَوْل، وَلَكِن يُقَال: أَدركَتِ الثِّمارُ إِذا انْتهى نضجها. (قلت) : وأَما مَا رُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس أَنه قرأَ (بلَى أأَدْرَك عِلمهمْ فِي الْآخِرَة) فإِنه إِن صَحَّ اسْتِفهَاٌ م بِمَعْنى الرَّدِّ ومعناهُ مَا أَدْرَكَ علمهمْ فِي الْآخِرَة وَنَحْو ذَلِك: روى شُعْبةُ عَن أبي حَمْزَة عَن ابْن عباسٍ فِي تَفْسِيره. وَمِنْه قَول الله جلّ وعَزَّ: {مُّبِينٍ أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ} (الطّور: 39) لفْظُهُ لفظُ الِاسْتِفْهَام وَمَعْنَاهُ رَدٌّ وتكذيبٌ. وَقَول الله سُبْحَانَهُ {لاَّ تَخَافُ دَرَكاً وَلاَ تَخْشَى} (طه: 77) أَي لَا تخَاف أَن يدركك فِرْعَوْن وَلَا تخشاه، وَمن قَرَأَ لَا تخف فَمَعْنَاه لَا تخف أَن يدركك وَلَا تخش الْغَرق، والدرَك اسْم من الْإِدْرَاك مثل اللحَق. وَقَالَ اللَّيْث: المتداركُ من القوافي والحروف المتحركةِ: مَا اتفقَ مُتحرِّكانِ بعدهمَا سَاكنٌ مِثلُ (فَعُو) وأَشباه ذَلِك، والعربُ تَقول: غِلمانٌ مَدَاريكُ أَي بالغُونَ، جمعٌ مُدْركٍ. ردك: أهمله اللَّيْث، وَقد جَاءَ فِيهِ شيءٌ مستعملٌ. قَالَ أَبُو الْحسن اللحياني: يُقَال: خَلْقٌ مَرَوْدَكٌ أَي حَسنٌ، وجاريةٌ مَرَوْدَكةٌ: حَسْنَاءُ. (قلت) : ومَرَوْدكٌ إِن جُعلتِ الميمُ فِيهِ أَصلِيّةً فَهُوَ بِناءٌ على (فَعَوْلكٍ) وَإِن كَانَت

الميمُ غير أَصلِيَّةٍ فإِني لَا أَعرفُ لَهُ فِي كَلَام العرَبِ نظيراً، وَقد جاءَ مَرْدكٌ فِي الأسماءِ، وَلَا أَدْري أَعَرَبيٌّ هُوَ أَمْ عَجَمِيٌّ. ركد: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنه نَهى أَنْ يُبالَ فِي المَاء الرَّاكِدِ ثمَّ يُتوضَّأَ مِنْهُ) . قَالَ أَبُو عبيد وَغَيره: الرَّاكد هُوَ الدَّائِم السَّاكِنُ الَّذِي لَا يجْرِي. يُقَال: رَكَدَ الماءُ رُكُوداً إِذا سكَنَ. (اللَّيْث) : رَكَدَتِ الرِّيحُ إِذا سَكنَتْ، فَهِيَ رَاكِدَةٌ. قَالَ: ورَكَدَ الميزانُ إِذا اسْتَوَى. وَقَالَ الشَّاعِر: وقَوَّمَ الميزانَ حينَ يَرْكُدُ هَذَا سَميرِيٌّ وَذَا مُولّدُ قَالَ: هما دِرْهَمَانِ: قَالَ: ورَكدَ القومُ رُكوداً إِذا سَكَنوا وهَدأوا، وَقَالَ الطرماح: لهَا كلَّمَا رِيعَتْ صَدَاةٌ ورَكْدَةٌ بِمُصْدانَ أَعْلى ابنيْ شَمام البَوائن والجَفْنةُ الرَّكودُ: الثقيلةُ المملوءة، وَقَالَ الراجز: المُطْعِمينَ الجفْنَةَ الرَّكُودَا ومَنَعوا الرَّيعانَة الرَّفُودَا يَعني بالرَّيْعانَةِ الرّفُودِ: نَاقَةً فَتِيَّةً ترفدُ أَهلَهَا بكثرةِ لَبنِهَا. ك د ل كلد، كدل، لكد، لَدُكَّ، دكل، دلك: مستعملة. كدل: أما كدل فإِنَّ اللَّيْث أهمله، ووجدْتُ أَنَا فِيهِ بَيتاً لِتَأَبَّطَ شَرّاً: أَلاَ أَبْلِغَا سعدَ بنَ لَيْثٍ وجُنْدُعاً وكَلْباً أَثيبُوا المَنَّ غيرَ المُكَدَّلِ وَقيل فِي تَفْسِير المكدَّلِ أَنه بِمَعْنى المكَدَّرِ، وَالْقَصِيدَة لامِيةٌ. لَدُكَّ: وَأما لَدُكَّ فَإِن اللَّيْث: زَعم أَن اللَّدَكَ: لزوقُ الشيءِ بالشَّيْء. (قلت) : فإِن صَحّ مَا قالهُ فالأصْلُ فِيهِ: لَكِدَ أَي لصِقَ، ثمَّ قيل: لَدِكَ لَدَكاً، كَمَا قَالُوا: جَذَبَ وجَبَذَ. دلك: قَالَ اللَّيْث يُقَال: دلكْتُ السُّنُبلَ حَتَّى انفرَك قشرُه عَن حَبِّهِ. قَالَ: والدّلِيكُ: طعامٌ يُتَّخذُ من الزُّبْدِ والبُرِّ شِبْهُ الثَّريدِ. وَقَالَ الله جلّ وَعز: {أَقِمِ الصَّلَواةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ الَّيْلِ} (الْإِسْرَاء: 78) . وَقَالَ الفراءُ: جاءَ عَن ابْن عَبَّاس فِي دُلُوكِ الشمسِ أنَّه زوالُهَا للظُّهرِ. قَالَ: ورأَيتُ الْعَرَب يَذهبُونَ بالدُّلُوكِ إِلَى غِيابِ الشَّمْس، أَنشدني بَعضهم: هَذَا مَقُامُ قَدميْ رَبَاحِ ذَبّبَ حَتَّى دَلَكتْ بَرَاحِ

يَعني الشَّمْس. (قلت) : وَقد روينَا عَن ابْن مسعودٍ أَنه قَالَ: دُلُوكُ الشَّمْس: غروبُها. وروى ابْن هانىءٍ عَن الْأَخْفَش أنهُ قَالَ: دُلُوكُ الشَّمس: مِن زَوَالهَا إِلَى غُرُوبهَا. وَقَالَ أَبو إِسْحَاق: دُلُوكُ الشمْس: زَوالُهَا فِي وقتِ الظُّهرِ وَكَذَلِكَ مَيْلُهَا للغروبِ هُوَ دلُوكها أَيضاً. يُقَال: قد دلكت بَرَاحِ وبِرَاحٍ أَي قد مَالَتْ للزوال حَتَّى صَار النَّاظر يحتاجُ إِذا تبصَّرها أَن يكسِر الشعاعَ عَن بصرهِ براحَتهِ. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثَعْلَب عَن ابنِ الْأَعرَابِي فِي قَوْله: دَلكَتْ بَرَاح أَي اسْتريح مِنْهَا. (قلت) : وَالَّذِي هُوَ أَشْبَهُ بالحقِّ فِي قَول الله جلّ وَعز: {أَقِمِ الصَّلَواةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} ... الْآيَة أَنَّ دُلُوكَها: زَوَالُهَا نصفَ النَّهَارِ حَتَّى تكون الآيةُ مُنْتَظمةً للصَّلوات الخمسِ، الْمَعْنى، وَالله أَعْلم: أَقِمِ الصَّلاةَ يَا محمَّدُ أَي أدِمها فِي وَقت زَوَال الشَّمْس إِلَى غَسَقِ اللَّيْل، فيدْخُل فِيهَا صلاَتَا العَشيِّ، وهما الظُّهْرُ والعَصْرُ، وصلاتَا العِشَاء فِي غَسَقِ اللَّيْل فَهَذِهِ أربعُ صَلوَاتٍ، والخامسةُ قَوْله جلّ وعزّ: {وَقُرْءَانَ الْفَجْرِ} (الْإِسْرَاء: 78) ، أَيْ وأَقِمْ صلاَةَ الفَجْر فَهَذِه خَمْسُ صُلواتٍ فُرضتْ على مُحمَّدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأُمَّتِهِ. وَإِذا جعلْتَ الدُّلُوكَ غروبَ الشَّمْسِ كانَ الأمْرُ فِي هَذِه الآيةِ مَقْصُوراً على ثلاثِ صَلَوَاتٍ. فإنْ قِيلَ فَمَا مَعْنى الدُّلُوكِ فِي كلامِ العَرَبِ؟ . قيل: الدُّلوكُ: الزَّوَالُ، وَلذَلِك قيل لِلشَّمْسِ إِذا زَالَتْ نصفَ النَّهارِ: دَالِكَةٌ، وَقيل لَهَا إِذا أَفَلَتْ: دَالِكَةٌ لأنَّها فِي الحَالتَيْن زَائِلةٌ. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : دَمَكَتِ الشمسُ، ودَلَكَت، وعلَتْ، واعْتَلَتْ، كلُّ هَذَا: ارْتفاعُهَا، وسُمِّيَ ارْتِفَاعُها دُلُوكاً لِزَوَالها عَن مطْلَعها، وَقيل لَهُ: دُمُوكٌ لِدَوَرَانِها. وَفِي حَدِيث عمر أنَّه كَتَبَ إِلَى خَالِد بن الْوَلِيد أنّهُ بَلغني أنهُ أُعِدَّ لَك دَلُوكٌ عُجنَ بِالْخمرِ، وإنِّي أَظُنُّكُمْ آلَ المُغِيرة ذَرْوَ النَّارِ، والدَّلُوكُ: اسمُ الدّواءِ أَو الشَّيْء الَّذِي يُتَدَلَّكُ بِهِ كالسَّحُورِ لما يُتَسَحّرُ بِهِ، والفَطُورِ لما يُفْطَرُ عَلَيْهِ، وسُئلَ الحسنُ عَن الرَّجُل يُدَالِكُ أَهْلَهُ فقالَ: نعمْ إِذا كانَ مُلْفَجاً. قَالَ أَبُو عبيد قَوْله: يُدَالكُ يَعْني المَطْلَ بالمهْرِ، وكلُّ مُماطِلٍ فَهُوَ مُدَالِكٌ. وَقَالَ شمرٌ قَالَ الفَرّاءُ: المدَالِكُ: الَّذِي لَا يرفَعُ نَفْسَهُ عَن دَنِيَّةٍ وَهُوَ مُدْلِكٌ وهم يُفَسِّرونَه المَطُولَ. وَأنْشد:

فَلَا تَعْجَلْ عَلَيَّ ولاَ تَبُصْنِي وَدَالِكْني فإِنِّي ذُو دِلاَكِ وَقَالَ بَعضهم: المُدَالكةُ: المصابَرَةُ، وَقَالَ بَعضهم: المدالكَةُ، الإِلحاحُ فِي التَّقاضي، وَكَذَلِكَ: المُعارَكةُ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الدُّلُكُ: عُقلاءُ الرِّجال، وهمُ الحُنُكُ، ورجلٌ دَليكٌ حَنِيكٌ، قد مارَسَ الأمورَ وعرَفَها، وبَعِيرٌ مَدْلوكٌ إِذا عاوَدَ الأسْفارَ ومرنَ عَلَيْهَا، وقدْ دَلَكَتْهُ الأسفارُ. وَقَالَ الرَّاجزُ: علِّ عَلاَوَاكَ على مَدْلوكِ على رَجِيعِ سَفَرٍ مَنْهوكِ وَيُقَال: فَرَسٌ مَدْلوكُ الحرْقَفَةِ إِذا كانَ مُسْتَوِياً. كلد: قَالَ اللَّيْث: أَبُو كَلَدَةَ مِن كُنَى الضَّبع وَيُقَال: ذِيخٌ كالِدٌ أَي قديمٌ، والكَلَدَةُ: الأرْضُ الصُّلْبَةُ. والعربُ تقولُ: ضَبُّ كَلَدَةٍ لِأَنَّهَا لَا تحفر جُحْرها إِلَّا فِي الأرْضِ الصُّلبَةِ. دكل: (أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو) : الدَّكَلةَ: القوْمُ الَّذين لَا يُجيبون السُّلطانَ من عزِّهم. يُقَال: هُمْ يَتَدَكَّلون على السلطَان. (أَبُو زيد) : تَدَكَّلْتُ عليهِ تَدَكُّلاً أَي تدَلَّلتُ، وَأنْشد: عليَّ بالدّهْنَا تَدَكَّلِينَا وَقَالَ ابْن أَحْمرَ: أَقولُ لِكَنَّازٍ تَدَكِّلْ فإِنّهُ أُباً لَا أَظُنُّ الضأْنَ مِنْهُ نواجِيَا ويروى توكَّلْ ومعناهُما وَاحِد، وَأنْشد غَيره: عليٌّ لَهُ فَضْلانِ فَضْلُ قَرَابةٍ وفَضلٌ بِنَصْل السيْف والسُّمُر الدُّكْل قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: الدُّكْلُ والدُّكْنُ: الرِّماحُ الَّتِي فِيهَا دُكْنَةٌ. لكد: قَالَ اللَّيْث: الألْكَد: اللئيمُ المُلصَق بقَوْمه. وَأنْشد: يُناسبُ أَقواماً لِيُحْسَبَ فيهمُ ويَتركُ أَصلاً كانَ من جِذْمِ أَلْكَدَا وإِذا أَكلَ الإنسانُ شَيْئا لزجاً فلزِجَ بشفتِهِ. قيل: لَكِدَ بِفيهِ أَي لصِقَ. وَقَالَ الأصمعيُّ: تَلَكَّدَ فلانٌ فلَانا إِذا اعْتنَقهُ تَلَكُّداً. وَيُقَال: بَاتَ فلانٌ يُلاَكِدُ الغُلَّ ليلته أَي يُعانيهِ ويعالجه. وَقَالَ أسامَةُ الهذليُّ يصفُ رَامِياً: فمدَّ ذِرَاعيهِ وَأَجْنَأَ صُلبَهُ وفَرَّجَها عَطْفَى مُمِرٌّ ملاكِدُ وَيُقَال: لَكِدَ الوَسَخُ بيدهِ، ولَكِدَ شَعرهُ إِذا تَلَبَّدَ، ورجلٌ لَكِدٌ نَكِدٌ إِذا كَانَ لَحِزاً. قَالَ صَخْرُ الغَيِّ:

وَالله لَو أَسْمَمَتْ مَقَالتَهَا شَيْخاً من الزُّبِّ رَأسُهُ لَبِدُ لفاتَح البَيْعَ يَومَ رُؤيتهَا وَكانَ قَبْلُ ابتِياعُهُ لَكِدُ وَيُقَال: رأيتُ فلَانا مُلاكِداً فلَانا أَي مُلازماً. ك د ن كدن، كند، نكد، دكن، دنك: مستعملة: دنك: أما دنك فَلم أجد فِيهِ غير الدَّوْنَك، وَهُوَ مَوضِع ذكره ابْن مقبل: يَكادَانِ بَين الدَّوْنَكَيْنِ وأَلْوَةٍ وذاتِ القَتَادِ السُّمْرِ ينسلخان وَقَالَ الحطيئة: أَدَارَ سُلَيْمَى بالدَّوَانِكِ فالعُرف كدن: (أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو) : الكُدُونُ: الَّتِي تُوَطِّىُء بِهِ المرأَةُ لِنفسها فِي الهوْدَجِ. قَالَ الْأَحْمَر: هِيَ الثيابُ الَّتِي تكونُ على الخُدورِ، وَاحِدها: كِدْنٌ. وَقَالَ غَيرهمَا: الكُدُونُ واحدُها: كِدْنٌ، وهيَ عَباءَةٌ أَو قَطِيفَةٌ تُلْقيهِ المرأةُ على ظَهْرِ بَعيرها ثمَّ تَشُدُّ هَودَجَها عَلَيْهِ، وَتَثني طَرَفَيِ العباءَةِ من الشِّقيْنِ وتَخُلُّ مُؤخَّرَ الكدِنِ ومُقدَّمهُ، فيصيرُ مثلَ الخُرْجينِ، فَتلقى فِيهِ بُرْمتها وأَداتها مِمَّا تحْتَاج إِلَى حَمْلهِ. وَقَالَ اللَّيْث: امْرأَةٌ ذاتُ كِدْنةٍ أَي ذَاتُ لحمٍ. (قلت) : ورجلٌ ذُو كِدْنةٍ إِذا كَانَ عَبْلاً سَميناً. وَقَالَ اللَّيْث: الكَوْدَنُ والكَوْدَنِيُّ: البَغْلُ. قَالَ وَيُقَال لِلفيلِ أَيْضا: كَودَنٌ: وَأنْشد: خَلِيليَّ عُوجَا من صُدورِ الكَوَادِنِ إِلَى قَصْعةٍ فِيهَا عُيونُ الضَّيَاونِ قَالَ: شَبَّهَ الثَّرِيدةَ الزُّرَيقَاء بِعيونِ السَّنانيرِ لما فِيهَا من الزّيْتِ. (أَبُو عبيد) الكِدْيَوْنُ: دُرْدِيُّ الزّيْتِ. وَقَالَ النَّابغَةُ يصفُ الدُّرُوعَ: عُلِينَ بِكدْيوْنٍ وأُبْطِنَّ كُرَّةً فَهُنّ وِضَاءٌ صافِياتُ الغلائلِ وصَفَ دُروعاً جُلِيَتْ بالكديَونِ والبعرِ. وَقَالَ اللَّيْث: الكِدْيَوْنُ: دُقاقُ التُّرَابِ، ودقاقُ السِّرْقينِ يجلى بِهِ الدُّروعُ. وَيُقَال: يُخلطُ بِهِ الزّيْتُ فَيسَمَّى كِدْيوناً، وَقَالَ الطرماح: تَيَمَّمْتُ بالكِدْيَونِ كَيْلاَ يفوتَني من المقْلةِ البَيضاء تَقْريظُ باعِقِ وَيُقَال لِلبِرْذَوُن الثَّقيلِ: كَوْدَنٌ، شُبِّهَ بالبَغْلِ. (الحرّاني عَن ابْن السّكيت) : كَدِنَتْ مَشافِرُ الإبلِ، وكَتِنَتْ إِذا رعَتِ العُشبَ فاسودّتْ مشافرُهَا من مائهِ وغَلُظَتْ. (أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو) : إِذا كثر شَحم

الناقةِ ولحمها فَهِيَ المكدَنَة، والكدنة: الشحمُ. وَقَالَ أَبو تُرَاب قَالَ أَبو عَمْرو: الكَدَنُ أنْ تُنْزَحَ البئرُ فَيْبقى الكَدَرُ فَذَلِك الكَدَنُ. يُقَال: أَدْرِكُوا كَدَنَ مائكم أَي كَدَرَهُ. وَيُقَال: كَدِنَ الصِّلِّيَانُ إِذا رُعِيَ فُرُوعُهُ وبَقيَتْ أصولُه. (قلت) : الكَدَنُ، والكَدَرُ، والكَدَلُ: وَاحِدٌ. كند: قَالَ الله جلّ وَعز: {جَمْعاً إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ} (العاديات: 6) . قَالَ الفراءُ قَالَ الكلبيُّ: لكَنُودٌ: لكَفُورٌ بالنعمةِ. وَقَالَ الحَسنُ: {جَمْعاً إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ} (العاديات: 6) قَالَ: لوَّامٌ لِرَبِّهِ يَعُدُّ المصائبَ ويَنسى النِّعَمَ. وَقَالَ الزّجاج: لكنودٌ مَعْنَاهُ: لكفُورٌ يَعْنِي بذلك الكافِرَ. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : امرأَةٌ كُنُدٌ وكَنُودٌ أَي كَفُورٌ للمواصَلةِ. وَقَالَ اللَّيْث: كَنَدَ يَكْنُدُ كُنوداً. وَقَالَ النّمِرُ بن تَولَبٍ يَصِفُ امرأَةً كَفَرت مودّتَه إِيّاها: كَنُودٌ لَا تمنُّ وَلَا تُفادِي إِذا عَلِقَتْ حَبائلُها بِرَهْنِ قَالَ أَبُو عَمْرو: كَنُودٌ: كَفورٌ لِلموَدّةِ. نكد: قَالَ اللَّيْث: النَّكَدُ: الشُّؤمُ واللؤمُ، وكلُّ شيءٍ جَرَّ على صَاحبه شرّاً فَهُوَ نَكَدٌ، وَصَاحبه: أَنكد نكِدٌ، والنكدُ: قِلّةُ الْعَطاء وَألا يهنأَه من يعطاه وَأنْشد: وأعْطِ مَا أعطيتَه طيِّباً لَا خَيرَ فِي الْمَنْكُودِ والناكدِ وَقَالَ جلّ وعزّ: {وَالَّذِى خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا} (الْأَعْرَاف: 58) قرأَ أهلُ الْمَدِينَة (نَكَداً) بفتْح الْكَاف. وقرأَتِ العامةُ (نَكِداً) ، قَالَ ذَلِك الفرّاءُ. وَقَالَ الزَّجاجُ: وَفِيه وجهانِ آخرَانِ لم يُقرأْ بهما: نَكْداً، ونُكْداً. وَقَالَ الفرّاء: مَعْنَاهُ: لَا يخرج إلاّ فِي نَكَدٍ وَشِدَّةٍ. وَيُقَال: عطَاءٌ مَنْكُودٌ أَي نَزْرٌ قليلٌ. (أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو) : النُّكْدُ: النوقُ: الغزيراتُ اللبنِ. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: النُّكْدُ: الَّتِي لَا يبْقى لَهَا ولد. وَقَالَ الْكُمَيْت: وَوَحْوَحَ فِي حِضْنِ الفَتَاةِ ضَجِيعُهَا وَلَمَ يَكُ فِي النُّكْد المَقَالِيتِ مَشْخَبُ وَقَالَ بَعضهم: النكْدُ: النُّوقُ الَّتِي مَاتَت أولادُها فَغَزُرَتْ. وَقَالَ الْكُمَيْت: وَلَمْ تَبْضِضِ النُّكْدُ لِلْجَاشِرِينَ وَأَنْفَدَتِ النملُ مَا تَنْقُلُ وَأنْشد:

وَلم أرَأم الضيمَ اختتَاءً وَذلة كَمَا شمت النَّكداء بوًّا مُجلدا النكداء: تَأْنِيث أنكد، ونكِد، وَالْأُنْثَى: نكداء وَيُقَال للناقة الَّتِي مَاتَ وَلَدهَا: نكداء، وَإِيَّاهَا عَنى الشَّاعِر. وَيُقَال: نُكِدَ الرجلُ فَهُوَ منكودٌ إِذا كثر سؤالُه وقلَّ خَيره. دكن: قَالَ اللَّيْث: الدُّكْنَةُ: لون الأدْكن كلون الخزِّ الَّذِي يضربُ إِلَى الغُبْرة بَين الْحمرَة والسواد. والنعتُ: أدكَنُ، وَالْفِعْل دَكِن يدكَنُ دَكَناً. قَالَ: والدُّكّانُ: فُعَّالٌ، والفعلُ التَّدكينُ. وَقَالَ غَيره: ثَرِيدَةٌ دَكْناءُ، وَهِي الَّتِي عَلَيْهَا من الأبزارِ مَا دَكَّنها من الفُلفُل وَغَيره. ك د ف اسْتعْمل من وجوهه: كدف، فدك. كدف: أهمله اللَّيْث. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : سمعنَا: كَدَفَتهم، وجَدَفَتهم، وهَدَفَتَهم، وحَشَكَتهم، وهَدَأَتهُم، ووبدهم، وأوبدهم، وأَزَّهْم وأَزِيزهم، وَهُوَ الصوتُ تسمعُه مِن غير مُعاينةٍ. فدك: فَدَكُ: قريةٌ بِنَاحِيَة الْحجاز ذَات عين فوَّارة ونخيل كَثِيرَة، أفاءَها الله جلّ وَعز على رَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ عليٌّ وَالْعَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا بعد وفاتِه يتنازعانها، وسلَّمها عمر إِلَيْهِمَا فَذكر عليٌّ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ جعَلها فِي حياتِه لفاطمة رَضِي الله عَنْهَا، وَكَانَ العباسُ يَأْبَى ذَلِك. وَقَالَ ابْن دُريد: فَدَّكْتُ القطنَ تفديكاً إِذا نَفَشْتَه. قَالَ: وَهِي لُغةٌ أَزْدِيّةٌ. وفُدَيْكٌ اسْم عَرَبِيّ. والفُدَيْكاتُ قومٌ من الْخَوَارِج نُسِبُوا إِلَى أبي فْدَيْكٍ الخارجيّ. ك د ب كدب، كبد، دكب: مستعملة. كدب: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: المَكْدُوبة من النِّسَاء: النقيّة البياضِ. وَسُئِلَ أَبُو الْعَبَّاس عَن قراءةِ من قرأَ: (بِدَم كدب) (يُوسُف: 18) بالدَّال فَقَالَ: إِن قَرَأَ بِهِ قارىء فَلهُ مَخْرجٌ، قيل لَهُ فَمَا هُوَ فَلهُ إِمَام فَقَالَ: الدَّمُ الكَدِبُ: الَّذِي يضرِب إِلَى الْبيَاض مأخوذٌ منْ كَدَبِ الظُّفْرِ وَهُوَ وبَشُ بياضِه. دكب: والمَدْكُوبةُ: المعضوضة مِن القِتال. كبد: قَالَ اللَّيْث: الكبِدُ: معروفةٌ، وموضِعها من ظَاهر يسمّى كَبِداً، وَفِي الحَدِيث: (وضَعَ يدَه على كبِدِي) وَإِنَّمَا وضعَها على جنبه مِن الظَّاهِر. قَالَ: والأكْبَدُ: الناهدُ موضعِ الكبِدِ. قَالَ رؤبة:

أَكْبَدَ زَفَّاراً يَمُدُّ الأنسُعَا يصفُ جَمَلاً مُنتَفِخَ الخواصِرِ. قَالَ: وكبِدُ القوْس: فوَيقَ مَقْبِضِها حَيْثُ يقعُ السهْم، يُقَال: ضَعِ السهمَ على كبدِ القوْس. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : فِي الْقوس: كَبِدُها، وَهُوَ مَا بينَ طرَفي العلاقة، ثمَّ الكُلية تَلِي ذَلِك، ثمَّ الأبهرُ يَلِي ذَلِك، ثمّ الطَّائِف، ثمَّ السِّيَةُ وَهُوَ مَا عُطِفَ من طرَفيها. وَفِي حَدِيث مَرْفُوع: (وتُلْقِي الأرضُ أَفلاذَ كبِدِها) أَي تُلقِي مَا دُفِنَ فِي بَطنهَا مِن الْكُنُوز، وقيلَ إِنَّهَا ترمي مَا فِي بَطنهَا مِن معادن الذهبِ والفِضَّة. (أَبُو عبيد عَن أبي زيد) : كبَدْتُه أَكْبِدُه، وكلَيتُهُ أَكْلِيه إِذا أَصَبتَ كبِدَه وكُليته. وَقَالَ اللَّيْث: إِذا أضَرَّ الماءُ بالكبد، قيل: كَبَدَه، والكُبَاد: داءٌ يَأْخُذ فِي الكَبِدِ، وَالْعرب تؤنِّث الكبدَ وتُذَكِّرُه، قَالَ ذَلِك الْفراء وَغَيره. اللِّحيانيُّ: هُوَ الْهَوَاء واللُّوحُ والسُّكَاك والكَبِدُ. وَقَالَ اللَّيْث: كَبِدُ السَّمَاء: مَا استقبلك مِن وسَطها. يُقَال: حَلَّقَ الطَّائِر حَتَّى صَار فِي كبدِ السَّمَاء وكُبَيْداء السَّمَاء، إِذا صَغَّرُوا جعلوها كالنَّعْتِ، وَكَذَلِكَ يَقُولُونَ فِي سُويداء الْقلب، وهما نادِرتان حُفِظتا عَن الْعَرَب هَكَذَا قَالَ: وكبدُ كل شَيْء: وسَطُه. يُقَال: انتزعَ سَهْما فَوَضعه فِي كبدِ القِرْطاس، وقوْسٌ كَبْدَاءُ: غَلِيظَة الكبِد شديدتُها. وَقَالَ الله تَعَالَى: {) وَلَدَ لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ} (الْبَلَد: 4) . قَالَ الفرَّاء يَقُول: خَلَقْناهُ مُنْتَصباً معتدلاً، وَيُقَال فِي كَبَدٍ: أنّه خُلِقَ يُعَالِجُ ويُكابِدُ أمرَ الدُّنْيا وَأمر الآخرةِ. وَقَالَ المنذِري: سمعتُ أَبا طالبٍ يَقُول: الكَبَدُ: الاسْتواءُ والاستقامة، والكَبَدُ أَيْضا: الشِّدَّةُ. وَقَالَ الزّجاج فِي قَوْله: تَعَالَى: {) وَلَدَ لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ} : هَذَا جَوَاب القَسَم، الْمَعْنى: أُقْسِمُ بِهَذِهِ الأشْياءِ: {لَقَدْ خَلقْنَا الإنسانَ فِي كَبَدٍ: يُكَابِدُ أَمرهُ فِي الدُّنيا والآخرَةِ. قَالَ وَقيل: كَبَدٍ أَي خُلق الإنسانُ فِي بَطْنِ أُمهِ ورَأْسه قِبَلَ رَأسهَا فإِذا أَرَادتْ أمُّهُ الْولادَة انْقَلب الرأسُ إِلَى أَسفلَ. (قلت) : ومُكابَدَةُ الْأَمر: مُعاناته ومشقته. وَقَالَ اللَّيْث: الرجل يُكابِدُ الليلَ إِذا ركبَ هَوْلهُ وصُعوبته. وَيُقَال: كابَدْتُ ظُلْمة هَذِه الليْلةِ بكابِدٍ شديدٍ أَي بمكابَدَةٍ شديدةٍ. وَأنْشد:

وَليْلَةٍ مِنَ اللَّيَالي مَرَّتِ بِكابِدٍ كابَدْتُها فجرَّتِ أَي طَالَتْ. وَقَالَ لبيد: عَيْنُ هَلاَّ بَكَيْتِ أَرْبَدَ إِذ قُمْ نَا وقامَ الخُصومُ فِي كَبَدِ أَي فِي شدَّةٍ وَعَنَاءٍ، واللَّبنُ المُتَكَبِّدُ: الَّذِي يخثُرُ حَتَّى يصير كَأَنَّهُ كَبِدٌ يَترجْرَجٌ. (أَبُو عبيد) : يُقَال للأعداءِ: همْ سودُ الأَكْبَادِ، كأنَّ العَداوةَ أَحْرقَتْ أَكْبادَهُمْ فاسْودَّتْ، والكَبِدُ: معدِنُ العَدَاوةِ، ورمْلة كَبْدَاءُ: عظيمةٌ الوَسطِ، وَنَاقَةٌ كَبْدَاءُ: كذلِكَ. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: سِوى وَطْأَةٍ دهْماءَ من غيرِ جَعْدةٍ ثَنى أخْتَها فِي غَرْزِ كَبْدَاءَ ضَامرِ وَيُقَال: تَكَبَّدْتُ الأمرَ أَي قَصَدْته وَأنْشد: يرومُ البلاَدَ أَيُّها يَتَكَبَّدُ وتَكَبَّدَ الفلاةَ إِذا قصد وسطَها ومُعْظَمها. والكَبْدَاءُ: الرَّحَا الَّتِي تُداَرُ باليدِ، سُمِّيتْ كَبْدَاءَ لما فِي إِدارَتِها من المشقَّة، وَأنْشد: بُدِّلْتُ من وَصْلِ الحِسانِ البيضِ كَبْدَاءَ مِلْحاحاً عَلَى الرَّضِيضِ تخلأُ إلاَ فِي يَدِ القبيضِ أَي فِي يدِ رجلٍ قبيضِ اليدِ أيْ خفِيفها وَقَالَ: بِئْسَ طعامُ الصِّبْيةِ السَّوَاغِبِ كَبْدَاءُ جاءَت من ذُرَى كُواكِبِ وكواكِبُ: جبَلٌ معروفٌ بالبَادِيةِ. ك د م كَدم، كمد، دكم، مكد، دمك مدك: مستعملة. كَدم: قَالَ اللَّيْث: الكَدْمُ: العَضُّ بأَدنى الفمِ، كَمَا يَكْدُمُ الحمارُ، وَيُقَال للدَّوَابِّ إِذا لم تَسْتمكنْ من الحشيشِ: إنَّها لتكادمُ الحشيشَ، والكدْمُ: اسْم أَثرِ الكَدْمِ. يُقَال: بهِ كُدُومٌ. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: نعجة كَدِمَةٌ: غَلِيظَة كَثِيرَة اللَّحْم، وَقَول رؤبة: كأنّه شَلاّلُ عاناتٍ كُدُمْ قَالَ: حمَار كَدِمٌ: غليظ شَدِيد، والجميع: كُدُم، وفَنِيق مُكْدَم: غليظ وقَدَح مُكْدَم: غليظ، وأسير مُكْدم: مشدود بالصِّفادِ، وكدَمت الصيدَ أَي طردته. والعربُ تَقول: بَقِيَ من مَرْعانَا كُدَامةٌ أَي بَقيَّةٌ تَكْدِمها المَال بأَسْنانِها وَلَا تشبعُ مِنْهُ. ورجلٌ مُكَدَّمٌ إِذا لقيَ قتالاً فأَثَّرَت فِيهِ الجِراحُ، وفحلٌ مُكَدَّمٌ، ومُكْدَمٌ إِذا كَانَ قويّاً، قد نُيِّبَ فِيهِ. (اللِّحْيانيُّ) : أُكْدِمَ الأسيرُ إِذا استُوثِقَ مِنْهُ، وَيُقَال للرجلِ إِذا طلب حَاجَة لَا يُطلب مثُلها: لقد كَدَمْت فِي غير مَكْدَمٍ. والكَدْم: التمشُّش والتعرُّق. (أَبُو زيد) : يُقَال: كَدَمْتَ غيرَ مَكْدَمٍ أَي

طلبت غيرَ مطلبٍ. (ابْن السّكيت) : يُقَال: مَا بالبَعيرِ كَدْمةٌ إِذا لم يَكن بِهِ أُثْرةٌ وَلَا وَسْمٌ، والأثرةُ: أَن يُسْحَى باطِنُ الخُفِّ بحدِيدةٍ. كمد: قَالَ اللَّيْث: الكَمَدُ والكُمْدةُ: تَغيُّر لونٍ يبْقى أثرُه وَيَزُول صفاؤه. وَيُقَال: أكْمَدَ القَصَّارُ الثوبَ إِذا لم يُنَقِّ غَسلَه. والكَمَدُ: حُزنٌ وهمٌّ لَا يُسْتَطَاع إمْضاؤُهُ. (غيرُه) : كَمِدَ لونَه إِذا تغيرَ، ورأيتُه كامِد اللَّوْن. وكمَدَ القَصَّارُ الثوبَ إِذا دَقَّهُ، وَهُوَ كمادُ الثَّوْب. وَيُقَال: كَمَدْتُ فلَانا إِذا أَخذه وجَعٌ فِي بعض أعضائِه فسخّنْتَ لَهُ ثوبا أَو حَجراً وتابعتَ وضعَه عَلَى موضعِ الوجع فيستريح إِلَيْهِ، وَهُوَ التكمِيدُ والكِمادُ. وَرُوِيَ عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: الكِمَادُ مَكَان الكيِّ، والسَّعُوطُ مَكَان النَّفْخِ، واللَّدُودُ مَكَان الغَمْزِ. وَقَالَ شمرٌ: الكِمادُ: أَن يؤخذَ خِرقةٌ فَتُحْمَى بالنَّار وتوضعَ على موضعِ الورم، وَهُوَ كيٌّ مِن غير إِحراق. وَقَول عَائِشَة: السَّعوطُ مَكَان النفخ، هُوَ أَن يَشْتَكِيَ الحلْقَ فيُنفخَ فِيهِ فَقَالَت: السعوط: خيرٌ مِنْهُ. وَقيل: النّفْخُ: دواءٌ ينفخُ بالقَصَبِ فِي الأنفِ، وَقَوْلها: اللّدُودُ مَكَان الغمز، هُوَ أَن تسقطَ اللَّهاةُ فتُغمزَ بِالْيَدِ، فَقَالَت: اللدودُ: خيرٌ مِنْهُ وَلَا تُغْمز بِالْيَدِ. دكم: قَالَ اللَّيْث: الدَّكْم: دَقُّ شيءٍ بعضه على بعض، يُقَال: دَكَم يَدْكُمُ دَكْماً. وَقَالَ غَيره: دَكمهُ دَكْماً، ودَقَمه دْقماً إِذا دَفَع فِي صَدره، وانْدَكَم علينا فلانٌ واندقَم إِذا انقَحَم، ورأيتهم يَتَدَاكَمُونَ، أَي يتدافعون. دمك: (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : الدَّمُوكُ: البَكْرَةُ السريعة المرِّ، وَكَذَلِكَ: كلُّ شَيْء سريع. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للأرْنب السريعة العَدْوِ: دَمُوكٌ. قَالَ: والدَّمُوكُ: أعظم مِن البَكْرة يُسْتقى عَلَيْهَا بالسّانية. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الدَّمكْمَك: الرجُل الشَّديد القويُّ. (أَبُو عَمْرو) : الدَّمِيكُ: الثَّلْجُ، وَيُقَال لِزَوْرِ النَّاقة: دَامِكٌ. قَالَ الْأَعْشَى: وَزَوْراً ترَى فِي مِرْفَقَيْهِ تجَانفاً نَبِيلاً كَبَيْتِ الصَّيْدَنَانيِّ دَامِكَا

وَقَالَ أَبُو زيد: دمَك الرجلُ فِي مشيهِ إِذا أسرَع، ودَمَكَتِ الإبلُ ليلَتَها. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : السَّافُ فِي الْبناء: كلُّ صَفَ من اللّبِن، وَأهل الْحجاز يسمونه المِدْماكَ. وَقَالَ شُجَاع: دَمَكَتِ الشمسُ فِي الجو ودَلَكَتْ إِذا ارتفعتْ. ورُوَى سُفْيَان عَن عمروٍ عَن مُحَمَّد بن عُمَيْر قَالَ: كَانَ بِنَاء الْكَعْبَة فِي الْجَاهِلِيَّة مِدْماكَ حجارةٍ ومِدْماكَ عِيدانٍ من سفينة انكسَرَتْ. وَيُقَال: أَقمت عِنْده شهرا دَمِيكاً أَي شهرا تامّاً قَالَ كَعْب: دَابَ شهرينِ ثمَّ شهرا دَمِيكا مكد: قَالَ اللَّيْث: مَكَدَتِ الناقةُ إِذا نقَصَ لبنُها من طول العَهْد، وَأنْشد: قَدْ حَارَدَ الخُورُ وَمَا تُحَارِدُ حتَّى الجلاَدُ دَرُّهُنَّ مَاكِدُ وَقَالَ بعض الْعَرَب فِي صفة عَجُوز: مَا ثَدْيُها بناهِدٍ، وَلَا دَرُّها بماكدٍ، ولافُوها ببارِدٍ. وروى الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت: ناقةٌ مَكُودٌ إِذا دامَ غَزُرُها، ونُوقٌ مكائِدُ، وَأنْشد: إِنْ سَرَّكَ الغُزْرُ المَكُودُ الدائمُ فَاعْمِدْ بَرَاعِيسَ أَبُوهَا الرَّاهِمُ وناقةٌ بْرِعِيسٌ إِذا كَانَت غزِيرة. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : مِثل قَوْله فِي المَكُودِ. (قلت) : وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح لَا مَا قَالَه اللَّيْث، وإنَّما احتجَّ اللَّيْث بقول الراجز: حَتَّى الجِلاَد دَرُّهُنَّ ماكِدُ فَظن أَنه بِمَعْنى الناقصِ وَهُوَ غلطٌ، وَالْمعْنَى حَتَّى الجِلاَد اللواتي دَرُّهُنَّ ماكِدٌ أَي دائمٌ قد حاردْنَ أَيْضا، والجِلاَدُ: أدْسَمُ الإبلِ لَبَنًا وَلَيْسَت فِي الغَزارة كالخُورِ لَكِنَّهَا دائمة الدَّرِّ، واحدتُها: جَلْدَةٌ، والخورُ فِي ألبانِهنّ رِقةٌ مَعَ الكثرةِ. (أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي) : مكَدَ فلانٌ بالمكانِ يمكُدُ مُكوداً إِذا أَقام بِهِ، وثَكِمَ يَثْكَم: مِثْلُه، ورَكَدَ ركوداً. وَقَالَ الساجع: مَا دَرُّها بماكِد أَي مَا لبنُها بدائمٍ، وَمثل هَذَا التَّفْسِير الْمحَال الَّذِي فسَّرَه اللَّيْث فِي مكدَتِ الناقةُ مِمَّا يجب على ذوِي الْمعرفَة تَنْبِيه طَلَبَة هَذَا الْبَاب من علم اللُّغَة لِئَلَّا يتعثّر فِيهِ ذَوُو الغباوة تقليداً لِليثِ. مدك: المَدَاكُ: الصَّلاَية، أَحْسِبه مَفْعَلاً من الدَّوْكِ وَهُوَ الدّقُّ.

أبواب الكاف والتاء

(أَبْوَاب الْكَاف وَالتَّاء) ك ت ظ ك ت ذ ك ت ث: أهملت وجوهها. ك ت ر كتر، كرت، ترك، رتك، تكر: (مستعملة) . كتر: (أَبُو عبيد) : الكَتْرُ، والكتَرُ: السَّنام الْعَظِيم. وَيُقَال: الكَتْرُ: بناءٌ مثل القُبَّةِ، شُبِّه السَنَامُ بهِ. وَقَالَ اللَّيْث: الكَتْرُ: جَوْزُ كل شَيْء أَي أوْسَطُه، وأصلُ السنامِ: كترٌ، يُقَال للجمل الجسيم: إِنه لعَظيم الكتر، ويُقال للرجلِ: إِنه لرفيع الكِتْرِ فِي الحسبِ ونحوِه. وَقَالَ عَلْقَمَة بن عَبَدَةَ يصف نَاقَة: قَدْ عُرِّيَتْ حِقْبَةً حَتى اسْتَطَفَّ لَهَا كِتْرٌ كحَافَةِ عُسِّ القيْنِ مَلمومُ اسْتَطفَّ: أشرَفَ وأمكنَ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الكترَة: القِطعة مِنَ السنَام، والكترَة: القبّة. تكر: قَالَ اللَّيْث: التكرِيُّ: الْقَائِد من قواد السِّند، والجميعُ: التّكاكرة. وَأنْشد: لقد عَلمتْ تَكاكِرَةُ ابْن تيرى غداةَ البُدِّ أنِّي هِبرِزيُّ ترك: قَالَ اللَّيْث: التَّرْكُ: ودْعُكَ شَيْئا تترُكه تركا. وَقَالَ غَيره: التَّرْكُ: الإِبقاء فِي قَول الله جلّ وعزّ: هُمُ الْبَاقِينَ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِى} (الصافات: 78) أَي أبقينا عَلَيْهِ ذكرا حسنا. وَقَالَ اللَّيْث: التَّرْكُ: الجَعْلُ فِي بعض الْكَلَام، تَقول: تركتُ الحبلَ شَدِيدا، أَي جعلتهُ شَدِيدا. قَالَ والتَّرْكُ: ضربٌ من البَيْضِ مستديرٌ شبيهٌ بالتُرْكةِ والتَّرِيكَةِ، وَهِي بيضُ النّعامِ المُنْفَرِدُ. وَأنْشد: مَا هاجَ هَذَا القلبَ إِلا تركةٌ زهراءُ أخرجهَا خَرُوجٌ مِنْفَجُ (أَبُو عبيد) : التَّرْكُ: البَيْضُ للرأسِ، واحدته: تركةٌ. وَقَالَ لبيد: قُرْدُ مانيًّا وتركاً كالبصلْ وَقَالَ ابْن شُمَيْل: التُّرْكُ: جماعةُ البَيْض وإِنما هِيَ سَفِيفةٌ وَاحِدَة وَهِي البَصَلةُ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : تَرِكَ الرجلُ إِذا تزوَّج بالتَّرِيكَةِ، وَهِي العانسُ فِي بيتِ أبَوَيْهَا. (أَبُو زيد) : امرأةٌ تَرِيكَةٌ، وَهِي الَّتِي تُتركُ فَلَا تتزوَّج. رتك: (أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ) : الرَّاتِكَةُ من النُّوقِ: الَّتِي تمشي وكأنَّ برجليها قيدا وتضرب بِيَدَيْهَا.

وَقَالَ اللَّيْث: رَتَكَ الْبَعِير رَتَكاناً، وَهُوَ مشيٌ فِيهِ اهتزاز. وَقَالَ غَيره: رَتَكَ البعيرُ رَتْكاً ورَتَكاناً، وأَرْتَكْتُهُ أَنا إِرْتَاكاً إِذا حَمَلتَهُ على السّير السَّرِيع. وَيُقَال: أَرْتكْتُ الضَّحِكَ وأَرْتَأْتُهُ إِذا ضحِكْتَ ضِحْكاً فِي فُتورٍ. كرت: أَخْبرنِي المنذريُّ عَن أبي الْعَبَّاس قَالَ: حولٌ كَرِيتٌ وقَمِيطٌ ومُجَرَّمٌ وجرَيمٌ أَي تامُّ العددِ. وتَكْرِيتُ: موضعٌ معروفٌ. ك ت ل كتل، كلت، تكل: (مستعملة) . كتل: قَالَ اللَّيْث: الكُتْلَةُ: أعظم من الجُمْزة، وَهِي قطعةٌ من كَنِيز التّمْرِ. وَأنْشد ابْن السّكيت: وبالغَدَاةِ كتَلَ البَرْنِجِّ أَرَادَ البَرْنيّ. قَالَ اللَّيْث: والأكْتَلُ من أسماءِ الشَّدِيدَة من شدائدِ الدَّهْر، واشتقاقه من الكَتَالِ، وَهُوَ سُوءُ الْعَيْش وضِيقُهُ. وَأنْشد: إِن بهَا أَكْتَلَ أَوْ رِزَامَا خُوَيْرِبَانِ يَنْقُفَانِ الْهاما قَالَ ورِزامُ: اسمٌ للشديدة. (قلت) : غَلِطَ اللَّيْث فِي تَفْسِير أكْتَلَ ورِزَاماً مَعًا، وليسَا من أَسمَاء الشدائد إِنَّمَا هما اسْما لِصَّيْنِ من لصوص الْبَادِيَة، أَلا ترَاهُ يَقُول: هما خُوَيْرِبَانِ. يُقَال: لصٌّ خاربٌ، ويُصَغَّرُ فيقالُ خَوَيْرِبٌ. ورَوَى سَلمَة عَن الْفراء أَنه أنْشدهُ: إِن بهَا أَكْتَلَ أَوْ رِزَاما خُوَيْرِبان ينْقُفَان الْهاما قَالَ الْفراء: أَو هَا هُنَا بِمَعْنى واوِ الْعَطف أَرَادَ: إِنَّ بهَا أَكْتَلَ ورِزاماً، وهما خاربان. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الكَتَالُ: القُوَّةُ، والكَتَالُ: اللَّحْم، والكَتَالُ: الحاجةُ تقضيها، والكَتالُ: كل مَا أصلحت من طعامٍ أَو كسوةٍ، وَألقى عَلَيْهِ كتالَه، أَي ثِقْلَه. وَأنْشد غَيره: ولستُ براحلٍ أبدا إِلَيْهِم وَلَو عالجتُ من وَبَدٍ كَتاَلاَ أَي مؤونة وثقلا. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : مَرّ فلانٌ يتكَرَّى ويتكَتَّلُ، ويتقلّى إِذا مَرْ مرّاً سَرِيعا. وَقَالَ اللَّيْث: الرَّأس المُكَتَّلُ: المجمَّعُ المُدَوَّرُ. وَيُقَال: رجلٌ مُكَتَّلُ الخَلْقِ إِذا كانَ مُداخَلَ الْبدن إِلَى القِصَرِ مَا هُوَ، وفلانٌ يَتَكَتّلُ فِي مشيهِ إِذا قاربَ خطوَه كَأَنَّهُ يتدحرجُ. والمِكْتَلُ: الزَّبِيلُ يحمل فِيهِ التَّمْر وَغَيره.

وَفِي حَدِيث سعد: (مِكتَلُ عُرَّةٍ: مِكتَل بُرَ) . (ابْن السّكيت عَن أبي عَمْرو) : الكَتِيلةُ بلغَة طَيِّىءٍ: النخلةُ الَّتِي فَاتَت الْيَد، وَجَمعهَا كَتَائلُ. وَأنْشد: قد أبصرَتْ سلمى بهَا كَتائِلي مثلَ العذارَى الحُسَّر العطابلِ طويلةَ الأقْنَاءِ والعَثاكل (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الكَتِيلةُ: النَّخْلَة الطَّوِيلَة، وَهِي العُلْبَة، والعَوَانَةُ، والقِرْوَاحُ. وَقَالَ النَّضر: كُتُولُ الأرْضِ: فنَاديرُها وَهِي مَا أشرف مِنْهَا. وَأنْشد: وتَيْماء تمسى الرِّيح فِيهَا رَدِيّةً مريضةَ لون الأَرْض طُلسْاً كُتولُها وَيُقَال: كَتِنَتْ جحافلُ الخيلِ من العشبِ وكَتِلَتْ بالنُّون وَاللَّام إِذا لزِجتْ ولَكِدَ بِهَا ماؤُهُ فتلبد. وَقَالَ ابْن مقبل: والعَيْرُ يَنْفُخُ فِي المَكْنَانِ قد كَتِنَتْ مِنْهُ جَحافِلُهُ والعِضْرِسِ الثَّجِرِ وَيُقَال للحمار إِذا تمرَّغ فلزق بِهِ التُّرَاب: قد كَتِلَ جلدُه. وَقَالَ الراجز: تشربُ منهُ نَهَلاتٍ وتعِلْ وَفِي مراغٍ جلْدُها مِنْهُ كَتِلْ وَمن الْعَرَب من يَقُول: كاتَلَهُ اللَّهُ بِمَعْنى قاتلهُ اللَّهُ. كلت: قَالَ أَبُو تُرَاب: سمعتُ الثَّعْلَبِيّ يَقُول: فَرَسٌ فُلَّتٌ كُلَّتٌ. وفُلَتٌ كُلَتٌ إِذا كَانَ سَرِيعا. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : إِنَّهُ لكُلَتَةٌ فُلَتَةٌ كُفَتَةٌ أَي يثبُ جَمِيعًا فَلَا يُستمكنُ مِنْهُ لِاجْتِمَاع وثبتِهِ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثعلبٍ عَن سَلمَة عَن الْفراء يُقَال: خذْ هَذَا الإِناءَ فاقْمَعْهُ فِي فَمه ثمَّ اكلِته فِي فيهِ فَإِنَّهُ يكْتَلِتُهُ، وَذَلِكَ أَنه وصف رجلا بشرْبِ النَّبِيذ يكلِته كلْتاً ويكْتَلِتهُ، والكالتُ: الصابُّ، والمُكْتَلِتُ: الشَّاربُ. وَسمعت أَعرابيّاً يَقُول: أَخذتُ قَدَحاً مِنْ لبنٍ فكلتُّه فِي قَدَح آخر. قَالَ ثعلبٌ: وأنشدنا ابْن الْأَعرَابِي: وصاحبٍ صاحَبْتهُ زِمِّيتِ مُنْصَلِتٍ بالقَوْم كالكلِّيتِ قَالَ: الكِلِّيتُ: حجر مستطيلٌ كالبِرْطيِل يسترُ بِهِ وجارُ الضَّبع. قَالَ: والكُلْتَةُ: النَّصِيب مِن الطَّعَام وَغَيره. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: قَالَ أَبُو محجن وَغَيره من الْأَعْرَاب: صَلَتُّ الفَرَسَ وكلَتُّه إِذا رَكضته. قَالَ: وصببتهُ: مِثله، ورجلٌ مِصْلَتٌ مِكلَتٌ إِذا كَانَ مَاضِيا فِي الْأُمُور.

تكل: (ابْن السّكيت) : رجل وُكلَةٌ تكلَةٌ إِذا كَانَ عَاجِزا يكلُ أمره إِلَى غَيره ويتكلُ (قلت) : وَالتَّاء فِي تكلة أَصْلهَا: الواوُ قلبت تَاء، وَكَذَلِكَ التُّكلان أَصْلهُ: وُكْلاَنٌ وَكَذَلِكَ تُراثٌ أَصلهُ: وُرَاتٌ. ك ت ن كتن، كنت، نكت، نتك، (تكن) : (مستعملة) . كتن: قَالَ اللَّيْث: الكَتَنُ: لَطْخُ الدُّخانِ بِالْبَيْتِ، والسَّوادِ بالشَّفة وَنَحْوه. وَيُقَال للدَّابة إِذا أكلتِ الدَّرِينَ الأسودَ: قد كتِنت جحافلها أَي اسْوَدَّت (قلت) : غلط اللَّيْث فِي قَوْله إِذا أكلت الدّرين لأنَّ الدرينَ مَا يبس مِن الْكلأ وأتى عَلَيْهِ حول فاسودَّ وَلَا لَزَج لَهُ حينئذٍ فيظهرُ لَونه فِي الجحافل، وَإِنَّمَا تكتَنُ الجحافلُ مِن رعْي العُشْبِ الغَضِّ يسيلُ ماؤهُ فيركب وَكَبُهُ ولَزَجُهُ عَلَى مَقامِّ الشَّاءِ، ومشافرِ الْإِبِل، وجحافل الحافرِ، وَإِنَّمَا يَعرِفُ هَذَا مَن شاهدهُ وثافنهُ. فَأَما مَن يعتبرُ الألفاظَ وَلَا مُشاهدةَ لَهُ وَلَا سَماع صَحِيح من الْأَعْرَاب فإنهُ يخطىءُ مِن حَيْثُ لَا يعلم. وَبَيت ابْن مقبلٍ الَّذِي فسرتهُ فِي بَاب الكتل يبين لَك مَا قلته، وَذَلِكَ أنَّ المَكْنان والعِضْرِسَ بقْلتانِ غضَّتانِ رقيقتانِ وهما مِن أَحْرَار العشب وَإِذا يبستا فتنَاثرَ ورقهمَا اخْتَلَط بقميم العُشْبِ فَلم يتميزا مِنْهَا. وَقَالَ اللَّيْث: الكتَنُ فِي شعر الْأَعْشَى: الكتَّان حيثُ يَقُول: هُوَ الواهبُ المسمعات الشَّرُو بَ بينَ الْحَرِير وَبَين الكَتنْ وَيُقَال: لبس الماءُ كَتَّانَه إِذا طَحْلَب واخضرّ رأْسُهُ. وَقَالَ ابْن مُقبلٍ: أسَفْنَ المسافِرَ كَتَّانَهُ فأمْرَرْنه مستدِرّاً فَجالا أَسَفْنَ يَعْنِي الْإِبِل أَي أَشممن مشافرَهنَّ كتّان المَاء وَهُوَ طُحلبهُ. وَيُقَال: أَرَادَ بكتانه غُثاءَه. وَيُقَال أَرَادَ زَبَدَ الماءِ، فأمررْنه أَي شربنهِ مِن الْمُرُور، مستدرّاً أَي أَنه استدرَّ إِلَى حلوقها فَجرى فِيهَا، وَقَوله فجالا أَي جال إِليها. (عَمْرو عَن أَبِيه) : الكَتَنُ: ترابُ أصلِ النَّخْلَة، والكتَنُ: التزاقُ العَلفِ بفَيْدَىْ جحفلتي الْفرس، وهما صِمغاها. (أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو) : الكَتِنُ بِكَسْر التَّاء: القَدَحُ. كنت: (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : كَنَتَ فلانٌ فِي خَلْقه وكَانَ فِي خُلُقِه، فَهُوَ كَنتي وكِانِيٌّ. وَقَالَ ابنُ بُزُرْجَ: الكُنْتِيُّ: القويُّ الشديدُ. وَأنْشد: إِذا مَا كنتَ مُلتمساً لقُوتٍ فَلَا نصرُخْ بكنتي كبيرِ

وَقَالَ عديُّ بن زيدٍ: فاكتَنِتْ لاتكُ عبدا طائراً واحذرِ الأقتالَ منا والثُّؤَرْ قَالَ أَبُو نصر: قَوْله: فاكتنت أَي أرضَ بِمَا أَنت فِيهِ: وَقَالَ غَيره: الاكتناتُ: الخُضوعُ. وَقَالَ أَبُو زيد: مسُتَضْرِعٌ مادَنَا منهنَّ مُكْتَنِتٌ للعظم مُجْتَلمٌ مَا فوقَه فَنَعُ وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: لَا يُقَال: فعلتُني إِلَّا مِن الْفِعْل الَّذِي يتعدَّى إِلَى مفعولين مثل ظننتُني ورأيتُني، ومحالٌ أَنْ تَقول: ضربتُني وصبرتُني، لِأَنَّهُ يشبه إِضَافَة الْفِعْل إِلَى (ني) ولكنْ تَقول: صبرتُ نَفسِي وضربتُ، وَلَيْسَ يضافُ مِن الْفِعْل إِلَى (ني) إلاّ حرفٌ واحدٌ وَهُوَ قَوْلهم: كُنْتِيٌّ وكُنْتُنِيٌّ. وَأنْشد: وَمَا كنتُ كنتيّاً وَلَا كنتُ عاجناً وشرّ الرِّجالِ الكنتنيُّ وعاجِنُ فَجمع كنتيّاً وكنتنيّاً فِي الْبَيْت. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : قيلَ لصبيّةٍ مِن العربِ: مَا بلغ الكِبَرُ من أَبِيك. فَقَالَت: قد عجن وخبز، وثنّى وثلّث، وأَلْصَقَ وأَوْرَصَ، وكَانَ وكَنَتَ. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس، وَأَخْبرنِي سَلمَة عَن الْفراء أَنه قَالَ: الكُنْتيُّ فِي الجسمِ، والكانيُّ فِي الخُلقِ. قَالَ: وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: إِذا قَالَ: كنتُ شابّاً وشجاعاً فَهُوَ كُنتيٌّ، وإِذا قَالَ: كانَ لِي مالٌ فكُنْتُ أُعْطي منْهُ فهوَ كانِيٌّ. وَقَالَ ابْن هانىء فِي (بابِ الْمَجْمُوع مثلثاً) رجلٌ كِنْتَأْوٌ، ورجلانِ كِنْتأْوَان، ورجالٌ كِنْتَأْوُونَ، وَهُوَ الكثيرُ شَعرِ اللّحيةِ الْكَثُّهَا، وَمثله: جَملٌ سِنْدأْوٌ، وجملانِ سِنْدَأْوَانِ، وجمالٌ سِنْدَأْوُون، وَهُوَ الفسيحُ من الإبلِ فِي مشيتهِ، ورجلٌ قِندأْوٌ، ورَجُلانِ قِنَدْأْوَانِ، ورجالٌ قِندَأْوُون، مهموزاتٌ. وروى شمر عَن أَحْمد بن حَرِيش عَن يزِيد بن هَارُون عَن المَسْعُودِيّ عَن عَمْرو بن مُرَّةَ عَن عبد الله بن الْحَارِث، قَالَ: دخل عبد الله بن مَسْعُود المسجدَ، وعامَة أَهله الكُنْتِيُّونَ، فَقلت: مَا الكُنْتِيُّونَ؟ فَقَالَ: الشُّيُوخ الَّذين يَقُولُونَ: كَانَ كَذَا، وَكُنَّا وَكنت. فَقَالَ عبد الله: دارت رَحا الْإِسْلَام على خَمْسَة وَثَلَاثِينَ، ولأَنَّ يَمُوت أهلُ دَاري أحبُّ إليَّ من عدتهمْ من الذِّبَّانِ والجِعْلانِ. قَالَ شمر، قَالَ الْفراء: تَقول: كَأَنَّك قد مُتَّ، وصرت إِلَى كَانَ، وكأنكما مُتُّما وصرتما إِلَى كَانَا وَالثَّلَاثَة: كَانُوا: الْمَعْنى صرت إِلَى أَن يُقَال: كَانَ، وَأَنت ميت لَا وَأَنت حَيّ. قَالَ: وَالْمعْنَى على الْحِكَايَة على كنت،

مرَّةً للمواجهة، وَمرَّة للْغَائِب، كَمَا قَالَ: عز وَجل: {قل للَّذين كفرُوا سيغلبون وسَتُغْلَبُونَ} (آل عمرَان: 12) ، هَذَا على معنى كنت وَكنت، وَمِنْه قَوْله: وكلُّ امرىءٍ يَوْمًا يصير إِلَى كَانَا وَتقول للرجل: كَأَنِّي بك وَقد صرت كانيّاً، أَي يُقَال: كَانَ، وللمرأة: كانيَّة، وَإِن أردْت أَنك صرت من الْهَرم إِلَى أَن يُقَال كنت مرّة، وَكنت مرّة قيل: أَصبَحت كنْتِيّاً، وكُنتنُيّاً، وَإِنَّمَا قَالَ: كنْتُنِيّاً لِأَنَّهُ أَحْدَث نوناً مَعَ الْيَاء فِي النِّسْبَة ليتبيّنَ الرفعُ، كَمَا أَرَادوا تبيُّنَ النصب فِي ضَرَبَنِي. نكت: قَالَ الليثُ: النّكْتُ أَن تَنْكُتَ بِقَضيبٍ فِي الأرضِ فَتُؤثرَ بطرَفِهِ فيهَا، والنُّكْتةُ: شبْهُ وَقَرةٍ فِي العينِ، والنُّكْتةُ أَيْضا: شبه وسخٍ فِي المرآةِ، ونكْتَةُ سوادٍ فِي شيءٍ صافٍ، والظَّلِفَةُ المنْتَكِتَةُ هِيَ طرفُ الحِنْوِ من القَتَبِ والإكَافِ إِذا كانَتْ قَصيرَةً، فَنَكَتَتْ جنْبَ البعيرِ إِذا عقرتْهُ. (أَبُو عبيد عَن العَدَبَّس الكنانيّ) : النّاكِتُ: أنْ ينحرفَ المِرْفَقُ حَتَّى يقعَ فِي الجنبِ فيحُزَّ فيهِ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: إِذا أثَّرَ فِيهِ قيلَ: بهِ ناكِتٌ، فَإِذا حزَّ فيهِ، قيلَ: بِهِ حازٌّ. وَقَالَ الليثُ: النّاكِتُ بالبعير: شبهُ النّاحِزِ وَهُوَ أَن ينكُثَ مرفقُهُ حرْفَ كِرْكِرَتِهِ، تَقول: بِهِ ناكِتٌ. وَقَالَ غيرهُ: النَّكّات: الطعّانُ فِي الناسِ مثلُ النزّاكِ والنّكّازِ وَاحِد، قَالَ: والنّكِيتُ: المطعونُ. (أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ) : طعنهُ فنَكَتَهُ إِذا أَلقاهُ على رأسهِ. وَأنْشد: مُنتكِتُ الرأسِ فِيهِ جائفةٌ جياشَةٌ لَا تردُّها الفُتُلُ وَيُقَال للعظم الْمَطْبُوخ فِيهِ المخُّ فيضربُ بطرَفِهِ رَغيفٌ أَو شيءٌ ليخرُجَ مخُّهُ: قد نُكِتَ فَهُوَ منكوتٌ. نتك: قَالَ الليثُ: النَّتْكُ: جَذْبُ الشَّيْء تقبضُ عَلَيْهِ ثمَّ تكسرهُ إِليكَ بجفوةٍ. (قلتُ) : وَهُوَ النَّتْرُ أَيْضا بالراء؛ يُقَال: نَتَر ذَكَرَهُ ونَتَكهُ: إِذا استبرأَ على أَثر البولِ، ونفضَ ذكَرَهُ حَتَّى يَنْقَى ممّا فيهِ. تكن: وَأما تُكْنَى من أسماءِ النِّسَاء فِي قولِ العجاج: خيالُ تُكْنَى وخيالُ تُكْتَما فَإِنِّي أَحْسبهُ من قَوْلك كُنِيَت تُكْنَى وَكُتِمَتْ تُكْتَمُ. ك ت ف كتف، كفت، فتك: مستعملة. كتف: قَالَ الليثُ: الكَتِفُ: عظمٌ عريضٌ خلفَ المنكِبِ، تُؤَنّثُ، والكِتْفُ: شَدُّك

الْيَدَيْنِ من خلفُ؛ والكَتَفُ: مصدر الأكْتَفِ، وَهُوَ الَّذِي انضمت كتفاهُ عَلَى وسَطِ كَاهِله خلقَة قبيحةً. والكِتَاف: مصدرُ المِكتَافِ منَ الدوابِّ وَهُوَ الَّذِي يعقِرُ السرجُ كَتِفَه. والكِتَافُ: وثاقٌ فِي الرَّحْل والقتبِ وَهُوَ أَسْرِ حِنْوَين أَو عودين يُشدُّ أَحدهمَا إِلَى الآخر. والكِتَافُ: الحبلُ الَّذِي يُكْتَفُ بِهِ الْإِنْسَان، والكَتيفةُ: حديدةٌ عريضةٌ طَوِيلَة، وَرُبمَا كَانَت صفيحة. وَقَالَ شمر: قَالَ خَالِد بن جَنْبَة: كَتِيفُة الرحْل: واحدةُ الكَتَائِفِ وَهِي حديدةٌ يُكتفُ بهَا الرَّحْلُ. قَالَ شمر: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أُخِذَ المكتوفُ من هَذَا لِأَنَّهُ جمعَ يَدَيْهِ. (أَبُو عبيد) : الكَتيِفُ: الضَّبّةُ. وَقَالَ الْأَعْشَى: ... وداني صُدُوعَهُ بالكَتيفِ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الكَتِيفةُ: الضبَّةُ من الْحَدِيد. قَالَ: والكَتيِفَةُ: الجماعةُ من الْحَدِيد، والكتيفةُ: الحِقد، وَيجمع كُله الكَتِيف، وَيجمع الحقدُ على الكتائف أَيْضا. قَالَ القَطامِيُّ: وترفَضُّ عِنْد المُحْفِظاتِ الكتائِفُ وَقَالَ شمر: يُقَال للسيف الصفيح: كتيفٌ وَقَالَ أَبُو دواد: فَوَدِدْتُ لَو أنِّي لقيتُك خَالِيا أَمْشِي بِكفِّي صَعْدةٌ وكتيفُ أَرَادَ سَيْفا صفيحاً فسمّاه كتيفاً. (أَبُو عبيد) : يكونُ الجَرادُ بعدَ الغوغاء كُتفَاناً واحدته: كتْفانةٌ. (قلت) : وسَماعِي من الْعَرَب فِي الكتفان أَنه الْجَرادُ الَّتِي ظهرتْ أَجْنِحَتهَا وَلما تَطِرْ بعدُ فَهِيَ تَنْقُزُ من الأَرْض نَقَزَاناً مثلَ المكتوفِ الَّذِي يستعينُ بيدَيْهِ إِذا مَشى. وَيُقَال للشَّيْء إِذا كثُرَ: مثلُ الدّبَا والكتفانُ، والغوغاء من الجَراد: مَا قد طَار ونبتت أجنحته. وَقَالَ اللَّيْث: الكتَفَانُ: ضرب من الطيران كأنهُ يضمُّ جناحيه من خلف شَيْئا. وَقَالَ أَبُو عبيد: الكَتْفُ: المشيُ الرُّوَيدُ وَقَالَ لبيد: قَرِيحُ سلاحٍ يَكتِفُ المْشيَ فاتِرُ قَالَ وَقَوْلهمْ: مَشَتْ فكتَفَتْ أَي حَرّكَتْ كتِفيْهَا يَعْنِي الفَرَس. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة: فَرَسٌ أَكْتَفُ وَهُوَ الَّذِي فِي فُرِوعِ كَتفيْهِ انفرَاجٌ فِي غَرَاضِيفهَا مَّمِا يَلِي الكاهِلَ. وَقَالَ اللحيانيُّ: بالْبعيرِ كَتَفٌ شديدٌ إِذا اشْتكى كَتِفَهُ. ورجلٌ أَكْتَفُ: عَظِيم الكتِفِ، كَمَا يُقَال: رجلٌ أَرْأَسُ، وَأَعْنَقُ، والأكْتَفُ من الرِّجَال: الَّذِي يَشْتكي كَتِفَهُ.

(أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي) : إِذا قَطَّعْتَ اللحمَ صِغاراً قلتَ كَتَّفْتُهُ تَكْتيفاً. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: إِذا اسْتَبان حجمُ أَجْنِحةِ الجَرادِ فَهِيَ كُتْفَانٌ وَإِذا احمرَّ الجَرادُ فانْسَلَخَ من الألوَانِ كلِّها فَهِيَ الغَوْغاءُ. كفت: قَالَ الله جلّ وَعز: { (لِّلْمُكَذِّبِينَ أَلَمْ نَجْعَلِ الاَْرْضَ} {كِفَاتاً أَحْيَآءً وَأَمْواتاً} (المرسلات: 25، 26) . قَالَ الفراءُ: يريدُ تَكفِتُهمْ أَحْياءً على ظَهْرِها فِي دُورهْم ومَنازِلهمْ، وتَكفِتُهُمْ أَمواتاً فِي بَطنها أَي تحفَظهُمْ وتحْرِزُهمْ. قَالَ: ونَصْبهُ أَحياءً وأَمواتاً بِوقُوعِ الكِفاتِ عليهِ كأنَّكَ قلتَ: أَلمْ نجعلِ الأَرضَ كِفَاتَ أَحياءٍ وأَمْواتٍ فَإِذا نَوَّنْتَ نَصَبْتَ. قَالَ وَيُقَال: وقعَ فِي النَّاس كَفْتٌ أَي مَوْتٌ. وَيُقَال: كفتَهُ الله أَي قبَضهُ الله. وَقَالَ: هَذَا جِرَابٌ كفيتٌ إِذا كَانَ لَا يُضيِّع شَيْئا مِما يَجْعَل فيهِ. وجِرَابٌ كِفْتٌ مثله، ورجلٌ كَفيتٌ قَبيصٌ أَي خفيفٌ سريعٌ، وتَكفّتَ ثوبي إِذا تَشَمَّرَ وقلص. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (اكفِتُوا صِبيَانَكم) . قَالَ أَبُو عبيد: يَعْنِي ضُمُّوهمْ إِليكُمْ وَاحْبِسُوهم فِي البيوتِ، وَكلُّ شيءٍ ضَمَمْتَهُ إِليكَ فقد كفتهُ. وَقَالَ زُهَيرٌ: ومُفاضَةٍ كالنِّهْيِ تَنْسُجُهُ الصَّبَا بَيْضاءَ كَفَّتَ فَضْلَها بمُهنّدِ يَصفُ دِرْعاً عَلّقَ لابسُهَا فُضولَ أَسافلها فَضَمّها إليهِ. وَقَالَ اللَّيْث: الكَفْتُ: صَرْفُكَ الشيءَ عَن وجههِ تكفِتُهُ فَينْكفِتُ أَي يرجع رَاجعا، والكِفاتُ من العَدْوِ والطَّيرانِ كَالْحَيَدانِ فِي شدَّةِ. والمكفِّتُ: الَّذِي يَلْبَسُ دِرعَينِ بَينهمَا ثوبٌ. (قلت) : المكفِّتُ الَّذِي يلبس دِرعاً طَوِيلَة فَيضمُّ ذَيلهاَ بمعاليقَ إِلَى عُراً فِي وَسطها لتَشَمَّرَ عَن لَابسهَا. وَقَالَ اللَّيْث: والكَفْتُ: تَقليبُ الشيءِ ظهرا لِبَطْن وبَطناً لظهرٍ، وانكَفَتَ القومُ إِلَى مَنازِلهم أَي انقلَبُوا. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (حُبِّبَ إِلَيّ النساءُ والطّيبُ ورُزقْتُ الكَفِيتَ) أَي مَا أَكْفِتُ بِهِ مَعِيشَتيِ أَي أَضمُّها. وَقيل فِي تَفْسِير قَوْله: (ورُزِقْتُ الكَفِيتَ) أَي القُوّةَ فِي الْجِمَاع. (قلت) : وَقَالَ بعضهمُ فِي قَوْله: رُزقْت الكفِيتَ، إِنَّهَا قِدْرٌ أُنْزِلْتُ لَهُ من السماءِ فأكلَ مِنْهَا وقويَ على الجماعِ بِمَا أَكل مِنْهَا.

وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أَبي الْهَيْثَم فِي (الأمثالِ) لأبي عبيد قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: من أمثالهم فيمنْ يَظلمُ إنْسَانا ويحمِّلهُ مَكروهاً ثمَّ يزِيدهُ (كفْتٌ إِلَى وَئيّةٍ) ، والكِفْتُ فِي الأَصْل هِيَ القِدْرُ الصَّغِيرَة بِكَسْر الْكَاف، والوَئِيَّةِ هِيَ الْكَبِيرَة من القُدورِ. (قلت) : هَكَذَا رَوَاهُ: كِفتٌ بِكسْرِ الكافِ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء أَنه قَالَ: كَفْتٌ بالفتحِ للقدرِ. (قلت) : وهما لُغتانِ كَفْتٌ، وَكِفْتٌ، وفرسٌ كَفِيتٌ وقبِيضٌ، وعَدْوٌ كَفِيتٌ أَي سريعٌ. وَقَالَ رؤبة: تَكادُ أَيديها تَهادَى فِي الزّهَقْ مِنْ كَفْتِها شدّاً كإضْرَامِ الْحَرَق والكَفْتُ فِي عَدْوِ ذِي الحافرِ: سُرْعةُ قَبْضِ اليَدِ. وَقَالَ الأصمعيُّ إِنَّه ليَكْفِتُني عَن حَاجَتي ويَعْفِتُنِي عَنْهَا أَي يحبِسُني عَنْهَا. وَقَالَ شمر: عَدْوٌ كَفِيتٌ وكفَاتٌ: سَريع. فتك: فِي الحَدِيث أَن رجلا أَتى الزُّبيرَ فَقَالَ لَهُ: أَلاَ أَقْتُلُ لَك عَليّاً. قَالَ: وكيفَ تَقتلهُ. قَالَ أَفتِكُ بهِ، فَقَالَ: سمعْتُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: (قيَّدَ الإِيمانُ الفَتْكَ، لَا يَفْتِكُ مؤمنٌ) . قَالَ أَبو عبيد: الفَتْكُ، أَن يأتيَ الرجلُ صاحبَه وَهُوَ غافلٌ حَتَّى يشدَّ عَلَيْهِ فيقتلَه وإِن لم يكن أَعْطاهُ أَماناً قبل ذَلِك، وَلَكِن يَنْبَغِي لَهُ أَن يُعلمهُ ذَلِك، وكلَّ من قتل رجلا غارّاً فَهُوَ فاتِكٌ. وَقَالَ المُخبَّلُ السعديُّ: وإِذ فَتَكَ النُّعمْانُ بالنَّاس مُحْرِماً فَمُلِّىءَ من عَوْف بن كعبٍ سَلاسِلُهْ وَكَانَ النُّعْمَان بعث إِلَى بني عَوْف بن كَعْب جيْشاً فِي الشهرِ الحرامِ وهم آمِنون غارُّون فَقَتلَ فيهم وَسَبَى. قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ الفرّاء: الفَتْكُ، والفُتْكُ للرجل يَفْتِكُ بالرّجل: يَقْتلهُ مُجاهَرةً. وَقَالَ بَعضهم: الفِتْكُ. وَقَالَ شمر: قَالَ الفرّاء أَيْضا: فَتَكَ بِهِ وأَفْتَكَ وَذكر عَنهُ اللُّغَات الثَّلَاث. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: تَفَتَّكَ فُلانٌ بأمرهِ أَي مَضى عَلَيْهِ لَا يُؤامِرُ أَحداً. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الفَاتكُ: الجريءُ الصَّدْر. وَقَالَ فِي قَول رُؤْبة: لَيْسَ امْرؤٌ يمْضِي بِهِ مَضَاؤُهُ إِلاَّ امْرُؤٌ من فَتْكِهِ دَهَاؤُهُ أَي مَعَ فَتْكهِ كَقَوْلِه: (الحَيَاء مِنَ الإيمَانِ) أَيْ هُوَ معهُ لَا يُفارِقهُ. قَالَ: ومضاؤُه: نفَاذُهُ وذهابُهُ. وَفِي (النَّوادر) : فَاتَكْتُ فلَانا مُفاتَكةً أَي دَاوَمتُه وَاسْتأْكلته، وإِبلٌ مُفاتِكَةٌ للحَمْض

ِ إِذا داوَمتْ عَلَيْهِ مُستأْكِلةً مُسْتمرِئَةً. أَخبرني المنذريُّ عَن ثعلبٍ عَن ابْن الأعرابيِّ قَالَ: فاتَكَ فُلانٌ فلَانا إِذا أَعْطاه مَا اسْتامَ بِبيْعِهِ، وفاتحهُ إِذا ساوَمَهُ وَلم يُعْطه شَيْئا. قَالَ أَبُو مَنْصُور: أصل الفَتْكِ فِي اللغةِ: مَا ذكره أَبُو عبيد ثمَّ جَعَلوا كلّ من هَجَم على الْأُمُور العِظامِ فاتِكاً. قَالَ خَوَّاتُ بن جُبَيرٍ: عَلَى سَمْنِها وَالْفَتْكُ مِنْ فَعَلاتِي والغِيلة: أَن تخدَعَ الرّجل حَتَّى تخرجَه إِلَى مَوضِع يخفَى فِيهِ أَمره ثمَّ تَقتُله، وَفِي مثل: (لَا تَنفعْ حِيلة من غِيلة) . ك ت ب كتب، كبت، بتك، بَكت، تبك: مُستعملةٌ. كتب: قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمُتُمْ فِيهِمْ خَيْراً} (النُّور: 33) معنى الْكتاب وَالْمُكَاتبَة أَن يُكَاتب الرجل عَبده أَو أمته على مَال ينجمه عَلَيْهِ، ويكتبَ عَلَيْهِ أَنّه إِذا أدَّى نجومه وكل نجم كَذَا وَكَذَا فَهُوَ حُرٌّ فَإِذا وَفَّرَ على مَوْلَاهُ جَمِيع نجومه الَّتِي كَاتبه عَلَيْهِ عَتَقَ وَولاؤُه لمولاهُ الَّذِي كَاتبه، وَذَلِكَ أنَّ مَوْلَاهُ سَوَّغَه كَسْبَه الَّذِي هُوَ فِي الأصْلِ لِسَيده، فالسّيِّدُ: مُكاتِبٌ، والْعبد: مُكاتَب، إِذا تَفَرّقا عَن تراضٍ بِالْكِتَابَةِ الَّتِي اتَّفَقَا عَلَيْهَا، سُمِّيت مُكاتبةً لما يُكتَبُ للْعَبد على السَّيد من العِتْق إِذا أدَّى مَا فُورقَ عَلَيْهِ، وَلما يُكتَبُ للسَّيِّد على العبْد من النُّجُوم الَّتِي يؤدِّيها وَقتَ حلولها، وأنَّ لَهُ تعجيزَه إِذا عَجَزَ عَن أَداءِ نَجْمٍ يحلُّ عَلَيْهِ. (أَبُو عبيد عَن أبي زيد) : كَتَبْتُ السِّقاءَ أكْتُبُه كَتْباً إِذا خرزتَه، وكتبْتُ البَغلةَ أَكْتُبهَا كَتْباً إِذا خزمْتَ حَياءَهَا بحلقةٍ حديدٍ أَوْ صُفْرٍ تضمُّ شَفْريْ حيائِها، وَكَتَّبْتُ النَّاقةَ تَكْتيباً إِذا صَرَرْت أَخْلافَها، وكَتَّبْتُ الكَتائِبَ إِذا عَبّأْتَهَا. وَقَالَ شمر: كلُّ مَا ذكرَ أَبو زيدٍ فِي الكتْبِ: قريبٌ بعضُه من بَعْضٍ، وَإِنَّمَا هُوَ جمعُكَ بَين الشيئيْنِ. قَالَ: اكْتُبْ بَغْلتَكَ وَهُوَ أَنْ يضمَّ شَفْريْها بحلقةٍ، وَمن ذَلِك سُمِّيت الكتيبَةُ لِأَنَّهَا تَكتّبتْ فاجتمعت، وَمِنْه قيل: كَتَبْتُ الكتابَ لِأَنَّهُ يُجمعُ حرفا إِلَى حرْف. (أَبُو عبيد عَن الْكسَائي) : أَكْتَبْتُ القِرْبةَ وكَمْتَرْتها إِذا شددْتها بالْوِكاء. وَقَالَ أَبُو زيد فِي الإِكْتاب مثله. (اللِّحْياني) : كتَّبْتُ الغلامَ تَكتِيباً، وأكْتَبْتهُ إِكْتاباً إِذا علَّمتَهُ الكتابَ. وَقَالَ اللَّيْث: الكُتّابُ: اسْم المكتَبِ الَّذِي يعلّمُ فِيهِ الصِّبيان. وَقَالَ المَبّردُ المكتَبُ: مَوضِع التّعليم،

والمُكْتِبُ: المعَلِّم، والكُتَّاب: الصِّبيان. قَالَ: وَمن جَعَلَ الموضعَ الكتابَ فقدْ أَخْطأَ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: يُقَال لصبْيانِ المَكْتَبِ: الفُرقان أَيْضا. وَسمعت أَعرابيّاً يَقُول أَكْتبْتُ فَمَ السِّقاء فلمْ يَسْتكْتِبْ أَي لم يَستَوْكِ بجفَائهِ وَغلَظِه. (اللَّيْث) : الكُتْبةُ: الخُرْزَةُ المضمومَةُ بالسّير، وجمعُها: كُتَبٌ، والنَّاقة إِذا ظُئِرَتْ على وَلَدِ غَيرهَا كُتِبَ مَنْخِراهَا بخيطٍ قبلَ حلِّ الدُّرْجَةِ عَنْهَا ليَكون أَرْأَمَ لَهَا. وَكَتبْتُ الكتَابَ كَتْباً وكِتاباً، فالكتابُ: اسمٌ لما كُتِبَ مجموعاً، والكتابُ: مَصْدرٌ، والكتَابَةُ لمنْ تكون لَهُ صناعَةً كالصِّياغةِ والخياطَةِ، وَالكِتْبَةُ: اكْتتابُكَ كِتاباً تنْسَخُه، والكتِيبَةُ: جماعةٌ مُستحِيزةٌ فِي حيِّزٍ على حدةٍ. وَالكِتْبَةُ: الاكْتِتابُ فِي الفَرْضِ والرِّزقِ. وَيُقَال: اكْتتَبَ فلَان أَي كَتَبَ اسْمه فِي الفَرْضِ. وَقَالَ ابْن عمرَ: منِ اكْتَتَبَ ضَمِناً بعثهُ الله ضَمِناً يومَ القيامةِ وهوَ الرّجُلُ مِنْ أَهلِ الفَيْءِ فُرِضَ لَهُ فِي الديوانِ فرضٌ فلمَّا نُدبَ للجهَادِ ذَكَرَ أَنَّه من الضَّمْنَى، وهم الزَّمْنىَ وَهُوَ غيرُ ضَمِنٍ. وَيُقَال: اكْتَتَبَ فلانٌ فلَانا إِذا سَأَلهُ أَنْ يَكتُبَ لَهُ كتابا فِي حاجةٍ. وَقَالَ الله جلَّ وعزَّ: {اكْتَتَبَهَا فَهِىَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} (الْفرْقَان: 5) ، أَي اسْتَكْتَبهَا. وَالكِتَابُ يُوضَعُ مَوْضعَ الفَرْضِ. قَالَ الله جلَّ وعزَّ: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى} (الْبَقَرَة: 178) و {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} (الْبَقَرَة: 183) أَي فُرضَ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَآ} ، أَي فرضنَا. وَمن هَذَا قَول النَّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لرجلينِ احتكمَا إِليه: (لأَقْضِيَنَّ بَيْنكمَا بِكتَابِ الله) ، أَي بفرضِ الله تَنزيلاً أوْ أَمراً بيَّنهُ عَلَى لِسَانِ رسولهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وجمعُ الكاتبِ: كُتَّابٌ وَكَتَبَةٌ، وقولُ الله: {كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ} (النِّسَاء: 24) ، مصدرٌ أريدَ بهِ الفعلُ أَي كَتَبَ الله عَلَيْكُم، وهوَ قولُ حذَّاقِ النَّحْويينَ. كبت: قَالَ الله جلَّ وعزّ: {أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُواْ خَآئِبِينَ} (آل عمرَان: 127) . وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: {وَرَسُولَهُ كُبِتُواْ كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن} (المجادلة: 5) . وروى الأثرمُ عَن أبي عُبيدة أَنه قَالَ: كَبَتَهُ الله لوجههِ أَي صرعَه لوجههِ، وَنَحْو ذَلِك قَالَ الليثُ. وَقَالَ: الكَبْثُ: صَرْعُ الرّجُلِ لوَجْههِ.

وَقَالَ أَبُو إسحاقَ الزجاجُ فِي قَوْله: {وَرَسُولَهُ كُبِتُواْ كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن} (المجادلة: 5) معنى كُبِتُوا: أُذِلُّوا وأُخِذُوا بالعذَابِ بأنْ غُلبوا كَمَا نزلَ بمنْ قبلهُمْ ممّنْ حادّ الله. (سَلمَة عَن الفرّاء) : فِي قولهِ كُبِتوا أَي غِيظُوا وأُحِزنوا يومَ الخَنْدَقِ كَمَا كُبِتَ مَنْ قاتلَ الأنبياءَ قَبْلَهُمْ. (قلت) : وَقَالَ بعض من يحتجُّ لقولِ الفرّاءِ: أَصلُ الكَبْتُ: الكَبْدُ فقلبتِ الدّالُ تَاء، أُخِذَ ذَلِك من الكَبِد وهوَ موضعُ الغَيْظِ والحقْدِ، فكأنّ الغَيْظَ لما بلغَ منهمْ مبلغَ المَشَقة أَصابَ أكْبَادهم فأَحْرَقهَا. ولذلكَ يقالُ لِلأَعدَاء سُودُ الأكْبَادِ. وَقَالَ الأصمعيّ فِيمَا روى أَبُو عبيدٍ عَنهُ: الكَبْتُ والوَقْمُ: كسْرُ الرجُلِ وإِخزَاؤُهُ. بَكت: (أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ) : التَّبْكيتُ والبَكْعُ: أَن تستقبِلَ الرُّجلَ بِمَا يكرَهُ. وَقَالَ الليثُ: بكَّتَهُ بالعصا تبكيتاً، وبالسيفِ ونحوهِ. وَقَالَ غيرهُ: بَكَّتَهُ تبكيتاً إِذا قَرّعهُ بالعَذْلِ تقريعاً. وَقَالَ بَعضهم فِي تَفْسِير قَول الله جلّ وعزّ: {وَإِذا الموءودة سُئِلت بِأَيّ ذَنْب قتلت} (التكوير: 8، 9) سُؤالُهَا تَبْكيتٌ لوائدِهَا. بتك: البَتْكُ: القطعُ. قَالَ الله جلّ وعزّ: {فَلَيُبَتِّكُنَّءَاذَانَ الاَْنْعَامِ} (النِّسَاء: 119) . قَالَ أَبُو العبّاس: أيْ فَليقَطِّعُنَّ. (قلتُ) : كأنَّهُ أَراد وَالله أعلمُ تبحيرَ أهلِ الجاهليَّةِ آذانَ أَنعامهمْ وقطعهم إيّاها. وَقَالَ الليثُ: البَتْكُ: قطعُ الأذنِ مِنْ أَصلهَا. قَالَ: والبَتْكُ: أَن تقبضَ عَلَى شعرٍ أَوْ ريشٍ أَو نَحْو ذَلِك ثمَّ تجذبُهُ إِليك فينبِتكُ من أَصله أَي ينتَتِفُ، وكلُّ طاقةٍ من ذَلِك صَارَت فِي يدكَ فاسمُهَا بِتْكَةٌ. وَمِنْه قَول زهيرٍ: طارتْ وَفِي كفّهِ من ريشهَا بِتَكُ وَقَالَ غَيره: سيفٌ باتكٌ أَي قاطعٌ، وسيوفٌ بواتكُ. (أَبُو عبيدٍ عَن الأصمعيُّ) : بَتَكْتُ الشَّيْء أَي قطعتهُ. تبك: قَالَ اللَّيثُ: تَبُوكُ: اسمُ أرضٍ. (قلت) : إِن كَانَت التَّاء أَصليةً فِي تَبُوكَ فَهِيَ فعولٌ من تَبَكَ وَلَا أَعرفُهُ فِي كلامِ العربِ، وَإِن كانَتِ التّاء تاءَ الاستقبَالِ فَهِيَ من بَاكَتْ تَبُوكُ، وَقد فُسِّرَ فِي بَابه. ك ت م كتم، كمت، متك، مكت، تمك، تكم: مستعملة.

كتم: قَالَ اللّيثُ: الكَتَمُ: نباتٌ يخلطُ بالوسْمَة للخضَابِ الأسْوَدِ. (قلت) : الكَتَم: نبتٌ فِيهِ حمرةٌ، ورويَ عَن أبي بكرٍ أنّهُ كانَ يَخْتَضِبُ بالحِنَّاءِ والكَتَمِ. وَقَالَ أميّة ابْن أبي الصَّلْت: وشَوَّذَتْ شمسُهُمْ إِذا طلعتْ بالْجُلبِ هِفًّا كأنّهُ كَتَمُ وَقَالَ بعض الهذليينَ: ثُمّ يَنُوشُ إِذا آدَ النهارَ لَهُ على الترقُّب من نِبمٍ وَمن كَتَمِ وَقَالَ اللّيثُ: الكِتمانُ: نَقيضُ الإعلانِ، وناقةٌ كَتُومٌ وَهِي الَّتِي لَا ترغو إِذا رُكِبتْ. وَقَالَ الْأَعْشَى أَو غَيره: كَتومُ الهَوَاجرِ مَا تَنْبَسُ وَقَالَ الطرماحُ: قد تجاوزتُ بهِلْواعَةٍ عُبرِ أَسفارٍ كَتُومِ البُغَامِ (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : من القِسيّ: الكتومُ وَهِي الَّتِي لَا شقَّ فيهَا. وَقَالَ أَوْس ابْن حجرٍ يصفُ قوساً: كَتُومٌ طلاعُ الكفّ لَا دونَ مِلئها وَلَا عَجْسهَا عَن موضعِ الكفّ أَفضلاَ وَقَالَ اللّيثُ: الكاتمُ منْ القسيّ: الَّتِي لَا تُرِنُّ إِذا أُنبضَتْ وربَّما جاءَت فِي الشعرِ كاتِمة. (قلت) : والصوابُ مَا قَالَ الأصمعيُّ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: كتمَتِ المَزَادةُ تَكتم كُتُوماً إِذا ذهبَ مرَحُهَا وسيلانُ الماءِ من مَخَارزهَا أَولَ مَا تشَرَّبُ، وَهِي مزادةٌ كتوم. قَالَ: وكَتَمَتِ الناقةُ فَهِيَ كَتُومٌ ومِكْتامٌ إِذا كَانَت لَا تشُولُ بذنبهَا وَهِي لاقحٌ. وأنشدني فِي صفةِ فحلٍ منْ فُحولِ الإِبل: فهْوَ لجَوْلانِ القِلاص شَمّامْ إِذا سمَا فوقَ جَموحٍ مكْتامْ جولانُ القلاص: صغارُها. وكتمانَ: اسمُ بلد فِي بِلَاد قيسٍ. (ثعلبٌ عَن ابْن الأعرابيّ) : الكَتِيمُ: الْجمل الَّذِي لَا يَرغو، والكَتِيمُ: الْقوس الَّتِي لَا تَنشقُّ. كمت: (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الكمِيت الطَّوِيل التَّامُّ من الشهورِ والأعْوام. وَقَالَ اللَّيْث: الكُميْتُ: لونٌ لَيْسَ بأَشقَرَ وَلَا أَدهمَ، وَكَذَلِكَ الكُميْتُ من أَسمَاء الْخمر فِيهَا حُمرة وسوادٌ، والمصدرُ: الكُمتَةُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: فرقُ مَا بَين الكميْتِ والأشْقر فِي الْخَيل بالعُرْف والذَّنَبِ فَإِن كانَا أَحمريْن فَهُوَ أَشْقَرُ، وَإِن كَانَا أَسْودين فَهُوَ كميْتٌ. قَالَ والوردُ بَينهمَا، والكُميْتُ للذَّكَرِ

وَالْأُنْثَى سَوَاء. يُقَال: مُهْرةٌ كميْتٌ، جاءَ عَن الْعَرَب مُصغَّراً كَمَا ترى. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : فِي ألوانِ الإِبلِ: بَعيرٌ أَحمر إِذا لم يُخالطْ حُمرته شيءٌ، فَإِن خالط حُمرته قُنُوءٌ فَهُوَ كميْتٌ، وناقةٌ كميْتٌ، فَإِن اشْتدَّتِ الكُمتَةُ حَتَّى يدخلهَا سوادٌ فَتلك الرُّمكَةُ، وبعيرٌ أَرَمكُ، فَإِن كَانَ شَدِيد الحمرةِ يخلِطُ حُمرته سوادٌ لَيْسَ بخالصٍ فتلْك الكُلْفَة وَهُوَ أَكْلَفُ، وناقةٌ كلْفَاءُ. وَقَالَ غَيره يُقَال: تمرةٌ كميْتٌ فِي لَوْنهَا وَهِي من أَصلَبِ التُمرَانِ لحِاءً وأَطيَبها ممَضَغةً. وَقَالَ الشَّاعِر: بكلُّ كميْتٍ جَلدةٍ لم تُوَسَّفِ متك: قرأَ أَبُو رَجَاء العُطارديُّ فِيمَا يرْوى عَن الأعمشِ عَنهُ {وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَئًا} (يُوسُف: 31) على فُعْلٍ. وروى سَلمَة عَن الْفراء فِي تفسيرِه: وَاحِدَة المُتْكِ، مُتْكَةٌ، وَهِي الأُتْرجة. وروى أَبُو روقٍ عَن الضحاكِ أَنه قرأَ (مُتْكاً) ، وَفَسرهُ بزماوَرْد. وحَدثني الْمُنْذِرِيّ عَن عثمانَ عَن أَحْمد بن يُونُس عَن فضيْلٍ عَن حصينٍ عَن مجاهدٍ عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: {وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَئًا} (يُوسُف: 31) . قَالَ الأُترُجُّ (الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت عَن أبي عُبَيْدَة) : قَالَ المُتْك: طَرَفُ الزُّبِّ من كل شَيْء، وَالْمَرْأَة المتكاءُ: البَظْراءُ. وَقَالَ غَيره: المَتْكُ والبَتْكُ: القَطْع، وسمِّيتِ الأترجة مُتْكاً لِأَنَّهَا تُقطع. وَقَالَ اللَّيْث: المُتْك: أنف الذبابِ. قَالَ والمُتْكُ من الْإِنْسَان: وَتَرَتُه أَمامَ الإحْلِيل، وَمن الْمَرْأَة: عِرْقُ بَظْرها، وَلذَلِك قيل فِي السَّبِّ ياابْنَ المَتْكَاء، أَي عظيمةِ ذَلِك. القتيبي: المَتْكاء: الَّتِي لَا تحبس بولها، وَقيل: هِيَ الَّتِي لم تُخْفَضْ. (عَمْرو عَن أَبيه) : المُتْكُ: الأُتْرُجُّ، والمُتكُ: الزَّمَاوَرْدُ، والمُتْكُ: عِرْقٌ فِي غُرْمُولِ الرَّجُل. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: زَعَمُوا أنّه مَخْرَجُ المَنِيِّ.

أبواب الكاف والظاء

مكت: أهمله اللَّيْث. ورَوى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ يُقَال: اسْتَمْكَتَ العُدُّ فافْتَحْهُ، والعُدُّ: البثْرَةُ، واستِمكاتُها: أَن تمتلىءَ قَيْحاً، وفتحُها: فضخُها عَن قَيْحِها. تمك: قَالَ اللَّيْث: تَمَكَ السَّنامُ تُموكاً إِذا تَرَّ واكتَنز. (أَبُو عبيد) : التَّامِكُ: السَّنَام، وَيُقَال: بِناءٌ تامِكٌ أَي مُرْتفع. تكم: قَالَ اللَّيْث. تُكْمَةُ: بنتُ مُرَ. قلت: وَلَا أَدري ممَّ اشْتُقَّ. (أَبْوَاب) الْكَاف والظاء) ك ظ ذ ك ظ ث: أهملت. ك ظ ر كظر: (مستعملة) . كظر: (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : فِي سِيَةِ القَوْس: الكُظْرُ وَهُوَ الفَرْضُ الَّذِي فِيهِ الوَتَر. وَقَالَ اللَّيْث: وجمعُه: الكِظَارُ، يُقَال: كظَرها كَظْراً. قَالَ: والكُظْرةُ أَيْضا: الشَّحمة الَّتِي قد اقتمَّت الكُلْية فَإِذا انتُزعَت الكُلْية كَانَ موضعُها كُظْراً، وهما الكُظران. وَقَالَ أَبُو عمرٍ والشَّيْبَانيُّ: الكُظر: جانبُ الفَرْج، وَجمعه: أَكْظارٌ: وأَنشد: واكْتَشَفَتْ لناشِىءٍ دَمَكْمَكِ عَن وَارِمٍ أَكظَارُه عَضَنَّكِ وَيُقَال: اكظُرْ زَنْدَتَك أَي حُزَّ فِيهَا فُرْضةً. ك ظ ل: مهمل. ك ظ ن نكظ، كنظ: (مستعملان) . نكظ: (أَبُو زيد) : نَكِظَ الرَّحِيلُ نَكَظاً إِذا أَزِفَ، وَقد نَكِظْتُ لِلْخُرُوجِ، وَأَفِدْتُ لَهُ نَكَظاً وأَفَداً. وَقَالَ اللَّيْث: النَّكَظَةُ من العَجَلة. وَأنْشد: قد تجاوَزْتُها عَلَى نَكَظِ المَيْ طِ إِذا خَبَّ لامعاتُ الآلِ وَقَالَ الأصمعيُّ: أَنْكَظتُه إنْكَاظاً إِذا أَعْجَلْتَه. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثعلبٍ عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: إِذا اشتدَّ على الرجل السفَر وبَعُد، قيل: قد تنكَّظَ، فَإِذا التَوى عَلَيْهِ أَمرُه فقد تعكَّظَ. كنظ: قَالَ اللَّيْث: الكَنْظُ: بُلُوغ المشقَّة من الْإِنْسَان، يُقَال: إِنّهُ لمكنُوظٌ مُغْنوظٌ وَقد كَنظَه الْأَمر يَكنِظُه كَنظاً. وَقَالَ النضْر: غنَظه وكَنظه يَكنِظُه وَهُوَ الكرب الشَّديد الَّذِي يُشفِي مِنْهُ على الْمَوْت.

وَقَالَ أَبُو تُرَاب: سَمِعت أَبا مِحْجَنٍ يَقُول: غَنَظه وكَنَظه إِذا ملأَهُ وغمَّه. ك ظ ف: مهملٌ. ك ظ ب كظب: (مُسْتَعْمل) . كظب: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: حَظَب يَحظِبُ حُظوباً، وكَظب يَكظب كُظوباً إِذا امْتَلَأَ سِمَناً. ك ظ م اسْتعْمل من وجوهه: كظم. كظم: قَالَ الله عزّ وجلّ: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ} (آل عمرَان: 134) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: أَي أُعدَّت الْجنَّة للَّذين جرَى ذِكرهم وللَّذِينَ يكظِمون غيظَهم. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (مَا من جُرْعةٍ يتجرّعها الْإِنْسَان أعظمَ أَجْراً من جُرعة غيْظٍ مخافةَ الله) . وَيُقَال: كظمْتُ الغيظ أكظِمُه كَظْماً إِذا أَمْسكتَ على مَا فِي نفسِكَ مِنْهُ. وَيُقَال: كَظَم البعيرُ على جِرَّتِه إِذا ردَّدها فِي حَلْقه، وكظَم البعيرُ إِذا لم يَجْتَرَّ. وَقَالَ الرَّاعِي: فأَفَضْنَ بَعد كُظومهنَّ بجِرَّةٍ مِن ذِي الأبارِق إذْ رَعَيْنَ حقِيلا (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : الكِظَامةُ: العَقَبُ الَّذِي على رُؤوس القُذَذِ مِمَّا يَلِي حَقْو السهْم وَهُوَ مُستدقُّه مِمَّا يَلِي الرِّيش. وَفِي الحَدِيث: أنَّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَتَى كِظَامةَ قومٍ فتوضّأَ فِيهِ وَمسح على خُفّيْه) . وَقَالَ أَبُو عبيد: سَأَلت الْأَصْمَعِي عَن الكِظَامةِ وغيرَه من أهل الْعلم فَقَالُوا: هِيَ آبار تُخْفَرُ ويُباعَدُ مَا بَينهَا ثمَّ يُخْرَق مَا بَين كل بئرَين بقناةٍ تؤدِّي الماءَ من الأولى إِلَى الَّتِي تَلِيهَا حَتَّى يجْتَمع المَاء إِلَى آخِرهِنَّ. وإنَّما ذَلِك من عَوَز المَاء ليبقى فِي كل بِئْر مَا يحتاجُ إِلَيْهِ أهلُها للشربِ وسَقْي الأرضِ ثمَّ يخرج فضلُها إِلَى الَّتِي تَلِيها، فَهَذَا معروفٌ عِنْد أهل الْحجاز. وَفِي حَدِيث آخر: (إِذا رَأَيْتَ مَكةَ قدْ بُعِجَتْ كظَائمَ وسَاوَى بِنَاؤُها رُؤوسَ الجِبَالِ فاعْلمْ أنَّ الأمرَ قَدْ أَظَلَّكَ) . وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: هِيَ الكَظِيمةُ، والكِظَامةُ. وكاظِمَةُ: جَوٌّ عَلَى سِيفِ الْبَحْر مِن البَصرة على مرحلَتَيْنِ، وفيهَا رَكايَا كثيرةٌ، وماؤها شَرُوبٌ، وأنشدني أَعْرَابِي من بني كُلَيْبِ بن يَرْبُوع: ضَمِنْتُ لَكُنَّ أَن تَهْجُرْنَ نَجْداً وأَنْ تَسْكُنَّ كاظِمَةَ البُحُورِ وَقَالَ اللَّيْث: كظمَ الرجلُ غيظَه إِذا اجْترَعَه، وكظَمَ البعيرُ جِرَّتَه إِذا ازْدَرَدَها وكَفَّ عَنْهَا وناقةٌ كظُومٌ، ونُوق كُظومٌ إِذا

أبواب الكاف والذال

لم تجترَّ، والكظَمُ: مَخْرَج النَفس، يُقَال: كظَمَني فلَان، وَأخذ بكظَمِي. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: أخذتُ بكِظَامِ الْأَمر أَي بالثقة. (أَبْوَاب الْكَاف والذال) ك ذ ث: مهمل. ك ذ ر اسْتعْمل من وجوهه: ذكر. ذكر: (الْحَرَّانِي) ، عَن ابْن السّكيت: عَن أبي عُبَيْدَة: يُقَال: مَا زالَ ذَاك مِنِّي على ذِكْر وذُكْرٍ. وَقَالَ الْفراء: الذِّكْرُ: مَا ذكرْتَه بلسانك وأظهرْتَه. قَالَ: والذُّكْرُ بِالْقَلْبِ. يُقَال: مَا زالَ منِّي عَلَى ذُكْرٍ أَي لم أَنْسَه. وَقَالَ اللَّيْث: الذِّكْرُ: الحفظُ للشَّيْء تَذكُرُه، والذِّكْرُ: جَرْيُ الشيءِ على لسَانك. قَالَ: والذِّكْرُ: ذِكر الشّرف، والصوتُ قَالَ الله تَعَالَى: {مُّسْتَقِيمٍ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ} (الزخرف: 44) والذِّكْر: الكتابُ الَّذِي فِيهِ تَفْصِيل الدِّين، وكلُّ كتابٍ من كُتبِ الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام ذِكْرٌ، والذِّكْرُ: الصَّلَاة لله تَعَالَى، والدعاءُ والثناءُ. وَفِي الحَدِيث: (كَانَت الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام إِذا حَزَبَهم أمرٌ فزِعوا إِلَى الذِّكر أَي إِلَى الصَّلَاة يقومُونَ فيُصلونَ، وَذكر الحقِّ هُوَ الصَّكُّ وجمعُه: ذُكُور حقوقٍ) . ويُقال: ذُكورُ حقَ، والذِّكْرى: اسْم للتذكِرة. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: الذكْرُ: الصَّلاةُ، والذكْرُ قِرَاءَة الْقُرْآن، والذِّكْرُ: التسبيحُ، والذِّكر: الدُّعَاء، والذكرُ: الشُّكْرُ، والذَّكْرُ: الطَّاعَة. قَالَ: وَمعنى قَوْله جلّ وَعز: {الْفَحْشَآءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ} (العنكبوت: 45) فِيهِ وَجْهَان: أَحدهمَا: أَن ذِكْرَ الله إِذا ذَكَره العبدُ خير للْعَبد مِن ذكر العَبْد للْعَبد. وَالْوَجْه الآخر: أَن ذكرَ الله يَنْهى عَن الْفَحْشَاء وَالْمُنكر أكبرَ مِمَّا تنْهى الصَّلَاة. وَقَول الله تَعَالَى: {سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ} (الْأَنْبِيَاء: 60) . قَالَ الْفراء فِيهِ، وَفِي قَوْله تَعَالَى: {أَهَاذَا الَّذِى يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ} (الْأَنْبِيَاء: 36) . قَالَ: يُرِيد: يِعيب آلِهَتكُم. قَالَ: وَأَنت قائلٌ للرجل: لَئِن ذكَرْتني لتَندَمنّ، وَأَتَتْ تريدُ: بسوءٍ فَيجوز ذَلِك. قَالَ عنترة: لَا تَذْكُرِي فَرَسي ومَا أَطْعَمْتُه فَيَكونَ جِلْدُكِ مِثلَ جِلْدِ الأجْربَ أَي لَا تعيبي مُهري، فَجعل الذِّكْرَ عَيْبا.

(قلت) : وَقد أنكر بعضُهم أَن يكون الذِّكْرُ عَيْبا. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم فِي قَول عنترة: لَا تَذْكُرِي فَرَسي ... مَعْنَاهُ: لَا تُولَعِي بِذكرِهِ، وذِكْرِ إِيثارِي إِياه باللَّبنِ على الْعِيَال. وَقَالَ الزّجاج نَحوا من قَول الْفراء. وَقَالَ: يُقَال: فلانٌ يذكُر الناسَ أَي يغتابُهم وَيذكر عيوبَهم، وفلانٌ يذكُر اللَّهَ أَي يصِفه بالعظمة ويُثني عَلَيْهِ ويوحِّدُه، وَإِنَّمَا يحدف مَعَ الذِّكر مَا عُقِل مَعْنَاهُ. وَقَالَ اللَّيْث: الذَّكَرُ: مَعْرُوف وجمعُه: الذِّكَرَة، وَمن أَجله يُسمى مَا يَلِيهِ المَذَاكِيرُ، وَلَا يفرَدُ، وإنْ أُفرِدَ فَمُذْكِرٌ، مِثل: مُقْدِم ومقاديم. والذَّكَرُ: خلاف الْأُنْثَى، وَيجمع الذُّكُورَ، والذُّكُورَةَ، والذِّكارَةَ، والذُّكْرَان. وَقَالَ: الذَّكَرُ من الْحَدِيد: أَيبسهُ وأشدُّه، وَلذَلِك سُمِّيَ السيفُ مُذَكّراً ويذكَّرُ بِهِ القَدُومُ والفأسُ وَنَحْوه أعْنِي بالذَّكَرِ من الْحَدِيد، وامرأةٌ مُذَكَّرَةٌ، وناقةٌ مُذَكَّرةٌ إِذا كَانَت تُشْبِه فِي خِلقتها الذكَرَ أَو فِي شمائلها الرجلَ أَعْنِي الْمَرْأَة. وَيُقَال للْمَرْأَة إِذا ولدت ذَكَراً قد أَذَكَرَت فَهِيَ مُذْكِرٌ، فَإِذا كَانَ من عَادَتهَا أَن تَلِدَ الذُّكورَ فَهِيَ مِذْكارٌ، والرجلُ أَيْضا مِذْكارٌ. وَيُقَال للحُبْلَى، على الدعاءِ: أيْسَرْتِ وأَذْكَرْتِ. والاستذكارُ: الدِّراسَةُ للْحِفْظ، والتَّذَكُّرُ، تذكُّرُ مَا أُنْسِيتَهُ. وَقَالَ كَعْب: وعرفتُ أنِّي مُصْبِحٌ بمَضِيعَةٍ غَبْرَاءَ تعزِفُ جِنُّها مِذْكارِ وَقَالَ الْأَصْمَعِي: فَلاَةٌ مِذْكار: ذاتُ أهوالٍ، وَقَالَ مَرَّةً: لَا يسلكها إِلَّا الذَّكَرُ من الرِّجال، ويومٌ مُذَكّر إِذا وُصِفَ بالشدةِ والصعوبة وَكَثْرَة الْقَتْل. وَقَالَ لبيد: فإِن كنتِ تَنْعَيْنَ الكرامَ فأَعْوِلِي أَبَا حازمٍ فِي كلِّ يَوْم مُذكَّرِ وطريقٌ مُذْكِرٌ: مَخُوفٌ صعبٌ، وفلاة مُذْكِرٌ: تُنبت ذكورَ البُقول، وذُكُورُه: مَا خشُنَ مِنْهُ وغَلُطَ، وأَحْرَارُ البُقُول: مَا رقَّ مِنْهُ وَطَالَ، وداهيةٌ مُذكِرٌ: شَدِيدَة. وَقَالَ الْجَعْدِي: وداهيةٍ عمياءَ صمَّاء مُذكِرِ تَدُرُّ بِسَمَ فِي دَمٍ يتحلَّب ورجلٌ ذَكَر إِذا كَانَ قويّاً شجاعاً أَنِفاً أَبِيّاً، ومَطر ذكرٌ: شديدٌ وابلٌ. قَالَ الفرزدق: فَرُبَّ ربيعٍ بالبلاليقِ قد رعتْ بِمُسْتَنِّ أَغْيَاثٍ بُعَاقٍ ذكورها وَقَول ذَكَرٌ: صُلْبٌ مَتِينٌ، وشِعْر ذكَرٌ: فَحْلٌ.

(أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : المُذَكَّرَةُ وَهِي سيوف شَفَراتُها حَدِيد ذكَرٌ، ومُتونها: أَنيثٌ، يقولُ النَّاس إِنَّهَا من عمل الْجِنّ. (أَبُو زيد) : ذهبتْ ذُكْرَةُ السَّيْفِ والرجلِ، أَي حِدته. وَقَالَ الْفراء: يكون الذِّكْرَى بِمَعْنى الذِّكْر، وَيكون بِمَعْنى التَّذكير فِي قَوْله: {) وَالاَْبْصَارِ إِنَّآ أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ} (ص: 46) . ك ذ ل كلذ: (اسْتعْمل مِنْهُ) : كلذ: أهمله اللَّيْث. ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الكِلْوَاذُ: تَابوتُ التَّوْراة. وكلْوَاذَي: قَرْيَة أسفلَ بَغْدَاد. ك ذ ن كذن: (اسْتعْمل مِنْهُ) : كذن: قَالَ اللَّيْث: الكَذَّانَةٌ: حِجَارَة كَأَنَّهَا المَدَرُ فِيهَا رَخاوةٌ، وَرُبمَا كَانَت نَخِرَةً وجمعُها: الكَذَّانُ. يُقَال: إِنَّهَا فَعْلانَةٌ، وَيُقَال: فَعَّالَةٌ. (أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو) : الكَذّانُ: الْحِجَارَة الَّتِي لَيست بصُلْبةٍ. ك ذ ف: مهمل. ك ذ ب كذب، ذكب: (مستعملان) . كذب ذكب: قَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وَعز: {فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ} (الْأَنْعَام: 33) وقرىء ( ... لَا يُكْذِبونَكَ) قَالَ معنى التَّخْفِيف وَالله أعلم لَا يجعلونك كذَّاباً، وأنَّ مَا جِئْت بِهِ بَاطِل لأَنهم لم يجربوا عَلَيْهِ كَذِباً فَيُكْذِبوه، إِنَّمَا أكذبوه، أَي قَالُوا إِنَّمَا جِئْت بِهِ كَذِبٌ لَا يعرفونه من النُّبُوَّةِ. وَقَالَ الزّجاج: معنى كذّبْتُهُ: قلت لَهُ كذبْتُ، وَمعنى أكذبْتُهُ: أَرَيْتُهُ أَن مَا أتَى بِهِ كذِب. قَالَ وَتَفْسِير قَوْله: { ... لاَ يُكَذِّبُونَكَ} لَا يقْدِرُون أَن يَقُولُوا لَك فِيمَا أَنبَأت بِهِ مِمَّا فِي كُتبهم كذبْتَ. قَالَ وَوجه آخر { ... لاَ يُكَذِّبُونَكَ} بقلوبهم أَي يعلمُونَ أَنَّك صَادِق. قَالَ وجائزٌ أَن يكون: فَإِنَّهُم لَا يكذِّبونك أَي أَنْت عِنْدهم صَدُوقٌ، وَلَكنهُمْ جَحَدُوا بألسنتهم مَا تشهد قُلُوبهم بكذبهم فِيهِ، وَقَوله جلّ وعزّ: {وَجَآءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ} (يُوسُف: 18) . جَاءَ فِي التَّفْسِير أنَّ إِخوةَ يوسفَ لما طرحوه فِي الْجُبِّ أخذُوا قَمِيصه وذبحوا جَدْياً فلَطَّخُوا الْقَمِيص بدمِ الجَدْي، فَلَمَّا رأى يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام الْقَمِيص قَالَ: كَذبْتُمْ لَو أكله الذئبُ لخرَّقَ قَمِيصه. وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله: (بِدَمِ كذِبٍ) ،

مَعْنَاهُ: مَكْذُوب. قَالَ وَالْعرب تَقول للكذِبِ: مَكْذُوب وللضعفِ مضعوف، وللجَلد مجلود، وَلَيْسَ لَهُ مَعْقودُ رأيٍ يُرِيدُونَ عَقْد رأيٍ فيجعلون المصادر فِي كثيرٍ من كَلَامهم مَفْعُولا. وَحكي عَن أبي ثَرْوَان أَنه قَالَ: إنَّ بني نُميرٍ لَيْسَ لِحِدِّهم مَكذُوَبةٌ. وَقَالَ الْأَخْفَش: بِدَمٍ كَذِبٍ فَجعل الدَّمَ كذبا لِأَنَّهُ كُذِبَ فِيهِ كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ: {فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ} (الْبَقَرَة: 16) . وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: هُوَ مصدر فِي معنى مفعول، أَرَادَ بدمٍ مَكذُوب. وَقَالَ الزّجاج: بدمٍ كَذِبٍ أَي ذِي كَذبٍ، وَالْمعْنَى: مكذوبٌ فِيهِ. ابْن الأنباريِّ فِي قَوْله تَعَالَى: {فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ} (الْأَنْعَام: 33) . قَالَ سألَ سَائل: كيفَ خَبَّرَ عَنْهُم أَنهم لَا يكذِّبون النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَقد كَانُوا يظهرون تَكْذِيبه ويخفونه. قَالَ فِيهِ ثَلَاثَة أَقْوَال: أَحدهَا: فَإِنَّهُم لَا يكذبُونَك بقلوبهم بل يكذبُونَك بألسنتهم. وَالثَّانِي: قراءةُ نافعٍ والكسائيّ ورُوِيت عَن عليّ صلوَات الله عَلَيْهِ (فَإِنَّهُم لَا يُكذِبُونَك) بِضَم الْيَاء وتسكين الْكَاف على معنى لَا يُكْذِبُونَ الَّذِي جِئْت بِهِ إِنَّمَا يجحدونَ آيَات الله ويتعرَّضون لعقوبته، وَكَانَ الكسائيُّ يحتجُّ لهَذِهِ الْقِرَاءَة بِأَن الْعَرَب تَقول: كذَّبْتُ الرجلَ إِذا نسبته إِلَى الْكَذِب، وأكذبته إِذا أخْبَرْتَ أنَّ الَّذِي يحَدِّثُ بِهِ كذب. وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: وَيُمكن أَن يكونَ {فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ} (الْأَنْعَام: 33) أَن يكونَ بِمَعْنى لَا يجدونك كذّاباً عِنْد الْبَحْث والتَّدَبُّر والتفتيش. وَالثَّالِث: أَنهم لَا يكذّبونك فِيمَا يجدونه مُوَافقا فِي كِتَابهمْ لِأَن ذَلِك من أعظم الْحجَج عَلَيْهِم. وَقَالَ جلّ وَعز: (حَتَّى إِذا استيأس الرُّسُل وظنوا أَنهم قد كُذِّبوا) (يُوسُف: 110) قرأهُ أهل الْمَدِينَة وَهِي قراءةُ عَائِشَة بِالتَّشْدِيدِ وضمِّ الْكَاف. رَوَى عبد الرَّزَّاق عَن مَعْمَرٍ عَن الزُّهرِيّ عَن عُروَةَ عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ مِمَّنْ كذَّبهم من قَومهمْ أَن يصدِّقوهم، وظنت الرُّسل أَن مَنْ قد آمنَ من قَومهمْ قد كذبوهم جَاءَهُم نصر الله، وَكَانَت تقرؤه بِالتَّشْدِيدِ، وَهِي قِرَاءَة نَافِع وَابْن كثيرٍ وَأبي عَمْرو وَابْن عامرٍ، وقرأَ عَاصِم وَحَمْزَة والكسائيّ (كُذبوا) بِالتَّخْفِيفِ. ورَوَى حَجَّاجٌ عَن ابْن جُرَيْجٍ عَن ابْن أبي مُلَيْكة عَن ابْن عبّاس أَنه قَالَ: (كُذِبُوا)

بِالتَّخْفِيفِ وَضم الْكَاف. وَقَالَ: كَانُوا بشرا يَعْنِي الرُّسل يذهبُ إِلَى أَن الرُّسلَ ضَعُفوا فظنُّوا أَنهم قد أُخْلِفُوا. (قلت) : إنْ صَحَّ هَذَا عَن ابْن عَبَّاس فَوجْهُهُ عِندي وَالله أعلم أَن الرُّسُلَ خَطَرَ فِي أَوهامِهم مَا يخطُرُ فِي أَوْهامِ البَشَرِ من غير أَن حَقَّقوا تِلْكَ الخواطرَ وَلَا رَكَنُوا إِلَيْهَا وَلَا كَانَ ظنُّهمْ ظَنّاً اطْمأْنُّوا إليهِ، وَلكنه كَانَ خاطراً يَغْلِبهُ اليَقينُ، وَقد رَويْنَا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (تجَاوز اللَّهُ عَن أُمَّتي مَا حَدَّثَتْ بهِ نَفسهَا مَا لم يَنطِقْ بِهِ لِسانٌ أَو تَعْملْهُ يَد) فَهَذَا وجهُ مَا روى ابْن أَبي مُليكة عَن ابْن عباسٍ. وَقد رُوِيَ عَنهُ فِي تفسيرهَا غَيره. روى سُفيانُ الثّوري عَن حُصْين بن عمرَان بن الْحَارِث عَن ابْن عَبَّاس أَنه قرأَ (حَتَّى إِذا اسْتيأَسَ الرُّسُل مِنْ قَوْمِهم الإجابةَ وظَنَّ قَوْمُهُمْ أَن الرُّسُلَ قد كَذبتْهُمُ الوعيدَ) . (قلت) : وَهَذِه الروايةُ أَسلم، وبالظاهِر أَشْبَهُ، وممَّا يُحقِّقُها مَا رُوِيَ عَن سعيد بن جُبَيرٍ أَنه قَالَ: (اسْتيْأسَ الرُّسُلُ من قَومهمْ وظنَّ قَومُهمْ أنَّ الرُّسُلَ قد كُذِبُوا جاءَهم نَصْرُنَا) . وَسَعِيد بن جُبيرٍ أَخذَ التَّفْسِير عَن ابْن عَبَّاس، وقرأَ بَعضهم: (وظَنُّوا أَنهم قد كَذَبُوا) أَي ظَنَّ قَوْمُهمْ أَنَّ الرسُلَ قد كَذَبُوهمْ. (قلت) : وأَصَحَّ الأقاويلِ مَا رَوَينَا عَن عائشةَ، وبقرَاءتها قرأَ أهلُ الْحَرَمَيْنِ وأهلُ البَصْرَةِ وأَهلُ الشامِ. وَقَول الله جلّ وَعز: {الْوَاقِعَةُ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ} (الْوَاقِعَة: 2) . قَالَ الزجاجُ أَي لَيْسَ يَرُدُّها شيءٌ كَمَا تَقول: حَمْلةُ فلانٍ لَا تَكْذِبْ أَي لَا يَرُدُّ حَمْلتَهُ شيءٌ. قَالَ: وكاذبةٌ مَصدَرٌ كقولكَ: عافاهُ الله عافِيةً، وكذلكَ كَذَبَ كاذِبةً، وهذهِ أَسماءٌ وُضعَتْ مَواضعِ المصادِر. وَقَالَ الْفراء: فِي قولهِ: {الْوَاقِعَةُ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ} (الْوَاقِعَة: 2) . يَقُول: لَيْسَ لَهَا مَرْدُودٌ وَلا رَدٌّ فالكاذبةُ هَا هُنَا مَصْدرٌ. يُقَال: حَمَلَ فَمَا كذَبَ، وَقَول الله جلّ وعزّ: {أَوْحَى مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} (النَّجْم: 11) يَقُول: مَا كَذبَ فُؤَادُ مُحمدٍ مَا رَأَى، يَقُول: قد صَدقَة فؤادُه الَّذِي رَأَى، وقُرىء (مَا كَذَّبُ الفؤادُ مَا رَأَى) وَهَذَا كلَّهُ قَول الفراءِ. وروى المنذريُّ عَن أَبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ فِي قولهِ: {أَوْحَى مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} (النَّجْم: 11) أَي لم يَكذِبِ الفؤادُ رُؤيتَهُ، وَمَا رأَى بِمَعْنى الرؤيةِ كقولكَ: مَا أنْكرتُ

مَا قَالَ زيدٌ أَي قَول زيدٍ. وَيُقَال: كذَبني فلانٌ أَي لم يَصْدُقْنِي فَقَالَ لي الكذِبَ. وَأنْشد قَول الأخْطَلِ: كَذَبَتْكَ عَيْنُكَ أَمْ رأَيتَ بِواسِط غَلَسَ الظَّلاَمِ من الرَّياب خَيَالاَ مَعْنَاهُ أوْهمتكَ عَينُكَ أَنَّهَا رأتْ وَلم ترَ، يَقُول مَا أَوْهَمهُ الفؤادُ أَنه رأى وَلم يرَ، بل صَدَقه الفؤادُ رؤيتَهُ. وَقَول الله جلَّ وعزّ: {حِسَاباً وَكَذَّبُواْ بِئَايَاتِنَا كِذَّاباً} (النبأ: 28) . وَقَالَ: { (دِهَاقاً لاَّ يَسْمَعُونَ} (النبأ: 35) . قَالَ الفراءُ: خَفَّفهُمَا عَليّ ابْن أبي طالِبٍ جَمِيعًا كِذَاباً، كِذَاباً. قَالَ وثقَّلَهمَا عاصمٌ وأهلُ الْمَدِينَة، وَهِي لُغةٌ يمَانية فصيحةٌ، يقولُون: كذَّبتُ بِهِ كِذَّاباً، وخَرّقْتُ القَميصَ خِرّاقاً، وكلُّ (فَعّلْتُ) فمصْدَرَه (فِعَّالٌ) فِي لُغتهمْ مُشَدّدَةً. وَقَالَ لي أعرابيٌّ مَرّةً على المَرْوَة يَسْتفْتيني آلْحَلْقُ أَحَبُّ إليكَ أم القِصَّارُ؟ وأنشدني بعضُ بَنِي كلابٍ: لقد طالما ثَبّطْتِني عَن صَحَابتي وعَن حِوجٍ قِصَّاؤهَا من شِفَائيَا وَقَالَ الفراءُ: كَانَ الْكسَائي يُخفّفُ (لَا يَسْمعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلَا كِذَاباً) لِأَنَّهَا لَيست مُقَيّدَة بِفعل يُصَيِّرها مصدرا ويُشَدِّد {حِسَاباً وَكَذَّبُواْ بِئَايَاتِنَا كِذَّاباً} (النبأ: 28) لِأَن كَذّبُوا يُقيِّدُ الكِذّابَ، وَالَّذِي قَالَ حَسَنٌ، وَمعناه لَا يَسمعونَ فِيهَا لَغواً أَي بَاطِلا، وَلَا كِذّاباً لَا يُكَذِّبُ بَعضهمْ بَعْضاً. (ثَعْلَب عَن ابْن نجدةَ عَن أبي زيد) قَالَ: الكذوبُ والكذوبة: من أسماءِ النفْس. وَرُوِيَ عَن عمر أَنه قَالَ: (كَذَبَ عَلَيْكُم الحجُّ والعُمْرَة والجهادُ، ثَلَاثَة أسْفار كذبنَ عَليكم) . وَرُوِيَ عَنهُ أنَّ رجلا شكا إليهِ النّقْرِسَ فَقَالَ: كَذبَ عَلَيْك الظَهائر. قَالَ أَبُو عبيد قَالَ الْأَصْمَعِي: معنى كَذَبَ عَلَيْكُم: معنى الإغراءِ، أَي عَلَيْكُم بهِ، وَكَانَ الأصلُ فِي هَذَا أَن يكون نَصْباً ولكنّه جَاء عَنْهُم بالرَّفع شَاذّاً على غيْرِ قِيَاسٍ. قَالَ: وَممّا يُحقِّقُ ذَلِك أنّه مرفوعٌ قَوْلُ الشاعِر: كَذَبْتُ عليْك لَا تَزَالُ تَقُوفُني كَمَا قَافَ آثَارَ الوسِيقَةِ قَائف فَقَوله: كَذَبْتُ عَلَيْك إنمَا أَغْرَاه بنفْسِه أَي عليْكَ بِي فَجَعَل نفسهُ فِي مَوضِع رَفْعٍ ألاَ

تراهُ قد جَاءَ بالتَّاءِ فَجَعَلها اسمهُ، قَالَ مُعَقِّرُ بن حِمَار البَارقيُّ: وذُبْيَانيَّةٍ وَصَّتْ بَنيها بأَنْ كَذَبَ القَرَاطِفُ والقُرُوف قَالَ أَبُو عبيد: وَلم أَسْمَع فِي هَذَا حَرْفاً مَنْصوباً إلاَّ فِي شيءٍ كَانَ أبوعبيدة يَحْكِيه عَن أَعرابي نظر إِلَى ناقةٍ نِضْوٍ لرجلٍ فَقَالَ: كَذَب عَلَيْك البَزْرَ والنَّوى. وَقَالَ ابْن السكيتِ: تَقول للرَّجلِ إِذا أمرتَهُ بالشَّيءْ وأَغْرَيته: كَذَبَ عليكَ كَذَا وَكَذَا أَي عليكَ بِهِ، وَهِي كَلمةٌ نادِرَةٌ. قَالَ: وأَنشدني ابْن الأعرابيّ لخداشِ بن زُهَيرٍ: كَذَبْتُ عليكُم أَوْعِدوني وعَلّلُوا بيَ الأرْضَ والأقْوَامَ قِردانَ مَوْظبَا أَي عَلَيْكُم بِي وبِهِجَائي إِذا كُنْتم فِي سَفَرٍ واقطعوا بذكرِى الأَرْض وأنْشِدوا القَوْم هِجَائي يَا قِردان موظَبَ. وَقَالَ الفرّاء: كَذَبَ عَلَيْك الحَجُّ أَي وَجَبَ، وَهُوَ الكذْبُ فِي الأَصْل إِنَّمَا هُوَ أنْ قيل: لَا حَجَّ فَهُوَ كَذِبٌ. وَقَالَ عَنْترة: كَذَبَ العَتيقُ وماءُ شَنَ بارِدٍ إِن كُنتِ سائلتي غَبُوقاً فاذْهَبي وَقَالَ أَبُو سعيد الضَّرِيرُ: معنى قَوْله: كَذَبَ عليكَ الحجُّ أنّه حضٌّ على الحجّ. وَقَالَ: إِن الحجَّ ظَنَّ بكْم حِرصاً عَلَيْهِ ورغْبةً فِيهِ فَكَذَب ظَنُّه لقلَّة رغبَتكم فِيهِ. قَالَ وقولُه: كَذَبْتُ عليْكَ لَا تزَالُ تَقُوفُني أَي ظننْتُ أنَّكَ لَا تنام عَن وِتْري فكَذَبْتُ عليكَ فأَذَلَّه بِهَذَا الشِّعرِ وأَخْمَل ذِكْرَه، وَقَالَ فِي قَوْله: بِأنْ كَذَبَ القَرَاطِفُ والقُرُوفُ قَالَ: القَراطف: أكْسَيةٌ حُمرٌ، وَهَذِه امرأةٌ كَانَ لَهَا بَنُونَ يركبون فِي شارةٍ حَسَنةٍ وهم فُقَرَاء لَا يملكونَ وراءَ ذَلِك شَيْئا فَسَاءَ ذَلِك أُمَّهم لأنْ رأَتهم فُقَراءَ، فَقَالَت: كَذَب القرَاطِفُ أَي زِينتهم هَذِه كاذبةٌ لَيْسَ وراءَهَا عندهمْ شيءٌ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : تَقول العَرَب لِلْكَذَّاب فُلان لَا يُؤَالَفُ خَيْلاَهُ، وَلاَ تُسَايَرُ خَيْلاه كَذِباً. قَالَ اللحيانيُّ: يقالُ للكذَّابِ إِنَّه لَكَيْذُبَانٌ، وكُذُبْذُبٌ وكُذُّبْذُبٌ وَأنْشد: وَإِذا سَمِعتَ بأنَّني قد بِعْتكم بوصالِ غانيةٍ فقُلْ كذُّبْذُبُ وَيُقَال لِلكَذِبِ: كِذَّابٌ، قَالَ الله تَعَالَى: { (دِهَاقاً لاَّ يَسْمَعُونَ} (النبأ: 35) أَي كَذِباً، وَأنْشد أَحْمد بن يحيى قَول أبي دُوادٍ الإِياديِّ: قُلتُ لمَّا نَصَلاَ منْ قُنَّةٍ كَذَبَ العَيْرُ وَإِن كَانَ برحْ قَالَ مَعْنَاهُ: كَذَبَ العَيْرُ أَن ينجوَ منِّي أيَّ طريقٍ أَخذ سَانحاً أوْ بَارِحاً.

أبواب الكاف والثاء

قَالَ: وَقَالَ الفرّاء: هَذَا إغراءٌ أَيْضا. وَيُقَال: كَذَبَ لبنُ النَّاقةِ: أَي ذهب، وكَذَبَ البَعيرُ فِي سَيْرِهِ إِذا سَاءَ سَيرهُ. قَالَ الْأَعْشَى: جُمَاليَّة تَغْتَليِ بالرِّدافْ إِذا كَذَبَ الآثماتُ الهجيرا وَمن أمثالهم: (لَيْسَ لمكْذُوبٍ رأْي) وَمِنْهَا (المعاذِر مَكاذِبُ) . وَمن أمثالهم: (إنّ الكَذُوب قد يَصدُقُ) ، وَهُوَ كَقَوْلِهِم: (مَعَ الخواطِىء سهمٌ صائب) . وَقَالَ اللحياني: رجل تِكذَّابٌ وتِصِدَّاقٌ أَي يَكذِبُ ويَصْدُقُ. وَقَالَ النّضر: يُقَال للنّاقةِ الَّتِي يضربُها الفحْل فتشولُ ثمَّ ترجع حَائِلا مُكَذِّبٌ، وكاذِبٌ، وَقد كَذَبَتْ وكذَّبَتْ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال للرجل يُصاح بِهِ وَهُوَ ساكِتٌ يُرى أنّه نَائِم: قد أكْذَب وَهُوَ الإكْذَابُ. وَفِي حَدِيث الزبير أنّه حَمَل يَوْم اليَرمُوك على الرُّوم، وَقَالَ للْمُسلمين إِن شددتُ عَلَيْهِم فَلَا تُكَذِّبوا. قَالَ شمر: يُقَال للرجل إِذا حَمَل ثمَّ ولَّى وَلم يمضِ: قد كَذَّبَ تَكذِيباً، وَقد كَذّب عَن قِرْنه، وَقَالَ زُهَيْر: ليثٌ بِعَثّرَ يصطادُ الرجالَ إِذا مَا الليثُ كَذَّب عَن أَقْرانه صَدَقَا وَيُقَال: حَمَل فَمَا كَذّب أَي مَا جُبنَ وَمَا رَجَعَ، وَكَذَلِكَ حَمل فمَا هَلّل. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : المَكْذُوْبةُ من النِّساء: الضعيفة. قَالَ: المَذْكوَبة: المرأةُ الصالحةُ. وَقَالَ ابْن شميلٍ: كَذَبَك الحجُّ أَي أمكنك فَحُج، وكَذَبك الصَّيْدُ أَي أمكنك فَارْمِهِ. ك ذ م: مهمل. (أَبْوَاب الْكَاف والثاء) ك ث ر استُعمل من وجوهه: كثر، كرث. كرث: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: مَا كَرَثَني هَذَا الأمرُ أَي مَا بَلغ مني مَشقّةً، وَالْفِعْل المجاوزُ أَن تَقول: كَرثْته أكْرثهُ كَرْثاً وَقد اكْتَرَثَ هُوَ اكْتراثاً. وَهَذَا فعل لازمٌ، والكْرَّاثُ: بقلةٌ. (قلتُ) : والكَرَاثُ بِفَتْح الْكَاف وتخفيفُ الراءِ: بقلةٌ أخرَى، الواحِدةً كَرَاثةٌ. قَالَ أَبُو ذَرَّة الْهُذلِيّ: إنَّ حبيبَ بنَ اليَمان قد نَشِبْ فِي حصدٍ من الكَرَاثِ والكَنِبْ إنْ يَنتَسِبْ يُنْسَبْ إِلَى عرقٍ وَرِبْ أهْلِ خَزُوماتٍ وشَحَّاجٍ صخِبْ وعازبٍ أَقْلَحَ فوهُ كالخَرِبْ

قَالَ: الكَرَاثُ والكَنَبُ: شجرتَانِ. وَأَرَادَ بالعازب مَالا عزبَ عَن أَهْلهِ، أَقْلَح: اصفرَّ أسنانُه من الهرمِ. وَيُقَال: بُسرٌ قَريثَاءُ وكَرِيثَاء لضربٍ منَ التمرِ معروفٍ. (الأصمعيُّ) : كَرَثَنِي الأمرُ وقَرَثنِي: إِذا غمَّهُ وأَثقلَهُ. كثر: قَالَ اللَّيْث: الكَثْرَةُ نماءُ العدَدِ، تَقول: كَثُرَ الشيءُ يَكْثرُ كَثْرَةً فَهُوَ كَثِيرٌ. وَتقول: كَاثَرْنَاهُمْ فكَثرْنَاهُمْ، وكُثْرُ الشَّيْء: أَكْثرُهُ، وقُلُّهُ: أَقَلُّه. وأنشدَ ابْن السّكيت: فإنَّ الكُثْرَ أَعْيَانِي قَدِيما وَلم أُقْتِرْ لدُنْ أَنَّي غلامُ ورجلٌ مُكْثرٌ: كثيرُ المالِ، ورجلٌ مِكْثَارٌ وامرأةٌ مِكْثَارٌ إِذا كَانَا كثِيرَيِ الكلامِ، ورجلٌ مَكْثورٌ عَلَيْهِ إِذا كَثُرَ من يطلبُ إليهِ المعروفَ. وَفِي الحديثِ المرفوعِ: (لاَ قَطْعَ فِي ثمرٍ ولاَ كَثرٍ) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عبيدةَ: الكَثرُ: جُمَّارُ النَّخْل فِي كلامِ الأنصارِ، وَهُوَ الجَذَبُ أَيْضا. وَقَالَ الفراءُ فِي قَول الله تَعَالَى: {} {التَّكَّاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ} (التكاثر: 1، 2) نَزَلتْ فِي حَيّيْنِ تفاخَرَا أَيُّهُمَا أَكْثرُ عددا، وهمَا بنُو عبدِ منافٍ، وبنُو سهمٍ فكَثرَتْ بنُو عبدِ منافِ بني سهمٍ، فقالتْ بَنو سهمِ: إنَّ البغيَ أَهْلَكَنَا فِي الْجَاهِلِيَّة فعادُّونا بالأحياء والأمواتِ فكَثَرَتهُمْ بنُو سهمٍ فأَنزَلَ اللَّهُ جلَّ وعزَّ: {} حَتَّى ذكرْتُمْ الأمواتَ. وَقَالَ غيرُ الفراءِ: أَلْهاكُم التّفاخرُ بِكَثْرَة العددَ والمالِ حَتَّى زرتُم المقابرَ أيْ حَتَّى مُتمْ. وَمِنْه قولُ جريرَ فِي الأخطلِ حينَ ماتَ: زارَ القُبورَ أَبو مالكٍ فأَصبحَ أَلأَمَ زُوَّارِها فجعلَ زيارةَ القَبْرِ بِالْمَوْتِ. وَقَول الله جلَّ وعزّ: {} (الْكَوْثَر: 1) . قَالَ الْفراء، قَالَ ابْن عَبَّاس: الْكَوْثَر هُوَ الْخَيْر الْكثير. (قلت) : وَقد روى ابْن عمر وَأنس بن مَالك عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (الكَوْثرُ: نهرٌ فِي الجنةِ أَشدُّ بَيَاضًا من اللبَن وأَحْلَى من العسلِ على حافتيْهِ قِبابُ الدُّرِّ المجوَّفِ) والكوثرُ فوعلٌ من الكثرةِ، ومعناهُ الخَيرُ الكثيرُ، وجاءَ فِي التَّفْسِير أَن الكوثرَ الإِسلامُ والنُّبُوّةُ، وجميعُ مَا جاءَ فِي تَفْسِير الكوْثرِ قد أعطي النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أعطيَ النبوَّةَ وإظهارَ الدّين الَّذِي بعثَ بهِ عَلَى كل دينٍ، والنصرَ على أعدائهِ،

والشفاعة لأمتِهِ وَمَا لَا يُحصىَ من الخيرِ وَقد أعطيَ من الجنةِ على قدرِ فَضله على أهلِ الجنةِ. (أَبُو عبيد عَن الْفراء) : الكوْثرُ: الرجلُ الكثيرُ العطاءِ والخيرِ. وَقَالَ الْكُمَيْت: وأنتَ كثيرٌ يَا ابْن مروانَ طيبٌ وكانَ أَبوك ابْن العقائلِ كوْثرَا والكوْثرُ: السيدُ، قَالَ لبيدٌ: وعندَ الرِّداعِ بَيْتُ آخرَ كوْثَرُ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: قَالَ عبد الْكَرِيم أَبُو أُميَّة قَالَت عجوزٌ: قدمَ فلانٌ بكوثرٍ كثيرٍ، وَهُوَ فوعلٌ من الكثرةِ، وَيُقَال للغبار إِذا سطعَ وكثرَ: كَوثرٌ. وَقَالَ الهذليُّ: بحَامِي الْحقيق إِذا مَا احْتدَمْنَ حَمْحَمَ فِي كَوثرٍ كَالجِلالْ أَرادَ فِي غُبَار كأنهُ جلالُ السفينةِ يصفُ حمارا وَعَانثهُ. (أَبُو عبيد) : شيءٌ كثيرٌ وكُثارٌ مثلُ طَويلٍ وطُوالٍ. والكثر والكوثر: وَاحِد. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: يُقَال للْكثير كَيْثَرٌ وكَوثرٌ، وأَنشد: هلِ العزُّ إِلَّا الُّلهى والثرَا ءُ والعددُ الكيثَرُ الْأَعْظَم (ابْن شُمَيْل عَن يُونُس) : رجال كثيرٌ ونساءٌ كثير ورجالٌ كثيرةٌ، ونساءٌ كثيرةٌ، زعم، وكثّرَتُ الشيءَ: جعلته كثيرا زَعم، وَرجل مُكثِرُ: كثيرُ المالِ. ك ث ل اسْتعْمل من وجوهه: لكث، ثكل، كثل. كثل: أَمَّا كثل فأصلُ بِنَاء الكَوْثلِ وَهُوَ فَوْعَلٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الكوْثَلُ: مُؤخّر السَّفِينَة، وَفِي الكوثَلِ يكون الملاّحونَ وأداتهم، وَأنْشد: حَملْتُ فِي كوْثَلِها عُوَيفَا وَقَالَ أَبُو عَمْرو: المرْنَحةُ: صدرُ السفينةِ، والدَّوْطِيرَةُ: كوثَلُهَا. وَقَالَ أَبُو عبيد: الخَيْزرانةُ: السُّكّانُ وَهُوَ الكَوْثَلُ. وَقَالَ الْأَعْشَى: من الْخَوْف كوثلُها يُلتزمْ لكث: (ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء) قَالَ: اللَّكاثِيُّ من الرجالِ: الشَّديد البَيَاض، مأخوذٌ من اللُّكاث وَهُوَ الحجرُ البَرَّاقُ الأملس يكون فِي الجِصِّ. وَقَالَ اللحياني: اللكاث، والنُّكاثُ: داءٌ يَأْخُذُ الإِبلَ وَهُوَ شبْه البَثْر يَأْخُذهَا فِي أفواهِها: (عَمْرو عَن أَبِيه) : اللُّكَّاثُ: الجَصَّاصون. الصُّناعُ مِنْهُم لَا التُّجّارُ. ثكل: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: ثَكِلَتْه أُمُّه تثكلهُ، فَهِيَ بِهِ ثَكْلى، وَقد أُثكِلَتْ وَلَدهَا فَهِيَ

مُثْكلةٌ بِوَلَدِهَا، والجميع: مثاكيلُ. وَقَالَ غَيره: امرأةٌ مُثْكِلٌ بِغَيْر هَاء. وَقَالَ أَبُو عبيد: الثّكُولُ: المرأةُ الفاقِدُ. وَقَالَ غَيره: فَلاَةٌ ثَكُولٌ: مَن سَلَكها فُقِدَ، وثُكلَ، وَمِنْه قَول الجُمَيح: إِذا ذَاتُ أَهْوَالٍ ثَكُولٌ تَغَوَّلَتْ بهَا الرُّبْدُ فَوْضَى والنّعَامُ السَّوَارِحُ وَقَالَ اللَّيْث: الثُّكْلُ: فِقْدَانُ الحبيب، وأكثرُ مَا يسْتَعْمل فِي فِقدان الْمَرْأَة زوجَها، وامرأةٌ ثَكلَى، ونسوة ثَكالى. قَالَ ابْن السّكيت، قَالَ الْأَصْمَعِي: الإثكالُ، والأثْكولُ: الشِّمْراخُ لعِذْق النَّخْل. ك ن ث كنث، نكث، ثكن: (مستعملة) . كنث: قَالَ اللَّيْث: الكنْثَة: نَوَرْدَجةٌ تُتخذ مِن آسٍ وأغصانِ خلافٍ، تُبسط وتُنضد عَلَيْهَا الرياحين ثمَّ تطوى. قَالَ: وَإِعْرَابه: كُنْثَجَةٌ، وبالنبطة: كُنْثَا. نكث: قَالَ الله جلّ وَعز: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِى نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا} (النَّحْل: 92) وَاحِد الأنكاث: نِكْثٌ، وَهُوَ الْغَزل من الصُّوف، والشّعر يُبرمُ ويُنسج أكْسية وأَخبيةً، فَإِذا أَخلقَتْ قطِّعَتْ قطعا صغَارًا، ونُكِثتْ خيوطها المبرمة وخُلطت بالصوفِ الْجَدِيد، ومِيشتْ بِهِ فِي المَاء، فَإِذا جفَّت ضُربتْ بالمطارقِ حَتَّى تختلط بهَا، وغُزلتْ ثَانِيَة واستُعملت، وَالَّذِي يَنكُثها يقالُ لَهُ النّكاثُ، وَمن هَذَا: نكَث العهدَ، وَهُوَ نقضُه بعد إحكامه كَمَا تُنكثُ خيط النَّسَائج بعد إبرامها. وَقَالَ ابْن السّكيت: النّكْثُ: الْمصدر، والنِّكث: أَن تُنقْضَ أَخلاقُ الأخْبية فتغزلَ ثَانِيَة. وَقَالَ أَبُو زيد: النّكيثة: النَّفس، يُقَال: بُلغتْ نكيثتُه إِذا جُهد قوَّته، ونكائثُ الْإِبِل: قواها. وَقَالَ الرَّاعِي يصف نَاقَة: تُمْسِي إِذا العِيسُ أدْرَكْنا نكائثَها خَرْقاءَ يَعْتَادُها الطُّوفَانُ والزُّؤُدُ وَمِنْه قَول طرفَة: مَتَى يَكُ أَمْرٌ للّنكيثَةِ أَشْهَدِ يَقُول: مَتى ينزلْ بالحيِّ أمرٌ شَدِيد يبلغُ النكيثَة، وَهِي النفْس ويجهدُها فَإِنِّي أشهدُه واضطلع بِهِ. وَقَالَ أَبُو نُخَيْلَة: إِذا ذَكَرْنَا والأُمورُ تذكَرُ واسْتَوعَبَ النّكَائِثَ التّفَكرُ قْلنَا أَمِيرُ المؤْمِنينَ مُعْذِرُ يَقُول: استوْعَبَ الفكرُ أَنْفُسنَا كلهَا وجَهدها. (اللحياني) : النُّكافُ والنُّكاثُ: داءٌ يَأْخُذ الْإِبِل، وَيُقَال لَهُ: اللُّكاثُ أَيْضا، وَيُقَال: بعير مُنتِكثٌ إِذا كَانَ سميناً فَهُزل. وَقَالَ الشَّاعِر:

ومُنَتكِثٍ عَالَلْتُ بالسَّوطِ رَأْسَه وَقد كَفَرَ الليلُ الخَرُوْقُ المَوامِيا (قلت) : وسميَتِ النْفسُ نُكيثةً لأنَّ تكاليف مَا هِيَ مضطرة إِلَيْهِ تَنكُث قواها والكِبَرُ يفْنيها، فَهِيَ مَنكوثةُ القوَى بالتَّعَب والفناء، ودخلتِ الهاءُ فِي النّكِيثَة لِأَنَّهَا جعِلت اسْما. ثكن: (ابْن شُمَيْل) : فِيمَا روى عَنهُ أَبُو دَاوُد المصاحفيُّ فِي قَوْله: (يُحشرُ الناسُ عَلَى ثكْنِهم) أَي على مَا مَاتُوا عَلَيْهِ فأُدخلِوُا قبورَهم. قَالَ: والثُّكنة: حفرَة على قدْر مَا يواريه. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الثَّكنة: الْجَمَاعَة من النَّاس والبهائم، والثُّكنةُ: القِلادة، والثكنَةُ: الإرَة وَهِي بِئْر النَّار، والثكْنة: الْقَبْر، والثكنَة: المحجَّة، والثكنة: الرَّاية وَمِنْه الحَدِيث: (يُحشَرُ النّاسُ عَلَى ثكنهِمْ) أَي على مزاياتهم فِي الْخَيْر وَالشَّر وَالدّين. وَقَالَ طرفَة: وهَانِئاً هَاِنئاً فِي الحيِّ مُومِسَة ناطَتْ سِخَاباً ونَاطتْ فوْقَه ثُكَنَا وَيُقَال للعُهُون الَّتِي تعَلّق فِي أَعْنَاق الْإِبِل: ثُكَنٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الثُّكَنُ: مراكِزُ الأجناد على راياتهم ومجتمَعهم على لِوَاء صَاحبهمْ وعَلَمِهم، وَإِن لم يكن هُنَاكَ لواءٌ وَلَا علم، واحدتها: ثُكْنَةٌ. والأثْكُونُ، والأثْكُولُ: العُرجُون. وَقَالَ الْأَعْشَى: لِيُدْرِكَها فِي حَمَامٍ ثُكَنْ أَي فِي حَمَامٍ مجتمعة. ك ث ف كثف: قَالَ اللَّيْث: الكثافة: الْكَثْرَة والالتِفاف، والفِعل كثُف يكثف كثَافة، والكثف اسْم كثرته، يُوصف بِهِ الْعَسْكَر وَالْمَاء والسحاب، وَأنْشد: وتحْتَ كثِيف المَاءِ فِي بَاطِن الثّرَى مَلاِئكة تَنْحَطُّ فِيهِ وتَصعَدُ وَيُقَال: استَكثَفَ الشيءُ اسْتكثافاً، وَقد كثّفْته أَنا تكثيفاً. ك ث ب كثب، كبث: (مستعملان) . كبث: (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : البَرِيرُ: ثمَرُ الأراكِ، والغَضُّ مِنْهُ: المَرْدُ، والنَّضيجُ: الكَبَاثُ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الكَبِيثُ: اللَّحْمُ الّذِي قد غُمّ، وَقد كَبَثْتُهُ فهوَ مَكْبُوثٌ وكَبيثٌ، وَأنْشد: أَصْبَحَ عمارٌ نشيطاً أَبِثَا يَأَكلُ لَحْمًا بَائتاً قد كَبِثَا كثب: فِي حَدِيث ماعزِ بنِ مالكٍ أنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَمَرَ بِرَجْمِهِ، حينَ اعْتَرَفَ بِالزِّنَا ثُمَّ قَالَ: يَعْمِدُ أَحدُهمْ إِلَى المَرْأَةِ

المُغِيبَةِ فَيَخْدَعَهَا بالكُثْبَةِ، لاَ أُوتي بأَحَدٍ مِنْكْم فعلَ ذلكَ إلاّ جَعَلْتُهُ نَكَالاً) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ شُعبَةُ: سأَلْتُ سِمَاكاً عَن الكُثْبةِ فقالَ: القليلُ من اللَّبن. قَالَ أَبُو عبيدٍ: وهوَ كذلكَ فِي غيرِ اللبنِ وكلُّ مَا جمعتَهُ من طعامٍ أَو غيرِه بعدَ أَن يكونَ قَلِيلا فهوَ كُثْبَةٌ، وجمعُهَا: كُثَبٌ. وَقَالَ ذُو الرُّمة يذكرُ أبعارَ البقَرِ: مَيْلاَءَ منْ مَعْدِنِ الصّيرَانِ قاصيَةً أَبْعَارُهُنَّ عَلَى أَهْدَافِهَا كُثَبُ وَيُقَال: كَثَبْتُ الشيءَ أكثِبُه كثْباً إِذا جمعتَه. وَقَالَ أوسُ بن حجرٍ: لأَصْبَحَ رَتْماً دُقاق الحَصَى مكانَ النَّبِيّ مِنَ الكَاثِبِ قَالَ يريدُ بالنَّبِّي: مَا نَبَا من الحَصى إِذا دُقّ فَنَدَرَ، والكَاثِبُ: الجامعُ لمَا ندرَ منهُ، وَيُقَال: هما موضعانِ. أَبُو حَاتِم: احْتَلَبُوا كُثَباً أَي من كل شاةٍ شَيْئا قَلِيلا، وَقد كثَبَ لبَنُها إِذا قَلَّ، إِمَّا عِنْد غَزَارَةٍ، وإمَّا عندَ قلّة كَلأ. وَقَالَ الليثُ: يقالُ للتّمْرِ أَو البُرِّ ونحوِه إِذا كَانَ مصبُوباً فِي مواضعَ، فكلُّ صُوبةٍ مِنْهَا: كُثْبَةٌ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : يُقَال للرَّجلِ إِذا جَاءَ يطلبُ القِرَى بِعِلّةِ الخِطبَةِ: إنهُ ليخْطُبُ كُثْبَةً، وأَنشَد: بَرَّحَ بالعيْنَيْنِ خَطَّابُ الكُثَبْ يقولُ إِنِّي خَاطِبٌ وقدْ كذَبْ وإنَّمَا يَخْطُبُ عُسًّا من حلبْ وَقَالَ الفراءُ فِي قَول الله عز وَجل: {وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً} (المزمل: 14) الكَثِيبُ: الرَّمل، والمَهِيلُ: الَّذِي يُحرَّكُ أَسفله فينهَالُ عليكَ منْ أَعلاهُ. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : الكَثِيبُ: القطعةُ من الرَّمْلِ تنقادُ مُحْدَوْدِبَةً. وَقَالَ اللَّيْث: كثَبْتُ التُّرَابَ فَانكَثَبَ إِذا نَثَرْتَ بعضهُ فوقَ بعضٍ. وَقَالَ أَبُو زيد: كَثَبْتُ الطعامَ أَكْثُبُهُ كثْباً ونثَرْتُه نَثراً، وهما واحدٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الكَاثِبَةُ: مَا ارتفعَ من مَنْسِجِ الفرسِ، والجميعُ: الكَوَاثِبُ، والأكْثَابُ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الكُثابُ: سهمٌ لَا نصْلَ لَهُ وَلَا ريش يلعبُ بِهِ الصبيانُ. وَقَالَ الراجزُ يصفُ حَيَّة: كأنَّ قَرْصاً من طَحين مُعْتَلثْ هامتُهُ فِي مِثْل كثَّابِ العَبِثْ (ابْن السّكيت) : أَكثَبَكَ الصيدُ فارمِهِ أَي أَمكنكَ ودنا مِنْكَ، وفلانٌ يرمِي من كثَبٍ وَمن كثمٍ أَي من قُرْبٍ وتمكُّنٍ. وَقَالَ ابْن شميلٍ. أَكثَب فلانٌ إِلَى القومِ أَي دنا مِنْهُم، وأكثبَ إِلَى الْجَبَل أَي دنا

أبواب الكاف والراء

مِنْهُ، وكَاثَبْتُ القومَ: أَي دنوتُ مِنْهُم، وَيُقَال: كثَبَ القومُ إِذا اجتمعُوا فهمْ كَاثِبُونَ. ك ث م كثم، مكث، ثكم: (مستعملة) . كثم: (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الكثَمَةُ: الْمَرْأَة الرَّيّا من شرابٍ أَو غَيره. وَقَالَ الأصمعيّ: وَطْبٌ أكثمُ أَي مملُوءٌ وَأنْشد: مُذَممةٌ يُمْسِي ويُصبحُ وَطبُهَا حَرَامًا عَلَى مُعْتَرِّها وَهُوَ أَكثمُ وَقَالَ الْفراء: هُوَ يَرْمِي من كثمٍ أَي من قُربٍ، وكمَأَةٌ كَاثمةٌ أَي غليظةٌ. وأَكثمُ: من أسماءِ الْعَرَب. ثكم: أهمله اللَّيْث. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الثُّكمةُ: المَحَجَّةُ. وَرُوِيَ عَن أم سَلمَة أَنَّهَا قالتْ لعثمانَ رضيَ الله عَنهُ: (تَوَخَّ حيثُ تَوَخّى صاحبَاكَ فإنهُما ثَكَمَا لكَ الحقَّ ثَكْماً) أَي بيَّنا وأَوضحنا حَتَّى تبيّن كأنَّه مَحَجةٌ ظاهرةٌ. (أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي) : ثَكِمَ بالمكَانِ يَثْكُم إِذا أقامَ بِهِ، وثُكَامةُ: اسمُ بلدٍ. مكث: قَالَ اللَّيْث: المُكْثُ: من الِانْتِظَار، ورجلٌ مَكِيثٌ، وَقد مكثَ مَكَاثةً، وَهُوَ الرَّزِينُ الَّذِي لَا يَعجَلُ فِي أمرِه، وهم المُكثَاءُ، والمَكيثُونَ، والماكثُ: المنتظرُ وَإِن لم يكنْ مكيثاً فِي الرَّزَانةِ. وَقَالَ الله: {مُّبِينٍ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ} (النَّمْل: 22) . قَالَ الْفراء: قَرَأَهَا الناسُ بالضمِّ، وَقرأَهَا عاصمٌ بِالْفَتْح (فمكثَ) . قَالَ: وَمعنى غيرَ بعيد: أَي غير طَوِيل من الْإِقَامَة. (قلت) : اللُّغَة العاليةُ: مكُثَ بالضمِّ جاءَ نادِراً، ومكَثَ: لُغةٌ ليستْ بالكثيرة وَهِي القياسُ. وَيُقَال: تَمكّثَ: إِذا انتظرَ أمرا أَو أقامَ عَلَيْهِ فَهُوَ مُتمكِّثٌ ومُنتظرٌ. قَالَ الأزهريُّ: يُقَال: مَكُثَ ومكَثَ بالمكَان إِذا لبِثَ، وأجوَدُهما: مكُثَ. (أَبْوَاب الْكَاف وَالرَّاء) ك ر ل اسْتعْمل من وجوهه: ركل. ركل: قَالَ اللَّيْث: الرَّكْلُ: الضَّرْب برجْلٍ وَاحِدَة، والمرْكلانِ من الدَّابةِ هما موْضِعا القُصْريَيْنِ منَ الجَنْبين، وَلذَلِك يُقَال: فرسٌ نهدُ المَرَاكلِ، والمركلُ: الرِّجْلُ منَ الراكبِ. قَالَ: والتركُّلُ كَمَا يَحفِرُ الحافرُ بالمسِحاةَ إِذْ تركَّلَ عَلَيْهَا برِجْله. وَقَالَ الأخطل يصف الْخمر:

رَبَتْ وَربا فِي كَرْمها ابنُ مَدِينَةٍ يَظَلُّ على مِسحاتِهِ يَتَركلُ (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الرَّكلُ: الطِّيطَانُ، وَهُوَ الكرَّاثُ، وبائعه: رَكالٌ. ك ر ن كنر، كرن، نكر، ركن، رنك. كرن: قَالَ اللَّيْث: الكَرِينَةُ: الضاربة بالصَّنْج، والكِرَانُ: الصَّنْج. قَالَ لبيد: صَعْلٌ كَسَافِلَةِ القَنَاةِ وَظِيفُهُ وكَأَنَّ جُؤْجُؤه صَفِيحُ كِران (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : الكَرِينَةُ المُغَنِّيَةُ. كنر: قَالَ اللَّيْث: الكِنَّارَةُ: الشقة من ثيابُ الكتَّان. وَقَالَ ابْن شُمَيْل مثله. وَفِي حَدِيث عبد الله بن عَمْرو (إنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أنزلَ الحقَّ ليُذهبَ الباطلَ واللَّعِبَ والزَّمَّارَات والكنّارات) . قَالَ أَبُو عبيد: الكِنَّاراتُ، اخْتلف فِيهَا فَيُقَال: إِنَّهَا العيدان الَّتِي يضْرب بهَا، وَيُقَال: هِيَ الدُّفوف. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الكَنانيرُ: وَاحِدهَا كنَّارةٌ. قَالَ قومٌ: هِيَ العيدان، وَيُقَال: هِيَ الطنَابير. وَيُقَال: الطُّبول. ركن: قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَلاَ تَرْكَنُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ} (هود: 113) قَرَأَهُ القرّاء بِفَتْح الْكَاف من ركِن يركَنُ رُكوناً إِذا مَال إِلَى الشَّيْء واطمأنَّ إِلَيْهِ، ولغة أُخْرَى: رَكَن يركنُ، وَلَيْسَت بفصيحة. وَقَالَ اللَّيْث: رَكَنَ إِلَى الدُّنْيَا إِذا مَال إِلَيْهَا. وَكَانَ أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ يُجيزُ: ركَنَ يركَنُ بِفَتْح الْكَاف من الْمَاضِي والغابر، وَهُوَ خلاف مَا عَلَيْهِ أبنيَةُ الْأَفْعَال فِي السَّالِم. وَقَول الله جلّ وعزّ {أَوْ آوِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} (هود: 80) . أَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: الرُّكنُ: العشيِرَة. قَالَ: والرُّكنُ: رُكْنُ الْجَبَل وَهُوَ جَانِبه. قَالَ: والرُّكْنُ: الأمرُ العظيمُ فِي بَيت النَّابِغَة: لَا تَقْذِفَنِّي برُكْنٍ لَا كفاءَ لَهُ وَلَو تَأَثَّفَكَ الأعداءُ بالرِّفَدِ وَقيل فِي قَوْله تَعَالَى: {أَوْ آوِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} إنَّ الرُّكنَ: الْقُوَّة، وَيُقَال للرجلِ الْكثير العددِ: إِنَّه ليأوِي إِلَى ركن شَدِيد، وَيُقَال للرجل إِذا كَانَ سَاكِنا وقوراً: إِنَّه لرَكينٌ، وَقد رَكُنَ رَكَانَةً. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: الرُّكَيْنُ الجُرَذَ، وَقَالَ اللَّيْث مثله.

والمرْكَنُ: شبهُ تَوْرٍ من أَدَمٍ أَو شِبهُ لَقْنٍ، وناقه مُرَكَّنَةُ الضَّرْعِ، وضَرْعٌ مُرَكَّنٌ وَهُوَ الَّذِي قد انتفخ فِي مَوْضِعه حَتَّى مَلأَ الأرْفاغ وَلَيْسَ بحدًّ طَوِيل. وَقَالَ أَبُو عبيد: المِرْكَنُ: الإجَّانَةُ الَّتِي يُغسلُ فِيهَا الثيابُ وَنَحْوهَا. وَمِنْه حَدِيث حَمْنَةَ أَنَّهَا كَانَت تجلسُ فِي مِرْكنٍ لأخْتها زَيْنَب وَهِي مُسْتَحَاضَةٌ. وَفِي حَدِيث عمر أَنه دخل الشَّام فأتاهُ أُرْكُونُ قريةٍ فَقَالَ: قد صَنَعْتُ لَك طَعَاما. رَوَاهُ مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن نافعٍ عَن أسلم. قَالَ شمر: أُرْكُونُ القريةِ: رئيسها، وفلانٌ ركنٌ من أَرْكَان قومه أَي شرِيف من أَشْرَافهم. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: يُقَال للعظيم من الدَّهاقِينِ: أُرْكُونٌ. نكر: قَالَ اللَّيْث: النُّكْرُ: الدَّهاءُ، والنُّكْرُ: نعت لِلْأَمْرِ الشَّديد، والرجلِ الدَّاهي، تَقول: فَعَلَه من نُكْرِه ونَكارَته، والنَّكِرَةُ: إنكارُكَ الشيءَ وَهُوَ نقيضُ الْمعرفَة. وَيُقَال: أَنْكرْتُ الشيءَ وأَنا أُنْكِرُهُ إنكاراً ونكِرْتُه: مثله. وَقَالَ الْأَعْشَى: وأَنْكَرَتْنِي وَمَا كَانَ الَّذِي نَكِرَتْ من الحوادثِ إلاَّ الشَّيْبَ والصَّلَعا وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً} (هود: 70) . قَالَ اللَّيْث: وَلَا يسْتَعْمل نَكِرَ فِي غابرٍ وَلَا أمْرٍ وَلَا نهيٍ. قَالَ: والاستنكارُ: استفهامُك أمرا تُنْكرُه، وَاللَّازِم من فِعل النُّكْرِ المُنْكَرِ نَكرَ نَكارَةً. قَالَ: وامرأَةٌ نكْراءُ، ورجلٌ مُنْكَرٌ: داهٍ، وَلَا يُقَال للرجلِ: أَنكرُ بِهَذَا المعْنَى. (قلت) : وَيُقَال: فلانٌ ذُو نَكْرَاءَ إِذا كَانَ داهياً عَاقِلا. وَقَالَ اللَّيْث: التَّنَكُّرُ: التّغَيُّر عَن حالٍ تَسُرُّكَ إِلَى حالٍ تكْرَهُها، والنَّكيرُ: اسمٌ للإنكار الَّذِي مَعْنَاهُ التَّغْيِير. قَالَ الله تَعَالَى: {فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} (الْملك: 18) أَي إنكاري. قَالَ: والنَّكرَةُ اسمٌ لما خرج من الحُوَلاءِ، وَهُوَ الخُرَاجُ من قَيْحٍ ودَمٍ كالصَّديد وَكَذَلِكَ من الزّجير. يُقَال: أسْهِلَ فلانٌ نكرَةً ودماً. وَلَيْسَ لَهُ فعلٌ مشتقٌّ، وجماعةُ الْمُنكر من الرِّجال: مُنكرُونَ وَمن غير ذَلِك يجمع أَيْضا بِالْمَنَاكِيرِ. وَقَالَ الأُقَيْبِل القَيْني: مُسْتَقْبلا صُحُفاً تَدْمِي طوابِعها وَفِي الصَّحائِف حَيّاتٌ مَنَاكيرُ وَقَالَ غَيره: المُناكرَة: الْمُحَاربَة، وَيُقَال: فلانٌ يناكرُ فلَانا، وَبَينهمَا مُناكرةٌ أَي

معاداةٌ وقِتالٌ. وَقَالَ أَبُو سُفْيَان بن حَرْب: إنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يناكرْ أحدا إِلَّا كَانَت مَعَه الأهوالُ أَرَادَ أَنه كَانَ منصوراً بالرُّعب. حَدثنَا عبد الْملك عَن إِبْرَاهِيم بن مَرْزُوق عَن معَاذ بن هاني عَن شُعْبَة عَن أبان بن ثَعْلَب عَن مُجَاهِد فِي قَوْله تَعَالَى: {مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الاَْصْوَاتِ} (لُقْمَان: 19) قَالَ: أقبح الْأَصْوَات. رنك: قَالَ: الرَّانِكيَّةُ: نسبةٌ إِلَى الرَّانِكِ، قَالَ الْأَزْهَرِي: وَلَا أعرف مَا الرانِك. ك ر ف كرف، كفر، فرك، فكر، ركف: (مستعملة) . كرف: قَالَ اللَّيْث: كرَفَ الحمارُ والبِرْذَوْن يكرِفُ كرفاً وَهُوَ شَمُّه الْبَوْل وَرَفعه رَأسه حَتَّى تقْلص شفتاه. وَأنْشد: مشاخساً طَوْراً وطوْراً كارفا (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : الكرْفىءُ واحدتها: كرْفئةٌ وَهِي قطعٌ متراكمةٌ من السَّحَاب وَهِي الكرْثىءُ أَيْضا بالثاء. قَالَ: وَقَالَ الْأَحْمَر: الكرْفِىءُ من الْبَيْضَة قِشْرُها الْأَعْلَى الَّذِي يُقَال لَهُ: القيض. كفر: قَالَ اللَّيْث: الْكفْر: نقِيض الْإِيمَان آمَنّا بِاللَّه وكفرْنا بالطاغُوتِ وَيُقَال لأهل دَارِ الْحَرْب: قد كفَرُوا أَي عَصوْا وامتنعوا. قَالَ: وَالْكفْر: كُفرُ النِّعْمَة، وَهُوَ نقيضُ الشُّكْر. قَالَ: وَإِذا ألجأت مُطيعَك إِلَى أَن يَعْصيكَ فقد أكفَرْتَه. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (قتالُ الْمُسلم كُفرٌ، وسِبابُه فِسْقٌ) . قَالَ شمر: قَالَ بعضُ أهلِ الْعلم: الْكفْر على أَرْبَعَة أنحاء: كفر إنكارٍ، وكفرُ جُحودٍ، وَكفر مُعاندةٍ. وَكفر نفاقٍ. وَمن لِقي رَبَّهُ بِشَيْء من ذَلِك لم يغْفر لَهُ ويغفرُ مَا دونَ ذَلِك لمن يَشَاء، فأَما كُفرُ الإنكارِ فَهُوَ أَن يَكفُرَ بقلْبه ولسانِه وَلَا يَعْرفُ مَا يُذكَر لَهُ من التَّوْحِيد. وَكَذَلِكَ رُوي فِي تَفْسِير قَوْله جلّ وَعز: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} (الْبَقَرَة: 6) ، أَي الَّذين كفرُوا بتوحيد الله. وَأما كُفرُ الجُحُودِ فأَنْ يعرِفَ بِقَلْبِه وَلَا يُقِرَّ بِلِسَانِهِ، فَهَذَا كافرٌ جاحِدٌ ككُفر إبليسَ، وَكفر أُمَيَّةَ ابْن أَبي الصَّلْت. وَمِنْه قَوْله سُبْحَانَهُ: {فَلَمَّا جَآءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ} (الْبَقَرَة: 89) يَعْنِي كُفر الجُحود.

وَأما كُفْرُ المعاندة فَهُوَ أَنْ يَعرف بِقَلْبِه ويَقِرَّ بِلِسَانِهِ، ويأْبَى أَنْ يَقبَل ككفْر أَبي طَالب حيثُ يَقُول: وَلَقَد عَلِمْتُ بأَنَّ ديِنَ محمدٍ مِن خيرِ أَدْيان البَرِيَّة دينَا لوْلا المَلامةُ أَو حِذارُ مَسَبَّةٍ لوَجَدْتَنِي سمْحاً بذاكَ مُبينَا وَأما كُفر النِّفاق فأَن يَكفر بِقَلْبِه ويقِرَّ بِلِسَانِهِ. وَقَالَ شمر: وَيكون الْكفْر أَيْضا بِمَعْنى البراءَة كَقَوْل الله جلّ وعزّ حِكَايَة عَن الشَّيْطَان فِي خَطيئته إِذا دخل النَّار {إِنِّى كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ} (إِبْرَاهِيم: 22) أَي تبرَّأْتُ. ورُوي عَن عبد الْملك أنَّهُ كَتب إِلَى سعيد بن جُبَيْرٍ يسأَلُه عَن الكُفْرِ، فَقَالَ: الْكفْر عَلَى وُجوه، فكفْرٌ هُوَ شِرْكٌ يَتَّخِذُ مَعَ الله إِلَهًا آخرَ، وكفرٌ بِكِتَاب الله وَرَسُوله، وَكفر بادِّعاء وَلَدٍ لله، وكفرُ مُدَّعِي الْإِسْلَام، وَهُوَ أَنْ يعملَ أعمالاً بِغَيْر مَا أنزل الله: يَسْعَى فِي الأرضِ فَسَادًا ويقتُل نفسا محرَّمةً بِغَيْر حقَ، ثمَّ نَحْو ذَلِك من الْأَعْمَال. وكفران أَحدهمَا يَكفر بنعمةِ الله، وَالْآخر التَّكْذِيب بِاللَّه. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {إِنَّ الَّذِينَءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْراً لَّمْ يَكُنْ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ} (النِّسَاء: 137) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق الزَّجَّاج: قيل فِيهِ غيرُ قَوْلٍ، قَالَ بَعضهم: يَعْنِي بِهِ اليهودَ لأَنهم آمنُوا بمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام ثمّ كفرُوا بِعِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام ثمّ ازدَادُوا كفرا بِكفرِهم بمحمدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أَبُو إِسْحَاق: وجائزٌ أنْ يَكونَ مُحاربٌ آمن ثمّ كَفَرَ ثمّ آمنَ ثمّ كَفَرَ. وَقيل جائزٌ أنْ يَكون منافقٌ أَظْهَر الإيمانَ وأَبطَنَ الكفرَ ثمّ آمن بَعْدُ ثمّ كفر وازداد كفرا بإقامتِه عَلَى الكُفْرِ. قَالَ فَإِن قَالَ قائلٌ: إِن الله جلّ وعزّ: لَا يَغْفِرُ كفرَ مرّةٍ واحدةٍ، فلِمَ قيل هَا هُنَا فِيمَن آمنَ ثمَّ كفر ثمّ آمن ثمَّ كفر: {لَّمْ يَكُنْ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ} وَمَا الفائدةُ فِي هَذَا؟ فَالْجَوَاب فِي هَذَا وَالله أعلم أَن اللَّهَ يغْفر للْكَافِرِ إِذا آمَنَ بَعْدَ كفرِه، فإِن كَفَرَ بعد إيمَانه لمْ يَغفر الله لَهُ الْكفْر الأوَّل، لأنّ اللَّه جلّ وعزّ يَقبل التَّوبة، فَإِذا كفر بَعْد إيمانٍ قبلَه كفر فَهُوَ مُطالَبٌ بِجَمِيعِ كفرِه، وَلَا يجوزُ أنْ يكونَ إِذا آمنَ بعد ذَلِك لَا يُغفَر لَهُ، لأنّ الله يَغفرُ لكلِّ مُؤمن بعد كفره. وَالدَّلِيل على ذَلِك قولُه تَعَالَى: {الصُّدُورِ وَهُوَ الَّذِى يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُواْ عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} (الشورى: 25) وَهَذَا سيئةٌ بِالْإِجْمَاع. وَقَوله جلّ وَعز: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ

اللَّهُ فَأُوْلَائِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} (الْمَائِدَة: 44) مَعْنَاهُ أَنّ مَن زَعَم أَنّ حُكْماً من أَحْكَام اللَّهِ الَّذِي أَتَتْ بِهِ الأنبياءُ باطلٌ فَهُوَ كافرٌ. وَقد أَجَمع الفقهاءُ أَنّ من قالَ: إنّ المُحصَنَيْنِ لَا يجبُ أَن يُرْجَما إِذا زَنَيَا وكانَا حُرَّيْنِ كافرٌ، وَإِنَّمَا كُفِّرَ مَنْ رَدَّ حُكماً من أَحْكَام النبيِّ عَلَيْهِ السَّلَام لِأَنَّهُ مُكذِّبٌ لَهُ. وَمن كذّبَ النبيَّ عَلَيْهِ السَّلَام فَهُوَ كافرٌ. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: إنّه سُمِّيَ الكافرُ كافرّاً لأنَّ الكُفْر غطّى قَلْبَه كلَّه. قَالَ: والكافرُ من الأَرْض: مَا بَعُدَ عَن النَّاس لَا يكادُ يَنْزِلُه أَحدٌ وَلَا يَمرُّ بِهِ أَحدٌ. وَأنْشد: تَبَيَّنَتْ لَمْحَةً من فَزِّ عِكرِشَةٍ فِي كافرٍ مَا بِهِ أَمْتٌ وَلَا عِوَجُ شمر عَن ابْن شُمَيْل: الْكَافِر: الْحَائِط الواطىء. وَأنْشد هَذَا الْبَيْت. (قلت) : وَمعنى قَول اللَّيْث: قيل لَهُ كافرٌ لأنّ الْكفْر غطَّى قلبَه، يحْتَاج إِلَى بيانٍ يَدلُّ عَلَيْهِ، وإيضاحه أنّ الْكفْر فِي اللُّغَة مَعْنَاهُ التَّغْطيةُ، والكافرُ ذُو كفرٍ أَي ذُو تغطيةٍ لِقَلْبِهِ بكفرِه كَمَا يُقَال للابِس السِّلاح: كافرٌ وَهُوَ الَّذِي غطّاه السلاحُ. وَمثله: رجلٌ كاسٍ: ذُو كسوةٍ، وماءٌ دافقٌ: ذُو دَفْقٍ. وَفِيه قولٌ آخرُ: وَهُوَ أَحسنُ مِمَّا ذهب إِلَيْهِ اللَّيْث. وَذَلِكَ أَنّ الكافرَ لمّا دَعَاهُ الله جلّ وعزّ إِلَى توحيدِه فقد دَعَاهُ إِلَى نعمةٍ يُنعِم بهَا عَلَيْهِ إِذا قَبِلها، فلمَّا رَدَّ مَا دَعَاهُ إِلَيْهِ من توحيده كَانَ كَافِرًا نعمةَ الله أَي مُغَطِّياً لَهَا بِإبائِه حاجباً لَهَا عَنهُ. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن الحرانيّ عَن ابْن السّكيت أَنه قَالَ: إِذا لبس الرجل فَوق دِرْعِه ثوبا فَهُوَ كافرٌ، وَقد كَفَرَ فَوق دِرْعِه. قَالَ: وكل مَا غَطّى شَيْئا فقد كَفَره. وَمِنْه قيل لِليْل: كافرٌ لِأَنَّهُ ستَر بظلمته كل شَيْء وغطَّاه. وَأنْشد لثَعْلَبَة بن صُعَيْرٍ الْمَازِني يصف الظليم والنعامة ورواحهما إِلَى بيضهما عِنْد إياب الشَّمْس فَقَالَ: فتَذَكَّرَا ثَقَلاً رَثِيداً بَعْدَمَا ألْقَتْ ذُكَاءُ يَمِينهَا فِي كافرِ وذُكاءُ: اسمٌ للشمس وَهِي معرفةٌ لَا تُصْرَفُ، أَلْقَت يَمِينهَا فِي كَافِر أَي بَدَأتْ فِي المغيب. قَالَ: وَمِنْه سُمِّي الكافرُ كَافِرًا لِأَنَّهُ ستَر نعمَ الله. (قلت) : ونعمُ اللَّهِ جلّ وَعز: آياتُهُ الدَّالةُ على تَوْحيده. حَدثنَا السَّعْدِي، قَالَ: حَدثنَا الرَّمادِيّ قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّزَّاق، قَالَ: أخبرنَا مَعْمَرٌ عَن أَيُّوب عَن ابْن سيِرِينَ عَن

عبد الرحمان بن أبي بَكْرَةَ عَن أَبِيه، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَآله فِي حَجَّةِ الوَدَاع: (ألاَ لَا تَرْجِعُنَّ بَعْدِي كُفَّاراً يضربُ بعضُكم رقابَ بعض) . قَالَ أَبُو مَنْصُور: فِي قَوْله كُفَّاراً قولانِ أَحدهمَا: لابسينَ السِّلاحَ متهيئينَ للقتالِ. وَالْقَوْل الثَّانِي: أَنه يُكَفِّرُ الناسَ فيكفُرُ كَمَا تفعل الخوارجُ إِذا استعرضوا الناسَ فيكفِّروهم وَهُوَ كَقَوْلِه عَلَيْهِ السَّلَام: (مَنْ قالَ لأخِيه يَا كافرُ. فقد بَاءَ بِهِ أَحُدُهما) . وَيُقَال: رَمَادٌ مَكْفُورٌ أَي سَفَتْ عَلَيْهِ الرِّياحْ التُّراب حَتَّى وارَتْه. قَالَ الراجز: قدْ دَرَسَتْ غَيْرَ رمادٍ مَكْفُورْ مُكتئبِ اللونِ مَرُوحٍ مَمْطور وَقَالَ الآخر: فَوَرَدتْ قبلَ انبلاجِ الفَجْرِ وابنُ ذُكاءٍ كامنٌ فِي كَفْرِ ويروى فِي كِفْرٍ، وهما لُغَتَانِ، وابنُ ذكاءَ يَعْنِي الصبحَ. ويروى فِي كَفْرٍ أَي فِيمَا يواريه من سَواد اللَّيْل، وَقد كَفَرَ الرَّجلُ متاعهُ أَي أوعاهُ فِي وعاءٍ. (قلت) : ومَا قَالَه ابْن السّكيت، فَهُوَ بَيِّنٌ صَحِيح، والنِّعَمُ الَّتِي سترهَا الكافُر هِيَ الآياتُ الَّتِي أبانت لِذَوي التَّمْيِيز أنَّ خَالِقهَا وَاحد لَا شريكَ لَهُ، وَكَذَلِكَ إرسالُه الرسلَ بِالْآيَاتِ المعجزة، والكتب الْمنزلَة، والبَراهِينِ الْوَاضِحَة: نِعَمٌ مِنْهُ جلّ اسمُه بينةٌ، وَمن لم يصدِّقْ بهَا وردّها فقد كَفَرَ نعْمَة الله أَي سَتَرها وحَجَبَها عَن نَفسه. وَالْعرب تَقول للزارع: كافرٌ لِأَنَّهُ يَكْفُرُ البَذْرَ المبذورَ فِي الأَرْض بِتُرَاب الأَرْض الَّتِي أثارها ثمَّ أمَرَّ عَلَيْهَا مالَقَه. وَمِنْه قَول الله جلّ وَعز {وَالاَْوْلْادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ} (الْحَدِيد: 20) ، أَي أعجب الزُّرَّاعَ نباتُه مَعَ علمهمْ بِهِ فَهُوَ غايةُ مَا يُسْتَحْسَنُ، والغيثُ هَا هُنَا: المطرُ، وَالله أعلم. وَقد قيل: الكفَّارُ فِي هَذِه الْآيَة: الكفارُ باللَّهِ، وهم أَشد إعجاباً بزينة الدُّنْيَا وحَرْثِها من الْمُؤمنِينَ. وَرُوِيَ عَن أبي هُرَيْرَة أَنه قَالَ: (لَيُخْرِجَنَّكُمُ الرُّومُ مِنْهَا كَفْراً كَفْراً إِلَى سُنْبُكٍ مِنَ الأَرْض) قيل وَمَا ذَلِك السُنْبُكُ؟ قَالَ: حِسْمَي جُذَامٍ. قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله كَفْراً كَفْراً يَعْنِي قَرْيةً قَرْيَة، وأَكْثرُ من يتَكَلَّم بِهَذِهِ الْكَلِمَة أهلُ الشَّام، يُسَمُّونَ القريةَ: الكَفْرَ. وَلِهَذَا قَالُوا كَفْرُ تُوثا، وكَفْرُ يعْقابَ وكَفْرُ

بيا. وَإِنَّمَا هِيَ قرى نسبت إِلَى رجالٍ. وَقد رُوِيَ عَن مُعَاوِيَة أَنه قَالَ: (أهْلُ الكُفُور هم أهلُ القُبور) . (قلت) : أَرَادَ بالكفور الْقرى النائية عَن الْأَمْصَار ومجتمع أهل الْعلم وَالْمُسْلِمين، فالجهل عَلَيْهِم أغلب، وهم إِلَى البِدع والأهواء المضِلة أسْرع. وَيُقَال: كافَرَني فلانٌ حَقي إِذا جَحده حقَّه والكفَّارَاتُ سمِّيت كفاراتٍ لِأَنَّهَا تُكفِّرُ الذنوبَ أَي تستُرها مِثل كَفَّارَة الْأَيْمَان، وَكَفَّارَة الظِّهَارِ، والقَتل الْخَطَأ، قد بَينهَا الله جلّ وَعز فِي كِتَابه وَأمر بهَا عباده. وَأما الحُدودُ فقد رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (مَا أدْري: الحدودُ كفاراتٌ لأَهْلهَا أمْ لَا) . وَرُوِيَ غير ذَلِك، وكافُورُ الطَّلعةِ: وِعاؤها الَّذِي يَنشَقُّ عَنْهَا، سمي كافوراً لِأَنَّهُ قد كفرها أَي غَطَّاها. وروى أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ: الكافُور: وِعاء طَلْعِ النّخْل. قَالَ وَيُقَال لَهُ: قَفُورٌ. قَالَ: وَهُوَ الكفُرَّى، والجُفُرَّى. (أَبُو عبيد عَن الْفراء) قَالَ: الكفِرُ: العظيمُ من الجِبال، وَأنْشد: تَطلّعَ رَيَّاهُ من الكفِرَاتِ وَقَالَ أبوعبيد: التكفيرُ: أنْ يضعَ الرجلُ يَديهِ على صَدْره وَأنْشد قَول جرير: وَإِذا سمعتَ بحرْبِ قَيسٍ بعْدَها فَضَعُوا السِّلاحَ وكَفِّروا تكْفيرا واخْضُعوا وانقَادُوا. حدّثنا الْحُسَيْن بن إِدْرِيس قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن مُوسَى الحَرشيُّ الْبَصْرِيّ قَالَ: أخبرنَا حَمَّاد بن زيد قَالَ: حَدثنَا أَبُو الصَّهْبَاء عَن سعيد بن جُبَير عَن أبي سعيد الخُدْري، رفَعه قَالَ: (إِذا أصبح ابنُ آدمَ فَإِن الْأَعْضَاء تكَفِّرُ كلهَا للسانِ، تَقول: اتقِ الله فِينَا، فَإِن استقمتَ استقمنا، وَإِن اعوجَجْت اعوجَجْنا) ، وَقَوله تكفِّر كلهَا للسان أَي تذلُّ وتقرّ بِالطَّاعَةِ لَهُ، وتخضع لأَمره، والتكفير أَيْضا: أَن يتكفر المحاربُ فِي سلاحه، وَمِنْه قَول الفرزدق: حَرْبٌ تردّدُ بَينهَا بتشاجُرٍ قد كفّرَتْ آباؤها أبناؤها رفع أبناؤها بقوله: تَرَدّدُ، وَرفع قَوْله: آباؤها. بقوله قد كَفّرَتْ أَي كفرت آباؤها فِي السِّلَاح.

وَقَالَ اللَّيْث: التكفيرُ: إِيمَاء الذمِّي برأْسِه، لَا يُقَال: سَجدَ فلانٌ لفلانٍ وَإِنَّمَا كَفّرَ لَهُ تكفيراً. قَالَ: والتكفيرُ: تَتويج الْملك بتاج إِذا رؤى كُفِّرَ لَهُ وَأنْشد: ملكٌ يُلاثُ برأسِهِ تكفيرُ قَالَ: جعل التَّاج نَفسه هَا هُنَا تكفيراً. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : اكْتَفَرَ فلانٌ إِذا لزمَ الكُفورَ. وَقَالَ العجاج: كالكرْمِ إذْ نادَى من الكافورِ وكافور الكرمِ: الورقَ المغطِّي لما فِي جَوْفهِ من العُنقودِ، شبّهَه بكافورِ الطّلع لِأَنَّهُ ينفرجُ عَمَّا فِيهِ أَيْضا. وَقَالَ الله جلّ وَعز { (وَسَعِيراً إِنَّ الاَْبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ} (الْإِنْسَان: 5) قَالَ الْفراء يُقَال: إِنَّهَا عَينٌ تُسَمَّى الكافورَ، وَقد يكون: كَانَ مِزَاجُهَا كالكافورِ لطيب رِيحه. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: يجوز فِي اللغةِ أَن يكون طعمُ الطّيب فِيهَا والكافور، وجائزٌ أَن تمْزَجَ بالكافورِ، وَلَا يكون فِي ذَلِك ضَرَرٌ، لأنّ أهلَ الْجنَّة لَا يَمسهمْ فِيهَا ضَرَرٌ وَلَا نَصَبٌ ولاَ وَصَبٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الكافور: نَبَاتٌ لَهُ نَوْرٌ أَبيض كنورِ الأقحوان، والكافور: عَيْن مَاء فِي الجنةِ طيبِ الرّيح، والكافور: من أخلاط الطّيب، والكافور: وعَاء الطّلع. وَمِنْهُم من يَقُول: هَذِه كفرّاة وَاحِدَة، وَهَذَا كفرّي وَاحِد. قَالَ: والكَفْرُ: اسمٌ للعصا القصيرة، وَهِي الَّتِي تقطع من سَعفِ النّخل. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الكَفْرُ: الخشَبَةُ الغليظة القصيرة، والكَفْرُ: تَعْظيم الفَارسيِّ لمِلكِهِ. وَقَالَ اللَّيْث: رجل كفرِّين عفرِّين أَي عفريت خَبِيث، وَرجل مُكَفَّرٌ وَهُوَ المحسان الَّذِي لَا يُشْكر على إحْسانِه. وكلمةٌ يلهجون بهَا لمن يُؤمر بأمرٍ فَيعْمل على غير مَا أُمر بِهِ فَيَقُولُونَ لَهُ: مكْفُورٌ بكَ يَا فلَان عَنَّيْت وآذَيْتَ. وَيُقَال: كَفَرَ نعمةَ الله وبنعمة الله كُفْراً وكُفْرَاناً وكُفُوراً. وَالْكَافِر: البَحر، وَيجمع الكافِرُ: كِفَاراً. وَأنْشد اللحياني: وغُرِّقَتِ الفَرَاعنةُ الكِفَارُ وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : الكافرتانِ والكافِلَتانِ: الألْيَتانِ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: القِيرُ: ثَلَاثَة أَضْرُبٍ الكُفْرُ، والقِير، والزِّفت، فالكُفر يُطلى بِهِ السُّفنُ، والزِّفت يَجْعَل فِي الزِّقاق والكُفْر

ُ يُذاب ثمَّ يُطلى بِهِ السُّفن، وَيُقَال: كافرٌ وكُفَّارٌ، وكَفَرَةٌ. فكر: قَالَ اللَّيْث: التَّفَكُّرُ: اسْم للتَّفكير، وَيَقُولُونَ: فكّرَ فِي أمره، وتفكَّرَ، وَرجل فِكِّيٌ ر: كثير الإقبال على التّفكُّرِ والفِكْرَة، وكلُّ ذَلِك مَعْنَاهُ وَاحِد. وَمن الْعَرَب من يَقُول: الفِكرُ للفكرة والفِكرى على فعْلى: اسْم وَهِي قليلةٌ. فرك: قَالَ اللَّيْث: الفَرْك: دَلكك شَيْئا حَتَّى يتقّلعَ قشرهُ عَن لُبِّه كاللَّوْز. والفَرِكُ: المُتفرِّكْ قشره. وَتقول: قد أَفرَكَ البُرُّ إِذا اشْتَدَّ فِي سُنْبله وبُرٌّ فَرِيكٌ، وَهُوَ الَّذِي فُرِك ونُقِّيَ، والفِرْك: بُغضُ المَرْأَةِ زَوجهَا، وَهِي امرأةٌ فَرُوكٌ، وفارِكٌ، وَجَمعهَا فَوَارِكُ، وَرجل مُفَرَّك: يُبْغضه النِّساء. قَالَ: وَيُقَال للرجل أَيْضا: فَرَكَها فَرْكاً أَي أَبْغَضها. قَالَ رُؤبة: وَلم يُضِعها بَين فِرْكٍ وعَشَقْ وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود: أَن رجلا أَتَاهُ فَقَالَ لَهُ: إِنِّي تزوَّجت امْرَأَة شَابة أَخَاف أَن تَفْرَكَني. فَقَالَ عبد الله: إنّ الحبَّ من الله والفِرْك من الشّيطان فَإِذا دخَلتْ عَلَيْك فَصَلِّ ركْعتْين ثمَّ ادْعُ بكَذَا وَكَذَا. قَالَ أَبُو عبيد: الفِرْك: أَن تُبغِضَ الْمَرْأَة زَوجهَا، وَهِي امرأةٌ فَرُوك، وَهَذَا حرف مَخْصُوص بِهِ الْمَرْأَة وَالزَّوْج. وَقَالَ ذُو الرُّمة يصف إبِلا: إِذا اللْيل عنْ نَشْزٍ تجلى رَمَيْنه بأَمثال أَبصارِالنِّساءِ الفَوَارِك يصف إِبلاً شبَّهها بالنِّساءِ الفَوَاركِ لأنّهُنَّ يطمحنَ إِلَى الرِّجال ولَسْن بقاصراتِ الطّرْف على الأَزْوَاج. يَقُول: فَهَذِهِ الإبلُ تصبح وَقد أسْأَدَتِ الليْلَ كلّه فَكلّمَا أشرف لَهَا نَشْزٌ رميْنه بأبصارِهنَّ من النّشاط، والقوَّة على السَّير. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو زيد وَالْكسَائِيّ: إِذا أبغضَتِ الْمَرْأَة زَوجهَا قيل: قد فركَتْهُ تفْرَكُه فِرْكاً وفُروكاً. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : أولادُ الفِرْك فيهم نجابةٌ لأَنهم أشبَه بآبائهم، وَذَلِكَ أنّه إِذا وَاقَعَ امرأتَه وَهِي فارِكٌ لم يُشبهها وَلدُه مِنْهَا. وَقَالَ أَبُو زيد: فارَكَ فلانٌ صاحبَه مُفاركةً، وتارَكهُ مُتارَكةً بِمَعْنى وَاحِد. أَبُو بكر عَن ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: المُفَرَّك: الْمَتْرُوك المبْغَضُ. يُقَال: فارك فلانٌ فلَانا إِذا تَاركه، فَإِذا أبْغض الزوجُ الْمَرْأَة، قيل: صَلَفها، وصلِفَت عِنْده، وَإِذا أبغضته هِيَ. قيل: فَرِكَتْه، تَفْرَكُه. قَالَ: وَأَخْبرنِي أبي عَن أبي هِفّان عَن أبي عُبَيْدَة، قَالَ: خرج أعرابيّ، وَكَانَت امرأتُه

تَفْرَكه، وَكَانَ يَصْلِفها فأتبعَتْه نواةً وَقَالَت: شَطّتْ نواكَ، ثمَّ أتبعَتْه رَوْثة وَقَالَت: رثَيْتُكَ ورَاثَ خبَرُك، ثمَّ أتبعته حَصاة. وَقَالَت: حاصَ رزْقُكَ، وحُصَّ أثرُك، وَأنْشد: وَقَدْ أُخبِرْتُ أنّكِ تَفْرَكِينِي وأصلِفُكِ الغَدَاةَ فَلَا أُبَالِي وَقَالَ اللَّيْث: إِذا زالتِ الوابلة من العَضُدِ عَن صدفةِ الكتِفِ فاسترخى المَنكب قيل: قد انفرك مَنْكِبُه، وانفركت وابِلَتُه، وَإِن كَانَ مثل ذَلِك فِي وابلةِ الفَخِذ، والورك لَا يُقَال: انفرَك وَلَكِن يُقَال: حُرقَ فَهُوَ محروق. (أَبُو عُبَيْدَة) : الفَرَك: استرخاءٌ فِي الأذُن. يُقَال: أذنٌ فركاءُ، وَقد فَرِكَتْ فَرَكاً. وَقَالَ: هِيَ أشدَّ أصلا من الخذْوَاء. وَقَالَ النضرُ: بعيرٌ مفروك وَهُوَ الأفَكُّ الَّذِي ينخرم منكِبهُ وتنفكُّ الْعصبَة الَّتِي فِي جَوف الأَخرم. ركف: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ شمر: ارتكفَ الثلجُ إِذا وَقع فَثَبت على الأَرْض. ك ر ب كرب، كبر، ركب، رَبك، برك، بكر: مستعملات. كرب: قَالَ اللَّيْث: الكربُ مجزومٌ هُوَ الْغم الَّذِي يَأْخُذ بِالنَّفسِ، يُقَال: كربه الْغم، وَإنَّهُ لمكروب النَّفس، والكربة: الِاسْم، والكريب: المكروب، وأمرٌ كارب، والكُرُوبُ: مصدر كَرَب يكرُب، وكل شَيْء دنا فقد كرَب. يُقَال: كرَبت الشَّمْس أَن تغيبَ وكرَبت الجاريةُ أَن تُدرِك. وَفِي الحَدِيث: (إِذا اسْتَغْنى أَو كرَبَ اسْتَعَفَّ) . قَالَ أَبُو عبيد: كرب أَي دنا من ذَلِك وقرُب، وكل دانٍ قريب فَهُوَ كارب. وَقَالَ عبد قيس بن خفَافٍ البُرْجُمِي: أَبُنيَّ إنَّ أباكَ كارِبُ يَوْمِه فَإِذا دُعيتَ إِلَى المكارِم فاعْجَلِ (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : قَالَ: أصُول السَّعَفِ الغِلاَظُ هِيَ الكرَانيف، واحدُها: كِرْنافة، والعريضة الَّتِي تيبسُ فتصيرُ مثل الكتِف هِيَ الكَرَبة. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : سمِّيَ كَرَبُ النّخل كرَباً لِأَنَّهُ استغنيَ عَنهُ، وكَرَبَ أَن يُقطعَ ودنا من ذَلِك. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الكرَابة: التَّمْر يُلقَط من الكَرَبَ بعد الصِّرام. وَقَالَ غَيره: يُقَال: تكرَّبْتُ الكرَابة إِذا تلقّطتها من الكرَب. وَقَالَ أَبُو عبيد: الكرَابُ: واحدتها: كرَبة، وَهِي مَجَاري المَاء.

وَقَالَ أَبُو عَمْرو: هِيَ صُدورُ الأودية. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب يصف النَّحْل: جَوَارِسُهَا تَأرِي الشُّعُوفَ دوائباً وتَنْصَبُّ أَلْهَاباً مَصِيفاً كِرَابُها الشعوفُ: رُؤُوس الْجبَال، ألهاباً: شُقُوقاً فِي الْجبَال. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي أَيْضا: الكربُ: أَن يُشدّ الْحَبل فِي الْعِرَاقِيّ، ثمَّ يثّنى ثمَّ يثَلث، يُقَال مِنْهُ: أكْربْتُ الدَّلوَ فهيَ مُكرَبةٌ. قَالَ الحطيئة: قَوْمٌ إِذا عَقَدُوا عَقْداً لجَارِهِمُ شَدُّوا العِنَاجَ وشَدُّوا فَوْقَهُ الكَرَبا وَقَالَ ابْن بُزُرْج: دلوٌ مُكربة: ذَات كرَبٍ، وَقيد مكروبٌ إِذا ضُيِّقَ، وَأنْشد غَيره: إذَنْ يُرَدُّ وقَيْدُ العَيْرِ مكْرُوبُ (أَبُو نصر عَن الْأَصْمَعِي) : أكربتُ السِّقاء إكرَاباً إِذا ملأته، وَأنْشد: بَجَّ المزَادَ مُكْرَباً تَوْكيرَا ورَوى أَبُو الرّبيع، عَن أبي الْعَالِيَة أَنه قَالَ: الكَرُوبِيُّونَ: سادةُ الْمَلَائِكَة. مِنْهُم: جِبريل، وميكائيلُ، وإسرافيلُ. وَأنْشد شمرٌ لأمية بن أبي الصَّلْت: كَرُوبيَّةٌ مِنْهُم رُكوعٌ وسُجَّدُ (اللَّيْث) : يُقَال لكلِّ شيءٍ من الْحَيَوَان إِذا كَانَ وَثِيقَ المفاصل: إِنَّه لمُكْرَبُ المفاصل. وَقَالَ أَبُو زيد: أَكرَبَ الرّجلُ إكراباً إِذا أَحضرَ وعَداً، وإنّه لَمُكْرَبُ الخَلْق إِذا كَانَ شديدَ الأسْر. وَالْعرب تَقول: خُذْ رِجْلَك بإِكْرابٍ أَي أعْجَلْ وأَسْرعْ. قَالَ اللَّيْث: وَمن الْعَرَب مَن يَقُول: أكربَ الرجل إِذا أَخذ رجلَيْهِ بإكرابٍ، وقلَّما يُقَال. قَالَ: والكِرَابُ: كَرْبُكَ الأرضَ حَتَّى تقْلبَها، وَهِي مَكروبةٌ مُثارَةٌ. وَيُقَال فِي مَثَلٍ: (الكِرَابُ على البَقر) أَي لَا تُكْرَبُ الأرضُ إِلَّا عَلَى البقَر. قَالَ: وَمِنْهُم مَن يَقُول: (الكلابَ على الْبَقر) بالنَّصْب أَي أَوْسِدِ الكِلابَ عَلَى الْبَقر الوَحْشيّة. وَقَالَ ابْن السّكيت: القَوْلُ هُوَ الأوَّل. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبو عَمْرو: المُكْرَباتُ: الْإِبِل الَّتِي إِذا اشتدَّ البرْد عَلَيْهَا جَاءُوا بهَا على أَبْوَاب بُيُوتهم حَتَّى يُصيبَها الدُّخَانُ فتَدْفأَ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الكرِيبُ: الشَّوَبقُ وَهُوَ الفَيْلَكونُ. وَأنْشد: لَا يَستوي الصَّوْتَانِ حِين تَجَاوَبَا صوتُ الكَرِيبِ وصَوْتُ ذِئبٍ مُقْفِرِ قَالَ: والكَرْبُ: القُرْب، وَالْمَلَائِكَة

الكَرُوِبيُّونَ: أقرب الْمَلَائِكَة إِلَى حَمَلةِ الْعَرْش، والكَرَب: الحَبْل الَّذِي يُشَدُّ على الدلْو بَعْد المَنِينِ وَهُوَ الحَبْل الأول فإِذا انْقَطع المَنِينُ بَقي الكرَبُ. والتكريب: أَنْ تَزرعَ فِي الكَرِيب الجادِس، والكريبُ: القَرَاح، والجادِسُ: الَّذِي لم يُزْرَعْ قطُّ. كبر: قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَالَّذِى تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (النُّور: 11) . قَالَ الفراءُ: أَجمع القُرَّاء على كَسر الْكَاف، وَقرأَهَا حُمَيْدٌ الأعرجُ وَحْدَه (كُبْرَهُ) وَهُوَ وَجهٌ جيِّدٌ فِي النَّحْو، لِأَن الْعَرَب تَقول: فلانٌ تولَّى عُظْمَ الْأَمر يُرِيدُونَ أكثَره (قلت) : قاسَ الفرَّاء الكُبْرَ على العُظْم، وكلامُ العرَب على غَيره. أَخْبرنِي المنذريُّ عَن الحرّانيِّ عَن ابْن السّكيت أنّه قَالَ: كِبْرُ الشَّيْء: مُعظُمه بالكسْر. وَأنْشد قولَ قيس بن الخَطِيم: تنام عَن كِبْرِ شَأْنهَا فإِذا قامتْ رُوَيْداً تكادُ تَنْغَرِفُ وَمن أمثالهم: (كِبْرُ سياسة النَّاس فِي المَال) . قَالَ: والكِبْر من التكبُّر أَيْضا، فأَما الكُبْر بالضمّ فَهُوَ أكبر وَلد الرجل. وَيُقَال: الوَلاء للكُبْر. أَخْبرنِي الإياديُّ عَن شمرٍ، يُقَال: هَذَا كِبْرَةُ وَلَدِ أَبيه للذَّكر وَالْأُنْثَى، وَكَذَلِكَ: هَذَا عِجزةُ وَلَدِ أَبِيه للذّكر وَالْأُنْثَى، وَهُوَ آخرُ وَلد الرَّجل، ثمَّ قَالَ: كِبْرَة وَلَدِ أَبيه بِمَعْنى عِجْزَة، وَفِي (الْمُؤلف) للكسائي فلَان عجزةُ وَلَد أَبِيه: آخرُهم وَكَذَلِكَ: كِبْرَة وَلَدِ أَبِيه. قَالَ: والمذكَّر والمؤنَّث فِي ذَلِك سواءٌ: بِالْهَاءِ، ذهب شمرٌ إِلَى أنّ كِبْرَة: مَعْنَاهُ عِجْزَة، وَجعله الكسائيّ مِثله فِي اللَّفْظ لَا فِي الْمَعْنى. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن ابْن اليزيديّ لأبي زيد فِي قَوْله: {وَالَّذِى تَوَلَّى كِبْرَهُ} (النُّور: 11) بِكَسْر الْكَاف هَكَذَا سمعناه، وَقد كَانَ بَعضهم يَرفع الْكَاف، وأظنها لُغة. (أَبُو عبيد عَن الْكسَائي) : قَالَ: إِذا كَانَ أقْعَدَهم فِي النَّسَب قيل: هُوَ كُبْر قومه، وإكْبِرَّةُ قومه فِي وَزْن إفْعِلّة، والمرأَة فِي ذَلِك كالرَّجل. (ابْن السّكيت عَن أبي زيد) : يُقَال: هُوَ صِغْرَةُ ولد أَبِيه وِكبرتهم أَي أكبرهم، وَفُلَان كبرة القومِ، وصغرة الْقَوْم إِذا كَانَ أَصْغَرهم وأكبرهم. وَقَول الله جلّ وَعز: {سَأَصْرِفُ عَنْءَايَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} (الْأَعْرَاف: 146) . قَالَ الزَّجّاج: أَي أجعَل جزاءهم الإضلال عَن هِدَايَة آياتي.

قَالَ: وَمعنى يتكَبرون أَي أَنهم يرَوْنَ أَنهم أفضلُ الْخلق، وأنَّ لَهُم مِن الحقِّ مَا لَيْسَ لغَيرهم. وَهَذِه الصّفة لَا تكونُ إِلَّا للَّهِ خَاصَّة، لِأَن الله جلّ وَعز هُوَ الَّذِي لَهُ القدرةُ والفضلُ الَّذِي لَيْسَ لأحدٍ مِثله، وَذَلِكَ الَّذِي يستحقُّ أَن يقالَ لَهُ المتكبِّر، وَلَيْسَ لأحدٍ أَن يتكبَّر لأنَّ النَّاس فِي الحقوقِ سواءٌ، فَلَيْسَ لأحد مَا لَيْسَ لغيره، فَالله المتكَبرُ جلّ وَعز، وأَعلم الله أنَّ هَؤُلَاءِ يتكبَّرُونَ فِي الأَرْض بِغَيْر حقَ أَي هَؤُلَاءِ هَذِه صفتُهُمْ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْعَبَّاس أَنه قَالَ: فِي قَوْله: {يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} (الْأَعْرَاف: 146) مِن الكِبَرِ لَا مِن الكِبْرِ أَي يتفضلون ويرون أَنهم أفضلُ من غَيرهم. وَقَالَ مُجَاهِد فِي قَول الله جلّ وَعز: {قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَنَّ أَبَاكُمْ} (يُوسُف: 80) أَي أعْلَمُهُمْ كأنَّه كَانَ رئيسَهمْ، وأمَّا أكْبَرُهم فِي السِّنِّ فرُوبيلُ. قَالَ: والرئيسُ: شَمعونُ. وَقَالَ الْكسَائي فِي رِوَايَته: كبيرُهم: يَهُوذَا. وَقَوله جلّ وَعز: {إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِى عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ} (طه: 71) أَي معلمكم ورئيسكم، والصبيُّ بالحجاز إِذا جَاءَ مِن عِنْد معلمه قَالَ: جِئْت مِن عِنْد كَبيري، والكَبيرُ فِي صفة اللَّهِ تَعَالَى الْعَظِيم الْجَلِيل، المتكبر: الَّذِي تكبر عَن ظلم عباده، وَالله أعلم. وَأما قَول الله جلّ وَعز: {فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ} (يُوسُف: 31) فأكثرُ المفسِّرينَ يقولونَ: أَعْظَمْنَه. وَرُوِيَ عَن مُجَاهِد أَنه قَالَ: أكبَرْنه: حِضْنَ، وَلَيْسَ ذَلِك بِالْمَعْرُوفِ فِي اللُّغَة. وَأنْشد بَعضهم: نأتِي النِّسَاء على أَطْهَارِهنَّ وَلَا نأتِي النِّساءَ إِذا أكبَرْنَ إكبْارا (قلت) : وَإِن صحت هَذِه اللَّفْظَة بِمَعْنى الْحيض فلهَا مخرجٌ حسنٌ، وَذَلِكَ أنَّ المرأةَ إِذا حاضتْ أوَّل مَا تحيض فقد خَرجَتْ من حدِّ الصِّغَرِ إِلَى حدِّ الكِبَر. فَقيل لَهَا: أَكبَرتْ أَي حَاضَت فَدخلت فِي حدِّ الكبَر الموجبِ عَلَيْهَا الأمرَ والنّهْيَ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: سأَلت رجلا من طيىءٍ. فَقلت لَهُ: يَا أَخا طيىءٍ: ألكَ زَوْجةٌ؟ قَالَ: لَا وَالله مَا تزَوَّجت، وَقد وُعِدْتُ فِي بنتِ عمَ لي. قلت: وَمَا سِنُّها؟ قَالَ: قد أكْبرَتْ أَو كَرَبَتْ. فَقلت: مَا أكْبرَتْ؟ فَقَالَ: حاضَتْ.

(قلت) أَنا: فَلُغَة الطَّائِيِّ تصحح أنَّ إِكْبَارَ المرْأَة أوَّلُ حَيْضهَا إلاَّ أنَّ هَاءَ الكِنَاية فِي قولِ الله {فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ} يَنْفِي هَذَا الْمَعْنى، فالصَّحيح أنَّهُنَّ لما رأين يوسفَ رَاعَهُنَّ جماله فأعظمنه. وحَدثني الْمُنْذِرِيّ عَن عُثْمَان بن سعيد عَن أبي هِشَام الرِّفاعيِّ، قَالَ: حَدثنَا جَمِيع عَن أبي رَوْقٍ عَن الضَّحَّاكِ عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: {فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ} (يُوسُف: 31) قَالَ: حِضْنَ. (قلت) : فإِنْ صحَّتْ هَذِه الرِّوَايَة عَن ابْن عَبَّاس سلمنَا لَهُ، وَجَعَلنَا الهاءَ فِي قَوْله أكْبرْنه هاءَ وقفةٍ لَا هاءَ كنايةٍ، وَالله أعلم بِمَا أَرَادَ. وَيُقَال: رجلٌ كَبِير وكُبَارٌ وكُبَّار. قَالَ الله جلّ وَعز: {خَسَاراً وَمَكَرُواْ مَكْراً كُبَّاراً} (نوح: 22) . والكبِرِياء: عَظمَة الله جاءتْ على فعلياء. قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: الْكِبْرِيَاء: المْلك فِي قَوْله تَعَالَى: {وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَآءُ فِى الاَْرْضِ} (يُونُس: 78) . والاستكْبارُ: الِامْتِنَاع عَن قبولِ الحقِّ معاندةً وتكَبُّراً. والأكابر: أحياءٌ من بكرِ بن وائلٍ، وهم: شَيبَان، وعامِر، وجليحةُ من بني تيم بن ثَعْلَبَة بن عُكَابةَ، أصابتهمْ سَنَةٌ فانتجعوا بِلَاد تيم، وضبةَ، ونزلوا عَلَى بدرِ بن حَمْرَاء الضَّبِّي فأَجارهم وَوَفَى لَهُم. فَقَالَ بدر فِي ذَلِك: وفيتُ وَفَاء لم يَرَ النَّاسُ مِثله بتِعْشارَ إِذْ تحبو إليّ الأكابرُ قَالَ: والكُبْر فِي الرِّفعة والشرف. قَالَ المرّارُ: وَلِيَ الْأَعْظَم من سُلاَّفها ولي الهامةُ فِيهَا والكُبرْ وروى عَمْرو عَن أَبِيه: الكابرُ: السَّيِّد، والكابر: الجَدُّ الأكُبر. وَفِي حَدِيث عبد الله بن زيد الَّذِي أُري الْأَذَان: (أنهُ أخَذَ عُوداً فِي مَنَامه ليتَّخذ مِنْهُ كَبَراً) رَوَاهُ شمر فِي كِتَابه. قَالَ شمر: والكَبَر: الطَّبْل فِيمَا بلغنَا. وَقَالَ اللَّيْث: الكَبَر: الطَّبْل الَّذِي لَهُ وجهٌ واحدٌ بلغَة أهلِ الْكُوفَة. (ثَعْلَب عَن الْأَعرَابِي) : الكَبَر: الطَّبْل، وَجمعه: كِبار مِثل جملٍ وجمالٍ. وَقَالَ اللَّيْث: الكِبْر: الْإِثْم، جعل من أَسمَاء الكبيرةِ كالخِطْءِ من الْخَطِيئَة. والكِبَر: مصدرُ الْكَبِير فِي السِّنِّ من النَّاس والدّوَابِّ، وَقد كبِرَ كِبَراً، وَإِذا أَردْتَ عظمَ الشِّيءِ والأمْرِ قلتَ: كَبُرَ يكبُر كِبَرا

ً أَيْضا، كَمَا تَقول: عظَمَ يعظُم عِظَماً. وَتقول: كبُر الأمْرُ يكبُر كَبَارَةً. وَيُقَال: ورثوا المجدَ كَابِرًا عَن كابرٍ أَي عَظِيما وكبيراً عنْ كبيرٍ فِي الشّرَف والعز. (عَمْرو عَن أَبِيه) : قَالَ: الكابر: السّيِّد والكابر: الجَدُّ الْأَكْبَر. وَقَالَ اللَّيْث: الْمُلُوك الأكابرُ: جماعةُ أكبرَ، وَلَا تَجوزُ النَّكرةُ فَلَا تَقول: ملوكٌ أَكابرُ، وَلَا رِجالٌ أكَابِر، لِأَنَّهُ لَيْسَ بنعْتٍ إِنَّمَا هُوَ تعجُّبٌ، وَقَول المصلِّي: الله أكبرُ، وَكَذَلِكَ قَول المؤَذِّن، فِيهِ قَولَانِ: أَحدهمَا: أنَّ مَعْنَاهُ: الله كبيرٌ، كَقَوْل الله جلّ وعزّ: {ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ} أَي هُوَ هَيِّنٌ عَلَيْهِ. ومِثلُه قَول مَعْنِ بن أَوْسٍ: لَعَمْرُكَ مَا أَدْرِي وإِني لأَوْجَلُ مَعْنَاهُ: وإنِّي لوَجِلٌ، والقولُ الآخر أنَّ فِيهِ ضميراً، الْمَعْنى: الله أكبرُ كبيرٍ وَكَذَلِكَ: الله الأعزُّ أَي أَعَزُّ عزيزٍ. قَالَ الفرزدق: إنَّ الَّذِي سَمَكَ السماءَ بَنَى لنا بَيتاً دعائمُه أَعَزُّ وأطوَلُ مَعْنَاهُ: أعَزُّ عزيزٍ، وأطول طَوِيل. أخبرنَا ابْن مَنِيعٍ، قَالَ: أخبرنَا عليُّ بن الجَعْد عَن شُعبةَ عَن عَمْرو بن مُرَّة، قَالَ: سمعتُ عَاصِمًا العَنَزِي يحدِّثُ عَن ابْن جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمٍ عَن أَبِيه أَنَّهُ رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم يُصَلِّي قَالَ: فكبَّرَ، وَقَالَ: الله أكبر كَبيراً ثلاثَ مراتٍ، ثمَّ ذَكر الحَدِيث بِطُولِهِ. قَالَ أَبُو مَنْصُور: نصب كَبِيرا لِأَنَّهُ أَقامه مُقَام المصْدر لِأَن معنى قَوْله: الله أكبرُ: أُكبِّرُ الله كَبِيرا بِمَعْنى تَكْبِيرا، يدلُّ على ذَلِك مَا رَوَى سعيد عَن قَتادةَ عَن الْحسن أنُّ نبيَّ الله عَلَيْهِ السلامُ كَانَ إِذا قَامَ إِلَى صلَاته من اللَّيْل قَالَ: لَا إِلهَ إلاَّ الله، الله أكبرُ كَبِيرا ثَلَاث مرّاتٍ، فقولُه: كَبِيرا بِمَعْنى: تَكْبِيرا فَأَقَامَ الاسمَ مُقَام الْمصدر الْحَقِيقِيّ. وَقَوله: الْحَمد لله كثيرا، أَي أحمدُ اللَّهَ حَمْداً كثيرا. وَيُقَال للشَّيخ: قد عَلَتْهُ كَبْرَةٌ، وعلاه المَكْبَرُ إِذا أَسَنَّ. وَيُقَال للسيف والنَّصْل العَتِيق الَّذِي قَدُمَ: عَلَتْهُ كَبْرَةٌ. وَمِنْه قَوْله: سَلاَجِمُ يَثْرِبَ الَّلاتي عَلَتهَا بِيَثْرِبَ كَبْرَةٌ بعد المرُونِ (شمرٌ) : يُقَال: أَتَانِي فلانٌ أَكبرَ النَّهَار وشَبَابَ النَّهَار أَي حِين ارْتَفَعَ النهارُ. وَقَالَ الْأَعْشَى: سَاعَة أكبرَ النَّهَارُ كَمَا شَدَّ مُحِيلٌ لَبُونَه إعْتَاماً يَقُول: قتَلناهم أوَّلَ النَّهَار فِي ساعةٍ قَدْرَ مَا يشدُّ المحيلُ أَخْلافَ إِبِلهِ لِئَلَّا يَرضَعها الفُصْلاَنُ.

ركب: قَالَ اللَّيْث: تَقول الْعَرَب: رَكِبَ فلانٌ فلَانا يَركبُه رَكْباً إِذا قَبَضَ على فَوْدَيْ شَعْره ثمَّ ضَرب جَبْهتَه بركبتَيْه. قَالَ: ورُكْبةُ البَعيرِ فِي يَده، وَقد يُقَال لذوات الْأَرْبَع كلِّها من الدَّوابِّ: رُكَبٌ، ورُكْبتَا يدَيِ الْبَعِير: المَفْصِلانِ الَّلذانِ يليَانِ البَطْنَ إِذا برَك، وأمَّا المَفْصِلان الناتِئَانِ من خلْف فهما العُرْقوبان. وَيُقَال: للمُصَلِّي الَّذِي أثَّرَ السُّجودُ فِي جَبْهَتِه: بيْن عَيْنَيْهِ مِثلُ رُكبةِ العَنْز، وَيُقَال لكلِّ شَيْئَيْنِ يستويان ويتكافآن: هُما كركبَتَي العَنْزِ، وَذَلِكَ أَنَّهُمَا يَقعان مَعًا إِلَى الأَرْض مِنْهَا إِذا رَبَضَتْ. وَيُقَال من الرُّكُوبِ: رَكِبَ يَرْكَبُ رُكوباً، والرَّكْبةُ: مرَّةٌ وَاحِدَة، والرِّكبةُ: ضربٌ من الرُّكوب، يُقَال: حَسنُ الرِّكْبة، وركبَ فلانٌ فلَانا بأَمْرٍ، وارْتكبَه، وكلُّ شَيْء علا شَيْئا فقد رَكبَهُ، وركبَه الدَّيْنُ. وَفِي الحَدِيث: (إِذا سافرتم فِي الخِصْب فأعطوا الرُّكُبَ أَسنَّتَهَا) . قَالَ أَبُو عبيد: الرُّكُبُ: جمع الرِّكاب، والركابُ: الْإِبِل الَّتِي يسَار عَلَيْهَا، ثمَّ يجمع الركابُ رُكباً. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الرُّكُبُ لَا يَكون جمع رِكاب. وَقَالَ غَيره: بعيرٌ رَكُوبٌ، وَجمعه: رُكُب، وَجمع الركاب: ركائب وروَاكِبُ الشَّحْم: طرائقُ بَعْضهَا فَوق بعض فِي مقَدَّمِ السَّنَام، فأمَّا الَّتِي فِي المؤخَّر: فهِي الرَّوَادِف. والرِّكابةُ: شِبْهُ فَسِيلةٍ فِي أَعْلى النَّخْلَة عِنْد قِمّتِهَا، ربَّما حملتْ مَعَ أُمِّهَا، وَإِذا قُلِعَتْ كَانَ أَفْضل للأمِّ. وَقَالَ أَبُو عبيد: سمعتُ الأصمعيَّ يَقُول: إِذا كَانَت الفَسِيلةُ فِي الجِذْع وَلم تكُنْ مُستأْرِضةً فَهِيَ من خَسِيسِ النّخل، وَالْعرب تسَمِّيها الراكِب. وَقَالَ شمر: هِيَ الرَّاكوبُ أَيْضا، وَجَمعهَا: رَوَاكيبُ. وَقَالَ اللَّيْث: العربُ تسمِّي من يركب السفينةَ: رُكّابَ السفينةِ، وأمَّا الرُّكْبَانُ الأرْكوبُ، والرَّكْب فراكبو الدَّوَابِّ، يُقَال: مَرُّوا بِنَا رُكوبا (قُلت) : وَقد جَعل ابْن أحْمَرَ ركابَ السَّفِينَة رُكباناً فَقَالَ: يُهِلُّ بالفَرْقَدِ رُكبانُهَا كَمَا يُهِلُّ الراكبُ المعْتَمِر يَعْنِي قوما ركبُوا سفينة فغمَّت السماءُ وَلم يَهتدُوا، فَلَمَّا طلع الفرْقدُ كبَّروا لأَنهم اهتدوْا للسَّمْتِ الَّذِي يَؤُمُّونه. (الحرّانيُّ عَن ابْن السّكيت) : تَقول: مَرَّ بِنَا راكبٌ إِذا كَانَ على بعيرٍ، والرَّكْب: أَصْحَاب الإبلِ، وهم: العَشَرَة فَمَا فَوْقهَا، والأُركوبُ: أَكثر من الرَّكْبِ، والرَّكَبَةُ أقلُّ من الرَّكْبِ، والرِّكاب: الْإِبِل، واحدتها: راحلةٌ، وَلَا وَاحدَ لَهَا من لفَظِها.

وَمِنْه قيل: زَيْتٌ رِكَابيٌّ أَي يُحمَل على ظُهُور الْإِبِل، فَإِذا كَان الرَّكْبُ على حافرٍ بِرْذَوْناً كَان أَو فرَساً أَو بغلاً أَو حِماراً قلتَ: مرَّ بِنَا فارِس عَلَى حِمار، ومرّ بِنَا فارسٌ على بَغل. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : راكِبٌ ورِكابٌ، وَهُوَ نادِرٌ. قَالَ: والراكِبُ أَيْضا: رأسُ الْجَبَل، والرَّاكِبُ: النخلُ الصِّغار يخرُج فِي أصُول النّخل الكِبار. والرُّكْبَةُ: أصل الصِّلِّيَانة إِذا قُطعت. وَقَالَ ابْن شُميلٍ فِي كتاب (الْإِبِل) : الْإِبِل الَّتِي تُخرَج ليُجاءَ عَلَيْهَا بِالطَّعَامِ: تسمى رِكاباً حِين تَخرُج وَبَعْدَمَا تجيءُ، وَتسَمى عِيراً على هَاتين المنزلتين، وَالَّتِي يُسافَرُ عَلَيْهَا إِلَى مَكَّة أَيْضا رِكابٌ يحمَلُ عَلَيْهَا المحامل، وَالَّتِي يُكْرُون ويُحمَل عَلَيْهَا مَتَاع التُّجّار وطعامهم كلُّها ركابٌ، وَلَا تسمى عِيراً، وَإِن كَانَ عَلَيْهَا طعامٌ إِذا كَانت مُؤاجَرة بكرَاء، وليسَ العيرُ الَّتِي تَأتي أهلَها بِالطَّعَامِ وَلكنهَا رِكَابٌ. وَلَا تسمى عِيراً، وَالْجَمَاعَة: الرِّكَائب والرِّكاباتُ إِذا كَانت ركَابٌ لي، وركَاب لكَ وركابٌ لهَذَا، جِئْنَا فِي ركاباتِنا، وَهِي ركابٌ وَإِن كَانَت مرعِيّة: تَقول: تردُ علينا اللَّيْلَة ركابُنا، وَإِنَّمَا تسمى رِكاباً إِذا كَانَ يحدِّث نَفسه بِأَن يبعثَ بهَا أَو ينحدِرَ عَلَيْهَا، وَإِن كَانَت لم تُرْكَبْ قطّ. هَذِه رِكابُ بني فلانٍ. وَفِي حَدِيث حُذَيفَة: (إنَّما تَهلِكونَ إِذا صرْتُم تَمْشُون الرَّكَباتِ كأنكم يَعَاقِيبُ الحَجَل، لَا تَعْرِفونَ مَعرُوفاً، وَلَا تُنْكِرُونَ مُنكراً) مَعْنَاهُ أَنكُمْ تركبونَ رُؤوسكم فِي الباطلِ والفِتَنِ يَتبعُ بَعْضكُم بَعْضًا بِلَا رَوِيَّةِ. وأَركَبَ المُهْرُ إِذا حَان رُكوبُه، فَهُوَ مُرْكِبٌ، وتراكَبَ السحابُ وترَاكَم: صَار بعضُه فَوق بعض. وشيءٌ حَسَنُ التَّرْكِيب. وَقَالَ الله جلّ وَعز: {لَهَا مَالِكُونَ وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ} (يس: 72) . قَالَ الْفراء: اجتمعَ الْقُرَّاء على فتح الرَّاء لِأَن الْمَعْنى فَمِنْهَا يركبون، ويُقوِّي ذَلِك أَن عَائِشَة قرأتْ (فَمِنها رَكُوبتهمْ) وَقَالَ أَبُو عبيد قَالَ الْأَصْمَعِي: الرَّكوبة: مَا يركبون. وَقَالَ اللَّيْث: الرَّكوبُ: كل دَابَّة يُركَب، والرَّكوبة: اسمٌ لجَمِيع مَا يُركبُ، اسمٌ للواحدِ والجميع. قَالَ: والركابُ: الإبلُ الَّتِي تحمل الْقَوْم وَهِي رِكابُ الْقَوْم إِذا حَمَلتْ أَو أريدَ الحملُ عَلَيْهَا، وَهُوَ اسمُ جمَاعَة لَا يُفرد والرِّياحُ: رِكابُ السَّحَاب. قَالَ أُميَّة: تردَّدُ والرِّياحُ لَهَا رِكابُ قَالَ: والرَّكِيبُ: مَا بَين نهرَيِ الكَرْم،

والركيبُ يكونُ اسْما للمرَكَّب فِي الشَّيْء مثل الفَصِّ وَنَحْوه، لِأَن المفعَّلُ والمفْعَلَ كلٌّ يردُّ إِلَى فَعيل، وثوبٌ مجدَّد: جديدٌ، ورجلٌ مُطْلقٌ: طليقٌ. والمرْكَبُ: الدَّابَّة، تقولُ: هَذَا مَرْكَبي، والجميعُ: المراكب. والمرْكبُ: المصدَرُ، تَقول: ركبْتُ مَرْكباً أَي ركوباً، والمرْكَبُ: الموْضعُ. والمرْكبُ: الَّذِي يَغْزُو على فرَس غَيره. وَتقول: هَذَا الرَّجُل كريمُ المركَّب أَي كريمُ الأَصْل. والرَّكَبُ: رَكبُ المرأةِ. معرُوف، والجميعُ: الأَركابُ، وَلَا يُقَال: رَكبُ الرَّجُل (قلت) : وغيرُه يجيزُ أَن يُقَال: رَكَب الرجل، وَأنْشد الْفراء: لَا يُقْنِعُ الجاريةَ الخِضابُ وَلَا الوشَاحانِ وَلَا الجِلْبابُ مِنْ دون أَنْ تلتقيَ الأركابُ ويَقْعُدَ الأيرُ لَهُ لُعابُ وَقَالَ اللَّيْث: رِكابُ السَّرْج، والجميع: الرُّكُبُ. قَالَ: والأرْكبُ: العظيمُ الرُّكْبةِ، وَنَحْو ذَلِك. قَالَ الْأَصْمَعِي فِيمَا روى أَبُو عبيد عَنهُ، وَيُقَال: طَرِيق رَكُوبٌ أَي موْطوءٌ مَلْحُوبٌ، وبَعير رَكُوب، بِهِ آثارُ الدَّبَر والقَتَب. (ابْن شُمَيْل عَن الجعديِّ) : رُكْبانُ السُّنْبُل: سوابقُ السنبُل الَّتِي تخرج فِي أوَّله. يُقال: قد خرَجت فِي الحَبِّ رُكْبانُ السنبُل. ورَكُوبة: اسْم ثَنيَّةٍ بحذاء العَرْج سلكها النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مُهاجَره إِلَى الْمَدِينَة. وَفِي الحَدِيث: (بَشِّرْ رِكيبَ السُّعاة بقِطْعٍ منْ جَهنمَ مثل قُور حِسْمَي) ، الرَّكيبُ بِمَعْنى الرَّاكب، كَأَنَّهُ أَرَادَ الَّذِي يرْكبُ السُّعاة فيظلمُهمْ ويكتبُ عَلَيْهِم أَكثر ممَّا قبَضوا، ويرفعُه إِلَى مَنْ فَوْقهم، والسُّعاة: الَّذين يقبِضون الصَّدقَات. وَفِي (النَّوَادِر) : يُقَال: رَكِيب من نخل وَهُوَ مَا غُرسَ سطراً على جَدْوَل أَو غير جدول. وَقَالَ: يُقَال للقَرَاح الَّذِي يُزرعُ فِيهِ: رَكِيب. قَالَ: تأَبط شرّاً: وَيوْماً عَلَى أَهلِ الموَاشِي وَتارةً لأهلِ ركيبٍ ذِي ثَميلٍ وسُنْبُلِ الثميل: بَقِيَّة مَاء بعد نضوب الْمِيَاه، قَالَ: أهل الركيب: هم الحُضّار. رَبك: (أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر) : الرَّبِيكةُ: شيءٌ يطْبَخ من بُرَ وتمرٍ. يُقَال: مِنْهُ: رَبَكْتُه أرْبُكهُ رَبْكاً، وَمن أمثالهم: (غَرْثَانُ فارْبُكُوا لَهُ) وَأَصله أنَّ

رجلا قدِمَ من سفرٍ وَهُوَ جَائِع، وَقد ولدتِ امرأَتهُ لَهُ غُلَاما فَبُشّرَ بِهِ فَقَالَ: مَا أَصنعُ بِهِ أَآكلُه أَمْ أشربُهُ، ففطنت لَهُ امْرَأَته فَقَالَت: (غَرْثانُ فارْبكُوا لَهُ) أَي أَنه جائعٌ فسَوُّوا لَهُ طَعَاما يهجأ غَرَثَه ففَعَلوا فلمَّا شبع قَالَ: كَيفَ الطَّلاَ وأُمُّهُ؟ وَقَالَ اللَّيْث: الرَّبْكُ: إصلاحُ الثَريدِ وخلطُهُ بِغَيْرِهِ. والرَّبكُ: أَنْ تُلقَى إِنساناً فِي وَحْلٍ فَيَرْتَبِكَ فِيهِ، وَلَا يُمكنهُ الخروجُ مِنْهُ، والصيدُ يَرْتَبِكُ فِي الحِبالة إِذا نشِبَ فِيهَا، وإِذا تَتعْتَعَ الرَّجلُ فِي كلامِهِ قيل: قد ارْتَبَكَ فِي منطقِه. وَيُقَال: ارْتَبَكَ الأمرُ، والْتَبَكَ بِمَعْنى وَاحِد إِذا اخْتَلَطَ. فِي الحَدِيث عَن أبي أمامةَ فِي صفة أهل الْجنَّة: (إِنَّهُم يَركَبونَ المَيَاثِرَ على النُّوقِ الرُّبْكِ، عَلَيْهَا الحَشَايَا) . قَالَ شمرٌ: الرُّبكُ، والرُّمْكُ: واحدٌ وَالْمِيم أعرفُ. قَالَ: والأرْمَكُ والأرْبكُ منَ الْإِبِل: الأسودُ، وَهُوَ فِي ذَاك مُشربٌ كُدْرَةً، وَهُوَ شديدُ سوادِ الأذُنْينِ، والدُّفوفِ، وَمَا عدا أذنيِ الأرْمَكِ، ودُفوفَه مشربٌ كُدْرةً. بكر: قَالَ اللَّيْث: البَكْرُ من الْإِبِل: مَا لم يَبْزُلْ، وَالْأُنْثَى بَكْرَةٌ، فَإِذا بزَلاَ فجمَلٌ وناقةٌ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: البَكْرُ: ابْن المخاضِ، وَابْن الَّلبُونِ، والحِقُّ والجَذَعُ، فَإِذا أثنى فَهُوَ جملٌ وَهُوَ جِلَّةٌ، وَهُوَ بعيرٌ حَتَّى يبزُلَ وَلَيْسَ بعدَ البازلِ سنٌّ يُسمى، وَلَا قبل الثّنِيّ سنٌّ يسمَّى. (قلت) : وَمَا قَالَه ابْن الْأَعرَابِي صحيحٌ، وَعَلِيهِ كَلَام من شاهدتُ من الْعَرَب. وَقَالَ اللَّيْث: البَكْرَةُ، والبَكَرَةُ: لُغتان للَّتِي يستقى عَلَيْهَا، وَهِي خشبةٌ مستديرةٌ فِي وَسطهَا مَحَزٌّ للحبلِ، وَفِي جوفها مِحْورٌ تَدور عَلَيْهِ. قَالَ: والحَلَقُ الَّتِي فِي حلية السَّيْف هِيَ البَكَرَاتُ، كَأَنَّهَا فتوخُ النساءِ. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أبي طَالب أَنه قَالَ فِي قولهمْ: جَاءُوا على بَكْرَةِ أَبيهم. قَالَ قَالَ الأصمعيُّ: يَعْنِي جاءُوا على طريقةٍ واحدةٍ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: معناهُ جَاءُوا بأَجمعهم. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: مَعْنَاهُ جَاءُوا بَعضهم فِي إثرِ بعضٍ، وَلَيْسَ هُنَاكَ بَكْرَةٌ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : البُكَيرةُ: تصغيرُ البَكْرَةِ وَهِي جماعةُ الناسِ. يُقَال: جَاءُوا على بَكْرَتهمْ، وعَلى بكْرَة أُمّهمْ أَي بأَجمعهمْ، وليسَ ثَمَّ بكْرَةٌ، وَإِنَّمَا هُوَ مَثَل. وَقَول الله جلّ وَعز: {لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذالِكَ} (الْبَقَرَة: 68) .

قالَ أَبُو إِسْحَاق: أيْ ليستْ بِصغيرةٍ وَلَا كبيرَة، وَمعنى (بَين ذَلِك) بَين البِكْرِ والفارضِ. (الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت) قَالَ: البِكْرُ: الجاريةُ الَّتِي لم تقتضَّ، وجمعُها: أبكارٌ، والبِكْرُ: النَّاقة الَّتِي حملتْ بَطنا وَاحِدًا، وبِكْرُهَا: وَلَدهَا، والبَكْرُ: الفَتيُّ من الْإِبِل وَجمعه: بِكارٌ، وبِكَارةٌ. وَقَالَ أَبُو الهيثمِ: العربُ تسمِّي الَّتِي ولدت بَطنا وَاحِدًا بِكْراً بولدِها الَّذِي تَبتكِرُ بِهِ. وَيُقَال لَهَا أَيْضا بِكْرٌ مَا لم تَلد، وَنَحْو ذَلِك، قَالَ الأصمعيُّ: إِذا كَانَ أولَ ولد ولدتهُ الناقةُ فَهِيَ بكْرٌ. وَقَالَ اللَّيْث: البِكْرُ من النِّسَاء: الَّتِي لم تمسَّ، والبِكْرُ من الرِّجَال: الَّذِي لم يقرب النِّسَاء بعْدُ، والبِكْرُ: أوَّلُ وَلدِ الرجل غُلَاما كَانَ أَو جَارِيَة. وَيُقَال: أشدَّ الرِّجَال بِكْرٌ ابنُ بِكْرَينِ، وبقرةٌ بِكْرٌ: فتيَّةٌ لم تحمِل، وبِكْرُ كلِّ شَيْء: أولهُ. (أَبُو عبيد عَن الكسائيّ) : هَذَا بكْر أَبويهِ وَهُوَ أَوَّلُ ولدٍ يولدُ لَهما، وَكَذَلِكَ الْجَارِيَة بِغَيْر هَاء، والجميعُ مِنْهُمَا: أبكارٌ، وبِكْرةُ ولدِ أَبويه: أَكْبرهمْ. وَقَالَ الليثُ: يُقَال: مَا هَذَا الأمرُ منكَ بِكْراً وَلَا ثِنْياً على معنى: مَا هُوَ بأَول وَلَا ثَان. قَالَ ذُو الرمة: وقُوفاً لَدَى الأبوابِ طَلاَّبَ حاجةٍ عوَانٍ من الحاجَاتِ أَو حَاجَةً بِكْرَا وَبَنُو بكرٍ فِي العرَب: قبيلتانِ: إِحْدَاهمَا: بَنو بكر بن عبد مَناةَ بنِ كِنانةَ. والأخرَى: بكرُ بن وَائِل فِي ربيعَة، وَإِذا نُسِبَ إِلَيْهِمَا قَالُوا بَكْريٌّ، وَأما بَنو بكر بنِ كِلابٍ فالنسبةُ إِلَيْهِم بَكْرَاوِيٌّ، والبُكْرَةُ من الغَدَاة تُجمع بُكراً وأبكاراً. وَقَول الله تَعَالَى: {وَنُذُرِ وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ} (الْقَمَر: 38) بكرَة وغدوة إِذا كَانَتَا نكرتين أُنثتا وصُرِفتا، وَإِذا أَرَادوا بهما بكرةَ يومِك؛ وغداةَ يَوْمك لم تصرفهما فبكرة هَا هُنَا نكرَة. والبُكورُ، والتبكيرُ: الْخُرُوج فِي ذَلِك الْوَقْت. والإبكارُ: الدُّخول فِي ذَلِك الْوَقْت، وَيُقَال: باكَرْتُ الشَّيْء إِذا بكَّرْتَ لَهُ. وَقَالَ لبيد: بَاكَرْتُ حاجَتَها الدّجَاجَ بسُحْرَةٍ لأعِلَّ مِنْهَا حِينَ هَبَّ نِيَامُهَا أَي بادرْتُ صقيعَ الدِّيكِ سَحَراً إِلَى حَاجَتي. والباكورُ من كل شَيْء هُوَ المبَكِّرُ السَّرِيع الْإِدْرَاك، والأُنثى: باكورَةٌ، وغيثٌ بَكورٌ، وَهُوَ المبَكِّرُ فِي أوّل الوَسْمِيِّ وَيُقَال أَيْضا: هُوَ الساري فِي آخر اللَّيْل وَأول النَّهَار،

وَأنْشد: جَرَّرَ السيْلُ بهَا عُثْنُونَه وتَهادَتْها مَداليجٌ بُكرْ وسحابةٌ مِدْلاجٌ: بَكُورٌ. وَيُقَال: أتيتُهُ باكِراً. فَمن جعل الباكِرَ نعتاً قَالَ للأُنثى: باكِرَة وَقَوله: ... أَوْ أَبكارُ كَرْمٍ تُقَطّفُ واحِدُها: بِكْرٌ، وهوَ الكَرْمُ الَّذِي حملَ أول حملِه. وعَسَلٌ أبكارٌ: يُعَسِّلهُ أبكارُ النَّحْل أَي أَفتاؤُها، وَيُقَال: بل أبكار الجوارِي يلينَه. وكتبَ الحجَّاجُ إِلَى عَامل لَهُ: ابعثْ إليَّ بعَسَل من الدَّسْتَفْشارِ، الَّذِي لم تمَسَّهُ النارُ. وَقَالَ الْأَعْشَى: تَنَحَّلَها مِن بِكارِ القِطافِ أُزَيرِقُ آمِنُ إكْسادِها بِكارُ القطاف جمع باكر كَمَا يُقَال: صَاحب وصِحاب، وَهُوَ أول مَا يُدْرِكُ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: نَارٌ بِكْرٌ: لم تُقْتَبَسْ من نارٍ، وحاجةٌ بكْر: طُلِبت حَدِيثا. وَفِي الحَدِيث: (لَا يزَالُ النَّاس بخيْرٍ مَا بَكَّرُوا بصلاةِ المَغْرِب) مَعْنَاهُ: مَا صَلّوْها فِي أول وَقتهَا. وَفِي حَدِيث آخر: (مَنْ بَكَّرَ يوْمَ الجُمَعةِ وابتَكر فلهُ كذَا) فَمَعْنَى بَكَّرَ: خرج إِلَى الْمَسْجِد باكِراً، وَمعنى ابتَكرَ: أَدركَ أول الخُطبة. وَقَالَ أَبُو سعيد فِي قَوْله: من بكر وابتكر إِلَى الْجُمُعَة، تَفْسِيره عندنَا: من بكر إِلَى الْجُمُعَة قبل الْأَذَان، وَإِن لم يأتها باكراً فقد بكَّر، وَأما ابتكارها فَأن تدركَ أول وَقتهَا، وَأَصله من ابتكار الْجَارِيَة، وَهُوَ أَخذ عُذْرتها. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : إِذا كَانَت النخلةُ تُدرِكُ فِي أوّل النّخل، فهيَ البَكورُ، وهنّ البُكُر. وَقَالَ المُتَنَخِّلُ الْهُذلِيّ: ذلكَ مَا دِينُكَ إذْ جُنِّبَتْ أحْمَالُها كالبُكُرِ المُبْتِلِ قَالَ: وَقَالَ الْفراء: البَكِيرةُ: مِثلُ البَكُور. (أَبُو زيد) : أبكَرْتُ الوِرْدَ إبكاراً وأبكَرْتُ الغداءَ إبكاراً، وبكَرْتُ على الْحَاجة بكوراً، وغدوْت عَلَيْهَا غُدُوّاً، مثل البُكور، وأبكرْتُ الرّجلَ على صاحبهِ إبكاراً حَتَّى بَكر إِلَيْهِ بُكوراً. (ابْن شُمَيْل) قَالَ: قَالَ أَبُو البَيْداء: ابتكرَتِ الحاملُ إِذا ولَدَت بِكرَها، وأثنتْ

فِي الثَّانِي، وثلَّثتْ فِي الثَّالِث: ورَبَّعتْ وخَمَّستْ وعشّرتْ. وَقَالَ بَعضهم: أَسْبَعتْ وأعْشرتْ وأَثمنتْ فِي الثَّامِن وَالسَّابِع والعاشر. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : ابتَكرَتِ المرأةُ ولدا إِذا كانَ أولُ ولدِها ذكرا، وأثْتَنَتْ إِذا جاءتْ بولدٍ ثِني، واثْتلثَتْ ولدَها الثَّالِث، وابتكرْتُ أَنا واثْتنيْت، واثتلثتُ. برك: قَالَ اللَّيْث: البَرْكُ: الْإِبِل البُرُوك اسمٌ لجماعتها. قَالَ طرَفة: وبَرْكٍ هُجودٍ قدْ أَثارَتْ مخافتي نوَاديها أَمْشى بعَضْبٍ مُجَرّدِ (أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة) : البَرْك: جماعةُ الْإِبِل البُرُوك. قَالَ وَقَالَ أَبُو زيد: البِرْكة: أَن يَدُرّ لَبنُ النَّاقة بارِكةً فيُقيمَها ويحلُبَها. وَقَالَ الْكُمَيْت: وحَلَبْتُ بِرْكَتَها اللَّبُو نَ لبُونُ جودِك غيرَ ماصِرْ وَقَالَ اللَّيْث: البِرْكةُ: مَا وَلِيَ الأَرْض من جلدِ بطن البَعير وَمَا يَلِيهِ من الصدْر، واشتِقَاقُه من مَبْرَك الْبَعِير. والبَرْك: كَلْكَلُ الْبَعِير وصدرُه الَّذِي يَدُوك بِهِ الشَّيْء تَحْتَهُ، يقالُ: حكَّه ودكَّه وداكهُ ببَركه ودلَكه، وَأنْشد فِي صفةِ الحَرْبِ وشدَّتِها: فأَقعَصتهمْ وحكَّت برْكها بهمُ وأَعْطتْ النَّهْبَ هَيَّانَ بنَ بيَّانِ قَالَ: والبِرْكة: شِبْه حوْض يُحفرُ فِي الأَرْض، وَلَا يُجعَل لَهُ أعضاد فَوق صَعيد الأَرْض، وَهُوَ البِرْك أَيْضا؛ وَأنْشد: وأَنتِ الَّتِي كلَّفْتِني البِرْكَ شاتياً وأَوْرَدتِنيهِ فانظري أَيّ مَوْرِد (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : البِرْكة تطفح مثل الزَّلف، والزلف: وَجه المِرْآة. (قلت أَنا) : والعرَب تُسمِّي الصهاريجَ الَّتِي سُوِّيتْ بالآجر، وصُرِّجتْ بالنّورة فِي طَرِيق مَكَّة ومناهلِها: بِرَكا، واحدتها: بِرْكة، ورُبَّ بِركةٍ تكون أَلفَ ذِرَاع وَأكْثر وأقلَّ، وَأما الحياضُ الَّتِي تحتفر وتسوّى لماء السَّمَاء وَلَا تُطوَى بالآجرِّ فَهِيَ الأصْناع وَاحِدهَا: صِنْعٌ عِنْدهم. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : البَرُوكُ من النّسَاءِ: الَّتِي تتزوَّجُ وَلها ولدٌ كبيرٌ واسمُ ذَلِك الْوَلَد: الجَرَنْبَذُ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: الخَبِيصُ يُقَال لَهُ: البُرُوكَ ليسَ الرُّبُوكُ. قَالَ وَقَالَ رجلٌ من الأعرابِ لامْرَأَته: هَل لكِ فِي البُرُوكِ؟ فأجابتهُ: إنَّ البُرُوكَ عملُ الملوكِ، والاسمُ مِنْهُ البَرِيكةُ، فأمَّا الرَّبِيكةُ فالحَيْسُ. وَفِي كتاب شمرٍ، قَالَ: رَوى إِبْرَاهِيم عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه أنْشد لمَالِك بن الرّيْبِ:

إِنَّا وَجدنَا طَرَدَ الهوامِلِ والمَشْيَ فِي البِرْكةِ والمراجل قَالَ: البِرْكةُ: جنس من برُودِ الْيمن، وَكَذَلِكَ المَرَاجِلُ. وَقَالَ اللَّيْث: البُرَكُ: واحدتها: بُرْكَةٌ وَهُوَ من طيرِ المَاء أَبيضُ. قَالَ زهيرٌ: ثمَّ اسْتَغَاثَت بماءٍ لاَ رِشَاءَ لَهُ من الأبَاطِح فِي حَافاتِهِ البُرَكُ وَيُقَال: ابتَرَكَ الرجلُ فِي عِرْضِ أخيهِ يَقْصِبُه إِذا اجتهدَ فِي ذمه، وَكَذَلِكَ الابِتَراكُ فِي الْعَدو: الاجْتهاد فِيهِ. وَقَالَ زُهَيْر: مَرًّا كِفَاتاً إِذا مَا الماءُ أَسْهَلهَا حتَّى إِذا ضَرِبتْ بالسَّوْط تَبْتَرِكُ وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: وهُنَّ يَعْدُونَ بنَا بُرُوكَا أَي تجتهدُ فِي عدوها. قَالَ اللَّيْث: ابتَرَكَ القومُ فِي الْحَرْب إِذا جَثَوْا على الرُّكبِ ثمَّ اقتتلُوا ابتراكاً، والبَرَاكاءُ: مُبَاحَتَهُ القتالِ. قَالَ بشرٌ: وَلَا يُنجِي منَ الغَمَراتِ إلاَّ بَرَاكاءُ القتَالِ أَو الفرارُ وَقَالَ اللَّيْث: ابتَرَكَ السَّحَابُ إِذا أَلَحَّ بالمطر. والبِرْكانُ: من دِقِّ الشَّجَر، الواحدةُ: بِرْكانَةٌ. وَقَالَ الرَّاعِي: حَتَّى غَدَا خَرِصاً طَلاَّ فرائصُهُ يَرْعَى شَقائقَ من عَلْقَى وبِركَانِ وأَخبرني المنذريُّ عَن أبي العبَّاس أنهُ سئلَ عَن تَفْسِير (تَبَارَكَ الله) فَقَالَ: ارتفعَ والمُتَبَارِكُ: المرتفعُ. وَقَالَ الزَّجاجُ: تَبَارَكَ: تفَاعل منَ البَرَكةِ، كَذَلِك يقولُ أهل اللغةِ. وَنَحْو ذَلِك رُوِيَ عَن ابْن عباسٍ، وَمعنى البَرَكةِ: الكثرةُ فِي كلِّ خيرٍ. وَقَالَ فِي موضعٍ آخر: تَبَارَكَ: تَعَالَى، وتعَاظَمَ. وَقَالَ ابنُ الأنباريّ: تَبَارَكَ الله أَي يُتَبَرَّكُ باسمهِ فِي كلِّ أمرٍ. وَقَالَ الليثُ فِي تَفْسِير: (تَبَارَك اللَّهُ) : تمجيدٌ وتعظيمٌ. وَقَالَ أَبُو بكر: معنى تبَارك: تقدّسَ أَي تطهر، والمقدّسَ: المطهَّرَ. وَقَالَ الزّجاج فِي قَوْله تَعَالَى: {وَهَاذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ} (الْأَنْعَام: 155) . قَالَ: المُبَارَك: مَا يَأْتِي من قبله الخيرُ الكثيرُ، وَهُوَ من نعت كتاب. وَمن قَالَ: أَنزَلْنَاهُ مُبَاركاً: جَازَ فِي الْقِرَاءَة. وَقَالَ اللحيانيُّ: بَارَكْتُ على التِّجَارَة وَغَيرهَا أَي وَاظبتُ عَلَيْهَا. وَقَول الله جلَّ وعزَّ: {نُودِىَ أَن بُورِكَ مَن فِى النَّارِ

وَمَنْ} (النَّمْل: 8) . قَالَ: النَّارُ: نورُ الرَّحمن، والنورُ هُوَ الله تَبَاركَ وَتَعَالَى، ومَنْ حوْلها: موسَى والمَلاَئكةُ. وروَى شَرِيكٌ عَن عَطاء عَن سعيدِ بن جُبيرٍ عَن ابْن عَبَّاس: {نُودِىَ أَن بُورِكَ مَن فِى} (النَّمْل: 8) ، قَالَ الله تَعَالَى ومَنْ حَوْلهَا: المَلاَئكةُ. (سلمةُ عَن الفرَّاء) أَنه قَالَ فِي حرف أبَيَ (أَنْ بُورِكَتِ النارُ، ومَنْ حولهَا) . قَالَ: والعربُ تَقول: بَارَكك اللَّهُ وبَارَكَ فيكَ. (قلتُ) : وَمعنى بَرَكةِ الله: علوٌّ على كل حالٍ، وأصل البَرَكة: الزِّيَادَة والنماءُ. والتَّبْرِيكُ: الدعاءُ للإنسانِ وَغَيره بالبَرَكةِ. يُقَال: بَرَّكْتُ عَلَيْهِ تَبْرِيكاً أَي قلتُ: بَارَكَ الله عليكَ. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله تَعَالَى: {رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ} (هود: 73) قَالَ: البَرَكاتُ: السَّعَادَة. قَالَ أَبُو مَنْصُور: وَكَذَلِكَ قولُه فِي التَّشَهُّد: (السَّلَام عَلَيْك أَيها النَّبِي ورحمةُ الله وبركاتُه) ، لأنّ منْ أَسْعَدَه الله بِمَا أسعدَ بِهِ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَآله فقد نَالَ السَّعَادَة، الْمُبَارَكَة الدائمة. (عَمْرو عَن أَبِيه) : بُرَكُ: اسمُ ذِي الحِجَّة، قَالَ: والبُرَك والبَارُوكُ: الكابوسُ وَهُوَ النَّيْدُلاَنُ. وَقَالَ الْفراء، يُقَال: كِساءٌ بَرَّكانيٌّ وَلَا تقلُ: برْنَكَانيٌّ. وبَرْكُ الشتاءِ: صدرهُ، وَقَالَ الكميتُ: واحْتَلَّ بَرْكُ الشتاءِ منزلهُ وباتَ شيخُ العيالٍ يصطلبُ قَالَ: أَرَادَ وَقت طلوعِ العَقْرَبِ، وَهُوَ اسمٌ لعدةِ نجومٍ، مِنْهَا الزُّبانَى والإكليلُ والقَلْبُ، والشَّوْلة وَهِي تَطلعُ فِي شدّةِ البردِ. وَيُقَال لَهَا: البُرُوك، والجُثُوم، يَعْنِي الْعَقْرَب. وَيُقَال: للجماعةِ يَتَحَّملون حَمالةً: بُرْكة وجَمَّةٌ، والحَمالةُ نفسُهَا تسمَّى بُرْكةً. (عَمْرو عَن أَبِيه) : البَرِيكُ: الزُّبدُ بالرُّطَبِ. ويقالُ: أَبْرَكْتُ النَّاقَةَ فَبَركَت بُرُوكاً. والتَّبرَاكُ بِفَتْح: التَّاء البُرُوكُ. وَقَالَ جرير: لقد قَرِحَتْ نَغانغُ رُكْبَتيْهَا من التّبْرَاكِ ليسَ من الصَّلاةِ وأمَّا تِبْرَاكُ بِكَسْر التَّاء فَهُوَ موضعٌ، وَلَا ينصرفُ.

ك ر م كرم، كمر، ركم، رمك، مكر: مستعملات. كرم: الكَرِيمُ: من صفاتِ الله عز وَجل وأسمائه، وَهُوَ الكثيرُ الخيرِ الجوادُ المنعمُ المفضِلُ. وَقَالَ الله جلّ ثَنَاؤُهُ: {أَوَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى الاَْرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ} (الشُّعَرَاء: 7) . معنى الزَّوْجِ: النَّوْعُ، والكَرِيمُ: الْمَحْمُود فِيمَا تحْتَاج إِلَيْهِ فِيهِ، الْمَعْنى من كل نوع نَافِع لَا يُثبتهُ إِلَّا رب الْعَالمين. وَقَالَ جلّ وَعز: {الْمَلأُ إِنَّى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أُلْقِىَ إِلَىَّ كِتَابٌ} (النَّمْل: 29) . قَالَ بعضهُم: مَعْنَاهُ: حسنٌ مَا فِيهِ، ثمَّ بَينَتْ مَا فِيهِ فَقَالَت: {إنَّهُ منْ سَلَيمانَ وإنَّه بسمِ اللَّهِ الرحمان الرحيمِ أَن لَا تَعْلُوا عليَّ وأْتُوني مسلِمينَ} (النَّمْل: 30، 31) . وَقيل: {ألقيَ إليَّ كِتاب كريمٍ} (النَّمْل: 29) ، عَنَت أَنه جاءَ من عِنْد رجل كريمٍ. وَقيل: كتابٌ كرِيمٌ أَي مَخْتومٌ، وَقَوله تَعَالَى: {)) يَحْمُومٍ لاَّ بَارِدٍ وَلاَ} (الْوَاقِعَة: 44) . قَالَ الْفراء: العرَبُ تَجعل الكَريم تَابعا لكُلِّ شَيْء نَفَتْ عَنهُ فِعْلاً تنْوي بِهِ الذَّمَّ. يُقَال: أَسَمِينُ هَذَا؟ . فَيُقَال: مَا هُوَ بسمينٍ وَلَا كَريم، وَمَا هَذِه الدَّارُ بواسعة وَلَا كَريمةٍ. والكريم: اسمٌ جامعٌ لكُلِّ مَا يُحمدُ. فَالله كريمٌ حميدُ الفعال. وَقَالَ: {عَظِيمٌ إِنَّهُ لَقُرْءَانٌ كَرِيمٌ} {كَرِيمٌ فِى كِتَابٍ مَّكْنُونٍ} (الْوَاقِعَة: 77، 78) أَي قُرْآن يحمد مَا فِيهِ من الهدْي وَالْبَيَان والعِلم وَالْحكمَة. وَقَوله: {وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا} أَي سهلاً لينًا، {وَرب الْعَرْش الْكَرِيم الْعَظِيم. وَقَوله: أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا} (الْإِسْرَاء: 23) أَي كثيرا. وروينا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (لَا تَسَمُّوا العِنَبَ الكَرْمَ فإنَّمَا الكَرْمُ الرَّجُلُ المسْلمُ) : رَوَاهُ أَبُو الزِّناد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله. وتأويله وَالله أعلم أَن الْكَرم: صفةٌ محمودة، والكريمُ من صِفَات الله جلّ ذِكْرُه. ومَنْ آمن بِاللَّه فَهُوَ كريمٌ، والكَرَم: مصدر يقامُ مُقَامَ الموصُوفِ. فَيُقَال: رَجْلٌ كَرَمٌ. ورجُلانِ كَرَمٌ، ورجالٌ كَرَمٌ، وامرأةٌ كَرَمٌ، لَا يثنى وَلَا يجمعُ وَلَا يُؤَنَّثُ، لأنَّ معنى قَوْلك: رَجل كَرَمٍ أَي ذُو كرم. وَلذَلِك أُقيم مُقامَ المنعوتِ فُخفِّفَ، والكرْمُ سُمِّي كَرْماً لأنهُ وصف بكَرَمِ شجرته وثمرته.

وَقيل: كرمٌ بسكُونِ الرَّاء لأنَّهُ خُفِّف عَن لَفْظَة كَرَمٍ لما كثر فِي الْكَلَام. فَقيل: كَرْمٌ كَمَا قَالَ امرؤُ الْقَيْس: نَزَلْتُ عَلَى عمْرِو بْنِ دَرْعَاءَ بُلْطَةً فَيَا كَرْمَ مَا جارٍ وَيَا كَرْمَ مَا محلْ أَرَادَ: يَا كَرَم جارٍ، وَمَا صِلةٌ. وَنهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن تَسْمِيَته بِهَذَا الِاسْم لِأَنَّهُ يُعتْصرُ مِنْهُ المسكِر المنْهيُّ عَن شُرْبه وَأَنه يُغير عَقْلَ شَاربه، ويوقعْ بَين شَرْبه العداوةَ والبغْضَاءَ. فَقَالَ: الرجُلُ الْمُسلم أَحقُّ بِهَذِهِ الصِّفة من هَذِه الشَّجَرَة الَّتِي يُؤَدِّي مَا يُعْتَصر من ثَمَرهَا إِلَى الأخْلاق الذَّميمة اللئيمة. قَالَ أَبُو بكر: يُسمى الكَرْمُ كرْماً لِأَن الْخمر الْمُتَّخذ مِنْهُ يحث على السخاء وَالْكَرم وَيَأْمُر بمكارم الْأَخْلَاق فاشتقوا لَهُ اسْما من الْكَرم للكرم الَّذِي يتَوَلَّد مِنْهُ فكره النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله أَن يُسمى أصل الْخمر باسم مَأْخُوذ من الْكَرم، وَجعل الْمَرْء الْمُؤمن أولى بِهَذَا الِاسْم الْحسن، وَأنْشد: والخَمْرُ مشتقَّة الْمَعْنى من الكرَمِ وَلذَلِك سموا الْخمر رَاحا لِأَن شاربها يرتاح للعطاء أَي يخف. قَالَ: وَيُقَال للكرم: الجَفْنَة والحَبَلة، والزَّرَجُون. وَقَالَ اللَّيْث يُقَال: رَجلٌ كريمٌ، وَقوم كرم كَمَا قَالُوا: أَدِيم وأَدَم وعمود وعمَدٌ، وَأنْشد: وأَنْ يَعْرَيْنَ إِنْ كُسِيَ الجَواري فتنبوا العيْنُ عَن كرمٍ عِجافِ (قلت) : والنحويون يأبون مَا قَالَ اللَّيْث. وَيَقُولُونَ: رجلٌ كَرِيمٌ وقومٌ كِرامٌ. كَمَا يُقَال: صغيرٌ وصِغَارٌ، وكبيرٌ وكِبارٌ. وَلَكِن يُقَال: رَجُلٌ كَرَمٌ، ورِجَالٌ كَرمٌ أَي ذَوُو كَرَم، ونساءٌ كَرَم أَي ذَوَات كَرَمٍ. كَمَا يُقالُ: رجُلٌ عَدْلٌ، وقومٌ عدلٌ، ورَجْلٌ حَرَضٌ، وقومٌ حرضٌ، ورَجلٌ دَنَفٌ وقومٌ دنفٌ. وَقَالَ أَبُو عبيد وَابْن السّكيت وَهُوَ قَول الْفراء: رجلٌ كَرِيمٌ، وكُرَامٌ، وكُرَّامٌ، بِمَعْنى وَاحِد. قَالُوا: وكُرَامٌ: أبلغُ فِي الوصفِ من كريمٍ، وكُرَّامٌ بِالتَّشْدِيدِ، أبلغ من كُرَامٍ. وَكَذَلِكَ: رجلٌ كبيرٌ وكبَارٌ وكُبَّارٌ وظريفٌ وظُراف وظُرَّافٌ. وَقَالَ اللَّيْث: يُقال: تكرَّمَ فلانٌ عَمَّا يشينه إِذا تَنَزَّه، وأكرَمَ نَفسه عَن الشَّائِنَات والكَرَامةُ: اسمٌ يوضعُ مَوضِع الإكرامِ، كَمَا وُضعت الطاعةُ مَوضِع الإطاعة، والغارةُ موضعَ الإغارة. والكَرْمَةُ: الطاقةُ الْوَاحِدَة من الكَرْم.

ويقالُ: هَذِه البقعةُ إِنَّمَا هِيَ كرمةٌ ونَخلةٌ، يُعنى بذلكَ الكَثرَةُ. وَالْعرب تَقول: هِيَ أكْثرُ الأرضِ سَمْنَة وعَسَلةً. وَإِذا جاءتِ السماءُ بالقَطْر قيل: كَرَّمَتْ تَكْرِيماً. قَالَ اللَّيْث: والمُكْرَمُ: الرجُلُ الكَرِيُم على كلِّ أحد. وَيُقَال: كَرُمَ الشيءُ الكَرِيمُ كَرَماً، وكَرُمَ فلَان علينا كَرَامة. والكَرَمُ: أرضٌ مُثارة مُنَقّاة من الحجارةِ. وَسمعت الْعَرَب تَقول: للبُقْعَة الطَّيِّبِة التُّربةِ العَذاةِ المنبتِ: هَذِه بقعةٌ مكْرُمةٌ وَيَقُولُونَ للرَّجُل الكَرِيم: مكْرَمَانٌ إِذا وُصف بالسخاءِ وسَعةِ الصدرِ. (أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو) : الكُرُومُ: القلائدُ، وَاحِدهَا كرْمٌ، وَأنْشد: تَبَاهَى بصَوْغٍ من كُرُومٍ وفِضَّةٍ وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن رَجُلاً أهْدى إِلَيْهِ راويةَ خمرٍ فَقَالَ: (إنَّ الله حَرَّمَها، فَقَالَ الرجل: أَفَلا أُكَارِمُ بهَا يَهودَ؟ فَقَالَ: إنَّ الَّذِي حَرَّمَها حَرَّم أنْ يكَارَمَ بهَا) أَرَادَ بقوله أكَارِمُ بهَا يهودَ أَي أُهديها إِلَيْهِم، فَيُثيبوني عَلَيْهَا. وَمِنْه قَول دُكَيْن: يَا عُمَرَ الخَيْراتِ والمَكَارِم إنِي امْرُؤٌ من قَطَنِ بنِ دَارِم أَطْلَبُ دَيْني من أخٍ مُكارِمٍ أَي من أخٍ يْكافِئُني على مدحي إِيَّاه، يَقُول: لَا أطلب جائزتهُ بِغَيْر وسيلةٍ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أفعلُ ذَلِك وكرْمَة لَك وكُرْمَى لَك، وكَرَامَةً لَك، وكُرْماً لَك، وَكُرْمَةَ عَيْنٍ، ونَعيمَ عينٍ ونُعمْة عينٍ، ونُعْمَ عينٍ، ونُعَامى عَيْنٍ ونَعام عينٍ. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب فِي الكُرْمِ: وأَيْقَنْتُ أَنِّ الجُود منكَ سَجِيَّة وَمَا عِشْتَ عْيشاً مِثْلَ عْيشِك بالكُرْم أَراد بالكُرْمِ: الكَرَامَةَ. وَقَالَ ابْن شميلٍ: يُقَال: كَرُمَتْ أرضُ فلَان العامَ، وَذَلِكَ إِذا دَمَلها فزَكا نَبْتُها، قَالَ: وَلَا يَكْرُمُ الحَبُّ حَتَّى يكونَ كَثير العَصْفِ يَعْنِي التِّبْنَ وَالْوَرق. (عَمْرو عَن أَبِيه) : يُقَال لطبق الْقدر والحُبِّ: الْكَرَامَة. وَقَالَ الْكسَائي: لم يجىء عَن الْعَرَب مَفْعُلٌ مصدرا بِغَيْر هَاء إِلَّا حرفان: مَكْرُمٌ ومعْونٌ. وَأنْشد فِي المكْرُمِ: لِيَوْمِ رَوْعٍ أَوْ فَعَالِ مَكْرُمِ وَقَالَ: بُثَيْنَ الْزَمِي (لَا) إنَّ (لَا) إِنْ لَزِمْتِهِ على كَثْرَة الواشينَ أيُّ مَعُونِ

وَقَالَ الْفراء: مَكْرُمٌ: جَمْعُ مَكْرُمَة وَكَذَلِكَ مَعُونٌ: جَمْعُ مَعُونَةٍ، وروى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إِن الله يَقُول: إِذا أَنا أَخَذْتُ من عَبْدِي كَرِيمَتَيْهِ وَهُوَ بهما ضَنِينٌ فصَبَرَ لي لم أرْضَ لَهُ بِهمَا ثَوَاباً دُونَ الجَنَّةِ) . وَرَوَاهُ بَعضهم: إِذا أَخذْتُ من عَبدِي كَرِيمَتَهُ. وَقَالَ شمر: قَالَ إِسْحَاق بنُ مَنْصُورٍ: قَالَ بَعضهم: يُرِيدُ أَهله، وبعضُهم يَقُول: عَيْنَه، قَالَ: وَمن رواهُ كَرِيمَتَيْهِ فهما: العينانِ. قَالَ شمر: كلُّ شَيْءٍ يَكْرُمُ عَلَيْك فَهُوَ كَرِيمُكَ وكَرِيمَتُكَ، قَالَ: والكَرِيمَةُ: الرجُلُ الحَسيبُ، تَقول: هُوَ كَرِيمَة قَوْمِهِ. وَأنْشد: وأَرَى كَرِيمَكَ لَا كُرِيمةَ دُونَهُ وأَرَى بِلادَكَ مَنْقَعَ الأَجْوَادِ أَرَادَ من يَكْرُمُ عَلَيْك لَا تَدَّخِرُ عَنهُ شَيْئا يَكْرُمُ عَلَيْك. وَفِي حَدِيث آخِره: (إِذا أَتَاكُمْ كَرِيمَةُ قَوْمٍ فَأكْرِمُوهُ) أَي كرِيمُ قومٍ. وَقَالَ صَخْرُ بنُ عَمْرو: أَبَى الفَحْرَ أَنِّي قَدْ أَصَابُوا كَرِيمَتِي وأَنْ ليسَ إِهْدَاءُ الخَنَا من شِمَالِيَا يَعْنِي بقوله كَرِيمَتِي: أخَاه مُعَاوِيَة بن عَمْرو وَأما الحديثُ الآخرُ (خيْرُ الناسِ يَوْمَئذٍ مُؤمِنٌ بَيْنَ كَرِيمْينِ) فإنَّ بَعضهم قَالَ هما الحَجُّ والجِهَادُ، وَقيل أَرَادَ بَين فَرَسَيْنِ يَغْزُو عَلَيْهِمَا. وَقيل بَين أَبَوَيْنِ مُؤْمِنَيْنِ كَرِيميْنِ. وَيُقَال: هَذَا رجُلٌ كَرَمٌ أَبوهُ وكرمٌ آباؤُهُ، وَقَول الله جلّ وَعز: {وَنُدْخِلْكُمْ مُّدْخَلاً كَرِيماً} (النِّسَاء: 31) قَالُوا حَسَناً وَهُوَ الجَنَّةُ، وَقَوله: {وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا} (الْإِسْرَاء: 23) أَي لينًا سهلاً إِكْرَاما لَهما، وَقَوله: {هَذَا الَّذِي كرمت عَليّ} (الْإِسْرَاء: 62) أَي فضَّلتَ، وَقَوله: {رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} (الْمُؤْمِنُونَ: 116) أَي الْعَظِيم. وَقَوله: {كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّى غَنِىٌّ} (النَّمْل: 40) أَي عَظِيم مفضل وَقَوله: {أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا} (الْأَحْزَاب: 31) أَي كثيرا. مكر: قَالَ اللَّيْث: المكْرُ: احتيالٌ فِي خُفْيَة، قَالَ: وَسَمعنَا أنَّ الكَيْدَ فِي الحربِ حلالٌ، والمَكْرُ فِي كلِّ حالٍ حرامٌ. وَقَالَ الله جلّ وَعز: {لله (لَصَادِقُونَ وَمَكَرُواْ مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} (النَّمْل: 50) . قَالَ غير واحدٍ من أهلِ الْعلم بالتأويلِ: المَكْرُ من الله: جَزَاءٌ، سُمِّيَ باسم مَكْرِ المُجَازَى كَمَا قَالَ: {يَنتَصِرُونَ وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا} (الشورى: 40) ، فالثانية ليستْ بسيّئة فِي الْحَقِيقَة، وَلكنهَا سمّيت سَيِّئة للجَزَاء، وَكَذَلِكَ قَوْله جلّ وَعز: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ} (الْبَقَرَة: 194) ، فَالْأول: ظلمٌ

وَالثَّانِي: لَيْسَ بظُلْم، ولكنَّه سُمِّيَ باسم الذَّنب ليُعْلَمَ أَنه عِقابٌ عَلَيْهِ. وجَزَاءٌ بِهِ، ويَجْرِي مَجْرى هَذَا القَوْل قَول الله جلّ وَعز: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} (النِّسَاء: 142) و {اللَّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ} (الْبَقَرَة: 15) من هَذَا الضَّرب. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: المَكْرُ: الغْرَةُ. وَقَالَ القَطَامِيُّ: بِضَرْبٍ تَهْلِكُ الأبطالُ فِيهِ وتَمْتَكِرُ اللِّحَى مِنْهُ امْتِكارَا أَي تَخْتِضِبُ، وَيُقَال لِلأَسدِ: كَأَنَّهُ مُكِرَ بالمَكْرِ أَي طُلِيَ بالمغْرَةِ، والمَكرُ: نَبْتٌ وَجمعه: مُكُورٌ. قَالَ العجاج: تَظَلُّ فِي عَلْقَى وَفِي مُكُورِ النَّضْرُ عَن الجعْدِيِّ قَالَ: المَكْرُ: سَقْيُ الأَرْض، يُقَال: امْكُرُوا الأرضَ فَإِنَّها صُلبةٌ ثمَّ احْرُثُوهَا يُرِيد: اسْقُوهَا. وَقَالَ اللَّيْث: المكْرُ: ضرْبٌ من النّباتِ، الواحِدةُ: مَكْرَةٌ، سُمِّيت مَكْرَةً لارْتوائِها، وأمّا مُكُورُ الأغْصَانِ فَهِيَ شَجَرَة على حِدَةٍ. قَالَ: وضروبٌ من الشجرِ تُسَمَّى المكُورَ مثل الرُّغْل وَنَحْوه. وَقَالَ أَبُو عبيد قَالَ الْأَصْمَعِي: الممْكُورَةُ من النِّساء: المَطْوِيَّةُ الخَلْقِ. وَقَالَ اللَّيْث: المَكْرُ: حُسْنُ خَدَالةِ السَّاقِ. يُقَال: هِيَ مَمْكُورَةٌ: مُرْتَوِيَة السَّاقِ خَدْلةٌ، شُبِّهَت بالمَكْرِ من النَّباتِ. قَالَ: ومَكْوَرَّى: نَعْتٌ للرجُل، يُقَال: هُوَ القصيرُ اللئيمُ الخِلْقَةِ. وَيُقَال فِي الشَّتِيمةِ: ابْن مَكْوَرَّى، وَهُوَ فِي هَذَا القَوْل: قَذْف، كأنَّها توصفُ بزِنْيةٍ. قلت: هَذَا حرف لَا أَحْفَظُه لغير اللَّيْث، وَلَا أَدْري أَعَرَبٌ يٌّ هُوَ أَو أَعْجَمِيٌّ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: المَكْرَةُ: الرُّطَبة الْفَاسِدَة. والمكْرةُ: التَّدبِيرُ والحِيلة فِي الْحَرْب. والمكْرةُ: الساقُ الغليظةُ الحَسْنَاءُ. والمكْرةُ: السَّقْيَةُ للزَّرْع. يُقَال: مَرَرْت بزَرْعٍ مَمْكُورٍ أَي مَسْقِيَ. والمكْرةُ: شجرةٌ، وَجَمعهَا: مُكُورٌ. ركم: قَالَ اللَّيْث: الرَّكْمُ: جمعُكَ شَيْئا فَوق شيءٍ حَتَّى تجعلَه رُكاماً مَرْكوماً، كرُكامِ الرَّمْل والسَّحابِ وَنَحْو ذَلِك من الشَّيْء المرْتَكِمِ بعضُه على بعْضٍ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الرّكَمُ: السحابُ المُتَرَاكِمُ. كمر: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: المكْمُورُ من الرِّجَال: الَّذِي أَصَاب الخاتنُ كمَرَتَهُ. وَقَالَ اللَّيْث: الكَمَرُ: جمع الكَمَرَةِ. وَقَالَ: رجلٌ كِمِرَّى إِذا كَانَ ضَخْمَ الكَمَرَةِ.

أبواب الكاف واللام

رمك: قَالَ اللَّيْث: الرَّمَكَةُ: هِيَ الفَرَسُ. والبِرْذَوْنَةُ الَّتِي تتَّخذ للنسل، والجميعُ: الأرْماكُ، وأَمَّا قَول رؤبة: لَا تَعْدِليِني بالرُّذالاَتِ الحَمَكْ وَلاَ شَظٍ فَدْمً وَلَا عَبْدٍ فَلِكْ يَربِضُ فِي الرَّوْثِ كَبِرْذَوْنِ الرَّمَكْ فإنَّ أَبا عَمْرو زَعمَ أنَّ الرَّمَكَ فِي بَيت رؤبةَ أَصله بالفارسيَّةِ: رَمَهْ. قَالَ: وقولُ الناسِ: رَمَكَةٌ: خطأٌ. وَقَالَ أَبُو زيد: رَمَكَ الرَّجلُ إِذا أَوْطَنَ البَلَد فَلم يَبْرَحْ، ورَمَكَ فِي الطَّعَام رُمُوكاً، ورَجَنَ فِيهِ يَرْجُنُ رجوناً إِذا لم يَعَفْ مِنْهُ شَيْئا. وروى أَبُو عبيد عَنهُ: رَمَكْتُ بالمكانِ. وأَرْمَكْتُ غَيْرِي. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: رَمَك بِالْمَكَانِ ودَمَكَ ومَكَدَ إِذا أَقام فِيهِ. وَقَالَ الْكسَائي: رَمَكَ بِالْمَكَانِ رُمُوكاً، ورَجَنَ رُجوناً. والرامِكُ: المُقيمُ، بكسرِ الْمِيم. والرامِكُ بالكسْرِ: الَّذِي يُسَمِّيهِ الناسُ الرَّامَك وَهُوَ شَيْء، يُصَيَّرُ فِي الطَّيبِ. اللَّيْث: الرامَكُ: شيءٌ أسودُ كالقَارِ يخلط بالمِسْكِ فَيجْعَل سُكًّا، والرَّامَكُ تَتَضَيَّقُ بِهِ المَرْأَةُ. ابْن السّكيت عَن الْفراء قَالَ: هُوَ الرامِك والرامَكُ، فِي بَاب مَا يُفْتَحُ ويُكْسَرُ. غَيره: اسْتَرْمَكَ القومُ استرماكاً إِذا اسْتَهْجَنُوا فِي أَحسابِهِم، ورجلٌ رمَكَةٌ إِذا كَانَ ضَعِيفا. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: إِذا اشتدّتْ كُمْتَةُ الْبَعِير حَتَّى يَدخُلَهَا سوادٌ فَتلك الرُّمْكةُ، وبعيرٌ أَرْمَكُ. ابْن الْأَعرَابِي قَالَ حُنَيْفُ الحَنَاتمِ وَكَانَ من آبَلِ العربِ الرَّمْكاءُ من النُّوقِ: بُهْيَا والحَمْرَاءُ: صُبْرَى والخَوَّارةُ: غُزْرَى، والصَّهْبَاءُ: سُرْعَى. (أَبْوَاب الْكَاف وَاللَّام) ك ل ن اسْتعْمل من وجوهه: لَكِن، نكل، نلك. نكل: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إِن الله يُحِبُّ النَّكَلَ على النَّكَلِ) قيل وَمَا النَّكَلُ عَلَى النَّكَلِ؟ قَالَ: (الرَّجلُ القويُّ المُجرَّبُ المُبْدِىءُ المعيدُ على الفَرَسُ المجرَّبِ المبْدِىء المِعيدِ) . قَالَ أَبُو عبيد: يُقَال: رجلٌ نَكَلٌ، ونِكْلٌ، ومعناهُ قريبٌ من التَّفْسيرِ الَّذِي فِي الحَدِيث. قَالَ وَيُقَال: رجلٌ بَدَلٌ وبِدْلٌ، ومَثلٌ ومِثْلٌ وشَبهٌ وشِبهٌ. قَالَ: وَلم نسْمع فِي (فَعَلٍ وفعْلٍ) بِمَعْنى وَاحِد غيرَ هَذِه الْأَرْبَعَة الأحْرُفِ.

وَأما قَول الله جلّ وَعز: {قَلِيلاً إِنَّ لَدَيْنَآ أَنكَالاً وَجَحِيماً} (المزمل: 12) فَإِن التَّفْسِير جَاءَ فِي الأنكَال أَنَّهَا هَاهُنَا: قُيُودٌ من نَار، واحِدُهَا: نِكْلٌ. وَقَالَ شمر: النِّكْلُ: الَّذِي يَغلِبُ قِرْنَه، والنِّكْلُ: القَيْدُ، والنِّكْل: اللّجَامُ، وفلانٌ نِكْلُ شَرَ أَي قويٌّ عَلَيْهِ، ويكونُ: نِكلُ شرَ أَي يُنكِّلُ فِي الشَّرِّ، ورَجلٌ نِكْلٌ ونَكَلٌ إِذا نُكِّلَ بِهِ أَعداؤه أَي دُفِعُوا وأُذِلُّوا، والنِّكْلُ: لِجَامُ البريدِ، وَقيل لَهُ نِكْلٌ لِأَنَّهُ يُنكلُ بِهِ المُلْجَمُ أَي يُدفَعُ كَمَا سمّيت حَكمةُ الدابَّةِ حَكمةً لِأَنَّهَا تمنع الدَّابَّة عَن الصعوبة. وَيُقَال: نَكَلَ الرجلُ عَن الأمْر يَنْكُلُ نكولاً إِذا جَبُن عَنهُ، ولُغَة أُخرى: نَكِلَ يَنْكَلُ، وَالْأولَى: أَجودُ. وَقَالَ اللَّيْث: النّكالُ: اسمٌ لما جَعلْتَهُ نَكالاً لغيره إِذا رَآهُ خافَ أَن يَعمَلَ عَملَه. قَالَ: والمَنْكَلُ: اسمٌ للصَّخْرِ، (هُذَليةٌ) . وَقَالَ غَيره: نكَّلْتُ بفلانٍ إِذا عَاقَبْتَه فِي جُرْمٍ أَجْرَمَه عُقُوبةً تُنَكِّلُ غيرَه عَن ارتكابِ مثله، وأَنْكَلْتُ الرجلَ عَن حاجَتِهِ إنْكالاً إِذا دَفَعْتَهُ عَنْهَا، وأَنكَلْتُ الحجَرَ عَن مكانهِ إِذا دَفَعْتَهُ عَنهُ. وَمِنْه الحديثُ (مُضَرُ صَخْرَةُ الله الَّتِي لَا تُنْكَلُ) أَي لَا تُدْفَعُ عَمَّا سُلِّطَتْ عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جلَّ وعزَّ: {فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا} (الْبَقَرَة: 66) أَي جعلنَا هَذِه الفَعْلَة عِبْرةً يَنْكُلُ أَن يَفعلَ مثلهَا فَاعِلٌ فينالَه مثلُ الَّذِي نالَ اليهودَ والمعتدينَ فِي السَّبْتِ. نلك: قَالَ اللَّيْث: النُّلْكُ: شَجَرةُ الدُّبِّ، الواحدةُ: نُلْكةٌ، وَهِي شجرةٌ حَمْلُها زُعْرُورٌ أَصْفَرُ. قلت: وَنَحْو ذَلِك قَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِي النُّلْكِ إنَّه الزُّعْرُورُ. لَكِن: قَالَ اللَّيْث: الألْكَنُ: الَّذِي لَا يقيمُ عَرَبِيَّتَه، وَذَلِكَ لعُجْمةٍ غالبةٍ على لسانهِ. يُقَال: لُكْنةٌ شديدةٌ، ولُكُونةٌ، وأَخبرني المنذريُّ عَن المُبَرَّدِ أَنه قَالَ: اللُّكْنة: أَن تعترض على كَلَام الْمُتَكَلّم اللغةُ الأعَجِميَّةُ. يُقَال فلانٌ يَرْتَضِخُ لُكْنةً رُومِيَّةً أَو حَبشِيَّةً أَو سندية، أَو مَا كَانَت من لُغاتِ العَجَمِ. سَلمَة عَن الفراءِ أنَّهُ قَالَ: للْعَرَب فِي لاكِنْ وكُتِبَتْ فِي المَصَاحِفِ بِغَيْر أَلفٍ لَكِن لُغَتَانِ تَشْدِيد النُّونِ مَفْتُوحَة، وإسْكَانُها خَفيفةً، فمَنْ شَدَّدها نَصبَ بهَا الأَسماءَ، ولمُ يَلِهَا (فَعَلَ، وَلَا يَفْعَلُ) وَمن خَفَّفَ نُونَها وأَسْكنها لمْ يُعْمِلْها فِي شيْءٍ: اسْمٍ وَلَا فِعْلٍ، وَكَانَ الَّذِي يعْمَلُ فِي الاسْم الَّذِي بعْدهَا مَا مَعَه مِمَّا يَنْصِبُه أَوْ يرفعهُ أَو يخفِضهُ، من ذَلِك قولُ الله: {وَلَاكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} (يُونُس: 44) و {وَلَاكِنَّ اللَّهَ رَمَى} (الْأَنْفَال: 17) {وَلَاكِنَّ الشَّيْاطِينَ

كَفَرُواْ} (الْبَقَرَة: 102) رُفعتْ هَذِه الأحْرُفُ بالأفَاعِيل الَّتِي بعْدهَا وَأما قولُهُ جَلَّ وعَزَّ: {بِاللَّهِ حَسِيباً مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٍ مّن رِّجَالِكُمْ وَلَاكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} (يُونُس: 37) فإِنك أَضْمَرْتَ كانَ بعد: (ولَكنْ) فنصبتَ بهَا وَلَو رفعْتَه على أَن تُضمر (هُوَ) فتريد وَلَكِن هُوَ رَسُول الله، كَانَ صَوَابا. وَمثله (وَمَا كَانَ هَذَا القرآنُ أَن يُفترَى من دون الله، ولكنْ تصديقُ) و {تَصْدِيقَ} (يُونُس: 37) وَإِذا أَلْقَيْتَ من (لَكِن) الواوَ الَّتِي فِي أَوَّلها آثرَتِ العربُ تخفِيفَ نونها، وَإِذا أَدخَلوا الواوَ آثروا تشديدها، وَإِنَّمَا فعلوا ذَلِك لِأَنَّهَا رُجُوعٌ عماأَصابَ أوَّل الْكَلَام فشُبِّهَتْ ببلْ إِذْ كَانَت رُجُوعا مِثلَها، ألاَ ترى أَنَّك تَقول: لم يَقمْ أخوكَ بل أَبوك ثمَّ تقولُ: لم يقم أخوكَ لكِن أَبوك فتراهما فِي معنى وَاحِد، وَالْوَاو لَا تَصْلح فِي بل فَإِذا قَالُوا: ولكِنْ فادخلُوا الْوَاو تباعَدت من بل إِذْ لم تصلح فِي بل الواوُ فآثروا فِيهَا تشديدَ النونِ، وَجعلُوا الواوَ كَأَنَّهَا دخلت لعَطفٍ لَا بِمَعْنى بلْ. وَإِنَّمَا نصبتِ الْعَرَب بهَا إِذا شدَّدتْ نونها لأنَّ أَصلها إنَّ عبد الله قائمٌ زيدت على إنَّ لامٌ وكافٌ فصارتا جَمِيعًا حرفا وَاحِدًا. أَلا ترى أَن الشَّاعِر قَالَ: وَلَكِننِي مِن حُبِّهَا لَعَمِيدُ فَلم يُدخل اللامَ إِلَّا أنَّ مَعْنَاهَا إِن. وَلَا تجوز الإمالة فِي لَكِن، وَصُورَة اللَّفْظ بهَا لَا كن، وكتبت فِي الْمَصَاحِف بِغَيْر ألف، وألفها غير ممالة. وَقَالَ الكسائيُّ: حرْفان من الِاسْتِثْنَاء لَا يقعان أَكثر مَا يقعان إِلَّا مَعَ الْجحْد، وهما: بل وَلَكِن. قَالَ: والعربُ تجعلهما مثل وَاو النَّسَق. ك ل ف كلف، كفل، فلك، فَكل، لفك: مستعملات. كلف: قَالَ اللَّيْث: كَلِفَ وجهُهُ يَكْلَفُ كَلَفاً، وبَعِيرٌ أكْلَفُ، وَبِه كُلْفَةٌ كل هَذَا فِي الْوَجْه خَاصَّة، وَهُوَ لونٌ يَعْلُو الجلدَ فيغيِّرُ بشرتَه. وَيُقَال للبَهَقِ: الكَلَفُ وَالْبَعِير الأَكْلَفُ يكون فِي خدَّيه سوادٌ خفِيٌّ. قَالَ: وخَدٌّ أَكْلَفُ أَي أَسْفَعُ. وَقَالَ العجَّاج: عَنْ حَرْفِ حَيْشُومٍ وخَدَ أَكْلَفَا يصف الثور. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: قَالَ: إِذا كَانَ البعيرُ شديدَ الحمرَة يخلِط حُمرَته سوادٌ لَيْسَ بخالصٍ فتلكَ الكُلْفَةُ، وَهُوَ أَكْلَفُ، وناقة كَلفَاءُ. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: كَلِفْتُ هَذَا الأمرَ وتكلَّفتُه.

قَالَ: والكُلْفَة: مَا تكلّفْتَ من أمرٍ فِي نائبةٍ أَو حقَ، والجميعُ: الكُلَفُ. وَيُقَال: فلانٌ يتكلَّفُ لإخوانه الكُلَفَ، والتكاليفَ. والمُكَلَّفُ: الوقَّاعُ فِيمَا لَا يعنيه. وذُو كُلاَفٍ: اسمُ وادٍ فِي شِعْر ابْن مُقبل. وَقَالَ شمر وَغَيره: من أَسمَاء الْخمر: الكَلْفَاء والعَذْرَاء. أَبُو زيد: كَلِفْتُ مِنْك أمرا كَلَفاً، وكَلِفْتُ بهَا أشدَّ الكَلَفِ إِذا أَحبها، ورجلٌ مِكْلافٌ: مُحبٌّ للنِّسَاء، وَرجل كَلِفٌ بِالنسَاء: مِثلُه. كفل: قَالَ الله جلّ وَعز: {مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَّهُ كِفْلٌ مَّنْهَا} (النِّسَاء: 85) . قَالَ الفرّاء: الكِفْلُ: الحظُّ، وَمِنْه قَول الله: {بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن} (الْحَدِيد: 28) مَعْنَاهُ: حظّين. وَقَالَ الزجَّاج: الكِفْلُ فِي اللُّغَة: النَّصِيب أُخذ من قَوْلهم: اكتَفلْتُ البعيرَ إِذا أدرتَ عَلَى سَنَامه أَو على مَوضِع من ظهرهِ كسَاء وركبْتَ عَلَيْهِ، وَإِنَّمَا قيل لَهُ كِفْل وَقيل: اكتَفلَ البعيرَ لِأَنَّهُ لم يسْتَعْمل الظَّهرَ كلّه إِنَّمَا اسْتعْمل نَصِيبا من الظّهْر. وَقَالَ ابْن الأنباريِّ فِي قَوْلهم: قد تكفّلْتُ بالشَّيْء مَعْنَاهُ قد ألزمْتهُ نَفسِي، وأزلْتُ عَنهُ الضَّيْعة والذّهاب وَهُوَ مَأْخُوذ من الكِفْل. والكِفْلُ: مَا يحفظُ الرَّاكبَ من خَلفه، والكِفْلُ، النصيبُ: مَأْخُوذ من هَذَا، وَرجل كِفْل: لَا يثُبت على الْجمل: لَيْسَ من الأوَّل. وَأَخْبرنِي المنذريُّ: عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: سُمِّي ذَا الكِفْل لِأَنَّهُ كفَلَ بمئة ركعةٍ كلَّ يَوْم. قَالَ: والكِفْلُ: الَّذِي لَا يثبُت على مَتْن الْفرس، وَجمعه: أكْفال، وَأنْشد: مَا كُنْتَ تَلْقى فِي الحُروب فوَارسي مِيلاً إِذا رَكِبُوا وَلَا أَكفَالا وَقَالَ الزّجاج: يُقَال: إنَّ ذَا الكِفْل سُمِّي بِهَذَا الِاسْم لِأَنَّهُ تكفَّل بأَمر نبيَ فِي أُمته، فَقَامَ بِمَا يجبُ فيهم. وَقيل: تكفّلَ بِعَمَل رجل صَالح فَقَامَ بِهِ. ورُوي عَن إِبْرَاهِيم: أَنه كره الشُّربَ من ثُلمةِ القَدَح أَو العروة، وَيُقَال: إِنَّهَا كِفْلُ الشَّيْطَان. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو وَالْكسَائِيّ: الكِفْلُ: أَصله: المرْكَبُ، فَأَرَادَ أَن العُروةَ والثُّلمةَ: مركبُ الشْيطان. وَقَالَ أَبُو عبيد: والكِفْلُ أَيْضا: ضِعفُ الشيءِ. وَيُقَال: إِنَّه النصيبُ. النَّضْرُ عَن أبي الدُّقْيشِ: اكتَفَلْتُ بِكَذَا إِذا وَلَّيتَه كَفَلَك، قَالَ: وَهُوَ الافتعال،

وَأنْشد: قدِ اكْتَفلَتْ بالحَزْن واعوَجَّ دُونَها ضَوَارِبُ مِن خَفَّانَ مُجْتابةً سِدْرَا ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أنَّهُ أَنشده بيتَ خِدَاش بن زُهير: إِذا مَا أَصَاب الغَيْثُ لم يَرْعَ غيثَهُمْ من النَّاس إلاّ مُحْرِمٌ أَو مُكافِلُ قَالَ: والمُحْرِمُ: المُسالِم، والْمُكافِلُ: المُعَاقِدُ المحالِف، والكَفِيلُ: من هَذَا أُخِذ. وَقَالَ أَبُو عبيد: الكافِلُ: الَّذِي لَا يَأْكل، وَيُقَال للَّذي يَصل الصيامَ من النَّاس: كافِلٌ. وَقَالَ القطاميُّ يصف إبِلا عِطاشاً: يَلُذْنَ بِأَعْقَارِ الحِياض كأَنَّها نِساءُ النصارَى أَصبحَتْ فهْيَ كُفَّلُ قَالَ ابْن لأعرابي فِي قَوْله: وَهِي كفّلُ أَي ضَمِنَتِ الصَّوْم. وروى أَبُو إِسْحَاق عَن أبي الْأَحْوَص عَن أبي مُوسَى (يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَحمِته) قَالَ: ضِعفين، وَقيل: مِثْلين. يُقَال: مَا لفُلَان كِفْلٌ: أَي مَاله مِثْلٌ. قَالَ عَمْرو بن الْحَارِث: يَعْلُو بهَا ظَهْرَ الْبَعِير وَلم يوجَد لَهَا فِي قَومهَا كِفْلُ كأَنّه بِمَعْنى مِثل، قَالَ الأزهريُّ: والضِّعْفُ يكون بِمَعْنى المِثل. وَفِي حديثٍ آخر: أنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لرجُل: (لكَ كِفْلاَنِ من الأجْر) . أَي مِثلان، والكِفْلُ: النصِيب، والأجْر يُقَال: لَهُ كِفْلان أَي جزآن ونصيبان. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: أَكْفَلْتُ فلَانا المالَ إِكْفالاً إِذا ضمَّنْتَه إيَّاهُ، وكفَلَ هُوَ بِهِ كُفولاً وكَفْلاً. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِى فِى} (ص: 23) . قَالَ الزَّجَّاج: مَعْنَاهُ اجْعَلْني أَنا أَكفُلُهَا وانْزِلَ أَنتَ عَنْهَا. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: كَفِيلٌ وكَافِلٌ، وضَمِينٌ وضامِنٌ بِمَعْنى وَاحِد. وقرىءَ قولُ الله جلَّ وعزَّ: (وكَفَلَهَا زكريَّاءُ) (آل عمرَان: 37) بِالتَّخْفِيفِ، وقُرِىءَ (وكَفَّلَهَا زكريَّاءَ) أَي وكفَّلَها اللَّهُ زكرياءَ أَي ضَمَّنَه إيَّاها حَتَّى تكَفَّل بحَضَانَتها، وَمن قرأَ (وكَفَلَها زكريَّاءُ) (آل عمرَان: 37) فالفعلُ لزكرياء أَي ضَمِنَ القيامَ بأَمْرِها. وَقَالَ اللَّيْث: الكَفَلُ: رِدْفُ العَجُزِ، وَإِنَّهَا لَعَجْزاءُ الكفَل. قَالَ: والكِفْلُ من الأَجْر والإثمِ: الضِّعْفُ. يُقَال: لَهُ كِفْلاَن من الأجْرِ، وَلَا يُقَال: هَذَا كِفْلُ فلانٍ حَتَّى تكونَ قد هَيَّأْتَ لغيره مِثلَه كَالنَّصِيب، فَإِذا أَفردْتَ فَلَا يُقَال:

كِفْلٌ وَلَا نصيب. قَالَ: والكِفْلُ من الرِّجال: الَّذِي يكون فِي مُؤخَّرِ الحَرْب، إِنَّمَا همَّتُه التأخُّر والفِرارُ وَهُوَ بَيِّنُ الكُفُولة. قلتُ: الكِفْلُ من الرِّجَال: الَّذِي يكونُ فِي مؤخّر الْحَرْب لَا يَثْبُتُ عَلَى ظَهْر الدَّابة. وَقَالَ اللَّيْث: الكفِيل: الضامِنُ للشيءِ. يُقَال: كَفَلَ بِهِ يَكْفُلُ كَفَالةً، وأمّا الكَافلُ. فَهُوَ الَّذِي كَفَلَ إنْسَانا يَعُولُه ويُنْفِقُ عَلَيْهِ. وَفِي الحَدِيث: (الرَّبِيبُ كَافِلٌ) وَهُوَ زَوْجُ أُمِّ الْيَتِيم، كأَنّه كفَل نفقتَه. لفك: عَمْرو عَن أَبِيه: العَفِيكُ واللَّفِيكُ: المُشْبَعُ حُمْقاً. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي الألْفَكُ والألْفَتُ: الأَعْسَرُ. وَقَالَ فِي موضعٍ آخر: الأَلْفَكُ: الأحمَقُ. فلك: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الأَفْلَكُ: الَّذِي يَدُور حَوْلَ الفَلَك، وَهُوَ التَّلُّ من الرّمل، حولَه فضاءٌ. وَقَالَ الليثُ: الفَلَكُ جَاءَ فِي الحَدِيث أنّه دَوَرَانُ السماءِ وَهُوَ اسمٌ للدَّوَران خاصَّةً، وأمَّا المُنَجِّمُونَ فَيَقُولُونَ: سبعةُ أَطْوَاقٍ دُونَ السماءِ قد رُكِّبَتْ فِيهَا النجومُ السبعةُ، فِي كلِّ طَوْقٍ مِنْهَا: نجْمٌ، وَبَعضهَا أَرفعُ من بعض تَدُورُ فِيهَا بإِذن الله. وَقَالَ الفرَّاء يُقَال: إنَّ الْفَلَكَ: مَوْجٌ مَكْفورٌ تجْرِي فِيهِ الشَّمْس وَالْقَمَر وَالْكَوَاكِب. وَقَالَ الكَلْبيُّ: الفَلَكُ: اسْتِدارةُ السماءِ. وَقَالَ الزَّجَّاج فِي قَول الله: {سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِى} (الْأَنْبِيَاء: 33) لكلَ مِنْهَا فَلَكٌ. أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي: الفَلَكُ: قِطَعٌ من الأَرْض تستديرُ وترتفع عَمَّا حولهَا، والواحدة: فَلَكَةٌ، وَقَالَ الرَّاعِي: إِذا خِفْنَ هَوْلَ بُصونِ البِلادِ تَضَمَّنَهَا فَلَكٌ مُزْهِرُ يَقُول: إِذا خافتِ الأدْغَالَ وبطونَ الأرضِ ظَهَرَتِ الفَلَكَ. شمر عَن ابْن شميلٍ الفَلْكَةُ: أَصَاغِرُ الإكامِ وَإِنَّمَا فَلَّكَهَا اجْتماعُ رَأْسهَا كأَنها فَلْكةُ مِغْزَلٍ لَا تُنْبِتُ شَيْئا، والفَلْكَةُ: طويلةٌ قدرُ رُمْحَيْنِ أَو رُمْحٍ ونصفٍ، وَأنْشد: يَظَلاَّنِ النَّهارَ برَأْسِ قُفَ كُمَيْتِ اللَّوْنِ ذِي فَلكٍ رَفيعِ وَقَالَ اللَّيْث: الفُلْكُ تُذَكَّرُ وتُؤنَّثُ وَهِي وَاحِدَة، وتكونُ جَمعاً، قَالَ الله تَعَالَى فِي التوحيدِ: {فِى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} (يس: 41) فذكَّرَ الفُلكَ. وَقَالَ فِي الجمعِ {حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِى الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم} (يُونُس: 22) فأَنَّثَ وجَمعَ، ويجوزُ أَن يُؤنَّثَ واحدهُ كقولهِ تَعَالَى: {جَآءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ} (يُونُس: 22) فَقَالَ: جَاءَتْهَا فأَنَّثَ وَقَالَ: {حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ} فجمَعَ. وَقَالَ اللَّيْث: فَلَّكَتِ الجاريةُ تَفْليكاً إِذا

تَفلَّكَ ثَدْيُهَا أَي صَارَ كالفَلْكةِ وَأنْشد: جَارِيَةٌ شَبَّتْ شَبَاباً هَبْرَكَا لم يَعْدُ ثَدْيَا نَحْرِهَا أَنْ فَلَّكَا مُسْتَنْكِرَانِ المَسَّ قد تَدَمْلَكَا أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: التَّفْليكُ: أَنْ يَجْعَلَ الرَّاعِي مِن الهُلْبَ مثلَ فَلْكةِ المِغْزَلِ ثمَّ يَثْقُبُ لِسانَ الفَصِيلِ فيَجْعَلهُ فِيهِ لِئلا يَرضَعَ ثدْي أُمِّهِ. قَالَ ابنُ مُقبلٍ فِيهِ: رُبَيِّبُ لمْ تُفَلِّكهُ الرِّعَاءُ وَلمْ يَقْصُرْ بِحَوْمَلَ أَدْنَى شُرِبْهِ وَرَعُ أَي كَفٌّ. وَقَالَ اللَّيْث: فلَّكتُ الجَدْيَ، وَهُوَ قضيبٌ يُدارُ عَلَى لسانهِ لِئَلاَّ يَرضَعَ. قلت: والصوابُ فِي التَّفْليكِ مَا قَالَ أَبُو عَمْرو. وَفِي حَدِيث ابْن مسعودٍ أَنَّ رَجُلاً أَتَى رَجُلاً وَهُوَ جَالِسٌ عِندهُ فَقَالَ: إِنِّي تركْتُ فرسكَ كأَنَّهُ يَدُورُ فِي فَلَكٍ. قَالَ أَبُو عبيد فِي قَوْله: فِي فَلَكٍ، فيهِ قولانِ: فأَمَّا الَّذِي تَعرفُهُ العامَّةُ شَبَّهَهُ بِفَلكِ السَّمَاء الَّذِي تَدُورُ عَلَيْهِ النجومُ وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ: القُطْبُ، شُبِّهَ بقُطْبِ الرَّحَا. قَالَ وَقَالَ بعضُ الْأَعْرَاب: الفَلَكُ: المَوْجُ إِذا ماج فِي البحْرِ فَاضْطربَ وَجَاء وَذهب، فَشبَّه الفرسَ فِي اضْطِرابهِ بذلك، وَإِنَّمَا كانتْ عَيْناً أَصَابتْهُ وَقَول رؤبة: وَلاَ شَظٍ فَدْمٍ وَلاَ عَبْدٍ فَلِكْ قَالَ أَبُو عَمْرو: الفَلِكُ: العَبْدُ الَّذِي لَهُ أَلْيَةٌ على خِلْقةِ الفَلْكةِ، وأَليَاتُ الزِّنْجِ مُدَوَّرَةٌ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الفَيْلَكُونُ: الشُّوبَقُ. (قلت) : وهما مُعَرَّبانِ مَعًا. وَيُقَال فَلْكةٌ، وفَلَكةٌ لِفَلْكةِ المِغْزَلِ. فَكل: قَالَ اللَّيْث وَغَيره: الأَفكَلُ: رِعْدةٌ تَعْلُو الإنسانَ، وَلا فِعْلَ لَهُ. وَيُقَال: أَخذَ فُلاناً أَفْكَلٌ إِذا أَخذَتْهُ رعْدةٌ. وَفِي الحَدِيث: أنَّ مُوسَى لمَّا ضَربَ البَحْرَ بعَصَاهُ فانْفرقَ بَاتَ وَله أفْكَلٌ أَي رِعْدةٌ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: افْتَكَلَ فلانٌ فِي فعْلهِ افتكَالاً، واحْتفل احتفالاً بِمَعْنى واحدٍ. ك ل ب كلب، كبل، لبك، لكب، بلك، بِكُل: مستعملات. أما بلك، ولكب فإنَّ اللَّيْث أهملها، وهما مستعملانِ. لكب: روى عَمْرو عَن أَبِيه أَنه قَالَ: المَلْكَبَةُ: الناقةُ الكثيرةُ الشَّحْم واللَّحْم. قَالَ: والملكَبَةُ: القيادةُ. بلك: ورَوَى ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أنَّه قَالَ: البُلْكُ. أَصْواتُ الأشْداق إِذا

حرَّكتْها الأصابعُ من الوَلَع. كلب: قَالَ اللَّيْث: الكَلْب: وَاحِد الكِلاب. قَالَ: والكَلْبُ الكَلِبُ: الَّذِي يَكْلَبُ فِي أَكل لُحُوم النَّاس فيأْخذُه شِبْهُ جُنونٍ، فإِذا عَقَرَ إنْسَانا كَلِبَ المعقورُ وأصابه داءُ الكَلَب، يَعْوِي عُواءَ الكَلْب، ويمزِّق ثِيَابه عَن نَفسه. ويَعقِرُ مَنْ أصابَ ثمَّ يَصير آخر أمره إِلَى أَنْ يأخذَه العُطَاشُ فيموتَ من شدَّة العَطش وَلَا يشرب. ورجُل كَلِبٌ، وَقد كَلِبَ كَلَباً إِذا اشتدَّ حِرْصُه على طلب شيءٍ. وَقَالَ الحَسن: إنَّ الدُّنيا لمّا فُتِحتْ عَلَى أَهلهَا كَلِبوا عَلَيْهَا أَشدَّ الكَلَب، وعَدَا بعضُهم على بعض بِالسَّيْفِ. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الكَلْب: خَرْزُ السَّيْرِ بَين سَيْرَيْن، كلَبْتُه أَكلُبُه كَلْباً وَنَحْو ذَلِك قَالَ اللَّيْث. وَأنْشد: سَيْرُ صَنَاعٍ فِي خَرِيزٍ تَكْلُبُهْ وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: الكَلْبُ: مِسمارٌ يَكون فِي رَوافد السَّيْفِ يُجعلُ عَلَيْهِ الصُّفْنَةُ وَهِي السُّفرة الَّتِي تُجمَعُ بالخيط. قَالَ: والكَلْبُ: أوَّلُ زيادةِ المَاء فِي الْوَادي. والكَلْبُ: مِسْمارٌ على رَأس الرَّحْل يُعَلِّقُ عَلَيْهِ الراكبُ السَّطِيحَةَ. والكَلْبُ مِسمارُ مَقْبِض السَّيْف، وَمَعَهُ آخرُ يُقَال لَهُ: العَجوزُ. وَقَالَ: الكَلَبُ: القِيادةُ، والكَلَبُ: الأكلُ الكثيرُ بِلَا شِبَع، والكَلْبُ: القِدُّ، والكَلَبُ: وُقوعُ الحبْل بَين القَعْوِ والبَكْرَة، وَهُوَ المَرَسُ، والْحَضَبُ. والكَلَبُ: أَنفُ الشِّتاء وحَدُّهُ. والكَلَبُ: صياحُ الَّذِي قد عضَّه الكلْب. قَالَ: وَقَالَ المُفَضّل: أَصْلُ هَذَا أنَّ دَاء يقعُ على الزرْع فَلَا يَنْحَلُّ حَتَّى تطلُع عَلَيْهِ الشَّمْس فيذوبَ، فإِنْ أَكَلَ مِنْهُ المالُ قبلَ ذَلِك مَاتَ. وَمِنْه مَا رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه نهَى عَن سَوْمِ اللَّيْل أَي عَن رَعْيِه، وَرُبمَا نَدَّ بعيرٌ فأَكل من هَذَا الزَّرْع قبْل طُلُوع الشَّمْس، فإِذا أَكله مَاتَ، فَيَأْتِي كلْبٌ فيأكلُ من لحمِه فيَكْلَبُ، فإِن عَضَّ إنْسَانا كَلِبَ المعضوضُ، فإِذا سَمع نُباحَ كلبٍ أَجَابه. وَقَالَ اللَّيْث: دَهْرٌ كَلِبٌ: قد أَلَحَّ عَلَى أَهْلِه بِمَا يَسُوءُهم. وَأنْشد: مالِي أَرَى الناسَ لَا أَبَا لَهُمُ قد أَكلوا لحمَ نَابِحٍ كَلِبِ ويقالُ للشجرة العارِدَةِ الأغصان، والشَّوْكِ اليابِسِ المقْشَعِرَّةِ: كَلِبَةٌ. والكُلاَّبُ والكَلُّوبُ: خشبةٌ فِي رَأسهَا عُقافَةٌ مِنْهَا أَو من حَدِيد، فأمّا الكلبتان: فالآلة الَّتِي تَكون مَعَ الحدَّادِين وَنَحْو ذَلِك. قَالَ: وحَديدةٌ ذاتُ كَلْبَتيْن وحَدِيدتانِ ذَوَاتَا كَلْبتين وحَدَائدُ ذَوَات كَلْبتين فِي الْجمع.

وكَلاَلِيبُ البَازِي: مَخَالبُه. قَالَ. والكَلْبُ: من النُّجُوم بحِذَاء الدلْو من أَسْفَل، وعَلى طَرِيقَته نَجْمٌ آخرُ يُقَال لَهُ: الرَّاعِي. والكَلِيبُ: جماعةُ الكِلاب، والكَلاَّبٌّ، والْمُكَلَّبُ: الَّذِي يُعلَم الكلابَ أخْذَ الصَّيد. وكَلْبٌ: وكُلَيْبٌ، وكِلاَبٌ: قَبائلُ مَعْرُوفَة. والكُلْبَةُ: شِدَّةُ البرْد. وَأنْشد: أَنْجَمَتْ قِرَّةُ الشِّتاءِ وكانَتْ قد أقامَتْ بِكُلْبَةٍ وقِطَارِ وَيُقَال: كَلِبَ عَلَيْهِ القِدُّ كَلَباً إِذا أُسِرَ بِهِ فيَبِسَ وعضَّه. وأَسِيرٌ مُكَلَّب ومُكَبَّلٌ أَي مقيَّدٌ، وأَسِيرٌ مُكَلَّبٌ: مأْسُور بالقِدِّ. وأرْضٌ كَلِبَةُ الشَّجَر إِذا لم يُصِبْها الرَّبيع. اللحياني: اكْتَلَبَ الخارِزُ إِذا استَعمل الكُلْبَةَ، والكُلْبَةُ: السَّير وراءَ الطَّاقَة من اللِّيف، تسْتَعْمل كَمَا يسْتَعْمل الإِشْفَى الَّذِي فِي رَأسه جُحْرٌ يَدْخَلُ السيرُ أَو الخيْطُ فِي الكُلْبَة، وَهِي مَثْنِيَّة، فيُدخَل فِي مَوضِع الخَرْز، ويُدْخِلُ الخارزُ يَده فِي الإدَاوةِ، ثمَّ يَمُدُّ السيرَ أَو الخيطَ، والخارِزُ يُقَال لَهُ: مُكْتَلِبٌ. ولِسَان الكَلْبِ: اسْم سيفٍ كَانَ لأوس بن حارثةَ بن لأْمٍ الطائيّ وَفِيه يَقُول: فإنَّ لسَانَ الكَلْبِ مانعُ حَوْزَتي إِذا حَشَدَتْ مَعْنٌ وأَفنَاءُ بُحْتُرِ وَقَالَ النَّضْرُ: الناسُ فِي كُلْبَةٍ أَي فِي قَحْطٍ وشدَّةٍ من الزَّمَان. ورَأْسُ الكَلْبِ: اسمُ جَبلٍ مَعْرُوف. أَبُو زيد: كُلْبَة الشتاءِ وهُلْبَتُه: شِدَّتُه. وَقَالَ الْكسَائي: أَصَابَتْهُم كُلْبَةٌ من الزَّمَان فِي شدَّة حَالهم وعيشهم، وهُلبةٌ من الزَّمان. قَالَ، وَيُقَال: هُلْبة، وهُلُبّةٌ من الحرّ وَمن القُرّ. شمر عَن ابْن شُمَيْل عَن أَبي خَيْرةَ: أرضٌ كَلِبَةٌ: أَي غليظةٌ قُفٌّ، لَا يكون فِيهَا شجرٌ وَلَا كلأٌ، وَلَا تكون جبلا. وَقَالَ أَبُو الدُّقَيْشِ: أَرضٌ كَلِبَةُ الشَّجَرِ أَي خَشِنَةٌ يابسةٌ لم يُصِبْها الربيعُ بعدُ، وَلم تَلِنْ. كبل: قَالَ اللَّيْث: الكَبْلُ: قيد ضخمٌ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: هُوَ القَيدُ: والكَبْلُ، والنِّكْلُ، والوَلْمُ، والقُرْزُلُ والمكْبولُ: المحبوسُ. وَفِي حَدِيث عُثْمَان: (إذَا وَقَعَتِ السُّهْمَانُ فَلَا مُكَابَلَةَ) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: تكون المكابلةُ بمعنيين، تكون من الحبْس، يَقُول: إِذا حُدَّت الحدُود فَلَا يحبسُ أحدٌ

عَن حقِّه، وَأَصله من الكَبْلِ، وَهُوَ القيدُ، وَجمعه: كُبولٌ، والمكْبول: المحبوسُ. وأنشدني الأصمعيّ: إِذا كنتَ فِي دارٍ يُهينُكَ أَهْلُهَا وَلم تكُ مَكبولاً بهَا فتحوَّلِ قَالَ الأصمعيُّ: وَالْوَجْه الآخر أَن تكونَ المكَابَلَةُ من الِاخْتِلَاط وَهُوَ مقلوبٌ من قَوْلك: لبَكْتُ الشيءَ، وبكَلْته إِذا خَلَطتَه. يَقُول: فَإِذا حُدَّتِ الحدُودُ، فقد ذهبَ الاختلاطُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: هُوَ الكَبْلُ وَمَعْنَاهُ الحبْس عَن حَقه، وَلم يذكر الوجهَ الآخر. قَالَ أَبُو عبيد: وَهَذَا عِنْدِي هُوَ الصوابُ، وَالتَّفْسِير الآخر غلطٌ، لِأَنَّهُ لَو كَانَ من بَكلْتُ لقَالَ: مُبَاكَلَةً. وَقَالَ اللحياني فِي المُكَابَلَةِ، قَالَ بَعضُهم: هِيَ التَّأخِيرُ. يُقَال: كَبَلْتُكَ دَيْنَكَ: أَخَّرْتُهُ عنكَ. وَقَالَ بعضُهم: المُكَابَلَةُ: أَن تُبَاعَ الدارُ إِلَى جَنْبِ داركَ وَأَنت تُرِيدُهَا فَتُؤَخِّر ذَلِك حَتَّى يَسْتَوْجِبهَا المُشْتَرِي ثمَّ تأخذها بالشّفْعِةِ، وَهِي مَكرُوهَةٌ. قَالَ الطِّرِمَّاحُ: مَتَى يَعِدْ يُنْجِزْ وَلَا يَكْتَبِلْ مِنْهُ العَطَايَا طُولُ إِعْتَامِهَا اعْتَامها: الإبْطَاءُ بهَا، لَا يَكْتَبِلْ: لَا يَحْتَبِسْ. وَذُو الكَبْلَيْنِ: فَحْلٌ فِي الجاهليّة كَانَ ضَبَّاراً فِي قَيْدِه. لبك: قَالَ اللَّيْث: اللَّبْكُ: جَمْعُكَ الثَّرِيدَ لِتَأْكُلَهُ. والْتَبَكَ الأمرُ إِذا اخْتَلَطَ والْتبَسَ. قَالَ زُهَيْر: إِلَى الظَّهِيرَةِ أَمْرٌ بَيْنَهُمْ لَبِكُ أَي مُلْتَبِسٌ لَا يَسْتَقِيمُ رَأَيُهُمْ على شَيْء وَاحِدٍ. وَيُقَال: مَا ذُقْتُ عِنْده عَبَكةٌ وَلَا لَبَكةٌ فالعَبَكَةُ: الحبّةُ من السَّويقِ وَنَحْوه، واللَّبَكَةُ: القِطْعَةُ من الثَّريدِ. ابْن السّكيت عَن الْكلابِي قَالَ: أَقولُ: لَبِيكَةٌ من غنَمٍ. وَقد لَبَكُوا بَين الشَّاءِ أَي خَلَطُوا بَيْنَه. وَقَالَ عَرَّامٌ: رَأَيْت لُبَاكةً من النَّاس ولَبيكة أَي جمَاعَة. بِكُل: أَبُو عبيد عَن الأمَوِيِّ: البَكْلُ: الأَقِطُ بالسَّمْنِ. قَالَ وَقَالَ أَبُو زيد: البَكِيلَةُ والبَكَالةُ جَمِيعًا: الدقيقُ يُخْلَطُ بالسوِيق ثمَّ تَبُلُّهُ بِمَاء أَو زيتٍ أَو سَمْنٍ، بَكلْتُهُ أَبْكُلَهُ بَكْلاً. وَقَالَ ابْن السّكيت عَن الْكلابِي: البَكِيلَةُ: الجافُّ من الأقِطِ الَّذِي يُبْكَلُ بِهِ الرَّطْب. يُقَال: (ابْكُلي واعْبِثي) وَيُقَال للغنمِ إِذا

لَقِيَتْ غَنَماً أُخرى فدخَلَتْ فِيهَا: ظَلَّتْ عَبِيثَةً وَاحِدَة، وبَكيلَةً وَاحِدَة أَي قد اخْتَلَط بَعْضها ببَعْضٍ، وَهُوَ مَثَلٌ، وَأَصله من الأقِط والدّقِيقِ يُبْكَلُ بالسّمْن فَيُؤْكَلُ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: قَالَ الطائيّ: البَكِيلَةُ: تَمْرٌ وطَحِينٌ يُخْلَطُ، يُصَبُّ عَلَيْهِ السَّمْنُ أَو الزَّيْت وَلَا يُطْبَخُ، وَمن أَمثالهم فِي الْتِبَاسِ الأمْرِ (بَكْلٌ مِنَ البَكْل) وَهُوَ اخْتِلَاط الرَّأْي فِيهِ وارْتِجَانُهُ. أَبُو عبيد: التَّبَكُّلُ: الغنِيمَةُ. وَقَالَ أَوْسٌ: عَلَى خَيْرِ مَا أَبْصَرْتُها من بِضَاعَةٍ لِمُلْتَمِسٍ بَيْعاً لهَا أَو تَبَكُّلاَ وَقَالَ اللَّيْث: الإنسانُ يَتَبَكَّلُ: أَي يَخْتالُ. قَالَ: والبَكِيلُ: مَسُوطُ الأقِطِ. وَفِي بعض اللُّغَات: إِنَّه لجَمِيلٌ بَكِيلٌ أَي مُتَنَوِّقٌ فِي لُبْسِهِ ومَشْيهِ. وَقَالَ عَرَّامٌ: رَأَيتُ لُبَاكَةً من النّاس وَلبِيكَةً أَي جمَاعَة. ك ل م كلم. كمل. لكم. لمك. ملك. مكل: مستعملات. كلم: قَالَ اللَّيْث: الكَلْمُ: الجَرْحُ، والجميع: كُلُومٌ، وَتقول: كلَمْتُه وأَنا أَكْلِمُه كَلْماً وأَنا كالِمٌ، وَهُوَ مَكْلُومٌ. وَقَالَ الله جلّ وَعَزَّ: {عَلَيْهِم أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ الاَْرْضِ} (النَّمْل: 82) . قَالَ الفرَّاءُ: اجْتَمَعَ القُرَّاءُ على تَشْدِيد تُكَلِّمُهُم وَهُوَ من الكَلام وحَدَّثِني بعض المُحَدِّثِينَ أَنه قُرىءِ: تَكْلِمُهُمْ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ابْن اليزيدي: سَمِعَ أَبَا حَاتِم يَقُول: قَرَأَ بعضُهم: تَكْلِمُهُمْ، وفُسِّرَ: تَجْرَحُهُم، والكِلاَمُ: الجِرَاحُ، وَكَذَلِكَ إنْ شُدِّدَ: تُكلِّمُهُم فَذَلِك الْمَعْنى: تُجَرِّحُهُم، وفُسِّرَ فَقيل: تَسِمُهُمْ فِي وُجُوهِهِم، تَسِمُ المؤمنينَ بِنُقْطَةٍ بَيضاءَ، فَيَبْيَضُّ وجهُهُ، وتَسِمُ الكافرَ بنقطةٍ سوداءَ فَيَسْوَدُّ وَجهه. وَقَالَ اللَّيْث: كَلِيمُكَ الَّذِي تُكَلِّمُهُ ويُكَلِّمُكَ، والكلامُ: مَعْرُوف، والكِلْمَةُ: لُغَةٌ تَمِيمِيّةٌ، والكلِمةُ: لُغة حِجَازيَّة، والجميعُ فِي لُغَة تَمِيم: الكِلَمُ، قَالَ رؤبة: لَا يَسْمَعُ الرَّكْبُ بهَا رَجْعَ الكِلَمْ وَقَالَ غَيره: الْكَلِمَة تقع على الْحَرْف الْوَاحِد من حُرُوف الهجاء، وَتَقَع على لَفْظَةٍ وَاحِدَة مُؤلَّفةٍ من جماعةِ حروفٍ لَهَا مَعْنى، وَتَقَع على قصيدة بكمالها وخُطْبَة بأسْرها. يُقَال: قَالَ الشَّاعِر فِي كَلمته أَي فِي قصيدته، والقرآنُ كلاَمُ الله، وكَلِمُ الله، وكَلمَاتُ الله، وكلمةُ اللَّهُ، وَهُوَ كَيْفَمَا تَصَرَّفَ، مَتْلُوَّا، ومَحْفُوظَاً، ومَكْتُوباً: غيرُ مَخْلُوق، ورجلٌ تِكْلاَمَةٌ يُحْسِنُ الكَلاَمَ.

وَقَالَ أَحْمد بن يحيى فِي قَول الله: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} (النِّسَاء: 164) لَو جَاءتْ: كلَّمَ الله مُوسَى مُجَرّداً لاحْتَمَلَ مَا قُلْنَا وَمَا قَالُوا يَعْني المُعْتَزِلةَ فلمَّا جَاءتْ: (تكليماً) خَرجَ الشَّكُّ الَّذِي كَانَ يدخلُ فِي الْكَلَام، وخَرجَ الاحْتمالُ للشَّيْئَيْنِ، وَالْعرب تَقول: إِذا وُكِّدَ الكلامُ لم يَجُزْ أَن يكونَ التوكيدُ لَغوا، والتَّوكيدُ بالمَصْدَرِ دَخَلَ لإخْرَاجِ الشّكِّ. ابْن السّكيت يُقَال: كانَا مُتَهَاجِرَيْنِ، فَأصْبَحَا يَتَكَالَمَانِ، وَلَا تَقُلْ يَتَكَلَّمَانِ. كمل: قَالَ اللَّيْث: كَمَلَ الشيءُ يَكْمُلُ كَمَالاً، ولُغةٌ أخْرَى: كَمُلَ يَكْمُلُ، فَهُوَ كَاملٌ فِي اللُّغتيْنِ، وأكملتُ الشيءَ أَي أَجْمَلْتُهُ وأَتْمَمْتُهُ. والكمالُ: التَّمَامُ الَّذِي يُجَزَّأ مِنْهُ أَجْزاؤهُ. يُقَال: لَكَ نِصْفُهُ، وبَعْضُه، وكمالهُ. وَقَالَ الله تَعَالَى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى} (الْمَائِدَة: 3) الآيةَ، ومعنَاهُ واللَّهُ أَعْلَمُ الآنَ أكْمَلْتُ لكُمْ الدِّينَ بِأَن كَفَيْتُكُمْ خوْفً عَدُوِّكم، وأَظْهَرْتُكُمْ عَلَيْهِم، كَمَا تقولُ: الْآن كملَ لَنَا المُلكُ، وكملَ لنا مَا نريدُ، بأَنْ كُفِينَا من كُنَّا نَخَافهُ، وَقد قيل: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} (الْمَائِدَة: 3) أَي أكمْلتُ لكُمْ فَرق مَا تَحتَاجُونَ إِلَيْهِ فِي دِيِنكم، وَذَلِكَ جائزٌ، فأَمَّا أَن يكون دِينُ اللَّهِ فِي وقْتٍ من الأوقاتِ غيرَ كاملٍ فَلَا. قلت وَهَذَا كلُّهُ كلامُ أبي إِسْحَاق النَّحْويِّ وَهُوَ حَسنٌ. وَقَالَ الليثُ: كاملٌ: اسمُ فَرَسٍ سَابِقٍ كَانَ لِبَنِي امرىءِ القَيسِ، وتقولُ: أَعْطَيْتُه هَذَا المَال كَمَلاً هَكَذَا يُتَكلمُ بِهِ، وَهُوَ فِي الْجَمِيع والوُحْدَانِ: سواءٌ، وَلَيْسَ بمصدرٍ وَلَا نَعْتٍ، إِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِك: أَعْطَيْتُهُ كلَّهُ، ويجوزُ للشاعر أَن يجعلَ الكامِلَ كمِيلاً. وَأنْشد: عَلَى أَنَّنِي بَعْدَ مَا قَدْ مَضَى ثَلاثُونَ للهَجْرِ حَوْلاً كمِيلا ويقالُ: كَمَّلْتُ لَهُ عددَ حَقِّهِ تَكْمِيلاً وَتَكْمِلَةً، فَهُوَ مُكَمَّلٌ. ويقالُ: هَذَا المُكَمِّلُ عِشرينَ، والمُكَمِّلُ مِئَةً، والمُكمِّلُ ألْفاً. وَقَالَ النَّابِغَة: فكمَّلَتْ مِئَةً فِيهَا حَمَامَتُها وأَسْرَعَتْ حِسْبَةً فِي ذَلِك العَدَدِ (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: المِكْمَلُ: الرجلُ الكاملُ لِلْخَيْرِ والشَّرِّ والكامِلِيّةُ من الرَّوافِضِ، شَرُّ جِيل لكم: قَالَ اللَّيْث: اللّكْمُ: اللّكْزُ فِي الصَّدْرِ. يُقَال: لَكَمَهُ يَلْكُمُهُ لَكْماً. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: وَقَالَ أعرابيٌّ: جَاءَ فُلانٌ فِي نِخَافَيْنِ مُلَكَّمَيْنِ أَي فِي خُفَّيْنِ مُرَقّعَيْنِ، والمُلَكَّمُ: الَّذِي فِي

جَوانِبه رِقاعٌ يَلْكُمْ بهَا الأرضَ. لمك: قَالَ اللَّيْث: نُوحُ بْنُ لَمَكَ وَيُقَال: ابْن لاَمَكَ. (ابْن السّكيت) يُقَال: مَا تَلَمَّجَ عندنَا بِلَمَاجٍ، وَلَا تَلَمّكَ عندنَا بلَمَاك، وَمَا ذاق لماكاً وَلَا لماجاً. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: اللّمَاكُ واللّمْكُ: الجِلاَءُ يُكحَلُ بِهِ العَيْنُ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: اللِّمِيكُ: المكحُولُ العَيْنَيْنِ. مكل: (أَبُو عبيد عَن أبي زيد) بِئْرٌ مكُولٌ. وَهِي الَّتِي يَقلُّ مَاؤُهَا فيَسْتَجمُّ حَتَّى يجتَمِعَ المَاء فِي أسْفلِها، واسْمُ ذَلِك المَاء: الْمُكْلَةُ. وَقَالَ الكسائيُّ، يقالُ: مُكْلَةٌ، ومَكْلَةٌ لِجَمَّةِ البِئر. (عَمْرو عَن أَبِيه) المَكْلُ: اجْتِماعُ المَاء فِي البِئْر. وَقَالَ اللَّيْث: مَكَلَتِ البِئرُ إِذا اجْتَمع المَاء فِي وَسَطِها وكَثُرَ وَهِي: الْمُكْلَةُ وبئرٌ مَكُولٌ، وجمّةٌ مَكُولٌ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : المِمْكَلُ: الغديرُ القليلُ المَاء. ملك: قرأَ ابنُ كثِيرٍ ونافِعٌ، وأَبو عَمْرٍ و، وابنُ عامرٍ، وحَمْزَةُ (مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ) بغيْر أَلفٍ، وقَرَأَ عاصمٌ والكسائيُّ ويعقوبُ {) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} (الْفَاتِحَة: 4) بألفٍ. ورَوَى عَبْد الوَارِث عَن أبي عَمْرٍ و: (مَلْكِ يَومَ الدِّينِ) وَهَذَا من اخْتِلاسِ أَبي عمرٍ و. وأَخبرني المنْذِرِيُّ عَن أَبي الْعَبَّاس أَنَّه اخْتَارَ {) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} (الْفَاتِحَة: 4) . وكلُّ من يمْلِكُ فَهُوَ مالكٌ لِأَنَّهُ بتَأويل الفِعْل مالكُ الدّرَاهِم، ومالكُ الثَّوبِ، ومَالِكُ يَوْمِ الدِّينِ يَمْلِكُ إِقامَةَ يَوْمِ الدِّينِ، وَمِنْه قَوْلُه: (مَالِكَ الْمُلْكِ) . قَالَ: وأَما (مَلِكُ النّاسِ، وسَيِّدُ النَّاس، ورَبُّ النَّاسِ) ، فَإِنَّهُ أَرادَ أَفْضَل من هَؤلاءِ، ولَمْ يُرِدْ أَنهُ يَمْلِكُ هَؤُلاءِ، وَقد قَالَ اللَّهُ جلّ وعزَّ: {مَالِكَ الْمُلْكِ} (الْفَاتِحَة: 4) أَلاَ ترى أَنه جعلهُ مَالِكاً لكلِّ شيءٍ، فَهَذَا يَدُلُّ على الفِعْلِ، ذكرَ هَذَا بِعَقِبِ قَول أبي عُبَيْدٍ واخْتِيَارِه. وَقَالَ اللَّيْث: المَلِكُ هُوَ اللَّهُ، مَلكُ الملُوكِ، لهُ المُلكُ، وَهُوَ مالكُ يَوْمِ الدِّينِ، وَهُوَ مَلِيكُ الْخلْقِ أَي رَبُّهمْ ومالِكُهُمْ، والملِكُ من مُلوكِ الأرْضِ، وَيُقَال لَهُ: مَلْكٌ بِالتَّخْفِيفِ، والجمعُ: ملوكٌ، وأملاكٌ، والمِلْكُ: مَا مَلَكَتِ اليَدُ من مالٍ وخَوَلٍ، والمَلَكةُ: مِلْكُكَ العَبْدَ، والمَمْلَكة: سُلْطَانُ الملِكِ فِي رَعِيَّتِهِ. ويقالُ: طالتْ مَمْلَكَتُهُ، وساءتْ مملَكتُهُ،

وحَسُنَتْ مَملكَتُهُ، وعَظمَ مُلْكُهُ، وكَبُرَ مُلْكُهُ. وَيُقَال: هم عَبيدُ مَملَكةٍ، وَهُوَ أَن يُغلَبَ عَلَيْهِم فيُسْتَعْبَدُوا وهُم أحرارٌ. (أَبُو عبيد عَن الْكسَائي) : يُقَال: هَذَا عَبْدُ مَملَكةٍ ومملُكَةٍ جَمِيعًا، وَهُوَ الَّذِي سُبِيَ وَلم يُملَكْ أَبَوَاهُ. والعَبْدُ: القِنُّ الَّذِي مُلِكَ هُوَ وأَبوَاهُ. وَقَالَ شمرٌ: قَالَ الكسائيُّ: المَمْلكَةُ أَنْ يَغلِبَ عَلَيْهِم وهم أَحْرَارٌ فيستعبدَهم. (اللِّحيَانيُّ) : مَلَكَ فلانٌ فَهُوَ يملِكُ مُلْكاً، ومِلْكاً، ومَلَكةً، ومَملَكةً، ومَملُكةً، ومَلْكاً، ورجُلٌ مَلِكٌ، وثلاثةُ أملاكٍ إِلَى العَشَرَةِ، فإِذا كَثُرُوا فهم مُلوكٌ. وَيُقَال للملِكِ: مَليكٌ، ويُجْمَعُ مُلَكاءَ. وَيُقَال: لَهُ مَلَكُوتُ العِرَاقِ وعِزُّهُ وسُلطَانُه ومُلْكُه. وَيُقَال: مَلْكُوَةٌ. وَيُقَال: طالتْ مَلَكةُ العَبْدِ، أَي: رِقُّهُ. وَيُقَال: إِنهُ لَحسَنُ المَلكةِ والمِلْكِ. وَيُقَال للرَّجُل إِذا تزوَّجَ: قد مَلَكَ فلانٌ يَملِكُ مَلْكاً، ومُلكاً، ومِلكاً، وَقد أُمْلِكَ فلانٌ يُملَكُ إملاكاً إِذا زُوِّجَ. وَقَالَ الكسائيُّ: يُقَال: شَهِدْنا إملاكَ فلانٍ، ومِلاكُه، ومَلاكَهُ، وَهَذَا مِلاكُ الأمْر ومَلاكُه، أَي صَلاحُه. ويقالُ: خَلِّ عَن مِلْكِ الطريقِ، ومِلْك الوَادي، ومَلْكِه ومُلْكِه أَي حَدِّه ووسَطِه. وَيُقَال: مالَهُ مُلْكٌ، ومَلْكٌ، ومِلكٌ أَي شيءٌ يملِكَه. الكسائيُّ: ارحموا هَذَا الشيْخَ الَّذِي ليسَ لهُ مُلْكٌ وَلَا بَصَرٌ أَي لَيْسَ لَهُ شَيْء. وَيُقَال: مَلَّكَ القوْمُ فلَانا، وأَملَكوهُ على أَنفُسهم، أَي صَيَّرُوهُ مَلِكاً. ويقالُ: أُمْلِكَتْ فلانةُ أَمْرَها إِذا جُعِلَ أَمرُ طلاقِها بيَدِها. (قلت) : ومُلِّكتْ أَمرَها أَكثر من أُملِكتْ، وَهُوَ التمليكُ. ويقالُ: مَلِّكْ ذَا أَمرٍ أَمرَه، كَقَوْلِك: مَلِّكَ المالَ ربَّهُ وَإِن كَانَ أَحْمَقَ. وَقَالَ الليثُ: مِلاكُ الْأَمر: الَّذِي يُعتمَدُ عَلَيْهِ، والقَلْبُ: مِلاكُ الجسدِ. وَفِي حَدِيث عمر: (أَمْلِكُوا العَجِينَ فَإِنَّهُ أَحَدُ الرّيعيْنِ) . قَالَ شمرٌ: قَالَ الْفراء: يُقَال: عَجَنَتِ المرْأَةُ فأَمْلَكتْ إِذا بَلَغتْ مَلاَكتَهُ وأجادتْ عَجْنهُ، حَتَّى يأخُذَ بَعضُه بَعْضًا، وَقد مَلَكَتْه تَملِكُه مَلْكاً إِذا أَنعَمتْ عَجْنَهُ، وَنَحْو ذَلِك. وَحكى أَبُو عبيدٍ عَن الأمويِّ، وَأنْشد غَيره لأوْس بن حجَرٍ يصفُ قوْساً: فَمَلَّكَ باللِّيطِ الَّذِي تحْتَ قِشْرِها كَغِرْقىءٍ بَيْضٍ كنَّهُ القَيْضُ مِنْ عَلُ

قَالَ: مَلَّكَ، شَدَّدَ كَمَا تمَلِّكُ المرأةُ العَجِينَ تَشُدُّ عَجْنَهُ، أَي تركَ من القِشر شَيْئا تتمالكُ القوْسُ بِهِ، يَكنُّها لئلاّ يَبْدُوَ قَلبُ القَوْسِ فتتشقَّقَ، وهم يجْعَلُونَ عَلَيْهَا عَقَباً، إِذا لم يكن عَلَيْهَا قِشْرٌ. وَقَالَ قيسُ بن الخَطِيمِ يصف طَعْنةً شَدَّ بهَا كفَّه حِين طَعَنَ: مَلَكْتُ بهَا كَفِّي فَأَنْهَرْتُ فَتْقَها يَرَى قائمٌ مِنْ دونهَا مَا وَرَاءها أيْ شَدَدْتُ بالطعنة كَفِّي. (غيرُه) : مَا تَمالك فلانٌ أَن وقَعَ فِي كَذَا إِذا لم يسْتَطع أَن يَحبسَ نفْسَه. وَقَالَ الشَّاعِر: فَلَا تَمَالُكَ عَن أرْضٍ لَهَا عَمَدُوا (أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي) : الماءُ مَلَكُ أَمْرِه. وَأَخْبرنِي المنذريُّ، عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيِّ: مالَه مَلْكٌ وَلَا نَقْرٌ، أَي مَا لَه ماءٌ. (الحرّانيُّ عَن ابْن السكِّيت) أنَّه قَالَ: المَلْكُ: مَا مُلِكَ. يُقَال: هَذَا مَلْكُ يَدِي، وَمَا لأحَدٍ فِي هَذَا مَلْكٌ غَيْرِي، ومِلْكٌ. وَيُقَال: الماءُ مَلْكُ أَمْرِي إِذا كَانَ مَعَ الْقَوْم ماءٌ مَلَكُوا أَمرَهم. وَقَالَ أَبُو وَجْزَةَ السَّعْديُّ: ولَمْ يَكُنْ مَلَكٌ لِلْقَوْمِ يُنْزِلُهُمْ إِلاَّ صَلاصِلُ لَا تُلْوِي عَلَى حَسَبِ (أَبُو عُبيد عَن الْأمَوِي) : من أمثالهم: (المَاء مَلك أَمْرِه أَي أَن المَاء ملاك الْأَشْيَاء يضْرب للشَّيْء الَّذِي بِهِ كَمَال الأمْرِ) . والأمْلُوكُ: مَقَاوِلُ من حمِيرَ كتب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم إِلَى أُمْلُوكِ رَدْمَانَ، ورَدْمَانُ: مَوضِع بِالْيمن. (ابْن بُزُرْجَ) : مِيَاهُنا: مُلوكُنَا، وَمَات فلَان عَن مُلوكٍ كَثِيرَة. (الأصمعيُّ) : مالَه مَلاكٌ أَي لَا يَتماسَك، وَهَذَا مِلاَكُ الْأَمر، (وَلَا يَدخُلُ الْجنّة سَيِّىءُ الْمَلَكَة) مُتَحَرِّكٌ. وَيُقَال: الْزَمْ مِلْكَ الطَّرِيق أَي وَسَطه، وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ: رَثِيمَ الْحَصا مِن مَلْكِها المُتَوَضِّحِ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أَبو مالكٍ كُنْيَةُ الكِبَرِ والسنِّ، كُنِيَ بِهِ لِأَنَّهُ مَلَكَه وغَلَبَهُ وَأنْشد: أَبَا مَالِكٍ إنَّ الْغَوَانِي هَجَرْنَنِي أَبَا مالِكٍ إِنِّي أَظنُّكَ دَائِبَا (أَبُو عبيد) : جَاءَنَا تقودُه مُلُكُهُ يَعني قوائمَه وهادِيَه، وقوائمُ كلِّ دابَّةٍ: مُلُكُهُ. وَيُقَال: نفْسي لَا تُمَالِكُني لأنْ أَفعلَ كَذَا أَي لَا تُطَاوِعُنِي. وَفِي حَدِيث أَنسٍ (البَصْرَةُ إِحْدَى

أبواب الكاف والنون

المُؤْتَفِكَاتِ فانْزِلْ فِي ضواحيها وإِيَّاكَ والمَمْلَكَةَ) . قَالَ شمرٌ: أَرَادَ بالممْلَكةِ وَسَطها، ومَلْكُ الطَّرِيق: مُعْظمُه ووسَطُه. (الفرّاء عَن الدُّبَيْرِيَّةِ) : يُقَال للعَجِينِ إِذا كَانَ مُتمَاسِكاً متِيناً: مَمْلوكٌ، ومُمَلَّكٌ. وَقَالَ الليثُ: المَلَكُ: واحدُ المَلاَئِكةِ، إِنَّمَا هُوَ تخفيفُ الْمَلأَكِ، واجتمعوا على حَذْف همزِه، وَهُوَ مَفْعَلٌ من الأَلُوكِ، وتمامُ تَفْسِيره فِي مُعْتَلاَّتِ حرف الْكَاف. (أَبْوَاب الْكَاف وَالنُّون) ك ن ف كنف، كفن، نكف، فنك، فَكُن: مستعملات. كنف: قَالَ اللَّيْث: الكَنَفَانِ: الجَناحان، وَأنْشد: سِقْطَانِ مِن كَنَفَيْ نعَامٍ جافِلِ وكَنَفَا الإنسانِ: جانباه، وناحِيَتَا كلِّ شيءٍ: كَنَفاه. وقولُهم: فِي حِفظ الله وكَنَفه أَي فِي حِرزه وظلِّه، يَكْنُفُه بالكَلاءَة وحُسْنِ الْولَايَة. وَفِي حَدِيث ابْن عمر فِي النَّجوى: (يَدْنُو المؤمِنُ من رَبِّهِ يومَ القِيَامَةِ حتَّى يَضَعَ عَليه كَنَفَهُ) . قَالَ ابنُ المبارَكِ: يَعني ستره. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: يَضعُ الله عَلَيْهِ كَنَفه أَي رَحمتَه وبِرِّه. قَالَ: وكَنَفا الْإِنْسَان: ناحيَتاه عَن يَمِينه وَعَن شِمَاله، وهُما حِضْناه. وفلانٌ يعيشُ فِي كَنَف فلانٍ أَي فِي ظلِّه. وَقَالَ اللَّيْث: أَكْنَفْتُ الرجلَ: حَفِظتُه وأعنتُه فَهُوَ مُكْنَف. (أَبُو عبيد عَن الْكسَائي) : أكْنَفتُ الرَّجلَ: حفِظْتُه وأعنتُه. وكَنَفْتُ كَنِيفاً: عَمِلْتُه، وأَنا أَكْنُفُه كَنْفاً وكُنوفاً. وَقَالَ غيرُه: الكَنِيفُ: الحَظيرَةُ تُحْظَرُ لِلْإِبِلِ والغنمِ من الشَّجَرِ تقِيها البَرْدَ والرِّيحَ. وَقَالَ الراجز: تبيت بَين الزَرْب والكثيف وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للإنسانِ لَا تَكْنُفُه من الله كَانِفَةٌ: أَي لَا تحجِزُه. وتَكَنَّفوهُ من كل جانبٍ أَي احْتَوَشُوهُ. والكِنْفُ: وعاءٌ يضعُ فِيهِ الصَّائغُ أداتَه. وَقَالَ عُمَرُ لِابْنِ مَسْعُود: كُنَيْفٌ مُلِىءَ عِلْماً، أَرَادَ أَنه وعَاء للعلوم بِمَنْزِلَة الْوِعَاء الَّذِي يضع فِيهِ الرجل أداته، وتصغيرُه على جِهَة المَدْحِ لَهُ. وناقةٌ كَنُوفٌ: وَهِي الَّتِي إِذا أَصَابَهَا البَرْدُ اكْتَنَفَت فِي أكْنَافِ الإبلِ تَسْتَتِرُ بهَا من البردِ. اللحياني: جَاءَ فلَان بِكِنْفٍ فِيهِ متاعٌ، وَهُوَ

مثلُ العَيْبة، وَبَنُو فلَان يكنفونَ بني فلَان أَي هم نزُول فِي ناحيتهم، وأَكْنَفْتُ فلَانا أَي أعنته، وَأَجَازَ بَعضهم كنفتهُ، واطلب ناقَتكَ كَنَفَ الْإِبِل وكَنَفَيْها أَي فِي ناحيتها، وناقة كَنُوفٌ تبرك فِي نَاحيَة الْإِبِل، وكَنَفْت الدارَ اكنُفُها اتِّخذت لَهَا كنيفاً. (أَبُو عبيد عَن الْكسَائي) مُكْنِف من الْأَسْمَاء بِضَم الْمِيم وَكسر النُّون. وأهلُ العراقِ يسمُّونَ مَا أَشرَعُوا أَعالي دُورهم كَنِيفاً. قَالَ واشْتقاقُ اسْم الكَنِيفِ كأَنَّه كُنِفَ فِي أَسْتَرِ النَّوَاحي. والحظيرةُ تسمَّى كَنِيفاً لِأَنَّهَا تَكْنُفُ الإبلَ من البردِ، فعيلٌ بِمَعْنى فَاعل. وأَكْنافُ الجَبَلِ والوادي: نواحيهما حَيْثُ تنضم إِلَيْهِ، الواحدُ: كَنَفٌ. وَقَالَ غَيره: الكَنِيفُ: التُّرْسُ: وكلُّ ساترٍ: كَنِيفٌ. وَقَالَ لبيد: حَرِيما حِين لم يَمنَعْ حَرِيما سيوفهُمُ وَلاَ الحَجَفُ الكَنِيفُ أَي السَّاترُ. (أَبُو عبيد) : كَنَفَ عَن الشَّيْء ونكَبَ أَي عدَلَ. قَالَ القُطَامِيُّ: ليُعْلَمَ مَا فينَا عَن البيعِ كَانِفُ (شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي) : كَنَفَه عَن الشيءِ أَي حجزه عَنهُ. وَيُقَال: انهزمَ القومُ فَمَا كانَتْ لَهُم كَانِفَةٌ دونَ العَسْكَرِ: أَي حاجزٌ يحجزُ العدُوَّ عَنْهُم. وكَنَفَ الكيالُ يَكْنُفُ كَنْفاً حَسَناً وَهُوَ أَن يَجْعَل يديهِ على رأسِ القَفيزِ يمسِكُ بهما الطَّعَامَ. يُقَال: كِلْه كَيْلا غير مَكْنُوفٍ. كفن: (اللَّيْث) : كَفَنَ الرَّجُلُ يَكْفِنُ أَي يغزلُ الصُّوف، كَقَوْل الشَّاعِر: يَظَلُّ فِي الشَّاءِ يرعاهَا ويَعْمِتُهَا ويَكْفِنُ الدَّهْرَ إلاَّ رَيْثَ يَهْتَبِدُ قَالَ: وخَالَف أَبُو الدُّقَيْشِ فِي هَذَا الْبَيْت بِعَيْنِه، فَقَالَ يَكْفِنُ يَخْتَلي الكَفْنَةَ للمراضيع من الشَّاء، والكَفْنَةُ من دِقّ الشَّجَرِ صغيرةٌ جعدةٌ إِذا يبسَت صَلُبَت عيدانُها كَأَنَّهَا قطعٌ شُقّقَتْ عَن القَنَا. قَالَ: والكَفَنُ: معروفٌ، يُقَال ميّتٌ مكْفونٌ مُكَفَّنٌ. وأنشده أَبُو عَمْرو: فظلَّ يَعْمِتُ فِي قَوْطٍ ورَاجِلَةٍ يُكَفّتُ الدَّهرَ إلاَّ ريثَ يَهْتَبِدُ وَيُقَال: يُكَفِّتُ: يَجمع ويَحْرِص إلاَّ سَاعَة يَقْعُدُ يَطبُخُ الهَبِيدَ. والرّاجِلَةُ: كَبْشُ الرّاعِي يَحمِلُ عَلَيْهِ متاعَه وَهُوَ الكَرَّازُ. (ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيِّ) : الكَفْنُ: التَّغْطِيَةُ.

(قلت) : وَمِنْه أُخذ كَفَنُ الميِّتِ لِأَنَّهُ يَسْتُرُه. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: عَلَى حَرَجٍ كَالْقَرِّ يَحْمِلُ أَكْفَانِي أَرَادَ بأَكفانه ثيابَه الَّتِي تُوَارِيه. وكَفَنْتُ الخُبْزَةَ فِي المَلَّةِ إِذا وَاريتها بهَا. نكف: قَالَ اللَّيْث: النَّكْفُ تَنْحِيَتُكَ الدُّموعَ عَن خدِّكَ بإصبَعِك، وَأنْشد: فَبانُوا فَلَوْلاَ مَا تَذَكَّرُ مِنْهُمُ مِن الْخُلْفِ لم يُنْكَفْ لعَيْنِكَ مَدْمَعُ وسمِعتُ المُنْذِرِيّ يَقُول: سمِعْتُ أَبَا العبّاس، وسُئِل عَن الاستِنكَافِ فِي قَوْله تَعَالَى: {لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً للَّهِ} (النِّسَاء: 172) ، فَقَالَ: هُوَ أَنْ يَقُولَ: لَا، وَهُوَ من النَّكَفِ والوَكَفِ. يُقَال: مَا عَلَيْهِ فِي ذَاك الْأَمر نَكَفٌ وَلَا وَكَفٌ، فالنكَفُ أَنْ يقالَ لَهُ سُوءٌ، واسْتَنكَفَ ونَكِفَ إِذا دفَعه وَقَالَ: لَا، والمفسِّرون يَقُولُونَ: الاستِنكافُ والاستِكْبَارُ وَاحِد. والاستكبارُ: أَن يتكبَّرَ ويتعظَّمَ والاستنكافُ: مَا قُلْنَا. وَقَالَ الزَّجَّاج فِي قَوْله تَعَالَى: {لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً للَّهِ} ، أيْ: لَيْسَ يَسْتنكف الَّذِي تَزْعمون أَنَّه إلاهٌ أَنْ يَكونَ عبدا لله وَلَا الملائكةُ المقَرّبُونَ وهم أَكْثَرُ من البَشَرِ. قَالَ: وَمعنى لَنْ يَسْتَنْكِفَ: لن يأْنف، وأصلُه مُن نَكَفْتَ الدمْعَ إِذا نَحَّيْته بإِصبَعيكَ عَن خدِّك ثمَّ ذَكَر الْبَيْت. قَالَ: فتأويلُ (لَنْ يَسْتَنْكِفَ) لن يَنْقَبِضَ وَلنْ يَمتنِعَ من عُبُودَةِ الله. قَالَ اللحياني: النَّكَفُ ذِرْبَةٌ تحتَ اللُّغْدَيْن مثل الغُدَدِ. (الحرَّانيُّ عَن ابْن السكِّيت) : النَّكْفُ: مَصْدَرُ نَكَفْتُ الغيْثَ أَنكفُهُ إِذا أَقْطَعْته. وَيُقَال: هَذَا غيثٌ لَا يُنْكَفُ. والنَّكَفُ: غُدَدَةٌ فِي أصل اللَّحْي بَين الرَّأْدِ وَشَحْم الأُذن. وإبِلٌ مُنَكِّفةٌ، إِذا ظَهرت نَكَفَاتُها. وَقَالَ أَيْضا: نَكَفْتُ أَثَرَه وانتَكَفْتُه إِذا اعْتَرَضْتَه أَنْكُفُهُ نَكْفاً، وَذَلِكَ إِذا علا ظَلَفاً من الأَرْض غليظاً لَا يُؤَدِّي الأثَرَ فاعْتَرَضْتَه فِي مكانٍ سَهْلٍ. وَيُقَال: نَكِفْتُ من ذَلِك الأمْرِ أَنْكَفُ نَكَفاً إِذا اسْتَنْكَفْتَ مِنْهُ، حَكَاهَا أَبو عمرٍ وَعَن أبي حِزَامٍ العُكْلِيِّ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: النَّكَفُ: اللُّغْدَانِ اللذانِ فِي الحَلْقِ وهُمَا جَانِبَا الْحُلقُوم. وَأنْشد:

فَطَوَّحَتْ ببَضْعَةٍ والبَطْنُ خِفْ فَقَذَفَتْهَا فَأَبَتْ أَنْ تَنْقَذِفْ فَحَرَفَتْها فَتَلَقَّاهَا النَّكَفْ قَالَ: والمَنْكُوفُ: الَّذِي يشتكي نَكَفَتَه، وَهُوَ أَصْلُ اللِّهْزِمَة. وَقَالَ اللَّيْث: النَّفَكَةُ: لغَةٌ فِي النَّكَفَة. وَقَالَ غيرُه: النُّكَافُ أَنْ تَدْرَأَ الغُدَّةَ فِي النَّكَفَة. وَقَالَ غيرُه عِنْده شجاعَةٌ لَا تُنْكَفُ وَلَا تُنْكَشُ أَي لَا تُدْرَكُ كُلُّها. وَقَالَ بعضُهم: انْتَكَفْتُ لَهُ فَضَرَبْتُهُ انْتِكافاً أَي مِلْتُ عَلَيْهِ. وَأنْشد: لمَّا انْتَكَفْتُ لَهُ فَوَلَّى مُدْبِراً كَرْنَفْتُهُ بهِرَاوَةٍ عَجْرَاء وَقَالَ أَبُو تُرَاب قَالَ الْأَصْمَعِي: ماءٌ لاَ يُنْكَفُ وَلَا يُنْزَحُ. قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: نَكَفَ البِئْرَ ونَكَشَهَا أَي نَزَحَهَا. وَفِي (النَّوَادِر) يُقَال: تَناكَفَ الرَّجُلاَنِ الكَلاَمَ إِذا تَعَاوَرَاهُ. فَكُن: فِي الحَدِيث: (مَثَلُ العَالِم مَثَلُ الحَمَّةِ منَ المَاءِ يأْتِيهَا البُعَدَاءْ ويِتْرُكُهَا القُرَبَاءُ، حَتى إِذا غَاضَ ماؤُهَا بَقِي قَوْمٌ يَتَفكَّنُونُ) . قَالَ أَبُو عبيد: يَتَفَكَّنُونَ أَي يَتَنَدَّمُونَ. وَقَالَ اللحياني: أزْدُشَنُوءَةَ يقولونَ: يَتَفَكَّهُونَ، وتَمِيمٌ تقولُ: يَتَفَكَّنُونَ. وَقَالَ مجاهدٌ فِي قَوْله: {حُطَاماً فَظَلْتُمْ} (الْوَاقِعَة: 65) أَي تَعَجَّبُونَ. وَقَالَ عِكْرِمَة: تَنَدَّمُونَ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: تَفَكَّهْتُ وَتَفَكَّنْتُ أَي تَنَدَّمْتُ. وَقَالَ رؤبة: أَمَا جَزَاءُ العَارِفِ المُسْتَيْقِنِ عِنْدَكِ إلاَّ حَاجَةُ التَّفَكُّنِ وَقَالَ الكسائيُّ وَأَبُو عمرٍ و: التَّفَكُّنُ: التَّلَهُّفُ على مَا فَاتَ. وَأنْشد: وَلا خَائِبٌ إنْ فَاتَهُ زَادُ ضَيْفِهِ يَعَضُّ على إبْهَامِه يَتَفَكَّنُ وَقَالَ أَبو تُرَاب سَمِعْتُ مُزَاحِماً يَقُول: تَفَكَّنَ وتَفَكَّر: واحدٌ. وروى أَبُو العَبَّاسِ عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الفُكْنَةُ: النَّدَامَةُ. فنك: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الفَنْكُ العَجَبُ، والفَنْكُ الكَذِبُ، والفَنْكُ التَّعَدِّي، والفَنْكُ اللَّجَاحُ. (أَبُو عبيد عَن أبي عبيدةَ) : فَنَكَ فِي أَمْرِه أَي ابْتزّه وغَلَبَه. من قَول عبيدٍ: إِذْ فَنَكَتْ فِي فَسَاد بَعْدَ إِصْلاحِ قَالَ: والفَنَكَ: مِثْلُه سَوَاء. قَالَ وَقَالَ الْكسَائي: فَنَكَ بالمَكَانِ فُنُوكاً وأَرَكَ أُرُوكاً إِذْ أَقَامَ. (سَلَمَةُ عَن الْفراء) : قَالَ فَنَكْتَ فِي لَوْمِي

وأَفْنَكْتَ إِذَا مَهَرْتَ ذَاكَ وأَكْثَرْتَ فِيهِ، فَنَكْتَ تَفْنُكُ فَنْكاً وفُنُوكاً. وَأنْشد: لَمَّا رَأَيْتُ أَمْرَهَا فِي حُطِّي وفَنَكَتْ فِي كَذبِي ولَطِّي أَخَذْتُ مِنْهَا بقُرُونٍ شُمْطِ وَقَالَ أَبُو طَالب: فَانَكَ فِي الكَذِبِ والشَّرّ، وفَنَكَ وفَنَّكَ، وَلَا يُقَال فِي الخَيْرِ ومعناهُ لَجَّ فِيهِ ومَحك وَهُوَ مثل التَّتَابُعِ لَا يَكونُ إلاّ فِي الشَّرِّ. (أَبُو عبيد عَن الْكسَائي) : الفَنِيكُ: طَرَفُ اللّحْيَيْنِ عندَ العَنْفَقَةِ، وَلم يَعْرِف الإفْنِيك. وأَخْبَرَنِي الإيَادِيُّ عَن شمرٍ أنَّه قَالَ: الفَنِيكَانِ: طَرَفَا اللّحْيَيْنِ، العَظْمَانِ الدَّقِيقَان النَّاشِزَان أسْفَلَ من الأذُنَيْنِ بَيْنَ الصُّدْغِ والوَجْنَةِ، والصَّبِيّانِ: مُلْتَقَى اللَّحْيَيْنِ الأسْفَلَيْنِ. وَقَالَ اللَّيْث: الفَنِيكَانِ من لَحْي كُلِّ إِنْسَانِ: الطّرَفَان اللّذَان يتَحَرّكان مِنَ المَاضِغِ دُونَ الصُّدْغَينِ. ومَنْ جَعَلَ الفَنِيكَ وَاحِدًا فِي الإنْسَانِ فَهُوَ مَجمَعُ اللّحْيَينِ فِي وَسَطِ الذّقَنِ. وَفِي الحَدِيث أَنَّ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قالَ: (أَمَرَنِي جبريلُ عَلَيْهِ السَّلَام أَنْ أَتَعَاهَدَ فَنيكَيَّ بالمَاءِ عِنْدَ الوُضُوءِ) . وَقَالَ الفَنِيكانِ: عَظْمَانِ مُلزَقَان فِي الحَمَامَةِ إِذا كُسِرَا يَسْتمْسِكْ بيضُها فِي بَطْنها حتَّى تُخْدِجَهُ. والفَنَكُ مُعَرَّب. (عَمْرٌ وَعَن أَبيه) : الفَنِيكُ: عَجْبُ الذّنَبِ. ك ن ب كنب، كبن، نكب، نبك، بنك، بكن: مستعملات. كنب: (أَبُو عبيد عَن أبي زيد) : أكْنَبَتْ يَدُهُ فَهِيَ مُكْنِبَةٌ، وثَفِنتَ ثَفَناً: مِثْلُه. وَأنْشد ابْن السّكيت: قَدْ أكْنَبَتْ يَدَاكَ بَعْدَ لِينِ وبَعْدَ دُهْنِ البَانِ والمَضْنُونِ وهَمَّتَا بالمَسِّ والمُرُونِ والمضنون: جِنْس من الغالية. وَقَالَ العجاج: قَدْ أَكْنَبَتْ نُسُورهُ وأكْنَبَا أَيْ: غَلَظَتْ وَعَسَتْ. وَقَالَ اللَّيْث: الكَنَبُ: غِلَظٌ يَعْلُو اليَدَ من العَمَلِ إِذا صَلُبَتْ. (أَبُو عبيد عَن الأمَوي) : الكِنَابُ والعَاسِي: الشِّمْرَاخُ. وَقَالَ دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّة: وأَنْتَ امْرُؤٌ جَعْدُ القَفَا مُتَعَكِّسٌ مِنَ الأقِطِ الْحَوْلِيِّ شَبْعَانُ كانِبُ وَقَالَ أَبُو زيد: كَانِبٌ: كَانِزٌ. يُقَال: كَنَبَ فِي جِرَابِه شَيئاً إِذا كَنَزَه فِيهِ.

الكَنِبُ: شَجَرٌ، قَالَ الشَّاعِر: فِي خَضَد من الكَرَاث والكَنِب كبن: (أَبُو عبيدٍ عَن الْفراء) : رَجُلٌ مَكْبُونُ الأصابِعِ: مِثْلُ الشَّثنِ. (اللحياني عَن الْأَصْمَعِي) : كلُّ كَبْنٍ: كَفٌّ، يُقَال: كَبَنْتُ عنكَ لِسَاني أَي: كَفَفْتُه. (ابْن السّكيت عَن الْأَصْمَعِي) : رَجُلٌ كُبنَّةٌ، وامرأةٌ كُبُنَّةٌ: الَّذِي فِيهِ انقباضٌ، وَأنْشد: فِي القَوْمِ كل كَبُنَةٍ عُلْفُوفِ قَالَ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الكُبُنّةُ: الْخُبْزَةُ اليَابِسَةُ. وَقَالَ اللَّيْث: الكَبْنُ: عَدْوٌ ليِّنٌ فِي اسْتِرْسَالٍ. وَأنْشد: يَمُرُّ وهْوَ كَابِنٌ حَيِيُّ والفِعْلُ كَبَنَ يَكْبِنُ كُبوناً وكَبْناً. (قُلْتُ) : الكبْنُ فِي العَدْوِ: أَنْ يَكُفَّ بَعْضَ عَدْوِه وَلاَ يَجْهَدَ نَفْسَه والكُبُونُ: السُّكُونُ. وَمِنْه قَوْله: وَاضِحَةُ الخَدِّ شَرُوبٌ لِلَّبَنْ كَأَنَّها أُمُّ غَزَالٍ قَدْ كَبَنْ أَي سَكَنَ. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : الكَبْنُ: مَا ثُنِيَ مِنَ الجِلْدِ عندَ شَفَةِ الدَّلْوِ. وَقَالَ ابْن السّكيت: هُوَ الكَبْنٌ والكَبْلُ، بالنُّونِ واللاَّم، حَكَاهُ عَن الْفراء. وَقَالَ أَبُو عبيد: اكْبَأَنَّ اكْبئْناناً إِذا انْقَبَضَ. وَقَالَ ابنُ بُزُرْجَ: الْمُكْبِئنُّ الَّذِي قد احْتَبَى وأَدخَلَ مِرْفَقَيْهِ فِي حُبْوَتِه ثمَّ خَضَعَ بَرقَبته ورَأْسِه على يَدَيْهِ. قَالَ: والْمُكْبَئِنُّ والمُقْبَئِنُّ: الْمُنْقَبِضُ المُنْخَنِسُ. وَقَالَ غَيره: الكُبْنَةُ: لُعْبَةٌ للأعْرَابِ، تُجْمَعُ كُبَناً. وَأنْشد: تَدَكّلَتْ بَعْدِي وأَلْهَتْها الكُبَنْ (أَبُو عُبَيْدَة) : فَرَسٌ مَكْبُونٌ، والأُنْثى: مَكْبُونَةٌ، والجميعُ: المكَابِينُ، وَهُوَ القَصِيرُ القَوَائِمِ، الرَّحيبُ الجَوْفِ، الشّخْتُ العِظَامِ. قَالَ: ولاَ يكُونُ المكْبُونُ أَقْعَسَ. (أَبُو عبيد عَن الْفراء) : فَرَسٌ فِيهِ كُبْنَةٌ وَكَبَنٌ إِذا كَانَ لَيْسَ بالعَظِيمِ وَلَا القَمِىءِ. قَالَ: والكُبَانُ: دَاءٌ يأْخُذُ الإبِلَ، يُقَال مِنْهُ: بَعِيرٌ مَكْبُونٌ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : المكْبُونَةٌ: المرْأَةُ العَجِلَةُ. والمكْبُونَةُ: الذّلِيلةُ. بكن: أهمله اللَّيْث، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المَبْكونَةُ المرأَةُ الذَّلِيلَةُ. نكب: قَالَ اللَّيْث: النَّكَبُ: شِبْهُ مَيَلٍ فِي المَشْيِ. وأنْشَدَ: ... عَنِ الحَقِّ أَنْكَبُ

أَي مائلٌ عَنهُ، وإِنه لَمِنْكَابٌ عَن الحَقِّ. والأنْكَبُ من الْإِبِل كأنَّما يَمْشي فِي شِقَ. وَأنْشد: أَنْكَبُ زَيَّافٌ وَمَا فِيهِ نَكَبْ والعربُ تقولُ: نَكَبَ الدَّليلُ عَن صَوْبِه يَنْكُبُ نُكُوباً إِذا عَدَل عَنهُ، ونَكَّبَ عَنهُ تَنْكِيباً: مثلُه، ونَكَّبَ غَيْرَهُ. وَرُوِيَ عَن عمرَ أَنه قَالَ لِهُنيَ مَولاهُ: (نكِّبْ عَنَّا ابنَ أُمِّ عَبْدٍ) ، أَي نَحِّهِ عَنَّا. وتَنَكّب فلانٌ عنّا تَنَكُّباً أَي مالَ عنّا. وَقَالَ اللَّيْث: الرجلُ يَنْتَكِبُ كِنانَتَهُ ويَتَنَكَّبُها إِذا أَلْقَاهَا فِي مَنْكِبِه. ومَنْكِبا كلِّ شيءٍ: مَجْمَعُ عظْم العَضُدِ والكتِفِ وحَبْل العَاتِقِ مِنَ الإنسانِ والطّائرِ، وكلِّ شيءٍ. وقولُ الله جلَّ وعزَّ: {ذَلُولاً فَامْشُواْ فِى} (الْملك: 15) . قَالَ الْفراء: يُريدُ فِي جَوَانبها. وَقَالَ الزّجاج: معناهُ فِي جِبَالها، وَقيل فِي طُرُقِهَا. وأَشْبَهُ التفسيرِ واللَّهُ أعلَمُ تَفسيرُ من قَالَ فِي جِبَالها، لأنَّ قَوْله: {الْخَبِيرُ هُوَ الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ الاَْرْضَ ذَلُولاً فَامْشُواْ} (الْملك: 15) مَعْنَاهُ: سَهَّلَ لكم السُّلُوكَ فِيهَا فأمْكَنَكُمُ السُّلُوكُ فِي جبالها، فَهُوَ أَبْلَغُ فِي التَّذْليلِ. (أَبُو عبيد عَن أبي زيد) : يُقَال لِلْمَنْكبِ نَكَبَ: عَلَيْهِم فَهُوَ يَنْكُبُ نِكابَةً. قَالَ: وَقَالَ الْفراء: المَنْكِبُ: عَوْنُ العَرِيفِ. وَقَالَ اللَّيْث: مَنْكِبُ القومِ: رأسُ العُرَفَاءِ، على كذَا وكذَا عرِيفاً: مَنْكِبٌ. وَيُقَال: لهُ النِّكابَةُ فِي قوْمِهِ. قَالَ: والنَّكْبُ: أنْ يَنْكُبَ الحَجَرُ ظَفْراً أَو حافراً أَو مَنْسِماً. يُقَال: مَنْسِمٌ مَنْكُوبٌ ونَكِبٌ. وَقَالَ لبيد: وتَصُكُّ المَرْوَ لَمَّا هَجَّرَتْ بِنَكِيبٍ مَعِرٍ دَامِي الأظَلّ وَيُقَال: نكَبَتْهُ حوادثُ الدَّهْرِ، وأَصابَتْهُ نَكْبةٌ ونَكبَاتٌ ونُكُوبٌ كَثِيرَة. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) قَالَ: كلُّ رِيحٍ من الرِّياحِ تَحَرَّفَتْ فَوقَعَتْ بَين رِيحيْنِ فهيَ نَكْبَاءُ، وقَدْ نَكَبَتْ تَنْكُبُ نُكُوباً. وَقَالَ أَبُو زيد: النِّكْبَاءُ: الَّتِي تَهُبُّ بَين الصَّبَا والشَّمالِ، والجِرْبيَاءُ: الَّتِي بَين الجَنُوبِ والصَّبَا. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: النُّكْبُ من الرِّياحِ أَرْبعٌ: فَنَكْبَاءُ الصَّبَا والجَنوب: مِهْيَافٌ مِلْوَاحٌ مِيبَاسٌ للبَقْلِ، وَهِي الَّتِي تَجِيءُ بَين الرِّيحيْنِ. ونَكْبَاءُ الشَّمالِ: مِعْجَاج مِصْرَادُ لَا مطر فِيهَا وَلَا خَيرَ، وَهِي قَرَّةٌ، وَرُبمَا كَانَ مَعهَا مطرٌ قليلٌ.

ونكباءُ الدَّبُورِ والجَنوب حارَّةٌ. قَالَ: والدبورُ: ريحُ من رِياحِ القَيْظِ، لَا تكونُ إِلَّا فِيهِ وَهِي مِهْيَافُ. والجنُوبُ تَهُبُّ فِي كلِّ وقتٍ. قَالَ ابْن كُنَاسَةَ: مَخْرَجُ النَّكْبَاء: مَا بَين مَطْلَع الذّراعِ إِلَى القُطْبِ، وَهُوَ مطلع الْكَوَاكِب الشامية، وجعلَ مَا بَين القُطْب إِلَى مَسْقَط الذِّرَاع مَخْرَجَ الشّمال، وَهُوَ مسْقط كل نجم طلع من مَخْرَج النكباء من اليمَانيَةِ، واليَمانِيَةُ لَا تنزل فِيهَا شمسٌ وَلَا قمرٌ، إِنَّمَا يُهْتَدَى بهَا فِي البَرِّ والبَحْرِ، فَهِيَ شامية. وَقَالَ غيرُه: قامَةٌ نكْبَاءُ: مائلَةٌ وقِيمٌ نُكْبٌ والقامةُ: البَكْرَةُ. ونَكَبَ فلانٌ كنانتَه إِذا كبَّها ليُخرجَ مَا فِيهَا من السِّهامِ نَكْباً. ونَكِبَ فلانٌ يَنْكَبُ نَكَباً إِذا اشتَكى مَنْكِبَهِ. وَقَالَ شمرٌ: لكلِّ ريحٍ من الرِّيَاح الأربعِ: نكباءُ تُنْسَبُ إِلَيْهَا، فالنكباءُ الَّتِي تنْسب إِلَى الصَّبَا: هِيَ الَّتِي بَينهَا وَبَين الشّمال، وَهِي تشبهها فِي اللِّينِ، وَلها أَحْيَانًا عُرَامٌ وَهُوَ قَلِيل، إِنَّمَا يكون فِي الدَّهْر مرَّةً، والنكباءُ الَّتِي تنْسب إِلَى الشّمَال، وَهِي الَّتِي بَينهَا وَبَين الدّبُور، وَهِي تشبهها فِي البَرْدِ. وَيُقَال لهَذِهِ الشمالِ: الشاميَّة، كل وَاحِدَة مِنْهُمَا عِنْد الْعَرَب: شاميةٌ، والنكباءُ الَّتِي تنْسب إِلَى الدَّبُورِ هِيَ الَّتِي بَينهَا وَبَين الجَنُوب، تَجِيء من مَغِيبِ سُهيْلٍ، وَهِي تُشبهُ الدبورَ فِي شِدَّتها وعَجَاجِها، والنكباء الَّتِي تنْسب إِلَى الْجنُوب: هِيَ الَّتِي بَينهَا وَبَين الصَّبَا، وَهِي أشبهُ الرِّيَاح بهَا فِي دفئها ولينها فِي الشتَاء. نبك: شمرٌ فِيمَا أَلَّفَ بخطِّهِ: النَّبَكُ: هِيَ رَوَابٍ من طينٍ، واحدتُها: نَبَكَةٌ. قَالَ وَقَالَ ابْن شُمَيْل: النَّبْكَةُ مِثل الفَلْكةِ غيرَ أنَّ الفلكةَ أَعْلَاهَا مُدَوَّرٌ مجتمِعٌ، والنّبْكَةُ رَأسهَا مُحَدَّدٌ كَأَنَّهُ سِنَانُ رُمْحٍ وهما مصعّدتان. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: النّبْك: مَا ارتفَع من الأَرْض. وَقَالَ طرفَة: تَتَّقِي الأرضَ برُحَ وُقَّحٍ وُرُقٍ تَقْعَرُ أَنْباكَ الأكَمْ (قلت) : وَالَّذِي شاهدتُ الْعَرَب عَلَيْهِ فِي النِّبَاكِ أَنَّهَا رَوَابِي الرِّمال فِي الْجرْعاوَاتِ اللَّيِّنة، الواحدةُ: نَبَكَةٌ. بنك: قَالَ اللَّيْث: تقولُ العربُ: كلمة كَأَنَّهَا دَخِيلٌ تَقول: ردَّهُ إِلَى بُنْكهِ الخَبيث تريدُ أَصْلَه. وَيُقَال: تَبَنّك فلانٌ فِي عِزَ راتِبٍ. (قلت) : البُنْكُ: أَصْلُه فارسيَّةٌ مَعْنَاهُ: الأصلُ. وأَنشد ابنُ بُزُرْجَ:

وصاحبٍ صاحَبْتُهُ ذِي مأْفَكَهْ يَمْشِي الدَّوَالَيْكَ ويَعْدُو البُنَّكَهْ قَالَ: البُنَّكَةَ يَعْنِي ثِقْلَه إِذا عَدا، والدَّوَالِيكُ: التَّحَفُّزُ فِي مَشْيه إِذا حَاكَ. ك ن م كمن، كنم، مكن، نكم: (مستعملة) . أهمل اللَّيْث: نكم، وكنم. (نكم كنم) : وَقد رَوَى أَبُو عُمَر، عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيِّ أَنه قَالَ: النَّكْمَةُ: المصيبةُ الفادحة، والكَنْمةُ: الْجِراحة. كمن: قَالَ اللَّيْث: كَمَنَ فلَان يَكْمُنُ كُموناً إِذا اسْتَخْفَى فِي مَكْمَنٍ لَا يُفْطَنُ لَهُ. ولكلِّ حرفٍ مَكْمَنٌ إِذا مرَّ بِهِ الصّوت أَثَارَه. والكَمِينُ فِي الحَرْبِ: معروفٌ. وَتقول: هَذَا أَمْرٌ فِيهِ كَمِينٌ أَي فِيهِ دَغَلٌ لَا يُفْطَنُ لَهُ. (قلت) : كمينٌ بِمَعْنى كامِن مثلُ علِيمٍ وعالمٍ وقديرٍ وقادرٍ. وَقَالَ اللَّيْث: ناقةٌ كَمُونٌ، وَهِي الكَتُومُ لِلِّقَاحِ إِذا لَقِحَتْ لم تبشِّرْ بذنَبها وَلم تَشُلْ، وَإِنَّمَا يُعرفُ حَمْلُها بِشوَلاَنِ ذَنَبِها. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: ناقةٌ كَمُونٌ إِذا كَانَت فِي مُنْيَتِهَا وزادت عَلَى عَشْر ليالٍ إِلَى خَمْسَ عَشْرَةَ ويُستَيْقَنُ لِقَاحُها. وَقَالَ اللَّيْث: الكَمُّونُ: معروفٌ. وأَنشدَ: فأصْبَحْتُ كالكمُّونِ ماتَتْ عُروقُهُ وأغْصانُه مِمَا يُمنُّونه خُضْرُ قَالَ: والكُمْنةُ: جَرَبٌ وحُمْرَةٌ تَبقَى فِي العَين من رَمَدٍ يُساءُ علاجه فتُكْمَنُ: وَهِي مَكْمُونة. وَأنْشد ابنُ الْأَعرَابِي: سِلاحُها مُقْلةٌ تَرَقْرَقُ لَمْ تَحْذَلْ بهَا كُمْنَةٌ وَلَا رَمَدُ وَقَالَ أَبُو عبيد: الكُمْنَةُ فِي العَين: وَرَمٌ فِي الأجفان وغِلَظٌ وأُكَالٌ يَأْخذُ فِي الْعين فتَحْمَرُّ لَهُ. يُقَال: كَمِنَتْ عَينُهُ تَكْمَنُ كُمْنَةً شَدِيدَة. وَقَالَ الطرماح: بِمُكْتَمِنٍ مِنْ لاعِجِ الْحُزْنِ وَاتِنِ المكْتَمِن: الخافي الْمُضْمَرُ. وروى شمرٌ عَن إسحاقَ بنِ منصورٍ عَن سعيدِ بنِ سليمانَ، عَن فرج بن فُضَالَة عَن ابْن عامرٍ عَن أبي أمامةَ الباهليِّ قَالَ: نَهى رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن قَتْلِ عَوَامِرِ الْبيُوت إلاّ مَا كَانَ مِن ذِي الطُّفْيَتَيْنِ، والأبْتَرِ، فَإِنَّهُمَا يُكمِنَانِ الأبصارَ أَو يُكْمِهَان وتُخْدِجُ مِنْهُ النِّسَاء. قَالَ شمرٌ: الكُمْنَةَ: وَرَمٌ فِي الأجْفَانِ،

وَقيل: قَرْحٌ فِي المآقِي. وَيُقَال: حِكَّةٌ ويُبْسٌ وَحُمْرَةٌ. قَالَ ابنُ مُقْبِلٍ: تَأَوَّبَنِي الدَّاءُ الَّذِي أَنَا حَاذِرُهْ كَمَا اعْتَادَ مَكْمُوناً مِن اللَّيْلِ عَاثِرُهْ ومَن رَوَاهُ بالهاءِ: يُكْمِهَانِ، فَمَعْنَاه يُعْمِيَانِ، من الأكْمَهِ، وَهُوَ الأعمَى. قَالَ حدّثنا عبدُ الله بن عمرَ عَن حَجَّاج عَن عَطاء بن عمرَ أَنه قَالَ: الأكْمَهُ: الممْسُوحُ العَيْنِ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: هُوَ الَّذِي يُبْصِرُ بِالنَّهَارِ، وَلَا يُبْصِرُ باللَّيْل. مكن: (أَبُو زيد) يُقَال: امْشِ على مَكِينَتِكَ ومكَانتِكَ وهِينَتِك. وَقَالَ ابنُ المُسْتَنِيرِ: يُقَال: فلانٌ يَعمَلُ على مَكينَتِه أَي على اتِّئَادِه. وَقَالَ الله جلّ وَعز: {اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ} (الْأَنْعَام: 135) أَي: على حِيالِكُمْ ونَاحِيَتِكُمْ. وأَخبَرَني المُنْذِرِيُّ عَن الغَسَّاني عَن سَلَمَة عَن أبي عبيدةَ مِثْلُه. وَقَالَ سَلمَة: قَالَ الْفراء: لَهُ فِي قَلْبي مكانَةٌ ومَوْقِعَةٌ ومَحِلَّةٌ. (أَبُو عبيد عَن أبي زيد) : فلانٌ مَكينٌ عِنْد فلانٍ بَيِّنُ المكانَةِ يَعْنِي المنزِلَة، قَالَ: والمَكَانَةُ: التؤدَةُ أَيْضا. وَقَالَ الليثُ: المَكْنِ بَيْضُ الضَّبِّ وَنَحْوه، ضَبَّة مكُونٌ، والوَاحِدَة: مَكْنَةٌ. قَالَ: وكلُّ ذِي رِيشٍ وكلُّ أَجْرَدَ يَبِيضُ، وَمَا سواهُما يَلِدُ. وَقَالَ شمرٌ: يُقَال: ضَبَّةٌ مَكُونٌ، وضِبَابٌ مِكَانٌ. وَأنْشد: وقالَ تَعْلّمْ أنَّها صَفَرِيَّةٌ مِكَانٌ نمَا فِيهَا الدَّبَا وجَنَادِبُه قَالَ: ومَكِنَتِ الضَّبَّةُ وأَمْكَنَتْ إِذا جَمَعَتْ البيْضَ فِي جَوْفِها. (أَبُو عبيد عَن الْكسَائي) : الضَّبَّةُ المَكُونُ: الَّتِي قد جَمَعَتْ بَيْضها فِي بَطْنِهَا، يُقَال مِنْهُ: قَدْ أَمْكَنَتْ فَهِيَ مُمْكِنٌ. وَقَالَ أَبُو زيد مثلَه، قَالَ: والجَرَادَةُ مِثْلُها، واسمُ البَيْض: المِكْنُ. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (أَقِرُّوا الطَّيْرَ فِي مَكُنَاتِهَا) . قَالَ أَبُو عبيد: سألتُ عِدَّةً من الْأَعْرَاب عَنهُ فَقَالُوا: لَا نَعْرِفُ للطّيْرِ مَكِناتٍ إِنَّمَا المكِنَاتُ بَيْضُ الضِّبَابِ، واحدتها: مكِنَة، وَقد مَكِنَتِ الضَّبّةُ وأَمْكَنَتْ، فَهِيَ ضَبّةٌ مَكُونٌ. قَالَ أَبُو عبيد: وجائزٌ فِي كَلَام العربِ: أَن يُسْتَعَارَ مَكْنُ الضِّبابِ فيُجْعَلَ للطّيْرِ كَمَا قَالُوا: مَشَافِرُ الْحَبَشِ، وإنّما المشَافِرُ للإبلِ. قَالَ: وَقيل فِي تَفْسِير قَوْله: (أَقِرُّوا الطَّيْرَ

على مَكِناتِها) (يُرِيد على أَمْكِنَتها) ومعناهُ: الطّيْرُ الَّتِي يُزْجَرُ بهَا. يقولُ: لَا تزْجُرُوا الطّيْرَ وَلَا تَلْتَفِتُوا إِلَيْهَا أَقِرُّوها على مَوَاضِعها الَّتِي جعلهَا اللَّهُ بهَا أَي أَنَّهَا لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ. وَقَالَ شمرٌ: الصَّحِيحُ من قَوْله: (أَقِرُّوا الطيْرَ على مَكِنَاتِها) أَنَّهَا جَمْعُ المَكِنَة، والمكِنَةُ: التَّمكُّنُ، تَقول العربُ: إنَّ بَنِي فُلانٍ لَذُو مَكِنَةٍ منَ السُّلطانِ أَي ذُو تمكُّنٍ، فيقولُ: أَقِرُّوا الطّيْرَ على مكِنَةٍ ترَوْنها عَلَيْهَا ودَعُوا التَّطيُّرَ مِنْهَا، قَالَ: وَهِي مِثْلُ التَّبِعَةِ من التَّتَبُّع والطَّلِبَةِ منَ التَّطَلُّبِ. قَالَ: وَقَول الله: {اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ} (الْأَنْعَام: 135) أَي: على مَا أَنْتُم عَلَيْهِ مُسْتَمْكِنُون. قَالَ شمرٌ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الناسُ على سَكِنَاتِهمْ، ونَزِلاتهمْ، ومَكِنَاتِهم. وَقَالَ الشافعيُّ فِي تَفْسِير قَوْله: (أَقِرُّوا الطَّيْرَ عَلَى مَكِنَاتِها) مَعْنَاهُ: أَن أهلَ الجاهليةِ كَانَ الرجلُ يخْرُجُ من بيْتِه فِي حاجَتِهِ فإِنْ رأَى طيراً فِي طريقِه طيَّرَه فَإِن أخذَ ذاتَ اليمينِ ذهب فِي حاجتِه، وَإِن أَخَذ ذاتَ الشِّمالِ لم يَذهب. (قلتُ) : وَهَذَا هُوَ الصحيحُ، وَكَانَ ابنُ عُيَيْنَة يذهبُ إِلَيْهِ، والمكِنَاتُ بِمَعْنى الأمكِنةِ على تأوِيلِها. وَقَالَ اللَّيْث: مَكَان فِي أَصْلِ تَقْدِير الْفِعْل (مَفْعَل) لِأَنَّهُ موضعٌ لِكَيْنُونَة الشَّيْء فِيهِ غيرَ أَنه لما كثُرَ أَجْرَوْهُ فِي التصْريف مجْرى (فَعَال) فَقَالُوا: مكَّنَّا لَهُ وَقد تَمَكَّنَ وَلَيْسَ هَذَا بأَعْجَبَ من تَمْسكنَ من المسكِين، قَالَ: والدليلُ على أَن مَكَان (مفعل) أَن العربَ لَا تقولُ: هُوَ مِنِّي مكَانَ كَذَا وَكَذَا بالنّصْبِ. وَقَالَ غَيره: أمكنني الأمرُ يُمْكِنُني فَهُوَ أَمْرٌ مُمكِنٌ: وَلَا يقالُ: أَنا أُمكِنُه بِمَعْنى أَسْتطيعُه، ويقالُ لَا يُمكِنُكَ الصُّعُودُ إِلَى هَذَا الْجَبَل، وَلَا يقالُ: أنتَ تُمكِنُ الصُّعُودَ إِلَيْهِ. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : المَكْنَانُ: نَبْتٌ. (قلت) : وَهُوَ من بُقُولِ الرَّبيعِ (الوَاحِدَةُ: مَكْنَانة) . وَقَالَ ذُو الرمة: وَبِالرَّوْضِ مَكْنَانٌ كأَنَّ حَدِيقَهُ زَرَابِيُّ وَشَّتْها أكُفُّ الصَّوَانِع وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: فِي قَول الشَّاعِر، رواهُ عَنهُ أحمدُ بن يحيى: ومجَرَّ مُنْتَحَرِ الطَّلِيِّ تَنَاوَحَتْ فِيهِ الظِّبَاءُ بِبَطنِ وَادٍ مُمْكِنِ قَالَ: مُمكِن: يُنبِتُ المكْنَانَ. ك ف ب ك ف م: أهملت وجوهها.

باب الكاف والباء مع الميم

(بَاب الْكَاف وَالْبَاء مَعَ الْمِيم) ك ب م بكم: قَالَ اللَّيْث: يُقَال للرَّجُل إِذا امْتنع مِنَ الكَلاَمِ جَهْلاً أَو تَعَمُّداً: بَكِمَ عَنِ الكَلاَمِ. وَقَالَ أَبُو زيد فِي (النَّوَادِر) : رَجُلٌ أَبْكَمُ وَهُوَ العَيُّ الْمُفْحَمُ، وَقد بَكِمَ بَكَماً وبَكَامَةً. وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخر: الأبْكَمُ: الأقْطَعُ اللِّسَانِ، وَهُوَ العَيُّ بالجوابِ الَّذِي لَا يُحْسِنُ وَجْهَ الكَلاَمِ. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: أنَّهُ قَالَ: الأبكَمُ: الَّذِي لَا يعْقِلْ الجوابَ. وَقَالَ الله تَعَالَى فِي صفةِ الكُفَّار: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْىٌ} (الْبَقَرَة: 18) وَكَانُوا يَسْمَعُونَ وينْطِقُونَ ويُبْصِرُونَ ولكِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَعُونَ مَا أَنْزَلَ الله وَلَا يَتَكَلَّمونَ بِمَا أُمِرُوا بِهِ، فَهُمْ بمنزلةِ الصُّمِّ البُكْمِ العُمْيِ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله: (بُكْمٌ) إنَّهُمْ بمنْزلةِ مَنْ وُلِدَ أَخْرَسَ. وَيُقَال: الأبْكَمُ: المسْلُوبُ الفُؤَادِ. (قلت) : وبَيْنَ الأخْرَسِ والأبْكَمِ فَرْقٌ فِي كَلَام العَربِ، فالأخْرَسُ: الَّذِي خُلِقَ وَلَا نُطْقَ لَهُ كالبَهِيمَةِ العَجْمَاءِ، والأبكَمُ: الَّذِي لِلسَانِه نُطْقٌ وهُوَ لَا يعقِلُ الجوابَ وَلَا يحْسِنُ وَجْهَ الكَلاَمِ، وجَمْعُ الأبكَمِ: بُكْمٌ وبُكْمَانٌ، وجَمْعْ الأصَمِّ: صُمٌّ وصُمَّانٌ.

أَبْوَاب الثلاثي المعتل من حرف الْكَاف ك ج (وايء) كيج: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: كَاجَ الرَّجُلُ إذَا زَادَ حُمْقُه. قَالَ: والكِيَاج: الفَدَامَة والحَمَاقَةُ. ك ش (وايء) كوش، كيش، كشي، شوك، شكا، وَشك، شكأ، كشأ: (مستعملة) . شكا: فِي حديثِ خَبَّابِ بنِ الأرَتِّ: (شَكَوْنَا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الرَّمْضَاءَ فَمَا أَشْكَانَا) ، قَوْله: مَا أَشْكانَا أَي مَا أَذِنَ لنا فِي التَّخَلُّفِ عَن صَلاة الظُّهْرِ وَلَا أَخَّرَها عَن وَقْتِهَا. وَقَالَ أَبُو عبيد، قَالَ أَبُو عبيدةَ: أَشْكَيْتُ الرَّجُلَ إِذا أَتَيْتُ إِلَيْهِ مَا يَشْكُونِي. قَالَ: وأَشْكَيْتُهُ إِذا شكَا إليكَ فَرَجَعْتَ لَهُ مِنْ شِكايَتِهِ إيَّاكَ إِلَى مَا يحِبُّ. وَقَالَ الراجزُ يصِفُ إبِلا: تمُدُّ بالأعْنَاقِ أَوْ تَثْنِيهَا وتَشْتَكِي لَوْ أَنَّنَا نُشْكِيهَا (قلت) : وللإشْكَاء: مَعْنيَانِ آخَرَانِ. قَالَ أَبُو زيد: شَكاني فلانٌ فأشْكَيتُه إِذا شكاكَ فَزِدْتُه أَذًى وشَكْوَى. وَقَالَ الْفراء: أَشْكَى إِذا صادفَ حَبِيبَه يَشْكُو. وروى بَعضهم قَول ذِي الرمة يَصِفُ الرَّبْعَ ووقُوفَه عَلَيْهِ: وأُشْكِيهِ حَتَّى كَادَ مِمَّا أبثّهُ تُكَلِّمُنِي أَحْجَارُهُ ومَلاَعِبُهْ قَالُوا: مَعْنَاهُ أبِثُّه شَكْوَايَ وَمَا أكابدُه من الشَّوقِ إِلَى مَنْ ظَعَنَ عَن الرَّبْع حِينَ شَوَّقَتْنِي مَعَاهِدُهُمْ فِيهِ إِلَيْهِم. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّكْوُ. والاشتِكاءُ، تقولُ: شَكا يَشْكُو شكاةً. قَالَ: ويُسْتَعْمَلُ فِي المَوْجِدَةِ والمرَضِ. وَيُقَال: هُو شاكٍ: مريضٌ، وَقد تَشَكَّى واشْتَكَى. (قلت) : والشَّكَاةُ تُوضَعُ موضِعَ العَيْبِ أَيْضا.

وعَيَّرَ رَجُلٌ عبدَ الله بن الزُّبيرِ بأُمِّه فَقَالَ: يَا ابْنَ ذَات النِّطَاقَيْنِ، فتمثل بقول الهُذْلِيِّ: وتِلْكَ شَكاةٌ ظَاهِرٌ عَنْكَ عَارُها أَرَادَ أَنَّ تعييرِه إيَّاه بأنَّ أُمَّه كَانَت ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ لَيْسَ بعَارٍ، وَمعنى قَوْله: (ظَاهِرٌ عَنْك عَارُهَا) أَي نابٍ، أَرَادَ أنَّ هَذَا لَيْسَ بعَارٍ يُتَعَيَّرُ مِنْهُ ويُنْتَفى لأنَّه مَنْقَبَةٌ لَهَا، أنَّها إنَّما سُمِّيت ذَات النِّطَاقينِ لِأَنَّهُ كَانَ لَهَا نِطَاقَانِ تَحْمِلُ فِي أحَدِهمَا الزَّادَ إِلَى أَبِيهَا وَهُوَ مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الغَارِ وَكَانَت تَنْتَطِقُ بالنِّطَاقِ الآخرِ، وَهِي أَسْماءُ بنت أَبي بكر الصِّدِّيقِ رَضِي الله عَنهُ. أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن سَلمَة قَالَ: بِهِ شَكَأٌ شَدِيد: تَقَشُّرٌ، وَقد شَكِئَتْ أصابعُه، وَهُوَ التقشر بَين اللَّحْم والأظفار شَبيه بالتشقق. وَيُقَال: للبعير إِذا أتْعَبَهُ السَّيْرُ فمدَّ عُنُقَه وكَثُرَ نَحِيطُه: قد شكَا. وَمِنْه قَالَ الراجز: شَكَا إلَيَّ جَمَلِي طُولَ السُّرَى صَبْراً جُمَيْلُ فكِلاَنَا مُبْتَلَى وَيُقَال: شَكَا يَشْكُو شَكْواً، على (فَعْلاً) وشَكْوَى، عَلَى (فَعْلَى) . وَقَالَ اللَّيْث: الشَّكْوُ: المرضُ نفسهُ. وأَنشد: أَخ إنْ تَشَكَّى مِنْ أَذًى كُنْتَ طِبَّهُ وإِنْ كَانَ ذَاكَ الشَّكْوُ بِي فَأَخِي طِبِّي (أَبُو عبيد عَن أبي زيد) : يُقَال لِمِسْكِ السَّخْلَةِ، مَا دَامَتْ تَرْضَعُ: الشَّكْوَةُ، فإذَا فُطِمَ فَمَسْكُهُ: البَدْرَةُ، فَإِذا أَجْذَعَ فَمَسْكُهُ: السِّقَاءُ. وَقَالَ أَبُو يَحْيَى بنُ كُنَاسَةَ: تقولُ العربُ فِي طُلُوع الثُّرَيَّا بالغَدَوَاتِ فِي أول القَيْظ: طَلَعَ النَّجْمُ غُدَيَّهْ ابْتَغَى الرَّاعِي شُكَيَّهْ والشُّكَيَّةُ: تَصْغِيرُ الشَّكْوَةِ وذلكَ أَن الثُّريَّا إِذا طلعتْ هَذَا الوَقْتَ من الزمانِ هَبتِ البَوَارِحُ ورَمِضَتِ الأرْضُ وعَطِشَ الرُّعْيَانُ فاحْتَاجُوا إِلَى شِكَاءٍ يَسْتَقُونَ فِيهَا لِشِفَاهِهِمِ ويَحْقِنُونَ اللَّبَنَ فِي بَعْضِهَا لِيَشْرَبُوهُ بارِداً قَارِصاً. يُقَال: شَكّى الرَّاعِي وتَشَكّى إِذا اتّخَذَ الشَّكْوَةَ. وَقَالَ الشَّاعِر فِي شَكّى الرَّاعِي مِنَ الشَّكْوَة: وحَتّى رَأَيْتُ العَنْزَ تَشْرَى وشكَّت ال أَيَّامى وأضحى الرِّئمُ بالدَّوّ طاويا وشَكّتِ الأيَامى إذَا كَثُرَ الرِّسْل حَتَّى صارتِ الأيِّمُ يَفْضُلُ لَهَا لَبَنٌ تَحْقِنُهُ فِي شَكوتِهَا. ابْن السّكيت: فلانٌ يُشْكَى بِكَذَا وَكَذَا أَي يُزَنُّ ويُتَّهَمُ. وَأنْشد: قالتْ لَهَا بَيْضَاءُ من أَهْلِ مَلَلْ رَقْرَاقَةُ العَيْنَيْنِ تُشْكَى بالغَزَلْ

والشّكِيُّ أَيْضا: المُوجِعُ. قَالَ الطِّرِمَّاحُ بن عَدِيَ: أَنَا الطِّرِمَّاحُ وعَمِّي حَاتِمُ وَسْمِي شَكِيٌّ ولِسَاني عَارِمُ كالبَحْرِ حِينَ تَنْكَدُّ الهَزَائِمُ الهَزَائِمُ: بِئَارٌ كَثِيرَةُ المَاءِ، وَسْمِي شَكِيٌّ أَي مَشْكُوٌّ لَذْعُهُ وإحْرَاقُهُ. وقولُهُ جَلَّ وعَزَّ: {مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ} (النُّور: 35) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: هِيَ الكَوَّةُ. وقِيلَ: هِيَ بلُغَةِ الحَبَشِ. قَالَ: والمِشْكَاةُ من كلامِ العربِ. قَالَ: ومِثْلُهَا وإنْ كَانَ لِغَيْرِ الكَوَّة الشَّكْوَةُ وَهِي مَعْرُوفَة، وَهِي الزُّقَيْقُ الصغِيرُ أَوَّلَ مَا يُعْمَلُ مِثْلُه. وَقَالَ غيرُه: أَرَادَ واللَّهُ أعلم بالمِشْكَاةِ قَصَبَةَ القِنْدِيل من الزُّجَاجِ الَّذِي يُسْتَصْبَحُ فِيهِ، وَهِي موضعُ الفَتِيلَةِ فِي وَسَط الزّجَاجَة شُبِّهَتْ بالمِشْكَاةِ وَهِي الكَوَّةُ الَّتِي لَيست بِنَافِذَةٍ. والعربُ تقولُ: سَلِّ شاكِيَ فُلاَنٍ أَي طَيِّبْ نَفْسَه وَعَزِّهِ عَمَّا عَرَاهُ. وَيُقَال: سَلّيْتُ شَاكِيَ أَرْضِ كَذَا وَكَذَا أَيْ تَرَكْتُها فَلَمْ أَقْرَبُهَا، وكُلُّ شيءٍ كَفَفْتَ عَنهُ فقَدْ سَلَّيْتَ شَاكِيَهُ. (شكأ) : وروى أَبُو العبَّاس عنِ ابنِ الْأَعرَابِي، يُقَالُ: شَكَأ فلانٌ إِذا تَشَقَّقَتْ أَظْفَارُه. وَقَالَ أَبُو ترابٍ: قَالَ الأصمعيُّ: شَقَأَ نابُ البَعِيرِ وشَكَأَ إِذا طَلَعَ فَشَقَّ اللَّحْمَ. وقِيلَ فِي قولِ ذِي الرمة: عَلَى مُسْتَظِلاَّتِ العُيُونِ سَوَاهِمٍ شُوَيْكِئَةٍ يَكْسُو بُرَاهَا لُغَامُهَا أَرادَ شُوَيْقِئَةً فَقَلَبَ القَافَ كَافاً مِنْ شَقَأَ نَابُهُ إِذا طَلَعَ كَمَا قيل: كُشِطَ عَن الفَرس الْجُلُّ وَقُشِطَ بِمَعْنى واحدٍ، وَقيل شُوَيْكِيَةٌ بِغَيْر هَمْزٍ: إِبْلٌ مَنْسُوبَةٌ. وتَشَكَّى فلانٌ واشْتَكَى بِمَعْنى واحدٍ. قَالَ أَبُو بكر: الشَكَأُ فِي الْأَظْفَار: شبيهٌ بالتشقق مَهْمُوز مَقْصُور. شوك: قَالَ اللَّيْث: الشَّوْكَةُ، والجميعُ: الشَّوْكُ، وشجرةٌ شائِكة: ذاتُ شَوْكٍ، ومُشِيكةٌ: مِثلُها، والشَّوْكُ الَّذِي ينبُتُ فِي الأَرْض، الْوَاحِدَة مِنْهَا: شَوْكة، وَقد شاكتْ إصْبَعَه شوكةٌ إِذا دخلَتْ فِيهَا، وشِكْتُ الشَّوْكَ أَشَاكُه، فَإِذا أردْتَ أَنّه أصابكَ: قلْتَ: شَاكَنِي الشَّوْكُ يَشُوكُني شَوْكاً. قَالَ: وَتقول: مَا أَشَكْتُه أَنا شَوْكةً، وَلَا شُكْتُه بهَا، وَهَذَا مَعْنَاهُ أَي لم أُوذِهِ بهَا. قَالَ:

لَا تَنْقُشَنَّ بِرِجْلِ غَيْرِكَ شَوْكةً فَتَقِي بِرِجْلِكَ رِجْلَ مَن قد شَاكَها شَاكَها مِنْ شِكْتُ الشَّوْكَ أشاكه، بِرَجُل غَيْرك أَي من رجل غَيْرك. (أَبُو عبيدٍ عَن الْأَصْمَعِي) : شَاكَتْنِي الشوكةُ تَشُوكُنِي إِذا دخَلَتْ فِي جسَدِه، وقَدْ شِكْتُ أَنَا أَشَاكُ إِذا وَقَعَ فِي الشَّوك. قَالَ وَقَالَ الكسائيُّ: شُكْتُ الرجلَ إِذا أَدْخَلْتَ الشَّوكةَ فِي رِجْلِه. (قلت) : أَرَاهُ جَعَله متَعَدِّياً إِلى مَفْعُولَيْنِ كَمَا قَالَ أَبُو وَجْزَةَ السَّعْدِيُّ: شَاكَتْ رُغَامَى قَذُوفِ الطَّرْفِ خَائِفَةٍ هَوْلَ الجَنانِ ومَا هَمَّتْ بإِدْلاجِ حرَّى مُوَقَّعةً مَاجَ البَنانُ بهَا عَلَى خِضَمَ يُسَقَّى الماءَ عَجّاجِ يَصِفُ قَوْساً رَمَى عَنْهَا فشَاكَتِ القوسُ رُغَامَى الطائرِ مِرْماةً حَرَّى مَسْنونةً، والرُّغامَى: زِيادةُ الكَبِدِ؛ والحَرَّى هِيَ المِرْماةُ العَطْشَى. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيُّ: شَوّكْتُ الحائطَ: جعلتُ عَلَيْهِ الشَّوْكَ. وشَوّكَ لَحْيَا البَعيرِ إِذا طالتْ أَنْيَابُه. (أَبُو عبيد) : الشّاكِي، والشائكُ جَمِيعًا: ذُو الشَّوك والحدِّ فِي سلاحه. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: هُوَ شَاك فِي السِّلاح، وشائكٌ. قَالَ: وَإِنَّمَا يُقَال: شَاك إِذا أَردت معنَى (فَاعِلٍ) ، فَإِذا أَرَدْتَ معنى (فَعِلٍ) قلتُ هُوَ شاكُ السلاحِ. وَقيل: رجُلٌ شاكي السِّلَاح: حديدُ السِّنَانِ والنَّصْلِ، وَنَحْوهمَا. وَقَالَ الفرّاء: رجُلٌ شَاكُ السِّلاح، وشاكِي السِّلَاح مثلُ جُرُفٍ هارٍ، وهَارٌ. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الشاكي من السِّلاح، أَصْلُه: شَائِكٌ من الشَّوْكِ، ثمَّ يُقْلَبُ فيُجْعَلُ من بنَات الْأَرْبَعَة، فيُقال: هُوَ شَاكٍ. ومَنْ قَالَ: شاكُ السِّلاح بحذفِ الْيَاء، فَهُوَ كَمَا يُقَال: رَجُلٌ مالٌ، ونالٌ منَ المَال وَالنَّوَالِ، وَإِنَّمَا هُوَ مائلٌ ونائلٌ. وَقَالَ غيرُه: شَاك ثَدْيَا المرأةِ، وشَوّكَ ثدْيَاهَا إِذا تَهَيَّآ لِلْخُرُوجِ. وحُلَّةٌ شَوْكَاءُ. قَالَ الأصمعيُّ: مَا أَدْرِي مَا يُعْنَى بهَا، وَقَالَ غيرُه: هِيَ الْخَشِنَةُ من الْجِدَّةِ. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّوْكَةُ: الْحُمْرَةُ تَظْهَرُ فِي الوجْه وغيرِه من الجَسد، فَتُسَكَّنُ فِي الرُّقَى، ورجُلٌ مَشُوكٌ، وَقد شِيكَ إِذا أصابَتْهُ هَذِه العِلّةُ. والشّوْكةُ: طِينةٌ تُدَوَّرُ رَطْبَةً، ثمَّ تُغْمَزُ حَتَّى تنبسِطَ، ثمَّ يُغْرَزُ فِيهَا سُلاَّءٌ للنَّخل، يُخَلَّص بهَا الكتَّانُ، تُسَمَّى شَوكةَ الكَتَّانِ. وَيُقَال: شَوَّكَ الفَرْخُ تَشْوِيكاً، وَهُوَ أَوَّلُ

نبَاتِ رِيشِه. وشَوْكَةُ المُقاتِل: شِدَّةُ بأْسِه، هُوَ شديدُ الشَّوْكة. وَشك: قَالَ اللَّيْث: أَوْشَكَ فلَان خُروجاً، وتقولُ: لَوَشْكانَ ذَا خُرُوجاً، وَلَسُرْعان ذَا خُروجاً. وَأنْشد: أَتَقْتُلُهُمْ طَوْراً وتَنكِحُ فِيهِمُ لَوَشْكَانَ هَذَا والدِّماءُ تَصَبَّبُ وَقَالَ ابْن السّكيت: تَقول: يُوشِك أَن يكون كَذَا؛ وَكَذَا، وَلَا تَقُلْ: يُوشَكُ. وَمن أمثالِهم: (لَوَشْكَانَ ذَا إهَالةً) يُضربُ مثلا للشيءِ يَأْتِي قَبلَ حِينه، وَوَشْكَانَ: مَصدَرٌ فِي هَذَا الْموضع، والوَشِيكُ: السَّرِيع، ووَشْكُ البَيْنِ: سُرْعةُ الفِراق. (أَبُو عبيد، عَن الْكسَائي) : يُقَال: وَشْكَانَ مَا يكُونُ، ووِشْكَانَ، ووُشْكَانَ، والنُّونُ مفتوحةٌ فِي كلِّ وَجهٍ. وَكَذَلِكَ: سَرْعَانَ مَا يكونُ ذَاك، وسُرْعَانَ، وسِرْعانَ. (أَبُو عُبَيْدَة) : فرسٌ مُوَاشِكٌ، والأُنثى: مُوَاشِكَةٌ، والمُوَاشَكةُ: سُرْعةُ النّجَاءِ والخِفّة. وَقَالَ عبد الله بن عَنَمَةَ يرثِي بِسْطامَ بنَ قَيْسٍ: حَقِيبَةُ سَرْجِه بَدَنٌ ودِرْعٌ وتَحمِلُه مُوَاشِكَةٌ دَؤُولُ كشي: أَخْبرنِي المنذريُّ عَن الصَّيْداوِيِّ عَن الرِّياشِيِّ قَالَ: الكُشْيَةُ: شحْمٌ يَكونُ فِي بَطْن الضّبِّ. وَأنْشد: فلَو كَانَ هَذَا الضَّبُّ لَا ذَنَبٌ لَهُ وَلَا كُشْيَةٌ مَا مَسَّهُ الدَّهْرَ لامِسُ ولكنَّه مِن أَجْلِ طيبِ ذُنَيْبِهِ وكُشْيَتِهِ دَبّتْ إِلَيْهِ الدَّهَارِسُ وَيُقَال: كُشَّةٌ، وكُشْيَةٌ بِمَعْنًى وَاحِد. (كشأ) : ومِنْ مهْمُوزه: مَا روى أَبُو عبيدٍ لأبي عمرٍ و: إِذا شَوَيْتَ اللَّحْم حَتَّى يبِس فَهُوَ كَشِىءٌ مَهْمُوزٌ، وَقد كَشَأْتُهُ، وَمثله: وزَأْتُ اللَّحْم إِذا أَيْبَسْتَهُ. وَقَالَ الأمَويٌّ: أكْشَأْتُهُ بالألِف. وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: كَشِئْتُ الطَّعامَ كَشْأً إِذا أكلْتَهُ حتَّى تمتلىءَ مِنْهُ. وَقَالَ أَبُو زيدٍ: كَشَأتُ الطَّعامَ كشْأً إِذا أكلْتَهُ كَمَا تأكلُ القِثَّاءَ وَنَحْوه. قَالَ: وكَشَأْتُ وسطَه بالسَّيْف كشْأً إِذا قَطعْتَهُ. وَيُقَال: تكَشّأَ الأديمُ تكشُّؤاً إِذا تَقَسَّمَ؟ . وَقَالَ الفراءُ: كَشَأْتُهُ، ولفَأْتُهُ أَي قشرتُه. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : كَشَأَ يَكْشَأُ إِذا أكل قِطْعَة من الكَشِىءِ وَهُوَ الشِّوَاءُ المُنْضَجُ، وأَكْشَأَ إِذا أكَلَ الكَشِىءَ. ابْن شُمَيْل: رَجُل كَشِىءٌ: مُمْتَلِىءٌ مِن

َ الطّعَامِ، وكَشَأْتُ اللَّحْمَ وكَشّأْتُه إِذا أكلتَه، وَلَا يُقَال فِي غير اللَّحْمِ. كوش كيش: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: كاش يكُوشُ كَوْشاً إِذا فَزِعَ فَزَعاً شَدِيدا، وكاش جِارِيتَه يكُوشُهَا إِذا مَسَحَهَا. أَبُو الْهَيْثَم لِابْنِ بُزُرْجَ: ثَوْبٌ أكْيَاشٌ، وجبّةٌ أَسْنَادٌ، وثَوْبٌ أَفْوافٌ. قَالَ: والأكْيَاشُ مِنْ بُرُودِ اليَمنِ. ك ض (وايء) استُعْمِلَ من جَمِيع وجوهه مَا روى أَبُو عبيد عَن أبي زيد. ضوك ضيك: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو عبيد عَن أبي زيدٍ: الضّيَكَانُ والحَيَكان: مِنْ مَشْيِ الْإِنْسَان: أَنْ يُحَرِّكَ فِيهِ مَنْكِبَيْه، وجَسَدَهُ حِين يمشي مَعَ كَثْرَة لَحْمٍ. وَقَالَ اللحياني عَن أبي زِيَاد: تَضّوّكَ فلَان فِي رجيعه تضوُّكاً إِذا تلطَّخ بِهِ. قَالَ: وَقَالَ الأصمعيُّ: تَصَوَّكَ فِيهِ بالصَّاد غير مُعْجمَة. قَالَ: وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم الْعقيلِيّ: تورَّك فِيهِ تورُّكاً إِذا تلطّخ. وروى أَبُو ترابٍ عَن عرَّامٍ: يُقَال: رَأَيْتُ ضُوَاكَةً من النَّاس، وضَوِيكَةً أَي جمَاعَة من سَائِر الْحَيَوَان. ويقالُ: اضْطَوَكُوا على الشَّيْء واعْتَلَجُوا وادَّوَسُوا إِذا تنازعُوا بِشدَّة. ك ص (وايء) صوك، صأك، كيص، كصا، صكا: (مستعملة) . صوك صأك: قَالَ اللَّيْث: الصَّأْكةُ، مَجْزُومةٌ: ريحٌ يجدُها الإنسانُ من عَرقٍ أَو خَشَبٍ أصابهُ ندًى فتغيرت ريحُهُ، والصَّائكُ: الوَاكِفُ إِذا كَانَت فِيهِ تِلْكَ الرِّيحُ، والفِعْلُ: صَئِكَتِ الخَشبةُ تصأَك صَأَكاً. وَقَالَ الْأَعْشَى: فَتَرَكَ فِيهِ الهَمْزَ، وخَفّفه فَقَالَ: صَاك: وَمِثْلُكِ مُعْجَبَةٍ بالشّبِا ب صاكَ العبيرُ بأَثْوَابها أَرَادَ: صَئِك. قَالَ: والصَّائكُ: الدَّمُ اللاَّزقُ. ويقالُ: الصَّائكُ: دَمُ الْجَوفِ. وَقَالَ الشَّاعِر، فجَعَلهُ يصُوكُ: سَقَى اللَّهُ خَوْداً طَفْلةً ذاتَ بَهْجَةٍ يَصُوكُ بكفّيها الخِضابُ ويَلْبَقُ يصوكُ يلْزَقُ. وروى عمرٌ وَعَن أَبِيه قَالَ: الصَّائكُ: اللازقُ، وَقد صاك يصِيكُ. وَقَالَ أَبُو زيدٍ: صَئِك الرَّجلُ يَصْأَك صَأَكاً إِذا عَرِقَ فهاجتْ ريحٌ مُنْتِنَةٌ من ذَفَرٍ أَو غير

ذَلِك. وَفِي (النوادِرِ) : رَجُلٌ صَئِكٌ. وَهُوَ الشديدُ من الرِّجال. وظلَّ يُصايكُني منذُ الْيَوْم ويُحايكُني. وَقَالَ الأصمعيُّ: تَصَوَّك فلانٌ فِي رَجِيعِه تَصَوُّكاً إِذا تَلَطّخَ بِهِ. وتقولُ مِثلهُ بالضَّادِ. كيص: وَقَالَ الليثُ: الكِيصُ من الرِّجال: القصيرُ التّارُّ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الكَيْصُ: البُخْلُ التَّامُّ ورجلٌ كِيصٌ. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: رَجُلٌ كِيصًى يَا هَذَا بِالتَّنْوِينِ: ينزل وحدَه. وَيَأْكُل وَحده، وَقد كاصَ طَعَامَه إِذا أكله وَحده. (ابنُ بُزُرْج) : كاصَ فلانٌ من الطَّعَام وَالشرَاب إِذا أَكثر مِنْهُ. وفلانٌ كاصٌ أَي صَبُورٌ باقٍ على الْأكل وَالشرب. كصا: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: كَصَا إِذا خَسّ بعد رِفعة. صكا: وصَكَا إِذا لَزِمَ الشَّيْء. ك س (وايء) كسا، كوس، كيس، كأس، وكس، أسك، سوك. سكا: (مستعملة) . كسا سكا: قَالَ اللَّيْث: الكِسْوَةُ، والكُسْوَة: اللّبَاسُ، وَلها معانٍ مُخْتَلِفَةٌ. تقولُ: كَسَوْتُ فُلاَناً أَكْسُوهُ. إِذا أَلْبَسْتَهُ ثَوْباً أَو ثِيَاباً. واكْتَسَى فلانٌ إِذا لَبِسَ الكِسْوَةَ. وَقَالَ رؤبةُ يَصِفُ الثَّوْرَ والكِلاَبَ: وَقَدْ كَسَا فِيهِنَّ صِبْغاً مُرْدَعَا يَعْنِي: كَسَاهُنَّ دَماً طَرِيّاً. وَقَالَ أَيْضا يَصِفُ العَيْرَ وأُتُنَهُ: يَكْسُوهُ رَهْبَاهَا إِذا تَرَهَّبَا على اضْطِرَامِ اللُّوحِ بَوْلاً زَغْرَبَا يَكْسُوهُ رَهْبَاهَا أَي يَبُلْنَ عَلَيْهِ. وَيُقَال: اكْتَسَتِ الأرضُ بالنَّبَاتِ إِذا تَغَطَّت بِهِ. والكِسَاءُ: اسمٌ موضوعٌ. وَيُقَال: كِسَاءٌ، وكِسَاءانِ وكِسَاوَانِ، والنّسْبَةُ إِلَيْهِ: كِسَائيٌّ، وكسَاوِيٌّ، والكُسَى: جمعُ الكُسْوَةِ. وَقَالَ أَبُو زيدٍ يُقَال: جِئْتُكَ دُبُرَ الشَّهْر، وعَلى دُبْرِهِ، وكُسْأَهُ، وأَكْسَاءَهُ وجِئْتُكَ على كُسْئه وَفِي كُسْئه أَي بعد مَا مضى الشَّهْرُ كلُّه. وَأنْشد أَبُو عبيد: كلَّفْتُ مَجْهُولَهَا نُوقاً يَمَانِيَةً إذَا الحُدَاةُ على أَكْسَائِهَا حَفَدُوا أَي على أَدْبَارِهَا. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: كاسَأَهُ إِذا فَاخَرَهُ. قَالَ: وساكاه إِذا ضَيَّقَ عَلَيْهِ فِي المعامَلَةِ. وَسَكَا إِذا صَغُرَ جسْمُهُ. أَبُو بكر: الكَسَاءُ بِفَتْح الْكَاف مَمْدُود:

الْمجد والشرف والرفعة، حَكَاهُ أَبُو مُوسَى هَارُون بن الْحَارِث. قَالَ الْأَزْهَرِي: وَهُوَ غَرِيب. وَيُقَال: كَسِيَ فلانٌ يَكْسَى فَهُوَ كاسٍ إِذا اكْتَسَى، وَمِنْه قَوْله: يَكْسَى وَلَا يَغْرَثُ مَمْلُوكُهَا إِذا تَهَرَّتْ عَبْدَهَا الهارِيَهْ وقولُ الحطيئة: وَاقْعُدْ فَأَنْتَ لَعَمْرِي الطَّاعِمُ الكَاسِي أَي المُكْتَسِي. أَخْبرنِي المُنْذِريُّ عَن أبي الْهَيْثَم: يُقَال: فلانٌ أكْسَى من بَصَلَةٍ إِذا لَبِس الثِّيَاب الْكَثِيرَة. قَالَ: وَهَذَا من النَّوَادِر أَن يُقَال للمكتسي: كاسٍ بِمَعْنَاهُ. قَالَ: وَيُقَال: فلانٌ أكْسَى من فلَان أَي أكثرُ إِعْطَاء للكُسْوَةِ، من كسَوْتُه أكْسُوهُ، وفلانٌ أكسى من فلَان أَي أَكثر اكتساء مِنْهُ، وَقَالَ فِي قَوْله: فَإنَّك أَنْت الطاعم الكاسي أَي المكتسي، هَكَذَا أملاه علينا. كوس: (ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ) : الكَوْسُ: مَشيُ النَّاقَةِ على ثَلاَثٍ. والكُوسُ: جمْعُ أكوَسَ، وكَوْسَاءَ. وَفِي حَدِيث عبدِ الله بن عبدِ الله بن عُمَرَ أَنَّه كَانَ عندَ الحجَّاجِ فَقَالَ: مَا نَدِمْتُ عَلَى شَيءٍ نَدَمِي عَلَى أَن لَا أكُونَ قَتَلْتُ ابنَ عُمَرَ، فَقَالَ عبدُ الله: أَمَا وَالله لَو فَعَلْتَ ذَلِك لكَوَّسَكَ اللَّهُ فِي النَّارِ. قَالَ أَبُو عُبيْدٍ: معناهُ لَكَبَّكَ الله. يقالُ: كوَّسْتهُ على رأسِهِ تَكْوِيساً، وَقد كاسَ يكُوسُ إِذا فعلَ ذَلِك. وقالتْ عَمْرَةُ بِنْتُ مِرْدَاسٍ، أَخْتُ العبَّاس بن مِرْدَاسٍ، تَذْكُرُ أَخَاهَا أَنَّه كَانَ يَعْقِرُ الإبلَ: فَظَلّتْ تكُوسُ عَلَى أَكْرُعٍ ثَلاَثٍ وغَادَرْتَ أُخْرَى خَصيبَا يَعْنِي القائِمةَ الَّتِي عَرْقَبَها فَهِيَ مُخَضّبَةٌ بالدّمَاءِ. وَقَالَ الليثُ: الكُوسُ: خَشبَةٌ مُثَلّثَةٌ تكونُ مَعَ النَّجَّارِينَ يقيسُونَ بهَا تَرْبيعِ الخشبِ، وَهِي كلمةٌ فارِسِيَّةٌ، والكوسُ أَيْضا كأَنّها عَجَمِيَّةٌ، والعربُ تكلّمَتْ بهَا وَذَلِكَ إِذا أَصَابَ النَّاسَ خَبٌّ فِي البحرِ فخافُوا الغرقَ، قَالُوا: خافُوا الكُوسَ. وَقَالَ أَبُو عبيدةَ: الكُوسِيُّ من الْخَيل: القصيرُ الدَّوَارِجِ، وَلَا تراهُ إلاَّ مُنَكّساً إِذا جرى؛ وَالْأُنْثَى: كُوسِيَّةٌ.

وَقَالَ غيرُه: هُوَ القصيرُ اليَدَيْنِ، وكَاسَتِ الحَيَّة إِذا تَحَوَّتْ فِي مَكاسِهَا، وتكَاوَسَ النَّبْتُ إِذا الْتَفَّ؛ وسَقَط بعضُه على بَعْضٍ، فَهُوَ مُتَكاوِسٌ. وَفِي (النَّوَادِرِ) : اكْتَاسنِي فلانٌ عَن حَاجَتِي وارْتَكَسَنِي أَي حَبَسَنِي. كيس: وَمن ذَوَاتِ الياءِ، رُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنَّه قَالَ: (الكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وعَمِلَ لِمَا بَعْدَ المَوْتِ) أَرادَ أَنّ العاقلَ منْ حَاسَبَ نفْسَهُ. وَيُقَال: كَاسَ يَكِيسُ كَيْساً، فَهُوَ كَيّسٌ. وَقَالَ ابنُ الأعرابيِّ: الكَيْسُ: العقلُ، والكَيْسُ: الجِماعُ وطلَبُ الوَلَدِ فِي قولِه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِذا قَدِمْتُمْ عَلَى أَهَالِيكُم فالكَيْسَ الكَيْسَ) : أَي جَامِعُوهنّ طالبينَ الولَدَ. وَقَالَ الليثُ: جمعُ الكَيّسَ: كَيَسَةٌ. قَالَ: ويقالُ: هَذَا الأكْيَسُ، وَهِي الكوسَى، وهُنَّ الكُوسُ، والكُوسَيَاتُ للنّساءِ خَاصَّة. وقولُ الشَّاعِر: فَمَا أَدْرِي أَجُبْناً كَانَ دَهْرِي أَمِ الكُوسى إِذا جَدَّ العَزِيمُ أَرَادَ الكَيْسَ، بنَاهُ على فُعْلَى، فَصَارَت الياءُ واواً، كَمَا قَالُوا: طُوبى من الطِّيبِ. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: الكَيِّسُ: الْعَاقِل، والكَيْسُ: الْعقل. وَأنْشد: فَلَو كُنْتُم لكيّسَةٍ أكاسَتْ وكيْسُ الْأُم أكيَسُ للبَنينا وَقَالَ الآخر: فَكُن أكيَسَ الكَيْسَى إِذا مَا لقيتهم وَكن جَاهِلا إمَّا لقيتَ ذَوي الْجَهْل وَقَالَ ابنُ بُزُرْجَ: أَكاسَ الرَّجُلَ إِذا أخذَ بِنَاصيتِهِ، وأكاسَتِ المرأَةُ إِذا جَاءَت بولَدٍ كَيّسٍ، فَهِيَ مُكِيسَةٌ ومُكْيسَةٌ. ويقالُ: كايَسْتُ فُلاناً فَكِسْتهُ أكِيسُهُ إِذا غلبتَهُ بِالكَيْسِ. وَفِي حَدِيث جابرٍ: (أَنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: أتُرَانِي إنّمَا كِسْتُك لآخُذَ جَمَلكَ) . (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: كَيْسَانُ: اسْم للغَدْرِ. وَأنْشد: إِذا مَا دَعَوْا كيْسَانَ كَانَت كُهُولُهُم إِلَى الغَدْرِ أَسْعى منْ شبَابهمِ المُرْدِ وَيُقَال لما يكونُ فِيهِ الولَدُ: الكِيسُ، شُبِّه بالكيسِ الَّذِي يُحْرَزُ فِيهِ النَّفقَةُ. (كأس) : قَالَ الله تَعَالَى: {سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ يُطَافُ عَلَيْهِمْ} (الصافات: 45) . قَالَ الزّجاج: الكأس: الْإِنَاء إِذا كَانَ فِيهِ خمرٌ، فَهُوَ كأس، ويقَعُ الكأس لكل إناءٍ مَعَ شَرَابِه. قَالَ الْأَزْهَرِي: والكأسُ مهموزٌ وَجمعه كؤوسٌ.

وَقَالَ ابْن بُزُرْجَ: كاص فلَان من الطعامِ والشرابِ إِذا أَكثر مِنْهُ. وَتقول: وجدت فلَانا كُؤَصاً كُعَصاً أَي صبوراً بَاقِيا على شربه وَأكله. قَالَ الْأَزْهَرِي: وأحْسِبُ الكأْسَ مأخوذاً مِنْهُ؛ لِأَن الصَّاد وَالسِّين يتعاقبان فِي حُرُوف كَثِيرَة لقرب مخرجيهما. (ابْن السّكيت) : هِيَ الكأسُ والفأسُ، والرأسُ: مهموزاتٌ، وَهُوَ رابط الجأْشِ. أسك: قَالَ أبُو الهيثمِ: قَالَ نُصَيرٌ: الإسْكَتَانِ: ناحِيَتَا الفَرْجِ، وطرَفاهُ: الشَّفْرانِ. وَقَالَ شمرٌ: الإسْكُ: جانبُ الاسْتِ. وَقَالَ أَبُو عبيدٍ: امْرَأَةٌ ماسُوكةٌ إِذا أَخطأَت خافِضتُها فأصابَت شَيْئا مِنْ إسْكتَيْها. وآسَكُ: موضعٌ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه أنْشدهُ: قبحَ الْإِلَه وَلَا أقبِّح غيرَهُم إسْكَ الإماءِ بَني الأسَكّ مُكَدَّمِ قَالَ: الإسْكُ: جَانب الاست، شبههم بِهِ لنَتْنهم. يُقَال للْإنْسَان إِذا وصف بالنَّتْنِ: إِنَّمَا هُوَ إسْكُ أمَةٍ، وَإِنَّمَا هُوَ عَطِينةٌ. وكس: قَالَ اللَّيْث: الوَكْسُ فِي البَيْع: اتِّضَاعُ الثَّمَنِ. يقالُ: لاَ تَكِسْ يَا فلانُ، وإنَّهُ لَيُوضَعُ ويُوكَسُ، وقَدْ وُضِعَ، وَوُكِسَ. قَالَ: والوَكْسُ: دخولُ القَمَرِ فِي نَجْمٍ يُكْرَهُ. وَأنْشد أَبُو عَمْرٍ و: هَيَّجَهَا قَبْلَ ليَالِي الوَكْسِ (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : أنَّ معاويةَ كتَبَ إِلَى الحُسَيْنِ بن عَلِيَ: (إنِّي لَمْ أَكِسْكَ، ولَمْ أَخِسْكَ) . قَالَ ابْن الأعرابيّ: لَمْ أَكِسْكَ: لَمْ أَنْقُصْكَ، ولَمْ أَخِسْكَ: لَمْ أُبَاعِدْكَ مِمَّا تُحِبُّ، والأوَّلُ مِنْ وَكَسَ يَكِسُ، والثّاني مِنْ خَاسَ بِهِ يَخِيسُ بِهِ. (عَمْرٌ وَعَن أبِيهِ) قَالَ: الوَكْسُ: مَنْزِلُ القَمَر الَّذِي يُكْسَفُ فِيهِ. سوك: قَالَ اللَّيْث: السَّوْكُ: فِعْلُكَ بالسِّوَاكِ، والمِسْوَاكِ. يقالُ: ساكَ فَاهُ يَسُوكُهُ سَوْكاً، فَإِذا قُلْتَ: اسْتَاكَ فَلاَ تَذْكر الفَمَ. قَالَ عَدِيُّ بنُ الرِّقَاع: وكأَنَّ طَعْمَ الزَّنجَبِيلِ ولَذَّةً صَهْباءَ ساكَ بهَا المُسَحِّرُ فَاهَا ساك وسوّكَ: وَاحِد، والمسحر: الَّذِي يَأْتِيهَا بسَحُورها، قَالَ: والسِّواكُ تُؤَنِّثُه العربُ. وَفِي الحَدِيث: (السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ) أَي

يُطهِّرُ الفمَ. (قلت) : مَا عَلِمْتُ أَحَداً من اللغَوِيِّينَ جَعلَ السِّواكَ مُؤَنَّثاً، وَهُوَ مُذَكَّرٌ عِنْدِي. وقولُه: مَطْهَرَةٌ كقولِهم: الوَلَدُ مَجْبنَةٌ مَجْهَلَةٌ. وكقولهم: والكُفْرُ مَخْبَثَةٌ لِنفْسِ الْمُنْعِمِ وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: جَاءَت الإبلُ تَسَاوَكُ، أَي مَا تُحَرِّكُ رُؤوسَها. (قلت) العربُ تقولُ: جاءتِ الغَنَمُ هَزْلَى تَسَاوَكُ، أَي تَتَمَايَلُ مِنَ الهُزَالِ والضّعْفِ. وَفِي حَدِيث أُمِّ مَعْبَدٍ (أَنَّ زَوْجَها أَبَا مَعْبَدٍ جَاءَ يَسُوقُ أَعْنُزاً عِجَافاً تَسَاوَكُ هَزْلاً) . وأَنْشَدَ أَبُو عُبَيْدٍ لعُبَيْدِ الله بن الحُرِّ الجُعْفِيِّ: إِلَى الله نَشْكُو مَا نَرَى بِجِيَادِنَا تَسَاوَكُ هَزْلاً مُخُّهُنَّ قَلِيلُ قَالَ أَبُو زيد: يُجْمَعُ السِّوَاكُ: سُوُكاً على فُعُلٍ. قَالَ: وأَنشدني الخليلُ بنُ أحمدَ: أَغَرُّ الثَّنَايَا أَحَمُّ اللِّثا تِ تَمْنَحُهُ سُوُكَ الأسْحِلِ قَالَ: ورَجُلٌ قَؤُولٌ من قَوْمٍ قُوُلٍ، وقُوْلٍ مثلُ سُوُكٍ، وسُوْكٍ. وَقَالَ ابنُ السّكيت: تَسَاوَكَتْ فِي المشْي، وتَسَرْوَكْت، وهما رَدَاءَةُ المشْيِ، والبُطْءُ فِيهِ من عجفٍ وإِعياءٍ. ك ز (وايء) كوز، كزا، زوك، زكأ، زكا، زأك، وكز، وزك: (مستعملة) . كزا: أهمله اللَّيْث، وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنَّه قَالَ: كَزَا إذَا أَفْضَلَ عَلَى مُعْتِفِيهِ. زوك: أهمله الليثُ. وَقَالَ ابْن السّكيت: الزَّوْكُ: مِشْيَةُ الغُرَابِ، وَهُوَ الخَطْوُ المُتَقَارِبُ فِي تَحَرُّكِ جَسَدِ الماشِي. وَقَالَ أَبُو زيدٍ: زَاكَ يَزُوكُ زَوْكاً إِذا مَشى فَحَرَّكَ جسدَهُ وأَلْيَتَيْهِ، وفَرّجَ مَا بَين رِجْلَيْهِ، وَهُوَ الزَّوَنَّكُ. وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: الزَّوْكُ: مِشْيةٌ فِي تقارُبٍ وفَحَجٍ، وَأنْشد: رَأَيْتُ رِجَالاً حِينَ يَمشُون فَحّجُوا وزَاكُوا وَمَا كانُوا يزُوكُونَ من قبلُ وزك: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ ابْن السّكيت: قَالَ الفراءُ: رَأَيتُها مُوزِكَةً، وَقد أَوْزَكَتْ، وَهُوَ مشْيٌ قبيحٌ من مشْيِ القصيرةِ. زأك: بِالْهَمْز، أهمله اللَّيْث، وأقرأني المنذريُّ فِي المَنْبُورَةِ لأبي حِزَامٍ: تَزَاءَكَ مُضْطَنِىءٌ آرمٌ إِذا ائْتَبّهُ الأدُّ لاَ يَفْطَؤُهْ قَالَ ابْن السّكيت: التَّزَاؤكُ: الاستحياءُ،

والمُضْطَنِىءُ: المستحي. قَالَ: والآرِمُ: المُوَاصِلُ، ائتَبَّهُ: تَهَيأَ لَهُ، لَا يَفْطَؤُهُ: لَا يقهَرُهُ. كوز: يُقَال: كازَ يَكُوزُ، واكْتَازَ يَكْتَازُ إِذا شرب بالكُوزِ. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: كاب يكُوبُ إِذا شَرِبَ بالكُوبِ، وَهُوَ الكُوزُ بِلَا عُرْوَةٍ، فَإِذا كَانَ بعُرْوَةٍ فَهُوَ كُوزٌ. يُقَال: رَأَيْته يَكُوزُ ويكْتَازُ، ويكُوبُ ويكْتَابُ، وَجمع الكُوز: كيزَانٌ. ابْن دُرَيْد: كُزْتُ الشَّيْء أكوزُه كَوْزاً إِذا جمعتَه. وبنُو الكُوزِ: بطن من الْعَرَب. وسمَّت الْعَرَب مَكوزَة ومِكْوَازاً. وَقَالَ غيرُه: مَكْوَزَةُ من أَسمَاء الْعَرَب. زكا: قَالَ اللَّيْث: الزَّكَاةُ: زَكاةُ المَال، وَهُوَ تطهيرُه، والفعلُ مِنْهُ: زَكَّى يُزَكّي تَزْكِيةً، والزَّكاةُ: الصَّلاَح. يُقَال: رجلٌ تقيٌّ زَكيٌّ، ورجالٌ أتقيٍ اءُ أَزْكِياءُ، والزَّرْعُ يزْكُو زَكاءً، ممدودٌ، وكلُّ شيءٍ يَزْدَادُ ويسمَنُ فَهُوَ يَزْكُو زَكاءً. وتقولُ: هَذَا الأمرُ لَا يَزْكُو بفُلانٍ أَي لَا يليقُ بِهِ. وَأنْشد: والمالُ يَزْكُو بكَ مُسْتَكْبِراً يَخْتَالُ قَدْ أَشْرَفَ لِلنَّاظِرِ قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي فِي قَوْله تَعَالَى: {وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَواةً} (مَرْيَم: 13) مَعْنَاهُ: وَفعلنَا ذَلِك رَحْمَة لِأَبَوَيْهِ وتزكيةً لَهُ. قَالَ الْأَزْهَرِي: أَقَامَ الِاسْم مُقامَ الْمصدر الْحَقِيقِيّ. وَقَالَ جلّ وَعز: {) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَواةِ فَاعِلُونَ} (الْمُؤْمِنُونَ: 4) . قَالَ بعضُهم: الَّذين هم للزَّكاةِ أَي العملِ الصَّالحِ فاعِلُونَ. وَمِنْه قَوْله جلّ وَعز: {خَيْراً مِّنْهُ زَكَواةً} (الْكَهْف: 81) أَي خيرا مِنْهُ عملا صَالحا. وَقَالَ الْفراء: زَكَاة: صلاحاً. وَكَذَلِكَ قَوْله: {وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَواةً} قَالَ: صَلاَحاً. (ابْن اليزيديّ عَن أبي زيدٍ النَّحوي) فِي قَوْله جلَّ وَعز: {وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً} (النُّور: 21) وقرىءَ (مَا زكَّى) فَمن قَرَأَ: (مَا زَكا) فمعناهُ: مَا صَلَحَ، وَمن قرأَ (مَا زكَّى) فمعناهُ: مَا أَصْلَحَ {وَلَاكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّى مَن يَشَآءُ} (النُّور: 21) أَي يصلحُ. وَقَالَ غيرُه: قيلَ لما يُخْرَجُ من المالِ للمساكينِ من حقوقهمْ: زَكَاةٌ لأنَّه تطهيرٌ لِلْمَالِ وتثميرٌ وإصلاحٌ ونماءٌ، كلُّ ذَلِك قد قيلَ.

والعربُ تقولُ لِلْفَرْد: خَساً، وللزَّوْجَين اثْنَينِ: زَكاً، وقِيلَ لَهما: زَكاً، لأنَّ اثْنَينِ أَزْكَى منَ الوَاحِدِ. وَقَالَ العجاج: عَنْ قَبْضِ مَنْ لاَقى أَخَاسٍ أَمْ زَكا وَقَالَ ابنُ السّكيت: الأخَاسِي: جمْعُ خَساً، وَهُوَ الفَرْدُ. وَقَالَ اللِّحْيَانيُّ: زَكِيَ الرّجُلُ يَزْكَى، وزَكا يَزْكو زُكُوّاً، وزكاءً، وَقد زَكَوْتُ وزَكِيتُ أَي صِرْتُ زَاكياً. قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: الزَّكاءُ: الزِّيَادَة من قَوْلك: زكا يزكو زكاءً، وَهَذَا: مَمْدُود، وزكاً مَقْصُور: الزَّوْحَانِ، وَيجوز خَساً وزَكاً بالإجراء، وَمن لم يجرهما جَعلهمَا (بِمَنْزِلَة مَثْنَى وثُلاَثَ ورُبَاعَ، وَمن أجراهما جَعلهمَا) نكرتين. وَقَالَ أَحْمد بن عبيد: خَسَا وَزَكَا لَا يُنَوَّنانِ، وَلَا تدخلهما الْألف وَاللَّام، لِأَنَّهُمَا على مَذْهَب (فَعَلَ) مثل: وَهِي وَعَفا، وَأنْشد للكميت: لأدْنَى خَسَا أَو زكا من سِنِيك إِلَى أَربَعٍ فَيَقُول انتظارا وَقَالَ الْفراء: يكْتب خَسَا بِالْألف لِأَنَّهُ من خَسَأَ مَهْمُوز وزكا يكْتب بِالْألف لِأَنَّهُ من يزكو. (سَلمة عَن الْفراء) : العربُ تقولُ للزَّوْج: زَكاً، وللفَرْدِ: خَساً فَتُلْحِقُهُ بِبَابِ قَناً، وَمِنْهُم مَنْ يقولُ: زَكَى، وخَسى. قَالَ: ويُلْحِقُه ببَابِ زُفَرَ. وَيُقَال: هُوَ يُخَسِّي ويُزَكِّي إِذا قَبَضَ على شيءٍ فِي كَفِّهِ وَقَالَ: أَزَكاً أَمْ خَساً. وأنشدَ: يَعْدُو على خَمْسٍ قَوَائِمُه زَكا زكأ: ومِنْ مَهْمُوزِه. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : رَجُلٌ زُكَأَةٌ أَي مُوسِرٌ. وروى اللِّحْيَانيُّ عَنهُ: إِنَّه لَملِيءٌ زُكَأَةٌ أيْ حَاضِرُ النَّقْد عَاجِلُهُ. ويقالُ: قد زَكَأَهُ أَي: عَجَّلَ نَقدَهُ. وَقَالَ اللَّيْث: زَكَأَتِ النَّاقَةُ بِوَلدِها حِينَ ترْمِي بهِ عِنْدَ الطَّلْقِ، والمَصْدَرُ: الزِّكْءُ على فَعْلٍ مَهْموزٌ، ويُقالُ: قَبَحَ اللَّهُ أُمّاً زَكَأَتْ بِهِ، ولَكأَتْ بهِ أيْ: وَلدَتْهُ. وكز: قَالَ اللَّيْث: الوكْزُ: الطَّعْنُ، يقالُ: وَكَزَهُ بِجُمْعِ كَفِّهِ. (أَبُو عُبيدٍ عَن الْكسَائي) : وكَزْتُه، ونَكَزْتُه، ونهَزتُهُ، ولهَزْتُهُ، وثَفَنْتُهُ بمعْنًى وَاحِد. وَقَالَ الزجاجُ فِي قَوْله تَعَالَى: {مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى} (الْقَصَص: 15) . قَالَ: الوَكْزُ: أَنْ يَضرِبَ بجُمعِ كَفِّهِ. وَقيل: وَكَزَهُ بالْعَصَا. وروى أَبُو ترابٍ لبَعض العربِ: رُمْحٌ مَرْكُوزٌ، وموْكُوزٌ بِمَعْنى وَاحِد. وَأنْشد:

وَالشَّوْكُ فِي أَخْمَصِ الرِّجْلَيْنِ مَوْكُوزُ (ك ط (وَا يء) : مهمل) ك د (وَا يء) كدا، كدأ، كأد، كود، كيد، وكد، أكد، ودك، دوك، دكأ، ديك، دكا: (مستعملة) . كدا: قَالَ الله جلّ وعزّ: {أعْطى قَلِيلا وأكدى} (النَّجْم: 24) قَالَ الْفراء: أَكْدَى: أَمْسَكَ عَن العَطِيّةِ وقَطَع. وَقَالَ الزجاجُ: معنى أَكْدَى: أَمْسَكَ من العطيّة وقطَع، وأَصْلُه من الحَفْرِ فِي الْبِئْر. يُقَال للحافر إذَا حَفَرَ البئرَ فبَلغَ إِلَى حَجَر لَا يمكِنُهُ مَعَه الحَفْرُ: قد بَلغَ الكُدْية وَعند ذَلِك يَقطعُ الحَفْرَ. وَقَالَ الليثُ: الكُدْيةُ: صلابةٌ تكونُ فِي الأَرْض. وَيُقَال: إنَّ فلَانا قد بَلغَ النَّاسُ كُدْيتَهُ أَي: كَانَ يُعْطِي ثمَّ أَمْسَكَ. قَالَ: ويقالُ: أَكْدَى أَيْ: أَلحَّ فِي المسألةِ وَأنْشد: تَضِنُّ فنُعْفِيها إِن الدارُ سَاعَفَتْ فَلاَ نَحْنُ نُكْدِيها وَلَا هِيَ تَبْذُلُ وتقولُ: لَا يُكْدِيكَ سُؤالي أَي: لَا يُلِحُّ عليكَ وَقَوله: فَلَا نَحْنُ نُكْدِيها أَي فَلَا نحنُ نلِحُّ عَلَيْهَا. وَقَالَت خنسَاءُ: فتَى الفِتْيَانِ مَا بَلَغُوا مَدَاهُ وَلَا يُكْدِي إِذا بَلغَتْ كُدَاها أَي: لَا يَقْطَعُ عَطاءَهُ، وَلَا يُمسِكُ عَنهُ إِذا قَطَعَ غيرُه وأَمسكَ. وَقَالَ: الكِدَاءُ بِكَسْر الْكَاف: القَطْعُ من قَوْلك: أَعْطَى قَلِيلا وأَكْدَى أَي: قطع. (عمرٌ وَعَن أَبِيه) : أَكْدَى: مَنَعَ، وأكدَى: قطَعَ؛ وأكْدَى إِذا انْقَطع، وأكدَى النبْتُ إِذا قصُرَ منَ البرْد، وأكْدَى العامُ إِذا أجدَبَ، وأكْدَى إِذا بلغَ الكُدَا وَهُوَ الصَّحْراءُ، وأكْدَى إِذا حفَرَ فبلغَ الكُدَى وَهِي الصُّخُورُ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : أكدى: افتقَرَ بَعْدَ غِنًى، وأكدَى: قَمِىءَ خَلْقُهُ. وَقَالَ اللَّيْث: أَصابَ الزَّرْعَ بردٌ فكدَاهُ أَي: رَدَّهُ فِي الأَرْض. وَيُقَال أَيْضا: أَصابَتهمْ كُدْيةٌ، وكاديةٌ منَ البَرْدِ. ويقالُ: كَدَأَ النبتُ بِالْهَمْز منَ البَرْدِ. وكُدَيٌّ، وكَدَاءٌ: جَبَلانِ بِمكَّةَ. وَقَالَ ابنُ رُقَيَّاتٍ: أَنْتَ ابنُ مُعْتَلجِ البِطَا حِ كُدَيِّها فكَدَائها

ومِسكٌ كَدٍ: لَا رِيحَ لَهُ. (أَبُو عبيد عَن أبي زيد) : كَدَتَ الأَرْض تكدُو كَدْواً فَهِيَ كاديةٌ إِذا أبطأَ نباتُها. وكَدِيَ الجِرْوُ يَكْدَى كَدًى وَهُوَ داءٌ يَأْخُذُ الجِرَاءِ خاصَّةً يُصيبها مِنْهُ قيءٌ وسعالٌ حَتَّى يُكْوَى مَا بَين عينيها. قَالَ: والكُدْيةُ: الارتفاعُ من الأرضِ. (شمرٌ) : كَدِيَ الكلْبُ كَدًى إِذا نَشِبَ العظمُ فِي حلقِهِ. وَيُقَال: كَدِيَ بالعظْمِ إِذا غصَّ بِهِ، قَالَه ابْن شمَيلٍ. كدأ: (أَبُو زيد) : كَدَأَ النَّبْتُ يَكْدَأُ كُدُوأً إِذا أصابهُ البَرْدُ فَلَبَّدَهُ فِي الأرْضِ، أَو عَطِشَ فأَبْطَأَ نَبَاتُهُ، وإِبلٌ كادِيةٌ الأوْبَارِ قليلَتُهَا، وَقد كَدِئَتْ تَكْدَأُ كَدَأً. وَأنْشد: كَوَادِىءُ الأوْبَارِ تَشْكُو الدَّلَجَا وكَدِىءَ الغُرَابُ فِي شَحيجِه يَكْدَأُ كَدَأً. دكأ: أَبُو زيد: دَاكَأْتُ القَوْمَ مُدَاكَأَةً إِذا زَاحَمْتَهُمْ. وَقَالَ غَيره: تَدَاكَأَ القَوْمُ عَلَيْهِ إِذا تزاحَمُوا. قَالَ ابنُ مُقْبِلٍ: وقَرَّبُوا كُلَّ صِهْميمٍ مَنَاكِبُهُ إِذا تَدَاكَأَ مِنْهُ دَفْعُه شَنَفَا قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الصِّهْميمُ مِنَ الرِّجَالَ والجِمالِ إِذا كانَ حَمِيَّ الأنْفِ أبِيّاً شَدِيدَ النَّفْسِ، بطِيءَ الانْكِسَارِ. قَالَ: وتَدَاكَأَ: تَدَافَعَ، ودَفْعُهُ: سَيْرُه. كأد: قَالَ اللَّيْث: عَقَبَةٌ كَأَدَاءُ: ذَاتُ مَشَقَّةٍ، وَهِي الكَؤُودُ أَيْضاً. تكاءدتْهُ الأمورُ إِذا شَقَّتْ عَلَيْهِ. (شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الكأدَاءُ: الشِّدَّةُ والخَوْفُ، والحِذَارُ، ويقالُ الهَوْلُ واللَّيْلُ، المظْلمُ. (أَبُو زيد) : تَكَاءدْتُ الذَّهابَ إِلَى فلَان تكَاؤُداً إِذا ذهبتَ إِلَيْهِ على مَشَقَّةٍ. وَيُقَال: تَكأَّدني الذَّهَابُ إِلَيْك تكَؤُّداً إِذا مَا شَقَّ عَلَيْك. وَأنْشد: وَلَمْ تكَأَّد رِحْلَتي كأدَاؤُهُ وَيُقَال: هِيَ الكُؤَدَاءُ، والصُّعَدَاءُ، والكَؤُودُ: المرْتقَى الصَّعْبُ، وَهِي الصَّعُودُ. كود كيد: قَالَ اللَّيْث: الكَوْدُ: مصدرُ كادَ يكُودُ كوْداً، ومَكَادَة، تَقول لمن يطلُبُ إليكَ شَيْئا وَلَا تريدُ أَن تعطيه: لَا وَلَا مكادَةً وَلَا مَهَمَّةً، وَلَا كَوْداً، وَلَا همّاً، وَلَا مَكاداً، وَلَا مهمّاً. قَالَ: ولُغَةُ بنِي عَدِيَ: كُدْتُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: يقالُ: لاَ ولاَ كَيْداً لَك وَلَا همّاً.

وَبَعض العربِ يَقُول: وَلَا كَوْداً بالوَاوِ. قَالَ: وَقَالَت العوَامُّ كادَ زَيدٌ أَن يَمُوت وأنْ لَا تدْخلُ مَعَ كَاد. وَلَا مَعَ مَا تصرَّفَ مِنْهَا. قَالَ اللَّهُ: {وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِى} ، وَكَذَلِكَ جميعُ مَا فِي الْقُرْآن. وَقَالَ اللَّيْث: الكَيْدُ من المَكِيدَةِ، وَقد كادَهُ مَكِيدَةً، ورأيتُ فلَانا يَكيدُ بنفسِهِ أَي يَسُوقُ سِيَاقاً. (ثعلبٌ عَن ابْن الأعرابيِّ) قَالَ: الكَيْدُ: صِيَاحُ الغُرَابِ بِجَهْدٍ، والكَيْدُ: إخْرَاجُ الزَّنْدِ النارَ، والكَيْدُ: القَيءُ. وَقَالَ الحسنُ: (إِذا غَلَبَ الصائمَ الكَيْدُ أَفْطَرَ) والكَيْدُ: التَّدْبِيرُ بباطلٍ أَو حقَ، والكَيْدُ: الحَيْضُ. وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس: (أَنَّهُ نَظَر إِلَى جَوَارٍ وَقد كِدْنَ فِي الطريقِ فأَمر أَنْ يُنَحّيْنَ) والكيد: الحرْبُ: (غَزَا النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يرَ كَيْداً) . وَقَالَ الله جلَّ وعزّ: { (بِالْهَزْلِ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً} {كَيْداً وَأَكِيدُ كَيْداً} (الطارق: 15، 16) . قَالَ الزَّجَّاج: يَعني بِهِ الكُفّارَ أَنهم يَخَاتِلُونَ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ويُظْهِرون مَا هُمْ عَلَى خِلافه. وأكِيدُ كَيْداً، قَالَ: كَيدُ الله لَهُم: اسْتِدْرَاجُهم من حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ. وَقَالَ الله: {إِذَآ أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} (النُّور: 40) . قَالَ الزجاجُ فِي قَوْله: (لَمْ يَكَدْ) . قَالَ بَعضهم رَآها مِنْ بَعْدِ أَنْ لَمْ يَكَدْ يَرَاها من شدَّة الظُّلْمَةِ. وَيُقَال مَعْنَاهُ: لمْ يَرَها وَلم يَكَدْ، وَهَذَا القولُ أشبهُ بِهَذَا الْمَعْنى، لأنَّ فِي دُون هَذِه الظُّلمَاتِ لَا تُرَى الكَفُّ. وَقَالَ الفرّاء: العربُ تقولُ: مَا كِدْتُ أَبْلُغُ إليكَ وأَنتَ قد بَلَغْتَ، وَهَذَا هُوَ وَجْهُ العربيَّة. وَمن العربَ من يُدْخِلُ كادَ، ويَكَادُ فِي الْيَقِين، وَهُوَ بِمَنْزِلَة الظّنِّ، أصْلُهُ: الشَّكُّ ثمَّ يُجْعَلُ يَقيناً. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أبي العبَّاس قَالَ: قَالَ الأخفَشُ فِي قَوْله: {إِذَآ أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} (النُّور: 40) حُمِلَ على الْمَعْنى وَذَلِكَ أَنَّهُ لَا يَرَاهَا، وَذَلِكَ أنّكَ إِذا قُلت: كَاد يَفعلْ إِنَّمَا تَعْنِي قاربَ الفعلَ وَلم يفعلْ، عَلَى صحَّةِ الْكَلَام، وَهَذَا معنى هَذِه الْآيَة، إلاَّ أنَّ اللُّغَةَ قد أجازَتْ لم يَكَد يَفعلُ. وَقد فعل بعد شِدَّةٍ؛ وَلَيْسَ هَذَا صحّةَ الْكَلَام لِأَنَّهُ إِذا قَالَ: كَاد يفعلُ فَإِنَّمَا يَعْنِي قاربَ الْفِعْل. وَإِذا قَالَ: لم يَكَدْ يفعل، يَقُول: لم يُقَارِبِ الفعلَ، إلاّ أنَّ اللُّغة جَاءَت على مَا فَسَّرْتُ لَك، وَلَيْسَ هُوَ على صحةِ الكلمةِ.

وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: قَالَ الفرّاء كلَّما أَخْرَجَ يَده لم يَكد يَراها من شِدّةِ الظَّلْمَةِ، لأنّ أقلَّ من هَذِه الظُّلْمَةِ لَا تُرَى اليدُ فِيهِ، وأمَّا لمْ يكد يَقُومُ فقد قَامَ، هَذَا أكثرُ اللُّغة فَكَأَن الأخفشَ جاءَ بِالْمَعْنَى، وَذهب الفرّاءُ إِلَى لفظ اللُّغَة. وَقَالَ ابْن الأنباريِّ: قَالَ اللُّغَوِيون: كِدْتُ أفعلُ. مَعْنَاهُ عِنْد الْعَرَب قَارَبْتُ الفِعلَ ولَمْ أفعل، وَمَا كِدْتُ أَفْعَلُ، مَعْنَاهُ: فَعَلْتُ بعد إِبْطَاءٍ، وشَاهِدُه قولُ الله: {فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ} (الْبَقَرَة: 71) ، معناهُ: فَعَلوا بعدَ إِبْطَاءٍ، لِتَعَذّرِ وِجْدانِ البَقَرَةِ عَلَيْهِم، وَقد يكونُ: مَا كِدْتُ أَفْعَلُ بِمَعْنى: مَا فَعَلْتُ وَلاَ قَارَبْتُ إِذا أُكّدَ الكلامُ بأَكَادُ. وَقَالَ ابنُ بُزُرْجَ: يُقَال: مِن كادَ يَكادُ: هُمَا يَتَكاوَدَانِ. وأصحابُ النَّحْوِ يقولونَ: يَتَكَاوَدَانِ، وَهُوَ خطأٌ لأَنهم يَقُولُونَ: إِذا حُمِلَ أَحدُهُمْ على مَا يكْرَهُ: لَا وَالله وَلاَ كيْداً، وَلاَ همًّا، يريدونَ: لاَ أَكَادُ وَلا أَهُمُّ. وكد: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: وَكَّدْتُ العَقْدَ أَي: أوْثَقْتُه، وَكَذَلِكَ: أَكَّدْتُهُ. ويقالُ: وكَّدْتُ اليمينَ، والهمزُ فِي العَقْدِ: أَجْوَدُ. قَالَ: والسُّيُورُ الَّتِي يُشَدُّ بهَا القَرَبُوسُ تسمَّى المَكَايِيدَ، وَلاَ تُسَمَّى التَّوَاكِيدَ. وتقولُ: إِذا عقَدْتَ فَأكِّدْ، وإذَا حَلفْتَ فَوَكِّدْ. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: التَّوْكِيدُ: دخلَ فِي الكلامِ لإخرَاج الشّكّ، وَفِي الأعدادِ لإحاطَةِ الأجزاءِ. وَمن ذَلِك أَن تقولَ: كلَّمنَي أخُوكَ فيجوزُ أَن يكونَ كلَّمَك هُوَ أَوْ أمرَ غُلاَمَهُ بِأَنْ يكلّمكَ، فَإِذا قلتَ: كَلَّمنِي أَخوكَ تَكْلِيماً لَمْ يَجُزْ أَن يكونَ المكلّم لَك إلاَّ هُوَ. وَيُقَال: وكَدَ فلانٌ أَمْرَهُ يكِدُهُ وَكْداً إِذا مارَسه وقصدَه. وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ: ونُبّئْتُ أَنَّ القَيْنَ زَنَّى عَجُوزَهُ قُفَيْرَةَ أُمَّ السَّوْءِ أَنْ لَمْ يكِدْ وَكْدِي معناهُ: أَنْ لم يَعْمَلْ عَمَلي، وَلم يقْصِدْ قَصْدِي، ولمْ يُغْنِ غَنَائي. ويقالُ: مَا زالَ ذاكَ وُكْدِي، بضمِّ الْوَاو، أَي فِعْلي ودَأْبي، فكأَنَّ الوُكْدَ: اسمٌ، والوَكْدَ: مصدرٌ. وَقَالَ ابْن دريدٍ: الوَكائِدُ: السُّيُورُ الَّتِي يُشَدُّ بهَا القَرَبُوسُ إِلَى دَفّتَي السَّرْجِ، الواحدُ: وِكَادٌ وإكَادٌ. قَالَ: ووكَدَ بالمكانِ يكِدُ وُكُوداً إِذا أقامَ بِهِ. قَالَ: والكوْدُ: كلُّ شيءٍ جَمعْتَهُ كُثَباً من ترابٍ أَو طعامٍ، وجمعهُ: أكوادٌ، وَلم

أَسمَعْ هذينِ الحرْفَيْنِ لغير ابْن دريدٍ. وَقَالُوا أَيْضا: كَدَوْتُ وجهَ الرّجُل أكْدُوهُ كَدْواً إِذا خَدَشْتَهُ. أكد: (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : دُسْتُ الحِنْطَة ودَرَسْتها، وأكَدْتُها. وَيُقَال: ظلَّ مُتَوكّداً بِأَمْر كَذَا، ومُتَوكزاً، ومُتَحَرِّكاً، أَي: قَائِما مُستعِدّاً. وَيُقَال: وكَدَه يكِدُه وكْداً أَي أصابَهُ. دوك: قَالَ اللَّيْث: الدَّوْكُ: دَقُّ الشيءِ وسَحْقُه وطحنُه، كَمَا يَدُوكُ البعيرُ الشيءَ بكَلْكلهِ، والمَدَاكُ: صَلاَيةُ العِطْرِ يُدَاكُ عَلَيْهِ الطِّيبُ دَوْكاً. وَفِي الحَدِيث: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ بِخَيْبَرَ: (لأُعْطِيَنَّ الرَّايةَ غَداً رَجُلاً يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ، فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ فِيمَنْ يَدْفَعُهَا إلَيه) . قولُه: يدوكون أَي يَخُوضون ويختلفون فِيهِ. (أَبُو عبيدٍ عَن الْأَصْمَعِي) : بَات القومُ يَدُوكون دَوْكاً أيْ باتُوا فِي اختلاطٍ، ودَوَران. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: وَقَعُوا فِي دَوْكَةٍ، وبُوحٍ أَي وَقَعُوا فِي اختلاطٍ، وَفِيه لُغتان: دَوْكَةٌ، ودُوكَةٌ، وجمعُ الدَّوْكَةِ: دِوَكٌ ودِيَكٌ، وَمن قَالَ: دُوكةٌ، قَالَ: دُوَكٌ فِي الجَمْع. (أَبُو عمرٍ و) : داك الرَّجلُ المرأَة يدوكُها دَوْكاً، وباكَها بَوْكاً إِذا جامَعَهَا. وَأنْشد: فدَاكَها دَوْكاً على الصِّراطِ لَيْسَ كدَوكِ زَوجِهَا الوَطْوَاطِ وَقَالَ أَبُو ترابٍ قَالَ أَبُو الرَّبيع البَكراوِيُّ: داكَ القومُ إِذا مَرِضوا، وهم فِي دَوْكَةٍ أَي مَرَضٍ. ودك: (سلمةُ، عَن الفرّاء) : لَقِيتُ مِنْهُ بَنَاتِ أَوْدَكَ، وَبَناتِ بَرْحٍ وبَنات بِئْسَ يَعْنِي الدّوَاهِي. وَقَالَ الليثُ: الوَدَكُ: معروفٌ، والفِعْلُ: ودَّكْتُه تَوْدِيكاً، وَذَلِكَ إِذا جَعَلْتَهُ فِي شيءٍ وَهُوَ من الشَّحْم أَو حُلاَبةِ اللَّحْمِ، وشيءٌ وَدِكٌ، ووَدِيكٌ، ودَجاجةٌ وَدِيكةٌ: ذاتُ وَدَكٍ، ووَدِيكٌ: جائزٌ. والدِّكَةُ: اسمٌ من الوَدَكِ وَقَالَت امرأةٌ من العربِ: كنتُ وَحْمَى للدِّكَةِ أَي كنتُ مُشْتَهِيَةً لِلْوَدَكِ. ديك: وَقَالَ اللَّيْث: الدِّيكُ: معروفٌ، وجمعُه دِيَكَةٌ، وأَرْضٌ مَداكةٌ ومَدْيَكةٌ: كثيرَةُ الدِّيَكةِ. وَقَالَ المؤرِّجُ: الدِّيكُ فِي كَلَام أَهل الْيمن: الرَّجلُ الْمُشْفِقُ، الرَّؤُومُ، وَمِنْه سُمِّيَ الديكُ دِيكاً. قَالَ: والدِّيكُ: الرَّبيعُ فِي كلامِهم.

والدِّيكُ: الأثَافِي، الواحدُ والجميعُ سَوَاءٌ. دكا: أهمله اللَّيْث: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: دَكَا إِذا سَمِنَ وكدا إِذا قَطَعَ. ك ت (وَا يء) كتأ، كتا، وكت، كَيْت، تكأ، وتك، (أوتكى) . كتأ: قَالَ اللَّيْث: الكتْأَةُ بِوَزْنِ فَعْلَةٍ مَهموزٌ: نباتٌ كالجِرْجِيرِ، يُطْبَخُ فيؤكَلُ. (قلت) : هِيَ الكَثْأَةُ بالثاء منقوطةٌ بثَلاَثٍ، وتُسَمَّى النَّهَقَ. قَالَ ذَلِك أَبُو مالِكٍ وغيرُه. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : أَكْتَى إِذا غَلاَ على عَدُوِّه. كتا: وَقَالَ اللَّيْث: اكْتَوَتَى الرّجلُ، فَهُوَ يَكتَوتِي إِذا بَالغ فِي صفةِ نفسِه من غير فِعْلٍ، وَعند العمَلِ يَكْتَوتي كَأَنَّهُ يَنْقَمِعُ. قَالَ: والكوتِيُّ: القَصِير. وَقَالَ أَبُو عبيدٍ: قَالَ أَبُو عُبَيدةَ فِي الكوتِيِّ مثلَهُ: أَنَّهُ القَصِيرُ. تكأ: قَالَ الله جلَّ وعزَّ: {وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَئًا} (يُوسُف: 31) . قَالَ الزجاجُ: هُوَ مَا يُتَّكَأُ عليهِ لطعامٍ أَو شرابٍ أَو حَدِيثٍ. قَالَ: وَيُقَال: تَكِىءَ الرجُلُ يَتْككأُ تكأً، والتُّكأَةُ: أَصْلُهُ وَكَأَةٌ، وَإِنَّمَا مُتَّكأٌ أَصْلُهُ مُوْتَكأٌ، مِثْلُ مُتَّقٌ مُوْتَفِقٌ. وَقَالَ أَبُو عبيدٍ: تُكَأَةٌ بوزنِ فُعَلَةٍ، قَالَ: وأصلُهُ وُكَأَةٌ، فَقُلِبَتِ الْوَاو تَاء، كَمَا قَالُوا تُرَاثٌ، وأَصلُهُ: وُرَاثٌ واتّكأْتُ اتِّكاءً أَصلُهُ أوْتَكَيْت فأُدْغِمَتِ الْوَاو فِي التَّاء، وشُدِّدَتْ، وأَصْلُ الْحَرفِ: وكَّأَ يُوَكِّىءُ تَوْكِئَةً. ويقالُ: طَعَنَهُ فأَتْكَأَهُ إِذا أَلْقَاهُ على هَيئَةِ المُتّكىءِ. وَقَالَ المُفَسِّرُونَ فِي قَوْلِهِ: {وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَئًا} (يُوسُف: 31) ، قَالُوا: طَعَاما، وقِيلَ للطعامِ مُتّكأً لأنَّ القومَ إِذا قَعَدُوا على الطعامِ اتكئوا. وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَمَّا أَنَا فآكُلُ كَمَا يَأْكُلُ العَبْدُ وَلَا آكُلُ مُتَّكِئاً) . كَيْت: قَالَ اللَّيْث: كَانَ من الأمْرِ كَيْتَ وكَيْتَ وَهَذِه التاءُ فِي الأصْلِ: هاءٌ، مثل: ذَيْتَ وذَيْتَ، وأصلهما: كَيَّهْ وذَيَّهْ. وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: التَّكييِتُ: تَيْسِيرُ الجِهَازِ، يُقَالُ: كَيِّت جِهَازَكَ، وَمِنْه قَول الشَّاعِر: كَيِّت جِهَازَكَ إمَّا كُنْتَ مُرْتَحِلاً إِنِّي أَخَافُ على أَذْوَادِكَ السَّبْعَا وَفِي (النَّوَادِر) : كَيَّتَ الوِعاءَ تَكييتاً وحَشَاهُ بِمَعْنى واحِدٍ. وكت: قَالَ اللَّيْث: الوَكْتةُ: شِبْهُ النُّقْطَةِ فِي

باب الكاف والظاء

العَيْنِ، وعَيْنٌ مَوْكُوتَةٌ إِذا كَانَ فِي سَوَادِهَا نُقْطَةُ بَيَاضٍ. وَقَالَ أَبُو زيد: تكُونُ نُقْطَةً حَمْرَاءَ فِي البَيَاضِ، فإنْ غُفِلَ عَنْهَا صارتْ وَدْقَةً. (أَبُو عبيدٍ عَن الْأَصْمَعِي) : إِذا بَدَأَ فِي الرُّطَبِ نُقَطٌ من الإرْطَابِ قِيلَ: قد وَكَّتَ، وَهِي بُسْرَةٌ مُوَكِّتَةٌ، فَإِذا أَتاهَا التَّوْكِيتُ من قِبَلِ ذَنَبِها فَهِيَ مُذَنِّبَةٌ. وَقَالَ شمرٌ: الوَكْتُ فِي المَشْي هُوَ القَرْمَطَةُ، والشَّيْءُ اليَسِيرُ. (سَلمَة عَن الْفراء) وَكَتَ القَدَحَ ووَكَّتَهُ وزكَتَهُ، وزكَّتَهُ إِذا مَلأَهُ، وكلُّ نُقْطَة سَوَادٍ فِي بَيَاضٍ فَهِيَ: وَكْتَةٌ. وتك: (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الأوْتَكى: السِّهْرِيزُ قَالَ: وَهُوَ القُطَيْعَاء. (قلت) : والبَحْرَانِيُّونَ يُسَمُّونَه أَوْتَكى، وَقَالَ الشَّاعِر: تُدِيمُ لَهُ فِي كلِّ يَوْمٍ إِذا شَتَا ورَاحَ عِشَارُ الحَيّ مِنْ بَرْدِهَا صُعْرا مُصَلِّبَةً مِنْ أَوْتَكى القَاعِ كلَّمَا زَهَتْهَا النُّعَامَى خِلْتَ مِنْ لَيِّنٍ صَخْرا وَإِذا بَلَغَ الرُّطَبُ اليُبْسَ فَذَلِك التَّصْلِيبُ. وَقد صَلَّبَ فَهُوَ مُصَلِّبٌ، وصَلَبَتْهُ الشَّمْسُ تَصْلِبُه فَهُوَ مَصْلوبٌ. وَأَوْتَكى: مِيزَانه أَجْفَلَى. (بَاب الْكَاف والظاء) ك ظ (وَا يء) وكظ، كظا: (مستعملان) . (كظا) : (أَبُو عبيد عَن الْفراء) : خَظَا بَظَا كَظَا بِغَيْر هَمْزٍ يَعْنِي اكْتَنَزَ، وَمثله يَخْظُو ويَبْظُو ويكظو. وَقَالَ اللحياني: خَظَا بَظَا كَظَا إِذا كَانَ صُلْباً مُكْتنِزاً. (أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: كَظَا: تَابِعٌ لخظَا. وكظ: (أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة) : الواكِظُ: الدَّافِعُ، وَقد وكَظْتُهُ أكِظُه وَكْظاً. فَهُوَ مَوْكُوظٌ. وَقَالَ اللحياني: يُقَال: فلَان مُوَاكِظٌ على كَذَا، وواكِظٌ، ومواظب وَوَاظِبٌ ومُوَاكِبٌ، ووَاكِبٌ أَي مثابر. ك ذ (وَا يء) كَذَا، كوذ، ذكا: (مستعملة) . كَذَا: (أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: أكْذَى الشَّيْء إِذا احْمَرَّ، وأكْذَى الرَّجُلُ إِذا احمرّ لَوْنُه من خجلٍ أَو فزعٍ، ورأَيْتُه كاذِياً كذْياً أَي أَحْمَرَ، قَالَ: والكَاذِي والْجِرْيالُ: البَقَّمُ. وَقَالَ غيرُه: الكَاذِيّ: ضرب من الأدهان مَعْرُوف.

كوذ: قَالَ اللَّيْث: الكَاذَتَان منْ فَخِذَي الحِمَارِ فِي أَعْلاَهُما، وهُما فِي مَوْضع الكَيِّ، من جاعِرَتي الحمَارِ: لَحْمَتَانِ هُنَاكَ مُكْتنِزَتانِ بَين الفَخِذَيْنِ والوَرِكِ. وَقَالَ الأصمعيُّ: الكاذَتَانِ: لَحْمَتا الفَخِذَيْنِ من بَاطِنهما، الواحدةُ: كاذَةٌ. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الرَّبْلَةُ: لحمُ باطنِ الفَخِذِ، والكَاذةُ: لحمُ ظاهرِ الفَخِذِ، والحَاذُ: لحم باطنِ الفَخِذِ. وَأنْشد: فاسْتَكْمَشَتْ وانتهزْتُ الحَاذَتَيْنِ معَا وَقَالَ: هما أسْفَلَ الجاعِرَتَيْنِ. وروى ابْن الْأَعرَابِي فِي الكاذَتَيْنِ نَحْواً مِمَّا قَالَ أَبُو الهَيْثَمِ، وَيُقَال للإزَارِ الَّذِي لَا يَبْلُغ إلاَّ الكَاذَةَ: مُكَوِّذٌ، وَقد كَوَّذَ تكويذاً. وَقَالَ اللَّيْث: كَذا وكَذا، الكافُ فيهمَا: كَافُ التَّشْبِيه، وذَا: إشارةٌ، وتفسيرُه فِي بَاب الذَّال. ذكا: قَالَ اللَّيْث: الذكِيُّ من قَوْلك: قَلْبٌ ذَكِيٌّ، وصَبِيٌّ ذَكِيٌّ إِذا كَانَ سَرِيعَ الفِطْنَةِ، والفِعْلُ: ذَكِيَ يَذْكَى ذَكَاءً، وَيُقَال: ذكَا يَذْكُو ذكاءً، وأَذْكَيْتُ الحربَ إِذا أَوْقَدْتَهَا، وَقَالَ الراجز: إنّا إِذا مُذكي الحُرُوب أَرَّجَا وَقَالَ الله جلّ وَعز: {وَمَآ أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ} (الْمَائِدَة: 3) قَالَ أَبُو إِسْحَاق: معناهُ إلاَّ مَا أَدْرَكْتُمْ ذكاتَه من هَذِه الَّتِي وصَفْنَا. قَالَ: وكلُّ ذَبْحٍ: ذَكاةٌ، وَمعنى التَّذْكِية: أَنْ يُدْرِكَهَا وفيهَا بَقِيَّةٌ تَشْخُبُ مَعهَا الأوْدَاجُ، وتَضْطَرِبُ اضْطِرَابَ المَذْبُوحِ الَّذِي أَدْرَكت ذَكَاتَه. قَالَ. وأَهْلُ العلْم يقولونَ: إنْ أَخْرَجَ السَّبُعُ الحِشْوَةَ أَو قَطَعَ الجَوْفَ قَطْعاً تَخْرُج مَعَه الحشوةُ فَلَا ذَكاةَ لذَلِك، وتأْوِيلُه أنْ يَصيرَ فِي حالةِ مَا لَا يُؤَثِّرُ فِي حَيَاته الذَّبْحُ، قَالَ: وأَصْلُ الذكاةِ فِي اللُّغَة كلهَا: تَمَامُ الشّيءِ، فَمن ذَلِك: الذَّكَاةُ فِي السِّنِّ والفَهْمِ، وَهُوَ تَمَامُ السِّنِّ. قَالَ: وَقَالَ الْخَلِيل: الذَّكَاةُ فِي السِّنِّ أَن يأتِيَ على قُرُوحِه سَنَةٌ، وَذَلِكَ تَمَامُ استِتْمَامِ القُوَّة قَالَ زُهَيْر: يُفَضِّلُه إِذا اجْتَهَدُوا عَلَيْهِ تَمَامُ السِّنِّ مِنْهُ والذَّكاءُ وَمن أمثالهم: جَرْيُ المُذَكِّيَاتِ غِلاَبٌ. أَي جَرْيُ المَسَانِّ القُرَّحِ من الخَيْلِ أَنْ تُغَالِبَ الجَرْيَ غِلاَباً، وتَأْوِيلُ تَمَامِ السِّنِّ: النِّهَايةُ فِي الشبابِ، فَإِذا نَقَصَ عَن ذَلِك أَو زَادَ فَلَا يُقَال لَهُ: الذكاءُ، والذّكاءُ فِي الفَهْمِ: أَنْ يكونَ فَهْماً تَامّاً سَرِيعَ القَبُولِ، وذَكَّيْتُ النَّارَ، وتَأوِيلُه أَتْمَمْتُ إشْعَالها، وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: {إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ} (الْمَائِدَة: 3) ذَبْحُه على التَّمَامِ. وَقَالَ ابْن السّكيت: ذُكَاءُ: اسْمٌ للشمسِ معرفَة لَا تَنْصَرِف وَهِي مُشْتَقّةٌ من ذَكَتِ النَّارُ تَذْكُو.

وَيُقَال للصُّبْحِ: ابنُ ذكاءَ لأنَّه من ضَوْئِهَا، وَأنْشد: فَوَرَدَتْ قَبْلَ انْبِلاَجِ الفَجْرِ وابْنُ ذُكاءٍ كَامِنٌ فِي كَفْر وَقَالَ ثَعْلَبَةُ بنُ صُعَيْرٍ: فَتَذَكّرَا ثَقَلاً رَثِيداً بَعْدَمَا أَلْقَتْ ذُكَاءُ يَمِينَها فِي كَافِرِ وَيُقَال: ذَكُوَ قَلْبُهُ يَذْكُو إِذا حَيَّ بعد بَلاَدَةٍ، فَهُوَ ذَكِيٌّ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الذَّكْوَانُ: شجرٌ، الواحدةُ ذَكْوَانَةٌ. (أَبُو عبيد عَن أبي زيد) : ذَكّيْتُ النّارَ تذكِيَةً إِذا رَفَعْتَها؛ واسمُ ذَلِك الشيءِ الَّذِي تُلْقِيهِ عَلَيْهَا من حَطَبٍ أَو بَعْرٍ: الذُّكْيَةُ. ك ث (وَا يء) كثأ، كوث، (كوثى) ، وكث: (مستعملة) . وكث: قَالَ اللَّيْث: الوِكَاثُ: مَا يُسْتَعْجَلُ بِهِ للغَدَاءِ، تقولُ: اسْتَوْكَثْنَا أَي أَكَلْنَا شَيْئا نتَبَلّغُ بِهِ إِلَى وَقت الغَدَاءِ. (قلت) : لم أسمعْ لغير اللَّيْث فِي الوِكاثِ شَيْئا، وأَرْجُو أَنْ يكونَ أَخَذَه عَن الثِّقَاتِ. كثأ: (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : كَثَأَ اللَّبَنُ وكَثَعَ إِذا خَثَرَ وَعَلاَهُ دَسَمُهُ وَهُوَ الكَثْأَةُ والكَثْعَةُ. وَقَالَ أَبُو زيد: كَثَأَتِ القِدْرُ إِذا أَزْبَدَتْ للغَلْيِ. وَقَالَ الأمويّ: كَثَأَ النَّبْتُ والوَبَرُ فَهُوَ كاثىءٌ إِذا طَلَع. وَقَالَ أَبُو مَالك: الكَثَاةُ بِلَا هَمْزٍ، وكَثاً كثيرٌ، وَهُوَ الأيْهُقَانُ والنَّهَقُ، كُلُّه واحدٌ. كوث: قَالَ النَّضْرُ: كَوَّثَ الزَّرْعُ تَكْوِيثاً إِذا صارَ أَرْبَعَ ورَقَاتٍ وخَمْسَ ورَقَاتٍ، وَهُوَ الكَوْثُ. (قلت) : وأَرَى المَقْطُوعَ الَّذِي يُلْبَسُ القَدَمَ سُمِّيَ كَوْثاً تَشْبِيها بكَوْثِ الزَّرْعِ، وَيُقَال لَهُ: القَفْشُ، وَهُوَ مُعَرَّبٌ. وأَمَّا كُوثَى الَّتِي بالسَّوَادِ فَهِيَ قَرْيَةٌ. حدثَنَا محمدُ بنُ إسحاقَ السَّعْدِيُّ عَن الرَّمَادِيِّ عَن عبد الرزاقِ عَن مَعْمَرٍ عَن أَيُّوبَ عَن محمدِ بنِ سِيرِينَ: قَالَ سَمِعت عُبَيْدَة يَقُول: سَمعْتُ عَلِيّاً يَقُولُ: من كَانَ سَائِلًا عَن نِسْبَتِنَا فإِنَّا نَبَطٌ من كُوثى. ورُوِي عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: سألَ رَجْلٌ عَلِيّاً: أَخْبِرنِي يَا أمِيرَ المُؤْمِنينَ عَن أَصْلِكُمْ مَعَاشِرَ قُرَيْشٍ فَقَالَ: نحنُ قَوْمٌ من كُوثَى. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: واخْتَلَفَ الناسُ فِي: نَحن من كُوثى. فَقَالَ قومٌ: أَرَادَ: كُوثى: السَّوَاد الَّتِي وُلِدَ بهَا إبراهيمُ. وَقَالَ آخَرُونَ: أَرَادَ عليّ بقوله كُوثى: مَكَّةَ، وَذَلِكَ أَنَّ محلَّةِ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ يُقَال

لَهَا: كُوثى، فَأَرَادَ عليّ أَنّا مَكِّيُّونَ أُمِّيُّونَ من أُمِّ القُرَى وَأنْشد: لَعَنَ اللَّهُ مَنْزِلاً بَطْنَ كُوثى ورمَاه بالفَقْرِ والإمْعَارِ لَيْسَ كُوثَى العِرَاقِ أَعْني ولكنْ كُوثَةَ الدَّارِ دَارِ عَبْدِ الدَّارِ (قلت) : والقَوْلُ: هُوَ الأوَّلُ، لقَوْل عليّ رَضِي الله عَنهُ: فإِنَّا نَبَطٌ من كُوثَى، وَلَو أرادَ كُوثَى مكَّةَ لما قَالَ: نَبَطٌ، وكوثَى العِرَاقِ هِيَ سُرَّةُ السَّوَادِ، وأرادَ على أَنَّ أَبَانَا إبراهيمَ كانَ من نَبَطِ كُوثى وأنَّ نَسَبنَا إِلَيْهِ. وَنَحْو ذَلِك قَالَ ابْن عَبَّاس: نَحْنُ مَعَاشِرَ قُرَيْش حَيٌّ من النَّبَطِ من أَهْل كُوثى. (قلت) : وَهَذَا من عليَ وَابْن عَبَّاس رحمهمَا الله تَبَرُّؤٌ من الفَخْرِ بالأنْسَابِ ورَدْعٌ عَن الطَّعْنِ فِيهَا وتَحْقِيقٌ لقَوْل الله جلّ وعزّ: {لِتَعَارَفُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ اللَّهِ} (الحجرات: 13) . ك (وَا يء) كري، كرا، كور، كير، ركا، (راك) ، ورك، وكر، أرك، أكر: (مستعملة) . كرا: قَالَ اللَّيْث: كَرَوْتُ البِئرَ كرْواً إِذا طَوَيْتَها. وَنَحْو ذَلِك قَالَ أَبُو عمرٍ و، وَأَبُو عبيدٍ عَن الأصمعيِّ: كَرَا الغُلاَمُ يَكْرُو كَرْواً إِذا لَعِبَ بالكُرَةِ. وَقَالَ ابْن السّكيت: كَرَوْتُ بالكُرَةِ إِذا ضَرَبْتَ بهَا. وَقَالَ المُسَيَّبُ بن عَلَسٍ: مَرِحَتْ يَدَاهَا للنَّجَاءِ كَأَنَّمَا تَكْرُو بكَفَّيْ لاَعِبٍ فِي صَاعِ قَالَ: والصَّاعُ: المُطْمَئِنُّ من الأرْضِ كالْحُفْرَةِ. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : الكَرْوَاءُ: المَرْأَةُ الدَّقِيقَةُ السَّاقَيْنِ. وَقَالَ اللَّيْث: الكَرَا: الذَّكَرُ من الكَرَوَانِ. وَيُقَال: الكَرَوَانَةُ، الْوَاحِدَة، والجَميعُ: الكِرْوَانُ. (أَبُو عبيد عَن الْفراء) : الكَرَوَانُ: طائرٌ، وجمعُه: كِرْوَانٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم فِي (كتاب الطَّيْرِ) : الكَرَوَانُ: القَبْجُ، وجَمْعُه: كِرْوَانٌ، وَمن أَمثالهم: (أَطْرِقْ كَرَا إنَّ النَّعَامَ بالقُرَى) ، يُضرَبُ مثلا للرَّجُلِ يُخْدَعُ بِكَلَام يُلَطَّفُ لَهُ، ويُرَادُ بِهِ الغَائِلَةُ. وأَخبرَني المنذِرِيُّ عَن أَبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: سُمِّيَ الكَرَوَانُ كَرَوَاناً بِضِدّهِ لِأَنَّهُ لَا ينامُ بِاللَّيْلِ. وَقيل: الكَرَوَانُ: طائرٌ يُشبهُ البَطَّ. وَقَالَ ابْن هانىء يُقَال: أَطْرِقْ كَرَا، رَخَّمَ الكَرَوَانَ وَهُوَ نَكِرَةٌ.

كَمَا قَالَ بَعضهم: قُنْفُ، يُرِيدُ يَا قُنْفُذُ. قَالَ: وإنَّما يُرَخَّمُ فِي الدُّعاءِ المعَارِفُ نَحْو مالكٍ وعامرٍ وَلَا تُرَخَّمُ النكرةُ نَحْو غُلَام، فرُخِّمَ كَرَوَانٌ وَهُوَ نكرَة، وجُعِلَ الواوُ ألِفاً فجَاء نادِراً. كري: (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : كَرَى النّهْرَ يَكْرِيهِ. وَقَالَ غَيره: كَرَيْتُ النَّهْرَ كَرْياً: إِذا حَفَرْتَه. وكَرِيَ يَكْرَى كَرًى إِذا نامَ، والكَرَى: النَّوْمُ. (والكُرَةُ الَّتِي يُلعبُ بهَا أَصلها: كُرْوَةٌ فحُذِفَتِ الواوُ كَمَا قَالُوا: قُلَةٌ للَّتِي يُلْعبُ بهَا، والأصلُ: قُلْوَةٌ، وَجمع الكُرَةِ: كُرَاتٌ وكُرُونَ) . وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أكْرَيْنَا فِي الحَدِيث اللَّيْلةَ أَي أَطَلْنَاه. (الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت) : أَكْرَى الكَرِيُّ ظَهْرَه يُكْرِيهِ إكْرَاءً. وَيُقَال: أَعْطِ الكَرِيَّ كِرْوَتَهُ، حَكَاهَا أَبُو زيد. وَقَالَ ابْن السّكيت: أَكْرَى يُكْرِي إِكْراءً إِذا نَقَصَ، وأَكْرَى يُكْرِي إِكْراءً إِذا زادَ، وَهُوَ من الأضداد، وَقد أكْرَى زادُه إِذا نَقَصَ. وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: كَذِي زَادٍ مَتى مَا يُكْرِ منهُ فَلَيْسَ وَراءَه ثِقَةٌ بزَادِ وَقَالَ غَيره: تُقَسِّمُ مَا فِيهَا فَإِن هِيَ قَسَّمَتْ فَذَاك، وَإِن أكْرَت فَعَن أَهْلِها تكْرِي أَراد إِن نَقَصَت فَعَن أَهلهَا تَنْقُصُ، يَعْنِي القِدْرَ. وَقَالَ ابنُ أَحْمَرَ: وتَوَاهَقَتْ أَخْفَافُها طَبَقاً والظِّلُّ لم يَفْضُلْ ولَمْ يُكْرِي أَي وَلم يَنْقُصْ، وَذَلِكَ عندَ انتِصَافِ النَّهَار، وَقد أكْرَيْتُ أَي أخّرْتُ. وَأنْشد أَبُو عُبَيْدَة بَيت الحطيئة: وأَكْرَيْتُ العَشَاءَ إِلَى سُهَيْلٍ أَو الشِّعْرَى فطالَ بِي الأناءُ وَقَالَ فقيهُ الْعَرَب: مَنْ سرَّهُ النَّسَاءُ وَلاَ نَساءُ، فَلْيُكْرِ العَشاءَ، ولْيُبَاكِرِ الغَدَاءَ، ولْيُخَفِّفِ الرِّدَاءَ، ولْيُقِلَّ غِشْيانَ النِّسَاءِ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : أَكْرَى الرَّجُل: سَهِرَ فِي طاعةِ الله. وَقَالَ أَبُو عبيد: المُكَرِّي: السَّيْرُ اللَّينُ البَطِيءُ وَأنْشد: مِنْهَا المكَرِّي وَمِنْهَا اللَّيِّنِ السّادِي وَقَالَ الْأَصْمَعِي: هَذِه دَابّةٌ تُكَرِّي تكْرِيةً: إِذا كَانَ كأَنّه يَتَلَقّفُ بيَده إِذا مَشَى.

قَالَ: والكَرِيُّ: الرجُلُ الَّذِي أكْرَيْته بعيركَ، ويكونُ الكَرِيُّ الَّذِي يُكْرِيكَ بَعيرَه، فأَنا كَرِيُّكَ، وأَنت كَريّي. وَقَالَ الراجز: كَرِيُّهُ مَا يُطْعِمُ الكَرِيَّا بِاللَّيْلِ إلاَّ جِرْجِراً مَقْلِيّاً والكَرِيُّ: نَبْتٌ. وَقَالَ ابْن السّكيت: الكَرِيَّةُ: شجرةٌ تنْبُتُ فِي الرَّمْلِ فِي الخِصْبِ بنَجْدٍ ظَاهِرَة نِبْتَةَ الجَعْدَةِ. وَقَالَ العجاج: حَتَّى غَدَا واقْتَادَهُ الكَرِيُّ وشَرْشَرٌ وقَسْوَرٌ نَضْرِيُّ وَهَذِه نُبُوتٌ غَضَّةٌ، وَقَوله: واقْتَاده أَي دَعَاهُ كَمَا قَالَ ذُو الرمة: ... ... . يَدْعُو أَنْفَه الرّبَبُ (الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت) : هُوَ الكِرَاءُ ممدودٌ لِأَنَّهُ مصدر كارَيْتُ، والدليلُ على ذَلِك قولُك: رجُلٌ مُكَارٍ (مفَاعِلٌ) ، وَهُوَ من ذَوَاتِ الواوِ لِأَنَّهُ يُقَال: أَعْطِ الكَرِيَّ كِرْوَتَه. وَيُقَال: اكْتَرَيْتُ مِنْهُ دابَّةً واستَكْرَيتُها فأكْرَانِيها إكْرَاءً. وَيُقَال للأجْرَةِ نَفسهَا: كِرَاءٌ أَيْضا. كور كير: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ يَتَعَوَّذُ مِن الْحَوْرِ بَعْدَ الكَوْرِ. قَالَ أَبُو عبيد: الحَوْرُ: النُّقْصَانُ، والكَوْرُ: الزِّيَادَةُ، أُخِذَ من كَوْرِ العِمامة. يَقُول: قد تغيَّرَتْ حالُه وانتقضت كَمَا يَنْتَقِضُ كوْرُ العِمامة بعدَ الشدِّ، وكلُّ هَذَا قريبٌ بعضُه من بعض. وَقَالَ مُحَمَّد بن حبيب: الكِيرُ الَّذِي يَنْفُخُ فِيهِ الحَدَّادُ، والكُورُ: كُورُ الحدَّاد الَّذِي توقَدُ فِيهِ النَّار. وَيُقَال: هُوَ الزِّقُّ أَيضاً. والكُورُ: الرَّحْلُ، والكُورُ: بِنَاءُ الزَّنَابِيرِ. وَقَالَ اللَّيْث: الكَوْرُ: لَوْثُ العِمامِة وَهُوَ إدَارَتُهَا على الرَّأْسِ، وَقد كَوّرْتُها تكْويراً. والْكِوَارَةُ: لَوْثٌ تلْتَاثُهُ المرأَةَ بِخِمَارِها وَهُوَ ضَرْبٌ من الْخِمْرَةِ وَقَالَ الشَّاعِر: عَسْرَاءُ حِينَ تَرَدَّى مِن تَفَجُّسِهَا وَفِي كِوَارَتِهَا من بَغْيِها مَيَل والكِوارُ، والكِوَارَةُ: يُتَّخَذُ من قُضْبَانٍ ضَيِّقُ الرَّأْسِ للنَّحْل. وَقَالَ النَّضْرُ: كلُّ دَارَةٍ من العِمامةِ: كَوْرٌ. والكِوَارةُ: خِرْقةٌ تجعلها المرأَةُ على رَأْسِهَا. (أَبُو عبيدٍ عَن الْأَصْمَعِي وَأبي زيد) : الكوْرُ: الإبِلُ الكثيرةُ الْعَظِيمَة. وَقَالَ ابْن حبيب: كَوْرٌ: أَرْضٌ بالْيَمَامةِ. وَقَالَ غيرُه: يُقَال للكَوْرِ وَهُوَ الرَّحْلُ: المَكْوَرُ إِذا فَتَحْتَ الميمَ خَفَّفْتَ الرّاءَ. وَأنْشد:

قِلاَص يَمَانٍ حَطَّ عَنْهُنَّ مَكْوَرَا فَخَفَّفَ، وَأنْشد الْأَصْمَعِي للحِمَّانيِّ: كأَنَّ فِي الحَبْلَيْنِ مِنْ مُكوَرِّهِ مِسْحَلَ عُونٍ قَصَدَتْ لَضَرِّهِ وقولُ الله: {بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ الَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى} أَي يُدْخِلُ هَذَا على هَذَا، وأَصْلُه من تَكْوِير العِمامةِ، وَهُوَ لَفُّهَا وجمعُها. وَقَالَ الزجاجُ فِي قولِ الله: {} (الزمر: 5) : أَي جُمِعَ ضوءُها ولُفَّ كَمَا تلَفُّ العِمامةَ. يُقَال: كُرْتُ العِمامةَ عَلَى رأْسِي أَكُورُها كوْراً، وكَوَّرْتُها أكَوِّرُهَا إِذا لَفَفْتَهَا. وَقَالَ الأخْفَشُ: تُلَفُّ فَتُمْحَى. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: كُوِّرَتْ كَمَا تُكوَّرُ العِمامةُ. وَقَالَ قَتَادةُ: كُوِّرَتْ: ذهب ضوءها، وَهُوَ قَول الفرّاء. وَقَالَ عِكرِمَةُ: نُزِعَ ضَوْءُها. وَقَالَ مُجَاهِد: كُوِّرَت: دُهْوِرَت. وَقَالَ الرّبيعُ بن خَيْثَم: كُوِّرَتْ: رُمِيَ بهَا. وَيُقَال: دَهْوَرْتُ الحَائِطَ إِذا طَرَحْتَه حَتَّى يَسقُطَ. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : طَعَنَهُ فكَوَّرَه وجَوّرَه إِذا صَرَعَه. قَالَ أَبُو كَبِير: مُتَكوِّرِينَ عَلَى المَعَاري بَينهم ضَرْبٌ كَتعْطَاطِ المَزَادِ الأَثْجَلِ وَقَالَ اللَّيْث: سُمِّيَتِ الكارَةُ الَّتِي للقصَّار لِأَنَّهُ يجمع ثِيَابه فِي ثَوبٍ واحدٍ، يُكوِّرُ بَعْضهَا على بعض. وَيُقَال: والاكتيارُ فِي الصِّرَاع: أَنْ يُصْرَعَ بعضُه على بعض. والكُورَةُ: من كُوَرِ البُلْدَان. والكِيرُ: كِيرُ الحَدَّادِ، وجمعُه: كِيرَةٌ. وَقَالَ أَبُو عَمرٍ و: الكُورُ: مَوضِع النَّار الَّذِي يَنْفُخُ فِيهِ الحَدَّاد. وكَوَّرَ المَتَاعَ: ألْقَى بعضَهُ على بعض. وَيُقَال: جاءَ الفَرَسُ مُكْتاراً إِذا جاءَ مادّاً ذَنَبَهُ تحتَ عَجُزِه. وَقَالَ الكُمَيتُ يصفُ ثَوراً: كأَنَّهُ مُرْتَدٍ قُبْطِيَّةً لَهِقاً بالأتحَمِيّةِ مُكْتَارٌ ومُنْتَقِبُ قَالُوا: هُوَ من اكْتَارَ الرّجُلُ اكتِيَاراً إِذا تَعَمَّمَ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: اكْتَارت النّاقةُ اكتِيَاراً إِذا شالَتْ بذَنَبها بعد اللِّقَاحِ، واكْتَارَ الرّجلُ للرّجُلِ إِذا تَهَيَّأَ لِسبَابِه. وَقَالَ أَبُو زيد: أَكَرْتُ على الرَّجُلِ أُكِيرَ إِكَارَةً إِذا اسْتَذْلَلْتَه واسْتَضْعَفْتَه، وأَحَلْت عَلَيْهِ إحَالَة نحْوٌ مِنْهُ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: الكِوَارَةُ، والمِكْوَرَةُ: العِمَامَةُ.

أكر: (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : الأُكَرُ: الحُفَرُ فِي الأرْضِ، واحدتُها: أُكْرَةٌ. وَمِنْه قيل لِلْحَرَّاثِ: أَكَّارٌ قَالَ العجاج: من سَهْلهِ ويَتَأَكَّرْنَ الأكَرْ وَقَالَ الْفراء: يُقَال للَّذي يُلْعَبُ بِهِ: الكُرَةُ، وَلَا تَقُلْ: الأكْرَةُ، وَقَالَ غَيره: الأكْرَةُ: لُغَةٌ لَيْسَت بجيِّدة، وَقَالَ: حَزَاوِرَةٌ بأَبْطَحِهَا الكُرِينَا (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: الكِيَارُ: رَفْعُ الفَرَسِ ذَنَبَه فِي حُضْرِه، والكَيَّرُ: الفَرَسُ إِذا فَعَلَ ذَلِك. وَقَالَ بُزْرُج: أَكَارَ عَلَيْهِ يَضْرِبُه، وهما يَتَكايَرَانِ. ركا: (أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي) : رَكَاهُ: إِذا أَخَّرَه، ورَكَاهُ: إِذا جاوَبَ رَوْكه، وَهُوَ صَوْتُ الصَّدَى من الجَبَل والحَمَّام. قَالَ: وَفِي الحَدِيث (يُغْفَرُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ لكُلِّ مُسْلِمْ إلاَّ للمُتَشَاحِنَيْنِ، أُرْكُوهُمَا حَتَّى يَصْطَلِحَا) رواهُ بضَمِّ الألِفِ. وروى مالكٌ عَن مُسْلِمِ بنِ أبي مَرْيمَ عَن أَبِي صالِحٍ السَّمّانِ عَن أبي هُرَيْرَة أَنّه قَالَ: (تُعرَضُ أَعْمَالُ النَّاسِ فِي كل جُمُعَةٍ مَرَّتَيْن، يَوْمَ الاثْنَين ويومَ الْخَمِيس فَيُغْفُر لكُلِّ عبَدٍ مُؤْمنٍ إلاَّ عَبداً كَانَت بَيْنَه وبَين أَخِيهِ شَحنَاءُ، فيُقَالُ أُرْكُوا هذَين حَتَّى يَفِيئا) . ومعنَى قَوْله: اُرْكُوا أَيْ أَخِّرُوا وَفِيه لُغَةٌ أُخْرَى. أخبرِني المنذِرِيُّ عَن سلمةَ عَن الْفراء أَنَّه قَالَ: أَرْكَيْت عَلَيَّ دَيناً، وَرَكَوْته. وَقَالَ أَبُو عبيدٍ: رَكَوْتُ عَلَيَّ الأمرَ أَي ورَّكْتُه. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس قَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: رَكَوْتُ الحَوْضَ أَي سَوَّيْتُه. وروى أَبُو عبيدٍ عَن أبي عَمْرٍ و: المَرْكُوُّ: الحَوْضُ الكَبيرُ. (قلت) : وَالَّذِي سَمِعْتُه من غيرِ واحدٍ من الْعَرَب فِي المَرْكوِّ أَنَّه الحَوْضُ الصَّغيرُ الَّذِي يُسَوِّيه الرّجُل بيَدَيْهِ على رَأْسِ البِئْرِ إِذا أَعْوَزَهُ إنَاءٌ يَسْقِي فِيهِ بعيره فيَصُبُّ فِيهِ دَلْواً أَو دَلْوَيْن من ماءٍ أَو قَدْرَ مَا يُرْوِي ظَهْرَهُ. يُقَال للرَّجُلِ: أُرْكُ مَرْكُوّاً تَسْقَى فِيهِ بعيرك، وأَمّا الحوضُ الْكَبِير الَّذِي يُجْبَى فِيهِ الماءُ للإبلِ الكثيرةِ فَلَا يُسَمَّى مَرْكُوّاً. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أَرْكَيْتُ لَبنِي فلانٍ جُنْداً أَي هَيَّأْتُه لَهُم، وأَرْكَيْتَ عَلَيَّ ذَنْباً لم أَجْنِهِ. (أَبُو عبيدٍ عَن أبي عُبَيْدَةَ) : أَرْكَيْتُ فِي الْأَمر: تأخَّرْتُ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أَرْكَيْتُ إِلَى فلانٍ اعْتَزَيْتُ إِلَيْهِ، وَأنْشد: إِلَى أَيِّمَا الْحَيّينِ تُرْكَوْا فَأنتُمُ ثِفَالُ الرَّحَى مِنْ تَحْتها لَا يَرِيمُهَا

وأَمّا قَوْلُ الشَّاعِر: فَأَمْرَكَ إلاَّ تَرْكُهُ مُتَفَاقِمُ فَمَعْنَاه إلاَّ تُصْلِحُه. وَقَالَ اللَّيْث: الرَّكْوُ: أَنْ تَحْفِرَ حوضاً مستطيلاً وَهُوَ المَرْكُوُّ. والرَّكِيَّةُ: بِئرٌ تُحْفَرُ، فَإِذا قُلْتَ الرَّكِيّ فقد جَمَعْتَ، وَإِذا قَصَدْتَ إِلَى جمع الرَّكِيّةِ قلت: الرَّكَايَا. قَالَ وَيُقَال: أَرْكَى عَلَيْهِ كَذَا وكَذَا أَي ركَّهُ فِي عُنُقِه أَي جَعَلَه. والرَّكْوَةُ: شِبْهُ تَوْرٍ من أَدَمٍ، وجَمْعُها: الرِّكَاءُ. وَقَالَ: ابْن الأعرابيّ: رَكْوَةُ المرأَةِ: فَلْهَمُهَا، وجمعُها: الرُّكَى. وكر: قَالَ اللَّيْث: الوَكْرُ والوَكْرَةُ: موضعُ الطائرِ الَّذِي يبيضُ فِيهِ ويُفْرِخُ، وَهِي الْخُرُوقُ فِي الحيطانِ والشجرِ، وجمعُه: وكورٌ وأَوْكَارٌ. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : الوَكْرُ والوَكْنُ: الْمَكَان الَّذِي يَدْخُل فِيهِ الطَّائِر، وَقد وَكَنَ يَكِنُ وَكناً. قَالَ: وَوَكّرْتُ الإنَاءَ تَوْكِيراً إِذا ملأتَه. وَقَالَ الليثُ: تَوَكَّرَ الطائرُ إِذا مَلأ حَوصْلَتَه، وَكَذَلِكَ: وَكّرَ فلانٌ بَطْنَه. وروى أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: وَكَرْتُ السِّقَاءَ أكِرُه وَكْراً إِذا ملأتَه. وَقَالَ: وَقَالَ الأحْمَرُ: وَكَرْتُه، ووَرَكْتَه وَرْكاً. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: الوَكِيرَةُ: الطعامُ الَّذِي يُصنعُ عِنْد البِناءِ، يَبْنِيهِ الرّجُلُ فِي دَارِه، وَقد وكّرْتُ توكيراً. (سَلمَة عَن الْفراء) : الوَكِيرَةُ تَعْمَلُها المَرْأَةُ فِي الجِهَازِ، قَالَ: ورُبَّما سَمِعَتهم يَقولُونَ: التَّوْكِير فِي الدَّارِ. (أَبُو عبيد) : هُوَ يَعْدُو الوكَرَى أَي يُسْرِعُ. وَأنْشد غَيره لحُمَيْدِ بن ثَوْرٍ: إِذا المَحمَلُ الرِّبْعِيِّ عَارَضَ أُمَّه عَدَت وَكَرَى حَتَّى تَحِنَّ الفراقِدُ ورك: قَالَ اللَّيْث: الوَرِكَانِ: هما فَوْقَ الفخذْيْنِ، كالكتِفيْنِ فَوْقَ العَضُدَيْنِ. والتَوْرِيكُ: تَوْرِيكُ الرّجُل ذَنْبَه غَيرَ كأَنَّهُ يُلْزِمُه إيَّاه، وفلانٌ ورَّكَ على دابّتِهِ وتَورّكَ عَلَيْهَا إِذا وضع وَرْكُه فنزَلَ، بجزم الرَّاءِ. (الْأَصْمَعِي) : يُقَال مِنْهُ وَرَكْتُ أرِكُ، وَهَذِه نَعْلٌ مَوْرِكَةٌ، ومَوْرِكٌ إِذا كَانَت من الوَرِك. ووَرَّكْتُ الجَبَلَ تَوْرِيكاً إِذا جاوَزْتَه. (أَبُو عبيد عَنهُ) : وَفِي حَدِيث عُمَرَ أَنَّه كَانَ يَنْهَى أَنْ يُجْعَل فِي ورَاكٍ صَلِيبٌ، رواهُ شمر بإسْنَادٍ لَهُ، قَالَ شمرٌ قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الوِرَاكُ: رَقْمٌ يُعْلَى المَوْرِكَةَ، وَلها ذُؤَابةُ عُهُونٍ، وَقَالَ: المَوْرِكَةُ حَيْثُ يَتَوَرَّكُ الرَّاكِبُ على تِيكَ اليت كأَنَّها رِفَادَةٌ من

أَدَمٍ، يُقَال لَهَا: مَوْرِكة ومَوْرِك. وَجمع الوِرَاكِ: وُرُكٌ، وَأنْشد: إلاَّ القُتُودَ على الأكْوارِ والوُرُكِ قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الوِرَاكُ: ثَوبٌ يُحَفُّ بِهِ الرَّحْلُ. قَالَ: والميرَكَةُ: تكُونُ بَين يَدَي الرَّحْلِ يَضَعَ الرَّجُلُ رِجْلَه عَلَيْهَا إِذا أَعْيَا، وَهِي المَوْرِكةُ، وجَمْعُها: المَوَارِك، وَأنْشد: إِذا حَرَّدَ الأكْتَافَ مَوْرُ المَوَارِكِ قَالَ أَبُو زيد: الوِرَاكُ: الَّذِي يُلْبَسُ المَوْرِكَ. وَيُقَال: هِيَ خِرْقَةٌ مُزَيَّنَةٌ صَغِيرَة تُغَطِّي المَوْرِكَةَ، وَيُقَال: وَرَكَ الرّجُلُ على المَوْرِكَةِ. وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: مَا أَحْسَنَ رِكَتَهُ ووُرْكَهُ من التَّورُّكِ. وَيُقَال: وَرَكْتُ على السَّرْجِ والرَّحْلِ وَرْكاً وَوَرَّكْتُ تَوْرِيكاً. وثَنَى وَرْكَهُ فنَزَلَ بِجَزْمِ الرَّاءِ. وَقَالَ غيرُه: وَرَّكَ فلانٌ ذَنْبَهُ على غَيره توريكاً إِذا أضافَهُ إِلَيْهِ. وَقَالَ إبراهيمُ النَّخَعِيُّ فِي الرَّجُلِ يُسْتَخْلِفُ قَالَ: إنْ كَانَ مَظْلُوما فَوَرَّكَ إِلَى شيءٍ جَزَى عَنهُ التّوْرِيكُ، وَإِن كَانَ ظَالِما لم يَجْزِ عَنهُ التَّوْرِيكُ، وكأنَّ التَّوْرِيكَ، فِي اليَمِينِ نِيَّةٌ يَنْوِيها الخالفُ غير مَا نَوَاها مُسْتَحْلِفُه. وَرُوِيَ عَن مُجَاهِد أنَّه كَانَ لَا يرَى بَأْسا أَن يَتَورك الرَّجُلُ على رِجْلِه اليُمْنَى فِي الأرضِ المُسْتَحيلةِ فِي الصَّلَاة. وَقَالَ أَبُو عبيدٍ: التَّوَرُّكُ على اليُمنَى: وَضْعُ الوَرِكَ عَلَيْهَا. وَقَالَ فِي حَدِيث إبراهيمَ: (أنَّه كَانَ يَكْرَهُ التَّوَرُّكَ فِي الصَّلاةِ) أَي وضعَ الألْيَتَيْنِ أَو إحداهُمَا على الأرضِ. (قلت أَنا) : التَّوَرُّكُ فِي الصَّلاَةِ: ضربانِ، أحدُهُمَا سُنَّةٌ، والآخَرُ مكْرُوهٌ، فَأَما السُّنَّةُ فأَنْ يُنْحِّي المُصَلِّي رجْليهِ فِي التشَهُّدِ الْأَخير، ويلزقَ مَقْعَدَتَه بالأرْض كَمَا جَاءَ فِي الخَبَرِ. وَأما التّوَرُّكَ المكْرُوهُ فأنْ يضعَ المصلّي يدَيْهِ على وَرِكَيْهِ فِي الصلاةِ قَائِما أَو قَاعِدا. وَقَالَ أَبُو حَاتِم، يُقَال: ثَنَى وَرِكهُ فنَزَلَ، وَلَا يجوزُ وَرْكهُ فِي ذَا المَعْنى، إِنَّمَا هُوَ مصدرُ وَرَكَ وَرْكاً، ويسمَّى ذَلِك الموضعُ من الرَّحْلِ المَوْرِكةَ، لأنَّ الرَّاكبَ يَثْنِي عَلَيْهِ رِجْلَه ثَنْياً كأنّه يَتَرَبّعُ ويضعُ رجلا على رجْلٍ، وَأما الوَرِكُ نَفسها فَلَا تُثْنَى، وَفِي الوَرِكِ: لغاتٌ، وَرِكٌ ووَرْكٌ ووِرْكٌ. أرك: قَالَ اللَّيْث: الأرَاكُ: شجرٌ معروفٌ، وَهُوَ شجر السِّوَاكِ، والإبلُ الأوَارِكُ: الَّتِي اعَتَادَتْ أكلَ الأرَاكِ، والفعلُ: أرَكَتْ تَأْرُكُ أركاً، وإبلٌ أَوَارِكُ، وَقد أَرَكَتْ

أُرُوكاً إِذا لزِمَتْ مكانَها فَلم تَبْرَحْ. (الحرَّانيُّ عَن ابْن السكِّيت) : الإبلُ الأوَارِكُ: المقِيماتُ فِي الحَمْضِ. قَالَ: وَإِذا كَانَ البعيرُ يأكلُ الأرَاكَ، قيل: آرِكٌ. وَيُقَال: أَطْيَبُ الألْبَانِ: ألْبَانُ الأوَارِكِ. (أَبُو عبيد عَن الكسائيّ) : أرَكَ فلانٌ بِالْمَكَانِ يَأْرُكُ إِذا أقامَ بِهِ. قَالَ: وأَرِكَتِ الإبلُ أرَكاً إِذا اشْتَكَتْ من أَكلِ الأرَاكِ، وَهِي إبلٌ أَرَاكَى؛ وأرِكَةٌ، وَكَذَلِكَ: طَلاَحَى وطِلحةٌ وقَتَادة وقَتِدَةٌ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {فِى ظِلَالٍ عَلَى} (يس: 56) . قَالَ المفسِّرُونَ: الأرَائِكُ: السُّرُرُ فِي الحِجَالِ، واحدتُها: أرِيكةٌ. وروى أَبُو ترابٍ للأصمعي: هُوَ آرَضُهُمْ أَنْ يفعلَ ذَاكَ، وآركُهُمُ أَنْ يفعلَهُ أَي أخَلَقُهُمْ. قَالَ: وَلم يَبْلُغنِي ذَلِك عَن غَيره. (شمر عَن ابْن شُمَيْل) : الأرَاكُ: شجرةٌ طويلةٌ خضراءُ ناعمةٌ كثيرةُ الوَرَقِ والأغصانِ خوّارَةُ العُودِ، تنبُتُ بالغوْرِ، يُتّخذُ مِنْهَا المَسَاويكُ. (أَبُو عبيد عَن أبي زيد) : إِذا صَلَحَ الجرحُ وتماثلَ قيل: أَرَكَ يأْرُكُ أُرُوكاً. وَقَالَ شمرٌ: يأْرِكُ: لُغَة. ك ل (وَا يء) كول، كيل، كلي، كلأ، كلاّ، أكل، أَلَك، لكأ، وكل، لكَي، (لوك: مستعملة) . كول كيل: تَكَوَّلَ القومُ عَلَيْهِ تكَوُّلاً، وتثَوَّلُوا عَلَيْهِ تَثَوُّلاً إِذا اجْتَمعُوا عَلَيْهِ يَضْرِبونَه، فَلَا يُقْلِعُونَ عَن ضربِه وشَتْمه، وهم قاهرونَ لَهُ. وَقَالَ غَيره يُقَال: انكَالُوا عَلَيْهِ، وانْثَالُوا بِهَذَا الْمَعْنى. وَقَالَ اللَّيْث: الكَوْلاَنُ: نباتٌ ينْبُت فِي المَاء مثل البرْديّ يُشْبِهُ ورقهُ وساقهُ السعْدَ إِلَّا أَنَّه أغْلظُ وأعظمُ، وأصلُه مثل أَصْلِه، يُجْعلُ فِي الدَّواءِ. وَقَالَ أَبُو زيد: اكْوَألّ الرَّجُلُ، فَهُوَ مكْوِئلُّ إِذا قصُرَ، وَهُوَ الكَوَأْلَلُ. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : إِذا كَانَ فِيهِ قصرٌ وغلظٌ من شِدَّةٍ قيل: رجُلٌ كَوَأْللٌ، وكُلْكُلٌ، وكُلاكِلٌ. وَمن ذَوَاتِ اليَاءِ، قَالَ اللَّيْث: الكَيْلُ: كَيْلُ البُرِّ ونَحْوه، تَقول: كالَ يكِيلُ كيْلاً، وبُرٌّ مكِيلٌ، ويجوزُ فِي القياسِ: مكْيُولٌ، ولُغةُ بني أَسدٍ مكُولٌ ولغةٌ رَدِيَّةٌ: مُكَالٌ. (قلتُ) : أَمَّا مُكَالٌ فَمن لُغةِ المُولَّدِين وَأما مَكُولٌ فمنْ لغةٍ رَدِيَّةٍ، واللغةُ الفصيحةُ: مَكِيلٌ ثمَّ يَليهَا فِي الجودَةِ: مكْيُولٌ. وَقَالَ اللَّيْث: المِكْيَالُ: مَا يكالُ بِهِ،

حديداً كَانَ أَو خشباً، واكْتَلْتُ من فلانٍ، واكْتَلْتُ عَلَيْهِ. وَمِنْه قَول الله: {الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ} (المطففين: 2) ، أَي: اكْتَالُوا مِنْهُم لأنفُسِهمْ، وكِلْتُ فلَانا طَعَاما، أَي: كِلْتُ لَهُ. قَالَ الله: {يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} (المطففين: 3) أَي كَالُوا لهمْ. ورُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنَّه قَالَ: المِكْيَالُ: مكيالُ أَهْلِ المدينةِ، وَالْمِيزَان: ميزانُ أهل مكةَ. قَالَ أَبُو عبيد يُقَال: إنَّ هَذَا الحديثَ أصْلٌ لكلِّ شيءٍ من الكيْلِ والوَزْنِ، إنَّمَا يَأْتَمُّ الناسُ فيهمَا بِأَهْل مَكَّة، وَأهل المدينةِ، وَإِن تغيَّر ذَلِك فِي سَائِر الأمصارِ، ألاَ ترَى أَن أصلَ التَّمْر بِالْمَدِينَةِ: كَيْلٌ، وَهُوَ يُوزنُ فِي كثيرٍ من الأمصارِ، وأنَّ السمنَ عِنْدهم: وَزْنٌ، وَهُوَ كَيْلٌ فِي كثيرٍ من الأمصارِ، وَالَّذِي يعرفُ بِهِ أصْلُ الكَيْلِ والوزنِ أنَّ كلَّ مَا لَزِمَهُ اسمُ المَخْتُومِ والقَفِيز، والمكُّوك، والمُدِّ، والصَّاعِ فَهُوَ كَيْلٌ وكلّ مَا لَزِمَهُ اسمُ الأرْطَالِ، والأوَاقيّ والأمْنَاءِ فَهُوَ وَزْنٌ. (قلت) : فالتَّمْرُ أَصْلُه الْكَيْل، فَلَا يجوزُ أَن يباعَ مِنْهُ رطلٌ برطل، وَلَا وزنٌ بوزنٍ، لأنَّه إِذا رُدَّ بعد الوزنِ أَن الكَيْلِ تفَاضَل وإنَّمَا يُباعُ كَيْلا بكَيْلٍ سَوَاء بسواءٍ، وَكَذَلِكَ مَا كَانَ أصلُه مَوْزُونا فإنَّه لَا يجوزُ أَن يباعَ مِنْهُ كَيْلٌ بكَيْلٍ، لأنَّه إِذا رُدَّ إِلَى الوزنِ لم يُؤْمَنْ فِيهِ التفاضلُ، وَإِنَّمَا احْتِيجَ إِلَى هَذَا الحَدِيث لهَذَا الْمَعْنى، وَلِئَلَّا يتهافت النّاسُ فِي الرِّبَا المنهيّ عَنهُ. وَفِي حَدِيث آخرَ: أَن رجُلاً أَتَى النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يقاتلُ العَدُوَّ، فَسَأَلَهُ سَيْفا يقاتلُ بِهِ، فَقَالَ لَهُ: فلَعَلّكَ إنْ أعْطَيْتُك أَن تقومَ بِهِ فِي الكَيُّولِ، فَقَالَ: لَا، فأَعطاهُ سَيْفا فجعلَ يقاتِلُ بِهِ وَهُوَ يَقُول: إنّي امرؤٌ عاهَدَنِي خَلِيلِي أَنْ لَا أَقُومَ الدّهرَ فِي الكَيُّولِ أضْرِبْ بِسَيْفِ الله والرَّسُولِ فَلم يزلْ يقاتلُ بِهِ حَتَّى قُتِلَ. قَالَ أَبُو عبيد: قولُه فِي الكَيُّولِ: هُوَ مُؤَخَّرُ الصفوفِ، وَلم أسمَعْ هَذَا الحرفَ إِلَّا فِي الحَدِيث. (قلت) : والكَيُّولُ فِي كَلَام الْعَرَب: فيْعُولٌ من كَالَ الزّنْدُ يكِيلُ كَيْلاً إِذا كبا وَلم يُخْرِجْ نَارا فشُبّهِ مُؤَخَّرُ صُفُوف الحربِ بِهِ، لِأَن مَنْ كَانَ فِيهِ لَا يكَادُ يقاتلُ. وَقَالَ اللَّيْث: الفَرَسُ يكَايِلُ الفَرَسَ فِي الجري إِذا عارضَه وبَارَاه، كأَنَّهُ يكِيلُ لَهُ من جَرْيهِ مثل مَا يكِيلُ لَهُ الآخَرُ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: المُكايلَةُ: أَنْ يتَشَاتمَ رَجُلاَن فَيُربِي أحدُهَما على الآخرِ.

قَالَ: والمُوَاكلَةُ: أَنْ يُهدِيَ المُدَانُ لِلْمُدينِ ليُؤخّرَ قضاءَهُ. وَقَالَ غيرُه: كِلْتُ فلَانا بفُلاَنٍ أَي: قستُه بِهِ، وَإِذا أَرَدْتَ عِلْمَ رَجُلٍ فكِلْهُ بِغَيْرِهِ؛ وكلِ الفَرَسَ بغيرِه أَي قسهُ بِهِ فِي الجري. وَقَالَ الأخطل: فَقَدَ كِلْتُمُوني بالسَّوَابِقِ قَبَلَها فَبَرَّزتُ مِنْهَا ثَانِياً من عَنَانيَا أَي سبقتها وبعضُ عناني مكفوف، وَقَالَ آخر فجعلَ الكَيلَ وزنا: قارُورَةٌ ذاتُ مِسكٍ عندَ ذِي لَطَفٍ من الدّنانِيرِ كالُوها بمثقَالِ قَالَ يُقَال: كل هَذَا الدِّرْهَم أَي زِنْهُ، وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي هَذَا الْبَيْت. وَفِي (نوادِرِ الأعرابِ) : الأكَاوِلُ: نشُوزٌ من الأرضِ أشباهُ الجِبالِ، واحدُها: أكْوَل. كلي: قَالَ اللَّيْث: الكُلْيَةُ للإنسانِ وكل حيوَان، وهما لَحْمتَانِ مُنتَبِرَتانِ حَمْرَاوَانَ لازقتَانِ بعَظْم الصُّلْبِ عِنْد الخاصِرَتينِ فِي كُظْرين من الشَّحمِ، وهما منبتُ بيتِ الزّرْع، هَكَذَا يُسمَّيَانِ فِي كتبِ الطِّبِّ، يرادُ بِهِ زَرْعُ الولَدِ. وكُلْيَةُ المزَادةِ: رقعةٌ مستديرةٌ تُخْرزُ تَحت العُرْوَةِ على أديمِ المزَادةِ، وَجَمعهَا: الكُلَى، وَأنْشد: كأنَّهُ منْ كُلَى مَفْرِيَّةٍ سَرَبُ وَقَالَ اللَّيْث: الكُلْوَةُ: لغةٌ فِي الكلْيَةِ، لأهل اليمنِ. وَقَالَ ابنُ السّكيت: يُقَال: كلَيْتُ فلَانا فَهُوَ مكلْيٌّ إِذا أَصبْتَ كُلْيَتُه. قَالَ حُمَيْدٌ الأرْقَطُ: مِنْ عَلَقِ المكْلِيِّ والمَوْتُونِ وَإِذا أُصيبَ كِبدُه فَهُوَ مكْبُودٌ. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أبي الهيثمِ أَنه قَالَ: العربُ إِذا أَضافَتْ (كُلاَّ) إِلَى اثْنَيْنِ ليَّنَتْ لامَهَا، وجعلَتْ مَعهَا ألف التَّثنيةِ، ثمَّ سوتْ بَينهَا فِي الرفعِ والنصبِ والخفضِ فَجعلت إعرابها بِالْألف، وأضافتَها إِلَى اثْنَيْنِ، وأَخْبرَتْ عَن واحدٍ، فَقَالَت: كِلاَ أخَوَيْكَ كَانَ قَائِما، وَلم يَقُولُوا: كانَا قائِميْنِ، وكلا عمَّيْكَ كَانَ فَقِيهاً، وكلْتَا المَرْأتين كَانَت جميلَة، لَا يَقُولُونَ: كانَتَا جَمِيلَتَيْنِ. قَالَ الله جلّ وَعز: {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا} (الْكَهْف: 33) وَلم يقل: آتتا. وَتقول: مَرَرْت بِكلاَ الرَّجُلين، وَجَاءَنِي كِلاَ الرَّجُلَين، فيسْتَوِي فِي كلا إِذا أضفتها إِلَى ظاهرَيْنِ الرفعُ، والنصبُ، والخفضُ، فَإِذا كنَوْا عَن مَخْفوضِها أجرَوها بِمَا يُصيبُها من الْإِعْرَاب. فَقَالُوا: أَخَوَاكَ مررتُ بكلَيْهِما، فجُعلوا نَصْبَها وخفضها بِالْيَاءِ.

وَقَالُوا: أَخَوَايَ جاءاني كلاهُمَا جعلُوا رفعَ الْإِثْنَيْنِ بِالْألف. وَقَالَ الْأَعْشَى فِي مَوضِع الرَّفعِ: كِلاَ أَبَوَيكُمْ كانَ فَرْعاً دِعَامةً يريدُ كل واحدٍ مِنْهُمَا كَانَ فرعا، وَكَذَلِكَ قَالَ لبيد: فَعَدَتْ كِلاَ الفَرْجَينِ تَحْسَبُ أَنَّه مَوْلَى المخافةِ خَلْفُها وأَمامُها عَدَتْ يَعْنِي بقرة وحشيةً، وكلاَ الفَرْجين أَرَادَ كِلاَ فرجَيْها، فأقامَ الألفَ وَاللَّام مُقام الكِنايَة. ثمَّ قَالَ: تحسب يَعْنِي الْبَقَرَة، أَنه وَلم يقل: أَنَّهُما مَوْلى المخافة أَي وليُّ مخافتِها، ثمَّ ترجمَ عَن قَوْله كِلاَ الفَرْجينِ فَقَالَ: خلفُها وأمامُها. وَكَذَلِكَ تقولُ: كِلاَ الرَّجُلين قائمٌ، وكلتا المرأتينِ قائمةٌ. وَأنْشد: كِلاَ الرَّجُلَيْنِ أَفّاكٌ أثِيمُ وَقد مر تفسيرُ (كلّ) فِي بَاب المضاعف، فكرهتُ إِعَادَته. كلأ: قَالَ الله جلَّ وعزَّ: {قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِالَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَانِ} (الْأَنْبِيَاء: 42) . قَالَ الْفراء: هِيَ مَهْمُوزَة، وَلَو تَركْتَ هَمْز مثله فِي غير الْقُرْآن لقلتَ يَكْلُوكم بواوٍ سَاكِنة، ويكلاَكُم بِأَلف سَاكِنة، مثل يَخْشَاكُمْ، فَمن جعلهَا واواً سَاكِنة، وَقَالَ: كلاَتُ بِأَلف يتْرك النَّبرَة مِنْهَا، وَمن قَالَ: يَكَلاكُم قَالَ: كلَيْتُ مثل قَضَيْت، وَهِي من لُغَة قُرَيْش، وكلٌّ حسنٌ، إِلَّا أنَّهم يقولونَ فِي الْوَجْهَيْنِ: مكْلُوَّة ومكْلُوٌّ أكْثرَ مِمَّا يقولُونَ: مكْليٌّ. وَلَو قيل: مكْليٌّ فِي الَّذين يقولُون: كلَيْتُ كَانَ صَوَابا. قَالَ: وسمعتُ بعض الْعَرَب ينشد: مَا خَاصم الأقوامَ من ذِي خصومَةٍ كَوَرْهَاءَ مَشْنِيَ إِلَيْهَا حَليلُها فَبَنَى على شَنَيْت بتركِ النَّبْرةِ. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: كَلأكَ اللَّهُ كَلاءَةً أَي حفظِكَ وحَرَسكَ، وَالْمَفْعُول بِهِ: مكلوءٌ، وَأنْشد: إنَّ سُلَيمَى، وَالله يكْلَؤُها ضَنَّتْ بزادٍ مَا كَانَ يَرَزَؤُها ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أنَّه نهَى عَن الكالِىء بالكالىء) . قَالَ أَبُو عبيدةَ: هُوَ النّسيئةُ بالنّسيئةِ. وَيُقَال: تكلأَّتُ كلاءةً إِذا استَنْسأتَ نَسِيئَة، والنَّسِيئةُ: التّأخيرُ. قَالَ أَبُو عبيدٍ: وتفسيرُه أَن يسلم الرَّجُلُ إِلَى الرجل مِئةَ درهمٍ إِلَى سنةٍ فِي كُرِّ طعامٍ، فَإِذا انقضتِ السنةُ وحلَّ الطعامُ عَلَيْهِ، قَالَ الَّذِي عَلَيْهِ الطعامُ للدّافع: ليسَ

عِنْدِي طعامٌ وَلَكِن بِعْني هَذَا الكُرَّ بمئتي دِرْهَم إِلَى شهرٍ، فَهَذِهِ نَسيئةٌ انْتَقَلت إِلَى نَسِيئَة، وكلُّ مَا أشبهَ هَذَا هَكَذَا، وَلَو قبضَ الطعامَ مِنْهُ ثمَّ بَاعه مِنْهُ أَو من غَيره بنسيئة لم يكن كالِئاً بكالىء. وَقَالَ أَبُو زيد: كلَّأْتُ فِي الطعامِ تكلِيئاً، وأكلأْتُ فِيهِ إكلاءً إِذا سلَّفْتَ فِيهِ، وَمَا أعطيتَ فِي الطَّعَام من الدَّرَاهِم، نَسِيئَة، فَهِيَ الكُلأةُ. قَالَ وَيُقَال: كلأَ القومُ سفِينتَهُم تكليئاً إِذا مَا حبسوها. ويقالُ: بَلَغَ الله بكَ أَكْلأ العُمُرِ، يَعْنِي آخِرَه وأَبْعدَه. وَقَالَ غيرُه: الكَلاَّء والمُكَلَّأُ، والأوَّلُ ممْدُودٌ، وَالثَّانِي مَهْمُوز مَقْصورٌ: مكانٌ يُرْفأُ فِيهِ السُّفُنُ، وَهُوَ ساحلُ كلِّ نَهْرٍ، وَجَاء فِي بعض الأخْبَارِ (مَن عَرَّضَ عرَّضْنَا لَهُ. ومَنْ مشَى على الكَلاَّءِ ألْقَيْناهُ فِي البَحْرِ) ومَعْنَاهُ أنَّ مَنْ عرَّض بالقَذْفِ، وَلم يُصَرّحُ عُرِّضَ لَهُ بضرْبٍ خَفِيف تأْديباً، وَلم يُضْرَبِ الحدَّ كَامِلا، ومَنْ صَرَّحَ بالقَذْفِ ألقيناه فِي نَهَرِ الحَدِّ فحدَدْنَاهُ، وَذَلِكَ أَنَّ الكَلاَّءَ: مَرْفأُ السُّفُنِ عِنْد السّاحِلِ فِي الماءِ، ويُثَنَّى الكَلاَّءُ فيقالُ: كَلاّءانِ، ويُجْمَعُ فَيُقَال: كَلاّءونَ. وَقَالَ أَبُو النَّجْم: , تَرَى بكَلاَّوَيْهِ مِنْهُ عَسْكَرَا قَوْماً يدُقُّون الصَّفَا المكَسَّرَا وصَفَ الهَنِىءَ والمَرِىءَ، وهما نهرانِ حفرهُما هِشَام بن عبد الْملك يَقُول: ترى بكَلاَّوَيْ هَذَا النهْرِ من الحَفرَةِ قَوْماً يَحْفِرُون ويدُقونَ حِجَارةً موضعَ الحَفْرِ مِنْهُ ويُكَسّرُونَه. وَقَالَ أَبُو زيد: اكْتَلأتُ مِنَ الرَّجُلِ اكْتِلاَءً إِذا مَا احْتَرَسْتَ مِنْهُ. وَيُقَال اكتلأَتْ عَيْنِي اكتِلاءً إِذا حَذِرَتْ أَمْراً فَسَهِرَتْ لَهُ وَلم تَنَمْ. وقَالَ غيرُه: كَلأتُه مِئةَ سَوْطٍ كَلأً إِذا ضَرَبْتَه. ويُقَالُ: كَلأتُ إِلَيْهِ تكْلِيئاً أَي تَقَدَّمْتُ إِلَيْهِ. وأنْشد الْفراء فِي لُغَة مَنْ لَا يَهْمِزُ: فَمَنْ يُحْسِنْ إليْهِمْ لَا يُكلِّي إِلَى جازٍ بذَاكَ وَلَا شَكُورِ وَقَالَ أَبُو وَجْزَةَ: فإنْ تبدَّلْتَ أَو كلَّأتَ فِي رجُلٍ فَلَا يغُرَّنْكَ ذُو ألْفَينِ مغمورُ قَالُوا أرادَ بذِي ألْفَينِ: من لَهُ ألْفان من المالِ. أخبرنَي المُنْذِريُّ عَن الحَرَّانِيِّ عَن ابْن السّكيت أَنّه قَالَ: الكَلاّءُ: مُجْتَمَعُ السُّفُنِ، وَمن هَذَا سُمِّي كلاءُ البَصْرَةِ كلاّءً لاجْتِماع سُفُنِه.

قَالَ: والتَّكْلِئةٌ: التَّقَدُّمُ إِلَى المكانِ، والوقوفُ بِهِ، وَمن هَذَا يُقَال كلّأتُ إِلَى فلانٍ فِي الأمْرِ أَي تقدّمْتُ إِلَيْهِ. وَيُقَال: كلّأتُ فِي أَمْرِكَ تكلِيئاً أَي تأمَّلْتُ ونَظَرْتُ فِيهِ، وكلّأتُ فِي فلانٍ أَي نَظَرْتُ إِلَيْهِ متأمِّلاً فأعْجَبَنِي. وَيُقَال: عَينٌ كَلُوءٌ إِذا كَانَت ساهرةً، ورجُلٌ كَلُوءُ العَينِ، وَقَالَ الأخطل: ومَهْمَهٍ مُقْفِرِ تُخْشَى غَوَائِلُه قطعْتُهُ بكلُوءِ العَيْنِ مِسْفَارِ والكَلأُ مَهْمُوزٌ: مَا يُرْعَى، وأَرضٌ مُكْلِئَةٌ، وَقد أَكْلأت إكْلاءً. (أَبُو عبيد عَن أبي عُبيدةَ) : كَلأَتِ النَّاقَةُ وأَكْلأَت إذَا أَكَلَتِ الْكلأ. وَقَالَ أَبُو نَصرٍ: كَلَّى فلانٌ يُكَلِّي تَكلِيَةً، وَهُوَ أَن يَأْتِيَ مَكَانا فِيهِ مُستَتَرٌ، جَاءَ بِهِ غيرَ مهموزٍ. وَقَالَ اللَّيْث: الكَلأُ: العشْبُ رطَبُه ويَبْسُهُ، قَالَ: وأَرْضٌ مُكْلِئةٌ ومِكْلاءٌ: كثِيرَةُ الْكلأ، والكَلأُ: اسْمٌ لجماعةٍ لَا يُفْرَدُ. (قلت) : الْكلأ: اسْمٌ واحدٌ يدخُلُ فِيهِ النَّصِيُّ والصِّلِّيان، والحَلَمةُ والشِّيحُ والعَرْفجُ، وضُرُوبُ العُرَا كلُّها دَاخِلةٌ فِي الْكلأ، وَكَذَلِكَ: العُشْبُ والبَقْلُ، وكُلُّ مَا يرعاهُ المَال. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: كلأتُ الرَّجُلَ كلْأً، وسَلأْتُه سَلأً بالسّوطِ. وَقَالَ النَّضْرُ: أرضٌ مُكْلِئةٌ وَهِي الَّتِي قد شبعَ إبلُهَا، وَمَا لم تَشْبَعِ الإبلُ لم يَعُدُّوهُ إعْشَاباً وَلَا إكْلاءً وإنْ شَبِعَتِ الغَنَمُ، والمُكِلئةُ والكَلِئةُ: واحدٌ. قَالَ: والكَلأُ: البَقْلُ والشجرُ. (تَفْسِير كلاَّ) (كلاَّ) : سَلمَة عَن الْفراء. قَالَ: قَالَ الْكسَائي: (لَا) تَنْفِي حَسْبُ و (كَلاَّ) تَنْفِي شَيْئا وتُوجِبُ غَيْرَه، من ذَلِك قَوْلك لرَجُلٍ قَالَ لَك: أَكلْتَ شَيْئاً فقلتَ أَنْتَ: لَا، وَيَقُول الآخَرُ: أكَلْتُ تَمْراً، فَتَقول أَنْتَ: كلاَّ، أَرَدْتَ أَنَّكَ أكَلْتَ عَسَلاً لَا تَمْراً، قَالَ: وتَأْتِي كلاَّ بمعنَى قَوْلهم: حَقّاً. ورواهُ أَبُو عُمَرَ عَن ثَعْلَب عَن سَلمَة. وَقَالَ ابْن الأنْبَارِيِّ فِي تَفْسِير كلاَّ: هِيَ عِنْد الْفراء تكونُ صِلَةً لَا يُوقَفُ عَلَيْهَا، وتكونُ حرْفَ ردَ بمنْزِلة نَعَمْ وَلَا فِي الاكتِفَاءِ، فَإِذا جَعلتهَا صِلَةً لِمَا بعدَها لم تَقِفْ عَلَيْهَا، كَقَوْلِك: كلاَّ وربِّ الكعبةِ، لَا تَقَفُ على كلاَّ لأنَّها بِمَنْزِلَة إِي وَالله، قَالَ الله جلَّ وعزَّ: {لِلْبَشَرِ كَلاَّ وَالْقَمَرِ} (المدثر: 22) الوَقْفُ على كلا قبيحٌ، لِأَنَّهَا صِلةٌ لليَمِينِ. قَالَ: وَقَالَ الْأَخْفَش: معنى كلاَّ: الرَّدْعُ والزّجْرُ. (قلت) : وَهُوَ مَذْهَب الْخَلِيل، وَإِلَيْهِ ذهب الزّجاجُ فِي جَمِيع القُرْآنِ.

وَقَالَ ابْن الأنْبَاريِّ: قَالَ المفسِّرُونَ: معنى كلاَّ: حقّاً. قَالَ: وَقَالَ أَبُو حَاتِم: جَاءَت كلاَّ فِي القرآنِ على وجهَيْن، فَهِيَ فِي موضعٍ بِمَعْنى لَا، وَهُوَ رَدٌّ للأوَّلِ كَمَا قَالَ العجاج: قَدْ طَلَبَتْ شَيْبانُ أَنْ يُصَاكِمُوا كَلاّ ولمَّا تَصْطَفِقْ مَآتِمُ قَالَ: وتَجيءُ كلا بِمَعْنى أَلاَ الَّتِي للتّنْبِيه كَقَوْلِه: {أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ} (هود: 5) وَهِي زائدةٌ، لَوْ لمْ تَأْتِ كَانَ الكلامُ تامّاً مفهوماً، قَالَ وَمِنْه المَثَلُ: (كلاَّ زَعمْتَ العِيَرُ لَا تُقَاتَل) وَقَالَ الْأَعْشَى: كلا زَعمْتُمْ بِأنَّا لَا نُقَاتِلُكُمْ إنَّا لأمْثَالِكُمْ يَا قَوْمَنَا قُتُلُ قَالَ أَبُو بكر: وَهَذَا غلطٌ، معنى كلاَّ فِي المَثَلِ والبَيْتِ: لَا، لَيْسَ الأمْرُ على مَا يقولونَ، قَالَ: وَسمعت أَبَا الْعَبَّاس، يَقُول: لَا يُوقَفُ على كلاَّ فِي جَمِيع القُرَآن، لِأَنَّهَا جوابٌ، والفائدة تَقَعُ فِيمَا بَعْدَهَا، قَالَ: واحْتَجَّ السِّجِسْتَانيُّ فِي أَنّ كلاَّ بِمَعْنى ألاَ بقوله جلَّ وعزَّ: {يَعْلَمْ كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى} (العلق: 6) قَالَ: فمعناهُ: ألاَ، قَالَ أَبُو بكر: ويجوزُ أنْ يكون بِمَعْنى حقّاً إنّ الْإِنْسَان ليطْغى، ويجوزُ أنْ يكونَ رَدّاً كَأَنَّهُ قَالَ: لَا، لَيْسَ الأمْرُ على مَا تظُنُّونَ. وروى ابْن شُمَيْل عَن الْخَلِيل أَنه قَالَ: كلُّ شَيْء فِي الْقُرْآن كلاّ: رَدٌّ يَرُدُّ شَيْئا، ويُثْبِتُ آخر. قَالَ أَبُو زيد: وسمعتُ العربَ تَقول: كلاَّكَ وَالله، وبلاك وَالله بِمَعْنى كلاَّ وَالله، وبَلَى وَالله. (قلت) : وَالْكَاف لَا مَوضِع لَهَا. أكل: (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : أكلْتُ أُكْلَةً أَي لُقْمَةً، وأكلْتُ أَكْلَةً إِذا أكلَ حَتَّى يَشْبَعَ، وَإنَّهُ لذُو أُكلة للنَّاس وإكلةٍ إِذا كَانَ ذَا غِيبة يَغْتَابُهُمْ. وَفِي أَسْنَانِه أَكَلٌ أَي أَنّها مُؤْتكِلةٌ. وإنّه لعظيمُ الأكْلِ فِي الدُّنْيَا أَي عَظِيم الرزْقِ، وَمِنْه قيل للمَيِّتِ: انقطعَ أُكْلُهُ. ورجُلٌ ذُو أُكْلٍ إِذا كَانَ ذَا رأْيٍ وعَقْلٍ. وتَوْبٌ ذُو أُكْلٍ إِذا كَانَ صفِيقاً، قَوِيّاً. وَقَالَ أعرابيٌّ: أُريدُ ثَوْباً لَهُ أكْلٌ أَي نفْسٌ وقُوَّةٌ. (الْأَصْمَعِي وَالْكسَائِيّ) : وجَدْتُ فِي جَسَدِي أُكَالاً أَي حِكّةً. وَقَالَ غيرُه: أكَلَتِ النَّارُ الحَطَبَ، وآكَلْتُها إيّاه أَي أَطْعَمْتُها، وَكَذَلِكَ: كلُّ شَيْء أَطْعَمْتَه شَيْئا. وَيُقَال: آكَلْتُ الرَّجُلَ، وواكلتُه فَهُوَ أكِيلِي، والهمزةُ فِي آكَلْتُ: أكْثَرُ وأَجْوَدُ. قَالَ: وواكَلَتِ الدابَّةُ وِكَالاً إِذا أساءتِ

السَّيْرَ، وَمَا ذُقْتُ أَكَالاً أَي مَا يُؤْكلُ. وَيُقَال: أَكِلَتِ الناقةُ تأكَلُ أكَلاً إِذا نَبَتَ وَبَرُ جَنِينِهَا فِي بَطْنِها فوجَدَتْ لذَلِك حِكَّةً وأَذىً. وسمعتُ بعضَ العَرَبِ يَقُول: جِلْدِي يأْكُلُنِي إِذا وَجَدَ حِكَّةً، وَلَا يقُولُ: جِلْدِي يَحُكُّنِي. وَقَالَ أَبُو نصرٍ فِي قَول الأعْشَى: أَبَا ثُبَيْتٍ أَمَا تَنْفَكُّ تَأْتَكِلُ قَالَ: مَعْنَاهُ أَمَا تَرَاكَ تَأْكُلُ لحُومنَا وتَغْتَابُنَا، وَهُوَ تَفْتَعِلُ من الأكْلِ. ورَجلٌ أَكُولٌ أَي كثيرُ الأكْلِ. وفلانٌ أَكِيلِي، وَهُوَ الَّذِي يأْكُلُ مَعَكَ. وَيُقَال لما أُكِلَ: مأْكولٌ وأَكِيلٌ. وتَأَكَّلَ السّيفُ تأكُّلاً إِذا مَا تَوَهَّجَ من الحِدَّةِ. وَقَالَ أوسُ بن حجرٍ: وأبْيَضَ صُوليّاً كأَنَّ غِرَارَهْ تَلألُؤُ بَرْقٍ فِي حَبِيَ تأكَّلا وَفِي حَدِيث عمر أَنه قَالَ: (لَيَضْرِبَنَّ أحَدُكم أخاهُ بمِثْلِ آكِلَةِ اللّحْمِ ثمَّ يَرَى أَنَّي لَا أُقِيدُه، وَالله لأُقِيدَنَّهُ مِنْهُ) . قَالَ أَبُو عبيد، قَالَ الْحجَّاج: أَرَادَ بِآكِلَةِ اللّحْمِ عَصاً مُحَدَّدةً. قَالَ: وَقَالَ الأمَوِيُّ: الأصلُ فِي هَذَا أَنَّهَا السِّكِّينُ، وَإِنَّمَا شُبِّهَتِ الْعَصَا المحدَّدة بهَا. وَقَالَ شمر: قِيلَ فِي آكِلَةِ اللّحم: إِنَّهَا السِّيَاطُ، شَبَّهَهَا بالنَّار لأنَّ آثارَها كآثارِها. وَيُقَال: أكلَتْهُ العَقْرَبُ، وأكلَ فلانٌ عُمْرهُ إِذا أَفْنَاهُ، والنّارُ تأكلُ الحَطَبَ. وَفِي حديثٍ آخرَ لعمرَ أَنه قَالَ لِسَاعٍ بَعَثَهُ مُصَدِّقاً: (دَعِ الرُّبَّى والمَاخِضَ والأَكُولَةَ) . قَالَ أَبُو عبيد: الأكُولَةُ الَّتِي تُسَمَّنُ للأكْلِ. وَقَالَ شمر: قَالَ غَيره: أَكُولَةُ غَنَمِ الرَّجُلِ: الْخَصِيُّ والهَرِمَةُ والعَاقِرُ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: أكُولَةُ الحيِّ: الَّتِي يَجْلُبُونَ لِلْبَيْع يَأْكُلُون ثَمَنها: التَّيْسُ والجَزْرَةُ، والكَبْشُ العظيمُ الَّتِي لَيست بِقُنْوَةٍ، والْهَرِمَةُ والشارِفُ الَّتِي لَيست من جَوَارِح المَالِ. قَالَ: وَقد تكُونُ أكُولَةُ الحَيِّ أَكِيلَةً، فِيمَا زعم يُونُس فَيُقَال: هَلْ فِي غَنَمِكَ أكُولةٌ؟ فَيُقَال: لَا إِلاَّ شَاةٌ واحدةٌ. يقالُ هَذَا من الأكُولة، وَلَا يُقَال للواحدة هَذِه أكولة. وَيُقَال: مَا عِنْدَهُ مِئَةُ أكَائِلَ، وعندَه مِئَةُ أكولة. وَقَالَ الفرّاء: هِيَ أكولةُ الرّاعِي، وأكِيلةُ السَّبُعِ. قَالَ: وأَكِيلَةُ السَّبُعِ: الَّتِي يأكلُ مِنْهَا، وتُسْتَنْقَذُ مِنْهُ.

وَقَالَ أَبُو زيد: هِيَ أَكِيلَةُ الذِّئْبِ، وَهِي فَرِيستُه. قَالَ: والأكُولةُ من الغَنَم خَاصَّة وَهِي الواحدةُ إِلَى مَا بَلَغَتْ وَهِي القَواصِي، وَهِي العاقرُ، والهَرِمُ والْخَصِيُّ من الذِّكَارَةِ، صغَاراً أَو كِبَاراً، وجمعُها: الأكَائِلُ. (اللحياني) : إِنَّهُ لَيَجِدُ أَكِلَةً، عَلَى فَعِلَةٍ، وأَكْلَةً، وأُكَالاً أَي حِكَّةً. قَالَ: وَيُقَال: كَثُرَتِ الآكِلَةُ فِي أرضِ بني فلانٍ، أَي كثُرَ مَن يَرْعَى، وناقةٌ أكِلةٌ على فَعِلَةٍ إِذا وَجَدَتْ أَلَماً فِي بطْنِهَا من نَبَاتِ وَبَرِ جَنِينِها. والإكْلَةُ: الحالُ الَّتِي يأكلُ عَلَيْهَا مُتَّكئاً أَو قاعِداً. والتأكُّلُ: شِدَّةُ بَرِيقِ الكُحْلِ إِذا كُسِرَ، والفِضَّةِ أَو الصَّبرِ. وَيُقَال: فلانةُ أكِيلَتي للمرأةِ الَّتِي تُؤَاكِلُكَ. وإنَّهُ لَعَظِيمُ الأكْلِ من الدُّنْيَا أَيْ عظيمُ الرِّزْقِ. والأكْلُ: الطُّعْمَةُ: يُقَال: جَعَلْتُه لَهُ أُكْلاً أَي طُعْمَةً. وَيُقَال: مَا هُمْ إِلَّا أَكَلَةُ رَأْسٍ أَي قليلٌ، قَدْرُ مَا يُشْبِعُهم رَأْسٌ. والأكولةُ: الشَّاةُ تُنْصَبُ للأسَد أَو الذِّئْب أَو الضّبُع يُصَادُ بهَا. وَأما الَّتِي يَفْرِسُها الأسدُ فَهِيَ أَكِيلةٌ. وَيُقَال: أكَّلْتَنِي مَا لمْ آكُلْ، وآكلْتَنِي مَا لمْ آكُلْ. وَيُقَال: أَلَيْسَ قَبِيحاً أَنْ تُؤَكِّلَنِي مَا لمْ آكُلْ؟ وَيُقَال: قد أَكَّلَ فلانٌ غَنمِي وشَرَّبَها. ويقالُ: ظَلّ مالِي يُؤَكَّلُ ويُشَرَّبُ. ورَجُلٌ أُكَلَةٌ: كثيرُ الْأكل. وَيُقَال: أُكُلُ بُسْتَانِكَ دائمٌ، وأُكُلْهُ: ثَمَرُه. وَيُقَال: شاةٌ مَأْكلَةٌ، ومَأكُلَةٌ. والمِئْكَلَةُ: ضَرْبٌ من البِرَامِ، وضَرْبٌ من الأقْدَاحِ، وكلُّ مَا أُكِلَ فِيهِ فَهُوَ المِئكَلَة، والجميعُ: المآكِلُ. أَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ: وَقَالَ بعضُهم: الْحَمد لله الَّذِي أَغنانا بالرِّسْلِ عَن الْمَأكَلَةِ. قَالَ: وَهِي المِيرَةُ، وَإِنَّمَا يَمْتَارُونَ فِي الجَدْبِ. وَقَالَ الليثُ: الآكالُ: جماعةُ الآكِلِ. والأكْلُ: مَا جَعَلَهُ الملُوكُ مأكَلَةً، والأكْلُ: الرِّعْيُ أَيْضا. قَالَ: وأَكُولَةُ الرّاعي الَّتِي يُكْرَهُ للمُصَدِّقِ أَنْ يأخذَها، هِيَ الَّتِي يُسَمِّنُها الرّاعِي. والْمَأكلَةُ: مَا جُعِلَ للْإنْسَان لَا يحاسَبُ عَلَيْهِ. قَالَ: والنارُ إِذا اشتَدّ التِهابُها كأَنَّها تأكلُ

بعضَها. يُقَال: ائْتَكَلَتِ النَّارُ، والرَّجُلُ إِذا اشْتَدَّ غضبُهُ يأتَكِلُ، واحتَجَّ بقول الأعْشَى. والرجُلُ يَسْتَأكِلُ قوما أَي يأكلُ أَمْوالهم من الإسْنَاتِ. والْمُؤْكِلُ: الْمُطْعِمُ، وَفِي الحَدِيث: (لُعِنَ آكِلُ الرِّبَا ومُؤْكِلُهُ) . والآكالُ: مَآكِلُ المُلوكِ. (أَبُو سَعِيدٍ) : رجُلٌ مُوكَلٌ أَي مرزوقٌ، وأنشدَ: مُنْهَرِتِ الأشْدَاقِ عَضْبٍ مُؤْكَلِ فِي الآهِلِينَ واخْتِرَامِ السُّبَّلِ آكَلْتُ بينَ القومِ أَي حرَّشْتُ وأَفْسَدْتُ. وأكلَ فلانٌ عُمْرَهُ إِذا أَفْنَاهُ، وَقَالَ الجعديُّ: سَأَلَتْنِي عَن أُنَاسٍ هَلَكُوا شَرِبَ الدَّهْرُ عَلَيْهِم وأَكَلْ قَالَ أَبُو عمرٍ وَيَقُول: مَرَّ عَلَيْهِم، وَهُوَ مَثَلٌ. وَقَالَ غَيره: مَعْنَاهُ شَرِبَ النّاسُ بعدَهمُ وأكَلُوا. أَلَك: قَالَ اللَّيْث الألُوكُ: الرِّسالةُ، وَهِي المأْلُكَةُ، على مَفْعُلَةٍ سُمِّيَتْ ألُوكاً لأنّه يُؤْلَكَ فِي الفَمِ، مُشْتَقٌّ من قولِ الْعَرَب: الفرسُ يألُكّ اللِّجَامَ، والمعروفُ: يَلُوكُ أَو يَعْلُكُ أَي يَمْضَغُ. وَقَالَ غيرُه: جاءَ فلانٌ وَقد اسْتَالَكَ مالُكَتَه أَي حَمَلَ رسالَتَه. (أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر) : هِيَ المأْلُكَةُ. وَقَالَ ابْن السّكيت مِثْلَه، قَالَ: والمَلأكَةُ على القَلْبِ. والمَلاَئِكَةُ: جَمْعُ مَلأَكَةٍ ومَلأَكٍ، ثُمّ تُرِكَ الهَمْزُ، فقيلَ: مَلَك فِي الوُحْدَانِ، وأَصْلُه مَلأَكٌ كَمَا ترى، وَأنْشد: فَلَسْتَ لإنْسِيَ ولكِنْ لِمَلأكٍ تَنَزَّلَ مِنْ جَوِّ السَّمَاءِ يَصُوبُ لكَي: (أَبُو عبيدٍ عَن أبي عَمْرٍ و) : لَكِيَ بِهِ لكًى، مَقْصُوراً إِذا لَزِمَهُ. وَقَالَ شمرٌ: لَكِيَ بِهِ إِذا أُولِعَ بِهِ. وَقَالَ رؤبةُ: والمِلْغُ يَلْكَى بالكلامِ الأمْلَغِ (أَبُو عبيد عَن الْفراء) : لَكِئْتُ بِهِ: لَزِمْتُه، جَاءَ بِهِ مهموزاً. لكأ: وَقَالَ اللَّيْث: لكَأْتُهُ بالسَّوْطِ لكْأً إِذا ضربْتَه. وَقَالَ أَبُو زيد: تلَكَّأتُ عَلَيْهِ تلكُّؤاً إِذا اعْتَلَلْت عَلَيْهِ وامْتَنعت. وكل: قَالَ ابْن الأنباريّ فِي قَوْلهم: {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} (آل عمرَان: 173) يَقُول كافِينَا الله وَنعم الكافِي، كَقَوْلِك: رَازِقُنا اللَّهُ ونِعْمَ الرَّازِقُ. وَقَالَ الْفراء فِي قَوْل الله {أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِى وَكِيلاً} (الْإِسْرَاء: 2) .

قَالَ، يُقَال: ربّاً، وَيُقَال: كافِياً. قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: وقيلَ: الوكِيلُ: الحافِظُ، وقيلَ: الوَكيلُ: الكَفيلُ، فَنِعْمَ الكفيلُ اللَّهُ بأرْزَاقِنا. وَقَالَ أَبُو إسحاقَ: الوكيلُ فِي صِفةِ الله جلّ وعزّ: الَّذِي توكَّل بالقِيَامِ بِجَمِيعِ مَا خَلَق. وَقَالَ اللحْياني: رجُلٌ وَكَلٌ إِذا كانَ ضَعيفاً ليْس بنَافِذٍ. وَيُقَال: رَجُلٌ مُوَاكِلٌ أَي لَا تَجِدُهُ خَفيفاً، بِغَيْر هَمْزٍ. وَيُقَال: فِيهِ وَكَالٌ أَي بُطْءٌ وبَلادَةٌ. وَيُقَال: قدِ اتَّكلَ فُلانٌ عَلَيْكَ، وأَوْكَل عليكَ فلانٌ بمعْنًى واحدٍ. ويقالُ: قَدْ أوْكلْتَ على أخِيكَ العَمَلَ: خلَّيْتَه كلَّهُ عَلَيْهِ. ورجُلٌ وُكَلَةٌ إِذا كَانَ يَكِلُ أمْرَه إِلَى النّاسِ. ورجُلٌ تُكَلَة إِذا كانَ يَتَّكِلُ على غيرِه. وَقَالَ غَيره: المتوَكِّلُ على الله: الَّذِي يعلمُ أَن الله كافِلُ رزْقِهِ وأَمْرِه فاطْمَأنَّ قلْبُه على ذَلِك، وَلم يَتَوَكلْ على غَيره. وغُرْفةُ مَوْكَل: موضعٌ باليَمَنِ ذَكَرَه لبيد فَقَالَ: وغَلَبْنَ أَبْرَهَةَ الَّذِي أَلْفَيْنَهُ قد كَانَ خُلِّدَ فَوْق غُرْفَةِ مَوْكَلِ وجاءَ مَوْكَلٌ على مَفْعَلٍ نَادِراً فِي بابِه، والقياسُ: مَوْكِلٌ. (أَبُو عبيد) : وَاكَلَتِ الدَّابَّةُ وِكالاً إِذا أساءَت السَّيْرَ. قَالَ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: المُوَاكِلُ من الخَيْلِ: الَّذِي يَتَّكلُ على صاحبِهِ فِي العَدْوِ. وَكِيلُ الرَّجُل: الَّذِي يقومُ بأمْره، سُمِّيَ وَكِيلاً، لأنَّ مُوَكِّلَه بِهِ قد وَكلَ إِلَيْهِ القِيَامَ بأمْرِه فَهُوَ مَوْكُولٌ إِلَيْهِ الأمْرُ، والوَكِيلُ على هَذَا المعْنَى: فَعيلٌ بِمَعْنى مَفْعُولٍ. ويُقالُ: اللَّهُمَّ لَا تكِلْنَا إِلَى أنفُسنَا طرْفَةَ عيْنٍ. وقيلَ: الوَكِيلُ: رَبُّ الإبِل. لوك: (شمرٌ) : مَا ذُقْتُ عِنْده لَوَاكاً أَي مَضَاغاً، مِنْ لاكَ يَلُوكُ إِذا مَضغَ. وَقَالَ الليثُ: اللَّوْكُ: المَضْغُ للشَّيْء الصُّلْبِ المَمْضَغةِ، وإدَارَتُه فِي الفَم: لَوْكٌ، وَأنْشد: ولَوْكُهُمُ جَذْلَ الحصَى بِشِفَاهِهِم كَأنَّ على أكْتَافِهِمْ فِلَقاً صَخْرَا ك ن (وَا يء) كُنَّا، كَون، كين، كَأَن، وَكن، أَنَّك، نكأ، (نكي) ، نوك، نيك، أكن: (مستعملة) . كُنَّا: قَالَ اللَّيْث: كنَى فُلانٌ عَن الكلمَة المُستَفْحَشَةِ يَكني إِذا تكلّمَ بغَيْرهَا مِمَّا

يُسْتَدلُّ بِهِ عَلَيْهَا، نَحْو الرّفَثِ والغائِط وَنَحْوه. وَفِي الحَدِيث (مَنْ تَعَزَّى بِعَزَاءِ الجاهِليّة فَأَعِضُّوهُ بأيْرِ أبِيهِ وَلَا تَكْنُوا) . وَقَالَ أَبُو عبيد يُقالُ: كَنَيْت الرَّجُلَ، وكَنَوْتُه: لُغتان. وأنشدني أَبُو زِيَادٍ: وإِنِّي لأكْنِي عَنْ قَذُورَ بغَيْرهَا وأُعْرِبُ أَحْيَاناً بهَا وأُصَارِحُ وَقَالَ اللَّيْث: قَالَ أَهْل البَصْرَة: فلانٌ يُكْنَى بِأبي عَبْد الله. وَقد قَالَ غَيْرُهُمْ: فلانٌ يُكْنَى بِعَبْد الله. وروى أَبُو العَبَّاس عَن سَلمَة عَن الْفراء أَنّه قَالَ: أَفْصحُ اللُّغاتِ أَنْ تَقول: كُنِّيَ أَخُوكَ بعَمرٍ و، والثَّانيَةُ: كُنِّيَ أَخُوكَ بأَبِي عمرٍ و، الثالثةُ: كُنِّيَ أَخُوكَ أَبا عَمْرٍ و. قَالَ: وَيُقَال: كَنَيْتُه وكَنَوْتُه، وأكْنَيْتُه، وكَنَّيْتُه، وكَنَيْتُ عَن اللَّفْظِ القَبِيح بلَفْظٍ أَحْسَنَ مِنْهُ. وتُكْنَى: من أَسْمَاءَ النِّسَاءِ وَقَالَ الرَّاجزُ: خيَالُ تُكْنَى، وخَيَالُ تُكْتَمَا وَقَالَ غيرُه: الكُنْيَةُ على ثَلَاثَة أَوْجُهٍ، أحدُهَا: أَنْ يُكْنَى عَن الشيءِ الَّذِي يُسْتَفْحَشُ ذِكْرُه كالنَّيْكِ يُكْنَى عَنهُ بالنِّكَاحِ والجِمَاِع، والبِضَاع، وَمَا أَشْبَهَها، وَالثَّانِي: أَنْ يُكْنَى الرّجُلُ باسْمٍ، توْقِيراً وتَعْظِيماً، والثالثُ: أَنْ تقومَ الكُنْيَةُ مقامَ الاسْمِ، فيُعْرَفَ صَاحِبُها بهَا كَمَا يُعْرَفُ باسْمِه كأَبِي لَهَبٍ، اسْمُه: عَبْدُ العُزَّى، وعُرِفَ بكُنْيَتِه فسَمَّاهُ اللَّهُ بهَا. كَون كين: قَالَ الْفراء، يُقَال: باتَ فلانٌ بِكينَةِ سَوْءٍ وبحِيبَةِ سَوْءٍ أَي بحالِ سَوْءٍ. (أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر) : كأَنْتُ: اشْتَدَدْتُ. وَقَالَ أَبُو سعيد: يُقَال: أَكَانَهُ اللَّهُ يُكِينُه إكانةً أَي أَخْضَعَه حَتَّى اسْتَكَانَ، وَقد أَدْخَلَ عَلَيْهِ مِنَ الذُّلِّ مَا أَكانَه، وَأنْشد: لَعَمْرُكَ مَا تَشْفِي جِرَاحٌ تُكِينُه ولكِنْ شِفَائِي أَنْ تَئِيمَ حَلاَئِلُهْ وَقَالَ الله تَعَالَى: {فَمَا اسْتَكَانُواْ لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} (الْمُؤْمِنُونَ: 76) من هَذَا أَي مَا خَضَعُوا لربّهم. وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي فِي قَوْلهم: استكانَ فلانٌ إِذا خضع، فِيهِ قَوْلاَنِ، أحدُهُما أَنَّه من السّكِينَةِ، وكانَ فِي الأصْلِ: اسْتَكَنَ. وَهُوَ افْتِعَالٌ من سَكَنَ فَمَدَّوا اسْتَكَنَ لمَّا انْفَتَحَ الكَافُ مِنْهُ بألِفٍ، كَمَا يَمُدُّونَ الضَّمَّةَ بالواوِ، والكسرةَ بالياءِ، كَقَوْلِه (فأنْظُورُ) أَي فانْظُرُ وَكَقَوْلِه: شِيمَالٌ فِي مَوضِع الشِّمَالِ، وَالْقَوْل الثَّانِي أَنه استفعال من كانَ يَكونُ. (قلت) : وَالَّذِي قَالَه أَبُو سعيد حَسَنٌ كأَنَّ الأصْلَ فِيهِ: الكِينَةُ، وَهِي الشِّدَّةُ والمَذَلَّةُ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الكَيْنَة: النَّبِقَةُ، والكَيْنَةُ: الكَفَالةُ.

وَقَالَ اللحياني: كَيْنُ المرْأَةِ: بُظَارَتُها. وَقَالَ اللَّيْث: الكَيْنُ، وجمْعه: الكُيُونُ: غُدَدٌ دَاخِلَ قُبُلِ المرأَةِ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : المُكْتَانُ: الكَفيلُ. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو زيد: اكْتَنْتُ بِهِ اكْتِياناً، والاسمُ مِنْهُ: الكِيَانَةُ، وكُنْتُ عَلَيْهِم أكُونُ كَوْناً: مِثْله من الكَفَالة أَيْضاً. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : التَّكَوّنُ: التَّحَرُّكُ، تقولُ العربُ لِمَنْ تَشْنَؤُهُ: لَا كانَ ولاَ تَكَوَّنَ، لَا كانَ: لَا خُلِقَ، وَلَا تكَوَّنَ: لَا تَحَرَّكَ أَي ماتَ. وَقَالَ اللَّيْث: الكَوْنُ: الحَدَثُ، يكونُ من النّاس، وَقد يكونُ مصدرا من كانَ يكُونُ، كَقَوْلِهِم: نَعُوذُ بِاللَّه من الحَوْرِ بَعْدَ الكَوْنِ أَي نَعُوذُ بِاللَّه مِن رُجُوعٍ بَعْدَ أَن كَانَ؛ ومِنْ نَقْصٍ بعد كَوْنٍ قَالَ: والكائنة أَيْضا: الأمْرُ الحادِثُ. قَالَ: والكَيْنُونَةُ: فِي مصدر كَانَ يكونَ: أَحْسَنُ. وَقَالَ الفرّاء: العربُ تَقول فِي ذَوَات اليَاءِ مِمَّا يُشْبِهُ: زِغْتُ، وسِرْتُ وطِرْتُ طَيْرُورةً، وحِدْتُ حَيْدُودةً، فِيمَا لَا يُحْصَى من هَذَا الضَّرْبِ، فأَمّا ذَوَاتُ الواوِ مثل: قُلْتُ، ورُضْتُ، فَإِنَّهُم لَا يقولونَ ذَلِك، وَقد جاءَ عَنْهُم فِي أَرْبَعَةِ أَحْرُفٍ، مِنْهَا: الكَيْنُونَةُ من كُنْتُ، والدَّيْمُومَةُ من دُمْتُ، والهَيعُوعَةُ من الهُوَاعِ، والسَّيْدُودَةِ من سُدْتُ، وكانَ يَنْبَغِي أَن يكونَ، كَوْنُونةً، وَلكنهَا لما قَلّتْ فِي مصَادر الْوَاو، وَكَثُرت فِي مصَادر اليَاءِ ألحقوها بِالَّذِي هُوَ أَكثر مجيئاً مِنْهَا إِذا كَانَت الْوَاو وَالْيَاء متقارِبَي المَخْرَجِ، قَالَ: كانَ الْخَلِيل يقولُ: كَيْنُونَةٌ: فَيْعُولةٌ، هِيَ فِي الأصْلِ: كَيْوَنُونَةٌ، الْتَقَتْ مِنْهَا ياءٌ وَوَاوٌ، وَالْأولَى مِنْهُمَا ساكِنَةٌ فَصُيِّرَتَا يَاء مُشَدَّدَةً، مثل مَا قالُوا الهَيِّنُ من هُنْتُ ثمَّ خَفَّفُوها فقالُوا: كَيْنُونة، كَمَا قَالُوا هَيْنٌ لين. قَالَ الْفراء، وَقد ذهب مَذْهَباً، إلاَّ أَنَّ القولَ عِنْدِي هُوَ الأولُ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : كانَ إِذا كَفَلَ، وكانَ يَدُلُّ على خَبَرٍ ماضٍ فِي وسطِ الْكَلَام وآخرِه، وَلَا يكون صِلَةً فِي أوَّلِه، لأنّ الصّلَةَ تابعةٌ لَا مَتْبُوعَةٌ؛ وكانَ فِي معنى جاءَ كَقَوْل الشَّاعِر: إذَا كانَ الشِّتَاءُ فأَدْفِئونِي فإنَّ الشَّيْخَ يَهْدِمُهُ الشِّتَاءُ وكانَ تأتِي باسْمِ وَخبر؛ وَتَأْتِي باسمٍ واحدٍ وَهُوَ خَبَرُها؛ كَقَوْلِك: كانَ الأمْرُ. وكانتِ القِصَّةُ؛ أَي وَقَعَ الأمْرُ؛ ووَقَعَتِ القِصَّةُ، وَهَذِه تُسَمَّى التَّامَّةَ المكْتفيَة، وَكَانَ يكونُ جَزَاءً. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: اخْتَلَفَ النّاسُ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَان

َ فِى الْمَهْدِ صَبِيّاً} (مَرْيَم: 29) . فَقَالَ بَعضهم: كانَ هَاهُنَا صِلة، ومعناهُ: كيفَ نُكلِّمُ مَنْ هُوَ فِي المهْدِ صبيّاً. قَالَ وَقَالَ الْفراء: كَانَ هَاهُنا شَرْط، وَفِي الْكَلَام تعَجُّبٌ وَمَعْنَاهُ: من يَكُنْ فِي المهْدِ صبيّاً، فكيْفَ يُكلَّمُ؟ . وأَمَّا قولُ الله جلَّ وعزَّ: {وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} (النِّسَاء: 96) وَمَا أَشْبَههُ فإنّ أَبَا إسحاقَ الزّجاج قَالَ: اختَلف الناسُ فِي كَانَ. فَقَالَ الحسنُ البصْرِيُّ: كَانَ اللَّهُ عَفُوّاً غَفُوراً لعبَادِهِ وَعَن عِبَادِه، قبل أَنْ يَخْلُقَهُمْ. وَقَالَ النحويونَ البصريون: كأنَّ الْقَوْم شاهدُوا من الله رَحمَةً، فأُعْلِمُوا أَن ذَلِك لَيْسَ بحادث، وأَنَّ الله لم يَزْلَ كَذَلِك. وَقَالَ قومٌ من النَّحْوِيين: كانَ وفَعلَ من الله جلّ وعزّ بمنْزِلَةِ مَا فِي الْحَال فَالْمَعْنى وَالله أعلم وَالله عَفُوٌّ غَفُورٌ. قَالَ أَبُو إسحاقَ: وَالَّذِي قَالَ الحَسَنُ وَغَيره أَدْخَلَ فِي العربيَّة وأَشْبَه بِكَلَام الْعَرَب، وَأما القولُ الثَّالِث فَمَعْنَاه يؤُولُ إِلَى مَا قَالَه الْحسن وسيبويه، إلاَّ أَن كَون الْمَاضِي بِمَعْنى الْحَال يقلُّ، وصاحبُ هَذَا القَوْل لَهُ من الحُجَّةِ: قولُنَا: غفرَ الله لفلانٍ، بِمَعْنى ليَغْفِرَ الله لَهُ، فلمّا كَانَ فِي الْحَال دليلٌ على الاستقبَالِ، وقَعَ الْمَاضِي مُؤدّياً عَنْهَا اسْتِخْفَافاً لِأَن اخْتِلاَفَ ألْفاظ الأفعَالِ إنّما وقعَ لاختلافِ الأوقاتِ. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي فِي قَول الله: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} (آل عمرَان: 110) أَي أنْتُمْ خَيْرُ. قَالَ وَيُقَال: معناهُ: كنْتُم خَيْرَ أُمَّةٍ فِي علم الله. وَقَالَ اللَّيْث: المكانُ، اشْتِقَاقُه من كَانَ يكون، وَلكنه لما كثُر فِي الْكَلَام صَارَت الْمِيم كَأَنَّهَا أصليّةٌ. قَالَ: والكانُونُ، إِن جعلْتَه منَ الكِنّ فَهُوَ (فاعُولٌ) ، وَإِن جعلْتَهُ (فَعَلُولاً) على تقديرِ قَرَبُوسٍ فالألف فِيهِ أصليَّةٌ، وَهُوَ من الواوِ. وسُمِّيَ بِهِ مَوْقِدُ النارِ. وَقد مرَّ تفسيرُ الكانُونِ وَمَا قِيلَ فِيهِ فِي (بَاب كَنَّ يكِنُّ) من مضاعَفِ الْكَاف. كأنَّ: قَالَ النحويون: (كأَنَّ) أصلُها (أَنَّ) أُدْخِلَ عَلَيْهَا كافُ التَّشْبِيه وَهُوَ حرف تَشْبِيه وَالْعرب تنصبُ بِهِ الاسمَ، وترفَعُ خبرَه، وَقد قَالَ الْكسَائي: تكونُ (كأَنَّ) بِمَعْنى الجحْدِ كَقَوْلِك: كأَنَّكَ أمِيرُنا فتأْمُرَنَا، معناهُ لست أميرنَا. قَالَ: وكأنَّ أُخرى بِمَعْنى التَمني كَقَوْلِك كأنّك بِي قَدْ قلتُ الشِّعْرَ فأُجِيدَه، معناهُ: لَيْتَنِي قد قلت الشِّعْرَ فأُجِيدَه، وَلذَلِك نُصبَ فأُجِيدَه. وَقَالَ غَيره: تَجيءُ بِمَعْنى العِلْم والظّنِّ

كَقَوْلِك: كأنَّ الله يَفْعَلُ مَا يشاءُ، وكأنّكَ خارجٌ. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن المبَرَّدِ عَن الرياشيّ عَن أبي زيدٍ أَنه قَالَ: سَمِعت الْعَرَب تُنشِدُ هَذَا الْبَيْت: ويَوْمٍ تُوَافِينَا بوجْهٍ مقسَّمٍ كأَنْ ظَبْيَةً تَعْطُو إِلَى نَاضِرِ السَّلَمْ ورُوِي: كأَنْ ظَبيَةٍ، وكأَنْ ظَبيَةٌ، قَالَ: فَمن رواهُ: كأَنْ ظبيَةً أَرَادَ كأَنَّ ظبيَةً فخفَّفَ وأَعْمَلَ. وَمن رواهُ: كأَنْ ظبيةٍ، أرادَ: كظَبيَةٍ. وَمن رواهُ كأَنْ ظَبْيَةٌ أرادَ كأَنها ظَبيَةٌ فَخَفَّفَ وأَعْمَل مَعَ الكِنَايةِ. (الخزَّاز عَن ابْن الْأَعرَابِي) : أنهُ أنْشد: كَأَمَّا يَحْتَطِبْنَ عَلَى قَتَادٍ ويَسْتَضْحكْنَ عَن حَبِّ الغمامِ قَالَ يريدُ: كأَنَّمَا فَقَالَ: كأَمّا. وَكن أكن: شمرٌ عَن أبي عَمْرو: الواكِنُ من الطيْرِ: الواقعُ حَيْثُمَا وَقع: على حَائِط أَو عودٍ أَو شجرٍ. (أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: الوكْنَةُ: موضعٌ يقعُ عَلَيْهِ الطائرُ للراحةِ، وَلَا يبيتُ فِيهِ. قَالَ: والتوكُّنُ: حُسْنُ الاتّكَاءِ فِي الْمجْلس. وَأنْشد غَيره: قلتُ لَها إيّاكِ أَنْ تَوَكَّنِي فِي جِلْسَةٍ عِنْدِيَ أَو تَلَبَّنِي وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: مَوْقِعَةُ الطَّائِر: أُقْنَتُهُ، وَجَمعهَا: أُقَنٌ، وأُكْنتُه: موضعُ عُشِّه. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: هِيَ الوُكْنَةُ، والأُكْنَةُ، والوُقْنَةُ، والأُقْنَةُ. وَقَالَ اللَّيْث: وَكَنَ الطَّائرُ يكنُ وكُوناً إِذا حَضَنَ على بيضته، فَهُوَ واكِنٌ، والجميعُ وكُونٌ، وَأنْشد: يذكّرُني سَلْمَى، وَقد حيلَ دُونَهَا حمامٌ على بَيْضاتِهِنّ وُكُونُ والمَوْكِنُ: هُوَ الموضِع الَّذِي تكنُ فِيهِ على البَيْضِ، والوُكْنَةُ: اسمٌ لكل وَكْرٍ وعُشَ والجميعُ: الوُكُناتُ. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : الوَكْر، والوَكْنُ جَمِيعًا: المكانُ الَّذِي يدخُلُ فِيهِ الطائرُ، وَقد وَكَنَ يكِنُ وَكْناً. (قلت) : وَقد يُقَال لمَوْقِعَةِ الطائرِ وَمِنْه قولُ الراجز: تَرَاهُ كَالبَازِي انْتَمى فِي المَوْكِنِ (أَبُو عبيد عَن الأمويّ) : أَنه أنْشدهُ: إنّي سَأُودِيكَ بسَيْرٍ وكْنِ وَهُوَ الشديدُ. وَقَالَ شمرٌ: لَا أَعرفه. أَنَّك: فِي الحَدِيث: (مَنِ اسْتَمَعَ لحَدِيثِ قَوْمٍ هُمْ لَهُ كَارهُونَ صُبَّ فِي أُذُنيْهِ الآنُكُ يَوْمَ

القِيَامَةِ) . قَالَ القُتَيْبيُّ: الآنُكُ: الأسْرُبُّ. (قلت) : وأحسِبُهُ معَرَّباً، وَقد جَاءَ فِي الشّعْر العربيّ: ... . . بأرْطَال آنُكِ والقِطْعةُ الواحدةُ: آنكَةٌ. قَالَ رؤبة: فِي جِسْمِ خَدْلٍ صَلْهَبِيّ عَمَمُهْ يأنك عَن تفئيمه مُفَأَّمُهْ قَالَ الْأَصْمَعِي: لَا أَدْرِي مَا يأنك. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يأنك: يعظم. نكأ نكي: قَالَ اللَّيْث: نكأتُ الجِرَاحةَ أَنْكَؤُها إِذا قَرَفْتَها بَعْدَمَا كادتْ تَبْرَأُ ونكَأْتُ فِي العَدُوَّ نَكْأً. قَالَ: ولُغَة أُخَرى: نَكَيْتُ فِي العَدُوِّ نِكَايةً. (الحرّانيُّ عَن ابْن السّكيت) : فِي بَاب الْحُرُوف الَّتِي تُهْمَزُ فَيكون لَهَا معنى، وَلَا تهمَزُ فَيكون لَهَا معنى آخر: نَكَأْتُ القُرْحَةَ أَنْكَؤُهَا نَكْأً إِذا قَرَفْتَها. وَقد نكَيْتُ فِي العدُوِّ أَنْكِي نِكَاية إِذا هزَمْتَهُ وغَلَبْتَه، فَنَكِيَ يَنْكَى نَكىً. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : يُقَال فِي الدعاءِ للرّجُلِ: هَنِئْتَ وَلَا تُنْكَهْ، أَي أَصَبْتَ خيرا، وَلَا أصابكَ الضُّرُّ، يدْعُو لَهُ. قَالَ أَبُو الهَيْثَمِ، يُقَال فِي المثلِ: لَا تَنْكَهْ؛ وَلاَ تُنْكَهْ جَمِيعًا. فَمن قَالَ: لَا تَنْكَهْ، فالأصلُ: لَا تَنْكَ بِغَيْر هاءٍ، فَإِذا وُقِفَ على الكافِ اجْتمع ساكنان فحُرِّك الكافُ، وزيدَتِ الهاءُ بِسُكُون عَلَيْهَا. قَالَ: وقولُهم: هَنِئْتَ أَي ظفِرْتَ، بِمَعْنى الدعاءِ لَهُ. وَقَوْلهمْ: لَا تُنْكَ، أَي لَا نكِيتَ، أَي لَا جعلكَ اللَّهُ مَنكِياً مُنْهزماً مَغْلُوبًا. (ابْن شُمَيْل) : نَكَأْتُه حَقَّه نَكْأً أَي قَضَيتُه، وازْدَكأْتُ مِنْهُ حَقّي وانْتَكَأْتُه أَي أَخَذْتُه. ولَتَجِدَنَّه زُكَأَةً نُكَأَةً: يَقْضى مَا عَلَيْهِ. نوك: قَالَ اللَّيْث: النُّوكُ: الحُمْق، والأنْوَكُ: الأحمَقُ، وَجمعه: النَّوْكَى. قَالَ: ويجوزُ فِي الشّعْر: قومٌ نُوكٌ، والنَّوَاكَةُ: الحماقةُ، واسْتَنْوَكْتُه: اسْتَحمَقْتُه. قَالَ أَبُو بكر فِي قَوْلهم: فلانٌ أَنْوَكُ. قَالَ الْأَصْمَعِي: الأنْوَكُ. الْعَاجِز الجاهلُ. قَالَ: والنُّوكُ عِنْد الْعَرَب: العجزُ، وَالْجهل. وَأنْشد: واسْتَنْوَكَتْ وللشَّبَابِ نُوكُ وَقَالَ غير الْأَصْمَعِي: الأنْوَكُ: العَيِيُّ فِي كلامِه. وَأنْشد:

فَكُنْ أَنْوَكَ النّوْكَى إِذا مَا لقِيتَهُمْ نيك: قَالَ اللَّيْث: النَّيْكُ: معروفٌ، والفاعلُ: نائكٌ، وَالْمَفْعُول بِهِ: مَنِيكٌ ومَنْيوكٌ، وَالْأُنْثَى: منيُوكةٌ. ك ف (وايء) كفي، كفأ، كوف، كَيفَ، وكف، أفك، أكف. كفي: قَالَ اللَّيْث: كَفَى يَكْفِي كِفَايةً إِذا قامَ بالأمْرِ، واسْتَكْفَيْتُه أَمْراً فكفَانِيهِ، وَيُقَال: كفاكَ هَذَا الأمرُ أَي حَسْبُكَ، وكفاكَ هَذَا الشيءُ، وتقولُ: رأيْتُ رَجُلاً كافِيَكَ مِنْ رَجُلٍ، وَرَأَيْت رَجُلَيْنِ كافِيَيْكَ مِنْ رجُلَيْنِ، ورأيتُ رِجَالاً كافِيكَ من رِجَالٍ، معناهُ: كفاكَ بِهِ رجُلاً. وَقَالَ الزجاجُ فِي قَول الله جلَّ وعزَّ: {وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيّاً} (النِّسَاء: 45) وَمَا أَشْبَهَه فِي الْقُرْآن، معنى البَاءِ: التوكيد، والمعْنَى: كَفَى اللَّهُ، إلاَّ أَنَّ البَاءَ دَخَلَتْ فِي اسْمِ الْفَاعِل، لأنَّ معنى الكلامِ الأمْرُ، المعنَى: اكْتفَوا بِاللَّه وَلِياً، قَالَ: وَوَلِيّاً، مَنْصُوبٌ على الحَالِ، وقِيلَ على التَّمْييز. وَقَالَ فِي قَوْله: {الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ} (فصلت: 53) معناهُ: أَو لَمْ يَكْفِ ربَّكَ، أولَمْ تَكْفِهِمُ شَهادَةُ رَبِّكَ، ومعنَى الكِفَايَةِ هاهُنَا: أنَّه قد بَيّنَ لَهُم مَا فِيهِ كفايَةٌ فِي الدّلالةِ على توحيده. (أَبُو عبيد عَن أبي زيد) : هَذَا رَجُلٌ كافِيكَ من رَجُلٍ وناهِيكَ مِنْ رجُلٍ، وجازِيكَ مِنْ رَجُلٍ، وشَرْعُكَ مِنْ رَجُلٍ، كلُّه بِمَعْنى وَاحِدٍ. (اللَّيْث) : الكِفْيُ: بَطْنُ الوَادِي، والجميعُ: الأكْفَاءُ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الكُفَى: الأقْوَاتُ، وَاحِدَتُها: كُفْيَةٌ. وَيُقَال: فلانٌ لَا يَمْلِكُ كُفَى يَوْمِه، على مِيزَانِ هُدًى أَي قُوتَ يَوْمِه، وَأنْشد: ومُخْتَبِطٍ لم يَلْقَ مِنْ دُونِنَا كُفًى كفأ: (ابْن هانىء عَن أبي زيد) : سمعْتُ امْرَأَةً من عُقَيْلٍ وَزَوْجَهَا يَقْرءان (لم يلد وَلم يُولد، وَلم يكن لَهُ كُفىً أحد) (الْإِخْلَاص: 3، 4) فألْقَى الهَمْزَةَ وحَوَّلَ حَرَكَتها على الفَاءِ. وَقَالَ الزّجاج فِي قَوْله: (وَلم يكن لَهُ كُفؤًا أحد) (الْإِخْلَاص: 3) ، فِيهَا أَرْبَعَةُ أَوْجُهٍ، القِراءَةُ مِنْهَا بثلاثةٍ، (كُفُؤاً) ، بِضَم الكافِ والفاءِ، (كُفْؤاً) ، بِضَم الْكَاف وسكونِ الفاءِ، وَ (كِفْأً) بِكَسْر الْكَاف وَسُكُون الفاءِ، ويجوزُ: (كِفَاءً) بكسرِ الْكَاف والمَدِّ، وَلم يُقْرَأ بهَا، ومَعْناهُ: وَلم يكنْ أحَدٌ مِثلاً لله جلّ وعزَّ، وَيُقَال: فلانٌ كَفِيءُ فلانٍ وكُفُؤُ فلانٍ، وَقَرَأَ ابنُ كثيرٍ، وابنُ عامرٍ وَأَبُو عمرٍ و، وَالْكسَائِيّ وَعَاصِم (كُفُؤاً) مُثقَّلاً مهموزاً وَقَرَأَ حَمْزَة. (كُفْؤاً) ، بِسُكُون الفاءِ مَهْمُوزاً، وَإِذا وَقَفَ قَرَأَ:

(كُفَى) بِغَيْر همزٍ، وَاخْتلف عَن نَافِع، فرُوِيَ عَنهُ (كُفُؤاً) مثل أبي عمرٍ وورُوِي (كُفْؤاً) مثل حَمْزَة. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (المُسْلِمُونَ تَتَكافَأُ دِمَاؤهُمْ) . قَالَ أَبُو عبيد: يُرِيدُ: تَتَسَاوَى فِي الدِّيَاتِ والقِصَاصِ فَلَيْسَ لشريفٍ على وضيعٍ فَضْلٌ فِي ذَلِك، وَفِي حديثٍ آخر فِي العَقيقَةِ (عَنِ الغُلاَمِ شَاتَانِ مُتَكافِئَتَانِ) يريدُ: مُتَساوِيَتَانِ، وكلُّ شيءٍ ساوَى شَيْئا حَتَّى يكونَ مثلَه فَهُوَ مُكَافِىءٌ لَهُ، والمُكَافَأَةُ بَيْنَ النَّاسِ من هَذَا، يقالُ: كافأْتُ الرجُلٍ أَي فعلتُ بِهِ مِثْلَ مَا فعلَ بِي، وَمِنْه: الكُفء من الرِّجَالِ للمَرْأَةِ، يقولُ: إنَّهُ مِثْلُها فِي حَسبها، وأَمَّا قَوْله عَلَيْهِ السَّلامُ: (لَا تَسْأَلِ المرأةُ طَلاَقَ أُخْتَها لِتَكْتفِىءَ مَا فِي صَحْفَتها، فإنَّمَا لَهَا مَا كُتِبَ لَهَا فإنّ معنى قَوْله: لتكْتفىءَ تَفْتعِلُ من كفَأْتُ القِدْرَ وغيرَها إِذا كبَبْتَها لِتُفْرِغَ مَا فِيهَا، والصَّحْفَةُ: القَصْعَةُ، وَهَذَا مَثَلٌ لإمالةِ الضَّرَّةِ حَقَّ صاحِبَتِها من زَوْجِها إِلَى نَفْسِها لِيَصِيرَ حقُّ الأخْرى كلُّه من زوجِهَا لَهَا. (أَبُو عبيد عَن الْكسَائي) : كَفَأْتُ الإناءَ إِذا كبَبْتَهُ، وأَكْفَأْتُ الشيءَ إِذا أَمَلْتَه، وَلِهَذَا قيلَ أَكْفَأتُ القوسَ إِذا أمَلْتَ رأسَهَا وَلم تَنْصِبْها نَصْباً حَتَّى تَرْمِي عَنْهَا، وَأنْشد: قطَعْتُ بهَا أرْضاً تَرَى وَجْهَ رَكْبِها إذَا مَا عَلَوْهَا مُكْفَأً غَيْرَ ساجعِ أَي مُمَالاً غير مستقيمٍ. وَقَالَ أَبُو زيد: كَفَأْتُ الإناءَ كَفْأً إِذا قلبْتَهُ، وأكْفَأْتُ فِي مَسِيرِي إِذا مَا جُرْتَ عَن القَصْدِ، وَقَالَ فِي قَوْله: ... مُكْفَأً غير سَاجِعِ السّاجِعُ: القاصدُ، والمُكْفَأُ: الجائرُ. قَالَ: وأكْفَأْتُ الشِّعْرَ إكْفَاءً إِذا خالفْتَ بقوافِيه. (أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة عَن أبي عَمْرو بن العلاءِ) قَالَ: والإكْفَاءُ: اختلافُ إعرابِ القوافِي. (أَبُو زيد) : اسْتَكْفَأَ زيدٌ عمرا ناقَتَه سأَلَه أَنْ يهَبَهَا لَهُ، وَوَلَدَها وَوَبَرَها سنَةً. وكَفَأْتُ القومَ كَفْأً إِذا مَا أَرَادُوا وَجْهاً فَصَرَفْتَهُم عَنهُ إِلَى غَيره. (أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة وَالْكسَائِيّ) : أَكْفَأْتُ إبِلي فلَانا إِذا جَعَلْتَ لَهُ أَوْبَارَها وأَلْبَانَها. وأَكْفَأْتُ إِبِلِي أَيْضا كَفْأَتَيْنِ، وبعضُهُم يقولُ: كُفْأَتَيْن، وَهُوَ أَنْ تجْعَلَ نِصْفَيْنِ، يَنْتِجُ كلَّ عامٍ نِصْفاً كَمَا يَصْنَعُ بالأرضِ بالزّراعة. (ابْن السّكيت عَن أبي عمرٍ و) : يُقَال: نَتَج فلَان إبِلَهُ كفأَةً، وكُفأَةً، وَهُوَ أَنْ يُفَرِّقَ إِبِلَهُ، فَيُضْرِبُ الفَحْلَ العامَ إحْدَى الفِرْقَتَيْنِ ويَدَع الأخْرَى، فَإِذا كَانَ العامُ المُقْبِلُ أَرْسَلَ الفَحْلَ فِي الفِرْقَةِ الَّتِي لم تكن أَضْرَبَها الفَحْلَ فِي الْعَام الْمَاضِي، وتَرَكَ

الَّتِي كانَ أَضْرَبَها الفَحْلَ فِي الْعَام الآخَرِ؛ لِأَن أفضلَ النِّتاج أَن يُحْمَل على الإبِلِ الفَحْلُ عَاما وَأنْشد قولَ ذِي الرمةِ فِي ذَلِك: تَرَى كَفْأَتَيْها تُنْفِضَانِ وَلم يَحِدْ لَهُ ثِيلَ سَقْبٍ فِي النِّتَاجَيْنِ لامِسُ يَعْنِي أَنها نُتِجَتْ إِنَاثًا كلُّها. وَأنْشد لكعب بن زُهَيْر: إِذا مَا نَتَجْنَا أَرْبَعاً عامَ كُفْأَةٍ بَغَاهَا خَنَاسِيراً فأهْلَكَ أَرْبَعا قَالَ: وكَفَأتُ الإناءَ بِغَيْر ألِفٍ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أكْفَأْتُ: لُغَةٌ. قَالَ: وكَفَيْتُه مَا أَهَمَّه. قَالَ: وأَكْفَأْتُ البَيْتَ فَهُوَ مُكْفَأٌ إِذا عَمِلْتَ لَهُ كِفَاءً، وكِفَاءُ البَيْتِ: مُؤَخَّرُهُ. ورَوَى حَمَّادُ بن سَلَمَة عَن سِمَاكِ بن حَرْبٍ عَن الحارثِ بن أبي الْحَارِث الأزْدِي من أهل نَصِيبِينَ أنّ أَبَاهُ اشتَرَى مَعْدِناً بمئةِ شاةٍ مُتْبِعٍ فأَتَى أمه فاستأْمَرَهَا فَقَالَت: إنّكَ اشْتَرَيْته بثلاثمئةِ شَاة أُمُّها: مئةٌ وأولادُها: مئةُ شاةٍ، وكُفْأَتُها: مئةُ شاةٍ فنَدِمَ فاسْتَقَالَ صاحبَه فأَبَى أَن يُقِيلَهُ، فقَبَضَ المَعْدِنَ فأذابَه وأَخْرج مِنْهُ ثمَنَ أَلْفَيْ شَاة. فَأتى بِهِ صاحبُه إِلَى عليَ رَضِي الله عَنهُ، فَقَالَ: إنَّ أَبَا الْحَارِث أصابَ رِكَازاً، فَسَأَلَهُ عليّ فأخبَرَهُ أَنه اشتراهُ بمئةِ شاةٍ مُتُبِعٍ، فَقَالَ عليّ: مَا أرى الخُمْسَ إِلَّا عَلَى البَائِع. فأخَذَ الخُمْسَ من الغَنَمِ. أَرَادَ بالمُتْبِعِ الَّتِي يَتْبَعُها أولادُها. وَقَوله: أثى بِهِ أَي وَشَى بِهِ وسَعَى بِهِ يأثُو أَثْواً. والكُفْأَةُ: أَصْلُها فِي الْإِبِل كَمَا قَالَ أَبُو عمرٍ و، وَالْكسَائِيّ، وَأَبُو عبيدةَ، وَهُوَ أنْ تُجْعَلَ الإبلُ قِطعتين، يُرَاوَحُ بينَهما فِي النِّتَاجِ. وَأنْشد شمر: قَطَعْتُ إِبِلِي كُفْأَتَينِ ثِنْتَيْن قَسمْتُها بِقِطعَتَيْنِ نِصْفَيْنِ أَنْتِجُ كُفْأَتَيْهمَا فِي عامَيْن أَنْتِجُ عَاما ذِي وهذِي يُعْفَيْنْ وأَنتِجُ المُعْفَى من القَطِيعَيْن مِن عامِنا الجَائِي، وتِيكَ يَبْقَيْن (قلت) : لم يَزِدْ شمرٌ على هَذَا التَّفْسِير والمعنَى أَنَّ أَمَّ الرَّجُل جَعَلَتْ كُفْأَةَ مئةِ شاةٍ، كلّ نِتَاجِ: مئةً، وَلَو كَانَت إبِلا كَانَ كُفْأَةُ مئةٍ من الْإِبِل خمسينَ، لأنَّ الغنمَ يُرْسَلُ الفَحْلُ فِيهَا وَقْتَ ضِرَابِهَا أَجمَع، وليستْ كَالْإِبِلِ يُحمَلُ الفحْلُ عَلَيْهَا سَنةً، وسَنَةً لَا.

وأَرادت أُمُّ الرَّجُلِ تكْثِيرَ مَا اشتَرَى بِهِ ابنُهَا، وإعْلاَمَهُ أَنه مَغْبُونٌ فِيمَا ابتَاعَ، ففَطَّنَتْهُ أَنَّه كأَنّه اشْترى المَعدِنَ بثلاثمئة شاةٍ فنَدِمَ ابنُها، واستقال بائعَه فأَبَى، وبارَك اللَّهُ لَهُ فِي المعدِنِ فحسده البائعُ على كثرةِ الرِّبح، وسَعَى بِهِ إِلَى عليّ رَضِي اللَّهُ عَنهُ، ليأْخُذَ مِنْهُ الْخُمسَ، فألْزَمَ الخُمْسَ البائعَ، وأَضَرَّ السَّاعِي بنفْسه. (أَبُو نصر) : يُقَال: مالِي بِهِ قِبَلٌ وَلَا كِفَاءٌ أَي طاقةٌ على أَنْ أُكَافِئَه. وَأنْشد: ورُوحُ القُدْسِ ليسَ لَهُ كِفَاءُ وَقَالَ اللَّيْث: قَالَ بعضُهم: الإكْفَاءُ فِي الشِّعر هُوَ المُعاقَبةُ بَين الرَّاء واللاّم، أَو النُّون والميمِ. (قلت) : والقَولُ فِيهِ مَا قَالَ أَبُو عمرٍ و. وَقَالَ اللَّيْث: ورأيتُ فلَانا مُكْفَأَ الْوَجْه إِذا رأيتَهُ كاسف اللَّونِ ساهِماً. وَيُقَال: كَانَ الناسُ مُجتمِعين فانكفَأُوا وانْكَفَتُوا إِذا انْهَزَمُوا. وَقَالَ أَبُو زيدٍ: اسْتَكْفَأْتُ فلَانا نَخْلَة إِذا سأَلْتَهُ ثمرَها سنَةً، فجَعَل للنَّخْل كَفْأَةً، وَهُوَ ثمرُ سَنَتها، شُبِّهَتْ بكَفْأَة الْإِبِل. وَأنْشد: غُلْبٌ مَجَالِيحُ عِنْد المَحْلِ كُفْأَتُها أَشْطَانُها فِي عِذَاب البحْرِ تَستَبِقُ أَرَادَ بِهِ النَّخْلَ، وَأَرَادَ بأشطانِها: عُروقَها. وَفِي صِفَةِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنّه كَان إِذا مَشَى تَكَفَّأَ تَكفُّؤاً) . فالتَّكفُّؤُ: التَّمايُلُ كَمَا تتكفَّأُ السَّفينةُ فِي المَاء يَمِينا وَشمَالًا، وكلّ شَيْء أَمَلْتَهُ فقد كَفَأْتَه. وَيُقَال: أصبح فلانٌ كَفِيءَ اللّون: مُتَغَيِّره كأنّه كُفِىءَ، فَهُوَ مَكفوءٌ وكَفِىءٌ. وَقَالَ دريدُ بن الصِّمَّةِ: وأَسْمَرَ مِن قِدَاحِ النَّبْعِ فَرْعٍ كَفِيءِ اللّوْن من مَسَ وضَرْسِ أَي مُتَغيِّرِ اللَّون من كثرةِ مَا مُسِحَ وعُضَّ. وَيُقَال: كافَأَ الرجلُ بينَ فارسَينِ برُمحِه إِذا وَالَى بَينهمَا، فطَعَنَ هَذَا ثمَّ هَذَا. وَقَالَ الْكُمَيْت: نَحْرَ الْمُكافِىءِ والمَكْثُورُ يَهْتَبِلُ والْمَكْثُورُ: الَّذِي غلبَه الأقرانُ بكثرتهم، يَهتَبِلُ: يَحْتالُ للخلاص. وَيُقَال: بنى فلَان ظُلَّةً يُكافىء بهَا عينَ الشَّمْس لِيتَّقِيَ حرّها. وَقَالَ أَبُو ذَر: (لنا عَبَاءَتَان نُكافىءُ بهما عَنَّا عين الشَّمْس أَي نقابل بهما الشَّمْس، وَإِنِّي لأخشى فضل الْحساب) . وَقَالَ ابْن شُمَيْل: سَنَامٌ أَكْفَأ: وَهُوَ الَّذِي مالَ عَلَى أَحد جنبَي البعيرِ، وناقةٌ كَفَآء وجملٌ أَكْفَأُ، وَهُوَ من أَهْون عيوبِ

البعيرِ، لِأَنَّهُ إِذا سَمِنَ استقام سنَامُه. كوف كَيفَ: قَالَ اللَّيْث: كُوفانُ: اسمُ أرضٍ، وَبهَا سُمِّيَتِ الكُوفَةُ. (اللحياني عَن الْكسَائي) : كَانَت الْكُوفَة تُدْعَى كُوفانَ. قَالَ: والناسُ فِي كُوفانٍ من أمرهِم، وَفِي كَوَّفَانٍ، وكَوْفانٍ أَي فِي اختلاطٍ. (أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي) : إنّه لَفِي كُوفَانٍ أَي فِي حِرْزٍ ومنَعَةٍ. (ثَعْلَب عَن عمرٍ وَعَن أَبِيه) : قَالَ: الكوفانُ: الشَّرُّ الشديدُ: والكُوفَانُ: الدَّغَلُ من القَصَب والخَشب. وَقَالَ اللَّيْث: الكافُ: ألِفُها وَاوٌ، فَإِن استُعملَتْ فِعلاً، قلتَ: كَوَّفْتُ كافاً حسَناً أَي كَتبْتُ كافاً، وَكَذَلِكَ قَالَ اللِّحيانيُّ وغيرُه. قَالَ: وَيُقَال: كَيَّفْتُ الأديمَ، وكَوَّفْتُه إِذا قطَعتَه. وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: يُقَال للخِرْقةِ الَّتِي يُرقَعُ بهَا ذَيْلُ الْقَمِيص القُدَّام: كِيفَةٌ، وَالَّتِي يُرْقَعُ بهَا ذيلُ الْقَمِيص الخَلْف: حِيفةٌ. وَيُقَال: لَيست عَلَيْهِ تُوفَةٌ وَلَا كُوفةٌ، وَهُوَ مِثْلُ المَرْزِية، وَقد تَاف وكَافَ. (تَفْسِير كَيفَ) حَرْفُ أَداةٍ، ونُصِبَ الفاءُ فِرَاراً من التقاء الساكنين فِيهَا. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قولِ الله: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا} (الْبَقَرَة: 18) الْآيَة، تأْوِيلُ كيفَ استفهامٌ فِي معنى التعجُّب، وَهَذَا التَّعجُّبُ إِنَّمَا هُوَ للخَلْقِ وَلِلْمُؤْمنِينَ أَي اعْجَبُوا من هَؤُلَاءِ كَيفَ يَكْفرون، وَقد ثَبَتَتْ حُجَّةُ الله عَلَيْهِم. وَقيل فِي مصدر كَيفَ: الكَيْفِيَّةُ. وكف أكف: رُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (خِيارُ الشُّهَدَاءِ عِنْد الله: أصحابُ الوكَفِ) قيل: يَا رسولَ الله ومَن أصحابُ الوَكَفِ؟ قَالَ: (قومٌ تُكَفَّأ عَلَيْهِم مَراكِبُهم فِي الْبَحْر) . قَالَ شمر: الوَكَفُ قد جَاءَ مُفسَّراً فِي الحَدِيث. قَالَ: وأصلُ الوَكَفِ: الجَورُ والْمَيْل. يُقَال: إنِّي لأخْشَى وَكَفَ فلانٍ أَي جورَه ومَيْلَه. وَقَالَ الْكُمَيْت: بِكَ نَعْتَلِي وكفَ الأمو رِ ويَحْمِلُ الأثقالَ حامِلْ وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: الوَكَفُ: الثِّقْلُ، والشِّدَّةُ. وَقَالَت الكِلابيَّةُ: يُقَال: فلانٌ على وَكَفٍ من حاجتِهِ إِذا كَانَ لَا يَدْرِي على مَا هُوَ مِنْهَا، وكل هَذَا لَيْسَ بخارِجٍ مِمَّا جَاءَ مُفَسَّراً فِي الحَدِيث، لأنّ التَّكفِّي هُوَ

المَيْلُ، والوَكَفُ: مَا انْهَبَطَ من الأرضِ. وَقَالَ العجاجُ يصف ثوراً: يَعْلُو الدّكاديكَ ويَعْلُو الوَكَفَا (أَبُو عبيد عَن اليزيدي) : وَكِفَ الرَّجُلُ يَوْكَفُ وكَفاً إِذا أثِمَ. وَقَالَ ابْن السّكيت: الوَكَفُ الإثْمُ. يُقَال: مَا عَلَيْك فِي هَذَا وَكَفَ، والوَكفُ: العيبُ أَيْضا. وَأنْشد: الحافِظُو عَوْرَةِ العَشِير وَلاَ يَأْتِيِهِمُ مِنْ وَرَائِهِم وَكَفُ قَالَ: والوَكْفُ: النِّطْعُ. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب: ومُدَّعسٍ فيهِ الأنيضُ اخْتَفَيتُه بجَرْدَاءَ مِثْلِ الوَكْفِ يَكْبُو غُرَابُها بجَرْدَاءَ يَعْني أَرضًا ملساءَ لَا تُنْبِتُ شَيْئا، يكْبُو غُرَابُ الفَأسِ عَنْهَا لصلابتها إِذا حُفِرَت. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الوكْفُ من الأرضٍ: الفِنْعُ يَتَّسِعُ، وَهُوَ جَلَدٌ، طِينٌ وحَصًى، وجمعُه: أوْكافٌ. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّه قَالَ: (مَنْ مَنَحَ مِنْحَةً وَكُوفاً فَلهُ كَذَا وكَذا) . قَالَ أَبُو عبيد: الوَكُوفُ هِيَ الغَزِيرَةُ الكثيرةُ الدَّرِّ وَمن هَذَا قيلَ: وَكَفَ البَيْتُ بالمطرِ، ووَكَفَتِ العَيْنُ بالدمْعِ. وَقَالَ شمرٌ: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الوَكُوفُ: الَّتِي لَا يَنْقطِعُ لبنُها سَنَتَها جَمعَاءَ. (أَبُو عبيد عَن أبي عمرٍ و) : وَكَفَ البيتُ، وأَوْكَفَ، ومصدرُ وَكَفَ: الوَكْفُ والوَكِيفُ. وَفِي حَدِيث آخر: (أَهْلُ القُبُورِ يَتَوكَّفُونَ الأخْبَارَ) . قَالَ أَبُو عبيد: معنى يَتَوَكَّفُونَ: يَتَوقَّعُونَ. يقالُ: هُوَ يتَوَكَّفُ خَبَراً يَرِدُ عَلَيْهِ أَي يتوقَّعهُ. وَقَالَ اللَّيْث: الوَكْفُ: وَكْفُ البَيْتِ، مثل الجَنَاحِ يكون على الكَنِيفِ. وَقَالَ اللحياني: وكَفَتِ العَيْنُ تَكِفُ وَكْفاً وَوَكِيفاً، ووُكُوفاً، ووَكَفَاناً، قالَ: وسحابٌ وَكُوفٌ إِذا كانَ يسيلُ قَلِيلا قَلِيلا. وجاءَ فِي حَدِيث مَرْفُوعٍ (أَنَّ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَوَضَّأَ فاسْتَوْكَفَ ثَلاَثاً) . قَالَ غيرُ واحدٍ: مَعْنَاهُ أنّه غسلَ يَدَيْهِ حتّى وكَفَ الماءُ من يَدَيْهِ أَي قَطَرَ. وَقَالَ حُمَيْدُ بن ثوْرٍ يصفُ الْخمر: إذَا اسْتُوكِفَتْ باتَ الغويُّ يشُمُّهَا كَمَا جَسَّ أَحْشَاءَ السَّقِيمِ طَبِيبُ أرادَ إِذا اسْتُقْطِرَتْ. وَقَالَ اللحياني: أوْكَفْتُ البَغْلَ أُوكِفهُ إيكافاً، وَهِي لُغَة أهل الْحجاز. وتميمٌ تقولُ: آكَفْتُهُ أوكفه إيكافاً، وَهِي لُغَة أَهْلِ ذَلِك الشِّقِّ.

وَقَالَ بعضُهُم: وكَّفْته توْكِيفاً، وأكَّفْتُه تأكِيفاً، والاسْمُ: الوِكافُ، والإكافُ. وَيُقَال: هُوَ يَتَوكَّفُ عِيالَهُ وحشَمَه أَي يَتَعَهَّدُهُم ويَنْظُرُ فِي أُمورِهم. وَيُقَال: واكَّفْتُ الرّجُلَ مواكفةً فِي الحربِ وغيرِها إِذا واجهتُه وعارضته. وَقَالَ ذُو الرّمّة: مَتَى مَا يُوَاكِفْهَا ابْنُ أُنْثَى رَمَتْ بِهِ مَعَ الجَيْشِ يَبْغِيْهَا المَغَانِم يَثْكَلِ أفك: قَالَ اللَّهُ جلَّ وعزَّ: {مُّخْتَلِفٍ يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ} (الذاريات: 9) . قَالَ الْفراء يَقُول: يُصْرَفُ عَنِ الإيمَانِ مَنْ صُرِفَ، كَمَا قَالَ: {قَالُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ} (الْأَحْقَاف: 32) يَقُول لتَصْرِفَنَا وتَصُدَّنَا. وقولُ الله: {وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ} (التَّوْبَة: 7) . قَالَ الزّجاج: المُؤْتَفِكَاتُ: جمعُ مُؤْتَفِكَةٍ، ائْتَفَكَتْ بهِمُ الأرضُ أَي انقلبت. يُقَال: إنّهم قومُ لُوطٍ، وَيُقَال: إنَّهم جميعُ مَنْ أُهلِكَ، كَمَا يُقَال للهالك: قَدِ انقلبتْ عَلَيْهِ الدّنيا. وروى النَّضْرُ بن أَنَسٍ عَن أبِيهِ أَنه قَالَ: (أَي بُنَيَّ لَا تَنْزِلَنَّ البَصْرَة فَإِنَّهَا إحْدَى المُؤْتَفِكَاتِ قد ائْتَفَكتْ بِأَهْلِهَا مَرَّتَيْنِ، وَهِي مُؤْتَفِكَةٌ بهم الثَّالِثَة) . قَالَ شمرٌ يَعْنِي بالمؤتفكة أَنَّهَا قد غَرِقَت مَرَّتَينٍ، قَالَ: والائتفاكُ عِنْد أهل الْعَرَبيَّة: الانْقِلابُ كَقَرْيَاتِ قومِ لُوط الَّتِي ائتفكت بِأَهْلِهَا أَي انقلبت. وَقَالَ فِي قَول رؤبة: وجَوْزِ خَرْقٍ بالرِّيَاحِ مُؤْتَفِكْ أَي اخْتلفت عَلَيْهِ الأرْوَاحُ مِن كلِّ وَجْهٍ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : أَفَكَ يَأْفِكُ، وأَفِكَ يأْفَكُ إِذا كذبَ، والإفْكُ: الإثْمُ، والإفْكُ: الكَذِبُ. (أَبُو عبيد عَن الْكسَائي) : تقولُ العربُ: يَا لِلأفِيكَةِ، وَيَا لَلإفِيكَةِ بِكَسْر اللامِ وفَتْحِها؛ فمَنْ فَتَحَ اللَّام فَهِيَ لامُ الاستغاثةِ، وَمن كسرهَا فَهِيَ تَعَجُّبٌ، كَأَنَّهُ قَالَ: يأيُّهَا الرّجُلُ اعْجَبْ لهَذِهِ الأفِيكَةِ، وَهِي: الكِذْبَةُ الْعَظِيمَة، وأرضٌ مأفُوكةٌ، وَهِي الَّتِي لم يُصِبْهَا المطرُ فأمْحَلَتْ. وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: كأنّهَا وَهْيَ تَهَاوى تَهْتَلِكْ شمْسٌ بِظِلِّ ذَا بِهَذَا يأْتَفِكْ قَالَ يَصِفُ قَطَاةً باطِنُ جَناحِها أسودُ، وظاهِرُه أبيضُ، فشبّه السوادَ بالظُّلْمَة، وَشبه البياضَ بالشّمْسِ، ويأتفِكُ أَي ينْقِلبُ. وَقَالَ اللَّيْث: الأفِيكُ الَّذِي لَا حَزْمَ لَهُ وَلَا حِيلة، وَقَالَ الراجزُ: مَالِي أَرَاكَ عاجِزاً أَفِيكَا والأفَّاكَ: الَّذِي يَأفِكُ النّاسَ أَي يصُدُّهُمْ

عَن الحقِّ بباطله. والمأفوكُ: الَّذِي لَا زَوْرُ لَهُ. (شمرٌ) : أُفِكَ الرجُلُ عَن الخيْرِ أَي قُلِبَ عَنهُ وصُرِفَ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: ائْتفكَتْ تِلْكَ الأرْضُ أَي احترقت من الجَدْبِ. ك ب (وَا يء) كبا، كأب، كوب، وكب، بكا، بكأ، بوك، كَوْكَب: (مستعملة) . كبا: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّه قَالَ: (مَا أَحَدٌ عَرَضْتُ عَلَيْهِ الإسْلاَمَ إِلَّا كَانَت لَهُ عِنْده كَبْوَةٌ غَيْرَ أبي بَكْرٍ فإنّه لم يَتَلَعْثَم) . قَالَ أَبُو عبيد: الكَبْوَةُ: مثل الوَقْفَةِ تكُونُ عِنْد الشَّيْء يكرهُه الإنسانُ يُدْعَى إِلَيْهِ أَو يُرَادُ مِنْهُ، وَمِنْه قيل: كَبَا الزَّنْدُ فَهُوَ يَكْبُو إِذا لم يُخْرِجْ شَيْئا. والكَبْوَةُ فِي غَيْرِ هَذَا: السُّقوطُ للوجْهِ. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب يصفُ ثوراً رُمِيَ فَسقط: فكَبَا كَمَا يَكْبُوا فَنِيقٌ تارِزٌ بالخَبْتِ إِلَّا أنّه هُوَ أبْرعُ (أَبُو نصر عَن الْأَصْمَعِي) : كَبَا يَكْبُو كَبْوَةً إِذا عَثَر. وكَبَا الفرسُ يَكْبُو إِذا ربَا وانتفخ من فَرَقٍ أَو عَدْوٍ. وَقَالَ العجاج: جَرَى ابنُ لَيْلَى جِريةَ السَّبُوحِ جِرْيةَ لَا كابٍ وَلَا أنُوحِ وَيُقَال: فلانٌ كابِي الرّمادِ أَي عظيمُه مُنتفِخُه أَي أنّه صاحبُ إطْعَامٍ كثير. وَيُقَال: أكْبَى الرجلُ إِذا لم تَخرجْ نَارُ زَنْدِه. وَيُقَال للكُناسة تُلْقَى بفِنَاءِ الْبَيْت: كباً مقصورٌ، والأكْبَاءُ للْجَمِيع، وأمّا الكِبَاءُ مَمْدُود فَهُوَ البَخُورُ. يُقَال: كَبَّى ثَوْبه تكْبِيةً إِذا بخَّرَه. وَقَالَ اللَّيْث: الفرسُ الكابِي: الَّذِي إِذا أَعْيا قَامَ فلمْ يَتَحرَّكْ من الإعياء، وَالتُّرَاب الكابي: الَّذِي لَا يَستقرُّ على وَجه الأرضِ. وَقَالَ غيرُه: نارٌ كابِيَةٌ إِذا غَطّاها الرّمادُ والجمرُ تحتهَا. وعُلْبةٌ كَابِيةٌ: فِيهَا لَبنٌ عَلَيْهَا رَغْوَة. ورَجلٌ كابِي اللَّوْنِ: عَلَتْهُ غَبْرَةٌ. وكَبَا الغُبارُ إِذا لم يَطِرْ وَلم يتحرَّكْ. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: يقالُ فِي مثل: (الهابِي شرٌّ من الكابي) . قَالَ: والكابي: الفَحْمُ الَّذِي قد خمَدت نارُه فكَبا، أَي خلا من النَّار، كَمَا يُقَال: كَبَا الزَّنْدُ إِذا لم تَخرجْ مِنْهُ نارٌ، وكَبا الفرسُ إِذا حُنِذ بالجِلالَ فَلم يَعْرَقْ. والهابي: الرّمادُ الَّذِي تَرَفَّتَ وهَبا، وَهُوَ قبْلَ أَن يَكون هباءً كَابٍ. ورَوَى إسماعيلُ بن خَالِد عَن يزيدَ بنِ أَبي

زِيَاد عَن عبد الله بن الْحَارِث بن نَوْفل عَن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب أنّه قَالَ: قلتُ يَا رسولَ الله: إِن قُريشاً جَلَسُوا فتذاكروا أحسابَهم فَجعلُوا مَثَلَكَ مَثَلَ نخلةٍ فِي كَبْوةٍ من الأَرْض، فَقَالَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إنَّ الله خَلَقَ الخلقَ فجعلنِي فِي خَيرهمْ، ثمَّ حِين فرَّقهم جعلني فِي خيرِ الْفَرِيقَيْنِ، ثمَّ جعلهم بُيُوتًا فجعلني فِي خير بُيُوتهم، فأَنَا خَيْرُكُم نَفْساً، وخَيْرُكُم بَيْتا) . قَالَ شمر: قولُه: فِي كَبْوة، لم نَسْمَع فِيهَا من عُلَمَائِنَا شَيْئا، وَلَكنَّا سمِعنا الكِبَا، والكُبَةَ، وَهُوَ الكُناسةُ والتّراب الَّذِي يُكْنَسُ. وَقَالَ خالدٌ: الكُبِين: السَّرْجينُ، الْوَاحِدَة: كُبَةٌ. (قلت) : الكُبَةُ: الكُنَاسة، من الْأَسْمَاء النَّاقِصَة، أصْلُها: كُبوْةٌ، بِضَم الْكَاف، مثل القلَة، أصلُها: قُلْوَةٌ، والثُّبَةُ أَصلُها: ثُبْوَةٌ، وكأنَّ المحدِّثَ لم يَضْبِطْه فَجعله كَبْوَةً. وَمِنْه يُقَال: كَبَا الفرسُ إِذا رَبًّا وانتفخَ. وَيُقَال: اكْتَبى إِذا تَبَخَّرَ بالعُودِ. وَقَالَ أَبو دُوَادٍ: تَكْتَبِينَ الْيَنْجُوجَ فِي كُبَةِ المَشْ تَى وبُلْهٌ أَحْلامُهنَّ وِسامُ قولُه: بُلْهٌ أحلامُهنَّ وسام، أَرَادَ أنَّهنَّ غافلاتٌ عَن الخَنَا والخِبِّ. وَقَالَ الْكُمَيْت: وبالعَذَوَاتِ مَنْبِتُنا نُضَارٌ ونَبْعٌ لَا فَصَافِصُ فِي كُبِينَا أرادَ أنّا عربٌ نشأنا فِي نُزْهِ الْبِلَاد، ولسنا بحاضرةٍ نشأوا فِي القُرَى. كأب: وَقَالَ اللَّيْث: كَئِبَ يَكأَبُ كآبةً، وكأْبةً وكأْباً، فَهُوَ كَئِبٌ وكَئيبٌ، واكْتَأَبَ اكتئاباً. وَيُقَال: مَا الَّذِي أكأبَك؟ . والكَأْباءُ: الحُزن الشديدُ على فَعْلاَءَ. كوب: قَالَ الله جلّ وعزّ: {تُحْبَرُونَ يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ} (الزخرف: 71) . قَالَ الْفراء: الكُوبُ الْكوز المستديرُ الرّأْسِ الَّذِي لَا أُذنَ لَهُ. وَقَالَ عديُّ بن زيد: مُتَّكِئاً تُصْفَقُ أبوابُه يَسْعَى عَلَيْهِ العبْدُ بالكوبِ (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : كَابَ يَكُوبُ إِذا شَرِب بالكُوبِ. قَالَ: والكَوَبُ: دِقّةُ الْعُنُق وعِظَمُ الرّأْسِ. وكب (كَوْكَب) : وَقَالَ اللَّيْث: الوَكَبُ: سوادُ اللّوْنِ من عِنَبٍ أَو غير ذَلِك إِذا نَضِج. وَقد وكّبَ العِنبُ تَوْكِيباً إِذا أخَذ فِيهِ تكوينُ السّواد، واسمُه فِي تِلْكَ الْحَال: مُوَكِّبٌ. (قلت) : الَّذِي نَعرفُه فِي أَلْوان الأعْناب والأرْطَاب إِذا ظَهر فِيهِ أَدنى سوَادٍ أَو

صُفْرةٍ: التَّوْكِيتُ، وبُسْرٌ موكِّتُ، وَهَذَا معروفٌ عِنْد أَصْحَاب النخيل فِي القُرَى العربيَّة. وأمّا الوَكَبُ بِالْبَاء فَإِن أَبَا الْعَبَّاس روى عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الوَكَبُ: الوَسَخُ. يُقَال: وَكِبَ الشيءُ يَوْكَبُ وكَباً، ووَسِبَ وَسَباً، وحَشِنَ حشناً إِذا رَكبه الوسَخُ والدَّرَنُ. وَقَالَ اللَّيْث: الوَكَبانُ: مِشْيةٌ فِي دَرَجَانٍ. تَقول: ظَبْيَةٌ وكُوبٌ، وعَنْزٌ وكُوبٌ، وَقد وَكَبَتْ تَكِبُ وُكوباً. وَمِنْه: اشتُقَّ اسمُ المُوْكِب. وَقَالَ الشَّاعِر: لَهَا أُمٌّ مُوَقّفَةٌ وكُوبٌ بحيثُ الرَّقْوُ مَرْتَعُها البَرِيرُ وَقَالَ ابْن السّكيت: أَوْكَبَ البعيرُ إِذا لَزِم الموكِبَ. وَقَالَ الرِّياشيُّ: أَوْكَبَ الطائرُ إِذا نَهَضَ للطَيران. وَأنْشد: أَوْكَبَ ثمَّ طارا وناقةٌ مُواكِبَةٌ: تُسايرُ الموكبَ، والتّوْكيبُ: المقاربة فِي الصِّرَار. وَقَالَ اللّحياني، يُقَال: فلَان مُواكِبٌ عَلَى أمره، ووَاكِبٌ، ومُواصِبٌ ووَاصب، بِمَعْنى المثابِر المواظِب وَنَحْو ذَلِك. قَالَ الأصمعيّ: وَذكر اللَّيْث: الكَوْكَبَ فِي بَاب الرُّباعيّ، ذهب إِلَى أنّ الْوَاو أصليَّةٌ، وَهُوَ عِنْد حُذّاق النحويِّين كَوْكَب من بَاب وكب، صُدِّرَ بكافٍ زَائِدَة. وَقَالَ أَبُو زيد: الكَوْكَبُ: البياضُ فِي سوادِ الْعين، ذَهب البصرُ لَهُ أَو لم يذهب. وَقَالَ اللَّيْث: الكَوْكَبُ مَعْرُوف من كواكب السّماءِ، ويُشبَّه بِهِ النَّوْرُ فيسمّى كوكَباً. وَقَالَ الْأَعْشَى: يُضَاحِكُ الشَّمسَ مِنْهَا كوكبٌ شَرِقٌ مُؤَزَّرٌ بِعَميمِ النَّبْتِ مُكْتَهِلُ وَيُقَال لقَطرات الجليد الَّتِي تقعُ عَلَى البَقْل بِاللَّيْلِ: كوكبٌ أَيْضا، والكوكبُ: شِدَّةُ الحرِّ ومُعْظمُه. وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَيَوْم يَظَلُّ الفرْخُ فِي بيتِ غَيْرِه لَهُ كوكبٌ فَوقَ الحِدَابِ الظواهرِ وَيُقَال للأمْعَزِ إِذا توقَّدَ حَصاَه ضَحاءً: مُوْكِبٌ. قَالَ الْأَعْشَى: تَقْطَعُ الأمْعَزَ المُكوكِبَ وَخْداً بِنَواجٍ سريعةِ الإيغالِ وكَوكبُ كلِّ شيءٍ: معظمُه، مثلُ كَوْكَب العُشْبِ، وكوكبِ المَاء، وكَوكبِ الجَيش: وَقَالَ الشَّاعِر يصفُ كَتِيبَةً: ومَلْمُومَةٍ لَا يَخْرِقُ الطّرْفُ عَرْضَها

لَهَا كَوكَبٌ فَخْمٌ شديدٌ وُضوحُها ويومٌ ذُو كَواكبَ إِذا وُصف بالشدّة كَأَنَّهُ أَظْلَمَ بِمَا فِيهِ من الشدائدِ حَتَّى رُؤِي كواكِبُ السَّمَاء. وَمِنْه قولُ طرفَة: وتُرِيه النَّجْمَ يَجري بالظُّهُرْ وَقَالَ: تُرِيه الكواكِب كفرا وبِيضاً. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : غلامٌ كَوكبٌ إِذا تَرَعْرع وحَسُنَ وجْهُه. وَقَالَ المؤرِّجُ: الكوكبُ: الماءُ، والكَوكبُ: السّيفُ، والكوكَبُ: سيِّدُ الْقَوْم. (قلت) : وسمعْتُ غيرَ واحدٍ من الْعَرَب يَقُول: الزُّهرَةُ من بينِ الْكَوَاكِب: الكوكَبَةُ يُؤَنِّثونَها، وَسَائِر الْكَوَاكِب تُذكَّرُ، فَيُقَال: هَذَا كوكبٌ قد طلَع. قَالَ الله جلّ وعزّ: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ الَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً} (الْأَنْعَام: 76) . ومِثْلُ الْكَوْكَب: القَوْقَلُ، والشَّوْشَبُ، وأمَّا شَوْزَبٌ فَهُوَ (فَوْعَلٌ) من شَزَبَ. بكا: البُكَا يُقْصَرُ ويمَدُّ، قَالَ ذَلِك الفرّاء وغيرُه وَأنْشد: بكَتْ عَيْنِي وحُقَّ لَهَا بُكَاها وَمَا يُغْنِي البُكَاءُ وَلَا العَويلُ وَقد بَكَى الرجلُ يَبْكِي، فَهُوَ باكٍ. وباكَيْتُ فلَانا فبكَيْتُه إِذا كنتَ أكْثَر بُكَاءً مِنْهُ. (ثَعْلَب عَن الْأَصْمَعِي وَأبي زيد) قَالَا: بَكَيْتُ الميِّتَ وبكَّيْتُه كِلَاهُمَا إِذا بَكَيْتَ عَلَيْهِ، وأَبكَيْتُه إِذا صنَعْتَ بِهِ مَا يَحمِلُه عَلَى الْبكاء. بكأ: الْأَصْمَعِي: بَكُؤَتِ الناقةُ والشّاةُ تَبْكُؤُ بَكَاءً إِذا قَلَّ لبنُها، وناقةٌ بَكِيئَةٌ وَهِي القليلةُ اللّبَنِ. وَأنْشد أَبُو عبيد: ولَيَأْزِلَنَّ وتَبْكُؤَنَّ لِقَاحُه ويُعَلِّلَنَّ صَبِيَّهُ بسَمَارِ هَكَذَا سمِعنا فِي كتاب (غَرِيب الحَدِيث) بَكُؤَتْ تبكُؤُ، وأقرأنا الإياديُّ فِي كتاب (المصنَّف) لشمرٍ عَن أبي عبيد عَن أبي عمرٍ و: بَكَأَتِ الناقةُ تَبْكَأُ إِذا قلَّ لبنُها. وَقَالَ أَحْمد بن يحيى فِي تَفْسِير حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (نحنُ مَعَاشِرَ الأنْبِياءِ فِينَا بكْءٌ) قَالَ: مَعْنَاهُ فِينا قِلّةُ كلامٍ إلاَّ فِيمَا نحتاجُ إِلَيْهِ، مثل بَكْءِ الناقةِ إِذا قَلَّ لبنُها) . وَقَالَ أَبُو زيدٍ: بكَأَتِ النّاقةُ تَبْكَأُ، وبكُؤَتْ تَبْكُؤُ بَكَاءٍ وبَكْأً، كلُّ ذَلِك مهموزٌ، وجمعُ البَكِيئَةِ من النُّوقِ: بَكَايَا. بوك: (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : البَوْكُ: سِفَاد الحِمَارِ، والبَوْكُ: تَثْوِيرُ الماءِ. يُقَال: باكَ العَيْنُ يَبُوكُهَا، وَفِي الحَدِيث (أَنَّ بَعْضَ المُنَافِقِينَ باكَ عَيْناً كانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَدْ وَضَعَ فِيهَا سَهْماً) . والبَوْكُ: البَيْعُ، وَحكي عَن أَعْرابيَ أنّه قَالَ: (مَعِي دِرْهَمٌ بَهْرَجٌ لَا يُبَاكُ بِهِ شيءٌ)

أَي لَا يُبَاعُ. قَالَ: وباكَ إِذا اشْتَرَى، وَبَاكٍ إِذا باعَ وباكَ إِذا جَامع. وَيُقَال: لَقِيتُه أَوَّلَ صَوْكٍ وبَوْكٍ أَي أَوَّلَ مَرَّةٍ، قَالَه الأصمعيّ وَأَبُو زيد. وَقَالَ: هُوَ كَقَوْلِك: لَقِيتُه أَوّل ذاتِ يَدَيْنِ. وَفِي الحَدِيث (أنَّ المُسْلِمينَ بَاتُوا يَبُوكُونَ حِسْيَ تَبُوكَ بِقدْحٍ) ، فَلذَلِك سميت: تَبُوكَ، أَي يُحَرِكُونَه ويُدْخِلُونَ فِيهِ القِدْحَ، وَهُوَ السّهْمُ لِيَخْرُجَ مِنْهُ الماءُ، وَمِنْه يُقَال: باكَ الحِمَارُ الأتانَ. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : البائِكُ والفَاثِجُ: النَّاقة الْعَظِيمَة السَّنَامِ، والجميع البَوَائِكُ. وَقَالَ النَّضْرُ بن شُمَيْل: بَوَائكُ الإبلِ: كِرَامُها وخِيَارُها. ك م (وَا ي ى) كمى، كمأ، (كمؤ) ، كوم، وَكم، أكم، مكا، ومك. كمى: قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: اخْتلف الناسُ فِي الكَمِيِّ من أَيِّ شيءٍ أُخِذَ؟ . فَقَالَ طائفةٌ: سُمِّيَ كمِيّاً لِأَنَّهُ يَكْمِي شجاعَتَه لوَقْتِ حَاجته إِلَيْهَا، وَلَا يُظْهِرُها مُتَكَثِّراً بهَا، ولكنّه إِذا احتاجَ إِلَيْهَا أَظْهَرَها. وَقَالَ بعضُهم إِنَّمَا سُمِّيَ كَمِيّاً لأنَّه لَا يَقْتُلُ إلاَّ كَمِيّاً، وَذَلِكَ أَن العربَ تأْنفُ من قَتْلِ الأخِسَّاء. والعربُ تقولُ: القومُ قد تُكمُّوا، وقَدْ تشُرِّفُوا وتُزُوِّرُوا إِذا قُتِلَ كمِيُّهُمْ وشَرِيفُهُمْ وزَوَيْرُهُم، وَمِنْه قولُه: بَلْ لَوْ شَهِدْتَ القَوْمَ إِذا تُكُمُّوا وَقَالَ ابْن بُزُرْجَ: رَجُلٌ كَمِيٌّ بَيِّنُ الكِمَايَةِ. وَقَالَ: والكَمِيُّ على وَجْهَيْنِ: الكَمِيُّ فِي سِلاَحِهِ، والكَمِيُّ: الحافظُ لِسِرِّه. قَالَ: والكامِي للشَّهَادَة: الَّذِي يَكْتُمُهَا. وَيُقَال: مَا فلانٌ بِكَمِيَ وَلَا نَكِيَ أَي لَا يَكْمِي سرَّهُ، وَلَا يَنْكِي عدُوَّه. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: كلَّ مَنْ تَعَمَّدْتَه فقد تكَمَّيْتَه، وَسمي الكَمِيُّ كَمِيّاً لأنَّه يتَكَمَّى الأقْرَانَ أَي يَتَعَمَّدُهُم. وَقَالَ: وأَكْمَى: كَتَمَ شَهَادَتَه، وأَكْمَى: سَتَر مَنْزلَه مِنَ العُيُون. وأَكْمَى: قَتَل كَمِيَّ العَسْكَرِ. وَقَالَ اللَّيْث: تَكَمَّتْهُمُ الفِتْنَةُ إِذا غَشِيَتْهُم، وتَكَمَّى فِي سِلاَحِهِ إِذا تَغَطَّى بِهِ. وَفِي الحَدِيث (أنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنَّه مَرَّ على أبْوَابِ دُورِ مُسْتَفِلةٍ. فَقَالَ: اكْمُوهَا أَي اسْتُرُوهَا لِئَلاَّ تقعَ عيونُ الناسِ عَلَيْهَا. كوم: ورُوي من وَجه آخر ... أكِيمُوها) أَي ارْفَعُوهَا لِئَلاَّ يَهْجُمُ السَّيْلُ عَلَيْهَا، مأخوذٌ من الكَوْمَةِ وَهِي الرَّمْلَةُ المُشْرِفَةُ، وَمن النَّاقةِ الكَوْمَاءِ، وَهِي الطَّوِيلَة السَّنَامِ،

والكَوَمُ: عِظَمٌ فِي السَّنَامِ. وَيُقَال لِلْفَرسِ فِي السِّفَادِ: كامَ يكُومُ كَوْماً، وَكَذَلِكَ كلّ ذِي حافرٍ من بَغْلٍ أَو حِمَارٍ. وَيُقَال للعقربِ أَيْضا: كامَ يكُومُ كَوْماً، وَأنْشد أَبُو عبيد: كأنّ مَرْعَى أُمَّكُمْ إذْ غَدَتْ عَقْرَبَةٌ يكُومُهَا عُقْرُبَان (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : يُقَال للحمار باكَهَا، وللفرس: كامَها. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: كامَ الحِمَارُ أَيْضا. وَقَالَ ابْن شميلٍ: الكُومَةُ: تُرَاب مجتمعٌ طُولُه فِي السَّمَاء ذرَاعَانِ وثُلُثٌ، ويكونُ من الْحِجَارَة والرّمْلِ، والجميع: الكُومُ. وَقد كَوَّمَ الرّجُلُ ثِيَابَه فِي ثَوْبٍ واحدٍ إِذا جمعهَا فِيهِ. وَفِي الحَدِيث (أنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَأَى فِي نَعَمِ الصَّدَقَةِ نَاقَة كَوْمَاءَ) وَهِي الضَّخْمَةُ السّنَامِ، وبَعيرٌ أكْوَمُ، والجميعُ: كُومٌ، وَقَالَ الشَّاعِر: رِقابٌ كالمَوَاجِنِ خاظِيَاتٌ وأَسْتَاهٌ على الأكْوَارِ كُومُ والاكْتِيامُ: القُعُودُ على أَطْرَافِ الْأَصَابِع، تَقول: اكْتَمْتُ لَهُ، وتَطَالَلْتُ لَهُ، ورَأَيْتُه مُكْتَاماً على أَطْرَافِ أَصَابِع رِجْلِه. كمأ: (أَبُو عبيد عَن الْكسَائي) : كَمِىءَ الرَّجُلُ يَكْمَأَ كَمَأً، مَهْمُوزاً إِذا حَفِيَ وَعَلِيهِ نَعْلٌ، وَأنْشد شمرٌ: وأَنْشُدُ بِاللَّه مِنَ النَّعْلَيْنِهْ نِشْدَةَ شَيْخٍ كَمِىءِ الرِّجْلَيْنِهْ وَقَالَ الْكسَائي أَيْضا فِيمَا رَوَى أَبُو عبيد عَنهُ: فَإِن جَهِلَ الرَّجُلُ الخَبرَ قَالَ: كَمِئْتُ الأخبارَ أَكْمأُ عَنْهَا، وغَبِيتُ عَنْهَا: مثلُها. (شمرٌ) : الكَمَّاءُ الَّذِي يتَّبعُ الكَمْأَةَ، وسمعتُ أعرابيّاً يَقُول: بَنو فلانٍ يَقْتلُونَ الكَمّاءَ والضَّعِيفَ. (أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر) : الكَمْأةُ: هِيَ الَّتِي إِلَى الغُبْرَةِ والسّوادِ، والجَبْأَة إِلَى الحُمْرة، والفِقَعَةُ: البِيضُ. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم كَمْءٌ للْوَاحِد، وجمْعُه: كَمْأةٌ، وَلَا يُجْمعُ على فَعْلَة إلاَّ كمْءٌ وكَمْاةٌ، ورَجْلٌ ورَجْلَة. وَيُقَال: خرجَ المُتَكَمِّئُونَ، وهم الَّذين يطلُبَون الكَمْأةَ، وأكْمأتِ الأرضُ فَهِيَ مُكْمِئَةٌ إِذا كَثُر كَمْأتُها. (شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي) : يجمعُ كَمْءٌ: أكْمُؤاً، وَجمع أَكْمُؤ: كَمْأةٌ. وَقَالَ غَيره يُقَال للواحدةِ: كمأةٌ. وَحكى شمرٌ عَن زَيدِ بن كَثْوَةَ مثلَ مَا قَالَ أَبُو الْهَيْثَم. (أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي) : تلَمَّعَتْ عَلَيْهِ الأرْضُ، وتكَمَّأَت عَلَيْهِ إذَا غَيَّبَتْه

وَذَهَبت بِهِ. أكم: قَالَ اللَّيْث: الأكَمَةُ: تَلٌّ منَ القُفِّ، والجميعُ: الأكَمُ والإكَامُ والأكُمُ، والآكامُ، وَهُوَ حَجَرٌ واحِدٌ. والمأْكَمَتانِ: لَحْمَنَانِ بَين العَجُزِ والمَتْنَيْنِ والجميعُ: المآكِمُ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الأكَمةُ: قُفٌّ غيرَ أنّ الأكمَة أَطْوَلُ فِي السَماءِ وأَعْظمُ. وَيُقَال: الأكَمُ: أَشْرَافٌ فِي الأرضِ كالرَّوَابِي. يُقَال: هُوَ مَا اجتمعَ من الْحِجَارَة فِي مكانٍ وَاحِد، فرُبَّما غَلُظَ، وَرُبمَا لم يغلُظُ. وَيُقَال: الأكمَةُ: مَا ارْتَفع على القُفِّ مُلَمْلَمٌ مُصَعِّدٌ فِي السّماءِ، كثيرُ الْحِجَارَة. وَيُقَال: أُكْمٌ لجَمِيع الأكمَةِ. وروى ابنُ هانىءٍ عَن زَيْد بن كَثْوَة أَنَّه قَالَ: من أَمْثَالِهِم (حَبَسْتُمُوني ووَرَاءَ الأكمَةِ مَا ورَاءَهَا) قالتْها امرأةٌ كَانَت واعَدَت تبَعاً لَهَا أَنْ تأْتِيَهُ ورَاءَ الأكمَةِ إِذا جَنَّ رُؤيٌ رُؤْياً فَبَيْنَمَا هِيَ مُعِيرَةٌ فِي مَهْنَةِ أَهلهَا إِذْ مَسَّهَا شَوقٌ إِلَى موعدها، وَطَالَ عَلَيْهَا المُكْتُ وصَخِبَتْ فَخَرَجَ مِنْهَا الَّذِي كَانَت لَا تُريدُ إظْهَارَه. وَقَالَت: (حبَسْتُمُونِي ووَرَاءَ الأكمَةِ مَا ورَاءَهَا) . يُقَال ذَلِك عِنْد الهزء بكُلِّ مَنْ أَخْبر عَن نفْسِه ساقِطاً مّا لَا يُريدُ إظْهارَهُ رؤيٌ رُؤْياً: شخْصٌ شخْصاً. مكا: قَالَ الله جلَّ وعزَّ: {وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَآءً وَتَصْدِيَةً} (الْأَنْفَال: 35) . أَخْبرنِي المنذريُّ عَن الحَرَّانِيِّ عَن ابْن السّكيت قَالَ: المُكاءُ: الصَّفيرُ. قَالَ: والأصْواتُ مضْمُومَةٌ إلاَّ حَرْفَينِ، النِّداءُ والغِنَاءُ، وَقَالَ حسان: صَلاَتُهُمُ التَّصَدِّي والمُكَاءُ وَقَالَ الليثُ: كَانُوا يطوفونَ بالبَيْتِ عُراةً يصْفِرونَ بأفْوَاهِهم، ويُصَفِّقُونَ بأيْدِيهم. (أَبُو عبيد عَن أبي زيد) قَالَ: إِذا كَانَت اسْتُه مَكْشُوفَة مَفْتُوحَة قيل: مَكَت استه تمْكو مُكَاءً. وَيُقَال للطعنة إِذا فَهَقَتْ فَاها: مَكَتْ تَمْكو، وَقَالَ عنترة: تَمْكُو فَرِيصَتُه كشِدْقِ الأعْلَمِ والمكَّاء: طائِرٌ يأْلفُ الرِّيف، وجَمْعُه: المكَاكِيُّ، وَهُوَ: فُعَّالٌ من مَكَا إِذا صَفَر. (أَبُو عبيد عَن أبي زيد) : يُقَال لجُحْرِ الثَّعْلَب والأرْنب: مَكَاً ومكْوٌ، وجمعُه أَمْكَاءٌ، ويُثَنَّى مَكاً: مَكَوانِ. وَقَالَ الشَّاعِر: بُنَى مَكَوَيْنِ ثُلِّما بَعْدَ صَيْدَنِ (عمرٌ وَعَن أَبِيه) : تَمَكَّى الغلامُ إِذا تطهَّرَ

للصَّلَاة، وَكَذَلِكَ: تَطَهّرَ وتكَرَّع. وَأنْشد: كالمُتَمكِّي بدَمِ القَتِيل (أَبُو عُبَيْدَة) : تمكَّى الفرسُ تمكِّياً إِذا ابتَلَّ بالعرَق. وَأنْشد: والقَوْدُ بَعْدَ القَوْدِ قد تَمَكيْن أَي ضَمَرْنَ بِمَا سالَ من عَرَقهنَّ. وَيُقَال: مَكِيَتْ يدُه تَمْكَى مَكاً شَدِيدا إِذا غلظَتْ. وَكم ومك: (أَبُو عبيد عَن الْكسَائي) : الْمَوْكُومُ: المَوْقُومُ: الشديدُ الحُزْن، وَقد وَكَمَهُ الأمْرُ، ووَقَمه. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الوَكْمةُ: الغَيْظَةُ المُشْبَعةُ، والوَمْكَةُ: الفَسْخةُ. (كمى) : وأمّا قولُهم: كمَا، فَهِيَ فِي الأصْل مَا أُدْخِلَ عَلَيْهَا كافُ التَّشبيه، وَهَذَا أكْثرُ الْكَلَام. وَقد قَالَ بعضُهم: إنَّ العربَ تَحْذِفُ الياءَ من كَيْمَا فتجعلُه كَمَا، وَيَقُول الرَّجُلُ لصَاحبه: اسْمَعْ كَمَا أُحَدِّثُك مَعْنَاهُ كَيْمَا أُحَدثك ويَرْفَعون بهَا الفعلَ ويَنْصُبون. قَالَ عديّ بن زيد: اسمَعْ حَدِيثا كَمَا يَوْمًا تحدِّثُه عَن ظَهْرِ غَيْبٍ إِذا مَا سائلٌ سَأَلَا مَنْ نصبَ فبمعنى كَيْ، وَمن رفعَ فَلِأَنَّهُ على غَيْرِ لَفْظِ كَيْمَا. بَاب اللفيف من حرف الْكَاف كوي، كاء، أكّ، أيك، وكي، وكك، (وكوك) ، (وكا) ، كي، كيك، كيا، كأي، أكي، كوك. كوي: قَالَ اللَّيْث: كَوَى البَيْطَارُ وغيرُه الدَّابَّة وغيرَهَا بالمِكْوَاةِ يكْوِيها كيّاً وكَيَّةً. والمِكْوَاةُ: الحديدة المُحْمَاةُ الَّتِي يكْوَى بهَا. والكَوَاءُ: فَعَّالٌ من الكَاوِي. واكْتَوَى يكْتَوِي اكْتِواءً، فَهُوَ مُكْتَوٍ. وَفِي الحَدِيث: (إنّي لأغْتَسِلُ مِنَ الجَنَابَةِ ثمَّ أَتَكَوَّى بجارِيَتِي) أَي اسْتَدْفِىءُ بمُبَاشَرَتَها. وَقَالَ اللَّيْث: الكَوُّ، والكَوَّةُ: تأْسِيسُ بِنَائِهَا مِنْ كافٍ وواوَيْنِ، ومنهمْ من يقولُ: تأسِيسُ بِنَائِها من كافٍ وَوَاوٍ وياءٍ، كأنَّ أَصْلهَا كَوْيٌ ثُم أُدْغِمَتِ الواوُ فِي الْيَاء، فجُعِلَتْ واواً مُشَدَّدَةً. وَيُقَال: كَوَّيْتُ فِي الْبَيْت كَوَّةً. والرجُلُ يَسْتَكْوِي: إِذا طَلَبَ أَنْ يُكْوَى. ويُجْمَعُ الكَوَّةُ: كُوًى، كَمَا يُقَال: قَرْيةٌ وقُرًى. وَيُقَال: كِوًى، وكِوَاءٌ. كاء: قَالَ أَبُو زيد: كِئْتُ عَن الأمْرِ كَيْأَةً إِذا مَا هِبْتَه.

وَيُقَال للرجُلِ الجبانِ: كَيْءٌ، وَأنْشد شمرٌ: وإنّي لَكَيْءٌ عَن الموئِبَاتْ إِذا مَا الرَّطيءُ انمأَى مَرْثَؤُه وأَكَأْتُ الرَّجُلَ إكاءةً وإكاءً إِذا مَا أرادَ أمرا ففاجأته على تَئِفَّةِ ذَلِك فهابَك ورَجَعَ عَنهُ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: رجُل كَيْأَةٌ، وَهُوَ الجبانُ. وَقَالَ اللَّيْث: الكأْكأَةُ: النُّكوصُ، وَقد تَكَأْكأَ إِذا انْقَدَعَ. (عمرٌ وَعَن أَبِيه) قَالَ: الكَأْكَاءُ: الجُبْنُ الهالع. قَالَ: والكأْكَاءُ: عَدْوُ اللِّصَّ. وَقَالَ أَبُو زيد: تَكَأْكَأَ الرجُلُ إِذا مَا عَيَّ بالْكلَام فَلم يقدِرْ على أَن يتكلَّمَ. أك: قَالَ الْأَصْمَعِي: الأكَّةُ: الحَرُّ المُحْتَدِمُ. يُقَال: أصابتْنَا أَكَّةٌ شديدةٌ، ويومٌ ذُو أَكِّ، وَذُو أكَّةٍ، وَقد ائتَكَّ يَوْمُنَا، وَهُوَ يومٌ مُؤْتَكٌّ، وَكَذَلِكَ: العَكُّ فِي وجُوهِهِ. وَيُقَال: إنَّ فِي نفْسِهِ عليَّ لأكَّةً، أَي حِقْداً. وَقَالَ أَبُو زيد: دَعاهُ الله بالأكَّةِ، أَي بالموْتِ. وَقَالَ اللَّيْث: الأكَّةُ: الشِّدَّةُ من شدائدِ الدَّهْرِ، وائتَكَّ فلانٌ من أَمْرٍ أَقْلَقه وأَذْلَقَه. أيك: قَالَ الله جلَّ وعزَّ: {كَذَّبَ أَصْحَابُ لْئَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ} (الشُّعَرَاء: 176) ، وقرىء: (أصحابُ لَيْكةَ) . وَجَاء فِي التَّفْسِير: أَنّ اسمَ المدينةِ كَانَ لَيْكةَ، واختارَ أَبُو عبيد هَذِه الْقِرَاءَة وجعلَ لَيْكةَ غير منصرفَةٍ. ومَنْ قرأَ: (أصحابُ الأيْكَةِ) فإنَّ الأيكةَ والأيْكَ: الشَّجَرُ الملتفُّ. وَجَاء فِي التَّفْسِير أَنَّ شجرَهم كَانَ الدَّوْمَ، وَهُوَ شجرُ المَقْلِ. وَأَخْبرنِي الإياديُّ عَن شمرٍ عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: يُقَال: أيكةٌ مِنْ أَثْلٍ، ورَهْطٌ مِنْ عُشَر، وقَصِيمةٌ من الغَضَا. وَقَالَ الزجاجُ، فِي سُورَة الشُّعَرَاء: يجوزُ وَهُوَ حسنٌ جدّاً (كَذَّبَ أصحابُ لَيْكةِ المُرْسَلِينَ) (الشُّعَرَاء: 176) بِغَيْر ألفٍ على الْكسر، على أَنَّ الأصلَ: الأيكَةِ، فأُلْقيَتِ الهمزةُ فَقيل الْيكَة، ثمَّ حُذِفَت الألفُ فَقيل: لَيْكَةِ. قَالَ: والعربُ، تَقول: الأحْمَرُ قد جَاءَنِي. وَتقول إِذا أَلْقَتِ الهمزةَ: الَحمرُ قد جَاءَنِي بِفَتْح اللَّام، واثبات ألف الوصلِ. وَيَقُولُونَ أَيْضا: لَحمرَ جَاءَنِي يُرِيدُونَ: الأحمَر. قَالَ: وإثباتُ الألِف وَاللَّام فِيهَا فِي سَائِر القُرآن يدلُّ على أنّ حذفَ الْهمزَة مِنْهَا الَّتِي هِيَ ألف الْوَصْل بِمَنْزِلَة قَوْلهم: لحمَر.

وكي: الوكَاءِ: كلُّ سَيرٍ أَو خَيطٍ يُشَدُّ بِهِ السِّقَاءُ أَو الوِعاءُ؛ وَقد أوْكيتُه بالوِكَاءِ إيكاءً إِذا شددته. وَفِي حَدِيث الزُّبير بن الْعَوام، أَنه كَانَ يُوكِي بَين الصَّفا والمَرْوَةِ سَعياً. قَالَ أَبُو عبيد: هُوَ عِنْدِي من الْإِمْسَاك عَن الْكَلَام، كَأَنَّهُ يُوكِي فَاهُ فَلَا يتكلَّمُ. ويُرْوَى عَن أَعْرَابِي أَنه سَمِع رَجلاً يتكلّمُ فَقَالَ: أوْكِ حَلْقَكَ أَي شُدَّ فمكَ واسْكُتْ. (قلت) : وَفِيه وجهٌ آخرُ هُوَ أَصَحُّ عِنْدِي مِمَّا ذهب إِلَيْهِ أَبُو عبيد، وَذَلِكَ أَنَّ الإيكاءَ فِي كلامِ العربِ يَكونُ بِمَعْنى السَّعْيِ الشَّديد. والدليلُ على ذَلِك قَوْله فِي الحَدِيث: أَنه كَانَ يُوكِي مَا بَينهمَا سَعْياً. وَفِي (نَوَادِر الأعرابِ) المحفوظةِ عَنْهُم: المُوكِي: الَّذِي يَتَشَدَّدُ فِي مشيِهِ، فَمَعْنَى الإيكاءِ: الاشتدادُ فِي الْمَشْي. وَيُقَال: فلانٌ مُوكِي الغُلْمَةِ، ومُزِكُّ الغُلْمَةِ، ومُشِطُّ الغُلْمة إِذا كَانَت بِهِ حاجةٌ شديدةٌ إِلَى الخِلاَطِ. (قلت) : وَإِنَّمَا قيل لِلّذِي يَشْتَدُّ عَدْوُه: مُوكٍ، لِأَنَّهُ كأنّه مَلأ هَوَاء مَا بَيْنَ رِجْليه عَدْواً وأَوْكَى عَلَيْهِ. والعربُ تقولُ: مَلأ الفرسُ فُرُوجَ دَوَارِجِه عَدْواً إِذا اشتدَّ حُضْرُه، والسِّقَاءُ إِنَّمَا يُوكَى عَلَى امْتِلاَئِه. وَقَالَ اللَّيْث: تَوَكَّأَتِ الناقةُ، وَهُوَ تَصَلُّقَها عِنْد مَخاضِها. والتَّوكُّؤُ: التحامُلُ على الْعَصَا فِي المَشْيِ. يُقَال: هُوَ يَتَوكَّأُ علَى عصاهُ، ويتَّكِىءُ. قَالَ: والعربُ تَقول: أوكَأْتُ فلَانا إِذا نَصَبْتَ لَهُ متَّكَأ، وأتْكَأْتُه إِذا حَمَلْته على الإتِّكَاءِ. وَقَالَ أَبُو زيد: أَتْكَأْت الرَّجُلَ إتْكَاءً إِذا وسَّدْتَهُ حَتَّى يتَّكِىءَ. وَيُقَال: اسْتَوْكَتِ الإبلُ اسْتِيكَاءً إِذا امْتَلأَتْ سِمَناً. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: اسْتَوْكَى بطن الإنْسَانِ، وَهُوَ أَنْ لَا يَخْرُجَ مِنْهُ نَجْوُه، وَيُقَال للسِّقَاءِ وَنَحْوه إِذا امْتَلَأَ: قد اسْتَوْكَى، وَإِذا كانَ فَمُ السِّقَاءِ غَلِيظَ الأدِيمِ قيل: هُوَ لَا يَسْتَوْكِي، وَلَا يَسْتَكْتِبُ. وكك: (أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: الوَكُّ: الدَّفْعُ، والكَوُّ: الكِنُّ. وروى ابْن حبيب عَن ابْن الْأَعرَابِي أنَّه قَالَ: يُقَال: ائْتَزَرَ فلانٌ إزْرَةَ عَكَّ وَكَّ، وَهُوَ أَنْ يُسْبِلَ طَرَفَيْ إزَارِه، وَأنْشد: إِن زُرْتَهُ تَجِدْهُ عَكَّ وَكَّا مِشْيتُه فِي الدَّارِ هَاكَ رَكَّا قَالَ: وهَاكَ رَكَّا: حِكَايَةٌ لِتَبَخْتُرِه. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: رَجُلٌ وَكْوَاكٌ إِذا كَانَ كأنّما يتدحْرَجُ مِنْ قِصَرِه، وَقد تَوَكْوَكَ إِذا

مَشى كَذَلِك. كيك: (سَلمَة عَن الْفراء واللِّحياني عَن الرُّؤَاسِيِّ) قَالَا يُقَال: للبَيْضَةِ: كَيْكَةٌ، قَالَا: وجَمْعُها: الكَيَاكِي. قَالَ الْفراء: الكَيْكَةُ: البَيْضَةُ، أَصْلها: الكَيْكِيَةُ ونظيرها: اللَّيْلَة، أصلُها: لَيْلِيَةٌ، وَلذَلِك صُغِّرَتْ لُيَيْلِيَةٌ، وجُمِعَت اللَّيْلَةُ: ليَالِيَ. كيا: وَقَالَ اللَّيْث: كِيَا هُوَ عِلْكٌ رُوميٌّ وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ: المُصْطَكَى، وَلَيْسَ كِيَا عَربِياً مَحْضاً. كي: كي: من حروفِ الْمعَانِي يُنصَبُ بهَا الفعلُ الغَابرُ. يُقَال: أدِّبْهُ كي يَرْتَدِعَ عمَّا ارتَكَبه من السُّوءِ، ورُبَّما أُدْخِلَتِ اللَّام عَلَيْهَا كَمَا قَالَ اللَّهُ جلَّ وعزَّ: {يَسِيرٌ لِّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَآءَاتَاكُمْ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} (الْحَدِيد: 13) ورُبَّما حَذَفُوا كي، واكْتَفَوْا بِاللَّامِ، وَقد تُوصَلُ كيْ بِلاَ وبِمَا، فَيُقَال تَحَرَّزْ كَيْلا يُصيبَكَ مَا تكْرَهُ، وخرجَ فلانٌ كَيْمَا يُصَلِّيَ. قَالَ الله جلَّ وعزَّ: {السَّبِيلِ كَى لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الاَْغْنِيَآءِ} (الْحَشْر: 7) . كأي: (أَبُو العبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي) : كَأَي إِذا أَوْجَعَ بالْكلَام. أكي: وأَكَى: إِذا اسْتَوْثَقَ من غريمِه بالشُّهُودِ عَلَيْهِ. كوك: وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الكَيْكَاءُ، والمُكَوْكِي هما الشَّرَطَانِ أَي مَنْ لَا خَيْرَ فِيهِ من الرِّجَال. وَقَالَ شمرٌ: رَجُلٌ كَوْكاةٌ: وَهُوَ القصيرُ. قَالَ: ورأيتُ فلَانا مكَوْكِياً وَذَلِكَ إِذا اهْتَزَّ فِي مَشْيه وأسرعَ، وَهُوَ من عَدْوِ القصَارِ وَأنْشد: دعوتُ كَوْكَاةً بِغَرْبٍ مِرْجَسِ فجاءَ يَسْعَى حاسِراً لم يَلْبَسِ

باب الكاف والجيم

أَبْوَاب الرباعي من حرف الْكَاف (بَاب الْكَاف وَالْجِيم) (ك ج) كنفج: قَالَ اللَّيْث: الكُنَافِجُ: الكثيرُ من كل شيءٍ. (قلت) : وأنشدني أَعْرَابِي بالصَّمَّانِ، وَنحن فِي رياضَها: تَرْعَى مِنَ الصَّمَّانِ رَوْضاً آرِجَا ورُغُلاً باتَتْ بِهِ لَوَاهِجَا والرِّمْثَ فِي أَلْواذِه الكنَافِجَا وَقَالَ شمرٌ: الكُنَافِجُ: السمينُ المُمتلِىءُ وسُنْبُلٌ كنَافِجٌ: مُكْتنِزٌ. وَأنْشد: يَفْرُكُ حَبَّ السُّنْبُلِ الكُنَافِجِ كربج: وَيُقَال للحانوتِ: كُرْبَجٌ، وكُرْبَقٌ. كسبج: والكُسْبَجُ: الكُسْبُ، مُعرب. (بَاب الْكَاف والشين) (ك ش) كنفش: (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الكَنْفَشَةُ: أَنْ يجيءَ الرَّجُلُ، وَقد لَفَّ عِمَامَتَه عِشْرِينَ كَوْراً. قَالَ: والكَنْفَشَةُ: السِّلْعَةُ تكونُ فِي لَحْيي البَعير، وَهِي النَّوْطَةُ. والكَنْفَشَةُ: الجلوسُ فِي البيتِ أيامَ الفِتَنِ. وَأنْشد: لمّا رَأَيْتُ فِتْنَةً فِيهَا عشَا كُنْتُ امْرَءاً كنْفَش فيمَن كَنْفَشَا والكَنْفَشَةُ: الرَّوَغَانُ فِي الحربِ. كرشف: وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: الكَرْشَفَةُ: الأرضُ الغليظةُ، وَهِي: الخَرْشَفَة. وَيُقَال: كِرْشِفَةٌ وخِرْشِفَةٌ، وَأنْشد: هيَّجَهَا من أَجْلَبِ الكِرْشَافِ ورُطُبٍ من كلأ مُجْتافِ أَسْمَرَ للوَغْدِ الضَّعِيفِ نافِ جَرَاشِعٌ جَبَاجِبُ الأجْوَافِ حُمْرُ الذُّرَى مُشْرِفَةُ الأفْوَافِ (قلت) : وبالبَيْضاءِ منْ بلاَد بني جَذيمَة على سِيفِ الخَطِّ: بَلَدٌ. يُقَال لَهُ: خِرْشافٌ فِي رمالٍ وَعْثَةٍ تحتهَا أَحْسَاءٌ عَذْبةُ المَاء، عَلَيْهَا نَخْلٌ بَعْلٌ عروقهُ راسخةٌ فِي تِلْكَ الأحْسَاءِ. كرشم: قَالَ أَبُو عمرٍ وَيُقَال: قَبَحَ اللَّهُ كَرْشَمَتَه يعنونَ وجْهَه. كرشب: قَالَ الْأَصْمَعِي: الكِرْشَبُّ: المُسِنُّ الجافي.

باب الكاف والضاد

قرشب: قَالَ: والقِرْشَبُّ: الأكُولُ. كنبش: قَالَ: وتكَنْبَشَ القومُ إِذا اخْتَلَطُوا. (بَاب الْكَاف وَالضَّاد) (ك ض) ضبرك: (اللَّيْث) : يُقَال للرجل الضَّخْم الطويلِ: ضُبَارِكٌ، وضِبْرَاكٌ، وَنَحْو ذَلِك قَالَ الْأَصْمَعِي فِيمَا روى أَبُو عبيد عَنهُ. وَقَالَ ابْن السّكيت يُقَال للأسد: ضُبَارِمٌ وضُبَارِكٌ، وهما من الرّجالِ: الشّجاعُ. (كندش: (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: أَخبرني المَفضَّلُ أَنَّه يُقَال: هُوَ أَخْبَثُ من كِنْدِشٍ، وَهُوَ العَقْعَقُ. وَأنْشد: مُنِيتُ بزَمَّرْدَةٍ كالعَصَا ألَصَّ وأَخْبَثَ مِنْ كِنْدِشِ) (بَاب الْكَاف وَالصَّاد) صملك: وَقَالَ اللَّيْث: الصَّمَلَّكُ: الرَّجُلُ الشديدُ القوَّةِ والبَضْعةِ، والجميعُ: الصَّمالِكُ. صمك: وَقَالَ ابْن السّكيت: اصْمَأَكّ الرّجُلُ، وازْمَأَكَّ إِذا غضِبَ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: اصْمَأكَّتِ الأرضُ، فَهِيَ مُصْمَئِكَّةٌ، وَهِي النَّدِيَةُ الممْطورَةُ. وحكِيَ عَن أبي الهُذَيْلِ: السماءُ مُصمَئِكَّةٌ أَي مستويةٌ خَلِيقَةٌ للْمَطَرِ. (قلت) : وأَصلُ هَذِه الْكَلِمَة وَمَا أَشبَهَها ثلاثيٌّ، والهمزة فِيهَا مُجتَلَبَةٌ. وَقَالَ اللَّيْث: اصْمَأَكَّ اللَّبَنُ إِذا خَثَرَ جِدّاً حَتَّى يصير فِي حَدِّ الغِلَظِ. (ضبك: وروى أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: اضبَأَكَّتِ الأرضُ، واضمَأَكَّتْ إِذا خرَجَ نبتُها، بالضَّادِ) . مصطك: (اللَّيْث) : المُصْطَكَى: عِلْكٌ رُومِيٌّ، وَهُوَ دَخِيلٌ. ودوَاءٌ مُمَصْطَكٌ قد جُعِلَ فِيهِ المُصْطَكَى. (بَاب الْكَاف وَالسِّين) (ك س) كردس: فِي صفةِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنَّه كَانَ ضَخْمَ الكَرَادِيسِ) . قَالَ أَبُو عبيدٍ وَغَيره: الكَرَادِيسُ: رُؤُوسُ العظامِ، وَاحدُها: كرْدُوسٌ. قَالَ: والكَرادِيسُ: كتائبُ الخيلِ، واحدُها: كُرْدُوسٌ، شُبِّهَتْ برُؤُوسِ العظامِ. وَقَالَ اللَّيْث: الكُرْدُوسُ: فِقْرَةٌ من فِقَرِ

الكَاهِلِ، فكلُّ عظمٍ عظُمَتْ نَحْضَتُه فَهُوَ كُرْدُوسٌ. وَيُقَال لرأْس كَسْرِ الفَخِذِ: كُرْدُوسٌ. وَقَالَ شمرٌ: التَّكَرْدُسُ: التّجمُّعُ والتَّقَبُّضُ. قَالَ العجاج: فَبَاتَ مُنْتَصّاً وَمَا تَكَرْدَسَا وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: التكَرْدُسُ: أَن يجمعَ بَين كَرَادِيسِه من بَرْدٍ أَو جُوع. وكَرْدَسَه إِذا أَوْثَقَه وجَمَع كَرَادِيسَه. وَفِي حَدِيث أبي سعيد الخُدْرِيِّ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي صفة الْقِيَامَة، وجَوَازِ النَّاس على الصِّرَاط (فَمنهمْ مُسَلَّمٌ ومخْدُوشٌ، وَمِنْهُم مُكَرْدَسٌ فِي نَار جَهَنَّمَ) أَرَادَ بالمُكَرْدَسِ المُوثَق المُلْقى فِيهَا. قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: كَرْدَسَه إِذا صَرَعَه. قَالَ: وكلُّ عظمٍ تامَ ضخْمٍ. فَهُوَ كُرْدُوسُ. وَقَالَ المُفَضَّلُ: فَرْدَسَهُ وكَرْدَسَه إِذا أَوْثَقَه، وَأنْشد: فَباتَ على خَدَ أَحَمَّ ومَنْكِبٍ وضِجْعَتُهُ مِثْلُ الأسِيرِ المُكَرْدَسِ وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الكَرَاديسُ: دَأَيَاتُ الظَّهْرِ. دسكر: اللَّيْث: الدسْكَرَةُ: بِنَاءٌ شِبْهُ قَصْرٍ حولَهُ بيوتٌ، وَجمعه: الدّساكِرُ، تَكُونُ للمُلوكِ. قَالَ الْأَزْهَرِي: وَهُوَ مُعَرَّب. كرفس: قَالَ: والكَرْفَسَةُ: مِشْيَةُ المُقيّدِ. وَقَالَ غَيره: تَكَرْفسَ الرّجُلُ إِذا دخلَ بعضُه فِي بعضٍ. والكَرَفْسُ من البُقُولِ، معروفٌ، وأَحْسبِهُ دَخِيلاً. فرسك: والفِرْسِكُ: مِثْلُ الخَوْجِ فِي القَدْرِ إلاَّ أنَّه أَجْرَدُ أمْلَسُ، أَحْمَرُ أَو أَصْفَرُ. وَقَالَ شمرٌ: سَمِعْتُ حِمْيَرِيَّةٌ فَصِيحَةً سألْتُها عَن بَلَدِها، فَقَالَت: النَّخْلُ قُلٌّ، وَلَكِن عَيْشُنَا أم قَمْحُ، أمْ فِرْسِكُ، أمْ عِنَبُ، أم حَمَاطُ، طُوبٌ أَي طَيِّبٌ. (قلت) : لَهَا مَا الفِرْسِكُ؛ فَقَالَت: هُوَ مثلُ أمْ تِينِ عِنْدَكم. وَقَالَ الأغْلَبُ: كَمُزْلَغِبِّ الفِرْسِكِ المُهالِبِ والفِرْسِكُ: الخَوْخُ. كُرْسُف: (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : الكُرْسُفُ: القُطْنُ. (سَلمَة عَن الْفراء) : هُوَ الكُرْسُفُ، والكُرْسُوفُ. (عَمْرو عَن أَبِيه) قَالَ: المُكَرْسَفُ: الجَمَلُ المُعَرْقَبُ. كربس: وَقَالَ اللَّيْث: الكِرْبَاسُ: فارِسِيٌّ

يُنْسَبُ إِلَيْهِ بَيَّاعُه فَيُقَال: كَرَابِيسِيٌّ. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الظّرِبَانُ: دابّةٌ صغِيرُ القوائِمِ يَكُونُ طُولُ قوائِمه قَدْرَ نِصْفِ أصْبَعٍ، وَهُوَ عَرِيضٌ يَكُونُ عَرْضُه شِبْراً وفِتْراً، وطُولُه مِقْدَارُ ذِرَاعٍ، وَهُوَ مُكَرْبَسُ الرَّأْسِ أَي مُجْتَمِعهُ. قَالَ: وأُذْنَاهُ كَأذُني السّنَّوْرِ، وجَمْعُه: الظَّرَابِيُّ. وَقَالَ غَيره يُقَال: ظَرِبَانٌ للواحِد، وجَمْعُه ظِرْبانٌ. سبكر: (أَبُو عبيد عَن أبي زِياد الكِلاَبِيِّ) قَالَ: المُسْبَكِرُّ: الشَّابَّ المُعْتَدِلُ التامُّ، وأنشدَ قولَه: إِذا مَا اسْبَكَرَّثْ بَيْنَ دِرْعٍ ومِجْوَلِ وكل شيءٍ امتدَّ وطالَ فَهُوَ مُسْبَكِرٌّ مثلُ الشَّعْرَ وَغَيره. بلكس: قَالَ أَبُو سعيد: سَمِعْتُ أَعْرابياً يَقُول بحَضْرَةِ أبي العَمَيْثَلِ: يُسَمَّى هَذَا النَّبْت الَّذِي يَلْزَقُ بالثِّيَاب، وَلَا يكادُ يتَخَلَّصُ مِنْهَا: البَلْكَسَاءَ، فكتبَه أَبُو العَمَيْثَلِ، وَجعله بَيْتاً من شِعرِه ليَحْفَظَه: تُخبّرُنَا بِأنَّكَ أَحْوَزِيٌّ وأنتَ البَلْكَسَاءُ بِنَا لُصُوقَا قسطل كسطل: (أَبُو عَمْرو) يُقَال للغُبَارِ: قَسْطَلٌ وكَسْطَلٌ وكَسْطَنٌ، وقَسْطَانٌ، وكَسْطَانٌ. وَأنْشد: حتَّى إِذا مَا الشَّمْسُ هَمَّتْ بعَرَجْ أَهَابَ رَاعِيَها فَثَارَتْ برَهَجْ ثُثِيرُ كَسْطَانَ غُبَارٍ ذِي وَهَجْ (قلت) : جعل أَبُو عَمْرو: قَسْطَانَ وكَسْطَانَ بِفَتْح الْقَاف فَعْلاَناً لَا فَعْلاَلاً، وَلم يُجِزْ قَسْطالاً وَلَا كَسْطَالاً، لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب فَعْلاَلٌ من غير حدِّ المضاعف إلاَّ حَرْفٌ واحدٌ جَاءَ نَادرا، وَهُوَ قولُهم: ناقةٌ بهَا خَزْعَالٌ، هَكَذَا قَالَ الْفراء. كلمس كلسم: وَقَالَ اللَّيْث: الكَلْمَسَةُ: الذَّهابُ، تَقول: كَلْمَسَ الرَّجلُ، وكلْسَمَ إِذا ذهب. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) يُقَال: كَلْسَمَ فلانٌ إِذا تَمَادَى كَسَلاً عَن قَضَاء الْحُقُوق. سكرك: (أَبُو عبيد) : ومنَ الأشْرِبةِ: السُّكُرْكَةُ. قَالَ: ورُوِي عَن أبي مُوسَى الأشعريِّ أَنه قَالَ: هُوَ خَمْرُ الْحَبَشَةِ، وَهُوَ من الذُّرَةِ يُسكِرُ. فسكل: (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : الفِسْكِلُ: الَّذِي يجيءُ فِي الْحَلْبَةِ آخِرَ الْخَيل. وَقَالَ شمرٌ: الفِسْكِلُ، والمُفَسْكَلُ هُوَ المؤخَّرُ البَطيءُ. وَقَالَ الأخْطَلُ: أَجُمَيْعُ قد فُسْكِلْتَ عَبْداً تابِعاً فبَقِيتَ أنتَ المُفْحَمُ المَكْعُومُ

باب الكاف والزاي

وَيُقَال: رَجُلٌ فِسْكَوْلٌ وفُسْكُولٌ، وَقد فسْكِلْتَ أَي أُخِّرْتَ. مسكن: وَجَاء فِي الخَبرِ: (أنّهُ نَهَى عَن بَيْعِ المُسْكَانِ) ، فرُوِيَ عَن عمرٍ وَعَن أَبِيه أنَّهُ قَالَ: المساكينُ: العَرَابِينُ، واحدُها: مُسْكَانٌ: قَالَ: والمساكينُ: الأذِلاَّءُ المَقْهورُونَ، وَإِن كَانُوا أَغنياءَ. سنبك: ورُوِيَ عَن أبي هُرَيْرَة أَنه قَالَ: (لَتُخْرِجَنَّكُمُ الرُّومُ كَفْراً كفرا إِلَى سُنْبُكٍ مِنَ الأرْضِ) . قيل: وَمَا ذَاك السُّنْبُكُ؟ قَالَ: (حِسْمَى جُذَامٍ) : قَالَ أَبُو عبيد: شَبَّه الأرضَ الَّتِي يُخْرَجون إِلَيْهَا بسُنْبُكِ الدَّابة فِي غِلَظِها. وَقَالَ أَبُو سعيد: سُنْبُكُ كلِّ شيءٍ: أَوَّلُهُ. يُقَال: كَانَ ذَلِك على سُنْبُكِ فلانٍ أَي على عَهْدِ وِلاَيَتِه، وأَوَّلِها، وأصابنا سُنْبُكُ السماءِ: أولُ غَيْثِها: وَقَالَ الأسْودُ بنُ يَعْفُرَ: ولَقَدْ أُرجِّلُ لِمَّتي بِعَشِيَّةٍ للشَّرْبِ قَبلَ سَنابِكِ المُرْتَادِ (ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيِّ) قَالَ: السُّنبُكُ: الخَرَاجُ. وَقَالَ اللَّيْث: السُّنْبُكُ: طرَفُ الحافرِ وجانِبَاهُ من قُدمٍ، وجمعُه: سَنابكُ. وسُنْبكُ السَّيفِ: طرَفُ نَعْلِه. (بَاب الْكَاف وَالزَّاي) ك ز كرزم كرزن: (اللَّيْث) : الكَرْزَمُ: فأْسٌ مَفْلُولةُ الحَدِّ، والجميعُ: الكَرَازِمُ: (أَبُو عبيد عَن أبي عمرٍ و) قَالَ: هُوَ الكَرْزَنُ. قَالَ: وأَحْسِبُنِي قد سَمعْتُ بالكسرِ: كِرْزِنٌ. وَقَالَ الأحمرُ: الكِرْزِينُ: فأسٌ لَهَا حدٌّ نَحْو المِطرَقَةِ، والكِرْتِيمُ: نَحوه. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : يُقَال للفأْسِ: كَرْزَمٌ وكَرْزَنٌ. وَسمعت غير وَاحِد من الْعَرَب، يَقُول للرَّجُل القصيرِ: كَرْزَمٌ، ويُصَغَّرُ كُرَيْزِماً. وَقَالَ اللَّيْث: الكَرَازِيمُ: شدائدُ الدّهْر الواحدُ: كِرْزِيمٌ. وَأنْشد: مَاذَا يَرِيبُكَ من خِلْمٍ عَلِقْتُ بِهِ إنَّ الدُّهُورَ علينا ذاتُ كِرْزِيمِ قَالَ: والكَرْزَمَةُ: أَكْلةُ نصفِ النَّهَارِ. (قلت) : وَهَذَا مُنكَرٌ لم يقلهُ غيرُ اللَّيْث. وروى أَبُو الْأَحْوَص، عَن مُحَمَّد ابْن أبي يحيى الأسلم عَن الْعَبَّاس بن سهل عَن أَبِيه قَالَ: كنتُ مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَآله يَوْم الخَنْدَق فَأخذ الكِرْزِينَ يحفِر فِي حَجَرٍ فضحِكَ، فَسُئِلَ مَا أَضْحَكَ؟

باب الكاف والطاء

فَقَالَ: (من ناسٍ يُؤْتَى بهم مِن قِبَلِ المشرِقِ فِي الكُبُول يُسَاقون إِلَى الجنَّةِ وهُم كارِهُونَ) . قَالَ الفرّاء: يُقَال للفأس: كَرْزَم وكَرْزَن. وَأنْشد: فَقَدْ جَعَلْتَ أَكْبَادُنا تَجْتَوِيكُمُ كَمَا تَجْتَوِي سوقُ العضاه الكَرَازِنَا وَقَالَ أَبُو عَمْرو: إِذا كَانَ لَهَا حَدٌّ واحدٌ فَهِيَ فأْسٌ وكَرْزَن، وكِرْزِن. (أَبُو عبيدٍ عَن الْأَحْمَر) : الكِرْزِينُ: فأسٌ لَهَا حَدٌّ. وَقَالَ غيرُه: الكَرَازِنُ: مَا تحتَ مِيرَكَةِ الرَّحْلِ. وَقَالَ الرَّاجز: وَقَفْتُ فِيهِ ذاتَ وَجه سَاهِمٍ تُنْبِي الكَرَازِينَ بصُلبٍ زَاهِمِ وَقَالَ جرير فِي الكرازِم: الفُؤُوس، يهجو الفرزدق: عَنِيفٌ بِهَزِّ السَّيفِ قَيْنُ مُجاشِعٍ رَفِيقٌ بِأَخْرَاتِ الفُؤُوسِ الكَرَازِمِ (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) الكرزم: الكثيرُ الأكْلِ. زنكل: (أَبُو عبيد عَن الْفراء) : الزَّوَنْكَلُ: القَصيرُ. زرنك: وَقَالَ غَيره: الزُّرْنوكُ: الخَشَبَةُ الَّتِي يَقْبِضُ عَلَيْهَا الطَّاحِنُ إذَا أَدَارَ الرَّحَا. وَقَالَ الشَّاعِر: وكأَنَّ رُمْحَكَ إذْ طَعَنتَ بِهِ العِدَا زُرْنُوكُ خَادِمَةٍ تَسُوقُ حِمَارا كربز: (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: القَثْوُ: أكلُ القَثَدِ، والكِرْبِزِ، فَأَما القَثَدُ فَهُوَ الخِيَارُ، وَأما الكِرْبزُ فالقِثَّاءُ الكِبَارُ. (بَاب الْكَاف والطاء) ك ط بطرك: قَالَ الْأَصْمَعِي فِي قولِ الرَّاعي يصفُ حِمَاراً وَحْشيّاً: يَعْلُو الظَّوَاهِرَ فَرْداً لَا ألِيفَ لَهُ مَشْيَ البِطَرْكِ عَلَيْهِ رَهْطُ كَتَّانِ قَالَ البِطَرْكِ هُوَ البِطْرِيقُ. وَقَالَ غَيره: البِطَرْكُ هُوَ السَّيِّدُ مِنْ سادةِ المَجُوسِ. (قلت) : وَهُوَ دخيلٌ، وَلَيْسَ بعربي. (بَاب الْكَاف وَالدَّال) ك د كندر: (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : إِذا كَانَ الرجُلُ فِيهِ قِصَرٌ وغِلَظٌ مَعَ شدَّةٍ فَهُوَ كُنْدُرٌ، وكُنَادِرٌ وكُنَيْدِرٌ. وروى شمرٌ لِابْنِ شميلٍ: كُنَيْدرٌ على فُعَيْلل، وكُنَيْدِرٌ: تصغيرُ كُنْدُرٍ. وَقَالَ اللَّيْث: الكُنْدُرُ: اسمٌ للعِلْكِ. قَالَ: وَيُقَال: حِمارٌ كُنْدُرٌ وكُنَادِرٌ، وَهُوَ

الغليظُ، وَأنْشد: كأَنَّ تحتِي كُنْدُراً كُنادِرَا وَقَالَ أَبُو عَمْرو: إنَّه لَذُو كِنْدِيرَةٍ. وَأنْشد: يَتْبَعْنَ ذَا كِنْدِيرَةٍ عَجَنَّسَا إذَا الغَرَابانِ بِهِ تَمَرَّسَا لم يجِدَا إِلَّا أَدِيماً أَمْلَسَا وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الكُنْدُرُ: الشَّدِيدُ الخَلْقِ، وفِتْيَانٌ كَنَادِرةٌ. درنك: وَقَالَ أَبُو عُبيدةَ: الدُّرْنُوكُ: البِسَاطُ، وجمعُه: دَرَانِكُ. وَقَالَ غَيره: هُوَ الطّنْفسةُ. وَقَالَ اللَّيْث: الدُّرْنُوكُ: ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ لَهُ خَمْلٌ قصيرٌ كخَمْلِ المنَاديلِ، وَبِه شُبِّه فَرْوَةُ البعيرِ. وَأنْشد: عَنْ ذِي دَرَانِيكَ ولِبْداً أَهْدَبَا كردم: (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الكَرْدَمُ: الشجاعُ، وَأنْشد: ولَوْ رَآهُ كَرْدَمٌ لكَرْدَمَا أَي لهربَ. وَقَالَ الليثُ: الكَرْدَمُ: الرّجُلُ القَصِيرُ. وَقَالَ غَيره: كَرْدَمْتُ القومَ إِذا جَمَعْتهم وعَبَّأتَهُم، فهم مكَرْدَمُونَ، وَأنْشد: إِذا فَزِعُوا يَسْعَى إِلَى الرَّوْعِ مِنْهُمُ بجُرْدِ القَنَا سَبْعُون ألْفاً مَكَرْدَمَا وكرْدَمَ الرجُلُ إِذا عَدَا فأمْعَنَ، وَهِي الكردمة. قَالَ: والكَرْمَحَةُ، والكَرْبَحَةُ دُونَ الكَرْدَمَةِ فِي العَدْوِ. درمك: (اللَّيْث) : الدَّرْمَكُ: الدَّقِيقُ الحُوَّارى. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الدَّرْمَكُ: النَّقِيُّ الْحُوَّارَى. قَالَ: وخطبَ بعضُ الحَمْقى إِلَى بعض الرُّؤسَاءِ حريمةً لَهُ فَرَدَّه، وَقَالَ: امسح من الدَّرْمَكِ عِنْدِي فاكَا إنّي أَراكَ خاطِباً كَذَاكَا قَالَ: والعربُ تَقول: فلانٌ كَذَاكَ أَي سَفِلَة من النَّاس. وَفِي الحَدِيث: (تُرَابُ الجنَّة دَرْمَكةٌ بَيْضَاءُ مِسْكٌ) . قَالَ شمر قَالَ خَالِد: الدَّرْمَكُ: الَّذِي يُدَرْمَكُ حَتَّى يكونَ دُقَاقاً من كل شَيْء، الدقيقُ، والكُحْلُ، وَغَيرهمَا وَكَذَلِكَ: الترابُ الدَّقِيق: دَرْمَكٌ. كندد: (اللَّيْث) : كَنْدَدَةُ الْبَازِي: مَجْثمٌ يُهَيّأُ لَهُ من خشبٍ أَو مَدَرٍ، وَهُوَ دخيلٌ، لَيْسَ بعربي، وبيانُ ذَلِك أنّه لَا يَلْتَقي فِي كلمة عَرَبِيَّة حرفان مِثْلانِ فِي حَشْوِ الْكَلِمَة إلاَّ بفصلٍ لازمٍ كالعَقَنْقَلِ، والخَفَيْفَدِ وَنَحْوه. قَالَ الأزهريُّ: قد التقى حرفان مِثْلاَنٍ بِلَا فصلٍ بَينهمَا فِي حُرُوف كَثِيرَة مِنْهَا: السُّقْدُدُ، والقُنْدَدُ، والخَفَيْدَدُ، والعُنْدُدُ. قَالَ المبرَّدُ: مَا كَانَ من حرفين من جنسٍ

باب الكاف والتاء

واحدٍ فَلَا إدغام فِيهَا إِذا كَانَت فِي مُلحقاتِ الْأَسْمَاء لِأَنَّهَا تنقُص عَن مقادير مَا أُلْحِقَت بِهِ. وَذَلِكَ قَوْلهم: قَرْدَدٌ، ومهدَدٌ، لأنَّه مُلحَقٌ بجعفرٍ، وَكَذَلِكَ الْجمع نَحْو قَرَادِدَ، ومَهَادِدَ ليكونَ مثل جَعَافِر، فَإِن لم يكن مُلْحَقاً لَزِمَه الإدغامُ، مثل: رجُلٌ أَكَدَّ. بندك: (أَبُو عبيد) : البنَادِكُ: مثلُ البَنَائِق، وَهِي لَبِنَةُ القَمِيص. قَالَ ابنُ الرِّقَاع: كَأَن زُرُور القُبْطُرِيَّةِ عُلقت بَنَادِكُها منهُ بجِذْعٍ مُقَوَّمِ كلند: (أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي) : المكْلَنْدِدُ: الشديدُ الخَلْقِ العظيمُ. وَقَالَ اللحياني: اكْلَنْدَى الرجُلُ، واكلَنْدَدَ إِذا اشْتَدَّ. دملك: (اللَّيْث) : الدُّمْلُوكُ: الحجرُ المُدَمْلَكُ المُدَمْلَقٌ، وَقد تَدَمْلَكَ ثديُها، وَلَا يُقَال: تَدَمْلَقَ، وَأنْشد: لم يَعْدُ ثَدْيَاها عَن أَن تَفَلّكَا مُستَنْكِرَانِ المَسَّ قد تَدَمْلَكَا كردن: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: ضربَ كَرْدَنَه أَي عُنُقَه. وَبَعْضهمْ يَقُول: ضربَ قَرْدَنَه، وَيُقَال للعُنُقِ: الكَرْدُ والقَرْدُ. وَأنْشد أَبُو الْهَيْثَم: يَا رَبِّ بَدِّل قُرْبَهُ ببُعْدِهِ واضْرِبْ بحَدِّ السَّيف عَظْمَ كَرْدِهِ دبكل: وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : دَبْكَلْتُ المَال دَبْكَلَةً: وحَبْكَرْتُه حَبْكَرَةً وكَمهلْتُه كمهَلةً، وكَرْكَرتْهُ كَرْكَرَةً: إِذا جمعته. (بَاب الْكَاف وَالتَّاء) (ك ت) كمتر: الكَمْتَرَةُ: من عدْوِ القصيرِ المتقارب الخَطْوِ المُجتهدِ فِي عَدْوِه. وَنَحْو ذَلِك روى أَبُو عبيدٍ عَن الْأَصْمَعِي، وَأنْشد: حَيثُ ترى الكوَأْلل الكُماتِرا كالهُبَعِ الصِّيفِيِّ يَكْبُو عَاثِرَا (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : كَمْتَرْتُ السِّقَاءَ وقَمْطَرْتُه إِذا مَلأْتَه. كرتم: قَالَ: والكِرْتِيمُ: الفأْسُ. وَقَالَ غَيره: الكُرْتُومُ: الصَّفَا من الْحِجَارَة، وحَرَّةُ بني عُذُرَةَ تدعَى كُرْتُومَ. وَقَالَ الراجز: أَسْقَاكِ كلُّ رائحٍ هَزِيمِ يَتْرُكُ سَيْلاً جَارحَ الكُلومِ ونَاقِعاً بالصَّفْصَفِ الكُرْتُومِ برتك: وَفِي (النَّوَادِر) : بَرْتكْتُ الشَّيْء برتكةً وفَرْتَكْتُه فرتكةً، وكرْنَفْتُه كرَنَفَةً إِذا قطَّعته مثل الذَّرِّ.

باب الكاف والثاء

ورُوي عَن أبي عمرٍ والشيبانيّ نحوٌ من هَذَا. كلتب: (ثَعْلَب عَن أبي نصر عَن الْأَصْمَعِي) قَالَ: الكَلْتَبَانُ: مأخوذٌ من الكَلَب وَهُوَ القيادة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الكَلْتَبَةُ: القِيَادَةُ. كَبرت: وَقَالَ اللَّيْث: الكِبْرِيتُ: عَيْنٌ تَجْرِي. فَإِذا جَمَدَ ماؤُهَا صَار كبْرِيتاً أَبْيَضَ، وأَصْفَرَ، وأَكْدَرَ. قَالَ: والكِبْريتُ الأحْمَرُ؛ يُقَال هُوَ من الجَوْهَرِ، ومَعْدِنُه خَلْفَ بلادِ التُّبَّت، وَادي النَّمْلِ الَّذِي مَرَّ بِهِ سليمانُ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام. وَيُقَال: فِي كل شيءٍ كِبْرِيتٌ وَهُوَ يُبْسُه مَا خلا الذَهَبَ والفِضَّةَ فَإِنَّهُ لَا يَنْكَسِرُ، فَإِذا صُعِّدَ أَي أُذِيبَ ذَهَبَ كِبْرِيتُه. وَقَالَ فِي قَول رؤبة: هلْ يَعْصَمَنِّي حَلِفٌ سِخْتيتُ أَو فِضَّةٌ أَو ذَهَبٌ كِبْرِيتُ قَالَ: هُوَ الذهبُ الأحمرُ فِي قَوْله: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: ظن رؤبةُ أَن الكِبْرِيتَ ذَهَبٌ. وسمعْتُ أَعْرابيّاً يقولُ: كَبْرَتَ فلانٌ بَعِيرَهُ إِذا طلاهُ بالكِبْرِيتِ والْخَضْخَاضِ. كمتل: وَقَالَ ابْن دُرَيْد: رجُلٌ كَمْتَلٌ وكُمَاتِلٌ، وكَمْتَرٌ وكُمَاتِرٌ: صُلْبٌ شديدٌ. (قلت) : وَسمعت أَعْرَابِيًا يَقُول: ناقةٌ مُكَمْتَلَة الْخلق إِذا كَانَت مُدَاخَلَة مجتمعة. (بَاب الْكَاف والثاء) ك ث كنبث: قَالَ ابْن دُرَيْد: رَجُلٌ كُنْبُثٌ، وكُنَابِثٌ: مُنْقَبِضٌ بَخِيلٌ. قَالَ: وتكنبث الرجُلُ إِذا تَقَبَّضَ، ورَجُلٌ كُنْبُثٌ وَهُوَ الصُّلْبُ الشَّديد. كلثم: وَقَالَ اللَّيْث: امْرَأَةٌ مكَلْثَمةٌ: ذاتُ وَجْنَتَيْنِ حَسَنَةُ دَوَائِرِ الوَجْهِ فَاتَتْها سُهُولةُ الخَدِّ، وَلم تَلْزَمْهَا جُهُومَةُ القُبْحِ، والمصدرُ: الكَلْثَمَة. قَالَ شمر قَالَ أَبُو عبيد: وَفِي صِفَةِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أنّه لم يَكُنْ بالمُكَلْثَمِ) . قَالَ أَبُو عبيد: معناهُ: لم يَكُنْ مُسْتَدِيرَ الوَجْهِ، ولكِنَّه كانَ أَسِيلاً. وَقَالَ شمرٌ: المُكَلْثَمُ من الْوُجُوه: القَصيرُ الحَنْكِ، الداني الجَبْهَةِ المُسْتَدِيرُ الوَجْهِ. قَالَ: وَلَا تكونُ الكَلْثَمَةُ إلاَّ مَعَ كثرةِ اللحْمِ. وأَخْلاَفٌ مُكَلْثَمَةٌ أَي غليظةٌ. قَالَ شَبيبُ بنُ البَرْصَاء يصف أَخْلاَف نَاقَة: وأخْلافٌ مُكَلْثَمَةٌ وشجرٌ صيَّر أَخْلافَها مُكَلْثَمَة لغلظها وعظمها.

باب الكاف والراء

(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) الكُلْثُومُ: الفيلُ، وَهُوَ الزَّنْدَبِيلُ. كلبث: قَالَ ابْن دُرَيْد: كَلْبَثٌ، وكُلابثٌ، وَهُوَ الصُّلْبُ الشَّدِيدُ. كنثب: (ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: الكِنْثَابُ: الرَّمْلُ المُنْهَالُ. كمثر: (اللَّيْث) : الكُمَّثْرَاةُ: مَعْرُوفةٌ. (قلت) : وسأَلْتُ جمَاعَة من الْأَعْرَاب عَن الكُمَّثراة فَلم يَعْرِفُوها. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الكَمْثَرَةُ: تداخلُ الشَّيْء بعضِه فِي بعض، واجتماعهُ، فَإِن يكنِ الكُمَّثرى عَرَبيا فَمِنْهُ اشتقاقه. (بَاب الْكَاف وَالرَّاء) (ك ر) كرتب: قَالَ ابْن دُرَيْد: وَيُقَال: تَكَرْتَبَ بِالتَّاءِ فلانٌ علينا أَي تغلَّب. كنبذ: قَالَ: ورجُلٌ كُنَابِذٌ: غليظ الوَجْهِ جهمٌ. كنثر: قَالَ: ورجلٌ كُنْثَرٌ وكُناثِرٌ، وَهُوَ المجتمعُ الخَلْقِ. دركل: وقرأت بِخَط شمر قَالَ: قُرىء على أبي عبيد، وَأَنا شاهدٌ فِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أنَّه مرَّ على أَصْحَاب الدِّرْكِلة فَقَالَ: خُذُوا يَا بني أَرْفَدَة حَتَّى تعلم اليهودُ أَن فِي ديننَا فُسحةً) . قَالَ شمر قَالَ أَبُو عدنان أنشدت أَعْرَابِيًا من بكر بن وَائِل: أسْقى الإلهُ صدى لَيْلَى ودر كَلَها إنَّ الدَّرَاكِلَ كالْحَلفَاء فِي الأجَمِ فَقَالَ: إنَّ الدَّرْكَلةً وحْياً فانظُرْ مَا هِيَ، قَالَ ثُمَّ أنْشَدْتُ جَابر بن الأزْرَقِ الكلابيَّ كَمَا أنْشَدْتُ هَذَا الأعرابيَّ. فَقَالَ: الدرْقلُ: لُغةُ قوم لستُ أَعْرِفُهم، وأَزْعُمُ أَن دَرَاقِلَهَا: أَوْلادُها. قَالَ فقلتُ كلاَّ إِنَّه قد قَالَ: لَوْ دَرْقَلَ الفِيلُ مَا انْفَكَّتْ فَرِيصَتُه تَنْزُو ويَحْبِقُ من ذُعْرٍ وَمن أَلَمِ قَالَ فَمَا يُشَرِّدُه لَا فَرَّجَ اللَّهُ عَنهُ، قلت وَقَالَ آخر: لَوْ دَرْكَلَ اللَّيْثُ لم يَشْعُرْ بِهِ أَحدٌ حتَّى يَخِرَّ على لَحْيَيْهِ فِي طَرَقِ فَقَالَ: أَبْعَدَه الله اللَّهُمَّ لَا تَسْمَعْ لأصْحَابِ هَذَا القَوْلِ، هَؤُلَاءِ لعَّابُونَ أَجْمَعُونَ، غُوَاةٌ يَرْكَبُ أحدُهم مِذْرَوَيْهِ، لَهِجَ برويَ يُضْحِكُ بِهِ، قُلتُ فَمَا معناهُ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي. قَالَ شمرٌ: وَقَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق: قَدِمَ فِتْيَةٌ من الحبشةِ على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُدَرْقِلُون. قَالَ: والدَّرْقَلَةُ: الرَّقصُ. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الدَّرْكَلَةُ: لُعْبَةٌ للصبْيَانِ،

أَحْسِبُهَا حبشيَّةً مُعَرَّبةً. كرشم: قَالَ: والكُرْشُومُ: القبيحُ الْوَجْه. كلذم: والكَلْذَمُ: الصُّلْبُ. كركدن: (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: الكَرْكَدَّنُ: دابَّةٌ عَظِيمَةٌ الخَلْقِ، يُقَال: إنَّها تَحْمِلُ الفِيلَ على قَرْنِها، ثُقِّل دالُ كَرْكَدَّنَ. كربل: وَقَالَ اللَّيْث: الكَرْبَلةُ: رخاوةُ القَدَمَيْنِ، يُقَال: جَاءَ يَمْشِي مُكَرْبِلاً. وكَرْبَلاَءُ: اسمُ موضعٍ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: كَرْبلْتُ الطَّعَام كَرْبلةً: هذَّبْتُه ونَقَّيْتُه، وَأنْشد فِي صفه حنطةٍ: يَحْمِلْنَ حَمْرَاءَ رَسُوباً للثَّقَلْ قَدْ غُرْبِلَتْ وكُرْبِلَتْ مِنَ القَصَلْ وكَرْبَلٌ: اسمُ نَبْتٍ، وقيلَ هُوَ الحُمَّاضُ، وَقَالَ أَبُو وَجْزَةَ يَصِفُ عُهُونَ الهَوْدَجِ: وثَامِرُ كَرْبَلٍ وعَمِيمُ دِفْلَى عَلَيْهَا والنَّدَى سَبِطٌ يَمُورُ كرنف: وَقَالَ أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الكَرَانيفُ: أُصُولُ السَّعَفِ الغِلاَظُ الوَاحِدَةُ: كِرْنافةٌ، وَقَالَ غيرُه: المُكَرْنِفُ: الَّذِي يلْقُطُ التَّمْرَ من أُصُولِ كَرَانِيفِ النَّخْلِ. وَقَالَ الرَّاجزُ: قَدْ تَخِذَتْ لَيْلَى بِقَرْنٍ حَائِطا واسْتَأجَرَتْ مُكَرْنِفاً ولاقِطَا وكَرْنَفَه بِالسَّيْفِ إِذا قطَّعه، وكَرْنَفه بالعَصَا إِذا ضَرَبه بهَا. قَالَ اللَّيْث: الكَرْنَفَةُ من قَول الشَّاعِر: كَرْنَفْتُه بهِرَاوَةٍ عَجْرَاءِ إِذا دققته. كرنب: (عمرٌ وَعَن أَبِيه) الكُرْنُبُ: بَقْلةٌ. والكَرْنِيبُ والكُرنَابُ: التَّمرُ باللَّبن. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الكَرْنِيبُ: المَجِيعُ، وَهُوَ الكُدَيْرَاءُ، يُقَال: كَرْنِبُوا لضَيْفِكُمْ فإنَّه لَتْحَانُ أَي جائِعٌ. كركم: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الكُرْكُبُ، والكُرْكُمُ: نَبْتٌ، وَقَالَ: ثوبٌ مُكَرْكَمٌ: مصبوغٌ بالكُرْكُمِ، وَهُوَ شبيهٌ بالوَرْسِ، قَالَ والكُرْكُمُ تُسَمِّيه العربُ الزَّعْفَرانَ، وَأنْشد: قامَ على المَرْكُوِّ ساقٍ يُفْعِمُهْ يَرُدُّ فِيهِ سُؤْرهُ وَيَثْلِمُهْ مُخْتَلِطاً عِشْرِقُهُ وكُرْكُمُهْ فَرِيحُه يَدْعُو على مَنْ يَظْلِمُهْ يصف عَرُوساً ضَعُفَ عَن السَّقْي فاستعان بعرسه، وَفِي الحَدِيث (فعَادَ لَوْنُهُ كأنَّه كُرْكُمةٌ) . قَالَ اللَّيْث: هُوَ الزعْفَرَانُ. قَالَ: والكُرْكُمَانِيُّ: دَوَاءٌ منسوبٌ إِلَى الكُرْكُم، وَهُوَ نَبْتٌ شبيهٌ بالكَمُّون يُخْلَطُ بالأدْوِيَةِ، وتوَهَّمَ الشَّاعِر: أَنه الكمونُ فَقَالَ:

باب الكاف واللام

غَيْباً أُرجِّيهِ ظُنُونَ الأظْنُنِ أَمَاني الكُرْكُم إِذْ قَالَ اسْقِنِي وَهَذَا كَمَا يُقَال: أَمَانيُّ الكمون. (بَاب الْكَاف وَاللَّام) (ك ل) كنفل: وَقَالَ اللَّيْث: رَجُلٌ كَنْفَلِيلُ اللِّحْيَةِ، ولحيَةٌ كَنْفَلِيلةٌ: ضَخْمَةٌ جافِيَةٌ. دمك: وَقَالَ أَبُو عبيد: الدَّمَكْمَكُ: الشَّدِيدُ من الرِّجال. وَمن خماسي الْكَاف كنفرش: قَالَ شمرٌ: الكَنْفَرِشُ: الضَّخْمُ من الكَمَرِ، وَأنْشد: كَنْفَرِشٌ فِي رَأْسِهَا انقِلاَبُ كبرتل: (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : يُقَال لذَكَرِ الخُنْفُسَاءِ: الكَبَرْتَلُ وَهُوَ المُقَرَّضُ والحوَّازُ، والمُدَحْرِجُ والجُعَلُ. برنكان: وبَرْنَكانُ: معربٌ والصوابُ: البرَّكانُ، قَالَه الْفراء. شبكر: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الشَّبْكَرَةُ: العشا وَهُوَ معربٌ. آخر (كتاب الْكَاف) من (تَهْذِيب اللُّغَة) وَالْحَمْد لله وَحده.

باب الجيم والشين

كتاب الْجِيم من كتاب تَهْذِيب اللُّغَة أَبْوَاب المضاعف من حرف الْجِيم (بَاب الْجِيم والشين) ج ش جش، شج: مستعملان. جش: قَالَ أَبُو عبيد: أَجْشَشْتُ الحبَّ إجْشَاشاً بالألِفِ. وَقَالَ غيرُه: جَشَشْتُ الحبَّ، لغةٌ. وَفِي الحَدِيث أنّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَوْلَمَ عَلَى بَعْضِ أَزْوَاجِه بجَشِيشَةٍ) . قَالَ شمرٌ: الجشيشُ: أَنْ يُطْحَنَ طَحْناً جَلِيلاً ثمَّ يُنصب بِهِ القِدْرُ ويُلْقَى فِيهِ لَحْمٌ أَو تمرٌ فيُطْبَخ، فَهَذِهِ الجشيشةُ. وَقد جَشَشْبُ الحِنْطَةَ. قَالَ: والجَرِيشُ: مثلُ الجشيشِ. وَقَالَ رؤبة: لَا يُتَّقى بالذَّرَقِ المَجْرُوشِ مُرُّ الزُّوَانِ مَطحَنُ الجَشيشِ وَقَالَ اللَّيْث: الجشُّ: طَحْنُ السّويقِ والبُرِّ إِذا لم يُجْعَلْ دَقِيقًا. والمِجَشَّةُ: رَحا صغيرةٌ يُجَشُّ بهَا الجشيشةُ من البُرِّ وَغَيره، وَلَا يُقَال للسَّويقِ: جشيشةٌ. وَلَكِن يُقَال: جَذِيذَةٌ. قَالَ: والجَشَّةُ، والجُشَّةُ: لُغتان، وهم جماعةٌ من النَّاس يُقْبِلُون مَعًا فِي نَهْضَهٍ وثَوْرَة. (ابنُ هانىءٍ عَن أبي مَالك) قَالَ: الجشَّةُ: النَّهْضَةُ. وَيُقَال: هَل شَهِدْتَ جشَّتَهُمْ؟ أَي نَهْضَتُهُم. وَجَاءَت جَشَّةٌ من النَّاس أَي جماعةٌ، وَقَالَ العجاج: بجَشَّةٍ جشُّوا بهَا مِمَّنْ نَفَرْ (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الجُشُّ: الموضعُ الخَشِنُ الْحِجَارَة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: جَشّهُ بالعصا: وجثَّه جشّاً وجثًّا إِذا ضربه بهَا. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أَجشَّتِ الأرضُ وأبشَّتْ إِذا التفَّ نَبْتُها.

باب الجيم والضاد

وَقَالَ أَبُو عبيد من السّحابِ الأجشّ الشّديد الصّوْتِ صَوْت الرَّعْدِ، وفَرَسٌ أَجَشُّ الصّوْتِ. وَقَالَ لبيد: بِأَجَشِّ الصَّوْتِ يعُبُوبٍ إِذا طَرَقَ الحيُّ مِنَ الغَزْوِ صَهَلْ وَقَالَ الليثُ: كانَ الخليلُ يَقُول: الأصْوَاتُ الَّتِي تُصَاغُ مِنْهَا الألْحَانُ: ثَلاَثَةٌ، فَمِنْهَا: الأجَشُّ، هُوَ صوتٌ من الرَّأْسِ يَخْرُجُ مِنَ الخَيَاشِيمِ، فِيهِ غِلَظٌ وبُحَّةٌ، فيُتْبَعُ بحَدْرٍ مَوْضُوع على ذَلِك الصَّوْت بِعَيْنِه، ثمَّ يُتْبَعُ بوَشْيٍ مِثْلِ الأوّل، فَهِيَ صيَاغَتُه، فَهَذَا الصَّوْتُ الأجشُّ. (أَبُو عبيد عَن أبي عمرٍ و) : جَشَشْتُ البِئْرَ أَي كَنَسْتُها. وَقَالَ أَبُو ذؤيبٍ: يقُولُون لمَّا جُشَّتِ البِئْرُ أَوْرِدُوا ولَيْسَ بهَا أَدْنَى ذُفَافٍ لوَارِدِ والجُشُّ: شِبْهُ النَّجفَةِ فِيهِ غِلَظٌ وارْتِفَاعٌ، والجشّاءُ: أرضٌ سَهْلَةٌ ذاتُ حَصْبَاءَ تُسْتَصْلَحُ لغَرْسِ النَّخْلِ. وَقَالَ الشَّاعِر: مِنْ مَاءِ مَحْنِيَةٍ جاشَتْ بجُمَّتِها جشَّاء خالَطَتِ البَطْحَاءَ والجَبَلاَ وجُشُّ أعْيَارٍ. مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ فِي البَادِيةِ. (قلت) : والخَشَّاءُ بالخاءِ: أَرْضٌ فِيهَا رَمْلٌ. يُقَال: أَنْبَطَ فِي خَشَّاءَ. شج: قَالَ الليثُ: الشَّجُّ: كسرُ الرَّأسِ. يُقَال شَجَّه يَشُجُّهُ شَجّاً، وَكَانَ مِنْهُم شِجَاجٌ إِذا شَجَّ بَعْضُهُم بَعْضًا، والشَّجَجُ: أَثَرُ شَجَّةٍ فِي الجبين، والنَّعْتُ مِنْهُ: أشَجُّ. قَالَ: وشجَجْتُ المَفَازَةَ شَجّا أَي قَطَعْتُها وشجَجْتُ الشَّرَابَ بالمِزَاجِ، وشَجَّتِ السَّفينَةُ البحرَ، وَمن أَمثالهم: (فلانٌ يَشُجُّ بيدٍ ويأْسُو بأخْرَى) إِذا أَصْلَحَ مَرَّةً وأَفْسَدَ مرَّةً. وَأَخْبرنِي المُنْذريُّ عَن أبي الْهَيْثَم أنّه قَالَ: الشَّجُّ: أَنْ يَعْلُوَ رأْسَ الشّيء بالضَّرْبِ، كَمَا يُشَجُّ رأْسُ الرّجُلِ، وَلَا يكونُ الشّجُّ إلاَّ فِي الرّأْسِ، والخَمْرُ يُشَجُّ بِالْمَاءِ. وَقَالَ زُهَيْر يصفُ عَيْراً وأُتُنَه: يَشُجُّ بهَا الأمَاعِزَ وَهِي تَهوِي هُوِيَّ الدَّلْوِ أَسْلَمَها الرِّشاءُ أَي يَعْلُو بالأتُنِ الأماعِزَ، والوَتِدُ يُسمَّى شجِيجاً، وجَمْعُ الشَّجَّةِ: شِجاجٌ. (بَاب الْجِيم وَالضَّاد) ج ض جض، ضج: (مستعملات) . جض: أهمل اللَّيْث جض: روى أَبُو عبيد عَن أبي زيد وَالْكسَائِيّ:

باب الجيم والصاد

جضَّضْتُ عَلَيْهِ السَّيْف إِذا حَمَلْتَ عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: جَضَّضَ إِذا حَمَلَ على عَدُوِّه بالسّيفِ. (أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي) : جَضَّ إِذا مَشى الجِيَضَّى، وَهِي مِشْيَةٌ فِيهَا تَبَخْتُرٌ. ضج: قَالَ اللَّيْث: ضَجَّ يضِجُّ ضجاً، وضَجَاجاً وضَجِيجاً، وضجّ البعيرُ ضَجِيجًا وضج القومُ ضَجاجاً، وَقَالَ العجاج: وأَعْشَبَ النَّاسَ الضَّجَاجَ الأضْجَحَا قَالَ: أَظْهَرَ الْحَرْفَيْنِ، وَبنى مِنْهُ أفعل لحاجتِه إِلَى القافية. (الحَرَّانيُّ عَن ابْن السّكيت) : أضَجَّ القومُ إضْجَاجاً إِذا صاحُوا وجلَّبُوا، فَإِذا جزعُوا من شَيْء وغُلِبُوا قيل: ضَجُّوا يضِجُّون. وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: ضجَّ إِذا صاحَ مستغيثاً. وروى أَبُو عبيد عَن الأمَوِيِّ نَحْواً ممَّا قَالَ ابْن السّكيت. قَالَ أَبُو عبيد وَقَالَ الأصمعيُّ: الضَّجَاجُ: المُشَاغَبَةُ والمشاقَّةُ، وَهُوَ اسمٌ من ضاجَجْتُ وَلَيْسَ بمصدر وَأنْشد: إنِّي إِذا مَا زَبَّبَ الأشْدَاقُ وكَثُرَ الضَّجَاجُ واللَّقْلاَقُ (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: الضَّجَاج: صَمْغٌ يؤكلُ رَطْباً فَإِذا جفَّ سُحِقَ ثمَّ كُتِّلَ وقُوِّيَ بالقِلى ثمَّ غُسِلَ بِهِ الثوبُ فيُنَقِّى تنقيَةَ الصابون. وَقَالَ غَيره: الضَّجَاجُ: العَاجُ، وَهُوَ مثلُ السِّوارِ للمَرْأةِ، قَالَ الْأَعْشَى: وتَرُدُّ مَعْطوف الضَّجَاجِ على غَيْلٍ كأنَّ الوَشْمَ فِيهِ خِلَلْ ومعْطوفُهُ: مَا عُطِفَ من طَرَفَيْهِ. (بَاب الْجِيم وَالصَّاد) ج ص جص صج. صج: أهمل اللَّيثُ صجَّ. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أنَّه قَالَ: صَجَّ إِذا ضربَ حديداً على حَدِيدٍ فصَوَّتا، والصّججُ: صَوْتُ الحَدِيد بَعْضِهِ على بعضٍ. جص: قَالَ اللَّيْث: الجَصُّ: معروفٌ، وَهُوَ من كَلَام العَجَمِ، قَالَ: ولغةُ أهلِ الْحجاز فِي الجصِّ: القَصُّ. وَقَالَ ابْن السّكيت: هُوَ الجَصُّ، وَلَا تقل: الجِصّ. (سَلمَة عَن الْفراء) : جصَّص فلانٌ إناءهُ إِذا مَلأهُ. (أَبُو عبيدٍ عَن أبي زيدٍ وَالْفراء) : فَقَحَ الجِرْوُ وجَصَّصَ إِذا فَتَحَ عَيْنَيْهِ، وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو عمرٍ و، قالَ: ويصَّصَ: مِثْله. (بَاب الْجِيم وَالسِّين) ج س جس سج. جس: قَالَ اللَّيْث: الْجَسُّ: اللَّمْسُ بِالْيَدِ

لَتَنْظُرِ ممَسَّة مَا تمَسُّ. والْجَسُّ: جَسُّ الخَبَرِ، وَمِنْه: التَّجَسُّسُ قَالَ: والجاسُوسُ: العَيْنُ يَتَجَسَّسُ الأخبارَ ثمَّ يَأْتِي بهَا. قَالَ: والجَسَّاسَةُ دابّةٌ فِي جَزَائِرِ البَحْرِ تتجَسَّسُ الْأَخْبَار، وَتَأْتِي بهَا الدَّجَّال. والمَجَسُّ والمَجَسَّةُ: ممسّةُ مَا جَسَسْته بِيَدِك. قَالَ: والجواسُّ من الْإِنْسَان: خمسٌ، اليَدَانِ، والعَيْنَانِ، والفَمُ، والشَّمُّ، والسَّمْعُ، الْوَاحِد: جاسّةٌ، وَيُقَال بِالْحَاء: حاسّةٌ، والجميعُ: الحواسُّ. وَيُقَال: تَجَسَّسْتُ الخَبَرَ، وتَحَسّسْتُهُ بِمَعْنى واحدٍ. والعربُ تَقول: فلانٌ ضَيِّقُ المَجَسِّ إِذا لم يَكُنْ وَاسع السَّرْبِ، وفلانٌ واسعُ المَجَسِّ إِذا كَانَ واسعَ السَّرْبِ، رَحِيبَ الصَّدْرِ. وَيُقَال: إنَّ فِي مَجَسِّكَ لَضِيقاً. (عَمْرو عَن أَبِيه) : جَسَّ إِذا اخْتَبَرَ، وسَجَّ إِذا صَلَعَ. سج: (أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي) : سجَّ سَطْحَهُ يسُجُّهُ سَجّاً إِذا طيَّنَهُ. والسُّجُجُ: الطَّايَاتُ المُمَدَّرَةُ: قَالَ: والسُّجُجُ أَيْضا: النُّفُوسُ الطِّيَّبَةُ. وَيُقَال للمَالَجِ: مِسَجَّةٌ، ومِمْلقَ، ومِمْدَرٌ، ومِمْلَطٌ ومِلْطَاطٌ. (أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ) : إِذا جعل الرَّجُلُ اللَّبن أرقَّ مَا يكونُ بِالْمَاءِ فَهُوَ السَّجَاجُ، وَأنْشد: يَشْرَبُه مَذْقاً ويَسْقِي عِيَالَه سَجَاجاً كأقْرَابِ الثعالِبِ أَوْرَقا ويقالُ: هُوَ يسُجُّ، ويسُكُّ سكاً إِذا رقَّ مَا يجيءُ مِنْهُ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : يُقَال: سَجَّ بسَلْحِه وهكَّ بِهِ، وتَرَّ بِهِ إِذا حذف بِهِ. وَفِي الحَدِيث (إنَّ الله قَدْ أَرَاحَكُمْ من السَّجَّةِ والبَجَّةِ) . قَالَ أَبُو عبيد، قَالَ بعضُهُم: كَانَت آلِهَةً يَعْبُدُونَها، وَأنكر أَبُو سعيدٍ الضَّريرُ قَوْله، وزَعَمَ أَن السَّجَّة: اللَّبَنَةُ الَّتِي رُقِّقتْ بالماءِ، وَهِي السَّجَاجُ. قَالَ: والبَجَّةُ: الدَّمُ الفَصِيدُ، وَكَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّة يَتَبَلَّغُونَ بهما فِي المَجَاعَاتِ، وَفِي حديثٍ آخر: (أَرض الجَنَّةِ سَجْسَجٌ) ، لَا حَرَّ فِيهَا وَلَا بَرْدَ، وكلُّ هواءٍ معتدلٍ: سَجْسَجٌ. أَخْبرنِي المُنْذِريُّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: مَا بَين طُلُوع الْفجْر إِلَى طُلُوع الشَّمْس، يُقَال لَهُ: السَّجْسَجُ، قَالَ: وَمن الزَّوَالِ إِلَى العَصْرِ، يُقَال لَهُ: الهَجِيرُ، والهَاجِرَةُ، وَمن غُرُوبِ الشَّمْس إِلَى وَقت اللَّيْل: الجِنْحُ، ثمَّ السَّدَفُ، والمَلْثُ، والمَلْسُ.

باب الجيم والزاي

سجس: (أَبُو عبيد عَن طَيْبَةَ الْأَعرَابِي) : السَّجَسُ: المَاء المُتَغَيِّرُ وَقد سَجِسَ الماءُ. قَالَ: وَقَالَ الأحْمَرُ: لَا آتِيكَ سَجِيسَ الأوْجَسِ، ومِثْلُه: لَا آتِيكَ سجيس عُجَيْسٍ. قَالَ: ومعناهُمَا: الدَّهْر وَأنْشد: فأقْسَمْتُ لَا آتِي ابْنَ ضَمْرَةَ طَائِعا سَجِيسَ عُجَيْسٍ مَا أَبَانَ لِسَانِي قَالَ: وَيُقَال: كَبْشٌ ساجسِيٌّ إِذا كانَ أبْيَضَ الصُّوفِ فحيلاً كَرِيمًا، وَأنْشد: كأنَّ كَبْشاً ساجِسِيّاً أَدْبَسَا بَيْنَ صَبَّيْ لَحْيِهِ مجَرْفَسَا (بَاب الْجِيم وَالزَّاي) ج ز جز، زج. جز: قَالَ اللَّيْث: الجِزَزُ: الصُّوفُ الَّذِي لم يُسْتَعْمَلْ بَعْدَمَا جُزَّ، تَقول: صُوفٌ جِزَزٌ. وَيُقَال: هَذِه جِزَّةُ هَذِه الشّاةِ أَي صوفُها المَجْزُوزُ عَنْهَا، وجمعُها: جِزَزٌ. وَيُقَال للرَّجُلِ الضّخْمِ اللِّحْيَةِ كأنّه عاضٌّ على جِزَّةٍ أَي على صوف شاةٍ جُزَّتْ. وَقَالَ اللَّيْث: الجَزُّ: جَزُّ الشِّعْرِ وَالصُّوف والحَشِيشِ وَنَحْوه. وَقَالَ غيرُه: الجَزَاجِزُ: خُصَلُ العِهْنِ والصُّوفِ المصبوغةُ تُعَلَّقُ على هوادجِ الظّعائِنِ يَوْم الظَّعْنِ، وَهِي الثُّكَنُ والجَزَائِزُ، قَالَ الشماخُ: هَوَادِجُ مَشْدُودٌ عَلَيْهَا الجَزائزُ وَقيل: الجَزِيزُ: ضَرْبٌ من الخرَزِ يُزَيَّنُ بِهِ جَوارِي الأعرابِ. وَقَالَ النَّابِغَة: يصفُ نسَاء شَمَّرْنَ عَن أَسْوُقِهِنَّ حَتَّى بَدَت خلاخيلُهُنَّ: خَرَزُ الجِزِيزِ من الخِدَامِ خَوَارِجٌ مِنْ فَرْجِ كُلِّ وَصِيلَةٍ وإزَارِ وَقَالَ اللَّيْث: الجَزَازُ كالحصَادِ واقعٌ على الحينِ والأوَانِ يُقَال: أَجَزَّ النَّخْلُ كَمَا يُقَال: أَحْصَدَ البُرُّ. وَقَالَ الْفراء: جَاءَنَا وقتُ الجِزَازِ، والجَزَازِ حِين يُجَزُّ الْغَنَمُ. (الحرَّانيُّ عَن ابْن السّكيت) : أجَزَّ النخْلُ: حانَ لَهُ أنْ يُجَزَّ أَي يُصْرَمَ. قَالَ: وَحكى لنا أَبُو عمرٍ و: قد جَزَّ التمرُ إِذا يَبِسَ يَجِزُّ جُزوزاً، وتمرٌ فِيهِ جُزُوزٌ. وَيُقَال: قد جَزَزْتُ الكَبْشُ والنّعجة. وَيُقَال فِي العَنْزِ والتَّيْسِ: حَلَقْتُهُمَا، وَلَا يُقَال: جَزَزْتُهما. (أَبُو عبيد عَن اليزيديِّ) : أَجَزَّ القومُ، من الجَزَاز فِي الْغنم إِذا حَان أَنْ تُجَزَّ غَنَمُهُم. وَقَالَ اللَّيْث: جَزَّةُ: اسمُ أرضٍ مِنْهَا يخرجُ الدَّجَّال فِيمَا رُوي. قَالَ: والجُزازُ: مَا فَضَلَ من الْأَدِيم إِذا قُطِعَ، الواحدةُ: جُزَازةٌ.

زج: قَالَ اللَّيْث: الزُّجُّ: زُجُّ الرُّمْح، والسَّهْم، والجميعُ: الزِّجَاجُ. (قلت) : زُجُّ الرمْح: الحديدةُ الَّتِي تُرَكَّبُ سافلة الرُّمح، والسِّنَانُ: الَّتِي تُرَكَّبُ عاليتَه، والزُّجُّ يُرْكَزُ بِهِ الرمحُ فِي الأَرْض، والسِّنَانُ يُطْعن بِهِ. (أَبُو عبيدٍ عَن اليزيديِّ) : أَزْجَجْتُ الرُّمَّحَ: جعلْتُ فِيهِ الزُّجَّ إزْجَاجاً، وزَجَجْتُ الرّجُلَ وَغَيره إِذا طعنته بالزُّجِّ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : أَزْجَجْتُ الرُّمحَ: جعلتُ لَهُ زُجّاً، وأنْصَلْتُه: نَزَعتُ نصله، وَلَا يُقَال: أَزْججْتُه إِذا نَزَعْتُ زُجَّه. وَيُقَال لنصل السّهم: زُجٌّ. وَقَالَ زُهَيْر: ومَنْ يَعْصِ أطرافَ الزِّجَاجِ فإنّه يُطيعُ العَوَالِي رُكِّبَتْ كلَّ لَهْذَمِ قَالَ ابْن السّكيت: يقولُ: مَنْ عصى الأمرَ الصغيرَ صَار إِلَى الْأَمر الْكَبِير. قَالَ، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: هَذَا مَثَلٌ، يَقُول. إنَّ الزُّجَّ لَيْسَ يُطعَنُ بِهِ، إنّما الطَّعْنُ بالسِّنَانِ، فَمن أَبى الصُّلحَ وَهُوَ الزُّجُّ الَّذِي لَا طَعْنَ بِهِ، أُعْطِي العَوَالِي، وَهِي الَّتِي بهَا الطَّعنُ. قَالَ: ومثلٌ للْعَرَب (الطَّعْنُ يَظْأَرُ) أَي يعطِفُ على الصُّلح. وَقَالَ خالدُ بن كُلْثُوم: كَانُوا يستقبلون أعداءهم إِذا أَرَادوا الصُّلحَ بأزِجّةِ الرِّماح، فَإِن أجابوا إِلَى الصُّلح وإلاَّ قلبوا الأسِنَّةَ وقاتَلُوهم. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : إِذا طَعَن بالعَجَلَة. قَالَ: والزُّجُجُ: الحِرابُ المنصَّلة، والزُّجُجُ أَيْضا: الحَميرُ المُقْتَتِلةُ. وَقَالَ اللَّيْث: المِزَجُّ: رُمحٌ قصير فِي أَسْفَله زُجٌّ. والزَّجُّ: رَمْيُكَ بالشَّيْء تَزُجُّ بِهِ عَن نَفسك. وَيُقَال للظَّلِيمِ إِذا عدا: زَجَّ برجليه. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الزُّجُّ: طرَفُ المِرْفَقِ المحدَّدُ وإبْرَةُ الذِّراع: الَّتِي يَذْرَع الذارِعُ من عِنْدهَا. وَقَالَ اللَّيْث: زِجَاجُ الفَحْلِ: أَنْيَابُه. وَأنْشد: لَهَا زِجَاجٌ ولهَاةٌ فَارِضُ قَالَ: والزَّجَجُ: دِقّةُ الحواجب، واسْتِقْواسُها، وزَجَّجَتِ المرأةُ حاجبَها بالمِزَجِّ. وَأنْشد أَبُو عبيد: إِذا مَا الغَانِياتُ بَرَزْنَ يَوْماً وزجَّجْنَ الحواجبَ والعُيونا وَقَالَ اللَّيْث: الأزجُّ من النَّعام: الَّذِي فَوق عينِه ريشٌ أبيضُ، والجميع: زُجٌّ.

باب الجيم والدال

وَقَالَ غَيره: زَجَجُ النّعامة: طولُ رِجْلَيْهَا، قَالَه ابْن شُمَيْل. (أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي) قَالَ: هُوَ الزُّجاج، والزَّجاج والزِّجاجُ للقَوارِيرِ، وأقلُّها الكَسْرُ. وَقَالَ الليثُ: الزُّجَاجةُ فِي قَول الله: القِنْدِيلُ. وأَجْمَادُ الزِّجَاجِ بالصَّمَّانِ، ذكرهُ ذُو الرمة: فَظَلَّتْ بأَجْمَادِ الزِّجاجِ سَواخِطاً صِيَاماً تغنِّي تَحْتَهُنَّ الصفائحُ يَعْنِي الحَميرَ سَخِطَتْ على مَرْتَعِها ليُبْسه. ج ط: مهمل (بَاب الْجِيم وَالدَّال) ج د جد دج: مستعملان. جد: تَقول العربُ: سُعِيَ بجَدِّ فلانٍ، وعُدِيَ بجَدِّه وأُدْرِكَ بجَدِّه إِذا كَانَ جدُّه جيِّداً. والجَدُّ على وُجوهٍ، قَالَ الله تَعَالَى: {أَحَداً وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلاَ وَلَداً} (الْجِنّ: 3) . قَالَ الْفراء: حدَّثَني أَبُو إسرائيلَ عَن الحكم عَن مجاهدٍ أَنه قَالَ: جَدُّ رَبِّنا: جلالُ ربِّنَا. وَقَالَ بعضُهم: عظمَةُ رَبِّنا، وهما قريبان من السَّواءِ. وَقَالَ ابْن عَبَّاس: (لَوْ عَلِمَتِ الجِنُّ أَنَّ فِي الإنْسِ جَدّاً مَا قَالَت: تَعَالَى جَدُّ ربّنَا، معناهُ أَنَّ الجِنَّ لَو علمت أَنَّ أَبَا الأبِ فِي الإنْسِ يُدْعى جدّاً مَا قَالَت الَّذِي أَخْبَرَ الله عَنهُ فِي هَذِه السُّورَةِ عَنْهَا) . وَفِي الحَدِيث (كَانَ الرَّجُلُ إِذا قَرَأَ سُورة البَقَرَةِ، وَسورَة آل عِمْرَانَ جَدَّ فِينَا) أَي جَلَّ قَدْرُه وعظُمَ. قَالَ أَبُو عبيد: وَقد رُوِيَ عَن الْحسن وعِكْرِمَةَ فِي قَوْله: {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ} قَالَ أحدُهُما: غِنَاهُ، وَقَالَ الآخَرُ: عظمَتُه. وَأما قولُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد تَسْلِيمه من الصَّلاة المكْتُوبةِ: (اللَّهُمَّ لَا مانِعَ لما أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لما مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الجدِّ مِنْكَ الجدُّ) ، فإنَّ أَبَا عبيدٍ قَالَ: الجَدُّ بِفَتْح الْجِيم لَا غَيْرُ، وَهُوَ الغِنَى والحظُّ فِي الرّزْقِ. وَمِنْه قيل: لفلانٍ فِي هَذَا الأمْرِ جَدٌّ إِذا كَانَ مرزوقاً مِنْهُ، فتأْوِيلُ قَوْله: لَا يَنْفَعُ ذَا الجِدّ مِنْك الجدُّ أَي لَا يَنْفَعُ ذَا الغِنَى مِنْكَ غِنَاهُ، إِنَّمَا يَنْفَعُه العملُ بطاعتِكَ. قَالَ: وَهَذَا كَقَوْلِه: {يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ} {إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} (الشُّعَرَاء: 88، 89) . وَكَقَوْلِه: {لاَ يَعْلَمُونَ وَمَآ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِى تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلاَّ مَنْءَامَنَ وَعَمِلَ} (سبأ: 37) ، الْآيَة.

ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنَّه قَالَ: (قُمْتُ على بابِ الجنَّةِ فَإِذا عامَّةُ مَنْ يَدْخُلُها الفُقَرَاءُ، وَإِذا أَصْحَابُ الجَدِّ مَحْبُوسُونَ) ، يَعْنِي ذَوِي الحظِّ والغِنَى فِي الدُّنْيَا. قَالَ أَبُو عبيد: وَقد زَعَمَ بعضُ النَّاس أنَّمَا هُوَ: وَلَا يَنْفَعُ ذَا الجِدِّ مِنْكَ الجِدُّ، بِكَسْر الْجِيم، والجِدُّ إِنَّمَا هُوَ الاجتهادُ فِي الْعَمَل. قَالَ: وَهَذَا التأويلُ خلافُ مَا دَعَا الله إِلَيْهِ المؤمنينَ، وَوَصَفَهُمْ بِهِ، لِأَنَّهُ قَالَ فِي كِتَابه: {ياأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُواْ صَالِحاً} (الْمُؤْمِنُونَ: 51) ، فقد أَمرهم بالجِدّ وَالْعَمَل الصَّالح، وحَمِدَهُمْ عَلَيْهِ، فَكيف يَحْمَدُهم عَلَيْهِ، وَهُوَ لَا يَنْفَعُهُم. (قلت) : وقولُ الْعَرَب: فلانٌ صاعدُ الجَدَّ، معناهُ: البَخْتُ والحَظُّ فِي الدُّنْيَا. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: رَجُلٌ جَدِيدٌ إِذا كَانَ ذَا حَظَ من الرِّزْقِ، ورجُلٌ مَجْدُودٌ: مثلُه، وفلانٌ أجدُّ من فلانٍ، وأحَظُّ مِنْهُ. وَأَخْبرنِي الإياديُّ عَن شمرٍ أَنه قَالَ: رَجُلٌ جُدٌّ بضمِّ الْجِيم أَي مَجْدُودٌ، وقومٌ جُدُّونَ. وَقَالَ ابنُ بُزُرْجَ يُقَال: هم يَجَدُّونَ بهم ويَحَظُّونَ بهمْ، وَقد جدِدْتَ وحَظِظْتَ تَجَدُّ وتحَظُّ، أَي: صِرْتَ ذَا حَظَ وغِنًى. والجَدُّ: أَبُ الأبِ مَعْرُوف، وَجمعه: جُدُودٌ، وجُدُودَةٌ وأَجْدَادٌ. وأُمُّ الأمِّ، وأُمُّ الأبِ يُقَال لَهَا: جَدَّةٌ، وجمعُها: جَدَّاتٌ. والجدُّ: مصدرُ جَدَّ التَّمرَةَ يَجُدُّها جَدّاً وَنهى رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن جَدَادِ اللَّيْلِ. قَالَ أَبُو عبيد: هُوَ أَنْ يَجُدَّ النَّخْلَ لَيْلاً، والجَدَادُ: الصَّرَامُ. يُقَال: إنَّه إنَّما نهى عَن ذَلِك لَيْلًا لمَكَان الْمَسَاكِين أنهُم كانُوا يَحْضُرُونَهُ فيتصَدَّقُ عَلَيْهِم مِنْهُ لقَوْله جلّ وعزّ: {وَءَاتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} (الْأَنْعَام: 141) ، وَإِذا فعل ذَلِك لَيْلًا فَإِنَّمَا هُوَ فارٌّ من الصَّدَقَةِ. قَالَ أَبُو عبيد وَقَالَ الْكسَائي: هُوَ الجِدَادُ والجَدَادُ، والحِصَادُ، والحَصَادُ، والقَطَافُ والقِطَافُ، والصَّرَامُ، والصِّرَامُ. وَفِي حَدِيث أبي بكرٍ، أَنه قَالَ لابنته عَائِشَة عِنْد مَوته: (إنّي كُنْتُ نَحْلْتُكِ جادَّ عِشْرِينَ وَسْقاً من النَّخْلِ وبُودّي أنكِ كنت حُزْتيه فأمَّا الْيَوْم فَهُوَ مالُ الوَارِثِ) وتأويلُه أنَّه كَانَ نَحَلَها فِي صحّتِه نَخْلاً كَانَ يُجَدُّ مِنْهُ فِي كل سنةٍ عِشْرُون وَسْقاً، وَلم يكُنْ أقْبَضَها مَا نَحَلَها بِلِسَانِهِ، فلمّا مرض رأى النَّخْلَ وَهُوَ غيرُ مقبوضٍ غيرَ جائزٍ لَهَا فأَعْلَمها أَنه لم يصحّ لَهَا، وأنّ سائرَ الوَرَثَةِ شُرَكَاؤُها فِيهِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: لفلانٍ أرضٌ جادُّ مئةِ وَسْقٍ أَي تُخْرجُ مئَةَ وَسْقٍ إِذا زُرِعَتْ، وَهُوَ كلامٌ عربيٌّ فصيحٌ.

وَأما قَول الله جلّ وَعز: {مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا} (فاطر: 27) فإنّ الْفراء قَالَ: الجُدَدُ: الخُطَطُ والطُّرُقُ تكونُ فِي الجبالِ، خُطَطٌ بيضٌ وسودٌ وحمرٌ، كالطُّرُقِ تكونُ فِي الْجبَال، واحدُها: جُدّةٌ. وَأنْشد قَول امرىء الْقَيْس: كأنّ سَرَاتَهْ وَجُدَّة مَتْنِه كَنَائنُ يَجْرِي فوْقهُنَّ دليصُ قَالَ: والجُدَّةُ: الخُطَّةُ السوداءُ فِي مَتْنِ الحمارِ، والدّليصُ: الَّذِي يَبْرُقُ. وَقَالَ الزجاجُ: كلَّ طريقةٍ: جُدّةٌ، وجادّةٌ. (قلت) : وجادّةُ الطريقِ: سُمِّيتْ جادّةً لِأَنَّهَا خُطَّةٌ مستقيمةٌ مَلْحُوبةٌ وجمعُها: الجوَادُّ بتَشْديد الدَّال. وَقَالَ اللَّيْث فِي كِتَابه: الجادّةُ تخُفَّفَ وتُثَقَّلُ، أما المُخفَّفُ فاشتقاقه من الجَوَادِ إِذا أَخْرَجَه على فعله. قَالَ: والمُشَدَّدُ: مَخْرَجُهُ من الطَّرِيق الجَدَدِ الْوَاضِح. (قلت) : وَقد غلط اللَّيْث فِي الْوَجْهَيْنِ مَعًا، أما التَّخْفِيف فِي الجَادَةِ فَمَا علمت أحدا من أئمةِ اللُّغَة أجَازه، وَلَا يجوزُ أَن يكون فعلةً من الجَوَادِ بِمَعْنى السَّخِيِّ. وَأما قَوْله: إِنَّه إِذا شُدّدَ فَهُوَ من الأَرْض الجَدَد فَغير صَحِيح، إِنَّمَا سُمِّيت المحجة المَسْلُوكةُ جادّةً لِأَنَّهَا ذاتُ جُدَّةٍ، وجُدّةٍ وَهِي طرقاتُها، وشَرَكُها المُخطَّطَةُ فِي الأَرْض، كَذَلِك قَالَ الْأَصْمَعِي. وَقَالَ فِي قَول الرَّاعِي: فأصْبَحَت الصَّهْبُ العِتاقُ وَقد بدا لهُنّ المَنارُ والجوادُ اللَّوائحُ أَخطَأ الرَّاعِي حِين خفف الجوادّ وَهُوَ جمع الجادَّة من الطُّرُق الَّتِي بهَا جُدَدٌ. والجُدّةُ أَيْضا: شاطىءُ النَّهر، إِذا حذفوا الْهَاء كسروا الْجِيم فَقَالُوا: جِدٌّ، وجُدّةٌ وَمِنْه: الجُدّة: سَاحل الْبَحْر بحذاء مكَّة. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: قَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: كُنَّا عِنْدَ جِدَّةِ النَّهْرِ بِالْهَاءِ، وأَصْلُهُ نَبَطِيٌّ: كِدٌّ فأُعْرِبَ. قَالَ وَقَالَ أَبُو عمرٍ وكُنَّا عِنْد أَمِير، فَقَالَ جَبَلَةُ بنُ مَخْرَمَة: كُنَّا عِنْدَ جِدِّ النَّهْرِ، فقلتُ: جِدَّةُ النَّهْرِ، فَمَا زِلْتُ أَعْرِفُهَا فيهِ. والجِدُّ بِلَا هاءٍ: البِئْرُ الجيِّدَةُ الموضعِ مِنَ الكَلأ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال للْأَرْض المُسْتَويةِ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا رَمْلٌ وَلَا اختلاَفٌ: جَدَدٌ. (قلت) : والعربُ تَقول: هَذَا طَرِيقٌ جَدَدٌ إِذا كَانَ مستوياً، لَا حدَبَ فِيهِ وَلَا وُعُوثَة. وَهَذَا الطريقُ أَجدُّ الطريقينِ أَي أَوْطؤُهُمَا وأشدُّهُما اسْتِوَاء، وأقَلُّهُما عُدَوَاءَ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أَجَدَّ الرَّجُلُ فِي أَمْرِه يُجِدُّ إذَا بلغَ فِيهِ جِدَّه، وجدَّ: لُغَةٌ، وَمِنْه

يُقَال: جادٌّ مُجِدٌّ أَي مُجْتَهِدٌ، وَقد أجدَّ يُجِدُّ إِذا صارَ ذَا جِدَ واجتهادٍ. وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ: لم يَجُدَّ. (الْأَصْمَعِي) : الجُدَّادُ فِي قَول المُسَيَّبِ بن عَلَسٍ: فِعْلَ السَّريعةِ بَادَرَتْ جُدَّادَهَا قَبْلَ المَسَاءِ تَهُمُّ بالإسْرَاعِ وَقَوله: واللَّيْلُ غَامِرُ جُدَّادِهَا قَالَ أَبُو نصر: سَمِعْتُ غيرَه يقُولُ: الجُدَّادُ: خُيُوطُ المِظَلَّةِ، قَالَ وَقَوله: واللَّيْلُ غَامِرُ جُدَّادِها كَانَت فِي الخُيُوطِ ألْوَانٌ فغمرها الليلُ بسوادِه فصارتْ على لونٍ واحدٍ، قَالَ: والسَّرِيعَةُ: المَرْأَةُ الَّتِي تسْرِعُ. (أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة) قَالَ: الجُدَّادُ بالنَّبَطِيَّةِ: الخُيُوطُ المُعَقَّدَةُ، يُقَال: كُدَادٌ بالنَّبَطِيَّةِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يقالُ: جُدَّتْ أَخْلاَفُ النَّاقة إِذا أصابَها شيءٌ يَقْطَعُ أَخْلاَفَها، وناقةٌ جَدُودٌ وَهِي الَّتِي انْقَطع لبنُها. (أَبُو عبيد عَن أبي زيدٍ) : نَعْجَةٌ جَدُودٌ إِذا ذهب لبنُها إِلَّا قَلِيلا، وجمعُها: جَدَائِدُ، قَالَ: فَإِذا يَبِسَ ضرعُهَا فَهِيَ جدّاءُ. والجدُودُ مِنَ الأُتُنِ: الَّتِي قد انْقَطع لبنُها. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الجَدَّاءُ: الناقةُ الَّتِي قد انْقَطع لبنُها. قَالَ: والمُجَدَّدَةُ: المصَرَّمَةُ الأطْبَاء، وأصلُ الجدِّ: القَطْعُ. وَقَالَ ابْن السّكيت: الجَدُودُ: النَّعْجَةُ الَّتِي قلَّ لبنُها مِنْ غَيْرِ بَأْس. وَيُقَال لِلْعَنْزِ: مَصُورٌ وَلَا يقالُ: جَدُودٌ. والجدَّاءُ: الَّتِي ذهب لبنُها من غير عَيْبٍ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يقالُ جُدَّ ثَدْيُ أُمِّهِ، وَذَلِكَ إِذا دُعِيَ عَلَيْهِ بالقَطِيعة. وَقَالَ الهُذَلِيُّ: رُوَيْدَ عليّاً جُدَّ مَا ثَدْيُ أُمِّهمْ إلَيْنَا ولكِنْ وُدُّهُمْ مُتَمَايَنُ (قلت) : وتَفْسِيرُ البيْتِ: أَنَّ عَلِيّاً: قبيلَةٌ من كنَانةَ، كأَنَّه قَالَ: رُوَيْدَك عَلِيّاً أَيْ أَرْوِد بهم، وارْفُقْ بهم، ثمَّ قالَ: جُدَّ ثَدْيُ أُمِّهمْ إلَيْنَا، أَي بَيْنَنَا وبَيْنهم خُؤُولةُ رَحِمٍ وقَرَابَةٌ من قِبلِ أُمِّهم، فهم مُنْقَطِعُونَ إِلَيْنَا بهَا، وَإِن كَانَ فِي ودّهم مَيْنٌ أَي كَذِبٌ ومَلَقٌ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال للناقة: إِنَّهَا لَمَجَدَّةٌ بالرحْلِ إِذا كَانَت جادَّةً فِي السَّيْرِ. (قلت) : لَا أَدْرِي قَالَ: مَجِدَّةٌ أَو مُجِدَّةٌ؟ فَمَنْ قَالَ: مَجِدَّةٌ فَهِيَ مِنْ جَدَّ يَجِدُ، وَمن قَالَ: مُجِدَّةٌ فَهِيَ مِنْ أَجَدَّتْ. وِكِسَاءٌ مُجَدَّدٌ: فِيهِ خيوطٌ مختلفةٌ، وَيُقَال: كَبِرَ فلانٌ ثمَّ أصَاب فَرْحَةً وسروراً فَجَدَّ جِدَّةً كَأَنَّهُ صَار جَدِيدا.

والعربُ تقولُ: مُلاَءةٌ جديدٌ بِغَيْر هاءٍ لِأَنَّهَا بِمَعْنى مَجْدُودَةٌ أَي مقطوعةٌ، وثوبٌ جديدٌ: جُدَّ حَدِيثا أَي قُطِعَ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أَجَدَّ فلانٌ أَمْرَهُ بِذَاكَ أَي أحكمهُ وَأنْشد: أَجَدَّ بهَا أَمْراً وأَيْقَنَ أَنَّهُ لَهَا أوْ لأخْرَى كالطَّحِينِ تُرَابُها قَالَ أَبُو نصر: حُكيَ لي عَنهُ أنَّه قَالَ: أَجَدَّ بهَا أَمْراً معناهُ: أَجَدَّ أَمْرَه بهَا، والأوَّلُ: سَمَاعِي مِنْهُ. قَالَ وَيُقَال للرجُلِ إِذا لبسَ ثوبا جَدِيدا: أَبْلِ وأَجِدَّ واحْمَدِ الكاسي. ويقالُ: بَلِيَ بيتُ فلانٍ ثمَّ أَجَدَّ بَيْتا. وَقَالَ لبيد: تَحَمَّلَ أهْلَهَا وأَجَدَّ فِيهَا نِعَاجُ الصَّيْفِ أَخْبِيَةَ الظِّلاَلِ وأَجَدَّ الطريقُ إِذا صَار جدداً. وَقَالَ اللَّيْث: الجِدُّ: نقيضُ الهَزْلِ. يُقَال: جَدَّ فلانٌ فِي أمرِه إِذا كَانَ ذَا حقيقةٍ ومضاء. وأجدَّ فلانٌ السَّيْرَ إِذا انْكَمَشَ فِيهِ. والجِدَّةُ: مصدرُ الْجَدِيد. وأجَدَّ ثوبا واسْتَجَدَّهُ. قَالَ: وُجدَّةُ النَّهْرِ مَا قرب من الأَرْض مِنْهُ. وجديدُ الأَرْض: وَجْهُهَا. وَقَالَ الراجز: حتَّى إِذا مَا خَرَّ لم يُوسَّدِ إلاّ جديدَ الأرضِ أَو ظَهْرَ اليدِ والجَدِيدَانِ، والأجَدَّانِ: الليلُ وَالنَّهَار، رواهُ أَبُو عبيد عَن أبي زيدٍ. وتجمعُ الجُدودُ من الأتُنِ: جِدَاداً. قَالَ الشماخ: مِنَ الحُقْبِ لاحَتْهُ الجِدَادُ الغَوَارِزُ وجَدُودٌ: موضعٌ بِعَيْنِه. (أَبُو عبيد عَن أبي عمرٍ و) : أجِدَّك، وأجَدَّك مَعْنَاهَا: مَالك. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أجِدَّك معناهُ: أبجِدَ هَذَا منكَ؟ وَقَالَ اللَّيْث: من قَالَ: أجِدَّك فَإِنَّهُ يستحلفهُ بِجِدّه وَحَقِيقَته، وَإِذا فتح الْجِيم استحلفَه بجدِّه وَهُوَ بَخْتهُ. قَالَ الْأَزْهَرِي: وَقَالَ بعض النَّحْوِيين: معنى أجدَّكَ: أتجِدُّ جِدَّك؟ وَهُوَ ضدُّ اللَّعِب، وَلذَلِك نَصبه. (شمرٌ عَن الْأَصْمَعِي) : الجَدْجَدُ: الأرضُ الغليظةُ. قَالَ وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الجَدَدُ: مَا اسْتَوَى من الأَرْض وأَصْحَرَ. قَالَ: والصحراءُ: جَدَدٌ، والفضاءُ: جَدَدٌ لَا وعْثَ فِيهِ وَلَا جَبَل وَلَا أكَمة، ويكونُ وَاسِعًا، وقليلَ السعةِ، وَهِي أَجْدَادُ الأَرْض.

(أَبُو عَمْرو) : الجَدْجَدُ. الفَيْفُ الأمْلَسُ وَأنْشد: كفَيْضِ الآتيّ على الجَدْجَدِ قَالَ: والجُدْجُدُ: الَّذِي يَصِرُّ بِاللَّيْلِ. وَقَالَ العَدَبَّسُ: هُوَ الصّدى والجُنْدَبُ. وَقَالَ اللَّيْث: الجُدْجُدُ: دُوَيْبَّةٌ على خلقَة الجُنْدُبِ إِلَّا أَنَّهَا سُوَيْدَاءُ قصيرةٌ، وَمِنْهَا مَا يضربُ إِلَى الْبيَاض، ويُسَمَّى أَيْضا صُرْصُراً. قَالَ: والجدَّاءُ: المَفَازَةُ اليابسةُ، وَكَذَلِكَ السَّنةُ الجدَّاءُ، وَلَا يُقَال: عَام أَجَدُّ. قَالَ: والجَدَّاءُ: الشاةُ المقطوعةُ الأذُنِ. وَفِي كتاب اللَّيْث: الجدّادُ: صَاحب الحانوتِ الَّذِي يبيعُ الخمرَ. (قلت) : وَهَذَا حاقُّ التَّصْحِيف الَّذِي يَسْتَحِيي مِنْ مثله من ضعفت مَعْرِفَتُه فَكيف الَّذِي يدَّعي الْمعرفَة الثاقبة، وَصَوَابه: الحدَّادُ بِالْحَاء، وَقد مرَّ تفسيرُه فِي مضاعف الْحَاء. وَيُقَال: رَكِبَ فلانٌ جُدَّةً من الْأَمر. أَي طَريقَة ورأياً رَآهُ. والجُدَّةُ: الطريقةُ فِي السَّمَاء والجبل. وَقَالَ اللَّيْث: جُدّادُ الطَّلْح: صِغَارُه، وَمِنْه قَول الطرماح: تَجْتَنِي ثامر جُدّادِه مِنْ فُرادَى بَرَمٍ أَو تَوْأَمِ (عمروٌ عَن أَبِيه) : الجُدْجُدُ: بَثْرَةٌ تَخْرُجُ فِي وسطِ الحدَقةِ. والجُدْجُدُ: الأرضُ الصُّلْبَةُ. والجُدْجُدُ والصُّرْصُرُ: صيَّاحُ اللَّيْل. قَالَ وَيُقَال: صَرَّحَتْ جِدَّاءُ غَيْرَ مُنْصَرِفٍ، وصَرَّحتْ بجِدَّى غَيْرَ مُنْصَرِفٍ، وبجِدَّ غير مُنْصَرِفٍ؟ وبجِدَّانَ، وبجِذَّانَ، وبقِدَّانَ، وبقِذَّانَ، وبقِرْدَحْمَةَ وبقِذَّحْمَةَ،، وأَخْرَجَ اللَّبَنُ أزْغِدَتَهُ، كل هَذَا فِي الشَّيْء إِذا وَضَحَ بعد التباسه. وَقَالَ شمرٌ: الجدّاءُ: الشّاة الَّتِي انْقَطع أَخْلاَفُهَا. وَقَالَ هِيَ المقطوعةُ الضّرْع، وَقيل: هِيَ اليابسةُ الأخْلاَفِ، إِذا كَانَ الصِّرَارُ قد أضَرَّ بهَا. (سلمةُ عَن الْفراء) : الأجَدَّانِ، والأحَدَّانِ: اللَّيْلُ وَالنَّهَار. قَالَ أَبُو عبيد: جَاءَ فِي الحَدِيث (فأَتَيْنَا على جُدْجُدٍ مُتَدَمِّنٍ) . قَالَ أَبُو عبيد: الجُدْجُدُ لَا يُعْرَفُ إِنَّمَا الْمَعْرُوف: الجُدُّ، وَهِي البِئْرُ الجيِّدَةُ الموضعِ من الكَلإِ. وروى غيرُه عَن اليزيديِّ أَنه قَالَ: الجُدْجُدُ: البئْرُ الكثيرةُ المَاء. قَالَ الْأَزْهَرِي: ونَظِيرُه: الكُمْكُمَةُ للكُمَّةِ، والرَّفْرَفُ للرَّفِّ.

دج: (عمرٌ وَعَن أَبِيه) : دَجَّ إِذا أسْرع، يَدِجُّ. وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: ودَجَّ البيتُ إِذا وَكَفَ. وَفِي حَدِيث ابنِ عُمرَ (هَؤُلَاءِ الدّاجُّ، ولَيْسُوا بالحاجّ) . قَالَ أَبُو عبيد: الدّاجُّ: الذينَ يكونونَ مَعَ الحاجّ مثل الأُجَرَاءِ والجمّالِينَ والخدمِ وأشباهِهِم. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: إنّما قيل لَهُم: داجٌّ لأَنهم يَدِجُّونَ على الأَرْض. والدَّجَجَانُ هُوَ الدَّبِيبُ فِي السَّيْر. وأنشدنا: بَاتَتْ تُدَاعِي قِرَباً أَفَايِجا تَدْعُو بِذَاكَ الدَّجَجَان الدَّارِجَا قَالَ أَبُو عبيد: أرادَ ابنُ عُمَرَ أَنْ هؤلاءِ لَيْسَ عِنْدهم شيءٌ إلاّ أنّهم يَسِيرُونَ ويَدِجُّونَ وَلَا حَجَّ لَهُم. وَقَالَ غيرُه: دَجَّ يَدِجُّ، ودَبَّ يَدِبُّ بِمَعْنَى. وَقَالَ ابْن مُقْبِلٍ: إذَا سَدّ بالمَحَلِ آفاقَها جَهَامٌ يَدِجُّ دَجِيجَ الظّعَنْ وَقَالَ الأصمعيّ: دَجَجْتُ السِّتْرَ دجّاً إِذا أَرْخَيْته، فَهُوَ مدجوجٌ. ودَجُوجٌ: اسمُ جَبَلٍ فِي بِلَاد قَيْس. (أَبُو عبيد عَن الأمويِّ) : دَجَّجَتِ السماءُ إِذا تَغَيّمَتْ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الدُّجُجُ: الجبالُ السّودُ، والدُّجُحُ أَيْضا: تَرَاكُمُ الظلام. وَقَالَ أَبُو زيد: الدّاجُّ: التُّبَّاعُ والجمَّالُون، والحاجُّ: أصحابُ النِّيَّات، والنَّاج: المُراؤُون. وَقَالَ الْكسَائي: دَجْدَجْتُ بالدّجَاجَةِ، وكَرْكَرْت بهَا إِذا صِحْتَ. وَقَالَ اللَّيْث: الدُّجَّةُ: شدّةُ الظلمَة، وَمِنْه اشتقاقُ الدَّيْجوجِ يَعْنِي الظلام، وليلٌ دجُوجِيُّ، وشعرٌ دجوجيٌّ، وسوادٌ دجوجيٌّ. وتَدَجْدَجَ الليلُ، فَهِيَ دَجْدَاجَةٌ. وَأنْشد: إذَا رِدَاءُ لَيْلَةٍ تَدَجْدَجَا (أَبُو عبيد) : المُدَجَّجُ: اللاّبسُ السِّلاَحِ التَّامّ. وَقَالَ شمرٌ: يُقَال: مُدَجِّجٌ، ومُدَجَّجٌ. وَقَالَ اللَّيْث: المُدَجَّجُ: الفارسُ الَّذِي قد تَدَجّجَ فِي شِكّتِه. والمُدَجَّجُ: الدُّلْدُلُ من القنافذ، وإيَّاهُ عَنى القائلُ: ومُدَجَّجٍ يعدُو بشِكَّتِه مُحْمَرَّةٍ عيْنَاهُ كالكلْبِ وَقَالَ: الدَّجَاجَةُ: لُغَةٌ فِي الدِّجَاجَةِ. قَالَ: والدَّجَاجَةُ: جَسْتَقَةٌ من الغَزْلِ وَأنْشد

باب الجيم والتاء

قَول الخُزَاعِيِّ: وعجُوزاً رَأَيْتُ باعَتْ دَجَاجاً لم يُفَرِّخْنَ قد رَأَيْتُ عُضَالا ودَجَاجَة: اسمُ امْرَأةٍ. وقِيلَ فِي قَول لبيد: بَاكَرْتُ حَاجَتَها الدَّجَاجَ بسُحْرَةٍ إِنَّه أَرَادَ بالدَّجاج: الدِّيكَ، وصَقِيعَهُ فِي سَحَرِهِ. وجَمْعُ الدَّجَاجِ: دُجُجٌ. (بَاب الْجِيم وَالتَّاء) ج ت جت، تج: أهملهما اللَّيْث. جت: وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ: الجتُّ: الجسُّ للكَبْشِ ليُنْظَرَ أسمينٌ أم لَا، جَتَّهُ، وجَسَّه، وغَبَطَه. (بَاب الْجِيم والظاء) ج ظ جظ، ظج: أهملهما اللَّيْث. جظ: وَفِي حديثٍ رواهُ مجاهدٌ عَن أبي هُرَيْرَة أنَّ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (ألاَ أُنْبِئُكَ بأَهْل النَّار، كُلُّ جظَ جَعْظٍ مُسْتَكْبِرٍ منَّاعٍ) ، قلتُ: مَا الجَظُّ؟ قَالَ: الضَّخْمُ، قُلْتُ: مَا الجعْظُ؟ قَالَ: العَظِيمُ فِي نَفْسِهِ. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: جظَّ إِذا سَمِنَ مَعَ قِصَرٍ. وَقَالَ بعضُهُم: الجظُّ: الرَّجُلُ الضّخْمُ الكثيرُ اللَّحْمِ. وَفِي (نوادِرِ الأعرابِ) يُقَال: جَظَّهُ، وشَظَّه، وأرَّهُ إِذا طَرَدَهُ، قَالَ: ومَرَّ بِي فلانٌ يجُظُّ، ويَعُظُّ، ويَلْعَظُ، كُلُّه فِي العَدْوِ. ظج: (أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي) : ظجَّ إِذا صَاح فِي الْحَرْب صِياحَ المستغيث. (قلت) : الأَصْل فِيهِ ضَجَّ، ثمَّ جُعل: ضَجَّ فِي غير الحَرْبِ، وظج فِي الْحَرْب. (بَاب الْجِيم والذال) ج ذ جذ. ذج: (مستعملة) . أهمل اللَّيْث (ذج) . ذج: وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أنّه قَالَ: ذَجَّ الرَّجُلُ إِذا قدِمَ من سَفَرٍ، فَهُوَ ذَاجٌّ. وروى عَمْرو عَن أَبِيه أنّه قَالَ: ذَجَّ إِذا شَرِبَ. جذ: قَالَ اللَّيْث: الجَذُّ: القَطْعُ المُسْتَأْصِلُ الوَحِيُّ، والكَسْرُ للشَّيْء الصُّلْبِ. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلَّ وعزَّ: {فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلاَّ كَبِيراً لَّهُمْ} (الْأَنْبِيَاء:

باب الجيم والثاء

58 -) قَرَأَهَا الناسُ: جُذَاذاً، وَقرأَهَا يحيى بنُ وثَّابٍ: (جِذاذاً) فَمن قَرَأَ: جُذَاذاً، فَهُوَ مِثْلُ الحُطام والرُّفَاتِ، وَمن قَرَأَ: (جِذَاذاً) فَهُوَ جمع جَذِيذٍ، مثلُ خفيفٍ، وخِفاف. وَرُوِيَ عَن أَنَسٍ (أَنه كَانَ يأكُلُ جذِيذَةً قبل أَنْ يغْدُوَ فِي حاجتِه) أرادَ بالجذيذَةِ: شَرْبةً من سويقٍ، سُمِّيَتْ جَذِيذَةً لِأَنَّهَا تُجَذُّ أَي تُكسر، وتُجشُّ إِذا طُحِنَتْ. وَيُقَال: لحِجارةِ الذّهَبِ: جُذَاذٌ، لأنّها تُكسرُ، وتُسْحَلُ. وَأنْشد: كَمَا صَرَفَتْ فَوْقَ الجُذَاذِ المَسَاحِنُ وَقَالَ اللَّيْث: الجُذَاذُ: قِطَعُ مَا كُسرَ، الواحدةُ: جُذَاذَةٌ. قَالَ: وقطَعُ الفضّةِ الصِّغَارُ: جُذَاذٌ. والسّويقُ الجَذِيذُ: الكثيرُ الجُذاذِ. والجَذيذَةُ: الجَشيشَةُ تُتَّخَذُ سويقاً غليظاً. قَالَ: وجَذذْتُ الحَبْل جذّاً: قَطَعْتُه فانجذَّ أَي انْقَطع. قَالَ الْأَصْمَعِي فِيمَا روى ابْن الفَرجِ: الجذّانُ والكذّانُ: حجارةٌ رخْوةٌ، الواحدةُ: جَذّانةٌ، وكذّانةٌ، وَمن أَمْثَالِهِم السَّائرة فِي الَّذِي يُقْدِمُ على الْيَمين الكاذبة (جذّها جذَّ الْبَعِير الصِّلِّيانَةَ) أَرَادوا أنّه أسْرع إِلَيْهَا. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الجَذُّ: طرفُ المِرْوَدِ، وَهُوَ الميلُ وَأنْشد: قالَتْ وقَدْ سَافَ مَجِذَّ المِرْوَدِ قَالَ: وَمَعْنَاهُ: أنَّ الحسْناء إِذا اكْتَحَلتْ مسَحَت بطرَفِ الْميل شفتَيْها لتَزْداد حُمَّةً أَي سواداً، وساف أَي شمَّ. (بَاب الْجِيم والثاء) ج ث جث ثج: مستعملان. جث: قَالَ اللَّيْث: الجثُّ: قَطْعُك الشَّيْء من أصْلِه، والاجْتِثَاثُ: أَوْحَى مِنْهُ، يُقَال: جَثَثْتُهُ، واجْتَثَثْتُه فانْجَثَّ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ فِي الشَّجرَةِ الخَبِيثةِ: {اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الاَْرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ} (إِبْرَاهِيم: 26) . وَقَالَ الزجاجُ أَي استُؤْصِلتْ من الأَرْض وَمعنى اجْتُثَّ الشيءُ فِي اللُّغَة: أُخِذتْ جُثَّتُه بكمالها: وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: جَثَّ المُشْتَارُ إِذا أَخذ العسلَ بجثّه ومَحَارِينِه وَهُوَ مَا مَاتَ من النَّحْل فِي الْعَسَل. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّجَرَةُ المُجتَثَّةُ: الَّتِي لَا أَصْل لَهَا. وَقَالَ ساعِدَةُ الهُذَلِيُّ يذكُرُ المُشْتَارَ: فَمَا بَرِحَ الأسْبَاب حَتَّى وضَعْنَهُ لَدَى الثَّوْلِ يَنْفِي جثَّها ويَؤُومُهَا يؤومُها: يُدَخِّنُ عَلَيْهَا من الإيام.

باب الجيم والراء

(أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : يقولُ فِي صغَار النخْلِ أوَّلَ مَا يُقْلَعُ مِنْهَا شيءٌ من أُمِّهِ فَهُوَ: الجَثيثُ والوديُّ والهِرَاءُ والفَسِيلُ. وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: الجَثِيثَةُ: النَّخْلةُ الَّتِي كَانَت نواةً فحُفِرَ لَهَا وحُمِلَتْ بجُرْثُومَتِها، وَقد جُثَّتْ جثّاً. (النضرُ عَن أبي الخطَّاب) قَالَ: الجثيثَةُ: مَا تساقَطَ من أُصول النخْلِ. (أَبُو عبيد عَن الْكسَائي) : جُئث الرَّجُلُ جأْثاً، وجُثَّ جثا، فَهُوَ مَجْؤُوثٌ، ومَجْثُوث إِذا فزع وَخَافَ. ثج: سُئلَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الحجّ فَقَالَ: (هُوَ العَجُّ والثَّجُّ) فَأَما العَجُّ فرَفْعُ الصَّوْت بالتَّلْبِيَةِ، وَأما الثَّجُ فَإِن أَبَا عبيدٍ زعم أَنه سيلانُ دِمَاء الهَدْي، وذَكَرَ حَدِيث المُسْتَحَاضَةِ أَن النبيَّ عَلَيْهِ السلامُ قَالَ لَهَا: (احتشي كُرْسُفاً) ، فَقَالَت: إِنَّه أكثرُ من ذَلِك إنّي أثُجُّه ثجّاً، فَقَالَ: (تَلَجَّمي واسْتَثْفِرِي) . قَالَ أَبُو عبيد: وَهُوَ من المَاء الثَّجَّاج السَّائِل. وَقَالَ غَيره: يُقَال: ثَجَجْتُ المَاء ثَجًّا أثُجُّه، وَقد ثَجَّ يثِجُّ ثُجُوجاً، ويجوزُ: أثْجَجْتُه بِمَعْنى ثَجَجْتُه. وَقَالَ اللَّيْث: مطرٌ ثجَّاجٌ: شديدُ الانصباب. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الثّجَّةُ: الرَّوْضَةُ إِذا كَانَ فِيهَا حياضٌ للْمَاء، تصوب فِي الأَرْض، لَا تُدْعَى ثجّةً مَا لم يكنْ فِيهَا حياضٌ، وَجَمعهَا: ثَجّاتٌ. وثَجَّ الماءُ يَثِجُّ إِذا انْصبَّ. ورجلٌ مِثَجٌّ: إِذا كَانَ خَطِيبًا مُفوَّهاً. (بَاب الْجِيم وَالرَّاء) ج ر جر، رج، جرج: مستعملة. جر: قَالَ اللَّيْث: الجَرُّ: آنِيَةٌ من خَزَفٍ، الْوَاحِدَة: جَرَّةٌ، والجميع: جِرَارٌ. وَفِي الحَدِيث: (النّهْيُ عَن شُرْب نَبِيذ الجرِّ) : أَرَادَ مَا يُنْبَذُ فِي الجِرَارِ الضّارِية يدخُلُ فِيهَا الحَنَاتِمُ وغيرُها. وَقَالَ اللَّيْث: الجِرَارَةُ: حِرْفةُ الجرَّار. والجرَّارَةُ: عُقَيْرِبَةٌ صفراءُ كأنّها تِبْنَةٌ. (قلت) : سُمِّيَتْ جرَّارةً لجِرَّها ذَنَبَها، وَهِي مِنْ أخبثِ العقاربِ وأَقْتَلها لِمنْ تَلْدَغُه. وَقَالَ اللَّيْث: الجَارُورُ: نَهْرٌ يَشُقُّهُ السَّيْلُ فيجُرّه. والجَرُورُ من الركايا: البعيدةُ القَعْرِ. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : بِئرٌ جَرُورٌ وَهِي الَّتِي يُسْتَقَى مِنْهَا على بعيرٍ. وَقَالَ ابْن بُزُرجَ: مَا كَانَت جَرُوراً، وَلَقَد أَجرَّتْ، وَلَا جُدَّاً وَلَقَد أَجَدَّتْ، وَلَا عِدّاً، وَلَقَد أَعدَّت.

(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الجَرُّ فِي الْإِبِل أَنْ تَجُرّ الناقةُ وَلَدهَا بعد تَمام السّنة شهرا أَو شَهْرَيْن. قَالَ: والسُّودُ من الْإِبِل: أغلظُ جُلوداً وأضْيَقُ أجوافاً من غَيرهَا، وَلَا يكادُ شيءٌ منْهنّ يجُرُّ، وأطْولُهُنّ جراً: الحُمْرُ والصُّهْبُ. وَقَالَ اللَّيْث: الجَرُورُ من الْحَوَامِل: الَّتِي تجُرُّ وَلَدهَا إِلَى أقْصَى الْغَايَة، أَو تجاوزُ وَأنْشد: جرّتْ تَمامًا لم تُخنِّقْ جَهْضَا وَأما الإبلُ الجارَّةُ فَهِيَ العَوَامِلُ الَّتِي تُجَرُّ بالأزِمَّةِ، وَهِي فاعلةٌ بِمَعْنى مفعولةٌ، ويجوزُ أَنْ تكونَ جارّةً فِي سَيرهَا، وجرُّها أَنْ تُبْطِىءَ وتَرْتَعَ. والجَرُّ: سَفْحُ الْجَبَل، ويُجْمعُ جِراراً. وفلانٌ يَجُرُّ الْإِبِل أَي يسوقُها سوقاً رُوَيْداً. قَالَ ابنُ لَجَأ: تَجُرَّ بالأهْوَنِ مِنْ أدْنَائِها جَرَّ العَجُوزِ الثِّنْيَ من جفَائِهَا وَقَالَ: إِنْ كُنْتَ يَا رَبَّ الجِمَالِ حُرَّا فارْفَعْ إِذا مَا لم تَجِدْ مَجَرَّا يُقَال: جُرَّهَا على أفواهها، أَي سُقْها وَهِي تَرْتَعُ وتُصِيبُ من الْكلأ. وَقَوله: ارفَعْ إِذا لم تَجِدْ مجرَّا، يقولُ: إِذا لم تَجِدِ الإبلُ مرْتَعاً فارْفَعْ فِي سَيرهَا، وَهَذَا كَقَوْلِه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِذا سافرْتُمْ فِي الجَدْبِ فاسْتَنْجُوا) . وَقَالَ الراجز: أَطْلَقَهَا نِضْوَ بَلِيَ طِلْحِ جرّاً على أَفْوَاهِهنَّ السُّجْح أَرَادَ أَنَّهَا طِوَالُ الخَرَاطِيمِ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : جَرَّ يجُرُّ إِذا جَنَى جِنايةً. وجَرَّ يجُرُّ: إِذا ركبَ نَاقَة وَتركهَا ترعى. وَفِي حَدِيث ابْن عُمَرَ: (أنّه شهد فَتح مكّة، وَمَعَهُ فرسٌ حَرُونٌ، وجملٌ جرُورٌ) . قَالَ أَبُو عبيد: الجملُ الجَرُورُ: الَّذِي لَا ينقادُ، وَلَا يكادُ يتْبَعُ صَاحبه. (قلت) : وَهُوَ فَعُولٌ بِمَعْنى مفعولٍ، ويجوزُ أَن يكون بِمَعْنى فَاعل. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الجَرُورُ من الْخَيل: البطيء، ورُبّما كَانَ من قِطَافٍ. وَأنْشد: جرُورُ الضُّحَى مِنْ نَهْكَةٍ وسآمِ وجمعُه: جُرُرٌ، وَأنْشد: جُرُرُ القِيادِ وَفِي الطِّرادِ كأنّها عِقْبانُ يومِ تَغَيُّمٍ وطِلاَلِ وَقَالَ أَبُو حَاتِم فِي قَول مُزَاحِمٍ العُقَيْلِيِّ: أَخَادِيدُ جَرَّتْهَا السّنَابِكُ غادَرَتْ بهَا كلَّ مشْقُوقِ القَميصِ مُجَدَّلِ

(قلت) : للأصمعي: جرّتْهَا السّنَابِكُ من الجَرِيرَةِ. قَالَ: لَا وَلَكِن من الجَرِّ فِي الأَرْض والتَّأْثِير فِيهَا كَقَوْلِه: مَجَرَّ جُيُوشٍ غَانِمينَ وخُيَّبِ وَقَالَ شمرٌ: امرأةٌ جرُورٌ: مُقْعَدَةٌ. وركِيَّةٌ جرُورٌ: بعيدةُ القَعْرِ. (الحرّانيُّ عَن ابْن السّكيت) : أَجْرَرْتُ الفَصِيلَ إِذا شققْتَ لسانهُ لئلاَّ يرْضعَ. وَقَالَ عَمْرو بنُ مَعْدِي كَرِبَ: فَلَو أَنَّ قومِي أَنْطَقَتْني رِماحُهُمْ نَطَقْتُ ولكنّ الرِّماح أَجَرَّتِ أَي لَو قاتلُوا وأَبلَوْا لذكَرْتُ ذَلِك، ولكنَّ رماحَهُم أجرَّتْنِي أَي قطعتْ لساني عَن الْكَلَام أرادَ أَنَّهُم لم يقاتِلُوا: / / وَيُقَال: قد أجرّه الرُّمحَ إِذا طعنه وتَرَكَ الرمْح فِيهِ. قَالَ الشَّاعِر: ونَجُرُّ فِي الهَيْجَا الرّماح ونَدّعِي وَيُقَال: قد أَجْرَرْتُه رسَنه إِذا مَا تَرَكْتَه يصنعُ مَا يشاءُ. وَقد جَرَرْتُ الشَّيْء جرّاً أجُرُّهُ. وجرَّتِ الناقةُ تجُرُّ جرّاً إِذا أتَتْ على مَضْرِبها ثمَّ جاوزتْهُ بأيّامٍ وَلم تُنْتجْ. وَقد جَرّ عَلَيْهِ يجُرُّ جرِيرَةً إِذا جنَى. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم فِيمَا أَخْبرنِي عَنهُ الْمُنْذِرِيّ: من أمثالهم (هُوَ كالباحث عَن الجُرّةِ) . قَالَ: وَهِي عَصا تُرْبَطُ إِلَى حِبَالَةٍ تُغيَّبُ فِي التُّرَابِ للظَّبْي يُصطادُ بهَا، فِيهَا وتَرٌ، فَإِذا دَخَلَتْ يَدُهُ فِي الحِبَالَةِ انْعقدت الأوْتَارُ فِي يَدَيْهِ، فَإِذا وثبَ ليُفْلِتَ فمدَّ يدَهُ ضَرَبَ بتلكَ الْعَصَا يَدَهُ الْأُخْرَى ورِجْلَهُ فَكَسرهَا، فَتلك العَصَا هِيَ الجُرَّةُ. قَالَ: وَمن أمْثَالِهم فِيهَا (نَاوَصَ الجُرَّةَ ثُمَّ سَالَمَها) يُضربُ مثلا لمن يقعُ فِي أمْرٍ فيَضْطَرِبُ فِيهِ ثُمَّ يسْكُنُ. قَالَ: والمناوصَةُ: أَن يَضْطَرِبَ فَإِذا أعياهُ الخلاصُ سَكَنَ. قَالَ: والجُرَّةُ: خشبةٌ قَدْرُ ذِراعٍ تُنْصَبُ فِي رَأسهَا كُفَّةٌ، وَفِي وَسطهَا حبلٌ يُحْبَلُ للظَّبْي فَإِذا وَقع فِيهَا مارسها لِيَنْفَلِتَ فَإِذا أَعْيَتْهُ سكن. وَقَالَ ابْن السّكيت: سُئِلَ ابْن لسانِ الحُمَّرَةِ عَن الضَّأْنِ فَقَالَ: مالُ صِدْقٍ، قَرْيَةٌ لَا حِمَى لَهَا إِذا أَفْلَتَتْ من جُرَّتَيْها يَعْنِي بجُرَّتَيْها المَجَرَ فِي الدَّهْر الشَّديد، والنَّشَرَ، وَهُوَ أَن تَنْتَشِرَ بِاللَّيْلِ فَيَأْتِي عَلَيْهَا السِّباعُ. (قلت) : جَعَلَ المَجَرَ والنَّشَرَ لَهَا جُرَّتَيْنِ أَي حبالَتَيْنِ تقعُ فيهمَا فتهلكُ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: الجُرُّ: جمع الجُرَّةِ وَهِي المكُّوكُ الَّذِي ثُقبَ أَسْفَله يكونُ فِيهِ البَذْرُ فيَمْشي بِهِ الأكَّار

ُ والفَدَّانُ، وَهُوَ يَنْهَالُ فِي الأرضِ. قَالَ: والجَرُّ: الزَّبِيلُ، والجَرُّ: أَصْلُ الجَبَلِ، والجَرُّ: أَنْ تَزِيدَ الناقةُ على عَدَدِ شهورها، والجرُّ: الجَرِيرَةُ، والجَرُّ: أَن تسير الناقةُ وترعى وراكبُها عَلَيْهَا وَهُوَ الانْجِرَارُ، وَأنْشد: إنِّي على أوْنِيَ وانْجِرَارِي أؤُمُ بالمَنْزِلِ والدَّرَارِي أَرَادَ بالمَنْزِلِ: الثُّرَيَّا. وَقَالَ الليثُ، يُقَال: جُرَّ الفصيلُ فَهُوَ مجرورٌ، وأُجِرَّ فَهُوَ مُجَرٌّ، وَأنْشد: وإنِّي غَيْرُ مجرُورِ اللِّسَانِ قَالَ: والمَجَرَّةُ: شَرَجُ السَّمَاء. والمَجَرُّ: المَجَرَّةُ، وَمن أمثالهم (سِطِي مَجَرّ تُرطِبْ هَجَرْ) يُرِيدُ: توسَّطي يَا مَجَرَّةُ كَبِدَ السَّمَاء، فإنَّ ذَلِك وقتُ إرْطَابِ النَّخِيلِ بهَجَرَ. وَيُقَال: كَانَ عَاما أَوَّلَ كَذَا، وَكَذَا فهَلُمَّ جَرًّا إِلَى الْيَوْم أَي امْتَدَّ ذَاك إِلَى الْيَوْم. وسَمِعْتُ المُنْذِريَّ، يَقُول: سمعتُ المُفَضَّلَ بن سَلَمَةَ فِي قَوْلهم: هَلُمَّ جرًّا أَي تعالَوْا على هِينَتِكُمْ، كَمَا يَسْهَلُ عَلَيْكُم من غير شِدَّةٍ وَلَا صُعوبةٍ، وأصلُ ذَلِك من الجَرِّ فِي السَّوْقِ، وَهُوَ أَن تُتْرَكَ الإبلُ والغنمُ تَرْعَى فِي مَسِيرِهَا، وَأنْشد: لطالما جَرَرْتُكُنَّ جرَّا حَتَّى نوى الأعْجَفُ واسْتَمَرَّا فاليَوْمَ لَا آلُوا الرِّكاب شَرَّا وتقولُ: فعلتُ ذَلِك مِنْ جَرَّاكَ، ومِنْ جَرِيرَتِكَ أَي من أَجْلِكَ. قَالَ أَبُو النَّجْم: فاضَتْ دُمُوعُ العَيْنِ مِنْ جرَّاها واهاً لِرَيَّا ثُمَّ واهاً واها والجِرَّةُ: جِرَّةُ البَعِيرِ حِين يَجْتَرُّها فيَقْرِضُها ثمَّ يَكْظِمُهَا، وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّه قَالَ: (الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيةِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ إنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي جَوْفِهِ نَارَ جَهَنَّمَ) . قَالَ أَبُو عبيد: أصلُ الجَرْجَرَةِ: الصوتُ: وَمِنْه قيل للبعير إِذا صوَّت: هُوَ يُجَرْجِرُ. وَقَالَ الأغْلَبُ يصفُ فَحْلاً: وهْوَ إذَا جَرْجَرَ بَعْدَ الهَبِّ جَرْجَرَ فِي حَنْجَرَةٍ كالحُبِّ (قلت) : أَرَادَ بقوله: يُجَرْجِرُ فِي جَوْفه نارَ جَهَنَّم أَي يَحْدُرُ فِيهِ نَار جَهَنَّم إِذا شرب من آنِيةِ الذَّهَبِ فَجعل شُرْبَ المَاء، وجَرْعَهُ جَرْجَرَةً، لصوتِ وُقُوع المَاء فِي الْجوف عِنْد شِدَّةِ الشّرْب، وَهَذَا كقولِ الله تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِى بُطُونِهِمْ نَاراً} (النِّسَاء: 10) فَجعل أكل مَال اليتيمِ مثل أكل النارِ، لِأَن ذَلِك يُؤدِّي إِلَى النَّار. وَقَالَ اللَّيْث: الجِرْجَارُ: نَبَاتٌ، والجِرْجِيرُ: نَبْتٌ آخَرُ معروفٌ. وَقَالَ غَيره: يقالُ للحُلُوقِ: الجَرَاجِرُ لما

يُسْمَعُ من صَوت وُقُوع المَاء فِيهَا، وَمِنْه قولُ النَّابِغَة: لهامِيمُ يَسْتَلْهُونَها فِي الجَرَاجِرِ (أَبُو عبيد) : الجَرَاجرُ، والجَرَاجبُ: العظامُ من الْإِبِل، الواحدُ: جُرْجُورٌ، يُقَال: إبل جُرْجُورٌ: عظامُ الأجواف. وَقَالَ اللَّيْث: الجِرْجِرُ: القُولُ، فِي كَلَام أهل الْعرَاق: والجَرْجَرُ: مَا يُدَاسُ بِهِ الكُدْسُ من حديدٍ. والتّجَرْجُرُ: صبُّك المَاء فِي حَلْقِكَ. (ابنُ نَجْدة) : هِيَ القِرَّيَّةُ والجرِّيَّةُ للْحَوْصَلَة. وَقَالَ غيرُهُ: الجرِّيُّ: لغةٌ فِي الجرِّيث من السَّمكِ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : يُقَال للمطر الَّذِي لَا يَدَعُ شَيْئا إلاَّ أسَالَهُ وجرَّهُ: جَاءَنَا جارُّ الضَّبُعَ، وَلَا يجُرُّ الضبع إِلَّا سَيْلٌ غالبٌ، وأصابتْنَا السَّمَاء بجارِّ الضبعِ. وَقَالَ أَبُو زيد: غنَّاهُ فأَجَرَّه أغانيَّ كَثِيرَة إجْرَاراً إِذا أَتْبعهُ صَوتا بعد صوتٍ، وَأنْشد: فَلَمَّا قَضَى مِنِّي القَضَاءَ أَجَرَّنِي أَغَانِيَّ لَا يَعْيَا بهَا المُتَرَنِّمُ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: وَقْتُ حَمْلِ الفَرَسِ مِنْ لَدُنْ أَنْ يقطعُوا عَنْهَا السِّفَادَ إِلَى أنْ تَضعهُ أحَدَ عَشَرَ شهرا، فَإِن زَادَت عَلَيْهَا شَيْئا قَالُوا جرّتْ، وكُلَّما جرّتْ كَانَ أقوى لولدها، وأكثرُ مَا تَجُرُّ بعد أَحَدَ عشر شهرا خَمْسَ عَشْرَة لَيْلَة، فَهُوَ أكثرُ أوقاتِها. وَقَالَ اللَّيْث: الجَرِيرُ: حَبْلُ الزِّمَامِ. وَقَالَ غيرُه: الجَرِيرُ حَبْلٌ من أَدَمٍ يُخْطَمُ بِهِ البعيرُ، وَفِي حَدِيث ابنِ عُمرَ (مَنْ أَصْبَحَ على غير وِتْرٍ أصْبَحَ، وعَلى رأْسِهِ جريرٌ سَبْعُونَ ذِرَاعا) . قَالَ شمرٌ: الجَرِيرُ: الحَبْلُ، وَجمعه: أجَرّةٌ، وَزِمَامُ النَّاقة أَيْضا: جَرِيرٌ. وَقَالَ زُهيرُ بنُ جنابٍ فِي الجَرِيرِ فَجعله حبلاً: فَلِكُلِّهِمْ أعْدَدْتُ تيَّاحاً تُغَارُ لَهُ الأجرّهْ وَقَالَ الهوازنيُّ: الجَرِيرُ من أَدَمٍ مُلَيَّنٍ يُثْنَى على أنْفِ النَّجِيبةِ والفَرَسِ. وَقَالَ سمْعَان أَوْرَطْتُ الجَرِيرَ فِي عنقِ الْبَعِير إِذا جعلتَ طرفه فِي حَلْقَتِهِ، وَهُوَ فِي عُنُقه ثُمّ جذبْتَه، وَهُوَ حينئذٍ يَخْنُقُ الْبَعِير، وَأنْشد: حتَّى تَرَاها فِي الجَرِيرِ المُورَطِ سَرْحَ القِيَادِ سَمْحَةَ التَّهَبُّطِ قَالَ شمرٌ: وحديثُ ابنِ عُمر هَذَا يُفَسِّرهُ مَا روى الأعمشُ عَن أبي سُفيان عَن جابرٍ قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (مَا من عبدٍ ينامُ باللَّيْل إلاَّ على رأْسِهِ جَريرٌ مَعْقُودٌ،

فإنْ هُوَ تَعَارَّ وَذكر الله حُلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِن هُوَ قَامَ فَتَوَضَّأ وصلّى حُلّتْ عُقْدةٌ وأصْبَح نشيطاً قد أصَاب خيرا، وَإِن هُوَ لم يذكر الله حَتَّى يُصْبِحَ بَال الشّيْطانُ فِي أُذُنيْهِ) . وَقَالَ شمرٌ: سمعتُ ابْن الأعرابيِّ يقولُ: جئْتُك فِي مثل مَجَرِّ الضّبُع، يُريدُ السّيْل قد خرق الأَرْض فكأنّ الضَّبُعَ جرَّتْ فِيهِ. قَالَ: وأصابهُمْ غيْثٌ جِوَرٌّ أَي يجُرُّ كلَّ شيءٍ، وَيُقَال: غيثٌ جِوَرٌّ إِذا طَال نبْتُه وارتفع. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: غَرْبٌ جِوَرٌّ: فارضٌ ثقيلٌ. وَقَالَ غيرُه: جَمَلٌ جِوَرٌّ أَي ضخمٌ، ونَعْجةٌ جِوَرَّةٌ، وَأنْشد: فاعْتَام مِنْهَا نَعْجةً جِوَرَّهْ كأنّ صَوْتَ شَخْبِهَا للدِّرَّهْ هَرْهَرَةُ الهِرِّ دَنَا لِلْهِرَّهْ وَقَالَ الْفراء: (جِوَرٌّ) إِن شِئْت جعلت الْوَاو فِيهِ زَائِدَة من جَرَرْتُ، وَإِن شِئْت جعلته (فِعَلاًّ) من الجَوْرِ، ويصيرُ التّشْديدُ فِي الرّاء زِيَادَة كَمَا شدّدُوا: حَمَارّة الصّيْفِ. (الْأَصْمَعِي) : كتيبةٌ جرّارةٌ لَا تقْدِرُ على السّير إِلَّا رُوَيداً من كثرتها. رج: قَالَ الله جلّ وعزّ: {) رَّافِعَةٌ إِذَا رُجَّتِ} (الْوَاقِعَة: 4) معنى رُجَّت: حُرِّكَتْ حَرَكَة شَدِيدَة وزُلْزِلَتْ. وَقَالَ اللَّيْث: الارْتِجَاجُ: مطاوعةُ الرَّجِّ. قَالَ: وارْتَجَّ الكلامُ إِذا الْتَبَسَ. قَالَ: والرَّجُّ: تَحْرِيكُكَ شَيْئا كحائطٍ إِذا زكَكْتَه، وَمِنْه: الرَّجْرَجَةُ. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : كَتِيبَةٌ رَجْرَاجَةٌ إِذا كَانَت تمخَّضُ لَا تكادُ تسيرُ، وكتيبَةٌ جرَّارَةٌ: لَا تسيرُ إلاَّ رُوَيْداً مِنْ كَثْرَتِها. (اللَّيْث) : امرأةٌ رَجْرَاجَةٌ: يترجرجُ كَفَلُهَا ولحمُها. قَالَ: والرَّجْرَجُ: نعتُ الشَّيْء الَّذِي يترجرجُ، وَأنْشد: وكَسَتِ المِرْطَ قطاةً رَجْرَجَا والرَّجْرَجُ: الثَّرِيدُ المُلَبَّقُ المُكْتَنِزُ. والرَّجْرَاجُ: شيءٌ من الأدْوِيَةِ. وَفِي حَدِيث ابْن مسعودٍ: (لَا تقُومُ السَّاعةُ إلاَّ على شِرَار النَّاسِ كَرِجْرَاجَةِ المَاء الْخَبيث الَّتِي لَا تَطَّعِمُ) . قَالَ أَبُو عبيد: أَمَّا كلامُ العربِ فرِجْرِجَةٌ، وَهِي بقيّةُ المَاء فِي الحَوْضِ الكَدِرَةُ المُخْتَلِطَةُ بالطين لَا يُمكنُ شُربُها وَلَا يُنْتَفعُ بهَا، وَإِنَّمَا تقولُ العربُ: الرَّجْرَاجَةُ: الكَتِيبَةُ الَّتِي تَمُوجُ من كثْرَتِها. وَمِنْه قيل: امرأةٌ رَجْرَاجَةٌ لَتَحرُّكِ جسدِهَا، وَلَيْسَ هَذَا مِنَ الرِّجْرِجَةِ فِي شيءٍ. وَفِي حَدِيث الحسنِ: أنَّه ذَكَرَ يَزِيدَ بْنَ المُهَلَّبِ قَالَ: (فاتَّبَعَهُ رِجْرِجَةٌ من النّاس) .

باب الجيم واللام

قَالَ شمرٌ: يَعْنِي رُذَالَ النّاس، ويقالُ: رِجْرَاجَةٌ. قَالَ: وَقَالَ الكلابيُّ: الرِّجْرِجَةُ من الْقَوْم: الَّذِي لَا عقلَ لَهُم. وَيُقَال للأحْمَقِ: إنَّ قلْبَكَ لكثيرُ الرِّجْرِجَةِ. وفلانٌ كثيرُ الرِّجْرِجَة: أَي كثيرُ البُزَاقِ. والرِّجْرِجَةُ: الجماعةُ الكثيرةُ فِي الْحَرْب. وَفِي (النَّوادر) : رَجَجْتُ البابَ، ورَدَمْتُهُ أَي ثنَيْتُه. وإبلٌ رجاجٌ، وناسٌ رجاجٌ: ضَعْفَى لَا عقول لَهُم، قَالَه الْأَصْمَعِي وَغَيره. جرج: (أَبُو عبيدٍ عَن أبي زيدٍ) : رَكِبَ فلانٌ الجَادّةَ والجَرجَةَ والمحجَّةَ، كلَّه: وسطُ الطَّرِيق. (شمرٌ عَن الرياشي عَن الْأَصْمَعِي) قَالَ: خَرَجَةُ الطَّرِيق بالخَاءِ. وَقَالَ أَبُو زيد: جَرَجَة. قَالَ الرياشيّ: والصوابُ عندنَا مَا قَالَ الأصمعيّ. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: جَرِجَ الخاتَمُ فِي يَدي إِذا قَلِقَ. وجرجَ الرَّجُلُ إِذا مَشى فِي الجَرَجَةِ وَهِي المحجّةُ فَوَافَقَ أَبَا زيدٍ. (قلت) : وهما لُغتانِ، الخَرَجَةُ والجَرَجَةُ فِي الطَّرِيق. وَقَالَ ابْن المُسْتَنِيرِ: الجُرْجَةُ: وعاءٌ من أَوْعِيَةِ النِّسَاء، والجُرْجَةُ: خَريطَةٌ من أدَمٍ، واسِعَةُ الأسْفَلِ ضيقةُ الرَّأْس، يُحملُ فِيهَا الزّادُ. قَالَ أَوْسٌ: ثلاثةُ أَبْرَادٍ جِيادٍ وجُرْجَةٌ وأدكَنُ من أَرْيِ الدَّبُورِ مُعَسَّلُ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: سِكّينٌ جرجُ النّصَابِ: قَلِقُهُ. وَأنْشد: إنّي لأهْوَى طِفْلَةً فِيهَا غُنُجْ خَلْخَالُها فِي سَاقهَا غيرُ جَرِجْ (بَاب الْجِيم وَاللَّام) ج ل جلّ، لج، جلج، جلجل: (مستعملة) . جلّ: قَالَ اللَّيْث: جلَّ جلالُ الله، وَهُوَ الجَليلُ، ذُو الْجلَال والإكْرَامِ. يُقَال: جَلَّ فلانٌ فِي عَيْني أَي عظُمَ، وأجْلَلْتُه أَي رأيتُه جَليلاً نبيلاً، وأجلَلْتُه أَي عَظَّمْتُه. وكل شَيْء يَدِقُّ، فجُلالُه خلافُ دُقاقِهِ. وجُلُّ كل شيءٍ: عُظْمُهُ. وَيُقَال: مَالَهُ دِقٌّ وَلا جلٌّ. وَيُقَال: جِلَّةٌ جريمٌ للعظَامِ الأجْرَامِ. قَالَ: والجِلُّ: سُوقُ الزَّرْعِ إِذا حُصِدَ عَنهُ السُّنْبُلُ.

(ابْن السّكيت) : يُقَال: مَالَه دقيقةٌ وَلَا جَلِيلَةٌ أَي مَاله شاةٌ وَلَا ناقةٌ. وأتيتُ فُلاناً فَمَا أجلَّنِي وَلَا أحْشاني أَي مَا أَعْطانِي جليلةً وَلَا حَاشِيَة. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أنّه نَهى عَن أكْلِ الجلاَّلَةِ) . والجلاَّلَةُ: الَّتِي تأْكُلُ الجِلَّةَ، والجِلَّةُ: البَعْرُ فاستعير وَوُضع موضعَ العَذِرَة. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: جَلَّ يجُلُّ جلاَّ إِذا الْتقط البَعْرَ، واجتَلَّة: مثلُه. قَالَ ابنُ لَجَأ: تُحْسِبُ مُجْتَلَّ الْإِمَاء الخُدَّمِ من هَدَبِ الضَّمْرَانِ لم يُخَطَّمِ يصفُ إبِلا يَكْفِي بَعْرُها من وقُودٍ يُسْتَوْقَدُ بِهِ من أغصانِ الضَّمْرَانِ. وَيُقَال: خرج الإماءُ يَجْتَلْلن أَي يَلْتَقِطْنَ البَعْرَ. (أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي) : الجَلَلُ فِي كَلَام الْعَرَب من الأضداد. يُقَال للكبير جَلَلٌ، والصغيرُ: جَلَلٌ، وَقَالَ الشَّاعِر: أَلا كلُّ شيءٍ سِوَاهُ جلَلْ أَي يسيرٌ هينٌ. وَأنْشد أَبُو زيد لأبي الأخْوَصِ الرِّياحيّ: وَلَو أدْرَكَتْهُ الخَيْلُ، والخيلُ تُدَّعَى بِذِي نَجَبٍ مَا أَقْرَنَتْ وأجلَّتِ قَالَ: أجَلّتْ: دخلت فِي الجَلَلِ، وَهُوَ الأمرُ الصغيرُ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: ذاكَ الْأَمر جَلَلٌ فِي جَنْب هَذَا الأمْرِ أَي صغيرٌ يسيرٌ. قَالَ والجَلَلُ: العظيمُ أَيْضا، فَأَما الجَلِيلُ فَلَا يكون إلاَّ الْعَظِيم. وَيُقَال: فعلتُ ذَلِك من جَلَلِ كَذَا وَكَذَا أَي من عظمه فِي صدْرِه. وَأنْشد: رَسْمِ دارٍ وَقَفْتُ فِي طَلَلِهْ كِدْتُ أَقْضِي الغَدَاةَ من جَلَلِهْ قَالَ: ومشْيَخَةٌ جِلَّةٌ أَي مَسَانُّ، وَالْوَاحد مِنْهُم: جليلٌ. والجُلَّى: الأمْرُ العظيمُ. قَالَ طرفةُ: وَإِن أُدْعَ للجُلّى أكُنْ من حُماتها قَالَ ابنُ الأنباريّ: من ضمّ الْجِيم من الجُلّى قصر، وَمن فتح الْجِيم مدَّ، فَقَالَ: الجلاّءُ: الخصلةُ العظيمةُ. وَأنْشد: كميشُ الْإِزَار خارجٌ نصفُ سَاقه صبُورٌ على الجلاّءِ طلاّعُ أَنْجُدِ قَالَ: وَلَا يُقَال: الجلالُ إلاَّ لله تبَارك وَتَعَالَى. والجليلُ من صِفَات الله، وَقد يُوصَفُ بِهِ الأمْرُ العظيمُ، والرَّجُلُ ذُو القَدْرِ الخطيرِ. وَيُقَال: جَلَّ الرَّجُلُ عَنْ وَطَنِهِ يَجُلُّ

جُلُولاً، وجَلاَ يَجْلُو جلاءً وأجْلَى يُجْلِي إِجْلاءً إِذا أَخَلَّ بوطَنِهِ. وَمِنْه يُقَال: اسْتُعْمِلَ فُلانٌ على الجاليَةِ والجالَّةِ وهُمْ أَهْلُ الذَّمِّةِ، وإنَّما لزِمَهُمْ هَذَا الاسمُ لأنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَجْلَى بعْضَ اليَهُود من المَدِينَةِ، وأَمَرَ بإِجْلاَءِ مِنْ بَقِي مِنْهُم بجزِيرَةِ العَرَبِ فأجْلاهُمُ عمر بن الْخطاب فسُمُّوا جاليةً للُزُومِ الِاسْم لهُمْ وإنْ كَانُوا مُقِيمين بالبلاد الَّتِي أوْطَنُوها. وَيُقَال: تَجَلَّلِ الدَّراهِم أَي خُذْ جْلالها، وتَجَلَّلَ فُلانٌ بَعيرَه إِذا علا ظَهْره. والجَليلُ: والثَّمامُ، الوَاحِدَةُ: جليلةٌ، وَهَذِه ناقةٌ قد جَلَّتْ أَي أسَنّتْ. والمَجَلةُ: صحيفَةٌ يُكْتَبُ فِيهَا وَقَالَ النابغةُ: مَجَلَّتُهُمْ ذَاتُ الْإِلَه ودِينُهم قَوِيمٌ فَمَا يَرْجُونَ غَيْرَ العَواقِبِ وَقَالَ اللَّيْث: الجُلَّةُ تُتَّخَذُ من الخُوص، وعاءٌ للتَّمْرِ يُكْنَزُ فِيهَا، وجَمْعُها: جلالٌ، وجِلاَلُ كُلِّ شيءٍ: غِطَاؤُه، نَحْو الحَجَلةِ وَمَا أَشْبَهها. (أَبُو عبيد) : الجُلُولُ: شِرَاعُ السَّفِينَةَ، الواحدُ: جُلٌّ. قَالَ القُطاميُّ: فِي ذِي جُلُولٍ يُقَضِّي المَوْتَ ساكِنُهُ إِذا الصَّرَارِيُّ مِنْ أَهْوَالِه ارْتَسَّما الصَّرَارِيُّ: الملاّحُ، والارْتِسامُ: التَّكْبيرُ. وتجَالَلْتُ الشَّيْء تجَالاًّ، وتجَلَّلْتُ إِذا أَخَذْتَ جُلاله، وتَدَاقَقْتُه إِذا أَخَذْتَ دُقاقَه. (ابنُ السّكيت) : الجُلُّ: جُلُّ الدَّابَّةِ، وجُلُّ كلِّ شيءٍ: مُعْظَمُه، والجِلُّ: قَصَبُ الزَّرْع إِذا حُصِدَ. وجَلُّ بنُ عديَ: رجُلٌ من العَرَبِ. وَذُو الجَليلِ: وادٍ لبني تَميمٍ، يُنْبتُ الثُّمامَ، وَهُوَ الجَلِيلُ. وجِلٌّ، وجلاَّنُ: حيّانِ من الْعَرَب. وَهَذِه ناقةٌ تَجِلُّ عَن الكَلاَلِ أَي هِيَ أجَلُّ من أَنْ تكلَّ لصَلابتِها. وناقةٌ جُلاَلةٌ: ضَخْمةٌ. وبعيرٌ جلالٌ: مُخْرَجٌ من جليلٍ. وَيُقَال: أَنْتَ جَلَلْتَ هَذَا على نَفْسِكَ، وأَنْتَ جَرَرْتَه أَي جَنَيْتَه. وفَعَلْتُ ذاكَ مِنْ جَرَّاكَ وَمن جَلَلكَ، وجَلاَلِكَ أَي من أجْلِكَ. جلجل: قَالَ ابْن شُميل: جَلْجَلْتُ الشَّيْء جَلْجلةً إِذا حركته حتَّى يكون للحركة صَوْتٌ، وكلُّ شيءٍ تحرَّك فقد تَجْلجَل، وسَمِعْنا جَلْجَلَة السّبُع وَهِي حركَتُه. وتَجْلجل القومُ للسّفر أَي تحركُوا لهُ. والمُجَلْجِلُ: السحابُ ذُو الرَّعد. وخِمْسٌ جَلْجَالٌ: شديدٌ. وَقَالَ اللَّيْث التَّجلْجُلُ: السُّووخُ فِي

الأَرْض والتَّحرُّكُ والجَوَلانُ، وَقد تَجَلْجَلَ الرِّيحُ تَجَلْجُلاً. وحِمَارٌ جُلاجِلٌ: صافي النّهيق. والجَلْجَلةُ: تحرِيكُ الجُلْجُلِ، والجَلْجَلَةُ: صَوْتُ الرَّعْد وَمَا أشبهه، والمُجَلْجِلُ: السَّيِّدُ القويُّ وَإِن لم يكُنْ لَهُ حسبٌ وَلَا شرفٌ، وَهُوَ الجريءُ الشَّديدُ الدَّفعَ وَاللِّسَان. وَقَالَ شمرٌ: هُوَ السيدُ البعيدُ الصّوتِ. وَأنْشد ابْن شُمَيْل: مُجَلْجِلٌ سِنُّكَ خَيْرُ الأسْنَانْ لَا ضَرَعُ السِّنِّ وَلَا قَحْمٌ فَانْ وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم، من أمثالهم فِي الرَّجُلِ الجريء (إنّهُ ليُعَلِّقُ الجُلْجُلَ) . وَقَالَ أَبُو النَّجْم: إِلَّا امْرءاً يَعْقِدُ خَيْطَ الجُلْجُلِ يُريدُ الجريء الَّذِي يُخَاطِرُ بِنَفسِهِ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : جَلْجَلَ الرّجُلُ إِذا ذهب وَجَاء، وغُلامٌ جُلْجُلٌ، وجُلاَجِلٌ: خَفِيفُ الرُّوحِ نشيطٌ فِي عمله. وجُلاَجِل: حَبْلٌ من حبال الدَّهْنَاء. وَمِنْه قولُ ذِي الرُّمَّةِ: أيَا ظَبْيَة الوَعْسَاءِ بَيْنَ جُلاجِلٍ وبَيْنَ النَّقَا آأَنْتِ أُمُّ سالِمِ وَقَالَ شمرٌ: المُجَلْجَلُ: المَنْخُولُ المُغَرْبَلُ، قَالَ أَبُو النَّجْمِ: حَتَّى أجَالَتْهُ حَصى مُجَلْجَلاَ أَي لم يُتْرَكْ فِيهِ إِلَّا الْحَصَا، والمُجَلْجَلُ: الخالصُ النَّسَبِ. (ثَعْلَب عَن الْأَعرَابِي) : الجُلْجُلانُ: السِّمْسِمُ. (أَبُو زيد) يُقَال: أَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبِه، وجُلْجُلانَ قلبه، وحَمَاطَةَ قلبه. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: وَيُقَال لما فِي جَوْفِ التّين من الحَبِّ: الجُلْجلاَنُ، وَأنْشد غَيره لوضَّاحِ اليمانِيِّ: ضَحِكَ النَّاسُ وَقَالُوا شِعْرُ وضَّاحِ اليَمَانِي إنّما شِعْرِيَ مِلْحٌ قَدْ خُلِطْ بجُلْجُلاَنِ جلج: وَفِي الْحَدِيد أنَّه قيل للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما نزلت {} {مُّبِيناً لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ} (الْفَتْح: 1، 2) الْآيَة: هَذَا لَكَ يَا رسُولَ الله وبَقِينَا نحنُ فِي جَلَجٍ لَا نَدْرِي مَا يُصْنَعُ بِنَا. قَالَ أَبُو حاتمٍ: سألْتُ الأصمعيَّ عَنْه فَلم يَعْرِفْهُ. قَالَ: وأَنَا لَا أَعْرِفُه. (قلت) : وروى أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَعَن عَمْرو عَن أَبِيه: أنَّهُمَا قَالَا: الجِلاَجُ: رُؤُوسُ النَّاس، واحِدَتُها: جَلَجَةٌ.

(قلت) : فَالْمَعْنى: إنَّا بَقِينَا فِي عدد رُؤوسٍ كثيرةٍ من المُسْلِمين، وَكتب عُمرُ إِلَى عَامله على مِصْرَ: خُذْ من كُلِّ جَلْجَةٍ من القِبْط كَذَا وَكَذَا، وَقَالَ بعضُهُم: الجَلَجُ جَمَاجِمُ النَّاس. لج: قَالَ اللَّيْث: لجّ فلانٌ يَلِجُّ، ويَلَجُّ، لُغَتَانِ، وَأنْشد: وقَدْ لَجِجْنَا فِي هواكِ لججَا قَالَ: أَرَادَ لجَاجا فَقَصره، وَأنْشد: وَمَا العَفْوُ إلاَّ لامْرِىءٍ ذِي حَفِيظَةٍ مَتَى تَعْفُ عَنْ ذَنْبِ امْرِىء السَّوْء يَلْجَجِ (سَلمَة عَن الْفراء) قَالَ: لَجِجْتُ، ولَجَجْتُ لَجَاجَةً ولَجَجاً. وَقَالَ غيرُه: لُجَّةُ البَحْرِ حَيْثُ لَا يُدْرَكُ قَعْرُه. ولجَّجَ القَوْمُ: وقعُوا فِي اللُّجَّة وَقَالَ الله {فِى بَحْرٍ لُّجِّىٍّ} (النُّور: 40) . قَالَ الْفراء يُقَال: بَحْرٌ لُجِّيٌّ، ولِجِّيٌّ، كَمَا يُقَال: سُخريُّ وسِخْرِيُّ. وَقَالَ اللَّيْث: بَحْرٌ لُجِّيٌّ ولَجَّاجٌ: واسِعُ اللُّجَّةِ. والتجَّ الظَّلامُ إِذا اخْتَلَطَ، والتَجَّتِ الأصواتُ إِذا ارْتَفَعَت فاخْتَلطت، وَفِي حَدِيث طَلْحة بن عبيد الله (أَدْخَلُونِي الحُش فوضَعُوا اللُّجَّ على قَفَيَّ) . قَالَ أَبُو عبيد قَالَ الأصمعيُّ: عَنَى باللُّجِّ: السَّيف. قَالَ: ونُرَى أَن اللُّجَّ اسمٌ سُمِّي بِهِ السّيْفُ، كَمَا قالُوا: الصَّمْصَامَةُ، وذُو الفَقَارِ وَنَحْوه. قَالَ: وَفِيه قَوْلٌ آخَرُ أنّه شبهه بلُجَّةِ البَحْرِ فِي هَوْلِه. وَيُقَال: هَذَا لُجُّ البَحْرِ، وَهَذِه لُجَّةُ البَحْرِ. وَقَالَ شمرٌ قَالَ بعْضُهُم: اللُّجُّ السَّيْفُ بلُغة هذيلٍ، وطَوَائِفَ من اليَمَنِ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: اللُّجُّ: السَّيْفُ. وَقَالَ ابنُ الكلْبِيِّ: كَانَ للأشْتَرِ سَيْفٌ يُسَمِّيهِ اللُّجَّ، واليمَّ، وَأنْشد لَهُ: مَا خانَنِي اليمُّ فِي مأْقِطٍ وَلَا مَشْهَدٍ مُذْ شَدَدْتُ الإزارا ويُرْوَى: مَا خَانَنِي اللُّجُّ فِي مَأْقطٍ قَالَ شمرٌ: وَقَالَ بعضُهُم: اللُّجَّةُ: الجماعةُ الكثيرةُ كلُجَّةِ الْبَحْر، وَهِي اللُّجُّ. قَالَ: ولُجُّ الْوَادي: جانِبهُ، ولُجُّ الْبَحْر: عُرْضُه. قَالَ: ولُجُّ البَحْرِ: المَاء الكثيرُ الَّذِي لَا يُرى طرفاهُ، ولُجُّ اللّيْلِ: شدّةُ ظُلْمَته وسَواده. وعَيْنٌ مُلْتجّة، وكأنّ عَيْنَه لُجَّةٌ أَي شديدةُ السَّوادِ. وَقَالَ العجَّاجُ يصفُ اللَّيْل:

باب الجيم والنون

ومُخْدِرُ الأبْصَارِ أخْدَرِيُّ لُجٌّ كأنَّ ثِنْيَهُ مَثْنِيُّ أَي كأنَّ عِطْفَ اللّيل معطوفٌ مرَّةً أُخرى، فاشتَدَّ سوادُ ظُلْمتهِ. واللَّجّةُ: الصّوْتُ. وَأنْشد: فِي لَجَّةٍ أَمْسِكْ فلَانا عَن فُلِ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كأننا والقِنَانَ القَودَ يَحْمِلُنَا مَوْجُ الفُرات إِذا الْتَجَّ الدَّيَامِيمُ قَالَ شمرٌ: قَالَ أَبُو حَاتِم: الْتَجَّ: صَار لَهُ كاللُّجّ من الشَّراب. وَفِي الحَدِيث: (إِذا اسْتَلَجَّ أحدُكم بِيَمِينِهِ فإنّه آثمٌ لَهُ عِنْد الله من الْكَفَّارَة) . قَالَ شمرٌ: مَعْنَاهُ أَنْ يَلِجَّ فِيهَا وَلَا يُكَفِّرها، ويزْعم أَنه صادقٌ فِيهَا. وَيُقَال: هُوَ أَنْ يَحلِفَ. وَيرى أَنَّ غَيرهَا خيرٌ مِنْهَا فيُقِيم على البِرِّ فِيهَا، وترْكِ الكفَّارَةِ فإنّ ذَلِك آثَمُ لَهُ من التَّكْفِير والحِنْث، وإتْيَانِ مَا هُوَ خيرٌ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: المُلْتَجَّةُ: الأرضُ الشديدةُ الخُضْرَةِ الْتَفَّتْ أَو لم تَلْتَفَّ، أرْضٌ بقْلُها مُلْتَجٌّ. وَيُقَال: عَيْنٌ مُلْتجّةٌ أَي شديدةُ السّواد، وإنّه لشديد الْتِجَاج الْعين إِذا اشتدَّ سوادُها. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: الحقُّ أبلَجُ، والباطلُ لَجْلَجٌ. قَالَ: واللَّجْلَجُ: المُختَلِطُ الَّذِي لَيْسَ بمستقيمٍ، والأبْلَجُ: الْمُضِيءُ المُستقيمُ. قَالَ: واللَّجْلاَجُ: الَّذِي سَجِيَّةُ لِسَانه ثِقَلُ الْكَلَام ونَقْصُه. وَقَالَ اللَّيْث: اللّجْلَجَةُ: أَن يتكلّم الرَّجُلُ بلسانٍ غيرِ بيِّنٍ. ومَنْطِقٍ بلسانٍ غيرِ لَجْلاَجِ قَالَ: وربَّما لَجْلَجَ الرجُلُ اللُّقْمَة فِي الْفَم من غير مَضْغٍ. وَقَالَ زُهَيْر: يُلَجْلِجُ مُضْغَةً فِيهَا أنِيضٌ أَصَلَّتْ فَهِيَ تَحْتَ الكَشْحِ داءُ وَقَالَ ابنُ السكِّيت: قَالَ الأصمعيُّ: يَقُول: أَخَذْتَ هَذَا المَال فَأَنت لَا ترُدُّه وَلَا تأخُذُه، كَمَا يُلَجْلِجُ الرجُلُ اللُّقْمَة فَلَا يَبْتَلِعها وَلَا يُلْقِيَها، والأنِيضُ: اللّحْمُ الَّذِي لم يَنْضَجْ. (ابْن شُمَيْل) : اسْتَلَجَّ فلانٌ مَتَاع فلَان، وتَلَجَّجهُ إِذا ادَّعاهُ. (بَاب الْجِيم وَالنُّون) ج ن جن، نج، جنجن، نجنج. جن: قَالَ الليثُ: الجِنُّ: جماعةُ ولد الجانّ، وجَمْعُهُم: الجِنَّةُ، والجانُّ، وَإِنَّمَا

سُمُّوا جناً لأنّهُمُ اسْتَجنُّوا من النَّاس، فَلَا يُرَوْنَ، والجانُّ هُوَ أَبُو الجِنِّ خُلِقَ من نارٍ ثمَّ خُلِق مِنْهُ نَسْلُه. وَقَالَ اللَّيْث فِي قَول الله: {رَءَاهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنٌّ وَلَّى} ، الجانُّ: حيَّة بيضاءُ. وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: الجانُّ: الحيَّةُ، وجمعُها: جوانُّ. وَقَالَ الزجَّاج: الْمَعْنى أنّ الْعَصَا صَارَت تَتَحَرَّكُ كَمَا يتحرَّكُ الجانُّ حَرَكَة خَفِيفَة. قَالَ: وَكَانَت فِي صُورَة ثُعْبَانٍ، وَهُوَ العظيمُ من الحيَّات. وَنَحْو ذَلِك، قَالَ أَبُو الْعَبَّاس. قَالَ: شبَّهَها فِي عِظَمِهَا بالثُّعْبان، وَفِي خفّتِها بالجانِّ. وَلذَلِك قَالَ الله مرَّةً: {فَإِذَا هِىَ ثُعْبَانٌ} (الْأَعْرَاف: 107) ومرَّةً {تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا} (الشُّعَرَاء: 34) . وَقَوله جلَّ وعزَّ: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} (النَّاس: 6) . قَالَ الزَّجَّاج: التَّأْويلُ عِنْدِي: (قُلّ أعُوذُ بربِّ النَّاسِ، من شَرّ الوسواس، الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاس من الجِنَّةِ الَّذِي هُوَ من الجنِّ) وَالنَّاس معطوفٌ على الوَسْوَاسِ، الْمَعْنى: من شرِّ الوَسْوَاسِ، وَمن شَرّ النَّاس. وَقَالَ اللَّيْث: الجنّةُ: الْجُنونُ أَيْضا. وَيُقَال: بِهِ جُنُونٌ، وجِنَّةٌ، ومَجَنَّةٌ. وَأنْشد: من الدَّارِمِيِّين الَّذين دماؤُهُمْ شِفَاءٌ من الدّاءِ المجنَّةِ والخبلِ قَالَ: وأَرْضٌ مجَنَّةٌ: كثيرةُ الجِنِّ. وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: الجانُّ من الجنِّ، وجَمْعُه جِنَّانٌ. وَقَالَ الْفراء: الجُنُنُ: الجُنُونُ. وَأنْشد: مِثلَ النَّعَامَةِ كَانَت وَهِي سالمةٌ أذْنَاء حَتَّى زَهَاها الحَينُ والجُنُنُ وَقَوله جلَّ وعزَّ: {إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} (الْكَهْف: 50) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: فِي سِيَاق الْآيَة دليلٌ على أَن إبْلِيسَ أُمِرَ بالسُّجود مَعَ الْمَلَائِكَة. قَالَ: وأكثرُ مَا جَاءَ فِي التَّفْسِير أنّ إبليسَ من غير الْمَلَائِكَة، وَقد ذَكَر الله ذَلِك فَقَالَ: (كَانَ من الجِنِّ) . وَقيل أَيْضا: إنَّ إبْلِيسَ من الجِنِّ بِمَنْزِلَةِ آدَمَ من الإنْسِ. وَقد قيل: إنَّ الجِنَّ: ضَرْبٌ من الْمَلَائِكَة كانُوا خُزّانَ الأَرْض. وَقيل: خزّان الْجنان، فَإِن قَالَ قائلٌ: كَيْفَ اسْتُثْنِيَ مَعَ ذِكْرِ الْمَلَائِكَة؟ فَقَالَ: {فَسَجَدُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ إِلاَّ إِبْلِيسَ} (الْكَهْف: 50) فَكيف وَقع الاستِثْنَاءُ وَهُوَ لَيْسَ من الأوَّلِ؟ فالجوابُ فِي هَذَا أنَّهُ أُمِرَ مَعَهم بالسُّجُود، فاسْتُثْنِيَ من أنّه لم يَسْجُدْ، والدليلُ على

ذَلِك أَنَّك تقولُ: أمَرْتُ عَبْدِي وإخْوَتِي فأطاعُوني إلاّ عَبْدي. وَكَذَلِكَ قولُه تَعَالَى: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - إِلاَّ رَبَّ الْعَالَمِينَ} (الشُّعَرَاء: 77) فربّ الْعَالمين لَيْسَ من الأوَّلِ، لَا يَقْدِرُ أحدٌ أَنْ يعرف من معنى الْكَلَام غير هَذَا. وقولُه جلَّ وعزَّ: {نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الجِنَّةُ إِنَّهُمْ} (الصافات: 158) . قَالُوا: الجِنَّةُ: الملائكةُ هاهُنا عَبَدَهُمْ قومٌ من الْعَرَب. وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله: {صَادِقِينَ وَجَعَلُواْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً} (الصافات: 158) . يُقَال: الجِنَّةُ هاهُنا الملائكةُ، يَقُول: جعلُوا بَين الله وَبَين خَلْقِهِ نسبا. فَقَالُوا: الملائكةُ بناتُ الله، ولقَدْ عَلِمَتِ الجِنَّةُ أنَّ الَّذين قالُوا هَذَا القَوْل مُحْضَرُون فِي النَّار. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: مَا علَيَّ جَنَنٌ إِلَّا مَا ترى أَي مَا عَلَيَّ شيءٌ يُوارِيني. (شمرٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي) : يُقَال للنَّخْلِ الْمُرْتَفع طُولاً: مَجْنُونٌ، وللنّبْتِ الملَتَفّ الكثيف الَّذِي قَدْ تأزَّرَ بعضُهُ فِي بَعْضٍ: مَجْنُونٌ. وَقَالَ الْفراء: جُنَّتِ الأرضُ إِذا قاءَتْ بشيءٍ مُعْجِبٍ من النَّبْتِ. وَقَالَ الهُذَليُّ: ألمّا يَسْلَم الجيرَانُ مِنْهُمْ وقَدْ جُنَّ العِضَاهُ من العَمِيمِ وَقَالَ ابْن شُمَيْل: قَالَ أَبُو خَيْرَة: الأرضُ المَجْنُونَةُ: المُعْشِبَةُ الَّتِي لم يَرْعَها أحدٌ، وأتَيْتُ على أَرض هادِرَةٍ مُتَجَنّنَةٍ، وَهِي الَّتِي تُهالُ من عُشبها وَقد ذهب عُشْبُها كلَّ مَذْهَبٍ. وَقَالَ شمرٌ: المجنُّ: التُّرْسُ، والمِجَنُّ: الوشاحُ. قَالَ: وسُمّيَ القَلْبُ جَناناً لِأَن الصَّدرَ أجَنَّةُ. وَأنْشد لعديَ: كلُّ حيَ تقُودُهُ كفُّ هادٍ جِنَّ عَيْنٍ تُعْشيه مَا هُوَ لاقي قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ: جِنَّ عَيْنٍ أَي مَا جُنَّ من العَيْنِ فَلم ترَهُ. يَقُول: المنيّةُ مسْتُورةٌ عَنهُ حتَّى يَقع فِيهَا. (قلت أَنا) : الْهَادِي: القَدَرُ هاهُنَا جعله هادياً لأنّه تقدّمَ المَنِيةَ وسبقها، وَنصب: جِنَّ عَيْن، بِفِعْلِهِ أَوْقَعَهُ عَلَيْهِ. وَأنْشد: وَلَا جِنَّ بالبَغْضَاء والنَّظَرِ الشَّزْرِ ويروَى: وَلَا جَنَّ، ومعناهُما: وَلَا سَتْرَ، وَالْهَادِي: المتقَدِّمُ، أَرَادَ أنّ القَدَرَ سابقٌ للمنِيَّةِ المُقَدّرَةِ. وَقَالَ شمرٌ: الجَنَانُ: الأمرُ الخفِيُّ،

وَأنْشد: الله يَعْلَمُ أَصْحَابي وقَوْلُهمُ إذْ يرَكَبُونَ جَنَاناً مُسْهَباً وَرِبَا أَي يركبُون مُلْتَبِساً فَاسِدا. وَقَالَ ابنُ أَحْمَرَ: جَنَانُ المسلِمينَ أَوَدُّ مَسًّا وَإِن لاقَيْتَ أَسْلَمَ أوْ غِفَارَا قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: جَنَانُهُمْ: جمَاعَتُهُم وسَوَادُهُمْ. وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: جَنَانُهُم: مَا سَتَرَكَ من شيءٍ، يَقُول: أكُونُ بَين المُسْلِمينَ خيرٌ لي، قَالَ: وأَسْلَمُ وغفارٌ خيرُ النَّاس جِوَاراً. وَقَالَ الرِّياشيُّ فِي معنى بَيت ابْن أَحْمَرَ، قَالَ قولُه: أوَدُّ مَساً أَي أسهلُ لَك. يَقُول: إِذا نزلتَ الْمَدِينَة فَهُوَ خيرٌ لَك من جِوَارِ أقاربِكَ. وَقَالَ الرَّاعِي يصفُ العَيْرَ: وهَابَ جَنَان مَسْحُورٍ تَرَدَّى بِهِ الحلفاءُ وائْتَزَرَ ائْتِزَارَا قَالَ: جَنَانُه: غَيْبُه وَمَا وَارَاهُ. وَقَالَ اللَّيْث: الجَنَانُ: رُوعُ القلبِ. يُقَال: مَا يستقِرُّ جَنَانُه من الفَزعِ. قَالَ: والجَنِينُ: الولدُ فِي الرَّحِمِ والجميع: الأجِنّةُ. وَيُقَال: أجَنّتِ الحاملُ ولدا. وَقد جنَّ الولدُ وَهُوَ يَجِنُّ فِيهَا جَنّاً. وَقَول الله جلّ وَعز: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ الَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً} (الْأَنْعَام: 76) . يُقَال: جنَّ عَلَيْهِ الليلُ، وأجنَّهُ اللَّيْلُ إِذا أظْلَم حَتَّى يَسْتُرَه بظلمته. وَيُقَال: لكلِّ مَا سَتَرَ قَدْ جنَّ، وَقد أجنَّ. وَيُقَال: جَنّه الليلُ، والاختيارُ: جنّ عَلَيْهِ الليلُ، وأجنَّه الليلُ، قَالَ ذَلِك أَبُو إِسْحَاق. واستَجَنّ فلانٌ إِذا اسْتَتَر بشيءٍ. (أَبُو عبيدٍ عَن أبي عُبَيْدَة) : جَنَنْتُه فِي القبْرِ وأجنَنْتُه. وَقَالَ غيرُه: الجَنَنُ: القبرُ، وَقد أجنّهُ إِذا قَبَرَهُ. قَالَ الْأَعْشَى: وهَالِكُ أهلٍ يُجِنُّونَهُ كآخَرَ فِي أهلهِ لم يُجَنْ وَقَالَ آخَرُ: وَمَا أُبَالِي إِذا مَا مُتُّ مَا فَعَلُوا أأَحْسَنُوا جَنَنِي أمْ لم يُجِنُّونِي وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: الجَنَنُ: الكَفَنُ. وَيُقَال: كَانَ ذَلِك فِي جِنّ صِبَاهُ أَي: فِي حدَاثَته، وَكَذَلِكَ جِنُّ كلِّ شيءٍ: أوّلُ ابتدَائِه. وَيُقَال: خُذِ الأمرَ بجِنّهِ. واتّقِ النَّاقة فَإِنَّهَا بجِنّ ضراسَها أَي بحِدْثَانِ نِتَاجِها.

وَيُقَال: جُنَّتِ الرِّيَاضُ جُنُوناً إِذا اعْتَمَّ نَبتُها. وَقَالَ ابنُ أَحْمَرَ: وجُنَّ الخَازِبازِ بِهِ جُنُونَا قَالَ بَعضهم: الخَازِبَازِ: نبتٌ، وَقيل: هُوَ ذُبَابٌ، وجُنُونُه: كَثْرَةُ ترنُّمِه فِي طيرانه، وجُنُونُ النَّبْتُ: التِفَافُه. (شمرٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي) : يُقَال للنَّخْلِ الْمُرْتَفع طُولاً: مَجْنُونٌ. وَقَالَ أَبُو النَّجْم: وطَالَ جِنّيُّ السَّنَامِ الأمْيَلِ أرادَ تمُوكَ السَّنَامِ وطولَهُ. والجِنِّيَّةُ: ثيابٌ معروفةٌ. وَقَالَت امرأةُ عبد الله بن مسعودٍ لَهُ: أجَنَّكَ مِنْ أصْحَابِ رسُولِ الله. قَالَ أَبُو عبيد، قَالَ الكسائيُّ وَغَيره: معنى قَوْلهَا لَهُ: أجَنَّكَ: مِنْ أَجْلِ أنَّكَ، فتركَتْ مِنْ. كَمَا يُقَال: فَعَلْتُ ذاكَ أجْلِكَ بِمَعْنى من أجْلِكَ، وقولُها: أجنَّكَ فحذَفَتْ الألِفَ وَاللَّام. كَمَا قَالَ الله: {لَّكِنَّ هُوَ اللَّهُ رَبِّى} (الْكَهْف: 38) . يقالُ معناهُ: (لكنْ أنَا هُوَ الله) ، فحُذفت الألفُ والتقى نُونَانِ فجَاء التَّشْدِيد، كَمَا قَالَ الشَّاعِر، أنْشدهُ الْكسَائي: لِهَنَّكِ من عَبْسِيَّةٍ لوَسِيمَةٌ على هَنَواتٍ كاذبٍ من يَقُولُها أَرَادَ لله إنَّكَ لوسيمةٌ فَحذف إِحْدَى اللامين من لله، وَحذف الْألف من إنَّكِ، كَذَلِك حُذِفت اللامُ من أجْلِ، والهمزةُ من إنَّ. وَيُقَال: جُنَّ فلانٌ فَهُوَ مَجْنُونٌ، وَقد أَجَنَّهُ الله. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: بَات فلانٌ ضَيْفَ جِنَ أَي بمكانٍ خالٍ لَا أنيس بِهِ. وَقَالَ الأخطل: وبِتْنَا كأنَّا ضيفُ جِنَ بلَيْلَةٍ (جنجن) : وَقَالَ اللَّيْث: الجَنَاجِنُ: أطرافُ الأضلاع مِمَّا يَلِي قصَّ الصَّدْرِ وعَظْمِ الصُّلْبِ، وَاحِدهَا: جَنْجَنٌ، وجِنْجِنٌ. والجَنَّةُ: الحديقةُ وجمعُها: جِنَانٌ، وَيُقَال: للنَّخِيلِ وَغَيرهَا. نج نجنج: (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : إِذا سَالَ الجُرْحُ بِمَا فِيهِ، قيل: نَجَّ يَنِجُّ نَجِيجاً. وَأنْشد: فَإنْ تَكُ قُرْحَةٌ خَبُثَتْ ونجَّتْ فإنَّ الله يَفْعَلُ مَا يشاءُ وَيُقَال: جَاءَ بأَدْبَرَ ينِجُّ ظَهْرُه. ونَجْنَجَ إبلَهُ نَجْنَجَةً: إِذا ردَّها عَن المَاء. ونَجْنَجَ أَمْرَه إِذا ردَّدَ أمرَه ولَمْ يُنْفِذْهُ. وَقَالَ ذُو الرمة:

باب الجيم والفاء

حتَّى إِذا لم يَجِدْ وَغْلاً ونَجْنجها مَخَافَة الرَّمْي حتّى كلُّها هيمُ والنّجْنَجَةُ: التحريكُ والتقْلِيبُ. يُقَال: نَجْنِجْ أمْرَكَ فلَعَلّكَ تَجِدُ إِلَى الْخُرُوج مِنْهُ سَبِيلا. وَقَالَ اللَّيْث: النّجْنَجَةُ: الجَوْلَةُ عندَ الفَزْعَةِ. قَالَ العجاج: ونَجْنَجَتْ بالخَوْفِ مَنْ تَنَجْنَجَا (أَبُو تُرَاب) : قَالَ بعضُ غَنِيَ: يُقَال: لَجْلَجْتُ المُضْغَةَ ونَجْنَجْتُها إِذا حَركْتَها فِي فِيك ورَدَّدْتها فلَمْ تَبْتَلِعْهَا. (أَبُو عبيد) : نَجْنَجْتُ الرَّجُل: حرَّكْتُه. (بَاب الْجِيم وَالْفَاء) ج ف جف، فج: مستعملان. جف: (أَبُو عبيد عَن الْكسَائي) يُقَال: جَفِفْتَ تَجَفُّ، وجَفَفْتَ تَجِفُّ، وَقَالَ ذَلِك الْفراء والأصمعي، وكلُّهم يَخْتَارُ يَجِفُ على يَجَفُّ. وَقَالَ اللَّيْث: الجُفّةُ: ضربٌ مِنَ الدِّلاء. يُقَال: هُوَ الَّذِي يكونُ مَعَ السَّقَّائِينَ يَمْلَؤُونَ بِهِ المَزَايدَ. وَأنْشد: كلُّ عَجُوزٍ رَأْسُها كالقُفّهْ تَسْعَى بجُفَ مَعهَا هِرْشَفَّهْ وَقَالَ غيرُه: الجُفُّ: قِيقَاءةُ الطَّلْعِ. وَهُوَ الغِشَاءُ الَّذِي على الوليع وَأنْشد: وتَبِسمُ عَن نَيِّرٍ كالوَلي ع شقّقَ عَنهُ الرُّقَاةُ الجفُوفَا الوَلِيعُ: الطَّلْعُ مَا دامَ طريًّا حِين يَنْشَقُّ عَنهُ الكافورُ، وَقَوله عَن نَيِّرٍ أَي عَن ثَغْرٍ مُضِيءٍ حسنٍ، وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أنَّه جُعِلَ سِحْرُهُ فِي جُفِّ طَلْعَةٍ ودُفِنَ تَحْتَ راعُوفَةِ البِئرِ) . قَالَ أَبُو عبيد: جُفُّ الطَّلْعَةِ: وعَاؤُهَا الَّذِي تكُونُ فِيهِ. قَالَ: والجُفُّ أَيْضا فِي غيْرِ هَذَا: شيءٌ من جُلُودٍ كالإناء، يُؤْخَذُ فِيهِ ماءُ السَّمَاء إِذا جَاءَ المطرُ يسعُ نِصْفَ قِرْبَةٍ أَو نَحوه. قَالَ: والجُفّ أَيْضا فِي غير هذَيْنِ: جماعةُ النَّاس، وَقَالَ النَّابِغَة: فِي جُفِّ تَغْلِبَ وَارِدِي الأمْرَارِ والجفَّةُ: مِثْلُ الجُفِّ، وَفِي الحَدِيث (لَا نَفَلَ فِي غَنِيمَةٍ حَتَّى تُقْسَمَ جُفَّةً) أَي كلّها. وَقَالَ الْكسَائي: الجفَّةُ، والضَّفَّةُ والقِمَّةُ: جماعةُ القَوْمِ. وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: الجُفُّ: الكثيرُ من النَّاس. قَالَ: والجُفُّ فِي غير هَذَا شيءٌ يُنْقَرُ من جُذُوع النَّخْلِ. وَقَالَ اللَّيْث: التِّجْفَافُ: معرُوفٌ. وجمْعُه: التَّجَافيفُ.

والتَّجْفَافُ بِفَتْح التَّاء: مثلُ التَّجْفِيفِ. جَفَّفْتُه تجْفِيفاً وتَجْفَافاً. قَالَ: والجَفْجَفُ: القَاعُ المُسْتَدِيرُ الواسعُ، وَأنْشد قَوْله: يَطْوِي الفَيَافي جَفْجَفاً فَجَفْجَفا والجُفَافُ: مَا جَفَّ من الشَّيْء الَّذِي تجِفِّفُه، تَقول: اعزِلْ جُفَافَه عَن رَطْبِه. وَقَالَ ابْن السّكيت: الجُفَّانِ: بَكْرٌ وتَمِيمٌ. وجُفَافٌ: اسمُ وادٍ معروفٍ. (أَبُو عبيد عَن الْفراء) : الجُفَافَةُ: الَّذِي يَنْتَثِرُ من القَتِّ. وَيُقَال للثَّوْبِ إِذا ابْتَلَّ ثمَّ جفَّ وَفِيه نَدًى: قد تَجَفْجَفَ، فَإِذا يَبِسَ كلَّ اليُبْسِ قيل: قَفَّ. (الْأَصْمَعِي) الجَفْجَفُ: الأرضُ المُرْتَفِعَةُ وَلَيْسَت بالغليظة وَلَا اللَّيِّنة. فج: قَالَ اللَّيْث: الفَجُّ: الطريقُ الواسعُ بَين الجَبَلَيْنِ، وجمعُهُ: فِجَاجٌ، وَقَوله تَعَالَى: {مِن كُلِّ فَجٍّ عَميِقٍ} (الْحَج: 28) . قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الفَجُّ: طريقٌ فِي الْجَبَل واسعٌ، يُقَال: فَجٌّ وأفُجٌّ وفِجَاجٌ. قَالَ: وكُلُّ طريقٍ بعُدَ فَهُوَ فَجٌّ. والفَجُّ فِي كَلَام العَرَب: تَفْرِيجُكَ بَين الشَّيْئَيْنِ، يقالُ: فَاجَّ الرَّجُلُ يُفَاجُّ فِجَاجاً ومُفَاجَّةً إِذا باعَدَ إِحْدَى رِجْلَيْه من الْأُخْرَى ليَبُولَ، وَأنْشد: لَا يَمْلأ الحَوْضَ فِجاجٌ دُونَهُ إلاَّ سجالٌ رُذُمٌ يَعْلُونَهُ وقَدْ فَجَجْتُ رِجْلَيَّ أَفُجُّهُمَا فجّاً، وفَجَوْتُهُمَا أَفْجُوهُما أَي وسَّعْتُ بيْنَهُما. وَقَالَ اللَّيْث: الفَجَجُ أقْبَحُ من الفحَج. وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: الأفَجُّ والفَنْجَلُ: المُتَباعِدُ الفَخِذَيْنِ الشديدُ الفَجَجِ، ومثلُه: الأفْجَى وَأنْشد: الله أعْطَانِيك غيْرَ أحْدَلا وَلَا أَصَكَّ أَوْ أَفَجَّ فَنْجَلا وَقَالَ اللَّيْث: النَّعَامةُ تَفِجُّ إِذا رَمَتْ بصَوْمِها. وَقَالَ ابنُ القِرِّيَّة: أفَجَّ إفْجَاجَ النعامة، وأَجْفَلَ إجْفَالَ الظّليم. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: فَجَّ قَوْسَه وَهُوَ يفُجُّها فجّاً إِذا رفع وَتَرَها من كبِدِها، وَكَذَلِكَ فجا قَوْسَه يَفْجُوها. وَيُقَال: افْتَجَّ فلانٌ افْتِجَاجاً إِذا سَلَكَ الفِجَاج. قَالَ: والإفْجِيجُ: الْوَادي الواسعُ. وَهُوَ بِمَعْنى الفَجِّ. ورجلٌ فُجَافجٌ: كثيرُ الْكَلَام والصِّياح والجَلَبة. وبِطِّيخٌ فجٌّ إِذا كَانَ صُلْباً غيرَ نَضِيجٍ. والثّمارُ كلُّها تكونُ فِجَّةً فِي الرّبيع حِين تَنْعَقِدُ حَتَّى يُنْضِجَها حَرُّ القَيْظِ أَي تكون

باب الجيم والباء

ُ نِيَّةً، والفِجُّ النِّيُّ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: الفَجُّ كأنّهُ طريقٌ وربَّما كَانَ طَرِيقا بَيْنَ حرفين مُشْرِفَيْنِ عَلَيْهِ، إِنَّمَا هُوَ طريقٌ عريضٌ وَرُبمَا كَانَ ضيّقاً بَين جبليْنِ أَو فأوَيْنِ، وينْقادُ ذَلِك يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة، إِذا كَانَ طَرِيقا أَو غير طريقٍ: وَإِذا لم يكن طَرِيقا فَهُوَ أريضٌ كثيرُ العُشبِ والكَلأ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: الفُجُجُ: الثُّقَلاءُ من النَّاس. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : من الْقيَاس: الفَجَّاءُ والْمُنْفَجَّةُ والفَجْواءُ، والفارج، والفُرُجُ، كلُّ ذَلِك: القَوْسُ الَّتِي يبينُ وَتَرُها عَن كَبِدِهَا. (بَاب الْجِيم وَالْبَاء) ج ب جب، بج: (مستعملان) . جبّ: قَالَ اللَّيْث: الجَبُّ: اسْتِئْصَالُ السَّنَامِ من أَصله، وبعيرٌ أجَبُّ وَأنْشد: ونأْخُذْ بَعْدَهُ بذِنَابِ عَيْشٍ أجَبِّ الظَّهْرِ لَيْسَ لَهُ سَنَامُ وَقَالَ غيرُه: المَجْبُوبُ: الخِصيُّ الَّذِي قد اسْتُؤْصِلَ ذَكَرُهُ وخُصْيَاهُ، وَقد جُبَّ جبا. والْجَبُوبِ: وَجْهُ الأرْضِ. ويقالُ: للْمَدَرَةِ الغليظَةِ تُقلَعُ من وجْهِ الأَرْض: جَبُوبَةٌ، وَفِي الحَدِيث (أَنَّ رجُلاً مَرَّ بجَبُوبِ بدرٍ فَإِذا رجُلٌ أَبْيَضُ رَضْرَاضٌ) . قَالَ الْأَصْمَعِي: الجَبوبُ: الأرضُ الغليظةُ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الجَبوبُ: الأرضُ الصُّلْبَةُ، والجبَوبُ: المدَرُ المُفَتَّتُ. والجُبَابُ: شبهُ الزُّبْدِ يَعْلُو ألْبَانَ الإبلِ إِذا مَخَضَ البَعِيرُ السِّقَاء، وَهُوَ مُعَلَّقٌ عَلَيْهِ فيَجْتَمِعُ عِنْد فَمِ السِّقاءِ، وَلَيْسَ لألبَانِ الْإِبِل زُبْدٌ، إِنَّمَا هُوَ شيءٌ يُشْبِهُ الزُّبْدَ. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : الجُبَّةُ: مَا دخل فِيهِ الرُّمْحُ من السِّنَانِ. والثَّعْلبُ: مَا دخل من الرُّمْحِ فِي السِّنانِ. وَقَالَ اللَّيْث: الجُبَّةُ: بياضٌ يطأُ فِيهِ الدَّابَّةُ بحافره حَتَّى يبلغ الأشاعرَ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : المُجبَّبُ: الفرسُ الَّذِي يبلُغُ تحْجيلُه إِلَى رُكْبَتَيْهِ. [ وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: إِذا ارْتَفع البياضُ إِلَى رُكْبَتَيْه فَهُوَ مُجَبَّبٌ. (أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة) : قَالَ: الجُبُّ: البِئرُ الَّتِي لم تُطْوَ. وَقَالَ الزجاجُ نَحوه، قَالَ: وسُمِّيَتْ جُبّاً لأنّها قُطِعَتْ قطعا، وَلم يحدث فِيهَا غيرُ القطعِ من طيَ وَمَا أشْبَهه، وجَمْعُ الجُبِّ: أجْبَابٌ.

وَقَالَ اللَّيْث: الجُبُّ: البِئرُ غيرُ البَعيدةِ، والجميعُ: جِبَابٌ، وأجْبَابٌ وجِبَبَةٌ. (أَبُو عبيد) : جَبَّبَ الرَّجُلُ تَجْبيباً، فَهُوَ مُجَبَّبٌ إِذا فَرَّ وعَرَّدَ. وَقَالَ الحطيئة: ونَحْنُ إِذا جَبَّبْتُمُ عَن نِسَائِكُم كَمَا جَبَّبَتْ من عِنْدَ أَوْلاَدِها الحُمْرُ ويُقالُ: جبَّتِ المَرْأةُ نساءهَا بحُسْنِهَا إِذا غَلَبَتْهُنَّ. وَقَالَ الراجز: جَبَّتْ نِسَاءَ وائلٍ وعبْسِ (شمر عَن الباهليِّ) : فرشَ لنا فِي جُبَّةِ الدَّارِ أَي فِي وَسطهَا. وجُبَّةُ العَيْنِ: حجاجُها. وجُبَّةُ الرُّمْحِ: مَا دخل من السِّنَانِ فِيهِ. والجُبَّةُ: الَّتِي تلْبَسُ، وجمْعُها: جِبَابٌ. والجُبَّةُ: من أَسمَاء الدُّرُوعِ، وجمعُها: جُبَبٌ. وَقَالَ الرَّاعِي: لنا جُبَبٌ وأرْماحٌ طِوَالٌ بِهِنَّ نُمَارِسُ الحرْبَ الشَّطُونا وَفِي حَدِيث عَائِشَة (أنَّ دَفِينَ سِحْرِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جُعِلَ فِي جُبِّ طلعةٍ) بِالْبَاء. قَالَ شمرٌ: أَرَادَ داخِلَهَا إِذا أُخْرِجَ مِنْهَا الجُفُرَّى كَمَا يُقَال لداخل الرَّكِيّةِ من أَسْفَلهَا إِلَى أَعْلاَها: جُبٌّ، يقالُ: إنّها لواسعةُ الجُبِّ، مطويّةً كَانَت أَو غير مطويّةٍ. قَالَ: وَقَالَ الْفراء: بِئرٌ مُجَبّبةُ الجوفِ إِذا كَانَ وَسَطُها أَوْسَعَ شيءٍ مِنْهَا مُقَبّبةً. وَقَالَت الكلابِيّةُ: الجُبُّ: القَلِيبُ الواسِعَةُ الشَّحْوَةِ. وَقَالَ ابْن حبيبٍ: الجُبُّ: ركيّةٌ تُجَابُ فِي الصَّفا. وَقَالَ مشيِّعٌ: الجُبُّ: جُبُّ الرّكيّة قبل أَن تُطْوَى. وَقَالَ زيدُ بنُ كَثْوَةَ: جُبُّ الرّكيَّة: جِرَابُها. وجُبُّ القَرْنِ: الَّذِي فِيهِ المشَاشَةُ. وَقَالَ أَوْس: لَهَا ثُنَنٌ أرْسَاغُها مُطْمَئِنّةٌ على جُبَبٍ خُضْرٍ حُذِين جَنَادلا يُقَال: هِيَ لينَة ليْسَتْ بجاسِيَةٍ، والجُبَبُ: جمع جُبَّةٍ، وَهُوَ وِعَاءُ الْحَافِر. خُضْر: سُود، شبَّه حَوَافِرِهِ بِالْحِجَارَةِ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الجَبَابُ: القحْطُ الشَّديدُ، وروى أَحْمد بن حنبلٍ عَن مُحَمَّد بن بكرٍ عَن قطنٍ قَالَ: حدّثْتَنِي أُمُّ عُتْبَةَ عَن ابْن عباسٍ أَنه قَالَ: نهى النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الجُبِّ قُلْتُ: وَمَا الجُبُّ؟ فَقَالَت امْرَأةٌ عِنْده: هُوَ المَزَادَةُ يُخَيّطُ بعضُها إِلَى بعض. (قلت) : كَانُوا يَنْتَبِدُون فِيهَا حَتَّى ضَرِيَتْ. (أَبُو عبيد عَن أبي زيد) : رَكِبَ فلانٌ

المجبَّةَ، وَهِي الجادّةُ. قَالَ: والجُبْجُبَةُ زَيِيلٌ من جلودٍ يُنقلُ فِيهِ التُّرابُ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: الجُبْجُبَةُ: الكَرِشُ يُجْعَلُ فِيهَا اللَّحْمُ ويُسَمّى الخلْعَ، وَأنْشد: أَفِي أَنْ سرى كلْبٌ فبَيّتَ جُلَّةً وجُبْجُبَةً للوطْبِ، سلمى تُطَلّقُ؟ وأمّا قولُ الشَّاعِر: فَلَا تَهْدِمَنْهَا واتّشِقْ وتَجَبْجَبِ فَإِن أَبَا زيدٍ قَالَ: التّجَبْجُبُ: أَن يَجْعَل خَلْعاً فِي الجبْجُبَةِ، ورجلٌ جُبَاجبٌ ومُجَبْجَبٌ إِذا كَانَ ضَخْمَ الجنْبَيْنِ، ونوقٌ جباجِبُ. وَقَالَ الراجز: جرَاشِعٌ جَباجِبُ الأجْوَافِ حُمّ الذُّرَا مُشْرِفَةُ الأنْوَافِ (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : إِذا لقّحَ الناسُ النّخِيلَ قيل: قَدْ جبُّوا، وَقد أَتَانَا زَمَنُ الجِبابِ. (أَبُو عَمْرو) : جملٌ جُباجِبٌ، وبُجَابجٌ: ضَخْمٌ. وَقد جبجَ إِذا عظُمَ جِسْمُه بعد ضعفٍ، وجَبْجَبَ إِذا سَمِنَ، وجَبْجَبَ إِذا تَجَر فِي الجَبَاجِبِ. وجابَّتِ المرأةُ صاحِبَتَهَا فجبَّتْها حُسْناً أَي فاقَتْها، وَأنْشد: مَنْ رَوَّلَ اليَوْمَ لنا فَقَدْ غَلَبْ خُبْزاً بسَمْنٍ فَهْوَ عِنْد النَّاسِ جبّ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: جُبَّةَ الفَرَسِ: مُلْتَقى الوظيف فِي أَعلَى الحَوْشَبِ. وَقَالَ مرَّةً: هُوَ مُلْتَقى ساقَيْهِ ووظِيفَيْ رجلَيْهِ، ومُلْتَقى كلِّ عَظْمَيْنِ إلاَّ عظمَ الظَّهْرِ. وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: الجُبْجُبَةُ: أتانُ الضّحْلِ، وَهُوَ صخْرَةُ المَاء. بج: (الْأَصْمَعِي) : بَجَّ الجُرْحَ يَبُجُّهُ بَجًّا إِذا شقَّهُ. ويقالُ: انْبَجَّتْ ماشِيَتُك من الْكلأ إِذا فتَقَها البَقْلُ فأوسع خواصرها وَأنْشد ابنُ الْأَعرَابِي: لجُبَيْهاء الْأَسْلَمِيّ: لجاءتْ كأَنَّ القَسْوَرَ الجَوْنَ بجَّهَا عساليجُهُ والثَّامِرُ المُتَناوِحُ (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : البَجُّ: الطعْنُ يُخالِطُ الجَوْف وَلَا يَنْفُذُ، وَقد بجَجْتُهُ أبُجُّهُ بجّاً وَأنْشد: نَقْخاً على الهامِ وبَجّاً وخْضَا وفُلانٌ أبَجُّ العَيْنِ إِذا كَانَ واسِعَ مشَقِّ العَيْنِ. وَقَالَ ذُو الرمة: ومُخْتَلِقٌ لِلْمُلكِ أبْيَضَ فدْغَمٌ أشَم أَبَجُّ العَيْنِ كالقَمَرِ البَدْرِ

باب الجيم والميم

ورجُلٌ بَجْبَاجٌ إِذا كَانَ بادِناً. ورَمْلٌ بَجْبَاجٌ: مُجْتَمِعٌ ضَخْمٌ. قَالَ الرَّاعِي: كَأَن مِنْطَقَهَا لِيثَتْ معَاقِدُه بِعَانِكٍ من ذُرَى الأنْقَاء بَجْبَاجِ وجارِيَةٌ بَجْبَاجَةٌ: سَمِينَةٌ. وَقَالَ أَبُو النَّجْمِ: دارٌ لبَيْضَاء حَصَانِ السِّتْرِ بَجْبَاجَةِ البَدْنِ هَضِيمِ الخَصْرِ وَقَالَ المُفَضَّلُ: برْذَوْنٌ بَجْبَاجٌ وَهُوَ الضَّعيفُ السَّريعُ العَرَقِ. وَأنْشد: فَلَيْسَ بالكابِي وَلاَ البَجْبَاجِ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: البُجُجُ: الزِّقاقُ المُشَقَّقَةُ. وَقَالَ اللَّيْث: البَجْبَجَةُ: مُناغاةُ الصَّبِيِّ بالفَمِ. (بَاب الْجِيم وَالْمِيم) ج م جم، مج: (مستعملان) . جم: (أَبُو نصرٍ عَن الْأَصْمَعِي) : جمَّت البِئرُ فَهِيَ تجُمُّ جُمُوماً إِذا كثُرَ ماؤُها واجْتَمَعَ. وَيُقَال: جِئْتُها وَقد اجْتَمَعَتْ جمَّنُها وجَمُّها أَي مَا جمَّ وارتفع. وجمَّ الفَرسُ يجُمُّ جَمَاماً إِذا ذهب إعْيَاؤُه. وشاةٌ جمَّاءُ إِذا لم تكُنْ ذَات قَرْنٍ. وَيُقَال: أعْطِهِ جُمامَ المَكُّوك أَي مَكوكاً بِغَيْر رَأْسٍ، واشْتُقَّ ذَلِك من الشَّاة الجمَّاءِ. وَيُقَال: جاءُوا جمّاً غفيراً، وجمّاءَ أَي بجماعتهم. وَقيل: جاءُوا بجمَّاءِ الغَفِير أَيْضا. وَيُقَال: فِي الأرْضِ جميمٌ حسنٌ، لنبتٍ قد غطَّى الأَرْض وَلم يتمَّ بعد. وَيُقَال أجمَّت الْحَاجة إِذا دَنَتْ وحانَتْ تُجِمُّ إجماماً. وَيُقَال: أجْمِمْ نفْسَكَ يَوْماً أَو يَوْمَين أَي أرِحْها. وَيُقَال: جَاءَ فلانٌ فِي جُمَّةٍ عظيمةٍ أَي فِي جماعةٍ يَسْألون فِي جَمَالَةٍ. ومالٌ جَمٌّ أَي كثيرٌ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : هُمُ الجُمَّةُ والبُرْكةُ وَأنْشد. وجُمَّةٍ تَسْألُني أعْطَيْتُ قَالَ: وجُمَّ إِذا مُلِىء. وجَمَّ إِذا علا. قَالَ: والجِمُّ: الشَّياطينُ. قَالَ: والجِمُّ: الغَوْغَاءُ والسِّفَلُ. (أَبُو عبيد) : فرسٌ جَمُومٌ وَهُوَ الَّذِي كلما

ذهب مِنْهُ إحضارٌ جَاءَهُ إحضارٌ. قَالَ، وَقَالَ الْكسَائي: إناءُ جمّانُ إِذا بلغ الكَيْلُ جُمامَهُ، وَقد أَجْمَمْتُ الْإِنَاء بِالْألف. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: فِي الْإِنَاء جِمَامُه وجمَمُهُ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : جِمامُ الْإِنَاء، وجُمامُهُ، وطُفافُهُ. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس فِي كتاب (الفصيحِ) : عندَهُ جِمامُ القَدَحِ مَاء، وجُمام المكوك، بالرّفع، دَقِيقًا. وَقَالَ اللَّيْث: جَمّ الشيءُ واسْتجَمَّ أَي كئُر. قَالَ: وجَمَمْتُ المِكْيالَ جمّاً. والجَمامُ والجُمامُ: الكَيْلُ إِلَى رَأس المِكيال. والجُمَّةُ: الشَّعَرُ، والجميعُ: الجَمَمُ. والجَمَمُ: مصدَرُ الشّاةِ الأجَمِّ، وَهُوَ الَّذِي لَا قَرْنَ لَهُ. وَيُقَال للرَّجُلِ الَّذِي لَا رُمْحَ لَهُ: أَجَمُّ، قَالَه أَبُو زيد. وَقَالَ عنترة: ألَمْ تَعْلَمْ لَحَاكَ الله أنِّي أجَمُّ إِذا لَقِيتُ ذَوي الرِّماحِ وَقَالَ اللَّيْث: الجَمْجَمَةُ أَلا تُبينَ كلامك من عِيَ. وَأنْشد: لَعَمْرِي لقد طَالَمَا جَمْجَمُوا فمَا أخّرُوهُ وَمَا قَدّمُوا والجُمْجُمَةُ: القِحْفُ وَمَا تعَلّقَ بِهِ من العِظامِ. (أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة) : الجُمْجُمَةُ: البِئْرُ تُحفرُ فِي السّبَخَةِ. (ابْن السّكيت) : أجَمَّ الفراقُ إِذا دنا. وَأنْشد: حيِّيَا ذَلِك الغَزَالَ الأحمّا إنْ يَكُنْ ذَلِك الفِرَاقُ أجَمّا وَفِي حَدِيث ابْن عبَّاس: (أمِرْنَا أنْ نَبْنِيَ المَدَائن شُرَفاً والمساجدَ جُمّاً) فالشُّرَفُ: الَّتِي لَهَا شُرُفاتٌ، والجُمُّ: الَّتِي لَا شرف لَهَا. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : فلانٌ واسعُ المَجَمِّ إِذا كَانَ وَاسع الصَّدْرِ رَحْبَ الذِّرَاعِ. وَأنْشد: رُبّ ابنِ عَمَ لَيْسَ بابْنِ عَمِّ بَادِي الضَّغِينِ ضَيِّقِ المَجَمِّ (ابْن شُمَيْل) : جمَّمَتِ الأرضُ تَجْمِيماً إِذا وفى جميمُها. وجمَّم النَّصيُّ والصِّلِّيّانُ إِذا صَارَ لَهما جُمَّةٌ. والأجَمُّ: الكَعْثَبُ. وَأنْشد:

جاريةٌ أعَظَمُها أجَمُّها بائِنَةُ الرِّجْلِ فَمَا تضُمُّها والجَمَاجِمُ: موضعٌ بَين الدَّهنَاء ومُتَالِعٍ فِي دِيارِ بني تَمِيمٍ. ويَوْمُ الجماجِمِ: يومٌ من وَقَائِعِ الْعَرَب فِي الْإِسْلَام مَعْرُوفٌ. وجَماجِمُ الْعَرَب: رُؤساؤُهُمْ، وكلُّ بني أبٍ، لَهّمْ عِزٌ وشَرَفٌ فَهُمْ جُمْجُمَةٌ. وَقَالَ أنسٌ (تُوفِّي رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والوحيُ أجَمُّ مَا كَانَ لم يَفْتُرْ عَنهُ) . قَالَ شمرٌ: أجَمُّ مَا كَانَ: أكْثَرُ مَا كَانَ. جَمَّ الشَّيْءُ يَجُمُّ جمُوماً، يقالُ ذَلِك فِي المَاء والسّيْرِ. وَقَالَ امرؤُ الْقَيْس: يَجِمُّ على السّاقَيْنِ بعد كَلاَلِه جُمُومَ عُيُونِ الحِسْيِ بعد المَخِيضِ قَالَ أَبُو عمرٍ و: يَجُمُّ ويَجِمُّ أَي يَكْثُر. ومَجَمُّ البِئرِ حَيْثُ يُبْلُغُ الماءُ وَيَنْتَهِي إِلَيْهِ. ورجُلٌ رَحْبُ المَجَمِّ: واسعُ الصّدْرِ. مج: (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : إِذا بَدَأَ الفرسُ يعْدو قبل أَن يضطرم جريُه. قيل: أَمَجَّ إمْجَاجاً، فَإِذا اضْطَرَم عدْوُه قيل: أهْذَبِ إهْذَاباً. وَيُقَال: مَجَّ رِيقَهُ يمُجُّه إِذا لَفظه، ومُجاجُ فمِ الْجَارِيَة: رِيقُهَا. ومُجَاجُ العِنَبِ: مَا سَالَ من عصيره، وَيُقَال: لما سَالَ من أفْوَاهِ الدَّبَا: مُجاجٌ. وَفِي الحَدِيث: (أنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَخَذَ من الدَّلْوِ حَسْوةَ مَاء فمجَّهَا فِي بِئْرٍ ففاضَتْ بِالْمَاءِ الرَّواءَ) . قَالَ شمرٌ: مجَّ المَاء من الفَمِ إِذا صبَّه. وَقَالَ خَالِد بن جَنَبَةَ: لَا يكون مُجاجاً حَتَّى يُبَاعِدَ بِهِ شِبْهَ النَّفْخِ. وَقَالَ أصحابُه: إِذا صبَّه من فِيهِ قَرِيبا أَو بعِيداً فَقَدْ مَجَّهُ، وَكَذَلِكَ إِذا مجَّ لُعَابه، والأرضُ إِذا كَانَت ريَّا منَ النَّدَى فَهِيَ تمُجُّ الماءَ مجّاً. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : المُجُجُ: السُّكارى. والمُجُجُ: النَّحْلُ. (عَمْرو عَن أَبِيه) : المَجَجُ: بُلُوغُ العِنَبِ. وَفِي الحَدِيث: (لَا تَبِعِ العِنَبَ حتَّى يَظْهَرَ مَجَجُهُ) . وَيُقَال لما يَسيلُ من أفْوَاهِ الدَّبَا: مُجاجٌ. قَالَ الشَّاعِر: وماءٍ قديمٍ عهْدُهُ وكأنَّهُ مُجاجُ الدَّبَا لاقَتْ بهاجِرَةٍ دبَا والماجُّ: الأحْمَقُ الَّذِي يسيلُ لُعَابُهُ. والمَاجُّ: البعيرُ الَّذِي أَسَنَّ وسال لُعَابُه. وَقيل الأذُن مُجَّاجَةٌ، وللنّفْسِ حَمْضَةٌ، معناهُ أنَّ للنَّفْسِ شَهْوَةً فِي اسْتِماعِ العِلْمِ، والأذُنُ لَا تَعِي مَا تسمع، ولكنَّها تُلْقِيهِ نِسْيَاناً كَمَا يمُجُّ الشيءُ من الفَمِ.

(شمرٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي) : مَجَّ ونجَّ بِمَعْنى واحدٍ. وَقَالَ أَوْسٌ: أُحَاذِرُ نجَّ الخَيْلِ فَوْقَ سرَاتِهَا وربًّا غَيُوراً وَجْهُهُ يتَمَعّرُ قَالَ: نجُّها إلقاؤُها زَوَالها عَن ظُهورِها. (اللَّيْث) المُجُّ: حبٌّ كالعَدَسِ إلاَّ أنهُ أشَدُّ اسْتِدَارَةً مِنْهُ. (قلت) هَذِه الحَبّةُ يقالُ لَهَا: الماشُ، والعربُ تُسَمِّيها الخُلَّرَ، والزِّنّ. وَقَالَ اللَّيْث: المَجْمَجَةُ: تَخْلِيطُ الكتابَةِ وإفسادُها بالقَلَم. وكَفَلٌ مُمَجْمَجٌ إِذا كَانَ يَرْتجُّ من النَّعْمَةِ. وَأنْشد: وكَفَلاً رَيَّانَ قد تَمَجْمجَا ويُقال للرّجُلِ إِذا كَانَ مُسْتَرْخِياً رَهِلاً: مَجْمَاجٌ. وَقَالَ أَبُو وجْزَةَ: طَالَتْ عَلَيْهِنَّ طُولاً غَيْرَ مَجْمَاجِ وَقَالَ شُجاعٌ السُّلميُّ: يُقَال: مَجْمَج بِي ونَجْنَجَ بِي إِذا ذَهَبَ بك فِي الكَلاَمِ مذهبا على غَيْرِ الاسْتِقامةِ، ورَدَّكَ من حالٍ إِلَى حالٍ.

أبواب الجيم والشين

أَبْوَاب الثلاثي الصَّحِيح من حرف الْجِيم (أَبْوَاب الْجِيم والشين) ج ش ض ج ش ص ج ش س ج ش ز ج ش ط ج ش د ج ش ت ج ش ظ. أُهْمِلَتْ جَمِيع وُجُوهها. ج ش ذ شجذ: أهمله اللَّيْث، وَقد اسْتَعْمَله العربُ، مِنْهُ الإشْجَاذُ. قَالَ الْأَصْمَعِي يُقَال: أشْجذَ عَنّا المطَرُ مُنْذُ حينٍ أَي نأى عنَّا وبعُدَ، وأشْجَذَ المطرُ إِذا أقْلعَ بَعْدَ إثْجَامِهِ. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: فَتَرَى الودّ إِذا مَا أشْجَذَتْ وتُوَاريه إِذا مَا تَعْتَكِرْ يقولُ: إِذا أقْلَعَتْ هَذِه الدِّيمَةُ ظَهَرَ الوتِدُ، وَإِذا عادَتْ ماصرةً وارَتْهُ. ويقالُ: أشْجذَتِ الحُمَّى إشجاذاً إِذا أقْلَعَتْ. ج ش ث: مُهْمَلٌ. ج ش ر جشر، جرش، شجر، شرج: مستعملة. جشر: (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : بَعِيرٌ مَجْشُورٌ: بِهِ سُعَالٌ جافٌّ. وَقَالَ غيرُه: جُشِرَ فَهُوَ مَجْشُورٌ، وجَشِرَ يَجْشَرُ جَشَراً، وَهِي الجُشْرَةُ. قَالَ حُجْرٌ: رُبَّ همَ جَشِمْتُه فِي هواكُمْ وبَعِيرٍ مُنَفَّهٍ مَجْشُورِ (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : جَشَرَ الصُّبْحُ يجْشُرُ جُشُوراً إِذا انْفَلَقَ. قَالَ: واصْطَبحْتُ الجاشِرِيّةَ وَهِي الشَّرْبةُ الَّتِي مَعَ الصُّبْح. وَفِي حَدِيث عُثْمان أنّه قَالَ: (لَا يغُرَّنَّكُم جَشَرُكُم مِنْ صَلاتِكُم فإنّما يَقْصُرُ الصَّلاَةَ مَنْ كَانَ شَاخِصاً أَو بحَضْرةِ عدُوَ) . قَالَ أَبُو عبيد: الجَشَرُ: القَوْمُ الَّذين يخرُجُونَ بدَوَابِّهِمْ إِلَى المَرْعى. وَقَالَ الأخطلُ يذكر قَتْل عميْرِ بن

الحُبابِ: يَسْألُهُ الصُّبْرُ من غسّانَ إِذا حضَرُوا والحَزْنُ كَيفَ قرَاهُ الغِلْمَةُ الجَشَرُ يُعرِّفُونَكَ رَأس ابنِ الحُبَابِ وقَدْ أمْسَى وللسَّيْفِ فِي خَيْشُومِهِ أثَرُ (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : بنُو فلانٍ جَشَرٌ إِذا كانُوا يَبِيتُون مكانَهُم لَا يأْوُونَ بُيُوتَهُمْ، وَكَذَلِكَ: مَالٌ جَشَرٌ: يَرْعَى مَكَانَهُ، لَا يأْوِي إِلَى أَهْلِه. وجَشَرْنَا دَوَابَّنَا: أَخْرَجْنَاها إِلَى الرِّعْيِ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: المُجَشَّرُ: الَّذِي لَا يَرْعَى قُرْبَ المَاء، والمُنَدَّى: الَّذِي يَرْعَى قُرْبَ المَاء. وَيُقَال: قَوْمٌ جَشْرٌ وجَشَرٌ. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : الجَشْرُ حِجَارَةٌ تَنْبُتُ فِي البُحُورِ. وَقَالَ شمرٌ: يُقَال: مكانٌ جشرٌ أَي كثيرُ الجَشَرِ بتَحْرِيكِ الشِّينِ. وَقَالَ الرِّياشيُّ: الجَشَرُ: حجارَةٌ فِي البَحْرِ خَشِنَةٌ. وَقَالَ أبُو نَصْرٍ: جَشِرَ السَّاحِلُ يَجْشَرُ جشَرَاً. والجاشِرِيَّةُ: قَبِيلَةٌ فِي رَبِيعَةَ. ورجُلٌ مَجْشُورٌ: بِهِ سُعَالٌ، وَأنْشد: وسَاعِلٍ كَسَعَلِ المَجْشُورِ وَقَالَ أَبُو زيد: الجُشْرَةُ والجَشَرُ: بَحَحٌ فِي الصَّوْتِ. قَالَ: والجُشَّةُ والجَشَشُ: انْتِشَارُ الصَّوْتِ فِي بُحَّةٍ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الجُشْرَةُ: الزُّكَاُم. (أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرٍ و) : الجَشِيرُ: الجُوَالِقُ الضَّخْمُ، وجَمْعُه: أَجْشِرَةٌ وجُشُرٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الجَشَرُ: مَا يكونُ فِي سواحِلِ البَحْرِ وقَرَارِه مِنَ الحَصَا والأصْدَافِ يَلْزَمُ بَعْضُهَا ببَعْضٍ فَتَصِيرُ حَجَراً تُنْحَتُ مِنهُ الأرْحِيَة بالبَصْرَةِ، لَا تَصْلُحُ للطَّحِينِ، ولكِنَّهَا تُسَوَّى لِرُؤُوسِ البَلاَليع. جرش: قَالَ اللَّيْث: الجَرْشُ: حَكُّ شَيْءٍ خَشِنٍ بشيءٍ مِثْلِه، كَمَا تَجْرُشُ الأفْعَى أَثْنَاءَهَا إِذا احْتَكَّتْ أَطْوَاؤُهَا، تَسْمَعُ لذَلِك جَرْشاً وصَوْتاً. والمِلْحُ الجَرِيشُ: المَجْرُوشُ كَأَنَّهُ قَدْ حَكَّ بَعْضُهُ بعْضاً فتَفَتَّتَ. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي وَأبي عمرٍ و) : الجِرِشَّى: النَّفْسُ وَأنْشد: بَكَى جَزَعاً مِنْ أَنْ يَمُوتَ وَأَجْهَشت إِليه الجِرشَّى وارْمَعَلَّ خَنِينُهَا وَقَالَ اللحياني: مضى جَرْشٌ من اللَّيْلِ وجَوْشٌ، وجُشٌّ، وجُؤْشُوشٌ أَي ساعةٌ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: المُجْرَئِشُّ: الغَلِيظُ

الجَنْبِ. وَقَالَ النَّضْرُ قَالَ أَبُو الهُذَيْلِ: اجْرَأَشَّ إِذا ثابَ جِسْمُه بعْدَ هُزَالٍ وَقَالَ أَبُو الدُّقَيْشِ: هُوَ الَّذِي هُزِلَ وظَهَرَتْ عِظَامُه. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : المُجْرَئِشُّ: المُجْتَمعُ الجَنْبِ وَقَالَ اللَّيْث: هوالمُنْتَفِخُ الوَسَطِ من ظاهِرٍ وباطنٍ. قَالَ: ومنَ العُنُوقِ: حَمْراءٌ جُرَشِيَّةٌ، ومنَ العِنَبِ: عِنَبٌ جُرَشِيٌّ جَيِّدٌ بالغٌ يُنْسَبُ إِلَى جُرَش. قَالَ: والجَرْشُ: الأكْلُ. (قلت) : الصَّوابُ الجَرْسُ بالسِّينِ: الأكْلُ، وسَتَراهُ فِي بَابِه مُفَسَّراً إنْ شَاءَ اللَّهُ. والجُرَاشَةُ: مِثْلُ المُشَاطَةِ، والنُّحَاتَةِ. والجَرِيشُ: دَقِيقٌ فِيهِ غِلَظٌ، يَصْلُحُ لِلْخَبيصِ المُرَمَّلِ. شجر: الشَّجَرَةُ: الواحِدةُ تُجْمَعُ على الشَّجَرِ والشّجَرَاتِ وَالْأَشْجَار. والمُجْتِمعُ الكَثيرُ مِنْهُ فِي مَنْبَتِهِ: شَجْرَاءٌ. وأَمَّا المَشْجَرَةُ فهيَ أرضٌ تُنْبِتُ الشَّجَرَ الكَثيرَ. وأرضٌ شَجِيرَةٌ، ووادٍ شَجيرٌ: ذُو شَجَرٍ كَثيرٍ. قَالَ: والشَّجَرُ: أصنافٌ، فأَمَّا جِلُّ الشّجَرِ فعِظَامُه الَّتِي تَبْقَى على الشِّتَاءِ، وأَمَّا دَقُّ الشَجَرِ فصِنْفَانِ: أَحَدُهُمَا تَبْقَى لَهُ أَرُومَةٌ فِي الأرضِ فِي الشِّتَاءِ، ويَنْبُتُ فِي الربيعِ، وَمِنْه مَا يَنْبُتُ مِنَ الحِبَّةِ كَمَا تَنْبُتُ البُقُولُ، وفَرْقُ مَا بَيْنَ دِقِّ الشّجَرِ والبَقْلِ، أَنَّ الشّجَرَ تَبْقَى لَهُ أَرُومَةٌ على الشِّتَاءِ، وَلَا يَبْقَى لِلبَقْلِ شَيْءٌ. وأَهْلُ الحِجَازِ يَقُولُونَ هَذهِ الشّجَرُ، وهذِه البُرُّ، وَهِي الشِّعِيرُ وَهِي التَّمْرُ، ويَقُولُونَ هِيَ الذَّهَبُ، لأنَّ القِطْعَةَ مِنهُ ذَهَبَةٌ، وبِلُغَتِهِمْ نَزَلَ {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا} (التَّوْبَة: 34) فأنّثَ. قَالَ: والمُشَجَّرُ منَ التَّصَاويرِ: مَا يُصَوَّرُ على صِيغَةِ الشّجَرِ. وَقَالَ الله جلّ وعَزَّ: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} (النِّسَاء: 6) . قَالَ الزّجاج أَي فِيمَا وقعَ مِنْ الاخْتِلاَفِ من الخصوماتِ حتَّى اشْتَجَرُوا وتشَاجَرُوا أَي تَشَابَكُوا مُخْتَلِفِينَ، وَيُقَال: الْتَقَى فِئَتَانِ فَتَشَاجَرُوا بِرمَاحِهِم أَيْ تَشَابَكُوا، واشْتَجَرُوا بِرِمَاحِهِم كَذَلِك، وكُلُّ شيءٍ خالفَ بَعْضُه بَعْضاً فقَدِ اشْتَبَكَ واشْتَجَرَ، وسُمِّيَ الشّجَرُ شَجرا لدخولِ بعضِ أَغْصَانِه فِي بعضٍ، ومِنْ هَذَا قِيلَ لمِرَاكِبِ النِّساءِ: مَشَاجِرُ، لِتَشَابُكِ عِيدَانِ الهَوْدَجِ، بَعْضِهَا فِي بَعْضٍ، وَاحِدُهَا: مِشْجَرٌ، وشِجَارٌ قالَه الْأَصْمَعِي.

قَالَ: والشِّجَارُ أَيْضا: الخَشَبَةُ الَّتِي تُوضَعُ خَلْفَ البَابِ يُقَالُ لَهَا بالفارسيَّةِ: المَتْرَسُ، وَكَذَلِكَ الخشَبَةُ الَّتِي يُضَبَّبُ بهَا السَّرِيرُ مِنْ تَحْتُ هِيَ الشِّجَارُ. وَأنْشد: لَوْلاَ طُفَيْلٌ ضاعتِ الغَرَائِرُ وفَاءَ والمُعْتَقُ شَيءٌ بائِرُ غُلَيِّمٌ رِطْلٌ وشَيْخٌ دَامِرُ كَأَنَّمَا عِظَامُنَا المَشَاجِرُ والمِشْجَرُ: مَرْكَبٌ مِنْ مَرَاكِبِ النِّسَاءِ، وَمِنْه قَول لبيد: وأَرْبَدُ فَارِسُ الهَيْجَا إِذا مَا تَقَعَّرَتِ المَشَاجِرُ بالفِئَامِ (أَبُو عبيد عَن أبي عمرٍ و) : الشَّجْرُ: مَا بَيْنَ اللَّحْيَيْنِ. وَقَالَ غيرُه: باتَ فلانٌ مُشْتَجِراً إِذا اعْتَمَدَ بِشّجْرِه على كَفِّهِ. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : الشَّجِيرُ: الغَرِيبُ. قَالَ: والسَّجِيرُ بالسِّينِ: الصَّدِيقُ. وَيُقَال: نَزَلَ فلانٌ شَجِيراً فِي بَنِي فلانٍ أَي غَرِيباً. وَقَالَ المُنَخَّلُ: وإِذَا الرِّيَاحُ تَكَمَّشَتْ بجَوَانِبِ البَيْتِ الْكَبِير أَلْفَيْتَنِيِ هَشَّ النَّدَى بِشَرِيجِ قِدْحِي أَو شَجِيرِي فالقِدْحُ الشَّجِيرُ هُوَ المُسْتَعَارُ الَّذِي يُتَيَمَّنُ بِفَوْزِه، والشَّرِيجُ: قِدْحُهُ الَّذِي هُوَ لَهُ. يقالُ: هَذَا شَرِيجُ هَذَا وشَرْجُه أَي مِثْلُهُ: (الحَرَّانِيُّ عنِ ابْن السِّكِّيت) : شاجَرَ المالُ إِذا رَعَى العُشْبَ والبَقْلَ فلَمْ يُبْقِ مِنْهُمَا شَيْئا فَصارَ إِلَى الشَّجَرِ يَرْعَاهُ. قَالَ الراجزُ يصفُ إبِلا: تَعْرِفُ فِي أَوْجُهِها البَشَائِرِ آسَانَ كُلِّ آفِقٍ مُشَاجِرِ وَقَالَ اللَّيْث: الشِّجَارُ: خَشَبُ الهَوْدَج، فَإِذا غُشِّيَ غِشَاءَه صارَ هَوْدَجاً. قَالَ: وإِذا تَدَلَّتْ أَغْصَانُ شَجَرٍ أَو ثَوْبٍ فَرَفَعْتَهُ وأَجْفَيْتَهُ قُلْتَ: شَجَرْتُه، فَهُوَ مَشْجُورُ. وَقَالَ العجاج: رَفَّعَ مِنْ جِلاَلِهِ المَشجُورِ والشَّجْرُ: مَفْرَجُ الفَم. وَفِي حَدِيث الْعَبَّاس، قَالَ كُنتُ آخُذُ بَحكَمَةِ بغلَةِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد شَجَرتُها أَي ضربت لِجَامَها أكفُّها حَتَّى فَتَحَت فاها. وَفِي حَدِيث سعد (أنَّ أمَّه قَالَت لَهُ: لَا أَطْعَمُ طَعَاماً وَلَا أشربُ شَرَاباً أَو تكفُرَ بمحمَّدٍ) . قَالَ: فَكَانُوا إِذا أَرَادوا أَن يُطعِموها (أَو

يسُقوها) شَجَرُوا فَاهَا أَي أدخلُوا فِيهِ عُوداً فَفَتَحُوهُ. وكل شَيْء عَمَدْتَهُ بِعِمَادٍ فقد شَجَرْتَه. (أَبُو عبيد عَن أبي زيد) : شَجَرْتُ فلَانا أشجرُه شَجْراً إِذا صَرَفْتَه. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: كل شَيْء اجْتمع ثمَّ فرَّق بَينه شَيْء فانفرق، يُقَال لَهُ: شجر. وَفِي الحَدِيث ذكر فتْنَةٍ (يَشْتَجِرُونَ فِيهَا اشتجَارَ أطْباقِ الرَّأسِ) أَي يَخْتَلِفُونَ كَمَا تَشْتَجِرُ الْأَصَابِع إِذا دخل بعضُها فِي بعضٍ. وَقَالَ أَبُو وَجْزَةَ: طَاف الخَيَالُ بِنَا وَهنا فأرَّقَنا من آل سُعدى فَبَاتَ النَّوم مُشْتَجِرَا معنى اشتجار النّوم تجافيه عنهُ، وَكَأَنَّهُ من الشَّجير وَهُوَ الغريبُ، وَمِنْه: شَجَر الشيءَ إِذا نحَّاه. قَالَ العجاج: وَشَجَرَ الهُدَّاب عَنْهُ فَجَفَا أَي جافاه عَنهُ فَتَجَافَى، وَإِذا تجافى قيل: انْشَجَرَ واشْتَجَرَ. وَيُقَال: فلَان من شَجَرَةٍ مباركةٍ أَي من أصْلٍ مبارك. وَقَالَ ابْن السّكيت: الاشْتِجَارُ والانْشِجَارُ: النَّجَاءُ. وَقَالَ عَوِيجٌ: عَمْداً تعدَّيناك واشْتَجَرْتَ بِنَا طوالُ الهوادي مُطْبَعَاتٌ مِنَ الوِقْرِ ويُروى: وانشَجَرَتْ بِنَا. (أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي) شَجَرَ: طَعَنَ بالرُّمْحِ، وشَجَرَ إِذا كَثُرَ جَمْعُه. (أَبُو زيد) أَرض شَجِيْرَةٌ: كَثِيرَة الشجَرِ، وَأَرْض عَشِيبةٌ: كثيرةُ العُشْبِ، وَبقِيْلةٌ، وعاشبةٌ، وَبقِلَةٌ، وَثَمِيْرَةٌ إِذا كثر ثَمَرَتُهَا، وَأَرْض مُبْقِلَةٌ ومُعْشِبَةٌ. (ابْن الْأَعرَابِي) الشَّجَرَةُ: النقطة الصَّغِيرَة فِي ذَقَنِ الغُلامِ. قَالَ: والشِّجَارُ: المُتَرَّسُ. والشِّجَارُ: الهَوْدَجُ الصَّغِير الَّذِي يَكْفِي وَاحِدًا حَسْبُ. والشِّجارُ عُودٌ يُجْعَلُ فِي فمِ الجدْي لِئَلَّا يرضعَ أمَّه. وَأَخْبرنِي المُنْذِريُّ عَن ثعلبٍ عَن الْفراء أَنه أنْشدهُ لِلْقِتَالِ: إِذا لاقيت منا ذَا ثَنَايَا قَالَ: الشِّجَارُ: خشبتان على القَليْبِ فِي هَذَا الْموضع. وَقَالَ: الشِّجُارُ: عمودٌ من أعمدةِ الْبَيْت. شرج: (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : شَرَجَ إِذا سَمِنَ سِمَناً حَسناً. وشَرِجَ إِذا فَهِم. وَفِي حَدِيث الزبير: (أنّهُ خاصَم رجلا من الأنصَارِ فِي سُيُولِ شرَاجِ الحَرَّة إِلَى

النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا زُبَيُر: احبِسِ الماءَ حَتَّى يبلُغَ الجُدُر) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: الشِّرَاجُ: مجارِي الماءِ من الحِرارِ إِلَى السَّهلِ، وَاحِدهَا: شَرجٌ، وَنَحْو ذَلِك قَالَ أَبُو عمرٍ و. قَالَ أَبُو عبيد: وَمن أمثالهم (أشبَهُ شَرْجٌ شَرْجاً لَو أنّ أُسَيْمِراً) . قَالَ: وَكَانَ المفضَّلُ يحدِّثُ أنَّ صَاحب المَثَل لُقَيمُ بن لُقمان، وَكَانَ هُوَ وَأَبوهُ قد نزلا منزِلاً يُقَال لَهُ: شَرْجٌ، فَذهب لُقَيمٌ يُعشِّي إبِله، وَقد كَانَ لُقمان حَسَدَ لُقيماً فَأَرَادَ هَلَاكه واحتَفَر لَهُ خَنْدقاً وَقطع كل مَا هُنَالك من السَّمُرِ ثمَّ مَلأ بِهِ الخَندقَ، وأوقَدَ عَلَيْهِ ليَقَع فِيهِ لُقيم، فَلَمَّا أقبل عرف المكانِ، وَأنكر ذهَاب السَّمُر، فَعندهَا قَالَ: (أشْبَهَ شَرْجٌ شرجاً لَو أَن أُسَيْمِراً) ، فَذهب مثلا. وَقَالَ ابْن السّكيت، يُقَال: هما شَرْجٌ واحدٌ أَي ضَرْبٌ واحدٌ، ساكِنةٌ الرَّاء. وشَرْج أَيْضا: ماءٌ لبني عبسٍ. قَالَ: وَهُوَ شَرَجُ العيبة بِفَتْح الرَّاء. قَالَ: والشَّرَج فِي الدَّابة مفتوحُ الرَّاء أَن تكونَ إِحْدَى خُصيَيْه أعظَمَ من الْأُخْرَى. يُقَال: دابَّةٌ أشرَج. وروى ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الأشرج: الَّذِي لَهُ خصيَةٌ وَاحِدَة من الدَّوابِّ. (أَبُو عبيد عَن أبي زيد) : شرَجَ، وبَشَكَ، وَخَدَب، كلُّه إِذا كَذَب. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : السَّدَّاج، والسَّرَّاج: الكذَّاب بالسِّين، وَقد سَدَج وسَرَج إِذا كذَبَ. (أَبُو عبيد عَن أبي عمرٍ و) : من القِسِيِّ: الشَّرِيجُ، وَهِي الَّتِي تُشَقُّ من العُود فِلقتَيَنِ، وَهِي القَوسُ الفِلْقُ أَيْضا. وَيُقَال: هَذَا شَرِيجُ هَذَا وشَرجُه أَي مثله. وكل مُخْتَلِطَينِ: شريجٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّريجةُ: جَدِيلةٌ من قَصَبٍ للحَمَام. والشَّريجَان: لونان مُختلفانِ. وَيُقَال لِخَطَّي نيرَي البُردِ: شَريجَانِ، أحدُهَما أخضرُ والآخَرُ أبيضُ أَو أحمرَ. والشَّريجُ: العَقَبُ، تقولُ أَعْطِنِي شَرِيجَةً مِنْهُ. وَقَالَ فِي صِفَة القَطَا: سَبُقت بوِرْدِهِ فُرَّاط شِربٍ شَرَائِجُ بَين كُدريَ وجُونِ وَقَالَ: شَرِيجَانِ من لَوْنَينِ خِلطَان مِنْهُمَا سَواءٌ وَمِنْه واضحُ اللَّون مُغرِبُ (أَبُو عبيد عَن أبي زيد) أخرَطتُ الخَرِيطة، وشرَّجتها، وأشرَجْتُها، وَشَرَجْتُها:

شَدَدتُها. وَفِي الحَدِيث: (أصبح الناسُ شَرْجَينِ فِي السّفَر) يَعْنِي نِصْفَيْنِ، نصفٌ صِيَامٌ، ونصفَ مَفَاطيرُ. وَيُقَال: مَرَرْتُ بفتياتٍ مُشَارِجَاتٍ أَي أترابٍ مِتساوياتٍ فِي السِّنِّ. وَقَالَ الأسودُ بن يَعْفُرَ: فَشَوى لنا الوَحَدَ المُدِلُّ بحُضْرِهِ بِشَريج بَين الشدِّ والإِرْوَادِ أَي بَعِدْوٍ خِلْطٍ من شدَ شديدٍ، وشدَ فِيهِ إرواد. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: الشارج: الشّريكُ. وَيُقَال: شَرَجْتُ العَسَل وغيرَه بِالْمَاءِ إِذا مَزَجْتَهُ. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب يَصِفُ عَسَلاً: فَشرّجها من نُطْفَةٍ رَجَبِيَّةٍ سُلاَسِلةٍ من ماءِ لِصبٍ سُلاسلِ قَالَ المُؤَرِّجُ: الشَّرجَةُ: حُفْرةٌ تُحفرُ ثمَّ تُبسَطُ فِيهَا سُفرةٌ، وَيُصَبُّ المَاء عَلَيْهَا فتشرَبُه الْإِبِل. وَأنْشد فِي صفة إِبِلٍ عِطَاشٍ سُقِيَتْ: سَقَيْنَا صواديها على مَتْنِ شَرْجَةٍ أضَامِيمَ شتَّى من حِيَالٍ ولُقّح (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : الشريجةُ: العَقَبةُ الَّتِي يُلصق بهَا ريشُ السَّهم، فَإِن رِيْشَ بالغِرَاء، فالغِراءُ: الرُّوْمةُ. ويُرْوَى عَن يوسفَ بنِ عُمَرَ أَنه قَالَ: أَنا شَرِيجُ الْحجَّاج بن يُوسُف، يُرِيد أَنا مثله فِي السِّنِّ. ج ش ل مهمل الْوُجُوه. ج ش ن جشن، جنش، شجن، شنج، نجش نشج: مستعملة: جشن: قَالَ اللَّيْث: جَوْشَنُ الجَرَادةِ: صدرُها. والجَوْشَنُ: مَا عُرضَ من وَسَط الصَّدر. والجَوشَنُ: اسمُ الْحَدِيد الَّذِي يُلبَسُ من السِّلاح. وَقَالَ ذُو الرِّمَّة يصف ثوراً طَعَن كلاباً بروْقَيْه فِي صدرها: فكرَّ يمشُقُ طَعنا فِي جَوَاشِنِهَا كأنهُ الأجرَ فِي الإقبالِ يَحْتَسِبُ أَي فِي صدورها. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: المَجْشُونةُ: الْمَرْأَة الكثيرةُ الْعَمَل النشيطةُ. جنش: (أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: الجَنْشُ: نزحُ الْبِئْر. وَقَالَ ابْن الفَرَج: سَمِعت السُّلَمِيَّ يَقُول: جَنَشَ القومُ للْقَوْم وَجَمَشُوا لَهُم أَي أقبَلُوا

إِلَيْهِم. وَأنْشد: أقُولُ لعبَّاسٍ وَقد جَنَشَتْ لنا حُيَيٌّ وأفْلَتْنَا فُوَيْتَ الأظافِرِ وَفِي (النَّوَادِر) : الجنش: الغلظ، وَقَالُوا: يَوْمًا مُرَا مِرَاتٍ يَومَا الجَنَشِ (قلت) : هُوَ عيِدٌ لَهُم، ويقالُ: جَنَشَ فلَان إليَّ، وجاشَ، وهاشَ، وتحوَّر، وأَرَزَ بِمَعْنى واحدٍ. شجن: قَالَ اللَّيْث: الشَّجَنُ: الهمُّ والحُزنُ. (أَبُو عبيد عَن أبي زيد) : الشَّجَنُ: الحاجةُ حَيْثُ كَانَت، وَقد شَجَنَتْني الْحَاجة حَيْثُ كَانَت تَشْجُنُنِي شَجْناً إِذا حَبَسَتْكَ. وَقَالَ الْكسَائي مثله. وَقَالَ اللَّيْث: أشْجنَني الأمرُ فَشَجُنْتُ أشجُنُ شُجُوناً. والحمامة تَشْجُنُ شُجُوناً إِذا نَاحَتْ وتحزَّنتْ. وَفِي الحَدِيث: (الرَّحِمُ شِجْنَةٌ من الله) . وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة يَعْنِي قرَابَة مُشْتَبِكَة كاشتباكِ العُرُوقِ. قَالَ أَبُو عبيد: وَكَأن قَوْلهم: (الحديثُ ذُو شُجُونٍ) مِنْهُ، إِنَّمَا هُوَ تَمَسُّكُ بعضهِ ببعضٍ، قَالَ: وفيهَا لغتانِ: شِجْنَةٌ وشَجنَةٌ، وَبِه سمِّيَ الرجل: شِجْنَة. (أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي) : (الحَدِيث ذُو شُجُون) يُرَاد أنَّ الحَدِيث يتَفَرَّقُ بالإنسانِ شُعَبُهُ ووجُوهُهُ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي طَالب أَنه قَالَ فِي قَوْلهم (الحديثُ ذُو شُجُونٍ) أَي ذُو فُنُونٍ وتشبُّثٍ بعضه بِبَعْض. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: يُضربُ مثلا للْحَدِيث يُستذكَرُ بِهِ حديثٌ غَيره. قَالَ: وَكَانَ المُفَضَّلُ الضَّبِّيُّ يُحَدِّثُ بِهَذَا الْمثل عَن ضَبَّةَ بن أُدَ حِين رأى مَعَ الحارثِ بن كعبٍ سيفَ ابنِهِ سعيدٍ فَعرفهُ فَأَخذه وَقتل بِهِ الحارثَ بنَ كعبٍ، وَقَالَ: (الحَدِيث ذُو شُجُون) وَفِيه يَقُول الفرزدق: فَلَا تَأمَنَنَّ الحربَ إِن استِعَارَهَا كَضَبَّة إِذْ قَالَ: الحديثُ شُجُونُ (أَبُو عبيد عَن أبي عمرٍ و) : الشجوُنُ: أعالي الْوَادي، وَاحِدهَا: شَجْنٌ، وَهِي الشّوَاجِنُ، وَاحِدهَا: شَاجِنَةٌ. (قلت) : فِي ديار ضَبَّةَ: وادٍ يُقَال لَهُ: الشَّوَاجِنُ، فِي بَطْنه أطوَاءٌ كثيرةٌ، مِنْهَا: لَصَافِ واللِّهَابَةُ، وثَبْرَةُ، ومياهها عَذْبَةٌ. وَقَالَ اللَّيْث، يُقَال: شَجِنْتُ أشجُنُ شَجَناً أَي صَار الشَّجَنُ فيَّ، وَأما تشجَّنتُ فَكَأَنَّهُ بِمَعْنى تذكرتُ، وَهُوَ كَقَوْلِك: فطُنْتُ فَطَنا، وفَطِنْتُ للشَّيْء فِطْنةً وفَطَناً، وَأنْشد: هيَّجْنَ أشجاناً لِمَنْ تَشَجَّنا وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال شُجَنَةٌ وشُجنٌ للغُصن، وشُجنةٌ وشُجَنٌ، وشِجنَةٌ وشِجَنٌ،

وشِجْنَةٌ وشِجْنٌ، وشُجْنَةٌ وشُجُناتٌ وشُجناتٌ. قَالَ: والشجَنُ: الحَزَنُ، والشجَن: هَوى النَّفس، والشجَنُ: الحاجَةُ، والجمعْ: أشجانٌ. نشج: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: نَشَجَ الباكي يَنْشِجُ نشَيجاً ونَشْجاً وَهُوَ إِذا غصّ البكاءُ فِي حَلقِهِ عِنْد الفَزعَةِ. والطعنة تَنْشِجُ عِنْد خروجِ الدَّم: تسمُعُ لَهَا صَوتا فِي جوفها. والقِدْرُ تَنْشِجُ عِنْد الغَلَيانِ. (أَبُو عبيد عَن أبي عمرٍ و) : الأنشاجُ: مجارِي الماءِ، واحدُهَا: نَشَجٌ، وَأنْشد شمر: تأبَّدَ لأيٌ منهُمُ فعُتائِدُه فذو سَلَمٍ، أنشاجُهُ فسواعِدُه وَفِي حَدِيث عمر (أَنه قَرَأَ سُورَة يُوسُف فِي صَلَاة الْفجْر فسُمع نشيجُهُ خلف الصُّفوفِ) . قَالَ أَبُو عبيد: النَّشيجُ: مثلُ بكاء الصَّبِي إِذا ضُرب فَلم يُخرِجْ بُكاءَه، وردَّدَهُ فِي صَدْره، وَلذَلِك قيل لصوتِ الحمارِ: نَشِيجٌ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : النَّشِيجُ من الْفَم، والخَنِينُ من الْأنف، وَكَذَلِكَ: النَّخِيرُ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: النشيج: صَوت المَاء يَنْشجُ، ونُشُوجُه فِي الأَرْض أَن يَقُول: أُش، يُسمع لَهُ صَوت، وَقَالَ هِمْيَانُ: حَتَّى إِذا مَا قَضَتِ الحَوَائِجَا وَمَلأَتْ حُلاّبُهَا الخَلانِجَا مِنْهَا وثَمُّوا الأوطُبَ النواشِجَا قَالَ أَبُو عبيد: النَّوَاشِجُ: المُمْتلئة. شنج: قَالَ اللَّيْث: الشَّنَجُ: تَشَنُّجُ الجِلدِ والأصابعِ كلِّها، وَأنْشد: قَامَ إِلَيْهَا مُشْنِجُ الأنَامل أغثَى خَبيثُ الرِّيحِ بالأصَائِلِ قَالَ: وَرُبمَا قَالُوا: شَنِجٌ أشْنَجُ، وَشَنِجٌ مُشَنَّجٌ، والمشنَّج: أشدُّ تشنُّجاً، وَإِذا كَانَت الدَّابَّة شَنِجَ النَّسَا فَهُوَ أقوى لَهَا، وأشدَّ لرجلَيْها. وَقَالَ غَيره: من الْحَيَوَان: ضروب توصفُ بشنَجِ النَّسَا، وَهِي لَا تسمحُ بالمشيِ، مِنْهَا: الظَّبيُ. وَقَالَ أَبُو دُوادٍ الإياديُّ: وقُصْرَى شَنِجِ الأنْسَا ءِ نبَّاحٍ من الشُّعب وَمِنْهَا: الذِّئْب، وَهُوَ أقْزَلُ إِذا طُرِدَ فَكَأَنَّهُ يتوجَّى. وَمِنْهَا: الغُرابُ وَهُوَ يَحْجِلُ كَأَنَّهُ مقيَّد. وَقَالَ الطِّرمَّاح يذكر الْغُرَاب: شَنِجُ النَّسَا حَرِقُ الجَنَاح كَأَنَّهُ فِي الدَّار إِثْر الظَّاعنِين مقيَّد

وَشَنجُ النَّسَا يُستحب فِي العتاقِ خَاصَّة، وَلَا يُستحبُّ فِي الهَمَاليجِ. وَقَالَ اللَّيْث: تَقول هُذيل: غَنَجٌ على شَنَجٍ أَي رَجُلٌ على جَمَلٍ، فالغَنَحُ هُوَ الرجل، والشنجُ: الْجمل، وَنَحْو ذَلِك، قَالَ ابْن دُرَيْد. نجش: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن النّجشِ، وَقَالَ: (لَا تَنَاجَشُوا) . وَقَالَ أَبُو عبيد: هُوَ أَن يزيدَ الرجلُ فِي ثمنِ السِّلعة وَهُوَ لَا يرُيدُ شِرَاءَهَا، وَلَكِن لِيَسْمَعَهُ غيرُه فيزيدَ بِزِيَادَتِهِ، وَهُوَ الَّذِي يُروى فِيهِ عَن ابْن أوفى أَنه قَالَ: (النَّاجِشُ آكل رَبًّا خَائنٌ) . قَالَ: والنّجاشيُّ هُوَ الناجِشُ الَّذِي يَنجُشُ الشيءُ نَجشاً فيَسْتَخرِجَهُ. والنجْشُ: استثارة الشَّيْء. وَقَالَ شمر: أصل النّجْشِ: الْبَحْث وَهُوَ اسْتِخْرَاج الشَّيْء. قَالَ رؤبة: فالخُسُر قَول الكَذِبِ المنجُوش وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: مَنْجُوشٌ: مُفْتَعَلٌ مكذُوبٌ. وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: النجَّاش: الَّذِي يَسُوق الدوابّ والرِّكابَ فِي السُّوق يسْتَخْرج مَا عِنْدهَا من السَّيرِ، وَأنْشد: غير السُّرَى وسائِقٍ نَجّاشِ وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو سعيد: فِي التّناجُشِ شَيْء آخر مُبَاحٌ وَهُوَ المرأةُ الَّتِي تزوّجَتْ وطُلِّقَتْ مرّة بعد أُخْرَى، أَو السِّلعةُ الَّتِي اشتُريَت مرّة بعد مرّة ثمَّ بيْعَتْ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: النجْشُ أَن تمدحَ سِلعَةَ غَيْرك ليبيعها أَو تذمَّها لِئَلَّا تنفُقَ، عَنهُ، رَوَاهُ ابْن أبي الْخطاب. والنَّاجشُ: الَّذِي يثيرُ الصيدَ لِيَمُرَّ على الصّيَّادِ. ج ش ف فشج، فجش، جفش. فشج: روى أَبُو عبيد حَدِيثا بِإِسْنَاد لَهُ (أَن أَعْرَابِيًا دخل الْمَسْجِد فَفَشَجَ فَبَال) ، قَالَ: وَرَوَاهُ بَعضهم فَشَّج بتَشْديد الشين قَالَ: والفَشْحُ دون التّفَاجّ، والتّفشيجُ: أَشد من الفُشْحِ وَهُوَ تفريج مَا بَين الرِّجْلَينِ. وَقَالَ اللَّيْث: التّفشِيجُ: التّفَحُّجُ على النَّار، قَالَ: وَتَفَشّجَتِ النَّاقة إِذا تَفَرشَحَتْ لِتَبُول أَو لِتُحْلَبَ. (جفش) : قَالَ ابْن دُرَيْد: جَفَشَ الشَّيْء إِذا جمعه (قلت) : لم أسمعهُ لغيره. (فجش) : قَالَ ابْن دُرَيْد: الفَجْشُ: الشّدخُ، فَجَشْتُ الشَّيْء بيَدي إِذا شَدَخْتَهُ، وَلَا أعرف الحرفين لغيره. ج ش ب جشب، شجب، جبش. جشب: قَالَ اللَّيْث: طَعَام جَشِبٌ: لَيْسَ مَعَه

أُدم. وَيُقَال للرجل الَّذِي لَا يُبَالي مَا أكل وَلم ينل أُدُماً: إِنَّه لَجَشبُ المأكَلِ، وَقد جَشُبَ جُشُوبَةً. وَقَالَ شمر: طَعَامٌ جَشِبٌ: غليظٌ خَشِنٌ، وَقد جَشُبَ جُشُوبَةً، وطعامٌ جَشْبٌ. والجَشَّابُ من الندى: الَّذِي لَا يزَال يقعُ على البقْلِ. وَقَالَ رؤبة: روضاً بجشَّاب الندىَ مأدُومَا (أَبُو عبيد) : المِجْشَابُ: الْبدن الغليظ. قَالَ أَبُو زبيد: تُوْلِيكَ كَشْحاً لطيفاً لَيْسَ مِجْشَابَا وَقَالَ ابْن السّكيت: جَمَلٌ جَشِبٌ: ضخمٌ شديدٌ. وَأنْشد: بِجَشِبٍ أتلَعَ فِي إصغَائِهِ وَيُقَال للطعام: جَشِبٌ وَجَشْبٌ وَجَشِيبٌ. وَقَالَ شمر: رَجُلٌ مُجَشَّبٌ: خَشِنُ المعيشةِ. قَالَ رؤبة: وَمن صَبَاحٍ رامياً مُجَشَّبَا وَسِقَاءٌ جَشِيبٌ: غليظٌ خَلَقٌ. (شمر) : طعامٌ مَجْشُوبٌ، وَقد جَشَبْتُه، وأقرأنا ابْن الْأَعرَابِي: لَا يَأكُلونَ زادَهُمُ مَجْشُوبَا (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : المِجْشَبُ: الضخم الشُّجَاعُ. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: أهل الْيمن يُسَمُّون قُشورَ الرُّمَّانِ: الجُشْبَ. شجب: رُوِيَ عَن الْحسن أَنه قَالَ: (الْمجَالِس ثَلَاثَة: فَسَالِمٌ وغانِمٌ وشاجِبٌ) . قَالَ أَبُو عبيد: الشَّاجِبَ: الآثمُ الهالكُ. يُقَال مِنْهُ: رجلٌ شاجِبٌ وشَجِبٌ. قَالَ: وشَجَبَ الرجُلُ يشْجُبُ شجُوباً إِذا عَطِبَ وهلكَ فِي دِيْنٍ أَو دُنيا. وَفِيه لُغَة: شَجِبَ يَشْجَبُ شَجَباً، وَهُوَ أجودُ اللغتين، قَالَه الْكسَائي. وَأنْشد للكميت: ليلك ذَا ليلك الطَّوِيل كَمَا عَالجَ تبريح غُلِّه الشَّجِب وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: إِنَّك لتشجُبنُي عَن حَاجَتي أَي تجذبُني عَنْهَا. وَمِنْه يُقَال: هُوَ يشجُبُ اللِّجامَ أَي يجذِبُه. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّجَبُ: الهمُّ والحَزَنُ، وَقد أشجبك هَذَا الْأَمر فشَجِبْتَ شَجَباً، وغُرَابٌ شاجبٌ يَشجُبُ شجيباً، وَهُوَ الشَّديد النعيق الَّذِي يَتَفَجَّعُ من غِربَان البَينِ. وَأنْشد: ذكّرنَ أشْجاباً لمنْ تَشَجَّبَا وهِجْنَ إعجاباً لمن تَعَجَّبَا

والمِشْجَبُ: خَشَباتٌ موثَّقَةٌ تُنصَبُ فيُنشَرُ عَلَيْهَا الثِّيَاب. وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس: (أَنه بَات عِنْد خَالَته ميمونَةَ. قَالَ: فَقَامَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى شَجْبٍ فاصطَبَّ مِنْهُ المَاء وَتَوَضَّأ) . سَمِعت أَعرابياً من بني سُلَيم، يَقُول: الشَّجبُ من الأساقِي: مَا تشنَّن وأخلقَ. قَالَ: وَرُبمَا قُطِعَ فَم الشَّجبِ وجُعِلَ فِيهِ الرُّطَبُ. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الشَّجَبُ: تداخُلُ الشَّيْء بعضِه فِي بعضٍ. قَالَ: والشجْبُ والشِّجابُ: المِشْجَبُ. وَقَالَ غَيره: سقاءٌ شاجِبٌ: يابسٌ. وَأنْشد: لَو أنَّ سَلمى سَاوَقَتْ ركائِبي وَشَرِبَت من ماءِ شَنَ شَاجِبِ (أَبُو عبيد) : الشُّجُوبُ: أعمدة من أعمدة الْبَيْت. وَقَالَ أَبُو وعَّاسٍ الهُذُلي: وهُنَّ مَعًا قيامٌ كالشُّجُوبِ قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: المِشْجَبُ: أَعْوَاد تُربَطُ توضعُ عَلَيْهَا الثيابُ. (الحَرَّاني عَن ابْن السّكيت) : يُقَال: شَجَبَهُ يشجُبُهُ شَجْباً إِذا شَغَلَهُ، وشَجَبَهُ إِذا حَزَنَهُ، وشَجِبَ إِذا حَزِنَ. وَمَاله شَجَبَهُ الله أَي أهلَكَهُ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: شَجْبُ الرجل: حَاجته وهمه. وَامْرَأَة شَجُوبٌ: ذَات همَ قلبُها متعلّقٌ بِهِ. جبش: قَالَ المُفَضَّل: الجَبيشُ والجَميشُ: الركَبُ المحلوقُ. ج ش م جشم، جمش، شمج، مشج، شجم: مستعملة. جشم: قَالَ اللَّيْث: جَشِمْتُ الأمرَ أجشَمُهُ جَشْماً أَي تَكَلّفْتُه، وتَجَشَّمْتُهُ: مِثْلُه، وجشَّمَنِي فُلانٌ أمرا، وأجشَمَني أَي كلَّفني. وجُشَمُ الْبَعِير: صدرُه وَمَا يَغْشَى بِهِ القِرْنَ من خَلْقِهِ. يُقَال: غتَّه بجُشَمِهِ: أَي أُلقِيَ صَدْرَهُ عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: مَا جشمْتُ الْيَوْم ظِلْفاً، يَقُوله القانِصُ إِذا لم يَصِد وَرجع خائباً. وَيُقَال: مَا جَشَمتُ اليومَ طَعَاما: أَي مَا أكلتُ. قَالَ: وَيُقَال ذَلِك عِنْد خَيْبَة كلِّ طالبٍ، فَيُقَال: مَا جَشَمْتُ الْيَوْم شَيْئا. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الجُشُمُ: السِّمانُ من الرِّجَالِ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: الجَشَمُ: السِّمَنُ. وَقَالَ أَبُو تُرَابٍ: سَمِعت أَبَا مِحْجَن

ٍ وباهلياً يَقُولَانِ: تجشَّمتُ الْأَمر وتجسَّمتُه إِذا حملتَ نَفسك عَلَيْهِ. قَالَ عَمْرو بن جميل: تَجَشُّمَ القُرقُور موجَ الآذي وَقَالَ أَبُو عبيد: تجشَّمْتُ فلَانا من بَين الْقَوْم أَي اختَرْتُهُ. وَأنْشد: تجشَّمْتُهُ من بينهنِّ بمُرْهِفٍ لَهُ جالِبٌ فَوْقَ الرِّصَافِ عَلِيلُ وَقَالَ ابْن السّكيت: تجشَّمْتُ الْأَمر إِذا رَكِبْتَ أَجْشَمَهُ، وتجشَّمتُه إِذا تكلَّفْتَه وتجشَّمتُ الأرضَ إِذا أخذتَ نَحْوهَا تُريدُها وتجشَّمْتُ الرملَ إِذا ركبتَ أعظمَهُ. وَقَالَ النضرُ: تجشَّمْتُ فلَانا من بَين الْقَوْم أَي قصدتُ قَصْدَه. وَأنْشد: وبَلَدٍ ناءٍ تَجَشَّمْنَا بِهِ على جَفَاه وعَلى أنْقَابِهِ شجم: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الشُّجُمُ: الطِّوَالُ الأعفَارُ. (عَمْرو عَن أَبِيه) : قَالَ: الشُّجَمُ: الهلاَكُ. جمش: قَالَ اللَّيْث: الجَمْشُ: حَلْقُ النُّورَةِ، وَأنْشد: حَلْقاً كَحَلْقِ النُّورَةِ الجَمِيشِ وَرَكَبٌ جَمِيشٌ: مَحلُوقٌ، وَقَالَ أَبُو النَّجْم: إِذا مَا أقبلَتْ أحوى جَمِيشاً أتيت على حِيالك فانْثَنَيْنَا قَالَ: والجَمْشُ أَيْضا: ضربٌ من الحَلْبِ بأطرَاف الْأَصَابِع كلهَا. والجَمْشُ: المُغَازلةُ، وَهُوَ يَجْمِشُها: أَي يَقْرِصُها ويُلاعِبُها. (عَمْرو عَن أَبِيه) : الجَمِيشُ: الزَّرَدَانُ المحلوقُ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي قيل للرّجُلِ: جمَّاشٌ لِأَنَّهُ يطْلب الرَكَبَ الجَمِيشَ. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: قيل للمُغازلة: تجميشٌ من الجَمْشِ وَهُوَ الكَلاَمُ الخفيُّ، وَهُوَ أَن يَقُول لهواه: هَيْ هَيْ. وَرُوِيَ عَن أبي عمرٍ وَأَنه قَالَ: الجُمَاشُ: مَا يُجعل بَين الطيِّ والجَال فِي القليبِ إِذا طُويَتْ بالحِجَارَةِ، وَقد جَمَشَ يَجْمِشُ. (قلت) : وَقَالَ غيرُه: هِيَ النِّخَاسُ والأعقَابُ. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (لَا يَحِلُّ لأحدكم من مَالِ أَخِيه شَيءٌ إِلَّا بِطِيْبَةِ نَفسه، فَقَالَ عَمْرو بن يَثْرِبِيِّ يَا رَسُول الله أرأيتَ إِن لقيتُ غَنَمَ ابْن أخي أأجتَزِرُ مِنْهَا شَاة؟ فَقَالَ: إِن لقيتَها نَعْجَةً تحمل شَفْرَةً وزناداً، بِخَبْتِ الجَمِيشِ فَلَا تَهِجْهَا) . يُقَال: إنَّ خَبْتَ الجَمِيشِ: صحراءُ لَا

أبواب الجيم والضاد

نباتَ بهَا، فالإنسان بهَا أشَدُّ حَاجَة إِلَى مَا يُؤْكَل، فَيَقُول: إِن لقيتها فِي هَذَا الْموضع على هَذِه الْحَال فَلَا تَهجْها. شمج: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: شَمَجُوا من الشعيرِ والآرُز وَنَحْوه إِذا اخْتَبَزُوا مِنْهُ شِبْه قِرْصَةٍ غَلاِظٍ. يُقَال: مَا أكلتُ خبْزًا وَلَا شَمَاجاً. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : مَا ذقتُ أكَالاً وَلَا لَمَاجاً وَلَا شَمَاجاً، أَي مَا أكلت شَيْئا. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو زيد: إِذا خاط الخَيَّاطُ الثَّوبَ خياطَة متباعدةً قَالَ: شَمَجتُه أشمُجُهُ شَمجاً، وشَمْرَجْتُه شَمْرَجَةً. قَالَ وَقَالَ الأُموي: ناقةٌ شَمَجَى إِذا كَانَت سريعةً. وَأنْشد: بِشَمَجى الْمَشْي عَجُولِ الوَثْبِ حَتَّى أَتَى أُزبِيُّها بالأدبِ (أَبُو عمرٍ و) : شَمَجَ إِذا استعجل. مشج: قَالَ الله جلّ وَعز: {مَّذْكُوراً إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً} (الْإِنْسَان: 2) . قَالَ الْفراء: أمشاجٍ: هِيَ: الأخلاطُ، ماءُ المرأةِ، وماءُ الرجلِ، والدَّمُ والعَلَقَةُ. وَيُقَال للشَّيْء من هَذَا إِذا خُلِطَ: مَشِيجٌ، كَقَوْلِك: خَلِيطٌ، وممشُوجٌ، كَقَوْلِك: مخلُوطٌ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : واحِدُ الأمشَاجِ: مَشَجٌ، وَيُقَال: مَشْجٌ. وَقَالَ الشماخ: طَوَت أحشَاءَ مُرتِجَةٌ لِوَقْتٍ على مَشَجٍ سُلاَلَتُهُ مَهِينُ وَقَالَ آخر: فَهُنَّ يقذِفْنَ من الأمشَاجِ مثل بُرُودِ اليُمْنَةِ الْحجَّاج قَالَ: والمَشْجُ: شيئانِ مَخْلُوطِانِ. وَقَالَ أَبُو إسحاقَ: أمْشَاجٌ: أخلاطٌ من منيّ وَدَمٍ، ثمَّ ينْقل من حالٍ إِلَى حالٍ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أمشَاجٌ وأوشَاجٌ: غُزُولٌ داخلٌ بعضُها فِي بعضٍ. وَقيل: الأمشَاجُ: أخلاطُ الكَيمُوساتِ الْأَرْبَع، وَهِي المِرَارُ الأحمَرُ، والمِرارُ الأسودُ والدَّمُ والمنيُّ. (أَبْوَاب الْجِيم وَالضَّاد) ج ض ص، ج ض س، ج ض ز، ج ض ط: (مهملات) . ج ض د أهمله اللَّيْث. جضد: وروى أَبُو تُرَاب للفراء: رَجُلُ جَلْدٌ، ويُبْدِلُوْن اللَّام ضاداً: رجل جَضْدٌ.

ج ض ت ج ض ظ ج ض ذ ج ض ث: مهملات. ج ض ر ضرج، جرض، ضجر: مستعملة. ضرج: قَالَ ابْن السّكيت فِي قَوْله: وأكِسيَةُ الإضْرِيجِ فوقَ المَشَاجِبِ قَالَ: أكسِيَةُ الإضرِيج: أكسِيَةُ خزَ حُمْرٌ. والإضرِيجُ: صِبْغٌ أَحْمَرُ. وثوبٌ مضرَّجٌ من هَذَا. قَالَ: وَلَا يَكُونُ الإضرِيجُ إِلَّا من خزَ، قَالَ ذَلِك أَبُو عُبَيْدَة والأصمعي. وَقَالَ اللَّيْث: الإضرِيجُ: أكسِيَةٌ تُتخَذُ من المِرْعِزَّى من أَجْوَدِه. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الإضِريْجُ من الخَيْل الجَوَادُ الكثيرُ العَرَقِ. وَقَالَ أَبُو دُوَادٍ: ولَقَدْ أَغْتَدِي يُدَافِعُ رُكْنِي أَجْوَلِيٌّ ذُو مَيْعَةٍ إضْرِيجُ وَقيل: الإضْرِيجُ: الواسِعُ اللَّبَان. وعَدْوٌ ضَرِيجٌ: شَديدٌ. وكلُّ شيءٍ تَلَطخَ بِدَمٍ أَو غيرِه فقَدْ تَضَرَّجَ. وَقد ضُرِّجَتْ أثوابُه بِدَمِ النجيعِ وَأنْشد: فِي قَرْقَر بلُعاب الشِّمْسِ مَضْرُوج يَصِفُ السرابَ على وَجهِ الأرضِ، ومضْرُوج من نَعْتِ القَرقر. وَإِذا بدَتْ ثمَارُ البُقُول من أكمَامَها قيل: انضَرَجَتْ عَنْهَا لَفَائِفُها أَيِ انْفَتَحَتْ. والضَّرجُ: الشقُّ. وَقَالَ ذُو الرُّمة يصِفُ نِسَاءً: ضَرَجْنَ البُرُودَ عَنْ تَرَائِب حُرَّةٍ أَي شَقَقْنَ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: عينٌ مَضرُوجةٌ: واسعةٌ نَجْلاَءُ. وَقَالَ ذُو الرمة: تَبَسَّمْنَ عَنْ نَوْرالأقَاحِيِّ فِي الثرَى وفَتَّرن عَن أبْصَارِ مَضْرُوجةٍ نُجْلِ وَيُقَال: انْضَرَجَ البَازِي على الصَّيْدِ إِذا انْقَضَّ عَلَيْهِ. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: كتَيْسِ الظِّبَاءِ الأعْفَرِ انْضَرَجَتْ لَهُ عُقَابٌ تَدَلَّتْ منْ شَمَاريخِ ثَهْلاَنِ وَقيل: انْضَرَجَتْ لَهُ: انْبَرَتْ لَهُ. وَقيل: أَخَذَتْ فِي شِقَ، وانضرَجَ الثَّوبُ إِذا انْشَقَّ. وَقَالَ أَبُو سعيدٍ: تَضْرِيجُ الْكَلَام من المَعَاذِيرِ وَهُوَ تَزْوِيقُهُ وتَحْسِينُه. وَيُقَال: خير مَا ضُرِّج بِهِ الصدْق، وشَرُّ مَا ضُرِّجَ بِهِ الكذِبُ. وَفِي (النَّوَادِر) : أَضْرَجَتِ الْمَرْأَة جَيْبَها إِذا أَرْخَتْهُ. وضَرَجْنَا الإبلَ أَي ركَضْنَاها فِي الغارةِ.

وضَرَجَتِ الناقةُ بجِرَّتِهَا وجَرَضَتْ. جرض: (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : هُوَ يَجْرَضُ نفسَهُ أَي كادَ يَقضِي، وَمِنْه قيل: أَفْلَتَ جَرِيضاً. وَقَالَ الرِّياشيُّ: القَرِيضُ والجريضُ يحدُثانِ بالإنسانِ عِنْد الموتِ، فالجَرِيضُ: تبلُّعُ الرِّيقِ، والقَرِيضُ صَوْتُ الْأَسْنَان. وَقَالَ اللَّيْث: الجَرِيضُ: المُفْلِتُ بعدَ شَرَ. يُقَال: إِنَّه ليَجْرِضْ الريقَ عَلَى هَمَ وحَزَنٍ، ويَجْرِضْ الرِّيقَ غَيْظاً، أَي يَبْتَلِعُه. وَفِي قَوْلهم: (حالَ الجَرِيضُ دُونَ القَرِيضِ) . قَالَ أبوُ الدُّقَيْشِ: الجَرِيضُ: الغُصَّةُ، والقَرِيضُ: الجِرَّةُ. قَالَ: وماتَ فلانٌ جَرِيْضاً أَي مَرِيضاً مَغمُوماً، وقَدْ جَرِضَ يَجْرَضُ جَرَضاً شَدِيداً، قَالَ رؤبة: مَاتُوا جَوًى والمُفْلِتُونَ جَرْضَى أَي حَزِنينَ. قَالَ: والجرِياضُ: الرجُلُ الجرِيضُ الشدِيدُ الغَمِّ. وَأنْشد: وخَانِقٍ ذِي غُصَّةٍ جِرْيَاضِ خَانِقٍ: مَخْنُوقٍ ذِي خَنْقٍ. (أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو) : الذِّفِرُّ: العظيمُ من الإبلِ، والجُرَائِضُ: مثله. قَالَ: وناقةٌ جُراضٌ وَهِي اللطِيفةُ بِوَلَدِهَا، نعتٌ لَهَا خاصَّةً دون الذَّكَرِ. وَأنْشد: والمَرَضِيعُ دَائبَاتٌ تُرَبّى لِلْمنَايَا سَلِيلَ كلِّ جُرَاضِ وجملٌ جُرائضٌ، وَهُوَ الأكُولُ الشديدُ القصلِ بأنيَابه للشَّجَرِ. قَالَ: وبعيرٌ جِرْوَاضٌ: ذُو عُنُقٍ جِرْوَاض أَي غَلِيظ شَدِيد. وَقَالَ الراجز: بهِ نَدُقُّ القَصَرَ الجِرْوَاضَا وَقَالَ غيرُه: دلوٌ جِرْوَاضٌ وجُرَاضٌ: عظيمةٌ، وَأنْشد: إنَّ لهَا سَانِيَةً نَهَّاضَا ومَسْكَ ثَوْرٍ سَحْبَلاً جُرَاضَا (اللحياني) : نعجةٌ جُرَائِضَةٌ، وجُرَئِضَةٌ إِذا كَانَت ضخمةً. (ابْن هانىءٍ عَن زيد بن كَثْوَة) فِي قَوْلهم: (حالَ الجَرِيضُ دونَ القَرِيضِ) ، يُقَال عِنْد كلِّ أمرٍ كَانَ مقدُوراً عَلَيْهِ فحيلَ دُونَه، وأولُ من قَالَه عبيدُ بن الأبرص. ضجر: قَالَ اللَّيْث: الضَّجَرُ: اغْتِمامٌ فِيهِ كلامٌ وتَضَجُّرٌ. ورجلٌ ضَجِرٌ. وَقَالَ أَبُو عبيدٍ من أمثالهم فِي البخيلِ يُستَخرَجُ مِنْهُ المالُ عَلَى بُخْلِهِ (إِن الضَّجُورَ

كَانَ مَنوعاً قد تُحلبُ العُلْبَةُ) أَي أنَّ هَذَا الْبَخِيل وَإِن فقد يُنَالُ مِنْهُ الشَّيءُ بعد الشَّيءِ كَمَا أنَّ النَّاقةَ الضَّجُور قد يُنَالُ منْ لبنهَا. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الْحَرَّانِي عَن يَعْقُوب قَالَ: نَاقَة ضَجُور وَهِي الَّتِي ترغو عِنْد الْحَلب. وَقَوْلهمْ: فلانٌ ضَجِرٌ. قَالَ أَبُو بكر: معناهُ ضيِّقُ النَّفسِ من قَول العربِ: مكانٌ ضَجِرٌ إِذا كانَ ضَيِّقاً. وَأنْشد لِدُرَيْدٍ: فإمَّا تُمْسِ فِي جَدَث مُقِيماً بمَسْهَكَةٍ منَ الأرْوَاحِ ضَجْرِ أَي ضيّق. عمروٌ عَن أَبِيه: مكانٌ ضَجِرٌ وضَجْرٌ أَي ضيقٌ، والضَّجرُ: الاسمُ، والضَّجَرُ: المصدرُ. قَالَ والغَلَقُ والضّجَرُ: واحدٌ ومَكانٌ غَلِقٌ: ضَجِرٌ. ج ض ل: مهمل. خَ ض ن اسْتعْمل مِنْهُ: نضج، ضجن. ضجن: أما ضجن فَلم أسمع فِيهِ شَيْئا مُسْتَعْملا غير جَبَل بناحِيةِ تِهَامَةَ، يُقالُ لَهُ: ضَجْنَانُ. ورُوِيَ فِي حَدِيث عمرَ، ولستُ أدْرِي مِمَّ أُخِذَ. نضج: يُقَال: نَضِجَ العنبُ والثمرُ واللحمُ، قَدِيرًا، وشِوَاءً يَنْضَج نَضْجاً ونُضْجاً، والنُّضْج: الاسمُ. يُقَال: جَادَ نُضْجُ هَذَا اللّحم، وَقد أنْضَجه الطّاهي، وَهُوَ نَضِيج مُنْضَجٌ. ورَجُلٌ نَضِيجُ الرأيِ إِذا كَانَ مُحكَمَ الرأيِ. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) قَالَ: إِذا حَمَلتِ الناقةُ فجَازَتِ السَّنةَ من يَوْم لَقِحَتْ قيل: أدْرَجَتْ ونضَّجَت، وَقد جَازت الحَقَّ، وحَقُّها: الوقتُ الَّذِي ضُرِبَتْ فِيهِ، وَيُقَال لَهَا مِدْرَاجٌ، ومُنَضِّجٌ. وَأنْشد المَبردُ للطِّرِمَّاح: سوفَ تُدْنِيكَ مِن لَمِيسَ سَبَنْدَا ةٌ أَمَارَتْ بالبَوْلِ مَاءَ الكِرَاضِ أَنضَجَتْهُ عِشرين يَوْمًا وَنِيلَتْ حِينَ نِيْلَتْ يَعَارَةً فِي عِرَاضِ قَالَ: أَنضجَتْهُ عشْرين يَوْمًا إِنَّمَا يريدُ بَعْدَ الحَول من يومِ حَمَلَتْ فَلَا يَخرج الولَدُ إِلَّا مُحْكَماً، كَمَا قَالَ الآخرُ وَهُوَ الحُطيئة: لأدْمَاءَ مِنْهَا كالسَّفِينةِ نَضَّجَتْ بِهِ الحَوْلَ حتّى زادَ شَهْراً عَدِيدُها (قلتُ أنَا) : أمَّا بيتُ الحُطيئةِ وَمَا ذُكِرَ فِيهِ منَ التَّنْضِيج فَهُوَ كَمَا فسَّرَه المُبَرَّدُ. وَأما بيتُ الطِّرمَّاحِ فَمَعْنَاه غيرُ مَا ذهب

إِلَيْهِ، لأنّ مَعْنَاهُ فِي بيتِه صِفة النّاقة نفسِها بالقوّة، لَا قوَّةَ وَلدِها، أَرَادَ أنّ الْفَحْل ضَرَبَها يَعارَةً، لأنَّها كَانَتْ نَجِيبة، فضنَّ بهَا صاحبُها لنجابتها عَن ضِرَاب الْفَحْل إِيَّاهَا، فعارضها فحلٌ فضرَبَها فأَرْتَجَتْ على مَائه عشْرين يَوْمًا ثمَّ ألقَتْ ذَلِك الماءَ، قبلَ أنْ يُثقِلَها الحَمْلُ فتذهبَ مُنَّتُها. ورَوَى الرواةُ البيتَ: أضمرتْهُ عِشرين يَوْمًا لَا أنضَجَتْهُ، فَإِن رُوِي أنضجَتْهُ فمعناهُ أَن مَاء الفحْل نَضِج فِي رَحِمِها عشرِين يَوْمًا ثمَّ رمت بِهِ كَمَا تَرْمِي بِوَلَدِهَا التَّام الخَلْقِ، وَبَقِي لَهَا مُنَّتُها وَلها طِرْقها. ج ض ف استُعمل من وجوهه: فَضَجَّ: فَضَجَّ: قَالَ اللَّيْث: تفضَّج جَسَدُهُ بالشَّحم، وَهُوَ أَن يَأْخُذ مأخَذَه فتنْشَقَّ عُروقُ اللّحم فِي مَداخِل الشَّحْم بَين المَضائغِ. يُقَال: قد تَفَضَّجَ عَرقاً. وَقَالَ العجاج: يَعدُو إِذا مَا بُدْنُه تَفضّجَا وَقَالَ شمر، يُقَال: انْفضَجَتِ الدَّلوُ، بالجيمِ إِذا سَالَ مَا فِيهَا من الماءِ. وانفضَج فلانٌ بالعَرَق إِذا سَالَ بِهِ. قَالَ ابنُ مُقْبِل، يَذكرُ الخيلَ: مُتَفَضِّجاتٍ بالحَميمِ كأنّما نُضِجَت لُبُودُ سُرُوجِها بذِنَابِ قَالَ، ويقالُ: انفضَخَت بالخاءِ أَيْضا يَعْنِي الدَّلوَ بِمَعْنى انفضَجَتْ. وَيُقَال: انْفَضَجتْ سُرَّتُه بالجيمِ إِذا انْفَتَحَت. وكلُّ شيءٍ تَوَسَّعَ فقد تفَضّج. وَقَالَ الْكُمَيْت: يَنْفَضِج الجُودُ من يَدْيه كَما يَنفضِج الجَوْدُ حِينَ ينسكبُ وَقَالَ ابْن أحمرَ: ألمُّ تَسْألْ بِفَاضجَةِ الدِّيارا أَي بحيثُ انفَضَج واتَّسَع. قَالَ: وَقَالَ ابنُ شميلٍ: انْفضَج الأفُقُ، بِالْجِيم إِذا تبين. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: رَجلٌ عِفْضَاج ومِفْضَاج وَهُوَ العظيمُ البطْن المسْتَرخِيهِ. وَفِي حَدِيث عَمرِو بن الْعَاصِ أنهُ قَالَ لِمُعاويةَ: (لقَدْ تَلافَيْتُ أمْرَكَ وَهُوَ أشَدُّ انْفِضَاجاً من حُقِّ الكَهُولِ) أيْ أشَدُّ اسْتِرْخَاءً مِنْ بَيْتِ العَنْكَبُوتِ. ج ض ب مهمل: ج ض م ضجم، ضمج، جضم: مستعملة. ضجم: قَالَ اللَّيْث: الضَّجَمُ: عِوَجٌ فِي

أبواب الجيم والصاد

الأنفِ يَميلُ إِلَى أحدِ شِقّيهِ، والضَّجَمُ فِي خَطْمِ الظَّليمِ: عِوَجٌ كذلكَ، ورُبَّما كَانَ معَ الأنفِ أَيْضا فِي الفَمِ، وَفِي العُنُقِ مَيَلٌ يسَمَّى ضجماً، والنَّعْتُ أَضجَمُ وضَجْمَاءُ. (قلت) : وضُبَيْعَةُ أَضْجَمَ: قبيلةٌ فِي ربيعَةَ مَعْرُوفَةٌ. وقَلِيبٌ أضجمُ إِذا كانَ فِي جالهَا عِوَجٌ. وَقَالَ العَجَّاجُ يصفُ الجِرَاحاتِ: عَنْ قُلُبٍ ضُجْمٍ تُوَرِّي مَنْ سَبَرْ شَبَّهَهَا فِي سَعَتِها بالآبارِ المُعْوَجَّةِ الجِيلاَنِ. ضمج: (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: الضَّمَجُ: هَيَجانُ الخَيْعَامَةِ وَهُوَ المَجْبُوسُ المأبُونُ، وَقد ضَمِجَ ضَمَجاً. وَيُقَال: ضَمَجَه إِذا لَطَخَه، وَقَالَ هِمْيَان: أَنْعَتُ قَرْماً بالهدِيرِ عَاجِجَا ضُبَاضِبَ الخَلْقِ وَأَى دُهَامِجَا يُعْطِي الزِّمَامَ عَنَقاً عُمَالِجَا كأنَّ حِنَّاءَ عَلَيْهِ ضَامِجَا أَي لاصقاً، وَقَالَ ابْن دُرَيْد: ضَمِجَ بِالْأَرْضِ إِذا لصق بهَا. وضَمَّجَهُ إِذا لطَّخَه. وَقَالَ أَعْرَابِي من بني تميمٍ يذكرُ دَوَابَّ الأَرْض، وَكَانَ من بادية الشَّام: وَفِي الأَرْض أحْنَاشٌ وسَبْعٌ وخَارِبٌ ونَحْنُ أَسَارَى وسْطَهْم نَتَقَلَّبُ رُتَيْلاَ وطَبُّوعٌ وشِبْثَانُ ظُلْمَةٍ وأرْقَطُ حَرْقُوصٌ وضَمْجٌ وعَنْكَبُ والضَّمْجُ من ذَوَاتِ السُّمُومِ، والطَّبُّوعُ من جنس القُرَادِ. جضم: (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: الجُضُمُ من الرِّجَالِ: الكثيرُوا الأكلِ، وهُمُ الجَرَاضِمَة أَيْضا. (أَبْوَاب الْجِيم وَالصَّاد) ج ص س ج ص ز ج ص ط ج ص ت ج ص ظ ج ص ذ ج ص ث مهملات. ج ص ر صرج، جرص (مستعملان) . صرج: قَالَ اللَّيْث: الصَّارُوجُ: النُّورَةُ وأَخْلاَطُها الَّتِي يُصرَّجُ بهَا البِرَك وغيْرُها. جرص: قَالَ ابنُ الأنبارِيِّ: الجُراصِيَةُ: الرجُلُ العظيمُ، وَأنْشد: يَا رَبَّنَا لاَ تُبْقِيَنَّ عَاصِيَه فِي كلِّ يَوْمٍ هيَ لِي مُنَاصِيَه تُسَامِرُ الحَيَّ وتُضْحِي شَاصِيَهْ مِثْلَ الهجِينِ الأحَمِر الجُرَاصِيَهْ ج ص ل صلج: سَمعتُ غيرَ واحدٍ من أعرابِ قيسٍ وتميمٍ يَقولُ للأصمِّ: أصلجُ بالجيمِ، وفيهَا لُغةٌ أُخرَى لِبَنِي أسَدٍ، وَمن جَاوَرَهُمْ

يقولونَ: أصلخُ بالخاءِ للأصمِّ، وَقد مَرَّ تفسِيرُه مُشبَعاً فِي (كِتَابِ الخَاءِ) وأمَّا الصَّلَجُ بِمَعْنى الصَّمَمِ فَهُوَ صَحِيح. وُفلاَنٌ يَتَصَالجُ عَلَيْنا أيْ يَتَصَامَمُ، وَلَا شكّ فِي صِحَّته. وَقَالَ اللَّيْث: الصُّلَّجَةُ: فِيلَجَةٌ وَاحِدٌ ة من القَزِّ. والصَّولجَ: الفِضَّةُ الجَيِّدَةُ، يُقالُ: هَذه فِضَّةٌ صَوْلَجٌ وصَولَجَةٌ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: الصُّلُجُ: الدَّرَاهِمُ الصِّحَاحُ. وَقَالَ غيرُه: الصَّوْلَجَانُ: عَصاً يُعطَفُ طَرَفُها يُضرَبُ بهَا الكُرَةُ عَلَى الدَّوابِّ، فَأَما الْعَصَا الَّتِي اعوَجَّ طرُفها خِلْقَةً فِي شَجَرَتها فَهِيَ محِجَنٌ. (قلت) : والصَّوْلَجَانُ والصَّوْلَجُ، والصُّلَّجَةُ كلهَا معرَّبةٌ. وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: الصَّلِيجَةُ، والنَّسِيكَةُ، والسَّبِيكَةُ: الفِضَّةُ المُصَفّاةُ، وَمِنْه أُخِذَ النُّسْكُ لأنهُ صُفِّيَ من الرِّياءِ. ج ص ن استُعمِلَ من وُجُوهِه: جنص، صنج. صنج: (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: الصُّنُجُ: الشِّيزَةُ. وَقَالَ غيرُه: الصَّنْجُ ذُو الأوتَارِ: الَّذِي يُلعبُ بِهِ، واللاَّعِبُ بِهِ يُقالُ لَهُ: صَانجٌ وصَنّاجٌ وصَنّاجَةٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الصَّنْجُ العربيُّ: هُوَ الَّذِي يكون فِي الدُّفُوفِ وَنَحْوه فأمَّا ذُو الأوتَارِ فَهُوَ دخيلٌ معَرَّبٌ. قَالَ: والأُصْنُوجَةُ: الدُّوَالِقَةُ من العَجِيَن. جنص: (أَبُو مَالك واللَّحيانيُّ وَابْن الأعرابيِّ) : جَنَّصَ الرَّجُلُ إِذا مَاتَ. وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: الجَنِيصُ: المَيِّتُ. وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: الإجْنِيصُ: العَيُّ الفَدْمُ الَّذِي لَا يَضرُّ وَلَا يَنفعُ. قَالَ: وَجَنَّصَ بَصَرهَ إِذا حَدّدَه. (سَلمةُ عَن الفراءِ) : جَنَّصَ إِذا هربَ من الفزعِ، وجنّصَ: فتح عَيْنَيهِ فَزعًا. وَقَالَ أَبُو مالكٍ: ضَرَبه حَتَّى جنّصَ بِسلاحهِ أَي رمى بِهِ. أخْبَرَني المُنْذِري عَن الطُّوسيِّ عَن الحرّاني عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: التجنيصُ: تَحْدِيْدُ النظَرِ. والإجنِيصُ من الرِّجالِ: الَّذِي لَا يَبْرَحُ موضعَهُ كسَلاً، وَهُوَ الكَهَام الكَليلُ النوَّام: ج ص ف: مهمل. ج ص ب: مهمل. ج ص م صمج: (عَمْرو عَن أَبِيه) قَالَ: الصّمَجُ: القَنَادِيُل قَالَ الشماخ:

أبواب الجيم والسين

. بالصَّمَج الرُّوْمِيَّات وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : لَيْلَة قَمْراءُ صَنَّاجةٌ، وصمَّاجَة إِذا كَانَت مُضيئةً. قَالُوا: وصَنَّج فلَان بفلان تصنيجاً إِذا صرعه. (أَبْوَاب الْجِيم وَالسِّين) ج س ز: مهمل. ج س ط اسْتعْمل من وجوهه: (طسوج) طسوج: لواحِدِ طَسَاسِيجِ السَّوَادِ. وَكَذَلِكَ الطّسُّوجُ لمقدارٍ من الوزْنِ كَقَوْلِه: فَرْبَيُون بطَسُّوج، وكِلاَهُمَا معربٌ. ج س د جَسَد، جدس، سجد، سدج، دسج: مستعملة. جدس: قَالَ اللَّيْث: جَدِيسٌ: حَيٌّ من عَرَبِ عادٍ الأولى، وهم إخْوَةُ طَسْمٍ، وَكَانَت مَنازِلُهُمْ اليمامَةَ، وَفِيهِمْ يَقُولُ رُؤبَةُ: بَوَارُ طَسْمٍ بِيَدَيْ جَدِيسِ وروِي عَن مُعَاذِ بنِ جَبَل أَنه قَالَ: (منْ كانَتْ لَهُ أرضٌ جادِسَةٌ قد عُرفتْ لهُ فِي الجاهِلِيَّةِ حَتى أَسْلَمَ فَهِيَ لَهُ) . قَالَ أَبُو عبيد: الأرضُ الجادِسَةُ: الَّتِي لم تُعمَرْ وَلم تُحْرثْ. (أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: الجَوَادِسُ: البِقاعُ الَّتِي لم تُزْرَعْ قَطُّ. (عمرٌ وَعَن أَبِيه) : جَدَسَ الأثرُ وطلق، ودمَسَ، ودَسمَ إِذا دَرَسَ. جَسَد: قَالَ الله جلّ وَعز: {فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ} (طه: 88) . قَالَ أَبُو إسحاقَ: الجَسَدُ هُوَ الَّذِي لَا يَعْقِلُ وَلَا يُميّزُ، إِنَّمَا معنى الجَسَدِ معنى الجُثَّة فقَطْ. وَقَالَ فِي قَوْله جلّ وَعز: {وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لاَّ يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ} (الْأَنْبِيَاء: 8) . قَالَ: جَسَدٌ واحدٌ ينبىءُ عَن جماعةٍ. قَالَ: وَمَعْنَاهُ: وَمَا جعلناهم جَسَداً إِلَّا لِيَأكلوا الطعامَ، وَذَلِكَ أَنهم قَالُوا: {مَا لِهَاذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ} (الْفرْقَان: 7) فأُعْلِمُوا أنَّ الرُّسُلَ أجَمعِينَ يَأْكلُونَ الطّعامَ، وأَنّهُمْ يَمُوتُونَ. وروى أَبُو عُمر عَن أبي العبَّاس ثعلبٍ، وَأبي العبَّاس المبَرَّدِ أنّهُمَا قَالَا: العَرَبُ إِذا جاءَتْ بَين الكَلاَمَيْنِ بجَحْدَيْنَ كَانَ الكلامُ إِخْبَاراً، قَالَا: وَمعنى الْآيَة: إِنَّمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لِيَأكلوا الطَّعَام. قَالَا: ومثلُه فِي الْكَلَام: مَا سمِعتُ منكَ، وَلا أَقْبَلَ منكَ، مَعْنَاهُ: إِنَّمَا سمِعْتُ منكَ لأقبلَ منكَ. قَالَا: وَإِذا كَانَ الجَحْدُ فِي أول الْكَلَام كَانَ الكلامُ مَجْحُوداً جَحْداً حقيقيّاً، قَالَا: وَهُوَ كقولكَ: مَا زَيْدٌ بخَارِجٍ. وَقَالَ الليثُ: الجَسَدُ: جَسَد الْإِنْسَان، وَلَا

يُقَال لغير الْإِنْسَان جَسَدٌ منْ خَلْقِ الأرضِ. قَالَ: وكُلُّ خلق لَا يَأكُلُ وَلا يَشْرَبُ من نَحْوِ الملاِئكةِ والجِن مِمَّا يعقل فَهُوَ جَسَدٌ. (قلت) : جَعَل اللَّيْث قولَ الله جلّ وَعز: {وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لاَّ يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ} كالملائكة وَهُوَ غلطٌ، وَمَعْنَاهُ الإخبَار كَمَا قَالَ النحويُّون: أَي جَعَلنَاهُمْ جَسَداً لِيَأكلوا الطعَامَ، وَهَذَا يدل على أنَّ ذَوي الأجساد يَأْكُلُون الطعامَ، وأنَّ الملائكةَ رُوحانِيُّونَ لَا يأكلونَ الطعامَ، وَلَيْسوا جَسَداً. حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق قَالَ حَدثنَا حَمَّاد بن الْحسن قَالَ حَدثنَا أَبُو دَاوُد قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة عَن أبي بشر عَن سعيد بن جُبَير فِي قَول الله: {سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ} (ص: 34) ، قَالَ الشَّيْطَان، وَنَحْو ذَلِك قَالَ الْحسن. وَقَالَ اللَّيْث: الجَسَدُ من الدَّمَاء: مَا قدْ يَبِسَ، فَهُوَ جَسَدٌ جَاسِدٌ. وَقَالَ الطرماح يصف سهاماً بِنِصَالِهَا: فِرَاغٌ عَوَارِي اللّيطِ تُكْسَى ظُباتُهَا سَبَائِبَ، مِنْها جَاسِدٌ ونَجِيْعُ قَالَ اللَّيْث: فالجَسَدُ: الدمُ نفسُهُ والجاسِدُ: اليابِسُ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المجَاسدُ: جمعُ المجْسَد، وَهُوَ القَميصُ الَّذِي يَلِي البَدنَ. والمجَاسِدُ: جمع مِجْسَدٍ وَهُوَ الْقَمِيص المُشْبَعُ بالزعفران. وَقَالَ الْفراء: المُجسَدُ، والمِجْسَدُ: واحدٌ وَهُوَ من أُجْسِدَ أَي أُلزِق بالجَسَد، إِلَّا أنَّهُمُ استَثْقَلُوا الضَّم فكَسرُوا المِيمَ، كَمَا قَالُوا لِلمُطْرَفِ: مِطْرَفٌ، وللمُصْحَف: مِصْحَفٌ. (أَبُو عبيد عَن أبي عمرٍ و) : الجَسَدُ: الزَّعفَرَانُ، وَهُوَ قيل لِلَّثوب: مُجْسَدٌ إِذا صُبِغَ بالزَّعفَرَان. ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للزَّعفَرَان: الرَّيْهُقَانُ، والجَادِي، والجِسَادُ، بكَسرِ الجِيمِ، وَكَذَلِكَ قَالَ ابنُ السّكيت. وَقَالَ اللَّيْث: الجِسَادُ: الزَّعْفَرَان ونحوُه من الصُّبغِ الأحمَر، والأصفَرِ الشَّدِيدِ الصُّفْرَةِ، وَأنْشد: جِسَادَيْنِ مِنْ لَوْنَيْنِ وَرْسٍ وعَنْدَمِ وَقَالَ: والثَّوْبُ المُجْسَدُ هُوَ المُشْبَعُ عُصْفُراً أَو زَعْفَرَاناً. قَالَ: والجُسَادُ: وَجَعٌ فِي الْبَطن يُسمى: بجَيدقٍ. قَالَ: وَقَالَ الخليلُ: صوتٌ مَجَسَّدٌ أَي مَرقومٌ على محنةٍ وَنَغَمَاتٍ. سجد: (أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو) : أسْجَدَ الرجلُ إِذا طَأطَأ رأسَهُ وانحَنى، وسَجَدَ إِذا وضعَ جَبهتَهَ بِالْأَرْضِ.

وَقَالَ حُمَيد: فُضُولَ أزمَّتهَا أَسْجَدَتْ سُجُودَ النَّصَارَى لأرْبابِهَا قَالَ: وأنشدني أَعْرَابِي من بني أَسد: وقُلْنَ لَهُ أَسْجِدْ لِلَيْلَى فَأَسْجَدَا يَعْنِي بَعِيرهَا أنَّه طأطَأ رأسَهُ لِتَرْكَبَهُ. وَقَالَ ابْن السكَّيتِ نَحوا مِنْهُ، قَالَ: والإسْجَادُ أَيْضا: فُتُورُ الطَّرْفِ. وَقَالَ كُثيِّرٌ: أَغَرَّكِ مِنَّا أَنَّ دَلَّكِ عندنَا وإسْجَادَ عَيْنَيْكِ الصَّيُودَيْنِ رابحُ (أَبُو عبيدٍ عَن أبي عَمْرو) : الإسْجَادُ: إدامةُ النَّظرِ مَعَ سكونٍ. وروى أَبُو العبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الإسْجَادُ بِكَسْر الْهمزَة: اليَهُودُ. وَأنْشد: وَافَى بهَا لِدَرَاهِمِ الإسْجَادِ وروى ابنُ هاني لأبي عبيدةَ أَنه قَالَ: يُقَال: أعْطَونا إسجاداً أَي الجِزْيَةَ. وَرُوِيَ بَيت الأسودِ بِالْفَتْح: وَافَى بهَا لِدَراهِمِ الأسْجادِ وَقَالَ: عَنَى دَرَاهِمَ الجزيةِ. وَقَالَ اللَّيْث فِي قولِ الله: {صَعَداً وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ اللَّهِ أَحَداً} (الْجِنّ: 18) . قَالَ: السُّجُودُ مواضعُهُ من الجَسَدِ، وَالْأَرْض: مَسَاجِدُ، وَاحِدهَا: مَسْجَدٌ. قَالَ: والمَسْجِدُ: اسمٌ جامعٌ حيثُ يُسجَدُ عَلَيْهِ، وَفِيه، وحيثُ لَا يُسجَدُ بعد أَن يكون اتُّخِذَ لذَلِك، فأمّا المَسْجَدُ منَ الأَرْض فموضعُ السُّجْودِ نفسُه. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: مَسْجَدٌ بِفَتْح الْجِيم: مِحْرَابُ الْبيُوت، ومُصَلّى الجماعاتِ: مَسْجِدٌ بِكَسْر الجيمِ، والمَسَاجِدُ: جَمعُهُما. والمَسَاجِدُ أَيْضا: الآرَابُ الَّتِي يُسْجَدُ عَلَيْهَا. وَيُقَال: سَجَدَ سَجْدَةً. وَمَا أَحسنَ سِجْدَتَهُ، أَي: هَيْئَةَ سُجوُدِهِ. وَقَالَ الزّجاج: قيل المَسَاجِدُ: مواضعُ السُّجُودِ من الإنسانِ. الجَبْهةُ، والأنفُ، واليَدانِ، والركْبَتانِ والرِّجْلانِ، وَنَحْو ذَلِك قَالَ الْفراء وَقَالَ غيْرُهما فِي قَوْله {صَعَداً وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ اللَّهِ أَحَداً} (الْجِنّ: 18) : أَراد: وأنَّ السُّجودَ لله، وَهُوَ جَمعُ مَسْجِدٍ، كَقَوْلِك: ضَرَبْتُ فِي الأَرْض مَضْرَباً. وَقَوله جلّ وَعز: {وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدَا وَقَالَ ياأَبَتِ هَاذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَاى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 -} (يُوسُف: 100) . قَالَ الزّجاج: قيل: إنهُ كَانَ من سُنَّةِ التعظيمِ فِي ذَلِك الوقتِ أَن يُسجَدَ للمعظَّمِ فِي ذَلِك الوقتِ. قَالَ: وَقيل: (خَرُّوا لَهُ سُجَّداً) أَي خَرُّوا لله سُجَّداً. (قلت) : وَهَذَا قولُ الحَسن، والأشبهُ

بِظَاهِر الكِتاب أَنهم سَجَدوا ليُوسُفَ، دَلَّ عَلَيْهِ رُؤياهُ الَّتِي رَآهَا حِين قَالَ: {إِنِّى رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِى سَاجِدِينَ} (يُوسُف: 4) . فظاهِرُ التلاوةِ أنَّهم سَجدُوا ليوسُفَ تَعْظِيمًا لَهُ مِنْ غير أنْ أشْرَكُوا بِاللَّه شَيْئا، وكأنَّهُمْ لم يَكونوا نُهُوا عَن السُّجُود لغير الله فِي شريعتهم. فَأمَّا أمة محمدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فقد نهَاهُمُ الله عَن السُّجودِ لغيرِ الله جلّ وعزّ. وَفِيه وَجْهٌ آخرُ لأهلِ العَربيَّةِ، وَهُوَ أَن تُجعَلَ اللامُ فِي قَوْله: {وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدَا} . وَفِي قَوْله: {رَأَيْتُهُمْ لِى سَاجِدِينَ} (يُوسُف: 4) لاَمَ من أَجْل الْمَعْنى: وَخَرُّوا من أَجْلِه سُجَّدا لله تَشَكُّراً لِمَا أنْعَمَ الله عَلَيْهِم بيوسفَ عَلَيْهِ السلامُ، وَهَذَا كقولِكَ: فَعلْتُ ذَلِك لِعُيون النَّاس أَي مِن أَجْلِ عُيونهم. وَقَالَ العجَّاجُ: تَسْمَعُ لِلْجَرْعِ إِذا اسْتُحِيرَا لِلْمَاءِ فِي أجْوَافِها خَرِيرَا من أجْل الجَرْعِ، وَالله أعلم. وَقَالَ اللَّيْث: السَّاجِدُ فِي لُغةِ طَيِّىءٍ: المُنْتَصِبُ. قلت: وَلَا أحفظه لغيره. حَدثنَا الْحُسَيْن، عُثْمَان بن أبي شيبَة، عَن وَكِيع، عَن سُفْيَان، عَن الْأَعْمَش، عَن الْمنْهَال بن عَمْرو، عَن سعيد بن جُبَير، عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله الله جلّ وَعز: {ادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً} قَالَ: بَاب ضيق، وَقَالَ: (سجدا) أَي ركَّعاً. وَفِي نَوَادِر أبي عَمْرو: الساجد فِي لُغَة طيىء المنتصب. وروى ابنُ هانىء لأبي عبيدةَ أَنه قَالَ: عَيْنٌ ساجدةٌ إِذا كَانَت فاترةً، ونَخْلَةٌ ساجدةٌ إِذا أَمالها حِمْلُها. قَالَ لبيد: غُلبٌ سَواجِدُ لمْ يَدْخُلْ بهَا الحَصَرُ وكل مَن ذَلَّ وخضَعَ لمِا أُمِرَ بِهِ فقد سَجَدَ. وَمِنْه قَول الله {شَىْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالْشَّمَآئِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ} (النَّحْل: 48) أَي خُضَّعاً متسخِّرة لما سُخِّرتْ لَهُ. وَسُجُود المَوَاتِ كلُّه فِي الْقُرْآن: طاعتُه لِمَا سُخِّرَ لَهُ. وَمِنْه قَول الله جلّ وَعز: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِى السَّمَاوَاتِ وَمَن فِى الاَْرْضِ} إِلَى قَوْله {وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ} (الْحَج: 18) وَلَيْسَ سُجُودُ المَوَاتِ لله بأَعْجَبَ مِنْ هُبُوطِ الحِجَارَةِ من خَشْيَةِ الله، وعلينَا التَّسْلِيمُ لله، والإيمانُ بمَا أنْزَلَ منْ غَيْرِ تَطَلُّبِ

كَيْفِيَّةِ ذلكَ السُّجُودِ وَفِقْهِه، لأنَّ الله جلَّ وعزَّ لمْ يُفَقّهْنَاهُ، وَنَحْو ذَلِك: تَسْبِيحُ المَوَاتِ منَ الجبالِ وَغَيرهَا من الطيورِ والدوابِّ يلزمُنَا الإيمانُ بِهِ، والاعترافُ بقصورِ أفْهَامِنَا عَنْ فِقْهِه. كَمَا قَالَ الله: {وَإِن مِّن شَىْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَاكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} (الْإِسْرَاء: 44) . سدج: قَالَ اللَّيْث: السَّدْجُ، والتَّسَدُّجُ: تَقَوُّلَ الأباطِيلِ وتألِيفُهَا. وَأنْشد: فِينَا أَقَاوِيلُ امْرِىءٍ تَسَدَّجَا وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثعلبٍ عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: السّدَّاجُ والسَّرَّاجُ، بِالدَّال وَالرَّاء: الكَذَّابُ. قَالَ رؤبةُ: شَيْطَانَ كلِّ مُتْرَفٍ سَدّاجِ دسج: المُدْسِجُ، لم يذكُرِ الأزهريُّ من هَذَا شَيْئا. وبخط غَيره: المُدْسِجُ: دُوَيْبَّةٌ تَنْسِجُ كالعَنْكَبُوتِ. ج س ت ستج: قَالَ اللَّيْث: الإِسْتَاجُ والإسْتِيجُ: لُغتانِ من كَلَام أهل العراقِ، وَهُوَ الَّذِي يُلَفُّ عَلَيْهِ الغزلُ بالأصابع لِيُنسَجَ، تُسَمّيه العَجمُ: اسْتُوجَةً وأُسْجوتَةً. (قلت) : وَهما مُعَرَّبَان، وَالْبَاب مهملٌ. ج س ظ: مهمل. ج س ذ اسْتعْمل مِنْهُ: السَّاذَجُ، وَهُوَ مهملٌ. ج س ث: مهمل. ج س ر جسر، جرس، سرج، سجر، رِجْس: مستعملة. جسر: قَالَ اللَّيْث: الجَسْرُ، والجِسْرُ: لُغتانِ وَهُوَ القَنْطَرَةُ ونحوُه مِمَّا يُعْبَرُ عَلَيْهِ. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : رَجُلٌ جَسْرٌ إِذا كانَ طَوِيلاً ضَخماً، ومنهُ قيلَ للنَّاقَةِ: جَسْرَةٌ، وَقَالَ ابنُ مُقْبِلٍ: هَوْجَاءُ مَوْضِعُ رَحْلِها جَسْرُ أَي ضَخْمٌ. وَقَالَ اللَّيْث: ناقةٌ جسرةٌ إِذا كَانَت ماضِيَةً، قلّما يقالُ جَمَلٌ جسرٌ. ورجلٌ جَسْرٌ: جَسيمٌ جَسُورٌ شُجاعٌ. وإنَّ فُلاناً ليُجسِّرُ فُلاناً أيْ يُشَجِّعُهُ. (ابْن السّكيت) جَسَرَ الفَحلُ وفَدَرَ وجَفَرَ إِذا تَرَكَ الضِّرَابَ، قَالَ الرَّاعِي: تَرَى الطَّرِفَاِت العِيطَ مِنْ بَكَرَاتِهَا يَرعْنَ إلَى أَلْوَاحِ أَعْيَسَ جَاسِرِ وَفِي قُضَاعَةَ: جَسْرٌ مِن بَني عِمْرَانَ بنِ الحَافِ. وَفِي قَيْسٍ: جَسْرٌ آخرُ، وهوَ جَسرُ بن

مُحَارِبِ بن خَصَفَةَ، وذَكَرَهُمَا الكُمَيْتُ فَقَالَ: تَقَصَّفَ أَوْبَاشُ الزَّعَانِفِ حَوْلَنَا قَصِيفاً كَأَنَّا مِنْ جُهَيْنَة أَوْ جَسْرِ وَمَا جَسْرَ قَيسٍ قَيْسِ عَيْلانَ أبْتَغِي وَلكِنْ أَبَا القَيْنِ اعتدلنا إِلَى الجَسْرِ وجَاريَةٌ جَسْرَة السَّوَاعِدِ أَي مُمْتَلِئَتهُمَا، وَأنْشد: دَارٌ لِخَوْدٍ جَسْرَةِ المُخَدَّمِ (شمرٌ) : نَاقةٌ جَسْرةٌ: مَاضِيَةٌ، وَتَجَاسَرَ القَوْمُ فِي سَيْرهْمِ، وَأنْشد: بَكَرَتْ تجاسَرُ عَنْ بُطُونِ عُنَيْزَةٍ أَي تسيرُ، وَقَالَ جرير: وأَجْدَرُ إنْ تَجَاسَرَ ثمَّ نَادَى بِدَعْوَى يَالَ خِنْدِفَ أنْ يُجَابَا قَالَ: تَجَاسَرَ: تَطَاوَلَ، ثمَّ رَفعَ رَأَسَهُ، وَفِي (النَّوادرُ) : تَجَاسَرَ فُلانٌ لِفُلانٍ بالعَصَا إِذا تَحَرَّكَ لهُ بهَا. سجر: قَالَ اللَّيْث: السَّجْرُ: إيقَادكَ فِي التنُّورِ تَسْجُرُه بالوَقُودِ سَجْراً. والسَّجُورُ: اسْمُ الحَطَبِ. والمِسْجَرَةُ: الخَشَبَةُ الَّتِي يُسَاطُ بهَا السَّجُورُ فِي التّنُّورِ. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وَعز: {الْمَرْفُوعِ وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} (الطّور: 6) وَفِي قَوْله: {حُشِرَتْ وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} (التكوير: 6) كَانَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضيَ الله عَنهُ يقولُ: مَسْجُورٌ بالنّارِ أَيْ مَمْلُوءٌ. وَقَالَ الْفراء: المَسْجُورُ فِي كلامِ العَرَبِ: المَمْلُوءُ، وَقد سَجَرْتُ الإنَاءَ وسَكَرْتُهُ إِذا ملأتَهُ، وَقَالَ لبيدٌ: مَسْجُورَةً متجاوراً أقلامُهَا وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله: {حُشِرَتْ وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} أَي أفضَى بعْضُها إِلَى بَعضٍ فَصَارَ بَحْراً وَاحِداً. وَقَالَ الربيعُ بن خَيثَمٍ: {حُشِرَتْ وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} (التكوير: 6) : فَاضَتْ وَقَالَ قَتَادَةُ: ذَهَبَ مَاؤُها. وَقَالَ كَعْبٌ: الْبَحْر: هُوَ جَهَنَّمُ يُسْجَرُ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: قُرِىء سُجِّرت، وسُجِرَتْ ومَعنَى سُجِّرتْ: فُجِّرتْ، وَمعنى سُجِرَتْ: مُلِئَتْ. وَقيل: جُعلت مياهُهَا نِيرَاناً بهَا يعذبُ أَهْلُ النارِ. وَقَالَ اللَّيْث: الساجِرُ: السيلُ الَّذِي يَملأُ كلَّ شيءٍ. قَالَ: والسَّجَرُ والسُّجرَةُ: حُمْرَةٌ فِي العَينِ فِي بياضهَا، وبعضُهم يقولُ: إِذا خالَطتِ الحُمرَةُ الزُّرقَةَ فهيَ أيْضاً سَجْرَاء. (أَبُو عبيدٍ) : المسْجُورُ: السَّاكِنُ، والمُمْتَلِىءُ مَعاً. وَقَالَ الليثُ: المُسَجَّرُ: الشَّعرُ المرسَلُ، وأَنشد:

إِذا تَثَنّى فَرْعُهَا المُسَجَّرُ (أَبُو عبيد وَابْن السّكيت) : السَّجِيرُ: الصَّديقُ، وجَمعهُ: سُجَرَاءُ. وَقَالَ الفراءُ: المسجورُ: اللبنُ الَّذِي ماؤهُ أكثرُ مِنْ لَبَنِه. وَقَالَ أَبُو زيدٍ: المَسجُورُ يكونُ المَملُوءَ، ويكونُ الَّذِي ليسَ فِيهِ شيءٌ. ولؤْلؤَة مسجورةٌ إِذا كانتْ كثيرةَ الماءِ. وكلبٌ مَسْجُورٌ: فِي عنقِهِ ساجورٌ. (سَلمَة عَن الْفراء) قَالَ: السَّجوريُّ: الأحمقُ. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : إِذا حنَّت النَّاقة فطرَّبتْ فِي إثرِ وَلدهَا قيلَ: سَجَرتْ تسجُرُ سَجْراً. وَقَالَ أَبُو زُبَيدٍ: حَنَّتْ إِلَى برقٍ فقلتُ لَهَا قِرِي بعضَ الحَنِينِ فإنَّ سَجْرَكِ شَائِقِي وَقَالَ أَبُو زيدٍ: كَتَبَ الحجاجُ إِلَى عاملٍ لَهُ: أنِ ابعثْ إليّ فُلاناً مُسَمَّعاً مُسوجَراً، أَي مُقيداً مغلُولاً. وشَعْرٌ منسجرٌ أَي مُسْتَرْسِلٌ. ولؤلؤٌ مَسجورٌ إِذا انتَثرَ منْ نِظَامِهِ، وَأنْشد: كَالُّلؤلؤ المسجورِ أُغفِلَ فِي سِلْكِ النِّظَامِ فَخَانَهُ النَّظْمُ وسَجَرتُ الماءَ فِي حَلقِهِ: صببتُه. قَالَ مُزاحِمٌ: كمَا سَجَرتْ ذَا المَهْدِ أُمٌّ حَفِيَّةٌ بِيُمْنَى يَدَيْهَا من قَدِيَ مُعَسَّلِ القَديُّ: الطيبُ الطعمِ من الشرابِ والطعامِ. ويُقالُ: وَرَدْنَا مَاء سَاجِراً. إِذا مَلأَ السَّيْل، وَقَالَ الشماخ: وَأَحْمَى عَلَيْهَا ابْنَا يزيدَ بنِ مُسْهرٍ بِبَطْنِ المَرَاضِ كُلَّ حِسْيٍ وسَاجِرِ وَقَالَ أَبُو العبَّاسِ: اختلُفوا فِي السَّجَرِ فِي العينِ فَقَالَ بَعضهم: هُوَ الحُمرَةُ فِي سوادِ العينِ، وَقيل: هُوَ البياضُ الخَفِيفُ فِي سوادِ العينِ، وَقيل: هِيَ كُدرَةٌ فِي بَيَاضِ العينِ منْ تَرْكِ الكُحْلِ. وَقَالَ أَبُو سعيدٍ: بحرٌ مسجورٌ ومَفْجُورٌ. ويقالُ: سَجِّرْ هَذَا الماءَ: أَي فَجِّرْهُ حيثُ تُرِيدُ. جرس: قَالَ الليثُ: الجرسُ: مصدرُ الصوتِ المجروسِ، والجرسُ: الصوتُ نفسُه، وجرستُ الكلامَ أَي تَكلَّمتُ بهِ، وجرْسُ الحَرْفِ: نغمتُهُ، والحروفُ الثَّلاثةُ الجوفُ لَا جُرُوس لهَا، وَهِي الياءُ والألِفُ والواوُ، وسائرُ الحروفِ مَجْرُوسَةٌ. (ابْن السّكيت عَن الأصمعيّ) قَالَ: الجَرْسُ، والجِرْسُ: الصَّوْتُ. يقالُ: قد أجرَسَ الطائرُ إِذا سُمعَ صوتُ مَرِّهِ.

وأَجْرَسنيِ السَّبُعُ إِذا سمِعَ صَوْتِي. وأجرَسَ الحَيُّ إِذا سَمِعْتَ صَوتَ جَرْسِ شيءٍ، وَأنْشد: حَتَّى إِذا أجرَسَ كلُّ طائرِ قامَتْ تُعَنْظِي بكِ سِمْعَ الحَاضِرِ وَفِي الحَدِيث عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (دَخَلَ بيتَ بعضِ نسائِهِ فَسَقَتْهُ عسَلاً، فَتَواطأتْ ثِنتانِ منْ نِسَائِهِ أَن تقولَ لهُ أَيَّتُهُمَا دخَلَ عليْهَا: أأكلتَ مَغَافيرَ؟ فإنْ قَالَ: لَا قالتْ لَهُ: فَشَرِبْتَ إِذن عَسَلاً جَرَسَتْ نَحْلهُ العُرْفُطَ) ، أَي: أَكَلتْ ورَعَتْ. ونَحْلٌ جَوَارِسُ: تأكُلُ ثَمَرَ الشجَرِ، وَقَالَ أَبُو ذُؤيب يصفُ النحْلَ: يَظَلُّ على الثَّمراءِ مِنْهَا جَوَارس مراضيعُ صُهْبُ الريشِ زُغبٌ رقابها صُهْبُ الريشِ: صُفْرُ الأجنحةِ، والمراضيعُ: الَّتِي مَعهَا أولادُها. وَقَالَ أَبُو عبيد: الجَرْسُ: الأكلُ، وَقد جَرَسَ يجرِسُ. (ابْن السّكيت) : الجَرَسُ: الَّذِي يُضرب. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (لَا تَصْحَبُ الملائكةُ رُفقةً فِيهَا جَرَسٌ) . وَقَالَ اللَّيْث: النَّحْل تجرُسُ العَسَلَ جَرساً، وتجرِسُ النَّورَ جَرساً، وَهُوَ لحسُها إِيَّاه ثمَّ تعسيلُهُ. وأجرَسَ الحلىَ إِذا صوَّت كصوت الجَرَس. وَقَالَ العَجَّاجُ: تَسمَعُ للحَلي إِذا مَا وَسْوَسَا وارتَجَّ فِي أجيادِها وأجرَسَا زَفْزَفَةَ الريحِ الحَصَادَ اليَبَسَا وَيُقَال: فلانٌ مَجْرَسٌ لفُلَان إِذا كَانَ يأنس بِكَلَامِهِ. وَأنْشد: أَنْت لي مجرُسٌ إِذا مَا نبا كلُّ مجرَسِ (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : رجُلٌ مجرَّسٌ منجَّذٌ إِذا جرَّبَ الأمورَ وَعرفهَا، وَقد جرَّسَتُه الأمورُ. وَأنْشد: مجرّساتٍ غرَّةَ الغَريرِ بالرَّيمِ والرَّيمُ على المزجُورِ (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الجارُوسُ: الكثيرُ الأكلِ. والجِرسُ: الأصلُ. والجَرسُ، والجِرسُ: الصَّوتُ. (أَبُو سعيد) : اجْتَرَسْتُ، واجْتَرَشْتُ أَي كسبتُ. رِجْس: قَالَ الله جلّ وَعز: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالاَْنصَابُ وَالاَْزْلاَمُ رِجْسٌ} (الْمَائِدَة: 90) . قَالَ الزّجاج: الرِّجسُ فِي اللُّغَة: اسمٌ لكل مَا استُقذِرَ من عَمَلٍ، فبالغَ الله فِي ذمِّ هَذِه

الْأَشْيَاء وسمَّاها رِجْساً. وَيُقَال: رَجُسَ الرَّجُلُ رَجْساً، وَرَجِسَ يَرْجَسُ إِذا عَمِلَ عَمَلاً قبيحاً. والرَّجسُ بِفَتْح الرَّاء: شدَّة الصَّوْت، فَكَأَن الرِّجسَ: العملُ الَّذِي يقبُحُ ذِكْرُهُ ويرتفعُ فِي القُبْحِ. وَرَعْدٌ رَجَّاسٌ: شديدُ الصَّوْت، وَأنْشد: وكلُّ رجَّاسٍ يسوقُ الرُّجَّسا قَالَ: وَأما الرِّجزُ بالزاي فالعذاب، أَو العَمَلُ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْعَذَاب. وَقَالَ ابْن السّكيت: الرَّجْسُ: مَصْدَرُ صوتِ الرَّعدِ وتمخُّضُه. قَالَ: والرِّجسُ: الشيءُ القَذِرُ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المِرْجَاسُ: حَجَرٌ يُلقى فِي جَوف الْبِئْر ليُعلَمَ بِصَوْتِهِ قَدْرُ قَعْرِ المَاء وعمقِهِ. وَقَالَ اللَّيْث: رَجُسَ الرجل يرجُسُ رَجَاسَةً، وَإنَّهُ لَرِجْسٌ مَرْجُوسٌ. وَقَالَ شمر: قَالَ الْفراء: يُقَال: هم فِي مَرْجُوسَةٍ من أَمرهم، وَفِي مَرجُوسَاء أَي فِي التباسٍ. وَأنْشد أَبُو الجَدَلِ الْأَعرَابِي: نحنُ صَبَحْنَا عَسْكَرَ المَرْجُوسِ بدارِ حالٍ ليلةَ الخميسِ قَالَ: المَرجوسُ: الملعونُ، وَأَرَادَ مَزوَزَ بن مُحَمَّد، أَخذه من الرِّجْسِ. (أَبُو عبيد عَن الكسائيِّ) : هم فِي مَرجُوسةٍ من أَمرهم، أَي فِي اخْتِلَاط ودَوَرانٍ. وَقَالَ اللَّيْث: بعيرٌ رجَّاسٌ ومِرجَسٌ أَي شديِدُ الهَدِيرِ. قَالَ: والرِّجسُ فِي الْقُرْآن: العذابُ كالرِّجز، وكل قَذَرٍ: رِجْسٌ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : مر بِنَا جماعةٌ رَجِسُونَ نَجِسُونَ نَضِفُونَ وَجِرُونَ صقَّارونَ أَي كُفَّارٌ. وأرْجَسَ الرجل إِذا قدَّر المَاء بالمِرجَاسِ. وَقيل: الرِّجْسُ: المَأْثَمُ. وَقَالَ ابْن الْكَلْبِيّ فِي قَول الله جلّ وَعز: {فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا} (الْأَنْعَام: 145) الرِّجس: المأثَمُ. وَقَالَ مُجَاهِد فِي قَوْله: {كَذاَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ} (الْأَنْعَام: 125) ، قَالَ: مَا لَا خير فِيهِ. وَقَالَ أَبُو جَعْفَر فِي قَوْله: {اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ} (الْأَحْزَاب: 33) . قَالَ: الرِّجس: الشَّك. وَقَالَ ابْن الكلبيِّ فِي قَوْله: {إِنَّمَا الأنصاب والأزلام رِجْس} (الْمَائِدَة: 90) أَي مَأْثَمٌ. سرج: قَالَ اللَّيْث: السَّرجُ: رِحَالَةُ الدابَّةِ. يُقَال: أسرَجتُه إسراجاً.

ومُتَّخِذُهُ: سرَّاجٌ. وحِرْفَتُهُ: السِّراجَةُ. والسِّراجُ: الزَّاهِرُ الَّذِي يَزْهَرُ بِاللَّيْلِ. وَقد أسرَجْتُ السِّرَاجَ إسراجاً. والمَسْرَجَةُ: الَّتِي تُوضَع عَلَيْهَا المِسْرَجَةُ. والمِسْرَجَةُ: الَّتِي تُوضَع فِيهَا الفتيلة. والشَّمسُ: سِرَاجُ النَّهَار، والهُدى: سِرَاجُ الْمُؤمنِينَ. وَيُقَال: سرَّج الله وَجهه وبهَّجَهُ أَي حسَّنه: وَأنْشد قولَهُ: وفاحماً ومَرْسِناً مسرَّجا قَالَ: عَنى بِهِ الحُسْنَ والبهجةَ، وَلم يعنِ أَنه أفطَسُ مسرَّجُ الوَسَطِ. وَقَالَ غَيره: شَبَّهَ أَنْفَهُ وامتِدَادَهُ بالسَّيْفِ السُّرَيجيِّ، وَهُوَ ضربٌ من السيوفِ الَّتِي تعرف بالسُّرَيجيَّاتِ. وَقَالَ أَبُو زيد: سرَّج الله وَجهه أَي حسنه. وقولُ الله: {ياأَيُّهَا النَّبِىُّ إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً} {) وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً} (الْأَحْزَاب: 46) . وَقَالَ الزّجاج: أَرَادَ بقوله: {اللَّهِ بِإِذْنِهِ} أَي وكتاباً بيِّناً. الْمَعْنى: أَرْسَلْنَاك شَاهدا وَذَا سِرَاجٍ مُنِير أَي وَذَا كتاب مُنِير: بيِّن، وَإِن شِئْتَ كَانَ سِرَاجًا مَنْصُوبًا على معنى، دَاعيا إِلَى الله، وتالياً كتابا بيِّناً. (قلت) : وَإِن جعلتَ سِرَاجًا نعتاً للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ حسنا، وَيكون مَعْنَاهُ هادياً كَأَنَّهُ سِرَاجٌ يُهتدى بِهِ فِي الظُّلم. (أَبُو عبيد عَن أبي زيد) : إِنَّه لكريم السُّرجُوجَةِ، والسِّرجيجَةِ، أَي كريم الطبيعة. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : السَّرّاج: الْكذَّاب، وَقد سَرَجَ أَي كَذَب. وَيُقَال: تكلّم بِكَلِمَة فَسَرَّجَ عَلَيْهَا بأُسْرُوجَةٍ: (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : إِذا اسَتَوتْ أَخْلَاق الْقَوْم قيل: هُمْ على سُرجُوجَةٍ وَاحِدَة ومَرِنٍ ومَرِسٍ. ج س ل جلس، سجل، سلج: (مستعملة) . جلس: قَالَ اللَّيْث: نَاقَة جَلْسٌ، وجَمَلٌ جَلْسٌ: وَثيقٌ جَسِيمٌ: وَقَالَ غَيْرُهُ: أَصله جَلزٌ فقُلِبَتْ الزايُ سِيْناً كَأَنَّهُ جُلِزَ جَلزاً أَي فُتل حَتَّى اكتنز وَاشْتَدَّ أَسْرُهُ. وَقَالَت طَائِفَة: يُسَمَّى جَلْساً لطوله وارتفاعه، والجَلْسُ: مَا ارْتَفع عَنِ الغَوْرِ فِي بِلَاد نَجْدٍ. وَقَالَ ابنُ السّكيت: جَلَسَ الْقَوْم إِذا أَتَوْا نَجْداً وَهُوَ الجَلْسُ. وَأنْشد:

شِمَالَ مَنْ غَارَ بِهِ مُفْرِعاً وَعَن يَمينِ الجَالسِ المُنجِدِ وَقَالَ: قل للفَرَزدَقِ والسُّفَاهَةُ كاسمِهَا إِن كُنتَ تَارِكَ مَا أَمَرتُكَ فاجلِسِ أَي ائتِ نَجْداً. وَجَبَلٌ جَلْسٌ إِذا كَانَ طَويلا، وَقَالَ الْهُذلِيّ: أوفى يَظَلُّ على أقذافِ شَاهِقَةٍ جَلسٍ يزل بهَا الخُطَّافُ والحَجَلُ (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : قَالَ: الجِلْسُ بِكَسْر الْجِيم: الفَدْمُ. والجَلْسُ: البَقِيَّةُ من العسلِ تبقى فِي الْإِنَاء. وَقَالَ الطرماح: وَمَا جَلْسُ أبكارٍ أطاعَ لِسَرحِهَا جَنَى ثَمَرٍ بالوادِيَيْنِ وُشُوعُ وَيُقَال: فُلانٌ جَليسِي، وَأَنا جَليِسُهُ. وَهُوَ حَسَنُ الجِلْسَةِ. وَقَالَ اللَّيْث: الجُلَّسَانُ: دَخِيْلٌ، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ كُلَّشانُ وَقَالَ الْأَعْشَى: لنا جُلَّسَانٌ عِنْدهَا وَبَنَفْسَجٌ وَسِيَنسَنْبرٌ والمَرزَجُوشُ مُنَمْنَمَا سجل: (ابْن السّكيت) : السَّجلُ: ذكَرٌ، وَهُوَ الدَّلْو ملآن مَاء، وَلَا يُقَال لَهُ وَهُوَ فارغ: سَجْلٌ وَلَا ذَنوبٌ، وَأنْشد: السَّجل والنُّطفَةُ والذَّنُوبُ حَتَّى ترى مَركُوَّهَا يَثُوبُ وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: أُرَجِّيّ نائلاً من سيب ربَ لَهُ نُعمى وذمَّته سِجَالُ قَالَ الذَّمَّة: الْبِئْر القليلة المَاء. والسَّجْلُ: الدَّلْو الملآن، وَالْمعْنَى قَلِيله: كثير. وَرَوَاهُ الْأَصْمَعِي: ... ... . . وذمته سِجَالُ أَي عَهْدُهُ مُحكمٌ، من قَوْلك: سجَّل القَاضِي لفُلَان مَاله أَي استَوْثَقَ لَهُ بِهِ، وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله: {حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ} (الْحجر: 74) ، قَالَ النَّاس فِي (سجيل) أقوالاً. وَفِي التَّفْسِير: أَنَّهَا من: جِلَ وطين، وَقيل من جِلَ وحجارة. وَقَالَ أهل اللُّغَة هَذَا فارسيٌّ، وَالْعرب لَا تعرف هَذَا، وَالَّذِي عندنَا وَالله أعلم أَنه إِذا كَانَ التَّفْسِير صَحِيحا فَهُوَ فارسيٌّ أُعْرِبَ لِأَن الله قد ذكر هَذِه الْحِجَارَة فِي قصَّة قوم لوط فَقَالَ: {مُّجْرِمِينَ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ} (الذاريات: 33) . فقد بيَّن للْعَرَب مَا عُنِيَ بسِجِّيلٍ. وَمن كَلَام الْفرس مَا لَا يُحصى مِمَّا قد أَعْرَبَتْهُ العربُ نَحْو: جاموسٍ، وديباجٍ فَلَا أُنكر أَن يكون هَذَا مِمَّا أُعرب. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: (من سِجِّيلٍ) تَأْوِيله:

كَثِيرَة شَدِيدَة. وَقيل: إِن مثل ذَلِك قَول ابْن مُقبل: وَرَجْلَةٍ يضرِبونَ البيَضَ عَن عُرُضٍ ضَرْباً تواصَت بِهِ الأبطالُ سِجِّينا قَالَ: وسِجِّينٌ وسجِّيلٌ بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ بَعضهم: سِجِّيلُ من سَجَلْتُه أَي أرسلتُه، فَكَأَنَّهَا مُرَسَلَةٌ عَلَيْهِم. ورُوي عَن مُحَمَّد بن عليَ أَنه قَالَ فِي قَول الله جلّ وَعز: {للهتُكَذِّبَانِ هَلْ جَزَآءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ} (الرحمان: 60) . قَالَ هِيَ مُسْجَلَةٌ للبَرِّ والفاجر. وَقَوله مُسْجَلَةٌ أَي مُرسَلةٌ لم يُشترطْ فِيهَا بَرٌّ وَلَا فَاجر. يَقُول: فالإحسان إِلَى كلِّ أحدٍ جزاؤُه الإحسانُ، وَإِن كَانَ الَّذِي يصطَنِعُ إِلَيْهِ فَاجِرًا. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: قَالَ بَعضهم: سِجِّيل من أسجَلتُ إِذا أعطيتَ، وَجعله من السِّجْلِ. وَأنْشد بَيت اللَّهبيِّ: من يُسَاجِلْنِي يُسَاجِل ماجِداً يَمْلأُ الدِّلوَ إِلَى عقدِ الكَرَب وَقيل: من سِجِّيلٍ كَقَوْلِك: من سجلَ أَي مَا كُتب لَهُم. وَهَذَا القَوْل إِذا فسِّر فَهُوَ أَبْيَنُها لِأَن فِي كتاب الله دَلِيلا عَلَيْهِ. قَالَ الله: {الْعَالَمِينَ كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِى} {سِجِّينٍ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ} {سِجِّينٌ كِتَابٌ مَّرْقُومٌ} (المطففين: 7، 9) . وسِجِّيلٌ فِي معنى سِجِّينٍ، الْمَعْنى أَنَّهَا حجارةٌ مِمَّا كتب الله أَنه يعذِّبهُم بهَا، وَهَذَا أحسن مَا مر فِيهَا عِنْدِي. وَقَالَ غَيره: دَلْوٌ سَجِيْلَةٌ أَي ضَخْمَةٌ. وَقَالَ الراجز: خُذها وأعطِ عَمَّكَ السَّجيله إِن لم يَكُن عَمُّك ذَا حَلِيلَهْ وَفِي الحَدِيث: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَمر بصَبِّ سَجْلٍ على بَوْل أعرابيَ) . والسَّجْلُ: أعظمُ مَا يكون من الدِّلاءِ، وَجمعه: سِجَالٌ. قَالَ لبيد: يُحِيْلُونَ السِّجَالِ على السِّجَالِ والمُسَاجَلَةُ: مأخوذةٌ من السَّجْلِ. وَفِي حَدِيث أبي سُفْيَان: (أَن هِرَقْلاً سَأَلَهُ عَن الحربِ بَينه وَبَين النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ: (الحربُ بَيْننَا سِجَالٌ) ، وَمَعْنَاهُ أَنا نُدالُ عَلَيْهِ مرّة، ويُدَالُ علينا أُخْرَى، وَأَصله أَن المُسْتَقِيَيْنِ بسَجْلَينِ من الْبِئْر يكونُ لكلِّ وَاحِد مِنْهُمَا سَجْلٌ أَي دَلوٌ ملأى مَاء) . وَقَالَ اللَّيْث: السَّجيلُ من الضُّروع: الطَّوِيل. والخُصيَةُ السَّجيلةُ: المسترخيةُ الصَّفَنِ.

وَقَالَ الله: {كَطَيِّ السّجل للْكتاب} (الْأَنْبِيَاء: 100) ، وقُرىء السِّجْلِ بِإِسْكَان الْجِيم وَتَخْفِيف اللَّام، وَجَاء فِي التَّفْسِير أَن السِّجِلَّ: الصَّحِيفَة الَّتِي فِيهَا الْكتاب. وحُكي عَن أبي زيد أَنه روى عَن بَعضهم أَنه قَرَأَهَا: (السِّجْلِ للْكتاب) بِسُكُون الْجِيم. قَالَ: وَقَرَأَ بعض الْأَعْرَاب: (السَّجْل) بِفَتْح السِّين. وَقيل: السِّجِلُّ: مَلَكٌ. وَقيل: السِّجِلُّ بلغَة الحَبَش: الرَّجُلُ. وَعَن أبي الجوزاء: أَن السِّجِلَّ: كاتبٌ كَانَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتَمام الْكَلَام للْكتاب. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: ضَرْعٌ أَسْجَلُ وَهُوَ الْوَاسِع الرِّخوُ المضطَرِب الَّذِي يَضربُ رِجْلَيها من خلفِها، وَلَا يكون إِلَّا فِي ضُروع الشاءِ. وانسَجلَ الماءُ انسِجالاً إِذا انصبَّ. وَقَالَ ذُو الرمة: وأردَفَتِ الذِّراعُ لَهَا بعينٍ سَجُومِ الماءِ فانْسَجَلَ انسِجَالاَ سلج: من أَمْثَال الْعَرَب: (الْأكل سَلَجَانٌ، وَالْقَضَاء ليّانٌ) . (أَبُو عبيد) : عَن الْكسَائي: سُلِجْتُ الطعامَ سَلْجاً، وَسَرَطْتُهُ سَرْطاً إِذا ابتلعتَهُ. وَقَالَ أَبُو زيد: سَلِجَ يُسْلَجُ سَلْجاً وسَلَجَاناً. وَقَالَ اللَّيْث: السُّلَّجُ: نَبَاتٌ رِخْوٌ من دقِّ الشجَرِ. والسُّلَّجَانُ: ضَرْبٌ مِنْهُ. (أَبُو عبيد عَن الأمويِّ) : قَالَ: إِذا أكلتِ الْإِبِل السُّلّجَ فاستطلقت عَنهُ بطونُها قيل: سَلَجَتْ تسلُجُ. وَقَالَ شمر: سَلِجَت تسلُجُ عِنْدِي أَجود. قَالَ: والسُّلّجُ من الحَمْضِ لَا يزالُ أخضرَ فِي القيظ وَالربيع، وَهِي خوَّارة. (قلت) : نَبْتٌ مَنْبِتُهُ القِيْعَانُ، وَله ثَمَرٌ، فِي أَطْرَافه حِدَّة، وَيكون أخضَرَ فِي الرّبيع ثمَّ يهيجُ فَيَصْفَرُّ وَلَا يُعدُّ من شجر الحَمْضِ. وَقَالَ اللحياني يُقَال: تركته يتَزَلَّجُ النبيذَ ويستَلِجهُ أَي يُلحُّ فِي شربه. قَالَ: وَيْستَلِجُهُ: يُدْخِلُهُ فِي سِلِّجَانه أَي فِي حلقومه. وَيُقَال: رَمَاه الله فِي سِلِّجانهِ أَي فِي حلقومه. قَالَ: وَقَوْلهمْ: (الْأَخْذ سَلَجَان، وَالْقَضَاء ليَّان) تَأْوِيله: تُحِبُّ أَن تأخُذَ وتكرَهُ أنْ تَرُدَّ. وَقَالَ أَبُو تُرَاب قَالَ بعض أعرابِ قَيْسٍ: سَلَجَ الفَصِيْلُ الناقةَ ومَلَجَها إِذا رضعها. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : السَّلاَلِيجُ: الدُّلْبُ الطوالُ.

وَيُقَال للسَّاجَةِ الَّتِي يُشَقُّ مِنْهَا البابُ: السَّلِيجَةُ. والسِّلَّجْنُ: الكَعْكُ، وَأنْشد: يأكلُ سِلَّجْناً بهَا وسُلَّجا (قلت) : وَلم أسمع السِّلَّجن لغيره، وَكَأن الواجر أَرَادَ: يَأْكُل سِلَّجْناً، ويرعى سُلَّجا. ج س ن جنس، نجس، نسج، سجن، سنج. جنس: (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الجَنَسُ: جمود المَاء. وَقَالَ اللَّيْث: الجِنْسُ: كل ضَرْبٍ من الشَّيْء وَمن النَّاس وَالطير، وَمن حُدُودِ النَّحْو وَالْعرُوض والأشياء: جُمْلَةٌ، والجميعُ: الأجناسُ. وَيُقَال: هَذَا يُجَانِسُ هَذَا أَي يشاكله، وَفُلَان يُجَانِسُ الْبَهَائِم، وَلَا يُجَانِسُ النَّاس إِذا لم يكن لَهُ تَمْيِيز وَلَا عقلٌ. وَالْإِبِل: جِنْسٌ من الْبَهَائِم العُجْمِ، فَإِذا واليت سِناً من أَسْنَان الْإِبِل على حِدَةٍ فقد صنَّفتها تصنيفاً، كَأَنَّك جعلت بَنَات الْمَخَاض مِنْهَا صِنْفاً، وَبَنَات اللَّبون صنفا، والحِقَاقَ صنفا، وَكَذَلِكَ الجِذَاعُ، والثَّنِيُّ، والرُّبَعُ. وَالْحَيَوَان: أَجْنَاسٌ، فَالنَّاس: جِنْسٌ وَالْإِبِل: جِنْسٌ، وَالْبَقر: جِنْسٌ، والشَّاءُ: جِنْسٌ. سنج: (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : السُّنْجُ: العُنَّاب. وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: السِّناجُ: أثر دُخان السِّراجِ فِي الْحَائِط وَنَحْو ذَلِك. قَالَ اللَّيْث أَبُو عبيد عَن الفرَّاء قَالَ: سَنْجَةُ الْمِيزَان وصَنْجَتُهُ، وَالسِّين أفْصح. نسج: قَالَ اللَّيْث: النسجُ: مَعْرُوف، وعامِلُهُ: النَّسَّاج. وَالرِّيح تَنْسِجُ التُّرَاب إِذا نَسَجَتِ المُورَ، والجَولَ على رُسُومِهَا، وَالرِّيح تَنْسِجُ المَاء إِذا ضربت متنَهُ فانْتَسَجَتْ لَهُ طرائق كالحُبُك، والشاعر يَنْسِجُ الشِّعر. والكذاب يَنْسِجُ الزُّور. والمِنْسَجُ: الخشبُ والأداةُ الَّتِي يُمَدُّ عَلَيْهَا الثَّوْب للنَّسجِ، والمَنْسِجُ: لُغَة فِيهِ. والمِنْسَجُ: المُنْتَبِرُ من كاثبة الدَّابَّة عِنْد مُنْتَهى منبت الْعرف تَحت القَرَبُوس الْمُقدم. وناقة نُسُوجٌ وَسُوجٌ: تَنْسِجُ وَتَسِجُ فِي سَيرهَا، وَهُوَ سرعَة نقلهَا قوائِمَهَا. (أَبُو عبيد عَن أبي عمرٍ و) : ومِنْسَجُ الْفرس بِكَسْر الْمِيم وَفتح السِّين، وَنَحْو ذَلِك، قَالَ الْأَصْمَعِي وَابْن شُمَيْل. وَقَالَ شمر: قد قَالُوا: مَنْسِجٌ، قَالَ: وَيَقُولُونَ: مِنْسَجُ الثَّوْب، وَمْنسِجُهُ حَيْثُ

يُنْسَجُ. وَقَالَ شمر: سمِّيَ مِنْسَجُ الْفرس لِأَن عصب الْعُنُق يَجِيء قِبَلَ الظّهْر، وَعصب الظّهْر يذهب قِبَلَ الْعُنُق فَيَنْسِجُ على الْكَتِفَيْنِ. وَقَالَ أَبُو عبيد: المِنْسَجُ والحَارِكُ: مَا شخص من فروع الْكَتِفَيْنِ إِلَى أصل العُنُقِ إِلَى مستوى الظّهْر. وَقَالَ أَبُو زيد: المِنْسَجُ: مَا بَين عُرف الدَّابَّة إِلَى مَوضِع اللِّبْدِ، قَالَ: والكاهل خلف المِنْسَجِ. ومَنْسِجُ الثَّوْب حَيْثُ يَنْسِجُونَهُ. والمِنْسَجُ: الَّذِي يُنسَجُ بِهِ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: النَّسُوجُ من الْإِبِل: الَّتِي تُقدِّم جهازها إِلَى كاهلها لشدَّة سَيرهَا. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : النُّسُجُ: السَّجَّادات. وَفِي حَدِيث عَائِشَة أَنَّهَا ذكرت عمر فَقَالَت: (كَانَ وَالله أحوذياً نَسِيجَ وَحده) ، أَرَادَت أَنه كَانَ مُنْقَطع القرين، وَأَصله أَن الثَّوْب إِذا كَانَ نفيساً لم يُنسج على منواله غَيره لدقته، وَإِذا لم يكن دَقِيقًا عُمل على منواله سدًى لعدة أَثوَاب، فضُرب ذَلِك مثلا لكل من بوُلغَ فِي مدحه، وَهَذَا كَقَوْلِك: فلَان وَاحِد عصره، وقريع قومه. نجس: رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ إِذا دخل الْخَلَاء قَالَ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من الرّجس النَّجس، الْخَبيث المخبث) . قَالَ أَبُو عبيد: زعم الْفراء أَنهم إِذا بدأوا بالنَّجَس، وَلم يذكرُوا الرجس فتحُوا النُّون وَالْجِيم، وَإِذا بدأوا بالرجس ثمَّ أتبعوه النَّجس كسروا النُّون. وَقَالَ اللَّيْث: النَّجِسُ: الشَّيْء القَذِرُ من النَّاس وَمن كل شَيْء قذرته. رجل نَجَسٌ، وَقوم أنجَاسٌ، ولغة أُخْرَى: رجل نَجَسٌ ورجلان نَجَسٌ، وَرِجَال نَجَسٌ، وَامْرَأَة نجس. قَالَ الله تَعَالَى: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} (التَّوْبَة: 28) . وَقَالَ الْفراء: نَجَسٌ لَا يجمع وَلَا يؤنث. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم فِي قَوْله: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} (التَّوْبَة: 28) أَي أخباثٌ أنجاسٌ. (الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت) أَنه قَالَ: إِذا قَالُوا: رِجْسٌ نِجْسٌ كَسَروا لِمَكانِ رِجْسٍ وثنَّوا، وجمعوا، كَمَا قَالُوا: جَاءَ بالطِّمِّ والرِّم، فَإِذا أفردوا قَالُوا: جَاءَ بالطَّمِّ ففتحوا. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: من المَعَاذَات: التميمة، والجُلْبَةُ والمُنَجَّسَةُ، وَيُقَال: للمُعَوِّذِ: مُنَجِّسٌ. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس قلت لِابْنِ الْأَعرَابِي: المعوَّذ لم قيل لَهُ: مُنَجَّسٌ، وَهُوَ مَأْخُوذ من النَّجَاسَةِ؟ فَقَالَ إِن للْعَرَب أفعالاً يُخَالف مَعَانِيهَا ألفاظها.

يُقَال: فلَان تنجَّس إِذا فعل فعلا يخرج بِهِ من النَّجاسة. كَمَا قيل: يتأثم، ويتحرَّج ويتحنَّث إِذا فعل فعلا يخرج بِهِ من الْإِثْم والحرج والحنث. وَقَالَ اللَّيْث: المنجَّس: الَّذِي يُعلَّق عَلَيْهِ عِظَام أَو خِرَقٌ. وَيُقَال للمعوِّذ: مُنَجِّسٌ، وَأنْشد: وجَارِيَةٍ مَلبُوبَةٍ ومُنَجِّسٍ وطَارِقَةٍ فِي طَرقِهَا لم تُشدِّدِ يصف أهل الْجَاهِلِيَّة أَنهم كَانُوا بَين كَاهِن ومُنَجِّسٍ. وَقَالَ غَيره: كَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة يعلِّقون على الصّبيّ، وَمن يُخافُ عَلَيْهِ عيونُ الجِنِّ الأقذار من خِرَقِ الْمَحِيض. وَيَقُولُونَ: الجِنُّ لَا تقرُبُهَا، ثمَّ قيل لِلمُعَوِّذِ: مُنَجِّسٌ. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : إِذا كَانَ دَاء لَا يُبرأ مِنْهُ فَهُوَ نَاجِسُ ونَجيسٌ، وعُقَامٌ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: النُّجُسُ: المُعوِّذون، والجُنُسُ: الْمِيَاه الجامدة. (سجن) : قَالَ الله جلّ وَعز: {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَىَّ} (يُوسُف: 33) . قَالَ الْفراء: وقرىء (السَّجْنُ) فَمن كسر السِّين فَهُوَ المَحْبِس، وَهُوَ اسْم، وَمن فتح السِّين فَهُوَ مصدر سَجَنْتُهُ سَجْناً. وَفِي الحَدِيث: (مَا شَيْء أحقَّ بطول سَجْنٍ من اللِّسَان) . وَقَول ابْن مقبل: ضربا تواصَتْ بِهِ الأبطالُ سِجِّينا قَالَ الْأَصْمَعِي: السِّجِّين من النّخل: السِّلتِينُ بلغَة أهل الْبَحْرين. يُقَال: سَجِّنْ جِذْعَكَ هَذَا إِذا أردْت أَن تَجْعَلهُ سِلتِيناً. وَالْعرب تَقول: سِجِّينٌ مَكَان سِلتين، وسِلِتينٌ لَيْسَ بعربيَ. وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: السجين: الشَّديد. وَقَالَ غَيره: هُوَ فِعّيل من السَّجن كَأَنَّهُ يُثبت من وَقع بِهِ فَلَا يبرح مَكَانَهُ. وَرَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي: سِخّيناً أَي سخناً يَعْنِي الضَّرْب. وَرَوَاهُ ابْن المنخَّل عَن المؤرِّج قَالَ: سِجّيل وسِجّينٌ: دَائِم فِي قَول ابْن مقبل. ج س ف جفس، سجف، فجس، فسج: مستعملة. جفس: (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : إِذا اتخم الرَّجُلُ قيل: جَفِسَ الرجل جَفَساً، فَهُوَ جَفِسٌ. وَفِي (النَّوَادِر) : فلانٌ جِفْسٌ، وجَفِسٌ، أَي ضَخْمٌ جَافٍ. سجف: قَالَ اللَّيْث: السِّجفَانِ: سترا بَاب الحَجَلَةِ، وكل بَاب يَسْتُرُهُ سِتْرانِ مَشْقُوقٌ

بَينهمَا فَكل شقَ مِنْهُمَا: سَجْفٌ، وَكَذَلِكَ: سِجْفَا الخِبَاءِ. والسَّجْفُ والتَّسْجيفُ: إرخاء السِّجَفين. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : السِّجفانِ: اللَّذَان على الْبَاب. يُقَال مِنْهُ: بَيت مُسَجَّفٌ. وَقَالَ الفرزدق: رَقَدْنَ عليهنَّ الحِجَالُ المسجَّفُ فجس: قَالَ اللَّيْث: الفَجْسُ، والتّفَجُّسُ: عَظمَة وتطاول، وَأنْشد: عَسْرَاءُ حِين تَرَدّى من تَفَجُّسِهَا وَفِي كِوَارَتِها من بَغْيِهَا مَيَلُ (أَبُو عبيد عَن أبي زيد) : فَجَسَ يَفْجُسُ فَجْساً، وتفجَّسَ تَفَجُّساً، وَهُوَ التّكَبُّرُ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أفجَسَ الرجُلُ إِذا افتخر بالبَاطِلِ. فسج: (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : الفَاسِجُ والفَاثِجُ: الْعَظِيمَة من الْإِبِل. قَالَ: وَبَعض الْعَرَب يَقُول: هما الْحَامِل، وَأنْشد: تخدي بِنَا كل خنوف فَاسِجِ وَقَالَ النَّضر: الفَاسِجُ: الَّتِي حَمَلَتْ فزمَّت بأنفها واستكبرت. وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: هِيَ السريعة الشَّابَّةُ. وَقَالَ اللَّيْث: هِيَ الَّتِي أعجَلَهَا الفَحْلُ فَضَرَبَها قبل وَقت المَضْرِبِ، وَقد فَسَجَتْ فُسُوجاً. وَيُقَال فِي الشَّاء، وَهُوَ فِي النُّوق أعرفُ عِنْد الْعَرَب. ج س ب جبس، سبج، بجس: مستعملة. جبس: قَالَ اللَّيْث: الجِبْسُ: الرَّدِيُّ الدَّنيُّ الجبان. قَالَ الراجز: خِمْسٌ إِذا سَار بِهِ الجِبْسُ بَكَى وَيُقَال الجبس: ولد زِنْيَةٍ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: المَجْبُوس والجَبيسُ: نعت سَوءٍ للرجل المَأْبُون. قَالَ: والجِبْسُ: الجَامِدُ من كل شَيْء. والجِبْسُ: الثقيلُ البَدَنِ، الثقيلُ الرّوح الفَاسِقُ. (أَبُو عبيد) : تَجَبَّسَ فِي مَشيهِ تجبُّساً إِذا تَبَخْتَرَ. قَالَ عمر بن لجأٍ: تمشي إِلَى رِوَاءِ عَاطِنَاتِهَا تَجَبُّسَ العَانِسِ فِي رَيْطَاتِهَا سبج: (أَبُو عبيد عَن الْفراء) قَالَ: السُّبجة، والسَّبيجةُ: كسَاء أسود. وَقَالَ اللَّيْث: السُّبْجَةُ: ثوب يلْبسهُ الطَّيَّانُونَ لَهُ جيب، وَلَا يَدَانِ لَهُ، وَلَا فرجان.

ورُبَّما تَسَبَّجَ الإنسانُ بِكِسَاءٍ تَسَبُّجاً. قَالَ العجاج: كالحَبَشِيِّ التفَّ أَو تسبَّجا وَقَالَ ابْن السّكيت: السَّبيج: بقيرة، وَأَصله بِالْفَارِسِيَّةِ: شَبي. وَفِي حَدِيث قَيْلَةُ أَنَّهَا حملت بنت أَخِيهَا وَعَلَيْهَا سُبَيِّجٌ من صوف، أَرَادَت تَصْغِير السَّبيجِ، وَهُوَ معرَّب. وَقَالَ اللَّيْث: السَّبيجِيُّ، والجميع: السَّبابِجَةُ: قوم ذَوُو جلد من السِّند، يكونُونَ مَعَ استيام السَّفِينَة البحرية، وَهُوَ رَأس الملاَّحين. والسَّبَجُ: خَرَزٌ أسوَدُ، وَهُوَ مُعرب، أَصله: سَبَه. (أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء) . أَنه أنْشدهُ: إنَّ سُلَيمَى وَاضِحٌ أبدانُها ليِّنة الأطرَافِ من تَحت السَّبَجْ قَالَ: السَّبَجُ من الْقَمِيص: لَبِنَتُهُ ودَخارِيصُهُ. بجس: قَالَ اللَّيْث: البَجْس: انشقاقٌ فِي قِربةٍ أَو حجر أَو أَرض ينبُعُ مِنْهُ المَاء فَإِن لم يَنْبع فَلَيْسَ بانبجاس. وَأنْشد: وَكَيف غربى دالح تبجَّسا قَالَ الله: {فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا} (الْأَعْرَاف: 160) . والسَّحابُ يتبجَّسُ بالمَطَر. والانبِجَاسُ عامٌّ، والنُّبُوعُ للعين خَاصَّة. وبَجْسَةُ اسْم عَيْنٍ. ج س م جسم، جمس، سجم، سمج، مجس: مستعملة. جسم: قَالَ اللَّيْث: الجِسمُ يَجْمَعُ البَدَنَ وأعضاءَهُ من النَّاس والإبلِ والدَّوابِّ وَنَحْو ذَلِك مِمَّا عَظُمَ من الخَلق الجسيم. والفِعلُ: جَسُمَ يَجْسُمُ جَسَامَةً. وَيُقَال: جُسَامٌ وجَسِيمٌ بِمَعْنى وَاحِد. وَأنْشد: أنعتُ عَيْراً سَهْوَقاً جُسَاما قَالَ: والجُسْمَانُ: جسِمُ الرجُل، يُقَال: إِنَّه لَنَحيفُ الجُسمَانِ. وَقَالَ غَيره: جُسْمَانُ الرَّجُلِ، وجُثْمَانُهُ: وَاحِد. وَرَجُلٌ جُسْمَانِيٌ وجُثْمَانِيٌ إِذا كَانَ ضخم الجثة. (أَبُو عُبَيْدَة) : تَجَسَّمتُ فلَانا من بَين الْقَوْم أَي اخترته. وَأنْشد:

تَجَسَّمَهُ من بينهنِّ بمُرهَفٍ بِهِ جالِبٌ فَوق الرِّصافِ عَليلُ المُرهَفُ: النّصلُ الرَّقيقُ، والجالِبُ: الَّذِي علته كالجُلبَة مِن الدَّمِ. (ابْن السّكيت) : تَجَسَّمتُ الْأَمر إِذا ركبت أجسَمَهُ ومُعظَمَهُ وَنَحْو ذَلِك. قَالَ أَبُو سعيد ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الجُسُمُ: الأمُوُر العِظَامُ. قَالَ: والجُسُمُ: الرِّجَالَ الْعُقَلَاء. جمس: قَالَ اللَّيْث: الجَامُوسُ: دَخِيلٌ، ويُجمَعُ جَوَامِيسَ، تُسَمِّيهِ الفرسُ: كاوميش. وَجَمَسَ الماءُ إِذا جَمُدَ، وسُئل ابْن عمر عَن فَأْرَة وَقعت فِي سمن فَقَالَ: إِن كَانَ جامساً ألقِي مَا حوله عَنهُ وَأكل وَإِن كَانَ مَائِعا أريق كُلُّهُ، أَرَادَ أَن السَّمْنَ إِن كَانَ جَامِدا أُخذ مِنْهُ مَا لَصِقَ الفأر بِهِ فرُمي، وَكَانَ بَاقِيه طَاهِرا، وَإِن كَانَ ذائباً حِين مَاتَ فِيهِ نَجِسَ كُلُّهُ. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : يُقَال للرُّطَبَةِ إِذا دَخَلَهَا كُلَّها الإرطَابُ وَهِي صُلبَةٌ لم تنهضم بعد فَهِيَ جُمْسَةٌ، وَجَمعهَا: جُمْسٌ. قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ الْأمَوِي: هِيَ الجَمَامِيسٌ للِكَمْأة. سجم: قَالَ اللَّيْث: سَجَمَتِ العَينُ تَسْجُمُ سُجُوماً، وَهُوَ قَطَرَانُ الدَّمعِ وسَيْلُهُ، قَلَّ أَو كَثُرَ، وَكَذَلِكَ السَّاجِمُ من المَطَرِ، وَتقول الْعَرَب: دَمْعٌ سَاجِمٌ، وَقد سَجَمَ سُجُوماً، ودَمعٌ مَسجُومٌ: سَجَمَتْهُ الْعين سَجْماً، وَأما قَول الهُذَليِّ: [حَتَّى أتيح لَهُ رَامٍ بِمُحدَلةٍ جَشءٍ وبِيضٍ نَوَاحِيهنَّ كالسَّجَمِ فإنّ السَّجَمَ هَا هُنَا: ماءُ السَّمَاءِ، شَبَّهَ النِّصَال فِي بَيَاضِهَا بِهِ. وَقيل السّجَمُ: نَبتٌ لَهُ وَرَقٌ مُؤَلّلُ الْأَطْرَاف. وَيُقَال: انسَجَمَ الدَّمعُ وَالْمَاء فَهُوَ مُنْسَجِمٌ إِذا انصَبّ، وسَجّمَتِ السَّحَابَةُ مَطَرَهَا تَسجِيماً، وتَسْجاماً إِذا صَبَّته، قَالَ: ... . دَائِما تَسْجامُهَا سمج: قَالَ اللَّيْث: سَمُجَ الشَّيْء يَسْمُجُ سَمَاجَةً، فَهُوَ سَمِجٌ إِذا لم يكن فِيهِ مَلاَحَةٌ. وَقَالَ اللحياني: هُوَ سَمِيجٌ لَمِيجٌ، وسَمِجٌ لَمِجٌ. وَقد سَمَّجَهُ تَسْمِيجاً إِذا جعله سَمِجاً. مجس: فِي الحَدِيث: (كل مولودٍ يولدُ على الفِطرَةِ حَتَّى يكون أَبَواهُ يهوِّدانِهِ ويمجِّسَانِهِ) مَعْنَاهُ أنَّهُما يعلِّمانه دين المجوسِيَّةِ. المَجُوسُ: جَمْعُ المَجُوسيِّ، وَهُوَ مُعرب، أَصله: مِنْج قُوش، وَكَانَ رجلا صَغِير

أبواب الجيم والزاي

الْأُذُنَيْنِ، كَانَ أول من دَان بدين المَجُوسِ، ودعا النَّاس إِلَيْهِ، فعرَّبته الْعَرَب. فَقَالَت: مَجُوسٌ، وَنزل الْقُرْآن بِهِ وَالْعرب رُبمَا تركت صرف مَجُوس إِذا شُبّه بقبيلة من الْقَبَائِل، وَذَلِكَ أَنه اجْتمع فِيهِ العجمة والتأنيث. وَمِنْه قَوْله: كَنَارِ مَجُوس تَستَعِرُ اسْتِعَارا وَقد تمجَّس الرَّجُلُ، وَمَجَّسَ غَيْرَه. (أَبْوَاب الْجِيم وَالزَّاي) ج ز ط ج ز د ج ز ت ج ز ظ ج ز ث: مهملات. ج ز ر جزر، جرز، زجر، زرج، رجز: مستعملة. زجر: قَالَ اللَّيْث: زَجَرْتُ البعيرَ حَتَّى ثارَ وَمضى أزجُرُهُ زَجْراً، وزَجَرْتُ فلَانا عَن السُّوء فانزَجَرَ، وَهُوَ كالرَّدع للْإنْسَان، وَأما للبعير فَهُوَ كالحَثِّ بلفظٍ يكون زجْراً لَهُ. قَالَ الزّجاج: الزَّجْرُ: النَّهْي، والزَّجْرُ للطير وَغَيرهَا: التَّيَمُّنُ بِسُنُوحِهَا، أَو التَّشَاؤُمُ بِبِرُوحِهَا وَإِنَّمَا سُمِّي الكاهنُ زاجراً لِأَنَّهُ إِذا رأى مَا يظنّ أَنه يتشاءم بِهِ زَجَرَ بِالنَّهْي عَن الْمُضِيّ فِي تِلْكَ الْحَاجة بِرَفْع صوتٍ وَشدَّة، وَكَذَلِكَ الزجرُ لِلْإِبِلِ، وَالدَّوَاب، وَالسِّبَاع. وَيُقَال: زَجَرْتُهُ، وازدَجَرْتُهُ. قَالَ الله تَعَالَى: {مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ فَدَعَا رَبَّهُ أَنُّى مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ} (الْقَمَر: 9، 10) . وَقد يوضع الإزدجار مَوضِع الإنزِجَار فيكونُ لَازِما. وازْدَجَرَ كَانَ فِي الأَصْل ازتجر فقُلبت التَّاء دَالا لقرب مَخْرَجَيْهما، واخْتِيَرت الدَّال لِأَنَّهَا أليق بالزاي من التَّاء. وَقَالَ اللَّيْث: الزَّجرُ: أَن يَزْجُرَ طائراً أَو ظَبْيًا سَانِحاً أَو بَارِحاً فَيَتَطَيَّرَ مِنْهُ، وَقد نُهي عَن الطِّيَرَةِ. (قلت) : وزَجْرُ الْبَعِير أَن يَقُول لَهُ حَوْب، وللناقة: حَلْ، وأمَّا الْبَغْل فَزَجْرُهُ: عَدَسْ مجزومٌ، ويُزْجَرُ السَّبُعُ فَيُقَال لَهُ: هَجْ هَجْ، وَجَهْ جَهْ، وجَاه جَاه. وَقَالَ اللَّيْث: الزَّجْرُ: ضربٌ من السَّمَكِ عِظامٌ، والجميع: الزُّجُورُ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للناقة العَلُوقِ: زَجُورٌ. قَالَ الأخطل: وَالْحَرب لاقِحَةٌ لَهُنَّ زَجُورُ وَهِي الَّتِي تَرأَمُ بأنفها وتمنَعْ درَّها. جزر: قَالَ اللَّيْث: الجَزْرُ مجزُومٌ: انقطاعُ الْمَدّ.

يُقَال: مَدَّ البَحْرُ أَو النَّهر فِي كَثْرَة المَاء، وَفِي الِانْقِطَاع: جَزَرَ جَزْراً، وهما يَجْزُرَان. والجَزِيْرَةُ: أرضٌ فِي البَحْرِ يَنْفَرِجُ عَنْهَا مَاء الْبَحْر فتبدو، وَكَذَلِكَ الأَرْض الَّتِي لَا يعلوها السَّيْل، ويُحْدِقُ بهَا فَهِيَ جَزِيْرَةٌ. والجَزِيْرَةُ أَيْضا: كُورةٌ تُتَاخِمُ كُوَرَ الشَّامِ وحُدُوَدَهَا. والجَزِيرَة بالبَصْرَةِ: أَرض نَخْلٍ بَين الْبَصْرَة والأبُلَّة، خُصَّت بِهَذَا الِاسْم. وجزيرة الْعَرَب: مَجَالها، سُمِّيت جَزِيرَة لِأَن الْبَحْرين بحرَ فَارِس، وبَحْرَ السُّودان أحاطا بجانِبَيْها، وأحاط بالجانب الشَّمالي: دجلةُ والفراتُ، وَهِي أَرض الْعَرَب ومَعدِنُها. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) قَالَ: جَزِيرَة الْعَرَب: مَا بَين عَدَنِ أبيَنَ إِلَى أَطْرَاف الشَّام فِي الطول وَأما الْعرض فَمن جُدَّة وَمَا والاها من شط الْبَحْر إِلَى ريف الْعرَاق. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: هِيَ مَا بَين حَفَرِ أبي مُوسَى إِلَى أقْصَى تِهَامَةَ فِي الطول. وَأما الْعرض فَمَا بَين رمل يَبْرِينَ إِلَى مُنْقَطع السَّمَاوَةِ. وَقَالَ اللَّيْث: الجَزْرُ: نَحْرُ الجزَّار الجَزُورَ، وَالْفِعْل: جَزَرَ يَجْزُرُ. والجُزَارَةُ: حق الجَزَّارِ. وتُسَمَّى قَوَائِمُ الْبَعِير ورأسُهُ جُزَارَةً، لِأَنَّهَا كَانَت لَا تُقسَّم فِي المَيْسِرِ وتُعطى الجزَّار. وَقَالَ ذُو الرمة: شَخْتُ الجُزَارَةُ مثل الْبَيْت سَائِرُهُ من المُسُوح خِدَبٌّ شَوقَبٌ خَشِبُ وَقَالَ اللَّيْث: الجَزُورُ إِذا أُفْرِدَ أُنّثَ، لِأَن أَكثر مَا يَنْحَرُونَ النُّوقَ. وَقد اجتَزَرَ القومُ جَزُوراً إِذا جُزِرَ لَهُم. وأجزرتُ فُلاناً جَزُوراً إِذا جَعلتهَا لَهُ، قَالَ: والجَزَرُ: كل شَيْء مُبَاح للذبح، والواحدة: جَزَرَةٌ وَإِذا قُلتَ: أعطيتُه جَزَرَةً فَهِيَ شاةٌ، ذكرا كَانَ أَو أُنْثَى، لِأَن الشَّاة لَيست إِلَّا للذبح خَاصَّة، وَلَا تقع الجَزَرَةُ على الناقةِ والجَملِ لِأَنَّهُمَا لسَائِر العَمَل. ويقالُ: صارَ القومُ جزَراً لعدوهِمْ إِذا قتِلُوا. وَقَالَ ابنُ السّكيت: يقالُ أجزرتهُ شَاة إِذا دفعتَ إِلَيْهِ شَاة يذبحُهَا، نعجةً أَو كَبْشًا أَو عَنْزًا، وَهِي الجَزَرَةُ إِذا كَانَت سَمِينَةً، والجميع: جَزَرٌ، وَلَا تكون الجَزَرَةُ إلاَّ مِن الغَنَمِ، وَلَا يقالُ: أجزرتُه ناقَةً. (أَبُو عبيد عَن الْفراء) : هُوَ الجِزَرُ، والجزرُ للَّذي يُؤْكَلُ، وَلَا يقالُ فِي الشاةِ إِلَّا الجَزَرُ. وَقَالَ الليثُ: الجَزيرُ بلُغَة أهلِ السوادِ: رجلٌ يختارهُ أهلُ القريةِ لِمَا ينُوبهُمْ من نفقاتِ مَنْ يَنزلُ بهمْ من قِبَلِ السلطانِ،

وَأنْشد: إذَا مَا رَأَونَا قَلَّسُوا مِنْ مَهَابَةٍ ويَسْعَى عَلَيْنَا بِالطَّعَامِ جَزِيرُهَا (أَبُو عبيد عَن اليزيدي) : أجزرَ القومُ، من الجزَار، والجَزَار، وهُوَ وَقْتُ صِرَامِ النَّخْلِ، مِثْلُ الجَزَازِ. يقالُ: جَزروا نخلهمْ إذَا صرموهُ، وأجزرَ النخلُ إِذا حانَ صرامُهُ. وَيُقَال أجزرَ الرجُلُ إِذا أسَنَّ ودَنَا فناؤهُ كَمَا يُجْزِرُ النخلُ إِذا أَتَى صِرامُه. وَيُقَال: جزرتُ العسلَ إِذا شُرْتَهُ واستخرجتَهُ من خليَّتِهِ. وتوعَّدَ الحجاجُ بنُ يوسفَ أنسَ بنَ مالكٍ فقالَ: (لأَجْزُرَنَّكَ جَزْرَ الضرَبِ) أَي لأستأصلنَّكَ، والعَسَلُ يُسَمَّى ضَرَباً إِذا غلُظَ، وَإِذا استضرَبَ: سَهُلَ اشتيارُه عَلَى العاسِلِ لأنَّهُ إِذا رَقَّ سالَ. وَفِي حَدِيث عمر (اتَّقُوا هَذِه المَجَازِرَ فَإنَّ لَهَا ضراوةً كضراوةِ الخمرِ) أرادَ بالمجازرِ: مواضِعَ الجزَّارينَ الَّتِي تُنحَرُ فِيهَا الإبلُ وتُذبحُ البَقَرُ، ويُباعُ لُحْمَانُها، وواحدُ المجازِرِ: مَجْزَرَةٌ ومَجْزِرَةٌ، وإنَّمَا نَهاهُمْ عُمر عَن المجازر لِأَنَّهُ كَرِهَ لَهُم إدمانَ أَكْلِ اللحُومِ وجَعَلَ لَهَا ضَراوَة الخَمْرِ أَي عَادَة كعادتِها لأنَّ مَنِ اعتادَ أكلَ اللحومِ أسرفَ فِي النفقةِ، فجعلَ العادةَ فِي أكلِ اللحمِ كالعادةِ فِي شربِ الخمرِ لمِا فِي الدوَامِ عليهِما منْ صَرْفِ النَّفَقةِ والفَسادِ. وَيُقَال: ضري فلَان فِي الصَّيْد وَفِي أكل اللَّحْم إِذا اعتادَه ضَراوة. (أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر) : جَزَرَ النخلَ يَجْزِرُهُ ويَجْزُرُهُ إِذا صرمه ويَحْزِرُهُ، ويَحْزُرُهُ إِذا خَرَصَهُ. قَالَ: وأجزَرَ الْقَوْم، من الجَزُورِ. وَقَالَ الْكسَائي: أجْزَرَ النّخل وأصْرَمَ وأجدَّ بِمَعْنى وَاحِد. زرج: قَالَ اللَّيْث الزَّرجُ فِي بعض: جَلَبَةُ الْخَيل وأصواتُها. (قلت) : لَا أعرف الزَّرْجَ، وَلَا أَدْرِي مَا هُوَ. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : الزَّرَجُونُ: الخمرُ. وَيُقَال: شَجَرُها. (شمر) : قَالَ ابْن شُمَيْل: الزَّرَجُونُ: شَجَرُ العِنَب، كل شَجَرَة: زَرَجُونَةٌ. قَالَ شمر: أُراها فارسية معرَّبة ذَرْدَقُونَ. قَالَ: وَلَيْسَت بمعروفة فِي أَسمَاء الْخمر. وَقَالَ غَيره: زَرْكُون فصُيِّرتِ الكافُ جيماً، يُرِيدُونَ لونَ الذهبِ. وَقَالَ اللَّيْث: الزَّرَجُونُ بلغَة أهل الطَّائِف وَأهل الغَوْرِ: قُضْبانُ الكَرْمِ. وَأنْشد:

بُدِّلوا من منابت الشِّيحِ والإذ خِرِ تيناً ويانعاً زَرَجُونا جرز: (أَبُو عبيد عَن الْكسَائي والأصمعي) : أَرض مَجرُوزَة من الجُرُزِ وَهِي الَّتِي لم يُصِبْها المَطَرُ. وَيُقَال: الَّتِي أُكل نباتها. وَقَالَ الله: {أَفَلاَ يَسْمَعُونَ أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَسُوقُ الْمَآءَ إِلَى الاَْرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلاَ يُبْصِرُونَ} (السَّجْدَة: 27) . قَالَ الْفراء: الجُرُز: أَن تكون الأَرْض لَا نباتَ فِيهَا. يُقَال: قد جُرِزَتِ الأَرْض، فَهِيَ مُجرَوزَةٌ، جَرَزَهَا الْجَرَاد أَو الشَّاء وَالْإِبِل وَنَحْو ذَلِك. قَالَ أَبُو إِسْحَاق قَالَ: الجرُزُ: الأَرْض الَّتِي لَا تُنبِتُ كَأَنَّهَا تَأْكُل النبتَ أكلا. يُقَال: أرضٌ جُرُزٌ، وأرَضُوُنَ أجْرازٌ. وَقَالَ الْأَخْفَش: سَنَةٌ جُرُزٌ إِذا كَانَت جَدْبةً. وَقَالَ القتيبي: الجُرُزُ: الرَّغيبة الَّتِي تَنْشَفُ مَطَراً كثيرا. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: يجوز: الجُرَزُ، والجَرَزُ، والجُرْزُ، كل ذَلِك قد حُكي. قَالَ: وَقد جَاءَ فِي التَّفْسِير أَنَّهَا أرضُ الْيمن. وَيُقَال: امْرَأَة جَرُوزٌ إِذا كَانَت أكولاً. وَيُقَال: سيف جُرَازٌ إِذا كَانَ مستأصِلاً. قَالَ: فَمَنْ قَالَ: الجُرْزُ فَهُوَ تخفيفُ الجُرُزِ، وَمن قَالَ: الجَرَزُ والجَرْزُ فهما لُغَتَانِ، وَيجوز أَن يكون جَرْزٌ مصدرا وُصف بِهِ كَأَنَّهَا أَرض ذَات جَرْزٍ أَي ذَات أكل للنبات. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : أَرض جُرُزٌ: لَا نَبَات فِيهَا. وأجْرَزَ الْقَوْم: وَقَعُوا فِي أَرض جُرُزٍ. وَقَالَ الْفراء: نَاقَة جَرُوزٌ إِذا كَانَت تَأْكُل كل شَيْء. وإنسان جَرُوزٌ إِذا كَانَ أكولاً. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : الجُرَازُ من السيوف: الْمَاضِي النَّافِذ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الجَرَزُ: لحم ظهر الْجمل، وَجمعه: أجْرَازٌ، وَأنْشد فِي صِفَةِ جَمَلٍ كَانَ سميناً ففضخه الحِمْل فَقَالَ: وانْهَمَّ هَامُومُ السَّدِيفِ الواري من جَرَزٍ صُلْبٍ وجَرْزٍ عَارِي قَالَ: والجَرْزُ: القَتْلُ. قَالَ رؤبة: حَتَّى وَقَمْنَا كَيْدَهُ بالرِّجزِ والصَّقعِ من قَاذِفَةٍ وجرْزِ قَالُوا: أَرَادَ بالجَرزِ: القَتلَ، كالسُّمِّ الجُرَازِ، والسيفِ الجُرَازِ. يُقَال: رَمَاه الله بشَرْزَةٍ وَجَرْزَةٍ، يُرَاد بِهِ

الْهَلَاك. (أَبُو عبيد عَن أبي زيد) : قَالَ: الجَارِزُ: السُّعَال. وَقَالَ الشَّماخُ يصف حُمُرَ الْوَحْش: لَهَا بالرُّغَامى والخَيَاشِيمِ جَارِزُ أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: جرزه بالشَّتم إِذا مَا رَمَاه بكلامٍ سوء. قَالَ: التجارز بالْكلَام والفعال. وَيُقَال: طوى فلَان أجْرَازَهُ إِذا انقَبَضَ وانضم بعضُهُ إِلَى بعض. وَطوَى الحَيَّةُ أجرَازَهُ أَي ترحَّى، وأجْرَازُه جمع الجَرَزِ. يُقَال: إِنَّه لذُو جَرَزٍ، أَي: ذُو خُلُقٍ شَدِيد. وَقَالَ الراجز يصف حَيَّة: إِذا طوى أجْرَازَهُ أَثلَاثًا فَعَاد بعد طَرْقَةٍ ثَلَاثًا أَي عَاد ثَلَاث طَرْقٍ بَعْدَمَا كَانَ طَرْقَةً وَاحِدَة. وَقَالَ اللَّيْث: الجُرْزُ من لِبَاس النِّسَاء من الوَبَرِ، أَو مُسُوك الشَّاءِ، والجميع: الجُرُوزُ. قَالَ: والجُرْزُ من السِّلَاح، والجميع: الجِرْزَةُ. (قلت) : هُوَ عَمُود من حَدِيد. قَالَ: الجُرْزَةُ: الحُزْمَةُ من قتَ وَنَحْو ذَلِك. وَيُقَال للناقة إِنَّهَا لجُرَازٌ للشجر، أَي تَأْكُله وتكسِرهُ. رجز: قَالَ الله جلّ وَعز: { (فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} (المدثر: 5) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: قرىء: (والرِّجْزَ) (والرُّجْزَ) ، ومعناهما: وَاحِد: وَهُوَ الْعَمَل الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْعَذَاب. قَالَ الله جلّ وَعز: {لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ} (الْأَعْرَاف: 134) أَي كشفت عَنَّا الْعَذَاب. قَالَ: وَيُقَال فِي قَوْله: { (فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} إِنَّه عبَادَة الْأَوْثَان. قَالَ: وأصل الرِّجْزِ فِي اللُّغَة: تتَابع الحركات، وَمن ذَلِك: قَوْلهم: نَاقَة رَجْزَاءُ إِذا كَانَت قَوَائِمهَا ترتعد عِنْد قِيَامهَا، وَمن هَذَا: رَجَزُ الشّعْر لِأَنَّهُ أقصر أَبْيَات الشّعْر، فالانتقال من بَيت إِلَى بَيت سَرِيْعٌ، نَحْو قَوْله: يَا لَيْتَني فِيهَا جَذَعْ أخُبُّ فِيهَا وأضَعْ وَنَحْو قَوْله: صبرا بني عبد الدَّار وَكَقَوْلِه: مَا هاج أشجاناً وشجواً قد شجا

قَالَ: وَزعم الْخَلِيل أَن الرَّجَزَ لَيْسَ بِشِعْرٍ، وَإِنَّمَا هُوَ أَنْصَاف أَبْيَات وأثلاث، وَدَلِيل الْخَلِيل فِي ذَلِك مَا رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قَوْله: ستُبدي لَك الأيَّامُ مَا كنتَ جَاهِلا ويأتيك من لم تُزَوَّدِ بالأخبار قَالَ الْخَلِيل: لَو كَانَ نِصْفُ البيتِ شِعْراً مَا جرى على لِسَان النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: ستبدي لَك الْأَيَّام مَا كنت جَاهِلا وَجَاء بِالنِّصْفِ الثَّانِي على غير تأليف الشّعْر، لِأَن نصف الْبَيْت لَا يُقَال لَهُ شِعرٌ، وَلَا بيتٌ، وَلَا جَازَ أَن يُقَال لنصف الْبَيْت: شِعرٌ؛ لقيل لجُزْءٍ مِنْهُ شعر، وَجرى على لِسَانه فِيمَا يُروى: أَنا النَّبِي لَا كذب أَنا ابْن عبد الْمطلب قَالَ بَعضهم: إِنَّمَا هُوَ: لَا كَذبَ بِفَتْح الْبَاء فِي الوَصْل. قَالَ الْخَلِيل: فَلَو كَانَ شِعْراً لم يَجْرِ على لِسَان النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ الله تَعَالَى: {أَفَلاَ يَعْقِلُونَ وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِى لَهُ} (يس: 69) أَي وَمَا يتسَهَّل لَهُ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: قَالَ الْأَخْفَش: قَول الْخَلِيل إِن هَذِه الْأَشْيَاء شِعْرٌ وَأَنا أَقُول: إِنَّهَا لَيست شِعْراً، وَذكر أَنه هُوَ ألزَمَ الْخَلِيل مَا ذكرنَا، وأنَّ الْخَلِيل اعتقده. قَالَ أَبُو إِسْحَاق، وَمعنى الرِّجْز فِي العَذَابِ هُوَ الْعَذَاب المقَلْقِل لِشِدَّتِهِ، قَلْقَلَةً شَدِيدَة متتابعة. وَقَالَ اللَّيْث قَالَ الخليلُ: الرَّجَزُ المشطُورُ والمنهوكُ: ليَسا من الشّعْر كَقَوْلِه: أَنا النَّبيُّ لَا كذب والمُشْطُورُ: الأنصاف المسجَّعَةُ. والرَّجَزُ: مصدر رَجَزَ يَرْجُزُ. والأُرَجُوْزَةُ: الْوَاحِدَة، والجميع: الأَرَاجِيْزُ. وارتَجَزَ الرَّجَّازُ ارتِجَازاً، وَهُوَ رَجَّازٌ، وَرَجَّاَزَةٌ، ورَاجِزٌ. (أَبُو عبيد) : الرَّجَائِزُ: مراكبُ أَصْغَر من الهَوَادِجِ. وَقَالَ الشماخ: كَمَا جَلَّلَتْ نِضْوَ القِرَامِ الرَّجَائِزُ وَقَالَ اللَّيْث: الرِّجَازَةُ: شَيْء يُعدل بِهِ ميل الحِمْلِ، وَهُوَ شَيْء من وِسَادَةٍ أَو أَدمٍ إِذا مَال أحد الشِّقَّين وُضِع فِي الشِّقِّ الآخر ليستوي تُسَمَّى رجَازَةَ الْميل، قَالَ: وَوَسْوَاسُ الشَّيْطَان: رِجْزٌ. (أَبُو عبيد عَن العَدَبَّس الكنائي) : قَالَ: الْبَعِير إِذا كَانَ يُصِيبهُ اضْطِرَاب فِي فَخذيهِ إِذا أَرَادَ الْقيام سَاعَة ثمَّ ينبسط فَهُوَ أَرْجَزُ، وَقد رَجِزَ رَجَزَاً. قَالَ الرَّاعِي يصف الأثافي:

ثَلاَثٌ صَلَيَن النَّاَر شهرا وأرْزمَتَ عليهنَّ رَجْزَاءُ القيامِ هَدُوجُ يَعْنِي ريحًا تَهْدِجُ، لَهَا رَزَمَةٌ. وَيُقَال: أَرَادَ برَجْزَاءِ الْقيام قِدْراً كَبِيرَة ثَقيلَة، هَدُوجٌ: سريعةُ الغَلَيَان. وَقَالَ أَبُو النَّجْم فِي صفة النَّاقة الرَّجْزَاء: حَتَّى يقومَ تكلُّفَ الرَّجْزَاءِ وَيُقَال للريح إِذا كَانَت دائمة: إِنَّهَا لرَجْزَاءُ، وَقد رَجَزَتْ رَجْزاً. وارتَجَزَ الرَّعْد ارتِجَازاً إِذا سَمِعت لَهُ صَوتا مُتَتَابِعًا. وَتَرَجَّزَ السَّحَاب أَي تحرّك تحركاً بطيئاً لِكَثْرَة مَائه. قَالَ الرَّاعِي: ورجَّافاً يَحِنّ المزنُ فِيهِ تَرَجَّزَ من تِهَامة فاسْتَطَارا أَرَادَ بالرَّجَّاف: السَّحَاب. ج ز ل جلز، جزل، زجل، زلج، لزج: مستعملة. جزل: (الْأَصْمَعِي) : الجَزَلُ: أَن يُصيبَ الغارِبَ دبَرة فيخرُجَ مِنْهُ عَظْمٌ، ويُشد حَتَّى يُرى مَكَانَهُ مطمئناً، يُقَال مِنْهُ: جَزِل الْبَعِير يَجْزَلُ جَزَلاً. وَأنْشد قَول أبي النَّجْم: يُغَادِرُ الصَّمْدَ كَظَهْرِ الأجزَلِ وامرأةٌ جزلَةٌ إِذا كَانَت جيدةَ الرَّأْي، ورجلٌ جَزْلٌ، وَمَا أبينَ الجَزَالةَ فِيهِ أَي جودةَ الرَّأْي. وَيُقَال: ضَرَبَ الصَّيدَ فَجَزَلَهُ جَزْلَتَين أَي قطعه قِطعتين. والحَطَبُ الجَزْلُ: الغليظُ مِنْهُ. وَيُقَال: جَاءَ زَمَنُ الجُزَالِ وَهُوَ زمن صِرَامِ النّخل. وَقد أجْزَلَ لَهُ الْعَطاء إِذا أعَظَمَ. وجَزَلَ يَجْزِلُ إِذا قَطَعَ، وَأنْشد: حَتَّى إِذا مَا حَان من جَزَالِهَا وحطَّت الجُرَّام من جِلاَلِهَا وَقَالَ اللَّيْث: عَطاء جَزْلٌ وجَزِيلٌ إِذا كَانَ كثيرا. وَامْرَأَة جَزْلَةٌ: ذَات أرداف وثيرة. (أَبُو عبيد عَن أبي عمرٍ و) : الجَوْزَلُ: السُّمُّ. وَقَالَ ابْن مقبل يصف نَاقَة: سَقَتْهُنَّ كأساً من زُعَافٍ وجَوَزلاَ قَالَ شمر: لم أسمع الجَوْزَلَ بِمَعْنى السمِّ لغير ابْن مقبل. وَقَالَ أَبُو عبيد: الجَوْزَلُ: الفَرْخُ، وَجمعه: الجَوازِلُ. وَقَالَ ذُو الرمة: سوى مَا أصابَ الذئبُ مِنْهُ وسُرْبَةٌ أطافت بِهِ من أُمَّهَات الجَوَازِلِ

(ابْن الْأَعرَابِي) : بَقِي فِي الْإِنَاء جَزْلة، وَفِي الجُلَّةُ جِزْلَةٌ، وَمن الرَّغِيف جِزْلَةٌ أَي قِطْعَة. وَيُقَال: جُزِلَ غَارِبُ الْبَعِير فَهُوَ مَجْزُولٌ: مثل جَزِلَ. وَقَالَ جرير: مَنَعَ الأُخيطِلُ أَن يسامِيَ عِزَّنا شَرَفٌ أجبُّ وغاربٌ مَجْزُولُ جلز: قَالَ اللَّيْث: الجَلزُ: شدَّة عَصْبِ العَقَبِ، وكل شَيْء يُلوى على شىء فَفِعْلُهُ: الجَلْزُ، واسْمه: الجِلاَزُ. وجَلائِزُ القوسِ: عَقَبٌ يُلوى عَلَيْهَا فِي مَوَاضِع، وكل وَاحِدَة مِنْهَا: جِلاَزَةٌ، والجِلاَزُ: أَعم، أَلا ترى أَن الْعِصَابَة: اسْم للَّتِي للرأس خَاصَّة. وكل شَيْء يُعصَّب بِهِ فَهُوَ العِصَابُ. وَإِذا كَانَ الرجل معصُوبَ الخَلْقِ واللحْم. قلت: إِنَّه لَمَجلُوزُ اللَّحْم والخلق، وَمِنْه اشتُق: نَاقَة جَلْسٌ، بِالسِّين بَدَلٌ من الزَّاي، وَهِي الْوَثِيقَة الخَلْقِ. والجِلْوَازُ: الشُّرَطِيُّ، وَجَلْوَزْتُهُ: خِفَّتُهُ فِي ذَهَابه ومجيئه بَين يَدي الْعَامِل. وَقَالَ الفرّاء: الجِلئِزُ من النِّسَاء، بِالْهَمْز: القصيرة. وَأنْشد أَبُو ثروان: فَوق الطَّوِيلَة والقصيرة شَبْرُها لَا جِلئِزٌ كُنُدٌ وَلَا قَيْدُودُ قَالَ: وَهِي الفِنئِلُ أَيْضا. وَيُقَال: جَلَّزَ فِي نَزْعِ الْقوس إِذا أَغْرقَ فِيهِ حَتَّى بلغ النَّصْلَ، وَقَالَ عدي: أبلِغْ أَبَا قابوسَ إِذْ جلَّزَ النَّ زعُ وَلم يُوْجَدْ كَظَبيٍ يُسُر (ابْن السّكيت عَن أبي عمرٍ و) : التَّجْلِيزُ: الذّهاب، وَقد جلَّز فَذهب وَأنْشد: ثمَّ سَعَى فِي إثْرهَا وجلَّزا (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الجِلَّوْزُ: البُنْدُقُ، والجِلَّوزُ: الضَّخْمُ الشُّجاع. وَقَالَ النَّضر: جَلَزَ شَيْئا إِلَى شَيْء أَي ضمَّه إِلَيْهِ وَأنْشد: قَضَيْتُ حُوَيْجَةً وَجَلَزْتُ أُخْرَى كَمَا جَلَزَ الفُشَاغُ على الغصون وَقَالَ ابْن السّكيت: هُوَ ابْن مِجْلَزٍ، والعامة تَقول: مَجْلِزْ، وَهُوَ مُشْتَقّ من جَلْزِ السَّوْط وَهُوَ أغلظه عِنْد مَقْبِضِهِ، وجَلْزُ الشَّيْء: أغلظه. زجل: قَالَ اللَّيْث: الزَّجْلُ: الرَّمْي بالشَّيْء تأخُذُهُ بِيَدِك فترمي بِهِ. والزَّجْلُ: إرْسَال الحَمَام الْهَادِي من مَزْجَلٍ بعيد. وَقد زَجَلَ بِهِ يَزْجُلُ. والزَّجَلُ: رفع الصَّوْت الطَّرب. يُقَال: حَادٍ زَجِلٌ، ومغنَ زَجِلٌ، وَقد زَجِلَ

يَزْجَلُ زَجَلاً، وَقَالَ فِي قَوْله: وَهُوَ يغنِّيها غناء زَاجِلا وَقَالَ: يَا ليتنا كُنَّا حمامَيْ زَاجِل قَالَ: والزَّاجِلُ: الْحلقَة من الخَشَبَةِ تكون مَعَ المُكاري فِي الحِزَامِ. وَقَالَ أَبُو عبيد: الزَّاجِلُ بِفَتْح الْجِيم: العُودُ الَّذِي يُشد بِهِ القِرْبَة، قَالَ: وَجمعه: زَوَاجِلُ، وَقَالَ الْأَعْشَى: فهان عَلَيْهِ أَن تَجِفَّ وِطَابُكم إِذا حُنِيَتْ فِيمَا لَدَيْهِ الزَّوَاجِلُ قَالَ: وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: الزَّاجَلُ: مَنِيُّ الظليمِ. قَالَ ابْن أَحْمَر: وَمَا بَيْضَاتُ ذِي لِبَدٍ هِجَفَ سُقين بِزَاجِلٍ حَتَّى رَوِينا (قلت) : سمعتهما مَعًا بِفَتْح الْجِيم بِغَيْر همز، والهمزُ فِيهَا لُغَة. (أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي) : الزُّجْلَةُ: الْجَمَاعَة، وَجَمعهَا: زُجَل. قَالَ لبيد: كَحَزِيقِ الحَبَشِيِّيْنَ الزُّجَلْ وَقَالَ غَيره: الزَّاجِلُ: سِمَةٌ يُوْسَمُ بهَا أعناقُ الْإِبِل. قَالَ الراجز: حمضيَّةٌ جَاءَت عَلَيْهَا الزَّاجَل والمِزجالُ: شبه المزراقِ، وَهُوَ النَّيْزَكُ يُرمى بِهِ. وَقد زَجَله زَجْلاً بالمِزْجَالِ قَالَ أَبُو النَّجْم: وترتمي بالصخر زُجْلاً زَاجِلا أَي رمياً شَدِيدا. وَقَالَ أَبُو سعيد فِي بَيت ابْن أَحْمَر: كَانَ أَصْحَابنَا يَقُولُونَ: الزَّاجَلُ: مَاء الظليم. قَالَ: وَأَخْبرنِي من سمع الْعَرَب تَقول: إِن الزَّاجَلَ هَا هُنَا مُزَاجَلَة النعامة والهَيْقِ فِي أَيَّام حِضَانِهما، وَهُوَ التقليب، لِأَنَّهَا إِذا لم تُزاجل مَذِرَ الْبيض، فَهِيَ تُقلِّبه لِيَسْلَمَ من المَذَرِ. (أَبُو عبيد عَن الْفراء) : الزِّئجيل، والزُّؤاجل: الضَّعِيف من الرِّجَال. وَقَالَ الْأمَوِي: هُوَ الزِّنجيل. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الزَّاجِلُ: الرَّامِي، والزّاجلُ: قَائِد العساكر. (أَبُو عبيد) : زَجَلتُ بالشيءِ ونَجَلْتُ بِهِ إِذا رمَيْتَ بِهِ. وَقَالَ ابْن السّكيت: الزُّجْلةُ: البِلَّةُ من الشَّيْء الهَنِيْهَةُ مِنْهُ. يُقَال: زُجْلَةٌ من مَاء أَو بُرَدٍ أَو نَجْلٍ. قَالَ: والجِلْدَةُ الَّتِي بَين الْعَينَيْنِ تسمى زُجْلَةً، قَالَه فِي قَوْله: كأنَّ زُجلَةَ صَوْبٍ صَابَ من بَرَدٍ شنَّت شآبِيبُهُ من رائِحٍ لَجِبِ

نَوَاصِحٌ بَين حَمَّاوَينِ أحْصَنَتَا مُمَنَّعاً كهُمَامِ الثّلجِ بالضَّرَبِ النَّوَاصِحُ: أَرَادَ بهَا الثنايا البيضَ، وَأَرَادَ بالحَمَّاوَينِ شَفَتَيْهَا. لزج: قَالَ اللَّيْث: اللَّزَجُ: مصدر الشَّيْء اللَّزِجِ، وَقد لَزِجَ يَلْزَجُ لَزَجاً، وأكلتُ شَيْئا فَلَزِجَ بإصبعي أَي عَلِقَ بِهِ، وَزِبيبَةٌ لَزِجَةٌ. قَالَ: والتَّلَزُّجُ: تتبُّع البُقُول والرِّعْي الْقَلِيل من أَوله أَو فِي آخر مَا يَبْقَى، وَقَالَ العجاج: وفَرَغَا من رعْي مَا تَلَزَّجَا وَقَالَ غَيره: تلزَّج البقل إِذا كَانَ لدْناً فَمَال بعضه على بعض. زلج: (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: الزُّلُج: السِّراع من جَمِيع الْحَيَوَان. والزُّلُجُ: الصخور المُلْسُ. قَالَ: والزَّالجُ: الَّذِي يَشْرَبُ شُرباً شَدِيدا من كل شَيْء وَهُوَ الزابج، والزَّالِجُ: النَّاجِي من الغمرات، يُقَال: زَلَجَ يَزْلِجُ فيهمَا جَمِيعًا. والزَّلِيجَةُ: النَّاقة السريعة. وَأما قَول ذِي الرمة: حَتَّى إِذا زَلَجَتْ من كُلِّ حنَجَرَةٍ إِلَى الغليل وَلم يقصَعْنَه نُغَبُ فَإِنَّهُ أَرَادَ زَلَجَتْ نُغَبٌ من المَاء أَي جُرَع إِلَى غليلها أَي انحدرت فِي حناجرها مسرعة لِشِدَّةِ عَطَشِهَا. وَقَالَ اللَّيْث: الزَّلَجُ: سُرْعَةُ ذهَاب الْمَشْي ومُضِيِّه. يُقَال: زَلَجَتِ النَّاقة تَزْلَجُ زَلْجاً إِذا مَضَت مُسْرِعَةً كَأَنَّهَا لَا تُحَرِّك قوائِمَها من سُرْعتها. والسهمُ يَزْلِجُ على وَجه الأَرْض ثمَّ يمْضِي مَضَاءً زَلْجاً وزَليجاً. وَإِذا وَقع السهْم بأرضٍ، وَلم يقْصد إِلَى الرَّمِيَّة قلتَ أزلَجْت السهْم يَا هَذَا. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: الزَّالِجُ من السِّهَام إِذا رَمَاه الرَّامِي فقصَّر عَن الهدف وَأصَاب صَخْرَة إِصَابَة صُلبة فاستقل من إِصَابَة الصَّخْرَة إِيَّاه فقوي وارتفع إِلَى القرطاس، وَهُوَ لَا يُعدُّ مُقَرطِساً، فَيُقَال لصَاحبه: أَلحَثَنِي لَا خير فِي سَهْمٍ زَلَجْ (اللِّحياني) : سِرنا عَقَبَةً زُلُوجاً، وزَلُوقاً أَي بعيدَة طَوِيلَة. والزَّلَجَانُ: التَّقَدُّم فِي السُّرعَةِ، وَكَذَلِكَ: الزَّلَخان. وَمَكَان زلجٌ وزَلْخٌ أَي دَحْضٌ. وَقَالَ أَبُو زيد: زَلَجَتْ رِجْلُهُ، وزَلَخَتْ، وَأنْشد: قَامَ على مَرْتَبَةٍ زَلجٍ فَزَل وَأما السرعة فِي الْمَشْي فَيُقَال: زَلَجَ يَزْلجُ زَلْجاً، وَأنْشد:

وَكم هجَعَتْ وَمَا أطلقتُ عَنْهَا وَكم زَلَجَت وظِلُّ اللَّيْل داني والمُزَلَّجُ من الْعَيْش: المدافع بالبُلغة، وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: عِتْقُ النجَار وعيشٌ فِيهِ تَزْلِيجُ والمُزَلَّج: الدُّوُن من كل شَيْء. وحُبٌّ مُزَلَّجٌ: فِيهِ تَغْرِيرٌ. وَقَالَ مُلَيْح الهُذلي: وَقَالَت أَلا قد طالما قد غررتَنا بِخَدْعٍ وَهَذَا مِنْك حُبٌّ مُزَلَّجُ (أَبُو عبيد عَن أبي عمرٍ و) : المُزَلَّج من الرِّجَال: المُلصَقُ بالقوم. وزلَّجَ فُلانٌ كلاَمَهُ تزليجاً: إِذا أخرجه وسيَّره. وَقَالَ ابْن مُقبل: وصَالَحَةِ العَهدِ زلَّجتُها لِوَاعِي الْفُؤَاد حَفِيْظِ الأُذُنْ يَعْنِي قصيدةً أَو خُطبةً. وَقَالَ اللِّحياني: تركتُ فلَانا يتزلَّج النَّبِيذ تزلُّجاً أَي يُلح فِي شربه. (أَبُو عبيد عَن أبي زيد) : أزلجتُ الْبَاب إزلاجاً إِذا أغلقته. وَقَالَ اللَّيْث: المِزلاَج: كَهَيئَةِ المغلاق وَلَا ينغلق إِنَّمَا يُغلق بِهِ الْبَاب، وَهُوَ الزِّلاج أَيْضا. يُقَال: أَزْلَجَ البابَ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: مَزَالِيجُ أهل الْبَصْرَة إِذا خرجتِ الْمَرْأَة من بَيتهَا، وَلم يكن فِيهِ رَاقِبٌ تثق بِهِ، خرجَت فردَّت بَابهَا، وَلها مِفْتَاح أعقَفُ مثل مِفْتَاح المَزَالِيجِ من حَدِيد، وَفِي الْبَاب ثقبٌ فتُولِجُ فِيهِ المفتاحَ فتُغلِقُ بِهِ بابَها، وَقد زَلَجَتْ بَابهَا زَلْجاً إِذا أغلقته بالمِزْلاَجِ. ج ز ن جنز، زنج، نزج، نجز، جزن: مستعملة. أهمل اللَّيْث: نزج، وزنج وهما مستعملان. نزج: روى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: نزج إِذا رقص. وَقَالَ غَيره: النَّيْزَجُ: جَهَازُ الْمَرْأَة إِذا كَانَ نازِيَ البَظْرِ طَوِيْلَهُ، وَأنْشد ابْن السّكيت: بِذَاكَ أشفي النَّيَزَجَ الحِجَامَا (زنج) : (الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت) قَالَ: الزَّنجُ، والزِّنجُ: لُغَتَانِ، وهم جيل من السودَان، وَرُبمَا نادَوْ فَقَالُوا: يَا زَنَاجِ للزِّنجِيِّ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: الزَّنَجُ: شدَّة الْعَطش. وَقد زَنِجَ زَنَجاً، وصَرّ صَرِيراً، وصَرِيَ، وصَدِيَ بِمَعْنى وَاحِد. (عمروٌ عَن أَبِيه) : الزِّنَاجُ: الْمُكَافَأَة بِخَير

أَو شرَ. وَقَالَ ابْن بُزُرجَ: الزَّنَجُ والحَجَزُ: وَاحِد، يُقَال: حَجِزَ الرجل أَو زَنِجَ وَهُوَ أَن يُقْبَضَ أمعاء الرجل ومصارينه من الظَمَأ فَلَا يستطيعُ أَن يُكثِرَ الشُّربَ أَو الطُّعْمَ. جنز: قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: الجِنَازَةُ بِالْكَسْرِ: السرير، والجَنَازَةُ بِالْفَتْح: الميِّتُ. وَقَالَ اللَّيْث: الجنَازَةُ: الْإِنْسَان الميِّت. وَالشَّيْء الَّذِي قد ثَقُلَ على قوم واغتَمَّوا بِهِ هُوَ أَيْضا: جَنَازة، وَأنْشد: وَمَا كُنْتُ أخْشَى أَن أكون جَنَازَةً عَلَيكِ وَمن يَغْتَرُّ بالحَدَثَانِ قَالَ: إِذا مَاتَ الإنسانُ فَإِن الْعَرَب تَقول: رُمي فِي جِنَازَتهِ فَمَاتَ. قَالَ اللَّيْث: وَقد جرى فِي أَفْوَاه النَّاس جَنَازة بِالْفَتْح، والنَّحَارِيرُ يُنكروُنه. وَيَقُولُونَ: جُنِزَ الشَّيْء فَهُوَ مَجْنُوزٌ إِذا جُمِعَ. (أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي) : الجِنَازَةُ بِالْكَسْرِ هُوَ الميِّت نفسُهُ، والعوام يتوهَّمُونَ أَنه السرير، تَقول الْعَرَب: تركتُه جَنَازَةً أَي مَيْتاً، وَقَالَ أَبُو دَاوُد المَصَاحِفيُّ قلت للنضر: الجَنَازَةُ هُوَ الرجل أَو السرير؟ فَقَالَ: السرير مَعَ الرجل، قَالَ: وَسمعت عبيد الله بن الْحسن يَقُول: سُمِّيَت الْجِنَازَة لِأَن الثِّيَاب تُجمع والرجُلُ على السرير. قَالَ: وجُنِزوا أَي جُمِعُوا، وَقَالَ شمر قَالَ ابْن شُمَيْل: ضُرب الرَّجُلُ حَتَّى تُرك جِنَازَةً. وَقَالَ الْكُمَيْت يذكر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَيا وَمَيتًا: كَانَ مَيتاً جِنَازَةً خير مَيْتٍ غيَّبَتْهُ حفائِرُ الأقوامِ قَالَ شمر: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الجِنَازَةُ الميِّت، يُقَال طُعِنَ فِي جِنَازَتِهِ إِذا مَاتَ، وَأنْشد: كَأَنَّمَا القَومُ على صِفَاحِها جَنَائِزٌ قَدْ بِنَّ من أرواحها وَقَالَ شمر: يُقَال: جَنَازَةٌ وجِنَازَةٌ، ودجَاجةٌ ودِجَاجَةٌ. جزن: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: قَالَ المؤرج: حَطَبٌ جَزْنٌ وجَزلٌ، وَجمعه: أجزُنٌ وأجزُلٌ، وَهِي الْخشب الغِلاظ. قَالَ جَزْءُ بن الْحَارِث: حمى دونه بالشوك والتفَّ دونه من السِّدر سُوقٌ ذاتُ هول وأجزُنِ نجز: قَالَ اللَّيْث يُقَال: نَجَزَ الوَعْدُ يَنْجُزُ نَجْزاً، وأنجَزْتُهُ أَنا، ونَجَزتُ بِهِ وإنجازُكه: تَعْجِيلُكَه، ووفاؤك بِهِ، وَنَجَزَ هُوَ أَي وفى بِهِ، وَهُوَ مثل قَوْلك: حَضَرتِ الْمَائِدَة، وَإِنَّمَا أُحضِرَت، وَمن أمثالهم (نَاجِزٌ بِنَاجِزٍ) كَقَوْلِك: يدا بيد، وعاجلٌ بعاجلٍ.

وَأنْشد: رَكْضَ الشَّموس نَاجِزاً بناجِزِ والمُنَاجَزَةُ فِي الْحَرْب: أَن يتبارز الفارسان حَتَّى يُقتل أَحدهمَا. وَأنْشد: ووقفتُ إِذْ جبن المشيَّ عُ موقف القِرن المُنَاجِزْ قَالَ: وَهَذَا عَروض مُرَفَّل من ضرب الْكَامِل على أَرْبَعَة أَجزَاء مُتَفَاعِلُن وَفِي آخِره حرفان زِيَادَة، وَهُوَ مقيَّد لَا يُطلق، والتَّنَجُّزُ: طلب شَيْء قد وُعِدْتَه. وَقَالَ أَبُو عبيد: من أمثالهم: (إِن أردْت المُحَاجَزَةَ فَقَبْلَ المُنَاجَزَةِ) يُضربُ لِمَنْ يطْلب الصُّلحَ بعد الْقِتَال. (أَبُو عبيد) : نَجَزَ الشَّيْء إِذا فني وَذهب فَهُوَ ناجز. وَقَالَ النَّابِغَة: فمُلكُ أبي قَابُوس أضحى وَقد نَجَزْ وَنَجَزَتِ الْحَاجة إِذا قُضيت، وإنجَازُكَهَا: قَضَاؤُهَا. (ابْن السّكيت) : نَجَزَ: فَنِيَ، وَنَجَزَ: قضى حَاجته. وَقَالَ أَبُو الْمِقْدَام السُّلَمي: يُقَال: أنْجَزَ عَلَيْهِ وأوجَزَ وأجْهَزَ عَلَيْهِ بِمَعْنى وَاحِد. ج ز ف اسْتعْمل من وجوهه: (جزم) جزف: قَالَ اللَّيْث: الجُزَافُ فِي البيع، وَالشِّرَاء: دخيل، وَهُوَ بالحَدْسِ بِلَا كَيْلٍ وَلَا وَزْنٍ، تَقول: بِعْتُهُ بالجُزَافِ، والجُزَافَة، وَالْقِيَاس: جِزَافٌ، واجتَزَفْتُ الشَّيْء اجتِزَافاً: إِذا اشْتَرَيْته جِزَافاً. وَقَالَ صَخْر الغيِّ يصف السَّحاب: فأقبَلَ مِنْهُ طِوَالَ الذّرَى كأنَّ عليهنِّ بَيْعاً جَزِيفَا أَي اشتُري جِزَافاً بِلَا كيل، وَيُقَال: تجزَّفْتُ فِي كَذَا تجزفاً أَي تنفَّذْتُ فِيهِ. ج ز ب جبز جزب بزج زبج: مستعملة. زبج: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ أَبُو عبيد وَابْن الْأَعرَابِي: أخذتُ الشَّيْء بزَأبَجِهِ، وبِزَأْمَجِهِ إِذا أَخَذته كُلَّهُ، والهمزة فيهمَا غير أَصْلِيَّة. بزج: أهمله اللَّيْث، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: البازِجُ: المُفَاخِرُ. وَقَالَ أعرابيٌّ لرجُلٍ: أَعْطِنِي مَالا أُبَازِجُ بِهِ أَي أُفاخِرُ بِهِ. وَأنْشد شمر: فَإِن يَكُنْ ثوبُ الصِّبا تضرَّجا فقد لَبِسْنَا وشْيَهُ المبزَّجا قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المُبَزَّجُ: المُحَسَّنُ المُزَيَّنُ وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو نصر وَقَالَ شمر فِي كَلَامه: أَتَيْنَا فلَانا فَجعل يُبزِّج كَلَامه:

أَي يحسِّنه. وَيُقَال: بازَجَ يُبازِجُ مُبَازَجَةً. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : هُوَ يَبْزُجُ عليَّ فلَانا، وَيَمْزُجُهُ ويزمُكُهُ ويزُكُّهُ أَي يحرِّشُهَ. وهما يَتَبَازَجَانِ وَيَتَمَازَجَانِ: أَي يَتَفَاخَرَانِ. جزب: أهمله اللَّيْث. (أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الجِزْبُ: النَّصيبُ، أعطِنِي جِزْبِي أَي نَصِيبي وَنَحْو ذَلِك قَالَ ابْن المستنير. وَقَالَ: الجِزْبُ: والجِزمُ للنصبيب. قَالَ: والجُزب: العبيد. وَبَنُو جُزَيبة: مَأْخُوذ من الجُزْبِ، وَأنْشد: ودُودَانُ أجلَتْ عَن أبانين والحِمى فِراراً وَقد كُنَّا اتخذناهُمُ جُزْبَا وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المِجْزَبُ: الحَسَنُ السِبّرِ: الظاهِرُهُ. جبز: قَالَ اللَّيْث: الجِبْزُ: اللَّئِيم الْبَخِيل. (قلت) : وَقد ذكره رؤبة فِي زَائيَّتِهِ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: أكلتُ خُبزاً جَبِيزاً: أَي يَابسا قفاراً. ج ز م جزم جمز مزج زمج زجم: مستعملة. جزم: قَالَ اللَّيْث: الجَزْمُ: عزيمةٌ فِي النَّحْو فِي الْفِعْل، فالحرف المَجْزُوُم، آخِرُهُ لَا إِعْرَاب لَهُ. والجَزْمُ: ضرب من الْكِتَابَة، وَهُوَ تَسْوِيَة الْحَرْف، وَقَلَمٌ جَزْمٌ: لَا حرف لَهُ. وَمن الْقِرَاءَة: أَن يُجْزَمَ الكلامُ جَزْماً، تُوضَع الْحُرُوف فِي مَوَاضِع فِي بيانٍ ومَهَلٍ. والجَزْمُ: الْحَرْف إِذا سكن آخِره. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس المُبَرَّد فِيمَا روى أَبُو عمر لَهُ: إِنَّمَا سمي الْجَزْم فِي النَّحْو جزما لِأَن الْجَزْم فِي كَلَام الْعَرَب: القَطْعُ. يُقَال: أفْعَلُ ذَلِك جزما، فَكَأَنَّهُ قطع الإعرابَ عَن الحَرفِ. وَرُوِيَ عَن النَّخَعي أَنه قَالَ: التَّكبير: جَزْمٌ، وَالتَّسْلِيم: جزم، أَرَادَ أَنَّهُمَا لَا يُمَدَّانِ، وَلَا يُعرب آخر حروفهما، وَلَكِن يسكَّن، فَيُقَال: الله أكبرْ إِذا وقف عَلَيْهِ، وَلَا يُقَال: الله أكبرُ فِي الْوَقْف. وَيُقَال: جزمتُ مَا بيني وَبَينه، أَي قَطَعْتُهُ. (أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة) : جزمْتُ النّخل، وَجَرمْتُهَ إِذا خَرَصْتَه وحَزَرته. وروى ابْن حبيب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: إِذا بَاعَ الثَّمَرَة فِي أكمامها بِالدَّرَاهِمِ فَذَلِك الجَزْمُ، وَقد اجْتَزَمَ فلَان نخل فلَان فَأَجْزَمَهُ أَي ابتاعه مِنْهُ فَبَاعَهُ. (سَلمَة عَن الْفراء) : جَزَمتُ القِرْبَة: ملأتُها. وَقَالَ أَبُو عبيد: وَأنْشد:

فَلَمَّا جَزَمْتُ بِهِ قِربَتي تيمَّمْتُ أطِرقَةً أَو خَلِيفَا (أَبُو عبيد) : جزَّم القومُ إِذا عجزوا. وبقيتُ مُجَزِّماً: أَي مُنْقَطِعًا بِي، وَأنْشد: وَلَكِنِّي مَضَيْتُ وَلم أُجَزِّم فَكَانَ الصَّبرُ عَادَة أوَّلينا وَيُقَال: جزَّم الْبَعِير فَمَا يبرح. وانْجَزَمَ الْعظم إِذا انْكَسَرَ. (سَلمَة عَن الْفراء) : جَزَمَتِ الْإِبِل إِذا رويَتْ من المَاء. وبعير جَازِمٌ، وإبلٌ جَوَازِمُ. وَيُقَال للسِّقاء مِجْزَمٌ، وَجمعه: مَجَازِمُ. زمج: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: زَمَجَ القِرْبَةَ وجَزَمَها إِذا مَلأَها. وَقَالَ اللحياني: وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: زَمَجَ على الْقَوْم، ودَمَقَ ودَمَر بِمَعْنى وَاحِد. وروى أَبُو تُراب عَن شمر: زَمَجَ بَين القومِ، وزَأجَ إِذا حرَّشَ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : أَخذ الشَّيْء بزَأبَرِهِ، وبَزأمَجِهِ إِذا أَخذه كُله. (اللَّيْث) : الزُّمَّج: طَائِر دون العُقاب، فِي قِمَّته حُمرة غالبَةٌ تُسَمّيهِ العَجَمُ دُبرَاذَ. قَالَ: وترجمته أَنه إِذا عجز عَن صَيْده أَعَانَهُ أَخُوهُ على أَخذه. مزج: قَالَ اللَّيْث: المَزْجُ: خلطُك المِزَاجَ بالشَّيْء. ومِزَاجُ الجسمِ: مَا أُسِّس عَلَيْهِ البدنُ من الْمَرَّتَيْنِ، والدمِ والبَلْغَمِ. وَيُقَال: قد مزَّج السُّنْبُلُ إِذا لوَّن من خُضْرةٍ إِلَى صُفْرةٍ. والمَزْجُ: الشَّهدُ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب: فجَاء بِمَزجٍ لم ير الناسُ مثله هُوَ الضَّحْكُ إِلَّا أَنه عَمَلُ النَّحْل وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يَسأَلُ السَّائِلُ، فَيُقَال: مزِّجوه أَي أَعْطوهُ شَيْئا، وَأنْشد: وأغْتَبِقُ الماءَ القَرَاحَ وأنطوي إِذا المَاءُ أَمْسَى للممزَّجِ ذَا طعمِ جمز: قَالَ اللَّيْث: جَمَزَ الإنسانُ والدابةُ وَالْبَعِير يَجْمِزُ جَمْزاً. وجَمَزَى وَهُوَ عَدْوٌ دون الحُضْرِ الشَّديد، قَالَ أُميَّة بن أبي عَائِذ الهُذلي: كَأَنِّي ورحلي إِذا زُعتُها على جَمَزَى جازىءٍ بالرِّحالِ (أَبُو عبيد عَن الْكسَائي) : النَّاقة تعدو الجَمَزَى، والوَكَرَى. والوَلَقَى، وَقد جمَزَتْ، وَهُوَ العَدْوُ الَّذِي كَأَنَّهُ ينزُو. وَقَالَ شمر: بَلغنِي أَن الْأَصْمَعِي قَالَ: قَول الهذليِّ. جَمَزَى وحَيَدى بالرِّحال خطأ لِأَن (فَعَلَى) لَا تكون إِلَّا للمؤنث. قَالَ شمر: وَرَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي: حيِّد

بالرِّحَالِ يُرِيد عَن الرِّحَالِ. (قلت) : ومَخرَجُ من رَوَاهُ: على جَمَزَى على عيْر ذِي جَمَزَى أَي ذِي مِشْيَة جَمَزَى، وَهُوَ كَقَوْلِهِم: نَاقَة وَكَرَى أَي ذَات مِشيةٍ وَكَرَى. وَقَالَ اللَّيْث: الجُمْزَانُ: ضرب من التَّمْر، وَالنَّخْل والجُمَّيز، وَمِنْهُم من يَقُول: الجُمَّيزى: شجر كالتين فِي الخِلقَةِ، ويعظُمُ عِظَمَ الفِرصَادِ، وورقُهُ أصغَرُ من ورق التِّين، وَيحمل تيناً صغَارًا من بَين أصفر وأسود، يكون بالغور، ويسمَّى التِّين الذَّكَرَ. ويُسَمِّي بعضُهم حَمْلَهُ الحُما، فالأصفر مِنْهُ حُلْوٌ، وَالْأسود يدمِّي. والجُمْزَةُ كُتلة من تمر وأقط وَنَحْو ذَلِك. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنه تَوَضَّأ فَضَاقَ عَن يَدَيْهِ كُمًّا جُمَّازة كَانَت عَلَيْهِ فأَخْرَجَ يَدَيْهِ من تَحْتِهَا) . والجُمَّازة: مِدْرَعَةُ صُوفٍ ضيِّقةٌ الكُمَّيْن، وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: بكفيك من طاقٍ كثير الْأَثْمَان جُمَّازةٌ شُمِّر مِنْهَا الكُمَّان وَقَالَ أَبُو وَجْزَةَ: دَلَنْظَى يَزِلُّ القَطْرُ عَن صَهَوَاتِهِ هُوَ اللَّيْث فِي الجُمَّازَةِ المتورِّد (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: الجَمْزُ: الاستهزاءُ. زجم: قَالَ اللَّيْث: مَا تَكَلَّم بِزَجْمَةٍ، أَي مَا نَبَسَ بِكَلِمَة. قَالَ: والزَّجُومُ من القسيِّ: الَّتِي لَيست بشديدة الإرَنانِ، وَقَالَ أَبُو النَّجْم: فَظَلَّ يمطُو عُطُفاً زجوما (أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر) : بعيرٌ أَزْيَمُ وأسجَمُ وَهُوَ الَّذِي لَا يرغو. قَالَ شمر: الَّذِي سَمِعت: بَعِيرٌ أزجَمُ بالزاي وَالْجِيم، وَلَيْسَ بَين الأزيَمِ والأزْجَم إِلَّا تَحْوِيلُ الياءِ جيماً، وأنشدنا أَبُو جَعْفَر الهُزيميُّ، وَكَانَ عَالما: من كل أزجَمَ شَابِكٍ أنيَابُهُ ومقصَّف بالهدل كَيفَ يَصُولُ وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الْعَرَب تجْعَل الْجِيم مَكَان الزَّاي لِأَن مخرجهما من شَجْرِ الْفَم، وشَجْرُ الْفَم: الْهَوَاء، وخَرْقُ الْفَم الَّذِي بَين الحَنَكَيْنِ. وَقَالَ غَيره: الزَّجُومُ: النَّاقَةُ السيِّئة الخُلُقِ الَّتِي لَا تكَاد تَرْأَمُ سَقْبَ غَيرهَا، ترتاب بشمِّه، وَأنْشد بَعضهم: كَمَا ارتاب فِي أنف الزَّجُوم شميمها وَرُبمَا أُكرهت حَتَّى ترأمه فتدر عَلَيْهِ. قَالَ الْكُمَيْت: وَلم أُحْلِلْ لصاعقةٍ وبرقٍ كَمَا درَّت لِحَالِبِها الزَّجُومُ لم أُحْلِل من قَوْلك: أحلَّت النَّاقة إِذا

أبواب الجيم والطاء

أَصَابَت الرّبيع فأنزلت اللَّبن، يَقُول: لم أعطهم على الكُره مَا يُرِيدُونَ كَمَا تَدِرُّ الزَّجُومُ على الكُرهِ. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : الزَّجْمَةُ: الصَّوْت بِمَنْزِلَة النَّأمَةِ. وَيُقَال: مَا عَصَيتُهُ زَجْمَةً وَلَا نَأْمَةً وَلَا زَأْمَةً وَلَا وَشْمَةً أَي مَا عَصَيْتُهُ فِي كَلِمَةً. (أَبْوَاب الْجِيم والطاء) قَالَ اللَّيْث: أُهْمِلتِ الجيمُ والطَّاءُ فِي الثُّلاثِيِّ الصَّحِيح. (قلت) : وَقد وجَدْنا فِي هَذَا البابِ أَحْرُفاً مُسْتَعْملةً، بَعْضهَا: عربيَّةٌ، وبَعضُها: مُعَرَّبةٌ. فَمنَ المُعَرَّب. (طنج) : قولهمْ: طَنْجَةُ: اسمُ بَلدٍ مَعْرُوفٍ. (طجن) : وقَوْلهم: للطَّابِقَ الَّذِي يُقْلَى عَلَيْهِ اللَّحْمُ: الطَّاجِنُ. وقَلِيّةٌ مُطَجَّنَةٌ، والعاَمَّةُ تَقول: مُطَنْجَنةٌ. (جلط) : وَمن كلامِ العربِ الصَّحيح: الجَلْطُ. رَوَى أَبُو العَبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: جَلَطَ الرَّجُلُ يَجْلِطُ إِذا كَذَبَ. قَالَ: والجِلاَطُ: المُكاذَبةُ. ويقالُ: جَلَطَ رَأْسَهُ يَجْلِطُه إِذا حَلَقَهُ. (طنج) : وَفِي نَوَادِر الأعْرَابِ: تَنَوَّعَ فُلانٌ فِي الكلاَم تَنَوُّعاً، وتَطَنَّجَ، وتَفَنَّنَ إِذا أَخَذَ فِي فُنُونٍ شَتَّى. (طبج) : وَمن العَرَبيَّ فِي هَذَا الْبَاب: مَا رَوى أَبُو العَبّاس عَن عَمْروٍ عَن أَبيهِ: طَبجَ يَطْبَجُ طَبجاً إِذا حَمُقَ، والطَّبجُ: اسْتِحكامُ الحمَاقَةِ. قَالَ: ويقالُ لأُمِّ سُوَيْدٍ: الطِّبِّيجَةُ. (أَبْوَاب الْجِيم وَالدَّال) ج د ت ج د ظ ج د ذ: (مهملات) . ج د ث استُعمل مِنْهُ: الجَدَثُ. جدث: قَالَ ابْن السّكيت وَغَيره يُقَال للقبر: جَدَثٌ وَجَدَفٌ. ج د ر جدر، جرد، درج، دجر، ردج، رجد. جدر: قَالَ اللَّيْث: الجَدْرُ: ضرب من النَّبَات، الْوَاحِدَة: جَدْرَةٌ. قَالَ: وَمن شجر الدِّقِّ: ضروب تنْبت فِي القِفَافِ والصِّلابِ، فَإِذا أطلعَت رؤوسها فِي أول الرّبيع قيل: أجدَرَتِ الأرضُ، وأجدَرَ الشّجر، فَهُوَ جَدْرٌ حَتَّى يَطُولَ، فَإِذا طَال تفرَّقَت أسماؤه. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) الجَدَرَةُ: الْحبَّة من الطّلع.

والجَدْرُ، والجِدَارُ: معروفان. (قلت) وَفِي حَدِيث الزبير حِين اخْتصم هُوَ والأنصاري إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سُيُولِ شِرَاجِ الحَرَّةِ، فَقَالَ للزبير: (اسقِ أرضَكَ حَتَّى يبلغ المَاء الجَدْرَ، ثمَّ أرسِلْهُ إِلَيْهِ) أَرَادَ بالجَدْرِ: مَا رُفِعَ من أعضَادِ المَزْرَعَةِ لتمسك المَاء كَالجِدَارِ. وَقَالَ اللَّيْث: الجَدِيرُ: مَكَان قد بُني حَوَالَيهِ جِدارٌ مَجْدُورٌ، وَقَالَ الْأَعْشَى: ويبنون فِي كل وادٍ جَدِيراً وَقَالَ رؤبة: تشييد أعضاد الْبناء المُجْتَدَرْ والجُدَريُّ: قُرُوحٌ تَنَفَّطُ عَن الجِلدِ ممتلئةٌ مَاء ثمَّ تقيَّح، وصاحِبُها: جَدِيرٌ مُجَدَّرٌ. وَيُقَال: الجَدَرِيُّ بِفَتْح الْجِيم. وَقَالَ اللَّيْث: الجَدَرُ: انتبارٌ فِي عُنُقِ الحِمَارِ، وَرُبمَا كَانَ من آثَار الكَدْمِ. يُقَال: جَدِرَت جَدَراً إِذا انْتَبَرتْ. وَأنْشد لرؤبة: أَو جَادرُ اللِّيتَيْن مطويُّ الحَنَق وَفُلَان جديرٌ لذَلِك الْأَمر أَي خليق لَهُ، وَمَا كَانَ جَدِيرًا، وَلَقَد جَدُر جَدَارة. وأجدِرْ بِهِ أَن يفعل ذَاك. وَقَالَ اللحياني: إِنَّه لجَديرٌ أَن يفعل ذَاك، وإنهما لجديران، وَإِنَّهُم لجديرون. وَقَالَ زُهَيْر: جَدِيرُون يَوْمًا أَن ينالوا ويستعلوا وَيُقَال للْمَرْأَة: إِنَّهَا لخليقةٌ وجديرةٌ أَن تفعل ذَاك، وإنهن لجَدِيراتٌ وجَدَائِرُ أَن يفعلن ذَاك. (أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الطوسيِّ عَن الخرَّاز عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: أجدَرَ الشجرُ، وجدَّر إِذا أخرج ثمره كَأَنَّهُ الحِمَّص. وَقَالَ الطِّرمَّاح: وأجدَرَ من وَادي نَطَاةَ وَلِيعُ نَطَاةٌ: عَيْنٌ بِخَيْبَرَ. وَقَالَ أَبُو زيد: كنيفُ الْبَيْت مثل الحُجْرَةِ يُجمَعُ من الشّجر، وَهِي الحَظِيرةُ أَيْضا. والحِظَارُ: مَا حُظِرَ على نباتٍ بِشَجَرٍ فَإِذا كَانَت الحظيرة من حِجَارَة فَهِيَ جَدِيرةٌ، فَإِن كَانَ من طين فَهُوَ جِدَارٌ. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) الجيْدر: الْقصير. وَقَالَ غَيره: يُقَال للْمَرْأَة: جَيْدَرة. قَالَ: والمُجَدَّرُ بِالدَّال: الْقصير أَيْضا. وَيُقَال: جَدِرَ الكَرمُ يَجْدَرُ جَدَراً إِذا حبَّب وهمَّ بالإيراق. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الجَدَرَةُ: الوَرَمَةُ فِي أصل لحي الْبَعِير. وَقَالَ النَّضر: الجَدَرَةُ: غُدَدَةٌ تكون فِي عُنُقِ الْبَعِير يسقيها عِرْقٌ فِي أَصْلهَا نَحْو

السِّلعة برأسِ الْإِنْسَان. وجَمَلٌ أجدَرُ، وناقة جَدْرَاءُ. دجر: (أَبُو عبيد) : رجل دَجِرٌ وَدَجْرَان، وَهُوَ النشيط الأشِرُ. وَقَالَ أَبُو زيد: دَجَرَ الرجل دَجَراً وَهُوَ الأحمق الَّذِي يَذْهَبُ لغير وَجْهِهِ. وَقَالَ اللَّيْث: الدَّجَرُ: شبه الْحيرَة، وَقد دَجِرَ فَهُوَ دَجِرٌ ودَجْرَانُ أَي حَيْرَانُ فِي أمره. قَالَ رؤبة: دَجْرَانَ لم يَشْرَب هُنَاكَ الخَمْرَا والجميع: الدَّجَارَى. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الدَّجْرُ: اللوبياء بِفَتْح الدَّال، وقرأته بِخَط شمر: الدُّجْر: اللوبياء. (أَبُو عبيد) : لَيْلَة دَيْجُوجٌ وَدَيْجُورٌ: مظْلمَة. وَقَالَ شمر: الدَّيجور: التُّرَاب نَفسه، والجميع: الدَّياجير. يُقَال: تُرَابٌ دَيْجُورٌ، يَضْرِبُ إِلَى السوَاد كَلَوْنِ الرماد، وَإِذا كَثرَ يَبِيْسُ النباتِ فَهُوَ الدَّيجُورُ لسواده. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الدَّيجُورُ: الْكثير من الكَلأ. وَقَالَ اللَّيْث: الدَّجْرُ، والدِّجرُ لُغَتَانِ وَهِي الْخَشَبَة الَّتِي يُشد عَلَيْهَا حَدِيدَة الفدَّان، وَمِنْهُم من يَجعله دُجْرَينِ كَأَنَّهُمَا أذنان، الحديدة: اسْمهَا: السّنَّةُ، والفدَّان: اسْم لجَمِيع أدواته. والخشبة الَّتِي على عنق الثور هِيَ النِّير، والسَّميقَانِ: خشبتان قد شُدَّتا فِي الْعُنُق، والخشبة الَّتِي فِي وَسطه يُشد بهَا عِنَانُ الوَيْج وَهُوَ القُنّاحة والويج والمَيْسُ باليمانية: اسْم الْخَشَبَة الطَّوِيلَة بَين الثورين، والخشبة الَّتِي يُمسكها الحَرَّاثُ هِيَ المِقوَم. قَالَ: والمِمْلَقَةُ: النمرز. (قلت) : وَهَذِه حُرُوف صَحِيحَة قد ذكرهَا ابْن شُمَيْل فِي صِفَاته، وَذكر بَعْضهَا ابْن الْأَعرَابِي. جرد: (الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت) : الجَردُ: الثَّوْب الخلَقُ. وَقَالَ شمر قَالَ ابْن شُمَيْل يُقَال: جَرْدُ حِبَرَةٍ للثوب الَّذِي قد ذهب زِئْبَرُهُ. وَأنْشد: أجَعَلتَ أسعد للرماح دَرِيئَةً هَبِلَتْكَ أمك أيَّ جَردٍ تَرْقَعُ قَالَ الْأَصْمَعِي فِي معنى قَوْله أيَّ جرد ترقع أَي ترقع الْأَخْلَاق، وتترُكُ أسْعَدَ قد خرَّقَتْهُ الرِّماح، فَأَي شيءٍ تُصلِحُ بعده. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ قَالَ أَخْبرنِي المبرَّد عَن الرِّياشيِّ قَالَ: أَنْشدني الْأَصْمَعِي فِي النُّون

مَعَ الْمِيم: أَلا لَهَا الويل على مُبينِ على مُبينٍ جَرَدِ القَصِيم مُبين: اسْم بِئْر، والقَصِيم: نبت. قَالَ: والأجاردُ من الأَرْض: مَا لَا يُنبِتُ وأنشدني فِي مثل ذَلِك: يَطْعَنُهَا بِخَنْجَرٍ من لَحْمِ تَحت الذُّنابى فِي مَكَان سُخن (أَبُو عبيد) : ثوب جَرْدٌ أَي خَلَقٌ. وَإِذا أصَاب الجَرَادُ الزرعَ قيل: جُرِدَ الزَّرعُ. وَقَالَ ابْن السّكيت: الجَرَدُ: أَن يشْرَى جِلدُ الإنسانِ من أكل الجَرادِ. وَقَالَ شمر: الجَرَدُ من الأَرْض: فضاءٌ لَا نباتَ فِيهِ، وَهَذَا الِاسْم للفَضَاء، فَإِذا نعتَّ بِهِ، قُلْتَ: أرضٌ جرداءُ، وَمَكَان أجرَدُ، وَقد جرِدَت جَرَداً، وجرَّدها القَحْطُ تجريداً. ورجلٌ أجرَدُ: لَا شَعْرَ على جسدهِ وَفِي الحَدِيث: (أهل الجَنَّةِ جُردٌ مُردٌ) . والأجرَدُ من الْخَيل كلهَا: الْقصير الشَّعر، حَتَّى يُقَال: إِنَّه لأجرَدُ القوائم، وَأنْشد: كَأَن قُتودي والفِتَان هَوَت بِهِ من الذَّرْوِ جرداءُ الْيَدَيْنِ وثيقُ والجَرْدُ مُخَفَّفٌ: أخذُك الشَّيْء عَن الشَّيْء جَرْفاً، وسَحْفاً، فَلذَلِك يُسمَّى المشؤوم جاروداً، وَأنْشد: لقد جَرَدَ الجَارُودُ بكر بن وَائِل وَإِذا جدَّ الرجل فِي سَيْرِهِ فَمضى، يُقَال: انجرد فَذهب، وَإِذا أجدَّ فِي الْقيام بِأَمْر قيل: تجرَّد لأمر كَذَا وَكَذَا، وتجرَّد لِلْعِبَادَةِ. وامرأةٌ بَضَّةُ المتجرَّد إِذا كَانَت بضة الْبشرَة إِذا جُرِّدت من ثوبها. والجَريدة: سَعَفةٌ رَطْبَةٌ جُرِدَ عَنْهَا خُوصُها كَمَا يُقشَرُ الوَرقُ عَن القَضيبِ. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : هُوَ الجَريدُ عِنْد أهل الْحجاز، واحدَتُهِ: جَرِيدَة، وَهُوَ الخُوصُ. والجُردانُ، والمُجَرَّدُ: من أَسمَاء الذَّكَرِ. وجُرَادُ: اسْم رَمْلَةٍ فِي الْبَادِيَة. والجَرَادُ، والجَرادَةُ: الْمَعْرُوفَة اللحّاسَةُ. وَقَالَ اللِّحياني: أرضٌ جَرِدَةٌ ومَجَرُودَةٌ قد لَحِسَهَا الجَرادُ. والجَرَدُ: مَوضِع فِي ديار تَميمٍ، يُقَال لَهُ: جَرَدُ القصيم. ولَبَنٌ أجَرَدُ: لَا رغَوةَ عَلَيْهِ، وَقَالَ الْأَعْشَى: ضَمِنَت لنا أعجازَهُ أرمَاحُنَا مِلء المَرَاجِلِ والصَّريَحَ الأجرَدَا وأُجَارِدُ: اسْم موضعٍ بِعَيْنِه، وَمثله: أُبَاتِرُ. وَيُقَال: نَدَبَ القائِدُ جَرِيدَة من الخَيْلِ إِذا

لم يُنهِضْ معَهُم رَاجلاً. وَقَالَ ذُو الرمة يصف عيرًا وأُتُنَه: يقلِّب بالصَّمّان قُوداً جَرِيدَة ترامى بِهِ قِيْعَانُهُ وأخاشِبُه وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الجريدة: الَّتِي قد جَرَدَها من الصِّغار. (أَبُو زيد) : يُقَال للرجل إِذا كَانَ مُخْتَتِياً وَلم يكن بالمُنْبَسِطِ فِي الظُّهُور مَا أَنْت بمنجرد السِّلك. وَيُقَال: تنقَّ إبِلا: جَرِيدَةً أَي خياراً شداداً. وَقَالَ أَبُو مَالك: الجريدة الْجَمَاعَة من الْخَيل. (أَبُو عبيد عَن الْكسَائي) : يُقَال: مَا رَأَيْته مذ أجَردان وَجَريدَانِ، ومذ أبيضان يُرِيد مُنْذُ يَوْمَيْنِ أَو شَهْرَيْن تامَّين. وَكَانَ بِمَكَّة فِي الْجَاهِلِيَّة قَيْنَتَان يُقَال لَهما: الجَرَادَتَانِ. وَجَرادَةُ العيّار: اسْم فَرَسٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة. وَقَالَ اللَّيْث: الإجرِدُّ: بَقَلٌ كَأَنَّهُ الفُلْفُلُ، وَأنْشد غَيره: مِنْ مَنْبِتِ الإجرِدِّ والقَصِيْصِ وَرُوِيَ عَن عمر (تجرَّدوا بالحجِّ وَإِن لم تُحرموا) . قَالَ إِسْحَاق بن مَنْصُور: قلت لِأَحْمَد: مَا قَوْله: تجرَّدوا بالحجِّ؟ فَقَالَ: يَعْنِي تشبهوا بالحاج. قَالَ: وَقَالَ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم كَمَا قَالَ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: جرَّد فلَان الْحَج إِذا أفرد وَلم يَقْرِن. ردج: (أَبُو عبيد عَن أبي زيد) : يُقَال لكل ذِي حافر أول شَيْء يخرج من بَطْنه: الرَّدَجُ، وَذَلِكَ قبل أَن يَأْكُل شَيْئا. وَقَالَ اللَّيْث: الرِّدَجُ: مَا يخرج من بطن السَّخْلَةِ أولَ مَا يَرْضَعُ، وَيُقَال للصَّبِيّ أَيْضا. (قلت) : الردَجُ لَا يكون إِلَّا لذِي الحافِرِ كَمَا قَالَ أَبُو زيد. وَقَالَ جرير: لَهَا رَدَجٌ فِي بَيتهَا تَستَعِدُّهُ إِذا جاءها يَوْمًا من النَّاس خَاطِبُ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: نسَاء الْأَعْرَاب يَتَطرَّزْنَ بالرَّدَجِ. رجد: (عَمْرو عَن أَبِيه) : أُرْجِدَ إِرْجَاداً، إِذا أُرْعِدَ، وَأنْشد: أُرْجِدَ رَأس شيخةٍ عَيْصُومِ (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : رُجِدَ رأسُهُ وأُرْجِدَ، ورُجّد. قَالَ: والرَّجْدُ: الارتعاش. درج: قَالَ اللَّيْث: الدَّرَجَةُ: الرِّفْعَةُ فِي الْمنزلَة، ودرجات الجِنَانِ: منَازِل أَرْفَعُ

من منازلَ. والدَّرَجان: مشْيَة الشَّيْخ وَالصَّبِيّ، وَقد دَرَجَ يَدْرُجُ دَرْجاً ودرَجَاناً. قَالَ: وكل بُرجٍ من بروج السَّمَاء ثَلَاثُونَ دَرَجَة. والمَدْرَجَةُ: ممرُّ الْأَشْيَاء على مَسْلَكِ الطَّرِيق وَغَيره. وَقَالَ العجاج: أَمْسَى لِعَافِى الرامِسَات مَدْرَجَا وَيُقَال: درج قَرْنٌ بعد قَرْنٍ، أَي فَنُوا، وأدْرَجَهُم الله إدْراجاً. وَيُقَال: أدرجتُ الْكتاب إدراجاً، وَفِي دَرْجِ الكتابِ كَذَا وَكَذَا. وَقَالَ الله جلّ وَعز: {سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ} (والقلم: 44) . قَالَ بَعضهم: سنأخذهم قَلِيلا قَلِيلا، وَلَا نُبَاغِتُهُم. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: يُقَال: امْتنع فلَان من كَذَا وَكَذَا حَتَّى أَتَاهُ فلَان فاستدرجه أَي خدعه حَتَّى حمله على أَن درج فِي ذَلِك. وَيُقَال للصَّبِيّ إِذا دَبَّ وَأخذ فِي الْحَرَكَة: دَرَجَ يَدْرُجُ دَرَجَاناً، فَهُوَ دَارِجٌ. وَأنْشد: يَا لَيْتَني قد زُرتُ غير خَارِجِ أمَّ صبيَ قد حَبَا أَو دَارِجِ والدَّرُوجُ من الرِّيَاح: الَّتِي تَدْرُجُ أَي تمر مرّاً لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَلَا الشَّديد، وَالرِّيح إِذا عصفت اسَتْدرَجَتْ الْحَصَى أَي صيَّرته إِلَى أَن يَدْرُجَ على وَجه الأَرْض من غير أَن ترفعه إِلَى الْهَوَاء، فَيُقَال: دَرَجَتْ بالحصى واسْتَدْرَجَتِ الْحَصَى، وَمَا دَرَجَتْ بِهِ فجرت عَلَيْهِ جَريا شَدِيدا دَرَجَتِ فِي جريها، ومااسْتَدرَجَتْه فصيَّرته بِجَرْيِهِ عَلَيْهَا إِلَى أَن دَرَجَ الْحَصَى هُوَ بِنَفسِهِ. وَيُقَال: للطريق الَّذِي يَدْرُجُ فِيهِ الْغُلَام والريحُ وَغَيرهمَا: مَدْرَجٌ، ومَدْرَجَةٌ، ودَرَجٌ، وَجمعه: أدْرَاجٌ أَي ممر وَمذهب. وَيُقَال لما طويته: أدرَجْتَهُ إدرَاجاً، لِأَنَّهُ يُطوى على وَجهه. وَيُقَال: اسْتَدْرَجَتِ المحاوِرُ المَحَالَ كَمَا قَالَ ذُو الرمة: صَرِيف المَحَالِ استَدَرَجَتْهَا المَحَاوِرُ أَي صيرتها إِلَى أَن تدرج. وَقَالَ غَيره: الإدراج: لَفُّ الشَّيْء فِي الشَّيْء. وأَدْرَجَتِ المرأةُ صبيَّها فِي مَعَاوِزِهَا. وأدَرَجَ الميتُ فِي أَكْفَانه. وأدرَجْتُ الْكتاب فِي الْكتاب إِذا جعلته فِي دَرْجِهِ أَي فِي طيّه. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي طَالب أَنه قَالَ فِي قَوْلهم: (أحسنُ من دَبَّ ودَرَجَ) فدبَّ:

مَشى، ودَرَجَ: مَاتَ، وَقَالَ الأخطل: قبيلةٌ كَشِرَاكِ النَّعل دَارِجَةٌ إِن يَهبِطُوا العَفْوَ لَا يُوجَد لَهُم أَثَرُ قَالَ: ودَرَجَ فِي غير مثل هَذَا الْموضع مثل دَبَّ. وَدَوارِجُ الدَّابَّة: قَوَائِمهَا، الْوَاحِدَة: دارجة. وَمن أمثالهم: (لَيْسَ ذَا بعشّك فادرُجي) ، أَي: تحوَّلي وامضي واذهبي. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن المبرَّد عَن التَّوَّزيّ قَالَ: كنت عِنْد أبي عُبَيْدَة فَجَاءَهُ رجل من أَصْحَاب الْأَخْفَش فَقَالَ لنا أَلَيْسَ هَذَا فلَانا؟ قُلْنَا بلَى، فَلَمَّا انْتهى إِلَيْهِ الرجل قَالَ (لَيْسَ هَذَا بعشك فادرُجي) فَقُلْنَا يَا أَبَا عُبَيْدَة لمن يُضرب هَذَا الْمثل؟ قَالَ لمن يُرفع لَهُ بحبال أَو يُطرد، قَالَه المبرِّد. وَيُقَال: خلِّ دَرَجَ الضَّبِّ، ودَرَجُهُ: طَرِيقه، أَي لَا تَعْرِضْ لَهُ. وَيُقَال: اسْتمرّ فلَان دَرَجَهُ، وأدْرَاجُهُ، وَرجع فلَان دَرَجَهُ أَي رَجَعَ فِي طَرِيقه الَّذِي جَاءَ فِيهِ. وَقَالَ سَلامَة بن جندل: وكرُّنَا خَيْلَنَا أدرَاجَها رُجُعاً كُسَّ السَّنَابِكِ من بَدءٍ وتعقيِبِ وَيُقَال: استَدْرَجَتِ النَّاقة وَلَدهَا إِذا استَتْبَعَتْه بَعْدَمَا تُلقيه من بَطنهَا. وناقةٌ مِدْرَاجٌ إِذا كَانَت تُؤخّر جَهَازَهَا، وَهِي ضِدُّ المِسْنَافِ. وَقَالَ أَبُو طَالب: الإدرَاجُ: أَن يَضْمَرَ البعيرُ فيضطرب بِطَانُهُ حَتَّى يسْتَأْخر إِلَى الحَقَبِ، فيستأخر الحِمْلُ، وَإِنَّمَا يُسنَفُ بالسِّنَافِ مَخَافَةَ الإدراجِ. وَيُقَال: فلَان دَرْجُ يَديك، وَبَنُو فَلَا دَرْجُ يَديك أَي لَا يعصونك، لَا يُثنَّى وَلَا يُجمع. (أَبُو عمرٍ و) : أدْرَجْتُ الدَّلْو إدراجاً إِذا مَتَحْتَ بِهِ فِي رِفْقٍ وَأنْشد: يَا صاحبيَّ أدرجَا إدرَاجَا بالدلو لَا يَنْضَرِجُ انضِرَاجا وَقَالَ: وَلَا أُحِبُّ الساقِيَ المِدْرَاجَا كَأَنَّهُ محتضن أَوْلَادًا قَالَ: وَتسَمى الدَّال وَالْجِيم فِي القافية الْإِجَازَة. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : المِدْرَاجُ: النَّاقة الَّتِي تجر الْحمل إِذا أَتَت على مضربها. قَالَ أَبُو سعيد: يُقَال: اسَتْدرَجَهُ كَلَامي أَي أقْلَقَهُ حَتَّى تَركه يَدْرُجُ على الأَرْض، وَقَالَ الْأَعْشَى: لَيَسْتَدْرِجَنْكَ القُولُ حَتَّى تَهُرَّهُ وَتعلم أنِّي مِنْك غير مَلْجَمِ

ويُروى: مُفْحَمِ. وَيُقَال للخِرَقِ الَّتِي تُدرج إدراجاً وتُلف وَتجمع ثمَّ تُدَسُّ فِي حَيَاء النَّاقة الَّتِي يُرِيدُونَ ظَأرَهَا على وَلَدِ ناقةٍ أُخْرَى، فَإِذا نُزعت من حيائها حَسِبَتْ أَنَّهَا ولدت ولدا فيُدنى مِنْهَا وَلَدُ النَّاقة الْأُخْرَى فترأمُهُ، يُقَال لتِلْك اللَّفِيفَةِ: الدُّرجَةُ والجَزْمُ، والوَثيِغَةُ. وَأما الدُّرَجَةُ بِفَتْح الرَّاء فَإِن ابْن السّكيت قَالَ: هُوَ طَائِر أسود بَاطِنُ الجَنَاحَينِ، وظاهِرُهُمُا أغبر، وَهِي على خِلْقَةِ القطاة إِلَّا أَنَّهَا أنطف. وَقَالَ اللَّيْث: الدُّرَّاج: من الطير بِمَنْزِلَة الحَيْقُطَانِ، وَهُوَ من طير الْعرَاق وَهُوَ أرقَطُ. قَالَ: والدِّرِّيج: شَيْء يُضرب بِهِ ذُو أوتار كالطنبور. وَيُقَال للدَّبَّابات الَّتِي تُسوَّى لِحَرْبِ الحِصار، يَدْخُلُ تحتهَا الرِّجالُ: الدَّبَّابات والدَّرّاجات. والدرَّاجة: الَّتِي يَدْرَجُ عَلَيْهَا الصَّبِي أول مَا يمشي. والدُّرْجُ: دُرْجُ الْمَرْأَة تضع فِيهِ طيبها وأداتها، وَهُوَ الحِفْشُ أَيْضا. والمَدَارِجُ: الثنايا الغِلاظُ بَين الْجبَال. وَمِنْه قَول المزنيِّ: تعرَّضي مَدَارِجاً وسُومي تعرُّض الجوزاء للنجوم وَيُقَال: درَّجْتُ العليل تَدْريجاً إِذا أطعمته شَيْئا قَلِيلا من الطَّعَام. ثمَّ زِدْتَه عَلَيْهِ قَلِيلا، وَذَلِكَ إِذا نَقِهَ حَتَّى تدرَّج إِلَى غَايَة أكله كَانَ قبل العِلَّةِ دَرَجة فدرجةً. وَقيل فِي قَوْله جلّ وَعز: {سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ} (الْأَعْرَاف: 183) سنأخُذُهم من حَيْثُ لَا يحتسبون، وَذَلِكَ أَن الله جلّ وَعز يفتح عَلَيْهِم من النَّعيم مَا يغتبطون بِهِ فيركنون إِلَيْهِ ويأنسون بِهِ وَلَا يذكرُونَ الْمَوْت، فيأخذهم على غرَّتهم أغفل مَا كَانُوا، وَلِهَذَا قَالَ عمر بن الْخطاب لما حُمل إِلَيْهِ كنوز كسْرَى: (اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك أَن أكون مُسْتَدْرَجَاً فَإِنِّي أسمعك تَقول: {سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ} (الْأَعْرَاف: 183)) . (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الدَّرْجُ: لَفُّ الشَّيْء. يُقَال: دَرَجْتُهُ، وأدْرَجْتُهُ، ودرَّجتُهُ، والرُّباعي أفصَحُها، والدَّرَجُ: المَحاجُّ، والدَّرَجُ: الطَّرِيق. يُقَال: رَجَعَ فلَان ذَرَجَهُ إِذا رَجَعَ فِي الْأَمر الَّذِي قد كَانَ ترك. قَالَ: وَيُقَال: دَرِجَ إِذا صَعِدَ فِي الْمَرَاتِب. وَدِرجَ إِذا لَزِمَ المَحَجَّةَ من الدّين. كُله بِكَسْر الْعين من فَعِلَ.

باب الجيم والدال مع اللام

وَقَالَ ابْن السّكيت: فِي قَوْلهم: (أكذب من دَبَّ ودَرَجَ) أَي أكذب الْأَحْيَاء والأموات. يُقَال للْقَوْم إِذا انْقَرَضُوا: دَرَجُوا. (قلت) : وأصل هَذَا مِنْ درَجْتُ الثَّوْب إِذا طويته، كَأَنَّهُمْ لما مَاتُوا وَلم يُخلِّفوا عَقِباً دَرَجُوا طَرِيق النَّسْل والبقاء أَي طوَوْه. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : يُقَال للرجل إِذا طلب شَيْئا فَلم يقدر عَلَيْهِ: رَجَعَ على غُبَيْراءِ الظّهْر، وَرجع على أدراجه، وَرجع دَرَجَهُ الأولَ، وَمثله: رَجَعَ عَوْدَهُ على بَدْئِهِ، ونكَصَ على عَقِبِه، وَذَلِكَ إِذا رَجَعَ وَلم يُصب شَيْئا. قَالَ: وَيُقَال: رَجَعَ فلَان على حَافِرَتِهِ وادِرَاجِهِ بِكَسْر الْألف، هَكَذَا أَخْبرنِي الْإِيَادِي عَن شمر: رَجَعَ على إدراجه إِذا رَجَعَ فِي طَرِيقه الأول. أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ: يُقَال: فلَان دَرْجُ يدك أَي لَا يعصيك. وَيُقَال: مَا أَنا الأدْرَجُ يَدِكَ أَي مَا أعصيك؟ . (بَاب الْجِيم وَالدَّال مَعَ اللَّام) (ج د ل) جدل، جلد، دجل، دلج: مستعملة. جدل: الجَدْلُ: شِدَةُ الفَتْلِ. يُقَال: إِنَّه لَحَسنُ الأَرْمِ وَحَسَنُ الجَدْل إِذا كَانَ حَسَنَ أسر الخَلْق. وجَدَلْتُ الحَبْلَ جَدْلاً إِذا شَدَدتَ فتله، وَمِنْه قيل لِزِمَامِ النَّاقة: الجَدِيل. (أَبُو عبيد) : الجَدْلاَءُ والمَجْدُولةُ من الدروع: نَحْو الموضونة، وَهِي المنسُوجةُ. قَالَ الحطيئة: جَدلاءَ مُحْكَمَةٍ من نَسجِ سلاَّمِ قَالَ اللَّيْث: جمع الجَدلاءِ: جُدْلٌ، وَقد جُدِلَتْ الدروع إِذا أُحكمت. وَيُقَال: إِنَّه لَجَدِلٌ إِذا كَانَ شَدِيد الْخِصَام، وَإنَّهُ لَمِجْدَلٌ، وَقد جادل فلَانا جِدالاً ومجادلة. والجُدُول: الْأَعْضَاء، وَاحِدهَا: جَدْلٌ. وَقَالَ شمر: سمِّيت الدروع جَدْلاَءَ ومَجْدُلَةً لإحكام حَلَقِها كَمَا يُقَال: حَبْلٌ مجدول: مفتول، ودجُدِلَتْ جَدْلاً أَي أُحكمَت إحكاماً. وَقَالَ اللَّيْث: الجَدْلُ: الصَّرعُ. يُقَال: جَدَلْتُهُ فانجدل صَرِيعاً، وَهُوَ مَجْدول، وَأكْثر مَا يُقَال: جدَّلته تجديلاً. والجَدَالَةُ: اسْم للْأَرْض. وَقيل للصَّريع: مُجَدَّل لِأَنَّهُ يُصْرَعُ بالجَدَالة. وَقَالَ الراجز: قد أركَبُ الْآلَة بعد الآله وأترُكُ العاجِزَ بالجَدَاله

(قلت) : الْكَلَام الْمُعْتَمد: طعنه فجدَّله بِالتَّشْدِيدِ. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : إِذا اخضرَّ حَبُّ طلع النّخل واستدار قبل أَن يشْتَد فَإِن أهل نجد يسمونه الجَدَالَ. وَأنْشد: وسارت إِلَى يَبْرِينَ خمْسا فَأَصْبَحت يخر على أَيدي السُّقَاة جَدَالُها وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للذّكر العَرْدِ: إِنَّه لجَدْلٌ خَدْلٌ. قَالَ وجُدُول الْإِنْسَان: قَصَبُ الْيَدَيْنِ والرِّجلين، وَرجل مجدُولُ الْخلق: لطيف الْقصب. قَالَ: والجَدِيْلةُ: شَرِيْجَةُ الحَمَامِ، وَنَحْوهَا. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: يُقَال لصَاحب الجَدِيْلَةِ: جَدَّالٌ. قَالَ: وَيُقَال: رجل جَدَّالٌ بدّالٌ: مَنْسُوب إِلَى الجَدِيلةِ الَّتِي فِيهَا الْحمام. قَالَ: وَيُقَال: رجل جدَّال للَّذي يَأْتِي بِالرَّأْيِ السخيف، وَهَذَا رَأْي الجدّالين. وَيُقَال: الْقَوْم على جَدِيلَةِ أَمرهم أَي على حَالهم الأول. (سَلمَة عَن الفرّاء) فِي قَول الله جلّ وَعز: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} (الْإِسْرَاء: 84) فصحَّف بَعضهم وَقَالَ: (على حدَ يَلِيهِ) ، الشاكلة: النَّاحِيَة والطريقة والجديلة قَالَ: وَسمعت بعض الْعَرَب يَقُول: (وَعبد الْملك إِذْ ذَاك على جَدِيَلَتِهِ، وَابْن الزبير على جَدِيْلَتِهِ) يُرِيد ناحيته، وَيُقَال: فلَان على جَدِيْلَتِهِ وجَدْلاَئِهِ كَقَوْلِك: على ناحيته، وَقَالَ شمر: مَا رَأَيْت تصحيفاً أشبه بِالصَّوَابِ مِمَّا قَرَأَهُ سُلَيْمَان بن مَالك فِي التَّفْسِير عَن مُجَاهِد فِي قَوْله جلّ وَعز: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} فصحَّف وَقَالَ: (على حدَ يَلِيهِ) وَإِنَّمَا هُوَ: على جَدِيْلَتِهِ أَي ناحيته، وَهُوَ قريب بعضه من بعض. وَقَالَ أَيْضا أَعنِي اللَّيْث: الجَدِيْلَةُ أَيْضا: الرَّهْط وَهِي من أَدَمٍ يأتزرُ بهَا الصّبيان، والحُيَّض من النِّسَاء. وَقَالَ غَيره: جديلةُ طيِّيءٍ: قَبيلَة مِنْهُم، يُنسب إِلَيْهِم فَيُقَال: جَدَلِيٌّ، وَقَالَ اللَّيْث: وجَدَيِلَةُ أسَدٍ: قَبيلَة. وَقَالَ اللَّيْث: الأجدَلُ من صفة الصَّقر، قَالَ: وَرجل أجْدَلُ الْمنْكب: فِيهِ تطأطؤ، وَهُوَ خلاف الْأَشْرَف من المناكب: (قلت) : هَذَا عِنْدِي خطأ، إِنَّمَا الصَّوَاب: رجل أحدلُ الْمنْكب، هَكَذَا رُوي لنا عَن أبي عبيد، عَن أبي عمرٍ وَقَالَ: الأجْدَلُ: الَّذِي فِي مَنْكِبَيْه ورقبته انكباب على صَدره وَقد مر فِي بَابه. وَقَالَ اللَّيْث: إِذا جعلت الأجْدَلَ نعتاً قلتَ: صقر أجْدَلُ، وصقور جُدْلٌ، وَإِذا تركته اسْما للصّقر قلتَ: هَذَا الأجْدَلُ،

وَهِي الأجادلُ، لِأَن الْأَسْمَاء الَّتِي على أفعَل تُجمع على فُعْل إِذا نُعت بهَا فَإِن جَعلتهَا أَسمَاء مَحْضَة جُمعت على أفَاعِل، وَأنْشد أَبُو عبيد: يخُوتُون أُخْرَى القَوم خَوْتَ الأجَادِلِ (أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة) قَالَ: الأجَادِلُ: الصقور، وَاحِدهَا: أجْدَلُ. قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: إِذا قويَ الفصيل وَمَشى فَهُوَ راشحٌ فَإِذا ارْتَفع عَن الراشحِ فَهُوَ جَادِلٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الجَدْوَلُ: نهر الْحَوْض وَنَحْو ذَلِك من الْأَنْهَار الصغار، يُقَال لَهَا: الجَدَاوِلُ. والمِجْدَلُ: الْقصر المشرف، وَجمعه: مَجَادِلُ. وَقَالَ غَيره: الجَدْلُ: أَن يُضْرَبَ عُرض الْحَدِيد حَتَّى يُدَمْلَجَ. وَهُوَ أَن يُضرب حُرُوفه حَتَّى يستدير. وَيُقَال: جادلتُ الرجل فَجَدَلْتُهُ جَدْلاً إِذا غَلَبْتَهُ. وَرجل جِدلٌ إِذا كَانَ ألوى فِي الخِصَامِ. وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (أَنا خَاتم النَّبِيين فِي أم الْكتاب وَإِن آدم لمُنْجَدِلٌ فِي طينته) . قَالَ شمر: المُنْجَدِلُ: السَّاقِط. والمُجَدَّلُ: الْملقى بالجدالة وَهِي الأَرْض، وَقَالَ الْهُذلِيّ: مُجَدَّلٌ يُتَكَسَّى جِلدُهُ دَمَهُ كَمَا تَقَطَّرَ جِذْعُ الدَّوْمَةِ القُطُلُ دجل: يُقَال: دَجَلَ وسَرَجَ إِذا كذب. وَبينهمْ دَوْجَلَةٌ وهوجَلَةٌ، ودَوْجَرَةٌ وسَوْرَجَةٌ، وَهُوَ كَلَام يُتناقل، وناس مُخْتَلفُونَ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: الدَّاجِلُ: المُموِّهُ الْكذَّاب، وَبِه سُمِّي الدَّجَّال. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: دَجَلَ الرَّجُلُ الْمَرْأَة وَدَجَاها إِذا جَامعهَا، وَهُوَ الدَّجْلُ، والدَّجْوُ. وَقَالَ اللَّيْث: الدَّجْلُ: شدَّة طليِ الجرب بالقَطْرانِ. (أَبُو عبيد) : المُدَجَّل: الْبَعِير المهنوء بالقِطرَان. ودِجْلَةُ: اسْم معرفَة لنهر الْعرَاق، ودُجَيْل: نهر صَغِير يَنْخَلِجُ من دجلة. وَقَالَ اللَّيْث: الدَّجَّالُ هُوَ الْمَسِيح الْكذَّاب، وَإِنَّمَا دَجْلُهُ، سِحْرُهُ وكَذِبُهُ لِأَنَّهُ يُدْجِلُ الْحق بباطله، وَيُقَال: إِنَّه رجل من الْيَهُود يخرج فِي آخر هَذِه الْأمة. (قلت) : كل كَذَّابٍ فَهُوَ دجال، وَجمعه: دجَّالون، قيل للكذاب دَجَّالٌ لِأَنَّهُ يستر الْحق بكذبه. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: إِذا هُنِىءَ الْبَعِير أَجمعَ

فَذَلِك التدجيل، وَقد دجَّلته، فَإِذا جعلته فِي المساعر فَذَلِك: الدَّسُّ. قَالَ: والدّجَّالة: الرّفْقَة الْعَظِيمَة، وَأنْشد: دجَّالة من أعظم الرِّفاق وكل شَيْء موّهته بِمَاء ذهب وَغَيره فقد دجَّلته. وَيُقَال لماء الذَّهَب: دَجَّالٌ، وَبِه شُبِّه الدّجّال لِأَنَّهُ يُظهر خلاف مَا يُضمر. دلج: قَالَ ابْن السّكيت: أَدْلَجَ الْقَوْم إدلاجاً إِذا سَارُوا اللَّيْل كُله فهم مُدْلِجُونَ، وادّلجوا بتَشْديد الدَّال إِذا سَارُوا فِي آخر اللَّيْل، وَأنْشد: إِن لَهَا لَسَائِقاً خَدَلَّجَا لم يُدلِجِ اللَّيْلَة فِيمَن أدلجا وَيُقَال: خرجنَا بِدَلْجَةٍ ودُلْجَةٍ إِذا خَرجُوا فِي آخر اللَّيْل. وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ الدَّلَجُ، والدُّلْجَةُ، وَالْفِعْل: الإدلاَجُ، والادِّلاَجُ. والمُدْلِجُ: من أَسمَاء الْقُنْفُذ، سمي مُدْلجاً لِأَنَّهُ لَا يهدأ بِاللَّيْلِ سَعْياً، وَقَالَ عبدَةُ: قَوْمٌ إِذا دَمَسَ الظلام عَلَيْهِم حَدَجُوا قَنَافِذَ بالنميمة تَمْزَعُ (أَبُو عبيد عَن أبي عمرٍ و) : المَدْلَجُ: مَا بَين الْحَوْض إِلَى الْبِئْر، والأصمعي مثله. والدَّالِجُ. الَّذِي يتَرَدَّد بَين الْبِئْر والحوض بالدلو يُفرغها فِيهِ وَأنْشد: بَانَتْ يَدَاهُ عَن مُشَاشِ والجِ بَيْنُونَةَ السّلم بكف الدَّالجِ وَقد دَلَجَ يَدْلُجُ دُلُوجاً. وَيُقَال للَّذي ينْقل اللَّبن، إِذا حُلبت الْإِبِل، إِلَى الجِفَان: دَالِجٌ. والعُلبة الْكَبِيرَة الَّتِي يُنقل فِيهَا اللَّبن هِيَ المِدلجَةُ. والدَّوْلَجُ، والتَّوْلَجُ: الكِنَاس، الأَصْل: وَوْلَجٌ، فقُلبت الْوَاو تَاء ثمَّ قُلبت دَالا والتُّلَجُ: فرخ العُقابِ، أَصله: وُلَجٌ. جلد: قَالَ اللَّيْث: الجِلدُ: غشاء جَسَد الْحَيَوَان، وَيُقَال جِلْدَةُ الْعين، وَقَالَ الله جلّ وَعز ذَاكِرًا أَصْحَاب النَّار حِين تشهد جَوارِحُهُم: {يَعْمَلُونَ وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِى أَنطَقَ كُلَّ شَىْءٍ} (فصلت: 21) قَالَ أهل التَّفْسِير وَقَالُوا لفروجهم فكنى بالجلود عَنْهَا، وَقَالَ الفرَّاء: الجِلْدُ هَا هُنَا: الذَّكَرُ كنى الله عَنهُ بِالْجلدِ كَمَا قَالَ: {أَوْ جَآءَ أَحَدٌ مِّنْكُمْ مِّن الْغَآئِطِ} (النِّسَاء: 43) وَالْغَائِط: الصَّحرَاء، وَالْمرَاد من ذَلِك: أَو قضى أحد مِنْكُم حَاجَة. الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: القُلْفة، والقَلَفَة، والرُّغْلة، والرَّغْلة،

والجُلدة، كُله: الغُرلة وَقَالَ الفرزدق: من آل حَوْرَانَ لم تَمْسَسْ أُيُورَهُم مُوسَى فَتَقْطَعَ عَنْهُم يَابِس الجُلَدِ وَقَالَ ابْن السّكيت: الجَلْدُ: مصدر جَلَدَهُ يَجْلِدُهُ جَلْداً. وَرجل جَلْدٌ وجليد بيِّن الجَلَدِ والجَلاَدَةِ. وَالْجَلد أَيْضا: الْإِبِل الَّتِي لَا أَوْلَاد لَهَا، وَلَا ألبانَ بهَا. والجَلَدُ: أَن يُسلخ جِلْدُ الحُوَارِ ثمَّ يحشى ثماماً أَو غَيره من الشّجر، وتُعطَفُ عَلَيْهِ أمُّه فترأمُهُ، قَالَ العجاج: وَقد أرَانِي للغَوَانِي مَصْيَدَا مُلاوَةً كَأَن فَوقِي جَلَدَا أَي يَرْأَمْنَنِي ويعطفن عليَّ كَمَا ترأَمُ النَّاقة الجَلَدَ. قَالَ: والجَلَدُ: الغليظ من الأَرْض، وَأنْشد: والنَّؤْيُ كالحوض بالمظلومة الجَلَدِ وَكَانَ ابْن الْأَعرَابِي يَقُول: الجِلْدُ، والجَلَدُ: وَاحِد، مثل شِبْهٍ، وشَبَهٍ. قَالَ ابْن السّكيت: وَلَيْسَ بِمَعْرُوف مَا قَالَ. قَالَ: والتجليد لِلْإِبِلِ بِمَنْزِلَة السَّلخِ للشاء، وَقد جلَّدْتُ النَّاقة إِذا سلختها. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: هَذِه أَرض جلدَة، وَمَكَان جلد، والجميع: الجَلَدَاتُ. وناقة جَلْدَةٌ، ونوق جَلَدَاتٌ، وَهِي القوية على الْعَمَل وَالسير. وَيُقَال: جَلَدْتُهُ بِالسَّيْفِ جلدا إِذا ضَرَبْتَ جِلْدَهُ. وجالدناهم بِالسُّيُوفِ جلاداً أَي ضاربناهم. وجلدتُ بِهِ الأَرْض أَي صَرَعْتُهُ. قَالَ: وَيُقَال للناقة النَّاجِية: جَلْدَةٌ، وَإِنَّهَا لذات مَجْلُودٍ أَي فِيهَا جلادة، وَأنْشد: من اللواتي إِذا لانت عَرِيكَتُها يبْقى لَهَا بعْدهَا آلٌ ومجلُودُ قَالَ: مجْلُودُها: بقيةُ جَلَدِها، قالهُ أبُو الدُّقَيْشِ. (شمرٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي) : جُلِدَتِ الأرضُ من الجَلِيدِ، وأَجْلَدَ الناسُ، وَجَلِدَ البَقْلُ. ويُقالُ فِي الصَّقيع والضَّريبِ: مِثلُهُ، ضُرِبَتِ الأرضُ، وَأَضْرَبْنا، وضَرِبَ البَقْلُ. ويُقالُ لمِئْلاَةِ النَّائِحَةِ: مِجْلَدٌ، وجمعُهُ: مَجالِدُ. قَالَ أَبُو عبيدٍ: وَهِي خِرَقٌ تُمْسِكها النَّوَائِحُ إِذا نُحْنَ بأَيديهِنَّ. وَقَالَ عديُّ بنُ زيدٍ: إِذا مَا تكَرَّهْتَ الخَلِيقَةَ لامْرِىءٍ فلاَ تَغْشَهَا وَاجْلِدْ سِوَاها بمجْلَدِ أَي خذْ طَرِيقا غيْرَ طريقها، ومَذْهباً آخرَ

عَنْهَا، واضْرِبْ فِي الأرضِ لِسِوَاها. (عَمْرو عَن أَبِيه) : أَحْرَجتُهُ إِلَى كَذَا وأَوْجَيْتُهُ، وأَجلَدْتهُ، وأَدْمَغْتُهُ، وأدْغَمتُهُ إِذا أَحْوَجْتَه إليْهِ. (ابْن الْأَعرَابِي) : جَزَزْتُ الضأَنَ، وحَلَقْتُ المِعْزَى، وجَلْدْتُ الجَمَلَ، لَا تقولُ العرَبُ غيرَ ذلكَ. (أَبُو عبيد عَن الأصمعيِّ) : الجَلَدُ من الإبِلِ: الكِبارُ الَّتِي لَا صِغارَ فِيهَا. وأنشدنا: تَوَاكَلَها الأزْمانُ حَتَّى أَجَأْنَهَا إِلَى جَلَدٍ مِنها قليلِ الأسافِلِ أسافلُها: صِغارُها. وَقَالَ الفرَّاء: الجَلَدُ من الإبلِ: الَّتِي لَا أولادَ مَعها فتَصبر عَلَى الحرِّ والبرْدِ. (قلت) : الجَلَدُ من الإبلِ: الَّتِي لَا ألبانَ لَهَا، وَقد وَلَّى عَنْهَا أولادُها. ويَدخُلُ فِي الجَلَدِ: بَناتُ اللَّبُون فمَا فَوقها من السِّنِّ ويُجمعُ الجَلَدُ أجلاداً، وأجاليدَ. ويدخلُ فِيهَا المخاضُ، والعِشارُ، والحيالُ، فَإِذا وضَعَتْ أولادَها زالَ عَنْهَا اسمُ الجَلَد، وقيلَ لَهَا: العِشارُ واللِّقَاحُ. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : الجلَدُ: أَن يُسلخَ جلدُ البعيرِ أَو غيرِه من الدَّوَابّ فيُلبَسَه غَيْرُه من الدوابِّ، وَقَالَ العجاج يصفُ الأسدَ: كأنْهُ فِي جَلَدٍ مُرَفّلِ (غَيْرُه) : تَمْرَةٌ جَلْدَةٌ صُلْبَةٌ مُكْتَنِزَةٌ. وَأنْشد: وكنتُ إِذا مَا قُرّب الزَّاد مُولَعاً بِكُلِّ كُمَيْتٍ جَلَدَةٍ لَمْ تُوَسَّفِ والمجلَّد: مِقْدَار من الحِمْلِ مَعْلوُمُ المَكِيلَةِ وَالْوَزْن. وَيُقَال: فلَان عَظِيم الأجْلادِ والتَّجَالِيدِ إِذا كَانَ ضخماً قويَّ الْأَعْضَاء والجسم. وَجمع الأجْلادِ: أجَالِدُ، وَهِي الْأَجْسَام. وَفِي حَدِيث القَسَامَةِ: (رُدُّوا الْأَيْمَان على أجَالِدِهِم) أَي عَلَيْهِم أنفسهم، وَكَذَلِكَ: التجاليد. قَالَ الشَّاعِر: يَبْنِي تجاليدي وأقتَادَهَا نَاوٍ كرأس الفَدَنِ المُؤْيَدِ وَجَلُودُ: قَرْيَة بأفريقية إِذا نُسب إِلَيْهَا قيل: جَلُوديٌّ بِفَتْح الْجِيم. وَقَالَ أَبُو زيد: حملتُ الْإِنَاء فاجْتَلَدتُهُ واجتلدتُ مَا فِيهِ إِذا شَرِبْتَ كل مَا فِيهِ. (قلت) : وَيُقَال: اجَتْلتُهُ. واجتلْتُ مَا فِيهِ. (أَبُو عبيد عَن الْفراء) : إِذا ولَدَتِ الشَّاة فَمَاتَ وَلَدُهَا فَهِيَ شَاةٌ جَلَدٌ. وَيُقَال لَهَا أَيْضا: جَلّدَةٌ. وجِمَاعُ جَلَدَةٍ: جَلَدٌ، وجَلَدَاتٌ.

ج د ن جدن، جند، دجن، دنج، نجد: مستعملة. جدن: ذوجَدَنٍ: اسْم مَلِكٍ من مُلُوك حِمْيَرٍ. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: أَنْشدني أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء: لَو أنني كنت من عَادٍ وَمن إرَمٍ غَذِيَّ بَهْمٍ ولقماناً وَذَا جَدَنِ (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : أجْدَنَ الرجل إِذا اسْتغنى بعد فقر. جند: قَالَ اللَّيْث: الجُنْدُ: مَعْرُوف. وكل صنف من الْخلق: جندٌ على حِدَةٍ. وَفِي الحَدِيث: (الأرواحُ جُنُودٌ مجنَّدةٌ فَمَا تعارف مِنْهَا ائتلف وَمَا تناكر مِنْهَا اخْتلف) . والمجنَّدة: الْمَجْمُوعَة، وَهَذَا كَمَا يُقَال: ألف مؤلفة، وقناطير مقنطرة أَي مضعَّفة. وَيُقَال: هَذَا جُنْدٌ قد أقبل، وَهَؤُلَاء جُنْدٌ قد أَقبلُوا. قَالَ الله {الاَْسْبَابِ جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّن الاَْحَزَابِ} (ص: 11) فوحَّد النَّعْت لِأَن لفظ الْجند وَاحِد. وَكَذَلِكَ: الْجَيْش والحزب. وَقَالَ اللَّيْث: جَنَدق: مَوضِع بِالْيمن وَفُلَان الجَنَدِيُّ. قَالَ: والجَنَدُ: أَيْضا حِجَارَة شبه الطين. وجُنادةُ: حيٌّ من الْيمن. وَيَوْم أجْنَادِينِ يَوْم مَعْرُوف كَانَ بِالشَّام أيَّام عمر. وأجنَادُ الشَّام: خمس كُوَرٍ، وَمِنْهَا دمشق، وفلسطين، وحمص، والأردن، وقِنَّسرين. دنج: (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : قَالَ الدُّنُجُ: العُقَلاء. (عَمْرو عَن أَبِيه) : الدِّنَاجُ: إحكام الْأَمر وإتقانه. (والدِّماجُ: الصُّلح على دَخَنٍ) . دجن: قَالَ اللَّيْث: الدَّجْنُ: ظلّ الْغَيْم فِي الْيَوْم المطير. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : دَجَنَ يَوْمنَا وَدَغَنَ. وَيَوْم ذُو دُجُنَّةٍ، ودُغُنَّةٍ. قَالَ: وَيَوْم دَجْنٍ إِذا كَانَ ذَا مطر. وَيَوْم دَغْنٍ إِذا كَانَ ذَا غيم بِلَا مطر. وَقَالَ غَيره: دَجَنَ فلَان بِالْمَكَانِ دُجُوناً إِذا أَقَامَ بِهِ، وَكَذَلِكَ: رَجَنَ بِهِ. وَيُقَال: دَجَنَ فِي بَيته إِذا لزمَه، وَبِه سُمِّيَت دَوَاجِنَ الْبيُوت، وَهِي مَا ألِفَ الْبَيْت من الشَّاء وَالطير وَغَيرهَا، الْوَاحِدَة: دَاجِنَةٌ.

وَقَالَ ابْن أم قعنب يهجو قوما: رأسُ الخَنَا مِنْهُم، وَالْكفْر خامسُهُم وحِشّوَةٌ مِنْهُم فِي اللؤم قد دَجَنُوا وَقَالَ اللَّيْث: كلب دَاجِن: قد ألِفِ الْبَيْت. والدَّجُونُ: الأَلَفَانُ. قَالَ، وَيُقَال للناقة الَّتِي قد عُوِّدَت السِّناوة: مَدْجُونَةٌ أَي دُجِنت للسِّناوة، هَكَذَا: القَوْل فِيهَا. قَالَ: والمُدَاجَنَةُ: حُسن المُخَالَطَةِ. وَقَالَ أَبُو زيد: الدَّجُونُ من الشَّاء: الَّتِي لَا تمنع ضرْعهَا سِخَالَ غَيرهَا. وَقَالَ اللَّيْث: الدُّجُنَّة: الظلماء، وَالْفِعْل مِنْهَا: ادجوْجَن، وَأنْشد: لِيَسْقِ ابْنة العَمْريِّ سلمى وَإِن نَأَتْ كِثَافَ العُلى واهي الدُّجُنَّة رَائِحُ وَيُقَال: أَدْجَنَ يَوْمنَا فَهُوَ مُدْجِنٌ إِذا أضبَّ فأظلم. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : أَدْجَنَ أَقَامَ فِي بَيته. (أَبُو زيد) : سَحَابَة دَاجِنَةٌ وَمُدْجِنَةٌ، وَقد دَجَنَتْ تدجُنُ، وأدجَنتْ. قَالَ: والدُّجُنَّة من الْغَيْم: المطبِّق تطبيقاً، والرَّيَّان المظلم الَّذِي لَيْسَ فِيهِ مطر. يُقَال: يَوْم دَجْنٌ، ويومٌ دُجُنَّة، ويومُ دَجْنٍ، وَيَوْم دُجُنَّة، وَكَذَلِكَ: اللَّيْلَة على وَجْهَيْن، بِالْوَصْفِ وَالْإِضَافَة، والدَّجْنُ: الْمَطَر الْكثير. (اللَّيْث) : الدَّيْدَجَانَ: الْإِبِل تحمل التِّجارة. نجد: قَالَ شمر قَالَ ابْن شُمَيْل: النجد: قفاف الأَرْض وصلابتها، وَمَا غلُظ مِنْهَا وأشرف، وَالْجَمَاعَة: النِّجَادُ، وَلَا يكون إِلَّا قُفًّا أَو صلابة من الأَرْض فِي ارْتِفَاع مثل الْجَبَل مُعْتَرضًا بَين يَديك، يرُدُّ طرفك عمَّا وَرَاءه. وَيُقَال: أعْلُ هاتيك النِّجَادِ، وَهَا ذَاك النِّجاد يوحَّد. وَأنْشد: رمَيْنَ بالطرف النِّجاد الأبعدا قَالَ: وَلَيْسَ بالشديد الِارْتفَاع والحزيز نجاد. قَالَ وَقَالَ أَبُو أسلم كَمَا قَالَ: النّجدُ والنِّجادُ: وَاحِد. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: هِيَ النُّجُودُ عدَّة، فَمِنْهَا نجد كَبْكَبٍ، ونجُد مَرِيعٍ، ونجدُ خَالٍ. قَالَ: ونجد كَبْكَبٍ: طَرِيق كَبْكَبٍ وَهُوَ الجَبَل الْأَحْمَر الَّذِي تَجْعَلهُ فِي ظهرك إِذا وقفت بِعَرَفَة. وَقَالَ: وَقَول الشماخ: أَقُول وَأَهلي بالجَنَاب وَأَهْلهَا بِنَجْدَين لَا تَبْعَدْ نَوَى أمِّ حَشْرَجِ

قَالَ: بِنَجْدِين: مَوضِع: يُقَال لَهُ نَجْدَا مَرِيع. وَقَالَ: فلَان من أهل نجد قَالَ: وَفِي لُغَة هُذَيْل والحجاز: من أهل النُّجُدِ. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب: فِي عانة بجنوب السِّيِّ مَشْرَبُهَا غُوْرٌ، ومصدرها عَن مَائِهَا نُجُدُ قَالَ: وَمَا ارْتَفع عَن تِهَامَةَ فَهُوَ نَجْدٌ، فَهِيَ ترعى بنَجْدٍ، وتشرب بتهامة. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الصيداويِّ عَن الرِّياشيِّ عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: سَمِعت الْأَعْرَاب يَقُولُونَ: إِذا خلّفْتَ عَجْلَزاً مُصْعِداً وعَجْلَزٌ فَوق القريتين فقد أنجدْتَ. قَالَ: وَأَخْبرنِي الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: مَا ارْتَفع عَن بطن الرُّمَّة والرُّمَّة: وادٍ مَعْلُوم فَهُوَ نَجْدٌ إِلَى ثنايا ذَات عِرْق. قَالَ وَسمعت الباهليَّ يَقُول: كل مَا وَرَاء الخَنْدَق الَّذِي خندقه كسْرَى على سَواد الْعرَاق فَهُوَ نَجْدٌ إِلَى أَن تميل إِلَى الحَرَّةِ، فَإِذا مِلْتَ إِلَيْهَا فأنتَ فِي الْحجاز. وقرأْتُ بِخَط شمر قَالَ: يُقَال: النَّجْدُ إِذا جاوزتَ عُذَيْباً إِلَى أَن تُجاوز فَيْدَ، وَمَا يَليهَا. وَقَالَ الفرَّاء فِي قَول الله: {للهوَشَفَتَيْنِ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَينِ} (الْبَلَد: 10) قَالَ: النجدان: سَبِيل الْخَيْر، وسبيل الشَّرّ. قَالَ وحدَّث قيس عَن زِيَاد بن علاقَة؟ عَن أبي عُمارة عَن عليَ فِي قَوْله: {للهوَشَفَتَيْنِ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَينِ} قَالَ: الْخَيْر وَالشَّر. وَقَالَ الزّجاج: {للهوَشَفَتَيْنِ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَينِ} أَي الطَّرِيقَيْنِ الواضحين. والنجد: الْمُرْتَفع من الأَرْض، فَالْمَعْنى: ألم نُعرِّفْهُ طَرِيق الْخَيْر وَطَرِيق الشرِّ، بيِّنَين كبيان الطَّرِيقَيْنِ العاليين؟ . وَقَالَ بَعضهم: {للهوَشَفَتَيْنِ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَينِ} قَالَ: الثديين. (أَبُو عبيدٍ عَن الْأَصْمَعِي) : النَّجُودُ من الحُمُرِ: الَّتِي لَا تحمل، والعِائُط: مثلهَا. وَقَالَ شمر: تَفْسِير الْأَصْمَعِي فِي النَّجُودِ أَنَّهَا لَا تحمل: مُنكر، وَالصَّوَاب مَا رَوَاهُ أَبُو عبيد عَنهُ فِي أَبْوَاب الْأَجْنَاس: النَّجُودُ: الطَّوِيلَة من الحُمُر. وَقَالَ شمر: قَالَ القزملي عَن الْأَصْمَعِي: أُخذَت النَّجُودُ من النَّجدِ أَي هِيَ مُرْتَفعَة عَظِيمَة. قَالَ شمر والشيباني: النَّجُودُ: الْمُتَقَدّمَة، وَيُقَال للناقة إِذا كَانَت مَاضِيَة: نَجُودٌ. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: فَرَمَى فأنفَذَ من نَجُودٍ عِائِطِ قَالَ شمر: وَهَذَا التَّفْسِير فِي النَّجُود صَحِيح، وَالَّذِي رَوَاهُ فِي بَاب حُمُر الوَحْش: وَهَمٌ.

(أَبُو عبيدٍ عَن الْأَصْمَعِي) : رَجُلٌ نَجْدٌ، ونَجُدٌ من شِدَّةِ الْبَأْس، وَقد نَجُدَ، وَالِاسْم النَّجْدَةُ، واستنجدني فلَان فأنجدته أَي أعَنْتُهُ. وَقد نَجِدَ الرجل يَنْجَدُ إِذا عرِقَ من عملٍ أَو كَرْبٍ، وَقَالَ الْكسَائي مثله. (سَلمَة عَن الفرَّاء) : رجل نَجِدٌ، ونَجْدٌ. قَالَ: وَقد نُجِدَ عَرَقاً إِذا سَالَ، فَهُوَ مَنْجُودٌ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: نَجَدْتُ الرجل أنجدُهُ أَي غَلَبْته. قَالَ: وأنجَدتُهُ: أعنته. قَالَ: وَقَالَ غَيره: النِّجَادُ: حمائل السَّيْف. والإنْجَادُ: الْأَخْذ فِي بِلَاد نَجْدٍ. والنُّجُودُ: مَا يُنجَّدُ بِهِ الْبَيْت، وَاحِدهَا: نَجْدٌ. وَبَيت منجَّد إِذا كَانَ مزيَّناً بالثياب والفرش. وَقَالَ شمر: أغرَبُ مَا جَاءَ فِي النَّجُودِ: مَا جَاءَ فِي حَدِيث الشورى: (وَكَانَت امْرَأَة نَجُوداً) يُرِيد: ذَات رَأْي. قَالَ: وَرجل نَجِدٌ بيِّن النَّجَدِ، وَهُوَ الْبَأْس والنُّصْرة، وَكَذَلِكَ: النَّجْدَةُ. قَالَ: وَيُقَال: نَجِدَ يَنْجَدُ إِذا بلَّد وأعيا، فَهُوَ ناجِدٌ وَمَنْجُودٌ. وَقَالَ أَبُو زُبَيْدٍ: صادياً يستَغِيثُ غير مُغَاثٍ وَلَقَد كَانَ عُصرَةَ المَنْجُودِ يُرِيد: المغلوبَ المُعْيَا. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: النَّجَّاد: الَّذِي يُنَجّدُ الْبيُوت والفُرُشَ والبُسُطَ. والنُّجُودُ هِيَ الثِّيَاب الَّتِي يُنجَّد بهَا الْبيُوت فتُلبس حيطانها وتُبسط كَمَا قَالَ ذُو الرمة: حَتَّى كأنَّ رياض القف ألبَسَهَا مِنْ وَشْي عبقر تَجْلِيلٌ وتنجيدُ ونجَّدْتُ الْبَيْت: بسطته بِثِيَاب مَوْشيَّة. وَقَالَ أَبُو نصر: استَنْجَدَ الرجل استنجاداً إِذا قَوِيَ بعد ضعف أَو مرض. وَرجل نَجُدٌ فِي الْحَاجة إِذا كَانَ ناجحاً فِيهَا ناجياً. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين ذكر الْإِبِل، ووطأَها يَوْم الْبَعْث صَاحبهَا الَّذِي لم يُؤدّ زَكَاتهَا، فَقَالَ: (إِلَّا: من أعْطى فِي نَجْدَتِها ورِسْلِهَا) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: نَجْدَتُها: أَن تَكْثُرَ شُحُومُهَا حَتَّى يمْنَع ذَلِك صَاحبهَا أَن يَنْحَرَهَا نفاسة بهَا، صَار ذَلِك بِمَنْزِلَة السِّلَاح لَهَا تمْتَنع بِهِ من رَبهَا. قَالَ: ورِسْلُهَا: أَن لَا يكون لَهَا سِمَنٌ، فيَهُون عَلَيْهِ إعطاؤها، فَهُوَ يُعطيها على رِسْلِهِ أَي مستهيناً بهَا، كأنَّ مَعْنَاهُ أَن

يُعْطِيهَا على مشقة من النْفسِ، وعَلى طِيْبٍ مِنْهَا. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي فِي قَوْله: إِلَّا مَنْ أعْطى فِي رِسْلِهَا أَي بِطيب نفس مِنْهُ. (قلت) : كَأَن قَوْله: فِي نَجْدَتِهَا مَعْنَاهُ: ألاَّ تطيب نفسُه بإعطائها، ويشتدَّ عَلَيْهِ. وَقَول ابْن الْأَعرَابِي يقرب من قَول أبي عُبَيْدَة. وَقَالَ المرَّار يصف الْإِبِل: لَهُم إبل لَا من دِيَاتٍ وَلم تكن مُهُوراً وَلَا من مَكْسَبٍ غير طائل مُخَيَّسَةٌ فِي كل رِسْلٍ ونجدة وَقد عُرِفَت ألوانها فِي المَعَاقِلِ (أَبُو عمرٍ و) : الرِّسْلِ: الخِصْبُ، والنجدة: الشِّدة، والمخيَّسة هِيَ المعقَّلة فِي معاقلها لتُنحَر وتُطعم. وَقَالَ أَبُو سعيد الضَّرِير فِي قَوْله: إِلَّا مَن أعْطى فِي نَجْدَتِها ورِسْلِها. قَالَ: نَجْدَتُها: مَا يَنُوب أَهلهَا مِمَّا يُشُقُّ عَلَيْهِ من المَغَارِمِ والدِّيَات، فَهَذِهِ نَجْدَةٌ على صَاحبهَا، والرِّسْلُ: مَا دون ذَلِك من النجدَةِ، وَهُوَ أَن يُفقِرَ هَذَا، ويَمْنَحَ هَذَا، وَمَا أَشْبَهَهُ دون النَّجدة، وَأنْشد قَول طرفَة يصف جَارِيَة: تَحْسِبُ الطَّرفَ عَلَيْهَا نَجْدَةً يَا لقَوْمِيْ للشباب المُسْبَكِرّ قَالَ: الطّرف: النّظر، يَقُول: يَشُقُّ عَلَيْهَا النّظر وَهِي ساجية الطّرف. حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق، قَالَ: حَدثنَا الْحسن بن أبي الرّبيع الجُرجَاني عَن يزِيد بن هَارُون عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أبي عمر الغُدَانيِّ عَن أبي هُرَيْرَة أَنه سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: (مَا من صَاحبِ إبل لَا يُؤَدِّي حَقَّها فِي نَجْدَتِها ورِسْلِهَا) قَالَ وَقد قَالَ رَسُول الله: (نَجْدَتُهَا ورِسْلُهَا) : عُسرها ويُسرها (إِلَّا بَرَزَ لَهَا بقاعٍ قَرْقَرٍ تطؤه بأخفافها، كلما جَازَت عَلَيْهِ أخراها أُعيدت عَلَيْهِ أولاها فِي يومٍ كَانَ مِقْدَاره خمسين ألف سنة حَتَّى يُقضى بَين النَّاس) . فَقيل لأبي هُرَيْرَة فَمَا حق الْإِبِل؟ . قَالَ: تُعطي الْكَرِيمَة، وتمنح الغزيرة، وتُفقِر الظّهْر، وتُطرِق الْفَحْل) . (قلت) : ورَوَيتُ هَذَا الحَدِيث بِإِسْنَادِهِ لتفسير النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم النَّجْدَةَ والرِّسْلَ، وَهُوَ قريب مِمَّا فسَّره أَبُو سعيد، وَالله أعلم. وَفِي حَدِيث آخر: (أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى امْرَأَة تَطوف بِالْبَيْتِ عَلَيْهَا مَنَاجِدُ من ذهب فَقَالَ: أَيَسُرُّك أَن يحلِّيَكِ الله مَنَاجِدَ من نَار؟ قَالَت: لَا، قَالَ فأدي زَكَاته) . قَالَ أَبُو عبيد: أُراه أَرَادَ بالمناجد الْحلِيّ المكلَّل بالفصوص، وَأَصله من تنجيد الْبَيْت. وَقَالَ أَبُو سعيد: المَنَاجِدُ: وَاحِدهَا:

مِنْجَدٌ، وَهِي قلائد من لُؤلُؤٍ وَذهب أَو قرنفل، وَيكون عرضهَا شبْرًا، تَأْخُذ مَا بَين الْعُنُق إِلَى أَسْفَل الثديين، سمِّيَت، مَنَاجِدَ لِأَنَّهَا تقع على مَوضِع نِجَادِ السَّيْف من الرجل، وَهُوَ حمائله. وَقَالَ اللَّيْث: نَجَدَ الْأَمر نَجُوداً، فَهُوَ نَاجِدٌ إِذا وضح واستبان. وَقَالَ أُميَّة: ترى فِيهِ أنباء الْقُرُون الَّتِي مَضَت وأخبارَ غَيبٍ فِي الْقِيَامَة تَنْجُدُ أَي تظهر. قَالَ: وناقة نَجُودٌ، وَهِي الَّتِي تُناجد الْإِبِل فَتَغْزُرُهُنَّ. والنَّجَدَاتُ: قوم من الحَرُورّيَة يُنْسَبُونَ إِلَى نَجْدَةَ الحروريِّ. يُقَال: هَؤُلَاءِ النَّجَدَاتُ، والنَّجْدِيَّةُ. وَيُقَال: نَاجدْتُ فلَانا إِذا بارَزْتَهُ الْقِتَال. قَالَ: والنَّاجود: هُوَ الراوُوقُ نَفْسُه. وَقَالَ أَبُو عبيد: النَّاجودُ: كل إِنَاء يُجعل فِيهِ الشَّرَاب من جَفْنَةٍ أَو غَيرهَا. وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو نصر: قَالَ الْأَصْمَعِي: النَّاجُودُ: الدَّم، والنَّاجُودُ: الْخمر، والنَّاجُودُ: الزَّعْفَرَان. وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: الناجود: الباطية. وَقَالَ غَيره: النَّاجُودُ: الْخمر الجيِّد، وَهُوَ مُذَكّر، وَأنْشد: تمشَّى بَيْننَا ناجُودُ خَمْرٍ وَقَالَ اللَّيْث: النَّجُودُ من الْإِبِل: الَّتِي تَبْرُكُ على الْمَكَان الْمُرْتَفع. وَقَالَ اللحياني: لَاقَى فلانٌ نَجْدَةً أَي شدَّة، قَالَ: وَلَيْسَ من شِدُّةِ النَّفس، وَلكنه من الْأَمر الشَّديد. قَالَ: وَيُقَال للرجل إِذا ضرِيَ بِالرجلِ واجترأ عَلَيْهِ بعد هَيْبَة: قد استنجد عَلَيْهِ. وَأنْجَدَ فلَان الدعْوَة إِذا أجَاب. وَرجل مُنَجَّدٌ، ومنجَّذٌ بِالدَّال والذال، وَهُوَ الَّذِي قد جرَّب الْأُمُور وقاساها، وَقد نجَّدَته بعدِي أُمُور، وَقَالَ صَخْر الغيِّ: لَو أَن قومِي من قُرَيمٍ رَجْلاَ لمنعوني نَجَدَةً وَرِسْلاَ لمنعوني بِأَمْر شَدِيد، وَأمر هيِّن. ج د ف جدف، فدج. فدج: اللِّحياني: الفَوْدَجُ والهَوْدَجُ: وَاحِد، والجميع: الفَوَادِجُ، والهَوَادِجُ. وَقَالَ اللَّيْث: وَرُبمَا قَالُوا للناقة الواسعة الأرفاغ: وَاسِعَة الفَوْدَجِ. وفَوْدَجُ الْعَرُوس: مركبها. (أَبُو عمرٍ و، والأصمعي) : فِي الفَوْدَج مثل مَا قَالَ اللحياني، وَقَالَ اليزيدي: الَفْوَدَجُ: شَيْء يَتَّخِذهُ أهل كرمان، وَالَّذِي يَتَّخِذهُ الْأَعْرَاب: هَوْدَجٌ.

جدف: فِي الحَدِيث (شَرّ الحَدِيث: التَّجْدِيفُ) . قَالَ أَبُو عبيد: التَّجْدِيفُ: كفر النِّعمة، واستقلال مَا أنعم الله عَلَيْك، وَأنْشد: وَلَكِنِّي صبرتُ وَلم أُجدِّف وَكَانَ الصَّبْر عَادَةَ أوَّلينا وَفِي حَدِيث عمر (أَنه سَأَلَ رجلا استهوته الْجِنّ عَن طَعَام الْجِنّ وشرابهم) . فَقَالَ: كَانَ شرابهم الجَدَفَ. قَالَ أَبُو عبيد: الجَدَفُ لم أسمعهُ إِلَّا فِي هَذَا الحَدِيث، وَمَا جَاءَ إِلَّا وَله أصل، وَلَكِن ذهب من كَانَ يعرفهُ، وَيتَكَلَّم بِهِ، كَمَا قد ذهب من كَلَامهم شَيْء كثير، ثمَّ رُوي عَن بَعضهم: أَنه قَالَ: الجَدَفُ: نَبَات يكون بِالْيمن، يَأْكُل الْآكِل، وَلَا يحْتَاج مَعَه إِلَى شرب مَاء، قَالَ: وَجَاء فِي الحَدِيث: أَن الجَدَفَ: مَا لَا يُغطَّى من الشَّرَاب. وَقَالَ بَعضهم: أُخذ الجَدَفُ من الجَدْفِ، وَهُوَ الْقطع؛ كَأَنَّهُ أَرَادَ ايُرمى من الشَّرَاب من زَبَدٍ أَو رَغْوَةٍ، أَو قذًى، كَأَنَّهُ قُطع من الشَّرَاب فرُمي بِهِ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: الجَدْفُ، والجَذفُ كِلَاهُمَا: القَطْعُ. وَقَالَ أَبُو زيد: إِنَّه لمُجَدَّفٌ عَلَيْهِ الْعَيْش أَي مضيَّق عَلَيْهِ. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : جَدَفَ الطَّائِر يَجْدِفُ إِذا كَانَ مقصوصاً فرأيته إِذا طَار كَأَنَّهُ يَرُدُّ جناحيه إِلَى خَلفه، وَمِنْه سُمِّيَ مِجْدَافُ السَّفِينَة. وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: مثله أَو نَحوه. قَالَ وَيُقَال: جَذَفَ الرجل فِي مشيته إِذا أسْرع، هَذِه بِالذَّالِ، وَتلك بِالدَّال. وَقَالَ الْكسَائي: الْمصدر من جَدَفَ الطَّائِر: الجُدُوفُ. وَقَالَ غَيره: المِجْدَافُ: مِجْدَافُ السَّفِينَة. قَالَ: والطائر إِذا طيَّر من جناحيه شَيْئا عِنْد الْفرق من الصَّقْر يُقَال: جَدَفَ. وَأنْشد: وَأَنت حُبَارَى خِيْفَةَ الصَّقْر تَجْدِفُ (عَمْرو عَن أَبِيه) : الجَدَافَاةُ: الْغَنِيمَة. وَأنْشد: لقد أَتَانِي رَامِعاً قِبِرَّاه لَا يَعرِفُ الْحق وَلَا يهواه فَكَانَ لي إِذْ جَاءَنِي جَدَافَاه (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : هِيَ الجُدَافَى، والغُنامى، والغُنْمَى، والهُبالة والأبالة، والحُواسة، والخُباسة. وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: جَدَفَ الطَّائِر وجَدَفَ الملاّح بالمِجْدَافِ، وَهُوَ المُرديُّ، والمِقْذفُ، والمِقْذَافُ. (أَبُو تُرَاب عَن أبي الْمِقْدَام السلميِّ) : جَدَفَتِ السَّمَاء بالثلج، وخَذَفَتْ تَجْدِفُ،

وتَخْذِفُ إِذا رَمَتْ بِهِ. ج د ب جَدب، بجد، دبج، دجب: مستعملة. جَدب: قَالَ اللَّيْث: مَكَان جَدْبٌ، وَقد جَدُبَ جُدُوَبَةً. وأجدبَتِ الأَرْض فَهِيَ مُجْدِبَةٌ، وأجدبَتِ السَّنة، وأجدَبَ الْقَوْم. قَالَ: والجادِبُ: الْكَاذِب، وَلم أسمع لَهُ فِعْلاً. (قلت) : هَذَا تَصْحِيف، والكاذب يُقَال لَهُ: الخَادِبُ بِالْخَاءِ، كَذَلِك أَقْرَأَنِيهِ الْإِيَادِي لشمر عَن أبي عبيد، قَالَ: قَالَ أَبُو زيد شَرَجَ، وخَدَبَ، وَبَشَكَ إِذا كذب. (قلت) : والجادِبُ بِالْجِيم: العَائِبُ، وَمِنْه حَدِيث عمر (أَنه جَدَبَ السَّمَرَ بعد العَتَمَة) . قَالَ أَبُو عبيد: جَدَبَ السمر أَي عابه وذمَّه، وكل عائب فَهُوَ جَادِبٌ، وَقَالَ ذُو الرمة: فيا لَك من خدَ أَسِيْلٍ ومنطق رخيم، وَمن خَلْقٍ تعلَّل جَادِبُه يَقُول: لم يجد فِيهِ مقَالا، فَهُوَ يتعلل بالشَّيْء، يَقُوله وَلَيْسَ بِعَيْب. (ابْن السّكيت) : جَادَبَتِ الْإِبِل الْعَام مُجَادَبَةً، وَذَلِكَ إِذا كَانَ الْعَام مَحْلاً، فَصَارَت لَا تَأْكُل إِلَّا الدرين الْأسود، والثمام، فَيُقَال لَهَا حِينَئِذٍ: جَادَبَت. وَقَالَ غَيره: نزلنَا بفلان فأجْدَبْنَاه إِذا لم يقرهم. وروى شمر بِإِسْنَادِهِ عَن حُذيفة أَنه قَالَ: (جَدَبَ إِلَيْنَا عمر السمر) وَمَعْنَاهُ: جَدَبَ لنا. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الجَدْبَةُ: الأَرْض الَّتِي لَيْسَ بهَا قَلِيل وَلَا كثير، وَلَا مرتع، وَلَا كلأ. وَقَالَ الفرَّاء: أجدبَتِ الأَرْض، وجدُبَت. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: عامٌ جُدُوُبُ، وَأَرْض جُدُوبٌ. بجد: (أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي) : بجَّدَ الرجل بِالْمَكَانِ وألحم إِذا أَقَامَ بِهِ تبجيداً، وَمِنْه يُقَال: أَنا ابْن بَجْدَتِهَا أَي الْعَالم بهَا أَي أقمتُ بالبلدة فخبرتُها، وعلمتُ علمهَا. وَيُقَال: هُوَ عَالم بَبَجْدَةِ أمركَ، وبِبُجْدَةِ أَمرك: أَي عَالم بِدِخْلةِ أَمرك. (أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : بَجْدٌ من النَّاس أَي جمَاعَة، وَجمعه: بُجُودٌ. وَقَالَ كَعْب بن مَالك: تلوذ البُجُودُ بأَذْرائِنَا من الضّر فِي أَزَمَاتِ السِّنينا

وَيُقَال للرجل الْمُقِيم بالموضع: إِنَّه لَبَاجِدٌ، وَأنْشد: فَكيف وَلم تُنْفَطْ عَنَاقٌ وَلم يُرَعْ سَوَامٌ بِأَكْنَافِ الأحِزَّة بَاجِدُ قَالَ أَبُو زيد: كل بِجادٍ: شقة من شقَاق بيُوت الْأَعْرَاب، وَجمعه: بُجُدٌ. وَيُقَال للشقة من البُجُد: فليج، وَجمعه: فُلُجٌ. قَالَ: ورفُّ الْبَيْت: أَن يَقْصُرَ الكِسْرُ عَن الأَرْض، فيوصَلَ بخِرْقَةٍ من البُجُد أَو غَيرهَا ليبلغ الأَرْض، وَجمعه: رُفُوفٌ. وَقَالَ أَبُو مَالك: رفائف الْبَيْت: أكسية تُعلَّق إِلَى الشقاق حَتَّى تلْحق بِالْأَرْضِ. دبج: قَالَ اللَّيْث: الدِّيباجُ: أصوب من الدَّيبَاجِ، وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو عبيد فِي الدِيباج والدِيوان. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الدِّيْبَاجُ كَانَ فِي الأَصْل: الدِّبَّاجُ فقُلبت إِحْدَى الباءين يَاء، وَكَذَلِكَ: الدِّينَار، أَصله: الدنَّار، وَكَذَلِكَ قِيرَاط، أَصله: قِرَّاط، وَلذَلِك جُمع الدِّيْبَاج دَبَابِيجَ، وَمثله: ديوانٌ جُمع دواوين. (أَبُو عبيد عَن أبي عمرٍ و) : الدِّيبَاجَتَانِ: الخدَّان، وَيُقَال: هما اللَّيتان. وَقَالَ ابْن مقبل: يخدى بهَا بازل فُتْلٌ مَرَافِقُهُ يجْرِي بِدِيْبَاجَتَيْهِ الرشح مُرتَدِعُ وَرُوِيَ عَن إِبْرَاهِيم أَنه كَانَ لَهُ طيلسان مُدَبَّجُ، قَالُوا: هُوَ الَّذِي زُيّن تطاريفه بالدِّيبَاجِ. وَقَالَ اللَّيْث: رجل مدبَّج وَهُوَ الْقَبِيح الرَّأْس والخِلقة. قَالَ: والمُدَبَّجُ: ضرب من الْهَام، وَضرب من طير المَاء، يُقَال لَهُ أغبر مُدَبَّج منتفخ الريش قَبِيح الهامة، يكون فِي المَاء مَعَ النُّحَامِ. دجب: (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الدَّجُوبُ: جُوَالِقٌ يكون مَعَ الْمَرْأَة فِي السّفر خَفِيف، وَأنْشد: هَل فِي دَجُوبِ الحُرَّةِ المَخِيْطِ وذيلة تشفي من الأطيط قَالَ: والوَذْيِلَةُ: قِطْعَة من سَنَام تُشَقُّ طولا، والأطيط: عصافير الجُوعِ. ج د م جدم، جمد، دجم، دمج، مجد، مدج: مستعملة. مدج: قَالَ اللَّيْث: مُدَّجٌ: اسْم سَمَكَة بجرية. وَأَحْسبهُ معرَّباً. جدم: قَالَ اللَّيْث: يُقَال للْفرس: إجْدَم، وأقدِم إِذا هِيْجَ ليَمْضِيَ، وأقدِمْ: أجودهما. (أَبُو عبيد عَن أبي عمرٍ و) : الجَدَمَةُ: الْقصير، وجَمْعُها: جَدَمٌ. وَأنْشد أَبُو

الْهَيْثَم: فَمَا ليلى من الهَيْقَاتِ طُولاً وَمَا ليلى من الجَدَمِ القِصَارِ والجُدَامُ: أصل السَّعُفِ. وَقَالَ أَبُو زيد: هُوَ على تِلْكَ الدِّجْمَةِ والدِّمَجةِ أَي الطَّرِيقَة. (ابْن الْأَعرَابِي) : نَخْلَة جُدَامِيَّةٌ: كَثِيرَة السعف. وَفِي نَوَادِر الْأَعْرَاب: أجدَمَ النّخل، وزبَّب إِذا حَمَلَ حَمْلاً صِيْصَاء. جمد: (اللَّيْث) : الجَمَدُ: المَاء الجامد، وَقد جَمَدَ يَجْمُدُ جُمُوداً. وَيُقَال: لَك جامد هَذَا المَال وذائبه، أَي مَا جَمَدَ مِنْهُ، وَمَا ذاب. ومُخَّةٌ جَامِدَةٌ أَي صُلبة، وَرجل جَامِدُ الْعين إِذا قلَّ دَمْعُهُ. وَسنة جَمَادٌ: جَامِدَةٌ لَا كَلأَ فِيهَا وَلَا خِصْبَ وَلَا مَطَرَ. وَأجْمَدَ الْقَوْم إِذا بَخِلُوا، وقلَّ خَيرهمْ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : جَمَدَ الرجل يَجْمُدُ فَهُوَ جَامِدٌ، إِذا بَخِلَ بِمَا يلْزمه من الْحق. وَأَجْمَد يُجْمِدُ إجْمَاداً فَهُوَ مُجْمِدٌ إِذا كَانَ أَمينا بَين الْقَوْم. قَالَ: والجامدُ: الْبَخِيل. قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّد بن عمرَان التَّيْمِيّ: إِنَّا وَالله لَا نَجْمُدُ عِنْد الْحق، وَلَا نتدفق عِنْد الْبَاطِل. واحتجَّ غَيره فِي المُجْمِدِ بقول طرفَة: وأصفر مضبُوحٍ نَظَرْتُ حِوَارَهُ على النَّار واستودعته كفَّ مُجْمِدِ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: المُجْمِدُ: الْأمين مَعَ شح لَا يخدع: وَقَالَ خَالِد: رجل مُجْمِدٌ: بخيل شحيح. وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: اسْتوْدعت هَذَا القِدْحَ رجلا يَأْخُذهُ بِكِلْتَا يَدَيْهِ فَلَا يخرج من يَدَيْهِ شَيْء. (شمر) : قَالَ أَبُو عمرٍ و: الجُمُدُ: مَكَان حَزْنٌ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ الْمَكَان الْمُرْتَفع الغليظ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الجُمُدُ: قارة لَيست بطويلة فِي السَّمَاء، وَهِي غَلِيظَة تَغْلُظُ مرّة، وتلين أُخْرَى، تُنبت الشّجر، وَلَا تكون إِلَّا فِي أَرض غَلِيظَة، سُمِّيَت جُمُداً من جُمُودها أَي يُبسها. والجُمُدُ: أَصْغَر الآكام، يكون مستديراً، والقارة: مستديرة طَوِيلَة فِي السَّمَاء، وَلَا ينقادان فِي الأَرْض، وَكِلَاهُمَا غليظ الرَّأْس، ويسميان جَمِيعًا أكَمَةً. قَالَ: وَجَمَاعَة الجُمُد: جِمَادٌ، يُنبت البَقْلَ وَالشَّجر.

قَالَ: وَأما الجُمُود فأسهل من الجُمُدِ، وأشدُّ مخالَطَةً للسُّهُول، وَتَكون الجُمُود فِي ناحيةِ القُفِّ، وناحيةِ السُّهول. وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: وَأَرْض جَمَادٌ: جَامِدَةٌ لم يُصِبْها مَطَرٌ، وَلَا شَيْء فِيهَا. وَقَالَ الكُمَيتُ: أمرعَت فِي نداه إِذْ قحط القط ر فأمسى جَمَادُها ممطورا ويُجمع الجُمُد: أجْمَاداً أَيْضا. قَالَ لبيد: فأجمادَ ذِي رَقْدٍ فأكنافَ ثادِقٍ والجَمَادُ: النَّاقة لَا لبن بهَا. وَسنة جَمَادٌ: لَا مطر فِيهَا وَقَالَ الشَّاعِر: وَفِي السَّنَةِ الجَمَادِ يكُونُ غَيْثاً إِذا لم تُعط درَّتها العَصُوب (أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الجَوَامِدُ: الأُرَفُ، وَهِي الْحُدُود بَين الْأَرْضين، وَاحِدهَا: جَامِدٌ. قَالَ: وَفُلَان مُجَامِدِي إِذا كَانَ جَارك بَيْتَ بَيْتَ، وَكَذَلِكَ: مُصَاقِبي، ومُؤَارفي، ومُتَاخمي. وَفِي الحَدِيث: (إِذا وُضِعَتِ الجَوَامِدُ فَلَا شُفعة) . (أَبُو عمرٍ و) : سَيْفٌ جَمَّادٌ: صَارِمٌ: وَأنْشد: وَالله لَو كُنتمْ بِأَعْلَى تَلْعَةٍ من رأسِ قُنْفُذ أَو رُؤُوسِ صِمَادِ لَسمِعْتُمُ مِنْ حَرِّ وَقْعِ سُيُوفِنَا ضَرْباً بكُلِّ مُهَنَّدٍ جَمَّادِ وَقَالَ اللَّيْث: الجُمَادَيَانِ: اسمان معرفَة لشهرين، فَإِذا أضفتَ قلتَ: شهرا جُمادى، وَشهر جُمادى. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم: جُمَادَى سِتَّة هِيَ جُمَادَى الْآخِرَة وَهِي تَمام سِتَّة أشهر من أول السّنة، ورَجَبَ هُوَ السَّابِع، وجُمادى خَمْسَة هِيَ جُمادى الأولى، وَهِي الْخَامِسَة من أول شهور السّنة، قَالَ لبيد: حَتَّى إِذا سَلَخَا جُمادى سِتَّة هِيَ جُمَادَى الْآخِرَة. وَقَالَ أَبُو سعيد: الشتَاء عِنْد الْعَرَب: جُمَادَى، لجُمُود المَاء فِيهِ، وَأنْشد للطِّرِمَّاح: لَيْلَة هَاجَت جُمادية ذَات صرَ جِربِيَاء النّسام أَي لَيْلَة شتوية، وَقَالَ بعض الْأَنْصَار: إِذا جُمادى مَنَعَت قَطْرَهَا زَان جنابي عطَنٌ مُغْضِفَ (سَلمَة عَن الفرَّاء) : الجِمَاد: الْحِجَارَة، وَاحِدهَا: جُمُدٌ. (الْكسَائي) : ظلَّت الْعين جُمَادَى أَي جَامِدَةٌ لَا تَدْمَعُ، وَأنْشد: مَنْ يطعم النّوم أَو يبت جَذَلاً فالعين منِّي للهَمِّ لم تَنَمِ

ترعَى جُمَادَى النَّهَار خاشِعَةً وَاللَّيْل مِنْهَا بِوَاكِفِ سَجِمِ أَي ترعى النَّهَار جَامِدَةً، فَإِذا جاءها اللَّيْل بَكت. دمج: قَالَ الليثُ: دَمَجَتِ الأرنبُ تَدْمُجُ فِي عدوهَا، وَهُوَ سرعةُ تقاربِ قَوَائِمهَا فِي الأرضِ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) دَمَجَ عَلَيْهِم وَدَمرَ، وادْرَمَّجَ، وتَعلَّى عَلَيْهِم، كلٌّ بمعنىَ واحدٍ. وَقَالَ الليثُ: متنٌ مُدْمَجٌ، وَكَذَلِكَ الأعضاءُ المُدْمَجَةُ كَأَنَّهَا أدمجِتْ ومُلِّسَتْ كَمَا تُدِمجُ الماشطةُ مِشطَة المرأةِ إِذا ضفرَتْ ذوائِبَها. وكُلُّ ضفيرةٍ مِنْهَا عَلَى حِيالها تُسمَّى دَمجاً وَاحداً. قَالَ: والدُّمُوجُ: الدُّخُولُ. وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: ليلةٌ دامجةٌ، وليلٌ دامجٌ أَي مظلمٌ. وَقَالَ الأصمعيُّ: تَدَامَجَ القومُ عَلَى فلانٍ تَدَامُجاً إِذا تَضَافَرُوا عليهِ. وصُلحٌ دُمَاجٌ أَي مُحْكَمٌ، وَقَالَ ذُو الرمةِ: وإذْ نحنُ أسبابُ المَوَدَّةِ بَيْنَنَا دُمَاجٌ قُوَاهَا لم يَخُنْهَا وصولُهَا وادَّمجَ فِي الشيءِ إدِّماجاً، وانْدَمَجَ فِيهِ اندماجاً إِذا دخل فِيهِ. (عَمْرو عَن أَبِيه) : الدُّمَاجُ: الصُّلْح على دَخَنٍ. مجد: قَالَ اللَّيْث: المَجْدُ: نيل الشّرف، وَقد مَجَدَ الرجل، ومَجُدَ: لُغَتَانِ، والمَجْدُ: كرم فعاله، وَالله تبَارك وَتَعَالَى هُوَ الْمجِيد، تَمَجَّدَ بفعاله، ومَجَّدَهُ خُلُقُهُ لِعَظَمَتِهِ، وَقَالَ جلّ وَعز: { (الْوَدُودُ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} (البروج: 15) . قَالَ الفرَّاء: خَفَضَهُ يحيى وَأَصْحَابه كَمَا قَالَ: {مُّحِيطٌ بَلْ هُوَ قُرْءَانٌ مَّجِيدٌ} (البروج: 21) فوصف القرآنَ بالمجَادَةِ. وَقَالَ غَيره: يُقْرَأُ: (بل هُوَ قرآنُ مَجِيدٍ) وَالْقِرَاءَة: {هُوَ قُرْءَانٌ} ، وَمن قَرَأَ: (قرآنُ مجيدٍ) ، فَالْمَعْنى: بل هُوَ قُرْآن ربَ مَجِيدٍ. (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : قرآنٌ مجيد، المَجيدُ: الرفيع. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: معنى المجيدِ: الكريمُ، فَمَعْنَى خفضَ المجيدِ فَمن صفة الْعَرْش، وَمن رفع فَمن صفة ذُو. (أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة) : قَالَ: أهل الْعَالِيَة يَقُولُونَ: مَجَدْتُ الدَّابَّة إِذا علفتها ملْء بَطنهَا مُخَفّفَة، وَأهل نجد يَقُولُونَ: مَجَّدتُها إِذا علفتها نصف بَطنهَا. (شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي) : مَجَدَتِ الإبِلُ إِذا وقَعَتْ فِي مرعًى كثيرٍ واسعٍ. وأمجَدَهَا المرعى، وأمجَدتُها أَنا، قَالَ: وَقَالَ ابْن شُمَيْل: إِذا شبعت الْغنم مَجَدَتِ

الْإِبِل تمجُدُ مَجْداً. والمَجْدُ: نحوٌ من نصف الشِّبَع، وَقَالَ أَبُو حَيَّةَ فِي صفة امْرَأَة: ... ... . . وليسَتْ بِمَاجِدَةٍ للطعام وَلَا الشرابِ أَي لَيست بكثيرة الطَّعَام وَلَا الشَّرَاب. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أمجَدْتُ الدَّابَّة علفاً: أكثرتُ لَهَا ذَلِك. وَقَالَ اللَّيْث: مَجَدَتِ الْإِبِل مُجُوداً إِذا نَالَتْ من الْكلأ قَرِيبا من الشِّبَعِ، وعُرف ذَلِك فِي أجسامها، وأمْجَدَ الْقَوْم إِبلَهُم، وَذَلِكَ فِي أوَّلِ الرّبيع. وَمن أَمْثَال الْعَرَب (فِي كل الشّجر نَار، واستَمْجَدَ المَرخ والعَفَار) أَي استكثرا من النَّار فصلحا للاقتداحِ بهما. يُقَال أمْجَدَ فلَان عطاءه، ومَجَّده إِذا كثَّره، قَالَ عديٌّ: فاشتراني وَاصْطَفَانِي نِعْمَةً مجَّد الهِنْءَ وَأَعْطَانِي الثّمن ومَجْدُ: بنت تَمِيم الأدرم بن عَامر بن لؤيَ هِيَ أم كلاب وَكَعب وعامر، وكُلَيْبٍ بَنِي ربيعةَ بن عامرٍ، وَذكرهَا لبيدٌ ففخرَ بهَا: سَقَى قَوْمِي بَنِي مَجْدٍ وأَسْقَى نُميراً والقبائلَ من هِلَال دجم: (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الدُّجُومُ واحدهُمْ: دِجْمٌ، وهم خاصةُ الخاصةِ، ومثلهُ: قِدرٌ وقدورٌ. قَالَ اللَّيْث: ويقالُ: انْقَشَعَتْ دُجَمُ الأباطيلِ، وإنهُ لَفِي دُجَمِ الهوَى أَي فِي غمراتهِ وظُلَمِهِ، الواحدةُ: دُجْمَةٌ. (قلت) : وَقَالَ غيرُهُ: دِجْمَةٌ ودِجَمٌ، وَهِي العاداتُ: ودِجْمُ الرجُلِ: صاحِبُهُ وخليلهُ. وفلانٌ مُداجِمٌ لفلانٍ، ومُدَامِجٌ لهُ، وَقَالَ رؤبة: وكَلَّ مِنْ طُولِ النِّضَال أسْهُمُه واعْتَلَّ إِذْ بَانَ الصِّبَا ودِجَمُهْ

الجزء 11

(أَبْوَاب الْجِيم والتّاء) ج ت ظ ج ت ذ ج ت ث: مهملات. ج ت ر ترج، تجر، رتج: مستعملات. ترج: أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ: تَرِجَ الرجلُ على (فَعِلَ) ، إِذا أَشكَلَ عَلَيْهِ الشيءُ من عِلْمٍ أَو غَيره. وتَرْجٌ، مَأْسَدَةٌ بِنَاحِيَة الغَوْر، والأُتْرُجُّ: مَعْرُوف، والعوام يَقُولُونَ: أُتْرُنْجٌ، وتُرُنْجٌ. وَالْأولَى كَلَام الفصحاء. عَمْرو عَن أَبِيه تَرَجَ: إِذا استتر، ورَتِجَ، إِذا أَغلق كلَاما أَو غَيره. تجر: قَالَ اللّيث: التَّجْرُ: جَماعة التّاجر وهم التُّجَّار أَيْضا، وَقد تَجَرَ يَتْجَرُ تِجارَة، وَأَرْض مَتْجَرَةٌ: يُتْجَرُ إِلَيْهَا. وَالْعرب تَقول: نَاقَة تاجِرَة، إِذا كَانَت تَنْفُقُ إِذا عُرِضت على البيع لِنجابَتها، ونُوقٌ تَواجر، وَأنْشد الأصمعيّ: مَجَالِحٌ من سِرِّها التَّواجِرُ وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: تَقول الْعَرَب: إِنَّه لتاجر بذلك الْأَمر، أَي حاذق بِهِ، وَأنْشد: لَيْسَتْ لقومي بالكَنيفِ تجارَةٌ لكَنَّ قومِي بالطِّعانِ تِجَارُ وَيُقَال: رَبِحَ فلَان فِي تِجَارَته، إِذا أَفضَلَ، وأربح، إِذا صَادف سُوقاً ذاتَ رِبحْ. رتج: قَالَ شِمَر: فِي الحَدِيث: (مَنْ ركب الْبَحْر إِذا أَرْتَجَ فقد بَرِئت مِنْهُ الذِّمَّة) . قلت: هَكَذَا قَيَّده شَمِر بخَطِّه، قَالَ: وَيُقَال: أَرْتَجَ البحرْ، إِذا هَاج. قَالَ: وَقَالَ الغِتْريفيّ: أَرَتَجَ البحرُ، إِذا كَثُر ماؤُه فَغَمر كلَّ شَيْء، قَالَ: وَقَالَ أَخُوهُ: السَّنَةُ تُرْتِجُ، إِذا أَطْبَقَتْ بالجدْب،

ولَمْ يجِد الرجل مِنْهُ مَخْرجاً. وَكَذَلِكَ إرْتاجُ البحرِ: لَا يَجِدُ صاحِبُه مِنْهُ مخرجا. وإرْتاجُ الثَّلْج: دَوامه وإطْباقُه، وإرْتاجُ الْبَاب مِنْهُ. قَالَ: والخِصْب إِذا عَمَّ الأَرْض فَلم يُغادِرْ مِنْهَا شَيْئا، فقد أَرْتَج، وَأنْشد: فِي ظُلْمَةٍ من بعيدِ القَعْر مُرْتاجِ سَلَمة، عَن الفرّاء، يُقال: بِعَلَ الرجل ورَتِجَ، ورَجِيَ، وغَزِلَ: كلُّ هَذَا إِذا أَرَادَ الْكَلَام فأُرْتِجَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: الرِّتاجُ: الْبَاب المُغْلَق، وَقد أَرْتَجَ البابَ: إِذا أَغلقه إغلاقاً وثيقاً وَأنْشد: أَلَم تَرَنِي عاهدتُ ربِّي وإنني لَبَيْنَ رِتاجٍ مُقْفَلٍ ومَقامِ وَيُقَال: أَرْتِجَ على فلَان، إِذا أَرَادَ قولا أَو شعرًا فَلم يصل إِلَى تَمَامه، وَقَالَ: فِي كَلَامه رَتَجٌ أَي تَتَعْتُع. وَقَالَ غَيره: أَرْتَجت الأتانُ: إِذا حَمَلَتْ، فَهِيَ مُرْتِج. وَقَالَ ذُو الرُّمة: كأنّا نَشُدُّ الْمَيْسَ فَوق مَراتِجٍ من الحُقْبِ أَسْفَى حَزْنُها وسُهولُها وناقةٌ رِتاجُ الصَّلا: إِذا كَانَت وَثيقَةً وَشِيجة. وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: رِتَاجُ الصَّلا مَكْنوزَةُ الْحاذِ يَسْتَوي على مِثْلِ خَلْقاءِ الصَّفاةِ شَلِيلُها ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال لأَنْفِ الْبَاب: الرِّتاجُ، ولِدَرَوَنْدِه: النِّجَافُ، والنَّجران، ولِمتْرَسِه: الْقُنّاحُ. وَقَالَ شمر رَتِجَ فِي مَنْطِقه، وأُرْتِجَ عَلَيْهِ، إِذا استغلق عَلَيْهِ الْكَلَام، وَأَصله مَأْخُوذ من الرِّتاج، وَهُوَ الْبَاب، وأَرْتَجْتُ البابَ إِذا أَغْلَقْتَه. وَقيل للحامل: مُرتِج؛ لِأَنَّهَا إِذا عَقَدَتْ على ماءِ الفَحل انسَدَّ بابُ رَحمهَا فَلم يدْخلهُ شَيْء، فَكَأَنَّهَا أَغْلقته على مَائه. عَمْرو عَن أَبِيه: الرّتَجُ: استغلاقُ الْقِرَاءَة على القارىء، يُقَال: أُرْتِجَ عَلَيْهِ واسْتُبهِمَ عَلَيْهِ. وأرتجت الدجاجةُ: إِذا امْتلأَ ظهرهَا بَيْضاً، وأمكنت الضَّبَّةُ كَذَلِك. ج ت ل اسْتعْمل من وجوهه: تلج، جلت. تلج: ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: التُّلَجُ: فَرْخُ العُقاب. وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: التّوْلَج: الكِناس؛ وَأنْشد: مُتَّخِذاً فِي صَفَوَاتٍ تَوْلَجا وَيُقَال لَهُ: الدَّوْلَج، وَالْأَصْل وَوْلَج، فقلبت إِحْدَى الواوين تَاء. جلت: يُقَال: جَلتُّهُ عشْرين سَوْطاً: أَي ضَربتَه. قلت: أَصله جَلَدْتُه، فأُدْغِمَت الدَّال فِي التّاء. وجالوت: اسْم أَعْجَمِيّ لَا ينْصَرف.

قَالَ الله: {وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ} (الْبَقَرَة: 251) . وَيُقَال: اجْتَلَتُّه، واجتلدْتُه: أَي شربتُه أجمع. ج ت ن اسْتعْمل من وجوهه: نتج. نتج: قَالَ اللَّيْث: النِّتاج: اسمٌ يجمَعُ وَضْعَ الغَنَم، والبهائم. وَإِذا وَلِيَ الرّجلُ نَاقَة ماخِضاً ونِتاجَها حَتَّى تضع، قيل: نَتَجها نَتْجاً، ونِتاجاً. وَقد نُتِجَت النَّاقة، إِذا ولدت، وَلَا يُقَال نَتَجَت، وَلَا يُقَال: نُتِجَتْ الشاةُ إِلَّا أَن يكون إنسانٌ يَلِي نِتاجَها، وَلَكِن يُقَال: نتَجَ الْقَوْم، إِذا وضعت إبلُهم وشاؤُهم. قَالَ، وَمِنْهُم من يَقُول: أَنْتَجت النَّاقة: أَي وَضعَت. قلت: هَذَا غلط، لَا يُقَال أَنْتجت النَّاقة بِمَعْنى وضعت. وروى أَبُو عُبَيْد، عَن أبي زيد: أَنْتَجت الفَرس، فَهِيَ نَتوج، ومُنْتِج: إِذا دنا وِلادُها، وعَظم بَطنُها. قَالَ: وَإِذا ولدت النّاقة من تِلْقَاء نَفسهَا، وَلم يل نِتاجها أَحدٌ قيل: قد أَنْتَجَت، وَقد نَتَجْتُ النَّاقة أنتِجُها، إِذا ولِيتَ نِتاجها، فَأَنا ناتج، وَهِي مَنْتوجة. وَقَالَ ابْن حِلِّزَة: لَا تكْسَع الشَّوْلَ بأَغْبارِها إنَّك لَا تَدري مَنِ النّاتجُ وَقد قَالَ الْكُمَيْت بَيْتا فِيهِ لفظٌ لَيْسَ بمستفيضٍ فِي كَلَام الْعَرَب، وَهُوَ قَوْله: لِيَنْتَتجُوها فِتْنةً بعد فتنَة أَي لِيُولِّدوها، وَالْمَعْرُوف فِي كَلَامهم ليَنْتِجُوها. أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي، قَالَ: النِّتاج يكون لِلْإِبِلِ وَالْبَقر، وَلَا يُقَال للشاء. قَالَ: وَيُقَال للِّبأ اللِّبانُ أَيْضا. والمُفَصِّح: الَّذِي قد ذهب اللِّبَأُ عَنهُ، وَهُوَ الفِصْحُ والمُفْصِّح، لِأَن اللِّبأ خاثر مثل الصمغ فَإِذا ذهب اللِّبأُ عَنهُ خرج رَقِيقا طيِّباً. وَقَالَ اللَّيْث: النَّتُوج: الْحَامِل من الدَّواب، فرسٌ نَتُوجٌ، وأَتانٌ نَتُوجٌ: فِي بَطنهَا وَلَدٌ قد اسْتبان، وَبهَا نتاج، أَيْ حَمْلٌ. قَالَ: وبعضٌ يَقُول للنَّتوج من الدَّوَابّ: قد نَتَجَت، بِمَعْنى حَمَلت، وَلَيْسَ بعامّ. وَقَالَ ابْن السّكيت، قَالَ يُونُس: يُقَال للشاتَيْنِ إِذا كَانَا سِنّاً وَاحِدَة: هما نَتِيجةٌ، وَكَذَلِكَ غَنَمُ فلانٍ نَتَائِج، أَي فِي سِنَ وَاحِدَة ومَنْتِجُ النَّاقة: حَيْثُ تُنْتَجُ فِيهِ أَي تلدِ، أنْشد أَبُو الْهَيْثَم لذِي الرمة: قد أنْتُتِجَتْ من جَانب من جُنوبها عوانا وَمن جنب إِلَى جَنْبِ بَكْراً قَالَ انْتُتِجت على (افْتُعِلَتْ) من نُتِجَتْ، فاستجاز ذُو الرمة (انْتُتِجَتْ) فِي معنى (نُتِجَتْ) لَا فِي معنى (انْتَتَجَتْ) . قَالَ: وانْتَتَجَت الناقةُ انْتِتاجاً إِذا ولدت، وَلَيْسَ قربهَا أحد.

ج ت ف اسْتعْمل مِنْهُ: جَفتْ. وَأما التَّجفاف فَهُوَ اسمٌ على (تِفْعَال) من المضاعفَ، من جَفّ يَجِفُّ وجفَّفَ، وَقد مرّ تَفْسِيره. وقرأت فِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : اجْتَفتُّ المالَ، واكْتَفتُّه، وازْدَفَتُّه، وازْدَعَبْتُه، واكْتَلطْتُه، واكْتَدَرتُه إِذا استحبتَه أجمع. ازْدَفْتُّه افْتعلت من زَفَتُّ. ج ت ب اسْتعْمل من وجوهها: جبت، تجب. جبت: قَالَ الله جلَّ وعزَّ: {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} (النِّسَاء: 51) . قَالَ الزّجاج، قَالَ أهل اللُّغَة: كلُّ معبود من دون الله جِبْتٌ وطاغوت. قَالَ: وَقيل: الجِبْتُ والطَّاغوت: الكَهَنة وَالشَّيَاطِين. وَجَاء فِي التَّفْسِير الجبت والطَّاغُوت: حُيَيّ بن أخْطَب، وكعبُ بن الأشْرف اليهوديان. قَالَ: وَهَذَا غير خَارج مِمَّا قَالَ أهْلُ اللُّغَة، لِأَنَّهُمَا إِذا اتبعُوا أَمرهمَا فقد أطاعوهما من دون الله. قلت: وَقد رُوِي هَذَا عَن ابْن عَبَّاس، من رِوَايَة عَليّ بن أبي طَلْحَة. قَالَ الطَّاغوت: كعبُ بنُ الأشْرف، والجِبْتُ حُيَيُّ بن أَخطب، وَقَالَهُ الضَّحاك. وَأما الشعبيّ، وَعَطَاء، وَمُجاهد، وَأَبُو الْعَالِيَة، فقد اتَّفقُوا على أَن الجِبْت: السِّحر والطَّاغوت: الشَّيْطان. وَنَحْو ذَلِك رُوي عَن عمر بن الْخطاب: حَدثنَا السعديُّ عَن عُثْمَان، عَن أبي عُمر الحوْضِيّ، عَن شُعْبه، عَن ابْن أبي إِسْحَاق، عَن حسان بن أبي قَائِد، عَن عمر، قَالَ: الجِبْتُ: السِّحر، والطاغوت: الشَّيْطَان. وروى أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الجِبْتُ: رَئِيس الْيَهُود، والطاغوت رَئِيس النَّصَارَى. تجب: قَالَ اللَّيْث: التِّجابُ من حِجَارَة الفِضَّة: مَا أُذيب مَرَّة، وَقد بَقِيت فِيهَا فِضَّة، والواحدة تِجَابة. أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي: التِّجْبابُ: الخَطُّ من الفِضَّة يكونُ فِي حَجَرِ الْمَعْدن، وتَجُوب: قَبيلَةٌ من قبائل الْيمن. ج ت م اسْتعْمل من وجوهها: متج. متج: قَالَ أَبُو تُرَاب: سَمِعْتُ أَبَا السَّمَيْدَع يَقُول: سِرْنا عُقْبَةً مَتُوجاً. ومَتُوجاً أَي بَعِيدَةً، وَذكره فِي بَاب الْجِيم والحاء. وَيُقَال أَيْضا فِي بَاب الْجِيم وَالْخَاء. سَمِعت أَبَا السميدع، ومُدْركاً، ومُبْتَكِراً

أبواب الجيم والظاء

الجَعْفَرِ يَّيْن، يَقُولُونَ: سِرْنا عُقْبَةً مَتُوجاً ومَتُوخاً، أَي بَعيدة، فَإِذا هِيَ ثَلَاث لُغَات مَتُوحٌ، ومَتوخ، ومتُوج. (أَبْوَاب الْجِيم والظّاء) ج ظ ذ ج ظ ث ج ظ ر ج ظ ل ج ظ ن: مهملات. ج ظ ف اسْتعْمل مِنْهُ: جفظ. جفظ: ثَعْلَب، عَن سَلمَة، عَن الْفراء، قَالَ: الجفيظ: المَقْتُول المُنْتَفخ. وَقَالَ ابْن بُزُرْج: المُجْفَئِظُّ: الْمَيِّت المُنْتَفخ. أَبُو عَمْرو: المُجْفَئِظُّ: كل شَيْء يُصبح على شَفا الْمَوْت من مرضٍ أَو شَرَ أَصَابَهُ، تَقول أصبح مُجْفِئِظّاً. قَالَ: والْمجفَئِظُّ: الْمَيِّت المنتفخ. ج ظ ب ج ظ م أهملت وُجُوههمَا. (أَبْوَاب الْجِيم والذال) ج ذ ث: مهمل ج ذ ر جذر، جرذ: مستعملان. جذر: قَالَ اللَّيْث: الجَذْرُ: أَصْلُ اللِّسان، وأصل الذَّكَر، وأَصلُ كلِّ شيءْ، قَالَ: وأَصلُ الْحساب الَّذِي يُقال: عَشَرة فِي عشرَة أَو كَذا فِي كَذَا، نقُول: مَا جَذْرُه؟ أَي مَا مَبْلَغُ تمامِهِ فَتَقول: عَشَرة فِي عشرَة، مائَة. وَخَمْسَة فِي خَمْسَة، خَمْسَة وَعِشْرُونَ؛ فَجذْر مائَة عَشرة، وجَذْر خَمسةٍ وَعشْرين، خَمْسَة. وَفِي حَدِيث حُذَيْفَةَ بنِ الْيَمَان عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نزلتِ الأَمانَةُ فِي جَذْرِ قُلُوب الرّجال، ثمَّ نَزَلَ الْقُرْآن، فعلِموا من القُرآن، وَعَلمُوا من السّنة، ثمَّ حدَّثنا عَن رَفْع الْأَمَانَة فِي حَدِيث طَوِيل. قَالَ أَبُو عبيد، قَالَ الْأَصْمَعِي، وَأَبُو عَمْرو الجَذْرُ: الأَصْل من كلِّ شَيْء. وَقَالَ زُهَيْر يصف بقرة وحشية: وسامِعَتَيْن تَعْرِفُ العِتْقَ فيهمَا إِلَى جَذْرِ مَدْلُوكِ الكُعوب مُحَدَّدِ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: هُوَ الجِذْرُ بِالْكَسْرِ، وَقَالَ الْأَصْمَعِي: بالفَتح. وَقَالَ ابْن جبلة: سَأَلت ابنَ الأعرابيّ عَنهُ فَقَالَ: هُوَ جَذْرٌ وَلَا أَقولُ جِذْر بِالْكَسْرِ. قَالَ: والجَذْرُ: أصْلُ حِسَاب ونَسب، والجِذْرُ بِالْكَسْرِ: أصلُ شَجَرَة، وَنَحْو ذَلِك. أَبُو عبيد، عَن الأصمعيّ: المُجَذَّرُ: القَصِيرُ من الرّجال. أَبُو زيد: جَذَرْتُ الشّيء جَذْراً وَأَجْذَرْتُه إِذا اسْتَأْصلْتَه. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: جَذَرْتُ الشيءَ

أجْذِرُه جَذْراً: إِذا قطعتَه. وَقَالَ شَمِر: يُقَال إِنَّه لَشديدُ جَذرِ اللّسان أَي أَصله، وشَديدُ جَذْر الذَّكَر: أَي أَصله. قَالَ الفرزدق: رَأَتْ كَمَراً مِثْلَ الجلامِيدِ فُتِّحَتْ أَحالِيلُها حَتَّى اسْمَأَدَّتْ جُذُورها أَي أُصُولهَا. وَقَالَ خَالِد بن جَنْبَة: الجَذْرُ: جَذْرُ الْكَلَام، وَهُوَ أَن يكونَ الرجلُ مُحْكماً لَا يَسْتعين بأَحد، وَلَا يُرَدُّ عَلَيْهِ وَلَا يُعاب. فَيُقَال: قاتلَه الله، كَيفَ يَجْذِرُ فِي المُجادلة؟ وقالَ أَسِيد: الجَذْرُ أَيْضا: الانْقطاع من الحَبْل والصَّاحب والرُّفقة وَمن كُلِّ شَيْء، وَأنْشد: يَا طَيبَ حَالَ قَضَاهُ الله دونكم واسْتحصَد الحبْلُ مِنْك اليومَ فانجذَرا أَي انْقَطع. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الجِذْرُ بِكَسْر الْجِيم: الأَصل. جرذ: أَبُو عُبيدة: الْجَرَذُ: كلُّ مَا حَدَثَ فِي عُرقوبِ الْفرس من تَزَيُّد أَو انْتفاخِ عَصَبِ، وَيكون فِي عُرضِ الكَعْب من ظاهِرٍ أَو بَاطِن، وقرأت فِي (كتاب الْخَيل) لِابْنِ شُمَيل، قَالَ: أمَّا الْجرَذُ بالذَّال فَوَرَمٌ يأخُذُ الفَرس فِي عُرض حافِره، وَفِي ثَفِنَتِهِ من رِجله حَتَّى يَعْقِرَه وَرَمٌ غَليظ يَتَعَقَّر، وَالْبَعِير يَأْخُذُه أَيْضا. قَالَ: والجَرْدُ بِالدَّال بِلَا تعجيم: ورَمٌ فِي مُؤخَّر عُرقوب الفَرس، يَعظُم حَتَّى يمنعُه المشيَ والسَّعْي. قلت: وَلم أسْمع الجَرَدَ بالدَّال فِي عُيوب الْخَيل لغير ابْن شُمَيْل، وَهُوَ ثِقَةٌ مَأْمُون، وَقد ذكرَ الجَرَدَ والجَرَذَ فِي عُيوب الْخَيل بمعنيين مُختلفين. وَأما أَبُو عُبَيْدة فَإِنَّهُ يُنْكِرُ الجردَ بِالدَّال، وَكَذَلِكَ الْأَصْمَعِي وَغَيره. وَقَالَ اللَّيْث: الْجَرَذُ، بِالذَّالِ: داءٌ يأْخُذُ فِي قَوائم البِرْذَوْن. دَابَّةٌ جَرِذ. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : الجرَذ داءٌ يأْخذ فِي مَفْصِل العُرقوب، فيكوي مِنْهُ تمشيطاً فَيبْرأُ عُرقوبه آخِراً ضَخْماً غليظاً، فَيكون رديئاً فِي حمله ومشيه. قَالَ: والجُرَذُ: اسمُ الذكرَ من الفار، وَجمعه جِرْذَان. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ، يُقَال: جَرَّذَه الدَّهْر، ودَلَّكَه، وديَّثَه، ونَجَّذَه، وحَنَّكَه بِمَعْنى وَاحِد، وَهُوَ المُجَرَّذُ والمُجَرَّسُ. روى ذَلِك أَبُو عُبَيد، عَن أبي عَمْرو. شَمِر عَن ابْن الأعرابيّ: نَجَّذَه الدهرُ، وقلّحَهُ، وجرَّذَه إِذا أحكمه. قَالَ: وأجْرَذْت فلَانا من مَاله إِذا أخرجته من

مَاله. رَوَاهُ الإياديّ عَنهُ. أَبُو عبيد، عَن أبي عمرٍ و: المُجَرَّذُ، والمجرَّسُ والمُضَرَّسُ، والمُقَتَّلُ؛ كُله الَّذِي قد جرّب الْأُمُور. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أجّرَذْتُه إِلَى كَذَا وَكَذَا، أَي اضْطَررته وَأنْشد: كأَنَّ أوْبَ صَنْعَةِ الملاّذِ يَسْتَهْيعُ المُراهِقَ المُحَاذِي عافِيه سَهْواً غير مَا إجْراذِ وعافيه: مَا جاءَ من عَدْوِه عفوا. سَهْواً: عَفْواً سَهلاً، بِلَا حَثَ شَدِيد وَلَا إكْراه عَلَيْهِ. جذل، جلذ، لجذ، ذجل، لذج، ذلج: مستعملة. (ج ذ ل) جذل: قَالَ اللَّيْث: الجَذْلُ: انتصابُ الحِمارِ الوحْشيّ وَنَحْوه ناصباً عُنُقَه. وَالْفِعْل: جذَلَ يَجْذُلُ جُذُولاً. قَالَ: وجَذِلَ يَجْذَلُ جَذَلاً، فَهُوَ جَذِلٌ، وجَذْلانٌ، وامرأةٌ جَذْلى، مثل فَرِح وفَرحان. قلت وَقد أجَاز لبيد (جاذِلاً) بِمَعْنى (جَذِل) فِي قَوْله: وعانٍ فَكَكْناه بِغَيْر سُوَامه فأصْبح يَمشي فِي المَحلَّةِ جاذِلاً أَي أصْبحَ فَرِحاً. والجاذِل، والجاذي: المنْتَصِب، وَقد جَذا وجذَلَ يَجْذُو ويَجْذُلُ. وَقَالَ اللَّيْث: الجِذْلُ: أصْل كلّ شَجرة حِين يذهب رَأسهَا، تَقول: صَار الشَّيْء إِلَى جِذْلِه أَي إِلَى أصْله. وَقَالَ غَيره: يُقَال لأصل الشَّيء جَذْلٌ وجِذْلٌ بِالْفَتْح وَالْكَسْر، وَكَذَلِكَ أصْل الشَّجَرة تَقْطَع، ورُبما جُعِلَ العُودُ جِذْلاً. وَفِي الحَدِيث: كيفَ تُبْصِرُ القَذَاةَ فِي عين أخيكَ، وَلَا تُبْصِرُ الجِذْلَ فِي عَيْنك) . جلذ: قَالَ اللَّيْث: الجُلْذِيُّ: الشَّديد من السّير. قَالَ العجّاج يصفُ فلاة: الخِمْسُ والْخِمسُ بهَا جُلْذِيّ يَقُول: سَيْرُ خِمْس بهَا: شديدٌ. الْأَصْمَعِي: ناقَةٌ جُلْذِيَّةِ: صُلْبةٌ شَدِيدَة. قَالَ: والجِلْذَاءَةُ: الأَرْض الغليظة، وَجَمعهَا جَلاَذِيّ، وَهِي الحِزْباءَة. شَمِر، عَن ابْن شمَيْل: الجُلْذِيَّة: المكانُ الخَشِنُ الغليظُ من القُفّ، لَيْسَ بالمُرتفع جدا، يَقْطَع أخْفاف الْإِبِل، وقَلَّما يَنْقَادُ وَلَا يَنْبُتُ شَيْئا. قَالَ اللَّيْث: والجُلْذِيَّةُ من الفَراسن أَيْضا: الغليظة الوكيعَةُ. وسيْرٌ جُلْذِي وخمْسٌ جُلْذِيٌّ: شَدِيد. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي الاجْلِوَّاذُ، والاجْرِوَّاط فِي السّير: المضاءُ والسُّرعة. قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الجِلْذيَّةُ: النَّاقة

الغليظةُ الشَّدِيدَة شَبَّهها بِجِلْذَأَةِ الأَرْض وَهِي النَّشْر الغليظ. واجْلَوَّذَ الْمَطَر: إِذا ذَهَب وقَلَّ، وَأَصله من الاجْلِوَّاذِ فِي السّير، وَهُوَ الْإِسْرَاع. قَالَ: والجَلاذِيُّ فِي شِعْر ابْن مُقْبل، جمع الجُلْذِيَّةِ، النَّاقة الصُّلبة. وَهُوَ: صوتُ النَّواقيس فِيهِ مَا يُفرِّطُه أيْدي الجَلاذِي وجُونٌ مَا يُعَفِّينا وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الجَلاذِيّ: الصُّنَّاعُ، واحدهم جُلْذِيّ. وَقَالَ غيرَة: الْجَلاذِيّ. خَدَمُ الْبيعَة؛ جَعَلهم جَلاذِيّ لِغِلَظِهِم. ابْن الْأَعرَابِي: اجْلَوَّذ، إِذا أَسْرَع، وَمثله اجْرَهَدَّ، وَمثله قَوْله: واجْلَوَّذَ الْمَطَر. ذجل: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الذَّاجِل: الظَّالم، وَقد ذَجَلَ إِذا ظلَمَ. لجذ: أهمله اللَّيْث. ورَوى عَمْرو عَن أَبِيه: لجِذَ الكلبُ، ولَجَذَ، ولَجَنَ: إِذا وَلَغَ فِي الْإِنَاء. قَالَ: واللَّجْذُ: الْأكل بِطَرَفِ اللّسان، ونَبْتٌ مَلْجوذٌ: إِذا لم يتمكَّن مِنْهُ السِّن من قِصَرِه فَلَسَّتْه الْإِبِل. قَالَ الراجز: مثل الوَأَي المُبْتَقِلِ اللَّجَّاذِ وَيُقَال للماشية إِذا أكلت الْكلأ، قد لُجِذَ الْكلأ، ولَجِذَ الكلبُ الْإِنَاء، إِذا لَحِس. وَقَالَ أَبُو زيد: إِذا سَأَلَك رجُلٌ فأعطيْتَه، ثمَّ سَأَلَك، قلت: لَجَذَني، يَلْجُذُني لجْذاً. لذج ذلج: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ ابْن دُرَيْدِ: لَذَجَ الماءُ فِي حَلْقِهِ وذَلَجه بِمَعْنى وَاحِد. ج ذ ن استُعمِل من وجوهه: نجذ. نجذ: قَالَ اللَّيْث: النَّجْذُ شِدَّةُ العَضِّ بالنَّاجِذ، وَهِي السِّنُّ، بَين النَّاب والأضْرَاس. قَالَ: وَتقول الْعَرَب: بَدَتْ نواجِذه، إِذا أظْهرها غَضَباً أَو ضَحِكاً. أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي: رجل مُنَجَّذٌ، ومُنَجِّذٌ، وَهُوَ المجرَّب والمُجرِّب، وَهُوَ الَّذِي جرَّب الأمورَ وعَرفها، وَأنْشد: أَخُو خَمْسين مُجْتمِعٌ أشُدِّي ونَجَّذَني مُداوَرَةُ الشُّؤُون وَيُقَال للرجل إِذا بَلَغَ أشُدَّه: قد عَضَّ على ناجِذِه؛ وَذَلِكَ أنَّ الناجِذَ يَطلُعُ إِذا أسَنَّ، وَهُوَ أقْصَى الأضْراس. وروى أَبُو عُمَر؛ عَن أبي الْعَبَّاس، أَنه قَالَ: اخْتَلَفَ النَّاس فِي النَّواجذ فِي الخَبَر الَّذِي جَاءَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه فَقَالَ الْأَصْمَعِي: النَّواجِذُ: أقْصى الأضْراس.

وَقَالَ غَيره: النَّواجِذ أدْنى الأضراس. وَقَالَ غَيرهمَا: النَّواجِذ المضَاحِك. قَالَ: وروى عبدُ خَيْرٍ، عَن عليّ أَنه قَالَ: إنَّ الملَكيْن قاعدان على ناجِذَي العَبد يِكْتُبان. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: النَّواجِذُ فِي قَول عَلِيَ: الأَنْياب، وَهُوَ أَحْسنُ مَا قيل فِي النَّواجِذ، لأنّ الْخَبَر أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ جُلّ ضَحِكه تَبَسُّما. ج ذ ف أهمله اللَّيْث. جذف: وروى أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: جَذَفْتُ الشَّيْء: قطعْته بالذَّال. وَقَالَ الْأَعْشَى: قاعِداً حوله الندامى فَمَا يَنْ فَكُّ يُؤتَى بمُوكَرٍ مَجْذُوفِ أَرادَ بالمُوكَر السِّقَاءُ الْمَلآنَ من الْخمر، والمجذوف: الَّذِي قُطِعَ قوائمه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: جَذَفَه: قَطَعَه، قَالَ: والمجذُوف والمجدُوف: الْمَقْطُوع، وجَذَفَ الطائرُ إِذا كَانَ مقْصوصاً، وَقد مرَّ. أَبُو عَمْرو، وجَذَفَ الرَّجل فِي مَشْيه: إِذا أَسْرَع. رَوَاهُ أَبُو عبيد عَنهُ. ج ذ ب جذب، جبذ، بذج: (مستعملة) . جذب جبذ: قَالَ اللَّيْث: الجَذْبُ: مدُّك الشّيءَ. والجَبْذُ: لُغةُ تَمِيم: قَالَ: وَإِذا خَطب الرجلُ امرأَةً فردَّته، قيل: جَذَبَتْه، وجَبَذَتْه. قَالَ: وكأنَّه من قَوْلك جاذَبْته فجذَبْته، أَي غَلَبتْه، فَبَان مِنْهَا مَغلوباً. قَالَ: وَيُقَال: انْجَذَبَ الرجل فِي سيره، وَقد انجذب بِهِ السّير. وَقَالَ الأصمعيّ: جَذَبَ الشَّهْرُ يَجْذِبُ جَذْباً، إِذا مضى عامَّتُه وَيُقَال للصبيِّ، أَو السَّخْلة إِذا فُصِل: قد جُذِب. وَقَالَ أَبُو النَّجْم: ثمَّ جَذَبْناه فِطاماً نَفْصِلُه وَيُقَال للناقة إِذا غَرَزَت وذَهب لبنُها: قد جَذَبَتْ، فَهِيَ جاذب والجمعُ: جَواذب. قَالَ الْهُذلِيّ: بِطَعْن كرَمْح الشَّوْل أَمْست غوارِزا جواذبُها تأْبَى على المتَغَبِّر وَيُقَال للرّجل إِذا كَرِعَ فِي الإِناء نَفَساً أَو نَفَسين: جَذَبَ نفسا أَو نفسين. عَمْرو، عَن أَبِيه، يُقَال: مَا اَغنى عَنِّي جِذِبّاناً، وَهُوَ زِمامُ النَّعل وَلَا ضِمْناً، وَهُوَ الشِّسْع. ابْن شُميل: بَيْننَا وَبَين بني فلَان نَبْذَةٌ وجَذْبَةٌ، أَي هُمْ مِنَّا قَريب. والجَذْبُ: جُمَّارُ النّخل، والواحدة جَذَبة،

وَهِي الشَّحْمَةُ الَّتِي تكون فِي رَأس النَّخْلة، يُكْشَطُ عَنْهَا اللَّيفُ فتُؤكل، وَهُوَ الكَثْرُ. وجَذَبَ فلانٌ حَبْلَ وِصاله وجَذَمَه: إِذا قَطَعَه. وَقَالَ البعيث: أَلاَ أَصْبَحَت خَنْساء جاذِمَة الْوَصْلِ وَقَالَ اللِّحيانيّ: ناقَةٌ جاذِبٌ: إِذا جَرَّتْ فزادتْ على وَقْت مضْرِبها. وَقَالَ النَّضر: يُقَال تَجَذَّبَ اللَّبَن: إِذا شَرِبَه. وَقَالَ العُدَيْل: دَعَتْ بالجِمالِ البُزْل للظَّعن بَعْدَمَا تَجَذَّبَ راعي الإبْلِ مَا قد تَحَلَّبا بذج: رُوِي عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (يُؤْتَى بابْنِ آدمَ يَوْم الْقِيَامَة كأَنَّه بذَجٌ من الذُّلِّ) . قَالَ أَبُو عُبَيْد: قَالَ الفرّاء: البَذَجُ: ولد الضَّأْنِ، وَجمعه بِذْجَان، وَأنْشد: قَدْ هَلكَتْ جارَتُنا من الْهَمَجَ وَإِن تَجُعْ تأْكُلْ عَتُوداً أَوْ بَذَج والعَتُودُ: من أَوْلاد المِعزَى. ج ذ م جذم: قَالَ الأصمعيّ: جِذْمُ الشَّجرة وجِذْيُها بِالْيَاءِ: أَصْلُها، وَكَذَلِكَ من كُلِّ شَيْء. وَقَالَ اللَّيْث: الجِذْمَةَ: القِطعة من الشّيء، يُقْطَع طَرَفه وَيبقى جِذْمه، وجذْمُ الْقَوْم: أَصْلُهم، والجِذْمَةُ من السَّوْط: مَا تَقْطَّعَ طَرَفُه الدّقيق وبَقِيَ أَصله. قَالَ لبيد: صائِبُ الجِذْمَةِ فِي غَيْر فَشَلْ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الجِذْمَةُ فِي بَيت لبيد الإسْراع، جَعله اسْما من الإِجْذام، وَجعله الأصمعيّ بَقِيِّة السَّوْط، وأَصْله. وَقَالَ اللَّيْث وَغَيره: الإِجْذامُ السُّرعة فِي السَّير، والإِجذام الإقلاع عَن الشَّيْء وجِذْمُ الْأَسْنَان: مَنابِتُها. وَقَالَ الشَّاعِر: الْآن لما ابْيضَّ مَسْرَبَتِي وعَضِضْتُ من نابِي على جِذْم وَفِي حَدِيث عبد الله بن زَيد: أَنَّه رأى فِي الْمَنَام كَأَنَّ رجُلاً نزل من السَّمَاء فَعلا جذْمَ حائِط، فأَذَّن. وجِذْمُ الْحَائِط: أَصْلُه. وَقَالَ اللَّيْث: الجَذْم: سُرْعَةُ الْقطع، والجَذَمُ: مصدر الأجْذَم اليَد، وَهُوَ الَّذِي ذهبت أَصَابِع كَفَّيه. وَيُقَال مَا الَّذِي جَذَّمَ يَدَيْهِ؟ وَمَا الَّذِي أَجْذَمه حَتَّى جَذِم؟ والجاذِمُ: الَّذِي وَلِيَ جَذْمَه، والمُجْذَّمُ: الَّذِي يَنْزِل بِهِ ذَلِك، وَالِاسْم الْجُذام. ورُوِيَ عَن النبيّ عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ: (من تعلَّم الْقُرْآن ثمَّ نَسِيَه لقى الله وَهُوَ أَجْذَم) . قَالَ أَبُو عُبَيْد: الأجْذم المقطوعُ الْيَد، يُقَال مِنْهُ: جَذِمَتْ يَده تَجْذَمُ جَذَماً، إِذا انْقطعت وَذَهَبت وَإِن قَطَعْتَها أَنْت، قلت: قد جَذَمْتُها، أَجْذِمُها جَذْماً. قَالَ فِي حَدِيث عليّ: (من نَكَثَ بيعَته لَقِي

أبواب الجيم والثاء

الله وَهُوَ أَجْذم، لَيست لَهُ يَد) ، فَهَذَا يُفسر لَك الأجْذم. وَقَالَ المتَلمِّس: وَهل كُنْتُ إِلَّا مثلَ قَاطع كَفِّه بكفَ لَهُ أُخْرَى فأصبحَ أجذما؟ وَقَالَ غير أبي عُبَيْد: الأجْذم فِي هَذَا الحَدِيث: الَّذِي ذهبت أَعضاؤها كلُّها، قَالَ وَلَيْسَت يدُ النَّاسِي لِلْقُرْآنِ بالجَذَمِ أَوْلَى من سَائِر أَعْضَائِهِ، قَالَ: وَيُقَال: رجُلٌ أجْذَم ومَجْذوم ومُجَذَّم إِذا تهافتت أطْرافه من دَاء الْجُذَام. وروى أَبُو عُبَيد، عَن أبي عَمْرو، أَنه قَالَ: الأجْذَم: الْمَقْطُوع الْيَد، قَالَ: والجَذْم والخَذْمُ كِلَاهُمَا الْقَطع. والجَذْماء: امرأةٌ من بني شَيْبان كَانَت ضَرَّة للبَرشاء، وَهِي امْرَأَة أُخْرَى، فرمت الجَذْماءُ البَرْشَاءَ بنارٍ فأحرقتها، فسُميت البَرْشاء، فَوَثَبت عَلَيْهَا البرشاءُ فَقطعت يَدهَا، فسميت الجذماء. وَبَنُو جَذِيمة: حيٌّ من عبد الْقَيْس، كَانُوا ينزلون الْبَحْرين ومنازلهم الْبَيْضَاء من نَاحيَة الخَط. وروى عَمْرو بن دِينَار، عَن جَابر بن زيد، عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ: (أربعٌ لَا يَجُزْنَ فِي البيع، وَلَا النِّكاح: الْمَجْنُونَة، والمَجْذومة، والبَرْصاء والعَفْلاء) : كَذَا قَالَ ابْن عَبَّاس مَجْذومة، كَأَنَّهَا من جُذِمَتْ فَهِيَ مجذومة. ورُوِي عَن عليَ أَنه قَالَ: إِذا تزوج الْمَجْنُونَة أَو المجذومة أَو العَفْلاء، فَإِن دخل بهَا جَازَت عَلَيْهِ، وَإِن لم يكن دخل بهَا فُرِّق بَينهمَا. وَقَالَ ابْن الأنباريّ: القَوْل مَا قَالَ أَبُو عُبَيد فِي تَفْسِير الأجذم، وَأَنه الْمَقْطُوع الْيَد، قَالَ: وَمعنى قَوْله: لَقِيَ الله وَهُوَ أجْذَم، لَا يَدَ لَهُ، أَي لَا حُجة لَهُ، وَالْيَد: يُراد بهَا الحُجة، أَلا ترى أَن الصَّحيح الْيَد وَالرجل يَقُول لصَاحبه: قَطَعْتَ يَدي ورِجْلي أَي أذْهَبْتَ حُجَّتي. (أَبْوَاب) الْجِيم والثّاء) ج ث ر ثجر، جرث، جثر: (مستعملة) . جثر: أهمله اللَّيثُ. وَقَالَ ابْن دُريد: مكانٌ جَثْرٌ: فِيهِ تُرابٌ يُخالِطه سَبَخ. ثجر: قَالَ اللَّيْث: الثَّجير: مَا عُصِرَ من الْعِنَب فجرت سُلافته، وَبقيت عصارته فَهُوَ الثَّجير، وَيُقَال: الثَّجير: ثُفْلُ الْبُسْر يُخْلَطُ بِالتَّمْرِ فيُنْتَبَذُ. وَفِي الحَدِيث: (لَا تَثْجُرُوا) . وَقَالَ شَمِر، قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الثُّجْرَةُ: وَهْدَةٌ من الأرْض منخفضة. قَالَ، وَقَالَ غَيره: ثُجْرَةُ الْوَادي: أولُ مَا تَنْفَرجُ عَنهُ المضايق قبل أَن يَنْبَسط فِي

السَّعة، ويُشَبَّه ذَلِك الموضعُ من الْإِنْسَان بثُجْرة الْوَادي. وَقَالَ الأصمعيّ: الثُّجَر الأوساط، واحدتها ثُجْرة. وَقَالَ اللَّيْث: ثُجْرَةُ الحشا: مُجْتَمَعُ أَعلَى السَّحْر بقَصَبِ الرئة. والثُّجَرَ: سِهَام غِلَاظ الْأُصُول عِراض. وَقَالَ الشَّاعِر: تَجَاوَبَ فِيهِ الخيزرانُ المُثَجَّرُ والمثَجَّرُ: المعرَّض حوفه وَقد ثُجِّرَ تَثْجيراً. وَأما قَول تَمِيم بن أُبيّ بن مقبل: والعَيْرُ يَنْفُحُ فِي المكْتانِ قد كَتِنَتْ مِنْهُ جحافِلُه والعَضْرَسِ الثَّجِرِ ويروى: الثُّجَرِ. فَمن رَوَاهُ الثَّجِر: فَمَعْنَاه المُجْتَمِع، والعَضْرَسُ: نبت أَحْمَر النَّوْر. وَمن روى الثُّجَرُ: فَهُوَ جمع ثُجْرَة، وَهُوَ مَا تَجَمَّعَ فِي نَبَاته. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: ثُجْرَةٌ من لَحْمٍ، أَي قِطْعَة. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الثُّجَرُ: جماعات مُتَفرِّقَةٌ، والثَّجِر: العريض. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: انْثَجَرَ الجُرح، وانْفَجَر: إِذا سَالَ مَا فِيهِ. جرث: الجِرِّيثُ: من السّمك مَعْروف، وَيُقَال لَهُ: الجِرِّيُّ بِلَا ثَاء. وروى سُفْيَان، عَن عبد الْكَرِيم الجَزَري: عَن عِكْرمة، عَن ابْن عَبَّاس: أنَّه سُئِلَ عَن الجِرِّيّ، فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ، وَإِنَّمَا هُوَ شيءٌ حَرَّمه اليَهود. وروى شَمِرَ، عَن أَحْمد بن الحَرِيش، عَن ابْن شُميل بإِسنادٍ لَهُ، عَن عمار، أَنه قَالَ: لَا تَأْكُلُوا الصِّلَّوْرَ والأَنْقَلِيس. قَالَ أَحْمد، قَالَ النَّضر: الصِّلَّوْرُ: الجِرِّيث، والأنْقَلِيس: المارْمَاهِي. ج ث ل جثل، ثلج، ثجل: مستعملة. ثجل: أَبُو عُبَيد، عَن اليزيديّ: الأثْجَلُ: العظيمُ البَطْن. وَقَالَ غَيره: هُوَ الْعَثْجَلُ أَيْضا. وَقَالَ اللَّيْث: الثَّجَلُ عِظَمُ الْبَطن، ورَجُل أَثْجَل، وامْرَأَةٌ ثَجْلاَء. وَفِي حَدِيث أمِّ معبد فِي صِفَةِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لم تُزْرِ بِهِ ثُجْلَة) أَي ضِخَمُ بَطن. جثل: قَالَ اللَّيْث: الجَثْلُ من الشَّعر: أَشَدُّهُ سَواداً وأَغْلَظه. وَقَالَ غَيره: الشَّعرُ الجَثْل: المُلْتَفّ، وَفِيه جُثُولةٌ وجَثَالَة. واجْثَأَلَّ النَّبْتُ: إِذا الْتَفَّ وَطَالَ وغَلُظ. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الجُثَالُ: الْقُبَّر، واجْثَأَلَّ الْقُبَّرُ: إِذا انْتَفَشَتْ قُنْزُعَتُه، وَأنْشد:

جَاءَ الشِّتاءُ واجْثَأَلَّ القُبَّرُ قَالَ والجَثْلَةُ: النملةُ السَّوداء. أَبُو عُبَيد عَن الْفراء: تَقول الْعَرَب: ثَكِلَتْه الْجَثَل، وثَكِلَتْهُ الرّعيل أَي ثَكِلَتْهُ أمُّه. ثلج: ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الثُّلُجُ: الْفَرِحون بالأخْبَار، والثُّلُجُ: البُلَداءُ من الرِّجال. أَبُو عُبَيْد، عَن أَبي عَمْرو: ثَلَجَتْ نَفْسِي تَثْلِجُ: إِذا اطْمَأَنَّتْ. وَقَالَ الأصمعيّ: ثَلَجَتْ تَثْلَجُ، وثَلَجَتْ تثلُجُ. وَقَالَ اللَّيْث: الثَّلْج: مَعرُوفٌ، وَقد ثُلِجْنَا أَي أَصَابَنَا ثَلْجٌ. وَيُقَال: ثَلِجَ الرجل، إِذا بَرَدَ قلبُه عَن شَيْء، وَإِذا فَرِحَ أَيْضا، فقد ثَلج. الحرّاني، عَن ابْن السّكّيت: ثَلِجْتُ بِمَا خَبَّرَني، أَي اشْتَفَيْتُ بِهِ وسَكَن قلبِي إِلَيْهِ. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: ثُلِجَ قلبُه أَي بَلُدَ، وثَلِجَ بِهِ أَي سُرَّ بِهِ وَسكن إِلَيْهِ، وَأنْشد: فَلَو كُنْتُ مَشْلُوجَ الفُؤادِ إِذا بَدَتْ بلادُ الأعادِي لَا أُمِرُّ وَلَا أُحْلِي أَي لَو كنتُ بَلِيدَ الفؤادِ، كنت لَا أُمِرُّ وَلَا أُحْلِي، أَي لَا آتِي بمُرَ وَلا حُلْوٍ من الفِعل. غيرُه: حَضَرَ فأَثْلَجَ، إِذا بلغ الثَّرَى والنَّبَط. وَيُقَال: قد أَثْلَجَ صدرِي خَبَرٌ وَارِدٌ، أَي شَفَانِي وَسَكَّنَني، فَثَلِجْتُ إِلَيْهِ. وَنَصْلٌ ثُلاَجِيُّ، إِذا اشتَدَّ بياضُه. أَبُو عُبَيْد، عَن أبي عَمْرو: إِذا انْتهى الحافرُ إِلَى الطين فِي الْبِئْر قَالَ: أَثْلَجْتُ. وَقَالَ شَمِر: ثَلِج صَدْرِي لذَلِك الْأَمر، أَي انشرَحَ ونَقَعَ بِهِ، يَثْلَجُ ثلَجاً، وَقد ثَلَجْتُه، إِذا بَلَلْتَهُ وَنَقَعْتَه. وَقَالَ عَبِيد: فِي رَوْضَةٍ ثَلَجَ الرَّبيعُ قَرَارَها مَوْلِيَّةٍ لم يَسْتَطِعْهَا الرُّوَّدُ وماءٌ ثَلِجٌ: بَارِد. ج ث ن جنث، نثج، نجث، ثجن: مستعملة. جنث: قَالَ اللَّيْث: الْجِنْثُ: أَصْلُ الشَّجَرَةِ، وَهُوَ العِرقُ المستقيمُ أرومَتُه فِي الأَرْض، وَيُقَال: بل هُوَ من ساقِ الشَّجرةِ مَا كَانَ فِي الأَرْض فَوق العُروق. أَبُو عُبَيْد، عَن الأصمعيّ: جِنْثُ الْإِنْسَان: أَصْلُهُ، وَإنَّهُ ليرجعُ إِلَى جِنْثِ صِدْق. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: التَّجَنُّثُ أَن يَدَّعيَ الرجلُ غَيْرَ أَصْلِهِ. وَقَالَ ابنُ السّكّيت، قَالَ الأصمعيّ: سمِعتُ خَلَفاً يَقُول: سِمعْتُ الْعَرَب تُنْشِد بَيت لَبِيد: أَحْكَمَ الجُنْثِيُّ عَن عَوْراتها

كلَّ حِرْبَاءٍ إِذا أُكْرِه صَلّ قَالَ: الجِنثِيّ: السَّيْف بِعَيْنِه، وَقَوله أَحْكَمَ: أَي رَدَّ. يَقُول: رَدَّ الحرباءُ وَهُوَ المسمار عَن عورتها السَّيْف، وَأنْشد خلف: ولَيْست بأَسْواقٍ يكون بِياعُها بِبَيْضٍ تُشَافُ بالجِيادِ المنَاقِلِ وَلكنهَا سوقٌ يكون بِياعُها بِجُنْثِيَّةٍ قد أَخْلَصَتْها الصَّياقِلُ قَالَ: وَمن روى: أَحكمَ الجِنْثيُّ من عوراتها كلَّ حرباء ... فَإِن الجِنْثِيّ: الحدّاد إِذا أحكم عَوْرات الدِّرْع؛ لم يَدَع فِيهَا فَتْقاً وَلَا مَكَانا ضَعِيفا. وَقَالَ أَبُو عُبَيدة الجِنْثى، بِالضَّمِّ وَالْكَسْر: من أَجْوَد الْحَدِيد، هَذَا الَّذِي سمعناه من بني جَعْفَر. وقا أَبُو عُبَيد: الجُنْثِيّ: الحدَّاد، وَيُقَال الزَّرّاد. نثج: أَهْمله اللَّيث. ثَعْلَب: عَن ابْن الأعرابيّ: المِنْثَجَةُ: الاست، سُمِّيت مِنْثَجَة، لِأَنَّهَا تَنْثجُ، أَي تُخْرِجُ مَا فِي الْبَطن. وَقَالَ غَيره: يُقال لأحد العِدْلَيْن إِذا اسْتَرْخَى: قد اسْتَنْثَج فَهُوَ مُسْتَنْثِج. قَالَ هِمْيان: يَظَلُّ يَدْعُو نِيبَهُ الضَّماعِجا بصَفْنَةٍ تَزْقِي هَديراً ناثِجا أَي مُسّتَرخِياً. نجث: قَالَ اللَّيْث وَغَيره: النَّجِيثُ: الهدَف، سُمِّي نَجِيثاً لانْتِصابه واسْتِقْباله. والاسْتِنْجاث: التَّصَدِّي للشَّيْء، والإقبال عَلَيْهِ، والولُوع بِهِ. أَبُو عبيدُ: خرج فلَان يَنْجُثُ بني فلَان، أَي يَسْتَغويهم ويستَغِيثُ بهم، وَيُقَال: يَسْتَعْوِيهم بِالْعينِ، وأتانا نَجِيثُ الْقَوْم، أَي أَمرهم الَّذِي كَانُوا يُسِرّونه. قَالَ لَبِيد يذكر بقرة: مَدَى الْعين مِنها أَن تُراعَ بنَجْوَةٍ كَقَدْرِ النَّجيث مَا يَبُذُّ المُناضِلا أَرَادَ أَن البقرةَ قريبةٌ من وَلَدِها، تُراعيه كَقدْر مَا بَين الرَّامِي والهدف. الأصمعيّ: نَبَثوا عَن الْأَمر، ونَجَثُوا عَنهُ، وَبَحَثُوا عَنهُ، بِمَعْنى وَاحِد. وَرجل نجَّاث ونَجِثٌ يتَتبَّعُ الْأَخْبَار ويَسْتَخْرِجُها. وَقَالَ الأصمعيّ: لَيْسَ بِقَسَّاسٍ وَلَا نَمَ نَجِثْ وَيُقَال: بُلِغَتْ نَجِيثَتُه ونكيثتُه: أَي بُلِغَ مَجْهوده. والنُّجُثُ: غِلافُ الْقلب، وَجمعه أنجاث. وَأنْشد:

تَنْزُو قلوبُ القَوم من أَنْجاثِها وَأنْشد شَمِر: أَزْمانَ غَيُّ قلبِكَ المْسْتَنْجِثُ بمَأْلَفٍ من جمعكم مُسْتَنبِثُ قَالَ: المستَنْجِثُ: المُسْتَخْرِج. يُقَال: نَجَثَهُ أَي أَخْرَجَه. وَقيل: المستَنْجِث: مثل المُنْهَمِك. أَبُو عُبَيد، عَن الْفراء: من أمثالهم فِي إعلان السِّرِّ، وإبدائه بعد كتْمانه، قَوْلهم: (بَدا نَجِيثُ الْقَوْمِ) أَي سِرُّهم الَّذِي كَانُوا يخفونه. ثجن: أَهْمله اللَّيْث. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الثَّجَنُ طَرِيق فِي غِلَظٍ من الأَرْض لغةٌ يمَانيَّة. ج ث ف فثج، ثفج: أهملهما اللَّيْث. فثج: وروى عَمْرو عَن أَبِيه، أَنه قَالَ: إِذا نَقَص فِي كلِّ شَيْء. أَبُو عُبَيد عَن الكسائيّ: عدا الرجل حَتَّى أَفْثَج، وأفْثَأَ، وَذَلِكَ إِذا أعيا وانبَهَر. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: عدا حَتَّى أَفْثَج، وأُفْثِج، وَيُقَال: فَثَجتُ الماءَ الحارّ بالبارد إِذا كَسرتَ حرّه. وَقَالَ الأصمعيّ: هَذَا ماءٌ لَا يُفْثَجُ وَلَا يُنْكشُ: أَي لَا يُنْزَح. وَقَالَ أَبُو عُبَيدة: ماءٌ لَا يُفْثَجُ أَي لَا يُبْلَغُ غَوْرُه. الأصمعيّ: الفاثجُ والفاسِجُ: النَّاقة الَّتِي لَقِحَتْ فَسَمِنَتْ، وَهِي فَتيَّة. وَقَالَ هِمْيان: والبَكِراتِ اللُّقحَ الْفَواثِجا ثفج: أهمله اللَّيْث. عَمْرو، عَن أَبِيه: ثَفَجَ ومَفَجَ: إِذا حَمُق. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: رجلٌ ثَفَّاجَةُ مَفَّاجَة، وَهُوَ الأَحْمَق. ج ث ب استُعْمِل من وجوهه: ثبج. ثبج: أَبُو عُبَيْد، عَن الأصمعيّ: الثَّبَجُ: مَا بَين الكاهِل إِلَى الظَّهر. وَقَالَ أَبُو زيد: الثَّبَجُ: مَا بَين العَجُز إِلَى المَحْرَك. وَقَالَ أَبُو مَالك: الثّبَجُ: مُسْتدارُ أعْلى الكاهِلِ إِلَى الصّدر، قَالَ: وَالدَّلِيل على أَن الثَّبَجَ من الصَّدْر أَيْضا، قَوْلهم: أَثْباجُ الْقَطَا. عَمْرو، عَن أَبِيه: الثَّبَجُ: نُتُوُّ الظَّهْر، والثَّبَجُ: عُلُوُّ وسط الْبَحْر إِذا تلاطمت أمواجه، والثَّبَجُ: اضْطِرَاب الْكَلَام وتفْنينُه، والثَّبَجُ: تَعْمِيَةُ الخَطِّ وتَرْكُ بيانِه. وَقَالَ اللَّيْث: الثَّثْبيجُ: التَّخْليط. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الثَّبَجُ: من عَجْبِ الذَّنب إِلَى عُذْرَيْه.

وَقَالَت بنت القَتَّال الْكلابِي. ترثي أَبَاهَا: كأَنَّ نَشِيجَنا بِذَوَات غِسْلٍ نَهيمُ المنزلِ تُثْبُجُ بالرِّحالِ أَي تُوضَعُ الرحالُ على أثْباجها، وكتابٌ مُثَبّجٌ، وَقد ثُبِّجَ تَثبيجاً. وَأما قَول الْكُمَيْت يمدح زِيَاد بن مَعْقَلِ: وَلم يُوايِم لَهُم فِي ذَبِّها ثَبَجاً وَلم يكُنْ لَهُم فِيهَا أَبَا كَرِبِ وثَبجٌ هَذَا رَجُلٌ من أهل الْيمن غَزاه ملِكٌ من الْمُلُوك فصالَحه عَن نَفسه وَأَهله وَولده، وَترك قومه فَلم يدخلهم فِي الصُّلْح، فغزا الملكُ قومه، فَصَارَ ثَبَجٌ مَثَلاً لمن لَا يَذُبُّ عَن قَوْمه، وأرادَ الْكُمَيْت أَنه لم يفْعَل فعل ثَبج، وَلَا فِعْل أبي كَرِب، وَلكنه ذَبَّ عَن قومه. ج ث م جثم، ثجم، مثج: (مستعملة) . جثم: قَالَ أَبُو الْعَبَّاس فِي قَول الله جلَّ وعزَّ: {فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ} (الْأَعْرَاف: 78) أَصَابَهُم البلاءُ فبركوا فِيهَا. والجاثمُ: البارِكُ على رِجْلَيه، كَمَا يَجْثِمُ الطَّير، أَي أَصَابَهُم الْعَذَاب فماتوا جاثمين، أَي باركين. ورُوِي عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنَّه نَهى عَن المصْبُورة والمُجثَّمةُ. قَالَ أَبُو عبيد: المُجَثَّمَةُ الَّتِي نهى عَنْهَا هِيَ المَصْبُورةُ؛ وَلكنهَا لَا تكونُ إِلَّا فِي الطَّير والأرانب، وأشْباهِها؛ لِأَن الطَّير تَجثِمُ بِالْأَرْضِ إِذا لَزِمتْها ولَبَدَت عَلَيْهَا، فإنْ حَبَسها إنْسانٌ قيل: قَدْ جُثِّمَتْ، فَهِيَ مُجثَّمَة إِذا فُعِلَ ذَلِك بهَا، وَهِي المحبوسَة، فَإِذا فعلت هِيَ من غيرِ فعْل أحد، قيل: جَثَمَت تَجْثِمُ جُثوماً، وَهِي جاثمة. وَقَالَ شَمِر فِي تَفْسِير المجَثَّمَة: هِيَ الشَّاة الَّتِي تُرْمَى بِالْحِجَارَةِ حَتَّى تَمُوت، ثمَّ تُؤُكل. قَالَ والشَّاة لَا تَجْثِمُ؛ إِنَّمَا الجثومُ للطَّير، وَلكنه اسْتُعير. قَالَ، ورُوِيَ عَن عِكْرِمةَ أَنه قَالَ: المُجَثَّمَةُ: الشَّاة، تُرْمَى بالنَّبْل حَتَّى تُقْتَل. وَيُقَال: جَثَم فلَان بِالْأَرْضِ يَجْثِمُ جُثُوماً إِذا لَصِق بهَا ولَزِمَها، فَهُوَ جاثِم. وَقَالَ النَّابِغَة يصفَ رَكَبَ امْرَأَة: وإذَا لَمسْتَ لمسْتَ أجْثَمَ جاثماً مُتَحَيِّزاً بمكانه مِلْءَ اليَد قَالَ: وجَثَمت العُذُوق: إِذا عَظُمت، فلَزِمَتْ مَكَانهَا، وَقَوله: وباتت بِجُثْمانِيَّةِ المَاء نِيبُها إِذا ذَاتُ رَحْلِ كالمآتم حُسَّرا جُثمانية المَاء: الماءُ نَفْسُه. وَيُقَال جُثْمانيَّةُ المَاء: وسَطُه ومُجْتَمعه،

أبواب الجيم والراء

ومكانه وَالْبَيْت للفرزدق. وَقَالَ رؤبة: واعْطِفْ على بَازٍ تَرَاخَى مَجْثَمُه قيل: تَراخى مَجْثَمُه، أَي بَعُدْ وكْرُه. قَالَ: ويُقال للَّذي يَقَعُ على الْإِنْسَان وَهُوَ نائمٌ: جاثُومٌ وجُثَمٌ وجُثَمَة، ورازِمٌ، وركَّاب، وجثّامة. قَالَ: وَهُوَ هَذَا النّجْثُ الَّذِي يَقع على النَّائم. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الجاثُوم: هُوَ الكابوس، وَهُوَ الدَّيْثان. وَقَالَ اللَّيْث: الجاثِمُ: اللاَّزمُ مكانَه لَا يَبْرح. وَيُقَال: إِن العَسلَ يَحثِمُ على المِعدة ثمَّ يَقْذِفُ بالدَّاء. وَقَالَ غَيره: الجَثَّامَةُ: الرجل الَّذِي لَا يبْرَحُ بيتَه، وَهُوَ اللُّبَدُ أَيْضا. وَقَالَ اللَّيْث: الجُثمان بمنزله الجُسْمان، جامعٌ لِكلِّ شَيء، تُرِيدُ بِهِ جِسْمه وألْواحَه. والجَثَمةُ، والحَثَمة كِلَاهُمَا الأكمة، وَهِي الجَثوم. قَالَ تأبط شرا: نَهَضْتُ إِلَيْهَا من جَثُومٍ كأنَّها عجوزٌ عَلَيْهَا هِدْمِلٌ ذاتُ خَيْعَل الْأَصْمَعِي: جَثَمْتُ وجَثَوْتُ وَاحِد. ثجم: قَالَ اللَّيْث: الثَّجْمُ مِثْلُ الصَّرف عَن الشّيء. أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي: أثجم الْمَطَر وأغْضَن، إِذا دَامَ أَيَّامًا لَا يُقْلِع. مثج: يُقَال: مَثَج البِئْرَ، إِذا نَزَحَها. (أَبْوَاب) الْجِيم والرّاء) ج ر ل استُعْمِلَ منْ وُجُوهِهِ: جرل، رجل. جرل: قَالَ شَمِر: قَالَ الأصمعيّ: الجَرَاوِلُ: الحِجَارَةُ. واحِدَتُها جَرْوَلَةٌ. ويُقالُ: منْهُ أَرْضٌ جَرِلَةٌ، وجَمْعُها أَجْرَالٌ. وقالَ جَرير: مِنْ كلِّ مُشْتَرِفٍ وإنْ بَعُدَ المَدَى ضَرِم الرِّقَاقِ مُنَاقِلِ الأَجْرَالِ وقالَ غيرُه: الجَرَلُ: الخَشِنُ من الأرْض، الكثيرُ الحِجَارَة، ومكانٌ جَرِلٌ. قَالَ: ومنهُ الجَرْوَلُ، وهوَ من الحَجَرِ مَا يُقِلُّهُ الرَّجُلُ ودونه، وفيهِ صَلاَبَة، وَأنْشد: لَوْ هَبَطُوهُ جَرِلاً شَرَاساً لَتَرَكُوهُ دَمِثاً دَهَاساً وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: أَمَّا الجَرْوَلُ فَزَعَمَ أَبُو خَيْرَةَ أنَّهُ مَا سالَ بِهِ الماءُ من الحِجَارَة حَتَّى ترَاهُ مُدَلَّكاً من سَيْلِ الماءِ بِهِ فِي بطْنِ الْوَادِي، وَأنْشد: مُتَكَفِّتٌ ضَرِمُ السِّبا ق إذَا تَعَرَّضَتِ الْجَرَاولْ

مُتَكَفِّتٌ: سَرِيعٌ، ضَرِمٌ: مُحْتَرِقٌ. والسِّياق: طَرْدُهُ إيَّاها إِلَى الماءِ. وَقَالَ اللَّيْث: الجَرْوَلُ اسمٌ لبَعْضِ السِّباع. قُلْتُ: لَا أَعْرِفُ شَيْئا من السِّباع يُدْعَى جَرْوَلاً. واسْمُ الحُطَيْئَةِ جَرْوَل، سُمِّيَ بالحَجَر. وَقَالَ اللَّيْث: الجِرْيالُ لَوْنُ الحُمْرَة. وَقَالَ غَيره: الْجِرْيالُ الْبَقَّمُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: هُوَ النَّشَاسْتَج وَقَالَ شَمِر: العَربُ تَجْعَلُ الْجِرْيالَ الخَمْر نَفسهَا، وَهِي الْجِرْياله. وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: كَأَنِّي أَخُو جِرْيالَةٍ بَابِلِيَّةٍ كُمَيْتٍ تُمَشَّي فِي العِظامِ شَمُولَها فَجَعَلَ الجِرْيالَة الخَمر بِعَيْنِها. وَقيل: هُوَ لَوْنها الأَحْمَرُ أَو الأصْفَر. وسُئِلَ الأعْشَى عَن قَوْله: كدَمِ الذَّبِيحِ سَلَبْتُها جِرْيالَها فَقَالَ: شَرِبْتُها حَمْراء. وبُلْتُها بَيْضاء. سلَمة، عَن الْفَرَّاءِ، قَالَ: الجِرْيالُ: البَقَّم. أَبُو تُراب عَن الكلابِيّ: وادٍ جَرِل، إذَا كانَ كثيرَ الجِرَفَةِ، والعَتَبُ والشَّجَر. قَالَ: وَقَالَ حَتْرَشَ: مكانٌ جَرِلُ، فِيهِ تَعَادٍ واخْتِلاف. قَالَ: وَقَالَ غيْرهُ من أَعراب قَيْس: أَرْضٌ جَرِفَة مُخْتَلِفَةٌ، وقِدحٌ جَرِفٌ ورَجلٌ جَرِفٌ كَذَلِك. رجل: قَالَ الليثُ: الرجلُ مَعْرُوف. وَفِي معنى تَقُول: هَذَا رجلٌ كامِلٌ، وهذَا رَجُلٌ، أيْ فَوْقَ الغُلام. وتَقُولُ: هذَا رَجُلٌ، أيْ راجِلٌ. وَفِي هَذَا الْمَعْنى للمرْأَةِ، هِيَ رَجُلَةٌ. أَيْ رَاجِلَةٌ، وَأنْشد: وَإِنْ يَكُ قَوْلُهُمْ صادِقاً فَسِيقَتْ نِسائي إليكمْ رِجالاً أَيْ رَوَاجِل. ويقالُ: هَذَا أَرْجَلُ الرَّجُلَيْن، أيّ فِيهِ رُجْلِيَّةٌ، لَيْسَتْ فِي الآخرَ. والرَّجْلُ: جَماعَةُ الرّاجِل، وهُم الرَّجَّالة والرُّجَّال. وَأنْشد: وظَهْرِ تَنُوفَةٍ حَدْباءَ يمْشي بهَا الرُّجَّالُ خَائفَةً سِراعاً وقدْ جاءَ فِي الشِّعر الرَّجْلَة. وَقَالَ تميمُ بنُ أُبَيّ بن مُقْبِل: ورَجْلَةٍ يضْرِبُونَ الّبيضَ عَن عُرُضٍ ضرْباً تَواصَتْ بِهِ الأَبْطَالُ سِجِّيناً قَالَ أَبُو عَمرٍ و: الرَّجْلَةُ الرَّجَّالَةُ فِي هَذَا البَيْت؛ وليسَ فِي كلامِهم فَعْلَةٌ جاءَتْ جَمْعاً غَيرُ رَجْلَةٍ جَمْعُ رَاجل؛ وكَمأَة جَمْعُ كَمْء. وَقَالَ الله: {فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا}

(الْبَقَرَة: 239) . أَي فصلُّوا رِجَالاً أَو رُكْبَاناً، جمعُ راجلٍ مثلُ صاحبٍ وصِحَابٍ، أَي إِن لم يُمْكِنْكُمْ أَن تقوموا قانِتينَ أَي عابدينَ مُوَفِّينَ الصَّلَاة حَقَّهَا لخوفٍ ينالكم فصلُّوا رُكْباناً. وَقَالَ شَمِر: الرِّجَل مَسَايِلُ المَاء، واحِدُها رَجْلَة. قَالَ لَبِيد: يَلْمُجُ البارضَ لَمْجاً فِي النَّدى منْ مَرَابيعِ رِيَاضٍ ورِجَل وَقَالَ الليثُ: الرِّجْلَةُ مَبِيتُ العَرْفَج الْكثير فِي رَوْضةٍ وَاحِدَة. قَالَ: والتَّرَاجِيلُ: الكَرَفْسُ بلغَة الْعَجمِ، وَهُوَ اسمٌ سَوادي من بُقُول الْبَساتين. والرِّجْل خِلافُ الْيَد، وَكَذَلِكَ رِجْلُ الْقَوْسِ وَهِي سِيَتُهَا السُّفْلَى، ويدُها سِيتُها الْعُلْيا. وَيُقَال: فلانٌ قائمٌ على رِجل، إِذا أخَذَ فِي أمْرٍ حَزَبَه. ثعلبُ عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقالُ: لي فِي مالكَ رِجْل أَي سَهْم. والرِّجْل: الْقَدَم، والرِّجل: الْقطعةُ من الجَراد، والرِّجْلُ: السَّراويل الطاقُ، وَمِنْه الْخَبَر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اشْتَرى رِجْل سَرَاوِيل، ثمّ قَالَ لِلْوَزَّانُ: (زِنْ وأرْجِحْ) . والرِّجْل: الخَوْفُ والفزعُ من فَوْتِ الشيءِ، أَنَا من أمْرِي على رِجْلٍ أَي على خوْفٍ من فَوْته. والرِّجْل، قَالَ أَبُو المكارمِ: تَجْتَمعُ الْقُطُر، فَيَقُول الجمَّال: لي الرِّجْل، أَي أنَا أتَقَدّم. ويقولُ الآخر: لَا، بل الرِّجل لي. ويشَاحُّون على ذَلِك أَي يتضَايقُون. والرِّجْلُ: الزَّمان، يُقَال: كل ذَلِك على رِجْل فلَان أَي فِي حَيَاته وزمانه. وَقَالَ اللَّيْث: الرُّجْلَة نجَابة الرَّجيل من الدَّواب والإبلِ، وَهُوَ الصَّبور على طول السَّير، وَلم أسْمَع مِنْهُ فِعلاً إِلَّا فِي النُّعوت، ناقةٌ رجيلةٌ، وحمارٌ رجيل، ورجلٌ رجيل: مَشَّاء. شَمِر: الرُّجْلة: القُوَّة على الْمَشْي، يُقَال: رَجِلَ الرَّجُلُ يَرجَلُ رَجَلاً ورُجلَةً، إِذا كَانَ يمشي فِي السَّفر وَحده، وَلَا دابَّة لَهُ يَرْكبهَا. ورجلٌ رُجْليّ، للَّذي يَغْزُو على رِجلَيْهِ، منْسُوبٌ إِلَى الرُّجلة، والرَّجيلُ: القويُّ على الْمَشْي، الصَّبُور عَلَيْهِ، وَأنْشد: حَتَّى أُشِبَّ لَهَا وطالَ أيابُهَا ذُو رُجلَةٍ شَثْنُ البراثِنِ جَحْنَبُ وَامْرَأَة رجيلة: صبورٌ على الْمَشْي. وناقَةٌ رَجيلة. أَبُو عُبَيد عَن الكِسائي: رَجلٌ بيِّنُ الرُّجولةِ، ورَاجلٌ بيِّنُ الرُّجْلَة.

ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: رجلٌ بيِّنُ الرُّجولة والرُّجوليَّة. قَالَ: وقومٌ رجَّالةٌ، ورجَّالٌ ورجالَي ورُجلة ورُجَّال. وسمعتُ بعض الْعَرَب يَقُول للرَّاجل رَجَّالٌ، ويجْمع رجاجيل. والرَّجيل من الخَيْلِ الَّذِي لَا يَعرق. والرَّجيلُ من النَّاس: المشَّاءُ الجَيِّد الْمَشْي. وَقَالَ اللَّيْث: ارْتَجَلَ الرَّجل إِذا ركب رِجلَيه فِي حَاجته وَمضى. ويُقال: ارتَجِلْ مَا ارْتَجَلْتَ من الْأَمر، أَي ارْكَب مَا ركبْتَ من الْأَمر. وَارْتَجَلَ الرَّجل الزَّنْدَ، إِذا أَخذهَا تَحت رجله وتَرَجَّل الْقَوْم، أَي نزلُوا عَن دوابِّهم فِي الْحَرْب لِلْقِتَالِ. ويُقَال: حَمَلَكَ اللَّهُ عَن الرُّجْلَةِ وَمِنَ الرُّجْلَة. والرُّجْلَةُ هَاهُنَا: فِعْلُ الرَّجُلِ الَّذي لَا دَابَّةَ لَه. والرُّجْلَة أَيْضاً مَصْدَرُ الأَرْجَلِ من الدَّواب، وهُوَ الَّذي بإِحْدَى رِجْلَيْه بياضٌ لَا بَيَاضَ بِهِ فِي مَوْضِعٍ غَير ذلَكَ. قَالَ: وتَصْغِيرُ رَجُلٍ رُجَيْل، وعامَّتَهُمْ يَقُولون: رُوَيْجِلُ صِدْقٍ، ورُويْجِلُ سُوء، يَرْجِعُون إلَى الرَّاجِل، لأنَّ اشْتِقَاقَه مِنه. كَمَا أَنَّ العَجِلَ من الْعَاجِل، والحَذِرَ من الْحاذِر. ويُقال: ارْتَجَلَ النَّهار وتَرَجَّلَ النَّهار أَي ارْتَفَعَ. وشَعْرٌ رَجِلٌ بَيِّنُ الرَّجَل، وحَرَّةٌ رَجْلاَء، وَهِي الْمُسْتَوِيَةُ بالأَرض الْكَثيرَةُ الحِجَارَة. وقالَ أَبُو الهَيْثَم فِي قَوْله: وحَرَّةٌ رَجْلاء؛ الحرَّةُ أرْضٌ حِجارتُها سُود، والرَّجْلاءُ الصُّلْبَة الخشْنة، لَا يَعْمَلُ فِيهَا خَيْلٌ وَلَا إبل، وَلَا يَسْلُكُها إلاَّ رَاجِل. أَبُو عُبَيْد عَن الأَصْمَعِيّ: الأرْجَلُ من الرِّجال، الْعظيمُ الرِّجْل قَالَ: والأَرْكَبُ، الْعظِيمُ الرُّكُبَة، والأَرأَس، الْعظيمُ الرَّأْس، والْعَرَبُ تَقول: تَرَجَّلْتُ الْبِئْرَ تَرَجُّلاً، إِذْ أنَزَلْتَها مِنْ غَيْرِ أَنْ تُدَلَّى. وَفِي الحَدِيث: (الْعَجْماءُ جَرْحُها جُبَار) . ورَوَى بَعْضُهم: الرِّجْلُ جُبَار، وفَسَّرَهُ مَن ذَهَبَ إِلَيْهِ أَنَّ رَاكِبَ الدَّابَّة إذَا أَصَابَتْ وهُو راكِبُها إنْسَانا، أَو وَطِئَتْ شَيئاً، فضَمانُه على رَاكبها، وإِنْ أصابَتْه بِرِجْلها فَهُو جُبَار، أَي هَدَر، وَهَذَا إِذا أَصابَتْهُ وهِيَ تَسِير. فَأَما أَنْ تُصيبَه وهِي واقِفَةٌ فِي الطَّريق فالرَّاكب ضامنٌ مَا أَصابَتْ بِيَدٍ أَوْ رِجْل. وَكَانَ الشَّافعيّ يَرَى الضَّمانَ واجِباً على راكبها على كُلِّ حَال، نَفَحَتْ (الدَّابةُ) بِرِجْلها، أَو خَبَطَتْ بِيَدها، سائِرَةً كانَتْ أوْ وَاقِفَة. والحديثُ الَّذي رَوَاهُ الكُوفيَّون أنَّ الرِّجْل جُبَار غَيرُ صَحيح عِنْد الحُفّاظ. أَبُو عُبَيْد عَن الأَصْمَعِيّ: إِذا خَلَطَ الْفَرَسَ

الْعَنَقَ بالْهَمْلَجَة، قيل: ارْتَجَلَ ارْتِجالاً. قَالَ: وقالَ أَبُو عُبَيْدة: ارْتَجلْتُ الكَلامَ ارْتِجالاً، واقْتَضَبتُهُ اقْتِضَاباً، مَعْنَاهُمَا: أَلاَّ يكونَ هَيَّأَه قَبْلَ ذَلِك. وَقَالَ غَيره فِي بَيت الرَّاعي: كَدُخانِ مُرْتَجِلٍ بأَعْلَى تَلْعَةٍ غَرْثانَ ضَرَّمَ عَرْفَجاً مَبْلُولاً المُرْتَجِلُ: الَّذي أَخَذَ رِجْلاً مِن جَرَادٍ فَشَواها. وَقيل: المُرتَجِلُ، الَّذي اقْتَدَحَ النَّارَ بِزَنْدَةٍ جَعَلَها بَيْن رِجْلَيْه وفَتَلَ فِي فُرْضَتِها بِيَده حَتَّى يُورِي. وَقيل: المُرْتَجِلُ. الَّذي نصَبَ مِرْجَلاً يَطْبُخ فِيهِ طَعَاما. قَالَ المتنخل: إِن يُمْسِ نشوان بمصْروفَةٍ مِنْهَا بِريَ وعَلى مِرْجَلِ لَا تَقِهِ الموتَ وقَيَّاتُه خُطَّ لَهُ ذَلِك فِي المَحْبَلِ نشوان: سَكرَان، بمصروفةٍ، أَي بِخَمْر صِرْفٍ، وعَلى مِرْجَلٍ، أَي على لحمٍ فِي قِدرٍ أَي وَإِن كَانَ هَذَا فَلَيْسَ يَقِيه من الْمَوْت، فِي المَحْبَل أَي حِين حَبَلَت بِهِ أمه، ويُروى المَحْبِل، أَي فِي الْكتاب، وكلٌّ رِوَايَة. أَبُو عُبَيْد، عَن أَبِي زَيْد: نَعْجَةٌ رَجْلاَء، وَهِي الْبَيْضَاءُ، إِحْدى الرِّجْلَين إِلَى الْخَاصِرَة وسائِرُها أَسْوَد. وقَالَ الأُمَوِيّ: إِذَا وَلَدَت الْغَنَمُ بَعْضُها بَعْد بَعْض قيل: وَلَّدْتُها الرُّجَيْلاَء، ووَلَّدْتُها طَبَقاً وطَبَقَةً. الْحَرَّانِيُّ، عَن ابْن السِّكِّيت: الرَّجَلُ، أَنْ تُرْسَلُ الْبَهْمةُ مَعَ أُمِّها تَرْضَعُها مَتى شَاءَت. يُقَال: بَهْمَةٌ رَجَلُ، وبَهْمٌ رَجَلٌ، وَقد رَجَلَ أُمَّهُ يَرْجُلُها رَجْلاً إذَا رَضَعَها، وَقد أَرْجَلَها الرَّاعي مَعَ أمهاتها. وأَنْشَدَ شمر: مُسَرْهَدٌ أُرْجِلَ حَتَّى فُطِمَا وَفِي (النَّوادِر) : الرَّجْلُ النَّزْوُ؛ يُقَال: بَاتَ الحِصَانُ يَرْجُلُ الْخيْلَ، وأَرْجَلْتُ الحِصانَ فِي الْخَيل إِذا أرْسلت فِيهَا فَحْلاً. وطَرِيقٌ رَجِيلٌ إذَا كانَ غَلِيظاً وَعْراً فِي الْجَبَل. والْعَربُ تَقُول: أَمْرُكَ مَا ارْتَجلْتَ، مَعْنَاهُ مَا اسْتَبْدَدْتَ بِرَأْيِكَ فِيه. قَالَ الْجَعْدِيّ: وَما عَصَيْتُ أَمِيراً غَيْرَ مُتَّهتم عِنْدي، ولكنَّ أَمْرَ الْمرْءِ مَا ارْتجلاَ أَبُو عُبَيْد عَن الْفراء الجُلْدُ الْمُرَجَّلُ الَّذي سُلِخَ مِنْ رِجْلٍ واحِدَة. قَالَ: والمنجُولُ الَّذي يُشَقُّ عُرْقوباه جَمِيعًا كَمَا يَسْلُخُ النَّاسُ الْيَوْم، والمُزَقَّقُ الَّذي يُسْلَخُ مِنْ قِبَلِ رَأْسِه.

وَقَالَ الأصمعيّ فِي قَوْله: أَيَّامَ أَلْحَفُ مِئْزَرِي عَفَر الثَّرى وأَغُضُّ كُلَّ مُرَجَّلٍ رَيّان أَراد بالمُرْجَّل الزِّقَّ الْمَلآنَ مِنَ الْخمر، وغَضُّه: شُرْبُه. قَالَ: والمُرَجَّلُ الَّذي سُلِخَ مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْه. وَقَالَ ابْن الأعرابيَّ: قَالَ المُفَضَّلُ يَصِفُ شَعْره وحُسْنَه. وَقَوله: أَغُضُّن أَيْ أنْقُضُ مِنْهُ بالْمِقْراض لِيَسْتَوِي شَعثُه. قَالَ: والمرَجَّلُ الشَّعْرُ المُسَرَّح، ويُقالُ للمُشْط مِرْجَل، ومِسْرَحٌ. رَيَّان: مَدْهُون. والْعَفَرُ: التُّراب. وَقَالَ أَبُو العَبّاس: حَدَّثْتُ ابْنَ الأَعْرابيِّ بِقَوْل الأَصمَعيّ فاسْتَحسنه. أَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: أرجُلُ القِسيّ إِذا وُترتْ أعاليها، قَالَ: وأيديها أسافلُها، قَالَ: وأرجلها أشدُّ من أيديها. وَأنْشد: لَيْت القسيَّ كلَّها من أرجُل قَالَ: وطرفا القويس ظُفراها، وحزَّاها: فُرْضتاها، وعِطفاها، سِيتاهَا؛ وَبعد السِّيتين الطِّائِفان، وَبعد الطّائِفيْن الأَبْهَران وَمَا بَين الأَبْهَريْن كَبدُها وَهُوَ مَا بَين عَقْدي الْحمالَة، وعَقداها يسميان الكُليتين؛ وأوتارُها الَّتِي تُشد فِي يَدِها ورجلها تسمى الوُقوفَ وَهِي المضَائِغ. وَفِي الحَدِيث أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن التَّرَجُّل إلاَّ غِيَّاً، وَمَعْنَاهُ أنَّهُ كَرِه كَثْرَةَ الادّهان، ومَشْط الشَّعر وتَسويته كلَّ يَوْم. أَبُو عُبيد: رَجَلْتُ الشَّاةَ وارَتَجَلْتُها إِذا عَلَقْتَها برِجْلِها. ورَوى عليُّ بنُ الخَليل عَن أبِيه أَنَّه قَالَ: يُقَال جاءَتْ رِجْلٌ دَفّاع، أَي جَيشٌ كَثِير، شُبِّهَ بِرِجْلِ الْجَرَاد. والرِّجْلُ: القِرْطَاسُ الخَالي، والرِّجْلُ: البُؤْسُ والفَقْر، والرِّجْلُ القاذُورَةُ من الرِّجال، والرِّجْل: الرَّجُلُ النَّؤُوم، والرِّجْلَةُ: المَرْأَةُ النَّؤُومُ، كل هَذَا بِكَسْر الرّاء. وَقَالَ: الرَّجُلُ فِي كلامِ أَهْلِ اليَمن: الكَثِيرُ المجامَعة، حَكَاهُ عَنْ خالٍ للفَرَزْدَق قَالَ: سَمِعْتُ الْفَرَزْدَقَ يقولُ ذَلِك. وزَعَمَ أَنَّ من الْعَرَب من يُسَمِّيهِ العُصْفُورِيّ، وأَنشد: رَجُلاً كُنْتُ فِي زَمان غُرُورِي وأَنا اليومَ جافرٌ مَلْهُودُ والمَراجِلُ: ضَرْبٌ من بُرُودِ اليَمن. ويُقال لِلْبَقْلَةِ الْحَمْقَاءِ رِجْلَة. يُقَال: فلانٌ أَحْمَقُ من رِجْلة، يعنون هذهِ الْبَقْلَة، لِأَنَّهَا أَكثر مَا تَنْبُتُ فِي المسايل، فَيَقْطَعُها ماءُ السَّيْل.

وَقَالَ أبُو عَمْرو: الرَّاجِلَةُ: كَبْشُ الرَّاعي الَّذي يَحْمِلُ عَلَيْهِ مَتَاعَه. وأَنْشَدَ: فَظَلَّ يَعْمِدُ فِي قَوْلٍ وَرَاجِلَةٍ يُكَفِّتُ الدَّهْرَ إِلَّا رَيْثَ يَهْتَبِدُ يُكَفِّتُ: يَجْمَعُ، ويَهْتَبِدُ: يَطْبُخُ الْهَبِيدِ. ج ر ن جَرَنَ، رجن، رَنَجَ، نَجَرَ، نَرَجَ: مستعملة. جرن: قالَ اللَّيْث: الْجِبرانُ: مُقَدَّمُ العُنُق مِنْ مَذْبَح الْبَعِيرِ إلَى مَنْحَرِه، فَإِذا بَرَكَ الْبَعِيرِ ومَدَّ عُنُقَهُ عَلَى الأرْض، قيل: أَلْقَى جِرانه بِالْأَرْضِ. وَقَالَ غَيْرُه: سُمِّيَ جِرَانُ الْعَوْدِ جِرانَ الْعَوْدِ، بقَوْلِهِ يُخاطِبُ ضَرَّتَيْه: خُذَا حَذَراً يَا جارَتَيّ فإنَّني رَأَيْتُ جِرَان الْعَوْدِ قد كادَ يَصْلُحُ أَراد بِجِرَانِ الْعَوْدِ سَوْطًا قَدَّهُ مِنْ جِرَانِ عَوْدٍ نَحَرَه، وَهُوَ أَصْلَبُ مَا يَكُون. ورَأَيْتُ الْعَرَب تُسَوِّي سِيَاطَهَا من جُرُنِ الجِمال البُزْل لِصَلابَتِها، وإنَّما حَذَّرَ امْرَأَتَيْهِ سَوْطَه وكانتا نشزتا عَلَيْه. والجَرِينُ: المَوْضِعُ الَّذي يُجْمَعُ فِيهِ التَّمْرُ إِذا صُرِمَ، وَهُوَ الْفَدَاءُ عِنْدَ أَهْلِ هَجَر. وَقَالَ اللّيْثُ: الجَرِينُ مَوْضِعُ الْبَيْدَرِ بِلُغَةِ أَهْلِ اليَمن، قَالَ: وعامَّتُهُمْ بِكَسْرِ الجِيمِ، وجَمْعُه جُرُن. والجَرْنُ: الطّحْنُ، بلُغَةِ هُذَيْل، وَقَالَ شاعِرُهم: ولصوته زَجَلٌ، إِذا آنَسْتَه جَرَّ الرَّحَا بِجَرِينِها الْمَطْحُون الْجَرين: مَا طَحَنْتَه، وقَدْ جُرِنَ الحَبُّ جَرْناً شَديداً. وقالَ اللّيْث: الْجَارِنُ: مَا لاَنَ مِنْ أَوْلاَدِ الأفَاعِي. وأَدِيمٌ جَارِنٌ، وقَدْ جَرَنَ جُرُوناً، إِذا لانَ. وَقَالَ لَبِيد يَصِفُ غَرْبَ السَّانية: بِمُقَابِلٍ سرِبِ الْمَخارِزِ عِدْلُه قَلِقُ الْمَحَالَةِ جارِنٌ مَسْلُومُ قلت: وكُلُّ سِقاءٍ قَدْ أَخْلَقَ أَوْ ثَوْبٍ فقد جَرَنَ جُروناً فَهُوَ جارِن. ويُقال: جَرَنَ فلَان على العَذْلِ، ومَرَنَ ومَرَدَ بمَعْنًى واحِد، قالَه الفَرَّاءُ وغيرُه. وَقَالَ شَمِر: الجارِنَةُ اللَّيِّنَةُ من الدُّرُوع. وَقَالَ أَبُو عَمْرُو: الْجَارِنَةُ الْمَارِنَة، وكلّ مَا مَرَنَ فقد جَرَن. وَقَالَ لَبِيدٌ يذْكُر الدُّروع: وجَوَارِن بِيضٌ وكُلُّ طِمِرَّةٍ يَعْدو عَلَيْها القَرَّتَيْنِ غُلام وَقَالَت عائِشَةُ فِي حَديثٍ رُوِيَ عَنْهَا أنَّها قَالَت: (حَتَّى ضَرَبَ الحَقُّ بِجِرَانِه) ، أَرَادَتْ أَنَّ الحَقَّ اسْتقامَ وقَرّ فِي قَرارِه، كَمَا أنَّ الْبَعيرَ إِذا بَرَكَ وَاسْتَرَاحَ مَدَّ جِرانَه عَلَى الأرْض. اللحياني: أَلْقَى فلانٌ على فُلانٍ أَجْرامَه

وأَجْرانَه، وشَرَاشرَه، الواحِدُ جِرْمٌ وجِرْنٌ. وَقَالَ ابْن دُرَيْدْ: الْجُرْنُ: المِهْرَاسُ الَّذي يُتَطَهَّرُ مِنه. وَقَالَ الأصمَعيّ: إنَّمَا سَمِعْتُ فِي الْكلامِ أَلْقَى عَلَيْهِ جِرَانَه والجميعُ جُرُنٌ، وَهُوَ باطِنُ العُنُق. رنج: الرَّانِجُ هُوَ الجَوْزُ الهِنْدِي، وَمَا أَرَاه عربيّاً، لِأَنَّهُ لَا ينْبت فِي بِلَاد الْعَرَب. وَقيل: إِنَّه ينْبت بعُمَانَ ونواحِيها. رجن: أَبُو عُبَيد عَن الْكِسَائيّ: رَجَنَ الرَّجلُ بالمكانِ يَرْجُنُ رُجُوناً إِذا أَقامَ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: رَجَنَ الرّجُلُ فِي الطَّعام وَرَمَكَ، إِذا لَمْ يَعَفْ مِنْهُ شَيْئا. وَقَالَ اللَّيْث: الرَّاجِنُ: الآلِفُ مِنَ الطَّيْرِ وغيرِه. قَالَ: ورَجَنَ فلانٌ دَابَّتَه رَجْناً فهيَ رَاجِنٌ ومَرْجُونَةٌ، إِذا أَسَاءَ عَلَفَها حَتى هُزِلَتْ. أَبُو عبَيد عَن الأصمعيّ: ارْتَجَنَ عَلَيْهِم أمْرُهُم، أَي اخْتَلَطَ، أُخِذَ من ارْتِجَان الزُّبْد إِذا طُبِخَ فَلم يَصْفُ. وَقَالَ بِشْر: وكُنْتُم كَذاتِ القِدْرِ لمْ تَدر إِذْ غَلَتْ أَتُنْزِلُها مذمومةً أَمْ تُذِيبُها وَقَالَ أَبُو زَيد: رَجَّنْتُ الشَّاةَ فِي الْعَلَف تَرْجِيناً إذَا حَبسْتَها فِي الْمنزل على الْعَلَف؛ قَالَ وَإِذا حَبَسْتَها على المَرْعَى من غَيرِ عَلَف، قلت: رَجَّنْتُها رَجْناً؛ فَهِيَ مَرْجُونَة. قَالَ: وَرَجِنْتُ الرَّجلَ أَرْجنَةُ رَجَناً، إِذا اسْتَحْيَيْتَ مِنْهُ، وَهَذَا من (نَوادِرِ أَبي زَيْد) . وَقَالَ ابنُ شُميْل: رَجَن القومُ رِكَابَهم ورَجَنَ فلانٌ راجِلتَه رَجْناً شَدِيدا فِي الدَّار، وَهُوَ أَنْ يحْبِسَها مُنَاخَةً لَا يَعْلِفُها. ورَجَنَ البعيرُ فِي النَّوى والبَزْرِ رُجوناً ورُجُونَة: اعتلافُه. نرج: اللَّيثُ النَّيْرَجُ، والنَّوْرَجُ لُغَتَان. وأهْلُ الْيمن يَقُولُونَ: نُورَج، وَهُوَ الَّذي يُدَاسُ بِهِ الطَّعام من حَدِيدٍ كَانَ أَو من خَشَب. قَالَ: وَيُقَال: أَقْبَلَت الوَحْشُ والدَّوَابُّ نَيْرَجاً؛ وعَدَتْ عَدْواً نَيْرَجاً، وَهُوَ سُرْعةٌ فِي تَرَدُّد. وَقَالَ العجّاج: ظَلَّ يُبارِيها وظَلَّتْ نَيْرَجَا فِي (نَوادِر الأَعْراب) : النَّوْرَجُ السّراب؛ والنَّوْرَجُ سِكَّةُ الحرّاث. وَقَالَ ابنُ دُرَيد: النَّوْجَرُ: الْخَشَبَةُ الَّتِي يُكْرَبُ بهَا الأَرْض. وَقَالَ اللَّيث: النِّيَرجُ أُخَدٌ كالسِّحْر، ولَيْسَ بِسِحْر، إنّما هُوَ تَشْبِيهٌ وتَلْبِيس. نجر: قَالَ اللَّيثُ: النَّجْرُ: عَملُ النَّجار ونَحْتُه. والنَّجرانُ خَشبَةٌ يَدُورُ عَلَيْهَا رِجْلُ الْباب، وَأنْشد: صَبَبْتُ البابَ فِي النَّجْرانِ حتّى تَركْتُ البابَ لَيْسَ لَهُ صَرِيرُ

ثَعْلَب عَن ابْنُ الأَعْرابيّ: يُقالُ لأَنْفِ الْبَاب: الرِّنَاج ولدَرَوَنْدِه: النّجاف والنَّجران، ولمتْرسِه الْقُنّاح. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْد: نَجْرانُ الْبابِ: الْخَشَبَةُ الّتي يَدُورُ فِيهَا. وَقَالَ اللّيث: النَّجيرة سَقِيفَةٌ من خَشَبٍ لَا يُخالِطُها الْقَصب وَلَا غَيْرُه. وَقَالَ الرِّياشيّ فِيمَا أفادَنِي المُنْذِرِيّ عَن الصَّيْدَاوي عَنهُ: النَّجِيرَةُ بَيْنَ الْحسُوِّ وبَيْنَ الْعَصِيدَة. قَالَ: وَيُقَال: انْجرِي لِصبْيانِكِ ورعائِك. وَيُقَال: ماءٌ مَنْجورٌ أَيْ مُسَخَّن. وَقَالَ: وَيُقَال: شَهْرَا نَاجِرِ وآجِر، يَشْتَدُّ فِيهما الْحرّ، وأَنْشَدَ عُركُز الأَسَدِي: تُبَرِّدُ ماءُ الشَّنِّ فِي لَيْلَةِ الصَّبا وتَسْقِينِيَ الكُرْكُورَ فِي حَرِّ آجِرِه أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأَعْرابِيّ، قَالَ: هِيَ الْعَصِيدَةُ ثمَّ النَّجِيرَةُ ثمَّ الحرِيرَةُ ثمَّ الْحَسُوّ. أَبُو الْحسن اللِّحْيانِي: نَجَرَ يَنْجُرُ نَجْراً، ومَجَرَ يَمْجُر مَجْراً، إذَا أَكْثَر من شُرْبِ الماءِ فَلم يَكَدْ يَرْوى. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: فِي النَّجَرِ مِثْلُه. وَقَالَ اللَّيث: نَجَرْتُ فُلاناً بيَدي، وَهُوَ أنْ تَضُمَّ من كَفِّكَ بِرُجْمَةِ الأصْبُعِ الوُسْطَى ثمَّ تَضْرِب بهَا رَأْسَه، فَضَرْبُكَه النَّجْرُ. قلت: لم أسمَعَ نَجَرتُ بِهَذَا الْمَعْنى لِغَيْر اللَّيث، والَّذي سَمِعْنَاه: نَحَزْتُه (بِالْحَاء وَالزَّاي) إِذا دَفَعْتَه ضَرْباً. قَالَ ذُو الرُّمَّة: يُنْحَزْنَ فِي جانِبَيْها وَهِي تَنْسَلِبُ وأَصَلُ النَّحْزِ: الدَّقّ، ومِنْه قِيلَ للهاوُنِ مِنْحاز. ابنُ السِّكِّيت عَن أَبِي عَمْرو: النَّجِيرَةُ: اللَّبَن الْحلِيبُ يُجْعَلُ عَلَيْهِ سَمْن. قَالَ: وقالَ الطَّائِيّ: النَّجِيرَةُ ماءٌ وطحِين يُطْبَخ. سَلَمَةُ عَن الْفَراء، قَالَ المفضَّل: كَانَت الْعربُ تَقول فِي الجاهليّةِ للمحَرَّمِ مُؤتَمِر، ولِصَفَر ناجِر، ولِرَبيع الأَوَّل خَوَّان. وقالَ اللَّيْثُ فِي (كِتَابه) : شَهْرٌ نَاجِرِ هُو رَجَب، قَالَ: وكلُّ شَهرٍ فِي صَميمِ الْحرِّ فاسْمهُ ناجِر، لأَنَّ الإبِلَ تَنْجُرُ فِيهِ، أيْ يَشْتَدُّ عَطَشُها حَتَّى تَيْبَسَ جُلودُها. وقالَ غَيْرُه: شَهْرا نَاجِر، هما تَمُّوز وحَزِيرَان، وَكَانَ يُقالُ لصفَرَ فِي الْجاهِلِيّة: نَاجِر. وَقَالَ اللَّيْث: الأنْجَر: مِرْساةُ السَّفينة، وَهُوَ اسمٌ عِراقيّ، وَمن أمثالهم: فُلانٌ أَئْقَلُ من أَنْجَر، وَهُوَ أَن تُؤْخَذَ خَشَبَاتٌ

فيُخالَفُ بَين رُؤوسِها، وتُشَدُّ أَوْساطُها فِي مَوْضعٍ وَاحِد، ثمَّ يُفْرَغُ بَينهَا الرَّصاص المُذَاب، فيصيرُ كأَنّه صَخْرَةَ، ورُؤُوسُ الْخَشَب نائِيَةٌ يُشَدُّ بهَا الحِبال، ثمَّ تُرْسَلُ فِي المَاء، فَإِذا رَسَتْ، أَرْسَتْ السَّفِينَة فأَقَامَتْ. قَالَ: والإنْجَارُ لغةٌ يمانيَّة فِي الإجِّار، وَهُوَ السَّطْح. أَبُو عُبَيْدٍ عَن الأُمَويّ: النِّجار الأَصْل، وَيُقَال: اللَّون. وَقَالَ غَيره: النَّجْر: اللَّوْن، وأنْشَدَ: نِجارُ كلِّ إبِلٍ نِجارُها ونارُ إِبِلِ العالمينَ نارُها هَذِه إبلٌ مَسروقةٌ من آبال شَتَّى، فَفِيهَا من كلِّ ضَرْبٍ وَلَوْن وسِمَة ضَرْبٌ. أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرُو: النّجْرُ: السَّوْقُ الشَّديد، وَقد نَجَر إبِلَه، وَأنْشد: جَوَّاب لَيْلٍ مِنْجَرُ الْعَشِيّاتْ وَقَالَ ابنُ الأعْرابي: النَّجْرُ شَكلُ الأسْنان، وهَيْئَتُه. وَقَالَ الأخطل: وَبَيضَاءَ لاَ نَجْرُ النّجاشِيِّ نَجْرُها إذَا الْتَهَبت مِنْهَا الْقَلاَئِدُ والنّجْرُ والنَّجْرُ: الْقَطْعُ، وَمِنْه نَجْرُ النَّجار، وَقد نَجَرَ الْعُودَ نَجْراً، وَمِنْه قَوْله: رَكبْتُ من قَصْدِ الطَّرِيقِ مَنْجَرَه فَهُوَ الْمَقصَدُ الَّذِي لَا يَعْدِلُ وَلا يُجُورُ عَن الطَّريق. ج ر ف جرف، جفر، رجف، رفج، فجر، فرج: مستعملات. جرف: قَالَ اللَّيْثُ: الجَرْفُ، اجْتِرَافُك الشَّيءَ عَن وَجْهِ الأَرْض، حَتَّى يُقَال: كَانَت الْمرْأَةُ ذَات لِثَةٍ فاجْتَرَفَها الطَّبيب، أَي اسْتَحاها عَن الأسْنَانِ قَطْعاً. قَالَ: والطَّاعون الجارِفُ نزل بأَهْلِ العِراق ذَرِيعاً، فَسُمِّيَ جَارِفاً. قَالَ: والجارِفُ شُؤْمٌ أَو بَلِيَّةٌ يجتَرِفُ مَالَ الْقَوْم، ورَجُلٌ مُجَرَّفٌ قد جَرَّفَهُ الدَّهرُ أَي اجْتاح مَاله وأَفْقَره. وَرَجُلٌ جَرَّافٌ: وَهُوَ الأكُولُ لَا يُبْقِي شَيْئاً. وجُرْف الْوادي وَنَحْوه من أَسْنادِ المسايِل إذَا نَجَخَ الماءُ فِي أَصْلِه فاحْتَفَره فَصَارَ كالدَّحْل وَأَشرَفَ أَعْلاه، فَإِذا انْصَدَعَ أَعْلاه، فَهُوَ هارٍ، وَقد جَرَّف السيلُ أَسنادَه. وَقَالَ الله: {أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ} (التَّوْبَة: 109) . وَقَالَ أَبُو خَيْرَة: الجُرْفُ عُرْضُ الْجَبَلِ الأمْلَس. وَقَالَ شَمِر. يُقَال: جُرْفٌ وَأَجْرَافٌ وَجُرْفَة وَهِي الْمَهَواه. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعْرابيّ: أَجْرَفَ الرَّجل إِذا رَعَى إبِلَه فِي الجَرْفِ، وَهُوَ الخِصْبُ والْكَلأُ المزْدَجُّ المُلتَفّ؛ وأَنشد:

فِي حِبّةٍ جَرْفٍ وَحِمْضٍ هَيْكَل والإبِل تَسْمَنُ سِمَناً مُكْتَنِزاً؛ يَعْنِي على الحِبّة، وَهُوَ مَا تَناثَر من حُبوب الْبُقُول واجْتمعَ مَعهَا وَرَقُ يَبِيسِ البقل فَتَسْمَن الإبِلُ عَلَيْهَا. وأَجْرَفَ الرجلُ، إِذا أَصَابه سَيْلٌ جُرافٌ. أَبُو عبيد: الجُرفَةُ من سِماتِ الْإِبِل، أَنْ تُقْطَع جِلدةٌ من فَخِذِ الْبَعِير من غير بَيْنونَةٍ ثمَّ تُجْمَع، ومِثلُها فِي الأنْفِ القُرْمَة. وَقَالَ بَعضهم: الجَوْرَفُ: الظَّلِيمُ؛ وَأنْشد لكعب بن زُهَيْر الْمُزَنيّ: كَأَنَّ رَحْلِي، وَقد لانَت عريكَتُها كَسَوْتُهُ جَوْرَفاً أَقْرَابُه خَصِفَا قلت: هَذَا تَصْحيف. وَالصَّوَاب مَا رَوَاهُ أَبو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: الجَوْرَق بالْقافِ: الظليم. قَالَ: وَمن قَالَه بِالْفَاءِ فقد صَحَّف. أَبُو تُرَاب عَن اللِّحيانيّ: رجل مُجَارَفٌ: وَمُحَارَفٌ، وَهُوَ الَّذِي لَا يَكْسِبُ خيرا. ثَعْلَب عَن الأعرابيّ قَالَ: الْجَرْف: المالُ الكثيرِ من الصَّامِت والنَّاطق. قَالَ ابنُ السِّكّيت: الْجُرافُ: مِكْيال ضَخْم، قَالَ: وَقَوله، الْجُرافُ الأكْبَرُ، يَقُول: كانِ لَهُم من الهوان مِكْيالٌ وَافٍ. وَسَيْلٌ جُرافٌ: يَجْرُف كلَّ شَيء. رجف: قَالَ اللَّيث: رَجَفَ الشيءُ يَرْجُفُ رَجْفاً وَرَجَفَاناً، كَرَجَفَانِ البَعير تَحت الرَّحْل، وكما ترجُفُ الشَّجرة إِذا رَجَّفَتْهَا الرّيح، وكما يَرْجُف السِّنُّ إِذا نَفَضَ أَصْلُهَا، وَنَحْو ذَلِك رَجْفٌ كلّه. وَرَجَفَت الأرْضُ إِذا تَزَلْزَلَت، وَرَجَفَ الْقَوْم، إِذا تَهَيَّئُوا للحرب. وَقَالَ الله: {أَمْراً يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ} (النازعات: 6، 7) . قَالَ الفرّاء: هِيَ النَّفْخَةُ الأولى، تَتْبَعُها الرَّادفة، وَهِي النَّفْخة الثَّانِيَة. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: الرَّاجِفَةُ الأرْض تَرْجُفُ تَتَحَرك حَرَكَة شَدِيدَة. وَقَالَ مُجَاهِد: الرَّاجِفة: الزَّلْزَلة. وَقَالَ اللَّيث: الرَّجْفَةُ فِي الْقُرْآن: كلُّ عَذَابٍ أَخَذَ قوما فَهُوَ رَجْفَةٌ وَصَيْحَةٌ. وصَاعِقَة. والرّجْف: يرجُف رَجْفاً وَرَجِيفاً، وَذَلِكَ تَرَدُّدُ هَدْهَدَتِهِ فِي السَّحَاب. وَقَالَ غَيره: الرَّجْفَةُ الزَّلزَلَة مَعهَا الخَسْف. ثَعْلَب عَن ابْن الأعْرابيّ: أَرْجَفَ الْبَلَدُ: إِذا تَزَلْزَل، وَقد رَجَفَت الأرْض وأَرْجَفت وأُرْجِفَتْ. وَقَالَ غَيره: الرَّجَّافُ: الْبَحْر اسمٌ لَهُ، وَمِنْه قَوْله: المُطعِمون الشَّحْمَ كُلَّ عَشِيَّةٍ حَتَّى تَغيبَ الشمسُ فِي الرّجّاف

اللَّيْث: أَرْجَفَ القومُ، إِذا خَاضُوا فِي الأخْبار السَّيئة، وذِكْرِ الفِتَن. قَالَ الله جلّ وعَزَّ: {قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ} (الْأَحْزَاب: 60) وهم الَّذين يُولِّدون الأخْبارَ الكاذِبة، الَّتِي يكونُ مَعهَا اضْطرابٌ فِي النّاس. وَقَالَ ابنُ الأعْرابي: رَجَفَت الأرْض، إِذا تَزَلْزَلَتْ. فرج: رُوِيَ فِي الحَدِيث: (وَلَا يُتْرَكُ فِي الإسْلام مُفْرَج) . قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ جابِرٌ الجُعْفيّ: الْمُفْرَجُ الرجل يكون فِي الْقوم من غَيْرهم، فحقٌّ عَلَيْهِم أَن يَعْقِلُوا عَنهُ. قَالَ: وَسَمِعْت مُحمد بنَ الْحسن يَقُول: هُوَ يُرْوَى بالْحاءِ والْجيم، فَمن قَالَ مُفرَجٌ فَهُوَ الْقَتِيلُ بأَرْضٍ فَلاةٍ، وَلَا يكون عِنْد قَرْية يَقُول: فَهُوَ يُودَى من بَيْتِ المَال وَلَا يُبْطَلُ دَمه. وَمن قَالَ: مُفْرَح: فَهُوَ الَّذِي أَثْقَلة الدَّين. وَقَالَ أَبو عُبيد: قَالَ أَبو عُبيدة: المُفْرَجُ أَن يُسْلِمَ الرجل وَلَا يُوالِي أَحداً، فإِذا جَنى جِنايَةً، كَانَت جِنايَتُهُ على بَيت المَال؛ لِأَنَّهُ لَا عاقِلَة لَهُ، فَهُوَ مُفْرَجٌ بِالْجِيم. وَقَالَ بَعضهم: هُوَ الَّذي لَا دِيوَانَ لَهُ. وأَخْبرني المُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب أنّه قَالَ: المُفرَحُ: المُثْقَلُ بِالدّينِ. والمُفْرَجُ: الَّذِي لَا عَشيرةَ لَهُ. قَالَ: وَقَالَ ابنُ الأعْرابيّ: المُفْرَحُ: الَّذِي لَا مَالَ لَهُ. والمُفْرَجُ: الَّذي لَا عَشِيرَةَ لَهُ. وَقَالَ اللَّيْث: الْفَرَجُ: ذَهَابُ الْغَمّ، وانكِشاف الكَرْب، يُقَال: فَرَجَه الله فانْفَرج، وفَرَّجَهُ تَفْرِيجاً. وأَنْشد: يَا فارِجَ الهَمِّ وكَشَّاف الكُرَبْ قَالَ: والْفَرْجُ اسْم يَجْمع سَوْءات الرّجال والنساءِ والقُبْلانِ وَمَا حَواليهما، كُلُّه فَرْج، وَكَذَلِكَ من الدّواب وَنَحْوهَا من الخَلْق. وكُلُّ فُرْجَةً بَين شَيْئين فَهُوَ فَرْج؛ كَقَوْلِه: إلاَّ كُمَيْتاً بالْقَناةِ وضَابِئاً بالفَرْج بَيْن لبانِه ويَدهِ جعل مَا بَين يَدَيْهِ فَرْجاً. وَكَذَلِكَ قَول امرىء القَيس: لَها ذَنَبٌ مثل ذَيلِ الْعَرُوس تَسُدُّ بِهِ فَرْجَها من دُبُرْ أَرَادَ مَا بَين فَخِذيها ورِجْليها. والفَرْجُ: الثَّغْرُ المخُوف، وَجمعه فُروج، سُمِّي فرْجاً؛ لأنَّه غيرُ مَسْدود. وفَرُّوجَةُ الدَّجاجة تُجمع فَراريج. وَفِي الحَدِيث أَن النّبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَلَّى وَعَلَيْه فَرُّوجٌ من حَرير. قَالَ أَبُو عُبَيد: هُوَ الْقَباءُ الَّذِي فِيهِ شَقٌّ من خَلْفِه.

أَبُو عُبَيد عَن الْفراء: رَجُلٌ أَفْرَجٌ، وامْرأة فَرْجاء: الْعَظِيمَة الأليتين لَا يَلْتقيان، وَهَذَا من الْحَبَش. قَالَ: وَقَالَ الكسائيّ: الفُرُجُ بِضَم الْفَاء والراءِ: الَّذِي لَا يَكْتُمُ السِّرّ، والْفِرْجُ مِثْله. قَالَ: والْفِرَجُ: الَّذِي لَا يزَال يَنْكَشِف فَرْجُه. وَقَالَ الهُذَلِيّ يصف دُرَّة: بكَفَّى رَقاحِيَ يُريدُ نَماءَها فَيُتْرِزُها للْبيع وَهِي فَرِيجُ مَعْنَاهُ: أَنه كُشِفَ عَن الدُّرة غطاؤُها لِيَراها النّاس. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: فَتحاتُ الْأَصَابِع يُقال لَهَا التَّفاريجُ والحُلْفُقْ. وَقَالَ النَّضْر: فَرْجُ الْوَادي: مَا بَين عُدْوَتَيْه، وَهُوَ بَطْنه. وفَرْجُ الطَّريق: مَتْنُه وفُوَّهَتُه. وفَرْج الجَبل: فَجُّه. وَقَالَ القَطاميّ: مُتَوَسِّدين زِمام كُلِّ نَجِيبَةٍ ومُفَرَّجٍ عِرْقَ الْمَقَذِّ مُنَوَّقِ أَرَادَ وزِمامُ كُلِّ مُفَرَّج وَهُوَ الوَسَاع. وَيُقَال: المُفَرَّجُ: الَّذِي بَان مِرْفقُهُ عَن إِبطِهِ. ويُقال: أَفْرجَ القومُ عَن قَتيل، إِذا انْكَشفوا، وأَفْرَجَ فلانٌ عَن مَكَان كَذَا وَكَذَا، إِذا أخَلَّ بِهِ وتَركه. ويُقال: مَا لهَذَا الْغمّ من فُرْجَة وَلَا فَرْجَةٍ وَلَا فِرْجَة، وأَخْبرني المُنذريّ. عَن ابْن اليَزيديّ، عَن أبي ناجِية، عَن ابْن الأَعْرابيّ أَنَّه أَنْشد: رُبّما تكْرَهُ النُّفوس من الأمْ رِ لَهُ فَرْجَةٌ كَحَلِّ العقَالِ قَالَ: يُقَال فُرْجَةْ وفَرْجَةٌ فُرْجَةٌ اسْم، وفَرْجَةٌ مصدر، وفُروجُ الأَرْض نَواحيها. اللِّحيانيّ: قَوْسٌ فَرِيجٌ، إِذا بانَ وَتَرُها عَن كَبِدِها، وَهِي الفارِجُ أَيْضا. وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: هِيَ الفارِجُ والفُرُج، وَرَوَاهُ أَبُو عُبيدِ عَنهُ. وَيُقَال: رَجُل أَفْرَجُ الثَّنايا، وأَفْلَجُ الثَّنايا، بِمَعْنى وَاحِد. ابْن السِّكّيت: قَالَ الأصمعيّ: الفَرَجانُ: خُراسانُ وسِجِسْتَان، وأَنْشد قَول الغُدانِيّ: على أَحَدِ الفَرْجَيْن كَانَ مُؤَمَّري أَبُو زيد: يُقَال للمُشْط: النَّحِيتُ، والمُضَرِّجُ والمِرْجَلُ، وَأنْشد أَحْمد بن يحيى لبَعْضهِم: فاتَه المَجْدُ والعلاءُ فأَضْحَى يَنْفُضُ الْخِيسَ بالنَّخِيتِ المُفَرِّج أَرَادَ بالْخِيس لَحْيَتَه، يَصِفُ رجلا كَانَ شاهِدَ زُور. وَقَالَ أحمدُ بن عُبَيد: قَالَ أَبُو زيد:

الْعَرَب تَقول: جرت الدابةُ مَلأى فُروجُها، وفُرُوجُها: مَا بَين قَوائِمها، فالفروج: رَفْعٌ بمَلأَى. وَيُقَال فِي المذَكَّر: جَرَى الفَرسُ بملأَى فُروجه وَهِي مَا بَين قَوائمه، أَي من شِدَّة إِسْراعه فِي الجري امْتَلأ مَا بَين قوائمه بالغُبار والتُّراب. وَالْعرب تُسَمِّي مَا بَين القوائم خَوَاء، وَكَذَلِكَ كل فُرْجَةٍ بَين شَيئين. وَقَالَ أَحْمد بن يحيى: الفَارِج: النَّاقَة الَّتِي انْفَرَجت عَن الْولادَة، فَهِيَ تُبْغِضُ الفَحْلَ وتَكْرَه قُرْبَه. جفر: فِي حَديثِ عُمرَ أنَّه قَضَى فِي اليَرْبوع إِذا قَتَله المحْرِمُ بجِفْرَة. أَبُو عبيد عَن أَبي زَيْد قَالَ: إِذا بَلغت أولادُ المِعْزَى أربعةَ أَشهر، وفُصِلَت عَن أُمهاتها فَهِيَ الجفار، واحِدها جَفْر، والأنْثى جَفْرَة. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الجَفْرُ: الحَمَلُ الصَّغِير، والجَدْيُ بعد مَا يُفْطَم ابْن سِتّة أَشْهر. قَالَ: والغُلام جَفْر. وَقَالَ ابْن شُمَيل: الجَفْرة: العَناقُ الَّتِي شَبِعت من الْبَقل والشَّجر، واسْتَغْنت عَن أمهَا، وَقد تجفَّرَت واسْتَجْفَرت: أَي عَظُمت وسَمِنَت. وَيُقَال: قد تَراغَب هَذَا واستَجْفَر. قَالَ: وَيُقَال: أُجفِرَ بَطْنُه، واستَجْفَرَ بطنُه، أَي عَظُم. حكى ذَلِك كلّه عَنْهُم شِمرٌ فِي كِتابه، وَقَالَ: جُفْرَةُ البَطْنِ بَاطِن الْمُجْرئِشّ وَقَالَ غَيره: جُفْرَة كلِّ شَيْء وَسَطه ومُعْظمه. أَبُو عبيد، عَن أَبي زيد: الجَفْرُ: البِئْر لَيست بمَطْوِيَّة. وَقَالَ غَيره: الجُفْرةُ: حُفْرةٌ واسِعة من الأَرْض مُستديرة. أَبُو عبيد، عَن الأَحْمر: الجَفيرُ والْجَشِيرُ مَعًا: الكِنانة وَهِي الجَعْبة. وَقَالَ اللَّيْث: الجَفير شِبْه الكِنانة إلاّ أنَّه أَوْسع، يُجْعَلُ فِيهِ نُشَّابٌ كَثير. ورُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (صُوموا ووفِّروا أَشْعَارَكم، فَإِنَّهَا مَجفَرَةٌ) . أَبُو عبيد: يَعْني مَقْطَعَةٌ للنِّكَاح، ونَقْصٌ للْمَاء. وَيُقَال للبعير إِذا أكْثَر الضِّرابَ حَتَّى يَنْقَطع قد جَفَرَ يجْفُر جفوراً، فَهُوَ جافر. وَقَالَ ذُو الرّمة فِي ذَلِك: وَقد عارضَ الشِّعْري سُهَيلاً كأنّه قريعُ هِجانٍ عارَضَ الشوك جافرُ وَقَالَ اللَّيْث: رجل مُجْفِر. وَقد أَجفَرَ إِذا تَغَيَّرت رائحةُ جَسَدِه. أَبُو عبيد، عَن الفَراء: كُنْتُ آتِيكم، فقد

أجْفَرْتكم، أَي تركتُ زِيارتكم وقَطَعتها. وَقَالَ غَيره: يُقَال للرَّجل الَّذِي لَا عَقْل لَهُ: إنَّهُ لَمُنْهدِمُ الجال، ومُنْهدِم الجَفْر. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الْجُفَرِيُّ والكُفَرِي: وِعاءُ الطَّلْع. وإبلٌ جِفارٌ، إِذا كَانَت غِزَاراً، شُبِّهت بِجِفَار الرَّكايا. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: أجْفَرَ الرجل، وجَفَر وجَفَّر: إِذا انْقَطع عَن الجِماع، وَكَذَلِكَ اجتَفَرَ، وَإِذا ذَلَّ قيل: اجْتَفَر. رفج: قَالَ اللَّيْث: الرُّفوجُ: أصْلُ كَرَبِ النَّخل؛ وَلَا أَدْرِي: أَعربِيٌ أمْ دَخيل. فجر: قَالَ اللَّيْث: الفَجْرُ: ضَوْءُ الصُّبح، وَقد انْفَجر الصُّبح. وَيُقَال للصُّبْح المُستطير فَجْرٌ، وَهُوَ الصَّادق. والمستطيل الكاذِب يُقَال لَهُ: فجر أَيْضا. وَأما الصُّبْح فَلَا يكونُ إِلَّا الصَّادق. والفَجْرُ: تفجيرُك المَاء. والمَفْجَرُ: الْموْضعُ الَّذِي يَفْجَرُ مِنه. وَيُقَال: انْفجَرت عَلَيْهِم الدّواهي، إِذا جَاءَهُم الكثيرُ مِنْهَا بَغْتَه، وأيّام الفِجار: أَيّام وقائع كَانَت بعُكاظ، تفاخروا فِيهَا فاجْتَربوا واستَحَلُّوا الحُرُمات. والفجور: الرِّيبة والكَذِب من الفُجور. وَقد رَكِبَ فلانٌ فَجْرةً وفَجار لَا يَجْرِيان إِذا فَجَرَ وكَذب، وَقَالَ النّابغة: إنّا اقْتَسَمْنا خُطَّتَيْنَا بَيْننا فَرحَلْتُ بَرّةَ، وارْتحلْتَ فجارِ أَبُو عبيد: الفَجَرُ الجُودُ الْواسعُ، وَالْكَرم. ثَعْلَب عَن ابْن الأعْرابيّ: أفْجر الرجل، إِذا جَاءَ بالْفَجَرِ، وَهُوَ المَال الْكثير، وأَفْجرَ إِذا كَذَب، وأفجر إِذا عَصَى بِفَرْجِه، وأُفجر إِذا كَفَر، ومثلُه فَجَرَ وفَجَّرَ. قَالَ وَقَوله: ونَتْرُك من يَفْجُرُك، أَي من يَعْصيك، ومَنْ يُخَالفك. وَقَالَ رجلٌ لعمر وَقد اسْتأذنه فِي الجِهاد فمنَعَه لضَعْف بَدَنه، فَقَالَ: إِن أطْلَقْتَني وإلاّ فَجَرْتُك، أَي عَصَيْتُك. وأفْجَرَ: مَال مِنْ حَقَ إِلَى بَاطِل. وأفجَرَ يَنْبوعاً من مَاء، أَي أخْرجه. وَقَالَ شَمِر: قَالَ ابْن الأعرابيّ: الفَجور والفَاجِر: المخطِىء، والفُجورُ خِلاف البِرّ، والفاجِرُ المائِلُ، والسَّاقطُ على الطَّريق. وفَجَر أَي كَذَب، وَأنْشد: قَتَلْتُمْ فَتًى لَا يَفْجُر الله عامِداً وَلَا يَجْتَوِيه جارُهُ حِين يُمْحِلُ أَي لَا يَفْجُرُ أمْر الله، أَي لَا يَميلُ عَنهُ وَلَا يَتْركه. وَقَالَ شِمر: قَالَ الْهوازِنيّ: الافْتِجارُ فِي الْكَلَام اخْتِراقُه من غير أَن يَسْمَعه من أحد، أَو يَتَعَلَّمه، وَأنْشد:

نَازعِ القَومَ إِذا نازَعْتَهم بأريبٍ أَو بَحَلاَّفٍ أبَلْ يَفْتَجِرُ القولَ وَلم يَسْمَعْ بِهِ وهُو إنْ قيلَ: اتّق الله، احْتَفَل وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جَلَّ وعَز: { (بَنَانَهُ بَلْ يُرِيدُ الإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} (الْقِيَامَة: 5) . حدَّثني قيسٌ، عَن ابْن حُصَيْن، عَن سعيد بن جُبَيْر قَالَ: تَقول: سَوف أَتُوبُ، سَوف أَتُوب. قَالَ: وَقَالَ الكَلْبِيّ: يُكْثِرُ الذُّنوبَ، ويُؤَخِّرُ التَّوْبة. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: مَعْنَاهُ أَنه يُسَوِّفُ بالتَّوبة، ويُقَدِّمُ الأعمالَ السَّيِّئة. قَالَ: ويجوزُ وَالله أعلم أنَّه يكْفُر بِمَا قُدَّامَه من الْبَعْث. وَقَالَ المؤرَّج: فَجر إِذا رَكِبَ رَأْسَه، فمضَى غيرَ مُكْتَرثٍ. قَالَ: وَقَوله: {الإِنسَانُ لِيَفْجُرَ} ، ليمْضيَ رَاكِبًا رَأسه. قَالَ: وفَجرَ أخْطأَ فِي الْجَواب. وفجر من مَرضه، إِذا بَرَأَ. وفَجرَ، إِذا كلَّ بَصَرُه. وَقَالَ ابْن شُميْل: الفُجورُ رُكوب مَا لَا يَحِلّ. وحَلَفَ فلَان على فَجْرة، واشْتَمَلَ على فجرة، أَي رَكِبَ أمْراً قبيحاً من يَمِين كاذِبة، أوْ زِنًى، أوكَذِب. قلت: والفَجْرُ أصلهُ الشَّقّ، وَمِنْه أُخِذَ فجرُ السِّكْر، وَهُوَ بَثْقُه. وسُمِّيَ الفَجْر فجراً لانفِجَارِه، وَهُوَ انْصِداعُ الظُّلمة عَن نور الصُّبْح. والفجورُ أصْلُه الميْلُ عَن القَصْد. قَالَ لَبيد: وإنْ أَخَّرتَ فالْكِفْلُ فاجِر والكاذبُ فاجِر، والمكَذَّبُ بِالْحَقِّ فاجِر، والكافِرُ فاجِر، لميْلِهم عَن الصِّدْق والقَصْد. وَقَول الأعرابيّ لعُمَر: اغْفِرِ اللهمَّ إنْ كانَ فَجَرْ أَي مالَ عَن الْحق. وَقيل فِي قَول الله: { (بَنَانَهُ بَلْ يُرِيدُ الإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} (الْقِيَامَة: 5) . أَي: ليُكَذِّب بِمَا أَمامه من البعْث، والحِساب والجَزاء، وَالله أعْلم. ج ر ب جرب، جبر، رَجَب، ربج، برج، بجر: مستعملات. جرب: قَالَ اللَّيث: الجَربُ مَعْروف. والجَرْباءُ من السَّماء: النّاحِيَة الَّتِي لَا يَدور فِيهَا فَلَكُ الشَّمس وَالْقَمَر. وأَخْبَرني المُنْذِرِيّ، عَن أَبي الهَيْثِمِ أَنه قَالَ: الْجَرْبَاءُ: السَّماءُ الدُّنيا، وَهِي الملْسَاء. وَقَالَ اللَّيْث: أَرْضٌ جَرْباءُ: إِذا كانَت مُمْحِلَةً لَا شيءَ فِيهَا.

وَقيل سُمِّيت السَّماء الدُّنيا جَرْباء، لما فِيهَا من الْكَوَاكِب. أَبو عُبيد، عَن الأصمعيّ، قَالَ: الْجِربياءُ من الرِّياح الشَّمالُ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: الْجِربِياءُ الرِّيحُ الَّتِي تَهُبُّ بَين الْجَنوبِ والصَّبا. وَقَالَ اللَّيث: الْجِرْبياءُ شَمالٌ بارِدَة. قَالَ: وَقَالَ أَبُو الدُّقَيْش: إِنَّما جِرْبِياؤُها بَرْدُها، فَهَمَزَ. ثعْلب، عَن ابْن الأَعْرابيّ: الجَرْباءُ الْجَارِيَةُ المَلِيحَة، سُمِّيتْ جَرْباء لأنَّ النِّساء يَنْفِرْنَ عَنْها لتَقْبِيحِها بمَحاسِنها محاسِنَهُنّ. وَكَانَ لعَقِيل بن عُلَّفَة المُرِّي بِنْتٌ يُقال لَهَا الجَرْباء، وَكَانَت من أَحْسَن النِّساء. وجَرِبَ البعيرُ يَجْرَبُ جَرَباً فَهُوَ جَرِب وأَجْرَب. وَقَالَ: والجريبُ من الأَرْض نِصْفُ الفِنْجان، والجريب مِكْيالٌ، وَهُوَ أَرْبَعَةُ أَقْفِزَة. قلت: الْجَريبُ من الأرْض مِقدارٌ مَعْلوم الذرع والمساحة، وَهُوَ عَشَرةُ أَقْفِزَة، كلّ قِفيزٍ مِنْهَا عَشَرةُ أَعْشِراء، فالعَشِيرُ جُزْةٌ من مائَة جُزْءٍ من الْجَرِيب. وَقَالَ اللَّيث: الْجَرِيبُ الْوادي وجَمْعُه أَجْرِبة، قَالَ: وجَريبُ الأَرْض جمعه جُرْبان، وَالْعدَد أَجْرِبة. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الجِرْبُ: القَرَاح، وجَمعه جِرَبَه، والجِربة: البُقْعَةُ الحَسَنَةُ النَّبات، وَجَمعهَا جِرَب. قَالَ أَبُو عُبَيْد: قَالَ أبُو عُبَيْدة الجِرْبَةُ المَزْرَعَة. وَقَالَ بشر: على جِرْبِةٍ يَعْلو الدِّيارَ غُرُوبها وَقَالَ ابنُ الأعْرابيّ: الْجَرَبُ العَيْب. وَقَالَ غَيره: الجَرَبُ الصَّدَأُ يرْكَبُ السَّيف. أَبُو عُبيدٍ عَن الأصْمعيّ: رَجُلٌ مُجَرِّبٌ ومُجَرَّبٌ، وَهُوَ الَّذِي قد جَرَّبَ الأمُورَ وعَرفها. والمُجَرَّبُ أَيْضا: الَّذي جُرِّب فِي الْأُمُور وعُرِف مَا عِنْده. أَبُو عُبيد، عَن الأَحْمر: جِرابُ البِئْر اتِّسَاعُها. وَقَالَ غَيره: جِرابها مَا حَوْلَها. ويُقال: اطْوِ جِرَابَها بالحِجارة. وَقَالَ اللَّيث: جِرابُ البِئْر جَوْفُها من أَوَّلِها إِلَى آخِرِها. قَالَ: والجِرابُ وِعاءٌ من إِهابِ الشّاءِ، لَا يُوعَي فِيهِ إِلاَّ يَابِس، والجميع: الْجُرُب. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: عِيالٌ جَرَبَّةٌ: يَأكلون أَكْلاً شَديداً وَلَا ينْفعون. قَالَ: والجرَبَّةُ الحُمرُ الشِّداد الغِلاظ. والجرَبَّةُ من أَهْلِ الحاجَة، يَكونون مُسْتَوِين. وَقَالَ ابنُ بُزُرْج: الجَرَبَّةُ: الصّلامَةَ من الرِّجال الَّذين لَا يُساء لَهُم، وهم مَعَ أمِّهم.

وَقَالَ الطِّرِمّاح: وحَيَ كِرامٍ قد هَنَأْنا جَرَبَّةٍ ومَرَّتْ بهم نَعْماؤُنا بالأَيامِنِ قَالَ: جَرَبَّةٌ صِغارُهم وكِبارُهم. يَقُول: عَمَمْناهُمْ ولَم نخُصَّ كبارَهم دون صِغَارِهم. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الجَربُّ من الرِّجال القَصيرُ الخَبُّ، وَأنْشد: إنَّكَ قد زَوَّجْتَها جَرَبا تَحْسِبُه، وَهُوَ مُخَنْذٍ، صَبَّا أَبُو عُبيد، عَن الفَرّاء، قَالَ: جُرُبَّانُ السَّيْفِ حَدُّه أَو غِمْدهُ. وعَلى لَفْظِه جُرُبَّانُ القَمِيص. شَمِر، عَن ابْن الأعْرابيّ: الجُرُبَّان قِرابُ السَّيْفِ الضَّخْم، يكون فِيهِ قَوْسُ الرَّجُل وسَوْطُه، وَمَا يَحْتاجُ إِلَيْهِ. وَقَالَ الرَّاعي: وعَلى الشَّمائِلِ أَن يُهاجَ بِنَا جُرْبان كلِّ مُهَنَّد عَضْبِ وَقيل: جُرُبَّان الْقَمِيص هُوَ بالْفارِسيَّة كَرِيبان، وَهُوَ الجَيْب. وَقَالَ اللَّيث: الجَوْربُ لِفَافةٌ الرِّجْل. ابنُ السِّكّيت: الأجرَبان عَبْسٌ وذُبْيان. وَأنْشد: وَفِي عِضَادَته اليُمنى بَنو أَسَدٍ والأجْرَبان: بَنو عبس وذُبْيانُ والجريبُ: وادٍ مَعْروفٌ فِي بِلاد قَيْس، وحَرَّةُ النَّار بِحِذَائِهِ. أَبُو زيد: من أَمْثالهم: أَنت على المُجَرَّب، قالتها امرأَةٌ لِرَجُل سَأَلَهَا بَعْدَمَا قَعَدَ بَين رِجْليها، أَعَذْراءٌ أَمْ ثَيِّب؟ فَعِنْدَ ذَلِك قَالَت: أَنْتَ على المُجَرَّب. يُقالُ: عِنْد جَوَاب السَّائل عَمَّا أَشْفَى على عِلْمِه. رَجَب: قَالَ اللَّيث: رَجَبُ شَهْر، تَقول: هَذَا رَجَبٌ، فَإِذا ضَمُّوا إِلَيْهِ شَعْبان فهما الرَّجَبان. وَكَانَت الْعَرَب تُرَجِّبُ، وَكَانَ ذَلِك لَهُم نُسُكاً أَو ذَبائِح فِي رَجَب. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ وَالْفراء: رَجَبْتُ الرَّجُلَ رَجَباً، إِذا هِبْتَهُ وعَظَّمْتَه وَقَالَ شَمِر: رَجَبْتُ الشَّيءَ: هِبْتُه ورَجِبْتُه: عَظَّمتُه وَأنْشد: أَحْمَدُ رَبِّي فَرَقاً وأَرْجبَه قَالَ: أرْجَبَهُ، أَي أُعَظِّمهُ. ومِنه سُمِّي شهر رَجَبَ. وأَنْشَدَ أَبُو عَمْرو: إِذَا العجوزُ اسْتَنْخَبَتْ فانْخَبها وَلَا تَهَيَّبْها وَلَا تَرْجَبْها وَقَالَ شَمِر: رَجَبْتُه عَظَّمْتُه. أَبُو عَمْروٌ، عَن أَبيه: الرَّاجِبُ المُعظِّمُ لسَيِّده. وَيُقَال: رَجِبَه يَرْجَبُه رَجَباً، ورَجَبَهُ

يَرْجبُه رَجْباً ورُجُوباً، ورَجَّبَه تَرجِيباً، وأَرْجَبَه إِرْجَاباً. ومِنه قَول الحُباب بن المُنْذر: أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّك، وعُذَيقُها المرجَّب. قلت: وَأما أَبو عُبَيْدة والأصْمَعيّ، فإنَّهما جَعَلا المُرَجَّبَ هَا هُنَا من الرُّجْبَة، لَا من التَّرْجِيب الَّذِي هُوَ من التَّعظيم. قَالَا: والرُّجْبَة والرُّجْمَة بالْبَاء وَالْمِيم: أَن تُعْمَدَ النَّخْلَةُ الْكَرِيمَة إِذا خِيفَ عَلَيْهَا أَنْ تقعَ لِطولها وكثْرَةِ حَمْلها بِبِناءٍ من حِجارَةٍ تُرَجَّبُ بِهِ أَي تُعْمَدُ بِهِ، ويكونُ تَرجيبُها أَن يَجْعَل حولهَا شوك إِذا وقرت، لِئَلَّا يَرْقأ فِيهَا راقٍ، فيجْنى ثَمَرهَا. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الرُّجْمَة بِالْمِيم البِناءُ من الصّخر تُعْمَدُ بِهِ النّخْلة، والرُّجْبَةُ أنْ تُعْمَدَ النَّخلةُ بخشَبَة ذاتِ شُعْبَتين. أَبُو عُبَيْدَة: رَجبتُ فلَانا بقَوْلٍ سِّيء، ورجَمْتُه بِمَعْنى صَككْتُه. قَالَ أَبُو تُرَاب: وَقَالَ أَبُو العَميثل مِثْلَه. أَبُو عبيد، عَن الأصمعيّ: الأرْجَابُ الأمْعاءِ، وَلم يَعْرِفْ واحِدَها. ورَوى ثَعْلَب عَن ابْن الأعْرابيّ، قَالَ: الرَّجْبُ المِعَى: قَالَ: والرَّاجِبَةُ البُقْعَةُ الملساءُ بَين البَراجِم. قَالَ: والبراجمُ المُشَنَّجاتُ فِي مَفَاصِل الأصَابع، وَفِي كلِّ إصْبَع ثلاثُ بُرْجُمات، إلاّ الإبْهام فلهَا بُرْجُمَتان. وَقَالَ اللَّيْث: بُرْجُمَة الطَّائر. الإصْبَع الَّتِي تلِي الدّائرة من الجانِبين الوحْشِيّيْن من الرِّجلين. قَالَ: ورجَّبتُ النّخْل تَرْجِيباً، وَهُوَ أَن تُوضَع عُذُوقُها على سَعفِها، ثمَّ تُنْضَدُ وتُشَدُّ بالخوص، لِئَلَّا يَنْفُضُها الرّيح، وَقد يُقَال أَيْضا: هُوَ أَن يُوضَعَ الشَّوك حَوْل العُذُوق لِئَلاَّ تُقْطَف. وَأنْشد أَبُو عبيد: والعادِياتُ أسابِيُّ الدِّماء بهَا كأَنَّ أعْناقَها أنْصابُ ترْجِيبِ وَهَذَا الْبَيْت يَدُلُّ على صِحَّةِ قَول من جَعلَ الترجِيبَ دعْماً للنّخلة. برج: قَالَ اللَّيْث: البُرْجُ واحِدٌ من بُرُوج الفَلَك، وَهِي اثْنَا عَشَر بُرْجاً، كلّ بُرْج مِنْهَا مَنزِلان، وثُلُثٌ مَنْزِلٌ للقمر، وَثَلَاثُونَ دَرجةً للشمس إِذا غَابَ مِنْهَا سِتّة ولكلّ بُرْج اسمٌ على حِدة فَأَوَّلها الحَمَلُ، وَأول الحَمل الشَّرَطان، وهما قَرْنا الحَمَل كَوْكَبان أَبيضان إِلى جَنْب السَمكة، وخَلْفَ الشَّرَطَيْن البُطَيْن، وَهِي ثَلاثةُ كَواكب، فهذان مَنْزِلان، وثُلثُ الثريا من بُرْج الْحمل. وَقَالَ أَبو إسْحاق فِي قَول الله: {} (البروج: 1) قيل: ذَات البُروج، ذاتِ الْكَوَاكِب، وَقيل: ذاتِ القصُور، لِقُصُورٍ فِي السَّماء.

سَلَمة، عَن الْفراء: اخْتَلفوا فِي البُروج، فَقَالُوا: هِيَ النُّجوم، وَقَالُوا: هِيَ البُروجُ المعرُوفَة، اثْنا عَشَر بُرجاً، وَقَالُوا: هِيَ قُصورٌ فِي السَّمَاء. وَالله أعلمُ بِمَا أَراد. وَقَوله جَلَّ وعَزَّ: {وَلَوْ كُنتُمْ فِى بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ} (النِّسَاء: 78) . البروج هَاهُنَا الحُصُون، واحدُها بُرْج. وَقَالَ اللَّيث: بُرُوج سُورِ الْمَدِينَة والحصن: بُيوتٌ تُبْنَى على السّور، وَقد تُسمّي بيُوت تُبْنَى على نَواحِي أَركان الْقَصْر بُروجاً. قَالَ: وثَوْبٌ مُبَرَّج، قَدْ صُوِّرَت فِيهِ تَصاوِيرُ كَبُروج السُّور. قَالَ العجّاج: وَقد لَبِسنَا وَشْيَه المبَرَّجا وَقَالَ أَيْضا: كأَنَّ بُرْجاً فَوْقَها مُبَرَّجا شَبَّه سَنامها ببُرْج السُّور. قَالَ: والبَرَجُ: سَعَةُ بَياضِ الْعين مَعَ حُسْن الْحَدَقَة. وإذَا أَبْدَت المرأَةُ محاسِنَ جِيدها وَوَجْهَها، قيل: تَبَرَّجَتْ وتُرِي مَعَ ذَلِك من عَيْنَيها حُسْنَ نَظر، كَقَوْل ابْن عِرس فِي الجُنَيْد بن عبد الرحمان يهجوه: يُبْغَضُ من عَينيكَ تَبْرِيجُها وصُورةٌ فِي جَسَدٍ فاسدٍ قَالَ الزّجاج فِي قَوْله: {جَعَلَ فِى السَّمَآءِ بُرُوجاً} (الْفرْقَان: 61) قَالَ: البروج الْكَوَاكِب الْعِظَام، قَالَ: والْبَرَجُ، تَباعُد مَا بَين الحاجبين. قَالَ: وكل ظَاهر مُرْتَفع فقد بَرَج، وَإِنَّمَا قيل لَهَا البروج لظهورها وبيانها وارتفاعها. أَبُو عُبيد، عَن أَبي عَمْرو: البَرَجُ، أَن يكونَ بَياضُ الْعين مُحْدِقاً بالسَّواد كُلِّه، لَا يغيبُ من سَوادِها شَيْء. قَالَ أَبُو زيد: البَرَجُ، نَجَلُ الْعين، وَهُوَ سَعَتها. وَقيل: الَبَرجُ، سَعَةُ الْعين فِي شِدَّة بَيَاض بَياضِها. ثَعْلَب، عَن ابْن الأَعْرابيّ: بَرِجَ الرَّجُل إِذا اتَّسَعَ أَمْره فِي الأَكْل والشُّرب. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جلَّ وعزَّ: {غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتِ بِزِينَةٍ} (النُّور: 60) ، التَّبرُّحُ إظهارُ الزِّينة، وَمَا يُسْتَدْعَى بِهِ شهوَةُ الرَّجل. وَقيل: إِنَّهن كُنَّ يتكَسَّرْن فِي مَشْيِهِنَّ ويَتَبَخْتَرْن. وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله: {فِى بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ} (الْأَحْزَاب: 33) ذَلِك فِي زمن وُلِدَ فِيهِ إبراهيمُ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَت المرأةُ إذْ ذَاك تلْبسُ الدِّرع من اللُّؤْلؤ غير مَخيط من الْجَانِبَيْنِ، وَيُقَال: كَانَت تَلبسُ الثِّيَاب تَبلغُ المالَ لَا تُواري جسدَها، فأُمِرْنَ أَلاَّ يفعلْنَ ذَلِك.

وَقَالَ اللَّيْث: حِسابُ البُرجان، هُوَ قَوْلك: مَا جُداءُ كَذَا فِي كَذَا، وَمَا جَذْر كَذَا فِي كَذَا، فجداؤه: مبلَغهُ، وجذرُه: أَصله الَّذِي يُضرَبُ بعضُه فِي بعض، وَجُمْلَته البُرجان. يُقَال: مَا جَذْرُ مائَة؟ فَيُقَال: عشرَة. وَيُقَال: مَا جُداء عشرَة فِي عشرَة؟ فَيُقَال: مائَة. وَقَالَ شَمَر: بُرْجان: جِنْسٌ من الرُّوم ويُسَمَّوْنَ كَذَلِك. قَالَ الْأَعْشَى: وهِرَقْلٌ يَوْم ذِي ساتيدَمَا مِنْ بني بُرْجَانَ فِي البَّأْسِ رُجُحْ يَقُول: هُمْ رُجُحٌ على بني برجان أَي هُمْ أَرْجحُ فِي القِتال، وَشدَّة الْبَأْس مِنْهم. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: أبْرَج الرجلُ إِذا جاءَ ببنينَ مِلاح. قَالَ: والْبارِجُ المِلاّحُ الفَارِهُ. أَبُو نصْر عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: البَوَارِج السُّفُنُ الْكِبَار، واحدتها بارجةٌ، وَهِي القَوادِسُ والخلايا. وَقَالَ اللَّيْث: البارجة السَّفينةُ من سُفن الْبَحْر تُتَّخَذُ لِلْقِتَالِ. جبر: قَالَ الله جلّ وَعز: (إنَّ فِيهَا قَوماً جَبَّارين) . قَالَ أَبُو الْحسن اللِّحيانيّ: أَرادَ الطُّولَ والقُوَّة والعِظَم، وَالله أعلمُ بذلك. قلت: كأَنه ذَهبَ بِهِ إِلَى الجبَّارِ من النَّخيل، وَهُوَ الطَّوِيل الَّذِي فاتَ يَد المُتناوِل. يُقَال: رجلٌ جبّار إِذا كَانَ طَويلا عَظِيما قويّاً، تَشْببها بالجبار من النَّخيل. وأمل قَوْله جلّ وَعز: {للهوَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ} (الشُّعَرَاء: 130) . فإنَّ الجبارَ هاهُنا القَتَّالُ فِي غير حق، وَكَذَلِكَ قولُ الرجل لمُوسَى: (إنْ تُريدُ إلاَّ أَنْ تكونَ جبَّاراً فِي الأَرْض) . أَي قَتَّالاً فِي غيرِ حق. وَقَالَ اللِّحيانيّ: والجبَّار المُتَكبِّرُ عَن عبَادَة الله تَعَالَى، وَمِنْه قَول الله تَعَالَى: {وَلَمْ يَكُن جَبَّاراً عَصِيّاً} (مَرْيَم: 14) ، وَكَذَلِكَ قَول عِيسَى: {وَلَمْ يَجْعَلْنِى جَبَّاراً شَقِيّاً} (مَرْيَم: 32) أَي مُتَكبِّراً عَن عبَادَة الله. والجبار أَيْضا: القاهِرُ الْمُسَلَّط. قَالَ الله: {يَقُولُونَ وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِمْ} (ق: 45) ، أَي بمُسَلَّط فَتَقْهرهم على الْإِسْلَام. والجبارُ: الله تبَارك وَتَعَالَى، القاهرُ خلْقَه على مَا أَرَادَ. وَقَالَ ابْن الأنباريّ: الجبارُ فِي صفةِ الله الَّذِي لَا ينَال، وَمِنْه قيل للنخلة إِذا فَاتَت يدَ المتناول: جبارَة. مأخوذٌ من جبَّارِ النَّخْل.

وَرَوى سلمةُ عَن الْفراء أَنه قَالَ: لم أسمع فَعَّالاً من أَفْعَل إلاَّ فِي حرفين وهما: جبّار من أَجْبَرْتُ، وَدَرَّاك من أَدركتُ. قلت: جعَلَ جبّاراً فِي صفَةِ الْعباد من الإجبارِ، وَهُوَ القَهّرُ والأكْراه لَا من (جَبَرَ) . أبُو عُبيد، عَن الأَحمرِ: فِيه جَبَرِيَّةٌ وجَبَرُوَّةٌ، وجَبَروت وجُبُّورَةُ وجَبُّورَةٌ أَيْضاً، وأَنشَدَنا: فإنَّك إنْ عادَيْتَني غَضِبَ الْحصا عَلَيْكَ، وذُو الْجَبُّورَةِ الْمتَغَترِفُ وَفِي الحَدِيث: أنَّ امْرَأَة حَضَرت النَّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأَمَرها بأَمْرٍ فتَأَبَّتْ عَلَيْهِ، فَقَالَ: (دَعُوها فإِنَّها جَبَّارة) أَي عَاتِيَةٌ مُتَكَبِّرة. وَقَالَ اللَّيْت: قَلْبٌ جَبَّار، ذُو كِبْرٍ لَا يَقْبَلُ مَوْعِظَة. عَمْرو، عَن أَبِيه قَالَ: يُقَال للْملك جَبْرٌ، وَقَالَ: والجَبْرُ الشُّجاع وَإِن لَمْ يَكُنْ مَلِكاً. والْجَبْرُ: تَثْبيتُ وقّوع الْقَضَاءِ والْقَدَر. أَبُو عُبَيد عَن أَبي عَمْرو: الْجَبْرُ الرَّجلُ. وَقَالَ ابنُ أَحْمر: وانْعَمْ صَباحاً أَيُّها الْجَبْرُ قيل: أرادَ أَيهَا الرَّجُل، وَقيل: أرادَ أَيُّها المَلْكِ. والْجَبر أَنْ تُغْنِيَ الرَّجُلَ من الْفَقْرِ، أَوْ تَجْبُرَ عظْمَة من الكَسْر. قَالَ: والإِجْبارُ فِي الحُكْم، يُقَال: أَجْبَرَ الْقاضِي الرَّجُلَ على الحُكْمِ إِذا أكْرَهَه عَلَيْهِ. وأَخْبَرنِي الإياديّ عَن أَبِي الّهَيْثَم أَنَّه قَالَ: جَبَرْتُ فَاقَة الرَّجُلِ أَجْبُرُها، إِذا أَغَنَيْتَه. قَالَ: والجَبُرُيَّة، الَّذين يَقُولون: أَجَبَر اللَّهُ الْعِبَادَ على الذُّنُوب أَيْ أَكْرَهَهُمْ ومَعاذَ اللَّهِ أَنْ يُكْرِهَهُمْ على مَعْصَية ولكنَّه قد عَلِمَ مَا الْعِبادُ عامِلون، وَمَا هُمْ إِلَيْهِ صائِرُون. قلت: وَهَذَا مَعْنى الْإِيمَان بالْقَضاء والْقَدر إنّما هُوَ عِلْمُ الله السَّابق فِي خَلْقِه، وَقد كَتَبه عَلَيْهِم، فهم صائرون إِلى مَا عَلِمه، وكُلٌّ مُيَسَّرٌ لما خُلِقَ لَهُ. وروى الأَعْمش عَن إِسْمَاعِيل بن رَجاءِ عَن عُمَيْر مَوْلى ابّن عبّاس، عَن ابنِ عبّاس فِي جِبْريل ومِيكائيل: كَقَوْلِك عبد الله، وعبدِ الرحمان، وَكَانَ يحيى بن يعمر يَقرأ. قَالَ أَبَو عُبيد قَالَ الأصمعيّ: معنى إيل الرُّبُوبِيَّة، فأُضِيفَ جَبْروميكا إِليه. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: جَبْر هُوَ الرَّجُل. قَالَ أَبُو عُبيد: فَكأَنّ مَعناه عَبْد إيل، رَجُلُ إيل. قَالَ: فَهَذَا تأْويل قَوْله: عبد الله، وَعبد الرحمان، وَكَانَ يحيى بن يَعْمر يَقْرؤها (جَبْرِئلّ) ، وَيَقُول: جَبْرَ: عبْد، والّ: هُو الله. قلت: وَفِي جِبْريل لغاتٌ كَثِيرَة، قد

حَصَّلْتُها لَك فِي رُباعيِّ الْجِيم. وَقَالَ اللّحيانيّ: يُقَال: أَجْبَرْتُ فلَانا على كَذا، أُجْبِره إجْباراً، فَهُوَ مُجْبَر، وَهُوَ كَلَام عامَّة الْعَرَب أَي أَكْرَهْتُه عَلَيْهِ. وتَمِيمٌ تَقول: جَبَرْتُه على الأَمْرِ أَجُبُرُهُ جَبْراً وجُبُوراً بغَير ألف. قلت: وَهِي لُغَةٌ مَعْرُوفَة وَكثير من الحجازين يَقُولُونَهَا. وَكَانَ الشّافعيّ يَقُول: جَبَرَه السُّلْطَان بِغَيْر ألفِ، وَهُوَ حِجَازِيٌّ فَصِيحٌ. وَقيل لِلْجَبرِيَّة: جَبْرِيَّةٌ، لأَنَّهم نُسِبُوا إِلَى القَوْل بالْجَبْر، فهما لُغَتَانِ جَيِّدتان جَبَرتُه وأَجْبَرْتُه، غير أنَّ النَّحويين أسْتَحبوا أَنْ يَجْعلوا حَبَرْتُ لجَبْرِ الْعَظْم بعد كَسْره وجَبْر الْفَقِير بعد فَاقَته، وأَن يكون الإِجْبارُ مَقَصوراً على الإكْراه، وَلذَلِك جعل الفَراء الجَبَّار من أَجْبَرْتُ، لَا من جَبَرْت، وَجَائِز أَن يكون الجبَّار فِي صِفَةِ الله، من جَبْرِه الْفَقير بالْغِنَى، وَهُوَ تبَارك وَتَعَالَى جابرُ كُلِّ كَسير وفَقير، وَهُوَ جَابر دِينه الَّذي ارْتَضاه كَمَا قَالَ العَجَّاج: قَدْ جَبَرَ الدِّينَ الألَهُ فَجَبَرْ وَقَالَ اللِّحيانيّ: جَبَرْتُ اليتيمَ والفَقير أَجْبُرُه جَبْراً وجُبُوراً، فَجَبَرَ يَجْبُرُ جُبُوراً، وانْجَبَرَ انْجِباراً، واجْتَبَرَ اجْتِباراً، بِمَعْنى واحِد. وَيُقَال أَيْضا: جَبَّرْتُ الكسيرَ أُجَبِّرُه تَجْبِيراً، وجَبَرْتُه جَبْراً، وأَنْشَد: لَها رِجْلٌ مُجَبَّرَةٌ تَخُبُّ وأُخْرى مَا يُسَتِّرها وَجَاحُ وَيُقَال: تَجَبَّر فلَان: إِذا عَاد إِليه من مَاله بعضُ مَا كَانَ ذَهَب. وتَجَبَّر النَّبتُ وَالشَّجر، إِذا نَبَتَ فِي يابِسة الرَّطْب. وَيُقَال: قد تَجَبَّر فلَان مَالاً، أَي أَصَاب، وَقَوله: تَجَبَّرَ بَعْدِ الأَكْلِ فَهُوَ نَمِيصُ فَمَعْنَاه: أَنَّه عَاد نَابتاً مُخَضَرّاً، بَعْدَمَا كَانَ رُعِيَ، يَعْنِي الرَّوض. وَقَالَ النَّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (الْعَجْمَاءُ جُرْحُها جُبَار) ، والْمَعْدِنُ جُبَار، والبِئْرُ جُبَار وَقد مرّ تَفْسِير العجماء فِي كتاب (الْعين) . والجُبار: الهَدَر وَمَعْنَاهُ أَن تَنْفَلِتَ الْبَهِيمَةُ العجماءُ فَتُصيب فِي انفِلاتها إِنساناً أَوْ شَيئاً فجَرْحُها هَدَر، وَكَذَلِكَ البِئْر العادِيَّة يَسْقط فِيهَا الْإِنْسَان فَيَهْلِك، فدَمُه هَدَر والمعدن إِذا انهار على حَافره فَقتله فدمه هَدَر. قَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: هَذَا جَابر بن حَبّه: اسْم للخبز. وَقَالَ أَبُو عبيد: الْجَبائِرُ الأسْوِرَة، واحِدتها جِبَارَة وجَبِيرَة. قَالَ الْأَعْشَى: فَأَرَتْكَ كَفّاً فِي الْخِضا بِ ومِعْصَماً مِلْءَ الْجِبَارَة وَيُقَال للخشباتِ الَّتِي تُوضع على مَوْضع الْكسر لِيَنْجَبِر على اسْتِوَاء: جَبائِر، واحدتها جِبَارَة.

سَلمَة، عَن الْفراء قَالَ: قَالَ المُفَضَّل: الجُبَار: يَوم الثُّلَاثَاء. قَالَ: والجَبَارَةُ بِفَتْح الجِيم، فِناء الجَبَّان. والجِبَارُ: الْمُلُوك، واحِدُهم جَبْر. وَفِي الحَدِيث: أَنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكرَ الْكافِر فِي النَّار، فَقَالَ: ضِرْسهُ مثلُ أُحُد، وكَثافَةُ جِلْدِه أَرْبَعُونَ ذِراعاً بِذِراع الجبَّار. قيل: الجَبَّارُ هَا هُنا المِلك. والجبَابِرَةُ: المُلوك. وَهَذَا كَمَا يُقَال: هُوَ كَذَا وَكَذَا ذِراعاً بِذراع المَلك، وأحسِبُه مَلِكاً من مُلوك العَجَم، نُسِبَ إِلَيْهِ هَذَا الذِّراع، وَالله أعلم. بجر: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الباجِرُ: المُنْتَفِخُ الجَوْف. الْهِرْدَبَّةُ الْجَبان. أَبُو عبيد، عَن الفرّاء: الباحِر الأحمق بِالْحَاء قلت: وَهَذَا غَيْرُ الباجِر، ولكلَ مَعْنًى. أَبُو عبيد، عَن الأصْمَعيّ، فِي بَاب إِسْرارِ الرَّجلِ إِلى أَخِيه مَا يَسْتُرُه عَن غَيره أخْبَرْتُه بعُجَرِي وبُجَرِي أَي أَظْهَرتُه من ثِقَتِي بهِ على مَعايِبي، وَقد فَسَّرتُ العُجَرَ فِي بَابه. وأمَّا البُجَر: فالعُروقُ المُتَعَقِّدَةُ فِي الْبَطْن خاصَّة. ثَعْلَب، عَن ابنْ الأعرابيّ: العُجْرَةُ نَفْخَةٌ فِي الظَّهْر، فَإِذا كَانَت فِي السُّرَّة فَهِيَ بُجْرَة. قَالَ: ثمَّ تُنْتَقلان إِلَى الهُمومِ والأَحْزان. قَالَ: ومَعْنى قَول عليّ رَضِي الله عَنهُ: إِلَى الله أَشكو عُجَرِي، وبُجَري، أَي هُمومي وأَحْزَانِي. قَالَ: وأَبْجَرَ الرَّجُلُ، إِذا اسْتَغْنَى غِنًى كادَ يُطْغِيه بعد فَقْرٍ كادَ يُكْفِرُه. وأَخبرني المُنْذِريّ عَن السكُدَيْميّ، قَالَ: سأَلت الأصمعيّ فَقلت لَهُ: مَا عُجَرِي وبُجَرِي؟ فَقَالَ: هُمومِي وغُمومِي وأَحْزانِي. أَبُو عبيد، عَن أبِي زيد: لَقِيتُ مِنْهُ البَجَارِيّ، واحِدها بُجْرِيّ، وَهُوَ السِّرّ والأَمْرُ الْعَظِيم. والْبُجْرُ: الْعَجَب. وَأنْشد أَبُو عبيد: أَرْمي عَلَيْهَا وهِي شَيْءٌ بُجْرُ والْقَوْسُ فِيهَا وَتَرٌ حِبَجْرُ وأمَّا قولُ العَرب: عَيَّر بُجَيْرٌ بَجَرَة، ونَسِيَ بُجَيْرٌ خَبَره؛ فقد حُكِيَ عَن المْفَضَّل أَنه قَالَ: بُجَيْرٌ وبَجَرَة كَانَا أَخَوين فِي الدَّهْر الْقَدِيم، وَذكر قِصَّةً لَهما، وَالَّذِي رَأَيْت عَلَيْهِ أهْلُ اللُّغة أَنهم قَالُوا البُجَيْرُ: تَصْغِير الأبْجَر، وَهُوَ النّاتِىء السُّرَّة، والمَصْدَرُ الْبَجَر، فَالْمَعْنى: أَنَّ ذَا بُجْرَةٍ فِي سُرَّته عَيَّرَ غَيْرَه بِمَا فِيهِ، كَمَا قيل فِي امْرَأَةٍ عَيَّرت أخْرى بِعَيْب فِيهَا: رَمَتْنِي بِدَائِها وانْسَلَّت. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال: إنَّه لَيَجِيءُ بالأَباجِير، وَهِي الدَّوَاهي، قلت: وكأنَّها

جمع بُجْرٍ وأَبْجار، ثمَّ أباجير جمع الْجمع. وَقَالَ الفرّاء: الْبَجَرُ والْبَجْرُ انْتِفَاخُ الْبَطن، رَوَاهُ عَنهُ سَلمة. عَمْرو، عَن أَبِيه: الْبَجِيرُ: المَال الكَثير. وَفِي (نِوادِر الأَعْراب) : ابْجارَرتُ عَن هَذَا الْأَمر، وابْتَارَرْتُ، وابْتَاجَجْتُ أَي اسْتَرخَيْتُ وتَثَاقَلت، وَكَذَلِكَ نَجِرْتُ ومَجِرْتُ. اللِّحيانيّ: يُقال للرَّجُل إِذا أَكثر من شُرب الْماء، وَلم يَكَدْ يَرْوَى: قد بَجِرَ بَجَراً، ومَجَرَ مَجَراً، وَهُوَ بَجِرٌ مَجِر، وَكَذَلِكَ الممتلىء من اللَّبن، ذكَر ذَلِك فِي بَاب الْبَاءِ وَالْمِيم. ومِثْلُه: نَجِرَ ومَجِرَ فِي بَاب النُّون والمِيم. ربج: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: أَبْرَجَ الرَّجلُ، إِذا جَاءَ بِبَنِين مِلاَح، وأَرْبَجَ، إِذا جَاءَ بِبَنِين قِصار. قَالَ أَبُو عَمْرو: الرَّبْجُ الدِّرهم الصَّغيرُ الْخَفيف. قلت: وسَمِعْتُ أَعرابياً يُنْشِد وَنحن يَوْمئِذٍ بالصَّمّان: تَرْعَى من الصَّمّانِ رَوْضاً آرجا مِنّ صِلِّيَانٍ ونَصِيّاً رابجا ورُغْلاً باتت بِهِ لَواهِجا فَسَأَلته عَن الرَّابج، فَقَالَ: هُوَ المُمتَلِىء الرَّيان. وأَنْشَدَنيه أَعْرابيٌّ آخر فَقَالَ: (ونِصِيًّا رَابِجاً) ، وَهُوَ الكَثِيف المُمتَلىء، وَفِي هَذِه الأرْجوزَة: وأَظْهَر الماءُ بِها روابجاً يصف إبِلاً ورَدت مَاء عِدًّا فَنَفَضَتْ جِرَرَهَا، فَلَمَّا رَويت انْتَفَخَت خواصِرها وعَظُمت، وَهِي معنى قَوْله: (رَوابِجَا) . ج ر م جرم، جمر، رمج، رجم، مرج، مجر: مستعملة. جرم: الحرَّاني، عَن ابْنِ السِّكِّيت: الْجَرْمُ: الْقَطْع، يُقَال: جَرَمَه يَجْرِمُه جَرْماً إِذا قَطَعه. والْجِرْمُ: الْجَسَد، والجِرْمُ: الصَّوت. قَالَ: وحَكَى لنا أَبُو عَمْرو: جِلَّةٌ جَرِيمٌ، أَي عِظَامُ الأجْرام، يَعْني الأجْسام. ثعلبُ عَن عَمْرو، عَن أَبيه: الْجِرْمُ: البَدَن، والْجِرْمُ: اللَّون، والجِرم: الصَّوْت. وَيُقَال: جَرِمَ لَوْنُه إِذا صَفَا، وجَرِمَ إِذا عَظُمَ جِرْمُه، وَنَحْو ذَلِك. قَالَ ابنُ الأعرابيّ: وَقَالَ اللّيث: الجَرْمُ نَقيضُ الصَّرْد. وَيُقَال: هَذِه أَرض جَرْمٌ، وَهَذِه أرضٌ صَرْد، وهما دَخيلان مستعملان فِي الحَرّ والْبَرْد. قَالَ: والْجُرمُ أَلْواحُ الْجَسَد وجُثْمانُه

ورَجلٌ جَرِيم، وامْرأة جَريمَةٌ: ذاتُ جِرْم وجِسْم. قَالَ: وجِرْمُ الصَّوت: جَهَارَتُه، تَقول: مَا عَرَفتُه إِلَّا بِجِرْم صَوْته. قَالَ: والجُرْمُ مَصْدَرُ الجارِم الَّذِي يَجْرِمُ نَفسَه وقَوْمَه شَرّاً، وفلانٌ لَهُ جَرِيمَةٌ إليَّ: أَي جُرْمُ، وَقد جَرَمَ وأَجْرَمَ جُرْماً وإِجْراماً، إِذا أَذْنَب. والجارم: الْجانِي، والمجرمُ، والمذْنِب، وَقَالَ: وَلَا الْجارِمُ الجانِي عَلَيْهِم بمُسْلَمِ وَقَول الله جلّ وعزَّ: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ} (الْمَائِدَة: 2) . قَالَ الفَراء: القُرّاء قَرءوا: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ} ، وَقرأَهَا يَحيى بن وثّاب، والأعْمَش: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ} ، من أَجْرَمْتُ، وَكَلَام الْعَرَب بفَتْح الْيَاء. وَجَاء فِي التَّفْسير: وَلَا يَحْمِلَنَّكُم بُغْضُ قَوْمٍ. قَالَ: وسَمِعْتُ العربَ تَقول: فلانٌ جَرِيمَةُ أَهْلِه، يُريدون كاسِبَهم، وخَرَجَ يَجْرِمُ قومه، أَي يكسِبهم، فَالْمَعْنى فِيهَا مُتَقارب لَا يَكْسِبَنَّكُمْ بُغْضُ قَوْم أَنْ تَعْتَدوا. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: يُقَال: أَجْرَمَني كَذَا، وجَرَمني وجَرَمت وأَجْرَمت بِمَعْنى وَاحَد. وَقد قيل: لَا يُجْرِمَنَّكم: لَا يُدْخِلَنَّكُم فِي الجُرْم. كَمَا يُقَال: أَثَمْتُه، أَي أَدْخَلْتُه فِي الْإِثْم. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس قَالَ الْأَخْفَش فِي قَوْله: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ} (الْمَائِدَة: 2) أَي لَا يُحِقَّنَّ لكم لِأَن قَوْله: {لاَ جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ الْنَّارَ} (النَّحْل: 62) ، إنّما هُوَ حَقٌّ أَنَّ لَهُم النّار. وَأنْشد: جَرَمَتْ فَزارَةُ بَعْدَها أَن يَغْضَبُوا يَقُول: حُقَّ لَهَا. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: أمّا قَوْله لَا يُحقَّنَّ لكم، فَإِنَّمَا أَحْقَقْتُ الشَّيْءَ إِذَا لم يَكُن حَقّاً، فَجَعَلته حَقّاً وإِنَّما معنى الْآيَة وَالله أعلم فِي التَّفسير: لَا يَحْمِلنّكم وَلَا يَكْسِبَنَّكُم. وَأَخْبرنِي المُنْذِرِيّ عَن الحُسَين بنُ فهم عَن مُحمد بن سَلام عَن يُونُس فِي قَوْله: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ} ، قَالَ: لَا يَحْمِلَنَّكُمْ، وأَنْشَد بيتَ أبي أَسمَاء. وَأما قَوْلهم: لَا جَرَمَ، فَإِن الفَرّاء زَعَم أَنها كلمة كَانَت فِي الأصْل وَالله أعلم بِمَنْزِلَة لَا بُدّ، وَلَا مَحالة، فكَثُر اسْتِعمالها حَتَّى صَارَت بِمَنْزِلَة حَقّاً. أَلا تَرى العربَ تَقول: لَا جَرَمَ لآتِينَّكَ، لَا جَرَمَ لقد أَحْسَنْت، فتراها بمنزلَةِ الْيَمين، وَكَذَلِكَ فَسَّرها الْمُفَسِّرُونَ: حَقّاً إِنَّهُم فِي الْآخِرَة هُمُ الأَخْسرون. وَأَصلهَا من جَرَمْتُ، أَي كَسَبْتُ الذَّنْب. قَالَ الْفراء: ولَيْس قولُ من قَالَ إِن جَرَمْتُ كَقَوْلِك حُقِقْتُ أَو حَقَقْت بِشيء، وَإِنَّمَا

لَبَّسَ عَلَيْهِ قَول الشَّاعِر: جَرَمت فَزارَةُ بعْدهَا أَنْ تَغْضَبا فَرَفَعوا فَزَارة. وَقَالُوا: نَجْعَل العِفل لِفَزَارَة كأَنَّهُ بِمَنْزِلَة حقَّ لَهَا، أَو حُقَّ لَهَا أَنْ تَغْضَب. قَالَ: وفَزارة مَنْصوبٌ فِي الْبَيْت، الْمَعْنى: جَرَمَتْهُم الطَّعْنَةُ الغَضَبَ، أَي كَسَبَتْهم. وَقَالَ غير الفرّاء: حَقِيقَة معنى لَا جَرم، أَنَّ (لَا) نَفْيٌ هاهُنا لمَّا ظَنُّوا أنَّهُ يَنْفَعُهم، فَرُدَّ ذَلِك عَليهم، فَقيل: لَا يَنْفعُهم ذَلِك، ثمَّ ابْتَدأَ وَقَالَ: جَرَم أَنَّهُمْ فِي الآخِرة هُمُ الأخْسرون، أَي كَسب ذَلِك العملُ لَهُم الخُسْران، وَكَذَلِكَ قَوْله: {لاَ جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ الْنَّارَ وَأَنَّهُمْ مُّفْرَطُونَ} (النَّحْل: 62) ، الْمَعْنى: لَا يَنْفَعُهم ذَلِك، ثمَّ ابتَدأ فَقَالَ: جرَمَ إِفْكُهُمْ وكَذِبُهم لَهُم عَذاب النَّار، أَي كَسَب لَهُم عَذابها، وَهَذَا من أَبْينَ مَا قِيلَ فِيهِ. وَقَالَ الكسائيّ: من العَرَب من يَقُول: لاذَا جَرَم، وَلَا أَنْ ذَا جَرَم، وَلَا عَن ذَا جَرَمَ، وَلَا جَرَ، بِلَا مِيم، وَذَلِكَ أنهُ كَثر فِي كَلَامهم فَحُذِفَت الْمِيم، كَمَا قَالُوا: حاشَ للَّهِ وَهُوَ فِي الأَصْل (حاشى) . وكما قَالُوا: أيْش، وإِنما هُوَ أيّ شَيْء. وكما قَالُوا سَوْتَرى، وإنَّما هُوَ سَوْفَ تَرى. قلت: وَقد قيل لَا صِلَةٌ فِي جَرَمَ، وَالْمعْنَى كَسَب لَهُم عَمَلُهم النَّدم. وَأَخْبرنِي المُنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس أَنه أنْشدهُ: يَا أُمَّ عَمْرٍ وبَيِّنِي لَا أَوْ نَعمْ إنّ تَصْرِمي فراحةٌ ممَّن صَرَم أوْ تَصلِي الحَبْلَ فَقد رَثَّ ورَمّ قلت لَهَا: بيني، فَقَالَت: لَا جَرَمَ إنَّ الفِراقَ اليومَ، واليومُ ظلمَ قَالَ: وأخبرَني الطُّوسِيّ عَن الخَرَّازِ، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: لَا جَرَمَ، لقد كَانَ كَذَا وَكَذَا، أَي حقّاً، وَلَا ذَا جَرَ، وَلَا ذَا جَرَم. والعربُ تَصِلُ كلامَها بِذا، وذِي وذُو، فَيكون حَشْواً وَلَا يعْتد بهَا وَأنْشد: إنَّ كِلاباً وَالِدِي لَا ذَا جَرَم أَبُو عُبيد عَن الأصْمَعِيّ: الجُرامَةُ مَا الْتُقِطَ من التَّمر بَعْدَمَا يُصْرَم ويُلْقَطُ من الكَرَب. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: جَرِمَ الرّجل، إِذا صارَ يأْكل جُرَامةَ النّحْل بَين السَّعَف. وَقَالَ اللَّيث: جَرْم قَبيلَةٌ من الْيمن، وأقَمْت عندَه حَوْلاً مُجَرَّماً. أَبُو عُبَيد عَن أبي زَيد قَالَ: الْعامُ الْمُجَرَّمُ الْماضي المُكَمَّل. وروى ابنُ هانِي لأبي زيد: سَنَةٌ مُجَرَّمةٌ، وشَهْرٌ مُجْرَّمٌ، وكَريتٌ فيهمَا، ويَوْمُ مُجْرَّم، وكَرِيتٌ وَهُوَ التَّام. وَقَالَ اللَّيْث: جَرَّمنا هَذِه السَّنَة، أَي خَرَجْنا مِنْها، وتَجَرَّمت السَّنة.

وَقَالَ لَبِيد: دِمَنٌ تَجرَّمَ بَعْدَ عَهْدِ أَنِيسها حِجَجٌ خَلَوْنَ خَلالُها وحَرامُها قلت: وَهَذَا كُله من الجَرْم، وَهُوَ الْقَطْع، كأَنَّ السَّنَةَ لما مَضَتْ، صارَت مَقْطوعة من السَّنَةِ المُسْتَقْبلة. وَيُقَال: جَاءَ زَمن الْجِرَام والْجَرَام، أَي جَاءَ زمن صرام النَّخل، والجُرَّامُ الَّذين يَصْرِمون التَّمر المَجْرُوم، وفلانٌ جارِمُ أَهْلِهِ وجَرِيمُهم. وَقَالَ الهذليّ: جَرِيمَةُ ناهِضٍ فِي رَأَسِ نيقٍ ترى لعِظامِ مَا جَمَعَتْ صَلِيبا يصف عُقَاباً تُطعمُ فَرْخَها النَّاهض مَا تَأْكله من صَيْدِ صَادَتْه لتأْكلَ لَحْمه وبَقِيَ عظامُه يسيلُ مِنْهَا الوَدَك. والْجَرِمَةُ: الجُرْمُ، وَكَذَلِكَ الْجَرِيمَة، وَقَالَ الشَّاعِر: فإنَّ مَولاي ذُو يُعَيِّرُني لَا إِحْنَةٌ عندَه وَلَا جَرِمَهْ والمُدُّ يُدْعى بالحجاز جَرِيماً، يُقَال: أَعْطيتُه كَذا وَكَذَا جَرِيماً من الطَّعام. وَقَالَ الشَّماخ: مُفِجُّ الْحَوامِي عَن نسورٍ كأَنَّها نَوًّى القَسْبِ تَرَّتْ عَن جَرِيمُ مُلَجْلَجِ أرادَ بالْجَريم: النَّوى. وَقيل: الْجَريم: البُؤْرَةُ الَّتي يُرْضَخُ فِيهَا النَّوى. أَبُو عُبيد عَن أبي عَمْرو: الجُرامُ والْجَرِيمْ هما النَّوى وهما أَيْضا: التَّمْرُ الْيابِس. ورُوِيَ عَن أَوْس بن حَارِثَة أَنه قَالَ: لَا وَالَّذِي أخرج العَذْقَ من الجريمة، وَالنَّار من الوثيمة، أَرَادَ بالجريمة النواة أخرج مِنْهَا النَّخْلَة، والوثيمةُ: الْحِجَارَة المكسورةُ. أَخْبرنِي بذلك المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابنُ الْأَعرَابِي، قَالَ: قَالَ أَوْس بن حَارِثَة، هَكَذَا رَوَاهُ الْعَذْق بِفَتْح الْعين. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبيدة جَرَمتُ النَّخْلَ وجَزَمتُه، إِذا خَرَصْتَه وجَزَزْتَه. ثَعْلَب عَن ابْن الأَعرابيّ: الجُرْمُ التَّعَدِّي، والجُرْمُ الذَّنْب، والجِرْمُ: اللَّوْن، والْجِرْم الصَّوْت، والْجِرْمُ الْبَدَن. رجم: الرَّجْمُ: الرَّمْيُ بالحِجارة، يُقَال: رَجَمْتُه فَهُوَ مَرْجوم أَي رَمَيْتُه، والرَّجْم: القَتْل، وَقد جاءَ فِي غير مَوْضع من كتاب الله وإنّما قيل للْقَتْل رجم، لأَنهم كَانُوا إِذا قتلوا رجلا رَمَوْه بِالْحجارة حَتَّى يَقْتُلوه، ثمَّ قيل لكل قَتْلٍ رَجْم، وَمِنْه رجمُ الثَّيِّبَيْن إِذَا زَنَيَا، والرَّجم: السَّبُّ والشَّتْم، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى حِكَايَة عَن أبي إِبْرَاهِيم لِابْنِهِ إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام: {لأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِى مَلِيّاً} (مَرْيَم: 46) . أَي لأَسُبَّنَّكَ وأَشْتُمَنّكَ، والرَّجْم أيْضاً: اسْم لما يُرْجَمُ بِهِ الشّيْء

ُ المرجُومُ وَجمعه رُجُوم، قَالَ الله فِي الشُّهُب: {بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً} (الْملك: 5) . أَي جَعَلْناها مَرامِيَ لَهُم. والرَّجْم: اللَّعْن، والشَّيطانُ الرّجيم، بِمَعْنى المَرْجُوم، وَهُوَ الملعون المُبْعَد. والرّجْمُ: القَوْل بالظَّنِّ والحَدْس، وَمِنْه قَول الله: {رَجْماً بِالْغَيْبِ} (الْكَهْف: 22) . قَالَ الهُذَلِيّ: إنَّ الْبَلاءَ لَدَى المقَاوِسِ مُخْرِجٌ مَا كَانَ من غَيْبٍ ورَجْم ظُنونِ وَقَالَ زُهَيْر: ومَا هُوَ عَنْها بالْحديثِ المُرَجَّمِ والرَّجَمُ بفتْح الْجِيم: القَبْر، سُمِّي رَجَما لما يُجْمَعُ عَلَيْهِ من الأحْجار والرِّجام، وَمِنْه قَول كَعْب بن زُهير: أَنا ابنُ الَّذي لم يُخْزُنِي فِي حَياتِه وَلم أُخْزِه حَتَّى تَغَيَّبَ فِي الرَّجَمْ قَالَ أَبُو بكر: معنى قَول عبد الله بن مُغَفّل فِي وَصيته بنيه: لَا ترجُموا قبْري، مَعْنَاهُ لَا تنوحوا عِنْد قَبْرِي، أَي لَا تَقولُوا عِنْده كلَاما سَيِّئًا قبيحاً. قَالَ: والرجيم فِي نعت الشَّيْطَان المرجومُ بالنجوم. فَصُرفَ إِلَى فعيل من مفعول. قَالَ: وَيكون الرَّجِيم بِمَعْنى المشتوم المسبوب، من قَوْله: {لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ} (مَرْيَم: 46) أَي لأسبّنّك، قَالَ: وَيكون الرَّجِيم بِمَعْنى الملعون، وَهُوَ المطرود. قَالَ: وَهُوَ قَول أهل التَّفْسِير. وَقَالَ اللَّيث: الرُّجْمَةُ: حِجَارَة مَجْمُوعَة كأَنَّها قُبور عَاد، وَتجمع رِجاماً. وَقَالَ شَمِرَ: قَالَ الأَصْمَعِيُّ الرُّجْمَةُ دون الرِّضَام. قَالَ: والرِّضام: صُخُورِ عِظَام تُجْمع فِي مَكان. قَالَ، وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الرِّجامُ: الْهِضاب واحدهما رُجْمَة. وَقَالَ لَبِيد: بِمنًى تَأَبَّدَ غَوْلُها فَرِجَاحُها قَالَ: والرَّجَم والرِّجَام الحِجارة الْمَجْمُوعَة على الْقُبور، وَمِنْه قَول عبد الله بن المُغَفَّل المُزَني: لَا تَرْجُموا قَبْري، يَقُول: لَا تَجْعلوا عَلَيْهِ الرَّجَم. أَرَادَ تَسْوِيَة الْقَبْر بِالْأَرْضِ، وَألا يكون مُسَنَّماً مرتفعاً. وَيُقَال: الرَّجَمُ الْقَبْرَ نَفْسُه. وَمِنْه قَوْله: وَلم يُخْزني حَتَّى تغيَّب فِي الرَّجَمْ أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: الرِّجام حجر يُشَدُّ فِي طرف الحَبْل، ثمَّ يُدَلَّى فِي الْبِئر، فَتُخَضْخَضُ بِهِ الْحَمأَةُ حَتَّى تَثُور، ثمَّ يُسْتَقَى ذَلِك الماءُ فَتُسْتَنْقَى البِئر، قَالَ: هَذَا إِذا كَانَت البِئر بعيدَة القَعْر لَا يقدرُونَ على أَن ينزلُوا فِيهَا فَيُنَقُّوها، وأَنْشَد شَمِر لصخر الغيّ: كأَنَّهما إِذا عَلَوَا وَجيناً ومَقْطَعَ حَرَّةٍ بَعَثَا رِجَاما

يَصِفُ عيرًا وأَتَانا، يَقُول: كأنَّما بَعثَا حِجَارَة، قَالَ، وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الرِّجامُ مَا يُبْنَى على الْبِئْر ثمَّ تُعْرَضُ عَلَيْهِ الْخَشَبَةُ للدَّلْو، قَالَ الشَّماخ: على رِجَامَيْن من خُطّافِ ماتِحَةٍ تَهدِي صُدُورَهُما وُرْقٌ مَراقيل قَالَ: والرُّجُماتُ: الْمَنَار، وَهِي الحِجارة الَّتي تُجْمَعَ وَكَانَ يُطاف حَوْلها تُشَبَّهُ بالْبَيْت، وَأنْشد: كَمَا طافَ بالرُّجْمَةِ المُرْتَجِمْ والرُّجْمَةُ هِيَ الرُّجْبَة الَّتِي تُرَجَّبُ النَّخْلَةُ الكريمةُ بهَا، ولِسانٌ مِرْجَمٌ إِذا كَانَ قَوَّالاً. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: دَفَعَ رَجُلٌ رَجُلاً فَقَالَ: لَتَجِدَنِّي ذَا مَنْكِبِ مِزْحَم، ورُكْنٍ مِدْعَم، ولسانٍ مِرْجَم. والمِرْجامُ الَّذِي تُرْجَمُ بِهِ الحِجَارَة. اللِّحيانيّ: يُقَال تَرجُمان وتُرجمان، وقَهرمان وقُهرُمان. قَالَ: والرَّجْمُ الْهِجْران، والرَّجْمُ الطَّرْدُ، والرَّجْم اللَّعْن، والرَّجْمُ الظَّنُّ. وَقَالَ أَبُو سعيد: ارْتَجَمَ الشَّيءوارْتَجَنَ إِذا ركب بعضُه بَعْضاً. مرج: قَالَ اللَّيْث: الْمَرْجُ أَرْضٌ واسِعةٌ فِيهَا نَبْتٌ كَثير تَمْرَجُ فِيهَا الدَّواب وجمعُها مُروج. وأَنْشد: رَعَى بهَا مَرْجَ رَبيعٍ مُمْرَجَاً وَقَالَ الفَراءُ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {جَآءَهُمْ فَهُمْ فِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَمْرٍ} (ق: 5) . يَقُول: هُمْ فِي ضَلال. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق أَي فِي أَمْرٍ مُخْتَلِفٍ مُلْتَبِسٍ عَلَيْهِم. يَقُولُونَ للَّنبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَرَّةً شاعِرٌ، ومَرَّةً ساحِرٌ ومَرَّةً مُعَلِّمٌ مَجْنون، فَهَذَا الدليلُ أَن قَوْله مَريجٌ مُلْتَبِسٌ عَلَيْهِم. ورُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (كَيْف أَنتُم إِذا مَرِج الدِّين وظَهرت الرَّغْبَة، واخْتَلفَ الأخَوَان وحُرِّقَ الْبَيْتُ الْعَتِيقُ؟) . وَفِي حديثٍ آخر أَنه قَالَ لعَبْد الله بن عَمْرو: (كَيفَ أَنْتَ إِذا بَقِيتَ فِي حُثَالَةٍ من النَّاس، قد مَرِجَتْ عُهودُهم وأَماناتُهم) وَمعنى قَوْله: مَرِجَ الدّين، أَي اضْطَرَب والْتَبس المخرَجُ فِيهِ وَكَذَلِكَ مَرَجُ العهود: اضْطِرابُها، وقِلَّةُ الوفاءِ بهَا. وأَصْلُ المرَج الْقَلقَ، يُقَال: مَرِج الخاتِمُ فِي يَدي مَرَجاً، إِذا قَلِقَ. قَالَ الفَراء فِي قَوْله: {تُكَذِّبَانِ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ} (الرحمان: 19) يَقُول: أَرسلهما ثمَّ يَلتقيان بعد. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ابْن اليزيديّ لأبي زيد فِي قَوْله: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ} (الرَّحْمَن: 19) قَالَ: خَلاَّهُما ثمَّ جَعَلَهما لَا يَلْتَبس

ُ ذَا بذَا، قَالَ: وَهُوَ كلامٌ لَا يَقُوله إِلَّا أَهْلُ تِهامة. وأمّا النَّحْويون فَيَقُولُونَ: أَمْرَجْتَه، وأَمْرَجَ دابَّتَه. وَقَالَ الزَّجَّاج: مَرَجَ خَلَطَ يَعْنِي الْبَحْر المِلح بالبحر العذب، وَمعنى: {بَرْزَخٌ لاَّ} (الرحمان: 20) : لَا يَبْغِي المِلح على العذب وَلَا العذبُ على الْملح. وَقَالَ فِي قَوْله: { (كَالْفَخَّارِ وَخَلَقَ الْجَآنَّ مِن مَّارِجٍ مِّن} (الرحمان: 15) . قَالَ: المارجُ اللَّهَبُ المختلِطُ بسوَادِ النَّار. وَقَالَ الفرَّاء: المارِجُ هَا هُنَا نارٌ دُون الحجابِ، مِنْهَا هَذِه الصَّوَاعِق، ويُرَى جِلْدُ السماءِ مِنْهَا. وَقَالَ أَبُو عُبيدة: {الْجَآنَّ مِن} ، من خِلْطٍ من نارِ، والْمَرجان: صغارُ اللُّؤُلُؤْ فِي قَوْلهم جَمِيعًا. قلت: وَلَا أَدْري أَرُباعيُّ هُوَ أم ثُلاثي. وَقَالَ الليثُ: المارِجُ من النَّار الشُّعْلَةُ الساطعة ذاتُ اللَّهب الشّديد، وغُصْنٌ مَريجُ قد الْتَبَسَتْ شناغِيبُه وَقَالَ الْهُذَلِيّ: فجَالَت فالْتَمَستُ بهَا حَشاها فخرَّ كأَنَّه خُوطٌ مَرِيجُ أَي غصْنٌ لَهُ شُعَبٌ قِصار قد الْتَبَستْ. وَقَالَ القُتَيْبِيُّ: مَرَج دابَّتَه إِذا خَلاَّها، وأَمْرجها: رعاها. قَالَ أَبُو الهيثمْ: اخْتلفُوا فِي المِرجانِ، فَقَالَ بَعضهم صغَار اللُّؤْلُؤ، وَقَالَ بَعضهم هُوَ الْبَسْتَذ، وَهُوَ جَوْهَر أَحْمَر، يُقَال إِن الْجِنّ تطرحة فِي الْبَحْر. حَدثنَا عبد الله بن هاحَك عَن حَمْزَة، عَن عبد الرازق، عَن إِسْرَائِيل، عَن السُّدِّيّ عَن أبي ملك، عَن مَسْرُوق عَن عبد الله، قَالَ: المرجان: الخرز الْأَحْمَر، وَقَول الأخطل حجةُ من قَالَ هُوَ اللُّؤْلُؤ: كأَنّما القَطْرُ مرجانٌ يساقطه إِذا علا الرَّوْق والمتْنَيْن والكَفَلا ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: المرْجُ: الإِجْراءُ، وَمِنْه وَقَوله تَعَالَى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ} (الرحمان: 19) أَي أجْراهُما. الْمرجُ: الْفِتْنةُ المُشكلة، والْمَرَجُ الْفساد. وَقَالَ غَيره: إبلٌ مَرَجٌ، إِذا كَانَت لَا رَاعي لَهَا وَهِي تَرْعى، ودَابَّةٌ مَرَجٌ لَا يُثَنى وَلَا يُجْمع، وَأنْشد: فِي رَبْرَبٍ مَرَجٍ ذَواتِ صَيَاصي أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: أَمْرَجَتِ النَّاقَةُ، إِذا أَلْقَتْ وَلَدهَا بَعْدَمَا يَصيرُ غِرْساً، وناقةٌ مِمْرَاج إِذا كَانَ ذَلِك من عَادَتهَا. رمج: قَالَ اللَّيْث: الرَّامجُ الْمِلْواحُ الَّذي يُصادُ بِهِ الصُّقُورةُ وَنَحْوهَا من الجَوارِحِ. والتَّرْميج: إِفْسَاد السُّطور بعد كِتْبتها. يُقَال: رَمَّج مَا كتَب بالتُّراب حَتَّى فَسد.

أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: الرَّمْجُ إلْقاءُ الطّائر سَجَّه، أَي ذَرْقَه. جمر: قَالَ اللَّيْث: الجمْرُ النَّار المتَّقد، فَإِذا بَرَدَ فَهُوَ فَحْم. قَالَ: والمِجْمَرُ قد تُؤَنث، وَهِي الَّتِي تُدَخَّن بهَا الثِّياب. قلت: من أَنَّثَه ذَهبَ بِهِ إِلَى النَّار، وَمن ذكَّره عَنى بِهِ الْموضع وَأنْشد ابنُ السكِّيت: لَا تَصطلي النارَ إِلَّا مِجْمَراً أرِجاً قد كَسَّرتُ من يَلَيْجُوجٍ لَهُ وقَصا أَرَادَ: إِلَّا عوداً أرجاً على النَّار، وَمِنْه قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي صِفَةِ أهل الْجنَّة: (ومَجَامِرُهم الأَلُوّة) . أَرَادَ: وبُخُورهم العُودُ الهندِيّ غير مُطَرًّى. وَقَالَ اللَّيْث: ثَوْبٌ مُجَمَّرُ، إِذا دُخِّنَ عَلَيْهِ، ورجلٌ جامِرٌ للَّذي يَلِي ذَلِك، وأَنشد: وريحٌ يَلَنْجُوجٌ يُذَكِّيه جَامِرُه وَفِي حَدِيث عمر أَنه قَالَ: (لَا تُجَمِّروا الجيوشَ فَتَفْتِنوهم) . وَقَالَ الأصمعيّ وَغَيره: جَمَرَ الأميرُ الْجَيْش، إِذا أطالَ حَبْسَهم بالثّغْر، وَلم يأذَنْ لَهُم فِي القَفَل إِلَى أَهَالِيهمْ، وَهُوَ التّجْمير. وَأَخْبرنِي عبد الْملك عَن ابْن الرّبيع عَن الشَّافِعِي أنّه أنْشدهُ: وجَمّرْتَنا تَجْمَيرَ كسْرَى جُنودَه ومَنيّتنا حَتَّى نَسِينَا الأمانِيَا قَالَ الأصمعيّ: أَجْمرَ ثَوْبه إِذا بَخَّرَه، فَهُوَ مُجْمِر وأجمرَ الْبعيرُ إِجْماراً إِذا عدا. وَقَالَ لبيد: وَإِذا حَرَّكْتُ غَرْزي أَجْمَرت أَوْ قِرابى عَدْوَجَوْنٍ قَدْ أبَلْ وأجمرت الْمَرْأَة شعرهَا، وجَمَّرته، إِذا ضَفَرتْه جَمائر، وَاحِدهَا جَمِيرة، وَهِي الضّفائر والضّمائر والجمائر. وَقَالَ الأصمعيّ: جَمَرَ بَنو فلَان إِذا كَانُوا أَهْل منعةٍ وشِدّة. وَقَالَ اللَّيْث: الجَمْرَةُ كلُّ قوم يصبرون بِقِتَال من قَاتلهم، لَا يُحَالفون أحدا، وَلَا يَنْضَمُّون إِلَى أحد، تكون القَبيلةُ نفسُها جَمْرَة، تَصبِر لقراعِ الْقَبَائِل كَمَا صبرت عَبْسٌ لقبائل قَيْس. وبلغنا أَن عمرَ بن الْخطاب سَأَلَ الْحُطيئة عَن ذَلِك، فَقَالَ: يَا أميرَ الْمُؤمنِينَ، كُنَّا ألْفَ فَارس، كأننا ذَهَبَةٌ حمراءُ لَا تَسْتَجْمِرُ وَلَا تُحالف. قَالَ: وَبَعض النَّاس يَقُول: كَانَت الْقَبيلةُ إِذا اجْتَمع فِيهَا ثلثمِائة فَارس، فَهِيَ جَمْرَة. وَقَالَ أَبُو عُبيدة: جَمَرات الْعَربِ ثَلاث؛ فَعَبْس جَمْرَة، وبَلْحارث بن كَعْب جَمْرة، ونُمَيْرٌ جَمْرَة.

والجَمْرَة: اجْتماعُ الْقَبِيلَة الوَاحدة على من ناوأها من سائِر الْقَبَائِل، وَمن هَذَا قيل لمواضع الجِمار الَّتِي تُرْمى بمِنًى جمرات؛ لأنَّ كلَّ مُجْتَمعِ حَصًى مِنْهَا جَمْرَة، وَهِي ثلاثُ جَمَرات. وتَجْمير الجيوش: حَبْسُهم أَجْمَعِينَ عَن أَهَالِيهمْ، وتجمير المَرأة شَعْرَها ضَفِيرةً: تَجْمِيعُه. وَقَالَ عَمْرو بن بَحر: يُقَال لعبْسٍ وضَبَّةَ ونُمَيرِ الْجَمرات، ويُقال: كَانَ ذَلِك عِنْد سُقوط الْجَمْرَة. وفلانٌ لَا يعرف الْجَمْرَة من التّمرة، وَأنْشد لأبي حيَّةَ النُّميْريّ: فهم جمرةٌ مَا يصطلي الناسُ نارهم توقَّدُ لَا تَطفأ لرَيْبِ الدَّوابر وَقَالَ آخر: لنا جمرات لَيْسَ فِي الأَرْض مِثْلُها كِرامٌ وَقد جَرَّبن كل التّجارب نُمير وَعَبس يُتَّقَى نَفيانُهَا وضَبَّةُ قَوْمٌ بأسهُمْ غير كَاذِب أنْشد ابْن الْأَنْبَارِي: وركوبُ الْخَيل تعدو المَرَطَى قد عَلاها نَجَدٌ فِيهِ اجْمِرار قَالَ: رَوَاهُ يَعْقُوب بالحاءِ أَي اخْتَلَط عرقُها بِالدَّمِ الَّذِي أَصَابَهَا فِي الْحَرْب، وَرَوَاهُ أَبُو جَعْفَر (فِيهِ اجمرار) بِالْجِيم؛ لِأَنَّهُ يصف تَجَعُّد عرقِها وتَجَمُّعه. وَقَالَ الأصْمَعيّ: عَدَّ فلَان إبِلَه جَماراً إِذا عَدَّها ضَرْبةً وَاحِدَة، والْجَمار: الْجَماعة بفَتح الْجِيم، وَمِنْه قَول ابْن أَحْمَر: وظَلَّ رِعاؤُها يَلْقَوْنَ مِنْهَا إِذا عُدَّتْ نَظائِرَ أَو جَمَاراً والنَّظائر أَن تُعَدّ مَثْنَى، والجَمار: أَن تُعَدَّ جَماعةَ. وَقَالَ اللَّيث: الْجُمَّارُ شَحْمُ النَّحْل الَّذِي فِي قِمَّة رَأسه، تَقْطَعُ قِمَّتُهُ ثمَّ تُكْشَطُ من جُمَّارَةٍ فِي جوفها بَيْضَاء كَأَنَّهَا قطعةُ سَنامٍ ضخمَة، وَهِي رَخْصَةٌ تؤكَلُ بالعسل. قَالَ: والكافورَ يَخْرُج من الجُمَّار بَيْنَ مَشَقّ السَّعْفَتَيْن وَهِي الكُفَرَّى. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعْرابيّ أنَّه سَأَلَ المفضّل عَن قَول الشَّاعِر: ألَم تَر أَنَّني لاقَيْتُ يَوْمًا مَعاشِر فيهمُ رَجُلٌ جَماراً فَقِيرُ اللَّيْل تَلْقاهُ غَنِيّاً إِذا مَا آنَسَ اللَّيْلُ النَّهارا فَقَالَ: هَذَا مُقَدَّمٌ أريدَ بِهِ التَّأْخِير، وَمَعْنَاهُ: لاقيتُ مَعاشِرَ جَماراً، أَي جمَاعَة فيهم رَجُلٌ فَقيرُ اللَّيل، إِذا لم تكن لَهُ إبِلٌ سود، وفلانٌ غَنِيُّ اللَّيْل إِذا كَانَت لَهُ إبل سُودٌ تُرَى باللَّيل. وتَجَمَّرت القَبائلُ إِذا تَجَمَّعَت، وَأنْشد: إِذا الجمارُ جَعَلتْ تَجَمَّرُ

وأخْبرني المُنْذريّ عَن أبي العبَّاس أنَّه سُئِلَ عَن الْجِمار الَّتي بِمنًى، فَقَالَ: أَصْلها من جَمَرْتُه وذَمَرْتُه إِذا نَحَّيْتَه. قَالَ: وَقَالَ ابْن الأعرابيَّ: الجَمْرَةُ الظُّلمةُ الشَّديدة، والْجَمْرَةُ: الخُصْلَةُ من الشَّعر. وَقَالَ ابْن الكلبيّ: الجِمارُ طُهَيَّةٌ وبَلَعْدَوِيَّة، وهم من بني يَرْبوع بن حَنْظَلة. وَفِي حَدِيث النَّبي عَلَيْهِ السَّلَام: إِذا تَوَضَّأْتَ فَانْئِر، وَإِذا اسْتَجْمَرت فأَوْتِرْ. قَالَ أَبُو عُبيد قَالَ عبد الرحمان بن مَهديّ: فسَّر مَالك بن أنَس الاسْتِجْمار أنَّه الاسْتِنْجَاء. قَالَ أَبُو عُبيد وَقَالَ أَبُو زيد: هُوَ الاسْتِنْجَاءُ بالحِجارة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو والكِسائي: هُوَ الاسْتِنْجاء أَيْضا. وروى ابْن هانىء عَن أبي زيد، يُقَال: اسْتَجْمَرَ واسْتَنْجى واحِد، إِذا تَمَسَّحَ بالْحجارة. عَمْرو عَن أَبِيه الْجَمِيرُ: اللَّيل. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابنُ الأعرابيّ، أَنه قَالَ: ابنُ جَمِير هُوَ الهِلال وَقَالَ غَيره: ابنُ جَميرٍ أَظْلَمُ لَيْلَةٍ فِي الشُّهر. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: يُقَال لِلَّيلة الَّتِي يَسْتَسِرُّ فِيهَا الْهلَال: قد أَجْمَرِت. قَالَ كَعْب: وإنْ أَطافَ فَلم يَحلَ بِطائِلَةٍ فِي لَيْلَة ابنْ جُمَيْر سَاوَرَ الْفُطُما يصف ذئباً، يَقُول: إِذا لم يُصب شَاة ضَخْمَةً أَخذ فَطيماً. وَالْعرب تَقول: لَا أَفْعل ذَلِك مَا أجْمَرَ ابنُ جَمِير، وَمَا سَمَرَ ابْنا سمير. وَيُقَال لِلْخارِص: قد أَجْمَر النَّخْلَ إِجْماراً إِذا خَرَصَهَا ثمَّ حَسَبَ فَجمع خِرْصَها. وأَجْمَرْنَا الخَيْلَ إِذا ضَمَّرْناها وجَمَّعناها، وحافِرُ مُجْمَرٌ وقَاحٌ، والمُفِجُّ: المقَبَّبُ من الْحوافر وَهُوَ مَحْمود. مجر: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنَّه نَهى عَن المَجْر. قَالَ أَبُو عُبيد قَالَ أَبُو زيد: المَجْرُ أنْ يُباع البَعير أَو غَيره بِمَا فِي بَطْن النَّاقة. يُقَال مِنْهُ: أَمْجَرْتُ فِي الْبَيع إِمْجاراً. وَكَانَ ابنُ قُتَيْبَة جَعَلَ هَذَا التَّفْسيرَ غَلَطاً، وذَهَب بالْمجَر إِلَى الولدَ يَعْظُم فِي بطن الشَّاة والصَّواب مَا فَسَّره أَبُو زيد. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن الأثْرَم عَن أبي عُبَيدَة أَنه قَالَ: المَجْرُ مَا فِي بَطْن الشَّاة، قَالَ: والثَّاني حَبَلُ الْحَبَلَة والثَّالِث الغَمِيس. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: وَأَبُو عُبَيْدة ثِقَة. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس، وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: المَجْرُ الوَلَدُ الَّذِي فِي بَطْن الحامِل، قَالَ: والمجْرُ: الرِّبا، والمجْر الْقِمار. قَالَ:

أبواب الجيم واللام

والمحاقَلَة والمُزَابَنَة، يُقَال لَهما: مَجْر. قلت: فَهَؤُلَاءِ الْأَئِمَّة اجْتَمَعوا فِي تَفْسِير المَجْرِ بِسُكُون الْجِيم على شَيْءٍ واحدِ، إِلاَّ مَا زَاد ابْن الأعرابيّ على أنَّه وَافَقَهُم على أنَّ المجْر مَا فِي بَطْنِ الْإِبِل، وَزَاد عَلَيْهِم أَنْ المجْر الرِّبا. وأَمَّا المَجَرُ بتحريك الْجِيم، فَإِن المنذِرِيّ أَخْبرني عَن أَبي الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه أنْشدهُ: أَبْقَي لنا اللَّهُ وتَقْعيرُ المَجَرْ قَالَ: والتَّقْعير أَنْ يَسْقطَ فَيَذْهَب. قَالَ: والْمَجَرُ انْتِفَاخ البَطْن من حَبَلٍ أَو حَبَنٍ. يُقَال: مَجَرَ بطنُها، وأَمْجَر، فَهِيَ مَجِرَةٌ ومُمْجِر. قَالَ: والإمْجار أنْ تَلْقَحَ النَّاقةُ أَو الشَّاة فَتَمْرَض، أَو تَحْدَب فَلَا تقدِرُ أَنْ تَمْشي، وَرُبمَا شُقَّ بَطْنُها فأُخْرِجَ مَا فِيهِ لِيُرَبُّوه. وأنشدَ: تَعْوِي كلابُ الحيِّ من عُوَائها وتحمِلُ الممْجِرَ فِي كِسائِها الحرانيّ عَن ابْن السِّكّيت قَالَ: الْمجَرُ أنْ يَعْظُمَ بَطْنُ الشّاة الحامِل فَتُهْزَل، يُقَال: شَاة مُمْجِرٌ، وغَنَم مَمَاجِر. قلت: فقد صَحَّ أنَّ المجْرَ بِسُكُون الْجِيم شيءٌ على حِدَة، وأَنَّه يَدْخل فِي البُيوع الفاسِدَة، وأَن الْمجَرَ شَيءٌ آخر، وَهُوَ انْتِفاخ بَطْنِ النَّعْجة إِذا هُزِلَت. وَقَالَ الأصْمعِيّ: المَجْرُ الجَيْش الْعَظيم المُجتمِع. وَيُقَال: مَجَرَ ونَجِرَ إِذا عَطش فأَكْثَر من الشُّرب، وَلم يَرْوَ. وَقَالَ ابْن شُميل: المُمْجِر الشَّاة الَّتِي يُصيبها مَرَضٌ وهُزال، ويَعْسِر عَلَيْهَا الوِلادة. قَالَ: وأَما المَجْرُ فَهُوَ بَيْع مَا فِي بَطْنها. وَقَالَ ابنُ هانىء: ناقَةٌ مُمْجِرٌ إِذا جَازَت وَقْتَها فِي النِّتاج. وَأنْشد: ونَتَجُوها بعد طُول إِمْجار (أَبْوَاب) الْجِيم وَاللَّام) ج ل ن جلن، نجل، لجن، لنج: مستعملة. جلن: قَالَ اللَّيث: جَلَنَ حِكاية صَوْب بابٍ ذيَ مصْراعين فَيُرَدُّ أَحدهمَا فَيَقُول: جَلَن، ويُرَدُّ الآخَر فَيَقُول: بَلَق. وَأنْشد: وتَسْمَعُ فِي الحاليْن مِنْه جَلَنْ بَلَقْ لنج: قَالَ اللَّيث: الألَنْجُوج، والْيَلَنْجُوج: عُودٌ جَيِّد. وَقَالَ اللِّحْيانيّ: يُقَال عُودٌ أَلَنْجُوجٌ ويَلَنجُوج ويَلَنجِيج، وَهُوَ عودٌ طَيِّبُ الرِّيح. قَالَ: وعودٌ يَلَنجُوجِيُّ مِثْلُه. وَقَالَ ابْن السّكيت: عود يَلَنْجُوج وأَلَنْجُوج هُوَ الَّذِي يُتَبَخَّرُ بِهِ.

لجن: أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: تَلَجَّنَ رَأْسهُ، إِذا اتَّسَخَ وَتَلَزَّجَ، وَهُوَ من تَلجَّنَ وَرَقُ السِّدْرِ إِذا لَجَّن مَدْقُوقاً. قَالَ الشَّمَّاخ: وماءٍ قد وَرَدْتُ لوصْلِ أرْوَى عَلَيْهِ الطَّيْرُ كالوَرَقِ اللَّجِين وَهُوَ وَرَقُ الْخَطْمِيّ إِذا أوخِفَ. قَالَ: وَمِنْه قيل: نَاقَة لَجونٌ، إِذا كَانَت ثَقيلة. قَالَ أَبُو عبيد، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: لَجَّنْتُ الخَطْمِيّ وأوْخَفْتُه، إِذا ضَرَبْتَه بيَدك. وَقَالَ اللَّيْث: اللَّجين ورَقُ الشَّجر يُخْبَطُ ثمَّ يُخْلَط بدقيق أَو شعير فَيُعْلَفُ لِلْإِبِلِ، وكلُّ ورَقٍ أَو نَحوه فَهُوَ لَجِينٌ مَلْجون حَتَّى آسُ الغِسْلَة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: اللُّجون واللِّجان فِي كلِّ دَابَّة، والحِرَانُ فِي الحافِر خاصَّة، والخِلاَءُ فِي الْإِبِل. وَقد لَجَنَتْ تَلْجُنُ لُجوناً ولِجَاناً. وَقَالَ اللُّجَين: الفِضَّة. وَقَالَ غَيره: اللَّجِين: زَبَدُ أفْواه الْإِبِل. وَقَالَ أَبُو وجْزَة: كأنَّ النّاصِعات الغُرَّ مِنْهَا إِذْ صَرَفُتْ وَقَطَّعَت اللَّجِينا أرادَ بالناصعات الغر: أنْيابها، وشَبّه لُعَابهَا بلَجِين الخِطْمِيّ. نجل: سلَمةُ عَن الفرّاء قَالَ: الْإِنْجِيل هُوَ مثل الإكليل والإخْريط من قَوْلك: هُوَ كريمُ النجْل، تريدُ: كريم الأصْل والطَّبع، وَهُوَ من الفِعل إفْعيل. وَقَالَ أَبُو عبيد: النجْلُ الولَد، وَقد نَجَلهُ أَبوهُ، وَأنْشد: أنْجَبَ أيامَ والداه بِهِ إذْ نَجَلاه فنعْمَ مَا نَجلا عَمْرو: عَن أَبِيه: النّاجل: الْكَرِيم النّجل، وَهُوَ الْوَلَد وأنْشد الْبَيْت، وَقَالَ: أرادَ أنْجَبَ والداه بِهِ إِذْ نَجَلاه، وَالْكَلَام مُقَدَّمٌ ومُؤَخَّر، قَالَ: والنَّجْلُ: الماءُ المسْتَنْقَع، والنّجلُ النّزّ. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: النَّجْلُ ماءٌ يُسْتَنْجَلُ من الأَرْض أَي يُسْتَخرج. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: النّجلُ الْجمع الْكثير من النّاس، والنّجل: المحجّة، والنّجل: سَلْخُ الجِلْدِ من قَفاه. أَبُو عبيد عَن الفرّاء: المنْجول الجِلْدُ الَّذِي يُشَقُّ من عُرْقُوبَيْه جَمِيعًا، كَمَا يَسْلُخُ النَّاس الْيَوْم. أَبُو عَمْرو: النَّجْلُ إثارَةُ أخْفافِ الإبِل الكَمْأةَ وإظْهارُها. والنّجل: السَّير الشَّديد، وَيُقَال للجَمَّال إِذا كَانَ حَاذِقاً: مِنْجل، وَقَالَ لَبِيد: بِجَسْرَةٍ تَنْجُلُ الظِّرَّانَ نَاجِيَةٍ إِذا تَوَقَّدَ فِي الدّيمُومَةِ الظُّررُ

تَنْجلُ الظِّرَّان: تُثيرُها فَترمي بهَا. والنَّجْل: مَحْو الصّبِيِّ اللّوْح. يُقَال: نَجَلَ لوْحَه، إِذا مَحاه. وَقَالَ اللَّيْث: فَحْلٌ نَاجِلٌ وَهُوَ الْكَرِيم الكثيرُ النَّجْلُ، وَأنْشد: فَزَوّجوه مَاجداً أَعْراقُها وانْتَجلوا من خير فحْلٍ يُنْتَجلْ قَالَ: والنجْل رَمْيُكَ بالشَّيْء. والمِنْجَلُ: مَا يُقْضَبُ بِهِ الْعود من الشَّجر فيُنْجلُ بِهِ أَي يُرْمى بِهِ، والنَّجَل: سَعَةُ الْعين مَعَ حُسن. يُقَال: رَجلٌ أَنْجلَ، وعَيْن نَجْلاءُ: والأسد أنجل، وطعنة نجلاء وَاسِعَة، وسنَانٌ مِنْجَلٌ، إِذا كَانَ يُوسِّعُ خَرْقَ الطَّعنة، وَقَالَ أَبُو النَّجم: سِنانُها مِثلُ القُدَامَى مِنْجَلُ أَبُو عُبيد: الطَّعْنةُ النَّجْلاءُ الْوَاسِعة. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: النَّجَلُ: نَقَّالُو الجَعْوِ فِي السَّابل، وَهُوَ مِحْمَلُ الطَّيانين إِلَى البَنّاء، قَالَ: والنَّجِيل ضَرْبٌ من الحَمْص مَعْروف. ابْن السكّيت عَن أبي عَمرو: النّواجلُ من الْإِبِل: الَّتِي تَرْعَى النجيل، وَهُوَ الهَرْمُ من الحمض. ورُوِيَ عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: قَدِمَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم المدينةَ، وَهِي أَوْبَأُ أَرض الله، وَكَانَ واديها نَجْلا يَجْرِي. أَرَادَت: أَنه كَانَ نَزّاً. واسْتَنْجَلَ الْوَادي، إِذا ظهر نُزُوزُه. وَقَالَ الأصمعيُ: لَيْلٌ أَنْجَلُ: واسعٌ قد علا كلَّ شَيْء وأَلبَسه، وليلةٌ نَجْلاء. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: التّناجل تنازُع النَّاس، وَقد تَناجَلَ القومُ بَينهم، إِذا تنَازَعوا. وانْتجل الأمرُ انْتجالاً، إِذا اسْتَبَان وَمضى، ونَجَلْتُ الأَرْض نجْلاً: شَقَقْتَها للزِّراعة. اللِّحياني: المَرْجولُ والمَنْجُول الَّذِي يُسْلَخُ من رجلَيْهِ إِلَى رَأسه. وَقَالَ أَبُو تُراب: سَمِعْتُ أَبَا السَّمَيْدَع يَقُول: المَنْجُولُ الَّذي يُشَقُّ من رِجليه إِلَى مَذْبَحه، والمَرْجُول: الَّذِي يُشَقُّ من رجلَيْهِ ثمَّ يُقْلَبُ إهابه. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: المِنْجَلُ: السَّائق الحاذق، والمِنْجَل: الَّذِي يمحو ألواحَ الصّبيان، والمِنْجَلُ: الزَّرع الملتَفّ المُزْدَجّ والمِنْجَلُ: الرَّجل الكثيرُ الأوْلاد، والمِنْجَلُ: البَعير الَّذِي ينْجُلُ الكمأة بخُفِّه. ج ل ف جلف، جفل، لجف، لفج، فلج. فجل: مستعْملات. لفج: سُئِلَ الحَسنُ عَن الرَّجلُ يُدالِكُ أهْلَه، قَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ إِذا كَانَ مُلْفَجاً. أَبُو عَبيد عَن أبي عَمْرو: أَلفَجَ الرَّجُلُ، فَهُوَ مُلْفَجٌ، إِذا كَانَ ذَهَبَ مالُه.

وَقَالَ أَبُو عُبيد: المُلْفِجُ المُعْدِمُ الَّذي لَا شَيْء لَهُ، وَأنْشد: أَحسابُكُم فِي العُسْرِ والألفاجِ شِيَبتْ بَعذْبٍ طَيِّب المِزَاجِ وَأَخْبرنِي الإياديّ عَن شمر عَن ابْن الأعرابيّ والمنذريّ عَن ثَعْلَب عَنهُ أَنه قَالَ: كلامُ الْعَرَب كُلّه على (أَفْعَل) ، وَهُوَ (مُفْعِل) إِلَّا فِي ثلاثةَ أحرف: ألْفَجَ فَهُوَ مُلْفَج، وأَحْصَنَ فَهُوَ مُحْصَن، وأَسْهَبَ فَهُوَ مُسْهَبٌ. وَقَالَ أَبُو زيد: أَلْفَجَنِي إِلَى ذَلِك الاضْطِرار إلْفَاجاً، ورجُلٌ مُلْفَجٌ، تَضْطَره الحاجَةُ إِلَى من لَيْس لذَلِك بأَهْل. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: اللَّفْج الذُّلّ. فجل: ثَعْلَب عَن ابْن الأعْرابيّ: الفاجل الْقَامِر. وَقَالَ اللّيث: الفُجْلُ أَرُومَةُ نباتٍ، وإياه عَنَى بقوله: وَهُوَ مُجَهّز السَّفينة يهجو رَجلاً: أَشْبَهُ شيءٍ بجُشَاءِ الفُجْلِ ثِقْلاً على ثِقْلٍ وأيُّ ثِقْلِ جلف: قَالَ اللَّيث: الجَلفُ أَخْفَى من الجَرْف وأَشَدُّ استِئصالاً، تَقول: جَلَفْتُ ظُفْرَه عَن إِصْبعه. ورجُل مُجَلَّف، قد جَلَّفه الدّهر أَي أَتَى على مَاله، وَهُوَ أَيْضا مُجَرَّف، والجَلائِف السّنون، وَاحِدهَا جَليفة. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: أَجْلَفَ الرّجل إِذا نَحَّى الْجُلافَ عَن رأْس الْجُنْبُخة، والجُلاف: الطّين. الحرَّانِيّ عَن ابْن السكّيت قَالَ: الْجَلْفُ مصْدر جَلَفْت أَي قَشَرْت، يُقَال: جَلفْتُ الطِّينَ عَن رَأْس الدَّنّ. قَالَ: والجِلْف: الأعْرابيُّ الْجافي، والجِلْفُ: بَدَنُ الشَّاة بِلَا رَأْسٍ وَلَا قَوَائِم. أَخْبرنِي المنذريّ عَن أَبي الهيثمْ، يُقَال للسَّنَةِ الشَّدِيدة الَّتِي تَضُرُّ بالأموال سَنَةٌ جالِفَة، وَقد جَلَفَتُهُم وزمان جالف وجارف. قَالَ: والْجِلْفُ فِي كَلَام الْعَرَب: الدَّنُّ وَجمعه: جُلُوف. وَأنْشد: بَيْتُ جُلُوفٍ طيِّبٌ ظِلُّهُ فِيهِ ظِباءٌ ودَواخِيلُ خُوصْ الظّباء: جمع الظَّبْية، وَهِي الْجُرَيِّبُ الصَّغير يكون وعَاء للمسك والطِّيب. قَالَ: وَيُقَال للرَّجُل إِذا جَفَا: فلانٌ جِلْفٌ جَافٍ. قَالَ: وَإِذا كَانَ المالُ لَا سِمَنَ لَهُ وَلَا ظَهْر وَلَا بَطْن يَحْمل، قيل: هُوَ كالجِلْف. وَقَالَ غَيره: الجِلْفُ أَسْفَلُ الدَّنِّ إِذا انكَسر.

وَقَالَ اللَّيث: الجِلْفُ: فُحَّالُ النَّخْلِ الَّذِي يُلَقَّحُ بطَلَعة. الأصمعيّ: طَعنَةُ جالفة إِذا قشرت الجِلْدَ وَلم تَدخُل الْجوف، وخُبْزٌ مَجْلوف، وَهُوَ الَّذِي أَحْرَقه التَّنُّور فلَزِقَ بِهِ قُشُوره. وأمَّا قَول قَيْس بن الْخطيم يَصف امْرَأَة: كأنَّ لَبَّاتِها تَبَدَّدَها هَزْلَى جَرادٍ أَجْوافُه جُلُف فَإِن شبَّه الحُلِيَّ الَّذِي على لبَّيتها، بجرادٍ لَا رُؤوس لَهَا، وَلَا قَوائم. وَقَالَ: الجُلُفُ جمع جَليف، وَهُوَ الَّذِي قُشِر. وَذهب ابنُ السّكّيت إِلَى الْمَعْنى الأوَّل، قَالَ: وَيُقَال أصابَتْهُم جَليفَةٌ عَظِيمَة: إِذا اجْتَلَفَت أموالَهم، وهم قوم مُجْتَلِفون. أَبُو عُبيد: الْمُجَلَّفُ: الَّذِي قد ذَهب مَاله، والْجَالِفَةُ: السّنة الَّتِي تَذهَبُ بِالْمَالِ، وَقَالَ الفَرزدق: مِن الْمال إِلَّا مُسْحَتٌ أَو مُجَلَّف والجِلْف: الخُبز الْيَابِس بِلَا أُدْم. أَخْبرنِي مُحَمَّد بن إِسْحَاق السَّعْدِيّ قَالَ: حَدثنَا يحيى بن أبي طَالب قَالَ: حَدثنَا أَبُو دَاوُد الطيالسيّ قَالَ: أخبرنَا حُرَيث بن السَّائب قَالَ: حَدثنَا الحسَن قَالَ: حَدثنَا حُمران بنُ أبان، عَن عُثْمَان بن عَفّان قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (كلُّ شَيْءٍ سوى جِلْفِ الطّعام، وظِلّ بَيت، وثَوب يَسْتُره فَضْل) : قَالَ شمر، قَالَ ابنُ الأعرابيّ: الجِلْفَةُ والْقِرْفَةُ والجِلْفُ من الخُبْز: الغليظُ الْيَابِس الَّذِي لَيْسَ بمأْدوم وَلَا يابسِ لَيِّن كالْخَشب وَنَحْوه. وَأنْشد: القَفْرُ خَيْرٌ من مَبِيتٍ بِتُّه بجُنوب زَخَّةَ عِنْد آلِ مُعارِكِ جَاءُوا بِجِلْفٍ من شعير يَابِس بَيْني وَبَين غُلامهم ذِي الْحارِكِ لجف: قَالَ اللَّيْث: اللَّجْفُ الحَفْرُ فِي جَنْب الكِناس وَنَحْوه، وَالِاسْم: اللَّجَف. قَالَ: واللَّجَفُ أَيْضا: مَلْجأُ السَّيْل، وَهُوَ مَحْبِسُه. قَالَ: واللِّجاف مَا أشْرَفَ على الْغار من صَخْرة أَو غير ذَلِك ناتٍ من الْجَبل، وَرُبمَا جُعِلَ كَذَلِك فَوق الْبَاب. أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: التَّلَجُّفُ الْحفْرُ فِي نواحي الْبِئْر. وَقَالَ العجاج: إذَا انْتَحى مُعْتَقِماً أَو لَجَّفاً قَالَ: واللَّجَيفُ من السِّهام الَّذِي نَصْلُه عَريض. شكّ أَبُو عُبيد فِي اللَّجيف. قلت: وحُقَّ لَهُ أَن يَشُكَّ فِيهِ؛ لأنَّ الصَّوَاب فِيهِ (النَّجيفُ) بالنُّون، وَهُوَ من السِّهام العريض النّصْل، وجَمْعه نُجفُ. وَمِنْه قَول أبي كَبِير الهُذَلي:

نُجفٌ بَذَلْتُ لَهَا خَوَافِيَ ناهِضِ أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: اللَّجَفَ سُرَّةُ الْوادي، قَالَ وَيُقَال: بِئْرُ فلَان مُتَلّجِّفة. وَأنْشد شمر: لَو أَنَّ سَلْمَى وَرَدَتْ ذَاتَ اللَّجَافْ لَقَصَّرَتْ ذناذِنَ الثَّوْبِ الضَّافْ وَقَالَ ابْن شُميل: أَلْجافُ الرَّكيَّة: مَا أَكل الماءُ من نواحي أَصْلها وَإِن لم يأْكلها وَكَانَت مُسْتَوية الأسْفل فَلَيْسَ لَهَا لِجْف. وَقَالَ يُونُس: لَجَفَ. وَيُقَال: اللَّجَفُ مَا حضر الماءُ من أَعلَى الرَّكيَّة وأَسْفِلها، فَصَارَ مثل الْغَار. فلج: قَالَ اللَّيْث: الْفَلَجُ الماءُ الجارِي من العَين. وَقَالَ العجاج: تَذكَّرا عَيناً رَوَاءً فَلَجا أَي جَارية، يُقَال: عَيْنٌ فَلَجٌ، وماءُ فَلَجٌ. وأنشدهُ أَبُو نصر: تذكرا عينا رِوى وفلجا الروى: الْكثير. وَقَالَ أَبُو عبيد: الْفَلَجُ النَّهْر. وَقَالَ الْأَعْشَى: فَمَا فَلَجٌ يسْقى جَداولَ صَعْنَبَى لَهُ مَشْرَعٌ سَهْلٌ إِلَى كلِّ مَوْردِ وَفِي حَدِيث عُمَر: أنَّه بَعثَ حُذَيفَة، وعُثمان بن جُنيف، إِلَى السّواد، فَفَلجا الْجِزْيَة على أَهْله. قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ الأصْمَعيّ قَوْله: فَلَجا، يَعْنِي قَسَما الْجِزْيَة عَلَيْهِم. قَالَ: وأَصْلُ ذَلِك من الفِلْج، وَهُوَ المكْيال الَّذِي يُقال لَهُ الْفالِج. قَالَ: وأَصْلُه سُرْيانيُّ، يُقَال لَهُ بالسُّريانية: فَالغاء، فعرِّب، فَقيل: فالِجٌ وفلْجٌ. وَقَالَ الْجَعْدِيُّ يَصِفُ الخَمر: أُلْقِيَ فِيهَا فِلْجانِ من مسْك دا رِينَ وفِلْجٌ من فُلْفُلٍ ضَرِمِ قَالَ: وإنَّما سمَّى القِسْمة بالْفِلْج؛ لأنَّ خراجَهم كَانَ طَعَاما. قَالَ أَبُو عُبيد: فَهَذَا الْفِلْج، فَأَما الفُلْجُ بضَمِّ الْفَاء، فَهُوَ أَن يَفْلُجَ الرَّجلُ أَصْحابَه، يعلوهم ويفُوقُهُم، يُقَال مِنْهُ: فَلَجَ يَفْلُجُ فَلْجاً وفُلْجاً. والفَلَجُ: تبَاعد مَا بَين الأسْنان، وَرجل أَفْلجَ، إِذا كَانَ فِي أَسْنانه تَفَرُّق، وَهُوَ التَّفْلِيج أَيْضا. أَبُو عُبيد، عَن الْأَصْمَعِي: والأفْلَجُ الَّذِي اعْوِجاجه فِي يَدَيْهِ فَإِذا كَانَ فِي رِجْلَيه، فَهُوَ أَفْجَج، والفَلِيجَةُ: شُقَّةٌ من شُقَق الْخِباء. قَالَ الأصمعيّ: وَلَا أَدْري أيْن تكون؟

قَالَ عُمر بن لَجأ: تَمَشَّى غير مُشْتَمِل بثوْبٍ سِوَى خَلِّ الفَلِيجَة بالخِلالِ وَقَالَ الأصمعيّ: فَلَجَ فلانٌ على فُلان، وَقد أَفْلَجَهُ الله عَلَيْهِ فُلْجاً وفُلوجاً، والمَفْلوجُ: صاحِبُ الفَالج، وَقد فُلِجَ. وَقَالَ: الْفَلَج: الْفَحج فِي السَّاقين، والْفَلَجُ فِي الثَّنِيَّتَيْن. قَالَ: وأَصْلُ الْفَلج النِّصْفُ من كُلِّ شَيْء، وَمِنْه يُقَال: ضَرَبه الفَالِج، وَمِنْه قَوْلهم: كُرٌّ بالفالج وَهُوَ نصْفُ الكُرِّ الْكَبِير. والْفَالِج: الْجَمل ذُو السَّنامَيْن، والجميع الفَوَالج. شَمِر: فَلَجْتُ المَال بَينهم، أَي قَسَمْته، وَقَالَ أَبُو دُوَاد: فَفَريق يُفَلِّجُ اللَّحْمَ نِيئاً وفَريقٌ لطابخيه قُتَارُ وَيُقَال: هُوَ يَفْلُجُ الْأَمر أَي يَنْظُر فِيهِ، ويَقْسِمُه ويُدَبِّرُه. وَقَالَ ابْن طُفيل: تَوَضَّحْن فِي عَلياءِ قَفْرٍ كأَنَّها مهارِيقُ فَلُّوجٍ يُعارِضْن تَاليا قَالَ خالدُ بن جَنْبَةَ: الفَلُّوجُ الكاتِب. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: فَلَجَ سَهْمُه وأَفْلَج، وَهُوَ الفُلْجُ والفَلْجُ قَالَ: والفَلْجُ والْفُلْجُ: الْقَمَر والفَلْجُ. الْقَسْمُ. وفَلْج: اسْم بَلَد. قُلت: وَمِنْه قيل لِطَريقٍ يَأْخُذُ من طَرِيق الْبَصْرَة إِلَى الْيَمَامَة، طريقُ بطن فَلْج، وَقَالَ الشَّاعِر: وَإِن الَّذِي حانَتْ بفلج دِماؤُهم هُمُ الْقَومُ كُلُّ القومِ يَا أُمَّ خالِدِ وَقَالَ اللَّيْث: فَلالِيج السَّوَاد قُراها، الْوَاحِدَة فَلُّوجة، قَالَ: وأَمْرٌ مُفَلَّجٌ: لَيْسَ بمُسْتَقيمٍ على جِهَته، والفَلَجُ: تبَاعُد مَا بَين الثَّنايا والرَّباعيات خِلْقَةً، فَإِن تُكُلِّفَ فَهُوَ التَّفْليج، قَالَ: والفَلَجُ: تباعُد الْقَدَمين أُخُراً. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال للرجل إِذا وَقَع فِي أَمْرٍ قد كَانَ عَنهُ بمَعزل: كنت عَن هَذَا الأمْر فَالِجَ بنَ خَلاَوة يَا فَتى. أَبُو عُبيد: عَن الْأَصْمَعِي: أَنا مِنْهُ فالجُ ابْن خَلاَوة أَي أَنا بَرِيءٌ مِنْهُ، وَمثله لَا نَاقَةَ لي فِيهَا وَلَا جَمل وَقد قَالَه أَبُو زيد، رَوَاهُ شِمر لِابْنِ هانىء عَنهُ. جفل: قَالَ اللَّيْث: الْجَفْلُ: السَّفينَةُ، والجُفول السُّفُن. قلت: لم أسمع الْجَفْل بِهَذَا المعْنى لِغَير اللَّيْث، والْجفْلُ: السَّحابُ الَّذِي قد هَراقَ ماءَه، فخفَّ رَوَاحه. وَقَالَ اللَّيْث جَفَلَتُ اللَّحْمَ من الْعظم، والشَّحْمَ عَن الجلْد، والطِّينَ عَن الأَرْض. قلت: وَالْمَعْرُوف بِهَذَا الْمَعْنى جَلَفْتُ، وكأَنَّ الْجَفلَ مَقْلوبٌ بِمَنْزِلَة جَذَبْتُ وجَبَذْتُ.

وَقَالَ اللَّيْث: الرِّيحُ يجفِلُ السَّحابَ الْخَفِيف من الْجَهام، أَي تَسْتَخفُّه فَتَمْضي بِهِ، وَاسم ذَلِك السَّحاب: الْجَفْلُ. قَالَ وَيُقَال: إنِّي لآتي الْبَحْر فأَجده قد جَفَل سَمَكاً كثيرا، أَي ألقاهُ على السَّاحل. وَفِي الحَدِيث أنَّ البَحر جَفَل سمكًا، أَي أَلْقَاهُ وَرمى بِهِ. وَقَالَ ابْن شُميل: جَفَلْتُ المتاعَ بعضَه على بعض، أَي رميته بعضه على بعض. وَقَالَ أَبُو زيد: سَحَيْتُ الطيرَ وجَفَلته إِذا جَرَفْتَه. وَفِي حَدِيث أبي قَتَادة: أَنه كانَ مَعَ النَّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سَفَر، فَنَعَسَ على ظَهْر بَعيره حَتَّى كادَ يَنْجفل فدعَمتْه، معنى قَوْله: يَنْجَفل، أَي يَنْقَلب. وَقَالَ أَبُو النَّجْم يصف إبِلاً: يَجْفِلُها كلُّ سنامٍ مِجْفَلِ لَأْياً بِلَأْيٍ فِي الْمراغ الْمُسهِلِ يُرِيد: يَقْلِبُها سَنامُها من ثِقلِه إِذا تمرَّغت، ثمَّ أَرادَت الاسْتوَاء، قَلَبَها ثِقْلُ أَسْنِمَتِها. والجُفول: سُرْعَةُ الذَّهابِ والنُّدودُ فِي الأَرْض، يُقَال: جَفَلت الْإِبِل جُفولاً، إِذا شَرَدَت نادَّة، وجَفَلت النَّعامَةُ، ورجلٌ إجْفِيل، إِذا كَانَ نَفوراً جَبَانًا وجَفَّلَ الفزعُ الإبِلَ تجفيلاً، فجفلت جُفولاً. وَقَالَ: إِذا الحرُّ جَفَّلَ صِيرَانَها. وانْجَفَل الْقَوْم انجفالاً، إِذا هَربوا بسُرعة. وانْجَفَلت الشَّجرة، إِذا هَبَّت بهَا ريح شَديدة فَقَعَرتْها. والْجُفَالُ من الشَّعْر: المجتمِعُ الكَثِير، وَقَالَ ذُو الرمة يصف شَعر امْرَأَة: وأسْودَ كالأَسَاوِدِ مُسْبَكِرّاً على الْمَتْنَيْن مُنْسَدِلاً جُفَالاً وَقَالَ أَبُو عُبيد: الْجِفْلُ: تَصْليعُ الْفيل. وَقد قَالَه الكسائيّ، وَقد جَفَل الفيلُ يَجْفِلُ، إِذا رَاثَ، قَالَ: وشَعْرٌ جُفَالٌ أَي مُنْتَفِشٌ، وَيُقَال لِرَغْوة القِدر: جُفَال. ورُوِي عَن رؤْبة أنَّه كَانَ يَقْرأ: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَآءً} (الرَّعْد: 17) . وَفِي كَلَام الْأَعْرَاب، فِيمَا حُكِيَ عَن الْبَهَائِم: أَن الضّائِنَةَ قَالَت: أُجَرُّ جُفَالاً، وأُحْلَبُ كُثَباً ثُفَالاً، وَلم تَرَ مِثْلي مَالا: وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: إِنه لجافِلُ الشَّعر، إِذا شَعِثَ وَتَنصَّبَ شَعْرُه تَنَصُّباً، قد جَفَلَ شَعْرُه يَجْفِلُ جُفُولاً. وَقَالَ اللَّيْث: جَفَلَ الظَّليم، وأَجْفَل، إِذا شَرَدَ فَذَهَبَ، وَمَا أَدْري مَا الَّذي جَفَّلها؟ أَي نَفَّرها، قَالَ: والجَفَّالَةُ من النَّاس: جماعَةٌ ذَهَبوا وجاؤوا. ج ل ب جلب، جبل، لجب، لبج، بلج، بجل: مستعملات. جلب: قَالَ اللَّيث: الْجَلَبُ مَا جَلَبَ القومُ

من غَنَمٍ أَو سَبْي، وَالْجمع أَجْلاب، والفِعْل يَجْلِبُون، وعَبْدٌ جَلِيبٌ، وعَبيدٌ جُلَبَاء، قَالَ: والْجَلَبُ: الْجَلَبَةُ فِي جَماعةِ النّاس، وَالْفِعْل أَجْلَبُوا وجَلَّبوا من الصّياح، والْجَلُوبَةُ: مَا جُلِبَ للْبيع، نحوِ النّاب والفَحْل والقَلُوص، فأَمَّا كِرامُ الْإِبِل والفُحولة الَّتِي تُنْتَسَل، فلَيْسَت من الْجَلُوبَة. يُقَال لصَاحب الْإِبِل: هَل فِي إِبِلِكَ جَلُوبة؟ يَعْني شَيْئاً جَلَبه للْبيع. وَفِي الحَدِيث: (جَلَبَ وَلَا جَنَب) . قَالَ أَبُو عُبَيد: الْجلَبُ يكون فِي شَيْئَين، يكونُ فِي سِبَاق الْخَيل، وَهُوَ أَن يَتْبَعَ الرجلُ فَرسَه فَيَزْجُرَه، ويُجَلِّبَ عَلَيْهِ، فَفِي ذَلِك مَعونةٌ للْفرس على الْجَرْي. والوجْهُ الآخر فِي الصَّدَقة، أَنْ يَقْدُمَ المَصَدِّقُ فَيَنْزِلَ مَوْضِعاً، ثمَّ يُرْسِلَ إِلَى الْمِيَاه من يَجْلُبُ إِلَيْهِ أَغْنَامَ أَهْلِ الْمِيَاه فَيُصَدِّقَها، فَنُهِيَ عَن ذلكَ، وأُمِرَ بأَنْ يَصَّدَّقوا على مِيَاههمْ وبأَفْنِيَتِهم. الحرانيّ عَن ابْن السِّكّيت. قَالَ: يُقَال هم يُجْلِبون عَلَيْهِ، ويُحْلِبُون عَلَيْهِ، بِمَعْنى وَاحِد، أَي يُعِينُون عَلَيْهِ. روى مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البخاريّ، عَن أبي مُوسَى مُحَمَّد بن الْمثنى، عَن أبي عَاصِم، عَن حَنْظَلَة، عَن الْقَاسِم، عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: (كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا اغْتسل من الْجَنَابَة دَعَا بِشَيْء نَحْو الجُلاّب، فَأخذ بكفه، فَبَدَأَ بِشِقّ رَأسه الْأَيْمن، ثمَّ الْأَيْسَر، فَقَالَ بهما على وَسَطِ رأسِه) . قلت: أرَاهُ أَرَادَ بالجُلابِ ماءَ الْورْد وَهُوَ فارسيّ مُعرب، والورد يُقَال لَهُ: جُلْ واب مَعْنَاهُ المَاء، فَهُوَ مَاء الْورْد، وَالله أعلم. أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ: أَجْلَبَ الرجُلُ الرَّجُلَ إِذا تَوَعَّدَه بِالشَّرِّ، وجَمَعَ عَلَيْهِ الْجمع، بِالْجِيم. قَالَ: وأَجْلَبَ الرَّجل إِذا نُتِجَتْ نَاقَته سَقْباً، وَكَذَلِكَ إِذا كَانَت إِبِلهُ تُنتجُ الذُّكور، فَقد أَجْلَبَ، وَإِذا كَانَت تُنتجُ الْإِنَاث، فقد أَجْلَب، ويَدعو الرجلُ على صاحبِه فَيَقُول: أَجْلَبْتَ وَلَا أَحْلَبتَ، أَي كَانَ نِتاجُ إبِلك ذُكُورا لَا إِنَاثًا لِيَذْهَبَ لَبَنُهُ. وَقَول الله جلَّ وعزّ: {وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ} (الْإِسْرَاء: 64) أَي اجْمَع عَلَيْهِم وتَوَعَّدْهُم بالشّرّ. أَبُو عُبيد، عَن الأصْمَعيّ: إِذا عَلَتْ الْقَرْحَةَ جِلْدَةٌ لَلْبُرْء، قيل جَلَبَ يَجْلِبُ، ويَجْلُبُ، وأَجْلَبَ يُجْلِبُ. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال قرحةٌ مُجْلِبَةٌ وجَالبة، وقروحٌ جوالب وجُلّب، وأَنشد: عافاك ربِّي من قُروحٍ جُلَّبِ بعد نُتُوضِ الْجلد والثّقَوُّبِ. قَالَ أَبُو عُبيد، عَن أبي عمر: جِلْبُ الرَّحْل وجُلْبُه: عيدانُه وَأنْشد:

كأَنَّ أَعْلاقي وجِلْبَ كُوري عَلَى سَراةِ رائحٍ فَطُور الحرانيّ عَن ابْن السِّكّيت: جِلْبُ الرَّحْل وجُلْبُه أَحْنَاؤه قَالَ: الْجِلبُ من السّحاب، مَا ترَاهُ كَأَنَّه جبل، وَأنْشد: ولستُ بِجِلْبٍ، جِلْبِ ريحٍ وقِرَّةٍ وَلَا بِصَفَا صَلْدٍ عَن الخيْرِ مَعْزلِ وَقَالَ أَبُو زيد: الجُلْبَة الشِّدَّة والجَهْدُ والجوع، وأَنشد الرياشيّ: كأَنَّما بَين لَحْيَيْه ولَبَّته من جُلْبَة الْجُوع جَيَّارٌ وإرْزِيرُ قَالَ: والْجُلْبَةُ الشِّدَّة، وأصابتهم جُلْبَةٌ، وَهِي السَّنة والشِّدَّة والمجاعة. والإرزيز: الطَّعنة. والْجَيَّار: حُرْقةٌ فِي الجَوْف. رَأَيْت فِي نُسْخَة (ديوَان العجاج) فِي قصيدة لَهُ يذكر فِيهَا العَيْرَ وأُتُنَه: تكسوه رَهْباها إِذا تَرَهَّبا عَلَى اضْطِمار اللَّوْح بَوْلاً زَغْرَبَا عُصارةَ الجُزْءِ الَّذِي تجلَّبا فَأَصْبَحت مُلْساً وأضحى مُعْجَبَا قَالَ: عُصارة الْجُزْء: مَا انْعصَر من بَوْلها، وَهِي جازئة. قَالَ: والتَّجَلُّبُ التماسُ المرعى مَا كَانَ رَطْباً من الْكلأ. رَوَاهُ بِالْجِيم كَأَنَّهُ بِمَعْنى اجْتَلبه. وَقَالَ اللَّيْث: الجُلْبَةُ: العُوذَةُ الَّتِي يُخْرز عَلَيْهَا الْجلد، وَجَمعهَا: الجُلَب. وَقَالَ عَلْقَمَةُ يصف فرسا: بغَوْجٍ لبانُهُ يُتَمُّ بَرِيمُهُ عَلَى نفْثِ راقٍ خَشْيَة الْعين مُجْلِبِ الْغَوْجُ: الْوَاسِع جِلْد الصدْر. والبَرِيمُ خيْطٌ يُعْقَدُ عَلَيْهِ عُوذةٌ: يُتَمُّ بَرِيمه: أَي يُطالُ إطالةً لسعة صدْرِه. والمُجْلِبُ: الَّذِي يجعلُ العوذةِ فِي جِلْبٍ ثمَّ يُخاط علَى الفَرَس عَن أبي عَمْرو وَقَالَ اللَّيْث: الْجُلْبَة: الحديدةُ يُرقع بهَا القَدَح، وَهِي حَدِيدَة صَغِيرَة، والجُلْبَة فِي الْجَبَل، إِذا تراكم بعض الصخر على بعض، فَلم يكن فِيهِ طَرِيق تَأْخذ فِيهِ الدّوابّ. وَقَول الله جلَّ وعزَّ: {وَنِسَآءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ} (الْأَحْزَاب: 59) . قَالَ ابْن السكّيت، قَالَت العامِريَّةِ: الجلْباب الخِمار. وَقيل: جلْباب الْمَرْأَة مُلاءَتُها الَّتِي تَشتَمِلُ بهَا، وَاحِدهَا جِلْبَاب، وَالْجَمَاعَة جلابيب. وَقَالَ اللَّيْث: الجلباب: ثوبٌ أَوسعُ من الخِمار دون الرِّداء، تُغَطِّي بِهِ الْمَرْأَة رَأسهَا وصدرَها، وَقد تجلببت، وَأنْشد: والعَيْشُ داجٍ كنَفَاً جلْبابُه وَقَالَ الآخر: مُجَلْبَبٌ من سَواد اللَّيْل جلْبابا وَفِي حَدِيث عَليّ: من أَحَبَّنا أَهْلَ الْبَيْت فَلْيُعِدَّ للفقر جلباباً أَو تَجفافاً.

قَالَ القُتَيبيُّ: معنى قَوْله فلْيُعِدّ للفقر جلباباً وتَجفافاً أَي لِيَرْفض الدُّنْيَا وليزهد فِيهَا، وليَصْبِرْ على الْفقر والتَّقَلُّل، وكنى عَن الصَّبْر بالجلباب والتَّجفاف لِأَنَّهُ يستر الْفقر كَمَا يستر الجلباب والتّجفاف الْبدن. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس، قَالَ ابْن الأعرابيّ: الْجِلْبابُ الْإِزَار. قَالَ: وَمعنى قَوْله (فلْيُعِدّ للفقر جلباباً) . يُرِيد لفقْرِ الْآخِرَة وَنَحْو ذَلِك. قَالَ أَبُو عُبيد قلت: وَمعنى قَول ابْن الأعرابيّ: الجلبابُ الْإِزَار، وَلم يرد بِهِ إِزَار الْحَقْو، وَلكنه أَرَادَ بِهِ الْإِزَار الَّذِي يستمل بِهِ فيُجَلِّلُ جَمِيع الْجَسَد، وَكَذَلِكَ إزارُ اللَّيْل هُوَ الثَّوْب السابغ الَّذِي يشتملُ بِهِ النَّائِم فيغطي جسده كلّه. اللَّيْث: الجُلْبان المُلْكُ، الْوَاحِدَة جُلبانة، وَهُوَ حَبٌّ أَغبَرُ أكْدَرُ عَلَى لون الماشِ، إِلَّا أَنه أشَدّ كُدْرَةً مِنْهُ وأعظمُ جرْماً، يُطبخ. حَدثنَا ابْن عُروة، عَن البُسْرِيّ، عَن غُنْدَر، عَن شُعْبة، عَن أبي إِسْحَاق قَالَ: سَمِعت الْبَراء بن عَازِب يَقُول: لما صالحَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمُشْركين بِالْحُدَيْبِية، صَالحهمْ عَلَى أَن يَدخُلَ هُوَ وَأَصْحَابه من قابلٍ ثلاثةَ أَيَّام؛ وَلَا يُدخِلونها إلاَّ بجُلبَان السِّلَاح. قَالَ: فَسَأَلته: مَا جُلبان السِّلَاح. قَالَ: القِرَاب بِمَا فِيهِ. قلت: القِرابُ: هُوَ الغمدُ الَّذِي يُغمدُ فِيهِ السَّيْف، والجِلْبانُ: الجراب من الأدَم يوضع فِيهِ السَّيْف مغموداً، ويَطرح فِيهِ الراكبُ سوطَه وأداتَه ويُعلِّقُه من آخِرةِ الرّحْلِ أَو واسطِه. وَقَالَ غَيره: امرأَةٌ جِلِبّانَةٌ وجُلُبَّانه وتِكِلاَّبةٌ، إِذا كَانَت سيِّئَة الخُلق، صَاحِبَة جَلَبَةٍ ومُكالبة. وَقَالَ شَمر: الجُلُبّانة من النِّسَاء الجافيةُ الْغَلِيظة، كَأَن عَلَيْهَا جُلْبَة، أَي قَشْرَةٌ غَلِيظَة. وَقَالَ حُمَيد بن ثَوْر: جُلُبَّانَةٌ وَرْهاءُ تُخْصَى خِمارها بفي من بَغَى خيرا لَدَيْهَا الجلامدُ والأجلاب: أَن تأخذَ قطعةَ قِدَ فتُلبِسها رَأْسَ القَتَب، فَتَيْبَسُ عَلَيْهِ، وَهِي الْجُلْبةُ. قَالَ الجعدِيّ: كتَنْحِية الْقَتَب الْمُجْلَبِ والتَّجْليبُ: أَن تُؤْخذ صُوفَةٌ، فَتلقى عَلَى خِلْفِ النَّاقة، ثمَّ تُطْلى بطينٍ أَو عجين، لِئَلَّا يَنْهَزَها الفصيل. يُقَال: جلِّب ضَرْعَ حلوبَتِكَ، وَيُقَال: جَلَّبته عَن كَذَا وَكَذَا تَجْلِيباً وأَصفحتُه، إِذا منَعْتَه. وَيُقَال: إِنَّه لفي جُلْبة صدْق، أَي فِي بُقْعة

صدق؛ وَهِي الجُلَب. وَيُقَال: جَلَبْتُ الشَّيْء جَلَباً وجنبت الفرسَ جنبا؛ والمجلوبُ أَيْضا: جَلَبٌ، وَهَذَا كَمَا يُقَال لما نُفضَ من الشّجر نَفَضٌ؛ وللمعدودِ عدد وَجمعه أجْلاب. وَفِي حديثِ الحُدَيْبِية أَلا يَدْخُلَ الْمُسلمُونَ مَكَّةَ إِلَّا بجُلُبَّان السِّلاح. قَالَ شَمِر: قَالَ بَعضهم: جُلُبَّانُ السِّلاح الْقِرَابُ بِمَا فِيهِ. قَالَ شِمر: كأَنَّ اشتقاق الجُلُبّان من الجُلْبَة، وَهِي الجلْدة الَّتِي تُجعَلُ على القَتَب، والجلدةُ الَّتِي تُغَشِّي التميمه، لِأَنَّهُ كالغِشاء لِلقِراب، وَقَالَ جِران العَوْد: نَظَرْتُ وَصُحْبَتي بِخُنَيْصِراتٍ وجُلْبُ اللَّيْلِ يَطْرُده النّهارُ أَرَادَ بجُلْبَ اللَّيل سَوادَه. سَلمَة، عَن الْفراء، قَالَ. الجُلْبُ جمع جُلْبَة وَهِي السَّنَةُ الشبهاء والجُلْبُ: جمعِ جُلْبَة وَهِي بَقْلَة. والجَلْبُ: الجِنايَة على الْإِنْسَان وَكَذَلِكَ الأجْل. وَقد جَلَبَ عَلَيْهِ، وأَجَلَ عَلَيْهِ: أَي جَنَى عَلَيْهِ. جبل: قَالَ اللَّيْث: الْجَبَل اسمٌ لكلِّ وَتِد من أَوْتَاد الأرْض إِذا عَظُمَ وطالَ من الأعْلام والأطْوار، والشَّناخِيب والأنْضاد. فأمَّا مَا صَغُرَ وانْفَرد، فَإِنَّهَا من الآكام والقِيران. قَالَ: وجَبْلَةُ الْجَبَل تَأْسيسُ خِلْقَتِهِ الَّتي جُبِلَ عَلَيْهَا. وَيُقَال للثَّوْب الجيِّد النَّسج والغزل والفتل إنَّه لَجيِّدُ الْجَبْلَة. وجَبْلَةُ الْوَجْه بَشرَتُه. ورَجُلٌ جَبْلُ الْوَجْه: غَليظُ بَشَرة الْوَجهْ ورَجُلٌ جَبْلُ الرأْس: غليظُ جِلْدَةِ الرَّأس والْعِظام. وَقَالَ الراجز: إِذَا رَمَيْنا جَبْلَةَ الأشَدّ بمُقْذَفٍ باقٍ على المرَدّ أَبُو عُبيد، عَن الأصمَعيّ: الجُبْلُ الناسُ الْكثير، والْعُبْر مثْله. وَقَول الله جلَّ وعَزَّ: {صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ} (يس: 62) قَالَ أَبُو إِسْحَاق تُقْرَأ. (جُبْلاً) و (جُبُلاٌ) و (جِبِلاً) ، وَيجوز أَيْضا جِبَلاًّ بِكَسْر الْجِيم وَفتح الْبَاء، جمع جِبْلَة وجِبلَ، وَهُوَ فِي جَميع هَذِه الْأَوْجه خَلْقاً كثيرا. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: جُبْلٌ وجُبُلٌ، وجِبْلٌ وجِبِلٌ، وَلم يعرف جُبُلاً بالضمّ وتَشْديد اللاَّم. قَالَ: وجَبِيلٌ وجَبِلَّةَ لُغَات كلهَا. وَقَوله جلّ وعزّ {وَالْجِبِلَّةَ الاَْوَّلِينَ} (الشُّعَرَاء: 184) . أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ، عَن ابْن جَابر، عَن أبي

عمر الدُّوريّ، عَن الكسائيّ، قَالَ: الجِبِلَّةُ والجُبُلَّةُ تكسر وتُرفع مُشَدّدة كُسِرَت أَو رفعت، وَقَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: {صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ} (يس: 62) كَمثل. قَالَ: فَإِذا أَردت جِماع الْجَبِيل قلت: جُبُلاً، مثل قَبِيل وقُبُلٍ، كلٌّ قد قُرِيء قَرَأَ ابْن كثير وَحَمْزَة، وَالْكسَائِيّ، والحَضْرميّ: (جُبُلاً) بِضَمَّتَيْنِ، وَتَخْفِيف اللَّام. وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو، وَابْن عَامر: (جُبْلاً) بتسكين الْبَاء. وَقَرَأَ عاصمُ، وَنَافِع، (جِبِلاًّ) بِكَسْر الْجِيم وَالْبَاء وَتَشْديد اللَّام، وَلم يقْرَأ أحدٌ جُبُلاًّ. قَالَ: وسمِعتُ أَبَا طَالب يَقُول فِي قَوْلهم: (أجَنَّ اللَّهُ جِباله) قَالَ الْأَصْمَعِي: مَعْنَاهُ أَجَنَّ الله جِبْلَتَه، أَي خِلْقَتَه. وَقَالَ لَهُ غَيره: أجَنَّ اللَّهُ جبالَه، أَي الْجبَال الَّتِي يَسكنُها أَي أكْثَر الله فِيهَا الجِنَّ، وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: جِهاراً ويَسْتَمْتِعْنَ بالأنَسِ الجَبْلِ أَي الْكثير. سَلَمَةُ، عَن الْفراء: الجبَلُ سَيِّدُ الْقَوم وعالِمُهم فَمَعْنَى أَجَنَّ الله جباله، أَي سَادَات قومه، يُقَال: هَؤُلَاءِ جبال بني فلانِ، وَهَؤُلَاء أَنْيَاب بني فلَان أَي سادتهم. وَقَالَ اللَّيْث: الجِبِلُّ: الخلْق، جَبَلَهم الله فهم مَجْبُولون، وَأنْشد: بحَيْثُ شَدَّ الجابِلُ المجابِلا أَي حَيْثُ شَدَّ أَسْرَ خَلْقِهم، وكلُّ أمَّة مَضَتَ على حِدَةٍ فَهِيَ جِبِلِّة. وجُبِلَ الإنسانُ على هَذَا الْأَمر، أَي طُبِعَ عَلَيْهِ، وأجْبلَ القومُ، أَي صَارُوا فِي الْجبَال، وتجبَّلوها، أَي دخلوها. قَالَ: والجُبْل: الشجرُ الْيَابِس. ابْن السكّيت: مالٌ جِبْلٌ، أَي كثير، وَأنْشد: وحاجِبٍ كَرْدَسُه فِي الحَبْلِ منا غلامٌ كَانَ غير وَغْلِ حَتَّى اقْتَدَى مِنْهُ بمالٍ جِبْلِ وَرُوِيَ بَيت أَبُو ذُؤَيْب: الجِبْل. وَقَالَ: الأَنَسُ والإنْس والجِبْلُ: الْكثير، وَيُقَال: أَنْت جَبْلٌ وجَبِل، أَي قَبيح. والمُجْبَلُ فِي الْمَنْع. وَفِي (النَّوادر) ، اجْتبلتُ فلَانا على أَمر وجَبَلْتُه، أَي أجبرْتُه. ابْن بُزُرْج: قَالُوا لَا حَيَّا اللَّهُ جَبْلَته، وجَبْلَتُه غُرُّته. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: أَجْبَلَ، إِذا صادَفَ جبلا من الرَّمل، وَهُوَ العريض، الطَّوِيل وأَحبل: إِذا صَادف حبلاً من الرمل، وَهُوَ الدَّقِيق الطَّوِيل. لجب: قَالَ اللَّيْث: اللَّجَب: صَوت الْعَسْكَر، يُقَال: عسكرٌ لَجِبٌ: ذُو لَجب. وسحابٌ لَجِب بالرَّعْد. ولَجَبُ الأمواج كَذَلِك.

أَبُو عُبَيْد، عَن الْأَصْمَعِي: إِذا أَتَى على الشاةِ بعد نِتاجِها أَرْبَعَة أشهر، فخفّ لَبنهَا وقلَّ فَهِيَ لِجابٌ، الْوَاحِدَة لَجْبَة. وَقَالَ أَبُو زيد اللَّجْبَةُ من المِعْزَى خَاصَّة. رُوي لأبي ذُؤَيْب: فجاءَ بهَا كالتّين فِي جَوف وَرْبَةٍ مُلَمْلَمةٍ بيضاءَ فِيهَا لِجَابُها قَالَ اللِّجابُ: الشمع يكون فِي الشُّهد، والوَرْبةُ مَا يُجعلُ فِيهِ الشُّهْد، والتِّين الزُّبد. وَقَالَ الْكسَائي: يُقَال مِنْهُ لجبتُ. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: لَجُبتْ لُجوبةٌ. وشياه لَجْباتٌ، وَيجوز لَجَّبتْ. لبج: أَبُو عُبيد: يُقَال لُبِجَ، بفلان، ولُبطَ بِهِ إِذا صُرعَ يُلْبَجُ لَبْجاً. وَيُقَال: لَبَج بِهِ الأَرْض. وَقَالَ اللَّيْث: اللَّبَجَةُ: حديدةٌ ذَات شُعَبٍ، كَأَنَّهَا كفٌّ بأَصابعها، تنفرجُ فتوضع فِي وسَطها لحمةٌ، ثمَّ تُشَدُّ إِلَى وَتِدٍ، فَإِذا قبَضَ عَلَيْهَا الذِّئْبُ. الْتَبَجَتْ فِي خَطمِه فقبضت عَلَيْهِ فَصَرعَتْه، والجميع اللَّبَج. بلج: ابْن شُمَيْل: بَلَجَ الرجلُ يَبْلَجُ بلَجاً، إِذا وضح مَا بَين عَيْنَيْهِ وَلم يكن مقرونَ الحواجب، فَهُوَ أبلَج. ابْن السّكيت هِيَ البَلْجة والْبُلْجَةُ. قلت يَعْنِي مَا بَين الحاجبين المفروقين. وَقَالَ أَبُو عُبيد: هِيَ البُلْجَةُ والبُلْدَة، وَهُوَ الأبلجُ والأبلَد إِذا لم تكن أقْرن. وَيُقَال هَذَا أمرٌ أَبْلَج، أَي واضحٌ وَقد أبلجه وأوْضحه، وَمِنْه قَوْله: الحقُّ أبلجُ لَا تَخفَى مَعالمُه كالشَّمس تظهرُ فِي نُورٍ وإِيلاجِ قَالَ: والبَلجُ أَيْضا الفرحُ وَالسُّرُور، وَهُوَ بَلِجٌ فَرح، وَقد بَلِجت صدورُنا وفرِحَت. وروى أَبُو تُرَاب للأصمعيّ: بلِجَ بالشَّيْء، وثَلِجَ بِهِ، بِالْبَاء والثّاء، إِذا فَرح بِهِ، يَبلَجُ بَلَجاً، وَقد أبلجني وأثلجني، أَي سَرَّني. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للرجل الطّلْق الْوَجْه: أبلَجٌ وبَلْجٌ، وأبلجت الشمسُ، إِذا أَضَاءَت. وَيُقَال: انبلج الصُّبحُ، إِذا أضاءَ. أَبُو عُبيد: بلج الصُّبْح يبلَجُ، وَيُقَال: أَتَيْته ببُلْجَةٍ من اللَّيْل وبَلْجةٍ، وَذَلِكَ حِين ينْبَلِجُ الصُّبْح حَكَاهُ عَن الكسائيّ. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيُّ، قَالَ: البلْجُ النَّقِيُّو مَوَاضِع القَسماتِ من الشّعْر. ورجلَ بلْجٌ: كَقَوْلِك طلق، وأَبلَجَ الحقُّ إِذا أَضَاء. بجل: أَبُو عُبيد: يُقَال: بجلكَ درهمٌ وَقد أبجلني ذَاك، أَي كفاني. وَقَالَ الْكُمَيْت:

ومِنْ عِندِه الصَّدَرُ المُبْجِلُ وَقَالَ لبيد: بَجلِي الْآن من العَيش بَجَلْ وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ مجزوم لاعتمادِه على حَرَكَة الْجِيم، وَلِأَنَّهُ لَا يَتمكَّن فِي التَّصريف. وَفِي حَدِيث لُقمان بن عَاد، وَوَصفه إخْوَته لامرأةٍ كَانُوا خَطبوها فَقَالَ لُقْمَان فِي أحدهم: خُذِي منِّي أخي ذَا البَجَل. قَالَ أَبُو عبيد: معنى البجَل: الْحسب، قَالَ: وَوَجهه أَنه ذَمَّ أَخَاهُ، وَأخْبر أَنه قصير الهِمَّة، لَا رغبةَ لَهُ فِي معالي الْأُمُور، وَهُوَ راضٍ بأَنْ يُكَفي الْأُمُور وَيكون كَلاًّ على غير، وَيَقُول: حَسْبي مَا أَنا فِيهِ. قَالَ: وَأما قَوْله فِي أَخ آخر: خُذِي منِّي أخي ذَا الْبَجْلة، يَحْملُ ثِقْلِي وثِقْلَه، فإنَّ هَذَا مَدْحٌ لَيْسَ من الأوَّل. يُقال: رَجُلٌ ذُو بَجْلَة، وذُو بَجَاله، وَهُوَ الرُّواء والحُسْن والنُّبل، وَبِه سُمِّي الرجل بَجَالة. قَالَ: وَقَالَ الكسائيّ: رَجُلٌ بَجَالٌ كبيرٌ عَظِيم. قَالَ شَمِر: الْبَجَالُ من الرجالِ: الَّذِي يُبَجِّلُه أَصْحَابه ويُسَوِّدونَه، والبَجيلُ: الأمرُ الْعَظِيم، وَإنَّهُ لذُو بَجْلَةٍ، أَي ذُو شارةٍ حسنَةٍ، وَرجل بجال: حسن الْوَجْه. قَالَ والبَجْلَةُ: الشيءُ إِذا فُرحَ بِهِ. وَقَالَ القُتَيْبيّ: حدَّثني أَبُو سُفْيَان، أَنه سَأَلَ الْأَصْمَعِي عَن قَوْله: خُذِي مِنّي أَخِي ذَا البَجَل، فَقَالَ: يُقَال: رَجلٌ بَجالٌ وبَجيلٌ، إِذا كَانَ ضَخْماً، وَأنْشد: شَيْخاً بَجالاً وغُلاماً حَزْوَراً وبَجَّلْتُ فلَانا: عَظَّمْتُه. وَفِي الحَدِيث: أَن النَّبي عَلَيْهِ السَّلَام أَتَى القُبور، فَقَالَ: (السَّلَام عَلَيْكُم، أَصَبْتُم خَيْراً بجيلاً، وسَبَقْتُم سَبْقاً طَويلا) . وَلم يُفَسِّر قَوْله: أَخي ذَا البَجْلَة، وكأَنَّه ذَهب إِلَى معنى البَجَل. وَقَالَ اللَّيْث: رجل بَجالٌ: ذُو بَجالةٍ وبَجْلة، وَهُوَ الكَهْلُ الَّذِي ترى لَهُ هَيْبَة، وتَبْجيلاً وسِنّاً. وَأنْشد: قامَتْ وَلَا تَنْهزُ حَظّاً واشِلاَ قَيْسٌ تُعدُّ السَّادة البَجابلا قَالَ: وَلَا يُقَال: امرأةٌ بَجالةَ ورَجل باجِلٌ، وَقد بَجَلَ يَبْجُلُ بُجولاً، وَهُوَ الْحسن الجَسيم، الخَصيبُ فِي جِسْمه. وَأنْشد: وَأَنت بِالْبَابِ سَمينٌ باجل وبَجْلَة: حيٌّ من قيسِ عَيْلان، والنِّسْبة إِلَيْهِم: بَجْلِي. وَقَالَ غَيره:

وَفِي البَجْلِيِّ مِعْبَلَةٌ وقِيعُ وبجيلة: حيُّ من الأزْد وَالنِّسْبَة إِلَيْهِم: بَجَلِيّ، وإليهم نسب جَريرُ بن عبد الله البَجَليّ. اللَّيْث: البُجُل البُهتان الْعَظِيم، يُقَال: رَمَيْتَه بِبُجلِ. وَقَالَ أَبُو دُوَادٍ الإياديّ: امْرُؤُ القَيْسِ بن أَرْوَى مُولياً إِن رَآني لأَبُوءَنْ بُسْبَدْ قلتَ: بُجلاً قلتَ قولا كَاذِبًا إِنما يَمنعني سَيْفي وَيَدْ قلت: وغيرُ اللَّيْث يَقُول: رْمَيْته بِبُجْر بالراء، وَقد مر فِي بَاب الرَّاء وَالْجِيم من هَذَا الْكتاب، وَلم أسمعهُ بِاللَّامِ لغير اللَّيْث، وَأَرْجُو أَن تكونَ اللَّام لُغة. فَإِن الرَّاء وَاللَّام متقاربا الْمخْرج، وَقد تعاقبا فِي مَوَاضِع كَثِيرَة. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الأبْجل من الفَرس وَالْبَعِير بمنزل الأكحل من الْإِنْسَان. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الأبْجل والأكحل والصَّافِنُ عروق، تُفْصَد، وَهِي من الجداول لَا من الأوْردة وَقَالَ اللَّيْث: الأبْجلان العِرقان فِي الْيَدَيْنِ، وهما الأكحلان من لَدُن المنكبِ إِلَى الكفّ، وَأنْشد: عارِي الأشاجِع لم يُبْجَل أَي لم يُفْصَدْ أَبْجَلُه. ج ل م جلم، جمل، لجم، لمج، مجل، ملج: مستعملات. جلم: قَالَ اللَّيْث: الجَلَمُ اسْم يَقع على الجَلَميْن. كَمَا يُقَال المِقْراضُ والمِقْراضان، والقلم والقلمان. قَالَ: وجَلَمْتُ الصُّوفَ والشَّعر بالجَلَم، كَمَا تَقول: قَلَمْتُ الظُّفر بالقلم. وَأنْشد: لما أُتيتُم فَلم تنْجُوا بمَظْلمةٍ قِيسَ القُلامَةِ مِمَّا جَزَّهُ الجَلَمُ والقَلَم كلُّ يُرْوى. وأَخبرني المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن سَلَمه، عَن الفرّاء، عَن الكسائيّ قَالَ: يُقَال للمِقراض المِقلام والقَلَمان والجَلَمانُ، هَكَذَا رَوَاهُ بِضَم النُّون، كَأَنَّهُ جعله نَعْتاً على (فَعلان) من القَلْم والجلْم وَجعله اسْما وَاحِدًا. كَمَا يُقَال: رجلٌ صَحَيَان وأَبَيان. قَالَ: وشَحَذانُ. قَالَ: وَأَخْبرنِي الحرانيّ عَن ابْن السّكّيت، قَالَ: الجَلْمُ مصدر جَلَم الجزُورَ يَجْلِمُها جَلْماً، إِذا أخَذَ مَا على عظامها من اللَّحم. يُقَال: خُذْ جَلْمَةَ الْجَزُور أَي لَحمهَا أجْمع.

وَيُقَال: قد أَخَذَ الشيءَ بِجَلْمَتِه، بِإِسْكَان اللَّام، إِذَا أخَذَه أجمع وَقد جَلَمَ صُوفَ الشَّاة، وَإِذا جَزَّه، والْجَلَمُ: الَّذِي يُجَرُّبه. أَبُو عُبيد عَن أبي زيد: أَخذ الشّيءَ بجَلْمَتِه، إِذا أخَذَه كُلَّه. وَقَالَ أَبُو مَالك: جَلْمة مثل حَلْقَه، وَهُوَ أَن يُحْتَلَمَ مَا على الظَّهر من الشَّحم واللَّحم. أَبُو حَاتِم: يُقال لِلْإِبِلِ الْكَثِيرَة: الجَلَمَة والعكَنَانُ. وَقَالَ اللَّيْث: جَلْمَة الشَّاة وَالْجَزُور بِمَنْزِلَة المسْلوخة إِذا أُخِذ أكارِعُها وفُضولها. قلتُ: وَهَذَا غير مَا روينَاهُ عَن الْعلمَاء، وَالصَّحِيح مَا قَالَ أَبُو زيد، وَأَبُو مَالك. أَبُو عبيد: الجِلامُ الجدَاء. وَقَالَ الْأَعْشَى: سَوَاهِمُ جُذْعانُها كالجِلا مِ قد أَقْرَحَ القَوْدُ مِنْهَا النُّسُورا وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الجِلامُ شاءُ أهل مكَّة، وَاحِدهَا جَلمَة، وَأنْشد: شَواسِفٌ مِثلُ الجِلامِ قُبُّ ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الجَلَمُ القَمر، واللُّجْمُ الشُّؤم، والجلاَّم الثُّيوس المَحْلُوقَة. لجم: قَالَ اللَّيْث: اللِّجام لجامُ الدَّابة، واللِّجام ضربٌ من سِمات الْإِبِل، من الخَدَّيْن إِلَى صَفْقَتي العُنق، والجميعُ مِنْهُمَا اللُّجُم والْعَدَدُ أَلْجِمَة. وَيُقَال: أَلْجَمْتُ الدّابة، وَالْقِيَاس على الآخر مَلْجُوم، وَلم أسمع بِهِ، وَأحسن مِنْهُ أَن تَقول: بِهِ سِمَةُ لِجامٍ، قَالَ: واللُّجَمُ دابَّةٌ أَصْغَرُ من العَظَايَة، وَأنْشد لِعَدِيّ بن زيد: لَهُ سَبَّةٌ مِثْلُ جُحْر اللُّجَمْ يصف فرسا. وأمّا قَول الأخطل: ومَرَّتْ عَلَى الأَلْجامِ ألْجامِ حَامِرٍ يُثِرْنَ قَطاً لَوْلَا سُراهُّنَّ هُجَّدا فَإِنَّهُ أَرَادَ بالألجام جمع لُجْمةِ الْوَادي، وَهِي نَاحيَة مِنْهُ. وَقَالَ رؤبة: إِذا ارْتَمَتْ أَصْحانُه ولُجَمُه قَالَ ابْن الأعرابيّ: واحدتها لُجْمة؛ وَهِي نواحيه. قَالَ النَّضر: اللجام سمةٌ تكون من الْجُنُون؛ تكون مُجْتَمع شِدْقيه؛ وتُمَدُّ حَتَّى تبلغ عَجْب الذَّنب من كلا الْجَانِبَيْنِ خَطّاً، وبعير ملجوم ومُلْجَمٌ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: اللَّجَم: الصَّمْد المرْتفع. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: اللُّجْمة: الْجَبَل المسطّح لَيْسَ بالضّخْم. واللّجَم: مَا يُتَطَيّرُ مِنْهُ، واحدته لَجَمَه؛ وَقَالَ رؤبة:

وَلَا يخافُ اللُّجمَ العَواطسا وتلجَّمَتْ المرأَة، إِذا اسْتنفرت لمحيضها. ولُجْمَة الدَّابَّة: موقع اللِّجام من وَجْهها، وأَلْجَمَتُ الدَّابَّة، فَهِيَ مُلجَمة؛ وَالَّذِي يُلْجِمه مُلجِم. لمج: أَبُو عبيد: لمجْتُ أَلْمُجُ لَمْجاً، إِذا أَكلت. قَالَ لبيد يصِف عِيراً: يَلْمُج البارِضَ لمجاً فِي النّدى من مَرابيع رياضٍ ورِجَلْ أول مَا يطلع من النّبات تَلْمَجه لمجاً، أَي تنْتِفه، والشّماج: الَّذِي لَا يُتنوَّقُ فِي مَضغه كَمَا يَشْمَج الْخياط. وَقَالَ اللَّيْث: اللّمْج تنَاول الْحَشِيش بِأَدْنَى الْفَم. أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: مَا ذُقْت لمَاجاً وَلَا شمَاجاً، قَالَ: وَأَصله الشَّيْء الْقَلِيل. واللُّمْجَة: مَا يُتعلَّل بِهِ قبل الْغِذَاء، وَقد لَمَّجْتُه ولَهَّنْته بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: اللّميج الْكثير الْأكل، واللَّميج: الْكثير الجِماع. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: لَمَجَ أُمَّه ومَلَجَها، إِذا رَضَعَها. وَيُقَال: إِنَّه تسمِيج لَمِيج، وسَمِجٌ لَمِج وسَمْجٌ لَمْجٌ، كل ذَلِك حَكَاهُ اللحيانيّ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: اللاَّمج: الكثيرُ الجِماع، والمالج: الراضع. قَالَ: وقَدَّمَ رجلٌ رجُلاً إِلَى السُّلْطَان، وادَّعَى عَلَيْهِ أَنه قَذَفه، وَقَالَ لَهُ: لَمَجْتَ أمَّك، فَقَالَ المدَّعَى عَلَيْهِ: إِنَّمَا قلتُ لَك: مَلَجْتَ أُمَّك، فخلَّى سَبيله. ملج: رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (لَا تُحرِّمُ الإملاجةُ، وَلَا الإمْلاجتَان) . قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ الكسائيّ وَأَبُو الجرَّاح: يَعْنِي المرأةَ تُرْضع الصبيَّ مرّة أَو مرَّتَيْنِ، مَصَّة أَو مَصَّتين. والمصُّ: الملْج. يُقَال: ملَجَ الصَّبيُّ أُمه يملُجُها ملْجاً، وملِج يملَجُ، وَمن هَذَا يُقَال: رجل مَصَّان وملْجان ومكَّانٌ، كلُّ هَذَا من الْمَصّ، يعنُونَ أَنه يَرْضَعُ الْغنم من اللُّؤم لَا يحتَلِبها فيُسمَعُ صوتُ الحلْب. وَيُقَال: قد أملجت المرأةُ صبِيَّها إملاجاً. فَذَلِك قَوْله: الإملاجةُ والإملاجتان، يَعْنِي أَن تُمِصَّهُ هِيَ لبنَها. الخرَّازُ عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: املاجَّتْ عَيناهُ إِذا رأيتهما كَأَنَّهُمَا شهلاوان من الكبَر، قَالَ: واملاجّ الصبيُّ واشهابّ إِذا طلع، مهموزاً وَغير مَهْمُوز. قلت: هَكَذَا سَمِعت المنذريّ عَن الطوسيّ عَن الخراز عَنهُ بِالْجِيم وَيحْتَمل: املاحَّت بالحاءُ من الأملح، والأملح بالأشهب أشبه، وَالله أعلم. وَفِي بعض الْكتب: الأملجُ من الألوان

بَين الْأسود والأبيض، وَمن النَّبَات بَين الْأَخْضَر والأبيض. قَالَ مُليج: هملن بِهِ حَتَّى دنا الصَّيف وانقضى ربيع وَحَتَّى صارعُ الْقلب أملَجُ وَقَالَ أَبُو زيد: المُلْج نَوَى المُقْل، وَجمعه أملاج. وَفِي الحَدِيث: أَن قوما من أهل الْيمن وفدوا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَشكونَ الْقَحْط، فَقَالَ قَائِلهمْ: سقط الأُملوج، وَمَات العُسلوج، قلت: الأملوج عِنْدِي نَوَى المُقْل مثل المُلْج سَوَاء. وَقَالَ القُتَيْبيّ: الأمْلوجُ ورق كالعِيدان لَيْسَ بعرِيضٍ مثل وَرَق الطّرْفاء والسَّرْو، وَيكون لبَعض الشّجر، والجميع الأماليج. قلت: وَلَا أحفظ مَا قَالَ لغيره. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: المُلْج نَواةُ المُقْلَة، قَالَ ومَلَجَ الرّجل: إِذا لاك الملْج. قَالَ: والمُلْجُ: الجِدَاءُ الرُّضَّع. والملْجُ السُّمْر من النَّاس، وقرأت فِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : أَسْوَدُ أَمْلَج، وَهُوَ اللَّعِس. عَمْرو عَن أَبِيه: المَليجُ الرَّضيع، والمَلِيجُ الْجَلِيل من النَّاس أَيْضا. مجل: أَبُو عبيد عَن أبي زيد: مَجِلت يَده تَمَجَلُ، ومَجَلَتْ تَمْجُلُ، لُغَتَانِ، إِذا كَانَ بَين الْجلد واللّحْم مَاء. وَقَالَ اللَّيْث: مَجِلتْ يَده، إِذا مَرَنَتْ وصَلُبَتْ، وَكَذَلِكَ الرَّهْصَةُ تُصيبُ الدَّابَّة فِي حافرها، فيشتَدّ ويَصْلُب. قَالَ رؤبة: رَهْصاً ماجِلاً قلت: وَالْقَوْل فِي مَجِلتْ يَده مَا قَالَ أَبُو زيد، وَنَحْو ذَلِك. قَالَ الْأَصْمَعِي: وَيُقَال: جَاءَت إبلُ فلانٍ كَأَنَّهَا المَجلُ من الرِّيّ. قَالَ: والمجْلُ أَن يُصيب الجِلدَ نارٌ أَو مشَقّة، فيَتَنَفَّطُ ويمتَلِىءُ مَاء، والرَّهْص الماجل الَّذِي فِيهِ مَاء فإِذَا بُزِغَ خرج مِنْهُ المَاء وَمن هَذَا قيل لمستنقع المَاء ماجِل. هَكَذَا رَوَاهُ بِكَسْر الْجِيم ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ غير مَهْموز. وَأما أَبُو عبيد فَإِنَّهُ رَوَى عَن أبي عَمْرو: المأْجَلُ، بِفَتْح الْجِيم وهمزة قبلهَا، وَقَالَ: هُوَ مثل الْجَيْئَة، وَجمعه مآجِل. وَقَالَ رؤبة: وأَخْلَفَ الوِقْطانَ والمآجِلا وَقد قَالَ أَبُو عُبيد: المَجْلُ أثرُ الْعَمَل فِي الكَفّ يُعالجُ بهَا الإنسانُ الشيءَ حَتَّى يَغلظَ جِلدُها، وَأنْشد غَيره: قد مَجَلَتْ كفَّاه بَعْدَ لِينِ وهَمَّتا بالصَّبْرِ والمُرونِ

جمل: قَالَ اللَّيْث: الْجمل يستحِقُّ هَذَا الِاسْم إِذا بزَل. وَقَالَ شمر: البَكْرُ والبَكْرَةُ بِمَنْزِلَة الْغُلَام وَالْجَارِيَة، والجملُ والنَّاقة بِمَنْزِلَة الرجل وَالْمَرْأَة. وَقَالَ الله: {حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِى سَمِّ الْخِيَاطِ} (الْأَعْرَاف: 40) . قَالَ الْفراء: الْجمل هُوَ زَوْجُ النَّاقة. وَقد ذكِرَ عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَرَأَ (الجُمَّل) ، يَعْنِي الجِمال الْمَجْمُوعَة. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ، عَن أبي طَالب أَنه قَالَ: رَوَاهُ الْفراء الجُمَّل بتَشْديد الْمِيم، وَنحن نظن أَنه أَرَادَ التَّخْفِيف. قَالَ أَبُو طَالب: وَهَذَا لِأَن الْأَسْمَاء إِنَّمَا تَأتي على (فُعَل) مُخفّف، وَالْجَمَاعَة تَجِيء على فُعَّل، مثل صُوَّم ونُوَّم. وَقَالَ فِيمَا وجدتُ بخطِّ أبي الْهَيْثَم، قَرَأَ أَبُو عَمْرو وَالْحسن وَهِي قراءةُ ابْن مَسْعُود: (حتَّى يَلجَ الجُمَل) ، مثل النُّغَر فِي التَّقْدِير. قلت: الصَّحِيح لأبي عَمْرو (الْجَمَلُ) ، وَعَلِيهِ الْقُرَّاء، وَأَبُو الْهَيْثَم مَا أرَاهُ حفظ لأبي عَمْرو: (الجُمَل) . اتّفق قراء الأمْصارِ على الجَمَل وَهُوَ زوج النَّاقة. وَرُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس: (الجُمَّلُ) ، بالتَّثْقيل وَالتَّخْفِيف أَيْضا، فَأَما الجُمَلُ بِالتَّخْفِيفِ، فَهُوَ الحبْلُ الغليظ، وَكَذَلِكَ الجُمَّلُ مشدَّد. وَحكى عَن عبد الله وأُبَيّ: (حَتَّى يَلجَ الجُمَلُ) . وَأما قَول الله جلَّ وعزَّ: {كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ} (المرسلات: 33) فَإِن سَلَمة رَوى عَن الْفراء أَنه قَالَ: قَرَأَ عبدُ الله وأَصحابه: (جِمَالةٌ) . وروى عَن عمر بن الْخطاب أَنه قَرَأَ: (جِمالات) . قَالَ وَهُوَ أَحَبُّ إليَّ، لِأَن الجِمَال أكثرُ من الجِمالة فِي كَلَام الْعَرَب، وَهُوَ يجوز، كَمَا يُقَال: حَجَرٌ وحِجارة، وذَكَرٌ وذِكارة، إلاَّ أَن الأول أَكثر، فَإِذا قلت: (جِمالات) : فواحدها جِمال، مثل مَا قَالُوا: رِجالٌ ورِجالات، وبيُوت وبيُوتات، وَقد يجوز أَن تجْعَل واحدَ الجِمالات جِمالة. وَقد حكى عَن بعض القُراء: (جُمالات) بِرَفْع الْجِيم، فقد يكون من الشَّيْء. المُجْمَل، وَيكون الجُمالات جمعا من جمع الجِمال كَمَا قَالُوا: الرَّخِل والرُّخال، والرِّخال. قلت: ورُوِي عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ: الجِمالات: حِبالُ السفن يجمع بَعْضهَا إِلَى بعض حَتَّى تكون كأَوساط الرِّجَال، وَقَالَ مُجَاهِد: جِمالات حِبال الجُسور. وَقَالَ الزجّاج: من قَرَأَ جُمالات فَهِيَ جمع جُمالة، وَهُوَ القَلس من قلوس سُفُن الْبَحْر أَو كالقَلْس من قلوس الجِسر،

وقرئت: (جُمالة صُفر) على هَذَا الْمَعْنى. قلت: كَأَن الحبلَ الغليظ سُمِّي جُمالة، لِأَنَّهَا قُوى كَثِيرَة جُمِعت فأُجْمِلت جُمْلة، وَلَعَلَّ الجُملة أُخِذَت من جملَة الحبال. وَقَالَ اللَّيْث: الجُمْلة جمَاعَة كُلِّ شَيْء بكمالة من الْحساب وَغَيره، يُقَال: أجملت لَهُ الحسابَ وَالْكَلَام. وَقَالَ الله: {لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْءَانُ جُمْلَةً وَاحِدَةً} (الْفرْقَان: 32) . وَقَالَ اللَّيْث: حسابُ الجُمَّلُ: مَا قُطِعَ على حُرُوف أبي جاد. وَفِي (نَوَادِر أبي عَمْرو) : الجميلةُ جميلَة الظِّباء والحمامِ وَهِي جماعتها. قلت: وَكَأن الجُملَةَ مأخوذةٌ من الجميلة. وروى أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ، أَنه قَالَ: الجامِلُ الجِمال. وَقَالَ غَيره: الجامل قطيع من الْإِبِل، مَعهَا رُعْيانُها وأَرْبابها كالبَقَر والباقِر. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: قَالَ أَعْرَابِي: الجامِلُ الحَيُّ الْعَظِيم، وأَنكَرَ أَن يكون الجامِلُ الجِمال، وَأنْشد: وَجَامِلٍ حَوْمٍ يَروحُ عَكَرُه إِذا دنا من جُنْح ليل مَقِصْرُه يُقَرْقِرُ الْهَدْرَ وَلَا يُجرْجِرُه قَالَ: وَلم يَضْع الأعرابيّ شَيْئا فِي إِنكاره أَن الجامِلَ الجِمال. أَبُو زيد: جَمَّل الله عَلَيْك تجميلاً، إِذا دَعوْتَ لَهُ أَن يَجْعَلَه الله جميلاً حسنا. وَأما قَول طرفَة: وجَامِلٍ خَوَّعَ من نِيبه زَجْرُ المُعَلَّى أُصُلاً والسَّفيحْ فَإِنَّهُ دلّ على أَن الجامِل يجمع الجِمال والنوّق، لِأَن النِّيب إناث وَاحِدهَا نَاب. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الجَمَلُ الكُبَعُ. قلت: أرادَ بالجَمْل والكُبَع، سمكةٌ بَحْرية تُدْعى الْجَمَل. قَالَ رؤبة: واعْتَلَجَتْ جِمالُه ولُخمُه وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الجَمَلُ سَمَكَة تكون فِي الْبَحْر، وَلَا تكون فِي العَذْب. قَالَ: واللُّخْمُ الكَوْسَج، يُقَال: إِنَّه يَأْكُل النَّاس. وروى سَلمَة، عَن الفرّاء أَنه قَالَ: الجَملُ الكُبَع. وَفِي حَدِيث المُلاعَنةِ أَنه قَالَ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِن جاءَت بِه أُمُّه أَوْرَقَ جَعْداً جُماليّاً فَهُوَ لِفلان) . والجمالَيّ: الضَّخْم الأعْضاء التّامّ الأوْصال، ونَاقَةٌ جُمالية كَأَنَّهَا جَمَلٌ عِظَماً. وَقَالَ الْأَعْشَى: جُمَالِيَّةٌ تَغْتَلِي بالرِّدَافِ إِذا كَذَّبَ الآثماتُ الْهَجِيرا

أبواب الجيم والنون

وَقَالَ اللَّيْث: طَائِر من الدَّخاخيل، يُقَال لَهُ: جُمَيلٌ وجُمْلانة. قلت: يُجمَعُ جُمَيْلُ جُملاناً. وَمن أَمْثال الْعَرَب: اتَّخذ فلانُ اللَّيل جَملاً إِذا سرى اللَّيلَ كُلَّه. والْجُميلُ: طَائِر شَبيه بالعصفور والقُنبر والغُرّ، وَقَالَ: وصِدْتُ غُرَّا أَو جُمَيلاً آلِفَا وبرْقشاً يَعْلُو على مَعالِفَا والجَمِيلُ: الإهالةُ المُذَابة، وَاسم ذَلِك الذّائب: الجُمالة، والاجْتِمال: الادِّهانُ بِهِ، والاجْتِمالُ أَيْضا: أَنْ تَشْوِيَ لَحْماً، فكُلما وَكَفَتْ إِهالَته اسْتَودَقْتَه على خُبْز، ثمَّ أَعَدْتَهُ. والجمَال: مصدر الْجَمِيل، والفِعل مِنْهُ: جَمُلَ يَجْمُلُ. وَقَالَ الله تَعَالَى: {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ} (النَّحْل: 6) . أَي بَهاءٌ وحُسْن. وَيُقَال: جامَلْتُ فلَانا مُجاملةً، إِذا لم تُصْف لَهُ الموَدَّة وماسَحْتَه بالْجَميل، وَيُقَال: أَجْمَلْتُ فِي الطَّلب. وَقَالَ غَيره: جَمَّلْتُ الْجَيْش تَجْميلاً، وجَمَّرته تَجْميراً، إِذا أَطَلْتَ حَبْسه. وَقَالَ شَمِر، أَقْرَأَنِي ابْن الأعرابيّ: فَأَنا وَجَدْنا النِّيبَ إذْ يَفْصدونها يُعيشُ بَنِينَا وجَمُّها وجَميلُها قَالَ: الْجَمِيلُ المرَقُ، وَمَا أُذيب من شَحْم أَو إهَالةٍ فَهُوَ جَميل. وَأنْشد: ومَكنونةٍ عِنْد الْأَمِير عظيمةٍ إِذا قَحطَ السُّيَّامُ فار جَميلُها قَالَ: المكنونة الْقِدْرُ، والسُّيَّام الرُّعاه، والجمالةُ: الصُّهارة. أَبُو عبيد، عَن الفرّاء: جَمَلْتُ الشّحم أَجْمُلُه جَمْلاً، وَيُقَال: أَجْمَلْتُه، وجَمَلْت أَجْوَد، واجْتَمَلَ الرجل. وَقَالَ لبيد: فاشْتوى لَيْلَة رِيحٍ واجْتَمَلْ سَلَمة عَن الفرّاء قَالَ: المُجامِل الَّذِي يَقْدر على جوابك فيتركه إبْقَاء على مَوَدَّتك. والمُجامل: الَّذي لَا يَقْدر على جوابك فيتركه ويَحقد عَلَيْك إِلَى وَقْتٍ مَا. ابْن السِّكِّيت: استجمل البعيرُ إِذا صَار جَمَلاً، قَالَ: وَيُسمى جَمَلا إِذا أَرْبع، واسْتَقْرَم بكْرُ فلَان إِذا صَار قَرْماً. (أَبْوَاب) الْجِيم وَالنُّون) ج ن ف جنف، جفن، نجف، نفج، فجن، فنج: مستعملة. جنف: قَالَ الله جلَّ وعزَّ: {فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفًا} (الْبَقَرَة: 182) . قَالَ اللَّيْث: الجَنَفُ الْميل فِي الْكَلَام، وَفِي الأُمور كلِّها، تَقول: جَنَفَ فلَان

ٌ علينا، وأَجْنَفَ فِي حُكمه، وَهُوَ شَبيهٌ بالْحَيْف، إلاَّ أنَّ الحَيف من الْحَاكِم خاصّة، والجَنَفُ عَام. وَمِنْه قَول الله جلَّ وعزَّ: {غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ} (الْمَائِدَة: 3) أَي مُتَمَايل مُتَعَمِّد. ورجلٌ أَجْنَف: فِي أَحَدِ شَقَّيْه مَيَلٌ على الآخر. قلت: أمَّا قَوْله الحَيْفُ من الْحَاكِم خاصَّة، فَهُوَ خطأ، والحَيْفُ يكون مِن كل مَنْ حاف، أَي جارَ. وَمِنْه قَول بعض الْفُقَهَاء: يُرَدَّ مِنْ حَيْف النَّاحِلِ مَا يُرَدُّ من جَنَفِ المُوصِي، والنّاحِل إِذا فَضَّل بعض أَوْلَاده على بعض بنُجْل فقد حافَ وَلَيْسَ بحاكم. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: الحِنَفُ: الميْلُ والجَوْر، جَنِف جَنَفاً. قَالَ الْأَغْلَب: غِرٌّ جُنَافِيُّ جَميلُ الزِّيِّ والجُنافِيُّ: الَّذِي يَتَجانَف فِي مَشْيه اختِيالاً. وَقَالَ شَمِر: يُقَال: رَجُلٌ جُنافِيُّ بِضَم الْجِيم مُخْتال فِيهِ مَيَل، قَالَ: وَلم أسْمع جُنَافِيّ إِلا فِي بَيْت الْأَغْلَب وقَيَّده شَمِر بخَطِّه بِضَم الْجِيم. وَقَالَ الْفراء: الجَنَفُ الجَوْر. وَقَالَ الزجّاج فِي قَوْله: {فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفًا} (الْبَقَرَة: 182) أَي مَيْلاً، أَو إِثْمًا، أَي قَصْدَ الْإِثْم. وَقَالَ أَبُو سعيد: يُقَال: لَجَّ فِي جِنافِ قَبيج، وجِنابٍ قَبِيح، إِذا لَجَّ فِي مجانَبَة أَهلِه. جفن: أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: الجَفْنَةُ الأصْل من أُصولِ الكَرْم، وجمعهما الجَفْن، وَهِي الحبَلَة. وَقَالَ اللَّيْث: الجفْنُ ضَرْبٌ من العِنب، ويُقال: بل الجَفْنُ الكَرْمُ نفسُه، بلغَة أهل الْيمن، قَالَ: وَيُقَال: الجفْنُ والجفْنَةُ: قَضِيبٌ من الكَرْم. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الجَفْنُ الكَرْمُ، والْجَفْنُ جَفْنُ الْعَين، والجَفْنُ جَفْنُ السَّيف الَّذِي يُغْمَدُ فِيهِ، والْجَفْنَةُ مَعْرُوفَة، وَتجمع جفاناً، وَالْعدَد: الْجَفَنات. وآلُ جَفْنَةَ ملوكٌ من أهل الْيمن كَانُوا استوطنوا الشَّام، وَقَالَ حسان يذكرهم: أولادُ جَفْنَةَ عِنْد قَبْرِ أَبيهمُ قَبرِ ابنِ مارِيَةَ الكَرِيم المُفْضِلِ وَأَرَادَ بقوله: عِنْد قَبْرِ أَبيهم أَنهم فِي مسَاكِن آبَائِهِم ورِباعهم الَّتِي ورثوها عَنْهُم. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الجَفْنُ ظَلْفُ النَّفْس عَن الشَّيْء الدّنيّ، يُقَال: جَفَنها جَفْنا، وَأنْشد:

وَفَّرَ مالَ الله عَمْداً وجَفَنْ نَفْساً عَن الدُّنيا إِذْ الدُّنيازِيَنْ وَقَالَ أَبُو سعيد: لَا أَعْرِفُ الجَفْنَ بِمَعْنى ظَلْفِ النَّفْس. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: التَّجفِين كثرةُ الجِماع. قَالَ: وَقَالَ أَعْرَابِي: أَضْوَانِي دَوَامُ التَّجَفِين. وَفِي حَدِيث عمر: (أَنه انْكَسَرت قَلوصٌ من نَعَمِ الصَّدقة فَجَفَّنَها) معنى جَفَّنها، أَي نَحرَها وطَبَخَها، وأطعَم لَحمَها فِي الْجِفان، ودَعَا عَلَيْهَا النَّاس حَتَّى أكلوها. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الجَفْنُ قِشْرُ الْعِنَب الَّذِي فِيهِ المَاء، ويُسَمَّى الْخَمْر ماءَ الْجَفْنِ، والسَّحابُ جَفْن المَاء. وَقَالَ الشَّاعِر يصفُ امْرَأَة شَبَّه طعْمَ رِيقهَا بِالْخمرِ: تُحسِي الضَّجِيعَ مَاءَ جَفْنٍ شابَه صَبِيحةَ الْبَارِقِ مَثْلوجٌ ثَلِجْ قلت: أَرَادَ بِمَاء الْجَفْنِ الْخمر، والجَفْنُ: أَصل العِنَب، شيب أَي مُزِجَ بماءٍ بَارِد. قَالَ الدينوَرى: وَمن الشّجر الطّيب الرّيح الجَفْنُ والغَارُ. وَقَالَ الأخطل يصف الْخمر: آلَتْ إِلَى النِّصْف من كَلْفَاءَ أنْزَعَها عِلْجٌ ولَثَّمها بالْجَفْنِ والغارِ لَثَّمَها: عَصَبَ فمها بالجَفْن، قَالَ: والجفن أَيْضا جَفْنُ الكَرْمَ. وَقَالَ اللحياني: لُبُّ الخُبْز مَا بَين جَفْنَيْه، وجَفْنَا الرَّغيف وَجْهاه من فوقٍ وَمن تَحت. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الجَفْنَةُ الكَرْمَة، والْجَفْنَة الْخمر، والْجَفْنَةُ الرَّجُل الْكَرِيم، قَالَ: وأَجّفَن إِذا أَكثر الجِماعَ. وَمن أمثالهم: وَعند جُفَيْنَةَ الْخَبَرُ اليَقِين. قَالَ ابْن السّكيت: وَلَا تَقُل (جُهَيْنَة) وجُفَيْنَةُ: اسمُ رَجُلٍ فِي الْمثل. فجن: قَالَ اللَّيْث: الفِجَّانة إناءٌ من صُفْر، وَجَمعهَا فجاجين. قَالَ: والفِجَّانُ مقدارٌ لأهل الشَّام فِي أَرَضِيهم. قلتُ: هُوَ مِقدارٌ للْمَاء إِذا قُسمَ بالفِجَّانِ، وَهُوَ معرّب، وَمِنْهُم يَقُول فِنجان، وَالْأول أفصحَ. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الفَيْجنُ والفَيْجَلُ: السَّذَاب، وَقد أَفْجَن الرَّجلُ، إِذا أدام على أكْلِ السَّذاب. نجف: قَالَ اللَّيْث: النَّجَفةُ تكون فِي بَطْنِ الْوَادي، شِبه جِدارٍ لَيْسَ بعريض، لَهُ طولٌ مُنْقادٌ من بَين مُعْوَجَ ومستقيم لَا يعلوها الماءُ، وَقد تكون فِي بطن الأَرْض. وَقد يُقَال لإبِطِ الكثِيب نَجفَةٌ، وَهُوَ

الموضِعُ الَّذِي تُصَفِّقُه الرِّياحُ فَتَنْجُفُه، فيصيرُ كأَنه جُرُفٌ مَنْجُوف. وقَبْرٌ مَنْجُوف وَهُوَ الَّذِي يُحْفَرُ فِي عُرْضَةٍ، وهوغير مَضْروح. وغارٌ منجوف: مُوَسَّع، وَأنْشد: يَفْضِي إِلَى جَدَثٍ كالغارِ مَنْجوفِ وإناءٌ مَنْجُوف: واسِعُ الأسْفَل. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: النَّجَفَةُ المُسَنَّاة والنَّجَفُ التَّلّ. قلت: والنَّجفَةُ هِيَ الَّتِي بِظَاهِر الكُوفَة، وَهِي كالمُسَنَّاةِ تمنعُ ماءَ السَّيل أَن يَعْلُوَ منَازِل الكُوفة ومقابِرَها. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: النِّجَافُ هُوَ الدَّرَوَنْد والنَّجْران. وَقَالَ ابنُ شُميل: النِّجاف الَّذِي يُقال لَهُ الدَّوَّارة، وَهُوَ الَّذِي يَسْتَقبِلُ البابَ من أَعْلَى الأُسْكُفَّة. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: النِّجافُ أَيْضا شِمال الشَّاة الَّذِي يُعَلِّقُ على ضَرْعِها، وَقد أَنْجَفَ الرجل إِذا علق على شَاته النِّجاف، والمِنْجَفُ الزَّبيل، والنَّجَفُ قُشور الصِّلِّيان، والنّجْفُ: الحَلَبُ الجَيِّد حَتَّى يُنْفِضَ الضَّرْعَ. وَقَالَ الراجز يصف نَاقَة غَزِيرَة: تَصُفُّ أَو تُرْمِي على الصِّفوفْ إِذا أَتاها الحالِبُ النَّجوفْ والنَّجيفُ: النَّصْل الْعريض، وَجمعه نُجُفٌ، وَقَالَ أَبُو كَبِير: نُجُفٌ بَذَلْتُ لَهَا خَوَافِيَ طائرٍ حَشْرِ القوادم كاللِّفاعِ الأَطْحَلِ أَبُو عبيد، عَن الأمويّ: انتَجَفْتُ الشيءَ انتجافاً، وانتجثتُه انتجاثاً، إِذا استخرجته. وَقَالَ الْفراء: نِجافُ الْإِنْسَان مَدْرَعَتُه. وَقَالَ اللَّيْث: نِجَافُ التَّيْس جِلْدٌ يُشَدُّ بَطنِه والقضِيب، فَلَا يقدر على السِّفاد، وَيُقَال تَيْس مَنْجُوف. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الْمِنْجَفُ الزَّبِيل، وهوالمِجْفَنُ والمِسْمَدُ، والخِرْص والمِنْثَلة. نفج: قَالَ اللَّيْث: نَفَجَت الأَرْنَبُ تَنْفُجُ، وتَنفِجُ نُفُوجاً وانْتَفَجَت انْتِفاجاً، وَهُوَ أَوحَى عَدْوِها، وَقد أَنْفَجَها الصَّائِد إِذا أثارها من مَجْثَمِها. وَرجل مُنْتَفِجُ الجَنْبين، وبَعيرٌ مُنْتَفِجُ، إِذا خرجت خَواصِرُه. وَرجل نَفَّاج ذُو نَفْج، يَقُول مَا لَا يَفعل، ويَفْتَخِرَ بِمَا لَيْسَ لَهُ وَلَا فِيهِ. أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: النّافِجَةُ أوّلُ كُلَّ ريحٍ تَبْدأُ بِشدَّة. وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: حَفِيفُ نافِحَةٍ عُثْنُونُها حَصِبُ ويروى: (نافِجةٍ) .

قَالَ الأصمعيّ: وَأرى فِيهَا بَرْداً. وَقَالَ شَمَر: النّافِجَة من الرِّيَاح الَّتِي لَا تَشْعُر حَتَّى تَنْتَفِجُ عَلَيْك، وانتِفاجُها: خُروجُها عاصِفاً عَلَيْك وَأَنت غافل. أَبُو عُبيد، عَن أبي عَمْرو، قَالَ: النَّوافج بِالْجِيم مُؤخَّرات الضلوع، وَاحِدهَا نافِجٌ ونافِجَةٌ. وَقَالَ اللَّيْث: النِّفاجَةُ رُقْعَة للقميص تَحت الكُمّ، وَهِي تِلْكَ المربّعة. وَقَالَ ابْن السِّكيت: تُسَمى الدَّخاريص التّنافيج، لِأَنَّهَا تَنفُجُ الثَّوْب فتوَسِّعه، وَيُقَال: مَا الَّذِي استَنْفَجَ غضبك؟ أَي أَظهره وأَخرجه. وامرأةٌ نُفُجُ الحقيبة، إِذا كَانَت ضخمةَ الأرداف والمآكم، وَأنْشد: نُفُجُ الحقِيبَةِ بضَّةُ المَتَجرَّدِ وَقَالَ الراجز: تسمعُ للأعْبُد زَجراً نافجاً من قِيلهِم أَيا هجَا أَيا هَجا قَالَ بَعضهم: صوتٌ نافجٌ جَاف غليظ، وَقيل أَرَادَ بالزّجْر النافج: الَّذِي يَنْفُج الإبِلَ حَتَّى تتوسَّع فِي مَراعيها وَلَا تَجْتَمع. وَكَانَت الْعَرَب تَقول للرّجل إِذا وُلدت لَهُ بنت: هَنِيئًا لَك النّافجة، يَعنُون أَنه يزَوِّجها بإِبل تُمْهَرها، فَينفجُ بهَا إبِلَهُ أَي يُكثِّرها. وَيُقَال لِلْإِبِلِ الَّتِي يَرِثُها الدَّجل فيكثر بهَا إبِله: نافِجَةٌ أَيْضا. وَفِي الحَدِيث: ذِكر فتْنَتَيْن فَقَالَ: (مَا الأولى عِنْد الْآخِرَة، إلاَّ كَنَفْجَةِ أَرْنَب) يَعْنِي فِي تقليل المُدَّة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: نَفْجَةُ الأَرْنَب وثْبته من مَجْثمِه. ورُوي عَن أبي بكر، أَنه كَانَ يَجْلُبُ بَعِيرًا، فَقَالَ: (أأُنفِجَ أم أُلْبِد) ؟ وَمعنى الإنْفاج، إبَانَةُ الإناءِ من الضَّرْع عِنْد الحَلب، والإلباد، إِلْصَاقُ الإِناء بالضِّرع، ونَفَجت الفَرُّوجة من بَيْضَتها إِذا خَرجت. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: النَّفيج، بِالْجِيم، الَّذِي يَجِيء أَجْنَبِيّا فيدخُل بَين الْقَوْم، ويسْمُل بَينهم، ويُصْلح أمرَهم. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: النَّفيجُ: الَّذِي يَعْترض بَين الْقَوْم لَا يُصْلِحُ وَلَا يُفْسد. فنج: أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الفُنُجُ: الثُّقلاءَ من النَّاس. ج ن ب جنب، جبن، نجب، نبج، بنج: مستعملات. جنب: قَالَ الله جلّ وعزّ: {تَشْعُرُونَ أَن تَقُولَ نَفْسٌ ياحَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطَتُ فِى جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} (الزمر: 56) . سَلمة، عَن الفرّاء: الجَنْبُ: القُرْب، وَقَوله: {ياحَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطَتُ فِى جَنبِ} . أَي

فِي قُرْبِ الله وجواره، قَالَ والجَنْبُ: معظمُ الشَّيْء وأكثرُه، وَمِنْه قَوْلهم: هَذَا قَلِيل فِي جَنْبِ مودَّتك. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ فِي قَوْله: {فَرَّطَتُ فِى جَنبِ} : فِي قُرْب الله، من الْجَنَبَةِ. وَقَالَ الزّجاج: مَعْنَاهُ عَلَى مَا فَرَّطَتْ فِي الطَّرِيق الَّذِي هُوَ طريقُ الله الَّذِي دَعاني إِلَيْهِ، وَهُوَ توحيدُ الله، وَالْإِقْرَار بنبوَّةِ رَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ سعيد بن جُبَير فِي قَوْله: {وَالصَّاحِبِ بِالجَنْبِ} هُوَ الرَّفيق فِي السَّفر، {وَابْنِ السَّبِيلِ} (النِّسَاء: 36) : الضَّيْف، وَهُوَ قولُ عِكْرِمة ومُجاهد وَقَتَادَة. وَيُقَال: اتَّقِ الله فِي جَنْب أَخيكَ، وَلَا تَقْدَح فِي شَأْنه، وَأنْشد اللَّيْث: خلِيلَيَّ كُفَّا واذكرا الله فِي جنْبِيْ أَي فِي الوَقِيعَةِ فيَّ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله جلّ وعزّ: {وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ} (الْمَائِدَة: 6) . يُقَال للْوَاحِد: رجُلٌ جُنُبٌ، وامرأةٌ جُنُب، ورجلان جُنُبٌ، وقَوْمٌ جُنُبٌ، كَمَا يُقَال: رجلٌ رِضاً، وقومٌ رِضاً، وَإِنَّمَا هُوَ على تَأْوِيل ذوِي جُنب، فالمصْدَرُ يقومُ مقَام مَا أُضيف إِلَيْهِ. وَمن الْعَرَب من يُثَنِّي وَيجمع وَيجْعَل الْمصدر بمنزله اسمِ الْفَاعِل، وَإِذا جُمعَ جُنُب قيل فِي الرّجال: جُنُبُون، وَفِي النِّسَاء: جُنُبَات، وللاثنين: جُنُبَان. سَلمَة عَن الفرّاء: يُقَال من الجنَابة أَجْنَبَ الرجل وجنِب، وجنَّب، وتَجَنَّب. شمر: قَالَ الْفراء: أجنبت المرأةُ الرّجلَ إِذا ألْزَمهَا الْجَنَابَة، وَكَذَلِكَ كلُّ شَيْء يُجْنِب شَيْئا. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: أَجْنَبَ: تَبَاعَدَ. وَرُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس، أَنه قَالَ: الْإِنْسَان لَا يُجْنب، والثَّوْبُ لَا يُجنب، وَالْمَاء لَا يُجنب، وَالْأَرْض لَا تُجنب، وَتَفْسِيره: أَنَّ الجُنُب إِذا مَسَّ رَجُلاً لَا يُجْنِب، أَي لم يَنجُسَ بمُماسة الجُنب إِيَّاه، وَكَذَلِكَ الثَّوْبُ إِذا لَبِسَه الْجُنب لم يَنجس، وَالْأَرْض إِذا أَفضى إِلَيْهَا الجُنُب لم تَنجس، وَالْمَاء إِذا غَمَس الجُنُب فِيهِ يَده لم يَنجس. وَقيل للجُنُب: جُنُب، لِأَنَّهُ نُهِيَ أَن يَقْرَبَ مواضعَ الصَّلَاة مَا لم يتطَهَّر فتجنَّبها وَأَجنب عَنْهَا، أَي بَعُدَ. وَفِي الحَدِيث: (لَا جَنَبَ، وَلَا جلب) . وَهَذَا فِي سِباق الْخَيل والجَنبُ: أَن يَجْنبُ فَرساً عُرْياً إِلَى فَرسه الَّذِي يُسابق عَلَيْهِ؛ فَإِذا فَتَرَ المركوبُ تَحوَّل على المجْنوبُ. وَقد مرَّ تَفْسِير قَوْله: (لَا جَلَب) فِي الْبَاب قبله. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن الشّيخيّ عَن الرياشيّ فِي تَفْسِير قَوْله (لَا جَنب) . قَالَ: الجَنبُ أَن يكون الفرسُ قد أعْيا فَيُؤتى

بفرسٍ مُرَيَّح فَيجْرِي إِلَى جنبه ليجري الآخر بجريه كَأَنَّهُ يُنشِّطه. وَيُقَال: جَنَبتُ الْفَرس أَجْنُبُه جَنباً إِذا قُدْتَه. وَفِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة أنَّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث خالدَ بن الْوَلِيد يَوْم الفَتح على المُجنِّبة الْيُمْنَى؛ والزُّبير على المُجَنِّبة الْيُسْرَى، وجعَلَ أَبَا عُبيدة الحُسَّر وهم البياذقة. قَالَ شَمِر: قَالَ ابنُ الأعرابيّ، يُقَال: أَرْسَلوها مُجَنَّبين، أَي كتيبتين أَخذتا ناحِيَتي الطَّريق. وَقَالَ غَيره: المُجَنِّبة الْيُمْنَى هِيَ: مَيْمَنَة العَسْكَر؛ والمُجنِّبة الْيُسْرَى. هِيَ الميْسرة، والحسَّرُ: الرَّجَّالة. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال: نَزَل فلانٌ جَنْبةً يَا هَذَا، أَي نَاحيَة. وَقَالَ عمر فِي أَمْر النِّسَاء: (عَلَيْكُم بالجَنْبة، فَإِنَّهَا عفاف) . وَقَالَ الرَّاعِي: هَمّان باتا جَنْبةً ودَخِيلاً وَقَالَ اللّيث: رجلٌ ذُو جَنْبَة أَي ذُو عُزْلَة من النّاس. وَقَالَ شَمِر: جَنَبَتَا الوادِي ناحِيتاه، وَكَذَلِكَ جِنَاباه وَضِيفاه. وَيُقَال: أَصابنا مَطرٌ نَبَتت عَنهُ الجَبَبَة. قلت: والجَنْبَةُ اسمٌ وَاحِد لنُبُوتٍ كَثِيرَة، هِيَ كلُّها عُرْوَة، سُمِّيت جَنْبة لأنّها صَغُرت عَن الشّجر الْكِبَار، وَارْتَفَعت عَن الَّتِي لَا أَرومه لَهَا فِي الأَرْض، فَمن الجَنْبة: النَّصِيّ، والصِّلِّيان، والعَرْفج، والشّيح والمَكْر والجدَر وَمَا أشبههَا مِمَّا لَهُ أَرُومة تبقى فِي الْمحل، وتَعْصِمُ المَال. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال: أَعْطني جَنْبة، فيعطيه جِلْداً فيتّخِذُه عُلْبَه. والجَنْوب من الرِّياح: حارَّة، وَهِي تَهْبّ فِي كلِّ وَقت، ومَهَبُّها مَا بَين مَهَبّي الصَّبا والدَّبُّور، على صوب مَطْلعَ سُهَيل، وَجمع الجَنُوب: أَجْنُب، وَقد جَنَبَت الريحُ تَجْنُبُ جُنُوباً. قَالَ ابْن بُزرْج: وَيُقَال: أَجْنبْت أَيْضا. وَقَالَ الأصمعيّ: سَحابةٌ مَجْنوبَةُ: هبتَّ بهَا الجَنوب؛ وأَجْنَبْنَا منذُ أَيام، أَي دَخَلنا فِي الْجنُوب، وجُنِبْنا، أَي أَصابَتنا الجَنوب. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: قَالَ الأصمعيّ مَجيءُ الجَنوبُ مَا بَين مَطلَعَ سُهَيلٍ إِلَى مطلع الشَّمْس فِي الشّتاء. قَالَ وَقَالَ عُمارة: مَهَبّ الْجنُوب مَا بَين مَطْلَع سُهَيل إِلَى مَغْرِبِه. وَيُقَال: جُنِبَ فلَان؛ وَذَلِكَ إِذا مَا جُنبَ إِلَى دَابَّة والجَنببةُ: الدَّابةُ تُقاد، وَقد جَنِبَت الدابةُ جَنَباً، وفَرَسٌ طَوْعُ الجَنب والجِناب، وَهُوَ الَّذِي إِذا جُنب كَانَ سَهْلاً مُنقاداً وجَنب فلَان فِي بني فلَان، إِذا نَزل

فيهم غَرِيباً يَجنِب ويَجنُب. وَمن ثَمَّ قيل: رجل جانِبٌ؛ أَي غَرِيب، والجميع جُنّابٌ، وَرجل جُنُب غَرِيب، والجميع أَجْناب. وَيُقَال: نِعْمَ الْقَوْمُ هُمْ لِجارِ الجنَابَة، أَي لجارِ الغُرْبة. وجَنِب البعيرُ جَنَباً إِذا طَلَعَ من جنْبه. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الجَنب أَن يَعطَشَ البعيرُ عَطَشاً شَدِيدا حَتَّى تلتصق رِئته بجَنبه؛ وَقد جَنَب جنبا. قَالَ ذُو الرمة: كأَنهُ مُسْتَبان الشَّكِّ أَو جَنب وجَنَّب بَنو فلَان؛ فهم مُجَنِّبون، إِذا لم يكن فِي إِبلهم لَبن. وَقَالَ الْجُمَيح: لما رَأَتْ إِبِلى قَلّتْ حَلوبتُها وكلُّ عامٍ عَلَيْهَا عامُ تجَنيب يَقُول: كلُّ عَام يمرُّ بهَا، فَهُوَ عَام قِلّةٍ من اللَّبن. سَلمة؛ عَن الفرَّاء؛ قَالَ: الجَنابُ الجانِب، وَجمعه أجْنبه. ابْن السِّكّيت: الجَنيبة صُوف الثَّنِيِّ والعقِيقةُ: صُوفُ الجذَع. قَالَ: والجنيبة من الصُّوف أفضلُ من العَقيقة وَأكْثر. قَالَ: والجَبَنية النَّاقَةُ يُعطيها الرَّجلُ القومَ يمتارون عَلَيْهَا لَهُ، وَهِي العَلِيقَة. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: المَجنَبُ الخيْرُ الْكثير. يُقَال: خَيْرٌ مَجْنَبٌ. وَقَالَ كثَيِّر: وإذْ لَا ترى فِي النَّاس شَيْئاً يَفُوقُها وفيهنّ حُسْنٌ لَو تَأَمَّلتَ مَجْنَبُ قَالَ شمر: والمَجْنَبُ، يُقَال فِي الشَّر إِذا كَثُر، وَأنْشد: وكُفْراً مَا يُقوَّجُ مَجْنَبَا والمِجْنَبُ: التُّرْس، قَالَ سَاعِدَة: صَب اللَّهِيفُ السُّبُوبَ بطَغْيةٍ تُنْبِي العُقاب كَمَا يُلَطُّ المِجْنَبُ عَنَى باللَّهيف الْمُشْتار، وسُبُوبُه: حِبالُه الَّتِي يُدَلَّى بهَا إِلَى العَسَل، والطَّغْيَةُ: والصَّفَاةُ الْمَلْساء. أَبُو عبيد، عَن أبي عَمْرو: المُجَنَّبُ من الْخَيل: الْبعيد مَا بَين الرجلَيْن من غير فَجج، وَهُوَ مَدْح. وَقَالَ أَبُو عُبيدة: التّحْنِيبُ: أَن يُنَحِّي يَدَيْهِ فِي الرّفع والوَضْع. وَقَالَ الأصمعيّ: التَّجْنِيب بِالْجِيم فِي الرِّجْلين، والتَّحْنِيب بِالْحَاء فِي الصُّلْتِ وَالْيَدَيْنِ. والجِنابُ: أَرْض معروفَةٌ بنَجْد. وَيُقَال: لَجَّ فلَان فِي جِنابٍ قَبيح، أَي فِي مُجانَبَةِ أَهْلِه، وضَرَبه فَجَنَبَه، إِذا أَصابَ جَنْبَه.

وأخْصَبَ جَنابُ الْقَوْم بِفَتْح الْجِيم، وَهُوَ مَا حَوْلهم. وَيُقَال: مَرُّوا يَسِيرُونَ جِنابَيْه، وجِنَابَتيْه، وَجَنَبَتَيْه أَي ناحِيَتَيْه، وقَعَدَ فلَان إِلَى جَنْبِ فلَان؛ وَإِلَى جَانب فلَان. ابْن الْأَعرَابِي: جَنِبْتُ إِلَى لقائك، وغَرِضْتُ إِلَى لِقائك جَنَباً، وغَرَضاً، أَي قَلِقْتُ من شدَّة الشَّوْق إلَيْك. وذَاتُ الْجَنب: عِلَّةٌ صَعْبَةٌ، تأخُذُ فِي الجَنب. وَقَالَ ابْن شُميل: ذاتُ الجَنْب هِيَ الدُّبَيْلة، وَهِي قَرْحَةٌ قبيحة تثقبُ الْبَطن، وَرُبمَا كَنَوْا عَنْهَا فَقَالُوا: ذاتُ الجَنْب، قَالَ: وجَنِبَت الدَّلْوُ تَجْنِبُ جَنَباً، إِذا انْقَطَعت مِنْهَا وَذَمَةٌ، أَوْ وَذَمتان فمالَت. سَلمَة، عَن الْفراء: الجَناب الْجَانِب، وَجمعه أَجْنِبَة. وَقَالَ اللَّيْث: رجل ليّن الْجَانِب والجَنْب، أَي سهل القُرْب، وَأنْشد: الناسُ جَنْبٌ والأمير جَنب كَأَنَّهُ عدلَه بِجَمِيعِ النَّاس. وَقَوله عزْ وجَلَّ مُخْبِراً عَن دُعَاء إِبْرَاهِيم إِيَّاه: {وَاجْنُبْنِى وَبَنِىَّ أَن نَّعْبُدَ الاَْصْنَامَ} (إِبْرَاهِيم: 35) أَي نَجِّني. يُقَال: جَنَبتُه الشَّرَّ وأجْنَبتُه، وجَنَّبتُه بِمَعْنى وَاحِد، قَالَه الْفراء والزجاج وَغَيرهمَا. وَقَالَ اللَّيْث: الجَأْنب بالْهمز، الرَّجل الْقَصِيرُ الجافي الخِلقة، وَرجل جأنب إِذا كَانَ كزّاً قَبيحاً. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: وَلَا ذاتُ خَلْقٍ إنْ تأَمَّلتَ جَأَنب قَالَ: والجُنابيَ، لُعْبةٌ لَهُم، يتَجانَب الغُلامان فَيعتَصِمُ كل وَاحِد من الآخر. ورَجلٌ أَجْنب: وَهُوَ الْبَعيد مِنْك فِي القَرابة، وأَجْنبيُّ مثله، والجارُ الجُنب، هُوَ الَّذِي جاوَرَك ونَسَبُه فِي قومٍ آخَرين. وَقَالَ عَلْقَمَة: فَلَا تَحْرِمَنِّي نائِلاً عَن جَنَابَةٍ فَإِنِّي امرؤٌ وَسْط القِبابِ غَريبُ وَقَالَ أَبُو عَمْرو فِي قَوْله: (عَن جَنَابَةٍ) أَي بعد غُرْبَةٍ. وَيُقَال: نِعْمَ الْقَوْم هم لِجَارِ الجَنَابَة، أَي لِجار الغُرْبَة، والجنَابة: ضِدُّ القَرابة. وَفِي الحَدِيث: (المَجْنُوبُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَهيد) . قيل: المجنُوبُ، الَّذِي بِهِ ذَات الجَنْب، يُقَال: جُنِبَ فَهُوَ مَجْنُوب، وصُدِرَ فَهُوَ مَصْدُور، وَيُقَال: جَنِبَ جَنَباً، إِذا اشْتَكَى جَنْبَه، فَهُوَ جَنِب. كَمَا يُقَال: رجل فَقِرٌ وظَهِرٌ، إِذا اشْتَكَى ظَهْره وفَقارَه. جبن: فِي الحَدِيث: أنَّ النَّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم احتضَنَ أَحَدَ ابْنَيْ بِنْتَه، وَهُوَ يَقُول: (إِنَّكُم

لَتُجِّبنُون، وتُبَخِّلون، وتُجَهِّلُون، وَإِنَّكُمْ لمن رَيْحان الله) . يُقَال: جَبَّبْتُ الرّجل، وبَخَّلْتُه، وجَهَّلْتُه، إِذا نَسَبْته إِلَى الجُبن، والبُخل، وَالْجهل. وأَجْبَنْتُه، وأَبُخَلْتُه، وأَجْهَلْتُه، إِذا وَجدْتَه جَباناً بَخيلاً جَاهِلا، يُرِيد: أَن الْوَلَد لما صَار سَببا لجُبن الْأَب عَن الْجِهَاد، وإنْفاق المَال، والافْتِتان بِهِ، كَانَ كأَنَّه نَسَبَه إِلَى هَذِه الْخلال، ورماه بهَا، وَكَانَت الْعَرَب تَقول: (الْوَلَد مجْنَبَةٌ مَبْخَلَة) . ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ، عَن المُفَضَّل: الْعَرَب تَقول: فلانٌ جَبَان الْكَلْب، إِذا كَانَ نِهَايَة فِي السَّخاء، وَأنْشد: وأَجْبَنُ مِنْ صَافِرٍ كَلْبُهُمْ وإنْ قَذَفَتْهُ حَصَاةٌ أَضافا قَذَفته: أَصَابَته. أضَاف: أَي فرّ وأَشْفَق. أَبُو زيد: امرأةٌ جَبان وجَبانَة. وَقَالَ اللّيث: رجلٌ جَبان، وامرأَة جَبانة، وَرِجَال جُبناء، وَنسَاء جَبانات. قَالَ: وأَجْبَنْتُه، حَسِبْتُه جَباناً. والجبين: حرف الجَبْهة مَا بَين الصُّدْغَيْن، عِدَاءَ النّاصية، كل ذَلِك جبين وَاحِد. قَالَ: وبعضٌ يَقُول هما جَبينان. قلت: وعَلى هَذَا كَلَام الْعَرَب، والجبهة بَين الجبينين. وَقَالَ اللَّيْث: جَبّانَةٌ واحدةٌ، وجَبَابِينُ كَثِيرة. وَقَالَ شِمر: قَالَ أَبُو خَيْرَة: الجَبَّان مَا اسْتَوى من الأَرْض فِي ارْتِفَاع، ويكونُ كريمَ المَنْبِت. وَقَالَ ابنُ شُميل: الجَبَّانَة مَا اسْتَوَى من الأَرْض ومَلُسَ وَلَا شَجَر فِيهِ، وَفِيه آكامٌ وجِلاهٌ، وَقد تكون مستويةٌ لَا آكامَ فِيهَا وَلَا جِلاه، وَلَا تكونُ الجَبَّانَةُ فِي الرَّمْل وَلَا فِي الْجَبَل، وَقد تكون فِي القِفاف والشَّقائق، وكل صحراءَ جَبَّانة. وَقَالَ اللَّيْث: الجُبُنُّ مُثَقَّل الَّذِي يُؤْكَل، الْوَاحِدَة جُبُنَّة، وَقد تَجَبَّنَ اللّبن، إِذا صارَ كالجُبُنِّ. ورُوي عَن مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة، أَنه قَالَ: كُلِ الْجُبُنَّ عُرْضاً، رَوَاهُ أَبُو عُبيد بتَشْديد النُّون، وَيُقَال: اجْتَبَنَ فلانٌ اللّبَن، إِذا اتَّخذهُ جُبُنّاً. نجب: قَالَ اللَّيْث: النَّجَبُ قُشُورُ الشَّجر، وَلَا يُقال لما لاَنَ من قِشْرِ الأغْصَان نَجَب، وَلَا يُقال قِشْرُ العُروق، وَلَكِن يُقَال: نَجَبُ العُروق، والقِطعة مِنْهُ نَجَبَةٌ، وَقد نَجَّبْتُه تَنجيباً، وَذهب فلانٌ يَنْتَجِبُ أَي يَجْمَعُ النَّجَب. قلت: النَّجب قشورُ السِّدْرِ يُصْبَغُ بِهِ. وَقَالَ ابْن السّكيت: سِقَاءُ مَنْجُوب، أَي دُبِغَ بالنَّجَب، وَهُوَ قُشورُ، سُوقِ الطَّلْح، وسِقاء نجَبِيّ.

أَو عُبيد، عَن الْأَحْمَر: المَنْجُوبُ الْجِلْدُ المدبوغُ بالنَّجَب وَهُوَ لحاءُ الشَّجر. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: أَنْجَب الرجلُ جَاءَ بِولد نجيب، وأَنجب، إِذا جَاءَ بِولد نجيب، قَالَ: وَمن جَعَله ذَمّاً أخذَه من النَّجب، وَهُوَ قِشْرُ الشَّجر. أَبُو عُبيد، عَن أبي عَمْرو: المِنْجابُ الرَّجل الضَّعيف وَجمعه مَناجِيب، وَأنْشد لعُرْوَة: بَعَثْتُهُ فِي سَوادِ اللَّيْلِ يَرْقُبُنِي إِذْ آثَرَ النَّومَ والدِّفْءَ المناجِيبُ وَقَالَ الأصمعيّ: المِنْجابُ من السِّهام مَا بُرِيَ وأُصْلِح، وَلم يُرَشْ وَلم يُنَصَّل. وأَنجَبَت الْمَرْأَة، إِذا وَلَدتْ ولدا نجيباً، وامرأَةٌ مِنْجاب: ذَات أَوْلَاد نُجَباء، ونساءٌ مَناجِيب. وَقَالَ اللَّيْث: النَّجابَةُ مَصْدرِ النَّجِيب من الرِّجَال، وَهُوَ الكريمُ ذُو الحسَب إِذا خَرج خُروج أَبِيه فِي الْكَرم، وَالْفِعْل نَجُب يَنْجُب نجابَةً، وَكَذَلِكَ النَّجابَة فِي نَجَائِب الْإِبِل، وَهِي عِتاقها الَّتِي يُسابَقُ عَلَيْهَا، وَقد انْتَجب فلانٌ فلَانا، إِذا استخلَصَه واصطفاه على غَيره. نبج: أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: رَجُلٌ نَبَّاجُ، ونَبَّاحُ: شَدِيد الصَّوْت. وَقَالَ اللَّحيانيّ: هُوَ نَبيجُ الْكَلْب، ونَبُجُه، ونَبيحُه، ونَبْحُه. وَقَالَ اللَّيْث: النَّبْجُ ضَرب من الضُّرَاط قَالَ: وَنَبَجَتِ القَبَجةُ، إِذا خَرجت من جُحْرِها. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: أَنْبجَ الرَّجُل، إِذا خَلَّطَ فِي كَلَامه. وَقَالَ اللَّيْث: الأنْبجُ حَمْلُ شَجَرَةٍ هِنْدِية، تُرَبَّب بالعَسَل على خِلْقة الخَوْخ، مُجَرَّفُ الرَّأْس، يُجْلب إِلَى العِراق وَفِي جَوْفِه نَواةٌ كنواة الخَوْخ، وَمِنْه اشتُقَّتْ الأَنْبجات الَّتِي تُرَبَّب بالعسل من الأَتْرُجِّ، والأَهْلِيلَجة وَنَحْوهَا. اللّحيانيّ: يُقال للضَّخْم الصَّوْتِ من الْكلاب: إِنَّه لَنَبّاجٌ، ونُبَاجِيّ، وَإنَّهُ لَشَدِيدُ النُّباج والنِّباج. وَقَالَ ابْن الْفرج: وَسَأَلت مُبْتكراً عَن النُّباج فَقَالَ: لَا أَعْرفُ النُّباجَ إِلَّا الضُّراط. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: النّابِجَةُ والنَّبيجُ كَانَ من أَطعمة العَرب فِي المجاعة، يُخاضُ اللَّبن فِي الْوَبرَ ويُجْدَح. وَقَالَ الجعديّ يذكر نسَاء: تَركْنَ بَطالَةً وأَخَذن جِذّاً وأَلْقَيْنَ المكاحِلَ للنَّبِيج قَالَ ابْن الأعرابيّ: الجِذُّ والمِجَذُّ: طَرَفُ المِرْوَد. وَمِنْه قَول الراجز:

قالَتْ وَقد سَافَ فَجَذُّ المِرْوَدِ ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: أَنْبَجَ الرَّجُلُ: جَلَس على النِّباج، وَهِي الآكام الْعَالِيَة. قَالَ، وَقَالَ المفَضّل: الْعَرَب تَقول للمِخْوَض: المِجْدَحَ، والمِزْهَف، والنَّبَّاج. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: نَبَجَ، إِذا قَعَدَ على النَّبَجة، وَهِي الأكمة. ونَبَجَ إِذا خَاضَ سَويقاً أَو غَيره. والنُّبُجُ: الغرائر السُّود، وَفِي بلادِ الْعَرَب نِباجان، أَحدهمَا على طَرِيق الْبَصْرَة، يُقَال لَهُ: نِبَاجُ بني عَامر، وَهُوَ بحذاء فَيْد، والنِّباج الآخر نِباجُ بني سَعْد بالقَرْيتين. بنج: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال: أَبنَجَ الرجل إِذا ادَّعى إِلَى أصل كريم، قَالَ: والبُنْجُ الأُصول. وَقَالَ ابْن السِّكيت عَن الأصمعيّ: رَجَع فلَان إِلَى جِنْجِه، وبِنْجِه، أَي إِلَى أَصْلِه وعِرْقِه. ج ن م جنم، جمن، نجم، مجن، منج: مستعملة. أهمل اللَّيْث: جنم. جنم: روى أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الْجَنْمَةُ جماعَةُ الشَّيْء. قلت: أَصْلُه الجَلْمَه، فَصُيِّرت اللَّام نوناً، وَقد أَخَذ الشَّيْء بجَلْمَته وجَنْمته، إِذا أَخَذَه كلَّه. جمن: قَالَ اللَّيْث: الجُمانُ من الفِضّة، يُتَّخَذُ أَمْثال اللُّؤْلُؤ. وَقَالَ غَيره: توهَّمه لبيدُ لُؤْلُؤَ الصَّدف البَحريَّ فَقَالَ فِيهِ: كَجُمانَةِ البَحْرِيّ سُلَّ نِظامُها نجم: قَالَ الله جلَّ وعزَّ: {} (النَّجْم: 1) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: أَقسم الله جلَّ وعزَّ بالنَّجم، وَجَاء فِي التَّفْسِير، أَنه الثريا، وَكَذَلِكَ سَمَّتها الْعَرَب. وَمِنْه قَول ساجعهم: طَلَعَ النجْمُ غُدَيَّهْ، ابتَغَى الرَّاعِي شُكَيَّهْ. وَقَالَ الشَّاعِر: فباتَتْ تَعُدُّ النجْمَ فِي مُسْتَحِيرَةٍ سَريعٍ بأَيدي الآكلين جُمودُها أَرَادَ الثُّريا. قَالَ: وَجَاء فِي التَّفْسِير أَيْضا، أَن النَّجم نزولُ القرآنِ نَجْماً بعد نجْم، وَكَانَ ينزل مِنْهُ الْآيَة والآيتان، وَكَانَ بَين أوَّل مَا نَزل مِنْهُ وَآخره عِشرون سنة. قَالَ، وَقَالَ أهل اللُّغَة: النَّجْم بِمَعْنى النُّجُوم، وَأما قَوْله جلّ وَعز: {بِحُسْبَانٍ وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ} (الرحمان: 6) . فَإِن

أهل اللُّغَة وَأكْثر أهل التَّفْسِير قَالُوا: النَّجم: كل مَا نَبَتَ على وَجه الأَرْض مِمَّا لَيْسَ لَهُ سَاق، وَمعنى سجودهما: دَوَران الظِّلِّ مَعَهُمَا. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: قد قيل إِن النَّجم يُرَاد بِهِ النُّجُوم، وَجَائِز أَن يكونَ النَّجْم هَا هُنَا، مَا نَبت على وَجه الأَرْض، وَمَا طلع من نُجُوم السَّمَاء، وَيُقَال لكلِّ مَا طلع: قد نجمَ. وَقَالَ الله جلَّ وعزّ فِي قصَّة إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام: {بِرَبِّ الْعَالَمِينَ فَنَظَرَ نَظْرَةً فِى النُّجُومِ فَقَالَ إِنِّى سَقِيمٌ} (الصافات: 88، 89) . وأُثْبِتَ لنا عَن أَحْمد بن يحيى، أَنه قَالَ فِي قَوْله: (فَنظر نظرةً فِي النُّجوم) ، قَالَ: جمْعُ نجم، وَهُوَ مَا نَجم من كَلَامهم لمّا سأَلوه أَن يخرج مَعَهم إِلَى عِيدهم، قَالَ: ونَظَرَ هُنَا، تَفَكَّرَ لِيُدَبِّر حُجَّة، فَقَالَ: {النُّجُومِ فَقَالَ إِنِّى سَقِيمٌ} أَي سقيم من كفْرِكُم. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: (فَنظر نظرةً فِي النجومِ فَقَالَ إنِّي سقيم) . قَالَ لِقَوْمِهِ وَقد رأى نَجْماً: (إِنِّي سقيمُ) أَوْهمَهم أنَّ بِهِ طاعوناً {للهإِنِّى سَقِيمٌ فَتَوَلَّوْاْ عَنْهُ} (الصافات: 90) فِرَارًا من عَدْوى الطَّاعُون. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للْإنْسَان إِذا تَفَكَّرَ فِي أَمر لينْظر كَيفَ يُدَبِّرُه: نظر فِي النُّجُوم. وَقَالَ: وَهَكَذَا جَاءَ عَن الْحسن فِي تَفْسِير قَوْله: {بِرَبِّ الْعَالَمِينَ فَنَظَرَ نَظْرَةً فِى} أَي تفكر مَا الَّذِي يصرفُهم عَنهُ إِذا كلَّفُوه الْخُرُوج مَعَهم. قَالَ: والنجومُ تجمعُ الْكَوَاكِب كلَّها، قَالَ: والنجوم وظائف الْأَشْيَاء وكلُّ وظيفَة نجْم. قَالَ: والنجوم مَا نجم من الْعُرُوق أَيَّام الرّبيع، ترى رؤوسَها أَمْثَال المسالِّ تَشُقُّ الأَرْض شَقّا. ونجَم النَّبَات، إِذا طلع. وَقَالَ غَيره: يُقال جَعَلتُ مَالِي على فلَان نجوماً مُنَجَّمَة، يُؤدَّى كلُّ نجم مِنْهَا فِي شهر كَذَا، وأصل ذَلِك أَن الْعَرَب كَانَت تجْعَل مطالع منَازِل الْقَمَر ومساقطها، مواقيتَ لحلول ديونها، فَتَقول: إِذا طلع النَّجْم، وَهُوَ الثُّريا، حلَّ لي عَلَيْك مَالِي، وَكَذَلِكَ سائرُها. قَالَ زهيرٌ يذكر دِياتٍ جُعلت نجوماً على الْعَاقِلَة: يُنَجّمها قومٌ لقومِ غَرَامَة وَلم يُهَرِيقُوا بَينهم ملْءُ مِحْجم فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَام جعل الله جلَّ وعزَّ الأهِلَّةَ مَوَاقِيت لما يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ من معرفَة أوقاتِ الْحَج والصَّوم، ومَحِلِّ الدُّيُون، وسموها نجوماً فِي الدُّيُون المنَجَّمة وَالْكِتَابَة اعْتِبَارا بالرسم الْقَدِيم الَّذِي عرفوه، واحتذاءً حَذْوَ مَا أَلِفوه، وكَتبوا فِي ذكر حُقُوقهم المؤجَّلة نجوماً،

وَقد جعل فلانٌ مَاله على فلَان نجوماً يُؤدِّي عِنْد انْقِضَاء كلِّ شهر مِنْهَا نجماً، فَهِيَ مُنَجَّمةٌ عَلَيْهِ. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: النَّجْمَةُ شَجَرَة، والنجمة الْكَلِمَة، والنجمةَ نَبْتَةٌ صَغِيرَة، وَجَمعهَا نَجْم. قَالَ: فَمَا كَانَ لَهُ سَاق فَهُوَ شَجر، وَمَا لم يكن لَهُ سَاق فَهُوَ نَجْم. وَقَالَ أَبُو عُبيد: السَّرَاديخُ أَمَاكِن تنْبت النجمَةَ والنَّصِيّ. قَالَ: والنجمَة تَنْبُتُ مُمْتَدَّة على وَجه الأَرْض. وَقَالَ شمِر: النَّجَمَةُ هَا هُنَا بِالْفَتْح، وَقد رَأَيْتهَا بالبادية، وفَسَّرَها غيرُ واحدٍ مِنْهُم، وَهِي الثَّيِّلَةُ، وَهِي شُجَيُرَةٌ خضراء، كَأَنَّهَا أوّل بَذْر الحَبِّ حِين يخرج صِغاراً، قَالَ: وَأما النجمة، فَهُوَ شَيْء ينْبت فِي أصُول النّخْلة وَأنْشد: أَخُصْيَيْ حِمارٍ ظلَّ يَكْدِمُ نَجْمةً أَتُؤْكَلُ جاراتي وجارك سالِمُ وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِك، لِأَن الْحمار إِذا أرادَ أَن يَقْلَع النجمة، وكَدَمها ارْتَدّتْ خُصْياه إِلَى مُؤَخَّره. قلت: النجمة لَهَا قَضْبَة تفترش الأَرْض افتراشاً. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: أَنجَمَ المطرُ، إِذا أَقْلع، وَكَذَلِكَ أَقْصَم وأَقصى. وَيُقَال: مَا نَجَم لَهُم مَنْجَمٌ مِمَّا يطْلبُونَ، أَي مَخرَج، لَيْسَ لهَذَا الأَمر نَجْمٌ، أَي أصل. والمنجَم: الطَّريق الواضِح. وَقَالَ البَعيثُ: لَها فِي أَقَاصِي الأَرْض شَأْوٌ ومَنْجم ومِنْجَما الرِّجل: كَعْباها. وَقَالَ شمر فِي قَول ابْن لَجأ، قَالَ: وأنشده أَبُو حبيب الأعرابيّ: فَصَجَّتْ وَالشَّمْس لم تُنعم أَن تَبلُغَ الجُدَّةَ فَوق المَنْجَمِ قَالَ: مَعْنَاهُ لم تُردْ أَن تبلغ الجُدَّة، وَهِي جُدَّة الصُّبح؛ طَرِيقَته الْحَمْرَاء، والمَنْجَمُ: مَنْجَمُ النَّهَار حِين يَنْجُم. منج: قَالَ اللَّيْث: المَنْجُ إِعراب المَنْك، دَخيل فِي الْعَرَبيَّة. قَالَ: وَهُوَ حَبٌّ إِذَا أُكِل أَسْكَر آكِلَه، وغَيَّر عَقْلَه. مجن: قَالَ اللَّيْث: الماجِنُ والماجِنَةُ معروفان، والمجَانة أَلا يُبالي مَا صَنَع وَمَا قِيل لَهُ، والفِعْل: مَجَن مُجُوناً. قلت: وَسمعت أَعرابياً يَقُول لخادم لَهُ كَانَ يَعْذِلُه وَهُوَ لَا يَريعُ إِلَى قَوْله: أَراكَ قد مَجَنتَ عليّ الْكَلَام. أَرَادَ أَنه مرَن عَلَيْهِ، لَا يَعْبأ بِهِ، وَمثله: مَرد على الْكَلَام. قَالَ

أبواب الجيم والفاء

الله تَعَالَى: {مَرَدُواْ عَلَى النَّفَاقِ} (التَّوْبَة: 101) . والماجِنُ عِنْد الْعَرَب: الَّذِي يرْتكب المقابِحَ المُرْدِية، والفضائحَ المُخزية، وَلَا يمضُّه عَذْلُ العاذل، وتأنيبُ المُوبِّخ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: المجْنُ خَلْطُ الجِدِّ بِالْهَزْلِ، يُقَال: قد مَجَنْتَ فاسْكُتْ، وَكَذَلِكَ المسْنُ، وَقد مسَنَ ومجَن بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ اللَّيْث: المَجَّانُ عطيةُ الشَّيْء بِلَا مِنَّةٍ وَلَا تَمَنّ. وَأَخْبرنِي المنذريّ، عَن أبي الْعَبَّاس أَنه قَالَ: سَمِعت ابنَ الأعرابيّ يَقُول: المَجَّانُ عِنْد الْعَرَب الْبَاطِل، وَقَالُوا: ماءٌ مَجَّان. قلت: وَالْعرب تضع المجّان مَوضِع الشَّيْء الْكَبِير الْكَافِي، يُقَال تمْرٌ مجان وماءٌ مجان، أَي كثير وَاسع، واستَطعَمني أعرابيٌّ تَمرا فأطعمته كُتْلة، واعتذرتُ إِلَيْهِ من قلَّته، فَقَالَ: هَذَا وَالله مَجّان، أَي كثيرٌ كافٍ. (أَبْوَاب الْجِيم وَالْفَاء) ج ف ب: مهمل) ج ف م مفج: سَلمَة عَن الْفراء: رجل نَفَّاجَةَ مَفَّاجة، إِذا كَانَ أَحمَق مائقاً، وَقد نَفَجَ ومَفَجَ. (بَاب الْجِيم وَالْبَاء مَعَ الْمِيم) ج ب م (بجم) : عَمْرو عَن أَبِيه: رَأَيْت نَجْماً من النَّاس، وَبَجْذاً، أَي جمَاعَة، قَالَ: والنَجْمُ الْجَمَاعَة الْكَثِيرَة. وَقد بَجَّمَ الرّجل، إِذا سكت.

باب الجيم والشين

كتاب الثلاثي المعتل من حرف الْجِيم (بَاب الْجِيم والشين) ج ش و (وَا يء) جشو، جشأ، جاش، شجا، وشج، أشج. شجا: أَبُو عبيد، عَن أبي زيد: شجاني الحبُّ يشجوني شَجْواً. وَأَخْبرنِي المنذريّ، عَن الحرانيّ، عَن ابْن السكِّيت، أَنه قَالَ الشجْوُ الحزْن، يُقَال: شجاه شَجْواً، قَالَ: وأَشْجاه يُشجيه، إِذا أَغَصَّهُ، وَقد شَجِيَ يَشْجَى شَجًى. ابْن شُميل: شَجَاه يَشْجُوه حَزَنَه، قَالَ: وأَشْجَيْتُ فُلاناً عَنِّي، إِمَّا غَرِيمٌ. وإمَّا رَجُلٌ سَأَلَكَ فأعْطَيتَه شَيْئاً أَرْضَيْتَه بِهِ، فَذهب، فقد أَشْجَيْتَه. وَيُقَال للْغَرِيم: شَجًى عَنِّي يَشْجَى شَجًى، أَي ذهبَ. أَبُو زيد: أَشْجَاني قِرْنِي إِشْجاءً، إِذا قهَرَك وغَلَبَكَ حَتَّى شَجِيتَ بِهِ شَجَّى، وَمثله: أَشجاني العُودُ فِي الحَلْق حَتَّى شَجِيتُ بِهِ شَجًى. وَقَالَ أَبُو عبد الرحمان: أَشجاه العَظْمُ، إِذا اعترضَ فِي حَلْقه، وأَشْجَيْتُ الرَّجل إِذا أَوْقَعْتَه فِي حُزْن. وَقَالَ غيرُه: شجَانِي تَذَكُّرُ إِلْفِي، أَي طَرَّبَنِي وهَيَّجَنِي، وأَشْجَانِي: حَزَنَنِي وأَغْضَبَنِي. الحرانيّ، عَن ابْن السكّيت: الْعَرَب تَقول: وَيْلٌ للشَّجِي من الخَلِيّ، فالشّجي مَقْصور والخَلِيّ مَمْدُود. وَقَالَ غَيره: الشَّجي الَّذِي شَجِيَ بعظمٍ فغَصَّ بِهِ حَلْقُه، يُقَال: شَجِيَ يَشْجَى شَجًى، فَهُوَ شَجٍ كَمَا ترى، وَكَذَلِكَ الَّذِي شَجِيَ بالهمِّ فَلم يجد مَخْرجاً مِنْهُ، وَالَّذِي شَجِيَ بِقِرْنِهِ فَلم يُقاوِمْه، وكلُّ ذَلِك مَقْصور. قلت: وَهَذَا هُوَ الكلامُ الفصيح، فَإِن تجامَلَ إِنْسَان ومَدَّ الشَّجِيّ فَلهُ مَخَارِجُ فِي

الْعَرَبيَّة، تُسَوِّغُ لَهُ مذهَبه، وَهُوَ أَن تجعلَ الشَّجِيَّ بِمَعْنى المَشْجُوّ. (فعيلاً) من شَجَاه يَشْجُوه، فَهُوَ مَشْجُوٌ وشَجِيّ. وَالْوَجْه الثَّانِي: أنَّ الْعَرَب تَمُدُّ (فَعِلاً) بياء، فَتَقول: فلَان قَمِنٌ لذَلِك، وقمين، وسَمِج وسمِيج: وَفُلَان كَرَ وكَرِيّ للنائم، وَأنْشد ابنُ الأعرابيّ: مَتَى تَبِتْ بِبَطْنِ وادٍ أَو تَقِل تَتْرُكْ بهِ مِثْلَ الكَرِيِّ المُنْجَدِلْ أَرَادَ بالكَرِيّ الناعس الَّذِي قد كَرِيَ. وَقَالَ المتنخل الهذليّ: وَمَا إنْ صَوْتُ نَائِحَةٍ شَجِيُّ فشدَّد الْيَاء، وَالْكَلَام صوتٌ شَجٍ. وَالْوَجْه الثَّالِث: أَن الْعَرَب تُوازي اللَّفظ بِاللَّفْظِ إِذا ازْدَوَجَا؛ كَقَوْلِهِم: إنِّي لآتية بالغَدايا والعَشايا، وَإِنَّمَا تُجْمَعُ الغدة غَدَوات، فَقَالُوا: غَدايا لازدواجه بالعشايا. وَيُقَال: مَا ساءَه وناءَه، وَالْأَصْل: أَنَاءه وَكَذَلِكَ وازنوا الشَّجِيَّ بالخَلِيّ. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الشَّجْوُ الْحَاجة، والشَّجْوُ الحُزْن، قَالَ: وشَجاه الغِنَاءُ، إِذا هَيَّجَ أَحْزَانَه وشَوَّقَه. وَقَالَ اللَّيْث: شَجَاهُ الهَمُّ. وَفِي لغةٍ: أَشْجَاه، وَأنْشد: إنِّي أَتَانِي خَبَرٌ فأَشجانْ إنَّ الْغُواةَ قَتلُوا ابنَ عَفانْ قَالَ: والشَّجا مَقْصُورٌ، مَا نَشَبَ فِي الحَلْق من غُصَّةِ هَمَ أَوْ عُودٍ، والفِعْلُ: شَجِيَ يَشْجَى، والشَّجَى: اسْم ذَلِك الشَّيء وَأنْشد: ويَرانِي كالشَّجَا فِي حَلْقِهِ عَسِراً مَخْرَجُه مَا يُنْتَزَعْ قَالَ: مَفَازَةٌ شَجْوَاء: صَعْبَةُ المَسْلَك مُهِمَّةٌ. وَيُقَال: بَكَى فلانٌ شَجَوَه، ودَعَتِ الحمامةُ شَجوها. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: الشَّجَوْجَى الطَّويل، وَقيل هُوَ الطَّوِيل الرِّجْلَين الْقَصيرُ الظَّهْر. وَيُقَال للعَقْعَق شَجَوْجَى، وَالْأُنْثَى شَجَوْجَاةٌ، قَالَه اللَّيْث. وَقَالَ الأصمعيّ: جَمَّشَ فَتًى مِنَ الْعَرَب حَضَرِيَّةً، فتشاجَتْ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا: وَالله مالكِ مُلَاءَةُ الحُسنِ، وَلَا عَمُودُه وَلَا بُرْنُسُه، فَمَا هَذَا الِامْتِنَاع؟ قَالَ الأصمعيّ: قَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء: مُلاءتُه بَياضه، وعَمُودُه طُولُه؛ وبُرْنُسه شَعْرُه، وَمعنى قَوْله: (فتشاجَتْ عَلَيْهِ) أَي تَمَنَّعَتْ وتحازَنَتْ، وَقَالَت: وَاحَزَناً حِين يَتَعرض جِلْفٌ لمثلي. وشج: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: وَشَجَتْ العُرُوقُ والأَغْصَانُ وكلُّ شيءٍ يَشْتَبِك؛ فَهُوَ واشِجٌ، وَقد وَشَجَ يَشِجُ وَشِيجاً، والوَشيج من القَنَا والقَصَبِ، مَا ثَبَتَ مِنْهُ مُعْتَرِضاً

مُلْتفّاً، دخل بعضُه فِي بعض؛ وَهُوَ من القَنا أَصْلَبُه. وأنشَدَ اللّيث: والقراباتُ بَيْنَنا واشِجاتٌ مُحْكَمَاتُ القُوى بِعَقْدٍ شَدِيدِ قَالَ: والوشِيجَةُ لِيفٌ يُفْتَل، ثمَّ يُشَدُّ بَين خَشَبَتَيْن يُنْقَلُ بِهِ البُرُّ المحصودُ وَمَا أشبهه من شُبَيْكةٍ بَين خَشبتيْن، فَهِيَ وَشِيجةٌ، مثل: الكَسِيح وَنَحْوه. والمُوَشَّجُ: الأمْرُ الْمُداخَلُ بعضه فِي بعْض وأنشدَ: حَالا بحالٍ يَصْرِفُ الْمُوَشَّجا وَلَقَد وَشَجَتْ فِي قلبه أمورٌ وَهُموم. أَبُو عُبيد: الواشِجَة الرَّحِمُ الْمُشْتَبِكةُ الْمُتَّصِلة. وَقَالَ الكسائيّ: هُم وَشِيجةٌ فِي قَولهم وَوَلِيجَة، أَي حَشْوٌ. وَقَالَ النَّضر: وَشَجَ فلانٌ مَحْمِلَهُ وَشْجا إِذا شَبَّكَه بِقِدَ أَو شَرِيطٍ لِئَلَّا يسقُط مِنْهُ شَيْء. أشج: قَالَ اللَّيْث: الأَشَجُّ أكبر من الأَشقّ وهما مَعًا هَذَا الدَّوَاء. جوش جَيش: قَالَ اللَّيث: الجَيْشُ، جُنْدٌ يَسِيرُونَ لحرْب أَو غَيرهَا، قَالَ: والجَيْش جَيَشانُ القِدْر، وكلُّ شَيء يَغْلِي، فَهُوَ يَجِيش، حَتَّى الهَمّ والغُصَّة فِي الصَّدر، والبَحرُ يَجيشُ، إِذَا هَاج. أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: جاشَتْ نفسُه جَيْشاً، إِذا دَارَت للغَثَيان، وجَشَأَت، إِذا ارْتَفَعَتْ من حُزْنٍ أَو فَزع. وَقَالَ اللَّيْث: جَأْشُ النَّفْس، رُوَاعُ القَلْبِ، إِذا اضطربَ عِنْد الفَزَع، يُقَال: إنَّه لَوَاهِي الجأْشِ، وإِذا ثَبَت قيل: إنَّه لَرابِطُ الجأْش. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: الرابِطُ الجَأْشِ الَّذِي يَرْبِطُ نفسَه عَن الفِرار، يَكُفُّها لجُرْأَتِه وشَجاعَته. وَقَالَ مُجَاهِد فِي قَول الله جلَّ وعزَّ: {أَحَدٌ ياأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} {الْمُطْمَئِنَّةُ} (الْفجْر: 27، 28) ، هِيَ الَّتِي أَيْقَنَتْ أَنَّ اللَّهَ ربِّها، وَضربت لذَلِك جَأْشاً، أَي قَرَّتْ يَقيناً واطمَأنَّت، كَمَا يضربُ البعيرُ بصدرهِ الأرضَ إِذا بَرَكَ وسَكَن. وَقَالَ ابْن السكّيت: يُقَال رَبَطْتُ لذَلِك الأَمْرِ جَأْشاً بِالْهَمْز لَا غير. وَقَالَ الْأَحْمَر: مَضَى جَوْشٌ من اللَّيل، وجَرْشٌ وجَرْسٌ، أَي هَزِيع. وَقَالَ اللَّحْيانيّ: مَضَى جُؤْشُوشٌ من اللَّيل. قَالَ أَبُو زيد: الجُؤْشوش الصَّدْر. وَقَالَ أَبُو ناظرة: مَضَى جَوْشٌ من اللَّيل، من لَدُنْ رُبْع اللَّيْل إِلَى ثُلُثه. قَالَ ذُو الرُّمَّة: من اللَّيلِ جَوْشٌ واسْبَطَرَّتْ كواكبُه ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: جاشَ يجُوش

جَوْشاً، إِذا سارَ الليلَ كلَّه، وجاش صدرُه يَجِيش جَيْشاً، إِذا غَلَى غَيْظاً ودَرَداً، وجاشت نَفْسُ الجبانِ وجَشَأَتْ، إِذا هَمَّ بالفرار. (قلت: وصف القَوَسِ ب الأجَشُّ وَهُوَ الأبَحُّ فِي إرْنانه إِذا أنْبض) . جشأ (جشو) : أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: جشأت نَفْسِي إِذا ارتَفَعَتْ من حُزْنٍ أَو فَزَع. وَقَالَ ابْن شُميل: جَشَأَتْ إليَّ نَفْسِي أَي خَبُثَتْ من الوَجَعِ مِمَّا تَكْرَه تجْشأُ، وَأنْشد: وقَولِي كُلَّما جَشَأَتْ لنَفْسي مكانَكِ تُحْمَدِي أَو تَسْتَرِيحي يُرِيد تَطَلَّعت ونَهَضَتْ جَزَعاً وكَراهَة. قَالَ العجاج: أجْراسُ نَاسٍ جَشَئُوا ومَلَّتِ أَرضًا وأَهْوالُ الْجنان اهْوَلَّتِ جشئوا: نهضوا من أَرض إِلَى أَرض، يَعْنِي النَّاس، وملَّتِ أَرضًا واهوَلَّت: اشتدّ هَولُها. شَمِر، عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الجَشْءُ: الْكثير، وَقد جَشأَ اللَّيلُ، وَجَشَأَ البَحرُ، إِذا أَظْلَمَ وأَشْرف عَلَيْك، وجُشَأُ اللَّيلِ والبَحْرِ دُفْعَتُه. وَقَالَ شمِر: جَشَأَت نَفْسِي، وخَبُثَت، ولَقِسَتْ، وَاحِد. وَقَالَ اللَّيْث: جَشَأَتِ الغَنم، وَهُوَ صَوْتٌ يخرج من حُلُوقِها. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: إِذا جَشَأَتْ سَمِعْتَ لَهَا ثُغاءً كأَنَّ الحيَّ صَبَّحَهم نَعِيُّ قَالَ: وَمِنْه اشْتُقَّ تَجَشَّأْتُ، وَالِاسْم الجُشاء، وَهُوَ، تَنَفُّسُ المَعِدَةِ عِنْد الامتلاء. أَبُو عُبيد عَن الفرّاء: اجْتَشَأَتْني البِلادُ واجْتَشأْتُها، لم تُوافِقْني. وَقَالَ شَمِر: أَحْسِبُ ذَلِك من جَشَأْتْ نَفسِي. أَبُو عُبَيد، عَن الأصمعيّ قَالَ: الجَشْءُ: الْقوس الْخَفِيفَة. وَقَالَ اللَّيْث: هِيَ ذَات الإرْنان فِي صَوتهَا، وقِسِيٌّ أجْشاء وجَشْآت. وَأنْشد: ونَميمَةً من قانصٍ مُتَلَبِّبٍ فِي كَفِّه جَشْءٌ أَجَشُّ وأَقْطَعُ ابْن شُمَيل: جَشَأ فلَان عَن الطِّعام، إِذا مَا اتَّخَم فكَرِه الطَّعامَ، وَقد جَشَأَتْ نَفْسُه فَمَا تَشتهِي طَعَاما تَجْشأ، والبَشَم: التُّخَمَة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: جَوْشُ اللَّيل، جَوْزُه وَوَسَطُه.

باب الجيم والضاد

(بَاب الْجِيم وَالضَّاد) ج ض (وَا يء) جَاضَ، ضاج: (مستعملان) . جيض: قَالَ أَبُو عُبيد فِي حَدِيث رُوِيَ: فجاض الْمُسلمُونَ جَيْضَةً. يُقَال: جَاضَ يجِيضُ جَيْضَةً وحَاصَ يَحيصُ حَيْصَة، وهما الرَّوَغانُ والعُدُول عَن القَصْد، قَالَ ذَلِك الأصمعيّ. وَقَالَ القُطامي: وَتَرى لِجَيْضَتِهنَّ عِنْد رَحِيلنا وَهَلاً كَأَنَّ بِهنَّ جِنَّةَ أَوْلَقِ قَالَ، وَقَالَ أَبُو عَمْرو: المِشْيَةُ الجِيَضُّ فِيهَا اختِيال. ابْن الْأَنْبَارِي: هُوَ يمشي الجِيَضَّى بِفَتْح الْيَاء، وَهِي مِشْيَةٌ يختال صاحبُها. قَالَ رؤبة: مِن بَعْد جَذْبِي المِشْيَةَ الجِيضَيَّ فقد أُفَدِّي مِرْجَماً مُنْقَضّاً وَابْن السّكيت هَكَذَا قَالَه. ضوج: أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: الضَّوْجُ بِالْجِيم: جِزْعُ الوادِي، وَهُوَ مُنْعَرَجهُ حَيْثُ يَنعَطِف، وجَمْعُه: أَضْواج. قَالَ رُؤبة: خَوْقاءُ من تَراغُبِ الأضْواجِ وتَراغبُها: اتِّساعُها. اللَّيْث: الضَّوْجَان من الإبلِ والدَّواب كلُّ يابِسِ الصُّلْب، وَأنْشد: فِي ضَبْرِ ضَوْجَانِ القَرَى لِلْمُمْتَطى يصِف فَحْلاً. قَالَ: ونَخْلَةٌ ضَوْجَانَةٌ، وَهِي اليابِسةُ الكَزَّةُ السَّعَف، قَالَ: والعصا والكَزّةُ ضَوْجانَة. وروى أَبُو تُرَاب لبَعض الْأَعْرَاب: ضاجَ السَّهْمُ عَن الهَدف، إِذا مالَ عَنْه. قَالَ: وَقَالَ غَيره: ضاج الرجلُ عَن الْحق: مالَ عَنهُ. الطُّوسِيّ، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: ضاجَ عَدَلَ ومالَ يَضِيجُ ضُيُوجاً، وضَيَجاناً وَأنْشد: إِمَّا تَرَيْنِي كالْعريشِ المَفْرُوجْ ضَاجَتْ عِظامِي عَن لَفِيءٍ مَضْرُوج اللّفيءُ: عَضلُ لَحْمِه، مَضْرُوج: مَكْشوف وَقَالَ قَائِل من الْعَرَب: فَلَقِينا ضَوْجٌ من أَضْواجِ الأَوْدِيَةِ، فانْضَوَجَ فِيهِ، وانضَوَجْتُ على أَثَرِه. ج ص: مهمل. ج س (وَا يء) جسأَ، جاس، وجس، سجا، سَاج، وسج: (مستعملة) . جسأ: قَالَ اللَّيْث: جَسَأَ الشَّىءُ يَجْسَأُ جُسُوءاً وَهُوَ جَاسِيء، إِذا كَانَت فِيهِ صَلابة، وخُشُونة وجَبل جاسِيءٌ، وأَرض جاسِئَةٌ ودابَّة جاسِئَةُ القوائم. قلت: وتَرْكُ الْهَمْز فِي جَمِيع ذَلِك جَائِز. وَقَالَ أَبُو زيد، يُقَال: جَسَأَتْ يدُ الرجل

جُسُوءاً، إِذا يَبِسَتْ، وَكَذَلِكَ النَّبتُ إِذا يَبِسَ، فَهُوَ جاسِىء. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: جاسَى فلانٌ فلاتاً، إِذا عَادَاهُ، وسَاجاه، إِذا رَفَقَ بِهِ. الكِسَائيّ: جُسِئت الأَرْض فَهِيَ مَجْسُوءَةٌ من الجَسْءِ، وَهُوَ الجِلْدُ الخشن الَّذِي يُشْبه الحَصى الصِّغار. جوس: قَالَ الله جلّ وعزّ: {فَجَاسُواْ خِلَالَ الدِّيَارِ} (الْإِسْرَاء: 5) . سَلَمة، عَن الْفراء، يَقُول: قَتلوكُم بَين بُيُوتكم. قَالَ: وجاسُوا بِمَعْنى واحدٍ يذهبون ويَجيثُون. وَقَالَ الزّجاج: {فَجَاسُواْ خِلَالَ الدِّيَارِ} ، أَي فَطافُوا فِي خِلال الدِّيار ينظرُونَ هَل بَقِيَ أَحَدٌ لم يَقتلوه؟ قَالَ: والجَوْسُ طلَبُ الشَّيء باستِقْصاء. المنذريّ عَن الحرَّاني، عَن ابْن السِّكّيت عَن الأصمعيّ قَالَ تركتُ فلَانا يُحوسُ بَني فُلان ويجوسهم، أَي يَدُوسهم، ويَطْلُبُ فيهم؛ وَأنْشد أَبُو عُبيد: نَجُوسُ عِمَارَةً وَنَكُفُّ أُخْرى لنا حتّى يجاوِزَها دَليلُ قَالَ: نَجوّس. نَتَخَلَّل. وَقَالَ أَبُو عُبيد: كلُّ مَوضِع خالَطْته وَوَطِئْتَه، فقد جُسْتَه وحُسْتَه. وَقَالَ اللَّيْث: الجوسانُ التَّرَدُّدُ خلال الْبيُوت فِي الْغَارة، قَالَ: وجَيْسان اسْم. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ، قَالَ: الجُوس الْجُوع، وَهُوَ الجودُ. يُقَال جُوساً لَهُ وجُوداً لَهُ وجُوعاً بِمَعْنى وَاحِد. وجس: قَالَ الله تَعَالَى: {تَأْكُلُونَ فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ} (الذاريات: 28) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق مَعْنَاهُ: فأَضْمَرَ مِنْهُم خَوْفاً، وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: معنى أَوْجَس وَقع فِي نَفسه الْخَوْف. وسُئِلَ الحسنُ عَن الرّجُلِ يُجامِع الْمَرْأَة وَالْأُخْرَى تَسمع، فَقَالَ: كَانُوا يَكرهون الوَجْس. قَالَ أَبُو عُبيد: الوَجْس هُوَ الصَّوْتُ الخَفِيّ. وَقَالَ اللَّيْث: الوَجْس فَزْعَةُ القَلب، يُقَال: أَوْجَسَ القَلب فَزَعاً، وتَوَجَّسَت الأُذن إِذا سَمِعَتْ فَزَعاً، قَالَ: والوَجْس الفَزَعُ يَقَع فِي القَلب، أَو فِي السَّمع من صَوْتٍ أَو غير ذَلِك. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ، يُقَال: لَا أَفعل ذَلِك سَجِيسَ الأوْجَس، أَي لَا أَفْعله طُولَ الدَّهر. أَبُو عُبيد، عَن الْأَحْمَر، مثله، قَالَ: وَقَالَ الأُمَوِيّ: مَا ذُقت عِنْده أَوْجَسَ يَعْنِي الطَّعام. وَقَالَ شَمِر: لم أَسمعه لغيره، قلت: وَهُوَ حرفٌ صَحِيح. يُقَال: تَوَجَّسْتُ الطعامَ

والشّرابَ، إِذا تَذَوَّقتَه قَلِيلا قَلِيلا. وَهُوَ مأخوذٌ من الأَوْجَسِ، وتوجَّستُ الصوتَ، إِذا سمعتَه وَأَنت خَائِف مِنْهُ، وَمِنْه قَوْله: فَغَدَا صَبِيحَة صَوْتها مُتَوجِّساً سجا: قَالَ الله جلَّ وعزَّ: {وَالضُّحَى وَالَّيْلِ} (الضُّحَى: 2) . قَالَ اللَّيْث: إِذا أَظْلَمَ ورَكَدَ فِي طوله، كَمَا يُقَال: بَحْرٌ ساجٍ، ولَيْلٌ ساجٍ، إِذا رَكَدَ وأَظلم، وَمعنى رَكَدَ سَكَن. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: سجا: سكن، وسجا: امتدّ بظلامه، وسجا: أظلم. حَمْزَة، عَن عبد الرَّزَّاق، عَن مَعْمَر، عَن قَتَادَة: {وَالضُّحَى وَالَّيْلِ} قَالَ: إِذا سكن بِالنَّاسِ. قَالَ حَمْزَة: وَحدثنَا عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن الْحسن فِي قَوْله: {وَالضُّحَى وَالَّيْلِ} قَالَ: إِذا ألبس الناسَ إِذا جَاءَ. وَقَالَ الزّجاج، مَعْنَاهُ: إِذا سكن، وَأنْشد: يَا حَبَّذا القَمْراءُ وَاللَّيْل السَّاجْ وطُرُقٌ مِثْل مُلاءِ النّسَّاج ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ، يُقَال: سَجا يَسْجو سَجْواً وسَجَّى يُسَجِّي، وأَسْجى يُسْجي، كلُّه إِذا غَطَّى شَيْئا مَا. وَقَالَ اللَّيْث: عينٌ ساجِيةٌ، فاتِرَة النَّظَر يَعْتَرِي الحُسْنَ فِي النساءِ، وليلةٌ ساجِيَةٌ، إِذا كَانَت ساكِنَةَ الرِّيح غير مُظلمة، وسجا الْبَحْر، إِذا سَكَنت أمواجُه، والتّسْجيةُ: أَن يُسَجَّى الميتُ بثَوب، أَي يُغَطَّى بِهِ، وَأنْشد فِي صِفَةِ الرّيح: وإِنْ سَجَتْ أَعْقَبَها صَباها أَي سكنت. أَبُو زيد: أَتانا بِطَعَام فَمَا ساجَيْناه، أَي مَا مَسَسْناه. وَقَالَ أَبُو مَالك، يُقَال: هَل نُسَاجِي ضيْعةً، أَي هَل نُعالجها. قَالَ ابْن بُزرج، قَالَ الأصمعيّ: سُجُوّ اللَّيْل: تغطيته النَّهَار مثل مَا يُسَجَّى الرجل بالنوب، وسجا البحرُ وأسْجى إِذا سكن. نَاقَة سَجْواء، إِذا حُلِبت سكنت. وَكَذَلِكَ السَّجو فِي النّظر والطرف، امْرَأَة سجواء الطّرف وساجية الطّرف، أَي فاتِرة الطّرف ساكنته، ابْن بزرج: مَا كَانَت الْبِئْر سَجُوّاً وَلَقَد أسْجتْ، وَكَذَلِكَ الناقةُ أسْجت فِي الغَزارة فِي اللَّبن، قَالَ: وسجا اللَّيْل سُجُوّاً، إِذا سكن، وَمَا كَانَت الْبِئْر عَضُوضاً وَلَقَد أَعَضَّتْ. سوج سيج: قَالَ اللَّيْث: السِّيجانُ: الطّيالِسَة السُّود، وَاحِدهَا ساجٌ. وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ الطَّيْلَسان الضَّخْم الغَليظ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: ساجَ يَسوج سَوْجاً وسُواجاً وسَوجَاناً، إِذا سارَ سَيْراً رُوَيْداً، وَأنْشد:

باب الجيم والزاي

غَرَّاءُ لَيْسَتْ بالسَّؤوجِ الجِلْبح وَقَالَ أَبُو عَمْرو: السَّوَجان الذَّهابُ والمجيء. ابْن كيسَان: السِّيجان فِي الطيالسة السُّود كَمَا قَالَ ابْن الأعرابيّ، الْوَاحِد ساجٌ. يُقَال: حَظّرَ فلانٌ جِدَاره، بالسياج وَهُوَ أَن يُسَيِّجَ حَائِطه بالشّوْكِ لئلاّ يُتَسَوَّر. اللَّيْث: الساجةُ، الخَشَبة الوَاحدة المشَرْجَعَةُ المُرَبّعة كَمَا جُلِبت من الهِنْد، وجَمْعها السَّاج. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: يُقَال للسَّاجَة الَّتِي يُشَقُّ مِنْهَا الْبَاب: السَّلِيجَة. وَقَالَ اللَّيْث: السُّوج مَوْضِع، وسُوَاجٌ اسْم جَبَل. وَيُقَال: حَظَّرَ فُلانٌ كَرْمَه بالسِّياجِ، وَهُوَ أَنْ يُسَوِّجَ حائِطَهُ بالشَّوك يُتَسَوَّر. وسج: أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: الوَسْجُ والعَسْجُ ضَرْبَان من سَيْرِ الْإِبِل، وَقد وَسَجَ البعيرُ يَسِج وسْجاً ووَسِيجاً. وَقَالَ النَّضْر: أَوّلُ السَّيْرِ الدَّبِيبُ، ثمَّ العَنَقُ، ثمَّ التَّزَيُّد، ثمَّ الذَّمِيلُ، ثمَّ العَسْج والوَسْج، ثمَّ الرَّنْك وَنَحْو ذَلِك. قَالَ الأصمعيّ، وَقَالَ اللَّيْث: وسَجَبَ النَّاقَةُ تَسِج وَسِيجاً، وهيَ وَسُوجٌ: وَهُوَ مَشْيٌ سَريع. (بَاب الْجِيم وَالزَّاي) ج ز (وَا يء) جزا، جَزَأ، جَازَ، جئِز، وجز، زاج، زجا، أَزجّ. جزى: سَمِعْتُ المُنذِريّ يَقُول: سَمِعْتُ أَبَا الهيْثَم يَقُول: الجزاءُ يكون ثَواباً، ويكونُ عِقاباً. قَالَ الله جلَّ وعزَّ: {) قَالُواْ فَمَا جَزَآؤُهُ إِن كُنتُمْ كَاذِبِينَ} {قَالُواْ جَزؤُهُ مَن وُجِدَ فِى رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ} (يُوسُف: 74، 75) . قَالَ: مَعْنَاهُ، قَالُوا فَمَا عُقوبَتُه إنْ بانَ كَذِبُكم بأَنّه لم يَسْرِق، أَي مَا عُقُوبَةُ السّرِقِ عِنْدَكُم إِن ظهرَ عَلَيْهِ؟ قَالُوا: جَزَاءُ السّرِقِ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ، أَي الموجُودُ فِي رَحْلِه، كأنّه قَالَ: جَزاءُ السَّارِق عندنَا استرقاقُ السارِق الَّذِي يُوجَدُ فِي رَحْله سَنَة؛ وَكَانَت سُنَّةُ آلِ يَعْقُوب، ثمَّ وَكَّدَه، فَقَالَ: فَهُوَ جَزَاؤُه. قلت: وَهَذَا الَّذِي ذَكَرْتُه فِي الهاءات وغَيرها، قولُ أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى، وَقَول أبي إِسْحَاق الزّجاج. وَالْجَزَاء أَيْضا: الْقَضَاء. قَالَ الله جَلّ وعَزّ: {وَاتَّقُواْ يَوْمًا لاَّ تَجْزِى نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا} (الْبَقَرَة: 48) . قَالَ الْفراء: يَعودُ على الْيَوْم واللّيلة، ذكرهمَا مَرَّةً بِالْهَاءِ وحدَها، ومرَّةً بالصِّفَة، فَيجوزُ ذَلِك، كَقَوْلِه:

لَا تَجْزِيهِ نَفْسٌ عَن نَفْسٍ شَيْئاً: وتُضْمِرُ الصفةَ، ثمَّ تظهرها فَتَقول: لَا تجزي فِيهِ نفسٌ عَن نفسٍ شَيْئا. قَالَ: وَكَانَ الكسائيّ لَا يُجِيزُ إِضْمَار الصِّفَة فِي الصِّلات. وسمعتُ المُنْذِريّ يَقُول: سَمِعت أَبا العبّاس، يَقُول: إِضْمَار الْهَاء والصِّفَة واحِدٌ عِنْد الفرّاء. تَجْزِي وتَجْزِي فِيه، إِذا كَانَ المَعْنَى واحِداً. قَالَ: والكِسائِيّ يُضْمِرُ الْهَاء، والبَصْريونُ يُضْمرون الصِّفة. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: معنى {لاَّ تَجْزِى نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا} (الْبَقَرَة: 48) أَي لَا تَجْزِي فِيهِ. وَقيل: لَا تَجْزِيهِ، وحَذْفُ (فِيهِ) هَا هُنا سائِغ، لأنَّ (فِي) مَعَ الظُّروف مَحْذوفَة، وَقد تَقول: أَتَيْتُكَ الْيَوْم، وأَتَيْتُكَ فِي الْيَوْم، فَإِذا أضْمَرْت، قلت: أَتيتك فِيهِ، ويجوزُ أَن تَقول: أَتَيْتَكَهُ، وَأنْشد: ويَوْماً شَهِدْناهُ سُلَيماً وعَامِراً قَلِيلاً سِوى الطّعْنِ النِّهال نَوَافِلُه أرادَ شَهِدْنا فِيه. قلت: وَمعنى قَوْله: {لاَّ تَجْزِى نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا} يَعْنِي يَوْم الْقِيَامَة، أَي لَا تَقْضِي فِيهِ نَفْسٌ عَن نَفْسٍ شَيئاً. يُقَال: جَزَيتُ فلَانا حَقَّه، أَي قَضَيْتُه، وأَمَرْتُ فلَانا يَتَجَازَى دَيْني، أَي يَتَقَاضَاه، وَمِنْه حديثُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين قَالَ لأبي بُرْدَة بن نِيَار فِي الْجَذَعَةِ الَّتِي أَمَره أَن يُضَحِّي بهَا من المِعْزَى: (وَلَا تَجْزِي عَن أَحَدٍ بَعْدَك) . قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ الأصمعيّ: هُوَ مأْخوذٌ من قَوْلك: قد جَزَى عَنِّي هَذَا الأمْر، فَهُوَ يَجْزِي عَنِّي، وَلَا هَمْزَ فِيهِ. قَالَ: وَمَعْنَاهُ لَا تَقْضِي عَن أَحَدٍ بَعْدك، وَلَيْسَ فِي هَذَا هَمْز. وَيُقَال: جَزيت فلَانا بِمَا صَنَع جَزاءً. وقضيتُ فلَانا قَرْضَه، وجزيته قرضه. وَتقول: إِن وَضَعْتَ صدقَتَك فِي آلِ فلَان جَزَتْ عَنْك، وَهِي جازِيَةٌ عَنْك. قلت: وبعضُ الْفُقَهَاء يَقُول: أَجْزَى عَنْك بِمَعْنى جَزَى أَي قَضَى. وَأهل اللُّغة يَقُولُونَ: أَجْزَأَ بِالْهَمْز، وَهُوَ عِنْدهم بِمَعْنى كَفَى. قَالَ الأصمعيّ: أَجْزَأَنِي الشّيءُ إِجْزاءً مَهْمُوز، مَعْنَاهُ كفاني. وَأنْشد: لَقد آلَيْتُ أغْذِرُ فِي جَدَاعٍ وَإِن مُنِّيتُ أُمَّاتِ الرِّباعِ بأَنَّ الغَدْرَ فِي الأَقْوام عارٌ وأنَّ المرْءَ يَجْزَأُ بالكُرَاعِ قَوْله: يَجْزَأُ بالكراعِ، أَي يَكْتَفِي بهَا، وَمِنْه قَول النَّاس: اجتَزَأْتُ بكَذا وكَذا، وتَجَزَّأْتُ بِهِ، أَي اكْتَفَيْت بِهِ وأَجْزَأْتُ بِهَذَا الْمَعْنى.

وَمِنْه قَول الْعَرَب: جَزَأْت الماشيةُ تَجْزَأُ جَزْءاً إِذا اكتَفَتْ بالرّطْبِ عَن شرب الماءِ. وَقَالَ لبيد: جَزَأ فَطالَ صيامُه وصِيامُها أَي اكْتَفَيا بالرّطب عَن شُربِ المَاء، يَعْني عَيْراً وأتانة. وَأَخْبرنِي المنذريّ، عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ، أَنه أنْشدهُ لبَعض بني عَمْرو بن تَمِيم: وَنحن قتلنَا بالْمَخَارِقِ فَارِسًا جَزَاءَ العُطاسِ لَا يَمُوت المُعاقب قَالَ: يَقُول: عَجَّلنا إِدراك الثأر كَقدْر مَا بَين التّشميت والعُطاس. والمُعاقب: الَّذِي أدْرك ثَأْره لَا يَمُوت المُعاقِب أَي أَنه لَا يَمُوت ذكرُ ذَلِك بعد مَوته، قَالَ: وَمثله قَول مهلهل: فقتلى بقتلانا وجَزٌّ بجَزِّنا جَزَاء العُطاسِ لَا يموتُ مَن اتّأَرْ أَي لَا يَمُوت ذكره. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: يُجزِىءُ قليلٌ من كثِير. ويُجْزِي هَذَا من هَذَا، أَي كلُّ وَاحِد مِنْهُمَا يَقُومُ مقَام صاحِبه. وَسُئِلَ أَبُو الْعَبَّاس عَن جَزَيْتُه وجازَيْته، فَقَالَ: قَالَ الْفراء: لَا يكون جَزَيتُه إِلَّا فِي الْخَبَر، وجازيته يكون فِي الخيْر والشّرّ. قَالَ: وَغَيره يُجِيز جَزَيتُه فِي الْخَيْر والشّر، وجازيته فِي الشّر، وَيُقَال: اللّحم السّمين أَجْزَأَ من المهزول، وَمِنْه يُقَال: مَا يُجْزِئُني هَذَا الثَّوْب، أَي مَا يَكفيني. وَيُقَال: هَذِه إبلٌ مَجازِيءٌ يَا هَذَا، أَيْ تَكْفِي الحِمْل، الواحدُ مُجْزِىءٌ، وَفُلَان بارع مُجزىءٌ لأَمره، أَي كافٍ أمْرَه. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: { (لَمُنقَلِبُونَ وَجَعَلُواْ لَهُ مِنْ عِبَادِهِ} (الزخرف: 15) . قَالَ أَبو إِسْحَاق: يَعْني بِهِ الَّذين جَعَلوا الملائِكة بَنَات الله، تَعالى اللَّهُ عَمَّا افتَرَوْا. قَالَ: وَقد أُنْشِدْتُ لبَعض أهلِ اللُّغَة بَيتاً يَدُلُّ على أَنَّ معنى: جُزءٍ معنى الْإِنَاث وَلَا أَدْرِي البيتُ قَديمٌ أم مَصْنوع. أنشدوني: إنْ أَجْزَأَتْ حُرَّةٌ يَوْمًا فَلَا عَجَبٌ لَا تُجزِيءُ الْحُرَّةُ المِذْكَارُ أَحْياناً أَي إنْ آنَثَتْ، أَي وَلَدت أُنْثى. قلت: وَاسْتدلَّ قَائِل هَذَا القَوْل بقوله جلّ وَعز: {مُبِينٍ وَجَعَلُواْ الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَانِ إِنَاثاً أَشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ} (الزخرف: 19) . وأَنْشَد غَيره لبَعض الأَنْصار: نَكَحْتُها من بَنَات الأوْس مُجْزِئَةً للعَوْسَج اللَّدْنِ فِي أَبْياتِها زَجَلُ

يَعْنِي امْرَأَةً غَزَّالَةً بمغازِلَ سُوِّيَتْ من خَشَب العَوْسَج. قلت: والجزْءُ فِي كَلَام الْعَرَب: النَّصِيب، وَجمعه أَجزَاء. وَيُقَال: جَزَأْتُ الحالَ بَينهم، وجَزَّأْتَه إِذا قَسَّمْتَه، يُخَفَّف ويُنْقّل. وكأنَّ الْمَعْنى فِي قَول الله جلَّ وعزّ: {لَمُنقَلِبُونَ وَجَعَلُواْ لَهُ مِنْ عِبَادِهِ} (الزخرف: 15) . أَي جَعَلوا نَصيبَ الله من الْوَلَد الإناثَ، دُون الذُّكُور، واسْتَأْثروا بالذكور. قلت: وَلَا أَدْرِي مَا الْجُزْء بِمَعْنى الْإِنَاث، وَلم أَجِدْه فِي شِعْر قديم وَلَا رَوَاه عَن الْعَربِ الثّقاب. وَلَا يعبأ بِالْبَيْتِ الَّذِي ذكره لِأَنَّهُ مَصْنُوع. وَقَالَ الأصمعيّ: اسمُ الرجل جَزْءٌ بِفَتْح الْجِيم، وكأَنَّهُ مَصدر جَزَأْتُ جَزْءاً. وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو عُبيدة، قَالَ: والجُزْأَةُ: نِصابُ السِّكين. قَالَ أَبُو زيد: وَقد أَجْزَأْتُها إجْزَاءً، وأَنْصَبتُها إنْصاباً، أَي جَعَلْتُ لَهَا نِصَابا، وجُزْأَةً، وهما عَجُزُ السِّكين. قَالَ أَبُو زيد: والجُزأَةُ لَا تكون للسَّيْف وَلَا للخِنجَر، وَلَكِن للمِئثَرة الَّتِي تُوسَمُ بهَا أَخفافُ الإِبل، وللسكاكين، وَهِي المقْبضُ. وَيُقَال: مَا لفُلَان جُزْءُ، وَمَاله أجْزاء، أَي مَاله كِفَاية. أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: أَجْزَأْتُ عَنْك مُجْزَأَ فُلان، ومُجْزَأَتَه، ومَجْزَأ فُلان، ومَجْزَأَتَه، وَكَذَلِكَ أَغْنَيْتُ عَنْك مِثْلهُ فِي اللَّغات الأرْبع. قَالَ: وَيُقَال: هَذَا رَجُلٌ حَسْبُك من رَجُلِ، ونَاهِيك وكافيك وجَازِيكَ، بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ القُطامي: وَمَا دَهرِي يُمنِّيني وَلَكِن جَزَتْكُم يَا بني جُشَمَ الجوازِي أَي جزتكم جوازيَ حقوقكم وذمامكم، وَلَا مِنَّة لي عَلَيْكُم. والجزْية: جِزْيَة النَّاس الَّتِي تُؤْخَذ من أهل الذمّة، وَجَمعهَا: الْجِزَى. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْجِزَى الجوالي، والجالية الجِزيَةُ. وَقَالَ أَبُو بكر: الْجِزْيَة فِي كَلَام الْعَرَب: الْخراج المَجعول على الذِّمِّيّ، سُمِّيت جِزْيَة لِأَنَّهَا قضاءٌ مِنْهُ لما عَلَيْهِ، أُخِذَ من قَوْلهم: جَزَى يَجْزِي، إِذا قضى. وأَمَّا قَوْلهم: جَزَتكَ عَنِّي الجوازي، فَمَعْنَاه جَزَتكَ جوازي أفعالِكَ المحمودة؛ وحقوقِكَ الْوَاجِبَة، والجوازِي مَعْنَاهَا الجَزاءَ: جمع الجازِية مَصْدَر على (فاعِلة) كَقَوْلِك: سَمِعْت رَواغي الْإِبِل وثَواغِي الشّاه أَي سَمِعت رُغاءها وثُغاءها، وَمِنْه قَول الله جلَّ وعزَّ: {عَالِيَةٍ لاَّ تَسْمَعُ فِيهَا} (الغاشية: 11) أَي لَغْواً، وَجَمعهَا

اللَّواغِي. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: فإِنْ كنتَ تَشْكُو من خَليل مَخَانَةً فَتِلْكَ الجوازِي عَقْبُها ونَصِيرُهَا أَي جُزِيت كَمَا فعلت؛ وَذَلِكَ أَنه اتهَمَه فِي حيلته. وَقَالَ اللَّيْث: فلَان ذُو جزاءٍ، وَذُو غَناءٍ، محدودان. قَالَ: والمجزوءُ من الشِّعرِ، إِذا ذَهَب فعلٌ وَاحِد من فواصله. كَقَوْلِه: يَظُنُّ الناسُ بالمَلِكَيْ ن أَنَّهما قد الْتَأَمَا فإِنْ تَسْمَعْ بِلأْمِهِمَا فإِنَّ الأمرَ قد فَقِما وَمثله قَوْله: أَصْبَحَ قلْبي صَرِداً ذهب مِنْهُ الْجُزْء الثَّالِث من عَجزه. جوز جيز جأز: الأصمعيّ: الجَأَز الْغَصَصُ، يُقَال: جَئِز يَجأَزُ جَأَزاً، إذَا غَصَّ. وَفِي حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنَّ امرأَةً أَتَته، فَقَالَت: إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَنَام كأَنَّ جائِزَ بَيتي انْكسر، فَقَالَ: خير، يَرُدُّ اللَّهُ غَائِبَك، فَرجع زَوْجُها، ثمَّ غابَ، فرأَتْ مِثْلَ ذَلِك، فَلم تَجِد النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ووجدَت أَبَا بكر، فَسَأَلته، فَقَالَ: يَمُوت زَوْجُك) . قَالَ أَبُو عبيد: الجائِزُ فِي كَلَامهم الْخَشبَةُ الَّتِي توضَعُ عَلَيْهَا أَطْرَاف الْخُشُب، وَهِي الَّتِي تُسمَّى بالفارِسيَّة التِّير. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: جَمع الجائِز أَجْوِزَةُ وجُوزَان. وَقَالَ أَبُو عَمْرو نحوَه. وَقَالَ ابْن شُميل: الجائِزُ الَّذِي يُمرُّ على الْقَوْم، وَهُوَ عَطْشان سُقِيَ أَو لم يُسْق، فَهُوَ جَائِز، وَأنْشد: مَنْ يَغْمس الجائِزَ غَمْسَ الوَذَمَهْ خَيْر مَعَدَ حَسَباً وأكْرَمَه وَقَالَ اللَّيْث: جَزْتُ الطَّريقَ جَوَازاً، ومَجَازاً وجُؤُوزاً، وَالْمجَاز: الْموضع، وَكَذَلِكَ الْمجَازَه. أَبُو عُبَيد، عَن الأصمعيّ: جُزْتُ الموضِع، سِرْتُ فِيهِ، وأَجَزْتُه: خَلَّفتُه وقَطَعْتُه، وأَجَزْتُه: أَنَقَذتُه. هَكَذَا رَوَاهُ شَمِر لأبي عُبَيد بِالْقَافِ، وَمِنْه قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: فلمَّا أَجَزْنَا ساحةَ الحيِّ وانتَحَى بِنَا بَطْنُ خَبْتٍ ذِي حِقافٍ عَقَنْقَلِ وَقَالَ أَوْس بن مَغراء: حَتَّى يُقال أَجِيزوا آلَ صَفْوَانَا أَي أَنفِذُوهم، يمْدحُهُم بأَنَّهُم يُجيزون الْحَاج. وَقَالَ اللَّيْث: جَاوزتُ الموضعَ جَوازاً، بِمَعْنى جُزْتُه؛ وتجاوَزْتُ عَن ذَنبه، أَي لم آخذْه بِهِ.

الحرانيّ، عَن ابْن السّكّيت، قَالَ: الْجَوَاز السَّقْيُ؛ يُقَال: أَجِيزونا أَي اسْقونا، والمسْتَجِير: المسْتَقِي. قَالَ الراجز: يَا صاحبَ الماءِ فَدتكَ نَفْسي عَجِّل جوازِي وأَقِلَّ حَبْسِي أَي عجل سَقْي. وَقَالَ الْقطَامِي: وقَالوا: فُقَيْمٌ فَيِّمُ الماءِ فاسْتَجزْ عُبادَةَ إنَّ الْمسْتَجيزَ على قُتْرٍ وَقَالَ: وَحكى ابنُ الأعْرابيَّ، عَن بعض الْأَعْرَاب: لِكُلِّ جابَةٍ جَوْزَة ثمَّ يُؤَذِّن، أَي لِكُلِّ من وَرَدَ عَلَيْنَا سَقْيَةٌ، ثمَّ يُمْنَعُ من المَاء. يُقَال: أَذَّنْتُه تَأْذِيناً، أَي رَدَدْتُه. أَبُو بكر: أجَاز السلطانُ فلَانا بجائزة، وأصل الْجَائِزَة أَن يُعطىَ الرجلُ الرجلَ مَاء يُجيزه ليذهبَ لوجهه، فَيَقُول الرجلُ: إِذا وردَ مَاء لِقَيِّم المَاء أجزْني أَي أَعْطِنِي مَاء حَتَّى أذهب لوجهي، وأجوز عَنْك، ثمَّ كثر هَذَا حَتَّى سَمُّوْا العطيّة جَائِزَة. وَقَالَ اللَّيْث: التّجوُّز فِي الدَّراهم أَنْ تُجَوِّزَها، قَالَ: والْمجَوَّزةُ من الغَنمَ الَّتي بِصَدْرِها تَجويز، وَهُوَ لَونٌ مُخَالف لِلَوْنها. أَبُو عبيد، عَن أبي زيد فِي شِيات الضّأن، قَالَ: إِذا ابْيَض وَسَطُها، فَهِيَ جَوْزاء. وَقَالَ غَيره: جَوْزُ كُلِّ شَيء وَسَطُه، وجَوْزُ الْفَلاة: وسَطُها، وجَوْزُ الْجراد: وَسَطُها. وَقَالَ ابْن الْمُظَفَّر: الإجاز: ارْتفاق الْعَرَب. كَانَت الْعَرَب تَحْتَبِي وتَسْتَأجِزُ على وسادَة، وَلَا تَتَّكِىءُ على يَمين وَلَا على شمال أَي تَتَحَنَّى عَلَى وِسادة. قلت: لم أسمع الإجازَ لغير اللّيث، وَلَعَلَّه قد حَفِظه. ورُوِيَ عَن شُرَيْحٍ أَنه قَالَ: إِذا بَاعَ الْمُجِيزان فَالْبيع للأوّل، وَإِذا أَنْكَح الْمُجيزان فَالنِّكَاح للأَول، والمجيز: الوَليّ. وَيُقَال: هَذِه امرأةٌ لَيْسَ لَهَا مُجيز، والمجيز: الوصِيّ، والمجيز: القَيِّم بأَمْر الْيَتِيم؛ والمجيزُ: العَبْد المأْذون لَهُ فِي التِّجارة. وَفِي الحَدِيث أَنَّ رجلا خَاصم إِلَى شُرَيح غُلاماً لزيادٍ فِي بِرْذَونةٍ بَاعهَا وكَفل لَهُ الغُلام، فَقَالَ لَهُ شُريح: إنْ كَانَ مُجِيزاً، وكفل لَك غَرِمَ، أَرَادَ، إنْ كَانَ مَأذوناً لَهُ فِي التِّجارة. قلت: والْجِيزةُ من المَاء مِقْدَارُ مَا يَجُوز بِهِ المسافرِ من مَنْهلٍ إِلَى مَنهل. يُقَال: اسْقِني جِيزةً وجائِزةً وجَوْزَةً. وَفِي الحَدِيث: الضِّيافَةُ ثلاثَةُ أَيَّام، وجائِزَتهُ يومٌ وَلَيْلَة، أَي يُعْطَى مَا يجوزُ بِهِ مَسَافَة يَوْم وَلَيْلَة. والتّجاويز: بُرودُ مَوْشِيَّةٌ من بُرودِ الْيمن،

وَاحِدهَا تِجْواز. وَقَالَ الْكُمَيْت: حَتَّى كأَنَّ عِراصَ الدارِ أرْدِيةٌ من التجاوِيزُ أَو كُرّاسُ أَسْفارِ والْمجازَة: موسمٌ من المواسم. وذُو المجازة: مَنْزل من مَنازِل طَرِيق مَكَّة بَين ماوِيّة وينْسُوعَةَ على طَرِيق البَصْرَة. والْجِيزة: النّاحية، وَجَمعهَا جِيزٌ، وَعِبْرُ النّهر: جِيزَتُه، وجِيزُ: قَرْيةٌ من قرى مصر، وإليها نسب الرّبيع بن سُلَيْمَان الجِيزيّ. وأَخْبرني المنذريّ، عَن أبي الْعَبَّاس أَحْمد ابْن يحيى، قَالَ: دَفَع إليّ الزبيرُ الإِجازةَ، وكتَب بخطِّه. وَكَذَلِكَ عبد الله بن شَبيب أجَاز إلَيَّ، فَقلت لَهما: أَيْش أقولُ فِيهِ؟ فَقَالَا: قل فِيهِ إِن شِئت: حَدَّثنا، وَإِن شِئْت أَخبرنا، وَإِن شِئْت كَتَبَ إلَيَّ. أَزجّ: قَالَ ابنُ السّكّيت: قَالَ أَبُو عَمْرو: الأُزُوجُ: سُرْعَةُ الشَّدّ، وفَرَسٌ أزُوج؛ وَأنْشد: فَزَجَّ رَمْدَاءَ جواداً تَأْزِجُ وَقَالَ النضْر: الأزَجُ مَعْروفٌ؛ يُقَال لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ (أُوسْتَان) . وَقَالَ اللّيْث نحوَه، قَالَ والتَأْزِيجُ: الْفِعْل، وَهُوَ بَيْتٌ يبْنى طَويلا. وجز: قَالَ اللَّيْث: الوجْزُ الوَحَاءُ، تَقول: أَوْجَزَ فلانٌ إيجازاً فِي كلِّ أَمر، وَقد أَوْجزَ الكلامَ والعِطيّة وَنَحْوهَا. وَأنْشد: مَا وَجْزُ مَعْرُوفِكَ بالرِّماقِ وأَمْر وَجِيز، وكلامٌ وجِيز. قَالَ رُؤْبة: لَوْلاَ عَطاءٌ من كَريمٍ وَجْزِ قَالَ أَبُو عَمْرو: الوَجْزُ السَّريعُ العَطاء، وَجَزَ فِي كَلَامه وأَوْجَزَ. وَقَالَ رُؤْبة أَيْضا: عَلَى حَزَابيَ جُلالٍ وَجْزِ يَعْنِي بَعيراً سَريعاً. زوج: قَالَ اللَّيْث: الزّاج، يُقَال لَهُ: الشَّبّ الْيَمانيّ، وَهُوَ من الأدْوية وَهُوَ من أَخلاط الحِبْر. الحرّاني عَن ابْن السِّكّيت: يُقَال هُوَ زَوْجها وَهِي زَوْجه. قَالَ الله تَعَالَى: {وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ} (الْأَحْزَاب: 37) . وَقَالَ أَيْضا: {وَإِنْ أَرَدْتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ} (النِّسَاء: 20) أَي امْرأَةً مكانَ امْرَإِةٍ، والجميع الأزْوَاج. وَقَالَ: {شَىْءٍ قَدِيراً ياأَيُّهَا النَّبِىُّ قُل لاَْزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَواةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ} (الْأَحْزَاب: 28) . قَالَ: وَيُقَال: هِيَ زَوْجتُه. وَأنْشد: يَا صَاحِ بَلِّغْ ذَوِي الزَّوْجات كلِّهمُ أَنْ لَيْسَ وصَلٌ إِذا انحلَّتْ عُرَا الذنَبِ

وَتقول الْعَرَب: زَوَّجته امْرأَةً، وتَزَوَّجت امرأَةً، وَلَيْسَ من كَلَام الْعَرَب. 0 تزوَّجتُ بامْرَأَةً، وَلَا زوَّجْت مِنْهُ امْرأَةً. قَالَ: وَقَول الله: {كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ} (الدُّخان: 54) أَي قَرَنَّاهم. وَقَالَ الْفراء: هُوَ لُغَةٌ فِي أَزْدِ شَنُوءة. وَقَالَ أَبُو بكر: الْعَامَّة تخطيءُ فَتَظنّ أنّ الزّوجَ اثْنَان، وَلَيْسَ ذَلِك من مَذَاهِب الْعَرَب، إِذا كَانُوا لَا يَتَكَلَّمُونَ بِالزَّوْجِ موَحَّداً فِي مثل قَوْلهم: زوج حمام، وَلَكنهُمْ يُثنُّونَه فَيَقُولُونَ: عِنْدِي زوجان من الْحمام، يَعنون ذكرا وَأُنْثَى، وَعِنْدِي زوجان من الخِفاف، يعنون الْيَمين وَالشمَال. ويوقعون الزّوجين على الجنسين الْمُخْتَلِفين، نَحْو: الْأسود والأبيض، والحلو والحامض. قَالَ الله: {وَأَحْيَا وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ} (النَّجْم: 45) . وَقَالَ: {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ} (الْأَنْعَام: 143) أَرَادَ ثَمَانِيَة أَفْرَاد، دلَّ هَذَا على ذَلِك. قَالَ: وَلَا تَقول للْوَاحِد من الطير زوجٌ كَمَا يَقُولُونَ للاثنين زوجان؛ بل يَقُولُونَ للذّكر فَرْدٌ، وللأُنْثى: فَردةٌ. قَالَ الطرماح: خرجنَ اثْنَتَيْنِ، واثنتين وفَرْدَةً يُبادِرْنَ تَغليساً سِمالَ المداهنِ وَتقول الْعَرَب فِي غير هَذَا: الرجل زوج الْمَرْأَة، وَالْمَرْأَة زوج الرجل وَزَوجته، وسمَّى الْعَرَب الِاثْنَيْنِ زَكاً، وَالْوَاحد: خَساً. والافتعال من هَذَا الْبَاب ازدوَج الطيرُ ازدِواجاً فَهِيَ مزدَوِجةٌ. قَالَ: وَتقول: عِنْدِي زَوْجا نِعالٍ وزَوجَا حَمام، وأنْتَ تَعْنِي ذَكراً وأُنثى. قَالَ الله: {فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} (الْمُؤمنِينَ: 27) . وَيُقَال للنَّمَطِ زَوْجٌ، قَالَ لبيد: مِنْ كلِّ مَحْفُوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّهُ زَوْجٌ عَلَيْهِ كِلَّةٌ وقِرَامُهَا وَقَالَ الله: {مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} (ق: 7) . أَي من كلِّ ضَرْبِ من النَّبَات حَسَن، والزَّوج: اللَّوْن. وَقَالَ الْأَعْشَى: وكلُّ زَوْجٍ من الدِّيباجِ يَلْبَسُه أَبُو قُدامةَ مَخْبُوٌ بذَاك مَعا وَكَانَ الحَسَن يَقُول فِي قَوْله: {الْمَاهِدُونَ وَمِن كُلِّ شَىْءٍ خَلَقْنَا} (الذاريات: 49) . قَالَ: السَّماءُ زَوْجٌ، والأَرْضَ زَوْج والشِّتاء زَوْج، والصَّيْف زَوْج، واللَّيْلُ زَوْج، وَالنَّهَار زوج، ويُجْمَعُ الزَّوْجُ أَزْواجاً وأزَاوِيج، وَقد ازْدَوَجَتْ الطَّيْر، افْتِعالٌ مِنْهُ.

وَفِي حَدِيث أَبِي ذَرّ، أنّه سَمِعَ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: (منْ أَنْفَقَ زَوْجَيْن من مَاله فِي سَبِيلِ الله ابْتَدَرَتْه حَجَبَةُ الجَنَّة. قَالَ: وَقلت: وَمَا زَوْجانِ من مَاله؟ قَالَ: عَبْدَان أَوْ فَرَسان أوْ بَعيران من إبِله) وَكَانَ الحَسَن يَقُول: دِيناران أَوْ دِرْهمان أَو عَبْدَان، وَاثْنَانِ من كلِّ شَيْءٍ زَوْجٌ. إِسْحَاق، قلت لِأَحْمَد: مَا زوجان من مَاله؟ قَالَ: عَبْدَان. وَقَالَ: عجبت من امْرَأَة عجبت من امْرَأَة حَصَانٍ رَأَيْتهَا لَهَا ولَدٌ من زَوجهَا وَهِي عَاقِر. أَرَادَ من زوج حمام لَهَا، وَهِي، يَعْنِي الْمَرْأَة، عَاقِر. فَقلت لَهَا: بُجْراً فَقَالَت مُجيبَتِي أتعجب مِن هَذَا ولي زوجٌ آخَرُ يَعْنِي زوجَ حمامٍ آخر. قَالَ الزّجاج فِي قَول الله: {بِهِ تُكَذِّبُونَ احْشُرُواْ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُواْ} (الصافات: 22) مَعْنَاهُ: ونظراءهم ضَرَبَاءَهم. تَقول: عِنْدِي من هَذَا أَزوَاج أَي أَمْثَال، وَكَذَلِكَ زوجان من الخِفافِ أَي كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا نَظِير صَاحبه، وَكَذَلِكَ الزّوج: الْمَرْأَة، والزوجُ: المرْء قد تنَاسبا بِعقد النِّكَاح. وَكَذَلِكَ قَوْله: {وَغَسَّاقٌ وَءَاخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ} (ص: 58) أَي أَنْوَاع. وَقَالَ: فِي قَوْله: {الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} (الشورى: 50) معنى يزوجهم: يَقْرِنُهم، وكل شَيْء اقْترن أَحدهمَا بِالْآخرِ فهما زوجان. وَقَالَ الْفراء: يجعلُ بعضَهم بَنِينَ، وبعضَهم بَنَات؛ فَذَلِك التَّزْويج. قلت: أَرَادَ بِالتَّزْوِيجِ التَّصنيف؛ وَالزَّوْج: الصِّنْف، فالذكر صِنْف، وَالْأُنْثَى: صِنف. قَالَ: وَكَانَ الأصمعيّ لَا يُجيزُ أَن يُقال لفَرْخَيْن من الْحمام وغَيره زَوْج. وَلَا للنّعْلين زَوْج. وَيُقَال فِي ذَلِك كلِّه: زَوْجان لكُلّ اثْنَين. وَقَالَ ابْن شُمَيل: الزوْج اثْنَان؛ وكل اثْنَيْنِ زَوْجٌ، وَقَالَ: اشْتَرَيْت زَوْجَيْنِ من خِفاف، أَي أَرْبعة. قلت: وأنكرَ النَّحويون مَا قَالَ ابْن شُمَيل. والزَّوْجُ: الْفَرْدُ عِنْدهم. وَيُقَال للرّجل وَالْمَرْأَة: الزَّوجان. وَقَالَ الله: {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ} (الْأَنْعَام: 143) ، يُرِيد ثَمَانِيَة أَفراد. وَقَالَ: {احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} (هود: 40) وَهَذَا هُوَ الصَّواب. وَيُقَال للْمَرْأَة: إنَّها لَكَثِيرَةُ الأَزْوَاج والزِّوَجةَ، وَيُقَال: زَوَّجْتُ الْمَرْأَةَ الرَّجُلَ، وَلَا يُقَال: زَوَّجْتُها مِنْه. زجا: قَالَ اللَّيْث: التَّزْجيَةُ دَفْعُ الشَّيْء كَمَا تُزَجِّي البَصَرَةُ وَلَدَها، أَي تَسوقُه، وأَنْشَدَ: وصَاحِبٍ ذِي غِمْرَةٍ داجيْتُه زَجَّيْتُهُ بالْقَوْلِ وازْدجيْتُهُ

باب الحيم والدال

والرّيحُ تُزْجي السَّحاب: أَي تَسُوقُه سَوْقاً رَفِيقًا، والْمُزَجيَ الْقَليلُ. وَقَالَ الله: {وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ} (يُوسُف: 88) أخبرنَا الْمُنْذِرِيّ، عَن الغسّانيّ، عَن سلمَة، عَن أبي عُبَيْدَة، قَالَ فِي قَوْله: {وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ} (يُوسُف: 88) أَي يَسيرَة قَليلة، وَأنْشد: وحاجةٍ غَيْرِ مُزْجاةٍ من الْحَاجِ وَيُقَال: أَزْجَيْتُ الشَّيءَ إِزْجاءً، أَي دَافَعْتُ بقَليله، وَهَذَا أمْرٌ قد زَجوْنا عَلَيْهِ نَزجُو. وَيُقَال: أَزْجَيتُ أَيامى وزَجَّيتها، أَي دافعتها بقوتٍ قَلِيل. قلت: وسَمعتُ أَعْرابياً من بَني فَزارة يَقُول: (أَنْتم مَعاشِرَ الحاضِرَةِ قبلتمْ دُنياكم بِقُبْلانٍ وَنحن نُزَجِّيها زجاةً) أَي نَتبلّغُ بقليلِ الْقُوت ونَجْتزِىءُ بِهِ. ورُوِي عَن أَبي صَالح، أَنه قَالَ فِي قَوْله: {وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ} قَالَ: كَانَت حَبَّةَ الخضْراء والصّنوْبَر. وَقَالَ إِبْرَاهِيم النّخَعي فِي قَوْله: (مُزْجاة) مَا أَراها إِلَّا القَليلة. وَقَلِيل كَانَت مَتَاع الْأَعْرَاب: الصُّوف، والسَّمن. وَقَالَ سعيد بن جُبيْر: (بِضَاعَةٌ مُزْجاةٌ) دَراهمُ سَوْء. وَقَالَ عِكْرِمة: هِيَ النَّاقِصة. وَقَالَ اللَّيْث: زَجا الخَراجُ يَزْجُو: إِذا تَيسرتْ جِبَايَته. ج ط (وَا يء) مهمل. (بَاب الحيم وَالدَّال) ج د (وَا يء) جاد، جدا، ودج، وجد، دجا، (داج) ، أجد. جود جيد أجد: الحرانيّ، عَن ابْن السّكّيت، يُقَال: هَذَا شَيْءٌ جيد، بَيِّنُ الجودَة من أَشْياء حَياد، وَهَذَا رَجلٌ جوادٌ من قَوْم أَجْوادٍ بيِّن الجَوْدَة، وَهَذَا فَرسٌ جَوادٌ من خيلِ جِيادٍ بَيِّنَةُ الجُودةِ، والجَودةِ، وَهَذَا مَطرٌ جَوْدٌ، بيِّن الْجَوْد، وَقد جِيدَت الأرْضُ، وَيُقَال: هاجَت بِنَا سماءٌ جَوْد، وَقد جادَ بنفْسهِ عندَ الْمَوْت يَجُودُ جؤوداً، وقَدْ جِيدَ فلانٌ من الْعَطش، يُجادَ جُوَاداً وجَوْدَةً. وَقَالَ ذُو الرُّمة: تُعاطِيه أَحْياناً إِذا جِيدَ جَودةً رُضاباً كطعم الزَّنجبيلِ المُعَسَّلِ أَي إِذا عَطِشَ عَطْشَةً. وَقَالَ الْبَاهِلِيّ فِي الْجُواد: ونَصْرُكَ خَاذِلٌ عَنِّي بَطيءٌ كأَنَّ بكم إِلَى خَذْلِي جُوَاداً أَبُو عبيد: الجُوَادُ الْجُوع. وَقَالَ أَبُو فراس:

تكادُ يَداه تُسْلمان رِدَاءَه من الجودِ لما اسْتَقَبَلَتْها الشَّمائل يُرِيد جمع الشمَال. قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: من الْجُود، أَي من السّخاء وَيُقَال للَّذي غَلَبَهُ النَّوم مَجُود، كأَنَّ النَّومَ جادَه، أَي مَطَره. قَالَ لَبِيد: ومَجُودٍ من صُباباتِ الكَرى عاطِفِ النُّمْرُقِ صَدْقِ المبْتَذَلْ وَيُقَال: جِيدَ فُلانٌ، إِذا أَشْرف على الهَلاك، كَأَن الْهَلَاك جادَة؛ وَأنْشد: وقِرْنٍ قد تَرَكْتُ لَدى مِكَرَ إِذَا مَا جادَهُ النَّزْفُ اسْتَدارا وَيُقَال: إنِّي لأُجَادُ إِلَى لقائك، أَي أُسَاقُ إليْك، كأَنَّ هَواهُ جادَةُ الشَّوْقُ، أَيْ مَطَرَه، وإنَّه ليُجادُ إِلَى فلَان، وَإِلَى كلِّ شَيْء يَهْواه. وَقَالَ الليْث مثل ذَلِك، وَقَالَ: هُوَ يجُودُ بنَفْسِه، ويَرِيقُ بنَفْسه ويَفُوق بهَا، إِذا كَانَ فِي السّياق. وَهُوَ يَسُوق نَفسه، ويغيظُ نَفسه بِلَا بَاء. وَقَالَ: وَهُوَ يجُودُ بنَفسه، مَعْنَاهُ يَسوقُ نَفسَه، من قَوْلهم: إنَّ فلَانا ليُجادُ إِلَى فلَان، وَإنَّهُ لَيُجاد إِلَى حَتْفِهِ، أَي يُساق إِلَيْهِ. وَقَول لبيد: ومَجُودٍ من صُبابات الكَرى مَعْنَاهُ سِيقُ إِلَى صُبَابات الكَرى. وَقَالَ الأصمعيّ: مَعْنَاهُ صُبَّت عَلَيْهِ صُبابات الكَرى صبًّا من جَوْد الْمَطَر وَهُوَ الْكثير مِنْهُ. وَيُقَال: أَجادَ فلانٌ فِي عِلمه، وأَجْوَدَ وجَوَّدَ فِي عَدْوِه تجويداً. وعَدَا وعَدْواً جَوَاداً. وإنِّي لأجَادُ إِلَى الْقِتَال: أَي لأساق إِلَيْهِ. والجيدُ: مُقَدَّمُ العنقُ، وَجمعه أَجياد وامْرأَةٌ جيْدَاء، إِذا كَانَت طَوِيلَة العنقَ، لَا يُنْعَت بِهِ الرُّجل. وَقَالَ العجاج: تسمعُ للحَلْيِ إِذا مَا وَسْوسَا وارتجَّ فِي أجيادِها وأَجْرَساً جَمْعُ الْجيد بِمَا حَوْله. قَالَ: وامرأةٌ جيْد أَنه حَسَنةُ الْجيد. أَبُو عبيد: أَجادَ الرَّجُل، إِذا كانَ ذَا دابَّةٍ جَوَادٍ. وَقَالَ الْأَعْشَى: فَمِثْلُكِ قَدْ لَهَوْتِ بهَا وأَرْضٍ مَهَامَه لَا يَقُودُ بهَا الْمُجِيدُ ويُقال: أَجَاديه أَبَوَاه: إِذا وَلَدَهُ جَوَاداً. وَقَالَ الفرزدق: قَومٌ أَبُوهُمْ أَبُو العَاصِي أَجاد بهم قَرْمٌ نجيبٌ لجَدَّاتٍ مَنَاجِيب اللِّحياني: سرنا عُقْبَةً جواداً، وسِرْنا عُقْبَتَيْن جَوَادَيْن، وسِرْنا عُقُباً أَجْواداً إِذا كانَتْ بَعِيْدَةً. وَيُقَال: جَاوَرْتُ فُلاناً فجدتُه أَجُودُه إِذا غَلَبْتَهُ فِي الْجُود.

وَقَالَ أَبُو سعيد: سَمِعْتُ أَعْرَابِيًا يَقُول: كنتُ أَجْلِسُ إِلَى الْقَوْم يَتجاوَبُون الحَدِيث، ويَتجاودُون، فَقلت لَهُ: مَا يَتجاوَدون؟ قَالَ: يَنْظرون أَيُّهُمْ أَجْوَد حُجَّةً. وأَرْضٌ مَجُودَةٌ: أَصَابها مَطَرٌ جَوْدٌ. وجَاد عملُه يَجُود جَوْدَةً، وَجَدْتُ لَهُ بالمالِ جُوداً، وقَوْمٌ أَجْوَادٌ وجُودٌ، ونِساءٌ جُودٌ. قَالَ الأَخْطَل: وَهُنَّ بالبَذلِ لَا بُخْلٌ وَلَا جُودُ ابْن هانىء عَن أبي زيد: وَقَعَ النّاسُ فِي أَبي جادٍ أَي فِي باطلٍ. جدا: قَالَ الأصمعيّ: الْجَداءُ الغَنَاءُ مَحدودٌ، يُقَال: فلانٌ قليلُ الجدَاء عَنْك: أَي قليلُ الغَنَاءِ، وَمِنْه يُقَال: قَلَّ مَا يُجْدِي فلانٌ عَنْك، أَي قلَّ مَا يُعْنِي. والجَدَى من العَطِيّة مقصورٌ، يُقَال: فلانٌ قليلُ الجَدَى على قومه، وَيُقَال: مَا أَصَبْتُ من فلانٍ جَدْوَى قطُّ أَي عَطِيَّة، وَيُقَال: فلانٌ يَجْتَدِي فلَانا، ويجْدُوه أَي يسأَله، والسُّؤَّال: الطالبون، يُقَال لَهُم: الْمُجتَدُون. وَيُقَال: أَصَابَنا مطَرٌ جدًى، أَي مطرٌ عَام. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: جَدَى علينا فلانٌ يجدو جَدْوَى، وأجدى فلَان أَي أَعْطَى، وَقَالَ: قومٌ جُداةٌ ومُجْتَدُون. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ وَأبي عَمْرو، يُقَال: هَذِه بصيرةٌ من دَمٍ، وجَدِيَّةٌ من دمٍ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: الجِدِيَّةُ مَا لَزِقَ بالجَسَد، والبَصِيرَةُ مَا كَانَ على الأَرْض. وَقَالَ اللَّيْث: الجَدِيَّة هِيَ لونُ الْوَجْه. يُقَال: اصْفَرّتْ جَدِيَّةُ وجهِه، وَأنْشد: تَخَالُ جَدِيَّةَ الأبطالِ فِيهَا غداةَ الرَّوْع جادِيّاً مَدُوفاً ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الجَادِيُّ الزَّعْفَرَانُ، والجِسَادُ مثله. جاديَّة: قَرْيَة بِالشَّام ينْبت بهَا الزَّعْفَرَان؛ فَلذَلِك قَالُوا جادِيّ. وَقَالَ عَبَّاس بن مَرْداس: سُيول الجَدِيّة جادتْ بهَا مُراشاةُ كلِّ قتيلٍ قَتِيلا سُلَيْمٌ وَمن ذَا الَّذِي مثلهم إِذا مَا ذَوُو الْفضل عَدّوا الفضولا أَرَادَ جَدِيَّة الدَّم. أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي: الجَدَاية من أَوْلَاد الظِّبَاءِ الذّكر وَالْأُنْثَى مِنْهَا. قَالَ: والجَدْيُ الذّكر من أَوْلَاد المِعْزَى، وَإِذا أَجذَعَ الجَدْي والعَنَاقُ سُمِّيَ عريضاً وعَتُوداً. ويقالُ للجدْي: إِمَّرٌ وإِمَّرَةٌ، وهِلَّعٌ وهِلّعَةٌ، قَالَ: والعُطْعُطُ الجَدْي. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: من أداةِ الرَّحْلِ

الجَدْيَاتُ، واحدتُها جَدْيَةٌ بتَخْفِيف الْيَاء، وَهِي القِطَع من الأكْسِيَة المحشُوَّةِ، تُشَدُّ تَحت ظَلِفَات الرَّحْل. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: فِي الجَدْية مثله. وَقَالَ اللَّيْث: فِي جَدْيات القَتَبِ مثله. وَقد جَدَّيْنَا قَتَبَنَا بجَديَةٍ. وَقَالَ اللَّيْث: جَدْيةُ السَّرْج الَّتِي يُسَمُّونها الْحَدِيدة، والجميع الجَدْياتُ. وَيُقَال: إِنَّهَا لسماءٌ جَدًى مَا لَهَا خُلْفٌ، أَي واسعٌ عامٌ. وَيُقَال للرجل: إنَّ خيْرَه لجَدًى على النّاس، أَي واسعٌ. ابْن السكّيت: الجَدَي يُكتب بِالْألف وبالياء. ونجْمٌ فِي السَّماءِ، يُقَال لَهُ: الجَدْي قريبٌ من القُطْب. وَأما الَّذِي يُقال لَهُ الجَدْي، فَهُوَ بِلِزْقِ الدَّلْوِ، وَهُوَ غيرُ جَدْي القُطْب. والجُدَاءُ محدودُ: مبلغُ حسابِ الضَّرْبِ، ثلاثةٌ فِي اثْنَيْنِ، جُدَاء ذَلِك ستّة. وجد: قَالَ الأصمعيّ وَغَيره: وَجَدْتُ على فلَان فأَنا أَجِدُ عَلَيْهِ مَوْجِدَةً وَذَلِكَ فِي الغَضب، ووجَدْتُ بفلان فأَنا أَجِدُ وَجْداً، وَذَلِكَ فِي الحُزْن، وإنّه لَيَجِد بفلانة وجْداً شَدِيدا إِذا كَانَ يَهْواها، ووجدتُ فِي الغِنى واليَسَار وُجْداً ووِجداناً، وَمِنْه قَوْله: لَيُّ الواجِد يُحِلّ عِرْضَه وعقوبته. قَالَ أَبُو عبيد: اللَّيُّ المَطْلُ، والواجِدُ: الَّذِي يَجد مَا يقْضِي بِهِ ديْنَه، وَمثله: مَطْلُ الغَنيّ ظُلْمٌ. وَقَالَ الله جلّ وعزٌ: {أَجْراً أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلاَ تُضَآرُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُواْ عَلَيْهِنَّ وَإِن كُنَّ أُوْلَاتِ حَمْلٍ} (الطَّلَاق: 6) . وقرِىء (من وِجْدِكم) . يُقَال: وجدْتُ فِي المَال وُجداً ووِجْداً وجِدَةً، أَي صِرْتُ ذَا مَال، ووجدْت الضَّالَّةِ وِجداناً، وَقد يُسْتَعْملُ الوجدانُ فِي الوُجد؛ وَمِنْه قَول الْعَرَب: وِجدانُ الرَّقِين يُغَطِّي أَفَنَ الأفِين. وَقَالَ أَبُو سعيد: توجَّدَ فلانٌ أَمْرَ كَذَا أَي شكاه، وهُمْ لَا يتَوَجّدُون سهرَ لَيْلهِم، وَلَا يَشْكون مَا مَسّهم من مَشَقَّتِهِ. ابْن السّكّيت، عَن الأصمعيّ: الحمدُ لله الَّذِي أَوْجَدَني بَعْدَمَا أَفْقَرَني أَي أَغْنَاني. والواجِدُ: الغَنِيّ، وأَنشد: الحمدُ للَّهِ الغَنيِّ الواجِدِ وَيُقَال: الحمدُ لله الَّذِي آجَدَنِي بعد ضعفٍ، أَي قَوّاني. وناقَةٌ أُجُدٌ، أَي قويَّةٌ مُوثَّقَةُ الخَلْق. وَقَالَ اللَّيْث: الأَجْدُ اشتقَاقُه من الإجاد، والإِجادُ كالطّاق الْقصير. يُقَال: عَقْدٌ مُوَجَّدٌ، وبابٌ مُوَجَّدٌ. وناقَةٌ مُؤْجَدَة القَرَى، وناقةٌ أُجُدٌ، وَهِي الَّتِي فَقارُ ظَهْرِها مُتّصِلٌ كأَنَّه عَظمٌ وَاحِد. ابْن السّكيت: بناءٌ مُؤَجّدٌ وثيقٌ مُحْكم. ودج: قَالَ اللَّيْث: الوَدَجُ عِرْقٌ متصلٌ من

الرّأس إِلَى السَّحْر، والجميع الْأَوْدَاج، وَهِي عروقٌ تكْتَنِفُ الْحُلْقُوم، فَإِذا فُصِدَ قيل: وُدِّجَ. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الْوَدَجَان عِرْقَانِ غليظانِ عريضانِ عَن يَمِينِ ثُغْرَةِ النَّحْر ويسارها، والوريدَانِ بجنْبِ الْوَدَجَين. فالودَجَان: من الْجَداول الَّتِي تجْرِي فِيهَا الدِّماء، والوريدان: للنّبْضِ والنَّفَس. وَقَالَ غَيره: يُقَال فلانٌ ودَجِي إِلَيْك: أَي وسيلَتي وسبَبَي، والتَّوْدِيجُ فِي الدّوابّ كالفَصْدِ فِي النَّاس. أَبُو عُبَيد: ودَجْتُ بيْنَ القَوْمَ أَدِجُ، وَدْجاً إِذا أَصْلَحْتَ. أَبُو مَالك: يُقَال لْلأَخوين هُما وَدَجَان. وَقَالَ زيد الْخَيل: فقُبِّحْتُمَا من وافِدَيْنِ اصْطُفِيتُمَا وَمن وَدَجَيْ حَرْبٍ تَلَقَّحُ حائلِ أَرَادَ بوَدَجَيْ حَرْبٍ أخَوَا حرْب. ابْن شُميل: المَوَادَجَةُ المسَالَمَةُ والمُلايَنَةُ، وحُسْنُ الخُلق، ولينُ الْجَانِب. دجا: قَالَ اللَّيْث: الدُّجْوُ الظُّلْمَة، ولَيْلَةُ داجِيَةٌ مُدْجِيَةٌ، وَقد دَجَتْ تَدْجُو، وأَدْجَت تُدْجِي. أَبُو عبيد، عَن الأصمعيّ دَجَا اللَّيْل يَدْجُو إِذَا ألْبَسَ كلَّ شَيْء، قَالَ: ولَيْسَ هُوَ من الظُّلْمَةِ قَالَ: وأَنْشَدني أَعْرَابي: أَبَى مُذْدجَا الإسْلام لَا يَتَحنَّفُ ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: دَجَا الشَّيْءُ الشَّيْءَ، إذَا سَتَرَه. قَالَ: وَمعنى الْبَيْت يَقُول: لَجَّ هَذَا الكافِرُ أَنْ يُسْلِمَ بَعْدَمَا غَطَّى الإسْلامُ بِثَوْبِهِ كلَّ شَيْء. الحرانيّ، عَن ابْن السّكّيت، يُقَال: مَا كانَ ذَاكَ مُذْدَجَا الإسْلام، أَي أَلْبَسَ كُلَّ شَيْء، وَيُقَال: دَجَا شَعْرُ الماعِزَةِ، رَكِبَ بَعْضُهُ بَعْضاً. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال إنَّهُ لَفِي عَيْشٍ دَاجٍ دجيِّ، وَأنْشد: والْعَيْشُ دَاجٍ كَنَفاً جِلْبَابُه قَالَ: وَيُقَال دَاجَيْتُ فُلاناً إِذَا ماسَحْتَهُ على مَا فِي قَلْبِهِ وجَامَلَته. والْمُدَاجَاةُ: الْمُدَارَاةُ. والْمُداجاة: الْمُطَاوَلَة. أَبُو عُبيد: دَاجَيْتُهُ وَوَالَيْتُه، وصَادَيْتُهُ، إِذَا دَارَيْتَه. ثَعْلَب، عَن ابْن الأَعْرابيّ: الدُّجى: صِغَارُ النَّحْل، وَأنْشد: دَبِيبَ الدُّجَى وَسْطَ الضَّرِيب الْمُعَسَّلِ والدُّجّيَةُ: قُتْرَةُ الصَّائِدِ، وَجَمعهَا: الدُّجَى. قَالَ الشّمّاخ: عَلَيْهَا الدُّجَى الْمُسْتَنْشآتُ كَأَنَّها هَوَادِجُ مَشْدُودٌ عَلَيْهَا الْجَزَاجِزُ والدجْيَةُ: الظُّلمَة، وجَمْعها: الدُّجَى.

باب الجيم والتاء

أَبُو عَمْرو: الدَّجْوُ الْجِماعُ، وَأنْشد: لَمَّا دجَاها بِمتَلَ كالصَّقَبْ وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الدُّجَى الصُّوفُ الأَحْمر، وأَرَاد الشَّماخُ هَذَا بقوله: عَلَيْها الدُّجَى. يُقَال: دِجًى ودُجًى. وروى أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأَعْرابي، قَالَ: مُحاجَاةٌ للأَعْراب، يَقُولون: ثَلاثُ دُجَهْ يَحْمِلْنَ دُجَهْ، إِلَى الُغَيْهَبَان، فالمِنْثَجَهْ. قَالَ: الدُّجَه: الأصَابِعُ الثَّلاثَ، والدُّجَةُ: اللُّقمَة، والْغَيْهَبَان: الْبَطْن، والمِنْثجة: الإسْت. قَالَ: والدُّجَة زِرُّ الْقمِيص، يقَال: أَصْلحْ دُجَةَ قمِيصك، قَالَ: والدُّجَةُ على أَربع أَصَابِع من عُنْتُوتِ القَوْس؛ وَهُوَ الحَزّ الَّذِي تدخل فِيهِ الْغانَة والْغَانَةُ حلَقَةُ رأْسِ الْوتَر. ديج: ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: داجَ الرجلُ يَدُوج دَوْجاً إِذا خَدَمَ. ودَاجَ يَدِيجُ دَيْجاً وَدَيَجاناً، إِذا مَشَى قَليلاً. وَقَالَ أَبُو زيد: الدَّاجَةُ تُباعُ الْعَسْكَر بالتَّخْفِيف. وَقَالَ شَمِر: الدَّيِّجانُ الْحَوَاشي الصِّغَار، وأَنْشدَ: باتَتْ تُداعى قَرَباً أفَايَجَا بالْخَلِّ تَدْعُو الدَّيِّجَانَ الدَّاجِحَا وَجَاء رَجلٌ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: مَا تَركْتُ من حاجَةِ وَلَا دَاجةٍ إِلاَّ أَتَيْتُ، أَرَادَ أَنه لم يَدَعْ شَيْئاً دَعَتْهُ إِلَيْهِ نَفْسُه من الْمعاصِي الشَّهوات إِلَّا أَتاها. قَالَ: ودَاجةُ إتباعٌ لحَاجَة كَمَا يُقَال: حَسَنٌ بَسَنٌ. وَقيل الدّاجَةُ: مَا صَغُرَ من الحَوَائج، والْحاجَةُ: مَا عَظُمَ مِنْها. جَيَد: الجِيد: العُنُق، وَامْرَأَة جَيْدَاء: طَوِيلَة الْعُنُق حَسنتُه، وأَجْياد: مَوضِع فِي مَكَّة مَعْرُوف. أَبُو عبيد: عَن أبي عُبَيْدة، أَنه قَالَ فِي قَول الْأَعْشَى: وَبَيْدَاءَ تَحْسِبُ آرامَها رِجالَ جِيَادٍ بأَجْيَادِهَا قَالَ: أَرادَ بالأَجْيَاد الْجُوذِيَاء، وَهُوَ الكِساءُ بالفارِسيَّة وأَنشدَ شَمِر لأَبي زُبَيْد الطَّائِي فِي صِفَةِ الأسَد: حَتى إِذَا مَا رأَى الأبْصارَ قَدْ غَفَلَتْ واجْتابَ من ظُلْمةٍ جُوذِيَّ سَمُّورِ قَالَ: جُوذيَّ: بالنبطيّة جُّوذياء، أَرَادَ جُبّةَ سَمّور. (بَاب الْجِيم وَالتَّاء) ج ت (وَا يء) جوت، تَاج، توج: (مستعملة) . توج (تَاج) : قَالَ اللّيث: التّاج: جمعه التِّيجان، وَالْفِعْل التَّتْوِيج.

باب الجيم والظاء

ابْن الأعرابيّ: الْعَرب تُسَمِّي العِمامة التَّاج، وَقد تَوَّجَهُ إِذا عَمَّمه، ويَكون تَوَّجَه بِمَعْنى سَوَّده، والمْتَوَّج: المُسَوَّد، وَكَذَلِكَ المُعَمَّم، والعمائمُ: تِيجانُ الْعَرَب، والأكاليل: تِيجانُ مُلوك الْعَجَم. ويُقال للصَّلِيحَةِ من الفِضة تاجَة، وأَصْله تازَةُ بالْفارِسِيَّة لِلدِّرْهَم المَضْروبِ حَديثاً. وَقَول هِمْيان: تَنَصَّفَ النَّاسُ الهمامَ التائجا أرادَ مَلِكاً ذَا تَاج، وَهَذَا كَمَا يُقَال: رَجُلٌ دَارعٌ: ذُو دِرْعٍ. وتَوَّجُ: اسْم مَوْضِع، وَهُوَ مَأْسَدَة، ذَكره مُلَيْح الهُذَليّ: ومِنْ دُونِهِ أَثْباجُ فَلْجَ وَتَوَّجُ جوت: أَبُو عبيد، عَن الأصمعيّ: يُقَال لِلْبعير إِذا دَعَوْتَهُ إِلَى المَاء، جَوْتَ جَوْتَ، وأَنْشَد: كَمَا رُعْتَ بالْجَوْتِ الظِّمَاءَ الصَّوادِيا وَقَالَ أَحْمد بن يحيى: يُقال للبعير: جَوْتَ جَوْتَ، فَإِذا أَدْخَلوا عَلَيْهِ الْألف واللاَّم تَرَكُوهُ على حَاله قبل دُخُولهما. وكانَ أَبُو عَمْرو يكسر التَّاء من قَوْله: (كَمَا رُعْتَ بالْجَوْتِ) ؛ وَيَقُول: إِذا أُدْخِلَتْ عَلَيْهِ الْألف وَاللَّام ذَهَبتْ مِنْهُ الحِكَاية، والأوّل قَوْلُ الفَرّاء وَالْكسَائِيّ وَكَانَ أَبُو الْهَيْثَم يُنكر النَّصب، وَيَقُول: إِذا دخل الألفُ أُعرب، وينشده: كَمَا رعتَ بالجَوْتِ. (بَاب الْجِيم والظاء) ج ظ (وَا يء) جوظ: روى أَبُو الْعَبَّاس، عَن سلَمة، عَن الفَرّاء: يُقَال للرّجُل الطّويل الْجِسم، الأكُول، الشّرُوب، البَطِر، الْكافِرِ: جَوّاظ، جَظٌّ، جِعْظار. وَقَالَ اللَّيْث: الْجَوّاظَةُ الأكُول. وَقَالَ النّضر: الْجَوّاظ الصَّيّاحُ. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : رَجُلٌ جَيّاظٌ سَمينٌ سَمِجُ المِشْيَة. وَقَالَ أَبُو سَعيد: الْجُوَاظُ الضجَرُ، وقِلّة الصّبر على الْأُمُور، يُقَال: ارْفُقْ بجُواظِكَ، وَلَا يُغْنِي جُواظُكَ عَنْك شَيْئا. وروى القُتَيبيُّ عَن أبي حَاتِم عَن أبي زيد، أَنه قَالَ: الجَوَّاظ الْكثير اللَّحْم، المختال فِي مِشْيته، وَنَحْو ذَلِك. قَالَ الأصمعيْ، وَأنْشد لرُؤبة: يَعْلو بِهِ ذَا الْقَصَلِ الجوّاظا قَالَ أَبُو زيد: والجَعْظَرِيُّ: الَّذِي ينتفخ بِمَا لَيْسَ عِنْده. وَهُوَ إِلَى القِصَرِ مَا هُوَ. وَحدثنَا السّعديّ قَالَ: حَدثنَا الصَّغَانيّ قَالَ: حَدثنَا أَبُو نُعَيم قَالَ: حَدثنَا سُفْين عَن معبد بن خَالِد قَالَ: سَمِعت حَارِثَة بن وهب الخزاعيّ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: (أَلا أُخبركم بأهلِ النَّار؟ كلُّ عُتُلَ جَوّاظٍ مُستكبر) .

باب الجيم والذال

(بَاب الْجِيم والذال) ج ذ (وَا يء) جذا، جاذ، ذيج، ذاج، وجذ: مستعملة. جذا: فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس: أَنَّه مَرّ بِقوم يَتَجاذَوْنَ حَجَراً، وَرَوَاهُ بَعضُهم يُجْذُونَ حَجَراً، فَقَالَ: عُمّالُ اللَّهِ أَقْوَى مِنْ هَؤُلَاءِ. قَالَ أَبُو عبيد: الإجْذاءُ إشَالَةُ الحجَرِ لتُعرفَ بِهِ شِدّةُ الرّجل، يُقَال: هُمْ يُجْذَوْنَ حَجَراً وَيَتَجَاذَوْنَه، وَفِي حَدِيث مَرْفُوع: (مَثَلُ الّكافِرِ كَمَثَلِ الأَرَزَةِ المجْذِيَةِ حَتَّى يكون انجِعَافُها مَرّةً وَاحِدَة) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: المجْذِيَةُ الثَّابِتَة على الأَرْض. قلت: فالإِجْذَاءُ فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس وَاقِعٌ مُتَعَدَ، وهُو فِي هَذَا الحَدِيث الْمَرْفُوع لازمٌ غيرُ واقِع. يُقَال: أجذَى الشْيءُ يُجْذِي إِجذاءً، وجَذا يَجذُو جُذُوًّا، إِذا انْتَصَبَ واسْتَقام. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: واجْذَوْذَى اجْذِيذَاءً مثله، وَأنْشد: أَلَسْتَ بِمُجْذَوْذٍ عَلَى الرّحْل دائِبِ فَما لَكَ إلاّ مَا رُزِقْتَ نَصِيبُ وَقَالَ أَبُو عُبيدة: أَجْذَى الشَّيْءُ، إِجْذَاءً، وجَذَا يَجْذُو إِذا ثَبت. لُغتان. وَقَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ الكسائيّ: إِذا حَمَل ولدُ النّاقَةِ فِي سنَامِهِ شَحْماً، فَهُوَ مُجْذٍ، وَقد أَجْذَى. وأمَّا قولُ الرّاعي يَصِفُ ناقَةً صُلْبَة: وبازِلٍ كعلاةٍ القَيْنِ دوسَرَةٍ لم يجذُ مِرْفَقُها فِي الدّفِّ من زَوَرِ فإِنَّهُ أَراد أنّه لم يتباعد من جنْبَيْهِ مُنتصباً من زَوَر، وَكَانَ خلقَة. وَقَالَ الأصمعيّ: الجوَّاذِيّ الإبلُ السِّرَاع اللَّاتِي لَا يَنْبسِطنَ فِي سَيْرهِنّ، وَلَكِن يَجذُون ويَنتَصِبن. وَقَالَ ذُو الرُّمَّة يصف جِمالاً: على كل مَوَّارٍ أَفانينُ سَيْرِه شَؤُوَ لأبْوَاعِ الجَوَاذِي الرَّواتِكُ وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الجاذي عَلَى قَدَمَيه، والجاثي على رُكْبَتَيْه. وَأما الْفراء فإنّه جعلَهُما وَاحِدًا. ابْن السِّكيت: جِذوةٌ من النَّار، وجِذَى: وَهُوَ العودُ الغليظ يُؤْخَذ فِيهِ نَار. قَالَ: ونبتٌ يُقَال لَهُ الجِذَاه، يُقَال: هَذِه حِذاه كَمَا ترى، فَإِن أَلْقيت مِنْهَا الهاءَ فَهُوَ مقصورٌ يكْتب بِالْيَاءِ لِأَن أَوله مكسور. والحِجَى: الْعقل: يكْتب بِالْيَاءِ لِأَن أَوله مكسور. واللِّثَى: جمع لِثَةٍ، يكْتب بِالْيَاءِ. قَالَ: والقِضَةُ نبت، يجمع القِضِين. والقِضُون؛ فَإِذا جمعته على مثالِ البُرَى. قلت: القُضَى. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: جَثَوْتُ وجَذَوْتُ،

وَهُوَ القيامُ على أَطْرَاف الْأَصَابِع. وأنشدنا: إِذا شِئْتُ غنّتْني دَهاقِينُ قَرْيَةٍ وصَنّاجةٌ تَجذُو عَلَى كلِّ مَنْسِمٍ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: جَثَا وجَذَا لُغَتان. قَالَ: والجاذِي الْقائِم على أَطْرَافه. وَقَالَ أَبُو دُوَادٍ يَصِفُ الْخَيْل: جَاذِياتٌ على السَّنابِكَ قَدْ أَنْ حَلَهُنَّ الإسْرَاجُ والإلجامُ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي قَول الله: {بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ} (الْقَصَص: 29) . الجِذوَةُ مثل الجِذمَة، وَهِي القِطعَة الغليظةُ من الخَشَب. لَيْس فِيهَا لَهب، والجميع جُذًى. وَأنْشد: جَزْلَ الجِذَا غَيْرَ خَوَّارٍ وَلَا ذَعَرِ وَقَالَ الْفراء: يُقَال جُذوَةٌ من النَّار. وجُثوَةٌ وجَذوةٌ وجَثوَةٌ. وكلٌّ يَقُول: جِذوَةٌ. وَقَالَ أَبُو سَعِيد: الجِذْوَةُ عُودٌ غَلِيظٌ، يكونُ أَحد رأسيْه جَمْرَة، والشّهاب دُونَها فِي الدِّقَّة؛ قَالَ: والشُّعلَةُ مَا كانَ فِي سِرَاجٍ أَوْ فَتِيلَة. وَقَالَ اللَّيْث: رَجُلٌ جاذٍ، وامْرَأَةٌ جاذِيَةٌ، بَيِّنُ الجُذُوِّ، وَهُوَ الْقَصِيرُ البَاع. وأَنشد: إنّ الْخِلاَفَةَ لَمْ تَكُنْ مَقْصُورَةً أَبَداً على جَاذِي الْيَدَيْنِ مُجَذَّرِ يُرِيد: قَصِير الْيَدَيْنِ المُوَرِّج. يُقَال: لأصْل الشَّجرة: جِذْيَةٌ وَجِذْلَةٌ. وَقَالَ الأصمعيّ: جِذْمُ كلِّ شَيْءٍ، وجِذْيُهُ: أَصْلُه. وَفِي (النَّوَادِر) يُقَال: أَكلْنَا طَعاماً فَجاذَى بَيْنَنا، ووَالَى بَيْنَنا، وتابَع بَيْننا، أَي قَتَلَ بَعْضَنا على أَثَرِ بَعْض، وَيُقَال: جَذَبْتُه عَن كَذَا وَكَذَا، وأَجْذَبْتُه: إِذا مَنَعْتَه. وَمِنْه قَول أبي النَّجْم يصف ظليماً: وَمرَّة بالحَدِّ من مِجذَايِه قَالَ: المِجذَى مِنقارُه، أَرَادَ أَنه ينْزع أصُول الْحَشِيش بمِنْقاره. وَقَالَ ابنُ الأنباريّ: المِجْذَى عودٌ يُضرَبُ بِهِ. وَقَالَ الراجز: ومَهْمَهٍ للركبِ ذِي انْجياذِ وَذي تباريحَ وَذي اجْلوّاذِ لَيْسَ بِذِي عِدَ وَلَا إِجَاذِ غَلّسْتُ قَبلَ الأَعْقدِ الشَّمّاذِ لَا أدْرِي انْجِياذٌ أم انْجِباذُ أَزجّ: أَبُو عَمْرو: أَذَجْ، إِذا أَكْثَرَ من الشُّرْب، وذَأَجَ، إِذا شَرِبَ قَلِيلا. رَوَاهُ عمر عَن أَبِيه. جاذ: قَالَ اللّيث: الْجَائِذُ الْعَبّابُ فِي الشُّرْب، والفِعْل: جَأَذَ يَجْأَذُجَأَذَاً، إِذا شَرِبَ.

باب الجيم والثاء

وَقَالَ أَبُو عَمْرو نَحوَه: جَأَذَ فلانٌ فِي القدَح، يَجأَذُ، إِذا عَبَّ. وَأنْشد: مُلاَهِسُ القَوْمِ عَلَى الطَّعَامِ وجَائِذٌ فِي قَرْقَفِ المُدَامِ ذأج ذيج: أَبُو عبيد (عَن الْأمَوِي) : ذَأَجْتُ السِّقَاءَ نَفَخْتُه. وَقَالَ شَمر: الذَّأْجُ الجَرْعُ الشَّدِيدُ، ذَأَجَ يَذأَجُ، إِذا أكثرَ من شُرْبِ المَاء. وَأنْشد: حَوامِضاً يَشْرَبْنَ شُرْباً ذَأْجَا لَا يَتَعَيَّضْنَ الأُجَاجَ المأْجَا قَالَ: وذَأَجَهُ، إِذا ذبحه. قَالَ شَمر: لَمْ أَسْمَعْه بِمَعْنى نَفَخَهُ لغيْر الأُمَوِيّ. وَقَالَ أَبُو زيد: ذَأَجَ من الشَّرَابِ، ومِن اللّبَن، أَوْ مَا كانَ يَذْأَجُ ذَأَجاً، إِذا أكثرَ مِنْهُ. أَبُو عُبيد: عَن الفَراء: ذَئِجَ يَذْأَجُ، وقَئِبَ يَقأَبُ، وصَئِبَ وصَئِمَ، إِذا أكثرَ من شُرْب المَاء. وجذ: أَبُو عَمرو: الوَجْذُ النُّقْرَةُ يَسْتنقعُ فِيهَا المَاء، وَجمعه وِجَاذ وَكَذَلِكَ الوَقْطُ، وَجمعه وِقاطٌ. (بَاب الْجِيم والثاء) ج ث (وَا يء) جوث، ثوج، جأث، جثا، ثأج، وثج، (ثجه) . جوث جأث: قَالَ اللَّيْث: الجَوَثُ عَظمٌ فِي أَعْلى البَطْنُ كأَنَّهُ بَطنُ الحُبْلَى، والنّعْتُ: أَجوَثُ، وجَوْثَاء. وَقَالَ ابنُ دُرَيد: الجَوَثُ اسْتِرخاءُ البَطن. وَقَالَ اللَّيْث: الجَأْثُ ثِقَلُ المَشي، يُقَال: أَثقَلهُ الحِمْلُ حَتَّى جَأَثَ. وَقَالَ غَيره: الجأَثَانُ: ضَرْبٌ من الْمَشْي. وَأنْشد: عَفَنْجَجٌ فِي أَهلِه جئَّاثُ وجُوَاثي: قريةٌ بالبَحْرين مَعْرُوفة. وَقَالَ أَبُو زيد: جأَثَ البَعير جَأْثاً، وَهُوَ مِشيَتُه مُوقَراً حِمْلاً. أَبُو عُبيد: جُئِثَ فَهُوَ مَجْؤُوثٌ، وجُثّ فَهُوَ مَجثُوثٌ، إِذا فَزِعَ. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنَّه رأَى جبْريل، قَالَ: فَجُئِثْتُ مِنْهُ فرَقاً) مَعْنَاهُ: ذُعِرْتُ. ثَعْلَب عَن أبي نصر، عَن الأصمَعيّ: جَأَثَ يَجأَثُ جَأْثاً، إِذا ثَقلَ الْأَخْبَار. وَأنْشد: جآثُ أَخْبارٍ لَهَا نَبَّاثُ ثوج ثأج: ابْن دُرَيْد: الثّوْجُ شَيْءٌ يُعْمَل من الخُوصِ نحْوَ جُوَالِقِ الجصّ، يُحْمَل فِيهِ التُّراب وَغَيره، قَالَ: وَهُوَ عَربيُّ صَحِيح. أَبُو زيد: ثَأَجت الغَنَمُ تَثأَج ثُؤَاجاً، إِذا صاحَت، وَيُقَال: قَد ثَأَجوا كثُوَاجِ الغَنم.

وثاج: قَرْية فِي أَعراض البَحرين، فِيهَا نخَلٌ زَينٌ. وَقَالَ أَبُو ترَاب: الثَّوْج: لُغةٌ فِي الفوْج. وَأنْشد لجندل: من الدَبا ذَا طَبَقٍ أَثَايِجِ ويروى: أَفَاوِج، أَو فوْجاً فوْجاً. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: ثاجَ يَثُوج ثَوْجاً، وثَجَا يَثجُو ثَجُواً، مثل حاثَ يَحُوث حَوْثاً، إِذا بَلبَلَ مَتاعَه وفَرَّقَه. وثج (ثجة) : الحرّانيّ، عَن ابْن السِّكيت؛ عَن الأصمَعيّ: استَوثجَ فُلانٌ من المَال، واستَوثَن استِثيَاجاً، واستِيثاناً، إِذا استَكثرَ مِنْهُ. والوَثِيجُ: الكثِيفُ من كلِّ شَيْء. واستَوثجَت المرْأَةُ، إِذا تمَّ خَلْقُها. وَقَالَ اللَّيْث: الوَثِيجَة الأَرْض الكثِيرة الشّجر المُلتَفّة، وَيُقَال: بَقلٌ وَثِيجٌ، وكلأٌ وَثِيجٌ. وَقَالَ اللَّيْث: فرَسٌ وَثِيجٌ: قويّ وَقد وَثُجَ وَثاجةً، وَهُوَ اكتِنازُه. وَقَالَ العجاج يَصِف جَيْشًا: بِلَجِبٍ مثلِ الدَّبا أَوْ أَوثَجا شِمر، عَن أبي عُبَيْدَة: الثَّجَة: الأقنَة، وَهِي حُفْرَةٌ يحتَفرُها ماءُ الْمَطَر. وَأنْشد: فوَرَدَت صادِيةً حِرارَا ثِجَاتِ ماءٍ حُفِرَتْ أُوَارَا أَوقَاتَ أُقنٍ تَعتَلِي الْغِمارَا وَقَالَ شمِر: والثَّجَّةُ بِفَتْح الثَّاء، وتشدِيد الْجِيم: الرّوضة الَّتِي حُفِرَت فِيهَا الحِياض، وَجَمعها ثجّات، سمِّيت بذلك لثجِّها الماءَ فِيهَا. شمِر، عَن ابْن الأعرابيّ: مَكَان وَثيجٌ: كثير الْكلأ. وَيُقَال: أَوثِجْ لنا من هَذَا الطَّعام، أَيْ أكثِرْ. شمِر: من الثِّياب الموْثُوج، وَهُوَ الرِّخو الغَزْل والنّسج، قَالَه رَجل من باهِلة. جثا: الْفراء: جِثْوَةٌ من النَّار، وجِذْوَةٌ، وجُثْوَةٌ وجُذْوَةٌ. قَالَ: والجُثَى تُرابٌ مَجْموعَة، واحدتها جُثْوَة. وَفِي الحَدِيث: (فلانٌ من جُثَي جَهَنَّمْ) وَله مَعْنيان فِيمَا فَسَّر أَبُو عُبيد: أَحدُهما أَنَّه مِمَّن يَجْثُو على الرُّكَب فِيهَا، وَالْآخر أَنه من جماعات أَهْلِ جَهَنَّم، على رِوَايَة من رَوى جُثَى بالتَّخفيف، ومَنْ رَواه من جُثِيّ جَهَنَّم، بتَشْديد الْيَاء، فَهُوَ جَمْعُ الثَّاني. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً} (مَرْيَم: 68) . وَقَالَ طَرَفَة فِي الجُثْوَةِ يصفُ قَبْرَيْ أَخَوين: تَرَى جُثْوَ ثَيْنِ من تُرابٍ عَلَيْهِمَا صَفائحُ صُمٌّ مِنْ صَفِيحٍ مُصَمَّدِ وَيُقَال: جثا فُلانٌ على رُكْبَتَيْهِ، يَجْثُو جُثُوّاً

باب الجيم والراء

وجِثيّاً. وَقَالَ شمر: قَالَ ابنَ شُمَيْل يُقَال للرجل إِنَّه لَعَظِيمُ الجُثْوَةِ، والجُثَّةِ، وجثْوَةُ الرَّجل: جَسَدُه، والجميع الجُثَى. وأَنشد: يَوْمَ تَرَى جثْوَتَهُ فِي الأَقْبُرِ قَالَ: والْقَبْرُ جُثْوَةٌ، وَمَا ارْتَفَعَ من الأرْض، نَحْو ارْتفاعِ الْقَبْر جُثْوَة. وَقَالَ أَبُو عمر: والجُثْوَةُ التُّرابُ الْمجْتَمِع. (بَاب الْجِيم وَالرَّاء) ج ر (وَا يء) جرى، جأر، جَار، جرو، راج، رجا، أرج، أجر، وجر، رجى. جرى: فِي حديثِ عبدِ الله بن الشِّخِّير، أَنَّه قَالَ: (قَدِمْتُ الْمَدِينَة فِي رَهْطٍ من بني عَامِر، فسلَّمنا على النّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ قَائِل منا: أَنْتَ سَيِّدُنا، وأَنْتَ الجَفْنَةُ الغَرّاء، فَقَالَ: (قُولُوا بقَوْلكم، وَلَا يَسْتَجرِيَنَّكُمُ الشّيطان) . كَانَت العربُ تَدْعو السَّيد المِطْعام جَفْنَةً لإطْعامِهِ فِيهَا، وجعلوها غَرَّاء لما فِيهَا من وَضَحِ السَّنَام، وَقَوله: (وَلَا يَسْتَجْرِيَنَّكُمْ الشَّيْطَان) ، هُوَ من الجَرِيّ، وَهُوَ الوَكِيل، تَقول: جرَّيْتُ جَرِيّاً، واستجريتُ جَرِيّاً، أَي اتخذتُ وَكيلاً؛ يَقُول: تكلَّموا بِمَا يحضُركم من القَوْل، وَلَا تَتَنَطَّعُوا وَلَا تَسْجَعُوا كأَنما تنطقون على لِسان الشَّيْطَان، وَهَذَا قَول القُتَيْبيّ، وَلم أرَ القومَ سجعوا فِي كَلَامهم، فَينْهاهم عَنهُ، وَلَكنهُمْ مَدَحوا فَكَرِهَ لَهُم الْهَرْفَ فِي الْمَدْح، وَكَانَ فِي ذَلِك تأْدِيبٌ لَهُم ولغيرهم من الَّذين يمدحون النَّاس فِي وجُوههم. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الجَرِيُّ الوَكيل. قَالَ: والجَرِيُّ الرَّسول، والجَرِيُّ الضامِن. وَقَالَ اللَّيْث: الخَيل تَجْرِي والرياح تجْرِي وَالشَّمْس تجْرِي جَرْياً إِلَّا المَاء فَإِنَّهُ يَجْرِي جِرْيَةً. والجِراءُ: للخيل خَاصَّة. وَأنْشد: غَمْرُ الجِرَاءِ إِذا قَصَرْتَ عِنَانَه وفرسٌ ذُو أَجَارِيّ، أَي ذُو فنونٍ من الجَرْي. قَالَ أَبُو عُبيد: الإِجْرِيّاء الوَجهُ الَّذِي نأخُذُ فِيهِ. قَالَ لبيد: عَلَى كلِّ إجرِيّا يَشُقُّ الْخَمائِلاَ وَقَالَ ابْن السكّيت: يُقَال: جرَّيْتُ جِريّاً. أَي وَكَّلْتُ وَكيلاً، والجَرِيُّ: الرَّسُول. قَالَ: وَقد جرَّأْتُكَ على فلَان حَتَّى اجتَرَأْتَ عَلَيْهِ جُرْأَةً. وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ جَرِيُّ المُقْدَمِ، وَقد جَرُؤَ يَجْرُؤُ جُرْأةً وجراءَةً وجرّأْتُه أَنا تَجْرِئَةً، وَجمع الجريءُ أَجرِئَاءُ بهمزتين، وَيجوز حذف إِحْدَى الهمزتين وَجمع الجَرِيّ

الوَكيل: أَجرِياء، بِمَدَّة فِيهَا همزَة. وَقَالَ أَبُو زيد: جَرُؤَ يَجْرُؤُ جَراءَةً وجَرَائِيَةً علَى فَعالِيَة. أَبُو عُبيد، عَن الْفراء: يُقَال: أَلْقِهِ فِي جَرِيَّتَكَ، وَهِي الحَوْصَلَة. أَبُو زيد: هِيَ القَرِيَّةُ والجَرِيَّةُ والنّوطَة لحَوْصَلَة الطَّائِر؛ هَكَذَا روَاه ثَعْلَب عَن ابْن نَجْدَة عَنهُ بِغَيْر همزٍ. وَأما ابنُ هانىء فَإِنَّهُ رَوَى لأبي زيد: الجِرَّئَة بِالْهَمْز، والجِرْوُ: جرْوُ الْكَلْب. وَجمعه جِرَاءٌ مَمْدُود. وَالْعدَد ثَلَاثَة أَجْرٍ؛ كَمَا ترى. وَفِي الحَدِيث: (أَنه أُهْدِيَ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قِناعٌ مِنْ رُطَبٍ وأَجرٍ زُغْبٍ) والأجرى فِي هَذَا الحَدِيث أُرِيد بهَا صِغار القِثَّاء المزْغِّبَة شُبِّهت بأَجري السِّباع وَالْكلاب لرُطُوبتها. وَقَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ الأصمعيّ: إِذا أَخْرَجَ الْحَنْظَلُ ثمرَه، فصِغارُه الجِرَاءُ مَمْدُود، وَاحِدهَا جِرْو، ويُقال لِشَجَرَتِه قد أَجَرَت. وَيُقَال: كلْبَةً مُجْرِيَة. وَقَالَ الْهُذلِيّ: وتَجُرُّ مُجْرِيَةٌ لَهَا لَحْمِي إِلَى أَجْرٍ حَوَاشِب أَرَادَ بالمُجرِية هَا هُنَا ضَبُعاً ذَات أَوْلَاد صِغار، شبهها بالْكلْبة المُجْرِية. وَيُقَال للرجل إِذا وَطَّنَ نَفسه على أَمْر: قد ضربَ لَهُ جِرْوَتَه. وَقَالَ الفرزدق: فَضَرَبْتُ جِرْوَتَهَا وَقُلتُ لَهَا: اصْبِرِي وشَدَدْتُ فِي ضيقِ المَقَام إِزَارِي ثَعْلَب، عَن ابنِ الأعرابيّ: الْجِرْوَةُ النّفْس، وَهِي اللَّوَّامَة، قَالَ: والْجَارِية عَيْنُ كلِّ حَيَوان، والجارِيَة: النِّعمة مِن الله على عِباده. وَقَالَ غَيره: الْجَارِيَة الشَّمْسُ فِي السَّماء، قَالَ الله: {هُم مُّظْلِمُونَ وَالشَّمْسُ تَجْرِى لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} (يس: 38) . وَقَالَ أَبُو زيد: يُقال جَارِيةٌ بَيِّنَة الجَرَابَةِ والْجَرَاء، وجَرِيٌّ بَيِّنُ الْجَرايَة، وَأنْشد: والْبيضُ قَدْ عَنَسَتْ وَطَالَ جَراؤُها قَالَ: وَيُقَال ضَرَبْتُ جِرْوَتِي عَنهُ، وَضَرَبْتُ جِرْوِي عَلَيْه، أَي صَبَرْتُ عَنهُ، وصَبَرْتُ عَليه. وَفِي الحَدِيث: (الأرْزاقُ جَارِيةً، والأُعْطِياتُ دَارَّة) . قَالَ شمر: هُما وَاحِد، يَقُول: هُوَ دَائِم، يُقَال: جَرَى عَلَيْهِ ذَلِك الشَّيْء ودَرَّ لَهُ بِمَعْنى دامَ لَهُ. وَقَالَ بِشْر بن أبي خَازم يصف امْرَأَة: غَذَاها قَارِصٌ يَجْرِي عَلَيْهَا ومَخْضٌ حِين تُبْتَعّثُ العِشَارُ قَالَ ابْن الأعرابيّ: يجْرِي عَلَيْهَا، أيْ يَدُومُ لَهَا، من قَوْلك: أَجْرَيْتُ لَهُ كَذَا وَكَذَا، أَي أَدَمْتُ لَهُ،

والجاري لفُلان من الرزق كَذَا، أَي الدَّائم. وَالْجَارِيَة: عين الشَّمْس فِي السَّمَاء. رُوِيَ لِابْنِ عبد الرحمان عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (إِذا مَاتَ الْإِنْسَان انقطعَ عَنهُ عمله إِلَّا من ثَلَاث صَدَقَة جَارِيَة) . جور (جَار) : قَالَ الله عزّ وجلّ: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ} (التَّوْبَة: 6) . قَالَ الزّجاج: الْمَعْنى، إنْ طلب مِنْك أَحدٌ من أَهْل الْحَرْب أَنْ تُجيره من القَتْل إِلَى أَنْ يَسْمَع كَلَام الله فَأَجِرْه، أَي آمِنْه، وعَرَّفْه مَا يجب عَلَيْهِ أَن يَعْرفَه من أمْر الله الَّذِي يَتبَيّن فِي الْإِسْلَام، ثمَّ أَبْلِغْه مَأْمَنَه لِئَلَّا يُصاب بسوءٍ قبل انْتهائِه إِلَى مَأْمَنه. ويُقال للَّذي يتجيرُ بك جَارٌ، وللَّذِي يُجيره جارٌ. وروى أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ: أَنه قَالَ: الجارُ الَّذِي يجاوِرُك بَيتَ بَيتَ، والْجار النَّفيح: هُوَ الغَريب، والْجار الشَّرِيك فِي العَقار لم يُقاسم وَالْجَار: المُقاسم، والْجار: الحليف. وَالْجَار: النَّاصِر، وَالْجَار: الشَّرِيكُ فِي التِّجارة، فَوْضَى كَانَت التِّجارة أَو عِناناً، والجارة: امْرأَةُ الرجل، وَهُوَ جارها وَالْجَار: فَرْجُ المَرْأَة، والْجارة: الطِّبِّيخة، وَهِي الإِسْت، وَالْجَار: مَا قَرُبَ من المنازِل من السَّاحل، وَالْجَار: الصِّنَّارةُ السَّيِّءُ الجِوار، وَالْجَار: الدّمِثُ: الحَسن الْجوَار، وَالْجَار: اليَرْبُوعِيّ، وَالْجَار: الْمُنَافِق، وَالْجَار: الْبَراقِشِيُّ المُتَلَوِّنُ فِي أَفْعاله، والجارُ الْحَسْدَلِيّ: الَّذِي عينُه تراك، وَقَلبه يرعاك. قلت: وَلما كَانَ الْجَار فِي كَلَام الْعَرَب مُحتملاً لجَمِيع الْمعَانِي الَّتِي ذكرهَا ابْن الأعرابيّ لم يَجُزْ أَنْ تُفَسِّر قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (الْجَار أَحَقُّ بِصَقَبه) ، أَنه الْجَار الملاصق إِلَّا بِدَلالَةِ تدلُّ عَلَيْهِ فَوَجَبَ طلبُ الدّلالة على مَا أُريد بِهِ، فَقَامَتْ الدّلَالَة فِي سْنَنٍ أُخرى مُفَسِّرَةً أَنَّ المرادَ بالجارِ الشّريكِ الَّذِي لَا يُقاسم، وَلَا يجوزُ أَن يَجْعَل المقاسِمُ مثلَ الشَّرِيك. وَأما قَول الله جلّ وَعز: {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ} {وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ} (الْأَنْفَال: 48) . فَإِن الفرّاء قَالَ: هَذَا إبليسٌ تَمَثَّلَ فِي صُورَة رَجُلٍ من بني كِنانة، قَالَ: وقولهُ {إِنِّي جَار لكم يريدُ أُجِيركُمْ من قومِي فَلَا يَعْرِضون لكم، وأنْ يَكُونُوا مَعكُمْ على مُحَمَّد، فلمَّا عاين إِبْلِيس الْمَلَائِكَة عَرَفهم، فَنكَصَ هَارِبا، فَقَالَ لَهُ الحارِثُ بنُ هِشام: أَفِراراً من غَيْرِ قِتال؟ فَقَالَ: إِنِّي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ} (الْأَنْفَال: 48) الْآيَة. وأَخْبَرَني المنذريّ، عَن أبي الْهَيْثَم أَنه

قَالَ: الجارُ والمجِير والمعيذ وَاحِد. ومَن عاذَ بِاللَّه، أَي اسْتجار بِهِ أجاره، وَمن أجارهُ الله لم يُوصَلْ إِلَيْهِ، وَهُوَ يُجير وَلَا يُجار عليهِ أَي يُعيذ. وَقَالَ اللَّهُ لنَبِيِّهِ: {رَشَداً قُلْ إِنِّى لَن يُجِيرَنِى مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ} (الْجِنّ: 22) . أَي لن يَمْنَعَني من الله أحَدٌ. والجارُ والمجيرُ هُوَ الذِي يَمنعُك ويُجِيرُك. قَالَ: وَقَول الله حِكَايَة عَن إِبْلِيس {وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ} (الْأَنْفَال: 48) أَي إِنِّي مُجِيركُم ومعيذُكم من قومِي بَني كنَانَة. قَالَ: وَكَانَ سَيِّدُ العشِيرة إذَا أجارَ عَلَيْهَا إنْسَانا لم يَخْفِرُوه. وَقَول اللَّهِ جلّ وعزّ: {وَالْجَارِ ذِى الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ} (النِّسَاء: 36) . فالجار ذُو القربَى هُوَ نسيبُك النازِلُ مَعَك فِي الْجِواءِ، أَو يكون نازِلاً فِي بَلْدَةٍ وأنتَ فِي أُخْرَى فلهُ حُرْمَةُ جِوار الْقَرابة. وَالْجَار الجُنبِ: أَلا يكون لَهُ مناسباً فَيَجِيءُ إِلَيْهِ فيسأله أنْ يُجيرَه، أَي يَمنعَه، فَينزل مَعَه، فَهَذَا الْجَار الْجنب لَهُ حُرْمَة نُزُوله فِي جِوَارِه ومَنَعَتهِ وركونه إِلَى أَمَانَة وعَهْده، وَالْمَرْأَة جَارة زَوجهَا؛ لِأَنَّهُ مُؤْتَمَنٌ عَلَيْهَا وأُمِرَ بِأَن يُحسنَ إِلَيْهَا، وَأَن لَا يَتَعَدَّى عَلَيْهَا؛ لِأَنَّهَا تمسكت بعَقْد حُرْمَة قَرابة الصِّهْر، وَصَارَ زَوْجُها جَارَها؛ لِأَنَّهُ يُجيرُها ويَمنعها وَلَا يَعتدِي عَلَيْهَا، وَقد سَمَّى الْأَعْشَى امرَأَته فِي الجاهليةِ جارَة، فَقَالَ: أيَا جَارتا بِينِي فَإِنَّكِ طالِقَهْ ومَوْمُوقَةٌ مَا دُمْتِ فِينَا وَوَامِقَهْ يُقَال: أَجَارَ فُلانٌ مَتاعة فِي وِعائهِ وَقد أجاروه فِي أوعيتهم. وَقَالَ أَبُو المثلّم الْهُذلِيّ: كلوا هَنِيئًا فَإِن أنفقتُمُ بكلا مِمَّا تُجُير بني الرّمداء فابْتَكلوا تجير: تَجْعَلهُ فِي الأوعية. وصُرِعَ رجل فَأَرَادَ صارعُه قتْله فَقَالَ: إِجْرِ عليّ إزَارِي فَإِنِّي لم أسْتعن، أَرَادَ دَفْعَ النَّاس من سَلبِي وتعزيتي. وقالَ أَبُو زيد: يُقالُ جاوَرْتُ فِي بني فلَان، إِذَا جاوَرْتَهم. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال جُرْجُرْ إِذا أَمَرْته بالاستعداد لِلْعَدُوِّ، وَيُقَال: تجاوَرْنا واجتوَرْنا بِمَعْنى وَاحِد. جأر جير جور: قَالَ قَتادة فِي قَول الله تَعَالَى: {إِذَا هُمْ يَجْئَرُونَ} (الْمُؤمنِينَ: 64) قَالَ: يَجْزَعون. وَقَالَ السُّدِّي: يَصِيحون. وَقَالَ مُجاهد: يَضْرَعُون دُعَاء. الأصمعيّ: جَأَرَ الثَّوْرُ جُؤَاراً، وخَارَ خُوَاراً، بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ اللّيث: يُقَال جأرت الْبَقرةُ جُؤَاراً، وَهُوَ رَفْعُ صَوْتها، وجأر القَوْمُ إِلَى اللَّهِ

جُؤاراً، وَهُوَ أَن يَرْفعوا أَصْواتهم إِلَى الله مُتَضَرِّعِين. أَبُو عُبيد، عَن أبي زِيادٍ الكِلابي والأصمعيّ: الجائِرُ حَزٌّ فِي الحَلْق هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عُبيد، وَقَالَ شمر: إِنَّمَا هُوَ حزّ فِي الْحلق. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن السَّبَخِيّ عَن الرّياشي، قَالَ: الجَيّارُ الَّذِي يجِدُ حَرّاً شَدِيدا فِي جوْفه وَأنْشد: كَأَنَّما بَيْنَ لَحْيَيْهِ ولَبَّتِهِ من جُلْبَةِ الجُوعِ جَيارٌ وَإرْزِيزُ قَالَ: الإرْزيز الطَّعن، والصَّاروجُ أَيْضا يُقَال: لَهُ جَيَّار. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: جيَّرْتُ الحَوْضَ وأَنشد: إِذا مَا شَتَتْ لمْ يَسْتَرِبْها، وإنْ تَقِظْ تُباشِرْ بِصُبْحِ الْمَازِنِيِّ الْمُجَيَّرَا وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: إِذا خُلِطَ الرَّمَادُ بالنُّورَةِ والجِصّ فَهُوَ الجَيّار. أَبُو عُبيد، عَن أبي زَيد: يُقَال جَيْرِ لَا أَفْعَلُ ذاكَ، وَبَعْضهمْ يَقُول: جَيْرَ بالنَّصْب مَعْنَاهَا نَعَمْ وأَجَل، وَهِي خَفْضٌ بِغَيْر تَنوين. وَقَالَ الْكسَائي مثله: فِي الخَفْضِ بِلَا تَنْوِين. وَقَالَ شَمِر: فِي قَوْلهم لَا جَيْرِ لَا حَقّاً، وَتقول: جَيْرِ لَا أَفْعَلُ ذَاك، وَلَا جَيْرِ لَا أَفُعَلُ ذَاك، وَهِي كَسْرَة لَا تَنْتَقل، وَأنْشد: جَامِعُ قد أَسْمَعتَ مَنْ تَدْعُو جَيْرِ وليْسَ يَدْعُو جَامِعٌ إِلَى جَيْرِ وَقَالَ ابنُ الأنباريّ: جَيْرِ يُوضَعُ مَوْضِعَ الْيَمين. ابْن السّكيت: يُقَال: غَيْثٌ جِوَارٌّ، إِذا كَانَ غَزِيراً كَثيرَ المَطر. وَرَوَاهَا الأصمعيّ: غَيْثٌ جُؤَرٌّ بالهَمْز على فُعَلّ، أَي لَهُ صَوْت. وَأنْشد: لَا تَسْقِهِ صَيِّبَ عَزَّافٍ جُؤَرْ قَالَ: وَجَأَرَ بالدُّعاءِ إِذا رَفَع صَوْتَه. وَقَالَ اللَّيْث: الجَوْرُ: نَقِيضُ العَدْل، والجور: تَرْكُ القَصْد فِي السَّيْر. قَالَ: والفِعْل مِنْهُمَا جَارَ يَجُورُ، وقَومٌ جَارَةٌ وَجَوَرَةٌ، أَي ظَلَمة، قَالَ: والجَوّارُ الَّذِي يَعْمَلُ لَك فِي كَرْمٍ أَو بُسْتَان أَكَّارا. قلت: لَمْ أَسْمَع الجَوَّار بِهَذَا الْمَعْنى لغير اللّيث. وَقَالَ: الْجِوَارُ بالكسرِ: المُجاوَرَة، والْجُوَار: الاسْم، وَيجمع الْجَار أَجْوَاراً وجِيرةً وجيراناً، وَأنْشد: وَرَسْمِ دارٍ دارِسِ الأجوارِ ابْن الأعرابيّ: بَعِيرٌ جوَرٌّ: أَي ضَخْم، وأنشدَ: بَيْنَ خَشَاشَي بَازِلٍ جِوَرِّ والخِشَاشان: الْجُوَالِقان. أَبُو عُبيد، عَن أَصْحَابه: طَعَنَه فَجَوَّرَهُ، وَقد تَجَوَّرَ إِذا سَقَط. وَمِنْه الْمثل السائر:

يَوْمٌ بِيَوْمِ الخَفَضِ المُجَوَّرِ وَقد مر تَفْسِيره. وَقَالَ غَيره: عُشْبٌ جَأْرٌ وغَمْرٌ، أَي كثير، وَأنْشد: أَبْشِرْ فهذِي خُوصَةٌ وجَدْرُ وعُشُبٌ إِذا أكَلْتَ جَأْرُ وَقَالَ آخر: وكُلِّلَتْ بالأُقحُوَانِ الْجَأْرِ وَهُوَ الَّذِي طالَ واكْتَهَل. أجر: قَالَ الله عزّ وجلّ: {ابْنَتَىَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِى} (الْقَصَص: 27) . قَالَ الفرّاء: يَقُول أَن تَجْعَلَ ثَوَابِي أَنْ تَرْعَى عَلَيَّ غنمي ثمانِيَ حِجج. وَأَخْبرنِي المنذريّ، عَن حُسَيْن بن فَهْم، عَن مُحَمَّد بن سلاّم، عَن يُونُس، قَالَ: مَعْنَاهَا على أَنْ تُثِيبَنِي على الإجَارَة. وَمن هَذَا قَول النَّاس: آجرَكَ اللَّهُ أَي أَثَابَكَ الله. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْله: {الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا ياأَبَتِ اسْتَئْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَئْجَرْتَ الْقَوِىُّ الأَمِينُ} أَي اتَّخِذْهُ أَجيراً، {ياأَبَتِ اسْتَئْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ} أَي خَيْرَ من استَعْمَلْتَ مَنْ قَوِيَ على عَمَلِكَ، وأَدَّى الامانةَ فِيهِ. قَالَ: وَقَوله {ابْنَتَىَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِى} أَي تكون أَجيراً لي ثَمانِيَ حِجَج. وَقَالَ أَبُو زيد، يُقَال: آجَرهُ الله يَأْجُرُه أَجْراً، وأَجرْتُ الْمَمْلُوك، فَهُوَ مَأْجُورٌ أَجراً، وأَجرْتُه أُوجرهُ إيجاراً، فَهُوَ مُؤْجَرٌ، وكُلٌّ حَسَنٌ من كَلَام الْعَرَب. قَالَ الله تَعَالَى: {ابْنَتَىَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِى} (الْقَصَص: 27) وَيُقَال: أَجَرَتْ يَدُ الرجل تَأجُرُ أَجْراً وأُجوراً، وَذَلِكَ إِذا جُبِرَتْ فَبَقِيَ لَهَا عَثْمٌ؛ وَهُوَ مَشَشٌ كَهَيْئَةِ الْوَرَم فِيهِ أَوَدٌ. أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: أَجَرَ الْكَسْرُ يَأْجُرُ أُجوراً، إِذا بَرَأَ على اعْوِجَاج، وآجرْتُهَا أَنَا إيجاراً. وَقَالَ أَبُو عُبيد، قَالَ الكسائيّ: الإجَارَةُ فِي قَول الخَليل أَن تكُون القافية طَاءً، وَالْأُخْرَى دَالاً، وَنَحْو ذَلِك. قلت: وَهَذَا من أُجور الْكسر إِذا جبِرَ عَلَى غير اسْتِواء، وَهُوَ فِعالَه. مَنْ أَجَرَ يَأْجُرُ، وَهُوَ مَا أعْطَيْتَ من أَجرٍ فِي عَمَل. قَالَ: وَالْأَجْر جزَاءُ الْعَمَل، والأَجَّار: سَطْحٌ ليْسَ حَوالَيْه سُتْرَة. وَجمعه أَجَاجِير. وَفِي الحَدِيث: (مَنْ باتَ على إجَّار لَيْسَ لَهُ مَا يَرُدُّ قَدَمَيْهِ فقد بَرِيَتْ مِنْهُ الذِّمَّة) أَي على سطح. قَالَه أَبُو عُبيد. قَالَ: والإنْجارُ لُغة. والصَّواب: الإجَّار. قَالَ ابْن السِّكِّيت: يُقَال مَا زالَ ذَاك هِجِّيراه وإجِّيرَاه، أَي دَأْبَهُ وعادَتَه. الأصمعيّ: قَالَ أَبُو عَمْرو: هُوَ الأَجُرُ مُخَفَّفُ الرَّاء، وَهِي الآجُرَةُ. وَقَالَ غَيره: يُقَال آجُورٌ وآجُرٌّ، وَيُقَال لأم

إسماعيلَ النَّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هاجَرَ وآجَر. وَقَالَ الكسائيّ: الْعَرَب تَقول: آجُرَّةٌ وآجُرٌّ للْجَمِيع، وآجِرَة وَجَمعهَا آجُرٌ، وآجُرَةٌ وَجَمعهَا آجُرٌ، وأَجُورَةٌ وَجَمعهَا آجُورٌ. وجر: قَالَ اللَّيْث: الْوَجْرُ أَن تُوجِرَ مَاء أَوْ دَواءً فِي وَسَطِ حَلق صَبيّ، والْميجَر: شِبْه مُسْعُطٍ يُوجَرُ بِهِ الصَّبيَّ الدَّواءُ فِي الْحلق، وَاسم ذَلِك الدَّواء: الوَجُور. ابْن السِّكّيت وَغَيره: اللَّدودُ مَا كَانَ فِي أَحَد شِقَّي الْفَم، والوَجُورُ فِي أَيِّ الْفَم كانَ، والنَّشُوقُ فِي الأنْف. وَقَالَ اللَّيْث: أَوْجَرْتُ فلَانا الرُّمحَ، إِذا طَعَنْتَه فِي صَدْره، وَأنْشد: أَوْجَرتهُ الرُّمْحَ شَزْياً ثمَّ قلتُ لَهُ: هَذي المرُوءةُ لَا لِعْبُ الزَّحَاليق قَالَ: والْوَجرُ الخوفُ، يُقَال: إنِّي مِنْهُ لأَوْجر، وأَوْجل، وَوَجِرٌ وَوَجِلٌ، أَيْ خائِف. والْوِجارُ: سَرَبُ الضَّبُع ونَحوهِ إِذا حَفَر فأَمعن، والجميع أَوْجِرَة. وَيُقَال: تَوَجَّرْتُ الدَّواء، إِذا ابتلعْته شَيئاً بعدَ شَيْء. أَبُو خيرة: إِذا شَرِب الرَّجل المَاء كارِهاً فَهُوَ التَّوَجُّر، والتَّكارُهُ، وَوَجرة: مَوضعٌ مَعروف. وَقَالَ أَبُو عُبيد: الْوَجُورُ وَسَطِ الْفَم، وَقد وَجرْتُه الوَجُورَ، وأَوُجرتُه، قَالَ: وأَوْجرتُه الرَّمحَ، لَا غير. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: أَوْجَرْتُه الماءَ، وأَوْجَرْتُه الرُّمح، وأَوْجرتُه غَيْظاً أَفْعَلْتُه فِي هَذَا كُلِّه. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: وجرَته الدَّوَاء أَجرِهُ وَجْراً، إِذا جعَلْتَه فِي فِيهِ. أَبُو عبيد، عَن أبي زيد: يُقَال لجُحْرِ الضَّبَع وَالذِّئْب. وِجَار وَوَجار. رجا: قَالَ اللَّيْث: الرَّجاءُ مَمْدُود وَهُوَ نقيض الْيَأْس، وَالْفِعْل مِنْهُ، رَجَا يَرْجُو، ورَجِيَ يَرْجَا، وارْتَجَى يَرْتَجِي، وتَرَجَّى وَيَتَرَجَّى. قَالَ: ومَنْ قَالَ فعلتُ ذَاكَ رَجاةَ كَذَا وَكَذَا، فَهُوَ خَطأ، إِنَّمَا يُقَال رَجاءً كَذَا وَكَذَا. قَالَ: والرَّجْوُ المُبالاةُ، يُقَال: مَا أَرْجُو، أَي مَا أُبالي. قلت: أَما قَوْله: رَجِيَ يَرجَى، بِمَعْنى رَجَا. فَمَا سمعته لغير اللَّيْث. وَلَكِن يُقَال: رَجِيَ الرَّجُل يَرجَى إِذا دُهِشَ. وأَخْبرني المنذريّ، عَن ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء، قَالَ: يُقَال بَعِلَ، وبَقِرَ، ورَتِج، ورَجِيَ، وعَقِرَ، إِذا أرادَ الْكلامَ فأُرْتِجَ عَلَيْهِ. وَأما قَوْله: الرَّجْوُ الْمَبالاة، فَهُوَ مُنْكَر، إِنَّمَا يُسْتعمل الرَّجاءُ فِي مَوضِع الْخَوْف إِذا كَانَ مَعَه حَرْفُ نَفْي.

وَمِنْه قولُ الله جلَّ وعزَّ: {أَنْهَاراً مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً} (نوح: 13) الْمَعْنى: مَا لكُمْ لَا تَخافون لله عَظَمة، وَمِنْه قَول الرَّاجز. أنْشدهُ الْفراء: لَا تَرْتَجِي حِين تُلاقِي الذَّائدَا أَسَبْعَةٌ لاقَتْ مَعاً أَوْ وَاحداً قَالَ الْفراء: وَقد قَالَ بعضُ المفَسِّرين فِي قَول الله: {وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ} (النِّسَاء: 104) . إنَّ مَعْنَاهُ تخَافُون. قَالَ الْفراء: وَلم نَجدْ مَعْنَى الْخوف يكونُ رَجاءً إِلَّا وَمَعَهُ جَحْد. فَإِذا كَانَ كَذَلِك كَانَ الخوفُ على جهةِ الرَّجا والْخوف، وَكَانَ الرَّجَا كَذلِكَ، كَقَوْل الله جلَّ وعزَّ: {يَتَفَكَّرُونَ قُل لِّلَّذِينَءَامَنُواْ يَغْفِرُواْ لِلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِىَ قَوْماً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} (الجاثية: 14) هَذِه للَّذين لَا يَخافونَ أيامَ الله. وَكَذَلِكَ قَوْله: {أَنْهَاراً مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً} (نوح: 13) . وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: إِذا لسَعَتْهُ النحْل لم يَرْجُ لَسْعَتَها وحَالَفها فِي بَيْتِ نُوبٍ عَوامِل قَالَ: وَلَا يَجوزُ رَجوْتك وأنْتَ تُريدُ خِفتُكَ، وَلَا خِفتُكَ وَأَنت تريدُ رَجوْتُك. وَقَالَ اللَّيْث: الرَّجا مَقصور: ناحيَةُ كلِّ شَيْء، والجميع: الأرْجاء. والاثنان: الرَّجَوَان، وَمِنْه قَول الله تَعَالَى: {وَاهِيَةٌ وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَآئِهَآ وَيَحْمِلُ عَرْشَ} (الحاقة: 17) أَي نواحِيها. وَقَالَ ذُو الرمة: بَيْنَ الرَّجا والرَّجا من جَيْبِ وَاصِيةٍ يَهْماء خَابِطُها بالْخَوفِ مكعوم والأرْجاءُ يُهْمزُ وَلَا يُهمز. قَالَ ابْن السّكيت: يُقَال أَرْجَأْتُ الْأَمر وأَرْجيته، إِذا أخَّرتَهُ. قَالَ الله جلَّ وعزَّ: {وَءَاخَرُونَ مُرْجَوْنَ لاَْمْرِ اللَّهِ} (التَّوْبَة: 106) . وقرىء: {مُرْجَوْنَ لاَْمْرِ اللَّهِ} . وقرىء: {أَرْجِهْ وَأَخَاهُ} . وقرىء: (أَرْجِئْهُ وأَخَاه) . قَالَ: وَيُقَال هَذَا رجلٌ مُرْجِيٌّ، وهم المُرْجِئَةُ، وَإِن شِئْت قلت: مُرْجٍ، وهُم الْمرجيَة. قَالَ: وينسبون إِلَيْهِ فِي قَول مَنْ لَا يَهمِز مُرْجِيٌّ، وَمن قَالَ بِالْهَمْز قَالَ: مُرْجَائيَّ. وَقَالَ غَيره: إِنَّمَا قيلَ لهَذِهِ العِصَابة مُرْجئة، لأنَّهم قَدَّموا القولَ. وأَرجئوا الْعَمل. أَي أَخَّرُوه. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: أَرْجَأَت الْحامِلُ إِذا دَنَا أَن يَخْرُجَ وَلَدُهَا، فَهِيَ مُرْجيءٌ ومُرْجئةٌ. وَقَالَ ذُو الرمة: إِذا أرْجَأَتْ ماتَتْ وَحَىَ سَلِيلُها وَيُقَال: أرْجَتْ بِغَيْر همزٍ أَيْضا. روج: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: الرَّوْجةُ الْعَجَلَة. وَقَالَ اللَّيْث: تَقول رَوَّجتُ لَهُ الدَّرَاهِم.

باب الجيم واللام

قَالَ: والأوَارِجةُ من كُتب أَصْحَاب الدَّواوين فِي الْخَراج وَغَيره. يُقَال: هَذَا كتاب التّأْرِيج. وَقَالَ غَيره: رَوَّجتُ الأمرَ فراجَ يَرُوجُ رَوْجاً إِذا أرَّجتَه. أرج: قَالَ اللَّيْث: الأَرْجُ نَفحةُ الرِّيح الطَّيِّبَة. تَقول: أرِجَ البيتُ يأْرَجُ أَرَجاً، فَهُوَ أَرِجٌ بريحٍ طَيِّبَة، والتَّأْرِيجُ شِبْهُ التّأْرِيشِ فِي الْحَرب. وَقَالَ العجاج: إِنَّا إِذَا مُذْكِي الحُرُوبِ أَرَّجا والأرِيجَةُ: الرائِحةُ الطَّيِّبة، وَجَمعهَا الأرَايِيج. وَقَالَ غَيره: أَرَّثْتُ النارَ وأَرَّجتُها، إِذا شَعْلَتها. وَقَالَ اللَّيْث: اليارجان كَأَنَّهُ فارِسيَّة، وَهُوَ من حُلِيِّ الْيَدَيْنِ. وَقَالَ غَيره: الأيَارِجة دَواء. وَهُوَ معرَّب. (بَاب الْجِيم وَاللَّام) ج ل (وَا يء) جلا، (جلى) ، جال، لَجأ، ولج، وَجل، أجل، جلأ، جيل. جلا: قَالَ اللّيث: يُقَال جَلا الصيْقَلُ السَّيفَ جِلاءً، واجتَلاه لِنَفسه. قَالَ لَبِيد: جُنوحُ الهالِكيِّ على يَدَيْه مُكِبّاً يجتَلِي نُقَبَ النِّصَالِ قَالَ: والماشِطَة تَجلُو الْعَرُوس جَلْوةً وجِلْوَة. وَقد جُلِيَتْ على زواجها. واجتلاَها زوْجُها، أَي نَظَر إِلَيْهَا. وأمْرٌ جَلِيٌّ: واضِحٌ. وَتقول: أَجْلِ ليِ هَذَا الأمرَ، أَي أوْضِحْهُ. وَقَالَ زُهَيْر: وإنَّ الْحَقَّ مَقطعُه ثَلاثٌ يمينٌ أوْ نِفَارٌ أَوْ جِلاَءُ قَالَ: يُرِيد بالجِلاء الْبَيان، والنِّفار الْمحاكَمة، وَأَرَادَ بالجِلاء البينَة والشُّهود. وَقَالَ اللّيث: يُقَال مَا أقَمتُ عِنْدهم إلاَّ جِلاءً يومٍ وَاحِد، أَي بَياضَ يَوْمٍ وَاحِد. وَقَالَ الراجز: مَا ليَ إنْ أَقْصَيْتَنِي من مَقْعَدِ وَلَا بِهَذِي الأرْض من تَجلُّدِ إلاَّ جلاءَ الْيَوْم أَو ضُحَى الْغَدِ وَيُقَال للْمَرِيض: جَلاَ اللَّهُ عَنهُ الْمَرَض، أَي كَشَفَه، وَالله يُجَلِّي السَّاعَة، أَي يُظْهِرُها. قَالَ الله: {لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلاَّ هُوَ} (الْأَعْرَاف: 187) . والْبَازِي يُجَلِّي إِذا آنس الصَّيْد، فَرفع طَرْفَه ورأْسه، وتَجَلَّيْتُ الشَّيءَ، إِذا نَظَرْتَ إِلَيْهِ. وَقَول الله جلَّ وعَزَّ: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} (الْأَعْرَاف: 143) . حَدَّثني المنذريّ، عَن أبي بكر الخطّابيّ

عَن هُدْبَة، عَن حَمَّاد، عَن ثَابت، عَن أَنسَ، قَالَ: قَرَأَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} (الْأَعْرَاف: 143) قَالَ: وَضَعَ إبْهامَهُ على قَريبٍ من طَرَفِ أَنْمُلَةِ خِنْصَرِه، فَساخَ الجبَل. قَالَ حمَّاد: قلت لثابِت: تَقول هَذَا؟ فَقَالَ: يَقُوله: رسولُ الله، ويقوله أَنَس، وأَنا أكتُمْه. وَقَالَ الزّجاج فِي قَوْله: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} أيْ ظَهَرَ وَبَانَ، وَهُوَ قَول أَهْلِ السُّنَّة وَالْجَمَاعَة. وَقَالَ اللَّيْث: قَالَ الْحسن: تَجَلَّى بَدَا لِلْجَبَلِ نُور العَرْش. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: جَلاهُ عَن وطَنِه، فَجَلا، أَي طَرَدَهُ فَهَرَبَ، قَالَ: وجَلاَ أَيْضا، إِذا عَلا، وجَلاَ، إِذا اكتَحَل، قَالَ: والجَلاَ. مَقصور، والجِلاَءُ مَمدود، والجِلاَ مَقصور: الأثمِد، وَأنْشد: أَكحُلْكَ بالصَّابِ أَو بالجِلا فَفَتِّحْ لذَلِك أَو غَمِّضِ وَيُقَال: جَلاَ القَومُ عَن أَوْطَانِهم، يَجْلُون، وأَجْلَوْا ويُجلُون، وجَلَّوا يُجِلُّون، إِذا خَرجوا من بَلَدٍ إِلَى بَلد، وَمِنْه يُقَال: استُعمِلَ فلانٌ على الجَالِيةَ؛ والجَالَّةِ لُغَتان. والجَلاءُ مَمْدُود مَصدَرُ جَلا عَن وَطَنه، وَيُقَال: أَجلاهم السُّلطان فأَجْلَوْا وجَلَوْا، أَي أخرَجَهم فَخَرجوا. وَقيل لأهلِ الذِّمَّة: الجالِيَة؛ لأنَّ عمر بن الْخطاب أَجلاَهُم عَن جَزِيرَة الْعَرَب لِما تَقَدَّمَ من أَمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فيهم؛ فسُمُّو جالِيَة. ولزمهم هَذَا الِاسْم أيْنَ حَلُّوا ثُمَّ لَزَمَ كُلَّ من لَزِمتَه الجِزية من أهلِ الْكتاب بكُلِّ بَلَد، وَإِن لم يُجلَوا عَن أَوطانهم. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال: جَلَّى فلانٌ امرَأَتَه وَصيفاً حِين اجتَلاها، أَي أَعْطَاهَا وصيفاً عِندَ جَلْوَتِها. وَيُقَال: مَا جِلْوَتُها بِالْكَسْرِ. فيُقال: كَذَا وكَذَا. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقال: جَلَوْتُ بَصَرِي بالْكُحْلِ جَلْواً. وَانجَلى الْفَمُّ انجلاءً. وجَلَوتُ عَنِّي هَمِّي جَلواً، إِذا أَذهَبتَه. وأَجْلَيتُ العمامَةَ عَن رَأْسي، إِذا رَفَعتها مَعَ طَيِّها عَن جَبِينك. وَقَالَ أَبُو عبيد: إِذا انحسر الشّعرُ عَن جانِبي جَبْهَة الرّجُل، فَهُوَ أَنزَع، وَإِذا زَاد قَلِيلا فَهُوَ أجْلَح، فَإِذا بَلَغَ النِّصفَ وَنَحْوه فَهُوَ أَجلَى، ثمَّ هُوَ أَجْلَهُ، وأَنشد: مَعَ الجَلاَ ولائِحِ القَتِيرِ وَقد جَلَى يَجْلِي جَلًى، فَهُوَ أَجْلَى، وانْجَلى الظَّلامُ انْجِلاءً، إِذا انكَشَفَ، وَيُقَال للرجل إِذا كَانَ عَالي الشَّرف، لَا يَخْفَى مكانُه: هُوَ ابْنُ جَلاَ. وَقَالَ القُلاخ:

أَنا الْقُلاَخُ بنُ قُلاخِ بنِ جلاَ ابنُ جَتَاثِيْر أَقُودُ الْجَمَلا وَقَالَ سُحَيْم بن وَثيل الرّياحي: أَنا ابْنُ جَلا وطَلاَّعُ الثَّنايا مَتَى أَضَعِ الْعِمامَةَ تَعْرِفوني وَيُقَال: تَجلَّى فلانٌ مكانَ كَذا، إِذا علاهُ، والأَصْل: تَجَلَّله. قَالَ ذُو الرمة: فَلَمَّا تَجَلَّى قَرْعُها الْقاعَ سَمْعَه وبَانَ لَهُ وَسْطَ الأَشاءِ انْغِلالُها قَالَ أَبُو نصر: التَّجَلِّي النَّظَر بالأشراف. وَقَالَ غَيره: التَّجَلِّي التَّجَلُّل، أَي تَجَلَّلَ فَرْعُها سَمْعَه فِي الْقاع. رَوَاهُ ابْن الأعرابيّ: تَجَلَّى فَرْعُها الْقاعَ سَمْعَه وَقَالَ الله جَلَّ وعَزَّ: {تَلاهَا وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا} (الشَّمْس: 3) . قَالَ الْفراء: إِذا جَلَّى الظُّلْمة، فجازت الكِنَايَة عَن الظّلْمة، وَلم تُذْكَر فِي أوّله: لأنَّ مَعْنَاهَا مَعْروف، أَلا تَرى أَنَّك تَقول: أصْبَحت بارِدَةً، وأَمْسَتْ عَرِيَّةِ؛ وهَبَّتْ شَمالاً، فكَنَّى عَن مُؤَنَّثات لم يَجْرِ لَهُنَّ ذِكْر لِأَن مَعناهُن مَعْروف. وَقَالَ الزّجّاج: إِذا جَلاَّها إِذا بَيّنَ الشّمس؛ لأنَّها تَتَبين إِذا انْبسط النَّهَار. وَقَالَ اللَّيْث: أَجْلَيْتُ عَنهُ الْهَمَّ إِذا فَرَّجت عَنهُ، وانْجلت عَنهُ الهموم، كَمَا تَنْجَلِي الظُّلمة. وَيُقَال: أَخْبرني عَن جَلِيّةِ الأمْر، أَي حَقِيقَتِه. وَقَالَ النَّابِغَة: وآبَ مُضِلُّوه بِعَيْنٍ جَلِيَّةٍ وغُودِرَ بالجوْلاَنِ حَزْمٌ وناثِلُ يَقُول: كذَّبُوا بخَبره أَول مَا جَاءَ. فجَاء دافِنوه بِخَبَر مَا عايَنُوه. ابْن السِّكِّيت: قَالَ الكِسَائيّ: فعلت ذَاك من إجلاَك، وأَجلاَك، وَمن جلالِكَ، أَي فعلته من جَرَّاكَ. جول جيل: قَالَ اللَّيْث: يُقال جالُوا فِي الْحَرْب جَوْلَةً، وجالوا فِي الطّوفان جَوَلاناً وجوَّلتُ البِلادَ تَجْويلاً، أَي جلْت فِيهَا كثيرا. والْجَوْلاَنُ: التّراب الَّذِي تَجُولُ بِهِ الرّيح على وَجه الأَرْض. قَالَ: والْجَوْلُ والْجُولُ، كُلٌّ لغاتٌ فِي الْجَوَلَان. قَالَ: وَيُقَال جَال التُّراب وانْجال. قَالَ: وانْجِياله انكِشاطُه. قَالَ: وَيُقَال للْقَوْم إِذا تركُوا الْقَصْدَ والهُدى: اجتالهم الشَّيْطَان أَي جالوا مَعَه فِي الضّلالة. وَفِي الحَدِيث: (إنَّ الله جلَّ وعزَّ قَالَ: إنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنفَاءَ فَاجْتَالَتْهُمْ الشّياطين)

أَي اسْتَخَفّتْهُم، فجالوا مَعهَا. وَقَالَ اللَّيْث: وِشَاحٌ جَايِلُ، وبطانٌ جَايِلُ وَهُوَ السَّلِس. وَيُقَال: وِشَاحٌ جالٌ، كَمَا يُقال: كَبْشٌ صائِفٌ، وصَافٌ، وَرجل شائِكُ السِّلاح، وشَاكٌ. وَيُقَال: أَجَلْتُ السِّلاح بَين الْقَوْم إِذا حَرَّكْتَها ثمَّ أَفَضْتَ بهَا فِي القِسْمة، وَيُقَال: أَجالوا الرّأيَ فِيمَا بَينهم. أَبُو عُبيد، عَن الفرّاء: اجْتَلْتُ مِنْهُم جَوْلاً، وانتضَلْتُ مِنْهُم نَضْلَةً مَعْنَاهُمَا الِاخْتِيَار. أَبُو عبيد: الْجَالُ والْجولُ نواحي البِئر من أَسفلها إِلَى أَعْلَاهَا. وَقَالَ أَبُو الهيثَم: يُقَال للرَّجل الَّذِي لَهُ رَأْي ومُسْكَة: رجلٌ لَهُ زَبْرٌ وجَولٌ، أَي تَماسُك لَا ينهدِمُ جُولُه، وَهُوَ مَزبُورٌ مَا فَوق الجُولِ مِنْهُ، وصُلْبٌ مَا تَحت الزَّبْرِ من الجُول. وَيُقَال للرجل الَّذِي لَا تماسُك لَهُ وَلَا حزْم: لَيْسَ لفُلَان جُولٌ أَي ينهدِم جُولُه، فَلَا يُؤْمَنُ أَن يكون الزَّبْرُ يسقُط أَيْضا. وَقَالَ الرّاعي يمدح عبد الْملك: فأَبوكَ أَحْزَمُهم، وَأَنت أَمِيرهمْ وأشَدُّهمْ عِنْد العزائم جُولاً وَيُقَال فِي مَثَل: لَيْسَ لفُلَان جُولٌ وَلَا جالٌ، أَي لَيْسَ لَهُ حزم. شَمر، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: الجولُ الصَّخْرَة الَّتِي فِي المَاء، يكون عَلَيْهَا الطَّيُّ، فإنْ زَالَت تِلْكَ الصَّخْرة، تهوّر الْبِئْر، فَهَذَا أصل الجُول، وَأنْشد: أَوْفَى على رُكْنين فَوق مَثَابةٍ عَن جُولِ نازحةِ الرِّشاءِ شَطُونِ وَقَالَ اللَّيْث: جالاَ الْوَادي جَانبا مَائه، وجالا الْبَحْر شطّاه، والجميع الأجوال، وَأنْشد: إِذا تنازعَ جالا مَجْهَلٍ قذَفٍ أَبُو عُبَيْدَة، عَن الفرَّاء، قَالَ: جَوَلانُ المالِ: صغارُه ورديئُه، وجَوْلان: قريةٌ بِالشَّام. وَقَالَ اللحيانيّ: يومٌ جولانيُّ، وجَيْلانيّ: كثيرُ التُّرَاب، والرِّيج. ورُوِي عَن عَائِشَة، أنَّها قَالَت: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا دخل إِلَيْهَا، لبس مِجْوَلا. قَالَ أَبُو العَبَّاس، قَالَ ابْن الأعرابيّ: المجْوَلُ الصُّدْرةُ، وَهُوَ الصِّدار، قَالَ: والمجوَلُ الدرهمُ الصَّحِيح، والمجوَلُ العُوذَةُ، والمجولُ: الْحمار الوحشيُّ، والمجوَلُ هلالٌ من فِضّةِ يكون وسطَ القلادة، والأجوليُّ من الْخَيل: الجَوَّالُ السَّرِيع. جلأ: أَبُو زيد: جَلأْتُ بالرجلِ أَجَلأُ بِهِ جَلأً إِذا صَرَعَته، وجلأ بِثَوْبِهِ: رمى بِهِ. أَبُو عُبيد: الاجئِلال بِوَزْن الافعِلال:

الفزَعُ والوَجل. وَأنْشد: للقَلْبِ من خوْفِهِ اجْئِلاَلُ شَمر، عَن ابْن الأعرابيّ: اجئلال أَصله من الوجل؛ قلت: لَا يَسْتَقيم هَذَا القَوْل إِلَّا أَن يكون مقلوباً كَأَنَّهُ فِي الأَصْل إيجْلال، فأُخِّرت الياءُ والهمزة بعد الْجِيم. وَفِيه وجهٌ آخر. قَالَ أَبُو عبيد، قَالَ أَبُو زيد: من أَسمَاء الضِّباع. والجَيْأَل. قَالَ: وَقَالَ الْكسَائي: هِيَ الجَيْأَلة. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم، قَالَ ابْن بُزُرْج، قَالُوا: فِي الجيأَل، وَهِي الضبُع، جأَلَت تجأَلُ، إِذا أَجمعت. قَالَ: وَكَانَ لَهَا جاران لَا يُخفرانها أَبُو جَعْدَةَ العادي وعَرفاءُ جَيْأَل أَبُو جَعْدَة: الذِّئْب، وعَرفاء: الضبع. وَإِذا اجْتمع الضبع فِي غنم منع كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا صاحبَه، وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ فِي قَوْلهم: اللهُمّ ضبُعاً وذئباً أَي اجمعهما، وَإِذا اجْتمعَا سلمت الْغنم. قَالَ: والجَأَثانُ مثلُ مَشي الظليم وَمَا أشبهه من مَشي النَّاس، وَقد جأثت جأَثاناً. قلت: وَجَائِز أَن يكون اجْئِلال افعِلالاً من جَأَلَ يجأَلُ إِذا ذهب وَجَاء، كَمَا يُقَال: وجَف القلبُ إِذا اضْطَرَبَ. وَجل: قَالَ اللَّيْث: الوجَل، الخوْف، وَأَنا وَجلٌ من هَذَا الْأَمر، وَقد وجِلْتَ، فَأَنت تَوجلَ، ولُغةٌ أُخْرَى تَيْجلُ، وَيُقَال تأجل، وَهُوَ وَجِلٌ وأوْجل، وَأنْشد: لَعَمْرَكَ مَا أَدْرِي وَإِنِّي لأَوْجلُ عَلَى أَيِّنا تَعْدو المنيَّة أَوَّلُ جيل: أخبرنَا ابنُ رزين، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو، عَن الشاه، عَن المؤرج فِي قَول الله جلّ وَعز: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ} (الْأَعْرَاف: 27) أَي جِيلُه وَمَعْنَاهُ جِنسه. وَقَالَ عَمْرو بن بجر: جَيْلانُ فَعَلَةُ الْمُلُوك. وَكَانُوا من أهل الجيل: وَأنْشد: أتيح لهُ جَيلانُ عِنْد جِدَاره وردَّد فِيهِ الطرفَ حَتَّى تحيَّرا وَأنْشد الأصمعيّ: أرسل جَيلانَ ينحِتون لَهُ ساتيدَ مَا بالحديد فانصدَعا وَقَالَ اللَّيْث: الجيلُ كلُّ صنف من النَّاس، التُّرك جيل؛ والصِّين جيل، والجميع أجيال، وجَيْلانُ: جيلٌ من الْمُشْركين خلف الدَّيلم، يُقَال لَهُم: جيلُ جيلان. ولج: فِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : وَلَّجَ فلانٌ مَاله توْليجاً، إِذا جعله فِي حَيَاته لبَعض ولَدِه

فتسامَع الناسُ بذلك، فانَقَدَعُو عَن سُؤاله. وَقَالَ اللَّيْث: الولُوج الدُّخول، قَالَ الله جلَّ وعزَّ: {وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللَّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً} (التَّوْبَة: 16) . وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الوليجةُ البطانَة، وَهِي مَأْخُوذَة من وَلَج يَلِجُ وُلوجاً، إِذا دخل، أَي يَتّخذوا بَينهم وَبَين الْكَافرين دخيلةَ مَوَدَّة. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن الغسّانيّ، عَن أبي عُبَيْدَة، أَنه قَالَ: وَلِيجَةُ، كلّ شيءٍ أدخلته فِي شيءٍ لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ وليجة، وَالرجل يكون فِي الْقَوْم وَلَيْسَ مِنْهُم فَهُوَ وليجةٌ فيهم. يَقُول: فَلَا تَتَّخِذُوا أَوْلِيَاء لَيْسُوا من الْمُسلمين دون الله وَرَسُوله. وَمِنْه قَوْله: فإنَّ القوافي يَتَّلجْنَ مَوَالجاً تضايَقَ عَنهُ أَن تَولّجهُ الأمرْ وَقَالَ الْفراء: الوليجةُ البِطانةُ من الْمُشْركين. والتَّوْلَجُ: كِنَاسُ الظِّباء وبَقَر الْوَحْش، وَأَصله (وَوْلَج) فَقُلِبَتْ إِحْدَى الواوين تَاء، وَقد اتَّلَجَ فِي تَوْلَجِه، وأَتْلَجُهُ الْحَرُّ فِيهِ، أَي أَوْلَجه. وَقَالَ اللَّيْث: جَاءَ فِي بعض الرُّقَى: أَعُوذُ باللَّهِ من كُلِّ نَافِثٍ ورَافثٍ، وشَرِّ كُلِّ تَالِجٍ وَوَالِج. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: أَوْلاَجُ الْوَادِي: مَعاطِفُه وزواياه، وَاحِدَتها وَلَجَة، وتُجْمَعُ: الْوُلُج، وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: أَنْتَ ابنُ مُسْلَنْطِحِ الْبِطاحِ ولَمْ تَعْطِفْ عَلَيْك الحُنِيُّ والْوُلُجُ قَالَ: الْحُنِيُّ: الأَزِقَّةِ والوُلُجُ مثله، والْوُلُجُ: النَّواحي، والْوُلُج أَيْضا: مَغَارِف الْعَسَل. وَقَالَ ابْن السّكيت: الوَلَجَةُ مكانٌ من الْوَادي دايعه فِيهَا شجر، وَأنْشد: وَلم تُطرّق عَلَيْك الحنِيُّ والوَلَجُ قَالَ: والوَلَج: جمع وَلَجةٍ. لَجأ: أَبُو زيد: لَجأَتُ إِلَى الْمَكَان، فَأَنا أَلْجأُ إِلَيْهِ لُجوءًا وَلَجْأً. وأَلْجَأْتُ فُلاناً إِلَى الشَّيء إِلْجاءً إِذا اضْطَرَرْتَه، ولَجَأ: اسْم رجل. يُقَال: أَلْجَأْتُ الشَّيء، إِذا حَصَّنْتَه فِي مَلْجأ ولجاء والْتَجأْتُ إِلَيْهِ الْتِجاءً. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: التَّلجِئَةُ أَنْ يُلجئَكَ أَن تَأتِيَ أمرا باطنُه خلافُ ظَاهره، وَذَلِكَ مثلُ إشْهادٍ على أَمْرٍ ظاهرٍ، وباطنه خلاف ذَلِك. وَقَالَ ابْن شُميل: أَلْجأتُه إِلَى كَذَا، أَي اضْطَررته، قَالَ ولجَّأ فلَان مَاله، والتَّلجئَةُ أَن يَجْعَلَهُ لبَعْضِ وَرَثَتِه دونَ بَعْض، كأَنَّه يَتَصَدَّق بِهِ عَلَيْهِ، وَهُوَ وارثهُ، قَالَ: وَلَا تَلجِئَةَ إلاَّ إِلَى وارِث. قَالَ ابْن الأنباريّ: اللَّجَأُ مَهْمُوز مَقْصُور: مَا لجأتَ إِلَيْهِ، واللجا مَقْصُور غير مَهْمُوز: جمع لجاةٍ. وَهِي الضِّفْدَعَةُ الْأُنْثَى، يُقَال لذكرها: لَجأَ.

قَالَ ابْن شُمَيْل: وَيُقَال: أَلَكَ لَجَأٌ يَا فلَان؟ واللَّجَأُ: الزّوجة. وَقَالَ اللِّحيانيّ: يُقَال: مَا لي فِيهِ حَوْجَاءُ وَلا لَوْجَاء، وَمَا لي فِيهِ حُوَيجاء، وَلَا لُوَيجاء كِلَاهُمَا بالمَدّ، أَي مَا لي فِيهِ حَاجَة. وَقَالَ غَيره: يُقَال مَا لِيَ عَلَيْهِ عِوَجٌ وَلَا لِوَج. أجل: قَالَ اللَّيْث: الأجَلُ غايةُ الوقْت فِي المَوت، ومَحَلُّ الدَّيْن وَنَحْوه. أَبُو عُبَيْد عَن أبي زيد: أَجَلْتُ عَلَيْهِم آجَلُ أَجْلاً: أَي جَرَرْتُ جَريرةً. وَقَالَ أَبُو عَمْرو، وَيُقَال: جَلَبْتُ عَلَيْهِم، وجَرَرْتُ، وأَجَلتُ، بِمَعْنى وَاحِد، أَي جَنَيْت. الْكسَائي: فعلت ذَاك من أَجْلاَك وإجْلاكَ وَمن جَلاَلِكَ بِمَعْنى وَاحِد. الحرانيّ عَن ابْن السكّيت: فعلتُ ذَاك من أجْلكَ، وَإِذا اسْقَطْتَ (مِنْ) قلتَ: فعلتُ ذَاك أَجْلَكَ. هَذَا كلامُ الْعَرَب، وَمن أجل جَرَّاك، وَإِذا جِئْتَ ب (من) قلت: من أجلِكَ. وَتقول أجَلَ هَذَا الشَّيْء يأجِلُ فَهُوَ آجِل، وَهُوَ نَقيض الْعَاجل، قَالَ: والأجيلُ والْمُؤَجَّلُ إِلَى وَقْت، وَأنْشد: وغَايَةُ الأَجِيلِ مَهْوَاةُ الرَّدَى الحَرانيّ عَن ابْن السّكيت: الأجْلُ: مَصْدَر أجَلَ عَلَيْهِم شَرّاً يَأجِلَهُ أجْلاً إِذا جَنَاه عَلَيْهِ. وَقَالَ خَوَّاتُ بن جُبَيْر: وأهْلِ خِبَاءٍ صَالحٍ ذاتُ بَينهم قد احْتَرَبوا فِي عاجِلٍ أَنا آجِلُه أَي جَانيه. قَالَ: والأَجْلُ الْقَطيعُ من بَقَر الْوَحْش، وَجمعه الآجَال. قَالَ: وحَكَى لنا الفَرَّاء: والإجْلُ وَجَعٌ فِي الْعُنق. وَحكي عَن أبي الجرَّاحِ، أَنه قَالَ: بِي إجْلٌ فَأَجِّلوني، أَي دَاوُوني. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: هُوَ الأَجَلُ والأَدَل، وَهُوَ وَجَعُ العُنُق من تَعادِي الْوِسَاد. وَقَالَ الأصمعيّ: هُوَ الْبَدَلُ أَيْضا، وَقَول الله جلَّ وعزَّ: {مِنْ أَجْلِ ذالِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - إِسْرَاءِيلَ} (الْمَائِدَة: 32) . الأَلفُ مقطوعةٌ من جَرَّى ذَلِك وربَّما حَذَفَت الْعَرَب مِنْ فَقَالَت: فَعَلْتُ ذاكَ أجْلَ كَذَا. قَالَ عدِيّ: أجْلَ أنَّ اللَّهَ قد فَضَّلَكُمْ فَوق مَا أحكي بصُلْب وإزارِ رَوَاهُ شَمِر: إجْلَ أَنَّ اللَّهَ قد فضَّلكم. وَقَالَ اللَّيْث: الآجِلَة الآخِرة، والعاجِلَةُ الدُّنيا. قلت: والأُصل فِي قَوْلهم فَعَلْتُه من أجلِكَ، من قَوْلهم أجَلَ عَلَيْهِ أجْلاً، أيْ

باب الجيم والنون

جَنَى وَجَرَّ. والمَأجَل: شِبْهُ حَوْضٍ واسعٍ يُؤْجَلُ فِيهِ ماءُ القَناة إِذا كَانَ قَلِيلا، أَي يجْمَعُ، ثمَّ يُفجَّر إِلَى المزرعة، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ طَرخَا. وَقَالَ غير اللَّيْث: المأْجَلُ: الجِبَأةُ الَّتِي يجْتَمع فِيهَا مياه الأمطار من الدّور قلت: وأصلُ قَوْلهم: من أَجلك، مَأْخُوذ من قَوْلك: أجَلْتُ، أَي جَنيت، وَهُوَ كَقَوْلِك: فعلت من جرَّاك. وَبَعْضهمْ لَا يهمِزُ المأْجَل، وبكسر الْجِيم، فَيَقُول الماجل، ويجعله من المَجْل، وَهُوَ المَاء يجْتَمع فِي النُّقطة تمتلىء مَاء من عَمَل أَو حَرَق. وأَجَلْ: تَصْديقٌ لخبرٍ يُخْبِرُك بِهِ صاحِبُك، فَنَقُول: فَعل فلَان كَذَا وَكَذَا، فَتُصَدِّقه بقَولك لَهُ: أجَلْ، وأَمَّا نعم، فإنَّه جَوَاب المستَفْهِم بكلامٍ لَا جحَدْ فِيهِ، يَقُول لَك هَل صَلَّيْت، فَتَقول: نعم. (بَاب الْجِيم وَالنُّون) ج ن (وَا يء) جنى، جنأ، وجن، نجا، نجأ، جون، ونج، نأج، أجن، نوج: (مستعملة) . جنى: رُوِيَ عَن عليّ بنِ أبي طَالب رَضِيَ الله عَنهُ أنَّهُ دخَلَ بَيتَ المَال، فَقَالَ: يَا حَمْراءُ، ويَا بَيْضَاءُ احْمَرِّي وابْيَضِّي. وغُرِّي غَيْري. هَذَا جَنَايَ وخِيَارُه فِيهِ إذْ كلُّ جانٍ يَدُه إِلَى فِيهِ قَالَ أَبو عبيد: يُضرَبُ هَذَا مثلا للرجل يُؤثِرُ صَاحبه بِخِيَار مَا عِنْده. وَذكر ابْن الْكَلْبِيّ أنَّ الْمثل لعَمْرو بن عَدِيِّ اللّخْمِيّ ابْن أُخْت جَذِيمَة، وَأَن جذيمة نزل منزلا وأمَرَ الناسَ أَن يَجتنُوا لَهُ الْكَمْأَةَ، فَكَانَ بَعضهم يَستأثر بِخَير مَا يجد، فَعندهَا قَالَ عَمْرو: هَذَا جَنَايَ وخِيارُه فِيه إذْ كُلُّ جانٍ يَدهُ إِلَى فِيهِ وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: جنى الرجل جِنَايَة، إِذْ جرّ جريرةً على نَفسه أَوْ على قَوْمه يجني، وتجنَّى فلانٌ على فلَان ذَنبا لم يَجْنِه، إِذا تَقَوَّله عَلَيْهِ وَهُوَ برىء. والجَنَى: الرُّطَبُ. وَأنْشد الْفراء فِيهِ: هُزِّي إليْك الجِذعَ يَجنِيك الجَنَى ويُقال للعسل إِذا اشْتِير: جَنًى، وكلُّ ثَمَرٍ يُجتَنَى، فَهُوَ جَنًى مَقْصُور. والاجتِناء: أَخْذُكَ إيَّاه، وَهُوَ جنى مَا دَامَ طَرِيّاً، ويُقال لكل شَيْء أُخِذَ من شَجره قد جُنِيَ واجتُنِيَ. وَقَالَ الراجز يذكر الكَمْأَة: جنَيْتُهُ من مُجْتَنى عَويص وَقَالَ آخر: إنكَ لَا تَجْنِي من الشّوْكِ العِنَبْ وَيُقَال للثّمر إِذا صُرِمَ: جَنِيّ.

وَقَالَ أَبُو عُبيد: يُقَال جنَيتُ فلَانا جَنًى أَي جنَيْتُه لَهُ، وَأنْشد: ولَقَدْ جَنَيْتُكَ أَكْمُؤاً وعَساقِلاً وَلَقَد نَهَيْتُكَ عَن بَناتِ الأوْبَرِ وَقَالَ شمِر: جنيتُك جنَيْتُ لَكَ وَعَلَيْك، وَمِنْه قَوْلك: جانِيكَ مَنْ يَجني عَلَيْك وقَدْ تُعْدِي الصِّحاحَ فتَجْرَبُ الجُرْبُ قَالَ أَبُو عبيد فِي قَوْلهم: جانيكَ مَنْ يَجنِي عَلَيْك، يُضْرَب مَثلاً للرّجل يُعاقَب بِجِنَايَتِهِ، وَلَا يُؤخَذُ غَيره بذَنبه. وَقيل مَعْنَاهُ: إِنَّمَا يَجنِكَ مَنْ جنايَتُه رَاجِعَة إِلَيْك، وَذَلِكَ أنَّ الْإِخْوَة يجنون على الرجل، يدل على ذَلِك قَوْله: وَقد تُعْدِي الصِّحاحَ مَباركُ الجُرْبِ وَقَالَ أَبُو عبيد: وَمن أَمْثالهم (أَجنَاؤُها أَبْنَاؤها) . قَالَ أَبُو عُبيد: الأَجناء، جَمْع الْجَانِي، وَالْأَبْنَاء جمع الْبَانِي، مثل: شَاهِد وأشْهاد، ونَاصِر وأَنصار، وَالْمعْنَى أنَّ الَّذِي جنى فَهَدم هُوَ الَّذِي بَنَى بغَيْر تَدْبير فَاحْتَاجَ إِلَى نقص مَا عَمل وإفساده. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: فِي قَوْله: (جانيك مَن يجنى عَلَيْك) يُرَاد بِهِ الْجَانِي لَك الْخَيْر مَن يجني عَلَيْك الشرّ. وَأنْشد: وَقد تُعدي الصِّحَاح مبارك الجُرْب وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن الأعرابيّ جنأ فِي عَدْوِه إِذا أَلَحَّ وأَكبّ وَأنْشد: وَكَأَنَّهُ فَوْتَ الجوالب جانئاً رِئمٌ يضايفه كلابٌ أخْضَعُ يُضايفه: يُلحِيه رِئمٌ أخضع. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الْجَانِي اللَّقّاح. قلت والجاني: الكاسب. وَيُقَال: أَجنتِ الشَّجَرَة، إِذا صَار لَهَا جَنًى يُجنيَ فَيؤكل. وَقَالَ الشَّاعِر: أَجنَى لَهُ باللِّوَى شَرْيٌ وتَنُّومُ جنأ: أَبُو زيد جَنَأَ الرَّجُل يَجْنأُ جُنُوءًا على الشَّيْء، إِذا أكَبَّ عَلَيْهِ، وَأنْشد: أغَاضِرَ لَو شَهِدْتِ غَدَاةَ بِنْتُمْ جُنُوءَ الْعَائِدَاتِ على وِسَادِي قَالَ: وجَنيءَ الرجلُ يَجْنَأُ جَنَأَ، إِذا كَانَت فِيهِ خِلْقَةً. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال للرجل إذَا انْكَبَّ على فَرَسه، يَتَّقي الطَّعْن: قد جَنَأَ يَجْنَأ جُنُوءًا. وَقَالَ مَالك بن نُوَيْرَة: ونَجَّاكَ مِنَّا بَعْدَمَا مِلْتَ جَانئاً ورُمْتَ حِياضَ الموتِ كلَّ مَرامِ قَالَ فإِذا كَانَ مُسْتَقيم الظَّهر، ثمَّ أَصَابَهُ جَنَأ، قيل: جَنِىءَ يَجنَأ جَنأ، فَهُوَ أَجنَأَ، قَالَ: وَإِذا أكَبَّ الرجلُ على الرَّجلَ يَقِيه

شَيْئا، قيل: أَجنَأَ عَلَيْهِ إجناء. وَفِي الحَدِيث: أَنَّ يهوديّاً زَنَى بِامْرَأَة، فأَمَرَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِرْجِمهما، فَعَلِقَ الرَّجلُ يجانىءُ عَلَيْهَا يَقِيها الحِجَارَة) ، أَي يُكِبُّ عَلَيْهَا. أَبُو عبيد، عَن الأصمعيّ: المُجْنَأ التُّرْس. قَالَه أَبُو قيس: وَمُجْنَإٍ اسْمَرَ قَرَّاعِ قَالَ: والمُجْنَأ حُفْرَةُ الْقَبْر. قَالَ الْهُذَلِيْ: إِذَا مَا زَارَ مُجْنأةً عَلَيْهَا ثِقال الصَّخْرِ والخشَبُ الْقَطِيلُ وَقَالَ اللَّيْث: الأَجنأ الَّذِي فِي كَاهِله انْحنَاءٌ على صَدره، وَلَيْسَ بالأحْدَب. أَبُو عبيد، عَن أبي عَمْرو: رَجلٌ أَجنَأ وأَدْنأ مهموزان، بِمَعْنى الأقْعَس، وَهُوَ الَّذِي فِي صَدره انْكبابٌ إِلَى ظَهْره. وَقَالَ اللَّيْث: ظَليم أَجنَأ، ونَعَامَةٌ جَنْآء، وَمن حذف الْهَمْز قَالَ: جَنْواء، والمصدر: الجنَأ، وَأنْشد: أَصَكُّ مُصَلَّمُ الأذْنَيْن أَجنَا قُلت: وَقَالَ غَيره فِي قَوْله: أجنَى، صَار لَهُ التّنُّومُ والآءُ جَنًى يَأْكُلهُ، وَهُوَ أصَحّ. نجا: قَالَ اللَّيْث: يُقَال نَجَا الرَّجل من الشّر يَنْجو نَجْواً أَوْ نَجاةً، وَهُوَ يَنْجُو فِي السُّرعة نَجاءً مَمْدُود، فَهُوَ نَاجٍ سريعٌ، وناقةٌ ناجيَة ونجاةٌ، إِذا كَانَت سريعة. سَلَمة، عَن الْفراء: الْعَرَب تَقول: النّجاءَ النّجاءَ. والنَّجا النَّجاءَ. (والنَّجاءَكَ النَّجاءَكَ) . والنجاكَ النَّجاكَ، وَأنْشد غَيره: إنّا أَخَذْتَ النَّهْبَ فالنّجا النَّجا وَقَالَ الله جلَّ وعَزَّ: {لاَّ خَيْرَ فِى كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ} (النِّسَاء: 114) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: مَعْنى النَّجوى فِي الْكَلَام مَا يَتَفَرَّدُ بِهِ الجَماعَة والاثنان سِرّاً كَانَ أَو ظَاهرا. قَالَ: وَقَوله جلَّ وَعزَّ: {وَإِذْ هُمْ نَجْوَى} (الْإِسْرَاء: 47) . قَالَ: هَذَا فِي معنى الْمصدر. وإذْ هم ذُوو نجوى. والنَّجْوى: اسمٌ للصْدَر، قَالَ: وَمعنى نَجَوْتُ الشَّيْء فِي اللُّغَة: خَلُّصْتُه وأَلقَيتَه، وَيُقَال: نَجَوْتُ الشَّيْء أَنجوه إِذا ناجَيْتَه. سَلَمة، عَن الفرّاء: نجوْتُ الدَّوَاءَ، إِذا شَرِبْتَه، وَقَالَ: إِنَّمَا كنت أسْمَع من الدَّوَاء مَا أَنْجَيتُه، ونجوْتُ الْجلد وأَنْجَيْتُه. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: أَنجاني الدَّواء، أَي أقعَدَنِي. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: أَنجَى فلانٌ إنْجاءاً إِذا جلس على الْغائِطِ فَتَغَوَّطَ، وَقد نجَا الغائِطُ نَفْسُه يَنْجُو. قَالَ: وَقَالَ بعض الْعَرَب: اللَّحْمُ أَقَلُّ الطَّعَام نَجْواً، والنَّجْوُ: الْعَذِرَةُ نَفْسُها. قَالَ: واسْتَنْجَيْتُ اسْتِنجاءً، إِذا لَقَطْتَها،

والنَّجو: السَّحابُ الذَّي هَراق ماءَه، وناقة نجاةٌ، أَي سَرِيعَةٌ، واسْتَنْجَيْتُ بِالْمَاءِ الْحِجَارَة، أَي تَطَهّرْتُ بهَا. وَقَالَ الكسائيّ: جَلَسْتُ عَن الغائِط فَمَا أَنْجَيْتُ. أَبُو عُبيد: قَالَ أَبُو زيد: أَنجَيْتُ قَضِيباً من الشَّجرةِ، إِذا قَطَعْتَه، واسْتَنْجَيْتُ الشَّجرةَ إِذا قَطَعْتَها من أَصْلِهَا. وَقَالَ شَمِر: نَجَيْتُ غُصنَ الشَّجرة، واسْتَنْجَيْتُه، إِذا قَطَعْتَه. قَالَ: وأَرَى الاسْتنجاءَ فِي الوضُوء من هَذِه القَطِعة القَذِرَة بِالْمَاءِ. وَقَالَ الزّجاج: يُقَال: أَنجَى فلَان شَيْئا وَمَا نَجا شَيْئا منذُ أَيَّام، أَي لم يَأْتِ الْغَائِط. وَقَالَ اللَّيْث: نَجا فلَان يَنْجو، إِذا أَحْدَثَ ذَنْباً، أَوْ غير ذَلِك ثمَّ يَنْجو. قَالَ: واسْتَنْجى اسْتَفْعل من النجَاة، والاسْتِنجاء هُوَ التَّنظيف بماءٍ أَوْ مَدَر، والنَّجاة: هِيَ النَّجوَةُ من الأَرْض لَا يعلوها السَّيْل، وَأنْشد: فَأَصُونُ عِرضِي أَنْ ينَال ينَجْوَةٍ إنَّ البَرىءَ من الْهَنَاتِ سَعِيدُ وفلانٌ نَجِيُّ فلَان، أَي يُناجيه دون مَنْ سِواه. وَقَالَ الله: {خَلَصُواْ نَجِيًّا} (يُوسُف: 80) مَعْنَاهُ: اعْتَزلوا النَّاس مُتَناجِين، تَقول: قَوْمٌ نَجِيٌّ وأنجِيَة، وَأنْشد: إنِّي إِذا مَا القَوْمُ كَانُوا أنْجِيَهْ واضْطَرَبْت أعْناقُهم كالأَرْشِيَهْ وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: نَجِيٌّ لفظٌ وَاحِد فِي معنى جَميع، وَكَذَلِكَ قَوْله: {وَإِذْ هُمْ نَجْوَى} (الْإِسْرَاء: 47) ، وَيجوز: قَوْمٌ نَجِيٌّ، وقَوْمٌ أنْجِيَةٌ، وقَوْمٌ نَجْوَى. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: أَنجَى، إِذا عَرِق، وأنْجَى، إِذا سَلَحَ، وأنجَى، وَإِذا كشف الجُلَّ عَن ظَهْرِ فَرسه. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس فِي قَوْله: {وَلاَ تَحْزَنْ إِنَّا} (العنكبوت: 33) أَي نُخَلِّصَكَ من الْعَذَاب وَأهْلك. الحرانيّ، عَن ابْن السِّكّيت، قَالَ: أنْشد الْفراء، وَذكر أَن الكسائيّ أنْشدهُ: أقولُ لِصَاحِبَيَّ وقَدْ بَدَا لِي مَعالِمُ منْهما وهما نَجِيّاً قَالَ الكسائيّ: أَرَادَ نَجِيّان، فَحذف النُّون. وَقَالَ الْفراء: أَي هما بِموضع نَجْوَى، فنَصب نَجِيّاً على مَذْهب الصِّفة. وَفِي حَدِيث النَّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِذا سافرتم فِي الجَدْبِ فاسْتَنْجو) ، مَعْنَاهُ: أسْرِعوا السّير وانجُوا. وَيُقَال للْقَوْم إِذا انهزَموا: اسْتَنْجُوا، وَمِنْه قَول لُقْمَان بن عَاد: أوَّلُنا إِذا غَدَوْنا وآخِرُنا إِذا اسْتَنْجيْنا) أَي هُوَ حامِيَتُنا، إِذا انهزمنا يَدْفع عَنَّا.

وَقَول الله جلَّ وعَزَّ: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ} (يُونُس: 92) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: مَعْنَاهُ نُلْقيكَ عُرياناً لتَكون لمن خَلْفك عِبْرة، وَقيل: نُلْقيكَ على نَجْوَةٍ من الأرْض. وَقَالَ أَبُو زيد: النَّجْوَةُ الْمَكَان الْمُرْتَفع الَّذِي تَظُنُّ أَنه نَجاؤك. وَقَالَ ابْن شُميل: يُقال للوادي نَجْوَة، وللجَبْلِ نَجْوَة، وللجَبَلِ نجوة، فأمَّا نَجْوَةُ الْوَادي فَسَنَداه جَمِيعًا مُستقيماً؛ ومُسْتَلْقِيا، كُلُّ سَنَدٍ نَجْوة وَكَذَلِكَ هُوَ من الْجَبَل وَمن الأكمة، وكُلُّ سَنَد مُشْرِفٍ لَا يَعْلوه السَّيل فَهُوَ نَجوَةٌ من الأَرْض. وَهِي النجوَات. والرّمل كُله زعم نجوة؛ لأنَّه لَا يكون فِيهِ سَيْلٌ أبدا؛ ونَجْوَةُ الْجَبَل: مَنْبِتٌ للبقل، وَيُقَال: نَجَوْتُ الْجِلْدَ إِذا أَلْقَيْتَه عَن الْبَعِير وَغَيره. وَأنْشد: فَقُلْتُ: انْجُوَا عَنْها نَجَا الْجِلْدِ إنَّه سَيُرْضِيكُما مِنْهَا سَنَامٌ وغارِبُهْ وَقد نَجَوْتُ فلَانا، إِذا اسْتَنْكَهْتَه، قَالَ الشَّاعِر: نَجَوْتُ مُجَالِداً فوجدْتُ مِنْهُ كَريحِ الكلْبِ ماتَ حديثَ عَهْدِ وَنَجَوْتُ الْوَتَر واسْتَنْجَيْتُه؛ إِذا خَلَّصْتَه وَأنْشد: فَتَبازَتْ فتبازَخْتُ لَهَا جِلْسَةَ الْجَازِرِ يَسْتَنْجِي الْوَتَر وَقيل: أصل هَذَا كُله من النَّجْوَة، وَهُوَ مَا ارْتَفع من الأَرْض؛ وَقيل: إِن الاسْتَنجاء من الحَدَثَ مأخوذٌ من هَذَا؛ لِأَنَّهُ إِذا أَرَادَ قَضاء الْحاجَة اسْتَتَر بنجْوَةٍ من الأَرْض. وَقَالَ عَبِيد: فَمن بِنَجْوَتِه كمنْ بعَقْوَتِهِ والْمُستَكِنُّ كَمَنْ يَمْشِي بِفرْوَاحِ نجأ: قَالَ اللّحيانيّ: يُقَال للرَّجل الشَّديد الإصَابَة بِالْعينِ: إنَّهُ لَنَجُؤُ الْعين، على فَعُل ونَجُوء الْعَين على فَعُول، ونَجِيءُ الْعين على فَعِلَ، ونَجِيءُ الْعين على فعيل. وَقد نَجأْتَه وتَنَجأْته، أَي أصَبْتَهُ. وَيُقَال ادْفع عَنْك نَجْأَةَ السَّائل، أَي أعْطه شَيْئا مِمَّا تأَكل لتدفع بِهِ عَنْك شِدَّةَ نَطَره، وأنشده: أَلا بِكِ النَّجْأَةُ يَا ردَّادُ أَبُو عُبيد، عَن الكسائيّ، والأمَوِيّ: نَجَأْتُ الدَّابَّةَ وَغَيرهَا، أَي أصَبْتُها بعيني، وَالِاسْم: النّجأَة. ونج: قَالَ اللَّيْث: الْوَنَج ضَرْبٌ من الصَّنْجِ ذِي الأوْتار، وَقَالَ غَيره: الْوَنْجُ: مُعَرّب، وَأَصله: وَنَهْ، والعربُ قَالَت: الْوَنُّ بتَشْديد النُّون. نأج: قَالَ اللَّيْث: نأَجَ الْبُومُ، يَنْأَجُ نَأْجاً، والإِنسانُ إِذا تَضَرّع فِي دُعَائِهِ نَأَجَ إِلَى الله، بَنْأَجُ، وَهُوَ أضْرعُ مَا يكون وأحْزَنُه، وَأنْشد:

فَلَا يَغرَّنَّكَ قولُ النُّؤَّجِ الْخَالجِين القولَ كلُّ مَخْلَجِ وَقَالَ العجاج فِي الْهَام: واتَّخَذَتْهُ النَّائجاتُ مَنْأَجَا وَقَالَ غَيره: النَّائِجاتُ الرِّياحُ الشَّديدةُ الْهُبوب، ونَأَجَت الإبِلُ فِي سَيرها، وَأنْشد ابْن السِّكّيت: قَدْ عَلِمَ الأحْماءُ والأزَاوِيجْ أنْ لَيْس عَنْهُنَّ حديثٌ مَنْؤوج قَالَ: والْمَنْؤوجُ الْمَعْطُوفُ. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: النَّؤوج الريحُ الشَّديد المرّ. وَقَالَ ابْن بُزُرْج: نَأَج الخبرُ: ذَهَب فِي الأرْض. أجن: أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: أجِنَ المَاء يَأْجِنُ أُجُوناً، إِذا تَغير غير أَنه شَرُوب. وأسِنَ يأسَنْ أسَناً وأسُوناً، وَهُوَ الَّذِي لَا يَشْربه أحد من نَتْنِه. وَقَالَ اللَّيْث: أجُونُ المَاء، وَهُوَ أنْ يَغشاه الْعِرمِضُ والْوَرَقُ. وَقَالَ العجاج: عَلَيهِ من سَافِي الرِّياحِ الْخُطَّطِ أَجْنٌ كِنِّي اللّحْم لم يُشَيَّطِ قَالَ: ولغة أُخْرَى: أجِنَ يأجَنُ أجَناً. سَلمَة، عَن الْفراء: يُقَال: إجَّانة وإنجانه وإلْجانَة، بِمَعْنى وَاحِد وأفصحُها إجَّانَة. وجن: قَالَ اللَّيْث: الوَجْنَةُ مَا ارتفعَ من الخدَّين، الشِّدْق والمَحْجِر، والأَوْجَنُ من الجِمال، والْوَجْنَاءُ من النُّوق: ذَات الوَجْنَةِ الضَّخْمَة، وقَلَّما يُقَال: جَمَلٌ أَوْجَن، وَيُقَال: الوَجْنَةُ: الضخمة، شُبِّهَت بالوَجِين من الأَرْض، وَهُوَ مَتْنٌ ذُو حِجَارةٍ صَغِيرَة. أبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: الوَجِينُ: العارِضُ من الأَرْض يَنْقَادُ ويرتفعُ، وَهُوَ غَليظ. شَمِر، عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ: الأوْجَنُ: الأفْعَلُ من الوَجِين، فِي قَول رُؤْبة: أَعْيَسَ نَهَّاضٍ كَحَيْدِ الأَوْجَن قَالَ: والأَوْجَن الجَبَلُ الغَليظ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الوَجِينُ قُبُلُ الجَبَلِ وسَنَدُه، وَلَا يكون الوَجِينُ إلاَّ لِوَادٍ وَطِىء، يُعَارِضُ فِيهِ الوادِي الدَّاخِل فِي الأَرْض الَّذِي لَهُ أَجْرافٌ كأَنَّها جُدُر، فَتلك الوُجُنُ والأسناد، قَالَ: والناقةُ الوَجْناء تُشَبَّهُ بالوَجِين، وَهِي الْعَظِيمَة. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: إِنَّمَا سُمِّيت الوَجْنَةُ وجْنَةً لِنُتُوئها وغِلَظِها. ابْن السّكيت، عَن الْفراء: حكى الْكسَائي: وُجْنَةٌ وأجْنَةٌ وَوَجْنةٌ، قَالَ: وَسمعت بعض الْعَرَب يَقُول: وِجْنَة. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: مَا أَدْرِي أيُّ مَنْ وَجَّنَ الجِلدَ هُوَ؟ أيْ أيُّ النَّاس هُوَ؟

وَقَالَ اللِّحيانيّ: المِيَجَنة الَّتِي يُوجَّن بهَا الأدِيم، أَي يُدَقُّ لِيَلِين عِنْد دِباغِه، وَوَجَنَت الدَّابِغَةُ أدِيمَها، إِذا دَقَّته. وَقَالَ النَّابِغَة الْجَعْدِي: وَلم أرَ فيمَنْ وَجَّنَ الجِلدَ نِسْوَةً أسَبَّ لأضْيافٍ وأقْبَحَ مَحْجِرا أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: المِيجَنة المِدَقَّة، وَجَمعهَا: مَوَاجِن، وأنشدنا عَن المفَضّل لعامر بن عُقيل السَّعديّ: رِقابٌ كالمَوَاجِنِ خَاطِئاتٌ وأسْتَاهٌ على الأكْوارِ كُومُ أَبُو عُبيد، عَن الْفراء: وَجَّنْتُ بِهِ الأرضَ، وعَدَّنْتُ ومَرَّنْتُ، إِذا ضَربتَ بِهِ الأَرْض. أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ: التَّوَجُّن: الذُّلُّ والخُضوع، وَامْرَأَة مَوْجُونَة، وَهِي الخَجِلَةُ من كثْرةِ الذُّنوب. ابْن السِّكيت: رَجُلٌ مُوَجَّن إِذا كَانَ عَظِيمَ الوَجَنَات. جون: قَالَ اللَّيْث: الجَوْنُ الأسْوَدُ اليَحْمُومِيُّ، وَالْأُنْثَى جَوْنَة، والجميع جُون، وَيُقَال: كلُّ بعيرٍ جَوْنٌ من بَعِيد، وكلّ حمارِ وَحْشٍ جَوْنٌ من بعيد، وعينُ الشَّمْس تُسَمّى جَوْنَة، وكلُّ لونِ سوادٍ مُشْربٍ حُمْرَة جَوْن، أَو سوادٍ مُخالِطُه حُمْرة كلَوْنِ القَطا. ابْن السِّكيت: القطا ضَرْبَان: جُونيُّ وكُدْرِيُّ، أَخْرجُوهُ على فعْلِيّ؛ فالجُونيُّ والكُدْرِيُّ وَاحِد، والضَّربُ الثَّانِي: القَطاط. قَالَ: والكُدْرِيُّ والجُونيُّ مَا كَانَ أكْدَر الظّهْر أسْود باطِنَ الْجنَاح مُصْفَرَّ الحَلْق قصير الرِّجْلين، فِي ذَنَبه رِيشَتان أطولْ من سَائِر الذَّنب. قَالَ: والقَطاطُ مِنْهُ مَا كَانَ أسود بَاطِن أجنحته، وطالت أرْجُله، واغْبَرَّتْ ظُهُوره، غُبرة لَيست بالشديدة، وعظمت عُيونه. وَقَالَ اللَّيْث: الجُونَةُ سُلَيْلَةٌ مستديرة مُغَشَّاةُ أَدَماً، تكون مَعَ العطَّارين، وَجَمعهَا جُوَنٌ وَمِنْهُم من يهمز الجُؤَن. وَقَالَ الْأَعْشَى: إذَا هُنَّ نَازَلْنَ أَقْرانَهُنَّ وَكَانَ المِصاعُ بِمَا فِي الجُوَنْ يصف نسَاء تَصَدَّيْن للرِّجَال حاليات. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: التَّجوُّنُ تَبْيِيض بَاب العَروس، والتَّجوُّنُ تَسْوِيدُ بَاب الميّت. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: الجَوْنُ الأسْودَ، والجَونُ الأبْيض. قَالَ وأتِيَ الحجاجُ بِدِرْعٍ وَكَانَت صافِية، فَجعل لَا يَرى صَفاءها، فَقَالَ لَهُ فلَان، وَكَانَ فَصيحاً: إِن الشَّمْس جَوْنَة، يَعْنِي أَنَّهَا شَدِيدَة البَرِيق، والصفاء فقد قَهَرَتْ لونَ الدِّرع، وَأنْشد الأصمعيّ: غَيَّر يَا بِنْتَ الجُنَيْدِ لَوْنِي طولُ اللَّيالي واختلافَ الجَوْنِ يريدُ النَّهار. وَقَالَ آخر:

باب الجيم والفاء

يُبَادِرُ الجَوْنَة أَن تَغِيبا وَقَالَ الفرزدق: وجَوْنٍ عَلَيْهِ الجِصُّ فِيهِ مَرِيضةٌ تَطَلَّعُ مِنْهَا النَّفْسُ والمَوْتُ حاضِرُهُ قَالَ: والجَوْن هَا هُنَا: الْأَبْيَض، يصف قصراً أَبيض. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: الجَوْنَةُ الْعَجَمَة، قَالَ: وَيُقَال لِلْخابِية جَوَنة، وللدّلْو إِذا اسْوَدَّتْ جَوْنة، ولِلْعَرَق جَوْنٌ. وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي لماتِحٍ، قَالَ لماتِحٍ فِي الْبِئْر: إنْ كانَتِ أُمّاً امَّصَرت فَصُرَّها إنَّ امِّصَارَ الدَّلو لَا يَضُرُّها أَهيَ جُوَيْنٌ لاَقِها فبِرَّها أَنْتَ بِخيْرٍ إِن وُقيتَ شَرَّها فأَجابه: وُدِّي أُوَقَّيَ خَيْرَها وشَرّهَا قَالَ: مَعْنَاهُ: على وُدِّي فأَضْمر الصّفة، وأَعملها. وَقَوله: أَهِيَ جُوَيْن، أَرادَ أَخِي كَانَ اسمُه جُوَيْنا، وكل أَخ يُقَال لَهُ: جُوَيْنٌ، وجَوْنٌ. سَلمَة، عَن الْفراء، قَالَ: الجَوْنَان: طَرَفا القَوْس. نوج: ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: ناجَ يَنُوجُ، إِذا راءى بعَمَله، قَالَ: والنَّوْجَةُ، الزَّوْبَعَةُ من الرِّياح. (بَاب الْجِيم وَالْفَاء) ج ف (وَا يء) جَفا، جفأ، جَاف، فجأ، وجف، فَوْج، (فاج) . جَفا: عَمْرو، عَن أَبِيه: الْجُفايةُ السَّفِينَةُ الْفَارِغَة، فَإِذا كَانَت مَشْحونَةً فَهِيَ غامِدُ وآمِد، وَيُقَال أَيْضا: غامِدَةٌ وآمِدَةٌ، والْخِنُّ: الْفَارِغَةُ أيْضاً. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: جَفَا الشيْءُ يَجْفو جَفَاءً، ممدودٌ كالسَّرج، يَجْفو عَن الظّهر إِذا لم يَلْزَم، وكالْجَنْبِ يَجفو عَن الْفِراشِ، وتَجافَى مثله. وَقَالَ الشَّاعِر: إنَّ جَنْبِي عَن الفِراشِ لَنَابٍ كتَجافِي الأسَرِّ فَوق الظِّرابِ والحُجةُ فِي أنَّ جَفا يكونُ لازِماً مثل تَجافَى قولُ العجاج يَصفُ ثَوراً وَحْشِياً: وَشَجَرَ الهُدَّابَ عَنهُ فَجَفَا يَقُول: رفع هُدّاب الأَرْض بقَرْنه حَتَّى تجَافَى عَنهُ، وَيُقَال: جَافَيْتُ جَنبي عَن الْفراش فتجافِي، وأجْفَيْتُ الْقَتَبَ عَن ظَهْرِ الْبَعِير فَجفا. أَبُو عُبَيد، عَن أبي زيد: أجْفَيْتُ الماشيةَ فَهِيَ مُجْفَاةٌ، إِذا اتْعبْتَها وَلم تَدَعْها تَأْكُل، وَذَلِكَ إِذا سَاقهَا سَوْقاً شَدِيدا. وَقَالَ اللَّيْث: الْجَفَاءُ يُقْصَرُ ويمَدّ: نَقِيضُ

الصِّلَة. قلت: الْجَفاءُ مَمدود عِنْد النَّحْوِيين، وَمَا عَلِمْتُ أحدا أجَاز فِيهِ الْقَصْرَ. وَقَالَ اللَّيْث: والجَفْوَة ألْزمُ فِي تَرْك الصلّة من الْجفَاء، لأنّ الْجفَاء قد يكون فِي فَعَلاته إِذا لم يكن لَهُ مَلَقٌ وَلَا لَبَق. حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق، قَالَ: حَدثنَا عليّ بن حَرْب، قَالَ: حَدثنَا المحاربيّ عبد الرحمان بن مُحَمَّد، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن عمر، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة. قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (الْحيَاء من الْإِيمَان، وَالْإِيمَان فِي الْجنَّة، والبذَاء من الْجفَاء، والجفاءُ فِي النَّار) . قلت: يُقَال جَفَوْتُه أجْفُوه جَفْوَةً، أَي مَرَّة وَاحِدَة، وجَفَاءً كثيرا، مصدر عَام، والجفاءُ يكون فِي الخِلْقَة والخُلُق، يُقَال: رجل جافِي الخِلْقَة، وجافِي الخُلُقِ، إِذا كَانَ كَزّاً غليظَ العِشْرة، وَيكون الْجفاء فِي سُوء الْعِشْرَة، والْخُرْق فِي الْمعاملة، والتَّحامل عِنْد الْغَضَب، والثَّوْرَة على الجليس. ابْن السِّكّيت، يُقَال: جَفَوْتُه فَهُوَ مَجْفُوٌّ، وَجَاء فِي الشِّعْر مَجْفِيّ، وَأنْشد: مَا أنَا بالجَافِي وَلَا الْمجْفِيُّ بُنِيَ على جُفِي فَهُوَ: مَجْفِيّ. وَالْأَصْل مَجْفوّ. جفأ: قَالَ الله تَعَالَى: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَآءً} (الرَّعْد: 17) . قَالَ الْفراء: أَصله الْهَمْز، يُقَال: جَفَأَ الْوادِي غُثَاءَه جَفْأً، وَقيل الجُفَاء كَمَا يُقَال الغُثاء، وكلُّ مصدر اجتَمع بعضُه إِلَى بعض، مثل الْقُماش، والدُّقَاق، والحُطام، مصدرٌ يكونُ فِي مَذهبِ اسْم على هَذَا الْمَعْنى، كَمَا كانَ العَطاءُ اسْما للإعطاء، فَكَذَلِك القُماش، لَوْ أرَدْت مصدرا، قلت: قَمشْتُه قَمْشاً. الحرّاني، عَن ابْن السّكّيت، قَالَ: الجُفَاء مَا جَفَأَةُ الوادِي إِذا رَمَى بِهِ، وَيُقَال: جَفَأَتِ القِدْر بزَبَدِها. وَأَخْبرنِي أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: يُقَال جَفَأْتُ الغُثاءَ عَن الوَادي، وجَفَأْتُ القِدْرَ، أَي مَسَحْت زَبَدَها الَّذِي فوقَها من غَلْيها، فَإِذا أمَرْتَ قلت: اجفَأْهَا، وَيُقَال: أجفَأَت الْقِدْرُ، إِذا عَلا زَبَدُهَا. وَقَالَ غَيره: تَصْغِير الجُفَاء جُفَيْءٌ، وتصغير الغُثاء غُثَيُّ بِلَا هَمْز. وَقَالَ الزّجاج: مَوضعُ قَوْله: {فَيذْهَبُ جُفَاءً نَصْبٌ على الْحَال. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال جَفَأْتُ الرَّجلَ، إذَا صَرَعْتَه، قَالَ: وأجفَأَت الْقدْرُ بزَبَدِها، إِذا ألْقَت زَبَدَها، من هَذَا اشْتقاقه. وروى ابْن جبلة عَن شِمر عَن ابْن الأعرابيّ: تجَفَّأت الأرضُ: إِذا رُعِيَتْ.

وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: جفأتُ النَّبْتَ واجتفأته، إِذا قلعته. وَأَخْبرنِي عَن الطوسي عَن أَحْمد بن الْحَارِث عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: تَجفَّأت الأرضُ إِذا أكل نبتَها الجدْبُ. قَالَ: وَقَالَ فِي قَوْله: وتجتفِئوا بَقْلاً. قَالَ: تصيبوا بقلا، وَأنْشد: فَلَمَّا رَأَتْ أنَّ البلادَ ثجفَّأتْ أَي أُكل نبتها. وَقَالَ أَبُو عَوْن الحِرمازِيّ: أجفَأَتُ الْبابَ وجَفَأْتَه، إِذا فتَحْتَه، وَيُقَال: جَفَأتُ القِدْرَ جَفْأً، وكَفَأْتَها كَفْأً، إِذا قَلَبْتَها، فصَبَبْتَ مَا فِيهَا، حَكَاهُ النَّضر. وَأنْشد: جَفْؤكَ ذَا قِدْرِكَ للضِّيفانِ جَفْؤٌ على الرُّغفَانِ فِي الجفانِ خَيرٌ من العَكِيسِ بالألبان وَفِي الحَدِيث: أنَّ النبيّ حَرَّمَ يَوْم خَيْبر الحُمُرَ الأهلِيَّة فَجفَئوا القدورَ) ويُروى: (فأَجفئوا) أَي قَلَبُوها وفرَّغُوها. جَوف جيف: أَبُو عبيد عَن الأُمويّ: رجل مَجْؤُوف مثل مَجعُوف: جَائِع، وَقد جُئِفَ. قَالَ أَبُو عبيد، وَقَالَ الْكسَائي: جُيفَ فلانٌ وجُيثَ، إِذا ذُعر فَهُوَ مجؤوف ومجئوث. وَفِي حَدِيث المبعَثِ: (فجَثيت فَرَقاً حِين رَأَيْت جِبْرِيل. وَقَالَ اللَّيْث: الجاف ضرب من الْخَوْف والفزع. وَقَالَ العجاج: كَأَن تحتي ناشِطاً مُجافاً ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: انجأفت النَّخْلَة وانجأَثَتْ، إِذا تقَعَّرت وَسَقَطت. قَالَ اللَّيْث: الجَوْفُ مَعْرُوف، وَجمعه أَجْوَاف، والجَائِفَة الطَّعْنَةُ تدخل الْجَوْف، والجَوْفُ خَلاَءُ الجَوْفِ، كالْقَصَبَةِ الجوفاء، والْجُوفَانُ جَمْعُ الأجْوَف. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ الجَوْفُ المُطْمَئِنُّ من الأَرْض. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الْجَوف الوادِي، يُقَال: جَوْفٌ لاَخٌّ، إِذا كَانَ عَميقاً، وجَوْفٌ جِلْوَاخٌ: واسعٌ، وجوف زَقَبٌ: ضَيِّق، وباليمين وادٍ يُقَال لَهُ: الْجَوْف، وَمِنْه قَول الراجز: الْجَوْفُ خيرٌ لَك من أَغْوَاطِ ومِنْ أَلاءَاتِ وَمِنْ أُرْاطِي وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: وَوادٍ كَجَوْفِ الْعَيْر قَفْرٍ قَطَعْتُهُ أرادَ بِجَوْفِ العَيْرِ وادِياً بعَيْنِه أُضِيف إِلَى العَيْر، وعُرِفَ بِهِ. أَبُو عبيد: رَجُلٌ مُجَوَّفٌ، جَبَانٌ لَا قَلْبَ لَهُ، وَمِنْه قولُ حَسّان: أَلاَ أَبْلِغْ أَبَا سُفيَانَ عَنِّي فَأَنْتَ مُجَوَّفٌ نَخِبٌ هَوَاءُ

أَي خَالِي الجوفِ من القَلْبِ. وَيُقَال: جَافت الجيفة، واجْتَافَت، إِذا انْتَنَتْ وأَرْوَحَتْ، وجَيَّفَت الجِيفَةُ، إِذا أَصَلَّتْ، وَجمع الجِيفة، وَهِي الْجُثَّةُ المَيْتَةُ والمُنْتِنَه: جِيَف. وَيُقَال: اجْتَافَ الثّوْرُ الكِنَاسَ، إِذا دَخل جَوْفَه، والْجُوَافُ: ضَرْبٌ من السّمك الواحدةُ جُوَافَة. وَيُقَال: أَجَفْتُ البابَ فَهُوَ مُجَافٌ، إِذا رَدَدْتَه. وَفِي الحَدِيث: (أَجِيفوا الأبوابَ، واكْفِتُوا إِلَيْكُم صِبْيانِكم) . وَيُقَال: طَعَنْتُه فجُفْتُه أجُوفُه. وجافَه الدّواءُ فَهُوَ مَجُوفٌ، إِذا دخَل جَوفَه، وَوِعاءٌ مُسْتَجَافٌ: واسعُ الجَوف، قَالَ الشَّاعِر: فهيَ شَوْهاءُ كالْجُوالِقِ فُوها مُسْتَجَافٌ يَضِلُّ فِيهِ الشَّكِيمُ واسْتَجَفْتُ المكانَ: وجدتُه أجوَف. عَمْرو، عَن أَبِيه: إِذا ارتفَع بَلَقُ الفَرِس إِلَى حِقْوَيْهِ فَهُوَ مُجَوَّفٌ بَلَقاً، وأنشدَ: ومُجَوَّفٍ بَلَقاً مَلكْتُ عنانه يَعْدو على خَمْسٍ قَوائمُه زَكا أَرَادَ أنّه يعدو على خَمسٍ من الوَحْش، فيَصِيدُها، وقوائمه زَكاً، أَي ليْست خَمساً. وَلكنهَا أزوَاج، ملكْتُ عِنانه: أَي اشتريتُه وَلم أستعِرْه: وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: فَرَسٌ أجوَف، وَهُوَ الْأَبْيَض الْبَطْن إِلَى منتهَى الجَنبَيْن، ولوْنُ سائِره مَا كَانَ، وَهُوَ المُجوَّف بالبَلَقِ، ومجوَّفٌ بَلَقاً، وتَلْعَةٌ جائفةٌ قعيرة، وتِلاَعٌ جَوائف، وجوائفُ النّفس: مَا تَقَعّرَ من الْجوف، ومقارّ الرُّوح. وَقَالَ الفرزدق: ألمْ يَكْفِينِي مَرْوَانُ لما أتَيْتُه زِياداً ورَدّ النفْسَ بَين الجَوائِفِ وَفِي الحَدِيث: (لَا يَدخُلُ الجَنَّةَ ديْبوبٌ وَلَا جَيَّاف) . والجَيَّاف: النَّبَّاش، سُمِّيَ جَيَّافاً لِأَنَّهُ يَكْشِفُ الثيابَ عَن جِيَفِ الْمَوْتَى. قَالَ وَجَائِز أَن يكون سمي بِهِ لنتنِ فعله أَي لقبح فِعله. ابْن شُمَيْل: الجُوفانُ ذَكَرُ الحِمار. وَكَانَت بَنو فَزَارَة تُعَيِّر بأَكل الجُوفان. وَقَالَ سَالم بن دارة يهجو بني فَزَارَة: أطعمتُمُ الضيفَ جُوفاناً مُخاتَلةً فَلَا سقاكم إلاهي الخالقُ الْبَارِي أَوله: لَا تَأْمَنَنَّ فَزارِيّاً خَلَوْتَ بِهِ على قلوصِكَ واكتُبها بأَسْيار لَا تأمنَنْه وَلَا تأمَن بَوائقَه بعد الَّذِي امتلّ إير العَيْر فِي النَّار وَقَالَ أَبُو عُبيد فِي قَوْله: لَا تَنسَوا الجَوفَ وَمَا وَعَى، فِيهِ قَولَانِ، يُقَال: أَرادَ بالجَوفِ الْبَطْنَ والفَرْج، كَمَا قَالَ: إنَّ أَخْوَفَ مَا أخافُ عَلَيْكُم الأجْوفان،

وَقيل: أَرَادَ بالجوف القَلْب، وَمَا وَعَى، أَي حَفِظَ من مَعْرِفةِ الله. فجأ: قَالَ اللَّيْث: فَجَأَه الأمْرُ يَفْجَؤُه، وفاجَأَه يُفاجِئُه، وفَجِئَه يفجؤُه فجأَة، وكلُّ مَا هَجَمَ عَلَيْك من أمْرٍ لَمْ تَحتَسِبْه فقد فَجِئَكَ. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: أَفْجَأَ، إِذا صادَفَ صديقه على فَضيحة، وأفْجَى: إِذا وَسَّعَ على عِيَاله فِي النَّفَقة، قَالَ: والأفْجَى المُتَبَاعِدِ الْفَخذَينِ الشَّديدُ الْفَجَجَ، وَهُوَ الأفْجَجُ. الأصمعيّ: فَجَا قَوْسَه يفجُوها، وقَوْسٌ فَجْوَاءُ، إِذا بانَ وَتَرُها عَن كَبِدِها، وَمن ثَمَّ قيل: وَسَطُ الدّار فَجْوَة، وَيُقَال: بفلان فَجاً شَدِيد، إِذا كَانَ فِي رِجْليه انتِفاخ، وَقد فَجِيَ يَفجَا فجاً. ابْن الأنباريّ: فَجِئَت النَّاقة، إِذا عظم بَطنهَا. والمصدر الفَجَأ مَهْمُوز مَقْصُور. وَقَالَ شمر: فجأ بَابه يفجؤه، إِذا فَتحه بلغةِ طَيء، قالهُ أَبُو عَمْرو الشيبانيّ، وأنشدَ للطرماح: كجُبَّةِ الساج فَجا بابَها صُبْحٌ جَلا خُفْرَةَ أهدامها قَالَ: قَوْله فجا بَابهَا، يَعْنِي الصُّبْح، وَأما أجاف الْبَاب، فَمَعْنَاه ردَّه، وهما ضِدّان، وانفجى الْقَوْم عَن فلَان: انفرجوا عَنهُ وانكشفوا. وَقَالَ: لما انْفجى الخَيلان عَن مُصعَبٍ أدّى إِلَيْهِ قرضَ صاعٍ بِصَاع فَوْج: وَقَول الله تَعَالَى: النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِى دِينِ اللَّهِ} (النَّصْر: 2) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: أَي جماعاتٍ كَثِيرَة بعد أنْ كَانُوا يدْخلُونَ فِي الدِّين وَاحِدًا وَاحِدًا، واثنين اثْنَيْنِ، صَارَت الْقَبِيلَة بأَسرها تدخل فِي الْإِسْلَام. وَقَالَ اللَّيْث: الفوْج قطيعٌ من النَّاس، وَجمعه أَفواج، قَالَ: والفائجُ من قَوْلك مَرَّ بِنَا فائجُ وَليمةِ فلَان، أَي فَوْجٌ مِمَّن كَانَ فِي طَعامه، قَالَ: والْفائج من الفَيْج، كَأَنَّهُ مشتقٌّ من الفارسية وَهُوَ رَسُول السُّلْطَان على رِجْله، والفُيُوج: جمَاعَة. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: الفَيْج الْجَمَاعَة من النَّاس. قلت: وَأَصله فَيِّج من فاجَ يَفُوج، كَمَا يُقال: هَيِّن، من هَانَ يَهُون، ثمَّ يُخَفَّف فَيُقَال: هَيْنٌ. ويُجمع الفَوْج أَفاوِيج. وَقَول عَدي: أمْ كَيف جُزْتَ فُيُوجاً حَولهمْ حَرَسٌ وَمُتْرَصاً بَابُه بالسَّكِّ صَرَّار قيل: الفُيُوج الَّذين يدْخلُونَ السجْن وَيخرجُونَ يَحرسون. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: الفوائج مُتَّسَعُ مَا بَين كلِّ مُرْتفعين من غِلَظٍ أَو رمل، واحدتها فائجة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الفائج البِساطُ الْوَاسِع

باب الجيم والباء

من الأَرْض. وَقَالَ حُميد الأرقط: إلَيْكَ رَبَّ الناسِ ذَا المعارجِ يَخْرُجْنَ من نَخْلة ذِي مَضَارجِ فِي فائجٍ أفْيَجَ بعد فائجِ وَقَالَ آخر: باتَتْ تَدَاعَى قَرَباً أَفائجا تَدْعو بذَاك الدّحَجانَ الدّارِجا أفائج وأفاوج يجمع أفْواج، أَي باتَتْ تَقْرُب المَاء فَوْجاً بعد فَوْج، قد رَكِبَتْ رؤوسها لقرب المَاء، وَقَالَ العجاج يصف القمة: وَيَأْمُر البعّال أَن يموجا وجبل الأمرار أَن يفيجا يفيج: يجْرِي. فِي النّفْر حِين رِيعَ واستُفيجا أَي استُجِفَّ ففاج يفيج. أَبُو عُبيد، عَن الفرّاء: أفاجَ الرجلُ فِي الأَرْض، إِذا ذَهبَ فِيهَا. وَأنْشد: لَا تَسْبِق الشَّيْخَ إِذا أفَاجَا وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الْفَائِجة، كَهَيئَةِ الْوَادي بَين الجبلين، أَو بَين الأبْرَقَين، كَهَيئة الخَليف إلاّ أَنَّهَا أوسع، وَجَمعهَا فوائِج. وجف: قَالَ الله جلّ وعزّ: {الرَّادِفَةُ قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ} (النازعات: 8، 9) . قَالَ الزّجاج: واجِفَة، شَدِيدَة الاضْطراب. وَقَالَ قَتادة: وَجَفتْ ممّا عَايَنتْ. وَقَالَ ابْن الكلبيّ: واجِفَةٌ، خائِفَة، وَقَول الله جلّ وعزّ: {مِنْهُمْ فَمَآ أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلاَ} (الْحَشْر: 6) ، يَعْنِي مَا أفَاءَ اللَّهُ على رَسُوله من أمْوال بني النَّضِير، مِمَّا لم يُوجف الْمُسلمُونَ عَلَيْهِ خَيْلاً وَلَا ركاباً، والرِّكاب: الْإِبِل، والوَجيف: دُونَ التَّقريب من السَّير. يُقَال: وَجَفَ الفَرَسُ وأوْجَفْتُه أَنا. وَقَالَ اللّيث: الْوَجْفُ: سُرَعة السَّير. يُقَال: وَجَفَ البعيرُ يَجِفُ وجِيفاً، وأوْجَفَهُ رَاكِبُه. قَالَ: وَيُقَال: رَاكِبُ البَعيرِ يُوضِع، وراكبُ الْفرس يُوجِف. قلت: الوَجِيفُ يصلُحُ للبعير وَالْفرس. وَيُقَال: اسْتوجَفَ الحُبُّ فُؤادَه: إِذا ذَهَب بِهِ، وَأنْشد: ولكِنَّ هذَا الْقَلبَ قَلْبٌ مُضَلَّلٌ هَفَا هَفْوَةً فاسْتَوجَفَتْهُ المقادِرُ (بَاب الْجِيم وَالْبَاء) ج ب (وَا يء) جبا، جاب، جأب، جبأ، باج، وَجب. جبأ: أَبُو عبيد، عَن الأصمعيّ: الْجَبا مَقْصُورٌ مَا حَوْلَ الْبِئْر، والجِبا بِكسر الْجِيم: مَا جَمَعت فِي الْحَوْض من المَاء، وَيُقَال لَهُ أَيْضا: جُبْوَةٌ وجِباوَةٌ. قلت:

الجِبَى مَا جُمع فِي الْحَوْض من المَاء الَّذِي يستقى من الْبِئْر. قَالَ ابْن الأنباريّ وَهُوَ جمع جُبْيَة، قَالَ: والجَبَى مَا حول الْحَوْض يكْتب بِالْيَاءِ، والجَبَا: مَوضِع. الكِسَائيّ: يُقَال مِنْهُ جَبَيْتُ الماءَ فِي الْحَوْض أجبِيه جَبًى مَقْصُور. وَقَالَ شمر: جَبَيتُ أجِبي جَبْياً، وجَبَوْتُ أجْبُو جَبْواً وجِبَايَةً وجَبَاوةً، والْجَابِي: الْجَرادُ. وَقَالَ الهُذَليّ: صَابُوا بِسِتَّةِ أبْيَاتٍ وأرْبَعةٍ حَتَّى كأنّ عَلَيْهم جابياً لُبَدَاً وهَمَزَ الأصمعيّ: الْجَابيءُ، الجَرادُ. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ، الْعَرَب تَقول: إِذا جَاءَت السّنَةُ جَاءَ مَعهَا الْجَابي والْحَابي؛ فالجابي: الجرادُ، والحابي: الذِّئب وَلم يهمِزْهما قَالَ شمر: أَخْبرنِي يزِيد بن مُرة عَن أبي الْخطاب قَالَ: الاجباء: بيع الْحَرْث قبل صَلاحه. قلت: أَبُو الْخطاب هُوَ الْأَخْفَش الْكَبِير، وَهُوَ من الثِّقَات. وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله تَعَالَى: {وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِئَايَةٍ قَالُواْ لَوْلاَ اجْتَبَيْتَهَا} (الْأَعْرَاف: 203) مَعْنَاهُ: هَلاّ اجتَبَيتَها، هلا اخْتلقتها وافْتَعَلَتها من قِبلَ نفسِك وَهُوَ فِي كَلَام الْعَرَب جَائِز أنْ تَقول: لقد اختارَ لَك الشيءَ واجْتبَاهُ وارْتَجَلَه. وَقَالَ الله: {وَكَذالِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ} (يُوسُف: 6) . قَالَ الزّجّاج: مَعْنَاهُ، وَكَذَلِكَ يَختارُك ويَصْطَفِيكَ، وَهُوَ مُشْتَقّ من: جَبَيْتُ الشَّيْء، إِذا حَصّلْتَه لنفسِك، وَمِنْه: جَبَيْتُ الماءَ فِي الْحَوْض. قلت: وجِبَايَةُ الخَرَاج جَمْعُه وتحْصِيلُه، مأخُوذة مِنْهُ. وَفِي حَدِيث وَائِل بن حجر أنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتبَ لَهُ فِي كِتَابه: (وَمَنْ أَجْبَى فقَدْ أرْبَى) . قَالَ أَبُو عُبَيد: الإجْبَاءُ بَيْعُ الحَرْثِ قبلَ أَن يَبْدُوَ صَلاحُه، وَقيل: (مَنْ أَجْبَى فقَدْ أَرْبَى) ، أَي من عَيَّنَ فقد أرْبَى. أَخْبرنِي المنذريُّ، عَن ثَعْلَب أَنه سُئِلَ عَن قَوْله: (من أجْبَى فقد أربى) . فَقَالَ: لَا خِلافَ بَيْننَا، أنهُ من بَاعَ زَرْعاً قبل أَن يُدْرِك، كَذَا قَالَ أَبُو عبيد، فَقيل لَهُ: قَالَ بَعضهم: أَخطَأ أَبُو عُبيد فِي هَذَا، من أَيْن كَانَ زَرْعٌ أَيَّام النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام؟ فَقَالَ: هَذَا أحْمق. أَبُو عبيد تَكَلّمَ بِهَذَا على رُؤُوس الخَلْق وَتكلم بعده الخلقُ من سنة ثمانَ عشْرَة إِلَى يَوْمنَا هَذَا لم يُرَدّ عَلَيْهِ. وَأَخْبرنِي ابْن هاجَك، عَن ابْن جَبَلة، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: الإجْبَاءُ أَن يُغَيِّبَ الرجلُ إبلَه عَن المُصَّدِّق، يُقَال: جَبَأَ عَن الشَّيْء، إِذا تَوَارَى عَنهُ، وأجبَأْتُه، إِذا

وَارَيْتَه، وجَبَأَ الضَّبُّ فِي جُحْره إِذا اسْتَخْفَى، ورَجُلُ جُبَّأٌ جَبَأٌ، وَأنْشد: فَمَا أَنا من رَيْبِ الزَّمانِ بِجُّبَّأٍ وَمَا أَنا مِنْ سَيْبِ الإلاه بآيِسِ وَحدثنَا السَّعْدِيّ عَن عَليّ بن حَرْب، عَن مُحَمَّد بن حُجر، عَن عَمه سعيد، عَن أَبِيه، عَن أمه عَن وَائِل بن حُجر، قَالَ: كتب لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَا جَلَبَ وَلَا جَنَب وَلَا شِغار وَلَا رِواط، وَمن أجْبَى فقد أرْبَى) وفسّر من أجبى فقد أربى، أَي من عيَّن فقد أربى، وَهُوَ حسن. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: جَبَأتُ عَلَيْهِ، خرجتُ عَلَيْهِ، وجَبأت عَنهُ، إِذا تواريت. أَخْبرنِي المنذرِيّ عَنهُ بِهِ. أَبُو زيد: يُقَال: جَبأتُ عَن الرَّجل وَغَيره جُبُوءاً، إِذا خَنَسْتُ عَنهُ. وَأنْشد: وهلْ أَنا إلاّ مِثلُ سَيِّقَةِ العِدَا إِن استَقْدَمتْ نحْرٌ وَإِن جبأَتْ عَقْرُ وَيُقَال: جَبَأَتْ عَلَيَّ الضّبُعُ جُبُوءاً، إِذا خَرجتْ عَلَيْك مِنْ جُحْرِها. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال للْمَرْأَة إِذا كَانَت كريهة المَنظرِ لَا تُسْتَحلَى: إنْ العيْن لَتُجبَأُ عَنْهَا. وَقَالَ حُميد بن ثَوْر الْهِلَالِي: ليستْ إِذا سَمِنتْ بجابئةٍ عَنْهَا العُيونَ كريهةَ المَسِّ أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: الجُبَّأُ مهموزٌ مَقْصُور: الجَبَان. أَبُو عَمْرو: الجبّأ: النَّاجِي من الْأَمر الَّذِي انفلت مِنْهُ، وَأنْشد: وَمَا أَنا من ريب الْمنون بجُبَّأ وَيُقَال: جَبَأَ عَلَيْهِ الأسْوَدُ من جُحْرِه، إِذا خرج عَلَيْهِ، يَجبَأ جَبْأ وجُبُوءاً، وجَبَأْتُ عَن أَمر كَذَا وَكَذَا إِذا هِبتَهُ، وارْتَدعتَ عَنهُ. والجَبْأَةُ: خَشَبَةُ الحَذّاء. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي وَقَالَ الجعديّ: فِي مِرفَقيْهِ تَقارُبٌ وَله بِرْكةُ زَوْرٍ كجَبْأَةِ الخزَمِ والجَبْأ: حُفْرَةٌ يستنقعُ فِيهَا المَاء. وَيُقَال: الجَبْيُ للحفرة، وَيجمع جُبِيّاً. قَالَ جندل: مثل الجُبيّ فِي الصّفا الصهارج أَبو عُبيد، عَن الأصمعيّ: من الكمأَة والجَبَأَة. قَالَ، وَقَالَ أَبُو زيد: الجِبَأَة) الحُمُرُ مِنْهَا، وَوَاحِد الجِبَأَة جَبْء، وَثَلَاثَة أجْبُؤ. وَأنْشد ابْن الأعرابيّ: إنْ أُحَيْحاً ماتَ من غيرِ مَرَضْ ووُجْدَ فِي مَرْمَضهِ حيثُ ارْتمض عَسَاقِلٌ وجِبَأٌ فِيهَا فَضَضْ عَسَاقِل: بِيض، وجِبَأ: سُود.

أَبُو زيد: أجبَأَتِ الأَرْض فَهِيَ مُجْبِئةٌ، إِذا كثُرَتِ جِبَأَتُهَا. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الجُبّاءُ من النِّسَاء بِوَزْن جُبّاع: الَّتِي لَا تَروعُ إِذا نظَرتْ. وَقَالَ الأصمعيّ: هِيَ الَّتِي إِذا نَظَرت إِلَى الرّجال انْخَذَلَتْ راجِعَةً لِصِغَرِها. وَقَالَ ابْن مقبل: وطَفْلَةٍ غيرِ جُبّاءٍ وَلَا نصفٍ مِنْ دَلِّ أمثالِها بادٍ ومكتومُ كأَنَّه قَالَ: لَيست بصغيرة وَلَا كَبِيرَة. ويُروَى: غير جُبّاع، وَهِي القصيرة، وَقد مر تَفْسِيره شبَّهها بسَهمٍ قصير يَرمِي بِهِ الصبيانُ: يُقَال لَهُ: الجُبّاع. وَيُقَال: ناقةٌ بجَاوِيّةٌ، تُنسبُ إِلَى بجَاوَة، وَهِي أَرض النّوبَة، بهَا إبلٌ نجايب. وَقَالَ الطرماح: بَجَاوِيّةٍ لم تَسْتَدِرْ حولَ مَثْبِرٍ ولَم يَتَخَوَّن دَرَّهاضَبُّ آفِن وَفِي الحَدِيث: أَن وَفد ثَقِيف اشترطُوا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ألاّ يُعشَروا وَلَا يُحشَروا وَلَا يُجَبُّوا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَا خيْرَ فِي دِينٍ لَا رُكُوعَ فِيهِ) . قَالَ شِمر: معنى قَوْله ألاّ يُجَبُّوا، أَي أَلا يَركعوا فِي صلَاتهم وَلَا يسجدوا كَمَا يفعل الْمُسلمُونَ، والعَربُ تَقول: جَبَّى فُلان تَجْبِيَةً، إِذا أكَبَّ على وَجهه باركاً، أَي وَضَعَ يَدَيْهِ على رُكْبَتَيْهِ مُنْحَنياً، وَهُوَ قَائِم. وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعود: أَنه ذكر الْقِيَامَة والنْفْخَ فِي الصُّور، قَالَ: فَيقومُونَ فَيُجَبُّون تَجْبِيَةَ رَجلٍ وَاحِد قيَاما لرَبِّ الْعَالمين. قَالَ أَبُو عُبيد: قَوْله يُجَبُّون، التجْبِيَة تكون فِي حَالين: أَحدهمَا: أَن يضع يَديه على رُكبتَيه، وَهُوَ قَائِم، وَهَذَا هُوَ الْمَعْنى الَّذِي فِي الحَدِيث، أَلا ترَاهُ قَالَ: (قِياماً لرب الْعَالمين) ؟ وَالْوَجْه الآخر: أَن يَنْكَبَ على وَجهه بارِكاً، وَهَذَا الْوَجْه الْمَعْرُوف عِنْد النَّاس وَقد حمله بعض النَّاس على قَوْله: (فَيخِرُّون سُجَّداً لربِّ الْعَالمين) . فَجعل السُّجُود هُوَ التّجْبِيَة. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: جَبَى المالَ يَجبِيهِ، وجَباهُ يَجْبَاه، قَالَ: وَهَذَا ممَّا جَاءَ نَادرا، مثل أبَى يَأبَى. جوب جيب: قَالَ الله جلّ وَعز: {الْبِلَادِ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُواْ الصَّخْرَ بِالْوَادِ} (الْفجْر: 9) . قَالَ الْفراء: جابُوا: خرقوا الصّخْر، فاتخذوه بُيُوتًا فارِهين. وَنَحْو ذَلِك. قَالَ الزَّجاج: واعتبره بقوله {وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ} (الشُّعَرَاء: 149) . وَقَالَ اللَّيْث: الجَوْبُ قَطعك الشيءَ كَمَا يُجاب الْجَيبُ، يُقَال: جَيْبٌ مجوبٌ ومُجَوَّبٌ، قَالَ: وكل مُجَوَّفٍ وسطُه فَهُوَ

مَجُوبُ. وَقَالَ الراجز: واجتَابَ قَيظاً يَلْتَظِي التظَاؤُها اجْتَابَ لَبِسَ. أَبُو عُبَيد، عَن اليزيدي: جُبْتُ الْقَمِيص، إِذا قَوَّرتَ جَيْبَه، وجَيَّبْتُهُ، إِذا عَمِلْتَ لَهُ جَيْباً. شَمرٌ، سَمِعت سَلمَة يَقُول: جِبتُ القميصَ وجُبْتُهُ، وَأنْشد: باتتْ تَجِيبُ أدْعَجَ الظلامِ جَيْبَ البَيَطْرِ مِدْرعَ الهُمامِ ابْن بُزُرْج: جَيَّبتُ القميصَ، وجَوَّبْتُه. أَبُو عُبيد: الْجَوبُ التَّرْسُ، وَكَذَلِكَ قَالَ غَيره. وَقَالَ اللَّيْث: الجوابُ رَدِيدُ الْكَلَام، وَالْفِعْل: أجَابَ يُجِيبُ. وَمن أَمْثَال الْعَرَب: أساءَ سَمْعاً فأسَاءَ جابةً. قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: جابةٌ اسمٌ يقوم مقَام الْمصدر، وَهُوَ كَقَوْلِهِم: المالُ عارةٌ، وأطعتُهُ طَاعَة، وَمَا أُطيق هَذَا الْأَمر طاقَةً، فالإجابة مصدرٌ حقيقيّ، والجابه اسمٌ، وَكَذَلِكَ الْجَواب، وَكِلَاهُمَا يقومان مقَامَ الْمصدر. وَقَالَ الله تَعَالَى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِى} (الْبَقَرَة: 186) . قَالَ الْفراء، يُقَال: إِنَّهَا التّلْبِية. وَقَالَ الزَّجاج: أَي فَلْيُجِيبوني، وَأنْشد: وداعٍ دَعَا منْ يْجِيبُ إِلَى النَّدى فَلم يَستَجبهُ عِنْد ذَاك مُجِيب أَي فَلم يجبهُ أحد. وجَيْبُ اللَّيْل: الصُّبح. قَالَه شمر. قَالَ العجاج: حَتَّى إِذا ضوءُ الْقَمِيص جَوَّبا لَيْلًا كأثناء السَّدوس غَيْهبا جَوَّبَ: نَوَّر، وكشف، وجلى. وروى خَالِد الحذَّاء عَن أبي قُلابَة عَن ابْن عمر أَن رجلا نَادَى: يَا رَسُول الله، أَي اللَّيْل أجوَبُ دَعْوَة؟ قَالَ: (جَوف اللَّيْل الغابر) . قَالَ شمر: قَوْله أجوَبُه من الْإِجَابَة، أَي أسرعه إِجَابَة، كَمَا يُقَال أطوعُ من الطَّاعَة. قَالَ: وَالْأَصْل جاب يجوب، مثل طاع يطوع. وَقَالَ الْفراء: قيل لأعرابي يَا مُصاب، فَقَالَ: أَنْت أصوبُ مني. قَالَ: وأصل الْإِصَابَة من صاب يَصُوب إِذا قَصَد. وَيُقَال: جُبْتُ البلدَ أَجُوبُهُ جَوْباً، إِذا قطعْته، واجْتَبْتُه مثله، وَيُقَال: اجْتَاب فلانٌ ثوبا، إِذا لبسه. وَأنْشد: تحسَّرَتْ عِقَّةٌ عَنْهَا فأَنْسَلهَا واجتاب أخْرَى جَدِيدا بَعْدَمَا ابْتقلا واجتاب: احتفر، وَمِنْه قَول لبيد:

تجتابُ أَصْلاً قَائِما مُتَنَبِّذاً بِعُجُوبِ أَنقاءٍ يميلُ هيامُها يصفُ بقرة احتفرت كِناساً تكْتَنُّ فِيهِ من الْمَطَر فِي أَصْلِ أرْطاةٍ، ورجلٌ جَوَّابٌ، إِذا كَانَ قَطَّاعاً للبلاد، سيَّاراً فِيهَا. وَمِنْه قَول لُقْمَان بن عَاد فِي أَخِيه: جوَّاب ليلٍ سَرْمد أَرَادَ أنَّه يَسْرِي ليله كُلَّه. والجوْبةُ: شبْهٌ رَهْوَةٍ تكون بَين ظَهْرانَيْ دُور قوم يسيل إِلَيْهَا مَاء الْمَطَر، وكلُّ مُنْفَتقٍ يتَّسِع فَهُوَ جَوْبةٌ. وَقَالَ ابْن شُميل: الْجَوْبةُ من الأَرْض الدَّارةُ من الْمَكَان المُنجَاب، الوطىء الْقَلِيل الشَّجر، سُمِّي جَوْبة لانجيَابِ الشَّجرِ عَنهُ، مثل الغائِط المستدير لَا يكونُ إِلَّا فِي جَلَدِ الأَرْض، والجميع جَوْبات وجُوب. أَبُو عُبيد، عَن أبي عُبيدة: جَابةُ المِدْرَى من الظِّبا، غير مَهْمُوز حِين طلع قرْنُه. وَيُقَال: الملساءُ اللَّيِّنَة القَرْن. وَقَالَ شمر: جابةُ المِدْرَى أَي جائِبَتُه، أَي حِين جاب قَرْنُها الجِلْدَ فطلع. وَهُوَ غير مَهْمُوز. والجوْبُ: التُّرس. قَالَ لبيد: فأجازني منهُ بطِرسٍ ناطقٍ وبكلِّ أطلسَ جَوْبُه فِي المِنْكبِ يَعْنِي بِكُل حبشيّ جَوْبه فِي مَنْكِبه. جأب: ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: جَأَبَ وجَبَأَ، إِذا باعَ الجَأْبَ، وَهُوَ المَغْرَةُ. قَالَ: والجأبُ: الكَسْب. وَقَالَ غَيره: الْجَأْبُ أَيْضا: السُّرّة. أَبُو عُبيد: الجَأبُ الحمارُ الغليظ، وكاهلٌ جَأبٌ: غليظ، وخَلْقٌ جَأب: جافٍ غَليظ. وَقَالَ الرَّاعِي: فلمْ أَر إلاَّ آل كلِّ نجِيبةٍ لَهَا كاهلٌ جَأبٌ وصلْبٌ مُكَدَّح ابْن بزُرْج: جَأبةُ البَطْنِ، وجبْأتُهُ مَأنتُه وَيُقَال: هَل سمعتَ جائبةَ خبَر. وَقَالَ: يتنازعون جوائِب الْأَمْثَال، يَعْنِي سرائر تجوب الْبِلَاد. وَفُلَان فِيهِ جَوْبان من خُلَق، أَي ضَرْبان، لَا يثبت على خُلُق وَاحِد. قَالَ ذُو الرّمة: جُوبَينِ من هماهِمِ الأغْوال أَي تسمع ضَرْبَيْنِ من أصوات الغيلان. وَفُلَان جَوَّاب جأَّب يجوب الْبِلَاد ويكسب المَال. بوح بأج: ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: باجَ الرّجُل يَبُوجُ بَوْجاً، إِذا أَسْفَرَ وَجهه بعد شُجوبِ السّفَر، وباجَ الْبَرْقُ يَبُوج بَوْجا

ً وبَوَجَاناً، إِذا بَرَقَ، وتَبَوّجَ تَبَوُّجاً: مِثْله. ابنُ بُزُرْج: بَعِيرٌ بائج، إِذا أعْيَا، وَقد باج، وبُجْتُ أَنا: مَشَيْتُ حَتَّى أَعْيَيْتُ، وَأنْشد: قد كُنت حِيناً تَرْتجِي رِسْلَهَا فاطّرَدَ الحائِلُ والبائج يُريدُ الْمُخِفُّ والمُثْقَل. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال انْبَاجَ البَرْقُ انبِيَاجاً، إِذا تَكَشَّفَ، وانبَاجَتْ عَلَيْهِم بَوَائِجُ مُنْكَرَة، إِذا تَفَتّحَت عَلَيْهِم دوَاهي. وَقَالَ الشَّماخُ يَرثي عمرَ رَضِي الله عَنهُ: قَضَيْتَ أُمُوراً ثُمّ غَادَرْتَ بَعدَها بِوائِجَ فِي أكْمَامِها لم تُفَتّقِ والبائج عِرق فِي بَاطِن الفخِذ، قَالَ الراجز: إِذا وَجَعْنَ أبْهَراً وبايجا وَقَالَ جندل: بالكاسِ والأَيدي دَمُ البوائج يَعْنِي الْعُرُوق المُتَفَتِّقَة. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: جاءَ فلَان بالبائِجَة والفَلِيقَةِ، وَهِي من أسماءِ الدّاهِيَة. وَقَالَ أَبُو زيد: الباجَةُ الاخْتِلاط. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: البَاجُ يُهْمَز وَلَا يُهْمَز، وَهُوَ الطَّرِيقَة من المَحَاجّ المُسْتَوِيَة، وَمِنْه قَول عُمر: (لأَجْعَلَنَّ النَّاس بَاجاً وَاحِدًا أَي طَريقَة وَاحِدَة فِي الْعَطاء، ويجْمع بَأْج على أَبْؤُج. وَقَالَ ابْن السّكّيت: يُقَال: اجْعَلْ هَذَا الشَّيء بَأْجاً وَاحِدًا مهموزاً. قَالَ: ويُقال أوَّل من تَكَلَّم بِهِ عُثْمَان، أيْ طَريقة وَاحِدَة، وَمثله: الْجَأْشُ، والْفَأْسُ، والرَّأْس. وَجب: ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الوَجْبُ والقَرْعُ: الَّذِي يوضع فِي النِّصال والرِّهان، فَمن سَبَق أخذَه. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جَلَّ وعَزَّ: {فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُواْ مِنْهَا} (الْحَج: 36) . أَي سَقَطَتْ إِلَى الأَرْض جُنوبُها، فَكُلوا مِنْهَا. قَالَ: وَيُقَال: وَجَبَ الْحَائِط يَجِب وَجْبَةً، أَي سَقَط، وَوَجَب القَلْب، يَجِبْ وَجِيباً: إِذا تَحَرَّكَ من فَزَع، ووجَب البيعُ وُجوباً وَجِبَةً، والمُسْتَقْبَلُ فِي كُلِّه يَجِبُ. وَقَالَ الأصمعيّ: وجَبَ القَلْبُ وَجِيباً إِذا خفَق، وَوَجَبَت الشَّمْس تَجِبُ وجوبا إِذا سَقَطت، وَيُقَال للبَعير إِذا بَرك وَضرب بِنَفْسِهِ الأرْض، قد وَجَّبَ تَوْجِيباً، وأوْجَب فلانٌ البيعَ إِيجَابا، وَفُلَان يَأكل كل يَوْم وَجْبَةً، أَي مرّةً واحِدة، وَقد وَجَّبَ لِنَفْسِه تَوْجيباً. وَفِي الحَدِيث: (من فَعل كَذَا وَكَذَا فَقَدْ أَوْجَبَ) ، أَي وَجبتَ لَهُ الجنَّة أَو النَّار. والمُوجِباتُ: الكبائِرُ من الذُّنُوب الّتي

أوْجَبَ الله بهَا النَّار. حدَّثنا السعديُّ قَالَ: حَدثنَا ابْن عَفَّان عَن ابْن نمير، عَن الْأَعْمَش، عَن إِبْرَاهِيم عَن أَبِيه، قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرَ: كنتُ مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين وَجَبَت الشَّمْس. فَقَالَ: يَا أَبَا ذرّ، هَل تَدْرِي أَيْن ذَهَبَتْ؟ قلت: الله وَرَسُوله أعلم. قَالَ: فَإِنَّهَا تذْهب حَتَّى تسْجد بَين يَدي رَبهَا تستأذن فِي الرُّجُوع لَهَا مَكَانهَا قد قيل لَهَا ارجعي من حَيْثُ جئتِ، فَتَطلع وَذَلِكَ مُسْتَقر لَهَا. وَفِي الحَدِيث: أنَّ أقْوَاماً أتَوا النَّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا: يَا رسولَ الله، إنَّ صاحباً لَنَا أوْجَب، فَقَالَ: (مُرُوهُ فَلْيَعْتِقْ رَقَبة) . قَالَ هُدْبَة بن خَشْرَم: فَقلت لَهُ لَا تَبْكِ عينُك إنّه بكَفَّي مَا لاقيتُ إِذْ حانَ مَوْجِبي أَرَادَ بالموجِبِ موتَه، يُقَال: وَجَبَ: إِذا مَاتَ مَوْجِباً. وَأنْشد الْفراء: وَكَأن مُهرِي ظلّ محتفراً بقفا الأسنة مَغْرَةَ الجَأْبِ والجأْبُ: مَاء لبني الهُجَيم عِنْد مَغْرَة عِنْدهم. وَقَالَ اللَّيْث فِيمَا قَرَأت لَهُ فِي بعض النّسخ: المُوَجَّبُ من الدَّوَابّ الَّذِي يفزع من كل شَيْء، قلت: وَلَا أعرفهُ. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب أَن ابْن الأعرابيّ أنْشدهُ: ولستُ بدُمَّيْجَةٍ فِي الْفراش ووَجَّابةٍ يَحْتَمِي أَن يُجيبا وَلَا ذِي تلازم عِنْد الحِيَاضِ إِذا مَا الشّريبُ أنابَ الشّريبا قَالَ: وجّابةٌ: فرق، دُمَّيجة: يندمج فِي الْفراش. ابْن السّكيت، عَن أبي عَمْرو: الْوَجِيبَة أنْ يُوجِبَ الرجلُ البَيْعَ على أنْ يأخُذَ مِنْهُ بَعْضًا فِي كلِّ يَوْم، فَإِذا فَرَغَ قيل: قَد اسْتَوْفَى وَجِيبَتَه. أَبُو زَيد، يُقَال: وَجَّبَ فلَان عِيَالَه تَوْجِيباً إذَا جَعَلَ قُوْتَهُمْ كُلّ يَوْم وَجْبَة. قَالَ شَمِر: وأقرأنا ابنُ الأعرابيّ لِرُؤْبَة: فَجَاء عَوْدٌ حِنْدِفِيٌّ قَشْعَمُهْ مُوَجَّبٌ عَاريّ الضُّلوعِ جِرْضِمُه قَالَ: مَوَجَّبٌ أَي لَا يَأكل فِي النَّهَار إِلَّا أكْلة وَاحِدَة، جِرْضِمٌ: عَرِيضٌ ضَخْم. وَفِي الحَدِيث: (أنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَاء يَعودُ عبدَ اللَّهِ بن ثَابت فوَجَدَه قد غُلِبَ، فاستَرْجَعَ، وَقَالَ: غُلِبْنَا عَلَيْك يَا أَبَا الرّبيع، فَصاحَ النِّساءُ وَبَكَيْن، فَجَعَلَ ابنُ عَتِيكٍ يُسَكِّتُهُنَّ، فَقَالَ: رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَعْهُنّ، فإِذا وَجَبَ فَلَا تَبْكِيَنَّ باكية، فَقَالُوا: ومَا الوُجُوب؟ قَالَ: إِذا مَاتَ) . وَقَالَ بعض الْأَنْصَار: أطاعَت بَنُو عَوْف أَمِيرا نَهَاهُم عَن السِّلم حَتَّى كانَ أولَ واجِبِ

باب الجيم والميم

أَي أول مَيِّت. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : يُقَال وَجَبتُه عَن كَذَا، ووَكَبتُهُ: إِذا رَدَدتَهُ عَنهُ، حتّى طَال وُجُوبُه ووُكُوبُه عَنهُ. قَالَ الدينوريّ فِي بَاب الْعَسَل: ويُوعَى العَسَلُ فِي الوِجَاب وَهِي أسقِيَةٌ عِظام، وَوَاحِد الوِجَاب وَجْبٌ. (بَاب الْجِيم وَالْمِيم) ج م (وَا يء) جما، جِيم، وجم، مأج، أمج، أجم، موج، جوم. جما: سَلَمة، عَن الفرّاء: جُمَاءُ كلِّ شيءٍ حَزْرُه وَمِقدارُه، مَمدود. وقالَ ابْن دُرَيْد: جَمَاءُ كلِّ شيءٍ شَخصه، وَأنْشد: وقُرْصَةٍ مِثلَ جَمَاءِ التُّرْسِ ابْن السّكّيت: تَجَمَّى القَومُ، إِذا اجْتَمَع بَعضهم إِلَى بعض، وَقد تَجَمَّوا عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْن بُزرج: جَمَاءُ كلِّ شَيْء اجتماعُه وحَركته، وَأَنشد: وبَظْرٍ قد تَفَلَّقَ عَن شَفِيرٍ كأَنَّ جَماءَهُ قَرْناً عَتُودِ أَبُو بكر: يُقَال جَماءُ الترس وجُماؤه وَهُوَ اجتماعه ونتوّه، قَالَ: وجُماء الشَّيْء قدره. أَبُو عُبيد عَن أبي عَمْرو الجُماء: شخص الشَّيْء ترَاهُ من تَحت الثَّوْب. قَالَ الشَّاعِر: فيا عجبا للحب دَاء فَلَا يُرى لَهُ تَحت أَثوَاب المحبِّ جُماءُ أَبُو عمر: التجمُّؤ: أَن ينحنِي على الشَّيْء تَحت ثَوْبه. الظليم يتجمَّا على بيضه. جوم: أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأَعرابيّ: الْجَامُ الفَاثُورُ من اللُّجيْن. قَالَ: ويُجمع على أَجْؤُم. قَالَ: وجامَ يَجُومُ جَوماً، مثل حام يَحُومُ حَوماً، إِذا طلبَ شَيْئا خَيراً أَو شرَّاً. وَقَالَ اللَّيْث: الجَوْمُ كأَنَّها فارسية، وهم الرُّعَاةُ، أمْرُهُمْ وكلامُهُمْ ومَجْلِسُهُم واحِد. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال يُجمع الجامُ جامَات، ومِنْهم مَنْ يَقُول، جُومٌ. موج مأج: ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: ماجَ فِي الأمرِ إِذا دارَ فِيهِ. قَالَ: والْمَيْجُ الاخْتَلاط. اللّيث: المَوْجُ: مَا ارتفَعَ من المَاء فوقَ المَاء، والفِعل: ماجَ الْمَوْجُ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: ماجَ يَمُوجُ إِذا اضْطرب وتَحيَّر، وماج البحرُ، وماجَ النَّاس إِذا دَخَلَ بَعضُهم فِي بعض. والمُؤوجُ: مُؤُوج الدَّاغِصَة، ومُؤوج السِّلعة تَمَوُّرٌ بَين الجِلْدِ والعظم، وَمن مهموزه: أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: الْمَأْجُ الماءُ

المِلح. وَقَالَ ابْن هَرْمَة: فإنَّكَ كالْقَرِيحَةِ عَام تُمْهَى شُرُوبُ الماءِ ثمَّ تَعُودُ مأجَا وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال مَؤُجَ الماءُ، يَمْؤُجُ مُؤُوجَةً فَهُوَ مَأجُ، وَأنْشد: بأرْضٍ نَأَتْ عَلَيْهَا الْمُؤُوجَةُ والبَحْر وجم: قَالَ اللَّيْث: الْوُجُوم السكوتُ على غَيْظ. يُقَال: رَأيْتُه وَاجماً. أَبُو عُبيد: إِذا اشتدَّ حُزْنُه حَتَّى يُمْسِكَ عَن الْكَلَام، فَهُوَ الواجِم، وَقد وَجَمَ يَجِمُ. قَالَ شَمِر، قَالَ أَبُو عُبيد: الْوَجَمُ جَبَلٌ صَغِير، مِثل الإرَمَ. وَقَالَ ابْن شُميل: الْوَجَمُ حِجَارَة مَرْكُومةٌ بَعْضهَا فَوق بعض على رُؤُوس القُورِ والإكام، وَهِي أغْلظ وأطول فِي السَّمَاء من الأُرومِ. قَالَ: وحجارتها عِظامٌ كحجارة الصِّيَرةِ والأمَرَة، لَو اجْتمع على حجرٍ ألفُ رجل لم يُحَرِّكوه، وَهِي أَيْضا من صَنعة عَاد، وأصلُ الوَجَمِ مُستَدِيرٌ، وَأَعلاهُ مُحدَّد، وَالْجَمَاعَة الوُجُومُ. وَقَالَ رؤبة: وَهَامَةٌ كالصَّمِدْ بَيْنَ الأصْمَادْ أوْ وَجَم العَادِيّ بَيْنَ الأجْمَادْ قَالَ شَمِر، وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: بَيْتٌ وَجْمٌ وَوَجَمٌ، والأوْجامُ: الْبُيوت، وهيَ العِظَام مِنْهَا. وَقَالَ رُؤْبة: لَو كَانَ من دون رُكَامِ الْمُرتَكَم وأرْمُلِ الدهْنَا وَصَمَّانِ الْوَجَم قَالَ: الوَجَمُ الصَّمَّانُ نَفسُه، ويُجمع أوجاماً. قَالَ رؤبة: كَأَنَّ أوجاماً وصَخْراً صَاخِراً أجم: قَالَ اللَّيْث: يُقال أكَلْتُه حَتَّى أْجِمتُه. أَبُو عُبيد، عَن الْكسَائي، وَأبي زيد: إذَا كَرِهَ الطعامَ فَهُوَ آجِم، على فَاعِل، وَقد أجَم يَأْجَمُ. وَقَالَ الأصمعيّ: ماءُ آجِنٌ وآجِمٌ إِذا كَانَ مُتَغَيِّراً. وَقَالَ ابنُ الخَرْعِ: ونَشْرَبُ أسْآرَ الحِياضِ تَسُوفُها ولَو وَرَدَتْ مَاءَ المُرَيْرةِ آجِمَا أَرَادَ آجِنَا. وَقَالَ غَيره: آجِمٌ بِمَعْنى مأجومٌ، أَي تَأجِمُهُ وتَكرَهُه. وَيُقَال: أجَمت الشيءإذا لم يُوافِقكَ فكرِهتَه. أَبُو عُبيد، عَن الْأَحْمَر: تَأَجَّمَ النّهار تأَجُّما إِذا اشتَدّ حَرُّه. والأَجَمةُ: مَنْبِتُ الشّجر، كالْغَيْضة، والجميع الآجام. والأُجُم والأُطُم: الْقَصْر بلُغَة أهل

الْحجاز، وَهِي الآجام والآطام. قَالَ: وَلَا أُجُماً إلاَّ مَشيداً بجَنْدَل أمج: الأصمعيّ: الأَمَجُ تَوَهُّج الحَرِّ قَالَ العجاج وَأنْشد: حَتَّى إِذا مَا الصَّيْفُ كَانَ أمَجَا وَقَالَ اللَّيْث: أَمِجَت الْإِبِل تأْمَج، إِذا اشْتَدَّ بهَا حَرٌّ أَو عَطش. عَمْرو، عَن أَبِيه: أَمَج، إِذا سَار سَيْراً شَدِيدا، بِالتَّخْفِيفِ. جِيم: قَالَ اللَّيْث وَالْجِيم من الْحُرُوف تؤنث، وَيجوز تَذْكيرها، وَقد جَيَّمتُ جيماً إِذا كَتَبْتَها. بَاب اللفيف من حرف الْجِيم جو، جوى، جأى، أجا، جئاوة، جيأه، جا، أجّ، وجأ، وجّ، جؤجؤ، جأْجاء، أوجى، جيّا، يأجج، جاجه، يَأْجُوج، ويج. جو: قَالَ اللَّيْث: الجَوُّ الْهَوَاء، وَكَانَت اليمامَةُ تُسَمَّى جَوّاً، وَأنْشد. أخْلَقَ الدّهْرُ بِجَوّ طَلَلاَ قلت: الجَوُّ مَا اتّسع من الأَرْض واطمأَنَّ وبرز، وَفِي بِلَاد الْعَرَب أَجوِيَةٌ كَثِيرَة يُعرف كل جو مِنْهَا بِمَا نُسِبَ إِلَيْهِ؛ فَمِنْهَا جوُّ غِطْرِيف وَهُوَ فِيمَا بَين السِّتار وَبَين الجماجم، وَمِنْهَا جوّ الخُزَامى، وَمِنْهَا جوّ الإحساء، وَمِنْهَا جوّ الْيَمَامَة، وَقَالَ طرفَة: خَلاَ لَكِ الجَوُّ فبيضي واصْفِرِي وَيُقَال: هَذَا جوٌّ مُكْلِىءٌ، أَي كَثير الْكَلأ، وَهَذَا جوٌّ مُمْرِعٌ. وجوُّ السَّمَاء: الهواءُ بَين السَّمَاء وَالْأَرْض. قَالَ الله: {إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِى جَوِّ السَّمَآءِ} (النَّحْل: 79) . ودَخَلتُ مَعَ أَعْرَابِي دَخْلاً بالخَلصاءِ، فَلَمَّا انتهينا إِلَى المَاء قَالَ: هَذَا جوٌّ من المَاء لَا يُوقف على أقصاه. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْجَوُّ الآخرَة. وَقَالَ اللَّيْث: الْجِوَاء مَوضع. قَالَ: والفُرْجَةُ الَّتِي بَين مَحَلَّةِ الْقَوْم وسْط الْبيُوت تُسَمَّى جِوَاءً، يُقَال: نَزَلْنا فِي جِوَاءِ بَني فلَان قلت: الجِوَاء جمع الجَوّ، وَمِنْه قَول زُهَيْر: عَفَا مِنْ آلِ فاطِمَةَ الجِوَاءُ وَيُقَال: أَرَادَ بالجِوَاءِ موضعا بِعَيْنِه. وَقَول اللَّيْث: الجِوَاءُ الفُرْجةُ وسْط الْبيُوت لَا أعرفهُ، ويُجمع الجوُّ جواءً وَهُوَ عِنْدِي تَصْحِيف وَصَوَابه الحِواء وَجمعه أحوية وَقد يجمع الجوُّ جِواءً، وَمِنْه قَوْله: أيا أُمَّ عَمْرٍ وَمن يَكن عَقْرُ دَاره جِواءَ عَدِيَ يَأْكُل الحشرات الْبَيْت يُروى للنابغة ولأوس بن حجر. ورُوِي عَن سَلمان، أَنه قَالَ: لكل أمرىء جَوّانيّاً وبَرّانيّاً، فَمن أصْلَحَ جوّانيَّهُ أصلَحَ

اللَّهُ بَرّانيَّة، ومَنْ أفْسد جوّانيّه أفسد الله بِرانيَّة. قَالَ شمر، قَالَ بَعْضهم: عَنَى بِجَوّانِيِّه سِرَّه، وبِبَرّانيِّة عَلاَنِيَّه. قَالَ: وجوُّ كل شَيْء بَطْنُه وداخِله، وَهُوَ الجَوّه بِالْهَاءِ أَيْضا؛ وَأنْشد قَوْله: يَجْرِي بِجَوّتِهِ مَوْجُ الْفُرَاتِ كأَن ضَاحِ الخُزَاعِيِّ جازَت رَنْقَه الرِّيحُ قَالَ: جَوّتُه: بَطنُ ذَلِك الْموضع. وَقَالَ آخر: لَيست تَرَى حولهَا شخصا وَراكبُها نَشْوانُ فِي جَوّةِ الْباغُوتِ مَخمورُ قَالَ شمر، قَالَ ابْن الأعرابيّ: الْباغُوت مَوْضع، وجوَّتُه: دَاخِلُه، وَقَالَ قَتَادة فِي قَول الله: {فِى جَوِّ السَّمَآءِ} (النَّحْل: 79) فِي كَبِدِ السَّمَاء، وَيُقَال كُبَيداء السَّمَاء. جوى: قَالَ اللَّيْث: الجَوَى مَقْصُور، كلُّ داءٍ يَأْخُذُ فِي الْبَاطِن لَا يُستَمرَأَ مَعَه الطَّعَام. يُقَال: رَجلٌ جَوٍ، وَامرأةٌ جَوِيَةٌ كَمَا ترى، وَاستَجْوَينا الطّعامَ واجتَوَينَاه، وَصَارَ الاجتواء أَيْضا لما يُكرَهُ ويُبْغَض. وَفِي الحَدِيث: (أنَّ وَفْدَ عُرْينَة قَدِمُوا الْمَدِينَة فاجتَوَوْها) . قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ أَبُو زيد: (اجَتَويت الْبِلَاد إِذا كَرِهْتها، وَإن كَانَت مُوافِقَةً لَك فِي بَدَنك، واسْتَوْبَلَتها إِذا لم تُوَافِقك فِي بدنك وَإِن كنتَ مُحِبّاً لَهَا. قلت: قَالَ أَبُو زيد فِي (نوادره) : الاجتِوَاء النزاعُ إِلَى الوَطن، وكراهَةُ الْمَكَان الَّذِي أَنْت بِهِ وَإِن كنتَ فِي نِعمة. قَالَ: وَإِن لم تكُن نازِعاً إِلَى وَطنك فأَنت مُجتوٍ أَيْضا. قَالَ أَبُو زيد: وَقد يكونُ الاجتَوَاءُ أَيْضا أَلا تَسْتمرىءَ الطعامَ بِالْأَرْضِ وَلَا الشَّراب، غير أَنَّك إِذا أحبَبْتَ المقامَ بهَا وَلم يُوافِقك طعامُها وَلَا شَرابُها، فأَنتَ مُسْتوبِل، ولستَ بمجتَوٍ. قلت: جعل أَبُو زيد الاجتَوَاء على وَجْهين. وَقَالَ ابْن بُزرْج: يُقَال للَّذي يجتَوِي الْبَلَد: بِهِ اجتِوَاء، وجوًى مَنْقوص، وَجِيةٌ. قَالَ: وحَقَّرُوا الجِيَةَ جُيَيَّة. حدَّثنا السعديُّ عَن الرماديّ عَن يزِيد بن هَارُون عَن الْعَوام بن حَوْشَبِ، عَن جَبَلةً بن صُحَيْم، عَن مُؤثر بن عفازة عَن عبد الله، قَالَ: (لما كَانَت لَيْلَة أسرِي برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَقِي إِبْرَاهِيم ومُوسَى وَعِيسَى، فتذاكروا السَّاعَة، ورَدّوا الحَدِيث إِلَى عِيسَى فَذكر الدَّجال وقتلَهُ إِيَّاه، وَخُرُوج يأجُوج ومأجُوج، وإفسادهم الأَرْض، ودعاءه عَلَيْهِم فيموتون، وتَجوى الأرضُ من

ريحهم) . ثمَّ ذكر الحَدِيث بِطُولِهِ: قَالَ أَبُو عُبيد: قولُه تجتَبىء الأرضُ مِنْهُم، أَي تُنِتن، وَهُوَ جَوٍ من أَي مُنْتِن؛ وَأنْشد: ثمَّ كَانَ المِزاجُ ماءَ سَحَاب لَا جَوٍ آجنٌ وَلَا مطروقٌ قَالَ: الجَوِي المنْتنُ المتغيّر. وَقَالَ: بَسَأْتَ بَنِيهَا؛ وجَوِيتَ عَنْهَا وَعِنْدِي لَو أرَدْتَ لَهَا دَوَاء جويت عَنْهَا: أَي لم تُوافقك فكرهتها. أَبُو عبيد: الْجَوى الْهَوى الباطِن. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: رَجُلٌ جَوِي الجَوْف: وامْرَأَةٌ جَوِيَة، أيْ دَوِي الْجَوف. أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: جَوِيَتْ نفْسِي جَوًى، إِذا لم توافِقك البِلاد. قَالَ، وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الْجِواءُ الواسعُ من الأوْدِية، وَأنْشد: يمْعَسُ بالماءِ الْجِوَاءُ مَعْساً جأى: قَالَ اللَّيْث: الجُؤْوَةُ بِوَزْن الجُعْوَة: لَوْنُ الأجْأَى، وَهُوَ سوادٌ فِي غُبْرَةٍ وحُمْرَة. أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: يُقَال: كَتِيبَةٌ جَأْوَاءُ إِذا كَانَت عليتها صَدَأُ الْحَدِيد. قَالَ: وَإِذا خَالَطَ كُمْتَةَ البعيرِ مثلُ صَدَأ الْحَدِيد، فَهُوَ الجُؤْوَة، وبَعيرٌ أَجأَى. قَالَ، وَقَالَ الأُمويّ: الجُوَّةُ غير مَهْمُوز: الرُّقعة فِي السِّقاء. يُقَال: جَوَّيتُ السِّقَاءَ: رَقَعْتُه. وَقَالَ شمِر: هِيَ الجُؤْوَةُ، تَقديرُ الجُعْوَة. يُقَال: مِقَاءٌ مُجْئِيٌّ، وَهُوَ أنْ يُقَابِلَ بَين الرُّقعتين على الوَهْيِ من ظَاهرٍ وباطن. قَالَ شمر: وكلّ شيءٍ غَطَّيتَه أَو كَتَمْته، فقد جَأَيتَه. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: جَأَيت سِرَّه كَتَمته، وَمَا يَجأَى سِقاءُك شَيْئاً، أَي لَا يَحبِس المَاء، وَمَا يَجأَى الرَّاعي غَنَمه، إِذا لم يَحفَظها. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ، يُقَال: فلَان أحْمَق مَا يَجأَى مَرْغَه، أَي لَا يَسْتُر لُعَابَه. قَالَ: وجأَى، إِذا مَنَعَ. وَقَالَ شِمر: جَيَّأْتُ الْقِرْبةَ خِطتُها. وَأنْشد: تخَرّقَ ثَفْرُها أَيَّام خُلَّتْ على عَجَلٍ فَجِيبَ بهَا أَدِيمُ فَجيَّأَها النساءُ فخان مِنْهَا كَبَعْثَاةٌ ورَادِعَةٌ رَدُومُ أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ، وَالْفراء: الْجِئَاوَةُ مثل فِعالة: الشيءُ الَّذِي يوضع عَلَيْهِ القِدْرُ إِن كَانَ جِلداً، أَو خَصَفَةً أَو غَيرهَا. قَالَ، وَقَالَ الْأَحْمَر: هِيَ الْجِئَاءُ، والجِواءُ أَيْضا. وَفِي حَدِيث عليّ: (لأنْ أَطَّلِيَ بجِواءِ جِلْدٍ أحَبّ إليّ من أَن أطَّلِيَ بزعْفَران) .

قَالَ: وجمْع الجِئَاء أَجِئيَة، وَجمع الجِوَاءَ أَجْوِية. وَقَالَ شمر: قَالَ الْفراء: جأَوْتُ البُرْمَةَ إِذا رَقعتها، وَكَذَلِكَ النّعل، وَقد جأَى على الشَّيْء إِذا عَضَّ عَلَيْهِ. أَبُو عدنان، عَن أبي عُبيدة: أَجِيءْ هَذَا، أَي غَطّه. قَالَ لبيد: حَوَاسِرُ لَا يُجِئنَ عَلَى الْجِذَام أَي لَا يَسْتُرْنَ. وَيُقَال: أحيءْ عَلَيْك ثَوْبك. ابْن السّكّيت: امرأَةٌ مُجَيَّأَةٌ، إِذا أُفضِيَتْ، فَإِذا جُومعَتْ أَحْدَثت، وَرجل مُجَيَّأ، إِذا جامعَ سلح. وَقَالَ الفرّاء فِي قَول الله: {فَأَجَآءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ} (مَرْيَم: 23) هُوَ من جِئْتُ، كَمَا تَقول: فجاءَ بهَا الْمَخَاض، فلمَّا أُلقِيَت الباءُ جُعل فِي الْفِعْل ألف، كَمَا تَقول: آتَيْتُكَ زَيْداً، تُرِيدُ أتَيْتُكَ بزيْد. وَمن أَمْثَال الْعَرَب: شَرٌّ مَا أجَاءك فِي مُخَّةِ عُرْقوب، وَمِنْهُم من يَقُول: شَرٌّ مَا ألجَأَك. وَالْمعْنَى وَاحِد. وَتَمِيم تَقول: شَرٌّ مَا أشاءَك، وَأنْشد غَيره: وشَدَدْنَا شَدَّةً صادقَة فأجاءَتْكم إِلَى سَفْحِ الْجَبَل وَقَالَ زُهَيْر: وجارٍ سارَ مُعْتمداً إِلَيْنَا أجاءَتْهُ المخافةُ والرّجاءُ أَي ألجأتْه معنى قَوْله: إِلَى مُخَّةِ عُرقوب، أَن العرقوبَ لَا مُخَّ فِيهِ، فَلَا يحتاجُ إِلَيْهِ إِلَّا من لَا يقدر على شَيْء. قَالَ أَبُو عبيد: ويُضرَبُ هَذَا لكلِّ مُضْطَر إِلَى مَا لَا خير فِيهِ وَلَا يَسُدُّ مَسَدّاً. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: جَايأَني الرجلُ من قُرْب، أَي قابلني، ومَرّ بِي مُجَايأَةً أَي مُقَابَلة. قلت: هُوَ من جِئْتُهُ مَجيئاً ومَجِيئةً، فأَنَا جاءٍ وجِيءَ بِهِ يُجاء بِهِ، فَهُوَ مَجِيءٌ بِهِ. أجأ: قَالَ اللَّيْث: أَجَأٌ وسَلْمَى جَبَلا طيِّء، وَإِذا نُسب إِلَى أجأ قلت: هَؤُلَاءِ أَجِئيُّون بِوَزْن أجَعِيُّون. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: أَجَأَ، إِذا قَرَّ. جأي: قَالَ اللَّيْث: جِئاوَة اسمُ حَيَ من قيس، قد دَرَجُوا وَلَا يُعْرفون. جيأ: والجَيْأة: مُجْتمَعُ ماءٍ فِي هَبْطةٍ حَوالي الْحُصُون. أَبُو عُبيد، عَن الكسائيّ، وَأبي عُبَيدة، والأمويّ: الجَيْأة الموضعُ الَّذِي يجْتَمع فِيهِ المَاء. شمر، عَن أبي زيد: الجَيْأَةُ الحُفْرَةُ الْعَظِيمَة، يجْتَمع فِيهَا مَاء الْمَطَر، ويَشْرَعُ

الناسُ فِيهِ حُشُوشَهُم. قَالَ الْكُمَيْت: ضفادعُ جَيْأَةٍ حَسِبَتْ أَضَاةً مُنَضِّبَةً ستَمْنَعُهَا وطيناً وَقَالَ الفرّاء: جَاءَ فلانُ جَيْأَةً. قَالَ: وَأما الجِيَّةُ بِغَيْر همز، فَهُوَ الَّذِي يَسيل إِلَيْهِ الْمِيَاه. وَقَالَ الهُذَليّ: من فَوْقه شَعَفٌ قُرٌّ وأسْفَلُه جِيءٌّ تَنَطَّقَ بالظَّيَّانِ والعُتُمِ وَقَالَ شمر: يُقَال لَهُ جِيَّةٌ وجَيأَةٌ، وكلٌّ من كَلَام الْعَرَب. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) يُقَال: قِيّةٌ من مَاء، وجِيّةٌ من مَاء، أَي ماءٌ ناقعٌ خَبيث، إمَّا مِلْحٌ، وَإِمَّا مَخْلوط بِبَول. وَقَالَ اللَّيْث: الجائية مَا اجتمعَ فِي الخُراجِ من المِدَّة والقَيْح، يُقَال: جاءَتْ جائيَةُ الجِرَاح. وَفِي حَدِيث: يَأْجوجَ ومأجُوج (فَتَجْوَى مِنْهُم الأَرْض) قَالَ أَبُو عُبيد: أيّ تُنْتِنُ، وَأنْشد: ثمّ كانَ المِزَاجُ مَاء سحابٍ لَا جَوٍ آجِنٌ وَلَا مطرُوقُ قَالَ: والجَوِي المُنْتِن، والأجِنُ دونَه فِي التَّغيُّر. أجج: ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: أَجَّ فِي سيره، يَؤُجُّ أَجّاً، إِذا أسْرع وهَرْوَل، وَأنْشد: يؤُجُّ كَمَا أجَّ الظَّليمُ المُنَفَّرُ وَقَالَ اللَّيْث: أجَّت النارُ تَؤُجُّ أَجيجاً، وأجَّجْتها تأجِيجاً، وائتجَّ الحَرُّ ائتجاجاً. والأُجَاجُ: شِدَّةُ الحَرّ. قَالَ رؤبة: وحَرَّقَ الحَرُّ أجاجاً شاعلاً قَالَ: والأُجاجُ الماءُ المُرَّ المِلْح، قَالَ الله تَعَالَى: {وَهَاذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ} (الْفرْقَان: 53) وَهُوَ الشديدُ الملوحة والمرارةَ، مثل مَاء الْبَحْر. وَيُقَال: جَاءَت أجَّةُ الصَّيف. أَبُو عُبيد: الائتجاج: شدّة الحَرّ. قَالَ ذُو الرمة: بِأجةٍ نَشَّ عَنْهَا الماءُ والرُّطَبُ يَأْجُوج: قَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي (يَأْجُوج، وَمَأْجُوج) : هما قبيلان من خَلق الله، جَاءَت القراءةُ فيهمَا بهمزٍ وَبِغير همز. قَالَ: وَجَاء فِي الحَدِيث: (أنَّ الخلقْ من النَّاس عشرَة أَجزَاء، تِسْعة مِنْهَا يأجُوج ومأجُوج) قَالَ: وهما اسمان أعْجَميان واشتقاق مثلهمَا من كَلَام الْعَرَب يخرج من أَجَّتِ النَّار، وَمن الماءِ الأُجاج، وَهُوَ الشّديد الملوحة والمرارة، مثل مَاء الْبَحْر، المُحْرِق من مُلوحته، وَيكون التَّقْدِير فِي يَأْجُوج يَفْعُول، وَفِي مأجوج

مفعول. قَالَ: وَيجوز أَن يكون يَأْجوج فاعُولاً، وَكَذَلِكَ مأجوج. قَالَ: وَهَذَا لَو كَانَ الاسمان عَرَبِيَّين لَكَانَ هَذَا اشتقاقُهما، فَأَما الأعجميَّة فَلَا تُشْتَقُّ من الْعَرَبيَّة. عَمْرو عَن أَبِيه: أَجَّجَ، إِذا حمل على العدوّ، وجَأَجَ، إِذا وقف جُنْباً. ويج: قَالَ اللَّيْث: الوَيْجُ خَشبةُ الفَدَّان بلُغةِ عُمَان. وجأ: فِي الحَدِيث الْمَرْفُوع: (من اسْتَطَاعَ مِنْكُم الباءَة فَليَتَزَوَّج، ومنْ لم يستطِعْ فَعَلَيهِ بالصَّوْم فَإِنَّهُ لَهُ وِجاء) . وَقَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ أَبُو زيد يُقَال للفحل إذَا رُضَّت أُنثيَاه: قد وُجِيءَ وِجاءً مَمْدُود، فَهُوَ مَوجوءٌ، وَقد وَجَأتُه، فَأَرَادَ أنَّه يَقْطَعُ النِّكاح لأنَّ المَوْجوءَ لَا يَضْرِب. وَقَالَ اللَّيْث: الوَجْءُ بِالْيَدِ، والسِّكين. يُقَال: أَجَأتُه أَجَؤُهُ وَجْأْ مَقْصُور. وجا: وَأما الوَجا فَهُوَ شدَّة الحَفَا. يُقَال: وَجِيَت الدّابةُ تَوْجَى، وَجاً، مَقْصُور، وإنّهُ لَيَتَوَجَّى فِي مِشْيته، وَهُوَ وَجٍ. وَقَالَ ابْن السكِّيت: أَنْ يشتكِي البعيرُ باطنَ خفِّه، والفرسُ بَاطِن حافرِه. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبيدة: الوَجَا: قبل الحَفا، والحفا قبل النَّقَب. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الوَجِئَة البقَرة. ابْن نَجدة، عَن أبي زيد: الوَجِيءُ: الخَصِيّ. سَلَمةُ عَن الفرّاء: يُقَال وَجَأْتَه وَوَجَيْتُه وِجاءً. قَالَ: والوِجاءُ فِي غيرِ هَذَا وِعاءٌ يُعمَلُ من جران الْإِبِل، تَجعلُ فِيهِ المرأةُ غِسْلَتَها، وقُماشَها، وَجمعه أَوجيَة. عَمْرو عَن أَبِيه: جاءَ فلانٌ مْوجًى، أَي مرْدُوداً عَن حاجَته وَقد أوْجَيْتُه. وَقَالَ اللَّيْث: الإيجاءُ أنْ تَزْجرَ الرجلَ عَن الْأَمر، تَقول: أوْجَيتُه فَرَجع. قَالَ: والإيجاءُ إِن يَسأَلَ فَلَا يُعْطِي السائِلَ شَيئاً. وَقَالَ رَبيعةُ بنُ مَقروم: أَوْجَيْتُه عَنِّي فأَبْصَر قَصْدَه وكَوَيتُهُ فَوقَ النَّواظِر مِنْ عَلِ وَقَالَ: فإنْ تَكُ لَا تَصيدُ الْيَوْم شَيْئا فآب قميصُها أوجى وخابا أَبُو عُبيد، عَن الكسائيّ: أوْجيتُه أعطيتُه. قَالَ شمِر: لَا أعْرِفه بِهَذَا الْمَعْنى، وأوْجيتُه: رَدَدتُه. وَقَالَ غَيره: حَفَر فَأَوْجَى، إِذا انتَهى إِلَى صَلابَة وَلم يُنْبِط. قَالَ: وأوْجى الصَّائِدُ إذَا أخْفَقَ وَلم يَصِدْ، وأوْجأَتِ الكَرِبَّةُ

وأوْجتْ، إِذا لم يَكُن فِيهَا مَاء، وَكَذَلِكَ الصَّائد. وأتينَاه فَوَجيْناه، أَي وَجَدْناه وَجِيئاً لَا خَيرَ عِنْده. وَيُقَال: أوْجَتْ نَفسه عَن كَذَا، أَي أضْرَبت وانتزعتْ، فَهِيَ مُوجِيَة، وأوْجَيْتُ عَنْكُم ظُلْمَ فُلان، أَي دَفَعتُه. وَأنْشد: كأَنَّ أبي أوْصَى بِكم أَن أضُمَّكم إليَّ وأَوجِي عَنْكُمُ كلَّ ظَالِم ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: أوْجَى، إِذا صَرَفَ صَدِيقَه بِغَيْر قَضاءٍ حاجتِه، وأوْجَى أَيْضا باعَ الأوْجِيَة، وَاحِدهَا وِجاء، وَهِي العُكُومُ الصِّغار، وَاحِدهَا عِكْم. وَأنْشد: كَفَّاكَ غَيثَانِ عَليهم جُودَانْ تُوجَى الأكُفُّ وهما يَزيدان قَالَ: تُوجِي تَنقطع. وَيُقَال: ماءٌ يُوجِي، أَي يَنقطع. وَيُقَال: رَمى الصَّيَد فَأَوْجَى، وسَأَلَ حَاجَةً فَأَوْجَى، أَي أخْفَق. ابْن السّكيت: الوَجِيَئةُ، التَّمْر، يُدَقُّ حَتَّى يَخْرُجَ نَواه، ثمَّ يُبَلُّ بلَبَنٍ أَو سَمْن حَتَّى يَتَّدِنَ، أَي يَبْتَلَّ ويَلزمَ بعضُه بَعْضًا فيؤكل. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الوَجِيئَةُ التَّمْر، يُوجَأُ ثمَّ يؤكلُ باللَّبن. وجج: رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إنّ آخِر وطأةٍ لله بِوَجّ) . وَجّ، هُوَ الطَّائِف. وَأَرَادَ بالوطْأَةِ الغَزَاةَ هَا هُنَا، وَكَانَت غَزْوَة الطَّائف آخر غزواتِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم واسمُها وَجّ. وَقَالَ اللَّيْث: الوَجُّ عِيدانٌ يُتَدَاوَى بهَا. قلت: مَا أراهُ عَرَبيا مَحْضاً. وروى أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: الْوَجُّ السُّرْعة والوُجُجُ: النعام السريعة الْعَدو. وَقَالَ طرفَة: ورِثَتْ فِي قيسَ مَلْقَى نُمْرُقٍ ومَشَتْ بَين الحشايا مَشْيَ وَجْ قيل: الوَجُّ السرعة، وَقيل: الوَجُّ: القُطَا. جأجأ: عَمْرو، عَن أَبِيه، قَالَ: الجَأجأُ الْهَزِيمَة، قَالَ: وتجأجأتُ عَنهُ، أَي هِبتُه، فلَان لَا يتجأجأُ عَن فلَان؛ أَي هُوَ جَرِيء عَلَيْهِ. أَبُو عبيدٍ، عَن الأمويّ: جأجأتُ بِالْإِبِلِ، إِذا دَعَوْتها إِلَى الشُّرب، وهَأهأتُ بهَا للعَلَفِ، وَالِاسْم مِنْهُ الجِيءُ والهِيءُ. وَقَالَ مُعَاذ الهرّاء: وَمَا كَانَ عَلَى الجِيءُ وَلَا الهِيءِ امْتِداحِيكا وَقَالَ: ذكّرها الوِرْدَ بقولِ جِيجا فأقبلتْ أعناقُها الفَرُّوجا يَعْنِي فروج الْحَوْض. اللَّيْث، تجأجأتُ أَي كَفَفْتُ وانتهيت،

وَأنْشد: سَأنزِعُ منكَ عِرْسَ أَبِيك إِنِّي رأيتُكَ لَا تَجَأجأُ عَن حِمَاها جي: اسْم مَدِينَة أصْبَهان، وَكَانَ ذُو الرمة وَرَدَها، فَقَالَ: نَظَرتُ ورائي نَظرَةَ الشَّوق بَعْدَمَا بَدَا الجَوُّ من جَيَ لنا والدَّسَاكِرُ قَالَ: جؤجؤ: عظامُ صَدْرِ الطَّائِر، والجُؤْجُؤْ: صَدْرُ السَّفينة، والجميع الجآجِيء. وَقَالَ أَبُو زيد يُقَال: جايأتُ، إِذا وَافَقَتَ مَجِيئه، وَيُقَال لَو قدْ جاوزْتَ هَذَا المكانَ لجايأتَ الْغَيْثَ مُجَايأةً وجِيَاءً، أَي وَافَقْتَه. وَقَالَ الأصمعِيّ: يَأجِجُ مهموزٌ، مكانٌ من مَكَّةَ على ثَمَانِيَة أمْيال، وَكَانَ من مَنَازل عبد الله بن الزبير، فَلَمَّا قَتَلَه الْحجَّاج أنزَله الْمُجَذَّمين، فَفِيهَا المجذَّمُون قد رأيْتُهُم وإيَّاها، أرادَ الشَّماخ بقوله: كأَنِّي كَسَوْتُ الرَّحْلَ أحقَبَ قَارحاً من اللآءَ مَا بَين الجنابِ فَيَأحِجِ جاج: ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الجاجةُ: جمعهَا جاج، وَهِي خَرَزَةٌ لَا تُساوِي فَلْساً، وَقَالَ غَيره: يُقَال: مَا رَأَيْتُ عَلَيْهَا جاجةٌ وَلَا عَاجةُ، وَأنْشد: فجاءَتْ كخَاصِي العَيْرِ لم تَحْلَ عاجةً وَلَا جَاجةٌ فِيهَا تَلُوحُ على وَشمِ وَقَالَ أَبُو زَيْد: الجَاجةُ الخَرزَةُ الَّتِي لَا قيمَةَ لهَا ياجِ وأَياجِج من زجر الْإِبِل. قَالَ الراجز: فَرَّجَ عَنهُ حَلَقَ الرَّتَايجِ تَكَفْكُفُ الرَّسايِمِ الأوَاجِجِ وَقيل: ياجٍ، وأيا جِجِ عاتٍ عَن الزَّجْرِ، وَقيل: جاهِجِ

باب الجيم والشين

أَبْوَاب الرباعي من حرف الْجِيم (بَاب الْجِيم والشين) ج ش شرجب: قَالَ اللَّيْث: الشَّرْجَبُ نَعْتُ الفَرس الجَوَاد الْكَرِيم، وَمن الرِّجال: الطَّويل. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: الشَّرْجَبُ الطَّوِيل. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: الشُّرّجُبَانَةُ شَجرةٌ مُشْعانَّة طَوِيلة يَتَحلَّبُ مِنْهَا كالسُّمّ، وَلها أَغْصان. جرشم: قَالَ اللَّيْث: جَرْشَمَ الرُّجل، إِذا كَانَ مَهْزولاً أَو مَرِيضاً ثمَّ اندمَلَ، وَبَعْضهمْ يَقُول: جَرْشَبَ. جرشب: ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الجُرْشُبُ الْقصير السَّمين، قَالَ: والخُرْشُب بالخاءَ الطَّويل السَّمين. وَقَالَ ابْن شُميل: جَرْشَبت المرأةُ إِذا وَلَّتْ وهَرِمَتْ، وامْرأةٌ جَرْشَبِيَّة. شمرجة: قَالَ اللَّيْث: الشَّمْرَجةُ حُسْنُ قيام الحاضِنَةِ على الصَّبيّ، وَاسم الصَبيّ مُشَمْرَج من ذَلِك اشْتُقّ. أَبُو عُبيد عَن أبي زيد، قَالَ: إِذا خَاطَ الْخَيّاط الثوبَ خِياطة مُتباعِدةً، قَالَ: شَمَجتُه أَشْمُجُه شَمْجاً، وشَمْرَجْتُهُ شمرجَةً قَالَ، وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الشُّمْرُج الرَّقِيق من الثِّيابِ وَغَيرهَا. ابْن مُقبل: غَداة الشَّمال الشُّمْرُجُ الْمتنَصَّحُ يَعْنِي الْمخِيط. فنجش: قَالَ ابْن دُريد: فَنْجَشٌ: واسِع، وَفَجشْتُ الشيءَ فَجْشاً، إِذا وَسَّعْتَه، وأَحْسِبُ اشْتقاق فَنْجَش مِنْه. (بَاب الْجِيم وَالضَّاد) ج ض جرضم: قَالَ اللَّيْث: الجُراضم الأَكُولُ الْوَاسِع البَطْن؛ وَمثله الجِرْضِم، وَهُوَ الأكول جِدَّاذَا جِسْمٍ كَانَ أَو نحيفاً. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: الجُرَاصِيَة الرَّجُل العظيمُ بالصَّاد وَأنْشد: مِثْلُ الهجِينِ الأحْمَرِ الجُرَاصِيَهْ وَقَالَ الفرزدق فِي الجُراضِم: فَلَمَّا تَصَافَنَّا الإداوَةَ أَجْهَشَت إليَّ غُصونُ العَنْبَريِّ الجُراضِم جرمض: وَقَالَ ابْن دُريد: رجُل جُرَامِضٌ وجُرَافِضٌ، وَهُوَ الثّقيل الوخِمُ.

باب الجيم والصا

ضربج: أَخْبرنِي المنذريّ، عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه أنْشدهُ: قَدْ كُنْتُ أَحْجُو أَبا عَمْرٍ وأَخَاثِقَةٍ حَتَّى أَلمتْ بنَا يَوْماً مُلِمَّاتُ فَقلت والمرءُ تُخطِيهِ مَنِيَّتُه أَدْنَى عَطيَّاتِه إيَّايَ مئْيَاتُ فَكانَ مَا جَادَ لي، لَا جَادَ من سَعَةٍ دراهِم زَائِفات ضَرْ بَجِيَّاتُ حجوته سَخِيّاً: أَي ظننته. قَالَ ابْن الأعرابيّ: دِرْهَم ضَرْبَجيُّ، أَي زَائِف، وَإِن شِئتَ. قلت: زَيْفٌ قَسِيّ، والقِسيّ: الَّذِي صَلُبَ قصبه من طول الخَبْء. قَالَ: ومئيات بِوَزْن مِعْيَات، الأَصْل فِي مِئَات، مِئْيَة بِوَزْن مِعْيَة، وَقَوله: كنت أحجو أَبا عَمْرو، أَي أَظُنُّه، وَقَوله: (لاَ جَادَ من سَعَةٍ) : دُعَاءٌ عَلَيْه. (بَاب الْجِيم والصا) ج ص صملج: عَمْرو: عَن أَبِيه: الصَّمَلَّجُ الصُّلب من الخَيل وغيْرها. جلبص: قَالَ ابْن السّكّيت: قَالَ أَبُو عَمْرو الجَلبَصَةُ الفِرَار، الصَّوَاب: الخَلْبَصَة بِالْخَاءِ وَأنْشد: لمَّا رَآني بالبَرَازِ حَصْحَصَا فِي الأرْض مِنِّي هَرَباً وخَلْبَصَا (بَاب الْجِيم وَالسِّين) ج س جسرب: قَالَ اللَّيْث: الجَسْربُ: الطَّويل. وروى، أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ فِي الجَسْرَبِ مثله. جرفس: وَقَالَ اللَّيْث: الجَرَافِسُ والجِرْفَاسُ من الرِّجَال: الضَّخْم الشَّديد. أَبُو عُبيد، عَن الكسائيّ: جَمَلُ جِرْفَاسٌ، وجُرَافِسٌ: عَظِيم. وَقَالَ غَيره: الجَرْفَسَةُ شِدَّةُ الْوَثَاق، وجرْفَاس من أسْماء الأسَد، وجَرْفَسه جَرْفَسَةً، إِذا صَرَعه. وأَنشد ابْن الْأَعرَابِي: كأَنّ كَبشاً سَاجِسيّاً أرْبَسَا بَيْنَ صَبِيَّي لَحِيهِ مُجَرْفَسَا وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: جعل خبر كَأَنَّ فِي الظَّرف. جرسم: جُرسُم: مَاله سقَاهُ الله الجرسمَ، قَالَ: والجرسمُ والحُمَةُ وَاحِد. نرجس: والنَّرْجسُ: مَعْرُوف، وَهُوَ دَخِيل مُعرب. ونِرْجِسٌ أَحْسن إذَا أُعْرِب. سمرج: وَقَالَ اللَّيْث: السَّمَرَّجُ يَوْم جَبَابَة الْخَراج. قَالَ العجاج: عَكْفَ النّبيط يَلْعَبُونَ الفَنزَجا يَوْم خَراجٍ يُخرِجُ السمَرَّجا

قَالَ ابنُ السِّكّيت: أصْلُه بالفارِسيّة: سَهْ مَرَّة، وَهُوَ استِخراجُ الخَراج فِي ثلاثِ مَرات. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: السَّمَرَّج يومٌ يُنتَقدُ فِيهِ دَرَاهِمُ الْخَراج. يُقَال: سَمْرِجْ لَهُ، أَي أعْطِه. سجلط: قَالَ اللَّيْث: السِّجِلاّطُ اليَاسِمين. عَمْرو عَن أَبِيه: يُقَال للكساء الكُحَلِيِّ سِجِلاّطِيّ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: خَزٌّ سِجلاَّطِيٌّ إِذا كَانَ كُحْلِيّاً. وَقَالَ الْفراء: السِّجِلاّط شَيْءٌ من صُوفٍ تُلقيه المرأةُ على هَوْدَجها. وَقَالَ غَيره: هِيَ ثيابٌ كتانٌ مَوشيَّةٌ، كأنّ وَشْيَها خَاتَم وَهِي زَعموا بالرُّومِيّة. وَقَالَ حُمَيد بن ثَور: تَخَيَّرْنَ إمَّا أُرْجُوَاناً مُهَذَّباً وَإِمَّا سِجِلاَّطَ العِراقِ المُخَتَّمَا سفنج: قَالَ اللَّيْث: السَّفَنَّجُ الظَّليمُ الذّكر. وَقَالَ أَبُو عُبيد مِثله. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: سُمِّي سَفَنّجاً لسرعته. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبيدة: السَّفَنَّجُ من أَسمَاء الظَّليم فِي سُرْعته وَنَحْو ذَلِك. قَالَ ابنُ الأعرابيّ مثله: جَاءَتْ بِهِ من اسْتِهَا سَفَنَّجا سودَاءُ لم تَخْطُط لَهُ نِينَيْلَجَا أَي وَلدَتْهُ أَسْوَد. وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ طائِر كثيرُ الاسْتِنان، وَيُقَال: سَفْنَجَ أَي أَسْرَع. قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: سَفْنَجَ فلانٌ لفُلَان النّقْدَ أَي عَجَّله، والسَّفَنَّجُ: السَّرِيع. وَأنْشد: إِذا أخذتَ النَّهْبَ فالنَّجا النجا إِنِّي أخافُ طَالبا سَفَنَّجا وَقَالَ آخر: يَا شيخُ لَا بُدَّ لنا أَن نَحْجُجا قد حَجَّ فِي ذَا العامِ مَنْ تَحَوّجا فابْتَعْ لنا جِمَال صِدْقٍ فالنَّجا وعَجِّلِ النّقْدَ لَهُ وسَفْنِجَا لَا تُعْطِه زَيْفاً وَلَا تُبَهْرِجا قَالَ: عجِّل النّقد لَهُ، وَقَالَ: سَفْنِجاً أيْ وَجِّهْ وأَسْرِعْ لَهُ من السَّفَنَّج السَّرِيع. سملج: عَمْرو عَن أَبِيه: السَّمَلَّجُ اللّبَنُ الحُلو. أَبُو عُبَيد، عَن الْفراء: يُقَال: لِلَّبَن إِنَّه لَسَمْهَجُ سَمْلَجٌ إِذا كَانَ حُلواً دسماً. وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ اللَّبَن السُّمَالج. وَقَالَ بَعضهم: هُوَ الطَّيِّب الطّعم، وَقيل: الَّذِي لم يُطْعِم. وسِمِلاَّجٌ: عيدٌ من أَعْيادِ النّصَارى. سلج: شمِر: السُّلَّجُ: نبت من الحَمْض.

باب الجيم والزاي

سلجن: قَالَ: والسِّلَّجْنُ ضرب من الْأَطْعِمَة، وَأنْشد: يَأْكُل سِلْجناً بهَا وسُلَّجَا وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: السِّلَّجْنُ الكعك. سلجم: ثَعْلَب عَن ابْن الأعْرابيّ: السَّلْجَمُ: الطَّويلُ من الرِّجال، والسَّلْجَمُ: الطويلُ من النِّصَال. قَالَ: والمأكول يُقَال لَهُ سَلْجَمٌ أَيْضا، وَلَا يُقَال شَلْجَمٌ وَلَا ثَلْجَم. وَقَالَ غَيره: يُقَال للنِّصَالِ المُحَدَّدَة: سَلاَجِمُ وسَلاَمِج. وَقَالَ الراجِز: يَعْدُو بِكَلْبَيْنِ وقَوْسٍ فَارِج وقَرَنٍ وصِيغَةٍ سَلاَمِج قَالَ الْهُذلِيّ: وبيضٌ كالسّلاجم مُرْهَفاتٌ أَرَادَ: بيض سلاجم، وَالْكَاف زَائِدَة، والسَّلاجم: الطوَال. سبرج: ابْن دُرَيْد: سَبْرَج فلانُ عليّ الأمْرَ، إِذا عَمّاه. برجس: وَقَالَ شَمِر: البِرْجاسُ شِبْهُ الأَمَرَة تُنْصَبُ من الْحِجَارَة. وَقَالَ ابْن الْفرج فِي بَاب الْمِيم وَالْبَاء المِرْجاس. مرجاس: حجرٌ يُرْمَى بِهِ فِي البِئْر ليُطَيِّبَ ماءَها، ويَفْتَحَ عُيونَها، وَأنْشد: إِذَا رَأَوْا كَرِيهةً يَرْمُونَ بِي رَمْيَكَ بالمِرْجَاس فِي قَعْرِ الطَّوِي قَالَ: ووجَدت هَذَا الشّعْر فِي أَشْعارِ الأَزْدِ (بالبِرْجَاسِ فِي قَعْرِ الطَّوِي) بالْباء. والشِّعرُ لسعد بن المُنْتَحِر البارِقيّ، وَهُوَ جاهليّ، رَواه المُوَرِّجُ لَهُ، وَهُوَ حجرُ يُرْمَى بِهِ فِي البِئر. جرسم وجلسم: ابْن دُرَيْد: جِرْسامٌ وجِلْسام لِلَّذي يُسَمِّيه العامّة بِرْسَاما. سنجل: وسِنْجالُ: قريةُ بأَرْمِينِيةً، ذكره الشماخ فِي شعره، فَقَالَ: ألاَ يَا اصْبَحَاني قبْلَ غَارَةِ سِنْجَالِ ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: سَنْجَلَ، إِذا مَلأ حَوْضَه نشاطاً. وجنفس: قَالَ: وجنْفَسٍ، إِذا اتَّخَمَ. سجان: أَبُو مَالك: وَقَعَ فِي طعامٍ بَسَّجانٍ أيْ. كثير. (بَاب الْجِيم وَالزَّاي) ج ز زنجر: قَالَ اللَّيْث: يُقَال زَنْجَرَ فلانٌ لفُلَان: إِذا قَالَ بِظُفْرِ إبهامه ووضَعَها على ظُفْرِ سَبّابَتِهِ، ثمَّ قرع بَينهمَا فِي قَوْله: وَلَا مِثْلَ هَذَا. وَأنْشد: فمَا جَادَتْ لنا سَلْمَى بِزِنْجِيرٍ وَلَا فُوفَهْ وَقيل: الزِّنجير: قُضبان الكرمِ الرطب.

ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: الزِّنْجِيرَةُ مَا يأْخُذُ طَرَفُ الْإِبْهَام من رَأْسِ السِّنِّ، إِذا قَالَ: مَالك عِنْدِي شَيْءٌ وَلاَ ذِهْ. ابْن نجدة عَن أبي زيد: يُقَال لِلبياضِ الَّذِي على أَظْفَارِ الأحْدَاثِ، الزِّنْجِيرُ والزِّنْجِيرَة والفُوفُ والوَبَشُ. زرجن: وَقَالَ اللَّيْث: الزّرَجون قُضْبانُ الكَرْم بِلُغَةَ أهل الطَّائِف، ولُغة أهل الغَور. وَقَالَ شَمِر: أَصله زَرَكُون، يُقَال ذَلِك لِلْخَمْر، ولِقُضْبان الكَرم وَقد مَرّ تَفْسِيره فِي ثلاثي الْجِيم. زرنج: قَالَ اللَّيْث: زَرَنْج اسمُ كُورَة مَعْرُوفَة. وَقَالَ ابْن الرُّقَيّات: جَلَبوا الخَيْلَ من تهامةَ حتَّى وَرَدَتْ خَيْلُهم قُصُورَ زَرَنْجِ زبرج: وَقَالَ اللَّيْث: الزِّبْرجُ: الذَّهَبُ، والزِّبْرِجُ أيْضاً زينةُ السِّلاح، والزِّبِرْجُ: الوَشْي، والزِّبرجُ: السَّحابُ النَّمِرُ بسَوادٍ وحُمْرَةٍ فِي وَجْهِهِ. وَقَالَ العجاج: سَفْرَ الشَّمالِ الزِّبرِجَ المُزَبْرَجَا أَبُو عُبيد، عَن الفَرّاء: الزِّبْرِجُ والزَّعْبَجُ: السَّحاب الرّقيق. قلت: وَهَذَا هُوَ الصَّواب. والسحاب النّمِرُ المُخيِّلُ لِلْمَطر، والزِّبْرِجُ من السَّحاب: الرَّقيقُ الَّذِي لَا ماءَ فِيهِ، وزِبرِجُ الدُّنيا: زينتُها، وَهِي الزّبَارِيجْ. زمجر: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الزَّمَاجِيرُ زَمّاراتُ الرُّعْيان. ورُوِي عَن عَمرو، عَن أَبِيه: الزَّمْخَرة بالْخَاء: الزّمّارة، والزّمجَر: السَّهم الدّقيق النّاقِر. وروى أَبُو عُبيدٍ، عَن أبي عُبيدة، أنّه قَالَ: الزَّمْجَرَةُ الصّوتِ مِن الْجَوْف، والزَّمْخَرَة: الزّمّارة. قلت: وَالصَّوَاب الأوّل. جرمز: أَبُو عُبيد، عَن أبي عَمْرو: الجُرْموز الْحَوْضُ الصّغير، وَقَالَ ذُو الرمة: ونَشَّتْ جَرَامِيزُ اللِّوَى والمَصانَعُ أَبُو زَيد: رَمَى فلانٌ الأرضَ بجَرامِيْزِه وأَوْرَاقِه، إِذا رَمَى بنفْسه، وَيُقَال: جَمَع فلانٌ لفُلَان جَراميزَه إِذا استعَدّ لَهُ، وعَزَمَ عَلَى قَصْدِه. وَقَالَ اللَّيْث: الجُرْمُوزُ حَوْضٌ مُتَّخَذٌ فِي قاع أَو رَوْضة، مُرتفِعُ الأعْضَاد، فيَسِيلُ فِيهِ المَاء، ثمَّ يفَرَّغُ بعد ذَلِك. قَالَ والجَرْمَزَةُ: الانقِبَاضُ عَن الشِّيء، قَالَ: وَيُقَال: ضَمّ فلانٌ إِلَيْهِ جَراميزَه، إِذا رَفَعَ مَا انتشَرَ من ثِيابِه، ثمَّ مَضَى، وَإِذا قلت: الثَّوْرُ ضَمّ جَراميزَه، فَهِيَ قَوائَمه، وَالْفِعْل مِنْهُ: اجْرَمّزَ، إذَا انقَبض فِي الكِناس: وأَنشدَ: مُجْرَمِّزاً كَضَجْعَةِ الْمَأْسُورِ أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: الْمُجْرَنْمِز والمُجْرَنْجِمُ: المُجْتَمِع.

قلت: وَإِذا أدْغَمْتَ النُّون فِي الْمِيم قلت: مُجْرَمِّز. أَبُو عُبيد: قَالَ الأمويّ: تَجَرْمَزَ اللَّيْلُ تَجَرْمُزاً، إِذا ذهب. قَالَ النّضر: قَالَ المُنْتَجِعُ يُعجبُهم كلُّ عامٍ مُجْرَمِّزِ الأول، أَي لَيْسَ فِي أَوله مَطَر. أَبُو دَاوُد عَنهُ. قَالَ: وَقَالَ الكسائيّ: أخَذ الشيءَ بحذافيرِه وجَراميزِه، وجَذامِيرِه، إِذا أخَذَه كُلَّه. سَلَمة عَن الْفراء قَالَ: خُذْه بِجَذَامِيره، وجُذْمُورِه، وجِذْمَارِه، وَأنْشد: لعلَّكَ إنْ أَدْرَرْتَ مِنْهَا خَلِيَّةً بِجُذْمُورِ مَا أبقَى لكَ السَّيفُ تَغْضَبُ أَبُو عُبيد عَن الأمويّ: الزِّنجيلُ: الضّعيف بالنُّون. وَقَالَ شَمِر عَن ابْن الأعرابيّ: زِنجيل بالنُّون أَيْضا. وَقَالَ أَبُو عُبيد عَن الفَرّاء: الزِّئْجِيلُ مَهْمُوز وَهُوَ الزُّؤَاجِلُ. وَإِذا قَطَعْتَ سَعَفَة فبقِيَت مِنْهَا قطعةٌ فِي أصلِ السّعَفةِ؛ فَهُوَ جِذْمارٌ وجِذْمورٌ. قَالَه الأخفَشُ، رَوَاهُ شَمِر عَنهُ، وَمَا بَقِي من يَدٍ الأقطَعِ عِنْد رأْسِ الزَّنْدَيْنِ جُذْمور. يُقَال: ضَرَبه بِجُذْمُوره، كَمَا يُقَال ضَرَبه بقَطَعَتِه. وَقَالَ الشَّاعِر: بَنَانَتَانِ وَحُذْمُورٌ أَقِيمُ بِهِ صَدْرَ القناةِ إِذا مَا صارِخٌ فَزِعَا الصّارِخُ: المستغيث، فزِعَ: اسْتَغَاثَ. جربذ: قَالَ أَبُو عُبيدة: الجَرْبَذَةُ مِن سَير الخَيل، وفَرَسٌ مُجَربِذ، وَهُوَ القريبُ القَدْر فِي تَنْكيس الرّأْس، وشَدّةُ الاخْتِلاَطِ مَعَ بُطْءِ إحَارَةِ يَدَيهِ ورِجْلَيْهِ. قَالَ: وَقد يكونُ المُجَرْبِذُ أَيْضا فِي قُرْب السُّنْبُكِ من الأَرْض وارتفاعِه. وأنشدَ: كُنتَ تَجرِي بالْبُهْرِ خِلْواً فلمَّا كلَّفَتْكَ الجِيَادُ جَرْيَ الجِيادِ جَرْبَذَتْ دونَها يَداكَ وأزري بكَ لُؤمُ الآباءِ والأجدادِ وَقَالَ ابْن دُرَيْد: جرْبَذَت الفَرسُ جَرْبَذَةً وجِرْباذاً، وَهُوَ عَدْوٌ ثقيل. وفرَسٌ مُجَرْبِذٌ، إِذا كَانَ كَذَلِك. ابْن الأنباريّ: البَرُوكُ من النِّسَاءِ الَّتِي تَتَزَوّجُ زَوْجاً وَلها ابنٌ مُدرِكٌ من زَوجٍ آخَر. وَيُقَال لابنها الْجَرَنْبَذ. قلت: وَهُوَ مَأخُوذٌ من الْجَرَبَذَة. جلفز: قَالَ اللَّيْث: نابٌ جَلْفَزِيز هَرِمَةٌ حمول عَمولُ وَيُقَال: داهِيَةٌ جلْفَزِيزُ. وَقَالَ: إنِّي أرَى سَوداءَ جَلْفَزِيزَا وَيُقَال: جعلهَا اللَّهُ الْجَلفَزيزَ، إِذا صَرَمَ أمره وقطعه.

باب الجيم والطاء

وَأنْشد ابْن السكّيت لبَعض الشُّعَراء: السِّنُّ من جلفَزِيزٍ عَوْزَمٍ خَلَقٍ والحِلْمُ حِلمُ صَبيَ يَحرُثُ الْوَدَعَة يصف امْرَأَة أسَنَّتْ وَهِي مَعَ سِنِّها ضعيفَةُ العقْل. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: ناقَةٌ جلفَزيزٌ صُلبةٌ غَلِيظة. وَقَالَ اللَّيْث: عجوزٌ جَلفَزيزٌ متَشَنِّجةٌ وَهِي مَعَ ذَلِك عَمُول. جلبز: ابْن دُرَيْد: رَجُلٌ جَلْبَزٌ وجُلابِزٌ: صُلبٌ شَدِيد. فنزج: قَالَ: والفَنْزَجُ الدَّسْتَبَنْد، يَعْنِي بِهِ رقْصَ المَجُوس إِذا أخَذَ بعضُهم يَدَ بَعض، وهم يَرْقُصون، وَأنْشد قَول العجاج: عَكْفَ النَّبيطِ يلْعَبُون الفَنْزَجا وَقَالَ ابْن السّكّيت: الفَنْزَجُ لُعْبَةٌ لَهُم تُسَمَّى بنْجَكان بالفارِسِيَّة، فَعُرِّب. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الفنْزَجُ: لَعِبُ النَّبيط إِذا بَطِروا. وَقَالَ شمر: يُقَال الفنْزَجُ: النَّزَوان، قَالَه الْأَصْمَعِي. قَالَ شمر: ويقالُ الفنزجُ خَراج يؤدِّيه الأنْباط فِي خَمْسَة أَيَّام بنَجْم. قلت: الْخراج يُقَال لَهُ السَّمَرَّجُ لَا الفنْزَجُ. زنجب: عَمْرو، عَن أَبِيه: الزُّنْجَبُ: المِنْطَقَة، وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: الزَّنْجَبان: بِفَتْح الزَّاي المِنْطِقَة. جربز: اللَّيْث: الجُرْبُز: دَخِيل، وَهُوَ الْخِبُّ من الرِّجَال. جمزر: وَيُقَال: جَمْزَرْتَ يَا فلَان، أَي نَكَصْتَ وفَررت. جرمز: وجَرْمَزْتَ: أَي أخْطَأت. جلنز: ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: جمل جَلَنْزِيَ، وبَلْنزِيَ إِذا كَانَ غَليظاً شَدِيدا. زنجل: أَبُو عُبَيْد: الأمويّ، قَالَ: الزِّنْجيلُ الضَّعيفُ من الرّجال. قَالَ: وَقَالَ الْفراء: الزّيجيل بِالْيَاءِ. وَقَالَ أَبُو تُرَاب، قَالَ مُزَاحم: الزِّنجيلُ القَوِيُّ الضَّخم. وروى شَمر بإسنادٍ لَهُ فِي كِتَابه عَن مُحَمَّد ابْن عليّ، قَالَ: كَانَت لعليّ بن حُسين سَبَنْجُونَةٌ من جُلُود الثَّعالب، وَكَانَ إِذا صَلَّى لم يَلْبَسْها. قَالَ شمر: سألْت مُحَمَّد بن بَشّار عَن السَّبَنْجونَة، فَقَالَ: فَرْوةٌ من ثعالب، وسأَلْتُ أَبَا حاتِمٍ عَنْهَا، فَكَانَ يذهبُ إِلَى لون الخُضْرَةِ اسْمَانجُون وَنَحْوه. (بَاب الْجِيم والطاء) ج ط جلفط: قَالَ اللَّيْث: الجِلْفاطُ: الَّذِي يَشُدُّ دُروزَ السُّفُن الجُدُدِ بالخُيُوطِ والخِرَقِ ثمَّ

باب الجيم والدال

يُقَيِّرها يُقَال: جَلْفَطهُ بالجِلْفاطِ، إِذا سَوّاهُ وقَيَّره. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: هُوَ الَّذِي يُجَلْفِطُ السُّفُنَ، فَيُدْخِلُ بَين مسامير الألواح وحُزوزِها مُشاقَةَ الكَتَّان، ويمْسَحُه بالزِّفتِ والقار. طثرج: عَمْرو عَن أَبِيه، قَالَ: الطَّثرج النَّمْل. جلط: ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: جَلمَطَ رَأسه وجَلَطَهُ، إِذا حَلَقَه. (بَاب الْجِيم وَالدَّال) ج د جردب: أَبُو عبيد، عَن الْفراء، جَرْدَبْتُ الطَّعام وَهُوَ أَن يَضَعَ يَده على الشَّيءِ يكونُ بَين يَدَيه الخِوانِ كي لَا يَتَنَاولَهُ غيرُه. وأنشدنا: إِذا مَا كُنتَ فِي قومٍ شَهادَى فَلَا نجْعَلْ شِمالَك جرْدَبانا أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: الجَرْدَبان الَّذِي يَأْكُل بِيَمِينِهِ، ويمْنَعُ بِشمَالِهِ. وَرَوَاهُ بَعضهم: (جُرْدُبانا) . وَقَالَ شمر: يُقَال هُوَ يُجَرْدِمُ فِي الإناءِ أَي يأكُلُه ويُفنِيه. وروى أَبُو تُرَاب، عَن الْفراء: جَردَبَ وجردَمَ بِالْمَعْنَى الَّذِي رَوَاهُ أَبُو عبيد عَنهُ. وأنشده الغَنَوِيّ: فَلاَ تجْعَلْ شِمالَكَ جردَبيلا وَزعم أَن مَعْنَاهُ أَن يَأْخُذ الكِسْرَةَ بِيَدِهِ الْيُسْرَى، ويأكلَ باليمنى فَإِذا فنِيَ مَا بَين يَدي القَوْم أكل مَا فِي يَدِه اليُسْرى. وَيُقَال: رجل جَرْدَبيلٌ، إِذا فعل ذَلِك. أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: جردمْتُ السّتينَ، إِذا جُزْتَها. وجردَمَ مَا فِي الجَفنَةِ، إِذا أَتَى عَلَيْهِ. قَالَ: وزاحم السّتِّين وزاهمَها، إِذا بلغَهَا. برجد: عَمْرو، عَن أَبِيه: البُرْجُد كِساءٌ من صُوفٍ أَحْمَر. أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي: البُرْجُد كِساءٌ ضَخْم فِيهِ خُطوط يَصلُح لِلخباء وَغَيره. جردب: ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الجِردَابُ وسَطُ البَحرِ. بردج: وَأنْشد ابْن السّكيت قَول العجاج: كَمَا رأَيتَ فِي المُلاَءِ البَرْدَجَا قَالَ: البَرْدَجُ السَّبْي، وأصلُه بِالْفَارِسِيَّةِ (بَرْدَة) . يرندج: وَقَالَ أَبُو عبيد: اليَرَنْدَجُ والأَرَنْدَج بِالْفَارِسِيَّةِ رَنْدَه؛ وَهُوَ جِلدٌ أسود، وَبَعْضهمْ يَقُول: إرَنْدَج. وَأنْشد: عَلَيْهِ دَيَابُوذٌ تَسَربلَ تحتَهُ أرَندَجَ إسكافٍ يُخالِطُ عِظْلِما وَقَول ابْن أَحْمَر: لم تَدر مَا نَسْجُ اليَرَنْدَجِ قبلهَا ودراس أعوصَ دارسٍ مُتَجَرِّد

وَقَالَ الأصمعيّ: اليَرندج جلد أسود. قَالَ: وَلم يدر ابنُ أَحْمَر مَا اليَرَندج، ظنّ أَنه يُنسَجُ، وَأَنه من عمل النَّاس. وَقَالَ غَيره: أَرَادَ بقوله: (مَا نسج اليرندج) أَنه حدّثها بحَديثٍ ظَنَّت أَنه حَقٌ. وَلم تكن تعرف الْكَذِب قبل ذَلِك. دردج: وَقَالَ اللَّيْث: الدّردَجةُ إِذا توافقَ اثْنَان بِمَوَدَّتِهما، قِيل: قد دَردَجَا، وَأنْشد: حتّى إِذا مَا طَاوَعَا ودَردَجَا وَقَالَ غَيره: الدَّرْدَجةُ: رِئمانُ النَّاقةِ وَلَدَها، يُقَال: قد دَرْدجَتْ تُدَرْدِجُ، وَأنْشد ابْن الأعرابيّ: وكُلُّهُنَّ رَائمٌ تُدَرْدِجُ وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : دَرْبجت النّاقةُ ودَرْدَجت ودَرْدَبَتْ إِذَا رَئِمَتْ وَلَدها. جلندد: أَبُو عَمْرو: رَجُلٌ جَلَنْدَدٌ، أَي فاجِرٌ يَتَّبِع الفُجور، وَأنْشد: قَامَتْ تُناجي عَامِراً فَأَشْهَدَا وكَانَ قِدْماً نَاخِباً جَلَنْدَدَا فَداسَها لَيْلَتَهُ حَتى اغْتَدى النّاخبُ: النّاكح، وأشْهَدا، أَي أمْذَى. جندل: شمر، قَالَ أَبُو خَيْرَة: الْجَنْدَلُ صَخْرَةٌ مِثلُ رأْس الْإِنْسَان وَجمعه جنادِل. وَقَالَ أَبُو عُبيدة: الجُنَدِل على مِثَال فُعَلِل: الموْضَعُ فِيهِ الْحِجارة. جلمد: شَمِر عَن ابْن شُميل: الجُلمُودِ مِثلُ رَأس الجَدْي، وَدون ذَلِك، شَيْء تَحمِلُه بِيَدِك قَابِضا على عُرْضِه، وَلَا تَلتَقِي عَلَيْهِ كَفُّك وتَلتَقي عَلَيْهِ كَفاكَ جَمِيعًا تَدُقُّ بِه النَّوى، وَغَيره. وَقَالَ الفرزدق: فَجاءَ بِجلْمود لَهُ مثل رَأْسه ليُسقَى عَلَيْهِ المَاء بَين الصَّرائم أَبُو عُبيد عَن الْفراء: الجَلْمَدُ والخِطْرُ، والعَكْنانُ: الإبلُ الْكَثِيرَة الْعَظِيمَة. يُقَال: جُلْمُودٌ وجَلْمَدُ. وَأنْشد: وَسْط رِجامِ الجَنْدل الجُلْمودِ وَقَالَ أَبُو خَيْرة: الجُلْمود الصَّخْرة المستَديرة. وَقَالَ اللَّيْث: رجل جَلْمَدُ وجلمَدَةٌ، وَهُوَ الشَّديد الصُّلب. قَالَ: والجُلمُودُ أَصغَر من الجَنْدَل قَدر مَا يُرْمَى بِهِ بالقُذَّاف. عَمْرو، عَن أَبِيه: الجَلمَدَةُ البَقرة، والجُنادِل: الشَّديد من كلِّ شَيْء، وَأَرْض جنْدَل: ذَات جنادِل. أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ: الجِلْمَدُ أَتَانُ الضَّحْل، وَهِي الصَّخرة الَّتِي تكون فِي المَاء الْقَلِيل، وَهِي السَّهْوَة. دملج: قَالَ اللَّيْث: الدُّمْلُجُ المِعضَدُ من الحُلِيّ. قَالَ: والدَّمْلَجَةُ تَسْويةُ صَنعَةِ الشَّيء كَمَا يُدَملَجُ السِّوار.

أَبُو العبّاس، عَن ابْن الأعرابيّ: الدَّماليجُ الأَرضُون الصِّلاَب. اللحيانيّ: دُمِلجَ جسمُهُ دَمْلَجَةً، أَي طُوِيَ طَيّاً حَتَّى اكْتَنَزَ لحْمُه. أنْشد ابْن الأعرابيّ: والبيضُ فِي أعضَادِها الدَّمالِيج ومُعْطيات مَذَلٍ فِي تعويج جمع الدَّملوج. جندف: وَقَالَ اللَّيْث: الجُنادِفُ الجافِي الجسِيمُ من النَّاس وَالْإِبِل: يُقَال ناقَةٌ جُنَادِفَةٌ وأَمَةٌ جنادِفَةٌ، وَلَا تُوصفُ بِهِ الْحُرَّة. وَقَالَ الأصمعيّ: رَجلٌ جُنَادِفٌ غليظٌ قصير الرقَبَة، وَقَالَ الرَّاعِي: جُنَادِفٌ لاحِقٌ بالرّاس مَنْكِبُه كأَنَّه كَوْدَنٌ يُوشَى بَكُلاَّبِ جُنْدُب: وَقَالَ اللَّيْث: الجُنْدَبُ الذّكر من الجَراد. أَبُو بكر: الجُندَبُ الصَّغِير من الْجَرَاد وَأنْشد: يُغالين فِيهَا الجُزءَ لولاَ هَوَاجرٌ جنادِبُها صَرْعى لَهُنَّ فَصِيصُ أَي صَوت. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: العربُ تَقول وَقع الْقَوْم بأمِّ جُندُب، إذَا ظلمُوا وَقتلُوا غيرَ قَاتل صَاحبهمْ، وَأنْشد: قتلنَا بِهِ القومَ الَّذين اصْطلوا بِهِ جهاراً وَلم نَظلمْ بِهِ أمّ جُندَب وَقَالَ عِكْرِمَة فِي قَول الله تَعَالَى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ} (الْأَعْرَاف: 133) القُملُ: الجنادب، وَهِي الصغارُ من الْجَرَاد، واحدتها: قُمَّلَة. وَقَالَ الْفراء: يجوز أَن يكون واحدُ القُمَّل قامِلاً، مثل رَاكِع ورُكَّع. أَبُو عُبيد، عَن العَدَيَّس الكِنانيّ، قَالَ: الصَّدَى هُوَ الطَّائِر الَّذِي يَصِرُّ باللّيل، ويَقفز ويَطير؛ وَالنَّاس يَرونه الجندَب، وإنَّما هُوَ الصَّدَى. فأمَّا الجُندَب: فَهُوَ أصغَر من الصدى. يكون فِي البَراريّ. وإياه عَنى ذُو الرُّمة: كأَنَّ رجلَيه رجلاَ مُقطِفٍ عَجلٍ إذَا تَجَاوَبَ من بُردَيهِ تَرنِيم قلت: والعربُ تَقول: (صَرَّ الجُندَبُ) يُضْرَبُ مَثَلاً للأَمر يَشْتَد حَتَّى يُقْلِقَ صاحِبَه. وَالْأَصْل فِيهِ أنَّ الجُندَبَ إِمَّا رَمَضَ فِي شِدّة الحرّ لمْ يَقرَّ على الأَرْض وطار، فَتَسْمعُ لرجلَيه صَرِيراً. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: قَطَعتُ إذَا سمعَ السامِعو ن للجُندَب الجَوْنِ فِيهَا صَرِيرا وَيُقَال: وَقع فلَان فِي أم جندَب، إِذا وَقع فِي داهية.

باب الجيم والتاء

دمج: ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ، يُقَال: دَمَجَ عَلَيْهِم، وادرَمَّجَ، ودَمَرَ، وتَعَلَّى عَلَيْهِم، وطَلَع عَلَيْهِم، كلّه بِمَعْنى وَاحِد. (بَاب الْجِيم وَالتَّاء) ج ت فرتج: فِرتاج: موضعٌ فِي بِلَاد طَيِّء. أَبُو عُبيد، عَن أَبي زيد: مِن سِماتِ الْإِبِل الفِرتَاج. وَلم يَحُدَّهُ. تفرج: ابْن الأعرابيّ: التفاريج فُرَجُ الدّرَابزين. قَالَ: والتّفارِيجُ فَتَحات الْأَصَابِع وأَفواتُها. وَهِي وَتَايِرُها، وَاحِدهَا تِفرَاج. جرفت: جِيرَفْت: كُورَةٌ من كُوَرِ فَارس. (بَاب الْجِيم والظاء) ج ظ جلنظى: اللحياني: اجلَنظَى الرجل على جنْبه واستَلقَى على قَفاه. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: المُجلَنظِي: الَّذِي يَستَلقِي على ظَهره ويَرفع رجليْه. وَفِي حَدِيث لُقْمَان بن عَاد: (إِذا اضطجَعتُ لَا أَجلنظِي، وَلَا تملأُ رئتي جَنْبي) . قَالَ أَبُو عبيد: المُجلنظِي المسبَطِرّ فِي اضْطَجاعِه، يَقُول: فَلستُ كَذَلِك، وَمِنْهُم من يَهمز فَيَقُول: اجلنظأْتُ واجلنظيتُ. (بَاب الْجِيم والذال) ج ذ جذمر: ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الجُذمُور بَقيَّةُ كلِّ شَيْء مَقطوع، وَمِنْه جُذمُور الكِباسة. جربذ: الجربَذَةُ ثِقَلُ الدَّابَّة، وَهُوَ المجربِذُ، والمجربذ من الْخَيل الثقيل. شمر: الدَّيدَجان الإبِلُ تَحملُ حمولة التُّجَّار، وَأنْشد: إِذا حَدَوتُ الدَّيدَجانَ الدَّارِجا رَأَيته فِي كلِّ بَهْوٍ دَامِجَا (بَاب الْجِيم والثاء وَالْجِيم وَالرَّاء) ج ث ج ر) ثبجر: أَبُو زيد: اثْبَجَرَّ فِي أمرِه، إِذا لم يَصرِمه وضَعُف. وَقَالَ أَبُو مَالك: اثبَجَرَّ، إِذا رَجَع على ظَهْرِه، وَأنْشد: إِذا اثْبَجَرَّا من سَوَادٍ حَدَجا قَالَ الباهِليّ اثبجرّا، أَي قاما وتَقَبَّضا. جرثم: وَقَالَ اللَّيْث الجرثُومُ: أَصلُ شَجَرَة يَجتمعُ إِلَيْهَا التُّراب. قَالَ: وجُرْثُومة كلِّ شَيْء أَصله ومُجتَمَعه، واجرنثَم القومُ، إِذا اجْتَمعُوا ولَزِموا موضعا. ابْن دُريد: تجَرْثم الرجلُ: سقط من عَلْو

إِلَى سُفْل. وَقَالَ المفضَّل: الجُرْثومة وَهِي الْغَلْصَمَة، وتجَرْثم الشَّيْء، إِذا اجْتمع. ورُوي عَن بَعضهم أَنه قَالَ: أسدُ جُرْثومةُ الْعَرَب، فَمن أضلّ نسبه فلْيأتهم. جنثر: عَمْرو، عَن أَبِيه، الجُنْثُر الجملُ الضخم. وَقَالَ اللَّيْث: هِيَ الجناثِرِ، وَأنْشد: كُومٌ إِذا مَا فَصَلَتْ جَنَاثِرُ ثنجر أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: الثِّنْجَارَةُ والثِّيجَارة: الحُفرة الَّتِي يحفرها ماءُ المِرْزاب. جثأل: اللحيانيّ: اجْثَأَلَّ الطَّائِر، إِذا انْتَفَشَ للندى وَالْبرد، واجثأَلَّ للشر، إِذا تَهيّأ لَهُ، وَقَالَ الراجز: جَاءَ الشتاءُ واجثأَلَّ القُبَّرُ (ثبجر) أنْشد ابْن السّكيت: إِذا اثْبَجَرَّا من سوادٍ حَدَجَا اثْبَجَرَّا، أَي نَفرا وجَفَلا، وَهُوَ الاثْبِجْرَار. قَالَ اللَّيْث: الاثْبِجْرارُ ارتداعُ فزعةٍ أَو تَرْدادُ القومِ فِي مسيرٍ إِذا ترادّوا. جرثل: قَالَ ابْن دُرَيْد: جَرْثَلْتُ التُّرَاب، إِذا سَفَيْتَه بِيَدِك. وَقَالَ أَبُو زيد: اجْثَأَلَّ النَّبتُ، فَهُوَ مُجْثَئِلُّ، إِذا مَا اهتزّ وَأمكن لِأَن يُقبَض عَلَيْهِ، والمجثَئِلُّ من الرِّجَال المُنْتَصِبُ قَائِما. جذأر: قَالَ اللَّيْث: المَجذْئِرُّ المُنْتَصُّ للسِّباب. وَقَالَ الطِّرمّاح: تَبيتُ عَلَى أطرافها مُجْذَئِرَّةً تُكابدُ هَمّاً مثل همِّ المُرَاهِن والمُراهِنُ: المخاطِر. (وَقَالَ ابْن بُزْرُج: المجْذَئِرُّ: المنتصبُ الَّذِي لَا يَبرح، والمجْذَئِرُّ من النَّبَات: الَّذِي نبتَ وَلم يَطُل، وَمن الْقُرُون حِين يُجاوزُ النُّجُوم وَلم يَغْلُظْ) . جفأظ: قَالَ: والمُجْفَئِظُّ الَّذِي أصبح عَلَى شفَا الْمَوْت من مرضٍ أَو شَرَ أَصَابَهُ، يُقَال: أَصبح مُجْفَئِظّاً. قَالَ: والمجفئِظُّ المنتفِخ. فَرجل: قَالَ اللَّيْث: الفَرْجلةُ التَّفَحُّج. قَالَ الراجز: تَقَحَّمَ الفيلِ إِذا مَا فَرْجَلا يُمِرُّ أخفافاً تَهُضُّ الجَنْدَلا فرجن: والفَرْجنة: فَرْجَنةُ الدّابة بالفِرْجون، وَهُوَ المِحَسّة. فنجل: ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الفَنجَلةُ

أَن يمشي مُفَاجّاً، وَرجل فَنجَلٌ، وَهُوَ المتباعد الفخذين، الشَّديد الفَجَج، وَأنْشد: اللَّهُ أَعطانيكَ غير أَجْدَلا وَلَا أَصَكّ أَوْ أَفجَّ فَنجَلا يُقَال: مرّ يُفَنجل فنجلةً. مرجل: وَقَالَ اللَّيْث: المَرَاجلُ: ضرب من برود الْيمن، وأَنشد: وأَبْصَرْتُ سلمى بَين بُرْدى مراجِلٍ وأخْياش عَصْبٍ من مُهَلْهلةِ اليَمَن وثوبٌ مُمَرْجلٌ على صنعةِ المراجل من البُرُود. مرجن: قَالَ الله جلّ وعزّ: {تِكَذِّبَانِ يَخْرُجُ مِنْهُمَا الُّلؤْلُؤُ وَالمَرْجَانُ} (الرحمان: 22) . قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: المرجانُ صغَار اللُّؤلؤ، واللؤلؤ: اسْم جامعَ للحَبِّ الَّذِي يخرُج من الصَّدَفة، والمرجانُ أشدُّ بَيَاضًا، وَلذَلِك خُصَّ الياقوتُ والمرجان فشَبَّه الْحور الْعين بهما. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: اخْتلفُوا فِي المرجان، فَقَالَ بَعضهم: هُوَ صغَار اللُّؤْلُؤ، وَقَالَ بَعضهم: هُوَ البُسَّذ، وَهُوَ جَوْهَر أَحْمَر، يُقَال إِن الجِنّ تُلقيه فِي الْبَحْر، وَبَيت الأخطل حجَّة لِلْقَوْلِ الأول: كَأَنَّمَا القَطْرُ مرجانٌ تُساقطُهُ إِذا علا الرَّوْقَ والمَتْنيْنِ والكَفَلا برجم: أَبُو عُبيد: الرّواجبُ والبراجمُ جَمِيعًا مفاصل الْأَصَابِع. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: البراجم هِيَ المُشَنَّجاتُ فِي ظُهُور الْأَصَابِع والرواجبُ مَا بَينهمَا، وَفِي كلِّ إصْبَع بُرجُمَتان. قَالَ: والبَرَاجم فِي تَمِيم: عَمْرو، وَقيس، وغالبُ، وكُلْفَةَ، والظَّلَيْمُ، وهم بَنو حَنْظَلة بن مَالك بن زيد مَنَاة، تحالفوا على أَن يَكُونُوا كبراجم الْأَصَابِع فِي الِاجْتِمَاع، وَمن أمثالهم: إنَّ الشَّقِيّ راكبُ البَرَاجم. وَكَانَ عَمْرو بن هِنْد لَهُ أخٌ قَتله نفر من تَمِيم، فآلى أَن يقتل بِهِ مِنْهُم مائَة، فَقتل تسْعَةً وَتِسْعين، وَكَانَ نازلاً فِي ديار تَمِيم، فأَحْرَق الْقَتْلَى بالنَّار، فمرّ رجل من البَراجم وراحَ رَائِحَة حريق الْقَتْلَى فحسبه قُثار الشّواء، فَمَال إِلَيْهِ، فَلَمَّا رَآهُ عَمْرو، قَالَ لَهُ: مِمّنْ أَنْت؟ قَالَ: رجلٌ من البراجم. فَقَالَ حينئذٍ: (إِن الشَّقِيّ راكبُ البَراجم) ، وَأمر بِهِ فقُتِل وأُلقِي فِي النَّار، وبَرّت بِهِ يَمِينه. وَقَالَ ابْن دُريد: الْبَرجَمة: غِلَظُ الْكَلَام. فرجن: وَقَالَ اللَّيْث: الفرجون: المِحَسَّةَ. نفرج: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: ورجلٌ نِفْرَجةٌ ونفْرَاجَةٌ إِذا كانَ جَبَاناً ضَعِيفا. ابْن الأنباريّ: رجل نِفْرِجاء، وَهُوَ الجبان يكسر النُّون وَالرَّاء مَمْدُود.

جنبر: ثَعْلَب، عَن سَلمَة، عَن الْفراء: رجل جَنبرٌ قصير، وَكَذَلِكَ الجَنثَر. وَقَالَ أَبُو عمر: والجنبرُ الجملُ الضَّخمُ. جأنب: الأصمعيّ: رجل جأنَبٌ، قصيرٌ، بِهَمْزَة سَاكِنة. اللَّيْث: يفَريْنَجُ، معربٌ لَيس من كَلَام العَرب. فربج: قَالَ: وافْرَنَبَج جِلدُ الحَمَلِ، يَفْرِنْبِجُ، إِذا شُوِيَ فَيَبِسَ أَعاليه، وَكَذَلِكَ إِذا أَصابه ذَلِك من غير شَيْء. وَقَالَ الشَّاعِر يصف عَنَاقاً شواها وأَكل مِنْهَا: فأَكلُ من مُفرَنبِجٍ بَين جلدهَا نرجل: وَقَالَ اللَّيْث: النَّارجيلُ، هُوَ الجوزُ الهِنديّ، قَالَ: وعامَّة أَهل الْعرَاق لَا يَهمزُونه، وَهُوَ مَهموز. قلت: وَهُوَ مُعرب دَخيل. جنبل: وَقَالَ اللَّيْث: الجُنْبلُ العُسُّ الضخمُ، وَأنْشد: مَلمُومَةٌ لَمَّا كَظَهرِ الجُنْبُلِ ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الجنْبلُ: القَدَحُ الضخم، وَهُوَ المِجْوَلُ أَيْضا. منجنون: وَقَالَ أَبُو الْحسن اللّحياني: الْمَنجَنُون هِيَ الَّتِي تَدور، جعلهَا مُؤَنّثَة. وَأما قَول عَمْرو بن أَحْمَر: ثَمِلٌ رَمَتْهُ الْمَنْجَنُونُ بِسَهْمِها فإنَّ أَبَا الْفضل أَخبرني عَن شيخٍ من أهل الْأَدَب، سمع أَبَا سعيد المكفوف يَقُول: هُو الدَّهْر فِي بَيت ابْن أَحْمَر. قَالَ أَبُو الْفضل: المنجنون الدُّولاب، وَأنْشد: ومَنْجَنُونٌ كالأَتَانِ الْفَارِقِ شفرج: أَبُو الْعَبَّاس؛ عَن ابْن الأعرابيّ: الشُّفَارِجُ طرِّيَانٌ رَحْرَحَانِيّ، وَهُوَ الطَّبَق فِيهِ الْفَيْخَاتُ والسُّكرُّجَات. وَقَالَ ابْن السّكّيت: يُقَال هُوَ الشُّفارِج لهَذَا القار الَّذِي يُقَال لَهُ الشُّبارِج. جنفر: عَمْرو، عَن أَبِيه: الجَنَافِيرُ الْقبُور العادِيَة، وَاحِدهَا جُنْفُور. سليج: قَالَ: السَّلالِيْجُ: الدُّلْبُ الطِّوال. فَرجل: وَقَالَ: فَرْجَلَ الرجلُ فَرْجَلَةً وَهُوَ أَن يَتَفَحَّجَ ويُسرع. وَأنْشد: تَقَحُّمَ الفِيلِ إِذا مَا فَرْجَلاَ يُمِرُّ أَخْفَافاً تَهُضُّ الْجَنْدَلاَ دربج: وَيُقَال: هُوَ يُدْرِبِجُ فِي مشيتة، وَهِي مشْيَة سهلة، ورَجْلُ دُرَابِجٌ: يختال فِي مِشْيَته. وَقَالَ غَيره دَرْبَجَ فِي مشيته ودَرْمَجَ، إِذا دَبَّ دَبِيباً، وَأنْشد: ثُمّتَ يَمْشِي الْبَخْتَرَى دُرَابِجَا إِذا مَشى فِي دَفِّهِ دُرَامِجَا

جرجم: وَقَالَ الأصمعيّ: جَرْجَمَه جَرْجَمَةً، إِذا صَرَعَه. وَفِي الحَدِيث: أنَّ جِبْرِيل أخَذَ بِعُرْوَتِها الْوُسْطَى، يَعْنِي مَدَائِن قوم لُوط، ثمَّ أَلْوَى بهَا فِي جَوِّ السّماء حَتَّى سَمِعَت الْمَلَائِكَة ضواغي كلابها، ثمَّ جَرْجَمَ بَعْضهَا على بَعض. وَقَالَ العجاج: كأَنَّهُ من قَائِظٍ مُجَرْجَمِ جرجب: أَبُو عبيد: الْجَراجِبُ الإبلُ الْعِظام، والجَراجِرُ مثلهَا، وَأنْشد: يَدْعو جَرَاجِيبَ مُصَوَّيَاتِ وبَكَرَاتٍ كالمُعَنَّساتِ لَقِحْنَ، لِلْفَنيق شَاتياتِ قَالَ: والْمَصَوّيَات الْمُغَرِّزَات. ينجلب: أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: من خَرَزَاتِ الْأَعْرَاب الْيَنْجَلِب، وَهُوَ للرّجوع بعد الفِرار. قَالَ: والكَرّارُ للْعَطْف بعد الْبُغْض. قَالَ: وَتقول الْمَرْأَة: أُعِيذُه باليَنْجَلِبْ إنْ يُقِمْ وإنْ يَغِبْ وَقَالَ اللحياني: قَالَت امْرَأَة: أَخذتُه باليَنْجَلِبْ فَلَا يَرِمْ ولاَ يَغِبْ وَلَا يَزَلْ عِنْد الطُّنُبْ وَقَالَ ابْن دُرَيْد: جُلَنْداء اسْم ملك يُمد ويُقْصر، ذكره الْأَعْشَى فِي شعره. جلنب: نَاقَة جلَنْبَاةٌ: سَمِينَة صُلْبة، وَأنْشد شمر للطرماح: كأَنْ لم تَجِد بالوَصْل يَا هِنْدُ بَيْنَنَا جَلَبْنَاةُ أَسفَارٍ كَجَنْدَلَةِ الصَّمْد جلنف: وَقَالَ اللَّيْث: طَعَامٌ جَلنفَاةٌ، وَهُوَ الْقَفَارُ الَّذِي لَا أُدْمَ فِيهِ. بَاب الخماسي من حرف الْجِيم زنجبيل: ذكر الله جلَّ وعزَّ الزَّنجبيل فِي كِتَابه، فَقَالَ فِي خمر الْجنَّة: {كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا} {زَنجَبِيلاً عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً} (الْإِنْسَان: 17، 18) . وَالْعرب تَصِف الزَّنْجَبيل بالطّيب، وَهُوَ مُسْتطاب عِنْدهم جدا. وَقَالَ الْأَعْشَى يذكر طعم رِيقِ جارِية: كأَنَّ الْقَرْنفُلَ والزَّنجبي لَ بَاتَا بِفِيها وأَرْياً مَشُورا فَجَائِز أَن يكون الزَّنجبيل فِي خمر الْجنَّة، وَجَائِز أَن يكون مِزَاجها وَلَا غَائِلَة لَهُ، وَجَائِز أَن يكون اسْماً للعين الَّتِي يُؤْخَذ مِنْهَا هَذَا الْخمر، واسْمه الزَّنجبِيل، واسْمه السَّلْسَبِيل أَيضاً. جرنفش: أَبُو عُبيد، قَالَ: الجَرَنْفَش: الْعَظِيم من الرِّجال.

مجرئش: ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: الْمُجْرَئِشُّ: الغليظ الجنَبين الجافي، وَأنْشد: جَافٍ عَرِيضٌ مُجْرَئِشُّ الجنْبِ سفرجل: والسَّفَرْجَلُ: مَعْرُوف، الْوَاحِدَة سَفَرْجَلَة، ويُصَغَّر: سُفَيرِجاً وسُفَيْجلاَ. سجنجل: والسَّجَنْجلُ المِرْآة وَقَالَ بَعضهم، يُقَال: زَجَنْجَل، وَقيل هِيَ رُومِيّة دخلت فِي كَلَام الْعَرَب، وَقَالَ: تَرَائِبُها مَصْقولَةٌ كالسَّجنْجلِ زبرجد: قَالَ اللَّيْث: الزَّبَرْجَد، هُوَ الزَّمُرُّد، وَأنْشد: تأْوِي إِلَى مِثْل الْغَزالِ الأغْيَدِ خَمْصَانَةٌ كالرَّشَاءِ المُقَلَّد دُرّاً مَعَ الْيَاقُوت والزَّبَرْجدِ أَحْصَنَها فِي يَافِعِ مُمَرَّدِ أَرَادَ بالْيَافِع حِصْناً طَوِيلاً. جرنشم: أَخْبرنِي المنذريّ، عَن الحرانيّ، عَن ابْن السّكيت أَنه أَنشده لِابْنِ الرِّقاع: مُجْرَنْشِماً لِعَماءٍ باتٍ يَضْرِبهُ مِنْه الرُّضَابُ وَمِنْه المسْبِلُ الْهَطِفُ قَالَ مُجْرَنْشِم: مُجتمعٌ مُتَقَبِّض، رَوَاهُ لنا بِالْجِيم، قَالَ: والرُّضاب قِطَعُ النَّدى، وَكَذَلِكَ رُضَابُ الرِّيق، والْهَطِفُ الْغَزِير. وَأَخْبرنِي المنذريّ؛ أَيْضا عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ فِي (النَّوَادِر) : (اخْرَنْشَمَ) الرَّجل: تَقَبَّضَ وتَقَارَبَ خَلْقُ بَعْضِه إِلَى بَعْض، وَأنْشد: وفَخذٍ طَالَتْ ولَمْ تَخْرَنْشَمِ وأنشدنيه بِالْخَاءِ فِي نَوَادِر ابْن الأعرابيّ. وأقرأني الأيادي لِشمّر، عَن الْفراء، أَنه قَالَ: المخَرنْشَمَ هُوَ المتعظِّم فِي نَفسه المتكبِّر، والمخرَنشمُ أَيْضا المَتَغيِّر اللَّوْن، الذّاهبِ اللَّحْم. هَكَذَا رَوَاهُ شمِر بِالْخَاءِ، وَأَنا وَاقِفٌ فِي هَذَا الْحَرْف. وَقد جَاءَت حُرُوف تعاقب فِيهَا الْخَاء وَالْجِيم، كالزَّلخَان و (الزَّلجان) . وانْتجبْتُ الشَّيء وانْتَخَبْتُه، إِذا اخْتَرته. وَكَذَلِكَ (الجشيبُ) والخشِيبُ: الغليظ من الطَّعَام والنبات. آخر كتاب الْجِيم وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين.

باب الشين والصاد

هَذَا كتاب الشين من تَهْذِيب اللُّغَة أَبْوَاب مضاعف من حرف الشين ش ض مهمل. (بَاب الشين وَالصَّاد) ش ص اسْتعْمل مِنْهُ: شصّ. شص: قَالَ اللّيث بن المظفر: الشَّصُّ والشِّصُّ لُغتان، وَهُوَ شَيءٌ يُصاد بِهِ السَّمك، وَيُقَال لِلصِّ الَّذِي لَا يَرى شَيْئا إِلَّا أَتَى عَلَيْهِ: إنَّه لَشَصٌّ من الشُّصوص. قَالَ: ويُقال: شَصَّتْ معيشَتُهم شُصُوصاً، وإنّهم لفي شَصَاصَاء، أَي فِي شِدّة. أَبُو نصر، عَن الأصمعيّ: أَصَابَتْهُم لأْوَاءُ ولَوْلاَءُ، وشَصَاصَاء، إِذا أَصَابتْهم سَنَةٌ وشِدَّة. أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال أَتَيْتُهُ على شَصَاصَاءَ، وعَلى أوْفَازٍ وأَوْفاضٍ، أَي على عَجَلة. وَقَالَ الْمفضل: الشَّصَاصَاء مَرْكَبُ السُّوء. وَقَالَ اللّيث: شَصَّ الْإِنْسَان يَشِصُّ شَصّاً، إِذا عَضَّ نواجذَه على شيءِ صَبْراً، وَيُقَال: نَفَى الله عَنْك الشَّصَائِصَ. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: الشَّصُوصُ النَّاقَةُ الَّتِي لَا لَبن لَهَا. وَيُقَال: قد أَشَصَّتْ فَهِيَ شَصُوصُ؛ وَهَذَا شَاذٌ على غير قِيَاس. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الكسائيّ شَصَّتْ بِغَيْر أَلِف. وَقَالَ اللْيث شَصَّتْ تَشِصُّ شِصَاصاً. إِذا قَلَّ لَبنهَا. قلت وَجمع الشَّصُوصِ من النُّوق شَصَائِص

باب الشين والسين

وأَنشد أَبُو عُبيد: أفرَحُ أَن أُزْرَأَ الكِرَامَ وأَنْ أورَثَ ذَوْداً شَصَائِصاً نَبَلاَ ابْن بُزْرُج: لَقيته على شَصَاصَاءَ، وَهِي الْحَاجة الَّتِي لَا تَسْتَطِيع تَركها، وَأنْشد: على شَصَاصَاءِ وأَمْرٍ أَزْوَرِ (بَاب الشين وَالسِّين) ش س اسْتَعمِلَ من وجهيه: شَسَّ. شس: قَالَ اللَّيث: الشسُّ الأَرْض الصُّلْبة الَّتِي كَأَنَّهَا حجر وَاحِد، والجميع شِساسٌ وشُسُوس، وَأنْشد لِلْمَرَّار بن مُنْقِذ: أَعَرَفْتَ الدَّارَ أَمْ أَنْكَرْتَها بَين تِبْرَاكٍ فَشِسَّيْ عَبْقُرِ (بَاب الشين وَالزَّاي) ش ز اسْتعْمل مِنْهَا: شَزّ. شز: قَالَ اللَّيْث: الشَّزَازَةُ الْيُبْس الشَّديد الَّذِي لَا يَنْقادُ للتَّثقِيف، يُقَال: شَزَّ يَشِزُ شَزِيزاً. (بَاب الشين والطاء) ش ط شَطّ، طَشّ: (مستعملان) . شط: قَالَ اللَّيْث: الشَّطُّ شَطُّ النَّهر، وَهُوَ جَانِبه، والشَّطُّ: شِقُّ السَّنام، ولكلِّ سَنَام شَطَّان، وناقَةٌ شَطُوط، وَهِي الضَّخْمَةُ الشَّطّيْن. وَقَالَ الأصمعيّ: هِيَ الضَّخْمَةُ السَّنَام، وَجَمعهَا شَطَائِط. وَقَالَ الرّاجز يصف إِبِلاً وراعيها: قد طَلَّحَتْهُ جِلَّةٌ شَطَائِطُ فَهْوَ لَهُنَّ خَائِلٌ وفارِطُ طَلَّحَتْهُ: جعلته كالأَخَايلِ رَاعٍ، شطائط: جمع شَطوط. وَقَول الله جلّ وعزّ: {لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا} (الْكَهْف: 14) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق، يَقُول: لَقَدْ قُلْنَا إِذا جَوْراً وشَطَطَاً. وَهُوَ مَنْصُوب على الصَّدْر الْمَعْنى: لقد قُلْنا إِذا قَوْلاً شَطَطا. يُقَال: شَطَّ الرجل، وأَشَطَّ، إِذا جَارَ. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّطَطُ مُجَاوَزَةُ القَدْرِ فِي كلّ شَيْء. يُقَال: أَعطيته ثمنا لَا شَطَطاً وَلَا وَكْساً، وأَشطّ الرجل، إِذا مَا جَار فِي قَضِيَّته، وشَطَّ: بَعُدَ. وَقَالَ الزّجاج فِي قَول الله جلَّ وعَزَّ: {بِالْحَقِّ وَلاَ تُشْطِطْ} (ص: 22) . قَالَ: قُرىءَ (وَلَا تشْطِطُ) قَالَ: وَيجوز فِي الْعَرَبيَّة وَلَا تَشْطَطُ، فَمن قَرأَ {لَا تُشْطِطْ} بضَمّ التَّاء، وَكسر الطَّاء، فَمَعْنَاه لَا تَبْعُدْ عَن

الحَقّ، وَكَذَلِكَ لَا تَشْطِط كمعنى الأُولى. وَكَذَلِكَ (لَا تَشْطَط) بِفَتْح الطَّاء كمعناهما. وَأنْشد: تَشَطُّ غَداً دارُ جِيرَانِنَا ولَلدَّارُ بَعْدَ غَدٍ أَبعَدُ وَأَخْبرنِي ابْن هاجَك، عَن ابْن جَبَلة، عَن أبي عُبَيدة: شَطَطْتُ أَشْطُطُ، وأَشْطَطْتُ أُشِطّ، وأَنشدنيه المنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس: تَشُطُّ غَداً دَارُ جيرَانِنَا وَفِي حَدِيث تَمِيم الداريّ: (أنّ رجلا كلّمه فِي كَثْرَة العِبادة، فَقَالَ: أَرَأَيتَ إِن كنتُ أنَا مُؤمنا ضَعِيفاً، وَأَنت مُؤمنٌ قوِيّ أنَّك لَشَاطِّيّ حَتَّى أحمل قُوّتك على ضَعْفي فَلَا أسْتَطيع فَأَنْبَتَ) . قَالَ أَبُو عُبيد: هُوَ من الشّطَط، وَهُوَ الجَوْرُ فِي الحُكْم، يَقُول: إِذا كَلْفْتَني مثلَ عَملك، وَأَنت قَوِيٌّ وَأَنا ضَعِيف، فَهُوَ جَوْرٌ مِنْك عَلَيّ. قلت: جعل قَوْله شَاطِّيّ بِمَعْنى: ظَالمي، وَهُوَ مُتَعَدَ. وَقَالَ أَبُو زيد. وَأَبُو مَالك: شَطَّنِي فلانُ فَهُوَ يَشِطّي شَطّاً وشُطُوطاً، إِذا شَقّ عَلَيْك. قلت: أَرَادَ تميمٌ بقوله (شاطِّيّ) هَذَا الْمَعْنى الَّذِي قَالَه أَبُو زيد. وَيُقَال: أشَطَّ القومُ فِي طَلبنا إشطَاطاً، إِذا طَلَبُوهم رُكْبَاناً ومُشَاة. وَقَالَ اللّيث: أشَطَّ القومُ فِي طَلَبِهِ، إِذا أمْعَنوا فِي المفَازَة. قَالَ: واشْتَطّ الرجل فِيمَا يَطْلب، أَو فِيمَا يَحْتكُم، إِذا لمْ يَقْتَصِد. الحرانيّ، عَن ابْن السِّكّيت: جَارِيَةٌ شَاطّةٌ بَيِّنَةُ الشَّطَاط والشطَاط، لُغَتَانِ، وهما الاعْتِدال فِي الْقَامَة. وَأنْشد غَيره للهذلي. وَإذْ أَنَا فِي المخِيلَةِ والشَّطَاطِ طش: أَبُو عُبيد عَن أبي عُبيدة: طَشَّت السَّماء، وأطَشَّت، ورَشَّت وأرَشَّت، بِمَعْنى، وَاحِد. وَقَالَ اللّيث: مَطَرٌ طَشٌّ وطَشِيشٌ. وَقَالَ رؤبة: وَلَا جَدَا نَيْلِكَ بالطَّشِيشِ أَي بالنَّيْل الْقَليل. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الكسائيّ هِيَ أرْضٌ مَطْشوشَة ومَطلُولَة. وَمن الرّذَاذِ: أرْضٌ مُرَذَّة. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: لَا يُقَال مُرَذَّة وَلَا مَرْذُوذَة، وَلَكِن يُقَال: أرْضٌ مُرَذٌّ عَلَيْها. وَقَالَ غَيره: الطَّشاشُ: داءٌ من الأدْواء. يُقَال: طُشَّ فَهُوَ مَطْشُوش كأَنَّهُ زُرَكَم. وَالْمَعْرُوف طَشِيءَ، فَهُوَ مَطْشُوء.

باب الشين والدال

(بَاب الشين وَالدَّال) ش د شدَّ، دَشَّ: (مستعملان) . شدّ: قَالَ ابْن المظَفَّر: الشَّدُّ الْحَمْلُ. تَقول: شَدَّ عَلَيْهِ فِي الْقِتَال. قَالَ: والشَّدُّ الحُضْرُ، والفِعل اشْتَدَّ. قَالَ: والشِّدَّةُ: الصَّلاَبَة. والشِّدَّة النَّجْدَةُ، وثَباتُ الْقَلْب، والشِّدَّةُ: المَجاعَة. وَرجل شَديد: شُجَاع. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جَلَّ وعَزَّ: {لَشَهِيدٌ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} (العاديات: 8) أَي لَبَخيل. أَي وإنَّه من أجْلِ حُبِّ الخَيْر لَبَخيل. وَقَالَ طَرَفة: أَرَى الموتَ يَعْتامُ الكريمَ ويَصْطَفِي عَقِيلَةَ مالِ الفاحِش المتشَدِّدِ وَقَالَ اللَّيْث: الشَّدائدُ الهَزاهِز. قَالَ: والأَشُدُّ: مَبْلغُ الرَّجل الحُنْكَةَ والمعْرِفَة. وَقَالَ الله عزَّ وجلَّ: {حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ} (الْإِسْرَاء: 34) . وَقَالَ أَبُو عُبيد: قالَ الفرّاء الأشُدُّ واحدِها شَدٌّ فِي الْقيَاس، ولمَ أسْمَع لَهَا بوَاحد. وَأنْشد: قَدْ سَادَ وهْو فَتًى حَتَّى إِذا بَلَغتْ أشُدُّهُ وَعلاَ فِي الأمْر واجْتمعا وَأَخْبرنِي المنذريّ، عَن أبي الْهَيْثَم، أَنه قَالَ: وَاحَدةُ الأنعُمِ نِعْمَة، وواحدةُ الأشُدِّ شِدَّة. قَالَ: والشِّدَّةُ القُوَّةُ والجَلادَة. قَالَ: والشَّديد الرّجُل الْقَوِيّ. قَالَ: وكأَنّ الْهَاءَ فِي النِّعْمة والشِّدَّة لم تَكُنْ فِي الْحَرْف، إذْ كَانَت زَائِدَة، وكأَنَّ الأَصْل نِعْمٌ وشِدٌّ، فجمعا على أَفْعُل، كَمَا قَالُوا: رِجْلٌ وأرْجُل، وقِدْحٌ وأقْدُح، وضِرْسٌ وأضْرُس. قلت: والأشُدُّ فِي كتاب الله جلَّ وعزَّ جَاءَ فِي ثَلاثة مَواضِع بمعانٍ يَقْرُبُ اخْتِلافها فأمّا قَول الله جلَّ وعزّ فِي قِصة يُوسف {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا} (يُوسُف: 22) فَمَعْنَاه الْإِدْرَاك والبلُوغ، فحينئذٍ راودَتْه امرأةُ الْعَزِيز عَن نَفسه، وَكَذَلِكَ قَوْله جلَّ وعزّ: {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ} (الْإِسْرَاء: 34) . فَقَالَ الزّجاج: مَعْنَاهُ، احْفَظوا عَلَيْهِ مَالَه حَتَّى يبلُغ أشُدَّه فَإِذا بلغ أشُدّه فادفعوا إِلَيْهِ مَاله. قَالَ: وبُلُوغه أشدّه أَن يُؤنَسَ مِنْهُ الرُّشد مَعَ أَن يكونَ بَالغا. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: {حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ} حَتَّى يبلغ ثَمَانِي عشرَة سَنة. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: لست أعرف مَا وجهُ ذَلِك، لِأَنَّهُ إِن أدْرك قبل ثَمَانِي عشرَة سنة وَقد أُونِسَ مِنْهُ الرُّشد، فَطلب دفْعَ مالِه إِلَيْهِ، وَجب لَهُ ذَلِك.

قلت: وَهَذَا صَحِيح، وَهُوَ قَول الشَّافِعِي، وَقَول أَكثر أَهْلَ الْعلم. أما قَول الله جلّ وعزَّ فِي قصَّة مُوسَى: {لاَ يَعْلَمُونَ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَىءَاتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ} (الْقَصَص: 14) . فَإِنَّهُ قرنَ بُلوغ الأشُدّ بالاستواء، وَهُوَ أَن يجْتَمع أمره، وقُوَّته، ويَكْتَهل، وَيَنْتَهِي شبابه، وَذَلِكَ مَا بَين ثَمَانِي وَعشْرين سنة إِلَى ثلاثٍ وَثَلَاثِينَ سنة، وحينئذٍ يَنْتهي شَبَابُه. وَأما قَول الله جَلَّ وعزْ فِي سُورَة الْأَحْقَاف: {شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ} (الْأَحْقَاف: 15) ، فَهُوَ أقْصَى بُلُوغ الأشُدّ، وَعند تَمامهَا بُعِثَ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَبِيّاً؛ وَقد اجْتمعت حُنْكَتُهُ وَتَمام عَقْلِه؛ فبلوغ الأشُدّ محْصُور الأوّلِ، مَحْصُور النِّهَايَة، غيرُ محصورٍ مَا بَين ذَلِك. وَالله أعلم. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ، عَن ثَعلب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: شَدّ الرجل يَشِدُّ شَدّةً، إِذا كَانَ قَوياً، وَيَقُول الرجل إِذا كُلِّفَ عملا: مَا أَمْلِكُ شَدّاً وَلَا إرخاءً، لَا أَقْدِرُ على شَيْء، وَيُقَال: شَدَدْتُ عَلَى الْقَوْم أشُدُّ عَلَيْهِم، وشَدَدْتُ الشيءَ أشُدُّه شَدّاً، إِذا أوْثَقْتَه. قَالَ الله جلّ وعزّ: {أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّواْ} (مُحَمَّد: 4) ، وَقَالَ: {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِى} (طه: 31) . سَلمَة، عَن الفرّاء، قَالَ: مَا كَانَ من المُضاعف على (فَعَلْتُ) غير وَاقع؛ فَإِن (يَفْعِل) مِنْهُ مكسور، مثل: عَفَّ يَعِفُّ وخَفَّ يَخِفُّ، وَمَا أشبهه. وَمَا كَانَ وَاقعا مثل: مَدَدْتُ، وعَدَدْتُ فَإِن (يَفْعُل) مِنْهُ مضموم إِلا ثَلَاثَة أحْرف: شَدَّهُ يَشُدُّهُ، ويَشِدُّه وعَلَّهُ يَعُلَّهُ، ويَعِلُّه، ونَمَّ الحديثَ يَنُمُّه ويَنِمُّه، فَإِن جَاءَ مثله، فَهُوَ قَلِيل، وأصْلُه الضّم. وَقَالَ غَيره: اشْتَدَّ فلَان فِي حُضْره، وتَشَدَّدَت الْقَيْنَةُ، إِذا جَهَدَتْ نَفسهَا عِنْد رفع الصَّوْت بالْغِناء، وَمثله قَول طرفَة: إِذا نَحْنُ قُلْنا أَسمِعينا انْبَرتْ لنا على رِسْلها مَطْرُوقَةً لم تَشَدَّدِ وَيُقَال: شَدَّ فلَان على العَدُوّ شَدّةً وَاحِدَة، وشَدَّ شَدَّاتٍ كَثيرةً. وَقَالَ أَبُو زيْد: خِفْتُ شدَّى زَيْدٍ، أَي شِدَّتَه، وَأنْشد: فإنِّي لَا ألِينُ لِقَوْلِ شُدَّى وَلَو كانَتْ أشَدَّ من الحَدِيدِ وَيُقَال: أَصَابَتني شَدَّى بَعْدَك، أَي الشِّدةُ، مَدَّه ابنُ هانىء. دش: قَالَ اللَّيْث: الدَّشُّ اتِّخاذُ الدَّشِيشَةِ، وَهِي لُغَة فِي الجَشِيشَة وَهِي حَسْوٌ يُتَّخَذُ من بُرِّ مَرْضُوض، قلت: لَيْست الدَّشِيشَةُ بِلُغَةٍ، وَلكنهَا لُكْنَة. وَقد جَاءَت فِي حَدِيث مَرْفُوع دلَّ على أَنَّهَا لُغة. حَدثنَا مُحمد بن إِسْحَاق السَّعديّ، قَالَ: حَدثنَا الرَّمادِيّ، عَن أبي دَاوُد الطّيالسيّ،

باب الشين والتاء

عَن هِشَام، عَن يحيى بن يعِيش بن الْوَلِيد ابْن قيس بن طَخْفَة الغِفَارِيّ، قَالَ: وَكَانَ أبي من أصْحاب الصُّفَّة، وَكَانَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يأْمرالرجلَ يأْخُذُ بيد الرّجل، والرّجلَ يأْخُذ بيد الرجلَيْن، حَتَّى بَقيتُ خامِسَ خَمْسَة، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (انْطَلِقوا، فانطَلَقنا مَعَه إِلَى بَيت عائِشَة، فَقَالَ: يَا عائِشَة، أطْعمينَا. فجاءَت بِدَشِيشَة فأكَلنا، ثمَّ جَاءَت بِحَيْسَةٍ مثل القَطاة فأكَلنا، ثمَّ بِعُسَ عَظِيم فَشَرِبنا، ثمَّ انطَلقنا إِلَى المسْجد) . قَالَ الأزهريّ: ودَلَّ هَذَا الحَدِيث أنَّ الدشِيشَة لُغَةٌ فِي الجَشِيشَة. (بَاب الشين وَالتَّاء) ش ت) شت: قَالَ الله: {لَهَا يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً} (الزلزلة: 6) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: أَي يصدرُون مُتَفَرِّقين، مِنْهُم من عَمِلَ صَالحا، وَمِنْهُم من عَمِل شرّاً، قلت: وَاحِد الأشتاتِ شَتٌّ. قَالَه ابْن السِّكّيت وَقَالَ: جَاءُوا أشتَاتاً، أَي مُتَفَرِّقين. قَالَ: وَحكى لنا أَبُو عَمرو عَن بعض الْأَعْرَاب: الْحَمْدُ للَّهِ الّذي جَمَعنَا من شَتّ. وَقَالَ اللّيث: شَتَّ شَعبُهم شَتّاً وشَتَاتاً، أَي تَفَرّق جَمعُهم. وَقَالَ الطِّرِمّاح: شَتَّ شَعْبُ الحَيِّ بَعدَ التِئَامِ وشَجَاكَ الرَّبْعُ رَبْعُ المقَامِ وَقَالَ الأصمعيّ: شَتَّ بقلبي كَذَا وَكَذَا أَي فَرَّقَه. وَيُقَال: شَتَّ بِي قَوْمي، أَي فرَّقوا أمْرِي. وَيُقَال: شَتُّوا أمْرَهُمْ، أَي فَرَّقُوه. وَقد اسْتَثَتَّ الأمْرُ وتَشَتَّتَ إِذا انتشرَ، وَيُقَال: جاءَ الْقَوْم أَشْتَاتاً، وشَتَاتَ شَتَاتَ. قَالَ، وَيُقَال: وقَعُوا فِي أَمْرِ شَتَ وشَتَّى، وَيُقَال: إنِّي أخافُ عَلَيْكُم الشَّتَاتَ، أَي الفُرْقة. وَيُقَال: شَتّانَ مَا هُما. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: لَا أَقُولُ شَتَّانَ مَا بَينهمَا، وَأنْشد للأعشى: شَتَّانَ مَا يَوْمِي على كُورِهَا ويَوْمُ حَيَّان أَخِي جَابِرِ مَعْنَاهُ: تَبَاعَد مَا بينَهما. وشَتان: مَصروفَةُ عَن شَتُتَ؛ فالفتحة الَّتِي فِي النُّون هِيَ الفتحة الَّتِي كَانَت فِي التَّاء وَتلك الفتحة تَدُلُّ على أَنه مصروفٌ عَن الْفِعْل الْمَاضِي. وَكَذَلِكَ وَشْكان وسَرْعان تَقول: وَشْكانَ ذَا خُروجاً، وسَرْعَانَ ذَا خُرجاً، أَصله: وَشُكَ ذَا خُروجاً، وسَرُعَ ذَا خُرُوجًا. روى ذَلِك كُله ابْن السِّكيت عَن الأصمعيّ، وَقَالَ، يُقَال: شَتَّان ماهُما،

باب الشين والظاء

وشَتانَ مَا عَمْرو وأَخُوه، وَلَا يُقال: شَتانَ مَا بَينهما، وَقَالَ فِي قَوْله: لَشَتَّانَ مَا بَين اليَزِيدَيْن فِي النَّدى يَزيدِ سُلَيمٍ والأغرِّ ابنِ حاتِم إنّه لَيْسَ بحُجة، إِنَّمَا هُوَ مُوَلَّد. والحجةُ قَول الْأَعْشَى. وَقَالَ أَبُو زيد: شتانَ مَنصوبٌ على كلِّ حالٍ، لِأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ وَاحِد، وَقَالَ فِي قَول الشَّاعِر: شَتانَ بَيْنهُما فِي كُلِّ منزِلة هَذَا يُخافُ وَهَذَا يُرتَجَى أبَداً فَرَفَع البَيْنَ لِأَن الْمَعْنى وَقَع لَهُ. قَالَ: وَمن العَرَب من يَنْصِبُ بَيْنَهما فِي مثل هَذَا المَوْضع، فَيَقُول: شَتَّانَ بَيْنَهما ويُضْمِرُ (مَا) ، كَأَنَّهُ يَقُول: شَتَّ الَّذِي بَيْنَهما كَقَوْل الله جلَّ وعزَّ {لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ} (الْأَنْعَام: 94) . وَقَالَ اللَّيْث: ثَغْرٌ شَتِيتٌ، أَي مُفَلَّج. وَقَالَ طَرَفة: عَنْ شَتِيتٍ كَأَقَاحِ الرَّمْلِ غُرّ (بَاب الشين والظاء) (ش ظ) شظ: قَالَ اللَّيْث: يُقَال شَظَظْتُ الْغِرَارَتَيْن بِشِظَاظٍ، وَهُوَ عُودٌ يُجعل فِي عُرْوَتَي الْجُوَالِقَيْن إِذا عُكِمَا على الْبَعِير، وهما شِظَاظَان. أَبُو عُبَيد: شَظَظَتُ الْوِعَاءَ وأَشظَظْتُه من الشِّظَاظ. وَقَالَ غَيره: أَشَظَّ الغُلامُ إِذا أَنْعَظَ، وَمِنْه قَول زُهَيْر: أَشَظَّ كأَنَّهُ مَسَدٌ مُعَارُ وَقَالَ اللَّيْث: الشَّظْشَظَةُ فِعْلُ زُبِّ الْغُلامُ عِنْد الْبَوْل. أَبُو عُبيد، عَن أبي زَيد، يُقَال: إِنَّه لأَلَصُّ من شِظاظ. قَالَ: وَهُوَ رجل من ضَبَّةَ، كَانَ لِصّاً مُغيراً، فَصَارَ مَثَلاً. وَقَالَ غَيره: أَشْظَظْتُ الْقَوْمَ إشْظَاظاً، وشَظَّظْتُهم تَشْظِيظاً، وشَظَظْتُهم شَظّاً، إِذا فرَّقْتَهم. وَقَالَ البعيث: إذَا مَا زَعانِيفُ الرِّباب أَشَظَّها ثِقالُ الْمَرَادِي والذُّرَا والْجماجِم وَيُقَال: طَارُوا شَظَاظاً، أَي تَفَرَّقُوا. وروى أَبُو تُرَاب للأصمعيّ: طارَ القَوْمُ شَظَاظاً وشَعَاعاً. وَأنْشد لرويشد الطائيّ، يصف الضَّأْن: طِرْنَ شَظَاظاً بَين أَطْرَافِ السَّنَدْ لَا تَرْعَوِي أُمٌّ بِها عَلَى وَلَدْ كَأَنَّما هَايَجَهُنَّ ذُو ولِبَدْ سَلمَة، عَن الْفراء: الشَّظِيظُ الْعودُ المشَقَّقُ، والشَّظِيظُ الجَوالِق المشدود.

باب الشين والذال

(بَاب الشين والذال) ش ذ شَذَّ: قَالَ اللَّيث: شَذَّ الرجل، إِذا انْفَرَدَ عَن أَصْحابه، وَكَذَلِكَ كل شَيء مُنْفَرد، فَهُوَ شَاذّ وكَلمَةٌ شَاذَّة. وشُذَّادُ النَّاس: الَّذين لَيْسُوا فِي قَبائِلهم وَلَا مَنازِلهم، وشُذَّاذُ النَّاس. مُتَفَرِّقُوهم، وَكَذَلِكَ شُذَّان الْحَصا. وَقَالَ رؤبة: يَتْرُكُ شُذَّانَ الْحَصَا قَنَابِلاَ وَيُقَال: أَشَذَذْتَ يَا رجل، إِذْ، جاءَ بقَوْلٍ شاذَ نَادِر. (بَاب الشين والثاء) (ش ث) شثّ: قَالَ اللَّيْث: الشَّثُّ شَجَرٌ طَيِّبُ الرّيح مُرُّ الطَّعْم. قَالَ أَبُو الدُّقيْش: ويَنْبُتُ فِي جِبالِ الْغَوْرِ وتِهامَة، وَأنْشد لشاعرٍ وصف طَبَقَات النِّساء: فَمِنْهُنَّ مِثلُ الشَّثِّ يُعْجِبُ رِيحُهُ وَفِي عَيْنِهِ سُوءُ الْمَذاقَةِ والطَّعْم أَبُو عُبَيد، عَن الأصمعيّ: الشَّثّ: من شَجَرِ الْجِبال. وَأنْشد غَيره: كَأَنَّما حَثْحَثُوا حُصّاً قَوادِمُه أَو أمَّ خِشْفٍ بِذِي شَتَ وطُبَّاقِ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الشَّثّ الدَّبْرُ، وَهُوَ النَّحْل. وَأنْشد للراجز: حَديثُها إذْ طَالَ فبِها النَّثّ أَطْيَبُ من ذَوْبٍ مَذَاه الشَّثُّ والذَّوْب: الْعَسَل، مَذَاهُ مَجَّةُ النَّحْل كَمَا يَمْذِي الرَّجُلُ مَذِيَّه. (بَاب الشين وَالرَّاء) (ش ر) شَرّ، رَشّ: (مستعملان) . الشَّرّ: قَالَ اللَّيْث: الشّرُّ السُّوءِ، والفِعْل للرَّجل الشِّرِّير، والْمَصْدَر الشَّرارَة، والفِعل: شَرَّ يَشِرُّ، وقَوْمٌ أشرارُ: ضِدّ الأَخْيار، والشَّرُّ: بَسْطُكَ الشّيءَ فِي الشّمْسِ من الثِّيَاب وَغَيره. ثَوْبٌ على قَامَةٍ سَحْلٌ تَعَاوَرَهُ أَيْدِيَ الْغَواسِلِ للأَرْوَاحِ مَشْرُورُ وَقَالَ أَبُو الْحسن اللّحيانيّ: شَرَّرْتُ الثّوب واللّحم، وأَشرَرْتُ وشَرَرْتُ خَفِيف. وَيُقَال: إشْرَارة من قَدِيد، وَأنْشد: لَهَا أَشَارِيرُ من لَحْمٍ مُتَمَّرَةٌ مِن الثَّعَالِي وَوَخْزٌ من أَرَانِيها أَي مُقَدَّدة. قَالَ: والْوَخْزُ الْخَطِيئَةُ بعد الْخَطِيئَة. وَقَالَ الْكُمَيْت: كَأَنَّ الرَّذَاذّ الضَّحْلَ حَوْلَ كِنَاسِه أَشَارِيرُ مِلْحٍ يَتَّبِعْنَ الرَّوَامِسا ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الإشْرَارَةُ:

صَفِيحَةُ يُجَفَّف عَلَيْهَا القَدِيد، وَجَمعهَا الأشَارِير. وَقَالَ اللَّيْث: الإِشْرارُ شَيءٌ يُبْسَطُ للشّيءِ يُجَفَّف عَلَيْهِ من أَقِطٍ وبُرّ، قلت: اتَّفَقَا على أنّ الإشرارَ مَا يُبْسَطُ عَلَيْهِ الشَّيء لِيَجِفّ، فصَحَّ أَنه يكون مَا يُشَرَّرُ من أقِطٍ وَغَيره، وَيكون مَا يُشَرَّرُ عَلَيْهِ. اللَّيْث: الشَّرارَةُ، والشَّرَرُ والشَّرَارُ مَا تطاير مِنْهُ النّار، قَالَ الله جَلَّ وعزّ: {إِنَّهَا تَرْمِى بِشَرَرٍ} (المرسلات: 32) . وَقَالَ فِي الشَّرار: أَوْ كَشَرَارِ الْعَلَاةِ يَضْرِبها الْ قَيْنُ على كلِّ وِجْهَة تَثِبُ قَالَ: والشَّرَّانُ على تَقْدِير فَعْلاَن من كَلَام أَهْلِ السَّوَاد، وَهُوَ شَيءٌ تسميه الْعَرَب الأذَى شبه الْبَعُوضِ يغشى وجهَ الْإِنْسَان وَلَا يَعَضّ، والواحِدَة شَرَّانَة. عَمْرو، عَن أَبِيه: الشُّرَّى: الْعَيَّابَة من النِّسَاء، قَالَ: وَيُقَال مَا رددت هَذَا عَلَيْك من شُرَ بِهِ، أَي من عَيْبٍ بِهِ، وَلَكِنِّي آثَرْتُك بِهِ، وَأنْشد: عَيْنُ الدَّليلِ البُرْتِ من ذِي شُرِّهِ أَي من ذِي عَيْبَة، أَي من عَيْبِ الدّليل، لأنّه لَيْسَ يحسن أَن يسير فِيهِ حَيْرَةً. وَقَالَ اللّحيانيّ: عَيْنٌ شُرَّى، إِذا نَظَرت إِلَيْك بالبغضاء. وَحكى عَن امْرأة من بني عَامر، قَالَت فِي رُقْية: أَرْقِيكَ بِاللَّه من نَفْسٍ حَرَّى، وعَيْنِ شُرَّى. والشِّرَّةُ: النَّشَاط، وَيُقَال: فلَان يُشَارُّ فُلاناً ويُمارُّهُ ويُزَارُّه، أَي يُعادِيه. وَقَوله: وحَتَّى أُشِرَّتْ بالأكُفِّ المصاحِفِ أَي نُشِرَتْ وأظْهِرَت. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: الشُّرْشُور طائِرٌ صَغِير مثل الْعُصفور قَالَ: ويُسَمِّيه أهلُ الْحجاز الشُّرشور، وتسميه الْأَعْرَاب. والْبِرْقِش. وَقَالَ الأصمعيّ أَيْضا: الشَّراشِرُ النَّفْسُ والمَحَبَّةُ جَمِيعًا. وَقَالَ ذُو الرمة: وَمِنْ غَيَّةٍ تُلْقَى عَلَيْها الشَّرَاشِرُ وَقَالَ الآخر: وتُلْقَى عَلَيْهِ كلَّ يَوْمِ كَرِيهَةٍ شَراشِرُ مِنْ حَيَّيْ نِزَارٍ وألْبُبُ وَيُقَال: أَلْقَى عَلَيْهِ شَراشِرَه، أَي ألْقى نَفْسَه عَلَيْهِ مَحَبَّةً لَهُ. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الشَّراشِرُ النّفْس، وَيُقَال: الْمَحَبَّة. وَأنْشد: وَمَا يَدْرِي الْحَرِيصُ عَلامَ يُلقِي شَراشِرَه أيُخطيءُ أم يُصيبُ وَفِي حَدِيث الْإِسْرَاء: أنَّ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُسْرِيَ بِهِ، قَالَ: (فأتَيْتُ على رجل مُسْتَلْقٍ وَإِذا بِرَجُل قَائِم عَلَيْهِ بكَلُّوب، وَإِذا هُوَ يَأْتِي أحَدَ شِقَّى وَجهِه، فَيُشَرْشِرُ شِدْقه إِلَى قَفَاه) .

قَالَ أَبُو عُبيد: يَعْنِي يُشَقِّقُه ويُقَطِّعُه. وَقَالَ أَبُو زبيد يصف الْأسد: يَظَلُّ مُغِبّاً عِنْدَهُ مِنْ فَرَائِسٍ رُفاتُ عِظامٍ أَو عَرِيضٌ مُشَرْشَرُ وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال فِي مَثَلٍ: كُلَّما تَكْبَرُ تَشِرُّ. وَقَالَ ابْن شُميل: من أَمْثالهم: شُرَّاهُنَّ مُرَّاهُنّ. وَقد أَشَرَّ بَنو فُلانٍ فُلاناً، أَي انْتَقَذُوه وأَوْحَدُوه، وَيُقَال: هُوَ شَرُّهُم، وَهِي شَرُّهُنَّ، وَلَا يُقَال: هُوَ أشَرُّهم. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: وَمن الْبُقُول الشِّرْشِرِ، قَالَ: وَقيل لبَعض الْعَرَب: مَا شَجرةُ أبِيك؟ فَقَالَ قُطَبٌ وشِرْشِرٌ وَوَطْبٌ جَشِرٌ. قَالَ: والشّرْشِرُ خير من الإسْليح والْعَرْفَج. قَالَ: وشَرَّ يَشَرُّ، زادَ شَرُّه، وشَرَّهُ شَيْئاً يَشُرُّهُ شَرّاً، إِذا بَسطه لِيجِفَّ، وشَرَّ إنْسَانا يَشُرُّهُ إِذا عابَه. عَمْرو، عَن أَبِيه، قَالَ: الشِّرَارُ صفائِحُ بِيضُ يُجَفَّف عَلَيْهَا الكَرِيصُ. قَالَ اليزيدي يُقَال: شَرَّرَنِي فِي النّاس، وشَهَّرَنِي فيهم بِمَعْنى وَاحِد. شَمِر، قَالَ أَبُو عَمْرو: الأَشِرَّةُ وَاحِدهَا شَرِيرُ، وَهُوَ مَا قَرُبَ من الْبَحر، وَقيل: الشَّرِير شَجَرٌ يَنْبُتُ فِي الْبَحْر، وَقيل: الأشِرَّةُ: الْبُحُور. قَالَ الْكُمَيْت: إذَا هُوَ أَمْسَى فِي عُبَابيْ أَشِرَّةٍ مُنيفاً على الْعَبْرَيْن بِالْمَاءِ أكْبَدَا وَقَالَ الْجَعْدِي: سَقَى بِشَرِيرِ الْبَحْرِ حَوْلاً تَمُدُّهُ حَلاَئِبُ قُرْحٌ ثمَّ أَصْبَحَ غَادِيَا أَرَادَ بالْحلائِبِ السَّحائب، وَهِي الْقُرْح. وَيُقَال: شارَّاه وشَارَّه. رش: قَالَ اللَّيث: الرَّشُّ رَشُّكَ البيتَ بِالْمَاءِ، وَتقول رَشَّتْنا السماءُ رشّاً، وأرَشَّتِ الطَّعنة تُرِشُّ، ورَشاشها: دَمُها، وَكَذَلِكَ رشاش الدَّمع. وَقَالَ أَبُو كَبِير: مُسْتَنَّةٍ سَنَنَ الْغُلُوِّ مُرِشَّةٍ تَنْفِي التُّرابَ بِقَاحِزٍ مُعْرَوْرِفِ يصف طعْنةً تُرِشُّ الدَّمَ إرْشاشا. ابْن الأعرابيّ: شِوَاءٌ رَشْرَاشٌ: يقطُر دَسَمُه. وَقَالَ أَبُو دُوَاد يصف فرسا: طَوَاهُ القَنِيصُ وتَعْدَاؤُهُ وإرْشَاشُ عِطْفَيْه حتَّى شَسَبْ أَرَادَ تَعْرِيقَهُ إيَّاه حَتَّى ضَمَرَ، واشْتَدَّ لحمُه بعد رَهَلِه.

باب الشين واللام

(بَاب الشين وَاللَّام) ش ل شلّ، لشّ: (مستعملان) . شل: قَالَ اللَّيْث: الشَلُّ الطَّرْدُ. أَبُو عبيدٍ: شَلَلتُه شَلاًّ طَرَدْتُه، وانشَلَّ هُوَ. وذَهَب القومُ شِلَالاً، أَي انشَلُّوا مَطْرودين. الأصمعيّ، وَالْفراء، يُقَال: شَلَّتْ يَدُه تَشَلُّ شَلَلاً، فَهُوَ أَشَلّ، وَلَا يُقال: شُلَّتْ يَدُه، وَإِنَّمَا يُقال: أَشَلَّها اللَّهُ. وَقَالَ اللَّيْث: الشلَلُ ذَهَابُ الْيَدِ، وَيُقَال: لاَ شَلَلِ، فِي معنى لَا تَشَللْ لأنَّه وَقع موقع الأمْر، فَشُبِّه بِهِ وجُرَّ، وَلَو كَانَ نَعْتاً لنُصب، وَأنْشد: ضَرْباً على الْهامَاتِ لَا شَلَلِ قَالَ: وَقَالَ نَصْر بن سيّار: إنِّي أَقُولُ لِمنْ جَدّتْ صَرِيمتُه يَوْماً لِغَانِيَةٍ: تَصْرِمْ وَلَا شَلَلِ قلت: هَذَا الْحَرْف هَكَذَا قرأته فِي عِدة نسخ من كتاب اللَّيْث: لَا شَلَلِ بِالْكَسْرِ قُيِّدَ كَذَلِك، وَلم أَسْمَعْه لغيره: وَسمعت الْعَرَب تَقول للرجل يُمارِسُ عملا، وَهُوَ ذُو حِذْق بِعَمَلَه: لَا قَطْعاً وَلَا شَلَلاً، أَي لَا شَلِلْتَ، على الدُّعَاء، وَهُوَ مَصْدر. وَأنْشد ابْن السّكيت: مُهْرَ أبي الحَبْحَابِ لَا تَشَلِّي بَارك فيكِ اللَّهُ من ذِي ألِّ قلت: مَعْنَاهُ لَا شَلِلت، كَقَوْلِه: ألَيْلَتَنا بِذِي حُسُمٍ أَنِيرِي إذَا أَنْتِ انقضَيتِ فَلَا تَحُورِي أَي لَا حُرْتِ. وسمعتُ أَعْرَابِيًا يَقُول: شُلَّ يَدُ فلَان بِمَعْنى قُطِعتْ. وَلم أسمعهُ من غَيره. وَقَالَ ثَعْلَب: شَلَّتْ يَدُه لغةٌ فَصِيحَة، وشُلَّت يَدُه لغةٌ رَدِيئة قَالَ: وَيُقَال أُشِلَّتْ يَدُه. ورَوى أَبُو عَمْرو، عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: شَلَّ يَشُلُّ، إِذا طَرَدَ، وشَلَّ يَشِلُّ، إِذا اعْوَجَّتْ يَده بالكسْر. قَالَ: والأشَلُّ المْعوَجُّ المِعْصَم الْمَتَعطِّل الكَفّ. قلت: وَالْمَعْرُوف فِي كَلَامهم شَلَّتْ يدُه، تَشَلُّ، بِفَتْح الشين، فَهِيَ شَلاّء. أَبُو عبيد، عَن أبي زيد: الشلَلُ فِي الثوْب أنْ يُصيبَه سوادٌ أَو غَيره، فَإِذا غُسِلَ لم يَذْهَب. وَقَالَ الأصمعيّ: تَشَلْشَلَ الماءُ، إِذا اتّصَلَ قَطْرُ سَيَلانِه، وَمِنْه قَول ذِي الرمة: وَفْراءَ غَرْفِيَّةٍ أَثْأَى خَوارِزَهَا مُشَلشِلٌ ضَيَّعَتْه بَينهَا الْكُتَبُ وَقَالَ اللَّيْث: يُقال للصَّبِيّ هُوَ يُشَلْشِل بَبَوْلِه.

باب الشين والنون

ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ؛ يقالُ للغلام الحارِّ الرَّأس الْخَفِيف الرّوح النْشيط فِي عمله، شُلْشُلٌ وشُنشُنٌ وسَلْسُلٌ، ولُسْلُسٌ وشُعْشُعٌ وجُلْجُلٌ. وَقَالَ الْأَعْشَى: شَاوٍ مِشَلٌّ شَلُولٌ شُلْشلٌ شَوِلُ وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الشُّلْشُل الزِّقُّ السّائِل. وَقَالَ اللّحيانيّ: شَلّت العينُ دَمْعَها، وشَنّتْ وسَنّتْ، إِذا أرْسَلْته. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: شَلَلتُ الثوْبَ أَشُلُّهُ شَلاًّ: إِذا خِطْتَه خِياطَةً خَفِيفَةً، فَهُوَ ثوب مَشلُولُ. أَبُو عُبيد، عَن أبي عُبيدة: الشَّلِيل الْغِلاَلَةُ الَّتِي تَحت الدِّرْع من ثوب أَو غَيره، قَالَ: وربَّما كَانَت دِرْعاً صَغِيرَة تَحت الْعليا. والشَّليل من الْوَادي أَيْضا: وَسَطُه حَيْثُ يَسيلُ مُعظم المَاء، والشَّلِيلُ: الكساءُ الَّذِي يُجْعَلُ تَحت الرَّحْلِ. وَقَالَ النَّضر: عَيْنٌ شَلاَّءُ، للَّتي قد ذَهب بَصَرُها، قَالَ: وَفِي الْعين عِرْقٌ إِذا قُطع ذَهبَ بَصَرُها، أَو أَشَلَّها. وَقَالَ شمِر: انْسَلَّ السَّيْلُ وانْشَلَّ، وَذَلِكَ أولَ مَا يَبْتَدىء حِين يَسِيلُ قبل أَن يَشْتَدّ. وَقَالَ ابْن شُميل: شَلَّ الدِّرْعَ يَشُلُّها شَلاًّ، إِذا لَبِسَها، وشَلَّها عَلَيْهِ، ويُقال للدِّرع نَفْسها: شَلِيلٌ. أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: المُشَلِّلُ الْحمار، النِّهايَةُ فِي الْعِناية بِأُتُنِهِ، يُقَال: إنّه لَمُشِلٌّ مِشَلٌّ مُشَلِّلٌ لِعانَتِهِ، ثمَّ يُنْقَلُ فيضربُ مثلا لِلْكَاتِبِ النِّحْرِير الكافِي. يُقَال: إنّهُ لَمِشَلُّ عُونٍ. سلَمة، عَن الْفراء: الشُّلةُ النِّيَّةُ فِي السَّفر، يُقَال: أَيْن شُلَّتُهم؟ أَي نِيَّتُهم. والشُّلَّةُ: الدِّرعُ، والشُّلّة: الطّرْدَة، قَالَ: والشُّلّي النِّيَّةُ فِي السَّفر والصَّوم وَالْحَرب، يُقَال: أَيْن شُلاّهُمْ؟ لش: قَالَ اللَّيْث: اللَّشْلَشَةُ كثرَةُ التَّرَدُّدِ عِنْد الفَزَع، واضْطِرابُ الأحشاءِ فِي مَوضِع بعد مَوْضع، يُقَال: جَبَانٌ لَشْلاَشٌ. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: اللَّشُّ: الطّرْدُ. (بَاب الشين وَالنُّون) ش ن شَنَّ، نَشَّ: (مستعملان) . شن: الحرانيّ، عَن ابْن السّكيت، قَالَ الأصمعيّ: شَنّ عَلَيْهِم الْغَارة، أَي فَرَّقها وَقد شَنَّ المَاء على شَرَابِه، أَي فَرَّقَه عَلَيْهِ، وشَنَّ عَلَيْهِ دِرْعَه، إِذا صَبَّها، وَلَا يُقال سَنّها، وَكَذَلِكَ شَنَّ الماءَ على وَجْهه، أَي صَبَّه عَلَيْهِ صَبّاً سَهْلاً. وَفِي الحَدِيث: (إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أمَرَ بِالْمَاءِ فَقُرِّسَ فِي الشِّنان) .

قَالَ أَبُو عُبيد: الشِّنانُ الأَسْقِيَةُ، والْقِرَبُ الخُلْقَان، يُقَال للسِّقَاءِ شَنٌّ، ولِلقرْبَة شَنٌّ، وَإِنَّمَا ذُكِرَ الشِّنانُ دُونَ الجُدُدِ لِأَنَّهَا أشَدُّ تَبْريداً للْمَاء، والتَّقْريسُ: التبْرِيد. وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود: أَنه ذَكَرَ القُرآن فَقَالَ: (لَا يَتْفَهُ وَلَا يَتَشَانّ) مَعْنَاهُ أَنه لَا يَخْلَقُ على كَثرَة القِراءَةِ والتَّرْدَاد، وَهُوَ مَأْخوذٌ من الشَّنّ أَيْضا. وَقد اسْتَشَنَّ السِّقَاءُ إِذا صَار شَنّاً خَلقاً، وشَنَّنَ السِّقاء أَيْضا. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّنِينُ قَطَرانُ الماءِ من الشَّنّةِ شَيْءٌ بعد شَيْءٍ. وأَنْشد: يَا مَنْ لِدَمْعٍ دَائم الشَّنِين وَكَذَلِكَ التّشْنَانُ والتَّشْنِينُ. وَقَالَ الشَّاعِر: عَيْنَيَّ جَودَا بالدُّموع التّوَائِم سِجَاماً كتَشْنانِ الشَّنَانِ الهزَائم قَالَ: والتّشنُّنُ فِي جلد الْإِنْسَان التَّشَنُّجُ عِنْد الْهَرمِ. وَأنْشد: بَعْدَ اقْوِرَارِ الْجِلْدِ والتَّشَنُّنِ أَبُو عُبيد، عَن الأصمَعي: الشُّنَانُ: الماءُ البَارِد. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: بمَاءٍ شُنانٍ زَعْزَعَتْ مَتْنَهُ الصَّبا وجادَتْ عَلَيْهِ دِيمَةٌ بَعْدَ وابِل وَقَالَ أَبُو زيد: فِي الجَبِينِ الشّانّان، النُّون الأولى ثَقيلَة وَلَا همز فِيهِ، وهما عِرْقانِ يَنْحدِران من الرّأس إِلَى الحاجِبَيْن ثمَّ العَينين. وَقَالَ ابْن السّكيت نَحوه. وأَخبرني المنذريّ، عَن الحَرْبِيّ، عَن عَمْرو، عَن أَبِيه، قَالَ: هما الشَّأْنان بالْهَمْزْ، وهما عرقان؛ وَاحْتج بقوله: كأنَّ شَأْنَيْهما شَعِيبُ وَقَالَ ابْن السّكيت فِي قَول الْعَرَب: وَافَقَ شَنٌّ طَبَقَة، قَالَ: هُوَ شَنُّ بنُ أَفْصَى بن عبد الْقَيْس بن أَفْصَى بن دُعْمِيّ بن جَدِيلَة بن أَسد بن رَبيعة بن نِزار، وطَبَقٌ: حَيٌّ من إِيَاد، وَكَانَت شَنُّ لَا يُقامُ لَهَا فَوَاقَعَتْها طَبَقٌ فانتَصَفَتْ مِنْهَا، فَقيل: وافَقَ شَنٌّ طَبَقَة، ووافَقه فاعْتَنَقَه. وَأنْشد: لَقِيَتْ شَنٌّ إِيَاداً بالْقَنَا طَبَقاً، وَافَقَ شَنٌّ طَبَقهْ وأَخبرني المنذريّ، عَن الحَرْبيّ، قَالَ: قَالَ الأصمعيّ: كَانَ قَوْمٌ لَهُم وِعَاءٌ من أَدَم فَتَشَنَّنَ عَلَيْهِم فَجَعَلُوا لهُ طبَقاً فوافَقه، فَقيل: (وافَقَ شَنٌّ طَبَقَه) . وَيُقَال: شَنَّ الجَمَلُ من الْعَطش يَشِنُّ: إِذا يَبِسَ، وشَنَّت الْقِرْبةُ تَشِنُّ: يَبِسَتْ.

ورُوي عَن عمر أَنه قَالَ لِابْنِ عَبَّاس فِي شَيْء شاوَرَه فِيهِ، فأَعْجَبه كَلَامه، فَقَالَ: (نِشْنِشَةٌ أَعْرِفُها من أَخْشَن) . قَالَ أَبُو عُبيد: هَكَذَا حَدَّث بِهِ سُفْيان، وأَمَّا أهل الْعَرَبيَّة فَيَقُولُونَ غَيره. قَالَ الأصمَعِيّ: إِنَّمَا هُوَ شِنْشِنَةٌ أَعْرِفها من أَخْزَم. قَالَ: وَهَذَا بَيت رَجز تمثَّل بِهِ. قَالَ: والشِّنشِنَةُ قد تكون كالْمُضْغَة أَو القِطعَة تُقْطَع من اللّحم، قَالَ: وَقَالَ غيرُ وَاحِد: بل الشِّنشِنَةُ مِثلُ الطّبيعة والسَّجِيَّة، فَأَرَادَ عُمر أنِّي أعرِفُ فِيك مَشَابِهَ من أَبِيكَ فِي رَأْيِه وعَقْلِه. وَيُقَال، إنَّهُ لم يَكُنْ لِقُرَشِيّ رَأْيٌ مثلُ رَأْي الْعَبَّاس. وَقَالَ ابنُ الكلبيّ: هَذَا الرَّجزُ لأَبي أخزم الطائيّ، وَهُوَ قَوْله: إنَّ بَنِيَّ زَمَّلُونِي بالدَّمِ شِنْشِنَةٌ أَعْرِفُها مِنْ أَخْزَمِ وَقَالَ أَبُو عُبيدة، يُقَال: شِنْشِنَةٌ ونِشْنشَةٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّنُون المَهْزُول من الدَّواب، قَالَ: وَيُقَال الشَّنُون السَّمين. قَالَ: والذّئْبُ الشَّنُون: الجائِع، وَأنْشد: يَظَلُّ غُرابُها ضَرِماً شَذَاهُ شَجٍ بخُصُومَةِ الذِّئْبِ الشَّنُونِ وَقَالَ أَبُو خَيرة: إنَّما قيل لَهُ شَنُون؛ لأنَّه قد ذَهَب بعض سِمَنِه، فقد اسْتَشَنَّ كَمَا تُسْتَشَنُّ الْقِرْبَة، وَيُقَال للرَّجل وَالْبَعِير إِذا هُزِلَ: قد اسْتَشَنَّ. وَقَالَ اللحيانيّ: يُقَال مَهْزُولٌ ثمَّ مُنْقٍ إِذا سَمِنَ قَلِيلا، ثمَّ شَنُونٌ، ثمَّ سَمِينٌ، ثمَّ سَاحٌّ، ثمَّ مُتَرَطِّم، إِذا انْتَهى سِمَناً. ابْن السّكّيت، عَن أبي عَمْرو، يُقَال: شَنَّ بسَلْحِه، إِذا رَمَى بِهِ رَقيقاً، والحُبْارَى تَشُنُّ بِذَرْقها، وَأنْشد: فَشَنَّ بالسَّلْحِ فلمَّا شَنّا وَقَالَ النَّضر: الشَّنِين اللَّبن يُصَبُّ عَلَيْهِ الماءُ حَلِيباً كانَ أَو حَقِيناً. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الشَّوَانُّ من مَسايِلِ الجِبال الَّتِي تَصُبُّ فِي الأودية من الْمَكَان الغليظ واحدتها شَانَّةٌ. نش (نشنش) : أَبُو عُبيد: نَشنَش الرجلُ المرأَةَ ومَشْمشها، إِذا نَكَحَهَا، وَأنْشد: بَاكَ حُيَيٌّ أُمَّهُ بَوْكَ الفَرَسْ نَشْنَشها أَرْبَعَةً ثُمّ جَلَسَ وَفِي الحَدِيث أنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يُصْدِق امرأَةً من نِسَائه أَكثر من ثِنْتَيْ عشرةَ أُوقيَّة ونَشّاً. قَالَ أَبُو عبيد، قَالَ مُجَاهِد: الأُوقِيَّة أَرْبَعُون، والنَّشُّ عشرُون. قلت: وتصديقُه مَا حدَّثنا بِهِ عبدُ الْملك عَن الرّبيع عَن الشافعيّ عَن الدْرَاوَرْدِيّ، عَن يزِيد بن عبد الله، عَن الْهَادِي، عَن مُحَمَّد ابْن إِبْرَاهِيم التَّيميّ، عَن أبي سَلمة بن عبد الرحمان قَالَ: سأَلتُ عَائِشَة: (كَمَا كَانَ صَداقُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟

قَالَت: (كَانَ صداقهُ لأزْوَاجه اثْنَتَيْ عَشرة أُوقِيَّة ونَشّاً) . قَالَت: والنَّشُّ نِصْفُ أُوقِيَّة. شَمِر، عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: النَّشّ النِّصْفُ من كلِّ شَيْء، نَشُّ الدِّرْهَم، ونَشُّ الرّغيف: نِصْفه، وَأنْشد: مِنْ نِسْوَةٍ مُهُورُهُنَّ النَّشُّ وَأَخْبرنِي المنذريّ، عَن الْحَرْبِيّ، قَالَ: نَشَّ الْغَدِيرُ إِذا نَصَبَ ماؤُه، وسَبَخَةٌ نَشَّاشَةٌ تَنِشُّ من النزِّ. قَالَ: والْقِدْرُ تَنِشُّ، إِذا أَخَذت تَغْلِي. وَقَالَ اللَّيْث نحوَه: نَشّ المَاء، إِذا صبَبْتَه فِي صَاخِرَةٍ طَال عهدُها بالماءِ، ونشيش اللَّحْم: صَوْتُه إِذا قُلِي، والخمرُ تَنِشُّ إِذا أَخَذت فِي الغليان، وَفِي الحَدِيث: (إِذا نَشَّ فَلاَ تَشْرَبْه) . وَفِي حَدِيث عمر: (أنَّه كَانَ يَنُشُّ الناسَ بعد الْعشَاء بالدِّرَّة) . قَالَ شَمِر: صَحّ الشِّينُ عَن شُعْبة فِي حَدِيث عمر، وَمَا أرَاهُ إلاَّ صَحِيحا، وَكَانَ أَبُو عبيد يَقُول: إنَّما هُوَ يَنُسُّ أَو يَنُوشُ. قَالَ شَمِر: يُقَال نشنَشَ الرَّجُلُ الرَّجلَ إِذا دَفَعَه وحَرّكه، ونشنَشَ مَا فِي ذَلِك الْوِعَاء إِذا نَثَرَه وتَنَاوَله، وأنشدَ ابنُ الأعرابيّ: الأُقْحُوانَةُ إذْ بَيْتِي يُجَانِبُها كالشَّيخ نشنش عَنهُ الفارسُ السَّلبَا وَقَالَ الكُميت: فَغَادَرْتُها تَحْبُو عَقِيراً ونشْنشُوا حَقِيتَهَا بَيْن التّوزُّعِ والنَّتْرِ أَي حَرّكوا ونفَضُوا. قَالَ: ونشْنَشَ ونَشّ، مثل نَسْنَسَ ونَسّ بِمَعْنى ساقَ وطَرَد. وَقَالَ اللَّيْث: النَّشْنَشةُ: النّفْضُ والنَّتْر. أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ: النَّشُّ السَّوْقُ الرّفيق، والنَّشُّ: الخَلْط، وَمِنْه قيل: زَعْفَران مَنْشُوش. وروى عبد الرازق، عَن ابْن جُرَيج، قلت لعطاء: الْفَأْرَةُ تَموتُ فِي السَّمْن الذّائب أَو الدُّهْن؟ قَالَ: أَمَّا الدُّهْنُ فَيُنَشُّ ويُدْهَنُ بهِ إِن لم تَقْذَرْه. قلت: لَيْسَ فِي نَفسك من أَن تَأْثمَ إِذا نُشّ؟ . قَالَ: لَا. قلت: فالسَّمن يُنَشُّ ثمَّ يُؤكَلُ بِهِ؟ . قَالَ: لَيْسَ مَا يُؤكَلُ بِهِ كهيْئَة شيءٍ فِي الرَّأْس يُدَّهَنُ بِهِ. أَخْبرنِي عبد الْملك، عَن الرّبيع، عَن الشّافعي، قَالَ: الأدْهانُ دُهْنان: دُهْنٌ طَيِّبٌ مثل الْبان الْمَنْشُوش بالطِّيب، ودُهْنٌ لَيْسَ بالطَّيِّب، مثل سَلِيخَةِ غير مَنْشُوقٍ مثل الشَّبْرَق. قَالَ الأزهريّ: المَنْشُوش بالطِّيب إِذا رُبِّي بالطِّيب الَّذِي يَخْتَلِطُ بِهِ، فَهُوَ مَنْشُوسٌ، والسَّلِيخَةُ: مَا اعْتُصِرَ من ثَمَر البان، وَلم يُرَبَّبْ بالطِّيب. وَقَالَ شَمِر: قَالَ أَبُو زيد الأَبَانِيَّ: رجُلٌ نَشْنَاشٌ، وَهُوَ الكَمِيشَةُ يَداه فِي عَمَلِه، يُقَال: نَشْنَشَهُ، إِذا عَمِلَ عملا فَأَسْرع فِيهِ، وَيُقَال: نَشْنَشَ الطَّائِرُ رِيشَهُ بِمِنْقَارِه، إِذا

باب الشين والفاء

أَهْوَى لَه إِهْواءً خَفِيفاً فَنَتَفَ مِنْهُ وطَيَّرَ بِهِ، وَكَذَلِكَ لَو وَضَعْتَ لَهُ لَحْمًا فَنَشْنَشَ مِنْهُ إِذا أكَلَ بعَجَلَةِ وسُرْعة. وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاء، عبدٌ لِبَلْعَنْبَرَ، يَصِفُ حَيَّةً نَشَطَتْ فِرْسَنَ بعيرٍ: فَتَشْنَشَ إِحْدَى فِرْسَنَيْها بِنَشْطَةٍ رَغَتْ رَغْوَةً مِنْها وكادتْ تَقَرْطَبُ تقَرْطَبُ: تَسْقُطُ، وَرجل نَشْنَشِيُّ الذِّراعَ وَوَشْوَشِيُّ الذِّرَاع، وَهُوَ الخفيفُ فِي عَمَلِهِ ومِراسِه. سَلمَة، عَن الْفراء: النَّشْنَشَةُ صَوْتُ حَرَكَة الدُّروع، والْمَشْمَشَةُ: تَفْرِيقُ الْقُماش. نشن: قَالَ ابْن بُزُرْج فِيمَا قَرَأت لَهُ بِخَط أبي الْهَيْثَم: نَشِنَ الرجل نَشَناً، إِذا هَلَكَ، فَهُوَ نَشِنٌ. (بَاب الشين وَالْفَاء) ش ف شفَّ، فشَّ: (مستعملان) . شف: قَالَ اللَّيث: الشَّفُّ ضَرْبٌ من السُّتور يُرِي مَا وَرَاءه. وَهُوَ سِتر أَحْمَر من صوف، وجَمعه شُفُوف. وَيُقَال: علّق على بَابه شَفّاً، وَأنْشد: زانَهن الشُّفُوفُ يَنْضَحْن بالمس ك وعيش مُفانقٌ وحَريرُ واسْتَسْفَفْتُ مَا وَرَاءه إِذا أَبْصَرْتَه، وشَفَّ الثَّوبُ عَن الْمَرْأَة يَشِفُّ شُفُوفاً، وَذَلِكَ إِذا بَدا مَا وراءَه من خَلْقِها. وَفِي حَدِيث عمر: (لَا تُلْبِسُوا نساءَكم الْقَباطِيَّ؛ فإنَّه إلاَّ يَشِفُّ فإنّه يَصِفُ) . وَمَعْنَاهُ: أنَّ قَبَاطِيَّ مِصْر ثِيابٌ دِقاق، وَهِي مَعَ دِقَّتها صِفيقَةُ النَّسْج، فَإِذا لَبِسَتْها المرأةُ لَصقَتْ بأَرْدافِها فوصَفَتْها، فَنهى عمر عَن إلْباسِها النّساء؛ لأنَّها تَلْزَقُ بِبَدن الْمَرْأَة لِرِقَّتِها فَيُرَى خَلْقُها وَرَاءَهَا من خارجٍ ناتئاً يَصِفُها، وأَمَرَ أَنْ يُكْسَيْنَ من الثّياب مَا غَلُظَ وجَفا؛ لأنَّهُ أَسْتَرُ لخَلْقِها. وَأَخْبرنِي المُنذريّ، عَن أبي الهَيْثم أَنه قَالَ: يُقَال: شَفَّهُ الْهَمُّ والحُزْن، أَي هَزَلَه وأَضْمَرَهُ حَتَّى رَقَّ وَهُوَ من قَوْلهم: شَفَّ الثَّوْب، إِذا رق حَتَّى أَنْ يَصِفَ جِلْدَ لابِسِهِ، وَتقول للبزاز: اسْتَشِفّ هَذَا الثَّوْب، أَي اجْعَلْه طَاقاً وارْفَعْهُ فِي ظِلَ حَتَّى أنْظُر، أَكَثِيفٌ هُوَ أَو سَخِيف؟ . ونقول: كَتَبْتُ كِتاباً فَاسْتَشِفَّه، أَي تَأَمَّلْ فِيهِ، هَل وَقَعَ فِيهِ لَحْنٌ أَوْ خَلَل؟ وأخبَرَني الْمُنذريّ، عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ، أنّه أنْشدهُ: تَغْتَرِقُ الطَّرْفَ وَهِي لاهِيَةٌ كَأَنَّما شَفَّ وَجْهُها نَزَفُ وجاءَ فِي حديثٍ فِي الصَّرْف: فَشَفَّ الخَلْخَالانِ نَحْواً من دَانِقٍ فَقَرَضَه. قَالَ شمر: شَفَّ، أَي زَادَ.

وَقَالَ الْفراء: الشِّفُّ. الفَضْل، يُقَال: شَفَفْتُ عَلَيْهِ تَشِفُّ، أَي زِدْتَ عَلَيْهِ، وَفُلَان أَشَفُّ من فلَان، أَي أَكْبَرُ قَلِيلاً. وَقَالَ غَيره: شُفَّ عَلَيْهِ، أَي زِيدَ عَلَيْهِ وفُضِلَ. وَقَالَ جرير: كانُوا كَمُشْتَرِكِين لما بايَعوا خَسِرُوا وشُفَّ عليهمُ واسْتُوضِعُوا قَالَ شمر: والشِّفّ النَّقص أَيضاً، يُقَال: هَذَا دِرْهم يَشِفُّ قَلِيلا، أَي يَنْقُص. وَلَا أَعْرِفَنْ ذَا الشَّفِّ يَطْلُبُ شِفَّهُ يُداوِيه مِنْكم بالأَدِيمٍ الْمُسَلَّمِ أَرَادَ: لَا أَعْرِفَنّ وضِيعاً يَتَزَوَّج إِلَيْكُم لِيَشْرُفَ بكُم. وَقَالَ ابْن شُميل: يَقُول الرجل للرجل: أَلاَ أَنَلْتَني مِمَّا كَانَ عنْدك؟ فَيَقُول: إِنَّه شَفَّ عَنْك أَي قَصُرَ عَنْك. والمُسَلَّمُ: الأدِيمُ الَّذِي لَا عَوَارَ فِيهِ. الحرانيّ، عَن ابْن السّكيت: الشَّفُّ بِالْفَتْح: السِّتْرُ الرّقيق، والشِّفُّ: الرِّبْح والْفَضْل، والشِّفُّ أَيْضا: النُّقْصان. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد، يُقَال: ثَوْبٌ شَفٌّ وشِفٌّ: للرَّقيق. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للفَضْل والرِّبْح: شَفُّ، وشِفّ. قلت: وَالْمَعْرُوف فِي الفَضْل الشِّفُّ بِالْكَسْرِ، وَلم أسمع الْفَتْح لغير اللَّيْث. وَقَالَ الجعِديّ يصف فرسَين: واسْتَوَتْ لِهْزِمَتَا خَدَّيْهِما وجَرَى الشِّفُّ سَواءً فاعْتَدَلْ يَقُول: كادَ أَحدهمَا يَسْبِقُ صَاحبه فاسْتَويا وذَهَب الشِّف. قَالَ: والشِّف من المَهْنَأ، يُقَال: شِفٌّ لَك يَا فُلان، إِذا غَبَطْتَه بشَيء، قلتَ لَهُ ذَلِك. وَقَالَ الأصمعيّ: أَشَفّ فلانٌ بعض بَنيه على بَعْض، إِذا فَضَّله. وَيُقَال: إِن فلَانا ليَجِد فِي أَسنانه شفِيقاً، أَي بَرْداً. وَيُقَال: إنَّ فِي ليلتنا هَذِه شِفَّاناً شَدِيدا، أَي بَرْداً. وَفِي حديثِ أمّ زَرْع: أنّ إحْدى النّساء وَصَفَتْ زَوْجها. فَقَالَت: (زَوْجي إنْ أكَلَ لَفّ وَإِن شَرِبَ اشْتَفَّ) . وَمعنى اشْتف أَي شَرِبَ جَمِيع مَا فِي الْإِنَاء، والشُّفَافَةُ: آخِرُ مَا يَبْقى فِيهِ. وَمن أمثالهم: (لَيْسَ الرِّيُّ عَن التشافّ) ، مَعْنَاهُ: لَيْسَ مَن لَا يَشرب جَمِيع مَا فِي الْإِنَاء لَا يَرْوَى. يُقَال: تَشافَفْتُ مَا فِي الْإِنَاء، واشْتَفَفْتُه إِذا شرِبتَ جَمِيع مَا فِيهِ وَلم تُسْئِرْ فِيهِ شَيْئا. وَيُقَال للبعير إِذا كَانَ عَظِيمَ الجُفْرَة: إِن جَوْزَه لَيشتفُّ حِزامه، أَي يَسْتَغْرِقُه كلّه حَتَّى لَا يَفْضُلَ مِنْهُ شَيءٌ.

وَقَالَ كعبُ بن زُهَيْر: لَهُ عُنُقٌ تَلْوِي بِمَا وَصَلتْ بِهِ ودَفّانِ يَشْتَفّان كلَّ ظِعَانِ والظِّعان: الحبلُ الَّذِي يُشَدُّ بِهِ الهَوْدَجُ على البَعير. قَالَ، وَيُقَال: شَفَّ فَمُ فلَان شَفِيفا وَهُوَ وجَعٌ يكون من البَرْدِ فِي الأسْنان واللِّثاثِ. وَقَالَ أَبُو سَعيد، يُقَال: فلَان يجِدْ فِي مَقْعدته شَفِيفاً، أَي وَجعاً. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: شَفْشَفَ الحَرُّ والْبَرْدُ الشَّيءَ، إذَا يَبَّسَه. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّفْشفَة: الارْتِعادُ والاخْتِلاط، والشفْشَفةُ: سُوء الظّنِّ مَعَ الْغَيْرَة. وَقَالَ الفرزدق يصف نسَاء بالعفاف: مَوَانِعُ للأسْرار إلاّ لأَهْلهَا ويُخْلِفْنَ مَا ظَنَّ الغيور المُشَفْشِفُ أَرَادَ المشفشف الَّذِي شفت الغَيْرَةُ فُؤادَه فأَضمَرَتْه وهَزَلَتْه، وكَرَّر الشين وَالْفَاء تَبْليغاً كَمَا قَالُوا مُحَثْحَث، وَقد تَجَفْجَفَ الثّوب من الْجَفَاف والشُّفوف: نُحول الْجِسْم من الهَمِّ والوَجْد. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: رجل مُشَفشَف سَخِيف سَيَّىء الخُلق. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الشَّفْشَفَة تَشْوِيطُ الصقيع نَبْتَ الأَرْض فيحرِقُه، أَو الدَّوَاء تَذُرُّه على الجُرح يُقَال: شوَّطة وشيّطة. وَفِي حَدِيث أنس أَنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خطب أصحابَه يَوْماً وَقد كادَت الشَّمْس تَغربُ فَلم يَبْق مِنْهَا إِلَّا شِفٌّ يَسير. قَالَ شمر: مَعْنَاهُ إِلَّا شَيْءٌ يَسير. وشُفَافَة النَّهارِ: بَقِيَّتُه وَكَذَلِكَ الشفَا: بَقِيَّةُ النَّهار. وَقَالَ ذُو الرمة: شُفَافَ الشفَا أَوْ قَمْسَة الشمسِ أَزْمَعا رَوَاحاً فَمَدّا من نَجَاءٍ مُهَاذِبِ وقَمْسَة الشَّمْس: غُيوبُها. ابْن بزرج قَالَ: يَقُولُونَ من شُفوفِ المَال قَد شَفّ، وَهُوَ يَشفُّ، وَكَذَلِكَ الْوَجَعُ يَشُّفّ صاحِبَه مَضْمومة. قَالَ: وَقَالُوا شَفّ الفَمُّ يَشف مَفْتُوح، وَهُوَ نتْنُ رِيحٍ فِيهِ. قَالَ: والثّوبُ يَشفُّ فِي رِقَّته، والشِّفُّ مكسور، بَثْرٌ يَخْرج فَيُرْوِح. قَالَ: والمَحْفوفُ مثل المشْفُوف المخنوع من الْحَفَفِ، والحَفّ. فش: قَالَ اللَّيْث: الفَشُّ حَمْلُ اليَنْبُوتِ، الواحدةُ فَشَّه، والجميع الفِشاش. قَالَ: والْفَشُّ: تَتَبُّعُ السّرِقَةِ الدّون، وَأنْشد: ونَحْنُ وَلِيناهُ فَلَا تَفُشُّهْ وابْنُ مُضاضٍ قائمٌ يَمُسُّهْ

باب الشين والباء

يَأْخُذ مَا يُهْدَى لَهُ يَقُشُّهْ كَيْفَ يُوَاتِيه وَلاَ يَؤُشُّه قَالَ: والْفِشَاشُ: الكساء الْغَلِيظ، والْفَشُّ: الْفَسْوُ. وَقَالَ رؤبة: واذْكُرْ بَنِي النَّجَاخَةِ الْفَشُوشِ وَيُقَال للسِّقاءِ إِذا فُتِحَ رأْسُه وأُخرِجَ مِنْهَا الرِّيح: فُشَّ يُفَشُّ، وَقد فَشَّ السِّقاءُ يَفِشُّ. والانْفِشَاشُ: الفَشَلُ والانْكِسار عَن الأَمْر، والفَشُّ: الْحَلْبُ، والفَشُوشُ: الّتي تُحْلَبُ، وَهِي الفَشَّاء. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: الفَشُوشُ: الكِسَاءُ السَّخِيفُ. والفَشوشُ: الْخَرُّوبُ. والفَشُوشُ: النَّاقَة الواسِعَة الإِحْليل. والفَشُوش: الأَمَة الفَسَّاءَة، وَهِي المْفَصَّعَة والمُطَحْرَبَة. أَبُو عَمْرو: وفَششْتُ الزِّقّ، إِذا أخرجتَ رِيحَه، وَمن أمثالهم. لأَفُشَّنَّك فَشَّ الْوَطْبِ. أَي لأُخْرِجَنَّ غَضَبك من رَأْسِك. أَبُو عبيد، عَن الأمَوِي: فَشَشْتُ النَّاقَة أُفُشَّها فَشّاً، إِذا أَسْرَعْتَ حَلْبَها. وَقَالَ ابْن شُميل: هَجْلٌ فَشٌّ لَيْس بِعَميقٍ جدّاً وَلَا مُتَطامِن، وَقَالَ: نَاقَةٌ فَشُوشٌ، أَي يَتَشَعَّبُ إِحْلِيلُها، مِثْلَ شُعاعِ قَرْن الشَّمْسِ حِين تَطْلُع، أَي يَتَفَرَّقُ شُخْبُها فِي الْإِنَاء فَلَا يُرَغَّى، بَيِّنَةُ الفِشاش. وَيُقَال: انفَشَّت عِلّةُ فلَان، إِذا أَقبَلَ مِنْهَا. سَلمَة، عَن الْفراء، قَالَ: الفَشْفَشَةُ ضَعْفُ الرَّأي، والفَشْفَشَةُ الخَرُّوبة. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الفَشُّ الطَّحْرَبَة، والفَشُّ النَّميمَة، والفَشُّ الأحْمق، والفَشُّ الْخرُّوب، والفَشُّ: الكِسَاء الرَّقيق. (بَاب الشين وَالْبَاء) ش ب شب، بش. شب: قَالَ اللَّيْث: الشَّبّ حَجَرٌ مِنها الزَّاجُ وأَشْبَاهُه، وأَجْوَدُها مَا جُلِبَ من الْيمن، وَهُوَ شَبٌّ أَبيض لَهُ مَضِيضٌ شَدِيد. وشَبَّة: اسمُ رجل، وَكَذَلِكَ شَبيب. أَبُو نصر عَن الأصمعيّ: شَبَّ الغُلاَم يَشِبُّ شَبابَا، وشَبَّ الفَرَسُ يَشِبُّ شِباباً وشُبوباً وَشَبِيباً، إِذا نَشِطَ ومَرِح. وَقَالَ ذُو الرمة: شُبُوبَ الْخَيْلِ تَشْتَعِلُ اشْتِعَالا وشَبَبت النارَ فَأَنا أَشُبُّها شَبّاً وشُبُوباً، وَيُقَال: إنَّ شَعْرَ فُلانَة يَشُبُّ لَوْنَها، إِذَا كَانَ يُحَسِّنُه ويُظْهِرُ حُسْنَه وبَصِيصَه، وَيُقَال للرَّجل الْجَمِيل: إنَّه لَمَشْبُوب. وَيُقَال: أَشَبَّتْ فلانةُ أوْلاداً، إِذا شَبّ لَهَا أَوْلاد. وَيُقَال للثَّور إِذا كَانَ مُسِنّاً: شَبَبٌ ومُشِبُّ وشَبُوب. وَيُقَال: فَعَلَ ذَلِك فِي شَبِيبتِه، وامْرَأَةٌ

شَابَّةٌ، ونِسْوَةٌ شَوَابّ. وَقَالَ أَبُو زيد: يَجُوز نِسْوَةٌ شَبَائب فِي معنى شَوَابّ، وَأنْشد: عَجَائِزٌ يَطْلُبْنَ شَيئاً ذَاهِبَا يَخْضِبْنَ بالحِنّاءِ شَيْباً شَائِبَا يَقُلْن كُنَّا مَرَّةً شَبائِباً قلت: شَبائبُ جمع شَبَّة لَا جمع شَابَّة، مثل ضَرْة وضَرَائِر. وكَنَّه وكَنَائِن. وشِبَابُ الفَرَسِ: أَنْ يَرْفعَ يَدَيْهِ جَميعاً كأَنَّه يَنْزُو وَنَزَواناً. وَفِي الحَدِيث: (اشْتَشِبُّوا على أَسْوُقِكُم على الْبَوْل) ، يَقُول: اسْتَوْفِزُوا عَلَيْهَا وَلَا تُسِفّوا من الأَرْض. وعَسَلٌ شَبَابِيّ: يُنْسَبُ إِلَى بني شَبَابَةَ، قَوْمٍ بالطَّائف من بني مالِك بن كنَانَة، يَنْزِلون الْيمن. وتَشْبيبُ الشِّعر: تَرقيقُ أوّله بِذكر النِّساء، وَهُوَ من تَشْبِيبِ النَّار وتَأْريثُها. أَبُو عبيد، عَن أبي زيد: أُشِبَّ لي الرَّجُلُ إشْباباً إِذا رَفَعْتَ طرفَك فرأَيْتَه من غير أَن تَرْجُوَه أوْ تَحْتَسِبه. وَقَالَ الهذليّ: حَتَّى أُشِبّ لَهَا رَامٍ بمُحْدَلَةٍ نَبْعٍ وبِيضٍ نَوَاحِيهِنّ كالسَّجَمِ قَالَ: السّجَمُ ضَرْبٌ من الْوَرق شَبّهَ النِّصَالَ بهَا. وَيُقَال: لَقِيتُ فلَانا فِي شبابِ النَّهَار، أَي فِي أوّله. عَمْرو، عَن أَبِيه، قَالَ: شَبْشَبَ الرَّجل، إِذا نَمَّمَ، وشَبَّ، إِذا رُفِعَ، وشَبَّ إِذا لَهَب. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: من أسماءِ الْعَقْرب الشّوْشب، وَيُقَال للقملة: الشّوْشبَة. بش: قَالَ اللَّيْث: الْبَشّ اللُّطْف فِي الْمَسْأَلَة، والإقبال على أخِيك. تَقول: بَشِشتُ بِهِ بَشّاً وبَشَاشَةً، ورَجُلٌ هَشٌّ بَشٌّ. قَالَ: والبَشِيشُ: الوَجْهُ. يُقَال: رجُلٌ مُضِيٌّ البَشيش، أَي مُضِيءُ الوَجْه. وَقَالَ رؤبة: تكَرُّماً والهشُّ للتَّهْشِيشِ وارِي الزِّناد مِسْفِر الْبَشِيش وَفِي الحَدِيث: (لَا يُوطِنُ رجلٌ المساجدَ للصَّلاة والذِّكْر إلاّ تَبشْبَشَ اللَّهُ بِهِ حِين يَخْرُج من بَيته، كَمَا يتَبَشْبَشُ أهلُ الْبَيْت بغائبهم إِذا قَدِمَ عَلَيْهِم) وَهَذَا مَثَلٌ ضربه لتلقِّيه جلّ وعزّ بِبِرِّه وكرامته وتَقْرِيبه إيّاه. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: الْبَشُّ فَرَحُ الصّديق بِالصديقِ، والتَّبَشْبُش فِي الأَصْل التَّبَشُّش، فاستُثْقل الْجمع بَين ثَلَاث شِينات فقُلِبَتْ إِحْدَاهُنَّ بَاء.

باب الشين والميم

(بَاب الشين وَالْمِيم) ش م شم، مش. قَالَ اللَّيْث: الشَّمُّ من قَوْلك شَمِمْتُ الشيءَ أَشَمُّه، وَمِنْه التَّشَمُّم كَمَا تَشَمَّمُ البهيمةُ، إِذا التَمَسَتْ رِعْياً، قَالَ: والمشامَّة مُفَاعلةٌ من شامَمْتُ العدوَّ، إِذا دَنَوْتَ مِنْهُم حَتَّى يَرَوْكَ وتراهم. والشَّمَمُ: الدُّنُوَّ، اسمٌ مِنْهُ. يُقَال: شامَمْنَاهُمْ وناوَشْنَاهم. قَالَ الشَّاعِر: وَلم يَأْتِ للأمْرِ الَّذِي حَال دونه رجالٌ هُمُ أعداؤك الدَّهرَ من شَمَمْ أَي من قُرب. عَمْرو، عَن أَبِيه: هُوَ عَدُوُّك من شَمَم وَمن زَمَم، أَي من قُرْبٍ. وَفِي حَدِيث عليّ أَنه قَالَ حِين بَرَزَ لعَمْرو ابْن وُدّ: (أَخرُجُ إِلَيْهِ، فأُشامُّه اللِّقَاء) أَي أَنظُر مَا عِنْده. يُقَال: شامِمْ فلَانا، أَي انْظُر مَا عِنده. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: الشَّمُّ مصدر شَمِمْتُ، والشَّمَمُ: طول الْأنف، ووُرُودٌ من الأرْنَبة، والنعت: رجل أَشَمّ، وامرأَةٌ شَمَّاء، وجبل أشمّ: طويلُ الرَّأْس. قَالَ: وشَمَام: جَبَلٌ لَهُ رأْسان يُسميان ابنَيْ شَمَام. قَالَ: والإشمَامُ أَن تُشِمَّ الحرْفَ السَّاكِن حرْفاً كَقَوْلِك فِي الضَّمَّة: هَذَا العملُ وتسكُتْ، فتجدُ فِي فِيك إشماماً للاّم لم يبلغ أَن يكون واواً وَلَا تحريكاً يُعتد بِهِ، وَلَكِن شَمَّةٌ من ضمَّةٍ خَفِيفَة، وَيجوز ذَلِك فِي الْكسر وَالْفَتْح أَيْضا. وأشَمَمْتُ فلَانا الطِّيب. وَتقول للوالِي: أَشْمِمْنِي يَدك، وَهُوَ أحسن من قَوْلك: ناولْني يَدَك أُقَبِّلها. ابْن السّكيت، عِنْد أبي عَمْرو: أَشَمَّ الرَّجلُ يُشِمّ إشماماً، وَهُوَ أَن يَمُرَّ رَافعا رأْسَه. وَحكي عَن بَعضهم أَنه قَالَ: عَرَضْتُ عَلَيْهِ كَذَا وَكَذَا فَإِذا هُوَ مُشِمٌّ لَا يُريدهُ، وَقَالَ: بيْناهم فِي وجْهٍ إِذْ أَشَمُّوا، أَي عَدَلُوا. قَالَ يَعْقُوب: وسمعْتُ الكلابيّ يَقُول: أَشَمُّوا، إِذا جارُوا عَن وجههم يَمِينا وشِمالاً، وَيُقَال: شَمِمْتُ الشيءَ أَشُمُّه شَمّاً وشَمِيماً، وبُرْقَةُ شَمَّاء: جبلٌ مَعْرُوف. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال لما يَبقى على الكِباسة من الرُّطَب: الشَّمَلُ والشَّماشم. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: شُمّ، إِذا اخْتُبِرَ، وشَمَّ، إِذا تَكبَّرَ. مش: قَالَ اللَّيْث: مَششْتُ المُشاشَ، أَي مَصَصْته مَمْضُوغاً. وَفُلَان يَمُشُّ مالَ فلَان، ويَمُشُّ من مالِه: أَخذَ الشيءَ بعد الشَّيْء، قَالَ: والْمشَشُ مَششُ الدَّابةِ

مَعْرُوف. أَبُو عبيد، عَن الْأَحْمَر: مَشِشَت الدَّابّةُ بِإِظْهَار التّضعيف، وَلَيْسَ فِي الْكَلَام مثلُه. وَقَالَ غَيره: ضَبِبَ المكانُ، إِذا كثُر ضبابُه، وأَلِلَ السِّقاءُ، إِذا خَبُثَ ريحُه. اللَّيْث: أمَشَّ العظْمُ وَهُوَ أَن يُمِخَّ حَتَّى يَتَمشّشَ. قَالَ: والمَشُّ، أَن تَمْسَحِ قِدْحاً بثوبك لِتُلَيَّنَه كَمَا تمشُّ الْوتر. والمشُّ: المَسْحُ. يُقَال: مَشّ يَده يَمُشُّهَا مَشّاً، إِذا مسحها بالمنديل. وَيُقَال: امْشُشْ مُخاطَه، أَي امْسَحْه. وَقَالَ أَبُو زيد، يُقَال: أَعْطِنِي مَشُوشاً أَمُشّ بِهِ يَدي، يُرِيد مِنديلاً. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى: أهل الْكُوفَة يَقُولُونَ: مَشْمَشٌ، وَأهل الْبَصْرَة يَقُولُونَ مِشمِش يَعْنِي الزَّرْدالو. وَقَالَ اللَّيْث: أَهلُ الشَّام يُسَمّون الإجَّاصَ مِشمشاً. أَبُو عُبيد: المُشَاشُ: رُؤوس العِظَامَ مثل الرّكبتين والمرفقين والمنْكبين، وَجَاء فِي صفة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ جليلَ المُشاش. أَبُو زيد، يُقَال: فلَان يمْتَشُّ من فلَان امْتشاشاً، أَي يُصِيب مِنْهُ، ويَمْتشنُ مِنْهُ مثلُه. أَبُو عُبيد، عَن الأُموي: مششْتُ النّاقة أُمُشُّها مَشّاً، إِذا حَلَبْتَ وتركْتَ فِي الضَّرع بعضَ اللَّبن. وَقَالَ غَيره، يُقَال: فلَان لَيِّنُ المُشَاسِ، إِذا كانَ طَيِّبَ النَّحِيزة عفيفاً عَن الطمع. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: امْتَشَّ المتَغَوِّطُ وامْتَشَع، إِذا أَزالَ القذَى عَن مَقْعَدتِه بِمَدَرٍ أوْ حَجر. قَالَ: والمَشُّ الحَلْبُ باستقصاء، والمشُّ الخُصُومة، والمشّ مَسْحُ الْيَدَيْنِ وبالمَشوشِ وَهُوَ المنديل الخشن، وامْتَشّ مَا فِي الضَّرَع، وامْتَشَعَ إِذا حَلَب جَمِيع مَا فِيهِ. شمر عَن ابْن شُمَيْل: المُشاشةُ جوفُ الأَرْض، وَإِنَّمَا الأَرْض مَسَكٌ، فمسكَةٌ كَذَّانة، ومَسَكَةٌ حجارةٌ عَظِيمَة، ومَسَكةٌ لَيِّنةٌ، وَإِنَّمَا الأَرْض طرائق فكلُّ طَريقَة مَسَكةٌ، والمُشَاشةُ: الطَّرِيقَة الَّتِي هِيَ حِجَارَة خَوَّارة وتراب، فَتلك المشاشة، وأَما مُشاشةُ الرَّكِيَّة فَجَبلُها الَّذِي فِيهِ نَبَطُها، وَهُوَ حجرٌ يَهْمى مِنْهُ المَاء، أَي يرشح فَهِيَ كَمُشاشةِ الْعِظَام تتحلّبُ أبدا. يُقَال: إنَّ مُشاشَ جَبَلِها لَيَتَحْلَّب، أَي يرشحُ مَاء. وَقَالَ غَيره: المشاشةُ أرضٌ صُلبة يُتّخذ فِيهَا رَكايا يكون من ورائِهَا حاجز، فَإِذا مُلِئت الرّكيةُ شَرِبت المشاشةُ الماءَ، فَكلما اسْتُقِيَ مِنْهَا دَلوٌ جَمَّ مَكَانهَا دَلْوٌ أُخْرَى.

أبواب الشين والضاد

أَبْوَاب الثلاثي الصَّحِيح من حرف الشين (أَبْوَاب الشين وَالضَّاد) ش ض ص ش ض س ش ض ز ش ض ط ش ض د ش ض ت ش ض ظ ش ض ذ ش ض ث مهملات. ش ض ر شرض: قَالَ اللَّيْث: يُقَال عَمَل شِرْواضٌ: رِخْوٌ ضَخْمٌ، فَإِن كَانَ ضخماً ذَا قَصَرَةٍ غَلِيظَة وَهُوَ صُلْبٌ، فَهُوَ جِرْوَاض. قَالَ رؤبة: بِهِ نَدُقُّ الْقَصَرَ الجِرْوَاضا شمرض: قَالَ: وَالشِّمِرْضَاضُ شَجَرةٌ بالجزيرة فِيمَا قيل، وَيُقَال: بل هِيَ كلمةُ مُعَاياةٍ، كَمَا قَالُوا: عُهْعُخ. فإِذا بدأْت بالضَّاد هُدر والْباقي مُهْمَل. (أَبْوَاب) الشين والصّاد) ش ص س ش ص ز س ص ط ش ص د ش ص ت ش ص ظ (ش ص ذ) ش ص ث (ش ض ر ش ض ل ش ض ن ش ض ف ش ض ب ش ض م مهملات) أهملت كلهَا. ش ص ر شرص. شصر: مستعملان. شرص: قَالَ اللَّيْث: الشِّرْصَتَان نَاحِيتا النَّاصِيَة وهُما أرَقُّهَا شَعْراً، ومنهما يَبْدَأ النَّزَعتان. والشَّرْصُ شَرصُ الزِّمام. وَهُوَ

فَقْر يُفْقَرُ على أنْفِ النَّاقة، وَهُوَ حَزٌّ فَيُعْطَفُ عَلَيْهِ ثِنْيُ الزِّمام ليَكُون أسْرعَ وأطْوَعَ وأدْوَمَ لِسَيْرِها وَأنْشد: لَوْلَا أَبُو عُمَرٍ حَفْصٌ لما انْتَجَعَتْ مَرْواً قَلُوصِي وَلَا أزرَى بهَا الشَّرَصُ وَقَالَ غَيره: الشَّرْصُ والشّرْرُ وَاحِد، وهما الْغِلَظُ فِي الأَرْض. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الشِّرْصَةُ النَّزْعَةُ عِنْد الصُّدغ. شصر: ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: شَصَرَ، إِذا خَاطَ، وشَصِرَ، إِذا ظَفِرَ. أَبُو عُبيد: شَصَرْتُ الثّوْبَ شَصْراً إِذا خِطتَه، مثل البَشْكِ. الأصمعيّ: فِيمَا رَوى أَبُو عبيد عَنهُ: أوَّل مَا يُوَلدُ الظَّبْيُ فَهُوَ طَلاً، فإِذا طَلَعَ قَرْناه فَهُوَ شَادِنٌ، فإِذا قَوِيَ وتحرَّك فَهُوَ شَصَر وَالْأُنْثَى شصرة، ثمَّ جَذَع، ثمَّ ثَنِيّ. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال لَهُ: شَاصِرٌ إِذا نَجَمَ قَرْنُه، وَهُوَ الشَّوْصَرُ فِي لُغة. قَالَ: والشِّصارُ خشَبَةٌ تُشَدُّ بَين شُفرَي النّاقة. يُقَال: شصَّرتها تشصيراً. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الشِّصَاران: خَشبتان يُنْقَدُ بهما فِي شُفْرِ خُوران النَّاقة، ثمَّ يُعْصَبُ من ورائهما بِخُلْبَةٍ شَدِيدَة، وَذَلِكَ إِذا أَرَادوا أَن يَظأَروها على ولد غَيرهَا، فَيَأْخُذُونَ دُرْجةً محْشُوَّة، ويدسُّونها فِي خُورانيْها ويُخِلُّون الْخُوران بخلالَيْنِ هما الشِّصاران يُوثقان بخُلْبَةٍ يُعصَبَان بهَا، فَذَلِك الشّصْر والتّشصيرُ، وَهُوَ التّزْنِيدُ أَيْضا. وَقَالَ اللَّيْث: تركت فلَانا وَقد شَصَرَ بَصَرُه يَشصُرُ شُصُوراً، وَهُوَ أَن تَنقَلِبَ الْعين عِنْد حُضُور الْمَوْت؛ وَقد شَخَص بَصَرُه قلت: هَذَا عِنْدِي وَهْم، وَالْمَعْرُوف بِهَذَا الْمَعْنى شصَا بَصَرُه يَشْصُوا شُصُوّاً. وشَطَرَ يَشْطُرُ شُطُوراً، وَهُوَ الَّذِي كأَنَّه ينْظُر إِلَيْك. وَإِلَى آخر. روى ذَلِك أَبُو عبيد عَن الْفراء والشَّصُور بِمَعْنى الشُّطُور من مَناكير اللَّيْث. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الشَّصَرَةُ الظَّبْيَة الصَّغِيرَة، مُحَرِّك. والشَّصْرَة: نَطْحَةُ الثورِ الرجُلَ بِقرْنه. ش ص ل شصل: وجدت حرفا لِابْنِ الْأَعرَابِي. رَوَاهُ عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس. قَالَ: شَوْصَلَ الرَّجُلُ، وشَفْصَلَ جَمِيعًا، إِذا أكلَ الشَّاصُلِيَّ، وَهُوَ نَبَات. ش ص ن شصن، نشص، شنص: مستعملة. شصن: أهمل اللَّيْث: شصن. ورَوَى عَمْرو عَن أَبِيه: الشَّواصِينُ البَرَانِيُّ الْوَاحِدَة شَاصُونة. قلت: الْبَراني تكون الْقَوارير، وَتَكون الدِّيَكَة، وَلَا أَدْرِي مَا أَرَادَ بهَا.

نشص: أَبُو عبيد، عَن الأصمَعيّ: النَّشَاصُ من السَّحاب: المُرتَفِعُ بَعْضُه فَوق بَعْض، وَلَيْسَ بمُنْبَسِط. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زِيادِ الكِلابي فِي النَّشاص مِثْلَه. ابْن السّكيت، عَن الأصمعيّ: نشصَت الْمَرْأَة على زَوجهَا نُشُوصاً، ونَشَزَتْ نُشُوزاً، بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ الْأَعْشَى: تَقَمَّرهَا شَيْخٌ عِشَاءً فَأَصْبَحَتْ قُضَاعِيَّةً تَأْتِي الكَوَاهِنَ نَاشِصَا ونَشِصَتْ ثَنِيَّتُه، إِذا خَرجَتْ من موضعهَا نُشُوصاً. وَقَالَ الأصمعيّ: جَاشَتْ إليّ النَّفس ونَشَصتْ ونَشَزَتْ، رَوَاهُ عَنهُ أَبُو تُرَاب. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المِنْشاصُ المرأةُ الَّتِي تَمْنَعُ فِراشَها فِي فِراشِها، فالفِراش الأول الزَّوْج، وَالثَّانِي المُضَرَّبة. شنص: أَبُو عُبَيْدَة: فَرَسٌ شُنَاصِيُّ، وَهُوَ النّشيط الطويلُ الرَّأْس. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الشَّانص المُتَعَلِّق بالشَّيْء وَالْأُنْثَى شَنَاصِيّة، وَهُوَ الشَّديد الْجواد، وَأنْشد قَول المرّار بن مُنْقذ: شُنْدُفٌ أشْدَفُ مَا ورَّعْتُه وشَنَاصِيٌّ إِذا هِيجَ طَمَرَ وَقَالَ اللَّيْث: فَرسٌ شَنَاصِيٌّ، وَهُوَ النّشيط الطَّوِيل الرَّأْس. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الشَّانِصُ الْمُتَعَلّق بالشّيء شَنَصَ يشْنُص شُنُوصاً. ش ص ف مهمل. ش ص ب (شصب) : مُسْتَعْمل. ابْن هانىء: إنّه لَشَصِبٌ لَصِبٌ وَصِبٌ إِذا أكّد النَّصب. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: المَشْصُوبَةُ الشّاةُ المَسْموطَة، والشَّصْبُ: السَّمْطُ، وَيُقَال للقَصَّاب: شَصّاب. وروى عَمْرو، عَن أَبِيه: رَجُلٌ شَصِيبٌ، أَي غريبٌ. أَبُو عُبيدٍ، عَن أبي عَمْرو: الأَشْصَابُ الشَّدائد، وَاحِدهَا شِصْبٌ بِكَسْر أَوله، وَقد شَصِبَ يَشْصَبُ. أَبُو سَعيد: هِيَ الشَّصَائِبُ والشّصَائِصُ للشّدائد. قَالَ أَبُو تُراب، وَقَالَ غَيره: هِيَ الشّصَائِبُ والشَّطَائِب، للشَّدائد. وَقَالَ ابْن المظفر: الشَّصِيبَةُ شِدَّةُ الْعَيْش يُقَال: دَفَعَ الله عَنْك شَصائِبَ الْأُمُور، وعَيْشٌ شَاصِبٌ، وَقد شَصَبَ شُصُوباً، وأَشْصَبَ الله عَيْشَه. قَالَ جرير:

أبواب الشين والسين

كِرامٌ يَأْمَنُ الْجِيرانُ فِيهمْ إِذا شَصَبتْ بهم إحْدَى اللّيالي سَلمَة، عَن الْفراء، عَن الدُّبَيْرِيِّين، قَالُوا هُوَ الشَّيطان الرَّجِيم، والخَيّثَعُورُ، والشَّيْصَبَان والْبَلأَز والجَلأَز والجانُّ، والْقَانُّ، كلهَا من أَسمَاء الشَّيْطَان. اللَّيْث: الشّيْصَبَان الذَّكر من النَّمْل وَيُقَال: هُوَ جُحْرُ النَّمْل. ش ص م اسْتعْمل من وجوهه: شمّص. شمص: اللَّيْث: شَمّصَ فلَان الدَّواب، إِذا طَرَدَها طَرْداً عَنِيفاً، وَأنْشد: وحَثَّ بَعِيرَهم حَادٍ شَموصُ قَالَ: وَلَا يُقال هَذَا إِلَّا بالصَّاد، وَهُوَ الحثّ، فَأَما التَّشميصُ فأَنْ تَنْخَسه حَتَّى يَفعل فِعل الشَّموسُ. قَالَ: والانشماصُ الذُّعْر. قَالَ أَبُو عَمْرو: أَتَيْتُ فلَانا فانشمَصَ مِنى إِذا ذُعِر، وأَنشد: فانشمَصَتْ لما أَتَاهَا مُقْبِلاً فَهَابها فَانْصَاعَ ثُمّ وَلْوَلاَ وَقد شَمَّصَتْني حاجَتُك تشميصاً، أَي أعْجَلَتْني وَقد أخذَه من هَذَا الْأَمر شِمَاصٌ، أَي عَجَلةٌ. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: شَمّصَ، إِذا آذَى إنْسَانا حتّى يَغْضَب. (أَبْوَاب) الشين وَالسِّين) ش س ز مهمل. ش س ط اسْتعْمل مِنْهُ: شطس. شطس: قَالَ اللَّيْث: الشَّطْسُ الدَّهاءُ والْعِلْم، وإنّه لرجلُ شُطَسِيُّ ذُو أَشْطَاس. قَالَ رؤبة: يَا أَيُّها السَّائل عَن نَحَاسِي عَنِّي ولمَّا يَبْلغوا أشْطاسِي وَقَالَ أَبُو تُراب: سَمِعت عَرَّاماً السُّلَمِيّ يَقُول: شَطَفَ فِي الأَرْض، وشَطَسَ، إِذا دَخَلَ فِيها إمَّا راسِخاً وإمَّا واغِلاً، وَأنْشد: تُشَبُّ لِعَيْنِي رَامِقٍ شَطَسَتْ بِهِ نَوًى غرْبَةٌ، وصْلَ الأحِبَّةِ تَقْطَعُ ش س د ش س ت ش س ظ ش س ذ ش ش ث: مهملات. ش س ر اسْتعْمل من وجوهها: سرش. شرس. سرش: أما سرش فإنَّ اللَّيث أَهْمله. وروى أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال سَرِشَ الْإِنْسَان، إِذا تحَبَّبَ إِلَى النَّاس. شرس: قَالَ اللَّيْث: الشَّرْسُ شِبْهُ الدَّعْك للشَّيء كَمَا يَشْرِسُ الحمارُ ظُهورَ الْعَانَةِ بِلَحْيَيْه وَأنْشد:

قَدَّا بأَنْيَابٍ وشَرْساً أَشْرَسَا ورَجلُ شَرِسُ الْخُلُقِ وَإنَّهُ لأشْرَس، وإنَّه لَشرِيسٌ، أَي عَسِرٌ شَدِيد الخِلاف. وَأنْشد: فَظَلْتُ ولي نَفْسانِ نَفْسُ شريَسَةٌ ونَفْسٌ تَعَنَّاها الفِراقُ جَزُوعُ قَالَ: والشِّراسُ شِدّة الْمُشَارَسَة فِي مُعاملة النَّاس وَتقول: رَجُل أَشْرسٌ ذُو شِراسٍ، وناقَةٌ شَرِيسَةٌ: ذاتُ شِرَاسٍ، وَذَات شَرِيس. وأَنشد: قَدْ عَلِمَت عَمْرَةُ بالْغَمِيسِ أَنَّ أَبَا الْمِسْوَرِ ذُو شَرِيسِ وَمَكَان شَراسٌ: صُلْبُ، وَأَرْض شَرْسَاءُ. وشَراسِ على فَعَالِ: نعت واجِبٌ للْأَرْض كالاسم. ابْن السِّكِّيت: أَرضّ مُشرِسَةٌ، كَثِيرَةُ الشِّرْس، وَهُوَ ضرب من النَّبات. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الشِّرْسُ الشُّكاعِيُّ، والْقَتَادُ والسِّحاءُ، وكلُّ ذِي شَوْكٍ مِمَّا يَصْغُر، وَأنْشد: وَاضِعَةٌ تأكُلُ كُلَّ شِرْسِ وَقَالَ أَبُو زيد: الشَّراسَةُ شِدَّةُ أَكْلِ الماشِية، تَشَرسُ شَراسَةً، وَإنَّهُ لَشرِسُ الْأكل. أَبُو عُبَيد، عَن أبي زيد: الشَّرِسُ السَّيِّءُ الخُلُق، وَقد شَرِسَ شَرَساً. ش س ل مهمل. ش س ن شنس: أُشْناس: اسْم أعجمي. ش س ف اسْتعْمل من وجوهه: شسف. شسف: أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: الشَّسِيْف: البُسْرُ الْمُشَقَّق. وَقَالَ اللَّيْث: اللَّحْمُ الشسيفُ، الَّذِي قد كادَ يَيْبَس وَفِيه نُدْوَّةٌ بَعْد. وَقَالَ اللَّيْث؛ الشاسِف: الْقَاحِلُ الضَامر، وَيُقَال: سِقَاءٌ شاسِفُ، وشَسِيفٌ، وَقد شسَّفَ يَسْشِفُ شُسُوفاً، وشِسَافَةً لُغَتَانِ. ش س ب شسب: قَالَ اللَّيْث: الشَّاسب والشّازِب: الضَّامر اليَابِس، وخَيْلٌ شُزَّب. وَقَالَ أَبُو تُرَاب قَالَ الأصمعيّ: الشّاسِب والشّاسِفُ: الَّذِي قد يَبِسَ عَلَيْهِ جِلْدُه. وَقَالَ لَبيد: أَتِيكَ أمْ سَمْحَجٌ تَخَيَّرَها عِلْجٌ تَسَرَّى نحَائِصاً شُسُبَا وَله: تَتّقِي الأَرْضَ بِدَفَ شاسِبٍ وضُلُوعٍ تَحْتَ زوْرٍ قَدْ نَحَلْ

أبواب الشين والزاي

ش س م اسْتعْمل مِنْهُ: شمس. شمس: قَالَ اللَّيْث: الشّمس عَيْنُ الضِّحِّ، أَرَادَ أنّ الشَّمْس هُوَ العَين الَّذِي فِي السَّمَاء، جارٍ فِي الفَلك، وأنَّ الضِّحَّ ضَوْءُه الَّذِي يُشرِقُ على وَجْه الأَرْض. وَقَالَ اللَّيْث: الشُّموسُ مَعَاليق القلائِد، وَأنْشد: والدُّرُّ واللُّؤْلُؤُ فِي شَمْسه مُقلِّدٌ ظَبْيَ التّصَاوِيرِ قَالَ: وَيُقَال: يَوْمٌ شامِسٌ، وَقد شمَسَ يَشمُسُ شُمُوساً، أَي ذُو ضِحّ نَهارُه كُلُّه. أَبُو عُبيد، عَن الْكسَائي: شَمِسَ يَوْمُنا وَأَشْمَسَ. وَقَالَ أَبُو زيد: شَمَسَ يَشْمُسُ، إِذا كَانَ ذَا شَمْسٍ. اللَّيْث: رَجُلٌ شَمُوسٌ: عَسِرٌ، وَهُوَ فِي عَدَاوَتِهِ كذَلِكَ خِلافاً وعَسراً على من نازَعه، وإنهُ لَذُو شِمَاس شَدِيد. وشَمَسَ لي فلانٌ إِذا أبْدَى لكَ عَداوَته، كأَنَّهُ قد هَمَّ أَن يفعل. قَالَ: والشَّمِس والشَّمُوس من الدَّواب الَّذِي إذَا نُخِس لم يَسْتَقِرّ، والشَّمَّاسُ من رُؤساء النَّصارى الَّذِي يَحْلِقُ وَسَطَ رَأْسِه لَازِما لِلْبِيعَة، والجميع الشمامِسَة. أَبُو سَعيد: الشَّمُوس هَضْبَةٌ مَعْرُوفَة، سُمِّيت بِهِ لأَنها صَعْبَةُ الْمُرْتَقَى. وَقَالَ النَّضر: الْمُتَشمِّسُ من الرّجال الَّذِي يَمْنع مَا وَراءَ ظَهره. قَالَ: وَهُوَ الشديدُ القوميةِ. قَالَ: والْبَخِيل أَيْضا متَشمِّسُ، وَهُوَ الَّذِي لَا يُنالُ مِنْهُ خَيْر. يُقَال: أَتَيْنا فلَانا نَتَعَرَّض لمعروفه، فَتشمَّسَ علينا، أَي بَخِلَ. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الشُّمَيْسَتان جَنَّتان بِإِزَاءِ الفِرْدَوْس، قلت: وَنَحْو ذَلِك قَالَ الفَرّاء. (أَبْوَاب الشين والزّاي) ش ز ط ش زد ش زت ش زظ ش زذ ش ز ث أهملت كلهَا. ش ز ر شزر، شرز. مستعملان. شزر: قَالَ اللَّيْث: الشَّزْرُ نَظَرٌ فِيهِ إعْراضْ كنظرِ المُعَادِي المُبْغِض. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: الطَّعْنُ الشَّزْر مَا طَعنْتَ عَن يَمينك وشمالك، واليَسْرُ مَا كَانَ حِذَاءَ وَجْهِك. وَقَالَ اللَّيْث: الْحَبْلُ المشزُورُ الْمفتُول شزْراً، وَهُوَ الَّذِي يُفْتل مِمَّا يَلِي الْيسَار، وَهُوَ أشدُّ لِفَتله. وَقَالَ غَيره: الْفَتلُ الشزْر إِلَى فَوْق، واليَسْرُ إِلَى أسْفَل. أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: طحنتُ بالرَّحَا

شَزْراً، وَهُوَ الَّذِي يَذهَبُ بالرّحا عَن يمِينه، وبَتّاً، أَي عَن يَسَاره، وأنشدنا: ونَطحَنُ بالرحا بَتّاً وشَزراً ولَو نُعطَى المغازِلَ مَا عَيِينا وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيّ: المشزُورُ المفتُولُ إِلَى فَوق، وَهُوَ الشَّزْر. قلت: وَهَذَا عِندَنا هُوَ الصَّحيح. وَقَالَ الْفراء، يُقَال: شَزَرَهُ وتَزَره، إِذا أَصَابَهُ بالْعَين. أَخْبرنِي المنذريّ، عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي أنَّه أنْشدهُ: مَا زَالَ فِي الْحَوْلاء شَزْراً رَائِغاً عِنْدَ الصَّريم كَرَوْغَةٍ مِنْ ثَعْلَبِ قَالَ: مَعْنَاهُ لم يَزَل فِي رَحِمِ أُمه رَجُلَ سَوْءٍ شَزْراً، يأْخُذُ فِي غير الطّريق. قَالَ: والصَّرِيمُ: الأمْر المَصْرُوم، وَهُوَ المَعْزُومُ عَلَيْهِ. شرز: ثَعْلَب، عَن ابْن الأعْرابيّ، قَالَ: الشُّرَّازُ الَّذين يُعذبون النَّاس عَذاباً شَرْزاً، أَي شَدِيداً. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: والشَّرْزُ من المُشَارَزَة، وَهِي المُعادَاة. وَقَالَ رؤبة: يَلْقَى مُعادِيهم عَذَابَ الشَّرْزِ وَيُقَال: أَتَاهُ الدَّهر بشَرْزَةٍ لَا يَتَخَلَّى مِنْهَا، وَيُقَال: رَمَاه بشرْزَة، أَي هَلَكَةٍ، وَقد أَشْرَزَهُ الله، أَي أَلْقاه فِي مَكْرُوهٍ لَا يَخْرُجُ مِنْهُ. وَقَالَ اللَّيْث، يُقَال: هُوَ مُشَارِزُ، أَي مُحَارِبٌ مُخَاشِنٌ، وشَارَزَه، أَي عَادَاه. ش ز ل أهمله اللَّيْث. شلز: قَالَ شمِر: المِشْلَوْزُ المِشْمِشَة الحُلوَةُ المُخّ، قَالَ: وَهَذَا غَريب. قَالَ الْأَزْهَرِي: أُخِذَ من المِشْمِشْ واللّوز. قَالَ شمِر: والجِلَّوْزُ نَبُت لَهُ حَب إِلَى الطول، مَا هُوَ يُؤكل مُخُّ يُشبِه الْفُسْتُق. ش ز ن شزن، نشز. شزن: قَالَ اللَّيْث: الشزَنُ شِدَّةُ الإعْيَاءِ من الحَفا، يُقَال: شَزِنت الإبلُ من الحفا شَزَناً، وَفِي قِصَّة لُقمان بن عَاد: رَتَبَ رُتُوب الْكَعْبِ وَوَلاَّهُم شَزَنَه. قَالَ أَبُو عُبيد: الشَّزَنُ الشِّدَّةُ والْغِلْظَة، يَقُول: يُوَلِّي أَعْدَاءَه شدَّتَه وبَأْسَه، فَيكون عَلَيْهِم كَذَلِك، وَرَوَاهُ أَبُو سُفْيَان: وَوَلاَّهُمْ شُزُنَه، قَالَ: وَسَأَلت الأصمعيّ عَنهُ، فَقَالَ: الشُّزُنُ: عُرْضُه وجانبِهُ؛ وَفِيه لُغَة: الشَّزَن. وَأنْشد: أَلاَ لَيْتَ المَنَازِلَ قد بَلِينَا فَلا يَرْمِينَ عَنْ شُزُنٍ حَزِينَا

يريدُ أَنه حِين دَهَمهم الأمْرُ أَقْبلَ عَلَيْهِ وَوَلاَّهُمْ جَانِبَه. قلت: وَهَذَا الَّذِي قَالَه الأصمعيّ حَسَن. وَقَالَ الأجْدَع أَبُو مَسْرُوق: وكأَنَّ ضَرْعاهَا كِعَابُ مُقَامِرٍ ضُرِبَتْ على شُزُنٍ فهنَّ شَواعِي قَالَ شمر، يُقَال: شُزُنٌ وشَزَنٌ: وَهُوَ النَّاحِيَة والجانب. قَالَ: وَيُقَال: عَن شُزُنِ، عَن بُعْدٍ واعترَاضٍ وتَحَرُّفٍ. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّزْنُ: الكَعْبُ الَّذِي يُلْعَبُ بِهِ، وَيُقَال: شُزُن. وَأنْشد: كأَنَّه شَزُنٌ بالدَّوِّ مَحْكُوكُ وَفِي الحَدِيث: أنَّ أَبَا سَعيدٍ الخُدري أَتَى جَنَازةً وَقد سبقه القَومُ، فَلَمَّا رَأَوْوه تَشَزَّنُوا لَهُ لِيُوسِّعُوا لَهُ، فَقَالَ: أَلاَ إِنِّي سمِعتُ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: (خَيْرُ المَجالِس أَوْسَعُها) ؛ وجَلَسَ نَاحِيَةً. قَالَ شمر: قَوْله تَشَزَّنُوا لَهُ، يَقُول: تَحَرَّفُوا ليُوسِّعوا لَهُ. يُقَال: تَشَزَّنَ الرجلُ للرَّمْي، إِذا تَحَرَّفَ واغتراض، ورَماه عَن شُزُنٍ، أَي تَحَرَّفَ لَهُ، وَهُوَ أشدُّ للرَّمْي. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: التَّشَزُّنُ فِي الصِّراع أَنْ يَضعَه على وَرِكِهِ فَيَصْرَعَه، وَقد تشزَّنهُ وتَوَرَّكَهُ، إِذا وَضَعه على وَرِكه فَصَرَعَه. شمر: عَن المؤرّج: الشَّزَنُ والشَّزُونَة: الْغِلَظ. قَالَ شمر: وَيكون الشزَنُ الْحَرْفُ والجانِب. وَقَالَ الْهُذلِيّ: كِلانا وإنْ طَال أيَّامُه سَيَنْدُرُ عَن شَزَنٍ مُدْحِضِ قَالَ: الشَّزَنُ الْحَرف، يَعْني بِهِ المَوْت وأنّ كلَّ واحِدٍ ستَزْلَقُ قدمه بِالْمَوْتِ وَإِن طَال عُمره. وَقَول ابْن مقبل: إنْ تُؤْنِسَا نَارَ حَيَ قد فُجِعْتُ بهم أمْسَتْ على شَزَنٍ مِنْ دَارِهم دَارِي أَي على بُعْدٍ. وَيُقَال: مَا أُبالِي على أيِّ شزْنَيهِ وَقَع، أَي على أيِّ قُطْرَيْه وَقع، وتَشزَّنَ فلانٌ للأَمْر، إِذا اسْتَعَدَّ لَهُ. نشز: قَالَ الله جلَّ وعزَّ: {لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُواْ} الْآيَة. (المجادلة: 11) . قَالَ الْفراء: قَرَأَهَا النَّاس بِكَسْر الشين، وأهْلُ الْحجاز يرفَعُونهما: (انشزوا) . قَالَ: وهما لُغتان. قَالَ أَبُو إِسْحَاق: مَعْنَاهُ، إِذا قيلَ: انْهَضُوا فانْهَضُوا، كَمَا قَالَ: {طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُواْ وَلاَ} (الْأَحْزَاب: 53) .

وَقيل: إِذا قِيل انْشُزُوا، أَي قومُوا إِلَى الصَّلاة، أَوْ قَضَاءِ حَقَ، أَو شَهَادَةٍ فانْشُزُوا. وَقَالَ أَبُو زيد: نَشَزْتُ بِقِرْنِي أنشُزُ بهِ، إِذا احْتَمَلْتَهُ فَصَرَعْتَه. قَالَ شمِر: وكأَنَّهُ من المَقْلوب مثل: جَذَبَ وجَبَذَ، يَعْنِي نَشَزَ وشَزَنَ. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: نَشَزْتُ أَنشُزُ نُشُوزاً، إِذا أَشْرَفْتَ على نَشَازٍ من الأَرْض وَهُوَ مَا ارْتَفَعَ وظهَرَ. قَالَ شمر، وَقَالَ الأصمعيّ: النَّشْزُ والنَّشَزُ والوَشَزُ مَا ارْتَفَعَ من الأَرْض. وَقَالَ الْأَعْشَى فِي النّشَز: وتَرْكَبُ مِنِّي إنْ بَلَوْتَ خَلِيقَتِي على نَشَزٍ قَدْ شَابَ لَيْسَ بِتَوْأَمِ أَي على غِلَظ. وَقَالَ الله جلَّ وعزّ: {كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا} (الْبَقَرَة: 259) . قَالَ الْفراء: قَرَأَهَا زيدُ بنُ ثَابت بالزَّاي، قَالَ: والإِنْشَازُ نَقْلُها إِلَى مَوْضِعها. قَالَ: وبالزَّاي قرأَها الْكُوفِيُّونَ. قَالَ ثَعْلَب: ونَخْتار الزَّاي؛ لِأَن الإنشَازَ فِي التَّأْوِيل، تَرْكِيبُ الْعِظَام بَعْضهَا على بعض قَالَ: وَمن قَالَ (ننشرها) فَهُوَ الْإِحْيَاء. وَقَالَ الزّجاج: من قَرَأَ (نَنْشُزُهَا) فَالْمَعْنى نَجْعَلهَا بعد همود نَاشِزَة يَنْشُزُ بَعْضهَا إِلَى بعض. وَقَالَ اللَّيْث: نَشَزَ الشيءُ، إِذا ارْتَفَعَ؛ وتَلٌّ ناشِزُ وَجَمعهَا نَوَاشز. وقَلْبٌ ناشِزٌ، إِذا ارْتَفَعَ عَن مَكَانَهُ من الرُّعْب، وعِرْقٌ ناشِزُ: لَا يَزالُ مُنْتَبِراً يَضْرِبُ من دَائِه. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَاللَّاتِى تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ} (النِّسَاء: 34) الْآيَة. نُشُوزُ الْمَرأَة: اسْتِعصاؤُها على زَوْجِها. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: النُّشُوزُ يَكون من الزَّوْجَين، وَهُوَ كَراهةُ كُلِّ واحدٍ مِنْهُمَا صاحِبَه، واشْتِقَاقُه من النَّشَز، وَهُوَ مَا ارْتَفَع من الأرْض. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للدّابة إِذا لم تَكد تَسْتَقِرُّ للسَّرْج وللرّاكب إِنَّهَا لَنَشْزَة، ورَكَبٌ ناشِزٌ نَاتِىءٌ، وأَنْشَزْتُ الشيءَ، إِذا رَفعْتَه عَن مَكَانَهُ. وَقَالَ غَيره: إِنَّه لَنَشْزٌ من الرِّجال، وصَتْمٌ من الرّجال، إِذا انْتهى سِنُّه وقُوَّتُه وشَبَابُه. وَقَالَ الْأَعْشَى: على نَشَزٍ قَدْ شَبَّ لَيْسَ بِتَوْأَم وَقَالَ أَبُو عُبيد: النَّشْزُ والنّشَزُ: الْغَلِيظ الشَّديد. ش ز ف أَهْملَه اللّيث. شفز: وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: الشّفْزُ الرَّفْس، مصدَر شَفَزَهُ يَشْفُزُه شَفْزاً.

أبواب الشين والطاء

ش ز ب الشازِبُ والشاسِب والشاسِف: الضَّامِر. عَمْرو، عَن أَبِيه: الشَّوْزَبُ، هُوَ الْعَلاّمة والْمَئِنَّة: مِثْله. وَأنْشد: غُلَامٌ بَين عَيْنَيْهِ شَوْزَبُ ش ز م اسْتعْمل من وجوهه: شمز. واشْمَأَزّ. شمز: ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الشَّمْزُ نُفُورُ النَّفْس من الشَّيء تَكْرَهُه. اشمأز: وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جَلَّ وعَزّ: {تُرْجَعُونَ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالاَْخِرَةِ وَإِذَا} (الزمر: 45) الْآيَة. قَالَ: اشْمَأَزَّتْ نَفَرَتْ، وَكَانَ الْمُشْركُونَ إِذا قيل: لَا إلاه إِلَّا الله وَحده، نفروا من هَذَا. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: اشْمَأَزَّتْ، أَي اقشَعَرَّتْ. وَقَالَ أَبُو زيد: الْمُشْمَئِزُّ المذْعور. وَقَالَ ابْن بزرج: هُوَ النّافرُ الْكارِه. أَبُو عُبيد، عَن الْفراء: رَجُلٌ فِيهِ شُمَأْزِيزةٌ، من اشْمَأْزَرْتُ. وَقَالَ شَمِر: قَالَ خَالِد بن جَنْبَة: اشمئزاز السَّفْر انشِمَازُ اللّيل والنَّهار مُقْلَوْلِياً. قَالَ: قلت: مَا الْمُقْلَوْلِي؟ قَالَ: النَّدْهُ الَّذِي يَجمعها جَمْعَةً واحِدةً. قلت: مَا النَّدْه؟ قَالَ: السَّوْقُ الشَّديد حَتَّى تكون كأنَّها مُشْرَبةٌ فِي الأفْرَان. (أَبْوَاب الشين والطاء) ش ط د ش ط ت ش ط ظ ش ط ذ ش ط ث مهملات. ش ط ر شطر، شَرط، طرش: (مستعملة) . شطر: قَالَ اللَّيْث: شَطْرُ كلِّ شَيْء نِصْفُه، وَفِي مثل: احْلُبْ حَلْباً لَك شَطْرُه، أَي نِصْفُه. وشَطَرْتُ الشيءَ: جَعَلْتُهُ نِصْفَيْنِ. أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد، قَالَ: إِذا يَبِسَ أَحَدُ خِلْفَي النَّعجة، فَهُوَ شَطُورٌ، وَهِي من الْإِبِل الَّتِي قَدْ يَبسَ خِلْفان من أَخْلاَفها، لأنَّ لَهَا أَربعَةَ أَخلاف، فَإِن كَانَ يَبِسَ ثلاثةٌ فَهُوَ تَلُوث. وَقَالَ اللَّيْث: شاةٌ شَطُورُ، وَقد شَطَرَتْ شِطاراً، وَهُوَ أَن يكون أحدُ طُبْيَيْها أطولَ من الآخرِ، فَإِن حُلِبَا جَميعاً والخِلْفَةُ كَذَلِك، سُمِّيَتْ حَضُوناً. ابْن السّكيت: حَلبَ فلَان الدَّهْرَ أَشْطُرَه، أَي خَبَرَ ضُرُوبَه، أَي مَرَّ بهِ خَيرٌ وشَرّ. قَالَ: وللنّاقة شَطْران قَادِمان وآخِران، قيل: فكلُّ خِلْفَيْن شَطْرٌ. وَيُقَال: قد شَطَّرَ بِنَاقَتِهِ، إِذا صَرَّ خِلْفَين وتَركَ خِلْفَيْن، فإنْ صَرَّ خِلفاً واحِداً قيل: خَلَّفَ بهَا، فإِذا صَرَّ ثَلاَثَةَ أَخْلاَفٍ قيل: ثَلَثَ بهَا، فإِذا صَرَّها كلهَا قيل: أَجْمَعَ بهَا، وأكْمَشَ

بهَا. قَالَ، وَتقول: شَطَرْتُ شاتِي، ونَاقَتِي، أَي حلَبْتُ شَطْراً وتَرَكْت شَطْراً، وَقد شَاطَرْتُ طَلِيِّي، أَي حَلَبْتُ شَطْراً وصَرَرْتُه، وتَرَكْتُه والشَّطرَ الآخر. أَبُو عُبيد: الشَّطِيرُ الْبَعِيد. وَيُقَال للغريب شطِيراً؛ لِتَباعُدِه عَن قَوْمه. وَأنْشد الْفراء: لَا تَتْرَكَنِّي فِيهُم شَطِيراً والشَّطْر: الْبُعْد. وَقَالَ اللَّيْث: شَطَر فلَان على أَهْله، إِذا تَركهم مُرَاغِماً أَو مُخَالِفاً، ورَجل شَاطِر، وَقد شَطَر شُطُوراً وشَطَارَةٌ، وَهُوَ الَّذِي أَعْيَا أَهْلَه ومُؤَدِّبَه خُبْثاً، وثَوْبٌ شَطُورٌ: أَحَدٌ طَرَفي عَرْضِه أَطْولُ من الآخر، يَعْنِي أَن يكون كُوساً بِالْفَارِسِيَّةِ. أَبُو عُبيد، عَن الْفراء: شَطَرَ بَصَرَهُ يَشْطُرُه شُطُوراً وشَطْراً، وَهُوَ الَّذِي كَأَنَّه ينظر إِلَيْك وَإِلَى آخر. وَقَالَ غَيره: وَلَدُ فلَان شَطْرَةٌ، إِذا كَانَ نِصْفُهم ذُكُورا، ونصفُهم إِنَاثًا، وشاطَرنِي فلانٌ المالَ مُشَاطَرةً، أَي قاسَمَنِي بالنِّصْف. وَقَالَ الله جلّ وَعز: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} (الْبَقَرَة: 149) . قَالَ الفراءَ: يُريدُ نَحْوَه وتِلْقَاءَه، وَمثله فِي الْكَلَام: وَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَهُ وتُجَاهَه. قلت وَنَحْو ذَلِك قَالَ الشَّافِعِي فِيمَا أَخْبرنِي عبد الْملك، عَن الرّبيع، عَنهُ، وَأنْشد: إِن الْعَسِيرَ بِها داءٌ مُخَامِرُها فَشَطْرُها نَظَرُ الْعَيْنَيْن مَحْسُورُ قَالَ أَبُو إِسْحَاق: أَي نَحْوَها، لَا اخْتِلاف بَين أهل اللُّغَة فِيهِ، قَالَ: والشّطْر النَّحْوُ. قَالَ: وَقَول النَّاس: فلَان شاطِرٌ، مَعْنَاهُ، أَنه قُدَّ فِي نحوٍ غيرِ الاسْتِواء، وَلذَلِك قيل لَهُ شاطِرٌ، لأنَّه تبَاعد عَن الاسْتِواء. وَيُقَال: هَؤُلَاءِ الْقَوْم مُشاطِرونا. قَالَ: ونَصَبَ قَوْله: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} على الظّرْف. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: نِيَّةٌ، شَطور وَشَطُون، أَي بَعِيدَة. شَرط: قَالَ اللَّيْث: الشَّرْطُ مَعْرُوف فِي الْبَيْع، والفِعْل: شَارَطَهُ فَشَرَطَ لَهُ على كَذَا وَكَذَا، وَهُوَ يَشْرِطُ. أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: شَرَطَ يَشْرِطُ، والحجَّامُ مثله. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّرْطُ: بَزْغُ: الحجّام بالمِشْرَط. وذكَر النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَشْراطَ السَّاعة. قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ الأصمعيّ هِيَ عَلاَمَاتُها، قَالَ: وَمِنْه الاشْتراط الَّذِي يَشترِط الناسُ بعضُهم على بعض، إِنَّمَا هِيَ عَلَامَات يَجْعلونها بَينهم، قَالَ: وَلِهَذَا

سُمِّيَتْ الشُّرَط، لأنَّهم جعلُوا لأَنْفُسِهِمْ عَلامَةً يُعْرَفون بهَا. قَالَ أَبُو عبيد، وَقَالَ غَيره فِي بَيت أوْس بن حَجَر: فأَشْرَطَ فِيهَا نَفْسَهُ وَهُوَ مُعْصِمٌ وأَلْقَى بأَسْبَابٍ لَهُ وتَوَكَّلاَ هُوَ من هَذَا أَيْضا، يُرِيد أَنَّه جعَل نَفْسَه عَلَماً لهَذَا الْأَمر. وأَخْبرني المنذريّ، عَن الحرانيّ، عَن ابْن السّكيت: قَالَ: أَشْرَطَ فلانٌ من إبِله وغَنَمِه، إِذا أَعَدَّ مِنْهَا شَيْئا للْبيع، وَقد أَشْرَطَ نَفسه لكذا وَكَذَا: أَي أَعْلَمَها وأَعَدَّهَا. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبيدة: سُمِّيَ الشُّرَطُ شُرَطاً لأنَّهم أُعِدُّوا. وَقَالَ: وأَشراطُ السَّاعة علاماتها. وَقَالَ أَبُو سَعِيد: أشْراط السَّاعة عَلاماتُها، وأَسْبابُها الَّتِي هِيَ دون مُعْظمها وقِيامها. قَالَ: وأشراطُ كلِّ شَيْء ابْتِدَاءُ أوّله، وَأنْشد للكميت: وَجَدْتُ النَّاسَ غَيْرَ ابْنَيْ نَزارٍ وَلَمْ أَذْممهُمُ شَرَطاً وَدُوناً قَالَ: والشَّرَط: الدُّونُ من النَّاس، وَالَّذين هُمْ أَعظم مِنْهُم لَيْسُوا بِشَرَط. قَالَ: وشَرَطُ المالِ، صِغارُها، قَالَ: والشُّرَطُ سُمُّوا شُرَطاً لأنَّ شُرْطَةَ كلِّ شيءٍ خِيَارُه، وهم نُخْبَةٌ السُّلطان من جُنْده. وَقَالَ الأخطل: ويَوْمَ شُرْطَةٍ قَيْسٍ إذْ مُنِيتُ بهم حَنَّتْ مَثَاكِيلُ من أَيْفَاعهم تُكُدُ وَقَالَ آخر: حتَّى أَتَتْ شُرْطَةٌ للْمَوْت حَارِدَةٌ وَقَالَ أَوْس: فَأَشْرَطَ فِيهَا نَفْسَه وهُوَ مُعْصِمُ أشْرَطَ نَفْسَه: اسْتَخَفِّ بِهَا وجعَلَها شَرَطاً، أَي شَيْئاً دُوناً خاطَرَ بهَا. وَقَالَ أَبُو عَمرْو: أَشْرَطْتُ فلَانا لِعَمَلِ كَذَا، أَي يَسَّرْتُه وجعلتُه يَلِيه، فَهُوَ مُشَرط لَهُ أَي مُعَدٌّ لَهُ، وَأنْشد: قَرَّبَ مِنْهَا كلّ قَرْم مُشرَطٍ عَجَمْجَمٍ ذِي كِدْنَةٍ عَمَلَّط قَالَ: وَقَول أَوْس (أشَرطَ فِيهَا نَفسه) أَي هَيَّأَهَا لهَذِهِ التَّبْعَة، وَيُقَال: رَجُلٌ شَرَط، ورِجَالٌ شَرَطٌ، إِذا كَانُوا دُوناً. وَقَالَ اللَّيْث: الشّرَطَان: كَوْكَبان يُقَال إنَّهُمَا قَرْنا الحَمَلِ وَهُوَ أوّل نجم من الرَّبيع، وَمن ذَلِك صَار أوائلُ كلِّ أمْرٍ يَقع أَشراطَه. وَقَالَ العجاج: مِنْ بَاكر الأشرَاطِ أَشراطِيُّ أَرَادَ الشَّرَطَيْن. قَالَ: وَإِذا عَجَّل الْإِنْسَان رَسُولا إِلَى أَمرٍ قيل: أَشرَطَهُ، وأَفْرَطَه، من الأشراطِ الَّتِي

هِيَ أوائِلُ الْأَشْيَاء. وَقَالَ: والشَّرَطُ من الْإِبِل مَا يُجلَبُ للْبيع نَحْو النَّابِ والدَّبِر، يُقَال: أفِي إبِلك شَرَطٌ؟ فَتَقول: لَا، وَلكنهَا لُبابٌ كلُّها. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: الشِّرْوَاطُ من الرِّجال الطَّوِيل وَأنْشد ابْن السّكيت: يُلْحِنَ من ذِي زَجَلٍ شِروَاطِ مُحْتَجِزٍ بَحَلقٍ شَمْطَاطِ شِرواط: من نعت الْحَادِي. وَقَالَ اللَّيْث: نَاقَةٌ شرواط، وجَمَلٌ شِرْواط، أَي طَوِيلٌ فِيهِ دِقّة. وَفِي الحَدِيث أنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَهَى عَن شَرِيطَةِ الشَّيْطَان، وَهِي ذَبِيحَةٌ لَا تُفْرَى فِيهَا الأوْدَاجُ، أُخِذَ من شَرْط الْحَجّام. وَأَخْبرنِي المنذريّ، عَن ثَعْلَب، قَالَ: الشَّرِيطُ الْعَتِيدَةُ للنِّسَاء تَضَع فِيهَا طِيبَها وأداتَها، والشرِيطُ: الْعَيْبَةُ أَيْضا، وَأنْشد فِي العتيدة. فَزَيْنُكَ فِي الشرِيطِ إِذَا الْتَقَينَا وسَابِغَةٌ وذُ النُّونين زَينِي والشُّرَطُ: حِبالٌ دِقاقٌ تُفتَل من اللِّيف والخُوْص، وَاحِدهَا شريطٌ. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: مَنْ نَسَب إِلَى الشُّرْطَةِ قَالَ: شُرْطِيّ، ومَنْ نَسَبَ إِلَى الشُّرَط قَالَ: شُرَطِيَّ. ابْن شُمَيْل: الشُّرُطُ حِبَالٌ دِقاق تُفْتَل من اللِّيف والخُوص. والشَّرَطُ: المسيلُ الصَّغير قدر عشرَة أذرُع، مثل شَرَطِ المالِ رُذالِها. طرش: الطَّرَشُ: الصَّمَمُ، ورجُلٌ أُطْرُوشٌ، ورجالٌ طُرُشٌ. ش ط ل شلط: قَالَ اللَّيْث: شَلْطا السِّكين، بلُغة أهل الْجَوْف، قلت: لَا أَدْرِي مَا شَلْطَاه، وَمَا أرَاهُ عَرِبيّاً. ش ط ن شطن، نطش، نشط، شنط: مستعملة. شطن: قَالَ اللَّيْث: الشَّطَنَ الْحَبْلُ الطَّوِيل الشّديد الْفَتْلِ يُسْتَقَى بِهِ ويُشَدُّ بِهِ الْخَيل، وَيُقَال للْفرس الْعَزِيز النّفس: إِنَّه لَيَنْزُو بَين شَطَنَيْن، يُضْرَبُ مثلا للْإنْسَان الأشِرِ الْقَوِيّ، وَذَلِكَ إِذا اسْتَعْصَى على صاحِبه، شَدَّهُ بحَبْلَين من جانِبين، وَهُوَ فَرَسٌ مَشْطون. وَقَالَ ابْن السّكت: الشَّطْنُ مَصْدر شَطَنَهُ يَشْطِنُه، إِذا خَالفه عَن نِيّته وَوَجْهِه. والشَّطَنُ: الحَبْل الَّذِي يُشطَنُ بِهِ الدَّلْو قَالَ: والْمُشَاطِنُ: الَّذِي يَنْزِعُ الدَّلْوَ من البِئر بحَبْلَين. وَقَالَ ذُو الرمة: ونَشوانَ من طُول النُّعَاسِ كَأَنَّه بحَبْلَين فِي مَشْطَونَةٍ يَتَطَوَّحُ وَقَالَ الطرماح:

أَخُو قَفَصٍ يَهْفُو كَأَنَّ سَرَاتَهُ ورِجْلَيْهِ سَلْمٌ بَين حَبْلَيْ مُشاطِنِ أَبُو عُبيد: نَوًى شَطُونُ: أَي بعيدةٌ شَاطَّة. وَقَالَ اللَّيْث: غَزْوَةٌ شَطُونٌ، أَي بَعيدَةٌ. وشَطَنَت الدَّارُ شُطُوناً، إِذا بَعُدَتْ. وَقَالَ غَيره: أَلْيَةٌ شَطُونُ، إِذا كَانَتْ مَائِلَةً فِي شِقَ، وبِئْرٌ شَطُونٌ: مُلْتَوِيَةٌ عَوْجَاء، وحَرْبٌ شَطُونٌ: عَسِرَةٌ شَديدَة. وَقَالَ الرَّاعِي: لَنَا جُبَبٌ وأَرْمَاحٌ طِوَالُ بِهِنَّ نُمَارِسُ الحَرْبَ الشَّطُونَا الأصمعيّ: رُمْحٌ شَطون، طَوِيلٌ أَعْوَج، وبِئْرٌ شَطُونٌ، بَعيدَة القَعْرِ فِي جِرَابِها عَوَج. وَأَخْبرنِي المنذريّ، عَن أبي إِسْحَاق الحربِيّ: وسُئل عَن معنى حَدِيث النّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إنّ الشَّمْس تَطْلُع بَين قَرْنَي شَيْطان، فَقَالَ: هَذَا مَثَل. يَقُول: حينَئِذٍ يَتَحَرك الشَّيْطَان فَيكون كالمُعِين لَهَا، وَكَذَلِكَ قَوْله: الشيْطان يَجْرِي من ابْن آدم مَجْرَى الدّم، إنّما هَذَا مثل، وَإِنَّمَا هُوَ أَنْ يَتَسَلَّطُ عَلَيْهِ، لَا أَنْ يَدْخُلَ جَوْفَه. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّيْطَان فَيْعَالٌ من شَطَنَ، أَي بَعُدَ. قَالَ: وَيُقَال: شَيْطَنَ الرَّجُل، وتَشَيْطَنَ، إِذا صَارَ كالشيْطان وفَعَل فِعلَه. وَقَالَ رُؤْبة: شَاقٍ لِبَغْيِ الكَلِبِ المُشَيْطِنِ وَقَالَ غَيره: الشيْطان: فَعْلان، من شَاطَ يَشِيطُ، إِذا هَلَك واحْتَرَق، مثل هَيْمان وغَيْمان، من هام وغام. قلت: وَالْأول أكبرُ، والدّليل على أَنه من شَطَنَ قَول أُمية بن أبي الصَّلت يذكر سُلَيْمَان النَّبِي: أَيُّما شَاطِنٍ عَصاهُ عَكاهُ أَرَادَ: أَيّمَا شَيْطَان. وَقَالَ الله جَلَّ وعزَّ فِي صِفَة شَجرة تَنْبُت فِي النَّار: { (أَصْلِ الْجَحِيمِ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ} (الصافات: 65) . قَالَ الْفراء: فِي الشَّياطين فِي الْعَرَبيَّة ثَلاثةُ أَوْجه: أَحدهَا أَنه يُشبَّه طَلُعُ هَذِه الشَّجَرَة فِي قُبْحِه برُؤوس الشَّيَاطِين؛ لِأَنَّهَا مَوْصُوفَة بالقُبْح وَإِن كَانَت لَا تُرى، وَأَنت قَائِل للرِّجل إِذا اسْتَقْبَحْتَه: كَأَنَّهُ شَيْطَان، والوَجْهُ الآخر أَنَّ الْعَرَب تُسَمِّي بعض الحَيّات شَيْطَانا، وَهُوَ حَيَّةٌ ذُو عُرْفٍ قَبِيح المَنْظَر، وَأنْشد لرجل يذُمُّ امْرَأَة لَهُ: عَنْجَرِدٌ تَحْلِفُ حِين أحْلِفُ كَمِثْل شَيطانِ الحِماطِ أعْرَفُ وَيُقَال فِي وَجْه آخر: إنَّ الشَّيْطَان نَبْتٌ قَبِيح يُسَمَّى برؤوس الشَّيَاطِين. قَالَ: والأوْجُه الثَّلَاثَة تذْهب إِلَى معنى وَاحِد من القُبح. أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: من السِّماتِ

الفِرْتَاجُ، والصُّلَيْبُ، والشَّجَارُ والمُشَيْطَنَةُ. شنط: ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: المشنَّط: الشِّواء، وَقَالَ فِي مَوضِع آخر الشُّنْط: اللُّحْمانُ المنْضَجَة. نشط: قَالَ اللَّيْث: نَشِطَ الْإِنْسَان يَنْشَطُ ويَنْشِطُ نشاطاً، فَهُوَ نَشيط طيِّبُ النّفس للْعَمَل، والنَّعْت ناشِطُ. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: أنشطْتُ الأُنشوطَةَ إنشاطاً، إِذا حَلَلْتَها. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: نَشَطْتَها: عَقَدْتَها، وأنشطَتها حَلَلتَها. وَقَالَ غَيره: هِيَ الأنشُوطَةُ لِلْعَقْد الّذي يُمَدُّ أحدُ طرفِي حَبْلِه فَيَنْحَلّ، والمُؤَرَّبُ الَّذِي لَا يَنْحَلّ إِذا مُدَّ حَتَّى يُحَلّ حَلاًّ. قَالَ: ونَشَّطت العَقُد تَنشِيطاً، إِذا عَقَدْتَه بأُنشُوطَة. قَالَ لَهُ شَمِر: قَالَ أَبُو عبد الرّحمان: قَالَ الأَخْفش: الحِمار يَنشِطُ من بَلَدٍ إِلَى بلد، والْهموم تَنشِطُ بِصاحِبها. وَقَالَ هِمْيان: أمْسَت هُمومي تَنْشِطُ الْمَناشِطَا الشَّامَ بِي طَوْراً وطَوراً واسِطَا أَبُو عبيد، عَن الأصمعيّ: النَّشِيطَةُ فِي الغَنيمة: مَا أصَاب الرَّئيسُ فِي الطَّريق قبل أنْ يَصِلَ إِلَى بَيْضَةِ الْقَوْم. وَقَالَ ابْن عَنَمةَ الضَّبِّيّ: لَكَ المِرْبَاعُ فِيهَا والصّفَايَا وحُكْمُكَ والنَّشيطَةُ والفُضُولُ وَيُقَال: نَشَطَتْهُ الأفْعى، إِذا نَهَشَتْهُ، وَيُقَال للنَّاقَة: حَسُنَ مَا نَشَطَتْ السّيْرَ، يَعْنِي سَدْوَ يَدَيْها، وَيُقَال: سَمِنَ فأنْشَطَه الكلأُ. وَيُقَال: نَشطْتُ الدّلْوَ أَنشِطُها، وأَنشطُها نَشْطاً: نَزَعْتُها. شمر، عَن أبي سَعِيد الهُجَيميّ: أنشطه الكلأُ، أَي سَمّنه، وأَحْكم خَلْقَه. وَيُقَال: سَمِنَ بأَنْشِطَة الْكلأ، أَي بِعُقَدتِه وإحكامه إِياه، وَكِلَاهُمَا من أُنشوطَةِ العُقْدَةِ. وَقَالَ شمِر: انْتشط المالُ المَرْعَى، أَي انْتَزَعْتُه بالأسنان كالاختلاس. يُقَال: نشطَتُ وانْتَشَطْتُ، أَي انْتَزَعتُ. اللَّيْث: طريقٌ ناشِطٌ يَنشِطُ من الطَّرِيق الأعْظَم يَمْنةً أَو يَسْرَة، كَقَوْل حُميد: مُعْتَزِماً للطُّرُق النَّوَاشِطِ وَكَذَلِكَ النَّواشِطُ من المسَايِل، وَيُقَال: نَشَطَ بهم الطَّريق. والنَّاشِطُ فِي قَول الطّرمّاح هُوَ الطَّرِيق، قَالَ: والنشُوط: كلامٌ عِراقيّ، وَهُوَ سَمَكٌ يُمْقَرُ فِي ماءٍ وملح. وانتشطْتُ السَّمكةَ، إِذا قَشَرْتَها. وَقَالَ رؤبة: تَنشَّطَتْهُ كلُّ مِغْلاة الْوَهَقْ يَقُول: تَنَاوَلَتْه وأَسْرَعت رَجْعَ يَدَيْها فِي سَيرها، قَالَ: والمِغْلاَة الْبَعيدة الخَطْو، والْوَهَق: المباراة فِي السَّير.

وَقَالَ اللَّهُ جلَّ وعزَّ: {غَرْقاً وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً} (النازعات: 2) . روى عَن ابْن مَسْعُود، وَابْن عَبَّاس، أَنَّهُمَا قَالَا فِي قَوْله: والنّازِعات والناشِطَات، هِيَ الْمَلَائِكَة. وَقَالَ الْفراء: هِيَ الملائكَةُ تَنْشِطُ نفسَ المؤْمِن وتَقبِضُها. وَقَالَ أَبُو زيد: نَشطْتُ الدَّلْوَ من الْبِئْر نشْطاً، وَهُوَ جَذْبُك الدَّلْوَ من الْبِئْر صُعُداً بِغَيْر قامَةٍ، فَإِذا كَانَ بِقَامَةٍ فَهُوَ المتْحُ، ونشَطَتْهُ الأفعى، إِذا عَضَّتْه، ونشَطَتْه شَعُوبُ نَشْطاً، وَهِي المَنِيّة. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: الناشطات الملائِكة، وتنشُط الأرْواح نشطاً أَي تَنْزِعُها نزعاً كَمَا ينْزع الدَّلو من الْبِئْر. وَقَالَ الْفراء: نشَطْتُ الحَبْلَ، بِغَيْر ألف، إِذا رَبَطْتَه، وَأَنا نَاشِط، وَإِذا حَلَلْته فقد أَنشطته. أَبُو عبيد، عَن الأصمعيّ: يُقَال: بِئرٌ إنشاطٌ، بكَسر الْألف، وَهِي الَّتِي يَخرُج مِنْهَا الدَّلْو بجَذبَةٍ واحِدَة، وبئر نشوط، وَهِي الّتي لَا يخرج الدَّلْو مِنْهَا حَتَّى تَنشَط كثيرا. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للْمَرِيض يُسْرِع بُرْؤُه، وللمَغِشيِّ عَلَيْهِ تُسْرِعُ إفَاقَتُه، وللمرسَلِ فِي أَمرٍ يُسْرِعُ فِيهِ عَزيمَته: كَأَنَّمَا أُنْشِطَ من عِقَال. وَقَالَ أَبُو زَيد: رَجلٌ مُنْتَشِطٌ، من الانتشاط، ومُتَنشِّط، من التنشِيط، إِذا نزل عَن دابتهِ من طول الرُّكوب، وَلَا يُقَال ذَلِك لِلرَّاجل. وَيُقَال: نشَّطتُ الإبلَ تَنشيطاً، إِذا كَانَت مَمْنوعة من الرَّعي فأرسلتها تَرْعَى، وَقَالُوا: أَصْلها من الأُنشوطة إِذا حُلَّتْ. وَقَالَ أَبُو النَّجْم: نشَّطها ذُو لِمَّةٍ لم تَقْمَلِ صُلْبُ العَصَا جافٍ عَن التَّعَزُّلِ أَي أرسلها إِلَى مَرْعاها بعد مَا شَرِبتْ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: النُّشُط نَاقِضُو الحبال فِي وَقت نَكْثِها لتُضْفَرَ ثانِيةً. نطش: أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: مَا بِهِ نَطِيش، أَي مَا بِهِ قُوَّة. وَقَالَ رؤبة: بَعْدَ اعْتماد الجَرزِ النّطِيش ابْن السّكيت: يُقَال مَا بِهِ نَطِيشٌ، أَي مَا بِهِ حَرَاك. ش ط ف اسْتعْمل من وجوهه. طَفَش. شَطَفَ. طفش: قَالَ اللَّيْث: الطَّفْشُ النِّكَاحُ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَة التَّميمي: قُلْتُ لَهَا وأُولِعَتْ بالنّمْشِ هَل لكِ يَا حَلِيلَتِي فِي الطَّفشِ؟

قَالَ: والطَّفَاشَاةُ المهزولة من الْغنم وَغَيرهَا. شطف: الأصمعيّ فِيمَا رَوَى لَهُ أَبُو تُرَاب: شَطَفَ. وشَطَبَ، إِذا ذَهَبَ وَتَبَاعَدَ، وَأنْشد: أَحانَ مِنْ جِيرَتِنَا خُفُوفُ وأَقلقتهُمْ نِيَّةٌ شَطُوف وَفِي (النَّوادر) : رَمْيَةٌ شَاطِفَةٌ وشَاطِبَةٌ وشَاطِيَةٌ وصَايفةٌ، إِذا زَلّتْ عَن المَقْتَل. ش ط ب شطب، شَبَط، بَطَش: مستعملة. شطب: قَالَ اللَّيْث: الشَّطْبُ، مَجْزومٌ: سَعَفُ النَّخْل الأخْضر، الْوَاحِدَة: شَطْبَة؛ وَلذَلِك قيل لِلْجَارِيَةِ الغَضَّةِ التَّارّة الطَّوِيلَةِ: شَطْبَة، وفَرْسٌ شَطْبَة. وَفِي حَدِيث أُمِّ زرع: (ابْن أبي زَرْع كَمَسَلِّ شَطْبة) . قَالَ: قَالَ أَبُو عبيد: الشَّطْبَةُ مَا شُطِبَ من جَريد النَّخْل، وَهُوَ سَعَفُه، شَبَّهَه بِتِلْكَ الشَّطْبَة، لِنَعْمَتِه، واعْتِدَالِ شبَابِه. وَأَخْبرنِي المنذريّ، عَن أبي إِسْحَاق الحربيّ أَنه قَالَ: أرادَت أَنه مَهْزولٌ كأنَّه سَعَفَةٌ فِي دِقَّتِها. وَقَالَ أَبُو سَعِيد فِي قَوْلهَا: (كَمَسَلِّ شَطْبَة) : الشَّطْبَة السَّيْف، أَرادت أَنه كالسَّيف يُسَلُّ من غِمْده، كَمَا قَالَ: فَتًى قُدَّ قَدَّ السَّيفِ لَا مُتَأَزِّفِ وَيُقَال: غُلامٌ شَطْبٌ: حَسَنُ الخَلْقِ، لَيْسَ بطويل وَلَا بقَصير. ورجُلٌ مَشْطُوب ومُشَطَّبٌ، إِذا كَانَ طَوِيلاً. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: الشَّطائِبُ دون الكَرَانِيف، الْوَاحِدَة شَطِيبَة، والشَّطْبُ دون الشَّطائِب، الواحِدَةُ شَطْبَة. وَقَالَ ابْن السّكيت: الشّاطبة الَّتي تَعمل الحُصْرَ من الشَّطْبِ، وَيُقَال: شَطِبَتْ تَشْطِبُ شُطُوباً، وَهُوَ أَن تأخُذَ قِشْرَه الأعْلى، قَالَ: وتَشْطِبُ وتَلْحَى واحِد. قَالَ: وَوَاحِد الشَّطْب شَطْبَة، وَهِي السَّعَفَة. وَقَالَ الأصمعيّ: الشَّاطِبةُ الَّتِي تَقْشُر العَسِيبَ ثمَّ تُلْقِيه المُنَقِّية، فَتَأخُذ كل شَيْء عَلَيْهِ بِسِكِّينها، حتَّى تتركه رَقِيقاً، ثمَّ تُلْقِيه المُنَقِّيَةُ إِلَى الشَّاطِبةِ ثَانية، وَهُوَ يَقُول: تذَرُّعُ خِرْصَانٍ بِأيْدِي الشَّواطِبِ اللَّيْث: الشُّطْبَةُ طريقَةٌ من مَتْنِ السّيْف والجَميع (شُطَب) . قَالَ: والشِّطْبَةُ لُغَة فِي الشُّطْبَة، وَكَانَ أَبُو الدُّقَيْشِ يُفَرِّقُ بَينهمَا، وَيَقُول: الشِّطْبَةُ قِطعة من سَنَام تُقَطَّع طُولاً، وكل قِطعة من ذَلِك أَيْضا تسمى شَطِيبَة. وَيُقَال: شَطَبْتُ الْأَدِيم والسّنَام، وَأَنا أَشْطِبُه شَطْباً، وكل قِطعة من أَدِيم يُقَدُّ طولا تُسمى شَطِيبَه، وَيُقَال للْفرس السّمين الَّذِي انْتَبَرَ مَتْنَاه،

وتَبايَنَتْ غُرورُه: مَشْطُوب الْمَتْن والكَفَل. قَالَ الجَعْدِيّ: مِثْلُ هِمْيانِ العَذَارَى بَطْنُهُ أبْلَقُ الحَقْوَيْنِ مَشْطوبُ الكَفَلْ سَلمَة، عَن الفَراء، قَالَ: شُطَبُ السّيف، وشُطُبُه. أَبُو نَصْر، عَن الأصْمَعِيّ، قَالَ: السّيفُ المشْطُوب: الَّذِي فِيهِ طرائِق، وَرُبمَا كَانَت مُرْتَفِعَة ومُنْحَدِرَة. وَقَالَ أَبُو زَيْد: شُطَبُ السَّنَامِ أنْ تُقَطِّعَه قِدَداً وَلَا تُفَصِّلها، واحِدُها شُطْبة، وَقَالُوا أَيْضا: شَطِيبَةٌ، وَجَمعهَا شَطائِب. وَقَالَ ابْن شُميل: شُطْبَةُ السَّيف عَمُودُه النّاشِز فِي مَتْنِه. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: الشَّطائب والشَّصَائب الشدائد. وَأَخْبرنِي المنذريّ، عَن ابْن السِّكِّيت، عَن إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ، عَن يُوسُف بن بُهلول، عَن ابْن إِدْرِيس، عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق، عَن أَبِيه، قَالَ: حمل عامرُ بن ربيعَة على عامِر بن الطُّفيلِ فَطَعَنَهُ فَشَطَبَ الرُّمْحُ عَن مَقْتَلِه، أَي لم يَبْلُغْه. وَقَالَ الأصمعيّ: شَطَبَ وشَطَفَ، إِذا عَدَل. أَبُو عبيد: المنْشَطِبُ السّائِل. بَطش: قَالَ اللَّيْث: البَطْشُ التَّناوُلُ عِنْد الصَّوْلَة، والأخْذُ الشَّديد فِي كلِّ شَيْء بَطْشٌ. وَقَالَ الله جلَّ وعَزَّ: {للهوَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ} (الشُّعَرَاء: 130) . قَالَ الْكَلْبِيّ: مَعْنَاهُ تَقتُلون عِنْد الغَضَب. وَقَالَ غَيره: تَقتلون بالسَّوْط. وَقَالَ الزّجاج: جَاءَ فِي التَّفسير أنّ بَطْشَهُم كَانَ بالسَّوْط والسَّيف، وَإِنَّمَا أنكرَ الله ذَلِك؛ لِأَنَّهُ كَانَ ظُلماً، فأَمَّا فِي الْحق فالبَطشُ بالسّوط والسّيف جَائِز. وَقَالَ أَبُو مَالك: يُقَال بَطَشَ فلانٌ من الحُميّ إِذا أَفَاق مِنْهَا، وَهُوَ ضعِيف. وبَطَشَ يَبْطُشُ بَطْشاً. شبط: قَالَ اللَّيْث: الشَّبُّوطُ والشُّبُّوطُ لُغَة، وَهُوَ ضرب من السّمك دَقِيق الذَّنَب، عَريضُ الْوَسَط، ليِّن المَمَسّ، صَغِير الرّأس كَأَنَّهُ بَرْبَط. وَإِنَّمَا يُشَبَّهُ البَرْبَطُ إِذا كَانَ ذَا طول لَيْسَ بِعَرِيض بالشَّبُّوط. ش ط م شمط. مشط. طمش: مستعملة. طمش: أَبُو عبيد عَن أبي زيد، يُقَال: مَا أَدْرِي أيّ الطَّمْش هُوَ؟ مَعْنَاهُ: أَي النَّاس هُوَ؟ قلت: وَقد اسْتُعْمِلَ غير مَنْفِيِّ الأول. قَالَ رؤبة: وَحْشٌ وَلَا طَمْشٌ من الطُّمُّوشِ مشط: أَبُو عبيد، عَن الكسائيّ، قَالَ: هُوَ المُشْط، والمُشُط، والمِشْط.

قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: ولغة رَابِعَة المُشُطُّ، وَأنْشد: قد كُنْتُ أَحْسَبُنِي غَنِيّاً عَنْكُم إنّ الْغَنِيَّ عَن المشُطِّ الأقرعُ وَقَالَ اللَّيْث: المِشْطة: ضرب من المَشْط، والمَشْطَةُ وَاحِدَة، والمشّاطَة: الْجَارِيَة الَّتِي تحسن المَشَاطَة. قَالَ: وضَربٌ من سِمَاتِ الْإِبِل، يُسمى المُشْط. يُقَال: بَعيرٌ مَمْشُوط. بِهِ سِمَةُ المُشْط. وَقَالَ أَبُو زيد: المُشْطُ: سُلامِيَات ظَهر القَدم، يُقَال: انْكَسَرَ مُشْطُ ظهر قَدَمَيْهِ، والمُشْط: نَبْتٌ صغيرٌ يُقَال لَهُ: مُشْطُ الذِّئب، مثل: جِرَاء القَثَد. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: مَشِطت يَده تمشَطُ مَشَطاً، وَهُوَ أَن يمسّ الرجلُ الشَوْكَ والجِذْع فيدخُل مِنْهُ فِي يَده. وروى ابْن السّكيت وَغَيره: مَشِظَتْ يَده بالظّاء، وهما لُغَتَانِ. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: قَالَ الْخَيل: الممشوطُ الطَّويلُ الدَّقيق. قَالَ: وَغَيره يَقُول: هُوَ الممْشوق. وَفِي الحَدِيث أَنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم طُبّ وجُعِلَ سِحْرُهُ فِي مُشْطٍ ومُشَاطَة. المشاطة: الشَّعر الَّذِي يَسْقُط من الرَّأْس واللّحية عِنْد التَّسريح بالمشط. شمط: قَالَ اللَّيْث: الشَّمَطُ فِي الرجُل شَيْبُ اللِّحْية، وَلَا يُقَال للْمَرْأَة: شَيْبَاء شَمطاء. وَيُقَال للرجل: أَشْمَط. والشُّمِيطُ من النَّبَات: مَا رَأَيْت بَعْضَه هائجاً وبَعْضَه أَخْضَر. وَقد يُقَال لبَعض الطَّير إِذا كَانَ فِي ذَنَبِه سَوَادٌ وبَياض: إنَّه لَشَمِيط الذُّنَابَى. سَلَمة، عَن الْفراء، قَالَ: الشماطِيط والعَباديد، والشَعارير والأَبَابيل، كلُّ هَذَا لَا يُفْردُ لَهُ وَاحِد. وَقَالَ اللَّيْث: الشّماطِيط القِطَع الْمُتَفَرقُون. يُقَال: جَاءَت الْخَيْل شماطِيطَ أَيْ مُتَفَرقين وَاحِد شُمْطُوط وشِمْطاط، وَأنْشد أَبُو عَمْرو: مُحْتَجِزٌ بخَلَقٍ شِمْطاط أَي بخَلَقٍ قد تشَقَّقَ وتَقَطَّعَ. الكسائيّ ذهب الْقَوْم شَمَاطِيطَ، وشماليلَ، إِذا تَفَرَّقُوا. وَقَالَ اللَّيْث: الشماليل مَا تفرّقَ من شُعَب الأغْصَان فِي رؤوسها مثل شماريخ العِذْق. وَيُقَال للصُّبح: الشَّمِيطُ؛ لاختلاط بَيَاض النّهَار بِسواد اللَّيْل. وَقَالَ الْكُمَيْت: وأَطلعَ مِنْهُ اللِّياحَ الشَّميط خُدودٌ، كَمَا سُلَّت الأَنْصُلِ الأصمعيّ عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء، أَنه كَانَ يَقُول لأَصْحَابه: اشْمِطُوا، أَي خُوضوا مرَّةً فِي الشِّعر، وَمرَّة فِي الْغَرِيب، وَمرَّة فِي كَذَا.

أبواب الشين والدال

عَمْرو، عَن أَبِيه: الشُّمْطانُ الرُّطَبُ المنَصَّف. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الشُّمطانَةُ الَّتِي يُرطِبُ جانِبٌ مِنْهَا وسائرها يابسٌ. (أَبْوَاب الشين وَالدَّال) ش د ت ش د ظ ش د ذ ش د ث مهملات. ش د ر شرد، رشد، درش. شرد: قَالَ ابْن المظفر: شَرَد البعيرُ يشرُدُ شِراداً، وَكَذَلِكَ الدّوابّ، وفرسٌ شَرودٌ وَهُوَ المسْتَعصِي على صَاحبه، وقافيةٌ شرود: عائرةٌ سائرة فِي الْبِلَاد، وَقَالَ الشَّاعِر: شَرُودٌ إِذا الرّاءُونَ حَلُّوا عِقَالها مُحَجَّلةٌ فِيهَا كلامٌ مُحَجَّلُ وشرَدَ الْجمل شُروداً فَهُوَ شارد، فإِذا كَانَ مُشَرَّداً فَهُوَ شريدٌ طريد. وَتقول: أَشرَدْتُه، وأَطرَدْتُه؛ إِذا جعلته شَرِيدًا طريداً لَا يُؤْوَى. وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله تَعَالَى: {فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ} (الْأَنْفَال: 57) : يَقُول إنْ أَسَرْتَهم يَا مُحَمَّد فنكِّلْ بهم مَنْ خَلفَهم مِمَّن تخافُ نقْضَه لِلْعَهد؛ لَعَلَّهُم يَذّكرون فَلَا ينْقُضون الْعَهْد. وأَصل التشريد التَّطريد. رشد: قَالَ اللَّيْث: يُقَال رَشَد الْإِنْسَان يَرْشُدُ رُشداً ورَشاداً، وَهُوَ نقيض الغَيّ، ورَشِد يَرْشَدُ رَشَداً، وَهُوَ نقيض الضَّلالَ. إِذا أصابَ وَجْهَ الْأَمر وَالطَّرِيق فقد رَشِد، وَإِذا أرشدك إنسانٌ الطَّرِيق فَقل: لَا يَعْمَى عَلَيْك الرُّشد. قلت: وَغير اللَّيْث يَجْعَلُ رَشَدَ يَرْشُدُ ورَشِدَ يَرشَدُ بِمَعْنى واحدٍ فِي الْغَيّ والضَّلال، ورجلٌ رشِيدٌ ورَاشِدٌ. والإرْشادُ الْهِدَايَة والدِّلالَة. وَقَالَ الْفراء فِي (كتاب المصادر) : وُلِدَ فلانٌ لِغَيرِ رَشْدَةٍ، وَوُلِدَ لِغَيَّةٍ ولِزَنْيَةٍ كلّها بالْفَتح. وَقَالَ الكسائيّ: ويَجُوزُ لِرِشْدَةَ ولِزنْيَةٍ، فأَمَّا غَيَّة فَهُوَ بالْفَتْح. وَقَالَ أَبُو زيد: هُوَ لِرَشْدِةٍ ولِزَنْيَةٍ بفَتْح الرّاء والزّاي مِنْهُمَا، وَنَحْو ذَلِك. قَالَ اللَّيْث: وَأنْشد: لذِي غَيَّةٍ من أُمِّه ولِرَشدةٍ فَيَغْلِبُها فحلٌ على النَّسْلِ مُنْجِبُ قَالَ: وَيُقَال: يَا رِشْدِينُ، بِمَعْنى يَا رَاشِد. وَقَالَ ذُو الرمة:

وكَائِنْ تَرَى مِنَ رشْدَةٍ فِي كَرِيهَةٍ وَمن غَيِّةٍ تُلْقَى عَلَيْهَا الشَّراشِرُ يَقُول: كم رُشْدٍ لَقيتَهُ فِيمَا تكْرَهُه، وَكم من غَيَ فِيمَا نُحبُّه ونهواه. قلت: وأَهْلُ الْعرَاق يَقُولُونَ للْحُرْف: حَبّ الرَّشاد كأَنَّهم تَطَيَّرُوا من لَفظ الحُرْفِ، لأَنَّهُ حِرْمان، فَقَالُوا: حبُّ الرَّشاد، والرَّشادُ الحجرُ الَّذِي يَملأُ الكَفَّ، الواحِدَةُ رَشَادَة. ش د ل مهمل ش د ن شَدَن، نَشَد، ندش، دشَنَ: (مستعملة) . ندش: أهمل الليثُ نَدَشَ. وروى أَبُو تُرَاب، عَن أبي الْوَازِع: نَدَفَ الْقطن ونَدَشَه، بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ رُؤْبة: فِي هِبْرِيَاتِ الكُرْسُفِ الْمَنْدوشِ شدن: قَالَ اللَّيْث: شَدَنَ الصَّبِيُّ، والْخِشْفُ، فَهُوَ يَشْدُنُ شُدُوناً إِذا صَلُحَ جِسْمُه وتَرَعْرَع. وَيُقَال للمهر أَيْضا قد شَدَن، فَإِذا أفردت الشادن فَهُوَ وَلَدُ الظَّبْيَة، وظَبْيَةٌ مُشْدِنٌ: يَتَبَعُهَا شَادِنٌ. وَقَالَ أَبُو عُبيد: الشّادِنُ من أَوْلادِ الظِّباء الَّذِي قد قَوِيَ وطَلَع قَرْنَاه. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: امرأَةٌ مَشْدُونٌ: وَهِي العاتِقُ من الجَوارِي. دشن: قَالَ اللَّيْث: دَاشِنٌ مُعرَّب من الدَّشْنِ، وَهُوَ كلامَ عِراقِيّ لَيْسَ من كَلَام الْبَادِية. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الدّاشِنُ والْبُرْكَةُ كِلَاهُمَا الدَّسْتَارَان، يُقَال بُرْكَةُ الطَّحَّان. نَشد: قَالَ: اللَّيْث، يُقَال: نَشَدَ يَنْشُدُ فلانٌ فُلاناً، إِذا قَالَ: نَشَدّتُكَ بِاللَّه وَالرحم، وَتقول: نَاشَدْتُكَ اللَّهَ نِشْدَةً ونِشْدانا، ونَشَدْتُ الضَّالَّةَ إِذا نادَيْتَ وسأَلْتَ عَنْهَا، والنَّاشدون قوم يَطْلُبون الضَّوالّ فيأخذونها ويحبسونها على أَرْبَابهَا. وَقَالَ ابْن عرس: عِشْرُونَ ألْفاً هَلَكُوا ضَيعَةً وأَنْت مِنْهُم دَعْوةُ الناشِدِ يَعْنِي قَوْله: أَيْنَ ذَهَبَ أهلُ الدّار؟ وَأَيْنَ انْتَوَوْ؟ كَمَا يَقُول صاحبُ الضَّالة: مَنْ أَصابَ؟ من أصَاب؟ فالنَّاشِد: الطَّالب، يُقَال مِنْهُ: نَشَدْتُ الضَّالةَ، أَنْشُدُها وأَنْشِدُها نَشداً ونِشْدَاناً، إِذا طلبتها، فأَنَا نَاشد. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وذِكْرِهِ حَرَمَ مَكَّةَ، فَقَالَ: (لَا يُخْتَلَى خَلاَهَا، وَلَا تَحِلُّ لَقَطتُها إِلا لِمُنْشِد) . قَالَ أَبُو عبيد: المنشِد المعرِّفُ، قَالَ: والطالب هُوَ الناشد، يُقَال: نشدتُ. وَيُقَال: نشدت الضَّالة أَنشُدها نِشداناً: إِذا طلبتها، فَأَنا نَاشِد، وَمن التَّعْرِيف أنْشَدْتُهَا إنْشَاداً، فأَنا مُنْشِدٌ، قَالَ: وَمِمَّا يُبَيِّن لَك

أَن النَّاشِدَ هُوَ الطَّالب، حديثُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين سَمِع رجُلاً يَنْشُدُ ضالَّته فِي الْمَسْجِد، فَقَالَ: (أيُّها النَّاشِدُ، غَيْرُكَ الْوَاجِدُ) . قلت: وإنَّما قيل للطَّالب ناشِدٌ لِرَفْعِه صَوْتَهُ بالطَّلَب، والنَّشِيدُ: رَفْعُ الصَّوْت، وَكَذَلِكَ المُعَرِّف يرفعُ صوتُه بالتعريفِ فَسُمِّي مُنْشِداً، وَمن هَذَا إنشاد الشِّعْر، إِنَّمَا هُوَ رَفْعُ الصَّوْتِ بِهِ. وَقَول العَرب: نَشَدْتُكَ باللَّهِ والرَّحِمِ، مَعْنَاهُ: طلبت إليكَ بِاللَّه وبحقِّ الرَّحْم. وأخبَرَني المنذريُّ، عَن أبي الْعَبَّاس أَنه قَالَ فِي قَوْلهم: نشدْتك بِاللَّه، قَالَ: النشيدُ الصَّوْت، أَي سأَلْتُك باللَّهِ بِرَفْعِ نشيدي، أَي صَوْتِي بِطَلبِهَا، قَالَ: وَمِنْه نشدَ الشِّعْرَ، وأنشده، إِذا رَفَعَه. وَقَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ الْكسَائي: نَشدْتُ الدَّابَّةَ طَلبَتها، وأَنْشَدْتها عَرَّفْتها، قَالَ: وَيُقَال أَيْضا: نَشَدْتُها، إِذا عَرَّفْتَها. وَقَالَ أَبُو دُواد: ويَصيخُ أَحْياناً كَمَا اس تَمَعَ المُضِلُّ لصوتِ ناشِدْ قَالَ: وَيُقَال للناشد إنّه المعَرِّف. وَقَالَ شَمِر: رُوِي عَن المُفَضّل الضَّبِّيّ أَنه قَالَ: زَعَمُوا أنَّ امرأَة قَالَت لابنَتِها: احْفَظِي بَيْتَكِ مِمَّن لَا تَنْشُدِين، أَي ممَّن لَا تَعْرِفين. وَأما معنى قولُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي لُقَطَةِ مَكةَ: (وَلَا تَحِلُّ لُقَطَتُها إِلَّا لمُنْشِد) ، فَإِنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَام فَرَّقَ بقوله هَذَا، بَين لُقَطَةِ الْحَرَمِ، وَبَين لُقَطَةِ سَائِر البُلدان؛ لِأَنَّهُ جَعَلَ الحُكم فِي لُقطَةِ سائِر الْبِلَاد أَنَّ مُلْتقِطَها إِذا عَرَّفَها سَنةً حَلَّ لَهُ الانْتفاعُ بهَا، وجَعَلَ لُقَطَة الحَرَمِ مَحْظُوراً على مُلْتَقطها الانْتِفَاعُ بهَا وَإِن طَال تعْرِيفُه لَهَا، وحَكَم أنَّهُ لَا يحِلُّ لأحَدٍ الْتَقَاطُها إِلَّا بنيّة تَعْرِيفهَا مَا عَاشَ، فأَمَّا أَن يأْخُذَها من مَكَانهَا وَهُوَ يَنْوي تَعْرِيفهَا سنة ثمَّ يَنْتَفِعُ بهَا كَمَا ينْتَفع بِسَائِر لْقَطَةِ الأَرْض فَلَا. وَهَذَا معنى مَا فسره عبد الرحمان بن مهْدي، وَأَبُو عُبيد، وأَهْل الْآثَار. وأمل قَول أبي دُوَاد فَإِن أَبَا عُبَيد ذكر عَن الأصمعيّ، أَنَّ أَبا عَمرو بن الْعَلَاء كَانَ يَعْجَبُ من قَوْله: كَمَا اسْتَمَعَ المُضِلُّ لِقوْل نَاشِدْ قَالَ: وأَحْسِبُه قَالَ هُو أَو غَيره أَنه قَالَ: أَرَادَ بالنّاشد أَيْضا رجلا قد ضَلَّتْ دابَّته، فَهُوَ يَنْشُدُها أَي يَطلُبُها لَيَتَعزَّى بذلك. قلت: وَأما ابنْ المظفر فَإِنَّهُ جعل النّاشد: المُعَرِّف فِي هَذَا الْبَيْت، قَالَ: وَهَذَا من عَجِيبِ كَلَامهم أَن يكون النَّاشدُ: الطّالِبُ والمُعَرِّفُ. قَالَ: والنَّشيد: الشِّعْرُ المَتناشَدُ بَين الْقَوم، يُنْشِدُ بَعضهم بَعْضًا.

ش د ف اسْتعْمل من وجوهه: شدف فَقَط. شدف: قَالَ اللَّيْث وَغَيره: الشُّدُوفُ الشُّخُوصُ، الْوَاحِد شَدَفٌ. قَالَ الهُذلِيّ: مُوَكَّلٌ بِشُدُوفِ الصَّوْم يَنْظُرُها من المَغَارِبِ مَخْطُوفُ الحَشازَرِمُ قَالَ: وَمعنى الْبَيْت: أَنه من مَخافَةِ الشُّخوص كأَنَّهُ مُوَكَّلٌ بِهَذَا الشّجر، يخافُ أَن يكون فِيهِ نَاس، وكلُّ مَا وَرَاءَك فَهُوَ مَغْرِبٌ، وَيُقَال: شَدِفَ الْفرس شَدَفاً، إِذا مَرِحَ، فَهُوَ شَدِفٌ أَشْدَفُ. قَالَ العجاج: بِذَاتِ لَوْثٍ أَوْ نُبَاجٍ أَشْدَفا وَقَالَ الفَرّاء واللّحيانيّ: خرجنَا بِسُدْفَةٍ من اللَّيل، وشُدْفَةٍ، ويُفْتَحُ صُدُورُهما، وَهُوَ السّوَادُ الْبَاقِي. قَالَ الْفراء: والسَّدَفُ، والشَّدَفُ: الظُّلْمَةُ. وَقيل: فَرَسٌ أَشْدَف، وَهُوَ المايل فِي أحد شِقَّيه بَغياً ونَشاطاً. وَقَالَ المرّار: شُنْدُفٌ أَشدَفُ مَا وَرَّعْتَهُ وَإِذا طُوطِيءَ طَيّار طِمِرْ قَالَ: والشنْدُفُ مِثْلُ الأشْدَف، وَالنُّون زائِدَةٌ فِيهِ. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال لِلقِسِيّ الفارِسيَّة: شُدْفٌ، وَاحِدهَا شَدْفاء، وَهِي الْعَوْجَاء. أَبُو عُبَيْدَة وَالْفراء: أسدَفَ اللّيْل، وأشدَف، إِذا أرْخَى سُتورَهُ وأظْلَم. ش د ب اسْتعْمل من جَمِيع وجوهه: دبش. دبش: قَالَ اللَّيْث: الدَّبْشُ القَشْرُ وَالْأكل، يُقَال: دُبِشت الأَرْض دَبشاً، أَي أُكِلَ مَا عَلَيْهَا من النَّبات. وَقَالَ رؤبة فِي شينيته: جاؤوا بأُخْراهُم على خُنْشوشِ مِنْ مُهْوَئِنَ بالدَّبا مَدْبوشِ ش د م اسْتعْمل من جَمِيع وجوهه: دمش. مدش. مدش: يُقَال: مَا مَدَشْتُ مِنْهُ مَدْشاً ومُدُوشاً، وَمَا مَدشِني شَيْئا، وَمَا أمْدَشنِي، وَمَا مَدَّشتُهُ شَيْئا وَلَا مُدِّشتُ شَيْئا، أَي مَا أَعْطانِي وَلَا أَعْطَيته، وَهَذَا من نَوادِرٍ الْأَعْرَاب. وَقَالَ اللَّيْث: المَدَش: اسْتِرْخاءٌ ودِقَّةٌ فِي الْيَد، يُقَال: يَدٌ مَدْشاء، ونَاقَةٌ مَدْشَاءٌ. أَبُو عُبَيد، عَن أبي عَمْرو: المَدْشَاءُ من النِّساء الَّتي لَا لَحْمَ على يَدَيْها. وَقَالَ أَبُو عُبيدة: المَدْش فِي الخَيْل هُوَ اصْطكاكُ بَواطِن الرُّصْغَين من شدّة الْفَدَع، والْفَدَعُ: الْتِوَاءُ الرُّصْغ من عُرْضِه

أبواب الشين والتاء

الْوَحْشِي. ابْن شُمَيْل: يُقَال: إِنَّه لأمْدَش الأصابِع، وَهُوَ المُنتَشرُ الأشاجِع، الرّخْو الْقَبْضَة. وَقَالَ غَيره: نَاقَةٌ مَدْشَاءُ الْيَدَين سَرِيعة أوْ بِهما فِي حُسْنِ سَير، وَأنْشد: ونازِحَةِ الجُولَيْن خاشعَةُ الصُّوَى قَطَعْتُ بِمَدْشَاءِ الذِّراعَيْن ساهِم وَقَالَ آخر: يَتْبَعْنَ مَدْشَاءَ الْيَديْنِ قُلْقُلا دمش: قَالَ: والدَّمَشُ الهَيَجَانُ والثّوَارنُ من حرارةٍ، أَو شُرْبِ دواءٍ ثَارَ إِلَى رَأْسِهِ. يُقَال: دَمِشَ دَمَشاً. قلت: وَهَذَا عِنْدِي دَخِيلٌ أُعْرِبَ وَلَيْسَ من مَحْض كَلَام الْعَرَب. (أَبْوَاب) الشين وَالتَّاء) ش ت ظ ش ت ذ ش ت ث أهملت وجوهها. ش ت ر اسْتعْمل مِنْهَا: شتر، ترش، تشر. شتر: قَالَ اللَّيْث: الشَّتْرُ انقلابٌ فِي جَفن الْعين قَلَّ مَا يكون خِلْقة، والشَّتْرُ مُخَفِّفٌ: فِعْلُك بهَا، والنَّعت أَشْتر وشتْراء، وَقد شَتِرَ يَشتَرُ شَتَراً. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: شَتَرَ قطعَ، وشَتِر انقطَعَ. وَقَالَ أَبُو زيد: الشترُ انقلاب شُفْرِ الْعَين من أَسْفل وأَعلى ويَتَشَنَّجُ شُفْرهُ تَشنُّجاً. قلت: والشفْر حرف الْعين. أَبُو عبيد، عَن أبي زيد: شَتَّرْتُ بِهِ تشتِيراً، سمَّعَتُ بِهِ تسميعاً، ونَدَّدْتُ بِهِ تنديداً، كلُّ هَذَا إِذا أسمعَه القبيحَ وشَتَمَه. قلت: وَهَكَذَا قَالَ ابْن الأعرابيّ وَأَبُو عَمْرو: شَتَّرت بِالتَّاءِ، وَكَانَ شمر أنكَرَ التَّاء، وَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ شنُرْتُ بِالتَّاءِ وَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ شنرْتُ بالنُّون، وَأنْشد: وباتَتْ تُوَقِّي الزَّوُجَ وَهِي حَرِيصةٌ عَلَيْهِ وَلَكِن تَتَّقِي أَنْ تُشَنَّرا قلت: جَعَله شَمِرُ من الشَّنَار، وَهُوَ العيْب، وَالتَّاء عِنْدِي صَحِيح أَيْضا. تشر: قَالَ اللَّيْث: تِشرين اسْم شهر من شهور الخريف بالرومية. قلت: هما تِشْرِينان: الأول وَالثَّانِي وبعدهما الكانُونَان. ترش: ابْن دُرَيْد: التَّرَشُ خِفَّةٌ ونَزَقٌ، تَرِشَ يَتْرَشُ تَرَشاً، فَهُوَ تَرِش وتارِشٌ. قلت: الترشُ مُنْكر لم يروه غيرُه. ش ت ل مهمل. ش ت ن شتن، نتش: (مستعملان) .

شتن: قَالَ اللَّيْث: الشَّتْنُ النَّسْجُ، والشاتنُ والشَّتون الناسجُ. يُقَال: شَتَنَ الشاتنُ الثَّوْب، أَي نسجه، وَهِي لُغَة هُذَليَّة، وَأنْشد: نَسَجَتْ بهَا الزُّوَعَ الشَّتونَ سبائبَا لمْ يَطْوِها كفُّ البِيَنْطِ المُجْفَلِ قَالَ: والزُّوع العنكبوت، والمجفَل الْعَظِيم البطْن، والبِيَنْط الحائِك. قلت: وَقَالَ ابْن الأعرابيُّ فِي تَفْسِير هَذَا الْبَيْت كَمَا قَالَ اللَّيْث. نتش: قَالَ اللَّيْث: النَّتْشُ إخراجُ الشوك بالمِنْتاش، وَهُوَ المنقاش الَّذِي يُنتَفُ بِهِ الشّعْر، والنَّتْشُ جَذْب اللَّحْم وَنَحْوه، قَرْصاً ونهشاً. وَيُقَال: أَنتش النباتُ وَهُوَ حِين يخرج رَأسه من الأَرْض قبل أَن يُعرَف، وأَنتشَ الحَبُّ، إِذا ابتلَّ فضرَبَ نَتَشَه فِي الأَرْض، بَعْدَمَا يبْدُو مِنْهُ أوَّل مَا يَنبُتُ من أَسْفَل وَفَوق، فَذَلِك النَّبَات النَّتَش. قلت: الْعَرَب تَقول لِلْمِنقاش: مِنْتَاخٌ ومِنْتَاش. وَقَالَ اللّحياني: يُقَال: هُوَ يَكْدِشُ لِعياله، وينتِشُ ويعصِفُ ويصرِفُ. أَبُو عُبيد، عَن الأمويّ: مَا نتشّتُ مِنْهُ شَيْئا، أَي مَا أخذْت مِنْهُ شَيْئا. وَقَالَ الْفراء: النُّتَّاشُ النُّغّاش والعَيّارون، ونتشَه بالعصا نَتَشاتٍ. ابْن شُميل، يُقَال: نَتَشَ الرجلُ بِرجلِهِ الحجرَ أَو الشَّيْء، إِذا دفعهُ بِرجلِهِ فنحَّاه نَتْشاً. ش ت ف فتش: قَالَ اللَّيْث: الفَتْشُ والتَّفتيش: طَلَبٌ فِي بحْثٍ. وَقَالَ شمر: فتَّشْتُ شعرَ ذِي الرُّمَّة أطلُبُ بَيْتا. ش ت ب مهمل. ش ت م شمتَ، شتم، متش: (مستعملة) . شتم: قَالَ اللَّيْث: شَتَمَ فلانٌ فلَانا شَتْماً. وأسَدٌ شَتِيمٌ، وحمارٌ شتيم، وَهُوَ الكريهُ الْوَجْه الْقَبِيح. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الشَّتْمُ: قبيحُ الْكَلَام، وَلَيْسَ فِيهِ قَذف، وَقَالَ: هُوَ يشْتِمُهُ ويَشْتُمُه، قَالَ: والمشتَمةُ والشَّتِيمَةُ: الشَّتْم. وَأنْشد أَبُو عُبيد: ليْسَت يمَشْتِمَةٍ تُعَدُّ وعَفْوُها عَرَقُ السِّقاءِ على القَعُودِ اللاَّغِبِ يَعْنِي: كلمة كرِهَها وإنْ لم تُعدّ شَتْماً؛ فإِنَّ العفْوَ عَنْهَا يَشتَدّ.

شمت: قَالَ اللَّيْث: الشماتَةُ: فرحُ العدُوِّ ببِليّة تنزل بِمن يُعاديه؛ وَالْفِعْل مِنْهَا شمِتَ يشْمَتُ شماتةً، وأشَمَتهُ الله بِكَذَا وَكَذَا؛ وَمِنْه قَول الله جلّ وعزّ حِكَايَة عَن هَارُون أَنه قَالَ لِأَخِيهِ: {فَلاَ تُشْمِتْ بِىَ الأَعْدَآءَ} (الْأَعْرَاف: 150) . قَالَ الْفراء: هُوَ من أشمت، قَالَ: وحَدثني ابنُ عُيَيْنَة عَن رجلٍ عَن مُجَاهِد أَنه قَرَأَ: (فَلَا تَشْمَت بِي الْأَعْدَاء) ، قَالَ الْفراء: وَلم نَسمعها من الْعَرَب. فَقَالَ الكسائيّ: مَا أدْرِي لَعَلَّهُم أَرَادوا (فَلَا تُشْمِتْ بِي الْأَعْدَاء) فَإِن تكن صَحِيحَة فلهَا نَظَائِر: العربُ تَقول: فَرِغْتُ وفَرَغْتُ، فَمن قَالَ: فَرِغْتُ قَالَ: أَفْرَغُ، وَمن قَالَ: فَرَغْتُ، قَالَ: أَفْرُغُ. وَقَالَ ابْن السّكيت فِي قَوْله: فارْتاعَ من صَوْتِ كلاَّبٍ فَبَاتَ لَهُ طَوْعَ الشَّوَامِتِ من خَوْفٍ وَمن صَرَدِ قَالَ ابْن السّكيت: قَوْله: (طَوعُ الشَّوامِت) ، يَقُول: باتَ لَهُ مَا أَطاعَ شامِته من البرْد وَالْخَوْف، أَي بَات لَهُ مَا اشْتهَى شَوَامِتُه. قَالَ: وسُرُورها بِهِ: طَوْعُها، وَمن ذَلِك يُقَال: اللَّهُمَّ لَا تُطِيعَنَّ بِي شامِتاً، أَي لَا تفعل بِي مَا يُحبّ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: من رَفع (طوع) أَرَادَ: بَاتَ لَهُ مَا يُسِرُّ الشَّوامِت اللواتي شَمِتْن بِهِ. قَالَ: وَمن رَوَاهُ بالنَّصْب، أَرَادَ بالشَّوامت القوائِم، واسمُها الشَّوامت، الواحِدَةُ شَامِتة؛ يَقُول: فباتَ الثَّوْرُ طوعَ شَوامِته، أَي قوائمه، أَي بَات قَائِما. روى أَبُو عبيد، عَن أبي عُبَيْدَة فِي تَفْسِيره نَحْواً مِنْهُ. وَقَالَ: طَوْعُ الشَّوامِت، أَرَادَ بَات لَهُ مَا شَمِتَ بِهِ شماتة. وَقَالَ أَبُو عبيد وَغَيره: شَمَّت العاطسَ وشَّمَته، إِذا دَعا لَهُ، وكل داعٍ لأحد بِخَير فَهُوَ مُشَمِّت لَهُ، قَالَ: والشِّين أَعلَى وَأفْشى فِي كَلَامهم. وَأَخْبرنِي المنذريّ، عَن ابْن الْعَبَّاس، أَنه قَالَ: الأَصْل فيهمَا السّين من السَّمْت، وَهُوَ الْقَصْدُ والهَدْي. قَالَ: وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الاشْتِمَاتُ: أوَّلْ السِّمن، وأنشدنا: أرَى إبلي بَعْدَ اشْتِمَاتٍ كأَنَّما تُصِيتُ بِسَجْعٍ آخر اللَّيْلِ نِيبُهَا قَالَ: وإبلٌ مشتَمِتة: إِذا كَانَت كَذَلِك. وَيُقَال: خَرَج الْقَوْم فِي غزَاة فقفلوا شَماتَي، ومُتَشَمِّتين. قَالَ: والتَّشَمّت: أَن يَرْجعوا خائبين لم يَغْنَموا. وَقَالَ غَيره: كل دعاءٍ بِخَير فَهُوَ تَشْمِيتٌ، وَمِنْه تَشْميتُ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَاطِمَة وعليّاً عَلَيْهِمَا السَّلَام حِين أدخلها عَلَيْهِ.

أبواب الشين والظاء

متش: قَالَ ابْن دُرَيْد: المَتْشُ: تَفريقُك الشّيءَ بأَصَابعك، تَقول: متشت أَخْلَافَ النَّاقة بأَصابِعِي، إِذا احتَلَبَتهَا حَلْباً ضَعِيفاً. قَالَ: والْمَتْش: سُوءُ الْبَصَر، رَجُلٌ أَمْتَش، وَامْرَأَة متْشَاء. وَقَالَ أَيْضا: تَمَشْتُ الشّيْءَ تَمْشاً، إِذا جَمَعْتَه. قلت: وَهَذَا مُنْكَرٌ جدّاً. (أَبْوَاب) الشين والظاء) ش ظ ذ ش ظ ث أهملت وجوهها. ش ظ ر شظر: قرأتُ فِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : يُقَال: شِظْرَةٌ من الْجَبَل وشَظِيّةٌ، وَقَالُوا: شِنْظِيةٌ وشِنْظِيرَةٌ. وَقَالَ الأصمعيّ: الشِّنْظِيرُ: الْفَحَّاشُ السّيّىءُ الخُلُق، وَالنُّون زَائِدَة. ش ظ ل مهمل. ش ظ ن شنظ، نشظ: (مستعملان) . شنظ: قَالَ اللَّيْث: الشِّنَاظُ من نَعْتِ الْمَرْأَة، وَهُوَ اكْتِنَاز لَحمهَا، وَشَنَاظِي الْجَبَل: أَطْرَافه وأَعاليه، الْوَاحِدَة شُنْظُوَةٌ. وَقَالَ الطرماح: فِي شَنَاظِي أُقَنٍ بَيْنَها عُرَّةُ الطَّيْرِ كَصَوْم النَّعَام وروى أَبُو تُرَاب، عَن مُصعب الضِّبَابِيّ: امْرَأَة شِنْظِيانٌ بِنْظِيَانٌ، إِذا كَانَت سَيِّئَةَ الْخلق صَخَّابَة. نشظ: قَالَ اللَّيْث: النُّشوظُ نَباتُ الشَّيءِ من أُرومَتِهِ أول مَا يَبْدو حِين يَصْدَعُ الأَرْض نَحْو مَا يَخْرُج من أصُول الحَاج. قَالَ: وَالْفِعْل مِنْهُ نَشَظَ، وأنْشَد: لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ وَلَا نُشُوظُ قَالَ اللَّيْث: والنَّشْظُ اللَّسْعُ فِي سُرْعَةٍ واخْتِلاَس. قلت: هَذَا تصْحِيفُ مُنكَر، وصوابُه التَّشْظُ بالتَّاء، وَقد مَرَّ تَفْسِيره فِي بَابه، يُقَال: نَشَظَتْه الأَفْعَى نَشْظاً. ش ظ ف اسْتعْمل من وُجوهه: (شظف) . شظف: قَالَ اللَّيْث: الشَّظَفُ يُبْسُ الْعَيش، وأَنْشَد: وراجِي لينَ تَغْلبَ عَن شَظَافٍ كَمُثَّدِنِ الصَّفا كَيْما يَلِينَا والشَّظِيفُ من الشّجر، وَهُوَ الَّذِي لم يَجِدْ رِيَّهُ فَخَشُنَ وصَلُبَ من غير أَن تَذْهَب نُدُوَّتُه، والفِعْل شَظُفَ يَشْظُفُ شَظَافَةً. وَيُقَال: أَرْضٌ شَظِفَةٌ، إِذا كَانَت خَشِنَةً يابسة.

أبواب الشين والذال

أَبُو عُبيد: الشَّظَفُ: الشِّدَّةُ. وَقَالَ ابْن الرِّقاع: وأَصَبْتُ فِي شَظَفِ الأمورِ شِدَادَها عَمْرو عَن أَبِيه: الشَّظْفُ والْمَعْلُ أَنْ يُسَلَّ خُصْيَا الكَبْش سَلاًّ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الشِّظْفَةُ والنِّحاشة مَا احْتَرَقَ من الخُبْز، والشَّظْفُ شِقَّةُ الْعَصا، وَأنْشد: كَبْداءُ مِثْلُ الشَّظْفِ أَوْ شَرُّ العِصِي ش ظ ب مهمَل. ش ظ م شظم، شمظ، مشظ. شظم: أَبُو عبيد وَغَيره: الشَّظْمُ والشَّيْظَمَةُ الطَّويل، والطّويل من الْخَيل. وَقَالَ عنترة: من بَين شَيْظَمَةٍ وأَجْرَدَ شَيْظمِ وَرجل شَيْظَمٌ وشَيْظَميٌّ من رجال شَياظِمة، وَقيل: الشيْظَمُ من الرِّجَال: الطَّلْقُ الْوَجْه الهش، الَّذِي لَا انْقِباض فِيهِ. مشظ: قَالَ اللَّيْث: الْمَشظُ: أَن يَمَس الشوْكَ أَو الْجِذْعَ فَيدْخل مِنْه فِي يَده، يُقَال: مَشظَت يَده تَمْشُظ مَشظاً. وَقَالَ ابنُ السّكيت نحوَه، وأَنشدَ قَول سُحَيم بنُ وَثِيل: وإنَّ قَناتَنَا مَشِظٌ شَظَاهَا شَدِيدٌ مَدُّهَا عُنُقَ الْقَرينِ وَقَالَ جرير: مِشاظُ قَناةٍ دَرْؤُهَا لَمْ يُقَوَّمِ وَكَانَ شمر يَقُول: مَشَظَتْ يَدُه، بالظَّاء، وينكر مَشِظَتْ، وهما عِنْدِي لُغَتَانِ رَوَاهُمَا أَبُو الْهَيْثَم وَغَيره. وَرَوَاهُ المِسْعَريُّ، عَن أبي عُبيد. بِالطَّاءِ: وَيُقَال: شظَاة مَشِظَّةٌ، إِذا كَانَت حَديدة صُلْبة، تُمْشظُ بهَا يدُ من تنَاولهَا. وَقَالَ الشَّاعِر: وكَلّ فَتَى أَخِي هَيْجَا شُجاعٍ على خَيْفَانَةٍ مَشِظٍ شَظَاها شمظ: شَمْظَة: اسْم مَوْضع فِي شِعْرِ حُميد ابْن ثَوْر: كَمَا انْقَبَضَتْ كَدْرَاء تَسْفِي فِراخَها بشمْظَةَ رِفْهاً والْمِياهُ شُعوبُ وَقَالَ ابْن دُريد: الشمْظُ: الْمَنْع، شَمَظْتُه من كَذَا، أَي مَنَعْتُه. وَأنْشد: سَتَشمَظُكُمْ من بَطْنِ وَجَ سُيوفُنا ويُصْبحُ مِنْكُم بَطْنُ جِلْذَان مُقْفِرَا (أَبْوَاب) الشين والذال) ش ذ ث مهمل.

ش ذ ر اسْتعْمل مِنْهُ: شذر. شذر: قَالَ اللَّيْث: الشَّذْرُ: قِطَعٌ من ذَهَبٍ، الْوَاحِدَة شَذْرَةٌ، تُلْقَطُ من الْمَعْدن من غير إذَابَة الحِجَارة، وَمِمَّا يُصاغُ من الذّهب فرائد يْفَصَّل بهَا اللُّؤلؤ والجَوْهر. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الشَّذْرُ: خَرَزٌ يُفَصَّلُ بِهِ النّظم، وَأنْشد: شَذْرَةَ وَادٍ ورَأَيْتُ الزُّهَرَهْ وَقَالَ شمر: الشَّذْرُ هَناتٌ كَأَنَّهَا رُؤُوس النَّمْل من الذّهب، يُجْعَلُ فِي الخَوْق. وَفِي حَدِيث عَليّ رَضِي الله عَنهُ، أنَّ سُلَيْمَان بن صُرَد قَالَ: بَلغنِي عَن أَمِير الْمُؤمنِينَ: (ذَرْوٌ من قَوْلٍ تَشَذّرَ لِي بِهِ من شتْمٍ وإيعاد) . قَالَ أَبُو عُبيد: والتَّشَذُّرُ التَّوَعُّدُ والتّهَدُّد. وَقَالَ لبيد: غُلْبٌ تَشَذّرُ بالذُّحُل كأَنَّها جِنُّ البَدِيِّ رَواسِياً أَقْدامُها ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: تَشَذَّرَ فلانٌ وتَقَتَّرَ، إِذا تَشَمَّر وتَهَيَّأَ للحملة، وَقَالَ: شَذّرَ بِهِ، وشَتَّر بِهِ، إِذا سَمَّع بِهِ. وَقَالَ اللَّيْث: التّشذُّر، من النشاط والتَّسَرُّع إِلَى الْأَمر. يُقَال: للْقَوْم فِي الْحَرْب إِذا تَصَاوَلُوا: تَشَذّرُوا، وتَشذّرَت النَّاقة، إِذا رَأَتْ رِعْياً يَسرُّها فحركت رَأسهَا مَرَحاً وفَرَحاً. وَقَالَ أَبُو عُبيد، قَالَ الكسائيّ: التَّشَذُّرُ بِالثَّوْبِ: هُوَ الاسْتِثْفَارُ بِهِ. قَالَ: وَقَالَ العدبَّسُ الكِنَانيّ: الشّوْذَرُ: الإتْبُ. وَأنْشد: مْنْفَرِجٌ عَن جانبَيْه الشَّوْذَرُ وَقَالَ الْفراء: الشَّوْذَرُ: هُوَ الَّذِي تلبسه الْمَرْأَة تَحت ثَوبها. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّوْذَرُ: ثوب تَخَبَّأُ بِهِ المرأةُ وَالْجَارِيَة إِلَى طرف عَضُدِها. ش ذ ل ش ذ ن ش ذ ف أهملت وجوهها. ش ذ ب اسْتعْمل من وجوهها: شذب. شذب: أَبُو عُبيد، عَن الأصمَعيّ، قَالَ: الشَّذَبُ: قِطَعُ السَّجَر، الْوَاحِدَة شَذَبَة. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّذَبُ: قِشْرُ الشَّجر، والشذْبُ: المَصْدَر، وَالْفِعْل يَشذِبُ، وَهُوَ القطعُ من الشّجر. وكل شَيْء من نُحِّيَ عَن شَيْء، فقد شُذِبَ عَنهُ. نَشذِبُ عَن خِنْدِفَ حتّى تَرضَى أَي تَدْفع العِدا. وَقَالَ رُؤبة: يَشذِبُ أُولاهُنَّ عَن ذاتِ النَّهَقْ أَي يَطْرُدْ.

أبواب الشين والثاء

قَالَ: والشذَبُ: متاعُ الْبَيْت من القُماش وَغَيره. والشوْذَب: الطَّوِيل النّجِيب من كلِّ شَيْء، وَفِي صفة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ أطولَ من المربرع، وأقْصرَ من المُشذَّب. قَالَ أَبُو عبيد: المشذَّبُ: المُفْرِطُ فِي الطُّول، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي كل شيءُ. قَالَ جرير: أَلْوى بهَا شَذِبُ الْعُروق مُشذّبٌ فَكَأَنَّمَا وكَنَتْ على طِرْبَالِ وَقَالَ شمر: شَذَبْتُهُ أَشذِبُهُ شذْباً، وشلَلْته شلاّ، وشذَّبْته تَشذِيباً بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ بُرَيْقٌ الْهُذَليّ: يُشذِّبُ بالسَّيْفِ أَقْرانَهُ إِذْ فَرَّ ذُو اللِّمّةِ الْغَيْلَمُ والشذَبُ: الْقُشورُ والْعِيدان المُتَفَرِّقة. ش ذ م اسْتعْمل مِنْهُ: شمذ، شذم. شذم: ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال للنّاقة الْفَتِيّة السَّريعة: شملَّةٌ وشملاَلٌ: وشيْذُمانَةٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّيْمُذَان والشَّيْذُمَان من أَسمَاء الذّئب. وَقَالَ الطِّرماح: عَلَى حَوْلاَءَ يَطْفُو السُّخْدُ فِيهَا فَراهَا الشَّيْذمانُ عَن الْخَبِير شمذ: قَالَ اللَّيْث: الشَّمْذُ رَفْعُ الذّنَب، نُوق شَوامِذ، والعَقْربُ شَامِذٌ أَيْضا. وَقَالَ الشَّاعِر يصف نَاقَة: على كلِّ صَهْبَاءً الْعَثَانين شامِذٍ جُمَالِيّةٍ فِي رَأسهَا شطْنانِ وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال للنّخيل إِذا أُبِّرَتْ: قد شمذَتْ، وَهِي نَخيل شوامِذ. وَقَالَ لبيد: غُلْبٌ شَوامِذُ لم يَدْخُلْ بهَا الحَصْرَ وَقَالَ شمر: يُقَال: شَمِّرْ إزَارَكَ، أَي ارْفَعْه، وَرجل شَمذَانٌ، يرفع إزَارَهُ إِلَى رُكْبَتَيهِ. (أَبْوَاب) الشين والثاء) ش ث ر اسْتعْمل من وجوهه: شرث. شرث: قَالَ اللَّيْث: الشَّرَثُ غِلَظُ ظَهر الكَفّ من بَرْدِ الشتَاء؛ وَقد شَرِثَتْ يَدُه تشرَث. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: سَيْفٌ شَرِثٌ. وَقَالَ طَلْقُ بنُ عَديّ فِي رجل طَرد نعَامَة على فَرسه: يَحْلِفُ لَا تَسْبِقه فَمَا حَنثْ حَتَّى تَلافاها بمَطْرُورٍ شَرِثْ أَي بِسِنَانٍ مَطْرورٍ، أَي حَدِيد. ابْن الأعرابيّ: الشرِثُ الْمُخْلِقُ من كلِّ شَيْء.

أبواب الشين والراء

ش ث ل شثل: ابْن السّكيت: الشثْلُ لغةٌ فِي الشثْن وَقد شثَل شثُولَةً. ش ث ن شثن: قَالَ ابْن السّكيت: وشثَنَ شثُونَةً، إِذا غَلُظَ. أَبُو عُبيد، عَن الْفراء: رجل مَكْبُونُ الأصَابع، مثل الشثْن. وَقَالَ اللَّيْث: الشثْن: الرّجُلُ الَّذِي فِي أَنامِله غِلَظٌ، وَالْفِعْل شثُنَ، وشثِنَ شَثَناً وشثُونَةً. قلت: وَفِيه لُغَة ثَالِثَة: شنِثَ شنَثاً، فَهُوَ شنِثٌ. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: إِذا أكل الْبَعِير الشوك فَغَلُظَت مَشافِره، قيل: شَنِثتْ مَشافِرُه، فَهُوَ شنِثٌ. ش ث ف مهمل. ش ث ب شبث، ثبش: (مستعملان) . ثبش: ثُباش من أَسماء الْعَرَب مَعْروف، وَكَأَنَّهُ مَقْلوب شُبَاث. شبث: وَقَالَ أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: الشبَثُ: دُوَيْبَةٌ كَثِيرَة الأرجل عَظِيمَة الرَّأْس، وجَمعه شِبْثانٌ، وَأنْشد غَيره: مَشارِبُ شِبْثانٍ لَهُنَّ هَمِيمُ عَمْرو، عَن أَبِيه: الشبَثُ: الْعَنْكَبُوتُ، وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي. وَقَالَ اللَّيْث: هِيَ ذُوَيْبَّةٌ تكون فِي الأَرْض، تُخَرِّب الأَرْض وَتَكون عِنْد النُّدُوَّةِ، والجميع الشِّبْثانُ. قَالَ: والتّشَبُّثُ: اللُّزومُ وشدّة الأَخْذِ، ورجُلٌ شُبَثَةٌ ضُبَثَةٌ، وَإِذا كَانَ ملازماً لِقِرْنِه لَا يُفَارِقه. قلت: وأمّا البَقْلَةُ الَّتِي يُقَال لَهَا الشِّبِثُ فمُعرْبة، ورَأَيْتُ البَحْرانِيِّين يُسمونها سِبِثٌ بالسِّينِ، والتَّاء، قلبوا الشين سِيناً والذّالَ تَاء، وَهِي بِالْفَارِسِيَّةِ يُقَال لَهَا شوِذ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة. (أَبْوَاب) الشين والرّاء) ش ر ل مهمل. ش ر ن شنر، شرن، نشر، رشن. نشر: قَالَ الله جلَّ وعَزَّ: {وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا} (الْبَقَرَة: 259) ، قَرَأَهَا ابْن عَبَّاس (نُنشِرُها) ، وَقَرَأَ الْحسن: (نَنْشرُها) . أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ: أَنشرَ اللَّهُ الميِّتَ ونَشرَهُ، فنشر الميِّتُ لَا غير. وَقَالَ الْفراء: من قَرَأَهَا (كَيفَ نُنشْرُها) بِضَم النُّون، فإنشارها إحْياؤُها. واحْتَجَّ

ابْن عَبَّاس بقوله: {فَأَقْبَرَهُ ثُمَّ إِذَا شَآءَ} (عبس: 22) . قَالَ: وَمن قَرَأَهَا (نَنْشرها) فكأَنه يَذْهَب إِلَى النشرِ والطّيّ، وَالْوَجْه أَن يُقَال: أنشرَ اللَّهُ الموْتى فنَشروا هم إِذا حَيُوا، كَمَا قَالَ الْأَعْشَى: حَتَّى يَقولَ النّاس مَا رَأَوْا يَا عَجَباً لِلميِّت النّاشرِ قَالَ: وسمِعْت بعضَ بني الْحَارِث يَقُول: كانَ بِهِ جَرَبٌ فنُشر، إِذا عادَ وحَيِيَ. وَقَالَ الزّجاج: يُقَال: نَشَرَهُمُ الله أَي، بَعَثهم، كَمَا قَالَ الله: {رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ} (الْملك: 15) . وَقَالَ جلّ وعزَّ: {وَهُوَ الَّذِى يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرىً بَيْنَ يَدَىْ رَحْمَتِهِ} (الْأَعْرَاف: 57) وقرىء (نُشُراً) و (نُشْراً) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: من قَرَأَ (نَشْراً) فَمَعْنَاه إحْياء بنشر السَّحاب الَّذِي فِيهِ حَياةُ كلِّ شَيْء، وَمن قَرَأَ: (نُشْراً) و (نُشُراً) ، فَهُوَ جمع نَشور، مثل: رَسُول، ورُسُل ورُسْل. وَقَالَ فِي قَوْله: {عَصْفاً والنَّاشِرَاتِ نَشْراً} (المرسلات: 3) هِيَ الرِّياح تَأْتِي بالمَطَر. الحَرانيّ، عَن ابْن السِّكِّيت: النَّشْرُ أَن يَخْرُجَ النَّبْتُ يُبْطِيءُ عَنهُ الْمَطَر فيَيْبَس ثمَّ يُصِيبُه مطرٌ بعدَ الْيُبْس، فينْبُت، وَهُوَ ردِيء للغَنم وَالْإِبِل فِي أول مَا يَظْهر. قَالَ: مصدر نَشرْتُ الثوبَ أَنْشُرُه نَشْراً، ومصدر نَشَرْتُ الخَشَبَةَ بالمنْشار أنشرُها نَشْراً، والنّشْرَ: أَنْ تَنْتَشرَ الغَنمُ باللَّيل فَتَرْعَى. وَأَخْبرنِي المنذريّ: عَن أبي الْهَيْثَم، عَن نُصَير الرَّازِيّ، قَالَ: النّشرُ: أَن تَرْعَى الْإِبِل بَقْلاً قد أَصابه صَيْفُ، وَهُوَ يَضُرُّها. وَيُقَال: اتّقِ على إبِلِك النَّشْر. وَيُقَال: أصابَها النَّشَر، أَي دَوِيَتْ عَن النَّشر. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: النَّشْرُ: الرِّيح. وَقَالَ اللَّيْث: النّشْرُ نَشرُ الرِّيح الطّيبة. وَفِي الحَدِيث: خَرَجَ مُعَاوِيَة ونَشْرُه أمامَه، يَعْنِي رِيحَ المِسْك. وَقَالَ أَبُو الدُّقَيْش: النَّشْرُ: ريحُ فَمِ الْمَرْأَة وأَنْفِها وأَعْطافها بعد النّوم، وَأنْشد غَيره: ورَيحَ الْخُزَامَى ونَشْرَ الْقُطُرْ وَقَالَ اللَّيْث: النَّشْرُ: الْكَلأُ يَهيجُ أَعْلاه، وأَسْفَله نَدٍ أَخْضَر، تَدْوَى مِنْهُ الإبِلُ إذَا رَعَتْه، وَأنْشد: وَفِينَا وَإِنْ قِيلَ اصْطَلَحْنا تَضَاغُنٌ كَمَا طَرَّ أَوْبَارُ الجِرابِ على النَّشِر قلت: وَقَالَ غَيره: النَّشْرُ فِي هَذَا الْبَيْت نَشْر الجَرَبِ بعد خَفَائِهِ ونَبَاتِ الْوَبَرِ عَلَيْهِ، وَهَذَا هُوَ الصَّواب. يُقَال: نشَرَ الجَرَبُ يَنْشُرُ نَشْراً ونُشُوراً، إِذا حَيِيَ بَعد ذَهابِه. وَيُقَال: جاءَ الجيشُ نَشَراً، أَي مُتَفَرِّقِين.

وضَمَّ اللَّهُ نَشَرَكَ، أَي مَا انْتَشَر من أَمْرِك كَقَوْلِهِم: لَمَّ اللَّهُ شَعَثَك. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: نَشَرُ الماءِ: مَا تَطاير مِنْهُ عِنْد الوُضوء. وَسَأَلَ رجلٌ الْحسن عَن انْتِضَاحِ الماءِ فِي إنَائِه إِذا تَوَضَّأَ، فَقَالَ: وَيْلَكَ أَتَمْلِكُ نَشَرَ الْماء، يَعْنِي مَا يَنْتَشرُ مِنْهُ، كلُّ هَذَا مُحَرَّك الشين مثلُ نَشَرِ الْغَنَمِ وانْتَشَرَ ذَكَرُه إِذا قَامَ، وانتشار عَصَبِ الدَّابَّةِ فِي يدِه: أَنْ يُصِيبَه عَنَتٌ فَيَزُولَ الْعَصَبُ عَن مَوْضعه. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الانتِشَار: انْتِفَاخٌ فِي العصب للإِتْعاب. قَالَ: والعَصَبَةُ الَّتِي تَنْتَشِرُ هِيَ العُجَابَة. قَالَ: وتَحَرُّكُ الشَّظَى كانْتِشَارِ الْعَصَب غير أنَّ الْفرس لانْتِشَارِ العَصَب أشَدُّ احْتمالاً مِنْهُ لتحريك الشَّظى. أَبُو عُبيد، عَن أبي عَمرو والأصمعيّ: النَّواشِرُ والرَّوَاهِسُ: عُروق باطِنِ الذِّراع. وَقَالَ زُهَيْر: مَراجِيعُ وَشْمٍ فِي نَوَاشِرِ مِعْصَمِ ثَعْلَب، عَن ابْن الأعربيّ: امْرَأَة مَنْشُورَةٌ ومَشْبورَةٌ، إِذا كَانَت سَخِيَّةً كَريمة. قَالَ: وَمن المنشُورَة قَوْله: (نشراً بَين يَدي رَحمته) (الْأَعْرَاف: 57) . أَي سخاء وكرامة. وَقَالَ اللَّيْث: النُّشْرَةُ: عِلاجُ رُقْيَةٍ يُعالج بهَا المَجْنُون، يُنَشَّرُ بهَا عَنهُ تَنشِيراً، ورُبَّما قَالُوا للْإنْسَان المهزول الْهَالِك، كأنَّهُ نُشْرَة، والتّناشِيرُ: كتابَةَ الغِلمان فِي الكُتّاب، والمنْشُور من كُتُب السُّلْطَان: مَا كَانَ غَيْرَ مَخْتُوم. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: النَّشْرُ نَبَاتُ الوَبَرِ على الجَرَبِ بعد مَا يَبْرَأُ. والنَّشْرُ: نَفَيانُ الطّهُور. والنَّشْرُ: الحيَاة. والنَّشْرُ: الرِّيجُ الطّيَّبَةُ. شرن: أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: الشَّرْنُ: الشَّقُّ فِي الصَّخْرَة. عَمْرو عَن أَبِيه: فِي الصَّخْرَة شَرْمٌ وشَرْنٌ وثَتٌّ وفَتٌّ وشِيقٌ وشِرْيَانُ، وَقد شَرِنَ وشَرِمَ، إِذا انْشَقّ. شنر: أَبُو عُبيد: الشَّنَارُ: العارُ والعَيْب. اللَّيْث: رجل شِرِّيرٌ شِنِّيرٌ، إِذا كَانَ كثِيرَ الشَرِّ والْعُيُوبِ، وشَنَّرْتُ بالرَّجل تَشْنِيراً، إِذا سَمَّعْتَ بِهِ وفَضَحْتَه. وَقَالَ شَمِر: الشَّنَارُ: الأَمْرُ الْمَشْهُور بالقُبْح والشُّنْعَةِ. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الشَّمْرَةُ: مِشْيَةُ الْعَيَّار، والشَّنْرَةُ: مِشْيَةُ الرَّجل الصَّالح المشَمِّر. وَقَالَ اللّحيانيّ: رَجُلٌ شِنِّيرٌ: شِرِّير. رشن: أَبُو زَيْد: رَشَنَ الرَّجُل يَرْشُنُ رُشُوناً فَهُوَ راشِنٌ، وَهُوَ الَّذِي يَتَعَهَّدُ مواقِيتَ

طعامِ الْنَوم فيَغتَرُّهُم اغْتِراراً، وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ الطّفَيْليّ. وَيُقَال للكلب إِذا وَلَغَ فِي الإِناء: قَدْ رَشَنَ رُشُوناً، وَأنْشد: لَيْسَ بِقَصْلٍ حَلِسٍ حِلْسَمِّ عِنْد البُيُوتِ راسِنٍ مِقَمِّ عَمْرو عَن أَبِيه: الرَّفيفُ: الرَّوْشَنُ، قلت: هُوَ الرَّفُّ. ش ر ف شرف، شفر، رشف، رفش، فرش: مستعملة. شرف: رُوِيَ عَن النَّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (مَا ذِئْبَان عَادِيَان أَصَابَا فَرِيقَةَ غَنَمٍ بأَفْسَدَ فِيها من حُبِّ المَرءِ الْمالَ والشَّرَفَ لدِينِه) ، يُرِيد أنَّه يَتَشَرَّفُ فيجمعُ المَال لُيبارِيَ بِه ذَوي الأَمْوال وَلَا يُبَالي أَجَمَعَهُ من حَلالٍ أَوْ حرَام. الحرانيّ عَن ابْن السّكيت، قَالَ: الشّرَفُ والمَجْدُ لَا يكونَانِ إِلَّا بِالْآبَاءِ، يُقَال: رَجُلٌ شَريف، وَرجل ماجِدٌ: لَهُ آبَاء مُتَقَدِّمون فِي الشَّرف. قَالَ: والْحَسَبُ والكَرَم يكونَانِ فِي الرَّجل وإنْ لم يكن لَهُ آبَاء لَهُم شَرَف. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّرَفُ مصدرُ الشَّريف من النّاس، وَالْفِعْل شَرُفَ يَشْرفُ، وقَوْمٌ أشْراف، مثل شَهِيد وأَشْهاد ونَصير وأَنْصَار. وشَرَفُ الْبَعير: سَنَامُه. وَقَالَ الشَّاعِر: شَرَفٌ أَجَبُّ وكاهِلٌ مجدُولُ والشَّرَفُ: مَا أَشْرَفَ من الأَرْض. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: الْعُمَرِيّةُ ثِيابٌ مصْبُوغَةٌ بالشرَفِ، وَهُوَ طِينٌ أَحْمر، وثَوْبٌ مُشرَّفٌ: مَصْبوغٌ بالشرَفِ. أَلاَ لَا تَغُرَّنَّ أمْراً عُمَرِيةٌ عَلَى غَمْلَجٍ طَالَتْ وَتَمَّ قَوَامُها قَالَ: وَيُقَال: شَرْفٌ وشَرَفٌ، لِلمغَرَة. وَقَالَ اللَّيْث: الشرَفُ: شَجرٌ لَهُ صِبْغٌ أَحْمر يُقَال لَهُ الدَّارْبَرْنَيان. قلت: والقولُ مَا قالَ ابنُ الأعرابيّ فِي تَفْسير الشرَف. وَقَالَ اللَّيْث: الْمشرَفُ: المكانُ الَّذِي تُشرِفُ عَلَيْهِ وتَعْلُوه، قَالَ: ومَشارِفُ الأَرْض: أعالِيها، وَلذَلِك قيل: مَشَارِفُ الشَّام. أَبُو عبيد، عَن الأصْمعيّ: السُّيوفُ الْمشرَفيّةُ، منسوبةٌ إِلَى مشارِف، وَهِي قُرى من أَرْض العَرب تَدْنو من الرِّيف. وَقَالَ اللَّيث: الشُّرْفَة: الَّتِي تُشرَّفُ بهَا القُصُور وَجَمعهَا شُرَف. والشرَفُ: الإشفاءَ على حَظَرٍ من خَيْرٍ أَو شرِّ، يُقَال هُوَ عَلَى شَرَفٍ من كَذا، وأَشرَفَ المريضُ وأَشفَى على الموْت. وَيُقَال: سارُوا إِلَيْهِم حَتَّى شَارَفُوهُم، أَي أَشرَفوا عَلَيْهِم.

أَبُو عبيد: عَن الْفراء: أَشرَفْتُ الشيءَ: عَلَوْتُه. وأَشرَفْتُ على الشَّيْء، إِذا طّلَعْتَ عَلَيْهِ من فَوْقِه. وَيُقَال: مَا يُشرِفُ لَهُ شَيءٌ إلاَّ أَخَذَه. وَمَا يُطِفُّ لَهُ شَيْءٌ. وَمَا يُوهِفُ لَهُ شَيْءٌ إِلَّا أَخَذَه. وَفِي حَدِيث عليّ: (أُمِرْنَا فِي الأضَاحي أَن نَسْتَشْرِفَ العينَ والأذُن) . أَبُو عبيد، عَن الكسائيّ: اسْتَشْرَفْتُ الشَّيءَ، واسْتَكْفَفتُه، كِلَاهُمَا أَن تَضَعَ يدَك على حاجبك كَالَّذي يَسْتَظِلّ من الشَّمْس حَتَّى يَستبينَ الشَّيْء. وَقَالَ أَبُو زيد: اسْتَشْرَفْتُ إبِلَهُم، إِذا تَعَيَّنْتَها لتُصيبَها بِالْعينِ. وَمعنى قَوْله: (أُمِرنَا أَن نَسْتَشرَف الْعين وَالْأُذن) ، أَي نتأمَّل سلامَتَهُما من آفةٍ بهما، وآفةُ الْعين عَوَرُها. وآفَةُ الْأذن قَطْعها، فَإِذا سَلمت الأضْحِيةُ من العَوَرِ فِي الْعين والجَدْعَ فِي الأُذُن. جازَ أَن يُضَحَّى بهَا. وَإِذا كَانَت عَوْراءَ أَو جَدْعَاءَ أَو مُقَابَلَةً أَو مُدَابرَةً. أَو خَرْفَاء أَوْ شَرْفَاء: لَم يُضَحَّ بهَا. وَقيل: اسْتِشراف الْعين وَالْأُذن: أَن تَطْلَبهُما شريفتين بالتمامِ والسّلامة. وَقَالَ اللَّيْث: اسْتَشرَفتُ الشيءَ، إِذا رَفَعْتَ رأسَكَ تَنْظُر إِلَيْهِ قَالَ: ونَاقَةٌ شُرافِيَّةٌ: ضَخْمةُ الأذُنين جَسِيمة، وأذنٌ شَرْفَاءُ، طَويلَةُ الْقُوفِ. وَقَالَ أَبُو زيد: هِيَ الْمنتَصِبَةُ فِي طُولٍ. قَالَ: والشارِفُ: النَّاقَةُ الَّتِي قد أَسَنَّت وقَدْ شرَفتْ تَشرُفُ شُروفاً. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الشَّارِفُ: النَّاقَةُ الْهِمَّة، والجميعُ شُرُفٌ وشَوَارِف، وَلَا يُقَال للْجَمَل شَارِف، وَأنْشد اللَّيْث: نجاةٌ من الهَوج المرَاسِيلِ هِمَةٌ كُميْتٌ عَلَيْهَا كَبْرَةٌ فَهي شَارِفُ قَالَ: وَسَهْم شَارف يُقَال: هُوَ الدَّقيق الطّويل. وَيُقَال: هُوَ الَّذِي طالَ عهدُه بالصِّيانَةِ، وانتَكَثَ عَقبُهُ وَرِيشهُ. قَالَ أَوْس: يُقلِّبُ سهْماً رَاشَهُ بمَنَاكِبٍ ظُهَارٍ لُؤامٍ فَهُوَ أَعْجَفُ شارِفُ ومَنْكِبٌ أشْرَفٌ، وَهُوَ الَّذِي فِيهِ ارْتفاع حَسَنٌ، وَهُوَ نقيض الأهْداء، وقصْرٌ مُشَرَّفٌ: مُطَوَّل، والمَشْرُوفُ من النَّاس، الَّذِي قد شُرِّفَ عَلَيْهِ غَيره، يُقَال: شَرَف فلانٌ فلَانا، إِذا فاقَهُ، فَهُوَ مَشْرُوفٌ، والفائِقُ: شَرِيفُ. وشُرَيْفٌ: أَطْولُ جَبَلٍ فِي بلادِ الْعَرَب، وشَرَفٌ: جَبَلٌ آخرِ بِحِذَائِه، وشُرَافٌ: ماءٌ لبني أسَد. الحرَانيّ عَن ابْن السّكيت، قَالَ: الشَّرَفُ: كَبِدُ نَجْد، وَكَانَت منازِلَ الملوكِ من بني آكل الْمُرار، وفيهَا حِمَى ضَرِيَّة، وضَرِيَّةٌ: بئْرٌ. وَفِي الشَّرَفِ الرَّبَذَةُ، وَهِي الحِمَى الأيْمَن، والشُّرَيْفُ إِلَى جَنْبِه، يَفْرقُ بَين

الشَّرَفِ والشُّرَيْفِ وادٍ يُقَال لَهُ التَّسْرِير، فَمَا كَانَ مُشَرِّقاً فَهُوَ الشُّرَيْفُ وَمَا كَانَ مُغَرِّباً. فَهُوَ الشَّرَفُ. قلت: وصِفَةُ الشَّرَفِ، والشُّرَيْف على مَا فَسَّرَه يَعْقُوب. وَقَالَ شَمِر: الشَّرَفُ: كلُّ نَشَزٍ من الأرْض قد أَشْرَفَ على مَا حَوْله قادَ أَوْ لَمْ يَقُدْ وسواءٌ كَانَ رَمْلاً أَوْ جَبَلاً، وَإِنَّمَا يَطُولُ نَحوا من عَشرة أذْرَع أَو خمس، قَلَّ عَرْضُ ظَهْرِه أوْ كَثُر. قَالَ اللَّيْث: يُقَال: أَشْرَفَتْ علينا نَفْسُه، وَهُوَ مُشْرِفٌ علينا أَي مُشْفِق، والأَشْرَافُ: الشَّفَقَة، وأنْشَدَ: ومِنْ مُضَرَ الحَمْراء إشْرافُ أنْفُسٍ علينا وحَيَّاها إلَيْنا تَمَضُّرَا الأصمعيّ: شُرْفَةُ المَال: خِيارُه، والجميع الشُّرَف. وَيُقَال: إِنِّي أَعُدُّ إتْيانَكُمْ شَرْفَة، أَي فَضْلاً وشَرَفاً أَتَشَرَّفُ بِه، وأَشْرافُ الإنْسان أُذُنَاه وأَنْفُه. وَقَالَ عَدِيُّ: كَقَصِيرٍ إذْ لَمْ يَجِدْ غَير أنْ جَدّ عَ أَشْرَافَهُ لمكْرٍ قَصِيرُ والشَّرَفُ من الأرْض: مَا أَشْرَفَ لَك. يُقَال: أَشْرَفَ لي شَرَفٌ فَمَا زِلْتُ أرْكُضُ حَتَّى عَلَوْتُه. وَقَالَ الهُذَلِيّ: إِذا مَا اشْتَأَى شَرَفاً قَبْلَه وَوَاكَظَ أوْشَكَ مِنْهُ اقْتِرَابا والشُّرَافِيُّ: لونٌ من الثِّياب أَبْيَض. قَالَ: والشِّرْنَافُ: عَصْفُ الزَّرْعِ العَريض، يُقَال: قد شَرْنَفُوا زَرْعَهُمْ، إِذا جَزُّوا عَصْفَه. قلت: لَا أدْرِي، هُوَ شَرْنَفُوا زَرْعَهُم بالنُّون أوْ شَرْيَفُوا بِالْيَاءِ، وأَكْبَرْ ظَنِّي أَنه بالنُّون لَا بِالْيَاءِ. فرش: ثَعْلَب، عَن ابنِ الأعْرابيّ: فَرَشْتُ زَيداً بِسَاطاً، وأَفْرَشْتُه وفَرَّشْتُه، إِذا بَسَطْتَ لَهُ بِسَاطاً فِي ضِيَافَتِه، وأَفْرَشْتُه: أَعْطَيْتَه فَرَشاً من الْإِبِل صغَارًا أَو كِبَاراً. وَقَالَ اللَّيْث الْفَرْشُ مَصْدَرُ فَرَشَ يَفْرُشُ، وَهُوَ بَسْطُ الفِراش، والْفَرْشُ: الزَّرْعُ الَّذِي بثَلاث وَرَقات أوْ أَكثر، وَيُقَال: فَرَّشَ الطائرُ تَفْرِيشاً، إِذا جَعَلَ يُرَفْرِفُ على الشَّيْء، وَهِي الشَّرْشَرَةُ والرَّفْرَفَةُ. وَيُقَال: ضَرَبَهُ فَمَا أَفْرَشَ عَنهُ حَتَّى مَاتَ، أَي مَا أَقْلَعَ عَنهُ، ونَاقَةٌ مَفْرُوشَةُ الرِّجْل، إِذا كَانَ فِيهَا انْئِطَارٌ وانْحِنَاءٌ، وأَنشد: مَفْرُوشَةُ الرِّجْلِ فَرْشاً لَمْ يَكُنْ عَقَلاَ وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الْفَرْشُ مَدْحٌ، والعَقْلُ ذَمٌّ، والفَرْشُ اتّساعٌ فِي رِجْلِ البَعير، فَإِن كَثُرَ فَهُوَ عَقَل. اللَّيْث: فَرَشْتُ فُلاناً، أَيْ فَرَشْتُ لَهُ، وَيُقَال: فَرشْتُهُ أَمْرِي، أَي بَسَطْتُه كُلَّه،

وافْتَرش فلانٌ تُراباً أَو ثوبا تَحْتَهُ، وافْتَرَشَ فلانٌ لسانَه يَتَكَلَّمْ كَيفَ مَا يَشَاء. ورُوِي عَن النَّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنَّه نَهَى فِي الصَّلاةِ عَن افتِراشِ السَّبُع، وَهُوَ أَن يَبْسُطَ ذِرَاعَيْهِ وَلَا يُقِلَّهما عَن الأَرْض، مُخَوِّياً إِذا سَجَدَ، كَمَا يَفْتَرِشُ الكَلبُ ذِرَاعَيه) والذِّئبُ مثله إِذا رَبَضَ عَلَيْهِمَا ومَدَّهما على الأرْض. قَالَ الشَّاعِر: تَرَى السِّرْحَانَ مْفْتَرِشاً يَدَيْهِ كأَنَّ بَيَاضَ لَبَّتِهِ الصَّديعُ وَيُقَال: لَقِيَ فلانٌ فلَانا فافتَرَشَهُ، إِذا صَرَعَه، والأرْضُ فِراشُ الْأَنَام. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: فَرَشَ فلانٌ دارَه، إِذا بَلَّطَها باجُرَ أَوْ صَفِيح. وفِراشُ اللِّسان اللحْمة الَّتي تَحْتَها، وفِراشُ الرَّأْسِ: طرائق رِقَاقٌ من القَحْفِ. وَقَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ الأصمعيّ: المُنَقِّلَةُ من الشّجاج هِيَ الَّتي يَخْرج مِنْهَا فَراشُ العِظَام، وَهِي قِشْرَةٌ تكونُ على العَظمِ دون اللَّحْم. وَقَالَ النَّابِغَة: ويَتْبَعُهَا مِنْهُم فَرَاشُ الحَواجِبِ وَقَالَ اللَّيْث: فَرَاشُ القَاعِ والطِّين مَا يَبِسَ بعد نُضُوب الماءِ من الطِّين على وَجْه الأَرْض. وَقَالَ أَبُو عُبيد: الفراشُ أقلُّ من الضَّحْضَاح. وَقَالَ ذُو الرُّمة: وأَبْصَرْنَ أَنَّ القِنْعَ صارَتْ نِطَافُه فَراشاً وأَنّ البَقْلَ ذَاوٍ ويَابِسُ وَقَالَ الزَّجاح فِي قَوْله الله: {) الْقَارِعَةُ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ} (القارعة: 4) : الفَراشُ: مَا ترَاهُ كصغار الْبَقّ، يَتَهافَتُ فِي النَّار، شَبَّه الله تبَارك وَتَعَالَى النَّاس يَوْم البَعث بالْجَرادِ المنْتَشر، وبالفَراشِ المبْثُوث؛ لأَنهم إِذا بُعِثُوا يَمُوجُ بَعضهم فِي بعض كالجراد الَّذِي يموجُ بعضه فِي بعض. وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله: {النَّاسُ كَالْفَرَاشِ} : يُرِيد كالغَوْغَاءِ من الجَرادِ يَرْكَبُ بعضُه بَعْضًا، كَذَلِك الناسُ يَوْمئِذٍ يَجُول بَعضهم فِي بعض. وَقَالَ اللَّيْث: الفَرَاشُ: الَّذِي يَطيرُ، وَأنْشد قَوْله: أَوْدَى بِحِلْمِهُمُ الْفِياشُ فَحِلْمُهم حلْمُ الفَراشِ غَشِينَ نَارَ المُصْطَلي قَالَ: وَيُقَال: للخفيف من الرِّجال: فَرَاشة. قَالَ: وَيُقَال: ضَربَةُ فأطارَ فراشَ رَأسه، وَذَلِكَ إِذا طارت العِظَامُ رِقاقاً من رَأسه. وكل رقيقٍ من عظم أَو حَدِيد فَهُوَ فَرَاشَة، وَبِه سُمِّيت فراشة القُفْل لرِقَّتها. قَالَ: والفراشَ: عظم الْحَاجِب، والمِفْرَشُ: شَيْء يكون مثل الشَّاذَ كُونك. قَالَ: والمِفْرَشةُ تكون على الرَّحْل يَقعد

عَلَيْهَا الرجل، وَهُوَ أَصْغَر من المفرش. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : أَفْرَشت الفرسُ، إِذا استأنَتْ. وَقَالَ أَبُو عُبيدة: الفَرِيشُ من الْخَيل: الَّتِي أَتَى عَلَيْهَا بعد وِلادَتها سَبْعَة أَيَّام، وبلغَت أَن يَضرِبها الفَحْل، وَجَمعهَا فَرَائش. وَقَالَ الشماخ: رَاحَتْ يُقَحِّمها ذُو أَزْمَلٍ وسَقَتْ لَهُ الفرائشُ والسُّلبُ القيَاديدُ وَقَالَ اللَّيْث: جاريةُ فَريشٌ، قد افترَشها الرجل، فعيلٌ جَاءَ من (افْتعل) . قلت: وَلم أَسمَع (جَارِيَة فريش) لغيره. والفَرِيشُ من الحافرَ بِمَنْزِلَة النُّفساءَ من النِّساء إِذا طهرت، وبمنزلة العائِذ من الْإِبِل. عَمْرو عَن أَبِيه: الفراشُ: الزَّوج، والفِراشُ: الْمَرْأَة، والفِراش: مَا يَنَامانِ عَلَيْهِ، والفِراش: البيتُ، والفِراش: عُشُّ الطَّائِر. وَقَالَ الهُذَلِيّ: حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى فراشِ عزيزَةٍ أَرَادَ: وَكْرَ العُقاب. والفَراش: موقع اللِّسان فِي قَعْرِ الْفَم. وَقَالَ الفرَّاء فِي قَول الله جلَّ وعزَّ: {وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا} (الْأَنْعَام: 142) ، قَالَ: الحَمُولةُ: مَا أَطاقَ العملَ والحمْل، والفَرْش: الصِّغار. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: أجْمَع أهلُ اللُّغَة على أنَّ الفَرْشُ: صغارُ الْإِبِل، وأنَّ الغَنَم وَالْبَقر من الفَرْش. قَالَ: والّذي جَاءَ فِي التَّفْسِير يدل عَلَيْهِ قَوْله جلّ وعزّ: {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ} (الْأَنْعَام: 143) ، فَلَمَّا جاءَ هَذَا بَدَلا من قَوْله: {حَمُولَةً وَفَرْشًا} ، جعله للبقَر وَالْغنم من الْإِبِل. قلت: وَأنْشد غَيرُه مَا يحقِّق قولَ أهلِ التَّفْسِير: ولَنَا الحَامِلُ الحَمولةُ والفرْ شُ من الضَّأْنِ والحُصُونُ الشِّيوفُ وَأَخْبرنِي المنذريّ، عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: قَالَ: يُقَال: أفرَش عَنْهُم الْمَوْت، أَي ارْتَفع، وَيُقَال: ضرَبهُ فَمَا أفرَشَ عَنهُ حَتَّى قَتَله، أَي أقْلعَ عَنهُ. قَالَ: والفرْشُ: الغَمْضُ من الأرْض فِيهِ العُرْفُط والسَّلَمُ، وَإِذا أَكلته الْإِبِل اسْتَرخَت أفواهها، وَأنْشد: كَمِشفرِ النّابِ تلوكُ الفرْشَا وَقَالَ اللَّيْث: الفرْشُ من الشّجر والحطبِ: الدِّقُّ والصِّغار. يُقَال: مَا بهَا إلاّ فرشٌ من الشّجر. قَالَ: والفرْشُ من النّعَمِ الَّتِي لَا تصلُح إلاّ للذَّبح. وَقَول النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: (الوَلدُ للفراشِ وللعاهِر الحجَر) ؛ مَعْنَاهُ أنّه لِمالك

الفراشِ، وَهُوَ الزَّوْج، وَمَالك الأمَة؛ لِأَنَّهُ يَفترشها بالحقّ، وَهَذَا من مُخْتَصر الْكَلَام. كَقَوْلِه جلَّ وعزّ: {وَاسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِى كُنَّا فِيهَا} (يُوسُف: 82) ، يُرِيد أهل الْقرْبَة. وَيُقَال: افترشَ القومُ الطَّرِيق إِذا سلكوه، وافترشَ فُلانٌ كريمةَ بني فلَان فلمْ يُحسِن صُحْبَتَها إِذا تَزَوَّجها؛ وَيُقَال: فلَان كريم متفرِّشٌ لأَصْحَابه، إِذا كَانَ يَفْرشُ نفسَه لَهُم. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: فراشا الكتِفَيْن: مَا شخصَ من فُروعهما إِلَى أصْل العُنُق ومستَوى الظّهر. وَقَالَ النَّضر: الفَراشَان: عِرْقَانِ أَخْضَرَان تَحت اللّسان، وَأنْشد: خفيفُ النّعامةِ ذُو مَيْعةٍ كثيفُ الفراشةِ، ناتِي الصُّرَد يصف فَرساً. أَبُو عُبَيد: الْفَراش: حَبَبُ الْعَرَق فِي قَول لبيد: فَرَاشُ المَسِيحِ كالْجُمانِ الْمُحَبَّبِ وَقَالَ ابْن شُميل: فَرَاشا اللِّجام: الْحَدِيدَتان اللَّتان يُرْبَطُ بهما الْعِذَارَان، والْعِذاران: السَّيْرَان اللَّذان يُجْمعان عِنْد الْقَفَا. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: الْفَرْشُ: الكَذِب، يُقَال: كم تَفْرُشُ، أَي كم تَكْذِبُ رشف: قَالَ اللَّيْث: الرَّشْفُ ماءٌ قليلٌ يَبْقَى فِي الْحَوْض تَرْشُفُه الْإِبِل بأفواهها، والرَّشِيفُ: تناوُلُ المَاء بالشَّفَتين، وَهُوَ فَوق المصّ، وَأنْشد: سَقَيْنَ الْبَشَامَ الْمِسْكَ ثمَّ رشَفنَهُ رشيفَ الْغُرَيْرِيَّاتِ ماءَ الْوَقَائِع وسمعتُ أَعْرابياً يَقُول: الْجَرْعُ أَرْوَى والرَّشِيفُ أَشْرَبُ وَذَلِكَ أَن الْإِبِل إِذا صادفت الحوضَ مَلآن جرَعَتْ ماءَه جَرْعاً يَمْلأُ أفواهها وَذَلِكَ أَسْرَعُ لريِّها، وَإِذا سُقِيَتْ على أَفْواهها قبل امْتلاء الْحَوْض تَرَشَّفَت الماءَ بمشَافِرِها قَلِيلا قَلِيلا، وَلَا تكَاد تروَى مِنْهُ. والسُّقَاةُ إِذَا فَرَطوا الوارِدَة سقوا فِي الْحَوض، وتَقَدَّموا إِلَى الرُّعيان بأَلا يُورِدُ والنَّعَم مَا لم يَطْفَح الْحَوْض؛ لِأَنَّهَا لَا تكَاد تَرْوَى إِذا سُقِيَتْ قَلِيلا، وَهُوَ معنى قَوْلهم: الرَّشِيفُ أَشْرَب. أَبُو عُبيد عَن الأمويّ: الرَّشُوفُ: الْمَرْأَة الطَّيِّبَةُ الْفَم. ثَعْلَب عَن ابنُ الأعرابيّ: الرَّشُوفُ من النِّساء: اليابِسَة الْمَكَان، والرَّصُوفُ: الضَّيِّقَةُ الْمَكَان. قَالَ: وأَرْشَفَ الرَّجل ورَشَفَ ورَشَّفَ، إِذا مَصَّ ريقَ جارِيته. وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال: رَشِفْتُ ورَشَفْتُ قَبّلْتُ ومَصَصْتُ.

قلت: فَمن قَالَ: رَشِفْتُ، قَالَ: أَرْشَفُ، وَمن قَالَ: رشَفْتُ، قَالَ أرْشُفُ. رفش: قَالَ اللَّيْث: الرَّفْشُ والرُّفْشُ: لُغَتان سَوادِيَّة، وَهُوَ الْمِجْرَفَةُ يُرْفَشُ بهَا الْبُرُّ رَفْشاً، وَبَعْضهمْ يُسَمِّيه المِرْفَشَة. وَفِي حَدِيث سلمَان الْفَارِسِي: (أنَّهُ كَانَ أَرْفَشَ الأُذُنَيْن) . قَالَ شمِر: الأرْفَش: العَرِيض الأُذُن من النَّاس وَغَيرهم، وَقد رَفِشَ يُرْفَشُ رَفَشاً، شُبِّه بالرَّفْش، وَهُوَ الْمجْرَفَةُ من الْخشب. وَقَالَ غَيره: يُقَال للرجل إِذا شَرُفُ بعد خُموله: من الرَّفْشِ إِلَى الْعَرْشِ، أَي جلس على سَرير الْملك بعد مَا كَانَ يَعْمَل بالرَّفْش، وَهَذَا من أَمْثَال أهل الْعرَاق. والرَّفْش أَيْضا: الدّقُّ والهَرْس، يُقَال للَّذي يُجِيد أَكل الطَّعَام: إِنَّه لَيَرْفُش الطِّعام رَفْشاً، ويَهْرِسُه هَرْساً. وَقَالَ رؤبة: دَقّاً كَرَفْشِ الوَضِيم المَرْفُوشِ أَو كاخْتِلاقِ النُّورَةِ الجَموشِ وَيُقَال: وَقَعَ فلانٌ فِي الرَّفْش والقَفْش، فالرّفْشُ الْأكل والشَّرْب فِي النَّعْمَة والأمْن، والقَفْش: النِّكاح. وَيُقَال: أَرْفَش فلانٌ، إِذا وَقع فِي الأَهْيَفَيْن: الأَكْلُ والنِّكاح. شفر: قَالَ اللَّيْث: الشُّفْرُ: شُفْرُ الْعَين، والشُّفْرُ: حَرْفُ هَنِ الْمَرْأَة، وحَدّ الْمِشْفَر. وأَخبرني المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم، عَن نُصير، أَنه قَالَ: يُقال لناحيتي فَرْجِ الْمَرْأَةِ: الأسْكَتَان، ولِطَرَفَيْهِما الشُّفْران. قلت: وشُفْرُ الْعَين: مَنَابِتُ الأَهْدابِ من الْجُفُون. وَقَالَ اللَّيْث: هما الشَّافِرَان من هَنِ الْمَرْأَة أَيْضاً، قَالَ: وَلَا يُقَال الْمِشْفَرُ إلاَّ لِلْبَعير. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: إِنَّمَا قيل مَشَافِرُ الْحَبَشِ تَشْبِيهاً بمشَافِرِ الإِبل. وشَفيرُ الْوَادي: حَدُّ حَرْفِه، وَكَذَلِكَ شَفيرُ جَهَنَّم، نعوذُ بِاللَّه تبَارك وَتَعَالَى مِنْهَا وَقَالَ اللَّيْث: امْرأَةٌ شفِيرَةٌ وشِفَرةٌ، وَهِي نَقِبضَةُ الْعَقِيرَة. وَفِي الحَدِيث: (إنَّ فُلاناً كانَ شَفْرَةَ الْقَوْم فِي السَّفَر) ؛ مَعْنَاهُ أَنه كَانَ خادِمَهُم الَّذِي يَكْفِيهم مَهْنَتَهُمْ، شُبّهَ بالشَّفْرَة الَّتِي تُمْتَهَنُ فِي قطع اللّحم وغَيْره. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّفْرَةُ: هِيَ السِّكّين الْعَرِيضَة، وَجَمعهَا شَفْرٌ وشِفَار. وشَفَرَاتُ السُّيُوف: حروفُ حَدِّها. وَقَالَ الْكُمَيْت يصفُ السُّيوف: يَرَى الرَّاءُون بالشَّفَرَاتِ مِنْهَا وُقودَ أبِي حُبَاحِبَ والظُّبِينَا أَبُو عُبيد عَن الكسائيّ: يُقَال: مَا بِالدَّار شَفْرٌ، بفَتْح الشين.

وَقَالَ شمر: وَلَا يَجُوزُ شُفْرٌ، بِضَم الشّين. وَقَالَ اللحيانيّ: شُفْرٌ لُغة. وَقَالَ ذُو الرمَّة فِيهِ بِلَا حَرْف النَّفْي: تَمُرُّ لَنَا الأَيَّامُ مَا لَمَحَتْ لَنا بَصِيرَةُ عَيْنٍ مِنْ سِوَانا إِلَى شَفْرٍ أَي مَا نَظَرت عينٌ مِنّا إِلَى إنْسانٍ سِوانا. وَقَالَ اللَّيْث: الشُّفَارِيّ: ضَرْبٌ من اليَرابِيع، يُقَال لَهَا ضَأْن اليرابيع وَهِي أَسْمَنُها وأَفضَلُها يكون فِي آذَانها طُول، ولليَرْبُوعِ الشُّفَارِيّ ظُفْرٌ فِي وَسَطِ ساقِه. ثَعْلَب، عَن ابْن الأَعرابيّ: شَفَر، إِذا آذَى إنْساناً، وشَفَر، إذَا نَقَّصَ، والشَّافِر: الْمهلِكُ لِمالِه، والزَّافِرُ: الشُّجَاعُ، وشَفَّرَ مالُ الرَّجُل، إذَا قَلَّ، وعَيْشٌ مُشَفِّرُ: ضَيِّق. وَقَالَ الشَّاعِر يذكر نِسَاءً بالنَّهمَ والطَّلَب: مُولَعَاتٌ بِهاتِ هَاتِ فإنْ شَفّ رمالٌ سأَلْن مِنْك الْخِلاعَا وَقَالَ الآخر: قَدْ شَفَّرَتْ نَفَقاتُ الْقَومِ بَعْدَكُمُ فأَصْبَحُوا لَيْسَ فيهم غَيْرُ مَلْهُوفِ أَبُو عبيد: أُذُنٌ شُفَارِيَّةٌ وشُرَافِيَّةٌ، أَي ضَخْمَةٌ. وَقَالَ أَبُو زيد: وَهِي الطَّويلَة. الْفَرَّاء، عَن الدُّبَيْرِيَّة: مَا فِي الدَّارِ عَيْنٌ وَلَا شَفْرَةٌ وَلَا شَفْرٌ. ش ر ب شرب، شبر، رشب، ربش، بشر، برش: أَهمل اللَّيْث: رشب. (رشب) : وروى أَبُو الْعَبَّاس، عَن عَمْرو، عَن أَبِيه، أَنه قَالَ: الْمراشِبُ: جَعْوُ رُؤوسِ الخُروس، والجَعْوُ: الطِّين، والْخُروسُ: الدّنَان. شرب: الحرانيّ، عَن ابْن السّكيت، قَالَ: الشَّرْب: مَصْدَر شَرِبْتُ أَشْرَبُ شَرْباً وشُرْباً، قَالَ: والشَّرْبُ أَيْضا: الْقومُ يَجتَمعون على الشَّراب. وَقَالَ الْفراء: حَدثنِي الكسائيّ عَن يحيى بن سعيد الأُمويّ، قَالَ: سَمِعت ابْن جُريج يَقْرَأ: (فشاربون شرب الهيم) (الْوَاقِعَة: 55) . فذكرتُ ذَلِك لجَعْفَر بن مُحَمَّد، فَقَالَ: وَلَيْسَت كَذَلِك، إنَّما هِيَ: {فَشَارِبُونَ شُرْبَ} . وَقَالَ الْفراء: وسائرُ الْقُرَّاء يَقْرءون برَفْع الشِّين. وَقَالَ ابْن السّكيت: الشِّرْبُ: الماءُ بِعَيْنه يُشْرَبُ، والشِّرْبُ: النَّصِيبُ من الْمَاءِ، قَالَ: والشَّرَبُ: جمع الشَّرَبَة، وَهِي كالْحُوَيْض حول النَّخْلَة، تُملأُ مَاء فَتكون رِيّ النَّخْلَة. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: شَرِبَ شَرْبَاً وشُرْباً، والشِّرْبُ وَقْتُ الشُّرْب، والْمشرَبُ: الْوجْهُ الَّذِي يُشْرَبُ مِنه وَيكون مَوْضِعاً،

ومَصْدراً، وَأنْشد: ويُدْعَى ابْنُ مَنْجُوفٍ أَمامِي كَأَنَّه خَصِيٌّ أَتَى لِلْماءِ من غير مَشْربِ أَي من غَيْر وَجْهِ الشُّرْبِ. والْمَشرَبُ: الشُّرْبُ نَفْسُه، والشَّرَابُ: اسْم لما يُشْرَب وكل شَيْء لَا يُمضَغ فإِنَّه يُقَال فِيهِ يُشْرَب، وَرجل شَرُوبٌ: شَديدُ الشُّرب، وقَوْمٌ شُرُبٌ. أَبُو عُبيد، عَن أَبِي زَيْد: الماءُ الشَّرِيبُ: الَّذِي ليْسَ فِيهِ عُذُوبَة، وَقد يَشْرَبُه النَّاس على مَا فِيهِ، والشَّرُوبُ: الَّذِي لَيْسَ فِيهِ عُذُوبةٌ، وَلَا يَشْرَبُه النَّاس إِلَّا عِنْد الضَّرورة، وَقد يشربه الْبَهائم. وَقَالَ الأُمويّ: المَاء الشَّروب: الَّذِي يُشْرَب، والْمَأْجُ: الماءُ الملحُ، وأنشدنا لِابْنِ هَرْمة: فإنّك كالْقَرِيحَة عَام تُمْهَى شَرُوبُ الماءِ ثمَّ تَعودُ مَأْجَا وَقَالَ اللَّيْث: ماءُ شَرِيبٌ وشَرُوبٌ: فِيهِ مَرارَة ومُلوحَةٌ وَلم يمْتَنِعْ من الشُّرب. والشَّرِيب: صاحبُك الَّذِي يَسْقِي إِبله مَعَك، والشَّرِيبُ: المولَعُ بالشَّراب، والشَّرَّابُ: الكثيرُ الشُّرْب، قَالَ: والْمُشْرِبُ: العَطْشان. يُقَال: اسْقِني فَإِنِّي مُشْرِب، والمُشْرِبُ: الَّذِي عَطشَتْ إِبِلُه أَيْضا. قَالَ ذَلِك ابنْ الأعرابيّ. وَقَالَ غَيره: رَجُلٌ مُشْرِبٌ: قد شَرِبَتْ إِبِلُهُ، وَرجل مُشْرِبُ: حَان لإِبِله أنْ تَشْرَب، وَهَذَا عِنْد صَاحبه من الأضداد. وَقَالَ الزَّجاج فِي قَول الله جلَّ وعزَّ: {وَأُشْرِبُواْ فِى قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ} (الْبَقَرَة: 93) مَعْنَاهُ: سُقُوا حُبَّ العِجْلِ، فَحذف الحبّ وأُقيمَ العجلُ مكانَه. وَقَالَ الْفراء: العربُ تَقول: أَكَّلَ فلانٌ مالِي وشَرَّبَه، أَي أطْعمهُ الناسَ وسقاهم بِهِ، قَالَ: وسَمِعْتهم يقولونُ: كُلُّ مَا لي يُؤكَّلُ ويُشَرَّبُ، أَي يرْعَى كيفَ شَاء، ورَجُلٌ مُشْرَبٌ حُمْرَةً، وإنَّه لَمُسْتَقَى الدّم مثله. قَالَ: وأَشْرَبَ إبِلَه: جعل لكُلِّ جَمَلٍ قِرِيناً، وَيَقُول أحدهم لناقَته: لأَشْرِبَنَّكِ الحبالَ والنُّسُوع، أَي لأقْرِنَنَّكِ بهَا، وَمَاء شَرُوبٌ، وطَعِيمٌ بِمَعْنى وَاحِد. أَبُو عبيد: مَشْرَبَةٌ ومَشْرُبَةٌ للغُرْفَة. وَفِي الحَدِيث: أَنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ، أَي فِي غُرْفَة، وَجَمعهَا مَشَارِب، ومَشْرُباتٌ. والشَّوارب: مَجاري المَاء فِي الحَلْق، وَيُقَال للحمار إِذا كَانَ كثير النَّهْق: إنَّه لَصَخِبُ الشَّوارِب. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: صَخِبُ الشَّوارِبِ لَا يزالُ كأَنَّه عَبْدُ لآلِ أبِي رَبِيعَة مُسْبَعُ وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الشَّوارِبُ: عُروقٌ فِي باطِنِ الحَلْق.

وَقَالَ اللَّيْث: الشَّارِبَةُ هُم القومُ الَّذين مَسْكَنُهم على ضَفَّة النَّهر، وهم الَّذين لَهُم ماءُ ذَلِك النَّهْر. والشَّاربان: تجمعهما السَّبَلَة، والشَاربان أَيْضا: مَا طَال من نَاحيَة السَّبَلَة، وَبِذَلِك سُمِّيَ شَارِبا السَّيْف، وَبَعْضهمْ يُسَمِّي السَّبَلَة كلَّها شَارِباً وَاحِدًا، وَلَيْسَ بصَواب. قَالَ: والشَّوارِبُ: عروقٌ مُحْدِقَةٌ بالحُلْقُوم، يُقَال فِيهَا يَقع الشَّرَقُ، وَيُقَال: بل هِيَ عُروقٌ تَأْخُذُ المَاء، وَمِنْهَا يَخْرُجُ الرِّيق. قَالَ: وأَشْرَبْتُ الخيلَ، أَي جعلتُ الحِبالَ فِي أَعْناقِها، وَأنْشد: يَا آلَ وَرْدٍ اشْرِبُوها الأقْرانْ وَيُقَال للزَّارع إِذا خرج قَصَبُه: قد شرِبَ الزَّرع فِي القَصَب. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الشاربان فِي السَّيف: أَسْفَل الْقَائِم، أَنْفانِ طويلان، أَحدهمَا من هَذَا الجانِبُ، وَالْآخر من هَذَا الْجَانِب، والغاشِيَةُ مَا تَحت الشاربين، والشَّارِب والغاشية يكونَانِ من حديدٍ وفِضَّةٍ وأدَمٍ. وَقَالَ اللَّيْث: الْمشْرَبَةُ: إناءٌ يُشْرَبُ فِيهِ، والْمَشرَبَةُ: أرْضٌ لَيِّنة، لَا يزَال فِيهَا نَبْتٌ أَخْضَرَ رَيّان. قَالَ: وَيُقَال لكل نَحيزَةٍ من الشّجر: شرَبَّةٌ فِي بعض اللُّغات. والجميع الشرَبَّات والشرائِبُ والشرابيبُ. قَالَ: والأشرابُ: لونٌ قد أُشرِبَ من لَوْن، والصِّبْغُ يَتَشرَّبُ فِي الثَّوب، والثَّوْبُ يَتَشَرَّبُه، أَي يَتَنَشفُه. أَبُو عُبَيد: شرَّبْتُ القِرْبَةَ بالشِّين إِذا كَانَت جَديدةً، فَجعل فِيهَا طِيناً لِيَطيبَ طَعْمُها. وَقَالَ الْقطَامِي: ذَوَارِفُ عَيْنَيْهَا من الْحَفْلِ بالضُّحَى سُجُومٌ كَتَنْضَاحِ الشِّنانِ المْشرَّبِ وَأما تشريبُ القِرْبة فأَنْ يُصَبَّ فِيهَا المَاء لتَنْسَدَّ خُروزُها. وَقَالَت عَائِشَة: (اشرَأَبَّ النِّفاق وارْتَدَّت العَرب) . قَالَ أَبُو عُبيد: معنى اشرأَبَّ ارْتَفَعَ وعَلا، وكل رافِعِ رأسَهُ مُشرئِبّ. وَفِي حَدِيث مَرْفُوع: (يُنادي يومَ الْقِيَامَة مُنادٍ: يَا أهل الْجنَّة، وَيَا أهل النَّار، فيشرئِبُّون لصَوْته) . وَأنْشد قَول ذِي الرمة: ذَكَرْتُكَ إنْ مَرَّتْ بِنَا أمُّ شادِنٍ أَمام المطايا تَشرَئِبُّ وَتَسْنَحُ يصف الظَّبْيَة، ورفعَها رَأسهَا. وَقَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ الكسائيّ: مَا زَالَ على شَرَبَّةٍ وَاحِدَة، أَي على أَمْرٍ وَاحِد. اللِّحيانيّ: طَعامٌ مَشْرَبةٌ، إِذا كَانَ يُشْرَبُ عَلَيْهِ المَاء، كَمَا قَالُوا شَرَابٌ مَسْهَفَةٌ

وَجَاءَت الْإِبِل وَبهَا شَرَبةٌ شَدِيدَةٌ، أَي عَطش وَقد اشْتَدَّتْ شَرَبَتُها، وطعامٌ ذُو شَرَبَةٍ إِذا كَانَ لَا يُرَوى فِيهِ من الماءِ. وَيُقَال فِيهِ شُرْبَةٌ من الْحُمرَةِ، إِذا كَانَ مُشْرَباً حُمْرَةً. أَبُو عَمرو: شَرَّبَ قَصَبُ الزَّرْع، إِذا صارَ الماءُ فِيهِ. عَمرو، عَن أَبِيه: الشَّرْبُ: الفَهْمُ، وَقد شَرَبَ يَشْرُبُ شَرْباً، إِذا فَهِمَ، وَيُقَال للبليد: احْلُبْ ثمَّ اشْرُبْ، أَي ابْرُكْ ثمَّ افْهَمْ، وحَلَبَ، إِذا بَرَك. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الشُّرْبُبُ: الْغَمْلَى من النَّبَات، والشُّرْبُبُ: اسْم وادٍ بِعَيْنِه. قَالَ: والشَّارِبُ: الضَّعْفُ فِي جَمِيع الْحَيَوَان. يُقَال: إنَّ فِي بَعيرك شاربَ خَوَر، أَي ضَعْفاً، قَالَ: وشَرِبَ، إِذا رَوَى، وشَرِبَ إِذا عَطَش، وشَرِبَ، إِذا ضَعُفَ بعيرُه. شبر: قَالَ اللَّيْث: الشِّبْرُ: الِاسْم، والشَّبْرُ: الفِعْل، يُقَال: شَبَرْتُه شَبْراً بِشِبْرِي. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: سَبَرَ وشَبَرَ، إِذا قَدَّرَ، وشَبَرَا أَيْضا إِذا بَطِر. يُقَال: قَصَّرَ الله شِبْرَه وشَبْرَه، أَي قصَّر الله عُمْرَه وطُولَه. سَلمَة، عَن الفَراء: الشَّبْرُ القَدُّ. يُقَال: مَا أَطْولَ شَبْرَهُ، أَي قَدَّه، وفلانٌ قَصيرٌ الشَّبْر. قَالَ: والشَّبَرُ العَطِيَّة. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّبَرُ القُرْبان، وَهُوَ شيءٌ يُعْطيه النّصارى بعضُهم لبَعض يَتَقَرَّبون بِهِ. وَقَالَ عدي: إِذا أَتَانِي نَبَأٌ منْ مُنْعِمٍ لَمْ أَخُنْهُ وَالَّذِي أَعْطَى الشَّبَرْ وَفِي الحَدِيث: النّهْي عَن شَبْر الْجَمَل، مَعْنَاهُ: النّهْي عَن أَخْذ الكِرَاءِ على ضِرَاب الْفَحْل، وَهُوَ مثل النّهْي عَن عَسْبِ الفَحْل، وأَصل العَسْبِ والشَّبْرِ: الضِّراب. وَمِنْه قَول يَحْيَى بن يَعْمَر لرَجل خاصَمَتْه امْرَأَته إِلَيْهِ تطلُب مَهْرَها: أَإِنْ سَأَلْتكَ ثمنَ شَكْرِها وشَبْرِكَ أَنْشَأْتَ تَطُلُّها، وتَضْهَلُهَا؟ . فشَكْرُها: بُضْعُها، وشَبْرُه: وَطْؤُه إِيَّاهَا. وَقَالَ اللَّيْث: أَعْطَاهَا شبْرَها، أَي حَقَّ النِّكاح. ابْن السكّيت: شبَرْتُ فلَانا مَالا، وأَشْبَرْتُه، إِذا أَعْطَيْتَه. وَقَالَ أَوْس: وأَشبَرِنَيها الْهَالِكِيُّ كأَنَّها غَدِيرٌ جَرَتْ فِي مَتْنِهِ الرِّيحُ سَلْسَلُ ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الشَّبَرَةُ: العَطِيَّةُ، شبَرْتُهُ وأَشْبَرْتُه وشبّرْتُه: أَعْطَيْتَه، وَهُوَ الشَّبْرُ، وَقد حُرِّك فِي الشِّعر. قَالَ: والشَّبْرَةُ: الْقامَةُ تكونُ قَصِيرَة وطَويلة. وَقَالَ شمِر فِي حَدِيث يحيى بن يعمر:

الشَّبْرُ: ثَوابُ البُضْعِ من مَهْرٍ وعُقْر. قَالَ: وشَبْرُ الجَمَلِ: ثوابُ ضِرَابِه. قَالَ: ورَوى أَحْمد بن عَبْدَة، عَن ابْن الْمُبَارك؛ أَنه قَالَ: الشَّكْرُ: القُوت، والشَّبْرُ: الجِمَاعُ. وَقَالَ شَمِر: القُبُلُ: يُقَال لَهُ: الشَّكْرُ، وَأنْشد: صَنَاعٌ بإشفاها حَصَانٌ بشَكْرِها جَوَادٌ بِقُوتِ الْبَطْنِ والعِرْقُ زاخِرُ ثَعْلَب، عَن ابْن الإعرابيّ قَالَ: المَشْبُورَةُ المرأةُ السَّخِيَّةُ الْكَرِيمَة. عَمرو عَن أَبِيه: قَالَ: الشِّبْرُ الحَيّة، وقِبالُ الشِّسْعِ: الحَيِّة. وَقَالَ أَبُو سَعيد: المَشابِرُ: حُزُوزٌ فِي الذِّراع الَّتِي يُتَبَايَعُ بهَا، مِنْهَا حَزُّ الشِّبْرِ، وحَزُّ نِصْف الشِّبر، ورُبْعِه، كلُّ حَزِّ مِنْهَا صَغُرَ أَو كَبُرَ مَشْبَرٌ. والشَّبُّور: شيءٌ يُنْفَخُ فِيهِ، وَلَيْسَ بعربي صَحِيح. بشر: الحرانيّ، عَن ابْن السّكّيت: البَشْرُ بَشْرُ الْأَدِيم، وَهُوَ أنْ يُؤْخَذَ بَاطِنه بشَفْرَةٍ، يُقَال: بَشَرْتُ الأديمَ أبْشُرُه بَشْراً. قَالَ: والبَشَرُ: جَمْعُ بَشَرَةٍ. وَهِي ظَاهِرُ الجِلْد: والبَشَرُ أَيْضا: الخَلْقُ، يَقع على الأُنثى والذّكر، وَالْوَاحد والاثنين والجميع يُقَال: هِيَ بَشَرٌ، وَهُوَ بَشَرٌ، وهُمَا بشَرٌ وهم بَشرٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الْبَشَرةُ أَعْلَى جِلْدَةِ الوجْه والجَسَد من الْإِنْسَان، وَيَعْنِي بِهِ اللَّون والرِّقّة، وَمِنْه اشْتُقّتْ مُبَاشَرَةُ الرَّجُلِ المرأةَ لِتَضامِّ أبشَارِهِما. ومُبَاشَرَةُ الْأَمر: أنْ تَحْضُرَهُ بنَفْسِك. أَبُو عبيد، عَن الأصمعيّ: رجلٌ مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ، وهوالذي قد جمع لِيناً وشِدَّةً مَعَ الْمعرفَة بالأمور. قَالَ: وأصْلُهُ من أدَمَةِ الجِلد وبَشرَتِهِ، فالْبَشَرَةُ ظاهِره، وَهُوَ مَنْبَتُ الشَّعر. قَالَ: والأَدَمَةُ باطِنُه، وَهُوَ الَّذِي يَلِي اللَّحم. قَالَ: وَالَّذِي يُرادُ مِنْهُ أَنه قد جمع لِينَ الأدَمَةِ، وخُشونَة البَشَرَة، وجَرَّب الْأُمُور. وَقَالَ أَبُو زيد: من أمثالهم: إنَّما يُعاتَبُ الأدِيمُ ذُو البَشَرة. أَي يُعَادُ فِي الدِّباغ، يَقُول: إنَّما يُعاتَبُ من يُرْجَى وَمن لَهُ مُسْكةُ عقل، وفلانَةٌ مؤدمةٌ مُبْشَرَةٌ، إِذا كَانَت تامَّة فِي كلِّ وجْه. وَقَالَ جلَّ وعزَّ: {إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ} (آل عمرَان: 45) وقُرِيء (يَبْشُرُكَ) . قَالَ الْفراء: كأَنَّ المُشَدَّدَ مِنْهُ على بِشَارات البُشراءِ، وكأَنَّ المُخَفَّفَ من جِهَة الأفراح وَالسُّرُور، وَهَذَا شَيْء كَانَ المَشْيَخَةُ يَقُولُونَهُ. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: أَبْشَرْتُ، ولعلَّها لغةٌ

حجازية. سَمِعت سُفيان بن عُيَيْنَة يذكرهَا: فَلْيُبْشِرْ، قَالَ: وبَشِرْتُ لغةٌ رَوَاهَا الكسائيّ، يُقَال: بَشِرَني بوجهٍ حَسَنٍ يَبْشَرُني، وَأنْشد: وَإِذا رَأَيْتَ الباهِشِين إِلَى النَّدى غُبْراً أكُفُّهُمُ بقَاعٍ مُمْحِلِ فأَعِنْهُمُ وابْشَرْ بِمَا بَشِرُوا بِهِ وَإِذا هُمُ نَزَلوا بضَنْكٍ فانْزِلِ وَقَالَ الزَّجاجُ: معنى يَبشَرُك يَسُرُّك ويُفْرِحُك. بَشَرْتُ الرّجلَ أَبَشرُهُ، إِذا فَرَّحتَه، وبِشرَ يبْشَرُ، إِذا فَرح. قَالَ: وَمعنى يَبْشُرُكَ من البِشَارّة، قَالَ: وأصل هَذَا كُله أنَّ بَشرَةَ الإنسانَ تنْبَسِطُ عِنْد السرُور، وَمن هَذَا قَوْلهم: فلَان يَلْقَاني بِبِشْرٍ، أَي بوجهٍ مُنْبَسِطٍ عِنْد السرُور. وَأَخْبرنِي المنذريّ، عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: يُقَال: بشَرْتُه، وبشَّرتُه، وبَشِرْتُهُ، وأَبْشَرْتُه، قَالَ: وبَشِرتُ بِكَذَا، وبَشرْتُ، وأبشرْتُ، إِذا فرحتَ بِهِ، وَرجل بشيرُ الْوَجْه. إِذا كَانَ جميلَه، وَامْرَأَة بشيرة الْوَجْه. أَبُو عُبيد، عَن الْفراء، قَالَ: البَشَارَةُ: الجمالُ. قَالَ الْأَعْشَى: وَرَأَتْ بأنّ الشيبَ جا نَبَه البشاشَةَ والبَشارَة وَقَالَ اللَّيْث: البِشَارَةُ: مَا بُشِّرتَ بِهِ، والبشيرُ: الَّذِي يُبشِّرُ الْقَوْم بأَمرٍ خيرٍ أَو شَرّ، والبُشَارَةُ: حَقُّ مَا يُعطَى من ذَلِك، والبُشرَى الِاسْم، وَيُقَال: بشرْتُهُ فأبشرَ، واسْتَبشر، وتَبشَّر. وتباشِيرُ الصُّبْح: أوائلُه. وَقَالَ لبيد: قَلّما عَرَّسَ حَتَّى هِجْتُهُ بالتّباشير من الصُّبْحِ الأوَلْ والتّباشيرُ: طرائقُ ضوء الصُّبح فِي اللَّيل. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للطَّرائق الَّتِي ترَاهَا على وَجه الأَرْض من آثَار الرِّياح الَّتِي تَهُبُّ بالسحاب إِذا هِيَ جرَّته: التَّباشير. وَيُقَال لآثار جنب الدَّابَّة من الدبر: التباشير وَأنْشد: نِضْوَةُ أسْفَارٍ إِذا حُطَّ رَحْلُها رأيْت بكَفّيْها تَبَاشِيرَ تَبْرُقُ والمُبشراتُ: الرِّياحُ الَّتِي تهُبُّ بالسحاب والغَيْث. غَيره: بَشرَ الجرادُ الأرضَ يبشُرها، إِذا أكل مَا عَلَيْهَا. أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: أبشرَت الأَرْض، إِذا أخْرَجَت نباتها، وَمَا أحسن بشرَةَ الأَرْض. وَقَالَ أَبُو زِيَاد والأحمر: مَا أَحْسَنَ

مَشرَتَها. وَقَالَ أَبُو الهيْثم: مَشرَتَها، بالتَّثْقِيل. وَقَالَ أَبُو خيرة: مَشرَتُها: وَرَقُها. وَقَالَ اللحيانيّ: نَاقَةٌ بشِيرَةٌ، لَيست بمَهْزولة وَلَا سَمِينَة. وحُكِيَ عَن أبي هِلَال قَالَ: هِيَ الَّتِي لَيست بالكريمة وَلَا الخَسيسة. وَيُقَال: أَبشرَت النَّاقَةُ، إِذا لَقِحَتْ فَكَأَنَّهَا بَشَّرَتْ باللِّقاح. وَقَالَ الطِّرِمَّاح: عَنْسَلٌ تَلوِي إذَا أَبْشرَتْ بِخَوافِي أَخْدَرِيّ سُخَام أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: هُم الْبُشَارُ، والْقُشَارُ والخُشَارُ: لِسُقَّاطِ النَّاس. أَبُو زَيد: أَبشرتِ الأرضُ إبشاراً، إِذا بُذَرِتْ فَخرج بَذْرها، فيُقال عِنْد ذَلِك: مَا أَحْسَنَ بَشَرَةَ الأَرْض. وأَبْشرْتُ الأَدِيمَ فَهُوَ مُبْشَرٌ، إِذا ظَهَرَتْ بَشَرَتُه الّتي تَلِي اللّحم وآدمْتُه، إِذا أظْهرتَ أَدَمَتهُ الَّتِي يَنْبُت عَلَيْهَا الشعرَ. ابْن الأعرابيّ: الْمبشورَةُ: الْجارِيَةُ الحَسَنَةُ الخَلْق واللَّوْن، وَمَا أَحْسَنَ بَشرَهَا برش: قَالَ اللّيْث: الأَبْرشُ: الَّذِي فِيهِ أَلْوانٌ وخَلْط، والْبُرشُ الْجَمِيع. وحية بَرْشَاءُ بِمَنْزِلَة الرَّقْشَاء، والْبَرِيشُ مِثْله. وَقَالَ رؤبة: وتركتْ صَاحِبَتي تَفْرِيشي وأَسْقَطَتْ من مُبْرِمٍ بَرِيشِ أَي فِيهِ أَلوان، وَكَانَ جَذيمَةُ الْملك أَبْرَص، فلقبه الْعَرَب الأَبْرَش، كراهِيَةً للفظ الأبْرص. أَبُو عُبيدة: فِي شِياتِ الْخَيل مِمَّا لَا يُقال لَهُ بَهيم، وَلَا شيَةَ لَهُ: الأَبْرَش، والأَنْمر، والأَشيَم، والمْدَنَّر، والأبْقَع، والأبْلَق، فالأَبْرشُ: الأَرْقَط، والأَنْمر: أنْ تكونَ بِهِ بُقْعةٌ بَيْضَاء، وَأُخْرَى أيّ لَونٍ كانَ. قَالَ: والأَشيَم: أَن يكون بِهِ شامٌ فِي جَسده، والْمُدَنَّرُ: الَّذِي لَهُ نُكَتٌ فَوق الْبَرَش. ربش: أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ: أرْمَشَ الأْرضُ وأَرْبَش، وأَنْقَدَ، إِذا أوْرَق وتَفَطَّر، وأرضٌ رَبشاءُ وَبَرشاءُ: كثيرةُ العُشب مُخْتَلِفٌ أَلوانُها، ومكانٌ أرْبشٌ وأَبْرَشٌ مختلفُ اللَّون. وَقَالَ اللّحيانيّ: بِرْذَوْنٌ أَرْبشٌ وأَبْرَشٌ. وَقَالَ الكسائيّ: سَنَةٌ رَبشاءُ ورَمْشاءُ وبَرْشاء: كَثِيرَة العُشب. ش ر م شرم، شمر، رشم، رمش، مشر، مرش. شرم: قَالَ اللَّيْث: الشرْمُ: قطع مَا بَين الأرْنَبة، وقَطْعٌ فِي ثَفَرِ النّاقة، قيل ذَلِك

فِيهما خاصَّة، وناقة شَرْمَاء ومُشَرَّمَةٌ، وَرجل أَشرَمُ ومشرُومُ الأنْف، وَكَانَ أَبْرَهَة صاحبُ الْفِيل جاءَهُ حَجَرٌ فَشرَم أَنفه فسُمِّيَ الأشرَم. وَفِي حَدِيث ابْن عمر أَنه اشتَرى ناقَةً فَرَأى بهَا تَشريمَ الظِّئارِ فَرَدَّها. قَالَ أَبُو عُبيد: التَّشريمُ: التّشقيق، يُقَال لِلْجِلْد إِذا تَشقَّقَ قد تَشرَّم، وَلِهَذَا قيل للمشقُوق الشفّةِ: أَشرَم، وَهُوَ شبِيهٌ بالْعَلَم. وَفِي حَدِيث كَعْب أَنه أَتَى عُمر بكتابٍ قد تَشَرَّمتْ نَواحيه، أَي تَشقْقَتْ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: يُقَال للرجل المشقوق الشّفة السُّفْلى: أَفْلَج، وَفِي الْعليا: أَعْلم، وَفِي الأنْفِ: أَخْرم، وَفِي الأُذُن: أَخْرَبُ، وَفِي الْجَفْنِ: أَسْتَرُ، وَيُقَال فِيهِ كُله: أشرَمُ. قلت: وَمعنى تشرِيمُ الظِّئار الَّذِي فِي حَدِيث ابْن عمر: أَن الظِّئار أنْ تُعْطَف الناقَةُ على وَلَدِ غَيرهَا فَتَرْأَمه، يُقَال: ظاءَرْتُ أُظَائِرُ ظئَاراً، وَقد شاهدتُ ظِئارَ الْعَرَب النّاقَةَ على وَلَدِ غَيرهَا، فَإِذا أَرَادوا ذَلِك شدُّوا أَنْفَها وعَيْنَيْها، وحَشْوا خَوْرَانَها بِدُرْجَةٍ قد حُشِيَتْ خِرَقاً ومُشَاقَةً، ثمَّ خَلُّوا الخَوْرَانَ بِخِلالَيْن، وتُرِكَتْ كَذَلِك يَوْمًا، وتَظُنُّ أَنَّهَا قد مَخِضَتْ للولادة، فَإِذا غَمَّها ذَلِك نَفّسُوا عَنْهَا، وَاسْتَخْرَجُوا الدُّرْجَةَ من خَوْرَانِها وَقد هُيِّيءَ لَهَا حُوارٌ فَيُدْنَى مِنْهَا، فَتَظُنّ أنَّها وَلَدَته فَتَرْأَمُه وتَدُرُّ عَلَيْهِ. والخَوْرَان: مَجْرى خُرُوج الطَّعَام من النَّاس والدَّوابّ. أَبُو عبيد، عَن الْأَحْمَر: الشَّرِيمُ: المرأةُ المُفْضَاة، وأنشدنا: يَوْمَ أديمِ بَقَّةَ الشَّريمِ أَفْضَلُ من يومِ احْلِقِي وقُومِي أَرَادَ الشدّة. والشرْمُ: لُجَّةُ البَحْر. رشم: قَالَ اللَّيْث: الرَّشْمُ: أَن تَرْشُمَ يَدَ الكُرْدِيّ والعِلْج كَمَا تُوشَمُ يَدُ المرأَةِ بالنِّيل لكَي تُعْرَفَ بِها، وَهُوَ كالْوَشم. قَالَ: والرَّشمُ: خاتمُ الْبُرِّ والحُبوب، وَهُوَ الرَّوْشمُ بلغَة أَهْلِ السَّواد. يُقَال: رَشَمْتُ البُرَّ رشْماً، وَهُوَ وَضْعُ الخاتَم على فَراءِ البُرّ فيَبْقَى أَثَرُه فِيهِ. وَقَالَ النّضْر: الرَّشمُ: أوَّلُ مَا يَظْهَرُ من النَّبات، يُقَال: فِيهِ رَشَمٌ من النّبات. وَقَالَ اللِّحيانيّ: بِرْذَوْنٌ أَرْشمٌ وأَرْمَشٌ، مثل الأبْرش فِي لَوْنه. قَالَ: وأرْضٌ رَشماءُ ورَمْشاءُ، مثل الْبَرْشاءُ، إِذا اخْتَلَفَ أَلْوانُ عُشبها. شمر، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: الأرْشم: الَّذِي لَيْسَ يِخَالِصِ اللَّوْن وَلَا حُرِّه، ومَكانٌ أَرْمَشُ وأرْشم، وأَبْرَش وأرْبَشُ، إِذا اخْتلف ألْوانه.

أَبُو عُبيد، عَن الأُمويّ: الأرْشمُ: الَّذِي يَتَشَمَّمُ الطَّعَام، ويحرصُ عَليه. وَقَالَ جرير يَهجو الْبَعيث: لَقاً حَمَلْتُه أُمُّهُ وهيَ ضَيفَةٌ فجادَتْ بِنَزَ للضِّيَافَةِ أَرْشما وَقَالَ ابْن السّكيت فِي قَوْله: (أَرْشَما) قَالَ: فِي لَوْنِه بَرَش يشوبُ لَوْنَه لَوْنٌ آخر يَدُلّ على الرِّيبَة. قَالَ، ويُرْوَى: مِنْ نِزَالَةِ أَرْشما، يُرِيد من ماءِ عَبْدٍ أرْشم. وَقَالَ أَبُو تُراب: سَمِعْتُ عَرَّاماً يَقُول: الرَّسْمُ والرشمُ: الأثَر، ورسَمَ على كَذَا، ورَشمَ، أَي كَتَبَ. وَيُقَال للخاتم الَّذِي يُخْتَم بِهِ الْبُرّ: الرَّوْسَمُ، والرَّوْشمُ. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: أَرْشَمَ الشّجر وأَرْمَش، إِذا أَوْرَق. رمش: قَالَ اللَّيْث: الرَّمَش: تَفَتُّلٌ فِي الشُّفْر، وحُمْرَةٌ فِي الجفون مَعَ ماءٍ يَسيل، وصاحِبُهُ أَرْمَش، والْعَيْن رَمْشاء. وَأنْشد غَيره: لَهُم نَظَرٌ نَحْوِي يَكادُ يزِيلِني وأَبصارُهُمْ نَحْو الْعَدُو مَرَامِش قَالَ: مَرامِش: غَضِيضَةٌ من الْعَدَاوَة. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الْمِرماشُ: الَّذِي يُحَرِّكُ عَيْنَيْه عِنْد النّظر تحريكاً كثيرا، وَهُوَ الرَّأْراءُ أَيْضا. قَالَ: والرَّمْشُ: الطَّاقَةُ من الحماحِمِ الرَّيْحانِ وَغَيره. وَقَالَ اللِّحيانيّ: بِرْذدْنٌ أَرْمَش، وَبِه رَمَشٌ، أَي بَرَشٌ، وأرضٌ رَمْشاء: كَثِيرَة العُشب. وَقَالَ غَيره: الرَّمْشُ: أَنْ تَرعَى الغَنمُ شَيْئا يَسيراً، وَقد رَمَشتْ تَرْمِشُ رَمْشاً، وَأنْشد: قَدْ رَمَشتْ شَيْئا يَسيراً فاعْجَلِ مرش: قَالَ اللَّيْث: المَرْش: شِبْهُ الْقَرْصِ من الجِلْد بأَطْرَاف الأظافير وَيُقَال: قَدْ أَلْطَفَ مَرْشاً وخَرْشاً، والخَرْش: أشدُّه، قَالَ: والمَرْشُ: أرْضٌ إِذا وَقَعَ عَلَيْهَا مَاء الْمَطَر رَأَيْتَها كلَّها تَسيلُ ويَمْرُشُ الماءُ من وَجْهها فِي مواضِعَ لَا يبلُغُ أَن يَحْفِرَ حَفْرَ المَسِيل، وَجمعه الأَمْراش. يُقَال: انْتَهَينَا إِلَى مَرْشٍ من الأَمْراش، اسمٌ للأَرْض مَعَ الماءِ، وبَعْدَ الماءِ إِذا أَثَّرَ فِيهِ، وَالْإِنْسَان يَمْتَرِش الشَّيْء بَعْدَ الشَّيْء من هَا هُنَا ثمَّ يَجْمعه. وَقَالَ النَّضر: المَرْسُ، والمَرْشُ: أَسْفَلُ الْجَبَل، وحَضِيضُه يَسِيلُ مِنْهُ المَاء فَيَدِبُّ دَبيباً وَلَا يَحْفِر، وَجمعه أَمْراسٌ وأمْراش. قَالَ: وَسمعت أَبَا مِحْجَن الضِّبَابيّ يَقُول: رَأَيْت مَرْشاً من السَّيل، وَهُوَ المَاء الَّذِي يجرَح وَجْهَ الأرْض جَرْحاً يَسيراً، وَيُقَال: لي عِنْدَ فلَان مُرَاشةٌ، ومُرَاطةٌ، أَي حَقٌّ

صَغير، ومَرَش وَجْهَه، إِذا خَدَشه، وامْتَرَسْتُ الشَّيء وامْتَرَشتُه، إِذا اخْتَلَسْتَه. شمر: قَالَ اللَّيْث: شَمِرٌ اسمُ مَلِكٍ من مُلُوك الْيمن يُقَال: إِنَّه غَزَا مَدِينَة السُّعْد فهدَمَها، فسميت شِمْرُكَنْذ. وَقَالَ بَعضهم: بل هُوَ بَنَاها فسميت شِمْرُكَثْ، فأُعْرِبَتْ سَمْرَقَنْد. قَالَ: والشَّمْرُ: تَشْمِيرُكَ الثَّوْب إِذا رَفَعْتَه وكلُّ شيءٍ قالِص، فإنَّه مُتَشَمِّر، حَتَّى يُقَال لِثَةٌ مُتَشَمِّرَةٌ لازِقَةٌ بأَسْنَاخِ الأسْنان. وَيُقَال أَيْضا: لِثَةٌ شامِرَةٌ، وشفَةٌ شامرَةٌ أَيْضا. ورَجُلٌ مُتَشَمر: ماضٍ فِي الْحَوَائِج والأمور، وَهُوَ الشَّمَّرِيُّ أَيْضاً. وَبَعْضهمْ يَقُول: شِمَّرِيّ، وَأنْشد: لِيْسَ أَخُو الحاجاتِ إِلَّا الشِّمَّرِي والجملُ البَازِلُ والطِّرفُ القَوِي وَقد انشَمرَ لهَذَا الْأَمر وشَمَّرَ إزَاره، وَيُقَال: شاةٌ شامِرَةٌ، إِذا انْضَمّ ضَرْعُها إِلَى بَطْنها من غيرِ فِعْل. قَالَ: وشمَّر: اسمُ نَاقَة، وَهُوَ من الْقُلُوص والاستعداد للسير وَأنْشد: فَلَمَّا رَأَيْتُ الأمْرَ عَرْشَ هُوِيَّةٍ تَسَلَّيْتُ حاجاتِ الْفُؤَادِ بشَمَّرا وَقَالَ الأصمعيّ: شَمَّر: اسْم نَاقة. وَيُقَال: أَصَابهم شرٌّ شمِرّ. وَقَالَ شمر، يُقَال: شَمْرَ الرجل وتشَمَّرَ، وشَمَّر غيرَه، إِذا أَكمشْتَه فِي السَّيْر والإرْسَال، وَأنْشد: فشمرَتْ وانْصَاعَ شَمَّرِيّ شَمّرَتْ: انْكمشتْ، يَعْنِي الكِلاب، والشَّمري: المشمَّر، قَالَه الأصمعيّ، قَالَ: وَيُقَال: شَمّرَ إبلَه وأَشْمَرَهَا، إِذا أَكمشها وأَعْجلها، وَأنْشد: لَمَّا ارْتَحَلنَا وأَشْمَرنَا ركائبَنَا ودونَ وَارِدَةِ الجَوْنِيِّ تَلْفَاظُ سلَمة، عَن الْفراء: الشَّمَّرِيُّ: الكَيِّسُ فِي الْأُمُور المنْكمش، بِفَتْح الشين وَالْمِيم، وَمن أمثالهم: (شَمَّرَ ذَيلاً وادَّرَعَ لَيْلاً) أَي قَلَّصَ ذَيْلَهُ. وَفِي حَدِيث عمر أَنه قَالَ: (لَا يُقِرّ أحدٌ أَنه كانَ يَطَأُ وَلِيدَتَهُ إلاّ أَلحَقْتُ بِهِ وَلَدَهَا، فَمن شاءَ فَلْيُمْسِكْها، وَمن شَاءَ فَلْيُسَمِّرْها) . قَالَ أَبُو عبيد: هَكَذَا الحَدِيث بالسِّين، وَسمعت الأصمعيّ يَقُول: أعرف التشمير بالشين وَهُوَ الْإِرْسَال. قَالَ: وأراهُ من قَول النَّاس: شَمّرْتُ السَّفِينَة: أرْسَلْتُها فحوِّلت الشين إِلَى السِّين. قَالَ أَبُو عُبيد: الشين كثير فِي الشّعْر وَغَيره. وَقَالَ الشماخ يَذْكُرُ أَمْراً أَرِقَ لَهُ: أَرِقْتُ لَهُ فِي القوْم والصُّبْحُ ساطِعُ كَمَا سَطَعَ المَرِّيخُ شَمَّرَهُ الغَالي

وَقَالَ شمر: تَشمِيرُ السّهم: حَفْزُه وإكماشه وإرسَالُه. قَالَ أَبُو عُبيد: وأمَّا السِّين فَلم نَسْمعه إِلَّا فِي هَذَا الحَدِيث، وَلَا أَرَاهَا إِلَّا تحويلاً كَمَا قَالُوا: أَرشم بالشين، وَهُوَ فِي الأَصْل بِالسِّين، وكما قَالُوا: سَمَتَ العَاطِسَ وشَمَّته. وَقَالَ المؤرِّج: رجل شِمْرٌ، أَي زَوْلٌ بصيرٌ بالأمور، نافِذٌ فِي كل شَيْء، وأَنشد: قَدْ كُنتُ سَمْسِيراً قَدُوماً شِمرا قَالَ: والشِّمْرُ: السَّخِيُّ الشجاع، وانشمَرَ لِلْأَمْرِ، إِذا خَفَّفَ فِيهِ. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الأمْرش: الرجلُ الْكثير الشَّرّ، يُقَال: مَرَشه، إِذا آذاه، والأَرمَش: الحسنُ الخُلُق. والأَمْشر: النّشيط. والأرشمُ: الشَّرِه. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الأَمْراش: مَسايِلُ الماءِ تَسْقي السُّلْقان. مشر: قَالَ اللَّيْث: المَشْرَةُ: شِبْه خُوصةٍ تخرج فِي الْعِضَاه، وَفِي كثير من الشّجر أَيام الخريف، لَهَا ورقٌ وأغصَان رَخْصَةٌ. يُقَال: أمشرت الْعِضَاهُ. أَبُو عُبَيد عَن أبي زِياد والأحمر: أَمْشَرَت الأَرْض، وَمَا أَحْسَنَ مَشَرَتها. وَقَالَ أَبُو خَيْرَة: مَشَرَتُها: وَرَقُها. وَيُقَال: أُذُنٌ حَشْرَةٌ ومَشْرَةٌ، أَي مُؤَللَةٌ عَلَيْهَا مَشْرَةُ العِتْق، أَي نضارَتُه وحُسْنُه. وَقَالَ النَّمِريّ يصف فرسا: لَهَا أُذُنٌ حَشْرَةٌ مَشْرَةٌ كأُعْليطِ مَرْخٍ إِذا مَا صَفِرْ وَقيل: مَشْرَةٌ: إتْباعٌ لحَشِرة. أَبُو عُبيد: مَشَرْتُ اللَّحمَ: قَسَمْتُه، وَأنْشد: فقُلْتُ أشِيعَا مَشَّرَ القِدْرَ حَوْلَنا وأيَّ زَمَانٍ قَدْرُنَا لَمْ تُمَشَّرِ ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: التَّمشير: حُسنُ نَباتِ الأَرْض واسْتِواؤُه، والتَّمشير: نشاطُ النَّفْسِ لِلْجماع. وَفِي الحَدِيث: (إنِّي إِذا أَكَلْتُ اللَّحم وجَدْتُ فِي نَفْسي تَمْشيراً) . والتَّمشير: الْقِسْمَةُ وتَمشَّر الشجرُ، إِذا أَصَابَهُ مطر فَخرجت ورقته، وتَمَشَّرَ الرجل، إِذا اكتسَى بعد عُرْي، وَامْرَأَة مَشرَةُ الأعْضاء، إِذا كَانَت رَيّا، والْمَشْرَةُ من الْعُشب مَا لم يطلّ. وَقَالَ الطرماح: عَلَى مَشْرَةٍ لَمْ تَعْتَلِقْ بالْمَحَاجِن وتَمشَّرَ الرَّجُل، إِذا اسْتَغْنَى، وَأنْشد: ولَوْ قَدْ أَتانَا بُرُّنَا ودَقِيقُنَا تَمشَّرَ منكمْ مَنْ رَأَيْنَاهُ مُعْدِمَا شمر: أرضٌ ماشِرَةٌ، وَهِي الَّتِي قد اهْتَزَّ نباتها، واسْتَوَتْ ورَوِيَتْ من المطرِ.

أبواب الشين واللام

وَقَالَ بَعضهم: أرضٌ نَاشِرَةٌ بهَذَا المَعْنَى. (أَبْوَاب) الشين واللاّم) (ش ل ن) ش ل ف استُعْمِل من وجوهه: فشل، شفل. شفل: أهمل اللَّيْث شَفَلَ، وقرأتُ فِي كتاب النَّضر بن شُميل: الْمِشْفَلَةُ: الكَبَارَجَة، والْمَشافِلُ جَماعَة. قَالَ: الْقُرْطَالَةُ: الكَبَارَجَةُ أَيْضاً. قَالَ: وسَمِعْت شَامِيّاً يَقُول: والْمِشْفَلَةُ: الكَرِشُ. فشل: قَالَ اللَّيْث: رجل فَشِلٌ، وَقد فَشِلَ يَفْشَلُ عِنْد الْحَرْب والشِّدَّة، إِذا ضَعُفَ وَذَهَبت قُواه، وَيُقَال: إِنَّه لَخَشْلٌ فَشْلٌ، وَإنَّهُ لَخَشِلٌ فَشِلٌ. وَقَالَ الله جَلَّ وعزَّ: {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} (الْأَنْفَال: 46) . قَالَ الزّجاج: أَي تَجْبُنُوا عَن عَدُوِّكُمْ إِذا اخْتَلَفْتُمْ. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الْمِفْشَلُ: الَّذِي يَتَزَوَّجُ فِي الغَرائِب لِئَلَّا يَخْرُجَ ولدُه ضَاوِياً، والمِفْشَلُ: سِتْرُ الْهَوْدَج. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: هُوَ الْفِشْل، وَهُوَ أنْ يُعلِّقَ ثَوْباً على الهَوْدَج، ثمَّ يُدْخِلُهُ فِيهِ ويَشُدُّ أطرافَه إِلَى القَواعد، فَيكون وجايَةً من رُؤوس الأَحْنَاءِ والاقْتاب، وعُقَد العُصُمِ، وَهِي الْحِبال. وَقد افْتَشَلَت المرأَةُ فِشْلَها، وفشلَتْهُ. عَمْرو، عَن أَبِيه: الفِشْلُ: سِتْرُ الهَوْدَج. قَالَ: والفَيشَلَةُ: طَرَفُ الذّكَر، وَجَمعهَا الفَيشَل والفَياشلُ. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: تَفَشَّلَ فلانٌ مِنْهُم امرأَةً، إِذا تَزَوَّجَها. ش ل ب استُعْمِل من وجوهه: شبْل. شبْل: قَالَ اللَّيْث: الشِّبْلُ وَلَدُ الأَسَد. أَبُو عُبيد، عَن الكسائيّ: الإشبَالُ التَّعَطّفُ على الرجُل ومعونته. وَقَالَ الْكُمَيْت: هُمُ رَئموها غَيرَ ظَأْرٍ وأَشبَلُوا عَلَيْهَا بأَطْرَافِ الْقَنَا وتَحدَّبُوا

قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: المُشبِلَةُ من النِّساء هِيَ الَّتِي تُقِيم على وَلَدهَا بعد زَوجهَا وَلَا تَتَزَوَّجُ. يُقَال لَهَا: أَشَبَلَتْ وحَنَتْ على وَلَدهَا. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: إِذا كَانَ الغُلام مُمْتَلِيءَ البَدن نَعْمَةً وشَباباً، فَهُوَ الشابِلُ، والشابنُ والحِضْجَر. أَبُو عُبيد، عَن أبي زَيد: إِذا مَشى الْحُوَارُ مَعَ أُمِّهِ فَهِيَ مُشبِلٌ. قَالَ الأزهريّ: قِيلَ لَها: مُشْبِلٌ؛ لشفقتِها على وَلَدهَا. ش ل م شلم، شَمل، مشل، ملش، لمش. شلم: قَالَ اللَّيْث: شَالَمٌ وشَيْلَمٌ، بلغةِ أهل السَّواد، هُوَ الزُّوَانُ الَّذِي يكون فِي البُرّ. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: هُوَ الشَّيْلَمُ والزُّوَانُ والسَّعِيعُ. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: سمعتُ السُّلَمِيَّ يَقُول: رَأَيتُ رجلا يَتَطَايَرُ شِلَّمةٌ وشنّمُه. إِن تحمليه سَاعَة فرُبَّما أَطارَ فِي حُب رِضاكَ الشِّلَّما سلَمة عَن الْفراء، قَالَ: لم يَأْت على فَعَّلَ اسمٌ إِلَّا بَقَّم، وعَثّر وبَذَّر، وهُما مَوْضعان، وشَلَّم بَيْتُ الْمُقَدّس وخضَّمُ: اسمُ قَرْية. مشل: أهْمله اللَّيْث، وَهُوَ مُسْتعمل. رَوى أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: الْمَشْلُ الحَلْبُ الْقَلِيل، والْمِمْشَلِ: الحالِبُ الرَّفيق بالحلْب. أَبُو عُبيد، عَن الأُمويّ: مَشَّلَت النّاقة تمشيلاً، إِذا أنزلت شَيْئا من اللَّبن قَلِيلا. شَمِر، عَن ابْن شُميل: تمشيلُ الدِّرَّة: انتِشارُها لَا يجْتَمع فيحلبها الحالِبُ أَو فَصِيلها. قَالَ شمر: وَلَو لم أسْمَعه لَهُ لأنكرته. سلَمة، عَن الْفراء: التَّمشِيلُ: أَن يَحْلُب ويُبْقَى فِي الضَّرْع شَيْئا، وَهُوَ التَّفشيلُ أَيضاً. لمش: أهمله اللَّيث، وروى أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: اللَّمْشُ: الْعَبَثُ، وَهَذَا صَحِيح. ملش: وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: مَلَشتُ الشيءَ أَمْلِشهُ مَلْشاً، إِذا فَتَّشتَه بيدِكَ كَأَنَّك تَطْلب فِيهِ شَيْئا. شَمل: أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: أَشمَلَ الْفَحْلُ شَوْلَه إشمالاً، إِذا أَلْقَحَ النِّصفَ مِنْهَا إِلَى الثُّلُثَين، فَإِذا أَلْقَحَهَا كُلَّها قيل: أقمهَا حَتَّى قَمَّتْ تَقِمّ قُمُوماً. وَشملت النَّاقة لَقاحاً شَمَلاً، وأَشْمَلَ فلانٌ خَرَائِفَهُ إِشْمالاً، إِذا لَقَطَ مَا عَلَيْهَا من الرُّطَب إلاَّ قَلِيلا، والخَرائِفُ: النخيل اللواتي تُخْرَصُ أَي تُحزَرُ، واحدتها

خَرُوفَةٌ. قَالَ: وَيُقَال لما بَقِيَ فِي العِذْق بعد مَا يُلْقَطُ بعضه شَمَلٌ، وَإِذا قلَّ حَمْلُ النّخلة، قيل فِيهَا شَمَلٌ أَيْضا. قَالَ: وَكَانَ أَبُو عُبيدة يَقُول: حِمْلُ النَّخلة مَا لم يَكثر ويَعظُم، فَإِذا كثر فَهُوَ حَمْلٌ، وشَمَلْتُ الشاةَ شَمْلاً أَشْمُلُها إِذا شدَدْت الشِّمال عَلَيْهَا. الأصمعيّ، والكسائيّ: فِي شِمال الشَّاة مِثْله. وَقَالَ اللَّيْث: شَمِلَهم أمْرٌ، أَي غَشيتهُم يَشمَلُهُمْ شَمْلاً وشُمولاً. قَالَ: واللَّون الشَّامِل: أَن يكون لون أسود يعلُوه لونٌ آخر. والشِّمال خلاف الْيمن خَلِيقَة الْإِنْسَان، وَجمعه شمائِل. وَقَالَ لبيد: هُمُ قَوْمِي وَقد أَنْكَرْتُ مِنْهُمْ شمائِلَ بُدِّلُوها من شِمالِي وَإِنَّهَا لحسنة الشَّمَائِل، ورجُل كَريمُ الشمائِل، أَي فِي أَخْلاقه وعِشرتِه. والشَّمَال: ريحٌ تَهُبّ من قِبَلِ الشّام، عَن يسَار الْقِبلة، والشَّمأَلُ لغةٌ فِيهَا، وَقد شَمَلَتْ تَشْمُل شُمولاً. وأَشْمَلَ يومُنا، إِذا هَبَّتْ فِيهِ الشمَال، وغَدِيرٌ مَشْمول: شَمَلَتْه ريح الشمَال، أَي ضَرَبَتْهُ فَبَرَدَ ماؤُه، وخَمْرٌ مَشمولة: بارِدَةٌ، والشَّمْلَة: كِسَاءٌ يُشتَمل بِهِ، وَجَمعهَا شِمال. قلت: الشمْلَةُ عِنْد الْبَادِيَة: مِئْزَرٌ من صُوفٍ أَو شَعَرٍ يُؤْتَزَرُ بِهِ، فَإِذا لُفِّقَ لِفْقَان فَهِيَ مِشمَلَة يَشتَمِلُ بهَا الرّجل إِذا نَام باللَّيل، والشِّملة: الحالةُ الَّتِي يَشتَمِلُ بهَا. ورُوي عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه نهى عَن اشْتِمال الصَّمَّاء. قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ الأصمعيّ: هُوَ أَن يشتَمِلَ بِالثَّوْبِ حَتَّى يُجَلِّل جَسَدَه لَا يَرْفَع مِنْهُ جانِباً، فَيكون فِيهِ فَرْجَةٌ تَخْرُج مِنْهَا يَده، وَرُبمَا اضْطَجع فِيهِ على هَذِه الْحَالة. قَالَ أَبُو عُبيد: وَأما تَفْسير الفُقهاء فَإِنَّهُم يَقُولُونَ: هُوَ أَنْ يشتَمِلَ بِثَوْب وَاحِد لَيْسَ عَلَيْهِ غَيره، ثمَّ يَرْفعه من أحد جانبيه، فيضعه على مَنْكِبه فيبدو مِنْهُ فَرْجُه. قَالَ: والفقهاءُ أعلمُ بالتّأويل من هَذَا، وَهَذَا أصَحُّ فِي الْكَلَام، وَالله أعلم. وَقَالَ أَبُو عُبيد: الشَّمول: الخَمْر، لِأَنَّهَا تَشمل بريحها النّاس. وَقَالَ اللَّيْث: هِيَ البَارِدَة. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: يُقَال: شَمَلْتُ الْخمر، إِذا وضعتَها فِي الشَّمال، وَلذَلِك قيل للخمر: مَشمُولَة. وَقَالَ أَبُو عُبيد: الْمِشْمَلُ: ثوبٌ يشْتَمل بِهِ، والمِشمَلُ أَيْضا: سَيْفٌ قصيرٌ دَقِيق نَحْو المِغْوَل. وَقَالَ اللَّيْث: المِشمَلَةُ والمِشمَلُ: كِسَاءٌ لَهُ خَمْلٌ متَفَرق يُلْتَحفُ بِهِ دون القَطِيفة،

وَقَالَت امرأةُ الْوَليدِ لَهُ: من أَنْتَ ورأْسُكَ فِي مِشمَلِكَ؟ أَبُو زَيْد: يُقَال: اشْتَمَل فلَان على ناقَةٍ فذَهب بهَا أَي ركِبها وذَهب بهَا، وَيُقَال: جَاءَ فلَان مُشتَمِلاً على دَاهِيَة. والرَّحِمُ تشتَمل على الولَد، إِذا تَضَمَّنَتْهُ. وَأَخْبرنِي المنذريّ، عَن الحرانيّ، عَن ابْن السّكيت أَنه قَالَ فِي قَول جرير: حَيُّوا أُمَامَة واذكُروا عَهْداً مَضَى قَبْل التَّفَرُّق من شَمَالِيلِ النَّوَى قَالَ: الشَّماليل الْبَقايا، قَالَ: وَقَالَ أَبُو صَخْر، وَعمارَة: عَنَى بشماليل النَّوى: تَفَرُّقها. قَالَ: وَيُقَال: مَا بَقِيَ فِي النّخلة إلاَّ شَمَلٌ، وشَماليل، أَي شَيْءٌ مُتَفَرِّق. وَقَالَ الأصمعيّ: الشَّماليل: شيءٌ خَفِيف من حَمْل النَّخْلة، وناقة شِمْلال: خَفِيفَةٌ، وَأنْشد قَول امرىء الْقَيْس: كَأَنِّي بفَتْخَاءِ الْجَناحَيْن لِقْوَةٍ دَفُوفٍ من العِقْبَانِ طَأْطأْتُ شِمْلالِي ويروى: عَلَى عَجَلٍ مِنْهَا أُطَأْطِيءُ شِمْلاَلِي وَمعنى طَأْطَأْتُ: أَي حرّكتُ واحتَثَثْتُ، وطأطأ فلَان فَرَسَه: إِذا حَثَّها برجْلَيه، وَقَالَ المرَّار: وإذَا طُؤْطِيءَ طَيَّارٌ طِمِرّ وَقَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: أَرَادَ بقوله أُطأْطِيءُ شِمْلاَلِي: يَدَه الشِّمال، والشِّمال والشِّمْلال وَاحِد، وَيُقَال للناقةِ السريعة: شِمْلال، وَهِي الشِّمِلَّةُ أَيْضا. وَقَالَ ابْن السّكيت فِي قَول زُهَيْر: نَوًى مَشْمولَةً فَمَتى اللِّقاءُ قَالَ: مَشمُولة: سريعةُ الانْكِشاف، أَخَذَه من أنَّ الرّيح الشمَال إذَا هبَّتُ بالسّحاب، لم يلبث أَن يَنْحَسِرَ وَيذْهب، وَمِنْه قولُ الهُذَلي: حارَ وَعقَّتْ مُزْنَةُ الريحُ وانْ قَارَ بِهِ الْعَرْضُ وَلم يشمَلِ يَقُول: لم تَهبّ بِهِ الشمَال فتقشعه، قَالَ: والنَّوى والنِّيَّةُ: الموضِعُ الَّذِي تَنُوِيه. قَالَ ابنُ السّكيت فِي قَول أبي وَجْزَة: مَجْنُوبَةُ الأُنْسِ مَشْمُولٌ مَوَاعِدُهَا من الهِجانِ الجمالِ الشُّطْبِ والْقَصَبِ قَوْله: مَجْنُوبَة الأنْس، أَي أُنسها محمودٌ؛ لأنَّ الْجُنوبَ مَعَ الْمَطَر فَهِيَ تُشْتَهى لِلخِصْب، وَقَوله: مَشْمُولٌ مواعِدُها، أَي لَيست مواعيدها بمحمودة. وَيُقَال: بِهِ شَمْلٌ من جُنُون، أَي بِهِ فَزَعٌ كالجنون، وَأنْشد: حَمَلَتْ بِهِ فِي لَيْلَةٍ مَشْمُولَةٍ أَي فَزِعَةٍ، وَقَالَ آخر:

فَمَا بِي مِنْ طَيْفٍ على أَنَّ طَيْرَةً إِذَا خِفْتُ ضَيْماً تَعْتَرِيني كالشَّمْلِ قَالَ: كالشَّمل: كالجُنون من الْفَزع. والشَّمل: الاجْتماع. جَمعَ الله شَمْلَك، وَيُقَال: انشَمَل الرجل فِي حَاجَته. وانشمَرَ فِيهَا، وَأنْشد أَبُو تُرَاب: وجْنَاءُ مُقَوَرَّةُ الألْياطِ يَحْسَبُها مَنْ لَمْ يَكُنْ قَبْلُ رَاهَا رَأْيَةً جَمَلا حَتَّى يَدُلَّ عَلَيْهَا خَلْقُ أَرْبَعَةٍ فِي لاَزِقٍ لَحِقَ الأَقْرابَ فانشمَلاَ أَرَادَ أَرْبَعَة أخْلاف فِي ضَرْعٍ لازقٍ لحقَ أقرابَها فانشمرَ، وانْضَمّ. وَقَالَ الآخر: رَأَيْتُ بَنِي العَلاَّتِ لما تَضَافَرُوا يَحوزون سَهْمِي دُونَهُمْ فِي الشَّمَائِل أَي يُنزلونني بالمنزِلة الْخَسِيسة، وَالْعرب تَقول: فلَان عِنْدي بِالْيَمِينِ، أَي بمنزلَةٍ حَسَنَة، وَإِذا خسَّتْ منزلَتُه قَالَ: أَنْت عِنْدِي بالشِّمال. وَقَالَ عدِي بن زيد يُخَاطب النُّعمان بن المِنْذِر، ويفضله على أَخِيه: كَيفَ تَرْجو رَدَّ المُفِيضِ وَقد أَخَّ رَ قِدْحَيْكَ فِي بَياضِ الشِّمال يَقُول: كنتُ أَنا المُفيضَ بقدح أَخيك وقِدْحِك ففوَّزْتُك عَلَيْهِ، وَقد كَانَ أَخُوك قد أَخَّرَك، وجعلِ قِدْحَكَ بالشِّمال لِئَلَّا يَفُوز، قَالَ: وَيُقَال: فلَان مَشمُول الخَلاَئق، أَي كريم الأَخْلاق، أُخِذَ من المَاء الَّذِي هَبّت بِهِ الشَّمالُ فَبَرَّدَتْه. والشماليل: جِبَالُ رمالٍ مُتَفرقة بِنَاحِيَة مَعْقُلَة. قَالَ: وَيُقَال للريح الشَّمال: شَمْأَلَ وشأمَلٌ وشَوْمَلٌ وشَيْمَلٌ وشَمْلٌ. وَزَاد ابْن حبيب: شَمُولٌ وشَمَلٌ، وَأنْشد: ثَوَى مالِكٌ ببلادِ العَدُوّ تَسْفِي عَلَيْهِ رِياحُ الشمَلْ وَفِي الحَدِيث: أَنَّ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكر الْقُرْآن فَقَالَ: (يُعْطَى صاحبُه يَوْم الْقِيَامَة المُلْكَ بِيَمِينِهِ، والخُلَد بِشمَالِهِ) ، لم يرد بِهِ أَن شَيْئا يوضع فِي يَمِينه وَلَا فِي شِمَاله، وَإِنَّمَا أَرَادَ أنَّ الملكَ والخُلْد يُجْعلان لَهُ، وكلُّ من جُعِلَ لَهُ شَيْء فملكه فقد جُعل فِي يَده وقبضته، وَمِنْه قيل: الأمْرُ فِي يَدِكَ، أَي فِي قَبْضَتِكَ، وَمِنْه قَول الله: {بِيَدِكَ الْخَيْرُ} (آل عمرَان: 26) أَي هُوَ لَهُ وَإِلَيْهِ. وَقَالَ الله جلّ وعزَّ: {الَّذِى بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} (الْبَقَرَة: 237) يُراد بِهِ الْوَلِيّ الَّذِي إِلَيْهِ عَقدُه، وَأَرَادَ الزوجَ الْمَالِك لنكاح المرْأَة. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: قَالَ: أُمُّ شَملَةٌ: كُنْيَةُ الدُّنيا، وَأنْشد: من أمِّ شمْلَةَ تَرْمِينَا بِذَائِفِها عَمْرو، عَن أَبِيه قَالَ: أم شَمْلة، وأُمّ

أبواب الشين والنون

ُ ليلى: كُنْيَةُ الْخمر. (أَبْوَاب الشين وَالنُّون) ش ن ف شفن، شنف، نشف، نفش، فنش، فشن. شنف، شفن: أَبُو عُبيد، عَن الكسائيّ: شَفَنتُ إِلَى الشَّيْءِ، وشنَفتُ، إِذا نظرت إِلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: فِي الشَّفْنِ والشنَفِ مِثله. وَأنْشد: وقَرَّبُوا كُلَّ صِهْمِيمٍ مَناكِبُه إِذا تَدَاكَأَ مِنهُ دَفعُهُ شَنَفَا وَقَالَ الأخطل: وإذَا شَفَنَّ إِلَى الطَّرِيقِ رَأَيْتَهُ لَهَفاً كَشاكِلَةِ الحِصَانِ الأبلَقِ وَقَالَ اللَّيْث: الشَّطُونُ: الْغَيُورُ الَّذِي لَا يَفْتُرُّ بصرُه عَن النّظَر من شِدَّة الْغَيرة والْحَذَرَ، وَأنْشد: حِذَارهُ مُرْتَقِبٌ شَفُونَا وَقَالَ العجاج: أزمانُ غَرَّاءُ تروقُ الشُّنَّفَا أَي تُعْجِبُ من نَظَر إِلَيْهَا. وَفِي حَدِيث مُجالد بن مَسْعُود، أَنه نظر إِلَى الأَسْودِ بن سَريع يَقُصُّ فِي نَاحيَة المَسْجد، فشَفَن النَّاسُ إِلَيْهِم. قَالَ أَبُو عُبيد، قَالَ أَبُو زيد: الشَّفْنُ: أَنْ يَرْفَعَ الإنْسان طَرْفَهُ ناظِراً إِلَى الشّيْء كالمتعجّبِ مِنْهُ، أَو كالكارِهِ لَهُ، وَمثله: شَنَفَ. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّنَفُ: شِدَّةُ الْبُغْضِ، يُقَال: شَنِفَهُ، أَي أَبْغَضَهُ، وَأنْشد: ولَنْ أَزَالَ وإنْ جَامَلْتُ مُحْتَسِباً فِي غَيْرِ نَائِرَةٍ ضَبّاً لَهَا شَنِفَا أَي مُبْغِضاً. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الشَّنْفُ بفَتْحِ الشين: فِي أَعْلَى الأُذن، والرَّعْثَةُ: فِي أَسْفَل الأُذُن، وَجمعه: شُنُوف. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّنْفُ: مِعْلاَقٌ فِي قُوفِ الأُذُن. أَبُو عُبيد، عَن الأُمويّ: الشَّفْنُ، ساكِنُ الْفَاء: الكَيِّس. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الشَّفْنُ: رَقِيبُ الْمِيراث. عَمْرو، عَن أَبِيه: الشَّفْن: الانتِظَار، وَمِنْه قَول الْحسن: (تَمُوتُ وتَتْرُكُ مالَكَ للشافِنِ) . والشَّفْنُ: الْبُغْض. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: شَنِفْتُ: فَطِنْتَ، وَأنْشد فِي ذَلِك قَوْله: وتَقُولُ: قَدْ شَنِفَ الْعَدُوُّ فَقُلْ لهَا مَا لِلْعَدُوِّ لغَيْرهَا لَا يَشنَفُ أَبُو زيْد: من الشِّفاه والشَّنْفَاءُ، وَهِي

الْمُنْقَلبة الشفَةِ الْعليا من أَعْلَى، وَالِاسْم الشَّنَفُ. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: شَنِفْتُ لَهُ وَعَدِيتُ لَهُ، إِذا أَبْغَضْتَه. قَالَ: وَيُقَال: مَالِي أراكَ شانِفاً عَنِّي وخَانِفاً، وقَدْ خَنَفَ عَنِّي وَجْهَه، أَي صَرَفَه. نفش: قَالَ اللَّيْث: النَّفْشُ: مَدُّك الصّوفَ حَتَّى يَنْتَفِشَ بعضُه عَن بعض، وكلّ شَيْء ترَاهُ مُنْتَبِراً رِخْوَ الْجَوْفِ، فَهُوَ مُنْتَفِشٌ ومُتَنَفِّشٌ. وَقد يُقَال: أَرْنَبَةٌ متنفِّشة، إِذا انْبَسَطَت على الْوَجْه، وَقد تنَفّشَ الضِّبعَانُ، أَو بَعْض الطّير، إِذا نَفَضَ رِيشه كأَنَّه يخَاف أَو يُرْعَد. وَيُقَال: أَمَةٌ مُتَنَفِّشةٌ. الحرانيّ، عَن ابْن السِّكيت، قَالَ: النَّفَش: أَنْ تنتشِرَ الإبلُ باللَّيل فَتَرْعَى، وَقد أَنفَشتُها، إِذا أرسَلْتَها بِاللَّيْلِ، فَتَرعَى بِلَا راعٍ وَهِي إبلٌ نُفَّاشٌ، وَأنْشد: أجْرِسْ لَهَا يَا بْنَ أبي كِبَاشِ فَمَا لَهَا اللَّيْلة من إنْفاش غير السّرى وسائِقٍ نَجَّاش إلاّ بِمَعْنى غير السُّرى كَقَوْلِه: {لَوْ كَانَ فِيهِمَآ آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ} (الْأَنْبِيَاء: 22) أَرَادَ غير الله. قَالَ المنذريّ: أَخْبرنِي ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: قَالَ: يُقَال: نفِشت الإبلُ تَنَفش ونفَشتْ تَنفُش، إِذا تَفَرَّقت، فرعت بِاللَّيْلِ من غير عِلم راعيها، وَالِاسْم: النَّفَش، وَلَا يكون إِلَّا باللَّيل، وَيُقَال: باتت غَنَمُه نَفَشا، وَهُوَ أَن تَفَرَّقَ فِي المرْعى من غير علم صاحِبها، وَقد نَفِشتْ نَفَشا. أَخْبرنِي المنذريّ، عَن أبي طَالب، أَنه قَالَ فِي قَوْلهم: إنْ لم يكن شحمٌ فَنَفَشٌ، قَالَ: قَالَ ابْن الأعرابيّ مَعْنَاهُ: إِن لم يكن فِعْلٌ فَرِياءٌ، قَالَ: والنَّفَش: الصُّوفُ. فشن: قَالَ اللَّيْث: فَيْشون: اسمُ نَهر. فنش: قَالَ أَبُو تُرَاب: سَمِعت السُّلَمِيّ يَقُول: بَنّش الرجلُ فِي الأَمر وفَنّشَ، إِذا اسْتَرْخَى فِيهِ، وَأنْشد أَبُو الْحسن: إنْ كُنْتَ غَيْرَ صائِدِي فَنَبِّشِ قَالَ: ويروى: (فَبَنِّش) أَي اقعُد. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: سَمِعتُ العَبْسِيِّين يَقُولُونَ: فَنّش الرجلُ عَن الْأَمر، وفَيَّش إِذا خَامَ عنْه. نشف: قَالَ اللَّيْث: النَّشْفُ: دخولُ المَاء فِي الأَرْض، والنشْفُ: حِجَارَة على قَدْر الأَفهار ونَحْوها سُودٌ كَأَنَّهَا مُحْتَرِقَة، تُسمى نَشْفه ونشَفاً، وَهُوَ الَّذِي يُنَقِّي بِهِ الوَسَخُ فِي الحمامات، سُميت نَشْفة لتَنشفُّها الماءَ. وَقَالَ آخَرُونَ: سُمِّيت نَشْفَةً لانتِشافها الوسَخَ عَن مَواضِعِه، والجميع النَّشْفُ. والنَّشْفَةُ: الصُّوفة الَّتِي يُنْشفُ بهَا المَاء من

الأَرْض. الحرانيّ، عَن ابْن السّكيت: النَّشْفُ: مَصدر نَشِفَ الحوضُ الماءَ يَنْشَفُه نشفَاً، وَيُقَال: أَرضٌ نَشِفَةٌ بَيِّنَةُ النَّشَف، إِذا كَانَت تَنْشَفُ المَاء. وَقَالَ فِي بَاب فَعِلَ: وَهُوَ الفصيح الَّذِي لَا يُتَكَلَّمُ بِغَيْرِهِ، وَمن العَرب من يَفتَح نَشِف الحوضُ مَا فِيهِ من المَاء، يَنشفُه، ونَفِذَ الشَّيْء يَنْفَذُ. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: النِّشْفُ والنَّشَفَة: حِجَارَة الحَرَّة وَهِي سودٌ كَأَنَّهَا مُحتَرقة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: النَّشْفَةُ: الْحِجَارَة الَّتِي يُدلَكُ بهَا الأقْدام. وَقَالَ الأمويّ مِثلَه، إِلَّا أَنه قَالَ: النِّشْفَةُ، بِكَسْر النُّون. اللّحيانيّ: انْتُسِف لونُه، وانْتُشفَ لَونه، بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ ابْن السّكيت: هِيَ الرُّغْوَةُ والنُّشافَةُ لما يَعْلُو أَلْبان الْإِبِل والغنمَ إِذا حُلِبَت. وَيُقَال انتَشفتُ، إِذا شرِبْت النُّشَافَةَ، وَيَقُول الضبيّ: أنشفْني، أَي أعْطني النُّشافَة أَشرَبُها. وَيُقَال: أَمْست إبلكم تُنَشِّفُ وتُرَغِّي، أَي لَهَا نُشَافَةٌ ورُغْوَة. وَقَالَ اللّحيانيّ: النُّشافَة والنُّشْفَةُ: مَا أَخَذته بمغْرَفةٍ من القِدر، وَهُوَ حارٌّ فَتَحَسَّيْتَهُ. وَقَالَ النَّضر: نَشَّفَت النَّاقة تَنشيفاً، وَهِي ناقةٌ مُنَشِّفٌ، وَهُوَ أَن ترَاهَا مَرَّة حافِلاً، وَمرَّة لَيْسَ فِي ضَرْعِها لَبَن، وَإِنَّمَا تَفعل ذَلِك حِين يدنو نَتَاجها، والنُّشافَةُ: الرُّغْوة، وَهِي الجُفَالَة. ش ن ب شنب، نشب، نبش، بنش، شبن. شبن: الشابِنُ والشَّابِلُ: الْغُلَام الثّار الناعم، وَقد شَبَنَ وشَبَلَ. شنب: شمر: قَالَ ابْن شُمَيْل: الشَّنَب فِي الْأَسْنَان أَن ترَاهَا بَيْضَاء مُسْتَشْرِبة شَيْئا من سَواد، كَمَا ترى الشَّيْء من السَّوَادِ فِي البُرُد. وَقَالَ بَعضهم يصف الْأَسْنَان: مُنَصَّبُها حَمْشٌ أَحَمُّ يَزِينُه عوارضُ فِيهَا شُنْبَةٌ وغُروب والغروب: مَاء الْأَسْنَان، والظَّلَمُ: بياضها كَانَ يعلوه سَواد. قَالَ اللَّيْث: الشَّنَبُ: ماءٌ ورِقَّةٌ تجْرِي على الثَّغْر. عَمْرو، عَن أَبِيه: المشانِبُ: الأفواه الطّيبة. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: المِشْنَبُ: الغلامُ الحَدث المحزَّزُ الْأَسْنَان المُؤَشَّرُها فَتَاءً وحَدَاثَةً. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: اخْتَلَفَوا فِي الشَّنَب، فَقَالَت طَائِفَة: هُوَ تَحْرِيزُ أَطْرَاف الْأَسْنَان، وَقيل: هُوَ صفاؤُها ونقَاؤُها، وَقيل هُوَ

تَفْلِيجُهَا، وَقيل: طِيبُ نَكْهتِها. وَقَالَ الأصمعيّ: الشَّنَبُ: البَرْدُ والعذُوبَةُ فِي الْفَم. وَقَالَ اللَّيْث: رُمَّانَةٌ شنْبَاء، وَهِي المَلِيسَةُ، وَلَيْسَ فِيهَا حَبّ، وَإِنَّمَا هُوَ ماءٌ فِي قِشْرٍ على خِلْقَة الحَبّ من غير عَجَم. نشب: عَمْرو، عَن أَبِيه: المنَاشِبُ: بُسْرُ الخَشْوِ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: المِنْشَبُ: الخَشُوُ، أَتَوْنَا بخِشْوِ مِنْشَبٍ يَأْخُذُ بالحلْقِ. وَقَالَ اللَّيْث: النَّشَبُ: المالُ الأصيلُ. أَبُو عبيد: من أسماءِ المَال عِنْدهم النَّشَب. يُقَال: فلَان ذُو نشبٍ، وَفُلَان مَاله نَشب. وَقَالَ اللَّيْث: نَشِبَ الشَّيءُ فِي الشَّيْء نَشَباً، كَمَا يَنْشَبُ الصَّيد فِي الْحِبالة. وأَنشبَ البازِيّ مخالبه فِي الأَخِيذة، ونَشِبَ فلَان مَنشِبَ سوء، إِذا وَقع فِيمَا لَا مَخْلَصَ لَهُ مِنْهُ، وَأنْشد لأبي ذُؤَيْب: وَإِذا المِنيّةُ أَنشبَتْ أَظفارَهَا أَلْفَيْتَ كلَّ تميمةٍ لَا تَنْفَعُ والنُّشَّابُ: جمع النُّشَّابة، والنَّاشِبَةُ: قومٌ يرْمونَ بالنُّشَّابِ، والنَّشَّاب: مُتَّخِذه، وأُشْبَة ونُشْبَة: من أَسمَاء الذِّئبِ. وَقَالَ غَيره: انتشبَ فلَان طَعَاما، أَي جمعه، وَاتخذ مِنْهُ نَشَباً، وانتشبَ حطباً: جَمَعه. قَالَ الْكُمَيْت: وأَنْفَدَ النَّمْلُ بالصَّرَائِم مَا جَمَّعَ والحاطِبُونَ مَا انتَشَبُوا أَبُو عبيد، عَن أبي زيد: أَنْشَبَتِ الرّيحُ، وأَسْنَفَت، وأَعَجَّتْ، كلُّ هَذَا فِي شِدَّتِها وسَوْفِها التُّرَاب. نبش: قَالَ اللَّيْث: النَّبْشُ: نبشكَ عَن الميّت، وَعَن كلِّ دَفِين، وأَنابيشُ العُنْصُل: أُصُوله تَحت الأَرْض، وَاحِدهَا أُنْبُوشة، وَأنْشد: بأَرْجائِهِ القُصْوَى أَنابيشُ عُنْصُلِ بنش: قَالَ اللحياني: بنَّشَ: قَعَدَ. ش ن م شنم، نَشُمُّ، نمش، مشن. نَشُمُّ: أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: من أَشجَار الْجبَال النَّبْعُ والنَّشَمُ. وَقَالَ غَيره: يُتَّخَذُ من النَّشَم القِسِيّ العَرَبيَّة. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: عارِضٍ زَوْرَاءَ من نَشَمٍ غيرِ باناةٍ على وَتَرِهْ وَفِي حَدِيث مقتل عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ: أَنه لما نَشَّمَ النَّاس فِي أمره، قَالَ أَبُو عُبيد: مَعْنَاهُ: طعنوا فِيهِ ونالوا مِنْهُ.

قَالَ: وَأَخْبرنِي المنذريّ، عَن أبي عَمْرو ابْن الْعَلَاء، أَنه كَانَ يَقُول فِي قَول زُهَيْر: تَفَانَوا ودَقُّوا بَينَهُمْ عِطْرَ مَنْشَمِ قَالَ: هُوَ من ابْتِدَاء الشرّ، يُقَال: قد نَشَّمَ القومُ فِي الأمْرِ تنشيماً إِذا أَخَذُوا فِي الشَّرّ، وَلم يكن يذهب إِلَى أنَّ مَنْشَمَ امْرَأَة كَمَا يَقُول غَيره. قَالَ أَبُو عُبيد، وَأَخْبرنِي ابْن الكلبيّ فِي قَوْله: عِطْر مَنْشَم، قَالَ: مَنْشَم: امرأةٌ من حِمْيَر، كَانَت تبيع الطِّيب، فَكَانُوا إِذا تَطيّبوا بِطيبها اشْتَدَّت حربُهم، فصارَتْ مَثلاً فِي الشَّرِّ. وَقَالَ شمِر: قَالَ ابْن الأعرابيّ: تَنَشَّمَ فِي الشيءِ، ونَشَّمَ فِيهِ، إِذا ابْتَدَأ فِيهِ وَأنْشد: وَقَدْ أَغْتَدِي واللَّيلُ فِي جَرِيمِه مُعَسْكِراً فِي الْغُرِّ من نُجومِه والصُّبْحُ قد نَشمَّ فِي أَدِيمِه يَدُعُّه بِضِفَّتَيْ حَيْزُومِه دَعَّ الرّبيبِ لَحْيَتَيْ يتيمه قَالَ: نَشَّمَ فِي أديمه، يُرِيد تَبدَّى فِي أَوَّل الصُّبح، قَالَ: وأديم اللَّيل: سَوادُه وجَرِيمُه: نفْسُه. أَبُو عُبيد، عَن الْفراء: نَشَّمَ اللَّحْم تَنْشِيماً، إِذا تَغَيَّرَتْ رِيحه لَا من نتْنٍ وَلَكِن كَراهةً. شمِر عَن ابْن الأعرابيّ: التنْشِيمُ الابتداءُ فِي كلِّ شيءٍ. قَالَ: والْمَنْشَمُ: شيءٌ يكون فِي سُنْبُل العِطْر، يُسَمِّيه العطَّارون رَوْقٌ وَهُوَ سَمٌّ ساعَة. وَقَالَ بَعضهم: هِيَ ثمرةٌ سوداءُ مُنْتِنَة. وَقد أكثرت الشُّعراء ذكر مَنْشَم فِي أشعارها، قَالَ الْأَعْشَى: أَرَانِي وعَمْراً بَيْننَا دَقُّ مَنْشَم فَلم يَبْقَ إِلَّا أَنْ أُجَنَّ ويَكْلَبَا ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الْمُنَشَّمُ: الَّذِي قد ابْتَدَأَ يَتَغيَّر، وَأنْشد: وقَدْ أُصاحِبُ فِتْياناً شَرَابُهم خُضْرُ المَزادِ ولحمٌ فِيهِ تَنشيمُ قَالَ: وخُضْرُ المزادِ الْفَظَ، وَهُوَ ماءُ الكَرِش، وَيُقَال: أَرَادَ أَن المَاء بَقِيَ فِي الأدَاوَى، فاخْضَرَّت من الْقَوْم. اللِّحْيانيّ: تَنَشَّمْتُ مِنْهُ عِلماً، وتَنَسَّمْتُ مِنْهُ علما، إِذا اسْتَفَدْتَ مِنْهُ عِلما. نمش: قَالَ اللَّيْث: النَّمَشُ: خطوطُ النُّقوش من الوَشي وَنَحْوه، وَأنْشد: أَذَاكَ أَمْ نَمِشٌ بالوَشْيِ أَكْرُعُه مُسَفَّعُ الخدِّ غادٍ ناشِطٌ شَبَبُ قلت: نَمِشٌ: نعتٌ للأكْرع مُقَدَّم، أَرَادَ: أَذاك أم ثَوْرٌ نَمِشٌ أَكْرُعُه؟ وَقَالَ اللَّيْث: النَّمْشُ: النَّمِيمةُ والسِّرَارُ. والنَّمْشُ: الالْتِقَاطُ للشيءِ، كَمَا يَعْبَثُ الإنسانُ بالشَّيْء فِي الأَرْض. وَأَخْبرنِي المنذريّ، عَن أبي الْهَيْثَم أَنه أنشدَه:

يَا مَنْ لِقَوْمٍ رَأْيُهُمْ خَلْفَ مُدَنْ إِن يَسْمَعُوا عَوْراء أَصْغَوْا فِي أَذَنْ ونَمَشوا بكَلِمٍ غيرِ حَسَن قَالَ: نَمَشُوا: خلَطوا، وثوْرٌ نمِشُ القَوائم؛ فِي قوائمه خُطوط مُختلفة، أَرَادَ خَلطوا حَدِيثا حَسَناً بقبيح. قَالَ: ويُروَى نمسوا: أَي أَسَرُّوا، وَكَذَلِكَ هَمَسوا، وعَنْزٌ نَمْشَاءُ، أَي رَقْطَاء. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: يُقال فِي الْكَذِب: نَمَشٌ، ومَشَّ، وفَرَشَ، وقرَشَ ودبشَ. أَبُو تُرَاب، عَن وَاقع: بَعيرٌ نمِشٌ ونَهشٌ، إِذا كَانَ فِي خُفِّه أَثَرٌ يَتَبيَّن فِي الأَرْض من غير أثْرِه. مشن: قَالَ اللَّيْث: المَشْنُ: ضربٌ من الضَّرب بالسِّياط، يُقَال: مَشنَهُ ومَتَنَه، مَشنَاتٍ، أَي ضَربَات. وَيُقَال: مَشنَ مَا فِي ضَرعِ النَّاقة ومَشْقَه، إِذا حَلَبه. أَبُو تُراب: إِن فلَانا ليمتَشُّ من فلَان ويَمتَشنُ من فلَان، أَي يُصيب مِنْهُ. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت، عَن الكلابيّ: مَرَّتْ بِي غِرَارَةٌ فمَشَنْتني. وأَصَابَتْني مَشْنة: وَهُوَ الشَّيْء لَهُ سَعَة لَا غَوْرَ لَهُ؛ مِنْهُ مَا بَضَّ مِنْهُ شَيْء، وَمِنْه مَا لم يَجْرح الجِلد. قلت: وسمعتُ رجلا من أهل هَجَر يَقُول لآخر: مَشِّن اللِّيف، مَعْنَاهُ: مَيِّشه وانْفُشْه للتَّلْسِين. وَقَالَ ابْن السّكيت: امْرأة مِشانٌ: سَلِيطة وَأنْشد: وهَبْتُه من سَلْفَعٍ مِشَانِ كَذِئْبَةٍ تَنْبَحُ بالرُّكْبَانِ وَأَخْبرنِي المنذريّ، عَن جُنَيْد، عَن مُحَمَّد ابْن هَارُون، قَالَ: سَمِعت عُثمان بن عبد الْوَهَّاب الثَّقفيّ يَقُول: اخْتلف أبي وَأَبُو يُوسُف عِنْد هَارُون، فَقَالَ أَبُو يُوسُف: أَطْيَبُ الرُّطَب المُشانُ، وَقَالَ أبي: أَطْيَب الرُّطب السُّكر. فَقَالَ هَارُون: يُحْضران. فَلَمَّا حضرا تنَاول أَبُو يُوسُف السُّكر، فقلتُ لَهُ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ: لما رأيتُ الْحق لم أَصْبِرْ عَنهُ. وَمن أَمْثَال أهلِ الْعرَاق: بِعِلَّةِ الوَرَشَان تَأْكُل الرُّطَب المُشانَ. أَبُو عَمرو: والمَشْنُ: الخدْشُ. وَقَالَ الكلابيّ: امْتَشَنْتُ النَّاقة وامْتَشَلْتُها، إِذا حَلَبْتَها. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: المَشْنُ: مَسحُ الْيَد بالشَّيءِ الخَشن. وَأَخْبرنِي المنذريّ، عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: مَشقتُه عِشْرِين سَوْطاً ومَتَحْتُهُ ومَشنْتُهُ. وَقَالَ: كأَنَّ وجْهَه مُشِنَ بقَتَادَة، أَي خُدِش بهَا، وَذَلِكَ فِي الْكَرَاهَة والعُبوس والغَضب. شنم: ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الشنْمُ:

باب الشين والباء مع الميم

الخَدْش، والشُّنْم، الرِّجالُ الْمُقَطَّعو الآذان. وَقَالَ: رَمَي فَشَنَم: إِذا خَرقَ طرف الجِلْد. (ش ف ب) ش ف م: مُهمل. (بَاب الشين وَالْبَاء مَعَ الْمِيم) ش ب م شبم، بشم. شبم: قَالَ اللَّيْث: الشبَمُ: بَرْدُ الماءِ، يُقَال: ماءٌ شَبِمٌ، ومطرٌ شَبِم. وَقَالَ اللِّحيانيّ: قيل لابنَة الْخُسِّ: مَا أَطْيَبُ الأشْياءِ؟ فَقَالَت: لَحْمُ جَزُورٍ سَنِمَة، فِي غَداةٍ شبِمة، بشِفارٍ خَدِمَة، فِي قُدورٍ هَزِمَة. أرادَتْ: فِي غَداةٍ بارِدَةٍ، والشفارُ الخَذِمَة: القاطِعة، والقُدور الْهَزِمَة: السريعةُ الغَليان. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الشبامُ: عودٌ يُجْعَلُ فِي فَم الْجَدْي لِئَلَّا يَرْضِعُ، فَهُوَ مَشْبُوم. وَقَالَ عدِيّ: لَيْسَ للمرْءِ عَصْرَةٌ من وِقاعِ الدَّ هر تُغْنِي عَنهُ شِبَامَ عَناقِ وشِبام: حيٌّ من الْيمن. وَالْعرب تسمي السّمّ شبِماً، وَالْمَوْت شبِماً، لبَرْده. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: يقالُ لرأس البُرْقُع، الصَّوقَعَة، ولِكَفِّ عَيْن البُرْقع: الضّرْس، ولخَيطِه: الشِّبامَان. بشم: قَالَ اللَّيْث: البَشمُ: تُخمَةٌ على الدَّسَم؛ وَرُبمَا بَشِمَ الفَصيلُ من كَثْرَة اللَّبن حَتَّى يَدْقَى سَلْحاً فَيهْلك، يُقَال: دَقِيَ: إِذا كَثُرَ سَلْحة. أَبُو عبيد، عَن الأصمعيّ: البَشامُ: شجرُ طَيِّبُ الرِّيح يُسْتَاكُ بِهِ، وَأنْشد: أَتَذْكُرُ إذْ تُوَدِّعُنَا سُلَيْمَى بِفَرْعِ بَشَامَةٍ سُقِيَ البَشام آخر الثلاثي الصَّحِيح من حرف الشين.

باب الشين والضاد

أَبْوَاب الثلاثي المعتل من حرف الشين (بَاب الشين وَالضَّاد) ش ض (وَا يء) مهمل. (بَاب الشين وَالصَّاد) ش ص (وَا يء) شصا، شاص، شيص. شوص: قَالَ ابْن شُمَيْل: رجُل بِهِ شوْصَةُ، والشّوْصَة: الرَّكْزَةُ، بِهِ رَكْزَة، أَي شوْصَةٌ قَالَ: والشوْصَةُ: ريح يَأْخُذ الْإِنْسَان فِي لَحْمه، تَحَوَّلُ مرَّةً هَا هُنَا، وَمرَّة هَا هُنَا، وَمرَّة فِي الظَّهر، وَمرَّة فِي الحَوْاقِن. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّوْصَةُ: ريحٌ تَنْعَقِد فِي الأضْلاع، تَقول: شاصَتْنِي شوْصَةٌ، والشوائِصُ أسماؤها. وَفِي الحَدِيث: أنَّ النَّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يشوصُ فاهُ بالسّواك. قَالَ أَبُو عبيد: الشّوْصُ: الغَسْل، وكلُّ شَيْء غَسَلْته فقد شصْتَهُ تَشوصُه شوْصاً، وَهُوَ الْمَوْصُ، يُقَال: مَاصَهُ وشاصَهُ، إِذا غَسَلَه. وَقَالَ شِمر: قَالَ الفرّاء: شاسَ فَمه بالسِّواك وشاصه. قَالَ: وَقَالَت امْرَأَة: الشوْص يُوجع، والشوْسُ أَلْيَنُ مِنْه. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: هُوَ يَشُوصُ، أَي يَسْتَاكُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: شصْتُ الشَّيءَ، نَقَّيْتَه. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: شوْصُه: دَلْكُهُ أَسْنَانه وشدْقَه. وَقَالَ الهَوَازِنيّ: شاصَ الْوَلَد فِي بَطن أُمِّه، إِذا ارْتَكَضَ، يَشوصُ شَوْصَةً. [ وَقَالَ اللَّيْث: الشّوَص فِي العَيْن، وَقد شَوِصَ شوَصاً، وشاصَ يَشاصُ. قلت: الشوَسُ بالسِّين فِي العَين أَكْثَر من

باب الشين والسين

الشوَص، يُقَال: رجل أَشوَسُ، وَذَلِكَ إِذا عُرِفَ فِي نظره الغَضَبُ أَو الحِقْد، وَيكون ذَلِك من الْكِبْر، وجَمعه الشُّوس. وَقَالَ أَبُو زيد: شاسَ الرَّجلُ سِوَاكه يَشوصُهُ، إِذا مَضَغَه، واسْتَنَّ بِهِ، فَهُوَ شائِص. شصا: أَبُو عُبيد، عَن الفَراء: الشُّصُوُّ من الْعين مثل الشخوص. يُقَال: شصا بَصرهُ فَهُوَ يَشصُو شُصُوّاً، وَهُوَ الَّذِي كأَنَّه ينظُر إليكَ وَإِلَى آخرَ. أَبُو الحسَنَ اللِّحيانيّ: يُقَال للميْت إِذا انْتَفَخَ فارْتفعت يَدَاهُ ورِجْلاه: قد شصَا يَشصَى شُصِيّاً، حَكَاهُ عَن الْكسَائي. قَالَ: وَحكى لي الْأَحْمَر: شصَا يَشصُو شُصُوّاً، فَهُوَ شاصٍ. قَالَ: وَيُقَال للشاصِي: شاظٍ، بالظاء، وَقد شظَا يَشظِي شُظِيّاً، قَالَ: وَيُقَال للزِّقاق المملوءة الشايلَة القوائم، ولِلقِربَ إِذا كَانَت مَمْلُوءَة، أَو نُفِخَ فِيهَا فارتفعَتْ قَوَائِمهَا شاصِيَة، والجميع شواصٍ، وشاصِيَاتٍ، وَأنْشد قَول الأخطل: أَناخُوا فَجرُّوا شاصِيَاتٍ كأنّها رِجالٌ من السُّودان لم يتسرْبَلُوا وَقَالَ اللحياني: شصَى وشظى مثلُ ذَلِك، وَمن أَمْثَال الْعَرَب: (إِذا أَرْجَعَنَّ شاصِياً فارْفَعْ يَداً) مَعْنَاهُ: إِذا ألْقى الرجلُ لَك نَفسه وغَلبْته فَرفع رجلَيْهِ، فاكْفُفْ يَدَك عَنهُ. اللَّيْث: شصَت السَّحابة تَشصو، إِذا ارْتَفَعَتْ فِي نشوئها، والشاصِي: الَّذِي إِذا قُطعت قوائمُه ارْتَفَعَت مفاصِلُه أَبَداً. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ، الشَّصْوُ: السِّواكُ، والشصْوُ: الشدَّة. شيص: أَبُو عُبيد، عَن الْفراء، يُقَال للتّمْر الَّذِي لَا يَشتَدُّ نَوَاه: الشِّيْسَاء، وَهُوَ الشيص. وَقَالَ الأمويّ: هِيَ بلغَة بَلْحارث بن كَعْب: الصِّيص. وَقَالَ الأصمعيّ: صَأْصَأَت النَّخلةُ، إِذا صَارَت شِيصاً، وَأهل الْمَدِينَة يُسمُّون الشيص السُّخُل. وَقَالَ اللَّيْث: الشِّيصُ: شِيصَاءُ التَّمر، وَهُوَ الرَّديء مِنْهُ، وَقد أَشَاصَت النَّخْلة، والواحدة شِيصَةٌ، وشِيصَاءَةٌ ممدودَة. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : شيَّصَ فلَان النّاس، أَي عَدَّبهم بالأذى. قَالَ: وَبينهمْ مُشايصَة، أَي مُنَافَرة. (بَاب الشين وَالسِّين) ش س (وَا يء) شوس، شأس، شسا. شوس: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: شاسَ يَشاسُ وشَوِسَ يَشُوْسُ شَوَساً، وَرجل أَشْوَس، وَامْرَأَة شوْسَاءُ، إِذا عُرِفَ فِي نظره

باب الشين والزاي

الغَضَب والحِقْد. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: الشَّوْسُ والشَّوْصُ فِي السِّواك، والشُّوسُ: جمع الأَشْوس، وأَنشد شمر: أَإِن رأَيتَ بني أَبيك مُحَمّجِينَ إلَيَّ شُوسَا وَيُقَال: فلانٌ يتشاوَسُ فِي نظره، إِذا نظَرَ نظَرَ ذِي نَخْوَةٍ وكِبْر. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الأَشْوَسُ والأشْوَزُ: المُذَيِّخُ المتكَبِّرُ، وَيُقَال: ماءُ مُشارِسٌ، إِذا قلَّ فَلم تَكَدْ تَراه فِي الرَّكيَّةِ من قِلَّتِه، أَو كَانَ بعيد الغَوْر. وَقَالَ الراجز: أَدْلَيْتُ دَلوِي فِي صَرًى مُشاوِسِ فبَلَّغَتْنِي بَعْدَ رَجْسِ الرَّاجِسِ سَجْلاً عَلَيْهِ جِيَفُ الخنَافِسِ والرَّجْسُ: تَحْرِيك الدَّلو لتَمْتَلىءَ من المَاء. شأس: قَالَ اللَّيْث: مكانٌ شَئِسٌ، وَهُوَ الخَشنُ من الحِجارة، وأَمْكِنَةٌ شُوْسٌ، وَقد شَئِسَ شَأَساً. وَقَالَ أَبُو زيد: شَئِسَ مكانُنا شأَساً، وشئزَ شأَزاً، إِذا غَلُظَ واشتَدَّ. قلتُ: وَقد يُخفَّفُ فَيُقَال للمكان الغليظ: شازٌ وشاسٌ، ويُقلب فَيُقَال: مكانٌ شاسِيءٌ جَاسِيءٌ: غَلِيظٌ. (شسا) : ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الشَّسَا: البُسْرُ الْيَابِس. (بَاب الشين وَالزَّاي) ش ز (وَا يء) شأز، وشز، شيز، زوش. شأز: فِي حَدِيث مُعاوية أنَّه دخل على خَالِه وَقد طُعنَ، فَبكى. فَقَالَ: مَا يُبْكيكَ يَا خَال؟ أَوَجَعٌ يُشئِزُكَ، أم حِرْصٌ عَلَى الدُّنْيَا؟ قَالَ أَبُو عُبيد: قَوْله: يُشْئِزُكَ أَي يُقْلِقُكَ يُقَال: شَئِزْتُ أَي قَلِقْتُ، وأَشأَزَني غَيْرِي. وَقَالَ ذُو الرَّمّة يصف ثوراً وحشياً: فَباتَ يُشْئِزُهُ ثَأْدٌ ويُسْهِرُه تَذَاؤُبُ الرِّيح والوَسْواسُ والهضَبُ وَقَالَ اللَّيْث: شَئِزَ المكانُ، إِذا غَلظَ وارْتَفَعَ، وأَنْشَد لرؤبة: جَذْبَ الملَهَّى شَئِزَ المعَوَّهْ قلَبه فِي مَوضِع آخر، فَقَالَ: شَازٍ بِمَنْ عَوَّه جَذْبَ المُنْطَلِق ترك الْهَمْز وأَخْرجه مَخْرج: عاثٍ وعايِثٍ وعاقٍ وعايِقٍ. أَبُو عَمْرو: وأَشأَزَ الرَّجل عَن كَذَا، أَي ارْتفع عَنهُ. وَأنْشد: فَلَو شَهِدْتَ عُقَبِي وتَقْفازِي أَشأَزْتَ عَن قَولك أَيَّ إشآزِ شمر، عَن ابْن شُمَيْل: الشَّأْزُ: الموضِعُ الغليظ الْكثير الْحِجَارَة، وَلَيْسَت الشُّؤْزَةُ إِلَّا فِي حِجَارَة وخُشُونة، فَأَما أَرض غَلِيظَة

باب الشين والطاء

وَهِي طينٌ فَلَا تُعَدُّ شَأْزاً. وشز: قَالَ اللَّيْث: الْوَشْزُ من الشِّدَّة، يُقَال: أصابَهم أَوْشَازُ الْأُمُور، أَي شَدائِدُها. وَقَالَ غَيره: لَجأْت إِلَى وَشَزٍ، أَي تَحَصَّنْتُ بِهِ. أَبُو عبيد، عَن الأصمعيّ: قَالَ: الْوَشَزُ والنَّشَزُ، كلُّه مَا ارْتفع من الأَرْض، وَأنْشد غَيره: يَا مُرَّ قاتِلْ سَوْفَ أَكْفيك الرَّجَزْ إنَّكَ مِنِّي مُلْجَأ إِلَى وشَزْ قلت: وَقد جعله رؤبة وَشْزاً مُخَفَّفة، وَقَالَ: وإنْ حَبَتْ أَوْشازُ كلِّ وشْزِ حَبَتْ، أَي سَالَتْ بِعَدَد كثير. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ، يُقَال: إنَّ أمامك أَوْشَازاً فاحْذَرها، أَي أموراً شِداداً مَخُوفَةً. والأوشازُ من الْأُمُور: غَلْظُها. شيز: قَالَ اللَّيْث: الشِّيزُ: خَشبَةٌ سوداءُ، يُتَّخذ مِنْهَا الأمشاط وغيرُها. وَقَالَ غَيره: يُقَال لِلْجِفان الَّتِي تُسَوَّى من هَذِه الشَّجَرَة: الشِّيزَى. وَقَالَ ابْن الزِّبَعْرَيّ: إِلَى رُدُحٍ من الشِّيزَى مِلاَءٍ لُبَابَ الْبُرِّ يُلْبَكُ بالشِّهادِ أَبُو عبيد، فِي بَاب فِعْلَى: الشِّيزى: شَجَرَة. عَمْرو، عَن أَبِيه، قَالَ: الشِّيزَى يُقَال: الآبَنُوس وَيُقَال: السَّاسَم، قَالَ: والأَشوَزُ مثل الأَشوَس، وَهُوَ المتكبر. زوش: سَلمَة، عَن الفرّاء، قَالَ الكسائيّ: الزَّوْشُ: العَبْدُ اللَّئيم، والعامة تَقول: زُوش. (بَاب الشين والطاء) ش ط (وَا يء) شوط، شيط، شطأ، طاش، وطش، طشأ. شوط شيط: قَالَ الْأَصْمَعِي: شاط يشُوطُ شَوْطاً، إِذا عَدَا شوطاً. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: شوَّطَ الرجل إِذا طَوَّلَ سَفَرَه. وَقَالَ اللَّيْث: الشوْطُ: جَرْيُ مَرَّة إِلَى الْغَايَة، والجميع الأَشواط. وَقَالَ رؤبة: وبَاكرٍ مُعْتَكرِ الأَشواط يَعْنِي الرّيح. وَيُقَال: الشوطُ بَطِينٌ، أَي بَعيد. وَفِي الحَدِيث: (أَنَّ سفينةَ أَشاطَ دَمَ جَزُورٍ بجَذْلٍ فَأَكَلَه) . قَالَ الْأَصْمَعِي: أشاطَ دَمَ جَزْورٍ، أَي سَفَكه، فشاط يَشيطُ، وأَشاط فلانٌ فُلاناً إِذا أَهْلَكَهُ. وَقَالَ غَيره: أَصْلُ الإشاطة الإحْراق، يُقَال: أَشاط فلانٌ دم فلَان، إِذا عَرَّضَهُ للقَتْل.

وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إِذا اسْتشاطَ السُّلطان تَسَلَّطَ الشَّيْطَان) . قَوْله: اسْتَشاطَ السُّلطان، أَي تَحَرَّق من شدَّةِ الْغَضَب، وتَلَهَّبَ وَصَارَ كَأَنَّهُ نارٌ. وَيُقَال: شاطَ السَّمْنُ يشيطُ، إِذا نَضِجَ حَتَّى يَحْتَرِق، وشيَّطَ الطَّاهي الرأْسَ والكُراع إِذا أَشعل فِيهما النَّار حَتَّى يَتَشيَّط مَا عَلَيْهِمَا من الشَّعرِ وَالصُّوف، وَمِنْهُم مَنْ يَقولُ: شَوَّطَ. وَقَالَ اللَّيْث: التشيُّط شَيْطُوطَةُ اللّحم إِذا مَسَّتْه النَّار، يَتشيَّطُ فيحترِقُ أَعْلَاهُ تشيُّطَ الصُّوف. قَالَ: وتشيَّط الدّم، إِذا غَلَى بِصَاحِبِهِ، وشاط دَمُه. وَقَالَ الأصمعيّ: شاطت الجزُور، إِذَا لم يَبْق مِنْهَا تصيبٌ إِلَّا قُسِمَ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: أَشاطَ فلانٌ الْجَزُور، إِذا قَسَمَها، بعد التَّقْطيع. قَالَ: والتَّقْطيعُ نَفسه إشاطَةٌ أَيْضاً. واسْتَشاطَ فلانٌ، إِذا اسْتَقْتَل، وَأنْشد: أسَال دِمَاء المسْتِشيطين كلَّهم وغُلَّ رُؤُوسُ الْقوم فيهم وسُلْسِلُوا ورَوَى ابْن شُمَيْل بِإِسْنَاد لَهُ: أَن النَّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مارُئي ضاحِكاً مُسْتَشيطاً، قَالَ: مَعْنَاهُ: ضاحِكاً ضَحِكاً شَدِيدا. واسْتشاط الحَمام، إِذا طارَ، وَهُوَ نَشيط. وَقَالَ الأصمعيّ: الْمَشايِيط من الْإِبِل: اللواتي يُسْرِعن السِّمَن. يُقَال: نَاقَة مِشْياطٌ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: هِيَ الْإِبِل الَّتِي تجْعَل للنَّحر من قَوْلهم: شَاطَ دَمُه. قَالَ: وَيُقَال: شَيَّطَ فلانٌ من الْهِبَّة، أَي نَحِلَ من كَثْرة الجِماع. وَرُوِيَ عَن عمر أَنه قَالَ: إنَّ أَخْوفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُم أَن يُؤْخَذَ الرَّجل الْمُسلم الْبريءُ، فَيُقَال: عاصٍ، وَلَيْسَ بعاصٍ، فيشاط لَحْمه كَمَا يُشاطُ الجُزُور. وَقَالَ الْكُمَيْت: نطعم لجيئلَ اللَّهِيدَ من الكُو م وَلم تَدْعُ من يُشيطُ الجزورا قلت: وَهَذَا من أَشَطْتُ الجزورَ، إِذا قَسَمْتَ لَحمهَا، وَقد شَاطَ، إِذا لم يبقَ فِيهِ نصيبُ إِلَّا قُسِمَ. والشَّيّطَانِ: قاعان بالصَّمَّانِ، فيهمَا حَوايَا لماءِ السَّمَاء. وَيُقَال للغُبار السَّاطع فِي السَّماء: شَيْطِيّ. وَقَالَ الْقطَامِي: تَعادِي الْمَراخِي ضُمَّرا فِي جُنوحِها وهُنَّ من الشَّيْطيِّ عارٌ ولاَ لِبسُ يَصف الخيلَ وإثارَتَها الغُبار بسَنَابِكها. أَبُو تُرَاب، عَن الكلابيّ: شَوَّطَ القِدْرَ، وشيَّطَها، إِذا أَغْلاَها.

وَقَالَ ابْن شُمَيْل فِيمَا قَرَأت بخطَّ شمر لَهُ: الشوْطُ مكانٌ بَين شَرَفَيْن من الأَرْض يأْخُذ فِيهِ الماءُ والنَّاس كأَنَّه طريقٌ طوله مِقدار الدَّعْوة ثمَّ يَنْقَطع، وَجمعه الشِّياط، ودُخولُه فِي الأَرْض: أَنْ يُوَارِي البَعيرَ ورَاكِبَه، وَلَا يكون إلاّ فِي سُهول الأَرْض يَنْبُتُ نَبْتاً حَسَناً. شطأ: الأصمعيّ: شَطَأَ الناقةَ يَشطَؤُوها شطْأ، إِذا شدَّها بالرَّحْل. وَقَالَ أَبُو زيد: شَطَأَ جاريَته، ورَطَأَها ونَطَأَها، إِذا نَكَحها. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله: {الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ} (الْفَتْح: 29) ، قَالَ: شَطْأَهُ: السُّنْبل تُنْبِتُ الحبَّة عَشْراً وَثَمَانِية وسَبْعاً، فيقْوَى بعضُه بِبَعْض فَذَلِك قَوْله: {فازره، أَي فأعانه. وَقَالَ أَبُو زيد: أَشطَأت الشَّجَرَة بغُصونها، إِذا أَخْرجت غُصونَها. وَقَالَ الزّجاج: كَزَرْعٍ أَخْرَجَ} تَنَسَّمْتُ: أخرج نَباتَه. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: شطْأَه: فِراخه، وجمعُه أَشطاء. وأَشطَأ الزَّرع، إِذا فَرَّخَ. أَبُو خيرة: شاطِيءُ الْوَادي: شَفَتُه، وَجمعه شُطْآن وشواطىء. والشَّطّ: مثلُ الشاطىء. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الشَّطْوُ: الْجَانِب. وَقَالَ اللَّيْث: الثِّيَابُ الشَّطَوِيَّةِ: ضربٌ من الكَتَّان، يُعمل بِأَرْض يُقَال لَهَا الشَّطَاة. ورَوى أَبُو تُراب، عَن الضّبابِي: لَعَنَ الله أُمّاً شطأَتْ بِهِ، وفَطَأَتْ بِهِ، أَي طَرَحَتْه. وَقَالَ ابْن السّكيت: شطَأْتُ بالْحِمْل، أَي قَوِيَتُ عَلَيْهِ، وَأنْشد: كَشَطْئِكَ بالْعِبْءِ مَا تَشْطَؤُه وَفِي (النَّوَادِر) : مَا شَطَّيْنَا هَذَا الطَّعام، أَي مَا رَزَأْنَا مِنْهُ شَيْئاً وَقد شَطّيْنا الْجَزُور، أَي سَلَخْناه وفَرَّقْنا لَحْمه. طشأ: ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الطُّشْأَةُ: الزُّكام، وَقد طَشِيءَ، إِذا زُكِمَ، وأَطْشَأَ، إِذا أَخَذَتْهُ الطُّشْأَة. وَقَالَ اللَّيْث: طَشْيَأَ الرجلُ أَمْرَه ورأيَه، مثل: رَهْيَأَهُ وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : رجل طَشَةٌ، وتصغيره طُشَّيَّةٌ، إِذا كَانَ ضَعيفاً، قَالَ: وَيُقَال: الطُّشَة: أُمُّ الصِّبيان، وَرجل مَطْشِيٌّ ومَطْشُوّ. طيش: قَالَ اللَّيْث: الطَّيْش: خِفَّةُ الْعقل، وَالْفِعْل طاش يَطِيش، وَقوم طَاشَة: خِفافُ الْعُقُول، وَيُقَال: طاش السَّهم يطيش، إِذا لم يَقْصِدْ للرَّمِيَّة. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: طاش الرَّجل بعد رَزَانَتِه. وَقَالَ شِمر: طَيْش الْعقل: ذَهابُه حَتَّى يَجهل صاحبُه مَا يُحاول، وطَيش الحِلْم: خِفَّتُه، وطَيش السَّهم: جَوْرُه عَن سَنَنِه. (طوش) : ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ:

باب الشين والدال

الطَّوْش: خِفَّةُ العَقل. (وطش) : ثَعْلَب، عَنهُ: يُقَال: سَأَلته عَن شَيْء فَما وَطَشَ، وَمَا وَطَّش، وَمَا ذَرَّع، أَي مَا بَيَّنَ لي شَيئاً. وَقَالَ اللحياني: يُقَال: وَطِّشْ لي شَيْئاً، وغَطِّشْ لي شَيْئا، مَعْنَاهُ: افْتَحْ لي شَيْئا. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الْوَطْش: بَيَان طَرَفٍ من الحَدِيث. وَقَالَ اللَّحيانيّ: يُقَال: ضَربوه فَمَا وَطَّش إِلَيْهِم بِشَيْء، أَي لم يُعْطِهم. وَقَالَ الْفراء: وَطَّشَ لَهُ، إِذا هَيّأَ لَهُ وَجْه الْكلام والْعمل والرَّأي، وطَوَّش، إِذا مَطَل غَريمَه. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: التَّطْويش: الإِعْطاءُ الْقَلِيل، وَأنْشد: سِوَى أَنَّ أَقْوَاماً من النَّاسِ وَطَّشوا بأَشْيَاءَ لم يَذْهَبْ ضَلالاً طَريقُها أَي لم يَضِعْ فَعالُهم عِنْدنا. (بَاب الشين وَالدَّال) ش د (وَا يء) شدا، داش، دوش، شاد، ديش، ودش. شيد شود: قَالَ الله جَلَّ وعزّ: {وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ} (الْحَج: 45) وَقَالَ: {فِى بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ} (النِّسَاء: 78) . قَالَ الْفراء: يُشَدَّدُ مَا كَانَ فِي جمعٍ مثل قَوْلك: مَرَرْت بِثيابٍ مُصَبَّغَةٍ، وكِباش مُذَبَّحَة، فَجَاز التَّشْدِيد، لأنَّ الْفِعْل مُتَفَرِّقٌ فِي جمع فَإِذا أَفْردْتَ الواحدَ من ذَلِك، فَإِن كَانَ الفعلُ يتردَّد فِي الْوَاحِد ويَكْثر، جَازَ فِيهِ التَّخْفِيف وَالتَّشْدِيد، مثل قَوْلك: مَرَرْت برجلٍ مُشجَّجٍ، وبثوب مُخَرَّق. وَجَاز التَّشْدِيد لأنَّ الْفِعْل قد تَردَّد فِيهِ وَكثر. وَيُقَال: مَرَرْت بكبش مَذْبوح، وَلَا تقل مُذَبَّح؛ لأنَّ الذّبح لَا يتردَّد كتردد التَّحرق وَقَوله: (وقَصْرٍ مَشيد) يجوز فِيهِ التَّشْدِيد؛ لأنَّ التشييد بِنَاء، وَالْبناء يَتَطاول ويَتَرَدّد، يُقَاس على هَذَا مَا ورد. أَبُو عبيد، عَن أبي عُبَيْدَة: الْبِناءُ المشيَّد: المُطَوَّل، والمَشِيد: المعمولُ بالشِّيد، وَهُوَ كلُّ شَيْء طَلَيْتَ بِهِ الْحَائِط من جَصَ أَو بَلاط. قَالَ: وَقَالَ الْكسَائي: مَشِيدٌ للْوَاحِد، ومُشيّدٌ للْجَمِيع. قَالَ الله {فِى بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ} (النِّسَاء: 78) . قَالَ اللَّيْث: تشييد الْبناء: إحْكامُه ورَفعه قَالَ: وَقد يُسمى بعضُ الْعَرَب الجِصَّ شِيداً، والمشِيد: المبْني بالشِّيد. قَالَ عديّ: شَادَهُ مَرْمَراً وجَلَّلَهُ كِلْ ساً فللطَّيْرِ فِي ذرَاهُ وُكُورُ وَقَالَ اللَّيْث: الإشَادَة: شبه التَّنْدِيد، وَهُوَ

رَفْعُك الصوتَ بِمَا يكره صاحِبُك. وَيُقَال أشادَ فلَان بذكرِ فلَان فِي الْخَيْر وَالشَّر، والمَدْح والذَّم؛ إِذا شَهَرَةُ ورَفَعه. وَقَالَ اللِّحيانيّ: أشَدْتُ الضَّالَّةَ: عَرَفْتَها. وَقَالَ الأصمعيّ: كلُّ شَيْء رَفَعْت بِهِ صَوْتَك فقد أَشَدْتَ بِهِ، ضَالَّةً كَانَت أَوْ غَيْرَ ذَلِك. وَقَالَ اللَّيْث: التَّشْوِيدُ طلوعُ الشَّمس، وارْتفَاعُهَا، يُقَال: تَشَوَّدَتِ الشَّمسُ، إِذا ارْتَفَعت. قلت: هَذَا تَصْحِيفٌ، وَالصَّحِيح بالذّال من المِشْوَذِ، وَهِي العِمَامَة. وَقَالَ أُمَيَّة: وشَوِّذَتْ شَمْسُهُمْ إِذَا طَلَعَتْ بالْخِبِ هِفّاً كَأَنَّهُ كَتَم أَرَادَ أَنَّ الشمسَ طلعت فِي قُتْمَةٍ كَأَنَّهَا عُمِّمت بِقَتَمَةٍ تضرب إِلَى الصُّفرة، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ الْجَدْبِ والْقَحْط. شدا: ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: قَالَ: الشادِي: المغَنِّي، والشادي: الَّذِي تَعَلَّمَ شَيْئا من الْعلم. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّدْوُ: أَنْ يُحْسِنَ الْإِنْسَان من أَمر شَيْئا. يُقَال: هُوَ يَشْدُو شَيْئا من الْعلم والْغِناء، وَنَحْو ذَلِك. وَيُقَال: شدَوْتُ مِنْهُ بَعضَ الْمعرفَة، إِذا لم يَعْرِفْه معرفَة جَيِّدة. وَقَالَ الأخطل يَذْكر نسَاء عَهِدْنَه شَابّاً حسنا، ثمَّ رأينه بعد كبره، فأَنكرْنَ مَعْرفَته، فَقَالَ: فَهُنَّ يَشدُونَ مِنِّي بَعْضَ مَعْرِفَةٍ وهُنَّ بالْوَصْلِ لَا بُخْلٌ وَلَا جُودُ قلت: وأَصْلُ هَذَا من الشدَا، وَهُوَ الْبَقِيَّة. وَأنْشد ابْن الأعرابيّ: لَوْ كَانَ فِي لَيْلَى شَدًى من خُصُومَةٍ أَي بَقِيَّة. ودش: ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: وَدَشَ، إِذا أَفْسَدَ، والْوَدْشُ: الْفَساد. ديش (داش) : سَلمَة، عَن الفرَّاء: داش الرجل، إِذا أَخَذَتْه الشَّبْكَرة. دوش: ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الدَّوَشُ: ظُلْمَة الْبَصَر. وَقَالَ الأصمعيّ: الدَّوَش: ضَعْفُ الْبَصَر، وضَيقُ الْعين، وَقد دَوِشَتْ عينه، فَهِيَ دَوْشَاء، وصاحبها أَدْوَش. دشا: ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: دَشَا، إِذا غَاصَ فِي الْبَحْر. وشدَا، إِذا قَوِيَ فِي بَدَنِه، وشدَا، إِذا بَقَّى بَقِيَّة، وشدَا: تَعَلَّم شَيْئا من خُصُومَةٍ أَو عِلْم. ديش: قَالَ اللَّيْث: دِيش: قَبيلةٌ من بَني الْهُون بن خُزيمة، وهم من القارة، وهم الدِّيشُ والعَضَلُ ابْنَا الْهُون بن خُزَيْمة.

باب الشين والتاء

(بَاب الشين وَالتَّاء) ش ت (وَا يء) شتا، تشا، شأت، وتش. شتا: قَالَ اللَّيْث: الشِّتاءُ مَعْرُوف، والواحدة شتْوَةٌ، والموضع المُشتَى، والمشتاة، وَالْفِعْل شتَا يَشتُو. ويَوْمٌ شَاتٍ، ويومٌ صائِف. وَالْعرب تُسمي الْقَحْط شتاءً؛ لِأَن المجاعات أَكثر مَا تُصيبهم فِي الشتَاء، إِذا قلَّ مطره واشتَدَّ بردُه. وَقَالَ الحطيئة: إِذَا نَزَلَ الشتَاءُ بِدَارِ قَوْمٍ تَجَنَّبَ جَارَ بَيْتِهمُ الشتَاءُ أَرَادَ بالشتاء: المَجَاعَةَ. وَفِي حَدِيث أُمِّ مَعْبَدِ حِين قصَّت أَمر النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مارّاً بهَا على زَوْجِها أَبي مَعْبَد، قَالَت: (والنَّاسُ إِذْ ذَاكَ مُرْمِلُونَ مُشْتُون) ، أَرَادَت أنَّ النَّاس كَانُوا فِي أَزْمَةٍ ومَجاعة وقِلَّةِ خير. يُقَال: أَشتَى القومُ فهم مُشْتُون، إِذا أصابَتْهُمْ مَجاعة. وَقَالَ ابْن السّكّيت: السَّنَةُ عِنْد الْعَرَب اسمٌ لاثني عَشر شَهْراً، ثمَّ قَسَّمُوا السَّنة فجعلوها شطرين: ستَّة أَشْهر، وستّة أَشْهر، فبدأَه بأولِ السَّنة، أَوّلِ الشتَاء، لِأَنَّهُ ذَكَر والصَّيف أُنْثَى، ثمَّ جعلُوا الشتَاء نِصْفين؛ فالشّتْوِيُّ أَوَّله، والرَّبيع آخِره، فَصَارَ للشّتْوِي ثَلَاثَة أشهر، وللرَّبيع ثَلَاثَة أَشهر، وَجعلُوا الصَّيف ثلاثةَ أشهر، والْقَيْظَ ثَلَاثَة أشهر فَذَلِك اثْنَا عشر شهرا. وَقَالَ غَيره: الشَّتِيُّ: المطرُ الَّذِي يَقَعُ فِي الشِّتاء. قَالَ النّمِرُ بن تَوْلَب: عَزَبَتْ وباكَرَهَا الشَّتِيُّ بديمَةٍ وَطْفَاءً تَمْلَؤُها إِلَى أَصْبَارِها وَيُقَال: شَتَوْنَا بالصَّمَّان، أَي أَقَمْنَا بهَا فِي الشتَاء، وشَتَيْنَا الصَّمَّان، أَي رَعيْنَاها فِي الشتَاء، وَهَذِه مشاتِينَا ومصايفُنَا ومَرابعنا، أَي منازلُنا فِي الشِّتَاء والصيف وَالربيع. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الشَّتَا: الموضعُ الْخَشِنُ، والشّتَا: صَدْرُ الْوَادي. تشا: قَالَ: تَشَا، إِذا زَجَر الْحمار. قلت: كَأَنَّهُ قَالَ لَهُ: تَشُوء تَشُوء. شأت: أَبُو عُبيد، عَن أبي عَمْرو: والشَّئِتُ من الْخَيل العَثُور. وَأنْشد: كُمَيْتٌ لَا أَحَقُّ وَلَا شَئِيتُ وروى شمر، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: الأَحَقُّ: الَّذِي يضع رِجْله فِي مَوضِع يَده. وَقَالَ: والشَّئِيتُ: الَّذِي يقصرُ عَن ذَلِك. والجميع شُؤُوتٌ، وَنَحْو ذَلِك قَالَ أَبُو عُبيدة فِي (كتاب الْخَيل) . وتش: قَرَأت فِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : يُقَال للحارضِ من الْقَوْم الضَّعيف: وتَشَة وأَتيشة وهِنَّمَة وضَوِيكَة، وضُوَيْكَة.

باب الشين والظاء

(بَاب الشين والظاء) ش ظ (وَا يء) شظا، وشظ، شوظ. شظا: قَالَ اللَّيْث: الشظا: عُظَيْمٌ لازِقٌ، والشَّظيَّة: شِقَّةٌ من خشب أَو قَصَبٍ أَو فِضَّةٍ أَو عَظْ. وَجَاء فِي الحَدِيث: أَنَّ الله تبَارك وَتَعَالَى لما أَرَادَ أَن يخلق لإبليس نَسْلاً وزَوْجة ألْقى عَلَيْهِ الْغَضَب، فَصَارَت مِنْهُ شَظِيّةٌ من نارٍ، فخلق مِنْهَا امْرَأَة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: شواظي الْجبَال وشنَاظيها، هِيَ الكَسِرُ من رُؤُوس الْجبَال كأَنَّها شُرَفُ الْمَسْجِد، وَقَالَ: كأنّها شَظِيَّة أَنشَظَتْ وَلم تَنْفَصم، أَي انْكَسَرت وَلم تنفرج. والشَّظِيّة من الْجَبَل: قِطْعَة قُطِعت مِنْهُ، مثل الدَّار، وَمثل البيتَ. وَجَمعهَا شظايا، وأصغر مِنْهَا وأكبر كَمَا تكون. وَقَالَ النَّضْرُ: الشَّظَا: الدَّبْرَةُ على أَثَر الدَّبْرَة فِي المزرعة حَتَّى تبلغ أقصاها. الْوَاحِد شَظاً بِدَبَارها، والجماعةُ الأشظِية. قَالَ: والشظَا رُبمَا كَانَت عشْرُ دَبْرَات، حُكِيَ ذَلِك عَن الشَّافِعِي. وَيُقَال: شظّيْتُ الْقَوْم تشظِيَةً، أَي فرَّقتهم، فتشظّوا أَي تَفَرَّقُوا. وَقَالَ اللِّحيانيّ: شظَى السِّقاء يشْظِي شُظِيّاً، مثل شصا؛ وَذَلِكَ إِذا مُلِيءَ وارْتفعت قوائمه. وَقَالَ أَبُو عُبيدة: فِي رُؤُوس المِرْفقين إبْرَة، وَهِي شَظِيَّة لاصِقَة بالذراع، لَيست مِنْهَا، قَالَ: والشَّظَا: عَظْمٌ لاصِقٌ بالرَّكِيَّة، فَإِذا شخَصَ قيل: شَظِيَ الفَرس. قَالَ: وتَحرُّكَ الشظا كانتشار الْعَصَب غير أَن الفرسَ لانتشار الْعَصَب أشدُّ احْتمالاً مِنْهُ، لتحركِ الشظا، وَقَالَ الأصمعيّ نَحوا من قَوْله. وَبَعض النَّاس يَجْعل الشظا: انْشِقاقُ الْعَصَب، وأَنشد: سَليمُ الشَّظَا عَبْلُ الشَّوَى شَنِجُ النَّسا لَهُ حَجَباتٌ مُشْرِفاتٌ على الفالِ وشظ: قَالَ اللَّيْث: الْوَشْظُ من النَّاس لفيف لَيْسَ أصلهم وَاحِدًا، وَجمعه الْوَشائِظُ. قَالَ: والْوَشيظة: قطعةُ عظم تكون زِيَادَة فِي الْعظم الصميم. قلت: هَذَا غَلَط. والوَشيظة: قطعةُ خشبةٍ يُشَعَّبُ بهَا الْقَدَحُ. وَقيل للرجل إِذا كَانَ دخيلاً فِي الْقَوْم وَلم يكن من صميمهم: إِنَّه لَوَشِيظَةٌ فيهم، تَشْبِيها بالْوَشيظَة الَّتِي يُرْأَبُ بهَا القَدح. أَبُو عُبيد، عَن أبي عَمْرو: الْوَشِيظُ: الْخَسِيسُ من النَّاس. شوظ: وَقَالَ الله جلَّ وعزّ: {تُكَذِّبَانِ يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن} (الرحمان: 35) .

باب الشين والذال

قَالَ الْفراء: أَكثر الْقُرَّاء يقرؤون (شُوَاظ) ، وَكسر الحَسَنُ الشين، كَمَا قَالُوا لجَماعَة الْبَقر: صِوَارٌ وصُوَارٌ. وَقَالَ الزّجاج: الشُّوَاظ: اللهب الَّذِي لَا دُخان مَعَه وَنَحْو ذَلِك. قَالَ اللَّيْث: ابْن شُمَيْل: يُقَال لدُخان النَّار: شواظ، ولحرها شواظ، وحَرُّ الشَّمْس شواظ. أصابني شواظٌ من الشَّمْس. (بَاب الشين والذال) ش ذ (وَا يء) شذا، شوذ، (شَاذ) . شذا: أَبُو عُبيد: الشَّذَاةُ: ذُبَابٌ، وَجَمعهَا شَذًى، مَقْصُور. وَقَالَ الْكسَائي: هِيَ ذُبَابةٌ نقضُّ الْإِبِل، وَمِنْه قيل للرجل: آذَيْتَ وأَشْذَيْتَ. وَقَالَ شمر: الشَّذَى: ذُباب الكلْب، وكلُّ شَيْء يُؤْذِي فَهُوَ شَذًى، وَأنْشد: حكَّ الجِمالِ جُنوبَهُنّ من الشَّذَى وَيُقَال: إنِّي لأخْشى شذَاةَ فُلان، أَي شَرَّه. وَقَالَ اللَّيْث: شذَاةُ الرجل: شدَّتُه وجُرْأَتَه، وَيُقَال للجائع إِذا اشْتَدَّ جوعه: قَدْ ضَرِمَ شَذَاه. أَبُو عُبَيد، عَن الْفراء: الشَّذَى: شِدَّة ذَكاءِ الرِّيح، وأنشدنا: إِذا مَا مَشتْ نادَى بِمَا فِي ثِيابِها ذَكِيُّ الشَّذَى والْمنْدَلِيُّ المُطَيَّرُ وَقَالَ اللَّيْث: الشَّذَى: كَسْرُ العودِ الصِّغارِ مِنْهُ. قلت: وَالْقَوْل قَول الْفراء فِي تَفْسير الشذى. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّذَى أَيْضا: ضَرْبٌ من السُّفن، والواحدة شَذَاة. قلت: هَذَا مَعْرُوف وَلكنه لَيْسَ بعَرَبيّ. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: شذَى إِذَا آذَى، وشذَى، إِذا تَطَيِّبَ بالشَّذْو، وَهُوَ المِسْك، وَيُقَال: هُوَ رَائِحَة الْمِسْك. وَأنْشد الْأَصْمَعِي: إنَّ لكَ الْفَضْلَ على صُحْبَتي والْمِسْكُ قد يَسْتَصْحِبُ الرَّامِكا حتَّى يصيرَ الشَّذْوُ من لَوْنِه أَسْودَ مَظّنُوناً بِهِ حَالِكاً شوذ: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه بعث سَرِيَّةَ فَأَمرهمْ أَن يَمْسَحوا على الْمشاوِذ والتَّسَاخِين. قَالَ أَبُو عُبيد: المُشَاوِذُ: الْعَمائِم، وَاحِدهَا مِشْوَذ. قَالَ الْوَلِيد بن عقبَة: إِذا مَا شَدَدْتُ الرّأسَ مِنِّي بمِشْوَذٍ فَغَيَّكِ منِّي تَغْلِبَ ابْنة وَائِلِ ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ. يُقَال: للعمامة: المِشوَذُ والعمامة. وَقَالَ أُميَّة:

باب الشين والثاء

وشُوِّذَتْ شَمْسُهم إذَا طَلَعَتْ معنى شُوِّذَتْ، أَي عُمِّمَتْ، أَي صَار حولهَا حلب سحابٍ رَقِيق لَا ماءَ فِيهِ، وَفِيه صُفْرة، وَكَذَلِكَ تَطْلُع الشَّمْس فِي الجدْب وقلّة الْمَطَر، والْكتَم نَباتٌ يُخْلط مَعَ الوسْمةِ فَيصير خضاباً. وَيُقَال: فلانٌ حَسَنُ الشِّيذة، أَي حسن العِمَّة. (بَاب الشين والثاء) ش ث (وَا يء) ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الشَّتَا: صَدْرُ الْوَادِي. (بَاب الشين وَالرَّاء) ش ر (وَا يء) شرى، شار، وَشر، ورش، رشا، راش، أرش، أشر. شري: قَالَ اللَّيْث: شَرِيَ البرقُ يَشْرَى، إِذا تَفَرَّقَ فِي وَجْهِ الغَيْم. وَقَالَ غَيره: شَرِيَ الْبَرْق يَشْرَى، إِذا تَتَابَعَ لمعَانُه، واسْتشرى مثله، وَمن هَذَا يُقال للرجل إِذا تَمَادَى فِي غَيِّه وفساده: شرِيَ شَرًى. واسْتَشرَى فلانٌ فِي الغيّ إِذا لجَّ فِيهِ، والمُشارَاة: المُلاَجَّة، يُقَال: هُوَ يُشارِي فلَانا، أَي يُلاَجُّه. وَقَالَ اللَّيْث: الشري: داءٌ يأخُذُ فِي الرِّجْل أَحْمَر كَهَيئَةِ الدَّرَاهِم، وَالْفِعْل شرَى الرّجل، وشرى جلْدُه شرى وَهُوَ شَرّ. وأَشراءُ الْحرم: نواحيه، وَالْوَاحد شرى، وشرى الْفُرَات: ناحِيَتُه. وَقَالَ الشَّاعِر: لُعِنَ الكواعبُ بَعْد يَوْم وصَلْنَنِي بشرى الفُراتِ وَبعد يَوْم الْجَوسَقِ وَيُقَال للشجعان: مَا هُمْ إلاَّ أُسود الشرَى. قَالَ بَعضهم: شرى: مَأْسَدَةٌ بِعَينهَا، وَقيل: شرَى الفُرات وناحيته، وَبِه غياضٌ وآجام. وَقَالَ الشَّاعِر: أُسودُ شرى لاقتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ واسْتَشرَتْ أمورٌ بَينهم: تَفاقَمَتْ وعظمت. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: الْحَنْظَلُ: هُوَ الشرْيُ، واحدته شرْيَة. قَالَ رؤبة: فِي الزَّرْبِ لَو يَمْضُغُ شَرْياً مَا بَصَقْ ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: أَشرَى حوضَه: مَلأَهُ، وأَشرَى جِفانَه، إِذا ملأَها للضِّيفان، وَأنْشد: ونَشْرِي الجِفانَ ونَقْرِي النَّزِيلاَ أَبُو عبيد: الشَّرْيَانُ من الشّجر: الَّذِي يُتَّخَذُ مِنْهُ القِسِيّ، وَيُقَال: شِرْيان بكَسْرِ الشين. وَأَخْبرنِي المنذريّ، عَن المبرِّد، أَنه قَالَ النَّبْعُ والشوْحَطُ، والشّرْيَان: شَجَرَة

وَاحِدَة، وَلكنهَا تخْتَلف أسماؤها، وتكرم مَنَابِتُها؛ فَمَا كَانَ مِنْهَا فِي قُلَّةِ الْجَبَل فَهُوَ النَّبع، وَمَا كَانَ فِي سفحه فَهُوَ الشّريان، وَمَا كَانَ فِي الحضيض فَهُوَ الشوْحَط. والشِّريانات: عُروقٌ رِقاقٌ فِي جَسَد الْإِنْسَان. أَبُو سَعيد، يُقَال: هَذَا شرْوَاهٌ وشَرِيَّةٌ، أَي مِثْلُه، وَأنْشد. وتَرَى مَالِكاً يقولُ أَلاَ تُبْ صِرُ فِي مَالكٍ لهَذَا شرِيّاً وَفِي حَدِيث أُمِّ زَرْع أنَّها قَالَت: طَلَّقَني أَبُو زرع، فَنَكَحْتُ بعده رجلا سَرِيّاً، رَكِبَ شرِيّاً، وأَخَذَ خَطِّيّاً، وأَرَاحَ عَلَيَّ نَعَماً شرِيّاً. قَالَ أَبُو عُبيد: أَرَادت بقولِهَا: رَكِبَ شَرِيّاً، أَيْ فرسا يَسْتَشْرِي فِي سَيْره. أَي يَلِجُّ ويَمْضي فِيهِ بِلَا فُتور وَلَا انْكسار، وَمن هَذَا يُقَال للرجل إِذا لَجَّ فِي الأَمر: قد شَرِيَ فِيهِ، واسْتَشْرَى. وَقَالَ غَيره: شَرِيَتْ عينُه بالدَّمع، أَي لَجَّتْ وتابعت الهَملان. وَقَالَ الأصمعيّ: إبِلٌ شرَاةٌ وسراةٌ، إِذا كَانَت خِيارَا. وَقَالَ ذُو الرمة: يَذُبُّ الْقَصايَا عَن شَرَاةٍ كَأَنَّمَا جَماهيرُ تَحْتَ الْمُدْجِنَات الْهَوَاضِبِ وَيُقَال لِزِمام النَّاقَة إِذا تَتَابع حركاته لتَحْرِيكها رَأسهَا فِي عَدْوِها: قد شرِيَ زِمَامُها، يشرَى شَرًى. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الشِّرْيان: الشقّ، وَهُوَ الثَّتُّ، وَجمعه ثُتُوت. قَالَ: وسأَلْته عَن قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام فِي شَرِيكه: (لَا يُشَارِي وَلَا يُمارِي وَلَا يُدارِي فَقَالَ: لَا يشارِي من الشَّرّ. قلت: كأَنَّه أَراد لَا يشارّ، فَقلب إِحْدَى الرّاءيْن يَاء. وَلَا يُماري: لَا يخَاصِمُ فِي شيءٍ لَهُ فِيهِ مَنْفَعَه. وَقَوله: (وَلَا يُدارِي) ، أَي لَا يَدْفَع ذَا الْحق عَن حَقِّه، وَقيل: لَا يشاري: لَا يلاجّ. أَبُو عُبَيد، عَن أبي زيد: شَرَيْتُ بِمَعْنى بِعْتُ، وشَرَيْتُ أَي اشْتَرَيْت. وَقَالَ الله: {وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ} (الْبَقَرَة: 102) . قَالَ الْفراء: مَعْنَاهُ، بِئْسَ مَا باعُوا بِهِ أَنْفُسَهُمْ. قَالَ: وللعرب فِي شَرَوْا واشْتَرَوْا مَذْهبان: فالأكثر مِنْهُمَا: أَنَّ (شَرَوْا) ، بَاعُوا، و (اشْتَرَوْا) : ابتاعوا؛ وَرُبمَا جعلوهما بِمَعْنى بَاعوا. والشَّراة: الْخوارِج، سَمَّوْا أنفسهم شُراةً؛ لأنَّهم أَرَادوا أَنَّهم باعوا أَنفسهم لله، وَالْوَاحد شارٍ، وشَرَى نَفسه شِرًى، إِذا بَاعهَا. وَقَالَ الشَّاعِر: فَلَئِنْ فَرَرْتُ من الْمَنِيَّةِ والشِّرَى

والشِّرى: يكون بَيْعاً واشْتِراءً. والشَّارِي: الْبَائِع، والشَّارِي أَيْضا: الْمُشْتَري. وَقَالَ اللَّيْث: شَرَاة: أَرْض، والنِّسْبَة إِلَيْهِم شَرَوِيّ. أَبُو تُرَاب: سمِعت السُّلَمِيّ يَقُول: أَشْرَيْتُ بَين القَوْم وأَغْرَيت، وأَشْرَيْتُه بِهِ فَشَرِيَ، مثل أَغْرَيْتُه بِهِ فَغَرِيَ. ابْن هانىء: يُقَال: لحاهُ الله وشَرَاه. وَقَالَ اللحيانيّ: شَراهُ الله وعَظَاه وأَوْرَمُه وأَرْغَمَه. وشَرَوْى: اسْم جَبَلٍ بعَيْنه. شير شور: أَبُو زيد، يُقَال اسْتَشَارَ أَمْرَه، إِذا تَبَيَّنَ واسْتَنَارُ. ثَعْلَب، عَن سلمَة، عَن الْفراء: يُقَال: شَارَ الرَّجل، إِذا حَسُنَ وَجْهُه، وراش، إِذا اسْتَغْنَى. الأصمعيّ: شَارَ الدّابة وَهُوَ يَشُورُها شَوْراً، إِذا عَرَضَها، وَيُقَال للمكان الَّذِي يشَوَّرُ فِيهِ الدَّوابّ: الْمِشْوَار. وَيُقَال: اشْتَارت الإبِل، إِذا لبِسَها شيءٌ من السِّمَن. وَيُقَال: جَاءَت الإبِلُ شِيَاراً، أَي سِماناً حِسَاناً. وَقَالَ عَمْرو بن معد يكرب: أَعَبَّاسُ لَو كانَتْ شِياراً جِيَادُنَا بِتَثْلِيثَ مَا نَاصَبْتَ بعدِي الأحَامِسَا وَيُقَال: مَا أَحْسَنَ شَوَارَ الرَّجُل وشَارَتَه يَعْنِي لِبَاسَه وهَيئته. وَيُقَال: شَارَ العسلَ يَشُوره شَوْراً ومشارَةً، وَذَلِكَ إِذا اجْتَناه وأَخذَه. أَبُو عُبيد: شرْتُ الْعَسَلَ، أَخَذتُه من مَوْضعه. وَقَالَ الْأَعْشَى: كَأَنَّ جَنِيّاً من الزَّنْجبي ل باتَ بِفِيها وأَرْياً مَشورَا شَمِر: شرتُ العسلَ واشتَرْتُه وأَشَرْتُه، قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال: أَشِرْني على العَسَل، أَي أَعِنِّي على جَنَاه، كَمَا تَقول: أَعْكِمْنِي، وَأنْشد قولَ عدِيّ بن زَيْد: فِي سَمَاعٍ يَأْذَنُ الشيْخُ لَهُ وحَديثٍ مثْلِ مَاذِيَ مُشارِ قَالَ: مُشارٌ، قَدْ أُعِينَ على أَخْذه. الأصمعيّ: أشارَ الرَّجل يُشيرُ إِشَارَة، إِذا أَوْمى بيدَيْهِ، وأَشَارَ يُشيرُ، إِذا مَا وَجَّهَ الرَّأْي. وَيُقَال: فلانٌ جَيِّدُ الْمَشورَة. وَقَالَ ابْن السّكيت: هُوَ جَيِّدُ الْمَشورَةِ، والْمَشْوَرَة: لُغَتان. وَقَالَ الْفراء: الْمَشُورَةُ: أَصْلُها مَشوَرَة، ثمَّ نُقِلت إِلَى مَشُورَة. يُقَال: فلَان حسن الشارَة والشَّوْرَة، إِذا كَانَ حَسَنَ الْهَيْئَة، وَفُلَان حسنُ الشوْرَة، أَي حَسَنُ اللِّباس.

وَيُقَال: فلَان حسنُ المِشوار، وَلَيْسَ بفلان مِشوار، أَي مَنْظَر. وَقَالَ الأصمعيّ: حَسَنُ المِشوَار، أَي مُجَرَّبه حسَنٌ حينَ تُجرِّبُهُ. وَيُقَال لمتاع الْبَيْت: الشَّوارُ، والشِّوار والشُّوار، وَكَذَلِكَ الشَّوار والشِّوارُ لمتاع الرَّحل. وَتقول: شوَّرْتُ إِلَيْهِ بيَدي، وأشرت إِلَيْهِ، أَي لَوَّحْتُ إِلَيْهِ، وأَلَحْتُ أَيْضا. وَيُقَال: شرْتُ الدَّابة والأَمَةَ أَشورهما شَوْراً إِذا قلبتهما، وَكَذَلِكَ شوّرتهما وأشرتُهما، وَهِي قَليلَة، وَإنَّهُ لَصَيِّرٌ شيِّر، أَي حَسَن الصّورة والشِّوْرَة. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: أَبْدَى اللَّهُ شوَارَه، يَعْنِي مذاكيره. وَيُقَال: فِي مَثل: (أَشوَارَ عَروس تَرَى) اللِّحياني: شوَّرت بِالرجلِ، إِذا خجُلْته، وَقد تَشوَّر الرجلُ. والشَّوَار: الفَرْج، وشَوارُ الْمَرْأَة: فَرْجُها. اللَّيْث: الشَّورَةُ: الموضعُ الَّذِي يُعسّل فِيهِ النحلُ إِذا دَحَتْها. قَالَ: والمَشوَرةُ: مَفْعلة، اشتُقّ من الْإِشَارَة، وَيُقَال: مَشُورَة قَالَ: والمُشيرَةُ هِيَ الإصْبع الَّتِي يُقَال لَهَا: السَّبّابَة، وَيُقَال: مَا أحسن شِوار الرجل وشارَته وشِيارَه يَعْنِي لِباسه وهيئته وحُسْنَه. وقصيدة شيِّرةٌ، أَي حسناء. وَشَيْء مَشور، أَي مَزَيَّن، وَأنْشد: كأَنَّ الجرادَ يُغَنِّينَه يُبَاغِمْنَ ظَبْيَ الأَنيسِ المشورَا قَالَ: والتشوير: أَنْ تُشَوِّرَ الدَّابة، تَنْظُر كَيفَ مِشْوَارها أَي كَيفَ سِيرتُها، والمشوار: مَا أَبْقَت الدَّابة من عَلَفها. قَالَ الْخَلِيل: سألتُ أَبا الدُّقَيْشِ عَنهُ، فَقلت نِشوار أَو مِشوار؟ فَقَالَ: نِشوار، وَزعم أَنه فَارسي. أَبُو عبيد عَن الأمَوِيّ: المسْتَشير: الفَحْلُ الَّذِي يَعْرِفُ الحائِلَ من غَيرهَا، وَأنْشد: أَقْرَعْتُها كلّ مُسْتَشير وكلَّ بَكْرٍ دَاعِرٍ مِئْشِير أَبُو عَمْرو: المستشير السَّمين، وَكَذَلِكَ المستَشيط. أَبُو سَعِيد: يُقَال: فلانُ وزيرُ فلَان وشَيِّره، أَي مُشَاوِرُه، وَجمعه شُوراء. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الشَّورَة: الجمالُ الرائع، والشوْرَةُ: الخَجْلَة: والشيِّرُ: الجميلُ. وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى امْرَأَة شَيِّرَةً، عَلَيْهَا مَنَاجِد، أَي جميلَة. أَبُو عَمْرو: الشيارُ: يَوْم السبت. وَيُقَال للسَّبَّابَتَيْن: المْشيرتان. شمِر، عَن الْفراء: إنَّه لحسَنُ الصُّورة والشُّورة فِي الهَيئة، وَإنَّهُ لَحَسَنُ الشوْرَة والشوَارِ وأَخَذَ شَوْرَةُ وشَوَارَه، أَي زِينَته، قَالَ: وشرْتُه: زَيَّنْتُه، فَهُوَ مَشور.

رشا: قَالَ اللَّيْث: الرَّشو، فعل الرِّشْوة، تَقول: رَشَوْتُه، والمراشاة الْمُحَابَاة. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي العبّاس أَنه قَالَ: الرِّشوة مَأْخُوذَة من رَشا الفرخُ، إِذا مَدَّ رَأسه إِلَى أمّه لتزقُهُ. وَقَالَ اللَّيْث: الرَّشاةُ، نَبَات يشرب لدواء المشيّ. أَبُو عبيد: الرَّشاءُ من أَوْلَاد الظباء الَّذِي قد تحرَّك وتمشّى. قَالَ: والرِّشاء: رسن الدَّلْو. أَبُو عُبيد: عَن الكِسائيّ: الرِّشاء الْحَبل، يُقَال مِنْهُ: أرشيتُ الدَّلْو، إِذا جعلتَ لَهَا حَبْلاً. قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: إِذا امتدَّتْ أَغْصَان الحنظل قيل: قد أرْشت، أَي صَارَت كالأرْشية، وَهِي الحِبال. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: استْرشَى مَا فِي الضرْع واستوْشى مَا فِيهِ، إِذا أخرجه. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: أرشى الرجل، إِذا حك خَوْرَان الفَصيل ليَعْدُو. وَيُقَال للفصيل: الرَّشِيّ. وَيُقَال: رُشوة ورِشوة، وَقد رشاه رِشوةً، وارتشى مِنْهُ رِشوة، إِذا أَخذهَا، وَجَمعهَا الرُّشَا. أرش: قَالَ اللَّيْث: الأَرش: دِيَة الجراحَة، والتأريش: التحريش. وَقَالَ رُؤْبة: أصبحتُ من حرصٍ على التأريش وَقَالَ: أصْبِحْ فَمَا من بشر مأروش قَوْله: (أصْبِحْ) يَقُول: تأمَّل وَانْظُر وأبصرْ حَتَّى تعقل، فَمَا من بشر مأروش. يَقُول: إِنْ عِرْضي صَحِيح لَا عَيْب فِيهِ، والمأروش: المخدوش. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: انْتظر حَتَّى تعقل، فَلَيْسَ لَك عندنَا أرش إِلَّا الأسنّة، يَقُول: لَا نقْتل إنْسَانا فَنَدِيه أبدا. قَالَ: والأرْش الدِّية. شَمِر عَن أبي نهشل وَصَاحبه: الْأَرْش: الرِّشوة، وَلم يعرفاه فِي أرش الْجِرَاحَات. وَقَالَ غَيرهمَا: الْأَرْش ثمن الْجِرَاحَات كالشّجة وَنَحْوهَا. وَقَالَ ابْن شُميل: يُقَال: ائترش من فلَان حُمَاشتك يَا فلَان، أَي خُذ أَرْشهَا، وَقد ائترش للخُماشة، واستسلم للْقصَاص. قلت: وأصل الْأَرْش الخدْش، ثمَّ قيل لما يُؤْخَذ دِيَة لَهَا: أرش، وَأهل الْحجاز يسمّونه النّذْر، وَكَذَلِكَ عُقْر الْمَرْأَة مَا يُؤْخَذ من الواطيء ثمنا لبُضْعِها، وأصلُه من العَقْر، كَأَنَّهُ عَقَرها حِين وطِئها وَهِي بِكْرٌ، فافترعها ودمَّاها، فَقيل لما يُؤْخَذ بِسَبَب العَقْر: عُقْر. وَقَالَ القُتَبيّ: يُقَال لما يدْفع بَين السَّلامة

والعَيْب فِي السِّلعة: أَرْش، لأنْ الْمُبْتَاع للثوب على أنّه صَحِيح إِذا وقف فِيهِ على خَرْق أَو عيب وَقع بَينه، وَبَين البَائِع أَرش، أَي خُصُومَة وَاخْتِلَاف، من قَوْلك: أرَّشت بَين الرجلَيْن، إِذا أغريتَ أَحدهمَا بِالْآخرِ، وأوقعت بَينهمَا الشرَّ، فَسُمي مَا نقص العيبُ الثوبَ أرْشاً إِذا كَانَ سَببا للأرش. ورش: قَالَ اللَّيْث: الوَرْش: تنَاول شَيْء من الطَّعَام، تَقول: وَرَشتُ أَرِشُ وَرْشاً؛ إِذا تناولتَ مِنْهُ شَيْئا، وَيُقَال للَّذي يدْخل على قوم يَطْعمون ليُصيب من طعامهم: وارش. وللذي يدْخل عَلَيْهِم وهم شَرْب: واغل. أَبُو عُبيد، عَن أبي زَيْد: وَرَشتُ شَيْئا من الطَّعَام أَرِشُ وَرْشاً؛ إِذا تناولت قَلِيلا من الطَّعَام. والوَرَشان: طَائِر وَجمعه وِرْشان، وَالْأُنْثَى وَرَشَانة. أَبُو عَمرْو: الوَرِش النشيط وَقد وَرِش وَرَشاً، وَأنْشد: يَتْبَعْنَ زَيّافاً إِذا زِفْنَ نجا باتَ يُبَارِي وَرِشَاتٍ كالْقَطَا إِذا اشتكَيْنَ بُعْدَ مَمْشاهُ اجْتَزَى منهُنّ فاستوفَى برحْبٍ وَعدا أَي زَاد. اجتزى مِنْهُنَّ، من الْجَزَاء قَالَ: وَرجل وَرِش: نشيط. أَبُو زَيْدٌ: يُقَال: لَا تَرِش عليّ يَا فلَان، أَي لَا تعرِضْ لي فِي كَلَامي فتقطعه عليّ. روش ريش: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الرَّوش: الْأكل الْكثير، والورْش الْأكل الْقَلِيل، قَالَ: والرائش الَّذِي يُسَدِّي بَين الراشي والمرتشي. وَقَول الله جلّ وعزْ: {وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى} (الْأَعْرَاف: 26) وقرىءَ (وَرِياشاً) . أَخْبرنِي المنذريّ عَن الحُسين بن فَهْم، عَن مُحَمَّد بن سلاّم، قَالَ: سَمِعت سَلاما أَبَا الْمُنْذر الْقَارِي يَقُول: الرِّيش الزِّينَة، والرِّياش كلّ اللبَاس، قَالَ: فسألتُ يُونُس فَقَالَ: لم يقل شَيْئا، هما سَوَاء، وَسَأَلَ جمَاعَة من الْأَعْرَاب، فَقَالُوا كَمَا قَالَ. قَالَ أَبُو الْفضل: أرَاهُ يَعْنِي كَمَا قَالَ أَبُو الْمُنْذر. قَالَ: وَأَخْبرنِي الحرّانيّ: أَنه سمع ابْن السِّكّيت: يَقُول: الرِّيش جمع ريشة، والرَّيْش مصدر راش مهمة يريشه رَيْشاً، إِذا ركّب عَلَيْهِ الرِّيش. وَقَالَ القُتَيْبِيّ: الرِّيش والرِّياش وَاحِد، وهما مَا ظهر من اللبَاس، وَرِيش الطَّائِر مَا ستره الله تَعَالَى بِهِ. وَقَالَ ابْن السّكّيت: قَالَت بَنو كلاب: الرياش هُوَ الأثاث من الْمَتَاع، مَا كَانَ من لباسٍ أَو حشوٍ من فرَاش أَو وِثار. والرِّيش الْمَتَاع وَالْأَمْوَال أَيْضا، وَقد يكون فِي الثِّيَاب دون المَال، وراشه الله، أَي

نعشه بريشه. وَإنَّهُ لحسن الريش، أَي الثِّيَاب، والرّياش القِشَرِ. اللَّيْث، يُقَال: ارتاش فَلان، إِذا حَسُنَت حالتُه، قَالَ: ورِشتُ فلَانا؛ إِذا قوّيتَه وأعنْتَه على مَعَاشه. وَقَالَ غَيره: الرَّاشي الَّذِي يرشو الْحَاكِم ليحكم لَهُ على خَصْمِه، إمّا أَن يحيفَ فيحكُمَ بِخِلَاف الحقّ، وإمّا أَن يُؤَخر الْحَاكِم إِمْضَاء الحكم حَتَّى يرشوَه صاحبُ الْحق شَيْئا، فَيحكم لَهُ حِينَئِذٍ بحقّه، وَالْحَاكِم جَائِر فِي كلا الْوَجْهَيْنِ، والرّاشي فِي أحد الْوَجْهَيْنِ مَعْذُور. وَإِذا أَخذ الْحَاكِم الرِّشوة فَهُوَ مرتشٍ، وَقد ارتشى. والرائش الَّذِي يتردّد بَينهمَا فِي المصانعة فيريش المرتشَى من مَال الراشي. وكل من أنلْتَه خيرا فقد رِشتَه. والرائِش الحميريّ مَلك من مُلُوك حِمْير، كَانَ غزا قوما فغنِم غَنَائِم كَثِيرَة، وراش أهل بَيته حَتَّى أغناهم. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: راش فلَان صَدِيقه يَريشه رَيشاً إِذا جمع الرِّيشَ، وَهُوَ المالُ والأثاث. وَيُقَال: كلاء رَيْشٌ ورَيّش، وَله رِيش؛ وَذَلِكَ إِذا كثر ورَقَّ، وَكَانَ عَلَيْهِ زَغبة من زِفَ، وَتلك الزَّغَبة يُقَال لَهَا: النَّسَال. وَيُقَال: رمح راشٌ خَوَّار ضَعِيف، وجملٌ راش الظَّهر: ضَعِيف. وَرجل راشٌ: ضَعِيف. وَشر أشر: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّه لعن الواشرة والمؤتشِرة. قَالَ أَبُو عُبَيد: الوَاشرة: الْمَرْأَة الَّتِي تَشِر أسنانها، وَذَلِكَ أَنَّهَا تفلِّجُها وتُحَدِّدها حَتَّى يكون لَهَا أُشُر؛ والأُشر تحدُّد ورقّة فِي أَطْرَاف الْأَسْنَان، وَمِنْه قيل: (ثَغْرٌ مُؤَشّر) ، وَإِنَّمَا يكون ذَلِك فِي أَسْنَان الْأَحْدَاث، تَفْعَلهُ الْمَرْأَة الْكَبِيرَة، تتشبّه بأولئك، وَمِنْه الْمثل السائر: (أَعْيَيْتَنِي بأُشُر، فَكيف أرجوك بِدُرْدُر) ، وَذَلِكَ أنّ رجلا كَانَ لَهُ ابْن من امرأةٍ كَبِرت، فَأخذ ابْنه يَوْمًا مِنْهَا يُرَقِّصُه، وَيَقُول: يَا حبذا دُرْدُرك فعمِدت أمّه الحمقاء إِلَى حجر فهتَمتْ أسنَانها، ثمَّ تعرَّضت لزَوجهَا، فَقَالَ لَهَا حِينَئِذٍ: (أَعْيَيْتِنِي بأُشر فَكيف بِدَرْدُر) وَقَالَ ابْن السّكِّيت: يُقَال للمنشار الَّذِي يُقطع بِهِ الْخشب: ميشار وَجمعه مواشير، من وَشَرْت أشر، ومئشار وَجمعه مآشير من أشرْتُ آشِرُ، وَأنْشد: أَناشرَ لَا زالَت يَمِينك آشِرَهْ قَالُوا: أَرَادَت لَا زَالَت يَمِينك مأشورة كَمَا قَالَ الله جلّ وَعز: {خُلِقَ خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ} (الطارق: 6) ، أَي مدفوق. 5 والأَشَر المَرح والبَطَر، وَرجل أَشِر وأشْرَان، وَقوم أَشَارَى وأُشارَى، وَامْرَأَة مِئْشير بِغَيْر هَاء، مثل الرجل، وحَرَّة شَوْرَانِ مَعْرُوفَة فِي بِلَاد الْعَرَب.

باب الشين واللام

(بَاب الشين وَاللَّام) ش ل (وَا يء) شال، شلى، وشل، لشا، أشل. شول: يُقَال لبقيّة المَاء فِي المَزَادة أَو القِرْبة: شوْل، وَجمعه أشوال. وَقد شَوَّلت المزادةُ وَجَزَّعَتْ، إِذا بَقِي فِيهَا جِزْعَةٌ من المَاء، وَلَا يُقَال: شالت المزادَةُ، كَمَا يُقَال: دِرْهَم وازن، أَي ذُو وَزْن، وَلَا يُقَال: وزن الدِّرْهَم. والشوْل أَيْضا من النُّوق: الَّتِي قد أَتَى عَلَيْهَا سَبْعَة أشهر من يَوْم نَتَاجها، فَلم يَبْقَ فِي ضروعها إِلَّا شَوْلٌ من اللَّبن، أَي بقيّة مِقْدَار ثلث مَا كانَتْ تحلبُ فِي حِدْثَان نَتَاجها، واحِدَتُها شائِلة. وَقد شوَّلتِ الإبلُ، أَي صارب ذَات شَوْل من اللَّبن، كَمَا يُقَال: شَوَّلَتِ المزادةُ إِذا بَقِي فِيهَا نُطَيْفة، وَأما النَّاقة الشائِلِ بِغَيْر هَاء. فَهِيَ الَّتِي ضربَها الفَحْلُ فشالت بذَنَبها، أَي رفعته. تُرِي الفحلَ أنّها لاقح؛ وَذَلِكَ آيَة لِقَاحها، وتشمخ حينئذٍ بأنفها، وَهِي حينئذٍ شامِذٌ، وَقد شَمَذت شِمَاذاً. وَجمع الشائِل من النُّوق والشامِذُ شُوَّل وشُمَّذ، وَهِي عاسِرٌ أَيْضا، وَقد عَسَرَت عِسَاراً. قلت: وجَميع مَا ذكرتُ فِي هَذَا الْبَاب من الْعَرَب مسموع ومرويّ. وَقد روى أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ أَكْثَره، إِلَّا أنَّه قَالَ: إِذا أَتَى على النَّاقة مِنْ يَوْم حَمْلها سَبْعَة أشهر خفَّ لَبنهَا. وَهُوَ غَلَط لَا أَدْرِي أهوَ من أبي عبيد أَو الْأَصْمَعِي وَالصَّوَاب: إِذا أَتَى عَلَيْهَا من يَوْم نَتاجها سَبْعَة أشهر، كَمَا ذكرته لَا من يَوْم حملهَا، اللَّهُمَّ إِلَّا أَن تَحمل النَّاقة كِشافاً، وَهُوَ أَن يضربَها الفحلُ بعد نَتَاجها بأيَّامٍ قَلَائِل. وَهِي كَشُوفٌ حينئذٍ، وَهُوَ أردأ نَتَاجٍ عِنْد الْعَرَب. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: شال الْمِيزَان، إِذا ارْتَفَعت إِحْدَى كَفَّتَيْه لِخِفَّتها، وَيُقَال للقَوْم إِذا خَفُّوا ومضَوْا: شَالَتْ نَعَامتُهم، وَالْعَقْرَب تشول بذنبها، وَأنْشد: كَذَنَبِ العَقْرَبِ شوَّالٍ عَلِقْ أَبُو عُبيد عَن اليزيديّ: شَالَتْ الناقةُ بذنبها، وأشالَتْ ذَنَبَها. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: أشلْتُ الحجرَ وشلتُ بِهِ. وَقَالَ غيرُه: شال السَّائلُ يَدَيْهِ، إِذا رفعهما يَسألُ بهما، وَأنْشد: وأعسرَ الْكَفّ سَأَلَّاً بهَا شَوِلاَ وَقَول الْأَعْشَى: شاوٍ مِشَلٌّ شِليلٌ شُلْشُلٌ شوِلُ فإنّ ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الشوِل الَّذِي يَشُول بالشَّيْء الَّذِي يَشْتَرِيهِ صاحِبُه، أَي يرفعهُ. وَقَالَ شَمِر: وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: شولَةُ الْعَقْرَب الَّتِي تضربُ بهَا، تسمى الشَّوْكَة والشَّبَاة والشَّوْكة والإبرة.

قلت: وَبهَا سمّيت إِحْدَى منزل بُرْج الْعَقْرَب: شولَةُ تَشْبِيها بهَا، لأنّ البرج كلَّه على صُورَة الْعَقْرَب. والشهر الَّذِي يَلِي رَمَضَان يُقَال لَهُ شوَّال، وَكَانَت الْعَرَب تَطَّير من عَقْد المناكح فِيهِ، وَتقول: إِن الْمَنْكُوحَة تمْتَنع مِنْ ناكحها، كَمَا تمْتَنع طَرُوقة الْفَحْل إِذا لُقِحَتْ، وشالت بذَنَبَها، فَأبْطل النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم طِيَرَتُهمْ. وَقَالَت عَائِشَة: تزَوجنِي رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي شوَّال، وَبنى عليَّ فِي شوَّال، فأيُّ نِسَائِهِ كَانَ أحظى عِنْده مَنّى؟ وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: من أمثالهم فِي الَّذِي ينصح للقَوْم وَهُوَ مَلُوم: (أَنْت شولَةُ الناصِحَة) ، قَالَ: وَكَانَت أَمَةٌ لعَدْوَان رَعْنَاء، تَنْصَح لمواليها، فتعود نصيحتُها وَبَالاً عَلَيْهَا لحمْقِهَا. قَالَ: وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الشوْلَةُ الحمقاء. قَالَ: وَيُقَال: شال ميزانُ فلَان يَشول شَوَلاناً، وَهُوَ مَثَل فِي الْمُفَاخَرَة. يُقَال: فاخَرته فشال ميزانُه، أَي فخرتُه بآبائي وغلبْتُه. وَقَالَ: شالت نعامتُهم؛ إِذا تفرقَّت كلمتُهم، وشالت نعامتُهم؛ إِذا ذهب عِزُّهم. أَبُو عُبيد، عَن أبي زَيد: تشاوَل القومُ تشاوُلاً؛ إِذا تنَاول بعضُهم بَعْضًا عِنْد الْقِتَال. شلى: أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: أَشلَيتُ الْكَلْب وقَرْقَسْتُ بِهِ، إِذا دَعَوْتَه. وَرُوِيَ عَن مطرّف بن عبد الله، أَنه قَالَ: (وجدتُ الْعَبْد بَين الله وَبَين الشَّيْطَان، فَإِن اسْتَشْلاَهُ ربُّه نجّاه، وَإِن خَلاَّه والشيطانَ هَلكَ) . قَالَ أَبُو عُبيد: قَوْله: (استشلاه) ، أَي استنقذه، وأصل الاستشلاء الدّعاء، وَمِنْه قيل: أشليت الْكَلْب وَغَيره، إِذا دعوتهُ. قَالَ حَاتِم طيىء يذكر نَاقَة دَعَاهَا فَأَقْبَلت إِلَيْهِ: أشلَيْتُها باسم المرَاح فأقبلتْ رَتَكاً وَكَانَت قبل ذَلِك تَرْسُفُ قَالَ: فَأَرَادَ مطرّف أنّ الله تَعَالَى إنْ أغاث عَبْدَه وَدعَاهُ، فأنْقَذَه من الهلكة فقد نجا، وَذَلِكَ الاستشلاء. وَقَالَ القُطامي يمدح رجلا: قَتَلْتَ كَلْبا وبكراً واشتَليتَ بِنَا فقد أَرَدْتَ بِأَن تَسْتَجْمعَ الْوَادِي وَقَوله: (اشتليت) واستشليت) سَوَاء فِي الْمَعْنى، وكّل مَنْ دَعَوْته فقد أشليتَه. اللَّيْث: الشِّلْو: الْجَسَد والجِلْد من كلّ شَيْء، وَقَالَ الرّاعي: فَادفَعْ مظالِمَ عَيَّلَتْ أبناءَنَا عَنَّا وَأَنْقِذْ شِلْوَنَا الْمأكُولاَ قَالَ: واشتلى الرجُلُ فلَانا، أَي أنقذ

شِلوَه، وَأنْشد: إنَّ سُلَيْمَانَ اشتَلاَنَا ابْنَ عَلِي أَي أنقذ شِلْوَنا. ابْن السكِّيت، عَن أبي زَيْد: يُقَال: ذهبت ماشيَة فلَان وَبقيت لَهُ شَلِيَّة، وجَمعها شَلايا، وَلَا يُقَال إِلَّا فِي المَال. وَقَالَ أَبُو عُبيد: الشِّلْو: الْعُضْو. وَقيل: الشِّلْو: البَقِية. وَقَالَت بَنو عَامر لما قَتَلُوا بنِي تَمِيم يَوْم جَبَلة: لم يبْق مِنْهُم إلاّ شِلْو، أَي بَقيّة، فغَزَوْهم يَوْم ذِي نَجَب، فقتلتْهم تَمِيم. وَفِي ذَلِك يَقُول أوْس بن حَجَر: فَقُلْتُمْ: ذَاكَ شِلُوٌ سَوْفُ نَأْكُله فَكيف أَكْلكُمُ الشِّلْوَ الَّذِي تَرَكُوا وروى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لأبيّ بن كَعْب فِي القَوْس الَّتِي أهداها لَهُ الطُّفَيل ابْن عمر الدَّوْسِي بإقْرَائِه إِيَّاه الْقُرْآن: (تقلَّدْ بهَا شِلْواً من جَهَنَّم) أَي قِطْعَة مِنْهَا، وَمِنْه قيل للعضو: شلْو؛ لِأَنَّهُ طَائِفَة من الجسَد. وسُئل بعضُ النسَّابين من قُرَيْش عَن النُّعْمَان بن الْمُنْذر وَنسبه، فَقَالَ: كَانَ من أشلاء قُنَص بن مَعَدّ، أَرَادَ أَنه كَانَ من بقايا وَلَده. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: الشّلا: بقيَّة المَال، والشَّلِيّ: بقايا كل شَيْء، وشلاَ، إِذا سَار، وشلاَ، إِذا رَفَع شَيْئا. لشا: أهمله اللَّيْث فِي كِتَابه، ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: لشا، إِذا خَسَّ بعد رِفعة. قَالَ: واللَّشِيّ: الْكثير الحَلَب. وشل: قَالَ اللَّيْث: الوَشَل: المَاء الْقَلِيل يُتَحَلَّب. وجبَلَ واشل: يقطرُ مِنْهُ المَاء، وَمَاء واشل: يَشِلُ مِنْهُ وَشْلاً. وَقَالَ ابْن السِّكّيت: سمعتُ أَبَا عَمْرو يَقُول: الوُشُول قلَّة الغَنَاء، والضعف، وَالنُّقْصَان، وَأنْشد: إِذا ضَمَّ قَوْمَكُمُ مَأْزِقٌ وَشلْتُمْ وُشولَ يَدِ الأجْذَمِ وناقة وَشُولٌ: يَشِلُ لبنُها من كثرته، أَي يسيل ويقطرُ من الوَشَلان، وَيُقَال: وَشلَ فلَان إِلَى فلَان، إِذا ضَرَع إِلَيْهِ، فَهُوَ واشل إِلَيْهِ. ورأْيٌ واشل، وَرجل واشلُ الرَّأْيِ، أَي ضعيفه. وَفُلَان واشلُ الْحَظّ: لَا جَدّ لَهُ. وأوشلت حَظَّ فلَان، أَي أقللتَه. أَبُو عُبيد: الوَشَل مَا قَطَر من المَاء، وَقد وشَل ويشِل، وَرَأَيْت فِي الْبَادِيَة جَبَلاً يقطر فِي لِحَفٍ مِنْهُ من سَقفِه مَاء، فيجتمع فِي أَسْفَله، وَيُقَال لَهُ الوَشَل. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ، عَن الدُّبَيْرِية: يُسَمَّى المَاء، الَّذِي يقطر من الْجَبَل المَذَع، والفَزيزُ والوَشل. أشل: قَالَ اللَّيْث: الأشْل من الذَّرْع بلغَة أهل الْبَصْرَة، يَقُولُونَ: كَذَا وَكَذَا أَشلا

باب الشين واللام

لمقدارٍ مَعْلُوم عِنْدهم. قلت: وَمَا أرَاهُ عَرَبيا صَحِيحا. (بَاب الشين وَاللَّام) ش ن (وَا يء) شان، شنأ، ناش، نَشأ، نشي، أشن. شين: قَالَ اللَّيْث: الشَّيْن مَعْرُوف، وَقد شَانَه يَشِينُه شَيناً. قلت: والشَّيْن ضد الزَّيْن، وَالْعرب تَقول: وَجه فلَان زَيْن، أَي حَسَنٌ ذُو زَين، وَوجه الآخر شَين، أَي قَبِيح ذُو شيْن. سَلمة، عَن الْفراء، قَالَ: العَيْنُ والشَّيْن، والشنار: العَيْب. والشِّين حرف هجاء، وَقد شَيَّنْتُ شِيناً حَسَناً. وَقَول الله جلّ وعزّ: {وَالاَْرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِى} (الرحمان: 29) ، قَالَ المفسِّرون: من شَأْنه أَن يعزّ ذليلاً، ويذلّ عَزِيزًا، ويغني فَقِيرا، ويُفقر غنِيّاً، وَلَا يشغَلُه شَأْن عَن شَأْن. والشأن الخطْب، وَجمعه شئُون. وَيُقَال: أَتَانِي فلَان وَمَا شَأَنتُ شأْنَه، وَلَا مَأنْتُ مأنَه، وَلَا انتبلْتُ نَبْلَه، أَي لم أعبأ بِهِ وَلم أكترثْ لَهُ. وَقَالَ اللَّيْث: الشئُون: عروق الدَّمْع من الرَّأْس إِلَى العَيْن الْوَاحِد شَأْن. قَالَ: والشُّئون نمانم فِي الجمجمة بَين الْقَبَائِل. وَقَالَ أَحْمد بن يحيى: الشئون عُروق فَوق الْقَبَائِل، فكلّما أَسَنَّ الرجلُ قَوِيت واشتدَّت. وَأَخْبرنِي المنذريّ، عَن إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ، عَن أبي نصر، عَن الْأَصْمَعِي، قَالَ: الشئون مواصل الْقَبَائِل، بَين كلّ قبيلتين شَأْن، والدموعُ تخرج من الشئون، وَهِي أربَعٌ بعضُها إِلَى بعض. قَالَ إِبْرَاهِيم، وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: للنّساء ثَلَاث قبائل. وَرُوِيَ عَن عَمْرو، عَن أَبِيه، أَنه قَالَ: الشُّأْنَانِ عِرقان من الرأَس إِلَى العَيْن. وقالَ عَبِيد بن الأبرص: عَيْنَاكَ دَمْعُهما سَرُوب كأَنَّ شأْنيهما شعِيبُ قَالَ: وَحجَّة الْأَصْمَعِي قَوْله: لَا تُحْزِنيني بالفِراق فإنَّني لَا تَسْتَهِلُّ من الفِراقِ شئُوني وَقَالَ غَيره: الشئون: عروق فِي الْجَبَل ينْبت فِيهَا النَّبْع، وَاحِدهَا شَأْن. وَيُقَال: رَأَيْت نخيلاً نابتةً فِي شَأْن من شئون الْجَبَل. وَقيل: عروق من التُّرَاب فِي شقوق الجِبَال يُغرَسُ فِيهَا النّخل. وشئون الْخمر مَا دبَّ مِنْهَا فِي عُروق الجَسَد. قَالَ البَعِيث: بأطيبَ مِنْ فِيهَا وَلَا طعمَ قَرْقَفٍ عُقارٍ تمشِّي فِي الْعِظَام شئونُها

أشن: قَالَ اللَّيْث: الأشْنَة شَيْء من العِطْر أَبيض دَقِيق، كَأَنَّهُ مبشور من عِرق. قلت: مَا أرَاهُ عربيّاً. نوش: قَالَ الله جلَّ وعزَّ: {ءَامَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن} (سبأ: 52) . قَالَ أَبُو عبيد: التَّنَاوش التَّنَاوُل، والنَّوْش مثله. نُشتُ أنُوش نَوْشاً. سَلمَة، عَن الفرّاء: أهل الْحجاز تركُوا همز التَّناوش، وجعلوه من نُشتُ الشَّيْء، إِذا تناولتَه، وأنشدنا: فهيَ تَنُوشُ الحوضَ نَوْشاً من عَلاَ نَوْشاً بِهِ تقطع أجوازَ الْفَلاَ وَقد تناوَشَ القومُ فِي القِتَال، إِذا تنَاول بعضُهم بَعْضاً بالرِّمَاح، وَلم يتَدانَوْا كلَّ التَّدَانِي. قَالَ الفرَّاء: وَقَرَأَ الْأَعْمَش وَحَمْزَة والكسائيّ: التناؤش بِالْهَمْز يجعلونه من نَأشْتُ، وَهُوَ البطء. وَأنْشد: وجئتَ نئيشاً بَعْدَ مَا فاتك الخبَرْ وَقَالَ الآخر: تَمَنِّي نَئِيشاً أَن يكون أطاعَنِي وَقَدْ حَدَثَتْ بَعْدَ الأمُورِ أمورُ قَالَ: وَقد يجوز همز التناوُش، وَهُوَ من نُشْت، لانضمام الْوَاو. وَمثل قَوْله: {نُسِفَتْ وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ} (المرسلات: 11) . قَالَ الزّجاج: التناوش بِغَيْر همز: التَّنَاوُل. الْمَعْنى: وَكَيف لَهُم أَن يتناوَلُوا مَا كَانَ مبذولاً لَهُم، وَكَانَ قَرِيبا مِنْهُم؛ فَكيف يتناوَلُونه حِين بَعُدَ عَنْهُم؟ قَالَ: ومَنْ همز فَهُوَ من النّئِيش، وَهُوَ الْحَرَكَة فِي إبطاء، وَالْمعْنَى مِنْ أَيْن لَهُم أَن يتحركوا فِيمَا لَا حِيلَة لَهُم فِيهِ أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ: انْتَأَش الشَّيْء، أَي تأخَّر بِالْهَمْز. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن الحربيّ عَن عَمْرو عَن أَبِيه: نَاقَة مَنُوشَةُ اللَّحْم؛ إِذا كَانَت رقيقَة اللَّحْم. وانْتَأَشه، أَي انتزعَهُ. وأمّا قَوْلهم: انتاشني فلَان من الهَلكة، أَي أنْقَذَني، فَهُوَ بِغَيْر همزٍ بِمَعْنى تناولني. نَشأ: قَالَ اللَّيْث: النَّشَأُ: أَحْدَاث النّاس. يُقَال للواحدِ أَيْضا: هُوَ نَشَأُ سَوْءٍ. والناشِيءُ الشابّ، يُقَال: فَتى ناشيء، وَلم أسمع هَذَا النّعْتَ فِي الجاريَة. وَالْفِعْل نَشَأ ينشَأ نَشْأً ونَشْأَةً ونشاءَة. ورَوى سَلَمة عَن الْفراء: الْعَرَب تَقول هَؤُلَاءِ نَشْءُ صِدْق، فَإِذا طَرَحُوا الْهمزَة قَالُوا: هَؤُلَاءِ نَشُو صِدْقٍ، وَرَأَيْت نشَا صِدْق، ومررت بنَشِي صدق، وأجوَد من ذَلِك حَذفُ الْوَاو وَالْألف وَالْيَاء، لِأَن قَوْلهم: (يَسَل) أَكثر من قَوْلهم يَسْأَل و (مَسَلَةٌ) أَكثر من (مَسألة) .

وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم، أَنه قَالَ: الناَّشيء الشابّ حِين نَشأ، أَي بلغ قامَةَ الرجل، وَيُقَال للشابّ والشابَّة إِذا كَانُوا كَذَلِك: هم النَّشَأ يَا هَذَا والنّائون، وَأنْشد لنُصَيب: وَلَوْلاَ أَنْ يُقَالَ صَبَا نُصَيْبٌ لَقُلْتُ بنفسيَ النَّشَأُ الصِّغَارُ فالنَّشَأ قد ارتفعْن عَن حدّ الصِّبا إِلَى الْإِدْرَاك، أَو قربْنَ مِنْهُ. نشأَتْ تنشَأ نَشْأ، وَأَنْشَأَ الله إنْشَاء، قَالَ وناشيء ونَشَأ جمَاعَة، مثل خَادِم وخَدَمَ، وطالب، وطَلَب. الحرانيّ، عَن ابْن السِّكِّيت، قَالَ: النَّشَأ: الْجَوَارِي الصّغار فِي بَيت نُصَيب. وَقَالَ الفراءِ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِىءُ} (العنكبوت: 20) . قَالَ: القُرّاء مجتمعون على جزم الشين، وقَصْرها إِلَّا الْحسن البَصْري، فإِنه مَدَّها فِي كلّ الْقُرْآن، فَقَالَ: النَّشاءة، وَهُوَ مثل الرّأفة والرآفة، والكَأبة والكآبة. وَقَوله تَعَالَى: {كَظِيمٌ أَوَمَن يُنَشَّأُ فِى الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِى الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} (الزخرف: 18) ، قَالَ الفرّاء: قَرَأَ أصحابُ عبد الله: (يُنشَّأُ) ، وَقَرَأَ عَاصِم وَأهل الْحجاز: (يَنشَأُ) . قَالَ: مَعْنَاهُ أَن الْمُشْركين قَالُوا: الْمَلَائِكَة بَنَات الله، تَعَالَى الله عَمَّا افتروا، فَقَالَ الله جلّ وعزّ: أَخَصَصْتُم الرحمانَ بالبَنَات، وأحدكم إِذا وُلد لَهُ بنتٌ يَسودُّ وَجهه. قَالَ: وَكَأَنَّهُ قَالَ: أوَمَنْ لَا يُنشَّأ إِلَّا فِي الحِلية، وَلَا بَيَان لَهُ عِنْد الخِصَام يَعْنِي الْبَنَات تجعلونَهُنّ لِلَّهِ وتستأثرون بالبنين قَالَ الزّجاج فِي قَوْله تَعَالَى: {تُكَذِّبَانِ وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَئَاتُ فِى} (الرحمان: 24) وقرىء (الْمُنشِئَات) ، قَالَ: وَمعنى المُنْشَآت: السفُن المرفوعات الشُّرُع، قَالَ: والمنشِئَات: الرّافعات الشَّرْع. وَقَالَ الفرّاء: مَن قَرَأَ (المنشِآت) فهن اللاّئي يُقْبِلن ويُدْبِرْن، و (المنشَآتِ) أُقْبِلَ بهنَّ وأُدْبِر. وَقَالَ الشماخ: عَلَيْهَا الدُّجَى المستنشَآت كَأَنَّهَا هَوادجُ مشدودٌ عَلَيْهَا الجزاجزُ يَعْنِي الزُّبَى المرفوعات. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {ثَقِيلاً إِنَّ نَاشِئَةَ الَّيْلِ هِىَ أَشَدُّ} (المزمل: 6) . أَخْبرنِي المنذريّ، عَن الحربيّ، عَن الأثْرم، عَن أبي عُبَيدة، قَالَ: ناشئة اللَّيْل: ساعاته، وَهِي آناءُ اللَّيْل، ناشئةً بعد ناشئة. وَقَالَ الزَّجّاج: ناشئة اللَّيْل سَاعَات اللَّيْل كلّها، مَا نَشأ مِنْه، أَي مَا حَدَث، فَهُوَ ناشئة. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن إِبْرَاهِيم الحربيّ، أَنه قَالَ: كَانَ أنس والحسَن وعليّ بن

الحسَيْن وَالضَّحَّاك والحكَم ومجاهِد يَقُولُونَ: ناشئة اللَّيْل: أَوله، وَإِلَيْهِ ذهب الكسائيّ. وَقَالَ ابْن عَبَّاس: النّاشئة: مَا كَانَ بَعْدَ نَوْمه. قَالَ: وَقَالَ ابْن مَسْعُود وَابْن عمر وَابْن الزبيرَ وَأَبُو مَالك ومُعَاوية بن قُرّة وعِكْرمة وَأَبُو مَجْلَز والسُّدِّيّ: اللَّيْل كلّه ناشئَة، مَتى قمتَ فَقَدْ نَشأْتَ. قَالَ: وَأَخْبرنِي أَبُو نصر، عَن الأصمعيّ: خرج السَّحاب لَهُ نشء حَسَن، وَخرج لَهُ خُرُوج حسن، وَذَلِكَ أوّل مَا ينشأ، وَأنْشد: إذَا هَمَّ بالإقْلاَعِ هَبَّتْ لَهُ الصَّبَا فَعَاقَبَ نشءٌ بعْدهَا وخَرُوجُ قَالَ: وَأخْبرنَا عَمْرو عَن أَبِيه: أنشأت النَّاقة فَهِيَ مُبْشِىءٌ إِذا لَقِحَت، وَنَشَأ اللَّيْل ارْتَفع، والنشأ: أَحْدَاث النَّاس، غُلَام ناشيء وَجَارِيَة ناشئة، والجميع نَشأ. وَقَالَ شمِر: نشأَ: ارْتَفع، ونشأت السحابةُ، ارتفَعَت، وأنشأها الله، وَيُقَال: من أَيْن أنشأْتَ؟ أَي من أَيْن جئتَ؟ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: أنشأ يَقُول كَذَا وَكَذَا، أَي أقبل، وَأَنْشَأَ فلَان: أقبل. وَأنْشد قولَ الراجز: مَكانَ مَنْ أَنشا عَلَى الرَّكَائِبِ وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: أنشأ، إِذا أنْشد شِعْراً أَو خطب خُطبة فأَحسَنَ فيهمَا. ابْن السّكّيت عَن أبي عَمْرو: تنشّأْتُ إِلَى حَاجَتي، نهضت إِلَيْهَا ومَشيْتُ، وَأنْشد: فَلمَّا أنْ تَنشَّأَ قَامَ خِرْقٌ من الفِتْيانِ مختلَقٌ هضُومُ قَالَ وسمعتُ غيرَ وَاحِد من الْأَعْرَاب يَقُول: تَنشَّأَ فلَان غادِياً، إِذا ذهب لِحَاجَتِهِ. أَبُو عُبيد: النشيئَة: الْحجر الَّذِي يُجعَل أَسْفَل الْحَوْض، والنَّصَائِب: مَا نَصِب حوله، وَأنْشد: هَرَقْنَاهُ فِي بَادِي النَّشيئَةِ دائِرٍ قديمٍ بِعَهْد المَاء بُقْعٍ نَصَائِبُهْ وَقَالَ اللَّيْث: أنشأ فلَان حَدِيثا، أَي ابْتَدَأَ حَدِيثا وَرَفعه. نشي: ابْن السكّيت عَن الكسائيّ: رجل نَشيان للْخَبَر ونشْوَان، وَهُوَ الْكَلَام المعتَمَدُ. وَيُقَال: من أَيْن نشِيتَ هَذَا الْخَبَر؟ وَفِي السُّكْر: رجل نَشوان، واستبانت نَشوتُه. قَالَ: وَزعم يُونُس أَنه سمع (نشوته) . أَبُو عُبيد عَن أبي زيد: نشيتُ مِنْهُ أنشَى

نشوَةً، وَهِي الرّيح يجدهَا. وَقَالَ شمِر: يُقَال: من الرّيح نِشوة، وَمن السُّكر نَشوة. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: النّشوة: ريح الْخمر. الأصمعيّ: انْظُر لنا الخبَرَ، واسْتَنْشق واسْتَوْشِ، أَي تعرَّفْه. وَقَالَ شمِر: يُقَال: رجل نشيان للْخَبَر، ونشوان من السُّكْر، وأصلهما الْوَاو ففرّقوا بَينهمَا، قَالَ: وَقَوله: منَ النّشوات والنِّساء الحسان أَرَادَ جمع النّشوة. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: نَشيَ فلَان وانْتَشى، فَهُوَ نَشوان، وَامْرَأَة نَشوَى، أَي سَكْرَى. واستنْشيت نَشَا ريح طيبَة، أَي نسَمْتُها، وَأنْشد: ويَنشى نَشا المِسْكِ فِي فارةٍ وريحَ الْخُزامى عَلَى الأجرَع وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الناشيء الْغُلَام الحسَن الشَّبَاب. شنأ: قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ} (الْكَوْثَر: 3) . قَالَ الفرَّاء: قَالَ الله تَعَالَى لنَبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ} ، أَي مُبْغِضُك وعدوّك هُوَ الأبتر. الحرّانيّ عَن ابْن السِّكيت، قَالَ: سمعْتُ أَبَا عمرٍ وَيَقُول: الشانيء: الْمُبْغض، والشِّنْء والشَّنْء: البِغْضَة. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبيدة فِي قَوْله: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ} (الْمَائِدَة: 2) يُقَال: الشنآن، بتحريك النُّون والهمزة، والشنْآن بِإِسْكَان النُّون: البغْضة، وبعضُهم يَقُول: الشَّنآن، وَأنْشد: وإنْ لاَمَ فِيهِ ذُو الشّنَانِ وفَنَّدَا سَلَمة عَن الْفراء: من قَرَأَ: (شَنَان قوم) فَمَعْنَاه بُغْضُ قوم، شِنئتُهُ شنَآنا وشَنانا، وَمن قَرَأَ: {شَنَآنُ قَوْمٍ} فَهُوَ الِاسْم لَا يحملنكم بَغِيضُ قَوْم. وَقَالَ أَبُو عُبيد: يُقَال: شَنِئتُ حقّك، أَي أقررتُ بِهِ وأخرجتُه من عِنْدِي. قَالَ العجّاج: زَلَّ بنُو الْعَوّام عَنْ آل الحكَمْ وشَنِئُوا المُلْك لمَلْكٍ ذِي قَدَمْ أَي أَخْرجُوهُ من عِنْدهم، وقَدَم: منزلةٌ ورفعة. وَقَالَ الفرزدق: وَلَوْ كَانَ فِي دَيْنٍ سوَى ذَا شنِئتُم لَنَا حَقَّنَا أَو غَصَّ بِالْمَاءِ شَارِبُهْ وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: يُقَال: شَنِئْتُ الرجل شَنْأً وشنْأةً وشنَآنا وَمَشْنَئاً، أَي أبْغضته، ولغةٌ رَدِيئَة شَنَأْتُ بِالْفَتْح. الحرّانِيّ عَن ابْن السّكيت: أَزْد شَنُؤَة،

باب الشين والفاء

بِالْهَمْز على (فَعُولَة) ، وَلَا يُقَال: شَنُوَّة. أَبُو عُبيد، عَن أبي عُبيدة: الرجل الشَّنُوءة: الَّذِي يتقزّز من الشَّيْء، قَالَ: وأَحْسِب أَن أزْدَ شَنوءة سُمِّي بِهَذَا. قَالَ: والمِشْناء، مَمْدُود الْهمزَة مكسور الْمِيم: الَّذِي يُبْغضه النَّاس، وَهُوَ على (مِفْعَال) . وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: رجلٌ مشنوء، إِذا كَانَ مُبَغَّضاً؛ وَإِن كَانَ جميلاً، وَرجل مَشْنَاء، إِذا كَانَ قَبِيح المنظر، ورجُلان مَشْناء، وَرِجَال مَشْنَاء. وروِي عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: (عَلَيْكُم بالمشنْيئة النَافِعَة التلبين) تَعْنِي الحَسُوّ. وَقَالَ الرّياشيّ: سَأَلت الأصمعيْ عَن المَشنيئة، فَقَالَ: البغيضة. وَقَالَ اللَّيْث: رجل شَناءَة وشنَائِية، بِوَزْن (فِعَالة) و (فَعَالِية) ، مُبَغَّض سيْىء الخُلُق. وَشن: أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: التَّوشّن: قِلَّة المَاء. قَالَ: والتشوُّن خفّة الْعقل، قَالَ: والشَّوْنة: الْمَرْأَة الحمقاءِ. وَقَالَ ابْن بُزُرْج: قَالَ الكِلابيّ: كَانَ فِينَا رجل يَشون الرؤوس يُريد يَفْرِج شئون الرؤوس، وَيخرج مِنْهَا دابّة تكون على الدِّماغ، فَترك الْهَمْز وَأخرجه إِلَى حدّ (يَقُول) كَقَوْلِه: قُلْتُ لرجليَّ اعملا ودُوبَا فأخرجها من دأبْتُ إِلَى دُبْتُ، كَذَلِك أَرَادَ الآخر (شنْتُ) . (بَاب الشين وَالْفَاء) ش ف (وَا يء) شفى، شاف، شأف، فَشَا، فَاش. شفى: قَالَ اللَّيْث: الشِّفَاء مَعْرُوف، وَهُوَ مَا يبرِىء من السَّقَم، والفِعل: شفَاه الله يشفيه شِفَاء، واستشفى فلَان، إِذا طلبَ الشِّفَاء، وأشفيت فلَانا، إِذا وهبْتَ لَهُ شِفَاء من الدَّوَاء. وَيُقَال: شِفاء العِيّ السُّؤَال. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: أَشفَى، إِذا سَار فِي شفَا الْقَمَر، وَهُوَ آخر اللَّيْل، وأشفَى، إِذا أشرف على وصيْةٍ أَو وَدِيعة. عَمْرو عَن أَبِيه: أشفى زيدٌ عمرا، إِذا وَصفَ لَهُ دَوَاء يكون شفَاؤه فِيهِ، وأشفَى، إِذا أعطَى شَيْئا مَا، وَأنْشد: وَلاَ تُشفِي أبَاهَا لَوْ أَتَاهَا فَقِيرا فِي مَبَاءتها صِمَامَا وشَفَا كلّ شَيْء جَرْفُه. قَالَ الله تَعَالَى: {عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ} (التَّوْبَة: 109) ، والجميع الأشفاء. وَأَخْبرنِي المنذريّ، عَن الحرّانيّ، عَن ابْن السِّكّيت، قَالَ: الشَّفا، مَقْصُور: بقيَّة الْهلَال، وبقيَّة البَصر، وبقيّة النَّهَار، وَمَا أشبههه.

وَقَالَ العَجّاج: وَمَرْبإِ عالٍ لمن تَشَرَّفَا أشْرَفْتُه بِلَا شَفَا أَو بِشفَا وأشفَى فلَان عى الهلكة، أَي أشرَف عَلَيْهَا. وَحدثنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق، قَالَ: حدَّثنا الْحسن بن الرّبيع، عَن عَبد الرزَّاق، عَن ابْن جُريج، عَن عَطاء، سَمِعت ابْن عَبَّاس يَقُول: مَا كَانَت المُتْعة إِلَّا رَحْمَة رحم الله بهَا أمَّة مُحَمَّد، فلولا نهيُه عَنْهَا مَا احْتَاجَ إِلَى الزِّنَا أحَدٌ إِلَّا شفاً) ، وَالله لكَأَنِّي أسمع قَوْله: (إِلَّا شَفا) . عَطاء الْقَائِل: قلت: هَذَا الحَدِيث يدلّ على أنَّ ابْن عَبَّاس علم أَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن المُتعة، فَرجع إِلَى تَحْرِيمهَا بعد مَا كَانَ باح بإحلالها، وَقَوله: (إِلَّا شفاً) ، أَي إِلَّا خَطِيئَة من النَّاس لَا يَجدونَ شَيْئا قَلِيلا يسْتَحلُّونَ بِهِ الفرْج. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّفَةُ نقصانها وَاو، تَقول: شَفَة وَثَلَاث شفَوات، وَمِنْهُم من يَقُول: نقصانها هَاء، وَتجمع شفاهاً، والمشافهة: مُفاعلة مِنْهُ. وَقَالَ الْخَلِيل: الْبَاء وَالْمِيم شفويتان نسبهما إِلَى الشّفة: وسمعتُ بعضَ الْعَرَب يَقُول: أَخْبرنِي فلَان خَبرا اشتفَيْت بِهِ، أَي نَقَعَت بصحّته وَصدقه. وَيَقُول القائلُ مِنْهُم: تشفَّيْتُ من فلَان، إِذا أنْكَى فِي عدوّه نِكَايَةً تسرُّه. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال: شفَت الشَّمْس إِذا غَابَتْ إِلَّا قَلِيلا، وأتيته بشَفاً من ضَوْء الشَّمْس، وَأنْشد: وَمَا نِيلُ مِصْرٍ قُبَيْلَ الشَّفَا إذَا نفحتْ ريحُه النّافِحَهْ أَي قُبَيل غرُوب الشَّمْس. وشَفِيّة: رِكيّة عَادِيّة، عَذْبة المَاء فِي ديار بني سَعْد. والإشفَى: السِّراد، وَجمعه الأشافِي. قَالَ ابْن السِّكيت: الإشفى مَا كَانَ للأساقي، والقِرَب، وَهُوَ مَقْصُور، والمِخْصَف للنِّعَال. شوف شيف: قَالَ اللَّيْث: الشوْف الجلَوْ. والمشوفُ: والمجلوّ. وَقَالَ عنترة: وَلَقَدْ شرِبْتُ مِنَ المدَامَةِ بَعدَما رَكَدَ الهواجرُ بالْمشُوفِ المُعْلَم قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: قَالَ ابنُ الأعرابيّ: المشوفُ المُعْلَم: الدِّينَار الّذي شافَهُ ضارِبُه، وَقيل: أَرَادَ بالمشوف قَدَحاً صافياً مُنَقّشاً. ابْن السِّكّيت: أشاف على الشَّيْء وأشفى عَلَيْهِ، إِذا أَشرَف عَلَيْهِ. وَهَذَا من بَاب المقلوب. وَيُقَال: شِيفَتِ الجاريةُ. تُشاف شوْفاً، إِذا زُيِّنَتْ. واشتَاف فلَان يشتاف

اشتيافاً، إِذا تطاول وَنظر. وَرَأَيْت نسَاء يتشوَّفْنَ من السطوح، أَي ينظرن ويتطاوَلْنَ. وَقَالَ اللَّيْث: تشوَّفت الأوْعَال، إِذا ارْتَفَعت على معَاقِل الْجبَال فأشرفَتْ. أَبُو عُبيد عَن أبي عَمْرو: المشُوف: الْجمل الهائج فِي قَول لَبيد: بخطيرةٍ تُوفي الجديل سريحَةٍ مثلِ المشوفِ هَنَأْتَهُ بعَصيم وَقيل: المشوف المزيّن بالعهون وَغَيرهَا، وَأنْشد ابْن الأعرابيّ: يشْتِقْنَ للنَّظر البعيدِ كأنّما إرْنَانُها ببواءِنِ الأشْطانِ يصِفُ خيلاً نشيطة إِذا رَأَتْ شخصا نائِياً طمَحتْ إِلَيْهِ، ثمَّ صهلت، وَكَانَ صهيلها فِي أبآرِ بعيدَة لسعة أجوافها. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: بَعَثَ القومُ شِيفَةً، أَي طلِيعةً. قَالَ: والشَّيِّفانُ: الدَّيْدَبان. وَقَالَ أعرابيّ: تَبَصَّرُوا الشَّيِّفان فإنهُ يصوك على شَعَفَةِ المصَادِ، أَي يلْزمهَا. شأف: أَبُو زيد: شئفت أَصَابِعه شأَفاً، إِذا تشقّقَتْ. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: شَئفَتْ أَصَابِعه، وسَئِفت وشَعِفتْ؛ بِمَعْنى وَاحِد. أَبُو عُبيد عَن الكسائيّ: شَئفَتْ، وسَعِفت، وَهُوَ التشعّث حول الْأَظْفَار، والشُّقاق. وَقَالَ أَبُو زَيْد: شَئِفْتُ لَهُ شَأَفاً، إِذا أبغضتَه. قَالَ وشَئف الرجل، إِذا خفْتَ حينَ ترَاهُ أَن تصيبه بِعَين، أَو تدلّ عَلَيْهِ من يكره. قَالَ: واستشاف الْجرْح، فَهُوَ مُسْتَشِيف بِغَيْر همز، إِذا غَلظُ. واستأصل الله شأفتَهُ وَهُوَ قَرْح يخرج بالقدم إِذا حسم الْأَمر من أَصله. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ، يُقَال: استأصَل الله شأفته، وَهُوَ قَرْح يخرج بالقدم، يُقَال مِنْهُ: شَئِفَتْ رجله شَأَفاً، والاسمُ مِنْهُ الشأفة، فيُكوَى ذَلِك الدَّاء فَيذْهب، فَيُقَال فِي الدُّعَاء: أذهبك الله، كَمَا أذهب ذَلِك الدَّاء. شَمِر، عَن الهُجيميّ: الشأفة: الأَصْل، واستأصل الله شأفته، أَي أَصله. قَالَ: والشأفة: الْعَدَاوَة. وَقَالَ الكُميت: وَلَمْ نَفتأ كَذَلِكَ كلَّ يَوْمٍ لشأفة واغرٍ مُسْتَأْصِلينا أَبُو عُبيد: شُئِفَ فلانٌ شأفاً، فَهُوَ مشئوف، مثل جُئِث وزُئِد، إِذا فَزِع وذعر. وَفِي الحَدِيث: (خرجت بآدَم شأْفَةٌ فِي رجله) . قَالَ: والشأفة قد جَاءَت بِالْهَمْز وَغير

باب الشين والباء

الْهَمْز؛ وَهِي قَرْحة. فَشَا: رُوِيَ عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (ضُمّوا فواشيكُم بِاللَّيْلِ) وَالْفَوَاشِي كلّ شَيْء ينتشر من المَال، مثل الْغنم السَّائِمَة، وَالْإِبِل وَغَيرهَا. وَقَالَ غَيره: أفْشى الرَّجل، إِذا كثرت فواشيه. أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ: أفشى الرجل وأمشى وأوْشَى، إِذا كثر مَاله، وَهُوَ الفِشاء والمِشاء، مَمْدُود، وَنَحْو ذَلِك. قَالَ الفرّاء: قَالَ اللَّيْث: فَشَا الشيءُ يفشُو فُشُوّاً إِذا ظهر، وَهُوَ عامٌّ فِي كل شَيْء. وَمِنْه إفشاء السرّ، وَقد تفشَّى الخبرُ إِذا كُتِبَ على كاغد رَقِيق فتمشَّى فِيهِ. وَيُقَال: تفشّى بهم الْمَرَض وتفشّاهم الْمَرَض، إِذا عمَّهم. وَأنْشد: تَفَشَّى بِإِخْوَان الثِّقاتِ فعمَّهُم فأَسْكَتُّ عَنْهُ المعْوِلاتِ البواكيا وَقَالَ أَبُو زيد فِي كتاب (الْهَمْز) : تَفَشَّأَ بالقوم الْمَرَض تفشؤا، إِذا انْتَشَر فيهم. وَأنْشد: وأمرٌ عَظِيم الشَّأْن يُرْهَب هَوْلُهُ وَيَعْيَا بِهِ مَنْ كانَ يُحْسَبُ رَاقِياً تَفَشَّأ إخْوَانُ الثِّقاتِ فعمّهمْ فأَسْكَتُّ عنّي المعْوِلاَت الْبَواكِيَا وَقَالَ ابْن بُزُرْج: الفَشء من الْفَخر، من أفُشأتُ، وَيُقَال: نَشَأْت. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: فَشَتْ عَلَيْهِ أمورُه، إِذا انتشرت، فَلم يدر بأيّ ذَلِك يَأْخُذ، وأفشيته أنأ. والفَشَيَان: الغَثْيَةُ الَّتِي تعتري الْإِنْسَان، وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ: (تاسا) . فيش: قَالَ اللَّيْث: الفَيْش: الفيشلَة الضَّعِيف. والفَيْش النفْج يرِي الرّجل أنّ عِنْده شَيْئا، وَلَيْسَ على مَا يُرى. وَفُلَان صاحبُ فِيَاش ومُفَايشة وفُلاَن فَيّاش، إِذا كَانَ نفّاجاً بِالْبَاطِلِ، وَلَيْسَ عِنْده طائل. وَيُقَال أَيْضا: رجل فَيُوش. قَالَ رؤبة: عَنْ مُسْمَهِرَ لَيْسَ بالْفَيُوش والفيشوشة: الضّعْف والرّخاوة. وَقَالَ جرير: أدْرَى بحلمهمُ الفياشُ فَحِملْهُمْ حِلْمُ الْفَراشِ غَشِين نَارَ المْطَلَى شمِر: يُقَال: جَاءُوا يتفايشُون، أَي يتفاخرون ويتكاثَرون، وَقد فايَشني فِيَاشاً، قَالَ: يُقَال: فَاش يفيشُ وفَشَّ يَفُشُّ بِمَعْنى، كَمَا يُقَال: ذَام يَذِيمُ، وَذَمَّ يذُمّ. (بَاب الشين وَالْبَاء) ش ب (وَا يء) شَاب، شبا، بشا، وبش، باش. أشب، أبش.

شبا: قَالَ اللَّيْث: حدّ كلّ شَيْء شَباتُه، والجميع شَبَوَات. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: شَبْوَة هِيَ الْعَقْرَب غير مجراةٍ، وَأنْشد: قَدْ جَعَلَتْ شَبْوَةُ تَزْبَئِرُّ تكْسُواسْتَهَا لحْماً وتَقْمَطِرُّ يَقُول: إِذا لَدَغت صَار اسْتُها فِي لحم النَّاس، فَذَلِك اللَّحْم كسْوَة لَهَا. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّبْوة: الْعَقْرَب الصَّفْرَاء، وَجَمعهَا شَبَوات. قلت: والنحوَّيون يَقُولُونَ: شَبْوةُ، معرفَة لَا تَنْصَرِف وَلَا تدْخلهَا الْألف وَاللَّام. أَبُو عبيد عَن اليزيديّ: المُشبِيُّ: الّذي يُولد لَهُ ولد ذكيٌّ. وأشْبَى، وَأنْشد شَمِر قَول ذِي الإصبع العَدوانيّ: وهم من ولُدُوا وأَشْبَوْا بسرِّ الْحَسبِ المحضِ قَالَ: وأشبى، إِذا جَاءَ بولدٍ مثل شَبَا الْحَدِيد. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: رجل مُشببٍ يلد الْكِرَام، وَرجل مَشْبِيّ: مُكْرَم. قَالَ: والمُشبيّ: المُشْفِق، وَهُوَ المُشْبِل. قَالَ: وَيُقَال: أَشْبَى زيدٌ عمرا، إِذا أَلْقَاهُ فِي بِئْر، أَو فِيمَا يكره. وَأنْشد: اعْلَوَّطَا عَمْراً ليُشْبِيَاهُ فِي كلِّ سُوءٍ وَيُدَرْبِيَاهُ ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: من أَسمَاء الْعَقْرَب الشَّوْشَب، والفِرْضخ، وتَمَرةُ، لَا تَنْصَرِف. قَالَ: وشَبَاة الْعَقْرَب: إبرتها. والشَّبْو: الْأَذَى. الفرَّاء: شبا وجهُه، إِذا أَضَاء بعد تغيّر. وبش: قَالَ اللَّيْث: الوَبْش والوَبش النِّمنِم الْأَبْيَض يكُون على الظّفر. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: هُوَ الْوَبْش والكَدَب والنِّمنم. قَالَ اللَّيْث: وَيُقَال: مَا بِهَذِهِ الأَرْض إِلَّا أوْبَاشٌ من شجر أَو نَبَات، إِذا كَانَ قَلِيلا مُتَفَرقاً. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: يُقَال: بهَا أوباشٌ من النَّاس وأوشابٌ من النَّاس، وهم الضُّروب المتفرّقون. قَالَ: والأشائب: الأخلاط. الْوَاحِدَة أشابة. وَفِي الحَدِيث: (إنّ قُريْشًا وَبَّشَتْ لِحَرْب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أوباشاً) أَي جمَعتْ لَهُ جموعاً من قبائلَ شَتَّى. وَقَالَ ابْن شُميل: الوَبْش الرَّقْط من الجرَب يتفشى فِي جلد الْبَعِير، يُقَال: جمل وَبِش، وَبِه وَبَشٌ، وَقد وبِشَ جلده وبشاً. بوش: قَالَ اللَّيْث: البَوْش: الْجَمَاعَة الْكَثِيرَة. وَقَالَ أَبُو زيد: بَيَّش الله وَجهه وسرّجه.

أَي حَسنّه. وَأنْشد: لَمّا رأيتُ الأزْرَقَيْنَ أرَّشَا لَا حَسَنَ الوجْه وَلَا مُبَيّشا قَالَ: (أزْرَقَيْن) ، ثمَّ قَالَ: (لَا حَسَن) . ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: باش يَبُوش بَوْشاً، إِذا صَحِبَ البَوْش، وهم الغوغاء. شيب: قَالَ اللَّيْث: الشَّيب مَعْرُوف قَلِيله وَكَثِيره. يُقَال: علاهُ الشيبُ. وَيُقَال: شَاب يشيب شَيْباً وَشَيْبَةً، وَرجل أشيب وَقوم شِيب. والشِّيب حِكَايَة ترشّف مشافر الْإِبِل المَاء إِذا شربت. وَأنْشد ابْن السّكيت قَول ذِي الرُّمة يصف الْإِبِل: تداعَيْن باسم الشِّيب فِي مُتَثَلّمٍ جوانِبُه من بَصْرةٍ وَسَلاَمِ وَأما قَول عديّ بن زيد: أرِقْتُ لمكفِّهرَ بَاتَ فِيه بَوَارِقُ يَرْتَقِين رُؤوسَ شِيبِ فَإِن بَعضهم: قَالَ: الشِّيب هَا هُنَا سحائب بيض؛ وَاحِدهَا أشيب. وَقيل: هِيَ جبال مبيضّة الرؤوس من الثَّلج، أَو من الْغُبَار. وَقيل شِيبُ اسْم جَبل ذكره الكُمَيت: فَقَالَ: فَمَا فُدرٌ عَواقلُ أَحْرزَتْها عَمايةُ أَو تَضَمّنَهنَّ شيبُ وَيُقَال: رجل أشْيَب، وَلَا يُقَال: امْرَأَة شيباء، لَا تنْعَت بِهِ الْمَرْأَة، وَقد يُقَال: شَاب رأسُها، وَكَانَت الْعَرَب تَقول للبكر إِذا زفّت إِلَى زَوجهَا فَدخل بهَا وَلم يَقْتَرِعْها لَيْلَة زفافها: باتت بليلةٍ حُرَّة، وَإِن اقترعها تِلْكَ، قَالُوا: باتت بليلةِ شَيْبَاء. وَقَالَ عُرْوة بن الوَرْد: كَلَيْلَةِ شَيْباءَ الّتي لَسْتُ نَاسِياً ولَيْلَتِنا إِذْ مَنَّ مَا منَّ قَرْمَلُ وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: يُقَال للكانونين: هما شَيْبان ومَلْحان. وَيُقَال: شِيبان. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: شَاب يَشُوب شَوْباً، إِذا غشّ، قَالَ: وَمِنْه الْخَبَر: (لَا شَوْب وَلَا رَوْب) ، أَي لَا غِشّ وَلَا تَخْلِيط فِي شراءٍ أَو بيع. وَرُوِيَ عَنهُ أَنه قَالَ: معنى قَوْلهم: (لَا شَوْبَ وَلَا روْب) فِي البيع وَالشِّرَاء فِي السّلعة يَبِيعهَا، أَي أَنَّك برىء من عَيْبها. قَالَ: وَيُقَال: مَا عِنْده شَوْبٌ وَلَا رَوْب، فالشَّوْب الْعَسَل والمشُوب والرَّوْب: الرائِب. وَقَالَ: يُقَال: فِي فلَان شَوْبَة، أَي خَدِيعَةٌ، وَفِي فلَان ذَوْبَة، أَي حمقة ظَاهِرَة. سَلمَة، عَن الفرّاء: شابَ إِذا خَان، وباش إِذا خَلّط. أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ فِي بَاب إِصَابَة

الرجل فِي مَنْطِقه مَرّة وإخطائه أُخْرَى: هُوَ يَشُوب وَيَرُوبُ. وَقَالَ أَبُو سَعِيد: يُقَال للرجل إِذا نضح عَن الرجل: قد شوَّب عَنهُ وراب، إِذا كسِل. قَالَ: والتَّشويب أَن تَنضح نَضْحاً غير مبالَغ فِيهِ فَمَعْنَى قَوْلهم: هُوَ يَشُوب ويَرُوب، أَي يدافِع مُدافعة غيرَ مبالَغ فِيهَا، وَمرَّة يكسَل فَلَا يدافع البتّة. وَقَالَ غَيره: يَشُوب، من شَوْب اللَّبن، وَهُوَ خَلْطُه بِالْمَاءِ ومذْقُه. ويَرُوب، أَرَادَ أَن يَقُول: يُرَوِّب، أَي يَجعله رائباً خاثِراً لَا شَوْب فِيهِ، فأتبع (يَرُوب) (يَشُوب) لازدواج الْكَلَام، كَمَا قَالُوا: هُوَ يَأْتِيهِ الغَدَايا والعَشايا، والغدايا لَيْسَ بِجمع للغداة، فجَاء بهَا على وزن (العشايا) . وشابَة: اسْم جبل بِنَاحِيَة الْحجاز. أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: الشآبيبُ من الْمَطَر الدُّفَعَات. وَقَالَ غَيره: شُؤبُوب العَدْوِ دُفَعُهُ. وَيُقَال لِلْجَارِيَةِ: إِنَّهَا لحسنةُ شَآبيبِ الوَجْه، وَهُوَ أوّل مَا يظْهر من حُسْنها فِي عين النَّاظر إِلَيْهَا. أَبُو زَيد: الشُّؤبوب: الْمَطَر يُصِيبُ الْمَكَان ويخطىء الآخر، وَجمعه الشآبيب، وَمثله: النَّجْو والنَّجَاء. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: سألتُ الأصمعيّ عَن المشَاوب، وَهِي الغُلُف، فَقَالَ: يُقَال لغلاف القارورة: مُشَاوب، على (مُفَاعِل) ، لِأَنَّهُ مَشُوب بحُمْرة وصفرة وخضرة. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: يجوز أَن يجمع المُشَاوَب على (مَشَاوِب) . أشب: أَبُو عُبيد: أَشَبْتُه، أشِبُه: لُمْتُه. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: ويأشِبُنِي فِيهَا الَّذِين يَلُونَهَا وَلَوْ عَلِمُوا لَمْ يأْشِبُونِي بِطائِلِ وَقَالَ غَيره: اشَبْتُه، أَي عبتَه ووقعتَ فِيهِ. أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: الأشَب كَثْرة الشّجر. يُقَال مِنْهُ، مَوضِع أشِب، أَي كثيرُ الشّجر. اللَّيْث: أشَّبْتُ الشرَّ بَينهم تأشيباً. قَالَ: والتأشيب التجمّع من هَا هُنَا وَهَا هُنَا، يُقَال: هَؤُلَاءِ أُشابةٌ لَيْسُوا من مكانٍ وَاحِد، والجميع الأشائِب، وَكَذَلِكَ الأُشابَة فِي الْكسْب مِمَّا يخلطه من الْحَرَام الَّذِي لَا خير فِيهِ. وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: نَجائِبُ لَيست من مهورِ أشابةٍ وَلَا دِيَةٍ كَانَت وَلَا كسْبُ مَأْثَمِ وَقَالَ النَّابِغَة: قبائل من غَسّانَ غير أشائب أبش: يُقَال: تأبَّش الْقَوْم وتهبَّشوا وتَحبّشُوا، وتأشَّبُوا، إِذا تجمعُوا.

باب الشين والميم

بشا: ابْن الأعرابيّ: بشا، إِذا حَسُن خُلُقه. (بَاب الشين وَالْمِيم) ش م (وَا يء) شأم، شام، (شيام) ، وشم، ومش، ماش، مَشى، شما. شما: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ: شما، إِذا علا أمرُه، قَالَ: والشَّمَا: الشمَع. ومش: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الوَمْشَة: الخالُ الْأَبْيَض. وشم: رُوِيَ عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه لَعَن الواشِمة والمسْتَوشِمة، وَبَعْضهمْ يرويهِ: (المُؤتشِمة) . قَالَ أَبُو عُبيد: الوَشْمُ فِي الْيَد، ذَلِك أنّ الْمَرْأَة كَانَت تَغْرِزُ ظهر كفّها ومِعْصمها بإبرة أَو بمِسلّة حَتَّى تُؤثر فِيهِ، ثمَّ تحشوه بالكحل، أَو بالنَّؤُر فيخضرّ، تفعل ذَلِك بدَاراتٍ ونقوش. يُقَال: وَشَمَتْ تَشِمُ وشْماً، فَهِيَ واشِمَةٌ، وَالْأُخْرَى موشومة ومُسْتَوشِمة، وَأنْشد: كَمَا وُشِمَ الرَّوَاهِشُ بالنَّؤُورِ والنَّؤُور: دُخَان الشّحْم. ابْن شُمَيل: يُقَال: فلَان أعظم فِي نَفْسه من المتَّشِمة، وَهَذَا مَثَل، والمتّشمة امْرَأَة وشمت اسْتَها، ليَكُون أحسنَ لَهَا. وَقَالَ الباهليّ: من أمثالهم: لَهُوَ أَخْيَلُ فِي نَفسه من الواشمة. قلت: والمتّشمة فِي الأَصْل مُوتشمة، وَهُوَ مثل المتّصل، أَصله (موتصل) ، فأدغمت الْوَاو أَو الْهمزَة فِي التَّاء وشدّدت. أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: أوْشَمَت السَّمَاء، إِذا بَدَا مِنْهَا بَرق، وأنشدنا: حَتى إِذا مَا أوشمَ الرواعدُ وَمِنْه قيل: أوشَم النَّبْت، إِذا أبصَرْتَ أولَه. وَقَالَ اللَّيْث: أوشمت الأَرْض، إِذا ظهر شَيْء من نَبَاتها. أَبُو عُبيد، عَن الفرّاء: مَا عصيتُك وَشْمة، أَي طرفَة عَيْن. وَقَالَ غَيره: أوشم فلَان فِي ذَلِك الْأَمر إيشاماً، إِذا نظر فِيهِ، وأوشمت الأعناب، إِذا لانتْ وطابَتْ. وَقَالَ ابْن شُميل: الوُشُوم والوُسُوم: العلامات. شيم: أَبُو عُبيد، عَن أبي عُبيدة: شِمتُ السيفَ، أغمدته، وشِمْتُه سَلَلْته. قَالَ شَمر: أَبُو عبيد فِي شِمْتُه، بِمَعْنى سَللْتُه. قَالَ شَمر: وَلَا أعرفهُ أَنا. وَقَالَ أَبُو حَاتِم فِي الأضداد: يُقَال: شامَ سَيفه، إِذا سلّه، وشامه إِذا أغمَدَه، وَأنْشد قَول الفرزدق فِي الشَّيْم بِمَعْنى السلّ:

إِذا هِيَ شِيمَتْ فالقوائم تحتهَا وَإِن لم تُشَمْ يَوْمًا عَلَتْها القوائم قَالَ: أَرَادَ سُلَّت، والقوائم مَقَابضُ السيوف. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: شام السَّيْف: غَمَدَه، وشامه، جَرّدَه، وشام البرقَ: نظر إِلَيْهِ، وشام الرّجل يَشِيم شَيْماً وشُيُوماً، إِذا حَقَّقَ الحمْلَة فِي الْحَرْب، وشَامَ أَبَا عُمَير، إِذا نَالَ من البِكْر مرادَه، وشام يَشِيمُ، إِذا ظَهرت بجلدته الرّقمة السَّوْدَاء، وشام يَشِيم إِذا غبّر رجلَيْهِ بالشِّيام، وَهُوَ التُّرَاب، وشام إِذا دَخَلَ. وَقَالَ اللَّيْث: شِمْتُ الْبَرْق والسَّحاب، إِذا نظرت أَيْن يَقْصِد وَأَيْنَ يمطر. وَقَالَ أَبُو زيد: شِمْ فِي الْفرس ساقَك، أَي أركُلْها بساقك وأَمِرَّها. وَقَالَ أَبُو مَالك: شِمْ، أَدخِلْ، وَذَلِكَ إِذا أَدخَلَ رجلَهُ فِي بَطنهَا يضربُها وأشام فِي الشَّيْء، دخل فِيهِ. أَبُو عبيد، عَن الكسائيّ: رجل مَشِيم ومَشْيُوم ومَشُوم، من الشامَة. وَقَالَ الطِّرِمّاح: كم بهَا من مَكْوِ وَحْشِيةٍ قِيضَ من مُنْتَثِلٍ أَو شِيَامِ قَالَ أَبُو سعيد: سَمِعت أَبَا عَمْرو ينشده أَو شَيَام يفتح الشين، وَقَالَ: هِيَ الأَرْض السهلة. قَالَ أَبُو سعيد: وَهُوَ عِنْدِي (شِيام) بِالْكَسْرِ، وَهُوَ الكِناس، سُمِّي (شِياماً) لِأَن الوَحْش تنشام فِيهِ، أَي تدخل. قَالَ: والمُنْتَثِلُ: الَّذِي كَانَ اندَفَنَ، فَاحْتَاجَ الثَّورُ إِلَى انتثاله، أَي اسْتِخْرَاج تُرابه، والشِّيام، الَّذِي لم يندَفن وَلَا يحْتَاج إِلَى انتثاله، فَهُوَ يَتْشام فِيهِ، كَمَا يُقَال: لِباسٌ لَا يُلْبس. قَالَ: وَيُقَال حَفَرَ فَشَيم، وَقَالَ: الشَّيْم: كلّ أَرض لم يُحْفَرْ فِيهَا قبل، فالحفْر على الْحَافِر فِيهَا أشَدُّ. وَقَالَ الطِّرِمّاح أَيْضا، يصف ثَوْراً: غَاصَ حَتَّى اشتباث من شَيَمِ الأرْ ض سَفَاةً من دوتها ثَأَدُهْ والمَشِيمَة هِيَ للْمَرْأَة الَّتِي فِيهَا الوَلَد، والجميع مَشِم ومَشائم. قَالَه التَّوزيّ، وَأنْشد لجرير: وَذَاكَ الفحلُ جَاءَ بشرِّ نَجْلٍ خبيثاتِ المثَابِرِ والمَشِيم ثَعْلَب، عَن ابْن الأعْرابي، يُقَال: لما يكون فِيهِ الْوَلَد: المَشِيمة والكِيسُ والْحَوْرَان والقميص. وَقَالَ اللَّيْث: الأشْيَمُ من الدَّوَابّ وَمن كلُّ شيءَ: الَّذِي بِهِ شامَة، والشامَة عَلامَة مخالِفَة لسَائِر اللَّون، وَالْأُنْثَى شَيْمَاء. وَقَالَ أَبُو عُبَيدة: ممّا لَا يُقَال لَهُ بَهِيم ولاشِيَةَ لَهُ: الأبرش، والأشْيَم. قَالَ:

والأشْيَم أَن تكون بِهِ شامَةٌ، أَو شامٌ فِي جَسَده. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: الشَّامة: شامةٌ تخَالف لونَ الْفرس على مَكَان يُكْرَه، ربّما كَانَت فِي دَوَابِرها. أَبُو زيد: رجل أَشْيَم بيِّن الشَّيَم، للّذي بِهِ شامة، وَلم يعرف لَهُ فِعل. قَالَ ابْن الأعرابيّ: الشَّامة: النّاقة السَّوْدَاء، وَجَمعهَا شام، والشِّيمُ: الْإِبِل السُّود، والحِضار الْبيض. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: بَنَات المخاضِ شِيمُها وحِضَارُها ويُرْوَى: (شُومها) أَي سُودُها وبيضها، قَالَ ذَلِك أَبُو عَمْرو. ابْن الأعرابيّ: الشِّيام بِالْكَسْرِ: الفأر. والشِّيَام: التّراب. شأم: قَالَ اللَّيْث: الشَّأم: أَرض: سمِّيَتْ بهَا لِأَنَّهَا عَن مَشْأمَة الْقبْلَة. وَيُقَال: شأمْتُ القومَ، أَي يَسَرْتُهم. والمشْأَمَةُ من الشُّؤْم، يُقَال: رجل مشئوم، وَقد شُئِمَ. وَيُقَال: شَأَمَ فلانٌ أصحابَه؛ إِذا أصابَهُم شُئُوم من قِبلَه. وَيُقَال: هَذَا طَائِر أشأم، وطير أشأَم، والجميع الأَشائم. وَأنْشد أَبُو عُبيدة: فَإِذا الأشائم كالأيا مِنِ والأيامِنُ كالأشَائمْ وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم أنَّه قَالَ: العَرَبُ تَقول: أَشأَمُ كُلِّ امرىء بَين لحْيَيْه. قَالَ: أشأَم، فِي مَعْنى الشؤم، يَعْنِي اللِّسَان، وأَنشد: فَتُنْتِجْ لكُمْ غِلْمَانَ أشْأَمَ كُلُّهُمْ كأحْمَرِ عادٍ ثمَّ تُرْضِعْ فَتَفْطِم قَالَ: (غلْمَان أشأمَ) ، أَي غلْمَان شُؤْم. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: يُقَال: يامِنْ بِأَصْحَابِك أَي خذْ بهم يَمْنَةً، وشائِمْ بهم، أَي خُذْ بهم شَأْمَة، أَي ذَات الشمَال، وَلَا يُقَال: تيامنْ بهم. وَيُقَال: قعد فلَان يَمْنَةً، وَقعد فلَان شَأْمَةً. وَتقول: قد يُمِن فلانٌ على قومه، فَهُوَ ميمونٌ عَلَيْهِم. وَقد شُئِمَ عَلَيْهِم فَهُوَ مَشْئوم عَلَيْهِم، بِهَمْزَة بعْدهَا وَاو. وَقوم مشائيم، وَقوم مَيَامِين، وَقد أشأم الْقَوْم، إِذا أَتَوا الشأم، وَرجل شآمٍ وتَهامٍ، إِذا نُسب إِلَى تهَامَة والشأم، وَكَذَلِكَ رجل يمانٍ، زادوا ألفا وخفّفوا يَاء النّسْبَة. وَفِي الحَدِيث: (إِذا نشأَتْ بَحْرِيةً ثمَّ تشاءَمتْ فَتلك عينٌ عَذِيقة) ، تشاءمتْ: أخذت نَحْو الشأم. قَالَ: تشاءم الرجل، إِذا أَخذ نَحْو الشأم، وأشأم، إِذا أَتَى الشأم، ويامَنَ الْقَوْم وأيمنوا، إِذا أَتَوا اليَمَن. ميش: قَالَ اللّيث: الميْش: أَن تمَيش الْمَرْأَة القطنَ بِيَدِهَا، إِذا أزبدته بعد الحلْج،

وَأنْشد: إليَّ سِرّاً فاطْرُفِي وَمِيشي قلت: المَيْش: خَلْط الشَّعر بالصوف، كَذَلِك فَسَّره الأصمعيّ وَابْن الأعرابيّ وَغَيرهمَا. وَيُقَال: مَاشَ فلانٌ، إِذا خَلَطَ الصدْق بِالْكَذِبِ. أَبُو عبيد عَن الكسائيّ، قَالَ: إذَا أخْبر الرَّجُل بِبَعْض الْخَبَر، وكتم بعضه قيل: مَذَع، وماش يَمِيش. وَقَالَ النَّابِغَة: وَمَاشَ مِنْ رَهْطِ رِبِعِيّ وَحَجَّارِ ورَوَى ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال: ماش يميش مَيْشاً، إِذا خَلَطَ اللَّبن الحلو بالحامض، أَو خَلَطَ الصُّوف بالوبرَ، أَو خَلَط الجِدَّ بالهزْل. قَالَ: وماش كَرْمَه يَمُوشة مَوْشاً، إِذا طلب بَاقِي قُطُوفه. قَالَ: والماش قماش الْبَيْت، وَهِي الأوقَابُ والأوغابَ والثَّوى. قلت: ومِنْ هَذَا قَوْلهم: (الماش خير من لاَش) ، أَي مَا كَانَ فِي الْبَيْت من قماش خير لَا قيمةَ لَهُ، خيرٌ من بَيت فارغ لَا شَيْء فِيهِ، مخفف (لَا شَيْء) ؛ لازدواجه مَعَ (ماش) . أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرو: مِشْتُ النَّاقة أَمِيشُها، وَهُوَ أَن تحلبَ نصفَ مَا فِي ضَرْعِها، فَإِذا جُزْتَ النِّصْف فَلَيْسَ بميْش. وَقَالَ اللَّيث: ماش الْمَطَر الأَرْض، إِذا سحاها. وَأنْشد: وقلتُ يَوْم الْمَطَر الميشِ أقاتلي جبيلة أم مُعيشي مَشى: قَالَ اللّيث: المِشْيَةُ: ضرب من المَشْي إِذا مَشى. قَالَ: والمَشَاء مَمْدُود، وَهُوَ المَشُوْ والمَشِيُّ. يُقَال: شربت مَشُوّاً ومَشِيّاً وَمَشَاءً، وَهُوَ استطلاق البُطْن، وَالْفِعْل استَمشى إِذا شرب المَشيَّ، والدواء يُمْشِيهِ. وَقَالَ ابْن السكِّيت: يُقَال: شربت مَشُوّاً ومَشاءً، وَهُوَ الدّواء الَّذِي يسهل، مثل: الحَسُوّ والحَسَاء، قَالَه بِفَتْح الْمِيم، وَذكر المشيَّ أَيْضا، وَهُوَ صَحِيح. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: مَشى الرجل يمشي، إِذا أنْجى، داواؤه، قَالَ: وَمَشى يمشي بالنَّمائم. وَقَالَ اللَّيْث: المَشَاء، مَمْدُود: فِعل الْمَاشِيَة، تَقول: إنّ فلَانا لذُو مَشاءٍ وماشية. وأمشى فلَان، كثرت ماشِيتُه، وَأنْشد: وكلُّ فَتى وَإِن أمْشى فأثرَى ستخِلجُه عَن الدّنيا المنونُ وَقَالَ الحُطيئة:

فَيبْني مَجْدَهَا وَيُقيمُ فِيهَا ويَمْشِي إنْ أُرِيد بِها المَشاءُ قَالَ أَبُو الهَيْثَم: يمشي: يكثر يُقَال: مشت إبلُ بنِي فلَان تمشي مَشاءً، إِذا كثرت والمشَاء: النَّماءِ، وَمِنْه قيل: الْمَاشِيَة. وَقَالَ غَيره: كلّ مالٍ يكون سَائِمَة للنَّسل والقُنْية من إبل وبقر وشاءٍ، فَهِيَ مَاشِيَة، وأصل الشَّاء النّماءِ وَالْكَثْرَة والتناسل. وَقَالَ الراجز: الْعَنْزُ لاَ تَمْشِي مَعَ الْمَمَلَّعِ ابْن السّكّيت: الْمَاشِيَة تكون من الْإِبِل والغَنَم، يُقَال: قد أمشى الرجل، إِذا كَثُرت ماشيتُه، وَقد مَشِيَت الْمَاشِيَة، إِذا كثرت أولادُها. وناقة مَاشِيَة: كَثِيرَة الْأَوْلَاد. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: المَشاء الجَزَرُ الَّذِي يُؤْكَل، وَهُوَ الإصطفلين. أَبُو زَيد: شَرِبتُ مَشيّاً، فمشيْتُ عَنهُ مَشياً كثيرا. بَاب اللفيف من حرف الشين شَيْء، شيشاء، شوى، شَاءَ، شأي، وشي، أشّ، أشا. شَيْء: قَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى: {ياأَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ} (الْمَائِدَة: 101) . قلت: لم يخْتَلف النحويّون فِي أَن {أَشْيَاء جمع شَيْء، وَأَنَّهَا غير مجراة، وَاخْتلفُوا فِي العِلّة فَكرِهت أَن أحكيَ مقَالَة كلّ وَاحِد مِنْهُم، واقتصرت على مَا ذكره أَبُو إِسْحَاق الزّجاج فِي كِتَابه، لِأَنَّهُ جمع أقاويلَهم على اختلافها، واحتجّ لأَصْوَبها عِنْده، وعَزَاه إِلَى الْخَلِيل بن أَحْمد، فَقَالَ فِي قَوْله: لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ} : أَشْيَاء فِي مَوضِع خفضٍ إِلَّا أَنَّهَا فتحت لِأَنَّهَا لَا تَنْصَرِف. قَالَ: وَقَالَ الكسائيّ: أشبه آخرُها آخرَ حمراءٍ، وَكثر استعمالهم لَهَا فَلم تصرف. قَالَ الزّجَّاج: وَقد أجمع البصريون وأكثرُ الكوفيِّين على أَن قَول الكسائيّ خطأ، وألزموه ألاّ يصرف أَبنَاء وَأَسْمَاء. قَالَ الفرّاء والأخفش: أصل أشياءٍ (أفعلاءٍ) كَمَا تَقول: هيْن وأهوناء، إلاّ أَنه كَانَ فِي الأَصْل (أَشْيِئاء) على وزن أشيِعَاع، فاجتمعت همزتان بَينهمَا ألفٌ فحذفت الهمزةُ الأولى. قَالَ أَبُو إِسْحَاق: وَهَذَا القَوْل أَيْضا غَلَط، لِأَن (شَيْئا) (فَعْل) ، و (فَعْل) لَا يجمع على (أفعلاء) ، فأمّا هَيْن فأصله (هَيِّن) فَجمع على (أفعلاء) كَمَا يجمَعُ (فعيل) على أفعلاء مثل: نصيب وأنصباء. قَالَ: وَقَالَ الْخَلِيل: أَشْيَاء اسْم للْجَمِيع كأنّ أصلَه فَعْلاء شيئاء، فاستثقلت

الهمزتان، فقُلبت الْهمزَة الأولى إِلَى أوّل الْكَلِمَة، فَجعلت (لَفْعاء) كَمَا قلبوا (أنْوُق) ، فَقَالُوا: (أينُق) وكما قلبوا قووس (قِسيّاً) ، قَالَ: وتصديق قَول الْخَلِيل جمعهم أَشْيَاء على أشاوَى وأشَايَا. قَالَ: وَقَول الْخَلِيل هُوَ مذهَب سِيبَوَيْهٍ والمازنيّ وَجَمِيع الْبَصرِيين إِلَّا الزياديّ مِنْهُم فَإِنَّهُ كَانَ يمِيل إِلَى قَول الْأَخْفَش. وذُكِرَ أنّ المازنيّ نَاظر الْأَخْفَش فِي هَذَا، فَقطع المازنيّ الأخفشَ، وَذَلِكَ أَنه سَأَلَهُ، كَيفَ تُصَغِّر (أَشياء) ؟ فَقَالَ لَهُ: أَقُول (أُشَيَّاء) ، فَاعْلَم، وَلَو كانَتْ أفعلاء لرُدَّتْ فِي التصغير إِلَى وَاحِدهَا، فَقيل: (أشَيَّات) ، وَإِجْمَاع الْبَصرِيين أَن تَصْغِير أصدقاء إِن كَانَ للمؤنث (صُدَيِّقات) ، وَإِن كَانَ للمذكر (صُدَيِّقُون) . قلت: وَأما اللّيث فَإِنَّهُ حَكَى عَن الْخَلِيل غير مَا حَكَاهُ الثِّقاتُ من أَصْحَابه عَنهُ، وخَلَّط فِيمَا حكى، وطوَّل تَطْوِيلاً دَلَّ على حَيْرَتِه وَلذَلِك أَعرَضت عَنهُ، وَلم أكتبه بعَيْنه. أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: الأَيْدَعُ والشَّيَّانُ: دَمُ الأَخَوَيْن. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّيْء المَاء. وَأنْشد: ترى رَكْبَه بالشَّيء فِي وَسْطِ قفْرَةٍ قلت: لَا أعرِف الشَّيء بِمَعْنى المَاء، وَلَا أدرِي مَا هُوَ؟ وَلَا أَعْرِفُ الْبَيْت. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: قَالَ الأصمعيْ: إِذا قَالَ لَك الرجل: مَا أردتَ؟ قلت: لَا شَيئاً، وَإِذا قَالَ لَك: لِمَ فعلتَ ذَلِك؟ قلت: للاشيءٍ. وَإِن قَالَ: مَا أَمْرُك؟ . قلت: لَا شيءٌ. تنون فِيهِنَّ كُلهنَّ. شيشاء: أَبُو عُبيد عَن الْفراء: يُقَال للتَّمر الَّذِي لَا يشتدّ نوَاه الشيشاء. وَأنْشد: يَا لَكَ من تَمْرٍ ومِنْ شِيشَاءِ يَنْشَبُ فِي الْمَسْعَلِ واللهَاء شأشأ: أَبُو زَيْد: شأشأتُ بالحمار، إِذا دَعوته (شَأْشَأْ) و (تَشُؤْتَشُؤْ) . عَمْرو عَن أَبِيه: الشأْشَاء: زجر الْحمار وَكَذَلِكَ الشأْشأ. قَالَ: وَالشأشأ: الشيّص، والشأشأ: النّخل الطوَال. وَقَالَ غَيره: شأشأت النَّخْلَة وصأصأت. وَقَالُوا: شاشت فَهِيَ مُشيشة من الشيشاء. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الشَّأشاء: الشيِّص. وَفِي الحَدِيث: أَن رجلا من الْأَنْصَار قَالَ لبعير: (شأ لعنك الله) ، فَنَهَاهُ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن لَعْنه. قلت: قَوْله: (شأْ) زجر للجمل، وَبَعض الْعَرَب تَقول: (جأ) وهما لُغَتَانِ. شوى: وَقَالَ اللَّيْث: الشَّيّ: مصدر شَوَيت،

والشِّواء الِاسْم، وَتقول: أَشوَيْتُ أَصْحَابِي إشواءً إِذا أطعمتَهم شِوَاء، وَكَذَلِكَ شَوّيتهم تشويَةً. قَالَ: واشْتَوينا لَحْمًا فِي حَالِ الْخُصوص، وانْشوى اللَّحم. قلت: وَهَذَا كلّه صَحِيح. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: شويت المَاء إِذا سَخَّنْتَه. قَالَ وأَشْوَى الرجل وشَوْشَى وشمْشم وأشْرَى إِذا اقتَنى النّقَزَ من رَديء المَال. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {يُنجِيهِ كَلاَّ إِنَّهَا لَظَى نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى تَدْعُواْ مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى وَجَمَعَ فَأَوْعَى إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً} (المعارج: 15، 16) . قَالَ الشَّوى: اليدان والرِّجلان والأطراف، وقحف الرَّأْس وجلدةُ الرَّأْس، يُقَال لَهَا: شواة، وَمَا كَانَ غير مقتل فَهُوَ شوًى. وَقَالَ الزّجاج: الشَّوى: جمع الشّواة، وَهِي جلدَة الرَّأْس، وَأنْشد: قَالَت قُتَيْلَةُ مَاله قد جُلِّلَتْ شَيْباً شَوَاتُه وَقَالَ أَبُو ذُؤَيب: إِذا هِيَ قَامَت تَقْشَعِرُّ شَوَاتُهَا ويُشْرِقُ بَيْنَ اللِّيتِ مِنْهَا إِلَى الصُّقْلِ وَقَالَ مُجَاهِد: مَا أَصاب الصَّائِم شَوًى إِلَّا الغِيبة والكذِب. قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ يحيى بن سَعِيد: الشَّوى: هُوَ الشَّيْء الْيَسِير الهيِّن، قَالَ: وَهَذَا وَجهه، وإياه أَرَادَ مُجَاهِد؛ ولكنَّ الأَصْل فِي الشّوى الْأَطْرَاف، وَأَرَادَ أَن الشَّوى لَيْسَ بمقتل، وَأَن كل شَيْء أَصَابَهُ الصَّائِم لَا يبطل صَوْمه، فَيكون كَالْقَتْلِ لَهُ إلاّ الغِيبة وَالْكذب، فَإِنَّهُمَا يُبطلان الصَّوم، فهما كالقَتْل لَهُ. أَبُو عُبَيد عَن الْأَحْمَر، وَأبي الْوَلِيد: الشِّوايةُ: الشيءُ الصَّغِير من الْكَبِير كالقِطعة من الشَّاة، قَالَ وشُوَايةُ الخُبْز: القُرص. قَالَ أَبُو بكر: الْعَرَب تَقول: نَضِجَ الشُّوَاءُ، بِضَم الشين، يُرِيدُونَ الشِّواء. قَالَ: والشَّوى: جلدَة الرَّأْس، والشّوى: إخطاء المقتل، والشوى: اليدان وَالرجلَانِ، والشوى: رُذال المَال، وَيُقَال: كل ذَلِك شوًى ي هيِّنٌ مَا سَلِمَ دينك. وَقَالَ اللَّيْث: الإشْواء يوضع مَوضِع الْإِبْقَاء، حَتَّى قَالَ بَعضهم: تَعَشَّى فلَان فأَشْوَى من عشائه، أَي أبقى بَعْضًا، وَأنْشد: فإنَّ منَ القَوْل الَّتِي لَا شَوَى لَهَا إِذا زَلَّ عَن ظهرِ اللِّسَان انْفِلاتُها أَي لَا بُقْيَا لَهَا. وَقَالَ غَيره: لَا خطأَ لَهَا. وَقَالَ الكُميت: أَجيبُوا رُقَي الآسِي النِّطاسِيّ واحذروا

مُطَفّئة الرَّضْفِ الَّتِي لَا شَوَى لَهَا أَي لَا بَرْءَ لَهَا. قلت: وَهَذَا كُله من إِشْواء الرامِي؛ وَذَلِكَ إِذا رَمَى فأَصاب الأطرافَ وَلم يُصِب المقتَل، فَيُوضَع الإشواء مَوضِع الْخَطَأ وَالشَّيْء الهَيِّن. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: الشَّاء والشّوِيّ والشَّيِّهُ واحِد، وَأنْشد: قالتْ بُهَيَّةُ لَا يُجَاوِرُ رَحْلنا أَهلُ الشَّوِي وَغَابَ أهلُ الجامِل قلت: وَالْوَاحد شَاة للذّكر والأُنثى، وَالشَّاة، الثَّور الوحشيّ، لَا يُقَال إلاّ للذّكر. وَقَالَ الْأَعْشَى: وحانَ انطلاقُ الشَّاةِ من حيثُ خَيَّما وَرُبمَا كَنَّوْا بِالشَّاة عَن الْمَرْأَة فأنثّوا كَمَا قَالَ عنترة: يَا شاةَ مَا قَنَصٍ لمن حَلَّتْ لَهُ حَرُمَتْ عَلَيَّ وَلَيْتها لم تَحْرُم فأَنَّثها. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّاة كَانَت فِي الأَصْل (شاهة) ، وَبَيَان ذَلِك أنّ تصغيرها (شُوَيْهة) ، وَأَرْض (مُشاهة) كَثِيرَة الشَّاء. قلت: وَإِذا نسبوا إِلَى الشَّاء قَالُوا: هَذَا شاوِيّ. وشى: قَالَ الله عزّ وجلّ: {لاَّ شِيَةَ فِيهَا} (الْبَقَرَة: 71) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: أَي لَيْسَ فِيهَا لون يُخَالف سَائِر لَوْنهَا. حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق، قَالَ: حَدثنَا عبيد الله بن جرير، قَالَ: أخبرنَا حجاج عَن حَمَّاد، عَن يحيى بن سعيد، عَن قَاسم بن مُحَمَّد أَن أَبَا سيّارة وَلِعَ بِامْرَأَة أبي جُندب، فَأَبت عَلَيْهِ، ثمَّ أعلمت زَوجهَا، وكَمَنَ لَهُ، وَجَاء فَدخل عَلَيْهَا، فأَخذه أَبُو جُنْدُب فدق عُنُقه إِلَى عَجْبِ ذَنبه، فائتشى مُحْدَوْدِباً. قَالَ: والوشى فِي اللَّوْن خَلْطُ لونٍ بلون، وَكَذَلِكَ فِي الْكَلَام، يُقَال وشيت الثَّوْب أشيه وَشْيَةً. وَقَالَ اللَّيْث: الشِّيَة سَوَاد فِي بَيَاض، أَو بَيَاض فِي سَواد، وثور مُوَشَّى القوائم: فِيهِ سُفعة وَبَيَاض، والحائك واشٍ يشي الثَّوْب وَشْياً؛ أَي نسجاً وتأليفاً، والنَّمَام يشي الْكَذِب، يُؤلِّفه. وَقد وشى فلَان بفلان وشايَةً، أَي نمّ بِهِ. والْوَشي فِي الصَّوْت. أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرو والفرّاء: ائتِشى العَظم، إِذا برأَ من كسْرٍ كَانَ بِهِ. قلتُ: وَهُوَ افتعال من الوشي. ورُوِيَ عَن الزُّهْرِيّ أَنه كَانَ يستوشي الحَدِيث. قَالَ أَبُو عُبيد: مَعْنَاهُ أَنه كَانَ يَسْتَخْرِجهُ بالبحث والمسأَلة، كَمَا يستوشي الرجل جَرْيَ الْفرس وَهُوَ ضربه جنبه بعقبه وتحريكه ليجري، يُقَال: أوشى فرسه

واسْتَوْشاهُ. وَقَالَ الشَّاعِر: يُوشُونَهُنَّ إِذا مَا آنَسُوا فَزَعاً تَحت السَّنَوّرِ بالأعقابِ والْجِذَمِ ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: أوشى إِذا كثر مَاله، وَهُوَ الْوَشَاء والمشاء. وأَوْشى؛ إِذا اسْتَخرج ركض الْفرس بجرْيه، وأَوْشى استخرج معنى كلامٍ أَو شعر. وَقَالَ اللَّيْث: الوشْوَاش: الْخَفِيف من النعام، وناقة وشواشة. وناقة شَوْشاء، مدود. وَقَالَ حُمَيد: من الْعَيْش شَوْشَاءٌ مِزَاقٌ تَرى بهَا نُدُوباً من الأنشاع فَذّاً وتَوْأَماً وَقَالَ بَعضهم: هِيَ فَعْلاء، وَقيل: هِيَ فعلال. وسماعي من الْعَرَب: ناقه شَوشاه بِالْهَاءِ وَقصر الْألف. أَبُو عُبيد: الشَّوشاة: الناقَة السريعة. قَالَ: وَقَالَ الأُمَوِيّ: الوشوَاش من الرِّجَال الْخَفِيف. وَقَالَ اللَّيْث: الوشْوَشة: كَلَام فِي اخْتِلَاط وَكَذَلِكَ التشويش. قلت: هَذَا خطأ، أمّا الوشوشة فَهِيَ الخِفَّة، وَأما التشويش فَإِن اللّغويين أَجمعُوا على أَنه لَا أصل لَهُ فِي الْعَرَبيَّة وَأَنه مِنْ كَلَام المَولّدين. وَأَصله التهويش، وَهُوَ التَّخْلِيط، وَقد مرَّ تَفْسِيره فِي كتاب الْهَاء. عَمْرو عَن أَبِيه: فِي فلَان من أَبِيه وَشْوَاشَة، أَي شَبَهٌ. وَقَالَ أَبُو عُبيدة: رجل وَشْواش الذّراع ونَشْنَشِيُّ الذِّرَاع، لم يَتَلَبَّثُ وَلم يَهْمُمْ. أشش: قَالَ اللَّيْث: الأَشُّ والأَشاش: الْهَشاشُ، وَهُوَ الإقبال على الشَّيْء بنَشاط، وَأنْشد: كَيفَ يُوَاتيه وَلَا يَؤُشُّه ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الأشُّ: الْخبز الْيَابِس الهَشّ، وَأنْشد شَمِر: رُبَّ فتاة مِنْ بني العِنَازِ حَيَّاكَةٍ ذاتِ هَنٍ كِنَازِ ذِي عضدين مُكْلَئِزَ نَازي تَأَشُّ للقُبْلَةِ والْمحازِ الْجِمَاع. شمر عَن بعض بني كلاب: أَشَّت الشَّحمة ونَشَّت. قَالَ: أَشَّتْ، إِذا أَخَذَت تحلب، ونَشَّت إِذا قَطرت، تَنِشُّ نَشِيشاً. شأي: قَالَ اللَّيْث: الشَّأْو: الْغايَةُ. يُقَال: عَدَا الْفرس شَأْواً، أَو شأوَيْن، أَي طَلَقاً أَو طلَقين. وَيُقَال: شَأَوتُ الْقَوْم، أَي سبقتهم، وشَآهُ يَشْآهُ شَأْواً، إِذا سبقه.

وَيُقَال: تَشَاءى مَا بَينهم بِوَزْن تشاعَى، أَي تبَاعد. وَقَالَ ذُو الرُّمة: أَبوك تَلافَى الدِّينَ والناسَ بَعْدَمَا تَشاءَوْا وبيتُ الدِّينِ مُنْقَطع الكسرِ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الشَّأْيُ: الْفساد، مِثل: الثّأْي. قَالَ: والشَّأْيُ التَّفْرِيق. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: شَآني الأمرُ مثل: شَعاني، وشاءني مثل: شاعني، إِذا حَزَنك. وَقَالَ الْحَارِث بن خَالِد: مَرّ الخُمولُ فَمَا شَأْونَكَ نَقْرَةً وَلَقَد أراكَ تُشَاءُ بالأَظْعَان فجَاء باللغتين جَمِيعًا. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: وَمِنْه قَول عديّ بن زيد: لَمْ أُغَمِّضْ لَهُ وَشَأْيِي بِهِ مّا ذَاك أَنِّي بصَوبه مَسْرُور وَمن أمثالهم: شَرُّ مَا أَشَاءك إِلَى مُخَّةِ عُرقُوب، وشرّ مَا ألجأَك، وَقد أُشِئْتُ إِلَى فلَان، وأُجِئْتُ إِلَيْهِ، أَي أُلْجِئْتُ. اللَّيْث: شُؤْتُه أَشُوءُهُ أَي أَعْجَبتُه. وَقَالَ سَاعِدَة الهُذْليّ: حتّى شآها كَلِيلٌ مَوْهِناً عَمِلٌ باتت طِراباً وَبَات الليلَ لم يَنِمَ شَآها، أَي شاقها وطَرَّبَها، بِوَزْن شَعَاهَا. وَقَالَ اللَّيْث: شَأْوُ النَّاقة: زِمامُها. قَالَ: وشَأْوُها بَعَرُها، وَقَالَ الشَّماخ عَيْراً وأتانه: إِذا طَرَحا شأواً بِأَرْض هَوَى لَهُ مُفَرَّضُ أطرافِ الذّراعين أفلَجُ وَيُقَال: للزَّبيل الْمِشآة، فشبَّه مَا يُلْقِيه الْحمار والأتان من رَوْثهما بِهِ. شيأ: وَقَالَ اللَّيْث: للشيئة مَصْدَر شَاءَ يَشَاء مشيئَة. وَقَالَ أَبُو عُبيدة: الشَّيِّئان بِوَزْن الشَّيِّعان: البَعيد النّظر، ويُنعتُ بِهِ الْفرس، وَأنْشد شمر: مُخْتَتِياً لِشَيِّئانٍ مِرْجَمِ وَيُقَال: شُؤتُ بِهِ: أعجبتُ بِهِ وسُررت. أَبُو عُبيد: اشتأَيْتُ أَي استمعْتُ، وَأنْشد للشماخ: وحُرَّتَيْنِ هِجانٍ لَيْسَ بَيْنَهما إِذا هُما اشْتَأَتا للسَّمْع تَمَهْيل أَبُو عُبيد: الإشاء الصغار من النّخل، وَاحِدهَا أشاءة. أَبُو عَمْرو: الْمُشَيَّأ: الْمُخْتَلف الخَلْق، الْقَبِيح، وَقد شَيّأَ الله خَلْقَه أَي قَبَّحَهُ. وَقَالَت امْرَأَة من الْعَرَب: إِنِّي لأَهْوَى الأطْوَلين الْغُلْبَا وأُبْغِضُ المشَيَّأَيْنِ الزُّغْبا وَقَالَ أَبُو سَعِيد المُشَيَّأُ مثل المؤبَّن. وَقَالَ الجَعديّ:

زَفيرَ الْمُتِمّ بالْمُشَيَّأِ طَرَّقَتْ بِكاهِله فِيمَا يَرِيم الملاقيا اللِّحيانيّ: عَن الْكسَائي: جَاءَ بالعَيّ والشِّيّ. وَهُوَ عَيِييّ شَيِيّ، وَمَا أعيَاه وأشياه، وأشواه أَكثر. وَيُقَال: هُوَ عَوِيّ شَوِيَّ. والشَّوى: رُذال الْإِبِل وَالْغنم، وصغارها شَوًى. وَقَالَ الشَّاعِر: أَكَلْنا الشَّوَى حَتَّى إِذا لم نَدَعْ شَوًى أَشَرْنا إِلَى خَيْراتها بالأصابع أَبُو عبيد، عَن الْأَحْمَر: يافَيْءَ مَالِي، وياشيْء مَالِي، وياهَيْء مَالِي، مَعْنَاهُ كُله الأسف والتلهُّف والحزن. اللِّحيانيّ، عَن الكسائيّ، يافَيَّ مالِي، وَيَا هَيَّ مَالِي، لَا يهمزان، وَيَا شَيْءَ مَالِي وَيَا شيَّ مَالِي يهمز وَلَا يُهْمز. قَالَ: و (مَا) فِي كلهَا فِي مَوضِع رفع، تَأْوِيله يَا عجبا مَالِي وَمَعْنَاهُ التلهُّفُ والأسَى. وَقَالَ الْفراء: قَالَ الكسائيّ: من الْعَرَب من يتعجب بشَيْءٍ وهيْء وفيء، وَمِنْهُم من يزِيد فَيَقُول: يَا شَيَّمَا، وَيَا هَيَّمَا وَيَا فَيَّما، أَي مَا أحسن هَذَا

بَاب الرباعي من حرف الشين شفصل: قَالَ اللَّيْث: الشِّفْصلي: حَمْلُ اللَّواء الَّذِي يلتوي على الشّجر، وَيخرج عَلَيْهِ أَمْثَال المَسالّ، تَتَفَلَّقُ عَن قطنٍ، وحبّ كالسمسم. شندف: أَبُو عُبيد: فرس شُنْدُف، أَي مُشرف. وَقَالَ المرَّار: شُنْدُفٌ أشدفَ مَا وَرَّعْتَه فَإِذا طُؤطِىء طَيَّارٌ طِمِر شوصل: ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: شَفْصَل وشوصَل جَمِيعًا، إِذا أكل الشّاصُليّ، وَهُوَ نَبَات. شرشف: وَقَالَ اللَّيْث: الشُّرْشُوف ضِلَعٌ على طرفها الغُضروف الرَّقيق وشَاة مُشَرْسَفَة، إِذا كَانَ بجنبها بَيَاض، قد غَشِيَ الشَّراسيف والشَّواكل. الأصمعيّ: الشراسيف أَطراف أضلاع الصَّدر الَّتِي تُشرِف على البَطْن. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الشُّرْسُوف رَأس الضِّلَعِ مِمَّا يَلِي الْبَطن، والشُّرْسوف أَيْضا الْبَعِير المقَيّد، وهوالأسير المكتوف، وَهُوَ البعيرُ الَّذِي عُرْقِبَت إِحْدَى رجلَيْهِ. شنترة: أَبُو زيد: الشَّنْتَرَة والشِّنْتِيرة: الإصبع، بلغَة أهل الْيمن، وَأنْشد: فَلم يَبق مِنْهَا غير نصف عِجانها وشِنْتِيرةٍ مِنْهَا وَإِحْدَى الذَّوائبِ شفتر: ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: اشْفَتَرَّ السِّراجُ إِذا اتسعت النَّار، فاحتجْتَ أَن تقطع من رأسِ الذُّبال. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم فِي قَول طرفَة: فترى الْمَرْوَ إِذا مَا هَجَّرَتْ عَن يَدَيها كالجراد الْمُشفَتِرّ قَالَ: والْمُشفَتِرُّ: المتفرق. قَالَ: وَسمعت أَعْرَابِيًا يَقُول: المشفتِرُّ: المنتصِب، وَأنْشد: تَغْدُو على الشّرِّ بوَجْهٍ مُشفَتِرّ وَقيل: المشفترّ المقْشعِرّ. 5 وَقَالَ اللَّيْث: اشفَتَرَّ الشيءُ اشفِتْرَاراً وَالِاسْم الشَّفتَرَة، وَهُوَ تفرُّق كَتَفَرُّق الْجَرَاد. شرنف: وَقَالَ اللَّيْث: الشِّرْنَافُ: ورق الزَّرْع إِذا طَال وكثُرَ حَتَّى يخَاف فَساده فَيقطع، يُقَال: حينئذٍ: شَرْنَفْتُ الزَّرْع، وَهِي كلمة يمانيَّة.

شنظب: قَالَ: والشُّنْظُب: مَوضِع فِي الْبَادِيَة، والشُّنْظُب: كلّ جُرف فِيهِ مَاء. وَقَالَ أَبُو زيد: الشُّنْظُب الطويلُ الحسَنُ الخَلْق. شنظر: قَالَ: والشِّنظير: الْفَاحِش الغَلِقُ من الرِّجَال وَالْإِبِل السَّيِّءُ الخُلُق. أَبُو عَمْرو: وشَنظَرَ الرجُل بالقوم شنْظَرَةً، إِذا شتمهم، وَأنْشد: يُشَنْظِرُ بالقَوْمِ الْكِرَام ويَعتزى إِلَى شَرِّحَافٍ فِي الْبِلَاد وناعِلِ شِمر: الشِّنظير مثل الشُّنْظُرَة، وَهِي الصَّخْرَة تَنْفلق من رُكن من أَرْكَان الْجَبَل فَتَسْقُط. النَّضْر عَن أبي الْخطاب: شَناظِير الْجَبَل: أطرافُه وحُروفُه، الْوَاحِد شِنْظِير. طفنشأ: أَبُو عُبيد عَن الأمويّ: الطَّفَنْشَأُ، مَهْمُوز مَقْصُور: الضعِيف من الرِّجَال. طرفش: قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: طَرْفش طَرْفَشَةً، ودَنْفَشَ دَنْفَشَةً، إِذا نظر وَكسر عَيْنَيْهِ. قلت: وَكَانَ شمِر وَأَبُو الْهَيْثَم يَقُولَانِ فِي هَذَا الْحَرْف: دنقس دنقسة، بِالْقَافِ وَالسِّين. فرشط: أَبُو عُبيد، عَن الْفراء: فرشط الرجل فرشَطَةً، إِذا ألصَقَ ألَيتَيْه بالأَرض وتوسَّدَ سَاقيه. وَقَالَ ابْن بُزْرُج: الْفَرشطَةُ بَسْط الرِّجلين فِي الرّكُوب من جَانب، والبَرقطة القُعود على السَّاقَيْن بتفريج الرُّكْبَتَيْنِ. شمصر: غيرُه: الشمْصَرَة: الضِّيق، يُقَال: شَمْصَرت عَلَيْهِ، أَي ضَيَّقْتَ عَلَيْهِ، وشَمَنْصِير: جبل من جبال هُذَيْل مَعْرُوف، ذكره بعضُهم فَقَالَ: تَبَوَّأَ من شمَنْصِيرٍ مقَاما شرذم: والشِّرْذِمَةُ: الجماعةُ الْقَلِيل، قَالَ الله تَعَالَى: {) (إِنَّ هَاؤُلا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ} (الشُّعَرَاء: 54) . وَقَالَ اللَّيث: الشِّرذِمَةُ: الْقطعَة من السَّفَرْجَلة وَنَحْوهَا، وَأنْشد: يُنَفِّرُ النِّيبَ عَنْهَا بَين أَسْوُقِهَا لم يَبْقَ مِنْ شَرِّها إلاّ شَراذِيمُ وَثيَاب شراذم، أَي أَخْلَاق متقطعة. شبرذ: أَبُو عَمْرو: نَاقَة شَبَرْذَاةٌ: نَاجِيَةٌ سريعة. وَقَالَ مرداس الزبيريّ: لما أَتَانَا رافِعاً قِبِرّاه على أَمُونٍ جَسْرَةٍ شَبَزذاهْ شمذر: أَبُو عُبيد عَن أبي عَمْرو: بعير شَمَيْذَر، وناقة شَمَيْذَرَةٌ، وسَير شَمَيْذَر، وَأنْشد: وَهُنَّ يُبَارِيَن النَّجاءَ الشَّميْذَرا وَأنْشد الْأَصْمَعِي لحُميد: كَبْدَاءُ لاحِقَةُ الرَّحَا وشَمَيْذَرُ

ابْن الأعرابيّ: غُلَام شمْذارة وشَمَيْذَر، إِذا كَانَ نشيطاً خَفِيفا. شبذر وشنذر: أَبُو زيد: رجل شِبْذَارَةٌ وشِنْذَارة، أَي غَيور، وأنشده: أَجَدَّ بِهِمْ شِنْذَارَةٌ مُتَعَبِّسٌ عَدوّ صَديقِ الصَّالحين لَعِينُ اللَّيْث: رجلٌ شِنْذيرَةٌ وشِنْظِيرَةٌ وشِنْفِيرَةٌ، إِذا كَانَ سَيِّىءَ الْخلق، وَأنْشد: شِنْفِيرَةٍ ذِي خُلُقٍ زَبَعْبَقِ وَقَالَ الطِّرمّاح يصف نَاقَة: ذاتِ شِنْفَارَةٍ إِذا هَمّتْ الذِّفْ رَى بِمَاء عَصائِمٍ جَسَدُهْ أَرَادَ أَنَّهَا ذَات حِدَّةٍ فِي السِّيرَة. شبرم: أَبُو عَمْرو: رجل شُبْرُمٌ، أَي قصير، قَالَ هِمْيان: مَا منهُمُ إلاَّ لَئيمٌ شُبْرُمٌ أَرْصَعُ لَا يُدْعَى لِعَنْزٍ حَلْكَمُ والحَلْكُمُ: الْأسود، والشُّبْرُم: ضرب من النَّبات مَعْرُوف. سلَمة عَن الْفراء: الشُّبْرُمُ: حبٌّ يُشبه الحِمَّص، والشُّبْرُم: النَّخيل، وَإِن كَانَ طَويلا. وَقَالَ أَبُو زَيْد: من الْعِضَاه، والشُّبْرُم الواحِدَة شُبْرُمَة، وَلها ثَمرة نَحْو النَّجْد فِي لَونه ونبْتَته، وَلها زهرةٌ حَمْرَاء، والنَّجْد: الحِمَّص. برشم: أَبُو عُبَيد عَن الأُمَويّ: البِرشام حِدَّة النَّظر، والمبرشِمُ: الحادُّ النَّظر، وَهِي البَرشَمة والبَرهَمة. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: البُرشُوم من الرُّطَب الشَّقُم. شفتن: قَالَ: وأَرَّ فلانٌ، إِذا شَفْتَنَ، وآرّ، إِذا شَفْتَنَ. قَالَ: وَمِنْه قَوْله: وَمَا النَّاسُ إلاَّ آئِرٌ ومَئِير قلت: وَمعنى شفتن، جَامع ونكح، مثل أَرَّ وآر. شمطل: ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الشُّمطالة: الْبَضْعَةُ من اللَّحْم يكون فِيهَا شَحم. فندش: وَغُلَام فَنْدَشٌ، إِذا كَانَ قَوِيّاً ضابِطاً، وَقد فَنْدش غيرَه، إِذا غَلبه وقهره، وأنشدني بعض بني نُمير: قد دَمَصَتْ زَهراءُ بِابْن فَنْدشِ يُفَنْدِشُ وَلم يُفَنْدِش شنبل: وَقَالَ ابْن الأعرابيّ عَن الدُّبيريّة: يُقَال: قَبَّلَهُ ورشفه وثاغَمَه وشَنْبَله ولَثَمه، بِمَعْنى وَاحِد. شنظي: وَقَالَ أَبُو السَّميدع: امرأةٌ شِنْظيان عِنْظيان، إِذا كَانَت شَيِّئَة الخُلُق. برنشأ: أَبُو عُبيد عَن أبي زَيد: مَا أَدري أيُّ الْبَرْنَشاء هُوَ، وأَيّ الْبَرْنَساء هُوَ،

ممدودان. وَقَالَ الكسائيّ مثله، مَعْنَاهُ، أَي النَّاس هُوَ؟ وَمن خماسيّة. شمردل: أَبُو عُبيد، عَن أبي زِيَاد الكِلابيّ: الشَّمَرْدَلَة: النَّاقة الحسنةُ الجميلة. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّمَرْدَل: الْفَتِيُّ القويُّ الْجَلْد، وَكَذَلِكَ من الْإِبِل، وَأنْشد: مُوَاشِكَةٌ الإيغالِ حَرْفٌ شَمردَلُ عَمْرو عَن أَبِيه: الشَّمَرْدَلة: النّاقة الْقَوِيَّةُ على السّير، وَيُقَال للجمل: شَمَرْدَل، وللناقة: شمردل، وشمردَلَة. قَالَ ذُو الرمّة: بَعيدُ مَسَافِ الْخَطْوِ عَوْجٌ شَمَرْدَلٌ تُقَطَّعُ أَنْفاسَ المهاري تَلاتِلُهْ شرنبث: والشَّرْنبَث: الغليظ الكَفّ، وعُروق الْيَد. شبربص: عَمْرو عَن أَبِيه: الشِّبَرْبَصُ والقِرْمِليّ والحَبَرْبَرُ: الْجمل الصَّغِير. طفنش: ابْن دُريد: الطّفَنَّشُ: الرجل الواسِعُ صَدْر الْقدَم. شمرضض: اللَّيْث: الشِّمِرْضاض: شجَرٌ بالجزيرة. وَهَذَا آخر حرف الشين، والْمنَّة لله.

أبواب مضاعف الضاد

كتاب حرف الضّاد [/ كت] (أَبْوَاب مضاعف الضّاد) قَالَ اللَّيْث: قَالَ الْخَلِيل بن أَحْمد: الضَّاد مَعَ الصَّاد معْقُومٌ، لم تدخلا مَعًا فِي كلمة من كَلَام الْعَرَب إلاَّ فِي كلمة وُضِعت مِثَالا لبَعض حِسَاب الجمّل، وَهِي (صعفض) هَكَذَا تأسيسها، وبيانُ ذَلِك أَنَّهَا تُفَسَّر فِي الْحساب على أَن الصَّاد سِتُّونَ، وَالْعين سَبْعُونَ، وَالْفَاء ثَمَانُون، وَالضَّاد تسعون، فَلَمَّا قبحث فِي اللَّفْظ، حولت الضَّاد إِلَى الصَّاد، فَقيل: (صعفص) . ض س مهمل. (بَاب الضَّاد وَالزَّاي) ض ز اسْتعْمل مِنْهُ: ضزّ. ضز: قَالَ اللَّيْث: الأَضَزّ مَصْدَره الضَّزَزَ، وَهُوَ الَّذِي إِذا تكلم لم يَسْتَطع أَن يفرّج بَين حَنكيه، خِلْقَةً خُلِقَ عَلَيْهَا، وَهِي من صلابة الرَّأْس فِيمَا يُقَال: وَأنْشد لرؤبة: دَعْنِي فقد يُقْرَعُ للأضَزِّ صَكِّى حِجَاجَيْ رأسِه وبَهْزِي والفِعل ضزَّ يَضَزُّ ضَزَزاً. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: فِي لَحْيه ضَززٌ وكَزَزٌ، وَهُوَ ضيق الشِّدْق، وَأَن تَلْتَقِي الأضراس العُليا والسُّفلى، إِذا تكلم لم يَبِنْ كَلَامه. قَالَ: والضُّزَّازَ: الَّذين تقرُب أَلْحِيتُهم فيضيق عَلَيْهِم مخرجُ الْكَلَام حَتَّى يستعينوا عَلَيْهِ بالضاد. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: رَكْبٌ أَضَرُّ: شَدِيد، وَأنْشد: يَا رُبَّ بَيْضاءَ تلَزُّلزَّا بالفْخذين رَكَباً أَضَزَّا وبئر فِيهَا ضزَزٌ، أَي ضيق، وَأنْشد: وفَحَّت الأَفْعَى حِذَاءَ لِحْيَتِي ونَشِبَتْ كَفّيَ فِي الجال الأضَزّ

باب الضاد والطاء

(بَاب الضَّاد والطاء) ض ط أهمله اللَّيْث. ضط: وروى أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: الضُّطَط: الدَّواهِي. وَقَالَ غَيره: الضَّطِيط: الوَحَل الشَّديد من الطِّين، يُقَال: وقَعْنا فِي ضَطيِطَة مُنْكَرَة، أَي وَحَلٍ وَرَدْغَة. (بَاب الضَّاد وَالدَّال) ض د ضد: قَالَ اللَّيْث: الضِّدُّ: كل شَيْء ضَادَّ شَيْئا ليغْلِبَه، والسَّوادُ ضدُّ الْبيَاض، والموتُ ضدُّ الْحَيَاة، تَقول: هَذَا ضِدّه وضَدِيده، والليلُ ضدُّ النَّهَار، إِذا جَاءَ هَذَا ذهب ذَاك، ويُجمع على الأضْداد. قَالَ الله عزَّ وجلَّ: {وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً} (مَرْيَم: 82) ، قَالَ الْفراء: أَي يكونُونَ عَلَيْهِم عَوْناً. قلت: يَعْنِي الأصْنام الَّتِي عَبدها الْكفَّار، تكونُ أعواناً على عابديها يومَ الْقِيَامَة. ورُوِي عَن عِكْرَمَة أَنه قَالَ فِي قَوْله: {وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً} (مَرْيَم: 82) قَالَ: أَعدَاء. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: أَي يكونُونَ عَلَيْهِم. وأخْبرني المنذريّ، عَن ثَعْلَب، أَنه قَالَ: قَالَ الْأَخْفَش فِي قَوْله: {وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً} ، لِأَن الضِّدَّ يكونُ وَاحِدًا وَجَمَاعَة، مثل الرَّصَد والأرْصاد، قَالَ: والرّصد يكون للْجَمَاعَة. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: قَالَ الْفراء: مَعْنَاهُ فِي التَّفْسِير: وَيَكُونُونَ عَلَيْهِم عَوْناً، فَلذَلِك وُحِّد. الحرانيّ عَن ابْن السّكيت، قَالَ: حكى لنا أَبُو عَمْرو: والضِّدُّ مثل الشيْءِ، والضِّدّ خلافُه. قَالَ: والضَّدّ: الملء يَا هَذَا. وَقَالَ أَبو زيد: ضَدَدْتُ فلَانا ضَدّاً، أَي غَلَبْته وخَصَمْته، وَيُقَال: لَقِيَ القومُ أضدادهم وأَنْدَادَهم وأَيْدادهم، أَي أقرانهم. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم: يُقَال: ضادَّني فلَان إِذا خالفك، فأردتَ طولا وَأَرَادَ قِصَراً، وَأَرَدْت ظُلْمة وأرادَ نُوراً، فَهُوَ ضِدُّكَ وضَدِيدُك وَقد يُقَال: إِذا خالفك تذهبُ فأردتَ وَجها فِيهِ، ونازعَك فِي ضِدِّه. وَفُلَان نِدِّي ونَدِيدي، للَّذي يُرِيد خلاف الْوَجْه الَّذِي تريده، وَهُوَ مستقلّ من ذَلِك بِمثل مَا تستقلّ بِهِ. شمِر عَن الْأَخْفَش: النِّدُّ: الضِّدُّ، والشِّبه، {يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ} (فصلت: 9) ، أَي أضداداً، أَي أشباهاً. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: سَمِعت زَائِدَة يَقُول:

باب الضاد والراء

صَدَّه عَن الْأَمر وضَدَّه، أَي صرفه عَنهُ بِرِفْق. عَمْرو عَن أَبِيه، قَالَ الضُّدُدُ: الَّذين يملئون للنَّاس الْآنِية إِذا طلبُوا، المَاء واحدهم ضَادّ، فَيُقَال: ضَادَد وضَدَد. ض ت ض ظ ض ذ ض ث أهملت وجوهها. (بَاب الضَّاد وَالرَّاء) ض ر ضرّ، رض: (مستعملان) . ضرّ: قَالَ اللَّيْث: الضَّرّ والضُّرُّ: لُغَتَانِ، فَإِذا جمعت بَين الضَّر والنّفع فتحت الضَّاد، وَإِذا أفردتَ الضُّرّ ضَمَمْتَ الضَّاد إِذا لم تَجْعَلهُ مصدرا، كَقَوْلِك: ضَررت ضُرّاً. هَكَذَا يَسْتَعْمِلهُ الْعَرَب. قَالَ: وَقَالَ أَبُو الدُّقَيْش: الضُّرُّ: ضِدّ النَّفْع: والضُّر: الهُزَال وسُوء الْحَال، والضَّرَرُ: النُّقصان، تَقول: دخَل عَلَيْهِ ضَرَرٌ فِي مَاله. قلت: وَهَكَذَا قَالَ أَهلُ اللُّغَة، وَقَالَ فِي قَوْله جلّ وعزّ: {وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ} (يُونُس: 12) ، وَقَالَ: {كَأَن لَّمْ يَدْعُنَآ إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ} (يُونُس: 12) . وكلّ مَا كَانَ من سُوء حالٍ وفقر، فِي بدنٍ، فَهُوَ ضُرٌّ، وَمَا كَانَ ضِدّاً للنّفع فَهُوَ ضَرٌّ. وَأما الضِّرُّ، بِكَسْر الضَّاد، فَهُوَ أَن يَتَزَوَّج الرَّجلُ امْرَأَة على ضَرَّة، يُقَال: فلَان صَاحب ضِرِّ؛ هَكَذَا قَالَه الْأَصْمَعِي. قَالَ: وَيُقَال: امْرَأَة مُضِرٌّ، إِذا كَانَ لَهَا ضَرَّةٌ، ورجُل مُضِرٌّ، إِذا كَانَ لَهُ ضرائر. وَجمع الضَّرَّة ضرائر. والضَّرتان: امْرَأَتَانِ للرّجل، سُمِّيتا ضَرَّتين، لِأَن كل وَاحِدَة مِنْهُمَا تُضَارُّ صاحبتها، وكُرِه فِي الْإِسْلَام أَن يُقَال لَهَا: ضَرّة، وَقيل: جارَة، كَذَلِك جَاءَ فِي الحَدِيث ورُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ فِي الْإِسْلَام) ولكلِّ واحدةٍ من اللَّفْظتين معنى غير الآخر. فَمَعْنَى قَوْله: (لَا ضَرَر) أَي لَا يَضُرُّ الرجلُ أخاهُ فينقص شَيْئا من حَقه أَو مسلكه، وَهُوَ ضِدُّ النَّفْع. وَقَوله: (لَا ضِرَار) أَي لَا يُضَارّ الرجل جَاره مُجَازاة فينقصه ويُدخِل عَلَيْهِ الضَّرر فِي شَيْء فيجازيه بِمثلِهِ، فالضِّرّار مِنْهُمَا مَعًا، والضّرر فعل وَاحِد، وَمعنى قَوْله: (وَلَا ضرار) ، أَي لَا يُدخلَ الضَّرَر، وَهُوَ النُّقْصَان على الَّذِي ضَرَّه، وَلَكِن يعْفُو الله عَنهُ، كَقَوْل الله: {السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ} (فصلت: 34) الْآيَة. ورُوِيَ عَن النَّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قيل لَهُ: أَنَرَى رَبَّنا يومَ الْقِيَامَة؟ فَقَالَ: (أَتُضارّون فِي

رُؤْيَة الشَّمس فِي غَيْر سَحاب؟) ، قَالُوا: لَا، قَالَ: (فَإِنَّكُم لَا تُضارون فِي رُؤْيته تبَارك وَتَعَالَى) . قلت: رُوِيَ هَذَا الحَدِيث بالتَّشديد من الضّرّ. وَرُوِيَ: (تضارُون) بِالتَّخْفِيفِ من الضّيْر، وَالْمعْنَى وَاحِد. يُقَال: ضَارَّه ضِرَاراً وضَرَّه ضَرّاً وضَارَهُ ضَيْراً، وَالْمعْنَى: لَا يُضَارُّ بَعْضكُم بَعْضًا فِي رُؤْيته، أَي لَا يخالِفُ بَعْضكُم بَعْضًا فيكذِّبه؛ يُقَال: ضارَرْتُه ضِراراً ومُضارَّة؛ إِذا خالفته. وَقَالَ الجعديُّ: وَخَصْمَيْ ضِرارٍ ذَوَى تُدْرَإ مَتَى بَاتَ سِلْمُهما يَشْغَب ويُرْوَى: (لَا تُضامُون فِي رُؤْيته) ، أَي لَا يَنْضَمّ بَعْضكُم إِلَى بعض فيُزَاحمه، وَيَقُول لَهُ: أَرِنيهِ، كَمَا يَفْعَلُونَ عِنْد النَّظر إِلَى الهِلال، وَلَكِن ينْفَرد كلّ مِنْكُم برُؤْيته. ورُوِيَ من وَجْهٍ آخر: (لَا تضامُون) بِالتَّخْفِيفِ، وَمَعْنَاهُ: لَا ينالُكُمْ ضَيْمٌ فِي رُؤْيَته، أَي تَرَوْنَهُ حَتَّى تَسْتووا فِي الرُّؤْية، فَلَا يَضِيمُ بَعْضكُم بَعْضًا؛ وَمعنى هَذِه الْأَلْفَاظ وَإِن اخْتلفت مُتَقَارِبَة، وكل مَا رُوِيَ فِيهِ صَحِيح، وَلَا يدْفع لفظ مِنْهَا لفظا، وَهُوَ من صِحاح أَخْبَار رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وغُرَرها، وَلَا ينكرها إِلَّا مُبْتَدِعٌ صاحبُ هوى. وَقَالَ اللَّيْث: الضَّرورة: اسْم لمصدر الاضْطرار، تَقول: حَملتنِي الضَّرورة على كَذَا، وَقد اضْطُرَّ فلَان إِلَى كَذَا وَكَذَا، بِنَاؤُه: (افْتُعل) ، فَجعلت التَّاء طاء؛ لِأَن التَّاء لم يَحْسُن لَفظهَا مَعَ الضَّاد. وَقَالَ ابْن بُزُرْج: هِيَ الضّارُورَة، والضارُورَاء، مَمْدُود. وَقَالَ اللَّيْث: الضَّرِير: الْإِنْسَان الذَّاهِب الْبَصر، يُقَال: رجل ضَريرٌ البَصر، إِذا ضَرَّ بِهِ ضَعْفُ الْبَصر، وَيُقَال: رجل ضَرِير، وَامْرَأَة ضَرِيرَة. والضَّرِيرُ: اسْم للمضَارّة، وَأكْثر مَا يسْتَعْمل فِي الْغَيْرَة؛ يُقَال: مَا أشَدَّ ضَرِيرَه عَلَيْهَا وَقَالَ الراجز يصف عَيْراً: حَتَّى إذَا مَا لاَنَ مِنْ ضَرِيرِه وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: الضَّرِير: بَقِيَّة النَّفَس. وَقَالَ الأصمعيّ: إنَّه لذُو ضَرير على الشَّيْء، إِذا كَانَ ذَا صَبْرٍ عَلَيْهِ ومقاساةٍ، وَأنْشد: وهَمَّامُ بنُ مُرَّةَ ذُو ضَرِيرِ يُقَال ذَلِك فِي النّاس والدّواب، إِذا كَانَ لَهَا صَبْر على مقاساة الشرّ. وَقَالَ الأصمعيّ فِي قَول الشَّاعِر: بِمُنْسَحَّةِ الآباطِ طاحَ انْتِقالُها بأَطْرَافِها والْعِيسُ بادٍ ضَريرُها قَالَ: ضَرِيرُها شدّتُها، حَكَاهُ الباهليّ عَنهُ. وَيُقَال: انْزِلْ بِأحد ضرِيرَي الوادِي، أَي

بِإِحْدَى ضِفّتيْه. وَقَالَ أَوْس: وَمَا خَليجٌ من الْمرُّوت ذُو شُعَبٍ يَرْمِي الضَّرِير بخُشْبِ الطَّلحِ والضَّالِ أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ: الْإِضْرَار: التَّزْوِيج على ضَرّة. يُقَال مِنْهُ: رجل مُضِر، وَامْرَأَة مُضِرٌ بِغَيْر هَاء. والمضرّ أَيْضا، الدَّاني من الشَّيْء. وَمِنْه قولُ الأخطل: ظَلَّتْ ظباء بَنِي الْبَكَّار راتعَةً حَتَّى اقْتُنِصْنَ على بُعْدٍ وإِضْرارِ وَيُقَال: مَكَان ذُو ضِرار، أَي ضَيّق. وَيُقَال: لَيْسَ عَلَيْك فِيهِ ضَرَر وَلَا ضارُورة. وَيُقَال: أضرّ الْفرس على فَأْسِ اللِّجام؛ إِذا أَزَمَ عَلَيْهِ. اللَّيْث: الضَّرَّتان للألية من جَانب عظمها، وهما الشَّحمتان اللَّتَان تَهدَّلان من جانبيها، وضِرّةُ الْإِبْهَام: لحمةٌ تحتهَا، وضَرَّةُ الضَّرْع لحمهما، والضَّرْعُ يذكّر وَيُؤَنث. والمِضرُّ الرجلُ: الَّذِي عِنْده ضَرَّةٌ من مَال، وَهِي الْقطعَة من الْإِبِل، وَأنْشد: بِحَسْبكَ فِي القومِ أَن يَعْلَموا بأَنَّكَ مِنْهُم غَنِيٌّ مُضِرّ وَفِي حَدِيث مُعاذ: (أَنه كَانَ يُصلّي فأَضَرُّ بِهِ غُصْنٌ، فَمَدَّ يَدَه فكَسره) قَوْله: (أَضَرَّ بِهِ) ، أَي دَنا مِنْه. وَقَالَ عبد الله بن عَنَمة الضبيّ: لأُمِّ الأَرض وَيْلٌ مَا أَجَنَّتْ بِحَيْثُ أضَرَّ بالحَسَن السبيلُ أَي بِحَيْثُ دنا حَبل الْحسن من السَّبِيل. وَقَالَ الأخطل: لِكلِّ فَراشةٍ مِنْهَا وَفَجَ أَضَاةٌ مَاؤُهَا ضَررٌ يمورُ قَالَ ابْن الأعرابيّ: مَاؤُهَا ضَرَرٌ، أَي يَمُرَّ فِي مضيق، وَأَرَادَ أنَّه كثيرٌ غَزِيرٌ فمجاريه تضيق بِهِ وَإِن اتَّسَعَت. وَقَالَ أَبُو عَمرو: يُقَال: رجل ضِرُّ أضْرارٍ، وعِضُّ أَعْضاضٍ وَصِلُّ أَصْلالِ، إِذا كَانَ داهِيَةً فِي رَأْيه، وَأنْشد: والقَومُ أَعْلَمُ لَو قُرْطٌ أُرِيد بهَا لكانَ عُرْوةُ فِيهَا ضِرُّ أَضْرارِ أَي لَا يَسْتَنْقِذُه ببَأْسه وحِيَله. وَعُرْوَة أَخُو أبي خِراش، وَكَانَ لأبي خِراش عِنْد قُرْطٍ منَّة، وأَسرت أزدُ السَّراةِ عُروة، فَلم يحمَد نِيَابَة قُرْط، عِنْد أبي خرَاش فِي إسارهم أَخَاهُ: إِذا لَبُلَّ صَبِيُّ السَّيفِ من رجلٍ من سادة الْقَوْم أَو لاَلْتَفَّ بِالدَّار سَلمَة عَن الْفراء: سَمِعت أَبَا ثَرْوان يَقُول: مَا يضرُّك عَلَيْهَا جَارِيَة، أَي مَا يزيدك. قَالَ: وَقَالَ الْكسَائي: سمعتهم يَقُولُونَ: مَا يَضرك على الضَّبّ صَبْراً، وَمَا يَضيرُكَ على الضَّب صبرا، أَي مَا يزيدك.

ثَعْلَب، عَن ابْن الإعرابيّ: يُقَال: مَا يَضُرُّك عَلَيْهِ شَيْئا وَمَا يزيدُك عَلَيْهِ شَيْئا، بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ ابْن السّكيت فِي أَبْوَاب النَّفي: يُقَال: لَا يَضرك عَلَيْهِ رجل، أَي لَا يزيدك وَلَا يضرَّك عَلَيْهِ حمل. وَسُئِلَ أَبُو الْهَيْثَم عَن قَول الْأَعْشَى: ثُمَّ وَصّلْتَ ضَرَّةً بربيع فَقَالَ: الضَّرَّة: شدَّة الْحَال، فَعْلَة من الضرّ. قَالَ: والضُّرُّر أَيْضا هُوَ حَال الضَّرِير، وَهُوَ الزَّمِنُ. والضَّرَّاء الزَّمانة، والضَّرّاء: السَّنَة. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: قَالَ: الضَّرّة: الأذاة، والضَّرَّةُ: المَال الْكثير، وَمِنْه قيل: رجل مُضِرّ. وَقَالَ أَبُو زيد: الضَّرَّةُ: الضَّرْعُ كلُّه مَا خلا الأطْباء، وَإِنَّمَا تُدْعى ضَرَّة إِذا كَانَ بهَا لَبن، فَإِذا قَلُص الضَّرْع وَذهب اللّبن، قيل لَهُ: خَيْف. ر ض: قَالَ اللَّيْث: الرّضُّ: دَقُّكَ الشَّيْء، ورُضَاضُه: قطعه. قَالَ: والرَّضْراضَةُ: حِجَارَة تُرَضْرَضُ على وَجه الأَرْض، أَي تتحرك وَلَا تثْبت. قلت: وَقَالَ غَيره: الرَّضْراض والرَّصراص: مَا دَقَّ من الْحَصَى. وَقَالَ الباهليّ: الرّضُّ: التَّمر الَّذِي يُدَقُّ ويُنَقَّى من عَجَمِه، ويُلْقى فِي المَخْض. وَقَالَ ابْن السّكيت: المُرِضَّة: تمر يُنقع فِي اللَّبن فتشربه الْجَارِيَة، وَهُوَ الكُدَيْراء. وَقَالَ: المُرِضَّةُ بِهَذَا الْمَعْنى. قَالَ: وسألتُ بعض بني عَامر عَن المُرِضَّة، فَقَالَ: هِيَ اللَّبَن الشَّديد الحموضة الَّذِي إِذا شربه الْإِنْسَان أصبح قد تكَسَّر. وَقَالَ أَبُو عُبيد: إِذا صْبّ لبنٌ حليب على لبن حَقين، فَهُوَ المرِضَّة والريْبَة، وَأنْشد قَول ابْن أَحْمَر: إِذا شَرِبَ المُرِضّةَ قَالَ: أَوْكِي على مَا فِي سقائِك قد رَوينَا أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: الرَّضْرَاضَة: الْمَرْأَة الْكَثِيرَة اللَّحم. قَالَ رُؤْبَة: أَزْمانَ ذاتُ الكفَلِ الرّضْراضِ رَقْرَاقَةٌ فِي بُدْنِها الفَضفاض وَرجل راضْراض، وبعير رَضْرَاض: كثير اللَّحْم. وَقَالَ الأصمعيّ: أَرَضَّ الرُّجُل إِرْضَاضاً: إِذا شَرِبَ المُرِضَّةَ فَثَقُلَ عَنْهَا. وَأنْشد: ثمَّ اسْتَحَثُّوا مُبْطِئاً أَرَضّا وَقَالَ أَبُو عُبيدة: المُرِضَّةُ من الْخَيل: الشَّديدة العَدْو. وَقَالَ أَبُو زيد: المُرضَّةُ: الأُكلة والشُّرْبَةُ إِذا أكلتها أوْ شَرِبتها

باب الضاد واللام

أَرَضَّتْ عَرَقَك، فأَسالته. قَالَ: وَيُقَال للراعية إِذا رضّت العشب أكلا وهَرْساً: رَضَارض، وَأنْشد: يَسْبُتُ راعيها وَهِي رِضارضُ سَبْتَ الوَقيدِ والورِيدُ نابضُ وَقَالَ الْجَعْدِي يصف فرسا: فَعَرَفْنا هزّةً تأْخُذُه فقرنّاهُ برَضْرَاضٍ رِفَلْ أَرَادَ: قرَنّاهُ بِبَعِير ضخمٍ، والرّضُّ: التّمر والزُّبْد يُخْلطان. وَقَالَ: جاريةٌ شَبّتْ شبَابًا غَضّاً تشرب مَحْضاً وتَغَذَّى رَضّا وَقَالَ ابْن السّكيت: الإرْضاض شِدةُ العَدْو، وأَرَضّ فِي الأَرْض: ذَهَب. (بَاب الضَّاد واللاّم) ض ل ضلّ، لضلض: (مستعملان) . لضلض: قَالَ اللَّيْث: اللّضْلاض الدَّلِيل، ولَضْلَضْتُه: التفَاتُه وتَحْفُّظُه، وَأنْشد: وبَلَدٍ بعيَا على اللّضلاضِ أَيْهَمَ مغبِّر الفِجاج فَاضى أَي واسعٌ، من الفضاء. ضل: الحرانيّ عَن ابْن السّكيت: يُقَال: أَضْلَلْتُ بَعِيري وَغَيره، إِذا ذهب مِنْك، وَقد ضلِلْتُ المسجدَ والدّار، إِذا لم تعرفْ موضعَهما. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: ضَلِلْتُ الدَّار وَالطَّرِيق، وكلِّ شَيْء ثابتٍ لَا يَبْرَح. وَيُقَال: ضَلَّني فلانٌ فَلم أَقْدِرْ عَلَيْهِ، أَي ذَهَبَ عني، وَأنْشد: والسَّائِلُ المُبْتَغِي كرائمها يعلم أَنِّي تَضِلُّني عِلِلي أَي تذْهب عني، وَيُقَال: أضللت النَّاقة. وَالدَّرَاهِم وكلَّ شَيْء لَيْسَ بِثَابِت قَائِم؛ مِمَّا يَزُول وَلَا يثبت. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله عزّ وجلّ؛ {فِى كِتَابٍ لاَّ يَضِلُّ رَبِّى وَلاَ يَنسَى} (طه: 52) . أَي لَا يَضِلُّه رَبِّي وَلَا ينساه. وَيُقَال: أَضْلَلْتُ الشَّيْء، إِذا ضَاعَ مِنْك، مثل الدّابة والنّاقة، وَمَا أشبههما إِذا انْفَلَت مِنْك. وَإِذا أخطأتَ مَوضِع الشَّيْء الثَّابِت، مثل: الدَّار وَالْمَكَان قلت: ضَلِلْتُه وضَلَلْتَه، وَلَا تَقل: أَضْلَلْتُه. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ابْن فهمْ عَن مُحَمَّد ابْن سلاّم، قَالَ: سمِعْتُ حمّاد بن سَلمة يقْرَأ (فِي كتاب لَا يُضِلُّ رَبِّي وَلَا ينسى) فسألتُ عَنْهَا يُونُس فَقَالَ: (يُضلّ) جَيِّدَةٌ، يَقُولُونَ: ضَلَّ فلَان بعيرَه، أَي أَضَلّه. قلت: خالفهم يُونُس فِي هَذَا. وَقَالَ الزَّجاج: ضَلِلْتُ الشَّيْء أَضِلُّهُ إِذا جعلتَه فِي مَكَان وَلم تَدْرِ أَين هُوَ، وأضْلَلْتُه، أَي أضَعْته.

وَقَول الله جلَّ وعزّ: {مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَآءِ أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الاُْخْرَى} (الْبَقَرَة: 282) . وقُرىء (إنْ تَضِلَّ) بِالْكَسْرِ، فَمن كسر (إنْ) فَالْكَلَام على لَفْظ الْجَزَاء وَمَعْنَاهُ. وَقَالَ الزَّجاج: الْمَعْنى فِي (إِن تضلّ) : إنْ تَنْسَ إِحْدَاهمَا تُذَكِّرْها الْأُخْرَى الذاكرة. قَالَ: وتُذَكِّرُ وتُذْكِرُ، رفعٌ مَعَ كسر (إنْ) لَا غير. وَمن قَرَأَ {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهمَا فتذكِّرَ، وَهِي قِرَاءَة أَكثر النَّاس. قَالَ: وَذكر الْخَلِيل وسيبويه أَن الْمَعْنى: اسْتَشهِدُوا امرأَتَين، لِأَن تُذَكّرَ إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى، وَمن أجل أَن تُذَكّرها. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: فَإِن قَالَ إِنْسَان: فلمَ جَازَ أَن تضِلَّ، وَإِنَّمَا أُعِدَّ هَذَا للإذكار، فَالْجَوَاب عَنهُ أنّ الإذكار لما كَانَ سبَبُه الإضلال، جَازَ أَن يذكر أَن تَضِلَّ، لِأَن الإضلال هُوَ السَّبَب الَّذِي بِهِ وَجب الإذْكار. قَالَ: ومثلُه أَعْدَدْتُ هَذَا أَن يَمِيلَ الْحَائِط فأَدْعَمه، وَإِنَّمَا أَعْدَدْتُه للدَّعْم، لَا للميل؛ وَلَكِن الْميل ذُكِرَ، لِأَنَّهُ سَبَب الدَّعْم، كَمَا ذكر الإضلال، لِأَنَّهُ سَبَب الإذكار، فَهَذَا هُوَ الْبَيِّن إِن شَاءَ الله تَعَالَى. وَقَوله: عزّ وجلّ: تَشْكُرُونَ وَقَالُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَءِذَا ضَلَلْنَا فِى الاَْرْضِ أَءِنَّا لَفِى خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُم بِلَقَآءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ} (السَّجْدَة: 10) . مَعْنَاهُ: أإذا مِتْنَا وصِرْنا تُراباً وعِظاماً، فضللنا فِي الأَرْض فَلم يتبيَّن شيءٌ من خَلْقِنا. وَقَوله: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ} (إِبْرَاهِيم: 36) . قَالَ الزّجاجُ: أَي ضَلُّوا بِسَبَبِهَا، لِأَن الأصْنام لَا تعقل وَلَا تفعل شَيْئا، كَمَا تَقول: قد فتَنَتَنِي. وَالْمعْنَى: إِنِّي أحببتها، وافْتَتَنتُ بِسَبَبِهَا. وَقَوله جلّ وعزّ: {إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِى مَن يُضِلُّ} (النَّحْل: 37) . قَالَ الزّجاج: هُوَ كَمَا قَالَ جلّ وعزّ: {مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ} (الْأَعْرَاف: 186) . قلت: والإضلال فِي كَلَام الْعَرَب ضدّ الهِدَاية والإرشاد. يُقَال: أَضللْتُ فلَانا، إِذا وجهتَه للضلال عَن الطَّرِيق، وإياه أَرَادَ لبيد: مَنْ هداه سُبُلَ الخَيْرِ اهْتَدَى ناعِمَ البالِ وَمن شَاءَ أَضلّ وَقَالَ لبيد هَذَا فِي جاهليته، فَوَافَقَ قَوْله التَّنْزِيل يُضلّ مَنْ يَشَاء، وللاضلال فِي كَلَام الْعَرَب معنى آخر. يُقَال: أَضللْتُ الميِّتَ، إِذا دَفَنْتَهُ. وَقَالَ المخَبَّلُ: أَضلَّتْ بَنو قَيْسِ بن سَعْدٍ عَميدَها وفارِسَها فِي الدَّهْرِ قَيْسَ بن عَاصِم وَقَالَ النَّابِغَة: فَآبَ مُضِلُّوهُ بعَيْنٍ جَلِيّةٍ وغُودِرَ بالجَوْلانِ حَزْمٌ ونائِلُ

يُرِيد بمضلِّيه: دافِنيه حينَ مَاتَ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال: ضَلِلْتُ بَعِيري إِذا كَانَ معقولاً فَلم تهتد لمكانه، وأَضْلَلْتُه إضلالاً إِذا كَانَ مُطْلقاً، فَذهب وَلَا تَدْرِي أَيْن أَخذ، وكُلَّما جَاءَ الضلالُ من قِبَلِكَ قلت: ضللْتُه، وَمَا جَاءَ من الْمَفْعُول بِهِ، قلت: أَضللْتُه. قَالَ أَبُو عَمْرو: أصل الضلال الغَيبوبة، يُقَال: ضلَّ الماءُ فِي اللَّبن، إِذا غَاب، وضلَّ الكافِرُ: غَابَ عَن الحُجَّة، وضلَّ الناسِي، إِذا غابَ عَنهُ حِفْظُه. قَالَ الله تَعَالَى: {لاَّ يَضِلُّ رَبِّى} (طه: 52) ، أَي لَا يغيب عَنهُ شيءٌ، وَلَا يغيب عَن شَيْءٍ، وَقَوله: {أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا} (الْبَقَرَة: 282) أَي تغيب عَن حِفظها، أَو يغيب حِفْظُها عَنْهَا. سلَمة عَن الْفراء قَالَ: الضُّلَّةُ، بِالضَّمِّ: الحذاقَةُ بالدّلالة فِي السَّفَر، والضَّلّة: الغيبوبةُ فِي خير أَو شَرّ، والضِّلّةُ: الضلال. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: أَضلَّنِي أَمرُ كَذَا وَكَذَا، أَي لم أَقْدِرْ عَلَيْهِ. وَأنْشد: إِنِّي إِذا خُلَّةٌ تَضيّفَنِي يُريدُ مالِي أَضلَّني عِلَلِي أَي فارقَتْني، فَلم أَقْدر عَلَيْهَا، وَيُقَال: أَرض مَضَلَّةٌ، ومَضِلّةٌ: لَا يَهْتَدِي فِيهَا. وَقَالَ شمِر: قَالَ الأصمعيّ: المَضَلُّ: الأَرْض المَتِيهة. وَقَالَ غَيره: أَرْضٌ مَضَلَّ يَضلّ فِيهَا الناسُ، والمَجْهل كَذَلِك. وَيُقَال: أَخَذْتُ أَرْضاً مَضِلّةً، ومَضَلّة، وأَرْضاً مَضَلاَّ مَجْهلاً. وَأنْشد: أَلاَ طَرَقَتْ صَحْبِي عُمَيْرَةُ إنَّها لَنا بالمَرَوْرَاةِ المَضَلِّ طَرُوقُ وَقَالَ غَيره: أَرض مَضِلّة ومَزِلّةٌ، وَهُوَ اسْم، وَلَو كَانَ نَعْتاً كَانَ بِغَيْر الْهَاء. وَيُقَال: فلاةُ مَضَلَّةٌ وخَرْقٌ مَضَلةٌ، الذّكر وَالْأُنْثَى، وَالْجمع سَوَاء، كَمَا قَالُوا: الْوَلَد مَبْخَلَةٌ، وَقيل: أرضٌ مَضِلةٌ، وأَرَضونَ مَضِلاَّت. أَبُو عُبيد عَن أبي زيد: أَرْض مَتِيهة مَضِلَّةُ ومَزِلةٌ من الزّلَق. وَقَالَ الأصمعيّ: الضَّلَضِلَةُ: الأَرْض الغليظة. وَيُقَال للدليل الحاذِق: الضَّلاضِل، والضُّلَضِلَةُ، قَالَه ابْن الأعرابيّ. وَيُقَال: فلَان ضُلّ بن ضُلّ، إِذا لم يُدْرَ مَنْ هُوَ؟ وممَّنْ هُوَ؟ وَهُوَ الضُّلالُ بن الأُلاَل، والضُّلالُ بن فَهْلَل، وَابْن ثَهلل، كلُّه بِهَذَا الْمَعْنى. وَقَالَ اللحيانيّ: يُقَال: فلَان ضِلُّ أَضْلال وصِلُّ أَصْلال بالضاد وَالصَّاد، إِذا كَانَ

باب الضاد والنون

داهِيَة، وضَلاضِلُ الماءِ وصَلاصِلُه: بقاياه، واحدتُها ضُلْضُلَة وصُلْصلَة، وضَلَّ الشَّيْءُ، إِذا ضَاعَ، وضَلَّ فلَان عَن الْقَصْدِ، إِذا جَارَ. وسُئِلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن ضَوَالِّ الْإِبِل، فَقَالَ: (ضَالَّةُ الْمُؤمن حَرَقُ النَّار) وَخرج جَوابُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على سُؤال السَّائِل، لِأَنَّهُ سَأَلَهُ عَن ضَوَالِّ الْإِبِل، فَنَهَاهُ عَن أَخذهَا، وحذَّره النَّار لِئَلَّا يَتَعَرَّض لَهَا، ثمَّ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام: ثمَّ قَالَ: (دَعْها، مَا لَك ولَها، مَعهَا حذاؤها وسِقاؤها، ترد المَاء، وتأكل الشّجر) أَرَادَ أَنَّهَا بعيدَة الْمَذْهَب فِي الأَرْض، طَوِيلَة الظَّمَأ، ترد المَاء وترعى الشّجر بِلَا رَاع لَهَا، فَلَا تتعرض لَهَا، ودعها حَتَّى يَأْتِيهَا رَبهَا. وَقَالَ اللَّيْث: الضَّالَّةُ من الْإِبِل الَّتِي بمَضْيَعة لَا يُعرف لَهَا مَالك، وَهُوَ اسْم للذّكر وَالْأُنْثَى، والجميع الضَّوَالّ. قَالَ: والضَّلال والضَّلالَة مَصْدران، ورجلٌ مُضَلَّل لَا يُوفّق لخيرٍ، صاحبُ غَوايات وبَطالات. وَفُلَان صاحبُ أَضاليل، واحدتها أُضْلُولة. وَقَالَ الْكُمَيْت: وسُؤالُ الظِّبَاءِ عَن ذِي غَدِ الأَمْ رِ أضاليلُ من فُنون الضَّلال والضَّليل الَّذِي لَا يُقْلِعُ عَن الضَّلالة، والضَّلَل المَاء الَّذِي يكون تَحت الصَّخْر لَا تصيبه الشَّمْس. يُقَال: ماءُ ضَلَلٌ. قَالَ: والضَّلْضِلَة كلُّ حَجَر قدرَ مَا يُقِلُّه الرجل، أَو فَوق ذَلِك أملس يكون فِي بطُون الأودية. قَالَ: وَلَيْسَ فِي بَاب التَّضْعِيف كلمة تشبهها. وَقَالَ الفرّاء: مَكَان ضَلَضِل وجَنَدِل، وَهُوَ الشَّديد ذِي الْحِجَارَة، وَقَالَ: أَرَادوا ضَلَضِيل وجَنَدِيل على بِنَاء حَمَصِيص، وصَمَكِيك، فحذفوا الْيَاء. (بَاب الضّاد وَالنُّون) ض ن ضنّ، نضّ: (مستعملان) . ضن: قَالَ اللَّيْث: الضِّنة وَالضِّنُّ والمِضنّة، كل ذَلِك من الْإِمْسَاك والبُخلُ، تَقول: رجل ضَنِين. قَالَ الله تَعَالَى: {) الْمُبِينِ وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ} (التكوير: 24) . قَالَ الْفراء: قَرَأَ زيد بن ثَابت، وَعَاصِم، وَأهل الْحجاز: {بِضَنِين، وَهو حَسَن. يَقُول: يَأْتِيهِ غَيب، وَهُوَ مَنْفوسٌ فِيهِ، فَلَا يبخلُ بِهِ عَلَيْكُم، وَلَا يَضِنُّ بِهِ عَنْكُم، وَلَو كَانَ مَكَان (على) (عَن) صَلَح، أَو الْبَاء كَمَا تَقول: مَا هُوَ بضنين بِالْغَيْبِ. وَقَالَ الزّجاج: مَا هُوَ على الْغَيْب ببخيل، أَي هُوَ يُؤَدِّي عَن الله، ويُعَلِّمُ كتابَ الله، وقُرِيء: بظنين، وَتَفْسِيره فِي

بَابه. وَيُقَال: ضَنِنْتُ أَضَنُّ ضَنّاً وَهِي اللُّغَة الْعَالِيَة. وَيُقَال: ضَنَنْتُ أَضِنُّ. وَيُقَال: هُوَ عِلْقُ مِضَنَّةٍ ومَضَنَّةٍ، أَي هُوَ شيءٌ نَفِيسٌ يُضَنُّ بِهِ، ويُتَنافَسُ فِيهِ. وَيُقَال: فلَان ضِنَّتِي من بَين إخْوَانِي، أَي اخْتَصُّ بِهِ وأَضِنُّ بمودَّته. وَفِي الحَدِيث: (إنَّ للَّهَ ضَنَائِنُ من خَلْقِه يُحْيِيِهمْ فِي عافِية، ويُميتُهُم فِي عَافِيَة) أَي خَصائِص. وَيُقَال: أضطنَّ يضطَنُّ، أَي بَخِلَ يَبْخَلُ، وَهُوَ افْتِعال من الضنّ، وَكَانَ فِي الأَصْل: اضتَنَّ، فقُلِبت التَّاء طاءً. وَقَالَ الأصمعيّ: المَضنُونَةُ: ضَرْبٌ من الغِسْلَةِ وَالطّيب. وَقَالَ الرَّاعِي: تضم على مَضنونةٍ فارسيَّةٍ ضفائرَ لَا ضاحِي القُرون وَلَا جَعْد وَأنْشد ابْن السّكيت: قَدْ أكْنَبَتْ يداك بَعْدَ لِينِ وبَعْدَ دُهْنِ الْبَانِ والمضنُونِ أكْنَبَتْ: غَلُظَتْ، والمضنُون: ضرب من الْغَوالِي الجَيِّدة. نض: أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ، قَالَ: اسمُ الدَّراهم والدَّنانير عِنْد أَهْلِ الْحجاز: (النَّاضُّ) وَإِنَّمَا يُسَمُّونَه ناضّاً، إِذا تحوَّلَ عَيْناً بعد أَنْ يكون مَتَاعاً، وفِعله: نَضَّ المالُ، أَي صَار عَيْناً بَعْدَمَا كانَ مَتاعاً. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: النَّضُّ: الإظهارُ، والنَّضُّ: الحاصِل، يُقَال: خُذْ مَا نَضَّ لَك من غَرِيمكَ. قَالَ: ونَضَّضَ الرّجُلُ، إِذا كثُر نَاضُّه، وَهُوَ مَا ظَهَر وحَصَلَ مَا مالِه، قَالَ: وَمِنْه الخَبْر: (خُذُوا صَدَقَةَ مَا نَضَّ من أَمْوَالِهم) ، أَي مَا ظَهَر وحَصَلَ. وَوُصِفَ رجلٌ بِكَثْرَة المَال، فَقِيل: هوأكثرُ النّاس نَاضّاً. وروى شمر بإسْنادٍ لَهُ، عَن عِكْرمة أَنَّه قَالَ: إنَّ الشَّريكَيْن يَقْتَسِمان مَا نَضَّ مِنْ أَمْوَالِهمَا وَلَا يَقْتسمان الدَّيْن. قَالَ شمِر: مَا نَضَّ، أَي مَا صَار فِي أَيْدِيهما. أَبُو عُبيد عَن أَبي زيد: هُوَ نُضَاضَةُ وَلَدِ أَبَوَيْه، ونُضَاضَةُ المَاء وَغَيره: آخِره وَبِقيَّتُه. وَيُقَال: نَضِّ إليَّ من مَعْرُوفك نُضَاضَةً، وَهُوَ الْقَلِيلُ مِنْهُ. وَقَالَ أَبُو سَعِيد: عَلَيْهِم نَضَائِضُ من أَمْوالهم وبَضَائِضُ، واحدتها نَضِيضَةٌ، وبَضِيضَةٌ. وَقَالَ الأصمعيّ: نَضَّ لَهُ بَشيءٍ، وبَضَّ لَهُ بشيءَ، وَهُوَ الْمَعروفُ الْقَليل. وَقَالَ اللَّيْث: النَّضُّ: نَضِيضُ الماءِ كأَنَّما يخرج من حَجر، تَقول: نَضَّ الماءُ يَنِضُّ،

باب الضاد والفاء

وَفُلَان يَسْتَنِضُّ معروفَ فلَان، أَي يَسْتَخرجه، وَمِنْه قَول رؤبة: إنْ كَانَ خيرا مِنْكِ مُسْتَنَضّاً فَاقْنَى فشر الْقَوْلِ مَا أَنضّا وَقَالَ أَيْضا: تَمتَاحُ دَلْوَى مكْرَهُ البِضَاضِ وَلَا الْجَدَى من مُتْعَبٍ حَبَّاض والنّضُّ: مكرُوهُ الأمْرِ، تَقول: أَصَابَنِي نَضٌّ من أَمْرِ فلَان. شمر، عَن ابْن الأعرابيّ: اسْتَنْضَضْتُ مِنْهُ شَيئاً، أَي اسْتَخْرجته وأَخذته، وَأنْشد بَيت رؤبة. أَبُو عُبيد، عَن أبي عَمْرو: نَضْنَضْتُ الشيءَ ونَصْنَصته، إِذا حَرَّكته وأَقْلَقْته، وَمِنْه قيل للحيَّة: نَضْنَاضٌ، وَهُوَ القلق الَّذِي لَا يَثْبُتُ فِي مَكَانَهُ بِشرّته ونَشَاطِه. قَالَ الرَّاعِي: يَبيتُ الحيّةُ النّضاضُ فِيهَا مكانَ الْحِبِّ يَسْتَمعُ السِّرارَا قَالَ: وَأَخْبرنِي الأصمعيّ: أَنه سَأَلَ أَعرابياً عَن النضناض: فَأخْرج لِسانه وحركه، وَلم يزِدْ على هَذَا، وَهَذَا كُله يرجع إِلَى الْحَرَكَة. أَبُو عَمْرو: النَّضِيضة: الْمَطَر الْقَلِيل، وَجَمعهَا نَضائِض، وَأنْشد: فِي كُلّ عَام قَطْرُهُ نَضائِضُ أَبُو عبيد: النّضِيضَةُ من الرِّيَاح الَّتِي تنِضّ بِالْمَاءِ فَيَسِيل، وَيُقَال: الضّعيفة. (بَاب الضَّاد وَالْفَاء) ض ف) ضف، فض: (مستعملان) . ضف: قَالَ اللَّيْث: الضَّفَّةُ، والضِّفة، لُغَتَانِ، وهما: جانبا النَّهر اللَّذَان يَقع عَلَيْهَا النَّبائِتُ، والجميع الضَّفَات، والضِّفّات. وَقَالَ الأصمعيّ وَغَيره: ضَفَّةُ الْوَادي، وضِيفُهُ جَانِبه. وَقَالَ القُتَيْبيّ: الصَّوَاب الضِّفَّةُ بِالْكَسْرِ. قلت: الضَّفَّة لغةٌ عالية جَيِّدة. وَفِي الحَدِيث أَن النَّبي لم يَشْبَعْ من خبزٍ وَلحم إِلَّا على ضفف، وبعضُهم يرويهِ: على شَظَف. قَالَ أَبُو عُبَيد، قَالَ أَبُو زيد: الضَّفَفُ والشَّظَفُ جَمِيعًا: الضِّيقُ والشِّدَّة، تَقول: لم يَشْبعَ إِلَّا بِضيق وقِلَّة. قَالَ أَبُو عُبيد: وَيُقَال: فِي الضَّفَفِ: إنَّهُ اجْتماع النَّاس، يَقُول: لم يَأْكل وَحده، وَلَكِن مَعَ النّاس. وَقَالَ الأصمعيّ: مَاء مَضْفُوفٌ، وَهُوَ الَّذِي كَثُر عَلَيْهِ النَّاس وَأنْشد:

لَا يَسْتَقِي فِي النَّزَح المضْفوفِ إلاَّ مُدَاراتُ الْغُروبِ الْجُوف وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى: الضَّفَفُ: أَن تكون الأَكْلَة أَكثر من مِقْدَار المَال، والْحَفَفُ: أَن تكون الْأكلَة بِمِقْدَار المَال. وَكَانَ النَّبِي إِذا أَكَلَ كانَ من يَأْكُل مَعَه أَكثر عَدَداً مِن قَدْرِ مبلغ الْمَأْكُول وكفافِه. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الضّفَفُ: الْقِلّة، والْحفَف: الْحَاجة. قَالَ: وَقَالَ العُقَيلِي: وُلِدَ الإنسانُ على حَفَف. أَي على حاجَةٍ إِلَيْهِ. وَقَالَ: الضّفَف والْحفَف وَاحِد. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: أَصَابَهُم من الْعَيْش ضَفَفٌ وحَفَف وشَظَفٌ، كل هَذَا من شِدّة الْعَيْش. وَقَالَ اللَّيْث: الضّفف: العَجلَة فِي الأَمْر، وَأنْشد: وَلَيْسَ فِي رَأْيه وَهْنٌ وَلَا ضَفَفُ وَيُقَال: لَقيته على ضَفَف، أَي على عَجل من الْأَمر. شمِر: الضَّفَفُ: مَا دون ملءِ المِكْيال، وكل مَمْلُوء وَهُوَ الْأكل دون الشِّبع. أَبُو عبيد: عَن الكسائيّ: ضَبَبْتُ النَّاقة أَضُبُّها ضَبّاً؛ إِذا حَلَبْتَها بالكف. قَالَ: وَقَالَ الفَرّاء: هَذَا هُوَ الضَّفُّ بِالْفَاءِ، فَأَما الضّبُّ فأَنْ تَجعلَ إبْهامَك على الْخِلْف، ثمَّ تَرُدُّ أَصابِعَكَ على الْإِبْهَام والْخِلْف جَمِيعًا. وَيُقَال: من الضَّفِّ: ضَفَفْتُ، أَضُفُّ. أَبُو عَمْرو: ناقةٌ ضَفوف: كثيرةُ اللَّبن، وَعين ضَفُوف: كَثِيرَة المَاء، وَأنْشد: حَلْبَانَةٌ رَكبانَةٌ ضَفُوفُ وَقَالَ شمِر نَحوا مِنْهُ، وَقَالَ الطرماح: وتَجُودُ من عَيْنِ ضَفو فِ الْغَرْبِ مُتْرَعَةِ الْجَدَاوِل قَالَ: وَمَاء مضفوف كثير الغاشية، وَأنْشد: مَا يَسْتَقِي فِي النَّزحِ المضْفوف إلاّ مُدَاراتُ الْغُروب الْجُوفِ قَالَ: والمدار الْمَسوَّى إِذا وقعَ فِي الْبِئر اجْتَحَفَ ماؤُها، وَقَالَت امرأةٌ من الْعَرَب: تُوُفَّى أَبُو صِبْياني، فَمَا رُئِيَ عَلَيْهِم حَفَفٌ وَلَا ضَفَفٌ، أَي لم يُرَ عَلَيْهِم حُفُوفٌ وَلَا ضيق. وَقَالَ اللَّيْث: الضَّفُّ: الْحَلب بالكَفِّ كلِّه، وَأنْشد: بِضَفِّ القوادِم ذاتِ الْفُضو لِ لَا بالْبكاء الكِمَاشِ اهْتِصارا أَبُو عُبيد: عَن الكسائيّ: الْجَفّة والضَّفَّة جمَاعَة الْقَوْم. وَقَالَ الأصمعيّ: دخلتُ فِي ضَفَّة الْقَوْم، أَي فِي جَمَاعَتهمْ. وَقَالَ اللَّيْث: دخل فلَان فِي ضَفّة الْقَوْم

وضَفْضَفَتهم، أَي فِي جَمَاعَتهمْ. وَقَالَ أَبُو سَعِيد: يُقَال فلَان من لَفِيفَنا وضَفِيفِنا، أَي مِمَّن نَلُفُّهُ بِنَا، ونَضُفُّه إِلَيْنَا، إِذا حَزَبَتْنَا الْأُمُور. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: شَاة ضَفّةُ الشَّخْبِ، أَي وَاسِعَة الشّخب. وَقَالَ أَبُو زَيْد: قوم مُتضافّون: خَفِيفَة أَمْوَالهم. وَقَالَ أَبُو مَالك: قوم متضافُّون: مُجْتمعون، وَأنْشد: فراحَ يَحْدُوها على أكْسائِها يضُفُّها ضَفّاً على انْدِرائِها أَي يجمعها. وَقَالَ غيلَان: مَا زالَ بالْعُنفِ وفَوقَ الْعُنفِ حَتَّى اشْفَتَرّ الناسُ بعد الضَّفِّ أَي تفرّقوا بعد اجْتِمَاع. قَالَ: والضُّفّ، والجميع الضِّفَفَة: هُنَيَّةٌ تشبه الْقراد إِذا لَسعت شَرِيَ الْجِلْدُ بَعْدَ لَسْعَتِها، وَهِي رَمْداء فِي لَوْنهَا، غبراء. فض: قَالَ اللَّيْث: الفَضُّ تفريقُك حَلقَةً من النَّاس بعد اجْتِمَاعهم، وَيُقَال فَضَضْتُهم فانفضُّوا، وَأنْشد: إِذا اجْتَمَعُوا فَضَضْنَا حُجْرَتَيْهم ونَجْمَعُهُمْ إِذا كَانُوا بَدَادِ وفَضَضْتُ الخاتَم من الْكتاب، أَي كَسَرْته، وَمِنْه قَوْلهم: لَا يَفْضُض اللَّهُ فاكَ. ورُوِي فِي حَدِيث الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب أَنه قَالَ: (يَا رَسُول الله، أَي إريدُ أَن أَمْتَدِحَكَ) فَقَالَ: (قل، لَا يَفْضُض اللَّهُ فَاكَ) ؛ ثمَّ أنْشدهُ قصيدة مدحه بهَا، وَمَعْنَاهُ: لَا يُسقِط الله أَسْنانَك، والفَم يقوم مَقامَ الْأَسْنَان، وَهَذَا من فَضّ الْخَاتم والجموع، وَهُوَ تَفْرِيقها. قَالَ الله جلّ وعزّ: لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} (آل عمرَان: 159) أَي: تفَرقُوا. وَفِي حَدِيث خَالِد بن الْوَلِيد أَنه كتب إِلَى مَرازبة فَارس: (أما بعد؛ فَالْحَمْد للَّهِ الَّذِي فَضّ خَدَمَتكم) . قَالَ أَبُو عُبيد: مَعْنَاهُ فرَّق جمعكم؛ وكل مُنْكَسِرٍ مُتَفَرِّق، فَهُوَ منفضّ، وأصل الخَدَمَة الخَلْخَال، وَجَمعهَا خِدَام. والفِضة مَعْرُوفَة. قَالَ الله عزَّ وجلَّ: {قَوَارِيرَاْ قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً} (الْإِنْسَان: 16) . يسْأَل السَّائِل: فَتَقول: كَيفَ تكون الْقَوَارِير من فضَّة جوهَرُها غير جَوْهَرِها؟ . فَقَالَ الزَّجَّاج: معنى قَوَارِير من فِضة: أصل الْقَوَارِير الَّذِي فِي الدُّنْيَا من الرَّمْل، فأَعْلَمَ الله أنَّ أفضلَ تِلْكَ الْقَوَارِير أصْله من فضَّة يُرَى من خَارِجهَا مَا فِي داخلها. قلت: فَجمع مَعَ صفاء قواريره الأمْنَ من الكسْر، وقبوله الْجَبْر مثل الفِضة، وَهَذَا من أَحْسن مَا قيل فِيهِ.

وَقَالَ شمر: الفَضْفاضَةُ: الدِّرْعُ الواسِعَة. وَقَالَ عَمْرو بن معدي كرب: وأَعْدَدْتُ للْحَرْبِ فَضْفاضَةً كأَنَّ مَطَاوِيهَا مِبْرَدُ قَالَ: وقميص فَضفاض: واسعٌ، وَجَارِيَة فضفاضة: كَثِيرَة اللَّحْم مَعَ الطُّول والجسم. وَقَالَ رؤبة: رَقْرَاقَةٌ فِي بُدْنِها الْفَضْفَاضِ والفَضفاض: الْوَاسِع. وَقَالَ رؤبة: يُسْعِطْنَهُ فَضفَاضَ بَوْلٍ كالصَّبِرْ أَبُو عُبيد الفَضِيض: المَاء السَّائِل، والسّربُ مثله. وَقَالَت عَائِشَة لمروان: (إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لأبيكَ كذَا وَكَذَا؛ فأَنت فَضَضٌ مِنْهُ) . أَرَادَت أَنَّك قِطْعَة مِنْهُ، وفَضَضُ المَاء: مَا انْتَشَر مِنْهُ إِذا تُطُهِّرَ بِهِ. وَفِي حَدِيث أم سَلمَة أَنَّهَا قَالَت: (جاءتْ امرأةٌ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت: إنّ ابنَتي تُوُفِّيَ عَنْهَا، زوجُها وَقد اشْتَكتْ عينهَا، أَفتَكْحُلُها؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا، مَرَّتين أَو ثَلَاثًا، إِنَّمَا هِيَ أَرْبَعَة أشهر وَعشر، وَقد كَانَت إحداكُنَّ ترمى بالبَعْرة على رَأس الحوْل، قَالَت زَيْنَب بنت أم سَلمَة: وَمعنى الرَّمْي بالبَعْرَةِ: أَن المرأةَ كَانَت إِذا تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُها دخلت خِفْشاً، ولَبِسَتْ شرّ ثِيَابهَا حَتَّى تَمُرّ بهَا سنة، ثمَّ تُؤْتى بَدابّة: شاةٍ أَو طَيْر، فتَفْتَضُّ بهَا، فقلما تَفْتَضُّ بِشَيْء إلاّ مَاتَ، ثمَّ تَخْرُجُ فتُعْطَى بَعْرَةً فَتَرْمِي بهَا) . وَقَالَ القُتَيْبِي سَأَلت الْحِجَازِيِّينَ عَن الافْتضاض فَذكرُوا أَن المُعْتَدَّةَ كَانَت لَا تَغْتَسِل، وَلَا تَمَسُّ مَاء، وَلَا تُقَلِّم ظُفْراً، وَلَا تَنْتِفُ من وَجههَا شعرًا، ثمَّ تخْرج بعد الحوْل بأَقْبَح مَنْظرٍ، ثمَّ تَفْتَضُّ بطائر تمسح بِهِ قُبُلَها وتَنْبِذُه، فَلَا يكَاد يعِيش. قَالَ: وَهُوَ من فضضّتُ الشَّيْء، أَي كَسَرته، كَأَنَّهَا تكون فِي عِدّة من زَوجهَا فتكسِر مَا كَانَت فِيهِ، وَتخرج مِنْهُ بالدَّابّة. قلت: وَقد رَوى الشافعيُّ هَذَا الحَدِيث، غير أَنه رَوى هَذَا الْحَرْف بعيْنه، فَتَقْبِضُ بِهِ بِالْقَافِ وَالصَّاد، وَقد مَرّ تَفْسِيره فِي بَاب الْقَاف. وَرجل فضفاض: كثير الْعَطاء، شُبِّه بِالْمَاءِ الفضفاض، وتَفَضْفَضَ الْبَوْل، إِذا انْتَشَر على فَخذي النَّاقة. والمِفَضُّ مَا يُفَضُّ بِهِ مَدَرُ الأَرْض المُثَارَة، وَهُوَ المِفْضاض، وَيُقَال: افْتَضّ فلانٌ جَارِيَته واقْتَضَّها، إِذا افْتَرعها. وفَضَّاض: من أَسْماءِ الْعَرَب. وَقَالَ اللَّيْث: فلَان فُضَاضَةُ وَلَدِ أَبِيه، أَي آخِرهم. قلت: والمعروفُ بِهَذَا الْمَعْنى فلَان نُضَاضَةُ وَلَد أَبِيه بالنُّون.

باب الضاد والباء

أَبُو عُبيد، عَن الْفراء: الفاضّةُ: الداهِية، وَهن الْفَوَاضّ. وَقَالَ شِمر فِي قَوْله: (أَنا أول من فَضّ خَدَمةَ الْعَجَم) : يُرِيد كَسَرهم وفرّق جَمعهم، وكلُّ شَيْء كسرتَه وفَرَّقتْه فقد فَضَضتَه. وطارت عِظامُه فُضاضاً، إِذا تَطايرَتْ عِنْد الضَّرب. قَالَ: والفَضَضُ: المتفرق من المَاء، والعَرق. وَأنْشد لِابْنِ ميّادة: (تجلو بأخضر من فروع أراكة ... حسن المنصب كالفضيض الْبَارِد) قَالَ: الفضض المتفرق من مَاء الْبرد أَو الْمَطَر، وَفِي حَدِيث عمر: حِين انقطعنا من فضَض الْحَصَا. قَالَ أَبُو عبيد: يَعْنِي مَا تفرق مِنْهُ، وَكَذَلِكَ الفضيض. وَقَالَ شمر فِي قَول عَائِشَة لمروان: " أَنْت فضَض من لعنة رَسُول الله ". قَالَ: الفضض اسْم مَا انفض، أَي تفرق. والفضاض نَحوه. بَاب الضَّاد وَالْبَاء ض ب ضَب، بض: [مستعملان] . ضَب: قَالَ اللَّيْث: الضَّب يكنى أَبَا حسل، وَالْأُنْثَى ضبة، وَيجمع ضبابا. وَفُلَان أضب. قَالَ: والضبة حَدِيدَة عريضة يضبب بهَا الْخشب، والجميع الضباب. قلت: يُقَال لَهَا: الضبة والكتيفة، لِأَنَّهَا عريضة كَهَيئَةِ خلق الضَّب، وَسميت كتيفة، لِأَنَّهَا عرضت على هَيْئَة الْكَتف. وَيُقَال للطلعة قبل انشقاقها عَن الْغَرِيض: ضبة، وَتجمع ضبابا. وَأنْشد ابْن السّكيت: (يطفن بفجال كَأَن ضبابه ... بطُون الموَالِي يَوْم عيد تغدت) أَرَادَ بضباب الفحال مَا خرج مَا طلعه الَّذِي يؤبر بِهِ طلع الْإِنَاث. وَيُقَال: أضبت أَرض بني فلَان، وَإِذا كثر ضبابها، وَأَرْض مضبة، ومربعة: ذَات ضباب، ويرابيع. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: وقعنا فِي مضاب منكسرة، وَهِي قطع من الأَرْض يكثر ضبابها، وَسمعت غير وَاحِد من الْعَرَب يَقُول: خرجنَا نصطاد المضبة، أَي نصيد الضباب، جمعوها على مفعلة كَمَا يُقَال للشيوخ: مشيخة، وللسيوف: مسيفة. أَبُو نصر، عَن الْأَصْمَعِي: أضب فلَان مَا فِي نَفسه، أَي أخرجه. وَقَالَ شمر فِيمَا قَرَأت بِخَطِّهِ: قَالَ أَبُو حَاتِم: أضب الْقَوْم، إِذا سكتوا، وأمسكوا عَن الحَدِيث، وأضبوا إِذا تكلمُوا وأفاضوا فِي الحَدِيث. وَقَالَ اللَّيْث: أضب الْقَوْم، إِذا تكلمُوا،

وأضبوا، إِذا سكتوا، وَزعم أَنه من الأضداد. وَقَالَ أَبُو زيد: أضب الرجل، إِذا تكلم، وَمِنْه يُقَال: ضبب يَده دَمًا، إِذا سَالَتْ، وأضببتها أَنا، إِذا أسلمت مِنْهَا الدَّم؛ فَكَأَنَّهُ أضب الْكَلَام، أَي أخرجه كَمَا يخرج الدَّم. وَقَالَ اللَّيْث: أضب الرجل على حقد فِي الْقلب، وَهُوَ يضب إضباباً. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: تركت لثته تضب ضبيبا من الدَّم، إِذا سَالَتْ. وجاءنا فلَان تضب لثته، إِذا وصف بِشدَّة النهم للْأَكْل، أَو الشبق للغلمة، أَو الْحِرْص على حَاجته وقضائها. وَأنْشد أَبُو عبيد بشر بن أبي حَازِم: (وَبني تَمِيم قد لَقينَا مِنْهُم ... خيلا تضب لثاتها للمغنم) وَقَالَ آخر: (أَبينَا أَبينَا أَن تضب لثاتكم ... على مرشقات كالظباء عواطبا) يضْرب هَذَا مثلا للحريص النهم. وَفِي حَدِيث ابْن عمر أَنه كَانَ يُفْضِي بيدَيْهِ إِلَى الأَرْض إِذا سجد وهما تضبان دَمًا، أَي تسيلان. وَقَالَ أَبُو عبيد: الضَّب: دون السيلان الشَّديد، وَيُقَال مِنْهُ: ضَب يضب، وبض يبض، إِذا سَالَ المَاء وَغَيره. قَالَ أَبُو عبيد، وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الضبيبة سمن وَرب يَجْعَل للصَّبِيّ فِي العكة يطعمهُ. يُقَال: ضببوا لصبيتكم. وَيُقَال: ضَب نَاقَته، يضبها ضبا، إِذا حلبها بِخمْس أَصَابِع. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أضبت السَّمَاء، إِذا كَانَ لَهَا ضباب، وَيُقَال للرجل إِذا كَانَ خبا منوعا: إِنَّه لخب ضَب. قَالَ: والضب: الحقد فِي الصَّدْر، والضب: ورم فِي خف الْبَعِير. وَقَالَ اللَّيْث: أضب الرجل على حقد فِي الْقلب وَهُوَ يضب إضباباً. وَيُقَال: الضَّب: الْقَبْض على الشَّيْء بالكف. والضب: دَاء يَأْخُذ فِي الشّفة فترم، أَو تجسو، وَيُقَال: تجسأ حَتَّى تيبس وتصلب. قَالَ: والضباب والضبابة: ندى كالغبار يغشى الأَرْض بالغدوات. يُقَال: أضب يَوْمنَا، وَيَوْم مضب، وسماء مضبة. وَقَالَ اللَّيْث فِي الحَدِيث: " إِنَّمَا بقيت من الدُّنْيَا ضَبَابَة كضبابة الْإِنَاء " يَعْنِي فِي الْقلَّة وَسُرْعَة الذّهاب. قلت: الَّذِي جَاءَ فِي الحَدِيث: إِنَّمَا بقيت من الدُّنْيَا صبَابَة كَصُبَابَةِ الْإِنَاء بالصَّاد. هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عبيد وَغَيره. أَبُو عبيد، عَن الْكسَائي: أضببتُ على

الشَّيْء: أشرفت عَلَيْهِ أَن أظفر بِهِ. قلت: وَهَذَا من أضبى يضبي، وَلَيْسَ من بَاب المضاعف، وَقد جَاءَ بِهِ اللَّيْث فِي بَاب المضاعف، وَالصَّوَاب مَا روينَاهُ للكسائي. وَقَالَ أَبُو زيد: أضب، إِذا تكلم، وأضبأ على الشي، إِذا سكت عَلَيْهِ. وَقَالَ اللَّيْث: امْرَأَة ضبضب، وَرجل ضباضب: فحاش جريء. قَالَ: وَرجل ضباضب أَيْضا، أَي قصير سمين مَعَ غلظ. قَالَ: والتضبب: السّمن حِين يقبل. وروى أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي: رجل ضباضب، إِذا كَانَ قَصِيرا سمينا. أَبُو عبيد، عَن الْأمَوِي: بعير أضب، وناقة ضباء بَيِّنَة الضبب، وَهُوَ وجع يَأْخُذ فِي الفرسن. قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ الْعَدَبَّس الْكِنَانِي: الضاغط والضب شَيْء وَاحِد، وهما انفتاق من الْإِبِط، وَكَثْرَة من اللَّحْم. ابْن السّكيت: ضبب الْبَلَد: كثرت ضبابه، ذكره فِي حُرُوف أظهر فِيهَا التَّضْعِيف، وَهِي متحركة، مثل قطط شعره، ومششت الدَّابَّة، وألل السقاء: تغير رِيحه. والمضبب الَّذِي يُؤْتِي المَاء إِلَى جحرة الضباب، حَتَّى يذلقها، فَتبرز فيصيدها. قَالَ الْكُمَيْت: (بغبية صيف لَا يُؤْتى نطافها ... ليبلغها مَا أخطأته المضبب) يَقُول: لَا يحْتَاج المضبب أَن يُؤْتِي المَاء إِلَى جحرتها حَتَّى يسْتَخْرج الضباب ويصيدها؛ لِأَن المَاء قد كثر، والسيل علا الرِّبَا، فكفاه ذَلِك. شمر عَن ابْن شُمَيْل: التضبيب شدَّة الْقَبْض على الشَّيْء؛ كَيْلا ينفلت من يَده، يُقَال: ضبب عَلَيْهِ تضبيباً. أَبُو عبيد، عَن أبي عَمْرو: التضبب: السّمن حِين يقبل. وَالْعرب تشبه كف الْبَخِيل إِذا قصر عَن الْعَطاء بكف الضَّب، وَمِنْه قَول الشَّاعِر: (مناتين أبرام كَأَن أكفهم ... أكف ضباب أنشقت فِي الحبائل) أَبُو زيد: رجل ضبضب، وَامْرَأَة ضبضبة، وَهُوَ الجريء على مَا أَتَى، وَهُوَ الأبلخ أَيْضا، وَامْرَأَة بلخاء، وَهِي الجريئة الَّتِي تَفْخَر على جِيرَانهَا. أَبُو عَمْرو: ضَب، إِذا حقد. ابْن بزرج: أضبت الأَرْض بالنبات: طلع نباتها جَمِيعًا. وأضب الْقَوْم: نهضوا فِي الْأَمر جَمِيعًا. بض: الْأَصْمَعِي وَغَيره: بض الْحسي، وَهُوَ

باب الضاد والميم

يبض بضيضا، إِذا جعل مَاؤُهُ يخرج قَلِيلا قَلِيلا، وَيُقَال للرجل إِذا نعت بِالصبرِ على الْمُصِيبَة: مَا تبض عينه. وَيُقَال للْمَرْأَة إِذا كَانَت لينَة الْجلد، ظَاهِرَة الدَّم: إِنَّهَا لبضة، وَقد بضت تبض بضاضة. أَبُو عبيد، عَن أبي زيد: بضضت لَهُ أبض بضا، إِذا أعطَاهُ شَيْئا يَسِيرا، وَأنْشد شمر: (وَلم تبضض النكد للجاشرين ... وأنفدت النَّمْل مَا تنقل) قَالَ: هَكَذَا أنشدنيه ابْن أنس، بِضَم التَّاء، وهما لُغَتَانِ: بض يبض، وأبض يبض. وَرَوَاهُ الْقَاسِم: " وَلم تبضض ". قَالَ: وَقَالَ ابْن شُمَيْل: البضة: اللينة الحارة الحامضة؛ وَهِي الصقرة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: سقاني بضا وبضة؛ أَي لَبَنًا حامضا. وَقَالَ اللَّيْث: امْرَأَة بضة، تَارَة مكتنزة اللَّحْم فِي نصاعة لون، وبشرة بضة بضيضة، وَامْرَأَة بضة بضاض. وبئر بضوض، يَجِيء مَاؤُهَا قَلِيلا قَلِيلا. والبضباض: قَالُوا: الكمأة، وَلَيْسَت بمحضة. وَقَالَ أَبُو سعيد: فِي السقاء بضاضة من مَاء أَي شَيْء يسير. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: بضض الرجل إِذا تنعم؛ وغضض: صَار غضا متنعما، وَهِي الغضوضة. قَالَ: وغضض، إِذا أَصَابَته غَضَاضَة. قَالَ: والبضة: الْمَرْأَة الناعمة، سمراء كَانَت أَو بَيْضَاء، والمضة: الَّتِي تؤذيها الْكَلِمَة، أَو الشَّيْء الْيَسِير. أَبُو عبيد: عَن الْأَصْمَعِي: البضة من النِّسَاء: الرقيقة الْجلد كَانَت بَيْضَاء، أَو أدماء. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: هِيَ اللحيمة الْبَيْضَاء. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: البض من الرِّجَال الرُّخص الْجَسَد، وَلَيْسَ من الْبيَاض خَاصَّة، وَلكنه من الرخوصة والرخاصة. وَقَالَ غَيره: هُوَ الْجيد الْبضْعَة السمين، وَقد بضضت يَا رجل تبض بضاضة. بَاب الضَّاد وَالْمِيم ض م ضم، مض: [مستعملان] . ضم: قَالَ اللَّيْث: الضَّم: ضمك الشَّيْء، تَقول: ضممت هَذَا إِلَى هَذَا، فَأَنا ضام، وَهُوَ مضموم، وضاممت فلَانا، إِذا أَقمت مَعَه فِي أَمر وَاحِد، والضمام كل شَيْء تضم بِهِ شَيْئا إِلَى شَيْء. والإضمامة: جمَاعَة من النَّاس لَيْسَ أصلهم وَاحِدًا، وَلَكنهُمْ لفيف، والجميع الأضاميم.

وَأنْشد: (حَيّ أضاميم وأكوار نعم ... ) قَالَ: والضماضم، من أَسمَاء الْأسد، وضمضمته: صَوته. قَالَ: وَالضَّم والضمام: الداهية الشَّدِيدَة. قلت: الْعَرَب تَقول للداهية: صمي صمام بالصَّاد، وأحسب اللَّيْث أَو غَيره: صحفوه فَجعلُوا الصَّاد ضادا، وَلم أسمع الضَّم والضمام فِي أَسمَاء الدَّوَاهِي. لغير اللَّيْث: وضمضم، اسْم رجل. وَيُقَال: اضط فلَان شَيْئا إِلَى نَفسه. وَقَالَ أَبُو زيد: الضماضم: الْكثير الْأكل الَّذِي لَا يشْبع. وَقَالَ اللحياني: قَالَ الْأمَوِي: يُقَال للرجل الْبَخِيل: الضَّرَر والضماضم، والعضمز، كُله من صفة الْبَخِيل، وَهُوَ الصوتن أَيْضا. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الضمضم: الجسيم الشجاع، بالضاد. قَالَ: والصمصم: الْبَخِيل، النِّهَايَة فِي الْبُخْل، بالصَّاد. قَالَ: وضمضم الرجل إِذا شجع قلبه، ومضمض: نَام نوما قَلِيلا. مض: رُوِيَ عَن الْحسن أَنه قَالَ: " خباث كل عيدانك قد مضضنا فَوَجَدنَا عاقبته مرا ". وَقَالَ اللَّيْث: المض: مضيض المَاء كَمَا تمضه، وَيُقَال: لَا تمض مضيض العنز، وَيُقَال: ارشف وَلَا تمض إِذا شربت وَفِي الحَدِيث: " وَلَهُم كلب يتمضمض عراقيب النَّاس "، أَي يمض. قَالَ: مَضَت العنز تمض فِي شربهم مضيضا، إِذا شربت وعصرت شفتيها. والمضمضة: تَحْرِيك المَاء فِي الْفَم وَفِي الْإِنَاء. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: مضني الْجرْح وأمضني. وَقَالَ أَبُو زيد والأصمعي: أمضني. وَهُوَ كخل يمض الْعين، لم يعرفا غَيره. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: مضني الْأَمر. وأمضني وَقَالَ: وأمضني كَلَام تَمِيم. قَالَ اللَّيْث: كحل يمض الْعين، ومضيضه: حرقته، وَأنْشد: (قد ذاق أكحالاً من المضاض ... ) ومضضت لَهُ، أَي بلغت مِنْهُ الْمَشَقَّة. وَقَالَ رؤبة: (فاقني فشر مَا أمضا ... ) وَكَذَلِكَ الْهم يمض الْقلب أَي يحرقه، وَقَالَ: والمضاض. النّوم. يُقَال: مَا مضمضت عَيْني بنوم، أَي مَا نَامَتْ. وَقَالَ رؤبة: (من يتسخط فالإله رَاض ... عَنْك وَمن لم يرض فِي مضماض) أَي فِي حرقة.

وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ، عَن الْمفضل بن سَلمَة، عَن أَبِيه، عَن الْفراء أَنه قَالَ: يُقَال: مَا علمك أهلك من الْكَلَام إِلَّا مضا وميضا، وبضا وبيضا وَيُقَال فِي مثل: " إِن فِي بض وبض لمطعما ". وَقَالَ اللَّيْث: المض. أَن يَقُول الْإِنْسَان بِطرف لِسَانه شبه " لَا "، وَهُوَ " هيج " بِالْفَارِسِيَّةِ، وَأنْشد: (سَأَلتهَا الْوَصْل فَقَالَت: مض ... وحركت لي رَأسهَا بالنغض) وَقَالَ الْفراء: مض كَقَوْل الْقَائِل: " لَا " يَقُولهَا بأضراسه، فَيُقَال: مَا علمك أهلك إِلَّا مض ومض، وَبَعْضهمْ يَقُول: إِلَّا مضًا، يُوقع الْفِعْل عَلَيْهَا. وَقَالَ أَبُو زيد: كثرت المضائض بَين النَّاس، أَي الشَّرّ، وَأنْشد: (وَقد كثرت بَين الْأَعَمّ المضائض ... ) والمضماض: الرجل الْخَفِيف السَّرِيع. وَقَالَ أَبُو النَّجْم: (يتركن كل هوجل نفاض ... فَردا وكل معض مضماض) أَبُو تُرَاب، قَالَ الْأَصْمَعِي: مضمض إناءه ومصمصه، إِذا حركه. وَقَالَ اللحياني: إِذا غسله. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: مضض، إِذا شرب المضاض، وَهُوَ المَاء الَّذِي لَا يُطَاق ملوحة، وَبِه سمي الرجل مضاضا، وضده من الْمِيَاه القطيع وَهُوَ الصافي الزلَال. وَقَالَ بعض الكلابيين فِيمَا روى أَبُو تُرَاب: تماض الْقَوْم وتماظوا، إِذا تلاحوا وعض بَعضهم بَعْضًا بألسنتهم، وَالله أعلم.

بسم الله الرحمن الرحيم

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم كتاب الثلاثي الصَّحِيح من حرف الضَّاد ض ص أهملتا مَعَ الْحُرُوف كلهَا إِلَى آخرهَا. [أَبْوَاب الضَّاد وَالسِّين] ض س ز - ض س ط - ض س د - ض س ت - ض س ظ - ض س ذ - ص س ث أهملت وجوهها كلهَا. ض س ر اسْتعْمل من وجوهها: ضرس. ضرس: قَالَ اللَّيْث: الضرس: العض الشَّديد بالضرس، قَالَ: والضرس: خور فِي الضرس من حموضة، والضرس مَا خشن من الآكام والأخاشب، والضرس: السحابة تمطر لَا عرض لَهَا. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الضرس الأَرْض الخشنة، والضرس: الْمَطَر الْخَفِيف، والضرس، كف عَن البرقع، والضرس: طول الْقيام فِي الصَّلَاة، والضرس عض الْعدْل والضرس تَعْلِيم الْقدح، والضرس الفند من الْجَبَل، والضرس: سوء الْخلق، والضرس: صمت يَوْم فِي اللَّيْل، والضرس: الأَرْض الَّتِي نباتها هَاهُنَا، وَهَا هُنَا. قَالَ: والضرس: الْمَطَر هَا هُنَا، وَهَاهُنَا. والضرس: امتحان الرجل فِيمَا يَدعِيهِ من علم أَو شجاعة. أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي: نَاقَة ضروس، أَي سَيِّئَة الْخلق، وَمِنْه قَوْلهم فِي الْحَرْب: قد ضرس نابها، أَي سَاءَ خلقه. وَقد ضرست الرجل، إِذا عضضته بأضراسك، وبئر مضروسة، إِذا بنيت بِالْحِجَارَةِ، وَهِي

الضريس، وَوَقعت فِي الأَرْض ضروس من مطر، أَي وَقعت فِيهِ قطع مُتَفَرِّقَة، وَفُلَان، ضرس شرس أَي صَعب الْخلق. وريط مُضرس: ضرب من الوشي. وحرة مضرسة: فِيهَا كأضراس الْكلاب من الْحِجَارَة. شمر: رجل مُضرس، إِذا كَانَ قد سَافر وجرب، وَقَاتل. وضارست الْأُمُور: جربتها وعرفتها. وضرس بَنو فلَان بِالْحَرْبِ، إِذا لم ينْتَهوا حَتَّى يقاتلوا. وَيُقَال: أصبح الْقَوْم ضراسى، إِذا أَصْبحُوا جياعاً، لَا يَأْتِيهم شَيْء إِلَّا أكلوه من الْجُوع. قَالَ: وَمثل ضراسى قوم حزانى لجَماعَة الحزين، وَوَاحِد الضراسى ضريس، وثوب مُضرس أَي موشى، وَقَالَ الشَّاعِر: (ردع العبير بجلدها فَكَأَنَّهُ ... ربط عتاق فِي المصان مُضرس) قَالَ: وَرجل مُضرس: مجرب قد جعل ضرسا. وَقَالَ اللَّيْث: التضريس: تحزيز دِينَار، ونبر يكون فِي ياقوتة، أَو لؤلؤة، أَو خَشَبَة. وقدح مُضرس لَيْسَ بأملس. وَقَالَ أَبُو الْأسود الدؤَلِي وأنشده الْأَصْمَعِي: (أَتَانِي فِي الضبعاء أَوْس بن عَامر ... يخادعني عَنْهَا بجن ضراسها) قَالَ الْبَاهِلِيّ: الضراس: ميسم لَهُم، وَالْجِنّ حَدثنَا ذَاك. وَقيل: أَرَادَ بحدثان نتاجها، وَمن هَذَا قيل: نَاقَة ضروس، وَهِي الَّتِي تعض حالبها. شمر، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: الضرس: الأكمة الخشناء الغليظة، وَهِي قِطْعَة من القف مشرفة شَيْئا، غَلِيظَة جدا، خشنة الموطئ، إِنَّمَا هِيَ حجر وَاحِد لَا يخالطه طين، وَلَا ينْبت شَيْئا، وَهِي الضروس؛ إِنَّمَا ضرسه غلظه وخشنته. وَقَالَ الْفراء: مَرَرْنَا بضرس من الأَرْض، وَهُوَ الْموضع يُصِيبهُ الْمَطَر يَوْمًا أَو قدر يَوْم. وَقَالَ غَيره: حرَّة مضرسة: فِيهَا كأضراس الْكلاب من الْحِجَارَة. وَقَالَ الْمفضل: الضرس: الشيح والرمث وَنَحْوه إِذا أكلت جذوله، وَأنْشد فِي صفة إبل تجلح أروم الشَّجَرَة: (رعت ضرسا بصحراء التناهي ... فأضحت لَا تقيم على الجدوب) وَقَالَ أَبُو زيد: الضرس: الضرم الَّذِي يغْضب من الْجُوع. والضرس: أَن يفْتَقر أنف الْبَعِير بمروة، ثمَّ يوضع عَلَيْهِ وتر أَو قد لوي على الْجَرِير يذلل بِهِ، فَيُقَال: جمل مضروس الْجَرِير وَأنْشد: (تبعتكم يَا حمد حَتَّى كأنني ... لحبك مضروس الْجَرِير فؤود)

ض س ل ض س ن ض س ف

الْحَرَّانِي، عَن ابْن السّكيت، قَالَ: الضرس: طي الْبِئْر بِالْحِجَارَةِ، يُقَال: ضرسها يضرسها، والضرس: أَن يعلم الرجل قدحه بِأَن يعضه بِأَسْنَانِهِ، فيؤثر فِيهِ، وَأنْشد الْأَصْمَعِي: (وأصفر من قداح النبع فرع ... بِهِ علمَان من عقب وضرس) والضرس: أَن تضرس الْأَسْنَان من شَيْء حامض. ض س ل - ض س ن ض س ف مهملات. ض س ب ضبس: أهمله اللَّيْث: وَفِي حَدِيث عمر أَنه قَالَ فِي الزبير: ضرس ضبس. هَكَذَا رَوَاهُ شمر فِي كِتَابه، قَالَ: وَقَالَ أَبُو عدنان: الضبس فِي لُغَة تَمِيم: الخب، وَفِي لُغَة قيس: الداهية. قَالَ: ويقالك ضبس، وضبس. وَقَالَ الْأَصْمَعِي فِي أرجوزة لَهُ: (بالجار يعلق حبله ضبس ضبث ... ) وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الضبس: الثقيل الْبدن وَالروح. قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الضبس: إلحاح الْغَرِيم على غَرِيمه، يُقَال: ضبس عَلَيْهِ، والضبس: الأحمق الضَّعِيف الْبدن. ض س م مهمل. أَبْوَاب الضَّاد وَالزَّاي ض ز ط - ض ز د - ض ز ت - ض ز ط - ض ز ذ - ض ز ث: مهملات ض ز ر ضرز: قَالَ اللَّيْث: الضرز: مَا صلب من الصخور، والضرز: الرجل المتشدد الشَّديد الشُّح. وَقَالَ الْأمَوِي: يُقَال للرجل الْبَخِيل: ضرز. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: ضرز الأَرْض: كَثْرَة هبوما، وَقلة جددها. يُقَال: أَرض ذَات ضرز. ض ز ل: مهمل ض ز ن: اسْتعْمل من وجوهها: ضظن. ضزن: قَالَ اللَّيْث: الضيزن: الشَّرِيك فِي الْمَرْأَة. وَقَالَ أَوْس: (الفارسية فِيكُم غير مُنكرَة ... فكلكم لِأَبِيهِ ضيزن سلف) يَقُول: أَنْتُم مثل الْمَجُوس يتَزَوَّج الرجل مِنْهُم امْرَأَة أَبِيه، وَامْرَأَة ابْنه. وَقَالَ اللحياني: جعلت فلَانا ضيزنا عَلَيْهِ، أَي بندارا عَلَيْهِ. قَالَ: وأرسلته مضغطا

ض ز ف

عَلَيْهِ، وَأهل مَكَّة وَالْمَدينَة يَقُولُونَ: أَرْسلتهُ ضاغطاً عَلَيْهِ. قَالَ: والضيزن أَيْضا: ولد الرجل وَعِيَاله وشركاؤه، وَكَذَا كل من زاحم رجلا فِي أَمر فَهُوَ ضيزن، والجميع الضيازن. وَقَالَ غَيره: يُقَال للنخاس الَّذِي تنخس بِهِ البكرة إِذا اتَّسع خرقها الضيزن، وَأنْشد: (على دموك تركب الضيازنا ... ) وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الضيزن يكون بَين قب البكرة والساعد، والساعد خَشَبَة تعلق عَلَيْهَا البكرة. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: يُقَال: للْفرس إِذا لم يتبطن الْإِنَاث، وَلم ينز قطّ: الضيزان. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: الضيزن: الَّذِي يتَزَوَّج امْرَأَة أَبِيه إِذا طَلقهَا، أَو مَاتَ عَنْهَا. والضيزن: خد بكرَة السَّقْي، والضيزن: الساقي الْجلد، والضيزن: الْحَافِظ الثِّقَة. وَأنْشد: (إِن شريبيك لضيزنانه ... ) ض ز ف ضفز: ضفز يَده. قَالَ: قَالَ اللَّيْث: الضفز: تلقيمك الْبَعِير لقما عظاما، تَقول: ضفزته فاضطفز، وكل وَاحِدَة مِنْهَا ضفيزة، وَيُقَال: ضفزت الْفرس لجامه، إِذا أدخلته فِي فِيهِ. أَبُو عبيد، عَن أبي زيد: الضفز والأفز: الْعَدو، وَيُقَال: مِنْهُ ضفز يضفز، وأفز يأفز. وَقَالَ غَيره: أبز وضفز بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ عَمْرو، عَن أَبِيه: الضفز: الْجِمَاع. وَقَالَ أَعْرَابِي: مَا زلت أضفز بهَا، أَي أنيكها إِلَى أَن سَطَعَ الْفرْقَان، أَي السحر. قَالَ: والضفز التلقيم، والضفز الدّفع، والضفز: القفز. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: " مَلْعُون كل ضفاز ". وَقَالَ الزّجاج: معنى الضفاز: النمام مُشْتَقّ من الضفز، وَهُوَ شعير يجش فيعلفه الْبَعِير، وَقيل للنمام: ضفاز؛ لِأَنَّهُ يزور القَوْل، كَمَا يهيأ هَذَا الشّعير لقما لعلف الْإِبِل، وَلذَلِك قيل للنمام: " قتاب " من قَوْلهم: دهن مقتت، أَي مُطيب بالرياحين. ض ز ب [ضبز] : قَالَ اللَّيْث: الضبز. الشَّديد الْمُحْتَال من الذئاب، وَأنْشد: (وتسرق مَال جَارك باختيال ... كحول ذؤالة شرس ضبيز) قَالَ والضبز: شدَّة اللحظ، يَعْنِي نظرا فِي جَانب. ض ز م اسْتعْمل مِنْهُ: ضمز. ضمز: قَالَ اللَّيْث: الضمز من الإكام،

أبواب الضاد والطاء

الْوَاحِدَة ضمزة، وَهِي أكمة صَغِيرَة خاشعة، وَأنْشد: (موف بهَا على الإكام الضمز ... ) وَقَالَ شمرن عَن ابْن الْأَعرَابِي: الضمز: الْغَلَط من الأَرْض، وَيُقَال للرجل إِذا جمع شدقيه فَلم يتَكَلَّم: قد ضمز. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الضمز: مَا ارْتَفع من الأَرْض، وَجمعه ضموز، وَقَالَ رؤبة: (كم جَاوَزت من حدب وفرز ... ونكبت من جوءة وضمز) وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الضمز جبل من أصاغر الْجبَال مُنْفَرد، وحجارته حمر صلاب، وَلَيْسَ فِي الضمز طين، وَهُوَ الضمزز أَيْضا. وَقَالَ اللَّيْث: الضامز: السَّاكِت لَا يتَكَلَّم، وَالْبَعِير إِذا لم يجتر فقد ضمز. وَقَالَ الشماخ يصف عيرًا وأتنه: (لَهُنَّ صليل ينتظرن قَضَاءَهُ ... يضاحي غَدَاة أمره وَهُوَ ضامر) قَالَ: وكل من ضم فَاه، فَهُوَ ضامز، وناقة ضامز: لَا ترغو. وَالله تَعَالَى أعلم بمراده. (أَبْوَاب) الضَّاد والطاء ض ط د - ض ط ت - ض ط ظ - ض ط ذ - ض ط ث مهملات. ض ط ر اسْتعْمل من وجوهه: ضرط ضيطر. ضطر. ضطر: أَبُو عبيد، عَن الْأمَوِي: الضيطر: الْعَظِيم من الرِّجَال، وَجمعه: ضياطر، وضياطرة، وضيطارون، وَأنْشد أَبُو عَمْرو لمَالِك بن عَوْف: (تعرض ضيطار وخزاعة دُوننَا ... وَمَا خير ضيطار يقلب مسطحًا) وَقَالَ اللَّيْث: الضيطر: اللَّئِيم، قَالَ الراجز: (صَاح ألم تعجب لذاك الضيطر ... ) وَيُقَال للْقَوْم إِذا كَانُوا لَا يغنون غناء: بَنو ضوطرى. وَقَالَ جرير: (تَعدونَ عقر النيب أفضل مجدكم ... بني ضوطرى لَوْلَا الكمي المقنعا) ضرط: قَالَ اللَّيْث: الضراط مَعْرُوف، وَقد ضرط يضرط ضرطا. وَقَالَ اللحياني: من أمثالهم: الْأَخْذ سريطاء، وَالْقَضَاء ضريطاء. قَالَ: وَبَعض يَقُول: الْأَخْذ سريط وَالْقَضَاء ضريط. قَالَ: وتأويله تحب أَن تَأْخُذ وَتكره أَن ترد. وَيُقَال: أضرط فلَان بفلان، إِذا استخف

ض ط ل

بِهِ وسخر مِنْهُ، وَمن أمثالهم: " كَانَت مِنْهُ كضرطة الْأَصَم "، إِذا فعل فعلة لم يكن فعل قبلهَا وَلَا بعْدهَا مثلهَا، يضْرب لَهُ، قَالَه أَبُو زيد. ض ط ل مهمل. ض ط ن اسْتعْمل مِنْهُ: ضنط. ضطن. ضطن: قَالَ اللَّيْث: الضيطن والضيطان: الرجل الَّذِي يُحَرك مَنْكِبه وَجَسَده حِين يمشي مَعَ كَثْرَة لحم. يُقَال: ضيطن الرجل ضيطنة وضيطانا، إِذا مَشى تِلْكَ المشية. قلت: هَذَا حرف مريب، وَالَّذِي عَرفْنَاهُ مَا روى أَبُو عبيد، عَن أبي زيد: قَالَ: الضيطان بتحريك الْيَاء، أَي يُحَرك مَنْكِبَيْه وَجَسَده حِين يمشي مَعَ كَثْرَة لحم. قلت: هَذَا من ضاط يضيط ضيطانا، وَالنُّون فِي الضيطان نون فعلان، كَمَا يُقَال: من هام يهيم هيماناً. وَأما قَول اللَّيْث: ضيطن الرجل ضيطنة، إِذا مَشى تِلْكَ المشية، فَمَا أرَاهُ حفظه الثِّقَات. ضنط: قَالَ ابْن دُرَيْد: قَالَ أَبُو مَالك: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة الضنط: الضّيق، وَفِي " نَوَادِر أبي زيد ": ضنط فلَان من الشَّحْم ضنطا وَأنْشد: (أَبُو بَنَات قد ضنطن ضنطا ... ) والضناط الزحام. ض ط ف اسْتعْمل من وجوهه: ضفط. ضفط: فِي حَدِيث عمر: أَنه سمع رجلا يتَعَوَّذ من الْفِتَن، فَقَالَ: " اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من الضفاطة أتسأل رَبك أَلا يرزقك أَهلا ومالا ". قلت: تَأَول عمر قَول الله جلّ وَعز: {أَنما أَمْوَالكُم وَأَوْلَادكُمْ فتْنَة} [التغابن: 15] ، وَلم يرد فتْنَة الْقِتَال وَالِاخْتِلَاف الَّتِي تموج موج الْبَحْر، وَأما الضفاطة فَإِن أَبَا عبيد عَنى بِهِ ضعف الرَّأْي وَالْجهل. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال مِنْهُ: رجل ضفيط. وَرُوِيَ عَن ابْن سِيرِين أَنه شهد نِكَاحا، فَقَالَ: أَيْن ضفاطتكم؟ فسروه أَنه الدُّف، سمي ضفاطة، لِأَنَّهُ لعب وَلَهو، وَهُوَ رَاجع إِلَى ضعف الرَّأْي وَالْجهل. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الضفاط: الأحمق. وَقَالَ اللَّيْث: الضفاط: الَّذِي قد ضفط بسلحه، وَرمى بِهِ. شمر: رجل ضفيط، أَي أَحمَق كثير الْأكل. قَالَ: وَقَالَ بَان شُمَيْل: الضفط: التار من

ض ط ب

الرِّجَال، والضفاط: الجالب من الأَصْل، والضفاط: الْحَامِل من قَرْيَة إِلَى قَرْيَة أُخْرَى والضفاطة: الْإِبِل الَّتِي تحمل الْمَتَاع، والضفاط الَّذِي يكْرِي الْإِبِل من قَرْيَة إِلَى قَرْيَة أُخْرَى. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الضفاط الْجمال. وَرُوِيَ عَن عمر: أَنه سُئِلَ عَن الْوتر، فَقَالَ: " أَنا أوتر حِين ينَام الضفطى "، أَرَادَ بالضفطى جمع الضفيط، وَهُوَ الضَّعِيف الرَّأْي. قَالَ: وَعُوتِبَ ابْن عَبَّاس فِي شَيْء فَقَالَ: " هَذِه إِحْدَى ضفطاتي "، أَي غفلاتي. ض ط ب اسْتعْمل من وجوهه: ضبط. ضبط: قَالَ اللَّيْث: الضَّبْط: لُزُوم شَيْء لَا يُفَارِقهُ فِي كل شَيْء، وَرجل ضَابِط: شَدِيد الْبَطْش، وَالْقُوَّة والجسم. وَفِي الحَدِيث: أَنه سُئِلَ عَن الأضبط. قَالَ أَبُو عبيد: هُوَ الَّذِي يعْمل بيدَيْهِ جَمِيعًا، يعْمل بيساره كَمَا يعْمل بِيَمِينِهِ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو مثله. قَالَ أَبُو عبيد: وَيُقَال من ذَلِك للْمَرْأَة: ضبطاء، وَكَذَلِكَ كل عَامل يعْمل بيدَيْهِ جَمِيعًا. وَقَالَ معن بن أَوْس يصف نَاقَة: (غدافرة ضبطاء تحذي كَأَنَّهَا ... فنيق غَدا تَحْمِي السوام السوارحا) وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ: أعْسر يسر، وَأنْشد ابْن السّكيت يصف امْرَأَة: (أما إِذا أحردت حردى فمجرية ... ضبطاء تقرب غيلا غير مقروب) فَشبه الْمَرْأَة باللبؤة الضبطاء نزقا وخفة. ثَعْلَب: عَن ابْن الْأَعرَابِي: إِذا تبضبطت الضَّأْن شبعت الْإِبِل، وَذَلِكَ أَن الضَّأْن يُقَال لَهَا: الْإِبِل الصُّغْرَى، لِأَنَّهَا أَكثر أكلا من المعزى، والمغزى ألطف أحناكا، وَأحسن إراحة، وأزهد زهدا مِنْهَا، فَإِذا شبعت الضَّأْن فقد أَحْيَا النَّاس لِكَثْرَة العشب، وَمعنى قَوْله: تضبطت: قويت وسمنت. وَيُقَال: فلَان لَا يضْبط عمله، إِذا عجز عَن ولَايَة مَا وليه، وَرجل ضَابِط: قوي على عمله. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: لعبة للأعراب تسمى الضبطة، والمسة، وَهِي الطريدة. ض ط م مهمل. وَأما الاضطمام فَهُوَ افتعال من الضَّم.

الجزء 12

(أَبْوَاب) الضَّاد وَالدَّال) ض د ت ض د ظ ض د ذ ض د ث: مهملات. ض د ر اسْتعْمل من وجوهه: (رضد) . رضد: قرأتُ فِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : رَضَدْتُ المتاعَ فارتَضد، ورَضَمتُه فارتضم: إِذا نَضَدّته. قَالُوا: ورَضَمْتُه فارتضم: إِذا كَسَرته فانكسر. ض د ل. مهمل. ض د ن: اسْتعْمل من وجوهه: (نضد، ضدن) . ضدن: أما ضَدَن فَإِن اللّيثَ أهمله. وَقَالَ ابنُ دُريد: ضَدَنْتُ الشَّيْء ضَدْناً: إِذا أصلحْتَه وَسهلتَه، لُغَة يمانيّة، تفرّد بِهِ. نضد: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: نَضَد وضَمَد: إِذا جَمع وضَمّ. ونَضَد الشيءَ بعضَه إِلَى بعض مُتّسِقاً، أَو بعضَه على بعضٍ. والنَّضَدُ: الِاسْم، وَهُوَ من حُرّ المتَاع، يُنَضَّدُ بعضُه فَوق بعض، وَذَلِكَ الموضعُ يُسمّى نَضَداً. الحَرّانيُّ عَن ابْن السِّكّيت، قَالَ: النَّضَدُ: مصدر نَضَدْتُ المتاعَ أنضِده نضْداً. والنَّضَدُ: متاعُ الْبَيْت، والجميع أنضاد. قَالَ النَّابِغَة: خَلَّتْ سبيلَ أَتِيَ كَانَ يَحبِسُه ورَفّعَتْه إِلَى السِّجْفيْن فالنَّضَدِ وَفِي الحَدِيث: (أَن الوَحْيَ احْتبسَ أيّاماً فلمّا نزل اسْتَبْطَأَهُ النبيُّ فَذكر أَن احتباسه كَانَ لكَلْب تَحت نَضَد لَهُم) . قالَ اللَّيْث: النَّضَدُ: السّريرُ فِي بَيت النَّابِغَة، وَهُوَ غلط، إِنَّمَا النَّضَدُ مَا فسّره ابْن السكّيت، وَهُوَ بِمَعْنى المنضود. قَالَ الله جلّ وعزّ: مَّخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ} (الْوَاقِعَة: 29) ، وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: {بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ} (ق: 10) . قَالَ الفَرّاء: يَعْنِي الكُفُرَّى مَا دَامَ فِي أكمامه فَهُوَ نضيد، ومعناهُ منضودٌ بعضُه فوقَ بعض، فَإِذا خَرج من أكمامه فَلَيْسَ بنَضِيد. وَقَالَ غَيره فِي قَوْله: {مَّخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ} : هُوَ الَّذِي نُضِد بالحَمْل من أَوله إِلَى آخِره أَو بالوَرَق لَيْسَ دونَه سُوقٌ بارزة. وَقيل فِي قَوْله: (إِن الكَلبَ كَانَ تحتَ نَضَدٍ لَهُم) ، أَي: أَنه كَانَ تَحت مِشْجَب

نُضّدت عَلَيْهِ الثيابُ والأثاثُ. وسُمّيَ السّريرُ نَضَداً لأنَّ النَّضدَ عَلَيْهِ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: النَّضَدُ: هم الأعمامُ والأخوالُ، قَالَ الْأَعْشَى: فقوْمُك إنْ يَضمنُوا جَارة وَكَانُوا بِموضع أنْضادِها أَرَادَ أَنهم كَانُوا بِموضع ذوِي شرفِها. وَأما قَول رؤبة يصف جَيْشًا: إِذا تدانَى لم يُفَرَّج أَجَمُه يُرْجِف أَنْضادَ الجبالِ هَزَمُه فَإِن أنضادَ الجبالِ مَا تراصَفَ من حجارتها بَعْضهَا فَوق بعض. ض د ف أهمله اللّيْث. ضفد: وَقَالَ ابْن شُمَيل: المُضْفَئِدُّ من النَّاس وَالْإِبِل: المُنْزَوِي الْجلد، البَطِينُ البادِن. وَقَالَ الأصمعيُّ: اضْفَأَدَّ الرَّجلُ يَضْفَئِدُّ اضْفِئْداداً: إِذا انتفَخَ من الْغَضَب. ض د ب: مهمل الْوُجُوه. ض د م اسْتعْمل من وجوهه: (ضمد) . ضمد: قَالَ اللَّيْث: ضَمَدْتُ رَأسه بالضِّماد: وَهِي خِرقَةٌ تُلَفُّ على الرَّأْس عِنْد الادّهان والغَسْل وَنَحْو ذَلِك. وَقد يُوضع الضِّمادُ على الرَّأْس للصُّداع يُضَمَّد بِهِ. قَالَ: والمَضْدُ لغةٌ يمانيةٌ. وَفِي حَدِيث طَلْحَة: (أَنه ضَمَد عينَه بِالصبرِ) . قَالَ شمِر: يُقَال: ضمَدْتُ الجُرْح: إِذا جَعلتَ عَلَيْهِ الدَّوَاء. وَقَالَ: ضَمّدْتُه بالزَّعْفران وَالصَّبْر، أَي: لطَخْتُه، وضمّدتُ رأسَه: إِذا لَفَفْتَه بِخرقَة. وَيُقَال: ضَمِد الدّمُ عَلَيْهِ، أَي: يَبِس وقَرِتَ. وأقرأَنا ابْن الْأَعرَابِي للنابغة: وَمَا هُرِيق على غَرِيّك الضَّمَدُ وَفَسرهُ فَقَالَ: الضّمَدُ الَّذِي ضُمِّد بِالدَّمِ. وَقَالَ الغَنَوِيّ: يُقَال: ضَمِد الدمُ على حلْق الشَّاة: إِذا ذُبحت فَسَالَ الدمُ ويَبِس على جِلدها. وَيُقَال: رَأَيْت على الدَّابَّة ضمْداً من الدّم وَهُوَ الَّذِي قَرَتَ عَلَيْهِ وجَفّ. وَلَا يُقَال: الضَّمَدُ إِلَّا على الدَّابَّة، لِأَنَّهُ يَجِيء مِنْهُ فيَجْمُد عَلَيْهِ. قَالَ: والغَرِيُّ فِي بَيت النَّابِغَة مُشَبَّهٌ بالدابة. وَقَالَ أَبُو مَالك: اضْمُدْ عَلَيْك ثِيَابك، أَي: شُدّها. وأَجِدْ ضَمْدَ هَذَا العِدْل. وَقَالَ ابْن هانىء: هَذَا ضِمَادٌ، وَهُوَ الدَّوَاء الَّذِي يُضَمّدُ بِهِ الْجرْح، وجمعهُ ضَمائد. الحرّاني عَن ابْن السّكيت: ضَمَدْتُ الجرحَ وغيرَه أضْمِدُه ضَمْداً. قَالَ: والضَّمْدُ أَيْضا: رَطْبُ النَّبْت ويابِسُه: إِذا اختَلطا. يُقَال: الإبلُ تَأْكُل من ضَمْد

أبواب الضاد والتاء

الْوَادي، أَي: من رَطْبِه ويابسه. وَيُقَال: أُعْطيك من ضَمْد هَذِه الْغنم، أَي: من صغيرتِها وكبيرتها، ودقيقِها وجَلِيلها. وَقد أَضْمَدَ العَرْفَجُ: إِذا تَجَوّفَتْه الخُوصة وَلم تَبْدُر مِنْهُ، أَي: كَانَت فِي جَوْفه. وَيُقَال: ضَمِدَ عَلَيْهِ يَضْمَد ضَمَداً: إِذا غَضِبت عَلَيْهِ. قَالَ أَبُو يُوسُف: وَسمعت منتعجاً الكلابيّ وَأَبا مَهْدِيّ يَقُولَانِ: الضَّمَدُ: الغابرُ الْبَاقِي من الْحق؛ تَقول: لنا عِنْد بني فلَان ضَمَدٌ، أَي: غابرٌ من حقّ، من مَعْقُلَة أَو دَيْن. قَالَ: والضَّمَدُ: أَن تُخالّ المرأةُ ذاتُ الزّوج رجلا غير زَوجهَا أَو رجلَيْنِ؛ حَكَاهُ عَن أبي عَمْرو، وَأنْشد: لَا يُخْلِصُ الدهرَ خليلٌ عَشْراً ذَات الضِّماد أَو يَزُورَ القبْرَا إِنِّي رأيتُ الضَّمْدَ شَيْئا نُكْراً قَالَ: لَا يَدُوم رجلٌ على امْرَأَته، وَلَا امرأةٌ على زَوجهَا إلاّ قَدْرَ عَشْرِ ليالٍ للغَدْر فِي النَّاس فِي هَذَا الْعَام، لِأَنَّهُ رأَى النَّاس كَذَلِك فِي ذَلِك الْعَام فوصف مَا رأَى. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: أرَدْتِ لَكَيْمَا تَضْمُدِيني وصاحِبي أَلا لَا أحِبِّي صاحِبي ودَعِيني قَالَ: والضَّمَدُ: بِفَتْح الْمِيم فِي الأَصْل وَاللِّسَان الحقد. يُقَال: ضَمِد عَلَيْهِ يَضمِد فِي الأَصْل وَاللِّسَان ضَمَداً، قَالَ النَّابِغَة: وَمن عصاكَ فعاقِبْه معاقبةً تنهي الظَّلومَ وَلَا تَقْعد على ضَمَدِ سلمةُ عَن الْفراء قَالَ: الضِّماد: أَن تصادق المرأةُ اثْنَيْنِ أَو ثَلَاثَة فِي القَحْط لتأكُلَ عِنْد هَذَا وَهَذَا لتَشْبَع، وَالله أعلم. (أَبْوَاب) الضَّاد وَالتَّاء) ض ت ظ ض ت ذ ض ت ث ض ت ر ض ت ل: مهملات. ض ت ن (نتض) : قَالَ اللَّيْث: يُقَال: نَتَض المحارُ نَتُوضاً: إِذا خرج بِهِ داءٌ فأثار القُوَباءَ ثمَّ تقشَّر طرائق بَعْضهَا من بعض. قَالَ: وأَنْتَضَ العُرْجون وَهُوَ شَيْء طَوِيل من الكَمْأَة يَنْقشر أعاليه، وَهُوَ ينتضِ عَن نفسِه كَمَا ننتض الكَمْأَةُ الكَمْأَةَ، والسنُّ السنَّ إِذا خرجتْ فرفعتْها عَن نَفسهَا؛ لم يَجِيء إلاّ هَذَا. قلت: هَذَا صَحِيح، وَقد سمعتُ نَحوا مِنْهُ من العَرَب. وَقَالَ أَبُو زيد: من مُعاياة الْعَرَب قولُهم: ضأنٌ بذِي تُنَاتِضَهُ تقطع رَدْغَةَ المَاء بعَنَقٍ وإرخاء. قَالَ: يسكِّنُون الرَّدْغة فِي هَذِه الْكَلِمَة وَحدهَا. ض ت ف، ض ت ب، ض ت م: مهملات.

أبواب الضاد والثاء

وأهملت (الضَّاد مَعَ الظَّاء و) الضَّاد مَعَ الذَّال إِلَى آخر الْحُرُوف. (أَبْوَاب) الضَّاد والثاء) ض ث ر ض ث ل ض ث ن ض ث ف: مهملات. ض ث ب اسْتعْمل من وجوهه: (ضبث) . ضبث: قَالَ اللَّيْث: الضَّبْثُ: قَبضك بكفِّك على الشَّيْء. والناقةُ الضَّبُوث: الَّتِي يُشَكّ فِي سِمَنها وهُزالها حَتَّى تُضبثَ بِالْيَدِ؛ أَي: تُجَسّ بِالْيَدِ. وَقَالَ ابْن شُميْل: الضَّبْثَةُ من سِمات الْإِبِل إِنما هِيَ حَلْقَةٌ ثمَّ لَهَا خطوطٌ من وَرائها وقُدّامها، يُقَال: بعير مَضْبُوثٌ، وَبِه الضَّبْثَة وَقد ضَبَثه ضَبْثاً، وَيكون الضَّبْث فِي الْفَخْذ فِي عُرْضها. أَبُو عبيد عَن الكِسائي: الضَّبْثُ: الضَّربُ، وَقد ضُبِث بِهِ. وَقَالَ شَمِر: ضَبَث بِهِ: إِذا قَبَض عَلَيْهِ وأَخَذَه، ورَجل ضُبَاثيّ: شديدُ الضَّبْثة، أَي القبضة، وأَسَدٌ ضُبَاثيٌّ. وَقَالَ رؤبة: وَكم تخطّتْ من ضُبَاثيَ أضِمْ ض ث م (ضثم) : قَالَ اللّيث: الضَّيْثَم: اسمٌ من أَسمَاء الأسَد، فَيْعَل من ضَثَم. قلت: لم أسمَع ضَيْثَم فِي أَسمَاء الْأسد بِالْيَاءِ، وَقد سمعتُ ضَبْثَم بِالْبَاء، وَالْمِيم زَائِدَة، أَصله مِنَ الضَّبْث، وَهُوَ القَبْض على الشَّيْء، وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح. وَالله أعلم. (أَبْوَاب) الضَّاد وَالرَّاء) ض ر ل: مهمل. ض ر ن: اسْتعْمل مِنْهُ: (نضر، رضن) . نضر: روَيْنا عَن النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (نَضَّر الله عبدا سَمِعَ مَقالتي فوَعاها، ثمَّ أدّاها إِلَى من لم يَسْمَعْها) . قَالَ شَمِر: رَوَى الرُّواةُ هَذَا الحرفَ بِالتَّخْفِيفِ. قَالَ: ورُوِي عَن أبي عُبيدة بِالتَّخْفِيفِ، وفسّره فَقَالَ: جعله الله ناضراً. قَالَ: ورُوِي عَن الْأَصْمَعِي فِيهِ التَّشْدِيد، نضَّر الله وجهَه؛ وَأنْشد: نَضَّر الله أعظُماً دَفَنُوها بِسِجِسْتانَ طَلحةَ الطَّلَحاتِ وَأنْشد شَمِر قولَ جرير: والوجْهُ لَا حَسَناً وَلَا مَنْضورا لَا يكون إلاّ مِن: نَضَرَه الله بِالتَّخْفِيفِ، وفسّره وَقَالَ شَمِر: وسمعتُ ابْن الْأَعرَابِي يَقُول: نَضَره اللَّهُ فَنَضر يَنْضُر، ونَضِر يَنْضَر. وروى ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: نَضَر الله وجْهَه، ونَضِر وأنضَر، ونَضره الله بِالتَّخْفِيفِ، وأَنْضر.

وَقَالَ الفرّاء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {الاَْخِرَةَ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ} (الْقِيَامَة: 22) ، قَالَ مُشرِقةٌ بالنعيم: قَالَ: وَقَوله: {) يَنظُرُونَ تَعْرِفُ فِى وُجُوهِهِمْ} (المطففين: 24) ، قَالَ: بَريقُه ونَداه. وَقَالَ الزّجاج فِي قَول الله تَعَالَى: {الاَْخِرَةَ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا} (الْقِيَامَة: 22، 23) قَالَ: نَضَرتْ بنعيم الْجنَّة، والنَّظرِ إِلَى رَبهَا جلّ وعزّ. قلتُ: وَمعنى قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (نَضّرَ الله عبدا) ، أَي: نعَّم الله عبدا. والنَّضرةُ: النِّعمة. وَقَالَ أَبُو عُبيد: أخْضَر ناضِرٌ: مَعْنَاهُ: ناعم. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: النّاضِرُ فِي جَمِيع الألوان. قلتُ: كَأَنَّهُ يُجيز أَن يُقَال: أبيضُ ناضرٌ، وأخضرُ ناضرٌ، وأحمرُ ناضرٌ، وَمَعْنَاهُ: الناعم الَّذِي لَهُ بَريقٌ من رَفِيفه ونَعْمته. وَقَالَ اللّيثُ: نَضَر اللّوْنُ وَالْوَرق والشجرُ يَنْضُر نَضْرةً ونُضوراً ونَضارةً، وَهُوَ ناضرٌ: حَسَنٌ. وَقد نَضَره الله وأنضره. وَيُقَال: جارِيَةٌ غَضّةٌ نضرةٌ، وغلامٌ غَضٌّ نضِير. وَقد أنْضر الشجرُ: إِذا اخضَرّ ورقُه؛ وَرُبمَا صَار النَّضْر نعتاً، يُقَال: شيءٌ نَضْرٌ ونَضير وناضر. وَيُقَال: أخضرُ ناضِر، كَمَا يُقَال: أبيضُ ناصِعٌ. أَبُو عبيد: النّضِيرُ: الذّهَب. وَقَالَ الْأَعْشَى: إِذا جُرِّدتْ يَوْمًا حسِبْت خَمِيصةً عَلَيْهَا وجِرْيالَ النَّضيرِ الدُّلامصا ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: النَّضْرةُ: السَّبيكةُ من الذّهَب. والنَّضْرة: نعيمُ الْوَجْه. ابْن شُمَيل عَن أبي الهُذَيل: نَضر الله وجهَه، ونَضر وجهُه سَوَاء. أَبُو عَمْرو: وَهُوَ النُّضار والنَّضْر والنَّضِير لِلذَّهَبِ. وَفِي حَدِيث إِبْرَاهِيم: لَا بأسَ أَن يشرب فِي قَدَح النُّضار. قَالَ شَمِر: قَالَ بَعضهم: معنى النضار هَذِه الأقداحُ الحُمُر الجيشانيّة، سُمِّيت نُضاراً. قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: النُّضار: النَّبْع. قَالَ: والنُّضارُ: شجرُ الأثْل. والنُّضارُ: الخالصُ من كل شَيْء. وَقَالَ يحيى بن نُجيم: كلُّ أثْلٍ ينْبت فِي جَبَل فَهُوَ نُضَار. وَقَالَ الْأَعْشَى: تراموْا بِهِ غَرَباً أَو نُضاراً وَقَالَ المُؤَرِّج: النُّضار من الْخلاف يُدفَن خشبُه حَتَّى يَنْضر، ثمَّ يعْمل فَيكون أمكنَ لعامله فِي تَرْقيقه. وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: نُقِّح جِسمي عِنْد نُضار العُودِ بعد اضْطِرَاب العُنُق الأُمْلُودِ قَالَ: نُضاره حُسْنُ عُودِه، وَأنْشد: القَوْمُ نَبْع ونُضارٌ وعُشَرْ وَزعم أَن النُّضار تُتَّخَذ مِنْهُ الْآنِية الَّتِي

يُشْرب فِيهَا. قَالَ: وَهِي أجوَدُ العِيدان الَّتِي يُتَّخذ مِنْهَا الأقداح. وَقَالَ اللَّيْث: النُّضارُ: الخالصُ من جَوْهر التِّبر والْخشب؛ وَجمعه أنْضر. يُقَال: قَدحٌ نُضار، يُتَّخذ من أَثْلٍ وَرْسِيّ اللَّوْن يكون بالغَوْر. قَالَ: وذهبٌ نُضارٌ؛ صَار هَهُنَا نعتاً. والنَّضْرُ: الذهبُ، وَجمعه أنْضر. وَأنْشد: كَناحِلَةٍ من زَيْنها حَلْيَ أنْضُرٍ بِغَيْر نَدى مَن لَا يُبَالي اعْتِطالها رضن: قَالَ اللَّيْث: المرْضُون: شِبْه المنْضُود من حِجَارَة أَو نحوِ ذَلِك، يُضَمّ بعضُها إِلَى بعض فِي بِنَاء أَو غَيره. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : رُضِن على قَبْره، وضُمِد ونُضِدَ ورُثِدَ، كلُّه وَاحِد. ض ر ف ضفر، ضرف، فرض، (رفض) ، رضف: مستعملة. ضفر: قَالَ الليثُ: الضفْرُ: حِقْفٌ من الرَّمْل عَرِيضٌ طويلٌ؛ وَمِنْهُم من يُثَقِّل. وَأنْشد: عَرَانِكٌ من ضَفَرٍ مأْطُورِ أَبُو عُبيد عَن أبي عَمرو: الضَّفْرة من الرمل: المنعقِّد بعضُه على بعض؛ وَجمعه ضَفِر. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أَفَر وضَفَر: إِذا وَثَب فِي عَدْوِه وَنَحْو ذَلِك. قَالَ أَبُو عَمْرو: وَفِي حَدِيث عليّ: (أَن طَلْحَة بن عُبيد الله نازعه فِي ضَفِيرة وَكَانَ عليٌّ ضَفَرها فِي وادٍ، وَكَانَت إِحْدَى عُدْوَتَي الْوَادي لَهُ، والأُخرى لطلْحَة؛ فَقَالَ طَلْحَة: حَمَل علَى السُّيول وأَضَرَّ بِي) . قَالَ شَمِر: قَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: الضَّفِيرةُ مثل المُسَنّاة المستطيلة فِي الأَرْض، فِيهَا خَشَبٌ وحجارة؛ وَمِنْه الحَدِيث: (فَقَامَ على ضَفِير السُّدّة) . قلت: أُخِذت الضَّفيرةُ من الضَّفْر، وَهُوَ نَسجٌ قَوِيُّ الشّعر وإدخالُ بعضه فِي بعض مُعْتَرضًا؛ وَمِنْه قيل للبِطَان المُعَرَّض: ضَفْرٌ وضَفِير. وَيُقَال للذُّؤابة: ضَفِيرة: وكلُّ خصلةٍ من خُصَل الشّعرِ تُضْفَر قُواها فَهِيَ ضفيرة وَجَمعهَا ضفائر. وَفِي حَدِيث أمّ سَلَمة أَنَّهَا قَالَت للنبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِنِّي امْرَأَة أشُدّ ضَفْرَ رَأْسِي أفأنقضُه للغُسْل؟) فَقَالَ: (إِنَّمَا يَكفيك ثلاثُ حَثَيَاتٍ من المَاء) . قَالَ الْأَصْمَعِي: الضفائر والضمائر والجمائر، وَهِي غدائر الْمَرْأَة، واحدتها ضَفيرة وضَميرة وجَميرة. وَقَالَ ابْن بُزُرْج: يُقَال: تضافر القومُ على فلَان، وتظافروا عَلَيْهِ، وتظاهروا بِمَعْنى وَاحِد، كلّه إِذا تعاونوا وتجمّعوا عَلَيْهِ وتضابَرُوا عَلَيْهِ مثلُه.

قَالَ أَبُو زيد: الضفيرتان للرِّجَال دون النِّسَاء، والغدائرُ للنِّسَاء. ضرف: ثَعلب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الضَّرِفُ: شجرُ التِّين، وَيُقَال لثمرة البَلَس؛ الواحدةُ ضَرفة. قلت: وَهَذَا غَرِيب. رضف: قَالَ اللّيث: الرَّضْفُ: حجارةٌ على وَجه الأَرْض قد حَمِيَتْ. وشِواءٌ مَرضوفٌ: يُشْوَى على تِلْكَ الْحِجَارَة. والحَمَلُ المرضوفُ: تُلْقَى تِلْكَ الحجارةُ إِذا احْمَرَّتْ فِي جَوْفه حَتَّى ينشوي الحَمَل. والرَّضْفَةُ: سِمَةٌ تُكْوَى برضفةٍ من حِجَارَة حيثُما كَانَت. والرَّضْفُ: جِرْمُ عظامٍ فِي الرُّكْبة، كالأصابع المضمومة قد أخذَ بعضُها بَعْضًا؛ والواحدة رَضْفَةٌ. وَمِنْهُم من يُثَقِّل فَيَقُول: رَضَفة. أَبُو عُبَيد عَن أبي عُبيدة: جَاءَ فلانٌ بمُطْفِئَة الرّضْف. وَقَالَ اللَّيْث: مُطْفِئةُ الرَّضْف: شَحْمةٌ إِذا أَصَابَت الرَّضْفَة ذَابَتْ فأخْمَدَته. قَالَ: وأصلُها أَنَّهَا داهيةٌ أنْسَتْنا الَّتِي قبلهَا فأطفأتْ حرّها. قلت: والقولُ مَا قَالَ أَبُو عُبَيْدة. وَقَالَ شَمِر: قَالَ الأصْمَعِيّ: الرَّضْفُ: الحجارةُ المُحْماة بالنَّار أَو الشَّمْس؛ واحدتُها رَضْفة. قَالَ الكُمَيْت بن زيد: أَجِيبُوا رُقَى الآسِي النَّطَّاسِيِّ واحذَرُوا مُطَفِّئَةَ الرَّضْفِ الَّتِي لَا شِويَ لَهَا قَالَ: وَهِي الحيّةُ الَّتِي تمُرُّ على الرّضْف فيُطْفِىءُ سَمُّهُ نارَ الرّضف. قَالَ أَبُو عَمْرو: الرّضْفُ: حجارةٌ يُوقَد عَلَيْهَا حَتَّى إِذا صَارَت لَهَباً أُلْقِيَتْ فِي القِدْرِ مَعَ اللَّحْم فأنْضَجَتْه. وَقَالَ الكُمَيْت: ومَرْضُوفةٍ لم تُؤْنِ فِي الطَّبْخ طاهياً عَجِلتُ إِلَى مُحْوَرِّها حِين غَرْغَرَا وَفِي حَدِيث حُذيفة أَنه ذكر فِتَناً فَقَالَ: (أتتكم الدُّهَيْماءُ تَرْمِي بالنَّشَف، ثمَّ الَّتِي تَلِيهَا تَرْمي بالرَّضْف) . قلت: وَرَأَيْت الْأَعْرَاب يَأْخُذُونَ الحجارةَ فيُوقدون عَلَيْهَا فَإِذا حَمِيَت رَضَفُوا بهَا اللّبن الحَقِين الَّذِي قد بَرَد. ورُبّما رَضَفُوا الماءَ للخيل إِذا بَرَد الزّمان. قَالَ النَّضرُ فِي كتاب (الْخَيل) : وَأما رَضْفُ رُكبَتَيِ الفرسِ فَمَا بَين الكُراع والذّراع، وَهِي أعظمٌ صغارٌ مجتمعةٌ فِي أَعلَى رأسِ الذِّرَاع. وَقَالَ شَمِر: سَمِعت أعرابيّاً يصف الرضائف وَقَالَ: يُعمَد إِلَى الْجَدْيِ فيُلْبَأُ من لبن أمّه حَتَّى يمتلىء ثمَّ يذبح فيُزَقَّق من قِبل قَفاهُ، ثمَّ يُعمَد إِلَى حِجَارَة فتُحرق بالنَّار، ثمَّ تُوضَع فِي بَطْنه حَتَّى يَنْشويَ.

وَأنْشد بَيت الكُميت الَّذِي كتبناه. فرض: قَالَ الله عز وجلّ: {سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا} (النُّور: 1) ، وقُرىء: (وفَرَّضناها) فَمن خفّف أَرَادَ: ألزمناكم العملَ بِمَا فُرِض فِيهَا. وَمن شدد فعلى وَجْهَيْن: أَحدهمَا على التكثير على معنى: إنّا فرَضنا فِيهَا فُروضاً؛ وَيكون على معنى بيّنا وفصّلنا مَا فِيهَا من الْحَلَال وَالْحرَام وَالْحُدُود. وَقَالَ جلّ وعزّ: {رَّحِيمٌ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} (التَّحْرِيم: 2) ، أَي: بيّنها. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الفَرْضُ: الحَزُّ فِي القِدْح وَفِي الزَّنْد وَفِي البُسْر وَغَيره. قَالَ: وَمِنْه فرضُ الصَّلَاة وَغَيرهَا إِنَّمَا هُوَ لازمٌ للْعَبد كلزوم الحَزّ للقِدْح. قَالَ: والفَرضُ ضربٌ من التَّمْر؛ وَأنْشد: إِذا أكلتُ سمكًا وفَرْضاً قَالَ: والفَرْض: الهِبَة. يُقَال: مَا أَعْطَانِي قَرضاً وَلَا فَرْضاً. قَالَ: والفَرْضُ: الْقِرَاءَة. يُقَال: فرَضْتُ جُزئي، أَي: قرأتُه. قَالَ: والفَرضُ: السُّنة. فرَض رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَي: سنّ. وَقَالَ غَيره: فرض رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَي: أوجب وجوبا لَازِما. وَهَذَا هُوَ الظَّاهِر. أَبُو عُبَيْد: الفَرضُ: التُّرسُ. وَأنْشد: أرِقْتُ لَهُ مِثلَ لَمْعِ البَشير قَلَّبَ بالكَفِّ فَرضاً خَفيفَا وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ} (الْبَقَرَة: 197) ، أَي: أوجبه على نَفسه بإحرامه. وَقَالَ اللَّيْث: الفَرْضُ: جُنْدٌ يَفترِضون. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: فرض لَهُ فِي الْعَطاء يَفرِض فَرضاً. قَالَ: وأفرض لَهُ: إِذا جعل لَهُ فَرِيضَة. والفَرْضُ: مصدر كلِّ شيءٍ تَفْرِضه فتوجبه على إِنْسَان بقدْرٍ مَعْلُوم؛ وَالِاسْم الْفَرِيضَة. وَقَالَ الأصمعيّ: فَرَض مِسواكه فَهُوَ يَفرضُه فَرضاً: إِذا قَرضه بِأَسْنَانِهِ. قَالَ: والفارِضُ: الضَّخْمُ من كلّ شَيْء؛ الذَّكَر وَالْأُنْثَى فِيهِ سَوَاء، وَلَا يُقَال: فارضةٌ. قَالَ الله جلّ وعزّ: {لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ} (الْبَقَرَة: 68) . قَالَ الفرّاء: الفارِضُ: الهَرِمةُ، والبِكر: الشَّابَّةُ. وَيُقَال من الفارض: فَرَضَتْ وفَرُضَت، وَلم يُسمع بِفَرَضَ. وَقَالَ الْكسَائي: الفارض: الكبيرةُ الْعَظِيمَة؛ وَقد فَرَضت تفرِض فُروضاً. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الفارض: الْكَبِير.

وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الفارضُ: المُسِنّة. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الفُرْضةُ: المَشْرَعةُ، وجمعُها فِراض. يُقَال: سَقَاهَا بالفِراض؛ أَي: من فُرْضَة النَّهر. والفُرْضةُ: هِيَ الثُّلْمةُ الَّتِي تكون فِي النَّهر. وفُرضَةُ القوْس: الحَزُّ الَّذِي يَقع عَلَيْهِ الوَتر. وفرضةُ الزَّنْد: الحَزُّ الَّذِي فِيهِ. وَأَخْبرنِي المُنْذِرِيُّ عَن أبي الهيْثم أَنه قَالَ: فرائضُ الْإِبِل: الَّتِي تَحت الثَّنِيِّ والرُّبُع. يُقَال للقَلُوص الَّتِي تكون بنتَ سنةٍ وَهِي تُؤْخَذ فِي خمس وَعشْرين: فريضةٌ. وللتي تُؤْخَذ فِي سِتّ وَثَلَاثِينَ وَهِي بنت لبون بنت سنتَيْن: فريضةٌ. وللتي تُؤْخَذ فِي سِتّ وَأَرْبَعين وَهِي حِقّةٌ وَهِي بنتُ ثلاثِ سِنِين: فريضةٌ، وللتي تُؤخذ فِي إِحْدَى وَسِتِّينَ: جَذَعَةٌ، وَهِي فريضتُها، وَهِي بنتُ أَربع سِنِين؛ فَهَذِهِ فرائضُ الْإِبِل. وَقَالَ غَيره: سُمِّيت فَرِيضَة لِأَنَّهَا فُرِضَتْ، أَي: أُوجِبت فِي عددٍ مَعْلُوم من الْإِبِل، فَهِيَ مَفروضةٌ وفريضة، وأُدخِلت الْهَاء فِيهَا لِأَنَّهَا جُعلت اسْما لَا نعتاً. وَقَالَ الليثُ: لِحْيَةٌ فارضةٌ: إِذا كَانَت ضخمةً. وَيُقَال: أضمر عَلَيَّ ضِفْناً فارضاً، وضفينَةً فارضاً بِغَيْر هاءٍ، أَي: عَظِيما كَأَنَّهُ ذُو فَرْض، أَي: حَزّ. وَقَالَ الرّاجز: يَا رُبَّ ذِي ضِفْن عليّ فارض ورجالٌ فُرَّضٌ ضخام، واحدُهم فارض. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: الفَرْض: العَطِيَّة وَقد أفرضتُه إفراضاً. ابْن السِّكِّيت: يُقَال: مَا لَهُم إِلَّا الفريضتان، وهما الجَذَعةُ من الْغنم، والحِقّةُ من الْإِبِل. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال لذَكَر الخَنَافس: المُفَرَّض والحَوّازُ والكَبَرْتَلُ. أَبُو عبَيد: يُقَال للرجل إِذا لم يكن عَلَيْهِ ثوب: مَا عَلَيْهِ فِرَاض. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: مَعْنَاهُ: مَا عَلَيْهِ سِتر. رفض: قَالَ اللَّيْث: الرَّفْضُ: تركُك الشيءَ، تَقول: رفَضَني فرفَضتُه. قَالَ: وَالرَّوَافِض: جنودٌ تركُوا قائدَهم وَانْصَرفُوا، فكلّ طَائِفَة مِنْهُم رافضة. والنَّسَب إِلَيْهِم رافِضِيّ. وَذكر عُمر بن شَبَّة عَن الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ: سُمُّوا رافضةً لأَنهم كَانُوا بَايعُوا زيدَ بنَ عليّ ثمَّ قَالوا لَهُ: ابْرَأْ من الشَّيْخَيْن نُقاتلْ مَعَك، فَأبى، وَقَالَ: كانَا وزيرَيْ جَدِّي، فَلَا أَبرَأُ مِنْهُمَا، فرفَضوه وارْفَضُّوا عَنهُ، فسُمُّوا رافضة. وَقَالَ ابنُ السكّيت: فِي القِرْبةِ رَفْضٌ من المَاء، وَفِي المَزادة رَفضٌ من المَاء، وَهُوَ الماءُ القليلُ، هَكَذَا رَفْض بِسُكُون الْفَاء. وأمّا أَبُو عُبَيد فَإِنَّهُ رَوَى عَن أبي زيد أَنه قَالَ: فِي القِرْبة رَفَضٌ من مَاء وَمن لَبَن مثل الجُزْعة، وَقد رَفَّضْتُ فِيهَا تَرْفيضاً.

قَالَ: وَقَالَ الفرّاء: الرَّفَض: الماءُ الْقَلِيل. وَقَالَ ابْن السكّيت: يُقَال: رَفَضْتُ إبلي أَرْفِضُها رفضاً: إِذا تركتَها وخلّيتَها وتركتَها تَبَدَّد فِي مَرعاها وتَرعَى حَيْثُ أحبّت، وَلَا تَثْنِيها عَن وجهٍ تريده، وَهِي إبلٌ رافضة، وإبلٌ رافِض وإرْفاض رَفَضتْ تَرفِض، أَي: ترعَى وحدَها والراعي يُبصِرها قَرِيبا مِنْهَا أَو بَعيدا لَا تُتعِبُه وَلَا يَجمعها، وَقَالَ الراجز: سَقْياً بحيثُ يُهمَل المُعَرَّض وحيثُ يَرْعَى وَرَعِي وأرفِضُ وَقَالَ غَيره: رُمحٌ رَفيض: إِذا تقصَّد وتكسَّر. وَأنْشد: ووَالَى ثَلَاثًا واثنتَيْن وأربعاً وغادرَ أُخرى فِي قناةِ رَفِيضِ وارفَضّ الدمعُ ارفِضَاضاً: إِذا تتابَع سَيَلانُه وقَطَرانه، وَيُقَال: راعٍ وقُبَضَةٌ رُفَضَة، فالقُبَضَة. الَّتِي يسوقُها ويجمَعُها، فَإِذا صَارَت إِلَى الْموضع الَّذِي تحبه وتهواه تركَها ترعَى كَيفَ شَاءَت، فَهِيَ إبلٌ رَفَضٌ. وسمعتُ أَعْرَابِيًا يَقُول: القومُ رَفَضٌ فِي الْبيُوت، أَرَادَ أَنهم تفرّقوا فِي بيوتِهم. والناسُ أَرُّفاض فِي السَّفر، أَي: متفرِّقون وَيُقَال: لشَرَك الطَّرِيق إِذا تفرّقتْ. رِفَاضٌ. وَقَالَ رُؤْبة: بالعِيسِ فوقَ الشَّرَك الرِّفَاض وَهِي أخاديدُ الجادّة المتفرِّقة. ومَرافِض الأَرْض: مَساقِطُها من نواحي الْجبَال ونحوِها الْوَاحِد مَرْفَض. وترفَّض الشيءُ: إِذا تكسَّر. أَبُو عُبَيد عَن الفرّاء: أَرفَض القومُ إبلَهم: إِذا أرسلوها بِلَا رِعاء، وَقد رفَضَت الإبلُ إِذا تفرّقتْ. ض ر ب ضرب، ضبر، رضب، ربض، برض، بضر: مستعملة. ضرب: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الضَّربُ: الشكْلُ فِي القَدّ والخَلْق. الحرّانيّ عَن ابْن السِّكِّيت قَالَ: الضَّربُ الصِّنف من الْأَشْيَاء؛ يُقَال: هَذَا من ضَربِ ذَاك، أَي: من نَحوه، وجمعُه ضروب. قَالَ: والضَّربُ: الرجلُ الْخَفِيف اللَّحم. وَأنْشد قَول طرَفة: أَنا الرجلُ الضَّرْب الَّذِي تعرفونه خَشَاشٌ كرأْسِ الحيَّة المتوقِّدِ قَالَ: والضربُ: مصدر ضربتُه ضَرْباً. وضربْتُ فِي الأَرْض: أَبتغِي الخيرَ من الرِّزق. وَقَالَ الله تَعَالَى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِى الاَْرْضِ} (النِّسَاء: 101) ، أَي: سافرتُم. والضرْبُ أَيْضا من المطَر: الخفيفُ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: { (حَكِيمٌ أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ

الذِّكْرَ صَفْحاً أَن كُنتُمْ قَوْماً} (الزخرف: 5) ، مَعْنَاهُ: أفنضرب القرآنَ عَنْكُم وَلَا ندعوكم إِلَى الْإِيمَان بِهِ صَفْحاً، أَي: معرضين عَنْكُم. أقامَ (صفحاً) وَهُوَ مَصدر مقَام صافِحين، وَهَذَا تقريعٌ لَهُم وإيجابُ الْحجَّة عَلَيْهِم وَإِن كَانَ لفظُه لفظَ اسْتِفْهَام. وَيُقَال: ضرَبْتُ فلَانا عَن فلَان، أَي: كفَفْتُه عَنهُ، فأَضرَبَ عَنهُ إضراباً: إِذا كفّ وَالْأَصْل فِيهِ: ضرْبُ الرجل دابّتَه أَو راحلتَه عَن وجهٍ نَحَاهُ: إِذا صرفه عَن وجهٍ يُريدهُ، وَكَذَلِكَ قَرَعه وأقْرَعه مثلُه. وَقَالَ اللَّيْث: أضرَبَ فلانٌ عَن الْأَمر فَهُوَ مُضرِب: إِذا كَفَّ. وَأنْشد: أصبحتُ عَن طلب المعيشةِ مُضرِباً لمَّا وثِقتُ بِأَن مالَكَ مَالِي قَالَ: والمُضرِب: المقيمُ فِي الْبَيْت، يُقَال: أضرَب فلانٌ فِي بَيته، أَي أَقَامَ فِيهِ. وَيُقَال: أضرَبَ خُبْزُ المَلَّة فَهُوَ مُضْرِب: إِذا نَضج وآن لَهُ أَن يُضرَب بالعصا. ويُنفَض عَنهُ رمادُه وترابُه. وَقَالَ ذُو الرُّمة يصف خُبْزةً: ومضروبةٍ فِي غير ذنبٍ بريئةٍ كسرتُ لِأَصْحَابِي على عَجَلٍ كسراً ابْن السّكيت: يُقَال: أضْرب عَن الْأَمر إضراباً. أضْرب فِي بَيْته: إِذا أَقَامَ؛ حَكَاهَا أَبُو زيد. قَالَ: وسمعتُها من جمَاعَة من الْأَعْرَاب. وَقد أَضرب الرجُل الفَحل الناقةَ يُضْرِبها إضراباً، فضربها الفحلُ يَضربها ضَرْباً وضِراباً وَقد ضَرب العِرق يضْرب ضرباناً وَضَرب فِي الأَرْض ضَرباً. وَقَالَ اللّيث: ضَربتِ المخَاضُ: إِذْ شالتْ بأَذنابها، ثمَّ ضَربتْ بهَا فُروجها ومَشَت؛ فَهِيَ ضَوَارِبُ. وَقَالَ أَبُو زيد: ناقةٌ ضَارب: وَهِي الَّتِي تكون ذَلُولاً، فَإِذا لَقِحَتْ ضربَتْ حالِبهَا من قُدّامها؛ وَأنْشد: بأَبْوَالِ المخَاضِ الضَّوَارِبِ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: أَرَادَ جمع ناقةٍ ضارِب؛ روَاه ابنُ هانىء. وَقَالَ اللّيث: ضربَ يَده إِلَى عمل كَذَا، وَضرب على يَدِ فلَان: إِذا مَنعه عَن أمرٍ أَخذ فِيهِ؛ كَقَوْلِك: حَجَرَ عَلَيْهِ. قَالَ: والطَّيْر الضَّوارب: المخترقاتُ فِي الأَرْض؛ الطالباتُ أرزاقَها. وَضرب الدهرُ من ضربَاته، إِن كَانَ كَذَا وَكَذَا. وضربَ العِرْق ضربا وضربَاناً: إِذا آلمه. وَقَالَ: الضَّريبةُ: كلُّ شَيْء ضَربته بسَيْفك من حَي أَو ميِّت؛ وأَنشد لجرير: وَإِذا هَزَزْتَ ضريبةً قطَّعتها فضيْتَ لَا كَزِماً وَلَا مَبْهُوراً

وَقَالَ ابْن السّكيت: الضّريبة: الصُّوف أَو الشَّعر يُنفش ثمَّ يُدْرَج ليُغزَل؛ فَهِيَ ضرائبُ والضريبةُ: الخليقة؛ يُقَال: خُلق الإنسانُ على ضَرَائِب شَتَّى، وقولُ الله عزّ وجلّ: {فَضَرَبْنَا عَلَىءَاذَانِهِمْ فِى الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا} (الْكَهْف: 11) ، مَعْنَاهُ: أَنمنَاهم. وَالْأَصْل فِي ذَلِك: أنَّ النَّائِم لَا يسمَع إِذا نَام، وَفِي الحَدِيث (فَضَرَبَ اللَّهُ عَلَى أَصْمِخَتِهِم) ، أَي: نَامُوا فَلم ينتبهوا. والصِّماخ: ثَقْب الأُذُن. وَيُقَال: ضرب الْبَعِير جهَازه: وَذَلِكَ إِذا نَفَرَ فَلم يَزلْ يَلتبط يَنْزُو حَتَّى طَوَّحَ عَن ظَهره كلَّ مَا عَلَيْهِ من أدَاته وحِمْله. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: ضُربت الأَرْض وجُلدت وصُفِعت، وَقد ضرِب البَغْلُ وجَلِدَ وصَقِع. قَالَ: وأضربَ الناسُ وأُجلدوا وأُصقعوا كلّ هَذَا من الضّريب والصقيع والجليد الّذي يقعُ بِالْأَرْضِ. وَقَالَ اللّيث: أَضربت السَّمائمُ المَاء حَتَّى أنشفته الأرضُ. والرِّيحُ والبَرْد يُضرب النباتَ إضراباً، وَقد ضرب النباتُ ضربا فَهُوَ نباتٌ ضرب، أضرَّ بِهِ البَرْد. أَبُو زيد: أرضٌ ضربةٌ: إِذا أصابَها الجَليدُ فَأحرق نباتهَا. وَقد ضَربت الأرضُ ضَرباً، وأَضربهَا الضّريب إضراباً. أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: إِذا صُبَّ بعضُ اللّبن على بعض فَهُوَ الضريب. قَالَ: وَقَالَ بعض أهل الْبَادِيَة: لَا يكون ضريباً إلاّ مِنْ عِدّةٍ من الْإِبِل، فَمِنْهُ مَا يكون رَقيقاً، وَمِنْه مَا يكون خاثراً. وَقَالَ ابْن أَحْمَر: وَمَا كنتُ أَخشى أَن تكونَ منيّتي ضَريبَ جلاد الشَّوْلِ خَمْطاً وصافِيا وَذكر اللَّحياني أسماءَ قِداح المَيْسر الأوّل وَالثَّانِي ثمّ قَالَ: وَالثَّالِث الرَّقيب، وبعضُهم يسمِّيه الضَّرِيب؛ وَفِيه ثَلَاثَة فُروض، وَله غُنْم ثَلَاثَة أنصباءَ إِن فازَ، وَعَلِيهِ غُرْمُ ثَلَاثَة أنصباء إِن لم يَفُز. وَقَالَ غيرُه: ضَريبُ القِداح هُوَ الموكَّل بهَا، وأَنشدَ للكُمَيت: وعَدَّ الرَّقيبُ خِصالَ الضريبِ لَا عَنْ أَفَانِينَ وَكْساً قِمارَا وَيُقَال: فلَان ضَريبُ فلَان، أَي: نظيرُه. قَالَ: والضريبُ: الشَّهِيد؛ وَأنْشد بعضُهم قَول الجميح يَمدَح قوما: يَدِبُّ حُمَيَّا الكأسِ فيهمْ إِذا انْتَشَوْا دَبيبَ الدُّجى وَسْطَ الضريب المُعَسّلِ وَقَالَ ابْن السّكيت: الضربُ: العسلُ الأبْيض الغليظ؛ يُقَال: قد استضرب العسلُ: إِذا غَلُظَ؛ وأَنشَد: كأَنَّما رِيقَتُه مِسْكٌ عَلَيْهِ ضربُ والضرَبُ: يُذكَّر ويؤنَّث، وَقَالَ الهذَلي فِي تأنيثه:

فَمَا ضَرَبٌ بيضاءُ يأوِي مَلِيكُها إِلَى طُنُفٍ أَعيَا بِرَاقٍ ونازِلِ وَقَالَ اللَّيْث: الاضطرابُ: تَضرُّبُ الوَلَد فِي البَطْن. وَيُقَال: اضطَرب الحَبْلُ بَين الْقَوْم: إِذا اختلفتْ كَلِمتُهم. ورجلٌ مضطربُ الخَلْق: طويلٌ غيرُ شديدِ الأَسر. والضَّاربُ: السابح فِي المَاء؛ وَقَالَ ذُو الرُّمّة: كأنّني ضاربٌ فِي غَمْرةٍ لَجِبُ قَالَ: والضَّرْب يَقع على جَمِيع الْأَعْمَال إلاّ قَلِيلا: ضَرْبٌ فِي التّجارة، وَفِي الأَرْض، وَفِي سَبِيل الله. والضَّريبةُ: الغَلَّة تُضرَب على العَبْد؛ يُقَال: كم ضريبةُ عبدِك فِي كلّ شهر. والضَّريبة: الصُّوفُ يُضرَب بالمِطرَق. والضَّرِيبة: الطبيعة؛ يُقَال: إِنَّه لكَريم الضَّرائب. والضَّرائبُ: ضرائبُ الأَرَضين فِي وظائف الخَراج عَلَيْهَا. والضاربُ: الوادِي الكثيرُ الشجَر؛ يُقَال: عَلَيْك بذلك الضارِب فانْزِلْه؛ وأَنشَد: لَعمرُك إنّ البيتَ بالضارِبِ الّذي رأيتَ وَإِن لَم آتِهِ ليَ شائِقُ أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: ضَرّبَتْ عَيْنُه وسَدّت وحَجَّلت، أَي: غارت. أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: الدِّيمةُ: مَطرٌ يَدُوم مَعَ سُكُون؛ والضَرْب فَوق ذَلِك قَلِيلا. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: المَضارِبُ: الحَيلُ فِي الحُروب. قَالَ: والتّضريبُ: تحريضُ الشُّجاع فِي الحَرْب؛ يُقَال: ضرَبَه وحرَّضه. قَالَ: والمِضْرَبُ: فُسْطاطُ المَلِك. وَيُقَال: ضَربتْ فِيهِ فلانةُ بِعرْقٍ ذِي أَشَبٍ: إِذا عَرَّقت فِيهِ عِرْقَ سَوْء. والمُضارَبَة: أَن تعطِيَ إنْسَانا من مالِك مَا يتجّر فِيهِ، على أَن يكون الرِّبْح بَيْنكُمَا؛ وكأنّه مأخوذٌ من الضَّرْب فِي الأَرْض لطَلَب الرِّزق، قَالَ الله تَعَالَى: {وَءَاخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِى الاَْرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ} (المزمل: 20) ، وعَلى قياسِ هَذَا الْمَعْنى. يُقَال لِلْعَامِلِ: ضارِب؛ لأنّه هُوَ الّذي يَضرِبُ فِي الأَرْض. وجائزٌ أَن يكون كلُّ وَاحِد مِنْهُمَا يُضارِبُ صاحبَه، وَكَذَلِكَ المُقَارِض. وَقَالَ النَّضر: المُضارِبُ: صاحبُ المَال والّذي يَأْخُذ المالَ كِلَاهُمَا مُضارِب، هَذَا يُضارِبُه وذاكَ يُضارِبُه. وبساطٌ مُضَرَّبٌ: إِذا كَانَ مَخِيطاً وفلانٌ يَضرِب المجدَ، أَي: يَكسِبُه ويَطْلُبه. وَقَالَ الكُمَيت: رَحْبُ الغِناءِ اضطرابُ المَجدِ رَغْبَتُهُ والمجدُ أنفعُ مَضْرُوب لِمُضْطَرِبِ

وَيُقَال للرّجل إِذا خَافَ شَيْئا فخَرِق فِي الأَرْض جُبْناً: قد ضَرَب بذَقَنه الأَرْض. وَقَالَ الرّاعي يصف غِرْباناً، خافتْ صَقْراً: ضَواربُ بالأَذقان مِن ذِي شَكِيمَةٍ إِذا مَا هَوَى كالنَّيْزَكِ المتوقِّدِ أَي: مِنْ صَقْر ذِي شَكِيمة، وَهُوَ شدّةُ نَفسه. وَيُقَال: رأيتُ ضَرْبَ نِساءٍ، أَي: رَأَيْت نسَاء. وَقَالَ الرَّاعِي: وضَرْبَ نِساءٍ لَو رآهنّ ضارِبٌ لَهُ ظُلّةٌ فِي قُلَّةٍ ظَلَّ رانِيَا وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: ضَرَبتُ لَهُ الأرضَ كلَّها، أَي: طَلَبْته فِي كلّ الأَرْض. وَيُقَال: جاءَ فلانٌ يَضرِب، أَي: يُسرِع. وَقَالَ المُسيّب: فإنّ الَّذِي كنتُم تَحذَرونْ أَتَتْنَا عيونٌ بِهِ تَضرِبُ قلتُ: ومِن هَذَا قولُ عليّ رَضِي الله عَنهُ حِين ذَكَر فِتنةً. وَقَالَ: فَإِذا كَانَ ذَلِك ضَرَب يَعسوبُ الدِّين بذَنَبه، أَي: أَسرَع الذَّهابَ فِي الأرضِ فِرَارًا من الفِتَن؛ وأنشَدني بعضُهم: ولكنْ يُجابُ المستغيثُ وخَيْلُهمْ عَلَيْهَا كُمَاةٌ بالمنِيّة تَضرِبُ أَي: تُسرِع. يُقَال: جَاءَنَا راكبٌ يَضرِب ويُذَبِّب، أَي: يُسرِع. وَقَالَ ابنُ السكّيت: يُقَال للنّاقة إِذا كَانَت مَهزولةً: مَا يُرِمُّ فِيهَا مَضرَبْ. يَقُول: إِذا كُسِر قَصَبُها لَم يُصَبْ فِيهِ مُخّ. وَيُقَال: مَا لفِلان مَضْرَبُ عَسَلةٍ، وَلَا يُعرَف لَهُ مَضرِبُ عَسَلةٍ: إِذا لم يكن لَهُ نَسَبٌ مَعْرُوف، وَلَا يُعرف إعراقُه فِي نَسَبه. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: ضَرَبَ الدهرُ بَيْننَا، أَي: بَعَّد مَا بَيْننَا. وَقَالَ ذُو الرّمة: فَإِن تَضرِب الأيّامُ يَا مَيَّ بينَنَا فَلَا ناشِرٌ سِرّاً وَلَا متغيِّرُ ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: ضَرْبُ الأَرضِ: البولُ والغائطُ فِي حُفَرها. قَالَ: والضارب: المتحرِّك، والضارِب: الطَّوِيل من كلّ شَيْء؛ وَمِنْه قَوْله: ورابَعَتْني تحتَ ليلٍ ضارِبِ وَفِي الحَدِيث: النَّهْيُ عَن ضَرْبة الغائص، وَهُوَ أَن يَقُول الغَائِصُ للتاجر: أغُوص غَوْصَةً فَمَا أخرجتُه فَهُوَ لَك بِكَذَا؛ فيتَّفقان على ذَلِك، ونَهَى عَنهُ لأنّه غَرَر، وقولُ الله جلّ وعزّ: {إِمَامٍ مُّبِينٍ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَّثَلاً أَصْحَابَ القَرْيَةِ إِذْ جَآءَهَا الْمُرْسَلُونَ} (يس: 13) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: معنى قَوْله: {وَاضْرِبْ لهُمْ مَّثَلاً} : اذْكُرْ لَهُم مَثَلاً. وَيُقَال: عِنْدي من هَذَا الضَّرْب، أَي: على هَذَا المِثال. فَمَعْنَى: {اضْرِب لَهُم مثلا: مَثِّل لَهُم مَثَلاً. قَالَ: و (مَثَلاً) منصوبٌ لأنّه مفعولٌ بِهِ. ونَصَب قولَه: (أَصْحَاب القَرْية) لأنّه بَدَلٌ

من قَوْله: (مَثَلاً) ؛ كَأَنَّهُ قَالَ: اذكرْ لَهُم أصحابَ القَرْية، أَي: خَبَر أصحابَ القَرْية. رضب: قَالَ اللَّيْث: الرُّضابُ: مَا يَرْضُبُ الإِنسانَ مِن رِيقه؛ كأنّه يمتصّه. وَإِذا قَبَّل جاريتَه رَضَبَ ريقَتَها. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الرُّضَابُ: فُتاتُ المِسْك. والرَّضْب: الفِعْل. قَالَ: والمَراضِبُ: الأَرْياقُ العَذْبة. وَقَالَ أَيْضا: الرُّضابُ: قِطَعُ الثَّلْج والسُّكّر والبَرَد؛ قَالَه عُمارة بنُ عَقيل. والرُّضاب: لُعاب العَسَل، وَهُوَ رَغْوَتُه. وَقَالَ اللّيث: الراضِبُ: ضَرْبٌ من السِّدْر، والواحدة راضِبَة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: رَضَبَت السماءُ وهَضَبَتْ، ومطرٌ رَاضب، أَي: هاطِل. قَالَ الأصمعيّ: رُضاب الفَم: مَا تَقطَّع من رِيقِه. ورُضاب النَّدَى: مَا تَقطَّع مِنْهُ على الشَّجَر، ورُضابُ المِسْك: قِطَعُه. برض: أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ: البُهمَى أوّلُ مَا يَبدُو مِنْهَا البارِض؛ فَإِذا تَحرَّك قَلِيلا فَهُوَ جَمِيم، وَقَالَ لَبيد: يَلْمُجُ البارِضَ لَمْجاً فِي النَّدَى مِن مَرابيعِ رِياضٍ ورِجَلْ وَقَالَ اللّيث: يُقَال: بَرَض النَّباتُ يبرُض بُرُوضاً، وَهُوَ أوّل مَا يُعرَف ويتناوَل مِنْهُ النَّعَم. أَبُو عبيد عَن أبي زيد قَالَ: إِذا كَانَت العَطيَّة يسيرَة قلتَ: بَرَضْتُ لَهُ أبْرُض بَرْضاً. وَيُقَال: إنّ المَال لَيَتَبرَّض النّباتَ تبرُّضاً، وَذَلِكَ قبلَ أَن يَطول وَيكون فِيهِ شِبَع المَال، فَإِذا غَطَّى الأرضَ ووَفَّى فَهُوَ جَميم. وتَبرَّضْتُ ماءَ الحِسْيِ: إذَا أخذتَه قَلِيلا قَلِيلا. وتبرَّضْتُ فلَانا: إِذا أصبْتَ مِنْهُ الشيءَ بعد الشَّيْء وتَبلَّغْتَ بِهِ. وأمّا قولُ امرىء القَيْس: ... فانتَحَى لليَرِيض فَإِن اليَريض بياءيْن وَالرَّاء بَينهمَا، وَهُوَ وادٍ بعينِه. وَمن رَواه: البَريض بِالْبَاء قَبْلَ الرّاء فقد صَحَّف. وقولُه: وَقد كنتُ بَرّاضاً لَهَا قبلَ وصْلها فَكيف ولَدَّتْ حَبْلها بحِباليَا مَعْنَاهُ: أنَّه كَانَ يُنيلُها الشيءَ بعد الشَّيْء قبل أَن واصَلَتْه، فَكيف وَقد عَلِقْتُها الْآن وعَلِقَتْني. والبَرّاضُ بنُ قيس: أحدُ فُتَّاكِ العَرب معروفٌ، وبفتْكه بعُرْوة الرَّحّال هاجَتْ حربُ الفِجار بَين كِنانة وقيسِ غَيْلان. وَقَالَ اللَّيْث: التبرُّضُ: التبلُّغُ بالبُلْغة من العَيْش، والتطلُّبُ لَهُ من هُنا وَهنا قَلِيلا قَلِيلا. وتَبرّضتُ سَمَلَ الحَوضِ: إِذا كَانَ ماؤُه

قَلِيلا، فأخذتُه قَلِيلا قَلِيلا. وَقَالَ الشَّاعِر: وَفِي حِياض المَجْد فامتلأَتْ بِهِ بالرّيّ بعدَ تَبرُّض الأسْمال قَالَ المبْرِض والبَرَّاض: الَّذِي يَأْكُل كلّ شَيْء من مالِه ويُفْسِده. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: رجل مَبْروض، ومَضْفُوهٌ ومَطْفُوهٌ ومَضْيُوفٌ ومَحْدُودٌ: إِذا نَفِد مَا عندَه من كَثْرَة عَطائه. ربض: أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الرَّبْضُ والرُّبْضُ والرَّبَضُ: الزَّوجةُ أَو الْأُم أَو الأخْت تُقرِّب ذَا قرابَتِها. قَالَ: وَيُقَال فِي مَثَل: مِنْك رَبضُك وَإِن كَانَ سماراً. قَالَ: والرّبَضُ: قيّم بَيته. والرَّبَضُ: امرأةٌ تُرْبضه ويأْوِي إِلَيْهَا، وَأنْشد الْبَيْت: جَاءَ الشّتاءُ ولمّا اتَّخِذْ رَبضاً يَا وَيْحَ كَفِّيَ من حَفْر القَراميصِ قَالَ: والرّبْضُ والرُّبْض: وسَطُ الشَّيْء. والرَّبَضُ: حَريمُ الْمَسْجِد، وَقَالَ اللَّحياني نَحوه. قَالَ: وَيُقَال: مَا ربض امرؤٌ مثلَ أُخْت. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: رَبضُ الرجل، ورُبضُه امْرَأَته. وَقَالَ اللحياني: يُقَال: إِنَّه لرُبُضٌ عَن الْحَاجَات وَعَن الْأَسْفَار على فُعُل أَي: لَا يخرج فِيهَا. قَالَ: والرَّبَض فِيمَا قَالَ بعضُهم: أساسُ الْمَدِينَة وَالْبناء والرّبَض: مَا حولَه من خَارج. وَقَالَ بَعضهم: هما لُغَتان. قَالَ: والرِّبْضَة: الْجَمَاعَة من الغَنَم وَالنَّاس؛ يُقَال: فبها رِبْضَةٌ مِن النَّاس، وَيُقَال: أَتَانَا بتَمْرٍ مثل رُبضَة الخَروف، أَي: قَدْرَ الخَروف الرابض. وَرُوِيَ عَن النَّبِي أَنه قَالَ: (مثل المنافِقَ مَثلُ الشّاة بَين الرَّبْضَين، إِذا أتتْ هَذِه نطحَتْها) ، وبعضُهم رَوَاهُ: (بَين الرَّبِيضَيْن) ، فَمن قَالَ: (بَين الربضين) أَرَادَ مربضي غنمين، إِذا أَتَت مَربِض هَذِه الْغنم نطحها غنمه، وَإِذا أَتَت مَرْبَض الْأُخْرَى نطحها غنمه. وَمن رَوَاهُ: (بَين الربيضين) فالرَّبَض: الغَنَمُ نفسُها، وَمِنْه قَول الْحَارِث بن حِلِّزة: عنتا باطِلاً وظُلْماً كَمَا يُعْتَرُ عَن حَجْرة الرَّبِيضِ الظِّباءُ أَرَادَ النَّبِي بِهَذَا المَثَل قولَ الله جلّ ثَنَاؤُهُ: مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذالِكَ لاَ إِلَى هَاؤُلا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ءِ وَلاَ إِلَى هَاؤُلا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ءِ} (النِّسَاء: 143) . وَقَالَ اللَّيْث: الرَّبيضُ: شَاءَ برُعاتِها اجتَمعتْ فِي مَربِضها. قَالَ: والرُّبُوضُ: مَصْدَرُ الشَّيْء الرَّابض،

وكلّ شَيْء يَبرُك على أربعةٍ فقد رَبَض رُبُوضاً. وَيُقَال: ربَضت الغنمُ، وبَركَت الْإِبِل، وجَثَمت الطيرُ جُثُوماً. والثَّورُ الوَحْشيّ يَربِض فِي كِناسه وَقَول العَجَّاج: واعتادَ أرباضاً لَهَا آريُّ أَرَادَ بالأرباض جمع رَبَض، شبّه كِناسَ الثّور بمأوَى الغَنَم. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الرّبَضُ والمَرْبَضُ والمَرْبِض والرّبِيض: مجتَمَع الحَوايا. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه بَعثَ الضَحّاكَ بنَ سُفيانَ إِلَى قومه وَقَالَ: (إِذا أتيتَهمْ فارْبِض فِي دارِهم ظَبْياً) ، قَالَ القُتَيْبيّ: رُوِي عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه أَرَادَ: أَقِمْ فِي دارِهِم آمِناً لَا تَبْرح، كأنّك ظبيٌ فِي كِناسه، قد أَمِن حَيثُ لَا يَرَى إنسِيّاً. قلت: وَفِيه وجهٌ آخر، وَهُوَ أَنه عَلَيْهِ السَّلَام أَمَرَه أَن يأتيَهم كالمتوجّس لِأَنَّهُ بَين ظَهراني الكَفَرة، فَمَتَى رَابَه مِنْهُم رَيْبٌ نَفر عَنْهُم شارِداً. وَفِي حَدِيث أمّ مَعْبَد (أنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لمّا قالَ عِنْدهَا دَعا بِإِنَاء يُرْبِضُ الرَّهْط) . قَالَ أَبُو عبيد: مَعْنَاهُ: أنّه يروِيهم حَتَّى يُختِّرهم فيَناموا لكَثْرة اللَّبن الّذي شَرِبوه. وَقَالَ الرّياشيّ: أربضت الشَّمسُ: إِذا اشتدّ حَرُّها حَتَّى تَربِضَ الشاةُ من شدّة الرَّمْضاء. وَقَالَ أَبُو عبيد: الأَرْباضُ: حِبالُ الرَّحْل، وَقَالَ ذُو الرُّمة يذكر إِبِلاً: إِذا غَرَّقَتْ أَرباضُها ثِنْي بَكَرةٍ يتَيْماءَ لم تُصبِح رءُوماً سَلُوبُها وَقَالَ اللَّيْث: ربَضُ البَطْن: مَا وَلِيَ الأَرْض من البَعِير إِذا بَرَك، والجميعُ الأَرْباض، وَأنْشد: أسْلَمَتْها مَعاقِدُ الأَرْباض قلتُ: غَلط الليثُ فِي الرَّبَض وَفِيمَا احتجّ لَهُ بِهِ، فأمّا الرَّبَضُ فَهُوَ مَا تَحوَّى من مَصارِين البَطْن، كَذَلِك قَالَ أَبُو عبيد، وأمّا مَعاقِدُ الأرْباض فالأرباض هَهُنَا الحِبال، وَمِنْه قَول ذِي الرُّمّة: إِذا مَطَوْنا نَسُوعَ الرَّحْل مُصعَدَةً سَلكْن أخْراتَ أرْباضِ المَدِاريجِ والأخَرات: حَلَقُ الحِبال. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: الرِّبُوضُ: الشَّجَرَة الْعَظِيمَة، وَقَالَ ذُو الرّمّة: تجوَّفَ كلَّ أرْطَاةٍ رُبُوضٍ وسِلسِلةٌ رَبوض: ضَخْمة، وَمِنْه قولُه: وفالوا رَبُوضٌ ضَخْمَةٌ فِي جِرانِه وأسمر من جِلْدِ الذِّراعيْن مُقْفَلُ أَرَادَ بالرَّبوض: سِلسلةً أُوثِق بهَا، جعلهَا ضخمةً ثَقيلَة. وَأَرَادَ الأسمَر: قِدّاً غُلَّتْ يدُه بِهِ فيَبِس عَلَيْهِ.

اللَّيْث: أرنَبَةٌ رابِضةٌ: إِذا كَانَت ملتزِقة بالوَجْه، هُوَ من أمثالهم فِي الرّجُل الَّذِي يَتعَيَّنُ الأَشيَاء فيصيبُها بعَيْنه. قولُهم: لَا تقومُ لفُلان رابضة، وَذَلِكَ إِذا قَتَل كلَّ شَيْء يُصِيبهُ بعَيْنِه. ورُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه ذكر أشراطَ السَّاعَة، وَمِنْهَا يود أَن تَنْطِق الرُّوَيْبِضَة فِي أُمُور العامّة، قيل: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ يَا رسولَ الله؟ قَالَ: (الرجل التّافِه ينْطق فِي أَمر العامّة) . قَالَ أَبُو عُبيد: وممّا يُثبت حديثَ الرُّوَيْبِضة الحديثُ الآخَرُ: (من أَشْرَاط السَّاعَة أَن يُرَى رِعاءُ الشاءِ رؤُوسَ النّاس) . قلتُ: الرُّوَيْبضة تصغيرُ الرابضةُ، كَأَنَّهُ جَعَل الرابضة راعِيَ الرَّبض، وأدخَل فِيهِ الْهَاء مُبَالغَة فِي وَصفه، كَمَا يُقَال: رجل داهِية. وَقيل: إِنَّه قيل للتافه من النّاس: رابِضة ورُوَيْبِضة، لرُبوضِه فِي بَيْته، وقلّة انبعاثِه فِي الْأُمُور الجسيمة، وَمِنْه يُقَال: رجل رُبُض عَن الْحَاجَات والأسفار: إِذا كَانَ يَنهَض فِيهَا. وَقَالَ أَبُو زيد: الرَّبَض: سَفِيفٌ يُجعَل مِثلَ البِطَان فيُجعل فِي حَقْوَيِ النَّاقة حَتَّى يُحاوِزَ الوَرِكَين من الناحيتين جَمِيعًا، وَفِي طرَفيْه حَلَقتان يُعقَد فيهمَا الأنساع، ثمَّ يُشَدّ بِهِ الرَّحْل، وجمعُه أرْباض. أَبُو عُبيد عَن الْكسَائي: الرُّبْض: وَسَطُ الشَّيْء، والرُّبض: نواحيه. وأنكَر شَمِر أَن يكون الرُّبْضُ وَسَط الشَّيْء، وَقَالَ: الرُّبْض: مَا مَسّ الأَرْض مِنْهُ. وَيُقَال للدّابة هِيَ فَخْمة الرِّبْضة، أَي: فخمة آثَار المَرْبض. ضبر: قَالَ اللَّيْث: ضَبَر الفَرسُ يَضْبُر ضَبْراً: إِذا عَدَا. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي وَقَالَ: إِذا وَثَب الفرسُ فوقعَ مَجْمُوعَة يَدَاهُ لذَلِك الضَّبْر. يُقَال: ضَبَر يضبُر. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الضَّبْرُ جماعةٌ من القَوْم يَغْزُون على أرجُلِهم، يُقَال: خرج ضَبْرٌ من بني فلَان، وَمِنْه قولُ ساعدَة بن جُؤيّةُ الهُذَليّ: بَينا هُمُ يَوْمًا كَذَلِك رَاعهُمْ ضَبْرُ لَبُوسُهمُ الحديدُ مُؤلَّبُ وَيُقَال: فلَان ذُو ضَبَارة فِي خَلْقه: إِذا كَانَ وثيق الخَلْق، وَبِه سُمِّيَ ضُبارَة، وابنُ ضَبارة كَانَ رَجُلاً من رُؤَسَاء أجناد بني أُميّة. وَفِي حَدِيث الزُّهْري (أنّه ذكر بني إِسْرَائِيل فَقَالَ: جعل الله عِنَبَهم الْأَرَاك، وجَوْزَهُم الضَّبْرَ ورمّانهم المَظَّ) . أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الضَّبْرُ: جَوْزُ البَرَّ. والمَظّ: رُمّان البَرّ. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ:

الضبْر: القَفْزُ. والضَّبْر: الشَّدُّ. والضَّبْر: جمع الأجْزاء. وَأنْشد: مضبورةً إِلَى شبا حدائدا ضَبَرَ براطيلَ إِلَى جَلاَمِدا قَالَ: والضَّبْر الَّذِي يُسمّيه أهلُ الحَضَر جَوزَاً بواو الضَّبْر: الرَّجّالة. والمَضْبُور: المجمّع الخَلْق الأمْلس. وَيُقَال للمِنْجَل: مَضْبُور. وَقَالَ اللَّيْث: الضَّبْرُ: شِدّةُ تَلزيز العظامِ واكتنازِ اللّحم. وجَمَلٌ مضبَّرُ الظَّهر، وأَنشد: مُضبَّر اللَّحْيَيْن بَسْراً مِنْهَسَا وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنه ذكر قوما يَخْرجون من النَّار ضَبائر) ، كأنَّها جمعُ ضِبَارَة، مثل: عمَارَة وعمائر. والضَّبائر: جماعاتُ النَّاس. وَيُقَال: رأيتهمْ ضبائر، أَي: جماعاتٍ فِي تَفْرِقَة. وَقَالَ ابْن السكِّيت: يُقَال: جَاءَ فلانٌ بإضبارَةٍ من كُتُب، وبإضْمامة من كُتب، وَهِي الأضابير والأضاميم أَو فلَان ذُو ضَبارَةٍ: إِذا كَانَ مشدّدَ الخَلْق. وَقَالَ اللَّيْث: إضبارَةٌ من صحف أَو سِهام، أَي: حُزمة. وضِبارةٌ لغةٌ أَو ضَبّرتُ الكُتب تضبيراً: جمعتُها. قلت: وغيرُ اللَّيْث لَا يُجِيز ضُبارةً من كُتُب، وَيَقُول: إِنَّمَا هِيَ إضبَارَة. وَقَالَ اللَّيْث: الضَّبْرُ: جِلْدَةٌ تُغَشَّى خَشَباً تُقَرَّبُ إِلَى الحصُون لقِتال أهلِها، والجميع الضُّبُور. قَالَ ابْن الْفرج: الضِّبْن والضِّبْر: الْإِبِط، وَأنْشد: وَلَا يَئوبُ مُضْمَراً قد ضَبْرِي زادِي وَقد شَوَّلَ زادُ السَّفْرِ أَي: لَا أَخبأُ طَعَامي فِي السَّفَر فأَوب بِهِ إِلَى بَيْتي، وَقد نَفِد زادُ أَصْحابي، وَلَكِن أُطعِمُهم إِيَّاه. وَمعنى: شَوَّل: خَفَّ وقلَّ، كَمَا تُشوِّل المَزَادةُ: إِذا بَقِي فِيهَا جُزَيْعةٌ من مَاء. بضر: قَالَ أَبُو العبّاس: قَالَ سَلمَة: قَالَ الفَرّاء: البضْر: نَوْفُ الجاريةِ قبل أَن تُخْفَض. قَالَ: وَقَالَ المفضَّل: من الْعَرَب من يُبدل الظّاءَ ضاداً، فَيَقُول: قد اشتَكى ضَهْرِي. وَمِنْهُم من يُبدل الضّادَ ظاءاً فَيَقُول: قد عَظّت الحرْبُ بني تَميم. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: البُضَيْرة تصغيرُ البَضْرة وَهِي بُطُولُ الشَّيْء، وَمِنْه قولُهم: ذهب دمُه بِضْراً مِضْراً خِضْراً، أَي: هَدَراً. ورَوَى أَبُو عُبَيد عَن الكسائيّ: ذهب دمُه خَضِراً مَضِراً أَو ذهب بِطْراً (بِالطَّاءِ) .

ض ر م ضرم، ضمر، رمض، رضم، مُضر، مرض: مستعملات. ضرم: قَالَ اللَّيْث وَغَيره: الضرَمُ من الحَطَب: مَا الْتَهَب سَرِيعا، والواحدة ضَرْمة. والضَّرَمُ: مصدرُ ضَرِمَت النارُ تَضرَم ضَرَماً. وضرِم الأَسدُ: إِذا اشتدَّ حَرُّ جَوْفه من الجُوع، وَكَذَلِكَ كلُّ شَيْء يشتدّ جوعُه من اللَّواحِم. أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرو: الضَّرِم: الجائع، قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: مَا بِالدَّار نافخُ ضَرَمة، أَي: مَا بهَا أحد. قلت: والضِّرام: مَا دَقّ من الحَطَب وَلم يكن جَزْلاً يثقبه النارُ، الْوَاحِد ضَرَم وضَرمة وَمِنْه قولُ الشَّاعِر: أَرَى خَللَ الرَمادِ وَمِيضَ جَمْرٍ أُحاذِرُ أَن يَشِبَّ لَهُ ضِرامُ وَيُقَال: أضرَمْتُ النارَ فاضْطَرَمَتْ، وضَرَّمتُها فَضرَمَتْ وتضرّمَتْ. وَقَالَ زُهَيْر: وتَضْرَ إِذا ضَرَّيْتُموها فتَضرِم وَقَالَ اللَّيْث: الضَّرِيمُ: اسمٌ للحريق، وأَنشَد: شَدّاً كَمَا تُشَيِّع الضَّريمَا شَبّه حَفيفَ شَدِّه بحفيف النَّار إِذا شَيَّعْتَها بالحَطَب، أَي: ألقيتَ عَلَيْهَا مَا يُذْكيها بِهِ؛ قَالَه الأصمعيّ. وَقَالَ اللّيْثُ: الضَّرَمُ: شِدّةُ العَدْو. وَيُقَال: فرسي ضَرِمُ العَدْوِ، وَمِنْه قولُ جرير: ضَرِمِ الرَّفاقِ مُناقِلِ الأَجْرالِ وَقَالَ أَبُو زيد: ضَرِمَ فلانٌ عِنْد الطَّعام ضَرَاماً: إِذا جَدَّ فِي أَكْله لَا يَدفَع مِنْهُ شَيْئا. وَيُقَال: ضَرِمَ عَلَيْهِ تَضرّم: إِذا احتَدَمَ غَضَباً. وَقَالَ ابْن شُميل: المُضْطَرِم: المُغْتَلِمُ من الجِمال، ترَاهُ كَأَنَّهُ قد حُسْحِسَ بالنَّار. وَقد أضْرَمَتْه الغُلْمة. رضم: أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي، يُقَال: إنّ عَدْوَك لرَضَمَان، أَي: بطيء. وإنّ أَكْلَك لَسَلَجَان، وَإِن قَضاءكَ لَلِيّان. قَالَ شَمِر: قَالَ الْأَصْمَعِي: الرِّضامُ: صُخور عِظامٌ أمثالُ الجُزر واحدتها رَضْمة. وَيُقَال: بنى فلَان دارَه فرضم فِيهَا الْحِجَارَة رَضْماً، وَمِنْه قيل: رَضَم البعيرُ بِنَفسِهِ: إِذا رَمَى بنفسِه. وَقَالَ لَبِيد: حُفِزَت وزايلَها السَّرابُ كَأَنَّهَا أجزاعُ بِيشة أَثْلُها ورِضَامُها وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الرِّضامُ: حِجارةٌ تجمع واحدتها رَضْمَة ورَضْم، وأَنْشَد: يَنْصَاحُ من جِبْلَةِ رَضْمٍ مُدَّهقْ

أَي: من حجارةٍ مَرْضومة. وَقَالَ شَمِر: يُقَال: رَضْمٌ ورَضَمٌ للحجارة المَرْضومة. وَقَالَ رُؤبة: حَدِيدُه وقِطْرُهُ ورَضمُهُ وَقَالَ اللَّيْث: بِرْذَوْنٌ مَرْضومُ العَصَب: إِذا تشنّج وَصَارَ فِيهِ كالعَقَد، وأَنشد: مُبيَّن الأَمْشاشِ مَرضُوم العَصَبْ وَقَالَ النَّضر: طائِرٌ رُضمَة، وَقد رَضَمت، أَي: نَبَتت، ورَضَم الرجلُ فِي بيتِه، أَي: سَقَط وَلَا يَخرُج من بَيته. ورَمَأَ كَذَلِك. وَقد رَضَم يَرضِم رُضوماً. ورُضام: اسْم مَوضِع. رمض: قَالَ اللّيْثُ: الرّمَضُ: حَرُّ الْحِجَارَة من شدّةِ حرّ الشَّمْس، والاسمُ الرّمْضاء. ورَمِض الإنسانُ رمْضاً: إِذا مَشَى على الرّمْضاء، والأرضُ رَمِضَة. الحرّانيُّ عَن ابْن السّكيت: الرَمْضُ: مصدرُ رَمَضْتُ النَّصْلَ أَرمِضُهُ رَمْضاً: إِذا جعلته بَين حَجَرين ثمَّ دقَقْتَه ليَرِقَّ. قَالَ: والرّمَضُ: مصدرُ رَمِض الرجلُ يَرمَض رَمَضاً: احتَرَق قدماه فِي شدّة الحرّ، وأَنشَد: فهنّ معترِضاتٌ والحَصَى رَمِضٌ والرِّيح ساكنةٌ والظلُّ معتدِلُ وَيُقَال: رَمِضَت الغنمُ تَرمَض رَمَضاً: إِذا رَعَتْ فِي شدّة الحرّ فتَحْبَن رئاتُها وأكبادُها، يُصيبها فِيهَا قُروح. وَفِي الحَدِيث: (صَلاةُ الأوّابين إِذا رَمِضَت الفِصَال) ، وَهِي الصلاةُ الّتي سَنّها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي وَقت الضُّحى عِنْد ارْتِفَاع النَّهَار. ورَمَضُ الفِصالِ: أَن تَحترِق الرّمْضاءُ، وَهُوَ الرّمل، فتَبرُك الفِصال مِن شدّة حَرّها وإحراقِها أَخفافَها وفَراسِنَها. وَيُقَال: رَمّض الراعِي مَواشِيه وأرمَضَها: إِذا رعاها فِي الرّمْضاء أَو أَرْبَضَها عَلَيْهَا. وَقَالَ عمرُ بنُ الخطّاب لراعي الشَّاة: عليكَ والظَّلَفَ من الأَرْض لَا تُرَمِّضها. والظَلَفُ من الأَرْض: المكانُ الغَليظ الّذي لَا رَمْضَاءَ فِيهِ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: المَرْموضُ: الشِّواءُ الكَبِس. ومَررْنا على مَرْمِض شاةٍ ومَنْدَةِ شاةٍ. وَقد رمضْتُ الشاةَ فَأَنا أُرْمِضُها رَمْضاً، وَهُوَ أَلا يَسلُخها إِذا ذبَحَها ويَبقُر بَطنُها، ويُخرج حُشْوتَها، ثمَّ يُوقِدَ على الرِّضافِ حَتَّى تحمَرَّ فتصيرَ نَارا تتّقد، ثمَّ يَطْرَحها فِي جَوف الشَّاة وَيكسر ضلوعَها لتنطبق على الرِّضاف، وَلَا يزَال يُتَابع عَلَيْهَا الرِّضافَ المُحْرَقة حَتَّى يعلَم أَنَّهَا قد أنْضَجَتْ لحمُها، ثمَّ يُقشَر عَنْهَا جِلدُها الَّذِي يُسلَخ عَنْهَا، وَقد انشوَى عَنْهَا لحْمُها؛ يُقَال: لحمٌ مَرْمُوض، وَقد رُمِض رَمْضاً. والرّمِيض: قريبٌ من

الحَنِيذ، غير أَن الحَنيذ يُكْبَس ثمَّ يُوقَد فوقَه. أَبُو عُبَيد عَن الكسائيّ: أتيتُ فلَانا فَلم أُصِبْه فرمَّضتُ ترْمِيضاً. قَالَ شمر: تَرْمِيضُه أَن ينتظِره ثمَّ يَمضِي. اللَّيث: الرمَضُ: حُرْقَةُ القَيْظ. وَقد أرمضَني هَذَا الأمرُ فرمِضْتُ؛ قَالَ رُؤْبة: وَمن تَشَكَّى مَضْلَةَ الإِرْماضِ أَو خُلَّةً أحْرَكْتُ بالإحماضِ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الإرْماضُ: كلُّ مَا أَوْجَع؛ يُقَال: أرْمَضَني، أَي: أَوْجَعَني. والرّمَضِيُّ من السَّحاب والمَطَر: مَا كَانَ فِي آخِر القَيْظ وأوّلِ الخريف؛ فالسحابُ رَمَضِيٌّ، والمطرَ رَمضّي. وَإِنَّمَا سُمِّي رَمَضِيّاً، لِأَنَّهُ يُدرِك سُخونةَ الشَّمْس وحَرَّها. سلَمة عَن الفرّاء يُقَال: هَذَا شهرُ رَمَضَان، وهما شهرَا ربيع؛ وَلَا يُذكرُ الشَّهْر مَعَ سَائِر أسماءِ الشُّهُور الْعَرَبيَّة، يُقَال: هَذَا شعبانُ قد أَقبَل. وَقَالَ جلّ وَعز: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} (الْبَقَرَة: 185) . وَقَالَ أَبُو ذُؤيب: بِهِ أبلَتْ شَهْرَيْ رَبيعٍ كليْهِما فقد مارَ فِيهَا نَسْؤُها واقْتِرَارها وَقَالَ مُدرِكٌ الكلابيّ فِيمَا روى ابْن الفَرَج: ارْتمزَتِ الفَرَسُ بالرّجُل، وارتَمَضَتْ بِهِ، أَي: وثَبَتْ بِهِ. مرض: قَالَ اللَّيْث: المريضُ مَعْرُوف، والجميع المَرْضَى. قَالَ: والتمريض: حُسنُ الْقيام على الْمَرِيض. يُقَال: مَرَّضتُ المريضَ تمريضاً: إِذا قُمتَ عَلَيْهِ. وتمرِيض الْأَمر: أَن تُوَهِّنه وَلَا تُحْكمه. وَيُقَال: قلبٌ مرِيض من الْعَدَاوَة وَمن النِّفاق. قَالَ الله تَعَالَى: {فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} (الْبَقَرَة: 10) ، أَي: نِفاق. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أصل المَرَض النُّقْصان: بَدَنٌ مرِيض: ناقِصُ القوّة. وقلبٌ مَرِيض: ناقصُ الدِّين. ومَرَّض فلانٌ فِي حَاجَتي: إِذا نقصَتْ حركتُه فِيهَا. وأخبرَني المنذِرِيّ عَن بعض أَصْحَابه أَنه قَالَ: المَرَض: إظْلامُ الطبيعة واضطرابُها بعد صفائها واعتدالها. قَالَ: والمَرَض: الظُّلَمة. وَأنْشد أَبُو العبّاس: وليلةٍ مرِضَت من كل نَاحيَة فَلَا يضيءُ لَهَا شمسٌ وَلَا قمر قَالَ: مَرِضَتْ، أَي: أظلَمَتْ ونقَص نُورُها.

وَقَالَ أَبُو عُبيدة فِي قَوْله: {فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} مَعْنَاهُ: شكٌّ ونِفاق. قَالَ: والمرَض فِي القَلْب يَصلُح لكلّ مَا خَرج بِهِ الإنسانُ عَن الصحّة فِي الدِّين. وَقَالَ اللَّيْث: المَراضَانِ: وادِيان مُلتقاهما واحدٌ. قلت: المَراضان والمَرَايض: مَوَاضِع فِي ديار تَمِيم بَين كاظمة والنَّقِيرة فِيهَا أحْساء، وَلَيْسَت من بَاب المَرَض، وَالْمِيم فِيهَا مِيم مَفعَل، من استراض الوادِي: إِذا استنقع فِيهِ المَاء. وَيُقَال: أَرض مريضةٌ: إِذا ضَاقَتْ بِأَهْلِهَا، وَأَرْض مَرِيضَة: إِذا كثُر بهَا الهَرْج والفِتن والقَتْل. وَقَالَ أوسُ بن حَجَر: ترَى الأَرْض مِنَّا بالفضاءِ مَرِيضَة مُعَضَّلةً مِنّا بجَمْع عَرَمْرَم وليلةٌ مريضةٌ: مظْلمَة لَا تُرى فِيهَا كواكبُها. وَقَالَ الرَّاعِي: وطَخْياء من لَيلِ التَّمام مريضةٍ أجَنّ العَماءُ نجمها فَهُوَ ماصِحُ ورَأْيٌ مريضٌ: فِيهِ انحراف عَن الصَّوَاب، قَالَ الشَّاعِر: رأيتُ أبَا الْوَلِيد غَداةَ جَمْعٍ بِهِ شَيْبٌ وَمَا فَقَد الشَّبابَا ولكنْ تحتَ ذاكَ الشَّيبِ حَزْمٌ إِذا مَا ظَنَّ أمرَض أَو أصَابَا أمرَضَ: أَي: قارَبَ الصَّوَاب وَإِن لَم يُصِب كلَّ الصَّواب. وَيُقَال: أتيت فلَانا فأمرَضتُه: أَي: وجدتُه مَرِيضا. وأمْرض بَنو فلانٍ: إِذا مَرِضتْ نَعَمُهُم فهم ممْرِضون. مُضر: قَالَ اللَّيْث: لبنٌ مضيرٌ: شَدِيد الحموضة. قَالَ: وَيُقَال: إِن مُضَرَ كَانَ مُولَعاً بشُرْبه فسمِّي بِهِ. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: الماضر: اللّبن الَّذِي يَحذِي اللِّسَان قبل أَن يُدرك. وَقد مَضر يَمضرُ مُضوراً، وَكَذَلِكَ النَّبِيذ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو البَيْداء: اسْم مُضَر مشتقٌّ مِنْهُ. وَقيل: سُمِّي مُضَراً لبيَاض لونِه. من مَضِيرة الطَّبِيخ. قلتُ: والمضِيرةُ عِنْد الْعَرَب: أَن يُطبَخ اللحمُ باللّبن البَحْت الصَّريح، الَّذِي قد حَذَى اللسانَ حَتَّى يَنضَج اللحمُ وتَخْثُر المَضيرة وربّما خَلَطُوا الحليبَ بالحَقِين للمَضِيرة، وَهِي حِينَئِذٍ أطيبُ مَا تكون. وَقَالَ الليثُ: يُقال: فلانٌ يتمَضَّر، أَي: يتعصّب لمُضَر. أَبُو عُبَيْد عَن الكسائيّ يُقَال: ذهب دمُه خَضِراً مَضِراً: إِذا ذَهب هَدَراً. وَقَالَ أَبُو سعيد: ذهب دمُه خِضْراً مِضْراً،

أَي: هَنِيئًا مريئاً. قَالَ: وَالْعرب تَقول: مَضّرَ اللَّهُ لَك الثَّنَاء، أَي: طيّبه، وتُماضِرُ اسْم امْرَأَة. ضمر: رُوي عَن حُذيفة أَنه قَالَ فِي خطبَته: اليومَ مِضْمارٌ، وَغدا السِّباق، والسَّابقُ مَن سَبَقَ إِلَى الجنّة. قَالَ شَمِر: أَرَادَ اليومَ الْعَمَل فِي الدُّنْيَا للاسْتباق إِلَى الجنّة؛ كالفَرس يُضَمَّر قبل أَن يُسابَق عَلَيْهِ. وَقَالَ اللَّيْث: الضُّمْرُ من الهُزال ولُحوق البَطْن والفعلُ ضَمَرَ يَضمُر ضُموراً. وقَضيبٌ ضامر، وَقد انضَمَرَ: إِذا ذَهب مَاؤُهُ. قَالَ: والمِضمار: موضعٌ تُضمَّر فِيهِ الْخَيل، وتَضمِيرها أَن تُعْلَف قُوتاً بعد سِمَنها. قلتُ: وَقد يكون المِضمار وقتا للأيام الَّتِي تُضمَّر فِيهَا الخيلُ للسباق أَو للرَّكْض إِلَى العَدُوّ، وتضميرُها أَن تُشدّ عَلَيْهَا سُروجُها، وتُجَلَّلَ بالأجِلَّة حَتَّى تعرَق تحتَها فيذهَب رَهَلُها ويشتدّ لَحمهَا، ويُحمل عَلَيْهَا غِلمانٌ خِفافٌ يُجرونها البردين وَلَا يُعَنِّفُون بهَا، فَإِذا ضُمِّرَتْ واشتدّتْ لحومُها أُمِنَ عَلَيْهَا القَطْع عِنْد حُضْرها وَلم يَقْطَعْها الشَّدُّ، فَذَلِك التَّضْمير الّذي تعرفه الْعَرَب، ويُسمونه مِضماراً وتَضْميراً. وَقَالَ اللَّيْث: الضَمِرُ: الشَّيْء الَّذِي تُضمِره فِي ضمير قَلْبِك، تَقول: أضمرتُ صَرْف الْحَرْف: إِذا كَانَ متحركاً فأسكَنْتَه. قَالَ: والضَّمْرُ من الرِّجَال: المُهَضَّم الْبَطن، الْخَفِيف الْجِسْم. وَامْرَأَة ضَمْرة وَقد تَضمَّر وجهُها: إِذا انضمّتْ جلدتُه من الهزال. ورُوِي عَن عمر بن عبد الْعَزِيز أنّه كتب إِلَى مَيْمون بن مِهران فِي مَظالم كَانَت فِي بَيت المَال أَن يردَّها على أربابِها وَلَا يَأْخُذ مِنْهَا زكاةَ عامها، فإنّه كَانَ مَالا ضِماراً. قَالَ أَبُو عُبيد: الضِّمارُ: هُوَ الْغَائِب الَّذِي يُرْجَى، فَإِذا رُجِيَ فَلَيْسَ بِضمار؛ وَقَالَ الرَّاعِي: طلَبْن مَزَارَه فأَصبْن مِنْهُ عَطاء لَم يكن عِدَةً ضِمارَا وَقَالَ الْأَعْشَى: أرَانا إِذا أَضْمَرَتْكَ البِلاَ دُ تُجْفَى وتُقْطَع مِنّا الرَّحِمْ أَرَادَ: إِذا غيّبتْك البلادُ. وَقَالَ اللَّيْث: الضِّمارُ من العِداتِ مَا كَانَ ذَا تَسْويف، وَأنْشد بيتَ الرَّاعِي. قَالَ: واللؤْلُؤ المضطمِر: الَّذِي فِيهِ بعض الانضماد، وَأنْشد قولَ الشَّاعِر:

أبواب الضاد واللام

تلأْلأَتِ الثُّرَيَّا فاستنارتْ تلألُؤَ لؤلؤٍ فِيهِ اضطِمارُ قَالَ: والضُمْران من دِقّ الشّجر. قلت: لَيْسَ الضُّمْران من دِقّ الشّجر وَله هَدَبٌ كهَدَب الأرْطَى. وَمِنْه قولُ عُمَر بن لَجأ: تحْسِبْ مُجْتَلّ الإماءِ الخُدَّم من هَدَبِ الضُّمْران لم يحطَّمِ وَقَالَ الْأَصْمَعِي فِيمَا رَوَى ابْن السكّيت لَهُ أَنه قَالَ فِي قَول النَّابِغَة: فهابَ ضُمران منهُ حيثُ يُوزِعُهُ قَالَ: وَرَوَاهُ أَبُو عُبيدة صُمْرَانُ، وَهُوَ اسْم كَلْبٍ فِي الرِّوَايَتَيْنِ مَعًا. وَقَالَ اللَّيْث: الضَّيْمُران والضَّوْمَران: نوعٌ من الرياحين. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الضَمِيرة والضَّفِيرةُ: الغَدِيرةُ من ذَوائب الرَّأْس، وَجَمعهَا ضمائر. وَقَالَ الفرّاء: ذَهَبُوا بِمَالِي ضِماراً مثل قِماراً؛ قَالَ: وَهُوَ النَّسِيئةُ أَيْضا. قَالَ: والتَّضْمير: حُسْنُ ضَفْر الضَّمِيرة وحُسْنُ دَهْنِها. (أَبْوَاب الضَّاد واللاّم) ض ل ن اسْتعْمل من وجوهها: (نضل) . نضل: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: نَضَل فلانٌ فلَانا: إِذا فَضلَه فِي مُراماة فَغَلبه. وخرجَ القومُ يَنْتَضِلون: إِذا استَبقوا فِي رَمْي الأَغْراض. وَفُلَان نَضِيلِي: وَهُوَ الَّذِي يُرَامِيه ويُسابِقه. وَيُقَال: فلانٌ يُناضِل عَن فلَان: إِذا نضح عَنهُ ودافَع. والمُناضَلةُ: المفاخَرةُ. قَالَ الطّرِمَّاح: مَلِكٌ تَدِينُ لَهُ المُلو ك وَلَا يُجاثيه المُناضِل وانتَضَل القومُ: إِذا تَفاخَروا. وَقَالَ لَبيد: فانتضَلْنَا وابنُ سَلْمَى قاعِدٌ كعَتيق الطَّيْرِ يغْضَى ويُحَلُّ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: النضَلُ والتّبديدُ: التَّعَبُ. وَقد نَضِل ينضَل نضَلاً. وتَنضّلتُ الشيءَ: إِذا استخرجته. أَبُو عُبيد عَن الفرّاء: تنضّلتُ مِنْهُم نَضْلةً، واجْتَلْتُ مِنْهُم جَوْلاً، مَعْنَاهُ: الِاخْتِيَار. أَبُو عُبيد عَن أبي عُبيدة: تَنَضَّلْتُ الشيءَ أخرجتُه. ض ل ف اسْتعْمل من وجوهه: (فضل) . فضل: قَالَ اللَّيْث: الفضلُ مَعْرُوف. والفاضِلَةُ: الِاسْم. والفِضَال: اسمٌ للتفاضُل. والفُضالة: مَا فَضَل من شَيْء. والفَضْلةُ: البقيّةُ من كل شَيْء. والفَضِيلةُ: الدرجةُ الرفيعة فِي الفَضْل.

والتّفَضُّلُ: التطول على غيرِك. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ} (الْمُؤْمِنُونَ: 24) ، مَعْنَاهُ: يُرِيد أَن يكون لَهُ الفضلُ عَلَيْكُم فِي القَدْر والمَنزِلة، وَلَيْسَ من التفضُّل الَّذِي هُوَ بِمَعْنى الإفضال والتطوُّل. وَقَالَ اللَّيْث: التفضُّل: التَّوَشُّح. ورجلٌ فُضُلٌ ومتفضِّل. وَامْرَأَة فُضلٌ ومتفضِّلة. وَعَلَيْهَا ثوبٌ فُضل وَهِي أَن تُخالِف بَين طَرفَيْهِ على عاتِقها وتتوشّح بِهِ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: فلانٌ حَسَنُ الفِضْلة، من التفضّل بِالثَّوْبِ الْوَاحِد. قَالَ الْأَصْمَعِي: امْرَأَة فُضلٌ فِي ثوبٍ وَاحِد. وَقَالَ اللَّيْث: الفِضالُ: الثوبُ الواحدُ يتفضَّل بِهِ الرجُل يَلبَسُه فِي بَيته. وَأنْشد: وأَلْقِ فِضَالَ الوَهْنِ عَنْك بوَثْبَةٍ حَوارِيةٍ قد طالَ هَذَا التفضُّلُ قَالَ: وأفضلَ الرجُل على فلَان: أنالَه من فَضله وأحسَنَ إِلَيْهِ. وأفضَل فلانٌ من الطَّعَام وَغَيره: إِذا تركَ مِنْهُ شَيْئا ورجلٌ مِفضالٌ: كثيرُ الْخَيْر وَالْمَعْرُوف. وَيُقَال: فَضَلَ فلانٌ على فلَان: إِذا غَلَب عَلَيْهِ. وفَضَلْتُ الرجَل: غلبتُه. وَأنْشد: شِمالُك تَفْضُل الأَيمان إلاّ يَمينَ أبيكَ نائِلُها الغَزِيرُ ابْن السّكيت: فَضِل الشَّيْء يَفضَل، وفَضَل يَفضُل. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبيدة: فضِل مِنْهُ شَيْء قَلِيل؛ فإِذا قَالُوا يَفضُل ضمُّوا الضَّاد فأَعادُوها إِلَى الأَصْل. قَالَ: وَلَيْسَ فِي الْكَلَام حَرْفٌ من السَّالِم يُشبه هَذَا. قَالَ: وَزعم بعض النَّحْوِيين أَنه يُقَال: حَضِرَ القَاضِي امرأةٌ، ثمَّ يَقُولُونَ: يَحضُر. وَقَالَ غَيره: فواضِلُ المَال: مَا يَأْتِيك من مَرافِقه وغَلّته. وَالْعرب تَقول: إِذا عَزَب المَال قلّت فَواضِلهُ، يَقُول: إِذا بعُدت الضَّيْعَةُ قلّت مرافِقُ صَاحبهَا مِنْهَا، وَكَذَلِكَ الْإِبِل إِذا عَزَبتْ قلَّ انْتِفَاع رَبِّها بدَرِّها. وَقَالَ الشَّاعِر: سَأَبْغِيكَ مَالا بِالْمَدِينَةِ إِنني أَرى عازِبَ الْأَمْوَال قلَّتْ فَواضِلُهْ والعربُ تسمِّي الخَمر فِضَالاً. وَمِنْه قولُ الْأَعْشَى: والشارِبون إِذا الذِّوارِعُ أُغْلِبَتْ صَفْوَ الفِضَال بطارفٍ وتِلادِ وفُضُولُ الْغَنَائِم: مَا فَضَل من القَسْم مِنْهَا. وَقَالَ ابْن عَنمةَ:

أبواب الضاد والنون

لَكَ المِرْباعُ مِنْهَا والصَّفايا وحُكْمُكَ والنَّشيطةُ والفُضولُ وفَضَلاتُ المَاء: بقاياه. والتفاضُل بَين الْقَوْم: أَن يكون بعضُهم أفضلَ من بعض. ورجلٌ فاضِلٌ: ذُو فُضْلٍ. وَرجل مَفْضول: قد فَضَلَه غيرُه. وَقَالَ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (شهِدتُ فِي دَار عبدِ الله بن جُدْعانَ حِلْفاً لَو دُعِيتُ إِلَى مِثلِه فِي الْإِسْلَام لأجبْتُ) يَعْنِي حِلْفَ الفُضول. وسُمِّيَ حِلْفَ الفُضول لأنّه قَامَ بِهِ رجالٌ يُقَال لَهُم: الفَضلُ بن الْحَارِث، والفضلُ بنُ وَدَاعة والفُضَيْلُ بن فَضالة؛ فَقيل: حِلْف الفضول جَمْعاً لأسماء هَؤُلَاءِ. والفُضُولُ جمعُ فَضْل، كَمَا يُقَال: سَعْد وسُعود، وَكَانَ عَقَدهُ المُطَيَّبُون وهم خمس قبائل، وَقد ذكرتُها فِي بَاب الحِلْفِ من كتاب الْحَاء. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: المِفْضَلُ: الثوْبُ الَّذِي تتفضَّل بِهِ الْمَرْأَة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للخياط: القَرَارِيّ والفُضُوليّ، وَيُقَال: فُضِّل فلانٌ على غَيره: إِذا غُلِبَ بالفَضْل على غَيره. والفَضْلتان: فَضْلَةُ الماءِ فِي المزاد، وفَضْلَة الخَمر فِي الرِّكوة. ض ل ب أهمله اللَّيْث. (ضأبل) : وَذكر أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي فِي بَاب الدَّوَاهِي. جَاءَ فلَان بالضَّئبِل والنِّئطِل، وهما الداهية، وَقَالَ الْكُمَيْت: أَلاَ يَفزَع الأقوامُ ممّا أَظلَّهمْ ولمّا تَجِئْهُمْ ذاتُ وَدْقَيْنِ ضِئْبِلُ وَإِن كَانَت الهمزةُ أصليَّة فالكلمة رباعيّة. ض ل م ضمل، لضم: (مستعملة) . لضم: قَالَ اللَّيْث: اللَّضْمُ: العُنْف والإلحاحُ على الرّجل. يُقَال: لضَمْته أُلْضِمُه لَضْماً، أَي: عَنُفْتُ عَلَيْهِ وأَلْحَمْتُ. وَأنْشد: مَنَنْتَ بنائلٍ ولَضَمْتَ أُخْرَى برَدَ مَا كذَا فِعْلُ الكِرامِ قلتُ: وَلَا أَعرِف اللَّضْمَ وَلَا هَذَا الشِّعر، وَهُوَ مُنْكر. ضمل: أهمله اللَّيْث. ورَوَى عمْرو عَن أَبِيه أَنه قَالَ: الضَّمِيلة: المرأةُ الزَّمِنَةُ. قَالَ: وخَطَب رجلٌ إِلَى معاويةَ بِنْتا لَهُ عَرْجاء، فَقَالَ: إِنَّهَا ضَمِيلة، فَقَالَ: إِنِّي أردتُ أَن أتشرَّف بمصاهَرَتِك، لَا أُرِيدها للسِّباق فِي الْحَلبة، فزَوَّجَه إيّاها. (أَبْوَاب الضَّاد وَالنُّون) ض ن ف ضفن، نضف، نفض: مستعملة.

نضف: أَبُو تُرَاب عَن الحُصَيْنِيّ قَالَ: أنضفَت النَّاقة وأوضَفَت: إِذا خَبَّتْ. وأَوْضَفْتُها فوضَفَت: إِذا فعلت. وَقَالَ اللَّيْث: النَّضَفُ: هُوَ الصّعْتَر، الْوَاحِدَة نَضَفَة، وأَنشَد: ظَلاَّ بأَقْرِية التُّفّاحِ يَوْمَهُما يُنبِّشان أصولَ المَغْدِ والنَّضَفَا أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: أنضفَ الرجلُ: إِذا دَامَ على أَكْل النَّضَف، وَهُوَ الصَّعْتَر. قَالَ: ومرّ بِنَا قومٌ نَضِفُون نَجِسُون؛ بِمَعْنى وَاحِد. أَبُو عُبَيد عَن الفرّاء: نَضَف الفصيلُ ضَرْعَ أمّه يَنْضِفُه ويَنْضُفُه وانتَضَفَه: إِذا شَرِب جميعَ مَا فِيهِ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: النَّضَف: إبداءُ الحُصَاص. وَقَالَ غيرُه: رجلٌ ناضفٌ ومِنْضف، وخاضِفٌ ومِخْضَفٌ: إِذا كَانَ ضرّاطاً. وَأنْشد: وَأَيْنَ موالينا الضّفافُ المنَاضِفُ ضفن: أَبُو عُبيد عَن أبي زيد: ضَفنت إِلَى الْقَوْم أضْفِن ضَفْناً: إِذا أتيتهم حَتَّى تجْلِس إِلَيْهِم. وضَفَن الرجلُ بغائطه يَضفِن ضفناً: إِذا تغوط. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الضَّفْن: إبداء العاذر. وَقَالَ أَبُو زيد: ضَفَنْتُ مَعَ الضَّيف أضفِن ضَفْناً: إِذا جئتَ مَعَه، وَهُوَ الضَّيْفَن، وأَنشَد: إِذا جَاءَ ضيفٌ جَاءَ للضَّيفِ ضَيْفَنٌ فأوْدَى بِمَا يُقْرَى الضُّيوف الضيَّافِنُ وَقَالَ شَمِر: الضَّفْنُ: ضَمُّ الرجلِ ضرعَ الشَّاة حِين يَحلُبها. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: ضَفَنوا عَلَيْهِ: مالُوا عَلَيْهِ واعتمدوه بالجوْرِ. وضَفَنْتُ إِلَيْهِ: إِذا تَرَعْتَ إِلَيْهِ وأردتَه. وَقَالَ أَبُو زيد: ضَفَن الرجلُ المرأةَ ضَفْناً: إِذا نَكَحها. قَالَ: وأصلُ الضَّفْن أَن يضمّ بيَدِه ضَرْعَ النَّاقة حِين تَحلُبها. وَقَالَ اللَّيْث: الضَّفْنُ: ضَرْبُك بظَهْرِ قَدَمِك استَ الشَّاة ونحوِها. قَالَ: والاضطِفانُ: أَن تَضرِب بِهِ استَ نفسِك. أَبُو عُبيد عَن الفرّاء قَالَ: إِذا كَانَ الرجل أحمقَ وَكَانَ مَعَ ذَلِك كثيرَ اللَّحْم ثقيلاً قيل: هُوَ ضِفْنٌ وضَفَنْدَد. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ الضِّفِنُّ والضَّفنّ. وَقَالَ اللَّيْث: امْرَأَة ضِفَنّةٌ: إِذا كَانَت رِخوةً ضخمة. نفض: أَبُو العبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: النَّفْضُ: التحريكُ. والنَّفْضُ: تَبَصُّر الطّريق. والنَّفْضُ: الْقِرَاءَة، وَيُقَال: فلَان

يَنفُض القرآنَ كلَّه ظَاهرا، أَي: يَقْرَؤُهُ. قَالَ: والنَفَضَى: الحَرَكة. وَيُقَال: أخذتْه حُمَّى نافِضٍ، وحُمَّى بنافِض، وحمَّى نافِضٌ. أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: إِذا كَانَت الحمّى نافِضاً قيل: نفضَتْه فَهُوَ منفوض. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: النِّفْضُ خُرْء النَّحْل. قَالَ: والنُّفَاضُ: الجَدْبُ، وَمِنْه قولُهم النُّفاض يُقطِّر الجَلَب. يَقُول: إِذا أجدَبُوا جَلَبوا الإبلَ قِطاراً قِطاراً. والإنفاضُ: المجَاعةُ وَالْحَاجة. وَيُقَال: نفَضْنا حَلاَئِبَنَا نَفْضاً، واستنفَضْناها استِنْفاضاً، وَذَلِكَ إِذا استقصَوْا عَلَيْهَا فِي حَلبها فَلم يَدعُوا فِي ضُروعها شَيْئا من اللَّبن، وَقَالَ ذُو الرُّمّة: كِلاَ كَفْأَتَيْها تُنْفِضان وَلم يَجِد لَهُ ثِيلَ سَقْب فِي النِّتاجَيْن لامِسُ ويروى تُنْفَضان، وَمَعْنَاهُ: تُسْتَبْرآن، مِن قولِك: نفضْتُ المكانَ: إِذا نظرتَ إِلَى جَمِيع مَا فِيهِ حَتَّى تعرفَه. وَقَالَ زهيرٌ يصف بقرة فقدتْ ولدَها: وتَنفُض عَنْهَا غَيْبَ كلِّ خَميلَةٍ وتَخشَى رُماةَ الغَوْث من كلِّ مَرْصَدِ وَمن رَوَاهُ تَنْفَضان أَو تُنْفِضان فَمَعْنَاه: أَنّ كلّ وَاحِدَة من الكَفْأَتين تُلقِي مَا فِي بطونها من أجِنّتها فتوجَد إِنَاثًا لَيْسَ فِيهَا ذكر. أَرَادَ أَنَّهَا كلَّها مآنِيثُ تُنْتِج الإناثَ وَلَيْسَت بمَذاكيرَ تلدِ الذُّكْران. واستِنْفاضُ البائِلِ ذكَرَه وانتِفاضه: استبراؤه ممّا فِيهِ من بقيّة البَوْل. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: استنفَضَ مَا عندَه، أَي: استخرَجَه؛ وَقَالَ رُؤبة: صَرَّحَ مَدْحِي لَك واستِنفاضِي ابْن السكّيت قَالَ: النَّفِيضة: الَّذين يَنفُضون الطَريق. وَقَالَت الجهنية فِيهِ: يَرِدُ المياهُ حَضيرةً ونَفِيضةً وِرْدَ القَطاةِ إِذا اسمألَّ التُّبَّعُ سَلَمة عَن الفرّاء قَالَ: حضِيرة النَّاس هِيَ الجماعةُ. قَالَ: ونَفِيضتُهم هِيَ الْجَمَاعَة. شَمِر عَن ابْن الأعرابيّ: حَضِيرَةٌ يَحضُرها النَّاس، ونَفِيضَةٌ لَيْسَ عَلَيْهَا أحد. وَقَالَ اللَّيْث: النَّفَضةُ: قوم يُبعَثون يَنفُضون الأرضَ، هَل بهَا عدوّ أَو خوف. الحرّاني عَن ابْن السكّيت قَالَ: النَّفْض: مصدرُ نَفضتَ الثوبَ نَفْضاً. والنَّفَض: مَا وَقَع من الشَّيْء إِذا نفضْتَه. ونَفَضُ العِضاةِ: خَبْطُها، وَمَا طاحَ من حَمْل الشَّجَرَة فَهُوَ نَفَض. وَقَالَ اللَّيْث: النَّفَض: من قُضْبان الكَرْم بَعْدَمَا ينضُرُ الوَرَقُ وقبلَ أَن يَتعلَّق حَوالِقُه وَهُوَ أغَضُّ مَا يكون وأرخَصُه؛ وَقد انتَفَض الكَرْمُ عِنْد ذَلِك، والواحدةُ نَفْضَة جزم وَتقول: أنفضَتْ جُلَّة التَّمْر: إِذا أنفضت فِيهَا من التَّمْر.

والنَّفْض: أَن تأخذَ بيَدِك شَيْئا فتنفُضَه تزَعْزِعُه وتُتَرْتِرَه وتَنفض الترابَ عَنهُ. قَالَ: ونَفَض الشَّجَرَة حِين تَنتَفِضُ ثَمرتُها. والنفَض: مَا تَساقَط من غير نَفْض فِي أُصول الشَّجَر مِن أَنْوَاع الثَّمر. قَالَ: ونُفُوضُ الأَمْر: راشانُها، وَهِي فارسيَّة، إِنَّمَا هِيَ أَشرافُها. أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرو: النِّفاض: إزَارٌ منْ أُزُر الصِّبْيان، وَأنْشد: جارِيةٌ بيضاءُ فِي نِفَاضِ قَالَ شَمِر: قَالَ ابْن شُميل: إِذا لُبس الثوبُ الأحمرُ أَو الأصفرُ فَذهب بعضُ لونِه قيل: قد نَفَضَ صِبْغُه نَفْضاً. وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: كسَاكَ الَّذِي يَكْسُو المكَارِمَ حُلَّةً من الْمجد لَا تَبلَى بَطيئاً نُفُوضُها ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: النُّفَاضةُ: ضُوازَةُ السِّواك ونُفاثتُه. وَقَالَ ابْن شُميل: قومٌ نَفَضٌ، أَي: نَفَضُوا زادَهم. وأنفَضَ القومُ: إِذا فَنِيَ زادُهم. ض ن ب نضب، نبض، ضبن: مستعملة. نضب: اللَّيْث: نضَب الماءُ يَنضُب نُضُوباً: إِذا ذَهب فِي الأَرْض. ونَضَب الدَّبَرُ: إِذا اشتَدّ أثَرُهُ فِي الظَّهر: ونَضَبتِ المفازةُ: إِذا بَعُدَتْ. أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ: الناضبُ: البعيدُ، وَمِنْه قيل للْمَاء إِذا ذَهَبَ: نَضَب، أَي: بَعُدَ. وَقَالَ أَبُو زيد: إنّ فُلاناً لنَاضِبُ الخَيْر، أَي: قليلُ الْخَيْر، وَقد نَضَب خيرُه نُضوباً، وَأنْشد: إِذا رَأَيْن غَفْلةً من راقِبِ يُومِين بالأعْيُنِ والحَواجِبِ إيماءَ بَرْقٍ فِي عَماءٍ ناضِبِ أَبُو عُبيد: وَمن الْأَشْجَار التَّنَضُبُ، واحدتُها تَنْضُبَته. قلتُ: هِيَ شَجَرَة ضَخْمةُ يقطَع مِنْهَا العَمَد للأَخْبِية. وَقَالَ شَمِر: نَضَّبَتِ الناقَةُ، وتَنْضِيبُها: قِلَّةُ لَبَنِها، وطولُ فُواقِها وبِطَاءُ دِرَّتِها. نبض: أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: أنْبَضْتُ القوسَ وأنضَبْتُها: إِذا جذبتَ وتَرَها لتُصوِّت. قلت: وَهَذَا من المقلوب. وَقَالَ اللَّيْث: نبضَ العِرْقُ يَنبِضُ نَبَضاناً، وَهُوَ تحرُّكُه؛ وَرُبمَا أنبضَتْه الحُمَّى وغيرُها من الأمْراض. ومَنْبِضُ القَلْب: حَيْثُ ترَاهُ يَنبِض، وَحَيْثُ تَجِد هَمْسَ نَبضاتِه. قَالَ: والنابض: اسْم للغَضَب. وَقَالَ النَّابِغَة فِي إنباض القِسِيّ:

أنْبَضوا مَعْجِس القِسِيِّ وأَبرَقْ نَا كَمَا تُوعِد الفُحولُ الفُحُولا أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: مَا لَهُ حَبَضٌ وَلَا نَبَض، أَي: مَا يتحرّك. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: النَّبْضُ: التحرّك، وَلَا أعرف الحَبَض. وَقَالَ اللَّيْث: المَنَابض: المنادف، وَهِي المحابض، وَأنْشد: لُغامٌ على الخَيْشُوم بعد هِبابه كمحلوجِ عُطْبٍ طيّرته المنابضُ قَالَ: وَالْوَاحد مِنْهَا مِنْبَض ومِحْبَض. ضبن: قَالَ اللَّيْث: الضِّبْنُ: مَا تَحت الإبْطِ والكَشْح. وَتقول: اضْطَبنْتُ شَيْئا، أَي: حَمَلْتُه فِي ضِبْنِي، ورُبَّما أَخذَه بيد فرفعه إِلَى فُوَيْق سُرّته. قَالَ: فأوّلُه الإبْط، ثمَّ الضَّبْن، ثمَّ الحَضْنُ، وَأنْشد: لمّا تَغَلَّق عَنهُ قَيْضُ بَيْضَتِه آوَاه فِي ضِبْنِ مَطْنِيَ بِهِ نَصَبُ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: ضُبْنَةُ الرَّجُل وضَبْنَتُه وضَبِنَته: خاصَّتُه وبطانَته وزافِرَتُه، وَكَذَلِكَ ظاهِرَتُه وظِهَارَتُه. وَقَالَ غَيره: ضِبْنةُ الرجل: عِيالُه. وَقَالَ اللِّحياني: يُقَال: ضَبَنْتَ عنّا الهَدِيَّة، أَو مَا كَانَ من مَعْرُوف، نَضْبِن ضَبْناً، قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: ضَبَنَتْ تَضْبِنُ ضَبْناً وخَضَنَتْ تخضِن خَضْناً كلُّه بِمَعْنى وَاحِد: إِذا كفَفْتَ وصَرَفْتَ. عَن الْفراء قَالَ: نَحن فِي ضبينه وَفِي حريمه وظله وذمته وخضارته وحضره وذراه وحشاه وكنفه، كُله بِمَعْنى وَاحِد. وَفِي (النَّوَادر) : ماءٌ ضَبْنٌ ومَضْبونٌ، ولَزْنٌ ومَلْزُون، ولَزِنٌ وضَبِنٌ: إِذا كَانَ مَشْفُوهاً كثير الْورْد لَا فَضْلَ فِيهِ. وَقَالَ اللَّيْث: الضَّوْبانُ: الحَمَل المُسِنّ القوِيُّ. وَمِنْهُم من يَقُول: ضُوْبان، بضمّ الضَّاد. وَقَالَ الشَّاعِر: تقَرّبْتُ ضُوباناً قد اخضرّ نابُه فَلَا ناضِحِي وانٍ وَلَا القَرْبُ شَوّلا قلت: من قَالَ: ضَوْباناً، احتَمَل أَن تكون النُّون لامَ الفِعل، وَيكون على مِثَال فَوْعال، وَمن جعله فُعْلاناً جعله من ضابَ يَضُوب. ض ن م ضمن، نضم: (مستعملان) . أهملَ اللَّيْث: نضم. نضم: أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه أَنه قَالَ: النَّضْمُ: الْحِنطةُ الحادِرة السَّمينة، واحدتُها نَضْمة، وَهُوَ صَحِيح. ضمن: ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء: ضَمِنتْ يدُه ضمانةً، بِمَنْزِلَة الزمانة. وَرجل

مَضْمُون الْيَد: مثل مخبول الْيَد. وَقوم ضَمْنى: أَي زمنى. أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: فلانٌ ضامِنٌ وضَمِين، وكافِلٌ وكَفيل. ومِثْلُها سامِنٌ وسَمِين، وناضِر ونَضِيرٌ، وشاهِدٌ وشَهِيد. وَيُقَال: ضَمِنْتُ الشيءَ أضمَنُه ضَماناً، فَأَنا ضامنٌ وَهُوَ مَضْمون. وَفِي حَدِيث عبد الله بن عُمَر: (ومَن اكتَتَبَ ضَمِناً بعثَه الله ضَمِناً يومَ الْقِيَامَة) . قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو والأحمر: الضَّمِن الَّذِي بِهِ زَمَانَةٌ فِي جَسَده، من بَلاءٍ أوْ كَسْر أَو غيرِه، وَأنْشد: مَا خِلْتُني زِلْتُ بعدَكمْ ضَمِناً أشْكُو إليكمْ حُمُوَّةَ الأَلَمِ قَالَ: والاسمُ الضَمَن والضَّمَان. وَقَالَ ابْن أَحْمَر: ليكَ إلاه الخَلْقِ أرفَعُ رَغْبتي عِيَاذاً وخوفاً أَن تُطيلَ ضمَانِيَا وَكَانَ قد أَصَابَهُ بعضُ ذَلِك، فالضَّمان هُوَ الدّاء نفسُه. وَمعنى الحَدِيث: أَن يكتبَ الرجلُ أنّ بِهِ زَمانةً ليتخلّف عَن الغَزْو وَلَا زَمانةً بِهِ، وَإِنَّمَا يَفعل ذَلِك اعتلالاً. وَمعنى يكْتب يسْأَل أَن يُكتَب فِي جُمْلة الزّمْنَى وَلَا يُندَب للْجِهَاد، وَإِذا أَخَذ خَطّاً من أميرِ جُنْده فقد اكتتبه. وَفِي الحَدِيث: (أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَهَى عَن بَيْع المَلاقيح والمضامين) . وَقد مرّ تَفْسِير الملاقيح. وَأما المضامينُ فَإِن أَبَا عُبَيد قَالَ: هِيَ مَا فِي أَصْلاب الفُحول. وَأنْشد غَيره فِي ذَلِك: إِن المَضامِين الَّتِي فِي الصُّلْبِ ماءُ الفُحُولِ فِي الظُّهورِ الحُدْبِ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال: مَا أَغنَى فلانٌ عنّي ضِمْناً، وَهِي الشِّسْع، أَي: مَا أَغنَى عنّي شَيْئا وَلَا قَدْرَ شِسْع. وَفِي كتاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأُكَيْدِرَ دُومَةِ الجَنْدَلِ: (إنّ لنا الضّاحيَةَ من الضَّحْل والبُودَ والمَعَامِيَ، وَلكم الضامِنَةُ من النَّخل والمَعِين) . قَالَ أَبُو عُبيد: الضّاحِية من الضَّحْل: مَا ظهر وبَرَز وَكَانَ خَالِصا من العِمارة. والضّامنة من النَّخْل: مَا كَانَ دَاخِلا فِي العِمارة. قلت: سمّيتْ ضامِنةً لِأَن أَرْبَابهَا ضَمِنوا عمارتَها، فَهِيَ ذاتُ ضَمان، كَمَا قَالَ الله جلّ وعزَّ: {فَهُوَ فِى عِيشَةٍ} (الحاقة: 21) ، أَي: ذَات رِضاً. وَفِي حَدِيث آخر: (من ماتَ فِي سَبِيل الله فَهُوَ ضامِنٌ على الله) ، أَي: هُوَ ذُو ضَمان

أبواب ض ف ب ض ف م ض ب م مهملة

على الله. وَهَذَا مَذهَب سِيبَوَيْهٍ والخليل. وَقَالَ اللَّيْث: كلّ شَيْء أُحْرِزَ فِيهِ شيءٌ فقد ضُمِّنه. وَأنْشد: لَيْسَ لِمَن ضُمِّنَه تَرْبِيتُ أَي: لَيْسَ للّذي يُدفَن فِي الْقَبْر تَرْبِيتٌ، أَي: لَا يُرَبّيه القَبْر. وَقَالَ اللَّيْث: المضمَّن من الشِّعر: مَا لم يتمَّ مَعَاني قَوافيه إِلَّا بِالْبَيْتِ الّذي يَلِيهِ، كَقَوْل الراجز: يَا ذَا الَّذِي فِي الحُبِّ يَلْحَى أمَا واللَّهِ لَو عُلِّقْتَ مِنْهُ كَما عُلِّقْتُ من حُبِّ رَخِيمٍ لما قَالَ: وَهِي أَيْضا مشطورةٌ مضمَّنة، أَي: أُلقِيَ من كلّ بَيت نِصفٌ، وبُنِي على نِصف. قَالَ: وَكَذَلِكَ المضمَّن للأصوات أَن تَقول للْإنْسَان: قِفْ قُلَى، بإشمام اللَّام إِلَى الْحَرَكَة. ورُوِي عَن عِكرِمة أَنه قَالَ: لَا تَشترِ لبَن الْغنم والبقرِ مُضمَّناً، لِأَن اللّبن يزيدُ فِي الضَّرْع ويَنقُص، وَلَكِن اشتره كَيْلاً مُسمًّى. وَقَالَ شَمِر: قَالَ أَبُو معَاذ: يَقُول: لَا تَشتَرِه وَهُوَ فِي الضَّرْع. يُقَال: شَرابُك مُضمّن: إِذا كَانَ فِي كُوز أَو إِنَاء. أَبُو زيد: يُقَال: فلَان ضَمِنٌ على أصْحابه وكلٌّ عَلَيْهِم، وهما وَاحِد. وإنّي لَفِي غَفَلٍ عَن هَذَا وغُفُول وغَفْلة، بِمَعْنى واحدٍ. (أَبْوَاب: ض ف ب ض ف م ض ب م: مُهْملَة)

أَبْوَاب الثلاثي المعتل من حرف الضَّاد ض ص ض س ض ز: أهملها اللَّيْث كلُّها. وَقد جَاءَ الضَّاد وَالسِّين وَالضَّاد وَالزَّاي فِي المعتلّ مستعملين. (ض س ض ز (وَا يء)) فأمّا الضّادُ والسِّين فَإِن المُنْذِرِيَّ أخبرَني عَن الطُّوشيّ عَن أبي جَعْفَر الخرّاز عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: (ضوز ضيس) : الضَّوْزُ: لَوْكُ الشَّيْء. والضَّوْسُ: أكلُ الطَّعام، وَأما الضّاد والزّايُ فَإِن الله جلّ وعزّ قَالَ فِي كِتَابه: {الاُْنثَى تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى} (النَّجْم: 22) . وروَى المفضّل بن سَلَمة عَن أَبِيه عَن الفرّاء أَنه قَالَ فِي قَوْله: {إِذاً قِسْمَةٌ} ، أَي: جائرة. قَالَ: والقُرّاء جميعُهم على ترك همز: {ضِيزَى. قَالَ: وَمن الْعَرَب من يَقُول: ضِيزَى وَلَا يَهمِز. وبعضُهم يَقُول: ضِئْزَى وضُؤْزَى، بِالْهَمْز، وَلم يَقْرَأ بهَا أحد نعلمهُ. قَالَ: وضِيزَى فُعْلَى، وَإِن رأيتَ أوَّلَها مكسوراً، وَهِي مِثْلُ بِيض وعِين، كَانَ أوَّلُها مضموماً فكَرِهوا أَن يُترَك على ضَمِّه، فَيُقَال: بُوضٌ وعُونٌ، والواحدةُ بَيْضَاءُ وعَيْناءُ، فكسَروا أَولهَا لتَكون بِالْيَاءِ، ويتألّف الْجمع والأثنان وَالْوَاحد. وَكَذَلِكَ كَرهُوا أَن يَقُولُوا: ضُوزَى، فَتَصِير بِالْوَاو وَهِي من الْيَاء. وَإِنَّمَا قضيتُ على أوّلها بِالضَّمِّ، لأنَّ النُّعوت للمؤنث تَأتي إمّا بفَتْح وإمَّا بِضَم، فالمَفْتُوح مِثْل سَكْرَى وعَطْشَى، والمضموم مِثل الأُنثى والحُبلَى. وَإِذا كَانَ اسْما لَيْسَ بنعتٍ كَسَرُوا أوَّله كالذِّكرى والشِّعرى. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: مَا أغْنى عَنّي ضَوْزَ سِوَاك، وأَنشَد: تعَلَّمَا يَا أَيُّها العَجُوزَانْ مَا هاهُنا مَا كنْتُما تَضُوزان فروِّزَا الأمرَ الَّذِي تَرُوزَان

وَأَخْبرنِي الحَرَّاني عَن ابْن السّكيت: يُقَال: ضِزْتُه حَقَّه، أَي: نقَصَتْهُ. قَالَ: وأفادني ابْن اليزيديّ عَن أبي زيد فِي قَوْله جلّ وعزّ: الاُْنثَى تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى} . قَالَ: جائرة؛ يُقَال: ضاز يَضِيزُ ضَيْزاً، وأَنشد: إِذا ضازَ عَنَّا حَقَّنا فِي غَنيمةٍ تقنَّعَ جارَانَا فلَم يتَرَمْرَما قَالَ: وضأَزَ يَضْأَزُ مِثلُه. وَأنْشد أَبُو زيد: إِن تَنْأَ عنَّا نَنتَقِصْك وإنْ تُقِم فحظُّكَ مَضْؤوزٌ وأنفُكَ راغِمُ وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: ضِزْتُ فلَانا أضيزُ ضَيْزاً: جُرْتُ عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: تَقول الْعَرَب: قسمةٌ ضُؤْزَى (بالضمّ والهمز) وضُوزَى (بِالضَّمِّ بِلَا همز) وضِئْزَى (بِالْكَسْرِ والهمز) وضِيزَى (بِالْكَسْرِ وَترك الْهَمْز) . قَالَ: وَمَعْنَاهَا كُّلها الجَوْرُ؛ روى ذَلِك كُله عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى. ورَوَى سَلَمة عَن الفرَّاء قَالَ: الضُّوَازة: شظيّةٌ مِنَ السِّواك. قلتُ: ضازَ يَضُوز: إِذا أَكَلَ. وضازَ يَضِيز: إِذا جارَ. ض ط (وَا يء) أهملَه اللَّيْث. (ضوط ضيط) : وَقَالَ أَبُو زيد فِي (النَّوَادِر) : ضاطَ الرجلُ فِي مَشْيه فَهُوَ يَضيِطُ ضَيَطاناً، وحاكَ يَحِيكُ حَيَكاناً: إِذا حَرّك مَنْكِبَيه وجَسَدَه حِين يمشي، وَهُوَ الْكثير اللَّحم الرِّخْوُ. وأقرأَني الإيادَيُّ لشَمِر عَن أبي عبيد عَن أبي زيد: الضَّيَطانُ أَن يُحَرِّك مَنْكِبَيه حِين يمشي مَعَ كثرةِ لَحْمٍ. ثمَّ أَقرأَنيه المنذريُّ عَن أبي الْهَيْثَم: الضَّيَكَان بِالْكَاف بدل الطَّاء فَإِذا هُما لُغَتان بِمَعْنى وَاحِد. الحرّاني عَن ابْن السكّيت عَن الكلابيّ: الضَّوِيطَةُ: الْحَمْأَةُ والطين. وروى ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال للحَيْس: ضَوِيطَةُ. وَقَالَ غيرُه: رَجل ضَوِيطةٌ أحمقُ، وَأنْشد: أَيَردُّني ذاكَ الضَّوِيطَةُ عَن هَوَى نفسِي ويَفعلُ غيرَ فِعل العاقِلِ وسمعتُ أَبَا حَمْزَة يَقُول: يُقَال: أَضْوَط الزِّيارَ على الفَرَس، أَي: زَيَّرَهُ بِهِ. وَقَالَ الْفراء: إِذا عُجِن العجينُ رَقِيقا فَهُوَ الضَّوِيطة، والوَرِيخَةُ. وَفِي فَمه ضَوَط، أَي: عَوَج. ض د (وَا يء) استُعمل مِنْهُ: (ضأد، رأض، ضود) . أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: الضُؤْدَةُ: الزُّكام، وَقد ضُئدَ فَهُوَ مَضْئود. وأضأَده الله، أَي: أَزْكَمه.

باب الضاد والراء

وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ الضُؤاد، وَقد ضُئِد: إِذا زُكِم. دأض: أهمَلَه اللّيث؛ وأَنشَد الباهليّ: وَقد فَدَى أعناقَهُنّ المَحْصُن والدَّأْضُ حَتَّى لَا يكون غَرْضُ قَالَ: وَيَقُول: فَدَاهُنّ ألبانُهن من أَن يُنْحَرْن، قَالَ: والغَرْضُ: أَن يكون فِي جُلودها نُقْصَان. قَالَ: والدَّأَضُ والدَّأَصُ بالضاد وَالصَّاد: ألاّ يكون فِي جلودها نُقْصَان. وَقد دَئِضَ يَدْأَض دَأَضاً، ودَئَصَ يَدْأَصُ دَأَصاً. قلتُ: وَرَوَاهُ أَبُو زيد بالظاء فَقَالَ: والدَّأْظُ حَتَّى لَا يكون غَرْضُ وَكَذَلِكَ أقرأَنِيه المُنذرِيّ عَن أبي الهيْثم، وفسّره فَقَالَ: الدَّأْظ: السِّمَنُ والامتلاء. يَقُول: لَا يُنْحَرْنَ نَفاسةً بهنّ لسِمَنِهِنّ وحُسنهن. (ضود) : ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الضَّوادِي: الفُحْش. وَقَالَ ابْن بُزُرْج: يُقَال: ضادَى فلانٌ فلَانا، وضادَّه بِمَعْنى وَاحِد. وَإنَّهُ لصاحبُ ضَدًى مِثل قَفاً من المُضادّة، أخرجه من التَّضْعِيف. ض ت ض ظ ض ذ ض ث: أهملت مَعَ حُرُوف العلّة. (بَاب الضَّاد والرّاء) ض ر (وَا يء) ضَرَا، (ضَرِي) ، وضر، رَضِي، روض، ريض، أَرض، ورض، ضور، ضير. ضرا: الأصمعيّ: ضَرّا العِرْقُ يَضْرُو ضَرْواً: إِذا اهتزّ ونَفَرَ بالدّم. وَقَالَ العجَّاج: مِمّا ضَرَا العِرْقُ بِهِ الضَّرِيُّ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: ضَرَى يَضرِي: إِذا سَالَ وجَرَى. قَالَ: ونَهَى عليّ رَضِي الله عَنهُ عَن الشُّرب فِي الْإِنَاء الضّارِي. قَالَ: وَمَعْنَاهُ: السَّائِل، لِأَنَّهُ يُنقص الشُرْب. قَالَ: وضَرِيَ النَّبيذُ يضرى: إِذا اشتدّ. قلتُ أَنا: الضَّارِي من الْآنِية: الإناءُ الَّذِي ضُرِّيَ بالخَمْر، فَإِذا جُعِل فِيهِ العَصيرُ صارَ مُسكِراً، وأصلُه من الضَّراوة وَهِي الدُّرْبة والعادَة. ورَوَى أَبُو عُبيد عَن أبي زيد قَالَ: لَذِمْتُ بِهِ لَذَماً، وضَرِيتُ بِهِ ضَرَى وَدَرِبْتُ بِهِ دَرَباً. قَالَ شمِر: الضَّراوةُ: الْعَادة يُقَال: ضَرِيَ بالشَّيْء: إِذا اعتاده فَلَا يكَاد يصبِر عَنهُ. وضَرِيَ الكلبُ بالصيد: إِذا تَطَعَّمَ بلَحْمه ودَمِه. والإناءُ الضّارِي بالشّراب، والبيتُ الضّاري باللَّحم مِن كَثْرَة الاعتياد حَتَّى

يَبقَى فِيهِ ريحُه. وَأما قَول الأخطل: لمّا أتَوْه بمصباحٍ ومِبْزَلهِمْ سَارَتْ إِلَيْهِ سُؤْرَ الأَبجُل الضّارِي فَإِن بَعضهم قَالَ: الضّاري: السائلُ بالدّم؛ من ضَرا يَضْرُو. وَقيل: الأَبْجلُ الضارِي: العِرْقُ من الدّابة الَّذِي اعْتَادَ التودِيج، فَإِذا حَان حِينُه ووُدِّج كَانَ سؤرُ دَمه أشَدَّ؛ ولكلَ وَجْهٌ. وَفِي حَدِيث عمَر: (إِن للَّحِم ضَراوةً كضَراوة الْخَمر) . أَرَادَ أنّ لَهُ عَادَة طَلاّبةً لأكلها كعادة الْخمر، وشدّة شهوةِ شارِبها لاستدعائها، وَمن اعْتَادَ الْخَمرَ وشُرْبَها أَسرَف فِي النّفقة حِرْصاً على شُرْبها، وَكَذَلِكَ من اعْتَادَ اللَّحْم وأَكله لم يَكَد يَصبِر عَنهُ، فَدخل فِي بَاب المُسرِف فِي نَفَقته، وَقد نَهَى الله عزّ وجلَّ عَن الْإِسْرَاف. وَقَالَ الأصمعيّ: ضَرِيَ الكلبُ يَضرَى ضَراوةً: إِذا اعْتَادَ الصّيدَ. وَيُقَال: كَلْبٌ ضِرْوٌ، وكَلْبة ضِرْوة، والجميع أَضْرٍ وضِراء. وَيُقَال أَيْضا: كلبٌ ضارٍ، وكَلْبةٌ ضارِية. قَالَ: والضَّرَاء مَا وَراك من شجر. وَقَالَ شَمِر: قَالَ بَعضهم: الضَّرَاء: البَرازُ والفَضاء. وَيُقَال: أرضٌ مستويةٌ فِيهَا شجر؛ فَإِذا كَانَت فِي هَبْطةٍ فَهِيَ غَيْضَة. وَقَالَ ابْن شُميل: الضَّرَاءُ: المستوِي من الأَرْض؛ يُقَال: لأَمْشِيَنَّ لَك الضَّرَاء. قَالَ: وَلَا يُقَال: أرضٌ ضَرَاءٌ، وَلَا مَكانٌ ضَرَاء. قَالَ: ونزلْنا بضَراءٍ من الأرْض؛ أَي: بأَرْضٍ مستوِية؛ وَقَالَ بِشْرُ: عَطَفْنا لهمْ عَطْفَ الضَّرُوس مِن المَلاَ بشَهْباءَ لَا يَمشي الضَّرَاءَ رَقيبُها. قَالَ: وَيُقَال: لَا أَمْشِي لَهُ الضَّراء وَلَا الْخَمرَة؛ أَي: أُجاهِرُه وَلَا أُخاتِله. قَالَ شَمِر: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الضَّراءُ: الاستخفاء. وَيُقَال: مَا وَاراكَ من أَرْضٍ فَهُوَ الضَّرَاء، وَمَا واراك من شجرٍ فَهُوَ الخَمَرَ. وَهُوَ يَدِبُّ لَهُ الضَّرَاءَ: إِذا كَانَ يَختِله. وَقَالَ ابْن شُميل: مَا واراكَ من شَيْء وادّرأْتَ بِهِ فَهُوَ الخَمَر، الوَهْدةُ: خَمَرٌ. والأكمَةُ: خَمَر، والجَيَلُ: خَمَرٌ. والشجرُ: خَمَر. وكلُّ مَا وَاراكَ فَهُوَ خَمَر. وَقَالَ أَبُو زيد: مكانٌ خَمِر: إِذا كَانَ يغطِّي كلَّ شَيْء ويُوارِيه. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الضِّرْوُ والبُطْمُ: الحبّةُ الخَضْراء. وَقَالَ اللَّيْث: الضَّرْوُ: ضَرْبٌ من الشَّجَر يُجعَل وَرقُه فِي العِطْر، وَيُقَال: ضِرْو. قَالَ: وَهُوَ المحْلَب، وَيُقَال: حَبّةُ

الْخَضْراء، وأَنشدَ غيرُه: هَنِيئًا لعُود الضِّرْوِ شَهْدٌ يَنالُه على خَضِراتٍ ماؤهُنّ رَفِيفُ أَرَادَ عُودَ سِواكٍ من شَجَرة الضِّرْو: إِذا استاكتْ بِهِ هَذِه الْجَارِيَة كَانَ الرِّيقُ الّذي يَبتلّ بِهِ السِّواكُ مِن فِيهَا كالشَّهْد. ضور ضير: أخبَرَني المنذريُّ عَن الحَرّاني عَن ابْن السكّيت: يُقَال: ضارَني يَضيرُني، ويَضُورني ضَيْراً. سَلَمة عَن الفرّاء؛ قَرَأَ بعضُهم: {لَا يَضِرْكُم كيدهم شَيْئا} (آل عمرَان: 120) ، يَجعله من الضَّيْر. قَالَ: وَزعم الكسائيّ أنّه سَمِع بعضَ أهلِ الْعَالِيَة يَقُول: مَا يَنْفَعنِي ذاكَ وَلَا يَضُورُني. والضّرُّ وَاحِد. قَالَ الله جلّ وعزّ: {لله (قَالُواْ لاَ ضَيْرَ إِنَّآ إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ} (الشُّعَرَاء: 50) ، مَعْنَاهُ: لَا ضَرَّ. أَبُو عُبَيد عَن الفرّاء قَالَ: الضُّورةُ من الرّجال: الحقيرُ الصغيرُ الشّأن. قلتُ: وأَقرأَنيه الإياديّ عَن شَمِر بالراء، وأقرأنيه المنذريُّ رِوَايَة عَن أبي الْهَيْثَم: الضُّؤْزَةُ، بالزّاي مهموزاً، وَقَالَ لي: كَذَلِك ضبطتُه عَنهُ. قلتُ: وَكِلَاهُمَا صَحِيح. ورَوَى أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: الضُّورَةُ: الضعيفُ من الرّجال. والضَّوْرَةُ: الجَوْعة. وافَق ابنُ الأعرابيِّ الفرّاءَ. ورَوى عَمرو عَن أَبِيه أَنه قَالَ: الضَّوْرُ: شِدّةُ الجُوع. ورَوَى أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: هُوَ يَتلَعْلَع من الجُوع؛ أَي: يتضَوّر. وَقَالَ اللّيث: التضوُّر: صِيَاحٌ وتَلَوَ عِنْد الضّرب من الوَجع. قَالَ: والثعلبُ يتضوّر فِي صِياحه. ورَوى أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: هَذَا رجلٌ مَا يَضِيرُك عَلَيْهِ نَحْتاً للشّعر، ولحناً للشِّعر، أَي: مَا يَزيدك على قَوْله الشّعر. وَنَحْو ذَلِك قَالَ ابْن السكّيت: وَكَذَلِكَ مَا يُزَنِّدُك وَمَا يُزَرْنِقُك على قَوْله الشّعْر. وضر: قَالَ اللَّيْث: الوَضَرُ: وَسَخُ الدَّسَم واللّبن، وغُسالةُ السِّقَاء والقَصْعَة وَنَحْوه، وأَنشَد: إِن تَرْحَضُوها تَزِد أعْراضُكمْ طَبَعاً أَو تتركوها فسُودٌ ذاتُ أَوْضارِ ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال للغُنْدُورة: وَضْرَى، يَعْنِي أمّ سُوَيْد. وَقَالَ شمر: يُقَال: وَضِرَ الْإِنَاء يَوْضَر وَضَراً: إِذا اتّسخ، وَيكون الوَضَر من الصُّفرة والحُمْرة والطِّيب، ثمَّ ذكر حديثَ

عبد الرّحمن بن عوْف حِين رأى النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِهِ وَضَراً من صُفْرة فَقَالَ لَهُ: (مَهْيَم) الْمَعْنى: أَنه رأى بِهِ لَطْخاً من خَلوق أَو طِيب لَهُ لون، فَسَأَلَهُ عَنهُ فأَخبَرَه أنّه تزوّج. روض ريض: يُقَال: رُضْتُ الدابّة أَرُوضُها رَوْضاً ورِياضةً: إِذا علّمتَها السَّيْرةَ وذلّلتَها، وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: ورُضْتُ فذَلّتْ صَعَبةً أيَّ إذْلالِ دَلَّ بقَوْله: أيَّ إذْلال، أنّ معنى قَوْله: رُضْتُ: ذللّتُ، لِأَنَّهُ أَقَامَ الإذلالَ مُقامَ الرّياضة. وَقَالَ الأصمعيّ وغيرُه: الرَّيِّض من الدّوَاب: الّذي لم يَقبل الرّياضة ولَم يَمْهَر السَّيْرة، وَلم يَذِلَّ لراكبِه فيصرّفه كَيفَ يَشَاء. وَيُقَال: قصيدة رَيِّضةُ القَوافي: إِذا كَانَت صعبةً لم يَقتضِب الشُّعراءُ قوافيَها وَلَا عَرُوضَها. وأَمْرٌ رَيِّض: إِذا لم يُحكم تدبيرُه. أَبُو عُبَيد عَن الْكسَائي: استَراضَ الْوَادي: إِذا استَنقَع فِيهِ الماءُ. وَقَالَ شَمِر: كأنّ الرَّوضة سُمّيتْ رَوْضَةً لاستراضة الماءِ فِيهَا. وَقَالَ غيرُه: أراضَ الوادِي إراضَةً: إِذا استراضَ الماءُ فِيهِ أَيْضا. وَفِي حَدِيث أمّ مَعبد الْخُزاعيّة (أنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وصاحبَيْه لمّا نَزَلوا عَلَيْهَا وحَلَبُوا شاتَها الحائلَ شَرِبوا من لَبنِها وسَقَوْها، ثمَّ حَلَبوا فِي الْإِنَاء حَتَّى امْتَلَأَ، ثمَّ أَراضُوا) . قَالَ أَبُو عُبَيد: معنى: (أَراضُوا) ، أَي: صَبُّوا اللّبَن على اللَّبن. ثمَّ قَالَ: أَراضُوا من المُرِضَّةِ وَهِي الرَّثيئة. قَالَ: وَلَا أعلمُ فِي هَذَا الحَدِيث حرفا أغربَ مِنْهُ. وَقَالَ غيرُه: معنى قَوْلهَا: (أراضُوا) ، أَي: شَرِبوا عَلَلاً بعد نَهَل. أَرَادَت أنّهم شَرِبوا حتّى رَوُوا فَنَقَعُوا بالرّيّ عَلَلاً، وَهُوَ من أَراضَ الْوَادي واستراضَ: إِذا استَنقَع فِيهِ المَاء. وأَراضَ الحوضُ: إِذا اجْتمع فِيهِ الماءُ؛ وَيُقَال لذَلِك المَاء: رَوْضة، وَأنْشد شَمِر قولَ الرّاجز: وروضةٍ سَقيْتُ مِنْهَا نِضْوَتي قلت: ورياضُ الصَّمَّان والحَزْن فِي البادِية: قِيعانُ سُلْقانٍ واسعةٌ مطمئنّةٌ بَين ظَهرانَيْ قِفافٍ وجَلَدٍ من الأَرْض يَسيل فِيهَا ماءُ سيولِها فيستريض فِيهَا، فتُنبِت ضُروباً من العُشْب والبُقول، وَلَا يُسرِع إِلَيْهَا الهَيْج والذُّبول، وَإِذا أعشبتْ تِلْكَ الرياضُ وتَتابَع عَلَيْهَا السُّمِيُّ رَتعتِ العربُ وَنَعَمُها جَمْعَاء. وَإِذا كَانَت الرياض فِي أعالي البِراق والقِفَاف فَهِيَ السُّلْقان، وأحدها سَلَق. وَإِذا كَانَت فِي الوِطاءات فَهِيَ رِيَاض، وَفِي بعض تِلْكَ الرياض حَرَجات من السِّدْر البَرِّيّ، وربَّما كَانَت

الروضةُ وَاسِعَة يكون تقديرها مِيلاً فِي ميل، فَإِذا عَرُضتْ جدّاً فَهِيَ قِيَعانٌ وقِيعةٌ، واحدُها قاع. كلُّ مَا يَجتمِع فِي الإخاذ والمَسَاكات والتَّناهي فَهِيَ رَوْضة عِنْد الْعَرَب. وَقَالَ الأصمعيّ: الرَّوْض نحوُ النِّصف من القِرْبة. وَيُقَال: فِي المَزادة رَوْضَةٌ من المَاء، كَقَوْلِك: فِيهَا شَوْلٌ من المَاء. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: أراضَ الخوضُ فَهُوَ مُرِيض. وَفِي الْحَوْض رَوْضة من المَاء: إِذا غَطَّى الماءُ أسفَلَه وأَرْضَه. وَقَالَ: هِيَ الرَّوضَةُ والرِّيضةُ والأَرِيضَة والمُسترِيضَةُ. وَقَالَ اللَّيْث: تُجمع الرَّوضةُ رِياضاً ورِيضاناً. قلتُ: وَإِذا كَانَ الْبَلَد سَهْلاً يَنْشَف المَاء لسُهُولَته، وأسفَلَ السُّهولة صَلابةٌ تُمسِك الماءَ فَهُوَ مَرَاضٌ، وجمعُه مَرائض، ومَرَاضات، وَإِذا احتاجوا إِلَى مِياه المَرائض حَفَروا فِيهَا جِفاراً فشَرِبوا مِنْهَا واستَقَوْا من أحسائها إِذا وجدوا مِياهَها عَذْبةً. ورُوي عَن ابْن المسيّب أَنه كَرِه المُرَاوَضَة. قَالَ شمر: المُرَاوَضة: أَن تُواصِفَ الرجلَ بالسِّلْعة لَيست عِنْدَك. قلت: وَهُوَ بَيْعُ المُواصَفة عِنْد الْفُقَهَاء. وأَجازَه بعضُ الْفُقَهَاء إِذا وافَقَتِ السِّلْعةُ الصفةَ الّتي وصَفها البائعُ: وأَبَى الْآخرُونَ إجازَتها، إِلَّا أَن تكون الصفةُ مَضْمُونَة إِلَى أجل مَعْلُوم. ورض: قَالَ اللّيثُ: وَرَضَت الدَّجاجةُ: إِذا كَانَت مُرْخِمةً على البَيْض، ثمَّ قَامَت فوضَعَت بمَرَّةٍ وَاحِدَة. قَالَ: وَكَذَلِكَ التَّوْريضُ فِي كلّ شَيْء. قلتُ: هَذَا عِنْدِي تَصْحِيف، والصوابُ وَرَّصَتْ بالصَّاد. أَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن سَلَمة عَن الفرّاء قَالَ: وَرَّص الشَّيْخ، بالصّاد: إِذا استَرخَى حِتَار خَوْرانه فأَبْدَى. وَقَالَ أَبُو العبّاس: قَالَ ابْن الأعرابيّ: أَوْرَصَ ووَرَّصَ: إِذا رَمَى بغائطِه. وَأما التَّوريضُ، بالضّاد، فَلهُ معنى غيرُ مَا ذكره اللّيثُ. وَقَالَ أَبُو العبّاس: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المُوَرِّضُ: الَّذِي يَرْتاد الأرضَ ويَطلُب الْكلأ، وَأنْشد قولَ ابنِ الرِّقَاع: حَسِبَ الرائِدُ المُوَرِّضُ أَن قَدْ ذَرَّ مِنْهَا بكلّ نَبْءٍ صِوارُ ذرَّ: أَي: تَفرَّق. النَّبْءُ: مَا نَبَا من الأَرْض. وَقَالَ: يُقَال: نَوَيْتُ الصومَ وأَرَّضْتُه، ووَرَّضْتُه، ورَمَّضْتُه، وبَيَّتُّهُ، وخَمَّرْتُه،

وبَنَّنْتُه، ودَسَّسْتُه، بِمَعْنى وَاحِد. وَفِي الحَدِيث: (لَا صِيامَ لمن لم يُوَرِّض مِنَ اللّيل) . قلت: وأحسبُ الأصلَ فِيهِ مهموزاً، ثمَّ قُلِبت الْهمزَة واواً. أَرض: الحرّاني عَن ابْن السّكيت قَالَ: الأرْضُ: الَّتِي عَلَيْهَا النَّاس. والأرْضُ: سُفلَةُ الْبَعِير والدّابة؛ يُقَال: بعيرٌ شديدُ الأرْض: إِذا كَانَ شديدَ القوائم. وأنشَد: ولَم يُقلِّب أرضَها البَيْطارُ وَلَا لحَبْلَيْه بهَا حَبَارُ يَعْنِي: لم يُقلِّب قَوَائِمهَا لعلَّة بهَا، وَقَالَ سُوَيد بن كرَاع: فركِبناها على مَجْهولِها بصِلابِ الأَرضِ فيهنّ شَجَعْ وَقَالَ خُفَافُ بن نَدْبة السُّلَميّ: إِذا مَا اسْتَحَمَّتْ أرضُه من سَمَائِه جَرَى وَهُوَ مَوْدُوعٌ وواعدُ مَصْدَقِ قَالَ: والأرْضُ: الرِّعْدةُ. ورُوي عَن ابْن عبّاس أَنه قَالَ: أَزُلْزِلَت الأرضُ أم بِي أرْضٌ، أَي: بِي رِعْدَة. وَيُقَال: بِي أَرْضٌ فآرِضُوني، أَي: دَاوُوني. وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: إِذا تَوَجَّسَ رِكْزاً من سَنابِكها أَو كَانَ صاحِبَ أَرْضٍ أَو بِهِ المُومُ قَالَ: والأرضُ: الزُّكام، يُقَال: رجل مأْروض. وَقد أُرِض فلَان، وآرَضَه اللَّهُ إيراضاً. والأرْضُ: مصدرُ أُرِضَت الخشَبةُ تُؤْرَض فَهِيَ مأروضَة إِذا وَقعت الأرَضَة فِيهَا. قَالَ: والأرَض بِفَتْح الرَّاء: مَصْدَر أُرِضَت القُرْحَةُ تَأْرَض: إِذا تَفَشَّتْ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: قَالَ الْأَصْمَعِي: إِذا فَسدتْ القُرحة وتقطَّعت. قيل: أرضَت تأرَضُ أَرَضاً. وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن شُمَيْل: الأرِيضَة: الأَرْض السهلة لَا تميل إلاّ على سَهْل ومنبت، وَهِي ليّنة كَثِيرَة النَّبَات، وَإِنَّهَا لأَرِيضة للنبت وَإِنَّهَا لذات أراضة، أَي: خَلِيقَة للنبت. قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أُرِضَت الأَرْض تأرُض أرَضاً: إِذا أخصبَتْ وزكا نباتُها. وأرضٌ أَرِيضةٌ بيّنةُ الأراضَة: إِذا كَانَت كَرِيمَة. قَالَ أَبُو النَّجم: أبحرُ هِشامٍ وَهُوَ ذُو فِراضِ بينَ فُروع النَّبْعةِ الغِضَاضِ وَسْطَ بِطاحِ مكّة الإراضِ فِي كل وادٍ واسِع المُفَاضِ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الإراضُ: العِراضُ، يُقَال: أَرضٌ أَرِيضةٌ، أَي: عريضة. أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي: الإراض: بِساطٌ

ضَخْمٌ من وَبرٍ أَو صوف. وَقَالَ أَبُو البَيْداء: أَرْضٌ وأُرُوضٌ. وَمَا أَكثر أُروضَ بني فلَان. وَيُقَال: أَرْضَ وأَرْضُون وأَرَضات. وأَرْضٌ أَرِيضةٌ للنبات: خَلِيقَة، وَإِنَّهَا لَذاتُ إرَاضٍ. وَقَالَ غَيره: المؤرِّضُ: الَّذِي يَرعَى كلأَ الأَرْض. وَقَالَ ابْن دَالاَن الطائيّ: وهم الحُلومُ إِذا الرّبيعُ تجنّبتْ وهمُ الربيعُ إِذا المؤرِّضُ أجدَبَا وَقَالَ الفرّاء: يُقَال: مَا آرَضَ هَذَا المكانَ، أَي: مَا أكثرَ عُشبَه. وَقَالَ غيرُه: مَا أحسَنه وأطيَبَه. أَبُو عُبيد عَن أبي عَمْرو: أرْضٌ أرِيضة، أَي: مُخَيِّلَةٌ للنَّبت. الأصمعيّ: تأَرَّضَ فلانٌ بِالْمَكَانِ: إِذا ثَبت فلَم يَبْرح. وَقيل: التأرُّضُ: التأنّي والانتظار، وَأنْشد: وصاحبٍ نبّهتُه ليَنهضَا فقامَ عجلانَ وَمَا تأَرَّضا يَمسَح بالكفّين وجْهاً أبيضَاً إِذا الكَرَى فِي عَيْنِه تمَضْمَضَا وَيُقَال: تركْتُ الحيّ يتأرّضون المنزِلَ، أَي: يرتادون بَلداً ينزِلونه للنُّجْعة. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ فِي قَول أمّ معبد الخُزاعيَّة: (فَشرِبوا حَتَّى أَرَاضوا) ، أَي: نَامُوا على الإراض، وَهُوَ البِسَاط. قلت: والقولُ مَا قَالَه غيرُه: إِنَّه بِمَعْنى نَقَعوا ورَوُوا. رَضِي: قَالَ اللَّيْث: رَضِيَ فلانٌ يَرضَى رِضًى. والرَّضِيُّ: المَرْضِيُّ، والرِّضا مقصورٌ. قلتُ: وَإِذا جعلتَ الرِّضا مصدَر راضيتُه رِضاءً ومُراضاةً فَهُوَ مَمْدُود: وَإِذا جعلتَه مصدرَ رَضِيَ يَرضَى رِضىً فَهُوَ مَقْصُور. وَقَالَ أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الرَّضِيُّ: المُطِيعُ. والرَّضيُّ: المُحِبّ. والرِّضيّ: الضَّامِن. وَمن أَسمَاء النِّسَاء: رُضَيَّا بوَزْن التُّرَيا وتكبيرهما رَضْوَى وثَرْوَى. ورَضْوَى: اسمُ جبل بعَيْنَه والمَرْضاةُ والرُّضْوَان: مصدَران. والقرَّاء كلهم قرءوا الرِّضوانَ بِكَسْر الرَّاء إلاّ مَا رُوِي عَن عَاصِم أَنه قَالَ: رُضوَان، وهما لُغَتَانِ. وَيُقَال: فلَان مَرْضِيٌّ، وَمن الْعَرَب من يَقُول: مَرْضُوٌّ، لِأَنَّهُ من بَنات الْوَاو، وَالله أعلم.

باب الضاد واللام

(بَاب الضَّاد وَاللَّام) ض ل (وَا يء) استُعمل من جَمِيع وجوهه: (ضول، ضلا، لضا) . ضول: قَالَ أَبُو زيد فِي كتاب الْهَمْز: ضَؤُل الرجلُ يَضْؤُل ضآلةً وضُؤُولة: إِذا قَال رأْيُه. وضَؤُل ضُؤولةً وضآلة: إِذا صَغُر. وَقَالَ اللَّيْث: الضئيلُ نعتٌ للشَّيْء، فِي ضَعِفه وصِغَره ودقّته، وجمعُه ضُؤلاءُ وضَئيلون. وَالْأُنْثَى ضئيلة، وَأنْشد شَمِر لبَعض بني أَسَد: أَنا أَبُو المِنهالِ بعضَ الأحيان لَيْسَ عليَّ نَسَبي بضُؤْلان أَرَادَ بضَئِيل. وَفِي الحَدِيث: (إنّ العَرْشَ على مَنكِب إسرافيلَ، وَإنَّهُ لَيَتَضَاءَل من خَشْيَة الله حَتَّى يصيرَ مثلَ الوَصَع) ، يُرِيد يتصاغَر ويتحاقَر تَواضُعاً لله، وخشيةً للربّ تبَارك وَتَعَالَى. والضّالُ غير مَهْمُوز: هُوَ السِّدْرُ البَرّيّ، والواحدةُ ضالَةٌ. وَيُقَال: خَرج فلانٌ بضالَتِه، أَي: بسلاحِه. والضّالَةُ: السلاحُ أجمع، يُقَال: إِنَّه لكامِل الضّالَة، والأصلُ فِي الضّالَة: النِّبالُ والقِسيُّ الَّتِي تُسَوَّى وتُنحت من شَجَر الضَّالِ. وَقَالَ بعض الْأَنْصَار: أَبُو سليمانَ وصُنْع المُقْعَدِ ومُجْنَأٌ من مَسْكِ ثَوْرٍ أَجْوَدِ وضَالَةٌ مِثلُ الجحِيمِ المُوقَد ومؤْمِن بِمَا تَلاَ محمّد أَرَادَ بالضّالَة: السهامَ، شَبّه نصالَها فِي حِدّتها بنارٍ مُوقَدةٍ. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: الضُّؤُولةُ: الهُزال. ضلا: أهملَه اللَّيْث. وروى أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: ضَلاَ: إِذا هَلَك. (لضا) : قَالَ: ولضَا: إِذا حَذَق الدِّلالة. (بَاب الضَّاد وَالنُّون) ض ن (وَا يء) ضني، ضنأ، ضَأْن، ضون، وضن، نضا، نوض، أنض. ضني: وَقَالَ اللَّيْث: ضَنِي الرجلُ يَضْنَى ضَنًى شَدِيدا: إِذا كَانَ بِهِ مرَضٌ مُخامِر، وَكلما ظنّ أَنه قد بَرَأ نُكِس، وَقد أضناه المَرَض إضْنَاءً. سلمةُ عَن الفرّاء: الْعَرَب تَقول: رجلٌ ضَنًى ودَنف، وقَومٌ ضَنًى، أَي: ذوُو ضنًى وَكَذَلِكَ قومٌ عَدْلٌ ذَوُو عَدْل وصَوْمٌ ونَوْم. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: رجل ضنًى، وَامْرَأَة ضَنًى، وقومٌ ضَنًى، وَهُوَ المُضْنَى من

الْمَرَض. وقومٌ ضَنًى، أَي: ذَوُو ضَنًى، وَكَذَلِكَ قومٌ عَدْلٌ ذَوو عَدْل. وَقَالَ: تَضَنَّى الرجلُ: إِذا تمارَض. وأَضنَى: إِذا لَزِم الفِراشَ، من الضَّنَى. وَيُقَال: رجلٌ ضَنِ، ورجلان ضَنِيَان، وَامْرَأَة ضَنِيَة، وَقوم أَضناءٌ. وَيُقَال: أضناه المَرَضُ وأنضَاه بِمَعْنى وَاحِد. ضنأ: قَالَ أَبُو زيد: ضنأَتِ المرأةُ ضَنّاً وضُنُوءاً: إِذا وَلَدَتْ. وَقَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: الضَّنْءُ: الوَلَد، مَهْمُوز سَاكن النُّون، وَقد يُقَال لَهُ: الضِّنء. قَالَ: وَقَالَ الأُمَوِيّ: قَالَ أَبُو المفضّل أعرابيٌّ من بني سَلامة من بني أَسد قَالَ: الضَّنْءُ: الْوَلَد، والضِّنْءُ: الأَصْل، وَأنْشد: وميراث ابْن آجَرَ حيثُ ألْقَتْ بأصْل الضِّنْء ضِئْضِئة الأصيلِ أَرَادَ ابْن هاجَر، وَهُوَ إِسْمَاعِيل. اللَّيْث: ضنَتِ المرأةُ تضْنُو: إِذا كثُر ولدُها، وَقَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: وَهِي الضّانية. وَيُقَال: ضَنَأتِ الماشيةُ: إِذا كثُر نِتاجُها قَالَ: وضِنْءُ كلّ شَيْء: نَسْلُه. أَبُو عُبَيد عَن الكسائيّ: امرأةٌ ضانئة وماشية، مَعْنَاهُمَا أَن يَكثُر ولدُهما، وَقد ضَنَتْ تَضْنُو ضَناءً، وضَنأَتْ تضنُو ضَنْأً مَهْمُوز. رَوَى شَمِر عَن أبي عُبَيد فِيمَا قرأْتُ على الإياديّ: اضطَبَأْتُ مِنْهُ: استحيَيْتُ، رَوَاهُ بِالْيَاءِ عَن الأُمَويّ. وأَخبَرني الإياديّ عَن أبي الهَيْثم أنّه قَالَ: إِنَّمَا هُوَ اضْطَنَأْتُ بالنّون؛ وأَنشَد: إِذا ذُكِرَتْ مَسعاةُ والِده اضطنى وَلَا يَضْطَنِي من فعْل أهلِ الفَضائِل وأخبَرَني أَبُو المفضّل عَن الحرّاني عَن ابْن السّكيت أنّه أنشَده: تَزَاءَك مُضْطَنِيءٌ آرِمٌ إِذا ائْتَبَّهُ الإدُّ لَا يَفْطَؤْهْ قَالَ: والتَّزاؤُك: الاستحياء. آرِم، أَي: يُواصِل، لَا يَفْطأُه، أَي: لَا يَقهَره. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الضُّنَى: الأَوْلاد. قَالَ: والضِّنَى بِالْكَسْرِ: الأوجاعُ المُخِيفة. وَقَالَ ابْن دُرَيد فِي كتاب (الجَمْهرة) : قعد فلَان مَقعَد ضُنْأةٍ، أَي: مَقعَد ضَرورة، وَمَعْنَاهُ الأَنفَة. قلت أَنا: أحسَب قولَ ابْن دُرَيد من الاضطِناء، وَهُوَ الاستحياء.

ضَأْن ضون: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الضّانةُ غيرُ مَهْمُوز: البُرَةُ الَّتِي يُبْرَى بهَا البَعِيرُ؛ ذكرهَا غيرُ وَاحِد مِنْهُم. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: التّضَوُّن: كثرةُ الوَلَد. قَالَ: والضَّوْن: الإنْفَحة. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: الضَّيْوَنُ: الهِرُّ، وجمعُه الضَّيَاوِن. وَمن مَهموزِه: الضَّأْنُ والضَّأَن؛ مثلُ المَعْز والمَعَز، وتُجمع ضَئِيناً. وَقَالَ اللَّيْث: الضَّأْن: ذواتُ الأصْواف من الغَنَم؛ وَيُقَال للواحدة: ضائنة، ورَجلٌ ضائن؛ قَالَ بعضُهم: هُوَ اللّيّن كأَنَّهُ لَفْجة. وَقَالَ آخَرُ: هُوَ الَّذِي لَا يزَال حسنَ الجِسْم قليلَ الطُّعْم. وَيُقَال: رَمْلةٌ ضائنة، وَهِي البيضاءُ العَرِيضة، وَقَالَ الجَعْدِيّ: إِلَى نَعَجٍ من ضائِن الرَّمْلِ أَعْفَرَا وَيُقَال: اضْأَنْ ضَأْنَك، وامْعَزْ مَعْزَك، أَي: اعْزِل ذَا مِنْ ذَا. وَقد ضأَنْتُها: إِذا عزلتَها. وَقَالَ مُحَمَّد بن حَبيب: قَالَ ابْن الأعرابيّ: رجلٌ ضائنٌ: إِذا كَانَ ضَعِيفا، ورجلٌ ماعِزٌ: إِذا كَانَ حازماً مَانِعا مَا وراءَه. قَالَ: والضِّئنِيّ: السِّقاءُ الَّذِي يُمخَض بِهِ الرائبُ يسمَّى ضِئْنِيّاً إِذا كَانَ ضَخْماً من جلد الضَّأْن. وَقَالَ حُمَيْدُ بن ثَوْر: وجاءَتْ بضِئْنِيَ كأنّ دَوِيَّهُ ترَنُّمُ رَعْدٍ جاوَبَتْهُ الرَّوَاعِدُ وضن: سَلَمة عَن الفرّاء قَالَ: الميضَانة: القُفّة، وَهِي المَرْجُونة والقَفْعة، وَأنْشد: لَا تَنْكِحنّ بعْدهَا حَنّانَهْ ذَات قَتارِيد لَهَا مِيْضَانَهْ قَالَ: حَنّ وهَنّ، أَي: بَكَى. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: { (الاَْخِرِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ} (الْوَاقِعَة: 15) . قَالَ الفرّاء: الموْضُونةُ: المَنْسُوجةُ، وَإِنَّمَا سَمّت العربُ وَضينَ الناقةِ وَضِيناً لِأَنَّهُ منسوج. وَيُقَال: وضَنَ فلانٌ الْحجر والآجُر بعضُه فَوق بعضٍ: إِذا أشْرَجه: فَهُوَ مَوْضون. وَقَالَ اللَّيْث: الوَضْن: نسجُ السَّرِيرِ وأشباهِه بالجوهر وَالثيَاب، وَهُوَ مَوْضُونٌ. قَالَ: والوَضِينُ: البِطَانُ العَرِيض. وَقَالَ حُميد بن ثوْر: على مُصْلَخِمَ مَا يكَاد جَسِيمُه يَمُدُّ بِعطْفَيه الوَضِينَ المسَمَّما المسمَّمُ: المزيَّنُ بالسُّموم، وَهِي خَرَزٌ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: التَّوَضُّن: التّحبُّبُ. والتوَضُّنُ: التذَلُّلُ. والوُضْنَةُ: الكرسيُّ المنسوجُ. وَقَالَ شَمِر: المَوْضونةُ: الدِّرْعُ المَنْسوجة. وَقَالَ بَعضهم: دِرْعٌ مَوْضونةٌ: مُقاربةُ

النَّسْج مثل الموضُونة. وَقَالَ رجل من الْعَرَب لامْرَأَته: ضِنِيه يَعني مَتاعَ بَيتهَا أَي: قارِبي بعضَه من بعض. وَقيل: الوَضْنُ: النَّضْد، يُقَال: وَضَن متاعَه بعضَه فَوق بعض. نوض: قَالَ ابْن المظفَّر: النَّوْضُ: وُصْلةُ مَا بَين العَجُز والمَتْن. وَلكُل امْرَأَة نَوْضان: وهما لَحْمتان مُنتبِرَتانُ مُكتنفتا قَطَنها، يَعْنِي وَسَط الوَرِك، وَقَالَ رُؤبة: إِذا اعْتَزَمْنَ الرَّهْوَ فِي انتِهاضِ جاذَبْنَ بالأصلابِ والأنْواضِ قَالَ: والنَّوْضُ: شِبْه التَّذَبْذُب والتَّعَثْكُل، يُقَال: ناضَ يَنُوض نَوْضاً. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الأنواضُ: مدافع المَاء، وَقَالَ رؤبة: غُرِّ الذُّرَى ضَواحِك الإِيماضِ يُسقَى بِهِ مَدافِعُ الأنْواضِ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الأنواضُ: الأوْدية، وَاحِدهَا نَوْض. ورَوَى أَبُو العبّاس عَنهُ أَنه قَالَ: النَّوْضُ: الْحَرَكَة، والتَّفَرّض. والنَّوْضُ: العُصْعُص. وَقَالَ الْكسَائي: العَرَب تُبدِل من الصَّاد ضاداً، فَتَقول: مَا لَكَ مِن هَذَا مناض، أَي: مناص. وَقَالَ أَبُو الْحسن اللّحياني: يُقَال: فلَان مَا يَنُوض لحاجةٍ، وَمَا يَقدِر أَن يَنُوص، أَي: يَتَحَرَّك لشَيْء. وَقد ناضَ وناصَ مَناضاً ومَناصاً: إِذا ذَهب فِي الأَرْض. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: نوّضْتُ الثوبَ بالصِّبغ تَنْويضاً، أَي: ضرّجْته. وأَنشدَ فِي صِفَة الْأسد: فِي غِيلِهِ جِيفُ الرِّجال كَأَنَّهُ بالزَّعْفران من الدّماء مُنَوَّضُ أَي: مُضَرَّج. أَخْبرنِي بِهِ الْمُنْذِرِيّ عَن أبي العبّاس أَحْمد بن يحيى عَنهُ. أَبُو تُرَاب عَن أبي سعيد الْبَغْدَادِيّ قَالَ: الأنْوَاضُ والأنْواطُ وَاحِد، وَهِي مَا نُوِّط على الْإِبِل إِذا أُوقِرَتْ، وَقَالَ رُؤْبة: جاذَبْنَ بالأصلابِ والأنْواضِ أنض: أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: أنَضْت اللحمَ إيناضاً: إِذا شَوَيْتَه وَلم تُنْضِجْه. وَقَالَ اللَّيْث: لحمٌ أَنِيض: فِيهِ نُهُوأةٌ، وَقَالَ زُهَير: يُلَجْلِجُ مُضغةً فِيهَا أَنِيض أصَلّتْ فَهِيَ تحتَ الكَشْح داءُ وَقد أَنُض أَناضَةٌ فَهُوَ أَنِيض. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الإناضُ: إدْراكُ النَّخْل، وَمِنْه قولُ لَبيد: وأَناضَ العَيْدانُ والجَبّارُ

ويُروَى: وأنِيض. أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرو: إِذا أَدْرَك حَمْلُ النَّخْلةِ فَهُوَ الإناض. نضا: قَالَ اللَّيْث: نَضَا الحِنّاءُ يَنْضُو عَن اللّحية، أَي: خَرَج وذَهب عَنهُ. ونُضَاوةُ الحِنّاء: مَا يُؤْخَذ من الخِضاب مَا يَذهبُ لونُه فِي اليَد والشَّعْر. وَقَالَ كُثيّر يُخَاطب عَزّة: وَيَا عَزَّ للوَصْلِ الَّذِي كَانَ بينَنا نَضَا مِثلَ مَا يَنْضُو الخِضَابُ فَيخلَقُ ونَضَا الثوبُ عَن نفسِه الصِّبْغ: إِذا أَلقاه. ونَضَت المرأةُ ثَوْبها عَن نفسِها، وَمِنْه قَول امرىء الْقَيْس: فجئْتُ وَقد نَضَّت لنومٍ ثِيابَها لَدَى السِّتْر إلاّ لِبْسَةَ المتفضِّلِ والدّابةُ تنضو الدّوابَّ: إِذا خرجتْ من بَينهَا. ورملةٌ تنضو الرِّمال فَهِيَ تَخرُج مِنْهَا. ونَضَا السهْم، أَي: مَضَى. وَقَالَ رُؤبة: يَنْضُون فِي أجوازِ ليلٍ غاضِي نَضْوَ قِداحِ النابلِ المواضي الْحَرَّانِي عَن ابْن السكّيت: نَضَوْتُ ثِيَابِي عنّي: إِذا ألقيتها عَنْك. وَقد نَضَوْتُ الجُلَّ عَن الْفرس نَضْواً، وَقد نضا خِضابُه يَنْضو نَضْواً. ونَضَا الفَرسُ الخيلَ يَنْضوها: إِذا تَقدَّمها وانْسَلَخَ مِنْهَا. والنِّضْو: الْبَعِير المهزول وَجمعه أنضاء، وَالْأُنْثَى نِضْوَة. وَيُقَال لأَنْضاء الْإِبِل: نِضْوان أَيْضا. وَيُقَال: أَنْضى وَجه الرجل، ونَضَا على كَذَا وَكَذَا: إِذا أَخْلَق. وَقَالَ اللّيْثُ: المُنْضِي: الرجل الّذي صَار بعيرُه نِضْواً، وَقد أَنْضاه السَّفر. وانتضَى السيفَ: إِذا استلَّه من غِمْده. ونَضَا سَيْفَه: إِذا سَلَّه. وسَهْمٌ نِضْوٌ: إِذا فَسَد من كَثْرَة مَا رُميَ بِهِ حَتَّى أَخلَق، ونَضِيٌّ السَّهْمِ: قِدْحُه، وَهُوَ مَا جَاوزَ من السّهم الرِّيشَ إِلَى النَّصْل، وَقَالَ الْأَعْشَى: غرَّ نَضِيُّ السّهمِ تحتَ لَبانِه وجالَ على وَحْشِيِّه لم يُعَثِّمِ ونَضِيُّ الرُّمْح: مَا فوقَ المَقْبِض مِن صدرِه، وأَنشدَ: وظَلَّ لِثِيرانِ الصَّريمِ غمَاغِمُ إِذا دَعَسُوها بالنَّضِيّ المُعَلَّبِ أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ، أوّلُ مَا يكون القِدْح قبل أَن يُعمَل: نَضِيٌّ، فَإِن نُحِت فَهُوَ مَخْشوب وخَشِيب، فَإِذا لُيِّن فَهُوَ مُخلَّق. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: النَّضِيُّ: نَصْلُ السَّهْم. قلتُ: وقولُ الْأَعْشَى يحقِّق قولَ أبي عَمْرو. وَقَالَ ابْن دُريد: نَضِيُّ العُنُق:

باب الضاد والفاء

عَظْمُه، ونَضِيُّ السَّهم: عُودُه قبلَ أَن يُراشَ. وَقَالَ أَبُو عُبَيدة: نَضَا الفَرَسُ يَنْضُو نُضُوّاً: إِذا أَدْلى فأَخرَج جُرْدانَه. قَالَ: واسمُ الجُرْدان: النَّضِيُّ. وَيُقَال: نَضَا فلانٌ موضعَ كَذَا يَنْضُوه: إِذا جاوَزَه وخَلَّفه نيض. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: النَّيْضُ بِالْيَاءِ: ضَرَبان العِرْق مِثْلُ النَّبْض سَوَاء. (بَاب الضَّاد وَالْفَاء) ض ف (وَا يء) ضفا، ضيف، فضا، فيض، فوض، وفض، وضف، فضأ. ضفا: قَالَ اللّيث: يُقَال: ضَفَا الشَّعَرُ يَضْفُو: إِذا كَثُر. وشَعرٌ ضَافٍ، وذَنَبٌ ضافٍ، وأَنشد قَوْله: يضافٍ فوَيقَ الأَرْض ليسَ بأَعزَل ودِيمَةٌ ضافِية، وَهِي تَضفو ضَفواً: إِذا أَخْصبت الأرضُ مِنْهَا. والضَّفْوُ: السَّعةُ والخَيْر والكَثْرة، وأَنشدَ: إِذا الهَدَفُ المعْزالُ صَوّبَ رأسَه وأَعجَبَه ضَفْوٌ من الثَّلةِ الخُطْلِ وَقَالَ الأصمعيّ: ضَفَا مالُه يَضْفو ضَفْواً وضُفُوّاً: إِذا كَثُر. وضَفَا الحَوْضُ يَضْفُو: إِذا فاضَ من امتلائه وأَنشَد: يَضْفُو ويُبْدي تَارَة عَن قَعْرِه يَقُول: يمتلىء فتَشْربُ الْإِبِل ماءَه حَتَّى يَظهَر قَعرُه. والضّفُّ: جَانب الشَّيْء، وهما ضفواه، أَي: جانباه. ضيف: فِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنه نَهَى عَن الصّلاة إِذا تَضيّفَتِ الشمسُ للغُروب) . قَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ أَبُو عُبَيدة: قولُه: (تضيَّفَتْ) : مالَتْ للغُروب، يُقَال مِنْهُ: قد ضافَتْ فَهِيَ تَضِيف: إِذا مالَت. وَقَالَ أَبُو عُبيد: وَمِنْه سُمِّي الضَّيْف ضَيْفاً، يُقَال مِنْهُ: ضِفْت فلَانا: إِذا مِلْتَ إِلَيْهِ ونزلتَ عَلَيْهِ، وأضفتُه: إِذا أمَلْتَه إِلَيْك، وأنزَلْتَه عَلَيْك، وَلذَلِك قيل: هُوَ مُضافُ إِلَى كَذَا وَكَذَا، أَي: مُحَالٌ إِلَيْهِ، وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: فلمّا دخلناهُ أضفْنا ظهورَنا إِلَى كلّ حَارِيَ جَديدٍ مُشطبِ أَي: أسندْنا ظهورَنا إِلَيْهِ وأمَلْناها، وَمِنْه قيل للدَّعِيّ: مُضافٌ، لأنّه مُسنَد إِلَى قوم لَيْسَ مِنْهُم. وَيُقَال: ضافَ السهمُ يَضِيف: إِذا عَدَل عَن الهدف، وَهُوَ من هَذَا، وَفِيه لغةٌ أُخْرَى لَيست فِي الحَدِيث: صَافَ السهمُ بِمَعْنى ضافَ، وَالَّذِي جَاءَ فِي الحَدِيث بالضاد. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: أضافَ الرجلُ من الْأَمر: إِذا أشفَق، وَأنْشد قولَ

الهُذَليّ: وكنتُ إِذا جارِي دَعَا لمَضُوفَةٍ أُشَمِّر حَتَّى يَنصُفَ الساقَ مِئزَرِي يَعْنِي الْأَمر: يشفق مِنْهُ الرجل. أَرَادَ بالمَضُوفة: الْأَمر يُشْفَق مِنْهُ. وَيُقَال: أضَاف فلانٌ فلَانا إِلَى كَذَا فَهُوَ يُضيفه إِضَافَة: إِذا ألجأَه إِلَى ذَلِك. والمضافُ: الملجأُ المُحرَج المثقَلُ بِالشَّرِّ. وَقَالَ الشَّاعِر: فَمَا إنْ وَجْدُ مُعْوِلَةٍ ثَكول بواحدِها إِذا يَغْزُو تُضِيفُ أَي: تُشْفِقُ عَلَيْهِ وَتخَاف أَن يُصَاب فتَشْكَلُهُ. وَيُقَال: ضِفتُ الرجل وتضيّفْتُه: إِذا نزلت بِهِ وصرتَ لَهُ ضيفاً. وأَضفْتُه: إِذا أنزلْتَه عَلَيْك وقرّبْته. والمضاف: المُلْجَأُ والمُلْزَقُ بالقوم. والضِّيفُ: جَانب الْوَادي. وَقد تضَايف الْوَادي: إِذا تضَايقَ. وضِيفا الْوَادي: جانباه. وَقَالَ أَبُو زيد: الضِّيفُ: الْجنب. وَقَالَ الراجز: يَنْتَبعْنَ عَوْداً يشتكي الأَظَلاَّ إِذا تضايَفْن عَلَيْهِ انْسَلاَّ يَعْنِي: إِذا صِرْنَ مِنْهُ قَرِيبا إِلَى جَنْبه. وَقَالَ شَمر: سَمِعت رجاءَ بن سلمةَ الكوفيّ يَقُول: ضَيّفْتُه: إِذا أطعمْتَه. قَالَ: والتَّضيفُ: الْإِطْعَام. قَالَ: وأضافه: إِذا لم يُطْعِمْهُ. وَقَالَ رَجَاء فِي قِرَاءَة ابْن مَسْعُود: {فَأَبَوْاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا} (الْكَهْف: 77) ، أَي: يطعموهما. وأُخبرت عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: يُقَال: أَضَافَهُ وضيَّفَهُ بِمَعْنى وَاحِد؛ كَقَوْلِك: أكْرمه وكَرَّمه. قَالَ: وَقَول الله: {فَأَبَوْاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا} ، مَعْنَاهُ: أَن يجعلوهما ضَيْفَيْنِ لَهُم. وروَى سلمةَ عَن الفرّاء فِي قَوْله: {فَأَبَوْاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا} سألاهم الْإِضَافَة فَلم يَفْعَلُوا، وَلَو قُرِئتْ (أَن يُضيفوهما) كَانَ صَوَابا. قَالَ: وتضيّفْتُه: سَأَلته أَن يُضيفني. قَالَ: وتضيّفْتُه: آتيته ضيفاً. وَقَالَ الْأَعْشَى: تضيّفْتُه يَوْمًا فأكرمَ مقعدي وأَصْفَدني عَلَى الزَّمانة قائدا يَقُول: أَعْطَانِي خَادِمًا يقودُني. وزمانَتُه: ذهابُ بَصَرِه. وَقَالَ الفرزدق: ومنَّا خطيبٌ لَا يُعَابُ وقائلٌ ومَنْ هُوَ يَرْجو فضلَهُ المتضيِّفُ

أَي: وَمنا مَن يَرْجُو المتضيّفُ الَّذِي ينزل بِهِ ضيفاً فَضله. أَبُو عُبَيد عَن الْكسَائي: امْرَأَة ضيْفه بِالْهَاءِ، وَأنْشد قَول البَعيث: لَقًى حَمَلَتْه أمُّه وَهِي ضَيْفَةٌ فَجَاءَت بيَتْنٍ للضيافة أَرْشمَا وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: معنى قَوْله: وَهِي ضيْفَةٌ، أَي: ضافت يَوْمًا فحبِلتْ بِهِ فِي غير دَار أَهلهَا فَجَاءَت بِولد شَرِه. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: وَيُقَال: ضافت الْمَرْأَة: حاضتْ؛ لِأَنَّهَا مَالَتْ من الطُّهر إِلَى الْحَيْضِ، فَأَرَادَ أَنَّهَا حملتْه وَهِي حَائِض. وَقيل: معنى قَوْله: وَهِي ضيفة، أَي: ضافت قوما فحبلت بِهِ فِي غير دَار أَهلهَا. فضا: قَالَ اللَّيْث: الفضَاءُ: الْمَكَان الْوَاسِع. والفعلُ فَضَا يَفْضُو فُضُوّاً فَهُوَ فاضٍ. وَقَالَ رؤبة: أَفرَخَ قَيْضُ بيضها المُنْقَاضِ عَنْكُم كِراماً بالْمقَام الفاضي وَيُقَال: أفْضى فلانٌ إِلَى فلَان: إِذا وَصل إِلَيْهِ؛ وأَصله أَنه صَار فِي فُرْجته وفضَائه. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: أفْضى الرجلُ: دخل على أَهله. قَالَ: وأفضى أَيْضا: إِذا جَامعهَا. قَالَ: والإفضاء فِي الْحَقِيقَة: الِانْتِهَاء؛ وَمِنْه قولُ الله جلّ وعزّ: {وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ} (النِّسَاء: 21) ، أَي: انْتهى وَأَوَى. وَقَالَ: وأفضى: إِذا افْتَقَرَ. وَيُقَال: أفْضى الرجلُ جَارِيَته: جامعهَا فصَيَّرَ مسلَكيْهَا مَسْلَكاً وَاحِدًا، وَهِي المفضاة من النِّسَاء. وَقَالَ الفرّاء: الْعَرَب تَقول: لَا يُفضِ اللَّهُ فَاك؛ من أفْضَيْت. قَالَ: والأفضاء: أَن تسْقط ثناياه من تَحت وَمن فَوق وكلُّ أَضْرَاسه؛ حَكَاهُ شَمِر للفرّاء. قلتُ: وَمن هَذَا إفضاء الْمَرْأَة: إِذا انْقطع الحِتار الّذي بَين مسلَكَيْهَا. وَقَالَ شَمِر: الفضاء: مَا اسْتَوَى من الأَرْض واتسع. قَالَ: والصحراءُ فضاءٌ. قَالَ: ومكانٌ فاضٍ ومُفْضٍ، أَي: وَاسع. وأرضٌ فضاءٌ وبَرَازٌ. والفاضي: البارز. وَقَالَ أَبُو النّجم يصف فرسَه: أما إِذا أمْسَى فَمُفْضٍ مَنْزِلُهْ نجعلُه فِي مَرْبَطٍ ونجعلُه مفضٍ: واسعٌ. والمُفْضَى: المتّسع. وَقَالَ رُؤبة: خَوْقَاءُ مُفْضَاها إِلَى مُنْخاق أَي: مُتّسعها. وَقَالَ أَيْضا: جاوَزْته بالقَوْم حَتَّى أَفضَى

بهمْ وأمضَى سَفَرٌ مَا أمْضى قَالَ: أفْضى بهم: بلغ بهم مَكَانا وَاسِعًا أَفضى بهم إِلَيْهِ حَتَّى انْقَطع ذَلِك الطَّرِيق إِلَى شَيْء يعرفونه. وَقَالَ ابْن شُميل: الفضَاءُ مَا اسْتَوَى من الأَرْض. وَقد أَفضيْنَا إِلَى الفضاء، وَجمعه أَفضِيَة. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: تركتُ الْأَمر فضاً، أَي: تركتُه غير مُحْكم. وَقَالَ أَبُو مَالك: يُقَال: مَا بقيَ فِي كِنانته إلاّ سَهْمٌ فضاً، أَي: واحدٌ. وَيُقَال: بقيتُ من أقراني فَضَا، أَي: بقيتُ وَحْدي؛ وَلذَلِك قيل لِلْأَمْرِ الضَّعِيف غير المُحكَم: فَضاً، مقصورٌ. وَيُقَال: متاعُهم بينَهم فَوْضى فَضاً، أَي: مختلطٌ مُشْتَرك. وَقَالَ اللِّحياني أمرُهم فوْضَى بَينهم، وفضاً بَينهم، أَي: سَوَاء بَينهم، وَأنْشد: طعامُهُم فَوْضَى فَضاً فِي رِحالِهمْ وَلَا يُحْسِنون الشرَّ إلاّ تَنادِيا وَيُقَال: هَذَا تمرٌ فَضاً فِي العَيْبَة مَعَ الزَّبيب، أَي: مختلِط، وَأنْشد: فقلتُ لَهَا يَا خَالَتِي لَكِ نَاقَتي وتمْرٌ فَضاً فِي عَيْبَتي وزَبيبٌ أَي: منثور. وَيُقَال: النَّاس فَوْضَى: إِذا كَانُوا لَا أميرَ عَلَيْهِم وَلَا مَن يَجْمَعهم. فيض فوض: قَالَ الأصمعيّ: فاضت عينُه تفيض فَيْضاً: إِذا سَالَتْ. اللحياني: فاض الماءُ يفِيض فيضاً وفُيوضاً وفيضاناً. وفَاضَ الحديثُ: إِذا انْتَشَرَ. وَيُقَال: أفاضت العينُ الدمعَ تُفيضه إفَاضَة. وأفاضَ فلانٌ دَمعَه، وأفاض إناءَه إفاضَةً: إِذا أَتْأَقَهُ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {فَإِذَآ أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ} (الْبَقَرَة: 198) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: دلّ بِهَذَا اللَّفْظ أنّ الْوُقُوف بهَا واجبٌ، لِأَن الْإِفَاضَة لَا تكون إلاّ بعد وقُوف. وَمعنى: {أفَضْتُمْ؛ دفَعْتم بِكَثْرَة. يُقَال: أَفَاضَ القومُ فِي الحَدِيث: إِذا اندَفَعوا فِيهِ وأَكثروا. وأفاضَ البعيرُ بجَرَّته: إِذا رَمَى بهَا مفرَّقةً كَثِيرَة. وَقَالَ الرَّاعِي: وأَفَضْنَ بعدَ كظومِهنّ بجرّةٍ من ذِي الأباطِح إذْ رَعَيْنَ حَقيلا وأفاضَ الرجُل بالقِداح إفَاضَة: إِذا ضَرَب بهَا؛ لِأَنَّهَا تقع مُنْبَثَّةً مُتَفَرِّقَة وَيجوز: أفاضَ على القِداح. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب الهذليّ يصفُ الْحُمُر: وكأنهنّ رِبابةٌ وكأنَّه يَسَرٌ يُفيضُ على القِداح ويَصْدَعُ

قَالَ: وكلُّ مَا فِي اللُّغَة من بَاب الْإِفَاضَة فَلَيْسَ يكونُ إلاّ عَن تفرُّق أَو كَثْرَة. وَقَالَ الأصمعيّ: أَرض ذاتُ فُيوض: إِذا كَانَ فِيهَا مَا يفِيض حَتَّى يَعْلُو. وَيُقَال: أعْطى فلانٌ فلَانا غَيْضاً من فَيْض، أَي: أعطَاهُ قَلِيلا من كثير ونهر الْبَصْرَة يُسمى الغيض. وَقَالَ اللحياني: يُقَال: شَارك فلَان فلَانا شركَة مُفَاوَضَة، وَهُوَ أَن يكون مَالهمَا جَمِيعًا من كل شَيْء يَمْلِكانِه بَينهمَا. وَيُقَال: أمرُهم فَيْضُوضَى بَينهم، وفَيْضِيضى وفَوْضُوضى بَينهم. قَالَ: وَهَذِه الأحرف الثَّلَاثَة يجوز فِيهَا الْمَدّ وَالْقصر. وَقَالَ أَبُو زيد: القومُ فَيْضوضَى أمرُهم، وفَيْضُوضَى فِيمَا بَينهم: إِذا كَانُوا مختلطين، يلبَس هَذَا ثوبَ هَذَا، وَيَأْكُل هَذَا طعامَ هَذَا، لَا يؤامِرُ واحدٌ مِنْهُم صاحبَه فِيمَا يفعَل فِي أمره. وَقَالَ اللَّيْث: تَقول: فوّضتُ الأمرَ إِلَيْهِ، أَي: جعلتُه إِلَيْهِ. قَالَ الله جلَّ وعزَّ: لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - إِلَى} (غَافِر: 44) ، أَي، أَتَّكل عَلَيْهِ وَصَارَ النَّاس فَوْضَى، أَي: متفرِّقين، وَهُوَ جمَاعَة الفائض، وَلَا يُفرد كَمَا لَا يُفرد الْوَاحِد من المتفرِّقين. وَيُقَال: الوحْشُ فَوْضى، أَي: متفرِّقة تتردّد. والناسُ فَوْضَى: لَا سَراةَ لَهُم تجمعهم. وفاضَ الماءُ والمطرُ والخيرُ: إِذا كثر، يَفيض فَيْضاً. وفاضَ صدرُ فلانٍ بسِرّه: إِذا امْتَلَأَ. والحوضُ فائضٌ، أَي: ممتلىءٌ يسيل الماءُ من أَعْلَاهُ. قَالَ اللَّيْث: وحديثٌ مُسْتفاض: مأخوذٌ فِيهِ، قد استفاضوه، أَي: أخذُوا فِيهِ. قَالَ: ومَن قَالَ مستفيض فَإِنَّهُ يَقُول: ذائع فِي النَّاس؛ مثلُ المَاء المستفيض. قلت: قَالَ الفرّاء والأصمعيّ وابنُ السّكيت وعامّةُ أهل اللُّغَة: لَا يُقَال: حديثٌ مستفاض قَالُوا: وَهُوَ لَحْنٌ لَيْسَ من كَلَام الْعَرَب، إِنَّمَا هُوَ مولّد من كَلَام الْحَاضِرَة. وَالصَّوَاب: حديثٌ مستفيض، أَي: منتشرٌ شَائِع فِي النَّاس، وَقد جَاءَ فِي شعر بعض المُحَدثين: فِي حديثٍ من أمره مُستفاض وَلَيْسَ بالفصيح من كَلَامهم. أَبُو عُبَيد: امْرَأَة مُفاضَة: إِذا كَانَت ضَخمَة البَطن، مسترخيَةَ اللَّحْم، وَهُوَ عيبٌ فِي النّساء. واستفاض المكانُ: إِذا اتَّسع فَهُوَ مُستفيضُ؛ وَقَالَ ذُو الرّمة: بحَيْثُ استفاض القِنْعُ غَرْبيَّ وَاسِطِ وفَيَّاض: من أَسمَاء الرِّجَال. وفيّاض:

اسمُ فَرَسٍ من سَوابق خَيل العَرب، وفرسٌ فَيْضٌ وسَكْبٌ: كثيرُ الجَرْي. وَفِي حديثٍ جَاءَ فِي ذكر الرِّجال: (ثمَّ يكون على أثر ذَلِك الفَيْضُ) . قَالَ شَمِر: سألتُ البكراويّ عَنهُ فَقَالَ: الفَيْضُ: الموتُ هَهُنَا، وَلم أسمعْه من غَيره إلاّ أَنه قَالَ: فاضتْ نفسُه، أَي: نَزعه عِنْد خُرُوج روحه. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: فاض الرجل وفاظ: إِذا مَاتَ. وَكَذَلِكَ فاظت نَفسه. وَقَالَ أَبُو الْحسن اللحياني: فاضت نَفسه الفِعْلُ للنَّفْس. وفاض الرجلُ يَفيضُ، وفاظَ يَفيظُ فَيْظاً وفُيُوضاً. وَقَالَ أَبُو ربيعَة: قَالَ الْأَصْمَعِي: لَا يُقَال: فاضَتْ نفسُه وَلَا فاظَتْ؛ وَإِنَّمَا هُوَ فاضَ الرجلُ وفاظَ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: سمعتُ أَبَا عَمْرو يَقُول: لَا يُقَال: فاظتْ نفسُه، وَلَكِن يُقَال: فاظَ: إِذا مَاتَ بالظاء وَلَا يُقَال: فاض بالضاد بتّةً؛ وَقَالَ رُؤبة: والأَزْدُ أَمْسَى شِلْوُهمْ لُفاظا لَا يَدْفِنون منهمُ من فاظا وَقَالَ ابْن السّكيت: فاظ الْمَيِّت يَفيظ فَيْظاً، ويَفُوظُ فوضاً. قَالَ: وَزعم أَبُو عُبَيدة: فاضت نفسُه لغةٌ لبَعض بني تَمِيم، وَأنْشد: تجَمَّع النَّاس وَقَالُوا عُرْسٌ فقُقِئَتْ عينٌ وفاضت نَفْسٌ فأنشده الْأَصْمَعِي فَقَالَ: إنَّما هُوَ: وَطَنَّ الضِّرْسُ وَقَالَ أَبُو الْحسن اللِّحياني. قَالَ الْأَصْمَعِي: حَان فَوْظَه، أَي: موتُه. وَقَالَ الفرّاء: يُقَال: فاضَتْ نَفسه تفيض فَيْضَاءً فُيوضاً، وَهِي فِي تَمِيم وكلْب، وأفصح مِنْهَا وآثر: فاظتْ نَفسه فُيوظاً. وَقَالَ أَبُو الْحسن: قَالَ بَعضهم: فاظَ فلانٌ نَفسه، أَي: قاءها. وضرَبْتُه حَتَّى أفظتْ نَفسه. وَقَالَ شمر: قَالَ الكسائيّ: إِذا تَفَيّظوا أنفسهم، أَي: تَقَيَّئُوها. أَبُو عُبيد عَن الْكسَائي: هُوَ يَفيظُ نفسَه، وفاظت نفسُه، وفاظ هُوَ نفسُه وأفاظَه الله نفسَه، وَأنْشد غَيره: فهتكتُ مهجةَ نفسِه فأفْضتُها وثأَرْته بمُعَمّم الحِلْمِ وَقَالَ شمر: قَالَ خَالِد بن جَنْبة: الإفاضةُ: سُرْعة الرّكْض. وأفاضَ الرَّاكِب: إِذا دفع بعيرَه شدّاً بَين الجَهْد دون ذَلِك. قَالَ: وَذَاكَ نصفُ عَدْوِ الْإِبِل عَلَيْهَا الرُّكْبان، وَلَا تكون الإفاضةُ إِلَّا وَعَلَيْهَا الرُّكْبان.

وفض: فِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنه أَمَر بصدقةٍ أَن توضَع فِي الأوْفاض) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: الأوْفاض: هم الفِرَق من النَّاس والأخلاط. قَالَ: وَقَالَ الْفراء: هم الَّذين مَعَ كل مِنْهُم وَفْضَة، وَهِي مِثل الكِنانة يُلقِي فِيهَا طعامَه. قَالَ أَبُو عبيد: وَبَلغنِي عَن شريك أَنه قَالَ فِي الأوفاض: هم أصلُ الصُّفّة. قَالَ أَبُو عبيد: وَهَذَا كلّه عندنَا وَاحِد، لأنَّ أهلَ الصُّفّة إِنَّمَا كَانُوا أخلاطاً من قبائلَ شتَّى، وَأمكن أَن كَانَ يكون مَعَ كل رجل مِنْهُم وفْضَةٌ كَمَا قَالَ الْفراء. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الجَعْبةُ المستديرةُ الواسعةُ الَّتِي على فَمها طَبَق من فَوْقهَا، والوفْضة أصغرُ مِنْهَا، وأعلاها وأسفلُها مُستَوٍ، وَأنْشد غَيره بيتَ الطِّرماح: قد تجاوزْتُها بَهضَّاء كالجِنَّة يَخْفون بعضَ قَرْع الوِفاض الهضّاء: الجماعةُ شبّههم بالْجِنّة لمرادتهم. سَلمَة عَن الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ} (المعارج: 43) . قَالَ: الإيفاضُ: الْإِسْرَاع. وَقَالَ الراجز: لأنْعَتَنْ نعَامَة مِيْفاضَاً خرجاءَ ظلَّت تَطْلُب الإضاضَا وَقَالَ اللَّيْث: الإبلُ تَفِضُ وَفْضاً، وتَسْتَوْفِض، أوفَضَها راكبُها. وَقَالَ ذُو الرمَّة يصف ثوراً وحشيّاً: طاوِي الحشا قَصَرتْ عَنهُ مُحرَّجةٌ مُسْتَوفَضٌ من بَنَاتِ القَفْر مَشْهُومُ قَالَ الْأَصْمَعِي: مستوفَض، أَي: أفْزَع فاستَوْفَض، وأوْفَض: إِذا أسْرع. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: مَالِي أراكَ مستوفضاً، أَي مَذْعُوراً. وَقَالَ أَبُو مَالك: استُوْفِض، أَي: استُعْجل. وَأنْشد: تَعوِي البُرَى مُسْتَوْفِضاتٍ وفْضاً ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للمكان الّذي يُمسِك المَاء الوفاضُ والمَسَكُ والمسَاك، فَإِذا لم يُمْسِك المَاء فَهُوَ مُسْهِب. وضف: قَالَ أَبُو تُرَاب: سمعتُ خَليفَة الحُصَينيّ يَقُول: أوْضَفَتْ الناقةُ وأوْضَعَتْ: إِذا خَبَّتْ. وأوضَعتُها فوَضَعَتْ وأوضفتُها فوضفت، أَي: أخبيْتُها فَخَبَّتْ. فضأ: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي فِي بَاب الْهَمْز: أفضأْتُ الرجلَ: أطعمْتُه. قلت: هَكَذَا رَوَاهُ شمر لأبي عبيد بِالْفَاءِ، وأنكَرَهُ شمر وحَقَّ لَهُ أَن يُنْكِرَه، لأنّه مصحَّف، وَالصَّوَاب: أقْضأْتُه بِالْقَافِ: إِذا أطعَمْتَه، كَذَلِك قَالَ ابْن السّكيت. وَقد مَرّ

باب الضاد والباء

َ فِي بَاب الْقَاف، وَالله أعلم. (بَاب الضَّاد وَالْبَاء) ض ب (وَا يء) ضوب، ضيب، بيض، ضبأ، أبض، ضبا: بِغَيْر همز. ضوب ضيب: أَبُو الْعَبَّاس عَن سلَمة عَن الْفراء: ضابَ الرجلُ: إِذا استَخفَى. وباض: إِذا أَقامَ بِالْمَكَانِ. قَالَ وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: ضابَ: إِذا خَتَل عَدُوّاً. وَقَالَ ابْن المظفَّر: بَلغنِي أَن الضَّيْب شَيْء من دَوابّ الْبَحْر، ولستُ على يقينٍ مِنْهُ. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: سمعتُ أَبَا الهَمَيْسَع الأعرابيَّ يُنشد: إنْ تَمنَعي صَوْبَكِ صَوْبَ المَدْمَعِ يَجرِي على الخدّ كصَيْبِ الثَّعْثَع قلت: والثّعثَع: الصَّدَفَةُ، وصَيْبُه: مَا فِي جوْفه من حَبّ اللُّؤْلُؤ؛ شَبَّه قَطرات الدُّمُوع بِهِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الضُّوبان من الْجمال: السمين الشَّديد، وَقَالَ الشَّاعِر: على كلّ ضُوبانٍ كَأَن صَريفَه بنابَيْه صوتُ الأخْطبِ المترنِّم وَقَالَ الراجز: لمّا رأيتُ الهمّ قد أجْفاني قَرَّبْتُ للرَّحْل وللظِّعان كلَّ نِيَافِيّ القَرَا ضُوبانِ والنيافيّ: الطويلُ المشرِف. بيض: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: باض يَبوضُ بَوْضاً: إِذا أَقَامَ بِالْمَكَانِ. وباضَ يَبوضُ بَوْضاً: إِذا حسُن وجهُه بعد كَلَف؛ ومثلُه بَضَّ يَبَضُ بَضَضاً. قَالَ: وبَضَا: إِذا أَقَامَ بِالْمَكَانِ أَيْضا. أَبُو عُبَيد عَن العَدَبَّس الكِنانيّ: باضت البُهْمى: سقَطتْ نِصالُها. وَقَالَ غَيره: باض الحرُّ: إِذا اشتدّ. وروَى سَلَمة عَن الْفراء: باض: إِذا أَقَامَ بِالْمَكَانِ. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: باض السحابُ: إِذا أمطر. وَأنْشد: باض النعامُ بِهِ فنَفّر أهلَه إلاّ المقيمَ على الدَّوا المتأَفِّنِ قَالَ: أَرَادَ مَطَراً وقَع بنَوْء النعائم. يَقُول: إِذا وَقع هَذَا المطرُ هرَب الْعُقَلَاء وأقامَ الرجلُ الأحمق. وَقَالَ اللَّيْث: البَيضُ مَعْرُوف، والواحدة بَيضة. ودَجاجة بَيوض، ودجاجٌ بُيُضٌ للْجَمَاعَة، مثلُ: حُيُدٍ جمع حَيود، وَهِي الَّتِي تحيد عَنْك. وبَيْضةُ الْحَدِيد مَعْرُوفَة. وبيضةُ الْإِسْلَام: جماعتُهم. والجاريةُ بَيْضَةُ الخِدْرِ، لِأَنَّهَا فِي خِدرها مكنونة.

قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: وبَيْضةِ حِدْرٍ لَا يرامُ خِباؤُها تمتَّعْت من لَهوٍ بهَا غيرَ مُعْجَلِ وَيُقَال: ابْتيضَ القومُ: إِذا استُبيحتْ بيْضَتهم وابتاضَهم العَدُوُّ: إِذا استأصَلَهم. قَالَ: وَيُقَال: غُراب بائِضٌ، وديكٌ بائض، وهما مثل الْوَالِد. قلت: يُقَال: دَجاجةٌ بائض بِغَيْر هَاء، لِأَن الدِّيك لَا يبيض. وَقَالَ اللَّيْث: بيْضةُ العُقْر: مَثَلٌ يُضْرَب وَذَلِكَ أَن تُغْتَصب الْجَارِيَة فتُفْتَضّ فتجرَّب ببَيضة، وَتسَمى تِلْكَ البيضةُ بيضةَ العُقر. وَقَالَ غيرُ اللَّيْث: بَيضة العُقْر: بيْضةٌ يبِيضُها الديك مرّة وَاحِدَة ثمَّ لَا تعود، تُضرَبُ مَثلاً لمن يصنعُ صَنيعةً إِلَى إِنْسَان ثمّ لَا يَرُبُّها بمثلِها. وَقَالَ اللَّيْث: بيْضة البَلَد: هِيَ تَرِيكة النَّعامة. وَقَالَ أَبُو حَاتِم فِي كِتَابه فِي الأضداد: فلانٌ بيْضةُ الْبَلَد: إِذا ذُمَّ، أَي: قد أُفرِد وخُذل فَلَا ناصرَ لَهُ. قَالَ: وَقد يُقَال ذَلِك فِي الْمَدْح، وَأنْشد بَيت المتلمِّس فِي مَوضِع الذّمّ: لكنّه حَوْض مَن أَوْدَى بإخوتِه رَيْبُ الزَّمَان فأضحى بيضةَ البَلدِ وَقَالَ الرَّاعِي لِابْنِ الرِّفاع العامليّ فِي مثل هَذَا الْمَعْنى: تأبَى قُضاعة أَن تَعْرِفْ لكم نسَباً وابْنَا نِزارٍ فأنْتُم بيضةُ البَلَدِ كَانَ وجْه الْكَلَام أَن تعرفَ؛ فسكّن الْفَاء لحاجتِه إِلَى الْحَرَكَة مَعَ كَثْرَة الحركات. أَرَادَ أَنه لَا نَسَب لَهُ وَلَا عَشرةَ تَحميه. وَقَالَ حسان بنُ ثَابت فِي المَدْح ببَيْضة البَلَد: أَرى الجلابيبَ قد عَزُّوا وَقد كثُروا وابنُ الفُرَيعةِ أَمسى بيْضةَ البَلدِ قَالَ: وَهَذَا مَدْح، وَابْن الفُريعَة أَبوهُ، وَأَرَادَ بالجلابيب: سَفِل النَّاس وعَثْرَاءَهم. قلت: وَلَيْسَ مَا قَالَه أَبُو حَاتِم بجيِّد، وَمعنى قَول حسَّان: أَن سَفِل النَّاس عَزُّوا بعد ذِلّتهم وكَثروا بعد قلتهم، وَابْن الفُريعَة الَّذِي كَانَ ذَا ثروةٍ وثراءِ عِزَ أُخِّر عَن قديم شرفِه وسُودَدِه واستُبِدّ بإمضاء الْأُمُور دونَه وَدون وَلَدِه، فَهُوَ بمنزِلة بيْضة البَلَد الَّتِي تبِيضها النعامة ثمَّ تترُكها بالفَلاة فَلَا تَحضنها فتَبقَى تَريكةً بالفَلاة لَا تُصان وَلَا تحضَن. وروَى أَبُو عَمْرو عَن أبي الْعَبَّاس أَنه قَالَ: العربُ تَقول للرجل الْكَرِيم: هُوَ بَيْضةُ البَلَد يمدحونه. وَيَقُولُونَ للْآخر: هُوَ بيْضة الْبَلَد: إِذا ذَمُّوه. قَالَ: فالممدوح يُراد بِهِ البَيْضة الَّتِي تَصونُها النعامة وتُوقِّيها الْأَذَى، لأنّ فِيهَا

فرخَها فالممدوح من هَهُنَا، فَإِذا انفلقَتْ وانقاضتْ عَن فَرْخها رَمَى بهَا الظَّليم فتَقَع فِي الْبَلَد القَفْر، عَن هَهُنَا ذُمَّ الآخَر. وَقَالَ أَبُو زيد: البَيْضةُ: بيْضةُ الحِبْن. والبَيْضةُ: أصلُ الْقَوْم ومجتمعُهم، وَيُقَال: أَتَاهُم العدوُّ فِي بَيْضتِهم، وَقد ابْتِيضَ القومُ: إِذا أُخِذَتْ بَيْضتُهم، عَنْوة. وبيْضة القَيْظ: شِدَّة حرِّه. قَالَ الشمّاخ: طَوَى ظمأها فِي بَيْضة القَيْظ بَعْدَمَا جَرَى فِي عَنانِ الشِّعْرَيَيْنِ الأماعِز والبَيْضة: بَيْضةُ الخُصية. ابْن نجدة عَن أبي زيد فِيمَا رَوَى أحمدُ بن يحيى عَنهُ: يُقَال لوَسَط الدَّار: بَيْضةٌ، ولجماعةِ المُسْلمين: بَيْضة، ولوَرَمٍ فِي رُكْبة الدّابة: بيْضةٌ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: أفرَخَ بيْضةُ القَوم: إِذا ظهر مكتومُ أمْرِهم. وأفرَخت البيضةُ: إِذا صَار فِيهَا فَرخ. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: البِيضةُ، بكَسرِ الْبَاء: أَرض بالدَّ وَحَفَروا بهَا حتّى أتتْهم الرِّيح من تَحْتهم فرفعتْهم وَلم يَصِلوا إِلَى المَاء. قَالَ شمر: وَقَالَ غَيره: البِيضةُ: أرضٌ بَيضاءُ لَا نَباتَ بهَا، والسَّوْرَة: أرضٌ بهَا نَخِيل، وَقَالَ رؤبة: يَنْشقُّ عَنّي الحَزْنُ والبَرِّيتُ والبِيضَةُ البَيْضاءُ والخُبُوتُ قلتُ: رأيتُ بخطّ شمر: البِيضة، بِكَسْر الْبَاء، ثمَّ حُكيَ عَن ابْن الأعرابيّ قولَه. وَقَالَ ابْن حبيب فِي بَيت جَرير: قَعيدكما الله الّذي أنتُما لَهُ ألَمْ تَسمعا بالبَيْضَتين المُنادِيا ثمَّ قَالَ: البِيضة بِالْكَسْرِ: بالحَزْن لبَني يَرْبوع. قَالَ: والبَيْضة بِالْفَتْح: بالصَّمّان لبني دَارِم. وَقَالَ أَبُو سعيد الضّرير: يقالُ لِما بَين العُذَيْب والعقَبة: بَيْضة. قَالَ: وَبعد البَيْضة البَسِيطةُ. سَلَمة عَن الفرّاء قَالَ: الأبيَضان: الماءُ والحِنْطة. قَالَ: والأبْيضان عِرْقا الوَرِيد. ثعلبٌ عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال: ذَهَب أبيَضاهُ شَحْمه وشبَابُه وَنَحْو ذَلِك. قَالَ أَبُو زيد: وَقَالَ أَبُو عُبَيدة: الأبيَضان: الشَّحْمُ واللَّبن. وَقَالَ الأصمعيّ: الأبيَضان: الخُبز وَالْمَاء ولَم يَقُله غيرُه. وَقيل: الأبيَضان: اللّبَن وَالْمَاء، وَأنْشد أَبُو عُبَيد: وَلكنه يَأْتِي إلَى الحَوْلِ كلُّه وَمَا لِيَ إلاّ الأبْيَضانِ شرابُ

من المَاء أَو من دَرِّ وَجْنَاء ثَرَّةٍ لَهَا حالبٌ لَا يَشتكِي وحِلابُ وَقَالَ ابْن السكّيت: الأبيَضان: اللّبن وَالْمَاء، واحتجّ بِهَذَا الْبَيْت. أَبُو عُبَيد عَن الكسائيّ: مَا رأيتُه مُذْ أجْرَدان، ومُذْ جَرِيدان وأبيضان: يُرِيد: يَوْمَيْنِ أَو شَهْرَيْن. وَقَالَ اللَّيْث وغيرُه: إِذا قَالَت الْعَرَب: فلانٌ أبيَضُ، وفلانة بيضاءُ فَالْمَعْنى نَقاءُ العِرْض من الدَّنَس والعُيُوب، وَمن ذَلِك قولُ زُهير يَمْدَح رَجُلاً: أشمّ أبيَض فيّاض يُفَكِّك عَنْ أيْدي العُناةِ وَعَن أعناقِها الرِّبَقا وَقَالَ الآخر: أُمُّكَ بيضاءُ من قضاعةَ فِي الْ بَيت الَّذِي تَستظَلّ فِي طُنُبِهْ وَهَذَا كثيرٌ فِي كلامِهم وشعرهم، لَا يَذهبون بِهِ إِلَى بياضِ اللّون، ولكنّهم يُرِيدُونَ المَدحَ بِالْكَرمِ ونَقاء العِرْض من الْعُيُوب والأَدْناس. وَإِذا قَالُوا: فلانٌ أبيَضُ الوَجْه، وفلانة بيضاءُ الوَجْه، أَرَادوا نَقاءَ اللَّون من الكَلَف والسّوادِ الشائن. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ الْكسَائي: بايضني فلَان فبضته، من الْبيَاض. وَيُقَال: بَيّضتُ الإناءَ والسِّقاءَ: إِذا ملأتهُ. وبَيْضاءُ بني جَذِيمة فِي حُدُود الخَطّ بالبَحْرين، كَانَت لعبد الْقَيْس وبَني جَذيمة، وفيهَا نَخِيل كثيرةٌ وأحساءٌ عَذْبة، وآطام جَمّةٌ، وَقد أَقمت بهَا مَعَ القَرامِطة قَيْضة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: البَيْضاء: الشَّمس؛ وأنشدَ قولَ الشَّاعِر أحسَبه ذَا الرُّمَّة: وبَيْضاء لم تُطبَع وَلم تَدْرِ مَا الخَنَا تَرَى أعيُنَ الفِتْيان من دُونها خُزْرَا والبَيْضاء: القِدْر؛ قَالَ ذَلِك أَبُو عَمْرو. قَالَ: وَيُقَال للقِدر أَيْضا: أمُّ بَيْضاءَ. وأَنشدَ قولَ الشَّاعِر: وإذْ مَا يُريحُ الناسَ صَرْماءُ جَوْنةٌ يَنُوسُ عَلَيْهَا رَحْلُها مَا يُحَوَّلُ فقلتُ لَهَا يَا أُمَّ بَيْضاءَ فِتيةٌ يَعُودكِ منهمْ مُرحِلون وعُيَّل قَالَ الْكسَائي: (مَا) فِي معنى الّذي فِي قَوْله: وإذْ مَا يُريح، قَالَ: وصَرْمَاءُ خَبرَ الّذي. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: البَيضاء: حِبالَةُ الصَّائِد. وأَنشَد: وبَيْضاء مِن مَال الفَتَى إنْ أراحَها أَفادَ وإلاّ مالُه مالُ مُقتِرِ يَقُول: إنْ نشب فِيهَا عَيْرٌ فجَرَّها بقِيَ صاحبُها مُقْتراً. سَلَمة عَن الفرّاء: العَرَبُ لَا تَقول حَمِر

َ وَلَا بَيض وَلَا صِفر، وَلَيْسَ ذَلِك بِشَيْء، إِنَّمَا يُنظَر فِي هَذَا إِلَى مَا سُمع من الْعَرَب، يُقَال: ابيَّض وابياضّ، واحمرّ واحمارَّ. قَالَ: والعَربُ تَقول: فُلَانَة مُسْودةٌ ومُبْيضةٌ: إِذا وَلدتِ البيضانَ والسُّودَان، وأَكثَرُ مَا يَقُولُونَ مُوضحة: إِذا وَلَدَت البِيضان. قَالَ: ولُعبةٌ لَهُم يَقُولُونَ: أَبِيض حَبالا، وأَسِيدي حِبَالًا. قَالَ: وَلَا يُقَال: مَا أبيَض فلَانا، وَمَا أحمَر فلَانا، من الْبيَاض والحُمرة، وَقد جَاءَ ذَلِك نادِراً فِي شِعْرٍ قديم: أمّا المُلوكُ فأنْتَ اليومَ ألأَمهمْ لُؤْماً وأبيَضهم سِربالَ طبّاخ وَيُقَال: بيّضتُ الإناءَ: إِذا فرّغْتَه، وبيّضْتُه: إِذا مَلأْتَه؛ وَهَذَا من الأضداد. وَقَالَ ابْن بُزُرْج: قَالَ بعضُ الْعَرَب: يكون على الماءِ بَيْضاءُ القِيْظ، وَذَلِكَ عِنْد طُلُوع الدَّبَران إِلَى طُلوع سُهَيل. قلتُ: وَالَّذِي حفظتُه عَن الْعَرَب: يكون على المَاء حَمْراءُ القَيْظ؛ وحِمِرُّ القَيْظ، وحَمَارَّةُ القَيْظ. ومَبِيضُ النَّعام والطَّيرِ كُله: الموضعُ الَّذِي يبيضُ فِيهِ. والمُبَيِّضَةُ الَّذين يُبَيِّضون راياتِهم، وهم الحَرُورِيَّة، وَجمع الأَبْيَض والبَيضاء: بِيض. أبض: أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الأبْض: الشَّدّ. والأبْض: التَّخْلِيةُ. والأبْضُ: السّكُون. والأبْض: الحَرَكة، وأَنشَد: تَشْكو العُروقَ الآبِضاتِ أَبْضَا قلتُ: والأبْضُ: شَدُّ يَدِ الْبَعِير بالإباض، وَهُوَ عِقالٌ يُنشَب فِي رُسْغ يدِه وَهُوَ قَائِم، فيُثْنَى بالعِقَال إِلَى عَضُده ويُشَدُّ. ويُصَغَّر الإباضُ أُبَيْضاً. ومَأْبِضا البَعيرِ: مَا بطن من رُكْبَتَي يدِه إِلَى مُنتهَى مِرْفَقَيه. وَيُقَال للغُراب: مُؤْتَبِضُ النَّسَا، لأنّه يَحجِل كأنّه مَأْبُوض، وَقَالَ الشَّاعِر: وظَلَّ غُرابُ البَيْن مؤتَبِض النَّسَا لَه فِي ديارِ الجارَتَين نَعِيقُ وَقَالَ أَبُو عُبَيدة: يُستحبّ من الفَرَس تأَبُّض رِجْليه وشَنَجُ نَساه. قَالَ: ويعرفُ شَنَجُ نَسَاه بتأبُّض رِجْلَيه وتَوَتُّرهما إِذا مَشَى. قَالَ: والإباضُ: عِرْقٌ فِي الرِّجْل؛ يُقَال للْفرس إِذا تَوتر ذَلِك العِرقُ مِنْهُ: مُتأبِّض. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: فرسٌ أبُوضُ النَّسا كَأَنَّهُ يَأْبِض رِجْلَيه من سُرْعَة رفعهما عِنْد وضعهما. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: الأُبُضُ: الدّهر، وَقَالَ رؤبة: فِي حِقْبةٍ عِشْنا بذاكَ أُبْضَا

وجمعُه آباض. وَقَالَ لَبيد يصف إبَل أَخِيه: كَأَن هِجَانها متأبِّضاتٍ وَفِي الأَقْرانِ أصوِرَةُ الرَّغامِ متأبِّضات، أَي: مَعْقولات بالأُبُض، وَهِي منصوبةٌ على الْحَال. ضبا: الحرّانيُّ عَن ابْن السّكيت: يُقَال: ضَبَتْه النارُ والشمسُ تَضْبُوه ضَبْواً، وضَبَحَتْه ضَبْحاً: إِذا لَوَّحَتْه وغَيَّرَتْه. (ضبأ) : قَالَ اللّحياني: يُقَال: أَضْبَأ على مَا فِي يَدَيْهِ وأَضْبَى وأَضَبّ: إِذا أمسَكَ. قَالَ: وأَضبَأَ على مَا فِي نفسِه: إِذا كَتَمه. وأَضَبّ على مَا فِي نَفسه، أَي: سَكَنت. وَقَالَ أَبُو زيد: ضبَأْتُ فِي الأَرْض ضَبَأ وضُبُوءاً: إِذا اختبأَتَ. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: أضبَأَ الرجُل على الشَّيْء إضْباءً: إِذا سَكَت عَلَيْهِ وكَتَمه، وَهُوَ مُضْبِيءٌ عَلَيْهِ. قَالَ: وَقَالَ الكسائيّ: أضبَيْتُ على الشَّيْء: إِذا أشرفْتَ عَلَيْهِ أَن أظْفَر بِهِ. وَقَالَ اللَّيْث: ضَبَأَه الذئبُ يَضْبَأُ: إِذا لَزِق بِالْأَرْضِ أَو بِشَجر ليَختِلَ الصَّيْدَ؛ وَمن ذَلِك سمِّي الرجلُ ضابئاً، وأنشدَ: إلاَّ كُمَيْتاً كالقَناةِ وضايِئاً بالفَرْجِ بَين لَبانِه ويَدِهْ يصف الصَّيادَ أَنه ضبأَ فِي فُروج مَا بَين يدَيْ فرسِه ليَخْتِلَ بِهِ الوَحْش، وَكَذَلِكَ النَّاقة تُعلَّم ذَلِك، وأَنشَدْ: لمَّا تَفَلَّق عَنهُ قَيْضُ بَيْضتِه آواه فِي ضِبْن مَضْبِيَ بِهِ نَضَبُ قَالَ: والمَضْبَأُ: المَوْضعُ الَّذِي يكون فِيهِ، يُقَال للنَّاس: هَذَا مَضْبَؤكم، أَي: موضعكم، وجمعُه مَضابىء. وَقَالَ اللَّيْث: الأَضْباءُ: وَعْوَعةُ جَرْوِ الكَلْب إِذا وَحْوَح، وَهُوَ بالفارسيّة فحنجه. قلتُ: هَذَا عِنْدِي تَصْحِيف. وصوابُه: الأصْياء بالصَّاد من صأَى يَصْأَى، وَهُوَ الصَّئِيُّ. أَبُو عُبَيدة عَن الأُمَوي: اضطبأْتُ مِنْهُ: إِذا استحييت. قلت: وَقد مَرَّ تَفْسِيره وَتَفْسِير اضْطَنَأْتُ بالنُّون. وأخبَرَني المنذريُّ عَن أبي أَحْمد البربريّ عَن ابْن السكّيت عَن العُكْلِيّ أَن أعرابيّاً أنشَدَه: فَهاءَوا مُضابِئةً لم يُؤَلّ بادِئَها البَدْءُ إذْ تَبدَؤُهُ قَالَ ابْن السكّيت: المُضابِئة: الغِرارة المُثقَلة تُضْبِىءُ مَن يَحْمِلُها تحتهَا، أَي: تُخفيه. قَالَ: وعَنَى بهَا القصيدةَ المنبورة وقولُه: لم يُؤَلّ، أَي: يُضعَّف بادئَها الَّذِي ابتدأها.

باب الضاد والميم

قَالَ: هاءُوا، أَي: هاتُوا. (بَاب الضَّاد وَالْمِيم) ض م (وَا ىء) ضيم، ضمى، مضى، وَضم، ومض، أمض، (وميض) ، أضم. ضيم: قَالَ اللّيثُ: ضامَه فِي الْأَمر، وضَامَهُ حَقّه يَضِيمه ضَيْما: وَهُوَ الانتقاص. وَيُقَال: مَا ضِمْتُ أحدا، وَلَا ضُمْتُ، أَي: مَا ضامَني أحد. والمَضِيمُ: المَظلومُ. ضمي: أَبُو العبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: ضَمَى: إِذا ظَلم. قلتُ: كَأَنَّهُ مقلوبٌ عَن ضامَ، وَكَذَلِكَ بَضَى: إِذا أَقَامَ، مقلوبٌ عَن باضَ. مضى: يُقَال: مضيْتُ بِالْمَكَانِ، أَو مضَيْتُ عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْن شُميل: يُقَال: مَضَيْتُ ببيعي، أَي: أجَزْتُه. وَقد ماضَيْتُه، أَي: أجَزْتُه. وَيُقَال أَيْضا: أمضَيْتُ بَيْعي، ومَضَيْتُ على بَيْعي، أَي: أجزْتُه. ابْن السكّيت عَن أبي عُبَيدة عَن يُونُس: مَضَيتُ على الْأَمر مُضُوّاً؛ وَهَذَا أمرٌ مَمْضُوٌّ عَلَيْهِ، جَاءَ بِهِ فِي بَاب فَعُول بِفَتْح الْفَاء. أَبُو عُبَيد: المُضَوَاءُ: التقدُّم. وَقَالَ القُطاميّ: فَإِذا خَنَسْنَ مَضَى على مُضَوَائه وَيُقَال: مضى الشيءُ يَمضي مُضُوّاً وَمضاءً. قَالَ اللَّيْث: الفَرَس يُكنى أَبَا المضَاء. وَيُقَال للرجل إِذا مَاتَ: قد مَضَى. أمض: قَالَ اللَّيْث: أَمِضَ الرجلُ يأمَض فَهُوَ أمِضٌ: إِذا لم يُبالِ المعاتَبة، وعَزِيمتُه ماضيةٌ فِي قَلْبه، وَكَذَلِكَ إِذا أبْدَى بِلسانِه غيرَ مَا يُريد. قلت: لم أسمعْ أمِضَ لغير اللَّيْث وَلَا أعرفهُ. ومض: قَالَ اللَّيْث: الوَمْضُ والوَمِيضُ: مِنْ لمعَان البَرْق وكلِّ شَيْء صافي اللّون. وَيُقَال: أومضَتْه فُلَانَة بعَيْنها: إِذا برّقَتْ لَهُ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الوَمِيضُ: أَن يومِضَ البَرقُ إيماضةً ضَعِيفَة ثمَّ يَخفَى ثمَّ يُومِض، وَلَيْسَ فِي هَذَا يأسٌ من مَطر قد يكون وَقد لَا يكون. [ وَقَالَ شَمِر وَغَيره: يُقَال: ومَض البرقُ يَمِضُ، وأَوْمَض يُومِضُ، وَأنْشد: تَضحَك عَن غُرِّ الثّنايا ناصعٍ مِثلِ وَمِيض البَرقِ لمَّا عَنْ وَمَضْ يُرِيد: لمَّا أنْ وَمَضَ. أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ: فِي البَرْق الإيماض وَهُوَ اللَّمْع الخَفِيّ. أضم: أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي وَأبي عَمْرو:

الأضَمُ: الغَضَبُ. وَقد أَضِمَ يأضَم أضماً فَهُوَ أضِم. وإضَمٌ: اسمُ جبل بِعَيْنِه. وَأنْشد ابْن السّكيت: شُبّتْ بِأَعْلَى عانِدَين مِنْ إضَمْ وَضم: رُوِي عَن عمر بنِ الخطَّاب أَنه قَالَ: إِنَّمَا النّساءُ لحمٌ على وَضَم إلاّ مَا زُبَّ عَنهُ. قَالَ أَبُو عبَيد عَن الْأَصْمَعِي: الوَضَمُ: الخشبَة أَو البارِيَة الَّتِي يوضع عَلَيْهَا اللّحم يَقُول: فهنّ فِي الضَّعف مِثلُ ذَلِك اللَّحم الّذي على الوَضَم، وشَبَّه النساءَ بِهِ لأنّ من عَادَة الْعَرَب فِي بادِيَتها إِذا نُحِر بعيرٌ لجماعته يَقْتسمون لَحْمه أَن يَقْلعوا شَجرا كثيرا ويُوضَم بعضُه على بعض، ويُعَضَّى اللحمُ ويوضَع عَلَيْهِ، ثمَّ يُلقَى لحمهُ عَن عُراقِه ويُقطَّع على الوَضَم هَبْراً للقَسْم، وتُؤجَّج نَار، فَإِذا سقَط جَمْرُها اشتَوى مَن حضَر شِوايةً بعد شِوايةٍ على ذَلِك الجَمْرِ، لَا يُمنَع أحدٌ مِنْهُ، فَإِذا وقَعتْ فِيهِ المقاسم وأحرَز الشركاءُ مقاسِمَهم حَوَّل كلُّ شريك قَسَمه عَن الوَضَم إِلَى بَيته، وَلم يَعرِض أحد لما حازَه. فَشبه عمرُ النساءَ وقلَّةَ امتناعِهنّ على طُلاّبهنّ من الرِّجَال باللَّحم مَا دَامَ على الوَضم. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: الوَضَمُ: كلُّ مَا وَقَيْتَ بِهِ اللَّحمَ من الأَرْض، يُقَال: أوصَمْتُ اللَّحْم، وأوْضَمْتُ لَهُ. قَالَ: وَقَالَ الكسائيّ: إِذا عملتَ لَهُ وَضَماً. قلتَ: وَضَمْتُه أضِمُه، فَإِذا وضَعت اللّحم عَلَيْهِ قلت: أوضَمْتُه. أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرو: الوَضِيمَةُ: القوْم ينزِلون على القَوْم وهم قَلِيل فيُحسِنون إِلَيْهِم ويُكرِمونهم. بَاب اللفِيف من حرف الضَّاد ضوى، ضاء، ضوضى، ضيضى، أضا، أضّ، آض، وضوء، يضض، الضوة، الضواة، ضأى. ضوى: قَالَ اللَّيْث: الضَّوَى مَقْصُور: الضاوي، ويمدّ فَيُقَال: ضاوِيٌّ على فاعُول. والفِعْلُ: ضَوِيَ يَضوَى ضَوًى فَهُوَ ضاوٍ، وَهَذَا الَّذِي يُولَد بَين الْأَخ والأُختِ وَبَين ذَوِي الْمَحَارِم. وَقَالَ ذُو الرّمّة يصفُ الزَّنْد والزَّنْدة: أَخُوهَا أَبوهَا والضَّوَى لَا يضيرُها وساقُ أَبِيهَا أمُّها اعْتُصِرَتْ عَصْرَا وصَفَ نارَ الزَّنْد والزَّنْدة حِين تُقتَدح مِنْهُمَا. وسُئل شَمِر عَن الضاوي فَقَالَ: جَاءَ مشدَّداً، وَقَالَ: رجلٌ ضاوِيٌّ بيِّنُ الضاوِيّة.

ورَوَى الفرّاء أَنه قَالَ: ضاوِيٌّ: ضعيفٌ فاسدٌ، على فَاعُولُ مِثل ساكُوت. وَتقول العَرَب من الضاوي مِن الهُزال: ضَوِيَ يَضوَى ضَوىً، وَهُوَ الَّذِي خرَج ضَعِيفا. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أضْوَت الْمَرْأَة؛ وَهُوَ الضوَى، ورَجُلٌ ضاوِيٌّ: إِذا كَانَ ضَعِيفا، وَهُوَ الحارِضُ. وَقَالَ الأصمعيّ: المؤَدنُ الَّذِي يُولَد ضاوِياً. وَفِي الحَدِيث: (اغْتَرِبوا لَا تُضووا) وَمَعْنَاهُ: أنكِحُوا فِي الغرائب فإنّ ولدَ الغَريبة أنجَبُ وأقوَى، وأولادَ القرائب أضعَف وأضْوَى، وَمِنْه قَول الشَّاعِر: فَتًى لم تَلِدْه بنت عَمَ قريبةٌ فيَضْوَى وَقد يَضوَى رَدِيدُ القَرائبِ أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: أضْواه حَقَّه: إِذا نَقصه. وسمعتُ غيرَ وَاحِد من الْعَرَب يَقُول: ضَوَى إِلَيْنَا البارحةَ رجلٌ فأَعلَمنا بكَيْتَ وكَيْت، أَي: أَوَى إِلَيْنَا. وَقد أضْواهُ اللَّيْل إِلَيْنَا فغَبَقْناه وَهُوَ يَضوِي ضَيّاً. والضاوِيُّ: اسْم فَرَسٍ كَانَ لِغَنِيّ، وَأنْشد شَمِر: غَداةَ صَبَّحْنا بطِرْفٍ أعوَجِي مِن نَسَب الضاوِيّ ضاوِيِّ غَنِي قَالَ اللَّيْث: أضوَيتُ الأمْر: إِذا لم تُحكِمه. والضَّوَاةُ: هَنَةٌ تخرج من حَياء النَّاقة قبل أَن يُزايلَها ولدُها، كَأَنَّهَا مَثانةُ البَوْل. وَقَالَ الشَّاعِر يَذكر حَوْصلةَ قطاة: لَهَا كضَواةِ النّابِ شُدَّ بِلا عُرى وَلَا خَرْزِ كفَ بَين نَحْرٍ ومَذْبَحِ قَالَ: والضَّوَى: وَرَمٌ يُصيب البَعيرَ فِي رَأسه يَغلِبَ على عَيْنه ويَصْعُب لذَلِك خَطْمُه؛ فَيُقَال: بعيرٌ مَضْوِيٌّ، وربّمَا اعتَرَى الشِّدْق. قلتُ: هُوَ الضُّواةُ عِنْد الْعَرَب تُشبِه الغُدَّة. والسِّلْعة ضَواةٌ أَيْضا وكلُّ وَرَمٍ صُلْبٍ ضَواةٌ، وَهِي الجَدَرَةُ أَيْضا. أَبُو عُبيد عَن أبي زيد قَالَ: الضَّوّةُ والعَوّةُ: الصّوت. وَقَالَ أَبُو تُراب: قَالَ أَبُو زيد والأصمعي مَعًا: سمعتُ ضَوَّةَ القَوْم وَعوّتَهم، أَي: أصواتَهمْ. قلتُ: ورَوَى أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الصَّوّةُ والعَوّةُ بالصَّاد. وَقَالَ: الصَّوّةُ: الصّدَى. والعَوّة: الصِّياح. وَقَالَ: الصَّوّةُ بالصَّاد، فَكَأَنَّهَا لُغَتَانِ. ضوأ: قَالَ اللَّيْث: الضَّوْءُ والضِّياء: مَا أَضَاء لَك. وَقَالَ الزّجّاج فِي قَول الله جلّ وعزّ: {كُلَّمَآ أَضَآءَ لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ} (الْبَقَرَة: 20) ،

يُقَال: ضاءَ السّراجُ يَضُوء وأَضاءَ يُضِيء. قَالَ: واللّغةُ الثانيةُ هِيَ المختارة. وَقَالَ أَبُو عُبيد: أضاءتِ النارُ، وأضاءَها غَيرُها، وَهُوَ الضَّوءُ، وأمّا الضِّياء فَلَا همزَ فِي يائه. وَقَالَ اللَّيْث: ضوّأتُ عَن الْأَمر تَضْوِئةً، أَي: حِدْتُ. قلت: لم أسمعْ ضوّأتُ بِهَذَا الْمَعْنى لغيره. وَقَالَ أَبُو زيد فِي (نوادره) : التَّضَوُّءُ: أَن يقومَ الإنسانُ فِي الظّلمة حيثُ يَرى بضَوء النَّار أهلَها وَلَا يَروْنَه. قَالَ: وعَلِق رجلٌ من الْعَرَب امْرَأَة، فَإِذا كَانَ اللَّيْل اجتنَحَ إِلَى حيثُ يَرَى ضوءَ نارِها فتضوَّأَها، فَقيل لَهَا: إِن فلَانا يتضوَّؤك لكيما تَحذَره فَلَا تُرِيه إلاّ حَسَناً؛ فلمّا سمعتْ ذَلِك حَسرتْ عَن يدَيْها إِلَى مَنكبيها ثمَّ ضربتْ بكَفّها الْأُخْرَى إبْطَها وَقَالَت: يَا مُتَضَوِّئاه، هَذِه فِي استِك إِلَى الإِبِط، فلمّا رأى ذَلِك رفَضَها. يُقَال ذَلِك عِنْد تَعْبِير مَن لَا يُبالي مَا ظَهَر مِنْهُ من قَبِيح. ضوض: فِي حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وإخبارِه عَن رُؤْيَة النَّار، وَأَنه رأى فِيهَا قوما إِذا أتاهمْ لَهبُها ضَوْضَوا. قَالَ أَبُو عبيد: أَي: ضَجُّوا وصاحوا، والمَصدَر من الضَّوضاء، وَقَالَ الْحَارِث بن حِلِّزة: أَجمَعوا أمرَهمْ عِشاءً فلمّا أصبَحوا أصبحتْ لَهُم ضوضاءُ ضئضئى: فِي الحَدِيث أَن رجلا جَاءَ إِلَى النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يَقسِمُ الْغَنَائِم فَقَالَ لَهُ: اعدِل فإنّك لَم تَعدِل. فَقَالَ: (يَخرُج من ضِئْضِىءِ هَذَا قومٌ يقرأون القرآنَ لَا يُجاوِزُ تَراقِيَهم) . أَبُو عُبَيد عَن الأمويّ: الضِّئضِىءَ: الأصْل. وَقَالَ شَمِر: هُوَ الصِّئصىء بالصَّاد أَيْضا. وَقَالَ يَعْقُوب ابْن السكّيت مثله، وأنشَد: أَنا مِنْ ضِئضِىء صِدْق أجل وَفِي أَكرَم نَسْل من عزَاني قد بَوْبَهْ سِنْخُ ذَا أكرمُ أصلِ وَمعنى قَوْله: (يخرجُ من ضئضِىِء هَذَا) ، أَي: من أصلِه ونسلِه، وَقَالَ الراجز: غَيْرانُ من ضِئِضىءِ أَجْمالٍ غُيُرْ وَقَالَ اللّيث: الضِّئِضىءُ: كثرةُ النَّسْل وبَرَكَتُه. قَالَ: وضِئضِىءُ الضَّأْن من ذَلِك. قَالَ: وَيُقَال: ضَيَّأَتِ المرأةُ، أَي: كثُر ولدُها. قلتُ: هَذَا تصحيفٌ، وصوابُه: ضَنَأت المرأةُ بالنُّون والهمز: إِذا كثُر ولدُها؛ وَقد مرّ تفسيرُه

باب الضاد والنون

(بَاب الضَّاد وَالنُّون) أضا: أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الأَضاةُ: الماءُ المستنقِعُ من سَيْلٍ أَو غيرِه، وجمعُها أضاً مَقْصُور مِثْلُ قَناةٍ وقَناً. قَالَ: وجمْعُ الأَضاةِ أَضاً، وجمعُ الأضَا إضاءٌ ممدودٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الأَضاةُ: غَديرٌ صَغيرٌ، وَيُقَال: هُوَ مَسيل الماءِ إِلَى الغدير المتَّصل بالغَدِير؛ وثلاثُ أَضَوات، وَقَالَ أَبُو النَّجْم: وَرَدْتُه ببازلٍ نَهّاضِ وِرْدَ القَطا مَطائَط الإياضِ أَراد بالإياض: الإضَاءَ، وَهُوَ الغُدْران؛ فقَلب. أضّ: قَالَ اللَّيْث: الأضُّ: المَشَقّة؛ يُقَال: أضّنِي هَذَا الأمرُ يَؤُضُّني أضّاً. وَقد ائتَضَّ فلانٌ: إِذا بَلغ مِنْهُ المشقّة. وَقَالَ الفرّاء فِيمَا روى عَنهُ سَلَمة: الإضَاضُ: المَلْجأ، وأَنشَد: خَرْجاءَ ظَلّت تَطْلب الإضاضا أَي: تَطلب ملْجأ تَلجأ إِلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو زيد: أَضّتْنِي إِلَيْك الحاجةُ وتؤُضُّني أضّاً، أَي: أَلجأَتْني؛ وَقَالَ رُؤبة: وهيَ تَرى ذَا حاجةٍ مُؤْتضّاً أَي: مُضْطرّاً مُلْجَأً. الْأَصْمَعِي: ناقةٌ مؤتضّةٌ: إِذا أَخَذَها كالحُرْقة عِنْد نتاجها، فتصَلَّقتْ ظهرا لِبَطْن، وَوجدت إضَاضاً، أَي: حُرقةً ووجعاً يُؤلمها. أيض: فِي حَدِيث الْكُسُوف الّذي يرويهِ سَمرة بن جُنْدَبُ: (أنّ الشَّمْس اسودّت حَتَّى آضَتْ كأنّها تَنّومَة) . قَالَ أَبُو عُبَيد: آضتْ، أَي: صارتْ، وأَنشَد قولَ كَعْب: قَطعْتُ إِذا مَا الآلُ آضَ كأنّه سيوفٌ تَنحَّى تَارَة ثمَّ تلتقي الحرّاني عَن ابْن السّكّيت: تَقول: إفعلْ ذَاك أَيْضا، وَهُوَ مصدَرُ آض يَئِيض أَيْضا، أَي: رَجَعَ. فَإِذا قلتَ: فعلتُ ذَاك أَيْضا قلتَ: أكثرتَ من أَيْضٍ، ودَعْنِي من أَيْضٍ. وَقَالَ اللَّيْث: الأَيْضُ: صَيْرُورةُ الشَّيْء شَيْئا غَيره. يُقَال: آضَ سوادُ شعرِه بَيَاضاً. قَالَ: وقولُ الْعَرَب أَيْضا كأنّه مَأْخُوذ من آضَ يَئيض أَيْضا، أَي: عَاد؛ فَإِذا قلتَ أَيْضا تَقول: عُدْ لما مَضَى. قلتُ: وتفسيرُ أَيْضا: زِيَادَة. قلت: أَيْضا عِنْد العرَب الّذين شاهدتُهم مَعْنَاهُ زيادةٌ وأصل آض: صَار وعادَ. وَالله أعلم. وضأ: قَالَ اللّيث: الوَضَاءةُ مصدرُ الوَضيءُ،

وَهُوَ الحَسَن النّظيف، والفِعلُ وَضُؤَ يَوْضُؤُ وَضاءةً. الحرّاني عَن ابْن السّكيت قَالَ: اسمُ المَاء الّذي يُتوضَّأ بِهِ: الوَضُوء. قَالَ: وتوضّأتُ وَضُوءاً حَسَناً. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: توضّأتُ وَضوءاً، وتَطهّرتُ طَهوراً. قَالَ: والوَضوء: المَاء، والطَّهور مِثلُه، وَلَا يُقَال فيهمَا بضمّ الْوَاو والطاء؛ لَا يُقَال: الوُضوء وَلَا الطُّهور. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: قلتُ لأبي عَمْرو بن العَلاء: مَا الوَضُوء؟ فَقَالَ: المَاء الّذي يُتوضَّأ بِهِ. قَالَ: قلتُ: فَمَا الوُضُوء بالضَّم؟ فَقَالَ: لَا أعرِفُه. وأخبَرَنا عبدُ الله بن هَاجَك عَن ابْن جبَلة قَالَ: سمعتُ أَبا عُبَيد يَقُول: لَا يجوز الوُضوء، إِنَّمَا هُوَ الوَضوء. وَقَالَ ابْن الأنباريّ: هُوَ الوَضوء للْمَاء الّذي يُتوضّأ بِهِ. قَالَ: والوُضوء مصدرُ وَضوءَ يَوْضُؤُ وُضُوءاً ووَضاءةً. وَقَالَ اللّيث: المِيضأة: مِطْهَرةٌ يُتوضّأ مِنْهَا أَو فِيهَا. قلت: وَقد جَاءَ ذكرُ المِيضأة فِي حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الَّذِي يَروِيه أَبُو قَتَادة؛ وَهِي مِفْعَلة من الوَضُوء. يضض: أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: يَضَّض الْجِرْوُ وجَصَّصَ وفَقَّح، وَذَلِكَ إِذا فَتَح عَيْنَيْهِ. قلت: وَرَوَى أَبُو العبّاس عَن سَلَمة عَن الفرّاء أَنه قَالَ: يَصَّص بِالْيَاءِ وَالصَّاد مِثله. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو الشَّيبانيّ: يُقَال: يَضَّض وبَصَّص بِالْبَاء وجَصَّص بِمَعْنى وَاحِد فِي الجِرْوِ إِذا فَتح عينيْه، وَهِي لُغاتٌ كلُّها فَصيحةٌ مسموعة. ضأي: أهمَلَه اللّيث. وروَى أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: ضَأَى الرجلُ: إِذا دَقّ جسمُه. عَمْرو عَن أَبِيه: الضَّأْضاء: صوتُ النَّاس فِي الحَرْب قَالَ: وَهُوَ الضَّوْضاء. قلتُ: وَيُقَال من الضأضاة ضَأْضأَ ضأضأةً والضُّوَيْضِئَةُ: الدَّاهيةُ.

بَاب الرباعي من حرف الضَّاد (ضنفس) : قَالَ ابْن المظفَّر: رجلٌ ضِنْفِسٌ: رِخْوٌ لئيمٌ. (ضنبس) : قَالَ: ورجلٌ ضِنْبِسٌ: ضعيفُ الْبَطْش سريعُ الانكسار. (ضرسم) : ورجلٌ ضِرْسامَةٌ: نعتُ سَوْء مِن الفَسالةِ ونحوِها. (ضرزم) : قَالَ: والضَّرْزَمةُ: شِدّةُ العَضّ والتّصميمُ عَلَيْهِ. وَيُقَال: أَفْعَى ضِرْسِم وضِرْزِم: شديدَةُ العَضِّ وأنشَد: يُباشِر الحَرْبَ بِنابٍ ضِرْزِمِ أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الضَّرْسَمُ: ذَكَرُ السّباع. وَقَالَ فِي مَوضِع آخَر: من غَرِيب أسماءِ الْأسد الضَّرْصَم. قَالَ: وكنيتُه أَبُو العبّاس. (ضمزر) : أَبُو عُبَيد عَن الفرّاء قَالَ: الضَّمْزَرُ من النساءِ: الغليظة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: فحلٌ ضُمازِرٌ وضُمارِزٌ: غليظٌ، وأنشَد: يَرُدُّ غَرْبَ الجُمَّح الجَوامِزِ وشعبَ كلِّ باجِجٍ ضُمارِزِ قَالَ: الباجح: الفَرِحُ بمكانه الَّذي هُوَ فِيهِ. وَيُقَال: فِي خُلُقه ضَمْرَزَة وضُمارِز، أَي: سُوءٌ وغَلَظ. وَقَالَ حَنْدَل الطَّهَوِيّ: إنّي امرؤٌ فِي خُلُقِي ضُمازِرُ وعَجْرَ فِيّاتٌ لَهَا بَوَادِر قَالَ: والضَّمْزَرُ: الغليظُ من الأَرْض، وَقَالَ رُؤبة: كأنّ حَيْدَيْ رأسِهِ المُذَكَّرِ حَمْدانِ فِي ضَمْزَين فوقَ الضَّمْزَرِ يصف فَحْلاً. قَالَ: والضَّمْرُ: مَا غَلُظ من الأَرْض أَيْضا. شمِر قَالَ أَبُو خَيْرة: رجلٌ ضِرْزِلٌ، أَي: شَحِيح. أَبُو عُبَيد: يُقَال لِلنّاقة الَّتِي قد أسَنَّتْ وفيهَا بقيّة من شَباب: الضِّرْزِم. (ضفنط) : اللّيث: رجل ضَفَنّطٌ: سمينٌ رخْوٌ ضَخْم البَطْن، بيّن الضَّفاطة. (ضفند) : وَقَالَ: وامرأةٌ ضَفَنْدَةٌ وضَفَنْدَدَةٌ: رِخْوَةٌ، والذَّكَر ضَفَنْدَد. أَبُو عُبَيد عَن الفرّاء: إِذا كَانَ مَعَ الحُمْق فِي الرّجل كَثرةُ لَحْم وثِقَلٌ قيل: رجل ضِفَنٌّ ضَفْنَدَدٌ خُجَأَة. وَقَالَ اللَّيْث: رجل ضَفَنَّدٌ: ضَخْمٌ رِخْوٌ. (شرنض) : وَقَالَ اللَّيْث: رجل شِرْناضٌ:

ضَخْمٌ طَوِيل العُنُق، وَجمعه شَرانِيض. قلتُ: هَذَا حرفٌ لَا أحفَظُه لغير اللَّيْث، وَهُوَ مُنكر. (ضبطر) : أَبُو عُبَيد عَن الأمَويّ قَالَ: الضِّبَطْرُ: الشَّديد. وَقَالَ اللّيث: هُوَ الضخم المكتنِز. وَيُقَال: أسَدٌ ضِبَطْر، وجَمَل ضِبَطْر، وَبيْتٌ ضِبَطْر، وَأنْشد: أشبَهَ أَرْكَانه ضِبَطْرَا (ضفطر) : وَقَالَ اللَّيْث: الضِّفْطار: من أَسمَاء الضَّبّ، القبيحُ الَّتِي قَبُحَت خلقتُه وهَرِم. (ضفرط) : قَالَ: وضَفاريطُ الْوُجُوه: كسورُها بَين الحَدّ والأنْفِ وَعند اللِّحاظين؛ كل وَاحِد ضُفْرُوط. (ضمرط) : أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال لخُطوط الجبين: الأساريرُ والضَّمَاريطُ، وَاحِدهَا ضُمْروط. قَالَ: والضُّمْروط فِي غير هَذَا: موضعٌ، يُخْتَبأُ فِيهِ. قَالَ: والضَّمَاريطُ: أذنابُ الأوْدية. (ضبطر) : والضِّبَطْرُ والسِّبَطْرُ: من نعتِ الْأسد بالمضاء والشدّة. والضَّيْثَمُ: من أَسمَاء الْأسد. قلت: الأصلُ من الضَّبْثِ، وَهُوَ القَبْضُ على الشَّيْء بِشدَّة؛ وَمِنْه يُقَال: أسدٌ ضُبَاثيٌّ. (ضرطم) : وَقَالَ أَبُو سعيد الضّرِير: الضُّرَاطِمِيُّ من أركابِ النِّسَاء: الضَّخْم الجافي، وأنشدَ بيتَ جرير: تواجِهُ بَعْلَهَا بضُرَاطِمِيَ كَأَن على مشافره جُبَابا وَقَالَ: هُوَ متاعٌ هَدّارُ المشَافر يَهْدر شِفْرُه لاغْتلامها، وروى ابْن شُمَيْل بَيت جرير: تُنَازِعُ زوجَها بعُمارِطيَ كأنَّ عَلَى مشَافِره جُبابَا وَقَالَ عُمَارِطيُّهَا: فَرْجُهَا. (ضرفط) : وَقَالَ يُونُس: جَاءَ فلانٌ مُضَرْفَطاً بالحبال، أَي: موثقًا. (ضأبل) : وَقَالَ الكسائيّ: الضِّئْبِل: الدّاهية؛ ولغة بني ضَبَّه الصِّئْبِل. قَالَ: الضَّاد أعرف. قلتُ: وَأَبُو عُبيد قد جَاءَ بالضّئْبِل بالضاد. انْتهى آخرُ كتاب الضَّاد، وَالْحَمْد لله وَحده، وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على من لَا نبيّ بعده

باب الصاد والدال

كتاب حرف الصَّاد من تَهْذِيب اللُّغَة أَبْوَاب المضاعف من حرف الصّاد أُهملت الصَّاد مَعَ السِّين وَالزَّاي والطاء فِي المضاعف. (بَاب الصّاد وَالدَّال) ص د صد، دص: مستعملان. (صد) : يُقَال: صَدّه يَصُدّه صَدّاً، وَقَالَ الله تَعَالَى: {) مُسْلِمِينَ وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ} (النَّمْل: 43) . يَقُول: صدَّها عَن الْإِيمَان، العادةُ الَّتِي كَانَت عَلَيْهَا، لأنهَا نشأت وَلم تعرف إلاّ قوما يعْبدُونَ الشَّمْس، فصدّتها العادةُ، وبيّن عادتَها بقوله: {اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ} . الْمَعْنى: صَدّها كونُهَا من قوم كَافِرين عَن الْإِيمَان. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: { (لِّلاَْخِرِينَ وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ} (الزخرف: 57) . قَالَ الفرّاء: قرىء (يَصِدّون) و (يَصُدُّون) . قَالَ: والعربُ تَقول: صَدَّ يَصِدّ ويَصُدّ، مثل: شَدّ يَشِدّ ويَشُدّ، وَالِاخْتِيَار (يَصِدُّون) وَهِي قِرَاءَة ابْن عبّاس، وفسّره يَضِجُّون ويَعِجُّون. قلت: يُقَال: صددتُ فلَانا عَن أمرِه أصُدُّهُ صَدّاً فصَدّ يَصُدّ، يَسْتَوِي فِيهِ لفظ الْوَاقِع وَاللَّازِم. وَإِن كَانَ بِمَعْنى يَضجّ ويَعِجّ، فَالْوَجْه الْجيد: صَدّ يصدّ، وَمن هَذَا قَول الله جلّ وعزّ: {إِلاَّ مُكَآءً وَتَصْدِيَةً} (الْأَنْفَال: 35) ، فالمُكاء: الصَّفِير، والتَّصْدِية: التصفيق. وَيُقَال: صَدّى يُصَدِّي تَصْدِيةً: إِذا صَفَّق، وَأَصله صَدّ. ويُصَدِّد، فكثرت الدالات فقُلِبت إِحْدَاهُنَّ يَاء، كَمَا قَالُوا: قَصَّيْتُ أظفاري، وَالْأَصْل قَصَصْتُ. قَالَ ذَلِك أَبُو عُبَيد وَابْن السّكيت

وَغَيرهمَا. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم فِي قَول الله جلّ وَعز: {مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ} (الزخرف: 57) ، أَي: يَضِجُون ويعِجّون. يُقَال: صَدّ يَصِدّ، مثل: ضَجَّ يَضجّ. وَأما قولُ الله جلّ وَعز: { (الذِّكْرَى أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى} {اسْتَغْنَى فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى} (عبس: 5، 6) فَمَعْنَاه: تتعرّض لَهُ، وتميل إِلَيْهِ، وتُقبل عَلَيْهِ، يُقَال: تصدَّى فلَان بفلانٍ يتصدَّى: إِذا تعرّض لَهُ، وَالْأَصْل فِيهِ أَيْضا تصدَّدَ يتصدَّدُ، يُقَال: تصدّيت لَهُ، أَي: أقبلتُ عَلَيْهِ، وَقَالَ الراجز: لما رأيتُ وَلَدِي فيهمْ مَيَلْ إِلَى الْبيُوت وتَصَدّوْا للحَجلْ قلتُ: وَأَصله من الصَّدد، وَهُوَ مَا استقبلك وَصَارَ قُبَالَتَكَ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق الزجّاج: معنى قَوْله: {اسْتَغْنَى فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى} ، أَي: أَنْت تُقبِل عَلَيْهِ، جعلَه من الصَّدد وَهُوَ القُبالة. وَقَالَ الليثُ: يُقَال: هَذِه الدَّار على صَدَد هَذِه، أَي: قُبالتهَا. وَقَالَ أَبُو عُبيد: الصَدَد والصَّقب: القُرْب، وَنَحْو ذَلِك قَالَ ابْن السّكيت. قلتُ: فَقَوْل الله جلّ وَعز: {اسْتَغْنَى فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى} ، أَي: تتقرب إِلَيْهِ. وَقَالَ اللَّيْث فِي قَوْله: {مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ} ، أَي: يَضْحَكُونَ. قلتُ: وَالتَّفْسِير عَن ابْن عَبَّاس: يَضِجون ويعجّون وَعَلِيهِ الْعَمَل. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله جلّ وعزّ: {وَيُسْقَى مِن مَّآءٍ صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ} (إِبْرَاهِيم: 16، 17) ، قَالَ: الصَّديد: مَا يسيل من أهل النَّار من الدّم والقَيْح. وَقَالَ اللَّيْث: الصَّديدُ: الدّم المختلطُ بالقَيْح فِي الجُرح، يُقَال: أصَدّ الجُرح. قَالَ: والصّديد فِي الْقُرْآن: مَا سَالَ من أهل النَّار. وَيُقَال: بل هُوَ الحميمُ أُغْلِي حَتَّى خَثُر. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد قَالَ: الصُّدّادُ فِي كَلَام قيس: سامُّ أبْرَصَ. وَقَالَ اللَّيْث: الصَّدّاد: ضرب من الجُرْذان، وَأنْشد: إِذا مَا رَأَى أشرافهن انطوى لَهَا خَفِيٌّ كصُدّادِ الجديرة أَطلَسُ قَالَ: وصَدْصَدٌ: اسمُ امْرَأَة. وَقَالَ شَمِر: قَالَ الأصمعيّ: الصَّدّان: ناحيتا الْجَبَل، وأَنشد قولَ حُمَيد: تَقَلقَلَ قِدْحٌ بَين صَدّيْن أَشْخَصَتْ لَهُ كَفُّ رامٍ وِجْهَةً لَا يُرِيدُها وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الصّدّان: الجَبلان. وَقَالَت ليلى الأخيليَّة: وكُنْتَ صُنَيّاً بَين صَدّيْنِ مَجْهَلا

باب الصاد والتاء

والصُّنَيّ: شِعْبٌ صغيرٌ يسيل فِيهِ المَاء. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : الصِّدَاد: مَا اصْطَدّت بِهِ الْمَرْأَة وَهُوَ السِّتْر. وَقَالَ ابْن بُزرج: الصَّدُود: مَا دَلكْتَهُ على مِرْآة ثمَّ كَحَلْتَ بِهِ عَيْناً. دصّ: قَالَ اللَّيْث: الدَّصْدَصَةُ: ضَرْبُك المُنْجَل بكَفَّيك. (بَاب الصَّاد وَالتَّاء) ص ت صتّ: قَالَ اللَّيْث: الصَّتُّ: شِبْهُ الصَّدْمِ والقَهْرِ. ورجلٌ مِصْتِيتٌ: فاضٍ متكَمِّش. قَالَ: والصَّتِيتُ: الصَّوْتُ والجَلَبَة. وَفِي الحَدِيث: (قَامُوا صِتَّيْن) . قَالَ أَبُو عُبَيد، أَي: جَماعَتين. يُقَال: صَاتَّ القومُ. قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: الصَّتِيتُ: الفِرقة. يُقَال: تركتُ بني فلَان صَتِيتَيْن: يَعْنِي فِرْقَتين. وَقَالَ أَبُو زيد مِثلَه. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: مَا زلتُ أُصَاتُّه وأُعَاثُّه صِتَاتاً وعِثَاثاً، وَهِي الْخُصُومَة. ورَوَى عَمرو عَن أَبِيه قَالَ: الصُّتَّة: الجماعةُ من النَّاس. ص ظ ص ذ ص ث: أهملت وجوهها. (بَاب الصّاد والرّاء) ص ر صر، رص: (مستعملة) . (صر) : قَالَ اللَّيْث: صَرَّ الجُنْدَبُ يصِرّ صَرِيراً. وصَرّ البابُ يَصِرُّ؛ وكلُّ صوتٍ شِبْهُ ذَلِك فَهُوَ صَرِيرٌ: إِذا امتدّ، فإِذا كَانَ فِيهِ تخفيفٌ وترجيعٌ فِي إعادةٍ ضُوعِف. كَقَوْلِك: صَرْصَر الأخْطَبُ صَرْصَرةً. الحرّاني عَن ابْن السكّيت: صَرّ المَحْمِل يَصِرّ صَرِيراً. قلتُ: والصَّقْرُ يُصَرْصِرُ صَرْصَرَةً. وَقَالَ الزَّجاجُ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {فَأُهْلِكُواْ بِرِيحٍ} : (الحاقة: 6) الصِّرُّ والصِّرّة: شِدَّةُ البَرْدِ. قَالَ: وصَرْصَرٌ متكرِّرٌ فِيهَا الرَّاء؛ كَمَا تَقول: قَلقلتُ الشيءَ وأَقْلَلْتُه: إِذا رفعتَه من مَكَانَهُ إلاّ أنّ قَلْقَلتُه: رددتُه وكرَّرْتُ رَفْعَه. وأقْلَلْتُه: رفَعْتُه، وَلَيْسَ فِيهِ دليلُ تَكْرِير. وَكَذَلِكَ صَرْصَرَ وصَرَّ، وصَلْصَلَ وصَلَّ: إِذا سمعتَ صوتَ الصَّرير غيرَ مكرَّر. قلتَ: صَرَّ وصَلَّ؛ فَإِذا أردتَ أنّ الصَّوْت تَكرَّر قلتَ: قد صَرْصَرَ وصَلْصَلَ. قلتُ: وقولُه: {فَأُهْلِكُواْ بِرِيحٍ} ، أَي: شديدِ البَرْد جدّاً.

وَقَالَ ابْن السكّيت: ريحٌ صَرْصَر، فِيهِ قَولَانِ: يُقَال: أصلُها صَرَرٌ من الصِّرِّ وَهُوَ البَرْد، فأَبدَلوا مكانَ الرّاء الْوُسْطَى فاءَ الْفِعْل، كَمَا قَالُوا: تَجَفْجَفَ، وأصلُه تَجَفَّف. وَيُقَال: هُوَ من صَرِير الْبَاب وَمن الصَّرَّة وَهُوَ الضَّجَّة. وَقَالَ الله جلَّ وعزَّ: {عَلَيمٍ فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِى صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ} (الذاريات: 29) . قَالَ المفسِّرون: فِي ضَجَّة وصَيْحة، وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: جَواحِرُها فِي صَرّةٍ لم تَزَيِّلِ وَقيل: (فِي صرَّةٍ) : فِي جمَاعَة لم تتفرَّق. وَقَالَ ابْن السكّيت: يُقَال: صَرَّ الْفرس أذُنَيه، فَإِذا لم يُوقِعوا قَالُوا: أصَرَّ الفرسُ، وَذَلِكَ إِذا جمع أذُنَيه وعَزَمَ على الشّدّ. أَبُو عُبيد عَن الْأَحْمَر: كَانَت مني صِرِّي وأَصِرِّي، وصِرَّى وأصِرَّى؛ أَي: كَانَت منّي عَزِيمَة. وَقَالَ أَبُو زيد: إِنَّهَا مِنّي لأَصِرِّي، أَي: لحَقيقة. وَأنْشد أَبُو مَالك: قد عَلِمتْ ذاتُ الثّنايا الغُرّ أنّ النَّدَى من شِيمَتِي أصِرِّي أَي: حَقِيقَة. شَمِر عَن ابْن الْأَعرَابِي: علم اللَّهُ أَنَّهَا كَانَت منّي صِرِّي وأصِرَّى، وصِرِّي وأصِرِّي، وقائلها أَبُو السّمّاك الأسَدي حينَ ضَلَّتْ ناقتُه فَقَالَ: اللهمَّ إِن لم تردَّها عليّ لم أصلِّ لَك صَلَاة، فوجَدَها عَن قريب، فَقَالَ: علمَ اللَّهُ أَنَّهَا منّي صِرِّي، أَي: عَزْم عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْن السكّيت: مَعْنَاهُ: أَنَّهَا عَزِيمَة محتومةٌ. قَالَ: وَهِي مشتقّة من أصررتُ على الشَّيْء: إِذا أقمتَ ودمتَ عَلَيْهِ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (آل عمرَان: 125) . وأخبرَني المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم قَالَ: أصِرِّي، أَي: اعْزِمي، وكأنّه يُخَاطِب نفسَه، من قَوْلك: أصرَّ على فِعله يُصِرّ إصراراً: إِذا عَزَم على أَن يَمضي فِيهِ وَلَا يَرجع. قَالَ: وَيُقَال: كَانَت هَذِه الفَعْلة مِنِّي أَصِرِّي، أَي: عَزِيمَة، ثمَّ جُعلت هَذِه الياءُ ألفا، كَمَا قَالُوا: بأَبي أنتَ، وبِأَبَا أنْتَ، وَكَذَلِكَ صِرِّي، على أَن تحذف الألفُ من أصِرّي لَا على أنّها لُغَة صَرَرتُ على الشَّيْء وأصرَرت. قَالَ: وَجَاءَت الخيلُ مُصِرَّةً آذانَها محدِّدةً رَافِعَة لَهَا، وَإِنَّمَا تُصرّ آذانها: إِذا جَدّت فِي السَّيْر. وَقَالَ الْفراء: الأَصْل فِي قَوْلهم: كَانَت منّي صِرِّي وأصِري: أمْرٌ، فَلَمَّا أَرَادوا أَن

يغيِّروه عَن مَذهَب الْفِعْل حَوّلوا ياءَه ألفا، فَقَالُوا: صِرَّى وأصِرَّى، كَمَا قَالُوا: نُهِي عَن قَيَلٍ وَقَالَ، أُخْرِجِتَا من نيّة الْفِعْل إِلَى الْأَسْمَاء. قَالَ: وسمعتُ الْعَرَب تَقول: أعْيَيْتَني من شُبَّ إِلَى دُبَّ، ويُخفض فَيُقَال: من شُبَ إِلَى دُبَ، وَمَعْنَاهُ: فَعَل ذَلِك مُذْ كَانَ صَغِيرا إِلَى أَن دَبَّ كَبِيرا. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: مَا لفُلَان صَريّ، أَي: مَا عندَه دِرْهم وَلَا دِينَار، وَيُقَال ذَلِك فِي النَّفْي خاصّة. وَقَالَ خالدُ بنُ جَنْبة: يُقَال للدِّرهم صَريٌّ، وَمَا ترك صَريّاً إِلَّا قَبضه، وَلم يُثَنِّه وَلم يَجْمعه. وَقَالَ ابْن السكّيت: يُقَال: دِرْهمٌ صَريّ وصِريّ للَّذي لَهُ صَرير: إِذا نقَرْتَه. وَفِي الحَدِيث: (لَا صَرورةَ فِي الْإِسْلَام) . قَالَ أَبُو عُبَيْد: الصَّرورة فِي هَذَا الحَدِيث: هُوَ التبتل وتركُ النِّكاح. قَالَ: لَيْسَ يَنْبَغِي لأحد أَن يَقُول: لَا أتزوّج. يَقُول: لَيْسَ هَذَا من أَخْلَاق الْمُسلمين، وَهُوَ مَعْرُوف فِي كَلَام الْعَرَب، وَمِنْه قولُ النَّابِغَة: وَلَو أَنَّهَا عرضت لأشْمَطَ رَاهِب عَبَدَ الإلهَ صَرورةٍ متعبِّدِ وَيَعْنِي الراهبَ الَّذِي قد ترك النّساء. قَالَ: والصَّرورة فِي غير هَذَا الَّذِي لم يَحْجُجْ قَطّ، وَهُوَ الْمَعْرُوف فِي الْكَلَام. وَقَالَ ابْن السكّيت: رجل صَرورةٌ وصارُورَةُ وصَرورِيّ: وَهُوَ الَّذِي لم يَحْجُجْ. وَحكى الْفراء عَن بعض الْعَرَب قَالَ: رأيتُ قوما صَراراً واحدُهم صَرورة. وَقَالَ اللّحياني: حَكى الكسائيّ: رجلٌ صَرارَةٌ للّذي لم يَحْجُجْ. ورجلٌ صَرورة وصَرارَة. وصاروريّ. فَمن قَالَ: صَرورة، فَهُوَ فِي الْوَاحِد والجميع والمؤنث سَوَاء. وَكَذَلِكَ من قَالَ: صرارة وصَرَّارة وصارورة. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: قوم صَراير، جمع صارورة. وَمن قَالَ: صرورى وصارورى، ثنّى وَجمع وأنّث. وَقَالَ اللَّيْث: الصِّرُّ: البَرْدُ الَّذِي يَضرب النباتَ ويُحسِّنه. الصَّرَّةُ: شدّة الصِّياح. جَاءَ فِي صَرةٍ، وَجَاء يَصْطَرُّ. والصُّرّة: صُرةُ الدّراهم وَغَيرهَا مَعْرُوفَة. والصِّرارُ: الخَيْط الَّذِي يُشَدُّ بِهِ التَّوادِي على أخلاف النَّاقة وتُذَيَّر الأطْباءُ لبعَرِ الرَّطْب لئلاّ يؤثِّر الصِّرارُ فِيهَا. قَالَ: والصَّرْصَرُ: دُويْبَّةٌ تَحت الأَرْض تَصِرّ أيّام الرّبيع. وصَرَّت أُذُني صَرِيراً: إِذا سمعتَ لَهَا صَوتاً ودَوِيّاً.

وَقَالَ أَبُو عبيد: الصَّرارِيُّ: الملاّحُ، وَأنْشد: إِذا الصَّراريُّ من أهواله ارْتَسما اللَّيْث: الصَّرْصرانُ والصَّرْصرانيّ: ضربٌ من السَّمك أملسُ الجِلْد ضخم وَأنْشد: مَرّتْ لظَهْر الصَّرْصَران الأدْخَنِ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الصَّرْصَرانُ: إبلٌ نَبَطيَّة يُقَال لَهَا الصَّرْصَرانيّات. وَقَالَ أَبُو عبيد: الصرصرانيات: الْإِبِل الَّتِي بَين العِراب والبخاتيّ، وَهِي الفوالج. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الضَّارَّةُ: العَطَش، وجمعُها صرائر، وَأنْشد: فانْصاعَت الحُقْبُ لم تَقْصَعْ صَرائِرَها وَقد نَشَحْن فلارِيٌّ وَلَا هيمُ وَقَالَ أَبُو عبيد: لنا قِبَلَه صارَّةٌ، وجمعُها صَوارُّ، وَهِي الْحَاجة. ابْن شُميل: أصَرَّ الزرعُ إصْراراً: إِذا خَرَج أَطْرَاف السَّفَاء قبل أَن يَخلص سُنْبُله فَإِذا خلص سنبله قيل: قد أسبل وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: يكون الزَّرْع صَرراً حَتَّى يَلتويَ الْوَرق ويَيْبَس طرَف السنبل، وَإِن لم يجر فِيهِ القَمْحُ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الحافِرُ المَصْرور: المُنْقَبِض. والأرَحّ: العريض؛ وَكِلَاهُمَا عَيْب، وَأنْشد غَيره: لَا رَحَحٌ فِيهِ وَلَا اصْطِرارُ وَقَالَ أَبُو عبيد: اصْطَرّ الحافرُ اصْطراراً: إِذا كَانَ فَاحش الضِّيقِ، وَأنْشد: لَيْسَ بمصْطَرَ وَلَا فِرشاحِ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الصُرْصُورُ: الفَحْلُ النَّجيب من الْإِبِل. قَالَ: والصَّرُّ: الدَّلْوُ تسترخى فتُصَرُّ، أَي: تُشد وَتسمع بالمِسمَع، وَهُوَ عروةٌ فِي دَاخل الدَّلْو بإزائها عُروةٌ أُخْرَى، وَأنْشد فِي ذَلِك: إِن كانتِ امَّا امَّصَرَتْ فصرَّها إِن امِّصار الدِّلوِ لَا يضُرُّها ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: صَرَّ يَصِرُّ: إِذا عَطِشَ. وصَرًّ يَصُرّ: إِذا جَمَع. قَالَ: والصَّرَّة: تقطيبُ الوجْه من الْكَرَاهَة. والصَّرَّةُ: الشاةُ المُصرَّاة. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: المُصْطارةُ: الخَمر الحامض. رص: رُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (تراصُّوا فِي الصَّلَاة) . قَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ الْكسَائي: التَّراصُّ: أَن يَلصَق بعضُهم بِبَعْض حَتَّى لَا يكون بَينهم خَلَل؛ وَمِنْه قولُ الله جلّ وَعز: {كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ} (الصَّفّ: 4) . وَقَالَ اللَّيْث: رصَصتُ البنيانَ رَصّاً: إِذا ضممتَ بعضَه إِلَى بعض. والرِّصاص مَعْرُوف.

باب الصاد واللام

سلَمة عَن الفرّاء قَالَ: الرَّصاص أكثرُ من الرِّصاص. وَقَالَ اللَّيْث: الرَّصّاصةُ والرَّصْراصة: حجارةٌ لازقةٌ بحوالَيِ العَيْن الْجَارِيَة، وَأنْشد: حِجَارَة قَلْتٍ برَصراصةٍ كُسِين غِشاءً من الطُّحْلُبِ أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد قَالَ: النِّقابُ على مارِنِ الْأنف. قَالَ: والترصيص: ألاّ يُرَى إلاّ عَيناهَا وتَميمٌ تَقول: هُوَ التَّوْصيص بِالْوَاو وَقد رَصّصَتْ ووَصّصَتْ. سلَمة عَن الْفراء قَالَ: رَصَّص: إِذا ألحّ فِي السُّؤَال، ورصصَ النِّقابَ أَيْضا. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: رَصرَصَ: إِذا ثَبت فِي الْمَكَان. أَبُو عَمْرو: الرَّصيص: نِقابُ الْمَرْأَة: إِذا أدْنَتْه من عينيْها. (بَاب الصَّاد وَاللَّام) ص ل صل، لص: (مستعملة) . صل: أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي: سَمِعت لجوفِه صلِيلاً من العَطَش، وَجَاءَت الإبلُ تَصِلّ عَطشاً، وَذَلِكَ إِذا سمعتَ لأجوافها صوْتاً كالبُحّة. وَقَالَ مُزاحم العُقَيلِيُّ يصف القَطا: غَدَت مِن عَلَيْهِ بَعْدَمَا تمَّ ظِمْؤُها تَصِلُّ وَعَن قَيْضٍ بزيْزاءَ مَجهَلِ قَالَ ابْن السكّيت فِي قَوْله: من عَلَيْهِ: من فَوْقه، يَعْنِي من فوْق الفَرْخ. قَالَ: وَمعنى: تَصِلُّ، أَي: هِيَ يابسة من الْعَطش. وَقَالَ أَبُو عُبيدة: معنى قَوْله: من عَلَيْهِ من عِنْد فَرْخها. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: سمعتُ صليلَ الْحَدِيد، يَعْنِي صوْتَه. وصلَّ المِسمارُ يَصِلُّ صلِيلاً: إِذا أكْرهْتَه على أَن يدخُل فِي القَتِير فَأَنت تسمَع لَهُ صَوتا، وَقَالَ لَبيد: أحكم الجُنْثيّ من عَوْراتِها كلَّ حِرباءٍ إِذا أُكرِه صلّ وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: الصَّلصالُ: الطينُ اليابسُ الَّذِي يَصِلُّ من يُبْسِه، أَي: يصوِّت، قَالَه فِي قَوْله: {الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ} (الرَّحْمَن: 14) ، وَأنْشد: رَجَعتُ إِلَى صوتٍ كجِرَّة حَنْتَمٍ إِذا قُرِعتْ صِفراً من الماءِ صلَّتِ وَنَحْو ذَلِك قَالَ الْفراء. قَالَ: هُوَ طينٌ حُرٌّ خُلط برمْل فَصَارَ يُصلْصِل كالفَخّار. قلتُ: هُوَ صَلصال مَا لم تُصِبه النَّار، فَإِذا مسّتْه النَّار فَهُوَ فَخّار. وَقَالَ الْأَخْفَش نَحوه، قَالَ: وكلُّ شَيْء لَهُ صوتٌ فَهُوَ صلْصالٌ من غير الطين. ورُوِي عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ: الصالُّ:

الماءُ يقعُ على الأرضِ فتنشّق، فَذَلِك الصال. وَقَالَ مُجَاهِد: الصَّلصالُ: حَمَأٌ مسنون. قلتُ: جعلَه حَمأً مَسنوناً لِأَنَّهُ جعله تَفْسِيرا للصلصال، ذهَب بِهِ إِلَى صلَّ، أَي: أَنتَنَ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق مَنْ قَرَأَ: {ءإذا صَلَلْنا فِي الأَرْض} (السَّجْدَة: 10) ، بالصَّاد فَهُوَ على ضَرْبَيْنِ: أَحدهمَا: أَنْتَنَّا وتغيَّرْنا، وتغيرت صوَرُنا، يُقَال: صلَّ اللحمُ وأَصلَّ إِذا أنتَن وتغيَّر. والضربُ الثَّانِي: (صلَلْنا) : يَبِسنا من الصلَّة، وَهِي الأرضُ الْيَابِسَة. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال: مَا يَرفَعه من الصلّة من هوانِه عَلَيْهِ، يَعْنِي من الأَرْض. وخُفٌّ حَيّد الصِّلَة، أَي: جيِّد الجِلْد. وَيُقَال: بِالْأَرْضِ صِلالٌ من مَطر، الْوَاحِدَة صلَّة، وَهِي القطَع المتفرقة. وَقَالَ الشَّاعِر: سيَكفيكَ الْإِلَه بمُسْنَماتٍ كجَنْدَلِ لُبْنَ تَطَّرِدُ الصلالاَ أَبُو عبيد عَن الْفراء: الصلاصلُ: بقايا الماءِ، وَاحِدهَا صَلصلة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الصُّلصل: الرَّاعِي الحاذق. وَقَالَ اللَّيْث: الصُّلصل: طَائِر تسميه العجَمُ الفاخِتَة، وَيُقَال: بل هُوَ الَّذِي يشبهها، والصُّلصل: ناصيةُ الفرَس. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الصلاصِل: الفَواخِتُ وَاحِدهَا صُلْصل. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: الصلْصل والعِكْرِمة والسّعْدانة: الحَمامة. عَمْرو عَن أَبِيه: هِيَ الجُمَّة. والصُّلصلة للوَفْرة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي صلْصل: إِذا أَوْعَد. وصلْصل: إِذا قتل سيِّد الْعَسْكَر. وَقَالَ الأصمعيّ: الصُّلْصُل: القَدَح الصَّغِير. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الصلُّ والصِّفصِلّ نبتان، وَأنْشد: أرعَيْتُها أطيَبَ عُودٍ عُودَا الصِّلَّ والصِّفْصِلَ واليَعْضِيدَا أَبُو عبيد عَن أبي زيد: إِنَّه لَصِلُّ أصْلالٍ وإنّه لَهِتْر أهتار. يُقَال ذَلِك للرّجل ذِي الدَّهاء والإرْب، وأصلُ الصِّلّ من الحيّات يُشبَّه الرجل بِهِ إِذا كَانَ داهيةً؛ وَقَالَ النَّابِغَة الذُّبياني: مَاذَا رُزِئْنا بِهِ من حَيّةٍ ذَكَرٍ نَضْنَاضَةٍ بالرَّزايَا صِلِّ أَصْلالِ والصِّلِّيَان: من أطيَب الكَلأ، وَله جِعْثِنَةٌ ووَرَقُه رقيقٌ. والعَرَب تَقول للرجُل يُقدم على يمينٍ كَاذِبَة، وَلَا يَتَتَعْتَع: جَذَّها جَذ العَيْر

باب الصاد والنون

الصِّلِّيانة. وَذَلِكَ أَن العَيْرَ إِذا كَدَمَها بِفِيهِ اجتَثَّها بأَصلِها، وَالتَّشْدِيد فِيهَا على اللاّم، والياءُ خَفِيفَة، وَهِي فِعْلِيَانة من الصَّلْي، مثل حِرْصِيانة من الحِرْص، وَيجوز أَن يكون من الصِّلّ، وَالْيَاء وَالنُّون زائدتان. أَبُو عُبيد: قَبَرَه اللَّهُ فِي الصَّلَّة، وَهِي الأَرْض. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: صَلَّ اللّجام: إِذا تَوهَّمْتَ فِي صوتِه حِكايَة صوتِ صَلْ، وَإِن توهَّمتَ ترجيعاً قلتَ: صَلصَل اللجامُ، وَكَذَلِكَ كلُّ يَابِس يُصَلْصِل. وَقَالَ خَالِد بنُ كُلْثوم فِي قَول ابْن مُقبل: ليَبْكِ بَنُو عُثمانَ مَا دامَ جِذْمُهمْ عَلَيْهِ بأَصْلالٍ تُعَرَّى وتُخْشَبُ الأصلال: السيوفُ القاطعة، وَالْوَاحد صِلّ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: المصَلِّل: الأسْكَفُ، وَهُوَ الإسْكافُ عِنْد العامّة. والمصَلِّل أَيْضا: الخالصُ الكَرَم والنَّسب. والمصَلِّل: المَطَر الجَوْدُ. سَلَمةُ عَن الفرّاء: قَالَ: الصَّلَّة: بقيَّةُ المَاء فِي الْحَوْض: والصَّلَّةُ: المَطْرة الواسعة. والصَّلَّةُ: الجِلْد المتين. والصَّلّةُ: الأَرْض الصُّلْبة. والصَّلة: صوتُ المِسمار إِذا أُكرِه. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الصَّلّة: المَطْرةُ الْخَفِيفَة. والصَّلَّة: قُوَارَةُ الخُفّ الصُّلْبة. لص: قَالَ اللَّيْث: اللِّصُّ معروفٌ، ومصدرُه اللصُوصة واللُّصوصِيَّة والتلصُّص. أَبُو عُبَيد عَن الكسائيّ: هُوَ لَصٌّ بيّن اللَّصوصِية، وفعلتُ ذَلِك بعد خصُوصيّة، وحَرُوريّ بيّن الحَرُوريّة. وَقَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: الألَصُّ: المجتمِعُ المَنكِبين يكادان يمُسَّان أُذُنَيه. قَالَ: والألَصّ أَيْضا: المتقاربُ الأضراس، وَفِيه لصَصَ. الليثُ: التَّلْصِيص كالتَّرْصيص فِي البُنْيان. قَالَ رُؤبة: لَصَّصَ من بُنْيانِه المُلَصِّصُ الْأَصْمَعِي: رجل أَلَصُّ وَامْرَأَة لَصّاء: إِذا كَانَ مُلتَزِقي الفَخِذَين لَيْسَ بَينهمَا فُرْجة. وَيُقَال للزَّنْجيّ: ألَصّ الألْيَتَين والفَخِذَين. وَقَالَ أَبُو عُبَيدة: اللَّصَص فِي مَرْفَقي الفَرَس أَن تنضَمَّا إِلَى زَوْرِه وتَلْصقا بِهِ. قَالَ: ويستحبّ اللَّصَصُ فِي مَرْفِقَي الْفرس. وَقَالَ أَبُو زيد: جمعُ اللَّصّ لُصوص وأَلْصاص، وَامْرَأَة لَصَّةٌ من نسْوَة لَصائص ولَصَّات. (بَاب الصّاد وَالنُّون) ص ن صن، نَص: (مستعملان) . صن: قَالَ اللَّيث: الصَّنُّ: شِبْه السَّلَّة المُطْبَقَة

يُجعل فِيهَا الطّعام. سَلَمة عَن الفرَّاء قَالَ: الصِّنّ: بَوْل الوَبْر. والصِّنُّ أَيْضا: أوّل يَوْم من أيّام العَجوز، وَأنْشد غَيره: فَإِذا انقَضَتْ أيّامُ شَهْلَتِنا صِنٌّ وصِنَّبْرٌ مَعَ الوَبْرِ وَقَالَ جرير فِي صِنّ الوَبْرِ: تَطَلَّى وهيَ سَيِّئَةُ المعَرَّى بِصِنِّ الوَبْر تحسَبه مَلابَا وأخبرَني المنذريُّ عَن أبي الْهَيْثَم عَن نُصَيْر الرّازيّ يُقَال للتَّيْس إِذا هاج: قد أصَنّ فَهُوَ مُصِن. وصُنانه: ريحُه عِنْد هِياجه. وَيُقَال للبَغْلَة إِذا أمسكْتَها فِي يَدِك فأنتَنَتْ: قد أصَنَّتْ. وَيُقَال للرَّجُل المُطَيَّخِ المُخْفِي كلامَه: مُصِنَّ. قَالَ: وَإِذا تأخَّر ولدُ النَّاقة حَتَّى يَقع فِي الصَّلاَ فَهُوَ مُصِنّ وهُنّ مِصِنّاتٌ مَصَانٌّ. وَقَالَ ابْن السكّيت: المُصِنّ: الرافعُ رأسَه تكبُّراً، وَأنْشد: يَا كَرَواناً صُكَّ فاكْبأنّا فشَنَّ بالسَّلْحِ فلمّا شَنَّا بَلَّ الذَّنابَى عَبَساً مُبِنَّا أَإِبِلِي نأكُلُها مُصِنَّا وَقَالَ أَبُو عَمْرو: أَتَانَا فلانٌ مُصِنّاً بأَنْفه: إِذا رَفع أَنفَه من العَظَمة. وأَصَنَّ: إِذا سَكَت؛ فَهُوَ مُصِنٌّ ساكِت، وأَنشَد: قد أخَذَتْني نَعْسَةٌ أُرْدُنُّ ومَوْهَبٌ مُبْزٍ بهَا مُصِنُّ وَقَالَ أَبُو عُبَيدةَ: إِذا دنا نَتاجُ الفَرَسِ وارْتَكَضَ ولدُها وتحرّك فِي صَلاَها فَهِيَ حِينَئِذٍ مُصِنّة وَقد أصنّت الْفرس، ورُبَّما وَقع السّقيُ فِي بعض حركته حَتَّى ترى سوَاده من طُبييها، والسَّقيُ طرف السَّابيَاء. قَالَ: وقلّ مَا تكونُ الْفرس مُصِنَّة: إِذا كَانَت مُذْكِرة تَلد الذُّكُور. نَص: قَالَ اللَّيْث: النَّصُّ: رَفْعُك الشيءَ. ونَصَّصْتُ نَاقَتي: إِذا رَفَعْتَهَا فِي السَّيْرِ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: النَّصّ: الْإِسْنَاد إِلَى الرئيس الْأَكْبَر. والنَّصّ: التَّوْقيف. والنَّصّ: التَّعْيِين على شيءٍ مّا. وَفِي الحَدِيث (أنَّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين دَفَع من عَرَفات سارَ العَنَق، فَإِذا وَجد فَجْوَةً نَصَّ) . قَالَ أَبُو عُبَيْد: النَّصُّ: التحريك حتّى تستخرج من النَّاقة أَقْصَى سَيْرِها، وأَنشَد: وتَقْطَع الخَرْقَ بسَيْرٍ نَصِّ رُوي عَن عليّ أَنه قَالَ: إِذا بلغ النساءُ نَصَّ الحِقَاقِ فالعَصَبَةُ أَوْلى. قَالَ أَبُو عُبيد: النَّصُّ: أصلُه منتَهى الْأَشْيَاء ومبلغُ أَقصاها، وَمِنْه قيل:

باب الصاد والفاء

نَصَصْتُ الرجلَ: إِذا استقصيْتَ مسألتَه عَن الشيءِ حَتَّى يسْتَخْرج كلَّ مَا عندَه، وَكَذَلِكَ النَّصّ فِي السَّيْرِ إنّما هُوَ أَقصَى مَا تَقدر عَلَيْهِ الدابّة. قَالَ: فَنَصّ الحِقاقِ إِنّما هُوَ الإدرَاك. وَقَالَ ابْن المُبَارَك: نَصُّ الحِقاق: بُلُوغُ العَقْل. ورُوِيَ عَن كَعْب أنّه قَالَ: يَقُول الجبّارُ: احذَروني فإنِّي لَا أُناصُّ عَبْداً إلاَّ عَذَّبْتُه) ، أَي: لَا أستقصِي عَلَيْهِ إِلَّا عَذَّبْتُه؛ قَالَه ابْن الْأَعرَابِي، وَقَالَ: نَصَّص الرجلُ غَرِيمَه: إِذا اسْتَقْصَى عَلَيْهِ. وَقَالَ اللّيث: الماشطة تَنُصُّ العَروسَ فتُقْعِدُها على المِنَصَّة، وهيَ تَنْتَصُّ عَلَيْهَا لِتُرَى من بَين النِّسَاء. وَقَالَ شمر: النّصْنَصَةُ والنّضْنَضَةُ: الْحَرَكَة، وكل شيءٍ قلقلته فقد نَصْنَصْتَه. وَقَالَ الأصمعيّ: نَصْنَصَ لسانَه ونَضْنَضَهُ: إِذا حَرَّكه. وَقَالَ اللَّيث: النَّضْنَضَةُ: إثْبَاتُ الْبَعيرِ رُكْبَتَيْه فِي الأَرْض، وتَحَرُّكه إِذا هَمَّ بالنُّهُوضِ. قَالَ: وانتَصَّ الشيءُ وانتَصَب: إِذا استوَى واستَقامَ، وَقَالَ الرّاجز: فَبَاتَ مُنْتَصّاً ومَا تَكَرْدَسَا وَقَالَ أَبُو تُرَاب: كَانَ حَصِيصُ الْقَوْم وبَصيصُهم ونَصِيصُهم كَذَا وَكَذَا، أَي: عَدَدُهم بِالْحَاء وَالنُّون وَالْبَاء. (بَاب الصَّاد وَالْفَاء) ص ف صف، فص. (صف) : قَالَ اللَّيْث: الصَّفُّ مَعْرُوف قَالَ: والطّير الصّوَافُّ: الَّتِي تَصُفّ أجنَحتها فَلَا تحرِّكُها. والْبُدنَ الصَّوافُّ: الَّتِي تُصَفَّفُ ثمَّ تُنْحَر. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (الصافات: 1) ، قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: هم الْمَلَائِكَة، أَي: هم مصطفُّون فِي السَّمَاء يُسبِّحون لله. وَقَالَ فِي قَوْله عزّ وجلّ: {فَاذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَآفَّ} (الْحَج: 36) ، قَالَ: صَوافُّ منصوبةٌ على الْحَال، أَي: قد صفَّت قوائمَها؛ أَي: فاذكُروا اسمَ الله عَلَيْهَا فِي حَال نحرِها. قَالَ: {وَالطَّيْرُ صَآفَّاتٍ} (النُّور: 41) ، باسطات أجنِحَتها. وَقَالَ اللَّيْث: صَفَفْتُ القومَ فاصطَفُّوا. والمَصَفُّ: المَوْقِفُ والجميع المَصَافّ. والصَّفِيفُ: القَدِيدُ إِذا شُرِّر فِي الشَّمْس، يُقَال: صَفَفْتُه أصُفُّه صَفّاً. أَبُو عُبَيد عَن الْكسَائي قَالَ: الصَّفِيفُ: القَدِيدُ، وَقد صَفَفْتُه أصُفُّه صَفّاً. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: صَفِيفَ شِواءٍ أَو قَدِيرٍ مُعَجَّلِ

قَالَ شَمِر: قَالَ ابْن شُميل: التَّصفيف نحوُ التّشريح، وَهُوَ أَن تَقرض البَضْعة حَتَّى تَرِقّ فترَاهَا تَشِفّ شَفِيفاً. وَقد صفَفْتُ اللَّحْم أصُفُّه صفّاً. وَقَالَ خالدُ بنُ جَنْبَة: الصَّفِيفُ: أَن يُشرّح اللحمُ غيرَ تَشريحِ القَدِيد، وَلَكِن يُوَسَّع مثل الرُغْفان الرِّقاق، فَإِذا دُقّ الصَّفِيف ليؤكل فَهُوَ زِيم، وَإِذا تُرِك وَلم يُدَقّ فَهُوَ صَفِيف. وَقَالَ اللَّيْث: الصُّفّةُ: صُفّةُ السَّرْج. أَبُو عُبَيْد عَن الْكسَائي: صَفَفْتُ للدابة صُفّةً، أَي: عملتُها لَهُ. وَقَالَ اللَّيْث: الصُّفّة من البُنْيان. قَالَ: وعذابُ يَوْم الصُّفّة: كَانَ قَومٌ قد عَصَوْا رسولهم فأَرسَل الله عَلَيْهِم حَرَّاً وغَمَّاً غَشِيَهم من فَوقهم حَتَّى هَلَكوا. قلتُ: الَّذِي ذكره الله فِي كِتَابه: {عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ} (الشُّعَرَاء: 189) ، لَا عَذَابُ يَوْم الصُّفّة، وعُذِّب قومُ شُعَيْب بِهِ، وَلَا أَدْرِي مَا عذابُ يَوْم الصُّفّة. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {للهفَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً} (طه: 106) . قَالَ الفرّاء: الصَّفْصَفُ: الَّذِي لَا نَبات فِيهِ، وَهُوَ قولُ الكَلْبيّ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الصَفْصَفُ: القَرْعاء. وَقَالَ مُجَاهِد: {قَاعاً صَفْصَفاً} : مستوياً. شمر عَن أبي عَمْرو: الصَّفْصَف: المستوِي من الأَرْض، وجمعُه صفَاصِف. وَقيل: الصَفْصَفُ: المُستوِي الأملَس. وَقَالَ الشَّاعِر: إِذا رَكبْتَ داوِّيةً مُدْلَهِمّةً وغَرَّدَ حَادِيها لَهَا بالصَّفاصِفِ أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: الصَّفُوفُ: الناقةُ الَّتِي تَجمَع بَين مِحْلَبَين فِي حَلْبة وَاحِدَة؛ والشَّفُوعُ والقَرُونَ مِثْلُها. قَالَ: والصَّفوف أَيْضا: الَّتِي تَصُفّ يَدَيْها عِنْد الحَلب. وَقَالَ اللّحياني: يُقَال: تضافّوا على المَاء وتَصافُّوا عَلَيْهِ بِمَعْنى وَاحِد: إِذا اجتَمَعوا عَلَيْهِ. اللّيْثُ: الصَّفْصَفة: دخِيل فِي الْعَرَبيَّة، وَهِي الدُّوَيْبّة الَّتِي يسميها العَجَم السّيسك. أَبُو عُبَيد: الصَّفْصافُ: الخِلافُ. وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ شجَر الْخِلاف بلُغة أهلِ الشَّام. فص: أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: فَصُّ الشَّيءِ: حقيقتُه كُنْهُه. قَالَ: والكُنْه: جَوْهَرُ الشَّيْء. والكُنْهُ: نهايةُ الشَّيْء وحقيقتُه. أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ: إِذا أصابَ الإنسانَ جُرحٌ فجَعل يَسيلُ. قيل: فَصَّ يَفِصّ فَصيصاً، وفَزّ يَفِزّ فَزِيزاً. قَالَ: وَقَالَ

باب الصاد والباء

أَبُو زيد: الفُصوصُ: المَفاصلُ فِي العِظام كلهَا إِلَّا الْأَصَابِع واحِدُها فَصّ. وَقَالَ شَمِر: خُولِف أَبُو زيد فِي الفُصوص فَقيل: إِنَّهَا البَراجِم والسُّلاَمَيَات. وَقَالَ ابْن شُمَيْل فِي كتاب (الْخَيل) : الفُصوصُ من الفَرَس: مَفاصِلُ رُكبتَيه وأَرساغِه وفيهَا السُّلامَيَات، وَهِي عِظام الرُّسْغَيْن، وَأنْشد غيرُه فِي صفة الفَحْل: قَريعُ هِجانٍ لم تُعَذَّبْ فُصوصُه بِقَيْد وَلم يُرْكَب صَغيراً فيُجْدَعا الحَرّاني عَن ابْن السّكيت فِي بَاب مَا جَاءَ بِالْفَتْح، يُقَال: فَصُّ الخاتَم. وَهُوَ يَأْتِيك بالأمْر من فَصِّه، أَي: مَفْصِله، يُفصِّله لَك. وكلُّ ملتقَى عَظْمَيْن فَهُوَ فَصّ. وَيُقَال للفَرَس: إِن فُصُوصَه لظِمَاء، أَي: لَيست برَهِلة كَثِيرَة اللَّحْم. والكلامُ فِي هَؤُلَاءِ الأحرف بِالْفَتْح. قَالَ أَبُو يُوسُف: وَيُقَال: فِصُّ الْخَاتم وَهِي لُغَة ردية. وَقَالَ اللَّيْث: الفَصُّ: السِّنُّ من أَسْنان الثُّوم، وَأنْشد شَمِر قولَ امرىء الْقَيْس: يُغالِينَ فِيهِ الجزْء لَوْلَا هَواجِرٌ جَنادِبُها صَرْعَى لهنّ فَصِيصُ يُغالين: يُطاوِلْن، يُقَال: غالبْتُ فلَانا فلَانا، أَي: طاوَلْتُه، وقولُه: لهنّ فَصِيصُ، أَي: صَوْتٌ ضعِيف مثل الصفير. يَقُول: يُطاوِلْن الجَزْء لَو قَدَرْنَ عَلَيْهِ، ولكنَّ الحَرَّ يُعْجِلُهنّ. أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ: الفَصافِص: واحدتُها فِصْفِصَة وَهِي بِالْفَارِسِيَّةِ أَسْبُسْت، وَأنْشد للنابغة: من الفَصافِص بالنُّمِّيّ سِفْسِيرُ وَقَالَ اللَّيْث: فَصُّ العَيْن: حَدَقَتُها، وَأنْشد: بمُقْلةٍ تُوقِد فَصّاً أَزْرَقا ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: فَصْفَص: إِذا أَتَى بالخَبَر حقّاً. قَالَ: وَيُقَال: مَا فَصَّ فِي يَدَيّ شَيْء، أَي: مَا بَرَدَ، وَأنْشد: لأُمِّكَ وَيْلَةٌ وعليكَ أُخْرَى فَلَا شاةٌ تَفِصُّ وَلَا بَعيرُ وَقَالَ أَبُو تُرَاب: قَالَ حترش: قَصَصْتُ كَذَا مِن كَذَا، أَي: فصلته. وانْفَصّ مِنْهُ، أَي: انفَصَل. وافتَصَصْتُه: افْتَرَزْتُه. (بَاب الصّاد والبَاء) ص ب صب. بص: (مستعملان) . (صبّ) : قَالَ اللَّيْث: الصَّبُّ: صَبُّك الماءَ ونحوَه. والصَّبَبُ: تَصوُّبُ نهرٍ أَو طَرِيق يكون فِي حُدور. وَفِي صِفَةِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أنّه كَانَ إِذا مَشَى كأنّما ينحطُّ فِي صَبَب) . قَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ أَبُو عَمرو: الصَّبَبُ:

مَا انحدَرَ من الأَرْض، وجمعُه أصْبَاب. وَقَالَ رُؤْبة: بَلْ بَلَدٍ ذِي صُعُدٍ وأصْبابْ وَفِي حَدِيث عُتبة بن غَزْوانَ أنّه خطب الناسَ فَقَالَ: (ألاّ إنّ الدُّنْيَا قد آذَنَتْ بصَرْم، ووَلَّت حَذّاء، فلَم يَبقَ فِيهَا إِلَّا صُبابةٌ كصُبابة الْإِنَاء) . وَلّت حَذّاء، أَي: مُسرِعةً. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: الصبابةُ: البَقِيَّةُ اليسيرةُ تَبقَى فِي الْإِنَاء من الشّراب؛ فَإِذا شَرِبها الرجل قَالَ: تصابَبْتُها. وَقَالَ الشَّماخ: لَقَوْمٌ تَصابَبْتُ المعيشةَ بَعْدَهُمْ أَشدُّ عليّ من عِفَاءٍ تَغَيَّرا فشبّه مَا بَقي من العَيْشِ ببقيّة الشّراب يتمزّزُه ويتصَابُّه. وَفِي حَدِيث عُقْبة بنِ عَامر أنّه كَانَ يَختَضِب بالصَّبِيب. قَالَ أَبُو عُبيد: الصَّبِيب يُقَال: إنَّه مَاء وَرَق السِّمْسم أَو غيرِه من نباتِ الأَرْض. وَقد وُصِف لي بِمصْر، ولونُ مائِه أحمرُ يعلوه سَواد، وَمِنْه قَول عَلْقَمَة بن عَبَدَةَ: فأورَدْتُها مَاء كَأنّ جِمامَه من الأجْنِ حِنَّاءٌ مَعًا وصَبِيبُ وَقَالَ اللَّيْث: الدّمُ، والعُصْفُر المُخلِص؛ وَأنْشد: يَبْكُون من بَعد الدُّموعِ الغُزَّرِ دَماً سِجالاً كصبِيب العُصْفُرِ وَقَالَ غيرُه: يُقَال للعَرَق صَبيبٌ، وَأنْشد قولَه: هَواجِرٌ تحْتَلِبُ الصَّبيبَا وَقَالَ أَبُو عمْرَة: الصَّبيبُ: الجليدُ، وَأنْشد فِي صفة الشّتاء: وَلَا كلْبَ إِلَّا والِجٌ أنفَه استَنّه وَلَيْسَ بهَا إلاّ صَباً وصَبِيبُها أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: صبّ الرجلُ: إِذا عشِق، يَصبّ صَبابةً. والصبابةُ: رقةُ الْهوى. قَالَ: وصُبّ الرجلُ والشيءُ: إِذا مُحِق. عَمْرو عَن أَبِيه: صَبْصَب: إِذا فرّق جَيْشًا أَو مَالا. قَالَ اللَّيْث: رجلٌ صَبٌّ، وامرأةٌ صَبّة، وَالْفِعْل يَصبُّ إِلَيْهَا عِشقاً، وَهُوَ صبٌّ قَالَ: والصبيبُ: الدّور. والعصفر المخلص؛ وَأنْشد: يَبْكُونَ من بَعد الدُّمُوع الغُزّر دَمًا سجالاً كسجال العُصفُر أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: خِمْسٌ صبْصَاب وبَصبَاص وحَصْحَاص، كلّ هَذَا السيرُ

الَّذِي لَيست فِيهِ وتيرة وَلَا فتور. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عمر: المُتَصَبْصبُ: الذَّاهِب المُمحق. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: تَصبْصبَ تَصبْصُباً: وَهُوَ أَن يذهب إِلَّا قَلِيلا. وَقَالَ أَبُو زيد: تَصبصب الْقَوْم: إِذا تفرّقوا؛ أنْشد: حَتَّى إِذا مَا يَوْمُها تَصبْصَبَا أَي: ذهب إلاَّ قَلِيلا. وسمعتُ الْعَرَب تَقول للحَدُور: الصبوب، وَجَمعهَا صُبُب، وَهُوَ الصب، وَجمعه أصْباب. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الصُّبَّة: الجماعةُ من النَّاس. وَقَالَ غَيره: الصُّبّةُ: الْقطعَة من الْإِبِل والشاه. وَقَالَ شمر: قَالَ زيد بن كُثْوة: الصُّبةُ مَا بَين العشْر إِلَى الْأَرْبَعين من المِعْزَى. قَالَ: والفِزْر من الضَّأْن مثلُ ذَلِك، والصِّدْعَةُ نحوُها، وَقد يُقَال فِي الْإِبِل. وَقَالَ اللَّيْث: التَّصَبْصُبُ: شدَّة الخِلاف والجُرأة؛ يُقَال: تَصَبْصبَ علينا فلَان. وَقَالَ فِي قَول الراجز: حَتَّى إِذا مَا يومُها تَصبْصبَا أَي: اشْتَدَّ عليّ الْخمر ذَلِك الْيَوْم. قلتُ: وَقَول أبي زيد أحبُّ إليّ. وَيُقَال: صَبَّ فلَان غنم فلَان: إِذا عاث فِيهَا. وصَبَّ الله عَلَيْهِم سَوْطَ عَذَابه، أَي: عَذبهم. وصبَّت الحيّةُ عَلَيْهِ: إِذا ارْتَفَعت، فانصبّتْ عَلَيْهِ من فوقُ. وَمِنْه حديثُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّه ذكر فِتَناً فَقَالَ: (لَتَعودُنَّ فِيهَا أساوِدَ صُبّاً يَضربُ بَعْضكُم رِقابَ بعض) . والأسَاوِدُ: الحيّات. وَقَوله: صُبّاً: قَالَ الزُّهْرِيّ وَهُوَ رَاوِي الحَدِيث: هُوَ من الصبّ. قَالَ: والحيّةُ إِذا أَرَادَ النَّهْسَ ارْتَفع ثمَّ صَبّ. وَقَالَ أَبُو عبيد نَحوه. وَقَالَ: هِيَ جمعُ صَبُوبٍ أَو صابَ صُبُب، كَمَا يُقَال شاةٌ عَزُوز وعُززُ، وجَدود وجُدُد. وَقَالَ: وَالَّذِي جَاءَ فِي الحَدِيث: (لتَعودُنّ أَسَاوِدَ صُبّاً) ، على فُعْل من صَبَا يَصبو إِذا مَال إِلَى الدُّنْيَا، كَمَا يُقَال غازٍ وغُزّى. أَرَادَ: لتعودُنَّ فِيهَا أساوِد، أَي: جماعاتٍ مُخْتَلفين وطوائفَ متنابِذين، صائبين إِلَى الْفِتْنَة، مائِلين إِلَى الدُّنْيَا وزُخْرُفها. وَكَانَ ابْن الْأَعرَابِي يَقُول: أصلُه صَبأَ عَلَى فعَل بِالْهَمْز، جمعُ صابىء، من صبَأَ عَلَيْهِ: إِذا اندرأ عَلَيْهِ من حَيْثُ لَا يحتسبُه، ثمَّ خُفّف همزه ونوِّن فَقيل: صُبَّى مَوْزن غُزَّى. وَسمعت الْعَرَب تَقول: صب فلَان لفُلَان مغرفاً من اللَّبن وَالْمَاء.

باب الصاد والميم

وَيُقَال: صُبّ رِجْلُ فلَان فِي القَيْد: إِذا قُيّد. وَقَالَ الفرزدق: وَمَا صَبَّ رِجْلي فِي حَدِيد مُجاشعٍ مَعَ القَدرِ إِلَّا حَاجَة لي أُريدُها وَيُقَال: صببتُ لفُلَان مَاء فِي قَدَح ليشربَه، واصطبَبْتُ لنَفْسي مَاء من القِرْبة لأشرَبَه. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أبي الْعَبَّاس أَنه قَالَ فِي تَفْسِير قَوْله: كَأَنَّمَا ينحطّ من صَبَب، أَرَادَ أَنه قويُّ الْبدن، فَإِذا مَشَى فَكَأَنَّهُ يَمْشي على صُدور قَدَمَيه من الْقُوَّة، وَأنْشد: الواطِئين على صُدورِ نِعالهمْ يَمشون فِي الدِّفْئِيِّ والإبْرادِ بص: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: بَصَّ الشيءُ يَبِصّ بَصِيصاً، ووبَص بَيِصُ وَبيصاً: إِذا بَرَقَ وتلألأ. وَقَالَ أَبُو زيْد: بَصَّصَ الجِرْوُ تَبْصيصاً: إِذا فتح عَيْنه. أَبُو عبيد عَنهُ: قَالَ شَمِر: وَقَالَ الْفراء: بصَّصَ الجِرْوُ تَبْصيصاً بِالْيَاءِ. قلتُ: وهما لغَتان، وَفِيه لغاتٌ قد مرَّت فِي حرف الضَّاد. وَقَالَ اللَّيْث: البَصْبَصةُ: تحريكُ الكلْب ذَنَبَه طَمَعا أَو خَوْفاً، والإبلُ تفعَل ذَلِك إِذا حُدِي بهَا. وَقَالَ رؤبة: بَصْبَصْنَ بالأذناب من لَوْحٍ وَبَقْ يصف الوحشَ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: من أمثالهم فِي فِرار الجبَان وخضوعه بَصْبَصْنَ إِذا حُدِين بالأذْنابِ. ومثلُه قولُه: دَرْدَبَ لمّا عَضَّه الثِّقّافُ، أَي: ذَلّ وخَضَع. وَقَالَ الأصْمَعِيُّ: خِمْسٌ بَصْبَاصٌ، أَي: مُتْعِبٌ لَا فُتُورَ فِي سَيْرِه. وَيُقَال: أبصَّتِ الأرضُ إِبْصَاصاً، وَأوبَصَصَتْ إيباصاً: أَوَّلُ مَا يَطْهَرُ نَبْتُها. وَيُقَال: بَصَّصَتِ الْبَراعِيمُ: إِذا تفتّحتْ أكِمَّةُ زَهر الرياض. (بَاب الصّاد وَالْمِيم) (ص م) صم، مص: مستعملان. صم: قَالَ اللَّيْث: الصَّمَمُ فِي الْأذن ذَهابُ سَمْعِها. وَفِي القَناةِ: اكتنازُ جَوْفها. وَفِي الحَجَر: صَلاَبَتُه، وَفِي الْأَمر: شِدَّتُه. وَيُقَال: أُذُنٌ صَمَّاءُ، وحَجَرٌ أصَمُّ، وفِتْنَةٌ صَمَّاء. وَقَالَ اللَّهُ جلّ وعَزّ فِي صفة الْكَافرين: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْىٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ} (الْبَقَرَة: 171) ، يَقُول الْقَائِل: جَعلَهم اللَّهُ صُمّاً وهم يَسْمعون، وبُكْماً وهم ناطِقون،

وعُمْياً وهم يُبْصِرون؟ وَالْجَوَاب فِي ذَلِك: أنَّ سَمْعَهم لمّا لم يَنفعْهم لأنَّهم لم يَعُوا بِهِ مَا سَمعوا، وبَصَرهم لما لم يُجْدِ عَلَيْهِم لأَنهم لم يَعْتَبِرُوا بِمَا عايَنوه من قُدْرة الله تَعَالَى وخَلْقِه الدَّالِّ على أنَّه وَاحِد لَا شريكَ لَهُ، ونُطقَهم لما لم يُغْنِ عَنْهُم شَيْئا إذْ لم يُؤمنوا بِهِ إِيمَانًا يَنْفَعهم، كَانُوا بِمَنْزِلَة مَنْ لَا يَسْمَع وَلَا يُبْصِر وَلَا يَعِي، ونحوٌ من قَول الشَّاعِر: أصَمُّ عمّا ساءَه سَمِيعُ يَقُول: يتصامَم عمّا يَسوءُه، وَإِن سَمِعه فَكَانَ كَأَنَّهُ لم يسمعهُ، فَهُوَ سميع ذُو سَمْع، أصَمُّ فِي تَغَابِيه عمّا أُريدَ بِهِ. وجمعُ الأصَم: صُمٌّ وصُمَّانٌ. أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ من أمثالهم: صَمِّي صَمَامِ. وَيُقَال: صَمِّي ابْنَةَ الجَبَل، يضْرب مَثَلاً للداهية الشَّدِيدَة، كأنَّه قيل لَهَا: اخْرَسِي يَا داهية. وَكَذَلِكَ يُقَال للحيّة الَّتِي لَا تجيب الرَّاقيَ: صَمّاء، لأنّ الرُّقَى لَا تَنْفَعُها. والعَرَبُ تَقول: أصَمّ اللَّهُ صَدَى فلَان، أَي: أهْلَكَهُ الله. والصّدَى: الصوتُ الّذي يَرُدُّهُ الجَبَلُ إِذا رَفعَ فِيهِ الإنسانُ صوتَهُ، وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: صَمَّ صَداها وعَفَا رَسْمُهَا واسْتَعْجَمَتْ عَن مَنْطِق السائِل وَمِنْه قولُهم: صَمِّي ابْنَة الجَبَل، مهما يُقَلْ تَقُلْ، يُرِيدُونَ بابنةَ الجبَل: الصّدى. والعَرَبُ تَقول للحرب إِذا اشتدَّتْ وسُفِكَ فِيهَا الدِّماء الكثيرةُ: صَمَّتْ حَصَاةٌ بدَمٍ، يُرِيدُونَ أنّ الدِّماء لما سُفكَتْ وكثُرَتْ اسْتَنْقَعَتْ فِي المَعركة، فَلَو وقعتْ حَصاةٌ على الأَرْض لم يُسمع لَهَا صوتٌ، لأنَّها لَا تقعُ إلاَّ فِي نجيع. وَيُقَال للدَّاهية الشَّدِيدَة: صَمَّاءُ وصَمَامِ، وَقَالَ العجَّاج: صَمَّاءُ لَا يبْرِئها من الصَّمَمْ حوادثُ الدهرِ وَلَا طُولُ القِدَمْ وَيُقَال للنَّذير إِذا أَنْذَرَ قوما من بَعِيدٍ وأَلْمَعَ لَهُم بثَوْبه: لمعَ بهمْ لَمْعَ الأصَمّ، وَإِن بالَغَ يَظنّ أنّه مقصّر، وَذَلِكَ أَنه لما كثر إلماعُه بِثَوْبِهِ كَانَ كأنهُ لَا يسمعُ الجوابَ، فَهُوَ يُديمُ اللمعَ، وَمن ذَلِك قَول بشر: أَشَارَ بهم لمع الأصمِّ فَأَقْبَلُوا عرانين لَا يَأْتِيهِ للنصر مُجلِبُ أَي: لَا يَأْتِيهِ مُعينٌ من غير قومه، وَإِذا كَانَ المعينُ من قومه لم يكن مُجلباً. وَيُقَال: ضربه ضربَ الأصمّ: إِذا تابعَ الضربَ وَبَالغ فِيهِ، وَذَلِكَ أنَّ الأصمَّ وَإِن بَالغ يظنّ أَنه مقصِّر فَلَا يُقلع، وَقَالَ الشَّاعِر: فأبْلِغْ بَني أسَدٍ آيَة إضا جِئتَ سَيِّدَهُمْ والمَسُودَا فأُوصيكُمْ بطِعَانِ الكُماةِ فقد تَعلمون بأنْ لَا خُلودَا

وضَرْبِ الجماجِمِ ضربَ الأصَمّ حَنْظَلَ شابةَ يَجْنِي هَبِيدَا وَيُقَال: دعاهُ دعوةَ الأصمّ: إِذا بَالغ فِي النّدَاء. وَقَالَ الراجزُ يصف فَلاَةً: يُدْعَى بهَا القومُ دُعاءَ الصُّمّانْ وَهَذِه الْأَمْثَال الَّتِي مرّتْ فِي هَذَا الْبَاب مسموعة من الْعَرَب وَأهل اللُّغَة المعروفين، وَهِي صَحِيحَة وَإِن لم أعزها إِلَى الروَاة. أَبُو عُبَيْد عَن الكسائيّ: الصِّمَّةُ: الشُّجاع، وَجمعه صِمَم. وَقَالَ اللَّيْث: الصِّمَّةُ من أسْمَاءِ الْأسد. قَالَ: والصَّمِيمُ: هُوَ الْعَظْمُ الَّذِي بِهِ قِوَامُ العُضْو مثلُ صَمِيمِ الوَظيف، وصَمِيم الرَّأْس، وَبِه يُقَال للرجل: فُلانٌ مِنْ صَمِيمِ قومه: إِذا كَانَ من خالِصهم، وَأنْشد الكسائيّ: بمَصْرَعِنَا النُّعْمانَ يَوْمَ تَأَلَّبتْ علينا تميمٌ من شَظًى وصَمِيمِ وَيُقَال للضارب بالسّيف إِذا أصابَ الْعظم فأَنفَذَ الضَّريبةَ: قد صَمَّمَ فَهُوَ مصمِّم، فَإِذا أصَاب المَفْصِل فَهُوَ مُطَبِّق، وَأنْشد أَبُو عُبَيْد: يُصَمِّمُ أَحياناً وَحِيناً يُطَبِّقُ أَرَادَ أنَّه يَضْرِبُ مرّة صميمَ العَظْم، وَمرَّة يُصِيب المَفْصِل. وَيُقَال للَّذِي يَشُدُّ على الْقَوْم وَلَا ينْثَنِي عَنْهُم: قد صَمَّم تَصْميماً. وصَمَّمَ الحيَّة فِي نَهْشِهِ: إِذا نَيّبَ، وَقَالَ المتلمِّس: فأَطْرَقَ إِطراقَ الشُّجاعِ وَلَو يرى مَسَاغاً لِنَاباهُ الشُّجَاعُ لَصَمَّما هَكَذَا أَنشدَه الفَرَّاء (لناباه) على اللُّغَة القَدِيمة لبَعض الْعَرَب. أَبُو عُبَيْدة: من صِفَات الخَيْل: الصَّمَمُ، وَالْأُنْثَى صَمَمّة، وَهُوَ الشَّديد الأَسْرِ المَعْصوبُ الَّذِي لَيْسَ فِي خلقه انتشار. وَقَالَ الجَعديّ: وغارةٍ تَقطَع الفَيافِيَ قد حارَبْتُ فِيهَا بِصِلْدِمٍ صَمَمِ وَيُقَال لصِمام القارورة: صِمّة. وَقَالَ ابْن السّكيت: الصْمُّ: مصدرُ صَمَتُ القارورةَ أَصُمُّها صَمّاً: إِذا سددتَ رَأسهَا وَيُقَال: قد صَمَّه بالعَصا يصُمُّه صَمّاً: إِذا ضَرَبه بهَا، وَقد صَمَّه بحَجَر والصمم فِي الْأذن. وَقَالَ ابْن الأعْرابيّ: صُمَّ: إِذا ضُرب ضَرْباً شَدِيدا. وَقَالَ الْأَصْمَعِي فِي قَول ابْن أَحْمَر: أَصَمَّ دُعاءُ عاذِلتِي تَحَجَّى بآخِرِنا وتَنْسَى أَوَّلِينَا قَالَ: أصمّ دعاءُها، أَي: وافَق قوما صُمّاً لَا يَسمعون عَذْلَها. وَيُقَال: ناديْته فأصْمَمْتُه، أَي: صادفتُه أصَمّ.

أَبُو عُبَيد: الصِّمْصِم: الغَليظُ من الرِّجَال. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الصِّمْصِمة والزِّمْزِمَة: الجماعةُ من النَّاس. وَقَالَ النَّضر: الصِّمْصِمة: الأكمَةُ الغليظة الَّتِي كَادَت حجارتُها أَن تكون منتصِبة. وَقَالَ شَمِر: قَالَ الْأَصْمَعِي: الصَّمّان: أرضٌ غَلِيظَة دون الجَبَل. قلتُ: وَقد شَتَوْتُ الصَّمانَ ورياضها شَتوَتَين، وَهِي أرضٌ فِيهَا غِلَظ وارتفاع، قيعان واسعةٌ وخَبَارَى تُنْبِت السِّدْرَ عَذِية، ورِياضٌ مُعْشِبة، وَإِذا أَخصبت الصَّمانُ رَتَعت العربُ جمْعاء. وَكَانَت الصَّمانُ فِي قديم الدَّهْر لبني حَنْظَلة، والحَزْن لبني يَرْبوع والدَّهْناءُ لجماعاتهم. والصَّمان مُتاخِم للدَّهْناء. أَبُو عُبَيْد عَن الأصمعيّ: الصَّمْصامةُ: السيفُ الصارمُ الَّذِي لَا يَنثَني. قَالَ: والمصمِّمُ من السُّيوف: الَّذِي يَمُرّ فِي الْعِظَام. وَقَالَ اللَّيْث: الصِّمْصامة: اسمٌ للسيف الْقَاطِع، وللأَسَد. قَالَ: وَيُقَال: إِن أوّل من سَمَّى سيفَهُ صَمْصامة: عمرُو بن معدِي كَرِبَ حِين وهبَه فَقَالَ: خليلٌ لَم أخُنْه وَلم يَخُنِّي على الصَّمصامة السَّيفِ السَّلامُ قَالَ: وَمن الْعَرَب من يَجعل صَمصامة معرفَة فَلَا يَصْرِفه إِذا سَمَّى بِهِ سَيْفاً بعَيْنه؛ كَقَوْل الْقَائِل: تَصميمَ صَمصامةَ حينَ صَمَّمَا قَالَ: وصوتٌ مُصِمٌّ، يُصِمُّ الصِّماخ. وصَمِيمُ القَيْظ: أشدُّه حَرّاً. وصَمِيمُ الشِّتاء. أشَدُّه بَرْداً. قَالَ: وَيُقَال: صَمَامِ صَمَامِ، يُحمَل على معنَييْن: على معنى تصامُّوا واسكُتوا، وعَلى معنى احمِلُوا على العَدُو. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الصَمْصَم: البخيلُ النهايةُ فِي الْبُخْل. شمِر عَن أبي بخَيْم قَالَ: الصَّمَّاءُ من النُّوق اللاقح، إبِل صُمّ. وَقَالَ المعْلُوط القُريْعيّ: وَكَأن أوابيها وصُمّ مخاضها وشافعة أم الفصال رفُود أَظُنهُ: وشافعها وإبلٌ صُمٌّ. مص: قَالَ ابْن السّكيت: مَصِصْتُ الرّمّان أمَصُّه قَالَ: ومضِضْتُ من ذَلِك الْأَمر مِثله. قلتُ: وَمن العَرَب من يَقُول: مَصَصْتُ أَمُصّ؛ والفصيح الْجيد مَصِصْتُ بِالْكَسْرِ أَمَص. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: مَصِصْتُه وامتصَصْتُه، والمَصُّ فِي مُهْلَةٍ ومُصاصَتُه: مَا امتصصتَ مِنْهُ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: مَصمَص إناءَه إِذا

جعل فِيهِ الماءَ وحرّكه، وَكَذَلِكَ مَضْمَضَه. وَقَالَ اللّحياني وَأَبُو سَعيد: إِذا غَسَلَه. ورَوى بعضُ التَّابِعين أَنه قَالَ: أُمِرْنا أَن نُمَصْمِص من اللَّبَن وألاَّ نُمَصْمِص من التَّمْرَ. قَالَ أَبُو عُبَيد: المَصمَصة بطرَف اللِّسان وَهُوَ دون المَضْمَضَة. والمضمضةُ بالفم كلِّه، وَفرق مَا بَينهمَا شَبيه بِالْفرقِ مَا بَين القبضة والقبصة. وَفِي حديثٍ مَرْفُوع: (القتلُ فِي سَبِيل الله مُمَصْمِصَة) ، الْمَعْنى: أَن الشَّهَادَة فِي سَبِيل الله مطهِّرة للشهيد من ذنُوبه، ماحيةٌ خطاياه، كَمَا يُمَصْمَصُ الْإِنَاء بِالْمَاءِ إِذا رُقرق فِيهِ وحُرِّك حَتَّى يطهر، وَأَصله من المَوْص، وَهُوَ الغسيلُ. قلتُ: والمصاصُ: نَبْت لَهُ قُشورٌ كثيرةٌ يابسةٌ، وَيُقَال لَهُ: المُصّاخ، وَهُوَ الثُّدّاء، وَهُوَ ثَقُوبٌ جيّد، وَأهل هَراةَ يسمّونه دِليزَاد. وَيُقَال: فلانٌ من مُصاص قومه، أَي: من خالِصهم. وَقَالَ رُؤبة: أُلاكَ يَحْمُون المُصاصَ المَحْضَنا وَقَالَ اللَّيْث: مُصاصُ الْقَوْم: أَصْلُ مَنبِتهم وَأفضل سِطِتْهم. قَالَ: والماصّةُ: داءٌ يَأْخُذ الصبيَّ، وَهِي شَعَرات تَنْبُت على سَناسنِ القَفَار فَلَا يَنْجَع فِيهِ طعامٌ وَلَا شرابٌ حَتَّى تُنتَف من أُصُولهَا. ومَصّانّ ومَصّانّة: شَتْمُ للرجل يعيَّر برَضع الغَنَم من أخْلافها بِفِيهِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: يُقَال: رجلٌ مَصّانٌ ومَلْحانٌ ومَكّانٌ، كلُّ هَذَا من المَصّ، يَعنُون أَنه يَرضع الْغنم من اللّؤم، لَا يَجتلبها فيُسمع صوتُ الْحَلب وَلِهَذَا قيل: لئيم راضع. وَقَالَ ابْن السكّيت: قل يَا مَصّانُ، وللأنثى يَا مَصّانة، وَلَا تقل يَا ماصَّان. وَفِي حَدِيث مَرْفُوع: (لَا تُحرِّم المَصَّةُ وَلَا المَصَّتان وَلَا الرَّضْعةُ وَلَا الرَّضْعتان، وَلَا الإملاجةُ وَلَا الإملاجَتان. وَيُقَال: أمصَّ فلانٌ فلَانا: إِذا شَتَمه بالمَصَّان. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: المَصُوص: النَّاقة القَمِئة. وَقَالَ أَبُو زيد: المَصوصَةُ من النِّسَاء: المهزولة من داءٍ قد خامَرَها؛ رَوَاهُ ابْن السكّيت عَنهُ. أَبُو عُبَيدة: من الخَيل الوَرْدُ المُصَامِصُ وَهُوَ الَّذِي يستقري سراتَه جُدةٌ سَوْداء لَيست بحالكة، ولونُها لونُ السوَاد، وَهُوَ وَرْدُ الجَنْبَيْنِ وصفقتي الْعُنُق والجِرانِ والمَرَاقّ، ويعلو أَوظِفَته سوادٌ لَيْسَ بحالكٍ، وَالْأُنْثَى مُصَامِصة. وَقَالَ غَيره: كُمَيْتٌ مُصامِص، أَي:

خَالص الكُمْتة قَالَ: والمُصامِص: الخالصُ من كلّ شَيْء. وَإنَّهُ لمُصامِصٌ فِي قومه: إِذا كَانَ زاكِيَ الحَسَب خَالِصا فيهم. وَقَالَ اللَّيْث: فَرسٌ مُصامِصٌ: شديدُ تركيب الْعِظَام والمفاصلُ. وَكَذَلِكَ المُصمِّص وثغرُ المصِّيصة مَعْرُوفَة بتَشْديد الصَّاد الأولى، وَالله أعلم.

أبواب الصاد والدال

أَبْوَاب الثلاثي الصَّحِيح من حرف الصّاد (ص س ص ز: مهمل) أهمِلت الصَّاد وَالسِّين مَعَ الْحَرْف الَّذِي يَليهَا. ص ط استُعمل من جَمِيع وجوهها مَعَ الْحُرُوف الَّتِي تَلِيهَا أحرف قَليلَة أهملها اللَّيْث. مِنْهَا مَا رَوَى أَبُو الْعَبَّاس قَالَ. (صطب) : المِصْطَب: سَنْدان الحدّاد. ورَوَى عَمرو عَن أَبِيه: الأُصْطبَّة: مُشَاقَة الكَتّان. قلت: وَقد سمِعْتُ أعرابيّاً من بني فَزارة يَقُول لخادم لَهُ: أَلا وارفَع لي على صَعيدِ الأَرْض مِصْطبة أَبيتُ عَلَيْهَا بِاللَّيْلِ، فرَفع لَهُ من السّهْلة شِبْهَ دُكّانٍ مربّع قَدرَ ذِرَاع من الأَرْض يتّقي بهَا من الهَوامّ بِاللَّيْلِ. وسمعتُ أعرابيّاً آخَر من بني حنظلةَ سَمَّاهَا المَصْطَفّة بِالْفَاءِ. (صطر) : ورَوَى أَبُو عُبَيد عَن الكسائيّ: المُصطارُّ: الخمرُ الحامض؛ بتَشْديد الرَّاء. قلتُ: وأصلُه من صَطَر مُفْعالٌّ مِنْهُ. وَأما الصِّراط والبَسْط والمُصَيْطِر، فَأصل هَذِه الصادات سِينٌ قُلِبت مَعَ الطَّاء صاداً لقُرب مَخارجِها. (أَبْوَاب) الصّاد وَالدَّال) ص د ت ص د ظ ص د ذ ص د ث: أهملت وجوهها. ص د ر اسْتعْمل من وجوهها: صدر، صرد، رصد، درص. صدر: قَالَ ابْن المظفّر: الصَّدْرُ: أعْلى مقدَّم كلّ شَيْء قَالَ: وصَدْرُ القَناة: أعْلاها. وصَدْرُ الْأَمر أوّله. قَالَ: والصُّدْرةُ من الْإِنْسَان: مَا أشرَفَ من أَعْلى صَدْرِه. قلتُ: وَمن هَذَا قَول امْرَأَة طائيَّةٍ كَانَت تحتَ امرىء الْقَيْس ففَرِكَتْه وَقَالَت: إِنِّي مَا علمتُك إلاّ ثقيلَ الصُّدْرة، سريع الهِراقة، بطيءَ الْإِفَاقَة. وَقَالَ أَحْمد بن يحيى: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المِجْوَلُ الصُّدْرَةُ، وَهِي الصِّدار والأُصْدَة والإتْب والعَلَقة. قلت: والعربُ تَقول للقميص الْقصير والدّرع القَصيرة: الصُّدْرةُ. وَقَالَ اللَّيْث: الصِّدارُ: ثوبٌ رأسُه

كالمِقْنَعَةِ وأسفلُه يُغَشِّي الصدرَ والمنكِبين تَلبَسه الْمَرْأَة. قلتُ: وَكَانَت الْمَرْأَة الثَّكلَى إِذا فَقدتْ حَميمَها فأحَدَّت عَلَيْهِ لبِستْ صِدَاراً من صوف، وَمِنْه قَول أخي خَنساءَ: وَلَو هلكتُ لبستْ صِدَارَها وَقَالَ الرّاعي يصف فَلاةً: كأنّ العِرْمَسَ الوَجْناءَ فِيهَا عَجُولٌ خَرّقتْ عَنْهَا الصِّدَارَا وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال لِمَا يَلِي الصَّدْر من الدِّرْع: صِدار. وَقَالَ اللّيث: التصدير: حَبلٌ يُصدَّر بِهِ البعيرُ إِذا جرَّ حِمْلَه إِلَى خَلْف. والحبلُ اسْمه التَّصْدير، وَالْفِعْل التَّصْدير. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: وَفِي الرَّحْل حِزامَةٌ يُقَال لَهَا: التَّصْدير قَالَ: والوَضِينُ للهَوْدَج، والبِطَان للقَتَب؛ وأكثرُ مَا يُقَال الحِزامُ للسَّرج. وَقَالَ اللَّيْث يُقَال: صَدِّر عَن بَعيرك، وَذَلِكَ إِذا خَمُص بطنُه واضطرب تصديرُه، فيُشدُّ حبلٌ من التَّصدير إِلَى مَا وَرَاء الكرْكِرَة فيثبتُ التصديرُ فِي مَوْضِعه؛ وَذَلِكَ الحبلُ يُقَال لَهُ: السِّناف، قلت: الَّذِي قَالَه اللَّيْث: إِن التصدير حَبل يُصَدَّر بِهِ الْبَعِير إِذا جَرّ حمله خطأ، وَالَّذِي أَرَادَهُ يسمّى السِّناف والتَّصديرُ الحزامُ نفسُه. وَقَالَ الليثُ: التصديرُ: نَصْبُ الصَّدر فِي الجُلوس. قَالَ: والأَصْدَرُ الَّذِي أشْرفتْ صُدْرَته. قَالَ: وَيُقَال: صَدَرَ فلَان فلَانا: إِذا أصَاب صَدْرَه. وصُدِر فلَان: إِذا وَجِع صَدْرُه. أَبُو عُبيد عَن الْأَحْمَر: صَدَرْتُ عَن المَاء صَدَراً، وَهُوَ الِاسْم، فَإِن أردتَ المَصدَر جزمْتَ الدَّال، وأَنشدَنا: وليلةٍ قد جعلتُ الصبحَ مَوْعِدَها صَدْرَ المَطِيّة حَتَّى تعرف السَّدَفا قَالَ: صَدْر المَطِيّة مصدر. وَقَالَ اللَّيْث: الصَّدَر: الِانْصِرَاف عَن الوِرْد وَعَن كل أَمر، يُقَال: صَدَرُوا، وأصدَرْناهم. وطريقٌ صادر، مَعْنَاهُ: أنّه يَصدُر بأَهْله عَن المَاء. وَطَرِيق وارِدٌ يَرِدُ بِهِم، وَقَالَ لبيد يذكر ناقتين: ثمَّ أصدَرْناهُمَا فِي واردٍ صَادِرٍ وَهْمٍ صُوَاهُ قد مَثَلْ أَرَادَ فِي طريقٍ يُورَد فِيهِ ويُصدَر عَن المَاء فِيهِ. والوَهْمُ: الضَّخم. وَقَالَ اللَّيْث: المَصدَر: أصلُ الْكَلِمَة الّتي تصدر عَنْهَا صَوَادِرُ الأَفعال. وتفسيرُه: أَن المصادر كَانَت أوّل الْكَلَام، كَقَوْلِك: الذَّهاب والسمعُ وَالْحِفْظ، وإنّما صَدَرت الأفعالُ عَنْهَا، فَيُقَال: ذهبَ ذَهاباً. وسَمِع سَمْعاً وسَمَاعاً، وحَفِظ حِفْظاً. وَقَالَ اللَّيْث: المصدَّر من السِّهَام: الّذي

صَدْرُه غليظ. وصَدْرُ السَّهم: مَا فَوق نِصْفِه إِلَى المَرَاش. الْأَصْمَعِي: صُدِرَ الرجلُ يُصْدَرُ صَدْراً، فَهُوَ مَصْدور: إِذا اشتكَى صَدْرَه، وأَنشد: كأنّما هُوَ فِي أحشاءِ مَصْدورِ وَيُقَال: صَدّرَ الفرسُ: إِذا جاءَ قد سَبَق بصَدْرِه، وَجَاء مُصَدّراً، وَقَالَ طُفَيل الغَنَويّ يصف فرسا: كأنّه بعدَ مَا صَدَّرن مِن عَرَقٍ سِيدٌ تَمطَّرَ جُنحَ اللّيلِ مَبْلولُ (كَأَنَّهُ) لهاء لفَرَسِه، (بَعْدَمَا صَدَّرْن) يَعْنِي خيلاً سَبَقْن بصُدُورهن. والعَرَقُ: الصّفُّ من الْخَيل. وَقَالَ دُكَين: مُصَدَّرٌ لَا وَسَطٌ لَا تالٍ وَقَالَ أَبُو سَعِيد فِي قَوْله: بَعْدَمَا صَدَّرْن من عَرَق، أَي: هَرَقن صَدْراً من العَرَق وَلم يَستَفرِغْنَه كلَّه. وَرُوِيَ عَن ابْن الْأَعرَابِي أنّه رَوَاهُ: بعدَما صدِّرْن، أَي: أصَاب العَرَقُ صدورَهن بَعْدَمَا عَرِقن. وَيُقَال للّذي يبتدىءُ أمرا ثمَّ لَا يُتمّه: فلانٌ يُورِد وَلَا يُصدِر، فَإِذا أَتمَه قيل: أَورَدَ وأَصدَر. وَقَالَ الفَرَزْدَقُ يُخَاطب جَرِيرًا: وحسبتَ خَيَل بني كُلَيب مَصْدَراً فغَرِقْتَ حِين وقَعْتَ فِي القَمْقَامِ يَقُول: اغتررتَ بخَيْل قَوْمك وظننتَ أنّهم يُخلِّصونك من بَحْرِي فَلم يَفْعَلُوا. وَمن كَلَام كتّاب الدّواوين أَن يُقَال: صُودِرَ فلانٌ العاملُ على مالٍ يؤدّيه، أَي: فورِق على مالٍ ضَمَنه. أَبُو زَيد: نعجةٌ مُصدَّرَة: إِذا كَانَت سَوداءَ الصَّدر بيضاءَ سائرِ الجسَد. أَبُو عُبَيد عَن الْكسَائي: إِذا جَاءَ الرجلُ فَارغًا قيل: قد جاءَ يضْرب أَصَدَريه. قَالَ: يَعْنِي عِطْفيه. قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ مِثلَه، إِلَّا أنّه قَالَ بالسّين. رصد: أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: من أَسماء المَطَر: الرّصْدُ، واحدتُها رَصَدة، وَهِي المطَرةُ تقع أوّلاً لما يَأْتِي بعْدهَا. يُقَال: قد كانَ قبل هَذَا الْمَطَر لَهُ رَصْدة، والعِهَادُ نحوٌ مِنْهَا، واحدتها عِهْدة. وَقَالَ اللّيث: الرصَدُ كَلأٌ قَلِيل فِي أَرض يُرجى بهَا حَيَا الرّبيع، تَقول: بهَا رَصَد من حَياً، وأرضٌ مُرْصِدَة: بهَا شيءٌ من رَصَد. شمر عَن ابْن شمَيْلٍ: أرضٌ مُرصِدةٌ: وَهِي الَّتِي مُطِرتْ وَهِي تُرجَى لِأَن تُنبِتَ. قَالَ: وَإِذا مُطرت الأَرْض فِي أوّل الشِّتاء فَلَا يُقَال لَهَا مَرْتٌ؛ لِأَن بهَا حِينَئِذٍ رَصَداً والرصَدُ حِينَئِذٍ: الرَّجاء لَهَا، كَمَا ترجى الحاملة. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: الرَّصْدةُ: ترصُد وَليّاً من المَطَر. وَقَالَ الله جلّ وَعز: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا} ، إِلَى

قَوْله: {وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} (التَّوْبَة: 107) وَقَالَ الزَّجّاج: كَانَ رجل يُقَال لَهُ أَبُو عَامر الرّاهب حارَبَ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمضى إِلَى هِرَقْل، قَالَ: وَكَانَ أحدَ الْمُنَافِقين؛ فَقَالَ المُنَافِقُونَ الّذين بنَوْا مَسجِد الضِّرَار: نَبني هَذَا الْمَسْجِد وننتظرُ أَبَا عَامر حَتَّى يَجِيء وَيُصلي فِيهِ. وَقَالَ: الإرصادُ: الانتظارُ. وَقَالَ غَيره: الإرصاد: الإعدادُ. وَكَانُوا قَالُوا نَقْضي فِيهِ حاجتَنا وَلَا يُعاب علينا إِذا خَلَوْنا ونَرْصُدُه لأبي عَامر مجيئَه من الشَّام، أَي: نُعِدُّه. قلت: وَهَذَا صَحِيح من جِهَة اللَّغة، رَوَى أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ وَالْكسَائِيّ: رصَدتْ فلَانا أرصُدُه: إِذا ترقّبته. وأَرصْدتُ لَهُ شَيْئا أَرْصده: أعددتُ لَهُ. ورُوي عَن ابْن سِيرِين أَنه قَالَ: كَانُوا لَا يَرْصدون الثِّمار فِي الدَّين، وَيَنْبَغِي أَن يُرصد العينُ فِي الدَّين، وفسّره ابْن المُبارك وَقَالَ: إِذا كَانَ على الرجل دَينٌ وَعِنْده مِثله لم تجب عَلَيْهِ الزَّكَاة، وَإِذا كَانَ عَلَيْهِ دينٌ وأخرجتْ أرضُه ثَمَرَة يجب فِيهَا العُشر لم يسقُطْ عَنهُ العُشْرُ من أجل مَا عَلَيْهِ من الدَّين، وَنَحْو ذَلِك قَالَ أَبُو عبيد. وَقَالَ اللّيث: يُقَال: أَنا لَك مُرْصد بإحسانك حَتَّى أكافئك بِهِ. قَالَ: والإرصادُ فِي الْمُكَافَأَة بِالْخَيرِ، وَقد جعلَه بَعضهم فِي الشّر أَيْضا، وأَنشد: لَا هُمَّ ربَّ الراكِب المُسافِرِ احْفَظْه لي من أعيُن السَّواحِر وَحيّةٍ تُرصِدُ بالهواجِر فالحية لَا تُرصد إِلَّا بالشرّ. وَقَالَ اللَّيْث: المرصد: مَوَاضِع الرصد. والرّصَد أَيْضا: القومُ الّذين يَرصدون الطَّرِيق، راصد، كَمَا يُقَال: حارسٌ وحرس، وَقَالَ الله جلّ وَعز: {) عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} (الْفجْر: 14) ، قَالَ الزّجاج: أَي يَرْصُد من كفر بِهِ وصَدَّ عَنهُ الْعَذَاب. وَقَالَ غَيره: المرصادُ: المكانُ الَّذِي يرصد بِهِ الراصد الْعدَد وَهُوَ مثل الْمِضْمَار الْموضع الَّذِي تُضَمَّر فِيهِ الخيلُ للسّباق من مَيْدانٍ وَنَحْوه. والمرصد مثلُ المرصاد، وَجمعه المراصِد. وحدّثنا السَّعديّ مُحَمَّد بن إِسْحَاق قَالَ: حَدثنَا القيراطي عَن عَليّ بن الْحسن قَالَ: حَدثنَا الْحُسَيْن عَن الْأَعْمَش فِي قَوْله: {) عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} قَالَ: المرصاد: ثلاثةُ جُسُور خلف الصّراط: جِسرٌ عَلَيْهِ الْأَمَانَة، وجسرٌ عَلَيْهِ الرَّحِم وجسرٌ عَلَيْهِ الرّبّ. قَالَ أَبُو بكر ابْن الأنباريّ فِي قَوْلهم: فلَان يرصُدُ فلَانا، مَعْنَاهُ: يَقْعُد لَهُ على

طَرِيقه. قَالَ: والمَرَصد والمرْصاد عِنْد الْعَرَب: الطَّرِيق. قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ} (التَّوْبَة: 5) . قَالَ الفرّاء: مَعْنَاهُ: اقعُدوا لَهُم على طريقهم إِلَى الْبَيْت الْحَرَام. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {) عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} مَعْنَاهُ: لبالطّريق. وَيُقَال للحيّة الَّتِي ترصد المارّة على الطَّرِيق: رَصيد. وَقَالَ عرّام: الرَّصائدُ الوصائِد: مصايدُ تُعدّ للسّباع. صرد: (نَهى النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن قَتْلِ أَربع: النَّملة والنّحلة والصُّرَد والهُدهُد) . أَخْبرنِي المنذريُّ عَن إِبْرَاهِيم الحربيّ أَنه قَالَ: أَرَادَ بالنملة الطويلَة القوائم الَّتِي تكون فِي الحِزَبات وَهِي لَا تؤذِي، ونَهى عَن قتل النحلة لِأَنَّهَا تُعسِّل شرابًا فِيهِ شِفاءٌ للنَّاس، ونَهَى عَن قتل الصُّرَد لأنّ الْعَرَب كَانَت تطَّيَّر من صَوْته، وَهُوَ الواقي عِنْدهم، فَنهى عَن قتلِه رَداً للطِّيَرَة. وَنهى عَن قتل الهدهد لِأَنَّهُ أطَاع نبيّاً من الْأَنْبِيَاء وأعانَه. قَالَ شَمِر: قَالَ ابْن شُمَيْل: الصُّرَدُ: طائرٌ أبقَع ضخمُ الرَّأْس يكون فِي الشَّجر، نصفُه أبيَضُ، ونصفُه أسوَد، ضخمُ المِنْقار، لَهُ بُرْثُنٌ عظيمٌ نحوٌ من القارِيَة فِي العِظَم، وَيُقَال لَهُ: الأخْطبُ لاخْتِلَاف لَوْنَيه، والصُّرَدُ لَا ترَاهُ إِلَّا فِي شُعْبةٍ أَو شَجَرَة لَا يَقدِر عَلَيْهِ أحد. قَالَ: وَقَالَ سُكيْن النُّمَيريُّ: الصُّرَدُ صُرَدان: أحدُهما أسْبَدُ يُسمّيه أهلُ العِراق العَقْعق. قَالَ: وَأما الصُّرَد الْهَمهام فَهُوَ البَرِّيِّ الَّذِي يكون ينجَد فِي العِضاه لَا تَراه فِي الأَرْض يَقفِز من شَجَرَة إِلَى شَجَرَة. قَالَ: وَإِن أصْحَر طُرِد فأُخِذ. يَقُول: لَو وَقَع على الأَرْض لم يسْتَقلّ حَتَّى يُؤْخَذ. قَالَ: ويُصَرْصِر كالصَّقْر. وَقَالَ اللَّيْث: الصُّرَد: طَائِر فوقَ العُصفور يَصيد العصافيرَ، وَجمعه صِرْدان قلت: غلط اللَّيْث فِي تَفْسِير الصرد، والصرد ابْن شُمَيْل. وَقَالَ ابْن السكّيت: التصريدُ: شُربٌ دُون الرِّيّ، يُقَال: صَرَّدَ شُرْبه، أَي: قَطَعه. وَيُقَال: صَرِد السِّقاءُ صرداً: إِذا خَرجَ زُبْدُه متقطعاً فيداوَى بِالْمَاءِ الْحَار، وَمن ذَلِك أُخِذ صَرْدُ البَرْد. وَقَالَ اللَّيْث: الصرَدُ: مصدَر الصرد من الْبرد. وقومٌ صَرْدَى، وَرجل صَرِدٌ ومِصْرادٌ وَهُوَ الَّذِي يشتدّ عَلَيْهِ البَرْد ويقلّ صبرُه عَلَيْهِ، وليلةٌ صَردَة، والاسمُ الصّرْد، مجزوم.

وَقَالَ رُؤْبة: بمَطَرٍ لَيْسَ بثَلْجٍ صَرْدِ قَالَ: وَإِذا انْتهى القَلبُ عَن شَيْء صَرِد عَنهُ كَمَا قَالَ: أصبَح قَلبي صَرِدا لَا يَشْتَهِي أَن يرِدَا قَالَ: وَقد يُوصَف الجيشُ بالصَّرْد فَيُقَال: صَرْدٌ مجزوم وصَردٌ؛ كَأَنَّهُ من تُؤدةِ سَيْرِه جامِدٌ. خُفافُ بن ندبة: صَرَدٌ تَوقَّصَ بالأبدان جُمْهور والتَّوَقُّصُ: ثِقَل الوَطْء على الأَرْض. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الصَّرِيدَةُ: النَّعْجَةُ: الَّتِي قد أنحلها البَرْدُ وأضرَّ بهَا وجمعُها صَرائِد. أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي: الصُّرَّاد: سَحابٌ باردٌ نَدٍ لَيْسَ فِيهِ مَاء، وَنَحْو ذَلِك. قَالَ أَبُو عَمْرو: قَالَ أَبُو عبيد: والصَّرْدُ والبَرْد، وَرجل صَرِد. وَيُقَال: صَرّد عطاءَه: إِذا قلّلَه. أَبُو عبيد عَن أبي عَمرو: الصّرْد: الطَّعْن النَّافِذ. وَقد صَرِدَ السهْم يَصرَد، وَأَنا أصْرَدْتُه، وَقَالَ اللَّعِينُ المنْقَرِيّ: فَمَا بُقْيا عليَّ تركتُماني ولكنْ خِفْتُما صَرَدَ النِّبالِ يخاطِب جَرِيرًا والفرزدق. وَقَالَ قُطرب: سهمٌ مُصَرِّد: مُصيب. وَسَهْم مُصْرِد، أَي: مخطىء، وَأنْشد فِي الْإِصَابَة للنابغة: وَلَقَد أَصَابَت قلبَه من حبِّها عَن ظهرِ مِرْنانٍ بسَهْمٍ مُصْردِ أَي: مُصيب. وَقَالَ الآخَر: أصرَدَه الموتُ وَقد أظَلاَّ: أخطأه. أَبُو زيد: يُقَال: أُحِبُّكَ حُبّاً صَرْداً، أَي: خَالِصا. وشرابٌ صَرْد، وسَقاهُ الخمرَ صَرْداً، أَي: صِرْفاً، وَأنْشد: فَإِن النَّبيذ الصَّرْد إِن شُرْبَ وَحده على غير شَيْء أوْجَع الكبد جُوعها وذهبٌ صَرْدٌ: خالصٌ. وجيشٌ صَرْدٌ: بنُو أبٍ واحدٍ لَا يخالطهم غَيرهم. وَقَالَ ابْن هانىء: قَالَ أَبُو عُبَيْدة يُقَال: مَعَه جيشٌ صَرْدٌ، أَي: كلهم بَنو عمّه أَبُو حَاتِم فِي كِتَابه فِي الأضداد: أصرد السهمُ: إِذا نفذ من الرَّمية. وَيُقَال أَيْضا: أصرد: إِذا أَخطأ. والسهمُ المصرد: المخطىء والمصيب. وَقَالَ أَبُو عُبَيدة فِي قَول اللعين: وَلَكِن خفتما صَرَد النبال. وَقَالَ: من أَرَادَ الصَّوَاب قَالَ: خفتما أَن تصيبكما نبالي. وَمن أَرَادَ الْخَطَأ قَالَ: خفتما أَن تخطىء نبلكما. وَأنْشد للنظار الْأَسدي: أصرده السهمُ وَقد أطلاَّ

باب الصاد والدال مع اللام

أَي: أَخطَأ وَقد أشرف. شَمِر عَن أبي عَمْرو: الصَّرْدُ: مكانٌ مُرْتَفع من الْجبَال وَهُوَ أبرزها. وَقَالَ الْجَعْدِي: أسَدِيَّةٌ تُدْعَى الصِّرَاد إِذا نَشِبُوا وتحضُر جَانِبي شِعْر شعرٌ: جبل. ابْن السكّيت: الصُّرَدان: عِرقان مكتنفا اللِّسَان؛ وَأنْشد: وأيُّ النَّاس أغدر من شآم لَهُ صُرَدان منطلَق اللِّسَان وَقَالَ اللَّيْث: هما عِرْقان أخضران أَسْفَل اللِّسَان. أَبُو عُبَيْدَة قَالَ: الصُّردُ: أَن يخرج وَبَرٌ أَبيض فِي مَوضِع الدَّبرة إِذا برأت؛ فَيُقَال لذَلِك الْموضع: صُرد وَجمعه صِرْدَان، وَإِيَّاهَا عَنى الرّاعي يصف إبِلا: كَأَن مواقِعَ الصِّردَان مِنْهَا منَارَاتٌ بَنِينَ على جماد جعل الدَّبر فِي أسنمة شبّهها بالمنار. قَالَ: وفرسٌ صَرِدٌ: إِذا كَانَ بِموضع السَّرج مِنْهُ بياضٌ من دَبَرٍ أَصَابَهُ يُقَال لَهُ الصُّرد. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الصُّرد من الفَرَس: عِرْقٌ تَحت لسانِهِ، وَأنْشد: خفيفُ النَّعامة ذُو مبعةٍ كثيفُ الفَرَاشة ناتِي الصُّرَدْ وبَنُو الصَّياد: حيٌّ من بني مُرّة بن عَوْف بن غطفان. درص: أَبُو عُبيد عَن الْأَحْمَر: من أمثالهم فِي الحُجّة إِذا أَضَلَّها الظَّالِم ضَلَّ الدُّريصُ نَفَقَهُ وَهُوَ تَصْغِير الدِّرْص، وَهُوَ وَلَد اليربوع. ونَفَقُهُ: حُجره. وَقَالَ اللَّيث: الدَّرْصُ والدِّرْص لُغَة، والجميع الدِّرْصان، وَهِي أَوْلَاد الفِأَرِ والقَنِافذ والأرانب وَمَا أشبه بهَا، وَأنْشد: لَعَمْرُكَ لَو تَغْدو عليّ بِدِرْصِها عَشَرْتُ لَهَا مَالِي إِذا مَا تَأَلَّتِ وَقَالَ غيرُه: الجَنين فِي بطن الْأَوْثَان: دَرْصٌ. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: أذلك أم جَأبٌ يُطَارِدُ آتُناً حَمَلْنَ فأدنى حَمْلِهِنَّ دُرُوصُ يُقَال: دَرْص ودُرُوص وأَدْراص. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الدروص: النَّاقة السريعة. (بَاب الصّاد وَالدَّال مَعَ اللَّام) ص ل د استُعمل من وجوهه: صَلَد، دَلَص. صلد: قَالَ الله جلّ وَعز: {فَتَرَكَهُ صَلْدًا لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَىْءٍ} (الْبَقَرَة: 264) . قَالَ اللَّيْث: يُقَال: حَجَر صَلدٌ أَو جَبينٌ

صَلدٌ: أَمْلَسُ يَابِس. وَإِذا قلتَ: صَلْتٌ، فَهُوَ مستَوٍ. ورجلٌ أصلَدُ صَلْدٌ، أَي: بَخيلٌ جدا، وَقد صَلُد صَلادَةً. وَيُقَال: رجلٌ صلُودٌ أَيْضا. الحرانيّ عَن ابْن السكّيت: الصفَا: العريضُ من الْحِجَارَة الأملسُ. قَالَ: والصِّلْداء والصِّلداءةُ: الأَرْض الغليظة الصُّلبة. قَالَ: وكلُّ حجَرٍ صُلْبٍ فكلُّ ناحيةٍ مِنْهُ صَلْدٌ وأصلادٌ: جمعُ صَلْد، وَأنْشد: بَرَّاقُ أَصلادِ الجَبين الأجْلَهِ وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: أصلادُ الجَبين: الْموضع الَّذِي لَا شعر عَلَيْهِ، شُبِّه بالحَجر الأمْلَس. قَالَ: وحَجرٌ صَلْدٌ. لَا يُورِي نَارا، وحَجرٌ صَلود مِثلُه، وفرَسٌ صَلَدٌ وصلُود: إِذا لم يَعْرَق، وَهُوَ مَذْمُوم. قَالَ: وأخبرَني أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: صَلَدَتِ الأَرْض وأصلَدَتْ. وحجَرٌ صَلْدٌ ومكانٌ صلْدٌ: صلْبٌ شَدِيد. وَفِي حَدِيث عمرَ: (أنّه لمّا طعن سقَاهُ الطَّبِيب لَبَنًا فخَرَج من مَوضِع الطَّعْنة أَبيض يَصْلِد) ، أَي: يَبْرُق ويَبِصُّ وصلدتْ صَلعَة الرَّجل: إِذا بَرَقَتْ، وَقَالَ الهُذَليّ: أشْغتْ مَقاطِيعُ الرُّماةِ فُؤَادَها إِذا سَمِعتْ صوتَ المُغَرِّدِ يَصْلِدُ يصف بقرة وحشية. والمقاطعُ النِّضال. وقولُه: تصلد، أَي: تنتَصب. والصَّلُود الْمُنْفَرد: قَالَ ذَلِك الأصمعيّ، وَأنْشد: تالله يَبْقَى على الْأَيَّام ذُو حِيدٍ أدْفَى صَلُودٌ مِنَ الأوعالِ ذُو خَدَم أَرَادَ بالحيد عُقَدَ قَرْنه، الْوَاحِد حَيْدٌ. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: صَلَدَ الزّنْدُ يَصْلِد: إِذا صَوّت وَلم يُخرِج نَارا. وأصلدتُه أَنا قَالَ: وصلَد المسؤولُ الْمسَائِل: إِذا لم يُعطِه شَيْئا. دلص: فِي (النَّوَادِر) : بَاب دلشاء ودرصاءُ، مثل: الدلقاء. وَقد دلصت ودرصت. وَفِيمَا قَرَأت بِخَط شمر قَالَ. قَالَ شمر: الدَّلاَص من الدُّروع: اللَّينة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: هِيَ الليّنة المَلْساء بينةُ الدَّلَص. قَالَ: ودَلّصْتُ الشيءَ: مَلَّسْته. وَقَالَ عَمْرو بن كُلْثُوم: علينا كلُّ سابغَةٍ دِلاصٍ تَرَى تحتَ النِّطاق لَهَا عُضُونَا وَيُقَال: حَجَر دَلاَّصٌ: شديدُ المُلوسة. الدَّلاّص: اللّيّن البَرَّاق، وَأنْشد: مَتْن الصَّفا المتزحلف الدَّلاّص وَأَخْبرنِي المنذريُّ أنّ أعرابيّاً بفَيْدَ أَنْشَدَه: كأنّ مَجْرَى النِّسْع من غِضَابِهِ صَلْدٌ صفا دُلِّص من هِضَابِهِ قَالَ: وغِضَابُ الْبَعِير: مَوَاضِع الحِزام ممّا

يَلِي الظَّهر، واحدُها غَضْبة. وأَرْضٌ دَلاّصٌ ودِلاصٌ: مَلْساء. قَالَ الْأَغْلَب: فَهِيَ على مَا كَانَ من نَشاصِ بظَرِب الأرضِ وبالدِّلاصِ والدَّليص: البريق، وَأنْشد أَبُو تُرَاب: باتَ يَضُوزُ الصِّلِّيَانَ ضَوْزَا ضَوْزَ العجوزِ العَصَبَ الدَّلَّوْصَا قَالَ: والدَّلَّوْص: الَّذِي يَدِيصُ. وَقَالَ اللَّيْث: الاندِلاصُ: الانملاَصُ، وَهُوَ سرعةُ ضروج الشَّيْء من الشَّيْء وسقوطه. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: التَّدليص: النِّكاحُ خَارج الفَرْج، يُقَال: دَلّص وَلم يُوعِبْ، وَأنْشد: واكتَشفَتْ لنا شيءٍ دَمَكْمَكِ تَقول دَلِّصْ سَاعَة لَا بل نِكَ ونابٌ دَلْصاء دَرْصاءُ ودَلْقاء، وَقد دلِصَتْ ودَرِصَت ودَرِقَتْ. ص د ن صدن، ندص، صند: (مستعملة) . (صند) : أهمل اللَّيْث صند وَهُوَ مُسْتَعْمل. رَوَى أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الصنديد والصِّنتيتُ: السَّيِّد الشريف. وَقَالَ غَيره: يومٌ حامِي الصناديد: إِذا كَانَ شَديد الحَرّ، وَأنْشد: حامِي الصَّنادِيد يُعَنِّي الْجُنْدُبَا وصنادِيد السَّحاب: مَا كثُر وَبْلَه. وبردٌ صنديدٌ: شديدٌ ومَطَرٌ صنديد: وابِلٌ. وَقَالَ أَبُو وَجْزَةَ السعديّ: دعتْنا لِمَسْرَى ليلةٍ رَجَبيّةٍ جَلا برْفها جَوْنَ الصَّنادِيد مُظلما ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الصَّناديد: السادات، وهم الأجواد، وهم الحُلَماء، وهم حُماة العَسكر، وَيُقَال: صندد. قَالَ: والصَّناديد: الشَّدائد من الْأُمُور والدّواهي. وَكَانَ الحسنُ يتعوّذ من صنادِيد القَدَر، أَي: من دواهِيه، وَمن جُنُون الْعَمَل، وَهُوَ الْإِعْجَاب بِهِ، وَمن ملح الْبَاطِل، وَهُوَ التَّبَخْتُر فِيهِ. صدن: قَالَ اللَّيْث: الصيدَن: من أَسمَاء الثعالب. فَأَنْشد: بُنَى مُكَوَيْن ثُلِّما بعد صيدينِ وأخبَرَني الإياديّ عَن شمر أنّه قَالَ: الصَّيْدَن: المَلِك. والصَّيْدَنُ: الثَّعلَبُ. وَقَالَ رؤبة: إنِّي إِذا اسْتَغلَق بابُ الصَّيْدَنِ سَلَمة عَن الفرّاءِ: الصَّيْدَن: الكِساءُ الصِّفِيق، وَهُوَ إِلَى القِصَر، لَيْسَ بذلك الْعَظِيم ولكنّه وثيقُ العَمَل. والصَّيْدَنُ: المَلِك أَيْضا. أَبُو عبيد عَن العَتَابي قَالَ الصَّيْدَنانيّ: دابةٌ تَعمَل لنَفسهَا شَيْئا فِي جَوف الأَرْض وتُعَمِّيه.

ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال لدابة كَثِيرَة الأَرجُل لَا تُعَدّ أَرجلُها من كثرتها، وَهِي قِصار وطِوال: صَيْدَ نانيّ، وَبِه شُبِّه الصَّيْدَ نانيّ كَثْرَة مَا عِنْده من الْأَدْوِيَة قَالَ الْأَعْشَى يَصفُ جَمَلاً: وزَوْراً تَرى فِي مِرْفَقَيْه تَجانُفاً نَبِيلاً كبَيت الصَّيْدَ ناني تامِكَا وَقَالَ ابْن السّكيت: أَرَادَ بالصَّيْدَ نانيّ الثَّعْلَب. وَقَالَ كُثيّر فِي مِثلِه: كأنّ خَليفَيْ زَوْرِها ورَحاهُما بُنَى مَكَويْن ثُلِّما بعد صَيْدَنٍ هُوَ: الصَّيْدَنُ والصَّيْدَ نانيّ وَاحِد. وَقَالَ حُميدُ بنُ ثَور يصف صائداً وبيتَه: ظَليلٌ كَبيت الصَّيْدَ نانيّ قُضْبُه من النَّبْع والضّالِ السَّليم المثقَّفِ وَقيل: الصَّيْدَ نانيّ المَلِك. الصَّيْدَانُ: بِرام الحِجارة. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: وسُودٌ من الصَّيْدَان فِيهَا مَذانِبٌ وَقَالَ اللَّيْث: الصَّيْدَان: ضَرْبٌ من حَجَر الفِضّة، الْقطعَة صَيْدَانة. وَقَالَ ابْن السكّيت: الصَّيْدانة من النساءِ: السيّئة الخُلُق الكثيرةُ الْكَلَام. والصَّيْدانة: الغُولُ. وأَنشَد: صَيْدَانَةٌ تُوقِد نارَ الْجنِّ قلتُ: الصَّيْدانُ إِن جعلته فَيْعالاً فالنون أصليّة، وَإِن جعلته فَعْلاناً فالنّون زَائِدَة كنون السَّكْران والسَّكْرانة. وَالله أعلم. ندص: قَالَ اللَّيْث: نَدَصَتْ عينُه نُدوصاً: إِذا جَحَظتْ وكادت تَخرج من قَلْتها كَمَا تَنْدُص عينُ الخَنيق. ورجلٌ مِنْداص: لَا يزَال يَندصُ على قوم بِمَا يَكرهون، أَي: يَطْرَأُ عَلَيْهِم، وَيظْهر بشَر. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو قَالَ: المِنْداص من النِّساء: الْخَفِيفَة الطّيّاشة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: المِنداص من النِّساء: الرَّسْحاء. والمِنداص: الحَمقاء. والمِنْداص: البذِيّة. وَقَالَ اللّحياني: نَدَصتِ التَبْرة تَنْدُص ندْصاً: إِذا غَمَزْتَها فَخرج مَا فِيهَا. ص د ف صدف، صفد، دفص، فصد: مستعملة. (دفص) : أهمل اللَّيْث: دفص. وروى أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الدَّوفص: البَصَل. قلتُ: وَهُوَ حرف غَرِيب. صدف: قَالَ اللَّيْث: الصَّدَف: غِشاءُ خَلْقٍ فِي البَحْر تضمُّه صَدَفَتان مَفرُوجَتان عَن لحم فِيهِ روح يسمَّى المَحارَة، وَفِي مِثلِه يكون اللّؤلؤ. وَقَالَ الفرّاء فِي قَوْله تَعَالَى: {حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ} (الْكَهْف: 96) .

قرىء: (بَين الصَّدَفين) و (الصُّدُفَين) و (الصُدَفيْن) . والصَدَفة: الْجَانِب والناحية. وَيُقَال لجَانب الجَبَلين إِذا تحاذَيا: صُدُفان وصَدَفان لتَصادفهما، أَي: تَلاقيهما يلاقي هَذَا الجانبُ الجانبَ الّذي يلاقيه، وَمَا بَينهمَا فَجٌّ أَو شِعْبٌ أَو وادٍ، ومِن هَذَا يُقَال: صادفْت فلَانا، أَي: لاقيْتُه. وأخبَرَني المنذريُّ عَن ابْن اليزيديّ لأبي زيد قَالَ: الصُّدُفان: جانبا الجَبَل. وَفِي الحَدِيث: (أنّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا مَرّ بصَدَف مائلٍ أَو هَدَف مائلٍ أَسرَعَ المَشيَ) . قَالَ أَبُو عبيد: الصَّدَف والهَدَف وَاحِد، وَهُوَ كلُّ بِنَاء عَظِيم مُرْتَفع. قلتُ: وَهُوَ مثل صَدَف الْجَبَل، شُبّه بِهِ. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الصَّدَف: أَن يَمِيل خُفُّ البَعير من الْيَد أَو الرِّجل إِلَى الْجَانِب الوحشيّ، وَقد صَدِفَ صَدَفاً. فَإِن مَال إِلَى الْجَانِب الإنسيّ فَهُوَ القَفَد وَقد قَفِد قَفَداً، وقولُ الله جلّ وعزّ: {سُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ} (الْأَنْعَام: 157) ، أَي: يُعرضون. وَقَالَ اللَّيْث: الصَّدَف: المَيل عَن الشَّيْء، وأَصدَفَني عَنهُ كَذَا وَكَذَا. أَبُو عُبيد: صَدَف ونَكب وكَنف: إِذا عَدَل. وَقيل فِي قَول الْأَعْشَى: فَلَطْت بحجاب من دُوننا مَصْدُوف إِنَّه بِمَعْنى مَسْتور. فصد: قَالَ اللَّيْث: الفَصْد: قَطْع العُروق. وافتَصَد فلانٌ: إِذا قَطَع عِرْقَه ففَصَد. قَالَ: والفَصيد: دمٌ كَانَ يُجعَل فِي مِعى لمن فَصْد عِرْق الْبَعِير فيُشْوَى، كَانَ أهلُ الجاهليّة يَأْكُلُونَهُ. وَقَالَ أَبُو عبيد: من أمثالهم فِي الّذي يُقضَى لَهُ بعضُ حَاجته دون تَمَامه لم يُحرَمْ مَنْ فُصْدَ لَهُ بِإِسْكَان الصَّاد وربّما قَالُوا: فزْدَ لَهُ، مَأْخُوذ من الفِصيد الّذي وَصفه اللَّيْث، يَقُول: كمَا يتبلّغ المُضْطرّ بالفَصيد، فاقنع أنتَ بِمَا ارْتَفع لكَ من قضاءِ حَاجَتك وَإِن لم تُقضَ كلُّها. وَفِي الحَدِيث: (أنّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا نَزَل عَلَيْهِ الوحيُ تَفصَّد عَرَقاً) . قَالَ أَبُو عبيد: المتفصَّد: السَّائِل. يُقَال: هُوَ يتفَصّد عَرَقاً، ويتبَضّع عَرَقاً. وَقَالَ ابْن شُمَيل: رأيتُ فِي الأَرْض تَفْصيداً من السَّيل، أَي: تَشقُّقاً وتخدُّداً. وَقَالَ أَبُو الدُّقيش: التّفصيد: أَن يُنقَع بِشَيْء من ماءٍ قَلِيل. وَيُقَال: فَصَد لَهُ عَطاءً، أَي: قَطَع لَهُ وأَمضاه، يَفصِده فَصْداً. وَقَالَ ابْن هاني: قَالَ ابْن كثوة: الفَصيدة: تمرٌ يعجَن ويُشابُ بِشَيْء من دَم وَهُوَ دَواءٌ يداوَى بِهِ الصِّبيان. قَالَه فِي تَفْسِير قَوْلهم:

مَا حُرِم مَن فُصْدَ لَهُ. صفد: قَالَ الله جلّ وعزّ: {مُّقَرَّنِينَ فِى الاَْصْفَادِ} (إِبْرَاهِيم: 49) ، ورُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّه قَالَ: (إِذا دخل شهرُ رَمَضَان صُفِّدت الشَّيَاطِين) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْكسَائي وغيرُه فِي قَوْله: (صُفِّدَتْ) يَعْنِي شُدَّت بالأغْلال وأُوثقَتْ، يُقَال مِنْهُ: صَفَدْتُ الرحلَ فَهُوَ مَصْفود، وصفَّدْتُه فَهُوَ مُصفَّد. وَأما أصفَدْته بِالْألف إصفاداً، فَهُوَ أَن تُعطِيَه وتَصِلَه، وَالِاسْم من العطيّة: الصَّفَد، وَكَذَلِكَ الوثاق، وَقَالَ النَّابِغَة: فلَم أُعرضْ أبَّيْتَ اللَّعْنَ بالصَّفَدِ يَقُول: لم أمدَحْك لتُعطِيَني، وَالْجمع مِنْهَا أصْفاد. وَقَالَ الْأَعْشَى فِي العطيّة يمدَحُ رجلا: تضيّفْتُه يَوْمًا فأكرَمَ مَقْعَدِي وأصفَدَني على الزَّمانة قائِدَا يُرِيد: وَهب لي قائداً يَقودني. قَالَ: والمصدَر من العطيّة: الإصفاد، وَمن الوَثاق: الصَّفْد والتَّصْفيد. وَيُقَال للشَّيْء الَّذِي يُوثَق بِهِ الْإِنْسَان: الصِّفاد، وَيكون من نِسْع أَو قِدّ، وَأنْشد: هَلاّ مَنَنْتَ على أَخِيك مُعَبّدٍ والعامِرِي يَقُودُه بِصِفادِ وأخبَرَني المنذريّ عَن المُفضَّل بن سَلَمة، عَن أَبِيه عَن أبي عُبَيْدَة فِي قَول الله جلّ وعزّ: {مُّقَرَّنِينَ فِى الاَْصْفَادِ} (إِبْرَاهِيم: 49) ، أَي: الأغلال، وَاحِدهَا صَفَد. وَقيل: الصَّفَد: القَيْد، وجمعُه أصفاد. ص د ب: مهمل. ص د م صدم، صَمد، دمص، مصد: (مستعملة) . دصم، مدص: (مهملان) . صدم: قَالَ اللَّيْث: الصَّدْمُ: ضربُ الشَّيْء الصُّلْب بشيءٍ مثله، وَالرجلَانِ يَعْدُوان فيتصادَمان. قلت: والجيشان يتصادمان واصطدام السَّفينتين: إِذا ضَربَتْ كلُّ واحدةٍ صاحبتَها إِذا جَرَيا فوقَ المَاء بحَمُولَتهِما. وَفِي الحَدِيث: (الصَّبْر عِنْد الصَّدْمة الأولى) ، أَي: عِنْد فَوْرة الْمُصِيبَة وحَمْوَتِها. قَالَ شَمِر: يَقُول: مَن صَبَر تِلْكَ الساعَة وتلقّاها بالرِّضَى فَلهُ الْأجر. قَالَ اللَّيْث: صِدام: اسمُ فَرَس. قلتُ: لَا أَدْرِي صِدام أَو صِرام. قَالَ: والصُّدَامُ داءٌ يَأْخُذ فِي رُؤُوس الدوابّ.

وَقَالَ ابْن شُمَيْل: وَرجل مصدامَ: مجرب الصُّدام: داءٌ يَأْخُذ الْإِبِل فَتَخْمص بطونُها وتَدَعُ المَاء وَهِي عِطاش أَيَّاماً حَتَّى تَبرأ أَو تَمُوت. يُقَال مِنْهُ: جمل مَصْدوم، وإبل مُصدَّمة. وَقَالَ بَعضهم: الصُّدام: ثِقَلٌ يَأْخُذ الْإِنْسَان فِي رَأسه، وَهُوَ الخُشام. وَالْعرب تَقول: رَمَاه بالصّدام والأولق والجذام. أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الصَّدْم: الدَّفْع. والصَّدِمتان: الجَبِينان. والصَّدمة: النزَعة. ورجلٌ أصدَم: أنزَع. وَقَالَ غَيره: يُقَال: لَا أفعل الْأَمريْنِ صَدْمةً وَاحِدَة، أَي: دَفْعةً وَاحِدَة. وَقَالَ عبدُ الْملك بنُ مَرْوان لبَعض عمَّاله: إِنِّي ولّيتُك العِراقَين صَدْمة وَاحِدَة، أَي: دَفْعة وَاحِدَة. وَقَالَ أَبُو زيد: فِي الرَّأْس الصَّدِمتان بِكَسْر الدَّال وهما الجَبِينَان. صَمد: الصَّمَد: من أَسمَاء الله جلَّ وعزَّ. ورَوَى الْأَعْمَش عَن أبي وَائِل أَنه قَالَ: الصَّمَدُ: السيّدُ الَّذِي قد انْتهى سُؤدُدُه. قلتُ: أمَّا الله تبَارك وَتَعَالَى فَلَا نهايَة لسؤدُدِه، لِأَن سؤدده غير مَحْدود. وَقَالَ أَبُو عبد الرَّحْمَن السُّلَمي: الصمَد الَّذِي يُصمَد إِلَيْهِ الأمْر فَلَا يُقضَى دُونَه، وَهُوَ من الرِّجَال الَّذِي لَيْسَ فوقَه أحد. وَقَالَ الْحسن: الصَّمَدُ: الدَّائِم. وَقَالَ ميسرَة: المُصْمَت: المصْمَد. والمُصمَت: الَّذِي لَا جَوْفَ لَهُ، ونحواً من ذَلِك قَالَ الشّعْبي. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: الصَّمَد: الَّذِي يَنتَهي إِلَيْهِ السُّودَد، وَأنْشد: لقد بَكَّر النّاعي بخَيْرَيْ بني أسَدْ بعَمرو بنِ مَسْعُود وبالسَّيّد الصَّمَدْ وَقيل: الصمَد: الَّذِي صَمَد إِلَيْهِ كلُّ شَيْء، أَي: الَّذِي خَلَق الأشياءَ كلَّها لَا يَستغني عَنهُ شَيْء وكلُّها دالٌّ على واحدنيّته. وَقيل: الصَّمَد: الدائِم الْبَاقِي بعد فَنَاءِ خَلْقه، وَهَذِه الصِّفَات كلُّها يجوز أَن تكون لله جلّ وعزّ. وَرُوِيَ عَن عمر أَنه قَالَ: أيّها النَّاس، إيّاكم وتَعلُّمَ الأنسابِ والطَّعنَ فِيهَا، والَّذي نفسُ عمر بِيَدِه، لَو قلتُ: وَلَا يخرج من هَذَا البابِ إِلَّا صَمَدٌ مَا خرج إِلَّا أقلُّكم. وَقَالَ شمر: الصَّمَد: السيّد الَّذِي قد انْتهى سُؤدُدُه. وَقَالَ اللَّيْث: صمدتُ صَمْدَ هَذَا الْأَمر، أَي: قصدتُ قصْدَه واعتمدتُه. وَقَالَ أَبُو زيد: صَمَده بالعصا صَمْداً: إِذا ضَرَبه بهَا.

وَيَقُول: إِنِّي على صمادة من أَمر: إِذا أشرف عَلَيْهِ وحفلت بِهِ. قَالَ: وصَمَّد رأسَه تصميداً، وَذَلِكَ إِذا لَفَّ رأسَه بِخرقة أَو منديل أَو ثوبٍ مَا خلا الْعِمَامَة، وَهِي الصِّمادُ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الصِّماد: سِدادُ القَارُورة. وَقَالَ اللَّيْث: الصِّماد: عِفاصُ القارورة، وَقد صَمَدْتها أصمِدها. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الصَّمْدُ: الْمَكَان الْمُرْتَفع الغليظ، والمُصمَّدُ: الصلْبُ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ خَدد. وَقَالَ أَبُو خَيرة: الصَّمْد والصِّماد: مَا دقَّ من غِلَظ الجَبَل وتواضَع واطمأنَّ ونَبَت فِيهِ الشّجر. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الصمْد: الشديدُ من الأَرْض. وَقَالَ اللَّيْث: الصمْدة: صخرةٌ راسيةٌ فِي الأَرض مستويةٌ بمَتْن الأَرْض، وَرُبمَا ارتفعتْ شَيْئا. وَقَالَ غَيره: نَاقَة مِصْمادٌ وَهِي الْبَاقِيَة على القُرّ والجَدْب، الدائمةُ الرِّسْل. ونُوقٌ مَصامِد ومَصامِيد. وَقَالَ الْأَغْلَب: بَين طَرِيِّ سَمَكٍ ومالحِ ولُقَّحٍ مصامدٍ مجَالِحِ دمص: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الدَّمصُ: الإسراعُ فِي كلّ شَيْء، وَأَصله فِي الدَّجاجة، يُقَال: دَمَصت بالكَيْكَة، وَيُقَال للْمَرْأَة إِذا رمتْ ولدَها بزَحْرة وَاحِدَة: قد دَمَصَتْ بِهِ، وزَكَبَتْ بِهِ. وَقَالَ اللَّيْث: كلَّ عِرْق من أعراق الْحَائِط يسمَّى دِمْصاً، مَا خلا العِرْق الأَسفل، فَإِنَّهُ دِهْص. قَالَ: والدّمَص: مصدَرُ الأدمص، وَهُوَ الَّذِي رقَّ حاجِبهُ من أُخُرٍ، وكَثُفَ من قُدُم. وربَّما قَالُوا: أدمص الرّأس: إِذا رَقَّ مِنْهُ مَوَاضِع وقلَّ شعرُه. وَيُقَال: دمَصَت الكلبةُ ولدَها: إِذا أسقَطَتْه، وَلَا يُقَال فِي الْكلاب أسقَطَتْ. عَمْرو عَن أَبِيه: يُقَال للبَيْضة: الدَّوْمَصة ودَمَصت السباعُ إِذا وَلَدَتْ، ووضعتْ مَا فِي بطونها. مصد: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: المصْدُ: المَصُّ، مَصدَ جارِيَته ورَفَّها ومَصَّها ورَشَفَها بمعنَى وَاحِد. قَالَ: والمصدُ: الرَّعد. والمصدُ: الْمَطَر. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: مَا لَهَا مصْدةٌ، أَي: مَا للْأَرْض قُرٌّ وَلَا حَرّ. وَيُقَال: مصَدَ الرجُل جَارِيَته وعصدها: إِذا نكَحها، وَأنْشد: فأَبِيتُ أعتنِقُ الثُّغورَ وأقتفي عَن مَصدها وشِفاؤها المصدُ

أبواب الصاد والتاء

وَقَالَ الرِّياشيّ: المصدُ: الْبرد. وَرَوَاهُ وانْتهى، عَن مصدها، أَي: أتَّقِي أخبرنيه المنذريُّ عَن الْأَسدي عَن الرِّياشيّ. وَقَالَ اللَّيْث: المصد: ضَرْبٌ من الرَّضاع، يُقَال: قبَّلها فمصدها. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: المُصدانُ: أعالي الْجبَال، وَاحِدهَا مصَاد. قلت: ميمُ مصاد ميمُ مفْعَل وَجمع، على مُصدان، كَمَا قَالُوا مطيرٌ ومُطران، على توهُّم أنّ الْمِيم فاءُ الْفِعْل. (أَبْوَاب) الصَّاد وَالتَّاء) أهملت الصَّاد وَالتَّاء مَعَ الظَّاء والذال والثاء. ص ت ر ترص: عَمْرو عَن أَبِيه: التَّريصُ: المحكَمُ، يُقَال: أترصتهُ وترصتُه وترّصْتُه. قَالَ الْأَصْمَعِي: رَصنتُ الشيءَ: أكملْتُه، وأتْرَصتُه: أحكمتُه، وَقَالَ الشَّاعِر: تَرَّصَ أفْواقَها وقَوّمها أنبلُ عَدْوانَ كلِّها صَنَعَا وَفِي الحَدِيث: (وزِن رَجاءُ المُؤمِن وخَوفُه بميزانٍ تَرِبصٍ فَمَا زادَ أحدُهما على الآخر) ، أَي: بميزانٍ مستوٍ. وَقَالَ اللَّيْث: تَرصَ الشَّيْء تَراصةً فَهُوَ تريص، أَي: محكَم شَدِيد. وأَتْرَصْتُه أَنا إتراصاً. وَيُقَال: أَتْرِصْ مِيزانَك فَإِنَّهُ شائل، أَي: سَوِّه وأَحكِمْه. ص ت ل صلت، لصت، تلص: (مستعملة) . صلت: قَالَ اللَّيْث: الصَّلْتُ: الأَملسُ. رَجُل صَلْتُ الوَجْه والخَدّ، وصَلْت الجَبين. وسيفٌ صَلْت. وبعضٌ يَقُول: لَا يُقَال: الصّلتُ إِلَّا لما كَانَ فِيهِ طولٌ. وَيُقَال: أصلتّ السيفَ: إِذا جَرّبته. وسيفٌ صليتٌ، أَي: مُنْصَلتٌ ماضٍ فِي الضَّريبة. وربّما اشْتَقَّوا نَعْت أفْعَل من إفعِيلِ مثل إِبْلِيس، لأنّ الله عز وَجل أبلَسه. وَرجل مُنْصَلتٌ وأصلتيّ. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو والفرّاء: الصَّلَتان: الرجل الشَّديد الصُّلْب، وَكَذَلِكَ الحِمار. وَقَالَ شمر قَالَ الأصمعيّ: الصَّلتان من الْحمير المُنْجَردُ القصيرُ الشَّعر. وَقَالَ: أَخَذه من قَوْلك: هُوَ مِصْلاتُ العُنُق، أَي: بارِزُه مُنجردُه. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر والفرّاءِ: قَالَا: الصَّلتان والفَلتان والبَزَوَان والصَّمَيان كلّ هَذَا من التغلب والوَثب ونحوهِ. وَقَالَ أَبُو عبيد: الصَّلتُ: السكين الْكَبِير، وجمعُه أَصلات. وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو عَمْرو: وسكِّين

صَلْت، وسَيْفٌ صَلْت، ومِخْيَطٌ صَلْت: إِذا لم يكن لَهُ غِلاف. قَالَ: ويُرْوَى عَن العُكْلِيّ أَو غَيره: جَاءُوا بصَلْتٍ مِثلِ كَتِفِ النَّاقة، أَي: بشَفْرَةٍ عَظِيمَة. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: سكّين صَلْتٌ، وسَيْفٌ صَلْتٌ: انْجَرَدَ من غِمْدِه. وانْصَلَتَ فِي الأَمر: انْجَرَدَ. أَبُو عُبيد يُقَال: انْصَلَتَ: يَعْدُو، وانْكَدَرَ فِي الأمْرِ، وانْجَرَدَ يَعْدُو: إِذا أسرَع بعضَ الْإِسْرَاع. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: يُقَال: جَاءَنَا بمَرَقٍ يَصْلِتُ، ولَبَنٍ يَصْلِت: إِذا كَانَ قليلَ الدّسَم، كثيرَ المَاء. وَيجوز: يَصْلِد بِالدَّال، بِهَذَا الْمَعْنى. لصت: أَبُو عُبَيد وَغَيره فِي لُغَة طَيء: يُقَال لِلِّص: لَصْتٌ، وجمعُه لُصوت، وَأنْشد: فَتَرَكْنَ نَهداً عَيِّلاً أَبْنَاؤُهُمْ وَبَنِي كِنانَة كاللُّصُوتِ المُردِ تلص: يُقَال: دَلَّصَه وتَلَّصَه: إِذا مَلَّسَه ولَيَّنَه. ص ت ن نصت، صنت، صتن: (مستعملة) . نصت: قَالَ اللَّيْث: الإنصاتُ هُوَ السكوتُ لاستماع الحَدِيث، قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْءَانُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ} (الْأَعْرَاف: 204) . ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: نَصَتَ وَأَنْصَت وانْتَصَت بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ غَيره: أنْصَتَهُ وأنْصَت لَهُ. وَقَالَ الطِّرِمّاح فِي الانتصات: يُخَافِتْنَ بعضَ المَضْغ من خشيَة الرَّدَى ويُنْصِتْنَ للسّمع انْتِصَاتَ الْقَنَاقِنِ شمر: أَنْصَتُ الرَّجُلَ، أَي: سَكَتّ لَهُ. وأنصَتُّهُ: إِذا أسْكَتَّه؛ جعله من الأضداد. وَأنْشد للكُمَيْت: صَهٍ وانْصِتُونَا؛ لِلتَّحاوُر واسْمَعُوا تَشَهُّدَها من خُطبةٍ وارْتجَالِها أَرَادَ: وأنصتوا لنا. وَقَالَ آخر فِي الْمَعْنى الثَّانِي: أبوكَ الَّذِي أَجْدَى عَلَيَّ بنصرِهِ فأَنْصَتَ عَنِّي بعدَه كلَّ قائِلِ قَالَ الأصمعيّ: يُرِيد فأسكت عنِّي. ويروَى كلُّ قائِل. صنت: أَبُو عُبَيْد عَن الأصمعيّ: الصِّنتيتُ: السيّد الشريفُ؛ مثلُ الصِّنْدِيد سَوَاء. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الصُّنْتُوتُ: الفَرْدُ الحَرِيد. صتن: اللّحياني عَن الأمويّ: يُقَال للبخيل: الصُّوتَنُ. ص ت ف صفت: فِي حَدِيث الْحسن: أَن رجلا قَالَ: سَأَلته عَن الَّذِي يَسْتَيْقِظ فيجدُ بَلةً، قَالَ: أما أَنْت فاغتسل ورآني صِفتاتاً. قَالَ

اللَّيْث وَغَيره: الصفتاتُ: الرّجُلُ الْمُجْتَمع الشد، وَاخْتلفُوا فِي الْمَرْأَة، فَقَالَ بَعضهم: صفتاتة. وَقَالَ بَعضهم: صرفتات، بِلَا هاءِ. وَقَالَ بَعضهم: لَا تُتْعَثُ الْمَرْأَة بالصِّفْتَات، بالهاءِ وَلَا بِغَيْر الْهَاء. ابْن شُمَيْل: الصفتات: التّارّ الْكثير اللَّحْم المكتنز. ص ت ب: مهمل (ص ت م) (مصت) ، صمت، صتم: (مستعملى) . مصت: قَالَ اللَّيْث: المَصْتُ: لغةٌ فِي المسط، فَإِذا جعلُوا مَكَان السّين صاداً جعلُوا مَكَان الطّاء تَاء، وَهُوَ أَنْ يُدْخِل يَدَه فيقبضَ على الرَّحِم فَيَمْصُتَ مَا فِيهَا مَصْتاً. صمت: سلَمة عَن الكسائيّ قَالَ الْفراء: تَقول الْعَرَب: لَا صمْتَ يَوْمًا إِلَى اللَّيْل، وَلَا صَمْتَ يومٌ إِلَى اللَّيْل، وَلَا صَمْتَ يومٍ إِلَى اللَّيْل، فَمن نصب أَرَادَ: لَا تَصْمُتْ يَوْمًا إِلَى اللَّيْل، وَمن رفع أَرَادَ: لَا يُصْمَتُ يومٌ إِلَى اللَّيْل. وَمن خفض فَلَا سؤالَ فِيهِ. وَقَالَ اللَّيْث: الصّمْتُ: السُّكُوت. وَقد أَخذه الصُّمَات. وقُفْلٌ مُصْمَتٌ، أَي: قد أُبْهِم إغلاقُه. وبابٌ مُصْمَتٌ كَذَلِك، وَأنْشد: ومِن دون لَيْلَى مُصْمَتَاتُ المَقاصِرِ ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: جَاءَ بِمَا صَاءَ وصَمَت. قَالَ: مَا صاء يَعْنِي الشاءَ والإبلَ. وَمَا صَمَت يَعْنِي الذَّهبَ والفِضَّة. أَبُو عُبَيد: صَمتَ الرجلُ وأصْمَتَ بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: لقيتُه ببلدةِ إصْمِتْ، وَهِي القفرُ الَّتِي لَا أَحَدَ بهَا. وقطَع بَعضهم الْألف من إصمت فَقَالَ: بوَحْشِ الإصْمِتَيْنِ لَهُ ذُبابُ أنْشدهُ شمر. وَقَالَ: يقالُ: لَقِيتُهُ بوَحْشِ إصْمِتَ، الألفُ مكسورةٌ مَقْطُوعَة. شَمِر: الصُّمُوتُ من الدُّروع: اللّينةُ المَسِّ ليستْ بخَشِنة وَلَا صَدِئةٍ، وَلَا يكون لَهَا صوتٌ قَالَ النَّابِغَة: وكلّ صَمُوتٍ نَثْلةٍ تُبَّعِيّةٍ ونَسْجُ سُلَيْم كلّ قَضّاءَ ذَائلِ قَالَ: والسيفُ أَيْضا يُقَال لَهُ صموتٌ لرسوبه فِي الضَّرِيبة، وَإِذا كَانَ كَذَلِك قَلَّ صوْتُ خُرُوج الدّم. وَقَالَ الزُّبيرُ بن عبد الْمطلب: ويَنْفِي الجاهلَ المُخْتالَ عني رُقاقُ الحَدِّ وَقْعَتُه صَمُوتُ وَيُقَال: بَات فلانٌ على صِمَات أمرِه: إِذا كَانَ مُعْتَزِماً عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو مَالك: الصِّمَاتُ: القصدُ، وَأنْشد: وحاجةٍ بِتُّ على صِماتِها

أَي: وَأَنا معتزم عَلَيْهَا. وَمن أمثالهم: إِنَّك لَا تَشْكُو إِلَى مُصْمِتٍ، أَي: لَا تَشْكُو إِلَى مَن يعبأ بشكواك. والصُّمْتَةُ: مَا يُصْمَتُ بِهِ الصبيُّ من تمر أَو شَيْء ظريف. وَقَالَ ابْن هانىء يُقَال: مَا ذُقْتُ صُمَاتاً، أَي: مَا ذُقْت شَيْئا. وَيُقَال: لم يُصْمِته ذَاك، بِمَعْنى لم يَكْفِه، وأصلُه فِي النَّفي، وَإِنَّمَا يُقَال فِيمَا يُؤْكَل أَو يُشرب. وجاريةٌ صَمُوتُ الخَلْخاليْن: إِذا كَانَت غليظَة السّاقيْن لَا يُسمع لخَلْخالها صوتٌ لغموضه فِي رِجْلَيْهَا. وَيُقَال للّوْن البَهِيم: مُصْمَت. وللذي لَا جَوْفَ لَهُ مُصْمت. وفَرَسٌ مُصْمت؛ وخيلٌ مُصْمَتَاتٌ: إِذا لم يكن فِيهَا شِيَةٌ وَكَانَت بُهْماً. وَيُقَال للرجل إِذا اعتقل لسانُه فَلم يتكلّم: أصْمَت، فَهُوَ مُصْمِت. وَأنْشد أَبُو عَمْرو: مَا إِن رأيتُ من مُعَنياتِ ذواتِ آذانٍ وجُمْجُمَاتِ أَصْبَر مِنْهُنَّ على الصُّمات قَالَ: الصُّمات: السكوتُ. وَرَوَاهُ الْأَصْمَعِي: مِن مُغَنِّيات، أَرَادَ من صريفهن. قَالَ: والصُّمَاتُ العَطَشُ هَهُنَا، روَى ذَلِك كلَّه عَنْهُمَا أَحْمد بن يحيى. قَالَ ابْن السّكيت: الثَّوْب المُصْمَتُ: الَّذِي لوْنُه لونٌ وَاحِد لَا يخالط لونَه لونٌ آخَرُ. وَحَلْيٌ مُصْمَتٌ: إِذا كَانَ لَا يُخالطُه غيرُه. وأدْهَمٌ مُصْمَتٌ: لَا يُخالط لونَه غير الدُّهْمة. وَقَالَ أَحْمد بن عُبَيد: حَلْيٌ مُصْمَتٌ مَعْنَاهُ: قد نَشِب على لابسه فَمَا يَتحرّك وَلَا يتَزعزَع، مثلُ الدُّمْلُج والحِجْل وَمَا أشبهه. صتم: أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرو: صَتَمْتُ الشيءَ فَهُوَ مُصَتَّم وَصَتْمٌ، أَي: محكمٌ تامٌ. الْفراء قَالَ: مالٌ صَتْمٌ، وأموال صُتْمٌ. وَيَقُول: عبدٌ صَتْمٌ، أَي: شَدِيد غليظ. وجَمَلٌ صَتْمٌ، وناقة صَتْمَةٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الصَّتْمُ من كل شَيْء: مَا عَظُمَ واشتدّ. جملٌ صَتْمٌ، وبيتٌ صَتْمٌ. وأعطيْته ألفا صَتْماً. وَقَالَ زُهَير: صحيحات ألْفٍ بعدَ ألفٍ مُصَتَّم قَالَ: والحروف الصُّتْمُ: الَّتِي لَيست من حُرُوف الحَلْق. قَالَ غَيره: صتمت لَهُ ألفا تصطيماً، أَي: تممتها. قَالَ: والأصاتم جمع الأُصْطَمّة بلغَة تَمِيم؛ جمعوها بِالتَّاءِ كراهيةَ تفخيم أَصَاطم فردُّوا الطَّاء إِلَى التَّاء. (ص ظ: مهمل)

أبواب الصاد والراء

ص ذ (صذم) : قَالَ أَبُو حَاتِم: يُقَال: هَذَا قَضاءُ صَذُومُ (بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة) وَلَا يُقَال: سَدوم. ص ث أهملَها الليثُ مَعَ الْحُرُوف الَّتِي تَلِيهَا. (صبث) : وروى سَلَمة عَن الفرّاء أَنه قَالَ: الصَّبْثُ: ترقيعُ الْقَمِيص ورَفْوُه. يُقَال: رَأَيْت عَلَيْهِ قَمِيصًا مُصَبَّثاً، أَي: مُرَقّعاً. (أَبْوَاب) الصّاد والرّاء) ص ر ل: مهمل. ص ر ن صنر، نصر، رصن: (مستعملة) . صنر: الحَرّاني عَن ابْن السّكيت قَالَ أَبُو عَمْرو: تَقول: هِيَ الصِّنَارة بِكَسْر الصَّاد وَلَا تقل: صَنَّارة. وَقَالَ اللَّيْث: الصِّنَّارةُ: مِغْزَلُ الْمَرْأَة، وَهُوَ دخيل. وَقَالَ غَيره: صِنَّارةُ المِغْزل: هِيَ الحديدةُ المُعَقَّفةُ فِي رَأسه. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الصِنَّارَة: السيء الخُلق. والصِّنْوَرُ: الْبَخِيل السيىءُ الخلُق. والصنانير: البخلاء من الرِّجَال وَإِن كَانُوا ذَوي شرف. قَالَ: والصّنانير: السَّيِّئُو الْآدَاب وَإِن كَانُوا ذوِي نباهة. رصن: قَالَ اللَّيْث: رصن الشَّيْء يرصن رصانة، وَهُوَ شدَّة الثَّبَات. وأرصنته أَنا إرصاناً. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: رَصَنتُ الشَّيْء: أكملته. وَقَالَ غَيره: أرصَنته: أحكمته، فَهُوَ مرصون، وَقَالَ لبيد: أَو مُسلِمٌ عَمِلتْ لَهُ عُلوِيَّةٌ رَصنتْ ظهورَ رواجبٍ وبَنَانِ أَرَادَ بِالْمُسلمِ غُلَاما وَشَمَتْ يدَه امرأةٌ من أهل الْعَالِيَة. نصر: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: النُّصْرةُ: المَطْرةُ التّامّة، وأرضٌ منصورةٌ ومَضْبُوطة. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: نُصِرت البلادُ: إِذا مُطِرت، فَهِيَ منصورة. ونُصِر القومُ: إِذا أغِيثُوا. وَقَالَ الشَّاعِر: من كَانَ أخطاه الرّبيعُ فَإِنَّمَا نُصر الْحجاز بِغيْث عبد الْوَاحِد وَقَالَ أَبُو عَمْرو: نَصرْتُ أرضَ بني فلَان، أَي: أتيتها. وَقَالَ الرّاعي: إِذا مَا انْقَضى الشَّهْر الْحَرَام فَودِّعِي

بلادَ تميمٍ وانْصُرِي أرضَ عامِرِ وَقَالَ الْفراء: نَصَر الغيثُ البلادَ: إِذا أنبتها. وَقَالَ أَبُو خَيرة: النّواصرُ من الشِّعاب: مَا جَاءَ من مَكَان بعيد إِلَى الْوَادي فنصَرَ سيْلَ الْوَادي؛ الْوَاحِد نَاصِر. وَقَالَ اللَّيْث: النَّصْرُ: عوْنُ الْمَظْلُوم، وَفِي الحَدِيث: (انصُرْ أَخَاك ظَالِما أَو مَظْلُوما) ، وَتَفْسِيره: أَن يمنعهُ من الظُّلم إِن وجَدَه ظَالِما، وَإِن كَانَ مَظْلُوما أَعَانَهُ على ظالمه، وجمعُ النّاصِر أنصار. وانتصر الرجُل: إِذا امْتنع مِنْ ظالمه. قلت: وَيكون الانتصارُ من الظَّالِم: الانتصافُ والانتقامُ مِنْهُ، قَالَ الله مخبرا عَن نوح ودُعائه إيّاه بِأَن ينصره على قومه: {مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ} (الْقَمَر: 10، 11) ، كَأَنَّهُ قَالَ لربّه انتقم مِنْهُم، كَمَا قَالَ: {نُوحٌ رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى الاَْرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ} (نوح: 26) . والنصيرُ: الناصرُ، قَالَ الله جلّ وَعز: {نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} (الْأَنْفَال: 40) . والنُّصْرَةُ: حسنُ المعونة، وَقَالَ الله جلّ وَعز: {مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِى الدُّنْيَا وَالاَْخِرَةِ} (الْحَج: 15) الْآيَة. الْمَعْنى: من ظن من الْكفَّار أَن الله لَا يُظْهر محمّداً على مَن خالَفَه فليختنق غيْظاً حَتَّى يموتَ كمداً فَإِن الله يُظْهره وَلَا ينْفعُه موْتُه خَنْقاً. وَالْهَاء فِي قَوْله: {أَن لَّن يَنصُرَهُ} للنبيّ محمدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أَبُو إِسْحَاق: وَاحِد النَّصَارَى فِي أحد الْقَوْلَيْنِ: نصران كَمَا ترى؛ مثل نَدْمان ونَدامَى وَالْأُنْثَى نصرانة، وَأنْشد: فكِلْتاهما خَرَّتْ وأَسْجَد رأسُها كَمَا سَجَدَتْ نَصْرَانة لم تَحنَّفِ فنَصْرانة: تأنيثُ نَصْران. وَيجوز أَن يكون واحدُ النَّصَارَى: نَصْرِيًّا مثلُ بعير مَهْرِيَ وإبلٍ مَهَارَى. وَقَالَ اللَّيْث: زَعَمُوا أَنهم نُسِبوا إِلَى قَرْيَة بِالشَّام اسمُها نَصْرُونَه. والتّنَصُّرُ: الدخولُ فِي النّصرانية. شمر عَن ابْن شُمَيْل: النَّواصِرُ: مَسايل الْمِيَاه، واحدُها ناصِرة، لِأَنَّهَا تَجِيء من مَكَان بعيد حَتَّى تقع فِي مُجْتَمع المَاء حَيْثُ انْتَهَت، لِأَن كلّ مَسِيل يَضِيع مَاؤُهُ فَلَا يَقع فِي مُجْتَمع المَاء فَهُوَ ظَالِم لمائه. ص ر ف صرف، صفر، رصف، رفص، فرص. صرف: رُوِيَ عَن النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه ذكر الْمَدِينَة فَقَالَ: (مَن أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثاً أَو أَوَى مُحدثاً لَا يُقبَل مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ) . قَالَ أَبُو عبيد: رُوي عَن مَكْحُول أَنه قَالَ: الصَّرْفُ: التَّوْبَة. والعَدْلُ: الفِدْيَةُ. وَقَالَ أَبُو عبيد: وَقيل: الصّرفُ: النافلةُ،

والعدلُ: الفَرِيضةُ. وَرُوِيَ عَن يُونُس أَنه قَالَ: الصّرفُ: الحيلةُ وَمِنْه قيل: فلَان يتصرّف، أَي: يحتال. قَالَ الله جلّ وَعز: {فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلاَ نَصْراً} (الْفرْقَان: 19) ، قلت: وَهَذَا أشبه الْأَقَاوِيل بِتَأْوِيل الْقُرْآن. وَيُقَال للرجل الْمُحْتَال: صَيْرَفٌ وصَيْرَفيّ، وَمِنْه قولُ أُميَّة بن أبي عَائِذ الْهُذلِيّ: قد كنتُ وَلاّجاً خَروجاً صَيْرَفاً لم تَلْتَحِصنِي حَيصَ بَيص لحَاصِ وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أبي الهَيْثَم أَنه قَالَ: الصَّيْرَفُ والصَّيْرَفِي: المحتالُ المُتَقَلِّبُ فِي أُمُوره المُجَرّبُ لَهَا. والصَّرْفُ: التَّقَلُّبُ والحِيلة، يُقَال: فلانٌ يَصْرِفُ ويتَصَرَّفُ ويصطَرِفُ لِعِيَالِه، أَي: يَكتسب لَهُم. وَفِي حَدِيث أبي إِدْرِيس الْخَوْلانِيّ أَنه قَالَ: (من طلب صَرْفَ الحَدِيث يَبْتَغِي بِهِ إقبالَ وجوهِ النَّاس إِلَيْهِ لم يُرَح رائحةَ الجَنَّة) . قَالَ أَبُو عُبَيْد: صَرْفُ الحَدِيث أَن يزِيد فِيهِ لِيُمِيلَ قلوبَ النَّاس إِلَيْهِ، أُخِذَ من صَرْفِ الدّراهم. والصرفُ: الفَضْلُ، يقالُ: لهَذَا صَرْفٌ على هَذَا، أَي: فضل. وَيُقَال: فلَان لم يُحسن صَرْفَ الْكَلَام، أَي: فضلَ بعض الْكَلَام على بعضٍ. وَقيل لمن يُمَيِّز ذَلِك: صَيْرَفٌ وصَيرَفيّ. وَقَالَ اللَّيْث: تصريفُ الرّياح: صَرْفُها من جِهَة إِلَى جِهَة. وَكَذَلِكَ تصريف السُّيُول والخيول والأمور والآيات. قَالَ: وَصرف الدَّهْر: حَدَثُه وصَرْفُ الكلمةِ: إجراؤها بِالتَّنْوِينِ والصَّرَفُ أَن تَصرِفَ إنْسَانا على وجهٍ يُريدهُ إِلَى مَصْرِف غيرِ ذَلِك. والصَّرْفَةُ: كوكبٌ واحدٌ خلْفَ خَرَاتَيِ الأسدِ، إِذا طلع أمامَ الْفجْر فَذَاك أوّل الخريف، وَإِذا غَابَ مَعَ طُلُوع الْفجْر فَذَاك أوّل الرّبيع، وَهُوَ من منَازِل الْقَمَر. وَالْعرب تَقول: الصَّرْفَةُ: نابُ الدّهرِ، لِأَنَّهَا تَفْترُّ عَن الْبرد أَو عَن الحرّ فِي الحالتيْن. وَقَالَ الزّجّاج: تصريفُ الْآيَات تَبْيينُها. وَلَقَد صرّفْنا الْآيَات: بَيّناها. عَمْرو عَن أَبِيه: الصَّرِيفُ: الفضّة، وَأنْشد: بني غُدَانةَ حَقّاً لستُم ذَهَباً وَلَا صَرِيفاً وَلَكِن أَنْتُم خَزَفُ والصَّرِيفُ: صوتُ الأنياب والأبواب. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الصَّرِيفُ: اللّبَنُ الَّذِي يَنْصرِف بِهِ عَن الضَّرْع حارّاً، فَإِذا سكنَتْ رَغْوَتهُ فَهُوَ الصَّريح. وَقَالَ اللَّيْث: الصريفُ: الخمرُ الطيّبة. وَقَالَ فِي قَول الْأَعْشَى:

صَرِيفِيّة طَيِّبٌ طَعْمُها لَهَا زَبَدٌ بَين كُوبٍ ودَنْ قَالَ بَعضهم: جعلهَا صَرِيفيّة لِأَنَّهَا أخِذت من الدَّنّ ساعتئذ كاللبن الصريف. وَقيل: نسِبت إِلَى صَرِيفِين، وَهُوَ نهر يَتَخَلَّجُ من الفُرات. والصِّرفُ: الخمرُ الَّتِي لم تُمْزَج بِالْمَاءِ، وَكَذَلِكَ كلّ شَيْء لَا خِلْطَ فِيهِ. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الصِّرفُ: شَيْء أحمرُ يُدبَغ بِهِ الأدِيمُ. وَأنْشد: كُمَيْتٌ غيرُ مُحْلِفةٍ وَلَكِن كلَوْن الصِّرِفِ عُلَّ بِهِ الأَدِيمُ أَي: أَنَّهَا خَالِصَة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الصَّرفانُ: اسمٌ. الْمَوْت والصَّرَفانُ: جنسٌ من التَّمْر. والصَّرَفان: الرَّصاص، وَمِنْه قولُ الرّاجز: أمْ صَرَفاناً بارِداً شَدِيداً ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: السّبَاعُ كلُّها تُجْعِل وتَصْرفُ إِذا اشتهتِ الفحلَ، وَقد صرَفت صِرافاً فَهِيَ صارِفٌ. وَأكْثر مَا يُقَال ذَلِك للكلبة. وَقَالَ اللّيث: حِرْمةُ الشّاءِ والكلابِ والبقرِ. وَقَالَ المُتَنَخّل: إِن يُمْس نَشْوانَ بمَصْرُوفة مِنْهَا بِرِيَ وعَلى مِرْجَل قَالَ: بمصروفة، أَي: بكأس شُرِبت صِرْفاً. وعَلى مِرْجل: أَي على لحم طُبخ فِي مِرجل وَهِي القِدر. وَقَالَ اللَّيْث: الصَّيرِفيّ من النجائب منسوبة وَلَا أعرفهُ، وَلَا الصَّدَفِي بِالدَّال. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَصْرفَ الشَّاعِر شِعرَهُ يُصْرِفه إصرافاً: إِذا أقْوَى فِيهِ. وَأنْشد: بِغَيْر مُصرَفة القَوافِي وَيُقَال: صَرَفْتُ فلَانا وَلَا يُقَال: أصرفته. وتصريف الْآيَات تبيينها. رصف: الأَصْمَعِيُّ: الرَّصَفُ: صَفاً يَتَّصَل بعضُه بِبَعْض، وَاحِدهَا رَصَفه. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الرَّصَفُ: صَفاً طويلٌ كَأَنَّهُ مَرْصُوف. الْحَرَّانِي عَن ابْن السكِّيت قَالَ: الرَّصفُ: مصدرُ رَصَفْتُ السّهمَ أرْصُفُه: إِذا شَدَدْتَ عَلَيْهِ الرِّصاف، وَهِي عَقَبةٌ تُشَدّ على الرَّعْط، والرُّعْطُ مَدْخَلُ سنح النَّصْل. وَقَالَ الْأَصْمَعِي فِيمَا يروي أَبُو عبيد: هِيَ الرَّصفَة، وجمعُها الرِّصاف. وَفِي الحَدِيث: ثمَّ نظر فِي الرِّصاف فتحَارى أيرَى شَيْئا أم لَا. وَقَالَ اللَّيْث: الرَّصَفَةُ: عَقبةٌ تُلْوَى على مَوضِع الفُوق. قلت: وَهَذَا خطأ، والصوابُ مَا قَالَ ابْن السكّيت. والرَّصَفُ: حجارةٌ مرصوفٌ بعضُها إِلَى بعض. وَأنْشد للعَجّاج:

فشَنّ فِي الإِبْرِيق مِنْهَا نُزَفا من رَصفٍ نازعَ سيْلاً رَصفَا قَالَ الْبَاهِلِيّ: أَرَادَ أنَّه صَبَّ فِي إبريق الْخمر من ماءٍ رَصفٍ نَازع سيلاً كَانَ فِي رَصَفٍ فَصَارَ مِنْهُ فِي هَذَا، فَكَأَنَّهُ نازعه إِيَّاه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَرْصَف الرّجلُ: إِذا مَزَج شرابه بِمَاء الرَّصف، وَهُوَ الَّذِي يَنحدر من الْجبَال على الصخر فيَصْفُو، وَأنْشد بَيت العجاج. وَقَالَ: الرَّصفْاء من النِّسَاء: الضيّقةُ المَلاقِي وَهِي الرَّصُوف. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للقائم إِذا صَفّ قَدَمَيْه: رَصَف قدمَيْه، وَذَلِكَ إِذا ضم إِحْدَاهمَا إِلَى الْأُخْرَى. فرص: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الفَرْصاءُ من النُّوق: الَّتِي تقوم نَاحيَة، فَإِذا خلا الحوْضُ جَاءَت فشرِبتْ. قلت: أُخذَت من الفُرْصة وَهِي النُّهْزة. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: إِذا جَاءَت فُرْصَتُك من الْبِئْر فأدْل. وفُرُّصَته ساعتُه الَّتِي يُستَقَى فِيهَا. وَيُقَال: بَنو فلَان يَتفارَصُون بئرهم، أَي: يَتناوَبُونها. قلت: مَعْنَاهَا أَنهم يتناوبون الاستقاء مِنْهَا. وَقَالَ اللَّيْث: الفُرْصة كالنُّهْزَةِ والنَّوْبة. تَقول: أصبت فرصتك يَا فلَان ونوبتك ونهزتك، وَالْمعْنَى وَاحِد، وَالْفِعْل أَن تَقول: انتهزها وافترضها وَقد افترضت وانتهزت. وَفِي الحَدِيث أَن النبيّ عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ للْمَرْأَة الَّتِي أمرهَا بالاغتسال من المَحِيض: (خُذِي فِرْصةً مُمسّكة فتطهّري بهَا) ، قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيّ: الفِرْصة: القطعةُ من الصُّوف أَو الْقطن أَو غَيره، وَإِنَّمَا أُخِذت من فَرصت الشَّيْء، أَي: قطعته. وَيُقَال للحديدة الَّتِي يقطع بهَا الفضّة: مِقْراض، لِأَنَّهُ يقطع بهَا، وأنشدَنا للأعشى: وأَدْفَعُ عَن أعراضكم وأُعيرُكم لِساناً كمِفراصِ الخَفَاجِيّ ملْحَبَا وَقَالَ غَيره: يُقَال: افْرِصْ نعلَك، أَي: أخْرِق فِي أُذُنها للشِّراك. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إِنِّي لأكْره أَن أرى الرجلَ ثائراً فريصُ رقبته قَائِما على مُرَيَّته يضْربهَا) . قَالَ أَبُو عَمْرو: الفَرِيصة: المُضغةُ القليلة تكون فِي الجَنْب تُرْعد من الدَّابَّة إِذا فَزِعت، وجمعُها فَرِيص. وَقَالَ النَّابِغَة: شكّ الفريصةَ بالمدْرى فأنقذه شكّ المبيطر إِذْ يشفي من العضدِ وَقَالَ أَبُو عبيد: هِيَ اللّحمة الَّتِي بَين الجَنْب والكَثف الَّتِي لَا تزَال تُرْعَد من الدَّابَّة.

قَالَ: وأَحْسَب الَّذِي فِي الحَدِيث غير هَذَا، إِنَّمَا أَرَادَ عَصَبَ الرَّقبة وعروقَها، لِأَنَّهَا هِيَ الَّتِي تثور عِنْد الْغَضَب. وَأَخْبرنِي ابنُ هاجك عَن ابْن جبلة أَنه سمع ابْن الْأَعرَابِي فسّر الفَرِيص كَمَا فسّره الْأَصْمَعِي، فَقيل لَهُ: هَل يَثور الفَرِيص؟ قَالَ: إِنَّمَا يَعْنِي الشّعْر الّذي على الفَرِيص كَمَا يُقَال: فلَان ثَائِر الرأسِ: أَي ثَائِر شَعرِ الرَّأْس. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: فَرَصْت الرجلَ أفْرِصه: إِذا أصبتَ فريصتَه. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الفَرِيصةُ: اللّحمَةُ الَّتِي بَين الكَتِف والصّدْر. والفَرِيصة أُم سُوَيْد. وروى أَبُو تُرَاب للخليل أَنه قَالَ: فريصةُ الرجل: الرَّقَبَة. وفَرِيسُها: عروقُها. وَفِي حَدِيث قَيْلَة: أَن جُوَيْرِيَةً لَهَا كَانَت قد أَخَذتهَا الفَرْصة. قَالَ أَبُو عُبيد: الْعَامَّة تَقول لَهَا: الفَرسة بِالسِّين والمسموع من الْعَرَب بالصَّاد وَهِي ريحُ الحدَبة. قَالَ: والفَرْسُ بِالسِّين: الكَسْر. والفَرْص: الشّق. وَقَالَ اللَّيْث: الفَرْصُ: شَدُّ الجلدِ بحديدة عريضة الطَّرَف تَفْرِصُه بهَا فَرْصاً غَمزاً؛ كَمَا يَفْرِص الحَذَّاءُ أُذُنَي النَّعل عِنْد عقبهما بالمِفْرَص ليجعل فِيهَا الشِّراك. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الفريصة: الاست، وَهُوَ أَيْضا مرجع الْمرْفق. وَأنْشد: جَوادٌ حِين يَفْرِصُه الفَرِيصُ يَعْنِي حِين يشُقّ جلدَه العرَقُ. وتَفْرِيصُ أسْفل نَعْلِ القِرَاب: تَنْقيشُه بِطرف الحديدة. رفص: أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: هِيَ الفُرْصةُ والرُّفْصة: النَّوْبةُ تكون بَين الْقَوْم يتَناوَبُونها على المَاء. قَالَ الطِّرِمّاح: كأَوْبِ يَدَيْ ذِي الرُّفْصَةِ المُتَمَتِّحِ أَبُو عُبَيْد عَن أبي زيد: ارْتَفَص السّعرُ ارتفاصاً فَهُوَ مُرْتَفِص: إِذا غلا وارتفع. قلت: كَأَنَّهُ مَأْخُوذ من الرُّفْصة وَهِي النَّوْبَة. صفر: فِي الحَدِيث: (لَا عَدْوَى وَلَا هامَةَ وَلَا صَفَر) . قَالَ أَبُو عبيد: فسّر الَّذِي روى الحديثَ أَن الصَّفَر: دوابُّ الْبَطن. وَقَالَ أَبُو عُبَيدة: سمعتُ يُونُس يسْأَل رُؤْبَةَ عَن الصَّفَر فَقَالَ: هُوَ حَيَّةٌ تكون فِي الْبَطن، تصيبُ الماشيةَ وَالنَّاس. قَالَ: وَهِي عِنْدِي أعْدَى من الجَرَب عِنْد الْعَرَب. قَالَ أَبُو عُبَيْد: فأَبطل النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنَّهَا تُعْدِي.

قَالَ: وَيُقَال: إِنَّهَا تشتدّ على الْإِنْسَان وتؤذيه إِذا جَاع. وَقَالَ أعشى باهلة: وَلَا يَعَضُّ على شُرْسُوفِهِ الصَّفَر قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبيدة: يُقَال فِي الصفَر أَيْضا: أَنه تأخيرهم المُحَرَّم إِلَى صفر فِي تَحْرِيمه. والوَجْه فِيهِ التفسيرُ الأوّل. وَفِي حَدِيث آخر قَالَ: (صَفْرَةٌ فِي سَبِيل الله خيرٌ من حُمْرِ النَّعَم) ، أَي: جَوْعةٌ. وَقَالَ التّمِيميّ: الصَّفَرُ: الجوعُ. وَقيل للحيّة الَّتِي تَعُضُّ البطنَ: صَفَرٌ، لِأَنَّهَا تفعل ذَلِك إِذا جَاع الْإِنْسَان. الحرّاني عَن ابْن السّكيت: صَفِرَ الرجل يَصْفَر تصفيراً. وصَفِرَ الْإِنَاء من الطعامِ وَالشرَاب، والرَطْبُ من اللّبن يَصْفَر صَفَراً، أَي: خلا، فَهُوَ صَفِر. وَيُقَال: نَعُوذ بِاللَّه من قرَع الْغناء وصَفَر الْإِنَاء. وَأنْشد: وَلَو أَدْرَكْنَهُ صَفِرَ الوِطاب يَقُول: لَو أدركتْه الخيلُ لقتلته ففرَغَت وِطابُ دَمِهِ وَهِي جُسمانه مِن دَمِه إِذا سُفِك. أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: الصُّفارُ: الماءُ الْأَصْفَر. وَقَالَ اللّيثُ: صَفَرُ: شهرٌ بعد المُحَرَّم، وَإِذا جُمعا قيل لَهما الصّفَران، قَالَ: والصُّفَارُ: صَفْرَةٌ تعلو اللَّونَ والبَشَرة من داءٍ. قَالَ: وصاحبُه مَصْفُور، وَأنْشد: قَضْبَ الطَّبيبِ نائِطَ المَصْفُور وَقَالَ اللَّيْث: والصُّفْرَةُ: لونُ الْأَصْفَر. وَفعله اللازمُ الاصفرار. قَالَ: وَأما الاصفِيرارُ: فَعَرَضٌ يَعْرِض للْإنْسَان، يُقَال: يَصْفَارُّ مرَّةً ويحمارُّ أُخْرَى. وَيُقَال فِي الأول: اصْفَرَّ يَصْفَرّ. قَالَ: والصَّفِير من الصَّوْت بالدواب: إِذا سُقيت. والصّفَّارةُ: هَنَةٌ جوفاءُ من نُحاس يَصْفِر فِيهَا الغلامُ للحَمام، ويصفِر فِيهَا بالحِمار ليَشربَ. قَالَ: والصِّفرُ: الشَّيْء الْخَالِي، يُقَال: صَفِرَ يَصفُر صُفُوراً فَهُوَ صِفْر، والجميع والذّكَرُ وَالْأُنْثَى والواحدُ فِيهِ سَوَاء. والصِّفْرُ فِي حِسَاب الهِنْد: هُوَ الدائرة فِي الْبَيْت يُغني حسابه. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي طَالب قَالَ: قولُهم مَا فِي الدَّار صافِر. قَالَ أَبُو عُبَيدة والأصمعي: الْمَعْنى مَا فِي الدَّار أحَدٌ يَصْفِرُ بِهِ، وَهَذَا مِمَّا جَاءَ على لفظ فَاعل، وَمَعْنَاهُ مَفْعول بِهِ، وَأنْشد: خَلَت المَنازِلُ مَا بهَا ممّن عَهِدْتُ بهنّ صافِرْ قَالَ: وَقَالَ غيرُهما: مَا بهَا صافر، أَي:

مَا بهَا أحد، كَمَا يُقَال: مَا بهَا دَيَّار. وَقَالَ اللَّيْث: أَي مَا بهَا أحدٌ ذُو صَفِير. وَبَنُو الأصفَر: مُلوكُ الرُّوم. وَقَالَ عديُّ بنُ زيد: وَبَنُو الْأَصْفَر الكرامُ مُلُوكُ الر وم لم يَبقَ منهمُ مأثُورُ والصُّفْر: النُّحَاسُ الجيّد. وأَبو صُفْرَة: كُنْيَةُ والدِ المُهلّب. والصُّفْرِيَّة: جنسٌ من الْخَوَارِج. قَالَ بَعضهم: سُمُّوا صُفْرِيَّةً لأَنهم نُسِبوا إِلَى صُفرة ألوانهم. وروَى أَبُو حَاتِم عَن الأصمعيّ أَنه قَالَ: الصوابُ فِي الْخَوَارِج الصِّفْرِيَّة، بِالْكَسْرِ. قَالَ: وخاصَمَ رجل مِنْهُم صاحبَه فِي السجْن فَقَالَ لَهُ: أَنْت وَالله صِفرٌ من الدّين؛ فسُمُّوا صِفْرِيَّة. قَالَ: وَأما الصَّفريَّة فهم المهالبة، نُسِبوا إِلَى أبي صفْرَة. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه أنْشدهُ: يَا رِيحَ بَيْنُونَة لَا تَذْمِينا جئتِ بألوان المُصْفَرِّينا قَالَ قوم: هُوَ مَأْخُوذ من المَاء الْأَصْفَر، وصاحبُه يَرشَح رَشحاً مُنْتِناً. وَقَالَ قوم: هُوَ مأخوذٌ من الصَّفَر، وَهِي حَيَّاتُ البَطن. وأخبرَني المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الصَّفَرِيَّة: من لَدُن طُلُوع سُهَيل إِلَى سُقوط الذِّرَاع، تُسمَّى أَمطارُ هَذَا الْوَقْت صَفَرِية. وَقَالَ: يطلع سُهَيْل والجبهة لَيْلَة وَاحِدَة لاثني عشرَة لَيْلَة من آب. وَقَالَ أَبُو سَعيد الصفَرِيَّة: مَا بَين تَوَلِّي القَيْظ إِلَى إقبال الشتَاء. وَقَالَ أَبُو زيد: أوّل الصفَرِيَّة طلوعُ سُهَيل وآخرُها طلوعُ السِّماك. قَالَ: وَفِي أوّل الصفَرِيّة أَرْبَعُونَ لَيْلَة يخْتَلف حرُّها وبردُها تسمَّى المعتدِلات. وَقَالَ اللَّيْث: الصفَرِيّة: نباتٌ يكونُ فِي أوّل الخريف تَخضرّ الأرضُ ويورق الشّجر. وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ: الصّقَعِيّ أولُ النّتاج، وَذَلِكَ حِين تَصقَع الشمسُ فِيهِ رؤوسَ البَهْم صَقْعاً. وبعضُ العَرب يَقُول لَهُ: الشمسيّ والقَيْظِي، ثمَّ الصفَرِيّ بعد الصقَعِيّ وَذَلِكَ عِنْد صِرامِ النّخل، ثمَّ الشّتوِيّ وَذَلِكَ فِي الرّبيع، ثمَّ الدفَئِيّ وَذَلِكَ حِين تَدفَأُ الشَّمْس، ثمَّ الصيْفِيّ ثمَّ القَيْظِيّ، ثمَّ الخَرَفيَّ فِي آخر القَيْظ. وَقَالَ الفرّاء فِي قَول الله جلّ وَعز: {كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ} (المرسلات: 33) ، قَالَ: الصُّفر: سودُ الْإِبِل، لَا تَرى أسوَدَ من الْإِبِل إلاّ وَهُوَ مُشرَب صفْرةً، وَلذَلِك سَمَّت العربُ سودَ الْإِبِل صفْراً، كَمَا

سَمّوا الظِّباء أُدْماً لما يعلوها من الظُّلمة فِي بياضِها. وَقَالَ أَبُو عبيد: الأصفرُ: الأسوَد. وَقَالَ الْأَعْشَى: تلكَ خَيلِي مِنْهُ وَتلك رِكابي هن صفْرٌ أولادُها كالزَّبيبِ وَقَالَ الليثُ: الصفَارُ: مَا بَقيَ فِي أصُول أَسْنَان الدابَّة من التِّبْن والعَلَف للدوابّ كلهَا. وَقَالَ ابْن السكّيت: السَّحَم والصَّفار بِفَتْح الصَّاد نَبْتان. وأَنشد: إِن العُرَيْمَة مانعٌ أرمَاحنا مَا كَانَ من سَحَمٍ بهَا وصفَارِ والصفْراء: نَبْتٌ من العُشْب. والصفْراء: شِعبٌ بِنَاحِيَة بَدْرٍ، وَيُقَال لَهَا الأصافر. وَقَالَ ابْن الأَعرابي: الصفَارِيّة: الصَّعْوَة. والصافر: الجبان. ص ر ب صَبر، صرب، برص، بصر، ربص: مُستعملة. صَبر: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: أصبَرَ الرجلُ: إِذا أَكل الصَّبِيرَة، وَهِي الرُّقاقةُ الَّتِي يَغْرِفُ عَلَيْهَا الخبازُ طعامَ العُرْس. قَالَ ابْن عَرَفَة فِي قَوْله تَعَالَى: {وَاصْبِرُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (الْأَنْفَال: 46) ، قَالَ: الصبرُ صبران هما عُدَّتان للْإيمَان: الصَّبْر على طَاعَة الله وَمَا أمره، وَالصَّبْر عَن مَعْصِيّة الله جلّ ثَنَاؤُهُ وَمَا نهى عَنهُ. وَقَالَ فِي قَوْله: {لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} (إِبْرَاهِيم: 5) ، يُقَال: صابر وصبّار وصبور؛ فَأَما الصّبور فالمقتدر على الصَّبْر، كَمَا يُقَال: قتول وضروب، أَي: فِيهِ قدرَة على ذَلِك. والصبَّار: الَّذِي يصبر وقتا بعد وَقت. والشكور: أوكد من الشاكر وَهَذَانِ خلقان مدح الله بهما نَفسه، وَقد نعت بهما خلقه. وأصبَرَ الرجلُ: وَقَع فِي أُمّ صَبُّور، وَهِي الدَّاهية، وَكَذَلِكَ إِذا وَقع فِي أمِّ صبّار، وَهِي الحرّة. وأصبَر الرجل: إِذا جَلَس على الصَّبير الأقدر وَهُوَ الْوسط من الْجبَال وأصبَر سَدَّ رَأسَ الحَوْجَلَة بالصِّبار، وَهُوَ السِّداد. وَيُقَال لِرَأسها الفعولة والعرعُرة والأنبوب والبلبة. وَقَالَ اللَّيْث: الصبْرُ: نقيضُ الجَزَع. والصبْر: نَصْبُ الإنسانِ للْقتْل، فَهُوَ مَصْبور. والصَّبر: أَن تَأْخُذ يمينَ إنسانٍ، تَقول: صبَرتُ يمينَه، أَي: حلَّفْتُه، وكلُّ من حبستَه لقتلٍ أَو يمينٍ فَهُوَ قتلُ صبْرٍ، ويمينُ صبْرٍ. وَفِي حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنه نَهى عَن قَتْل شيءٍ من الدَّوَابّ صَبراً) . قَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ أَبُو زيد وَأَبُو عَمْرو فِي

قَوْله: (صَبراً) : هُوَ الطَّائِر أَو غيرُه من ذواتِ الرُّوح يُصْبر حيّاً ثمَّ يُرمَى حَتَّى يُقتَل. قَالَ: وأصلُ الصَّبر الحَبْس، وكلُّ من حَبَس شَيْئا فقد صبَره. وَمِنْه الحَدِيث الآخَر فِي رجُلٍ أمسَكَ رجلا وقتَلَه آخَرُ فَقَالَ: (اقتُلوا الْقَاتِل واصبروا الصابر) . قَوْله: اصبِرُوا الصابر: يَعْنِي احبِسوا الَّذِي حَبَسه للْمَوْت حَتَّى يموتَ. وَمِنْه يُقَال للرجل يقدَّم فتُضرَب عُنقه: قُتِل صبرا، يَعْنِي أنّه أُمْسِك على الْمَوْت، وَكَذَلِكَ لَو حَبَس رجلٌ نفسَه على شَيْء يُريدهُ قَالَ: صبرتُ نَفسِي. وَقَالَ عنترة يذكر حَربًا كَانَ فِيهَا: فصبَرْت عارِفَة لذَلِك حُرَّةً تَرْسُو إِذا نَفْسُ الجبَان تَطلَّعُ قَالَ أَبُو عُبَيد: يقولُ: إِنَّه قد حبس نَفسه، ومِن هَذَا يَمين الصَّبْر، وَهُوَ أَن يَحبِسه، السّلطان على الْيَمين حَتَّى يحلِف بهَا، فَلَو حلَف إنسانٌ من غير إحلافٍ مَا قيل: حلف صبْراً. وَقَالَ اللَّيْث: الصبِرُ: عُصارة شجرٍ ورقُها كقُرُب السكاكين طوالٌ غِلاظٌ فِي خُضْرَتها غُبْرة وكُمْدَة مقشعّرة المنظر، يخرج وَسطهَا ساقٌ عَلَيْهِ نَوْرٌ أصفرُ ثَمِه الرِّيح. قَالَ: والصُّبَارُ: حَمل شَجَرَة طعمُه أشدُّ حموضةً من المَصْل لَهُ عجْم أحمرُ عريضٌ يسمَّى التَّمَر الهِنْدِيّ. ثَعْلَب عَن سَلَمة عَن الْفراء قَالَ: الصُّبَار: التَّمْر الهِنْديّ، بِضَم الصَّاد. والصُبَار: الحجارةُ المُلْس. قَالَ: والصبار: صِمامُ القارُورة. أَبُو عُبَيد، عَن أبي عُبَيْدةَ قَالَ: الصُّبارة: الْحِجَارَة، بِضَم الصَّاد قَالَ الْأَعْشَى: من مُبْلغُ عَمْراً بأنَّ المَرْءَ لم يُخلق صبارَة وَقَالَ: الصّبرُ: الأَرْض الَّتِي فِيهَا حَصباء وَلَيْسَت بغليظةٍ، وَمِنْه قيل للحَرّة: أمُّ صبار. شمر عَن ابْن شُمَيْل: أمُّ صبَّار: هِيَ الصَّفاة الَّتِي لَا يَحيكُ فِيهَا شَيْء. وَقَالَ: الصبَّارة: الأرضُ الغليظة المَشرفة الشأْسه لَا تُنبتُ شَيْئا، وَهِي نحوٌ من الجبلُ. وَقَالَ: هِيَ أم صبّارٍ، وَلَا تسمَّى صبارةً، وَإِنَّمَا هِيَ قُفٌّ غَلِيظَة. وَقَالَ الْأَحْمَر: الصُّبْرُ جانبُ الشَّيْء، وبُصْرُه مِثلُه. وَيُقَال: صُبْرُ الشَّيْء: أَعْلَاهُ. ومنهُ قولُ ابْن مَسْعُود: سِدرَة المنتهَى: صُبْرُ الْجنَّة. قَالَ: صُبْرُها: أَعْلَاهَا. وَقَالَ النَّمِر يصفُ رَوْضةً:

عَزَبَتْ وباكَرَها الرَّبيع بدِيمَةٍ وَطْفاءَ يَملؤُها إِلَى أَصْبارِها وَقَالَ غَيره: أصبارُ القَبْر: نواحِيه. والصَّبْرة من الْحِجَارَة: مَا اشتدّ وغَلُظ، وجمعُها الصَّبار، وَأنْشد: كأنّ تَرنُّم الهاجاتِ فِيهَا قُبيلَ الصّبح أصواتَ الضَّبار شبه نَقِيقَ الضَّفادِع بوَقْع الْحِجَارَة. ويُقال للداهية الشَّدِيدَة أم صبور. وَقَالَ غَيره: يُقَال: وَقَع فلانٌ فِي أم صَبُّور، أَي: فِي أَمر لَا مَنْفَذ لَهُ عَنهُ. وَقيل: أمُّ صَبّور: هَضْبة لَا مَنفَذ لَهَا، تضْرب مَثلاً للداهية وَأنْشد: أوقعَه اللَّهُ بسوءِ سَعْيِه فِي أمِّ صَبُّورِ فأَوْدَى ونَشِبْ وَفِي حَدِيث عمَّار حِين ضرَبه عُثْمَان رحمهمَا الله فلمّا عُوتِبَ فِي ضربِه إيّاه قَالَ: هَذِه يَدِي لعَمّارٍ فليَصْطَبر، مَعْنَاهُ فليقتصّ. يُقَال: صَبَر فلانٌ فلَانا لوليِّ فلانٍ، أَي: حَبَسه. وأَصْبَره، أَي: أقصَّه مِنْهُ، فاصْطَبَر، أَي: اقتَصَّ. أَبُو عُبَيد عَن الْأَحْمَر: أقادَ السلطانُ فلَانا وأقَصَّه وأَصْبَرَه بِمَعْنى وَاحِد: إِذا قَتَلَه بقَوَد وأَباءَهُ مِثلُه. أَبُو عُبَيْد، عَن أبي زيد: صَبَرْت بفلان أَصْبِر بِهِ صَبْراً: إِذا كفلتَ بِهِ فأنابه صَبِيرٌ. وَقَالَ الْكسَائي مثله. قَالَ: وصَبَرْتُ الرجَل أصبره: إِذا لزمتَهُ وَقد أتيتُه فِي صَبَارّة الشِّتاء، أَي: فِي شدّة البَرْد. وَفِي الحَدِيث عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَن الله جلَّ وعزَّ قَالَ: إِنِّي أَنا الصبور) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: الصَّبور فِي صِفَة الله تَعَالَى الْحَلِيم، قَالَ الأصمعيّ: أدهقتُ الكأس إِلَى أَصْحَابهَا، أَي: إِلَى أعاليها. قَالَ: والصَّبِيرُ: السحابة الْبَيْضَاء. قَالَ: والصَّبِيرُ الّذي يَصبرُ بعضُه فوقَ بعض درجا. وَقَالَ أَبُو زيد: الصَّبِيرُ: الجَبلُ. وَقَالَ اللَّيْث: صَبيرُ الْخُوان: رُقاقة عريضةٌ تُبْسَط تَحت مَا يُؤْكَل من الطَّعَام. وصَبيرُ الْقَوْم: زعيمُهم، والصُّبْرة من الطَّعَام: مثل الصُّوفة بعضه فَوق بعض. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: الصَّبْر: الْإِكْرَاه؛ يُقَال: أصبَر الْحَاكِم فلَانا على يَمِين صبْرٍ، أَي: أكرَهَه. قَالَ: والصّبر: الجرْأة، وَمِنْه قَول الله جلّ وعزّ: {فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ} (الْبَقَرَة: 175) ، أَي: مَا أجرأهم على عمل أهلِ النَّار. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: سَأَلت الخَلَنْجِي عَن الصَّبْر فَقَالَ: ثَلَاثَة أَنْوَاع: الصبْرُ على طَاعَة الجبّار، والصبْرُ على مَعَاصي الجبَّار، وَالصَّبْر على الصبْر على طَاعَته وترِك مَعْصِيَته. وَيُقَال: رجل صَبُور، وامرأةٌ صَبُور بِغَيْر

هَاء، وجمعُها صبُر. بصر: قَالَ اللَّيْث: البَصَرُ: العيْن، إلاّ أنّه مذكَّر. والبَصرُ: نَفاذٌ فِي القَلْب. والبصَارة: مَصدَر البَصير، والفعلُ بصُر يَبْصُر. وَيُقَال: بَصُرْتُ بِهِ. وَيُقَال: تبصّرْتُ الشَّيْء شِبْه رَمَقْتُه. واستَبصَر فِي أمره ودِينِه: إِذا كَانَ ذَا بَصِيرَة. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {عَنِ السَّبِيلِ} (العنكبوت: 38) ، أَي: كَانُوا فِي دينهم ذَوي بصائر. قَالَ: فَنَادَوْهُ: وَكَانُوا مستبصرين، أَي: معجبين بضلالتهم. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: مَعْنَاهُ: أنّهم أتَوْا مَا أتَوْا وَقد بُيّن لَهُم أَن عاقبتَه عذابُهم، والدَّليل على ذَلِك قَوْله: {فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَاكِن كَانُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} (النَّحْل: 71) ، فَلَمَّا بيّن لَهُم عاقبةَ مَا نَهَاهُم عَنهُ كَانَ مَا فعل بهم عَدْلاً وَكَانُوا مستبصرين. وَقَالَ الْأَخْفَش فِي قَوْله: {بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُواْ بِهِ} (طه: 96) ، أَي: علمتُ مَا لم تعلمُوا، من البَصيرة. وأبصَرتُ بالعَيْن. وَقَالَ الزّجاج: بَصُر الرجلُ يَبصُرُ: إِذا صَار عَلِيماً بالشَّيْء، وأبصرتُ أبصِرُ: نظرتُ، فالتأويل عَلِمْتُ بِمَا لم تعلَموا بِهِ. وَقَوله جلّ وعزَّ: {) وَأَخَّرَ بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} { (بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} (الْقِيَامَة: 14، 15) . قَالَ الْفراء: يَقُول على الْإِنْسَان من نفسِه رُقَباء يَشْهَدُون عَلَيْهِ بِعَمَلِهِ: اليدان والرِّجْلان والعيْنان والذَّكَر، وَأنْشد: كأَن على ذِي الطِّنْءِ عينا بَصِيرَة بمَقْعَدِه أَو مَنظَرٍ هوَ ناظرُهْ يُحاذِر حَتَّى يَحسَب الناسَ كلَّهمْ من الْخَوْف لَا تَخفَى عَلَيْهِم سرائِرُهْ وَقَالَ اللَّيْث: البَصيرة: اسمٌ لما اعْتقد فِي القَلْب من الدِّين وَتحقّق الْأَمر. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الباصِرُ: المُلَفِّق بَين شُقَّتَيْن أَو خِرْقَتَين، يُقَال: رأيتُ عَلَيْهِ بصيرَةً من الْفقر، أَي: شُقَّةً ملفَّقة. قَالَ: والبَصيرة أَيْضا: الشُّقَّة الَّتِي تكون على الْخِباء. ابْن السّكيت عَن أبي عَمْرو: البَصرُ: أَن يُضَمَّ أَدِيمٌ إِلَى أَديم يُخَاطان كَمَا يُخاط حَاشيَتا الثَّوْب. والبصْر: الحِجارةُ إِلَى الْبيَاض، فَإِذا جاءُوا بِالْهَاءِ قَالُوا: البَصْرة، وَأنْشد: جَوانبُه من بَصْرةٍ وسِلاَمِ وَقَالَ: إِن تَكُ جُلْمُودَ بَصْرٍ لَا أؤَبِّسُهُ أوقِدْ عَلَيْهِ فأَحْمِيهِ فيَنصدِعُ

سَلمةُ عَن الفرّاء قَالَ: البِصْرُ والبَصْرة: الْحِجَارَة البَرَّاقة. وَقَالَ ابْن شُميل: البَصَرَةُ: أرضٌ كَأَنَّهَا جَبَل من جِصّ، وَهِي الَّتِي بُنِيَتْ بالمِرْبَد؛ وَإِنَّمَا سُمّيت البَصْرة بَصْرَةً بهَا. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: البَصرةُ والكَذَانُ: كِلَاهُمَا الحجارةُ الَّتِي لَيست بصُلْبه. وَقَالَ شمر: قَالَ الفرّاء وَأَبُو عَمْرو: أرضُ فلانٍ بُصْرَة بِضَم الْبَاء: إِذا كَانَت حَمراءُ طيّبتَه. وأرضٌ بَصِرةٌ: إِذا كَانَت فِيهَا حجارةٌ تَقطَع حوافرَ الدّواب. وبُصْرُ الأَرْض: غِلَظُها. أَبُو عُبَيْد عَن الأصمعيّ وَأبي عَمْرو: يُقَال: هَذِه بَصيرةٌ من دَم، وَهِي الجَدِيَةُ مِنْهَا على الأَرْض، وأَنْشَد: رَاحُوا بَصائِرُهمْ على أَكتافِهِمْ وبَصيرَتِي يَعْدُو بهَا عَتَدٌ وَأَي يَعْنِي بالبصائرِ: دمَ أَبِيهِم. وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِي قَوْله: راحُوا بَصائِرُهم، يَعنِي ثِقْل دِمَائِهِمْ على أكتافهم لَم يثأروا بهَا. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: البَصيرة: الدِّيَة. والبَصيرَة: مِقْدَار الدِّرْهم من الدَّم. البَصِيرة: التُّرْس. والبَصيرة: الثَّبَات فِي الدِّين. قَالَ: والبصائر: الدِّيات فِي الْبَيْت. قَالَ: أَخَذُوا الدِّيات فَصَارَت عاراً. وبصيرتي، أَي: تَأْرِي قد حملتُه على فرسي لأُطالبَ بِهِ، فبَيْنِي وبينَهم فرق. سَلمَة عَن الفَرّاء قَالَ: الباصَرُ: القَتَب الصَّغِير وَهِي البَواصِر. وَقَالَ فِي قَوْله: {وَءَاتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا} (الْإِسْرَاء: 59) ، قَالَ الْفراء: جعل الفعلَ لَهَا، وَمعنى: (مُبْصِرَة) : مضيئةً، كَمَا قَالَ جلّ وعزّ. {وَالنَّهَارَ مُبْصِراً} (يُونُس: 67) ، أَي: مضيئاً. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: معنى (مُبصِرة) : أتبصِّرهم، أَي: تبيِّن لَهُم. وَمن قَرَأَ: (مَبْصَرةً) فَالْمَعْنى: بيّنةً. وَمن قَرَأَ: (مُبْصَرَة) فَالْمَعْنى: مُتَبَيِّنةً. (فَظَلَمُوا بهَا) ، أَي: ظلمُوا بتكذيبها. وَقَالَ الْأَخْفَش: (مُبْصِرَةً) ، أَي: مُبصَرّاً بهَا. قلتُ: والقولُ مَا قَالَ الفرّاء، أَرَادَ: آتَيْنَا ثمودَ النَّاقة آيَة مبصِرةً، أَي: مضيئةً. ابْن السكّيت فِي قَوْلهم: أَرَيْتُه لَمْحاً باصراً، أَي: نظرا بتحديقٍ شَدِيد. قَالَ: ومَخرَجٌ باصرٌ مِن مخرج قَوْلهم: رجلٌ تامر، فَمَعْنَى باصر ذُو بَصَر، وَهُوَ من أبصَرْتُ، مثل: مَوْتٍ مائِت، من أمَتُّ. وَقَالَ اللَّيْث: رأى فلَان لَمْحاً باصراً، أَي: أمرا مفروغاً مِنْهُ. وَأنْشد:

وَدون ذَاك الْأَمر لمح باصر وَقَالَ غَيره: رَأَيْت فلَانا لمّاحاً باصراً، أَي: نظر بتحديق. قلتُ: والقولُ هُوَ الأوّل. وَقَالَ اللَّيْث: إِذا فَتَح الجَرْوُ عينَه قيل: بَصَّر تَبْصيراً. وَيُقَال: البصيرة: الدِّرع، وكلُّ مَا لُبِس من السِّلَاح فَهُوَ بَصائرُ السّلاح. وَيُقَال للفِراسة الصادقة: فِراسةٌ ذاتُ بَصِيرَة. قَالَ: والبصيرةُ: العِبْرة، يُقَال: أما لَك بصيرةٌ فِي هَذَا؟ أَي: عِبْرةٌ تعْتَبر بهَا، وأَنشَد: فِي الذّاهِبِين الأوّلينَ من القُرون لنا بصائرْ أَي: عِبَر. اللِّحياني عَن الكسائيّ: إِن فلَانا لمَعْضُوب البُصَر: إِذا أصَاب جِلْدَه عُضابٌ، وَهُوَ داءٌ يَخرج بِهِ. وَيُقَال: أعمى الله بصائره، أَي: فِطَنَه. وَيُقَال: بَصَّر فلانٌ تَبْصيراً: إِذا أَتَى البَصْرة. قَالَ ابْن أَحْمَر: أُخبِّرُ من لاقيتُ أنِّي مُبَصِّرٌ وكائنْ تَرَى قبلِي من النَّاس بَصّرَا وَقَالَ اللَّيْث: فِي البَصْرَة ثلاثُ لُغَات: بَصْرَة، وبِصْرة، وبُصْرة، اللّغة الْعَالِيَة البَصْرة. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جلّ وعزّ: {لاَّ تُدْرِكُهُ الاَْبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الاَْبْصَارَ} (الْأَنْعَام: 103) ، أعلمَ اللَّهُ جلّ وعزّ أنّه يُدرك الْأَبْصَار، وَفِي هَذَا الْإِعْلَام دليلٌ على أَن خَلْقَه لَا يُدرِكون الأبصارَ، أَي: لَا يعْرفُونَ حَقِيقَة البَصر، وَمَا الشيءُ الَّذي بِهِ صارَ الإنسانُ يُبصِرُ من عَيْنيه دون أَن يُبصِر من غَيرهمَا من سَائِر أَعْضَائِهِ، فأَعلَم أنّ خَلْقاً مِنْ خَلْقِه لَا يُدرِك المخلوقون كُنْهَه، وَلَا يُحيطون بِعلمه، فَكيف بِهِ جلَّ وعزّ، فالأبصارُ لَا تُحيط بِهِ، وَهُوَ اللَّطيفُ الخبيرُ. فأمّا مَا جَاءَ من الْأَخْبَار فِي الرُّؤْيَة وصحّ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فغيرُ مَدْفُوع، وَلَيْسَ فِي هَذِه الْآيَة دليلٌ على دَفعها، لِأَن معنى هَذِه الْآيَة معنى إدراكِ الشَّيْء، والإحاطة بحقيقته، وَهَذَا مَذهبُ أهلِ السّنّة وَالْعلم بِالْحَدِيثِ. وقولُه جلّ وعزّ: {قَدْ جَآءَكُمْ بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ} (الْأَنْعَام: 104) ، أَي: قد جَاءَكُم القرآنُ الَّذِي فِيهِ البيانُ والبصائر، فَمن أَبْصَر فلنفسِه نَفْعُ ذَلِك، وَمن عَمِي فعلَيْهَا ضَررُ ذَلِك، لِأَن الله غنيّ عَن خَلْقه. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: أبصَرَ الرجلُ: إِذا خَرَجَ من الكُفْر إِلَى بَصيرة الْإِيمَان،

وأنشَد: قَحْطانُ تَضرِب رأسَ كلِّ متوَّجٍ وعَلى بصائرِها وإنْ لَم تُبْصِرِ قَالَ: بصائرُها: إسلامُها، وَإِذ لم تبصر فِي كفْرِها، وأَبصر: إِذا عَلَّق على بَاب رَحْله بَصِيرَة، وَهُوَ شقة من قطن أَو غيرِه. وَقَالَ اللّحياني فِي قَوْله: {بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُواْ بِهِ} (طه: 96) ، أَي: أَبصَرْتُ، ولغةٌ أُخْرَى: بَصِرْتُ بِهِ أبْصَرُ بِهِ، وَيُقَال: أَبْصِرْ إليّ، أَي: انظُرْ إليّ. وبُصْرَى: قريةٌ بِالشَّام فتُنسَب إِلَيْهَا السّيوف البُصْريَّة. صرب: أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ: إِذا حُقِنَ اللّبَنُ أيّاماً فِي السِّقاء حَتَّى اشتدّ حَمَضُه، فَهُوَ الصَّرْب والصَّرَب، وَأنْشد: أرضٌ عَن الْخَيْر وَالسُّلْطَان نائيةٌ فالأطْيَبان بهَا الطُّرْثُوثُ والصَّرَبُ وَقَالَ شَمِر: قَالَ أَبُو حَاتِم: غَلِط الأصمعيّ فِي الصَّرَب أَنه اللَّبن الحامِضُ. قَالَ: وقلتُ لَهُ: الصَّرَبُ: الصّمْغ، والصَّرْبُ: اللَّبن، فعَرَفه، وَقَالَ كَذَلِك الحَرّانيّ عَن ابْن السكّيت قَالَ: الصَّرَبُ: اللّبن الحامض. يُقَال: صَرَب اللبَن فِي السِّقاء: إِذا حَقَنَه فِيهِ، يَصْرُبه صَرْباً، والسِّقاءُ: هِيَ المِصْرَب وجمعُه المَصارِب. وَيُقَال: جاءَنا بصَربةٍ تَزْوِي الوجهَ، وَأنْشد: سَيَكْفيك صَرْبَ القَوم لَحمٌ مُغرَّضٌ وماءُ قُدور فِي الجِفان مَشُوب قَالَ: والصَّرْبُ: الصمغُ الْأَحْمَر، صمغُ الطَّلْح. أَبُو عُبَيد عَن الْأَحْمَر: إِذا جَعل الصبيُّ يَمكُث يَوْمًا لَا يُحْدِث قيل: صَربَ لِيَسْمَن. وَقَالَ أَبُو زيد: صَرَب بَوْلَه وحَقَنَه: إِذا أَطَالَ حَبْسَه. وَفِي حَدِيث أَبي الأحْوص الجُشَميّ عَن أَبِيه أنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ: (هَل تُنْتَج إبِلُكَ وافيةً آذانُها فتجدَعُها، وَتقول صَرْبَى) . قَالَ القُتَيْبي: قولُه: صَرْبَى، نَحْو سَكْرَى، من صَرَبْتُ اللَّبنَ فِي الضّرْع: إِذا جمعتَه وَلم تَحلُبه. وَقيل للبَحِيرة: صَرْبَى، لأنّهم كَانُوا لَا يَحلُبونها إِلَّا للضَّيف فيَجتمع اللّبن فِي ضَرْعها، كَمَا قَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق. وَقَالَ سعيد بنُ المسيَّب: البَحيرة الّتي يُمْنَع دَرُّها للطّواغيت فَلَا يَحلُبها أحدٌ من النَّاس. وَقَالَ القُتَيْبيّ: كأنّ الصَّرْبى الّتي صَرَبَت اللبَن فِي ضَرْعِها، أَي: جمعتْه. قَالَ بَعضهم: يَجْعَل الصرب من الصرم

وَهُوَ الْقطع، يَجْعَل الْبَاء مبدلةً من الْمِيم، كَمَا يُقَال: ضربةُ لازِمٍ ولازِب، وَكَأَنَّهُ أصحّ التفسيرين لقَوْله: فتجْدع هَذِه فَتَقول صَرْبَى. ثَعْلَب عَن ابْن الأعْرَابي قَالَ: الصربُ: جمعُ صَرْبَى، وَهِي المشقوقة الْأذن مثل البَحيرة فِي النوق. وَيُقَال للوطب الَّذِي يجمع فِيهِ اللَّبن فيحمض: مصرب وَجمعه مصارب. وحدّثني محمّد بنُ إِسْحَاق قَالَ: حدَّثنا عمر بنُ شَبَّةَ قَالَ: حدَّثنا غُنْدَر عَن شُعْبَة عَن أبي إِسْحَاق قَالَ: سمعتُ أَبا الْأَحْوَص يحدِّثُ عَن أَبِيه قَالَ: أَتيتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا قَشِفُ الْهَيْئَة، فَقَالَ: هَل تُنْتَجُ إِبِلُكَ صِحَاحاً آذانُها، فتَعْمِدَ إِلَى المُوسَى فتقطَعَ آذانَها فَتَقول هَذِه بُحُر وَتَشُقُّهَا فَتَقول هَذِه صُرُم فتحرّمها عَلَيْك وعَلى أهلك؟ قَالَ: نعم. قَالَ: (فَمَا آتاك الله) لَك حِل وساعِدُ الله أَشَدُّ ومُوساه أَحَدّ. قلت: قد تبيَّنَ بقوله: صُرُم مَا قَالَه ابْن الْأَعرَابِي فِي الصَّرْب: أَن الْبَاء مُبْدَلَةٌ من الميمِ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الصِّرْبُ: البيوتُ القليلة من ضَعْفَي الْأَعْرَاب. قلتُ: والصِّرْمُ مِثل الصِّرْب، وَهُوَ بِالْمِيم أعرَف. وَيُقَال: كَرَصَ فلانٌ فِي مكْرَصِه، وصَرَبَ فِي مِصرَبِه، وقَرَعَ فِي مِقْرَعِه، كلُّهُ السِّقَاءُ يُحْقَنُ فِيهِ اللَّبَن. برص: قَالَ الليثُ: البَرَص مَعْرُوف، نسألُ الله مِنْهُ الْعَافِيَة. وسامّ أَبْرَص: مضافٌ غير مَصْرُوف، والجمعُ سوامّ أبرص. أَبُو عُبَيْد عَن الأصْمَعِيّ قَالَ: سامّ أبْرَصَ بتَشْديد الْمِيم قَالَ: وَلَا أَدْرِي لِمَ سُمِّيَ بِهَذَا؟ . وَقَالَ أَبُو زيد: وجمعُه سَوامُّ أبْرَصَ، وَلَا يثنَّى أبرَص وَلَا يُجمَع، لِأَنَّهُ مُضافٌ إِلَى اسْم مَعْرُوف، وَكَذَلِكَ بناتُ آوَى وأُمهاتُ حُبَيْنِ وأشباهها. وَقَالَ غيرُه: أبْرَصَ الرجلُ: إِذْ جاءَ بولَدٍ أَبرَص. ويُصَغَّرُ أَبْرَصُ فَيُقَال: بُرَيْص، ويُجمع بُرْصاناً. وَمن الناسِ مَنْ يَجمع سامَّ أَبْرَصَ: البِرَصَةَ. وبَرِيص: نهرٌ بِدمَشْق، قَالَ حسَّان: يَسْقُونَ مَن وَرَدَ البَرِيصَ عليهِمُ بَرَدَى يُصفِّقُ بالرحيقِ السَّلْسَلِ ربص: قَالَ الليثُ: التربُّص بالشَّيْء: أَن تَنْتظِرَ بِهِ يَوْمًا مَّا، والفِعل تربَّصْتُ بِهِ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جلَّ وعزّ: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَآ إِلاَ إِحْدَى

الْحُسْنَيَيْنِ} (التَّوْبَة: 52) ، أَي: إلاَّ الظَّفَرَ وإِلاَّ الشهادةَ، {وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ} إِحْدَى الشِّرَّتَيْن: عذَابا من الله، أَو قَتْلاً بِأَيْدِينَا، فبيْنَ مَا نَنتظِرُ وتنتظرونَ فرقٌ كَبِير. وَقَالَ ابنُ السكّيت: يُقَال: أَقَامَت الْمَرْأَة رُبْصَتَها فِي بيتِ زوجِها، وَهُوَ الوقتُ الَّذِي جُعل لزَوجهَا إِذا عُنِّنَ عَنْهَا، فَإِن أَتَاهَا وإلاَّ فرِّقَ بَينهمَا. والبريص: مَوضِع. ص ر م صرَم، رصم، صمر، رمص، مرص، مصر: مستعملة. مرص: قَالَ اللَّيْث: المَرْصُ للثَّدْيِ وغيرِه، وَهُوَ غَمْزٌ بالأصابع. والْمَرْسُ: الشيءُ يُمرَس فِي المَاء حَتَّى يَتَمَيَّثَ فِيهِ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: المَرُوصُ والدَّرُوسُ: النّاقَةُ السَّريعةُ. قَالَ: والنَّشُوصُ: العظيمةُ السَّنام. والمَصُوصُ: القَمِئَةُ، والشخوص: النضوة من التَّعَب. والعَرُوصُ: الطيبةُ الرَّائِحَة إِذا عَرِقَتْ. صمر: أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ: التصْميرُ: الْجَمْع والمَنْع، يُقَال: صَمَر مَتاعَه وصَمَّرَه وأَصْمَرَه. والتَّصْمِيرُ أَيْضا: أَن يَدْخُل الرجلُ فِي الصُّمَيْرِ وَهُوَ مَغيبُ الشَّمْس، يُقَال: أَصْمَرَنا وصَمَّرْنَا، وأقْصرْنا وقَصَّرْنا، وأَعْرَجْنَا وعَرَّجْنَا بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ اللّيث: صَمَرَ الماءُ يَصْمُر صُمُوراً: إِذا جرى مِن حَدُورٍ فِي مُسْتَوٍ، فَسَكَنَ فَهُوَ يَجرِي، وَذَلِكَ المكانُ يُسَمَّى صِمْرَ الْوَادي. قَالَ: وصَيْمَرَةُ: أرضٌ مَهْرَحان، وإليها يُنسبُ الْجُبْن الصَّيْمَرِي. الفرّاء: أدهقْتُ الكأسَ إِلَى أَصْبَارِها وأَصْمَارِها، أَي: إِلَى أَعْلَاهَا الْوَاحِد صَيْر وصُمْر. وَفِي حديثِ عليَ أَنه أعطَى أَبَا رَافع حَتِيّاً وعُكَّةَ سَمْنٍ. وَقَالَ: ادْفَعْ هَذِه إِلَى أسماءَ بِنْتِ عُمَيْس وَكَانَت تحتَ أَخيهِ جَعْفَر لِتَدْهُنَ بني أَخِيه من صَمَر الْبَحْر، وتُطعمهم من الحَتِيّ. أمَّا صَمَرُ البحرِ: فَهُوَ نَتْنُ ريح غَمَقِه ووَمَدِه، والْحَتِيُّ: سَوِيقُ الْمُقْل. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الصُّمَارَى: الاست لنَتْنها. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الصَّمْر: رائحةُ السَّمَكِ الطّرِيّ. والصَّمْرُ: غَتْمُ البَحْر إِذا خَبّ وخَبِيبُه: تَناطُح أمْوَاجِه. ابنُ دُرَيد: رَجُلٌ صَمِيرٌ: يابِسُ اللَّحم على العَظْم. رمص: أَبُو عُبَيْد: رَمَصَ اللَّهُ مصيبتَه، أَي: جَبَرها.

وَقَالَ اللَّيْث: الرَّمَص: عَمَصٌ أَبيض تَلفِظُه العَيْن فتَوْجَع لَهُ. عَينٌ رَمْصاءُ، وَقد رَمِصَتْ رَمَصاً: إِذا لَزِمها ذَلِك. ابْن دُرَيد: رَمِيص: اسمُ بلدٍ. مصر: أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: نَاقَة مَصُورٌ: وَهِي الَّتِي يُتَمَصّر لبنُها قَلِيلا قَلِيلا. وَقَالَ اللَّيْث: المَصْرُ: حَلْبٌ بأطراف الْأَصَابِع، السّبابة والوُسْطى والإبهام وَنَحْو ذَلِك. وناقةٌ مَصُور: إِذا كَانَ لبنُها بطيءَ الْخُرُوج لَا يُحلَب إلاّ مَصْراً. والتمصُّر: حَلْبُ بَقايا اللَّبن فِي الضَّرْع بعد الدَّرّ وَصَارَ مستعمَلاً فِي تتبُّع القِلّة، يَقُولُونَ: تمتصِرُونها. ومَصَّر فلانٌ غَطاءَه تمصيراً: إِذا فَرّقه قَلِيلا قَلِيلا. وقولُ الله جلّ وعزّ: {اهْبِطُواْ مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ} (الْبَقَرَة: 61) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: الْأَكْثَر فِي الْقِرَاءَة إثباتُ الْألف وَفِيه وَجْهَان جائزان: يرادُ بهَا مصرٌ من الْأَمْصَار؛ لأَنهم كَانُوا فِي تِيهٍ، وَجَائِز أَن يكون أَرَادَ مصرَ بعيْنِها؛ فَجعل مِصْرَ اسْما للبلد فصَرفَ، لِأَنَّهُ مذكَّر سُمِيَ بِهِ مذكّر. وَمن قَرَأَ: (مصرَ) بِغَيْر ألفٍ أَرَادَ مِصْرَ بعينِها؛ كَمَا قَالَ: {ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَآءَ اللَّهُءَامِنِينَ} (يُوسُف: 99) وَلم يُصرَف، لِأَنَّهُ اسْم الْمَدِينَة فَهُوَ مذكَّر سمّيَ بِهِ مؤنث. وَقَالَ اللّيث: المِصْرُ فِي كَلَام الْعَرَب: كلّ كُورةٍ. تُقام فِيهَا الحُدود ويُقسَم فِيهَا الفَيْءُ والصدقاتُ من غير مُؤَامَرَة الْخَلِيفَة، وَكَانَ عمرُ رَضِي الله عَنهُ مَصّر الأمصارَ مِنْهَا البَصْرة والكوفة. والأمصار عِنْد الْعَرَب تِلْكَ. قَالَ: ومصر: الكورة الْمَعْرُوفَة لَا تصرف. وَقَالَ غَيره: الْمصر: الْحَد. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: قيل للكوفة والبَصْرة: المِصْران لِأَن عُمَر قَالَ: لَا تَجعلوا البحرَ فِيمَا بيني وَبَيْنكُم مَصِّرُوها، أَي: صيِّروها مِصْراً بَين الْبَحْر وبيني، أَي: حدّاً. قَالَ: والمِصْرُ: الحاجز بَين الشَّيْئَيْنِ. وَقَالَ عديّ بن زيد: وجَعَل الشمسَ مِصْراً لَا خَفاءَ بِهِ بَين النَّهَار وَبَين الليلِ قد فَصَلاَ أَي: حدّاً. وَيُقَال: اشتَرى الدارَ بمُصُورِها، أَي: بحُدودها. أَبُو عُبَيد: الثِّيابُ المُمَصَّرة: الَّتِي فِيهَا شيءٌ من صُفْرة لَيست بالكثيرة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: ثوبٌ ممصَّر: مصبوغٌ بالعِشْرِق، وَهُوَ نَباتٌ أحمَرُ طيّبَ الرّائحة، تستعمله العرائس، وأَنشدَ: مُختلِطاً عِشْرِقُهُ وكُرْكُمُهْ

قَالَ: والمِصْرُ: الحدُّ فِي كلّ شيءٍ. والمِصْرُ: الحدُّ فِي الْأَرْضين خاصّة. قَالَ: والمَصْرُ: تَقطُّعُ الغَزْلِ وتَمسُّخُه، امَّصَرَ الغَزْلُ: إِذا تَمَسَّخه. قَالَ: والمُمَصَّرَة: كُبّة الغَزْل، وَهِي المُسَفَّرة. وَقَالَ شمر: قيل: الممصَّرُ من الثِّيَاب: مَا كَانَ مَصْبوغاً فغُسِل. وَقَالَ أَبُو سَعِيد: التَّمصير فِي الصَّبغ: أَن يَخرج المصبوغُ مبقَّعاً لم يَستحكمْ صَبغُه. قَالَ: والتَّمصر فِي الثِّيَاب: أَن تَتَمشَّق تَخرُّقاً من غير بلَى. قَالَ: والمَصِيرُ: المِعَى، وجمعُه مُصْران؛ كالغَدِير والغُدْران. وَقَالَ اللَّيْث: المَصَارين خطأ. قلتُ: المَصارين جمعُ المُصْران، جمعته الْعَرَب كَذَلِك على توهُّم النُّون أَنَّهَا أصليّة، وَكَذَلِكَ قَالُوا: قُعُود وقِعْدان، ثمَّ قَعادِين جمع الْجمع. وَكَذَلِكَ توهَّموا الميمَ فِي المَصير أَنَّهَا أصليّة فجَمعوها على مُصْران؛ كَمَا قَالُوا لجَماعَة مَصادِ الجَبَل: مُصْدان. رصم: أهمله اللَّيْث. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الرَّصَم: الدُّخولُ فِي الشِّعْب الضيِّق. والصَّرْمُ: الهِجران، فِي مَوْضِعه. صرم: قَالَ اللَّيْث: الصَّرْمُ: دَخيل. والصَّرْمُ: القطعُ البائنُ للحبْل والعِذْق، ونحوُ ذَلِك الصِّرام؛ وَقد صَرَمَ العِذْقُ عَن النَّخْلَة. وأَصرَمَ النخلُ: إِذا حانَ وقتُ صِرَامِه. والصُّرْمُ: اسمٌ للقطيعة، وفِعلُه الصَّرْم. والمُصَارمَة بَين الِاثْنَيْنِ. والصَّرِيمة: إحكامُك أمرا وعَزْمُك عَلَيْهِ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {للهنَآئِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ} (الْقَلَم: 20) . قَالَ الفرّاء: (كالصَّريم) ، يُرِيد: اللّيلَ المسوَدَّ، وَنَحْو ذَلِك قَالَ الزجّاج. قَالَ: وَقَوله: {حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ} (الْقَلَم: 22) ، إِن كُنْتُم عازمين على صِرام النّخل. أَبُو عُبَيد عَن أبي عُبَيْدة: الصَّرِيمُ: الصُّبْح. والصَّرِيمُ: اللَّيل. وَقَالَ بِشر فِي الصَّريم بِمَعْنى الصُّبح يصف ثَوْراً: فباتَ يقولُ أَصْبِحْ لَيْلُ حَتَّى تَكَشَّفَ عَن صَرِيمته الظَّلاَمُ قَالَ: وَمن اللَّيْل قولُ الله تَعَالَى: {للهنَآئِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ} (الْقَلَم: 20) يَعْنِي احترقتْ فَصَارَت سوداءَ مِثْل اللّيل. وَقَالَ الأصمعيّ وَأَبُو عَمْرو فِي قَوْله: تكشَّفَ عَن صَرِيمته، أَي: عَن رَمْلَته الَّتِي هُوَ فِيهَا، يَعْنِي الثوّر، وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن

الْأَعرَابِي. وَقَالَ قَتادة فِي قَوْله: {للهنَآئِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ} ، قَالَ: كَأَنَّهَا صُرِمتْ. وَقيل: الصَّرِيم: أرضٌ سَوْداء لَا تُنبِت شَيْئا. وَقَالَ شَمِر: الصَّريمُ: اللَّيْل، والصَّرِيمُ: النَّهَار؛ يَنْصَرم النهارُ من اللّيل، واللّيلُ من النَّهَار. قَالَ: ويُروى بَيت بشر: تَكَشَّف عَن صَرِيميه قَالَ: وصَرِيماه أوّلُه وَآخره. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الصَّرِيمةُ من الرَّمل: قطعةٌ ضخمةٌ تَنْصَرِمُ عَن سَائِر الرمال، وتُجمع الصَّرائم. أَبُو عُبيد: الصِّرْم: الفِرْقة من النَّاس لَيْسُوا بالكثير وجمعُه أصْرام. وَقَالَ الطِّرِمّاح: يَا دارُ أقوَتْ بعد اصْرامِها عَاما وَمَا يُبكيكَ من عامِها وَقَالَ أَبُو زيد: الصِّرمةُ: مَا بَين الْعشْر إِلَّا الْأَرْبَعين من الْإِبِل. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: جَاءَ فلانٌ صَرِيمَ سَحْرٍ: إِذا جَاءَ بائساً خَائفًا. وَقَالَ فِي موضعٍ آخر: أَنا من هَذَا الْأَمر صريم سحر، أَي: آيس مِنْهُ. اللَّيْث: رجل صارِمٌ، أَي: ماضٍ فِي كلّ أَمر، وَقد صَرُم صرامةً. قَالَ: وناقةٌ مصرَّمةٌ، وَذَلِكَ أَن يُصَرَّم طُبْيُها فيُقْرَحَ عَمْداً حَتَّى يَفْسُد الإحليل فَلَا يخرج اللَّبن فيَيْبَس، وَذَلِكَ أقوى لَهَا. وَقَالَ نُصير الرَّازِيّ فِيمَا روى عَنهُ أَبُو الْهَيْثَم قَالَ: ناقةٌ مصرَّمةٌ: هِيَ الَّتِي صَرَمَها الصِّرَارُ فوقَّذَها، وَرُبمَا صُرِمَتْ عَمْداً لتَسْمَن فتُكْوَى. قلت: وَمِنْه قولُ عنترة: لُعِنَتْ بمَحْروم الشَّراب مصرَّمِ وَيُقَال: أصرَمَ الرجُل إصرَاماً فَهُوَ مُصْرِم: إِذا ساءَتْ حالُه وَفِيه تماسُك؛ والأصلُ فِيهِ أَنه بقيتْ لَهُ صِرْمة من المَال، أَي: قِطْعَة. وسيفٌ صارِمٌ: أَي: قَاطع. وصَرَامِ: من أَسمَاء الْحَرْب. قَالَ الكُمَيت: جَرَّدَ السيفَ تَارَتين من الدَّهرِ على حينَ دَرَّةٍ من صَرامِ وَقَالَ الجعْدِيّ: أَلا أبلغْ بني شيبانَ عنِّي فقد حَلبتْ صَرامُ لكم صَراهَا وصَرامُ من أَسمَاء الْحَرْب، وَفِي (الْأَلْفَاظ) لِابْنِ السكّيت: صُرامُ: داهية، وَأنْشد: على حِين دَرّةٍ من صُرامِ والصَّرْماءُ: الفَلاةُ من الأَرْض، وَقَالَ:

أبواب الصاد واللام

على صَرْماءَ فِيهَا أصْرَماها وخِرِّيتُ الفَلاةِ بهَا مَليل قَالَ ابْن السكّيت: الأصرَمان: الذِّئْب والغُراب، لأنّهما انصَرَما من النّاس، أَي: انقطعا. أَبُو عُبَيد عَن الفرّاء: فلانٌ يأكُل الصَّيْرَم فِي الْيَوْم واللّيلة: إِذا كَانَ يأكلُ الوَجْبَة. قَالَ أَبُو عُبَيدة: هِيَ الصَّيْلَم أَيْضا وَهِي الجَرْزَم، وَأنْشد: وَإِن تُصِبْكَ صَيْلَمُ الصَّيالِم لَيْلاً إِلَى لَيْلٍ فعيْشُ ناعِمِ وَقَالَ اللّحياني: هِيَ أَكلَةٌ عِنْد الضُّحى إِلَى مِثلها من الْغَد. وَفِي الحَدِيث: (فِي هَذِه الْأمة خَمْسُ فِتَن، قد مَضَتْ أربعٌ، وَبقيت واحدةٌ وَهِي الصَّيْرَم) ، وَكَأَنَّهَا بِمَنْزِلَة الصَّيْلَم، وَهِي الَّتِي تستأصل كلَّ شَيْء. عَمْرو عَن أَبِيه: الصَّرُومُ: الناقةُ الَّتِي لَا تَرِدُ النَّضِيحَ حَتَّى يَخْلُو لَهَا. تَنصرِم عَن الْإِبِل، وَيُقَال لَهَا: القَذُور والكَنُوف، والعَضَادُ، والصَّدُوف، والآزِيَة. وَقَالَ غيرُه: الصَّيْرَم: الرأيُ المُحكَم. والصَّرِيمة: الْعَزِيمَة. يُقَال: فلانٌ ماضِي الصَّريمة، أَي: الْعَزِيمَة. وأخبرَني المنذريُّ عَن المفضَّل عَن أَبِيه: صَرَم شَهْراً، بِمَعْنى مكث. وَالله أعلم. (أَبْوَاب الصّاد واللاّم) ص ل ن اسْتعْمل من وجوهها: (نصل) . نصل: قَالَ اللَّيْث: النَّصْلُ: نَصْلُ السهْم، ونَصْلُ السَّيْف، ونَصْلُ البُهْمَى ونحوَها من النَّبَات: إِذا خرجت نِصالُها. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أنصَلْتُ الرّمْحَ ونَصَلْتُه: جعلتُ لَهُ نَصْلاً، وأنصَلْتُه: نَزَعْتُ نَصْله. وَقَالَ غَيره: سهمٌ ناصِلٌ: إِذا خرجَ منهُ نَصْلُه. وَمِنْه قولُهم: مَا بَلِلْتُ مِنْهُ بأَفْوَقَ ناصِل، أَي: مَا ظفِرْتُ مِنْهُ بسهمٍ انكسرَ فُوقُه وسَقَط نصلُه. وسهمٌ ناصلٌ: ذُو نَصْل، جَاءَ بمعنَيين متضادَّين. وَكَانَ يُقَال لرجب: مُنْصِل الألّةِ ومُنْصِل الإلال، لأَنهم كَانُوا يَنْزِعون فِيهِ أسنّةَ الرّماح. قَالَ الْأَعْشَى: تدارَكَه فِي مُنْصُل الألِّ بَعْدَمَا مضى غيرَ دَأْداءٍ وَقد كَاد يَذْهَبُ أَي: تَدَارُكه فِي آخر ساعةٍ من ساعاته. والمُنصُل بِضَم الْمِيم وَالصَّاد من أَسمَاء السَّيف.

قَالَه أَبُو عُبَيد وغيرُه. ونَصْلُ السَّيْف: حديدُه. والنَّصِيل: قَالَ ابْن شُمَيْل: هُوَ حَجَر طويلٌ رقيقٌ كَهَيئَةِ الصفيحة المحدَّدة، وَجمعه النُّصُل، وَهُوَ البِرْطيل أَيْضا، ويشبَّه بِهِ رأسُ الْبَعِير وخُرْطُومُهُ إِذا رَجَف فِي سَيْرِه. قَالَ رؤبة يصف فحلاً: عريض أَرْآدِ النَّصِيل سَلْجَمُهْ لَيْسَ بِلَحْيَيْه حِجامٌ يَحْجُمُهْ وَقَالَ الْأَصْمَعِي: النَّصِيلُ: مَا سَفَل من عَيْنَيْهِ إِلَى خَطْمه، شبّهه بِالْحجرِ الطَّوِيل. وَقَالَ أَبُو خِراش فِي النَّصيل فَجعله الْحجر: وَلَا أَمغُر السَّاقين باتَ كأنّه على مُحَزْئلاّتِ الإكامِ نَصيلُ قَالَ: والنَّصيلُ: قدرُ ذِراع. وَقَالَ الْأَصْمَعِي فِي قَوْله: بناصِلاتٍ تُحْسَب الفُئُوسا قَالَ الواحدُ: نَصِيل، وَهُوَ مَا تَحت الْعين إِلَى الخَطْم، فَيَقُول: تحسبها فؤوساً. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: النَّصيل: حَيثُ نَصَل لَحْيَاه. وَقَالَ اللَّيْث: النَّصيل: مَفصِلُ مَا بَين العُنُق وَالرَّأْس باطنٌ من تَحت اللَّحْيين. هَذَا خلاف مَا حفظ عَن الْعَرَب. قَالَ: ونصل الحافِر نصولاً: إِذا خرَج من مَوْضِعه فَسقط كَمَا ينْصُل الخِضَابُ ونصل فلانٌ من الْجَبَل من مَوضِع كَذَا وَكَذَا علينا، أَي: خرج. قَالَ: والتنصُّلْ شِبْه التَّبرُّؤ من جِناية أَو ذَنْب. وَيُقَال للغَزْل إِذا أُخْرِج من المِغْزَل: نَصَل. وَيُقَال: استنصَلَتِ الرِّيحُ اليَبِيسَ: إِذا اقتلعْته مِن أصلِه. وَقَالَ ابْن شُميل: النَّصْلُ: السَّهْم العَرِيض الطّويل يكون قَرِيبا من فِتْرٍ، والمِشْقَص على النِّصف من النّصْل. قَالَ: والسَّهم نفسُ النَّصْل، وَلَو التقطْتَ نَصْلاً لَقلت: مَا هَذَا السهْم مَعَك، وَلَو التقطت قدحاً لم أقل مَا هَذَا السهْم مَعَك. أَبُو عُبَيد عَن الكسائيّ: أنْصَلْتُ السهمَ بِالْألف: جعلتُ فِيهِ نَصْلاً، وَلم يذكر الْوَجْه الآخر أنّ الإنصالَ بِمَعْنى النَّزْع والإخْراج، وَهُوَ صَحِيح، وَلذَلِك قيل لرَجَبٍ مُنْصِلُ الأسِنّة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: النَّصْل: القَهْوَبَاةُ. بِلَا زِجاج. والقَهْوَبَاةُ: السِّهام الصغار. أَبُو عُبَيد عَن الكسائيّ: لحيةٌ ناصلٌ من الخِضاب، بِغَيْر هاءٍ. قَالَ: ونَصَل السَّهْمُ فِيهِ: ثَبَتَ فَلم يَخْرُج. قَالَ أَبُو عُبَيد: وَقَالَ غيرُ واحدٍ: نَصَلَ: خَرَج.

وَقَالَ شمر: لَا أَعرف نَصَل بِمَعْنى ثَبَت. ونَصَلَ عِنْدِي: خَرج ص ل ف صلف، صفل، لصف، فصل، فلص. لصف: قَالَ اللَّيْث: اللَّصَفُ: لُغَة فِي الأصف، والواحدةُ لصفة، وَهِي ثمرةُ شجرةٍ تُجعَل فِي المرَق لَهَا عُصارةٌ يُصطبغ بهَا تُمْرِىءُ الطَّعَام. أَبُو عُبَيد عَن الفرّاء: اللَّصفُ: شيءٌ يَنْبتُ فِي أَصْل الكَبَر كَأَنَّهُ خيَار. قلتُ: وَهَذَا هُوَ الصّحيحُ، وَأما ثَمَر الكَبَر فَإِن الْعَرَب تسمِّيه الشَفَلَّج: إِذا انشقّ وتفتَّح كالبُرْعومة. ولَصَافِ وثَبْرةٌ: ماءان بِنَاحِيَة الشَّواجن فِي دِيار ضَبّة بن أُدَ، وَقد شربتُ بهما، وإيّاهما أَرَادَ النابغةُ: بمصطحِبَاتٍ من لَصافٍ وثَبْرةٍ يَزُرْنَ أَلاَلاَ سَيرُهُنَّ التَّدافُعُ أَبُو عُبَيد: لصَف لَوْنُه يَلْصف: إِذا بَرَق وتلألأ. صلف: سمعتُ المنذريَّ يَقُول: سمعتُ أَبَا العبّاس يَقُول: إناءٌ صَلِفٌ: خالٍ لَا يأخذُ من المَاء شَيْئا. قَالَ: وَقَالَ: أصْلَفٌ من ثَلْج فِي ماءٍ، وَمن مِلْحٍ فِي مَاء قَالَ: والصَّلَفُ: قِلّةُ الخَير. وامرأةٌ صِلِفة: قليلةُ الْخَيْر لَا تَحظَى عِنْد زَوجهَا. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: قَالَ قوم: الصَّلِف مأخوذٌ من الْإِنَاء السَّائِل، فَهُوَ لَا يخالط الناسَ وَلَا يَصبِر على أَخْلَاقهم. وَقَالَ قومٌ: هُوَ من قَوْلهم: إناءٌ صَلِفٌ: إِذا كَانَ ثخيناً ثقيلاً، فالصَّلَف بِهَذَا الْمَعْنى فِي هَذَا الِاخْتِيَار، والعامّة وَضَعَت الصَّلَف فِي غير محلِّه. قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الصّلفُ: الإِناءُ الصَّغِير. والصَّلَفُ: الإناءُ السَّائِل الَّذِي لَا يكَاد يُمسك المَاء. والصَّلِفُ: الإناءُ الثَّقيل الثَّخين. قَالَ: وَيُقَال: أصلَفَ الرجلُ: إِذا قَلَّ خيرُه. وأَصلف: إِذا ثَقُل روحُه، وفلانٌ صَلِفٌ: ثَقيل الرُّوح. أَبُو عُبَيد من أمثالهم فِي الْوَاحِد وَهُوَ بخيل مَعَ جِدَتِه: رُبَّ صَلِفٍ تحتَ الرّاعدة، قَالَ ذَلِك الأصمعيّ. قَالَ: والصَّلفُ: قِلّة النَّزَل وَالْخَيْر. أَرَادوا أَن هَذَا مَعَ كَثْرَة مَا عِنْدهم من المَال مَعَ قلَّة الصنع كالغمامة الْكَثِيرَة الرَّعْد مَعَ قلَّة مطرها. أَبُو عُبيد: الصَّلِفة من النِّسَاء الَّتِي لَا تَحظَى عِنْد زَوجهَا، وَقَالَ القُطاميّ: لَهَا رَوْضةٌ فِي القَلبِ لَم تَرْعَ مِثلَها فَرُوكٌ وَلَا المستعبِراتُ الصلائف وَقَالَ اللَّيْث: الصَّلَف: مجاوزَةُ قَدْرِ

الظَّرْف والبَراعة والادّعاءُ فَوق ذَلِك. وطعامٌ صلف: مَسِيخٌ لَا طعمَ لَهُ. والصَلِيفُ: نعتٌ للذَّكَر. والصَّلِيفان: صَفْحتا العُنق. شَمِر عَن ابْن الأعرابيّ: الصَّلْفاء: الْمَكَان الغلِيظُ الْجَلَد. وَقَالَ ابْن شُمَيل: هِيَ الصَّلِفَةُ للْأَرْض الَّتِي لَا تنْبت شَيْئا، وكلُّ قُفّ صَلِف وظلفٌ، وَلَا يكون الصَّلَف إِلَّا فِي قُفّ أَو شبهه. والقاعُ القَرَقُوسُ صَلِفٌ، زعَم. قَالَ: البَصْرة صلفٌ أَسِيف، لِأَنَّهُ لَا يُنبِت شَيْئا. وَقَالَ الأصمعيّ: الصَّلْفاء والأصْلفُ: مَا اشتدَّ من الأَرْض وصَلب. وَقَالَ أوسُ بنُ حَجَر: وخَبَّ سفَاقُرْيانه وتوقَّدتْ عَلَيْهِ من الصَّمّانَتَيْن الأصالِفُ أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الصَّلْف: خوافِي قلب النَّخْلة الْوَاحِدَة صَلْفة. وَقَالَ الأصمعيّ: خُذْ بصَلِيفه وبصلِيفَته بِمَعْنى خُذ بقَفَاه. أَبُو زيد: الصَّلِيفان: رَأْسا الفَهْقَة من شِقَيْها. فلص: قَالَ اللَّيْث: الأفلاص: التفلُّت من الكَفِّ وَنَحْوه. وَقَالَ عرّام: انْفَلَص مِنِّي الأمرُ وانملَصَ: إِذا أفْلت، وَقد فَلَّصْته. وَقد تفلَّص الرشاء من يَدي وتملَّصَ بِمَعْنى وَاحِد. صفل: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أصفلَ الرجل: إِذا رَعَي إبِلَه الصِّفْصلَّ، وَهُوَ نبت، وَأنْشد: الصَّل والصِّفْصِّل واليَعْضيدَا فصل: قَالَ اللَّيْث: الفَصلُ: بَوْنُ مَا بَين الشَّيْئَيْنِ. والفَصْلُ من الجسَد: موضعُ المَفْصل، وَبَين كلّ فصلين وصلٌ، وَأنْشد: وصلا وفَصْلاً وتَجمِيعاً ومُفترقا فَتْقاً ورَتقاً وتأليفاً لإنسانِ والفَصلُ: القضاءُ بَين الحقّ وَالْبَاطِل، وَاسم ذَلِك الْقَضَاء الَّذي يَفصل فيصل. وَهُوَ قضاءٌ فيْصلٌ وفاصل. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب أَنه قَالَ: الفَصيلةُ: القِطْعةُ من أَعْضَاء الْجَسَد، وَهِي دون القَبيلة. وَقَالَ أَبُو عبيد: فصيلةُ الرجل: رَهْطُه الأدْنَوْن، وَكَانَ يُقَال الْعَبَّاس: فصيلةُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَأَخِيهِ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِى} (المعارج: 13) . وَقَالَ اللَّيْث: الفَصيلة: فَخِذ الرجل من قومِه الَّذين هُوَ مِنْهُم. والفَصيلُ: من أولادِ الْإِبِل، وجمعُه الفُصْلان. والفَصيلُ: حائِطٌ قَصير دون سورِ الْمَدِينَة والحِصْن. والانفصال مُطاوَعَةُ فَصل. والمَفْصل بِفَتْح الْمِيم: اللّسان.

والمَفصلُ: أَيْضا: كلُّ مَكَان فِي الجَبَل لَا تَطلُع عَلَيْهِ الشّمس، قَالَ الهذَلي: مطافيلَ أبْكارٍ حديثٍ نِتاجُها يُشاب بماءٍ مِثْل ماءِ المفاصِلِ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: المَفصل: مَفرق مَا بَين الجَبَل والسَّهل. قَالَ: كلُّ موضعٍ مَا بَين جَبَلين يَجرِي فِيهِ المَاء فَهُوَ مَفصل. وَقَالَ أَبُو العُمَيثل: المفاصِلُ: صُدُوعٌ فِي الْجبَال يَسيل مِنْهَا المَاء، وَإِنَّمَا يُقَال لما بَين الجَبَلين: الشِّعْبُ. والفِصال: الفِطام، قَالَ الله تَعَالَى: {كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ} (الْأَحْقَاف: 15) ، الْمَعْنى: مَدى حَمْل الْمَرْأَة إِلَى مُنْتَهى الْوَقْت الَّذِي يُفصَل فِيهِ الْوَلَد عَن رَضاعها ثَلَاثُونَ شهرا. وَقَالَ هَجَريّ: خير النَّخْل مَا حُوِّل فسيلُه عَن منبِته. قَالَ: والفَسيلة المحوَّلة تسمَّى الفَصلة، وَهِي الفَصلات، وَقد افتصلْنا فَصلاتٍ كَثِيرَة فِي هَذِه السّنة، أَي حوّلناها. وَيُقَال: فَصَّلتُ الوشاحَ: إِذا كَانَ نظمُه مُفَصلاً بِأَن يَجعل بَين كل لؤلؤتين مَرْجانةً أَو شَذْرةً أَو جَوهرةً تَفصل بَين اثْنَتَيْنِ من لونٍ وَاحِد. وتَفْصيلُ الجَزور: تَعْضِيَتُه، وَكَذَلِكَ الشَّاة تفصَّل أَعْضَاء. وَقَالَ الْخَلِيل: الفاصلة فِي العَرُوض: أَن يَجمع ثَلَاثَة أحرف متحرّكة وَالرَّابِع سَاكن مثل فَعِلَنْ. قَالَ: فَإِذا اجْتمعت أربَعةُ أحرف متحرّكة فَهِيَ الفاضلة بالضاد مُعْجمَة مثل: فعُلَتُنْ. والفَصل عِنْد البصريِّين: بِمَنْزِلَة العِماد عِنْد الكوفيِّين، كَقَوْل الله جلّ وعزّ: {إِن كَانَ هَاذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ} (الْأَنْفَال: 32) ، فَقَوله: {هُوَ فصلٌ وعِمادٌ، ونُصِب الحقّ لأنّه خبرُ كَانَ، ودخلتْ هُوَ لِلفصْل. وأواخِرُ الْآيَات فِي كتابِ الله فواصِل، بِمَنْزِلَة قوافِي الشِّعر، واحِدَتُها فاصِلة. وقولُ الله جلّ وعزّ: الرَّحِيمِ كِتَابٌ فُصِّلَتْءَايَاتُهُ قُرْءَاناً} (فصلت: 3) ، لَهُ مَعنيان: أحدهُما: تفصلُ آياتِه بالفواصل، وَالْمعْنَى الثَّانِي: فصَّلناه: بيّنّاه. وقولُه جلّ وعزّ: {ءَايَاتٍ مّفَصَّلاَتٍ} (الْأَعْرَاف: 132) ، بَين كل آيَتَيْنِ مُهْلَهْ. وَقيل: مُفَصَّلات مبَيَّنات، وَالله أعلم. وَيُقَال: فَصل فلانٌ من عِنْدِي فُصولاً: إِذا خَرَج. وفَصل منّي إِلَيْهِ كتابٌ: إِذا نَفَذ، قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ} (يُوسُف: 95) ، أَي: خرجت. قلتُ: ففَصل يكون لَازِما وواقعاً، وَإِذا كَانَ وَاقعا فمصدرُه الفَصل، وَإِذا كَانَ لَازِما فمصدرُه الفُصول.

وَقَالَ أَبُو تُرَاب: قَالَ شَبَّاية: فصلَت المرأةُ ولدَها وفسَلَتْه، أَي: فَطَمَتْه. ص ل ب صلب، صبل، بلص، بصل، لصب: مستعملة. صبل: أهمله اللَّيْث. ورَوَى أَبُو تُرَاب الْكسَائي: يُقَال: هَذِه الصِّئْبِل للدّاهية. قَالَ: وَهِي لغةٌ لبني ضَبّة. قَالَ: وَهِي بالضاد أعرَف. قلتُ: وَأَبُو عُبَيْد رَوَاهُ الضِّئْبِل بالضاد، وَلم أسمعْه بالصّاد إِلَّا مَا جَاءَ بِهِ أَبُو تُرَاب. بلص: شَمِر عَن الرّياشيّ عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: قَالَ الْخَلِيل بن أَحْمد لأعرابي: مَا اسمُ هَذَا الطَّائِر؟ قَالَ: البَلَصوص. قلتُ: مَا جمعُه؟ قَالَ: البَلَنْصى. قَالَ: فَقَالَ الْخَلِيل أَو قَالَ قَائِل: كالبَلَصُوصِ يَتبَعُ البَلَنْصَى قَالَ: وَنَحْو ذَلِك قَالَ ابْن شُمَيْل. أَبُو عُبيد عَن أبي زيد: بلأَصَ الرجلُ بَلأَصَةً: إِذا فَرّ. لصب: أَبُو زيد: لَصب الجِلْدُ بِاللَّحْمِ يَلصَب لصَباً: إِذا لصقَ بِهِ من الهُزال. أَبُو عُبَيْد عَن الْأَصْمَعِي: اللِّصْبُ: الشِّعبُ الصَّغِير فِي الجَبَل، وجمعُه لُصوب. وَقَالَ اللَّيْث: اللِّصْبُ: مَضِيق الوادِي. وَيُقَال: لَصِبَ السيفُ لَصَباً: إِذا نَشِب فِي الغِمْد فلَم يَخرُج، وَهُوَ سيفٌ مِلْصاب إِذا كَانَ كَذَلِك. وَرجل لَحِزٌ لَصبٌ: لَا يُعطِي شَيْئا. وطريقٌ مُلْتَصِبٌ: ضيّق. بصل: البَصَلُ مَعْرُوف. والبَصَل: بَيْضة الرَّأْس من حَدِيد، وَهِي المحدَّدة الوسَطِ، شُبّهتْ بالبَصَلِ. وَقَالَ ابْن شُمَيل: البَصَلة إِنَّمَا هِيَ سَقيفةٌ وَاحِدَة، وَهِي أكبر من التَّرْك. وقِشْرٍ متبصِّلٌ: كثيف كثيرُ القُشور، وَقَالَ لبيد: قُرْدَمانِيّاً وتَرْكاً كالبَصَلْ صلب: الحرّاني عَن ابْن السكّيت: الصَّلْبُ: مَصْدَرُ صَلَبَه يَصْلُبُه صَلْباً، وأصلُه من الصَّلِيب، وَهُوَ الوَدَك. قَالَ الهُذَليّ وَذَكر عُقاباً: جَريمة ناهِضِ فِي رأسِ نِيقٍ تَرَى لِعظامِ مَا جَمعتْ صَلِيبا أَي: وَدَكاً. وَيُقَال: قد اصْطَلَبَ الرجلُ: إِذا جَمَع العظامَ ليَطبُخها، فيُخرِج وَدَكَها ويأتَدِم بهَا، وَقَالَ الكُميت: واحْتَلَّ بَرْكُ الشِّتاءِ مَنْزِلَهُ وباتَ شيخُ العِيال يَصْطَلِبُ قَالَ: والصَّلَب: الصُّلب، قَالَ العجاج: فِي صَلَبٍ مِثلِ العِنانِ المؤدَمِ إِلى سَوَاءٍ قَطَنٍ مُؤَكمِ

وَقَالَ شَمِر: الصَّلَب نَحْو الحَزِيزِ، وجمعُه صِلَبة، حَكَاهُ عَن الأصمعيّ. قَالَ: وَقَالَ غَيره: الصَّلَب من الأَرْض: أَسْنادُ الآكام والرَّوابي، وجمعُه أَصْلاب، قَالَ رُؤبة: تَغْشَى قُرًى عارِيةً أَقراؤُهُ تَحْبو إِلَى أَصْلابه أَمْعاؤُهُ الأصمعيّ: الأصْلاب هِيَ من الأرْض. الصَّلَب: الشَّديد المُنْقاد وقولُه تَحبو، أَي: تَدْنو. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الأصْلابُ: مَا صَلُب من الأَرْض وارتفع، وأمعاؤُه: مَا لَان مِنْهُ وانخَفض. وَقَالَ اللَّيْث: الصُّلْبُ من الجرْي ومِن الصَّهِيل: الشَّديد، وأنشَد: ذُو مَيْعَةٍ إِذا تَرامَى صُلْبُهُ ورجلٌ صُلَّبٌ: صُلْبٌ، مثل القُلّب الحُوَّل. ورجُل صُلْب صَلِيب: ذُو صَلابة، قد صَلُب. وأرضٌ صُلْبة، والجميعُ صِلَبة. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الصَّلَب نَحْوٌ من الحَزِيز الغليظِ المنقاد، وجمعُه صِلَبَة مثل عِنَبَة. والصُّلْب: موضعٌ بالصَّمان أرضُه حِجَارَة، وبَيْن ظهرانَي الصُّلْب وقِفَافِه رياضٌ وقِيعانٌ عَذْبة المنابت، كثيرةُ العُشْب. قَالَ اللَّيْث: الصَّليب: مَا يتّخِذه النّصارى قِبلةً. قَالَ: والتَّصليب: خِمْرَةٌ للْمَرْأَة، ويُكرَه للرّجل أَن يصلِّي فِي تَصلِيب العِمامة حتّى يجعلَه كَوراً بعضَه فَوق بعض. وَيُقَال: قد تصلّب لَك فلانٌ، أَي: تَشدَّد. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: إِذا كَانَت الحُمَّى صَالِباً قيل: صَلَبَتْ عَلَيْهِ، فَهُوَ مَصْلُوبٌ عَلَيْهِ. وَقَالَ غَيره: الصَّالِبُ: الَّتِي مَعهَا حَرٌّ شَدِيد وَلَيْسَ مَعهَا بَرْد. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: أخذتْه الحُمَّى بصالِب. وَقَالَ غيرُه: يُقَال: أَخَذَتْه حُمَّى صالِبٌ، وأخذتْه بصالِب. وَقَالَ اللَّيْث: الصَّوْلَب والصَّوْليب: هُوَ البَذْر الَّتِي يُنثَر على الأَرْض، ثمَّ يُكرَبُ عَلَيْهِ. قلتُ: وَمَا أرَاهُ عَرَبيا، وَأما قولُ العبّاس بن عبد المطّلب يَمدَح النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تُنقَل من صالَبٍ إِلَى رَحِمٍ إِذا مضى عَالم بَدَا طَبَق قيل: أَرَادَ بالصالب الصُّلْب. يُقَال: للظَّهْر صُلْبٌ وصَلَبٌ وصالَبٌ، وَقَالَ: كأنّ حُمَّى بك مَغْرِيَّه بَين الحيازِيمِ إِلَى الصَّالَب وَفِي حَدِيث عَائِشَة: (أَن النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا رأى التَّصليبَ فِي ثوبٍ قَضيَه) ، أَي: قَطَع

مَوضِع التَّصليب مِنْهُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: الصُّلّبُ: المِسَنُّ، وَهُوَ الصُّلَّبيّ، وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: كحَدِّ السِّنان الصُّلَّبيّ النّحِيضِ أَرَادَ بالسِّنان المِسَنّ. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: إِذا بلغ الرُّطَب اليُبْس فَذَلِك التَّصْليب، وَقد صَلَّب، وأنشَد المازنيُّ فِي صفة التَّمَر: مُصَلَّبَةٌ من أَوْتَكى القَاعِ كُلَّما زَهَتْها النُّعامَى خِلتَ من لَبَنٍ صَخْرا أَوتَكَى: تَمر الشِّهْرِيز ولَبَنُ: اسمُ جبل بِعَيْنِه. وَقَالَ شمر: يُقَال: صلبَتْه الشمسُ تَصْلِبُه صَلْباً: إِذْ أحرَقَتْه، فَهُوَ مصلوبٌ مُحْرَق. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: مستوقِدٌ فِي حَصاة الشمسُ تَصلُّبُه كأنّه عَجَمٌ بالبِيدِ مَرْضُوحُ وَقَالَ النّضر: الصَّليب: مِيسَمٌ فِي الصُّدْغ وَفِي العُنُق، خَطَّان أحدُهما على الآخر، يُقَال: بَعِيرٌ مَصْلوب، وإبل مُصَلَّبة. أَبُو عَمْرو: أصلبَتِ الناقةُ إصلاباً: إِذا قَامَت ومدَّتْ عنقَها نحوَ السَّمَاء لتدِرَّ لوالدِها جَهْدَها إِذا رَضَعَها، وربّما صَرّمها ذَلِك، أَي: قَطَع لَبنَها. أَبُو عَمْرو: الصُّلَّبيُّ: حِجَارَةُ المِسَنّ. وَيُقَال: الصُّلَّبيّ: الّذي جُلِيَ وسُحِك بحجارةِ الصُّلْب، وَهِي حِجَارَة يُتّخذ مِنْهَا المَسانّ، وَقَالَ الشّماخ: وكأنّ شَفْرَة خَطْمِه وجَبِينِه لمّا تَشَرْفَ صُلَّبٌ مَفْلوقَ والصُّلْب: الشَّديد من الْحِجَارَة وأشدُّهما صلابَةً. ص ل م صلم، صمل، لمص، مصل، ملص: مستعملة. لمص: قَالَ اللَّيْث: اللَّمَص: شَيْء يُباع مِثلُ الفَالُوذ لَا حلاوَةَ لَهُ، يَأكُله الفِتْيان مَعَ الدِّبْس. سلَمةُ عَن الْفراء: لَمَص الرجُل: إِذا أكل اللَّمَص وَهُوَ الفالوذ. وَقَالَ شَمَر: رجلٌ لَمُوصٌ، أَي: كذّاب خدّاع. وَقَالَ عديّ بن زيد: إنّكَ ذُو عَهْدٍ وذُو مَصْدَقٍ مُخالِفٌ هَدْي الكَذُوبِ اللَّمُوصِ صلم: قَالَ اللَّيْث: الصَّلْم: قَطْعُ الأُذُن والأنْف من أصلِه. والاصطلامُ: إِذا أُبِيدَ قومٌ من أَصْلِهم قيل: اصْطُلموا. قَالَ: والصيْلم: الأكلةُ الْوَاحِدَة كلَّ يَوْم. والصيْلَم: الأمرُ المفني المستأصِل؛ ووقْعةٌ صَيْلَمةٌ من ذَلِك. أَبُو عبيد: الصَّيْلَم: الدّاهية. الصيْلَمُ:

لِأَنَّهَا تصْطَلِم، وَقَالَ بِشر: غضِبتُ تميمٌ أَن تَقتَّلَ عامرٌ يومَ النِّسارِ فأُغْضِبُوا بالصَّيْلَم وَقَالَ اللَّيْث: الظَّلِيمُ يسمَّى مصلَّماً لِقَصر أُذُنه وصِغَرِها قَالَ: والأصلم: المصلَّم من الشِّعر، وَهُوَ ضربٌ من السّريع، يجوز فِي قافيته فَعُلْنْ فَعْلُنْ، لقَوْله: لَيْسَ على طولِ الحياةِ نَدَمٌ وَمن وَراءِ الْمَوْت مَا لَا يُعلَمُ وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود وذَكر فِتناً فَقَالَ: يكون الناسُ صُلاماتٍ، يضربُ بَعضهم رِقابَ بعض. قَالَ أَبُو عُبَيد: قَوْله: صُلاماتٍ يَعنِي الفِرَق من النَّاس يكونُونَ طوائفَ فتجتمع كلُّ فرقة على حِيالها تُقَاتل أُخْرَى، وكلُّ جمَاعَة فَهِيَ صُلامة، وَأنْشد أَبُو الجرّاح: صُلاَمَةٌ كَحُمُرِ الأبَكّ لَا ضَرعٌ فِينا وَلَا مُذَكِّي ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: صَلامة بِفَتْح الصَّاد. قَالَ: والصَّلامة: الَّذِي فِي دَاخل نَواة النَّبِقَة يُؤْكَل وَهُوَ الألْبوب. والصلاَمة: القومُ المستَوون فِي السّنّ والشجاعة والسّخاء. صمل: قَالَ اللَّيْث: صَمَل الشيءُ يَصمُل صمُولاً: إِذا صلُب واشتدّ واكتنَز. يُوصف بِهِ الْجَبَل والجمَل وَالرجل، قَالَ رُؤبة: عَن صاملٍ عاسٍ إِذا مَا اصْلَخْمَمَا يصف الجملَ. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: الصُّمُلّ: الشديدُ الْخلق العظيمُ، وَالْأُنْثَى صُمُلّة. وَقَالَ اللَّيْث: الصَّمِيلُ: السِّقاءُ الْيَابِس. والصّامِلُ: الخَلَقُ. وَأنْشد: إِذا ذاد عَن ماءِ الفُرات فَلَنْ تَرَى أَخا قِرْبَةٍ يَسقِي أَخا بَصَميلِ وَيُقَال: صَمَل بدنه وبطنُه، وأصمله الصّيام، أَي: أيبَسَه، قَالَ: والصَّوْمَلُ: شجرةٌ بِالْعَالِيَةِ. أَبُو عَمْرو: صَمَلَه بالعصا صملاً: إِذا ضَرَبه، وَأنْشد: هِراوَةٌ فِيهَا شِفاءُ العَرِّ صَمَلتُ عُقْفانَ بهَا فِي الجرّ فبُجْتُه وأَهلَه بِشَرِّ الجرّ: سَفْح الْجَبَل. بُجتُه: أصبْتُه بِهِ. وَقَالَ أَبُو زيد: المصمئّلُ الشَّديد. وَيُقَال للدّاهية مُصمَئّلَة، وَأنْشد: وَلَم تَتَكأَدَهُم المعضِلاتُ وَلَا مُصمئِلَّتُها الضِّئبِلُ أَبُو تُرَاب عَن السُّلَمي: صَنقلَه بالعصا وصمله: إِذا ضربه بهَا. مصل: قَالَ اللَّيْث: المصلُ مَعْرُوف. والمُصُولُ: تَميُّز الماءِ من اللَّبن. والأقطُ إِذا عُلِّق مصل ماؤُه فقطَر مِنْهُ، وبعضُهم يقولُ مَصلة مثل أَقْطَة.

وشاةٌ مُمصل وممْصال وَهِي الَّتِي يصير لبنُها فِي العُلْبة متزايلا قَبلَ أَن يُحْقَنَ. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: المُمْصل من النِّسَاء: الَّتِي تُلقِي ولدَها وَهُوَ مُضْغَة، وَقد أمصلت. الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت: يُقَال: قد أمصلْتَ بضاعةَ أهلكَ: إِذا أفسدْتَها وصرفْتَها فِيمَا لَا خَيْر فِيهِ، وَقد مصَلَتْ هِيَ. وَيُقَال: تِلْكَ امْرَأَة ماصلة، وَهِي أمصلُ النَّاس. قَالَ أَبُو يُوسُف وأنشدني الكلابيّ: لَعَمري لقد أمصلتُ ماليَ كلَّه وَمَا سُسْتِ من شيءٍ فربُّكِ ماحِقُه وَيُقَال: أعطَى عَطاءً ماصلاً، أَي: قَلِيلا. وإِنه ليَحلُب من النَّاقة لَبَنًا ماصلاً، أَي: قَلِيلا. الْأَصْمَعِي: مصلت استُه، أَي: قَطَرتْ. والمُصالة: قُطارة الحبّ. وَقَالَ أَبُو زيد: المَصْل: ماءُ الأقِط حِين يُطبَخ ثمَّ يعصر، فعُصارة الأقِط هِيَ المصل. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: قَالَ سلمَان بن الْمُغيرَة: مصل فلانٌ لفُلَان من حقّه: إِذا خرج لَهُ مِنْهُ. وَقَالَ غَيره: مَا زِلتُ أُطالبه بحقّي حَتَّى مصل بِهِ صاغراً. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: المِمْصلُ: الَّذِي يبذلُ مَاله فِي الْفساد. والممصل أَيْضا رَاوُوق الصبّاغ. ملص: فِي الحَدِيث: (أنّ عمرَ سَأَلَ عَن إمْلاَصِ الْمَرْأَة الجَنِينَ، فَقَالَ الْمُغيرَة بنُ شُعْبَة: قَضَى فِيهِ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بغُرَّةٍ) . أَرَادَ الْمَرْأَة الْحَامِل تُضرَب فتُملِص جَنِينَها، أَي: تُزْلِقُه قبلَ وقتِ الوِلادة، وكلُّ مَا زَلِق من الْيَد أَو غيرِها فقد مَلِص يَمْلَص مَلَصاً. قَالَ الراجز: فَرَّ وَأَعْطَانِي رِشاءً مَلِصا يَعْنِي: رَطْباً تزلق مِنْهُ اليَدُ، فَإِذا فعلتَ ذَلِك أنتَ بِهِ. قلتَ: أملصْتُه إمْلاصاً. وَقَالَ اللَّيْث: إِذا قبضتَ على شَيْء فانفَلَت من يدِك قلتَ: انْمَلَص من يَدِي انْمِلاصاً، وانمَلَخ بِالْخَاءِ، وَأنْشد ابنُ الأعرابيّ: كأنّ تحتَ خُفِّها الوَهّاصِ مِيظَبَ أُكمٍ نِيطَ بالمِلاَص قَالَ: الوَهّاصُ: الشَّديد. والمِلاَصُ: الصَّفا الأبيَض. والمِيظَب: الظُّرَرْ. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: المَلِصة: الزّلخة والأطوم من السَّمَك، وَالله أعلم.

أبواب الصاد والنون

(أَبْوَاب) الصَّاد وَالنُّون) ص ن ف صنف، صفن، نفص، نصف: مستعملة. صنف: قَالَ اللَّيْث: الصَّنْفُ: طائفةٌ من كلّ شَيْء، فكلُّ ضَرْب من الْأَشْيَاء صَنْفٌ وَاحِد على حِدَة. والتّصنيف: تمييزُ الْأَشْيَاء بعضِها من بعضٍ. ابْن السكّيت: يُقَال: صِنْفٌ وصَنْفٌ من المَتاع، لُغَتان. وعُودٌ صَنْفِيّ للبخور لَا غير. أَبُو عُبَيْد: صَنِفَةُ الْإِزَار: طُرّتُه. أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ: صَنِفةُ الثَّوْب: زاوِيَتُه، وللثوب أَربع صَنِفات. اللَّيْث: الصَّنِفَة والصِّنْفة: قِطعةٌ من الثوْب، وطائفةٌ من الْقَبِيلَة. ورَوَى أَبُو العبَّاس عَن سَلمَة عَن الفرَّاء أنّه أنشدَه: سَقْياً لحُلْوانَ ذِي الكروم وَمَا صُنِّفَ من تينه وَمن عِنَبِه أنْشدهُ الفرّاء: صُنِّف وغيرُه رَوَاهُ صَنَّف. وَقَالَ: صُنِّف: مُيِّز، وصَنَّفَ: خَرج ورَقُه. نصف: قَالَ اللَّيْث: النِّصف: أحدُ جُزْأَيِ الكمالِ. ونُصْف: لغةٌ رَدِيئَة. الحَرّاني عَن ابْن السكّيت: أنصَفَ الرجلُ صاحبَه إنصافاً، وَقد أعطَاهُ النّصَفة. وَيُقَال: قد نَصَف النهارُ يَنصُف: إِذا انتَصَف. وَقَالَ المسيّب بن عَلَس يصفُ غائصاً فِي الْبَحْر على دُرّة: نَصفَ النهارُ الماءُ غامِرُهُ ورَفيقُه بالغَيْب مَا يَدرِي أَرَادَ انتَصَف النهارُ والماءُ غامره فانتصَف النهارُ وَلم يَخرج من المَاء. وَيُقَال: قد نَصَف الإزارُ ساقَه يَنصفُه: إِذا بلغ نِصفَها، وَأنْشد: وكنتُ إِذا جارِي دَعَا لمَضُوفةٍ أُشمِّر حَتَّى يَنصُفَ الساقَ مِئْزرِي وَقَالَ ابْن ميادة يمدح رجلا فَقَالَ: تَرى سيْفَه لَا يَنصُفُ السَّاقَ نَعْلُه أجَلْ لَا وَإِن كَانَت طِوالاً مَحَامِلُهْ وَقَالَ: نصفَ القومَ يَنصُفُهم إِذا خَدَمَهم. والنّاصفُ والمِنصَفُ: الْخَادِم. ابْن الأعرابيّ: نصفتُ الشَّيْء: أخذتُ نِصْفَه. وَيُقَال للخادم: مِنصَف ومَنْصَف. وَقد نَصَفْتَه: إِذا خدمْتَه، وتنصَّفْتُه مثله. قَالَ: والنّصيف: الْخمار. والنَّصيف: الْخَادِم. ونَصفَ الشَّيْء: إِذا بَلَغ نِصْفَه. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: أَنصف الرجل: إِذا أَخَذ الحقّ وأَعطَى الحقّ. وأَنصف: إِذا سارَ نصفَ النَّهَار. وأَنصف: إِذا حَزم سيِّده.

وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (لَا تَسُبّوا أَصْحَابِي فإنّ أحدَكم لَو أنفَق مَا فِي الأَرْض جَمِيعًا مَا أَدرَك مُدَّ أحدِهم وَلَا نَصِيفَه) . قَالَ أَبُو عُبَيد: العَرَبُ تسمِّي النِّصْف النّصِيفَ، كَمَا يَقُولُونَ فِي العُشر: العَشِير، وَفِي الثّمن الثمِين، وَأنْشد: لَم يَفْذُها مُدٌّ وَلَا نَصِيفُ وَلَا تُمَيْرَاتٌ وَلَا تَعجيفُ قَالَ: والنصِيف فِي غير هَذَا الخِمار، وَمِنْه الحَدِيث الآخَر فِي الحُورِ العِينِ: (ولَنصِيفُ إحداهنّ على رَأسهَا خيرٌ من الدّنيا وَمَا فِيهَا) ، وَمِنْه قَول النَّابِغَة: سَقَط النَّصيفُ وَلم تُرِد أسقاطَه فتناولْته واتْقتنا باليَدِ وَقَالَ أَبُو سَعِيد: النَّصيف: ثوبٌ تتجلّل بِهِ المرأَة فَوق ثِيَابهَا كلِّها؛ سُمِّي نصيفاً لِأَنَّهُ نصَف بَين النَّاس وَبَينهَا فحجز أَبْصَارهم عَنْهَا. قَالَ: والدليلُ على صِحَة مَا قَالَه: سَقَط النّصيف، لأنّ النّصيفَ إِذا جُعِلَ خِماراً فسَقَط فَلَيْسَ لِسِتْرِها وجهَها مَعَ كشفِها شعرَها معنى. نَصيفُ الْمَرْأَة: مَجرُها. اللَّيْث: قَدَحٌ نَصْفانُ: بلغ الكَيْلُ نِصْفَه، وشَطْران مثله. أَبُو عبيد: قَدَحٌ نَصْفان: بلغَ الكيلُ نِصْفَه. قَالَ: والنَّصف من النِّساء: الَّتِي بَلَغتْ خمْسا وَأَرْبَعين وَنَحْوهَا. وَقَالَ اللَّيْث: الْمَرْأَة بَين الحديثة والمُسِنَّة. والنّصفة: اسْم الْإِنْصَاف، وتفسيرُه أَن تعطيَه من نفسِك النّصف، أَي: تعطيه من الحقّ لنَفسك. وَيُقَال: انتَصفْتُ من فلَان، أَي: أخذتُ حقّي كملاً حَتَّى صِرْتُ وَهُوَ على النَّصيف سراء. والنَّصفة: الْخُدّام، واحدهم ناصِف. والمَنْصفُ من الطَّرِيق وَمن النَّهار وَمن كل شَيْء وسَطُه. قَالَ: ومنتصف اللَّيْل وَالنَّهَار: وسطُه، وانتَصف النهارُ ونَصفَ فَهُوَ يَنصف. قَالَ: والناصفةُ: صَخرةٌ تكون فِي مَناصِف أسنادِ الْوَادي وَنَحْو ذَلِك من المسايل. أَبُو عبيد: النّواصف: مَجارِي المَاء، واحدتُها ناصفةُ، وأنشَد: خَلايا سَفين بالنَّواصِفِ من دَدِ شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: النَّاصفة من الأَرْض: رَحَبة بهَا شجر، لَا تكون ناصفةً إلاّ وَلها شجر. وَقَالَ غَيره: تنصّفْتُ السلطانَ، أَي: سألتُه أَن يُنصِفني، وَقَول ابْن هَرْمة: أنِّي غَرِضْتُ إِلَى تناصُفِ وجْهِها غَرَضَ المُحِبُّ إِلَى الحبيبِ الغائبِ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: تَناصُف وجهِها:

محاسنُها، أَي: أَنَّهَا كلهَا حَسَنة يَنصِف بعضُها بَعْضًا. وَقَالَ غَيره: كلّ شَيْء بلغ نِصْفَ غيرِه فقد نصفَه، وكلُّ شَيْء بَلَغَ نِصفَ نَفْسِه فقد أنصف. قلتُ: والقولُ مَا قَالَ ابْن السكّيت: نَصفَ النهارُ: إِذا انتَصف. وَيُقَال: نصفتُ الشيءَ: إِذا أخذتَ نصفَه. والنّصفُ: الْإِنْصَاف. ابْن شُميل: إنّ فلانَة لعلَى نَصِفها، أَي: نِصف شَبابها. وَأنْشد: إنّ غُلاماً غرَّه جَرْشَبِيّةٌ على نَصَفها من نَفْسِه لضَعِفُ قَالَ: الجَرْشَبيَّة: العَجوزُ الكبيرةُ الهَرِمة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أنصَف الرجلُ: إِذا سارَ نِصفَ النهارِ. نفص: اللَّيْث: أنْفَص الرجلُ ببوْله: إِذا رَمَى بِهِ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: أخَذَ الغَنم النُّفَاصُ: وَهُوَ أَن يَأْخُذهَا داءٌ فتَنفِصُ بأبوالها، أَي: تَدفَعُها دَفْعاً حَتَّى تَمُوت. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: نافَصْتُ الرجلَ منافَصةً، وَهُوَ أَن تَقول لَهُ: تَبُول أَنْت وأبولُ أَنا، فننظرَ أيُّنا أبعَدُ بَوْلاً، وَقد نافَص فنَفَصَ، وَأنْشد: لَعَمرِي لقد نافَصْتَني فَنَفَصْتَني بذِي مُشْتَفِرَ بَوْلهُ مُتفاوِتُ أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: أنْفصَ بالضَّحِك وأنْزَقَ وزهْزَقَ بِمَعْنى وَاحِد. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن سَلمة عَن الْفراء: أنفَص بشَفَتيه كالمُتَرَمِّزِ، وَهُوَ الَّذِي يُشير بشفَتَيه وعيْنَيْه. صفن: رُوِي عَن الْبَراء بن عَازِب أَنه قَالَ: (كنّا إِذا صلّينا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فرفَع رَأسه من الرُّكُوع قُمنا خَلْفَه صُفوناً) . قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: (صُفوناً) يُفسَّر الصافنُ تفسيرين، فبعضُ النَّاس يَقُول: كلّ صَاف قَدَميْه قَائِما فَهُوَ صافِن. والقولُ الثَّانِي: أَن الصَّافن من الخيْل: الَّذِي قد قَلَب أحدَ حَوافره وَقَامَ على ثلاثِ قوائمَ. كَانَ ابنُ مَسْعُود وابنُ عَبَّاس يقرآن قولَ الله جلّ وعزّ: (فاذكروا اسمَ اللَّه عَلَيْهَا صَوَافِن) (الْحَج: 36) ، بالنُّون. فأمَّا ابْن عَبَّاس ففسَّرها: مَعقولةً إِحْدَى يدَيْها على ثلاثِ قَوَائِم. وَأما ابْن مَسْعُود فَقَالَ: يَعْنِي قيَاما. وَرُوِيَ عَن مُجَاهِد نَحْو قَول ابْن عَبَّاس. وَقَالَ الْفراء: رأيتُ العربَ تَجعَل الصافِنَ القائمَ على ثلاثٍ وعَلى غير ثَلَاث. قَالَ: وأشعارُهم تَدُلّ على أنّ الصُّفُون القيامُ خاصّة، وَأنْشد للطّرماح: وقامَ المَها يُفْفِلْن كلَّ مُكبَّلٍ كَمَا رُصَّ أيْقاً مُذْهَبِ اللَّون صافِنِ

قَالَ: الصافنُ: الْقَائِم. وَأما الصائن: فَهُوَ الْقَائِم على طَرْف حافرِه. وَقَالَ أَبُو زيد: صفَنَ الفَرَسُ: إِذا قامَ على طرف الرَّابِعَة. والعَرَب تَقول لجَمِيع الصَّافِن: صَوَافن وصافنات وصُفُون. وَفِي حَدِيث عمر: لَئِن بقِيتُ لأُسوِّيَنّ بَين النَّاس حَتَّى يأتيَ الراعيَ حقُّه فِي صُفْنِه لَم يَعرَق فِيهِ جَبِينُه. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو قَالَ: الصُّفْنُ: خريطةٌ تكون للرّاعي فِيهَا طَعامُه وزِنادُه وَمَا يَحتاج إِلَيْهِ. وَقَالَ الْفراء: هُوَ شيءٌ مثل الرَّكْوة يُتوضَّأ فِيهِ، وَأنْشد للهُذَلِيّ: فخضخضتُ صُفْنِيَ فِي جَمِّهِ خِياضَ المُدابِر قِدْحاً عَطُوفَا قَالَ أَبُو عبيد: وَيُمكن أَن يكون كَمَا قَالَ أَبُو عَمْرو وَالْفراء جمعا أَن يُسْتعمل الصُفْنُ فِي هَذَا وَفِي هَذَا. قَالَ: وسمعتُ من يَقُول: مُصَفن بِفَتْح الصَّاد، والصَّفْنة أَيْضا بالتأنيث. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الصَّفْنة بفَتْح الصَّاد: هِيَ السُّفْرة الَّتِي تُجمَع بالخيط، وَمِنْه يُقَال: صَفَن ثيابَه فِي سَرْجِه: إِذا جمعهَا. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنه عوَّذ عليّاً حِين رَكِب وصَفَن ثِيَابه فِي سَرْجه) ، قَالَ: وأمّا الصُّفْن بِضَم الصَّاد: فَهُوَ الرَّكوة. قَالَ: الصَّفَنُ: جِلْدُ الأنْثيَين بِفَتْح الْفَاء وَالصَّاد وجمعُه أصفان، وَمِنْه قولُ جَرِيرٍ: يَتْرُكْن أَصفانَ الْخُصَى جَلاَجِلا قلت: وَالصَّوَاب مَا قَالَ ابْن الْأَعرَابِي من الأحرف الثَّلَاثَة. وَقَالَ اللَّيْث: كلّ دَابَّة. وخَلْق شِبْه زُنْبُور يُنضِّدُ حولَ مَدخَله ورَقاً أَو حَشيشاً أَو نَحْو ذَلِك، ثمَّ يُبَيِّتُ فِي وَسطه بَيتاً لنَفسِهِ أَو لِفراخه فَذَلِك الصَّفَن، وفعلُه التَّصْفِين. والصافن: عِرْقٌ فِي بَاطِن الصُّلْب يتّصل بِهِ طُولاً، ونِياطُ القَلْب مُعَلَّق بِهِ ويسمّى الأكْحَلُ من الْبعيد الصافنَ. وَقَالَ غيرُه: الأكحلُ من الدّوابّ الأبْجَل. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الأكْحَل والأبْجَل والصافِن: هِيَ العُروق الَّتِي تُفْصَد، وَهِي فِي الرِّجْل صَافِن وَفِي اليَدِ أكْحَل. عَمرو عَن أَبِيه: صَفَنَ الفَرَس برجلِه وبَيْقَرَ بِيَدِه: إِذا قَامَ على طرف حافرِهِ. قَالَ: والصّفَن أَيْضا: أَن يُقسَمَ الماءُ إِذا قلّ بحَصاة القَسْم، وَيُقَال لَهَا المقْلَةُ؛ فإِن كَانَت من ذَهَب أَو فِضّة فهِيَ الْبَلَد. أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمرو: تَصَافَنَ القومُ تَصَافناً، وَذَلِكَ إِذا كَانُوا فِي سَفَرٍ وَلَا ماءَ مَعَهم وَلَا شيءَ يَقْتَسِمُونه على حَصاةٍ يُلْقُونَها فِي الإناءِ يُصَبُّ فِيهِ من الماءِ قدرَ مَا يَغْمُر الحَصاة فيُعطاه كل رجل مِنْهُم،

وَقَالَ الفرزدق: فلمّا تَصافَنَّا الإداوَةَ أَجْهَشَتْ إليَّ غُضُونُ العَنْبَرِيِّ الجُرَاضِمِ شَمر عَن أبي مَنْحُوف عَن أبي عُبَدة: الصَّفْنَةُ كالعَيْبة يكون فِيهَا متاعُ الرجل وأَدَاتُه، فَإِذا اطرحتَ الهاءَ قلتَ صُفْن، وَأنْشد: تركتُ بِذِي الجَنْبَيْنِ صُفْنِي وَقِرْبَتِي وقَدْ أَلَّبُوا خَلْفِي وقَلَّ المَسَارِبُ قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الصَّفْن والصَّفْنَةُ: شِقْشِقةُ البَعير. ابنُ شُميل: الصافِن: عِرْق ضَخْمٌ فِي بَاطِن السَّاق حتَّى يَدخُل الفَخذ، فَذَلِك الصَّافِن. ص ن ب صبن، صنب، نصب، نبص، بصن. بصن: قريةٌ تُعْمَل فِيهَا السُّتُورُ البَصَنِيَّة، وَلَيْسَت بعربيّة. صبن: اللّحيانيّ عَن الأصمعيّ: صَبَنْتَ بالصَّاد عنّا الهديّةَ تَصِبْنَ صَبْناً. قَالَ: وَقَالَ رجُل من بني سعْد بن زيد: صَبَنْتَ تَصْبِن صَبْناً، وَكَذَلِكَ كلُّ معروفٍ إِذا صرفتَه إِلَى غيرِه. وَكَذَلِكَ كَبَنْتَ وَخَضَنْتَ وزنبت. وَقَالَ الأصمعيّ: تأويلُ هَذِه الْحُرُوف: صَرْفُ الهديّة أَو الْمَعْرُوف عَن جيرانك ومعارفك إِلَى غَيرهم. وَقَالَ اللّيث: الصَّبْنُ: تسويةُ الكَعْبَيْن فِي الكَفّ ثمَّ تَضْرِب بهما. يُقَال: أَجِلْ وَلاَ تَصْبِن. قَالَ: وَإِذا خَبَأَ الرجلُ شَيْئا فِي كَفَهِ وَلَا يُفطَن لَهُ كالدِّرهم وغيرِه قيل: صَبَن. فَإِذا صَرَف الكأسَ عمَّن هُوَ أحقُّ بهَا إِلَى غَيره قيل لَهُ: صَبَنَها، وَأنْشد: صَبَنْتِ الكَأْسَ عنّا أُمَّ عمرٍ ووكان الكأسُ مَجْراها اليمِينَا ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الصَّبْنَاءُ: كَفُّ المُقَامِر إِذا أمالها لِيغْدِرَ بصاحبِه يَقُول لَهُ شيخ البير، وَهُوَ رئيسُ المُقامِرين: لَا تَصْبِن؛ لَا تَصْبِن، فإنّه طَرَف من الصَّغْوِ. والصابون: الَّذِي يُغْسَل بِهِ الثّياب، مَعْرُوف، معرّب. نبص: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: النَّبْصاء من القِيَاسِ: المصوِّتةُ من النَّبِيص، وَهُوَ صوتُ شَفَتَيِ الْغُلَام إِذا أرادَ تزويجَ طائرٍ بِأُنثاهُ. اللّحياني: نَبَصْتُ بالطائرِ والعصفورِ أَنْبِصُ بِهِ نَبِيصاً، أَي: صوَّتُّ بِهِ. ونَبَصَ الطائرُ والعصفورُ يَنْبِصُ نَبِيصاً: إِذا صوَّت صَوتا ضَعِيفا. وَنَحْو ذَلِك. قَالَ اللَّيْث: وَهُوَ صَحِيح من كَلَام الْعَرَب. صنب: أَبُو العبّاس: المِصْنَبُ: المُولَعُ بِأَكْل

الصِّناب، وَهُوَ الخَرْدل بالزَّبيب. وَفِي الحَدِيث: (أُهْدِيَ للنّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَرْنَبٌ بِصِنَابِهَا) ، أَي: بِصِباغِها. وَمِنْه حديثُ عمر: (لَو شئتُ لأمرتُ بِصَرائقَ وصِنَابٍ) . أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرو: الصِّنَاب: الخردَل والزَّبيب. قَالَ: وَلِهَذَا قيل لِلْبِرْذَوْنِ: صِنَابِيّ، إنّما شُبِّه لَونه بذلك. وَقَالَ اللّيث: الصِّنَابِيّ من الدّوَابّ والإِبل: لونٌ بَين الحُمْرَةِ والصُّفْرة مَعَ كثْرَةِ الشَّعَر والوَبر. نصب: قَالَ اللّيث: النّصَبُ: الإعياءُ من العَناء. وَالْفِعْل نَصِبَ يَنْصَب. فأَنْصَبَنِي هَذَا الأمرُ. وأمْرٌ نَاصِبٌ ومُنْصِب، وَقَالَ النَّابِغَة: كِلِينِي لِهَمَ يَا أُصَيْمَةَ ناصِبِ قَالَ: ناصب: بِمَعْنى مُنْصِب. وَقَالَ ابْن السكّيت: قَالَ الأصمعيّ: ناصِب: ذِي نَصَب؛ مثل: ليل نَائِم، ذِي نوم يُنَامُ فِيهِ. ورَجُلٌ دارعٌ: ذُو دِرْع. قَالَ: وَيُقَال: نُصْبٌ ناصِبٌ. مِثْلُ: مَوْتٍ مائت؛ وشِعْرٍ شاعِر. وَقَالَ أَبُو عَمْرو فِي قَوْله: ناصبٌ: نَصَبَ نَحْوِي، أَي: جَدّ؛ وَيُقَال: نَصَبَ الرجلُ فَهُوَ ناصب ونصِبَ. ونصَبَ لَهُ الهمَّ وأنصَبَه. وَقَالَ اللّيث: النَّصْبُ: نصْبُ الدَّاء، يُقَال: أصَابَهُ نَصْب من الدَّاء. قَالَ: والنِّصْبُ: لُغَةٌ فِي النَّصِيب، وَقَالَ الله: {سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ} (المعارج: 43) ، وقرىءَ: إِلَى (نَصْب) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: مَنْ قَرَأَ: (إِلَى نَصْب) ، فَمَعْنَاه: إِلَى عَلَم منصوبٍ يَسْتَبِقون إِلَيْهِ، ومَنْ قرأَ: (إلَى نُصُب) ، فَمَعْنَاه: إِلَى أَصْنَامٍ، كَقَوْل: {وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ} (الْمَائِدَة: 3) ، وَنَحْو ذَلِك. قَال الفرّاء: قَالَ: والنَّصْبُ وَاحِد، وَهُوَ مصدَرٌ وجمعُه الأنْصاب. وَقَالَ اللّيث: النُّصُبُ: جماعَةُ النَّصِيبة، وَهِي علامةٌ تُنصَب للْقَوْم. وَقَالَ الفرّاء: كأنّ النُصُبَ الآلهةُ الَّتِي كَانَت تُعبَد من أَحْجَار. قلتُ: وَقد جَعل الْأَعْشَى النُّصُبَ وَاحِدًا حَيْثُ يَقُول: وَذَا النُّصُبَ المَنْصوبَ لَا تَنْسُكَنَّهُ أَبُو عُبَيد: النَّصائب: مَا نُصِب حولَ الْحَوْض من الْأَحْجَار؛ قَالَ ذُو الرُّمة: هَرَقْناهُ فِي بادِىء النَّشِيئة داثر قديمٍ بعَهْدِ الماءَ بُقْعٍ نَصائبُهْ وَقَالَ اللَّيْث: النُّصْبُ: رَفعُكَ شَيْئا تَنْصِبُه قَائِما منتصِباً. والكلِمةُ المنصوبةُ يُرفَع صَوْتُها إِلَى الْغَار الْأَعْلَى.

وناصَبْتُ فلَانا الشرَّ والحربَ والعداوةَ؛ ونَصَبْنَا لَهُم حَرْباً، وكلُّ شَيْء انتصب بِشَيْء فقد نَصَبْتَه. وتَيْسٌ أَنصب، وعَنْز نَصْباء: إِذا كَانَا منتصِبَي القُرون. وناقةٌ نَصْباءُ: مرتفِعة الصَّدْر. أَبُو عُبَيد: أنصبتُ السكّينَ: جعلتُ لَهَا نِصاباً؛ قَالَه أَبُو زيد والكسائيّ، قَالَا: وَهُوَ عَجْزُ السّكّين. ونِصابُ كلِّ شَيْء أَصله ومرجعه الَّذِي يرجع إِلَيْهِ يُقَال: فلانٌ يَرجِع إِلَى نِصابِ صِدْقٍ؛ وتنْصِب صِدْق، وأصلُه مَنبِته وَمحْتِدُه. اللَّيْث: نِصابُ الشَّمس: مَغيبُها ومَرجِعُها الّذي تَرجِعُ إِلَيْهِ. غَيره: ثغرٌ منصَّب: مُستوِي النِّبْتة، كَأَنَّهُ نُصِب مُسوِّيَ. ونَصَبْتُ للقَطاةِ شَرَكاً ونصَبتُ للقدَر نَصْباً. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المِنْصَبُ: مَا يُنصَب عَلَيْهِ القِدْر إِذا كَانَ من حديدٍ. وتَنصَّب فلانٌ وانْتَصَب: إِذا قامَ رَافعا رأسَه. والنَّصْبُ: ضربٌ من أغانِي الأَعْراب. وَقد نصَبَ الرَّاكِب نَصْباً: إِذا غَنَّى النَّصْبَ. وَفِي الحَدِيث: (لَو نَصَبتَ لنا نَصْبَ العَرَب) ، أَي: لَو تَغَنّيْتَ. ويَنْصُوب: مَوضِع. وَقَالَ شَمِر: غِنَاءُ النَّصّب: هُوَ غِنَاءُ الرُّكْبان، وَهُوَ العَقِيرة، يُقَال: رَفَع عقيرتَه إِذا غَنَّى النَّصْبَ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: النَّصْبُ: حُدَاءٌ يُشْبه الغِناء. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: النَّصْب: أَن يسير القومُ يومَهم، وَهُوَ سيْرٌ ليِّن، وَقد نَصَبُوا نصْباً. ص ن م صنم، نمص، نصم: (مستعملة) . صنم (نصم) : قَالَ اللَّيْث: الصَّنم مَعْرُوف، والأَصنام الْجَمِيع. وروَى أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ: الصَّنَمَةُ والنَّصَمةُ الصُّورةُ الّتي تُعبَد. قَالَ: والصنمَةُ: الدّاهيةُ. قلتُ: أصلُها صَلمة. نمص: رُوِي عَن النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنه لَعَن النامِصة والمُتَنَمِّصَة) . قَالَ أَبُو زيد: قَالَ الفرّاء: النامِصة: الّتي تَنتِف الشَّعر من الْوَجْه، وَمِنْه قيل للمِنقاش مِنماص، لأنّه يُنتف بِهِ والمُتَنمِّصةُ هِيَ الّتي يُفعَل ذَلِك بهَا، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: تَجَبَّر بعد الأكلِ فهوَ نَمِيصُ يصفُ نباتاً قد رَعَتْهُ الْمَاشِيَة فجرَدَته، ثمّ نبت بقَدر مَا يُمكن أخذُه، أَي: هُوَ بقَدْر مَا يُنتف ويُجَزّ. وَقَالَ اللَّيْث: النَّمَصُ: دِقّةُ الشَّعر ورِقّته حتّى ترَاهُ كالزَّغَب. ورجلٌ أَنمَصُ الرأسِ أَنمَصُ الحاجبِ، وربّما كانَ أَنمص

باب الصاد والباء مع الميم

َ الجَبِين. وامرأةٌ نمصَاء تَتَنَمَّص، أَي: تأْمُرُ نامِصةً فتنمِص شعرَ وَجههَا نَمْصاً؛ أَي: تَأْخُذهُ عَنْهَا بخَيْط. والمنص والمنموص: مَا أمكنك جذه من النَّبَات. ابْن الأعرابيّ: المِنماصُ: المِظفارُ، والمِنتاشُ والمِنْقاشُ والمِنْتاخُ. وأَقرأَني الإياديُّ لامرىء الْقَيْس: تَرَعَّت بجَبْل ابْني زُهَيْرٍ كلَيهِمَا نُمَاصَينِ حتّى ضاقَ عَنْهَا جُلودُها قَالَ: نُماصين: شَهْرَين. ونُماص: شهرٌ، تَقول: لم يأتني نُماصاً، أَي: شهرا. وجمعُه نُمُص وأَنمِصة. قَالَ: رَوَاهُ شَمِر لأبي عَمْرو. ص ف ب: مهمل. ص ف م اسْتعْمل مِنْهُ: (فَصم) . فَصم: فِي الحَدِيث: (دُرّةٌ بَيْضَاء لَيْسَ فِيهَا فَصْمٌ وَلَا وَصْمٌ) . قَالَ أَبُو عُبَيْد: الفَصْمُ بِالْفَاءِ أَن ينصدعَ الشيءُ من غير أَن يَبين؛ يُقَال مِنْهُ: فصَمْتُ الشيءَ أَفصِمه فَصْماً، إِذا فعلت ذَلِك بِهِ، فَهُوَ مفصوم؛ وَقَالَ ذُو الرُّمّة يذكر غَزَالاً شَبَّهه بدُمْلُج فضّة: كأنّه دُمْلُجٌ من فضّةِ نَبَهٌ فِي مَلْعبٍ مِن جَوارِي الحيِّ مَفْصومُ قَالَ: وأمّا القَصْم بِالْقَافِ فأَن يَنْكسِرَ الشيءُ فيَبين. وقولُ الله جلّ وعزّ: {لاَ انفِصَامَ لَهَا} (الْبَقَرَة: 256) ، وَقيل: لَا انْكسارَ لَهَا. وأفْصَمَ المَطَرُ: إِذا أَقلَعَ. وأَفصَم الفَحْلُ: إِذا جَفَر. وَفِي حَدِيث عَائِشَة أنَّها قَالَت: (رأيتُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُنْزَل عَلَيْهِ فِي الْيَوْم الشديدِ البَرْدِ فيَفْصِمُ الوَحْيُ عَنهُ، وإنَّ جَبينَه ليتفصّد عَرَقاً) . أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ: أَفْصَمَ المطرُ وأفْصَى: إِذا أَقْلَعَ؛ وَمِنْه قيل: كلُّ فَحْل يُفْصِمُ إِلَّا الْإِنْسَان؛ أَي: يَنْقَطِع عَن الضِّراب. أخبَرني المنذريُّ عَن أبي طَالب عَن أَبِيه عَن الفرّاء. قَالَ: فأس فَيْصَمٌ: وَهِي الضخمة. وفأسٌ قِيدَايَةٌ لَهَا خُرْتٌ؛ وَهُوَ خَرق النِّصاب. (بَاب الصَّاد وَالْبَاء مَعَ الْمِيم) ص ب م أهمله اللَّيْث. بصم: وأخبَرَني المنذريُّ عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: يُقال: مَا فارقْتَك شِبْراً وَلَا فِتْراً، وَلَا عَتَباً وَلَا رَتَباً وَلَا بُصْماً. قَالَ: والبُصْمُ مَا بَين الْخِنْصِر والبِنْصِر. وَقد مرّ تفسيرُ العَتَب والرَّتَب. وَالله تَعَالَى أعلم.

باب الصاد والدال

أَبْوَاب معتلاّت الصّاد أهملت الصَّاد مَعَ السِّين وَمَعَ الزَّاي فِي السَّالِم والمعتلّ. ص ط: مهمل. (بَاب الصّاد وَالدَّال) (ص د (وَا يء)) صدى، صدأ، صيد، (صَاد) وَصد، أصد، ديص، دصا: (مستعملة) . صدى صدأ: قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَآءً وَتَصْدِيَةً} (الْأَنْفَال: 35) . قَالَ ابْن عَرَفة: التَّصدِيةُ من الصَدى، وَهُوَ الصَّوت الَّذِي يَرُدُّهُ عَلَيْك الجبلُ. قَالَ: والمُكَاءُ والتَّصْدِية ليسَا بصَلاة، ولكنَّ الله أخبر أَنهم جعلُوا مكانَ الصَّلاةِ الَّتِي أُمِروا بهَا المُكَاءَ والتَّصْدية. قَالَ: وَهَذَا كَقَوْلِك: رَفَدني فلانٌ ضَرْباً وحِرْماناً، أَي: جَعَلَ هذَيْن مكانَ الرِّفْد والعَطا؛ وَهُوَ كَقَوْل الفَرَزْدَق: قَرَيْناهُم المَأْثُورةَ البِيضَ قَبْلَها يَثُجُّ العُروقَ الأَيْزَنِيُّ المثقَّف أَي: جعَلْنا لَهُم بَدَلَ القِرَى السيوفَ والأسِنّة. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس المبَرِّد: الصَّدَى على ستّة أوجه: أحدُها: مَا يَبقَى من الميّت فِي قَبره، وَهُوَ جُثّته. وَقَالَ النَّمِر بن تَولَب: أعاذِلُ إِن يُصْبِحْ صَدايَ بقَفْرةٍ بَعيدا نَآني ناصِرِي وقَرِيبي فصَداه: بدَنُه وجُثّته. وَقَوله: نآني، أَي: نأى عنّي. قَالَ: والصدَى الثَّانِي: حُشْوَة الرَّأْس؛ يُقَال لَهَا: الهامةُ والصَّدَى، وَكَانَت العربُ تَقول: إِن عظامَ المَوْتَى تَصِير هَامةً فتَطِير. وَكَانَ أَبُو عُبَيدة يَقُول: إِنَّهُم كَانُوا يُسمُّون

ذَلِك الطائرَ الَّذِي يَخرج من هَامة الميّت إِذا بَلِيَ: الصَّدَى، وجمعُه أَصْداء. وَقَالَ أَبُو دُوَاد: سُلِّط الموتُ والمَنونُ عليهمْ فلهمْ فِي صَدَى المَقابر هامُ وَقَالَ لَبيد: فليسَ الناسُ بَعدَك فِي نَقيرٍ وَلَيْسوا غيرَ أَصْداءٍ وَهَامِ وَالثَّالِث: الصَّدَى: الذَّكَر من البُوم، وَكَانَت الْعَرَب تَقول: إِذا قتل قتيلٌ فَلم يُدرَكْ بِهِ الثَّأْر خَرَجَ من رَأسه طائرٌ كالبُومة، وَهِي الهامة، والذَّكَر الصَّدَى فَيَصِيح على قَبره: اسقُوني اسقوني، فَإِن قُتِل قاتلُه كَفّ عَن صِيَاحِه، وَمِنْه قولُ الشَّاعِر: أَضْرِبْكَ حتّى تَقولَ الهامةُ اسقُونِي وَالرَّابِع: الصَّدَى: مَا يَرجِعُ من صَوت الْجَبَل، وَمِنْه قولُ امرىء الْقَيْس يصف دَارا دَرَسَتْ: صَمَّ صَداها وَعَفَا رَسْمُها واستَعْجَمتْ عَن منطقِ السّائلِ وَالْعرب تَقول: صُمّي ابْنة الْجَبَل مهما يُقَل تَقُلْ وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الحمّادي عَن ابْن أخي الأصمعيّ عَن عَمه قَالَ: العَرَب تَقول: الصَّدَى فِي الهامة، والسَّمْعُ فِي الدِّماغ، أَصمّ الله صداه من هَذَا. وأنشدني أَبُو الْفضل عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه أنْشد لسدوس بن ضباب: إِنِّي إِلَى كل أيسار ونَادبة أَدْعُو حُبَيشاً كَمَا تَدْعُو ابْنة الْجَبَل أَي: أنوّه كَمَا ينوّه بابنة الْجَبَل. وَقيل: ابْنة الْجَبَل هِيَ الْحَيَّة. وَقيل: هِيَ الداهية الْعَظِيمَة. وَالْبَيْت الَّذِي يَلِيهِ يحقّق هَذَا القَوْل الأول: إِن تَدَعْه مَوْهناً بجابته عاري الأشاجع يسْعَى غير مشتَمِل يَقُول: يعجل حُبَيْش بجابته كَمَا تعجل الصدى، وَهُوَ صَوت الْجَبَل. وَقَالَ المبرّد: والصَّدَى أَيْضا العطَشُ. يُقَال: صَدِي الرجل يَصْدَى صدًى فَهُوَ صدٍ وصادٍ وصيدان، وَأنْشد: ستعلم إِن متْنا غَدا أيّنا الصّدِي وَقَالَ غَيره: الصدَى: الْعَطش الشَّديد. وَيُقَال: إِنَّه لَا يشتدّ حَتَّى يَيْبَسَ الدِّماغ. وَلذَلِك تَنْشَقُّ جِلْدةُ جبهة من يَمُوت عَطَشاً. وَيُقَال: امرأةٌ صَدْيَا وصادِيةٌ. والصَّدَى: السادسُ: قولُهم: فلانٌ صَدَى مالٍ: إِذا كَانَ رَفِيقًا بسياستها.

وَقَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال: إِنَّه لصَدَى مالٍ: إِذا كَانَ عَالما بهَا وبمصلَحتِها، ومِثلُه هُوَ إزاَءُ مالٍ. قَالَ أَبُو عبيد: والصَّدَى أَيْضا: الرجُل اللَّطيف الجَسَد. وَأَخْبرنِي الإياديّ عَن شَمِر: رَوَى أَبُو عُبيد هَذَا الحَرْفَ غيرَ مَهْمُوز، وأُراه مهموزاً، كأنَّ الصَّدَى لغةٌ فِي الصَّدَع، وَهُوَ اللّطيفُ الجِسْم. قَالَ: وَمِنْه مَا جَاءَ فِي الحَدِيث: (صَدَأٌ من حديدٍ) فِي ذِكر عليَ. قلتُ: وَقد فَسَّر أَبُو عُبَيد هَذَا الْحَرْف على غير مَا فسّره شَمِر. رَوَي عَن الأصمعيّ أنّ حمّاد بن سَلَمة رَوَاهُ: (صدأ من حَدِيد) . قَالَ: وَرَوَاهُ غيرُه: (صَدَع من حَدِيد) ، فَقَالَ عُمر: وَادفْرَاه. قَالَ الأصمعيّ: والصَّدَأ أشبَه بِالْمَعْنَى، لأنَّ الصَّدَأَ آلَة ذَفَرٍ، والصَّدَع لَا ذَفَر لَهُ، وَهُوَ حِدَّة رائحةِ الشَّيْء، خبيثاً كَانَ أَو طيّباً. وأمّا الدّفَرُ بِالدَّال فَهُوَ فِي النَّتْن خاصّة. قلتُ: وَالَّذِي ذهب إِلَيْهِ شمر مَعْنَاهُ حَسَن. أَرَادَ أنَّه يَعْنِي عليا خفيفٌ يَخِفّ إِلَى الحُروب وَلَا يكسل وَهُوَ حَدِيد لشدَّة بأسه وشجاعته؛ قَالَ الله جلّ وعزّ: {بِالْقِسْطِ وَأَنزْلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ} (الْحَدِيد: 25) . وَقَالَ اللَّيْث: الصَّدَى: الذَّكَر من الْهَام. والصَّدَى: الدِّماغ نفسُه. وَيُقَال: بل هُوَ الْموضع الَّذِي جُعِل فِيهِ السَّمْع من الدّماغ، وَلذَلِك يُقَال: أصَمَّ الله صَدَاه. قَالَ: وَقيل: بل أصمَّ اللَّهُ صداه، مِنْ صَدَى الصوتِ الَّذي يُجيبُ صوتَ المُنادِي. قَالَ: وَقَالَ رؤبة فِي تَصْدِيق من يَقُول: الصَّدَى: الدِّماغ: لِهامِهِمْ أَرُضُّهُ وأَنْقُّخُ أُمَّ الصَّدَى عَن الصَّدَى وأَصْمَخُ قَالَ: والصَّدَاة فِعْل للمُتَصَدِّي، وَهُوَ الَّذِي يَرفَع رأسَه وصدرَه يتصدّى للشَّيْء يَنظُر إِلَيْهِ، وَأنْشد للطِّرِمّاح: لَهَا كلَّما صاحت صداةٌ ورَكْدَةٌ يصف هَامة إِذا صاحت تصدّتْ مرّةً وركدَتْ أُخْرَى. قَالَ: والتَّصْدِيةُ: ضربُك يدا على يَدٍ لتُسمع بذلك إنْسَانا، وَهُوَ من قَوْله: {مُكَآءً وَتَصْدِيَةً} (الْأَنْفَال: 35) وَهُوَ التصفيق، وَقد مرّ تفسيرُه فِي مُضاعَف الصَّاد. وقولُ الله جلّ وعزّ: {الْعَالَمِينَ} {وَالْقُرْءانِ} (ص: 1) . قَالَ الزّجّاج: من قَرَأَ: (صَاد) فَلهُ وَجْهَان؛ أحدُهما: أَنه هِجاءٌ موقوفٌ

فكُسِرَ لالتقاء الساكنَين. وَالثَّانِي: أَنه أمرٌ من المُصاداةِ على معنى: صادِ القرآنَ بعَمَلِك، أَي: قَابل. يُقَال: صادَيْتُه، أَي: قابلتُه، وعادلْتُه. قَالَ: وَالْقِرَاءَة: (صادْ) ، بِسُكُون الدَّال: الْوُقُوف عَلَيْهَا. وَقيل: مَعْنَاهُ: الصادقُ اللَّهُ. وَقيل: مَعْنَاهُ: الْقسم، وَيكون صَاد اسْما للسُّورة لَا ينصرفُ. أَبُو عُبيد عَن أبي عَمْرو: صاديْتُ الرجل وداجَيْتُه ودارَيْتُه بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ أَبُو العبّاس فِي المُصاداة: قَالَ أهل الْكُوفَة: هِيَ المداراة. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: هِيَ العِنايةُ بالشَّيْء. وَقَالَ رجلٌ من الْعَرَب وَقد نَتجَ نَاقَة لَهُ فَقَالَ لما مَخَضَتْ: بِتُّ أُصاديها طولَ لَيْلِي وَذَلِكَ أَنه كره أَن يَعْقِلَها فيُعْنِتَها أَو يَدَعَها فتَفْرُق، أَي: تَنِدّ فِي الأَرْض فيأكُلَ الذِّئبُ ولدَها، وَذَلِكَ مُصاداتُه إيّاها. وَكَذَلِكَ الرَّاعِي يُصادِي إبِلَه إِذا عَطِشَتْ قبلَ تمامِ ظِمْئِها يمنعُها عَن القرَبِ. وَقَالَ كُثَيِّر: أيا عَزّ صَادِ القَلْبَ حَتَّى يَوَدَّنِي فؤادُكِ أَو رُدِّي عليَّ فُؤَادِيَا أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: الصَّوادي من النَّخيل: الطِّوال. قَالَ أَبُو عُبَيد: وَقد تكون الصوادي الَّتِي لَا تَشْرَبُ الماءَ. وَقَالَ ذُو الرُّمّة يصفُ الأجمال: مِثْلَ صَوَادِي النَّخْل والسَّيَالِ وَقَالَ آخر: صَوادِياً لَا تُمكِنُ اللُّصوصَا وَقيل فِي قَوْلهم: فلانٌ يتصدّى لفُلَان: إِنَّه مأخوذٌ من اتّباعه صَداه. وَفِيه قولٌ آخر: إنّه مأخوذٌ من الصَّدَد، فقُلِبَتْ إحدَى الدّالات فِي يتصدّى يَاء، وَقد مرّ فِيمَا تقدّم. والصدأ مهموزٌ مَقْصُور الطبَع والدَّنَس يَركب الحديدَ. قَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: كتيبةٌ جَأْوَاءُ: إِذا كَانَ عِلْيَتُها صَدَأَ الْحَدِيد. وَقد صَدِىء الحديدُ يَصْدَأ صَدَأً. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: إنّه لَصاغِرٌ صَدِىءٌ، أَي: لزِمه صدَأُ الْعَار واللَّوْم. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي فِي بَاب أَلوان الإِبِل إِذا خالَطَ كُمتَةَ البَعير مِثل صدإ الْحَدِيد فَهُوَ الجُؤْوَة. وَقَالَ اللَّيْث: الصُّدْأَةُ: لونُ شُقْرَةٍ تَضْرِب إِلَى سوادٍ غَالب؛ يُقَال: فرسٌ أصْدأُ وَالْأُنْثَى صَدْآء، وَالْفِعْل على وَجْهَيْن: يُقَال: صَدِىءَ يَصْدأُ، وأَصدأَني يُصْدِأُني.

قَالَ: وصُدَاءُ مَمْدُود حَيٌّ من اليَمَن، وَالنِّسْبَة إِلَيْهِم صُدَاوِيٌّ بِمَنْزِلَة الرَّهاويّ. قَالَ: وَهَذِه المَدَّة وَإِن كَانَت فِي الأَصْل يَاء أَو واواً فَإِنَّهَا تجْعَل فِي النِّسْبَة واواً كراهيةَ التقاءِ الباءات، أَلا تَرَى أَنَّك تَقول رَحًى ورَحَيان، فقد عَلمتَ أَن ألفَ رَحًى يَاء، وَقَالُوا فِي النِّسْبَة إِلَيْهَا: رَحَوِيّ لتِلْك الْعلَّة. شمِر: الصَّدْءاءُ: الأرضُ الَّتِي تَرَى حَجَرَها أصدأَ أَحمر، يَضرِب إِلَى السوَاد، لَا تكون إلاّ غَلِيظَة، وَلَا تكون مستويةً بِالْأَرْضِ، وَمَا تحتَ حِجَارَة الصَّدْءاء أرضٌ غَلِيظَة، وَرُبمَا كَانَت طيناً وحجارة. أَبُو عبيد: من أمثالِهم فِي الرَّجُلَين يكونَانِ ذَوَيْ فَضْل غير أَن لأَحَدهمَا فضلا على الآخَر قولُهم: ماءٌ وَلَا كَصدَّاء. هَكَذَا أَقرأَنيه المنذريُّ. عَن أبي الهيْثم بتَشْديد الدَّال والمَدة. وَذكر أَن المَثَل لِقَذُورَ بنت قيس بن خَالِد الشيَّبانيّ، وَكَانَت زوجةَ لَقيط بنِ زُرارة، فتزوّجها بعده رجلٌ من قَومهَا، فَقَالَ لَهَا يَوْمًا: أَنا أجمل أَمْ لَقيطٌ؟ فَقَالَت: ماءٌ وَلَا كَصدّاء، أَي: أَنت جميلٌ ولستَ مِثلَه. قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ المفضّل: صَدّاء: رَكِيَّةٌ لَيْسَ عِنْدهم ماءٌ أَعذب من مَائِهَا؛ وفيهَا يَقُول ضِرارُ بن عَمرو السَّعْدِيّ: وَإِنِّي وتَهْيَامِي بزينبَ كَالَّذي يُطالب من أَحْواضِ صدَّاءَ مَشربَا قَالَ: وَلَا أَدرِي صدّاء، فعَّال أَو فَعْلاء، فَإِن كَانَ فَعَّالاً فَهُوَ من صَدا يَصدو، أَو صَدِيَ يَصدَى. وَقَالَ شمر: صَدا الهامُ يَصدُو: إِذا صَاح. وَإِن كَانَت صَدَّاءُ فَعْلاَء فَهُوَ من المضاعَف، كَقَوْلِهِم صَمَّاء من الصَّمَم. أَبُو عُبيد عَن العَدَبَّس قَالَ: الصَّدَى هُوَ الطائرُ الَّذِي يَصِرّ باللّيل ويَقْفِز قَفَزاناً ويطيرُ. قَالَ: والناسُ يَرَوْنه الجُنْدُب، وَإِنَّمَا هُوَ الصدَى يكون فِي البَرارِي، فَأَما الجُندب فَهُوَ أصغَر من الصَّدَى يكون فِي البراري. قَالَ: والجُدْجُد: الَّذِي يُصِرّ بِاللَّيْلِ أَيْضا. صيد: يُقَال: صادَ الصيَّد يَصيدُه صَيْداً: إِذا أَخَذه. وصِدْتُ فلَانا صَيْداً: إِذا صدتَه لَهُ، كَقَوْلِك: بَغَيْتُه حَاجَة، أَي: بغَيْتُها لَهُ. قَالَ اللَّيْث: مِصْيَدَةٌ: الَّتِي يُصادُ بهَا. قَالَ: وَهِي المِصْيَدَة، لِأَنَّهَا من بَنَات الْيَاء المعتلّة، وجمعُ المصيدة مصايد بِلَا همز، مثلُ معايشَ جمع معيشة. والعرَبُ تَقول: خرجْنا نَصيد بَيْضَ النَّعام ونصيدُ الكَمْأَة، والافتعالُ مِنْهُ الِاصْطِيَاد، يُقَال: اصطادَ يَصطاد فَهُوَ مُصطاد والمَصيدُ مصْطادٌ أَيْضا. وَخرج فلانٌ يتصيَّد الوَحْشَ، أَي: يطلبُ صيدَها.

الحرّاني عَن ابْن السكّيت: الصادُ والصِّيد والصُيَدُ: داءٌ يُصِيب الإبلَ فِي رؤوسها فيسيل من أُنوفها مِثلُ الزَّبَد وتَسْمُو عِنْد ذَلِك برؤوسها. قَالَ: والصِّيد أَيْضا جمعُ الأَصْيد. وَقَالَ اللَّيْث: الصَّيَد: مصدرُ الأصيَد، وَله مَعْنيانِ. يُقَال: مَلِكٌ أَصيَدُ: لَا يلتفِت إِلَى النّاس يَمِينا وشِمالاً. والأصيَد أَيْضا: من لَا يَسْتَطِيع الالتفاتَ إِلَى النَّاس يَمِينا وَشمَالًا من داءٍ ونحوِه. والفِعلُ صَيِد يَصْيدُ. قَالَ: وأَهل الْحجاز يُثْبِتون الواوَ وَالْيَاء، نَحْو: صَيِد وعَوِد، وغيرُهم يَقُول: صَادَ يَصادُ وعارَ يَعار. قَالَ: ودَواءُ الصَّيَد: أَن يُكوَى بَين عَيْنَيْهِ فَيذْهب الصيَدُ، وأَنشد: أَشفِي المجانين وأَكْوي الأصْيدا أَبُو عبيد: الصادُ: قُدودُ الصُّفْر والنُّحاس. قَالَ حسّان بن ثَابت: رأَيتُ قُدورَ الصادِ حولَ بيوتِنا قَالَ: والصَّيَداءُ: حَجَرٌ أبيضُ يُعمَل مِنْهُ البِرَام. والصَّيْدانُ: بِرامُ الْحِجَارَة، وَأنْشد: وسُودٍ من الصِّيدانِ فِيهَا مَذانِبُ وَقَالَ النَّضْرُ: الصيْداء: الأَرْض الَّتِي تُربتُها حمراءُ غليظةُ الْحِجَارَة مستويةٌ بِالْأَرْضِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: هِيَ الأَرْض الغليظة. وَقَالَ أَبُو خَيْرة: الصيْداءُ: الحَصَى، وَقَالَ الشَّمَّاخ: حَذاها من الصيْداءِ نعلا طِراقُها حَوامِي الكُراع المُؤْيدات العَشَاوِزِ أَي: حَذاها حَرَّةً نِعالها الصّخور. شمر عَن أبي عَمْرو قَالَ: الصَّيْداءُ: الأَرْض المستوية، وَإِذا كَانَ فِيهَا حَصًى فَهُوَ قاع. قَالَ. وَكَانَ فِي البُرْمة صِيْدان وصَيْدَاء يكون فِيهَا كَهَيئَةِ بَريق الفضّة، وأجوده مَا كَانَ كالذّهب وَأنْشد: طِلْحٌ كضاحِية الصَّيْداءِ مَهْزولُ قَالَ: وصَيْدانُ الحَصَى: صغارُها. وَقَالَ الأصمعيّ: الصَّيْدان والصَّيْدء: حَجرٌ أَبيض تَعمَل مِنْهُ البِرَام. وَقَالَ بَعضهم: الصَّيْدانُ: النُّحاس، قَالَ كَعْب: وقِدْراً تَغْرَق الأَوْصالَ فِيهِ من الصَّيْدان مُترَعَةً رَكُودا وَصد: قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالوَصِيدِ} (الْكَهْف: 18) ، قَالَ الفرّاءُ: الوَصِيدُ والأصيد لُغتان، الفِناء مِثلُ الوِكاف والإكاف، وهما العِناء. وَقَالَ ذَلِك يُونُس، وَقَوْلهمْ: {الاَْفْئِدَةِ إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ} (الْهمزَة: 8) ، وقرىء (مُوصَدة) .

باب الصاد والتاء

(أصد) : قَالَ ابْن السِّكيت: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: أَصَدْتُ وأَوْصَدْتُ: إِذا أطبَقْتَ، وَمعنى مؤصَدَة: أَي: مطبقةٌ عَلَيْهِم. وَقَالَ الليثُ: الإصاد والأُصُد بِمَنْزِلَة المُطْبَق، يُقَال: أطبق عَلَيْهِم الإصادَ والوِصاد والآصِدة. وَقَالَ ثَعْلَب: الأُصْدةُ: الصُّدْرة، وَأنْشد: مثل البِرَام غَدا فِي أُصْدَةٍ خَلَقٍ لَم يستَعِنْ وحوامي الموتِ تَغْشاه أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: الأصِيدُ: الفِناء: وآصَدْت البابَ وأَوْصَدْته: إِذا أغلقْتَه. وَقَالَ الأمويّ: الأصِيدةُ كالحَظيرة تعْمل. وَقَالَ أَبُو مَالك: أصَدَتْنا مُذ اليومِ، أَي: آذَبَتْنا إصادَةً. وَفِي (النَّوَادِر) : وَصَدْتُ بِالْمَكَانِ أَصِد، ووتَدْتُ أَتِد: إِذا ثَبَتَ. ديص: قَالَ اللَّيْث: داصت الغُدَّة بَين اللَّحْم وَالْجَلد تَدِيصُ. قَالَ: والانْدِياصُ: الشّيءُ يَنسَل من يَدِك، تَقول: انْدَاصَ علينا بشرِّه. وإنّه لمُنْداص بالشرّ، أَي: مفاجِىءٌ بِهِ، وقّاعٌ فِيهِ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: داصَ يَدِيص دَيْصاً: إِذا فَرّ. وَقَالَ الْأَحْمَر مِثلَه. قَالَ: والداصَةُ مِنْهُ. أَبُو العبّاسَ عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الدَّيْصُ: نَشاطُ السّائس. وداصَ الرجُل: إِذا خَسّ بعد رِفْعة. الأصمعيّ: رجلٌ دَيّاصٌ: إِذا كنتَ لَا تَقدر أَن تَقبِض عَلَيْهِ من شدّة عَضَلِه. (بَاب الصّاد وَالتَّاء) ص ت (وَا يء) صَوت صيت: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: صَوّت يُصوِّت تصويتاً فَهُوَ مصوِّت، وَذَلِكَ إِذا صَوّتَ بِإِنْسَان فَدعاه. وَيُقَال: صاتَ يَصُوت صَوْتاً فَهُوَ صائت، مَعْنَاهُ: صائح. وَقد يُسمَّى كلُّ ضَرْب من الأُغنِيات صَوتاً، والجميع الْأَصْوَات. وَرجل صَيِّتٌ: شديدُ الصوْت. الحرّاني عَن ابْن السّكيت: الصَّوتُ، صَوْتُ الإِنسان وغيرِه. والصِّيتُ: الذِّكْر، يُقَال: قد ذهب صِيتُه فِي النّاس، أَي: ذكْرُه. وَقَالَ ابْن بُزْرُج: أصاتَ الرجُل بالرّجل: إِذا شَهَرَ بأمرٍ لَا يَشتهيه. وأنصاتَ الزّمانُ بِهِ إنصياتاً: إِذا اشتَهر. وَقَالَ غَيره: إنصات الأمرُ: إِذا استقام، وَأنْشد: ونَصرُ بنُ دَهْمانَ الهُنيدةَ عاشَها وتِسعين حولا ثمَّ قُوِّم فانْصَانَا قَالَ: انصات، أَي: استقام. والصَّيِّتةُ بِالْهَاءِ: الصَّيِّت، وَقَالَ لَبيد: وَكم مُشتَرٍ من مالِه حُسْنَ صِيتِه لأيَّامه فِي كلّ مَبْدًى ومَحْضَرِ

باب الصاد والراء

وَقَالَ ابْن السّكيت: رجلٌ صاتٌ: شديدُ الصّوتُ كَقَوْلِهِم: طانٌ كثيرُ الطَين، وكبشٌ صافٌ: كثيرُ الصُّوف. (بَاب الصّاد وَالرَّاء) ص ظ. ص د. ص ت: مهملات. ص ر واي صرى. صَار. أصر. ورص. وصر. رصا. صور. صرى: رُوِيَ عَن النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إنَّ آخِرَ مَن يَدخلُ الجنَّة رجلٌ يَمشي على الصّراط فيَنكَبُّ مرّةً ويَمشِي مَرَّةً وتَسَفُعه النَّار، فَإِذا جَاوَزَ الصِّراط تُرفَع لَهُ شَجَرَةٌ فيقولُ: يَا ربُّ أَدْنِني مِنْهَا، فَيَقُول الله، أَي: عبْدِي مَا يَصرِيك مِني) . قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: (مايَصْريك) : مَا يَقطع سأَلتَك منّي، يُقَال: قد صَرَيْتُ الشيءَ، أَي: قطعتُه ومنعتُه، وَأنْشد: هَواهُنّ إِن لم يَصْرِه اللَّهُ قاتِلُهْ قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: صَرَى الله عَنْك شَرَّ فلَان، أَي: دفَعَه. قَالَ: والصَّرَى: الماءُ الّذي قد طَال مَكْثُه وتَغَيَّر. وَهَذِه نُطْفَةٌ صَراةٌ. وَقد صَرَى فلانٌ الماءُ فِي ظهرِه زَماناً، أَي: حَبَسه. وَيُقَال: جَمَعه. وَأنْشد: رُبَّ غلامٍ قد صَرَى فِي فِقْرَتِهْ مَاء الشّبابِ عُنْفُوانَ سَنْبَتِهْ كَذَا رَوَاهُ شمر، وَزَاد: أَنعظ حَتَّى اشْتَدَّ سَمُّ سُمَتِهْ. وَفِي حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (من اشْترى مُصَرّاةً فَهُوَ بآخر النَّظَريْن إنْ شاءَ رَدَّها ورَدَّ مَعهَا صَاعا من تَمْر) . قَالَ أَبُو عُبيد: المُصَرّاة: هِيَ النَاقة أَو الْبَقر أَو الشّاة يُصرَّى اللبنُ فِي ضَرْعها، أَي: يُجمَع ويُحبَسُ، يُقَال مِنْهُ: صَرَيْتُ المَاء وصَرَّيْتُه. وَقَالَ ابْن بُزُرْج: صَرت الناقةُ تَصْرِي، من الصَّرْي، وَهُوَ جمع اللّبن فِي الضَّرْع. وناقة صريي وَجَمعهَا صراء، مثل: عطشى وعطاش. الفرّاء: صَرِيَتِ الناقةُ: إِذا جَفَلت واجتمعَ لبنُها، وأَنشَد: مَن للجَعافِرِ يَا قَوْمي فَقَدْ صَرِيَتْ وَقد يُساقُ لِذاتِ الصُّرْية الحَلَبُ وَقَالَ الآخر: وكل ذِي صَرْيةٍ لَا بدّ مَحلوبُ وَقَالَ اللَّيْث: صَرِيَ اللّبنُ يَصْرَى فِي الضَّرْع: إِذا لم يُحلَب ففسَد طعمه، وَهُوَ لبنٌ صَرًى. وصَرِيَ الدمعُ: إِذا اجتَمع فَلم يَجْر. وَقَالَت خَنْساء: فلَم أَملِكْ غداةَ نَعيِّ صَخْرٍ سوابِقَ عبْرةٍ حُلِبَتْ صَراهَا

قَالَ: وصَرِيَ فلانٌ فِي يَد فلانٍ: إِذا بَقِيَ فِي يدِه رَهْناً؛ قَالَ رؤبة: رَهْنَ الحَرورِيين قد صَرِيتُ وأَخبرَني المنذريُّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: قيل لابنَة الخُسِّ أيُّ الطَّعَام أثقَل؟ فَقَالَت: بَيْضُ نَعامْ، وصِرَى عامٍ بعدَ عامٍ، أَي: نَاقَة تُغَرَّز عَاما بعد عَام. وَحكى شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الصَّرَى: اللّبنُ يُترَك فِي ضَرع النَّاقة فَلَا يُحتلب فَيصير مِلْحاً ذَا رِياح. وأَخبرني عَن أبي الهَيْثم أنَّه ردّ على ابْن الأعرابيّ قَوْله: صِرَى عَام بعدَ عَام، وَقَالَ: كَيفَ يكون هَذَا؟ والناقةُ إِنَّمَا تُحلَب ستَّةَ أشهر أَو سبعةَ أشهر، فِي كلامٍ طَوِيل قد وَهِمَ فِي أَكْثَره، والّذي قَالَه ابنُ الأعرابيّ صَحِيح، ورأيتُ العَرَب يَحلُبون الناقةَ من يومِ تُنْتَجُ سنة إِذا لم يَحمِلوا الفحلَ عَلَيْهَا كِشافاً، يغرِّزُونها بعد تمَام السّنة ليَبقَى طِرْقُها، وَإِذا غَرَّزُوها وَلم يَحْتَلبوها، وَكَانَت السّنة مُخصِبةً تَرَادَّ اللبنُ فِي ضَرْعها فخَثُر وخَبُثَ طعمُه فانمَسَخَ، وَلَقَد حَلَبْتُ لَيْلَة من اللّيالي نَاقَة مغرَّزَةً فَلم يتهيّأ لِي شُرْبُ صَرَاها لخُبْث طعمِه ودَفْقَتِه، وَإِنَّمَا أَرَادَت ابْنة الخُسِّ بقولِهَا: صَرَى عامٍ بعد عَام، لبنَ عَام استقبلتْه بعد انْقِضَاء عامٍ نُتِجَتْ فِيهِ، وَلم يَعرِف أَبُو الْهَيْثَم مُرَادَها، وَلم يَفهم مِنْهُ مَا فَهِمه ابْن الأعرابيّ فعَلِق يَرُدّ بتطويلٍ لَا معنى فِيهِ. أَحْمد بن يحيى عَن ابْن الأعرابيّ: صَرَى يَصرِي: إِذا قَطَع، وصَرَى يَصْرِي: إِذا عَطَف، وصَرَى يَصرِي: إِذا تَقدَّم، وصَرَى يَصرِي: إِذا تأخَّر، وصَرَى يَصرِي: إِذا عَلاَ، وصَرَى يَصري: إِذا سَفَل، وصَرَى يَصرِي: إِذا أَنْجَى إنْسَانا من هَلَكة وأغاثه وأَنشد: بَين الفَراعِلِ إنْ لم يَصْرِنِي الصّارِي وَقَالَ آخر فِي صَرَى إِذا سَفَل: والناشئاتِ الماشياتِ الخَيْزَرِي كعُنُق الآرام أَوْفَى أَوْ صَرَى قَالَ: أَوْفَى: عَلاَ. وصَرَى: سَفَل، وأَنشد فِي عَطَف: وصَرَيْنَ بالأعناقِ فِي مَجْدُولةٍ وصَلَ الصّوانعُ نِصْفَهنَّ جَديدا وَقَالَ ابْن بزرج: صَرَتِ الناقةُ عُنُقَها: إِذا رفعتْه من ثِقلَ الوِقْر، وأَنشد: والعِيسُ بَين خاضِعٍ وصَارِي قَالَ: والصارِي: الْحَافِظ، وَيُقَال: صَرَاه الله: حَفِظه الله. وَقَالَ شمر: قَالَ المنتجع: الصَّرْيانُ من الرّجال والدوابّ: الّذي قد اجْتمع الماءُ فِي ظهرِه، وأَنشد: فَهُوَ مِصَكٌّ صَمَيان صرْيان

والصارِّيَّةُ من الرَّكايا: الْبَعِيدَة العَهْد بِالْمَاءِ، فقد أَجِنَتْ وعَرْمَضَتْ. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الصّارِي: المَلاّح، وَجمعه صُرَّاءٌ على غير قِيَاس. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: ماءٌ صِرًى وصَرًى، وَقد صَرِيَ يَصْرَى، وَقَالَ: صَرَيْتُ مَا بَينهم: أصْلَحْتُ، فَأَنا أَصرِي صَرْياً. أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ: إِذا اصفرّ الحَنْظل فَهُوَ الصرَاء مَمْدُود، واحدته صَرايةٌ، وجمعُها صَرايَا. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أنْشد أَبُو مَحْضة أبياتاً ثمَّ قَالَ: هَذِه بِصَراهُنّ وبِطَرَاهُنّ. قَالَ أَبُو تُرَاب: وسألتُ الحُصينِيَّ عَن ذَلِك فَقَالَ هَذِه الأبيات. بَطرَاوِتِهنّ وصَرَاوتَهنّ، أَي: بِجدّتهنّ وغَضاضَتِهنَّ. صري: أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: صُرْتُ إليَّ الشيءَ وأَصَرْته: إِذا أَمَلْتَه إِلَيْك، وأَنشد: أَصارَ سَدِيسَها مَسَدٌ مَرِيجُ وَيُقَال: صاره يصوره ويصيره: إِذا أماله. وَقَالَ أَبُو عبيد: من قَرَأَ: (صُرهن) ، مَعْنَاهُ: أملهن. وَمن قَرَأَ: (صِرْهن) مَعْنَاهُ: قَطَعهن. وَأنْشد للخنساء: لظلت الشُّم مِنْهَا وهْي تَنصار يَعْنِي: الْجبَال تصدع وتغرق. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ} (الْبَقَرَة: 260) . قَالَ الفرَّاء: ضَمت العامّة الصَّاد، وَكَانَ أصحابُ عبد الله يَكسِرونها، وهما لُغتان، فَأَما الضّم فكثير، وَأما الكَسْر فَفِي هُذَيْل وسُلَيم، وأَنشدني الكسائيّ فَقَالَ: وفَرْعٌ يَصير الجِيدَ وَحْفٌ كأنهْ على اللِّيْث قِنْوانُ الكروم الدَّوَالح يَصيرُ: يمِيل وكلّهم فسَّروا: (فُصرْهُن) : أَمِلْهُنَّ، وَأما (فَصُرْهنَّ) بِالْكَسْرِ فإنَّه فُسِّر بِمَعْنى قَطِّعْهن. قَالَ: وَلم نجد قطّعهن مَعْرُوفَة، وأراها إِن كَانَت كَذَلِك من صرَيْتُ أَصْرِي، أَي: قَطَعْتُ، فقُدمَتْ ياؤها، كَمَا قَالُوا: عَثِيت وعِثْت. وَقَالَ الزجّاج: قَالَ أهل اللُّغَة: معنى: (صُرْهُنَّ إِلَيْك) : أَمِلْهُن إِلَيْك واجمَعْهنَّ وأَنشد: وَجَاءَت خُلْعةً دُهْساً صَفايَا يَصور عُنوقَها أَحوَى زَنيمُ أَي: يعطِفُ عُنوقَها تَيْسٌ أَحْوى. صور: وَقَالَ اللَّيْث: الصَّوَرُ: المَيْل، والرجلُ يَصُور عُنُقَه إِلَى الشَّيْء: إِذا مَال نحوَه بعنُقه، والنَّعتُ أَصْوَر، وَقد صَوِر. وعُصفورٌ صَوّار: وَهُوَ الَّذِي يُجيب الدّاعي. وَفِي حَدِيث ابْن عمرَ: أَنه دخَل صَوْرَ نَخْلٍ.

قَالَ أَبُو عُبَيد: الصَّوْر: جِماع النّخل، وَلَا واحدَ لَهُ من لقطه، وَهَذَا كَمَا يُقَال لجَماعَة الْبَقر: صُوار. وَقَالَ اللَّيْث: الصُّوارُ والصِّوارُ: القطيع من الْبَقر، وَالْعدَد أَصْوِرة، والجميع صِيرَان. وأَصوِرَة المِسْك: نافقاتُه. أَبُو عُبَيد عَن الأمويّ: يُقَال: صرعه فتجوّرَ وتَصَوَّر: إِذا سَقَطَ. وأَخبرَني المنذريُّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ فِي قَول الله: {وَنُفِخَ فِى الصُّورِ} (الْكَهْف: 99) : اعْترض قوم فأنكروا أَن يكون الصُّورُ قَرْناً، كَمَا أَنكَروا العرشَ والمِيزان والصراط، وادَّعَوْا أَن الصُّور جمع الصُّورَة، كَمَا أَن الصُّوف جمع الصوفة، والثُّوم جمع الثُّومة، ورَوَوْا ذَلِك عَن أَبي عُبَيدة. قَالَ أَبو الْهَيْثَم: وَهَذَا خطأٌ فَاحش، وتحريفٌ لكلِم الله عَن موَاضعهَا، لِأَن الله جلّ وَعز قَالَ: {بِنَآءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ} (غَافِر: 64) ، بِفَتْح الْوَاو، وَلَا نعلَم أَحداً من الْقُرَّاء قرأَها: (فأحْسَن صُورَكم) ، وَكَذَلِكَ قَالَ الله: {وَنُفِخَ فِى الصُّورِ} (الْكَهْف: 99) فَمن قرأَها (ونُفخ فِي الصُّوَر) أَو قَرَأَ: (فَأحْسن صُوْرَكم) فقد افترَى الكَذِب وبدّل كتابَ الله، وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة صاحبَ أخبارٍ وغريب، وَلم يكن لَهُ معرفَة بالنحو. وَقَالَ الْفراء: كلُّ جمعٍ على لفظ الْوَاحِد الذكَر سبق جمعُه واحدتَه، فواحدتُه بِزِيَادَة هَاء فِيهِ، وَذَلِكَ مثل الصُّوف والوَبر والشعَر والقطْن والعشب، فكلّ وَاحِد من هَذِه الْأَسْمَاء اسمٌ لجَمِيع جنسه، فَإِذا أُفْرِدتْ واحدتُه زيدتْ فِيهَا هَاء، لِأَن جميعَ هَذَا الْبَاب سبق واحدتَه، وَلَو أَن الصوفةَ كَانَت سَابِقَة للصوف لقالوا: صوفَةٌ وصُوَف، وبُسْرَةٌ وبُسَر، كَمَا قَالُوا: غُرْفة وغُرَف، وزُلْفَة وزُلَف. وَأما الصُّورُ القَرْنُ فَهُوَ وَاحِد لَا يجوز أَن يُقَال واحدتُه صورَة، وَإِنَّمَا تُجمع صُورَة الْإِنْسَان صُوَراً، لِأَن واحدتَه سبقتْ جَمْعَه. فالمصوِّر من صِفَات الله تَعَالَى لتصويره صوَر الْخلق. وَرجل مصوَّر إِذا كَانَ معتدل الصُّورَة. ورحل صيّر: حسن الصُّورَة والهيئة. ورَوَى سُفْيانُ عَن مُطرّف عَن عطيّة عَن أبي سعيد الخدرِي قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (كَيفَ أَنْعَمُ وصاحِبُ القَرْن قد التَقَم القَرْن، وحَتى جَبْهَته وأَصْغَى سَمعه ينْتَظر مَتى يُؤمَر) ، قَالُوا: فَمَا تأمُرنا يَا رَسُول الله، قَالَ: (قُولُوا حسْبُنا الله وَنعم الْوَكِيل) . قلتُ: قد احتجَّ أَبُو الهَيْثم فأحسَنَ الِاحْتِجَاج، وَلَا يَجوز عِنْدِي غيرُ مَا ذَهَب

إِلَيْهِ، وَهُوَ قولُ أهلِ السنّة وَالْجَمَاعَة. والدّليل على صحّة مَا قَالُوا: أَن الله جلّ وعزّ ذكر تصويرَه الخَلْق فِي الْأَرْحَام قبل نَفْخ الرُّوح، وَكَانُوا قبلَ أَنْ صوَّرهم نُطَفاً، ثمَّ عَلقَاً، ثمَّ مُضَغاً، ثمَّ صوّرَهم تصويراً. فأمّا البَعْث فإنّ الله جلّ وعزّ يُنشِئهم كَيفَ شَاءَ، وَمن ادّعى أَنه يصوِّرُهم ثمَّ ينْفخ فيهم فَعَلَيهِ البَيَان، ونَعوذ بِاللَّه من الخِذْلان. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الصَّوْرةُ: النَّخْلة، والصَّوْرةُ: الحِكَّة انتغاشِ الحَطى فِي الرَّأْس. وَقَالَت امرأةٌ من الْعَرَب لابنَة لَهَا: هِيَ تَشْفِيني من الصَّوْرة، وتستُرني من الغَوْرَة، وَهِي الشّمس. والصِّوارانِ صِماغَا الفَمِ، والعامّة تُسمِّيهما الصَّوَّارَيْن، وهما الصّامغانِ أَيْضا. صير: وَرُوِيَ عَن النَّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّه قَالَ: (مَن اطَّلع من صِيرِ بابٍ فقد دَمَرَ) ، قَالَ أَبُو عُبيد: تَفْسِيره فِي الحَدِيث: إِن الصِّير: الشّقُّ. وَفِي حديثٍ آخَر يَروِيه سالمٌ عَن أَبِيه: أَنه مَرّ بِهِ رجُل مَعَه صِيرٌ فذاقَ مِنْهُ. قَالَ: وتفسيرُه فِي الحَدِيث أَنه الصَّحْناء. وَقَالَ أَبُو عُبيد: الصِّيرة: الحَظِيرة للغنم، وجمعُها صِيَر، قَالَ الأَخْطَل: واذكرْ غُدانَةَ عِدّاناً مُزَنَّمةً من الحَبَلَّقِ تُبْنَى حولَها الصِّيَرُ قَالَ: وَيُقَال: أَنا على صيرِ أمرٍ، أَي: على طَرَف مِنْهُ، قَالَ زُهَير: وَقد كنتُ من سَلْمَى سنينَ ثمانياً على صِير أَمَرٍ مَا يمرُّ وَمَا يَحْلُو وَقَالَ اللّيث: صِيرُ كُلَ أمرٍ مَصيرُه. والصَّيْرُورة مصدرُ صارَ يصيرُ. قَالَ: وصارةُ الْجبَل: رأسُه. وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن شُمَيْل: الصِّيرةُ على رَأس القَارة مثلُ الأمَرَة، غير أنّها طوَيْت طَيّاً، والأَمَرَةُ أطوَلُ مِنْهَا وأعظَم، وهما مطويّتان جَمِيعًا، فالأَمَرَة مُصَعْلكَة طَوِيلة، والصِّيرة مستديرةٌ عريضة ذاتُ أَرْكان، وربّما حُفِرَتْ فَوجدَ فِيهَا الذّهب والفضّة، وَهِي من صَنْعة عادٍ وإرَم. والصَّيِّرُ: الْجَمَاعَة، وَقَالَ طُفَيْل الغَنَويُّ: أَمسى مُقيماً بِذِي العَوْصاءِ صَيِّرُهُ بالبئر غَادَرَهُ الأحياءُ وابتَكَرُوا وَقَالَ أَبُو عَمْرو: صَيِّرُه: قَبْرُه، يُقَال: هَذَا صَيِّرُ فلَان، أَي: قبرُه، وَقَالَ عُرْوَة بن الوَرْد: أحاديثُ تَبقَى والفتَى غيْر خالدٍ إِذْ هوَ أَمْسَى هَامة فوقَ صَيِّرِ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: بالهُزَر وَهُوَ مَوضِع ألفُ صَيِّر، يَعْنِي قُبوراً من قُبورِ أهل الْجَاهِلِيَّة ذكَره أَبُو ذُؤَيْب فَقَالَ:

كانتْ كَلْيَلةِ أَهلِ الهَزَرْ أَبُو عُبيد عَن أبي زيد: تصيَّرَ فلانٌ أَبَاهُ وتقيَّضَه: إِذا نَزَع إِلَيْهِ فِي الشَّبه. قَالَ: وَيُقَال: مَا لَه صَيُّور، مِثَال فَيْعُول، أَي: مَا لَه عَقْل وَنَحْو ذَلِك. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: وَقَالَ أَبُو سَعِيد: صَيُّور الأمرِ: مَا صَار إِلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو العَمَيْثَل: صارَ الرجلُ يَصيرُ: إِذا حَضَرَ المَاء فَهُوَ صائر، والصائِرة: الحاضِرة، وَقَالَ الْأَعْشَى: بِمَا قَدْ تَرَبَّعَ رَوْضَ القَطا ورَوْضَ التَّناضُبِ حَتَّى تَصِيرَ أَي: حتّى تحضر المَاء، وَيُقَال: جمعتهم صائرةُ القَيظ. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الصَّيْرُ: رُجُوع المنتجِعين إِلَى مَحاضِرِهم، يُقَال: أَيْن الصائرة، أَي أَيْن الْحَاضِرَة. والصِّيارُ: صَوْت الصَّنْجِ وأنشَد: كأنّ تَراطُنَ الهاجاتِ فِيها قُبَيْلَ الصُّبْح رَنّاتُ الصِّيَارِ يريدُ: رَنِين الصَّنْجِ بأوْتاره. وَيُقَال: صِرْت إِلَى مَصِيري وَإِلَى صِيرِي وصَيُّوري. وصَيرُ الأَمْرِ: مُنْتَهاه. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال للمنزل الطيّب مَصِيرٌ ومِرَبٌّ ومَقْمَرٌ ومَحْضَر، يُقَال: أَيْن مصيرُكم؟ أَي: أَيْن منزلُكم. والصائر: المُلَوِّي أعناقَ الرِّجال. وصر: قَالَ اللّيث: الوَصَرَّةُ معرّبة، وَهِي الصَّكّ، وَهِي الأَوْصَر، وأنشَد: وَمَا اتَّخذْتُ صَراماً للمُكُوثِ بهَا وَمَا انْتَقَيْتُك إِلَّا للوَصَرّاتِ ورُوِي عَن شُريح: أنّ رجلَيْنِ احتَكَما إِلَيْهِ، فَقَالَ أَحدهمَا: إنّ هَذَا اشتَرى منّي دَارا وقَبضَ منّي وِصْرَها، فَلَا هُو يُعطيني الثّمن وَلَا هُوَ يُردّ عَلَى الوِصْر. قَالَ القتيبي: الوِصْرُ: كتاب الشّراء، والأصلُ إصْرٌ سمِّي إصْراً لأنّ الإصْرَ العَهْدُ، ويسمَّى كتابَ الشُّروط، وكتابَ العُهودِ والمَواثِيق، وَجمع الوِصْر أَوْصار، وَقَالَ عَدِيّ بنُ زَيْد: فأيُّكُمْ لَم يَنله عُرْف نائِله دَثْراً سَواماً وَفِي الأَريافِ أوصارَا أَي: أقطعَكم فَكتب لكم السجلاّت فِي الأَرياف. وَقَالَ أَبُو زيد: أخذت عَلَيْهِ إصْراً، وأخذتُ مِنْهُ إصْراً، أَي: مَوثقاً من الله. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْرًا} (الْبَقَرَة: 286) ، الْآيَة. وَقَالَ الْفراء: الإصْر: العَهْد، وَكَذَلِكَ فِي قَوْله: {وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذالِكُمْ إِصْرِى} (آل عمرَان: 81) ، قَالَ: والإصْرُ هَهُنَا إِثْم العَقْد والعَهْد إِذا ضَيّعوه كَمَا شُدّد على بني إِسْرَائِيل.

وروَى السُّديّ عَن أبي الهزهار عَن ابْن عبّاس فِي قَوْله: {وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْرًا} : قَالَ: عهدا تعذِّبنا بترْكِه ونَقْضه. وَقَوله: {وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذالِكُمْ إِصْرِى} قَالَ: ميثاقِي وعَهْدِي. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: كُلّ عَقْد من قرَابَة أَو عَهْد فَهُوَ إصْر. وَتقول: مَا تأصيرُني على فلَان آصرة، أَي: مَا تعطفني عَلَيْهِ مِنّة وَلَا قرَابَة. وَقَالَ الحُطَيْئة: عَطَفوا عليّ بِغير آ صِرَة فقد عَظُم الأوَاصِرْ أَي: عَطَفُوا عليَّ بِغَيْر عَهْدٍ أَو قرَابَة. أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: أَصَرْتُ الشيءَ آصِرُه أصْراً: كسَرْتُه. والمآصِرُ يُقَال: هُوَ مأخوذٌ من آصِرَة العَهْد، إِنَّمَا هُوَ عقْدٌ ليُحبَس بِهِ. وَيُقَال للشَّيْء الَّذِي تُعقَد بِهِ الأشياءُ: الإصار من هَذَا. وَقَالَ الزّجاج: الْمَعْنى: لَا تَحْمل علينا إصْراً يثْقُلُ علينا كَمَا حَملته على الَّذين من قَبْلنا نحوَ مَا أمِر بِهِ بَنو إِسْرَائِيل من قَتْل أنفسِهم، أَي: لَا تَمتحِنّا بِمَا يثقُل علينا أَيْضا. وَقَالَ اللَّيْث: المأْصِرُ: حَبْلٌ يُمدُّ على نَهْر أَو طريقٍ تُحبَس السُّفُن والسابلة لتؤخذ مِنْهُم العُشور. وكلأٌ آصِرٌ: يَحبِس من يَنتهي إِلَيْهِ لكثرته. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الإصارُ: الطُّنُبُ وجمعُه أُصُرٌ. والأيْصَر: الْحَشيش المجتمِع، وجمعُه أياصر. وَقَالَ الأصمعيّ: الإصار: وَتِدٌ قَصِير، وجمعُه أُصُر. وَقَالَ اللَّيْث: الأيْصَر: حُبَيْل قَصير يُشَدّ فِي أَسْفَل الخِباء إِلَى وَتِد، وَفِيه لغةٌ: أَصارٌ. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: هُوَ جارِي مُكاسِري ومُؤاصِرِي، أَي: كِسْر بيتِه إِلَى جَنْب كِسْر بَيتي، وإصارُ بَيْتِي إِلَى جَنْب إصَارِ بيتِه، وَهُوَ الطُّنُب. وَقَالَ الكسائيُّ: أصَرَني الشيءُ يَأْصِرني، أَي: حَبَسني. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الإصْرانِ: ثَقْبَا الأُذَنين، وأَنشَد: إنّ الأُحَيمِرَ حِين أرجُو رِفْدَه غَمْراً لأَقطَعُ سيّىءُ الإصْرانِ قَالَ: والأقطع الأصمّ والإصْران: جمعُ إصْرٍ. وَفِي حَدِيث ابْن عُمر: (مَن حَلَف على يمينٍ فِيهَا إصرُ فَلَا كفّارَة لَهَا) ، يُقَال: إنّ الإصْرَ أنْ تَحلِف بطَلاقٍ أَو عِتْق أَو نَذْرٍ. وأَصْلُ الإصْر الثِّقْلُ والشدَّة، لأنَّها أثقَل الأيْمان وأَضْيَقُها مَخْرَجاً. والعَهْدُ يُقَال لَهُ: إصْرٌ. ورص: سَلَمة عَن الفرّاء: وَرَّصَ الشَّيخُ

باب الصاد واللام من المعتل

وأَوْرَصَ: إِذا استرخَى حِتارُ خَوْرانِه فَأَبْدى. وامرأةٌ مِيراصٌ: تُحدِث إِذا أُتِيَتْ. رصى: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: رصَاه: إِذا أَحْكمه. قَالَ: وراصَ الرجُل: إِذا عَقَل بعد رُعُونة، ورساه: إِذا نَوَاه للصَّوْم. (بَاب الصّاد واللاّم من المعتل) ص ل (وَا يء) صلى، صول، وصل، لصا، لوص، (ألاص، يليص) . وصل: قَالَ اللَّيْث: كلُّ شيءٍ اتّصل بِشَيْء، فَمَا بَينهمَا وُصْلَة. وموْصِل الْبَعِير: مَا بَين العَجُز وفخِذِه، وَقَالَ أَبُو النّجم: تَرَى يَبِيس الماءِ دُونَ المَوْصلِ مِنْهُ بعَجْزٍ كصفَاة الجَيْحل وَقَالَ المتنخّل: لَيْسَ لمَيْتٍ بوَصيلٍ وَقد عُلِّق فِيهِ طَرَفُ المَوْصلِ يَقُول: باتَ الميّت فَلَا يُواصلُه الحيّ، وَقد عُلّق فِي الحيّ السّبب الَّذِي يُوصّله إِلَى مَا وصل إِلَيْهِ الميّت، وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: إنْ وصلتَ الكتابَ صِرْتَ إِلَى الله ومَن يُلْفَ واصلاً فَهُوَ مُودي قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: يَعْنِي لَوْح المقَابر يُنقَر ويُترَك فِيهِ موضعٌ بَياضاً فَإِذا مَاتَ إِنْسَان وُصل ذَلِك الْموضع باسمه. وَيُقَال: هَذَا وَصيلُ هَذَا، أَي: مِثْله. والوَصائل: بُرودُ اليَمَن، الْوَاحِدَة وصيلة. وَفِي الحَدِيث: (أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعن الْوَاصِلَة وَالْمسْتَوْصِلَة) ، قَالَ أَبُو عُبيد: هَذَا فِي الشَّعر، وَذَلِكَ أَن تصل الْمَرْأَة شَعْرَها بشعرٍ آخَر. ورُوِي فِي حديثٍ آخَر: (أيُّما امرأةٍ وصلت شعَرها بشعرٍ آخَر كَانَ زُوراً) . قَالَ: وَقد رَخصَت الفُقهاءُ فِي القَرَامِل، وكلُّ شَيْء وُصِل بِهِ الشَّعر مَا لم يكن الوَصل شعرًا لَا بَأْس بِهِ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ} (الْمَائِدَة: 103) ، قَالَ المفسّرون: الوصيلةُ: كَانَت فِي الشّاء خاصّة، كَانَت الشاةُ إِذا وَلَدتْ أُنْثَى فَهِيَ لَهُم، وَإِن ولَدَتْ ذكرا جَعَلُوهُ لآلهتهم، وَإِذا ولدتْ ذكرا وَأُنْثَى قَالُوا: وصلَتْ أخاها، فَلم يَذبحوا الذَّكَر لآلهتهم. قَالُوا: والوصيلة: هِيَ الأَرْض الوَاسِعة كَأَنَّهَا وُصلَت بأُخرى، يُقَال: قطَعْنَا وصيلةً بعيدَة. ورُوِي عَن ابْن مَسْعُود أَنه قَالَ: إِذا كنتَ فِي الوصيلة فأَعْطِ راحِلَتَك حَظَّها. لَم يُرد بالوصيلة هُنَا الأرضَ الْبَعِيدَة، وَلكنه أَرَادَ

أَرضًا مُكْلِئة تتّصل بِأُخْرَى ذَات كلأ، وَفِي الأولى يَقُول لَبيد: وَلَقَد قَطَعت وصيلةً مجرُودةً يَبكِي الصَّدَى فِيهَا لشَجْوِ البُومِ وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ} (النِّسَاء: 90) ، وَالْمعْنَى: اقْتُلُوهُمْ وَلَا تتّخذوا مِنْهُم أولياءَ إلاّ من اتَّصل بِقوم بَيْنكُم وَبينهمْ مِيثَاق واعتَزوْا إِلَيْهِم، وَهُوَ من قَول الْأَعْشَى: إِذا اتَّصلتْ قَالَت أَبَكْرَ بن وائلٍ وَبَكْرٌ سَبَتها والأُنُوفُ رَوَاغِمُ أَي: إِذا انتَسَبتْ. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي فِي قَوْله: {إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ} أَي: يَنتسبون. قلتُ: والاتّصالُ أَيْضا: الاعتزاءُ المَنهي عَنهُ إِذا قَالَ: يال فلَان. والوِصلُ بكَسر الْوَاو كلُّ عَظْمٍ على حدةٍ لَا يُكسَر وَلَا يُوصل بِهِ غَيره، وَهِي الكِسْر والجَدْل، وجمعُه أوْصال وجُدول، وَيُقَال: وصل فلانٌ رَحمه يصلُها صلَة. وَوصل الشيءَ بالشَّيْء يَصلُه وصلا. وَوصل كتابُه إليّ وَبرُّه يَصل وُصولاً، وَهَذَا غيرُ وَاقع. وواصَلْتُ الصيامَ بالصيام: إِذا لم تُفْطر أَيَّامًا تباعا. وَقد نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْوِصَال. وتوصّلتُ إِلَى فلَان بوُصلَةٍ وسببٍ تَوصُّلاً: إِذا تسبَّبْتَ إِلَيْهِ بحُرمة. ومَوصل كُورَةٌ مَعْرُوفَة. صول: قَالَ أَبُو زيد: صالَ الجملُ يصُول صيالاً وصُوالاً، وَهُوَ جَمَلٌ صَوْلٌ وجمالٌ صَوْلٌ لَا يُثنَى وَلَا يُجمع لأَنه نعتٌ بالمَصدر. قَالَ أَبُو زيد: يُقَال: صَؤُلَ البعيرُ يصؤُل صآلةً، وَهُوَ جملٌ صَؤُلٌ، وَهُوَ الّذي يَأْكُل راعِيه ويواثِبُ النَّاس فيأكلهم قَالَ: والصَّؤول من الرّجال: الَّذِي يضْرب الناسَ ويتطاول عَلَيْهِم. قلت: الأَصل فِيهِ تركُ الهَمْز، وَكَأَنَّهُ هُمِز لانضمام الْوَاو، وَقد همزَ بعضُ القرَّاء: {وَإِن تَلْؤُوا أَو تُعْرضوا} (النِّسَاء: 135) ، لانضمام الْوَاو. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأَعرابي قَالَ: المِصْولة: المِكْنَسة الَّتِي يُكنَس بهَا نواحي البَيْدَر. صلى: رُوِيَ عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إِذا دُعي أحدكُم إِلَى طعامٍ فليُجب، فَإِن كَانَ مُفْطراً، فلْيَطْعم، وَإِن كَانَ صَائِما فليُصلّ) . قَالَ أَبُو عبيد: قولُه: (فليُصلّ) يَعْنِي فليَدْعُ لَهُم بالبَرَكة وَالْخَيْر، وكلُّ داعٍ فَهُوَ مصلَ وَمِنْه قولُ الْأَعْشَى: عليكِ مِثلَ الَّذِي صلَّيْتِ فاغتمِضي نَوماً فإنَّ لجَنْب الْمَرْء مُضْطجعا

وَأما حديثُ ابْن أبي أوْفَى أَنه قَالَ: أَعْطَانِي أبي صَدَقَة مَاله فأتيتُ بهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: (اللَّهُمَّ صلّ على آل أبي أوْفَى) فإنّ هَذِه الصلاةَ عِنْدِي الرحمةُ، وَمِنْه قولُه جلَّ وعزَّ: {شَىْءٍ شَهِيداً إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ ياأَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً} (الْأَحْزَاب: 56) ، فَالصَّلَاة من الْمَلَائِكَة دعاءٌ واستغفار، وَمن الله سُبْحَانَهُ رَحْمَة. وَمن الصَّلَاة بِمَعْنى الاسْتِغْفَار حديثُ الزُّهْريِّ عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن نَوفَل عَن سَوْدة أَنَّهَا قَالَت: يَا رَسول الله إِذا مُتْنا صلَّى لنا عُثمان بنُ مَظْعون حَتَّى تأتيَنا، فَقَالَ لَهَا: (إِن الْمَوْت أشدُّ مِمَّا تقدِّرين) . قَالَ شمر: قَوْلهَا: (صَلى لنا) ، أَي: استغْفَرَ لنا عِنْد رَبّه، وَكَانَ عثمانُ ماتَ حينَ قَالَت سَوْدَةُ ذَلِك. وأمَّا قولُ الله جلَّ وعزَّ: {أُولَائِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبْهِمْ وَرَحْمَةٌ} (الْبَقَرَة: 157) ، فَمَعْنَى الصَّلَوَات هَهُنَا: الثَّنَاء عَلَيْهِم من الله، وَقَالَ الشَّاعِر: صلَّى على يَحيَى وأشياعِه رَبٌّ كريمٌ وشفيعٌ مُطاعْ مَعْنَاهُ: ترحّم الله عَلَيْهِ على الدّعاء لَا على الْخَبَر. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الصَّلَاة من الله رَحْمَة، وَمن المخلوقين الملائِكة وَالْإِنْس والجنِّ القِيامُ والركوعُ والسجودُ والدعاءُ والتسبيحُ. والصلاةُ من الطّير والهَوام التَّسْبِيح. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس فِي قَوْله: {بُكْرَةً وَأَصِيلاً هُوَ الَّذِى} (الْأَحْزَاب: 43) ، فيصلّي يَرحَم، وملائكتُه تَدْعُو للْمُسلمين وَالْمُسلمَات. قَالَ: وقولُ الْأَعْشَى: وصَلّى على دَنِّها وارتَسَمْ قَالَ: دَعَا لَهَا أَلا تَحمَض وَلَا تَفسُد. وَقَالَ الزّجاج: الأصلُ فِي الصَّلَاة اللّزوم، يُقَال: قد صلِيَ واصطَلَى: إِذا لزم، وَمن هَذَا: من يُصْلَى فِي النَّار، أَي: يُلزَم النارَ. وَقَالَ أهلُ اللُّغَة فِي الصَّلَاة: إِنَّهَا من الصلَوَيْن، وهما مُكتَنِفا الذَّنَب من النَّاقة وغيرِها، وأوّلُ مَوْصِلِ الفَخِذين من الْإِنْسَان فكأنَّهما فِي الْحَقِيقَة مكتنفا العُصْعُص. قَالَ: والقولُ عِنْدِي هُوَ الأول، إِنَّمَا الصَّلَاة لُزوم مَا فَرَض الله، والصلاةُ من أعظَم الفَرْض الَّذِي أُمِرَ بلزومه. وَأما المُصلِّي الَّذِي يَلي السابقَ فَهُوَ مأخوذٌ من الصلَوَيْن لَا محَالَة، وهما مكتَنِفا ذَنب الْفرس، فَكَأَنَّهُ يَأْتِي ورأسُه مَعَ ذَلِك الْمَكَان. وَفِي حديثٍ آخر: (إنّ للشَّيْطَان مَصالِيَ وفُخُوخاً) ، والمصالِي شبيهةٌ بالشَّرَك

تنصب للطير وغيرِها. قَالَ ذَلِك أَبُو عُبَيد: يَعْنِي مَا يَصيدُ بِهِ الناسَ من الْآفَات الَّتِي يستفِزُّهم بهَا من زِينة الدّنيا وشَهواتها. وَفِي حديثٍ آخَر: (أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُتِيَ بشاةٍ مَصْلِيَّةٍ) . قَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ الكسائيّ: المَصْلِيّة المشوِيّة، يُقَال: صَلَيتُ اللحمَ وغيرَه: إِذا شَوَيْتَه، فَأَنا أَصْلِيه صَلْياً: إِذا فعلتَ ذَلِك وَأَنت تُرِيدُ أَن تشويَه، فَإِذا أردتَ أنّك تُلقِيه فِيهَا إِلْقَاء كأنّك تُرِيدُ الإحراقَ قلت: أصليتُه بِالْألف إصلاءً، وَكَذَلِكَ صلَّيته أُصَلِّيه تَصْلِيَة. قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَمَن يَفْعَلْ ذالِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً} (النِّسَاء: 29) . ويُروَى عَن عليّ أَنه قَرَأَ: (ويُصَلَّى سعيراً) (الانشقاق: 12) . وَكَانَ الكسائيّ يقرأُ بِهِ، فَهَذَا لَيْسَ من الشَّيْء، إِنَّمَا هُوَ من إلقائك إِيَّاه فِيهَا. وَقَالَ أَبُو زُبيد: فَقَدْ تصلّيت حَرّ حَرْبهمُ كَمَا تَصَلَّى المقرورُ مِنْ قَرَسِ وَيُقَال: قد صَلِيت بِالْأَمر أَصلَى بِهِ: إِذا قاسَيْت شدّتَه وتَعَبه. وَصلَيْتُ لِفُلان بِالتَّخْفِيفِ، وَذَلِكَ إِذا عمِلتَ لَهُ فِي أمرٍ تُرِيدُ أَن تَمْحَلَ بِهِ، وتُوقِعَه فِي هَلَكة، وَالْأَصْل فِي هَذَا من المَصالِي وَهِي الشَّرَك تُنْصَب للطَّير. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: صَلَّيت العَصا تَصلِيةً: إِذا أدرْتها على النَّار لتقوِّمها، وَأنْشد: وَمَا صَلّى عَصاكَ كمستَديم وَيُقَال: أَصْلَتِ الناقةُ فَهِيَ مُصْليَةٌ: إِذا وَقع ولَدُها فِي صَلاَها وقَرُبَ نتَاجُها. وَفِي حَدِيث عليّ أَنه قَالَ: (سبقَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وصلَّى أَبُو بكر، وثَلَّث عُمَر، وحَبَطَتْنا فِتنةٌ فَمَا شَاءَ الله) . قَالَ أَبُو عُبَيد: وأصلُ هَذَا فِي الْخَيل، فالسابقُ الأوَّلُ، والمصلِّي الثَّانِي، قيل لَهُ: مُصَلَ لِأَنَّهُ يكون عِنْد صَلاَ الأوّل، وصَلاَه: جانِبا ذَنَبِه عَن يَمِينه وشِماله، ثمَّ يتلوه الثَّالِث. قَالَ أَبُو عُبَيد: وَلم أسمعْ فِي سوابق الْخَيل مِمَّن يُوثَقُ بِعِلمِه اسْما لشَيْء مِنْهَا إِلَّا الثَّانِي، والسُّكَيْت، وَمَا سِوَى ذَيْنِك إِنَّمَا يُقَال الثَّالِث وَالرَّابِع، وَكَذَلِكَ إِلَى التَّاسِع. قَالَ أَبُو بكر: قَالَ أَبُو العبَّاس: المصلِّي فِي كَلَام الْعَرَب: السابقُ: المتقدِّم. قَالَ: وَهُوَ مُشَبَّهٌ بالمصلِّي من الْخَيل، وَهُوَ السابقُ الثَّانِي، وَيُقَال للسابق الأوّل: المُجَلِّي، وَللثَّانِي: المصلِّي، وللثالث: المُسَلِّي، وللرابع: التَّالي، وللخامس:

المُرْتاح، وللسادس: العاطِفِ، وللسابع: الحَظِيّ، وللثامن: المؤمَّل، وللتاسع: اللَّطيم، وللعاشر: السُكَيْت، وَهُوَ آخر السُّبَّق. وَقَالَ ابْن السكِّيت: الصِّلاء اسمٌ للوَقود، وَهُوَ الصَّلا: إِذا كَسَرْتَ الصادَ مَدَدْتَ، وَإِذا فَتحتَها قَصَرْتَ، قَالَه الفرّاء. وَقَالَ اللَّيث: الصِّلِّيَان: نَبْت، قَالَ بعضُهم: هُوَ على تَقْدِير فِعِّلاَن. وَقَالَ بعضُهم: فِعْلِيان؛ فَمن قَالَ فِعليان قَالَ: هَذِه أرضٌ مَصْلاةٌ، وَهُوَ نَبتٌ لَهُ سَبْطة عَظِيمَة كأنّها رَأس القَصَبة، إِذا خَرجَت أذنابُها تَجِدُ بهَا الإبلُ، والعربُ تسمِّيه خُبزَة الْإِبِل. وَقَالَ غيرُه: من أَمْثَال الْعَرَب فِي الْيَمين إِذا أَقدَم عَلَيْهَا الرجلُ ليَقْتَطِع بهَا مالَ الرجلِ: جَذَّها جَذَّ العيْرِ الصِّلِّيَانَة، وَذَلِكَ أَن لَهَا جِعْثِنةً فِي الأَرْض، فَإِذا كَدَمَها العَيْرُ اقتَلَعها بجِعْثِنَتها. شَمر عَن أبي عَمْرو: الصَّلاَيَةُ: كلُّ حَجَر عريضٍ يُدَقّ عَلَيْهِ عِطْرٌ أَو هَبِيد، يُقَال: صَلاءةٌ وصَلاية. وَقَالَ ابْن شُميل: الصَّلاَية: سَرِيحة خَشِنةٌ غليظةٌ من القُفّ. وَقَالَ أَبُو العبَّاس فِي قَول الله تَعَالَى: {وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ} (الْحَج: 40) ، قَالَ: الصَّلَوَات: كنائسُ الْيَهُود، قَالَ: وأصلُها بالعِبْرَانيّة صَلُوتا، وَنَحْو ذَلِك. قَالَ الزجَّاج: وقُرِئَت: (وصُلُواتٌ ومَساجد) (الْحَج: 40) . قَالَ: وَقيل: إِنَّهَا مواضعُ صلوَات الصابِئِين. لوص: قَالَ أَبُو تُراب: يُقَال: لاصَ عَن الْأَمر ونَاص: بِمَعْنى حادَ. وَقَالَ أَبُو سعيد اللِّحياني: أَلَصْتُ أنْ آخُذَ مِنْهُ شَيْئا أُلِيصُ إلاصَةً، وأَنَصْتُ أُنِيصُ إِنَاصَةً، أَي: أَرَدْتُ. أبُو عُبَيْد: الإلاصةُ مِثْلُ العِلاصة، إدارَتك الإنسانَ على الشّيء تطلُبُه مِنْهُ، يُقَال: مَا زلتُ أُلِيصُه على كَذَا وَكَذَا. وَقَالَ عُمر لعُثْمَان: هِيَ الْكَلِمَة الَّتِي أَلاَصَ النبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَلَيْهَا عمَّه عِنْد الْمَوْت: شَهَادَة أَن لَا إِلَه إلاّ الله. اللَّيْثِ: اللَّوْص من الملاوَصة، وَهُوَ فِي النَّظَر كأَنه يَخْتِل لِيَرُوم أَمْراً. والإنسانُ يُلاَوِصُ الشجرةَ إِذا أَرَادَ قَلْعَهَا بالفأس، فَتَراه يُلاَوِصُ فِي نظرِه يَمْنَةً ويَسْرَةً كَيفَ يَضْرِبُهَا. ثَعْلَب عَن ابْن الأعْرَابيِّ: يُقَال للفالُوذ: المُلَوَّصُ وَالمُزَعْزَعُ وَالمُزَعْفَرُ، وَهُوَ اللَّمْص. قَالَ: ولوَّص الرجلُ: إِذا أَكلَ اللَّواص، وَهُوَ العَسَل الصافي. أصل: قَالَ اللّيث: الأصلُ: أسفلُ كلِّ شَيْء، وَيُقَال: اسْتَأصَلَتْ هَذِه الشجرةُ، أَي: ثَبَتَ أَصلُها، واسْتَأصَلَ الله بني

باب الصاد والنون

فلَان، أَي: لم يَدَعْ لَهُم أصْلاً. وَيُقَال: إنَّ النَّخلَ بِأَرْضِنا لأَصِيل، أَي: هوَ بِهِ لَا يزَال وَلَا يَفْنَى. وفلانٌ أَصِيلُ الرَّأيِ، وَقد أَصُلَ رأيُه أَصَالَة، وَإنَّهُ لأَصيلُ الرَّأي والعَقْل. والأصيل: هُوَ العَشِيّ. وَهُوَ الأُصُل. ابْن السِّكِّيت: يُقَال: لقيتُه أُصَيْلالاً وأُصَيْلاَناً: إِذا لقيتَه بالعشيّ. ولقِيتُه مُؤْصِلاً. وجمعُ أَصيل العشيِّ: آصالٌ. وَقَالَ اللَّيث: الْأَصِيل: الهَلاك، وَقَالَ أَوْس: خافُوا الأَصيلَ وَقد أَعْيَتْ مُلُوكَهُمُ وحُمِّلُوا مِن ذَوِي غَوْمٍ بأَثْقَالِ والأَصِيلُ: الأصْل. ورَجُلٌ أَصِيلٌ: لَهُ أَصْل. ابْن السّكِّيت: جاءُوا بِأَصِيلَتِهِمْ، أَي: بِأَجْمَعِهِمْ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: أخذتُ الشيءَ بِأَصَلَتِه: إِذا لم تَدَعْ مِنْهُ شَيْئا. وَيُقَال: أَصِلَ فُلانٌ يَفعَل كَذَا وَكَذَا، كَقَوْلِك: عَلِقَ وطَفِقَ. وَقَالَ شَمر: الأَصَلَة: حيَّةٌ مِثْلُ رِئة الشَّاة لَهَا رِجْلٌ وَاحِدَةٌ، وَقيل: هِيَ مِثْلُ الرَّحَى مستديرةٌ حَمْراءُ لَا تَمَسّ شَجَرَة وَلَا عُوداً إِلَّا سَمَّتْه، لَيست بالشديدةِ الْحُمْرَة، لَهَا قَائِمَة تَخُطُّ بهَا فِي الأَرْض، وتَطْحَن طَحْنَ الرَّحَى. لصا: قَالَ اللّيث: يُقَال: لَصَى فلانٌ فلَانا يَلْصُوه ويَلْصُو إِلَيْهِ: إِذا انْضمّ إِلَيْهِ لِريبة، ويَلْصِي أعربهُما، وأَنشد: عَفٌّ فلاَ لاصٍ وَلَا مَلْصِيُّ أَي: لَا يُلْصَى إِلَيْهِ. وَقَالَ غيرُه: اللَّصْوُ والقَفْوُ: القَذْفُ للْإنْسَان برِيبة يَنسبُه إِلَيْهَا؛ يُقَال: لَصاه يَلْصُوه ويَلْصِيه: إِذا قَذَفه. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: يُروَى عَن امْرَأَة من العَرَب أنّه قيل لَهَا: إنّ فلَانا قد هَجاكِ، فَقَالَت: مَا قَفَا وَلَا لَصَا؛ تَقول: لم يَقْذِفْني. قَالَ: وَقَوْلها لَصَا مثل قَفَا؛ يُقَال مِنْهُ: رجلٌ قافٍ لاصٍ؛ وأَنشدَ: إِنِّي امرؤٌ عَن جارتي غنيُّ عَفٌّ فَلَا لاصٍ وَلَا مَلْصِيُّ يَقُول: لَا قاذِف وَلَا مقْذوفُ. (بَاب الصّاد وَالنُّون) ص ن (وَا ىء) صون، صين، صنا، نوص، نصا، نصأ، وصن، نيص. صون: قَالَ اللَّيْث: الصَّوْنُ: أَنْ تَقِيَ شَيْئا ممّا يُفسِده. والصِّوانُ: الشيءُ الَّذِي تَصون بِهِ، أَو فِيهِ، شَيْئا أَو ثوبا. والفَرَسُ يَصُون عَدْوَه وجَريَه: إِذا اذّخر مِنْهُ ذخيرة لِحَاجَتِهِ إِلَيْهِ. والحُرُّ يَصُون عِرْضَه كَمَا يَصُون الْإِنْسَان ثوبَه.

وَقَالَ لَبيد: يُراوِح بَين صَوْنٍ وابتذالِ أَي: يَصُون جَرْيَه مرّة فيُبقِي مِنْهُ ويبتَذِلُه مرّة فيجتهدُ فِيهِ. أَبُو عُبَيْد عَن الأصمعيّ: الصَّوّان: الحِجارة الصُّلْبة، واحدتُها صَوّانة. قلتُ: والصَّوّانُ: حَجَر صُلْبٌ إِذا مَسّتْه النَّار فَقَّع تفقيعاً وتَشقَّق، وربّما كَانَ قَدَّاحاً تُقْتَدَح مِنْهُ النَّار، وَلَا يَصلح للنُّورة وَلَا للرِّضاف. وَقَالَ النَّابِغَة: بَرَى وَقَعُ الصَّوّان حَدّ نُسُورها فهنّ لِطافٌ كالصِّعاد الذَّوابلِ أَبُو عُبَيد: الصَّائن من الخَيل: القائمُ على طَرفِ حافرِه من الحَفا. وَقَالَ النَّابِغَة: وَمَا حاوَلْتُما بقِيادِ خَيْلٍ يَصُون الوَرْدُ فِيهَا والكُمَيْتُ وأمَّا الصائِم فَهُوَ الْقَائِم على قَوائمِه الأَربعِ من غير حَفا. وَيُقَال: صنتُ الشيءَ أَصُونه، وَلَا تَقُل أَصَنْتُه وَهُوَ مَصُون، وَلَا تَقُل مُصانٌ. وَقَالَ الشافعيّ: بِذْلةُ كلامِنا صَوْن غَيرِنا. صنا: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (عَمُّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيه) . قَالَ أَبُو عُبَيد: مَعْنَاهُ: أَن أصلَهما وَاحِد. قَالَ: وأصلُ الصِّنْو إِنَّمَا هُوَ فِي النَّخْل. ورَوَى أَبُو إِسْحَاق عَن البَراء بن عَازِب فِي قَول الله جلّ وعزّ: {صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ} (الرَّعْد: 4) ، قَالَ: الصِّنْوان: المجتمعُ، وَغير الصِّنْوان المتفرِّق. وَقَالَ الفرّاء: الصِّنْوانُ: النَّخَلاتُ أصلُهُنّ وَاحِد. وَقَالَ شَمِر: يُقَال: فلانٌ صِنْوُ فلانٍ، أَي: أَخُوهُ، وَلَا يُسمَّى صِنْواً حَتَّى يكون مَعَه آخَرُ، فهما حِينَئِذٍ صِنْوان، وكلُّ واحدٍ مِنْهُمَا صِنْوُ صاحبِه. قَالَ: والصِّنْوان: النَّخْلَتان والثلاثُ والخَمسُ والستّ، أصلُهنّ وَاحِد وفروعُهُنّ شتَّى. وغيرُ صِنْوانٍ: الفارِدة. وَقَالَ أَبُو زيد: هَاتَانِ نَخْلتان صِنْوان، ونَخِيل صِنْوانٌ وأَصْنَاءٌ. وَيُقَال للاثنين: قِنْوان وصِنْوان، وللجماعة قِنْوانٌ وصِنْوانٌ. أَبُو عُبَيد عَن الفرّاء: أخذْتُ الشيءَ بصنايَته وسِنايَته، أَي: أخذْتُه بِجَمِيعِهِ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الصِّناء: الرَّماد، يُمَدّ ويُقْصَر. وَيُقَال: تَصنَّى فلانٌ: إِذا قَعَدَ عِنْد القِدْر من شَرَهِه يُكَيِّب ويَشْوِي حَتَّى يصيبَه الصِّناء. شمر عَن أبي عَمْرو: الصُّنَيُّ: شِعْبٌ صغيرٌ يسيلُ فِيهِ الماءُ بَين جَبَلين.

وَقَالَت ليْلَى الأخيليّة: أنابِغَ لم تَنْبُغ وَلم تَكُ أوّلاً وكنتَ صُنَيّاً بَين صُدَّيْن مَجْهلا ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الصَّاني: اللَّازِم للخِدْمة. والناصي: المُعَرْبِد. قَالَ: والصَّنْوُ: الغَوْرُ الخَسِيس بَين الجَبَلَين. قَالَ: والصَّنْوُ: الماءُ الْقَلِيل بَين الجَبَلين. والصَّنْوُ: الْحجر يكون بَين الجبلين، وجمعُها كلُّها صُنُوٌ. سَلَمة عَن الفرّاء قَالَ: الأصْناءُ: الأمْثال. والأصْناءُ: السَّابِقُونَ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الصِّنْوَة: الفَسِيلة. ابْن بُزُرْج: يُقَال للحَفَرِ المعطَّلِ صِنْوٌ، وجمعُه صِنْوان. وَيُقَال: إِذا احتَفَر: قد اصْطَنَى، وَهُوَ الاصطِناء. نصا: وَفِي الحَدِيث: (أنَّ بنت أبي سَلَمة تَسَلَّبتْ على حَمْزَة ثلاثةَ أَيَّام، فَدَعَاهَا رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأمَرَها أَن تَنصَّى وتَكتَحِل) . قولُه: (أمَرَها أَن تَنَصَّى) ، أَي: تُسرِّح شعرَها، وَيُقَال: تَنَصَّت المرأةُ: إِذا رَجَّلَتْ شعرَها. وَفِي حَدِيث عائشةَ حِين سُئلتْ عَن الميّت يُسرَّح رأسُه؟ فَقَالَت: علامَ تنْصون ميِّتَكم. قولُها: تَنْصُون: مأخوذٌ من النَّاصية، يُقَال: نَصوْتُ الرجلَ أنصُوه نصْواً: إِذا مددْتَ ناصِيَتَه: فَأَرَادَتْ عائشةُ أنَّ الميّتَ لَا يَحتاج إِلَى تَسْرِيح الرَّأْس، وَذَلِكَ بِمَنْزِلَة الأخْذ بالنَّاصية. وَقَالَ أَبُو النَّجم: إنْ يُمْسِ رأسِي أشمَطَ العنَاصِي كَأَنَّمَا فَرَّقَه مُناصِي وَيُقَال: نَاصيْتُه: إِذا جاذَبْتَه، فأخَذَ كلُّ وَاحِد مِنْكُمَا بناصية صاحِبه، وَقَالَ عَمْرو بن مَعدِ يكرب: أعبّاسُ لَو كَانَت شَيَاراً جِيادُنَا بتَثليثَ مَا ناصَيْتَ بعدِي الأحَامِسا وَقَالَ اللّيث: الناصية: هِيَ قُصاصُ الشّعَر فِي مقدَّم الرَّأْس، وَقَالَ الفرّاء فِي قَول الله جلّ وَعز: {يَنتَهِ لَنَسْفَعاً} (العلق: 16) ، ناصيتُه مُقدَّمُ رَأسه، أَي: لنَهْصُرَنَّها، لَنأخذنّ بهَا، أَي: لنقيمنّه ولنُذِلّنّه. قلتُ: والناصية عِنْد العَرب: مَنبِتُ الشّعْر فِي مقدَّم الرَّأْس، لَا الشّعر الّذي تسمّيه العامّة الناصية، وسُمِّي الشعرُ نَاصِيَة لنَباتِه فِي ذَلِك الْموضع. وَقد قيل فِي قَوْله: {يَنتَهِ لَنَسْفَعاً} ، أَي: لنُسَوِّدَنَّ وَجهه فَكَفَت النَّاصيَةُ لأنّها من الْوَجْه والدّليل على ذَلِك قَول الشَّاعِر: وكنتُ إِذا نَفْسُ الغَوِيِّ نَزَتْ بِهِ سَفَعْتُ عَلَى العِرْنِين مِنْهُ بِمِيسَمِ ولغة طَيِّء فِي الناصيَة: النّاصَاةُ حَكَاهُ أَبُو عُبَيد وَأنْشد فَقَالَ: لقد آذَنَتْ أَهْلَ اليمَامةِ طَيِّءٌ بحربٍ كنَاصَاةِ الحِصان المُشَهَّرِ

وَقَالَ ابْن السكّيت: النَّصِيّةُ: البقيّة، وَأنْشد: تجرَّدَ من نَصيَّتِها نَوَاجٍ كَمَا يَنْجُو من البَقَرِ الرَّعِيلُ وَفِي الحَدِيث: أنّ وَفْدَ همْدانَ قَدِموا عَلَى النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا: نَحن نصيَّةٌ من هَمْدانَ. قَالَ الفرّاء: الأَنْصَاءُ: السَّابِقُونَ. قَالَ القتيبي: نصية قَومهمْ، أَي: خيارهم. والنصِّية: الخيارُ الأَشراف. ونواصِي القومِ: أشرافُهم، وَأما السّفِلةُ فهم الأَذْناب. الحزّاز عَن ابْن الأعرابيّ: إِنِّي لأجد فِي بَطْني نَصْواً ووَخْزاً، والنّصْوُ مِثلُ المَفْس، سُمِّي نَصْواً لأنّه يَنْصُوك، أَي: يُزعِجك عَن القَرار. وَقَالَ الفرَّاء: وجدتُ فِي بَطْني حَصْواً ونَصْواً وقَبْصاً بِمَعْنى وَاحِد. وَيُقَال: هَذِه الفَلاة تُناصِي أرضَ كَذَا وتُواصِيها، أَي: تتّصل بهَا. والنَّصِيُّ: نبتٌ مَعْرُوف، يُقَال لَهُ: نَصِيُّ مَا دَامَ رَطْباً، فَإِذا يَبِسَ فَهُوَ حَلِيّ. وَقَالَ اللَّيْث: هَذِه مفازة تناصي مفازة أُخْرَى إِذا كَانَت مُتَّصِلَة بِالْأولَى. (نصأ) : أَبُو زيد فِي كتاب (الْهَمْز) : نَصأْتُ الناقةَ أَنصَؤها نَصْأً: إِذا زَجَرْتَها. أَبُو زيد عَن الأصمعيّ: نَصَأْتُ الشَّيْء: رَفَعْتُه نَصْأً. نوص: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: النَّوْصَةُ: الغَسْلَة بِالْمَاءِ أَو غَيره. قلت: الأصلُ المَوْصَةُ فقُلِبت الْمِيم نوناً. قَالَ ابْن الأعرابيّ: والنَّيْصُ: الْحَرَكَة الضعيفة. اللّحيانيّ عَن أبي عَمْرو: مَا يَنُوص فلانٌ لحاجتي وَمَا يَقْدِر على أَن يَنُوص، أَي: يتحرَّك لشَيْء. أَبُو سعيد: انتاصَتْ الشمسُ انتياصاً: إِذا غَابَتْ. وَقَالَ الله جلَّ وعزَّ: {فَنَادَواْ وَّلاَتَ حِينَ} (ص: 3) . قَالَ الفرَّاء: لَيْسَ بِحِين فرار. النَّوْصُ: التأخُّر فِي كَلَام الْعَرَب. قَالَ: والبَوْصُ: التقدُّم؛ وَيُقَال: بصْتُه، وَأنْشد قَول امرىء الْقَيْس: أمِن ذكر سَلمى إنْ نَأَتْكَ تَنُوصُ فتقصر عَنْهَا خطوَةً وَتَبُوص فمناص: مَفعل مثل مَقام. وَقَالَ اللَّيْث: المناص: المَنْجَا. قَالَ: والنَّوْصُ: الحِمَار الوحشي لَا يزَال نائِصاً رَافعا رَأسه يتردَّد كَأَنَّهُ نافرٌ جامح. وَالْفرس يَنُوص ويَسْتنيصُ، وَذَلِكَ عِنْد الكَبْح والتّحريك. وَقَالَ حَارِثَة بن بَدْر: غَمْرُ الجِراء إِذا قصرتُ عِنانه بِيَدِي استناص ورامَ جَرْيَ المَسْحَلِ وصن: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي:

باب الصاد والفاء

الوَصْنَة: الخِرْقة الصّغيرة. والصَّوْنَةُ: العَتيدة. والصِّنْوة: الفَسِيلة. نيص: قَالَ اللّيث: النَّيْص من أَسمَاء القُنْفُد الضَّخْم. قلت: لم أسمعهُ لغيره. صين: والصِّين: بلدٌ معروفٌ، إِلَيْهِ يُنْسَبُ الدّارصِينيّ. (بَاب الصّاد وَالْفَاء) ص ف (وَا ىء) صوف، صيف، صفا، وصف، فيص، فصا، أصف. صوف: قَالَ اللّيث: الصُّوفُ للضَّأن وَمَا أشْبَهَه. ويقالُ: كَبْشٌ صافٌ، ونَعْجَةٌ صائِفَة. أَبُو عُبَيْد عَن الكسائيّ: كَبْشٌ أَصْوَفُ وصَوِفٌ مِثالُ فَعِل وصائفٌ وصافٌ، كلُّ هَذَا أَن يكون كثيرَ الصُّوف. وأخبرَني المنْذِرِيُّ عَن أبي الهَيْثم، يُقَال: كبشٌ صائِفٌ وصافٌ، كَمَا يُقَال: جُرُفٌ هَائرٌ وهارٍ على القَلْب. وَقَالَ اللَّيث: كبشٌ صُوفانِيٌّ أَو نَعْجَةٌ صُوفانَةٌ. وَيُقَال لوَاحِدَة الصُّوف: صُوفَة، وتصغَّر صُوَيْفَة. أَبُو عُبَيْد عَن الأصمعيّ: من أمثالهم فِي المَال يَملِكه من لَا يَستأهِله: خَرْقَاءُ وَجدتْ صُوفاً، يُضرَبُ للأحمَق يُصِيبُ مَالا فَيضعه فِي غير موضِعه. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الصُّوفَانَةُ: بقلة مَعْرُوفَة. وَقَالَ اللّيث: هِيَ بَقْلَةٌ زَغْبَاءُ قصيرةٌ. قَالَ: وتسمَّى زَغَبَاتُ القَفَا: صوفةُ القفَا. قَالَ: وصُوفة: اسمُ حَيَ من بني تَمِيم، وَكَانُوا يُجِيزون الحاجّ فِي الجاهليَّةِ مِنْ مِنًى، فيكُونون أَوَّلَ، مَنْ يَدْفَعُ، يُقَال: أَجِيزِي صُوفَة، فَإِذا أَجَازَتْ قيلَ: أَجِيزِي خِنْدِفٌ، فَإِذا أجازتْ أُذِنَ للناسِ كلِّهِمْ فِي الإجازةِ وَهِي الإفاضةُ، وَفِيهِمْ يقولُ أَوْس بن مَغْرَاء: حتَّى يُقالَ أَجِيزُوا آلَ صُوفانَا ثعلبٌ عَن ابْن الأعرابيّ: خُذْ بصوفةِ قَفاه، وبصوفِ قَفاه، وبِقَرْدَنِهِ وبِكَرْدنِه. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: أخذَه بصُوفِ رقَبتِه وبطوفِ رقبته، بِمَعْنى وَاحِد، يريدُ بشعرِ رقبته. وصف: فِي حَدِيث أبي ذَرّ أَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ: (كَيفَ أنتَ وموتٌ يصيبُ الناسَ حَتَّى يكون البَيتُ بالوَصيف) . قَالَ شمِر: مَعْنَاهُ: أَن الْمَوْت يَكثُر حَتَّى يصيرَ موضعُ قبرٍ يُشتَرى بعَبْدٍ من كَثْرَة الْمَوْت مِثل المُوتَان الَّذِي وَقع بِالْبَصْرَةِ وغيرِها. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَوْصفَ الوَصيفُ: إِذا تَمّ قَدُّهُ، وأوصفتِ الجاريةُ، ووَصِيفٌ ووُصفاء، ووَصِيفة

ٌ ووصائف. وَقَالَ اللَّيْث: الوَصفُ: وصفُك الشيءَ بحليتهِ ونَعْتِه. قَالَ: وَيُقَال للمُهْر إِذا تَوجَّه لشيءٍ من حُسن السِّيرَة: قد وَصَف، مَعْنَاهُ: أَنه قد وَصَف الْمَشْي؛ يُقَال: هَذَا مُهر حِين وَصف. وَفِي حَدِيث الحَسَن أنّه كَرِه المواصفة فِي البيع. قَالَ شَمِر: قَالَ أَحْمد بنُ حَنْبَل: إِذا بَاعَ شَيْئا عِنْده على الصِّفة لزِمَه البيع. وَقَالَ إِسْحَاق كَمَا قَالَ. قلتُ: وَهَذَا بَيْعُ الصِّفة الْمَضْمُونَة بِلَا أَجَل بمنزِلة السَّلَم، وَهُوَ قَول الشافعيّ، وأهلُ الْكُوفَة لَا يجيزون السَّلَم إِذا لم يكن إِلَى أجَلٍ مَعْلُوم. صفا: اللَّيْث: الصَّفْوُ: نَقِيضُ الكَدَر، وصَفْوَةُ كلِّ شَيْء: خالصُه مِن صَفْوة المَال وصَفْوَة الإخاء. أَبُو عُبَيد عَن الكسائيّ: هُوَ صِفْوة المَاء، وصَفْوةُ المَاء، وَكَذَلِكَ المالُ، وَهُوَ صَفوةُ الإهالة لَا غَيرُ. وَقَالَ اللَّيْث: الصفاءُ: مُصافاةُ المودّةِ والإخاء. والصَّفْو أَيْضا: مصدر الشَّيْء الصافي. قَالَ: وإِذا أَخَذَ صَفْوَ ماءٍ من غَديرٍ، قَالَ: استصفَيتُ صَفْوةً. والاصطفاء: الاختيارُ، افتعالٌ من الصفْوَة، وَمِنْه النَّبِي المُصطَفى، والأنبياء المُصطَفَوْن، وهم من المُصطَفَيْن: إِذا اختِيروا، وهم المُصطَفُون: إِذا اخْتَارُوا، هَذَا بضَمِّ الْفَاء. وصفِيّ الْإِنْسَان: أَخُوهُ الَّذِي يُصافيه الإخاء. وناقة صَفِيٌّ: كَثِيرَة اللَّبن. ونخلةٌ صَفِيٌّ: كثيرةُ الحَمل، والجميعُ الصفايا. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: النَّاقة الصفيُّ: الغَزِيرة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو مِثله. وَقَالَ: صَفْوَتْ وصَفَتْ. وَقَالَ الْكسَائي: صَفَوَتْ. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: الصَّفِيُّ من الْغَنِيمَة: مَا اخْتَارَهُ الرئيسُ قَبل الْقِسْمَة من فَرَس أَو سَيْف أَو جَارِيَة، وجمعُه صفَايَا، وَأنْشد: لَك المِرْبَاعُ فِيهَا والصَّفايَا واستصفَيْتُ الشَّيْء: إِذا اسْتَخلَصته. وَمن قَرَأَ: (فاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافِيَ) (الْحَج: 36) ، بِالْيَاءِ، فتفسيره: أَنَّهَا خَالِصَة لله؛ يُذْهَبُ بهَا إِلَى جمع صَافِيَة، وَمِنْه قيل للضياعِ الَّتِي يَستخلصها السّلطان لخاصَّته: الصَّوافي. وَيُقَال: أصفَيْتُ فلَانا بِكَذَا وَكَذَا، أَي: آثَرْتُه بِهِ. أَبُو عُبَيْد عَن الْأَصْمَعِي: الصفوَاء والصفْوَانُ والصفَا مقصورٌ كلُّه وَاحِد.

وَأنْشد: كَمَا زَلَّتْ الصفْوَاءُ بالمتنزَّلِ الحرَّاني عَن ابْن السّكيت قَالَ: الصَّفَا: العريضُ من الْحِجَارَة، الأمْلس، جمع صفَاة، يُكتب بِالْألف، وَإِذا ثنِّي قيل صَفَوان، وَهُوَ الصفْواءُ أَيْضا، وَمِنْه الصفَا والمَرْوَة: وهما جبلان بَين بَطْحَاء مكَّة وَالْمَسْجِد. وبالْبحرَين نهر يتخلَّجُ من عَيْنِ محلِّم يُقَال لَهُ: الصَّفَا، مَقْصُور. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: أصْفَتْ الدَّجاجة إصفَاءً: إِذا انْقَطع بَيْضها. وأَصْفَى الشاعرُ: إِذا لم يَقُل شعرًا. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أَصفَى الرجل: إِذا أنفد النساءُ ماءَ صُلْبِهِ. واصطفيت الشَّيْء، أَي: اخترته. والمصفاة: الراووق. وصفّيت الشَّرَاب. فيص: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: قبضْتُ عَلَى ذَنَب الضَّبّ فأَفاصَ من يَدي حَتَّى خلص ذنَبُه، وَهُوَ حِين تنفرج أصابعك عَن مقبِض ذَنبه، وَمِنْه التَّفَاوُصُ. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: يُقَال: قبضْتُ عَلَيْهِ فَلم يَفِصْ وَلم يَنْزُو لَمْ يَنُصْ بِمَعْنى وَاحِد. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الفَيْصُ: بيانُ الْكَلَام. وَفِي حَدِيث النَّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (وَمَا يُفيضُ بهَا لسانُه) ، أَي: مَا يُبين. وفلانٌ ذُو إفاصةٍ: إِذا تكلم، أَي: ذُو بَيَان. وَقَالَ اللَّيْث: الفَيْصُ من المُفَاوصة، وَبَعْضهمْ يَقُول: مُفايصة. فصى: فِي حَدِيث قَيْلَةَ بنت مَخْرَمة أَن جُوَيْرِيةً من بَنَات أُخْتهَا حُدَيْبَاء قَالَت حِين انتَفَجَتِ الأرنبُ وهما يسيران الفَصية. قَالَ أَبُو عُبَيد: تفاءلت بانتفاج الأرنب، وأرادت أَنَّهَا خرجتْ مِن الضِّيق إِلَى السَّعة. وَمن هَذَا حَدِيث آخر عَن النَّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه ذكر الْقُرْآن فَقَالَ: (لَهُوَ أَشَدُّ تفصِّياً من قُلُوب الرجَال من النعَم من عُقُلها) ، أَي: أشدُّ تَفَلُّتاً. وأصل التفصِّي أَن يكون الشيءُ فِي مضيق، ثمَّ يخرج إِلَى غَيره. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أفْصَى: إِذا تَخَلص من خير أَو شَرّ، وأفْصَى عَنْك الحرُّ أَو الْبرد: إِذا انْسَلَخَ. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: أفْصَى عَنَّا الْحر: إِذا خرج وَلَا يكون أَفْصى عنّا الْبرد. وَقَالَ اللَّيْث: كل شَيْء لازِقٍ فخلَّصته. قلت: قد انْفَصَى. واللّحْمُ المتهرِّىء يَنْفَصِي عَن الْعظم، والإنسَانُ يَتَفَصَّى من البليّة. وَقَالَ أَبُو الهيْثم: من أمثالهم فِي الرّجل يكون فِي غمّ فَيخرج مِنْهُ قَوْلهم: أفْصَى عنَّا الشتَاء. وأفْصَى: اسمُ أبي ثَقِيف، وَاسم أبي عبد الْقَيْس.

صيف: قَالَ اللَّيْث: الصيْفُ: رُبْعٌ من أَربَاع السّنة، وَعند الْعَامَّة نصفُ السَّنة. قلتُ: الصيْفُ عِنْد الْعَرَب: الفَصل الَّذِي يُسمِّيه عوامُّ النَّاس بالعِراق وخُراسان: الرَّبيع، وَهِي ثلاثةُ أَشهر، والفَصلُ الَّذِي يَلِيهِ: القَيْظُ، وَفِيه تكون حَمراء القَيْظ، ثمَّ بعده فصل الخَريف، ثمَّ بعده فصلُ الشتَاء. والكَلأُ الَّذِي ينْبت فِي الصَّيف: صَيْفيّ، وَكَذَلِكَ الْمَطَر الَّذِي يَقع فِيهِ صَيِّف وصيْفيّ. وَقَالَ ابْن كُناسة: وَاعْلَم أَن السّنة أربعةُ أزمنة عِنْد الْعَرَب: الرّبيع الأول، وَهُوَ الَّذِي يُسَمِّيه الْفرس الخريف، ثمَّ الشتَاء ثمَّ الصَّيف، وَهُوَ الرّبيع الآخر، ثمَّ القيظ، فَهَذِهِ أَرْبَعَة أزمنة. وسُمِّيت غزوَة الرّوم: الصائفة، لِأَن سُنَّتَهُم أَن يُغْزَوْا صيفاً ويُقفل عَنْهُم قبل الشِّتاء. وَيُقَال: صافَ القومُ: إِذا أَقَامُوا بالصيف فِي مَوضِع فهم صائفون. وأصافوا فهم يُصيفون: إِذا دخلُوا فِي زمَان الصَّيف. وأَشْتَوْا: إِذا دخلُوا فِي الشتَاء. وَيُقَال: صُيِّف الْقَوْم ورُبِعُوا: إِذا أَصَابَهُم مطر الصَّيف وَالربيع، وَقد صِفْنا ورُبِعْنَا، وَكَانَ فِي الأَصْل صُيِفْنَا فاستُثقلت الضمة مَعَ الْيَاء فحذِفت الْيَاء وكُسرت الصَّاد لتدل عَلَيْهَا. ابْن السّكيت: أصافَ الرجل فَهُوَ مُصيف: إِذا وُلِد لَهُ بَعْدَمَا يُسِنّ، وولدُه صَيْفِيُّون. وصاف فلانٌ ببلَدٍ يصيف: إِذا أَقَامَ بِهِ فِي الصَّيف. وصاف السَّهْم عَن الْغَرَض يصيف، وضاف يَضِيف: إِذا عدل عَنهُ. وَقَالَ أَبُو زُبيد: كلَّ يومٍ تَرْميه مِنْهَا برَشْقٍ فَمُصيفٌ أَو صافَ غير بعيدِ أَبُو عبيد: استأجرته مُصايفة ومُرابعة ومشاتَاة ومُخَارفة: من الصَّيف والرَّبيع والشِّتاء والخريف. وَمن أمثالهم: الصَّيف ضيَّعَت اللَّبن: إِذا فَرّط فِي أمره فِي وقته. وَمن أمثالهم فِي إتْمَام قضاءِ الْحَاجة: تمامُ الرَّبيع الصيفُ، وَأَصله فِي الْمَطَر، فالربيعُ أوّله، والصيفُ الَّذِي بعده، فَيَقُول الْحَاجة بكمالها، كَمَا أنَّ الرّبيع لَا يكون تمامُه إلاَّ بالصيف. أصف: قَالَ اللَّيْث: الأصَفُ: لغةٌ فِي اللَّصَف. قَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ الفرّاء: هُوَ اللَّصَف، وَهُوَ شَيْء يَنبُت فِي أَصْل الكَبَر؛ وَلم يَعرف الأَصَف. وَقَالَ اللَّيْث: آصف: كاتبُ سليمانَ الّذي دَعَا الله جلَّ وعزَّ باسمه الْأَعْظَم، فرأَى

باب الصاد والباء

سليمانُ العرشَ مستقرّاً عِنْده، وَالله أعلم. (بَاب الصّاد والبّاء) ص ب (وَا يء) صيب، صأب، صبا، بوص، وصب، وبص، أبص، بصا. صيب: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: صابَ: إِذا أَصابَ. وصابَ: إِذا انصَبّ؛ وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {أَوْ كَصَيِّبٍ} (الْبَقَرَة: 19) . قَالَ الزَّجاج: الصيِّبُ فِي اللُّغَة: الْمَطَر: وكلُّ نازلٍ من عُلْوٍ إِلَى استِفالٍ فقد صابَ يَصُوبُ، وَأنْشد: كأنهُم صابَتْ عليهمْ سحابةٌ صَواعقُها لطَيْرِهِنَّ ذَبِيبُ وَقَالَ اللَّيْث: الصَّوْبُ: المَطَرُ. والصيِّب: سَحَاب ذُو صَوْب. وصابَ الغيثُ بمَكَان كَذَا وَكَذَا، وصابَ السهمُ نَحْو الرَّمِيَّة يَصُوب صَيْبُوبَةً: إِذا قَصَدَ، وَإنَّهُ لسهمٌ صائِبٌ، أَي: قاصِدٌ. والصوابُ: نقيضُ الْخَطَأ. والتصوّبُ: حَدْبٌ فِي حُدُور. وصَوّبتُ الإناءَ ورأسَ الخشبةِ تصويباً: إِذا خَفَضْتَه. وكُرِه تصويب الرَّأْس فِي الصَّلاة. والعرَبُ تَقول للسائر فِي فَلاةٍ تُقطَع بالحَدْس إِذا زَاغَ عَن القَصْد: أقِمْ صَوْبَك، أَي: قَصْدَك. وفلانٌ مُسْتَقِيم الصَّوْب: إِذا لم يَزِغْ عَن قَصْده يَمِينا وشِمالاً فِي مَسيره. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال: أصَاب فلانٌ الصَّوَاب فأَخطأَ الْجَواب؛ مَعْنَاهُ: أَنه قَصَد قَصْد الصَّوَاب، وأَرادَه فأَخطأَ مُرادَه وَلم يُصِب. وَقَالَ غَيره فِي قَوْله تَعَالَى: {الرِّيحَ تَجْرِى بِأَمْرِهِ رُخَآءً حَيْثُ} (ص: 36) ، أَي: حَيْثُ أَرَادَ أَنه يُصِيب. وَيُقَال: صابَ السهمُ الرمِيّة يَصوبها وأَصابها: إِذا قَصدها. وَقَالَ الزَّجَّاج: أجمعَ النحويّون على أَن حَكَوْا مصائب فِي جمع مُصيبة بِالْهَمْز، وأَجمعوا على أنّ الاختيارَ مصاوِب؛ ومصائب عِنْدهم بِالْهَمْز من الشاذّ. قَالَ: وَهَذَا عِنْدِي إِنَّمَا هُوَ بدل من الْوَاو الْمَكْسُورَة، كَمَا قَالُوا وِسادة وإسادَة. قَالَ: وَزعم الأخفشُ أنّ مَصائب إِنَّمَا وَقعت الْهمزَة فِيهَا بَدَلا من الْوَاو، لِأَنَّهَا أُعِلّت فِي مُصيبة. قَالَ الزّجّاج: وَهَذَا رَدِيء، لِأَنَّهُ يُلزم أَن يقالَ فِي مَقام: مَقائم، وَفِي مَعونة: مَعَائن. وَقَالَ أحمدُ بنُ يحيى: مُصيبة كَانَت فِي الأَصْل مُصْوِبَة، ومثلُه أقِيمُوا الصَّلَاة، أصلُه أَقْوِموا، فألقَوْا حركةَ الْوَاو على الْقَاف فانكسرتْ، وقلَبُوا الواوَ يَاء لكسرة الْقَاف.

وَقَالَ الفرّاء: يُجْمَع الفُواق أَفْيِقَة، وَالْأَصْل أفْوِقَة. وَقَالَ ابْن بَزُرج: تركتُ الناسَ على مَصاباتِهم، أَي: على طبقاتهم ومَنازلهم. وَقَالَ ابْن السكّيت: فِي عَقْل فلَان صابةٌ، أَي: كَأَنَّهُ مَجْنُون. وَيُقَال للمجنون: مُصاب. والصُّوبة: الكُثْبة من تُرابٍ أَو غَيره. أَبُو عُبَيد: فلانٌ من صُيَّابةِ قومِه، أَي: من مُصَاصِهم وأخلَصِهم نَسَباً. وَقَالَ غَيره: من صُوَّابة قومِه مثله. أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ: الصَّابُ والسَّلَع ضَرْبان من الشَّجر مُرّان. وَقَالَ اللَّيْث: الصابُ: عُصارةُ شجر مُرَ. ابْن الْأَعرَابِي: المِصْوَبُ: المِغْرفَة. صأب: أَبُو عُبَيد عَن الفرّاء، وثعلب عَن ابْن الْأَعرَابِي: صَئِبَ من المَاء: إِذا كَثُر شُرْبُه. وَزَاد ابْن الأعرابيّ: صَئِمَ بِمَعْنَاهُ، وَكَذَلِكَ قَئبَ وذَئِجَ. وَقَالَ اللِّحياني: صَئِب وصَئِمَ: إِذا رَوِي وامتلأَ، وَكَذَلِكَ زَئِمَ. أَبُو عُبَيدة: الصِّئبان: مَا يتحبَّبُ من الْجَليد كاللّؤلؤ الصِّغار، وَأنْشد: فأَضحَى وصِئبانُ الصَّقيع كأنّه جُمانٌ بضاحِي مَتْنِه يتحدَّرُ وَقَالَ اللّيث: الصُؤَابة: واحدةُ الصِّئْبان وَهِي بَيْضة القَمْل والبُرغُوت. وصب: قَالَ اللّيث: الوَصَبُ: المَرَض، وتكسيرُه والجميعُ الأوْصاب. ورجلٌ وَصِبٌ، وَقد وَصِبَ يَوْصَب وَصَباً، وأصابه وصيب: أَي وجع. قَالَ: والوُصوبُ: دَيْمُومَةُ الشَّيْء. قَالَ الله تَعَالَى: {وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا} (النَّحْل: 52) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: قيل فِي مَعْنَاهُ: دَائِما، أَي: إنَّ طَاعَته دائمةٌ وَاجِبَة أبدا. قَالَ: وَيجوز وَالله أعلم أَن يكون {وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا} أَي: لَهُ الدينُ وَالطَّاعَة، رَضِيَ العبدُ بِمَا يُؤمَر بِهِ أَو لم يَرْضَ بِهِ، سَهُل عَلَيْهِ أَو لم يَسْهلُ؛ فَلهُ الدِّينُ وَإِن كَانَ فِيهِ الوَصَب. والوَصَبُ: شدّة التَّعَب. وَقَوله: {جَانِبٍ دُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ وَاصِبٌ} (الصافات: 9) ، أَي: دَائِم، وَقيل: مُوجِع. وَيُقَال: واظَبَ على الشَيء وواصَبَ عَلَيْهِ: إِذا ثابَرَ عَلَيْهِ. وبص: اللَّيْث وغيرُه: الوَبيصُ: البَريق، وَقد وَبَص الشيءُ يبِيصُ وَبِيصاً، وَإِن فلَانا لوَابِصَةُ سَمْعٍ: إِذا كَانَ يَسْمع كلَاما فيعتمد عَلَيْهِ ويظنّه ولمَّا يكن على ثِقَة، يُقَال: هُوَ وابصةُ سَمعٍ بفلان، ووابصةُ سمع بِهَذَا الْأَمر.

وَفِي الحَدِيث: (رأيتُ وبِيص الطِّيب فِي مَفارِق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ مُحرِم) ، أَي: بَرِيقَه. وأَوْبَصَت النارُ عِنْد القَدْح: إِذا ظَهَرتْ. وأوبصَت الأرضُ: أوّل مَا يَظْهر من نَباتها. ورجلٌ وبّاص: بَرّاق اللَّون. وَقَالَ الْفراء: فِي أَسمَاء الشُّهُور: وَبْصان شهر ربيع الآخَر. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الوَبِيصة والوابِصةُ: النَّار. عَمْرو عَن أَبِيه: هُوَ القَمَر، والوَبّاص. أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ: وَقع القومُ فِي حَيْص بَيْصَ، أَي: فِي اختلاطٍ من أمرٍ لَا مَخرَجَ لَهُم مِنْهُ. قَالَ: وَقَالَ الكسائيّ: وقَع فِي حِيْصَ بِيصَ، بِكَسْر الْحَاء وَالْبَاء. وَقَالَ غَيره: وَقع حَيْصَ بَيْصَ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: البَيْصُ: الضِّيق والشّدّة. صبا: قَالَ الله جلّ وعزّ مخبِراً عَن يوسفَ: {وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّى كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ} (يُوسُف: 33) . قَالَ أَبُو الْهَيْثَم فِيمَا أخبَرَني المنذريُّ عَنهُ، يُقَال: صَبَا فلانٌ إِلَى فلانَة، وَصَبا لَهَا يَصْبو صَباً مَنْقوصٌ، وصَبْوَةً: أَي: مالَ إِلَيْهَا. قَالَ: وصَبَا يَصبُو فَهُوَ صاب وصَبِيٌّ، مثل قادِر وقَدِير. قَالَ: وَقَالَ بعضُهم: إِذا قَالُوا صَبيٌّ فَهُوَ بِمَعْنى فَعُول، وَهُوَ الْكثير الْإِتْيَان للصِّبَا. قَالَ: وَهَذَا خطأ، لَو كَانَ كَذَلِك لقالوا: صَبُوٌّ، كَمَا قَالُوا: دَعُوٌّ وسَمُوٌّ ولَهُوٌّ فِي ذَوَات الْوَاو، وأمّا البَكِيُّ فَهُوَ بِمَعْنى فَعُول، أَي: كثيرُ الْبكاء، لِأَن أَصله بَكُويٌ. وأَنْشَدَ: وإنّما يَأتي الصِّبَا الصَّبِيُّ وَقَالَ اللَّيْث: الصَّبْوَةُ: جَهْلةُ الفُتُوة وَاللَّهْو من الغَزَل، وَمِنْه التّصابي والصِّبا. قَالَ: والصِّبْوة: جمعُ الصَّبِي، والصِّبْيةُ لُغَة، والمصدر الصِّبا. يُقَال: رأيتُه فِي صِباه، أَي: فِي صِغَرِه. وَقَالَ غيرُه: يُقَال: رأيتُه فِي صَبائه، أَي: فِي صِغَره. وَامْرَأَة مُصْبٍ بِلَا هَاء: مَعهَا صَبِيّ. قَالَ: وَإِذا أَغمَد الرجلُ سيفَه مقلوباً قيل: قد صابى سيفَه يُصابيه. قَالَ: والصَّبِيُّ من السّيف: مَا دُون الظَّبَة قَليلاً. والصَّبِيُّ من القَدَم مَا بَين حِمَارَتِها إِلَى الْأَصَابِع. وَقَالَ شمر: الصَّبِيّان: مُلتقَى اللَّحيين الأسفَلين. وَقَالَ أَبُو زيد: الصَّبِيَان: مَا دَقّ من أسافل اللَّحْيين.

قَالَ: والرَّأْدانِ: هما أَعلَى اللَّحيين عِنْد الماضِغَين، وَيُقَال: الرُّؤْدانِ أَيْضا. والصَّبا: ريحٌ معروفةٌ تُقابِل الدَّبور، وَقد صَبَت الريحُ تَصْبو. وَيُقَال: صابَى البعيرُ مَشافِرَه: إِذا قَلَبها عِنْد الشُّرب. وَقَالَ ابنُ مقبل يذكر إِبلاً: يُصابِينَها وَهِي مَثْنِيّةٌ كثَنْيِ السُّبوتِ حُذِينَ المِثَالا وَقَالَ أَبُو زيد: صابَيْنا عَن الحَمْض، أَي: عَدَلْنا. وَيُقَال: صابى رُمْحَه: إِذا حَدَر سنانَه إِلَى الأَرْض لِلطَّعْنِ. وَقَالَ النَّابِغَة الجعديّ: مُصابَين خِرْصَانَ الرماحِ كأنّنا لأعدائنا نُكْبٌ إِذا الطَّعْنُ أفْقَرا وَيُقَال: أصبَى فلانُ عِرْسَ فلانٍ: إِذا استمالَها. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يُقَال لِلْجَارِيَةِ صبيّة وصَبِيٌّ، وصَبَايا للْجَمَاعَة، والصِّبْيَان: الغِلْمان. وَقَالَ أَبُو زيد: صَبَأَ الرجلُ فِي دينه يَصْبَأُ صُبُوءاً: إِذا كَانَ صابئاً. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله: {وَالصَّابِئِينَ} (الْبَقَرَة: 62) ، مَعْنَاهُ الخارِجِين من دين إِلَى دين، يُقَال: صبَأَ فلانٌ يَصْبَأَ: إِذا خرجَ من دِينه. قَالَ: وصَبَأَتِ النُّجُوم: إِذا ظَهرتْ، وصَبَأ نابُه: إِذا خرجَ، يَصْبَأُ صُبُوءاً. قَالَ اللَّيْث: الصابئُون: قوم يُشبِه دينهُم دينَ النّصارى، إِلَّا أَن قِبلتَهم نحوَ مَهَبّ الجَنوب، يَزعمون أنّهم على دِين نوح، وهم كاذبون. وَكَانَ يُقَال للّرجل إِذا أسلم فِي زمن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد صَبَأَ؛ عَنَوْا أَنه خرج من دِينٍ إِلَى دينٍ. وَقَالَ أَبُو زيد: أصبأْتُ القومَ إصبَاءً، وَذَلِكَ إِذا هجمتَ عَلَيْهِم وَأَنت لَا تَشعُر بمكانهم وَأنْشد: هَوَى عليهمْ مُصْبِئاً مُنْقَضَّاً وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: صَبَأْتُ على القَوْم صَبْأٌ وصَبَعْتُ، وَهُوَ أَن يَدُلَّ عَلَيْهِم غَيرهم. وَقد فسرت قَوْله: لتعودن صُبّاً، فِي بَاب المضاعف بِمَا فِيهِ الْكِفَايَة. وَسُئِلَ ابْن الأعرابيّ عَنهُ فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ (أساود صُبَّى) مَعْنَاهُ: أنّهم مجتمعون جماعات، ويقتتلون فيكونون كالحيات الَّتِي تميل بَعْضهَا على بعض؛ يُقَال: صبا عَلَيْهِ: إِذا خرج عَلَيْهِ بالعداوة. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: صَبَأَ عَلَيْهِ: إِذا خرج عَلَيْهِ، ومالَ عَلَيْهِ بالعداوة. وجعلَ قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: (لَتَعُوُدُنَّ فِيهَا أساوِدَ صُبيَّ) فُعَّلاً من هَذَا، خُفِّف همزُهُ، أَرَادَ أنّهم كالحيات الَّتِي يَميل بعضُها على بعض.

باب الصاد والميم

بوص: أَبُو عُبَيد: البُوصُ: العَجُز بِضَم الْبَاء، والبَوْصُ: اللَّوْنُ، بِفَتْح الْبَاء. والبَوصُ: الفَوْت والسَّبْق؛ يُقَال: باصَني الرجل، أَي: فَاتَنِي وسَبَقني. وَقَالَ اللَّيْث: البَوْص: أَن تَستعجِل إنْسَانا فِي تَحمِيلكَه أمرا لَا تَدَعُه يتمهّل فِيهِ، وأَنشدَ: فَلَا تعْجل عليّ وَلَا تَبُصني ودالِكْني فَإِنِّي ذُو دَلاَلِ وسارَ القومُ خِمْساً بائصاً، أَي: معجلا مُلِحّاً. قَالَ: والبُوصِيُّ: ضَرْبٌ من السُّفُن، وَقَالَ: كَسُكَّانِ بُوصِيَ بِدَجْلَةَ مُصْعِدِ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: البُوصِيُّ: زَوْرَقٌ، وَلَيْسَ بالملاّح. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: بَوَّصَ: إِذا سَبَق. وبَوَّص: إِذا سَبَق فِي الْحَلْبة. وبَوَّص: إِذا صفا لَونه، وبَوَّص: إِذا عظم بوصه. الْفراء: أبص يأبص وهَبِصَ يَهْبَص: إِذا أَرِنَ ونَشِط. بصا: سَلَمةُ عَن الفَرَّاء قَالَ: بصا: إِذا اسْتَقْصَى على غَريمِه. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: البِصَاءُ: أَن تَسْتَقْصِيَ الخِصاءَ؛ يقالُ مِنْهُ: خَصِيٌّ بَصِيٌّ. وَالله أعلم. (بَاب الصَّاد وَالْمِيم) ص م (وَا يء) صَوْم، صمي، وصم، موص، أمص، مصي. صَوْم: قَالَ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الله عزَّ وجلَّ: (كلُّ عملِ ابنِ آدمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لي) قَالَ أَبُو عبيد: إِنَّمَا خَصَّ تبارَكَ وَتَعَالَى الصَّوْمَ بأنَّهُ لَهُ، وَهُوَ يَجْزِي بِهِ وَإِن كَانَت أعمالُ البِرِّ كلُّها لَهُ وَهُوَ يَجْزِي بهَا؛ لِأَن الصَّوْمَ لَيْسَ يَظهَر من ابنِ آدمَ بلسانٍ وَلَا فِعْل فتكتبه الحَفَظَة؛ إِنَّمَا هُوَ نيَّةٌ فِي الْقلب، وإمساكٌ عَن حَرَكَة المَطْعَم والمَشرَب، يَقُول الله: فَأَنا أتولَّى جزاءَه على مَا أحِبُّ من التَّضْعِيف، وَلَيْسَ على كتابٍ كُتِبَ لَهُ، وَلِهَذَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: (لَيْسَ فِي الصَّوْم رِياءٌ) . قَالَ: وَقَالَ سُفْيَانُ بنُ عُيينَةَ: الصومُ هُوَ الصَّبْر، يَصْبِرُ الإنسانُ عَن الطَّعامِ والشَّرابِ والنّكاح، ثمَّ قَرَأَ: {وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ} (الزمر: 10) . قَالَ أَبُو عُبَيد: والصائم من الْخَيل: الْقَائِم السَّاكِت الّذي لَا يَطْعَم شَيْئا، وَمِنْه قولُ النَّابِغَة: خَيْلٌ صِيَامٌ وَخَيْلٌ غَيْرُ صَائِمَةٍ تَحْتَ العَجَاجِ وأخرَى تَعْلُكُ اللُّجُمَا وَقد صَامَ يَصُوم. وَقَالَ الله تَعَالَى: {إِنِّى نَذَرْتُ لِلرَّحْمَانِ صَوْماً} (مَرْيَم: 26) ، أَي:

صَمْتاً. وَيُقَال للنهار إِذا اعتدل وَقَامَ قَائِم الظَّهيرة: قد صامَ النهارُ. وَقَالَ امرُؤُ الْقَيْس: فَدَعْهَا وَسَلِّ الْهَمَّ عَنْكَ بِجَسرَةٍ ذَمُولٍ إِذا صامَ النَّهَارُ وهَجَّرَا وَقَالَ غيرُه: الصَّوْمُ فِي اللُّغَة: الإمساكُ عَن الشيءِ والتَّرْكُ لَهُ. وَقيل للصائمِ صَائِم: لإمساكه عَن الْمطعم وَالْمشْرَب والمنكح. وَقيل للصامت: صَائِم، لإمساكه عَن الْكَلَام. وَقيل للفرسِ: صَائِم، لإمساكه عَن العَلَف مَعَ قِيَامه. وَيُقَال: صامَ النَّعامُ: إِذا رَمَى بِذَرَقِه، وَهُوَ صومُه. وصامَ الرجلُ: إِذا تَظَلَّلَ بالصَّوْم، وَهُوَ شجر؛ قالهُ ابْن الْأَعرَابِي. وَقَالَ اللَّيْث: الصَّوْمُ: تَرْكُ الْأكل وترْكُ الْكَلَام. وَصَامَ الفَرَس على آرِيِّه: إِذا لم يَعْتَلِف. والصومُ: قِيَامٌ بِلَا عَمل. وصامَتِ الرِّيحُ: إِذا رَكَدَتْ، وصامت الشَّمسُ عِنْد انتصاف النَّهَار: إِذا قَامَت وَلم تَبرَح مَكَانهَا. وبَكْرَةٌ صائمةٌ: إِذا قَامَت فَلم تَدُر، وَقَالَ الراجز: شَرُّ الدِلاء الْوَلْغَةُ المُلاَزِمَة والبَكَراتُ شَرُّهُنَّ الصائمهْ وَيُقَال: رجلٌ صَوْمٌ، ورجلان صَوْم، وَقوم صَوْم، وامرأةٌ صَوْم، لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَع لِأَنَّهُ نُعِت بالمصْدَر، وتلخيصُه: رجُلٌ ذُو صَوْم، وَقَوْمٌ ذُو صَوْم، وامْرَأَةٌ ذاتُ صَوْم. ورَجُلٌ صَوَّام قَوّام: إِذا كَانَ يَصومُ النَّهارَ ويقومُ الليلَ. ورِجَالٌ ونِسَاءٌ صُوَّمٌ وصُيَّمٌ، وصُوَّامٌ وصُيَّام، كل ذَلِك يُقَال: ومَصَامُ الْفرس: مَقامُه. وَقَالَ أَبُو زيد: يقالُ: أقمتُ بالبصرةِ صَوْمَيْنِ، أَي: رَمَضَانَيْن. ابْن بُزْرُج: لَا صَمياء وَلَا عمياء لَهُ من ذَلِك متروكتان: إِذا انكب على الْأَمر فَلم يقْلع عَنهُ. قَالَ أَبُو إِسْحَاق الزّجاج: أصل الصَّميان فِي اللُّغَة السرعة. صمي: قَالَ أَبُو إِسْحَاق: أصل الصَّمَيَانِ فِي اللُّغة: السرعةُ والخِفَّة. قَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ الفرَّاء: الصَّمَيان: التَّقَلُّبُ والوَثْب. ورَجُلٌ صمَيَانٌ: إِذا كَانَ ذَا تَوَثُّب على النَّاس. ورُوِي عَن ابْن عبَّاس أَنَّه سُئِلَ عَن الرَّجُل يَرمِي الصيدَ فيَجِدُهُ مقْتولاً فَقَالَ: كلْ مَا أَصْمَيْتَ وَدَعْ مَا أَنْمَيْتَ. قَالَ أَبُو عُبَيد: الإصماء أَن يَرْمِيَه فَيَمُوت بَين يَدَيْهِ لم يَغب عَنهُ، والإنْماءُ: أَن يَغيبَ عَنهُ فَيَجِدَهُ ميِّتاً. قَالَ أَبُو إِسْحَاق: الْمَعْنى فِي قَوْله: (كُلْ مَا أَصْمَيْت) ، أَي: مَا أصابَه السَّهم وَأَنت ترَاهُ فأسرَعَ فِي الموتِ، فرأَيتَه وَلَا محالةَ أَنه مَاتَ برمْيِكَ. وأصلُه من الصَّمَيَان، وَهُوَ السرعةُ والخِفَّة.

وَقَالَ اللَّيْث: الصمَيان: الشُّجاعُ الصادقُ الحَمْلَة. قَالَ: وأَصْمَى الفرسُ عَلَى لِجَامِه: إِذا عَضَّ عَلَيْهِ وَمضى، وأَنْشَد: أَصْمَى عَلَى فَأْسِ اللِّجَامِ وَقُرْبُه بالماءِ يَقْطُرُ تارَةً ويَسِيلُ قَالَ: والانصماء: الإقبالُ نحوَ الشَّيْء كَمَا يَنْصمِي البَازِي: إِذا انقضّ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الصَمَيَان: الجريءُ على الْمعاصِي. وصم: قَالَ أَبُو عُبَيدة: الوَصْمُ: العَيْبُ يكون فِي الْإِنْسَان وَفِي كلّ شَيْء، يُقَال مَا فِي فلَان وَصْمَةٌ، أَي: عَيْبٌ. والتَّوْصِيم: الفَتْرة والكَسَل. وَقَالَ لَبِيد: وَإِذا رُمْت رحيلاً فارتحل وَاعْصِ مَا يَأْمُرُ تَوْصِيمُ الكَسِلْ سلَمة عَن الفرّاء: الوَصْمُ: العَيْب. وقَناةٌ فِيهَا وَصْم، أَي: صَدْع فِي أنْبُوبها. وَرجل مَوْصوم الحَسَب: إِذا كَانَ مَعِيباً. مصي: أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرو: المَصْواء من النّساء: الَّتِي لَا لحم فِي فَخِذَيها. وَقَالَ أَبُو عُبَيد والأصمعيّ: المَصْواء: الرَّسْحاء: وَهِي العَصُوب والمنْداص. والمُصاية: القارُورة الصَّغيرة. أمص: قَالَ اللَّيْث: الآمص: إعْرابُ الخاميزْ. موص: قَالَ أَبُو عُبَيد: المَوْص الغَسْل، يُقَال: مُصْتُه أَمُوصُه مَوْصاً. وَقَالَت عائشةُ فِي عُثْمَان: مُصْتمُوه كَمَا يُماص الثوبُ، ثمَّ عَدَوْتم عَلَيْهِ فقتلتموه. تَعنِي: استِعْتَابهم إيّاه وإعتابَه إيّاهم فيمَ عَتَبوا عَلَيْهِ. وَقَالَ اللَّيْث: المَوْصُ: غَسْلُ الثَّوْب غَسْلاً لَيِّناً يَجعل فِي فِيهِ مَاء، ثمّ يَصُبُّه على الثّوب وَهُوَ آخذُه بَين إِبْهامَيْه يَغسِله ويَموصه. وَقَالَ غيرُه: ماصَه ومأصه بِمَعْنى وَاحِد. ثَعْلَب عَن ابْن الأعْرابي: المَوْصُ: التِّبنُ. ومَوَّص الرجلُ: إِذا جَعَل تجارتَه فِي المَوْص وَهُوَ التِّبْن. ومَوَّصَ ثَوْبَه: إِذا غَسَله فأنقاه. وَالله أعلم.

بَاب لفيف الصّاد صوه. صيا. أصآ. صأى. صأصأ. صيصية. وصيى. أصى. اص. وصواص. يصص. صوى. صوص. صيأ: روِي عَن أبي هُرَيرة أنّه قَالَ: إنَّ لِلْإِسْلَامِ صُوى ومَناراً كمنَار الطَّرِيق. قَالَ أَبُو عُبَيدة: قَالَ أَبُو عَمْرو: الصُّوَى: أعلامٌ من حِجارة منصوبةٌ فِي الفَيافي المجهولة يُستدَلّ بهَا على طُرُقها، واحدتُها صُوّة. وَقَالَ الأصمعيّ: الصُّوَى: مَا غَلُظ من الأَرْض وارتفع وَلم يَبلُغ أَن يَكون جَبَلاً. قَالَ أَبُو عُبَيد: وَقَول أبي عَمْرو: أَعجَبُ إليّ، وَهُوَ أشبَه بِمَعْنى الحَدِيث. وَالله أعلم. وَقَالَ لبيد: ثمَّ أَصْدَرْناهُمَا فِي وَارِدٍ صَادِرٍ وَهْمٍ صُواهُ قد مَثَلْ وَقَالَ أَبُو النَّجم: وبَيْنَ أعْلاَمِ الصُّوَى المَوَاثلِ ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الصُّوَّة: صَوْتُ الصَّدَى. أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ فِي الشَّاءِ إِذا أَيْبَس أربابُها ألبانَها عَمْداً ليَكُون أسْمَن لَهَا، فَذَلِك التَّصْوِية، وَقد صَوَّيناها. وَقَالَ العَدَبَّسَ الكِنانِيّ: التَّصوِية للفُحول من الْإِبِل: ألاّ يحمَل عَلَيْهِ وَلَا يُعقدَ فِيهِ حَبْل فَيكون أنشَطَ لَهُ فِي الضِّراب وأَقوَى، وأنشَد قَول الفَقْعَسي يصف إبِلا وراعيها: صَوَّى لَهَا ذَا كِدْنةٍ جُلاعِدَا ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: التَّصوِية فِي الْإِنَاث: أَن تُبَقَّى ألبانُها فِي ضُروعها ليَكُون أشدَّ لَهَا فِي الْعَام المقبِل، وَأنْشد: إِذا الدِّعْرِمُ الدِّفْنَاسُ صَوَّى لِقَاحَهُ فإنّ لنا ذَوْداً عِظامَ المَحالِبِ قَالَ: وناقةٌ مُصَوّاةٌ ومُصَرَّاةٌ ومحفَّلةٌ بِمَعْنى وَاحِد. وَجَاء فِي الحَدِيث: (التَّصْوِية خِلاَبة) ، وَكَذَلِكَ التَّصْرِية. وَقَالَ غيرُه: ضَرعٌ صاوٍ: إِذا ضَمَر وذَهب لبنُه. وَقَالَ أَبُو ذُؤيب: مُتفلِّقٌ أَنساؤُها عَن قانِىء كالقُرْطِ صاوٍ غُبْرُه لَا يُرْضَعُ أَرَادَ بالقانىءِ: ضَرْعَها، وَهُوَ الْأَحْمَر، لِأَنَّهُ ضَمَر وارتفَع لبنُه.

وَقَالَ اللَّيْث: الصاوي من النّخيل: الْيَابِس. وَقد صوَت النخلةُ تَصوِي صوِيّاً. صأي: أَبُو عُبَيد عَن الْأَحْمَر: الصآةُ بِوَزْن الصّعاة: ماءٌ ثخين يخرج مَعَ الْوَلَد. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: هُوَ الصَّاءَةُ، بِوَزْن الصاعة. قَالَ: والصآةُ بوَزْنِ الصَّعَاةِ، والصَّيْأَةُ بوَزْن الصَّيْعَة. والصَّيَّةُ: المَاء الَّذِي يكون فِي المَشيمة، وَأنْشد شَمِر: على الرِّجْلَيْن صاءٍ كالخُراجِ قَالَ: وبعت الناقةَ بِصَيتِها، أَي: بِحِدْثانِ نَتاجها. وَقَالَ أَبُو عُبيد: صَيّأْتَ رأسَه تَصْيآءً: بللتُه قَلِيلا قَلِيلا. وَقَالَ غَيره: هُوَ أَن يغسلهُ فيثوّر وسَخَه وَلَا يُنَقِّيه. أَبُو عُبَيد عَن الْكسَائي: صأى الفَرْخ، بوَزْن صعَى. قَالَ: والفِيل والخِنْزير والفأر كلهَا تصأى صئِيَّاً وصئِيئَّا، واليَرْبُوع مِثلُه، وَأنْشد أَبُو صفوانَ للعجّاج: لَهُنّ فِي شَبَاتِه صئيُّ وَقَالَ جرير: لَحَى الله الفَرَزْدقَ حِينَ يَصأَى صئِيَّ الكلْب بَصبَص للعِظالِ ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: جَاءَ بِمَا صأى وصَمَت، أَي: جَاءَ بالشّاء وَالْإِبِل. وَمَا صَمتَ: الذّهبُ والفضّة. أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي: الصائي: كلُّ مالٍ من الْحَيَوَان مثلُ الرقيقِ وَالدَّوَاب. والصامت: مِثلُ الأثواب والوَرِق، سُمِّي صامتاً لِأَنَّهُ لَا رُوحَ فِيهِ. وَقَالَ خَالِد بنُ يزِيد: يُقَال: صاءَ يصيءُ، مثل صاعَ يَصيع، وصئِيَ يَصأى، مِثل صعِيَ يَصعَى. صأصأ: كَانَ عُبَيد الله بن جَحْش أسلَم ثمَّ ارتدَّ وتنصّر بالحَبشة، فَقيل لَهُ فِي ذَلِك؟ فَقَالَ: إِنَّا فَقَّحْنا وصأْصأْتُم. قَالَ أَبُو عُبَيد: يُقَال: صأصأ الجِرو: إِذا لم يَفْتح عَيْنَيْهِ أَوانَ فتحِه. وفَقّح: إِذا فَتَح عَيْنيه، فَأَرَادَ أَنا أبصَرْنا أَمْرَنا وَلم تُبصِروه. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الصأصأُ: تَأْخِير الجِرْو فتحَ عَيْنَيْهِ. والصأْصأُ: الفَزَع الشَّديد. والصأصَاءُ: الشِّيص. أَبُو عبَيد عَن الأصمعيّ: يُقَال للنّخْلة إِذا لم تقبل اللَّقاح وَلم يكن للبُسْر نَوًى: قد صأْصأَتْ النخلةُ صئصاءً. قَالَ: وَقَالَ الأمويّ: فِي لُغة بني الْحَارِث بنِ كَعْب: الصِّيص هُوَ الشِّيص عِنْد النَّاس، وَأنْشد: بأعْقَارِها الفِرْدانُ هَزْلَى كأنَّهَا نَوَادِرُ صِيصَاءِ الهَبيدِ المُحطَّمِ

وَقَالَ أَبُو عُبَيد: الصِّيصاء: قِشْر حَبّ الحَنظَل. وَقَالَ الأصمعيّ: صأصأ فلانٌ صَأْصَأَة: إِذا استَرخَى وفَرِق. صيص: عَمْرو عَن أَبِيه: الصِّيصَة من الرِّعاء: الْحَسنُ الْقيام على مَاله. وَقَالَ الفرّاء فِي قَول الله جلَّ وعزَّ: {الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} (الْأَحْزَاب: 26) مَعْنَاهُ: من حُصُونهم. وَقَالَ الزَّجَّاج: الصِّياصِ: كلُّ مَا يُمتَنَع بِهِ، وَهِي الحُصون. وَقيل: القُصور لَا يُتحصّن بهَا. والصَّياصي: قُرُون البَقَر والظِّباء. وكلُّ قَرْن صِيصةِ، لِأَن ذَوَات القُرون يتحصّن بهَا. قَالَ: وصِيصَة الدِّيك: شوْكتُه، لِأَنَّهُ مُحصّن بهَا أَيْضا. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الصِّيصة: حَفٌ صغيرٌ من قُرون الظِّباء تَنسِج بِهِ الْمَرْأَة. وَقَالَ دُريد بن الصِّمّة: فجِئْتُ إلَيْهِ والرِّمَاحُ تَنُوشُهُ كَوَقْع الصَّيَاصِي فِي النَّسِيج المُمدَّدِ وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: أصاصَتِ النخلةُ إصَاصَةً، وصَيَّصَتْ تَصْييصاً: إِذا صَارَت شِيصاً، وَهَذَا من الصِّيص لَا مِن الصِّيصَاء، يُقَال من الصِّيصاء: صَأْصَأَتْ صِيصَاءً. ابْن السكّيت: هُوَ فِي ضِئْضِي صِدْقٍ، وصِئْصِىء صِدْقٍ، وَقَالَهُ شَمِر واللّحياني. أصص: أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: الأَصُّ: الأصْل، وجمعُه آصاص. وَقَالَ خَالِد بن يزِيد: الأصِيص: أسفلُ الدَّنّ يُبالُ فِيهِ، وَقَالَ عديّ بنُ زيد: يَا لَيْتَ شِعْرِي وَأَنا ذُو عَجّةٍ مَتى أَرَى شَرْباً حَوالَيْ أَصِيْص العجة: الصّوت. وَيُقَال: هُوَ كهَيئة الجَرِّ لَهُ عُرْوَتان يُحمَل فِيهِ الطّين. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: ناقةٌ أَصُوص عَلَيْهَا صُوصٌ. قَالَ أَبو عَمْرو بن الْعَلَاء: الأَصُوص: النّاقة الْحَائِل السمينة. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: مُداخَلةٌ صَمُّ العِظَامِ أَصُوص أرادَ: صَمُّ عِظامُها. وَقد أصَّتْ تَؤُصُّ أصُوصاً: إِذا اشتدّ لحمُها وتلاحَكت ألواحُها. صوص: وأمّا الصُّوص فإنّ ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: هُوَ الرجل اللَّئِيم الّذي يَنزل وَحده ويأكلُ وَحده، فإِذا كَانَ باللّيل أَكَل فِي ظلّ القَمَر لئلاّ يَراه الضّيف، وأَنشَد: صُوصُ الغِنَى سَدَّ غِناه فَقْرَهُ وَيكون جَمْعاً وأَنشد: فأَلْفَيتكُمْ صُوصاً لُصُوصاً إِذا دَجَى الظّلاَمُ وَهَيّا بينَ عِنْد البَوارِق وصوص: أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر:

الوصواص: البُرْقعُ الصَّغِير. وَقَالَ الفرّاء؛ إِذا أدْنَت المرأةُ نِقابها إِلَى عَيْنَيها فَتلك الوَصْوَصةُ. وَقَالَ أَبُو زيد: التَّرْصيص فِي النِّقاب، ألاّ يُرَى إلاّ عَيْناها. وَتَمِيم تَقول: هُوَ التّوصيصُ بِالْوَاو. وَقد رَصَّصت ووَصَّصَتْ توصيصاً وترصيصاً. وَقَالَ اللَّيْث: الوَصْواص: خَرْقٌ فِي السِّتْر ونحوِه على مِقْدَار العَين يُنظر مِنْهُ، وأَنشَد: فِي وَهَجَانٍ يَلجُ الوَصْوَاصا ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الوَصيُّ: إحكامُ العَمَل من بناءٍ أَو غيرِه. قَالَ: والصَّوُّ: الفارغ. وأَصوَى: إِذا جَفَ. والصوّة: صَوْتُ الصَّدَى، بالصَّاد. يصص: أَبُو عبيد عَن أبي زيد: يَصَّصَ الجِرْو بِالْيَاءِ وَالصَّاد إِذا فَتَح عَيْنَيْهِ، وَيُقَال: بَضَّضَ وبصّصَ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الصَّوَى: السُّنْبُل الفارغ، والقُنْبُع: غِلافُه. أَبُو عُبَيد عَن الفرّاء: وأَصْتُ بِهِ الأَرْض: إِذا ضربت بِهِ الأرضَ. ومَحصتُ بِهِ الأرضَ، مثلُه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَصَى الرَّجُل: إِذا عَقَل بعد رُعونة. وَيُقَال: إِنَّه لذُو حَصاةٍ وأَصَاةٍ، أَي: ذُو عَقْل ورأي. وصّى: أَبُو عُبَيد: وَصَيْتَ الشيءَ ووصَلْتُه سَوَاء. وَقَالَ ذُو الرمَّة: نصِي اللَّيلَ بالأيّامِ حَتى صَلاتنا مقاسَمة يَشْتَقُّ أَنصافَها السَّفْرُ وفلاة واصيةٌ: يتَّصل بفلاة أُخْرَى، وَقَالَ ذُو الرّمة: بَيْنَ الرَّجا والرَّجا مِن جَنْبِ واصيَةٍ يهْماءَ خابِطُها بالخَوفِ مَعْكوم وَقَالَ الأصْمَعيُّ: وَصَى الشَّيْء يصِي: إِذا اتَّصَلَ. ووَصَاه غيرُه يَصِيه: وَصَله. وَقَالَ اللَّيْث: الوَصاةُ كالوصيّة؛ وأَنشد: أَلاَ مَن مُبْلِغ عني يَزيداً وَصاةً مِن أَخي ثِقَةٍ وَدُودِ وَيُقَال: وَصِيٌّ بيّنُ الوَصاية، وَالْفِعْل أَوْصَيتُ ووَصَّيتُ إيصاءً وتوصيةً. والوصيّة: مَا أَوْصَيْتَ بِهِ، وسُميتْ وَصِيةً لاتصالها بِأَمْر الميّت. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الوَصِيُّ: النباتُ الملتفُّ. وَقيل لعليّ عَلَيْهِ السَّلَام: وَصِيٌّ، لاتصال نسبِه وسبَبِه وسَمْتِه، وإِذا أَطاعَ المَرْتَعُ للسَّائمة فأصابتْه رغَداً قيل: وصَى لَهَا المَرْتَعُ يَصِي وَصْياً. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: إِذا اتَّصل نباتُ الأَرْض بعضُه بِبَعْض قيل: وَصَت الأَرْض

فَهِيَ واصيَة. وَقَالَ أَبُو عُبيد: الآصيَة: طعامٌ مثلُ الحَسَاء يُصنَع بالتَّمر، وأَنشد: والإتْر والصَرْبُ مَعاً كالآصيَهْ وَقَالَ اللَّيْث: ابْن الآصي: طائرٌ شبه الباشَق، إلاّ أَنه أطوَلُ جَناحاً، وَهُوَ الحِدَأَة، يُسَمِّيه أهلُ الْعرَاق ابْن آصَى انْتهى، وَالله تَعَالَى أعلم

بَاب الرباعي من حرف الصّاد (صفرد) : ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الصِّفْرِدُ: طائرٌ جَبانٌ يَفزَع من الصَّعْوة وَغَيرهَا. وَقَالَ اللَّيْث: الصِّفْرِدُ: طائرٌ يألَف الْبيُوت وَهُوَ أَجبَن الطّير، يُقَال: أَجبَنُ مِن صِفْرِد. فرصد: اللَّيْث: الفِرْصادُ: شجرٌ مَعْرُوف، وأَهلُ البَصرة يسمُّون الشجرةَ: فِرْصاداً، وَحَمْلَه التُّوت. وَأنْشد: كَأَنَّمَا تَفَضَ الأَحْمَالَ ذَاوِيَةً على جَوَانِبِه الفِرْصاد والعِنَبُ أَراد بالفِرْصاد والعِنَب: الشجرتين لَا حَمْلَهُما. أَراد: كَأَنَّمَا نَفَضَ الفرصادُ أحمالَه: ذاوِيَةً نُصبَ على الْحَال، والعنَبُ كَذَلِك، شبَّه أَبْعارَ البقَر بحَب الفِرْصاد والعِنَب. وَقَالَ أَبو عبيد: هُوَ الفِرْصاد والفِرْصيد لِحَمْل هَذِه الشَّجَرَة. وروَى أَبُو عمر عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الفِرْصد: عَجْمُ الزَّبيب، وَهُوَ العُنْجُد أَيْضا. (صندل) : قَالَ اللَّيْث: الصنْدَل: خشبٌ أحمرُ، وَمِنْه الْأَصْفَر طيّب الرّيح. والصَّنْدَل من الحُمُر: الشديدُ الخلْق الضَّخْم الرَّأْس، قَالَ رؤبة: أَنْعَتُ عَيْراً صَنْدلاً صُنادِلا ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: صنْدَلَ البعيرُ: إِذا ضَخُم رأسُه، وقَنْدَلَ الرجُل: ضخمُ رأسُه. قَالَ: والصِّمْرِدُ: الناقةُ الغَزِيرة اللَّبن. والصمْرِدُ: القليلةُ اللَّبن. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: الصَّماريد: الغَنَمُ. والصَّمارِيد: الغَنَم السِّمان، والصماريد: الأرَضون الصلاب. أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي: الصمرِد: النَّاقة القليلةُ اللَّبن. وَقَالَ غيرُه: بئرٌ صِمْرِد: قليلةُ المَاء، وَأنْشد: لَيْسَتْ بثَمْدٍ للشِّبَاكِ الرُّشَّحِ وَلَا الصَّمارِيدِ البِكاءِ البُلَّحِ الشِّباك: رَكَايا فُتِح بعضُها فِي بعض. صلدم: قَالَ اللَّيْث: الصِّلْدِم: القويُّ الشَّديد الحافرِ، وَالْأُنْثَى صِلْدِمة، وَكَذَلِكَ الصلاَدِم، وجمعُه صلادِم.

(صنبر) : (رجل) صنْبُورِ (فَرْد ضَعِيف ذليل لَا أهل لَهُ وَلَا عِقب وَلَا نَاصِر) ، وَفِي الحَدِيث: أَن كنايته كَانُوا يَقُولُونَ: إِن مُحَمَّدًا صنبور وَقَالُوا: صُنَيْبيرُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الصنْبُورُ: النَّخلةُ تَخرُج من أصل النَّخْلة الْأُخْرَى لم تغرَس. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الصنبُورُ: النخلةُ تَبقَى منفَرِدة، ويَدِقُّ أسفَلها. قَالَ: ولقِيَ رجُلٌ رجُلاً من العرَب فسأَل عَن نَخْله فَقَالَ: صنْبَر أَسْفَلُه، وعَشَّشَ أَعْلَاهُ، يَعْنِي: دَقّ أسفلُه، وقَلَّ سَعفُه ويبِس. قَالَ أَبُو عُبيد: فشبَّهوه بهَا، يَقُولُونَ: إِنَّه فَرْدٌ لَيْسَ لَهُ وَلَد، فَإِذا مَاتَ انْقَطع ذِكرُه. قَالَ أَبُو عُبَيد: وَقَول الْأَصْمَعِي: أَعجَبُ إليَّ من قَول أبي عُبَيدة. وَقَالَ أَوْس يعيبُ قوما: مُخَلَّفُون ويَقْضِي الناسُ أَمْرَهُمُ غشُّ الأَمانَةِ صنْبُورٌ فصنْبُورُ قَالَ: والصنْبورُ فِي هَذَا: القَصَبَةُ الَّتِي تكون فِي الإداوةِ من حَدِيد أَو رصاص يشرب مِنْهَا. قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ أَبُو عُبيدة: الصنبور: مَثْعَبُ الْحَوْض، وَأنْشد: مَا بَين صنبور إِلَى الإزَاء وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الصُّنْبُورُ من النَّخْلَة: فُريخٌ ينبتُ فِيهَا. وَقَالَ غَيره: صَنابيرُ النَّخْلَة: سَعَفَاتٌ تَنْبُت فِي جِذع النَّخْلَة غير مستَأرِضة فِي الأَرْض، وَهُوَ المُصَنْبِر من النّخل، وَإِذا نبت الصنابير فِي جذْع النَّخْلَة أَضْوَتْها، لِأَنَّهَا تَأْخُذ غذَاء الأُمهات. قَالَ: ودواؤها: أَن تُقلع تِلْكَ الصنابير مِنْهَا. فَأَرَادَ كفار قُرَيْش أَن محمَّداً بِمَنْزِلَة صُنبور نَبتَ فِي جذع نَخْلَة، فَإِذا قُلع انْقَطع، وَكَذَلِكَ محمدٌ إِذا مَاتَ فَلَا عقِب لَهُ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: وَقَالَ سِمْعان: الصنابير يُقَال لَهَا العِقَّان والرَواكِيب؛ وَقد أَعقَّت النَّخْلَة: إِذا أنبتت العِقّان. قَالَ: وَيُقَال للفَسِيلة الَّتِي تنْبت فِي أمهَا: الصُّنبور، وأصلُ النَّخْلَة أَيْضا صُنْبُورها. وَقَالَ أَبُو سَعِيد: المُصَنْبَرة من النخيل: الَّتِي تنْبت الصنابير فِي جُذوعها فتُفسدها، لِأَنَّهَا تَأْخُذ غذَاء الْأُمَّهَات فتُضوِيها. قلت: وَهَذَا كلُّه يُقَوي قَول أبي عُبَيدة. وروَى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الصُّنبورُ: الوَحِيد. والصُّنبورُ: الضعيفُ.

والصُّنبورُ: الَّذِي لَا وَلدَ لَهُ وَلَا عَشيرةَ، وَلَا ناصرَ من قريب وَلَا من غَرِيب. والصُّنورُ: الداهية، وَأنْشد: لِيَهْنىءْ تُراثِي لامرىء غيرِ ذِلّةٍ صَنابِرُ أُحْدانٌ لهنَّ حَفِيفُ سَرِيعاتُ مَوْتٍ رَيِّثاتِ إفاقةٍ إِذا مَا حُمِلْن حَمْلُهنَّ خَفِيفُ قَالَ: أَرَادَ بالصنابر سِهاماً دِقاقاً، شُبِّهت بصنابير النَّخلة الَّتِي تَخرجُ فِي أَصْلهَا دِقاقاً. وَقَوله: أُحدانٌ، أَي: أفرادٌ. سريعاتُ موتٍ: يُمِتْنَ مَن رُميَ بهنَّ، قَالَ ذَلِك ابْن الْأَعرَابِي، أَخْبرنِي بِهِ الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَنهُ. عَن عَمْرو عَن أَبِيه: الصَّنْبَرُ: الرَّقيقُ الضّعيف من كل شَيْء، من الْحَيَوَان والشجَر. سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: الصَّنَّبَرُ: آخِرُ أَيَّام الْعَجُوز، وَأنْشد: فَإِذا انقضَتْ أيّامُ شَهْلَتِنا صنٌّ وصِنّبُر مَعَ الوَبْرِ وَقَالَ أَبُو عُبَيد: الصنَّبَرْ والصنَّبِرُ: البَرْد. وَقَالَ غيرُه: يُقَال: صِنِّبَرْ بِكَسْر النُّون، وَقَالَ طَرَفة: بجفانٍ تَعتَرِي نادِينَا وسَدِيفٍ حينَ هَاجَ الصنِّبِرْ وَقَالَ أَبُو عُبَيد: الصنَّوْبَر: ثَمَرَة الأَرْزَة وَهِي شَجَرَة. قَالَ: وتسمَّى الشَّجَرَة صَنَوْبَرةً من أجلِ ثَمِرها. بنصر: وَقَالَ اللّيث: البِنْصِر: الإصبع الَّتِي بَين الْوُسْطَى والخِنْصِر. قَالَ: والإصْطَبْل: موقف الفرَس، شاميَّة والجميعُ الأُصَابِل، قَالَ: والبَلَنْصاةُ: بَقْلة. وَيُقَال طَائِر، والجميع البَلَنْصَى. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: البَلَصوص: طَائِر، ويُجمع البَلَنْصَى على غَيْرِ قِيَاس، وَنَحْو ذَلِك رُوِي عَن الْخَلِيل بن أَحْمد. دلمص: أَبُو عُبَيد: الدُّلامِصُ: البَرَّاق. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ الدُّلَمِص. والدُّمَالِص: لِلّذي يَبرُق لونُه. قَالَ: وبعضُ العَرَب تَقول: دُلَمِص ودُلامِص. (صطفل) : ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الاصْطَفْلِين: الجَزَر الّذي يُؤْكل، وَهِي لغةٌ شاميّة، الْوَاحِدَة إِصْطَفْلِيْنَة، وَهِي المَشَا أَيْضا. ورَوَى شَمِر بإسنادٍ لَهُ عَن الْقَاسِم بن مُخَيْمَرَة أنّه قَالَ: إِن الوَالِيَ ليَنْحِتُ أَقَاربه كَمَا تَنْحِتُ القَدُوم الإصْطَفْلِيْنَة حَتَّى تَخلُص إِلَى قَلْبها. وقالَ شمر: الإصْطَفْلِيْنَة كالجَزَرَة، وَلَيْسَت بعربيَّة مَحْضَة، لِأَن الصَّاد والطاء لَا تكادان تجتمعان فِي محضِ كلامِ الْعَرَب. قَالَ: وَإِنَّمَا جَاءَ فِي الصِّراط والإصْطَبل

والأصطُم، وَأَصلهَا كلُّها السِّين. (صفنط سفنط) : وَقَالَ الأصمعيّ: الأصفِنْطُ: الْخَمْر بالروميّة، وَهِي الإسْفَنْط وَقَالَ بعضُهم: هِيَ خَمْرٌ فِيهَا أفاوِيه. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: هِيَ أَعلَى الْخمر وصفْوتها. وَقَالَ ابْن نُجِيم: هِيَ خُمور مخلوطَة. وَقَالَ شمر: سألتُ ابْن الْأَعرَابِي عَنْهَا فَقَالَ: الإسْفِنْط اسمٌ من أسمائها لَا أَدْرِي مَا هُوَ؟ وَقد ذَكَرها الْأَعْشَى فَقَالَ: أَو اسْفِنْطَ عَانَة بَعْدَ الرُّقا دِ شَكَّ الرّصَافُ إِلَيْهَا غدِيرَا (قرفص) : وَقَالَ ابْن شُمَيل: القُرافِصَة: الصغِير من الرِّجال. وَقَالَ غَيره: قُرافِصة من أَسمَاء الأَسَد. (بلصم) : وَقَالَ ابْن السكّيت: بَلْصَم الرَّجُل. وكَلْصَم: إِذا فَرَّ. (بربص) : قَالَ اللَّيث: بربصنا الأَرْض: إِذا أرسلتَ فِيهَا المَاء فمخرتها لتجود. آخر حرف الصَّاد

باب السين مع الطاء

هَذَا كتاب حرف السِّين من تَهْذِيب اللُّغَة أَبْوَاب المضاعف منْ حرف السّين قَالَ ابْن المظفّر: قَالَ الْخَلِيل بنُ أَحْمد: أُهمِلت السِّين مَعَ الزَّاي فِي كَلَام الْعَرَب. (بَاب السّين مَعَ الطّاء) (س ط) سط: أهمل ابْن المظفر: سط. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ فِيمَا يَروِي عَنهُ أَبُو العبّاس: الأَسَطُّ من الرّجال: الطويلُ الرِّجْلين. قَالَ: والسُّطُط: الظَّلْمَة. والسُّطَط: الجائرون. طس: فِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : مَا أدْري أينَ طَسُّ، وَلَا أينَ دَسَّ، وَلَا أَيْن طَسَم وطَمَس وسَكَعَ، مَعْنَاهُ: أينَ ذَهَب. أَبُو عُبَيد عَن أبي عُبَيدة قَالَ: وممّا دَخَل فِي كَلَام الْعَرَب: الطَّسْتُ والتَّوْر والطاجِن، وَهِي فارسيّة كلهَا. قَالَ: وَقَالَ الفرّاء: طيّءُ، تَقول: طَسْت، وغيرُهم طَسٌّ، وهُمُ الّذين يَقُولُونَ لِصْت للِّصّ، وَجمعه طُسُوت ولُصُوت عِنْدهم. حَدثنَا ابنُ عُرْوة عَن يُوسُف بن مُوسَى عَن يزِيد بن هَارُون، ومهران بن أبي عَمْرو عَن سُفيان عَن عَاصِم بن بَهْدَلة عَن زِرّ قَالَ: قلتُ لأبي بن كَعْب: أخْبِرْني عَن لَيْلَة الْقدر؟ فَقَالَ: إنّها فِي لَيْلَة سبعٍ وَعشْرين، قلتُ: وأَنَّى عَلِمتَ ذَلِك؟ قَالَ: بِالْآيَةِ الّتي أَنبأَنَا رسولُ الله، قلتُ: فَمَا الْآيَة؟ قَالَ: أَن تَطلُع الشمسُ غداتَئِذ كأنَّها طَسّ لَيْسَ لَهَا شُعاع. قَالَ يُوسُف بن مِهْران: قَالَ سُفيانُ الثَّوْري: الطَّسُّ هُوَ الطَّسْت: ولكنَّ الطّسْ، بالعربيّة. قلتُ: أَرَادَ أنَّهم لمّا أعربوه قَالُوا: طَسُّ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الطَّسِيسُ جمعُ الطَّسُّ على فَعِيل، وَنَحْو ذَلِك قَالَ الفرّاء، وأنشدَ قولَ رؤبة: ضَرَبَ يَدِ اللَّعَّابة الطَّسِيسا

باب السين والدال

قَالَ: هُوَ جمعُ الطَّسّ. وَقَالَ ابْن المظفَّر: الطَّسْت: هِيَ فِي الأَصْل طَسّة، ولكنَّهم حَذفوا بتثقيل السّين فخفَّفوا وسكنتْ فظهرتْ التَّاء الَّتِي فِي مَوضِع هَاء التَّأْنِيث لسكون مَا قبلَها، وَكَذَلِكَ تَظْهر فِي كلّ مَوضِع سكَن مَا قبلهَا غير ألف الفَتْح، والجميع الطَسَاس. قَالَ: والطّسَاسَة: حِرْفةُ الطَّسّاس. قَالَ: وَمن الْعَرَب من يُتِم الطَّسّة فيثَقِّل ويُظْهر الْهَاء. وَقَالَ: وَأما من قَالَ: إِن التَّاء الَّتِي فِي الطست أصليّة فَإِنَّهُ يَنتقِض عَلَيْهِ قَوْله من وَجْهين: أحدُهما: أنّ التَّاء مَعَ الطَّاء لَا يَدخُلان فِي كلمة وَاحِدَة أصليّتين فِي شَيْء من كَلَام الْعَرَب، والوجْهُ الآخَر: أَن الْعَرَب لَا تَجمع الطَّسْت إلاّ الطِساس، وَلَا تُصَغِّرها إِلَّا طُسَيْسة، وَمن قَالَ فِي جمعهَا الطَّسّات فَهَذِهِ التَّاء هِيَ هَاء التَّأْنِيث، بِمَنْزِلَة التاءِ الّتي فِي جمَاعَة المؤنَّث المجرورة فِي مَوضِع النَّصْب. ومَن جَعل هَاتين اللّتين فِي الْبِنْت والطَّسْت أصليّتين فَإِنَّهُ ينصِبُهما، لأنَّهما يصيران كالحروف الْأَصْلِيَّة كالأقواتِ والأصْوات، وَمن نصَب البَنَات على أَنه لفظ فَعَالٍ انتقَضَ عَلَيْهِ مثلُ قَوْلهم: هناتٍ وذَوات. وأَخبرَني المنذريُّ عَن المبرِّد عَن المازنيّ قَالَ: أنشَدني أعرابيّ فصيح: لَو عَرَضَتْ لأُيْبُلِيَ قَسِّ أَشْعَثَ فِي هَيْكَلِهِ مُنْدَسِّ حَنَّ إِلَيْهَا كحَنِينِ الطَّس قَالَ: جَاءَ بهَا على الأَصْل، لِأَن أَصْلهَا طَسّ، والتاءُ فِي طَسْت بدلٌ من السِّين، كَقَوْلِهِم: سِتَّة أصلُها سِدْسَة، وجمعُ سِدْس أسْداس مبيَّن على نَفسه. وطَسْت يُجمع طِساساً، ويُجمع فيصغر طُسَيْسة. (بَاب السّين وَالدَّال) (س د) سد: قَالَ اللّيث: السُّدُود: السِّلالُ تُتّخذ من قُضْبان لَهَا أَطْباق وتُجمَع على السِّداد أَيْضا، الْوَاحِدَة سَدّة. وَقَالَ غَيره: السَّلَّة يُقَال لَهَا السَّدّة والطَّبْل والسَّد، وقولُ الله جلّ وعزّ: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ} (الْكَهْف: 93) ، قَرَأَ ابْن كَثير وَأَبُو عَمْرو: (بَين الشَّدَّين) ، {وَبَيْنَهُمْ سَدًّا} (الْكَهْف: 94) ، بِفَتْح السِّين. وَقَرَأَ فِي يس: (من بَين أَيْديهم سداً وَمن خَلفهم سُدَّاً) (يس: 9) ، بِضَم السِّين، فِي هَذَا الْحَرْف وحدَه، وبفتح السِّين فِي الْبَاقِي، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ: (بَين السُّدَّين) بِالضَّمِّ. وأخبَرَني المنذريُّ عَن أبي جَعْفَر الغَسَّاني عَن سَلَمة عَن أبي عُبيدة قَالَ: السُّدَّيْن: مضموم إِذْ جَعَلوه مخلوقاً من فِعل الله تَعَالَى، وَإِن كَانَ من فِعْل الآدمِيِّين فَهُوَ سَدّ مَفْتُوح، وَنَحْو ذَلِك قَالَ الْأَخْفَش.

وَقَالَ الْكسَائي: السُّدّين بضَم السِّين وفَتحِها سَوَاء السَّد والسُّد، وَكَذَلِكَ قولُه: {فَهُم مُّقْمَحُونَ وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأغْشَيْنَاهُمْ} هما سَوَاء، فتح السِّين وضمّها. وأخبَرَني المنذريُّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: سَدّ وسُدّ، وكلّ مَا قابلكَ فسَدَّ مَا وراءَه فَهُوَ سَدّ وسُدّ. قَالَ: وَأَخْبرنِي الطُّويسِي عَن الخرّاز عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: رَمَاه فِي سَدِّ نَاقَتِه: أَي فِي شخصها. قَالَ: والسُّدّ والذّرِيعَة والدَّرِيئَةُ: النَّاقة الَّتِي يسْتَتر بهَا الصائدُ ويخْتل ليرميَ الصَّيْد، وَأنْشد: فَمَا جَبنُوا إنّا نَسُدّ عَلَيْهِمُ ولكنْ لَقوا نَاراً تَجُسُّ وتَسْفَعُ قَالَ: وَتقول الْعَرَب: المِعْزَى سَدٌّ يُرَى من وَرائِه الفَقْر، الْمَعْنى: أنّه المعزى لَيْسَ إلاّ مَنْظرها، وَلَيْسَ لَهَا كبيرُ مَنْفَعة. ورُوِي عَن المفسّرين فِي قَوْله: {فَهُم مُّقْمَحُونَ وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأغْشَيْنَاهُمْ} (يس: 9) قَولَانِ: أحدُهما: أَن جمَاعَة من الكفّار أَرَادوا بالنّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سوءا، فحالْ اللَّهُ بَينهم وَبَين مُرادِهم، وسَدَّ عَلَيْهِم الطريقَ الّذي سلكوه. وَالثَّانِي: أَن الله وَصَفَ ضلالَ الكفّار فَقَالَ: سَددْنا عَلَيْهِم طريقَ الهُدى كَمَا قَالَ: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} (الْبَقَرَة: 7) ، الْآيَة. وقرأتُ بخطّ شمر يُقَال: سَدّ عَلَيْك الرجل يَسِدّ سَدّاً: إِذا أَتَى السَّدَاد، وَمَا كَانَ هَذَا الشيءُ سَديداً. وَلَقَد سَدَّ يَسدّ سَداداً وسُدوداً، وَقَالَ أَوْس: فَمَا جَبنُوا إنّا نَسُدّ عليهمُ يَقُول: لم يَجبنوا من الْإِنْصَاف فِي الْقِتَال، ولكنّا جُرْنا عليهمْ فَلَقُونا وَنحن كالنّار الَّتِي لَا تُبقِي شَيْئا. قلت: وَهَذَا خلافُ مَا قَالَه ابْن الأعرابيّ. وَفِي حَدِيث النبيّ أَنه قَالَ: (لَا تَحل المسألةُ إلاّ لثلاث. .) فَذكر رجلا أصابتْه جَائِحَة فاجتاحَتْ مالَه فَيسْأَل حتَّى يصيبَ سَداداً من عَيْش أَو قواماً. قَالَ أَبو عُبَيد: (سِداداً من عَيْش) هُوَ بِكَسْر السِّين، وكلَّ شَيْء سَدَدَتْ بِهِ خَلَلاً فَهُوَ سِداد، وَلِهَذَا سُمِّي سِداد القارورة وَهُوَ صِمامُها، لأنّه يَسُدّ رَأسهَا، وَمِنْه سِدادُ الثَّغْر: إِذا سُدَّ بِالْخَيْلِ والرِّجال، وَأنْشد: أضاعوني وأيَّ فَتى أضاعوا ليَوْم كريهة وسِدادِ ثَغْرِ قَالَ: وأمَّا السَّداد بِالْفَتْح فَإِن مَعْنَاهُ: الإصابةُ فِي المنطِق أَن يكون الرجل مُسَدَّداً، يُقَال: إِنَّه لذُو سَدَاد فِي منطقِه وتدبيره، وَكَذَلِكَ الرَّمي. وَفِي حَدِيث أبي بكر أَنه سَأَلَ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْإِزَار فَقَالَ: (سَدّد وقارب) . قَالَ شمر فِي (كتَابه) : سدِّد من السَّداد،

وَهُوَ المُوَفَّقُ الَّذِي لَا يعاب. قَالَ: والوَفْق المِقْدار: اللَّهُمَّ سدِّدْنا للخير، أَي: وفِّقنا لَهُ. وَقَوله: قارِب، قَالَ القرابُ فِي الْإِبِل: أَن تقاربَها حَتَّى لَا تتَبَدَّد. قلتُ: معنى قَوْله قارِب، أَي: لَا تُرْخِ الْإِزَار، فنُفْرِطَ فِي إسباله، وَلَا تُقلِّصه فتُفرط فِي تشميره وَلَكِن بَين ذَلِك. قَالَ شمِر: وَيُقَال: سدِّد صاحبَك، أَي: علِّمه الخيرَ واهدِه. وسَدِّدْ مالَك، أَي: أَحسن العملَ بِهِ. والتسديد للإِبل: أَن تُيَسِّرَها لكلِّ مَكَان مَرْعًى وكل مَكَان لَيانٍ وكلِّ مكانٍ رَقاق. قَالَ: والسَّداد: القَصْد والوَفْق والإصابة، وَرجل مُسدَّد، أَي: موفَّق. وَسَهْم مسدَّد: قويم. وَيُقَال: أَسِدَّ يَا رجُل، وَقد أسدَدْتَ مَا شئتَ، أَي: طلبتَ السَّداد، وأَصبْتَه أَو لَم تُصِبه. وَقَالَ الأسوَد بن يَعْفُر: أَسِدِّي يَا مَنِيُّ لِحِمْيَرِي يطوِّفُ حَوْلَنا وَله زَئير يَقُول: اقصدِي لَهُ يَا مَنِيَّة حتّى يَمُوت. وأمّا قَوْله: ضربَتْ عليّ الأرضُ بالأسداد فَمَعْنَاه: سُدَّتْ عليَّ الطُّرق وعميَتْ عليَّ مَذاهبي، وَوَاحِد الأسداد سُدُّ. ورُوي عَن الشَّعبيّ أَنه قَالَ: مَا سددتُ على خَصْم قطّ. قَالَ: وَيُقَال: سَدَّ السَّهْمُ فَسَدَّ: إِذا استقام. وسدَّدته تسديداً. انْتهى. قَالَ: حدَّثنا مُحَمَّد بنُ إسحاقَ قَالَ: حَدثنَا إبراهيمُ بن هانىء قَالَ: حَدثنَا أَبُو الْمُغيرَة قَالَ: حَدثنَا الأَوْزاعيُّ عَن يحيى بن كثير عَن هِلَال بن أبي ميمونَة عَن عَطاء بنِ يَسار عَن رِفاعة بن عَوانة الجُهَنِيّ قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (وَالَّذِي نَفسِي بيَدِه مَا مِن عبدٍ يُؤمِن بِاللَّه ثمَّ يُسدِّد إِلَّا سَلَك فِي الْجنَّة) ، قولُه: (ثمَّ يسدِّد) ، أَي: يقتصد فَلَا يَغْلو وَلَا يُسرِف. والسّداد: المَقصِد، وَمعنى: (لَا يَغْلو) : ألاّ يكون مِثل الخوَارِج وَلَا يُسرِف فيرتكب الذنوبَ الكثيرةَ والخطايا الجمَّة. وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو عَدنان قَالَ لي جَابر: البَذِخُ الَّذِي إِذا نَازع قوما سَدَّد عَلَيْهِم كلَّ شَيْء قَالُوهُ. قلتُ: وَكَيف يُسَدِّد عَلَيْهِم؟ قَالَ: يَنْقض عَلَيْهِم كلَّ شَيْء قَالُوهُ. أَبُو نصر عَن الْأَصْمَعِي: يُقَال: إِنَّه ليَسُدُّ فِي القَوْل: وَهُوَ أَن يُصيب السَّداد يَعْنِي القَصْد قَالَ: جَاءنا سُدٌّ من جَراد: إِذا سَدَّ الأُفُق من كثرته. وأرضٌ بهَا سَدَدة، والواحدة سُدَّة، وَهِي أودِية فِيهَا حجارةٌ وصخورٌ يبْقى فِيهَا المَاء زَمَانا. قَالَ: والسُّدَّةُ: بَاب الدَّار وَالْبَيْت، يُقَال: رَأَيْته قَاعِدا بسُدَّة بَابه.

أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرو قَالَ: السُّدَّةُ كالصُّفَّة تكون بَين يَدي الْبَيْت، والظُّلَّةُ تكون بِبَاب الدَّار. قَالَ أَبُو عُبَيد: وَمِنْه حَدِيث أبي الدَّرْداء: (مَن يَغْشَ سُدَّة السُّلْطَان يَقُمْ ويَقْعُد) . قَالَ أَبُو عبيد: وَفِي حَدِيث المُغِيرة بن شُعبة (أَنه كَانَ يصلّي فِي سُدَّة الْمَسْجِد الْجَامِع يومَ الْجُمُعَة مَعَ الإِمَام) ، يَعْنِي الظِّلال الَّتِي حَوْله. قَالَ أَبُو سعيد: السُّدَّة فِي كَلَام الْعَرَب الفِنَاء، يُقَال لبَيْت الشَّعر وَمَا أشبهَه. قَالَ: والَّذِين تَكَلَّموا بالسُّدَّة لم يَكُونُوا أصحابَ أبنِية وَلَا مَدَر. ومَن جَعل السُّدَّة كالصُّفَّة أَو السَّقيفة فَإِنَّمَا فَسّره على مذهبِ أَهلِ الحَضَر قَالَ: وَإِنَّمَا سمّي إِسْمَاعِيل السُّدي لأنّه كَانَ تَاجِرًا يَبيع فِي سُدَّة المَسجِد الخُمُرَ. قَالَ أَبُو عبيد: وَبَعْضهمْ يَجعل السُّدَّة البابَ نَفسه. وَقَالَ اللّيث: السُّدّيّ: رجلٌ مَنْسُوب إِلَى قَبيلَة من اليَمَن. قلتُ: إِن أَرَادَ إسماعيلَ السُّدَّيَّ فَهُوَ وهمٌ، وَلَا نعلم فِي قبائل الْيمن سُدّاً. قَالَ اللَّيْث: والسُّدَّة والسُّداد: هما داءٌ يَأْخُذ فِي الْأنف يَأْخُذ بالكَظَم ويَمنع نسيمَ الرّيح. قَالَ: والسُّد مقصورٌ من السَّداد. وَيُقَال: قل قولا سَدَداً وسَدَاداً وسديداً، أَي: صَوَابا. أَبُو عُبيد: الأسِدَّة: العُيُوب، واحدُها سَدَّ، وَهُوَ على غير قِيَاس، وَالْقِيَاس أَن يكون جمع سَدِّ: أَسُدّاً وسُدُوداً. سَلَمة عَن الفرّاء قَالَ: الوَدَس والسُّدّ: العَيْب، وَكَذَلِكَ الأبن والأمن. وَقَالَ أَبُو سعيد: يُقَال: مَا بفلان سِداد يَسُدّ فَاه عَن الْكَلَام، وجمعُه أَسِدّة، أَي: مَا بِهِ عَيْب. أَبُو زيد: السُّدُّ من السَّحَاب: النَّشْءُ الأسوَد، من أيّ أقطار السَّمَاء نَشأ. وجمعُه سدود. ابْن الْأَعرَابِي: السُّدُودُ: العيونُ الْمَفْتُوحَة لَا تُبصِر بَصَراً قويّاً. يُقَال مِنْهُ: عينٌ سَادَّة. قَالَ: والسُّدُّ الظِّلّ. قَالَ: وَيُقَال للناقة الهَرِمة: سادّةٌ وسلَّةٌ وسَدِرةٌ وسَدِمَة. وَقَالَ أَبُو زيد: عَينٌ سادّة وقائمة: إِذا ابيضَّتْ لَا يُبصر بهَا صاحبُها وَلم تنفقِىءْ بعد. ابْن شُمَيْل: السِّداد: الشيءُ من اللبَن يَيْبَسُ فِي إحليل النَّاقة. دَسَّ: قَالَ اللَّيث: الدَّسُّ: دَسُّك الشيءَ تحتَ شَيْء، وَهُوَ الْإخْفَاء، وَمِنْه قولُ الله جلّ وعزّ: {أَمْ يَدُسُّهُ فِى التُّرَابِ} (النَّحْل: 59) ، أَي: يَدْفِنُه.

قلتُ: أَرَادَ المَوْءودَة الَّتي كَانَ أهل الجاهليّة يئدونَها وَهِي حَيّة، وذَكّر فَقَالَ: {يَدُسُّه وَهِي أُنْثَى لأنَّه ردَّه على لفظ (مَا) فِي قَوْله: يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ءِ مَا بُشِّرَ بِهِ} (النَّحْل: 59) ، فردَّه على اللَّفْظ، لَا على الْمَعْنى، وَلَو قَالَ: (بهَا) لَكَانَ جَائِزا. قَالَ اللَّيْث: والدَّسِيس: من تَدُسّه ليأتيَك بالأخبار. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الدَّسِيس: الصُّنان الّذي لَا يَقلَق الدَّواء. والدَّسِيس المَشْوِيّ. والدُّسُسُ: المُراءُون بأَعمالهم يَدخلون مَعَ القُرّاء وَلَيْسوا قُرّاء. قَالَ: والدُّسُسُ: الأَصِنَّة الدَّفِرة. أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ: إِذا كَانَ بالبعير شَيْء خفِيفٌ من الجَرَب، قيل: بِهِ شيءٌ من جَرَب فِي مساعِدِه، وَقيل: دُسَّ فَهُوَ مَدْسُوس. وَقَالَ ذُو الرمَّة: قَريعُ هِجانٍ دُسَّ مِنْهُ المَسَاعِدُ ومساعِدُه: آباطه وأدفاغُه. وَيُقَال للهِناء الّذي يُطلَى بِهِ أرفاغُ الإبلِ: الدَّسُّ أَيْضا، وَمن أمثالهم: لَيْسَ الهِناءُ بالدَّسّ، الْمَعْنى: أنَّ الْبَعِير إِذا جَرِب فِي مَساعِرِه لم يُقْتَصر من هِنائه على مَوَاضِع الجَرَب، وَلَكِن يُعَمُّ بالهِناء جميعُ جِلْده لئلاَّ يتعدَّى الجَرَب موضعَه فيَجرَبَ موضعٌ آخَر. يُضرَب مثلا للّذي يَقتصِر من قَضَاء حَاجَة صَاحبه على مَا يَتبلغ بِهِ وَلَا يُبالَغ فِي الْحَاجة بكمالها. وَقَالَ أَبُو العبّاس: سألتُ ابنَ الْأَعرَابِي عَن قَول الله جلَّ وعزَّ: {وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن} (الشَّمْس: 10) ، فَقَالَ: مَعْنَاهُ: من دَسَّ نفسَه مَعَ الصَّالِحين وَلَيْسَ هُوَ مِنْهُم. قَالَ: وَقَالَ الفرَّاء: خابت نفسٌ دَسَّاها الله. وَيُقَال: قد خَابَ مَنْ دَسَّ نفسَه فأَخْمَلَها بتَرْك الصَّدَقة وَالطَّاعَة. قَالَ: ونَرَى وَالله أعلم أنَّ (دَسَّاها) من دَسَّسْتُ، بُدِّلت بعضُ سيناتها يَاء كَمَا قَالُوا: تظنَّيْت من الظنّ. قَالَ: ويُرَى أنَّ (دَسَّاها) دسّسَها، لِأَن الْبَخِيل يُخفي منزله وَمَاله، والسَّخِيُّ يُبرِز منزله فَينزل على الشَّرَف من الأَرْض لئلاّ يسْتَتر عَن الضِّيفان وَمن أَرَادَهُ، ولكلَ وَجْه، وَنَحْو ذَلِك، قَالَ الزَّجَّاج. وَقَالَ اللَّيْث: الدَّسَّاسة: حَيّة صَمّاء تكون تَحت التّراب. وَقَالَ أَبُو عمر: الدَّسّاس من الحيّات: الّذي لَا يدْرِي أيُّ طرفَيْه رأسُه، وَهُوَ أَخبثُ الحيّات، يَندَس فِي التُّرَاب وَلَا يَظهَر للشّمس، وَهُوَ على لون القُلْب من الذَّهب. وَقَالَ شمر: الدَّسَّاس: حَيّةٌ أحمَر كأنّه الدَّم محدَّدُ الطَّرَفين، لَا يُدرَى أَيهمَا رأسُه، غليظُ الجِلد لَا يَأْخُذ فِيهِ الضَّرْب،

باب السين والتاء

وَلَيْسَ بالضَّخم غليظ. قَالَ: وَهُوَ النَّكَّاز. وَقَالَ أَبُو خَيْرة: الدَّسَّاسة: شَحْمة الأَرْض. قَالَ: وَهِي العَنَمة أَيْضا. قلت: والعربُ تسمِّيها الحُلكَة تغوصُ فِي الرَّمْل كَمَا يَغُوص الحُوت فِي المَاء، ويُشبَّه بهَا بَناتُ العذَارى، وَيُقَال لَهَا: بَنَات النَّقَى. (بَاب السّين وَالتَّاء) (س ت) سِتّ: قَالَ اللّيث: السِّتُّ والسِّتّة فِي التأسيس على غير لفظَيْهِما، وهُما فِي الأَصْل: سِدْس وسِدْسَة؛ ولكنّهم أَرَادوا إدْغامَ الدّال فِي السّين، فالتَقيا عِنْد مَخْرَج التَّاء فغَلَبتْ عَلَيْهَا كَمَا غَلَبَت الحاءُ على العَين فِي لُغَة سَعْد، يَقُولُونَ: كنت مَحُّمْ فِي معنى مَعَهم. وبيانُ ذَلِك: أنّك تُصَغِّر ستّةُ سُدَيسة، وَجَمِيع تصغيرِها على ذَلِك، وَكَذَلِكَ الأسداس. الحَرَّاني عَن ابْن السّكيت، يُقَال: جَاءَ فلانٌ خَامِسًا وخَامياً، وَجَاء فلانٌ سادِساً وسادِياً وَجَاء سَاتّاً، وَقَالَ الشَّاعِر: إِذا مَا عُدَّ أَرْبَعَةٌ فِسَالٌ فَزَوْجُكِ خَامِسٌ وَأَبُوكِ سَادِي قَالَ: فمَنْ قَالَ سادِساً بناه على السِّدْس، وَمن قَالَ ساتّاً بناه على لَفْظِ سِتّة وسِتّ. والأصلُ سِدْسَة، فأَدْغموا الدالَ فِي السّين فَصَارَت تَاء مشدَّدة، وَمن قَالَ: سادِياً وخامِياً أَبْدَلَ من السّين يَاء. شَمر عَن ابْن الأعرابيّ: السُّدُوس: هُوَ النِّيلَنْج. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: السّدُوس. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: مَنَابِته مِثْلُ السُّدُوسِ ولونُه كَلَوْنِ السَّيَالِ وَهُوَ عَذْبٌ يفِيضُ قَالَ شمر: سمعتُه من ابْن الأعرابيّ بِضَم السِّين. وروَاه إِسْمَاعِيل بن عبد الله عَن أبي عَمْرو بفَتْح السِّين، وروى بَيت امرىء الْقَيْس: إِذا مَا كنتَ مفتَخِراً ففَاخِرْ بِبَيْتٍ مِثْلِ بَيْتِ بَنِي سَدُوسِ بِفَتْح السِّين أَرَادَ خَالِد بن سَدُوس النَّبْهَانِيّ. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: السَّدُوس: الطَّيْلَسَان بالْفتح وَاسم الرجل سُدوس. قَالَ شمر: يُقَال لكلّ ثوب أخضَر سَدُوس وسُدُوس. وَقَالَ ابْن الكلبيّ: سَدُوس فِي بني شَيْبَان، وسُدُوس فِي طيّىء. أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ: إِذا أَلقَى البَعِيرُ السِّنَّ الَّتِي بَعْدَ الرَّبَاعِيَة، وَذَلِكَ فِي السّنة الثَّامِنَة، فَهُوَ سَدَس وَسَدِيس، وهما فِي المؤنَّث والمذكّر بِغَيْر هاءٍ. وَقَالَ غَيره: السُّدْس: سهم وَاحِد من ستَّة أَجزَاء، وَيُقَال للسُّدس سَدِيس أَيْضا.

باب السين والراء

وَقَالَ ابْن السكّيت: يُقَال عِنْدِي ستّة رجالٍ وسِتُّ نِسْوَةٍ، وَتقول: عِنْدِي ستّة رجال ونِسْوَةٍ، أَي: عِنْدِي ثلاثةٌ من هَؤُلَاءِ وثلاثةٌ من هَؤُلَاءِ، وَإِن شِئْتَ قلتَ: عِنْدِي سِتَّةُ رِجَالٍ ونِسْوةٌ فَنَسَقْتَ بالنِّسْوة على السّتة، أَي: عِنْدِي سِتَّةٌ من هَؤُلَاءِ، وَعِنْدِي نِسْوة. وَكَذَلِكَ كلُّ عَدَد احْتَمَل أَن يُفرَد مِنْهُ جَمْعان، فلك فِيهِ الْوَجْهَانِ. فَإِن كَانَ عددا لَا يحْتَمل أَن يفرد مِنْهُ جَمْعَان فالرَّفع لَا غير. تَقول: عِنْد خمسةُ رجال ونِسْوةٌ، وَلَا يكونُ الخَفْضُ. وَكَذَلِكَ الْأَرْبَعَة والثلاثةُ، وَهَذَا قولُ جَمِيع النحويّين. أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: كَانَ الْقَوْم ثَلَاثَة فَرَبَعْتُهُمْ، أَي: صِرْتُ رابعَهم، وَكَانُوا أَرْبَعَة فَخَمْسَتُهُمْ، وَكَذَلِكَ إِلَى العَشرة. وَكَذَلِكَ إِذا أَخَذْتَ الثُّلُثَ من أَمْوَالهم أَو السُّدْس قلتَ ثَلَثْتُهُمْ، وَفِي الرُّبع رَبَعْتُهُم إِلَى العُشْر. فَإِذا جِئْتَ إِلَى يَفعِل قلتَ فِي العَدَد: يَخْمِسْ ويَثْلِث إِلَى العَشْر؛ إلاَّ ثلاثةَ أَحْرُف فَإِنَّهَا بِالْفَتْح فِي الحدّين جَمِيعًا: يَرْبَعْ ويَسْبَع ويَتْسَع. وَتقول فِي الْأَمْوَال: يَثْلُث ويَخْمُس ويَسْدُس بِالضَّمِّ: إِذا أخذتَ ثُلُثَ أَمْوَالهم أوْ خُمْسَها أَو سُدْسَها، وَكَذَلِكَ عَشَرَهُم يعشُرُهم إِذا أَخذ مِنْهُ العُشر، وعَشَرَهم يَعْشِرُهُمْ إِذا كَانَ عاشِرَهم والسِّتُّون عَقْد بَين عَقْدَيِ الخمسينَ والسّبعين، وَهُوَ مبنِيٌّ على غير لفظِ واحدِه، والأصلُ فِيهِ السِّتّ، تَقول: أخذْتُ مِنْهُ ستِّينَ دِرْهماً. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: السَّتُّ: الْكَلَام الْقَبِيح، يُقَال: سَتَّهُ وسَدَّه: إِذا عابه. انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم. س ظ س ذ س ث: أهملت وجوهها. (بَاب السِّين وَالرَّاء) س ر رس، سر، سرس: (مستعملة) سر: أخبَرَني المُنْذِريّ عَن الحرَّاني عَن ابْن السّكيت أَنه قَالَ: السِّرّ: مصدَرَ سَرَّ الزَّنْدَ يَسرّه سَرّاً: إِذا كَانَ أَجْوَفَ فَجعل فِي جَوْفه عُوداً لِيَقْدَحَ بِهِ، يُقَال: سُرَّ زَنْدَكَ فَإِنَّهُ أَسَرّ. قَالَ أَبُو يُوسُف: وحَكَى لنا أَبُو عَمْرو: قَنَاةٌ سَرّاء: إِذا كَانَت جَوْفاء. قَالَ: والسِّرُّ: النّكاح، قَالَ الله تَعَالَى: {وَلَاكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا} (الْبَقَرَة: 235) ، قَالَ رؤبة: فَعَفَّ عَنْ أَسْرَارِها بَعْدَ الفَسَق وَيُقَال: فلانٌ فِي سِرِّ قَوْمِه، أَي: فِي أفضلهم. قَالَ: وسِرُّ الْوَادي: أفضلُ موضعٍ فِيهِ، وَهِي السَّرارةُ أَيْضا: والسرُّ: من الأسْرار الَّتي تُكْتَم. وحَكى لنا أَبُو عَمرو: السِّرُّ: ذَكَرَ الرَّجل، وأنْشَدَنا

لِلأَفْوَه الأَوْدي: لما رأتْ سِرِّي تغيَّر وانثَنَى من دُونِ نَهْمَةِ شَبرِها حِين انثنى وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: السِّرّ: الزِّنى، والشرِّ: الْجِمَاع. وَقَالَ الْحسن وَأَبُو مِجلَز فِي قَوْله: {وَلَاكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا} قَالَا: هُوَ الزِّنى، وَقَالَ مُجَاهِد: هُوَ أَن يَخطُبها فِي الْعدة. وَقَالَ الفرّاء فِي قَوْله: {لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا} يَقُول: لَا يصفن أحدكُم نفسَه للْمَرْأَة فِي عِدتها بالرغبة فِي النِّكَاح والإكثارِ مِنْهُ. وَقَالَ اللَّيْث: السرُّ: مَا أَسْرَرْت. والسَّريرةُ: عمل السِّرّ من خَيْر أَو شَرّ. أَبُو عُبَيْد عَن أبي عُبَيدة: أسررتُ الشيءَ: أخْفيتُه، وأسررتُه: أعلنته. قَالَ: وَمن الْإِظْهَار قولُ الله جلّ وَعلا: {وَأَسَرُّواْ النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ الْعَذَابَ} (يُونُس: 54) ، أَي: أظهروها، وَأنْشد للفرزدق: فلمّا رأى الحجاجَ جرَّدَ سَيْفه أَسَرَّ الحَرُورِيُّ الَّذِي كَانَ أَضْمَرَا قَالَ شمر: لم أجد هَذَا الْبَيْت للفرزدق، وَمَا قَالَ غير أبي عُبيدة فِي قَوْله: {وَأَسَرُّواْ النَّدَامَةَ} (يُونُس: 54) ، أَي: أظهرُوها، وَلم أسمع ذَلِك لغيره. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أبي طَالب عَن أَبِيه عَن الفرَّاء فِي قَوْله: {وَأَسَرُّواْ النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ الْعَذَابَ} يَعْنِي الرؤساءَ من الْمُشْركين أسرُّوا النَّدامة من سَفِلَتهم الَّذين أضَلوهم، وأسرُّوها، أَي: أخفوها وَعَلِيهِ قولُ المفسّرين. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه سَأَلَ رجلا: (هَل صُمْتَ من سرار هَذَا الشهرِ شَيْئا؟) قَالَ: لَا، قَالَ: (فَإِذا أفطرتَ من رمضانَ فصُمْ يَوْمَيْنِ) . وَقَالَ أَبُو عبَيدة: قَالَ الْكسَائي وغيرُه: السِّرار: آخرُ الشَّهْر لَيْلَة يستسِرُّ الْهلَال. قَالَ أَبُو عُبيدة: وَرُبمَا استَسرَّ لَيْلَة، وَرُبمَا استَسر لَيْلَتَيْنِ إِذا تَمَّ الشَّهْر، وَأنْشد الْكسَائي: نَحنُ صَبَحْنا عَامِرًا فِي دارِها جُزْءاً تعادَىَ طرَفَيْ نهارِها عَشِيَة الهِلال أَو سرارِها قَالَ أَبُو عبيد: وَفِيه لُغةٌ أُخْرَى: سرَر الشَّهر. قلتُ: وسرار لُغَة لَيست بجيّدة. شمر: قَالَ الْأَصْمَعِي: سرار الرَّوْضَة: أوسَطُه وأكرَمُه. وَأَرْض سرَّاء، أَي: طيّبة. قَالَ الفرَّاء: سرٌّ بيّنُ السرارة: وَهُوَ الْخَالِص من كل شَيْء. قَالَ: وأسرَّةُ البنْتِ: طَرائقُه. أَبُو عبيد عَن الأمويّ: السِّرارُ: مَا على الكمأة من القشور وَالتُّرَاب. قَالَ أَبُو عبيد: وسمعتُ الْكسَائي يَقُول: قُطع سرَرُ الصَّبيِّ، وَهُوَ وَاحِد. وَقَالَ ابْن شُميل: الفِقْعُ أَرْدَأُ الكَمْءِ طعماً

وأسرَعُها ظُهوراً، وأقصَرُها فِي الأَرْض سرَراً. قَالَ: وَلَيْسَ للكَمأة عُروق، وَلَكِن لَهَا أَسرار. قَالَ: السَّرَرُ: دُمْلوكَة من تُرَاب تنبُت فِيهَا. وَفِي حَدِيث عائشةَ (أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخل عَلَيْهَا تَبرُق أساريرُ وَجهه) . قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: والأسارير هِيَ الخُطوط الَّتِي فِي الْجَبْهَة مثل التكسُّر فِيهَا، واحدُها سرر وسرٌّ، وجمعُه أَسرُّة، وَكَذَلِكَ الخطوطُ فِي كل شَيْء، قَالَ عنترة: بزُجاجةٍ صَفراءَ ذاتِ أَسرَّةٍ قُرِنَتْ بأزهرَ فِي الشِّمال مُفَدَّمِ ثمَّ الأسارِير جمعُ الْجمع. وَقَالَ الْأَصْمَعِي فِي أسرَّة الكَفّ مثله. قَالَ الْأَعْشَى: فانظرْ إِلَى كَفَ وأسرارها هَل أَنْتَ إنْ أَوْعَدْتَني ضائري يَعْنِي خُطوطَ بَاطِن الْكَفّ. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: ينَال قُطِع سَرَرُ الصَّبيِّ، وَلَا تَقول: قَطَعْتُ سُرَّته، إِنَّمَا السُّرَّة الَّتِي تبقى، والسرَر مَا قُطِع سرَره وسرُّه. وَقَالَ اللَّيْث: السُّرَّة: الوَقْبَةُ. وَقَالَ اللَّيْث: السُّرَّة: الَّتِي فِي وسط الْبَطن، وَقَالَ ابْن شُمَيْل: فلَان كريم السِّر، أَي: كريم الأَصْل داءٌ يأخذُ فِي السُّرَّة، يُقَال: بعيرٌ أَسَرُّ، وناقةٌ سراء بيِّنا السرر، يأخذهما الداءُ فِي سُرتهما، فَإِذا بركَتْ تَجافَتْ. قلتُ: هَذَا وَهمٌ، السرَر: وجعٌ يَأْخُذ البعيرَ فِي كِرْكرَته لَا فِي سُرَّته. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: نَاقَة سراء، وبعيرٌ بيّنُ السرر: وَهُوَ وجعٌ يَأْخُذ فِي الكِرْكرة. وأنشدني بعضُ أهل اللُّغَة: إنَّ جَنبِي عَنِ الفِراشِ لَنَابِي كَتَجَافي الأسَرِّ فَوق الظِّرَابِ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: المسرَّة: أطرافُ الرَّياحين. وَقَالَ اللَّيْث: السرُور من النباتِ: أنصافُ سُوقها العُلَى، قَالَ الْأَعْشَى: كَبْرِدِيّة الغِيلِ وَسْطَ الغَرِيفِ قد خالَطَ الماءُ مِنْهَا السرورا ويُروِى السَّرِيرا، يُرِيد جَمِيع أَصْلهَا الَّتِي استقرّت عَلَيْهِ، أَو غَايَة نعمتها، وَقَالَ الشَّاعِر: وفارَقَ مِنْهَا عِيشةً غَيْدَقِيّةً ولَمْ يَخْشَ يَوماً أنْ يزُولَ سرِيرُها قَالَ: سَريرُ العَيش: مستقرُّه الَّذِي اطمأنَّ عَلَيْهِ خَفْضُه ودَعَتُه. وَيُقَال: سِرّ الْوَادي خَيْرُه: وَجمعه سُرُور فِي قولِ الْأَعْشَى. قَالَ: وسرير الرَّأْس: مستقرُّه. وَأنْشد:

ضَرْباً يُزيلُ الهامَ عَن سَريرِه إزالةَ السُّنْبِل عَن شَعِيرِه والسرير مَعْرُوف، والعَدَد أسِرة، والجميع السُّرر، وَأَجَازَ كثيرٌ من النحويّين السُّرر والسِّرارُ: مصدَر ساررتُ الرجلَ سِراراً وَامْرَأَة سارَّة سَرَّة. وَاخْتلفُوا فِي السُّرِّيّة من الإماءِ لِمَ سُمِّيتْ سُرِّيّة؟ فَقَالَ بَعضهم: نُسبَتْ إِلَى السِّرِّ وَهُوَ الْجِماع، وضُمَّت السينُ فَرْقاً بَين المَهِيرة وَبَين الْأمة تكونُ للوطْء، فَيُقَال للحُرَّة إِذا نكحَت سِرّاً: سِرِّية، وللأَمةَ يتسَّراها صاحبُها سُرِّيّة. وأخبَرَني المنذريّ عَن أبي الهَيْثم أَنه قَالَ: السُّرُّ: السُّرُورُ فسمِّيت الجاريةُ سُريّةً لِأَنَّهَا مَوضِع سُرورِ الرجل، وَهَذَا أحسنُ الْقَوْلَيْنِ. وَقَالَ اللّيث: السُّرِّيّة: فُعلِيّة من قَوْلك تَسرَّرْتُ. قَالَ: وَمن قَالَ: تَسَرّيتُ فقد غَلِط. قلت: لَيْسَ بغَلَط، وَلكنه لما توالت ثلاثُ راءات فِي تَسَرَّرْت قُلِبت إِحْدَاهُنَّ يَاء، كَمَا قَالُوا قَصَّيْت أظْفاري، وَالْأَصْل قَصَصْت. والسَّرّاءُ: النِّعمة. والضَّرّاء: الشّدّة. وَيُقَال: سُرِرتُ بقُدومِ زَيْدٍ، وسَرّني لقاؤُه. وَقَالَ: سَرَرْتُه أسُرُّه، أَي: فَرَّحْته. قَالَ أَبُو عَمْرو: فلَان سُرْسُورُ مالٍ وسُوبَانُ مالٍ: إِذا كَانَ حَسَنَ الْقيام عَلَيْهِ. وَقَول أبي ذُؤَيب: بِآيةِ مَا وَقَفَتْ والرِّكا بُ بَيْنَ الحَجُون وبَيْنَ السُّرَر قيل: هُوَ الْموضع الّذي جَاءَ فِي الحَدِيث: شجرةٌ سُرَّ تحتَها سَبْعُونَ نبيّاً تسمِّىَ سُرَراً لذَلِك. والسِرَرُ: مَا قُطِع من السُّرّة فرُمِي بِهِ. وَقَوله: وأَغْفِ تحتَ الأَنجُمِ العَواتم واهْبِطْ بهَا مِنْك بِسِرِّ كاتمِ فالسِّرّ: أخصَب الْوَادي، وكاتِم، أَي: كامن. ترَاهُ فِيهِ قد كَتَم نَداه وَلم يَيبس. وَيُقَال: رَجلٌ سَرُّبَر: إِذا كَانَ يَسُرّ إخوانَه ويَبَرُّهم. والسَّرارَةُ: كُنْهُ الفَضْل، وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: فَالَهَا مُقَلدُها ومُقْلَتها ولَها عَلَيْه سَرارَةُ الفَضْلِ وَصفَ امرؤُ الْقَيْس امْرَأَة فشبّهها بظَبْية جَيْدَاءَ كَحْلاءَ، ثمَّ جَعَل للْمَرْأَة الفَضْلَ عَلَيْهَا فِي سائِر محاسِنها، وَأَرَادَ بالسَّرارة كُنْهَ الفَضْل وحقيقتَه. وَسرارَةُ كلِّ شَيْء: مَحْضُه، وَالْأَصْل فِيهَا سَرَارة الرَّوْضة، وَهِي خَيْرُ منابِتها، وَكَذَلِكَ سُرّة الرَّوضةُ. وَقَالَ الفرّاء: لَهَا عَلَيْهَا سَرارةُ الفَضْل، أَي: زِيادةُ الفَضْل. وَقَالَ بَعضهم: استَسَرَّ الرجُل جاريَته: إِذا اشْتَرَاهَا. وتسرَّرها مثلُها: إِذا اتَّخذها سُرِّية. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: السَّرَّة: الطاقَةُ

من الرَّيْحان، وَيُقَال: سَرْسَرْت شَفْرَتِي: إِذا أحدَدْتَها. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: فلانٌ سُرْسُوري وسُرْسُورتِي، أيْ: حَبِيبي وخاصّتي، وَيُقَال: فِي سُرّته سَرَرٌ، أَي: وَرَم يؤلمه. وَيُقَال: فلانٌ سُرْسورُ هَذَا الأَمر: إِذا كَانَ عالِماً بِهِ. ورُوي عَن أبي زيد: رَجُل أسَرّ: إِذا كَانَ أجوَفَ. وَقَالَ الفرّاء: يُقَال: سِرٌّ بَين السَّرارة: وَهُوَ الخالصُ من كلّ شَيْء. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: سَرَّ يَسَرُّ: إِذا اشتكَى سُرَّتَه. وسَرّه يَسُرّه: إِذا حيّاه بالمَسَرّة وَهِي الرّياحين. ابْن بُزُرج: يُقَال: ولد لَهُ ثَلَاثَة على سِرَ وعَلى سِرِرٍ وَاحِد، وَهُوَ أَن تُقطَع سُررَهم أشباصاً لَا يَخلُطهم أُنْثَى. وَيَقُولُونَ: وَلَدت المرأةُ ثَلَاثَة فِي صِرَرٍ، جمع الصَّرّة وَهِي الصَّيْحة، وَيُقَال: الشدّة. شمر: قَالَ الْفراء: سِرارُ الشَّهْر: آخر لَيْلَة إِذا كَانَ الشَّهْر تِسعاً وَعشْرين، فسِرارُه لَيْلَة ثمانٍ وَعشْرين، وَإِذا كَانَ الشهرُ ثَلَاثِينَ فسِرارُه ليلةُ تسعٍ وَعشْرين. والسِّرّ: مَوضِع فِي ديار بني تَمِيم. وسَرارَة العَيْشِ: خيْرُه وأفضَلُه. سرس: ابْن السكّيت عَن أبي عَمرو: السَّرِيسُ: الكَيِّسُ الحافظُ فِي يَدَيْه. قَالَ: وَهُوَ العِنِّين أَيْضا، وأَنشَد أَبُو عُبَيد قَالَ: أَفِي حَقِّي مُواسَاتي أَخاكُمْ بمالِي ثمَّ يَظلمني السَّرِيسُ قَالَ: وَهُوَ العِنِّين. قَالَ: وسَرِيَّ: إِذا عُنَّ. وسَرِسَ: إِذا ساءَ خُلُقُه. وسَرِسَ: إِذا عَقَل وحَزُم بعد جَهْل. رس: قَالَ أَبُو عُبيدة: سمعتُ الْأَصْمَعِي يَقُول: أول مَا يجِد الإنسانُ مَسَّ الحُمَّى قبل أَن تأخذَه وتَظهَرَ فَذَاك الرَّسُّ، والرَّسيس أَيْضا. وَقَالَ أَبُو زيد: رَسَسْتُ بينَهم أَرسّ رسّاً: إِذا أَصْلَحتَ. وَفِي حَدِيث سَلَمة بن الأكوَع: أَن الْمُشْركين رَاسُّونا الصلْح حتّى مَشى بَعْضنَا إِلَى بعض فاصطَلَحنا، وَذَلِكَ فِي غَزْوَة الحُدَيبِية. فراسونا: أَي: واصَلُونا فِي الصُّلْح وابتدأت فِي ذَلِك. ورَسَسْتُ بَينهم، أَي: أصْلَحْت. وَقَالَ الفَرّاء: أخَذتْه الحُمَّى بِرَسِّ: إِذا ثَبَتَتْ فِي عظامِه. وَقَالَ الْكسَائي: يُقَال: بلغَني رَسٌّ مِنْ خَبَر، وذَرْءٌ من خبر، وَهُوَ الشَّيْء مِنْهُ. وَقَالَ الزّجّاج فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَأَصْحَابَ الرَّسِّ} (الْفرْقَان: 38) ، قَالَ أَبُو إِسْحَاق: الرَّسُّ: بِئْر، يُروَى أنّهم قوم كَذّبوا نبيَّهم ورَسوه فِي بِئْر، أَي: دَسُّوه فِيهَا. قَالَ: ويُرْوى أَن الرسّ قريةٌ بِالْيَمَامَةِ يُقَال لَهَا: فَلْج. ويُروَى: أنّ الرسّ ديار لطائفة

باب السين واللام

من ثمودَ، وكلّ بِئْر رَسّ، وَمِنْه قولُ الشَّاعِر: تَنابِلةٌ يَحْفرون الرِّساسَا وَقَالَ اللّيث: الرّسُّ فِي قوافي الشّعْر: الحَرْفُ الّذي بعد ألف التأسيس، نَحْو: حَرَكة عَيْن فَاعل فِي القافية كَيْفَمَا تحرّكتْ حركتها جازَتْ، وَكَانَت رَسّاً للألف. قَالَ: والرَّسيس: الشيءُ الثَّابِت الّذي قد لَزِم مكانَه. وَأنْشد: رَسِيسَ الهوَى مِن طُول مَا يَتذَكَّرُ قَالَ: والرَّسّ: ماءان فِي الْبَادِيَة معروفان. والرَّسْرَسة مثل النَّضْنَضَة: وَهُوَ أَن يُثبِّت البعيرُ ركبتَيه فِي الأَرْض للنُّهوض. وَيُقَال: رَسَسْتُ ورَصَصْتُ، أَي: أثبتُّ. ويُروَى عَن النَّخْعِيُّ أَنه قَالَ: إِنِّي لأَسمعُ الحديثَ فأحدِّث بِهِ الْخَادِم أَرُسُّه بِهِ فِي نَفسِي. قَالَ أَبُو عُبَيدة: قَالَ الأصمعيّ: الرَّسّ: ابتداءُ الشَّيْء؛ وَمِنْه رَسُّ الحُمَّى ورَسِيسُها، وَذَلِكَ حِين تبدأ. فَأَرَادَ بقوله: أرُسُّه فِي نَفسِي، أَي: أبتدىء بِذكر الحَدِيث ودَرْسِه فِي نَفسِي وأحدِّث بِهِ خادمي، أَسْتَذكر بذلك الحَدِيث، وَقَالَ ذُو الرمة: إِذا غَيّر النأْيُ المُحِبِّين لَم أَجِدْ رَسيسَ الهوَى مِن ذِكرِ مَيّة يَبرَحُ وَقَالَ ابْن مُقبِل يَذكر الرِّيح ولينَ هُبوبها: كأنّ خُزامَى عالج طَرقَتْ بهَا شَمالٌ رَسيسُ المَسِّ أَو هُوَ أطيب قَالَ أَبُو عَمْرو: أَرَادَ أَنَّهَا لينَة الهبوب رخاء. أَبُو عَمْرو أَيْضا: الرسيس: العاقلُ الفطِن. وَقَالَ شمر: وَقيل فِي قَوْله: (أرُسُّه فِي نَفسِي) ، أَي: أُثَبِّتُه. وَقَالَ أَبُو عُبَيدة: إنَّك لتَرُسّ أمرا مَا يَلتئم، أَي: تثبت أمرا مَا يلتئم. وَقَالَ أَبُو مَالك: رَسيسُ الْهوى: أصلُه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الرّسّة: السّارية المُحْكَمة. وَقَالَ الْفراء: يُقَال: أَخَذته حُمّى برَسّ، أَي: ثبتَتْ فِي عِظَامه. وَقَالَ فِي قَوْله: (كنتُ أَرُسُّه فِي نَفسِي) ، أَي: أعاوِدُ ذكرَه وأردِّده؛ وَلم يرد ابْتِدَاء. وَقَالَ أَبُو زيد: أَتَانَا رَسٌّ من خَبَر، ورَسِيسٌ من خَبَر: وَهُوَ الخَبر الَّذِي لم يصحّ وهم يتراسُّون الخَبَرَ ويَتَرَهْمَسُونَه، أَي: يَتسارُّون بِهِ، وَمِنْه قولُ الحَجّاج: أمِنْ أهلِ الرَّسّ والرَّهْمَسة أَنْت انْتهى وَالله أعلم. (بَاب السّين واللاّم) (س ل) سلّ، لس، سَلس: (مستعملة) . سل: قَالَ اللَّيْث: السَّلُّ: سَلُّك الشَّعْرَ من

العَجين ونحوِه. قَالَ: والانسلال المُضِيُّ ولخُرُج من مَضِيق أَو زِحام. وسَلَلتُ السيفَ من غِمْدِه فانْسَلّ. والسُّلُّ والسُّلالُ: داءٌ مِثْله يُهزِل ويُضْني ويَقتل، يُقَال: سُلّ الرجلّ، وأَسلَّه الله فَهُوَ مَسْلول. وَقَالَ الفرّاء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ} (الْمُؤْمِنُونَ: 12) . قَالَ: السُّلالة: الَّذِي سُلَّ من كلّ تُرْبة. وَقَالَ أَبُو الهَيْثم: السُّلالة: مَا سُلَّ من صُلْب الرجُل وتَرائِب الْمَرْأَة كَمَا يُسَلّ الشيءُ سَلاًّ. والسَّلِيلُ: الْوَلَد، سُمّي سَلِيلاً حِين يَخرُج من بطن أمه. والسَّلّة: السَّرِقة. وَيُقَال للسّارق: السّلاَّل. وَيُقَال: الخَلّةُ تَدعُو إِلَى السَّلّة. وَيُقَال: سَلَّ الرجلُ وأَسَلَّ: إِذا سَرَق. قلت: ورُوِي عَن عِكْرِمَة أَنه قَالَ فِي السُّلالة: إِنَّه المَاء يُسَلُّ من الظَّهْر سَلاًّ. وَقَالَ الْأَخْفَش: السُّلالةُ: الوَلَد. والنُّطْفَةُ: السُّلالةُ، وَقَالَ الشَّمّاخ: طَوَتْ أَحْشاءَ مُرْتجةٍ لوَقْتٍ عَلَى مَشِجٍ سُلالَتُه مَهِينُ فَجَعل السُّلالةَ المَاء. والدليلُ على أنّه قولُ الله جلّ وعزّ فِي سُورَة أُخْرى: {شَىْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنْسَانِ} (السَّجْدَة: 7) ، يَعْنِي آدم، {مِن طِينٍ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلاَلَةٍ مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ} (السَّجْدَة: 8) ، ثمَّ تَرْجَمَ عَنهُ فَقَالَ: {مِن سُلاَلَةٍ مِّن} (السَّجْدَة: 8) ، فَقَوله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِن سُلَالَةٍ} أَرَادَ بالإنسان وَلَدَ آدم وجُعل اسْما للجِنس، وَقَوله: {مِّن طِينٍ} أَرَادَ تَولُّدَ السُّلالة مِن طِيْن خُلِقَ آدمُ مِنْهُ. وَقَالَ قَتَادة: استلَّ آدمُ مِن طين فسُمِّي سُلالةً، وَإِلَى هَذَا ذَهَب الفرّاء. وَفِي الْكتاب الَّذِي كتبه النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالحُدَيْبية حِين صالَح أهلَ مَكَّة: (وَأَن لَا إِغْلالَ وَلَا إِسْلال) . قَالَ أَبُو عُبَيدة: قَالَ أَبُو عَمْرو: الإسْلالُ: السَّرِقَةُ الخَفِيّة، يُقَال: فِي بَنِي فلانٍ سَلّة: إِذا كَانُوا يَسرِقون. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: السَّلِيلةُ: بِنْتُ الرَّجل من صُلْبه. وَقَالَ اللَّيْث: السَّلِيلُ والسُّلاّن: الأوْدية. قَالَ: والسَّليل والسَّليلة: المُهْر والمُهْرة. والسَّلِيلة: عَقَبةٌ أَو عَصَبة أَو لحمةٌ إِذا كَانَت شبْه طرائق يَنفصِل بعضُها من بعض. وَأنْشد: لاءَمَ فِيهَا السليلُ القَفَازا قَالَ: السَّليلُ: لَحمةُ المَتْنَين. ابْن السّكيت: أَسَلَّ الرّجلُ: إِذا سَرَق. وَفِي بني فلَان سَلّةٌ، أَي: سَرِقة. وَيُقَال: أَتيناهم عِنْد السَّلَّة، أَي: أتيناهم عِنْد استلال السُّيوف، وأَنشَد:

وَذُو غِرَارَيْن سَرِيعُ السَّلّة وسَلَّ الشيءَ يَسَلّه سَلاًّ. وَفِي الحَدِيث: (لَا إِغْلالَ وَلَا إِسْلالَ) . قَالَ: وسَلّةُ الفَرَس: دَفَعْتُه فِي سِباقِه. يُقَال: قد خَرجَتْ سَلّةُ هَذَا الفَرس على سائرِ الْخَيل. قَالَ المَرّار العَدَوِيّ: أَلِزاً قَدْ خَرَجَتْ سَلَّتُه زَعِلاً تَمسَحُه مَا يَسْتَقِرّ قَالَ: والأَلزُ: الوَثَّاب. قَالَ: والسَّلَّة: السَّبذَةُ كالجُؤْنة المُطبَّقَة. قلت: ورأيتُ أعرابيّاً نَشأ بفَيْد يَقُول لسَبَذة الطِّين: السَّلَّة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: السَّلَّة: السُّلُّ وَهُوَ الْمَرَض. والسَّلّةُ: استلالُ السُّيوف عِنْد الْقِتَال، يُقَال: أتيناهم عِنْد السَّلة. والسَّلَّةُ: النَّاقة الّتي سقطتْ أسنانُها من الهَرَم. اللّحياني قَالَ أَبُو السِّمْط: رَجُل سَلُّ، وامرأةٌ سَلَّة، وشاةٌ سَلَّة، أَي: ساقِطةُ الْأَسْنَان، وَقد سَلّت تَسِل سَلاًّ. وَقَالَ الفرَّاء فِي قَول الله جلّ وَعلا: {يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً} (النُّور: 63) . قَالَ: يَلوذُ هَذَا بِهَذَا، يَستتِر ذَا بذا. وَقَالَ اللَّيْث: يتسلّلون وينسلّون وَاحِد. أَبُو عُبَيد: السُّلاسلُ: الماءُ السَّهل فِي الحَلْق وَيُقَال: هُوَ الْبَارِد أَيْضا. قَالَ لَبيد: حَقائِبُهمْ راحٌ عَتِيقٌ ودَرْمَكٌ ورَيْطٌ وفاثُورِيّةٌ وسَلاسِلُ وَقَالَ اللَّيث: هُوَ السَّلْسَل، وَهُوَ المَاء العَذْب الصافي الَّذِي إِذا شُرِب تَسَلْسَل فِي الْحَلْق. والماءُ إِذا جَرَى فِي صَبَب أَو حَدُور تَسَلْسَل، وَقَالَ الأخطَل: إِذا خافَ مِن نجمٍ عَلَيْهَا ظَماءَةً أَدَبَّ إِلَيْهَا جَدْوَلاً ويَتَسَلْسَلُ وخمرٌ سَلْسل. وَقَالَ حسّان: بَرَدَى يُصفَّق بالرَّحيق السَّلْسَلِ قَالَ: والسَّلَّة: الفُرْجة بَين نَصائب الحَوْض، وأنشَد: أسَلَّةٌ فِي حَوْضها أم انْفَجَرْ وَفِي حَدِيث أبي زرع بن أبي زرع: كمَسَلِّ شَطْبة. أَرَادَ بالمَسَلِّ: مَا سُلّ من شَطْب الجَريدة شَبَّهه بِهِ لدِقة خَصْره. والسِّلسلةُ مَعْرُوفَة. وبَرْق ذُو سَلاسِل، ورَمْل ذُو سَلاسِل: وَهُوَ تَسَلْسُلُه الَّذِي يُرى فِي التوائه. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: السَّلاسلُ: رَمْلٌ يتعقّد بعضُه على بعض. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: البَرْقُ المُسَلْسَل: الَّذِي يَتَسَلْسَل فِي أعاليه ول

ايكاد يُخلِف. والأَسَلُّ: اللّص. أنْشد أَبُو عبيد قَول تأبّطَ شَرّاً: وأَنْضُوا المَلاَ بالشّاحِبِ المُتَسَلْسِلِ وَهُوَ الَّذي تخَدَّدَ لحمُه وقَلّ. قلتُ: أَرَادَ بِهِ نفسَه. أَرَادَ قطَع الْمَلأ، وَهُوَ مَا اتّسع من الفَلاة، وَأَنا شاحب مُتسلسِل وَرَوَاهُ غيرُه: (بالشاحب المُتَشَلْشِل) وفسَّره أَنْضُوا المَلا: أجوزُه. والمَلا: الصَّحْراء. والشاحب: الرَّجلُ الغَزّاء. قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: الشاحب: سيفٌ قد أَخلَق جَفْنهُ. والمُتشلشل: الّذي يَقطُر الدّمُ مِنْهُ لِكَثْرَة مَا ضُرِب بِهِ. وَفِي الحَدِيث: (اللهمَّ اسقِنا من سَلِيل الجنَّة) ، وَهُوَ صافِي شرابِها، قيل لَهُ سليلٌ: لِأَنَّهُ سُلَّ حَتَّى خَلَص. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: إِذا وَضَعت الناقةُ فوَلدُها ساعَة تضعُه سَلِيل قَبلَ أَن يُعلم أذكرٌ هُوَ أم أُنْثَى. وسَلائل السَّنام طرائِقُ طوالٌ يُقطع مِنْهُ. وَقَالَ اللَّيْث: وَاحِدهَا سَليل. قَالَ ابْن شُميل: وَيُقَال للْإنْسَان أَيْضا أوّل مَا تضعه أمُّهُ سَلِيل. والسَّلِيلُ: دماغُ الفَرَس، وَأنْشد: كَقَوْنَسِ الطِّرْفِ أَوْفَى شَأَنُ قَمَحْده فِيهِ السَّليلُ حَوَالَيْه لَهُ أَرَمُ ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال للغُلام الخفيفِ الرُّوح النّشيط لُسْلُس وسُلْسُل. وَقَالَ النَّضْر: سَلِيلُ اللَّحْم: خَصِيلُه، وَهِي السَّلائِل. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: السَّليلُ: طرائق اللَّحْم الطِّوال تكون ممتدّة مَعَ الصُّلب. وَقَالَ النَّضر: السّالُّ: مكانٌ وَطِىء وَمَا حولَه مُشرِف، وَجمعه سَوَالّ، يُجمَع فِيهِ المَاء. شَمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: سَلِيلٌ من سَمُر، وغالُّ من سَلَم، وفَرْشٌ من عُرْفط. اللحياني: تَسَلْسَل الثوبُ وتَخَلْخلَ: إِذا لُبِس حَتَّى رَقّ، فَهُوَ مُتسَلْسِل. والتَّسَلْسُلُ: بَرِيقُ فِرِنْدِ السَّيْف ودَبيبُه. وسيفٌ مُسَلْسَل، وثَوْبٌ مُلَسْلَس فِيهِ وشيُ مخطَّط، وبعضُهم يَقُول: مُسَلْسَل كأنّه مقلوب. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: السُّلاّن: بطونٌ من الأَرْض غامضةٌ ذاتُ شجر، وَاحِدهَا سالٌّ غالٌّ. قَالَ: والسُّلاّنُ: وَاحِدهَا سالٌّ وَهُوَ المَسِيل الضيّق فِي الْوَادي. وَقَالَ غَيره: السِّلْسِلةُ: الوَحَرة، وَهِي رُقَيْطاء لَهَا ذَنَب دَقيقٌ تمصع بِهِ إِذا عَدَتْ؛ يُقَال: إِنَّهَا مَا تَطَأُ طَعاماً وَلَا شَراباً إلاّ سَمَّتْه فَلَا يأكلُه أحدٌ إلاّ وَحَر وأصابَه داءٌ رُبمَا ماتَ مِنْهُ. ابْن الأعرابيّ: سَلْسَلَ: إِذا أَكَل السِّلْسلة، وَهِي القِطْعة الطويلةُ من السَّنا. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: هِيَ اللَّسْلسة.

باب السين والنون

وَقَالَ الأصمعيّ: هِيَ اللَّسْلِسَة، وَيُقَال: سَلْسَلة. وَيُقَال: انْسَلّ وانْشَلَّ بِمَعْنى وَاحِد. يُقَال ذَلِك فِي السَّيْل وَالنَّاس قَالَه شَمر. سَلس: أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ: السَّلْسُ: الخَيْطُ ينظَم فِيهِ الخَرزُ، وَجمعه سُلُوس، وأَنشَدَنا: ويزِينُها فِي النَحْر حَلْيٌ وَاضِحٌ وقَلائِدٌ من حُبْلةٍ وسُلوِس وَقَالَ غيرُه: السُّلاَسُ: ذَهابُ العَقْل. وَرجل مَسْلُوسٌ فِي عَقْله، فَإِذا أَصابه ذَلِك فِي بَدَنه فَهُوَ مَهْلُوسٌ. وسَلِسَ المُهْرُ: إِذا انْقاد، وشَرابٌ سَلِسٌ: لَيِّن الانحدار. وسَلِسَ بَولُ الرجلِ: إِذا لم يتهيّأ لَهُ أَن يُمسِكه، وكلُّ شَيْء قَلِق فقد سَلِس. وأسْلسَتِ النّخلة فَهِيَ مُسْلِس: إِذا تَناثَر بُسْرُها. وسَلْسَت النَّاقة: إِذا أخدَجَت الولدَ قبل تَمام أيّامه فَهِيَ سُلِس، وَقَالَ المعطَّل الهُذَلي: لم يُنْسِنِي حُبَّ القَتُول مَطارِدٌ وأفَلُّ يختضِمُ القَقَارُ مُسلَّسُ أَرَادَ بالمَطارِدِ سِهَاماً يُشبِه بعضُها بَعْضًا، وَأَرَادَ بقوله: مسلَّس: مُسَلسَل، أَي: فِيهِ مِثل السِّلْسلة من الفِرِند. لس: أَبُو عبيد: لَسَّ يَلُسُّ: إِذا أَكل، وَقَالَ زُهير: قد اخضَرَّ مِنْ لَسن الغَمِيرِ حَجافِلُهْ الدينوريّ قَالَ: اللُّسَاس من البَقْل: مَا اسْتمكَنَتْ مِنْهُ الراعية. واللَّسُّ أصلُه الأَخْذ باللّسان من قبلِ أَن يَطُول البَقْلُ. وَقَالَ الرّاجز: وَوصف فَحْلاً: يُوشِكُ أَن توجسَ فِي الإيجاسِ فِي ياقِلِ الرِّمْث وَفِي اللُّساس مِنْهَا هَدِيمُ ضَيَعٌ هَوّاس ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: اللُّسُ: الجَمّالون الحُذاق. قلتُ: الأصْل النُسُسُ. والنَّسُّ: السُّوق، فقُلبت النُّون لاماً. قَالَ: واللَّسْلاسُ: السَّنامُ المقطَّع. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: اللِّسلِسةُ. انْتهى وَالله أعلم. (بَاب السّين وَالنُّون) (س ن) سنّ، نس: (مستعملان) . سنّ: قَالَ أَبُو الْحسن اللّحياني: أسنَنْتُ الرُّمْح: إِذا جعلتَ لَهُ سِناناً وَهُوَ رُمْح مُسَنٌّ. قَالَ: وسَنَنْتُ السِّنان أسُنُّه سَنّاً فَهُوَ مَسْنون: إِذا أحدَدته على المِسَن بِغَيْر ألف. وَكَذَلِكَ قَالَ اليزيديّ فِيمَا روى عَنهُ أَبُو عبيد، وَزَاد عَنهُ: سَننتُ الرمحَ: ركبت فِيهِ السِّنان، بِغَيْر ألف أَيْضا. وَقَالَ

اللحياني: سننت الرجل أسُنُّه سَنّاً: إِذا طَعَنْته بالسِّنان. وسَنَنْتُ الرجلَ: إِذا عَضضْتَه بأسنانِك، كَمَا تَقول: ضرَسْته. وسَنَنْتُ الرجَل: إِذا كسرتَ أسنانَه، أَسُنُّه سَنّاً. والسُّنّة الطريقةُ المستقيمة المحمودة، وَلذَلِك قيل: فلانٌ من أهل السنّة، وسَننتُ لكمْ سُنّة فاتبعوها. وَفِي الحَدِيث: (من سَنَّ سُنّةً حَسنةً فَلهُ أجرُها وأجرُ من عَمل بِها وَمن سَنّ سُنّةً سَيِّئةً) يُريد من عَمِل بهَا ليُقتَدَى بِهِ فِيهَا. وسنَنْتُ فلَانا بالرُّمْح: إِذا طَعَنْتَه بِهِ. وسنَنْتُ إِلَى فلَان الرُّمْحَ تَسنِيناً: إِذا وجّهتَه إِلَيْهِ. وَيُقَال: أسَنّ فُلانٌ: إِذا كَبر، يُسنُّ إسْناناً، فَهُوَ مُسِنّ. وبعير مُسِنّ. والجميع مَسانٌ ثَقيلَة. وَيُقَال: أسَنْ: إِذا نبَت سِنهُ الّذي يَصيرُ بِهِ مُسِناً من الدوابّ. قَالَ شَمر: السُنّة فِي الأَصْل: سُنّهُ الطَّرِيق. وَهُوَ طريقٌ سنه أَوَائِل النَّاس فَصَارَ مَسلَكاً لمَن بعدَهم. وسَنَّ فلانٌ طَرِيقا من الْخَيْر يَسُنّه: إِذا ابْتَدَأَ أمرا من البِرّ لم يَعرِفه قَومُه، فاستَنُّوا بِهِ وسلَكُوه وَهُوَ يَسْتنُّ الطَّريقَ سَنّاً وسنَناً؛ فالسَّنُّ المصدَر، والسَنَنُ: الِاسْم بِمَعْنى المسنُون. وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن شُمَيْل: سنَن الرَّجُل: قَصْدُه وهمّتُه. وسُنّت الأرضُ فَهِيَ مَسْنونة وسنين: إِذا أُكل نباتُها، قَالَ الطَّرِمّاح: بمُنخَرِقٍ تحِنُّ الرِّيحُ فِيه حَنينَ الجُلْبِ فِي البَلدِ السَّنِين يَعْنِي المَحْلَ. وَفِي حَدِيث مُعاذ قَالَ: بَعثَني رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْيمن فأَمَرني أَن آخذَ من كلّ ثلاثينَ من الْبَقر: تَبِيعاً، وَمن كلِّ أَرْبَعِينَ مُسِنّة. والبَقَرةُ والشاةُ يَقَع عَلَيْهَا اسمُ المُسِنّ إِذا أَثْنَيا، فَإِذا سَقَطتْ ثنِيتها، بعد طُلُوعهَا فقد أسَنَّتْ، وَلَيْسَ معنى أسنانِها كِبَرها كالرّجل، وَلَكِن مَعْنَاهُ طُلوعُ ثنِيّتها. وتُثْنى البَقرةُ فِي السّنة الثَّالِثَة، وَكَذَلِكَ المِعْزَى تُثْنى فِي الثَّالِثَة، ثمَّ تكون رَبَاعِيةً فِي الرَّابِعَة، ثمَّ سِدْساً فِي الْخَامِسَة، ثمَّ سالِفاً فِي السَّادِسَة؛ وَكَذَلِكَ البقرُ فِي جَمِيع ذَلِك. وروى مَالك عَن نافعٍ عَن ابْن عُمَر أنّه قَالَ: يتّقى من الضّحايا الّتي لم تُسْنن، هَكَذَا حدَّثنيه محمدُ بنُ إِسْحَاق عَن أبي زُرْعة عَن يحيى عَن مَالك. وذَكر القُتَيبي هَذَا الحديثَ فِي (كِتَابه) : (لم تُسْننْ) بِفَتْح النُّون الأولى، وفسّرهُ: الَّتِي لم تَنبُت أَسنانُها كَأَنَّهَا لم تُعطَ أسناناً، كَقَوْلِك: لم يُلْبَن، أَي: لم يُعطَ لَبَنًا، وَلم يُسمَن، أَي: لم يُعطَ سَمْناً. وَكَذَلِكَ يُقَال: سُنِّنتِ البَدَنةُ: إِذا نبتتْ أسنانُها، وسَنّها الله. قَالَ: وقولُ الْأَعْشَى:

حتّى السَّدِيسُ لَهَا قد أَسَنّ أَي: نَبَت وصارَ سِنّاً؛ هَذَا كلّه قَول القتيبيّ، وَقد أَخطَأ فِيمَا رَوَى وفسّر من وَجْهَيْن: أَحدهمَا: أنّه رُوِي فِي الحَدِيث: (لم تُسنَن) بِفَتْح النُّون الأولى وَلم تُسن فأَظهَر التضعيفَ لسكون النُّون الْأَخِيرَة، كَمَا يُقَال: لم تُحلل، وَإِنَّمَا أَرَادَ ابْن عمر أَنه يتقى أَن يُضَحَّى بضحيّته لم تُثْنِ، أَي: لم تَصِر ثَنِيّة، وَإِذا أَثْنَتْ فقد أسَنَتْ؛ وعَلى هَذَا قولُ الْفُقَهَاء، وَأدنى الأسنَان: الإثناء، وَهُوَ أَن تَنْبُت ثَنِيّتاها، وأقصاها فِي الْإِبِل البُزُول، وَفِي الْبَقر وَالْغنم الصُّلُوع. والدّليل على صِحَة مَا ذكرتُه مَا حدّثنا بِهِ مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن الحَسن بنِ عَفَّان عَن أَسْبَاط، عَن الشّيباني، عَن جَبَلة بن سُحَيم قَالَ: سألَ رجلٌ ابْنَ عمرَ فَقَالَ: أضحِّي بالجَذَع؟ فَقَالَ: ضَحِّ بالثَّنِيِّ فصاعِداً؛ فَهَذَا يسِّر لَك أنّ معنى قَوْله: (يُتّقى من الضّحايا الَّتِي لم تُسْنِنْ) أَرَادَ بِهِ الإثناء. وَأما خطأ القُتَيْبي من الْجِهَة الْأُخْرَى فقولُه: سُنت البَدَنة إِذا نبتتْ أسنانُها، وسَنَّها الله؛ وَهَذَا باطلٌ، مَا قَالَه أحد يَعرِف أدنى شَيْء من كَلَام الْعَرَب. وقولُه أَيْضا: (لم يُلْبَنْ وَلم يُسْمَنْ، أَي: لم يعْطَ لَبناً وسَمْناً) خطأ أَيْضا، إِنَّمَا مَعْنَاهُمَا: لم يُطعَم سَمْناً، وَلم يُسْق لَبنَاً. الْحَرَّانِي عَن ابْن السكّيت: السَّنُّ: مصدرُ سَنّ الحَديدَ سَنّاً، وسَنَّ لِلقَوم سُنّة وَسَنناً وسَنَّ عَلَيْهِ الدِّرْعَ يَسُنّها سَنّاً: إِذا صَبّها. وسَن الإبِل يَسُنّها سَنّاً: إِذا أحسَن رِعْيَتَها حتّى كَأَنَّهُ صَقَلها. قَالَ: والسَنَنُ: استِنانُ الْإِبِل وَالْخَيْل. وَيُقَال: تَنَحَّ عَن سَنَن الخَيْل، وَجَاء: (من الْإِبِل وَالْخَيْل) سنَنٌ مَا يُرَدّ وجهُه. وَيُقَال: تَنَحَّ عَن سَنَن الطَّرِيق وسُنَنه. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ الْفراء: سَنَن الطَّرِيق وسُنَنُه: محجّتُه. وَقَالَ ابْن السّكيت: قَالَ الأصمعيّ: يُقَال: سَنّ عَلَيْهِ دِرْعَه: إِذا صَبَّها، وَلَا يُقَال: شنّ. قَالَ: وَيُقَال: شَنّ عليهِ القارةَ، أَي: فرَّقها. شَنّ الماءَ على شرابِه، أَي: فرّقه عَلَيْهِ. وسَنّ الماءَ على وَجْهِه، أَي: صَبّه عَلَيْهِ صَبّاً سَهْلاً. وقولُ الله جلّ وعزّ: {مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ} (الْحجر: 26) ، قَالَ ابْن السّكيت: سمعتُ أَبَا عَمْرو يَقُول فِي قَوْله: {مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ} ، أَي: متغيِّر. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: سُنَّ الماءُ فَهُوَ مَسْنون، أَي: تغيِّر. وَقَالَ الزّجّاج فِي قَوْله: {مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ} (الْحجر: 26) ، أَي: مَصْبوب على سُنّة الطَّرِيق. وَقَالَ اللّحياني: قَالَ بَعضهم: {مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ} : متغيِّر. وَقَالَ بَعضهم: طوّله جَعَله طَويلا مسنوناً؛ يُقَال: رجل مسنون

الْوَجْه، أَي: حَسَنُ الوَجْه طَوِيلَة. وَقَالَ الفرّاء: {مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ} هُوَ المتغيِّر، كأنّه أُخِذَ من سَنَنْتُ الحَجَر على الحَجَر، والّذي يَخرُج بينَهما يُقَال لَهُ السَّنِينَ وَالله أعلم بِمَا أَرَادَهُ. قَالَ الفرّاء: يسمَّى المِسَنُّ مِسَنّاً لِأَن الْحَدِيد يُسَنّ عَلَيْهِ، أَي: يُحَدّ عَلَيْهِ، وَيُقَال للَّذي يسيل عِنْد الحَكّ: سَنِين. قَالَ: وَلَا يكون ذَلِك السائلُ إِلَّا مُنتِناً. وَقَالَ فِي قَوْله: {مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ} يُقَال: المحكوك. وَقَالَ ابْن عَبَّاس: هُوَ الرَّطْب. وَيُقَال: المُنْتِن. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: المَسْنُون المصْبُوب على صُورة. وَقَالَ: الوَجْه المَسْنون سمّيَ مَسْنوناً لِأَنَّهُ كالمخروط. وَقَالَ أَبُو بكر: قَوْلهم فلَان من أهل السُّنة مَعْنَاهُ: من أهل الطَّرِيقة المستقيمة المحمودة، وَهِي مَأْخُوذَة من السَّنَن وَهُوَ الطَّرِيق؛ يُقَال: خُذْ على سَنَن الطَّرِيق وسُنَنِه. والسُّنّة أَيْضا: سُنّة الوَجْه. والحديدةُ الّتي يُحرَث بهَا الأرضُ يُقَال لَهَا: السِّنّة والسِّكّة وجمعُها السِّنَن. وَيُقَال للفُؤُوس أَيْضا: السِّنَن، وَيُقَال: هَذِه سِنٌّ وَهِي مؤنّثة وتصغيرُها سُنَيْنَة، وتُجمَع أَسُنّاً وأَسْناناً. قَالَ اللّحياني: قَالَ القَنَاني: يُقَال لَهُ بُنَيٌّ سَنِينةُ أَبِيك. وَيُقَال: هُوَ سنّةٌ وتِنُهُ وحِتْتُهُ: إِذا كَانَ قِرْنَه فِي السِّن. قَالَ ابْن السكّيت: الفحلُ سَانَّ الناقةَ سِناناً ومُسَانّةً حتّى نَوَّخها، وَذَلِكَ أَن يَطرُدَها حَتَّى تَبْرك، قَالَ ابْن مُقبِل: وتُصبِح عَن غِبِّ السُّرَى وَكَأَنَّهَا فَنِيق ثَنَاهَا عَنْ سِنانٍ فَارْقَلاَ يُقَال: سَانَّ ناقَتَه ثمَّ انتَهى إِلَى العَدْوِ الشّديد فأَرْقَل، وَهُوَ أَن يرتقِع عَن الذَّميل. وَقَالَ الأَسَديّ يصف فَحْلاً: لِلْبَكَرات العِيطِ مِنْهَا ضاهِدَا طَوْعَ السِّنان ذَارِعاً وعاضِدا (ذارعاً) يُقَال: ذَرْع لَهُ: إِذا وَضَعَ يَده تَحت عُنُقه ثمَّ خَنَقه. والعاضدُ: الّذي يَأْخُذ بالعَضُد (طَوْع السِّنان) يَقُول: يُطاوِعه السِّنان كَيفَ شَاءَ. وَيُقَال: سَنَّ الفحلُ الناقَة يَسُنُّها سَنّاً: إِذا كَبَّها على وجهِها. قَالَ: فاندَفَعَتْ تأْبزُ واستقْفَاهَا فسَنَّها للوَجْه أَوْ دَرْبَاهَا أَي: دَفَعَها. ورُوِي عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إِذا سافرتم فِي الخِصْب فأَعْطُوا الركبَ سنّتَها، وَإِذا سافرتم فِي الجَدْب فَاسْتَنْجُوا) . قَالَ أَبُو عُبيد: لَا أعرف الأسِنّة إلاّ جَمْع سِنَان؛ الرمْح فَإِن كَانَ الحَدِيث مَحْفُوظًا فَكَأَنَّهَا جمع الْأَسْنَان يُقَال: سِنٌّ وأَسْنان من المَرْعَى، ثمَّ أسِنّة جمعُ الْجمع. وَقَالَ أَبُو سَعِيد: الأَسنّة جمع السِّنان لَا جَمْع الأسْنان. قَالَ: والعَرَب تَقول:

الحَمْضُ يَسُنّ الإبِلَ على الخُلَّة فالحَمْض سِنانٌ لَهَا على رعْي الخُلة وَذَلِكَ أَنَّهَا تَصدُق الْأكل بعد الحَمْض، وَكَذَلِكَ الرِّكابُ إِذا سُنّت فِي المرتَعِ عِنْد إراحة السَّفْر ونزُولهم، وَذَلِكَ إِذا أَصَابَت سِنّاً من المرَّعْى يكون ذَلِك سِناناً على السَّيْر، ويُجمع السِّنانُ أسِنّة، وَهُوَ وجهُ العربيّة. قَالَ: وَمعنى: (يَسُنّها) أَي: يقوِّيها على الْخلة. قَالَ: والسِّنان: الِاسْم من سَنَّ يَسُنُّ، وَهُوَ القوّة. قلت: قد ذهب أَبُو سَعِيد مَذهَباً حَسَناً فِيمَا فَسّر، وَالَّذِي قَالَه أَبُو عُبَيد أصحُّ وأبيَن. قَالَ الْفراء فِيمَا روى عَن ثَعْلَب عَن سلَمة: السِّنّ: الأَكل الشَّديد. قَالَ: وسمعتُ غيرَ واحدٍ من العَرَب يَقُول: أَصَابَت الإبلُ اليومَ سِنّاً من الرّعْي: إِذا مَشَقَتْ مِنْهُ مَشْقاً صَالحا، ويُجمَع السنّ بِهَذَا الْمَعْنى أَسْناناً، ثمَّ يُجمع الأَسنان أسنّة، كَمَا يُقَال: كنّ ويُجمَع أكناناً، ثمَّ أكنّة جمع الْجمع. فَهَذَا صَحِيح من جِهَة العربيّة، ويقوّيه حديثٌ رَوَاهُ هِشام بن حسان عَن جَابر بن عبدِ الله قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِذا سِرْتم فِي الخِصبِ فأَمكنوا الرِّكابَ أَسْنانها) . قلتُ: فَهَذَا اللّفظ يدلّ على صِحَة مَا قَالَه أَبُو عُبَيد فِي الأسنة: إِنَّهَا جمع الأَسْنان. والأَسنان: جمعُ السّنّ وَهُوَ الأَكل والرّعي. حدّثنا مُحَمَّد بنُ سعيد قَالَ: حَدَّثنا الحَسَن بنُ عَليّ قَالَ: حدَّثنا يزِيد بنُ هَارُون قَالَ: حدَّثنا هِشَام، عَن الحَسَن عَن جابرِ بنِ عبد الله عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (إِذا كُنْتُم فِي الخِصْبِ فأعْطُوا الرُّكُبَ أَسِنتَها، وَلَا تعدوا الْمنَازل، وَإِذا كَانَ الجَدْب فاستَنْجُوا؛ وَعَلَيْكُم بالدُّلْجَة فإِنّ الأَرْض تُطْوَى باللّيل، وَإِذا تغوّلت بكم الغِيلان فبادِرُوا بِالْأَذَانِ، وَلَا تَنزِلوا على جَوادِّ الطّريق، وَلَا تُصلُّوا عَلَيْهَا فإِنَّها مَأوَى الحيّات والسِّباع، وَلَا تَقْضوا عَلَيْهَا الحاجاتِ، فَإِنَّهَا المَلاعِنُ) . وَيُقَال: سَانَّ الفحلُ الناقةَ يُسانُّها سِناناً: إِذا كدّتها. وتَسانَّت الفُحول: إِذا تكادَمَتْ. وَيُقَال: هَذِه سُنّة الله، أَي: حُكمُه وأمرُه ونهيُه؛ قَالَ الله جلّ وعزّ: {اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِى الَّذِينَ خَلَوْاْ} (الْأَحْزَاب: 38) ، (سنة الله) لِأَنَّهُ أُرِيد بِهِ الفِعْل؛ أَي: سَنَّ اللَّهُ ذَلِك فِي الّذين نافَقوا الأنبياءَ، وأَوجَفوا بهم أَن يُقتَلوا أينَ ثُقِفُوا، أَي: وُجِدوا. وَقَالَ ابْن السكّيت: يُقَال: هُوَ أشبهُ شيءٍ بِهِ سُنّةً وأُمّةً، فالسُّنّة: الصُّورَة والوَجْه. والأُمّةُ: القامةُ.

وَقَالَ اللّيث: يُقَال: سِنٌّ من ثُوم، أَي: حَبَّةٌ من رأسِ الثُّوم. وأَسْنان المِنْجَل: أُشَره. وسُنّة الْوَجْه: دوائره. وَقَالَ أَبُو عُبيد: من أَمْثَال الصَّادِق فِي حديثِه قَوْلهم: صَدَقني سِن بَكْرِهِ. قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: أصلُه أنّ رجلا ساوَمَ رجلا ببَكْر أَرَادَ شِراءَه، فَسَأَلَ البائعَ عَن سنَه، فأَخبَرَه بالحقّ؛ فَقَالَ المشترِي: صَدَقَني سِنُّ بَكْرِه؛ فذَهَبَ مثلا. وَهَذَا المَثَل يُروَى عَن عليّ بن أبي طَالب أنّه تكلّم بِهِ بالكوفَة. وَقَالَ اللّيث: السَّنّة: اسمُ الدُّبّة أَو الفَهْد روَى للمؤرّج: السِّنانُ: الذِّبَان. وأنشَد: أيأكل تأزيزاً ويحسو حريرَةً وَمَا بَين عينين وَنِيمُ سِنانِ قَالَ: تأزيزاً: مَا رَمَتْ بِهِ القِدْر: إِذا فارت. قَالَ: والمُسْتَسَنْ: طريقٌ يُسْلَك، قَالَ: سُنْسُنُ اسمٌ أعجمي يُسمَّى بِهِ أهل السَّوادِ، والسُّنة: الطَّرِيقَة المستقيمة. وَيُقَال للخطِّ الأسوَد على مَتْن الحِمار: سُنّة. وسَنَّ اللَّهُ سُنّةً، أَي: بَيّن طَرِيقا قويماً. وَيُقَال: أسْنُنْ قُرونَ فرَسِك، أَي: بُدّه حَتَّى يَسِيلَ عَرقُه فيَضْمُرَ. وَقد سُنَّ لَهُ قَرْن وقُرون، وَهِي الدُّفع من العَرَق، وَقَالَ زُهَير: نُعَوِّدُها الطِّرادَ فكلَّ يوْمٍ يُسَنُّ على سَنابِكِها القُرونُ وَيُقَال: سَنَّ فلانٌ رِعْيَتَه: إِذا كَانَ حَسَن الْقيام عَلَيْهَا، وَمِنْه قولُ النّابغة: سَنُّ المُعَيْدِيِّ فِي رَعْيٍ وتَقْرِيبِ والسنائن: رمالٌ تستطيل على وَجه الأَرْض، واحدتُها سَنِينة. وَقَالَ الطَرمّاح: وأَرْطاةِ حِقْفٍ بَين كِسْرَىْ سَنائنِ وَقَالَ مَالك بنُ خَالِد الخُناعيّ فِي السّنائن الرِّياح: أبَيْنا الدِّياتِ غيرَ بِيضٍ كأنَّها فضول رجاع زفزفتْها السَّنائِن قَالَ: السَّنائِن: الرّياح، واحدُها سَنِينة. والرِّجاع: جمعُ الرَّجْع، وَهُوَ ماءُ السَّماء فِي الغَدِير. وَقَالَ أَبُو زيد: جَاءَت الرّياح سَنائن: إِذا جَاءَت على وَجْه واحدٍ لَا تخْتَلف. الفرّاء والأصمعيّ: السِّنُّ: الثَّوْر الوَحْشيّ. وَقَالَ الراجز: حَنَّت حَنِيناً كثُوَاجِ السِّنِّ فِي قَصَب أجوَفَ مُرْثَعِنِّ والسَّنُون: مَا يُستَنّ بِهِ من دَواء مؤلَّف يقوِّي الْأَسْنَان ويطرِّيها. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد يُقَال: وَقع فلَان فِي سِنّ رأسِه، أَي: فِيمَا شاءَ واحتكم.

قَالَ أَبُو عبيد: وَقد يُفَسَّر سِنُّ رأسِه: عَدَدُ شَعْرِه من الْخَيْر. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: وَقع فلانٌ فِي سِنِّ رأسِه، وَفِي سِيّ رَأسِه، وسَوَاءِ رأسِه بِمَعْنى وَاحِد. رَوَى أَبُو عبيد هَذَا الحرفَ فِي الْأَمْثَال: (فِي سِنِّ رأسِه) ، أَي: فِيمَا شَاءَ واحتَكم. وَرَوَاهُ فِي (المؤلَّف) : (فِي سيِّىءِ رأسِه) وَالصَّوَاب بِالْيَاءِ، أَي: فِيمَا سَاوَى رَأسَهُ من الخِصْبِ. يُقَال: جَاءَ من الإبلِ سَنَنٌ لَا يردّ وجهُه، وَكَذَلِكَ من الخَيْل، وطعَنَه طعنةً فجاءَ من دَنّها سَنَنٌ يَدْفع كلَّ شَيْء إِذا أَخْرَجَ الدَّمَ بِحَمْوَيه. والطَّرِيق سَنَنٌ أَيْضا، وَقَالَ الأعْشَى: وقَدْ نَطْعَنُ العَزْجَ يَومَ اللِّقَا ءِ بالرُّمْحِ نَحْبِسُ أُولَى السَّنَن قَالَ شَمِر: يُريدُ أُولى القوْم الَّذين يُسْرِعون إِلَى الْقِتَال. قَالَ: وكلُّ مَن ابتَدَأَ أَمْراً عَمِل بِهِ قومٌ بعدَه قيل: هُوَ الَّذي سَنَّه. قَالَ نُصَيب: كأنِّي سَنَنْتُ الحُبَّ أَوَّلَ عاشِقٍ من الناسِ أَوْ أَحْبَبْتُ بَينهم وَحْدي أَبُو زيد: اسْتَنَّت الدابةُ على وَجْهِ الأَرْض، واسْتَنَّ دَمُ الطَّعْنَةِ: إِذا جَاءَت دَفْعَةٌ مِنْهَا، وَقَالَ أَبُو كَبِير الْهُذَلِيّ: مُسْتَنَّةً سَنَنَ الفُلُوِّ مُرِشّة تَنْقِي التُّرَابَ بِفَاخِرٍ مُعْرَوْرَفِ وَمن أمثالهم: استَنَّتْ الفُصْلاَنُ حَتَّى القَرْعَى؛ يُضْرَبُ مثلا للرجل يُدْخِل نفسَه فِي قوم لَيْسَ مِنْهُم. والقَرْعَى من الفِصَال: الَّتِي أصَابَهَا قَرَع وَهُوَ بَثْر، فَإِذا استَنَّت الفصالُ الصّحاحُ مَرَحاً نَزَت القَرْعَى نَزْوَها تشَبَّهُ بهَا، وَقد أضعَفَها القَرَعُ عَن النَّزَوَان. والسُّنَّةُ: ضَرْبٌ من تَمْرِ المَدِينة مَعْرُوفَة. أَبُو تُرَاب: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: السَّنَاسِن والشَّنَاشِنُ: العِظام، وَقَالَ الجَرَنْفَش: كيفَ تَرَى الْغَزْوَةَ أَبْقَتْ مِنّي شَنَاشِناً كَخَلَقِ المِجَنِّ أَبُو عُبيد عَن أبي عَمْرو: السَّنَاسِن: رؤُوس المَحال، واحِدُها سِنْسِن. قلت: ولحمُ سَنَاسِنِ البَعير من أطيَب اللُّحْمَان، لِأَنَّهَا تكون بَين شَطَّيِ السَّنام. ولحمُهَا يكون أشمط طيّباً. نس: قَالَ اللَّيْث: النَّسُّ: لُزُومُ المَضاءِ فِي كلّ أَمر، وَهُوَ سرعةُ الذّهاب لِوُرودِ الماءِ خاصَّةً، وأنْشَد: وبَلَدٍ يَمْسِي قَطَاهُ نُسَّسَا قلت: لم يُصِبْ الليثُ فِي شَيْء فِيمَا فسَّرَه، وَلَا فِيمَا احتجَّ بِهِ. أما النَّسُّ فَإِن شَمِراً قَالَ: سمعتُ ابنَ الأعرابيّ يَقُول: النَّسّ: السَّوْقُ الشَّديد، وأنشَد: وَقَدْ نَطَرْتُكُمْ إِينَاءَ صادِرَةٍ لِلْوِرْدِ طَالَ بهَا حَوْزِي وتَنْساسِي وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِي قَول العَجَّاج:

حَصْبَ الْغُواةِ العَوْمَجَ الْمَنْسُوسَا قَالَ: المنسوس: المَطْرود المَسُوق. والعَوْمَجُ: الحيَّةُ. وَقَالَ أَبُو عبيد: النَّسُّ: السَّوْقُ الشَّديد، وَأما قَوْله: وبَلَدٍ يُمْسِي قَطَاهُ نُسَّسَا فَإِن النُّسَّسَ هَا هُنَا لَيست من النَّسّ الَّذِي هُوَ بِمَعْنى السَّوْق، ولكنَّها القَطَا الَّتِي عَطِشَتْ كَأَنَّهَا يَبِسَتْ من شدّةِ الْعَطش. وَقد رَوَى أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي يُقَال: جاءَنا بِخُبْزٍ نَاسَ وناسَّةٍ. وَقد نَسَّى الشيءُ يَنِسّ ويَنُسُّ نَسَّاً، وَمِنْه قَوْله: وبَلَدٍ يُمَسِي قَطَاهُ نَسَّسَا فَجعل النُّسَّسَ بِمَعْنى البُبَّس عطشاً. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: النَّسِيسُ: الجُوع الشَّديد، والنَّسِيس: السّوْق وَمِنْه حَدِيث عمرَ أَنه كَانَ يَنُسّ أَصحابَه، أَي: يَمْشِي خَلْفَهم. وَقَالَ شَمِر: يُقَال: نَسَّ ونَسْنس مثلُ: نَشَّ ونَشْنَشَ، وَذَلِكَ إِذا سَاق وطَرد. أَبُو عُبَيد: النَّسِيس: بقيَّة النَّفْس، وأنْشَد: فَقَدْ أَوْدَى إِذا بَلَغَ النَّسِيسُ وَقَالَ اللَّيْث: النَّسِيسُ: غايةُ جَهد الْإِنْسَان، وأنْشَدَنَا: باقِي النَّسِيسِ مُشْرِفٌ كاللَّدْن وأخبرَني المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَنه أنْشَدَه: قطعتَها بِذَات نِسْنَاسٍ باقْ قَالَ: النَّسْنَاسُ: صَبْرُها وجَهْدُها. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: سَمِعت الْغَنَوِيَّ يَقُول: ناقةٌ ذاتُ نَسْنَاسٍ، أَي: ذاتُ سَيْرِ باقٍ. قَالَ: وَيُقَال: بَلَغَ من الرَّجُل نَسِيسُهُ: إِذا كَانَ يَمُوتُ وَقد أَشْرَف على ذَهَاب نِكِيسَتِهِ وَقد طُعِنَ فِي حَوْصِهِ مثلُه. عَمْرو عَن أَبِيه: جُوعٌ مُلَعْلَع ومُضَوِّر ونِسْناس ومُقَحِّز بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: النِّسناس بِكَسْر النُّون: الجُوعُ الشَّديد. والنِّسْناسُ: يَأْجُوجُ ومَأْجوج. حَدثنَا محمدُ بن إسحاقَ، قَالَ: حدَّثنا عليُّ بن سَهْل، قَالَ: حدَّثنا أَبُو نعيم، قَالَ: حدَّثنا سُفيانُ عَن ابْن جُرَيج، عَن ابْن أبي مُلَيكة، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: ذَهَب الناسُ وبقيَ النِّسناس. قيل: ومَا النِّسناس؟ قَالَ: الَّذين يُشبِهُون النَّاس وَلَيْسوا بِالنَّاسِ. وأخبَرَني الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن يعقوبَ الحَضْرَميّ عَن مهْدي بن مَيْمُون؛ عَن غَيْلانَ بن جرير، عَن مطْرف قَالَ: ذَهَب الناسُ وبقيَ النَّسناس، وأُناسٌ غُمِسوا فِي ماءِ النَّاس؛ فتح النُّون. ابْن السّكيت: قَالَ الكلابيّ: النَّسِيسة: الإيكالُ بَين النَّاس؛ يُقَال: أكلَ بيْن النَّاس: إِذا سَعَى بَينهم بالنّمائم، وَهِي

باب السين والفاء

النَّسائِس جمعُ نَسِيسة. أَبُو عُبَيد عَن الْكسَائي: نَسَسْت الشاةَ أُنسّها نَساً: إِذا زجرتَها فَقلت لَهَا: إسْ إسْ. وَقَالَ غَيره: أسَسْتُ. وَقَالَ ابْن شُميل: نَسَّسْتُ الصبيَّ تنسيساً، وَهُوَ أَن تَقول: إسْ إسْ ليَبول أَو يَخْرأَ. اللَّيْث: النَّسْنَسةُ فِي سُرعة الطّيَران؛ يُقَال: نَسْنَسَ ونَصْنَص. قَالَ: والنَّسِنْاس: خَلْقٌ على صُورة بني آدَم، أشبَهوهم فِي شَيْء وخالَفوهم فِي شَيْء، وَلَيْسوا من بني آدم. وَجَاء فِي حَدِيث: أَنّ حَيّاً من قوم عادٍ عَصَوْا رسولَهم فمسَخَهم الله نَسْناساً، لكل إِنْسَان مِنْهُم يدٌ ورِجْل مِن شِقَ وَاحِد يَنقُزون كَمَا ينقُز الطَّائِر، ويَرْعَوْن كَمَا تَرعَى الْبَهَائِم. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: النُّسُسُ: الأصولُ الرَّديئَة. وَفِي (النَّوَادِر) : ريحٌ نَسْنَاسَة وسَنْسانَة: بَارِدَة. وَقد نَسْنَسَتْ وسَنْسَنَتْ: إِذا هبَّتْ هُبُوباً بَارِدًا. وَيُقَال: نَسْنَاسٌ من دُخان، وسَنْسانٌ، يُرِيد دخانَ نَارا. انْتهى وَالله أعلم. (بَاب السّين والفَاء) (س ف) سف، فس: (مستعملان) . (سف) : قَالَ اللَّيْث: سَفِفْتُ السَّوِيقَ أسَفُّه سَفّاً: إِذا اقتمحته. قَالَ: واقتماح كلِّ شَيْء يَابِس: سَفٌّ. والسَّفوفُ: اسمُ مَا يُستَفّ. وأسفَفْتُ الجَرُحَ دَوَاء، وأسفَفْتُ الوَشْم نَئوراً. والسَّفّة من ذَلِك: القَمْحة. والسَّفَّة: فعلُ مَرَّةٍ وأَسْفَفْتُ الخُوص إسفافاً: إِذا نَسَجْتَ بعضَه فِي بعضٍ. وكلُّ شَيْء يُنسَج بالأصابع فَهُوَ الإسْفاف. وَقَالَ أَبُو زيد نَحوا ممّا قَالَه أَبُو عُبَيد: رمَلْتُ الحَصيرَ وأَرْمَلْتُه، وسفَفَتْه وأَسفَفْته: مَعْنَاهُ كلُّه نسجْتُه. وَيُقَال لتَصْدير الرَّحْل: سَفِيف؛ لأنّه مُعرَّض كسَفيف الخُوص. والسَّفِيفُ والسُّفّة: مَا سُفّ حَتَّى جُعِل مِقْدَارًا للزَّبيل وللجُلّة. وَفِي حَدِيث إِبْرَاهِيم: أنّه كَرِه أَن يوصلَ الشّعْر، وَقَالَ: لَا بَأْس بالسُّفّة: شَيْء من القَرامِل تضَعُه المرأةُ على رَأسهَا. ورُوِي عَن الشَّعبيّ أَن كَرِه أَن يُسِفَّ الرجلُ النَّظر إِلَى أمّه أَو ابنَتِه أَو أُخْتِه. وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: الإسفافُ: شِدَّة النّظر وحِدّتُه، وكلُّ شَيْء لَزِم شَيْئا ولَصِق فَهُوَ مُسِفّ. وَقَالَ عَبيد يصف سَحَاباً: دَانٍ مُسِفَ فُوَيْقَ الأرْض هَيْدَبُه يَكادُ يَدْفَعُه مَن قامَ بالرّاحِ ورُوِيَ عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ يُحِب مَعَالِيَ

الْأُمُور ويُبغِضُ سَفَسافها؛ أَرَادَ مَداقّ الْأُمُور ومَلائِمها؛ شُبِّهتْ بِمَا دَقَّ من سَفْساف التُّرَاب. وَقَالَ لَبيد: وَإِذا دفَنْتَ أَبَاك فاجع لْ فوقَه خَشَباً وطِينا لِيَقَين وَجْه المَرْءِ سَفْ افَ التُّرابِ وَمن يَقِينَا قَالَ اليزيديّ: أسففتُ الخُوصَ إسفافاً: قاربتُ بعضه من بعض، وكلُّه من الإلصاق والقُرْب، وَكَذَلِكَ فِي غير الْخُوص؛ وأَنشَد: بَرَداً أسفَّ لِثاتُهُ بالإثْمِدِ وأحسَنُ اللِّثات الحُمَّ. والطائر يُسِفّ: إِذا طَار على وَجْه الأَرْض. وَقَالَ اللَّيْث: السَّفْسفة: انتخال الدَّقيق بالمنخل. وَقَالَ رُؤبة: إِذا مَساحِيجُ الرِّياح السُّفَّنِ سَفْسَفْنَ فِي أَرْجاءِ خاوٍ مُزْمِن قَالَ: وسَفْسَافُ الشِّعر: رديئه. وَيُقَال للرَّجل اللَّئيم العطيّة: مُسَفْسفٌ. وَقَالَ شَمِر: السِّفَّ: الحَيّة، وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو عَمْرو فِيمَا رَوَى ثعلبٌ عَن عمرَ عَنهُ. وَقَالَ الْهُذلِيّ: جَميلَ المُحَيَّا ماجداً وابنَ ماجِدٍ وسُفّاً إِذا مَا صُرّحَ الموتُ أقرَعَا قَالَ اللَّيْث: السُّف: الحيّة الَّتِي تطير فِي الْهَوَاء، وأَنشَد: وَحَتَّى لَوَ انّ السُّفّ ذَا الرِّيشِ عَضّنِي لمَا ضَرّني مِن فِيهِ نَابٌ وَلَا ثَعْرُ قَالَ: الثَّعْرُ: السُّمّ. أَبُو عُبَيْد عَن أبي زيد: سَفِفْتُ المَاء أَسَفُّه سَفّاً، وسفته أَسْفُتُه سَفْتاً: إِذا أكثرتَ مِنْهُ وأنتَ فِي ذَلِك لَا تَرْوي. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: ريحٌ مُسفسِفة: تجْرِي فُوَيقَ الأَرْض، وأَنشَد: وسَفْسَفَتْ مُلاّحَ هَيْفٍ ذَابِلاَ أَي: طيّرتْه على وجْهِ الأَرْض. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: السَّفِيفُ من أَسْماء إِبْلِيس. فس: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الفَسِيس: الرّجلُ الضعيفُ العَقْل. قَالَ: وفَسْفَس الرجلُ: إِذا حَمُق حَماقةً محكَمة. وَقَالَ الفرّاء وَأَبُو عَمْرو: الفَسْفاسُ: الأَحمَق النِّهاية. وَقَالَ اللَّيْث: الفُسيْفِساء: ألوانٌ من الخَرَز يُؤلَّف بعضُه إِلَى بعض، ثمَّ يُركَّب بعضه إِلَى بعض ثمَّ يُركَّب حِيطان البُيوت من دَاخل كَأَنَّهُ نقشٌ مصوَّر. وأَنشَد: كصَوْتِ اليَرَاعَةِ فِي الفِسْفِسِ

باب السين والباء

قَالَ: يَعْنِي بَيْتاً مصوَّراً بالفُسَيْفساء عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الفُسفُس: الضَّعْفَى فِي أبدانهم. انْتهى وَالله أعلم. (بَاب السّين والبَاء) (س ب) سبّ، بس: (مستعملان) . سبّ: الحرّاني عَن ابْن السكّيت قَالَ: السَّبُّ: مصدَرُ سَبَبْتُه سَبّاً. والسِّبُّ: الخِمارُ. قَالَ: وسِبُّك: الّذي يُسابُّك وأَنشَد: لَا تَسُبَّنَّنِي فَلسْتَ بسبِّي إنّ سِبِّي من الرّجال الكَرِيمُ أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: السِّبُّ: الطِّبِّيجات. قلت: جعل السّبُ جمع السّبّة وَهِي الدُّبر. وَقَالَ الْفراء: السَّبّ القَطَع وأَنشَد: وَمَا كَانَ ذنبُ بني مالكٍ بأنْ سُبّ منهمْ غُلامٌ فسَبْ عرَاقيبَ كُومٍ طِوالِ الذُّرَى تخرُّ بَوائكُها للرُّكَبْ قَالَ: أَرَادَ بقوله: (سُبَّ) ، أَي: عُيِّر بالبُخْل فسَبَّ عَراقبَ إبلِه أَنَفةً ممّا عُيِّر بِهِ. والسَّيفُ يسمَّى سَبّابَ العَراقيبِ لأنّه يقطعُها. شمر عَن أبي عُبَيدة: السِّبُّ: الحَبْل، وَكَذَلِكَ السَّبُّ، وَقَالَ أَبُو ذُؤيب يصف مُشْتار الْعَسَل: تَدَلَّى عَلَيْهَا بَين سَبَ وخَيْطةٍ بحَرْداء مِثِل الوَكْف يَكْبو غُرابها أَرَادَ: أَنه تَدَلّى من رَأس جَبَل على خَلِيّة عَسَل ليشَتَارَها بحَبْل شده فِي وَتد أثبتَه فِي رَأس الْجَبَل، وَهِي الخَيْطة، وجمعُ السِّبّ سُبُوب، وأَنشَد: سَبَّ اللَّهِيفُ لَهَا السُّبوبَ بطَغْيةٍ تُنْبِي العُقابَ كَمَا يُلَطّ المِجْنَبُ أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرو: السُّبوبُ: الثِّياب الرِّقاق واحدُها سِبٌ، وَهِي السَّبائب، وَاحِدهَا سَبِيبة. وأَنشَد: ونَسَجتْ لوامعُ الحَرور سَبائباً كسَرِق الحَرِير وَقَالَ شمر: السَّبائب: مَتاعُ كَتّانٍ يُجاءُ بهَا من نَاحيَة النيلِ، وَهِي مَشْهُورَة بالكَرْخ عِنْد التّجار، وَمِنْهَا مَا يُعمَل بمصرَ فطُولُها ثَمَان فِي سِتَ. والسِّبُّ: العِمامة؛ وَمِنْه قولُ المخبَّل السَّعدِي: وأَشهَد من عَوْفٍ حُلُولاً كَثيرةً يَحجّونَ سِبَّ الزَّبْرِقانِ المُزْعَفرا وأخبَرَني المُنذرِيّ عَن الرِّياشي: السَّبيبُ: شَعَرُ الذَّنَب، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة هُوَ شعر الناصية وَأنْشد:

بِوافِي السَّبِيب طويلِ الذَّنَبَ وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الاَْسْبَابُ} (الْبَقَرَة: 166) ، قَالَ ابْن عبّاس: المَودّة. وَقَالَ مُجَاهِد: تَواصُلُهم فِي الدّنيا. وَقَالَ أَبُو زَيد فِيمَا أخبَرَ المنذريّ عَن ابْن اليزيدي عَنهُ الأسبابُ: المَنازِل. وَقيل: المودّة. وأَنشَد: وتَقطّعتْ أَسبابُها ورِمَامُها فِيهِ الْوَجْهَانِ مَعاً: المودّة والمنازل. قَالَ: وَقَوله تَعَالَى: {صَرْحاً لَّعَلِّى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَبْلُغُ} {الاَْسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَاهِ مُوسَى وَإِنِّى لاََظُنُّهُ كَاذِباً} (غَافِر: 36، 37) ، قَالَ: هِيَ أَبْوَابهَا، وَاحِدهَا سبَبٌ، وَأما قولُه: {فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَآءِ} (الْحَج: 15) ، فالسَبَب الحَبْل فِي هَذَا الْموضع. وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو عُبَيدة: السَّبَب: كل حَبْل حَدَرْته من فَوْق. وَقَالَ خَالِد بن جَنْبة: السَّبَب من الحِبال: القويُّ الطَّوِيل قَالَ: وَلَا يُدعَى الحبلُ سَبَباً حَتَّى يُصعَد بِهِ ويُنحَدَرَ بِهِ. وَقَول الشمّاخ: مُسبَّبة قُبَّ البطُونِ كَأَنَّهَا رِماحٌ نَحاها وجْهَة الرِّيحِ راكزُ يصِف حميرَ الوَحْش وسِمَنَها وجَوْدَتها، فَمن نَظَر إِلَيْهَا سَبَّها وَقَالَ لَهَا: قاتَلَها الله: مَا أجْوَدَها. أَبُو عُبَيْدة عَن الكسائيّ: عِشْنا بهَا سَبةً من الدَّهْر، وسَنْبة من الدَّهْر؛ كَقَوْلِك: بُرهةً وحِقبةً. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الدّهر سَبّاتٌ، أَي: أَحْوَال: حَال كَذَا وحالٌ كَذَا؛ يُقَال: أصابتْنا سَبّةٌ من بَرْدٍ فِي الشتَاء، وسَبّةٌ من صَحْو، وسَبّةٌ من حَرّ، وسَبّةٌ مِن رَوْح: إِذا دَامَ ذَلِك أيّاماً. اللَّيْث: السَّبّابة: الإصبَع الّتي تلِي الْإِبْهَام، وَهِي المُسَبِّحة عِنْد المُصَلِّين. والسُّبّة: العارُ. وكلّ شَيْء يُتوصّل بِهِ إِلَى شَيْء فَهُوَ سَبَب. وجعلتُ فلَانا سَبَباً إِلَى فلَان فِي حَاجَتي وَوَدَجاً، أَي: وُصْلَةً وذَرِيعةً. قلتُ: وتسبِيبُ مالِ الفَيْء أُخذ من هَذَا لأنَّ المسبَّب عَلَيْهِ المالُ جُعِل سَببا لوصُول المَاء إِلَى مَن وَجَب لَهُ من أهل الفَيْء. شمر عَن ابْن شُمَيْل: السَّبْسَب: الأَرْض القَفْرُ الْبَعِيدَة، مستويةً وغيرَ مستوِية، وغليظةً وغيرَ غَلِيظَة، لَا مَاء بهَا وَلَا أنيس. وَقَالَ أَبُو عُبيد: السَّباسِبُ والبَسابِسُ: القِفار، وَاحِدهَا سَبْسَب وبَسْبَس، وَمِنْه قيل للأباطيل التُّرّهاتُ: البَسابسُ. وَقَالَ أَبُو خَيْرة: السَّبْسَب: الأرضُ الشأسبة الجَدْبة. عَمْرو عَن أَبِيه: سَبْسَب: إِذا سَار سَيْراً

ليّناً. وسَبْسب: إِذا قَطَع رحِمَه. وسَبْسَب: إِذا شَتَم شَتْماً قبيحاً. بس: رُوِي عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (يَخرج قومٌ من الْمَدِينَة إِلَى اليَمَنِ وَالشَّام وَالْعراق يَبِسّون، والمدينةُ خيرٌ لَهُم لَو كَانُوا يعلمُونَ) . قَالَ أَبُو عُبَيد قَوْله: (يَبِسون) هُوَ أَنْ يُقَال فِي زَجْر الدَّابَّة إِذا سُقْتَ حِماراً أَو غَيره: بَسْ بَسْ، وبِسْ بِسْ، وأكثرُ مَا يُقَال بِالْفَتْح، وَهُوَ صوتُ الزَّجْر للسَّوْق، وَهُوَ من كَلَام أهل اليَمَن، وَفِيه لُغَتَانِ: بَسَّسْتُ وأَبْسَسْتُ، فَيُقَال على هَذَا يَبُسُّون ويُبِسُّون. وَقَالَ أَبُو زيد: أَبسَّ بالغنم: إِذا أشْلاها إِلَى المَاء. وأَبَسّ بِالْإِبِلِ عِنْد الحَلب: إِذا دَعَا الفصيلَ إِلَى أمِّه، أَو أَبَسَ بأُمِّه لَهُ. وَقَالَ أَبُو سعيد يَبِسُّون، أَي: يَسبحون فِي الأَرْض. وانْبَسَّ الرجل: إِذا ذهب. وبُسُّهُمْ عَنْك، أَي: اطردهم. ابْن السكّيت: أبسَسْتُ بالغَنِم إبْساساً، وَهُوَ إشْلاؤُك إيّاها إِلَى المَاء. وأبسَسْتُ بِالْإِبِلِ عِنْد الْحَلب، وَهُوَ صَوتُ الرّاعي يسكِّن بِهِ الناقَة عِنْد الْحَلب. وناقةٌ بَسُوسٌ: تَدِرّ عِنْد الإبساس. وبسبس بالناقة، وَأنْشد: لِعاشِرةٍ وهوَ قد خافَها فظَلَّ يُبَسْبِسُ أَو يَنْقُرُ الْعَاشِرَة: بَعْدَمَا سَارَتْ عشرَ لَيَال يُبَسْبِس، أَي: يُبسُّ بهَا يسكِّنها. وَمن أمثالهم: لَا أفعَلُ كَذَا مَا أَبَسَّ عبدٌ بناقةٍ. وَقَالَ اللّحياني: هُوَ طوَفانُه حَولها ليحلبها. قَالَ: وَيُقَال: أبَسَّ بالنعجة: إِذا دَعَاهَا للحلب. قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: لم أسمَع الإبساسَ إِلَّا فِي الْإِبِل. وَقَالَ الفرّاء فِي قَول الله جلّ وعزّ: { (رَجّاً وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً} (الْوَاقِعَة: 5) ، صَارَت كالدقيق، وَذَلِكَ قَوْله: {للهأَبْوَاباً وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً} (النبأ: 20) ، قَالَ: وسمعتُ الْعَرَب تُنشِد: لَا تَخبِزَا خَبْزاً وبُسَّا بَسَّاً قَالَ: والبَسِيسَةُ عِنْدهم: الدَّقِيق أَو السويق يُلتّ ويتخذ زاداً. وَقَالَ ابْن السّكيت: بَسْبَستُ السَّويق والدقيقَ أبُسُّه بَسّاً: إِذا بَلَلْتُهُ بِشَيْء من المَاء، وَهُوَ أشدُّ من اللَّتّ. قَالَ: وبَسَّ الرجلُ عقارِبَه: إِذا أرسَلَ تَمائمه. وَيُقَال: بَسستُ الإبِلَ أبُسُّها بَسّاً: إِذا سُقْتَها سَوْقاً لطيفاً. وَقيل فِي قَوْله: لَا تَخْبِزا خَبْزاً وبَسَّابَسَّا البَسُّ: السَّوْق اللّطيف. والخَبْز: السَّوْق الشَّديد بالضّرْب. وَقيل: البَسُّ: بَلّ الدَّقِيق، ثمَّ يَأْكُلهُ. والخَبْز: أَن يخبز المَلِيل، والإبْساس بالشفتين دون اللِّسَان والنقر بِاللِّسَانِ دون الشّفتين. والجمَل لَا يُبسّ إِذا استصعب، وَلَكِن يُشْلَى باسمه

وَاسم أمّه فيسكن. وَقيل: الإِبْساس: أَن يَمسح ضرع النَّاقة يُسكِّنها لتَدِرّ، وَكَذَلِكَ يَبُسُّ الرِّيح بالسحابة. وَقَالَ أَبُو عُبَيدة: بُست الجبالُ، أَي: إِذا صَارَت تُراباً. والبَسيسةُ: خُبزٌ يجفَّف ويُدَقّ فيُشرب كالسَّوِيق. وَقَالَ الزَّجاج: بُست الْجبَال: لُتّت وخُلِطَت. وبُست أَيْضا سِيقت، وَأنْشد: وانْبسّ حَيّاتُ الكَثيبِ الأهْيلِ وَقَالَ اللّحياني: انبَسّت الحيّات انبساساً: إِذا جَرت على الأَرْض. وانبسّ الرجُل: إِذا ذَهَب. وَيُقَال: بُسَّهم عَنْك، أَي: اطردهم. وقولُه: بُست الْجبال، أَي: سُوّيت. وَقيل: فُتِّتَتْ. عَمْرو عَن أَبِيه: بَسَّ الشَّيْء: إِذا فَتَّتَه. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: البُسبُس: الرُّعاةُ. والبسُسُ: النُّوق الإنسية. والبسس: الأسْوِقة المَلْتوية. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي وَأبي زَيد: البسيسة: كلُّ شَيْء خلطتَه بِغَيْرِهِ، مِثلُ السويق بالأقِط ثمَّ تَبُلُّه بالرُّبّ أَو مثل السّعير بالنّوى لِلْإِبِلِ، يُقَال: بَسستُه أَبُسُّه بَسّاً. وَمن أَمْثَال الْعَرَب السائرة: هُوَ أَشْأَمُ من البسوس، وَهِي ناقةٌ كَانَت تَدِرّ على البسيس بهَا. وَلذَلِك سُمِّيت بَسوساً أَصَابَهَا رجلٌ من الْعَرَب بسَهْم فِي ضَرْعها فقَتَلها، فهاجت الحربُ بِسَبَبِهَا بَين حَيّي بكرٍ وتَغْلِبَ سِنِين كَثِيرَة؛ فَصَارَت البسوسُ مَثَلاً فِي الشؤم. وَفِي البسوس قولٌ آخَر: رُوِي عَن ابْن عبّاس وَهُوَ أشبَه بالحقِّ. حدّثنا مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن المَخْزُومِي عَن سُفْيانَ بن عُيَينة عَن أبي سَعد الأعوَر، عَن عكرِمَة عَن ابْن عبّاس فِي قَول الله جلَّ وعزَّ: {الَّذِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ءاتَيْنَاهُءَايَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا} (الْأَعْرَاف: 175) الْآيَة. قَالَ: هُوَ رجُلٌ أُعْطِيَ ثلاثَ دَعَوَاتٍ يُستجاب لَهُ فِيهَا، وَكَانَت لَهُ امرأةٌ يُقالُ لَهَا البَسُوس، وَكَانَ لَهُ مِنْهَا ولد، وَكَانَت لَهُ محِبَّة، فَقَالَت: اجعلْ لي مِنْهَا دَعْوَة وَاحِدَة قَالَ: فلكِ وَاحِدَة، فَمَاذَا تأمرين؟ قَالَت: ادْعُ اللَّهَ أَن يَجْعَلنِي أجمل امْرَأَة فِي بني إِسْرَائِيل، فَلَمَّا علمتْ أنَّهُ لَيْسَ فيهم مثلُها رَغِبَتْ عَنهُ، وأرادت شَيْئا آخَر، فَدَعَا اللَّهَ عَلَيْهَا أَن يَجْعَلَها كَلْبَة نبّاحة، فَذهب فِيهَا دعوتان، وَجَاء بَنُوها فَقَالُوا: لَيْسَ لنا على هَذَا قَرَار، قد صَارَت أُمُّنا كلبةً تُعَيِّرنا بهَا النَّاس، فادعُ الله أَن يردَّها إِلَى الْحَالة الَّتِي كَانَت عَلَيْهَا، فَدَعَا الله، فَعَادَت كَمَا كَانَت، فَذَهَبت الدّعوات الثَّلَاث فِي البَسُوس، وَبهَا يُضرَب المَثَلُ فِي الشؤم فَيُقَال: أشأَمُ من البَسوس. وَقَالَ اللَّيْث: البَسْبَاسةُ: بقلة. قلت: وَهِي

باب السين والميم

معدودَةٌ عِنْد الْعَرَب. قَالَ: والبَسيْس: شجرٌ يتَّخذ مِنْهُ الرِّحال. اللّحياني: بَسَّ فلَان فِي مَاله بَسةً، ووُزِم وَزْمةً: إِذا ذهب شيءٌ من مَاله. قلت: الَّذِي قَالَه اللَّيْث فِي البسْبَس إنّه شجر لَا أعرفهُ، وأَراه أَرادَ السيْسَب. وَقد رَوَى سلَمة عَن الفرّاء أَنه قَالَ: السَّيْسبان: اسمُ شجر وَهُوَ السيسبَى، يذكَّر ويؤنَّث، يُؤْتى بِهِ من بِلَاد الْهِنْد، وَرُبمَا قَالُوا السيْسبُ، قَالَ طلق بن عَديّ: وعُنْق مِثل عَمُود السيْسبِ وَقَالَ آخر فِيمَن أنّث: كَهَزِّ نَشْوانِ قَضِيبَ السّيْسَبى ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: البابوس: ولدُ النَّاقة. قَالَ: والبابوس: الصبيُّ الرَّضيع فِي مَهْده، وَمِنْه خبرُ جُريج الرّاهب حِين استنطق الرضيعَ فِي مَهْده فَقَالَ لَهُ: يَا بابوس، من أَبوك؟ فَقَالَ: فلانٌ الرَّاعِي. وَقد ذكر ابْن أَحْمَر الباسوس فِي شعرِه فَقَالَ: حنّت قَلُوصي إِلَى بابوسها جَزَعا فَمَا حنينُكِ أم أنتِ والذِّكَرُ انْتهى وَالله أعلم بذلك. (بَاب السّين وَالْمِيم) س م سم، مس: (مستعملان) . سم: قَالَ الله جلّ وعزّ: {حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِى سَمِّ الْخِيَاطِ} (الْأَعْرَاف: 40) ، أخبَرَنا المنذريّ عَن ابْن فهم، عَن مُحَمَّد بن سَلام، عَن يُونُس، قَالَ: أهل الْعَالِيَة يَقُولُونَ: السُّمّ والشُّهد، يرفعون. وتميمٌ تفتح السّم والشَّهد قَالَ: وسمعتُ أَبَا الْهَيْثَم يَقُول هما لُغَتَانِ: سم وسُمّ، لخرْق الإبرة. والسَّمّ: سَمُّ الحيّة. وَقَالَ اللَّيْث: السمُّ الْقَاتِل جمعه سمام. قَالَ: والسمانِ: عرقان فِي خيْشوم الْفرس. قَالَ: والسامّة والجميعُ سوامّ: عُروق فِي خَيْشومه. وسامُّ أبرصَ، من كبار الوَزَغِ. قَالَ: وسامّاً أبرص وسوامُّ أبرص. أَبُو عُبيد عَن اليزيديّ: السامّةُ الخاصةُ، وأنشدنا: وَهُوَ الَّذِي أَنعَم نُعمتي عمّتِ على العِبادِ رَبُّنا وسَمَّتِ قَالَ: وَقَالَ الأمويّ: أهلُ المسمّة: الخاصةُ والأقارب. وَأهل المنحاة: الَّذين لَيْسُوا بالأقارب. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: المسمّة الْخَاصَّة والمعمّة الْعَامَّة. وَقَالَ اللَّيْث: السامة: الْمَوْت. قلتُ: الْمَعْرُوف فِي هَذَا الْحَرْف تخفيفُ الْمِيم، وَالتَّشْدِيد فِيهِ خطأ عِنْد البصريِّين والكوفيين، وَأما السامّة بتَشْديد الْمِيم فَهِيَ

ذَوَات السم من الْهَوَام، وَمِنْه حَدِيث ابْن عَبَّاس: (اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بك من كلِّ شيطانٍ وَهَامة، وَمن شَرّ كلِّ عينٍ لَامة، وَمن شرِّ كل سامة) . قَالَ شمر: مَا لَا يقتلُ ويسمُّ فَهُوَ السَّوام بتَشْديد الْمِيم؛ لِأَنَّهَا تَسم، وَلَا تَبلُغ أَن تقتُل مثل الزُّنبور والعَقْرب وأشباهها. وَقَالَ اللَّيْث: السُّموم: الوَدَع وأشباهُه يسْتَخْرج من الْبَحْر يُنظم للزِّينَة، وَاحِدهَا سَمٌّ وسُمّة، وَأنْشد: على مُصلَخمَ مَا يكَاد جَسيمُه يَمُدُّ بعطفَيْه الوضينَ المسمَّما أَرَادَ وَضِيناً مزيَّناً بالسُّموم. قَالَ: السمامة: والجميع السَّمامُ ضربٌ من الطّير دون القَطَا فِي الْخِلْقَة. ثَعْلَب: عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال لتزاويق وَجْه السقْف سَمَّان. وَقَالَ غَيره: سمُّ الوَضِين: عُرْوتُه، وكل خَرْق سَمٌّ. والتَّسميمُ: أَن يتَّخذ للوَضِين عُرًى، وَقَالَ حُميد بن ثَور: على كل نابي المحْزَمَيْن نَرَى لَهُ شَراسيفَ تَغتالُ الوَضِين المسمَّما أَي: الَّذِي لَهُ ثَلَاث عُرًى، وَهِي سُمومه. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: السَّمُوم بِالنَّهَارِ وَقد تكون باللَّيل، والحرور باللّيل. وَقد يكون بِالنَّهَارِ. والعجّاج جعل الحرور بِالنَّهَارِ فَقَالَ: ونسجت لوافح الحَرور يرقْرَقَان آلها الْمَسْجُور شبائباً كسرَقِ الحَرير وَقَالَ اللحياني: السَّمَان: الأَصباغ الَّتِي تزَوَّق بهَا السُّقوف، وَلم أسمعْ لَهَا بِوَاحِدَة. قَالَ: وَيُقَال للجُمّارة: سِمة القُلْب. وَيُقَال: أصبتُ سمَّ حاجتِك، أَي: وَجههَا. وسَمَمت الشيءَ أسُمُّه سَمّاً، أَي: شدَدْتُه. أَبُو عُبَيد عَن أبي عُبَيدة: السَّموم بِالنَّهَارِ، وَقد تكون باللّيل. والحرور بالنَّهار وَقد تكون باللّيل. وأخْبَرني المنذريّ عَن الحرّاني عَن ابْن السكّيت: يُقَال: سمّ اليومُ: إِذا هَبَّ فِيهِ السّموم. وَقَالَ الْفراء: وَيُقَال: يومٌ مَسْموم وإناء مَسْمُوم من سُمّ، وَلَا يُقَال: سُمّ. قَالَ يَعْقُوب: والسَّموم والحَرور أنثيان، وَإِنَّمَا ذكّرت فِي الشّعْر. قَالَ الرّاجز: الْيَوْم يومٌ بارِدٌ سَمُومُه مَن جَزِعَ اليَومَ فَلَا تَلُومُه وسمعتُ العَرَب تُنشِد: اليومُ يومٌ بكَرَتْ سَمُومُهُ قَالَ شمر: قَالَ ابْن الأعرابيّ: سَموم بيّن السّم، وحَرُور بيّن الحَرّ. وَقد سُمّت لَيلتُنا وأسمّت. وَيُقَال: كَانَ يومُنا سَموماً،

وليلةٌ سَموم ذاتُ سَموم. وَقَالَ اللَّيْث: نَبَات مَسمومٌ: أصابتْه السَّموم. وسَامَة كل شَيْء وسمامة كل شَيْء سَماوَته: شخصُه. أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرو: سممتُ الشيءَ أسمّه: أَصلحتُه. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: سممتُه: شدَدْتُه، ومثلُه رَتَوْته. وسَمَمْتُ بَين القومِ: أصلحت. قَالَ الكُمَيت: وتنأَى قُعورُهم فِي الْأُمُور عمّنْ يَسُمُّ ومَنْ يَسْمُل الأصمعيّ والفرّاء وَأَبُو عَمْرو: سَمامُه الرّجل وكلِّ شَيْء: شخصه، وَكَذَلِكَ سَماوَته، وَقيل: سَماوَته أَعْلاَه. أَبُو عُبَيد عَن الفرّاء: مَا لَه سَمٌّ وَلَا حَمّ غيرُك، وَلَا سمٌّ مَعًا، أَي: مَا لَه هَمٌّ غيرُك. وسمُومُ السَّيف: حُزورٌ فِيهِ يعلَّم بهَا، وَقَالَ الشَّاعِر يمدَحَ الْخَوَارِج: لِطافٌ برَاهَا الصَّوْمُ حتّى كأنّها سُيُوفُ يَمانٍ أخْلَصَتْهَا سُمومُها يَقول: بَيَّنَت هَذِه السُّموم عَن هَذِه السّيوف أَنَّهَا عُتُق. قَالَ: وسُموم العُتُق غيرُ سُموم الحُدْث. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدة: فِي وجهِ الفَرَس سُموم واحدُها سَمّ، وَهُوَ مَا دَقّ من صَلاَبَة العَظَم من جانِبيْ قصَبَة أنْفِه إِلَى نواهِقه. قَالَ: وتستَحبُّ عُرْيُ سمُّونِ، ويُستَدَلّ بِهِ على العِتْق، وَقَالَ حميد: طِرْفٌ أسِيل معقد البِرَيمِ عارٍ لطيفِ موضعِ السُّموم قَالَ: وَمن دوائر الفَرَس: دَائِرَة السّمامة، وَهِي الَّتِي تكون وسَطَ العُنُق فِي عرضهَا، وَهِي تُستحَبّ. قَالَ: وسُموم الفَرَس أَيْضا: كلُّ عظْم فِيهِ مُخّ. قَالَ: والسُّموم أَيْضا: فُروجُ الفَرَس وَاحِدهَا سمّ. قَالَ: وفُروجه: عَيناهُ وأُذُناه ومَنخراه. وأَنشَد: فنَفَّستُ عَن سمَّيه حتّى تَنَفسا أَرَادَ عَن مَنخَريه. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: السَّمسامُ: والسُّمْسُماني: الخفيفُ السريعُ. قَالَ: والسمسامة: الْمَرْأَة الْخَفِيفَة اللطيفة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: السمسَم: الثَّعْلَب. وَأنْشد: فارَقَني ذَأْلاَنَهُ وسَمْسَمُهْ وسَمْسَم: اسمُ مَوضِع. وَقَالَ ابْن السكّيت: وَهِي رمْلةٌ مَعْرُوفَة؛ وأَنشد قولَ البَعيث: مُدامِنُ جَوْعاتٍ كأنَّ عُرُوقَه مَسارِبُ حَيّاتٍ تَسَرَّبْنَ سَمْسَمَا قَالَ: وَرَوَاهُ عُمارةُ: (تَشَرّبْن سَمْسَمَا) يَعْنِي: شرِبْن السم. وَمن رَوَاهُ: (تَشَرّبن) جَعَل سَمسَماً رَملَة. ومسَارِبُ الْحَيَاة:

آثارها فِي السَّهل إِذا مرّت تَسرَّبُ تَجيءُ وتَذهب، شَبَّه عُروقَه بمَجارِي حَيَّاتٍ، لِأَنَّهَا ملتوية. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال لدُوَيْبّةٍ على خِلْقَة الأَكلَة حمراءَ هِيَ السِّمْسِمة. قلت: وَقد رأيتُها فِي الْبَادِيَة، وَهِي تَلسَع فتؤلِمُ إِذا لَسَعَتْ. وَقَالَ أَبُو خَيْرة: هِيَ السَّماسم، وَهِي هَناتٌ تكون بالبَصْرة يَعْضُضْن عَضّاً شَدِيدا، لهنّ رُؤوسٌ فِيهَا طول إِلَى الحُمرة ألوانُها. وَقَالَ اللحياني: يُقَال فِي مَثَلٍ إِذا سُئل الرجل مَا لَا يَجِد وَمَا لَا يكون: كَلَّفْتَنِي سَلاَ جَمَلٍ، وكلَّفْتَني بَعْضَ الأنُوق، وكلَّفْتَني بَيْض السِّمَاسم. قَالَ: وَهِي طَيرٌ مِثلُ الخَطاطِيف وَلَا يُقدَر لَهَا على بَيْض. قَالَ: والسُّمّةُ: شِبْه سُفْرة عَظِيمَة تُسَفُّ من الخُوص وتُبْسَط تحتَ النَّخْلَة إِذا صُرِمت ليسقُط مَا تَناثَر من الرُّطَب والتَّمْر عَلَيْهَا، وجمعُها سُمَم. قَالَ: وسُمّة الْمَرْأَة: صدغُها وَمَا اتَّصل بِهِ مِنْ رَكَبِها وشَفْرَيْها. قَالَ الْأَصْمَعِي: سُمّة المرأةِ: ثَقْبة فَرجِها. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: سَمسَم الرجلُ: إِذا مَشَى مَشْياً رَقِيقا. ومسْمَس: إِذا تخبط. عَمْرو عَن أَبِيه: يُقَال لِجُمّار النَّخْلَة: سُمّة، وَجَمعهَا سُمَم، وَهِي اليَفَقَةُ: ومَسامُّ الْإِنْسَان: تخلخُل بشَرَته وَجلده الَّتِي يَبرُز عرقُه وبُخارُ باطِنه مِنْهَا، سُمّيتْ مَسامَّ لأنّ فِيهَا خُروقاً خفيّةً وَهِي السُّموم. مس: قَالَ الله جلّ وعزّ: {الَّذِى يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} (الْبَقَرَة: 275) . قَالَ الْفراء: المَسُّ: الجنُونُ. وَالْعرب تَقول: رجل مَمْسوسٌ. عَمْرو عَن أَبِيه: المَأسُوس والمَمْسوس والمُدَلّس كُله الْمَجْنُون. والمَسُّ: مَسّك الشيءَ بِيَدَك. قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ} (الْبَقَرَة: 237) ، وقرىء: (تُماسُّوهُنّ) . قَالَ أَحْمد بن يحيى: اخْتَار بَعضهم (مَا لم تَمَسُّوهن) وَقَالَ: لأنّا وجَدْنَا هَذَا الحرفَ فِي غير مَوضِع من الْكتاب بِغَيْر ألف {وَلَمْ يَمْسَسْنِى بَشَرٌ} (آل عمرَان: 47) ، فكلُّ شَيْء من هَذَا الْبَاب فَهُوَ فِعل الرجل فِي بَاب الغِشْيان. قَالَ: وأخبَرَنا سَلَمة عَن الفرّاء أَنه قَالَ: إِنَّه لَحَسَن المَسِّ فِي مَاله، يُريد أَنه حَسَن الْأَثر والمَسّ يكون فِي الْخَيْر وَالشَّر: والمَسَّ والمَسِيس: جِماع الرجلِ الْمَرْأَة. وأُخبرتُ عَن شمر أَنه قَالَ: سُئِلَ أعرابيٌّ عَن رَكِيّةٍ، فَقَالَ: مَاؤُهَا الشّفاء المَسُوس.

قَالَ: والمَسُوس: الَّذِي يمَسُّ الغُلّة فيَشفيها، وَأنْشد: لَو كنتَ مَاء كنتَ لَا عَذْباً يُذَاق وَلَا مَسُوسَا وَقَالَ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: المَسُوس: كلُّ مَا شَفَى الغَليل، لِأَنَّهُ مَسَّ الغُلّة، وأَنشَد: يَا حَبّذا رِيقتُكِ المَسُوسُ وأَنْتِ خَوْدٌ بادنٌ شَمُوسُ اللَّيْث: الرَّحِمُ الماسّة والمسّاسة: الْقَرِيبَة وَقد مَسّتْه مواسُّ الخَبَل. عَمْرو عَن أَبِيه: الأسْنُ: لُعْبَةٌ لَهُم يسمُّونها المَسّة والضّبَطة. وَقَالَ الزّجاج فِي قَول الله عز وَجل: {فَإِنَّ لَكَ فِى الْحَيَواةِ أَن تَقُولَ لاَ مِسَاسَ} (طه: 97) ، قرىء: (مِسَاسِ) بِفَتْح السِّين مَنْصُوبًا على التّبرئة. قَالَ: وَيجوز (لاَ مَسَاسِ) مبنيٌّ على الْكسر، وَهُوَ نفي قَوْلك: مَساسِ مَساسِ، فَهُوَ نفي ذَلِك، وبُنِيَتْ (مَساسِ) على الْكسر وأصلُها الفَتْح لمَكَان الْألف، فاختير الكسرُ لالتقاء الساكنين. وَقَالَ اللَّيْث: (لَا مَساس) : أَي: لَا مُماسّة، أَي: لَا يَمَسُّ بعضُنا بَعْضًا. قَالَ: والمَسْمسَةُ: اختلاطُ الأمْرِ واشتباهُه. قَالَ رُؤْبة: إِن كنتَ من أمرِك فِي مَسْماسِ فاسْطُ عَلَى أُمِّك سَطْوَ الماسِ قَالَ: خفّف سينَ الماس كَمَا يخفّفونها فِي قَوْلهم: مَسْتُ الشيءُ، أَي: مسَسْتُه. قلت: هَذَا غَلَط، الماسي هُوَ الَّذِي يُدخِل يَده فِي حَيَاء الْأُنْثَى لاستخراج الْجَنِين إِذا نَشِب يُقَال: مَسَيْتها أَمْسيها مَسْياً، رَوَى ذَلِك أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي، وَلَيْسَ المَسْيُ من المَسِّ فِي شَيْء، وَأما قولُ ابْن مَغْراء: مَسْنا السَّماءَ فنِلْناهَا وطَالْهُمْ حَتَّى يَرَوْا أُحُداً يَمشي وثَهْلاَنَا فَإِنَّهُ حَذَف إِحْدَى السينين من مَسسنا استثقالاً للْجمع بَينهمَا، كَمَا قَالَ الله جلَّ وعزَّ: {حُطَاماً فَظَلْتُمْ} (الْوَاقِعَة: 65) وَالْأَصْل: فظللتم. وَقَالَ ابْن السّكيت: مَسِسْتُ الشيءَ أمَسُّه مسّاً، وَهِي اللُّغَة الفصيحة. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدة: مَسَسْتُ الشَّيْء أمَسُّه أَيْضا. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الساسَمُ: شجرةٌ يُسوَّمنها الشِّيزَى، وأَنشَد قولَ ضَمرَة: ناهَبْتُها القومَ على صُنْتُعٍ أجرَد كالقِدْحِ من السَّاسَمِ عَمْرو عَن أَبِيه: الطَّرِيدةُ لُعبةٌ: تسَمّيها العامّةُ: المَسّة والضَّبَطة، فَإِذا وقعتْ يدُ اللاعب من الرَّجُل على بدَنِه رأسِه أَو

كَتِفه فَهِيَ المَسَّةُ، وَإِذا وَقعت على رِجله فَهِيَ الأَسْنُ. وَقَالَ ابْن أَحْمَر: تَطايح الطّلُّ عَن أسدانها صُعُداً كَمَا تَطايح عَن ماموسة الشَّرَرُ أَرَادَ بماموسة: النَّار، جعلهَا معرفَة غير منصرفة. وَرَوَاهُ بَعضهم: عَن مأنوسة الشرر. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المأنوسة: النَّار. وَالله أعلم.

باب السين والزاي مهمل

كتاب الثلاثي الصَّحِيح من حرف السِّين (بَاب السِّين وَالزَّاي: مهمل) (أَبْوَاب السّين والطاء) س ط د س ط ت س ط ظ س ط ذ س ط ث. مهملات. س ط ر سطر، سرط، طرس، وسط، رطس. أمّا رَسَط ورَطَس: فَإِن ابْن المظفَّر أهمَلهما. رسط: وأهلُ الشَّام يسمُّون الخمرَ: الرَّساطون، وسائرُ الْعَرَب لَا يعرفونه. وأراها روميّة دخلتْ فِي كَلَام مَن جاوَرَهم من أهلِ الشَّام. وَمِنْهُم من يقلب السِّين شَيْئا، فَيَقُول: الرشاطون. رطس: قَالَ ابْن دُرَيد: الرَّطَسُ: الضَّرْبُ بَبَطْن الكفّ، يُقَال: رطسَه رَطْساً، قلت: وَلَا أحفظ الرّطس لغيره. طرس: قَالَ شمر فِيمَا قرأتُ بخطّه: يُقَال للصَّحيفة إِذا مُحيتْ: طِلْسٌ وطِرْس. وَقَالَ اللَّيْث: الطِّرْسُ: الكتابُ الممحُو الّذي يُسْتَطَاع أنْ تُعاد عَلَيْهِ الْكِتَابَة؛ وفِعلُك بِهِ التَّطْريس. وَقَالَ شَمِر: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المتطَرِّس والمُتَنَطِّس: المتنوِّقُ الْمُخْتَار. وَقَالَ المَرّار الفَقْعَسيّ يصف جَارِيَة: بيضاءُ مُطعَمةُ المَلاحةِ مِثلُها لَهْوُ الجَلِيس وَنيقَةُ المتطرِّسِ سطر: الحّراني عَن ابْن السكّيت: يُقَال: سَطْر وسَطَر؛ فَمن قَالَ سَطْر فَجَمعه الْقَلِيل أَسطُر، وَالْكثير سُطُور. وَمن قَالَ: سَطَر جمَعَه أسطاراً. قَالَ جرير: من شاءَ بايَعْتُه مالِي وخُلْعَتَه مَا تكمُل التِّيم فِي ديوانهمْ سَطَرَا وَقَالَ اللّيث: يُقَال: سَطَرٌ من كُتُب، وسَطْرٌ من شجر مغروس وَنَحْو ذَلِك، وَأنْشد: إِنِّي وأَسطارٍ سُطِرنَ سَطْرا لقَائلٌ يَا نَصْرُ نَصْراً نَصْرَا وَقَالَ الزّجّاج فِي قَوْله تَعَالَى: {وَقَالُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَسَاطِيرُ الاَْوَّلِينَ} (الْفرْقَان: 5) ، خَبَرٌ لابتداءٍ محذوفٌ، الْمَعْنى: وَقَالُوا الّذي جَاءَ بِهِ أساطيرُ الأوّلين، مَعْنَاهُ: مَا سَطَّره

الأوّلون. قَالَ: وواحدُ الأَساطير أُسْطُورة، كَمَا قَالُوا أُحْدُوثَة وأحَادِيث. وَقَالَ اللّحياني: وَاحِد الأساطير أسطُور وأسْطُورة، وأسْطِير. قَالَ: وَيُقَال: سَطْر ويُجمع إِلَى العَشَرة أَسْطاراً، ثمَّ أساطيرُ جمعُ الجَمْع. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: سَطَّر فلانٌ علينا تَسْطيراً: إِذا جَاءَ بِأَحَادِيث تُشبِه الباطلَ، يُقَال: هُوَ يسطِّر مَا لَا أصْلَ لَهُ، أَي: يؤلِّف. وسَطَر يَسْطُر: إِذا كَتَب؛ قَالَ الله جلّ وعزّ: {مَّعِينٍ} {ن صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - وَالْقَلَمِ وَمَا} (الْقَلَم: 1) ، أَي: وَمَا يَكْتُب الْمَلَائِكَة. وَقَالَ أَبُو سَعِيد الضَّرير: سمعتُ أَعْرَابِيًا فصيحاً يَقُول: أسَطَرَ فلانٌ اسمِي، أَي: تجاوَزَ السَّطر الّذي فِيهِ اسْمِي، فَإِذا كَتَبه قيل: سَطَره. وَيُقَال: سَطَر فلانٌ فلَانا بالسَّيف سَطَراً: إِذا قَطَعَهُ بِهِ، كأنّه سَطْرٌ مَسْطور. وَمِنْه قيل لسيف القَصّاب ساطُور. سَلَمة عَن الْفراء: يُقَال للقصّاب ساطِرٌ وسَطّار، وشصّاب ومُشَقِّص ولَحّام وجَزّار وقُدار. وَقَالَ ابْن بُزُرْج: يَقُولُونَ للرّجل إِذا أَخطأَ فكنَوْا عَن خطئه: أسطَرَ فلانٌ اليومَ، وَهُوَ الإسْطار بمعنَى الإخطاء. وَقَالَ ابْن دُرَيد: السَّطْرُ: العَتُودُ من الغَنَم. قَالَ الفرّاء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {يُوقِنُونَ أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ} (الطّور: 37) ، قَالَ: المصَيْطرون كتَابَتهَا بالصَّاد، وقراءتُها بالسّين وبالصاد. ومثلُه قَوْله: {مُذَكِّرٌ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُسَيْطِرٍ} (الغاشية: 22) ، ومثلُه: {بَسْطَةً} (الْبَقَرَة: 247) و (بَصْطة) كُتب بَعْضهَا بالصَّاد وَبَعضهَا بِالسِّين، وَالْقِرَاءَة بالسِّين. وَقَالَ الزّجّاج: المسيطِرون: الأرباب المسلطون؛ يُقَال: قد تَسيطَر علينا وتصيطر بِالسِّين وَالصَّاد، وَالْأَصْل السّين، وكلّ سين بعدَها طاءٌ يجوز أَن تُقلبَ صاداً، نقُول: سَطْر وصَطَر، وسَطَا عَلَيْهِ، وصَطَا. وَقَالَ اللّيث: السَّيطَرة مَصْدَرُ المُسيطِر، وَهُوَ كالرّقيب الحافظِ المتعهّدِ للشَّيْء، تَقول: قد سَيْطَر علينا، قَالَ: وَتقول: سُوطِر يُسيْطِر فِي مَجْهُول فعلِه، وَإِنَّمَا صَارَت سُوطِرَ وَلم تقل سُيْطِر لِأَن الياءَ سَاكِنة لَا تثبت بعد ضَمّة، كَمَا أَنَّك تَقول: من آيَسْتُ: أويس يُؤيْس. وَمن الْيَقِين: أوقِنَ يوقَن، فَإِذا جَاءَت يَاء سَاكِنة بعد ضمّة لم تثبت، ولكنّها يَجْترّها مَا قَبلَها فيصيِّرها واواً فِي حالٍ؛ مثل قَوْلك: أعْيَشُ بيّنُ العِيشَة، وأبيَض وجمعُه بِيض، وَهِي فُعْلَة وفُعْل، فاجترّت الياءُ مَا قبلَها فكسَرتْه. وَقَالُوا: أكيَسُ كُوسَى وأَطيَبُ طُوبى، وإنّما توخُوْا فِي ذَلِك

أوْضَحَه وأحْسَنه، وأيَّاً مَا فعلوا فَهُوَ الْقيَاس، وَلذَلِك يَقُول بَعضهم فِي {إِذاً قِسْمَةٌ} (النَّجْم: 22) ، إِنَّمَا هِيَ فُعلَى وَلَو قيل: بُنِيتْ على فِعلَى لم يكن خطأ. أَلا ترى أنّ بَعضهم يهمزها على كسرتها. فاستَقْبَحوا أَن يَقُولُوا: سِيطِرَ لِكَثْرَة الكَسَرات. فَلَمَّا تراوحَتِ الضمّة والكسرة كَانَت الْوَاو أحسن. وأمّا يُسَيطَر فلمّا ذهبت مِنْهُ مَدّة السِّين رجعت الياءُ. قلتُ: سَيْطَرَ: يُسَيْطِر. جَاءَ على فَيْعل فَهُوَ مُسَيْطر، وَلم يُستعمَل مجهولُ فِعلِه. ويُنتهَى فِي كَلَام الْعَرَب إِلَى مَا انتهَوْا إِلَيْهِ. وَقَول اللّيث: لَو قيل: بُنِيْت {قِسْمَةٌ} (النَّجْم: 22) على فِعْلى لم يكن خطأ وَهُوَ عِنْد النحويِّين خطأ أَن فِعلى جَاءَت اسْما. وَلم تَجِيء صِفةً. و (ضيزى) هِيَ عِنْدهم فُعلَى. وكُسِرت الضّاد من أَجل الْيَاء الساكنة. وَهِي من ضِزْته حقَّه أَضِيزُه: إِذا نقصْته. وَقد مرّ تفسيرُه فِي كتاب الضَّاد. وأمّا قَول أبي دُوَاد الإياديّ: وأَرَى الموتَ قد تَدَلَّى من الحَضْ ر على رَبِّ أهلِهِ السّاطِرُونِ فَإِن السّاطرون اسمُ مَلِك من مُلوك العَجَم كَانَ يَسكُن الحَضر. وَهِي مدينةٌ بَين دِجْلة والفُرات. غَزاهُ سابُورُ ذُو الأكتاف وأَخَذَه وقتلَه وقولَ عديّ بن زيد: كأنّ رِيقَه شُؤبوبُ غادِيةٍ لما تقفّى رقيبَ النَّفْع مُسْطارا قَالَ أَبُو نصر: المُسْطار: هُوَ الْغُبَار المرتفِع فِي السّماء. وَقيل: كَانَ فِي الأَصْل مُستطاراً فحذفت التَّاء. كَمَا قَالُوا: اسْطَاع فِي مَوضِع اسْتَطَاعَ. وَقَالَ عديُّ بنُ الرْقاع: مُسطَارةٌ ذهبتْ فِي الرّأس سَوْرتُها كأنّ شَارِبها مِمّا بِهِ لَمَمُ وَقَالَ أَيْضا: نَقْرِي الضيوف إِذا مَا أزمة أزْمَت مُسطارَ ماشيةٍ لم يَعْد أَن عُصِرا جعل اللَّبنَ بِمَنْزِلَة الخَمْر. يَقُول: إِذا أجدَبَ النَّاس سقَيناهم الصَّرِيف وَهَذَا يدلّ على أَن المستطار الحديثةُ. وَأَن من قَالَ هِيَ الحامضة لَم يُجد. سرط: أَبُو عُبَيد عَن الكسائيّ: سَرِطتُ الطّعام وزَرَدْتُه: إِذا ابْتَلَعْتَه، أَسْرِطه سَرْطاً، وَلَا يجوز سَرَطتُ. وَمن أَمْثَال العَرَب: الأخْذُ سَرَطان، والقضاءُ لَيّان. وَبَعْضهمْ يَقُول: الأخْذُ سُرّيْطى والقَضَاءُ ضُرّيْطى. وبعضٌ يَقُول: الأخْذُ سُرَّيْطٌ، والقَضاءُ ضُرّيْط. وَسمعت أعرابيّاً يَقُول: الأخْذُ سِرِّيَطى والقضاءُ ضِرِّيَطِى؛ وَهِي كلُّها لُغَاتٌ صَحِيحَة قد تكلّمتْ الْعَرَب بهَا، وَالْمعْنَى فِيهَا كلّها: أَنْت تُحِبُّ الأخْذ، وتَكره الإعْطاء.

باب السين والطاء مع اللام

وَيُقَال: استَرَط الطعامَ: إِذا ابْتَلَعَه. وقولُ الله جلّ وعزّ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} (الْفَاتِحَة: 6) ، كُتِبَتْ بالصَّاد، وَالْأَصْل السِّين، وَمَعْنَاهُ: ثَبِّتْنَا على الْمِنْهَاج الْوَاضِح. وَقَالَ جرير: أميرُ الْمُؤمنِينَ على صِراطٍ إِذا اعْوَجَّ الموارِدُ مُسْتَقِيم وَقَالَ الفرّاء: المَوارد: الطُّرُق إِلَى المَاء، واحِدَتُها مَوْرِدة. وَقَالَ الفرّاء: إِذا كَانَ بعد السّين طاءٌ أَو قافٌ أَو غينٌ أَو خاءٌ فَإِن تِلْكَ السِّين تُقْلَب صاداً. قَالَ: وَنَفر من بَلْعَنْبَرِ يصيّرون السِّين إِذا كَانَت مقدَّمة ثمَّ جَاءَت بعْدهَا طاءٌ أَو قافٌ أَو غَين أَو خاء صاداً. وَذَلِكَ أَن الطَّاء حرف تضَع فِيهِ لسَانك فِي حَنَككِ فينْطَبِق بِهِ الصَّوْت، فقُلِبَتْ السِّين صاداً صُورتها صورةُ الطَّاء، واستخَفُّوها ليَكون المَخْرَج وَاحِدًا، كَمَا اسْتَخَفُّوا الإدْغامَ؛ فَمن ذَلِك قولُهم: السِّراطُ والصِّراط، قَالَ: وَهِي بالصَّاد لُغَة قُريش الأوَّلين الَّتِي جَاءَ بهَا الكِتَابُ؛ قَالَ: وعامّة العَرَب تَجْعَلُها سِيناً. وَقَالَ غَيره: إِنَّمَا قيل للطريق الْوَاضِح: سِراط لأنّه كَانَ يَسْتَرِط المارّة لِكَثْرَة سُلوكِهم لاحِبَه. وَقَالَ اللَّيْث: السِّرِطْراطُ والسَّرَطْراط بِفَتْح السّين وَالرَّاء: وَهُوَ الفالُوذَج. قلت: أما بِالْكَسْرِ فَهِيَ لُغَة جيِّدَة لَهَا نَظَائِر، مِثل جِلِبْلاَب وسِجِلاَّط. وَأما سَرَطْرَاط فَلَا أعرف لَهُ نظيراً. وَقيل للفالوذ: سِرِطْرَاطٍ؛ فكررت فِيهِ الطَّاء وَالرَّاء تبليغاً فِي وصفِه واستلذاذ آكِلِه إيّاه، إِذا سَرَطَه وأَساغَه فِي حَلْقِه. وَيُقَال للرجل إِذا كَانَ سريعَ الأكْل: مِسْرَط وسُرَط وسَرَّاط. وَقَالَ اللّيث: السَّرطان: من خَلْق المَاء، تسمِّيه الفُرْس: (عُخْ) . قَالَ: والسَّرَطان: بُرْجٌ من بُرُوج السَّمَاء، والسَّرَطان: داءٌ يَظْهَرُ بِقَوائم الدَّوَابّ. وَقَالَ غيرُ الْخَلِيل: السَّرَطان: داءٌ يَعْرِض للْإنْسَان فِي حَلْقِهِ دَمَوِيٌّ يشبه الدُّبَيْلَة، انْتهى وَالله أعلم بذلك. (بَاب السِّين والطاء مَعَ اللَّام) س ط ل طسل، سطل، طلس، لطس، سلط: مستعمَلَة. طسل: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: طَسَل السرَابُ: إِذا اضْطَرَبَ؛ وَقَالَ رُؤبة: يُقَنِّعُ المَوْمَاةَ طَسْلاً طاسِلاً وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الطَّيْسَل: السّراب البرّاق. وَيُقَال للماءِ الْكثير: طَسْل وطَيْسَل.

سطل: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للطسْت: السَّيْطَل. وَقَالَ اللَّيْث: السَّيْطَل: الطُّسَيْسَةُ الصَّغِيرَة، وَيُقَال: إنَّهُ عَلَى صَنْعَة تَوْرٍ، وَله عُرْوَةٌ كعُرْوَة المِرْجَل، والسَّطْلُ مِثْلُه، قَالَ الطِّرِمَّاح: فِي سَيْطَلٍ كُفِئَتْ لَهُ يَتَرَدَّدُ وَقَالَ هِمْيانُ بنُ قُحافةَ فِي الطَّسْل: بَلْ بَلَدٍ يُكْسَى القَتَامَ الطّاسِلاَ أَمْرَقْتُ فِيهِ ذُبْلاً ذَوَابِلا قَالُوا: الطَّاسِلُ: المُلْبِس. وَقَالَ بَعضهم: الطاسِلُ والسّاطِل من الْغُبَار: المرتفعُ. وأيَّدَ قَوْلُ هِمْيَانَ قولَ رؤبةَ الأوَّل. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الطَّيْسَلُ والطَّسْيَلُ: الطّسْت. قَالَ: وطَيْسَلَ الرجلُ: إِذا سافَرَ سَفَراً قَرِيبا وكَثُرَ مَاله. وَأنْشد أَبُو عَمْرو: تَرْفَعَ فِي كلِّ رَقاقٍ قَسْطَلا فَصَبَّحَتْ مِنْ شُبْرُمَانَ مَنْهَلاَ أَخْضَرَ طَيْساً زَغْرَبِيّاً طَيْسَلاَ يصف حَمِيراً وَرَدَتْ مَاء. قَالَ: والطَّيْسُ والطَّيْسَلُ والطَّرْطَبِيسُ بِمَعْنى وَاحِد فِي الْكَثْرَة. طلس: رُوِي عَن النَّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنه أَمَر بطَلْس الصُّوَر الّتي فِي الكَعْبة) . قَالَ شمر: مَعْنَاهُ بطَمْسِها. يُقال: اطْلِسِ الكتابَ، أَي: امحُه. وطَلَسْتُ الكتابَ، أَي: مَحَوْتُه. وَيُقَال للصحيفة إِذا مُحِيَت: طِلْسٌ وطِرْس؛ وأَنشَد: وجَوْنِ خَرْقٍ يَكتَسى الطُّلُوسَا يَقُول: كَأَنَّمَا كُسِي صُحُفاً قد مُحِيتْ مرَّةً لدُروس آثارِها. قَالَ: وَرجل أطلَسُ الثِّياب: وَسِخُها. وثيابٌ طُلْس: وَسِخة. ورجلٌ أطلَس: إِذا رُمِيَ بقبيح، وأَنشَد أَبُو عُبَيد: ولسْتُ بأَطْلس الثَّوْبَين يُصْبِي حَلِيلَتَه إِذا هَدَأَ النِّيامُ لم يُرد بحليلتِه: امْرَأَته، ولكنّه أَرَادَ جارتَه الّتي تُحالُّه فِي حِلّته. قَالَ: والطَّلْس والطَّمْس واحدٌ. والطُّلْسةُ: غُبْسة فِي غُبْرة. وَقَالَ اللَّيْث: الطِّلْسُ: كتابٌ قد مُحِيَ وَلم يُنعَم مَحوهُ فَيصير طِلْساً. وَيُقَال لِجلْد فخِذ الْبَعِير: طِلْسٌ لتَساقُط شَعرِه ووَبرِه. قَالَ: وَإِذا محوتَ الكتابَ ليَفسُد خَطُّه قلت: طَلَسْته، فَإِذا أنعمتَ محوَه. قلت: طَرَسْتُه. قَالَ: والطَّلَس والطَّلسة: مصدرُ الأَطْلَس من الذئاب، وَهُوَ الّذي تَساقَط شَعرُه، وَهُوَ أخبثُ مَا يكون. وَفِي حَدِيث أبي بكر: أنّ مُوَلَّداً أطلسَ سَرَقَ فقَطَع يدَه. قَالَ شمر: الأطلس: الأسوَد كالحَبشيّ وَنَحْوه، قَالَ لَبيد:

فأجازني مِنْهُ بِطِرْس ناطقٍ وبكلِّ أطلسَ جَوْبُه فِي المَنْكِبِ أطلس: عبدٌ حَبشيٌّ أسوَد. وَيُقَال للثوب الأسوَد الوَسِخ: أطلَس؛ وَقَالَ فِي قَول ذِي الرُّمَّة: بَطْلساء لَمْ تَكْمُل ذِرَاعا وَلَا شِبْرا يَعني خرقَة وسِخة ضَمَّنها النَّار حِين اقتَدَح. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الأطلَس: اللِّص، يشبَّه بالذِّئب. قَالَ: والطَّيْلسان بِفَتْح اللَّام مِنْهُ ويُكسَر وَلم أسمَع فيعِلان بِكَسْر الْعين، إنّما يكون مضموماً كالخَيْزران. والجَيْسُمان، وَلَكِن لمّا صَارَت الكسرةُ والضمّة أختَيْن واشترَكتا فِي مواضعَ كَثِيرَة دخلتْ عَلَيْهَا الكسرة مَدخَل الضمّة. وحُكي عَن الأصمعيّ أنّه قَالَ: الطيلَسان لَيْسَ بعَربيّ. قَالَ: وأصلُه فارسيّ إِنَّمَا هُوَ تالشان فأُعرب. قلت: وَلم أَسمع الطيلسان بِكَسْر اللَّام لغير اللَّيث. وروى أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: أَنه قَالَ: السُّدُوسُ: الطَّيْلَسَان، هَكَذَا رَوَاهُ، ويُجمع طَيالسة. ورَوَى أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: الطَّلْس والطَّيْلسان: الأسوَد. والطِّلْس: الذِّئب الأمْعَط، والجميع الطُلْس مِنْهَا. لطس: سَلَمة عَن الفرّاء: المِلْطاسُ: الصَّخرةُ الْعَظِيمَة. والمُدُقُّ: المِلْطاس. وَقَالَ اللَّيْث: اللَّطْسُ: ضربُك الشيءَ بالشَّيْء العريض، يُقَال: لَطَسَه البعيرُ بخُفّه والملطاسُ: حَجَرٌ عريضٌ فِيهِ طُول، وربّما سُمِّي خُفُّ الْبَعِير مِلطاساً. وَقَالَ شمِر: قَالَ ابْن شُمَيْل: المَلاطِيس: المَناقيرُ من حَدِيد يُنقَر بهَا الْحِجَارَة والواحدة مِلْطاس. والمِلْطاسُ: ذُو الخَلْفَين الطَّوِيل الّذي لَهُ عَنَزَة، وعَنَزتُه حدُّه الطَّوِيل. وَقَالَ أَبُو خَيرة: المِلَطس: مَا نُقِرت بِهِ الأرحاء؛ وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: وتَرْدى على صُمَ صِلابٍ مَلاطِسٍ شَديدات عَقْدٍ ليّناتٍ مِتانِ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: المِلْطَسُ: الحافرُ الشَّديد الوطيء. وَقَالَ الفرّاء: ضربه بمِلْطاسٍ، وَهِي الصَّخْرة الْعَظِيمَة، ولطَسَ بهَا، أَي: ضَربَ بهَا. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: اللَّطْسُ: اللَّطْم، وَقَالَ الشّماخ: فَجعلَ أخفافَ الْإِبِل مَلاَطِسَ: يهوِي على شَراجِعٍ عَلِيّاتْ مَلاطِسٍ أفتَلِيات الأَخْفافِ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أَرَادَ أنّها تَضرِب بأخفافها تَلطُس الأرضَ، أَي: تدقّها بهَا.

سلط: قَالَ الزّجّاج فِي قَوْله تَعَالَى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ} (هود: 96) ، أَي: وحجّة مبيَّنة. حدّثنا أَبُو زيد عَن عبد الجبّار عَن سُفيانَ عَن عَمْرو عَن عِكرِمة عَن ابْن عبّاس فِي قَوْله: {كَانَتْ قَوَارِيرَاْ قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً} (الْإِنْسَان: 15، 16) ، قَالَ: فِي بَيَاض الفضّة، وصفاء القَوارِير. قَالَ: وكلُّ سُلْطَان فِي الْقُرْآن فَهُوَ حجّة. قَالَ: وَإِنَّمَا سُمّي سُلْطَانا لأنّه حجّة لله جلّ وعزّ فِي أرضه. قَالَ: واشتقاقُ السُّلْطان من السَّلِيط، قَالَ: والسَّلِيط مَا يُضاءُ بِهِ، وَمن هَذَا قيل للزَّيْت: السَّلِيط. قَالَ: وقولُه: {وَالاَْرْضِ فَانفُذُواْ لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ} (الرَّحْمَن: 33) ، أَي: حيْثما كُنْتُم شاهدتمْ حُجَّةً لله وسُلطاناً يَدلّ على أنّه وَاحِد. وَقَوله: {مَالِيَهْ هَلَكَ عَنِّى سُلْطَانِيَهْ} (الحاقة: 29) ، مَعْنَاهُ: ذهبَ عنّي حجّتي. والسُّلطانُ: الحُجّة، وَلذَلِك قيل لِلْأُمَرَاءِ: سَلاطِين، لأنّهم الّذين تُقام بهم الحُجَج والحُقُوق. قَالَ: وقولُه: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن} (سبأ: 21) ، أَي: مَا كَانَ لَهُ عليهمْ من حجّة، كَمَا قَالَ: {إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ} (الْحجر: 42) . وَقَالَ الفرّاء فِي قَوْله: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن} ، أَي: مَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم من حجّة يضلُّهم بهَا إلاَّ أنّا سلّطناه عَلَيْهِم {سُلْطَانٍ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن} (سبأ: 21) . وَقَالَ ابْن السّكّيت: السُّلْطَان مؤنَّثة، يُقَال: قَضَتْ بِهِ عَلَيْهِ السُّلْطان، وَقد آمَنَتْه السّلطان. قلت: وربّما ذُكِّر السُّلْطَان لأنّ لفظَه مذكَّر، قَالَ الله تَعَالَى: {مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَانٍ} (إِبْرَاهِيم: 10) ، قَالَ أَبُو بكر: فِي السّلطان قَولَانِ: أحدُهما: أَن يكون سُمِّي سُلْطَانا لتسليطه. وَالْقَوْل الآخر: أَن يكون سُمِّي سُلْطَانا لأنّه حُجَّةٌ من حُجَج الله. قَالَ الفرّاء: السُّلطان عِنْد الْعَرَب: الحُجّة، ويذكَّر ويؤنَّث، فَمن ذكّر السُّلْطَان ذهب بِهِ إِلَى معنى الرَّجُل، ومَن أنّثه ذَهبَ بِهِ إِلَى معنى الحجّة. وَقَالَ مُحَمَّد بنُ يزِيد: من ذكّر السُّلْطَان ذهبَ بِهِ إِلَى معنَى الْوَاحِد، وَمن أَنَّثه ذهبَ بِهِ إِلَى معنَى الجَمع. قَالَ: وَهُوَ جمعٌ واحدُه سَلِيطٌ وسُلْطان، قَالَ: وَلم يَقلْ هَذَا غَيره. وَقَالَ اللّيث: السّلطان: قدرةُ المَلِك، مثل قَفِيز وقُفْزان، وبَعيرٍ وبُعْران، وقُدرةُ من جُعِل ذَلِك لَهُ وَإِن لم يكن مَلِكاً، كَقَوْلِك: قد جعلت لَهُ سُلطاناً على أَخذ حَقِّي من فلَان. والنُّون فِي السّلطان زائدةٌ لأنّ أصلِ بنائِهِ من التَّسليط.

وَقَالَ ابنُ دُرَيد: سلطانُ كلِّ شَيْء: حِدّتُه وسَطْوَته؛ من اللِّسان السليطِ الحديدِ. قلت: والسَّلاطةُ بِمَعْنى الحِدّة، وَقَالَ الشَّاعِر يصف نِصالاً مُحَدَّدة: سلاطٌ حِدَادٌ أرهقَتْها المَواقِعُ وَإِذا قَالُوا: امرأةٌ سَليطةُ اللِّسان، فَلهُ معنَيان: أحدُهما: أنّها حَدِيدَة اللِّسان، وَالثَّانِي: أَنَّهَا طويلةُ اللِّسَان. وروى أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: السُّلُط: القوائمُ الطِّوال. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: إِذا كَانَ الدّابة وقاحَ الْحَافِر، والبعيرُ وقاحَ الخُفّ، قيل: إِنَّه لسَلْطُ الْحَافِر، وَقد سَلِط يسَلَط سَلاطةً، كَمَا يُقَال: لِسانٌ سَلِيط وسَلِط. سَلْطِيط: جَاءَ فِي شعر أميّةَ بِمَعْنى المُسَلَّط، وَلَا أَدرِي مَا حَقِيقَته. وَقَالَ اللَّيْث: السَّلاطة: مَصدرُ السليط من الرِّجَال والسليطةِ من النّساء، وَالْفِعْل سلُطَت وَذَلِكَ إِذا طَال لسانها واشتدّ صَخْبُها. أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ: السليط عِنْد عامّة الْعَرَب: الزَّيْت، وَعند أهلِ اليَمن: دُهْنُ السِّمْسِم، وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: أهان السَّلِيطَ بالذُّبَالِ المفَتَّلِ س ط ن سنط، سطن، نطس، طنس، نسط، (طسن) . طنس ونسط: أهمله اللَّيْث روى أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: الطَّنَسُ: الظُّلْمة الشَّدِيدَة. قَالَ: النُّسُط: الَّذين يستخرجون أَوْلَاد النُّوق إِذا تَعسَّر وِلادُها. قلت: النُّون فِي هذَيْن الحرفين مبدَلةٌ من الْمِيم؛ فالطّنْس أصلُه الطّمْس والطَّلْس، والنَّسْط مِثل المَسْط سَوَاء، وسنَقِفُ عَلَيْهَا فِي بَابهَا. (نطس) : وَأما نَطَس فقد رُوِي عَن عمرَ أنّه خرج من الخَلاء فَدَعَا بِطَعَام، فَقيل لَهُ: ألاَ تتوضّأ؟ فَقَالَ: لَوْلَا التنطُّس لما بالَيْتُ أَن لَا أَغسِل يَدي. قَالَ أَبُو عُبَيد: سُئِلَ ابْن عُلَيَّة عَن التّنطُّس فَقَالَ: هُوَ التّقذُّر. قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: هُوَ المبالَغة فِي الطَّهور، وَكَذَلِكَ كلّ من أدقّ النظَر فِي الْأُمُور، واستقصَى عَلَيْهَا فَهُوَ متنطِّس؛ وَمِنْه قيل للطبيب: نِطَاسِيّ ونطِّيس، وَذَلِكَ لدقة نظرِه فِي الطبّ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو نَحوه، وَأنْشد أَحدهمَا للبَعيث يصف شَجَّةً: إِذا قاسها الآسي النِّطاسيُّ أدبَرَتْ غَثِيثَتُها وازدادَ وَهْياً هُزُومُها

وَقَالَ رُؤْبة: وَقد أكون مرّة نَطِيسَاً طَبَّاً بأَدْواء الصِّبا نِقْرِيسَا قَالَ: والنِّقْرِيس: قريب الْمَعْنى من النِّطِّيس، وَهُوَ الفَطن للأمور العالِمُ بهَا. وَقَالَ شمر: وَقَالَ أَبُو عَمرو: امرأةٌ نطسة: إِذا كَانَت تنطِّسُ من الفُحْش، أَي: تَقَزَّز. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: إِنَّه لشديد التنطس، أَي: التَقزَّز. قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المتنطِّس والمتطرِّس: المتنوِّق الْمُخْتَار. قَالَ: والنُّطس: المتَقَزِّزون. والنطس: الْأَطِبَّاء الحُذَّاق. وَقَالَ اللَّيْث: النِّطاسيّ والنِّطِّيس: العالِم بالطبّ، وَهِي بالروميّة النِّسْطاس، يُقَال: مَا أَنْطَسَه. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: النَّطس: الْمُبَالغَة فِي الطَّهارة. والنَّدس: الفطْنة والكيس. سنط: قَالَ اللَّيْث: السَّناط: الكَوْسَجُ من الرِّجَال، وفعلُه سَنُط، وَكَذَلِكَ عَامَّة مَا جَاءَ على بناءِ فِعال، وَكَذَلِكَ مَا جَاءَ على بِنَاء الْمَجْهُول ثَلَاثًا. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: السنُط: الخفيفو العوارِض وَلم يَبلُغوا حَال الكواسج. وَقَالَ غَيره: الْوَاحِد سنوط. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: رجلٌ سُناط وسِناط: لَا شَعْر فِي وَجهه قَالَ: والسِّنْطُ المَفْصل بَين الكَفِّ والساعد. وعُبيد سنوط: اسْم رجل مَعْرُوف. سطن: قَالَ اللَّيْث: الأسطُوانة مَعْرُوفَة. وَيُقَال للرجل الطويلِ الرِّجْلين والظَّهْر: أُسْطوانة قَالَ: وَنون الأسْطُوانة من أصل بناءِ الْكَلِمَة، وَهُوَ على تَقْدِير أُفعُوالة؛ وَبَيَان ذَلِك أنّهم يَقُولُونَ: أساطِينُ مسطَّنة. وَقَالَ الفرّاء: النُّون فِي الأسطُوانة أصليّة. قَالَ: وَلَا نظيرَ لهَذِهِ الْكَلِمَة فِي كَلَامهم. وَيُقَال للرجل الطَّوِيل الرجْلين، وللدَابةِ الطَّوِيلَة القوائم مُسطَّن، وقوائِمُهُ أساطينُه. وَقَالَ ابْن دُريد: جَمَلٌ أسْطُوانة: إِذا كَانَ طويلَ العُنُق، وَمِنْه الأسطوانة ورَوَى ابْن هانىء عَن أبي مَالك: الساطُن الْخَبيث، وَلم يَعرفه أَصْحَابنَا. وروى ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الأَسَطان: آنِية الصُّفْر. قلت: لَا أَحسب الأُسطُوان مُعَرَّباً، والفُرس تَقول: أُستُون. طسن: قَالَ أَبُو حَاتِم: قَالَت الْعَامَّة فِي جمع طس وحم: طواسين، وحواميمُ، وَالصَّوَاب ذَوَات طس وَذَوَات حم وَذَوَات ألم وَمَا أشبه ذَلِك، وَأنْشد بيتَ الكُمَيت: وجدْنا لكمْ فِي آل حَامِيم آيَة تأوَّلها مِنَّا تقيٌّ ومُعْرِبُ

س ط ف فطس، طفس، سفط، فسط: (مستعملة) . فطس: قَالَ اللَّيْث: الفَطسُ: حبُّ الآس، والواحدةُ فطسة. والفَطسُ: انخفاضُ قَصَبة الْأنف. وَيُقَال لخَطْم الخِنزير: فطسة. ورجلٌ أفطس وامرأةٌ فطسَاء، وَقد فَطس فَطساً. أَبُو عُبيد عَن الفرّاء: الفِطِّيس: المطرقةُ الْعَظِيمَة. وأَخبرني المنذريُّ عَن أَحْمد بن يحيى قَالَ: هِيَ الشَّفَة من الْإِنْسَان، وَمن الخُف المِشفَر، وَمن السبَاع الخَطْمُ والخرطوم، وَمن الْخِنْزِير الفِنْطيسة، وَهَكَذَا رَوَاهُ على فِنْعيلة وَالنُّون زَائِدَة. أَبُو عُبيد عَن أبي زيد قَالَ: فَطس يَفْطس فُطوساً: إِذا مَاتَ. وَقَالَ اللَّيْث: فَطسَ وفَقَس: إِذا مَاتَ من غير داءٍ ظَاهر. طفس: شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: طفَس وفَطس: إِذا مَاتَ، فَهُوَ طافِس وفاطس. وَقَالَ غَيره: الطَّفَسُ: قذَر الْإِنْسَان إِذا لم يعْهَد نَفسه بالتنظيف، يُقَال: فلَان نجسٌ طفسٌ: قَذِرٌ. فسط: قَالَ اللَّيْث: الفسيط: غِلاف مَا بَين القَمِح والنَّواة وَهُوَ التُّفْروق، والواحدة فسيطة. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الفَسيط مَا يقلَّم من الظُّفُر إِذا طَال، وَأنْشد: كأنّ ابْن مُزْنتها جانحاً فَسيطٌ لَدَى الأُفق من خنْصرِ أَرَادَ بِابْن مزنتها هِلالاً أهلّ بَين السَّحَاب فِي الأُفق الغربيّ. وَقَالَ اللَّيْث: الْفسْطَاط: ضرب من الْأَبْنِيَة. والفسطاط أَيْضا؛ مُجْتَمع أهل الكورة حوالَي مَسْجِد جَمَاعَتهمْ. يُقَال: هَؤُلَاءِ أهلُ الْفسْطَاط. وَفِي الحَدِيث: (عَلَيْكُم بِالْجَمَاعَة فَإِن يدَ الله على الْفسْطَاط) يُرِيد الْمَدِينَة الَّتِي فِيهَا مجتَمع النَّاس، وكل مَدِينَة فُسطاط، وَمِنْه قيل لمدينة مِصْرَ الَّتِي بناها عَمْرو بنُ الْعَاصِ: الفُسطاط. ورُوِي عَن الشّعبِيّ أَنه قَالَ فِي العَبْدِ الآبِق: إِذا أُخِذ فِي الفُسْطاط فَفِيهِ عشرةُ دَرَاهِم، وَإِذا أُخِذ خارجَ الفُسطاط فَفِيهِ أَرْبَعُونَ. قلت: وللعَرَب لغاتٌ فِي الفُسطاط، يُقَال: فُسْطَاط وفِسْطاط، وفُسّاط وفِسّاط، وفُسْتَاط وفِسْتَاط، وَيجمع فَساطيط وفساتِيط. سفط: السَّفَط: الّذي يعبَّأ فِيهِ الطِّيب وَمَا أشبَهه من أدوات النِّسَاء، ويُجمع أسفاطاً.

وَرُوِيَ عَن أبي عَمْرو أَنه يُقَال: سَفَّطَ فلانٌ حوضَه تَسْفيطاً: إِذا شَرّفه ولاطَه، وأَنشَد: حَتَّى رَأَيْت الحَوْضَ ذُو قَدْ سُفِّطَا قَفْراً من المَاء هَواءً أَمْرَطَا ذُو بِمَعْنى الّذي، لُغَة طَيء. وَأَرَادَ بالهواء: الفارغَ من المَاء. ابْن السكّيت عَن الْأَصْمَعِي: يُقَال: إِنَّه لسَفِيط النّفْس، وسخيُّ النَّفس، ومَذْلُ النّفس: إِذا كَانَ هَشّاً إِلَى الْمَعْرُوف جَواداً. وَأنْشد: حَزَنْبَلِ يَأْتِيك بالْبَطِيطِ لَيْسَ بذِي حَزْمٍ وَلَا سَفِيطِ وَقَالَ اللَّيْث: السفِيط: السخيّ. وَقد سَفُط سَفاطةً. قَالَ: والسفَط مَعْرُوف. س ط ب سبط، سطب، بسط، بطس، طبس، طسب: (مستعملة) . أهمل اللَّيْث: سطب، وطبس، وبطس. سطب: ورَوَى أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ أنّه قَالَ: المساطِب: سنادِينُ الحدّادين. قَالَ: والمطَاسِب: المِياه السُّدْم، الْوَاحِدَة سَدُوم. وَقَالَ أَبُو زيد: هِيَ المَسْطبة، وَهِي المَجَرّة، وَيُقَال للدّكّان يَقعُد الناسُ عَلَيْهِ: مَسْطَبة؛ سمعْتُ ذَلِك من الْعَرَب. بطس: قَالَ الفرّاء: بِطْياسُ: اسمُ مَوضِع على بِنَاءٍ الجِرْيال والكِرْياس. قَالَ: وكأنّه أعجَميّ. طبس: قَالَ اللَّيْث: التَّطبِيس: التّطبين. قَالَ: والطَّبَسَان: كورتان من كُوَر خُراسان. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الطَّبْسُ: الأسوَد من كلّ شَيْء، والطِّبْسُ: الذِّئب. سبط: قَالَ الله جلَّ وعزَّ: {وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَىْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا} (الْأَعْرَاف: 160) . أَخْبرنِي المنذريّ عَن أحمدَ بن يحيى قَالَ: قَالَ الأخفشُ فِي قَوْله: {اثْنَتَىْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا} فأنَّثَ لِأَنَّهُ أَرَادَ اثنتَيْ عشرةَ فِرْقةً، ثمَّ أخبر أَن الفِرَق أسباطٌ: وَلم يَجْعَل الْعدَد وَاقعا على الأسْبَاط. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: هَذَا غَلَط، لَا يخرج العَدَد على غير الثَّانِي، وَلَكِن الفِرَق قبل ثِنْتَيْ عشرَة حَتَّى تكون اثْنَتَيْ عشرَة مؤنّثة على مَا قبلهَا؛ كَأَنَّهُ قَالَ: قَطعناهم فِرَقاً اثْنَتَيْ عشرَة، فيصحّ التَّأْنِيث لما تقدّم. قَالَ قُطرُب: واحدُ الأسْباط سِبْط. يُقَال: هَذِه سِبْط، وَهَذَا سِبْط، وَهَؤُلَاء سِبْط، جَمْع، وَهِي الفِرقة. وَقَالَ الفرَّاء: لَو قَالَ اثنَيْ عشَرَ سِبْطاً لتذكير السِّبط كَانَ جَائِزا.

وَقَالَ ابْن السكّيت: السِّبط: ذَكر، ولكنّ النيّة وَالله أعلم ذهبتْ إِلَى الأُمَم. وَقَالَ الزّجاج: الْمَعْنى: وقطّعناهم اثْنَتَيْ عشرةَ فِرْقةَ {أَسْبَاطًا} من نعتِ فِرْقة، كأَنه قَالَ: جعلناهم أسباطاً، فَيكون {أسباطاً بَدَلا من اثْنَتَيْ عشرةَ، وَهُوَ الْوَجْه. وَقَوله: أُمَمًا} من نعت {أَسْبَاطًا} . وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس أَنه قَالَ: الأسباطُ: القبائلُ. قَالَ: والحَسن والحُسين سِبْطا النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَي: هما طَائِفَتَانِ مِنْهُ؛ قطعتان مِنْهُ. وَقَالَ الزَّجّاج: قَالَ بَعضهم: السِّبْطُ: القَرْن الَّذِي يَجِيء بعد قَرْن. قَالَ: وَالصَّحِيح أنّ الأسباط فِي ولد إِسْحَاق عَلَيْهِ السَّلَام بِمَنْزِلَة الْقَبَائِل فِي ولدِ إِسْمَاعِيل. فولد كلِّ ولد من أَوْلَاد يعقوبَ سِبْط، وولدُ كلِّ ولدٍ من أَوْلَاد إِسْمَاعِيل قَبيلَة، وَإِنَّمَا سُمُّوا هَؤُلَاءِ بالأسباط، وَهَؤُلَاء بالقبائل ليُفْصل بَين ولد إسماعيلَ وَولد إِسْحَاق عَلَيْهِمَا السَّلَام. قَالَ: وَمعنى: ولد إِسْمَاعِيل فِي الْقَبِيلَة معنى الْجَمَاعَة. يُقَال لكلِّ جمَاعَة من أبٍ وَاحِد: قَبيلَة. قَالَ: وَأما الأسباط فمشتقٌّ من السَّبَط، والسَّبَطُ: ضَربٌ من الشّجر ترعاه الْإِبِل. يُقال: الشجرةُ لَهَا قبائل، وَكَذَلِكَ الأسباط من السَّبَط، كأَنّه جعل إِسْحَاق بِمَنْزِلَة شَجَرَة، وَجعل إِسْمَاعِيل بِمَنْزِلَة شجرةٍ أُخْرَى. وَكَذَلِكَ يفعل النَّسَّابون فِي النّسَب، يجْعَلُونَ الْوَلَد بِمَنْزِلَة الشَّجَرَة، والأولادَ بِمَنْزِلَة أَغْصَانهَا. فَيُقَال: طوبَى لفَرْع فلَان، وفلانٌ من شَجَرَة مباركة، فَهَذَا وَالله أعلم معنى الأسباط والسِّبْط. وَقَالَ اللَّيْث: السّبَط: نباتٌ كالثِّيل، إلاّ أَنه يطول وينبُت فِي الرِّمال، الْوَاحِدَة سَبَطة وتُجْمع على الأسباط. قَالَ: والساباط: سَقيفةٌ بَين دارَيْن من تحتهَا طريقٌ نَافِذ. والسّبِطُ: الشَّعرُ الَّذِي لَا جُعُودَةَ فِيهِ. ولغةُ أهلِ الْحجاز: رجلٌ سَبِط الشَّعرِ، وامرأةٌ سَبِطة، وَقد سَبُط شعرُه سُبُوطةً. وَيُقَال للرّجل الطَّوِيل الْأَصَابِع: إِنَّه لسَبْط الْأَصَابِع، وَإِذا كَانَ سَمْحَ الكفّين. قيل: إِنَّه لسَبْط اليَدَين والكفّين، وَقَالَ حسان: رُبَّ خالٍ لِيَ لَوْ أَبْصَرْتَهُ سَبِطِ الكَفَّيْن فِي اليَوْمِ الخَصِرْ وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: رجلٌ سَبِط الجِسم بيّن السَّباطة، وَهُوَ طُولُ الأَلْوَاح

واستواؤُها مِن قومٍ سِباط. وَرجل سَبْطٌ بِالْمَعْرُوفِ: إِذا كَانَ سَهْلاً. وَقَالَ شمر: مَطرٌ سَبْط وسَبِط، أَي: متدارِكٌ سَحٌّ، وسَبَاطتُه سَعتُه وكثرتُه، وَقَالَ القُطاميّ: صافَتْ تَعَمَّجُ أعرافُ السُّيولِ بِه من باكِرٍ سَبِطٍ أَو رائحٍ يَبِلِ يُرِيد بالسَّبِط: المطرَ الواسعَ الْكثير. وَقَالَ أَبُو العبّاس: سألتُ ابْن الْأَعرَابِي مَا مَعْنَى السِّبْط فِي كَلَام الْعَرَب؟ فَقَالَ: السِّبْط والسِّبْطان والأَسْباط: خاصّة الْأَوْلَاد، أَو المُصَاص مِنْهُم. ورُوِي عَن عَائِشَة أَنَّهَا كَانَت تَضرِب اليتيمَ يكونُ فِي حِجْرِها حَتَّى يُسْبِط، معنى يُسبِط، أَي: يمتدّ على وَجْه الأَرْض سَاقِطا. أَبُو عُبَيد عَن الأمويّ أنّه قَالَ: أسبط الرجلُ إسباطاً: إِذا امتدّ وانبَسَط على الأَرْض من الضَّرْب، وَأنْشد غَيره: قد لبِثَتْ من لَذّة الخِلاَط قد أَسبَطتْ وأيُّما إسْباطِ يَعْنِي امْرَأَة أُتِيتْ، فلمّا ذاقت العُسَيلةَ مدّت نَفْسَها على الأَرْض. وَفِي حَدِيث النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أنّه أَتَى سُباطَة قومٍ فبالَ ثمَّ توضّأ ومَسَح على خُفّيه) . قَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: السُّباطة: نحوٌ من الكُناسة. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال للنّاقة إِذا ألقَتْ ولدَها قبل أَن يستبينَ خَلْقُه: قَدْ سَبَّطَت وغَضَّنَتْ وأَجْهَضَتْ ورَجَعَتْ رِجاعاً. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: سبّطت الناقةُ بوَلَدها وسبّغَتْ: إِذا ألقَتْه وَقد نَبَتَ وبَره قبل التَّمام. وَقَالَ اللّيث: سُباط: اسمُ شهرٍ تسمّيه أهلُ الرّوم شَبَاط، وَهُوَ فِي فصل الشّتاء، وَفِيه يكون تَمامُ اليومِ الّذي تَدُور كُسورُه فِي السِّنين، فَإِذا تمّ ذَلِك اليومُ فِي ذَلِك الشهرِ سَمَّى أهلُ الشأم تِلْكَ السّنة عامَ الكَبِيس، وهم يتيمّنُون بِهِ إِذا وُلِدَ فِيهَا مولودٌ أَو قَدِم قادم من بَلَد. وسَباطٍ: اسمٌ للحمّى مبنيّ على الْكسر، ذكَره الهذَلي فِي شعرِه. قَالَ: والسَّبَطانةُ: قَناةٌ جَوْفاءُ مَضروبةٌ بالعَقَب يرْمى فِيهَا سهامٌ صغارٌ، تنفخ فِيهَا نَفْخاً فَلَا تكَاد تُخطىء. بسط: قَالَ اللّيث: البَسْطُ: نَقِيضُ القَبْض. والبَسِيطةُ من الأَرْض كالبِساط من الثِّياب، والجميع البُسُط. والبَسْطة: الْفَضِيلَة، قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ} (الْبَقَرَة: 247) ، وَقَالَ الزجّاج: أعلَمهم الله أنّه اصطفاه عَلَيْهِم، وزادَه فِي العِلْم والجِسم بَسْطةً، وأَعلَمَ أَن العِلم الّذي بِهِ يجب أَن يَقع الاختيارُ لَا المالَ، وَأعلم أَن الزّيادة فِي الْجِسْم مِمَّا يهَيَّبُ بِهِ العدوُّ، فالبَسْطة: الزِّيادة.

وَقَالَ اللّيث: البَسِيط: الرجل المنبسط اللِّسَان وَالْمَرْأَة بسيطة، وَقد بَسُط بَساطةً. والبَصْطة بالصَّاد لغةٌ فِي البَسْطة. وَيُقَال: بسطَ فلَان يدَه بِمَا يُحبّ ويَكرَه. وَيُقَال: إِنَّه ليَبْسُطني مَا بَسَطك، ويَقبِضُني مَا قبَضك، أَي يسرّني مَا سَرَّك، ويسوءُني مَا ساءَك. ورَوَى شُعْبَة عَن الحكم قَالَ: فِي قِرَاءَة عبد الله: (بل يَدَاهُ بسطان) (الْمَائِدَة: 64) ، قَالَ أَبُو بكر بن الأنباريّ: معنى: (بُسْطان) : مَبْسُوطتان. قَالَ: وَأَخْبرنِي أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ، عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه قَالَ: مكتوبٌ فِي الحِكمة: لِيكنْ وجهُك بُسْطاً تكن أحبَّ إِلَى النَّاس ممّن يُعطيهم الْعَطاء. قَالَ: وبِسْطٌ وبُسْط بِمَعْنى مبسوطتين. ورُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنه كَتَب لوَفْد كلْب كتابا فِيهِ: فِي الهَمُولة الراعية البِسَاط الظؤار فِي كلّ خمسين من الْإِبِل ناقةٌ غير ذَات عَوَارٍ) . الهَمُولةُ: الإبلُ الراعية. والحمولة: الَّتِي يحمل عَلَيْهَا، والبُساط: جمع بِسْط، وَهِي النَّاقة الَّتِي تُرِكت وولدُها لَا يمنَع مِنْهَا، أَو لَا تعطف على غَيره، وَهِي عِنْدَ الْعَرَب بِسْط وبَسوط، وجمعُ بِسْط بُساط، وَجمع بَسوط بُسُط، هَكَذَا حفظتُه عَن الْعَرَب، وَقَالَ أَبُو النّجم: يَدفَع عَنْهَا الجوعَ كلَّ مَدفِع خَمْسُونَ بُسْطاً فِي خَلايَا أَربَع وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه أنشَدَه للمرار الْأَسدي يصف إبِلا: مَتابِيعُ بُسْط مُتْئِماتٌ رَواجِعٌ كَمَا رَجعتْ فِي لَيلِها أُمُّ حائلِ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: بُسْطٌ: بُسطِتْ على أولادِها لَا تنقبض عَنْهَا. مُتْئِمات: مَعهَا حُوار وَابْن مَخاض، كَأَنَّهَا وَلدتْ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ من كَثْرَة نَسْلِها. رَواجِع: تَربِع إِلَى أَوْلَادهَا وتَنزِع إِلَيْهَا. قلت: بَسُوط: فَعُول بِمَعْنى مفعولة، كَمَا يُقَال: حَلوب ورَكوب للَّتِي تُحْلَب وتركَب. وبِسْط: بِمَعْنى مبسوطة، كالطِّحن بِمَعْنى المطحون، والقِطْف بِمَعْنى المَقْطوف. أَبُو عُبَيد: البَساط: الأَرْض العريضة الواسعة. وسمعتُ غير وَاحِد من الْعَرَب يَقُول: بَيْننَا وَبَين المَاء مِيلٌ بِسَاط، أَي: مِيلٌ مَتّاح. وَقَالَ الشَّاعِر: ودَوِّ ككفّ المشترِي غيرَ أَنه بَساطٌ لأخفاف المَراسِيلِ واسعُ وَقَالَ الفرّاء: أرضٌ بَسَاط وبِساط: مستويةٌ لَا نَبَك فِيهَا. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: التبسُّط: التنزُّه يُقَال: خرج يَتَبَسَّط، مَأْخُوذ من البَساط، وَهِي الأَرْض

ذَات الرَّياحين. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: البَسَاط والبَسيطة: الأرضُ العريضة. وَقَالَ ابْن السّكيت: فرَش لي فلَان فِراشاً لَا يَبسُطُني: إِذا ضَاقَ عَنهُ، وَهَذَا فِراشٌ يَبسُطني: إِذا كَانَ سابغاً. ابْن السكّيت: سِرْنا عَقَبةً جواداً، وعَقَبةً باسطةً، وَعقبَة حَجُوفاً، أَي: بعيدةَ طَوِيلَة. وَقَالَ أَبُو زيد: حَفَر الرجلُ قامةً باسطةً: إِذا حَفَرَ مَدَى قامتِه وَقد مدَّ يَدَه. وَقَالَ غَيره: الباسُوط من الأقتاب ضدّ المفروق. وَيُقَال أَيْضا: قَتَبٌ مَبْسُوط، ويُجمع مَباسيط، كَمَا يُجمع المفروق مَفاريق. س ط م سمط، سطم، طمس، طسم، مسط، مطس. سمط: من أَمْثَال الْعَرَب السائرة قَوْلهم للرجل يُجِيزون حُكْمَه: حكمُك مسمَّطاً. قَالَ المبرّد: هُوَ على مَذْهَب (لَك حُكمُك مسمَّطاً) أَي: متمَّماً إِلَّا أَنهم يحذفون مِنْهُ (لَك) . وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يُقَال للرجل: حكمك مسمّطاً. قَالَ: مَعْنَاهُ: مُرسَلاً، يُعْنى بِهِ جَائِز. قَالَ: وَيُقَال: سَمَّط غَرِيمَه، أَي: أَرسَله. قَالَ: وَيُقَال سَمَطْتُ الرجلَ يَمِينا على حَقِّي، أَي: استحْلفْتُه. وَقد سَمَط على الْيَمين يَسمُط، أَي: حلف. قَالَ: وَيُقَال: سَبَط فلانٌ على ذَلِك الْأَمر يَمِينا، وسمَط عَلَيْهِ يَمِينا بِالْبَاء وَالْمِيم، أَي: حَلَف عَلَيْهِ. وَقد سَمَطْتُ يَا رجلُ على أَمر أَنْت فِيهِ فاجِرٌ، وَذَلِكَ إِذا وَكَّد الْيَمين وأحْلطها. أَبُو عُبيد عَن الفرّاء: إِذا كَانَت النَّعلُ غيرَ مَخْصُوفة قلت نَعْلٌ أسماط. وَيُقَال: سَراويلُ أَسْماط، أَي: غيرُ محشوّة. وَيُقَال: نَعْلٌ سَمِيط: لَا رُقْعةَ لَهَا. وَقَالَ الأسوَد: فأَبلِغ بني سَعدِ بن عجلٍ بأَنّنا حَذَوْناهُم نعلَ المِثالِ سَمِيطَا وَقَالَ شمر فِيمَا أفادني عَن الإياديّ: نَعلٌ سُمْط وسُمُط. قَالَ: وَقَالَ ابْن شُمَيْل: السِّمْط: الثّوبُ الَّذِي لَيست لَهُ بِطانةُ طَيْلَسان، أَو مَا كَانَ من قُطن، وَلَا يُقَال: كِساءٌ سِمْط، وَلَا مِلْحفةُ سِمْط، لِأَنَّهَا لَا تُبطَّن. قلت: أَرَادَ بالمِلْحَفة إزارَ اللّيل، تُسمّيه الْعَرَب اللِّحافَ والمِلْحفة: إِذا كَانَ طاقاً وَاحِدًا. وَقَالَ أَبُو الهَيْثم: السِّمط: الخَيْط الْوَاحِد والسِّمْطان اثْنَان، يُقَال: رأيتُ فِي يدِ فلانَة سِمْطاً، أَي: نَظْماً وَاحِدًا يُقَال لَهُ

يَكْ سَنْ، فَإِذا كَانَت القِلادة ذاتَ نَظْمَين فَهِيَ ذاتُ سِمْطَين، وأَنشَد: مُظاهِرُ سِمْطَيْ لؤلؤٍ وزَبَرْجَدِ وَقَالَ اللَّيْث: الشِّعرُ المسمَّط الَّذِي يكون فِي صَدْرِ الْبَيْت أَبْيَات مشطورة أَو مَنْهوكة مقفّاة تجمعُها قافيةٌ مخالِفةٌ لازمةٌ للقصيدة حَتَّى تَنْقضي. قَالَ: وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس قصيدتين على هَذَا المثالِ يُسمَّيان السِّمْطَين، فصدرُ كلِّ قصيدة مصراعان فِي بيتٍ، ثمّ سائره ذُو سُموط، فَقَالَ فِي إِحْدَاهمَا: ومُسْتلئِمٍ كشَّفْتُ بالرُّمح ذَيْلَهُ أَقَمْتُ بعَضْبٍ ذِي سفاسِقَ مَيْلَهُ فَجَعْتُ بِهِ مُلتقَى الْخَيْلِ خَيْلَهُ تركتُ عِثَّاقَ الطير يخجَلْن حَوْلَه كأنّ على سِرْبالِهِ نَضْحَ جِرْيالِ وناقةٌ سُمُط وأَسماط: لَا وَسم عَلَيْهَا، كَمَا يُقَال: ناقةٌ غُفْل. وَقَالَ العجّاج يصف ثوراً وَحْشيّاً وصيَّاداً وكِلابه فَقَالَ: عايَنَ سِمْطَ قَفْرةٍ مُهَفْهَفا وسَرْمَطِيّاتٍ يُجِبْن السُّوَّفَا قَالَ أَبُو الْهَيْثَم فِيمَا قرأتُ بخَطه: فلَان سِمْط قَفْره، أَي: واحدُها لَيْسَ فِيهَا أحدٌ غَيره. قَالَ: والسَّرْمطيّات: كلابٌ طِوالُ الأشرق والألحى. والسُّوف: الصيادون، يَعْنِي أنّهن يجئن الصيادين إِذا صَفّروا بهنّ. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: سمعتُ الْأَصْمَعِي يَقُول: المَحْصن من اللَّبَن: مَا لم يُخالِطْه ماءٌ حلواً كَانَ أَو حامضاً فَإِذا ذهبتْ عَنهُ حَلاوة الحَلَب وَلم يتغيّر طعمُه فَهُوَ سامِط، فَإِن أَخَذَ شَيْئا من الرِّيح فَهُوَ حَامط. قَالَ أَبُو عُبَيد: وَقَالَ أَبُو زيد: الخميط: اللحمُ المشويُّ، يَعْنِي إِذا سُلِخ ثمَّ شُوِي. وَقَالَ غَيره: إِذا مُرِط عَنهُ صوفه ثمَّ شوِي بإهابه فَهُوَ سميط: وَقد سمط الحَمل يسمطه سمطاً فَهُوَ مسموط وسميط. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: السامِط: السَّاكِت. والسَّمْط، السُّكُوت عَن الفضول. وَيُقَال: سَمَط وسَمّط وأَسْمَط: إِذا سكت. وَقَالَ اللَّيْث: السِّمط من الرِّجَال: الخفيفُ فِي جِسْمه، الداهيةُ فِي أمرِه، وأكثرُ مَا يوصَف بِهِ الصَّيّاد؛ وَأنْشد لرؤبة: سِمْطاً يُرَبِّي وِلْدَةً زَعَابِلاَ قَالَ أَبُو عَمْرو: يَعْنِي الصَّائد كأنّه نظامٌ منْ خِفّته وهُزَاله. والزَّعابِل: الصِّغار. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: نَعْجَةٌ مَنْصوبة: إِذا كَانَت مَسْمُوطةٌ محلوقَة. أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ: يُقال للآجُرّ القائِم بعضُه فوقَ بعض عِنْدهم: السُّمَيْط، وَهُوَ الَّذِي يسمَّى بِالْفَارِسِيَّةِ براسْتَق.

وَيُقَال: قَامَ القومُ حولَه سِماطَيْن، أَي: صَفّين، وكلّ صَفّ من الرِّجَال سِماط. وسُمُوطُ العِمامة: مَا أُفضِل مِنْهَا على الصَّدر والأكتاف. سطم: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال لِسَدادِ القِنِّينَة: الفِدَامُ. والسِّطامُ والعِفاص والصّماد والصِّبَار. وَفِي حَدِيث النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (من قضيتُ لَهُ بشيءٍ من حقِّ أَخِيه فَلَا يأخُذَنَّه، فَإِنَّمَا أقْطَعَ لَهُ إسطاماً من النَّار) . أَرَادَ بالإسْطام: القطعةَ مِنْهَا. وَيُقَال للحديدة الَّتِي تحرث بهَا النَّار: سِطامٌ وإسطام، إِذا فُطِحَ طرفها. وَقد صحّت هَذِه اللَّفْظَة فِي هَذِه السُّنّة وَلَا أَدْرِي أعربيّة مَحْضَة أَو مُعَرَّبة. وَفِي حَدِيث آخر: (العَرَبُ سِطام النَّاس) ، أَي: حدّهم. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: السَّطْم والسِّطام: حدُّ السَّيف. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: السُّطُم: الْأُصُول. وَيُقَال لِلدَّرَوَنْد: سِطام. وَقد سَطَّمْتُ البابَ وَسَدَمْتُه: إِذا ردمتَه فَهُوَ مَسطُوم ومَسْدوم. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: فلانٌ فِي أسْطُمَّة قومِه: إِذا كَانَ وَسِيطاً فيهم مُصاصاً. قَالَ: وأُسطُمَّة الْبَحْر: وَسطُه. وَقَالَ رُؤْبَة: وَسَطْتُ من حَنْظَلَةَ الأُسْطُمَّا ورُوِي الأطسُمّا سمعناه. مسط: أَبُو عبيد عَن أبي زيد: المَسْطُ أَنْ يُدْخِلَ الرّجُل يدَه فِي رَحِم النّاقة فيَستخرج وَتْرَهَا، وَهُوَ ماءُ الْفَحْل يجْتَمع فِي رَحِمها، وَذَلِكَ إِذا كَثُرَ ضِرابُهَا ولَمْ تَلْقَح. وَقَالَ اللّيثُ: إِذا نَزَا على الفَرَس الْكَرِيمَة حِصَانٌ لئيمٌ أَدخَل صاحبُهَا يَدَه فَخَرط مَاءَهُ من رَحِمها، يُقَال: مَسَطَهَا وَمَصَتها ومَساها. قَالَ: وَكَأَنَّهُم عاقَبوا بينَ التّاء والطاء فِي المَصْت والمَسْط. قَالَ: والْمَسْطُ: خَرْطُ مَا فِي المِعَى بالإصبَع لإِخْرَاج مَا فِيهِ، يُقَال: مَسَطَ يَمسُطُ. قَالَ: والماسِطُ: ضَرْبٌ من شجر الصَّيف إِذا رَعَتْه الْإِبِل مَسَطَ بُطونها فَخَرطَها، وَقَالَ جرير: يَا ثَلْطَ حَامِضَةٍ تربَّع ماسِطا من وَاسِطٍ وتَرَبَّعَ الُقُلاَّما ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: فَحْل مَسِيط ومَلِيخ ودَهِين: إِذا لم يُلْقِح. وَقيل: ماسِط: ماءٌ مِلْح إِذا شَرِبته الْإِبِل مَسَطَ بطونَها، وروى الْبَيْت: ... ... ... ... . . تَرَوَّحَ أهلُها عَن ماسِطٍ وتَنَدَّتِ القُلاَّما وَقَالَ ابْن شُمَيْل: كنتُ أَمشي مَعَ أعرابيّ فِي الطِّين، فَقَالَ: هَذَا المَسِيط، يَعْنِي الطِّين.

وَقَالَ أَبُو زيد: الضَّغِيطُ: الرَّكيّة يكون إِلَى جَانبهَا ركيّة أُخْرَى فَتُحْمَأ، وتَنْدَفِن فيُنْتِن مَاؤُهَا ويسيل مَاؤُهَا إِلَى العَذْبة فيُفسِدُها فَتلك الضَّغِيط والْمَسِيط، وَأنْشد: يَشْرَبْنَ ماءَ الآجِنِ الضَّغِيط وَلَا يَعَفْنَ كَدَرَ الْمَسِيطِ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الْمَسيطَةُ: الماءُ الَّذِي يَجري بَين الحوضِ والبئر فيُنْتِن، وأنشَد: ولاطَحَتْه حَمْأَةٌ مَطائِط يَمُدُّهَا من رِجْرِجٍ مَسَائِطُ ابْن السكّيت قَالَ أَبُو الغَمْر: إِذا سَالَ الْوَادي بسَيْل صَغِير فَهِيَ مَسيطة، وأصغَرَ من ذَلِك مُسَيِّطَة. أَبُو عُبَيد عَن الأصْمَعِي: الْمَسِيطَة: الماءُ الكَدِر الَّذِي يَبقَى فِي الْحَوْض، والْمَطِيطة نحوٌ مِنْهَا. طمس: أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: طَمَسَ الطَّرِيقُ وطَسَم: إِذا دَرَسَ. وَقَالَ شمر: طموسُ البَصَر: ذَهابُ نُورِه وضَوئِه، وَكَذَلِكَ طُموسُ الكَواكب: ذَهاب ضوئها. وَيُقَال: طَمَسَ الرجلُ يطمس: إِذا تبَاعد. والطامس: البَعيد، وَقَالَ ذُو الرّمة: وَلَا تحسِبي شَجِّي بك البِيدَ كلَّما تَلألأ بالفَوْر النّجُوم الطّوامسُ وَهِي الّتي تَخفَى وتَغيب. وَيُقَال: طمَسْتُه فطمَس؛ وَيُقَال: طَمَس الله على بصَرِه يطمس. وطمَسَ طُمُوساً: إِذا ذَهَب بَصَرُه. وطُموسُ القَلْب: فسادُه، قَالَ الله جلّ وعزّ: {كَانُواْ يَكْسِبُونَ وَلَوْ نَشَآءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُواْ الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ} (يس: 66) ، يَقُول: لَو نشَاء لأَعْميناهم، وَيكون الطُّموس بِمَنْزِلَة المَسْخ للشَّيْء، قَالَ الله جلّ وعزّ: {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ} (يُونُس: 88) ، قَالُوا: صَارَت حِجَارَة، وَكَذَلِكَ قَوْله: {مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَآ} (النِّسَاء: 47) . وَقَالَ الزّجاج: فِيهَا ثَلَاثَة أَقْوَال: قَالَ بَعضهم: نَجعل وُجُوههم كأقفائهم. وَقَالَ بَعضهم: نَجعل وجوهَهم مَنَابت الشَّعْر كأقفائهم. وَقيل: الْوُجُوه هَاهُنَا تمثيلٌ بأَمر الدِّين، المعنَى: من قبل أَن نُضِلَّهم مُجازاةً لما هم عَلَيْهِ من العِناد فنضلّهم إضلالاً لَا يؤمِنون مَعَه أبدا. قَالَ: وَقَوله: {كَانُواْ يَكْسِبُونَ وَلَوْ نَشَآءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُواْ الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ} قَالَ: المَطْمُوس: الّذي لَا يتبيّن لَهُ حَرْفُ جَفْنِ عَيْنَيْهِ، لَا يُرَى شُفْرُ عَيْنَيْهِ؛ الْمَعْنى: لَو نشَاء لأَعْمَيْنَاهم. وَقَالَ فِي قَوْله: {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ} جَاءَ فِي التَّفْسِير أَنه جعل شكرهم مجارة وَتَأْويل الْحسن إذهابُه عَن صُورته. وَقيل: إِن الطَّمْس إِحْدَى الْآيَات التِّسع الَّتِي أُوتِيَتْ مُوسى.

أبواب السين والدال

ابْن بُزُرْج قَالَ: لَا تسبقنّ فِي طميس الأَرْض، مثل جَدِيد الأَرْض. وَقَالَ الفرّاء فِي كتاب (المَصادِر) : الطَّمَاسة كالحَزْرِ وَهُوَ مصدر، يُقَال: كم يَكفِي دَاري هَذَا من آجُرّة؟ قَالَ: طَمّس، أَي: احْزُرْ قَالَ: وطَمَس بَصرُه، يَطمِس طَمْساً، وَيطمِس طُمُوساً. أَبُو زيد: طَمَس الكتابُ طُموساً: إِذا دَرَس. وطُموسُ القَلْب: فسادُه. وطَمَس الرجلُ يَطمُس طُموساً: إِذا تَباعَد. والطامسُ: البَعِيد، وَأنْشد شمر لِابْنِ مَيَّادة: ومَوْمَاةٍ يَحارُ الطَّرفُ فِيهَا صَمُوتِ اللَّيلِ طامِسةِ الْجِبالِ قَالَ: طامسة بعيدَة: لَا تتبيّن من بُعْدٍ، وَتَكون الطّوامس الّتي غطّاها السّراب فَلَا تُرَى. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : يُقَال: رأيتُه فِي طسَام الغُبارِ، وطُسّامه، وطسَّامِه وطيْسانِهِ، تُرِيدُ بِهِ فِي كَثِيره. مطس: قَالَ اللَّيْث: مَطَس المعذِرة يَمْطُس: إِذا رمى بمرَّة. وَقَالَ ابْن دُرِيد: المَطْسُ: الضَّرْب بِالْيَدِ كاللَّطْمة. انْتهى، وَالله أعلم. (أَبْوَاب) السّين والدّال) س د ت س د ظ س د ذ س د ث: أهملت وجوهها. س د ر سدر، سرد، دسر، درس، ردس: مستعملة. سدر: السِّدر: اسْم الْجِنْس، والواحدة سِدْرَة. السِّدْر من الشَّجَر سِدْران: أحدُهما سِدْرٌ بَرّيّ لَا يُنتَفَع بثَمره، وَلَا يصلُح ورقُه للغَسول، وَرُبمَا خُبِط ورقُه للرّاعية، وَله ثمَر عَفِصٌ لَا يُؤْكَل، والعرَب تسمِّيه الضّال، والجِنْس الثَّانِي من السِّدر ينبُت على المَاء، وثمرُه النَّبِق، ورَقُه غَسولُ، يُشبه شجر العُنّاب، لَهُ سُلاّء كسُلاّئه وورَقٌ كوَرَقِه، إِلَّا أنَّ ثمرَ العُنَّاب أَحْمَرُ حُلْو، وثمرُ السِّدْر أصفَرُ مُزّ يتفكَّه بِهِ، وَأما قَول الله جلّ وعزّ: {) أُخْرَى عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى} { (الْمُنتَهَى عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} (النَّجْم: 14، 15) ، فَإِن اللّيث زعم أنّها سِدْرةٌ فِي السَّمَاء السَّابِعَة لَا يجاوِزُها ملك وَلَا نبيّ، وَقد أَظَلّت السماءَ والجَنّة ويُجمَع السِّدْرةُ سِدْراً وسِدَراً وسِدِرات. والسدر: اسمُ للْجِنْس، الْوَاحِدَة سِدْرة. أَبُو عبيد: السادِرُ: الّذي لَا يَهتمّ لشَيْء وَلَا يُبالِي مَا صَنَع. وَقَالَ اللَّيْث: السَّدَرُ: اسْمِدْرَارُ البَصَر،

يُقَال: سَدِر بصرُه يسْدر سَدَراً: إِذا لم يكن يُبصِر فَهُوَ سَدِر. وعينٌ سَدَرة. وَقَالَ أَبُو زَيد: السَّدَر: قَدَع الْعين؛ والسَمادِير: ضَعْفُ البَصَر. والسَّدْرُ والسَّدْل: إرسالُ الشَّعر، يُقَال: شعر مَسْدُور ومَسْدول وَشعر مُنْسَدِر ومُنْسَدِل: إِذا كَانَ مسترسِلاً. أَبُو عُبَيْد: يُقَال: انسَدَرَ فلانٌ يَعْدُو، وانّصَلت يَعْدُو: إِذا أسْرَع فِي عَدْوه. وَقَالَ اللَّيْث: السَّدِير: نهرٌ بِالْحيرَةِ. وَقَالَ عديّ: سَرَّه حالُه وكثرةُ مَا يملِك والبحرُ مُعرِضاً والسَّدِير وَقَالَ ابْن السكّيت: قَالَ الْأَصْمَعِي: السَّدِير فارسية، كَأَن أَصله سادِلٌ، أَي: قُبّة فِي ثَلَاث قِبابٍ مُداخَلة، وَهُوَ الّذي تسمِّيه الناسُ اليومَ سِدْليّاً فأعرَبته العَرَب فَقَالُوا سَدِير. وَفِي (نَوَادِر الْأَصْمَعِي) الَّتِي رَوَاهَا عَنهُ أَبُو يَعلى قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو بنُ العَلاء: السَّدِيرُ: العُشْبُ. وَقَالَ أَبُو زَيد: يُقَال للرجل إِذا جَاءَ فَارغًا: جَاءَ يَنْفُض أَسْدَرَيه. قَالَ: وبعضُهم يَقُول: جَاءَ ينفض أصْدَريْه. وَقَالَ: أسدراه: مِنكباه. وَقَالَ ابْن السكّيت: جَاءَ ينفُض أزْدَرَيْه إِذا جَاءَ فَارغًا. وَقَالَ اللّحياني: سَدَرَ ثَوْبه سَدْراً: إِذا أرسَله طُولاً. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: تَسدَّر بثَوْبه: إِذا تجَلَّل بِهِ. قَالَ: وسمعتُ بعضَ قيس يَقُول: سَدَل الرجل فِي الْبِلَاد وسَدَر: إِذا ذَهَب فِيهَا فَلم يَثْنه شَيْء. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: سَدر: قَمر. وسَدِر: تحير مِن شدّة الحرّ. قَالَ: ولُعبةٌ للعَرب يُقَال لَهَا: السُّدّر والطُّبن. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: قَالَ أَبُو عُبيدة: جَاءَ فلَان يَضرب أَسْدَرَيه وأَصْدَرَيه، أَي: عِطْفَيْه، وَذَلِكَ إِذا جَاءَ فَارغًا. دسر: قَالَ اللَّيْث: الدَّسْر: الطَّعن والدفْعُ الشَّديد، يُقَال: دَسَره بالرُّمح، وَأنْشد: عَن ذِي قَدَامِيسَ كَهَامٍ لَو دَسَرْ قَالَ: والبُضْعُ يُستعمَل فِيهِ الدَّسْر، يُقَال: دسَرَها بأَيْرِه. وَقَالَ الفرّاء فِي قَوْله: {قُدِرَ وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ} (الْقَمَر: 13) ، قَالَ: الدُّسُر: مَسامِيرُ السَّفِينَة وشُرُطُها الّتي تُشَدُّ بهَا. وَقَالَ الزّجّاج: كلّ شيءٍ يكون نَحْو السَّمْر. وَإِدْخَال شَيْء فِي شَيْء بقوّة وشِدّة فَهُوَ الدَّسْر، يُقَال: دَسَرْتُ المِسْمارَ أدسُره وأدسِره دَسْراً. قَالَ: وَوَاحِد الدُّسْرِ دِسَار. وسُئِل ابْن عبّاس عَن زكاةِ العَنْبَر فَقَالَ: إنّما هُوَ شَيْء دَسَره البحرُ، وَمَعْنَاهُ: أَن موج الْبَحْر دَفعه فَأَلْقَاهُ إِلَى الشطّ فَلَا زَكَاة فِيهِ.

ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: الدَّسْر: السَّفِينة. وَقَالَ ثَعْلَب فِي قَوْله: {وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ} . قَالَ بَعضهم: هُوَ دَفْعُها الماءَ بكلْكلِها. وَيُقَال: الدُّسُر: المسامير. وَيُقَال: الدِّسارُ: الشَّريط من اللِّيف الّذي يشدّ بعضُه ببَعض. وَقَالَ اللَّيْث: جَمَلٌ دَوْسَرِيٌّ ودَوْسَر: وَهُوَ الضَّخْم ذُو الهامة والمَناكِب. سَلَمة عَن الفرّاء قَالَ: الدَّوْسَرِيُّ: القَوِيُّ من الْإِبِل. ودَوْسَر: كتيبةٌ كَانَت للنُّعمان بن الْمُنْذر، وأنشَد: ضَرَبتْ دَوْسَرُ فِينَا ضَرْبةً أَثبتَتْ أوتاد مُلْكٍ فاستَقَرّ وَبَنُو سَعْد بنِ زيد مَناةَ كَانَت تُلَقَّبُ: دَوْسَر فِي الجاهليّة. سرد: قَالَ الله جلّ وعزّ: {اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ} (سبأ: 11) . قَالَ الفرَّاء: يَقُول: لَا تجْعَل مِسمارَ الدِّرْع دَقِيقاً فيَنفَلق، وَلَا غَليظاً فيَفْصِم الحَلَق. وَقَالَ الزّجّاج: السّرْد فِي اللّغة: تَقدِمة شَيْء إِلَى شَيْء حَتَّى يتّسق بعض إِلَى إثْرِ بعض متَتابعاً. وَيُقَال: سَرَدَ فلانٌ الحديثَ يَسرُدُه سَرْداً: إِذا تابَعَه. وسَرَد فلانٌ الصَّوْمَ: إِذا وَالاه. وَقَالَ فِي التَّفْسِير: السَّرْدُ: السَّمْرُ، وَهُوَ غير خارجٍ من اللّغة، لأنّ السَّمْر تقديرُك طرَف الحَلْقة إِلَى طَرَفها الآخر. قَالَ: وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: رجل سَرَنْدَى: مشتقّ من السّرْد، وَمَعْنَاهُ: الّذي يَمضِي قُدُماً. قَالَ: والسَّرَد: الحَلَق، وَهُوَ الزَّرَد، وَمِنْه قيل لصَاحِبهَا سرّاد وزَرّاد. وَقَالَ اللّيث: السَّرْد: اسمٌ جامعٌ للدُّروع وَمَا أَشبَهَها من عَمَل الحَلَق، وسُمِّي سَرْداً لِأَنَّهُ يُسرَّد فيُثقب طرفَا كلّ حَلقَة بالمسمار، فَذَلِك الحَلَق المُسَرَّد، والمِسْرَد هُوَ المِثقَب، وَهُوَ السِّراد. وَقَالَ لَبيد: كَمَا خَرَج السِّرادُ من النِّقال وَقَالَ طَرَفة: حِفَافَيْه شُكَّا فِي العَسِيبِ بِمِسْرَدِ ويسمَّى اللّسان مِسرَداً. قَالَ أَبُو بكر فِي قَوْلهم: سردَ فلانٌ الكتابَ مَعْنَاهُ: دَرَسه مُحكماً مجوَّداً، أَي: أَحكَمَ دَرْسَه وأجادَه، من قَوْلهم: سَرَدْتُ الدِّرعَ إِذا أحكمتَ مَسامِيرها، ودِرْع مسرودةٌ: محكمةُ المسامير والحَلَق. والسَّرَادُ من الثَّمر: مَا أَضَرَّ بِهِ الْعَطش فيبِس قبلَ ينْعِه. وَقد أَسرَد النخلُ، والواحدة سَرَادَة. وَقَالَ الفرَّاء: السَّرادة: الخَلالة الصُّلبة. والسراد من الزَّبِيب يُقَال لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ: زنجير.

وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: السّرادُ: المتتابع. وَقيل لأعرابيّ: مَا أَشهُرُ الحُرُم؟ فَقَالَ: ثلاثةٌ سَرْد، وَوَاحِد فَرْد. عَمْرو عَن أَبِيه: السارِدُ: الخرّاز. والإشْفَى يُقَال لَهُ: السِّرادُ والمِسرَدُ والمخْصَف. ردس: قَالَ اللَّيْث: الرَّدْس: دَكُّك أَرضًا أَو حَائِطا أَو مَدَراً بِشَيْء صُلْبٍ عريضٍ يُسمى مِرْدَساً، وأَنشد: يُغَمِّد الأعداءَ جَوْزاً مِرْدَسا أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: المِرْداسُ: الصَّخْرة يُرمَى بهَا فِي الْبِئْر ليُعلمَ أفيها ماءٌ أم لَا. قَالَ الراجز: قَذْفَك بالمِرْداس فِي قَعْرِ الطَّوِي وَقَالَ شَمِر: يُقَال: رَدَسه بالحَجَر، أَي: ضرَبَه ورَمَاه بهَا. وَقَالَ رؤبة: هُنَاكَ مِرْداناً مِدَقٌّ مِرْداسْ أَي: داقٌّ. وَيُقَال: رَدَسَه بحَجَر ونَدَسَه ورَداه: إِذا رَماه. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الرَّدُوس: النُّطوح المِزحَم، وَقَالَ الطِّرمّاح: تَشُقّ مُغمِّضاتِ اللَّيل عَنْهَا إِذا طَرقَتْ بمرْداسٍ رَعُونِ قَالَ أَبُو عَمْرو: المِرْدَاسُ: الرَّأْس لِأَنَّهُ يردُسُ بِهِ، أَي: يردُّ بِهِ ويُدفَع. والرَّعُون المتحرّك؛ يُقَال: رَدَس بِرَأْسِهِ، أَي: دَفَع بهَا. درس: أَبُو عُبَيْد عَن الأصمعيّ: إِذا كَانَ بالبَعير شيءٌ خَفيف مِن الجَرَب قيل: بِهِ شَيْء من دَرْس وأَنشد: من عَرَق النَّضْج عَصِيمُ الدَّرْسِ وأخبَرَ المنذريُّ عَن أبي العبّاس فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَكَذالِكَ نُصَرِّفُ الاَْيَاتِ وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ} (الْأَنْعَام: 105) ، قَالَ: مَعْنَاهُ: وَكَذَلِكَ نُبيِّن لَهُم الْآيَات مِن هُنا وهُنا لكَي يَقُولُوا: إِنَّك دَرَسْتَ، أَي: تَعَلّمتَ، أَي: هَذَا الّذي جئتَ بِهِ عُلِّمتَ. قَالَ: وَقَرَأَ ابنُ عبّاس وَمُجاهد: (دارَسْتَ) ، وفسّرها: قرأتَ على الْيَهُود وقرءوا عليكَ، وقرئت: (وليقولوا دُرِسَت) ، أَي: قُرِئَتْ وتُلِيَتْ. وقُرىء: (دَرِسَتْ) ، أَي: تَقادَمت، أَي: هَذَا الّذي تتلوه علينا شَيْء قد تَطاوَل ومَرَّ بِنَا. وأخبَرَني المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: يُقَال: دَرَسَ الشيءُ يَدْرُس دُرُوساً، ودَرَسْتُ الكتابَ أدرُسُه دِراسةً. والمِدْرَسُ: الْمَكَان الَّذِي يُدرَس فِيهِ. والمِدْرَس: الكِتاب. والدِّراس: المُدارَسة. قَالَ: والدُّروس: دُرُوس الْجَارِيَة إِذا طَمِشَتْ، يُقَال: جَارِيَة دارِسُ، وجوارٍ دُرَّس وَدَوارِس.

وَقَالَ الأسوَد بنُ يَعفُر يصف جَواريَ حِين أدركنَ: اللاّتِ كالبَيضِ لمّا تَعْدُ أَن دَرَسَتْ صُفْرُ الأَناملِ من نقْف القَوارِيرِ ودرَسَت الجاريةُ تَدْرُس دُرُوساً. والدَّرْسُ: الجَرَب أوّلُ مَا يظْهر مِنْهُ. والدَّرْس والدِّرْس والدَّرِيس: الثوبُ الخَلَق. قَالَ ابنُ أَحْمَر: لَم تَدْرِ مَا نَسْجُ اليَرَنْدَج قَبْلَها ودِراسُ أعوَصَ دارِسٍ متخدِّد قَالَ ابْن السكّيت: ظنّ أَن اليَرَنْدَج عمل من عَمَل النَّاس يُعمَل، وإنّما اليَرَنْدج جلودٌ سُود. وقولُه: ودِراس أعوَصَ، لَم يُدارِس الناسَ عَوِيصَ الْكَلَام، وقولُه: دارسٍ متخدِّر، أَي: يَغْمضُ أَحْيَانًا فَلَا يُرَى، وَيظْهر أَحْيَانًا فَيرى، مَا تخدّد مِنْهُ غُمضَ، وَمَا لم يتخدّد ظَهَر. ويُروَى: متجدِّد بِالْجِيم، وَمَعْنَاهُ: أَن مَا ظَهَر مِنْهُ جَدِيد وَمَا لم يظْهر دارس. قَالَ: وسمعتُ أَبَا الهَيْثَم يَقُول: دَرَس الأَثرُ يَدرسُ دُرُوساً، أَو دَرَسهُ الرِّيح تَدْرُسه دَرْساً، أَي: مَحَتْه وَمن ذَلِك قيل: دَرَسْتُ الثوبَ أدرُسُه دَرْساً فَهُوَ مَدْرُوس ودَرِيس، أَي: أَخْلَقْته وَمن قيل للثّوب الخَلُق دريس، وجمعُه دِرْسَان. وَكَذَلِكَ قَالُوا: دَرَس البعيرُ: إِذا جَرب جَرَباً شَدِيدا فقُطِرَ، قَالَ جرير: رَكِبتْ نَوارُكُمُ بَعيراً دارِساً فِي السَّوْقِ أَفْضَح راكبٍ وبَعيرِ قَالَ: وَقيل: دَرَسْتُ الكتابَ أدرُسه دَرْساً، أَي: ذَلَّلتُه بِكَثْرَة الْقِرَاءَة حَتَّى خَفّ حِفْظُه عليّ من ذَلِك، وَقَالَ كَعْب بن زُهَيْر: وَفِي الحِلْم إدْهانٌ وَفِي العَفْو دُرْسةٌ وَفِي الصِّدق مَنْجاةٌ من الشّرّ فاصدُقِ قَالَ: الدُّرْسةُ: الرّياضة؛ وَمِنْه دَرَسْتُ السُورة حتّى حفِظتُها؛ ودَرَستُ الْقَضِيب، أَي: رُضْتُه. والإدْهان المَذَلة واللِّين. وَقَالَ غَيره: دُرِسَ الطعامُ يُدْرس دِراساً: إِذا دِيسَ. والدِّراسُ: الدِّياسُ بِلُغة أهلِ الشَّام، وَقَالَ: حَمراءُ مِمّا دَرَسَ ابنُ مِخْراق أَي: داسَ، وأرادَ بالحَمراءِ برّةً حَمْراءَ فِي لَونها. وَقَول لَبيد: يَوْمَ لَا يُدخل المُدارِسَ فِي الرَّحْمة إِلَّا براءةٌ واعتذارُ قَالَ الْمُدارِس: الَّذِي قَرَأَ الْكتب ودَرَسها. وَقيل: المُدَارِسُ: الَّذي قارَفَ الذُّنوبَ وتَلَطَّخَ بهَا، من الدَّرْسِ وَهُوَ الجَرَب. والمِدْراسُ: البيتُ الَّذِي يُدْرَسُ فِيهِ الْقُرْآن، وَكَذَلِكَ مِدْرَاسُ اليَهود. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الدِّرْوَاسُ:

الكبيرُ الرَّأْس من الكلابِ. والدِّرْباس بِالْبَاء: الكلبُ العَقُور، وَأنْشد: أَعْدَدْتُ دِرْوَاساً لِدِرْباسِ الْحُمْتْ هَذَا كلبٌ كَأَنَّهُ قد ضَرِيَ فِي زِقَاقِ السَّمْن يأكلها، فأَعَدَّ لَهُ كَلْبا آخَر يُقَال لَهُ دِرْوَاس. وَقَالَ غيرُه: الدَّرَاوس من الْإِبِل: الذُّلُل الغِلاظ الْأَعْنَاق، واحِدها دِرْواس. أَبُو عُبَيد عَن الفرّاءِ: الدَّرَاوِس: العِظامُ من الْإِبِل. س د ل سدل، لدس، لسد، دلّس: (مستعملة) . سدل: فِي حَدِيث عليّ: أنّه خرج فَرَأى قوما يُصلُّون قد سَدَلوا ثِيابَهم فَقَالَ: كَأَنَّهُمْ اليهودُ خَرجوا من فُهْرِهم. قَالَ أَبُو عُبَيد: السَّدْل: هُوَ إِسبالُ الرَّجل ثوبَه من غير أَن يَضُمّ جانبيه بَين يَدَيْهِ، فَإِن ضَمَّه فَلَيْسَ بسَدْل؛ وَقد رُوِيتْ فِيهِ الكَراهيةُ عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ اللَّيْث: شَعرٌ مُنسَدِل ومُنْسَدِر: كثيرٌ طويلٌ قد وَقع على الظَّهر. الأصمعيّ: السُّدول والسُّدُون بالنُّون وَاللَّام: مَا جُلِّل بِهِ الهَوْدَج من الثّياب. قَالَ الراجز: كأنّ مَا جُلِّلن بالأُسْدانِ يانِعَ حُمّاض وأرْجُوانِ وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: سَوْدَل الرجلُ: إِذا طَال سَوْدلاه؛ أَي: شارِباه. وَفِي حَدِيث عَائِشَة (أَنَّهَا سدَلت طرف قناعها على وَجههَا وَهِي مُحرمَة) ، أَي: أسبلته. وَفِي الحَدِيث (أنّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَدِم الْمَدِينَة وأهلُ الكتابَ يسدِلون أشعارَهم وَالْمُشْرِكُونَ يَفْرُقون؛ فسَدَل النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَعرَه ففَرّقه، وَكَانَ الفَرْقُ آخِرَ الأمرَين) . قَالَ ابْن شُمَيْل: المسدَّلُ من الشَّعر. الكثيرُ الطَّوِيل، يُقَال: سَدَّل شعرَه على عاتقَيه وعُنقِه، وسَدَله يَسدِله. والسَّدْل: الْإِرْسَال لَيْسَ بمَعْقُوف وَلَا مُعقَّد. وشَعرٌ مُنسَدِلٌ ومُنسَدِرٌ. وَقَالَ الفرّاء: سَدَلْتُ السِّترَ وسَدَنْتُه: أرخَيْتُه. دلّس: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الدَّلَسُ: السّواد والظلمة. وَفُلَان لَا يُدالس وَلَا يُوالس قَالَ: لَا يدالس وَلَا يظلم، وَلَا يوالس: أَي: لَا يخون لَا يُوارِب. وَقَالَ شَمر: المُدالسةُ: إِذا باعَك شَيْئا فَلم يُبَيِّنْهُ لَك، يُقَال: دلّس لي سِلعةَ سَوْء. واندلس الشَّيْء: إِذا خَفِي. ودلّسْتُه فتدلَّس، وتَدلُّسُه أَلا يشْعر بِهِ. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: دلّس فِي البيع وَفِي كل شَيْء: إِذا لم يبيّن عَيْبَه.

قلت: ومِنْ هَذَا أُخِذ التدليسُ فِي الْإِسْنَاد، وَهُوَ أَن يُحدِّث بِهِ عَن الشَّيْخ الْأَكْبَر وَقد كَانَ قد رَآهُ، وَإِنَّمَا سَمعه عَمَّن دونه مِمَّن سَمعه مِنْهُ، وَقد فعل ذَلِك جماعةٌ من الثِّقات. والدُّلْسةُ: الظلمَة. وَسمعت أعرابيّاً يَقُول: لامرىء قُرفَ بِسوء فِيهِ، مَا لي فِي هَذَا الْأَمر وَلْسٌ وَلَا دَلْسٌ، أَي: مَا لي فِيهِ خِيانة وَلَا خديعة. سَلمة عَن الْفراء قَالَ: الإدلاس: بقايا النَّبت والبَقْل، وَاحِدهَا دَلَس، وَقد أدلست الأَرْض، وَأنْشد: بَدَّلتْنَا من قَهْوَسٍ قِنْعاسَا ذَا صَهَوات يَرْتَع الأَدلاسَا لدس: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَلدَسَتِ الأرضُ إلْداساً: إِذا طَلَع فِيهَا النّبات. وناقةٌ لَدِيس رَدِيس: إِذا رُميت باللّحم رَمْياً. وَقَالَ الشَّاعِر: سَدِيسٌ لَدِيسٌ عَيْطَموسٌ شِمِلَّةٌ تُبارُ إِلَيْهَا المُحصنَاتُ النَّجائبُ الْمُحْصنَات النّجائب: اللّواتي أحصنَها صاحبُها أَن لَا يضْربهَا إِلَّا فحلٌ كريم. وَقَوله: تبارُ يَقُول: يُنظَر إليهنّ وَإِلَى سَيْرهنّ بسَيْر هَذِه الناقةِ، ويختَبرْن بهَا وبسيرها. وَيُقَال: لَدّسْتُ الخُفَّ تلدِيساً: إِذا نَقَّلْتَه ورَفَعْتَه. ولَدَّسْتُ فِرْسِنَ البعيرِ: إِذا أَنْعَلته. وَقَالَ الراجز: حَرْف عَلاَة ذَات خُفَ مِرْدَسِ دَامِي الأظَلِّ مُنْعلٍ مُلَدَّسِ لسد: أَبُو عبيد: لَسَدَ الطَّلَى أمَّه يَلْسِدها: إِذا رَضَع جَمِيع مَا فِي ضَرْعها، رَوَاهُ أَبُو عُبيدة عَنهُ. وأَنشَد النّضر: لَا تَجزَعَنَّ على عُلاُلةِ بَكْرةٍ بسْطٍ يُعارضُها فَصِيلٌ مِلْسَدُ قَالَ: اللَّسْدُ: الرَّضْع. والمِلسَد: الَّذي يَرضَع أُمَّه من الفُصْلان. س د ن سدن، سَنَد، ندس، دنس: (مستعملة) . سدن: ذَكَر النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سِدَانةَ الكَعْبة وسقاية الْحَاج فِي حَدِيث. قَالَ أَبُو عبيد: سِدَانة الْكَعْبَة: خِدمْتَها. يُقَال مِنْهُ: سَدَنْتُ أسْدُنُ سِدَانة. ورجُلٌ سادِن من قومٍ سَدَنة: وهم الخَدَم. وَقَالَ ابْن السكّيت: الأسْدانُ والسُّدُون: مَا جُلِّل بِهِ الهَوْدَج من الثّياب. واحدُها سَدَن. عَمْرو عَن أَبِيه: السَّدِين: الشَّحْمُ. والسَّدِين: السَّتر. سَنَد: أَبُو عُبَيد عَن أبي عُبَيدة: مِن عُيوب الشِّعر السِّناد، وَهُوَ اخْتِلَاف الأرداف. كَقَوْلِه: كأنّ عُيونهُنّ عُيونُ عِينِ

ثمَّ قَالَ: وأَصبَحَ رأسُه مِثلَ اللُّجَيْنِ وأخبَرَني أَبُو محمّد المُزَنيّ عَن أبي خَليفَة عَن محمّد بن سلاّم الجَمَحيّ أَنه قَالَ: السِّنَاء فِي القافية مِثل شَيْبٍ وشِيبٍ. يُقَال: سانَدَ فلانٌ فِي شِعرِه، قَالَ: وَمن هَذَا يقالُ خرج الْقدَم متساندين إِذا خرج كلُّ بني أبٍ على رايةٍ وَلم يَجتمعوا على راية وَاحِدَة. وَقَالَ ابْن بُزُرْج: يُقَال: أَسنَدَ فِي الشِّعْر إِسْنَادًا بِمَعْنى سانَدَ مثل إِسناد الْخَبَر. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: السَّنَدُ: ضَرْبٌ من البُرود. وَفِي الحَدِيث: (أنّه رأى على عَائِشَة أربعةَ أَثوَاب سَنَد) . وَهُوَ وَاحِد وَجمع. وَقَالَ اللَّيْث: السَّنَد: ضَربٌ من الثّياب: قَمِيص، ثمَّ فوقَه قميصٌ أقصرَ مِنْهُ. وَكَذَلِكَ قُمُص قِصار من خِرَق مُغَيَّب بعضُها تَحت بعض. وكلُّ مَا ظهر من ذَلِك يسمَّى سِمْطاً سِمطاً. وَقَالَ العجَّاج يصف ثوراً وَحْشيّاً: كَتّانها أَو سَنَدٍ أَسْماط وَقَالَ ابْن بُزُرْج: السَّندُ وَاحِد الأَسْناد من الثِّياب، وَهِي مِنَ البُرود، وَأنْشد: جُبّةُ أَسْنادٍ نَقِيٌّ لَوْنها لَم يَضرِب الخيّاطُ فِيهَا بالإبَر قَالَ: وَهِي الْحَمْرَاء من جِبَابِ البُرُود. قَالَ: والسَّنَد مثقَّلٌ: سُنود القومِ فِي الجَبَلِ. والإسناد: إِسْنَاد الرّاحلة فِي سيْرها، وَهُوَ سيْرٌ بَين الذَّميل والهمْلَجة. وَقَالَ: سنَدْنا فِي الْجَبَل، وأَسنَدْنا إبِلَنا فِيهَا. ابْن الْأَعرَابِي: سَنَد الرجلُ: إِذا لبس السَّنَد، وَهُوَ ضرْب من البُرود. أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: الهبِيطُ: الضامر. وَقَالَ غيرُه السِّناد مثلُه. وَأنْكرهُ شمر. وَقَالَ: قَالَ أَبُو عمْرو: ناقةٌ سِنَاد: شديدةُ الخُلق. وَقَالَ اللَّيْث: ناقةٌ سنادٌ: طَوِيلَة القَوائم مُسنَدة السَّنام. وَقَالَ ابْن بزرج: السِّناد: من صِفَات الْإِبِل أَن يُشرِفَ حارِكُها. وَقَالَ الأصمعيّ: هِيَ المُشرِفة الصَّدْر والمُقدَّم، وَهِي المُساندة. قَالَ شمر: أَي: يساند بعضُ خَلْقها بَعْضًا. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: سمعتُ الكِسائيّ يَقُول: رجلٌ سِنْدَأْوَة وقِنْدَأْوَة: وَهُوَ الْخَفِيف. وَقَالَ الْفراء: من النُّون الجريئة. وَقَالَ اللَّيْث: السَّنَد مَا ارْتَفع من الأَرْض فِي قُبل جبَل أَو وَادِ، وكلُّ شَيْء أسنَدْتَ إِلَيْهِ شَيْئا فَهُوَ مُسنَد. قَالَ: وَقَالَ الْخَلِيل: الْكَلَام سنَد ومُسنَد، فَالسَّنَد كَقَوْلِك: عبدُ الله رجلٌ صَالح، فعبدُ الله سنَد، ورجلٌ صَالح مُسنَدٌ إِلَيْهِ.

قَالَ: والمسنَدُ: الدّعِيّ. والمسند: الدهْر. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: لَا آتيه يَد الدهْر، ويدَ المُسنَد: أَي: لَا آتِيه أبدا. وَقَالَ أَبُو سعيد: السِّنْدَأوَةُ: خرْقةُ تكون وقايةً تَحت العِمامة من الدُّهن. قلتُ: والمسنَد من الحَدِيث: مَا اتّصل إِسْنَاده حَتَّى يُرفع إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والمرسلُ والمنقطع: مَا لَم يتَّصل. وَيُقَال للدَعِيّ: سنيد، وَقَالَ لَبيد: كريمٌ لَا أَحَدُّ وَلَا سنيدُ وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: الْمسند: كلامُ أولادِ شِيث. أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي: سندتُ إِلَى الشَّيْء أَسنُد سُنوداً: إِذا استَنَدْتَ إِلَيْهِ وأسندت إِليه غَيْرِي. وَيُقَال: سانَدْتُه إِلَى شَيْء يتسانَدُ إِلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو زيد: سانَدُوه حَتَّى إِذا لَمْ يَرَوْه شُدَّ أجلاَدُه على التَّسْنِيدِ وَمَا يسْتَند إِلَيْهِ يسمَّى مِسنَداً ومُسنَداً. السنْد: جيلٌ من النَّاس تُتاخم بلادُهم بِلَاد أهلِ الْهِنْد، وَالنِّسْبَة إِلَيْهِم سنْدِيّ. والسَّنَدُ: بلد مَعْرُوف فِي الْبَادِيَة. وَمِنْه قَوْله: يَا دارمَيَّةَ بالْعَلْياءِ فالسَّنَدِ والعلياء: اسمُ بلدٍ آخر. ندس: الحَراني عَن ابْن السكّيت: رجلٌ نَدِسٌ ونَدُسٌ: إِذا كَانَ عَالما بالأخبار. ورجلٌ نَطِسٌ ونُطُسٌ: للمُبالِغ فِي الشَّيْء. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: تندّستُ الخبَر وتحسسْتُه بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ اللَّيْث: النّدُسُ: السريعُ الِاسْتِمَاع للصّوت الخفيّ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: النَّدْسُ: الطَّعن، وَقَالَ الكُميت: وَنحن صَبَحْنا آل نَجْرَانَ غَارة تَميمَ بنَ مُرَ والرِّماح النَّوَادِسَا حَكَاهُ أَبُو عُبيد عَنهُ. وَفِي حَدِيث أبي هُرَيرة (أَنه دخل المسجدَ وَهُوَ يَنْدُس الأَرْض برجلِه) ، أَي: يَضربها. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَسمَاء الخُنْفساء: المَنْدُوسة والفاسيَاء. قيل: وتَندَّسَ ماءُ البئرِ: إِذا فاض من حَوَاليْها. دنس: قَالَ اللَّيْث: الدَّنس فِي الثِّيَاب: لطخ الوَسخ، وَنَحْوه فِي الْأَخْلَاق. رجُلٌ دَنسُ المُروءَةِ، وَقد دَنِس دنساً، وَالِاسْم الدَّنس. ودنَّس الرجلُ عرضَه إِذا فَعل مَا يشينُه.

س د ف سدف، سفد، فسد، فَدس، دسف، دفس: مُسْتَعْمل. سدف: أَبُو عُبيد عَن أبي زيد: السُّدْفة فِي لُغة تَمِيم: الظُّلْمة. قَالَ: والسُّدْفة فِي لُغَة قيْس: الضَّوْء، وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو مُحَمَّد اليزيديّ، وأنشدنا للعجّاج: وأَقطَع الليلَ إِذا مَا أَسْدَفَا أَي: أُظلم. قَالَ: وَبَعْضهمْ يَجعل السُّدفةَ اخْتِلَاط الضَّوء والظُّلمة مَعًا كوقتِ مَا بَين طُلُوع الْفجْر إِلَى أوّل الْإِسْفَار. الحرّاني: عَن ابْن السكّيت قَالَ: السَّدَفُ والسُّدفة: الظُّلْمة والضَّوء أَيْضا. وَيُقَال: أَسدفِ السِّترَ، أَي: أرفَعه حَتَّى يُضيءَ الْبَيْت. قَالَ: وَقَالَ عمَارَة: السدْفة ظُلمةٌ فِيهَا ضوءٌ من أوّل اللَّيْل وَآخره، مَا بَين الظلمَة إِلَى الشَّفق وَمَا بَين الفَجْر إِلَى الصَّلَاة. قلتُ: وَالصَّحِيح مَا قَالَه عمَارَة. اللحياني: أتيتُه بسُدْفةٍ من اللَّيْل، وشُدْفة وشَدْفة وَهُوَ السَّدَف والشَدَف. وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: أَسدَفَ الليلُ وأَشْدَفَ: إِذا أَرخَى سُتورَه وأَظلَم. قَالَ: والإسدافُ من الأضداد. يُقَال: أَسدِفْ لنا، أَي: أضِيءْ لنا. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: إِذا كَانَ رجلٌ قائمٌ بِالْبَابِ قلتَ لَهُ: أسدِف، أَي: تَنَحَّ عَن الْبَاب حَتَّى يُضيءَ لنا البيتُ. وَقَالَ الفرّاء: السَّدَف والشَّدَف: الظُّلْمة والسَّدَف أَيْضا: الصُّبْح وإقبالُه، وَأنْشد: بِيضٌ جِعادٌ كأنَّ أعيُنَهُمْ يكْحَلُها فِي المَلاحِمِ السَّدَفُ يَقُول: سوَادُ أَعينهم فِي الْمَلَاحِم باقٍ، لأنّهم أَنجادٌ لَا تَبرقُ أعينُهم من الفَزَع فيغيب سَوادُها. وَيُقَال: سَدَفْتُ الحجابَ، أَي: أرخيتُه. وحجاب مَسدوف؛ قَالَ الْأَعْشَى: بحِجابٍ مِن دُونِنا مَسْدُوفِ وَرَوَاهُ الرُّواة: مَصْدوف بالصَّاد، وفسّروه أَنه المَسْتُور. وَفِي حَدِيث أمِّ سَلَمة أَنَّهَا قَالَت لعَائِشَة لمّا أَرَادَت الخُروجَ إِلَى البَصْرة: تَرَكْت عُهَّيْدَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَوجَّهْتِ سِدَافَتَه. أَرادت بالسِّدَافة الحِجابَ، وتوجيهُها كشفُها. وَيُقَال: وجّه فلانٌ سِدافته: إِذا ترَكها وَخرج مِنْهَا. وَقيل للسِّتْر: سِدافة، لِأَنَّهُ يُسْدَف، أَي: يُرخى عَلَيْهِ. وَقَالَ الليثُ: السُّدْفةُ: اللّبَاب وَأنْشد لامرأةٍ من قيسٍ تهجو زَوْجَها: لَا يَرْتَدِي بِرَادِيَ الحريرِ وَلَا يُرَى بسُدْفة الأميرِ

أَبُو عُبَيد: السَّدِيف: شَحْمُ السَّنام، وَمِنْه قَول طَرَفة: ويُسعى علينا بالسَّدِيفِ المُسَرْهَدِ وَقَالَ غَيره: السُّدوف والشدُوف: الشُّخوص ترَاهَا من بُعْد، وَقَالَ الهُذَلِيّ: مُوَكَّلٌ بشُدُوفِ الصَّوْم يَنْظُرُها من المغارِبِ مَخْطوفُ الحشَا زَرِمُ أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه: يُقَال: أسْدَف الرجلُ وأَزْرَفَ وأغْدَف: إِذا نَام. وَقَالَ ابْن شُميل: أَسدَف الليلُ وأَزْدَف: إِذا أظلَم. سفد: أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي: يُقَال للسِّباع: كلهَا سَفَدَ أُنْثاه يسفِدُها سِفاداً، والتَّيْسُ والثَّوْرُ مِثلُها. وَقَالَ أَبُو زيد نحوَه. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: إِذا ضَرَب الجملُ الناقَة قيل: فَقَا وقَاعَ، وسَفِد يَسفَد. وأجازَ غيرُه: سَفَد يَسفِد. والسَّفُّود مَعْرُوف، وجمعُه سفافِيد. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: استسفد فلَان بعيره: أَتَاهُ من خَلفه فَرَكبهُ. وَقَالَ أَبُو زيد: أَتَاهُ فتسفَّده، وتعرقبه مثله. دسف: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أدْسفَ الرجل إِذا صارَ مَعاشُه من الدُّسْفة، وَهِي القِيادة، وَهُوَ الدُّسْفان. وَقَالَ اللَّيْث: والدُّسْفانُ: شِبْه الرَّسول يطلبُ الشيءَ. وَقَالَ أميّة: وأَرْسَلُوه يسوفُ الغَيْثَ دُسْفانَا دفس: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أدفس الرَّجلُ: إِذا اسوَدَّ وجهُه من غير عِلَّة. قلتُ: لم أسمَع هَذَا الحرفَ لغيره. فَدس: قَالَ ابْن الأعرابيّ: أفْدَسَ الرجلُ: إِذا صارَ فِي إنائه الفِدَسة، وَهِي العَناكِبُ. عَمْرو عَن أَبِيه: الفُدْسُ: العنكبوت. قلتُ: ورأيتُ بالخَلْصاء دَحْلاً يُعْرَف بالفِدَسيّ، وَلَا أَدْرِي إِلَى أيّ شَيْء نُسِبَ. فسد: قَالَ اللَّيْث: الفَساد: نقيضُ الصَّلاح، وَالْفِعْل فَسَد يَفْسُدُ فَسَادًا. قلتُ: ولغة أُخْرَى: فَسُد فُسُوداً. وقولُ الله جلّ وعزّ: {وَيَسْعَوْنَ فِى الاَْرْضِ فَسَاداً} (الْمَائِدَة: 33) ، نصب (فَسَادًا) لِأَنَّهُ مفعول لَهُ، كأنّه قَالَ: يَسعَوْن فِي الأَرْض للْفَسَاد. وَيُقَال: أفسَدَ فلانٌ المالَ يُفسِدُه إفساداً وَفَسَادًا {وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ} (الْبَقَرَة: 205) وفَسَّد الشيءَ: إِذا أَبارَه. وَقَالَ أَبُو جُنْدَب: وقلتُ لهمْ قد أدركَتْكُمْ كتِيبَةٌ مُفَسَّدةُ الأدْبارِ مَا لَمْ تُخَفّرِ أَي: إِذا شَدَّتْ على قوم قَطَّعَتْ أدبارهم مَا لم تُخفَّر الأدبار، أَي: مَا لم تُمنَع.

واستسفد السُّلْطَان قائده: إِذا سَاءَ إِلَيْهِ حَتَّى استعصى عَلَيْهِ. س د ب سبد، دبس: (مستعملان) . سبد: قَالَ اللَّيْث: السَّبَد: الشَّعْر. وَقَوْلهمْ: مَا لَه سَبَد وَلَا لَبَد، أَي: مَا لَه ذُو شَعْر وَلَا ذُو وَبَر متلبِّد، وَلِهَذَا الْمَعْنى سُميَ المالُ سَبَداً. وَقَالَ ابْن السكّيت: قَالَ الْأَصْمَعِي: مَا لَهُ سَبَد وَلَا لَبَد، أَي: مَا لَه قَليل وَلَا كثير. وَقَالَ غير الْأَصْمَعِي: السَّبَد من الشَّعْر واللَّبَد من الصُّوف. ورُوِي عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه ذَكر الخوارجَ فَقَالَ: (التَّسبيد فيهم فاشٍ) . وَقَالَ أَبُو عُبَيد: سألتُ أَبَا عُبيدة عَن التسبيد فَقَالَ: هُوَ تَرْك التّدهُّن وغَسل الرَّأْس. قَالَ وغيرُه يَقُول: إِنَّمَا هُوَ الحَلْق واستئصالُ الشّعْر. قَالَ أَبُو عُبَيدة: وَقد يكون الْأَمْرَانِ جَمِيعًا، وَقَالَ النَّابِغَة فِي قصر الشَّعر يَذكُر فَرخَ قَطاةٍ حَمَّم: فِي حاجِبِ العَيْنِ من تَسْبِيده زَغَبٌ وَقَالَ: يَعْنِي بالتّسبيد طلوعَ الزَّغَب. قَالَ: وَقد رُوِي فِي الحَدِيث مَا يثبِت قَول أبي عُبَيدة: قَالَ ابْن جريج عَن محمدِ بنِ عبّاد بنِ جَعْفَر: رأيتُ ابنَ عَبَّاس قَدِمَ مكّة مسبِّداً رأسَه، فأَتَى الحجَر فقبَّله. قَالَ أَبُو عُبَيد: فالتّسبيد هَا هُنَا: تَرْكُ التَّدَهُّن والغَسل. وَبَعْضهمْ يَقُول: التسميد بِالْمِيم ومعناهما وَاحِد. وَقَالَ غيرُ وَاحِد: سبَّد شَعرَه وسَمَّد: إِذا نَبَت بعد الحَلْق حِين يَظهر. وَقَالَ أَبُو تُرَاب سمعتُ سليمانَ بنَ المُغيرة يَقُول: سبَّد الرجلُ شعرَه: إِذا سرَّحه وبَلّه وتَرَكه. قَالَ: والشَّعر لَا يُسبِّد وَلكنه يُسبَّد. وَقَالَ أَبُو عُبَيدة: سبّد شعرَه وسَمَّدَه: إِذا استأصَلَه حَتَّى ألصقَه بالجلْد. قَالَ: وسبَّد شعرَه: إِذا حلَقه ثمَّ نبت مِنْهُ الشَّيْء الْيَسِير. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: سَبَد شعره وسَبّده وسبَتَه وأسبته: إِذا حلقه. رَوَاهُ أَبُو الْعَبَّاس، عَن عمْرو عَن أَبِيه. أَبُو عبَيد عَن الْأَصْمَعِي: السُّبَد: طائرٌ ليّن الريش إِذا قطر على ظَهره قطرتان من مَاء جرى، وَجمعه سِبْدان. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: السُّبَد: طَائِر مثلُ العُقاب. قَالَ: وحَكَى أَبُو مَنجوف عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: السُّبَد هُوَ الخطّاف البَرّيّ. وَقَالَ أَبُو نصر: هُوَ مِثل الخطّاف إِذا أَصَابَهُ الماءُ جرى عَنهُ سَرِيعا، وَقَالَ طُفَيل الغَنَوِي:

كأنَّه سُبَدٌ بالماءِ مَغْسولُ وَقَالَ أَبُو سعيد: السُّبَد: ثوبٌ يُسدّ بِهِ الحَوْض المَرْكُوُّ لئلاّ يتكدّر الماءُ، يفرش فِيهِ وتسقى عَلَيْهِ الْإِبِل، وإيّاه عَنَى طُفيل. قلتُ: وقولُ الراجز يحقِّق مَا قَالَه الأصمعيّ: حَتَّى ترى المئزَر ذَا الفُضولِ مثل جَناح السُّبَد المغسول وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: بِأَرْض بني فلَان أسباد، أَي: بقايَا من نَبْت وَاحِدهَا سِبْد وَقَالَ لَبيد: سَبِداً من التَّنوُّم يَخْبِطُه النّدَى ونوادراً من حَنظلٍ خُطْبانِ وَقَالَ غَيره: أَسبَدَ النَّصيُّ إسباداً، وتسبَّد تَسْبِيداً: إِذا نَبَت مِنْهُ شَيْء حَدِيث فِيمَا قَدُم مِنْهُ، وَقَالَ الطِّرماح: أَو كأسْباد النَّصيةِ لم يجتدِلْ فِي حاجزٍ مُستَنامْ قَالَ أَبُو سعيد: إِسبادُ النصية، سَنَمَتُها وتسميها العَرب الفورَان، لِأَنَّهَا تَفُور. وَقَالَ أَبُو عَمرو: أَسبادُ النَّصيِّ: رُؤُوسُه أولَ مَا يطلع، جمع سَبَد. وَقَالَ الطِّرِمَّاح فِي قصيدة أُخْرَى يصف قِدْحاً فائزاً: مُجرَّبٌ بالرِّهانِ مُستَلِبٌ خَصْلُ الجوارِي طرائفٌ سبَدُه أَرَادَ أَنه يُستطرَف فَوْزُه وكسْبُه. أَبُو عُبَيد عَن الفرّاء: يُقَال للرجل الدّاهي فِي اللُّصوصِيَّة: إِنَّه لسِبْدُ أَسبادٍ. اللَّيْث: السُّبَد: الشؤمُ، حَكَاهُ عَن أبي الدُّقَيش فِي قَوْله: امرؤُ القَيْس أَيْن أَرْوَى مؤلياً إِن رَآني لأَبُوأَنْ بسُبَدْ قلتُ بَجْراً قلتَ قولا كَاذِبًا إِنما يمنعُني سَيْفي ويَدْ دبس: قَالَ اللَّيْث: الدِّبْسُ: عُصارة الرُّطَب. والدُّبسة: لونٌ فِي ذَوَات الشّعر أحمرُ مُشربٌ سَواداً. وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي لرَكّاض الدُّبَيريّ: لَا ذَنْبَ لي إذْ بنتُ زُهْرةَ دَبَّسَتْ بغيرِك أَلْوَى يُشبِه الحَقَّ باطلُهْ قَالَ: دَبَّسْتُه: واريتُه، وأَنشَدَنا: قَرمٌ إِذا رَآهُ فَحل دبسَا قَالَ: والدَّبُوسُ خِلاص تَمرٍ يُلقَى فِي مَسلَإِ السمْن فيَذوب فِيهِ، وَهِي مطيّبة للسّمن. قَالَ: والدَّبْسُ: الكثيرُ. وَقيل: دَبس خُفَّه: إِذا رقَّعه ولَدّمه. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الدَّبسُ الأسودُ من كل شَيْء. والدَّبسُ: الجمعُ الْكثير من النَّاس. قَالَ: وَيُقَال للسماء إِذا مَطَرت: دُرِّي دُبَسُ.

وَقَالَ ابْن الأعرابيّ أَيْضا: مالٌ ربسٌ، أَي: كثير بالراء وَجَاء بأمرٍ رِبس، أَي: معكر، وكلُّ ذَلِك صَحِيح. والدَّبوس مُعرب. وَأَخْبرنِي عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: يُقَال: دبَّسْتُ الشَّيْء: إِذا واريتَهْ. ودَبَّس: إِذا توارى. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: جِئْت بِأُمُور دُبس، وَهِي الدّواهي فِي بَاب الدَّوَاهِي فِي الْمُؤلف. س د م سدم، سمد، دسم، دمس، مسد: مستعملة. سدم: قَالَ اللَّيْث: السَّدَمُ: همٌّ ونَدَمٌ، تَقول: رَأَيْته سادِماً، ورأيته سَدْمانَ نَدْمانَ. وقلَّما يُفرَد السَّدَمُ من النّدم. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: السَّدِيمُ: الضَّباب. والسَّدِيمُ: التَّعبُ. والسديم: السّدِر. والسديم: المَاء المندفقُ. والسدِيمُ: الْكثير الذِّكْرِ. الدَّسيمُ: القليلُ الذّكر. قَالَ: وَمِنْه قَوْله: لَا يَذْكُرون اللَّهَ إلاّ سَدْماً وَقَالَ اللَّيْث: ماءٌ سُدُم، وَهُوَ الَّذِي وَقعت فِيهِ الأقمشة والجَوْلانُ حَتَّى يكَاد يندفن، وَقد سَدَم يَسْدُم، ومياهٌ أسْدام. قَالَ: وَيُقَال: مَنْهَلٌ سَدُوم فِي مَوضِع سُدُمٍ، وَأنْشد: ومَنْهَلاً ورَدْتَهُ سَدُوما قَالَ: وسَدُوم: مَدِينَة من مَدَائِن قوم لوط، كَانَ قاضيها يُقَال لَهُ: سدُوم. قلت: قَالَ أَبُو حَاتِم فِي كتاب (المُزال والمُفْسَد) : إنّما هُوَ سَذُوم بِالذَّالِ، وَالدَّال خطأ. قلتُ: وَهَذَا عِنْدِي هُوَ الصَّحِيح. أخبرَني المنذريُّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: المَسْدومُ: المَمْنوعُ من أَن يَضرِب الإبلَ، يَعْنِي الفحلَ. قَالَ: وسدمتُ البابَ وسَطَمْتُه واحدُ وَهُوَ بَاب مَسْطُوم ومَسْدُوم، أَي: مَرْدوم. وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: رجلٌ نادِمٌ سادِمٌ. قَالَ قوم: السادِم: مَعْنَاهُ: المتغيِّر من الغَمِّ، وأَصلُه من قَوْلهم: ماءٌ مُسْدم، ومياهٌ سُدْم وأَسْدام: إِذا كَانَت متغيرة. قَالَ ذُو الرمّة: أَوَاجِنُ أَسْدامٌ وبعْضٌ مُعوَّرُ وَقَالَ قومٌ: السّادمُ: الحزين الّذي لَا يُطيق ذَهاباً وَلَا مجيئاً. من قَوْلهم بَعيرٌ مَسْدوم: إِذا مُنع من الضِّراب. وأَنشَد: قَطَعْتَ الدّهرَ كالسَّدِم المُعَنَّى والمُسدَّم من فُحول الإبِل. والسَّدِمُ: الّذي يُرغَب عَن فَحْلتِه فيُحالُ بَينه وَبَين أُلاَّفِه، ويقيَّد إِذا هاج فيَرعَى حَوالَي الدّار، وَإِن

صالَ جُعل لَهُ حِجامٌ يمنَعهُ عَن فتح فمِه، وَمِنْه قَوْله: قَطَعْتَ الدَّهْرَ كالسَّدِم المعنَّى يُهدِّد فِي دِمَشقَ وَمَا تَرِيمُ وَقَالَ ابْن مُقْبل: وكلّ رَباعٍ أَو سَديسٍ مُسدَّمٍ يَمُدُّ بذِفْرَى حُرّةٍ وجِرَانِ وَيُقَال للبعير إِذا دَبِر ظهرُه فأُعْفِيَ عَن القَتَب حَتَّى صلَح دَبَرُه: مسدَّم أَيْضا، وإيّاه عنَى الكُمَيت بقوله: قد أَصبَحتْ بكَ أَحْفاضِي مسدَّمةً زُهْراً بِلَا دَبَرٍ فِيهَا وَلَا نَقَبِ أَي: أَرحتها من التَّعب فابيضّتْ ظهورُها ودَبرُها وصلحت. والأُحْفاض جمع حَفَض، وَهُوَ البَعير الّذي يُحمَل عَلَيْهِ خُرَثيُّ المَتاع وسَقَطُه. وَقَالَ ابْن هانىء: قَالَ أَبُو عُبيدة: بعيرٌ سَدِمٌ، وعاشِقٌ سَدِمٌ: إِذا كَانَ شديدَ العِشْق، ورجُلٌ نَدِمٌ سَدِم. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للنَّاقة الهَرِمة: سَدِمَة وسَدِرة وسادَّةٌ وسَلَّة وكافَّة. دسم: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الدَّسِيمُ: القليلُ الذِّكْر، قَالَ: وَمِنْه قولُه: لَا يَذكُرون الله إلاّ دَسْماً قَالَ ابْن الأعرابيّ: يكون هَذَا مَدْحاً وَيكون هَذَا ذَمّاً، فَإِذا كَانَ مَدْحاً فالذِّكْر حَشْوُ قُلُوبهم وأفواههم، وَإِذا كَانَ ذَمّاً فَإِنَّمَا هُمْ يَذكرون الله ذكْراً قَلِيلا: من التَّدسِيم، وَهُوَ السّواد الَّذِي يُجعَل خَلْفَ أُذُنِ الصبيّ كَيْلاَ تُصيبَه العَينُ. قَالَ: ومثلُه أنّ رجلا ذُكر بَين يَدَيْ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: (ذاكَ رجلٌ لَا يتَوَسَّد الْقُرْآن) يكون هَذَا أَيْضا مَدْحاً وذَماً، فالمَدح أنّه لَا يَنام اللّيل وَلَا يتوسَّد، فَيكون الْقُرْآن متوسَّداً مَعَه، والذَّمّ أَنه لَا يَحفظ من الْقُرْآن شَيْئا، فَإِذا نَام لم يتوسَّدْ مَعَه القرآنَ. قلت: والقولُ هُوَ الأول. ورُوِي فِي حديثٍ: (إنّ للشَّيْطَان لَعُوقاً ودِساماً) ، فالدِّسام: مَا تُسَدّ بِهِ الأُذُن فَلَا يَعي ذِكْراً وَلَا مَوْعظة. وكلُّ شَيْء سَدَدْته فقد دَسَمْتَه دَسْماً، وَيُقَال للرجل إِذا غَشِيَ جاريتَه قَدْ دَسمَها. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الدُّسْمةُ: السَّوادُ. وَمِنْه قيل للحَبَشيّ: أَبُو دُسْمة، وَقَالَ رؤبةُ يصف سَيْحَ ماءٍ: مُنفَجَرَ الكَوْكَب أَو مَدْسُوماً فَخَمْنَ إذْ هَمَّ بأنْ يَخيمَا المنفَجِر: المنفَتح الكثيرُ المَاء. وكَوكَبُ كلِّ شَيْء: مُنظمه. والمَدْسُوم: المَسْدود. والدَّسم: حَشْوُ الجَوْف. قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي:

لَا يذكرُونَ الله إلاَّ دَسْماً مَا لَهمْ هَمُّ إلاّ الأكْل، ودَسْم الأجواف. قَالَ: ونَصب دَسْماً على الخِلاف، وفلانٌ أَدسَمُ الثَّوبِ، وأَطلَسُ الثَّوْب ودَنسُ الثَّوبِ: إِذا لم يكن زاكياً. وَقَالَ: أوجب حَجاً فِي ثِيابٍ دُسم. والدَّيسَم: الظُّلمة. وَيُقَال: مَا أنتَ إلاّ دَسْمَة، أَي: لَا خير فِيهِ. وَرَأى رجلٌ غُلَاما مليحاً فَقَالَ: دَسِّموا نُونَته، أَي: سوِّدوها لئلاّ تُصيبَه العَين. قَالَ: ونُونَتُه: الدائرةُ المليحة الَّتِي فِي حَنَكِه. ورُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنه خطَب وعَلى رأسِه عِمَامَة دَسماء) ، أَي: سَوْداء. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الدَّيْسَمُ: الدُّبّ وَأنْشد: إِذا سَمِعْتُ صَوت الوَبيل تَشَنعَتْ تَشَنُّعَ فُدْسِ الغَارِ أَو دَيْسَمٍ ذَكَر قَالَ عَمْرو: الدّيْسَم: ولَدُ الذِّئب من الكَلبة. وسألتُ أَبَا الفَتْح صاحبَ قُطْرُب وَاسم أبي الفَتْح دَيْسَم فَقَالَ: الدَّيْسَم: الذُّرَة. وأخبرَني المنذريُّ عَن المبرّد أَنه قَالَ: الدَّيْسَم: ولدُ الكَلبة من الذِّئب. والسِّمْع: ولَدُ الضَّبُع من الذِّئب. وَقَالَ اللّيث: الدَّيْسَم: الثَّعْلَب. والدَّسم: كل شَيْء لَهُ وَدَكٌ من اللَّحم والشَّحْم، والفعلُ دسمَ يَدْسَم فَهُوَ دَسِم. وَيُقَال للرّجل إِذا تَدَنَّس بمذامّ الْأَخْلَاق: إِنَّه لدَسِم الثَّوْب. وأَنشَد أَبُو عُبَيدة: لَا هُمَّ إِن عامرَ بنَ جَهْم أوذَمَ حَجّاً فِي ثِيابٍ دُسْم وَهُوَ كَقَوْلِهِم: فلانٌ أطلَسُ الثَّوب. سمد: قَالَ الله جلّ وعزّ: {تَبْكُونَ وَأَنتُمْ سَامِدُونَ} (النَّجْم: 61) . قَالَ المفسِّرون فِي قَوْله: {وَأَنتُمْ} : لاهُون. ورُوِي عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ: {تَبْكُونَ وَأَنتُمْ سَامِدُونَ} : مستكبرون. وَيُقَال للفَحل إِذا اغْتَلم: قد سمَدَ، رَوَاهُ شَمِر عَنهُ بإسنادٍ لَهُ. وَقَالَ اللَّيث: {وَأَنتُمْ} : لاهون، والسُّمود فِي النَّاس: الغَفْلة والسّهْوُ عَن الشيءِ. ورُوِي عَن عليّ رَضِي الله عَنهُ أَنه خرج إِلَى الْمَسْجِد والناسُ ينتظرونه للصّلاة قيَاما، فَقَالَ: (مَا لي أَرَاكُم سامِدِين؟) . قَالَ أَبُو عُبَيد: قَوْله: {وَأَنتُمْ} : يَعْنِي القُيَّام وكل رافعٍ رَأسه فَهُوَ سامِد، وَقد سَمَد يَسمَد ويسمُد سُموداً. وروِي عَن عِكرمَة عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ: السُّمود: الغناءُ فِي لُغَة حِميَر، يُقَال:

اسْمُدي لنا، أَي: غَنِي لنا. وَقَالَ المبرّد: السّامدُ: الْقَائِم فِي تحيُّر. وأَنشد: قِيل قُمْ فَانْظُر إليهمْ ثمَّ دَعْ عنكَ السُّمُودا وَقَالَ اللَّيْث: السَّمَادَ: تُرابٌ يُسمَّدُ بِهِ النّبات. قَالَ: وسَمَّد شَعْرَه: إِذا أَخَذه كلّه. شَمِر عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: السَّمَد من السَّير: الدَّأَب. يُقَال: سَمَدت الإبلُ سمُوداً: إِذا لم تَعرِف الإعياءُ. وأَنشَد: سَوامِد اللَّيل خِفافُ الأزْوادْ أَي: دوائبُ لَيْسَ فِي بطونها كَبِير عَلَف. وَقَالَ اللّحياني: هُوَ لَك سَمْداً سَرْمداً بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ: السُّمود يكون سُرُورًا وحُزْناً، وَأنْشد: رَمَى الحِدْثانُ نِسْوَةَ آلِ حَرْبٍ بأمرٍ قد سَمَدْنَ لَهُ سُمُودَا فَردَّ شُعُورَهُنّ السُّود بِيضاً ورَدَّ وُجوهُهَنّ البيضَ سودَا ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: اللاهي، والسامد: الغافل. والسامد: السّاهي. والسامد: المتكبِّر، والسامد: الْقَائِم. أَبُو زيد: المُسْمَئدّ: الوارِم، وَقد اسمأدّ الجُرْح: إِذا وَرِم. والسامد: المتحيِّر بَطَراً وأَشراً. والسامد: المُغَنِّي. دمس: قَالَ اللَّيْث: ادمَس الظلامُ وأدمَس: وليلٌ دامس: إِذا اشتدّ ظلامُه. والتَّدْميسُ: إخْفاء الشَّيْء تحتَ الشَّيْء، وَيُقَال بِالتَّخْفِيفِ، وَأنْشد: إِذا ذُقْتَ فاهَا قلتَ عِلْقٌ مُدمس أريدَ بِهِ قَيلٌ فغُودِرَ فِي سأبِ وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: دَمَسْتُ الشيءَ: غطّيْتُه. والدَّمَس: مَا غُطِّي. وَقَالَ الْكُمَيْت: بِلَا دَمَسٍ أَمْر الغَرِيبِ وَلَا غَمْلِ قَالَ: والدَّمِيس: المغطّى. أَبُو زيد: تَقول: أَتَانِي حيثُ وَارَى دَمَسٌ دَمْساً. حَيْثُ وارَى رُؤْيٌ رُؤْياً، وَالْمعْنَى وَاحِد، وَذَلِكَ حينَ يُظلم أولُ اللَّيل شَيْئا. ومِثلُه: أَتَانِي حِين يَقُول أَخُوك أم الذِّئب. ورَوَى أَبُو تُرَاب لأبي مَالك: المدمَّسُ والمُدنَّس بِمَعْنى وَاحِد، وَقد دَنس ودمِس. وَقَالَ أَبُو زيد: المُدَمَّس: المخبوء. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: المدمَّس: الَّذِي عَلَيْهِ وَضَر العَسل، وأَنكر قولَ أبي زيد. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: دَمَسَ الموضعُ، ودَسم وسَمَد: إِذا درَس.

وَقَالَ: الدُّوْدَمسُ: الحيّة. وَقَالَ اللَّيْث: وَهُوَ ضرْبٌ من الحَيّات مُحْرَنْفِش الغَلاصيم، يُقَال: إِنَّه ينفُخ نَفْخاً فيحرِقَ مَا أَصَابَهُ، والجميع الدَّوْدَمسَات والدَّواميس. وَقَالَ أَبُو زيد: دَمَسْتُه فِي الأَرْض دَمْساً: إِذا دَفَنْتَه، حيّاً كَانَ أَو مَيّتاً. وَفِي حَدِيث الدجّال: كَأَنَّهُ خَرج من الدِّيماس، وَقَالَ بَعضهم: الدِّيماسُ: الكِنّ، أَرَادَ كَأَنَّهُ مُخْدَرٌ لم يرَ شَيْئا، شَمْساً وَلَا ريحًا. وَقَالَ بَعضهم: الدِّيماس: الحمّام، وَكَانَ لبَعض المُلوك حبْسٌ سَمَّاهُ دِيماساً لِظُلْمته. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الدِّيماس: السَّرَب. وَمِنْه: دَمَستُه: قَبَرْتُه. مسد: قَالَ الله جلّ وعزّ: { (الْحَطَبِ فِى جِيدِهَا حَبْلٌ} (المسد: 5) ، قَالَ المفسِّرون: هِيَ السِّلسِلة الَّتِي ذكرهَا الله تَعَالَى فِي كِتَابه فَقَالَ: {سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ} (الحاقة: 32) ، يَعْنِي جلّ اسْمه أَن امْرَأَة أبي لَهب تسلك فِي النَّار فِي سلسلة طولهَا سَبْعُونَ ذِرَاعا. وَقَالَ الزَّجّاج: المَسَدُ فِي اللُّغة: الحَبْل إِذا كَانَ من لِيف المَقْل. ويقالُ لما كَانَ من وَبَر الإِبلِ مِن الحِبال: مَسَد. وَقَالَ ابْن السكّيت: الْمَسْدُ: مصدَر مَسَدَ الحبلَ يَمْسُده مَسْداً: إِذا أَجَاد فَتْلَه. ورَجلٌ مَمْسُودٌ: إِذا كَانَ مَجدولَ الخَلْق. وجاريةٌ ممسودةٌ: إِذا كَانَت حسنةَ طيّ الخَلْق. قَالَ: والمَسَدُ: حبْل من جُلُود الْإِبِل، أَو من لِيف، أَو من خُوص. وَأنْشد: ومَسَدٍ أُمِرَّ من أَيَانِقِ أَرَادَ من جُلُودِ أَيَانِق؛ وأَنشد: يَا مَسَدَ الخُوصِ تَعَوَّذْ مِنِّي إنْ تَكُ لَدْناً ليِّناً فإنِّي مَا شِئْتَ مِنْ أَشْمَطَ مُقْسَئِنِّ وَيُقَال: حَبْلٌ مَسَد، أَي: مَمسود، قد مُسِد، أَي: أُجِيد فَتْلُه مَسْداً. فالْمَسْدُ: المصْدَر. والْمَسَد: بِمَنْزِلَة الممْسُود؛ كَمَا يُقَال: نَفَضْتَ الشَّجَر نَفْضاً؛ وَمَا نُفِض فَهُوَ نَفَض. ودلّ قولُ الله جلّ وعزّ: {جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن} (المسد: 5) أَنَّ السِّلسلة الَّتِي ذَكَرها الله تَعَالَى فُتِلَتْ من الْحَدِيد فَتْلاً مُحْكَماً، كَأَنَّهُ قيل: فِي جِيدِها حَبل حديدٍ قد لُوِيَ لَيّاً شَدِيدا. وَقَالَ اللّيث وغيرُه: المِسادُ: نِحْيٌ يُجْعَلُ فِيهِ سَمْن وعَسَل، وَمِنْه قولُ أبي ذُؤَيْب: غَدَا فِي خافَةٍ مَعَهُ مِسادٌ فَأَضْحَى يَقْتَرِي مَسَداً بِشِيقِ والخافَة: خريطةٌ يَتَقَلَّدُها المُشْتارُ ليَجعل فِيهَا العَسَل.

أبواب السين والتاء

وَقَالَ اللَّيْث: الْمَسْدُ: إدْآب السَّيْر فِي اللَّيْل، وأنشَد: يُكابِدُ الليلَ عَلَيْهَا مَسْدا وَقَالَ العَبْديّ يَذكر نَاقَة شبّهَها بثوْرٍ وَحْشِيّ: كَأَنّها أَسْفَعُ ذُو جُدّةٍ يَمْسُدُه القَفْرُ وليْلٌ سَدِي كَأَنَّمَا يَنظرُ من بُرْقُعٍ من تَحت روْقٍ سَلِبٍ مِذْوَدِ قولُهُ: يَمْسُده: يَعْنِي الثورَ، يَطوِيه ليلٌ سَدِيٌّ، أَي: نَدِيٌّ، وَلَا يزَال البَقْلُ فِي تمامٍ مَا سقط من النَّدَى عَلَيْهِ، أَرَادَ أَنه يَأْكُل البقل فيجزأ بِهِ عَن المَاء فيطويه ذَلِك. وشبّه السُّفعة الَّتِي فِي وَجه الثّور ببرقُع. وَجعل اللّيث الدَّأَبَ مَسْداً، لِأَنَّهُ يمسَدُ خَلق من يَدأبُ فيَطْوِيه ويُضَمّرُه. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: الممسودة من النِّسَاء: المطوِية الممشُوقة، وأنشدنا: يَمسُدُ أعْلى لَحْمه ويَأرِمُه أَي: يشده. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: المِسَاد: الرِّق الْأسود. وَفِي (النَّوَادِر) : فلانٌ أحسَنُ مِسَاد شِعْرٍ من فلَان، يُرِيد: أحسنَ قِوامَ شِعر من فلَان. انْتهى وَالله أعلم بمراده. (أَبْوَاب) السّين والتّاء) س ت ظ س ت ذ س ت ث: أهملت وجوهه. س ت ر (ستر، ترس: مستعملان) . ستر: قَالَ اللَّيْث: السِّتْرُ مَعْرُوف، والجميعُ أستارٌ وسُتور، وَالْفِعْل سَتَرْتُه أستُرُه سَتراً، وامرأةٌ سَتيرةٌ: ذاتُ سِتارة. والسَّتْرةُ: مَا استترتَ بِهِ من شَيْء كَائِنا مَا كَانَ، وَهُوَ أَيْضا السِّتارة. قلتُ: والسِّتاران فِي ديار بني سفد: وادِيان يُقَال لَهما السَّوْدة، يُقَال لأَحَدهمَا: السِّتارُ: الأغبَر، وَللْآخر: السِّتار الجابرِيّ؛ وَفِيهِمَا عُيُونٌ فَوَّارَة تَسقِي نَخيلاً كَثِيرَة زِينةً مِنْهَا عينُ حَنِيذ، وعينُ فِرْياضٍ، وعينُ بَثاء، وعينُ حُلوة، وَعين ثَرْمدا، وَهِي من الأحساء على ثَلَاثَة أَمْيَال. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال مَا لفُلَان سِتْر وَلَا حِجْر، فالسِّترُ: الْحيَاء، والحِجْرُ: الْعقل. وَقَالَ أَبُو سَعيد: سمعتُ العَرَب تَقول للأربعة: إسْتار، لِأَنَّهَا بالفارسيّة جِهَار، فأعربوه وَقَالُوا: إسْتار. وَقَالَ جَرير: إنّ الفرزدقَ والبَعيثَ وأُمَّه وأبَا الفَرزدقِ شَرُّ مَا إسِتارِ

أَي: شَرُّ أَرْبَعَة، و (مَا) صلَة. وَقَالَ الْأَعْشَى: تُوفى ليومٍ وَفِي ليلةٍ ثَمَانِينَ يُحسبُ إستارُها قَالَ: والإستار رابعُ أَرْبَعَة. ورابعُ الْقَوْم إستارُهم. قلت: وَهَذَا الوَزْن الّذي يُقَال لَهُ الإستار معرَّبٌ أَيْضا أَصله جِهَار. فأُعرب فَقيل: إستار. وَيجمع أساتير. وَقَالَ الفَرّاء فِي قَول الله عز ذكره: { (يَسْرِ هَلْ فِى ذَلِكَ} (الْفجْر: 5) ، لذِي عقل. قَالَ: وَكله يرجع إِلَى أَمر وَاحِد من الْفِعْل. قَالَ: وَالْعرب تَقول: إِنَّه لذُو حِجْر، إِذا كَانَ قاهراً لنَفسِهِ ضابطاً لَهَا كَأَنَّهُ أَخذ من قَوْلك: حجرت على الرجل، وَقَوله: {حِجَابًا مَّسْتُورًا} (الْإِسْرَاء: 45) ، هَهُنَا بِمَعْنى سَاتِر، وَتَأْويل الْحجاب الطَّبْع. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: يُقَال: ثَلَاثَة أساتير وَالْوَاحد إستار، وَيُقَال: لكلّ أَرْبَعَة إستار، يُقَال: أكلتُ إستاراً من خبز، أَي: أربعةَ أرغفة. قَالَ: وَأما أَسْتَار الْكَعْبَة فمفتوحة. ورَوَى شَمِر فِيهِ حَدِيثا: (أيُّما رجلٍ أَغلَق على امْرَأَته بَابا أَو أَرخَى دونَها إستارة فقد تمّ صَداقُها) . قَالَ شمر: الإستارة من السِّتر، ولَم نَسْمعها إِلَّا فِي هَذَا الحَدِيث، وَقد جَاءَ عَنْهُم السِّتارة والمِسْتَر بِمَعْنى السِّتر، وَقد قَالُوا: أُسْوار للسِّوار، وَقَالُوا: إشْرارة لما يُشْرَر عَلَيْهِ الأَقِطُ وجمعُها الأشارِير. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: فلَان بيني وبينَك سُترةٌ ووَدَج وصاحِنٌ: إِذا كَانَ سفيراً بَيْنك وبينَه. ترس: قَالَ اللَّيْث: التُّرس مَعْرُوف، ويُجمع تِرَسة، وكل شَيْء تترَّسْتَ بِهِ فَهُوَ مِتْرَسه لَك. والمَتَرسُ: الشِّجار الَّذِي يُوضَع خَلْف الْبَاب دِعامةً، وَلَيْسَ بعَرَبيّ، مَعْنَاهُ: مَتَّرْس، أَي: لَا تَخَفْ. س ت ل ستل، سلت، تلس: مستعملة. ستل: قَالَ اللَّيْث: السَّتْلُ: من قَوْلك: تساتل علينا الناسُ، أَي: خَرَجوا من موضعٍ وَاحِد بعدَ آخر تِباعاً متساتِلين. وكلُّ مَا جَرَى قَطَراناً فَهُوَ تَساتُلٌ، نَحْو الدمع واللّؤلؤ إِذا انْقَطع من سِلْكِه. قَالَ: والسُّتالة: الرُّذالة من كلّ شيءٍ. وَقَالَ ابْن دُريد: تَساتَل القومُ: جَاءَ بعضُهم فِي إِثْر بعض، وَجَاء القومُ سَتْلاً.

قَالَ: والمَساتِل: الطُّرُق الضيقة، الْوَاحِدَة مَسْتَل. سلت: أَبُو تُرَاب عَن الحُصَيْنِيّ: ذهب مني الْأَمر فَلْتةً وسَلْتَةً، أَي: سَبَقني وفاتَني. وَقَالَ اللَّيْث: السُّلْت: شَعيرٌ لَا قِشْرَ لَهُ، أجردُ، يكون بالغَوْر، وأهلُ الحِجاز، يتبرّدون بسَوِيقه فِي الصَّيف. قَالَ: والسَّلْتُ: قَبضُك على الشَّيْء أصابَه قَذَر أَو لَطْخ فتَسْلِتُه عَنهُ سَلْتاً. والمِعَى يُسْلَت حَتَّى يخرج مَا فِيهِ. وَيُقَال: سَلَت فلَان أَنْفَ فلانٍ بالسَّيف سَلْتاً: إِذا قَطَعه كلَّه، وَهُوَ من الجدْعان أسْلَت. ورُوِيَ عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَآله أَنه لَعَن السَّلْتَاءُ من النِّساء، وَهِي الَّتِي لَا تَخْتضب. واسمُ مَا يخرج من المِعَى سُلاَتَة. غَيره: سَلَت الحلاّق رأسَه سَلْتاً، وسَبَته سَبْتاً: إِذا حَلَقه. وسَلَتت المرأةُ الخِضَابَ من يَدِها: إِذا مَسَحَتْه. وسَلَتَ القَصْعة من الثّريد: إِذْ مَسَحه. تلس: التِّلِّيسةُ: وِعاءٌ يُسَوَّى من الخُوص شِبه قَفْعَة، وَهِي القِنِّينَة الَّتِي تكون عِنْد العَصّارين. س ت ن سنت، ستن، تنس: (مستعملة) . (تنس) : أما تنس فَمَا وَجَدْتُ للعَرَب فِيهِ شَيْئا، وأعرِف مَدِينَة بنيتْ فِي جَزِيرَة من جزائر بَحر الرّوم يُقَال لَهَا: تِنِّيس، وَبهَا تُعمَل الشُّروب الثَّمِنية. ستن: أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الأَسْتان: أصولُ الشّجر. وَقَالَ غيرُه: الأسْتَنة أصل الشَّجَرَة. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: أَسْتَن الرّجلُ وأَسْنَتَ: إِذا دخل فِي السَّنة. قَالَ: والأُبْنة فِي القَضِيب إِذا كَانَت تَخفَى فَهِيَ الأَسْتَن. سنت: ابْن شُمَيْل: أرضٌ مُسْنِتَة: لم يُصِبْها مَطَر فلَم تُنْبِت، وَإِن كَانَ بهَا يبس من يبس عامٍ أوّلَ فَلَيْسَتْ بمُسْنِتَة حَتَّى لَا يكون بهَا شَيْء. وَيُقَال: أسنَتَ القومُ فهم مُسْنِتون: إِذا أَصَابَتْهُم سنَةٌ وقَحْط، وَمِنْه قَوْله: ورجالُ مَكةَ مُسْنِتُونَ عِجَافُ ويقالُ: تَسَنَّتَ فلانٌ كريمةَ آلِ فلَان: إِذا تزوّجها فِي سنةِ القحْط. ورُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (عَلَيْكُم بالسَّنَاء والسِّنَّوْتِ) . ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: السِّنَّوْتُ: العَسَل، والسِّنّوت: الكَمُّون، والسّنُّوت: الشِّبِتُّ، وفيهَا لغةٌ أُخْرَى: السَّنُّوت بِفَتْح السِّين، وَقَالَ الشَّاعِر: هُمُ السَّمْنُ بالسَّنُّوت لَا أَلْسَ فيهِمُ وهم يَمْنَعون جارَهم أَن يقرَّدا

س ت ف أهملت وجوهها غير: (سفت) . سفت: أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: سَفِتُّ الماءَ أَسْفَتُهُ سَفْتاً: إِذا أكثرتَ مِنْهُ وأنتَ لَا تَرْوَى، وَكَذَلِكَ سَفِهْتُه وسَفِفْتُه. وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: السَّفِتُ: الطَّعام الَّذِي لَا بَرَكةَ فِيهِ، وَكَذَلِكَ السِّفْت. س ت ب اسْتعْمل من وجوهه: (سبت) . سبت: الحرّاني عَن ابْن السّكيت: السَّبْتُ: الحَلْق، يُقَال: قد سَبَتَ رَأسه يَسْبِته سبْتاً، والسَّبْتُ: السيرُ السّريع، وَأنْشد: ومَطْوِيّةِ الأقرابِ أَمّا نهارُها فَسَبْتٌ وأمَّا لَيْلُها فَزَمِيلُ والسَّبْتُ أَيْضا: من الأيّام. والسَّبْتُ: السُّبات، وَأنْشد الأصمعيّ: يُصْبِحَ مَخْمُوراً ويُمْسِي سبْتاً أَي: مَسْبُوتاً، والسَّبْت أَيْضا: بُرْهَةٌ من الدَّهر، وَقَالَ لَبِيد: وغَنِيتُ سبْتاً قَبْلَ مُجْرَى داحِسٍ لَو كَانَ للنّفسِ اللَّجُوجِ خُلُودُ قَالَ: والسَّبتُ: جُلُودُ الْبَقر المدبوغة بالقَرَظ. وَقَالَ شَمِر: السَّبْتُ: ضَرْبٌ من السَّيْر وأنْشَد: يَمْشِي بهَا ذُو الشِّرَّةِ السَّبُوتُ وهْوَ مِنَ الأَيْزِوَجِ نَجِيتُ أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: فَرَسٌ سبْت: إِذا كَانَ جَواداً كثيرَ العدْو. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ فِي قَوْله عزّ وجلّ: {أَزْوَاجاً وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ} (النبأ: 9) ، أَي: قِطَعاً. والسَّبْت: القَطْع، فَكَأَنَّهُ إِذا نَام فقد انقَطع عَن النَّاس. وَقَالَ الزَّجَّاج: السُّبَاتُ: أَن يَنْقَطِع عَن الحَركة والرّوحُ فِي بَدَنه، أَي: جعلنَا نومَكم رَاحَة لكم. وَقَالَ ابْن الأنباريّ: السَّبْت: القَطْع، وسُمّي يَوْم السبت سبْتاً لِأَن الله جلّ وَعز ابْتَدَأَ الخلْقَ وَقطع فِيهِ بعض خلق الأَرْض. وَيُقَال: أُمر فِيهِ بَنو إسرائيلَ بقَطع الْأَعْمَال وَتركهَا. قَالَ: وَقَوله جلّ وَعز: {جَعَلَ لَكُمُ الَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً} (الْفرْقَان: 47) ، أَي: قطعا لأعمالكم. قَالَ: وأَخطأَ من قَالَ سُمِّي السبتُ لِأَن الله أَمر فِيهِ بَني إسرائيلَ بالاستراحة وَخلق هُوَ عز وَجل السَّمَوَات وَالْأَرْض فِي ستَّة أَيَّام آخرهَا يَوْم الْجُمُعَة، ثمَّ استراح. قَالَ: وَهَذَا خطأ، لِأَنَّهُ لَا يُعلم فِي كَلَام العَرَب سبَت بِمَعْنى استراح، وإنّما معنى سبت قَطَع، وَلَا يُوصفُ الله تَعَالَى بالاستراحة لِأَنَّهُ لَا يَتعب، والراحة لَا

تكون إلاّ بعد تَعَبٍ أَو شُغْل، وَكِلَاهُمَا زائل عَن الله جلّ وَعز. قَالَ: واتّفق أهلُ العِلم على أَن الله ابتدأَ الخَلْق يَوْم السبت، وَلم يخلُق يَوْم الْجُمُعَة سَمَاء وَلَا أَرضًا. قلت: والدّليلُ على صِحَة مَا قَالَ، مَا حدّثناه أَبُو إِسْحَاق الْبَزَّاز عَن عثمانَ بن سعيد عَن عبد الله بن صَالح، عَن خَالِد بن حُمَيْد، عَن مُعَاوِيَة بن يحيى، عَن مُجَاهِد، عَن عبد الله بن عمر قَالَ: خلَق اللَّهُ التّراب يَوْم السبت، وَخلق الحجارةَ يومَ الْأَحَد، وَخلق الشجَر يومَ الْإِثْنَيْنِ، وَخلق الكروم يَوْم الثُّلَاثَاء، وَخلق الْمَلَائِكَة يَوْم الْأَرْبَعَاء، وَخلق الدوابَّ يَوْم الْخَمِيس، وخَلَق آدم يَوْم الْجُمُعَة فِيمَا بَين العَصر وغُروب الشَّمْس. أَبُو عُبيد عَن أبي عَمْرو: المُسبِتُ الَّذِي لَا يتحرّك، وَقد أَسبَت. وَقَالَ اللَّيْث: السُّبات من النّوم: شبهُ غَشْية، يُقَال: سُبِت الْمَرِيض فَهُوَ مَسبوت. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: ابْنَا سُبات: اللَّيْل وَالنَّهَار، قَالَ ابْن أَحْمَر الباهليّ: وكنّا وهمْ كابنَيْ سُباتٍ تفرَّقَا سوى ثمَّ كانَا مُنْجداً وتِهامِيَا ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: سبَتَ شعرَه وسلَته وسبَّده وسبَّته: إِذا حلَقه. قَالَ: وسبّده إِذا أعْفاه، وَهَذَا من الأضداد. أَبُو زيد: السبْتاء: الصَّحْراء وجمعُها السَّباتيّ. أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ: إِذا جرى الإرطاب فِي الرُّطَبة كلّها فَهِيَ المُنْسبِتة، وَهُوَ رُطَب مُنْسبِت. وَفِي الحَدِيث أنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى رجلا يَمشي بَين الْقُبُور فِي نَعْلَيه فَقَالَ: (يَا صَاحب السِّبْتَين اخلَعْ سِبْتَيْك) . قَالَ أَبُو عُبَيْد: قَالَ الْأَصْمَعِي: السِّبتُ: الجِلدُ المدبوغ. قَالَ: فَإِن كَانَ عَلَيْهِ شَعر وصُوف أَو وَبَر فَهُوَ مُصْحب. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: النِّعالُ السِّبِتيّة: هِيَ المدبوغة بالقَرَظ. قلت: وحديثُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يدلُّ على أَن السِّبْت مَا لَا شَعْرَ عَلَيْهِ. حدّثنا مُحَمَّد بن سعيد البوشنجي الْمَعْرُوف بالكوفي قَالَ: حدّثنا الحُلْوانيّ، عَن عبد الرزّاق، عَن مَالك عَن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عَن عُبَيد بن جُريج أَنه قَالَ لِابْنِ عمر: رأيتُك تلبس النِّعال السِّبتِيَّة، فَقَالَ: رأيتُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَلبس النِّعَال الَّتِي

لَيْسَ عَلَيْهَا شعر ويتوضّأ فِيهَا، وَأَنا أُحبّ أَن أَلبَسَها. قلت: كَأَنَّهَا سُمّيتْ سِبْتيّة لِأَن شَعَرها قد سُبِت عَنْهَا. أَي: حُلِق وأُزيلَ بعلاج من الدِّباغ مَعْلُوم عِنْد دَباغِيها. يُقَال: سَبَت شَعْرَه: إِذا حَلَقَه. أسبتتِ الحيّة إسباتاً: إِذا أطرق لَا يَتَحَرَّك. قَالَ: أصممُّ أعمى لَا يُجيب الرُّقى من طول إطراق وإسبات قَالَ أَبُو بكر: أَرض سبتاء: إِذا كَانَت مستوية. قَالَ شمر: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: سُمّيت النِّعَال المدبوغة سبتية لِأَنَّهَا انسبتت بالدباغ، أَي: لانت. قَالَ: وانسبتت الرَّطبة، أَي: لانت، فَهِيَ منسبتة، أَي: لينَة. وَقَالَ عنترة: بطلٌ كَأَن ثِيَابه فِي سرحة يُحدَى نعال السِّبت لَيْسَ بتوأم مدحه بِأَرْبَع خِصَال كَرِيمَة: أَحدهَا: أَنه جعله بطلاً، أَي: شجاعاً. وَالثَّانِي: أَنه جعله طَويلا، شبهه بالسَّرحة. وَالثَّالِث: أَنه جعله شريفاً للُبْسه نعال السِّبت. وَالرَّابِع: أَنه جعله تَامّ الْخلق نامياً، لِأَن التوأم يكون أنقص خلقا وقوّة وعقلاً وخُلقاً. س ت م اسْتعْمل من وجوهها: سمت، متس. متس: قَالَ اللَّيْث: المَتْسُ: لغةٌ فِي المَطْس. وَهُوَ الرَّمْي بالجِعْس. سمت: قَالَ النَّصْر بن شمَيل: التَّسْميت: الدُّعَاء بِالْبركَةِ تَقول بَارك الله فِيك. وَقَالَ اللَّيْث: السمت: حسن النَّحْو فِي مَذْهَب الدّين والفِعل مِنْهُ سَمَت يسمت سَمْتاً وَإنَّهُ لحسَنُ السمت. والسمت: الطَّرِيق، يُقَال: الزَمْ هَذَا السمت. قَالَ: والسَّمْت أَيْضا: السيْرُ بالحدْس والظّنّ على غير طَرِيق، وَأنْشد: لَيْسَ بهَا زيغٌ لِسمْتِ السّامِتِ قَالَ: والتَّسميتُ: ذِكرُ الله على كلّ شَيْء. والتَّسميتُ: قولُك للعاطس: يرحمُك الله. وأخبَرَني المنذريّ عَن أبي العبّاس أَنه قَالَ: يُقَال: سَمَّتَ فلانٌ العاطسَ تسميتاً، وشَمّته تشْميتاً: إِذا دَعَا لَهُ بالهَدْيِ، وقصْدِ السمتِ الْمُسْتَقيم، وَالْأَصْل فِيهِ السِّين فقلبت شيناً. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: تعمّده تعمُّداً، وتسمّته تسمُّتاً: إِذا قصد نَحوه. وَقَالَ شمر: السمتُ: تنسُّمُ القَصْد.

أبواب س ظ س ذ س ث مهملة

وَقَالَ الْفراء: يُقَال: سمَتَ لَهُم يَسْمِتُ سَمْتاً: إِذا هُوَ هَيّأ لَهُم وَجْه الْعَمَل وَوجه الْكَلَام والرأي. وَهُوَ يسمِت سَمْتَه، أَي: يَنحُو نَحوه. وَفُلَان حسَنُ السمْت، أَي: حسن القَصْد. وَفِي حَدِيث حُذيفة: (مَا أعلم أحدا أشبهَ سمتاً وهَدياً ودَلاًّ برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من ابْن أم عبد) . قَالَ شمر: قَالَ خَالِد بن جَنْبة: السمتُ: اتّباعُ الْحق والهَدْيِ وَحسن الجِوار وقلّةُ الأذيّة. قَالَ: ودلَّ الرجلُ: حَسُنَ حديثُه ومَزْحُه عِنْد أَهله. وَقَالَ غَيره: فلانٌ حسنُ السمت: إِذا كَانَ حسنَ الْقَصْد وَالْمذهب فِي دينه ودنياه. وَقَالَ أَعْرَابِي من قيس: سَوف تجُوبين بِغَيْر نَعْتْ تعسُّفاً أَو هَكَذَا بالسَّمْتِ السمتُ: القَصد. والعَسْف: السّير على غير علم وَلَا أثر. وَقد أهملت السِّين مَعَ الطَّاء إِلَى آخر الْحُرُوف، وَمَعَ الدَّال إِلَى آخرهَا، وَمَعَ الثَّاء إِلَى آخرهَا فَلم يُستعمل من جَمِيع وجوهها شَيْء فِي مُصاص كَلَام الْعَرَب. وَأما قَوْلهم: هَذَا قضاءُ سَذُوم بِالذَّالِ: فقد تقدّم القَوْل فِيهِ أنّه عجمي، وَكَذَلِكَ البُسَّذ لهَذَا الجوْهر لَيْسَ بعربي، وَكَذَلِكَ السَّبَذَة فارسيّ. (أَبْوَاب: س ظ س ذ س ث: مُهْملَة) (أَبْوَاب) السّين والرّاء) س ر ل اسْتعْمل من وجوهها: رسل، سرل. سرل: أمّا سرل: فَإِنَّهُ لَيْسَ بعربيّ صَحِيح، والسراويل معرّبة، وَجَاء السَّرَاوِيل على لفظ الْجَمَاعَة، وَهِي وَاحِدَة، وَقد سمعتُ غير وَاحِد من الْأَعْرَاب يَقُول: سرْوال. وَإِذا قَالُوا سَرَاوِيل أنّثوا. وَفِي حديثٍ رُوِي عَن أبي هُرَيْرَة (أَنه كره السَّرَاوِيل المخَرْفجة) . قَالَ أَبُو عُبَيْدةَ: هِيَ الواسعة الطَّوِيلَة، وَقد مرَّ تفسيرُها فِي كتاب الْخَاء. وَقَالَ اللَّيْث: السَّرَاوِيل: أعجميّة أُعرِبتْ وأُنِّثت، وَتجمع سراويلات. قَالَ: وسرْوَلْتُه: إِذا ألبسته السَّرَاوِيل. قَالَ أَبُو عُبَيدة فِي شِيات الْخَيل إِذا جَاوز بَيَاض التّحْجيل العَضُدَين والفَخْذَين فَهُوَ أَبْلَق مُسَرْوَل. قلتُ: والعربُ تَقول للثَّوْر الوَحشيّ: مُسَرْوَلٌ للسواد الَّذِي فِي قوائمه، وَأما قَول ذِي الرُّمّة فِي صفة الثَّور:

تَرَى الثَّوْر يَمْشي رَاجعا من ضحائهِ بهَا مثلَ مَشْيِ الهِبْرِزِيِّ المُسَرْولِ فَإِنَّهُ أَرَادَ بالهبرزيّ: الْأسد، جعله مُسرْوَلاً لِكَثْرَة شَعر قوائمه. وَقيل: الهبْرِزِيُّ: الْمَاضِي فِي أمره. ويُروَى: مِثلَ مَشْيِ الهِرْبِذِيّ يَعْنِي مَلِكاً فارسيّاً، أَو دِهْقاناً من دَهاقِينهم، وجعلَه مُسَرْوَلاً لِأَنَّهَا من لباسهم. يَقُول: هَذَا الثور يتبختر إِذا مَشَى تَبختُر الفارسيِّ إِذا لَبس سراوِيله. رسل: قَالَ أَبُو بكر بن الأنباريّ فِي قَول المؤذِّن: أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله. قَالَ: معنى أشهَد أُعلم وأُبيِّن أَن مُحَمَّدًا مُتابع للإِخبار عَن الله جلَّ وَعز. قَالَ: وَالرَّسُول مَعْنَاهُ فِي اللُّغَة الَّذِي يُتَابع أَخْبَار الَّذِي بَعثَه؛ أُخِذ من قَوْلهم: جَاءَت الإبلُ رسلًا، أَي: متتابعة. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق النحويّ فِي قَول الله جلّ وعزّ حِكَايَة عَن مُوسَى وأخيه: {فَقُولا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الشُّعَرَاء: 16) ، مَعْنَاهُ: إِنَّا رسالةُ ربّ الْعَالمين، أَي: ذَوَا رِسالةِ رَبِّ الْعَالمين، وَأنْشد هُوَ أَو غَيره: لقد كَذَب الواشُون مَا فُهتُ عندَهم بسرَ وَلَا أَرْسَلْتهُم برَسولِ أَرَادَ: وَلَا أرسلتهُم برسالة. قلت: وَهَذَا قولُ الْأَخْفَش، وسمِّيَ الرسولُ رَسُولا لِأَنَّهُ ذُو رَسول، أَي: ذُو رِسَالَة، وَالرَّسُول اسمٌ من أَرسلْت، وَكَذَلِكَ الرسَالَة. وَيُقَال: جَاءَت الإبلُ أَرْسالاً: إِذا جَاءَ مِنْهَا رَسل بعد رَسل، وَالْإِبِل إِذا وَرَدت الماءَ وَهِي كَثِيرَة فَإِن القيِّم بهَا يُورِدها الحوضَ رَسلاً بعد رَسل، وَلَا يُورِدُها جملَة فتزدَحم على الْحَوْض وَلَا تَرْوَى. والرَّسلُ: قطيعٌ من الْإِبِل قَدْر عَشر تُرسل بعد قَطِيع. وسمعتُ الْعَرَب تَقول للفحل العربيّ يُرْسل فِي الشَّوْل ليَضربَها: رَسيلٌ، يُقَال: هَذَا رسيلُ بني فلَان، أَي: فَحْل إبلِهم، وَقد أَرسل بنُو فلَان رَسيلَهم، أَي: فَحلَهم، كَأَنَّهُ فَعِيل، بِمَعْنى مُفعَل من أُرسل. وَهُوَ كَقَوْل الله: {ال صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - م صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 -} {تِلْكَ ءايَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ} (لُقْمَان: 1، 2) ، يُرِيد وَالله أعلم الكتابَ المُحكَم دَلَّ على ذَلِك قولُه: {ال صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - رَ} {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ ءايَاتُهُ} (هود: 1) ، وَمِمَّا يشاكله قَوْلهم للمُنذَر: نَذِير، وللمُسْمَع: سَميع. ورُوي عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إِن الأَرْض إِذا دُفِن فِيهَا الْإِنْسَان قَالَت لَهُ: رُبمَا مشيت عليّ فَدّاداً ذَا مالٍ كثير وَذَا خُيَلاء) .

وَفِي حديثٍ آخَرَ: (أَيُّما رجلٍ كَانَت لَهُ إبلٌ لم يُؤَدِّ زكاتَها بُطِحَ لَهَا بقاعٍ قَرْقَرٍ تَطؤُه بأخفافها إلاَّ من أَعطَى فِي نَجْدَتها ورِسلها) . قَالَ أَبُو عُبيد: مَعْنَاهُ: إِلَّا من أعْطى فِي إبلِه مَا يَشُقّ عَلَيْهِ عطاؤه، فَيكون نجدةً عَلَيْهِ، أَي: شدَّة، أَو يُعطى مَا يهون عَلَيْهِ عطاؤه مِنْهَا، فيعطِي مَا يعطِي مُسْتهيناً بِهِ على رِسلِه. وأخبرَني المنذريُّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ فِي قَوْله: (إلاّ من أَعطَى فِي رِسلِها) ، أَي: بطيبِ نَفْس مِنْهُ. والرِّشْل فِي غير هَذَا: اللَّبَنُ. يُقَال: كثُر الرِّسل الْعَام، أَي: كثُر اللَّبن. وَقد مر تَفْسِير الحَدِيث فِي بَاب الْجِيم بِأَكْثَرَ من هَذَا. وَإِذا أورد الرجل إبلَه متقطعةً قيل: أوردهَا أَرْسَالًا. فَإِذا أوردهَا جمَاعَة قيل: أوردهَا عِراكاً. وَفِي حَدِيث فِيهِ ذِكر السَّنَة: (ووَقِير كثير الرَّسَل، قَلِيل الرِّسْل) . قَوْله: (كثير الرَّسل) ، يَعْنِي الَّذِي يُرسل مِنْهَا إِلَى الرِّعي كثير. أَرَادَ أَنَّهَا كثيرةُ الْعدَد قَليلَة اللَّبن. وَقَالَ ابْن السِّكيت: الرَّسَلُ من الْإِبِل وَالْغنم: مَا بَين عشر إِلَى خمس وَعشْرين. وَفِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة: أَن رجلا من الْأَنْصَار تزوج امْرَأَة مُرَاسِلاً، يَعْنِي ثيّباً. وَفِي حَدِيث أبي سعيد الخُدْرِيّ أَنه قَالَ: رَأَيْت فِي عَام كثُر فِيهِ الرِّسْل البياضَ أكثرَ من السوَاد، ثمَّ رَأَيْت بعد ذَلِك فِي عَام كثر فِيهِ التّمر السوادَ أكثرَ من الْبيَاض. الرِّسْلُ: اللَّبن، وَهُوَ الْبيَاض إِذا كثُر قلّ التّمر، وَهُوَ السوَاد. وَأهل البَدْو يَقُولُونَ: إِذا كثر الْبيَاض قل السوَاد، وَإِذا كثر السوَاد قل الْبيَاض. وَقَالَ اللَّيْث: الرَّسْل بِفَتْح الرَّاء الَّذِي فِيهِ لِينٌ واسترخاء. يُقَال: ناقةٌ رَسْلةُ القوائم، أَي: سِلسةٌ ليّنة المفاصل، وَأنْشد: برَسْلَةٍ وُثِّق مُلتَقاها مَوضِع جُلْبِ الكُورِ من مَطاهَا وَقَالَ أَبُو زيد: الرَّسْل بِسُكُون السِّين الطويلُ المسترسل، وَقد رَسل رَسَلاً ورَسَالة. وَقَالَ اللَّيْث: الاسترسال إِلَى الْإِنْسَان كالاستئناس والطُّمأنينة. يُقَال: غَبْنُ المُسترسِل إِلَيْك رِياً. قَالَ: والتَّرسُّل: من الرِّسْل فِي الْأُمُور والمَنطِق: كالتمهُّل والتوقُّر والتثبت. وجمعُ الرسَالَة الرسائل، وَجمع الرَّسول الرُّسل. والرسولُ بِمَعْنى الرسَالَة يؤنَّث ويذكّر فَمن أنّث جمعَه أَرسُلاً. وَقَالَ الشَّاعِر: قد أَتَتْها أَرْسُلِي

وَيُقَال: هِيَ رَسولُك. وناقةٌ مِرْسال: رَسلةُ القوائم، كثيرةُ شعر السَّاقَيْن، طَوِيلَة. أَبُو عُبَيد عَن الكسائيّ: يُقَال: امرأةٌ مُراسل، وَهِي الَّتِي مَاتَ عَنْهَا زوجُها أَو طلّقها. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْعَرَب تسمِّي المُراسل فِي الغِناء والعَمل: المُتالي. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: أَرسل القومُ فهم مُرسلون: إِذا كَانَ لَهُم رِسل، وَهُوَ اللَّبن. وَقَول الْأَعْشَى: عُولَيْنِ فوْق عُوّجٍ رِسَالِ أَي: قَوَائِم طوال. وَقَالَ اليزيديّ: الترتيل فِي الْقِرَاءَة والتَّرْسيل وَاحِد. قَالَ: وَهُوَ التَّحْقِيق بِلَا عجلة. وَقيل: بعضه على إِثْر بعض. والمُرْسلةُ: القِلادة فِيهَا الخَرَز وَغَيرهَا. وَيُقَال: جارِيةٌ رُسُلٌ: إِذا كَانَت صَغِيرَة لَا تَخْتَمِر. وَقَالَ عديّ بنُ زيد: وَلَقَد أَلْهُو ببِكْرٍ رُسُلٍ مَسُّها أَلْيَنُ من مَسِّ الرَّدَنْ وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: الْفرق بَين إرسالِ الله جلّ وعزّ أنبياءَه وإرسالِه الشياطينَ على أعدائه فِي قَوْله: {أَنَّآ أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً} (مَرْيَم: 83) ، أَن إرسالَه الْأَنْبِيَاء إِنَّمَا هُوَ وَحيُه إِلَيْهِم أَن أَنذِروا عِبادي، وإرسالُه الشياطينَ على الْكَافرين تَخليَتُهم وإياهم، كَمَا تَقول: كَانَ فِي يَدي طائرٌ فأرسلتُه، أَي: خلّيته وأطلَقْتُه، وحديثٌ مُرسل: إِذا كَانَ غيرَ متّصل الْإِسْنَاد، وجمعُه مَراسيل. الخرّاز بن الْأَعرَابِي: أرسل الْقَوْم: إِذا كَثُر رِسلهم، وَهُوَ اللَّبن. وَأَرْسلُوا إبلَهم إِلَى المَاء إرْسَالًا، أَي: قِطعاً. واسترسل: إِذا قَالَ أرسلْ إِلَى الْإِبِل أَرْسَالًا. ورجلٌ مُرَسِّلٌ: كثيرُ الرِّسل وَاللَّبن والشِّرْب. وَقَالَ تأبّط شرّاً: ولستُ بِرَاعي ثلّة قَامَ وسطَها طويلِ الْعَصَا غُرْنَيْقِ ضَحْلِ مُرَسَّلِ مُرسِل: كثير اللَّبن، فَهُوَ كالغُرْنيق، وَهُوَ شبه الكُرَليّ فِي المَاء أبدا. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي عَن خَالِد بن جنْبة: الترسلُ فِي الْكَلَام: التّوَقّر والتفهُّم والتَّرفُّق من غير أَن يرفع صَوته شَدِيدا. قَالَ: والترسلُ فِي الرّكُوب: أَن يبسط الدَّابَّة ثُم تُرخى ثِيَابه على رجلَيْهِ حَتَّى يغيّبهما. قَالَ: والترسلُ فِي الْقعُود: أَن يتربَّع، وَأَن يُرْخِي ثِيَابه على رجلَيْهِ حوله. قَالَ الشَّيْخ رَحمَه الله: حَدثنَا ابْن منيع عَن جده عَن يَعْقُوب بن الْوَلِيد عَن ابْن أبي ذُؤَيْب عَن المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: تزوج رجل من الْأَنْصَار امْرَأَة مُراسلاً يَعْنِي ثيّباً فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (فهلاّ تزوجت بكرا تلاعبها وتلاعبك) .

وَأنْشد الْمَازِني: يمشي هبيرةُ بعد مقتل شَيْخه مَشْيَ المُراسِل بُشّرتْ بطلاقِ قَالَ: المُراسِلُ: الَّتِي طُلقت مَرَّات، فقد بسأت بِالطَّلَاق، فَهِيَ لَا تباليه. يَقُول: فهُبيرة قد بسأ بِأَن يقتل لَهُ قَتِيل وَلَا يطْلب بثأره، فتعوّدَ ذَلِك مثل هَذِه الْمَرْأَة الَّتِي بسأت بِالطَّلَاق، أَي: أنست بِهِ. س ر ن سنر، نسر، نرس، رسن: (مستعملة) . سنر: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: السَّنانِيرُ: عِظامُ حُلوقِ الْإِبِل، وَاحِدهَا سِنَّوْر، وأَنشَد: مَا بَيْن لَحْيَيْهِ إِلَى سِنَّوْرِهِ قَالَ: والسِّنَّوْر: السيِّد. وَقَالَ: السَّنانير: رُؤَسَاء كلِّ قَبيلَة، الْوَاحِد سنَّوْر. وَقَالَ: والسِّنَّوْر: الضَّيْوَن، وجمعُه السَّنانير. وأَخبرني المنذريُّ عَن الصّيداوي عَن الرّياشي قَالَ: السِّنَّوْر: أصلُ الذَّنب. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: السَّنَوَّرُ: السِّلاح، وَيُقَال: هِيَ الدّروع. أَبُو منجوف عَن أبي عُبيدة: السَّنَوَّرُ: الحديدُ كُله. وَقَالَ الأصمعيّ: السَّنَوَّرُ: مَا كَانَ من حَلَق، يُرِيد الدُّروع، وأَنشَد: سَهِكِين مِن صَدَإ الحديدِ كأنّهمْ تحتَ السَّنَوَّرِ جِنَّةُ البَقّارِ نسر: قَالَ اللّيث: النِّسر: طَائِر مَعْرُوف. والنَّسْران: نَجْمان فِي السّماء يُقَال لأَحَدهمَا الْوَاقِع وَللْآخر الطَّائِر، معروفان. والنَّسْرُ: نَتْفُ اللَّحْم بالمنقار، ومِنقارُ البازِي ونحوِه مَنْسِر ونَسْرُ الْحَافِر لَحمة يُشبههُ الشعراءُ بالنَّوَى، وَقد أَقْتَمها الحافرُ، وجمعُه النُّسور. وَقَالَ سَلَمة بن الخُرشُب: غَدَوْت بِهِ تُدافِعُني سبُوحٌ فَراشُ نُسورِها عَجَم جَرِيرُ قَالَ أَبُو سعيد: أَرَادَ بفَراش نسورِها حَدَّها، وفَراشةُ كلّ شَيْء حَدُّه، فَأَرَادَ أَن مَا يتقشّر من نُسورِها مِثل العَجَم وَهُوَ النَّوَى. قَالَ: والنُّسور: الشَّواخص اللّواتي فِي بطن الْحَافِر، شبِّهت بالنّوَى لصلابتها، وَأَنَّهَا لَا تَمَسّ الأَرْض. ونَسْرِين الوَرْد مَعْرُوف، وَلَا أَدْرِي أعربيّ أم لَا. والنّاسور بالسِّن وَالصَّاد عِرْقٌ غَبِر، وَهُوَ عرقٌ فِي باطنِه فَساد، فكلَّما برأَ أَعْلَاهُ رَجَع غَبِراً فاسِداً، يُقَال: أصابَه غَبَرٌ فِي عِرْقه، وَأنْشد: فَهُوَ لَا يَبرأُ مَا فِي صَدْرِه مِثْل مَا لَا يَبْرأ العِرْقُ الغَبِرْ ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: من أَسمَاء العُقاب: النُّسارية، شُبِّهت بالنَّسْر، وَيجمع النَّسر نُسوراً، وَفِي الْعَدو الْأَقَل أنسُراً.

أَبُو عُبيد عَن أبي عَمْرو: المَنسِر: مَا بَين الثَّلَاثِينَ إِلَى الْأَرْبَعين من الْخَيل. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: المِنْسَر من الْخَيل: مَا بَين الثَّلَاثَة إِلَى العَشَرة، وَقد يُقَال: مَنْسِر، وَأما مِنْسر الطَّائِر وَهُوَ مِنقارُه فَهُوَ بِكَسْر الْمِيم لَا غير، يُقَال: نَسَره بِمِنْسِره نَسْراً. رسن: أَبُو عُبيد عَن الْكسَائي: رَسَنْتُ الفرسَ وأَرْسنْتُه: جعلت لَهُ رسناً. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: رسنْتُ البِرْذَوْن: إِذا شَدَدْتَه، وأَرْسنْته: جعلتُ لَهُ رَسناً. وحزَمْتُ الفَرس: شدَدتُ حِزامَه وأَحزَمْته جعلتُ لَهُ حزاماً. وَقَالَ اللَّيْث: الرَّسَن: الحَبْل وجمعُه أرسان. قَالَ: والمَرْسَن: الْأنف وجمعُه المَراسِنُ. نرس: فِي سَواد الْعرَاق قريةٌ يُقَال لَهَا: نَرْسٌ، ويُحْمل مِنْهَا الثِّياب النَّرْسيّة. ونِرْسيان: ضَرْبٌ من التَّمْر أجوده يكون بِالْكُوفَةِ، وَلَيْسَ وَاحِد مِنْهَا عربيّاً. وَأهل الْعرَاق يَضْربون الزبدَ بالنِّرْسيانِ مَثَلاً لما يستطاب. وَفِي حَدِيث عُثْمَان: (وأجررت المرسون رَسَنَه) . المرسون: الَّذِي جُعل عَلَيْهِ الرسن. يُقَال: رسنت الدَّابَّة وأرسنته؛ تُرِيدُ خلّيته وأهملته يرْعَى كَيفَ شَاءَ. أخبر عَن مسامحته وسماحة أخلاقه، وَتَركه التَّضْيِيق على أَصْحَابه. أَبُو حَاتِم عَن الأصمعيّ يُقَال: ثَمَرَة نرسيانة بِكَسْر النُّون؛ والجميع نرسيان. س ر ف سفر، سرف، فرس، فسر، رسف، رفس. سرف: قَالَ الله تَعَالَى: {وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّى الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا} (الْإِسْرَاء: 33) . قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: مَعْنَاهُ: لَا يَقتُل غيرَ قَاتله، وَإِذا قَتلَ غيرَ قَاتله فقد أسرَف. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: السَّرَف: تجَاوز مَا حُدَّ لَك. والسَّرَف الْخَطَأ؛ وإخطاءُ الشَّيْء: وضعُه فِي غير مَوْضِعه. قَالَ: والسَّرَف: الإغفال. والسَّرَف: الْجَهْل. ورُوي عَن عائشةَ أَنها قَالَت: إِن لِلَّحم سَرَفاً كسَرَف الْخمر. أَبُو عُبيد عَن أبي عَمْرو: يُقَال: سَرِفْتُ الشيءَ، أَي: أخطأته وأغفَلْتُه. وَقَالَ أَبُو زِيَاد الكلابيّ فِي حَدِيث: (أَرَدْتُكُم فَسَرِفْتُكم) ، أَي: أَخْطَأْتُكم. وَقَالَ جرير يَمْدح بني أميّة: أَعْطَوْا هُنَيْدَةَ يَحْدُوها ثمانيةٌ مَا فِي عطائِهمُ مَنٌّ وَلَا سَرَفُ

يُرِيدُ أَنهم لم يُخطِئُوا فِي عَطِيَّتِهم، وَلَكنهُمْ وضَعوها موضِعَها. وَقَالَ شَمِر: سَرَفُ الماءِ: مَا ذهب مِنْهُ فِي غير سقْي وَلَا نفع، يُقَال: أرْوَت البئرُ النخيلَ، وذهبَ بقيَّةُ الماءِ سَرَفاً؛ وَقَالَ الهُذَليّ: فَكَأَنَّ أَوْساطَ الجَدِيَّةِ وَسَطَها سَرَفُ الدِّلاءِ من القَلِيبِ الخِضْرِمِ قَالَ: سَرِفْتُ يَمِينَه، أَي: لم أعرفهَا. وَقَالَ ساعِدَةَ الهُذَليّ: حَلِفَ امرىءٍ بَرَ سَرِفْتِ يَمينَه ولكلِّ مَا قَالَ النُّفوسُ مُجَرّبُ يَقُول: مَا أخفَيتُ وَمَا أظهَرْت فإنّه سَيظْهر عِنْد التّجربة. وَقَالَ سُفيانُ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَالَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ} (الْفرْقَان: 67) ، أَي: لم يَضَعوه فِي غير مَوْضِعه، {وَلَمْ يَقْتُرُواْ} ، أَي: لم يقصِّروا بِهِ عَن حقّه. قَوْله: {وَلَا تُسرِفوا} (الْأَعْرَاف: 31) : إِن الإِسراف أكلُ مَا لَا يحل أكله، وَقيل: هُوَ مُجَاوزَة الْقَصْد فِي الْأكل مِمَّا أحله الله. وَقَالَ سُفْيَان: الْإِسْرَاف: أكل مَا أنفِق فِي غير طَاعَة الله. وَقَالَ إِيَاس بن مُعَاوِيَة: الْإِسْرَاف مَا قُصِّر بِهِ عَن حق الله. والسَّرَفُ: ضد الْقَصْد. وَقَوله تَعَالَى: {اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ} (غَافِر: 34) : كَافِر شَاك. والسَّرفُ: الجهلُ. والسرفُ: الإغفال، أردتكم فسرِفتكم، أَي: أغفلتكم. وَقَالَ شمر: رُوي عَن محمّد بن عَمْرو أَنه قَالَ فِي قَول عَائِشَة: (إنّ للّحم سَرَفاً كسرَف الْخمر) ، أَي: ضَراوةً كضَراوة الْخَمر. قَالَ شَمِر: لم أَسمَع أحدا ذَهَب بالسَّرَف إِلَى الضَّراوة، وَكَيف يكون ذَلِك تَفْسِيرا لَهُ وَهُوَ ضدّه، والضَّراوة للشَّيْء: كثرةُ الاعتياد لَهُ، والسّرَف بالشَّيْء: الجهلُ بِهِ إِلَّا أَن تصير الضَّراوة نفسُها سَرَفاً، أَي: اعتيادُه وكثرةُ شِرائه سَرَف. وَفِي حَدِيث ابْن عمرَ أَنه قَالَ لرجل: إِذا أَتيتَ مِنًى، فانتهيتَ إِلَى موضِع كَذَا فَإِن هُنَاكَ سَرْحةً لم تُجْرَد وَلم تُسْرَف، سُرَّ تحتَها سَبْعُونَ نَبيا فَانْزِل تحتهَا. قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ اليزيديّ: لم تُسرَف يَعنِي لم تُصِبْها السُّرْفة، وَهِي دُوَيْبَة صغيرةٌ تَثقُب الشّجر وتَبنِي فِيهَا بَيْتا. قَالَ: وَهِي الَّتِي يُضْرَب بهَا المَثَل فَيُقَال: أصنَع من سُرْفَة. وَقَالَ ابْن السّكيت: السَّرْفُ ساكنُ الرَّاء: مصدرُ سُرِفت الشّجرة تُسرَف سَرْفاً: إِذا وقعتْ فِيهَا السُّرْفة. أَبُو عُبيد: السَّرِف: الْجَاهِل. وَقَالَ طَرَفة:

إنَّ امْرأ سَرِفَ الفُؤادِ يَرَى عَسَلاً بماءِ سَحابةٍ شَتْمِي والأُسْرُفُّ: الآتكُ، فارسيَّة معرّبة. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: أَسرَف الرجلُ: إِذا جاوَزَ الْحَد، وأسرَف إِذا أخطأَ، وأسرَف: إِذا غَفَل. سفر: قَالَ الله جلّ وَعز: { (مُّطَهَّرَةٍ بِأَيْدِى سَفَرَةٍ} {سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ} (عبس: 15، 16) . قَالَ المفسِّرون: السفرة: الكَتَبَة، يَعْنِي الملائكةَ الَّذين يَكتُبون أعمالَ بني آدَم، واحدُها سَافر، مثل كاتِب وكَتَبة. قَالَ أَبُو إِسْحَاق: واعتباره بقوله: {لَحَافِظِينَ كِرَاماً كَاتِبِينَ} {كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا} (الانفطار: 11، 12) ، وَإِنَّمَا قيل للْكتاب سِفْر وللكاتب سافِر، لأنَّ مَعْنَاهُ أَن يبيِّن الشيءَ ويوضِحه، وَمِنْه يُقَال: أسفَر الصبحُ: إِذا أضاءَ إضاءةً لَا يُشكّ فِيهِ. وَمِنْه قولُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَسْفِروا بالفَجْر فَإِنَّهُ أعظَم لِلْأجرِ) يَقُول: صلُّوا صلاةَ الْفجْر بَعْدَمَا يتبيَّن الفجرُ ويَظهَر ظهوراً لَا ارتيابَ فِيهِ، فكلُّ من نَظَر إِلَيْهِ عَلِم أَنه الْفجْر الصَّادِق، وَمن هَذَا يُقَال: سفَرَت المرأةُ عَن وَجههَا: إِذا كشفتْ النِّقابَ عَن وَجههَا تَسفِر سفُوراً، وَمِنْه يُقَال: سفَرْتُ بَين القومِ أسفِر سفَارَةً: إِذا أصلحتَ بَينهم وكشفتَ مَا فِي قَلْب هَذَا وقلبِ هَذَا لتُصلح بَينهم. والسَّفِير: المُصلِح بَين النَّاس، قَالَه أَبُو عُبَيد. قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: السَّفير: الرسولُ المُصلِح. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: السفَر: إسفارُ الْفجْر. وَقَالَ الأخطل: إنِّي أبِيتُ وهَمُّ الْمَرْء يَصْحَبُهُ من أوّل اللَّيل حَتَّى يُفْرِجَ السفَرُ يُرِيد الصُّبْح، يَقُول: أبِيتُ أسرِي إِلَى انفِجار الصّبح. وَفِي حَدِيث حُذَيْفَة وَذكر قوم لوط: أَو تُتُبِّعت أسفارهم بِالْحِجَارَةِ، يَعْنِي الْمُسَافِر مِنْهُم يَقُول: رُمُوا بِالْحِجَارَةِ حَيْثُ كَانُوا فألحقوا بِأَهْل الْمَدِينَة. يُقَال: سَافر وسفْر، ثمَّ أسافر جمع الْجمع. وَسُئِلَ أحمدُ بنُ حَنْبَل عَن الإِسفار بِالْفَجْرِ فَقَالَ: هُوَ أَن يَضِحَ الفجرُ حَتَّى لَا يُشَكّ فِيهِ، وَنَحْو ذَلِك قَالَ إِسْحَاق، وَهُوَ قولُ الشافعيّ وذوِيه. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {يُغْنِيهِ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ} (عبس: 38) . قَالَ الفرَّاء: أَي: مشرِقة مضيئة، وَقد أسفَر الصبحُ وأسفَر الْوَجْه. قَالَ: وَإِذا ألقَت المرأةُ نِقَابها قيل: سفَرتْ فَهِيَ سافِرٌ بغيرِ هَاء. والسُّفْرة: الَّتِي يُؤكَل

عَلَيْهَا، سُمّيتْ سفْرة لِأَنَّهَا تُبسط إِذا أُكل عَلَيْهَا. وَفِي الحَدِيث: أَن عمَر دخل على النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَآله بيتَه فَقَالَ: (لَو أمرتَ بِهَذَا الْبَيْت فسفِر) . قَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ الأصمعيّ: قَوْله: فسفِر، أَي: كُنِس، يُقَال: سفَرْتُ البيتَ وغيرَه: إِذا كنستَه، فَأَنا أسفِره سفرا، وَيُقَال للمِكنسة: المِسفَرة. وَمِنْه قيل لِما سقَط من وَرَق العُشْب: سفِير، لأنّ الرّيح تَسفِره. وَقَالَ ذُو الرّمّة: وَحَائِل من سَفِير الحَوْل جائِلُهُ حَوْلَ الجَراثِين فِي ألوانِ شَهَبٌ يَعْنِي الْوَرق تغيّر لونُه فحالَ وابيَضّ بعد مَا كانَ أخضَرَ. وَيُقَال: سفَرَت الرِّيحُ الغَيْمَ عَن وجهِ السَّمَاء: إِذا كَشَطَتْه عَنهُ، وأنْشَدَ: سَفْرَ الشَّمَالُ الزِّبْرِجَ المُزَبْرَجَا حَدثنَا السَّعْدِيّ عَن أَحْمد بن مُصعب عَن وَكِيع عَن سُفْيَان عَن عمرَان بن مُسلم عَن سُوَيْد بن غَفلَة قَالَ: قَالَ عمر: صَلَاة الْمغرب فِي الفجاج مُسفرة. قَالَ أَبُو مَنْصُور: معنى قَوْله: أَي بيّنة مبصَرة لَا تخفى. وَفِي الحَدِيث: صَلَاة الْمغرب يُقَال لَهَا: صَلَاة الْبَصَر؛ لِأَنَّهَا تُؤَدّى قبل ظلمَة اللَّيْل الحائلة بَين الإبصار والشخوص. والسَّفَرُ: سفران: سفرُ الصُّبْح، وسفَرُ الْمسَاء. أَبُو نصر عَن الْأَصْمَعِي: كَثُرَتْ السافِرَةُ بِموضع كَذَا، يَعْنِي المُسافِرين. قَالَ: والسَّفْر: جمعُ سافِر وسفْر أَيْضا. ورجلٌ مِسْفَر: إِذا كَانَ قويّاً على السَّفر، وَالْأُنْثَى مِسْفَرة. قلت: وسمّي الْمُسَافِر مُسَافِرًا لكشفِه قِناعَ الكِنِّ عَن وَجهه ومنازل الْحَضَر عَن مَكَانَهُ ومنزل الْخَفْض عَن نَفسه، وبرُوزِه إِلَى الأَرْض الفضاء. وسُمِّيَ السَّفَر سفَراً لِأَنَّهُ يُسْفِر عَن وُجُوه الْمُسَافِرين وأخلاقِهِمْ فيَظْهِر مَا كَانَ خافياً مِنْهَا. وَيُقَال لبقيّةِ بياضِ النَّهَار بعد مَغيب الشَّمْس: سَفَرٌ لِوُضوحه وَمِنْه قولُ الساجع: إِذا طَلَعَتِ الشِّعْرَى سفَراً لَهَا، لم تَرَ فِيهَا مَطَراً. أَرَادَ طلوعَها عِشاء. وَيُقَال: سافَر الرجلُ إِذا مَاتَ؛ وأنْشَد: زَعَمَ ابْنُ جُدْعَانَ بْنِ عَمْرٍ وأنَّهُ يَوْمًا مُسافِرْ وَقَالَ الأصمعيّ وَأَبُو زيد: السفارُ: سفارُ البَعير، وَهِي الحديدةُ الَّتِي يُخطم بهَا الْبَعِير. قَالَ أَبُو زيد: وأَسفَرْتُ البَعيرَ إسفَاراً. ورَوَى أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: سفَرْت البعيرَ بالسفار بِغَيْر أَلف. وَقَالَ اللَّيْث: السفارُ: حَبْلٌ يُشَدُّ طرفُه

عَلَى خِطام الْبَعِير فيُدار عَلَيْهِ ويُجْعَل بقيَّته زِماماً، وَرُبمَا كَانَ السفارُ من حَدِيد، وجمعُه الأسفِرَة، وأمّا قولُ الله جلَّ وَعز: {يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ} (الْجُمُعَة: 5) ، فَإِن الزّجّاج قَالَ: الأسفارُ: الْكتب الْكِبَار، وَاحِدهَا سفْر، أعلَمَ اللَّهُ أنَّ اليَهودَ مَثَلُهم فِي تَركهم استِعمالَ التَّوْرَاة وَمَا فِيهَا كَمَثَلِ الْحمار يُحْمَلُ عَلَيْهِ الكُتُب وَهُوَ لَا يَعرِف مَا فِيهَا وَلَا يَعِيها. وواحدُ الْأَسْفَار: سفْرٌ، يُقَال: السّفر مقدَّم رأسِه من الشَّعْر: إِذا صَار أَجْلَح. وانسفَرَتْ الْإِبِل: إِذا ذَهَبَتْ فِي الأرْض. وفرسٌ سافِرُ اللَّحْمِ: أَي قَلِيلُهُ. وَقَالَ ابنُ مُقْبِل: لَا سافِرُ اللَّحمِ مَدْخُولٌ وَلَا هَيجٌ كاسِي العِظامِ لطيفُ الكَشْحِ مَهْضُومُ عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: المُسفَّرَة: كُبَّة الغَزْل. ورُوِي عَن سعيد بنِ المُسَيِّب أَنه قَالَ: لَوْلَا أصواتُ السافِرة لسمعتم وَجْبَة الشَّمس. قَالَ: والسافرة: أمّةٌ من الرُّوم جَاءَ متَّصلاً بِالْحَدِيثِ ووجبةُ الشَّمْس: وُقوعُها إِذا غَرَبَتْ. أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ قَالَ: السفْسير: الفَيْجُ، والتّابع وَنَحْوه. وَقَالَ غيرُه فِي قَول أَوْس: مِن الفَصافِصِ بالنُّمِّيّ سفْسيرُ إنّه يَعْنِي السمسارَ. قلت: وَهُوَ معرّب عِنْده. وَقَالَ شمر: هُوَ القيّمُ بِالْأَمر الْمُصلِح لَهُ، وَأنكر أَن يَكونَ بيّاعَ القَتّ. وَيُقَال للثور الوحشيّ: مُسَافر ونابىء وناشط وَقَالَ: كَأَنَّهَا بعد مَا خفّتْ ثَمِيلَتُهَا مسافرٌ أَشْعَثُ الرَّوْقَيْنِ مَكْحُولُ والسفَرُ: الْأَثر يبْقى عَلَى جِلد الْإِنْسَان وغيرِه، وَجمعه سفور. قَالَ أَبُو وجزَة: لقد ماحت عَلَيْك مؤبَّدَاتٌ يلوح لهنَّ أندابٌ سفُورُ قَالَ ابْن عَرَفَة: سُمِّيت الْمَلَائِكَة سُفَرةٌ لأَنهم يَسفِرون بَين الله وَبَين أنبيائه. قَالَ أَبُو بكر: سمُّوا سفرةً لأَنهم ينزلون بِوَحْي الله وتأديته، وَمَا يَقع بِهِ الصّلاح بَين النَّاس، فشُبِّهوا بالسفير الَّذِي يصلح بَين الرجلَيْن فيصلح شَأْنهمَا. فرس: سلَمة عَن الْفراء قَالَ: الفِرسة: الحَدْبة، والفَرْصَة: رِيحُ الحَدَب. والمَفْزُورُ والمَفْرُوس: الأحدَب. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: فَرَس السَّبُعُ الدابّة فَرْساً: إِذا دَقّ عُنُقُه. وَقَالَ: الأَصْل فِي الفَرْس: دَقُّ العُنُق، ثمَّ جُعِل كلُّ قَتْل فَرْساً. يُقَال: ثورٌ فَرِيس، وبقرةٌ فَريس، وَيُقَال للرجل إِذا ذَبح فنَخع: قد فَرس. وَقد كُرِه الفَرْسُ فِي الذَّبيحة. رَوَاهُ أَبُو عُبيد بإسنادٍ لَهُ عَن عُمر.

قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبَيدة: الفَرْس: هُوَ النَّخْع. يُقَال: فَرَسْتُ الشاةَ ونَخْعتُها، وَذَلِكَ أَن يَنتهيَ بالذبْح إِلَى النُّخاع، وَهُوَ الخَيْط الَّذِي فِي فَقَار الصُّلب متصلٌ بالقفا فَهِيَ أَن يُنتهىَ بِالذبْحِ إِلَى ذَلِك. قَالَ أَبُو عُبَيد: أما النَّخْع فعلى مَا قَالَ أَبُو عُبيدة. وَأما الفَرْس فقد خُولِف فِيهِ، فَقيل: هُوَ الْكسر، كَأَنَّهُ نهَى أَن تُكسَر رقبةُ الذَّبِيحَة قبلَ أَن تَبرُد، وَبِه سمّيت فريسة الْأسد للكسْر. قَالَ أَبُو عُبَيد: الفَرْسُ بِالسِّين الْكسر وبالصاد: الشَّقّ. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: الفَرْس: أَن تُدَقّ الرقَبةُ قبل أَن تُذبح الشَّاة قَالَ: والفَرْس: رِيح الحَدب، والفِرْس أَيْضا ضَرْبٌ من النَّبَات، واختلَف الأعرابُ فِيهِ، فَقَالَ أَبُو المكارم: هُوَ القَضْقاض. وَقَالَ غيرُه: هُوَ الشِّرْشِر. وَقَالَ غَيره: هُوَ الحَبْن. وَقَالَ غَيره: هُوَ البَرْوَق. قَالَ: ويكنَى الأسدُ: أَبَا فِراس، قَالَه اللَّيْث. وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: من أَسماء الأَسد: الفِرْناسُ، مَأْخُوذ من الفَرْس وَهُوَ دقُّ العُنُق وَالنُّون زَائِدَة. الْأَصْمَعِي: يُقَال: فارسٌ بيّنُ الفُروسة والفَراسة، وَإِذا كَانَ فَارِسًا بعَينه ونَظَره فَهُوَ بيّن الفِرَاسة بِكَسْر الْفَاء. وَيُقَال: إِن فلَانا لفارِسٌ بذلك الْأَمر: إِذا كَانَ عَالما بِهِ. وَيُقَال: اتّقُوا فِراسة الْمُؤمن، فَإِنَّهُ ينظر بِنور الله. وَقد فَرُس فلَان يَفرسُ فُروسة وفَراسةً: إِذا حَذق أمرَ الْخَيل. وَيُقَال: هُوَ يتفرّس: إِذا كَانَ يُرِي الناسَ أَنه فَارس على الْخَيل. وَيُقَال: فلانٌ يتفرَّس: إِذا كَانَ يَتثبَّتُ ويَنظُر. وروَى شَمِر بإسنادٍ لَهُ حَدِيثا أَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَرَض يَوْمًا الخيلَ وعندَه عُيَيْنَةُ بنُ حِصْن الفَزاري، فَقَالَ لَهُ: (أَنا أعلمُ بِالْخَيْلِ مِنْك) ، فَقَالَ عُيَيْنة: وَأَنا أعلم بِالرِّجَالِ مِنْك. فَقَالَ: خِيارُ الرِّجَال الَّذين يَضعون أسيافَهم على عواتقهم، ويعرِضون رِماحَهم على مَناكب خيلِهم من أهل نَجْد. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (كذبتَ، خِيارُ الرِّجَال رجالُ أهلِ الْيمن، الإيمانُ يَمانٍ وَأَنا يَمانٍ) . وَفِي حديثٍ آخر: (وَأَنا أَفْرَس بِالرِّجَالِ مِنْك) ، يُرِيد: أبصَر. يُقَال: رجلٌ فَارس بيّن الفُروسة والفَراسة فِي الْخَيل، وَهُوَ الثَّبَات عَلَيْهَا والْحِذْق بأمرِها. قَالَ: والفِراسة بِكَسْر الْفَاء فِي النّظر والتثبّت والتأمّل للشَّيْء والبَصَر بِهِ. يُقَال: إِنَّه لفارسٌ بِهَذَا الْأَمر: إِذا كَانَ عَالما بِهِ.

وَفِي حديثٍ آخر: (أفرَسُ النَّاس ثَلَاثَة) ، ثمَّ ذكَر الحَدِيث. وَفِي حديثٍ آخر: (عَلِّموا رجالَكم العَوْم والفَرَاسة) . قَالَ: والفَراسة: العِلْم بركوب الْخَيل ورَكْضِها. قَالَ: والفارس: الحاذقُ بِمَا يمارس من الْأَشْيَاء كلِّها، وَبهَا سمّيَ الرجُل فَارِسًا. وَفِي حديثِ يأجوجَ ومأجوجَ: (إنّ الله يُرسل النَّغَف عليهمْ فيُصبحون فَرْسى) ، أَي: قَتْلَى. من فَرَسَ الذئبُ الشاةَ، وَمِنْه فَريسة الْأسد. وفَرْسى جمعُ فَريس، مِثلُ قَتِيل وقَتلى. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال أصابتْه فَرْسة: إِذا زَالَت فَقْرةٌ من فِقَر ظَهره. وَأما الرّيح الَّتِي يكون مِنْهَا الحَدَب فَهِيَ الفَرْصة بالصَّاد. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الفَراس: تَمرٌ أسوَد، وَلَيْسَ بالشِّهْرِيز، وأَنشد: إِذا أَكلوا الفَراسَ رأيتَ شَاماً على الأَنْباكِ مِنْهُم والغُيوبِ قَالَ: والأَنباكُ: التِّلال. ابْن السكّيت: الفَرْس أصلُه دَقُّ العُنُق، ثمَّ صُيِّر كلُّ قَتْل فَرْساً، وبالدَّهْناء جبالٌ من الرمل تسمَّى الفَوارس، وَقد رأيتُها. والفِرْس: ضَربٌ من النَّبت. وَقَالَ اللَّيْث: الفَرِيس: حَلْقَةٌ من خَشب مَعْطوفة تُشَدّ فِي طرف الحَبْل، وَأنْشد غَيره: فَلَو كَانَ الرِّشا مائتَين باعاً لَكَانَ مَمَرُّ ذَلِك فِي الفَرِيسِ أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الفَرْسة: قَرحة تكون فِي الْعُنُق فتَفْرِسها. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: الفرسة: الحدب. قَالَ: والفِرسة بِكَسْر الْفَاء: الحَدب. قَالَ: والأحدب مفروس، وَمِنْه فرست عُنُقه. وَفِي حَدِيث الضَّحَّاك فِي رجل آلَى من امْرَأَته ثمَّ طَلقهَا، قَالَ: هما كفرسيْ رِهان، أَيهمَا سبق أُخِذ بِهِ. تَفْسِيره: بِأَن الْعدة وَهِي ثَلَاث حيض، إِذا انْقَضتْ قبل انْقِضَاء إيلائه وَهُوَ أَرْبَعَة أشهر فقد بَانَتْ مِنْهُ الْمَرْأَة بِتِلْكَ التطليقة، وَلَا شَيْء عَلَيْهِ من الْإِيلَاء؛ لِأَن الْأَرْبَعَة الْأَشْهر تَنْقَضِي وَلَيْسَت لَهُ بِزَوْج، وَإِن مَضَت الْأَرْبَعَة الْأَشْهر وَهِي فِي الْعدة بَانَتْ مِنْهُ بالإيلاء مَعَ تِلْكَ التطليقة، فَكَانَت اثْنَتَيْنِ. أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: فارسٌ فِي النَّاس بيّن الفَراسة، والفِراسة وعَلى الدَّابَّة بيّن الفروسية والفرُوسةِ لُغَة فِيهِ. فسر: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الفَسْرُ: كشفُ مَا غُطِّيَ.

وَقَالَ اللَّيْث: الفَسْر: التَّفْسِير وَهُوَ بيانٌ وتفصيلٌ للْكتاب. وأخبرَني المنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: التَّفْسِير والتأويل، وَالْمعْنَى وَاحِد. وَقَالَ اللَّيْث: التَّفْسِرةُ: اسمٌ للبَوْل الَّذِي يَنظُر فِيهِ الْأَطِبَّاء يَستدِلون بلوْنه على عِلّة العليل وكلُّ شَيْء يُعْرَف بِهِ تَفْسِير الشَّيْء وَمَعْنَاهُ فَهُوَ تَفسرَته. وَقَوله عز وَجل: {وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} (الْفرْقَان: 33) ، الفَسرُ: كشف المغطَّى. وَقَالَ بَعضهم: التَّفْسِير: كشف المُرَاد عَن اللَّفْظ الْمُشكل. والتأويل: رد أحد المحتملين إِلَى مَا يُطَابق الظَّاهِر. رسف: قَالَ اللَّيْث: الرَّسْف والرَّسِيف والرَّسَفان: مَشْيُ المقيّد، وَقد رَسَف فِي القَيْد يَرْسُف رَسيفاً فَهُوَ راسف. أَبُو الْهَيْثَم عَن نصير: يُقَال للبعير إِذا قَارب الخطو وأسرع الْإِجَارَة، وَهِي رفع القوائم ووضعها: رَسف يرسُف. فَإِذا زَاد عَن ذَلِك فَهُوَ الرَّتَكان. ثمَّ الْحَفْد بعد ذَلِك. رفس: قَالَ اللَّيْث: الرَّفْسَةُ: الصَّدمة بالرِّجل فِي الصَّدر. يُقَال: رفَسَه برِجْله يَرفُسُه رَفْساً. س ر ب سرب، سبر، رسب، ربس، بسر. برس. رسب: قَالَ اللَّيْث: الرُّسوبُ: الذَّهابُ فِي المَاء سفْلاً. وَالْفِعْل رَسب يَرْسب. قَالَ: وَالسيف الرَّسوبُ: الْمَاضِي فِي الضريبة، الغائبُ فِيهَا. وَقَالَ غَيره: كَانَ لخَالِد بن الْوَلِيد سيفٌ سمَّاه مِرْسباً، وَفِيه يَقُول: ضَربتُ بالمِرْسَب رأسَ البِطرِيْقِ بصارمٍ ذِي هَبَّةٍ فَتِيق وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: قُبِّحْتَ من سالفةٍ ومِن قَفَا عبدٌ إِذا مَا رَسَب القومُ طَفَا قَالَ أَبُو العبّاس: مَعْنَاهُ: أَن الحُكَماء إِذا مَا تَرزَّنوا فِي مَحافِلهم طَفَا هُوَ بجَهْله، أَي: نَزا بجهله. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المرسب: الأواسِي. والرَّسُوب: الْحَكِيم. وَفِي (النّوادر) : الرَّوْسَب والرَّوْسَم: الداهية. ربس: قَالَ اللَّيْث: الرَّبْسُ مِنْهُ الارتباس؛ يُقَال: عُنقودٌ مرتَبس، وَمَعْنَاهُ: انهضامُ حَبِّه وتداخُلُ بعضِه فِي بعض، وكبشٌ رِبيس ورَبِيز، أَي: مكتنزٌ أَعجَر. ابْن السّكيت: الرَّبِيس من الرِّجال: الشُجاع.

وأَنشَد: ومِثْلِي لُزَّ بالحَمِيسِ الرَّبيسِ أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: جَاءَ بمالٍ ربيس، أَي: كثير. وَجَاء بالدِّبْس والرَّبْس وهما الداهية. وَقَالَ أَبُو زيد: جِئْت بأمورٍ دُبْس وبأمورٍ رُبْس، وَهِي الدّواهي بِالدَّال وَالرَّاء. أَبُو عُبيد عَن الأمويّ: اربَسَّ الرجلُ اربساساً، أَي: ذَهب فِي الأَرْض. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: ارْبسّ: إِذا غَدا فِي الأَرْض. برس: ثَعْلَب عَن سَلَمة عَن الفرّاء، وَأَبُو عُبيد عَن الأَصْمَعِي: البُرْسُ: القُطْن، وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ قُطن البَرْدِيّ. وأَنشَد: كنَدِيفِ البِرْسِ فوقَ الجُماحْ وبَرْبَسْتُ فلَانا، أَي: طَلَبتُه. وأَنشَد: وبَرْبَسْتُ فِي تَطْلابِ أرضِ ابْن مالكٍ فأعجَزَني والمرءُ غيرُ أَصيلِ ابْن السّكيت: يُقَال جَاءَ فلَان يَتبربس، أَي: يمشي مشياً خفيّاً. وَقَالَ دُكين: فصبَحَتْه سَلِقٌ تبربس أَي: يمشي مشياً خفيّاً. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: جَاءَنَا فلَان بتبربس: إِذا جَاءَ متبختراً. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: البِرْباسُ: البئرُ العَمِيقة. قَالَ: والبَرْس: حَذاقَة الدَّليل. وبرَسَ: إِذا تَشدَّد على غَرِيمه. سبر: الحرّاني عَن ابْن السّكيت: السَّبْرُ: مَصدرُ سَبَرْت الجرْحَ أسبُره سَبْراً: إِذا قِسْتَه لتَعرِف غَوْرَه، وَيُقَال: إِنَّه لحَسَن السِّبْر: إِذا كَانَ حَسَن السَّحَناء والهَيْئة، والسَّحْناء اللّون، وجمعُه أَسْبار. وَفِي الحَدِيث: (يَخرُج رجلٌ من النَّار قد ذَهَب حِبْرُه وسِبْرُه) ، أَي: هَيئته. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: السَّبْر: اسْتِخْرَاج كُنْه الأَمْر. والسَّبْر: حُسْن الوَجه، وَمِنْه الحَدِيث: (قد ذهب حِبْرُه وسِبرهُ) . والمَسْبور: الحَسْن السبْر. وَفِي حَدِيث الزُّبير أنّه قيل لَهُ: مُرْبَنِيك فليتزوّجوا فِي الغَرانب، فقد غَلَب عليهمْ سِبْرُ أبي بكر ونُحولُه. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: السِّبر هَهُنَا الشَّبَه. قَالَ: وَكَانَ أَبُو بكر دقيقَ المحاسن نحيف البَدَن، فأمَرَه الرجُل أَن يزوجوهم الغرائبَ ليجتمع لَهُم حُسنُ أبي بكر وشدّة غَيره. وَقَالَ أَبُو زَيد: السِّبر: مَا عرفت بِهِ لؤمَ الدَّابَّة أَو كرمها أَو لَوْنهَا من قِبَل أَبِيهَا. والسبْرُ أَيْضا: معرفتك الدَّابَّة بخِصب أَو جَدْب. وَيُقَال: عرفتُه بسبر أَبِيه، أَي: بهَيْئته

وشَبَهِه وَقَالَ الشَّاعِر: أَنا ابْنُ المَضْرَحِيِّ أبي شليل وهَلْ يَخفَى عَلَى النّاسِ النَّهارُ علينا سبْرُهُ ولِكلّ فَحْلٍ على أولادِه مِنْهُ نِجارُ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: السُّبْرة: طَائِر: تصغيرُه سُبَيرة. وَقَالَ فِي مَوضِع آخَر: السُّبَر والنُّهس: طائران. وَقَالَ اللَّيْث: السُّبَر: طائرٌ دونَ الصَّقر. وأَنشَد: حتّى تَعاوَرَه العِقْبانُ والسُّبُر قَالَ: والسَّبر: من أَسماء الأَسَد. وَلم أسمعهُ لغير اللَّيْث. وَقَالَ المؤرّج فِي قَول الفرزدق: بجَنْبَيْ خِلال يَدفَع الضَّيم منهمو خَوادِرُ فِي الأخْياسِ مَا بَينهَا سِبْرُ قَالَ: مَعْنَاهُ: مَا بينَها عَدَاوَة. قَالَ: والسِّبر: الْعَدَاوَة، وَهَذَا غَرِيب. وَقَالَ اللّيث: السبر: التجربة، وَيُقَال: اسْبرُه مَا عندَ فلَان، أَي: ابلُه. قَالَ: والمِسبار: مَا يُقدَّر بِهِ غَوْر الجِراحات، قَالَ: والسِّبار: فَتيلةٌ تُجعَل فِي الجُرح. وأَنشَد: ترُدُّ على السّابرِين السِّبارَا وَحدثنَا عبد الله بن عُرْوَة قَالَ: حَدثنَا هَارُون بن إِسْحَاق الْهَمدَانِي، قَالَ: حَدثنَا الْمحَاربي عَن مُسَافر الْعجلِيّ عَن الْحسن عَن أنس قَالَ: لم يخرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم فِي سفر قطّ إِلَّا قَالَ حِين ينْهض من جُلُوسه: (اللَّهُمَّ بك ابتسرْت، وَإِلَيْك تَوَجَّهت، وَبِك اعتصمت، أَنْت رَبِّي ورجائي. اللَّهُمَّ اكْفِنِي مَا أهمني وَمَا لم أهتم بِهِ؛ وَمَا أَنْت أعلم بِهِ مني. وزودني التَّقْوَى، واغفر لي ذَنبي، ووجهني للخير حَيْثُ تَوَجَّهت) ثمَّ يخرج. قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَآله: (ابتسرت) ، أَي: ابتدأت سَفَرِي. وكلّ شَيْء أخذتَه غضاً فعد بسرته. وَمِنْه قَول لبيد: بسرتُ نداه لم تُسَرّب وحوشه والبَسْرُ: المَاء الطري سَاعَة ينزل من المزن. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه ذَكَر فضلَ إسباغِ الْوضُوء فِي السَّبرَات. قَالَ أَبُو عُبيد: السَّبْرة: شِدّة البَرْد. وأَنشَد قولَ الحطيئة يصف الْإِبِل: عِظامُ مَقِيل الهامِ غُلْبٌ رِقابُها يُباكِرْنَ حَدَّ المَاء فِي السبراتِ يَعْنِي شدّه بَرْد الشّتاء والسَّنة.

بسر: قَالَ الله جلّ وَعز: {) نَاظِرَةٌ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ} (الْقِيَامَة: 24) . وَقَالَ تَعَالَى: {نَظَرَ ثُمَّ عَبَسَ} (المدثر: 22) . قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: (بَسَر) ، أَي: نظر بكراهية شَدِيدَة. وَقَوله عز وَجل: {) نَاظِرَةٌ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ} ، أَي: مقطِّبةٌ قد أيقنَتْ أَن الْعَذَاب نازِلٌ بهَا. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: إِذا ضُرِبت الناقةُ على غير ضَبَعةٍ فَذَلِك البَسَر، وَقد بَسَرها الفحلُ فَهِيَ مَبْسورة. قَالَ شمر: وَمِنْه يُقَال: بَسَرْتُ غَريمي: إِذا تقاضيته قبل محلّ المَال. وبَسَرْت الدُّمُّل: إِذا عَصَرْتَه قبل أَن يتقيّح، وَكَأن البَسْر مِنْهُ. أَبُو عُبَيْدَة: إِذا هَمت الْفرس بالفحل وأرادت أَن تستودق، فَأول وداقها المباسرة وَهِي مباسِرة، ثمَّ تكون وديقاً. والمباسِرَةُ: الَّتِي هَمت بالفحل قبل تَمام وداقها: فَإِذا ضربهَا الحصان فِي تِلْكَ الْحَال فَهِيَ مبسورة. قَالَ شمر: وبَسَرْت النباتَ أبسرُه بَسْراً: إِذا رعيتَه غَضّاً وكنتَ أوّلَ من رَعاه. وَقَالَ لَبيدٌ يصف غَيْثاً رَعاه أُنُفاً: بَسَرْتُ نَداهُ لم تُسَرَّبْ وُحوشُه بغَرْبٍ كجِذْعِ الهاجريِّ المشَّذَّبِ سَلَمةَ عَن الفرّاءِ قَالَ: البُسْرُ: الماءُ الطريّ ساعةَ يَنزل من المُزْن، والبَسْرُ: حَفْرُ الْأَنْهَار إِذا عَرا الماءُ أوطانَه. قلتُ: وَهُوَ التبسّر؛ قَالَ الرَّاعِي: إِذا احْتَجَبَتْ بناتُ الأَرْض عَنهُ تبسَّرَ يَبْتَغِي فِيهَا البِسارَا قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: بَنَاتُ الأَرْض الأنهارُ الصِّغار، وَهِي الغُدْرانُ فِيهَا بَقايا المَاء، وَيُقَال للشمس بُسْرَة: إِذا كَانَت حَمْراء لم تَصْفُ؛ وَقَالَ البَعِيثُ يذكرهَا: فَصَبَّحَه والشمسُ حَمْراءُ بُسْرَةٌ بِسائغةِ الأنْقَاءِ مَوْتٌ مُغَلِّسٌ وَقَالَ أَبو عُبيدة: إِذا همّت الفَرسُ بالفحْل وَلم تَسْتَوْدِق فَهُوَ مباسَرة، ثمَّ تكون وَدِيقاً؛ فَإِذا سفِدَها الحِصان فِي تِلْكَ الْحَال قيل: تَبَسَّرَها وبَسَرَها. ورُوِيَ عَن الأشجع العَبْدِيّ أَنه قَالَ: لَا تَبْسُروا وَلَا تَثْجُروا؛ فَأَما البَسْرُ فَهُوَ خَلْطُ البُسْر بالرُّطَب وانْتِبَاذُهُما مَعاً. والثَّجْرُ: أَن يُؤْخَذ ثَجِيرُ البُسْر فيُلْقَى مَعَ التَّمر، وكرِه هَذَا حِذار الخليطين؛ لنهي النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَنْهُمَا. والبُسْر: مَا لَوَّنَ وَلم يَنضَج، وَإِذا نَضِجَ فقد أَرْطَب. أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: إِذا اخْضَرَّ حَبُّه واستدار فَهُوَ جَدالٌ، فَإِذا عَظُمَ فَهُوَ البُسْرُ، فَإِذا احْمَرَّت فَهِيَ شِقْحَةٌ. اللَّيْث: البسرَة من النّبات مَا قد ارْتَفع عَن وَجْه الأَرْض ولَم يَطُل وَهُوَ غَضٌّ أطيَب

مَا يكون، وأَنشد: رَعَتْ بارِضَ الْبُهْمَى جَمِيماً وبُسْرَةً وصَمْعَاءَ حَتَّى آنَفَتْهَا فِصالْها والبَيَاسِرَةُ: جِيلٌ من السِّنْد يستأجرهم أهلُ السُّفُن لمحاربة عدوّهم، ورجُلٌ بَيْسرِي. والبِسَارُ: مَطَرٌ يَدُوم على أَهْلِ السِّنْد فِي الصَّيف لَا يُقلِع عَنْهُم سَاعَة، فَتلك أيَّامُ البِسار. والبَاسورُ: داءٌ مَعروفٌ، وَهُوَ معرَّب ويُجْمَع البواسير. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: البسرةُ رأسُ قضيبِ الْكَلْب، والمبْسُور: طالبُ الْحَاجة فِي غير موضعِها. وبَسَر النهرَ: إِذا حفر فِيهِ بِئْرا وَهُوَ جافّ؛ وَأنْشد: تَبَسّرَ يَبْتَغِي فِيهَا البِسَارَا وَقَالَ: انبَسَر وبَسَرَ: إِذا خَلَط البُسْرَ بِالتَّمْرِ أَو الرطب فَنَبَذَهُما. وأَبْسرَ وبَسَرَ: إِذا عَصَرَ الحِبْنَ قبل إقْرَافِه، وأَبْسَرَ: إِذا حَفَرَ فِي أرضٍ مَظْلومة. سرب: قَالَ الفرّاء فِي قَول الله جلّ وَعز: {وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِالَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ} (الرَّعْد: 10) ، قَالَ: ساربٌ بِالنَّهَارِ أَي ظاهرٌ بِالنَّهَارِ؛ وَنَحْو ذَلِك قَالَ الزّجاج. قَالَ: (وسارِبٌ بِالنَّهَارِ) ظاهرٌ بِالنَّهَارِ فِي سِرْبِه؛ يُقَال: خَلِّ لَهُ سِرْبَه، أَي: طَرِيقَه. فَالْمَعْنى: الظاهرُ فِي الطُّرُقات، والمستخفِي فِي الظُّلُماتِ، والجاهرُ بِنُطْقه، والمُضْمِرُ فِي نَفسه، عِلْمُ الله تَعَالَى فيهم سَوَاء. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس قَالَ: قَالَ الْأَخْفَش فِي قَوْله عز وَجل: {وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِالَّيْلِ} ، أَي: ظَاهر. والسارب: المتواري. وَقَالَ أَبُو العبّاس: المستخفِي: الْمُسْتَتر. قَالَ: والساربُ: الظَّاهِر، الْمَعْنى الظَّاهِر والخفِيّ عِنْده واحِدٌ. وَقَالَ قَتَادة فِي قَوْله: {وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ} : ظَاهر، وَنَحْو ذَلِك رُوِيَ عَن ابْن عبَّاس. وَقَالَ قُطْرُب: (ساربٌ بالنّهار) ومستتر، يُقَال: انسَرَبَ الوحشُ: إِذا دخلَ فِي كِنَاسِه. قلت: تَقول العَرَب: سَرَبَت الإبلُ تَسْرُبُ، وسَرَبَ الفحلُ سُرُوباً، أَي: مضتْ فِي الأَرْض ظَاهِرَة حَيْثُ شَاءَت. وَقَالَ الْأَخْنَس بن شهَاب التّغْلبي: وكلّ أُناسٍ قارَبوا قَيْدَ فَحْلِهِمْ وَنحن خَلَعْنَا قَيْدَه فَهُوَ سَارِبُ وأمّا الانسِراب فَهُوَ الدُّخُول فِي السّرَب كَمَا قَالَ. وَفِي الحَدِيث: (من أصبحَ آمنا فِي سِرْبِه) أَخْبَرَني المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: السِّرْبُ: النَّفْسُ، بِكَسْر السِّين. وفلانٌ آمِنٌ فِي سِرْبِه، أَي: فِي نَفْسِه، وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن السكّيت. قَالَ: والسِّرْبُ أَيْضا بالكَسْر: القَطيع من

الظِّبَاء والبَقَر والنِّساء. أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ: السِّرْب والسُّرْبة من القَطا والظِّباء والشَّاء: القَطِيعُ. وَيُقَال: فلانٌ وَاسِعُ السِّرْب، أَي: وَاسعُ الصَّدر، بَطِيءُ الغَضَب. قَالَ: وفلانٌ آمنٌ فِي سِرْبه بِالْكَسْرِ. وَأما السَّرْبُ بِالْفَتْح فَإِن ابْن السكّيت قَالَ: السَّرْبُ: المالُ الرّاعي يُقَال: أَغير على مَال سَرْب بني فلَان وَيُقَال للْمَرْأَة عِنْد الطَّلَاق: اذهبِي فَلَا أَنْدَهُ سَرْبَكِ. وَنَحْو ذَلِك. حَكَى أَبُو عُبَيْد عَن الأصمعيّ قَالَ: وَمَعْنَاهُ: أَنِّي لَا أَرُدُّ إبلك لتذهب حَيْثُ شَاءَت وأَصْلُ النَّدْه: الزَّجْرُ. وَقَالَ غَيره: كَانَ هَذَا من طَلاق أهلِ الْجَاهِلِيَّة. أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ: خَلِّ سَرْبَ الرجل بِالْفَتْح، أَي: خَلِّ طريقَه قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: خل سِرْبَ الرَّجُل بِالْكَسْرِ. وَأنْشد بَيت ذِي الرّمة: خَلَّى لَهَا سِرْبَ أُولاها وهَيَّجَهَا مِنْ خَلْفِهَا لاحِقُ الصُّقْلَيْنِ هِمْهِيمُ قَالَ شمر: الرِّوَايَة: خَلَّى لَهَا سَرْبَ أُولاها بالفَتح. قلتُ: وَهَكَذَا سمعتُ العَرَبَ تَقول: خَلِّ سَرْبَه، أَي: طَرِيقه. وَكَانَ الْأَخْفَش يَقُول: أصبح فلانٌ آمِناً فِي سَرْبه بِالْفَتْح، أَي: فِي مَذْهبه ووَجْهه. والثِّقاتُ من أهل اللّغة قَالُوا: أصبح آمِناً فِي سِرْبه، أَي: فِي نَفْسِه. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال: سَرِّبْ عليَّ الْإِبِل، أَي: أَرْسِلْها قِطْعَة قِطْعَة. قَالَ: وَيُقَال: خَرَج الماءُ سَرِباً، وَذَلِكَ إِذا خرج من عُيون الخُرَز؛ وَيُقَال: سَرِّب قِرْبَتَك، أَي: اجْعَل فِيهَا الماءَ حتّى تَنتفِخ عيونُ الخُرَز فتنسَدّ؛ وأَنشد قَول جرير: نَعَمْ فانهَلَّ دَمْعُكَ غيرَ نَزْرٍ كَمَا عَيَّنْتَ بالسَّرَب الطِّبابَا أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: السرَب: الماءُ السَّائِل. قَالَ: وَقَالَ الْأمَوِي: السَّرَب: الْخَرز. وَأما قَوْله: كَأَنَّهُ من كلِّي مَفْرِيَة سَرَبُ فَإِن الروَاة رَوَوْهُ بِالْفَتْح، وَقَالُوا: السَّرَبُ: المَاء. والسربُ: السَّائِل. يُقَال: سَرِب الماءُ يَسرَبُ سَرَباً: إِذا سَالَ فَهُوَ سَرِب. وَقَالَ الفرّاء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِى الْبَحْرِ سَرَباً} (الْكَهْف: 61) ، قَالَ: كَانَ الْحُوت مالحاً، فلمّا حَيِيَ بالماءِ الّذي أصابَه من الْعين فوَقَع فِي الْبَحْر جَمَد مَذْهَبُه فِي الْبَحْر، فَكَانَ كالسَّرَب. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: كَانَت فِيمَا رؤيَ سَمَكةً مملوحةً، وَكَانَت آيَة لمُوسَى فِي الْموضع الّذي يَلقَى فِيهِ الْخَضِر، فاتّخذ سبيلَه فِي البحرَ سَرَباً، أَحْيَا الله تَعَالَى السّمكةَ حتّى

سَرَبتْ فِي البحرَ قَالَ: (وسَرَبا) منصوبٌ على جِهَتَيْنِ: على الْمَفْعُول، كَقَوْلِك: اتّخذتُ طريقي فِي السَّرَب، واتّخذْتُ طريقي مكانَ كَذَا وَكَذَا، فَيكون مَفْعُولا ثَانِيًا؛ كَقَوْلِك: اتّخذت زيدا وَكيلا. قَالَ: وَيجوز أَن يكون (سَرَباً) مصدرا يَدُلَّ عَلَيْهِ (اتّخذ سبيلَه فِي الْبَحْر) ؛ فَيكون الْمَعْنى: نَسِيَا حُوتَهما. فجَعل الحوتُ طريقَه فِي الْبَحْر، ثمَّ بيّن كَيفَ ذَلِك، فكأنّه قَالَ: سَرِب الحوتُ سَرَباً. وَقَالَ المُعْترِض الظَّفرى فِي السَّرب وَجعله طَرِيقا: تركنَا الضَّبع سَارِيَة إِلَيْهِم تنوب اللحمَ فِي سَرَب المَخِيم قيل: تنوبه، تَأتيه. والسَّربُ: الطَّرِيق. والمَخِيمُ: اسْم وَاد؛ وعَلى هَذَا معنى الْآيَة: {فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِى الْبَحْرِ} (الْكَهْف: 61) ، أَي: سَبِيل الْحُوت طَرِيقا لنَفسِهِ، لَا يحيد عَنهُ. الْمَعْنى: اتخذ الْحُوت سَبيله الَّذِي سلكه طَرِيقا اطّرقه. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ابْن اليزيديّ عَن أبي حَاتِم فِي قَوْله: {فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِى الْبَحْرِ سَرَباً} قَالَ: أظنّه يُرِيد ذَهاباً يَسرُب سَرَباً؛ كَقَوْلِك: يَذهَب ذَهاباً. وَقَالَ شمِر: الأَسراب من النَّاس: الأَقاطيع، واحدُها سِرْب. قَالَ: وَلم أَسمَع (سِرْبَ) فِي النَّاس إِلَّا للعجّاج: ورَبِّ أَسْرابِ حَجيجٍ كُظَّمِ وَقَالَ أَبُو الهَيْثَم: سُمّي السَّراب سَراباً لأنّه يَسرُب سَرْباً، أَي: يَجرِي جَرْياً؛ يُقَال: سَرَب الماءُ يَسرُب سُروباً. سلَمة عَن الفرّاء قَالَ: السراب: مَا لَصِقَ بِالْأَرْضِ، والآلُ: الّذي يكون ضُحًى كالمُلاَء بَين السَّماء وَالْأَرْض. وَقَالَ ابْن السكّيت: السراب: الّذي يَجرِي على وَجْه الأَرْض كأنّه المَاء، وَهُوَ يكون نِصفَ النَّهَار، وَهُوَ الّذي يَلصِق بِالْأَرْضِ؛ وَفِي صفة النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ دقيقَ المَسْرُبَة؛ قَالَ أَبُو عبيد: المَسرُبة: الشَّعْرُ النَّابِت وَسطَ الصَّدْر إِلَى البَطْن؛ وأَنشَد: الآنَ لما ابيَضَّ مَسْرُبَتي وعَضِضْتُ من نابي على جِذْم أَبُو عُبيد عَن أبي زيد: سُرِب الرجلُ فَهُوَ مَسروب سَرْباً، وَهُوَ دُخان الفِضة يَدخُل خياشيمَ الْإِنْسَان وفمه ودُبُرَه فَيَأْخذهُ حَصَرٌ عَلَيْهِ فرُبما أفرَق وربّما مَاتَ وَالِاسْم الأُسرُبُ. وَقَالَ شمِر: الأُسرُبُ مخفف الْبَاء، وَهُوَ بالفارسيّة سُرْب. قَالَ أَبُو عبيد: مَسربةُ كلّ دَابَّة: أعاليه من لدن عُنُقه إِلَى عَجْبه، وَأنْشد: جلال أَبوهُ عمُّه وَهُوَ خَاله مساربه حُوٌّ وأقرابه زهرُ قَالَ: أقرابه: مَراقّ بَطْنه. قَالَ الشَّيْخ:

وَفِي الحَدِيث فِي الِاسْتِنْجَاء بِالْحِجَارَةِ يمسح صفحتيه بحجرين، وَيمْسَح بالثالث المَسْرُبة، يُرِيد أَعلَى الْحلقَة. وَقَالَ بَعضهم: السُّربة: كالصُّفة بَين الغرفة. وَقَالَ أَبُو مَالك: تسرّبْتُ من المَاء وَمن الشَّرَاب، أَي: تملأتُ مِنْهُ. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال للرّجل إِذا حَفَر: قد سرَّب: أَي: أخَذَ يَميناً وشِمالاً. وَإنَّهُ لبَعيد السرْبة: أَي: بَعيد المَذْهب فِي الأَرْض. وَقَالَ الشَّنْفَرَى، وَهُوَ ابْن أختِ تأبّط شَرّاً: خَرجْنا من الوادِي الّذي بَيْنَ مِشْعَلٍ وبَين الجَبَا هيهاتَ أَنشأْتُ سُرْبَتي أَي: مَا أَبعدَ الموضعَ الّذي مِنْهُ ابتدأتُ مَسيرِي. اللَّيْث: فلانٌ آمِن السِّرْب، أَي: آمنُ القَلْب، أَي: لَا يُغزَى مالُه ونعَمُه. . وَفُلَان مُنساح السّرب، يُرِيدُونَ شعر صَدره. قَالَ: ومَسَارِب الدّوابّ: مَراقُّها فِي بطونها وأرفاغِها، ومَسارِب الحيّات: مواضعُ آثارِها إِذا انسابت فِي الأَرْض على بطونها. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: السُّرْبةُ: جماعةٌ يَنسلُّون من العَسْكر فيُغِيرون ويَرجِعون. والسِّرْب: النَّفْس. أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: السربة: السّفر الْقَرِيب، والسبأة: السّفر الْبعيد، يُقَال: سبأته الشَّمْس، أَي: لوّحته وغيرته. وَيُقَال: إِنَّك تُرِيدُ سبأة، أَي: سفرا بَعيدا. س ر م سرم، سمر، مسر، رمس، رسم، مرس. سرم: أخبرَني المنذريّ، عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ أنّه سمِعَ أعرابيّاً يَقُول: اللهمّ ارزقني ضِرْساً طَحُوناً، ومَعِدةً هَضُوماً، وسُرْماً نَثُوراً. قَالَ ابْن الأعرابيّ: السُّرْم: أمُّ سويْد، وَقَالَ اللَّيْث: السرْم: باطنُ طَرف الخَوْران. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: السَّرَم: وَجَع العَوَّاء، وَهِي الدُّبُر. وَقَالَ اللّيث: السَّرْمُ، ضربٌ من زَجْر الكِلاب، تَقول: سَرْماً سَرْماً: إِذا هيَّجتَه. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: قَالَ الطائفيّ: السُّرْمانُ: ضَرْب من الزَّنابير صُفْر، ومِنْها مَا هُوَ مجزَّع بحُمْرة، وصُفْرة، وَهُوَ من أخبثِها، وَمِنْهَا سُودٌ عِظام. سمر: قَالَ أَبُو إسحاقَ فِي قَول الله عز وَجل: {مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ} (الْمُؤْمِنُونَ: 67) ، قَالَ: سامراً بِمَعْنى سمّاراً. قَالَ: والسَّامرُ: الجماعةُ يتحدّثون لَيْلًا. والسَّمَرُ: ظِلُّ الْقَمَر، والسُّمْرة مأخوذةٌ من هَذَا. وأَخبَرني المنذريُّ عَن اليزيديّ عَن أبي حَاتِم فِي قَوْله تَعَالَى: {مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً} ، أَي فِي السَّمر،

وَهُوَ حديثُ اللَّيْل، يُقَال: قومٌ سامرٌ وسمْر وسُمَّار وسمَّر. سلَمة عَن الفرّاء فِي قولِ العَرب: لَا أَفعَل ذَلِك السَّمَرَ والقَمر، قَالَ: السَّمَرُ: كلُّ ليلةٍ لَيْسَ فِيهَا قمر تسمَّى السمر، المعنَى: مَا طَلَع القَمر وَمَا لَم يَطلُع. وَقَالَ غيرُه: السمَر: اللّيل، وأَنشَد: لَا تَسقِني إِن لَمْ أَزُرْ سمَراً غَطْفَانُ مَوْكِبَ جَحْفَلٍ فَخْمِ وسامِرُ الْإِبِل: مَا رَعى مِنْهَا باللّيل، يُقَال: إنّ إبِلَنا تَسمُر، أَي: تَرعَى لَيْلًا. وسمَر القومُ الخَمرَ: شَرِبوها لَيْلًا، وَقَالَ القُطاميّ: ومُصَرّعِينَ من الكلاَلِ كأَنّما سمَرُوا الغَبُوقَ من الطِّلاءِ المُعْرَقِ وَقَالَ ابْن أَحْمَر فَجعل السمَر لَيْلاً: مِنْ دُونِهم إنْ جِئْتَهُمْ سمَراً حَيٌّ حِلالٌ لَمْلَمٌ عَكِرُ أَرَادَ: إِن جئتَهم لَيْلًا. وَقَالَ اللَّيْث: السامرُ: المَوْضع الَّذي يَجتَمعون فِيهِ للسمَر. وأَنشَد: وسامِرٍ طالَ فِيهِ اللَّهْوُ والسمَرُ قلتُ: وَقد جَاءَت حروفٌ على لَفْظِ فاعِل وَهِي جمعٌ عَن العَرَب، فَمِنْهَا الجَامِل والسامِر والباقر والحاضِر، فالجَاملُ: الإبلُ فِيهَا الذُّكور وَالْإِنَاث. والسامِرُ: جماعةُ الْحَيّ يَسمُرون لَيْلًا. والحاضرُ: الحيُّ النُّزول على الماءِ. والباقرُ: البقرُ فِيهَا الفُحولُ وَالْإِنَاث. وَقَالَ اللَّيْث: السمْرُ: شَدُّك شَيْئا بالمسمار والسمْرةُ: لونٌ يَضرِب إِلَى سَوادٍ خَفِيّ. وقَناةٌ سمراءُ وحِنْطةٌ سمْراء. أَبُو العَبّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: السمْرة فِي النَّاس: هِيَ الوُرْقة. والسمَرة: الأُحْدوثة باللّيل. قَالَ: وَيُقَال: لَا آتيكَ مَا سمَر السمِير. وهم النَّاس يسمُرون، وَمَا سمَر ابنَا سمِير: وهما اللّيل والنّهار. وَلَا آتِيك السمَرَ والقَمَر، أَي: لَا آتِيك دَوامَهما. وَالْمعْنَى لَا آتِيك أبدا. وَقَالَ أَبُو بكر: قَوْلهم: حلف بالسمَر وَالْقَمَر. قَالَ الْأَصْمَعِي: السمر عِنْدهم الظلمَة. وَالْأَصْل اجْتِمَاعهم يسمرون فِي الظلمَة. ثمَّ كثر الِاسْتِعْمَال حَتَّى سمُّوا الظلمَة سمَراً. قَالَ أَبُو بكر: السمَر أَيْضا جمع السامر. وَرجل سامر وَرِجَال سمّر. وَأنْشد: من دونهم إِن جئتهم سمراً عَزفُ القِيان ومجلسٌ غَمْرُ قَالَ: وَيُقَال فِي جمع السامر: سُمَّار وسمَّر. وَقَالَ فِي قَول الله تَعَالَى: {مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ} (الْمُؤْمِنُونَ: 67) : تهجرون الْقُرْآن فِي حَال سمركم. وقرىء: (سمَّراً) وَهُوَ جمع السامر. أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن

ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: لَا آتِيك مَا سمر السمير. وهم النَّاس يسمرون بِاللَّيْلِ. وَمَا اخْتلف ابْنا سمير، أَي: مَا سمر فيهمَا. وَمَا سمر ابْنا سمير، وهما اللَّيْل وَالنَّهَار. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: السميرُ: الدهرُ. وابناه: اللَّيْل وَالنَّهَار. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن سَلمَة أَنه سمع الْفراء قَالَ: بعثت من يسمُر الْخَبَر. قَالَ: وَيُسمى السمر بِهِ. وَقَالَ ابْن السكّيت: لَا آتِيك مَا سمر ابنَا سَمِير، وَلَا أَفعَلُه سَمِيرَ اللَّيالي، وَقَالَ الشَّنْفَرَي: هُنالِك لَا أرجُو حَياةً تسرُّني سَمِيرَ اللَّيالِي مُبْسَلاً بالجَرائرِ وَقَالَ أَبُو زيد: السَّميرُ: الدَّهْر. وَفِي (النّوادر) : رجلٌ مَسْمور: قليلُ اللَّحم؛ شديدُ أسْرِ العِظام والعَصَب. وَفِي حَدِيث الرَّهْط العُرنيِّين الّذين قَدِموا الْمَدِينَة فأَسلَموا ثمّ ارْتَدُّوا فسَمَرَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أعينَهم، ويُروَى سمَلَ، فَمن رَوَى سَمَر بالراء فَمَعْنَاه: أنّه أَحْمَى لَهُم مَساميرَ الْحَدِيد ثمَّ كَحَلهم بهَا ومَن رَوَاهُ سَمَل بِاللَّامِ فَمَعْنَاه: فقَأَها بشَوْك أَو غَيره. وَقَالَ اللّيث: السِّمسار فارسيّة معرَّبة، والجميع السَّماسرة. وَفِي الحَدِيث: أَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سمّاهم التُّجّار بَعْدَمَا كَانُوا يُعرَفون بالسَّماسرة والمَصدَر السَّمْسَرة؛ وَهُوَ أَن يتوكّل الرجلُ مِن الْحَاضِرَة للبادية فيَبيع لَهُم مَا يَجلبونه. وَقيل فِي تَفْسِير قَوْله: (وَلَا يَبيع حاضرٌ لِباد) أَرَادَ أَنه لَا يكون لَهُ سِمْسَاراً، وَالِاسْم السَّمْسَرة؛ وَقَالَ: قَد وَكّلْتنِي طَلَّتي بالسَّمْسَرة والسَّمُرُ: ضَرْبٌ من العِضَاه، الْوَاحِدَة سَمُرة. سَمَر إبِله وسمّرها: إِذا أكمشها. وسَمَّر شوكه: إِذا خَلاهَا، وَكَذَلِكَ شمَّرها إِذا سيّبها، وَالْأَصْل الشين فأبدلوا مِنْهَا السِّين، قَالَ: أرى الْأسود الحلبوب سمّر شولنا لشول رَآهَا قد شتَتْ كالمجادل قَالَ: رأى إبِلا سماناً فَترك إبِله وسمّرها، أَي: خلاّها وسَيّبها. قَالَ شمر: وناقة سَمُور: نجيبة سريعة. وَأنْشد: فَمَا كَانَ إِلَّا عَن قَلِيل فألحقت بِنَا الحيَّ شوساءُ النَّجاءِ سَمُورُ وَفِي حَدِيث عمرَ أنّه قَالَ فِي الأَمَة يَطَؤُها مالِكُها: إِن عَلَيْهِ أَن يحصِّنها فَإِنَّهُ يُلْحِقُ بِهِ وَلدَها. قَالَ: وَمن شَاءَ فليُسَمِّرها. قَالَ أَبُو عُبيد: الرِّوَايَة فليُسَمِّرها بالسِّين، والمعروفُ فِي كَلَام الْعَرَب التَّشْمير، وَهُوَ الْإِرْسَال، وَقَالَ شَمِر: هما لُغَتان بالشين وَالسِّين مَعْنَاهُمَا الْإِرْسَال.

ورَوَى أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: التّسمير: إرسالُ السَّهْم بالعجلة. والخَرْقَلة: إرْسَاله بالتأني، يُقَال للْأولِ: سَمِّر فقد أخطَبَك الصَّيدُ، وللآخَر: خَرْقِل حَتَّى يُخْطِبك الصَّيْد. وَقَالَ اللّيث: السامِرةُ: قومٌ من اليَهود يخالفونهم فِي بعض دِينهم، وإليهم نُسِب السامِرِيّ الّذي اتَّخذ العِجل الَّذِي سُمِع لَهُ خوَار. أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ: السَّمَّار: اللَّبَن الممذوقُ بِالْمَاءِ. وأَنشَد: وليَأْزِلَنّ وتَبْكُوَنَّ لِقاحُه ويُعلِّلن صبيَّةٌ بسمَارِ وَقَالَ غيرُه: السَّمُّور: دابّةٌ معروفةٌ يسوَّى من جُلودِها فِراءٌ غَالِيَة الأَثْمان، وَقد ذَكره أَبُو زُبَيد الطَّائِي فَقَالَ يَذكر الأَسد: حَتَّى إِذا مَا رأَى الأَبْصارَ قد غَفَلتْ واجْتابَ من ظُلْمةٍ جُودِيَّ سمُّورِ جُودِيَّ النَّبطية جُوذِيا، أَرَادَ جُبّةَ سَمُّورٍ لسَواد وَبَرَه واجتَاب: دَخَل فِيهِ ولَبسهُ. أَبُو عُبَيدة: الأسمَران: الماءُ والحِنْطة. رسم: قَالَ اللّيث: الرَّسْمُ: الأثَر. وترسمتُ، أَي: نظرتُ إِلَى رُسُوم الدَّار. والرَّوْسَمُ: لُوَيحٌ فِيهِ كِتابٌ مَنْقوشٌ يُختَم بِهِ الطَّعام، والجميع الرَّواسِم والرَّوَاسِيم. وَقد جَاءَ فِي الشِّعر: قُرْحة رَوْسَم أَي: بوجهِ الْفرس، وناقةٌ رَسُومٌ: وَهِي ترسُمُ رَسِيماً، وَهِي الَّتِي تؤثّر فِي الْأَمر من شدَّة وَطْئِهَا. وَقَالَ أَبُو عَمرو: تَرَسَّمْتُ المنزلَ: إِذا تأَمَّلتَ رَسْمَه وتفرّسْتَه. أَبُو عبيد: الارتسامُ: التَّكْبِير والتعوُّذ، وَقَالَ القطاميّ: فِي ذِي جُلُولٍ يُقَضِّي الموتَ ساكِنة إذَا الصَّرَارِيُّ من أَهْوَالِهِ ارْتَسَمَا وَقَالَ أَبُو تُراب: سَمِعْتُ عَرَّاماً يَقُول: هُوَ الرَّسْمُ والرّشْمُ للأَثَر، ووَسَمَ على كَذَا ورشَم، أَي: كَتَب. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال للّذي يُطْبَع بِهِ: رَوْسَم ورَوْشَم، وراسُوم وراشُوم، مثل رَوْسَم الأكداس، ورَوْسَمِ الْأَمِير، وَقَالَ ذُو الرمّة: ودِمْنَةٍ هَيَّجَتْ شَوْقِي مَعالِمُها كأنَّها بالهدَمْلاتِ الرَّوَاسِيمُ والهِدَمْلاتُ: رمالٌ مَعْرُوفَة بِنَاحِيَة الدَّهْناء. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الرَّسِيم من سَيْرِ الْإِبِل فوقَ الذَّمِيل. ابْن الأعرابيّ: الرَّسَمُ: حُسْنُ المَشْي. أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرو: الثَّوْبُ المُرَسَّم: المخطَّط.

رمس: قَالَ اللَّيْث: الرَّمْس: التُّرَاب. ورَمْسُ الْقَبْر: مَا حُثِيَ عَلَيْهِ. وَقد رَمَسْناهُ بِالتُّرَابِ. والرَّمْسُ: تُرابٌ تَحْمِلُهُ الرِّيح فتَرمُس بِهِ الآثارَ، أَي: تَعفوها. والرياحُ الرَّوَامِس وكلُّ شيءٍ نُثرَ عَلَيْهِ التُّرَابُ فَهُوَ مَرْمُوسٌ؛ وَقَالَ لَقِيطُ بْنُ زُرَارَةَ: يَا ليتَ شِعري اليومَ دَخْتَنُوسُ إِذا أَتاهَا الخبَرَ المَرْمُوسُ أَتَحْلِقُ القُرُونَ أَمْ تَمِبسُ لَا، بَلْ تَمِيسُ إِنَّهَا عَرُوسُ أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ: إِذا كَتَمَ الرجلُ الخبرَ القومَ قَالَ: دَمَسْتُ عَلَيْهِم الْأَمر ورَمَسْتُه. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الرَّامُوس: القَبْر. ورُوِيَ عَن الشَّعْبي أَنه قَالَ: إِذا ارْتَمَسَ الجُنُبُ فِي الماءِ أَجْزَأَه عَن غُسل الْجَنَابَة. قَالَ شَمِر: ارْتَمَس فِي المَاء: إِذا انْغَمَسَ فِيهِ حَتَّى يغيبَ رَأسه، وجميعُ جسدِه فِيهِ. والقبرُ يسمَّى رَمْساً. وَقَالَ: وبينما الْمَرْء فِي الْأَحْيَاء مغتبط إِذا هُوَ الرَّمْسُ تصفوه الأعاصيرُ أَرَادَ: إِذْ هُوَ تُرَاب قد دُفِنَ فِيهِ والرياح تطيِّرْه. والرامساتُ: الرِّيَاح الدَّافناتُ. ورَمَستُ الحديثَ: أَخْفَيْتُه وكَتَمْتهُ. قَالَ ابْن شُمَيْل: الروامس: الطيرُ الَّتِي تطير بِاللَّيْلِ. قَالَ: وكل دَابَّة تخرج بِاللَّيْلِ فَهِيَ رامس، تَرْمُس: تَدفن الْآثَار كَمَا يُرْمَس الْمَيِّت. قَالَ: وَإِذا كَانَ الْقَبْر قدومًا مَعَ الأَرْض فَهُوَ رمس، أَي: مستوياً مَعَ وَجه الأَرْض. ورمست الرجل فِي الأَرْض رمساً، أَي: دَفَنته وسوَّيْت عَلَيْهِ الأَرْض، وَإِذا رفع الْقَبْر فِي السَّمَاء عَن وَجه الأَرْض لَا يُقَال لَهُ رمس. مسر: قَالَ اللّيث: الْمَسْرُ: فعل الماسِر، يُقَال: هُوَ يَمْسُرُ النَّاس، أَي: يُغْرِيهم. وَقَالَ غيرُه: مَسَرْتُ بهِ ومَحَلْتُ بِه، أَي: سَعَيْتُ بِهِ. الماسِرُ: السَّاعِي. مرس: الحرّاني عَن ابْن السّكيت: المَرْس: مَصْدرُ مَرَسَ التَّمْر يَمرُسه أَو مَرَثَه يَمْرُثه: إِذا دَلَكه فِي المَاء حَتَّى يَنْماثَ فِيهِ؛ وَيُقَال للثَّرِيد المَرِيس؛ لأنّ الخُبْزَ يَنماثُ فِيهِ؛ قَالَ ذَلِك أَبُو عَمْرو. وَقَالَ ابْن السّكيت: المرَسُ: شِدّة العِلاَج. يُقَال: إِنَّه لمَرِس بيّن المَرَس: إِذا كَانَ شَدِيد المِراس. وامْتَرَسَت الشُّجعانُ فِي الْقِتَال، وامتَرَس الخُطباءُ، وامتَرَست الألسُنُ فِي الخِصام. قَالَ: والمَرْس: الحَبْل أَيْضا. والمَرْسُ أَيْضا مصدرُ مَرَس الحَبْل يَمْرُس مَرْساً، وَهُوَ أَن يَقع بَين القَعْو والبكْرة، وَيُقَال لَهُ: إِذا مرِس: أَمْرِس حَبْلَك وَهُوَ أَن تُعيده إِلَى مَجراه، وَنَحْو ذَلِك حَكى أَبُو عُبَيد عَن الكسائيّ؛ وَأنْشد:

أبواب السين واللام

بئسَ مقامُ الشَّيخ أَمْرِسْ أَمْرِسِ إمّا على قَعْوٍ وإمّا اقْعَنْسِسِ وبكْرة مَرُوس: إِذا كَانَ من عَادَتهَا أَن يَمْرُسَ حبلها؛ وأَنشد: دُرْنا ودَارتْ بكْرَةٌ نخيسُ لَا ضَيْقَةُ المَجرَى وَلَا مَرُوسُ وَقد يكون الأمراس إزالةَ الرِّشاء عَن مجْرَاه، فَيكون بمعنيَيْن متصادَّين. ابْن الأعرابيّ: بَيْننَا وَبَين المَاء ليلةٌ مَرَّاسةٌ لَا وَتِيرَة فِيهَا، وَهِي الدائبة الْبَعِيدَة. وَفِي الحَدِيث: (إِن من اقتراب الساعةِ أَن يتمرّس الرجلُ بِدِينِهِ كَمَا يتمرّس البعيرُ بالشَّجرة) . ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: التمرُّس: شدّة الالتواء وشِدّة العُلُوق. أَبُو عُبَيد فِي بَاب فعْفَعيل: من المراسة المَرْمَريس الأملس، وَمِنْه قَوْله فِي صفة فرس والكَفَل: المرمريس. قَالَ الْأَزْهَرِي: أَخذ المرمريس من المرمر وَهُوَ الرخام الأملس وكسعه بِالسِّين تَأْكِيدًا. قَالَ شمر: المرمريس: الداهيةُ والدردبيس. وَقَالَ القتيبِيّ فِي قَوْله: (أَن يتمرَّس الرجلُ بِدِينِهِ) ، أَي: يتلعّب بِهِ ويعبث. قَالَ: وَقَوله: (تمرُّس البعيرِ بِالشَّجَرَةِ) ، أَي: كَمَا يتحكك بهَا. وَقَالَ غَيره: (تمرُّسُ البعيرِ بِالشَّجَرَةِ) : تحكُّكه بهَا من جَرَب وأُكال. وتمرُّسُ الرجلِ بدينِه: أَن يُمارِس الفِتَن ويُشادَّها ويخرُجَ على إمامِه فيضُرَّ بِدِينِهِ وَلَا يَنْفَعهُ غُلُوُّه فِيهِ، كَمَا أَن الجَرِب من الْإِبِل إِذا تحكَّك بالشَّجر أَدْماه وَلم يُبْرِئه من جَرَبه. وَيُقَال: مَا بفلان مُتمرِّس: إِذا نُعِت بالجَلَدِ والشّدَّة حَتَّى لَا يُقاوِمه من مارَسَه. وَقَالَ أَبُو زَيْد: يُقَال للرّجل اللّئيم الّذي لَا ينظر إِلَى صَاحبه وَلَا يُعطي خيرا: إِنَّمَا تنظر إِلَى وَجْهٍ أَمْرَسَ أَمْلَس لَا خيرَ فِيهِ، أَفلا يتمرَّسُ بِهِ أحدٌ لِأَنَّهُ صُلْبٌ لَا يُستغَلُّ مِنْهُ شَيْء. (أَبْوَاب) السّين واللاّم) س ل ن لسن، نسل: (مستعملان) . لسن: الحرَّاني عَن ابْن السكّيت: لسَنْتُ الرجلَ أَلْسُنُه لَسْناً: إِذا أخذتَه بلِسانِك؛ وَقَالَ طَرَفة: وَإِذا تَلْسُنُني أَلْسُنُها إنّني لستُ بمَوْهُونٍ فَقِرْ وَفِي حَدِيث عمر وَذكر امْرَأَة فَقَالَ: إِن دخلتْ عَلَيْك لسنتْك، أَي: أخذتك بلسانها.

قَالَ: وحَكى لنا أَبُو عَمْرو: لكلِّ قومٍ لِسْنٌ؛ أَي: لُغَة يتكلّمون بهَا. وَيُقَال رجلٌ لَسِن بيّنُ اللَّسَن: إِذا كَانَ ذَا بَيانٍ وفصاحة. وأخبرَني المنذريُّ عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الخَلِيَّةُ من الْإِبِل يُقَال لَهَا المتلَسِّنة؛ وأَنشد ابْن أَحْمَر يصف بَكْراً صَغِيرا أعطَاهُ بَعضهم فِي حمالَة فَلم يَرْضَه ضئيلاً: تلسَّنَ أهلُه عَاما عَلَيْهِ فلُولاً عِنْد مِقْلاَتٍ نَيُوبِ قَالَ: والخَلِيّة: أَن تَلِد الناقةُ فيُنحَر وَلدُها عَمْداً ليَدوم لَبنها، وتستَدَرّ بحُوارِ غيرِها، فَإِذا أدَرَّها الحُوار نَحُّوهُ عَنْهَا واحتَلَبوها وَرُبمَا خَلَّوْا ثلاثَ خَلايا أَو أَرْبعا على حُوارٍ وَاحِد، وَهُوَ التَّلسُّنُ. وَقَالَ غيرُه: نَعلٌ مُلسَّنةٌ: إِذا جُعل طَرف مقدَّمِها كطَرَف اللِّسَان. وَيُقَال: لسنْتُ الليف: إِذا مَشَنْتَه ثمَّ جعلتَه فتَائِلَ مهيَّأة للفَتْل، ويسمَّى ذَلِك: التّلْسين. وَاللِّسَان يذكَّر ويؤنَّث؛ فَمن أنّثه جَمَعه أَلسنا، ومَن ذكّره جمعَه أَلسنَةٌ. وَإِذا أردتَ بِاللِّسَانِ اللّغة أنّثْتَ، يُقَال: فلانٌ يتكلّم بلسانِ قومه، وَيُقَال: إِن لسانَ الناسِ عَلَيْك لَحَسنةٌ وحَسنٌ، أَي: ثَناؤهم، وَقَالَ قَسَّاس الكِنْدِيّ: أَلا أَبلِغْ لدَيْك أَبَا هُنَيَ أَلَا تَنْهَى لسانَكَ عَن رَدَاها فأَنّثها، وَيَقُولُونَ: إِن شَفَة الناسِ عَلَيْك لَحَسنة. وَقَالَ الله تَعَالَى: {وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ} (إِبْرَاهِيم: 4) ، أَي: بلغَة قومه، وَقَالَ الشَّاعِر: أَتَتْني لسانُ بَني عامرٍ ذهب بهَا إِلَى الْكَلِمَة فأنّثها. وَقَالَ أَعشى باهلة: إِنِّي أَتاني لسانٌ لَا أُسَرُّ بِهِ فذكّرَه، ذَهَبَ بِهِ إِلَى الخَبر فَذكره. والإلسان: إبلاغُ الرسَالَة. وَيُقَال: ألْسنِّي فلَانا، وألْسنْ لي فلَانا كَذَا وَكَذَا، أَي: أَبلِغ لي. وَكَذَلِكَ أَلِكْني إِلَى فلَان، أَي: ألِك لي إِلَيْهِ. وَقَالَ عَدِيّ بنُ زَيْد: بَلْ أَلْسنُوني سَراةَ العَمِّ إنكُمُ لَسْتُم من الْملك والأثقال أَغْمَارًا أَي: أَبلِغوا لي وعَني. عَمْرو عَن أَبِيه: المَلسون: الكَذّابُ. قَالَ الشَّيْخ: لَا أعرفهُ. ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الأسْلان: الرماح الذُّبّل. نسل: قَالَ الله جلَّ وعزَّ: {فِى الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الاَْجْدَاثِ إِلَى} (يس: 51) ،

قَالَ أَبُو إِسْحَاق: يَنسلونَ: يَخْرُجُون بسُرعة. وَقَالَ اللَّيْث: النِّسلان: مِشْيَةُ الذِّئْب إِذا أسْرَع، وأَنشَد: عَلاَنَ الذِّئْب أَمْسَى قارِباً بَرَدَ اللّيْلُ عَلَيْهِ فنَسلْ ابْن السِّكيت: يُقَال: أَنْسَلَتِ النَّاقةُ وَبَرها: إِذا أَلْقَتْه تُنْسِلُه، وَقد نسلَت بِولَدٍ كثير تَنْسِلُ وتَنْسُل. وَقد نَسَل الْوَبر يَنسِل ويَنْسُل: إِذا سقَطَ، وَيُقَال لِمَا سقَط مِنْهُ: النَّسيلُ والنُّسال، وَقد نسلَ فِي العَدْوِ يَنْسِلُ نَسَلاَناً، ونُسَالُ الطَّيْرِ: مَا سَقَطَ من ريشِهَا، وهَو النُّسَالة. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: النَّسُولة من الغَنَم: مَا يُتَّخذ نَسْلُها، وَيُقَال: مَا لِبَنِي فلانٍ نَسُولة، أَي: مَا يُطلَب نَسلُه من ذَوَات الْأَرْبَع. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ، يُقَال: فلانٌ يَنسِل الوَدِيقة، ويَحمِي الحَقيقة. والنَّسْلُ: الوَلَد، وَقد تَناسَلَ بَنو فلَان: إِذا كَثُر أولادُهم. وَفِي الحَدِيث: أَنهم شَكَوْا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَآله الضَّعفَ، فَقَالَ: (عَلَيْكُم بالنَّسْل) . قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: النَّسْل: يُنشِّط وَهُوَ الْإِسْرَاع فِي المَشْي. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: النَّسْل أَيْضا: الوَلَدُ والذُّرِّيّة. وَفِي حَدِيث آخر: أَنهم شكوْا الإعياء فَأَمرهمْ أَن ينسلوا، أَي: يُسرعوا فِي الْمَشْي. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: النَّسَلُ: اللَّبَن الَّذِي يَخرُج من التِّين الأَخضَر. وَقَالَ شمر: نَسَل رِيشُ الطَّائِر وأَنْسَل وأَنْسَلَه الطَّائِر وأنسل البعيرُ وبرَه. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: أنسَل ريشُ الطّائر: إِذا سَقَط، قَالَ: ونسَلْتُه أَنا نَسْلاً. س ل ف سلف، سفل، فسل، فلس: مستعملة. فلس: قَالَ اللَّيْث: الفَلْس مَعْرُوف، وجمعُه فُلوس. وأَفْلَسَ الرجلُ: إِذا صَار ذَا فُلُوس بعد الدَّراهم، وَقد فلَّسَه الْحَاكِم تَفْليساً. وشيءٌ مُفلّسُ اللَّوْن: إِذا كَانَ على جِلْده لُمَع كالفُلوس. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: أفلستُ الرجلَ: إِذا طلبتَه فأَخطأْتَ موضِعَه، وَذَلِكَ الفَلَس والإفلاس، وَأنْشد للمعطَّل الهُذَليّ: يَا حِبُّ مَا حُبُّ القَتُولِ وحُبُّها فَلسٌ لَا يُنْصِبْكَ حُبٌّ مُفْلِسُ قَالَ أَبُو عَمْرو فِي قَوْله: حُبُّها فَلَسٌ، أَي: لَا نَيْلَ مَعَه. قَالَ: وأَفلَس الرجلُ: إِذا لم يَبقَ لَهُ مَال.

فسل: قَالَ اللَّيْث: الفَسلُ: الرَّذْلُ النَّذْلُ الَّذِي لَا مُروءة لَهُ وَلَا جَلَد. وَقد فَسلَ يفسل فُسولةً وفَسالةً. وَيُقَال: أفسلَ فلانٌ على فلانٍ مَتاعَه: إِذا أَرْذَله. وأَفْسل عَلَيْهِ دَرَاهمَه: إِذا زيَّفَها، وَهِي دَرَاهمُ فُسولٌ. وَقَالَ الفرزدق: فَلَا تَقبَلوا مِنْهُم أباعرَ تُشْتَرى بوَكْسٍ وَلَا سُوداً يَصِحُّ فُسولُها أَرَادَ: وَلَا تقبَلوا مِنْهُم دَراهمَ سُوداً. وَفِي الحَدِيث عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنه لعن من النِّسَاء المُسوِّفَة والمُفَسِّلة) . المفسلة من النِّسَاء: الَّتِي إِذا أَرَادَ زوجُها غِشْيَانها قَالَت: إِنِّي حَائِض، فتفسل الزوجَ عَنْهَا وتُفَتِّره وَلَا حَيضَ بهَا. والمسوِّفةُ: الَّتِي إِذا دَعاها الزّوج للفِراش ماطَلَتْ ولَمْ تُجِبْه إِلَى مَا يَدْعوها إِلَيْهِ. أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ فِي صِغار النّخل قَالَ: أوَّل مَا يُقلَع من صغَار النَّخْل للغَرْس فَهُوَ الفسيل والوَدِيُّ، ويُجمع فسائل، وَقد يُقَال للواحدة: فَسيلة، ويُجمَع فَسيلاً. وَقَالَ اللَّيْث: فُسالةُ الْحَدِيد: مَا تَناثَر مِنْهُ عِنْد الضَّرْب إِذا طُبِع. أَبُو عَمْرو: الفسلُ: الرجلُ الأَحمَق. سفل: قَالَ اللَّيْث: الأسفَل نقيضُ الأَعْلى، والسفْلَى نقيضُ العُلْيا، والسُّفْلُ نقيضُ العُلْو فِي التسفُّل والتَعلِّي. والسافلة نَقيضُ الْعَالِيَة فِي النَّهْر والرُّمْح وَنَحْوه. والسافلُ نَقيضُ العالي، والسفْلة نقيض العِلْية، والسفَالُ نَقِيض العَلاء، يُقَال: أمْرهمْ فِي سَفال وَفِي عَلاء. والسفُول مصدرٌ، وَهُوَ نقيض العُلُوّ. والسفْلُ نقيضُ العِلْو فِي البِناء. وَقَوله تَعَالَى: { (تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ} (التِّين: 5) ، أَي: رددناه إِلَى أرذل العُمُر، كَأَنَّهُ قَالَ: رددناه أَسْفَل من سَفَل، وأسفل سافل. وَقيل: مَعْنَاهُ: رددناه إِلَى الضلال، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَالْعَصْرِ إِنَّ} {يَفْعَلُونَ إِلاَّ الَّذِينَءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ} (الْعَصْر: 2، 3) . وَقَالَ ابْن السكّيت: هم السفِلة لأراذل النَّاس، هم من عِلْيَة النَّاس وَمن الْعَرَب من يخفِّف فَيَقُول: هم السفْلة. وسَفِلة الْبَعِير: قوائمُه وَفُلَان من سَفلة الْقَوْم: إِذا كَانَ من أراذلهم وأَسافل الْإِبِل: صِغارُها، وَأنْشد أَبُو عُبَيد: تَواكلَها الأزمانُ حَتَّى أَجَأْنَها إِلَى جَلَدٍ مِنْهَا قليلِ الأسافلِ أَي: قَلِيل الْأَوْلَاد. وَيُقَال: كُن فِي عُلاوة الرِّيح وسُفَالةِ الرِّيح، فَأَما عُلاوَتُها فأنْ يكون فوقَ الصَّيد، وأمّا سفَالتُها فَأن يكون تحتَ الصَّيْد، لِأَنَّهُ يستقبِل الرِّيحَ. وَقَول الله تَعَالَى: {وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ} (الْأَنْفَال: 42) ، قرىء بالنّصب

لِأَنَّهُ ظَرْف، وَلَو قرىء: (أسفلُ) بِالرَّفْع فَمَعْنَاه: أشَدُّ تَسفُّلاً. سلف: قَالَ اللَّيْث وغيرُه: السَّلَفُ: القَرْضُ، والفِعْل أسْلَفْت، يُقَال: سَلَّفتُه مَالا، أَي: أقرَضْته. قلتُ: وكلُّ مالٍ قدَّمْته فِي ثمن سِلْعة مضمونةٍ اشتريتَها بصفَةٍ فَهُوَ سَلَف وسَلَم. ورُوِي عَن النّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (مَن سَلَّف فليُسَلّف فِي كَيْلٍ معلومٍ ووزْنٍ مَعْلُوم) أَرَادَ من قَدّم مَالا ودَفَعه إِلَى رجل فِي سِلعة مَضْمُونَة، يُقَال: سَلّفْتُ وأَسْلَفْتُ وأَسْلَمْتُ بِمَعْنى وَاحِد، وَهَذَا هُوَ الَّذِي يُسمّيه عَوامُّ النَّاس عندنَا السَّلَم. والسَّلَف فِي المعامَلات لَهُ مَعْنيانِ: أحدُهما الْقَرْض الَّذِي لَا مَنْفَعَةَ للمُقْرِض فِيهِ وعَلى المُقْرَض رَدُّه كَمَا أَخَذه، وَالْعرب تسمِّيه السَّلَف، كَمَا ذكره اللَّيْث فِي أول الْبَاب. وَالْمعْنَى الثَّانِي فِي السَّلَف: السَّلَمُ وَهُوَ فِي المعنييْن مَعاً اسمٌ مِنْ أَسْلَفْتُ، وَكَذَلِكَ السَّلَم اسمٌ من أسلَمْتُ. وللسَّلَف مَعْنيانِ آخَران: أحدُهما: أَن كلّ شَيْء قدّمَه العبدُ من عَمَل صالحٍ، أَو ولَدٍ فَرَطٍ تَقدَّمه فَهُوَ سَلَف، وَقد سَلَف لَهُ عَمَلٌ صَالح. والسلَف أَيْضا: مَن تَقدَّمك من آبَائِك وذَوِي قَرابَتك الَّذين هم فوقَكَ فِي السنّ والفَضْل، واحدهم سالِف، وَمِنْه قولُ طُفَيل الغَنَويّ يرثي قومه: مَضَوا سَلَفاً قَصْدُ السبِيل عليهمُ وصَرْفُ المنَايا بالرِّجال تَقَلَّبُ أَرَادَ أَنهم تقدَّمونا وقَصْدُ سبيلنا عَلَيْهِم، أَي: نَموت كمَا ماتُوا فنَكون سلَفاً لمن بعدَنا كَمَا كَانُوا سلَفاً لنا. وَقَالَ الفرّاء فِي قولُ الله جلّ وعزّ: { (أَجْمَعِينَ فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِّلاَْخِرِينَ} (الزخرف: 56) ، يَقُول: جعلناهم سَلَفاً متقدِّمين ليتّعظ بهم الآخِرون. قَالَ: وَقَرَأَ يحيى بن وثّابٍ: (سُلُفاً) مضمومةٌ مثقّلة. قَالَ: وَزعم القاسمُ أنّه سمع وَاحِدهَا سَلِيفاً، قَالَ: وقرىء: (سلَفاً) كأنّ واحدتها سُلْفة، أَي: قِطْعة من النَّاس مِثل أُمّة. وَقَالَ اللَّيْث: الأُمَم السالفة: الماضيةُ أَمامَ الغابرة، وتُجمعُ سوالف، وأَنشَدَ فِي ذَلِك: ولاقَتْ مَناياها القُرونُ السَّوالِفُ كَذَلِك يَلْقاها القُرونُ الخَوالِفُ قَالَ: والسالفةُ: أَعْلى العُنُق. وسالِفَة الفَرَس وغيرِها: هادِيَتُه، أَي: مَا تَقَدَّم من عُنُقه. أَبُو عُبيد عَن أبي عَمْرو: السَّلْف: الجِراب، وجمعُه سُلوف، وأَنشَد شمر لبَعض الهذليِّين:

أَخذتُ لَهُم سَلْفَيْ حَتِيَ وبُرْنْساً وسَحْقَ سَرَاوِيلٍ وجَرْدَ شَلِيلِ أَرَادَ جِرَابَيْ حَتِيَ، وَهُوَ سَويق المُقْل. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: يُقَال للطّعام الَّذِي يتعلّل بِهِ قبلَ الْغذَاء: السُّلْفة. وَقد سلَّفْتُ القومَ، وسلّفتُ للْقَوْم، وَهِي اللُّهنة. أَبُو عبيد عَن الفرّاء: قَالَ المُسْلِف من النِّسَاء: الَّتِي قد بلغتْ خمْسا وَأَرْبَعين وَنَحْوهَا، وأَنشَد: إِذا ثَلاَثٌ كالدُّمَى وكاعِبٌ مُسْلِفُ ورُوِيَ عَن مُحَمَّد بن الحنفيّة أَنه قَالَ: أرضُ الجَنّة مَسْلُوفةٌ. قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ الأصمعيّ: هِيَ المستوِيَة. قَالَ: وَهَذِه لُغَة أهلِ اليَمَن والطائف وتيل النَّاحِيَة يَقُولُونَ: سلَفْتُ الأرضَ أسلُفُها. وَيُقَال للحَجَر الَّذِي تُسوَّى بِهِ الأَرْض: مِسلَفة. قَالَ أَبُو عُبَيد: وأحسبُه حَجَراً مُدْمَجاً يُدحرَج بِهِ على الأَرْض لتَستوِيَ. وَقَالَ اللّيث: تُسمَّى غُرْلة الصبيِّ سُلْفةً، والسُّلْفةُ: جِلدٌ رَقِيق يُجعَل بِطانةً للخِفاف، وربّما كَانَ أحمرَ وأصفرَ. قَالَ: والسَّلُوف من نِصالِ السِّهام: مَا طَال، وأَنشَد: شَكّ كُلاها بِسلُوفٍ سَنْدَرِيُّ والسِّلْفانِ: رجلَانِ تزوَّجا بأختين، كلُّ وَاحِد مِنْهُمَا سِلْفٌ لصَاحبه. والمرأةُ سِلْفةٌ لصاحبتها: إِذا تزوّجت أختَان بأخَوين. قَالَ: والسُّلاَفَة من الْخمر: أخلَصُها وأفضَلُها، وَذَلِكَ إِذا تَحَلَّب من الْعِنَب بِلَا عَصْر وَلَا مَرْث وَكَذَلِكَ من التَّمْر والزَّبيب مَا لم يُعَد عَلَيْهِ المَاء بعد تَحلُّب أوّله والسُّلَفُ والسُّلَكُ: من أَوْلَاد الحَجَل، وجمعُه سِلْفان وسِلْكان. وأَخبَرني المنذريُّ عَن الحَسَن أنّه أنشدَه بيتَ سَعْد القرقرة: نحنُ بغَرْس الوَدِيِّ أعَلُمنا مِنّا برَكْض الجيادِ فِي السُّلَفِ قَالَ: والسُّلَف جمعُ السُّلْفة من الأَرْض، وَهِي الكرْدَة المسوّاة. وَقَالَ أَبُو زيد: جَاءَ القومُ سُلْفة سُلْفة: إِذا جَاءَ بعضُهم فِي إثْر بعض. وسُلافُ العَسْكَر: مُقدِّمتهُم. وسَلفْتُ القومَ وَأَنا أسلُفُهم سَلَفاً: إِذا تقدّمتهم. قَالَ مرّة بن عبد الله اللحياني: كَأَن بَنَاته سِلفانُ رَخْم حواصِلُهن أَمْثَال الزَّقاق قَالَ: وَاحِد السلفان سُلف، وَهُوَ الفرخ. قَالَ: سُلَكٌ وسِلكان: فِرَاخ الحَجل. س ل ب سلب، سبل، لسب، لبس، بلس، بسل. سلب: قَالَ اللَّيْث: السَّلَب: مَا يُسْلَب بِهِ والجميعُ الأَسْلاب، وكلُّ شَيْء على

الْإِنْسَان من اللبَاس فَهُوَ سَلَب، وَالْفِعْل سَلَبْتُه أسلُبه سلَباً: إِذا أخذتَ سَلَبه. قَالَ: والسَّلوب من النوق الَّتي ترمِي بوَلدِها. وَقد أسلبتْ ناقتكُم، وَهِي سَلوب: إِذا ألقتْ ولدَها قبل أَن يتمّ، والجميعُ السلاَّئب. اللّحياني: امرأةٌ سَلُوب وسَليبٌ: وَهِي الّتي يَمُوت زوجُها أَو حميمُها فتسَلَّب عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو زَيْد: يُقَال للرّجل مَا لي أراكَ مُسْلَباً: وَذَلِكَ إِذا لم يَألَفْ أحدا وَلَا يَسكُن إِلَيْهِ، وَإِنَّمَا شُبّه بالوحش، يُقَال: إنّه لوحشيّ مُسْلَب، أَي: لَا يألَف وَلَا تنكسر نفسُه. وَفِي حَدِيث ابنِ عمَر: أَن سعيدَ بنَ جُبير دخل عَلَيْهِ وَهُوَ متوسِّد مرْفَقَة أَدَمٍ حَشْوها لِيفٌ أَو سَلَب. قَالَ أَبُو عُبيد: سألتُ عَن السَّلَب فَقيل: ليْس بلِيف المُقْل، ولكنّه شجرٌ مَعْرُوف باليَمَن يُعمل مِنْهُ الحبال وَهُوَ أجْفَى من ليفِ المُقْل وأصلَبُ. وأَنشَد شمِر فِي السَّلَب: فَظلَّ يَنزعِ مِنْهَا الجِلْد ضَاحِية كَمَا يُنَشْنِشُ كَفُّ الفاتِل السَّلَبا قَالَ: يُنشنِش أَي يُحرِّك. قَالَ شمر: والسَّلَبُ: قِشْرٌ من قُشور الشّجر يُعمَل مِنْهُ السِّلال، يُقَال لِسوقه سوقُ السَّلاّيين، وَهِي بمكةَ مَعْرُوفَة. وَقَالَ اللَّيْث: السَّلَب: لِيف المُقْل، وَهُوَ أبيَض. قلتُ: غَلِط اللّيث فِيهِ، وشجرةٌ سُلُبٌ: إِذا تَناثَر ورَقُها؛ قَالَ ذُو الرمّة: أَو هَيْشَرٌ سُلُب قَالَ شمِر: هَيْشَرٌ سُلُبٌ: لَا قِشْرَ عَلَيْهِ. وَيُقَال: اسْلبْ هَذِه القَصَبة، أَي: قَشِّرها، وسَلَبُ القصبَةِ والشَّجَرة قِشْرها. وسَلَبُ الذَّبِيحَة: إهابُها ورأسُها وأكارِعُها وبطنُها. وسَلبُ الرجل: ثيابُه. وَقَالَ رؤبة: يَراعُ سَيْر كاليَراعِ الأَسْلَب اليَراعُ: القَصَب، والأَسْلابُ: الّتي قد قُشِرت، وَوَاحِد الأسلاب سَلَب وسَلِيب. أَبُو عبيد: السُّلُب: الثِّياب السُّود الَّتِي تَلبَسها النّساء فِي المآتم، واحدُها سِلاَب، وَقَالَ لَبيد: يَخْمشْ حُرَّ أوجُهٍ صِحاح فِي السُّلُب السُّود وَفِي الأَمْساح وامرأةٌ مسلِّبٌ: إِذا كَانَت مُحِدَّاً تَلبَس الثّياب السُّودَ للحِداد. أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: السَّلِبُ: الطَّوِيل. وَقَالَ اللَّيْث: فرسٌ سَلِبُ القوائِم: خفيفُ نَقْلِها. ورجُل سَلِب اليَدَين بالطَّعن والضَّرب: خفيفُهما. وثورٌ سَلبُ الطَّعْنِ بالقَرْنِ.

وَقَالَ غَيره: فرسٌ سَلِبُ القوائم، أَي: طويلُها، وَهَذَا صحيحٌ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: السُّلْبة: الجُرْدَة، يُقَال: مَا أَحسَن سُلْبتَها وجُرْدَتها. وَيُقَال للسَّطر من النَّخل: أُسْلوب، وكلُّ طريقٍ ممتدَ فَهُوَ أُسْلوب. قَالَ: والأسلوبُ: الوجهُ والطّريق وَالْمذهب، يُقَال: أنتُم فِي أُسْلوبِ شَرّ، وَيجمع أَساليب. وأَنشَد شمِر: أُنوفُهمْ مِلْفَخْرِ فِي أُسْلُوبِ أَرَادَ من الفَخْر، فحَذَف النُّون. أخبرنَا ابْن منيع قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن بكار بن الريان، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن طَلْحَة عَن الحكم بن عُيَيْنَة عَن عبد الله بن شَدَّاد بن الْهَاد عَن أَسمَاء بنت عُمَيْس أَنَّهَا قَالَت: لما أُصِيب جَعْفَر أَمرنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: (تسَلبي ثَلَاثًا ثمَّ اصنعي مَا شِئْت) تسلّبي، أَي: البسي ثِيَاب الْحداد السود. سبل: قَالَ ابْن السِّكّيت وغيرُه: السَّبيل الطّريق يؤنَّثان ويذكَّران، قَالَ الله تَعَالَى: {وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً} (الْأَعْرَاف: 46) ، وَقَالَ: {قُلْ هَاذِهِ سَبِيلِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 -} (يُوسُف: 108) ، وجمعُ السَّبيل سُبُل. وابنُ السَّبِيل: المسافرُ الَّذي انقُطِع بِهِ وَهُوَ يُرِيد الرجوعَ إِلَى بلدِه وَلَا يَجد مَا يَتبلّغُ بِهِ، فلَهُ فِي الصَّدَقات نصيب. وقولُ الله: {وَفِى سَبِيلِ اللَّهِ} (التَّوْبَة: 60) ، أريدَ بِهِ الّذي يُرِيد الغَزْوَ وَلَا يَجِد مَا يُبلِّغه مَغْزاه فيُعطَى مِن سَهْمه. وكلُّ سَبِيل أُريدَ بِهِ الله جلَّ وعزّ وَفِيه بِرٌّ فَهُوَ داخلٌ فِي سَبِيل الله. وَإِذا حَبَس الرجلُ عُقْدةً لَهُ وسَبّل ثمَرَها أَو غَلتَها فإنّه يُسلَك بِمَا سَبَّل سُبُل الْخَيْر، يُعْطَى مِنْهُ ابنُ السّبيل والفقيرُ والمجاهدُ وغيرُهم. وَقَالَ الشافعيّ: سَهْمُ سبيلِ الله فِي آيَة الصَّدَقات يُعطَى مِنْهُ من أَرَادَ الغَزْوَ مِن أهل الصَّدقة فَقِيرا كَانَ أَو غنيّاً. قَالَ: وابنُ السَّبيل عِنْدِي: ابنُ السَّبيل من أهل الصَّدَقة الّذي يُريد بَلَدا غير بلدِه لأمر يلْزمه. قَالَ: ويُعطى الْغَازِي الحَمولة والسّلاح والنفقةَ وَالْكِسْوَة. ويُعطى ابنُ السَّبِيل قدر مَا يبلّغه الْبَلَد الَّذِي يُريدهُ فِي نفَقَته وحَمُولتَه. وَقَالَ اللّحياني: المُسْبِل من قِداح المَيْسر: السادسُ وَفِيه ستّة فُروض، وَله غُنْم ستّة أَنصِباء إِن فَازَ، وَعَلِيهِ غُرْم ستّة أنصباء إِن لم يَفُزْ، وجمعُه المسَابِل. وَحدثنَا السَّعْدِيّ قَالَ: حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن هانىء، قَالَ: حَدثنَا عَفَّان قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة قَالَ: أَخْبرنِي عَليّ بن مدرك قَالَ: سَمِعت أَبَا زرْعَة بن عَمْرو بن جرير يحدّث عَن خَرشَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَآله: (ثَلَاثَة لَا يكلمهم الله وَلَا ينظر إِلَيْهِم

يَوْم الْقِيَامَة، وَلَا يزكيهم) ، قَالَ: قلت: وَمن هم خابوا وخسِروا؟ فَأَعَادَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثَلَاث مَرَّات: المُسبل والمَنَّان والمُنفِّق سلْعَته بِالْحلف الْكَاذِب. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المسبلُ: الَّذِي يطوّل ثَوْبه ويرسله إِلَى الأَرْض وَنَحْو ذَلِك. قَالَ النَّضر رِوَايَة أبي دواد. قَالَ الْفراء فِي قَوْله: {فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً} (الْإِسْرَاء: 48) ، قَالَ: لَا يَسْتَطِيعُونَ فِي أَمرك حِيلَة. وَقَوله عز وَجل: {لَيْسَ عَلَيْنَا فِى الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} (آل عمرَان: 75) ، كَانَ أهل الْكتاب إِذا بايعهم الْمُسلمُونَ قَالَ بَعضهم لبَعض: لَيْسَ للأميين يَعْنِي للْعَرَب حُرمة أهل ديننَا، وَأَمْوَالهمْ حِلٌّ لنا. وَقَالَ اللَّيْث: السَّبُولة: هِيَ سُنْبُلة الذُّرَة والأَرُزّ وَنَحْوه: إِذا مَالَتْ. وَيُقَال: قد أَسْبَلَ الذرعُ إِذا سَنْبَل. والفرسُ يُسْبِل ذَنَبه، والمرأةُ تُسْبِل ذَيْلَها. قَالَ: والسَّبَلَةُ: مَا على الشَّفَة العُلْيا من الشَّعر بِجمع الشارِبَين وَمَا بَينهمَا. والمرأةُ إِذا كَانَ لَهَا هُناك شعر قيل: امرأةٌ سَبْلاء، والسَّبَلُ: المطرُ المُسبِل. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: السَّبَلُ: أطرافُ السُّنْبُل. وَيُقَال: أَسبَلَ فلانٌ ثيابَه: إِذا طوَّلها وأرسلَها إِلَى الأَرْض. وأَسبَلَت السحابة: إِذا أَرْخَتْ عَثانينَها إِلَى الأَرْض. قَالَ اللّيث: يُقَال: سَبَلٌ سابِلٌ، كَقَوْلِك: شِعْر شَاعِر؛ اشتَقّوا لَهُ اسْما فَاعِلا. وَفِي الحَدِيث: (إِنَّه وافر السَّبَلة) . قَالَ أَبُو مَنْصُور: يَعْنِي الشعرات الَّتِي تَحت اللَّحْي الْأَسْفَل. والسَّبلةُ عِنْد الْعَرَب: مقدَّم اللِّحْيَة، وَمَا أسبل مِنْهَا على الصَّدْر. يُقَال للرجل إِذا كَانَ كَذَلِك: رجل أسْبَلُ ومسَبَّل. والسابلةُ: المختلفةُ فِي الطُّرُقات فِي حوائِجهم والجميع السَّوابل. وَقَالَ غيرُه: السَّبلةُ: مقدَّم اللِّحْية، ورجُلٌ مُسَبَّلٌ: إِذا كَانَ طويلَ اللِّحية، وَقد سُبِّل تَسْبيلاً كَأَنَّهُ أُعْطِيَ سَبَلةً طَوِيلَة. وَيُقَال: جَاءَ فلانٌ وَقد نشرَ سَبَلَته: إِذا جَاءَ يتوعَّد، وَقَالَ الشَّمّاخ: وجاءَتْ سُلَيْمٌ قَضَّها بقَضيضها تُنَشِّرُ حَوْلِي بالبقيعِ سِبَالَها وَيُقَال للأعداء: هم صُهْبُ السِّبال، وَمِنْه قولُه: فظِلالُ السُّيوفِ شَيَّبْنَ رأْسي واعتناقِي فِي القوْمِ صُهْبَ السِّبالِ وَقَالَ أَبُو زيد: السَّبلة: مَا ظَهَر من مقدَّم اللِّحية بعد العارِضين. والعُثْنُون: مَا بَطَن.

قَالَ: والسَّبلَة: المَنحر من الْبَعِير، وَهُوَ التَّريبة، وَفِيه ثُغْرة النَّحْر. يُقَال: وجَأَ بشَفْرَته فِي سَبَلَتِها، أَي: مَنْحَرِها. وَإِن بَعيرَك لحسَن السَّبلة: يُرِيد رِقَّة خَدّه. قلتُ: وَقد سمعتُ أَعْرَابِيًا يَقُول: لَتَمَ بِالتَّاءِ فلَان فِي سَبلةِ بعيره: إِذا نَحَره فطَعَن فِي نحرِه؛ وكأنّها شَعَرات تكون فِي المَنْحر. وأسْبِيل: اسمُ بلد. قَالَ خَلَف الأَحمر: لَا أَرضَ إلاّ اسْبِيلْ وكلُّ أرضٍ تَضْليلْ وَقَالَ النَّمِر بنُ تَوْلَب: بإسْبِيلَ ألقَتْ بِهِ أُمُّهُ على رأسِ ذِي حُبُكٍ أَيْهمَا ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: السُّبْلةُ: المَطْرَةُ الواسعة. وَقَالَ أَبُو زيد: السَّبل: المَطر بَين السَّحَاب والأَرض حِين يَخْرُج من السَّحَاب وَلم يَصل إِلَى الأَرض. وَقد أسبَلَتِ السماءُ إسْبالاً، ومِثْل السَّبل العثانين، واحدُها عُثْنون. ومَلأَ الإناءَ إِلَى سَبَلتِه، أَي: إِلَى رَأْسِه. بسل: قَالَ الله جلّ وعزّ: {أُوْلَائِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ} (الْأَنْعَام: 70) . قَالَ الْحسن: {أُبْسِلُواْ} أُسْلِمُوا بجرائرهم، {أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ} (الْأَنْعَام: 70) ؛ أَي: تسلم للهلاك. قَالَ أَبُو مَنْصُور: أَي لِئَلَّا تسلم نفس إِلَى الْعَذَاب بعملها. والمسْتَبْسِلُ: الَّذِي يَقع فِي مَكْرُوه وَلَا مخلص لَهُ مِنْهُ، فيستسلم موقناً لهلكه. وأخبرَني المنذرِيُّ عَن الأَسديّ عَن الرِّياشي قَالَ: حدّثنا أَبُو مَعْمَر، عَن عبد الوارث عَن عَمْرو، عَن الْحسن فِي قَوْله تَعَالَى: {أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ} (الْأَنْعَام: 70) قَالَ: أُسلِموا. قَالَ: وأَنشدَنا الرِّياشيّ: وإبْسالِي بَنِيَّ بغيرِ جُرْمٍ بعَوْناه وَلَا بِدَمٍ مُراقِ قَالَ: وَقَالَ الشَّنْفَرَى: هُنالِك لَا أَرْجُو حَياةً تسرُّني سَميرَ اللَّيالي مُبْسَلاً لجرَائري أَي: مُسلَماً. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ فِي قَوْله: {أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ} (الْأَنْعَام: 70) ، أَي: تُحبَس فِي جهنّم. وَقَالَ الفرّاء فِي قَوْله: {أُوْلَائِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُواْ} (الْأَنْعَام: 70) ، أَي: ارُتهِنوا، وَنَحْو ذَلِك قَالَ الكَلْبيّ، ورُوِي عَنهُ أُهلِكوا. وَقَالَ مُجَاهِد: فُضِحوا. وَقَالَ قَتادة: حُبِسوا.

وَأَخْبرنِي المنذرِيّ عَن أبي الهَيْثم أنّه قَالَ: يُقَال: أَبْسَلْته بجَرِيرَتِه، أَي: أَسَلَمْتُه بهَا. قَالَ: وَيُقَال: جَزيْتُه بهَا. قَالَ: وبسلْتُ الرّاقِيَ: أعطيتُه بُسْلَتَه، وَهِي أجرتُه. وأخبَرَني المنذريُّ عَن المفضَّل بن سَلَمة أنَّه قَالَ البَسْل من الأضداد. هُوَ الحَرَام والحلال جَمِيعًا، وَقَالَ الأعشَى فِي الحَرام: أجارَتَكُمْ بسْلٌ علينا مُخرَّمٌ وجارَتُنا حِلٌّ لكمْ وحَلِيلُها وَقَالَ ابْن هَمّام فِي البسل بِمَعْنى الحَلال: أينفذ مَا زِدْتُم وتُمحَى زِيادَتِي دَمِي إِن أجِيزَتْ هَذِه لكم بَسْلُ وَأَخْبرنِي ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: البَسْل: المُخَلَّى فِي هَذَا الْبَيْت. وَقَالَ أَبُو طَالب: البَسْلُ أَيْضا فِي الكِفاية. والبَسْل أَيْضا فِي الدُّعاء، وَيُقَال: بسْلاً لَهُ، كَمَا يُقَال: وَيْلاً لَهُ، قَالَ: وَقَالَ ثَعْلَب: البَسل: اللَّحْيُ فِي المَلامِ، رَوَاهُ عَن ابْن الْأَعرَابِي. ورَوَى أَبُو عمر عَن ثَعْلب عَن عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: البَسل: الْحَلَال. والبَسلُ: الْحَرَام. والبَسلُ: أخذُ الشَّيْء قَلِيلا قَلِيلا، والبَسلُ: عُصارة العُصْفُر والحِنّا، والبَسلُ: الحَبْس. وَقَالَ ابْن هانىء: قَالَ أَبُو مَالك: البَسل يكون بِمَعْنى حَلالٍ وبمعنَى حرَام، وَبِمَعْنى التَّوكيد فِي المَلام، مِثْل قولِك تَبّاً. قلتُ: سمعتُ أعرابيّاً يَقُول لِابْنِ لَهُ عَزَم عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ: عَسْلاً وبسْلاً، أَرَادَ بذلك لَحْيَه ولَوْمَه. وأخبَرَني المنذريُّ عَن ابْن الْهَيْثَم أَنه قَالَ: يَقُول الرَّجُل بسْلاً: إِذا أَرَادَ أمِين فِي الاستجابة. وَقَالَ اللَّيْث: بسل الرجلُ يَبْسل بسولاً فَهُوَ باسِل. وَهِي عُبوسَةُ الشّجاعة وَالْغَضَب. وأَسَدٌ باسِلٌ. واستبسلَ الرجُل للْمَوْت: إِذا وَطَّن نَفسه عَلَيْهِ واستَيْقَنَ بِهِ. وابتَسل الرجُل: إِذا أَخَذ على رُقْيته أَجْراً. قَالَ: وَإِذا دَعَا الرجُل على صَاحبه يَقُول: قَطَع الله مَطاكَ، فَيَقُول الآخَر: بسلاً بسلاً، أَي: آمين آمين، وأَنشَد: لَا خابَ مِن نَفْعِك من رَجَاكَا بَسْلاً وعادَى اللَّهُ مَن عاداكا ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: ضَاف أعرابيٌّ قوما فَقَالَ: ائْتُونِي بكُسعٍ جَبِيزات وبَنسيلٍ من قَطَاميَ ناقس. قَالَ: والبسيلُ: الفَضْلة. والقَطَاميُّ: النَّبيذ. قَالَ: والناقس: الحامض. والكُسَع: الكِسَر. والجَبِيزَات: اليابسات. وتَبَسَّل لي فلانٌ: إِذا رأيتَه كَرِيهَ المَنظَر. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب: وَكنت ذنُوب الْبِئْر لما تُبُسِّلت

أَي: كرهت. وَيجوز: لما تَبَسَّلت. وبَسّل فلَان وَجهه تبسيلاً: إِذا كرّهه. أَبُو عُبيد: البسالة: الشَّجاعة. والباسِلُ: الشَّديد. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: البسل: الشّدّة. والبسل: نَخْل الشَّيْء فِي المُنخل. والبَسْل بِمَعْنى الْإِيجَاب. وَكَانَ عمرُ يَقُول فِي آخِر دُعَائِهِ: آمينَ وبَسْلاً، مَعْنَاهُ: يَا رَبِّ إِيجَابا. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الحنظل المُبَسَّل: أَن يُؤكَل وحدَه، وَهُوَ يُحرِق الكَبِد، وأَنشد: بئسَ الطعامُ الحَنظَلُ المبَسَّلُ تَيْجَعُ مِنْهُ كَبِدي وأَكْسَلُ بلس: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: البُلُس بضمّ الْبَاء وَاللَّام العَدَس وَهُوَ البَلْسُ. قَالَ: والبَلَس: ثَمَرُ التِّين إِذا أَدْرَك، الْوَاحِدَة بَلَسة. قَالَ: وَيُقَال: اللّبنُ الَّذِي يَسيل من خُضَر التِّين: النّسَل. وَقَالَ أَبُو مَنْصُور: وَكنت أَغفلت النَّسْل فِي بَابه فَأَتَيْته فِي هَذَا الْبَاب. أَبُو عُبيد عَن أبي عُبَيدة قَالَ: وَمِمَّا دخل فِي كَلَام العَرَب من كَلَام فَارس: المِسْحُ تُسَمِّيه البَلاَس بِالْبَاء المشبعة وجمعُه بُلُس. قَالَ غَيره: يُقَال لبَائِعه: البَلاّس. وَقَالَ الْفراء: المبلس: اليائس، وَلذَلِك قيل للَّذي يسكت عِنْد انْقِطَاع حجَّته، وَلَا يكون عِنْده جَوَاب: قد أَبْلَس، وَقَالَ العَجّاج: قَالَ نَعَمْ أعرِفه وأبْلَسَا أَي: لم يُحْرِ إليَّ جَوَابا، وَنَحْو ذَلِك قَالَ يُونُس وَأَبُو عُبَيْدَة فِي المُبْلِس. وَقيل: إنَّ إبليسَ سُمّيَ بِهَذَا الِاسْم لأنّه لمّا أَوِيسَ مِن رَحمة الله أَبلَسَ إبلاساً. وَجَاء فِي حديثٍ آخَرَ: (من أحَبَّ أَن يَرِقَّ قلبُه فليُدْمِن أكل البَلَس) ، وَهُوَ التِّين، إِن كَانَت الرّواية بِفَتْح الْبَاء وَاللَّام، وَإِن كَانَت الرّواية البُلْس فَهُوَ العَدَس. وَفِي حَدِيث عَطاء: البُلْسنُ وَهُوَ العدس. وَقَالَ اللّحياني: مَا ذقتُ عَلوساً وَلَا بَلُوساً، أَي: مَا أكلت شَيْئا. وَقَالَ اللَّيْث: مَلَسانٌ: شَجَرٌ يُجعَل حَبُّه فِي الدّواء، قَالَ: ولحَبّه دُهْن يُتَنافَس فِيهِ. قلتُ: بَلَسان: أَراه رُوميّاً. وَقَالَ أَبُو بكر: الإبلاس: مَعْنَاهُ فِي اللُّغَة الْقنُوط، وَقطع الرَّجَاء من رَحْمَة الله، وَأنْشد: وحضرتُ يَوْم خَمِيس الأخماسْ وَفِي الْوُجُوه صفرةٌ وإبلاسْ وَقَالَ: أبلس الرجلُ: إِذا انْقَطع فَلم تكن لَهُ حجَّة. وَقَالَ:

بِهِ هَدَى الله قوما من ضلالتهم وَقد أُعِدّت لَهُم إِذا أبلسوا سَقَرُ لبس: قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ} (الْأَنْعَام: 9) ، يُقَال: لَبَسْتُ الأمرَ على الْقَوْم ألبِسه لَبْساً: إِذا شَبهتَه عَلَيْهِم وجعلتَه مُشكِلاً، وَكَانَ رُؤَساء الكفّار يَلبِسُون على ضَعَفَتِهمْ فِي أمرِ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا: هلاّ أنزِل إِلَيْنَا مَلَك؟ فَقَالَ الله تَعَالَى: {وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً} (الْأَنْعَام: 8) ، فَرَأَوْا المَلَك رَجُلاً لَكَانَ يَلحَقهم فِيهِ من اللَّبْس مِثْل مَا لَحِق ضَعَفَتَهم مِنْهُ. وَقَالَ ابْن السكّيت: اللَّبْس: اخْتِلَاط الْأَمر، يُقَال فِي أَمرهم لَبْس. قَالَ: وَيُقَال: كُشِفَ عَن الهَوْدج لِبْسُه. قَالَ: ولِبْس الكَعبة: مَا عَلَيْهَا من اللِّباس، وَقَالَ حُميدُ بن ثَور: فلمّا كَشَفْن اللِّبْس عَنهُ مَسَحْنَه بأطرافِ طَفْلٍ زانَ غَيْلاً مُوَشَّمَا يصف فرسا خدمته جواري الْحَيّ. قَالَ: وَيُقَال: لبَسَت عَلَيْهِ الأمرَ فَأَنا أَلبِسه لَبْساً: إِذا خَلَطْتَه عَلَيْهِ حَتَّى لَا يَعرفَ جِهتَه. ولبِسْت الثوبَ ألبَسه لُبْساً. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ} (الْأَنْبِيَاء: 80) ، قَالُوا: هِيَ الدُّروع تُلبَس فِي الحَرْب. وثوبٌ لَبِيس: إِذا أُكثِر لُبْسه. ومُلاءَةٌ لَبِيس بِغَيْر هَاء. وَقَالَ اللّيث: اللَّبَسة: بقْلة. قلتُ: لَا أَعْرِف اللَّبَسَة فِي البُقول، وَلم أَسمَع بهَا لغير اللّيث. واللِّبْسة: حالةٌ من حالات اللُّبْس، ولبِستُ الثوبَ لَبْسةً وَاحِدَة، وَيُقَال: لبِستُ امْرَأَة، أَي: تمتّعت بهَا زَماناً، ولَبِستُ قوما، أَي: تملّيتُ بهم دَهْراً. وَقَالَ الجَعْدِيّ: لَبستُ أُناساً فأَفنَيْتُهمْ وأفنَيْتُ بَعدَ أُناسٍ أُناسَا وَيُقَال: ألبست الشَّيْء بِالْألف إِذا غطيته. يُقَال: ألبست السماءُ السحابَ: إِذا غَطَّتها. وَيُقَال: الْحرَّة الأَرْض الَّتِي لبستها حِجَارَة سود. ولبِست الثَّوْب لبساً. ولبَست عَلَيْهِ الْأَمر ألبِسه: إِذا خلطته. وَقَول الله جلّ وعزّ: {جَعَلَ لَكُمُ الَّيْلَ لِبَاساً} (الْفرْقَان: 47) ، أَي: تَسكُنون فِيهِ، وَهُوَ مشتمِل عَلَيْكُم. وَقَالَ فِي النِّسَاء: {هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ} (الْبَقَرَة: 187) ، قيل: الْمَعْنى: تُعانِقوهُنّ ويعانِقْنَكم. وَقيل أَيْضا: {هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ} ، أَي: كلُّ فريق مِنْكُم يَسكُن إِلَى صَاحبه ويُلابِسه. كَمَا قَالَ: {وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا} (الْأَعْرَاف: 189) ، والعَرَبُ تسمِّي الْمَرْأَة لِباساً وإزاراً، وَقَالَ الجَعْديّ يصف امْرَأَة: إِذا مَا الضَّجِيع ثَنَى عِطْفَهُ تَثَنّتْ فكانتْ عَلَيْهِ لِباسَا

وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جلّ وعزّ: {فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ} (النَّحْل: 112) ، جَاعُوا حَتَّى أَكَلوا الوَبَر بالدّم، وَبلغ مِنْهُم الجُوع الحَال الَّتِي لَا غايَة بعدَها، فضُربَ اللِّباسُ لِمَا نالهم مَثَلاً لاشْتِمَاله على لابِسه. وأخبَرَني المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: من أمثالهم: (أَعرَضَ ثوبُ المُلْبِس) ، وَيُقَال: ثوبُ المُلْبَس. وَيُقَال: ثوب المَلْبَس، وَيُقَال: ثوب المُلْبس. يضْرب هَذَا الْمثل لمن اتسعت قرفته، أَي: كثر من يتهمه فِيمَا سَرقه. قَالَ: والمُلْبِس: الّذي يُلبِسُك ويُحلِّك. والمِلْبَس: اللبَاس بعَيْنه، كَمَا يُقَال: إِزَار ومِئْزَر، ولِحاف ومِلْحَف. وَمن قَالَ: المَلْبَس أَرَادَ ثوبَ اللُّبْس. كَمَا قَالَ: وبَعدَ المَشيبِ طُول عُمْرٍ ومَلْبَسا ورُوِي عَن الأصمعيّ فِي تَفْسِير هَذَا الْمثل قَالَ: يُقَال ذَلِك للرّجل يُقَال لَهُ: ممّن أَنْت؟ فَيَقُول: مِن مُضَر، أَو من رَبيعة أَو من اليمَن، أَي: عمَمْتَ ولَم تَخُصَّ. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: إنّ فِي فلانٍ المَلْبَسا، أَي: لَيْسَ بِهِ كِبْر، وَيُقَال: كِبَر، وَيُقَال: لَيْسَ لفلانٍ لَبِيس، أَي: لَيْسَ لَهُ مِثل، وَقَالَ أَبُو مَالك: هُوَ من المُلابَسة، وَهِي المُخالَطة. قَالَ: وَيُقَال: لَبِسْتُ فُلَانَة عُمْرِي، أَي: كَانَت معي شَبابي كلّه، والتَبَس عليّ الأمرُ يَلتَبِس، أَي: اختَلَط، وتَلبَّسَ حُبُّ فلانةَ بدَمي ولَحْمي، أَي: اختَلَط. شَمِر: قَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال للشَّيْء إِذا غطاه كُله: ألبسهُ، وَلَا يكون لبسه، كَقَوْلِهِم: ألبسنا اللَّيْل. وألبس السماءَ السحابَ، وَلَا يكون: لبِسْنا اللَّيْل. وَلَا لبس السماءُ السحابَ. قَالَ الشَّيْخ: وَيُقَال: هَذِه أَرض ألبستها حِجَارَة سود، أَي: غطتها. والدَّجْنُ: أَن يُلبس الغيمُ السَّمَاء. وَفِي الحَدِيث: (فيأكل مَا يتلبَّس بِيَدِهِ طَعَام) ، أَي: لَا يَلزَق بِهِ لنظافة أكله. وَفِي المَوْلد والمَبْعَث فجَاء الْملك فشقّ عَن قلبه. قَالَ: (فَخفت أَن يكون قد التُبس بِي) ، أَي: خولطت. من قَوْلك: فِي رَأْيه لَبْسٌ، أَي: اخْتِلَاط. وَيُقَال للمجنون: مخالَط. لسب: الحرّاني عَن ابْن السكّيت أَنه قَالَ: لَسبَتْه العقربُ تَلْسِبُه لَسْباً: إِذا لَسَعَتْه، وَيُقَال: لَسِبتُ العَسَل والسَّمْن أَلْسَبه لَسْباً: إِذا لَعِقْته. وَقَالَ اللَّيْث: لسَبته الحيّةُ لَسْباً، وأكثرَ مَا يُستعمَل فِي الْعَقْرَب.

س ل م سلم، سمل، لمس، لسم، ملس، مسل. سلم: قَالَ الله جلّ وعزّ: {لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِندَ رَبِّهِمْ} (الْأَنْعَام: 127) ، قَالَ أَبُو إِسْحَاق: أَي: للْمُؤْمِنين دارُ السَّلَام. قَالَ: وَقَالَ بَعضُهم: السَّلام هَهنا اسمٌ من أَسمَاء الله تَعَالَى، ودَليلُه قولُه: {الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ} (الْحَشْر: 23) . قَالَ: وَيجوز أَن تكون الجنّة سُمّيَتْ دارَ السّلام لأنّها دارُ السَّلامة الدائمة الَّتِي لَا تَنقطِع وَلَا تَغنَى. وأَنشَد غيرُه: تُحيَّا بالسّلامةِ أمُّ بَكْرٍ وهلْ لكِ بعد قومِكِ من سَلامِ وَقَالَ بعضُهم: قيل: لله السَّلامُ لِأَنَّهُ سَلِم ممَّا يَلحَق الخلقَ من آفَات الغِيَر والفَناء، وأنّه الْبَاقِي الدَّائِم الَّذِي يُفنِي الخَلْق، وَلَا يَفنَى، وَهُوَ على كلّ شَيْء قدير. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جلّ وعزّ: {فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ} (الْأَنْعَام: 54) ، الْآيَة، سمعتُ محمدَ بنَ يزيدَ يَذكُر أنّ السّلام فِي لُغَة الْعَرَب أربعةُ أَشْيَاء فَمِنْهَا: سَلّمتُ سَلاما مَصدَر سلّمت، وَمِنْهَا السَّلَام جمعُ سَلامة، وَمِنْهَا السَّلام اسمٌ من أسماءِ الله تَبَارك وَتَعَالَى، وَمِنْهَا السَّلام شجر. قَالَ: وَمعنى السلاَم الّذي هُوَ مَصدَر سَلَّمت أنَّه دعاءٌ للْإنْسَان بِأَن يَسلَم من الْآفَات فِي دِينه ونَفْسِه، وتأويلُه التَّخْليص. وَقَالَ: والسَّلام اسمُ الله، وتأويلُه وَالله أعلم: إِنَّه ذُو السَّلَام الَّذي يَملِك السَّلَام، هُوَ تخليصٌ من الْمَكْرُوه. وأمّا السَّلَام الشَّجَر فَهُوَ شَجَر قويٌّ عَظِيم أَحْسبهُ سَمِّي سَلاما لسلامته من الْآفَات. قَالَ: والسِّلام بِكَسْر السِّين: الْحِجَارَة الصُّلْبة، سُمِّيتْ سِلاَماً لسلامتها من الرَّخاوة وأَنشد غيرُه: تَدَاعَيْنَ باسمِ الشِّيب فِي مُتثَلِّمٍ جَوانِبُه من بَصْرَةٍ وسِلامِ والواحِدَة سَلِمة. وَقَالَ لَبيد: خَلَقاً كَمَا ضَمِن الوُحِيَّ سِلامُها وَأنْشد أَبُو عُبَيدة فِي السلِمة: ذَاكَ خَليلي وذُو يُعاتِبُني يَرمِي ورائي بِأمْسَهِم وامْسلَمهْ أَرَادَ والسِلمة، وَهِي من لُغات حِمْيَر. وَقَالَ أَبُو بكر بنُ الأنباريّ: سُمِّيتْ بغدادُ مدينةَ السَّلَام لِقُرْبِها من دِجْلة، وَكَانَت دجلة تسمَّى نَهْرَ السَّلَام. وَقَالَ ابْن شُمَيل: السَّلَام: جماعةُ الحِجارة، الصغيرُ مِنْهَا وَالْكَبِير لَا يوحِّدونها.

وَقَالَ أَبُو خَيْرة: السَّلَام: اسْم جَمِيع. وَقَالَ غيرُه: هُوَ اسمٌ لكلّ حَجَر عريض. وَقَالَ: سَلِيمة وسَلِيم مثل سِلام، وَقَالَ رؤبة: سالِمُه فَوَّقَك السلِيمَا روى ابْن الْمُبَارك عَن إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش عَن أبي سَلمَة الْحِمصِي عَن يحيى بن جَابر أَن أَبَا بكر قَالَ: السلامُ: أَمَان الله فِي الأَرْض. وَعبد الله بن سلاَم بتَخْفِيف اللَّام وَكَذَلِكَ سلاَم بن مِشكم: رجل كَانَ من الْيَهُود مخفَّف. وَقَالَ الشَّاعِر: فَلَمَّا تداعَوْا بِأَسْيَافِهِمْ وحان الطعانُ دَعونَا سَلاما يَعْنِي: دَعونَا سلاَم بن مِشكم، وَأما الْقَاسِم بن سلاّم، وَمُحَمّد بن سلاّم، فَاللَّام فِيهَا مُشَدّدَة. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {الْيَمِينِ فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ} (الْوَاقِعَة: 91) ، وَقد بيَّن مَا لأَصْحَاب الْيَمين فِي أوّل السُّورَة، وَمعنى: {الْيَمِينِ فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ} : أَي: إنَّك ترى فيهم مَا تحبّ من السَّلامَة، وَقد علمتَ مَا أُعِدّ لَهُم من الْجَزَاء. وَأما قولُ الله جلَّ وعزَّ: {قَالُواْ سَلَاماً قَالَ سَلَامٌ} (هود: 69) ، وقرئت الْأَخِيرَة: (قَالَ سَلِيم) . قَالَ الفرّاء: وسِلْم وَسَلام وَاحِد. وَقَالَ الزجَّاج: الأوّل منصوبٌ على سلَّموا سلاَماً، وَالثَّانِي مرفُوعٌ على معنى أَمْرِي سلاَمٌ. وَقَالَ أَبُو الهَيْثم: السَّلَام والتحية مَعْنَاهُمَا وَاحِد، ومعناهما السلاَمة من جَمِيع الْآفَات وقولُه جلَّ وعزَّ: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُواْ سَلاَماً} (الْفرْقَان: 63) ، أَي: سداداً من القَوْل وقصداً لَا لَغوَ فِيهِ. ورَوَى أَبُو العبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: السَّلامَة والعافية، والسلاَمة شَجَرَة. الْحَرَّانِي عَن ابْن السكّيت قَالَ: السلْمُ: الدَّلْوُ الّتي لَهَا عُرْوة وَاحِدَة، قَالَ: والسلْم والسلْمُ: الصُّلْح. وَقَالَ الطِّرِمّاح فِي السلْم بمعنَى الدَّلْو: أَخُو قَنَصٍ يَهْفُو كأنّ سراتَه ورِجْلَيْه سلْمٌ بَين حَبْلَي مُشاطِنِ قَالَ: والسلَم: شجرةٌ من العِضاه، الْوَاحِدَة سلَمة. والسلَم: الاستسلام، والسلَم: السلَف، يُقَال: أسلَمَ فِي كَذَا وَكَذَا وأَسلَف فِيهِ بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جلّ وعزّ: {مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً} (الزمر: 29) ، وقرىء: (ورجلاً سالما لرجل) ، وقرىء (سلْماً) فَمن قَرَأَ (سالما) فَهُوَ اسْم الْفَاعِل على سلِم فَهُوَ سالِم، وَمن قَرَأَ (سلْماً) و (سلَماً) فهما مَصدَران وُصِف بهما على معنى: ورجلاً ذَا سلْم لرجل وذَا سلْم لرَجُل، وَالْمعْنَى: أَن من وحَّد الله مَثلُه مَثل

ُ السَّالِم لرجل لَا يَشرَكه فِيهِ غَيره، ومَثَل الَّذِي أَشرَك لله، مَثَل صَاحب الشُّرَكَاء المتشاكِسين، قَالَ: وقولُه تَعَالَى: {ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً} (الْبَقَرَة: 208) ، قَالَ: عُنِي بِهِ الإسلامُ وشرائعُه كلّها، والسلْم والسلْم: الصُّلح، وَأما قَوْله تَعَالَى: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِناً} (النِّسَاء: 94) ، وقرئت (السَّلَام) بِالْألف، فَأَما السَّلَام فَيجوز أَن يكون من التّسليم، وَيجوز أَن يكون بِمَعْنى السلَم وَهُوَ الاستسلام وإلْقاءُ المَقادَة إِلَى إِرَادَة الْمُسلمين. أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرو: المَسلُوم: من الدِّلاء الَّذِي قد فُرِغ من عَمله، يُقَال: سلَمْتُه أَسلِمه فَهُوَ مسلوم، وَأنْشد بَيْتَ لبيد: بمُقابَلٍ سرِبِ المخَارِزِ عِدْلُه قَلِقُ المَقادَةِ جارِنٌ مَسلُومُ قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: السلْم: الدَّلْو الّذي لَهُ عُرْوة وَاحِدَة يَمشِي بهَا الساقي مِثل دِلاء أصحابِ الرَّوَايا. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: الجِلْدُ المسلُوم: المَدْبوغُ بالسلَم. وَقَالَ اللَّيْث: ورقُ السلَم القَرَظ الَّذِي يُدبَغ بِهِ الأدَم. وَقَالَ الزّجّاج: السلَّم: الَّذِي يُرتَقَى عَلَيْهِ سمِّي بِهَذَا لأنّه يُسلِّمُك إِلَى حَيْثُ تُريد. قَالَ: والسلَّمُ: السبَبُ إِلَى الشَّيْء، سمِّي بِهَذَا لأنّه يؤدِّي إِلَى غَيره كَمَا يؤدِّي السُّلَّم الَّذِي يُرْتَقَى عَلَيْهِ. وَقَالَ شمر: السَّلَمة: شَجَرَة ذَات شوك يدبغ بورقها وقشرها، وَيُسمى وَرقهَا القَرَظ، لَهَا زهرَة صفراء فِيهَا حَبَّة خضراء طيبَة الرّيح تُؤْكَل فِي الشتَاء، وَهِي فِي الصَّيف تخضر. وَقَالَ: كُلِي سَلَم الجرداء فِي كل صَيْفة فَإِن سَأَلُونِي عَنْك كل غَريم إِذا مَا نجا مِنْهَا غريمٌ بخيْبةٍ أَتَى مَعِكٌ بالدَّين غيرُ سَؤوم الجرداء: بلد دون الفَلْج بِبِلَاد بني جعدة، وَإِذا دُبغ الأَديم بورق السَّلَم فَهُوَ مقروظ، وَإِذا دُبغ بقشر السّلم فَهُوَ مسلوم، وَقَالَ: إِنَّك لن تروقها فَاذْهَبْ ونمْ إِن لَهَا رَبّاً لمِعْصال السَّلَم وَقَالَ اللّيث: السَّلْمُ: لَدْغُ الْحَيَّة، والمَلْدُوغ مَسْلُوم وسَلِيم، ورجُلٌ سَلِيم بِمَعْنى سالِم. أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ: إِنَّمَا سُمِّي اللّدِيغ سَلِيماً لأنّهم تَطَيَّروا من اللّدِيغ، فقَلَبوا المعنَى، كَمَا قَالُوا للحَبَشِي: أَبُو البَيْضاء، وكما قَالُوا للفَلاة: مَفازَة، تَفَاءلُوا بالفَوْز وَهِي مَهْلَكة. ورَوَى ابْنُ جَبَلة عَن ابْن الأعرابيّ أَنه

قَالَ: إِنَّمَا قيل للدّيغِ سَلِيم لِأَنَّهُ أُسْلِمَ لِما بِهِ. قلت: وأمّا قولُ اللّيث: السَّلْم: اللَّدْغ فَهُوَ من غُدَدِ اللّيث، وَمَا قَالَه غَيره. ورُوِي عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّه قَالَ: (على كلّ سُلامَى من أَحَدِكم صَدَقة، ويُجْزِىء من ذَلِك رَكْعتان يصلِّيهما مِنَ الضُّحى) . قَالَ أَبُو عُبَيد السُّلاَمَى فِي الأَصْل عَظْم يكون فِي فِرْسِنِ البَعِير، وَيُقَال: إنَّ آخِرَ مَا يَبْقَى فِيهِ المُخّ من الْبَعِير إِذا عَجُف فِي السُّلاَمى وَفِي الْعين، وَأنْشد: لَا يَشْتَكِينَ عَمَلاً مَا أَنْقَيْن مَا دَامَ مُخٌّ فِي سُلامَى أَوْ عَيْن قَالَ: فكأَنَّ معنى الحَدِيث: إِن على كلّ عَظْم من عِظَام ابْنِ آدمَ صَدَقة، والرّكعتان تجزئان من تِلْكَ الصَّدَقَة. وَقَالَ اللَّيْث: السُلامَى: عِظامُ الْأَصَابِع والأشاجعُ والأكارعُ، وَهِي كعابِرُ كأَنّها كِعَابٌ، والجميعُ سُلاَمِيّات. وَقَالَ شَمِر: قَالَ ابنُ شُمَيل فِي القَدَم قَصَبُهَا وسُلامِيَاتُهَا. وَقَالَ: عِظام القَدَم كلُّها سُلاَميَات، وقَصَبُ عِظام الْأَصَابِع أَيْضا سُلاَمِيَات، والواحدة سُلاَمَى. قَالَ: وَفِي كل فِرْسِنٍ سِتُّ سُلاَمِيَات ومَنْسِمان وأظَلُّ. الحَرّاني عَن ابْن السكّيت: استلأَمتً الحَجَر بِالْهَمْز، وإنّما هُوَ من السِّلام من الْحِجَارَة، وَكَانَ الأَصْل اسْتَلَمْت. وَقَالَ غَيره: اسْتِلام الحَجَر افْتِعالٌ فِي التَّقْدِير، مأخوذٌ من السِّلام وَهِي الْحِجَارَة، واحدتها سَلِمة؛ تَقول: استَلمْتُ الحجَر: إِذا لَمَسْتَه من السّلِمة، كَمَا تَقول: اكْتَحَلْتُ من الكُحْل. قلتُ: وَهَذَا قولُ القُتَيْبيّ، والّذي عِنْدِي فِي استلام الحجَر أنّه افتعالٌ من السَّلام وَهُوَ التَّحِيَّة، واستلامُه لَمْسُه باليَدِ تحرّياً لقَبُول السّلام مِنْهُ تبُرُّكاً بِهِ؛ وَهَذَا كَمَا يُقَال: اقْترأْتُ مِنْهُ السَّلام، وَقد أَمْلَى عَلَيَّ أعرابيٌّ كِتَاباً إِلَى بعض أهاليه فَقَالَ فِي آخرِه: اقتَرِىءْ منّي السّلام، وممّا يدلّك على صِحَة هَذَا القَوْل أنَّ أهْلَ اليَمَن يسمُّون الرُّكْنَ الأسوَد المُحَيَّا، مَعْنَاهُ: أنَّ النّاس يحيُّونه بالسَّلام فافهَمْه. وَأما الْإِسْلَام فإنّ أَبَا بكر محمّد بنَ بشّار قَالَ: يُقَال: فلانٌ مُسْلِم، وَفِيه قَولَانِ: أحدُهما: هُوَ المُستَسْلِم لأمر الله، وَالثَّانِي: هُوَ المُخلِص لله العبادةَ، من قولِهم: سَلَّمَ الشيءَ لفلانٍ، أَي: خَلَّصَه، وسَلِمَ لَهُ الشَّيْءُ، أَي: خَلَّصَ لَهُ. ورُوِيَ عَن النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّه قَالَ: (المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ) . قلتُ: فَمَعْنَاه: أنّه دَخل فِي بَاب السّلامة حتّى يَسلَمَ الْمُؤمنِينَ من بَوَائِقِه، وَحدثنَا عبد الله بن عُرْوَة قَالَ: حَدثنَا زِيَاد بن

أَيُّوب قَالَ: حَدثنَا يَعْلى قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد يَعْنِي ابْن عون عَن نَافِع عَن ابْن عمر، قَالَ: اسْتقْبل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَآله الحَجَر فاستلمه، ثمَّ وضَع شَفتيه عَلَيْهِ يبكي طَويلا، فَالْتَفت فَإِذا هُوَ بِعُمَر يبكي فَقَالَ: (يَا عُمَر هَهُنَا تسكب العبرات) . وَحدثنَا يَعْقُوب الدَّورقي قَالَ: حَدثنَا أَبُو عَاصِم عَن مَعْرُوف بن خَرْبوز قَالَ: حَدثنَا أَبُو الطُّفَيْل قَالَ: (رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَآله يطوف على راحلتِه يسْتَلم بمِحْجَنِهِ ويقبِّل المِحْجَن) . وَقَالَ اللَّيْث: استلام الْحجر: تنَاوله بِالْيَدِ وبالقُبلة، ومسحُه بالكفّ. قلت: وَهَذَا صَحِيح. وَأما قولُ اللَّهِ جلّ وعزّ: {خَبِيرٌ قَالَتِ الاَْعْرَابُءَامَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ وَلَاكِن قُولُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الاِْيمَانُ فِى قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لاَ يَلِتْكُمْ} (الحجرات: 14) ، فإنّ هَذَا يَحتاجُ الناسُ إِلَى تفهّمه ليَعْلَموا أَيْن يَنْفَصِل الْمُؤمن من المُسلِم، وأَيْنَ يَسْتَويَان. فالإسلامُ: إظهارُ الخُضوع والقَبول لِما أَتَى بِهِ الرسولُ عَلَيْهِ السَّلَام، وَبِه يُحْقَنُ الدّم، فإِن كَانَ مَعَ ذَلِك الإظهارِ اعتقادٌ وتَصديقٌ بِالْقَلْبِ فَذَاك الْإِيمَان الّذي هَذِه صِفَتُه، فأمّا من أَظْهَر قبولَ الشّريعة واستسلَم لدَفْع المَكْروه فَهُوَ فِي الظَّاهِر مُسْلمٌ وباطنُه غيرُ مصدِّق، فَذَلِك الّذي يَقُول: أَسْلَمْتُ، لأنَّ الإيمانَ لَا بدَّ أَن يكون صاحبُه صِدِّيقاً لِأَن الإيمانَ التّصديقُ، فالمُؤمن مُبْطِنٌ من التّصديق مِثْلَ مَا يُظهِر؛ والمُسلِم التامُّ الْإِسْلَام مُظْهِرُ الطَّاعَة مُؤمنٌ بهَا، والمؤمنُ الّذي أَظهَرَ الإِسلام تَعوّذاً غيرَ مُؤمن فِي الْحَقِيقَة، إلاّ أنّ حُكمَه فِي الظَّاهِر حُكْمُ الْمُسلمين. وَإِنَّمَا قُلتُ: إِن المؤمِنَ مَعْنَاهُ المصدِّق لأنّ الْإِيمَان مأخوذٌ من الْأَمَانَة، لأنّ الله جَلّ وعزّ تولَّى عِلمَ السّرائر ونياتِ العَقْد، وجَعَل ذَلِك أَمَانَة ائتَمَنَ كلَّ مُسْلِمٍ على تِلْكَ الْأَمَانَة، فَمن صَدَّق بِقَلْبِه مَا أَظهَرَه لسانُه فقد أَدَّى الْأَمَانَة واستوجَب كريمَ الْمَآبِ إِذا مَاتَ عَلَيْهِ، ومَن كَانَ قلبه على خلاف مَا أظهَر بلسانِه فقد حَمَل وِزْرَ الْخِيَانَة، وَالله حَسِيبه. وَقيل: المصدِّق مُؤمن، وَقد آمن لأنّه دخل فِي حَدِّ الْأَمَانَة الّتي ائتَمَنه الله عَلَيْهَا. وَكَذَلِكَ سائرُ الْأَعْمَال الّتي تظهر من العَبْد وَهُوَ مُؤتمَن عَلَيْهَا. وبالنيّة تَنفصل الْأَعْمَال الزاكية من الْأَعْمَال البائرة أَلا ترَى أنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَعَل الصَّلَاة إِيمَانًا، والوضوءَ إِيمَانًا. وَقَالَ ابنُ بُزرج: كُنتُ رَاعِيَ إبلٍ فَأسلَمْتُ عَنْهَا، أَي: تركتُها، وكلُّ صَنِيعة أَو شيءٍ تركتَه وَقد كنتَ فِيهِ فقد أَسْلَمْتَ عَنهُ. وَقَالَ اللَّيْث: الاستلام للحَجَر: تَناوُله باليَدِ وبالقُبْلة ومسْحُه بالكفّ.

وَقَالَ ابْن السكّيت: تَقول الْعَرَب: لَا بِذِي تَسْلَم مَا كَانَ كَذَا وَكَذَا، وللاثنين لَا بِذِي تسلَمان، وللجماعة لَا بِذِي تَسلَمون، وللمؤَنثة لَا بِذِي تَسلَمين، وللجماعة لَا بِذِي تَسْلَمْنَ، والتأويل: لَا وَالله الَّذِي يُسلِّمك مَا كَانَ كَذَا، وَكَذَا. لَا وسلامتك مَا كَانَ كَذَا وَكَذَا. وسلمى: اسْم رجل وَأَبُو سُلْمَى: أَبُو زُهير الشَّاعِر المُزَنيّ على فُعْلى، وسلْم: من الْأَسْمَاء. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: سُلَيمان تصغِير سلمَان. وَعبد الله بن سلاَم الحِبْر مخفَّف اللَّام. وَأما مُحَمَّد بن سَلاَّم الجُمَحيّ فَهُوَ بتَشْديد اللاّم. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: أَبُو سَلْمان كُنْية الجُعْل، وسلامان بن غَنْم: اسْم قَبِيلة. وسلامان: ماءٌ لبني شَيْبان، وَقَول الحُطَيْئة: جَدْلاءُ مُحْكمة من صُنع سَلام أَرَادَ من صُنْع سُليمان النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام، فجَعَله سلاّماً كَمَا قَالَ النَّابِغَة: ونَسْج سُلَيم كلّ قَضّاءَ ذائلِ أرادَ ونَسْجَ داودَ، فَجعله سُليمان، ثمَّ غَيَّر الِاسْم فَقَالَ سُلَيم، ومثلُ ذَلِك فِي أَشعار العرَب كثير. وَحكى اللّحياني عَن أبي جَعْفَر الرُّؤاسِيّ أَنه قَالَ: يُقَال: كَانَ فلانٌ يسمَّى مُحَمَّدًا ثمَّ تمَسْلَم، أَي: تسمَّى بمُسلِم. قَالَ: وَقَالَ غَيره: كَانَ فلانٌ كَافِرًا ثمَّ تَسَلّم، أَي: أسلم. عَمْرو: السَّلامُ: ضربٌ من الشّجر، الْوَاحِدَة سَلامَة. وسَلَمِية: قريةٌ. وينسب إِلَى بَنِي سَلَمة: سَلَمِيّ، وَإِلَى بني سُلَيْم سُلْميّ، وَإِلَى سَلامَة: سلاميّ. أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: يُقَال: كذَّابٌ لَا تُسايرُ خيلاه، أَي: لَا يصدق فَيقبل مِنْهُ. وَالْخَيْل إِذا تسالمت وتسايرت لَا يهيج بَعْضهَا بَعْضًا. قَالَ: وأنشدنا لرجل من محَارب: وَلَا تَسايرُ خيلاه إِذا التقيا وَلَا يُقَرَّعُ عَن بَاب إِذا وردا وَيُقَال: لَا يَصْدُق أَثَره: يكذب من أَيْن جَاءَ. وَقَالَ الفراءُ: فلَان لَا يُرَدّ عَن بَاب، وَلَا يُعوَجّ عَنهُ. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: سلامان: ضرب من الشَّجر. وهما بطْنَان: بطن فِي قَضَاء، وبطن فِي الأزد. وَسلم: قَبيلَة. وسلميّة: قَبيلَة من الأزد. قَالَ: والأسيلم: عرق فِي الْجَسَد. ومَسلمة: اسْم، مفعلة من السَّلم وسليم بن مَنْصُور: قَبيلَة. وسلامان بن غَنْم: قَبيلَة. وسلامان: مَاء لبني شَيبَان.

سمل: فِي حَدِيث قَيْلَة: (أَنَّهَا رَأَتْ على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أسمالَ مُلَبّتَيْن) . قَالَ أَبُو عُبَيْد: الأسمال: الْأَخْلَاق، وَالْوَاحد مِنْهَا سمل. وَيُقَال: قد سمل الثوبُ وأسمل: إِذا أَخْلَق. وَقَالَ اللِّحياني: يُقَال: ثوبٌ أسمال، وثوبٌ أخلاقٌ: إِذا أخلق. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: سمل الثوبُ وأسمل: إِذا أَخلَق. سَلمَة عَن الْفراء: سمل عَينَه واستَملها: إِذا فقَأها. وَفِي حَدِيث العُرَنِيِّين الَّذين ارتدّوا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمَر بسمْل أَعينهم. قَالَ أَبُو عُبَيد: السَّمْلُ أَن تفَقَأ العينُ بحديدة مُحْماةٍ أَو بِغَيْر ذَلِك، يُقَال: سملتُ عينَه أَسمُلُها سملاً. قَالَ: وَقد يكون السَّمل بالشَّوْك، وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب يرثي بَنِينَ لَهُ مَاتُوا: فالعَيْنُ بعدَهُمُ كَأنّ حِداقَها سُمِلَتْ بشوْكٍ فهيَ عُورٌ تدمعُ ولَطَم رجلٌ من العَرَب رجلا فَفقأ عينَه فسُمِّي سَمَّال، وأولادُه يُقَال لَهُم: بَنو سَمَّال؛ والسَّمَل محرَّك الْمِيم بقيّةُ المَاء فِي الْحَوْض؛ وَقَالَ حُميد الأرقَط: خَبْطَ النِّهالِ سَمَلَ المَطائِطِ أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: أسْمَلْتُ بَين الْقَوْم إسْمالاً: إِذا أصلحتَ بَينهم. وَقَالَ غيرُه: سَمَلْتُ بَينهم أسمُل سَمْلاً بغيرِ ألف مِثله؛ وَقَالَ الكُمَيت: وتَنأَى قُعودُهمُ فِي الْأُمُور عَمَّن يَسُمُّ وَمن يُسْمِلِ أَبُو عبيد: المُسمَئِلُّ: الضامر. واسمَألّ الظّلُّ: إِذا ارتَفَع؛ وَقَالَت الْجُهَنيَّة: يَرِدُ المِياهَ حَضِيرةً ونَفِيضةً ورْدَ القَطاةِ إِذا اسمَأَلَّ التُّبَّعُ وَقيل: التُّبَّع: الدَّبَران؛ واسْمِئلالُه: ارتِفاعه طالعاً. ابْن السكّيت: هُوَ السموأل بن عادِياء بِالْهَمْز. وسَمْوِيل: اسْم طَائِر؛ وَأَبُو السَّمَّال العَدَويّ: رجلٌ من الْأَعْرَاب. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: أَبُو بَرَاء طَائِر، واسمُه السَّمَوْأَل. وَقَالَ اللَّيْث: السَّوْمَلة: فيَالجة صَغِيرَة؛ وَيُقَال: فِنْجانَه صَغِيرة. أَبُو زيد: السُمْلةُ: جُوعٌ يَأْخُذ الإنسانَ فتأخُذُه لذَلِك وَجَع فِي عَيْنَيْهِ فيُهراقُ عَيناهُ دَمْعاً، فيُدْعَى ذَلِك الدَّمْع السُّمْلة، كأنّه يفقأ العَيْن. أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم قَالَ: السَّوْملة: الطَّرجهارة والحَوْجلة القارورةُ الْكَبِيرَة. قَالَ: وَيُقَال: حَوْجلة مثل دَوْخلة. وَأنْشد ابْن الْأَنْبَارِي قَول الرّبيع بن زِيَاد:

بِحَيْثُ لَو زنت لَخْمٌ بأجمعها لم يَعْدلوا ريشةً من ريش سَمْوِيلا قَالَ: سَمْويل: طَائِر. وَيُقَال: سَمْويل: بلد كثير الطير: ترعى الروائمُ أَحْرَار البُقول بهَا لَا مِثل رعيكم مِلحاً وغِسْويلاَ قَالَ غِسويل: نبت ينْبت فِي السباخ. لمس: قَالَ اللَّيْث: اللَّمس بِالْيَدِ: تَطلُّب الشَّيْء هَاهُنَا وَهَاهُنَا، وَمِنْه قولُ لَبيد: يَلْمِس الأَحلاسَ فِي مَنزِله بيَدَيْه كاليهودي المُصَلْ ولَمِيس: اسْم امْرَأَة. وَقَالَ اللّيث: إكافٌ مَلْمُوسُ الأَحْفاء: وَهُوَ الَّذِي قد أُمِرَّ عَلَيْهِ اليَدُ ونُحِت مَا كَانَ فِيهِ فرق ارْتِفَاع وأَوَد. وَفِي الحَدِيث: النَّهيُ عَن المُلامَسة، قَالَ أَبُو عُبَيد: المُلامَسة أَن يَقُول: إِذا لمَستَ ثوبي أَو لَمسْتُ ثَوْبَك فقد وَجَب البَيْع بِكَذَا وَكَذَا، وَيُقَال: هُوَ أَن يَلْمِسَ المتاعَ من وَراءِ الثّوب، وَلَا يَنظر إِلَيْهِ فَيَقَع البيعُ على ذَلِك، وَهَذَا كلّه غَرَر وَقد نُهيَ عَنهُ. وأمّا قولُ الله جلّ وعزّ: {أَو لَمَسْتُم النِّسَاء} (النِّسَاء: 43) ، وقرىء: (أوْ لاَمَسْتُم النِّسَاء) ورُوي عَن عبد الله بن عمرَ وابنِ مَسْعُود أنّهما قَالَ: القُبْلة من اللَّمس وفيهَا الْوضُوء، وَكَانَ ابْن عبّاس يَقُول: اللَّمس واللِّماس والمُلامَسة كنايةٌ عَن الجِماع، وممّا يُستدلّ بِهِ على صحّة قولِه قولُ العَرَب فِي الْمَرْأَة: تُزَنُّ بالفُجور، هِيَ لَا تَرُدُّ يدَ لاَمِسٍ؛ وَجَاء رجلٌ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: إنّ امْرَأَتي لَا تَرُدّ يَدَ لامِس فأَمَره بتطليقها. أَرَادَ أَنَّهَا لَا تَرُدّ عَن نَفسهَا كلَّ من أَراد مُراوَدَتها عَن نَفسهَا. عَمْرو عَن أَبِيه: اللَّمْسُ: الجِماع. واللَّمِيسُ: الْمَرْأَة اللَّيّنة المَلمَس. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: لمَسْتُه لَمْساً، ولامَسْتُه مُلامَسة، وفَرَّقَ بَينهمَا فَقَالَ: اللَّمْس قد يكون مَسُّ الشَّيْء بالشَّيْء، وَيكون مَعرِفة الشَّيْء وَإِن لم يكن ثَمَّ مَسّ لجَوْهر على جَوْهر. قَالَ: والمُلامَسة أَكْثَرهَا جَاءَت من اثْنَيْنِ. قَالَ: واللَّمَاسَة واللُّمَاسة: الْحَاجة، والمتلمِّسةُ من السِّمات، يُقَال: كَواهُ المُتلَمِّسة والمتلوّمة. وكواه لمّاس: إِذا أصَاب مَكَان دائه بالتلمّس، فَوَقع على دَاء الرجل أَو على مَا يكتم وسُمّي المتلمِّس الشَّاعِر بقوله: فَهَذَا أَوانُ العِرْض جُنَّ ذُبابُه زَنابيرُه والأزْرَق المتلمِّسُ يَعْنِي الذُّبَاب الْأَخْضَر. ملس: أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: المَلْسُ: سَلُّ الخُصْيَتين، يُقَال: مَلَسْتُ خُصْيَتَيه أملسُهُمَا مَلْساً.

وَقَالَ اللّيث: خِصْيٌ مَمْلوس. قَالَ: والمُلُوسة مصدر الأَمْلَس، وَأَرْض مَلْساء، وسَنَةٌ مَلْساء، وَإِذا جَمَعوا قَالُوا سِنُون أَمالِس وأَمالِيس. ورُمّانٌ مَلِيس: أطيَبُه وأحلاه، وَهُوَ الّذي لَا عَجم لَهُ. ابْن الْأَنْبَارِي: المُلَيساءُ: نصف النَّهَار. قَالَ: وَقَالَ رجل من الْعَرَب لرجل: أكره أَن تزورني فِي المليساء، قَالَ: لم؟ قَالَ: لِأَنَّهُ يقرب الغَداء، وَلم يتهيّأ الْعشَاء. والحُجَيْلاءُ: مَوضِع. والغُمَيْصاءُ: نجم. وناقةٌ مَلَسَى: تمَلُس، تمرّ مرّاً سَرِيعا. قَالَ ابْن أَحْمَر: مَلسى يَمانِيّة وشيخٌ هِمّة متقطع دون الْيَمَانِيّ المُصْعِد أَبُو عُبَيد وَغَيره: المَلَسى: لَا عُهْدة لَهُ، يُضرَب مَثَلاً للّذي لَا يُوثق بوفائه وأَمانتِه. وَالْمعْنَى، وَالله أعلم: ذُو المَلسى لَا عُهْدة لَهُ. والمَلَسى: أَن يَبيعَ الرجلُ الشيءَ وَلَا يَضمَن عُهدته، وَقَالَ الراجز: لمّا رأيتُ العامَ عَاما أَغْبَسَا وصارَ بَيْعُ مالِنا بِالمَلَسَى وَذُو المَلَسى مثلُ السّلال والخارب يَسرِق المَتاعَ فيبيعه بِدُونِ ثمنِه، ويملَس من فَوْره فيستخفِي، فَإِن جاءَ المستحقّ ووَجد مالَه فِي يَدِ الّذي اشْتَرَاه أخَذَه، وبَطل الثّمن الّذي فازَ بِهِ اللّص وَلَا يتهيّأ أَن يَرجع بِهِ عَلَيْهِ. أَبُو عُبَيد عَن الْأَحْمَر أَنه قَالَ: من أمثالهم فِي كَرَاهَة المَعَايِب: المَلِّسَى لَا عُهْدَةَ لَهُ، أَي: إِنَّه خرج من الأمْر سالما وانقَضَى عَنهُ لَا لَه وَلَا عَلَيْهِ، وَالْأَصْل فِي الملسى مَا أَعْلَمْتُكَ. عَمْرو عَن أَبِيه: الْمُلَيْسَاء: شهر صَفَر. والمُلَيْسَاءُ: نصفُ النَّهار. وَقَالَ الأصمعيّ: المُلَيْسَاء: شهرٌ بَين الصَّفَرِيّة والشِّتاء، وَهُوَ وَقْت تَنْقَطِع فِيهِ المِيرة، وأنشَد: أَفِينَا تَسُومُ السَّاهِرِيَّة بَعْدَمَا بَدَا لَكَ من شَهْرِ الْمُلَيْسَاءِ كَوْكَبُ يَقُول: أَتَعْرِض علينا الطِّيبَ فِي هَذَا الْوَقْت وَلَا مِيرَةَ. وَيُقَال: أَنَيْتُه مَلْسَ الظّلام: ومَلْثَ الظّلام: وَذَلِكَ حِين يَختلِط اللّيل بالأرْض. أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ: اختلَط الملْس بالمَلْث، والملْث: أوّلُ سَوادِ المَغْرِب، فَإِذا اشتدّ حَتَّى يأتيَ وقتُ الْعشَاء الْآخِرَة فَهُوَ الملْس، وَلَا يتميّز هَذَا من هَذِه، لِأَنَّهُ قد دخل الملْثُ فِي الملْس. وَقَالَ غيرُه: مَلَّسْت الأرضَ تَمْليساً: إِذا أَجْرَيتَ عَلَيْهَا المَمْلَقَةَ بعد إثارتِهَا. وَيُقَال: مَلَسْتُ بالإبلِ أَمْلُسُ بهَا مَلْساً: إِذا سُقْتَها سَوْقاً شَدِيداً، قَالَ الراجز: مَلْساً بذَوْدِ الحَلَسِيّ مَلْسَا

ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الملس: ضَرْبٌ من السَّيرِ الرفيقِ. والمَلْسُ: اللَّيِّن من كلّ شيءٍ قَالَ: والمَلاَسَة: لِينُ المَمْلوس. وَقد مَلَسَ الشيءُ يَمْلُسُ مَلاَسَةً. والمَلْس: التَّمْليس أَيْضا يُقَال: مَلَسْتُه مَلْساً. وَقَالَ أَبُو زيد: المَلُوسُ من الإبلِ: المِعْنَاق الّتي ترَاهَا أوَّل الْإِبِل فِي المَرْعَى والمَوْرِد. وكلِّ مَسير. وَيُقَال: خِمْسٌ أَمْلَسُ: إِذا كَانَ مُتعِباً شَدِيدا، وَقَالَ المَرّار: يَسِيرُ فِيهَا القومُ خِمْساً أَمْلَسَا ومَلَسَ الرجُلُ يَمْلُسُ مَلْساً: إِذا ذَهب ذَهاباً سَرِيعاً؛ وأَنشَد: تَملُسُ فِيهِ الرِّيحُ كلَّ مَمْلَسِ وَقَالَ شَمِر: الأماليس: مَا اسْتَوَى من الأَرْض، وَالْوَاحد: إمليس. . وَقَالَ ابْن شُميل: الأماليس: الأَرْض الَّتِي لَيْسَ بهَا شيءٌ وَلَا شجرٌ وَلَا كلأ وَلَا يَبِيس، وَلَا يكون فِيهَا وحْش، وَقَالَ الحُطَيئة: إِذا لم تكن إلاّ الأماليسُ أصبَحَتْ مُحَلّقةً ضَرّاتُها شَكِراتُ وَالْوَاحد إمليس، وَكَأَنَّهُ إفعيل من الملاسة، أَي: أَن الأَرْض الملساء لَا شيءَ بهَا. وَقَالَ أَبُو زبيد فسمّاها مليساً: فإيّاكمْ وَهَذَا العرْقَ وآسمُوا لمَوْماةٍ مآخِذُها مليسُ وَيُقَال للخمر ملساءَ: إِذا كَانَت سلِسَةً فِي الحَلْق، وَقَالَ أَبُو النَّجم: بالقَهْوة الملْسَاءِ من جِرْيَالِهَا لسم: أَبُو الْعَبَّاس عَن الأعرابيّ: اللّسْم: السُّكوت حَياءً لَا عَقْلاً. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: ألسَمْتُه الحُجَّة وألزَمْتُه كَمَا يُلسَم ولَدَ المَنْتُوجة ضَرْعَها. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الإلْسام: الْقِامُ الفَصِيل الضَّرْعَ أوّلَ مَا يُولَد؛ يُقَال: ألسَمْتُه إلْسَاماً فَهُوَ مُلْسِم، وَيُقَال: ألسَمْتُه حُجّتَه إلْساماً، أَي: لَقّنْتُه إيّاها؛ وَأنْشد غيرُه: لَا تُلْسَمَنَّ أَبَا عِمْرانَ حُجّتَه وَلَا تَكُونَنْ لَهُ عَوْناً على عُمَرَا مسل: عَمْرو عَن أَبِيه: المَسِيلُ: السَّيَلان، والمَصْل: القَطْر، وسمعتُ أعرابيّاً من بني سَعْد نَشَأ بالأحْساء يَقُول لجَرِيد النَّخْل الرَّطْبِ: المُسُل، وَالْوَاحد مَسِيل ويُجمَع مَسِيل المَاء مُسُلاً ومُسْلاناً. قلتُ: وَهَذَا عِنْدِي على توهُّم ثُبوت المِيم أصليَّةً فِي المَسيل، كَمَا جَمَعوا المكانَ أمكِنة، وَأَصله مَفْعَل من كَانَ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المَسَالَة: طُولُ الوَجْه مَعَ حُسْنٍ. قَالَ سَاعِدَة بن جؤبة يصف النَّحْل: مِنْهَا جوارس للسَّراة وتحتوي كَرَبات أَمْسلة إِذا تتصَوَّب

تَحتوِي: تَأْكُل اللحواء. والكَرَب: مَا غلط من أصُول جريد النّخل. والأَمْسلة: جمع المسيل، وَهُوَ الجريد الرطب، وجمعُه المُسُل. ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: ضرب بِيَدِهِ إِلَى السَّيْف فامتشقه وامتعده. واحتواه: إِذا استلّه.

الجزء 13

أَبْوَاب السِّين وَالنُّون [/ كت] (بَاب السِّين وَالنُّون مَعَ الْفَاء) س ن ف سنف سفن نفس نسف فنس: (مستعملة) . سنف: أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرو: السِّنْف: الوَرَقة، قَالَ ابْن مُقبِل: تُقَلْقِل عَن فأْسِ اللِّجامِ لِسانَه تَقَلْقُلَ سَنْفِ المَرْخ فِي جَعْبةٍ صِفْرِ وَقَالَ شمر: يُقَال لأَكَمة الباقلاّء واللُّوبيَاء والعَدَس وَمَا أشبَهَها: سُنُوف، وَاحِدهَا سِنْف. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: السِّنْفُ: العُود المجرّد من الوَرَق، والسِّنْف: الوَرَقة. أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ: السِّناف: حَبْلٌ يُشَدّ من التَّصدِير إِلَى خَلْفِ الكِرْكِرَةِ حَتَّى يَثبُتَ قَالَ: وأسنَفْتُ البعيرَ: إِذا جعلتَ لَهُ سِنافاً، وَذَلِكَ إِذا خَمُص بَطنُه واضطَرَب تصديرُه، وَهُوَ الْحِزام، وَهِي إبلٌ مُسْنَفَاتٌ: إِذا جُعل لَهَا أَسنِفَة تُجعَل وراءَ كَراكِرِها، وأمّا المُسْنِفات بِكَسْر النُّون فَهِيَ المتقدِّمات فِي سَيْرها، وَقد أسنَفَ البعيرُ إِذا تقدّم أَو قَدَّم عُنُقَه للسّير، وَقَالَ كُثَيّر فِي تَقْدِيم البعيرِ زمامَه: ومُسْنِفَةٍ فَضْلَ الزِّمام إِذا انتَحَى بِهِزّةِ هادِيه على السَّوْمِ بازِل وفرسٌ مُسْقِفة: إِذا كَانَت تَقدَّمُ الخيلَ، وَمِنْه قولُ ابْن كلثُوم: إِذا مَا عَيَّ بالإسْنافِ حَيٌّ على الأمْر المشَبَّهِ أَن يَكُونَا أَي: عَيُّوا بالتقدُّم. قلتُ: وَلَيْسَ قولُ من قَالَ: إِذا مَا عَيَّ بالإسناف أَن يَدْهَش فَلَا يَدرِي أينَ يُسَدّ السِّناف بِشَيْء هُوَ بَاطِل إِنَّمَا قَالَه اللّيث. وَقَالَ أَيْضا: أسنَفَ القومُ أمرَهم: إِذا أَحكَموه. قلت: وَهَذَا لَا يَبعُد عَن الصَّواب. أَبُو عَمْرو: السُّنُف: ثِيابٌ تُوضَع على أكتاف الْإِبِل مِثلُ الأشِلّة على مآخيرِها والواحدُ سَنِيف. اللَّيْث: بعيرٌ مِسْناف: إِذا كَانَ يؤخِّر

الرَّحْل، والجميع مَسَانِيف. وَقَالَ ابْن شَمِيل: المِسْناف من الْإِبِل الَّتِي تُقدِّم الحِمْلَ. قَالَ: والمحنَاة: الّتي تؤخِّر الحِمْلَ، وعُرِضَ عَلَيْهِ قولُ اللّيث فأَنكَرَه. أَبُو عُبَيد عَن الفرّاء: سنَفْتُ البعيرَ وأسنَفْتُه من السِّناف. فنس: أهمَلَه اللَّيْث. ورَوَى أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ: الفَنَس: الفَقْر المُدْقِع. قلتُ: وَالْأَصْل فِيهِ الفَلَس، اسمٌ من الإفلاس، فأُبدِلت اللامُ نوناً كَمَا ترى. سفن: قَالَ ابْن السِّكيت فِيمَا رَوَى عَنهُ الحَرَّاني: السَّفْنُ: القَشْرُ، يُقَال: سَفَنه يَسفِنَه سَفْناً: إِذا قَشَره. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: فجاءَ خَفِيّاً يَسفِنُ الأرضَ بَطْنُه تَرَى التُّرْبَ مِنْهُ لاصِقاً كلَّ مُلْصَقِ قَالَ: والسَّفَنُ: جِلْدٌ أَخْشَن يكون على قائِم السّيف. وأخبَرَني المنذريُّ عَن الحَرّاني عَن ابْن السكّيت أنّه قَالَ: السَّفَن والسّفَر والشَّفْر: شِبهُ قَدُوم يُقْشر بِهِ الأجذاع. وَقَالَ ابْن مقبل يصف نَاقَة أنضَاها السيرُ: تَخَوَّفَ السَّيْرُ مِنْهَا تامِكاً قَرِداً كَمَا تخوَّفَ عُودَ النَّبْعَةِ السَّفَنُ قَالَ: وَزَادَنِي عَنهُ غيرُه أَنه قَالَ: السَّفَن: جِلْدُ السّمَك الّذي يُحَكّ بِهِ السِّياط والقِدْحانُ السِّهامُ والصِّحافُ، وَيكون على قَائِم السَّيف، وَقَالَ عَدِيّ بنُ زيد يَصِف قِدْحاً: رَمَّه البَارِي فسَوَّى دَرْأَهُ غَمْزُ كَفَّيْهِ وتَحْلِيقُ السَّفَنْ وَقَالَ الْأَعْشَى: وَفِي كلِّ عامٍ لَهُ غَزْوَةً يَحُكُّ الدَّوابِرَ حَكَّ السَّفَنْ أَي: تأكُلُ الحجارةُ دَوابِرَها من بَعْد الغَزْو. وَقَالَ اللَّيث: وَقد يُجعَل من الْحَدِيد مَا يُسفَّن بِهِ الخَشَب: أَي: يُحَكّ بِهِ حتّى يَلين. قَالَ: والرِّيح تَسفِن التُّرابَ. تجعَلهُ دُقَاقاً، وَأنْشد: إِذا مَساحِيجُ الرِّياحِ السُّفَّنِ قَالَ أَبُو عُبَيْد: السَّوافن: الرِّياحُ الّتي تَسفِن وجهَ الأَرْض كأنّها تمسَحه. وَقَالَ غيرُه: تَقشِره، والسَّفِينة سُمِّيتْ سفينة لسَفْنها وَجْهَ الماءِ كأنّها تَكشِفُه، وَهِي فَعِيلة بِمَعْنى فاعِلَة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: قيل لَهَا سَفِينةٌ لأنّها تَسفِن بالرَّمْل إِذا قَلَّ الماءُ فَهِيَ فَعِيلة بِمَعْنى فاعِلة. قَالَ: وَتَكون مَأْخُوذَة من السَّفَن وَهُوَ الفَأْس الّذي ينجُر بِهِ النَّجار، فَهِيَ فِي هَذِه الْحَال فَعِيلةٌ بمعْنَى مفعولة. قَالَ: والسَّفَنُ: جِلْدُ الأَطُوم، وَهِي سَمكة بحريّة يُسوَّى قوائمُ السُّيوف مِن جِلْدِها. وَقَالَ الْفراء: ريحٌ سَفوةٌ: إِذا كَانَت أبدا

هابّة وَقد سَفنت الريحُ الأرضَ سفناً: هبّت بهَا. وَقيل: سُمّيت السَّفِينَة، سفينة لِأَنَّهَا تسفُنُ على وَجه الأَرْض، أَي تلزق بهَا. نسف: قَالَ اللَّيث: النَّسْفُ: أَن انتِساف الرِّيحِ الشيءَ يَسلُبه. قَالَ: وربَّما انتَسَف الطائرُ الشيءَ عَن وَجْهِ الأَرْض بمِخلَبه. قَالَ: وضَرْبٌ من الطَّيرِ يُشبِه الخُطّاف يَتَنَسّف الشيءَ فِي الهَوَى، تسمّى النّساسِيف الْوَاحِد نُسّاف. والنِّسْفة من حِجَارَة الحَرَّة تكون نَخِرةً ذاتَ نَخارِيبَ يُنسَفُ بهَا الوَسَخ عَن الْأَقْدَام فِي الحمّامات، ويسمَّى النَّسَّاف. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: النَّسْف: القَلْع، والنَّسْف: تَنقِية الجيّد من الرَّدِيء. وَيُقَال لمُنْخلٍ مطوَّل: المِنْسَف. وَيُقَال لِفَم الحِمارِ مِنْسَف، هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عَمْرو وغيرُه يَقُول: مِنْسَف. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: وَيُقَال للرَّجل: إِنَّه لكثير النَّسِيف، وَهُوَ السِّرار، يُقَال: أطالَ نَسِيفَه أَي: سِرَارَه. أَبُو نصر عَن الأصمعيّ: يُقَال للْفرس: إِنَّه لنَسُوف السُّنْبك من الأَرْض، وَذَلِكَ إِذا دنا طَرف الْحَافِر من الأَرْض. وَيُقَال للحمار بِهِ نَسِيف، وَذَلِكَ إِذا أخَذَ الفحلُ لَحْماً أَو شَعْراً فبقيَ أثرهُ. ونسَفَ الطعامَ يَنسِفه نَسْفاً: إِذا نفضه، قَالَ: والمِنسَف: هَنٌ طَويلٌ أَعْلَاهُ مرتفِع، وَهُوَ متَصوِّب الصَّدْر يكون عِنْد الفامِيّين، وَمِنْه يُقَال: أَتانا فلَان كأنّ لحيتَه مِنسَف. وَيُقَال: اتَّخذَ فلانٌ فِي جَنْب ناقتِه نَسِيفاً: إِذا انجَرَدَ وَبَرُ مَرْكَضَيه برجْلَيه. وأَنشَد: وَقد تَخِذَتْ رِجْلي لِدَى جَنْبِ غَرْزِها نَسِيفاً كأُفْحوص القَطاةِ المطرِّقِ وَيَقُول: أعزِل النُّسافةَ وكُلْ من الْخَالِص. وَقَالَ أَبُو زيد: نَسَفَ البناءَ: إِذا قَلَعه، وَالَّذِي يُنسَف بِهِ الْبناء يُدعَى مِنْسَفة. ونَسَف البعيرُ الكَلأَ نَسْفاً إِذا اقتلَعَه بمقدَّم فِيهِ. ونَسَف البعيرُ برجْله: إِذا ضَرَب بمقدَّم رِجله، وَكَذَلِكَ الْإِنْسَان. وَيُقَال: بَيْننَا عقبَة نسوف، وَعقبَة باسطة، أَي: طَوِيلَة شاقة. وَقَالَ اللِّحياني: يُقَال: انتسَفَ لونُه، وانتشف والتمِعَ لونُه بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ بِشرُ بن أبي خازِم يصفُ فرسا فِي حُضرها: نَسوفٌ للحِزامِ بمرْفَقَيْها يَسُدُّ خَواءَ طُبْيَيْها الغُبَارُ يَقُول: إِذا استفرَغَتْ جَرْياً نسَفَتْ حِزامَها بمرْفَقَيْ يَدَيْها، وَإِذا ملأتْ فُرُوجَها عَدْواً سَدَّ الغُبارُ مَا بَين طُبْيَيْها وَهُوَ خَوَاؤه. وَقَالَ أَبُو زيد: نسَف البعيرَ حمْلُه نَسْفاً: إِذا مرَطَ حملُه وَبَرَ صَفْحَتَيْ جَنْبَيْه.

نفس: قَالَ الله جلّ وعزّ: {بِوَكِيلٍ اللَّهُ يَتَوَفَّى الاَْنفُسَ حِينَ مِوْتِهَا وَالَّتِى لَمْ تَمُتْ فِى مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِى قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الاُْخْرَى إِلَى} (الزمر: 42) . رُوِي عَن ابْن عبّاس أَنه قَالَ: لكل إنسانٍ نفسان: أَحدهمَا: نَفْسُ العَقْل الَّتِي يكون بهَا التَّمْيِيز، وَالْأُخْرَى نفسُ الرُّوح الّتي بهَا الْحَيَاة. وَقَالَ أَبُو بكر ابنُ الأنباريّ: من اللّغويّين مَنْ سَوّى بَين النَّفْس والرُّوح. وَقَالَ: هما شيءٌ وَاحِد، إلاّ أنّ النفسَ مؤنَّثة والرُّوحَ مذكَّر. قَالَ: وَقَالَ غيرُه: الرُّوحُ هُوَ الّذي بِهِ الْحَيَاة، والنَّفْسُ هِيَ الَّتِي بهَا العَقْل، فَإِذا نَام النائمُ قَبَض اللَّهُ نفسَه وَلم يَقبض رُوحَه، وَلَا يقبَض الرُّوحُ إلاّ عِنْد المَوْت. قَالَ: وسمِّيَت النَّفْس نَفْساً لتولُّد النَّفَس مِنْهَا، واتصاله بهَا، كَمَا سمَّوا الرُّوح رُوْحاً، لأنّ الرَّوْحَ مَوْجُود بِهِ. وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي فِي قَوْله: {تَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِى وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِكَ} (الْمَائِدَة: 116) ، أَي: تعلم مَا فِي نَفسِي وَلَا أعلم مَا فِي غيبك. وَقَالَ غَيره: تعلم مَا عِنْدِي وَلَا أعلم مَا عنْدك. وَقَالَ أهل اللُّغَة: النَّفس فِي كَلَام الْعَرَب على جهين: أَحدهمَا: قَوْلك: خرجت نفس فلَان، أَي: روحه. وَيُقَال: فِي نفس فلَان أَن يفعل كَذَا وَكَذَا، أَي: فِي رُوعه. والضّرْب الآخر: معنى النَّفس حَقِيقَة الشَّيْء وَجُمْلَته. يُقَال: قتل فلَان نَفسه، وَالْمعْنَى: أَنه أوقع الْهَلَاك بِذَاتِهِ كلهَا. وَقَالَ الزّجّاج: لكل إنسانٍ نَفْسان: إحداهُما نَفْسُ التَّمْيِيز، وَهِي الَّتي تُفَارِقهُ إِذا نَام فَلَا يَعقِل بهَا يتوَفَّاها الله، كَمَا قَالَ جلّ وعزّ، وَالْأُخْرَى نَفْس الْحَيَاة، وَإِذا زالَتْ زالَ مَعهَا النَّفَس، والنائم يَتنفَّس. قَالَ: وَهَذَا الفرقُ بَين تَوَفِّي نَفْس النّائم فِي النَّوْم وتَوَفِّي نَفْس الحيّ. قَالَ: ونفْسُ الْحَيَاة هِيَ الرُّوح وحركةُ الْإِنْسَان ونُمُوُّه يكون بِهِ. أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: النَّفْسُ: العَظَمة والكِبْر. والنَّفْسُ: الْعِزَّة. وَالنَّفس: الهِمّة. والنَّفْسُ: الأنفة. والنَّفْس: عَينُ الشَّيْء، وكُنْهُه وجَوهَرُه. والنفسُ: العينُ الّتي تُصيب المَعينَ. والنفسُ: الدّم. والنَّفْس: قَدْرُ دَبْغة. والنَّفْس: الماءُ. وَقَالَ الرّاجز: أتجعَلُ النفسَ الّتي تُدِيرُ فِي جِلْدِ شاةٍ ثمّ لَا تَسِيرُ والنَّفْسُ: العِنْدُ، وَمِنْه قَوْله جلّ وَعز: {تَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِى وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِكَ} (الْمَائِدَة: 116) ، قَالَ: والنَّفْس: الرُّوح.

والنَّفَس: الفَرَج من الكَرْب. الحرّاني عَنِ ابْن السكّيت. يُقَال: أَنْت فِي نَفَسٍ من أَمرك، أَي: فِي سَعَة. وَيُقَال: اكرَعْ فِي الْإِنَاء نَفَساً أَو نَفَسين. ورُوِي عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (أجدُ نَفَسَ ربِّكم من قِبَل اليَمَن) . يُقَال: إِنَّه عَنَى بذلك الأنصارَ، لِأَن الله جلّ وَعز نَفَّسَ الكَرْبَ عَن الْمُؤمنِينَ بهم. وَيُقَال: أَنْت فِي نفَسٍ من أمرِكَ أَي: فِي سَعَة. واعمَلْ وأنتَ فِي نَفَس، أَي: فِي فُسْحة قَبْل الهرَم والأمراض والحوادث والآفات. وَنَحْو ذَلِك الحَدِيث الآخَر: (لَا تَسُبُّوا الرِّيح فَإِنَّهَا من نَفَس الرّحمن) يُرِيد أَنه بهَا يُفرّج الكَرْبَ، ويَنشُر الغَيْث، ويُذْهب الجَدْب. وَيُقَال: اللَّهُمَّ نَفِّسْ عَنِّي، أَي: فَرِّج عني. قلت: النَّفَس فِي هَذين الْحَدِيثين اسمٌ وُضِع موضعَ المصدرَ الحقيقيّ، من نفَّس يُنفِّس تَنفيساً ونَفَساً، كَمَا يُقَال: فرَّج الهمَّ عَنهُ تفريجاً وفرجاً فالتفريجُ مصدرٌ حقيقيّ، والفَرَج اسمٌ وُضع موضعَ المصدَر، كَأَنَّهُ قَالَ: أجدُ تَنفيسَ ربِّكم عَنْكُم من جِهَة اليَمن، لِأَن الله جلّ وَعز نصرَهم بهم وأيَّدهم برجالِهم. وَكَذَلِكَ قولُه: (الرِّيحُ من نَفَس الرَّحْمَن) أَي: من تنفيسِ اللَّهِ بهَا عَن المكروبين وتفريجِه عَن الملهوفين. الحرّاني عَن ابْن السكّيت قَالَ: النَّفْس: قَدْرُ دَبْغة أَو دبغتين من الدّباغ. قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: بعثَت امرأةٌ من الْعَرَب ببُنَيّةٍ لَهَا إِلَى جارتها فَقَالَت: تَقول لكِ أمِّي أَعطيني نَفْساً أَو نَفْسين أَمْعَسُ بهَا مَنِيئتِي، فَإِنِّي أَفِدَةٌ، أرادتْ قَدْرَ دَبْغة أَو دَبغتين من القَرَظ الَّذِي يُدبَغ بِهِ. والمَنيئَةُ: المَدْبَغة، وَهِي الْجُلُود الَّتِي تُجعَل فِي الدّباغ. قَالَ: وَيُقَال: نَفِسْت عَلَيْهِ الشَّيْء أنفَسُ نَفاسَةً: إِذا ضَنِنتَ بِهِ وَلم تحبّ أَن يصيرَ إِلَيْهِ. وَرجل نَفُوسٌ: أَي: حَسود. وَقَالَ الله جلّ وَعز: {مِسْكٌ وَفِى ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ} (المطففين: 26) ، أَي: وَفِي ذَلِك فليتراغَب المتراغِبون. وَقَالَ الفرّاء فِي قَوْله جلّ وَعز: {عَسْعَسَ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} (التكوير: 18) . قَالَ: إِذا ارْتَفع النهارُ حَتَّى يصير نَهَارا بيّناً فَهُوَ تنفُّس الصُّبْح. وَقَالَ مُجَاهِد: إِذا تَنفّس: إِذا طلع. وَقَالَ الْأَخْفَش: إِذا أَضَاء. وَقَالَ الزّجّاج: إِذا امتدّ يصيرُ نَهاراً بيِّناً. وَقَالَ غيرُه: إِذا تَنفّس: إِذا انْشَقَّ الفجرُ وانفَلَق حَتَّى يتبيَّن، وَمِنْه يُقَال: تَنفَّسَت القوسُ: إِذا تصدَّعَتْ. وَقَالَ اللّحياني: النَّفْس: الشّقّ فِي القِدْح والقَوْس.

قَالَ: وَيُقَال: هَذَا الْمنزل أنفَسُ المنزِلين: أَي: أبعَدُهما. وَهَذَا الثّوب أنفَسُ الثّوبين أَي: أطوَلهما وأعرضُهما وأمثَلُهما. وَيُقَال: نفَّسَ اللَّهُ كُرْبَتك، أَي: فرَّجها الله. وَيُقَال: نَفِّس عني، أَي: فرِّجْ عني ووسِّع عليَّ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يُقَال: نَفَّس فلانٌ قوسه: إِذا حَطَّ وترَها. وَقَالَ أَبُو زَيد: كتبتُ كتابا نَفَساً، أَي: طَويلا، وتنفَّس النهارُ: إِذا طَال. وَفِي الحَدِيث: (من نفّس عَن مُؤمن كربَة نفس الله عَنهُ كربَة من كرب الْآخِرَة) . مَعْنَاهُ: من فرَّج عَن مُؤمن كربَة فِي الدُّنْيَا فرج الله عَنهُ كربَة من كرب يَوْم الْقِيَامَة. فِي الحَدِيث: (نهى عَن التنفس فِي الْإِنَاء) . وَفِي حَدِيث آخر: (كَانَ يتنفّس فِي الإناءِ ثَلَاثًا) . قَالَ بَعضهم: الحديثان صَحِيحَانِ، والتنفّس لَهُ مَعْنيانِ: أَحدهمَا: أَن يشرب وَهُوَ يتنفس فِي الْإِنَاء من غير أَن يُبينه عَن فِيهِ، وَهُوَ مَكْرُوه. والتنفس الآخر: أَن يشرب المَاء وَغَيره بِثَلَاث أنفاس، يُبين فَاه عَن الْإِنَاء فِي كل نفس. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: تنفَّسَتْ دِجْلةُ: إِذا زادَ ماؤُها. وَيُقَال: مَال نَفيسٌ ومُنْفِس: وَهُوَ الَّذِي لَهُ خَطَر وقَدْر. قَالَ: وكلُّ شَيْء لَهُ خَطَر وقَدْر قيل لَهُ نَفِيس ومُنْفِس وَقد أَنفَسَ المالُ إنفاساً، أَو نَفُس نُفوساً ونَفاسةً. وَيُقَال: إنّ الَّذِي ذكرتَ لَمَنْفوسٌ فِيهِ: أَي مَرغوبٌ فِيهِ. وَيُقَال: مَا رأيتُ ثَمَّ نفْساً، أَي: مَا رأيتُ أحدا. وَيُقَال: زِدْ فِي أَجَلي نَفَساً، أَي: طَوّل الْأَجَل. وَيُقَال: بَين الْفَرِيقَيْنِ نَفَس، أَي: متَّسَع. وَيُقَال: نَفِسَ عَلَيْك فلانٌ يَنفَس نَفَساً ونَفَاسَة، أَي: حَسدَك. وَيُقَال: نَفِسَت المرأةُ وَهِي تَنْفَس نِفاساً. وَيُقَال أَيْضا: نُفِسَتْ تنفَس نَفاسَةً ونِفاساً ونَفَساً، وَهِي امْرَأَة نُفَساءُ ونَفْساء ونَفَساء، والجميع نُفَساوات ونِفاس ونُفّس ونُفّاس. وَيُقَال: وَرِث فلانٌ هَذَا المالَ فِي بطنِ أمه قبلَ أَن يُنفَس: أَي: يُولَد. وإنّ فلَانا لنَفوسٌ: أَي: عَيُون. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: نُفِست المرأةُ ونَفِسَت. والمَنفوس: الْمَوْلُود. وَقَالَ اللّحياني: النَّافس: الخامِسُ من قِداح المَيْسر، وَفِيه خمسةُ فُروض وَله غُنْمُ خمسةِ أنصباءَ إِن فَازَ، وَعَلِيهِ غُرمُ خمسةِ أنصباءَ إِن لم يَفُز. وَقَالَ أَبُو سَعيد: يُقَال لَك فِي هَذَا الْأَمر نُفْسَةٌ، أَي: مُهلة.

باب السين والنون مع الباء

وَيُقَال: شَرابٌ غير ذِي نَفَس: إِذا كَانَ كريهَ الطَّعم آجِناً، إِذا ذاقَه ذائقٌ لم يتنفّس، إِنَّمَا هِيَ الشّربة الأولى قدرَ مَا يُمسِك رمقَهُ، ثمَّ لَا يعود لَهُ، وَقَالَ أَبُو وَجْزة السَّعْدِيّ: وشَرْبةٍ من شَرابٍ غيرِ ذِي نَفَسٍ فِي صَرّة من نُجوم القَيْظِ وَهّاج ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: شَرابٌ ذُو نَفَس، أَي: فِيهِ سَعَة ورِيّ، وَقَالَ فِي قَول الشَّاعِر: ونَفَّسَني فيهِ الحمامُ المعجَّلُ أَي: رَغّبني فِيهِ. ورُوِي عَن النّخعيّ أَنه قَالَ: كلّ شَيْء لَهُ نَفْس سَائِلَة فماتَ فِي الْإِنَاء فإنّه ينجِّسه، أَرَادَ كلّ شَيْء لَهُ دمٌ سَائل. وَيُقَال: نَفِسَت المرأةُ: إِذا حاضَتْ. وَقَالَت أمّ سَلَمة: (كنتُ مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْفراش فحِضتُ فخرجتُ وشَدَوْتُ عليَّ ثِيَابِي ثمَّ رجعتُ، فَقَالَ: أَنَفِسْتِ) ، أَرَادَ أَحِضْتِ. (بَاب السِّين وَالنُّون مَعَ الْبَاء) س ن ب سنب سبن نسب نبس بنس بسن. بسن: قَالَ اللّيث واللّحياني: هُوَ حَسَنٌ بَسَن، والباسِنة: جُوالقٌ غليظٌ يُتّخذ من مُشاقة الكَتّان أغلظُ مَا يكون. قَالَ: وَمِنْهُم من يهمِزها. وَقَالَ الفرّاء: البأسِنة: كسَاءٌ مَخِيط يُجعَل فِيهِ طَعَام، والجميعُ البآسِن. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: أبْسَنَ الرجل: إِذا حَسُنتْ سَحْنَتُه. بنس: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: بنّست: تأخَّرت وَمِنْه قولُ ابنِ أحمرَ: وبنّسَ عَنْهَا فَرَقَدٌ خَصِرُ وَقَالَ شمر: لم أسمع بَنّس إِذا تأخَّر إِلَّا لِابْنِ الْأَحْمَر. وَقَالَ اللحياني: بَنّسَ: إِذا قَعَد، وَأنْشد: إِن كنت غير صائد فبنس ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أنْبَس الرجلُ: إِذا هَرَب من سُلطان. قَالَ: والبنَسُ: الفِرارُ من الشّرّ. سبن: قَالَ اللَّيْث: السّبَنِيَّةُ: ضربٌ من الثّياب يُتَّخَذ من مُشاقّة الكَتَّان أغلَظُ مَا يكون. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الأسْبانُ: المقانع الرِّقاق. قَالَ: وأسْبن إِذا نَام على السَّبَنِيَّات، ضربٌ من الثّياب. نبس: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: النُّبُس: المُسرِعون فِي حوائجهم، والنُّبُس: الناطقون، يُقَال: مَا نبَسَ وَلَا رَتَم. وَقَالَ ابْن أبي حفْصَةَ: فَلم ينْبِس رُؤبةُ حِين أنشدتُ السَّرِيَّ بن عبد الله أَي: لم يَنطِق. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: السِّنْبِسُ: السَّرِيع. وسَنْبَسَ: إِذا أسرَع، يُسَنْبِس سَنْبَسةً.

قَالَ: وَرَأَتْ أمُّ سِنْبِسٍ فِي النّوم قبلَ أَن تَلِدَه قَائِلا يَقُول لَهَا: إِذا وَلَدْتِ سِنْبِساءَ فأنبِسِي أنبِسي: أَي: أسرعي. وَقَالَ أَبُو عمر الزَّاهِد: السِّين فِي أول سِنْبِس زَائِدَة، يُقَال: نبَسَ إِذا أسرَعَ. قَالَ: والسِّين من زَوَائِد الْكَلَام. قَالَ: ونبَس الرجلُ إِذا تكلم فأسرَعَ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أنبَسَ: إِذا سكَت ذُلاًّ. سنب: أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: رَجُلٌ سنُوب، أَي: متغضِّب. قَالَ: والسِّنْبابُ: الرجلُ الْكثير الشَّرّ. قَالَ: والسّنْباتُ والسَّنْبَةُ: سُوءُ الخُلُقِ وسرْعَةُ الغَضَب، وَأنْشد: قد شِبْتُ قبلَ الشَّيْبِ من لِداتي وذاكَ مَا ألقَى من الأذاةِ من زَوْجةٍ كثيرةِ السَّنْباتِ قَالَ: السَّنُوب: الرجُل الكذّاب المُغْتاب. وَقَالَ عَمْرو عَن أَبِيه: المَسْنَبةُ: الشَّرّة. أَبُو عُبَيد عَن الكسائيّ: سبّةٌ من الدّهر، وسَنْبَةٌ من الدَّهْر، وَأنْشد شَمِر: مَاء الشَّبابِ عُنْفُوانَ سَنبَتِه شَمِر عَن ابْن الأعرابيّ: السِّناب والسِّنابة: الطويلُ الظَّهْر والبَطْن، والصِّناب بالصَّاد مِثله. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: السَّنْباءُ: الاسْت. نسب: قَالَ اللَّيْث: النّسَبُ: نَسَب الْقرَابَات، يُقَال: فلَان نَسِيبي، وهم أنسِبائي. وَرجل نَسِيبٌ حَسِيب: ذُو حَسَب ونَسَب. قَالَ: والنِّسْبة مصدَرُ الانتساب، والنُّسبَةُ: الِاسْم. وَقَالَ غَيره: النّسْبة والنُّسْبة: لُغَتَانِ مَعْنَاهُمَا وَاحِد. أَبُو عبيد عَن الْفراء: هُوَ يَنسِب بالنّساء ويَنسُب، وَهِي قَليلَة. وَقَالَ شمر: النّسِيب: رقيقُ الشِّعْر فِي النِّسَاء، وَهُوَ يَنْسِبُ بهَا مَنْسِبةً. وَقَالَ اللَّيْث: شِعْرٌ مَنسوبٌ، وَجمعه المناسيب. وأَنشَد: هَل فِي التَّعلُّل من أسماءَ مِنْ حُوبِ أم فِي القَرِيضِ وإهداءِ المَناسِيبِ والنَّسَّابة: الرجلُ العالِم بالأنساب. ونَسَبتُ فلَانا إِلَى أَبِيه أنسِبُه نَسَباً: إِذا رفعتَ فِي نسَبِه إِلَى جَدِّه الْأَكْبَر. أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرو: النَّيْسَبُ: الطريقُ الْمُسْتَقيم. وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ الطَّرِيق المُستَدِقّ الواضحُ كطريق النَّمْل والحَيَّة، وطريقِ حُمُر الوَحْش إِلَى موارِدِها، وَأنْشد الفرّاء: غَيْثاً تَرَى الناسَ إِلَيْهِ نَيْسَبَا من صادِرٍ أَو وَاردٍ أَيْدِي سَبَا

باب السين والنون مع الميم

قلتُ: وبعضُهم يَقُول النَّيْسم بِالْمِيم، وَهِي لُغَة. أَبُو زيد: يُقَال للرّجل إِذا سُئِل عَن نَسَبه: استَنْسِبْ لنا، بمعنَى انتسِبْ لنا حَتَّى نَعرِفَك. فِي (النَّوَادِر) : نَيْسبَ فلانٌ بينَ فلانٍ وفلانٍ نَيْسَبَةً: إِذا أقبَلَ وأَدبَر بَينهمَا بالنَّمِيمة وغيرِها. والنَّسَبُ يكون بِالْآبَاءِ، وَيكون إِلَى الْبِلَاد، وَيكون بالصّناعة. (بَاب السِّين وَالنُّون مَعَ الْمِيم) س ن م سنم سمن نسم نمس مسن منس: (مستعملة) . سنم: قَالَ اللَّيْث: السَّنَمُ: جِمَاعٌ. الْوَاحِدَة سَنَمة، وَهِي رأسُ شجرةٍ من دِقِّ الشّجر يكون على رأسِها كَهَيئَةِ مَا يكون على رَأس القَصَب، إلاّ أَنه ليّن تأكُلُه الْإِبِل أكلا خَضْماً. قَالَ: وأفضَلُ السَّنَم شجرةٌ تسمَّى الأسْنَامَة، وَهِي أعظمُها سَنَمة. قلت: السَّنَمة تكون للنَّصِيّ والصِّلِّيَّان والغَضْوَرِ والسَّنْطِ وَمَا أشبَهَها. وَقَالَ اللَّيث: جَمَلٌ سَنِم، وناقةٌ سَنِمة: ضَخْمَةُ السَّنام. وأسْنَمَتِ النارُ: إِذا عَظُم لَهَبُها. وَقَالَ لبيد: كدُخانِ نارٍ ساطعٍ إسْنامُها ويروى: أسْنامها فَمن رَوَاهُ بِالْفَتْح أرادأعاليَها، وَمن رَوَاهُ بِالْكَسْرِ فَهُوَ مصدر أسْنَمتْ: إِذا ارتفعَ لهَبُها إسْناماً. وَقَالَ اللّيث: سَنَام: اسْم جَبَل بالبَصْرة يُقَال: إنّه يسير مَعَ الدَّجَّال. قَالَ: وأسنُمةُ الرَّمْلِ: ظهورُها المرتِفعة من أَثْباجِها، يُقَال: أسنِمة وأَسنُمَة، فَمن قَالَ: أسنُمة جعَلَه اسْما لرَمْلةٍ بعَيْنها، وَمن قَالَ: أسنِمة جعلهَا جمعَ سَنَام، وَيُقَال: تسنَّمتُ الحائطَ: إِذا علوْتَه من عُرْضِه. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: تَشَيَّمه الشَّيْبُ، وتَسَنَّمَه وأوْشَمَ فِيهِ بِمَعْنى وَاحِد. وقولُ الله جلّ وعزّ: {الْمُتَنَافِسُونَ وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ} {تَسْنِيمٍ} (المطففين: 27، 28) ، أَي: من مَاء يتَنَزَّلُ عَلَيْهِم من مَعالٍ، وتُنصَب عَيْناً على جِهَتَيْنِ: إِحْدَاهمَا: أَن تَنوِيَ من تسنيم عينٍ فَلَمَّا نُوّنَتْ نُصِبَتْ. والجهة الْأُخْرَى: أَن تَنوِيَ من مَاء سنِّم عَيْناً، كَقَوْلِك: رُفِع عَيْناً، وَإِن لم يكن التسنيمُ اسْما للْمَاء فالعينُ نَكِرة، والتّسنيم مَعرِفة؛ وَإِن كَانَ اسْما للْمَاء فالعينُ مَعْرفة فخرجتْ نَصْباً، وَهَذَا قولُ الفرَّاء. وَقَالَ الزَّجَّاج قولا يَقرُب مَعْنَاهُ ممّا قَالَه الفرَّاء. وقبرٌ مُسَنَّم: إِذا كَانَ مَرْفُوعا عَن الأَرْض، يُقَال: تسنَّمَ السحابُ الأرضَ: إِذا جادَها. وتسنَّم الجملُ الناقةَ: إِذا قاعَها. والماءُ السَّنِمُ: الظاهرُ على وَجْه الأَرْض.

وَفِي الحَدِيث: (خيرُ الماءِ السَّنِم) . وكلُّ شَيْء عَلا شَيْئا فقد تَسَنَّمه. أَبُو زَيد: سَنَّمْتُ الْإِنَاء تَسْنِيماً: إِذا مَلأْتَه ثمّ حَمَلتَ فوقَه مِثْلَ السَّنام من الطّعام أَو غيرِه. وتَسَنَّمَ الفحلُ الناقةَ: إِذا ركبَ ظهرَها، وَكَذَلِكَ كلُّ مَا ركبته مُقْبِلاً أَو مدبِراً فقد تَسَنَّمْتَه. وَكَانَ فِي بني أَسد رجل ضمن لَهُم رزق كل بنت تولد فيهم، وَكَانَ يُقَال لَهُ: المنسِّم محيي النّسمات، وَمِنْه قَول الْكُمَيْت: وَمنا ابْن كور والمنسّمُ قبله وَفَارِس يَوْم الفيلق العضْبُ ذُو العَصبِ نسم: رَوَى شمر بإسنادٍ لَهُ عَن النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (مَن أعتق نَسَمةً مُؤمنَة وَقَى الله عزّ وجلّ بكلّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْواً من النَّار) . قَالَ شمر: قَالَ خَالِد: النَّسَمَة: النّفْس. قَالَ: وكلُّ دابّة فِي جَوْفها رُوح فَهِيَ نَسَمة. والنَّسَم: الرّوح. وَكَذَلِكَ النسيم. قَالَ الْأَغْلَب: ضَرْبَ القُدَارِ نَقِيعَةَ القدِيم يَفْرُقُ بَين النّفْس والنَّسِيم قَالَ أَبُو مَنْصُور: أَرَادَ بِالنَّفسِ هَهُنَا: جسم الْإِنْسَان أَو دَمه، لَا الرّوح. وَأَرَادَ بالنسيم: الرّوح. وَمعنى قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: (مَن أعتق نسَمةً) أَي: من أعتق ذَا نَسَمة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: النَّسَمة: غُرَّةٌ عبدٌ أَو أَمَةٌ. وحدّثنا الْحُسَيْن بنُ إدريسَ قَالَ: حدّثنا سُوَيْد عَن ابْن الْمُبَارك، عَن عِيسَى بن عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حدّثني طلحةُ اليامِيَّ عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْسَجَة عَن البَرَاء بن عَازِب قَالَ: جَاءَ أعرابيٌّ إِلَى النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: عَلِّمْني عَمَلاً يُدْخِلُنِي الجنَّةَ، فَقَالَ: (إِن كنت أَقْصَرت الخُطْبَة فَقَد أعرَضْتَ الْمَسْأَلَة، أَعْتِقْ النَّسَمة، وفُكَّ الرَّقبة) . قَالَ: أَوَلَيْسَا وَاحِدًا؟ قَالَ: (لَا، عِتْقُ النّسَمة أَن تَفَرَّدَ بِعِتْقِهَا وفكُّ الرَّقبة أنْ تُعينَ فِي ثَمَنِها والمِنْحة الوَكوف والقيءُ عَلَى ذِي الرَّحم الظَّالِم، فَإِن لم تُطِقْ ذَلِك فأَطْعِم الجائعَ واسْقِ الظمآن ومُرْ بالمعْروف وانْهَ عَن الْمُنكر، فإِنْ لم تُطِق فكُفَّ لسانَك إلاّ من خير) . وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن الأعرابيّ: الناسِمُ: المريضُ الَّذِي قد أَشفَى عَلَى الْمَوْت، يُقَال: فلانٌ يَنْسِم كنَسْم الرِّيح الضَّعِيف، وَقَالَ المَرَّار: يَمْشين رَهْواً وبعْدَ الجَهْدِ من نَسمِ وَمن حَياءِ غَضيضِ الطّرفِ مَسْتورِ وَيُقَال: نَسّمْتُ نَسَمةً: إِذا أحيَيْتَها أَو أعتَقْتَها، قَالَ الْكُمَيْت: ومِنَّا ابنُ كُوزِ والمُنَسِّمُ قَبلَهُ وفَارِسُ يومِ الفَيْلَقِ العَضْبُ ذُو العَضْبِ والمُنسِّم: مُحيِي النَّسمات. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: النّسَمة: الخَلْق يكون ذَلِك للصّغير والكَبير والدوابّ وغيرِها،

ولكلِّ من كَانَ فِي جَوْفه روحٌ حَتَّى قَالُوا للطَّيْر. وَأنْشد شمر: يَا زُفَر القَيْسِيّ ذَا الأنْف الأشَمّ هَيَّجْتَ من نَخْلَة أمثالَ النَّسَمْ قَالَ: النَّسَم: هَهُنَا طيرٌ سِراع خِفافٌ لَا يَستبِينُها الإِنسان من خِفَّتها وسرعتها. قَالَ: وَهِي فوقَ الخطَاطيف، غُبرٌ تعلوهنّ خُضْرة. قَالَ: والنَّسَم كالنَّفَس، وَمِنْه يُقَال: ناسمتُ فلَانا أَي: وجدتُ ريحَه ووَجَدَ رِيحِي؛ وَأنْشد: لَا يأمَننَّ صُرُوفَ الدَّهْرِ ذُو نَسَمِ أَي: ذُو نَفَس. وَقَالَ اللَّيْث: النَّسَمُ: نَفْس الرُّوح، وَيُقَال مَا بهَا ذُو نَسم، أَي: ذُو رُوح. قَالَ: ونَسيمُ الرِّيح: هبُوبُها. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: النّسِيم من الرِّياح، أَي: الرُّوَيْدُ. قَالَ: وتَنسَّمتْ رِيحهَا بشيءٍ من نسيمٍ: أَي: هبت هُبوباً رُويداً ذَات نَسيم، وَهُوَ الرُّوَيْد. قَالَ أَبُو عبيد: النّسيم من الرّياح الَّتِي تَجِيء بنَفَس ضَعِيف، وَفِي الحَدِيث: (تنكَّبُوا الغُبارَ فإنّ مِنْهُ تكون النّسَمة) ، قيل: النّسَمة هَهُنَا الرَّبْو، وَلَا يزَال صاحبُ هَذِه العلَّة يتَنَفّس نَفَساً ضَعِيفا، فسمِّيَت العِلَّة نَسَمة لاستراحَتِه إِلَى تنفُّسِه. وَيُقَال: تنسَّمت الريحُ وتنسَّمتُها أَنا، وَقَالَ الشَّاعِر: فإِنَّ الصَّبَا رِيحٌ إِذا مَا تَنسَّمتْ على كِبْدٍ مَحْزونٍ تَجَلّتْ هُمومُها وَإِذا تَنسَّم العليل أَو المحزون هبوبَ الرّيح الطيّبة وجَد لَهَا خَفّاً وفَرَحاً. وَفِي حديثٍ مرفوعٍ إِلَى النّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (بعثتُ فِي نَسَم السَّاعَة) ، وَفِي تَفْسِيره قَولَانِ: أحدُهما: بُعِثتُ فِي ضَعْف هُبوبها وأوّل أشراطِها وَهَذَا قَول ابْن الأعرابيّ. وَقَالَ: النَّسِيمُ: أوْل هُبوبِ الرِّيح. وَقَالَ غيرُه: معنى قَوْله: بُعِثْتُ فِي نَسَم السَّاعَة، أَي: فِي ذَوِي أرْواحٍ خَلَقهم الله وقتَ اقتراب السَّاعَة، كَأَنَّهُ قَالَ: فِي آخِر النَّشء من بني آدم. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: النَّسِيم: العَرَق، والنَّسْمَةُ: العَرْقة فِي الحمَام وَغَيره، ويُجْمَع النَّسَم بِمَعْنى الخَلْق أناسِم، يُقَال: مَا فِي الأناسِم مثلُه. كأنّه جمع النَّسَم أَنْساماً، ثمَّ أناسِمُ جمعُ الْجمع. وَفِي حَدِيث عَمرو بن الْعَاصِ وإسلامِه أنّه قَالَ: لقد استقام المنْسِم وَإِن الرّجلَ لنبيٌ فأسلَم؛ يُقَال: قد استقام المنسِم، أَي: تَبَيّنَ الطّريقُ. وَيُقَال: رأيتُ مَنْسِماً من الْأَمر أعرِفُ بِهِ وَجْهَه؛ وَقَالَ أوسُ بنُ حَجَرَ: لَعَمري لقد بيّنْتُ يومَ سُوَيْقَةٍ لِمن كَانَ ذَا رأيٍ بِوجْهَةِ مَنْسِمِ

أَي: بوجهِ بَيان. والأصلُ فِيهِ مَنْسَمَا خُفِّ الْبَعِير، وهما كالظفْرَين فِي مقدَّمه، بهما يُستَبان أثرُ البَعير الضّال؛ لكلّ خُفَ مَنسِمان، ولخُفّ الفِيلِ منْسِم، وللنَّعامة مَنْسم. وَقَالَ أَبُو مَالك: المنْسِم: الطَّرِيق، وأنشَد للأحوص: وَإِن أظلمْت يَوْمًا على النَّاس غَسْمةٌ أضاءَ بكمْ يَا آلَ مروانَ مَنْسِمُ يَعْنِي الطَّرِيق. والغَسْمَةُ: الظُّلمة. نمس: قَالَ اللّيث: النَّمَسُ: فسادُ السَّمْن وفسادُ الغالية، وَكَذَلِكَ كلّ طِيبٍ ودُهْن إِذا تغيّر وفَسَد فَسَادًا لَزِجاً؛ والفعلُ نَمِس يَنْمسَ نَمَساً فَهُوَ نَمس. وَقَالَ غيرُه: نَمسَ الوَدَك ونَسِم: إِذا أنتنَ. ونمَّس الأقِطُ فَهُوَ منمس: إِذا أَنتَن. قَالَ الطِّرِمّاح: مُنمِّسُ ثيرانِ الكَرِيصِ الضَّوائِنِ والكَرِيص: الأقِط. وَقَالَ اللّيث: النِّمسُ: سَبعُ، من أَخبَث السِّباع. وَقَالَ غيرُه: النمس: دُوَيْبَّة يتّخذها الناظرُ إِذا اشتدَّ خوفُه من الثّعابين، لأنّ هَذِه الدابّة تتعرّض للثّعبان وتتضاءل. وتَستَدِقّ حتّى كأنَّها قطعةُ حَبْل، فَإِذا انْطَوَى عَلَيْهَا الثُّعْبان زَفَرتْ وأَخذتْ بنَفَسِها، فانتفخ جَوْفها فيتقطّع الثعبان وَقد تطوَّى عَلَيْهِ النمس فَظَعاً من شِدّة الزَّفْرة. وَفِي حَدِيث المَبعَث: أنّ خديجةَ وصفتْ أمرَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لورَقَةَ بنَ نَوْفلَ، وَكَانَ قد قَرَأَ الكُتُب، فَقَالَ: إِن كَانَ مَا تَقُولِينَ حَقّاً فإنّه ليَأْتِيه النَّاموس الّذي كَانَ يَأْتِي مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام. قَالَ أَبُو عُبَيد: الناموس: صاحبُ سِرِّ الرَّجُل الّذي يَطَّلِع على سِرِّه وباطنِ أمره، ويَخُصّه بِمَا يَستُره عَن غَيره، يُقَال مِنْهُ: قد نَمَسَ يَنْمِس نَمْساً، وَقد نامَسْتُه منامَسَةً: إِذا سارَرْتَه. وَقَالَ الْكُمَيْت: فأبلِغْ يَزِيدَ إِنْ عَرَضْتَ ومُنْذِراً عَمَّيْهِمَا والمستسِرَّ المُنامِسَا قَالَ: وَيُقَال: انَّمَسَ فلانٌ انِّماساً إِذا انْغَلَّ فِي سُتْرةٍ. قَالَ: والناموسُ أَيْضا: قُترَةُ الصَّائِد الّتي يَكمُن فِيهَا للصَّيْد، وَمِنْه قولُ أَوْس بنِ حَجَر: فلاقَى عَلَيْهَا من صُباح مُدَمِّراً لِنامُوسِه مِن الصَّفيحِ سَقائفُ المدمِّر: الَّذِي يدخن بأبوار الْإِبِل فِي قترته لِئَلَّا يجد الْوَحْش رِيحه فينفر. أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: النّاموس: بيتُ الراهب. وَقَالَ غيرُه: النامُوس النَّمّام، وَهُوَ النّمّاس أَيْضا. وَيُقَال للشّرَك: ناموسٌ، لأنّه يُوارَى تحتَ التُّرَاب، وَقَالَ الراجز يصف الرِّكاب،

يَعْنِي الْإِبِل: يَخْرجنَ عَن مُلتَبِسٍ مُلَبَّسِ تَنْمِيسَ ناموسِ القَصا المُنمَّسِ يَقُول: يخْرجن من بلدٍ مشتبِه الْأَعْلَام يَشتبه على من يسلُكُه، كَمَا يَشتبِه على القَطَا أمرُ الشَّرَك الّذي يُنصَب لَهُ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: نَمَس بَينهم، وأنمس، وأرّش بَينهم وَأكل بَينهم. وَأنْشد: وَمَا كنت ذَا نَيْرَب فيهمُ وَلَا مُنْمساً بَينهم أنْملُ أؤرّش بَينهم دائباً أدِبّ وَذُو النملة المُدْغَلُ ولكنني رائبٌ صَدْعَهُم رَقوءٌ لما بَينهم مُسْمِلُ رَقوءٌ: مُصلح. رقأت: أصلحت. رَوَاهُ ثَعْلَب عَنهُ. سمن: ابْن السّكيت: سَمَنْتُ لَهُ: إِذا أدَمْتَ لَهُ بالسَّمْن. وَقد سمّنْتُه: إِذا زوّدْتَه السَّمْنَ. وَجَاءُوا يَسْتَسْمِنون: أَي: يَطْلبون أَن يُوهَب لهمْ السَّمْن. وَقَالَ اللّيث: السِّمْن نَقيضُ الهُزال، وَالْفِعْل سَمِن يَسْمَن سِمْناً. وَرجل مُسْمِنٌ: سَمين. وأَسْمَن الرجلُ: إِذا اشتَرى سَميناً. والسُّمْنَة: دواءٌ تُسمَّنُ بِهِ الْمَرْأَة. وَفِي الحَدِيث: (ويلٌ للمسمَّنات يومَ الْقِيَامَة مِنْ فَتْرةٍ فِي العِظام) . واستَسْمنتُ اللحمَ: أَي: وجَدْتَه سَمِناً. والسَّمْن: سِلاءُ اللَّبَن، وَيُقَال: سَمَّنْتُ الطعامَ فَهُوَ مَسْمُون: إِذا جعلتَ فِيهِ السّمْنَ. والسُّمَّانيَ طائرٌ وَبَعْضهمْ يَقُول: إِنَّه السَّلوَى. وسُمْنان: مَوضِع فِي الْبَادِيَة. وَقَالَ بعضُهم: يُقَال للطائر الْوَاحِد سُمانَى وللجميع سُمَاني. وبعضُهم يَقُول للواحدة سُمَاناة. وَفِي الحَدِيث: أَن فلَانا أُتيَ بسَمَكٍ مَشْوي فَقَالَ سَمِّنْه. قَالَ أَبُو عُبَيد: معنَى سَمِّنهُ: بَرِّدْه. ورَوَى أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: التَّسْمِين: التبريدُ. وَفِي حديثِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (يكون فِي آخِر الزَّمان قومٌ يَتَسَمّنُون) ، قيل: معنى قَوْله: (يتسمنون) ، أَي: يتَكَثَّرون بِمَا ليْس فيهم من الْخَيْر ويَدّعُون مَا لَيْسَ لَهُم من الشّرف. وَقيل: مَعْنَاهُ: جمْعُهم المالَ ليُلحَقوا بذَوِي الشّرف. وَيُقَال: أسْمَنَ القومُ: إِذا سَمِنَتْ نَعَمُهم، فهم مُسْمِنون. ورجلٌ سامِن، أَي: ذُو سَمْن، كَمَا يُقَال: رجلٌ تامِر ولابِن، أَي: ذُو تَمْر وَلَبن. والسُّمَنيَّةُ: قومٌ من الهِند دُهْرِيّون. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الأسْمالُ والأسْمانُ: الأزُر الخُلْقانُ. قَالَ: وَيُقَال: سَمّنْتُه وأسمَنْتُه: إِذا أطعمتَه

باب السين والباء والميم معهما

السَّمْن. وَرجل سَمِين مُسْمِن بِمَعْنى، والجميعُ: السِّمان والمُسْمِنُون. وضع مُحَمَّد بن إِسْحَاق حَدِيثا: (ثمَّ يَجِيء قوم يتسمّنون) فِي بَاب كَثْرَة الْأكل وَمَا يذم مِنْهُ. قَالَ: حَدثنَا حَمَّاد بن الْحسن قَالَ: حَدثنَا أَبُو دَاوُد قَالَ: حَدثنَا هشيم عَن بشر عَن عبد الله بن شَقِيق الْعقيلِيّ. عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (وَخير أمتِي الْقرن الَّذِي أَنا فيهم ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ ثمَّ يظْهر قوم يحبونَ السّمانة يشْهدُونَ قبل أَن يُسْتشهَدوا) . وَفِي حَدِيث آخر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول لرجل سمين ويومىء بِأُصْبُعِهِ إِلَى بَطْنه: (لَوْ كَانَ هَذَا فِي غير هَذَا لَكَانَ خيرا لَك) . منس: أَبُو العبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: المَنَسُ: النَّشاط. والمَنَسةُ: المَسَّةُ من كلّ شَيْء. مسن: عَمْرو عَن أَبِيه: المَسْن: المُجُون، يُقَال: مَسَنَ فلانٌ ومَجَنَ بِمَعْنى وَاحِد. وَفِي كتاب اللَّيْث: المَسْنُ: الضّرْبُ بالسَّوْط. قلتُ: هَذَا تَصحيف، وَصَوَابه: المَشنُ: الضربُ بالسَّوط بالشين، واحتجَّ اللَّيْث بقول رؤبة: وَفِي أخَادِيدِ السياطِ المُسَّنِ فرَواه بِالسِّين والرُّواة روَوْه بالشين، وَهُوَ الصَّوَاب. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: المَشْن: الْخَدْش. س ف ب، س ف م: مهمل. (بَاب السِّين وَالْبَاء وَالْمِيم مَعَهُمَا) س ب م استُعمل من وجوهه: بِسم. بِسم: قَالَ اللَّيْث: بَسَمَ يَبْسِم بَسماً: إِذا فتح شَفَتَيْه كالمُكاشِر. وَرجل بَسَّام وامرأةٌ بَسّامة. وَفِي صفة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ جُلُّ ضَحِكه التبسُّم، يُقَال: بَسَمَ وابتَسم وتبسَّم بِمَعْنى وَاحِد.

أهملت السين مع الزاي فلم تأتلفا

هَذِه أَبْوَاب الثلاثي المعتل من حرف السِّين (أهملت السِّين مَعَ الزَّاي فَلم تأتلفا) (بَاب السِّين مَعَ الطَّاء) س ط (وَا يء) سَطَا سَوط طوس طسأ وسط وطس طيس: (مستعملة) . سَوط: يُقَال: ساطَ دابّتَه: إِذا ضرَبَه بالسَّوط يَسُوطُه. وَقَالَ الشَّاعِر يصف فرسا: فصوَّبْتُه كأنّه صَوْبُ غَيْبَةٍ على الأَمْعَزِ الضّاحي إِذا سيطَ أَحْضَرَا قَالَه الشماخ يصف فرسه. وصوَّبْتُه: أَي حملتُه على الحُضْر فِي صَبَبٍ من الأَرْض. والصَّوْب: المَطَر. والغبية الدفعة مِنْهُ. وَقَالَ الفرّاء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {الْفَسَادَ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ} (الْفجْر: 13) ، هَذِه كلمةٌ تقولُها الْعَرَب لكلّ نوع من الْعَذَاب تُدخِل فِيهِ السَّوْطَ، جَرَى بِهِ الكلامُ والمَثَل، ونرَى أَن السَّوط من عَذابهم الَّذِي يعذّبون بِهِ؛ فَجَرى لكلّ عَذاب إِذا كَانَ فِيهِ عندَهم غايةُ الْعَذَاب. وَقَالَ اللّيث وغيرُه: السَّوْطُ: خَلْطُ الشَّيْء بعضُه بِبَعْض. والمِسْوَط الّذي يُسَاطُ بِهِ، وَإِذا خَلَّطَ إنسانٌ فِي أمره قيل: سَوَّطَ أَمْرَه تَسْويطاً؛ وأَنشَد: فُسْطها ذَمِيمَ الرّأي غيرَ موفَّقٍ فلستَ عَلَى تسويطِها بِمُعَانِ وَقَالَ غيرُه: سُمِّيَ السَّوْطُ سَوْطاً لأنّه إِذا سِيطَ بِهِ إنسانٌ أَو دابَّةٌ خُلِطَ الدَّمُ باللّحم. وسَاطَه، أَي: خَلَطه. الحرَّاني عَن ابْن السكّيت: يُقَال: أموالُهم سَوِيطةٌ بينَهم، أَي: مختلِطَة. وَقَالَ اللَّيْث: السُّوَيْطاءُ: مَرَقةٌ كثير ماؤُها وتمْرُها. سَطَا: قَالَ ابْن شُمَيل: الأيدِي السَّواطِي، الَّتِي تَتناوَلُ الشَّيْء. وأنشَد: تَلَذُّ بِأَخْذِها الأيْدِي السَّواطِي وَقَالَ الفرّاء فِي قَوْله تَعَالَى: {يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْءَايَاتُنَا}

(الْحَج: 72) ، يَعْنِي مُشْرِكي أهل مكّة، كَانُوا إِذا سَمِعوا الرجلَ من الْمُسلمين يَتْلُو القرآنَ كادُوا يَبْطشون بِهِ، وَنَحْو ذَلِك قَالَ أَبُو زيد. وَقَالَ ابْن شُمَيل: فلانٌ يَسْطو عَلَى فلَان، أَي: يَتَطاول عَلَيْهِ. وأميرٌ ذُو سَطْوَة: ذُو شَتْم وظُلْم وضَرْب. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: السَّاطي من الخَيل: البَعيد الشَّحْوَةِ وَهِي الخَطْوة، وَقد سَطَا يَسْطو سَطْواً، وَقَالَ رؤبة: غَمْرَ اليَدَيْنِ بِالجِراءِ سَاطِي وَقَالَ اللّيث: السَّطْوُ: شِدَّة البَطْش، وَإِنَّمَا سُمّي الفرسُ ساطياً لأنّه يَسْطُو عَلَى سَائِر الْخَيل، ويقومُ عَلَى رِجْليه ويَسْطو بيدَيْهِ. قَالَ: والفَحْلُ يَسْطو عَلَى طَروقَتِه. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: السَّطْوُ: أَن يُدخِل الرجلُ اليَدَ فِي الرَّحِم فيَسْتَخْرِجَ الوَلَد. والمَسْطُ: أَن يُدخِل اليدَ فِي الرّحم فيستخرِجَ الوَثْرَ، وَهُوَ ماءُ الفَحْل، وَقَالَ رؤبة: إنْ كنتَ من أَمْرِكَ فِي مَسْماسِ فاسْط عَلَى أُمِّكَ سَطْوَ الماسِي قَالَ اللّيث وَقد يُسْطَى عَلَى الْمَرْأَة إِذا نَشَبَ ولدُها فِي بطنِهَا ميِّتاً فيُسْتخرَج مِنْهَا. ورُوِي عَن بعض الفُقَهاء أنّه قَالَ: لَا بأسَ بأَن يَسْطُوَ الرجلُ على الْمَرْأَة إِذا خِيفَ عَلَيْهَا، وَلم تُوجَد امرأةٌ تتولّى ذَلِك. وَيُقَال: اتّقِ سَطْوَتَه، أَي: أَخْذَتَه. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: ساطَى فلانٌ فلَانا: إِذا شَدَّدَ عَلَيْهِ. وساطاه: إِذا رَفَقَ بِهِ. وَقَالَ أَبُو سعيد: سَطَأَ الرجلُ الْمَرْأَة وشَطَأَها: إِذا وَطِئَها، رَوَاهُ أَبُو تُرَاب عَنهُ. ابْن الْأَعرَابِي: سَطَا عَلَى الْحَامِل وساطَ، مَقْلُوبٌ: إِذا أَخْرَجَ وَلَدَها. طوس: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الطَّوْسُ: القَمَر، والطُّوْس: دَواءُ الْمَشِيِّ. وَقَالَ اللّيث: يُقَال للشَّيءِ الحَسَن: إنّهُ لَمُطَوَّس، وَقَالَ رؤبة: أَزْمانَ ذاتِ الغَبْغَب المُطَوَّسِ قَالَ: والطّاوُوس: طائرٌ حَسَن، ووَجْهٌ مُطَوَّسٌ حَسَن، وَقَالَ أَبُو صَخْر الهُذَلِيّ: إذْ تَسْتَبِي قَلْبِي بذِي عُذَرٍ ضَافٍ يَمُجُّ المِسْكَ كالْكَرْمِ ومُطَوَّسٍ سَهْلٍ مدامعه لَا شاحبٍ عارٍ وَلَا جَهْمِ وَقَالَ المؤرِّج: الطَّاؤُوسُ فِي كَلَام أهلِ الشَّام: الجميلُ من الرّجال، وأنشَد: فَلَو كنتَ طاؤُوساً لكنتَ مُمَلَّكاً رُعَيْنُ ولكنْ أنتَ لأْمٌ هَبَنْقَعُ قَالَ: والَّلأْم: اللَّئِيم. ورُعَين اسْم رجُل. قَالَ: والطاءُوس: الأرضُ المخضرَّة الَّتِي عَلَيْهَا كلُّ ضَرْب من الوَرْد أيامَ الرّبيع. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: طاسَ يَطوسُ طَوْساً: إِذا حَسُن وَجْهُه ونَضَر بعد عِلّة، وَهُوَ مَأْخُوذ

من الطَّوْس وَهُوَ القَمَر. وطاس الشيءُ يَطِيس طَيْساً: إِذا كَثُر. أَبُو تُرَاب عَن الْأَشْجَعِيّ: يُقَال: مَا أَدْرِي أينَ طَمَسَ وَأَيْنَ طَوَّس، أَي: أَيْن ذَهَب. وسط: قَالَ الله جلّ وَعز: {وَكَذَالِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} (الْبَقَرَة: 143) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله: {أُمَّةً وَسَطًا} قَولَانِ، قَالَ بَعضهم: وَسَطاً عَدْلاً. وَقَالَ بَعضهم: خياراً، واللفظان مُخْتَلِفَانِ وَالْمعْنَى وَاحِد، لِأَن العَدْل خيْر، والخيْر عدل. وَقيل فِي صفة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ من أوْسَط قومه، أَي: من خِيارهم. والعرَب تَصِف الفاضلَ النَّسَبِ بِأَنَّهُ من أَوْسط قومه، وَهَذَا يَعرِف حقيقتَه أهلُ اللُّغَة، لِأَن العرَب تَستعمل التَّمثيل كثيرا، فتُمثِّل القبيلةَ بالوادي، والقاع، وَمَا أشبهَه، فخيْرُ الْوَادي وَسَطُه، فَيُقَال: هَذَا من وَسط قومِه، وَمن وَسط الْوَادي، وسرَر الْوَادي، وسَرارَتِه، وسِرّه، وَمَعْنَاهُ كلُّه من خيرِ مَكَان فِيهِ، فَكَذَلِك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من خير مكانٍ فِي نَسَب الْعَرَب، وَكَذَلِكَ جُعِلتْ أُمّتُه أمّةً وَسَطاً، أَي: خِياراً. وَقَالَ أَحْمد بن يحيى: الفَرْق بَين الوَسْط والوَسَط: أَن مَا كَانَ يَبِينُ جُزء من جُزْء فَهُوَ وَسْط، مِثل الحَلْقة من النَّاس، والسُّبْحة والعِقْد. قَالَ: وَمَا كَانَ مُصْمَتاً لَا يَبين جزءٌ من جُزْء فَهُوَ وَسَط، مثل وَسَط الدَّار والراحةِ والبُقعة وَقد جَاءَ فِي (وَسط) التسكين. وَقَالَ اللَّيْث: الوَسْط مخفّفاً يكون موضعا للشَّيْء، كَقَوْلِك: زيدٌ وَسْط الدَّار. وَإِذا نصبتَ السينَ صَار اسْما لما بَين طَرَفَيْ كلِّ شَيْء. وَقَالَ المبرِّد: تَقول: وَسَط رأسِك دُهْنٌ يَا فَتَى، لِأَنَّك أخبرتَ أَنه استقرّ فِي ذَلِك الْموضع فأَسْكنْت السِّين ونصبْت لِأَنَّهُ ظرف. وَتقول: وَسَط رأْسِك صُلْب لِأَنَّهُ اسمٌ غيرُ ظَرْف. وَتقول: ضربتُ وَسَطه لِأَنَّهُ الْمَفْعُول بِهِ بِعَيْنِه، وَتقول: حَفَرْت وسَط الدَّار بِئْرا: إِذا جعلتَ الوَسَط كلَّه بِئْرا، كَقَوْلِك: خرّبت وَسَطُ الدَّار، وكلُّ مَا كَانَ مَعَه حرْفُ خَفْض فقد خرج عَن معنى الظّرْف وَصَارَ اسْما، كَقَوْلِك: سِرْتُ من وَسَط الدَّار، لِأَن الضَّمِير ل (من) وَتقول: قمتُ فِي وَسَط الدَّار، كَمَا تَقول فِي حاجةِ زَيد، فتحرِّك السِّين من وسَط، لِأَنَّهُ هَهُنَا لَيْسَ بظرف. سَلَمة عَن الفرّاء: أوسَطْتُ القومَ ووَسَطْتهم، وتوسْطتهم بِمَعْنى وَاحِد إِذا دخلت وَسطَهم. قَالَ الله تَعَالَى: { (نَقْعاً فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً} (العاديات: 5) . وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: وَسَط فلانٌ جمَاعَة من النَّاس وَهُوَ يَسِطهم: إِذا صَار وَسْطَهم. قَالَ: وَإِنَّمَا سُمِّي واسطُ الرَّحْل

واسطاً لِأَنَّهُ وَسَطٌ بَين الآخرَة والقادِمة، وَكَذَلِكَ وَاسِطَة القِلادة، وَهِي الْجَوْهَرَة الَّتِي تكون فِي وَسَط الكِرْس المنظوم. قلتُ: أَخطَأ اللَّيْث فِي تَفْسِير واسِطِ الرَّحْل وَلم يُثْبته، وَإِنَّمَا يَعرف هَذَا مَن شَاهد العرَب ومارس شَدَّ الرِّحال على الرَّواحل، فَأَما من يفسِّر كلامَ العرَب على قِياساتِ خواطرِ الوهْم فَإِن خطأَه يكثُر. قلتُ: وللرَّحْل شَرْخان: وهما طَرَفاه مِثل قَرَبوس السَّرْج، فالطَّرَف الَّذِي يَلِي ذَنَب البعيرِ آخرَةُ الرَّحْل ومُؤخرته، والطرفُ الَّذِي يَلِي رَأس البعيرِ واسِطُ الرَّحْل بِلَا هَاء، وَلم يُسمَّ واسطاً لِأَنَّهُ وَسَطٌ بَين الْآخِرَة والقادمة كَمَا قَالَ اللَّيْث، وَلَا قادمةَ للرَّحْل بَتَّةً، إِنَّمَا القادمة الواحدةُ من قَوادِم الريش، ويَضرَع النَّاقة قادِمان وآخِران بِغَيْر هَاء، وكلامُ العرَب يُدَوَّن فِي الصُّحف من حَيْثُ يصحّ، إِمَّا أَن يُؤْخَذ عَن إمامٍ ثقةٍ عرَفَ كَلَام الْعَرَب وشاهَدهم، أَو يُتلقَّى عَن مُؤَدَ ثِقَة يَروِي عَن الثِّقات المقبولين، فَأَما عباراتُ من لَا معرفَة لَهُ وَلَا مُشاهَدة فَإِنَّهُ يفسِد الكلامَ ويُزيله عَن صيغته. وَقَالَ ابْن شُمَيْل فِي بَاب الرِّحال: وَفِي الرَّحْل واسطه وآخرته ومَوْرِكُه، فواسطُه مقدَّمُه الطَّوِيل الَّذِي يلِي صدرَ الرَّاكِب، وَأما آخرَته فمؤْخِرتُه وَهِي خشبتُه العريضة الطَّوِيلَة الّتي تُحاذِي برأسِ الرَّاكِب. قَالَ: والآخِرة والوَاسطُ: الشَّرْخان، يُقَال: رَكِب بَين شَرْخَيْ رَحْلِه. قلتُ: فَهَذَا الّذي وصَفَه النَّضْر صحيحٌ كلُّه لَا شكّ فِيهِ، وَأما واسِطةُ القِلادة: فَهِيَ الْجَوْهَرَة الفاخرة الّتي تُجعَل فِي وَسَطها. وَقَالَ اللّيث: فلانٌ وَسِيطُ الدّار والحَسَب فِي قومِه، وَقد وَسُط وَساطَةً وسِطَة ووسَّطه توسيطاً. وأَنشدَ: وسّطْتُ من حَنْظلةَ الأُصْطُمّا طيس: قَالَ اللّيث: الطَّيْس: العَدَد الْكثير. وَقَالَ رؤبة: عَدَدْتُ قومِي كعَدِيد الطَّيْسِ إذْ ذَهَبَ القومُ الكِرامُ لَيْسيِ أَرَادَ: بقوله ليسي، أَي: غَيْرِي. قَالَ: وَاخْتلفُوا فِي تَفْسِير الطَّيْس، فَقَالَ بَعضهم: كلُّ من على ظهرِ الأرضِ من الْأَنَام فهوَ من الطَّيْس. وَقَالَ بعضٌ: بل كلُّ خَلْق كثير النَّسْل، نَحْو: النَّمل والذُّباب والهَوام. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: طاسَ يَطيسُ طَيْساً: إِذا كَثُر. وحِنْطة طَيْسٌ كَثِيرَة. طسأ: أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: إِذا غَلَب الدَّسَم على قَلْب الْآكِل فاتَّخَم قيل: طَسِىءَ يَطْسَأ طَسْاً وطَنِخَ يطنخ طَنْخاً. وَقَالَ اللّيث: يُقَال: طَسِئتْ نفسُه فَهِيَ طاسئةٌ: إِذا تغيّرتْ من أَكْل الدَّسَم فرأيته متكرِّهاً لذَلِك، يُهمَز وَلَا يُهمَزُ.

باب السين والدال

وَقَالَ أَبُو زيد: طَسِئْتُ طسْئاً: إِذا اتخَمْتَ عَن دَسَم. وطس: أَبُو عبيد: الوَطيسُ: شيءٌ مِثْل التَّنُّور يُختَبز فِيهِ؛ يُشبَّه حَرُّ الحَرْب بِهِ. وَقَالَ الأصمعيّ: الوَطِيس: حجارةٌ مدَوَّرة، فَإِذا حَمِيتْ لم يُمكن أحدا الوطْءُ عَلَيْهَا، يُضرَب مَثلاً للأمْر إِذا اشتَدّ، فيقَال: حَمِي الوَطِيس. وَقَالَ اليماميّ: يُقَال: طِسِ الشيءَ، أَي: أَحْمِ الحجارةَ وضَعْها عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو سعيد: الوَطِيس: الضِّراب فِي الْحَرْب، وَمِنْه قولُ عليّ عَلَيْهِ السَّلَام: الْآن حَمِيَ الوَطيس: أَي: حَمِيَ الضِّراب وجَدّتِ الحَرْب، قَالَ: وقولُ النّاس: الوَطيس: التّنّورُ، بَاطِل. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي فِي قَوْلهم: (حمي الْوَطِيس) هُوَ الْوَطْء الَّذِي يطس النَّاس، أَي: يدقهم ويقتلهم. وأصل الوطس: الْوَطْء من الْخَيل وَالْإِبِل. ويروى أَن النَّبِي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وَسلم رفعت لَهُ يَوْم مُؤتة فَرَأى معترك الْقَوْم فَقَالَ: (حمي الْوَطِيس) . وَقَالَ أَبُو عُبيد: وطَسْتُ الشيءَ ووهَصْتهُ ووَقَصْتهُ: إِذا كسرتَه. وَأنْشد: تَطِسُ الأَكامُ بِذَات خُفَ مِيثَمِ وَقَالَ زيد بن كُثْوَة: الوَطِيس يحتفر فِي الأَرْض ويصَغَّر رأسُه، ويُخرَق فِيهِ خَرْقٌ للدخَّان، ثمَّ يُوقَد فِيهِ حَتَّى يَحمَى، ثمَّ يوضَع فِيهِ اللَّحم ويُسَدّ، ثمَّ يُؤتَى من الغَدِ واللَّحمُ غابٌّ لم يَحترِق. وروى ابْن هانىء عَن الْأَخْفَش نَحوه. (بَاب السِّين وَالدَّال) س د (وَا يء) سود سأد دوس دسا ودس وسد سدا أَسد: (مستعملة) . سود: قَالَ اللَّيْث: السَّوْدُ: سَفْحٌ مستوٍ بِالْأَرْضِ كثير الْحِجَارَة خَشْنُها، وَالْغَالِب عَلَيْهَا لونُ السّواد، والقِطعة مِنْهَا سَوْدَة وقَلَّما يكون إلاّ عِنْد جَبَل فِيهِ مَعدِن، والجميع الأسْواد. قَالَ: والسِّوادُ: نقيضُ البَياض. والسَّوادُ: السِّرار. وَفِي حَدِيث ابْن مسعودٍ: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ: (أُذُنُك على أَن يُرفَع الحجابَ وتَسمَع سِوادِي حَتَّى أَنهاكَ) . قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: السِّواد: السِّرار، يُقَال مِنْهُ: سَاوَدْتُه مساوَدَةً وسِواداً: إِذا سارَرْتَه. قَالَ: وَلم يعرِفْها برَفْع السِّين سُواد. قَالَ أَبُو عُبَيد: ويجوزُ الرّفع، وَهُوَ بمنزلةِ جِوارٍ وجُوارٍ، فالجِوارُ المَصْدَر، والجُوار الِاسْم. قَالَ: وَقَالَ الْأَحْمَر: هُوَ من إدْناءِ سَوادِكَ

من سَواده، وَهُوَ الشّخص. قَالَ أَبُو عُبيد: فَهَذَا من السِّرار، لِأَن السِّرار لَا يكون إِلَّا من إدْناءِ السَّواد من السّواد، وأنشدنا الْأَحْمَر: مَنْ يَكُنْ فِي السِّوادِ والدّدِ والإعْرامِ زِيراً فإنني غيرُ زِيرِ قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: فِي قَوْلهم: لَا يُزايل سوَادِي بياضك. قَالَ الْأَصْمَعِي: مَعْنَاهُ: لَا يزايل شخصي شخصك. السوادُ عِنْد الْعَرَب: الشَّخْص وَكَذَلِكَ الْبيَاض. وَفِي حديثِ سَلْمانَ الفارسيّ حِين دخل عَلَيْهِ سعد يعودُه فجَعَل يَبكي، فَقَالَ لَهُ: مَا يُبكِيك؟ فَقَالَ: عَهِدَ إِلَيْنَا رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليَكْفِ أحدَكُم مثلُ زَاد الرَّاكِب، وَهَذِه الأساوِدُ حَوْلي. قَالَ: وَمَا حَوْلَه إلاّ مِطْهَرة وإجَّلنةٌ أَو جَفْنَة. قَالَ أَبُو عُبَيد: أَرَادَ بالأساوِد الشخوصَ من المَتاع، وكلُّ شَخْص: مَتَاعٌ من سَوَادٍ أَو إنسانٍ أَو غَيره. وَمِنْه الحَدِيث: (إِذا رأى أحدُكم سَوَاداً باللّيل فَلَا يكن أجبَنَ السَّوادَين فَإِنَّهُ يَخافُك كَمَا تخَافُه) ، قَالَ: وجَمْعُ السَّوادِ أسوِدَة ثمَّ الأساوِد جمع الْجمع، وَأنْشد: تَناهَيْتُم عَنَّا وَقد كَانَ فيكُم أَساوِدُ صَرْعَى لم يُوَسَّدْ قَتِيلُها وَقَول النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين ذَكَر الفِتَن: (لَتَعُودُنَّ فِيهَا أَساوِدَ صُبّاً يَضرِبُ بعضُكم رقابَ بعض) . قَالَ ابْن عُيينة: قَالَ الزُّهْريّ: وَهُوَ رَوَى الحديثَ: الأساوِدُ: الحيّات، يَقُول: ينصَبُّ بالسَّيْف على رَأس صاحِبه كَمَا تَفعَل الحيَّة إِذا ارتفعتْ فلسَعتْ من فوقُ. وَقَالَ أَبُو عُبيد: الأَسْوَد: العظيمُ مِن الحيّات وَفِيه سَواد. وَإِنَّمَا قيل لَهُ أسوَد سالِخٌ لأنّه يَسلُخ جِلدَه فِي كلّ عامٍ. وأمَّا الأَرقَم فَهُوَ الّذي فِيهِ سوادٌ وبَياض. وذوا الطُّفْيَتَيْن: الّذي لَهُ خَطَّان أسوَدان. وَقَالَ شَمِر: الْأسود: أخبَثُ الحيَّات وأعظَمُها وأمكَرُها، وَلَيْسَ شيءٌ من الحيّات أَجْرَأ منهُ، وَرُبمَا عَارض الرُّفْقَة وتَبِع الصَّوتَ، وَهُوَ الَّذِي يَطلُب بالذَّحْل ولاَ يَنْجو سَلِيمُه، والجميع: الأَساود. يُقَال: هَذَا أسوَدُ غيرُ مُجرًى. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أَرَادَ بقوله: (لتعودُنَّ أساوِدَ صُبّاً) يَعْنِي جماعاتٍ، وَهِي جمعُ سَوَادٍ من النَّاس أَي جَمَاعةٍ، ثمَّ أسوِدَة ثمّ أساوِد جمعُ الجَمْع. وَيُقَال: رأيتُ سَوادَ القَوْم، أَي: مُعظَمَهم، وسَوادُ العَسْكر: مَا يَشتَمِل عَلَيْهِ من المَضارِب والآلات والدّوابّ وَغيرها. أَو يُقَال: مَرَّت بِنَا أسوِدَاتٌ من النَّاس وأساوِدُ: أَي: جماعات. والسَّواد الأعظَم من النّاس: هم الجُمْهور الأَعظَم، والعَدَد الْأَكْثَر من الْمُسلمين الَّتِي تجمعت على طَاعَة الإِمَام وَهُوَ السُّلْطَان. قَالَ شمر: وَرُوِيَ عَن

النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه أَمر بقتل الأسوَدين فِي الصَّلَاة. أَرَادَ بالأسوَدين: الْحَيَّة وَالْعَقْرَب. والأسودان أَيْضا: التَّمْر وَالْمَاء. وَقَالَ أَبُو مَالك: السَّواد: المالُ. والسَّوادُ: الحَدِيث. والسَّوادُ: صُفْرَة فِي اللّون، وخُضْرة فِي الظُّفْر تُصيبُ القومَ من المَاء الملْح؛ وأَنشدَ: فَإِن أَنْتُمو لم تَثْأَرُوا وتُسَوِّدُوا فكونوا بَغَايا فِي الأكُفِّ عِيابها يَعْنِي: عَيْبَة الثِّيَاب، قَالَ: تُسِّودوا: تَقْتُلوا. وَقَالَ اللّيث: السُّودَد: مَعْرُوف. والمَسُود: الّذي سادَه غيرُه. والمسوَّد: السيّد. قَالَ: والسُّودُدُ بِضَم الدَّال الأولى: لغةُ طيّء. قَالَ: والسُّودانية: طائرٌ من الطّير الّتي تَأْكُل العِنَب والجَراد، وبعضُهم يسمِّيها السُّوادِيّة. وسَوَّدْتُ الشيءَ: إِذا غيَّرْتَ بياضَه سَواداً. وساوَدْتُ فلَانا فسُدته: أَي: غَلَبْتُه بالسَّواد. أَو: السؤدد. وسِوِدْتُ أَنا: إِذا اسودّ وأَنشد: سَوِدْتُ فَلم أَمْلِكْ سوَادِي وتحتَه قميصٌ من القُوهِي بِيضٌ بَنائقُهْ قلتُ: وأنشدِنيهِ أعرابيٌّ لعنترة يصف نَفسه بِأَنَّهُ أَبيض الْخلق، وَإِن كَانَ أَسْود الجِلد: عَلَيَّ قميصٌ من سَوَادٍ وتحتَه قميصُ بياضٍ لمْ تُخَيَّطْ بَنَائِقُه وَقَالَ: أَرَادَ بقميصِ بياضٍ قلبَه، وَكَانَ عنترةُ أسوَدَ اللَّون. ورُوِي عَن عائشةَ أنّها قَالَت: لقد رأيتُنَا وَمَا لنا طَعامٌ إِلَّا الأَسْوَدَان. قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ الأصمعيّ والأحمرُ: الأَسْوَدان: الماءُ والتَّمر، وَإِنَّمَا السَّوَاد للتَّمْر دونَ الماءِ فَنَعَتَهُمَا جَمِيعًا بنعتٍ وَاحِد، والعَرَب تَفعل ذَلِك فِي الشَّيْئَيْنِ يصْطَحِبَانِ يسمَّيان مَعًا بِالِاسْمِ الأشهَر مِنْهُمَا، كَمَا قَالُوا: العُمَران لأبي بَكْرٍ وعُمَر. وَقَالَ أَبُو زيد: الأَسْوَدان: التّمْرُ وَالْمَاء. قَالَ طَرَفة: أَلا إِنَّنِي سُقِّيتُ أَسوَدَ حالِكاً أَلا بَجَلِي من الشَّرابِ أَلا بَجَلْ قَالَ: أَراد الماءَ. وَقَالَ شمر: قَالَ غيرُه: أَرَادَ سُقِيتُ سُمَّ أسوَدَ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: العَرَب تَقول: مَا ذُقْتُ عندَه من سُوَيْدٍ قَطْرَةً، وَهُوَ زَعَمُوا الماءُ نفسُه، وأَنشَد بيتَ طَرفَة أَيْضا. وَقَالَ اللَّيْث: السُّوَيْدَاء: حَبَّةُ الشُّونِيز. قَالَ ابْن الأعرابيّ: الصَّوَاب الشينيز، كَذَلِك تَقول الْعَرَب. وَقَالَ بَعضهم: عَنى بِهِ الْحبَّة الخضراء لِأَن الْعَرَب تسمي الْأسود أَخْضَر والأخضر أَسود، قَالَ: وَيُقَال: رَمَيْتُه فأَصَبْتُ سَوَادَ قلبِه، وَإِذا صَغَّرَوه رُدَّ إِلى سُوَيْدَاء، وَلَا يَقُولُونَ:

سَوْداء قلبِه، كَمَا يَقُولُونَ: حَلَّق الطائرُ فِي كَبِد السَّمَاء، وَفِي كُبَيْدَاءِ السّماء. قَالَ: والسَّواد مَا حَوالَي الكُوفة من القُرَى والرَّساتيق، وَقد يُقَال: كُورةُ كَذَا وَكَذَا وسَوادُها: أَي: مَا حَوالَيْ قَصَبَتِهَا وفُسْطَاطِهَا من قُراها ورَسَاتِيقِها. وَقَالَ غيرُه: يُقَال: رَمَى فلانٌ بسَهْمِه الأَسوَد وسهمِه المُدَمِّي، وَهُوَ سَهْمُه الَّذِي رَمَى بِهِ فَأصَاب الرَّمِيَّة حَتَّى اسودَّ من الدَّم، وهم يتبرَّكون بِهِ، وَقَالَ الشَّاعِر: قَالَت خُلَيْدَةُ لما جِئْتُ زَائِرَها هَلاَّ رَمَيْتَ ببَعْض الأسهُم السُّودِ قَالَ بَعضهم: أرادَ بالأسهم السود هَهُنَا النُّشَّابَ، وَقيل: هِيَ سِهَام القَنَا. وَقَالَ أَبُو سَعيد: الّذي صَحَّ عِنْدِي فِي هَذَا أَن الجَمُوحَ أَخَا بَنِي ظَفَر بَيَّتَ بَنِي لِحْيَان فهُزِم أصحابُه وَفِي كِنانتِه نَبْلٌ مُعْلَم بِسَواد، فَقَالَت لَهُ امرأتُه: أَيْن النَّبْل الّذي كنتَ تَرْمِي بِهِ؟ فَقَالَ هَذَا الْبَيْت: قَالَت خُلَيْدَة. والعَرَب تَقول: إِذا كَثُرَ البيَاض قَلَّ السّواد، يَعْنُون بالبياض اللبَن، وبالسّواد: التَّمْر، وكلُّ عامٍ يَكْثُر فِيهِ الرِّسْل يَقِلُّ فِيهِ التَّمْر. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: اِسْتَادَ القومُ استياداً: إِذا قَتَلُوا سيِّدَهم أَو خَطَبوا إِلَيْهِ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: استادَ فلانٌ فِي بَنِي فلانٍ: إِذا تزوَّج سيِّدةً من عَقائلهم، وأَنشدَ: أرادَ ابنُ كُوزٍ مِن سَفاهةِ رَأْيِهِ ليَسْتَادَ مِنَّا أَنْ شَتَوْنَا لَيالِيَا أَي: أَرَادَ أَن يتزوَّج منّا سيّدةً لِأَن أصابتْنا سَنَة. وقولُه جلّ وعزّ: {وَسَيِّدًا وَحَصُورًا} (آل عمرَان: 39) ، قَالَ أَبُو إِسْحَاق: السّيّد الَّذِي يَفوق فِي الخيرِ قومَه. وَأما قولُه جلّ وعزّ: {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ} (يُوسُف: 25) ، فَمعْناه: أَلْفَيَا زَوْجَها، يُقَال: هُوَ سيِّدُها وبَعْلُها، أَي: زَوْجُها. وَقَالَ عُمَرُ بنُ الخطَّاب: تفقَّهوا من قبل أَن تسوَّدوا. قَالَ شمر: مَعْنَاهُ: تعلَّموا الفِقْهَ قبل أَن تزَوَّجوا فتصِيرُوا أَرْبَابَ بُيوت. قَالَ: وَيُقَال: استادَ الرّجلُ فِي بَنِي فلَان: إِذا تزَوَّج فيهم، وأنشَد بيتَ الْأَعْشَى: فبِتُّ الْخليفةَ من بَعلِها وسيِّدَ نُعْمٍ ومُسْتادَها وَهُوَ سيِّدُ الْمَرْأَة: أَي زَوْجها، والعَيْر: سَيِّد عانَتِه. وَقَالَ ابنُ شُمَيل: السَّيِّدُ: الّذي فاقَ غيرَه، ذُو العَقْل والمالِ والدَّفْع والنَّفْع، الْمُعطِي مالَه فِي حُقُوقه، المُعين بِنَفسِهِ، فَذَلِك السّيّد. وَقَالَ عِكْرِمة: السّيِّد الّذي لَا يَغْلِبُه غَضبُه. وَقَالَ قتادَة: هُوَ العابِدُ الوَرِع الحَليم. وَقَالَ أَبُو خَيْرَة: سُمّيَ سيِّداً لأنّه يَسودَ سوادَ النَّاس، أَي: مُعْظَمَهم.

ثَعْلَب عَن أبي نصرٍ عَن الأصمعيّ: العَرَب تَقول: السيّد كلُّ مَقْهُور مَغْمور بِحلْمِه. وَقَالَ ابنُ الْأَنْبَارِي: إِن قَالَ قَائِل: كَيفَ سمّى الله يحيى سيداً وحَصُوراً، والسيِّدُ هُوَ الله، إِذْ كَانَ مَالك الْخلق أَجْمَعِينَ، وَلَا مَالك لَهُم سواهُ؟ قيل: لم يرد بالسَّيِّد هَهُنَا الْمَالِك، وَإِنَّمَا أَرَادَ الرئيس وَالْإِمَام. قَالَ ثَعْلَب: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المسَوَّدُ: أَن تُؤْخَذ الْمُصْران فتُفْصَد فِيهَا الناقةُ ويُشَدُّ رأْسُها وتُشْوَى وتُؤكَلُ. وأَسوَد: اسمُ جَبَل. وأَسوَدَة: اسمُ جَبَل آخر. وَيُقَال: أتانِي النَّاس أَسوَدُهم وأحْمَرُهم، أَي: عَرَبُهم وعَجَمُهم. وَيُقَال: كلَّمتُه فَمَا رَدَّ عَلَيّ سوْدَاءَ وَلَا بَيْضَاء، أَي: مَا ردَّ عَلَيّ شَيْئا. أَبُو عُبَيد عَن الفرّاء: سوَّدْتُ الإبلَ تَسْوِيداً: وَهُوَ أَن يَدُقَّ الْمِسْح البالِي من شعر فيُداوِي بِهِ أدبارَها، وَهُوَ جمعُ الدَّبَر. سَلَمة عَن الفرّاء قَالَ: السيّد: المَلِكُ. والسّيّد: الرئيسُ. والسيّد: الحليمُ. والسَّيّد: السَّخِيّ. والسيّد: الزَّوْج. وَمن أمثالِهم: قَالَ لي الشَّرُ أَقمِمْ سوَادَك، أَي: اصبِر. وأمُّ سُوَيد: هِيَ الطَّبيجة. وَفِي الحَدِيث: (إِذا رأيتُم الاختلافَ فَعَلَيْكُم بالسَّواد الْأَعْظَم) . قيل: السَّواد الْأَعْظَم: جُملةُ النَّاس الّتي اجتمعتْ على طاعةِ السُّلْطَان، وبخَصَتْ لَهُ، برّاً كَانَ أَو فَاجِرًا، مَا أَقامَ الصّلاة. رُوِي ذَلِك عَن أَنَس؛ قيل لَهُ: أَيْن الْجَمَاعَة؟ قَالَ: مَعَ أمرائكم. وَفِي الحَدِيث: أنّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُتِي بكَبْش يَطأُ فِي سَوادٍ ويَنظُر فِي سَوَاد ويَبرُك فِي سَوَاد ليضحِّيَ بِهِ. قولُه: (يَنظُر فِي سَوَاد) أَرَادَ أَن حَدَقَتَه سَوداء؛ لِأَن إنسانَ العينِ فِيهَا. وَقَالَ كُثَير: وعَن نَجلاءَ تَدمَع فِي بَيَاضٍ إِذا دَمَعتْ وتَنْظُر فِي سَوادِ قَوْله: (تَدمَعُ فِي بَياض) أَرَادَ أنَّ دموعَها تَسيلُ على خَدَ أبيضَ وَهِي تنظُر من حَدَقة سَوْداء. وقولُه: (يطأُ فِي سَواد) يريدُ أنّه أَسْوَدُ القوائم، (ويَبرُك فِي سَوادٍ) يُرِيد أَن مَا يَلِي الأَرْضَ مِنْهُ إِذا بَرَك أسوَدُ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: يُقَال: جَاءَ فلَان بفتحه سود الْبُطُون، وَجَاء بهَا حمر الكلى، مَعْنَاهُمَا مهازيل. سأد: بِالْهَمْز: يُقَال: أَسْأَدَ الرجل السُّرَى: إِذا أَدْأَبها. قَالَ لبيد: يُسْئِد السَّيرَ عَلَيْهَا رَاكب رَابِطُ الجَأْشِ على كلِّ وَجَلْ أَبُو عُبيد عَن الْأَحْمَر: المِسْأَدُ من الزِّقاق: أصغَرُ من الحَمِيت. وَقَالَ شمِر: الّذي سمعناه المُسْأَبُ

بِالْبَاء للزِّق الْعَظِيم؛ وَمِنْه يُقَال: سئِبْتُ من الشَّرَاب أَسْأَبُ، وَيُقَال للزِّق السَّائِب أَيْضا. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: السَّأد بِالْهَمْز: انتقاضُ الجُرْح، يُقَال: سَئِد جُرْحُه يَسْأَد سَأَداً فَهُوَ سَئِيد. وأَنشَد: فبِتُّ مِن ذاكَ ساهِراً أَرِقاً أَلْقَى لقَاء اللاّقِي مِن السَّأَدِ وَقَالَ غيرُه: (بعيرٌ بِهِ سُؤاد: وَهُوَ داءٌ يَأْخُذ الناسَ، والإبلَ والغَنَم على المَاء الملْح، وَقد سُئِد فَهُوَ مَسْؤُود. وسد: حدّثنا الحُسينُ عَن سُوَيد عَن ابْن الْمُبَارك عَن يونسَ عَن الزُّهري قَالَ: أخبَرَني السَّائِب بنُ يزيدَ: أنّ شُرَيح بن الحَضْرَمي ذُكِرَ عِنْد رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: (ذَاك رجلٌ لَا يتوَسّد الْقُرْآن) . قَالَ أَبُو العبّاس: قَالَ ابْن الأعرابيّ، لقَوْله: (لَا يتوسَّد الْقُرْآن) وَجْهَان: أحدُهما: مَدْح، والآخَرُ: ذَمّ؛ فَالَّذِي هُوَ مَدْح أنّه لَا يَنام عَن الْقُرْآن، وَلَكِن يتهجّد بِهِ، والّذي هُوَ ذمّ أَنه لَا يقْرَأ الْقُرْآن وَلَا يَحفَظه، فَإِذا نامَ لم يكن مَعَه من الْقُرْآن شَيْء، فَإِن كَانَ حَمِدَه فَالْمَعْنى هُوَ الأوّل، وَإِن كَانَ ذمَّه فالمعنَى هُوَ الآخَر. قلت أَنا: وَالْأَقْرَب أنّه أَثنَى عَلَيْهِ وحَمِدَه. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: وَسَّدَ فلانٌ فلَانا إسَادةً، وتَوَسَّدَ وِسَادَةً: إِذا وضَعَ رأسَه عَلَيْهَا، وجمعُ الوِسادة وَسائِد. والوِساد: كلُّ مَا يُوضَع تَحت الرّأس وَإِن كَانَ من تُرَاب أَو حِجارة. وَقَالَ عبدُ بنِي الحَسْحاس: فبِتْنَا وِسادَانَا إِلى عَلَجَانَةٍ وحِقْفٍ تَهادَاهُ الرِّياحُ تهَادِيَا وَيُقَال للوِسادة: إِسادة، كَمَا يُقَال وِشاح وإشاح. سدا: قَالَ اللّيث: السَّدْوُ: مَدُّ اليَدِ نحوَ الشَّيْء كَمَا تَسْدُو الإبلُ فِي سَيْرها بأيدِيها، وكما يَسْدو الصِّبيانُ إِذا لَعِبوا بالجَوْز فرَموْا بهَا فِي الحُفْرة. والزَّد لُغَة صِبْيانِيّة، كَمَا قَالُوا للأَسْد أَزْد، وللسَّرَّاد زَرَّاد. قَالَ: وَيُقَال: فلَان يسدُو سَدْو كَذَا وَكَذَا، أَي: يَنحُو نحوَه. أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: السَّدْوُ: رُكوبُ الرَّأْس فِي السَّير، وَمِنْه زَدْوُ الصِّبيانِ بالجَوْز. وأَنشَد ابْن الْأَعرَابِي فِيمَا أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَنهُ: مائِرَةُ الرِّجْلِ سَدُوٌّ باليَدِ قَالَ: وَيُقَال سَدِي الثَّوبَ يَسْدِيه، وسَتَاه يَسْتِيه. وأَنشدَ أَيْضا: عَلى عَلاةٍ لأمةِ الفُطوِرِ تُصبِح بعد العرَق المَعْصورِ كَدراءَ مِثل كُدْرة اليَعْفورِ يَقُول قُطراها القُطرِ سِيري

ويَدُها للرِّجْل مِنْهَا مُورِي بِهَذِهِ اسْتِي وبهذي نِيرِي وَقَالَ غيرُه: العربُ تسمِّي أَيديَ الإبلِ السوادِيَ لسَدْوِها بهَا، ثمَّ صَار ذَلِك اسْما لَهَا. وَقَالَ ذُو الرمة: كأنّا على حُقْبٍ خِفَافٍ إِذا خَدَتْ سَواديهِمَا بالوَاخِداتِ الرّواحِلِ أَرَادَ: إِذا أَخذَتْ أيدِيهما وأرجلُهما. وَيُقَال: مَا أنتَ بلُحْمَة وَلَا سَدَاة. وَيُقَال: وَلَا سَتَاة، يُضرَب لمنْ لَا يَضُرّ وَلَا يَنفَع. وأَنشَد شمر: فَمَا تَأْتوا يَكُن حَسَناً جَميلاً وَمَا تَسْدُو لِمكْرُمةٍ تُنِيرُوا يَقُول: إِذا فعلتمْ أَمْراً أَبرَمْتموه. الْأَصْمَعِي: الأُسْدِيّ والأُسْتيّ: سَدَى الثّوب. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: استَيْتُ الثوبَ بستاه وأَسْدَيتُه. وَقَالَ الحطيئة: مُسْتهلك الورْد كالأُسْدِيّ قد جَعَلتْ أَيدي المَطِيَّ بِهِ عاديَّةً رُكُبَا يصف طَرِيقا يُورَد فِيهِ الماءُ. وَقَالَ الآخَر: إِذا أَنَا أَسْدَيْتُ السَّداةَ فَألْحَما ونِيرَ فإنّي سَوفَ أَكفِيكُما الدَّمَا وَقَالَ الشّماخ: على أنّ للمَيْلاء أَطْلالَ دِمْنَةٍ بأَسْقُفَ تُسديها الصَّبا وتُنيرُها عَمرو عَن أَبِيه: السّادي والزادي: الحَسَنُ السيرِ من الْإِبِل وأَنشَد: يَتْبَعْن سَدْوَ رَسْلَةٍ تَبدَّحُ أَي: تَمُدّ ضَبْعَيها. قَالَ: والسادي: السادِسُ فِي بعض اللّغات، قَالَه ابْن السّكيت. اللَّيْث: سَدِيَتْ لَيلتُنا: إِذا كَثُر نَداها، وأَنشَد: يَمْسُدها القَفْر ولَيْلٌ سَدِي قَالَ: والسَدَى: هُوَ النَّدَى الْقَائِم، قَالَ: وقلَّما يُقَال: يومٌ سَدٍ إِنَّمَا يُوصَف بِهِ اللّيلُ. قَالَ: والسَّدَى الْمَعْرُوف أَيْضا، يُقَال: أَسْدَى يُسدِي، وسَدَّى يُسَدِّي. قَالَ: والسَّدَى خِلافُ لُحمة الثّوب، الْوَاحِدَة سَدة، وَإِذا نَسَج إنسانٌ كلَاما أَو أمْراً بَين قومٍ قيل: سَدَّى بَينهم. والحائك يُسَدِّي الثَّوبَ ويَتسَدَّى لنفسِه، وأمّا التّسْدِية فَهِيَ لَهُ وَلغيره، وَكَذَلِكَ مَا أَشبَه هَذا، وَقَالَ رُؤبَة: كفَلْكةِ الطاوِي أَدار الشّهْرَقَا أَرسَلَ غَزْلاً وتَسَدَّى خَشتَقَا يَصِف السَّراب. عَمْرو عَن أَبيه: أَزْدَى إِذا اصطنَعَ مَعْرُوفا، وأَسْدَى إِذا أَصلَح بَين اثْنَيْنِ، وأَسْدَى إِذا مَاتَ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: السَّدَى والسَّتَا: البَلَح. أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: إِذا وَقَع البلحُ

وَقد استرختْ تَفارِيقُه ونَدِيَ قيل: بَلَحٌ سَد، مِثل عَمٍ، والواحدة سَدِية، وَقد أَسْدَى النخلُ. والتُّفْروق: قِمَع البُسْرة. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: السادي الَّذِي يبيت حَيْثُ أَمْسَى؛ وَأنْشد: بَات على الخَلِّ وَمَا باتت سُهدَى وَقَالَ: ويأمن سادِينا وَينساح سَرحُنا إِذا أزَل السادي وهَيت المطلَعْ قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: هُوَ السَّدَى والواحدةُ سَداة. وَقَالَ شمِر: هُوَ السدَى والسداء ممدودٌ البَلَح بلُغة أهل الْمَدِينَة. وَأنْشد الْمَازِني لرؤبة: نَاجٍ يُعنَيهن بالإبعاط والماءُ نَضَّاح من الآباط إِذا استدَى نَوّهن بالسّياط قَالَ: الإبعاط والإفراط وَاحِد. إِذا استدى: إِذا عرق، وَهُوَ من السدَى وَهُوَ الندَى. نَوهن: كأنهن يدعونَ بِهِ ليضربن. وَالْمعْنَى: أَنَّهُنَّ يكلّفْن من أصحابهن ذَلِك، لِأَن هَذَا الْفرس يسبقهن فَيضْرب أَصْحَاب الْخَيل خيلهم لتلحقه. وَقَول الله تَعَالَى: {فَأَوْلَى أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ} (الْقِيَامَة: 36) ، قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: أَن يُترَك غيرَ مَأْمُور وَلَا مَنهي. قلتُ: السُّدَى: المُهمَل. ورَوى أَبُو عُبيد عَن أبي زيد: أَسدَيْت إِبِلي إسداءً: إِذا أهمَلْتَها، وَالِاسْم السُّدَى. وَيُقَال: تَسدَّى فلانٌ الأمرَ: إِذا عَلاه وقَهَره. وتَسدّى فلانٌ فلَانا: أَخَذَه من فَوْقه، وتَسدَّى الرجلُ جاريتَه: إِذا عَلاها، وَقَالَ ابْن مُقبِل: أَنَّى تَسَدَّيْتِ وَهنا ذَلِك البِينَا يصفُ جَارِيَة طرقَه خيالُها من بُعْد، فَقَالَ لَهَا: كَيفَ عَلَوْت بعد وَهْن من اللَّيل ذَلِك الْبَلَد. وَفِي الحَدِيث: أَنه كتب ليهود تيْماء أَن لَهُم الذّمة، وَعَلَيْهِم الْجِزْيَة بِلَا عَداءٍ، النهارُ فقرمَدَى، وَاللَّيْل سُدَى. والسُّدَى: التّخليةُ. والمدّى: الْغَايَة أَرَادَ أَن لَهُم ذَلِك أبدا مَا كَانَ اللَّيْل وَالنَّهَار. دسا: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: دَسا فلانٌ يَدْسوه دسوةً، وَهُوَ نقيضُ زَكَا يَزكو زَكَاة، وَهو داسٍ لَا زَاكٍ، ودَسَى نَفسه. قَالَ: ودَسِيَ يَدْسَى لُغَة، ويَدْسو أَصوب. ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: دسا: إِذا استَخفَى. قلت: وَهَذَا يَقرُب ممّا قَالَه اللَّيْث، وأحسَبُهما ذهبَا إِلَى قَلْب حرف التَّضْعِيف يَاءً، واعتَبَر اللَّيْث مَا قَالَ فِي دَسَا من قَول الله جلّ وعزّ: {للهوَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن} (الشَّمْس: 9، 10) . وَقد بيّنتُ فِي مُضاعف السّين أَن دَسّاها فِي الأَصْل دَسّسَها، وَأَن السِّيناتِ توالت فقُلبَتْ إحداهُن يَاء، وَأما دَسَا غير

مُحوّل عَن المضعَّف من بَاب الدَّسِّ فَلَا أعرفهُ وَلم أَسمَعْه، وَهُوَ مَعَ ذَلِك غيرُ بعيد من الصَّوَاب. وَالْمعْنَى: خَابَ من دسّ نَفسه، أَي أخملها وخسَّسَ حظّها. وَقيل: خابت نفس دسّاها الله. وكلّ شَيْء أخفيته وقلّلته فقد دسسته. أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه أنْشدهُ: نزورُ امْرأ أمّا الْإِلَه فيتَّقي وَأما بِفعل الصَّالِحين فيأتمِي قَالَ: أَرَادَ فيأتمّ. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: دسّ فلَان نَفسه: إِذا أخفاها وأحملها لؤماً، مَخَافَة أَن يُتنبّه لَهُ فيُستَضافَ. أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه أنْشد لرجل من طيّ: وَأَنت الَّذِي دسّيتَ عمرا فَأَصْبَحت نساؤهُم منهُم أراملَ ضُيّعا قَالَ: دسّيْت: أغويت وأفسدت. دوس: قَالَ اللَّيْث: دَوْسٌ: قبيلةٌ. قلتُ: مِنْهَا أَبُو هريرةَ الدَّوْسِيّ. والدَّوْس: الدِّياس، والبقرُ الَّتِي تَدُوسُ الكُدْسَ هِيَ الدَّوائس. يُقَال: قد ألقَوا الدّوائِسَ فِي بَيْدَرِهم. والمِدْوَسُ: الدي يُداسُ بِهِ الكُدْسُ يُجَرّ عَلَيْهِ جَرّاً. والمِدْوَسُ أَيْضا: خَشبةٌ يُشَد عَلَيْهَا مِسَنٌ يَدُوسُ بهَا الصَّيْقَلُ السيفَ حَتَّى يَجلُوَه، وجمعُه مَداوِس، وَمِنْه قولُ أبي ذُؤيب: وكأنما هُوَ مِدْوَسٌ مُتَقَلِّبٌ فِي الكَفِّ إلاّ أنّه هُوَ أَضْلَعُ والدَّوْسُ: شِدّة وَطْئه الشّيءَ بالأقدام وقوائِم الدّوابّ، حَتَّى يتفتّت كَمَا يتفتّتُ قَصَب السنابل فيَصير تِبْناً، وَمن هَذَا يُقَال: طَرِيق مَدُوسٌ. والخَيْلُ تَدْوسُ القَتْلى بحوافِرِها: إِذا وطئَتْهم. وَأنْشد: فداسُوهُم دَوْس الحَصِيدِ فأُهْمِدُوا وَقَالَ أَبُو زيد: فلانٌ دِيس من الدِّيسَة: أَي: شجاعٌ شَدِيد يَدُوس كلَّ مَنْ نازَلَه، وأصلُه دِوْس على فِعْل، فقُلِبت الواوُ يَاء لكسرةِ مَا قَبلَها، كَمَا قَالُوا: ريحٌ وأصلُه رِوْح. وَيُقَال: نزَلَ العدوُّ بِبنِي فلانٍ فِي خَيْله فَحاسَهم وجَاسَهم وداسَهم: إِذا قَتَلهم وتخَلَّل دِيَارَهم وعاثَ فيهم. وداس الرجلُ جاريتَه دَوْساً: إِذا عَلاَها وبالغَ فِي جِماعها، ودِياس الكُدْس ودِرَاسُه وَاحِد. وَقَالَ أَبُو بكر: فِي قَوْلهم قد أَخذنَا بالدَّوس. قَالَ الْأَصْمَعِي: الدوس تسويةُ الحديقة وتزيينها؛ مَأْخُوذ من دياس السَّيْف، وَهُوَ صقله وجِلاؤه، وَأنْشد: صافي الحديدة قد أضرّ بصَقْله طولُ الدِّياس وبطنُ طيرٍ جائعُ

باب السين والتاء

وَيُقَال للحجر الَّذِي يُجلَى بِهِ السَّيْف مِدْوَس. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الدّوْس: الذلّ، والدوس: الصَّقلة الواحِد: دايس. ودس: قَالَ اللَّيْث: الوادِس من النَّبات: مَا قد غَطَّى وَجْهَ الأَرْض ولمَّا يتَشعّب شُعَبُه بعد، إلاّ أنّه فِي ذَلِك كثير ملتفّ، وَقد أودسَتِ الأرضُ، وَمَكَان مُودِس. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أودَسَتِ الأرضُ وألْدَسَتْ: إِذا كثُرَ نَباتُها. وَقَالَ اللَّيْث: التَّوديس: رَعْيُ الوَادِس من النّبات. أَبُو عُبيد عَن أبي عَمْرو: تَوَدَّسَتِ الأرضُ وأَوْدَسَتْ، وَمَا أحسنَ وَدَسَها: إِذا خَرجَ نَباتُها. ابْن السكّيت: مَا أَدرِي أَيْن وَدَس من بِلَاد الله: أَي: أَيْن ذَهَب. أَسد: قَالَ اللَّيْث: الأسَدُ مَعْرُوف، وَجمعه أُسْد وأَسَاوِد. والمَأْسَدة لَهُ مَعْنيانِ. يُقَال لموْضِع الأَسَد مأْسَدة، وَيُقَال للأَسَد مَأْسَدة، كَمَا يُقَال، مَسْيَفة للسُّيوف، ومَجَنَّة للجِنّ، ومَضَبّة للضِّباب، وَيُقَال: آسَدْتُ بَين الْقَوْم. وآسدت بَين الكِلاب: إِذا هارَشْت بينَها. وَقَالَ رؤبة: ترمِي بِنَا خِندف يَوْم الإيساد وآسَدْتُ بَين النَّاس. والمؤسِدُ: الكَلاّب الَّذِي يُشلِي كلبَه، يَدْعُوه ويُغرِيه بالصَّيْد. أَبُو عُبَيد: آسدْتُ الكلبَ إيسَاداً: إِذا هَيّجتَه وأغرَيْتَه وأشْلَيْته: دَعَوْتَه. وأَسِدَ الرجُل يأسَد أَسَداً: إِذا تحَيَّر؛ كَأَنَّهُ لَقِيَ الأسَد. قَالَ اللَّيْث: واسْتأسَدَ فلانٌ، أَي: صارَ فِي جُرْأته كالأسَد. أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ: إِذا بلغ النَّباتُ والتفّ قيل: قد استَأْسَد، وَأنْشد قولَ أبي النّجم: مُسْتَأْسِدٌ ذِبَّانُه فِي غَيْطَلٍ يَقُول الرائد أَعشَبْتَ انزِلِ وَيجمع الأسدُ آساداً وأُسْد. والمأسدة لَهُ موضعان، يُقَال لموْضِع الْأسد: مأسدة. وَيُقَال لجمع الْأسد: مأسدة أَيْضا. كَمَا يُقَال: مشيخة لجمع الشَّيْخ، ومسْيفةٌ للسيوف، ومَجنَّة للجن، ومضبّة للضباب. (بَاب السِّين وَالتَّاء) س ت (وَا يء) ستي سأت توس تَيْس: (مستعملة) . توس: ابْن السكّيت عَن الأصمعيّ يُقَال: الكَرَم من توسِه وسُوسِه: إِذا طُبِع عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو زيد: هِيَ الخَليقة. قَالَ: وَهُوَ الأَصْل أَيْضا، وَأنْشد: إِذا المُلِمّاتُ اعتَصَرْن التُّوسَا أَي: أخرجن طبائعَ النَّاس. (تَيْس) : وَقَالَ اللَّيْث: التّيْس: الذّكَر من المِعْزَى. وعَنْزٌ تَيْساء: إِذا كَانَ قَرْناها

طويلَيْن كقَرْن التّيْس، وَهِي بَيِّنَة التّيَس. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد قَالَ: إِذا أَتَى على وَلَد المِعْزَى سنةٌ فالذكَر تَيْس، وَالْأُنْثَى عَنْز. وَقَالَ ابْن شُمَيل: التّيْساء من المِعْزَى: الَّتِي يُشبِه قَرْناها قَرْنَيِ الأوعال الجَبَلية فِي طولهَا. وَقَالَ أَبُو زيد: من أمثالهم: (أَحْمَقى وتِيسى) يُضرَب للرّجل إِذا تَكلّم بحُمْق، ورُبّما لَا يَسبُّه سَبّاً. وَمن أمثالهم فِي الرجل الذَّليل يتَعزَّز: كَانَت عَنْزاً فاسْتَتْيَسَتْ. وَيُقَال: بُوساً لَهُ وتُوساً وجُوساً. قَالَه ابْن الْأَعرَابِي. وَقَالَ القتيبي: فِي حَدِيث أبي أَيُّوب أَنه ذكر القَوْل وَقَالَ: قل لَهَا تِيسِي جَعَارِ. قَالَ وَقَوله: تيسي، كلمة تقال فِي معنى الْإِبْطَال للشَّيْء والتكذيب؛ فَكَأَنَّهُ قَالَ لَهَا كذبت يَا جَارِيَة. قَالَ: والعامة تغير هَذَا اللَّفْظ، تبدل من التَّاء طاء، وَمن السِّين زاياً، لتقارب مَا بَين هَذِه الْحُرُوف من المخارج قَالَ: وَجعار: معدولة عَن جاعرة؛ كَقَوْلِهِم: قطام ورقاش على فَعَال، وَقَالَ ابْن السّكيت: تَشْتُم الْمَرْأَة فَيُقَال لَهَا: قومِي جَعار، وتشبّه بالضبع. وَيُقَال للضبع تَيْس جعار. وَيُقَال: اذهبي لكاع، وذفار وبطار. وتِياس: مَوضِع بالباديةَ، كَانَ بِهِ حَرْب حِين قطعت رجل الْحَارِث بن كَعْب، فسمّيَ الْأَعْرَج. وَفِي بعض الشّعْر: وقتلَى تِياسٍ عَن صَلَاح تعرّبُ ستي: أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي، يُقَال: سَدَى البَعيرُ وسَتَى: إِذا أَسرَعَ وأَنشد: بهذِه اسْتِي وبهذِي نِيرِي ابْن شُمَيل: أسْتَى وأَسْدَى ضِدُّ أَلْحَم. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الأسْتِيُّ: الثَّوْبُ المُسَدَّى. وَقَالَ غَيره: الإسْتِيّ: الّذِي يُسَمّيه النسَّاجون السَّتَى، وَهُوَ الَّذِي يُرفَع ثمَّ تُدخَل الخُيُوط بَين الخيوط؛ فَذَلِك الأستِيّ والنِّيرُ، وَهُوَ قَول الحطيئة: مُسْتَهْلِكُ الوِرْد كالأستِيُّ قد جَعَلَتْ وَهَذَا مثل قَول الرّاعي: كأنّه مُسْحُلٌ بالنِّيرِ مَنْشورُ وَقد مضى تَفْسِير الإست فِي كتاب الْهَاء وبينت فِيهِ عِلَلها. أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: وساتَاه: إِذا لَعِب مَعَه الشفلقة، وتَاسَاه: إِذا آذاه واستخَفَّ بِهِ. وَقَالَ أَبُو زَيد: يُقَال مالَك استٌ مَعَ استِك: إِذا لم يكن لَهُ ثَروةٌ من مَال، وَلَا عَدَدٌ مِن رجال، يُقَال: فاسْتُه لَا تُفارِقه وَلَيْسَ لَهُ مَعهَا أُخْرَى من رجال وَلَا مَال. وَقَالَ أَبُو مَالك: اسْتُ الدّهر: أَوّلُ الدّهر وأَنشَد. مَا زَالَ مُذْ كانَ على استِ الدّهرِ وَبَاقِي الْبَاب فِي الْهَاء.

باب السين والراء

سأت: أَبُو عُبيد عَن أبي عَمْرو: إِذا خَنَق الرجُل الرجلَ حَتَّى يَقتلَه قيل: سَأَتَه وَسَأَبَه يَسْأَتُه وَيَسْأَبُه؛ وَنَحْو ذَلِك قَالَ أَبُو زيد. وَقَالَ الفرّاء: السّأَتانِ: جانِبَا الحُلْقوم حَيْثُ يَقَع فِيهَا إصبَع الخَنّاق، وَالْوَاحد سَأَت بِفَتْح الْهمزَة. س ظ س ذ س ث أهملت وجوهها. (بَاب السِّين وَالرَّاء) س ر (وَا يء) سير، سري، سأر، (سور) ، رسا، (روس ريس) ، (رَأس) ، ورس، أرس، أسر، يسر. (سير) : أَبُو عبيد عَن أبي زيد: سارَ البعيرُ وسِرتُه، وَقَالَ خَالِد: فَلَا تَغضَبَنْ مِنْ سُنّةٍ أَنْت سِرْتَها وأوّلُ راضٍ سُنّةً مَن يَسيرُهَا وَقَالَ ابْن بُزرج: سِرْتُ الدَّابة: إِذا ركبتَها، فَإِذا أردتَ بهَا المرعَى قلتَ: أَسَرْتُها إِلَى الْكلأ. وأسارَ القومُ أهلَهم ومواشِيَهم إِلَى الْكلأ وَهُوَ أَن يُرسِلوا فِيهَا الرُّعْيانَ ويُقيمُوا هُمْ. والدَّابة مسيَّرةٌ إِذا كَانَ الرجلُ راكبَها وَالرجل سائرٌ لَهَا، والماشِيةُ مُسارَةٌ، والقومُ مُسَيَّرون. والسيرُ عِنْدهم بالنَّهار وَاللَّيْل، وَأما السُّرَى فَلَا يكون إلاّ لَيْلًا. والسَّيْر: مَا قُدَّ من الأَدِيم طُولاً، وجمعُه سُيُور وسُيورَة. وبُرْدٌ مُسَيَّر: إِذا كَانَ مخطَّطاً. وَيُقَال: هَذَا مَثَل ساير، وَقد سَيَّر فلانٌ أَمثالاً سائِرةً فِي النّاس. وسَيَّارٌ: اسمُ رجل؛ وقولُ الشَّاعِر: وسائلةٍ بثعلبةَ بن سَيْرٍ وَقد عَلِقَتْ بثعلبةَ العَلُوقُ أَرَادَ ثعلبةَ بن سَيّار، فَجعله سَيْر للضَّرُورَة. وَيُقَال: سَار القومُ يَسِيرُونَ سَيراً ومَسِيراً: إِذا امْتَدَّ بهم السَّيْرُ فِي جهةٍ توجّهوا إِلَيْهَا. وَأما قولُه: وسائرُ النَّاس هَمَجٌ فإِن أهل اللُّغَة اتَّفقُوا على أَن معنى سَائِر فِي أَمْثَال هَذَا الْموضع بِمَعْنى الْبَاقِي. سأر (سور) : يُقَال: أسأَرْتُ سُؤْراً وسُؤْرَةً: إِذا أبقيْتَها وأفضلتها، والسائر الْبَاقِي؛ وَكَأَنَّهُ من سَئر يَسْأَر فَهُوَ سَائِر، أَي: فَضَلَ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِيمَا روى عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس: يُقَال: سَأَر وأسْأَر: إِذا أفضل، فَهُوَ سَائِر، جَعَلَ سأر وأسأر واقعين، ثمَّ قَالَ: وَهُوَ سَائِر فَلَا أَدْرِي أَرَادَ بالسائر المُسَيِّر أَو الباقيَ الفاضلَ، وَمن هَمَزَ السؤرة من سُؤر الْقُرْآن جعلهَا بِمَعْنى بقيّةٍ من الْقُرْآن وقطعةٍ؛ وَأكْثر القُرّاء على ترك الْهَمْز فِيهَا، ويُروَى بيتُ الأخطل على وَجْهَيْن:

وشارِبٍ مربِحٍ بالكاسِ نادَمَني لَا بالحصُورِ وَلَا فِيهَا بسَآرِ بِوَزْن سَعّار بِالْهَمْز، وَمَعْنَاهُ: أَنه لَا يُسْئِرُ فِي الْإِنَاء سُؤراً وَلكنه يشتَفّه كُله. ورُوِيَ وَلَا فِيهَا بسَوَّارِ أَي بمُعَرْبد، من سَار يَسُور إِذا وثب المُعَرْبِدُ عَلَى من يُشَارِبه. وجائزٌ أَن يكون سأر من سَأَرَتْ، وَهُوَ الْوَجْه وَجَائِز أَن يكون من أسأَرْتُ كَأَنَّهُ ردّهُ إِلَى الثلاثي، كَمَا قَالُوا ورَّادٌ من أَدْرَكْتُ، وَجبّار من أجْبَرْتُ. وَقَالَ ذُو الرّمة: صَدَرْنَ بِمَا أَسَأَرْتُ من ماءِ مُقْفِرٍ صَرًى لَيْسَ من أعطانِه غير حائلِ يَعْنِي قطاً وَردت بَقِيَّة مَاء أسأره ذُو الرمّة فِي حَوْض سقَى فِيهِ رَاحِلَته فَشَرِبت مِنْهُ. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: أسأر فلانٌ من طعامِه وَشَرَابه سُؤراً: وَذَلِكَ إِذا أبقى مِنْهُ بقيّة. قَالَ: وَبَقِيَّة كلِّ شَيْء سُورَة. وَيُقَال للْمَرْأَة الَّتِي قد خَلّفت عُنْفُوَان شبَابها وفيهَا بَقِيَّة: إِن فِيهَا لسُؤْرة، وَمِنْه قَول حُمَيد بن نورٍ يصف امْرَأَة: إزاءَ مَعاشٍ مَا يُحلُّ إزَارهَا من الكَيْسِ فِيهَا سُؤْرة وَهِي قاعِدُ أَرَادَ بقوله: (فَهِيَ قَاعد) قُعودها عَن الْحيض لِأَنَّهَا أسنّتْ. وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: والسؤرةُ من المَال: خِيَاره، وَجمعه سُؤَر. وَالسورَة من الْقُرْآن يجوز أَن تكون من سؤرة المَال تُرك همزه لما كثر فِي الْكَلَام. قَالَ أَبُو بكر: قد جلس على المَسْورة. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: إِنَّمَا سمّيت المسورة مِسورة لعلوِّها وارتفاعها؛ من قَول الْعَرَب: سَار الرجل يَسُور سوراً: إِذا ارْتَفع وَأنْشد: سِرت إِلَيْهِ فِيهِ أعالي السُّور أَرَادَ: ارْتَفَعت إِلَيْهِ. أَبُو عُبَيْد: السِّيراء: بُرُود يُخَالطها حَرِير. سَلمَة عَن الفرّاء: السِّيراء: ضربٌ من البرُود. والسيراء: الذَّهَب الصافي أَيْضا. وَقَالَ اللَّيْث: المِسْورة: مُتَّكَأٌ من أَدَم وجمعُهَا الْمسَاوِر. قَالَ: والسَّوْرة تنَاول الشَّرَاب للرّأس؛ وَقد سَار سوْراً. وَقَالَ غَيره: سَوْرَة الْخمر: حُمَيَّا دبيبها فِي شاربها. وَقَالَ اللَّيْث: ساوَر فلَان فلَانا يساوره: إِذا تناولَ رَأسه وفلانٌ ذُو سوْرة فِي الحَرْب: أَي: ذُو بَطش شَدِيد. وَقَالَ السّوَّارُ من الْكلاب: الَّذِي يَأْخُذ بِالرَّأْسِ، والسوار من الْقَوْم الَّذِي يسور الشَّراب فِي رَأسه سَرِيعا. والسَّوّار من الشَّرب: الَّذِي يَسُور الشَّرَاب فِي رَأسه سَرِيعا. وَقَالَ غَيره: السَّوّار: الَّذِي يواثبُ نديمه إِذا شَرِبَ. والسورةُ: الوثْبة، وَقد سُرْتُ إِلَيْهِ، أَي: وثَبْتُ. وسُرْتُ الحائطَ سوْراً،

وتسوّرته: إِذا عَلَوْتَهُ. وَأما السُّورة من الْقُرْآن فَإِن أَبَا عُبَيدة زعم أَنه مُشْتَقّ من سُورَة البِناء. قَالَ: والسُّورة: عِرْقٌ من أعراق الْحَائِط وَيجمع سُوَراً، وَكَذَلِكَ الصُّورة تُجْمَعُ صوراً، وَاحْتج أَبُو عُبَيدة بقول العجاج: سُرْتُ إِلَيْهِ فِي أعالي السُّورِ وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه ردّ على أبي عُبَيْدَة قَوْله وَقَالَ: إِنَّمَا تُجمع فُعلة عَلَى فعل بِسُكُون الْعين إِذا سبق الْجمع الْوَاحِد، مثل صُوفة وصُوف. وَسورَة الْبناء وسورٌ، فالسُّور جمع سبق وُحدانه فِي هَذَا الْموضع جَمعُهُ قَالَ الله تَعَالَى: {نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ} (الْحَدِيد: 13) . قَالَ: والسُّور عِنْد الْعَرَب: حائطٌ الْمَدِينَة وَهُوَ أَشرف الْحِيطَان، وشبّه الله جلّ وعزّ الحائطَ الَّذِي حَجَز بَين أهل النَّار وأهلِ الْجنَّة بأشرف حَائِط عَرَفْناه فِي الدُّنْيَا، وَهُوَ اسمٌ واحدٌ لشَيْء وَاحِد، إِلَّا أَنا إِذا أردنَا أَن نعرِف الْفرق مِنْهُ قُلْنَا سُور. كَمَا تَقول التَّمر وَهُوَ اسمٌ جامعٌ للْجِنْس، فَإِذا أردنَا أَن نَعْرِف الْوَاحِدَة من التّمر قُلنا تَمْرَة، وكل منزلَة رفيعة فَهِيَ سُورَة، مأخوذةٌ من سُورَة البِناء، وَقَالَ النَّابِغَة: ألمْ ترَ أَن الله أعْطاكَ سُورةً تَرَى كلَّ مَلكٍ دونَها يتذَبْذَبُ مَعْنَاهُ: أَعْطَاك رِفعة ومنزلة، وَجَمعهَا سُور أَي رِفَعٌ. فأمّا سُورَة الْقُرْآن فَإِن الله جلّ وعزّ جمعَها سُوراً؛ مثل غُرْفة وغرف، ورُتْبة ورُتَب، وزُلْفة وزُلَف، فدلَّ على أَنه لم يَجْعَلهَا من سُور البِناء، لِأَنَّهَا لَو كَانَت من سُورِ الْبناء لقَالَ: فأْتوا بعشْرِ سُورٍ، وَلم يَقل {بِعَشْرِ سُوَرٍ} (هود: 13) والقُرَّاء مجمعون عَلَى سُوَرٍ، وَكَذَلِكَ اجْتَمعُوا على قِرَاءَة سُورٍ فِي قَوْلهم: {نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُم} (الْحَدِيد: 13) ، وَلم يقْرَأ بسورٍ فدلَّ ذَلِك عَلَى تميُّز سُورَة من سور الْقُرْآن عَن سُورة من سُوَرِ الْبناء، وكأَن أَبَا عُبيدة أَرَادَ أَن يؤيِّدَ قَوْله فِي الصُّور أَنه جمع صُورة، فأخطأَ فِي الصُّور والسُّورِ، وحَرَّف كَلَام الْعَرَب عَن صيغتِه، وَأدْخل فِيهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ؛ خِذْلاناً من الله لتكذيبه بِأَن الصُّور قَرْن خلقه الله للنَّفخ فِيهِ حَتَّى يُميت الْخلق أَجْمَعِينَ بالنّفخة الأولى، ثمَّ يُحييهم بالنفخة الثَّانِيَة، وَالله حسيبُه. قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: والسُّورة من سُوَر الْقُرْآن عندنَا: قِطعةٌ من الْقُرْآن سَبَق وُحْدانُها جَمْعَهَا كَمَا أنّ الغُرْفة سَابق للغُرَف. وأنزلَ الله جلّ وعزّ القرآنَ على نبيّه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَيْئا بعد شَيْء، وجعَلَه مفصَّلاً، وبيَّن كلَّ سُورة مِنْهَا بخاتِمتِها وبادِئتِها، وميّزها من الّتي تَلِيهَا. قلتُ: وَكَأن أَبَا الهَيْثم جَعَل السُّورة من سُور الْقُرْآن من أَسْأَرْتُ سُؤْراً: أَي أَفضَلْتُ فَضْلاً؛ إلاّ أَنَّهَا لمّا كَثُرتْ فِي

الْكَلَام وَفِي كتاب الله تُرك فِيهَا الْهَمْز كَمَا تُرِك فِي المَلَك وأَصلُه مَلأَك، وَفِي النّبيّ وأصلُه الْهَمْز. وَكَانَ أَبُو الهَيْثم طوّل الْكَلَام فيهمَا ردّ على أبي عُبَيْدَة، فاختصرتُ مِنْهُ مجامِعَ مقاصِدِه، وربّما غيّرتُ بعضَ أَلْفَاظه وَالْمعْنَى مَعْنَاهُ. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أبي العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: سُورَة كل شَيْء: حدّه. وَسورَة الْمجد علامته وأثره وارتفاعه. حَدثنَا حَنْظَلَة بن أبي سُفْيَان قَالَ: حَدثنَا سعيد بن مينا قَالَ: حَدثنَا جَابر بن عبد الله الْأنْصَارِيّ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لأَصْحَابه: (قومُوا لقد صنع جَابر سوراً) ، قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: وَإِنَّمَا يُرَاد من هَذَا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تكلّم بِالْفَارِسِيَّةِ (صنع سوراً) أَي: طَعَاما دَعَا النَّاس إِلَيْهِ. وَأَخْبرنِي عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: السُّورة: الرِّفْعة: وَبهَا سُمِّيتْ السُّورة من الْقُرْآن أَي: رِفْعة وخَيْر، فَوافَق قولُه قولَ أبي عُبَيْدَة. قلتُ: والبَصْريّون جَمَعوا السُّورة والصُّورة وَمَا أشبهَهَا على صُوَر وصُوْر، وسُوَر وسُوْر، وَلم يميّزوا بَين مَا سبقَ وُحْدانَه الجمعُ وَسبق الجمعَ الوُحْدانُ، والّذي حَكَاهُ أَبُو الْهَيْثَم هُوَ قولُ الكوفيّين، وَهُوَ يَقُول بِهِ إِن شَاءَ الله. وَأما قولُ الله جلّ وعزّ: {أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ} (الْكَهْف: 31) ، وَقَالَ تَعَالَى فِي مَوضِع آخَر: {وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَسَاوِرَ مِن} (الْإِنْسَان: 21) ، وَقَالَ أَيْضا: {يُبِينُ فَلَوْلاَ أُلْقِىَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَآءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ} (الزخرف: 53) ، فَإِن أَبَا إِسْحَاق النحويَّ قَالَ: الأَساوِرَ جمعُ أَسْوِرَة، قَالَ: وأَسْوِرَة جمعُ سِوار، والأَسْوار: من أَساوِرَة الفُرْس، وَهُوَ الحاذِقُ بالرَّمْي يُجمَع على أَساوِرَ أَيْضا؛ وَأنْشد: ووَتَّر الأَساوِرُ القِياسَا صُغْدِيّةٌ تنتزع الأَنْفاسَا والقُلْبُ من الفضّة يسمَّى سُواراً، وَإِن كَانَ من الذّهب فَهُوَ أَيْضا سِوار، وَكِلَاهُمَا لِباسٌ لأهل الجنّة أحَلَّنا الله تَعَالَى فِيها برَحمتهِ. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: هُوَ سِوار الْمَرْأَة وسُوارها: ورجلٌ أسوار من أساورة فَارس، وَهُوَ الْفَارِس من فرسانهم الْمقَاتل. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال للرجل سُرْسُرْ: إِذا أَمَرْتَه بمعَالي الْأُمُور. قَالَ: والسُّورة من الْقُرْآن: مَعْنَاهَا: الرِّفعة لإجلال الْقُرْآن، وَقد قَالَ ذَلِك جمَاعَة من أهل اللّغة، وَالله تَعَالَى أعلم بِمَا أَرَادَ. سري: قَالَ الله جلّ وعزّ: {سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ} (الْإِسْرَاء: 1) ، وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: {) وَالْوَتْرِ وَالَّيْلِ إِذَا} (الْفجْر: 4) ، فَنزل القرآنُ باللُّغتين. ورَوَى أَبُو عُبَيد عَن أَصْحَابه: سَرَيْتُ بِاللَّيْلِ، وأَسرَيْتُ، وَأنشَد هُوَ أَو غَيره:

أَسْرَتْ إليكَ وَلم تكن تَسرِي فجَاء باللغتين. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله: {سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ} قَالَ: مَعْنَاهُ: سيَّر عبدَه، يُقَال: أَسرَيْتُ وسَرَيْت: إِذا سِرْتَ لَيْلًا. وَقَالَ فِي قَوْله: {) وَالْوَتْرِ وَالَّيْلِ إِذَا} معنى: (يَسرِي) : يَمضِي، يُقَال: سَرَى يَسرِي: إِذا مضى. قَالَ: وحُذفت الياءُ من يَسرِي لأنّها رأسُ آيَة. وَقَالَ غَيره فِي قَوْله: {) وَالْوَتْرِ وَالَّيْلِ إِذَا} إِذا يُسرَى فِيهِ؛ كَمَا قَالُوا: ليْلٌ نَائِم، أَي: يُنامُ فِيهِ؛ وَقَالَ: {مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ} (مُحَمَّد: 21) ، أَي: عُزِم عَلَيْهِ. وَقَالَ اللَّيْث: السُّرَى: سَيْرُ اللَّيْل. والسارية من السَّحَاب: الَّذِي يَجِيء لَيْلًا. والعرَب تؤنِّثُ السُّرَى وتذكِّرُه. والساريةُ: سحابةٌ تَسرِي لَيْلًا، وجمعُها السَّواري، وَقَالَ النَّابِغَة: سَرَتْ عَلَيْهِ من الجَوْزاء سارِيَةٌ تُزْجي الشَّمالُ عَلَيْهِ جامِدَ البَرَد والساريةُ: أُسْطُوانةٌ من حِجارة أَو آجُرّ وجمعُها السّواري. قَالَ: وعِرْق الشَّجرِ يَسري فِي الأَرْض سَرْياً. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: السُّرَى: السَّراةُ من النَّاس. وَقَالَ ابْن السّكيت وغيرُه: يُقَال: سَرُؤ الرجُل يَسْرُؤ، وسَرَا، يَسرُو، وسَرِي يَسْرَى: إِذا شَرُف؛ وَأنْشد: تَلْقَى السَّرِيَّ من الرّجال بِنَفسِهِ وابنُ السَّرِيِّ إِذا سَرَا أَسرَاهُمَا أَي: أشرَفهُما. وقولُهم: قومٌ سرَاة جمعُ سَرِيّ، جاءَ على غير قِيَاس. وسرَاةُ الفَرَس: أَعْلى مَتْنه، وتُجْمَع سَروَات. والسَّرْوُ: الشّرف. والسرْوُ من الجَبَل: مَا ارتفَعَ عَن مَجرَى السَّيْل وانحدَرَ عَن غِلَظ الْجَبَل، وَمِنْه سَرْو حِمير، وَهُوَ النَّعْف والخَيْف. وسَراةُ النَّهَار: وَقت ارتفاعِ الشَّمْس فِي السَّمَاء، يُقَال: أتيتُه سَراةَ الضُّحَى وسَراةَ النَّهارِ. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: السرِيّ: الرّفْع فِي كَلَام الْعَرَب، وَمعنى سَرُوَ الرجل يَسرُو، أَي: ارْتَفع يرْتَفع فَهُوَ رفيع، مَأْخُوذ من سراة كل شَيْء: مَا ارْتَفع مِنْهُ وَعلا. وَقَالَ ابْن السّكيت: الطود: الْجَبَل المشرف على عَرَفَة ينقاد إِلَى صنعاء، يُقَال لَهُ: السراة، فأوّلُه سراةُ ثَقِيف، ثمَّ سَراة فَهْم وعَدْوان، ثمَّ الأزدِ، ثمَّ الحَرّةِ آخر ذَلِك. وَفِي الحَدِيث: أنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فِي الحساء: (إِنَّه يَرْتُو فؤادَ الحَزين ويَسرُو عَن فؤاد السَّقيم) . قَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ الأصمعيّ: (يَرْتو)

يَعْنِي يشدُّه ويقوِّيه، وَأما (يَسرُو) فَمَعْنَاه يكْشف عَن فُؤَاده الْأَلَم ويُزيله. وَلِهَذَا قيل: سَرَوْتُ الثوبَ عَنهُ، وسرَيْتُه وسَرَّيْته: إِذا نَضَوْتَه. وَقَالَ ابْن هَرْمَة: سَرَى ثوبَه عَنْك الصِّبَا المُتخايِلُ وَأما السَّرِيَّة من سَرايا الجُيوش: فَإِنَّهَا فعيلةٌ بِمَعْنى فاعلة، سُمّيتْ سَرِيّةً لِأَنَّهَا تسري لَيْلًا فِي خُفْيَة لئلاَّ يَنْذَر بهم العَدُوّ، فيَحْذَرُوا أَو يمتَنِعوا. وَأما قولُ الله جلّ وعزّ فِي قصّة مَرْيَم: {قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً} (مَرْيَم: 24) . فرُوي عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ: السَّرِيّ: الْجَدْوَل، وَهُوَ قَول جَمِيع أهل اللُّغَة، وَأنْشد أَبُو عبيد قولَ لَبِيد: سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصَّفَا وسَرِيُّهُ عُمٌّ نَواعمُ بينهنّ كرُومُ أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: السَّرَّاء: شجر، الْوَاحِدَة سراة، وَهِي من كبار الشّجر تنْبت فِي الْجبَال، وَرُبمَا اتخذ مِنْهَا القسي الْعَرَبيَّة. أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: السِّرْيةُ والسُّرْوة من النِّصَال، وَهُوَ المُدَوَّرُ المُدَمْلَك الَّذِي لَا عَرْض لَهُ. شَمر عَن ابْن الأعرابيّ: السُّرَى: نِصَالٌ رِقاق. وَيُقَال: قِصَارٌ يُرمَى بهَا الهدَف. قَالَ: وَقَالَ الأسَدي: السِّرْوة تُدْعَى الدِّرْعِيّة، وَذَلِكَ أَنَّهَا تدخل الدروع، ونِصَالُها مُسَلّكةٌ كالمِخْيَط. وَقَالَ ابنُ أبي الحُقَيق يَصِف الدُّروع: تَنفِي السُّرَى وجِيادَ النَّبْلِ تَتْرُكه مِن بينِ مُنقصِفٍ كَسْراً ومَفْلُولُ وَفِي الحَدِيث: أَنه طعن بالسُّروة فِي ضَبعها؛ يَعْنِي فِي ضبع النَّاقة هِيَ السّرْية والسروة، هِيَ النصال الصغار. أَبُو عَمْرو يُقَال: هُوَ يُسَرِّي العَرَق عَن نَفسه: إِذا كَانَ يَنضَحُه، وأَنشَد: يَنضَحن ماءَ البَدَن المُسَرِّي وسَراةُ الطَّرِيق: مَتْنُه ومُعْظَمه، وَيُقَال: اسْتَرَيْتُ الشيءَ: إِذا اخترتَه، وأخذتُ سراتَه: أَي: خيارَه. وَقَالَ الْأَعْشَى: فقد أُخرِج الكاعِبَ المُسْترا ةَ مِن خِدْرِها وأُشِيعُ القِمارَا أَبُو عُبَيد عَن الفرّاء: أَرض مَسْرُوَّةٌ من السّرَوَةِ، وَهِي دُودَة. وَيُقَال: فلانٌ يُسَارِي إبَل جارِه إِذا طَرَقها ليحتلِبَها دون صاحِبِها، قَالَ أَبُو وَجْزة: فإِنِّي لَا وَأُمِّكَ لَا أسارِي لِقاحَ الجارِ مَا سَمَرَ السَّمِيرُ والسّارِياتُ: حُمُر الوحوش، لأنّها تَرعَى لَيْلا وتَنفَّشُ، وَيُقَال: سَرَّى قائدُ الْجَيْش سَرِيةً إِلَى العَدُوّ: إِذا جرّدهاوبعثها لَيْلاً؛

وَهُوَ التَّسْرِيّةُ. ورجلٌ سَرّاء: كثيرُ السُّرَى باللّيل. رسا: قَالَ اللّيث: يُقَال: رَسَوْتُ لَهُ رَسْواً من الحَدِيث: أَي: ذكرتُ لَهُ طَرَفاً مِنْهُ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الرَّسُّ والرُسُوُّ بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ: والرَّسْوَة: الدَّسْتِينَج، والجميع رَسَوَات؛ وَقد قَالَه ابْن السكّيت. وَقَالَ غيرُهما: السِّوار إِذا كَانَ من خَرَز فَهُوَ رَسَوَة. أَبُو عُبيد عَن أبي زيد: رسَوتُ عَنهُ حَدِيثا أَرْسُوه رَسْواً: أَي: تحدّثْت عَنهُ. قَالَ: ورسَسْتُ الحديثَ أَرُسُّه فِي نَفسِي؛ أَي: حدّثْتُ بِهِ نَفْسي. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الرَّسِيُّ: الثابتُ فِي الخَيْر والشّر، قَالَ: ورَسَا الصَّوْمَ إِذا نَواه قَالَ: وراسَى فلانٌ فلَانا: إِذا سابَحَه؛ وسارَاه إِذا فَاخَره. قَالَ: والرَّسِيُّ: العَمُودُ الثَّابِت فِي وَسَط الخِبَاء. وَقَالَ اللّيث: رَسَا الجبلُ يَرْسو: إِذا ثَبَت أصلُه فِي الأَرْض؛ ورَسَت السفينةُ رَسْواً: إِذا انْتهى أسفَلُها إِلَى قَرار المَاء فبَقيتْ لَا تَسِير، والمِرْساة: أنْجَرُ ضَخْمٌ يُشَدُّ بالحِبال وَيُرْسل فِي المَاء فيمسِك بالسفينة ويُرسيها حَتَّى لَا تسير، وَإِذا ثَبَتت السحابةُ بمَكَان تُمطِر قيل: قد أَلْقَت مَراسِيَها، والفَحلُ من الْإِبِل إِذا تَفرَّق عَنهُ شُوَّلُه فهَدَر بهَا وراغَتْ إِلَيْهِ وسَكَنَتْ قيل: رَسَا بِها، قَالَ رؤبة: إِذا اشْمَعَلَّتْ سَنَناً رَسَا بِها بذاتِ خَرَقَيْن إذَا حَجَا بِهَا اشمَعلّت: انتَشَرت. وَقَوله بذاتِ خَرْقَيْن، يَعْنِي شِقشِقةَ الفَحْل إِذا هَدَر فِيهَا، وَيُقَال: رَسَتْ قَدَماه، أَي: ثَبَتَتا، وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ} (سبأ: 13) ، قَالَ الفرّاء: لَا تُنزَل عَن مكانَها لِعظَمها، والرَّاسيةُ: الَّتي تَرْسُو وَهِي الْقَائِمَة. والجبالُ الرَّواسِي والرّاسيات: هِيَ الثّوابت، وَقَالَ الله جلّ وعزّ فِي قصّة نوح وسفينته: (بِسم الله مجْراهَا ومُرْساها) (هود: 41) ، القرّاء كلُّهم اجتَمَعوا على ضمّ الْمِيم من مُرساها، وَاخْتلفُوا فِي (مُجراها) فَقَرَأَ الكوفيّون (مَجْراها) وَقَرَأَ نافعٌ وَابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن عامِرٍ: (مُجْراها) . وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: من قَرَأَ: (مُجْراها ومُرْساها) فَالْمَعْنى باسم اللَّهِ إجراؤها وإرْساؤُها. وَقد رَسَت السفينةُ وأَرْساها الله، وَلَو قُرئَتْ: (مُجْرِيها ومُرْسِيها) فَمَعْنَاه: أَن الله تَعَالَى يُجرِيها ويُرسِيها. وَمن قَرَأَ: (مَجْراها ومَرْساها) فَمَعْنَاه: جَرْيُها وثباتُها غير جاريةٍ، وَجَائِز أَن يَكُونَا بِمَعْنى مُجراها وَمرْسَاهَا. ورس: قَالَ اللَّيْث: الوَرْسُ: صِبغٌ؛

والتَّورِيس فعلُه. والورْسُ: أصفر كأنّه لطْخ يَخرج على الرِّمث بَين آخر القَيْظ وأوّلِ الشتَاء إِذا أصَاب الثَّوْب لوَّنَه. وَقد أورس الرِّمثُ فَهُوَ مُورِسٌ. وَقَالَ شمر: يُقَال أَحنَطَ الرِّمْثُ فَهُوَ حانِط ومحنِط: إِذا ابيضّ وأَدْرَك، فَإِذا جاوَزَ ذَلِك قيل أَوْرَس فَهُوَ وارس، وَلَا يُقَال مورس، وَإنَّهُ لَحسَن الحانِط والوارس. وَقَالَ اللَّيْث: الورْسيُّ من القداح النُّضار من أَجودهَا. يسر: قَالَ اللَّيْث: يُقَال إِنَّه ليَسْرٌ خفيفٌ ويَسَرٌ: إِذا كَانَ ليّنَ الانقياد، يوصَف بِهِ الْإِنْسَان والفَرَس، وَأنْشد: إنِّي على تَحَفُّظي ونَزْرِي أعسَرُ إِن مارَسْتَني بعُسْرِ ويَسْرٌ لمن أَراد يُسْرِيويقال: إِن قوائمَ هَذَا الْفرس ليَسَراتٌ خفافٌ: إِذا كُنّ طوعَه، والواحدة يَسرة وعسرة. وروى عَن عمر: أَنه كَانَ أَعسرَ أَيسر. قَالَ أَبُو عبيد: هَكَذَا روِي فِي الحَدِيث، وَأما كَلَام الْعَرَب فَإِنَّهُ: أعسرُ يسرٌ، وَهُوَ الَّذِي يعْمل بيديْه جَمِيعًا، وَهُوَ الأضبط. وَيُقَال: فلَان يَسرةً من هَذَا. وَقَالَ شمر: قَالَ الأصمعيّ: اليَسر الَّذِي يسَاره فِي القوّةِ مثلُ يَمِينه قَالَ فَإِذا كَانَ أعْسر وَلَيْسَ بيَسرٍ كَانَت يَمِينه أضعفَ من يسَاره. وَقَالَ أَبُو زيد: رجلٌ أعسرُ يَسرٌ، وأعسرُ أَيسر. قَالَ: وأحسَبه مأخوذاً من اليَسرة فِي الْيَد، وَلَيْسَ لهَذَا أصل، واليسرة تكون فِي اليُمنى واليُسرى، وَهُوَ خَطّ يكون فِي الرَّاحَة يُقطِّع الخطوطَ الَّتِي تكون فِي الرَّاحَة كأنّها الصَّليب. قَالَ شمر: وَيُقَال فِي فلَان يَسر، وَأنْشد: فتَمنَّى النَّزْعَ من يَسَرِهْ هَكَذَا رُوِي عَن الأصمعيّ قَالَ: وفسّره حِيالَ وَجهه. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: الشَّزْرُ: مَا طعَنْتَ عَن يَمِينك وشِمالك، واليَسرُ: مَا كَانَ حذاءَ وجهِك. وَقَالَ غيرُه: الشزْرُ: الفَتْل إِلَى فَوق، واليَسرُ إِلَى أَسفَل، وَرَوَاهُ ابْن الأعرابيّ: فتَمنى النَّزْع من يُسرِه. جمعُ يُسرى. وَرَوَاهُ أَبُو عُبَيْدَة فِي يُسره. يُرِيد: جمع يسَار. قَالَ اللَّيْث: أعسرُ يَسرُ، وامرأةٌ عَسراء يَسرةٌ: تعْمل بِيَدَيْهَا جَمِيعًا. وَقَالَ ابْن السكّيت: يُقَال فلَان أعسَرُ يسرٌ: إِذا كَانَ يعْمل بكلْتَا يديْه. وَكَانَ عمرُ أعسرَ يَسراً، وَلَا تقُل أعْسر أيْسَر. وَقَالَ اللَّيْث: اليسرة مُزْجةُ مَا بَين الأسرّة من أسرارِ الرَّاحَة يُتَيَمّن بهَا، وَهِي من عَلَامَات السخاء. واليسار: اليَدُ الْيُسْرَى. والياسر كاليامِن، والمَيْسرَة كالمَيْمَنة. واليَسر واليسار: اليَدُ اليُسرى.

والياسر من الغِنى والسّعة وَلَا يُقَال يَسار. وَقَالَ أَبُو الدُّقيش: يسر فلَان فرَسَه فَهُوَ مَيْسور مصنوعٌ سمين، وَإنَّهُ لحَسن التّيْسُور إِذا كَانَ حسنَ السِّمَن. قَالَ المرّار يصفُ فرسا: قد بلَوْناه على عِلاّته وعَلى التَّيْسُورِ مِنْهُ والضُّمُرْ وَيُقَال: خُذْ مَا تَيَسَّر وَمَا اسْتَيْسَرَ؛ وَهُوَ ضِدّ مَا تَعسّر والْتَوَى. وَقَالَ أَبُو زيد: تَيسَّر النهارُ تَيسُّراً: إِذا بَرَدَ. وَيُقَال: أَيْسِرْ أَخَاك، أَي: نَفِّس عَلَيْهِ فِي الطَّلب وَلَا تُعْسِره، أَي: لَا تُشَدِّد عَلَيْهِ وَلَا تضيِّق. سَلمَة عَن الْفراء فِي قَول الله عز وَجل: {بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} (اللَّيْل: 7) ، قَالَ: سنهيّئُه للعوْدة إِلَى الْعَمَل الصَّالح. وَالْعرب تَقول: قد يسّرت الْغنم: إِذا ولدت وتهيأت للولادة. قَالَ: وَقَالَ: {للهبِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} (اللَّيْل: 10) يَقُول الْقَائِل: كَيفَ كَانَ تيسّره للعسرى؟ وَهل فِي العسرى تيسير؟ قَالَ الْفراء: وَهَذَا كَقَوْل الله عز وَجل: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (التَّوْبَة: 3) ، فالبشارة فِي الأَصْل المفرِح. فَإِذا جمعت فِي كلامين أَحدهمَا خير، وَالْآخر شَرّ، جَازَ التبشير فيهمَا جَمِيعًا. أَبُو عدنان عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: اليَسَرُ: الَّذِي يسَاره فِي الْقُوَّة مثل يَمِينه. قَالَ: وَمثله الأضبط. قَالَ: وَإِذا كَانَ أعْسر، وَلَيْسَ بيَسر، كَانَت يَمِينه أَضْعَف من يسَاره. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} (الْبَقَرَة: 219) ، قَالَ مُجَاهِد: كلُّ شَيْء فِيهِ قِمار فَهُوَ من المَيْسِر حَتَّى لِعبُ الصّبيان بالجَوْز. ورُوِيَ عَن عليّ أَنه قَالَ: الشِّطْرَنْج مَيسِرُ العَجَم؛ وَنَحْو ذَلِك قَالَ عَطاء فِي المَيسر أَنه القِمار بالقِداح فِي كلّ شَيْء. شمر عَن ابْن الأعرابيّ: الياسِر: الّذي لَهُ قِدْح وَهُوَ اليَسَر واليَسُور؛ وأَنشَد: بِمَا قَطَّعْن من قُرْبى قَريبٍ ومَا أَتْلَفْنَ من يَسَرٍ يَسُورِ قَالَ: وَقد يَسَر يَيْسِر: إِذا جَاءَ بقِدْحه لِلقِمار. وَقَالَ ابْن شُميل: الياسِر: الجَزّار. وَقد يَسَروا: أَي: نَحَروا. ويَسَرْتُ الناقةَ: جَزّأْتَ لَحمَها. وَقَالَ أَبُو عُبيد: الأيْسار واحدهم يَسرٌ: وهم الَّذين يُقامِرون، قَالَ: والياسِرُون: الَّذين يَلُون قِسمةَ الجَزُور. وَقَالَ فِي قَول الْأَعْشَى: والجاعِلُو القُوتِ على الياسِرِ يَعْنِي الجَزّار. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبيدة فِي قَول الشَّاعِر:

أقولُ لأهْل الشّعب إِذْ يَيْسرُونني ألم تَيْأَسُوا أَنّي ابنُ فارسِ زَهْدَمِ إِنَّه من المَيْسر أَي تجتزرونني وتقتَسِمُونني وجَعل لَبيدٌ الجزورَ مَيْسِراً فَقَالَ: واعفُفْ عَن الجاراتِ وام نَحْهُنَّ مَيْسِرَك السَّمِينَا وَقَالَ القُتَيْبيّ: المَيسر: الجَزُور نفسُه؛ سمِّي مَيْسِراً لِأَنَّهُ يجزَّأُ أَجْزاء؛ فَكَأَنَّهُ موضعُ التّجزئة، وكلّ شَيْء جزّأتَه فقد يَسرْته، والياسِر: الجازِر. لِأَنَّهُ يُجَزِّىء لحمَ الْجَزُور. وَهَذَا الأَصْل فِي الياسر. ثمَّ يُقَال للضاربين بِالْقداحِ والمغامرين على الْجَزُور: ياسرون لأَنهم جازرون: إِذْ كَانُوا سَببا لذَلِك. أَبُو عُبيد عَن أَبي عَمْرو: اليَسَرة: وَسْمٌ فِي الفَخِذَين. وجمعُها أَيْسَار. وَمِنْه قَول ابْن مقبل: على ذَات أيسار كَأَن ضلوعها وأحناءها الْعليا السّقيف المشبّح يَعْنِي الوسم فِي الفخذين. وَيُقَال: أَرَادَ قَوَائِم ابْنه. وَقَالَ غَيره: يَسَراتُ البعيرِ قوائمُه، وَقَالَ ابْن فَسْوَة: لَهَا يَسَراتٌ للنَّجَاءِ كأَنّها مَواقِعُ قَيْنٍ ذِي عَلاةٍ ومِبْرَدِ قَالَ: شبَّه قوائِمَها بمطَارقِ الحَدّاد. أَبُو عُبيد: يَسَّرَت الغَنَمُ: إِذا كَثُرت وكَثُرَ ألبانُها ونَسْلُها، وأَنشَد: هُما سَيِّدَانا يَزْعُمانِ وإنّما يَسُودانِنا أنْ يَسَّرَتْ غَنَماهُمَا حُكي ذَلِك عَن الْكسَائي. وَيُقَال: مَيْسَرة ومَيْسُرة: لليسار الْغَنِيّ. أسر: فِي (كتاب الْعين) : شمر: الأُسرة: الدِّرع الحصينة؛ وَأنْشد: والأسْرَة الحصداءُ والبَيْضُ المكلَّلُ والرِّماح وَقَالَ الفرّاء: أسَرَه الله أحْسن الأسْرِ، وأَطَرَه الله أحْسن الأطْر، ورجُلٌ مأسورٌ ومَأْطور: شديدٌ. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال: مَا أَحْسن مَا أسر قَتَبَهُ: أَي: مَا أحْسن مَا شَدَّه بالقِدّ، والقِدُّ: الَّذِي يُؤْسَرُ بِهِ القَتَب يُسمى الإسار، وجمعُه أُسُرٌ. وقَتَبٌ مَأْسور، وأَقْتَاب مآسيرٌ. وَقيل للأسير من العَدُو: أَسير، لِأَن آخِذه يستوثق مِنْهُ بالإسار. وَهُوَ القِد لِئَلَّا يُفلت. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: يجمع الْأَسير أسرى. قَالَ: وفَعْلَى جمعٌ لكل مَا أصيبوا بِهِ فِي أبدانهم أَو عُقُولهمْ، مثل: مَرِيض ومرضى. وأحمق وحمقى، وسكران وسكرى. قَالَ: وَمن قَرَأَ: {أُسَارَى} و (أُسَارَى) (الْبَقَرَة: 85) فَهُوَ جمعُ الْجمع.

وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَآ} (الْإِنْسَان: 28) ، أَي: شددنا خَلْقَهم، وَجَاء فِي التَّفْسِير: مفاصِلَهم. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: {خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَآ} ، يَعْنِي مَصْرفي البَوْل. والغائِط إِذا خرج الْأَذَى تَقبضتَا. وَيُقَال: فلانٌ شَدِيد أسْرِ الخلْق: إِذا كَانَ معصوب الخلْقِ غير مُستَرْخِ. وَقَالَ العجاج يذكر رجلَيْنِ كَانَا مأسورين فأطلقا: فأصبحا بنجوة بعد ضرَرْ مسلَّمَيْنِ فِي إسار وأسَر يَعْنِي: شُرِّفا بعد ضيق كَانَا فِيهِ. وَقَوله: (فِي إسار وأسَرٍ) أَرَادَ: وأَسرٍ، فحرّك لاحتياجه إِلَيْهِ، وَهُوَ مصدر. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: إِذا احتَبَسَ على الرجل بَوْلُه قيل: أَخَدَه الأُسر، وَكَذَلِكَ قَالَ الْأَصْمَعِي واليزيدي: وَإِذا احتَبَسَ الغائطُ فَهِيَ الحُصر. شمر عَن ابْن الأعرابيّ: هَذَا عُودُ أُسْر ويُسْر: وَهُوَ الَّذِي يعالَج بِهِ الإنسانُ إِذا احتَبَس بولُه، قَالَ: والأُسْر: تقطير البَوْل وحَزٌّ فِي المَثانة، وإضَاضٌ مثل إضاضِ المَاء خِضَ، يُقَال: أنالَه اللَّهُ أسراً. وَقَالَ الفرّاء: قيل: هُوَ عُودُ الأسْر، وَلَا تقل عُود اليُسْر. وَقَالَ اللّيث: يُقَال: أُسِر فلانٌ إساراً، وأُسِر بالإسار، قَالَ: والإسار: الرِّباط، والإسار: المَصدَر كالأَسْرِ. وَجَاء الْقَوْم بأسرهم. قَالَ أَبُو بكر: مَعْنَاهُ: جَاءُوا بجميعهم وخلقهم. وَالْأَمر فِي كَلَام الْعَرَب: الْخلق. قَالَ الْفراء: أُسِر فلَان أحسن الْأسر، أَي: أحسن الْخلق. قَالَ: وتأسيرُ السَّرْج: السُيُورُ الّتي يُؤْسَر بهَا. وَقَالَ أَبُو عُبيد: أُسْرَة الرجلِ: عَشيرتُه الأَدْنَون. أَبُو زيد: تأسَّر فلانٌ عليَّ تأسُّراً: إِذا اعتَلَّ وأَبطأَ. قلت: هَكَذَا رَوَاهُ ابْن هانىء عَنهُ. وأمّا أَبُو عُبيد فإنّه رَوَاهُ بالنُّون: تأسَّنَ وَهُوَ عِنْدِي وهَم، وَالصَّوَاب بالرَّاء. أَبُو نصر عَن الأصمعيّ: الإسَار: القَيْد، وَيكون كَبْلَ الكِتاف. سرأ: أَبُو عبيد عَن القَنانيّ: إِذا أَلقَى الجرَادُ بَيْضَه قيل: قد سَرَأَ بَيْضَه يسْرَأ بِهِ. قَالَ: وَقَالَ الْأَحْمَر: سَرَأتِ الجَرادةُ: إِذا ألقَتْ بَيضَها. وأَسْرَأَتْ: حَان ذَلِك مِنْهَا. أَبُو زيد: سَرَأَت الجرادةُ: إِذا أَلقَتْ بَيضَها ورَزّتْه رَزّاً، والرَّزّ: أَن تُدخِل ذَنبَها فِي الأَرْض فتُلقِي سَرْأَها، وسَرْؤُها: بَيْضُها. وَقَالَ الليثُ: وَكَذَلِكَ سَرْءُ السَّمَكة وَمَا أشبَهَه من البَيْض فَهُوَ سَرُءٌ. قَالَ: وَرُبمَا قيل سَرَأَت المرأةُ: إِذا كثُر ولَدُها.

أَبُو زيد: يُقَالُ: ضَبّةٌ سُرُوءٌ على فعول، وضِباب سُرُؤٌ على فُعُل، وَهِي الّتي بَيضُها فِي جَوْفها لم تُلْقِه. وَقَالَ غيرُه: لَا يسمَّى البيضُ سَرْأَ حتّى تُلقِيَه. وسَرَأَتِ الصَّنّبة: إِذا باضَتْ. وَقَالَ الأصمعيّ: الجرادُ يكون سَرْأ وَهُوَ بَيْض؛ فَإِذا خرجَتْ سُوداً فَهِيَ دَباً. قَالَ: والسَّراءُ: ضَرْبٌ من شجر القِسِيّ، والواحدة سَراءَة. روس ريس (رَأس) : ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: راسَ يَرُوس رَوْساً: إِذا أَكَل وجَوَّد. وراسَ يَريس رَيْساً: إِذا تَبَخْتَر فِي مِشيَته. قَالَ: والرَّوْسُ: الأكْلُ الْكثير، وأمّا الرّأْس بِالْهَمْز فإنّ ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: رأَسَ الرجلُ يَرْأَسُ رَأسَةً: إِذا زاحَمَ عَلَيْهَا وَأَرَادَهَا. قَالَ: وَكَانَ يُقَال: إِن الرِّياسةَ تَنزِل من السَّمَاء فيُعصَّب بهَا رأسُ من لَا يطْلبهَا. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: يُقَال للْقَوْم إِذا كَثُروا وعَزُّوا: هم رَأس. قَالَ عَمْرو بن كُلْثُوم: برأْس من بَنِي جُشَم بنِ بَكْرٍ نَدُقُّ بِهِ السُّهولَةَ والحُزُونَا وَقَالَ اللّيث: رأسُ كلِّ شَيْء: أَعْلَاهُ، وثلاثةُ أَرؤُس، والجميعُ الرؤوس. وفَحْل أَرْأَس: وَهُوَ الضَّخْم الرّأس، وَقد رَئِس رَأْساً. قَالَ: ورأَسْتُ القومَ أرأَسهُم، وفلانٌ رأسُ القومِ وَرَئِيس الْقَوْم وَقد تَرأسَ عَلَيْهِم، ورَوّسَوه على أنفُسِهم. قلت: هَكَذَا رأيتُه فِي كتاب اللّيث، وَالْقِيَاس: رَأسُوه لَا رَوَّسُوه. والرُّؤَاسيُّ: العظيمُ الرَّأْس. ورجلٌ أريسٌ ومَرْءُوس: وَهُوَ الّذي رَأَسه السِّرْسام فأصابَ رأسَه. وكَلْبة رَءُوس: وَهِي الّتي تُساوِر رأسَ الصَّيْد. وَقَالَ: وسحابةٌ رأسةٌ: وَهِي الّتي تَقدَّمُ السَّحابَ وَهِي الرَّوائس. قَالَ ذُو الرمة: نفَتْ عَنْها الغُثاءَ الرَّوائسُ قَالَ: وبعضُ الْعَرَب يَقُول: أَن السّيل يَرْأَس الغُثاء، وَهُوَ جمعُه إِيَّاه ثمَّ يحْتَملهُ. وَقَالَ الطّرماح: كغريَ أجسدتْ رَأسه فُرُع بَين رياس وَحَام الغري: النصُب الَّذِي دُمِّي من النّسك. والحامي: الَّذِي حمي ظَهره. والرِّياس: تُشق أنوفها عِنْد الفَري فَيكون لَبنهَا للرِّجَال دون النِّسَاء. وَيُقَال: أعطِني رَأْسا من ثُوم والضَّبُّ ربّما رَأَس الأَفعى وربّما ذَنَبها، وَذَلِكَ أَن الأفعَى تَأتي جُحَر الضّب فتَحرِشه فيَخرج أَحْيَانًا بِرَأْسِهِ فيستقبِلها. فَيُقَال: خَرَج مُرَئِّساً، وَرُبمَا احترَشَه الرجلُ فيجعَل عُوداً فِي فَمِ جُحْره فيحسبَه

أَفعَى فَيخرج مُرْئساً أَو مُذَنِّباً، ورأَسْتُ فلَانا: إِذا ضربتَ رأسَه. وَقَالَ لبيد: كأنّ سحيلَه شكوَى رئيسٍ يُحاذِر من سرايَا واغتيالِ يُقَال: الرئيس هَهُنَا الَّذِي شُج رَأسه. الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت: يُقَال: قد ترأَسْت على الْقَوْم، وَقد رأسْتُك عَلَيْهِم، وَهُوَ رئيسُهم، وهم الرُّؤساء، والعامة تَقول: رُيَساء. وَيُقَال: شاةٌ رَئيس: إِذا أُصيبَ رأسُها فِي غَنَمٍ رَآسي، بِوَزْن دَعاسي. وَيُقَال: هُوَ رائسُ الكِلابِ مثل راعِي، أَي: هُوَ فِي الْكلاب بِمَنْزِلَة الرئيس فِي الْقَوْم، ورَجلٌ رؤَاسيٌّ وأَرْأَس: للعظيم الرَّأْس، وشاةٌ أَرأَس: وَلَا تقل رُؤاسِيّ. وَيُقَال: رجُلٌ رآس بوَزْن رَعَّاس للّذِي يَبيع الرُّؤوس. وَبَنُو رؤاس: حيٌّ من بني عَامر بن صعصعة، مِنْهُم أَبُو جَعْفَر الرُّؤاسيّ وَفِي الحَدِيث أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يصبب من الرَّأْس وَهُوَ صَائِم. هَذَا كِنَايَة عَن الْقبْلَة. أَبُو عُبيد عَن أبي زيد: إِذا اسوَدّ رَأسُ الشَّاة فَهِيَ رأساء، فإِن ابيضَّ رأسُها من بَين جَسدها فَهِيَ رخماء وَمُخَمَّرة. قَالَ: ورائس النَّهر والوادي أَعْلَاهُ؛ مثل رائس الْكلاب. وَقَالَ أَبُو عبيد: رئاس السَّيْف قوائمه. وَقَالَ ابْن مقبل: ثمَّ اضطغنت سلاحي عِنْد مَغْرِضها ومرفقٍ كرئاس السَّيْف إِن شَسفا قَالَ شمر: لم أسمع رئاساً إِلَّا هَهُنَا. وَقَالَ ابْن شُميل: روائسُ الْوَادي: أعاليه. أَبُو عبيد عَن الفرّاءِ قَالَ: المُرائس والرَّءُوس من الْإِبِل الَّذِي لَم يَبْقَ لَهُ طِرْق إلاّ فِي رَأسه. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : يُقَال: ارْتأَسني فلانٌ واكْتأَسنى: شَغلَني، وَأَصله أخذٌ بالرّقبة وخفضها إِلَى الأَرْض، ومثلُه ارتكَسني واعتَكَسني. أرس: وَفِي الحَدِيث: أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتب إِلَى هِرقل عَظِيم الرُّوم يدْعُوه إِلَى الْإِسْلَام، وَقَالَ فِي آخِره: (وَإِن أبَيْتَ فَإِن عَلَيْك مِثل إِثْم الإرِّيسين) . ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَرس يأرِس أَرْساً: إِذا صَار أَرِيساً، والأريس: الأكّار. قَالَ: وأرَّسَ يؤرِّس تأريساً: إِذا صَار أَكّاراً، وجمعُ الأَرِيس أَرِيْسُون، وَجمع الإرِّيس إِرِّيسُون وأرارِسة، وأَرارِس قَالَ: وأَرارِسة ينْصَرف، وأَرارِسُ لَا ينَصرف. قَالَ: والأرْسُ: الأكْل الطّيب. والإرسُ: الأصلُ الطيّب. قلتُ: أحسِبُ الأَرِيسَ والأَرِّيسَ بِمَعْنى الأكّار من كَلَام أهلِ الشَّام، وَكَانَ أهلُ السّواد وَمَا صاقَبَها أهلَ فلاحة وإثارَة للأرَضين، وهم رَعِيَّةُ كِسرَى، وَكَانَ أهلُ

باب السين واللام

الرُّوم أهلَ أَثاث وصَنْعَة، وَيَقُولُونَ للمجوسيّ: أَرِيسيٌّ، يُنسَب إِلَى الأرِيس وَهُوَ الأكّار، وَكَانَت الْعَرَب تسمِّيهم الفلاّحين، فأَعلَمَهم النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّهم وَإِن كَانُوا أهلَ كتاب فإنّ عَلَيْهِم من الْإِثْم إِن لم يُؤمنُوا بِمَا أُنْزِل عَلَيْهِ مثل إِثْم المَجوس والفلاّحين الّذين لَا كِتَاب لَهُم. وَالله أعلم. وَمن الْمَجُوس قوم لَا يعْبدُونَ النَّار ويزعمون أَنهم على دين إِبْرَاهِيم، وَأَنَّهُمْ يعْبدُونَ الله تَعَالَى، ويحرّمون الزِّنَى. وصناعهم الحراثة، ويُخرجون العُشر مِمَّا يزرعون. غير أَنهم يَأْكُلُون الموقوذة. وأحسِبهم يَسْجُدُونَ للشمس، وَكَانُوا يُدعَون الأرِيسيين. (بَاب السِّين وَاللَّام) س ل (وَا يء) سيل سَوَّلَ سلأ وسل ولس ألس لوس سلا لسا لَيْسَ (أسل) . سَوَّلَ: أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: رجل أسْوَل، وامرأةٌ سَوْلاء: إِذا كَانَ فيهمَا استرخاء. قَالَ: واللَّخَا مِثْلُه، وَقد يسول سَوَلاً، وَقَالَ المتنخِّل: كالسُّحُلِ البِيضِ جَلاَ لَوْنَها هَطْلُ نِجَاءِ الحَمَلِ الأَسْوَلِ أَرَادَ بالحَمل: السَّحابَ الأسوَد، والأسول من السَّحَاب: الّذي فِي أَسْفَله استرخاء ولهَدبه إِسْبال، وَقد سَوِلَ يَسْوَلُ سَوَلاً، وقولُ الله جلّ وعزّ: {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} (يُوسُف: 18) ، هَذَا قولُ يعقوبَ عَلَيْهِ السَّلَام لولدِه حِين أخبَروه بأَكلِ الذِّئب يُوسُف، فَقَالَ لَهُم: مَا أَكلَه الذِّئْب، بل سَوَّلَتْ لكم أَنفسكُم أمرا فِي شَأْنه، أَي: زَيَّنتْ لكم أنفسُكم أمرا غيرَ مَا تَصِفون، وكأنّ التَّسويلَ تفعيلٌ من سُولِ الْإِنْسَان وَهُوَ أمنيّتُه الَّتِي يتمنّاها فتُزيِّن لطالبها الباطلَ والغُرور. وأصلُ السُّؤال مهموزٌ غير أنَّ الْعَرَب استثقلوا ضَغْطَةَ الْهمزَة فِيهِ فخفَّفوا الهمزَة قَالَ الرَّاعِي فِي تَخْفيف همزِه: اخْتَرْتُكَ الناسَ إِذْ رَثَّت خَلائقُهمْ واعتَلَّ من كَانَ يُرجَى عِنْده السُّولُ والدّليل على أنّ الأصلَ فِيهِ الْهَمْز قِرَاءَة القرّاء: {قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يامُوسَى} (طه: 36) ، أَي: أُعطيتَ أمنيتَكَ الَّتِي سأَلتَها. وَقَالَ الزّجّاج: يُقَال: سَأَلْتُ أسأَل وَسلْتُ أَسَلُ، والرَّجُلانِ يَتَساءَلان ويَتَسايَلان. وَقَالَ اللّيث: يُقَال: سَأَل يسألُ سُؤالاً ومَسألةً. قَالَ: والعربُ قاطبةً تحذِف همزَ سَلْ فَإِذا وَصلتْ بِالْفَاءِ وَالْوَاو همزتْ كَقَوْلِك: فاسأل، واسأل: وجمعُ الْمَسْأَلَة مسَائِل، فَإِذا حذَفوا الْهمزَة قَالُوا: مَسَلَة، والفقيرُ يسمَّى سَائِلًا. وَقَرَأَ نَافِع وابنُ عَامر (سَالَ) غير مَهْمُوز (سَائل) وَقيل مَعْنَاهُ: بِغَيْر همز: سَالَ وادٍ بعذابٍ وَاقع. وَقَرَأَ سَائِر القرّاء: ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو والكوفيون {} (المعارج: 1) مَهْمُوز بِالْهَمْز على معنى دَعا

داعٍ. وَجمع السَّائِل الفقيرِ: سُؤَّال. وَجمع مَسِيل المَاء: مَسايِل بِغَيْر همز. وَجمع المَسأَلة: مسَائِل بِالْهَمْز. وسل: قَالَ اللَّيْث: وسَّلَ فلانٌ إِلَى رَبِّه وَسِيلةً: إِذا عَمِل عَمَلاً تَقَرَّب بِهِ إِلَيْهِ، وَقَالَ لَبيد: بلَى كلُّ ذِي رَأْيٍ إِلَى الله واسِلُ والوَسِيلة: الوُصْلةُ والقُرْبَى، وجمعُها الوَسائل، قَالَ الله: {أُولَائِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} (الْإِسْرَاء: 57) ، وَيُقَال: توسَّل فلانٌ إِلَى فلَان بوَسيلة، أَي: تَسَبَّبَ إِلَيْهِ بسَبَب، وتقرّبَ إِلَيْهِ بحُرمةِ آصِرةٍ تَعطِفه عَلَيْهِ. سلا: الأصمعيّ: سَلَوْتُ فَأَنا أَسْلو سُلُوّاً، وسَلِيتُ عَنهُ أسْلَى سُلِّياً بِمَعْنى سَلَوْت. وَقَالَ أَبُو زيد: معنى سلوت: إِذا نسي ذكره وَذهب عَنهُ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: سليت فلَانا، أَي: أبغضته وَتركته. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم: يُقَال: سلوتُ عَنهُ أَسلو سُلُوّاً وسُلُوَاناً، وسَلِيتُ أَسلَى سُلِيّاً، وَقَالَ رُؤبة: لَوْ أَشْرَبُ السُّلْوانَ مَا سَلِيتُ مَا بِي غنى عَنْك وإنْ غَنِيت قَالَ: وسمعتُ محمدَ بنَ حيّان يَحكي أنّه حضَر الأصمعيَّ ونُصيْرَ بنَ أبي نُصَير يَعرِض عَلَيْهِ بالرّيّ، فأجرَى هَذَا البيتَ فِيمَا عَرَض عَلَيْهِ، فَقَالَ لنُصَير: مَا السُّلوان؟ فَقَالَ: يُقَال: إنّها خَرَزَة تُسحَق ويُشرَب مَاؤُهَا فتورِث شارِبَه سلْوَةً، فَقَالَ: اسكتْ، لَا يَسخَرْ مِنْك هَؤُلَاءِ، إنّما السُّلْوان مصدرُ قولِك: سَلَوْتُ أَسلُو سُلواناً؛ فَقَالَ: لَو أشرَب السُّلوان، أَي: السُّلوَّ شُرْباً مَا سَلوْتُ. وَقَالَ اللّحياني فِي (نوادِره) : السَّلوانة والسَّلوان والسَّلْوَان: شَيْء يسْقى العاشقُ ليسْلو عَن الْمَرْأَة. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: السُّلوانة: حَصاةٌ يسقَى عَلَيْهَا العاشقُ فيسْلُو؛ وأنشَد: شَرِبْتُ على سُلوانةٍ ماءَ مُزْنةٍ فَلَا وجَديد العَيْشِ يَا مَيُّ مَا أسْلو وَقَالَ أَبُو الهَيْثم: قَالَ أَبُو عَمْرو السّعدي: السُّلوانة: خَرزَةٌ تُسحَق ويُشرَب مَاؤُهَا فيَسْلو شاربُ ذَلِك المَاء عَن حُبِّ من ابْتُلِيَ بحبّه. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: بل يؤخَذ تُرابُ قبرِ مَيّتٍ فيُجعَل فِي ماءٍ فَيموتَ حُبُّه؛ وأنشدَ: يَا لَيتَ أَنّ لقلْبي منْ يُعللهُ أَو ساقياً فسَقاني عنكِ سُلوانَا أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: السُّلوانة: خَرزَةٌ للبُغض بعد المَحبّة. قَالَ: والسَّلوَى: طَائِر؛ وَهُوَ فِي غير الْقُرْآن العَسَل، وجاءَ فِي التَّفْسِير فِي قولِه: {وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى} (الْبَقَرَة: 57) ، أنّه طَائِر كالسُّمانيَ. وَقَالَ اللّيث: الْوَاحِدَة سَلواة، وأَنشَد:

كَمَا انتفَضَ السَّلواةُ مِن بللِ القَطْرِ أَبُو عبيد: السَّلوَى: العَسَل؛ وَقَالَ خالدُ الهُذَليّ: وقَاسمَها بِاللَّه جَهْداً لأنتُم ألَذُّ مِنَ السَّلوَى إِذا مَا نشُورُهَا أَي: تأخُذُها من خَلِيّتها؛ يَعني العَسَل، وَقَالَ أَبُو بكر: قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: المَنُّ: التَّرَنجبين، والسَّلوَى: السُّمَانيَ. قَالَ: والسلوى عِنْد الْعَرَب العَسَل، وَأنْشد: لَو أطْعموا المنَّ والسلوى مكانهُم مَا أبْصر النَّاس طُعماً فيهُم نَجعَا وَيُقَال: هُوَ فِي سَلْوة من العَيْش، أَي: فِي رَخاءٍ وغَفْلة، قَالَ الرَّاعِي: أَخُو سَلْوةٍ مَسَّى بِهِ اللَّيلُ أَمْلَحُ ابْن السّكيت: السلوة: السُّلُو. والسَّلوة: رخاء الْعَيْش. وَيُقَال: أَسْلاني عَنْك كَذَا وسَلاّني. وَبَنُو مُسْليَةَ حيٌّ من بني الحَارِث بنِ كَعْب. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: مَا سَلِيتُ أَن أقولَ ذَاك، أَي: لم أَنْسَ أَن أَقُول ذَاك وَلَكِن تركتهُ عَمْداً، وَلَا يُقَال: سَلِيتُ أَن أقولَه إلاّ فِي معنَى مَا سَلِيتُ أَن أقولَه. أَبُو عُبيد عَن أبي زيد: السَّلَي: لُفافةُ الوَلَد من الدّواب والإبلِ، وَهُوَ مِن النَّاس مَشِيمة. وسَلِيت النَّاقة، أَي: أخذتُ سلاها. الحرّاني عَن ابْن السّكيت: السَّلَى سَلَى الشَّاة، يكْتب بِالْيَاءِ؛ وَإِذا وصفْتَ قلت: شاةٌ سلياء. وسَلِيت الشاةُ: تدلّى ذَلِك مِنْهَا. وَيُقَال لِلْأَمْرِ إِذا فَاتَ: قد انْقَطع السّلَى، يُضرب مثلا لِلْأَمْرِ يفوت وَيَنْقَطِع. وسلَيْتَ الناقةَ: أخذت سلاها وأخرجته. وَقَالَ ابْن السكّيت: السَّلْوة: السُّلُوّ، والسَّلْوة: رَخاءُ العَيش. سلأ: الأصْمعي: سَلأْتُ السَّمْنَ وَأَنا أسْلأُه سَلأً. قَالَ: والسِّلاء: الِاسْم، وَهُوَ السَّمْن. وَيُقَال: سَلأَه مائةَ سَوْط، أَي: ضَرَبه. وسَلأَه مائةَ دِرْهم، أَي: نقَدَه. وَقَالَ غيرُه: السُّلاّء: شَوْكَة النّخل، والسُّلاّء: الْجَمِيع. وَقَالَ علقمةُ بن عَبْدة يصف فَرَساً: سُلاّءةٌ كعَصَا النَّهدِيّ غُلَّ لَهَا ذُو فَيْئَةٍ من نَوَى قُرَّان مَعجومُ ألس: رُوِيَ فِي حديثِ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه دَعَا فَقَالَ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بك من الأَلْسِ والكِبر) . قَالَ أَبُو عبيد: الأَلْسُ: اخْتِلَاط العَقْل، يُقَال مِنْهُ: أُلِسَ الرجلُ فَهُوَ مَأْلوس. قَالَ: وَقَالَ الأُمويّ: يُقَال: ضَرَبه فَمَا تَأَلَّسَ، أَي: مَا تَوَجَّع. وَقَالَ غَيره: فَمَا تحَلَّس بِمَعْنَاهُ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الأَلْسُ: الْخِيَانَة. والأَلْسُ: الأَصْلُ السُّوْء.

وَقَالَ الهَوازِنيّ: الأَلْسُ: الرِّيبة، وتَغيُّر الخُلُق من رِيبة. أَو تغيُّر الخُلُق من مَرَض، يُقَال: مَا أَلَسَك. وأَنشَد: إنّ بِنَا أَو بكُمَا لأَلْسَا وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال للغَريم: إنّه ليَتَألَّسُ فَمَا يُعطِي وَمَا يَمنعُ، والتألُّس: أَن يكون يُرِيد أَن يُعطِيَ وَهُوَ يمْنَع، يُقَال: إنّه لَمأْلُوسُ العطِيّة، وَقد أُلِسَتْ عطيّتُه: إِذا مُنِعتْ من غير إِياس مِنْهَا. وأَنشَد: وصَرَمَتْ حَبْلَك بالتَأَلُّسِ قَالَ القتيبي: الألس: الْخِيَانَة والغش، وَمِنْه قَوْلهم: فلَان لَا يدالس وَلَا يؤالس. فالمدالسة من الدَّلْس وَهُوَ الظلمَة، يُرَاد: أَنه لَا يعمي عَلَيْك الشَّيْء فيخفيه وَيسْتر مَا فِيهِ من عيب. والمؤالسة: الْخِيَانَة. وَأنْشد: هم السّمن بالسنوت لَا ألس فيهمُ وهم يمْنَعُونَ جارهم أَن يُقرَّدا ولس: قَالَ اللّيث: الوَلُوس: الناقَةُ الّتي تَلِسُ فِي سَيْرها ولَسَاناً؛ والإبِلُ يُوالسُ بعضُها بَعْضًا وَهُوَ ضَربٌ من العَنَق. والمُوَالَسة: شِبْه المُداهَنة فِي الْأَمر. وَيُقَال: فلانٌ مَا يُدالِسُ وَلَا يُوالِس. وَمَا لي فِي هَذَا الأمرِ وَلْسٌ وَلَا دَلْس، أَي: مَا لي فِيهِ خِيانةٌ وَلَا ذَنْب. وَقَالَ ابْن شُميل: المُوالَسة: الخِداع، يُقَال: قد تَوالَسوا عَلَيْهِ وترافدوا عَلَيْهِ، أَي: تَناصَروا عَلَيْهِ فِي خِبّ وخديعة. والوَلُوس: السَّريعة من الْإِبِل. (لوس) : قَالَ اللَّيْث: اللَّوْس: أَن يَتتبّع الإنسانُ الحَلاواتِ وَغَيرهَا فيأكل. يُقَال: لاسَ يَلُوس لَوْساً وَهُوَ لائسٌ ولَؤُوس. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: اللَّوس: الأكلُ الْقَلِيل. واللُّوس: الأشِدّاء، واحدهمْ أَلْيَس. سيل: قَالَ اللَّيْث: السَّيْل مَعْرُوف، وجمعُه سُيول. ومَسِيل المَاء وجمعُه أَمْسِلةٌ، وَهِي ميَاهُ الأمطار إِذا سالَت. قلت: القياسُ فِي مَسيل الماءِ مَسايِل غيرُ مَهْمُوز، ومَن جمَعَه أَمسِلَةً ومُسُلاً ومُسْلاناً فَهُوَ على توهُّم أنَّ الْمِيم فِي المَسيل أصليّة، وأنّه على وزن فَعِيل وَلم يُرَدْ بِهِ مَفعِلاً، كَمَا جَمعوا مَكَانا أمكِنة، وَلَهُمَا نَظَائِر. والمَسِيل: مَفْعِلْ من سالَ يَسيلُ مَسِيلاً ومَسالاً وسَيْلاً وسَيَلاناً. وَيكون المَسِيل أَيْضا: المكانُ الّذي يَسِيل فِيهِ ماءُ السَّيْل. وَقَالَ اللَّيْث: السَّيَال: شجَرٌ سَبْط الأَغْصان عَلَيْهِ شَوْك أبيضُ. أصولُه أَمْثَال ثَنَايا العَذارَى. قَالَ الْأَعْشَى: باكَرَتْها الأغْراب فِي سِنَة النَّومِ فتَجرِي خِلال شَوْكِ السَّيَالِ

يصف الْخمر. والسِّيلاَنُ: سِنْخُ قائِم السَّيفِ والسِّكِّين، وَنَحْو ذَلِك. لَيْسَ: قَالَ اللَّيْث: ليسَ: كلمةُ جُحود، قَالَ: وَقَالَ الْخَلِيل: مَعْنَاهُ: لَا أَيْس، فطُرِحَت الْهمزَة وأُلزِقتْ اللاّم بِالْيَاءِ، وَمِنْه قولُهم: ائتِنِي من حيثُ أَيْسَ ولَيْس، وَمَعْنَاهُ: من حيثُ هُوَ وَلَا هُوَ. وَقَالَ الكسائيُّ: لَيْسَ يكون جَحداً، وَيكون اسْتثِْنَاء، يُنصَب بِهِ، كقولِك: ذهب القومُ لَيسَ زيدا بِمَعْنى مَا عَدَا زَيْداً وَلَا يكون أبدا، وَيكون بمعنَى إلاّ زَيْداً. قَالَ: وربّما جَاءَت ليسَ بِمَعْنى لاَ الّتي يُنسقُ بهَا. قَالَ لبيد: إِنَّمَا يَجْزِي الفَتَى لَيْسَ الجَمَلْ إِذا أُعرِب قيل: لَيْسَ الجملُ، لأنّ لَيْسَ هَهُنَا بِمَعْنى لَا النَّسَقِيَّة، وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: أَرَادَ لَيْسَ يَجْزِي الجَمَل ولَيْس الجَملُ يَجْزِي، وربّما جَاءَت لَيْسَ بِمَعْنى لَا التّبرئة. قَالَ ابْن كيسَان: (لَيْسَ) من الجَحْد، وَتَقَع فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع: تكون بِمَنْزِلَة كَانَ، ترفع الِاسْم وتنصب الْخَبَر، تَقول: لَيْسَ زيد قَائِما، وَلَيْسَ قَائِما زيد، وَلَا يجوز أَن تقدم خَبَرهَا عَلَيْهَا لِأَنَّهَا لَا تَنْصَرِف. وَتَكون لَيْسَ اسْتثِْنَاء فتنصب الِاسْم بعْدهَا كَمَا تنصبه بعد إِلَّا، تَقول: جَاءَنِي الْقَوْم لَيْسَ زيدا، وفيهَا مُضْمر لَا يظْهر. وَتَكون نسقاً بِمَنْزِلَة (لَا) تَقول: جَاءَنِي عمر وَلَيْسَ زيد. وَقَالَ لبيد: إِنَّمَا يَجزي الْفَتى لَيْسَ الْجمل قَالَ أَبُو مَنْصُور: وَقد صرّفوا. وَقد صَرفوا لَيْسَ تصريفَ الْفِعْل الْمَاضِي فثنوْا وجَمَعوا وأَنّثوا، فَقَالُوا: لَيْس ولَيْسَا ولَيْسُوا، ولَيْسَت المرأةُ ولَسْنَ، وَلم يصرِّفوها فِي الْمُسْتَقْبل، وَقَالُوا: لَسْتُ أفعَل، ولَسْنا نَفْعل. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: من أسمج الْخَطَأ: أَنا لَيْسَ مِثلك، قَالَ: والصّواب لستُ مِثْلَك، لأنّ لَيْسَ فعل واجبٌ فَإِنَّمَا يُجاء بِهِ للْغَائِب المتراخِي، تَقول: عبدُ الله لَيْسَ مِثلك. قَالَ: وَيُقَال جَاءَنِي الْقَوْم لَيْسَ أباكَ وليْسَكَ، أَي: غيرَ أَبِيك وَغَيْرك. وجاءكَ القومُ لَيْسَ إياك ولَيْسَني بالنّون بِمَعْنى وَاحِد. وَبَعْضهمْ يَقُول: لَيْسَني بِمَعْنى وغيري. وَقَالَ اللّيث: مصدَرُ الأَلْيَس، وَهُوَ الشجاع الَّذِي لَا يَرُوعه الحَرْب. وأنشَد: ألْيَسُ عَن حَوْبائهِ سَخِيُّ يَقُوله العجاج وَجمعه ليسٌ. وَقَالَ آخر: تَخالُ نَدِيَّهم مَرْضَى حَياءً وتَلقاهُمْ غَداةَ الرَّوْعِ ليْسَا أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: الأَلْيَس: الَّذِي لَا يَبْرَح بَيْتَه.

وَقَالَ غَيره: إِبِلٌ لِيسٌ على الحَوض: إِذا أقامتْ عَلَيْهِ فلمْ تبرحْه، وَيُقَال للرجل الشُّجاع: أَهْيَس أَلْيَس، وَكَانَ فِي الأَصْل أَهْوَس أَلْيس، فلمّا ازْدَوَج الكلامُ قَلَبوا الواوَ يَاء فَقَالُوا: أَهْيَس. والأهْوَس: الَّذِي يَدُقُّ كلَّ شَيْء ويَأْكُلُه. والألْيَس: الَّذِي لَا يُبارح قِرْنَه، وربّما ذَمُّوا بقَوْلهمْ: أهيَس ألْيس، فَإِذا أَرَادوا الذّمّ عَنَوْا بالأهْيَس: الأهْوَس، وَهُوَ الْكثير الْأكل، وبالألْيس الَّذِي لَا يَبْرَح بَيْتَه، وَهَذَا ذَمّ. وَقَالَ بعضُ الْأَعْرَاب: الألْيَس: الدَّيُّوثي الَّذِي لَا يَغار ويُتَهزَّأُ بِهِ؛ فَيُقَال: هُوَ أَلْيَسُ بُورِكَ فِيهِ. فاللّيَس يَدخُل فِي الْمَعْنيين: فِي المدحِ والذَّمّ. وكلٌّ لَا يَخفَى على المُتَفَوِّهِ بِهِ. وَيُقَال: تَلايَسَ الرجلُ: إِذا كَانَ حَمُولاً حَسَن الخُلُق، وتلايَسْتُ عَن كَذَا وَكَذَا: أَي: غَمّضْتُ عَنهُ، وفلانٌ أَلْيَسُ دَهْثَم: أَي: حَسَن الخُلق. وَفِي الحَدِيث: (كُلُّ مَا أنهرَ الدّم فكُلْ لَيْسَ السِّنّ والظُّفْرَ) ، وَالْعرب تستثني بليس فَتَقول: قَامَ الْقَوْم لَيْسَ أَخَاك، وَلَيْسَ أخويك، وَقَامَ النسْوَة لَيْسَ هنداً. وَقَامَ الْقَوْم ليسي وليْسَني وَلَيْسَ إيّاي. وَأنْشد: قد ذهب الْقَوْم الْكِرَام ليسي وَقَالَ الآخر: وَأصْبح مَا فِي الأَرْض مني تقيّةً لناظره لَيْسَ العظامَ العواليا لسا: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: اللَّسَا: الْكثير الْأكل من الْحَيَوَان. وَقَالَ: لَسَا: إِذا أَكَلَ أَكْلاً يَسيراً، وكأنّ أصلَه من اللَّسِّ وَهُوَ الأكْل. أسل: قَالَ اللَّيْث: الأسَلُ: نباتٌ لَهُ أغصانٌ كثيرةٌ دِقاق، لَا وَرَق لَهُ، ومَنبِتُه الماءُ الراكد؛ يُتَّخَذ مِنْهُ الغرابيلُ بالعِراق، الْوَاحِدَة أَسَلة؛ وَإِنَّمَا سمِّي القَنَا أَسَلاً تَشْبِيها بِطُولِهِ واستوائه، وَقَالَ الشَّاعِر: تَعْدُو المنايا على أُسامةَ فِي الخِي سِ عَلَيْهِ الطَّرْفاءُ والأسَلُ وأَسَلَةُ اللِّسانِ: طَرَفُ شَباتِه إِلى مُستدَقِّه. وَمِنْه قيل للصاد وَالزَّاي وَالسِّين: أسلِيّة، لِأَن مبدأها من أسلة اللِّسَان، وَهُوَ مستدق طرفه. وأَسَلَةُ الذِّراع: مستدَقُّ الساعِد مِمَّا يَلِي الكفّ. وكفٌّ أَسيلةُ الْأَصَابِع: وَهِي اللطيفة، السَّبْطةُ الْأَصَابِع. وخَدٌّ أَسيل: وَهُوَ السَّهْل اللَّيّن، وَقد أَسُل أَسالةً. أَبُو زيد: من الخُدود الأسيل، وَهُوَ السهل اللين الدّقيق المستوي، والمَسْنُونُ اللَّطيفُ، الدّقيق الْأنف. ورُوِي عَن عليّ رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ: لَا قَوَد إلاّ بالأَسَل، فالأسَل عِنْد عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام كلّ مَا أرِقَّ من الْحَدِيد وحُدِّد من سيفٍ أَو سكين أَو سِنان، وأَسَّلْتُ

باب السين والنون

الحَديدَ: إِذا رَقَّفْتَه، وَقَالَ مُزاحِم العُقَيْلِيّ: يُبَارِي سَدِيساها إِذا مَا تَلمَّجَتْ شَباً مِثْلَ إبْزِيمِ السِّلاحِ المُؤَسَّلِ وَقَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ: إيَّاكُمْ وحَذْفَ الأَرْنب بالعَصَا، ولْيُذَكِّ لكم الأَسَل: الرِّماح والنَّبْل. قَالَ أَبُو عُبيدة: لم يُرد بالأَسَل الرّماحَ دُون غَيرهَا من سَائِر السِّلَاح الّذي رُقِّقَ وحُدِّد. قَالَ: وَقَوله: الرّماح والنبل يرد قولَ من قَالَ: الأَسَل: الرِّماحُ خاصّة، لِأَنَّهُ قد جعل النَّبْل مَعَ الرماح أسلاً. وَجمع الفرزدق الأَسَل الرماحَ أسلاتٍ فَقَالَ: قد ماتَ فِي أسلاتِنا أَو عَضَّنه عَضْبٌ برَوْنَقِه المُلوكُ تُقتَّلُ أَي: فِي رِماحِنا. ومأْسَل: اسْم جَبَلٍ بعَيْنه. شمر عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الأسَلَةُ: طَرف اللِّسان، وَقيل للقَنَا أَسَل لما رُكِّب فِيهَا من أَطْرَاف الأسِنَّة. (بَاب السِّين وَالنُّون) س ن (وَا ىء) سنا وَسن نوس نسي أسن أنس نسأ سان: (مستعملة) . سنا: قَالَ اللَّيْث: السّانِيَة جمعُها السَّوانِي: مَا يُسقَى عَلَيْهِ الزُّروع والحيوانُ من كبيرٍ وغَيره. وَقد سَنَتِ السّانية تَسْنُو سُنُوّاً: إِذا استَقَت وسِنايَةً وسِنَاوَة. قَالَ: والسَّحاب يَسْنُو الْمَطَر والقومُ يَسْتنون: إِذا أسنَتوا لأَنْفُسِهِمْ، قَالَ رؤبة: بأيِّ غَرْبٍ إِذْ عرفنَا نَسْتَنِي ابْن هانىء عَن أبي زيد: سَنَت السماءُ تَسْنُوا سُنُوّاً: إِذا مَطَرَتْ، وسَنَوْتُ الدَّلْوَ سِناوة: إِذا جررْتها من الْبِئْر. أَبُو عبيد: السّاني: المستقي، وَقد سنَا يَسْنُو، وَجمع الساني سُناة، قَالَ لبيد: كأَنّ دُمُوعه غَرْباً سُنَاةٍ يُحِيلون السِّجال على السجال جعل السُّناة الرِّجال الَّذين يَلُون السَّواني من الْإِبِل، ويُقبلون بالغُرُوبِ فيُحيلونها، أَي: يَدْفُقون ماءها فِي الْحَوْض. وَيُقَال: رَكيّة مَسْنَوية: إِذا كَانَت بعيدَة الرِّشاء لَا يُستقى مِنْهَا إِلَّا بالسّانية من الْإِبِل، والسانِية تقع على الْجمل والناقة، بِالْهَاءِ. والساني: يَقع على الْجمل وعَلى الرّجُل وَالْبَقر، وربّما جعلُوا السَّانية مصدرا على فَاعله بِمَعْنى الاستقاء، وَمِنْه قَول الراجز، وَأنْشد الفرّاء: يَا مرحباهُ بحمارٍ ناهِيَهْ إِذا دنَا قَرَّبْتُه للسانيهْ أَرَادَ: قرْبْتُه للسانية. وَهَذَا كُله مسموع من الْعَرَب. وَيُقَال: سَنَيْتُ الْبَاب وسَنَوْتَهُ: إِذا فتحتَه. وَقَالَ ابْن السّكيت: قَالَ الْفراء: يُقَال:

سناها العيثُ يَسْنُوها فَهِيَ مَسْنُوَّة ومَسْنِيَّة، يَعْنِي سَقَاهَا. أَبُو عُبيد عَن أبي عَمْرو: سانيْتُ الرجل: راضيتُه وأحسنتُ معاشَرَتَه، وَمِنْه قَول لبيد: وسانيتُ مِن ذِي بَهْجَةٍ ورَقيتُه عَلَيْهِ السُّموط عابسٍ متغَضِّبِ اللَّيْث قَالَ: والمُساناة: المُلاينة فِي الْمُطَالبَة. والمُساناة: المُسَانَهَة، وَهِي الْأَجَل إِلَى سنة. وَقَالَ: المُساناة: المصانَعة، وَهِي المُداراة، وَكَذَلِكَ المُصاداة والمُداجاة. قَالَ: وَيُقَال: إِن فلَانا لسَنِيُّ الْحسب، وَقد سَنُوَ يَسْنُو سُنُوّاً وسنَاء مَمدُود. قَالَ: والسَّنا مَقْصُور: حدُّ مُنْتَهى ضوءِ الْبَدْر والبرق، وَقد أَسنى البرقُ: إِذا دخل سناهُ عَلَيْك بَيْتك، وَوَقع على الأَرْض أَو طَار فِي السَّحَاب. وَقَالَ أَبُو زيد: سنَا الْبَرْق: ضَوْءُه من غير أَن تَرَى الْبَرْق أَو ترى مَخرجه فِي مَوْضِعه، وَإِنَّمَا يكون السَّنا بِاللَّيْلِ دون النَّهَار، وَرُبمَا كَانَ فِي غير سَحَاب. وَقَالَ ابْن السّكيت: السناءُ من الشَّرَف وَالْمجد مَمْدود. والسَّنَا: سَنَا البَرْق وَهُوَ ضوؤه، يكْتب بالألِف ويثنَّى سَنَوان، وَلم يعرف لَهُ الْأَصْمَعِي فعلا. وَقَالَ اللَّيْث: السَّنَا: نباتٌ لَهُ حَمْل، إِذا يبس فحرّكته الرِّيح سمعتَ لَهُ زجلاً، والواحدة سناة. وَقَالَ حُمَيْد: صَوْتُ السَّنا هَبَّتْ لَهُ عُلْوِيّةٌ هَزَّتْ أعاليه بسَهْبٍ مُقْفِرِ وَقَالَ ابْن السّكيت: السّنا: نبتٌ، وَفِي الحَدِيث: (عَلَيْكُم بالسَّنَا والسَّنُّوتِ) وَهُوَ مَقْصُور. وَقَالَ غَيره: تُجْمع السّنة سنوات وسِنِين. قَالَ: والمُسَناة: ضفيرةٌ تُبنى للسيل لترُدّ المَاء، سُمّيت مُسَنّاةً لِأَن فِيهَا مفاتيحَ للْمَاء بِقدر مَا يحْتَاج إِلَيْهِ مِمَّا لَا يغلب، مأخوذٌ من قَوْلك: سنَّيت الْأَمر: إِذا فتحتَ وَجهه، وَمِنْه قَوْله: إِذا الله سنّى عِنْد أَمرٍ تَيَسَّرَا ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: وتَسَنى الرجل: إِذا تَسَهَّلَ فِي أُمُوره، وَأنْشد: وَقد تَسَنّيْتُ لَهُ كلَّ التَّسَني وَيُقَال: تَسَنَّيْتُ فلَانا: إِذا ترضّيته. وتسنَّى الْبَعِير الناقةَ: إِذا تسدّاها وقعَا عَلَيْهَا ليضربها. وَسن: قَالَ اللَّيث: الوسَن: ثقل النّوْم. ووَسِنَ فلانٌ: إِذا أَخَذته سَنةُ النُّعاس. ورجُل وَسِن ووَسْنان، وَامْرَأَة وسْنى: إِذا كَانَت فاتِرَة الطَّرْف. وَقَالَ الله عز وَجل: {لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ} (الْبَقَرَة: 255) ، أَي: لَا يَأْخُذهُ نعاسٌ وَلَا نوم، وتأويله: أَنه لَا يَغْفُل عَن تَدْبِير أَمر الْخلق، قَالَ ابْن الرِّقاع:

وَسْنانُ أَقصده النُّعاسُ فَرَنَّقَتْ فِي عينه سِنَةٌ وَلَيْسَ بنائم ففرّق بَين السِّنَةِ وَالنَّوْم كَمَا ترى. قلت: إِذا قَالَت الْعَرَب امرأةٌ وَسْنى: فَالْمَعْنى أَنَّهَا كَسلى من النَّعمة. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: مَيسَانُ: كوكبٌ، يكون بَين المعَرّة والمجرّة. وَرُوِيَ عَن عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الميَاسين: النُّجُوم الزاهرة. قَالَ: والمَيسُونُ من الغِلمان: الحسنُ القَدّ الطّرِيرُ الْوَجْه. قلتُ: أما مَيسانُ اسمُ الْكَوْكَب فَهُوَ فَعلانُ من مَاس يميس: إِذا تبختر، وَأما مَيسون فَهُوَ فَيْعُول من مَسَنَ أَو فَعْلُونَ من ماسَ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: امْرَأَة مَوْسُونةٌ: وَهِي الكسلَى. سان: وَقَالَ اللَّيْث: طُورُ سِينا: جَبَل. قَالَ: وسِينين: اسْم جَبَل بِالشَّام. وَقَالَ الزّجّاج: قيل: إنّ سِيناء حجارةٌ، وَهُوَ وَالله أعلم اسمُ الْمَكَان فَمن قَرَأَ سَيْناء على وَزْن صَحْراء، فإنّها لَا تَنْصَرِف، وَمن قَرَأَ سِيناءَ، فَهِيَ هَا هُنَا اسمٌ للبُقْعة، فَلَا ينْصَرف، وَلَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب فِعْلاء بِالْكَسْرِ ممدودة. قَالَ اللَّيْث: السِّين حرفُ هِجاءٍ يذكَّر ويؤنَّث، هَذِه سينٌ، وَهَذَا سِينٌ، فَمن أنَّث فعلى توهُّم الْكَلِمَة، وَمن ذَكَّر فعلى توهُّم الْحَرْف. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: التَّسَوُّن: استرخاءُ البَطْن. قلتُ: كأنّه ذهب بِهِ إِلَى التَّسَوُّل، من سَوِل يَسْوَل: إِذا استرخى، فأبدَلَ من اللَّام نُوناً. نسي: قَالَ اللَّيْث: نسيَ فلانٌ شَيْئا كَانَ يذكُرُه وَإنَّهُ لَنسِيٌّ، أَي: كثيرُ النسْيَان. والنِّسْيُ: الشيءُ المَنْسيُّ الَّذِي لَا يُذكَر. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {مَا نَنسَخْ مِنْءَايَةٍ أَوْ نُنسِهَا} (الْبَقَرَة: 106) . قَالَ الفرّاء: عامّة القُرّاء يجعلونها من النِّسْيان. قَالَ: والنِّسْيان هَا هُنَا على وَجْهَيْن: أحدُهما: على التَّرْك، نتْرُكُها فَلَا نَنْسَخُها، كَمَا قَالَ الله جلّ وعزّ: {نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} (التَّوْبَة: 67) ، يُرِيد: تَرَكُوهُ فترَكهم. والوجهُ الآخر من النّسْيان الَّذِي يُنْسَى، كَمَا قَالَ جلّ شَأْنه: {وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ} (الْكَهْف: 24) . وَقَالَ الزَّجّاج: قُرىء: {أَوْ نُنسِهَا} (الْبَقَرَة: 106) وقرىء: (نَنْسَهَا) ، وقرىء: (نَنْسأْها) . قَالَ: وَقَالَ أهلُ اللُّغَة فِي قَوْله: {أَوْ نُنسِهَا} . قَالَ بَعضهم: {أَوْ نُنسِهَا} من النِّسْيان وَقَالَ: دليلُنا على ذَلِك قولُ الله تَعَالَى: {أَحْوَى سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى} {إِلاَّ مَا شَآءَ اللَّهُ} (الْأَعْلَى: 6، 7) ، أنّه يشاءُ أَن يَنسى.

قَالَ أَبُو إِسْحَاق: وَهَذَا القولُ عِنْدِي لَيْسَ بجائز؛ لأنّ الله قد أنبأ النبيَّ عَلَيْهِ السَّلَام فِي قَوْله تَعَالَى: {وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِى أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} (الْإِسْرَاء: 86) ، أَنه لَا يَشَاء أَن يَذهَب بِمَا أوحَى بِهِ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: وَفِي قَوْله تَعَالَى: {سَنُقْرِئُكَ فَلاَ} (الْأَعْلَى: 6، 7) قَولَانِ يُبْطِلان هَذَا القولَ الَّذِي حَكَيْناه عَن بعض أهل اللُّغَة: أحدُهما: {تَنسَى إِلاَّ مَا شَآءَ} أَي: فلستَ تَتْرك إِلَّا مَا شَاءَ الله أَن تَتْرُك. قَالَ: وَيجوز أَن يكون: {إِلاَّ مَا شَآءَ اللَّهُ} ممّا يلْحق بالبَشَريّة، ثمَّ تذَكَّرُ بعدُ ليسَ أَنه على طَرِيق السَّلْب للنبيّ عَلَيْهِ السَّلَام شَيْئا أوتيَه من الْحِكْمَة. قَالَ: وَقيل فِي {أَوْ نُنسِهَا} قَول آخر؛ وَهُوَ خطأ أَيْضا. قَالُوا: أَو نَتركها، وَهَذَا إِنَّمَا يُقَال فِيهِ: نَسِيت إِذا تركت، لَا يُقَال: أُنْسيتَ تركت، وَإِنَّمَا مَعنى: {أَوْ نُنسِهَا} (الْبَقَرَة: 106) أَو نتركها، أَي: نأمركم بتَرْكِها. قلتُ: وممّا يقوِّي قولَه، مَا أخبرَني المنذريُّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه أنْشدهُ: إنّ عليَّ عُقْبَةً أَقْضِيها لستُ بناسِيها وَلَا مُنْسِيها قَالَ: بناسِيها: بتارِكها، وَلَا مُنسِيها: وَلَا مؤخِّرها، فوافَق قَول ابْن الأعرابيّ قَولَه فِي النَّاسِي أنّه التارك لَا المنسيّ؛ وَاخْتلف قَوْلهمَا فِي المُنْسِي، وَكَانَ ابْن الْأَعرَابِي ذهبَ فِي قَوْله: (وَلَا مُنْسِيها) إِلَى ترك الْهَمْز، مِن أَنسَأْت الدَّيْنَ، أَي: أخَّرْتَه على لُغَة مَن يخفِّف الْهمزَة. وأمّا قولُ الله جلّ وعزّ حِكَايَة عَن مريمَ: {وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً} (مَرْيَم: 23) ، فإنّه قرىء (نسْياً) و (نِسْياً) ، فَمن قَرَأَ بِالْكَسْرِ فَمَعْنَاه حَيْضةً مُلْقاةً، وَمن قَرَأَ (نَسْياً) فَمَعْنَاه شَيْئا مَنْسِياً لَا أُعرَف، وَقَالَ الزّجّاج: النِّسْيُ فِي كلامِ العَرَب: الشيءُ الْمَطْرُوح لَا يُؤْبَه لَهُ، وَقَالَ الشَّنْفَري: كأنّ لَهَا فِي الأَرْض نِسْياً تَقُصُّه على أُمِّها وإنّ تُحاطِبْك تَبْلَتِ وَقَالَ الفرّاء: النِّسْيُ والنَّسْيُ لُغَتَانِ فِيمَا تُلْقِيه المرأةُ من خِرَق اعتلالِها. قَالَ: وَلَو أَردتَ بالنِّسْيِ مصدَر النِّسْيان كَانَ صَوَابا، والعَرَب تَقول: نَسِيتُه نِسْياناً ونِسْياً. وأخبَرَني المُنذِريُّ عَن ابْن فَهْم، عَن محمّد بن سلاّم، عَن يونسَ أنّه قَالَ: العَرَبُ إِذا ارتَحَلوا من الدّار قَالُوا: انْظُروا أَنساءَكم: أَي: الشيءَ اليَسيرَ نَحْو العَصَا والقَدَح والشِّظاظ. وَقَالَ الْأَخْفَش: النِّسْيُ: مَا أغفِل من شَيْء حقيرٍ ونُسِيَ. وأخبَرَني الإياديُّ عَن شمر عَن ابْن الأعرابيّ أنّه أَنشَدَه: سَقَوْني النَّسْيَ ثمَّ تكنَّفُونِي

عُدَاةَ اللَّهِ من كَذِبٍ وزُورِ بِغَيْر همز، وَهُوَ كلُّ مَا نَسَّى العَقْلَ. قَالَ: وَهُوَ اللَّبن الحليبُ يُصَب عَلَيْهِ ماءٌ. قَالَ شمر: وَقَالَ غيرُه: هُوَ النَّسِيُّ بنَصْب النُّون بِغَيْر همز، وأَنشَد: لَا تَشْرَبَن يومَ وُرودٍ حازِرَا وَلَا نسِيّاً فتَجيءَ فاتِرَا أَبُو عُبيد: يُقَال للّذي يشتكي نَساه: نَسٍ، وَقد نَسِيَ يَنْسَى، إِذا اشتَكَى نَسَاه. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: رجلٌ أَنْسَى، وامرأةٌ نَسْيا، إِذا اشتَكَيَا عِرْقَ النَّسا. وَقَالَ ابْن السكّيت: هُوَ النَّسا لهَذَا العِرْق، وَلَا تقل عِرْق النَّسا، وأَنشَد غيرُه قولَ لبيد: مِنْ نَسَا النّاشِطِ إِذْ ثَوَّرْتَهُ أَو رَئيسِ الأخْدَرِيّاتِ الأُوَلْ يُقَال: نَسِيتُه أَنْسِيه نَسْياً: إِذا أَصَبْتَ نَساه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: النَّسْوَة: الجُرْعة من اللّبن. والنَّسوةُ: التَّرْك للعَمَل. والنِّسوةُ بِكَسْر النُّون لجَماعَة الْمَرْأَة من غير لفظِها، وَالنِّسَاء: إِذا كَثُرْن. نسأ: أَبُو عبيد عَن الأمَويّ: النَّسءُ بِالْهَمْز: اللَّبَن المَحْذُوق بِالْمَاءِ، وأَنشَد بَيت عُرْوَة بن الْورْد: سَقَوْني النَّسءَ ثُمّ تكنَّفُونِي عُدَاةَ اللَّهِ مِنْ كَذِبٍ وزُورِ وقرىءَ: {نَنسَخْ مِنْءَايَةٍ أَوْ نُنسِهَا} (الْبَقَرَة: 106) الْمَعْنى: مَا نَنْسخ لَك من اللّوح الْمَحْفُوظ، أَو ننسأْها: نؤخِّرها، فَلَا نُنْزِلها. وَقَالَ أَبُو العبّاس: التَّأْوِيل أنّه نَسخها بغَيْرهَا وأقرَّ خَطّها، وَهَذَا عِنْدهم الْأَكْثَر والأجوَد. وقولُ الله جلّ وعزّ: {إِنَّمَا النَّسِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ءُ زِيَادَةٌ فِى الْكُفْرِ} (التَّوْبَة: 37) ، قَالَ الفرّاء: النَّسِيءُ: المَصْدَر، وَيكون المَنْسُوء: مِثل قَتِيل ومَقْتول، قَالَ: وَإِذا أَخَّرْتَ الرجلَ بِدَيْنِه، قلتَ أنسأْتُه، فَإِذا زدتَ فِي الأجَل زِيَادَة يَقع عَلَيْهَا تَأْخِير قلت: قد نسأْتُ فِي أيّامك، ونسأْتُ فِي أَجَلك: وَكَذَلِكَ تَقول للرجل: نسأَ اللَّهُ فِي أَجلك، لِأَن الأجَل مَزيدٌ فِيهِ، وَلذَلِك قيل للَّبن: النَّسْيء، لزِيَادَة المَاء فِيهِ، وَكَذَلِكَ قيل: نُسِئَت المرأةُ: إِذا حملتْ، جَعَل زيادةُ الْوَلَد فِيهَا كزيادة الماءِ فِي اللَّبن، يُقَال: والناقة: نسأْتها، أَي: زجرْتُها لِيَزْدَادَ سَيْرُها. وَقَالَ الْفراء: كَانَت العربُ إِذا أَرَادَت الصَّدَرَ عَن مِنًى قَامَ رَجُل من بني كنانَة وسمّاه فَيَقُول: أَنا الّذي لَا أُعابُ وَلَا أُجاب، وَلَا يُرَدّ لي قَضَاء، فَيَقُولُونَ: صدقتَ: أَنْسئْنا شَهْراً، يُرِيدُونَ: أَخِّرْ عنّا حُرْمةَ المحرَّم واجعَلْها فِي صَفَر، وأَحِلَّ المحرَّم، فيَفعل ذَلِك، لئلاّ يتوالَى عَلَيْهِم ثلاثةُ أشهُر حُرُم، فَذَلِك الإنساء. قلتُ: والنسيءُ فِي قَول الله مَعْنَاهُ الإِنْساء، اسمٌ وُضِع موضعَ المَصْدَر

الحقيقيّ من أنسَأْتُ، وَقد قَالَ بعضُهم: نَسَأْتُ فِي هَذَا الْموضع بِمَعْنى أَنْسَأْتُ؛ قَالَ عُمَير بنُ قيسِ بنِ جِذْل الطِّعان: ألَسْنا النّاسِئين على مَعَدِّ شُهُورَ الحِلِّ نَجْعَلُهَا حَرامَا أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: أَنسأَ اللَّهُ فلَانا أَجَلَه، ونَسَأَ فِي أَجَلِه. قَالَ: وَقَالَ الكسائيّ مثله. قَالَ: وأنسأْتُه الدَّينَ. قَالَ: وَيُقَال: مَا لَه نَسَأه اللَّهُ، أَي: أخَّزَاه الله. وَيُقَال: أَخَرَه الله. وَإِذا أَخَّره فقد أَخْزاه. قَالَ: وَقد نُسِئَت المرأةُ: إِذا بَدَا حَمْلُها فَهِيَ نَسُوءٌ. وَقد جَرَى النَّسْء فِي الدّوابِ: يَعْنِي السِّمَن. ونَسَأْتُ الإبلَ أنسَأُها: إِذا سُقْتَها؛ قَالَ: وأنشدَنا أَبُو عَمْرو بنُ الْعَلَاء: وَمَا أمُّ خِشْفٍ بالعَلاَيةِ شادِنٍ تُنَسِّىءُ فِي بَرْدِ الظِّلالِ غَزَالها قَالَ: وانتسَأَ القومُ: إِذا تبَاعَدوا. وَفِي الحَدِيث: (إِذا تنَاضَلْتم فانتسِئوا عَن الْبيُوت) ، أَي: تبَاعَدوا؛ وَقَالَ مَالك بن زُغْبة: إِذا انْتَسَئُوا فَوْتَ الرِّماح أتتْهُمُ عَوَائِرُ نَبْلٍ كالجرادِ نُطيرُها وَقَالَ أَبُو زيد: نَسأْتُ الإِبِلِ عَن الْحَوْض: إِذا أخَّرْتها. ونَسَأَتِ الماشيةُ تَنْسَأ: إِذا سَمِنَتْ؛ وكلُّ سَمين ناسىء. ونُسِئَت المرأةُ فِي أوّل حَمْلِها، وأَنْسَأْتُه الدَّين: إِذا أخَّرتَهُ؛ وَاسم ذَلِك الدَّين النّسِيئة. قَالَ: ونسأتُ الإبلَ فِي ظِمْئِها فَأَنا أنسؤها نسْأً: إِذا زدتها فِي ظمئها يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ. وَقَالَ الفَرّاء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {دَابَّةُ الاَْرْضِ} (سبأ: 14) ، هِيَ: العَصَا الضّخمة الّتي تكون مَعَ الرَّاعِي، يُقال لَهَا المنْسأة، أُخِذَت من نَسأْتُ الْبَعِير، أَي: زَجَرْتُه ليزدادَ سيرُه. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: ناسَاه: إِذا أبْعَدَه، جَاءَ بِهِ غيرَ مَهْموز، وَأَصله الهمزُ. أسن: قَالَ الله جلّ وعزّ: {أَنْهَارٌ مِّن مَّآءٍ غَيْرِ} (مُحَمَّد: 15) . قَالَ الفَرَّاء: أَي غيرُ متغيِّر وَلَا آجِن. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: أسَنَ الماءُ يأسِنُ أَسْناً وأُسُوناً: وَهُوَ الّذي لَا يَشْرَبه أحدٌ من نَتْنه. قَالَ: وأَجَنَ يأْجِنُ: إِذا تغيّر، غيرَ أنّه شَرُوب. وَفِي حَدِيث عمَر: أَن قَبيصةَ بن جَابر أَتَاهُ فَقَالَ: إنِّي رَمَيْتُ ظَبياً وَأَنا مُحرِم فأَصَبْتُ خُشَشَاءَه فأَسِنَ فماتَ. قَالَ أَبُو عُبيد: قَوْله: (أَسن) يَعْنِي أدِير بِهِ، وَلِهَذَا قيل للرَّجل إِذا دَخَل بِئْرا فاشتدَّت عَلَيْهِ ريحُها حَتَّى يصيبَه دُوار مِنْهُ فيسقُط: قد أَسِن يأسَن أَسناً، قَالَ زُهير: يُغَادِرُ القِرْنَ مصفَرّاً أنامِلُه يَمِيدُ فِي الرُّمْح مَيْدَ المائح الأَسِنِ قلتُ: هُوَ الأَسِن واليَسن أُسمعتُه من غيرِ وَاحِد بِالْيَاءِ، كَمَا قَالُوا رُمْحٌ بَزَنى وأَزَنيّ،

وَمَا أَشْبَهَه. أَبُو عُبيد عَن الفَرّاء قَالَ: إِذا بَقِيَتْ من شَحم النَّاقة ولحمِها بقيّةٌ فاسمُها الأسُنُ والعُسُنُ، وجمعُه آسان وأَعْسان. وَيُقَال: تَأَسَّنَ فلَان أبَاه: إِذا تَقيّله. وَهُوَ على آسانٍ من أَبِيه وآسالٍ. وَقَالَ اللّيث: تأَسّن عَهْدُ فلَان ووُدُّه: إِذا تغبّر، وَقَالَ رُؤْبة: راجَعَهُ عَهْداً عَن التّأسُّنِ قَالَ: والأَسينَة: سَيْرٌ وَاحِد من سُيورٍ تُضْفَر جَمِيعًا فتُجعَل نِسْعاً أَو عِناناً، وكلُّ قُوَّة من قُوَى الوَتَر أَسينَة، والجميع أَسائن، والأسُون والآسَان أَيْضا. وَقَالَ الشَّاعِر: لقد كنتُ أَهْوَى الناقميَّةَ حِقْبَةً فقد جعلَتْ آسانُ بَيْن تَقَطَّعُ قَالَ ذَلِك الفَرّاء. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: تَأَسَّنَ فلانٌ عليَّ تأسُّناً: أَي: اعتَلّ وأَبطأَ. ورَواهُ ابْن هانىء عَنهُ: تأسَّر بالراء، وَهُوَ الصَّوَاب. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: أَسِنَ الرجلُ يَأْسَنُ: إِذا غُشِيَ عَلَيْهِ من رِيح الْبِئْر. قَالَ: وأسَنَ الرجلُ لِأَخِيهِ يأْسِنُه ويأسُنه: إِذا كَسَعَه بِرجلِهِ. قَالَ أَبُو العبّاس: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الأَسْنُ: لُعْبةٌ لَهُم يسمُّونها الضَّبْطة والمَسّة. وَقَالَ غيرُه: آسانُ الرجل: مذاهِبُه وأخلاقه، وَقَالَ ضابىء البُرْجُميّ: وقائلةٍ لَا يُبْعدُ اللَّهُ ضابئاً وَلَا تَبْعَدَنْ آسانُه وشمَائلُهْ وَسن: وَقَالَ أَبو زيد: رَكِيّةٌ مُوسِنَةٌ يَوْسَنُ فِيهَا الإنسانُ وسَناً: وَهُوَ غَشْيٌ يَأْخُذهُ، وَبَعْضهمْ يَهمِز فَيَقُول: أَسِن. قلت: وَسمعت غير وَاحِد من الْعَرَب يَقُول: ترجّل فلَان فِي الْبِئْر فَأَصَابَهُ اليَسَنُ فطاح مِنْهَا، بِمَعْنى الأسن. وَقد يسن ييسن لُغَات مَعْرُوفَة عِنْد الْعَرَب كلهَا. وَيُقَال: توسَّنْتُ فلَانا تَوَسُّناً: إِذا أتيتَه عِنْد النَّوم، قَالَ الطّرِمّاح: أذَاكَ أم ناشطٌ توسَّنَه جارِيَ رذاذٍ يَسْتَنُّ مُنْجِرِدُهْ وتَوَسَّنَ الفَحلُ الناقةَ: إِذا أَتَاهَا باركةً فضَرَبها، قَالَ أَبُو دُواد: وغَيثٍ توسّنَ مِنْهُ الرِّيا حُ جُوناً عِشاراً وعُوناً ثقالاَ جعل الرِّياح تُلقح السحابَ، فضَرب الجونَ والعُوْن لَهَا مَثَلا. والجون: جمعُ الجونة، والعُونُ: جمعُ العَوَان. ورُوي عَن ابْن عمَر أَنه كَانَ فِي بيتِه المَيْسُوس فَقَالَ: أخرِجوه فإنّه رِجْس، قَالَ شمر: قَالَ البَكْراويّ: المَيْسوسن: شيءٌ تَجْعَلهُ النِّساء فِي الغِسلة لرؤوسهنّ.

أنس: أَبُو زيد: تَقول العَرب للرّجل: كيفَ ترى ابنَ إنسك: إِذا خاطبتَ الرجل عَن نَفسه. أَبُو عُبيد عَن الْأَحْمَر: فلانٌ ابْن أُنسِ فلانٍ، أَي: صفيُّه وأنيسه. وأخبرَني المنذريُّ عَن ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الفرّاء: قلت للدُّبَيْري: إيش قولُهم: كَيفَ ترى ابْن إِنسك بِكَسْر الْألف؟ فَقَالَ: عزَاه إِلَى الْإِنْس، فَأَما الأُنس عِنْدهم فَهُوَ الغَزَلُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: أَنسْتُ بِهِ إنساً بِالْكَسْرِ وَلَا يُقَال أُنساً، إِنَّمَا الْأنس: حديثُ النِّساء ومؤانستهُنّ، رَوَاهُ أَبُو حَاتِم عَن أبي زيد. وَقَالَ ابْن السكّيت: أَنستُ بِهِ آنَسُ، وأَنَستُ بِهِ آنِسُ أُنساً، بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ أَبُو زيد: إنسِيٌّ وإنْس، وجِنِّيٌّ وجِنّ، وعَرَبيّ وعرَب. وَقَالَ: آنِسٌ وآنَاسٌ كثير وإنسان وأنَاسيَةٌ وأنَاسيّ مثل إنسيّ وأَناسيّ. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: أَنسْتُ بفلان، أَي: فرِحْتُ بِهِ. وَقَالَ اللّيث: الإنْس: جماعةُ النَّاس، وهم الأنَس، تَقول: رأيتُ بمكانِ كَذَا وَكَذَا أنسا كثيرا، أَي: نَاسا، وأنشَد: وَقد نرَى بالدّار يَوْمًا أَنسَا قَالَ: والأُنْسُ والاستِئناس هُوَ التّأنُّس، وَقد أَنسْتُ بفلانٍ. وَفِي كَلَام الْعَرَب: إِذا جَاءَ الليلُ استأنَسَ كلُّ وحشيّ، واستَوْحَش كلُّ إنسيّ. قَالَ: آنسْتُ فَزَعاً وأَنستُه: إِذا أَحسسْتَ ذَلِك أَو وجدته فِي نَفسك قَالَ والبازي يتأنّس إِذا مَا جَلَّى وَنظر رَافعا رَأسه وطَرْفَه. كلْبٌ أنوسُ: وَهُوَ نقيضُ العَقور، وكلابٌ أُنُس. وَقَوله جلّ وعزّ: {وَسَارَ بِأَهْلِهِءَانَسَ مِن جَانِبِ} (الْقَصَص: 29) ، يَعْنِي: مُوسَى أبصَر نَارا، وَهُوَ الإيناس. وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله: {لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُواْ} (النُّور: 27) ، مَعْنَاهُ: حَتَّى تستأذِنوا. وَقَالَ: هَذَا مقدَّم ومؤخَّر، إِنَّمَا هُوَ: حَتَّى تُسلِّموا وتستأنسوا: السلامُ عليكمْ أَأَدخل؟ قَالَ: والاستئناسُ فِي كَلَام الْعَرَب: النّظر، يُقَال: اذهبْ فاستأنسْ هَل تَرَى أحد، فَيكون مَعْنَاهُ: انظُرْ مَن تَرَى فِي الدَّار، وَقَالَ النَّابِغَة: بِذِي الجَليلِ على مستأنسٍ وَحِدِ أَرَادَ على ثَوْرٍ وَحْشيّ أحسَّ بِمَا رابَه، فَهُوَ يسْتَأْنس، أَي: يتلفَّت ويتَبصَّر، هَل يرى أحدا. أَرَادَ: أنّه مَذْعُور فَهُوَ أَجَدُّ لعدْوِه وفراره وسرعته. وَقَالَ الفرّاء فِيمَا روى عَنهُ سَلمَة فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَأَنَاسِىَّ كَثِيراً} (الْفرْقَان: 49) ، الأَناسيُّ: جِمَاعٌ، الواحدُ إنْسِيّ، وَإِن شئتَ جعلتَه إنْسَانا ثمَّ جمَعْتَه أُناسِيّ، فَتكون الياءُ عِوَضاً من النُّون. قَالَ: وَالْإِنْسَان أصلُه؛ لأنّ العَرَب تصغّره

أُينسِياناً. وَإِذا قَالُوا: أَناسِينُ فَهُوَ جمعٌ بيّنٌ، مِثْل بُسْتان وبَساتِين. وَإِذا قَالُوا: (أَناسِيَ كثيرا) فخفّفوا الْيَاء وأَسقَطوا الْيَاء الّتي تكون مَا بينَ عَيْنِ الفِعل ولامِه؛ مثل قرَاقِير وقَراقِر، ويُبيِّن جَوازَ أَناسِي بِالتَّخْفِيفِ قولُ العَرَب: أناسِيَةٌ كَثِيرَة، وَالْوَاحد إِنْسِي وإنسان إِن شئتَ. وأخبرَني المنذريُّ عَن أبي الْهَيْثَم أنّه سألَه عَن النّاس مَا أصلُه؟ فَقَالَ: أصلُه الأُناس، لِأَن أصلَه أُناسٌ، فالألف فِيهِ أصليّة، ثمَّ زيدتْ عَلَيْهِ اللاّمُ الّتي تُزاد مَعَ الْألف للتعريف، وأصلُ تِلْكَ اللامِ سُكُون أبدا إلاّ فِي أحرفٍ قليلةٍ، مِثل الِاسْم وَالِابْن وَمَا أشبَهَها من الألِفَات الوَصْليَّة، فَلَمَّا زادُوهُما على أُناس صَار الِاسْم الأُنَاسُ، ثمَّ كثرتْ فِي الْكَلَام فَكَانَت الهمزةُ وَاسِطَة، فاستثْقلُوها فتركُوها، وصارَ باقِي الِاسْم أَلُنَاس بتحريك اللاّم فِي الضمّة، فلمّا تحرّكت اللاّم والنّون أَدغَموا اللاّم فِي النّون فَقَالُوا: النّاس، فلمّا طَرَحوا الألفَ واللاّم ابتدأوا الاسمَ فَقَالُوا: قَالَ ناسٌ من النّاس. قلتُ: وَهَذَا الَّذِي قَالَه أَبُو الهَيْثم تعليلُ النحويِّين، وإنسانٌ فِي الأَصْل: إنْسِيَان وَهُوَ فِعْليانٌ من الْإِنْس، والأَلِفُ فِيهِ فاءُ الفِعل، وعَلى مِثالِه: حِرْصِيان: وَهُوَ الجِلْد الّذي يَلِي الجِلْدَ الْأَعْلَى من الْحَيَوَان، سُمِّي حِرْصِياناً لأنّه يُحرَص، أَي: يُقشَر، وَمِنْه أُخِذت الحارِصَةُ من الشِّجاج، وَيُقَال: رجلٌ حِذْرِيان إِذا كَانَ حَذِراً. وإنّما قيلَ فِي الْإِنْسَان: أصلُه إنْسِيَان لأنّ العَرَب قاطبةً قَالُوا فِي تَصغِيره أنيْسِيَان، فدَلّت الياءُ الأخيرةُ على الْيَاء فِي تكبيره، إلاّ أنّهم حذفوها لمّا كثُر الْإِنْسَان فِي كلامِهم. وَقَالَ أَبُو الهَيْثم: الإنْسانُ أَيْضا: إنسانُ العَيْن، وجمعُه أَناسِيُّ. وَقَالَ ذُو الرُّمّة: إِذا استجْرَسَتْ آذانُها استأنَستْ لَهَا أَناسِيُّ مَلْحودٌ لَهَا فِي الحَواحِبِ قَالَ: والإنْسان: الأَنمُلةُ. وأَنشَد: تَمْرِي بأَسنانِها إنسَانَ مُقْلتِها إنسانَةٌ فِي سَوادِ اللّيل عُطْبُول وَقَالَ آخَر: أشارتْ لإنسانٍ بإنسانِ كَفِّها لتَقْتُلَ إنْسَانا بإنسانِ عَيْنِها قلت: وأصلُ الْإِنْس والأَنَس وَالْإِنْسَان: من الإيناس وَهُوَ الإبصار، يُقَال: أَنَسْتُهُ وأَنِسْتُه: أَي: أَبْصَرْته. وَقَالَ الْأَعْشَى: لَا يَسمَع المرءُ فِيهَا مَا يُؤَنِّسُه باللَّيْل إِلَّا نَئِيمَ البُوم والضُّوَعا

وَقيل معنى قَوْله: مَا يؤنِّسه، أَي: يجعَلَه ذَا أُنس. وَقيل للإِنْس إنْسٌ لأنّهم يُؤْنَسون: أَي: يُبْصَرون، كَمَا قيل للجِنّ جِنّ لأَنهم لَا يُؤنسُون: أَي: لَا يُرَوْن. وَقَالَ مُحَمَّد بن عَرَفة الملقب بنفطويه وَكَانَ عَالما سمِّيَ الإنْسِيُّون إنْسيِّين لأنّهم يُؤْنسون، أَي: يُرَوْن، وسمِّيَ الجِنُّ جِنّاً لأَنهم مُجْتَنُّونَ عَن رُؤْيَة النَّاس، أَي: مُتَوارُون. والإنْسِيّ من الدَّوابّ كلهَا: هُوَ الجانبُ الأيسَر الَّذِي مِنْهُ يرْكَبُ ويُحتَلَب، وَهُوَ من الإنسانِ: الْجَانِب الّذي يَلِي الرِّجْلَ الْأُخْرَى. والوَحْشِيّ من الْإِنْسَان: الجانبُ الَّذِي يَلِي الأرضَ، وَقد مرَّ تفسيرُهما فِي كتاب الْحَاء. وَقَالَ اللّيث: جاريةٌ آنِسَة: إِذا كَانَت طَيّبة النَّفْس، تُحِبُّ قُرْبك وحديثَك، وجمعُها الآنَسَات والأوانِسُ. أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ: الأنيسة والمأْنوسة: النَّار؛ وَيُقَال لَهَا: السَّكَن، لِأَن الْإِنْسَان إِذا آنسها لَيْلاً أنِسَ بهَا وسكَن إِلَيْهَا، وزالت عَنهُ الوحْشة، وَإِن كَانَ بِالْبَلَدِ القَفْر. عَمْرو عَن أَبِيه: يُقَال للديك: الشُّقَرُ والأنيس والبَرْنيّ. سَلمَة عَن الفرّاء: يُقَال للسلاح كلِّه من الدِّرع والمِغْفَر والتِّجْفَاف والتَّسْبِغَةِ والتُّرْس وَغَيرهَا المؤْنِسَات. وَقَالَ اللّحياني: لغةُ طيّء مَا رأيتُ ثَمَّ إيساناً. قَالَ: ويَجمعونه أياسِين. قَالَ: وَفِي كتاب الله: (ياسين وَالْقُرْآن الْحَكِيم) بلُغة طَيء. قلتُ: وقولُ أكثرِ أهلِ الْعلم بِالْقُرْآنِ إِن (يسن) من الْحُرُوف المقطَّعَة. وَقَالَ الفرّاء: الْعَرَب جَمِيعًا يَقُولُونَ: الْإِنْسَان، إِلَّا طيّئاً فَإِنَّهُم يجْعَلُونَ مكانَ النُّون يَاء فَيَقُولُونَ: إيسَان، ويجمعونه أياسين. قلت: وَقد حدّث إِسْحَاق عَن رَوْح عَن شِبْل عَن قَيس بن سعد أنَّ ابْن عَبَّاس قَرَأَ: (ياسين وَالْقُرْآن الْحَكِيم) يُرِيد يَا إِنْسَان. نوس: يُقَال: ناسَ الشيءُ يَنوس نَوْساً ونَوْساناً: إِذا تحرّك متدلِّياً. وَقيل لبَعض مُلُوك حِمْيَر: ذُو نُوَاس، لضفيرتين كَانَتَا تَنُوسان على عاتِقَيْهِ. وَفِي حَدِيث أمِّ زرْع ووصفها زوجَها: أَناسَ من حُلِيِّ أُذنَيَّ، أَرَادَت: أَنه حَلّى أُذُنيها قِرطةً تَنُوس فيهمَا. وَيُقَال للغصن الدَّقِيق: تهبّ بِهِ الرِّيح فتهزُّه: هُوَ ينوس وينود وينُوع نَوَساناً، وَقد تَنَوَّسَ وتنَوّعَ بِمَعْنى وَاحِد. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه

باب السين والفاء

قَالَ: الموسونة: الْمَرْأَة الكسلانة. (بَاب السِّين وَالْفَاء) س ف (وَا يء) سَوف سفا وسف أَسف فأس سأف سيف فسا: (مستعملة) . سَوف: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: سافَ يَسُوف سَوْفاً: إِذا شَمَّ. قَالَ: وأنشدنا المفضَّل الضَّبِّيّ: قَالَت وَقد سافَتْ مِجَذِّ المِرْوَدِ قَالَ: المِرْوَد: الْميل، ومِجذُّه: طرفه، وَمَعْنَاهُ: أَن الحَسناء إِذا كحلَتْ عينيْهَا مَسَحت طرفَ المِيل بشفتيها ليَزْدَاد حُمّة، أَي: سواداً. قَالَ: والسَّوْفُ: الصّبْر، وَأَنه لمسوِّفٌ، أَي: صبورٌ، وَأنْشد الْمفضل: هَذَا ورُبَّ مسوِّفين صَبَحْتُهُمْ من خَمْرِ بابل لَذَّة للشارِبِ أَبُو عبيد عَن أبي زيد: سَوَّفْتُ الرجلَ أَمْرِي تَسْوِيفاً، أَي: ملكته أَمري، وَكَذَلِكَ سَوَّمْتُهُ. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: سافٌ من البناءِ وسافاتٌ وَثَلَاثَة آسُف، وَهِي السُّوف. وَقَالَ اللَّيْث: السافُ: مَا بَين سافات البِناء، ألِفُه وَاو فِي الأَصْل. وَقَالَ غَيره: كلُّ سطْر من اللبِن أَو الطِّين فِي الجدارِ: سافٌ ومِدْمَاكٌ. وَقَالَ اللَّيْث: التسويف: التَّأْخِير، من قَوْلك: سَوْفَ أفعل. وَفِي الحَدِيث: أنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعن المسَوِّفة من النِّسَاء: وَهِي الَّتِي تدافع زَوجهَا إِذا دَعَاهَا إِلَى فرَاشه، وَلَا تقضي حاجتَه. وَقَالَ اللَّيْث: السواف فثا يَقع فِي الْإِبِل، يُقَال: إساف الرِّجَال: إِذا هلك مَاله. قَالَ: والأسواف: موضعٌ بِالْمَدِينَةِ مَعْرُوف. الحرّاني عَن ابْن السكّيت: أَسافَ الرجل فَهُوَ مُسيف: إِذا هلَك مالُه، وَقد سافَ المالُ نفسهُ يَسوفُ: إِذا هلَك. وَيُقَال: رماهُ اللَّهُ بالسَّواف، هَكَذَا أرواه عَن أبي عَمْرو بفَتْح السِّين. قَالَ: وسمعتُ هشاماً يَقُول لأبي عَمْرو: إِن الأصمعيّ يَقُول: السُّواف، بِالضَّمِّ، والأدْواء كلُّها جَاءَت بالضّمّ. فَقَالَ أَبُو عَمْرو: لَا، هُو السَّوَاف. قَالَ: وساف الشيءَ يَسُوفُه سَوْفاً: إِذا شَمَّه. وَقَالَ اللّيث: المسافةُ: بُعد المفازَة وَالطَّرِيق. وَقَالَ غيرُه: سُمّيَ مَسَافَة لأنّ الدّليلَ يستدلّ على الطَّرِيق فِي الفَلاة الْبَعِيدَة الطَّرَفين بِسَوْفِه تُربتَها، وَمِنْه قَول رؤبة: إِن الدَّليلَ استافَ أَخلاق الطُّرُقْ وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس فِيهِ أَيْضا: على لاحبٍ لَا يُهْتَدَى بمَنارِه إِذا سَافَهُ العَوْدُ الذِّيافِيُّ جَرْجَرا

قَوْله: (لَا يُهتَدَى بمَناره) يَقُول: لَيْسَ لَهُ مَنارٌ يُهتَدَى بهَا، وَإِذا ساف الْجمل تُربته جَرْجَر جَزَعاً مِن بُعدِه وقلّة مَائه. أَبُو عُبيد: أَسافَ الخارِزُ يُسيف إسافةً، أَي: أَثْأى فانخَرَمَت خُرْزَتان، وَمِنْه قولُ الرّاعي: مَزائدُ خَرْقاءِ اليَدَيْنِ مُسيفَةٍ أخَبَّ بهنَّ المُخْلفانِ وأحفَدَا وسف: قَالَ اللَّيْث: الوَسفُ: تَشَقُّقٌ فِي الْيَد، وَفِي فخذِ البَعير وعَجزُه أوّلَ مَا يبْدَأ عِنْد السِّمَن والاكتناز، ثمَّ يَعُمّ جسدَه فيتَوسف جِلْدُه، أَي: يتقشر وَرُبمَا توسف الْجلد من داءٍ أَو قُوباء. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: إِذا سقَطَ الوَبر أَو الشَّعَر من الْجلد وتغيَّر قيل: تَوَسف. وَقَالَ اللّحياني: تَحسفَتْ أوبارُ الْإِبِل وتوسَّفَتْ، أَي: طارَتْ عَنْهَا. سَلمَة عَن الفرّاء: وسَّفته ولَتّحْتُه: إِذا قَشَرْتَه، وتمرةٌ مُوسفَةٌ مقشورة. سفا: قَالَ اللَّيْث: الرِّيح تَسفِي التّراب سفْياً وتسفِي الْوَرق اليبيس سفياً. قَالَ: والسافِياءُ: هِيَ الرِّيح الَّتِي تَحمِل تُراباً كثيرا على وَجه الأَرْض تَهْجُمُه على النَّاس. قَالَ أَبُو دُواد: ونُؤْى أَضَرَّ بِهِ السافياء كدَرْسٍ من النُّونِ حينَ امَّحَى قَالَ: والسَّفا هُوَ اسمُ كلِّ مَا سَفَتِ الرِّيحُ من كلِّ مَا ذكرْت. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: السَّفَا: اسمُ التُّرابِ وَإِن لَم يَسْفِهِ الرِّيح، قَالَ الْهُذلِيّ: وَقد أرْسَلوا فُرّاطهم فتأثَّلُوا قَليباً سَفاهاً كالإماءِ الْقَوَاعِد يصف الْقَبْر وحُفاره. وَقَالَ ابْن السِّكيت: السَّفا جمعُ سَفَاةٍ، وَهِي تُراب القَبر، والبِئْر، وَأنْشد: وَلَا تَلمِس الأُفعى يداكَ تُريدها ودَعْها إذَا مَا غيَّبتها سفَاتُها قَالَ: والسّفَا: شَوك البَهمَى: الواحدةُ سَفَاةٌ، والسَّفا: مَا سفت الرّيح عَلَيكَ من التُّرَابِ، وَفعل الرِّيح السّفيُ، والسّفا: خِفَّة الناصِية. يُقَال: نَاصيةٌ فِيهَا سَفا، وفَرَسٌ أَسَفَى: خَفِيف النّاصِية، وَأنْشد أَبُو عبيد: لَيْسَ بأسْفى وَلَا أَقْنَى وَلَا تَغَلٍ يُسقى دَوَاء قفِيّ السُّكن مَربُوب قَالَ: والسّفْوَاء من البِغال السريعةُ، ومِنَ الخَيْل القليلة الناصية، حَكَاهُ أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ، وَأنْشد فِي صفة بغلة: جاءَتْ بِهِ مُعْتَجِراً ببُرْدِهِ سَفْواءُ تَخْدِي بنَسِيج وَحْدِهِ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: السافِيات: تُرابٌ يَذهَب مَعَ الرّيح، والسَّوافي من الرِّياح: اللَّواتي يَسفِين التُّراب.

قَالَ: والسفا: تُرَاب الْبِئْر. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: أَسْفَى الرَّجلُ: إِذا أَخَذَ السَّفَى، وَهُوَ شَوْكُ البُهْمَى، وأَسْفَى: إِذا نَقَل السَّفَا، وَهُوَ التُّراب. وأَسْفَى: إِذا صَار سَفِيّاً، أَي: سَفِيهاً. وَقَالَ اللحياني: يُقَال للسَّفِيه سَفِيٌّ بَيّن السَّفاءَ مَمْدُود. والسفا: الخِفَّة فِي كلّ شَيْء، وَهُوَ الجَهْل، وأَنشد: قَلائصُ فِي ألْبانِهِنْ سَفَاءُ أَي: فِي عُقولهِن خِفّة. وسَفَوانُ: ماءٌ على قَدْر مَرحلةٍ من بَاب المِرْبَد بالبَصْرة، وَبِه ماءٌ كثيرُ السَّافي وَهُوَ التُّرَاب وأَنشَدَنِي أعرابيّ: جارِيَة بسَفوانَ دارُها تمْشي الهُوَيْنَى مائِلاً خِمارُها فسا: قَالَ اللَّيْث: الفَسْوُ: مَعْرُوف، الْوَاحِدَة فَسْوَة، والجميع الفُسَاء، والفِعْل فَسَا يَفْسُو فسواً. قَالَ: وعبدُ الْقَيْس يُقَال لَهُم: الفُساةُ والفَسْو، يُعرَفون بِهَذَا، وَيُقَال للخُنْفساء: الفَسَّاءة لنَتْنِها. وفسا فَسْوَةً وَاحِدَة، والعَرَب تَقول: أَفْسَى مِن الظَّرِبان، وَهِي دَابَّة تَجِيء إِلَى جُحر الضّبّ فتَضَع قَبَّ اسْتِها عِنْد فَم الجُحْر، فَلَا تزَال تَفْسو حَتَّى تستخرِجَه، وتصغِير الفَسْوَة فُسَيَّة. وَقَالَ أَبُو عُبَيد فِي قَول الراجز: بِكْراً عَوَاساءَ تَفاسَى مُقْرِبَا قَالَ: تَفاسَى: تُخرِج استَها، وتَبازَى: تَرفَع أَلْيَتَها. وَحكى غيرُه عَن الأصمعيّ أَنه قَالَ: تفَاسأَ الرجُل تَفاسُوءاً بِالْهَمْز: إِذا أَخرَج ظَهْرَه، وَأنْشد هَذَا الرَّجزَ غيرَ مَهْمُوز. أَبُو العبَّاس عَن ابْن الأعرابيِّ: الفَسأُ: دُخولُ الصُّلْب. والفَقَأُ: خُرُوجُ الصَّدْر، وَفِي وَرِكَيْه فَسَأٌ، وَأنْشد: بناتىء الْجَبْهَة مَفْسُوء القَطَنْ أَبُو عُبيد عَن أبي عَمْرو: إِذا تَقطَّع الثوبُ وبَلِيَ قيل: قد تَفسَّأَ. وَقَالَ الكسائيّ مثله. قَالَ: وَيُقَال مَالك: تَفْسأ ثَوْبَك. وَقَالَ أَبُو زيد: فسأْتُه بالعَصا ووطأْته: إِذا ضربتَ بهَا ظَهْرَه. سأف (سيف) : أَبُو عُبَيد عَن الْكسَائي: سَئِفَتْ يدُه وسَعِفَتْ: وَهُوَ التَّشَعُّثُ حَولَ الْأَظْفَار والشُّقاق. وروى أَبُو العبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: سَئِفَتْ أصابعُه وشئفت بِمَعْنى واحدٍ. أَبُو عُبيدة: السأَفُ على تَقْدِير السّعَف شَعرُ الذّنَب والهُلْب، والسائِفةُ: مَا استرَقَّ من أَسافلِ الرَّمل، وجمعُها السَّوائف. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: سَئِفُ اللِّيفِ، وَهُوَ مَا كَانَ ملتزِقاً بأصول السَّعَف من خِلالِ اللِّيف، وَهُوَ أَردؤُه وأخشَنُه، لِأَنَّهُ يُسأَفُ من جَوَانِب السَّعَف فَيصير كأَنّه لِيف وَلَيْسَ بِهِ، ولُيِّنَتْ همزتُه، وَقد سَئِفَتِ النخلةُ. وَقَالَ الراجز يصف أذنابَ اللِّقاح:

كَأَنَّمَا اجْتُثَّ على حِلاَبِها نخلُ جُؤاثى نِيلَ من أَرْطابِها والسِّيفُ واللِّيف على هُدَّابها قَالَ: والسِّيف: ساحلُ الْبَحْر. قَالَ ابْن الأعرابيّ: السِّيف: الْموضع النّقِيُّ من المَاء، وَمِنْه قيل: درهمٌ مُسَيَّف: إِذا كَانَ لَهُ جوانبُ نقيّةٌ من النّقْش. وَقَالَ اللَّيْث: السَّيْف مَعْرُوف وجمعُه سُيوف وأَسْياف. وَقَالَ شَمِر: يُقَال لجَماعَة السُّيوف: مَسْيَفَة، ومِثْلُه مَشيخَة للشيوخ، وَيُقَال: تَسايَفَ القومُ واستَافُوا: إِذا تَضارَبوا بالسُّيوف. أَبُو عُبيد عَن الكسائيّ: المُسِيف: المتقلِّد بالسَّيْف، فَإِذا ضَرَب بِهِ فَهُوَ سائف. وَقد سِفْتُ الرجلَ أُسِيفُه. وَقَالَ الفرَّاء: سِفْتُه ورَمَحْتُه. وَقَالَ اللَّيْث: جَارِيَة سَيْفانةٌ، وَهِي الشَّطْبَة، كَأَنَّهَا نَصْلُ سَيْف، وَلَا يُوصَف بِهِ الرجُل. سَلَمة عَن الفرَّاء قَالَ الْكسَائي: رجل سَيْفَانُ وَامْرَأَة سَيْفَانةٌ: وَهُوَ الطَّوِيل المَمْشوق. أَسف: قَالَ الله تَعَالَى: {فَاسِقِينَ فَلَمَّآءَاسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ} (الزخرف: 55) ، معنى: آسفونا: أغضَبونا، وَكَذَلِكَ قولُه تَعَالَى: {إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا} (الْأَعْرَاف: 150) ، والأسيفُ والأسِفُ: الغَضْبان. وَقَالَ الْأَعْشَى: أرى رَجُلاً منهمْ أسِيفاً كأَنما يَضُمُّ إِلَى كشَحْيَهْ كَفّاً مُخَضّبا يَقُول: كأَن يدَه قُطِعت فاختَضَبتْ بدَمِها فيَغضَب لذَلِك، ويُقَال لمَوْتِ الفَجْأَة: أَخْذَةُ أَسَف. وَفِي حديثِ عائشةَ أَنَّهَا قَالَت للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين أَمر أَبَا بكرٍ بِالصَّلَاةِ فِي مَرضهِ: إِن أَبَا بكرٍ رجلٌ أَسِيف، فمَتى مَا يَقُمْ مَقامَك يَغْلِبْهُ بُكاؤه. قَالَ أَبُو عُبيد: الأَسيف: السَّريع الحُزن والكآبة فِي حَدِيث عَائِشَة. قَالَ: وَهُوَ الأَسُوف والأسِيف. قَالَ: وأَما الأَسِف: فَهُوَ الغَضْبان المتلهِّف على الشَّيْء، وَمِنْه قَول الله جلّ وعزّ: {غَضْبَانَ أَسِفًا} . قَالَ: وَيُقَال من هَذَا كُله: أسفْتُ آسفُ أَسفاً. وَقَالَ أَبُو عبيد: والأسِيف: العَبْد، وَنَحْو ذَلِك. قَالَ ابْن السكّيت. وَقَالا مَعًا: العَسِيف: الأَجِير. وَقَالَ اللَّيْث: الأَسَف فِي حَال الحُزْن وَفِي حَال الغَضَب: إِذا جَاءَك أمرٌ ممّن هُوَ دُونَك فأنتَ أَسِف، أَي: غَضْبان، وَقد آسَفَك، وَإِذا جَاءَك أمرٌ فحَزِنْتَ لَهُ وَلم تُطِقْه فأنتَ أَسِف، أَي: حَزِين ومتأسِّف أَيْضا.

باب السين والباء

قَالَ: وإِسافٌ: اسمُ صَنَم كَانَ لقُرَيش، وَيُقَال: إِن إسافاً ونائلة كانَا رجلا وَامْرَأَة دَخَلا الْكَعْبَة فَوجدا خَلْوة فأَحدَثَا، فمسخَهما الله حَجَرين. وَقَالَ الفرّاء: الأسافَة: رقّة الأرضِ، وأَنشَد: تحَفُّها أَسافَةٌ وجَمْعَرُ وَيُقَال للْأَرْض الرّقيقة: أَسِيفه. ورَوَى أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: سَفَا: إِذا ضَعُف عَقْلُه، وسفا: إِذا خَفَّ روحُهُ، وسَفَا: إِذا تعَبَّد وتواضَع لله، وسَفَا: إِذا رَقَّ شَعرهُ، وجَلِحَ لغةُ طيّء. فأس: قَالَ اللَّيْث: الفَأس: الّذي يفلق بِهِ الحَطَب، يُقَال: فأَسَه يَفْأَسُه، أَي: يَفْلِقُه. قَالَ: وفأْسُ القَفَا: هُوَ مؤخَّر القَمحْدُوَة. وفَأَسُ اللّجام: الّذي فِي وَسَط الشَّكِيمة بَين المسْحَلَين. وَقَالَ ابْن شُميل: الفَأْسُ: الحَديدةُ الْقَائِمَة فِي الشَّكِيمة، ويُجمَع الفأس فُؤوساً. (بَاب السِّين وَالْبَاء) س ب (وَا ىء) سيب سبي وَسَب يبس بسأ بيس أسب أبس سأب بَأْس سبأ: (مستعملة) . سيب: الْحَرَّانِي عَن ابْن السكّيت: السَّيْب: العَطاء، والسِّيبُ: مَجرَى المَاء، وجمعُهُ سُيُوب. وَقد سابَ الماءُ يَسِيب: إِذا جَرَى. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: سابَ الأَفعَى وانسابَ: إِذا خَرَج من مَكمَنِه. وَقَالَ اللَّيْث: الحيّة تَسِيب وتَنْساب إِذا مَرّت مستمرّة. قَالَ: وسَيّبْتُ الدابّة أَو الشيءَ: إِذا تركْتَهُ يَسيب حَيْثُ شَاءَ. وَفِي حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (وَفِي السُّيُوب الخُمس) . قَالَ أَبُو عُبيد: السُّيوب: الرِّكاز، وَلَا أُراه أُخِذ إلاّ من السَّيْب وَهُوَ العَطِيّة. يُقَال: هُوَ من سَيْب الله وعَطائه. وأَنشَد: فَمَا أَنا من رَيْبِ المَنون بجبَّاءِ وَمَا أَنا مِنْ سَيْبِ الْإِلَه بآيِسِ وَقَالَ أَبُو سَعيد: السُّيُوب: عُروقٌ من الذَّهب والفضّة تَسِيب فِي المَعدِن، أَي: تَجرِي فِيهِ؛ سُمّيتْ سُيوباً لانسيابها فِي الأَرْض. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ} (الْمَائِدَة: 103) الْآيَة. قَالَ أَبُو إِسْحَاق: كَانَ الرجلُ إِذا نَذَرَ لقُدومٍ من سَفَرٍ أَو لبُرْءٍ من مَرَض أَو مَا أَشْبَه ذَلِك قَالَ: نَاقَتي سائبة، فَكَانَت لَا يُنتَفع بظهرها، وَلَا تخلَّى عَن مَاء وَلَا تُمنَع من مَرْعى. وَكَانَ الرجلُ إِذا أعتَقَ عَبْداً قَالَ: هُوَ سائبة، فَلَا عَقْلَ بَينهمَا وَلَا مِيرَاث. وَقَالَ غَيره: كَانَ أَبُو الْعَالِيَة سائبةً، فلمّا

هلك أُتِيَ مَوْلَاهُ بميراثه فَقَالَ هُوَ: سائبةً، وأبَى أَن يأخُذَه. وَقَالَ الشافعيّ رَضِي الله عَنهُ: إِذا أعتَق عبدَه سائبةً فماتَ العبدُ وخَلَّفَ مَالا، وَلم يَدَعْ وارِثاً غيرَ مَوْلَاهُ الّذي أَعتَقَه فميراثُه لمُعتِقه، لأنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَعَل الوَلاَء لُحْمةً كلُحْمة النّسَب، فَكَمَا أَن لُحْمة النَّسب لَا تَنقَطع، كَذَلِك الوَلاء. وَقد قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام: (الوَلاء لمن أَعتَق) . ورُوِي عَن عُمَر أنّه قَالَ: السائبة والصَّدَقة ليَوْمِهما؛ يُرِيد: يومَ الْقِيَامَة، واليومِ الّذي أعتَقَ سائِبَتَه وتصَدَّق بِصَدَقَتِهِ فِيهِ. يَقُول: فَلَا يَرجعُ إِلَى الإشفاعِ بِشَيْء مِنْهَا بعد ذَلِك فِي الدُّنْيَا. قَالَ: وَذَلِكَ كالرَّجُل يُعتِق عبدَه سائبةً فيموتُ العَبْد ويَترك مَالا وَلَا وارثَ لَهُ، فَلَا يَنبغِي لمعتِقه أَن يَرْزأ مِن مِيراثِه شَيْئا، إلاّ أَن يَجعَلَه فِي مِثْلِه. وَيُقَال: سابَ الرجلُ فِي مَنطقِه: إِذا ذَهَب فِيهِ كلَّ مَذْهب. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ قَالَ: إِذا تَعقَّد الطَّلْع حَتَّى يَصيرَ بَلَحاً فَهُوَ السَّيَاب مخفّف واحدتهُ سَيَابة. قَالَ: وَبِهَذَا سُمِّيَ الرجلُ سَيابة. قَالَ شمر: هُوَ السَّدَى والسَّدَاءُ ممدودٌ بلُغةِ أهل الْمَدِينَة، وَهِي السَّيَابةُ بلُغة وَادي القُرَى. وأَنشَد قولَ لبيد: سَيَابةٌ مَا بهَا عَيْبٌ وَلَا أَثَرُ قلتُ: وَمن العَرَب مَن يَقُول سُيَّاب وسُيَّابةٌ. وَقَالَ الأَعشَى: تخالُ نكْهَتَها باللَّيلِ سُيَّابَا عَمْرو عَن أَبِيه: السَّيْبُ: مُردِيُّ السَّفِينَة. سبي: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: سَبَاه يسْبِيه: إِذا لَعَنه، وَنَحْو ذَلِك. قَالَ أَبُو عُبيد، وأَنشَد: فَقَالَت سَباكَ اللَّهُ ابْن السّكيت: يُقَال: مَا لَهُ سباه الله، أَي: غربه. وَيُقَال: جَاءَ السَّيْل بعودٍ سبي: إِذا احتمله من بلد إِلَى بلد. وَأنْشد: فَقَالَت سباك الله أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ: السَّباءُ: العودُ الّذي يَحمِله السَّيْلُ من بَلَد إِلَى بَلَد، قَالَ: وَمِنْه أُخِذَ السِّباء، يُمَدّ ويُقصَر. قَالَ: والسَّبْيُ: يَقَع على النِّساء خاصّة، يُقَال: سَبْيٌ طيّبة: إِذا طابَ مِلْكُه وحَلَّ. وكل شَيْء حمل من بلد إِلَى بلد فَهُوَ سبي، وَكَذَلِكَ الْخمر، قَالَ الْأَعْشَى: فَمَا إِن رَحيق سَبَتْها التِّجا رُ منْ أَذْرُعَات فوادي جَدَر وَقَالَ لَبيد: عَتيق سلافات سبتها سفينة تكرّ عَلَيْهَا بالمزاج النَّياطلُ

أَي: حملتها. وسبأت الْخمر بِمَعْنى شربت. وَقَالَ الشَّاعِر فِي السَّيْل: تقضُّ النبع والشريان قضا وعُود السِّدر مقتضباً سبيّا والعَرَب تَقول: إنَّ الليلَ لطويلٌ وَلَا أُسْبَ لَهُ. قَالَ ابْن الأعرابيّ: مَعْنَاهُ لَيْسَ لي هَمٌّ فَأَكُون كالسَّبْيِ لَهُ، وجُزِم على مَذهَب الدُّعاء. وَقَالَ اللحياني: وَلَا أُسْبَ لَهُ، أَي: لَا أكون سَبْياً لبَلائه. أَبُو عبيد: سباك الله يَسبيك، بِمَعْنى لعنك الله. قَالَ شمر: مَعْنَاهُ: سلّط الله عَلَيْك من يسبيك، وَيكون أخذك الله. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : تَسبَّى فلانٌ لفُلَان: ففَعَل بِهِ كَذَا، يَعْنِي التحبُّبَ والاستمالة. وَقَالَ اللَّيْث: السَّبْي مَعْرُوف، والسَّبى الِاسْم. وتسابَى القومُ: إِذا سَبَى بعضُهم بَعْضًا، يُقَال: هُوَ لَا سَبْيٌ كثير، وَقد سَبَيْتهُم سَبْياً وسباء. وَالْجَارِيَة تَسبي قلبَ الفَتَى وتَسْتَبيه، ورُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (تِسعةُ أعشراءِ الرِّزْق فِي التِّجارة، والجزء الْبَاقِي فِي السّابِياء) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: السابِياء: هُوَ المَاء الّذي يَخرُج على رَأس الوَلَد إِذا وُلِد، وَنَحْو ذَلِك قَالَ الْأَحْمَر. قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ هُشَيم: معنى السّابِياء فِي الحَدِيث: النِّتاج. قَالَ أَبُو عبيد: الأَصْل فِي السّابِياء مَا قَالَ الْأَصْمَعِي، وَالْمعْنَى يَرجِع إِلَى مَا قَالَ هُشَيم. قلت: أَرَادَ أنّه قيل للنِّتاج السّابِياء للْمَاء الَّذِي يَخرُج على رَأس الْمَوْلُود إِذا وُلد. وَقَالَ اللَّيْث: إِذا كثُر نَسلُ الغَنَم سمّيَت السّابياءَ، فَيَقَع اسمُ السّابياء على المَال الكثِير، والعدَدِ الْكثير، وأنشدَ فِي ذَلِك قَوْله: أَلمْ تَرَ أنّ بَنِي السّابِياءِ إِذا قارَعُوا نَهْنَهوا الجُهَّلاَ وَقَالَ أَبُو زيد: إِنَّه لَذُو سَابِياء: وَهِي الإبلُ وكثرةُ المَال وَالرِّجَال. وَقَالَ فِي تَفْسِير هَذَا الْبَيْت: إنّه وصَفَهم بِكَثْرَة العَدَد. ابْن بزرج: إبل سابياء: إِذا كَانَت للنِّتاج لَا للْعَمَل. وَقَالَ المبرّد: القاصعاء من جِحرة اليربوع يُقَال لَهُ السّابِياء. وَقَالَ: سمّي سابياء لِأَنَّهُ لَا يُنفذه فيُتبقى بَينه وَبَين إِنْفَاذه هَنةً من الأَرْض رقيقَة. قَالَ: وَأخذ من سابياء الْوَلَد، وَهِي الْجلْدَة الَّتِي تخرج مَعَ الْوَلَد من بطن أمه، وَهَذَا غلط، لِأَن السابياء هُوَ مَاء السلَى؛ وَلكنه مَأْخُوذ من سَبِيّ الْحبَّة، وَهُوَ جلدهُ الَّذي يَسلخه. أَبُو عبيد: الأسابيّ: الطَّرائِقُ من الدَّمِ،

قَالَ سَلامة بنُ جَنْدَل: والعادياتِ أَسابيُّ الدِّماءِ بهَا كأنّ أعناقَها أنْصابُ تَرجيبِ وَقَالَ غَيره: واحدُها أُسْبيَّة. قلتُ: والسَّبِيَّة: اسْم رَمْلة بالدَّهناء. والسَّبِيّةُ: دُرَّةٌ يُخرجهَا الغَوَّاص من الْبَحْر، وَقَالَ مُزَاحم: بلَدَتْ حُسَّراً لم تَحْتَجِبْ أَو سَبيَّةً من الْبَحْر بَزَّ القُفْلُ عَنْهَا مُفِيدها وسَبِيُّ الْحَيَّة: جلْدُه الَّذِي يسلُخُه. وَقَالَ الرَّاعِي: يُجَرِّرُ سِرباً لَا عَلَيْهِ كَأَنَّهُ سَبيُّ هلالٍ لم تُقَطَّعْ شرانِقُهُ أَرَادَ بالشَّرَانق مَا انسلخَ من خِرْشائه، وَيُقَال لوَاحِد أسابيّ الدَّم إِسْبَاءَةٌ والإسباءةُ أَيْضا خيط من الشَّعر ممتدّ، وأسابيُّ الطَّرِيق شَركه وطرائقه الملحوبة. أَبُو عُبيد: سبَاك اللَّهُ يَسْبيك بِمَعْنى: لَعَنك الله. وَقَالَ شمر: مَعْنَاهُ: سَلّط اللَّهُ عَلَيْك من يَسْبِيك وَيكون أَخذك الله. يبس: قَالَ اللَّيْث: اليُبْس: نقيضُ الرُّطوبة، وَيُقَال لكلّ شَيْء كَانَت النُّدُوَّةُ، والرّطوبة فِيهِ خلقَة فَهُوَ يَبِيسُ فِيهِ يُبْساً، وَمَا كَانَ ذَلِك فِيهِ عرَضاً. قلت: جَفَّ يُجِف وطريقٌ يَبْسٌ: لَا نُدُوَّة فِيهِ وَلَا بَلل. واليبيس من الْكلأ: الكثيرُ اليابسُ. وَقد أيْبَسَت الأرضُ، وأَيْبَسَت الخُضر، وأرضٌ موبسة. والشَّعَر اليابسُ أردؤه وَلَا يُرى فِيهِ سَحْج وَلَا دُهْن. ووجْهٌ يَابِس: قليلُ الْخَيْر. وَيُقَال للرجل: إيبسْ يَا رجل، أَي: اسْكُتْ، والأيابس: مَا كَانَ مِثل عُرْقُوبٍ وساقٍ. والأيْبَسَان: عظما الوظيفين من اليدِ والرِّجل. وَقَالَ أَبُو عُبَيدة فِي ساقيَ الْفرس أَيْبَسان، وهُما مَا يَبس عَلَيْهِ اللحمُ من السَّاقَيْن، وَقَالَ الرَّاعِي: فقلتُ لَهُ: ألْصِق بأيْبس ساقِها فَإِن تَجْبُر العرقوب لَا تَجبُر النَّسا قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الأيْبسُ: هُوَ الْعظم الَّذِي يُقَال لَهُ الظنبوب، الَّذِي إِذا غمزته من وسط ساقك آلمك، وَإِذا كُسر فقد ذهب السَّاق، وَهُوَ اسْم لَيْسَ بنعت. أَبُو عبَيد عَن الْأَصْمَعِي: يبيس المَاء: العَرق. وَقَالَ بشر يصف الْخَيل: ترَاهَا من يبِيسِ المَاء شُهباً مُخَالِطَ دِرَّةٍ مِنْهَا غِرارُ أَبُو عُبَيدة عَن الأصمعيّ: يُقَال لما يبس من أحْرار الْبُقُول وذكورها: اليَبيس، والجفيف، والقَفُّ. وَأما يبيسُ البَهْمى فَهُوَ الْعَرَب والصُّفار. قلت: وَلَا تَقول الْعَرَب لما يَبس من الحَلِيّ والصِّلِّيان والحلمة يَبيس، إِنَّمَا

اليبيس مَا يبس من العُشب والبقول الَّتِي تتناثر إِذا يَبستْ، وَهُوَ اليُبْس واليَبِيسُ أَيْضا، وَمِنْه قَوْله: من الرُّطْب إِلَّا يُبْسُها وهَجِيرُها وَيُقَال للحطب: يَبِس، وللأرض إِذا يَبِسَت: يبسٌ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يباسِ: هُوَ السَّوْءةُ. سأب: أَبُو زيد: سَأْبْتُ الرجل أَسْأَبُه سَأْباً: إِذا خَنَقْتَه. قَالَ: وسَأَبتُ من الشَّرَاب أسأَب سَأْباً: إِذا شربتَ مِنْهُ. وَيُقَال للزِّقِّ الْعَظِيم: السّأْب. وجمعُه السؤُوب، وَأنْشد: إِذا ذُقْتَ فاهاً قلتَ عِلقٌ مُدَمَّسٌ أُرِيد بِهِ: قَيْلٌ فغودر فِي سأْبِ وَيُقَال للزِّقّ: مِسْأْب أَيْضا. وَقَالَ شمر: المِسأب أَيْضا: وعاءٌ يُجعل فِيهِ العَسل. (بيس) : سَلمَة عَن الْفراء: باسَ: إِذا تَبَخْتَرَ. قلت: مَاس يميس بِهَذَا الْمَعْنى أَكثر، والباءُ والميمُ يتعاقبان. (بَيْسانُ: مَوضِع فِيهِ كروم من بِلَاد الشَّام) . وَقَوله: شُرْباً بِبَيْسَان من الأُردنِّ هُوَ مَوضِع. أسب: قَالَ اللَّيْث: الإسْبُ: شعرُ الفَرْج. وَقَالَ أَبُو خَيْرة: الأصلُ فِيهِ وِسْبٌ، فقُلِبَتْ الْوَاو همزَة، كَمَا قَالُوا: إرْث، وأصلُه وِرْثٌ. قَالَ: وأصلُ الوِسْب مأخوذٌ من وسِب العُشبُ والنباتُ وَسباً، وَقد أوسَبت الأَرْض: إِذا أعشَبتْ فَهِيَ مُؤسِبة. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الْعَانَة منبت الشّعْر من قُبُل الْمَرْأَة وَالرجل، والشَّعر النَّابِت عَلَيْهِ يُقَال لَهُ: الشِّعْرَة والإسْب، وَأنْشد: لَعَمْرو الَّذِي جَاءَت بكم من شَفَلَّح لَدَى نسييْها ساقِطِ الإسْبِ أهْلَبا سبأ: أَبُو زيد: سَبأْت الْخمر أسبأُها سبأً وسِباءٍ: إِذا اشتَرَيتها. واستَبَأْتها استباءً مثله. وَقَالَ مَالك بن أبي كَعْب: بعثتُ إِلَى حانوتها فاستبأتها بِغَيْر مكاسٍ فِي السِّوَام وَلَا غَصبِ قَالَ: وَيُقَال: سبأتُه بالنَّار سبْأً: إِذا أحْرَقْتَهُ بهَا. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: إِنَّك تُرِيدُ سُبأَةً، أَي: تُرِيدُ سفرا بَعيدا، سُمِّيت سُبأَة لِأَن الْإِنْسَان إِذا طَال سفرهُ سبأَتْه الشمسُ ولوّحته، وَإِذا كَانَ السّفر قَرِيبا قيل: تُريد

سَرْبةً. وَقَالَ الفرّاء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ} (النَّمْل: 22) ، القُرّاء على إجراءِ سبأٍ، وَإِذا لم تُجر كَانَ صَوَابا. قَالَ: وَلم يُجْرِه أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: سبأَ هِيَ مدينةٌ تُعرف بمأرِبَ من صنعاء على مسيرَة ثلاثِ لَيَال، فَمن لم يصرف فَلِأَنَّهُ اسْم مَدِينَة، وَمن صَرف فَلِأَنَّهُ اسمٌ للبلد فَيكون مذكّراً سُمِّي بِهِ مذكَّر. وَقَوْلهمْ: ذهب القومُ أيْدِي سبَا، وأيادِي سبا، أَي: متفرِّقين، شُبهوا بأَهل سبأ لما مزّقهم الله فِي الأَرْض كلَّ ممزق، فَأخذ كلُّ طائفةٍ مِنْهُم طَرِيقا على حِدة. واليَدُ: الطَّرِيق. وَيُقَال: أَخذ الْقَوْم يَد بحْر، فَقيل للْقَوْم إِذا تفَرقُوا فِي جِهَات مُخْتَلفَة: ذَهَبُوا أَيدي سبا، أَي: فرقتهم طرقهم الَّتِي سلكوها، كَمَا تفرق أهل سبأ فِي مَوَاطِن فِي جِهَات مُخْتَلفَة أخذوها. وَالْعرب لَا تهمز سبأ فِي هَذَا الْموضع، لِأَنَّهُ كثُر فِي كَلَامهم فاستثقلوا ضغطة الْهَمْز وَإِن كَانَت سَبأ فِي الأَصْل مَهْمُوزَة. وَقيل: سبأ: اسمُ رجلٍ وَلد عشرَة بَنِينَ فسُميت الْقرْيَة باسم أَبِيهِم، وَالله أعلم. وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: حكى الْكسَائي: السبَأ: الْخمر. واللَّظَأ: الشَّيْء الثقيل. وحكاهما مهموزين مقصورين، وَلم يحكهما غَيره. وَالْمَعْرُوف فِي الْخمر السِّباء بِكَسْر السِّين وَالْمدّ. وَيُقَال: انسبأ جلده إِذا تقشر. وَقَالَ: (وَقد نَصل الأظفارُ وانْسبأ الجلدُ) . وَيُقَال: سبأ الشوك جلده: إِذا قشره. وَقَالَ أَبُو زيد: سبأتُ الرجلَ سَبْأ: إِذا جَلَدْتَهُ. وَيُقَال: سَبأَ فلانٌ على يَمِين كاذبةٍ يسْبأُ: إِذا حلف يَمِينا كَاذِبَة. قَالَ: وَيُقَال: أسبأتُ لأمرِ الله إسباءً: وَذَلِكَ إِذا أخبت لَهُ قَلْبك. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: سبا غيرُ مَهْمُوز: إِذا ملك. وسبَا: إِذا تمتّع بجارِيته شبابها كلَّه. وسبا: إِذا استخفى. بسأ: أَبُو زيد: بَسَأْتُ بالرّجل، وبَسِئْتُ أَبْسَأُ بِهِ بَسْأً وبُسُوءاً: وَهُوَ استئناسك بِهِ، وَكَذَلِكَ بَهَأْتُ؛ وَقَالَ زُهَيْر: بَسَأْتَ بَنِيِّها وجَوَيْتَ عَنْهَا وَعِنْدِي لَو أردتَ لَهَا دَواءُ وَقَالَ اللَّيْث: بَسَأ فلانٌ بِهَذَا الْأَمر: إِذا مَرَن عَلَيْهِ فلَم يكترث لقُبْحه وَمَا يُقَال فِيهِ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: البَسيّةُ: المرأةُ الآنسة بزَوْجها، الحَسنة التبعُّل مَعَه. أبس: أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: أَبَسْتُ بِهِ تَأْبِيساً، وأَبَسْتُ بِهِ أبساً: إِذا صغّرْتَه وحَقَّرْتَه.

ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الأَبْسُ: ذَكَرُ السَّلاحِف، قَالَ: وَهُوَ الرَّقُّ والغَيْلَم. وَقَالَ ابْن السّكيت: الأَبْسُ: الْمَكَان الغليظ الخشن؛ وأَنشَد: يَتْرُكْن فِي كلّ مكانٍ أَبْس كلَّ جَنِينٍ مُشْعَرٍ فِي الغِرْسِ والأبْس: تتبّع الرَّجُل بِمَا يَسوؤُه؛ يُقَال: أَبسْتُه آبِسُه أَبْساً؛ وَقَالَ العجّاج: ولَيْث غابٍ لَم يُرَمْ بأَبْسِ أَي: بزَجْر وإذْلال. قَالَ يَعْقُوب: وامرأةٌ أُباسٌ: إِذا كَانَت سيّئةَ الخُلُق، وأَنشد: لَيْستْ بسَوْداءَ أُباسٍ شَهْبَرَة ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الإِبْس: الأَصْل السُّوءِ، بِكسر الْهمزَة تَأْبِيساً. وأبَّسْتُه تَأْبِيساً: إِذا قابلته بالمكروه. بَأْس: أَبُو زيد: بَؤُس الرجُل يَبْؤُس بَأْساً: إِذا كَانَ شديدَ البَأْس شُجاعاً. وَيُقَال: من البُؤْس وَهُوَ الفَقْر بَئِسَ الرجُل يَبْأسُ بُؤْساً وبَأْساً وبَئيساً: إِذا افْتَقَرَ، فَهُوَ بائس، أَي: فَقير. والشجاع يُقَال مِنْهُ: بَئِسَ، وَنَحْو ذَلِك قَالَ الزّجاج. وَقَالَ غَيره: البَأْساءُ من البُؤْس، والبُؤْسُ من البُؤْس، قَالَ ذَلِك ابْن دُرَيد. وَقَالَ غَيره: هِيَ البُؤْس والبَأساء، ضد النُّعمى والنُّعْماء، وأمّا فِي الشّجاعة والشِّدّة فَيُقَال: البَأس. وَقَالَ اللّيث: البأساءُ: اسمٌ للحَرْب والمَشقّة والضَّرْب. والبائِسُ: الرجُل النازِلُ بِهِ بَلِيّة أَو عُدْمٌ يُرحَم لِمَا بِهِ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: بُؤْساً لَهُ وتُوساً وجُوساً بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ الزّجاج فِي قَوْله تَعَالَى: {وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَآءِ وَالضَّرَّآءِ} (الْأَنْعَام: 42) ، قيل: البأساءُ: الجوعُ والضَّراءُ: النَّقْص فِي الْأَمْوَال والأنفس. وَقَالَ تَعَالَى: {فَلَوْلا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - إِذْ جَآءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ} (الْأَنْعَام: 43) ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ} (الْأَنْعَام: 42) . وَأما قولُ الله جلّ وعزّ: {بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ} (الْأَعْرَاف: 165) ، فَإِن أَبَا عَمْرو وَعَاصِم والكسائيّ وَحَمْزَة قرؤوا {بِعَذَابٍ بَئِيسٍ} ، على فَعِيل. وَقَرَأَ ابنُ كثيرِ: (بئيسٍ) على فعيل، وَكسر الْفَاء وَكَذَلِكَ قَرَأَهَا شِبل وأهْل مَكّة. وَقَرَأَ ابْن عامِر (بِئْسٍ) على فِعْلٍ بِهَمْزَة، وَقرأَهَا نَافِع وَأهل الْمَدِينَة (بِيْسٍ) على فعل بِغَيْر همز. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: البَئِسُ والبَيِسُ على فَعِل: الْعَذَاب الشَّديد. قَالَ: وباس الرجل يبيس بَيْساً: إِذا تكبَّر على النَّاس وآذاهم. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: ابْتَأس الرجُل: إِذا بلَغه شيءٌ يَكرَهه، قَالَ لَبيد: فِي رَبْرَبٍ كنِعاج صا رةَ يَبْتئسْنَ بِمَا لَقِينا

وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} (هود: 36) ، قيل مَعْنَاهُ: لَا تَحزَن وَلَا تَسْكُن وَقد ابتَأس فَهُوَ مُبْتَئِس. وأَنشَد أَبُو عبيد: مَا يَقسِمُ اللَّهُ أَقبَلْ غيرَ مُبْتَئِسٍ مِنْهُ وأَقْعُدْ كَريماً ناعمَ البالِ أَي: غيرَ حزينٍ وَلَا كارِه. وخمر بيسانيةٌ: منسوبة. وبيسان: مَوضِع فِيهِ كروم من بِلَاد الشَّام. وأمّا بِئْسَ ونِعْمَ: فإنّ أَبَا إِسْحَاق قَالَ: هما حرفان لَا يَعمَلان فِي اسْم عَلَم، إنّما يَعمَلان فِي اسْم مَنكُور دالَ على جنس، وإنّما كَانَتَا كَذَلِك لأنّ نِعْمَ مستوفيةٌ لجَمِيع الْمَدْح، وَبئسَ مستوفية لجَمِيع الذمّ. فَإِذا قلت: بئْسَ الرجلُ، دلَلتَ على أنّه قد استوفى الذّم الَّذِي يكون فِي سَائِر جنسِه، فَإِذا كَانَ مَعَهُمَا اسمُ جِنْس بِغَيْر ألف ولامٍ فَهُوَ نَصْب أبدا، وَإِذا كَانَت فِيهِ الْألف وَاللَّام فَهُوَ رَفْعٌ أبدا. وَذَلِكَ قَوْلك: نِعمَ رجلا زيدٌ، أَو بئسَ رجلا زيدٌ، وبئسَ الرجلُ زيدٌ. والقصدُ فِي نِعم وبئسَ أَن يَليَهما اسمٌ مَنْكور أَو اسمُ جِنْس، وَهَذَا قَول الْخَلِيل. وَمن الْعَرَب من يَصِل بئس ب (مَا) . قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ} (الْبَقَرَة: 102) . ورُوِي عَن النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّه قَالَ: (بئسَما لأحدكم أَن يَقُول نَسِيتُ آيَة كَيْتَ وكَيْتَ أمَا إنّه مَا نَسِي ولكنّه أُنْسِي) . وَالْعرب تَقول: بئسَما لَك أَن تفعلَ كَذَا وَكَذَا إِذا أدخلتَ (مَا) فِي بئس أدخلتَ بعْدهَا أَنْ مَعَ الْفِعْل، بئسَما لَك أَن تَهجُر أَخَاك، وبئسَما لكَ أَن تَشتُم الناسَ. ورَوَى جميعُ النحويِّين: بئسَما تَزْوِيج وَلَا مَهْر؛ وَالْمعْنَى فِيهِ: بئسَ شَيْئا تزْويجٌ وَلَا مَهْر. وَقَالَ الزّجّاج: بِئْسَ إِذا وقعتْ على (مَا) جعِلت (مَا) مَعهَا بِمَنْزِلَة اسْم منكَّر، لأنّ بِئْس ونِعْم لَا يَعمَلان فِي اسمِ عَلَم، إِنَّمَا يَعمَلان فِي اسمٍ منكور دَال على جنس. قَالَ شمر: إِذا قَالَ الرجل لعدوّه: لَا بأسَ عَلَيْك، فقد أمّنَه، لِأَنَّهُ نفى الْبَأْس عَنهُ، وَهُوَ فِي لُغَة حِمير: لَبَاتِ؛ أَي: لَا بأسَ وَقَالَ شَاعِرهمْ: شَربنا النومَ إِذْ غَضت غَلاب بتسهيد وعَقْد غير مَيْن تنادَوْا عِنْد غدرهم لَبَات وَقد بَرَدَت مَعاذِرُ ذِي رُعَيْنِ ولَبَاتِ بلغتهم: لَا بَأْس، كَذَا وجدته فِي كتاب شمر. وَسَب: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الوَسَبُ: الوَسَخ، وَقد وَسِب وَسباً، ووَكِبَ وَكَباً، وحَشِنَ حَشَناً، بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: إنّك لتَرُدّ السُّؤال المُحِف بالإباءِ والأَبأْسِ.

باب السين والميم

(بَاب السِّين وَالْمِيم) س م (وَا يء) سوم سما وسم وَمَسّ مسي مأس موس أمس: (مستعملة) . سوم: السَّوْم: عَرْضُ السِّلْعة على البَيْع. وَقَالَ أَبُو زيد فِيمَا رَوَى أَبُو عبيد عَنهُ: سُمْتُ بِالسِّلعة أسوم بهَا. وَيُقَال: فلَان غالي السِّيمةِ: إِذا كَانَ يُغلِي السَّوْم. قَالَ: وَيُقَال: سُمْتُ فلَانا سِلْعَتي سَوْماً: إِذا قلتَ: أتأخُذها بِكَذَا من الثّمن، ومِثْل ذَلِك سُمْتُ بسِلْعَتي سوماً أَو يُقَال استمت عَلَيْهِ بسلعتي استِياماً إِذا كنت أَنْت تذكر ثمنهَا. وَيُقَال: اسْتام مني بسَلعتي استياماً إِذا كَانَ هُوَ العارِض عليكَ الثمنَ، وسامَني الرجلُ بسِلعتِه سَوْماً. وَذَلِكَ حينَ يذكر لَك هُوَ ثمَنها، وَالِاسْم من جَمِيع ذَلِك السُّومة والسِّيمة. والسَّوْمُ أَيْضا من قَول الله جلّ وعزّ: {يَسُومُونَكُمْ سُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ءَ الْعَذَابِ} (الْبَقَرَة: 49) . قَالَ أهل اللُّغَة: مَعْنَاهُ: يُولُونَكم سُوءَ الْعَذَاب، أَي: شديدَ العذَاب. وَقَالَ اللَّيْث: السَّوْم: أَن تُجشِّمَ إنْسَانا مَشقّةً أَو سوءا أَو ظُلْماً. وَقَالَ شمر فِي قَوْله: سامُوهم سوءَ الْعَذَاب قَالَ: أرادُوهم بِهِ. وَقيل: عَرضوا عَلَيْهِم، والعربُ تَقول: عَرضَ عليّ فلانٌ سَوْمَ عَالةٍ. قَالَ أَبو عبيد: قَالَ الكسائىّ: هُوَ بِمَعْنى قولِ الْعَامَّة: عَرْضٌ سابرِيّ. قَالَ شمر: يُضرَب هَذَا مَثَلاً لمن يَعرِض عَلَيْك مَا أَنْت عَنهُ غَنيّ، كَالرّجلِ يَعلم أنّك نزلتَ دارَ رجل ضَيْفاً فيَعرِض عليكَ القِرَى. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: السَّوْم: سُرعةُ المَرِّ، يُقَال: سامَت الناقةُ تَسُوم سَوْماً، وأَنشدَ بيتَ الرَّاعِي: مَقّاءُ مُنْفَتَق الإبْطَيْنِ ماهرةٌ بالسَّوْم ناطَ يَدَيْها حارِكٌ سَنَدُ وَمِنْه قولُ عبد الله ذِي النِّجادَين يُخَاطب ناقَةَ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَعرَّضي مَدارِجاً وَسُومِي تَعرُّضَ الجَوْزاءِ للنُّجوم وَقَالَ غيرُه: السَّوْم: سرعَة المَرِّ مَعَ قَصْد الصَّواب فِي السِّير. وَيُقَال: سامَت الراعِيةُ تَسُومُ سَوْماً: إِذا رَعَتْ حيثُ شَاءَت. والسَّوامُ: كل مَا رَعَى مِنَ المَال فِي الفَلَوات إِذا خُلِّيَ وسَوْمه يَرعَى حيثُ شَاءَ. والسائم: الذَّاهِب على وجهِه حَيْثُ شَاءَ. يُقَال: سامَت السائمةُ وَأَنا أَسَمْتُها أُسِيمُها: إِذا رَعَيْتَها، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {فِيهِ تُسِيمُونَ} (النَّحْل: 10) . وأخبَرَني المنذريّ عَن ثَعْلَب أنّه قَالَ: أسَمْتُ الإبلَ: إِذا خَلّيْتَها تَرعَى.

وَقَالَ الأصمعيّ: السَّوام والسائمة: كلُّ إبلٍ تُرسَل ترعَى وَلَا تُعلَف فِي الأَصْل. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ} (آل عمرَان: 14) . أَبُو زيد: الْخَيل المسومة: المُرسَلَة وَعَلَيْهَا رُكْبَانُها، وَهُوَ من قَوْلك: سَوّمْتُ فلَانا: إِذا خَليْته وسَوْمَه، أَي: وَمَا يُرِيد. وَقيل: الخيلُ المسوَّمة: هِيَ الّتي عَلَيْهَا السِّيما والسُّومة، وَهِي العَلاَمة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: السِّيَمُ: العلامات على صُوف الْغنم. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ} (آل عمرَان: 125) ، قرىء بِفَتْح الْوَاو وَكسرهَا، فَمن قَرَأَ: (مسوَّمين) أَرَادَ مُعلَّمين. من السّومة، أعلمُوا بالعمائم. وَمن قَرَأَ: {مُسوِّمين أَرَادَ معلِّمين. وَقَالَ اللَّيْث: سَوَّم فلانٌ فَرسَه: إِذا أعلَم عَلَيْهِ بحرَيرةٍ أَو بِشَيْء يُعرَف بِهِ. قَالَ: والسِّيمَا ياؤها فِي الأَصْل وَاو، وَهِي الْعَلامَة الَّتِي يُعرف بهَا الخيرُ والشرّ. قَالَ الله جلّ وعزّ: تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ} (الْبَقَرَة: 273) ، وَفِيه لغةٌ أُخْرَى: السِّيماء بِالْمدِّ، وَمِنْه قَول الشَّاعِر: غُلامٌ رَماهُ الله بالحُسْنِ يَافِعاً لَه سِيميَاءُ لَا تَشُقُّ على البَصَرْ وأَنشَد شمر فِي تَأْنِيث السِّيمى مَقْصُورَة: ولهمْ سِيمَا إِذا تُبْصِرُهُمْ بَيَّنتْ رِيبةَ مَنْ كَانَ سَأَلْ وَأما قَوْلهم: وَلَا سِيَّما كَذَا، فَإِن تفسيرَه فِي لفيف السّين؛ لأنَّ (مَا) فِيهَا صلَة. قَالَ أَبُو بكر: قَوْلهم عَلَيْهِ سِيمَا حسَنة؛ مَعْنَاهُ عَلامَة، وَهِي مَأْخُوذَة من وَسِمت أَسِم. والأصلُ فِي سِيما وَسْمَى، فحُوّلت الْوَاو من مَوضِع الْفَاء إِلَى مَوضِع الْعين؛ كَمَا قَالُوا: مَا أطْيَبه وأَيْطبه فَصَارَ سوْمَى، وجُعلت الواوُ يَاء لسكونها وانكسار مَا قبلهَا. أَبُو عُبيد عَن أبي زيد: سَوَّمْتُ الرجلَ تسْويماً: إِذا حَكّمْتَه فِي مَالك. وسوَّمْتُ على الْقَوْم: إِذا أغَرْتَ عَلَيْهِم فَعِثْتَ فيهم. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: من أمثالهم عبدٌ وسُوِّم فِي يَده، أَي: وخُلِّيَ وَمَا يُريد. قَالَ: وسامَ: إِذا رَعَى. وسامَ: إِذا طلب. وسام: إِذا باعَ. وسامَ: إِذا عَذَّب. وَقَالَ النَّضر: سامَ يَسُوم: إِذا مَرَّ. وسامَت الناقةُ: إِذا مَضَت، وخُلِّيَ لَهَا سَوْمها أَي وجهُها. ثَعْلَب عَنهُ أَيْضا: السّامَةُ: السّاقة. والسّامة: المَوْتَةُ، والسامة: السَّبِيكة من الذَّهَب. والسّامة: السَّبِيكة من الفِضَّة. وَقَالَ أَبُو عُبيد: السّامُ: عُروقُ الذَّهب، واحدتُه سامة، قَالَ قيس بن الْحطيم: لَو انكَ تُلقِي حَنظَلاً فَوقَ بَيْضِنا تَدَحرَجَ عَن ذِي سامِهِ المُتقارِبِ أَي: الْبيض الّذي لَهُ سامٌ. وَقَالَ شمر: السّامُ: شجر، وأَنشَد قولَ

العجَّاج: ودَقَلٌ أجرَدُ شَوْذَبِيُّ صَعْلٌ من السّامِ ورُبّانِيُّ يَقُول: الدَّقَل لَا قِشْر عَلَيْهِ، والصَّعْل: الدَّقِيق الرَّأْس، يَعْنِي رأسَ الدَّقَل. والسّامُ: شجر. يَقُول: الدَّقَل مِنْهُ ورُبَّانيّ: رَأس المَلاَّحين. يَسُومُ: اسْم جبل، صَخْرَة ملساء، قَالَ أَبُو وجزة: وسرنا بمطلول من اللَّهْو ليّن يحط إِلَى السهل اليَسُومى أعصما قَالَ أَبُو سعيد: يُقَال لِلْفِضَّةِ بِالْفَارِسِيَّةِ سيم، وبالعربية سَام. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: قَالَ شُجاع: سارَ القومُ وساموا بِمَعْنى وَاحِد. ورُوِي عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (فِي الحبَّة السَّوْداء شِفَاءٌ من كلِّ داءٍ إلاّ السَّام) . قيل: وَمَا السَّام؟ قَالَ: (المَوْت) . وَكَانَ اليهودُ إِذا سلَّموا على رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالُوا: السامُ عَلَيْكُم، فَكَانَ يَردُّ عَلَيْهِم: (وَعَلَيْكُم) ، أَي: وَعَلَيْكُم مِثلُ مَا دعَوْتُم. ورُوِي عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّه نَهَى عَن السَّوْم قبل طُلُوع الشَّمْس. قَالَ أَبُو إِسْحَاق: السَّوْم: أَن يُساوِم بسِلْعَتِه، ونُهِي عَن ذَلِك فِي ذَلِك الْوَقْت لأنّه وقتٌ يُذكر الله تَعَالَى فِيهِ فَلَا يُشغَل بغيرِه. قَالَ: وَيجوز أَن يكون السَّوْم من رَعْي الإبِل، لِأَنَّهَا إِذا رَعَت الرِّعْيَ قبل شُروق الشمسِ عَلَيْهِ وَهُوَ نَدٍ أصابَها مِنْهُ داءٌ ربّما قَتلهَا، وَذَلِكَ معروفٌ عِنْد أهلِ المالِ من العَرَب. وسم: قَالَ اللَّيْث: الوَسْم والوَسْمةُ: شجرةٌ ورَقُها خِضاب. قلتُ: كلامُ الْعَرَب الوَسِمة بِكَسْر السِّين قَالَه النَّحويون. وَقَالَ اللَّيث: الوَسْم أَيْضا: أَثَر كَيَّةٍ، تَقول: بعيرٌ مَوْسوم: أَي قد وُسِم بِسمَةٍ يُعرَف بهَا، إِمَّا كيّةٌ أَو قَطْعٌ فِي أذُنه، أَو قَرْمَةٌ تكونُ عَلامَة لَهُ. والميسَم: المِكواة أَو الشيءُ الّذي يُوسَم بِهِ الدَّواب، والجميع المَواسِم، وَقَالَ الله تَعَالَى: {الاَْوَّلِينَ سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ} (الْقَلَم: 16) ، فإنّ فلَانا لموسومٌ بِالْخَيرِ وبالشّرِّ: أَي: عَلَيْهِ علامةُ الْخَيْر أَو الشرّ، وإنّ فُلَانَة لَذات مِيسَم، ومِيسَمُهَا: أَثَر الجمَال والعِتْق. وَإِنَّهَا لوَسِيمة قَسِيمة. وَقَالَ أَبُو عبيد: الوَسَامة والمِيسَم: الحُسْن. وَقَالَ ابْن كُلْثُوم: خلطْنَ بمِيسَم حسباً ودِيناً وَقَالَ اللَّيْث: إِنَّمَا سُمِّي الوَسْمِيُّ من الْمَطَر وَسْمِيّاً لأنَّه يَسِم الأَرْض بالنبات، فيُصَيِّر فِيهَا أثرا فِي أوّل السنَة. وأرضٌ مَوْسومة: أصابَها الوَسْمِيّ، وَهُوَ مطرٌ يكون بعد الخَرَفِيّ فِي البَرْد، ثمَّ يَتْبَعُه

الوَلِيُّ فِي صميم الشِّتاء، ثمَّ يَتبَعه الرِّبْعي. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: أوّل مَا يَبدأ المطرُ فِي إقبالِ الشتاءِ فاسمُه الخَرِيف، وَهُوَ الّذي يَأْتِي عِنْد صِرامِ النَّخل، ثمَّ الّذي يلِيه الوَسْمِيّ، وَهُوَ أوّل الرّبيع، وَهَذَا عِنْد دُخول الشِّتاء، ثمَّ يَلِيهِ الرَّبيع فِي الصَّيف، ثمَّ الحَميم. وأخبَرَني المنذريُّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: نجُومُ الوَسْميِّ أوّلها فُرُوعُ الدَّلْو المؤخَّر ثمَّ الحُوت، ثمَّ الشَّرَطان ثمَّ البُطَيْن، ثمَّ النَّجْم؛ وَهُوَ آخر نُجُوم الوَسْمِيّ، ثمَّ بعد ذَلِك نُجومُ الرَّبيع، وَهُوَ مَطَر الشتَاء أول أنجمه الهَقِعَة وآخِرُها الصَّرْفة تَسقُط فِي آخِر الشّتاء. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: والوَسِيم: الثابتُ الحُسْن: كأنّه قد وُسِم. قَالَ شمر: دِرْعٌ مَوسُومَةٌ: وَهِي المُزيّنة بالشِّبْه فِي أَسْفَلهَا. وَقَالَ اللَّيْث: مَوْسِم الحَج سُمِّي مَوْسِماً لأنّه مَعْلمٌ يُجتَمَع إِلَيْهِ، وَكَذَلِكَ كَانَت مواسمُ أسواقِ العَرَب فِي الجاهليّة، وَيُقَال: تَوسّمتُ فِي فلَان خيرا، أَي: رأيتُ فِيهِ أَثَراً مِنْهُ، وتوسَّمْت فِيهِ الْخَيْر، أَي: تفرَّسْتُ. يَعْقُوب: كل مجمع من النَّاس كثيرٌ فَهُوَ مَوْسِم؛ وَمِنْه موسم مِنًى. وَيُقَال: وسَمْنا موسِمنا؛ أَي: شهدناه، وَكَذَلِكَ عَرَفنا، أَي: شَهِدنَا عَرَفَة. وعيَّد القومُ: شهدُوا عيدَهم. وَقَوله جلّ وعزّ: { (إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} (الْحجر: 75) ، أَي: للمتفرِّسين. سما: فِي حديثِ عَائِشَة الّذي ذكرت فِيهِ أَهْلَ الإفْك: وَإنَّهُ لم يكن فِي نسَاء النبيّ امرأةٌ تُسامِيها غيرَ زينبَ، فعَصَمها الله، وَمعنى تُسامِيها: تُبارِيها وتُعَارِضُها. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: المُساماةُ: المفاخَرة. وَقَالَ اللَّيْث: سما الشيءُ يَسْمو سُمُوّاً: وَهُوَ ارتفاعُه، وَيُقَال للحَسِيب والشّريف، قد سَمَا، وَإِذا رفَعتَ بَصَرك إِلَى الشَّيْء قلتَ سمَا إِلَيْهِ بَصَري، وَإِذا رُفع لَك شيءٌ من بَعيد فاستَبَنْتَه قلتَ: سمَا لِي شَيْء قَالَ: وَإِذا خرج القومُ للصّيد فِي قِفار الأَرْض وصَحَارِيها قلت: سَمَوْا، وهم السُّماة، أَي: الصَّيّادُون. أَبُو عبيد: خرج فلَان يَسْتَمِي الوحشَ أَي: يطلبُها. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: المِسْماةُ: جَوْرَبُ الصّياد يَلبَسها لتَقِيه حَرَّ الرَّمْضاء إِذا أَرَادَ أَن يتربّصَ الظِّباءَ نصفَ النَّهار. قَالَ: وَيُقَال: ذهب صِيتُه فِي النَّاس وُسمَاه، أَي: صوتُه فِي الخَيْر لَا فِي الشرّ. اللَّيْث: سَمَا الفحلُ: إِذا تَطاوَلَ على شَوْلِه، وسُماوَتُه أَي: شخصه، وأنشَد: كَأَن على أَثْباجها حينَ آنَسَتْ سَماوَتُه قَيّاً من الطَّيرِ وُقَّعا وسَماوَةُ الهِلال: شخصُه إِذا ارتَفَع عَن

الأُفق شَيْئا، وأنشدَ: طَيَّ اللَّيالِي زُلَفاً فزُلفَا سَماوَةَ الهِلالِ حتّى احقَوقَفَا قَالَ: والسَّماوة: ماءٌ بالبادية، وَكَانَت أمُّ النُّعمان سُميتْ بهَا، فَكَانَ اسمُها ماءَ السَّماوَة فسمّتْها العربُ ماءَ السّماء. وسَماوة كل شَيْء: شخص أغلاه. قَالَ: سماوتهُ أسمالُ بُرْد مُحَبَّر وصَهْوتهُ من أَتْحَمِيَ مُعَصَّب أَبُو عُبَيْدَة: سماءُ الْفرس من لدن عَجْب الذَّنب إِلَى الصُّطرة. قَالَ: والسَّماءُ: سَقْفُ كلِّ شَيْء وكلّ بَيت. والسَّماءُ: السَّحَاب. والسَّماء: المَطَر. والسَّماء أَيْضا: اسْم المَطْرة الجديدة. يُقَال: أصابتْهم سَماءٌ، وسُمِى كَثيرةٌ، وثلاثُ سُمِيّ، والجميع الأَسْمِيةُ والجمعُ الكثيرُ سُمِيّ. قَالَ: والسَّموات السَّبع: أطباق الأَرَضين، وتُجمَع سَماء وسَماوات. قلتُ: السَّمَاء عِنْد الْعَرَب مؤنَّثة، لأنّها جمعُ سَماءَة، وَسبق الجَمعُ الوُحدانَ فِيهَا. والسماءة أَصْلهَا سَمآوَة فَاعْلَم. وَإِذا ذكّرت الْعَرَب السَّماء عَنَوْا بهَا السَّقْف. وَمِنْه قولُ الله: {شِيباً السَّمَآءُ مُنفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً} (المزمل: 18) ، وَلم يقل مُنفَطرة. وَقَالَ الزجّاج: السماءُ فِي اللّغة: يُقَال لكلّ مَا ارتفَعَ وعَلا قد سَمَا يَسمُو، وكلُّ سَقْف فَهُوَ سَماء، وَمن هَذَا قيل للسحاب: السَّماءُ، لِأَنَّهَا عاليَة. وَالِاسْم ألِفُه ألفُ وَصْل، والدّليل على ذَلِك أنّك إِذا صَغَّرتَ الاسمَ قلتَ: سُمَيّ، وَالْعرب تَقول: هَذَا اسمٌ، وَهَذَا سُمٌ وأَنشَد: بِاسم الَّذِي فِي كلِّ سُورةٍ سُمُهْ وسُمَه رَوَى ذَلِك أبُو زَيْد وَغَيره من النحويِّين. قَالَ أَبُو إِسْحَاق: وَمعنى قَوْلنَا: اسمٌ هُوَ مشتقٌّ من السُّمُو، وَهُوَ الرِّفْعة، وَالْأَصْل فِيهِ سِمْوٌ بِالْوَاو، وَجمعه أَسْماء، مثل قِنْو وأَقْناء، وَإِنَّمَا جُعِل الِاسْم تَنْويهاً على الدّلالة على الْمَعْنى، لأنّ الْمَعْنى تحتَ الِاسْم. قَالَ: وَمن قَالَ: إنّ اسْما مأخوذٌ من وَسَمْتُ، فَهُوَ غلط؛ لأنّه لَو كَانَ اسمٌ من سِمْتهُ لَكَانَ تصغيرُه وُسَيْما مثل تَصْغِير عِدَة وصِلَة، وَمَا أشبههما. وَقَالَ أَبُو العبّاس: الاسمُ رَسْمٌ وَسِمَةٌ يُوضَع على الشيءِ يُعرَف بِهِ. وسُئل عَن الِاسْم أهوَ المسمَّى أَو غيرُ المسمَّى؟ . فَقَالَ: قَالَ أَبُو عُبيدة: الِاسْم هُوَ المسمَّى. وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: الاسمُ غيرُ المسمَّى، قيل لَهُ: فَمَا قولُك؟ فَقَالَ: لَيْسَ لي فِيهِ قَول. وَقَالَ ابنُ السكّيت: يُقَال هَذَا سامَةُ غادِياً، وَهُوَ اسْم للْأَب، وَهُوَ مَعرِفة.

قَالَ زُهَير يَمدَح رجلا: ولأنتَ أجرأُ من أُسامةَ إذْ دُعِيَتْ نَزالِ ولُجَّ فِي الذُّعْرِ أمس: قَالَ الكسائيّ: العَرَب تَقول: كلّمتُك أَمْسِ، وأَعجَبَني أَمْس يَا هَذَا. وَتقول فِي النّكرة: أعجَبَني أَمْسٍ، وأَمْسٌ آخَر، فَإِذا أضفتَه أَو نكّرته أَو أدخلتَ عَلَيْهِ الْألف واللاّم للتعريف أجريتَه بالإعراب، تَقول: كَانَ أَمْسُنا طَيّباً، ورأيتُ أَمسَنا المُبارَك. وَتقول: مَضى الأَمْسُ بِمَا فِيهِ. قَالَ الفرّاء: وَمن الْعَرَب مَن يَخفِض الأَمْسِ وَإِن أَدخل عَلَيْهِ الألفَ واللاّم. وأَنشَد: وإنِّي قَعَدْتُ اليومَ والأمْسِ قَبْلَه وَقَالَ أَبُو سَعيد: تَقول: جَاءَنِي أَمْسِ، فَإِذا نَسَبْتَ شَيْئا إِلَيْهِ كسرتَ الْهمزَة فَقلت: امْسِيٌّ؛ على غير قِيَاس. قَالَ العجّاج: وجَفَّ عَنْهُ العَرَق الإمْسِيّ قَالَ ابْن كيسَان فِي أمس: يَقُولُونَ إِذا نكروه: كلُّ يَوْم يصير أمساك، وكل أمس مضى فَلَنْ يعود، ومضَى أمسٌ من الأموس. وَقَالَ البصريون: إِنَّمَا لم يتمكّن أمس فِي الْإِعْرَاب لِأَنَّهُ ضارع الْفِعْل الْمَاضِي وَلَيْسَ بمعرَب. وَقَالَ الْفراء: إِنَّمَا كسرت لِأَن السِّين طبعها الْكسر. وَقَالَ الْكسَائي: أصلُه الْفِعْل، أَخذ من قَوْلك: أمسِ بِخَير، ثمَّ سُمّي بِهِ. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: السِّين لَا يُلفظ بهَا إِلَّا من كَسْر الفَم مَا بَين الثّنية إِلَى الضرس، وَكسرت إِذْ كَانَ مخرجها مكسوراً فِي قَول الْفراء، وَأنْشد: وقافِية بَين الثَّنية والضرس وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: أَدخل الْألف وَاللَّام على أمس وَترك على حَاله فِي الْكسر، لِأَن أصل أمس عندنَا من الإمساء، فسمّى الْوَقْت بِالْأَمر وَلم يغيَّر لَفظه. وَمن ذَلِك قَول الفرزدق: مَا أَنْت بالحكم التُرْضَى حكومته وَلَا الْأَصِيل وَلَا ذِي الرَّأْي والجدل فَأدْخل الْألف وَاللَّام على ترْضى وَهُوَ فعل مُسْتَقْبل على جِهَة الِاخْتِصَاص بالحكاية. وَأنْشد: أخَفْن أطناني إِن شكيت وإنني لفي شُغُل عَن ذَحْلِي اليَتَتَبّع فَأدْخل الْألف وَاللَّام على (يتتبع) وَهُوَ فعل مُسْتَقْبل كَمَا وَصفنَا. وَقَالَ ابْن السّكيت: تَقول: مَا رأيتُه مُذْ أَمسِ، فَإِن لم تَرَه يَوْمًا قَبْلَ ذَلِك قلتَ: مَا رأيتُه مُذْ أوَّلَ من أمسِ، فَإِن لم تَرَه مذ يَوْمَيْنِ قبل ذَلِك قلتَ: مَا رأيتُه مذْ أوّلَ مِن أوّلَ مِن أَمسِ. وَقَالَ العجاج:

كَأَن أمسيّاً بِهِ من أمس يصفَرُّ لليُبْس اصفرار الوَرْس قَالَ ابْن بزرج: قَالَ عرّام: مَا رَأَيْته مذ أمس الأحدث. وَكَذَلِكَ قَالَ نجاد قَالَ: وَقَالَ الْآخرُونَ بالخفض مذ أمس الأحدث. وَقَالَ نجاد: عهدي بِهِ أمس الأحدث، وأتاني أمس الأحدث. قَالَ: وَتقول: مَا رَأَيْته قبل أمس بِيَوْم، تُرِيدُ: أول من أمس، وَمَا رَأَيْته قبل البارحة بليلة. موس: قَالَ اللَّيْث: المَوْسُ: لغةٌ فِي المَسْي، وَهُوَ أَن يُدخل الرَّاعِي يدَه فِي رَحِم النَّاقة أَو الرَّمَكة يَمْسُطُ مَاء الفَحل من رَحمهَا استِلاماً للفَحْل كراهيةَ أَن تحمِل لَهُ. قلتُ: لم أسمعْ المَوْس بِمَعْنى المَسْيِ لغير اللَّيْث. وَقَالَ اللّيث أَيْضا: المَوْس تأسيسُ اسْم الموسَى الَّذِي يُحلَق بِهِ، وبعضُهم ينوِّن مُوسًى. قلت: جعَلَ الليثُ مُوسَى فُعْلَى من المَوْس، وجَعل الميمَ أصليّة، وَلَا يجوز تنوينُه على قِيَاسه. لِأَن فُعلَى لَا ينْصَرف. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: هَذِه مُوسَى حَدِيدة وَهِي فُعْلى عَن الكسائيّ. قَالَ: وَقَالَ الأمويّ: هُوَ مذكّر لَا غير، هَذَا مُوسَى كَمَا ترى، وَهُوَ مُفعَلٌ من أوْسَيْتُ رأسَه: إِذا حلقته بالمُوسَى. قَالَ يَعْقُوب: وأنشدنا الفرّاء فِي تَأْنِيث المُوسَى: فَإِن تَكُن المُوسَى جَرَت فوقَ بَظْرِها فَمَا وُضِعَتْ إلاّ ومصّانُ قاعِدُ وَقَالَ اللَّيْث: أما مُوسَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَيُقَال: إِن اشتقاقَه من المَاء والسّاج، ف (المو) : مَاء و (سا) : شَجَر لِحالِ التابوتِ فِي المَاء. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: يُقَال: ماسَ يَميس مَيْساً: إِذا مَجَن. وَقَالَ اللّيث: المَيْسُ: ضَرْبٌ من المَيسَان فِي تَبَخْتُر وتَهَادٍ؛ كَمَا تَمِيسُ العَروسُ والجَملُ وربَّما ماسَ بِهَوْدَجِه فِي مَشْيِه فَهُوَ يَميسُ مَيَساناً. قلت: وَهَذَا الّذي قَالَه اللَّيْث صَحِيح، يُقَال: رجلٌ مَيّاسٌ وجاريةٌ مَيّاسة: إِذا كَانَا يَخْتالان فِي مِشْيَتِهِما. وَقَالَ اللَّيْث: مَيْسان اسمُ كُورةٍ من كُوَرِ دِجْلَة والنِّسْبَة إِلَيْهَا مَيْسَانيّ ومَيْسَنَانِيّ، وَقَالَ العجّاج يصف ثوراً وَحْشِيّاً: ومَيْسَنانِيّاً لَهَا مُمَيَّسَا وَقَبله: خَوْدٌ تخال رَيطها المدْمَقا يَعْنِي ثيابًا تنسج بِمَيْسَان. مُمَيَّس: مُذَيَّل، أَي: لَهُ ذيل. عَمْرو عَن أَبِيه: المَيَاسِين: النُّجوم

الزَّاهرة. والمَيْسُون: الحَسَنُ القَدّ والوجهِ من الغِلْمَان. وَقَالَ اللَّيْث: المَيْسُ: شجرٌ من أجوَد الشّجَر وأَصْلَبِه وأصلَحِه لضَعْفه للرّحال؛ وَمِنْه تُتَّخذ رِحالُ الشَّام، فَلَمَّا كَثُر ذَلِك قَالَت الْعَرَب: المَيْسُ: الرَّحْل. وَقَالَ النَّضر: يسمّى الدُّشْتُ المَيْس شَجَرَة مزورة تكون عندنَا ببلخ فِيهَا البعوض. وَفِي (النّوادر) : ماسَ اللَّهُ فيهم المَرَض يَمِيسُه، وأماسَه فيهم يُمِيسه، وبَسَّه وثَنّهُ: أَي: كَثّرَ فيهم. مسي: أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال: مَسَى يَمْسِي مَسْياً: إِذا ساءَ خُلُقُه بعد حُسْن. قَالَ: ومَسَى يُمْسِي مسياً وأَمْسى ومَسَّى كلُّه: إِذا وعَدَك بأمرٍ ثمَّ أَبْطَأَ عَنْك. أبي عُبيد عَن الأصمعيّ: الْمَاسُ خفيفٌ غيرُ مَهْمُوز، وَهُوَ الّذي لَا يلتِفت إِلَى موعظةِ أحد وَلَا يَقبَل قولَه، يُقَال: رجل ماسٌ وَمَا أَمْساهُ. قلت: كأنّه مقلوبٌ كَمَا قَالُوا هارٍ وهارٌ وهائرٌ وَمثله رَجُلٌ شاكِي السِّلاح، وشاكُ السِّلاح. قلت: وَيجوز أَن يكون ماسٌ كَانَ فِي الأَصْل ماسئاً بِالْهَمْز فخفّفت همزُه ثمَّ قُلِب. قَالَ أَبُو زيد: الماسىء: الماجِنُ، وَقد مَسأ: إِذا مَجَن. وَقَالَ اللَّيْث: المَسْيُ لُغَةٌ فِي المَسْوِ؛ إِذا مَسَطَ الناقةَ، قَالَ: مَسَيْتُها ومَسَوْتُها. أَبُو عُبيد عَن أبي زيد: مَسَيْتُ النَّاقةَ: إِذا سَطَوْتَ عَلَيْهَا، وَهُوَ إدخالُ الْيَد فِي الرَّحم، والمَسْيُ: استخراجُ الوَلَد. وَقَالَ اللَّيْث: الْمُسْيُ من الْمسَاء كالصُّبح من الصَّباح، قَالَ: والمُمْسى كالمُصْبح، قَالَ: والمَساء بعد الظُّهر إِلَى صَلاةِ الْمغرب. وَقَالَ بَعضهم: إِلَى نصفِ اللَّيْل. وَقَول النَّاس: كَيفَ أَمْسيْت، أَي: كَيفَ أَنْت فِي وَقت الْمَساء. ومسيتُ فُلاناً قلت لَهُ كيفَ أمسيت وأمسينا نَحن صرنا فِي وَقت الْمسَاء. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: لَقِيتُ من فلانٍ التَّماسِي، أَي: الدَّواهي، لَا يُعرَف لَهَا وَاحِد، وأَنشَد لِمِرْداس: أُرَاوِدُها كَيْما تَلِينَ وإنّنِي لأَلْقى عَلَى العِلاَّتِ مِنْهَا التّماسِيا وَيُقَال: مَسَيْتُ الشيءَ مَسْياً: إِذا انْتَزَعْتَه، وَقَالَ ذُو الرّمة: يَكَادُ المِراحُ العَرْبُ يَمْسِي غُروضَها وَقد جَرَّدَ الأكتافَ مَوْرُ المَوارِكِ وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: أَمْسَى فلانٌ فلَانا: إِذا أَعَانَهُ بِشَيْء. وَقَالَ أَبُو زيد: رَكِب فلانٌ مَسْأَ الطَّرِيق: إِذا ركب وسَطَه. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: ماسَى فلانٌ

فلَانا: إِذا سَخِر مِنْهُ، وسامَاه: إِذا فاخَره. وَمَسّ: أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: المومِسَة: الْفَاجِرَة. وَقَالَ اللّيث: المُومِسات: الفَوَاجِرُ مُجاهَرَةً. وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: الوَمْسُ: احتِكاكُ الشَّيء بالشَّيْء حتَّى يَنْجَرِد؛ وَأنْشد قولَ ذِي الرُّمة: وَقد حَرَّدَ الأكْتافَ وَمْسُ الحَوارِكِ قلت: وَلم أَسْمَع الوَمْسَ لغيره، وَرَوَاهُ غيرُه: مَوْرَ المَوَارِك، والمَوَارِك: جمع المِيرَكَة والمَوْرِك. مأس: قَالَ اللِّحيانيّ: يُقَال للنَّمام المائِسُ والمَؤُوس والمِمْآسُ؛ وَقد مأسْتُ بَينهم، أَي: أَفسَدْتُ. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: مأَسْتَ بَين الْقَوْم، وأَرَّشْتَ، وأرَّثْتَ بِمَعْنى وَاحِد.

بَاب اللفيف من حرف السّين وَمن حُرُوفه المستعمَلة: السَّيء. والسَّيّ. وسِوَى. وسَواء. وساوَى. واستَوى. والسويّة. والسّوِيّ. والسُّوء. والسَّوء. والسَّيِّىء. والسَّوْء. وأسْوَى. والسَّأْوُ. والسّوس. والسّيساء. والوسْواس. وأوَس. والآس. والأس. وألاس. والأيْس. والأُسّ. والأسى. والأسية. والأسْوَ. والسّيَة. والأسيس. والسواس. والساسا. والواسىء. وويس. والساية. (سيأ) : الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت: السَّيْء لبنٌ يكون فِي أَطْرَافِ الأَخلاف قبل نُزول الدِّرّة، قَالَ زُهير: كَمَا استغاثَ بسَيءٍ فَزُّ غَيْطَلَةٍ خافَ العُيونَ وَلم يُنظَر بِهِ الحَشَكُ (سيي) : والسِّيّ غيرُ مَهْمُوز مكسور السِّين: أرضٌ فِي بِلَاد الْعَرَب مَعْرُوف. وَيُقَال: هما سِيّانِ أَي هما مِثْلان. وَالْوَاحد سيّ. أَبُو عبيد: تَسَيَّأَتِ الناقةُ إِذا أَرسلتْ لَبنَها من غير حَلَب، وَهُوَ السَّيْءُ. وَيُقَال: إِن فلَانا ليتسيَّأ لي بِشَيْء، أَي بِشَيْء قَلِيل، وَأَصله من السّيْىء وَهُوَ اللَّبن قبل الدرّةِ ونزولها. وَيُقَال: أَرض سيّ، أَي مستوية. قَالَ ذُو الرمة: زهاء بَساط الأَرْض سيّ مخوفة وَقَالَ آخر: بِأَرْض ودعان بساطٌ سيّ وَيُقَال: وَقع فلَان فِي سِيِّ رأسِه وسَواء رأسِه، أَي: هُوَ مغمورٌ فِي النِّعمة، حَكَاهُ ثَعْلَب عَن سَلَمة عَن الفرّاء. وأمّا قولُ امرىء الْقَيْس: أَلا رُبَّ يومٍ صالحٍ لكَ مِنْهُمَا وَلَا سِيَّما يومٌ بِدَارةِ جُلْجُلِ ويُروى وَلَا سيّما يومٍ، فَمن رَوَاهُ: (وَلَا سِيمَا يومٍ) أَرَادَ وَلَا مِثْلُ يَوْمٍ و (مَا) صلَة. ومَن رَوَاهُ (يومٌ) أرادَ وَلَا سِيَّ الَّذِي هُوَ يومٌ. أَبُو زيد عَن العَرَب: إِن فلَانا عالمٌ وَلَا سِيّما أخُوه قَالَ: و (مَا) صلَة، ونصبُ سِيَّما بِلَا الجَحْد و (مَا) زَائِدَة، كأنّك قلتَ: وَلَا سِيَّ يَوْمٍ. وَقَالَ اللَّيْث: السِّيُّ: المكانُ المستوِي، وَأنْشد: بأَرْضِ وَدْعانَ بَساطٌ سِيُّ أَي: سواءٌ مُسْتَقِيم. (سوي) : وَيُقَال للْقَوْم إِذا استوَوْا فِي الشّر: هم سَواسِية. وَمن أمثالِهم: سَواسِيّة كأسْنان الحِمار، وَهَذَا مِثْلُ قَوْلهم: لَا

يزَال الناسُ بِخَير مَا تَبايَنوا، فَإِذا تَساوَوْا هَلَكوا، وأصلُ هَذَا أَن الخيرَ فِي النَّادِر من النّاس، فَإِذا استَوى الناسُ فِي الشرّ وَلم يكن فيهم ذُو خَيْر كَانُوا من الهلْكى. وَقَالَ الْفراء: يُقَال هم: سَواسِيَة: يَستوُون فِي الشرّ، وَلَا أَقُول فِي الْخَيْر، وَلَيْسَ لَهُ وَاحِد. وحُكي عَن أبي القَمْقام: سَواسِيه، أَرَادَ سَواء، ثمَّ قَالَ سِيَة، ورُوي عَن أبي عَمْرو بن العَلاء أَنه قَالَ: مَا أشدَّ مَا هجا القائلُ وَهُوَ الفرزدق: سَواسِيّة كأَسْنان الحِمار وَذَلِكَ أَن أسْنَانَ الحِمار مستويَة. وقولُ الله جلّ وعزّ: {خَلَقَ لَكُم مَّا فِى الاَْرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَآءِ} (الْبَقَرَة: 29) . قَالَ الْفراء: الاسْتوَاء فِي كَلَام الْعَرَب على جِهَتَيْنِ: إِحْدَاهمَا أَن يَستوِيَ الرجلُ ويَنتهي شَبابُه وقوَّتُه، أَو يَسْتَوِي من اعوجاج، فهذان وَجْهَان، ووجهٌ ثَالِث أَن تَقول: كَانَ فلانٌ مُقبِلاً على فلَان ثمَّ استَوى عليَّ وإليّ يُشاتمُني، على معنى: أقبلَ إليَّ وعَليّ، فَهَذَا معنى قَوْله تَعَالَى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَآءِ} ، وَالله أعلم. قَالَ الْفراء: وَقَالَ ابْن عَبَّاس: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَآءِ} : صَعِد، وَهَذَا كَقولِك للرجل: كَانَ قَائِما فاستوَى قاعِداً، وَكَانَ قَاعِدا فاستوَى قَائِما وكُلٌّ فِي كَلَام العَرَب جَائِز. وأخبَرَني المنذريُّ عَن أَحْمد بن يحيى أَنه قَالَ فِي قَول الله تَعَالَى: { (الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه: 5) ، قَالَ: الاسْتوَاء: الإقبال على الشَّيْء. وَقَالَ الْأَخْفَش: استَوى أَي علا، وَيَقُول: استوَيْتُ فوقَ الدّابة، وعَلى ظهر الدَّابة، أَي: عَلَوْته. وقَال الزَّجَّاج: قَالَ قومٌ فِي قَوْله عز وَجل: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَآءِ} عَمَد وقَصَد إِلَى السّماء، كَمَا تَقول: فَرَغ الأميرُ مِن بلدِ كَذَا وَكَذَا، ثمَّ استَوى إِلَى بلدِ كَذَا وَكَذَا، مَعْنَاهُ: قَصَد بالاستواء إِلَيْهِ. قَالَ: وَقَول ابْن عبَّاس فِي قَوْله: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَآءِ} أَي: صَعِد، معنى قَول ابْن عَبَّاس، أَي: صَعد أمرُه إِلَى السَّماء. وقولُ الله جلَّ وعزَّ: {لاَ يَعْلَمُونَ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَىءَاتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ} (الْقَصَص: 14) ، قيل: إنّ معنى (استَوى) ههُنا بلغَ الْأَرْبَعين. قلت: وكلامُ العَرَب أَن المجتمِع من الرِّجَال والمستوِيَ هُوَ الَّذِي تمّ شَبابُه، وَذَلِكَ إِذا تمّت لَهُ ثَمَان وَعِشْرُونَ سَنة فَيكون حِينَئِذٍ مجتمِعاً ومستوِياً إِلَى أَن تتمّ لَهُ ثلاثٌ وثلاثُون سَنَةً، ثمَّ يَدخُل فِي حَدِّ الكُهولة، ويَحتمل أَن يكون بُلوغُ الْأَرْبَعين غايةَ الاسْتوَاء وَكَمَال الْعقل والحُنْكة، وَالله أعلم. وَقَالَ اللَّيْث: الاسْتوَاء فِعْلٌ لازمٌ، من قَوْلك: سوَّيْتُه فاستَوَى.

وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: العَرَب تَقول: استَوَى الشيءُ مَعَ كَذَا وَكَذَا أَو بِكَذَا، إلاّ قَوْلهم للغلام إِذا تمَّ شَبابُه: قد استوَى. قَالَ: وَيُقَال: استوَى الماءُ والخَشَبَة، أَي: مَعَ الخَشَبةِ، الْوَاو هَهُنَا بمعنَى مَعَ. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال فِي البَيْع لَا يُساوِي: أَي لَا يكون هَذَا مَعَ هَذَا الثَّمن سِيَّيْن. وَيُقَال: ساويت هَذَا بذاكَ: إِذا رفعتَه حَتَّى بلغَ قدرَه وَمبلَغه، وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ} (الْكَهْف: 96) ، أَي: سوَّى بَينهَا حِين رفع السّدَّ بَينهمَا. أَبُو عُبيد عَن الفرّاء: يُقَال: لَا يُساوِي الثوبُ وغسيرُه كَذَا وَكَذَا، وَلم يَعرِف يَسْوِي. وَقَالَ اللَّيْث: يَسوَى نادرةٌ، وَلَا يُقَال مِنْهُ سَوِي، وَلَا سَوَى كَمَا أنّ نكراء جَاءَت نادرةً، وَلَا يُقَال لذَكرِها أَنْكُر. قَالَ: وَيَقُولُونَ: نَكِرَ وَلَا يَقُولُونَ: يَنكَرُ. قلت: وَقَول الفرّاء صَحِيح، وقولُهم: لَا يَسوَى لَيْسَ من كَلَام الْعَرَب، وَهُوَ من كَلَام المولَّدين، وَكَذَلِكَ لَا يُسْوَى لَيْسَ بِصَحِيح. وَيُقَال: ساوَى الشيءُ الشيءَ: إِذا عادَلَه، وساوَيْتُ بَين الشَّيْئَيْنِ: إِذا عَدَلْتَ بَينهمَا، وسَوّيتَ. وَيُقَال: تَساوَت الأمورُ واستوتْ، وتساوَى الشيئان واستَوَيا بِمَعْنى وَاحِد، وَأما قولُ الله جلّ وعزّ: {فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ السَّبِيلِ} (الْبَقَرَة: 108) . فإنّ سَلمَة رَوَى عَن الفرّاء أنّه قَالَ: {سَوَآءَ السَّبِيلِ} قصْد السَّبِيل، وَقد يكون (سواءٌ) فِي مَذْهَب (غير) كَقَوْلِك: أتيتُ سِواءك، فتمدّ. الحرّاني عَن ابْن السّكيت قَالَ: سَواء مَمْدُود بِمَعْنى وَسَط. قَالَ: وحَكَى الأصمعيّ عَن عِيسَى بن عمرَ: انْقَطع سَوائي أَي وَسَطي، قَالَ: وسِواءٌ وسَوَى بِمَعْنى غير وَكَذَلِكَ سُوًى. قَالَ: وسَواء بمعنَى العَدْل والنَّصَفة. قَالَ الله جلّ وعزّ: {تَعَالَوْاْ إِلَى كَلِمَةٍ سَوَآءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} (آل عمرَان: 64) ، أَي: عَدْلٍ. وَقَالَ زُهَيْر: أَرُونِي خُطّةً لَا عَيْب فِيهَا يُسوِّي بينَنا فِيهَا السَّواءُ وَقَول ابْن مقبل: أردّا وَقد كَانَ المزار سواهُمَا على دُبر من صادر قد تبدّدا قَالَ يَعْقُوب فِي قَوْله: وَقد كَانَ المزار سواهُمَا، أَي: وَقع المزار على سواهُمَا أخطأهما. يصف مزادتين، وَإِذا تنحى المزار عَنْهُمَا استرختا وَلَو كَانَ عَلَيْهِمَا لرقعهما، وقلَّ اضطرابهما. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم نَحوه، وَزَاد فَقَالَ: يُقَال: فلَان وَفُلَان سواعد، أَي: متساويان، وقومٌ سَواء لأنّه مصدر لَا يثنى وَلَا يُجمَع.

قَالَ الله تَعَالَى: {لَيْسُواْ سَوَآءً} (آل عمرَان: 113) ، أَي: لَيْسُوا مُستَوِين. قَالَ: وَإِذا قلتَ: سواءٌ عليّ احتجتَ أَن تُترجِم عَنهُ بشيئين، كَقَوْلِك: سواءٌ سألتَني أَو سكَتّ عني، وسواءٌ حَرَمْتَني أم أعْطيْتَني. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ، يُقَال: عقلك سواك؛ مثل عزب عَنْك عقلك. وَقَالَ الحطيئة: وَلَا يبيت سواهُم حِلْمُهم عزباً وسِوى الشَّيْء: نفسُه، قَالَه ابْن الْأَعرَابِي أَيْضا، ذكره ابْن الْأَنْبَارِي عَنهُ. أَبُو عبيد: سَوَاء الشَّيْء، أَي: غَيره، كَقَوْلِك: رَأَيْت سواءك. قَالَ: وسواءُ الشَّيْء: هُوَ نفسُه. قَالَ الْأَعْشَى: تجانف عَن جُل الْيَمَامَة نَاقَتي وَمَا عدلت عَن أَهلهَا لسوائِكَا وبسوائك يُرِيد بك نَفسك. قلت: وَسوى بِالْقصرِ تكون بالمعنيين، تكون بِمَعْنى غير، وَتَكون بِمَعْنى نفس الشَّيْء. وروى أَبُو عبيد مَا رَوَاهُ عَن أبي عُبَيْدَة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي، يُقَال: دارٌ سَواء، وثوبٌ سَوَاء، أَي: مستوٍ طولُه وعَرْضُه وَصِفَاته وَلَا يُقَال: جَمَل سَواء، وَلَا حِمارٌ سَواء، وَلَا رَجُل سَوَاء. وَقَالَ ابْن بُزُرْج: يُقَال: لَئِن فعلتَ ذاكَ وَأَنا سِواكَ ليأتينّك مِنّي مَا تَكرَه، يُرِيد: وأَنا بأرْضٍ سِوَى أَرْضِك. وَيُقَال: رجلٌ سواءُ البَطْن: إِذا كَانَ بَطْنه مستوياً مَعَ الصَّدر. ورجلٌ سَواءُ القَدَم: إِذا لم يكن لَهَا أَخمص، فسواءٌ فِي هَذَا الْمَعْنى: المستوِي. وَقَالَ الفرّاء: يُقَال: وَقع فلانٌ فِي سَواء رَأسه، أَي: فِيمَا ساوَى رَأسه من النَّعمة. وأرضٌ سَوَاء: مستوِية. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: سَوّى: إِذا اسْتَوَى، ووسَّى إِذا حَسُن. قَالَ: والوسْيُ: الاسْتوَاء. وَسوى فِي معنى غير. قَالَ: والوسْي: الحلْق، يُقَال: وسى رأسَه وأوساه: إِذا حلقه. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال هُما على سَوِيّةٍ من الْأَمر، أَي: على سَوَاء، أَي: اسْتِوَاء. قَالَ: والسَّوِيّة: قَتَبٌ عجميٌّ للبعير، والجميع السَّوايا. أَبُو عُبيد عَن الأَصْمَعِيّ: السَّوِيّةِ كساءٌ محشُوٌّ بثُمام أَو ليفٍ أَو نَحوه، ثُمَّ يُجعل على ظهر الْبَعِير، وَإِنَّمَا هُوَ من مراكب الْإِمَاء وأَهل الْحَاجة. قَالَ: والحوِيّة: كسَاء يُحَوّي حولَ سَنَام الْبَعِير ثمَّ يُركَب. وَقَول الله: {بَشَراً سَوِيّاً} (مَرْيَم: 17) ، وَقَالَ: {ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً} (مَرْيَم: 10) .

قَالَ الزّجاج: لمّا قَالَ زَكَرِيَّا لربّه: {اجْعَل لِّى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ءَايَةً} (مَرْيَم: 10) أَي: عَلامَة أعلم بهَا وقوعَ مَا بُشِّرتُ بِهِ قَالَ: {ءَايَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً} (مَرْيَم: 10) ، أَي: تمنع الكلامَ وأنتَ سَوِيٌّ لَا خرسَ بك فتعلم بذلك أنّ الله قد وهبَ لَك الْوَلَد. وسَوِيّاً مَنْصُوب على الْحَال. وَأما قَوْله: {فَأَرْسَلْنَآ إِلَيْهَآ رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً} (مَرْيَم: 17) ، يَعْنِي جبريلَ تمثَّلَ لِمَرْيَم وهيَ فِي غرفَة مُغْلق بابُها عَلَيْهَا محجوبةٌ عَن الخلْق، فتمثل لَهَا فِي صُورَة خَلْقِ بشرٍ سويَ، فَقَالَت لَهُ: {إِنِّى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَعُوذُ بِالرَّحْمَانِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً} (مَرْيَم: 18) . وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: السّوِيّ: فَعيل فِي معنى مُفْتَعِل، أَي: مستوٍ. قَالَ: والمستوي: التامُّ فِي كَلَام العَرَب الَّذِي قد بلغ الْغَايَة فِي شبابه وتمامِ خلقه وعَقْلِه. قَالَ: وَلَا يُقَال فِي شيءٍ من الْأَشْيَاء: استوَى بِنَفسِهِ حَتَّى يُضَمَّ إِلَى غَيره، فَيُقَال: اسْتَوَى فلَان وَفُلَان إِلَّا فِي معنى بُلُوغ الرجل الْغَايَة، فَيُقَال: اسْتَوَى. قَالَ: وَاجْتمعَ مثله. وَقَول الله جلّ وعزّ: {مَكَاناً سُوًى} (طه: 58) ، و (سِوًى) . قَالَ الْفراء: أَكثر كلامِ الْعَرَب بالفَتْح إِذا كَانَ فِي معنى نَصَف وعَدْل فتحُوه ومدُّوه. قَالَ: وَالْكَسْر وَالضَّم مَعَ الْقصر عربيّان، وَقد قرىء بهما. وَقَالَ اللَّيْث: تَصْغِير سواءٍ الْمَمْدُود: سُوَيّ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: (مَكَانا سوي) وَيقْرَأ بِالضَّمِّ، وَمَعْنَاهُ منصفاً، أَي: مَكَانا فِي النّصْف فِيمَا بَيْننَا وَبَيْنك. وَقد جَاءَ فِي اللُّغَة سَوَاء بِالْفَتْح فَهَذَا الْمَعْنى. تَقول: هَذَا مَكَان سَوَاء أَي: متوسط بَين المكانين، وَلَكِن لم يقْرَأ إِلَّا بِالْقصرِ: سُوًى وسِوًى. أَبُو عُبيد عَن الْفراء: أسْوى الرجلُ: إِذا كَانَ خَلْق ولَدِه سويّاً، وخُلُقه أَيْضا. وَيُقَال: كَيفَ أَمْسَيْتُم؟ فَيَقُولُونَ: مُسْوون صَالِحُونَ، يُرِيدُونَ: أنّ أَوْلَادنَا ومواشينَا سَوية صَالِحَة. ورَوَى أَبُو عبيد بِإِسْنَادِهِ عَن أبي عبد الرَّحْمَن السُّلَمي أَنه قَالَ: مَا رأيتُ أحدا أَقرأَ من عليّ، صَلَّينا خَلْفَه فأَسْوَى بَرْزَخاً، ثمّ رَجَع إِلَيْهِ فقرأه، ثمَّ عَاد إِلَى الْموضع الّذي كَانَ انْتهى إِلَيْهِ. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْكسَائي: أسْوَى: يَعْنِي أسْقَط وأَغفَل؛ يُقَال: أَسَوَيْتُ الشيءَ: إِذا تَركتَه وأغْفَلْتَهُ. وَقَالَ الأصمعيّ: السَّواءُ مَمْدُود: ليلةُ ثلاثَ عشرَة، وفيهَا يَستَوِي الْقَمَر. وَيُقَال نزَلنَا فِي كلاَءٍ سَيَ، وأَنْبَطَ مَاء سِيّاً: أَي: كثيرا وَاسِعًا.

أَبُو عبيد عَن الْفراء: هُوَ فِي سيّ رَأسه، وَسَوَاء رَأسه، وَهِي النِّعْمَة. قَالَ شمر: لَا أعرف فِي سيّ رَأسه وَسَوَاء رَأسه، وَقَالَ غَيره: مَعْنَاهُ: فِيمَا سَاوَى رَأسه. سلَمة عَن الفرّاء قَالَ: السَّاية فَعْلَةٌ من التّسوية. وقولُ النَّاس: ضَربَ لي سايَةً، أَي: هَيّأَ لي كلمة سَوَّاها عَلَيّ ليَخدَعَني. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال: أَسوَى الرجلُ: إِذا أَحدَث من أم سُويد، وأَسْوَى: إِذا بَرِصَ؛ وأَسوَى: إِذا عُوفِيَ بعد عِلّة. قَالَ: وَقيل لقوم: كَيفَ أصبحتمْ؟ فَقَالُوا: مُسْوِين صالِحين. قلت: أرَى قَول أبي عبد الرَّحْمَن السُّلَميّ أسْوَى بَرْزَخاً، بِمَعْنى أَسقَط، أَصلُه من أَسْوَى إِذا أحدث؛ وأصلُه من السَّوْءَة، وَهِي الدُّبُر، فتُرِك الهمزُ فِي فِعلها؛ وَالله أعلم. سوأ: قَالَ اللَّيْث: ساءَ يَسُوء: فِعلٌ لَازم ومُجاوزٌ، يُقَال: سَاءَ الشيءُ يَسُوء فَهُوَ سَيّءٌ: إِذا قَبحُ. والسُّوء: الِاسْم الجامعُ للآفات والدّاء. وَيُقَال: سُؤْتٌ وجهَ فلانٍ، وَأَنا أَسوءه مَساءَةً ومَسائِيَة، قَالَ: والمَسايَةُ لغةٌ فِي المَساءَة، تَقول: أردتُ مَسَاءَتَك ومَسايَتَك، وَيُقَال: أسأتُ إِلَيْهِ فِي الصَّنيع، واستاء فلانٌ فِي الصَّنيع، من السوِّ بِمَنْزِلَة اهتمّ، من الهَمّ، أَو أَسَاءَ فلانٌ الخِياطةَ والعملَ. أَبُو زيد: أَساءَ الرجلُ أساءَة، وسَوَّأْتُ على الرجلِ فعلَه. وَمَا صَنَع تَسْوِئةً وتَسْويئاً: إِذا عِبْتَ مَا صَنَع. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: ساءَ مَا فَعَل صَنِيعاً يَسُوء، أَي: قَبُح صنيعُه صَنِيعاً. قَالَ: والسَّيّء والسَّيئة: عَمَلان قبيحان؛ يصير السَّيءْ نَعْتاً للذَّكَر من الْأَعْمَال، والسَّيئة للأُنثى، وَالله يَعْفُو عَن السيِّئات والسَّيئة: اسْمٌ كالخَطيئة. قَالَ: والسُّوءَى بوَزْن فُعْلَى: اسمٌ للفَعْلَة السِّيئة، بِمَنْزِلَة الحُسْنى للحَسَنة محمولةٌ على جِهَة النَّعْت فِي حَدّ أَفْعَل وَفُعْلَى كالأَسْوَإِ والسُّوْءَى. وَقَالَ ابْن السَّكيت: يُقَال: إِن أخطأتُ فَخَطِيئتي وَإِن أَسَأْت فسَوِّي عليَّ، أَي: قَبِّح عليَّ إساءتي. ورُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (سَوْءٌ وَلُودٌ خَيْرٌ من حَسْنَاء عَقِيم) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأمويّ: السَّوْء: القبيحة؛ وَيُقَال للرجل من ذَلِك أَسْوَأ، مهموزٌ مَقْصور. وَقَالَ الْأَصْمَعِي مِثْله. قَالَ أَبُو عبيد: وَكَذَلِكَ كلُّ كلمة أَو فَعلة قبيحة فَهِيَ سَوْء؛ وأنْشَدَ لأبي زُبَيد: ظَلَّ ضَيْفاً أخُوكُم لأخينَا فِي شَرابٍ ونَعْمَةٍ وَشِواءِ

لَمْ يَهَبْ حُرْمَة النَّديم وَحُقَّتْ يَا لَقَوْمِي للسَّوْءةِ السَّوْآءِ وَقَالَ اللَّيْث: السَّوْء: فرج الرَّجُل وَالْمَرْأَة، قَالَ الله تَعَالَى: {بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا} (الْأَعْرَاف: 22) ، قَالَ: والسَّوْءة: كلُّ عملٍ وأَمرٍ شائن؛ تَقول: سَوْءَةً لفُلَان؛ نَصْبٌ لأنَّه شَتْمٌ ودُعاء. قَالَ: والسَّوْءة السَّوْءاء: هِيَ الْمَرْأَة المخالِفة. قَالَ: وَتقول فِي النَّكِرة: رجُل سَوْء، وَإِذا عَرَّفْتَ قلتَ هَذَا الرَّجلُ السَّوْءُ، ولَمْ تُضِف. وَتقول: هَذَا عَملُ سَوْء، ولَمْ تقُل عَمَل السَّوْء؛ لِأَن السَّوْء يكون نَعْتاً لِلعَمَل، لأنَّ الفِعْل من الرجل وليسَ الفعْلُ من السَّوْء، كَمَا تَقول: قَوْلُ صِدْق، وقولُ الصِّدْقِ، ورَجُل صِدْق، وَلَا تَقول: رَجُلُ الصِّدْق لأنَّ الرجلَ لَيْسَ من الصِّدْق. وَقَالَ ابْن هانىء: الْمصدر السَّوْء، وَاسم الْفِعْل السوء. وَقَالَ: السَّوْء مصدر سؤته أسوءه سوءا، فَأَما السَّوْء فاسم الْفِعْل؛ قَالَ الله تَعَالَى: {قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْماً} (الْفَتْح: 12) ، قَالَ: وَقيل من السَّوْء من الذَّكَر أَسْوَأ، وَالْأُنْثَى سَوْءَاء. يُقَال: هِيَ السَّوْءة السَّوْءاء. وَقيل: فِي قَوْله تَعَالَى: {يَظْلِمُونَ ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُواْ السُّو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ءَى أَن كَذَّبُواْ بِئَايَاتِ اللَّهِ وَكَانُواْ بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ} (الرّوم: 10) أَي: هِيَ جَهَنَّم. سَلمَة عَن الفرّاء فِي قَول الله جلَّ وعَزّ: {عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ} (الْفَتْح: 6) ، مِثْلُ قَوْلك: رَجُلُ السّوْء. قَالَ: ودائرة السَّوْء: الْعَذَاب. والسَّوْءُ بالفَتْح أفشَى فِي الْقِرَاءَة وَأكْثر؛ وقَلَّما. تَقول الْعَرَب: دَائِرَة السُّوء بِالضَّمِّ. وَقَالَ الزجّاج فِي قَوْله: {وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّآنِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ} (الْفَتْح: 6) ، كَانُوا ظنّوا أَن لن يعودَ الرسولُ والمؤمنون إِلى أهلِيهِم، وزُيِّنَ ذَلِك فِي قُلوبهم، فَجعل اللَّهُ دائرةَ السُّوء عَلَيْهِم قَالَ: وَمن قَرَأَ (ظن السُّوء) ، فَهُوَ جَائِز؛ وَلَا أعلم أحدا قرَأَ بهَا، إِلَّا أنَّها قد رُوِيَت. وزَعَم الخليلُ وسيبويه أنَّ معنى السُّوْء هَهُنَا: الْفساد، الْمَعْنى الظانِّين بِاللَّه ظنَّ الْفساد، وَهُوَ مَا ظَنُّوا أَن الرَّسول ومَنْ مَعَه لَا يَرْجِعون، قَالَ الله: {عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ} أَي: الفسادُ والهلاكُ يَقع بهم. قلتُ: قولُ الزّجاج لَا أعلم أحدا قَرَأَ (ظَنّ السُّوءِ) بضمّ السِّين مَمْدُود وهَم، وَقد قَرَأَ ابنُ كثير وَأَبُو عَمْرو: (دَائِرَة السُّوء) بِضَم السِّين ممدودة فِي سُورَة بَرَاءَة، وَسورَة الْفَتْح، وَقَرَأَ سائرُ القُرّاء السَّوْء بِفَتْح السِّين فِي السُّورتين، وكثُر تعجُّبي من أَن يَذهبَ على مِثل الزّجاج قراءةُ هذَيْن القارئَين الجليلَين مَعَ جلالةِ قَدْرِهما. وَقَالَ الفرّاء فِي سُورَة بَرَاءَة فِي قَوْله: {وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ} (التَّوْبَة: 98) .

قَالَ قِرَاءَة الفرّاء: بِنصب السِّين، وَأَرَادَ بالسَّوْء الْمصدر من سُؤْتُه سَوْءاً ومَساءَةً ومَسائية وسَوائِية، فَهِيَ مَصادر. ومَنْ رفع السِّين جعله اسْما، كَقَوْلِك: عَلَيْهِم دائرةُ الْبلَاء وَالْعَذَاب. قَالَ: وَلَا يجوز ضمُّ السِّين فِي قَوْله: {مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ} (مَرْيَم: 28) ، وَلَا فِي قَوْله تَعَالَى: {قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ} (الْفَتْح: 12) . لَا يجوز فِيهِ (ظنَّ السُوء) ، وَلَا (امْرأ سُوء) ، لِأَنَّهُ ضدّ لقَوْله: هَذَا رجلُ صِدْقٍ وثوبُ صِدْق، فَلَيْسَ للسّوءْ هَهُنَا معنى فِي بلاءٍ وَلَا عَذَاب فيُضم. قَالَ ابْن السكّيت: وَقَوْلهمْ: لَا أُنكِرُك من سوء، أَي: لم يكن إنكارِي إيّاك من سوءٍ رَأَيْته بك، إنّما هُوَ لقلّة المَعرِفة. وَيُقَال: أنّ السوء كنايةٌ عَن اسْم البَرَص، لقَوْل الله تَعَالَى: {بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ءٍ} (طه: 22) ، أَي: من غير برص. وَيُقَال: لَا خيرَ فِي قولِ السوء، فَإِذا فتحتَ السِّين فَهُوَ على مَا وصفْنا، وَإِذا ضَمَمْتَ فَمَعْنَاه لَا تَقُل سوءا، وَفِي حديثِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن رجلا قَصَّ عَلَيْهِ رُؤْيا فاستاءَ لَهَا، قَالَ أَبُو عُبيد: أَرَادَ أَن الرُّؤْيَا ساءَته فاستاء لَهَا، افتَعَل من المساءَة. وَفِي صفة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ سواءَ البَطن والصَّدْر، أَرَادَ الواصف أَن بطنَه كَانَ غيرَ مُستفيض، وَأَنه كَانَ مُسَاوِيا لصَدْره، وَأَن صدرَه عريض فَهُوَ مساوٍ لبطنِه. (سأي) : وَقَالَ أَبُو عبيد: سأو، قَالَ أَبُو عَمْرو: فلَان بعيد السأْوِ، أَي: بعيدُ الهمّة؛ وَقَالَ ذُو الرمّة: دامِي الأظلِّ بعيدُ السأوِ مَهْيُومُ قَالَ أَبُو عُبيد: وَقيل السأو: الوطَن فِي قَول ذِي الرمة. أَبُو زيد: سأوْتُ الثوبَ سأواً، وسَأيته سأياً: إِذا مَدَدْتَه فانشقَّ. وسأوْتُ بَين الْقَوْم سأواً، أَي: أفْسدْت. سوس: قَالَ اللّيث: السُّوس والسّاس لُغَتَانِ، وهما العُثّة الّتي تقع فِي الثِّيَاب وَالطَّعَام. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: ساسَ الطَّعَام يَساس، وأَساس يُسِيس، وسَوَّس يُسَوِّس: إِذا وَقَعَ فِيهِ السُّوس: مُسَوِّساً مُدَوِّداً حَجْرِيا وَقَالَ أَبُو زيد: الساسُ غيرُ مَهْمُوز وَلَا ثقيل: القادِحُ فِي السَّنّ. وَقَالَ الليثُ: السُّوس: حَشيشةٌ تُشبه القَتّ. والسِّياسة: فعل السائس، يُقَال: هُوَ يَسُوسُ الدَّوابّ: إِذا قَامَ عَلَيْهَا وراضَها. والوالي يَسُوسُ رَعيّته. وَقَول العجاج: يَجلو بعُود الإسحل المُفَصَّم غُروبَ لَا ساسٍ وَلَا مُثَلَّم المفصّم: المكسّر. والسّاس: الَّذِي قد

ائتكل، وَأَصله سائس، مثل: هار وهائر، وصاف وصائف. وَقَالَ العجاجُ أَيْضا: صافي النُّحاس لم يُوشَّغْ بالكَدَرْ وَلم يخالط عودَه ساسُ النخَرْ قَوْله: سَاس النخر: أَي: أكل النخر، يُقَال: نخِر يَنخر نخراً. والسَّوَس: مصدَر الأُسْوَس، وَهُوَ داءٌ يكون فِي عَجْز الدَّابَّة بَين الوَرِكَين والفَخِذ يُورِثه ضَعفَ الرِّجْل. وَقَالَ ابْن شُميل: السُّواسُ: دَاء يَأْخُذ الخَيْلَ فِي أعناقها فيُيَبِّسها حَتَّى تَمُوت. وَقَالَ اللَّيْث: السَّوَاس: شَجَر وَهُوَ من أَفضل مَا اتُّخذ مِنْهُ زَنْد، لِأَنَّهُ قَلَّ مَا يَصْلِد، وَقَالَ الطِّرِمّاح: وأَخرَجَ أُمُّه لِسَواسِ سَلْمَى لمَعْفُورِ الضَّنا حَزِم الجَنِينِ والواحدة سَواسَة. وَقَالَ غيرُه: أَرَادَ بالأَخرَج الرّمادَ، وَأَرَادَ بأمّه الزَّنْدة أَنَّهَا قُطِعَتْ من سَواسِ سَلمَى، وقولُه: لِمعفور الضّنا ضَرِمُ الجَنِين أَرَادَ أَن الزَّندةَ إِذا فُتِل الزَّندُ فِيهَا أَخرجتْ شَيْئا أسوَد فيتعَفّر فِي التّراب وَلَا يُؤْبه لَهُ، لأنّه لَا نارَ فِيهِ، فَهُوَ الْوَلَد المعفور، والضنأ فِي الأَصْل الضِّنْؤ، وَهُوَ الولَد فخفّف همزُه، ثمَّ تخرج بعد السّواد المعفور النَّار، فَذَلِك الجَنِين الضَّرِم، وذَكر معفور الضَّنا لِأَنَّهُ نسبَه إِلَى أَبِيه، وَهُوَ الزَّند الأعلَى. وَقَالَ اللّيث: أَبُو ساسان: كُنيةُ كِسْرَى، وَهُوَ أَعجَمي، وَكَانَ الحُصَين بنُ المنذِر يُكنى بِهَذِهِ الكُنْية أَيْضا. أَبُو زيد: سَوَّسَ فلانٌ لفُلَان أمرا فركِبَه كَمَا تَقول: سَوَّلَ لَهُ وزَيَّنَ لَهُ. وَقَالَ غَيره: سَوَّس لَهُ أمرا: أَي: روَّضه وذَلَّله. وَيُقَال: سُوِّسَ فلانٌ أمرَ بني فلَان، أَي: كُلِّف سِياسَتَهم. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: أَساسَت الشاةُ فَهِيَ مُسِيس، وساسَتْ تُساس سَوْساً، وَهُوَ أَن يَكثُر قَمْلُها. وسس: قَالَ الله جلّ وعزّ: {) النَّاسِ مِن شَرِّ} (النَّاس: 4) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: الوَسْواس: ذُو الوَسْواس، وَهُوَ الشّيطان { (الْخَنَّاسِ الَّذِى يُوَسْوِسُ فِى صُدُورِ} (النَّاس: 5) . وَقيل فِي التَّفْسِير: إِن لَهُ رَأْسا كرَأْس الحيّة يَجثِم على القَلْب، فَإِذا ذَكَر اللَّهَ العبدُ خَنَس؛ فَإِذا تَرَك ذِكْرَ الله رجَعَ إِلَى الْقلب يُوَسْوِس. وَقَالَ الفرّاء: الوِسْواس بِالْكَسْرِ المَصدَر. والوَسْواس: الشيطانُ؛ وكلُّ مَا حَدَّثك أَو وَسْوَس إِلَيْك؛ فَهُوَ اسمٌ. وَقَالَ اللّيث: الوَسوسَة: النَّفس. والهَمْس: الصَّوْت الخَفِيّ مِن رِيحٍ تَهُزّ قصَباً أَو سِبّاً، وَبِه سُمِّي صوتُ الحُلى وَسْواساً.

قَالَ ذُو الرّمّة: تذأُبُ الرّيح والوَسْواسُ والهِضَبُ يَعْنِي بالوَسواس هَمْسَ الصّيّاد وكلامَه. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: رجلٌ مَوسْوِس وَلَا يُقَال: مُوسوَس. وَإِنَّمَا قيل: موسْوسٌ لأنّه يحدِّث نفسَه بِمَا فِي ضَمِيره. قَالَ: {الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ} (ق: 16) ، وَقَالَ رؤبة يصف الصيّاد: وَسْوَسَ يَدْعو مخلصاً رَبَّ الفَلَقْ يَقُول: لمّا أَحَسّ بالصّيد وَأَرَادَ رَمْيَه وَسْوَس فِي نَفسه بِالدُّعَاءِ حَذَر الخيبَة والإبراق. سيس: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: ساسَاه: إِذا عَيَّرَه. أَبُو عُبيد عَن أبي عَمْرو: السيساءُ من الفَرَس: الحارك، وَمن الْحمار الظَّهْر، وَجمعه سياسي. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: السيساء: الظّهْر، والسيساء: المقادة من الأَرْض المستدقة، وَالْجمع السياسي. ابْن السّكيت عَن الأصمعيّ: السِّيْسَاءُ: قُرْدودة الظَّهْر. وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ من الْحمار والبغل: المِنْسج. (سأسأ) : عَمْرو عَن أَبِيه: السّأَساءُ والشَّأشاءُ: زجْرُ الْحمار. وَقَالَ اللَّيْث: السَّأسأَة من قَوْلك: سأْسأْتُ بالحمار: إِذا زجرته ليمضيَ قلت سأسأ. أَبُو عُبَيد عَن الْأَحْمَر: سأسأت بالحمار. وَقَالَ ابْن شُميل: يُقَال: هَؤُلَاءِ بنُو ساسا للسُّؤال. أَوْس أسا: قَالَ اللَّيْث: أَوْسٌ: قبيلةٌ من الْيمن، واشتقاقه من آس يَئوسُ أَوْساً وَالِاسْم الْإِيَاس، وَهُوَ العوَض. يُقَال: أُسْتُه: أَي: عَوّضته. واستآسَني فأُسْته. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي والأصمعي: الأوْسُ: العِوَض، وَقد أسْته أوسُه أَوْساً: أعَضْتُه أَعُوضُه عَوْضاً. وَقَالَ الْجَعْدِي: وَكَانَ الْإِلَه هُوَ المُسْتآسا أَي: المستعاضَ. وَقَالَ اللَّيْث: أوْس: زجرُ الْعَرَب للعَنْز والبقَر، تَقول: أَوْس أوْس. أَبُو عُبَيد: يُقَال للذئب: هَذَا أَوْسٌ عادياً، وَأنْشد: كَمَا خامرَتْ فِي حِضنها أمُّ عامرٍ لَدَى الحبْل حَتَّى غالَ أَوْسٌ عيالها يَعْنِي أكل جراءَها وتصغيرُه، أُويس، وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: فلأَحْشَأَنَّكَ مِشْقَصاً أَوْساً أويس من الهبالهْ قَالَ: افترس الذئبُ لَهُ شَاة.

فَقَالَ: لأضعنّ فِي حشاكَ مشقصاً عِوَضاً يَا أُويْس من غنيمتك الَّتِي غَنِمْتَها من غنمي. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي طَالب أَنه قَالَ فِي المُواساة واشتقاقها قَولَانِ: أَحدهمَا أنّها من آسى يؤاسي، من الأُسْوَة، وَهِي القُدْوَة. وَقيل: إِنَّهَا (من) أَساهُ يَأسُوه: إِذا عالجه ودَاواه. وَقيل: إِنَّهَا من آس يؤوس: إِذا عاضَ فأَخَّرَ الْهمزَة وليَّنها، ولكلَ مقَال. قَالَ أَبُو بكر فِي قَوْلهم: (مَا يؤاسي فلَان فلَانا) ثَلَاثَة أَقْوَال: قَالَ الْمفضل بن مُحَمَّد: مَعْنَاهُ: مَا يُشارك فلَان فلَانا. والمؤاساة: الْمُشَاركَة. وَأنْشد: فَإِن يَك عبد الله آسى ابْن أمه وآبَ بأسلاب الكَميّ المغاور وَقَالَ المؤرِّج: مَا يواسيه، مَا يُصِيبهُ بِخَير. من قَول الْعَرَب: آسِ فلَانا بِخَير، أَي: أصبْه. وَقيل: مَا يُعوضه من مودته، وَلَا قرَابَته شَيْئا، مَأْخُوذ من الْأَوْس، وَهُوَ الْعِوَض. قَالُوا: وَكَانَ فِي الأَصْل مَا يُؤاوسه، فقدموا السِّين وَهُوَ لَام الْفِعْل، وأخروا الْوَاو وَهِي عين الْفِعْل، فَصَارَ يواسُوا؛ فَلَمَّا لم تحْتَمل الْوَاو الْحَرَكَة سكنوها وقلبوها يَا، لانكسار مَا قبلهَا، وَهَذَا من المقلوب. قَالَ: وَيجوز أَن يكون غير مقلوب، فَيكون تفَاعل من أسَوْت الْجرْح. أَبُو عُبيد عَن أبي عُبَيدة: الآسُ: بقيّة الرّماد بَين الأثافيِّ، وَأنْشد: فَلم يَبْقَ إلاّ آلُ خيْمٍ منضَّدٍ وسُفْعٌ على آسٍ ونُؤْيٌ مُعَثْلَبُ (وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الآسُ: أَن يمُرَّ النّحل فَيسْقط مِنْهَا نقط من الْعَسَل على الْحِجَارَة فيُسْتدل بذلك عَلَيْهَا) . وَقَالَ اللَّيْث: الآسُ: شجرةٌ وَرقهَا عَطَر. قَالَ: والآسُ: العسلُ. والآسُ: القَبْر. والآسُ: الصاحب. قلتُ: لَا أعرف الآسَ بِهَذِهِ الْمعَانِي من جهةٍ تصحّ، وَقد احتجّ الليثُ لَهَا بشعرٍ أَحْسبهُ مصنوعاً: بانتْ سُلَيْمَى فالفؤاد آسى

أَشكو كلُوماً مَا لَهُنّ آسى من أجلِ حَوْراء كغُصْن الآس رِيقَتُها كَمثل طَعْم الآسِ وَمَا استأَسْتُ بعْدهَا من آس ويلي فَإِنِّي لاحقٌ بالآس وَقَالَ الدينَوَرِي: للآسى برمة بَيْضَاء، طيبَة الرّيح وَثَمَرَة تسودّ إِذا أينعت، وَتسَمى القطنية. قَالَ: وينبت فِي السهل والجبل، وتسمو حَتَّى تكون شَجرا عظاماً، وَأنْشد: بمُشْمُخِرِّ بِهِ الظَّيَّان والآسُ والرّند غير الأسى وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: أسِيَ يأْسَى أَسى مقصورٌ: إِذا حَزِن، ورجلٌ أَسْيَانُ وأَسْوَانُ، أَي: حَزِين. وَيُقَال: آسَيْتُ فلَانا بمصيبته: إِذا عزيته، وَذَلِكَ إِذا ضربت لَهُ الأُسَى، وَهُوَ أَن تَقول لَهُ: مالَكَ تَحزَن وفلانٌ أسْوَتُك قد أَصابَه مِثل مَا أَصَابَك، وَوَاحِد الأسا أسْوَة، وَهُوَ أسْوَتُك، أَي: أنتَ مِثله وَهُوَ مِثلك، وَيُقَال: ائْتِس بِهِ، أَي: اقْتَدِ بِهِ وكنْ مِثلَه. وَيُقَال: هُوَ يُؤَاسِي فِي مالِه، أَي: يُساوِي، وَيُقَال: رَحم الله رجلا أَعطَى من فَضْل، ووَاسى مِنْ كَفَاف، من هَذَا، وَيُقَال: أَسَوْتُ الجُرحَ فَأَنا آسُوه أَسْواً: إِذا داويتَه وأصلحتَه، والآسى: المتطبِّب، والإساء: الدَّواء؛ وأمّا قولُ الْأَعْشَى: عِندَه البِرُّ والتُّقى وأسى الشَّقْ قِ وحَمْلٌ لمُضْلِع الأثقالِ فَإِنَّهُ أَرَادَ وَعِنْده أَسْوُ الشَّقّ، فَجعل الْوَاو ألفا مَقْصُورَة. وَقَالَ الحُطيئةُ فِي الإساء بِمَعْنى الدَّوَاء: تَوَاكَلَها الأطِبّةُ والإساءُ والإساء: الدّاء بعَيْنه، وَإِن شِئْت كَانَ جمعا للآسى، وَهُوَ المُعالج، كَمَا تَقول، رَاع ورِعاء، قَالَه شمر. قَالَ: ومِثل الأسو والأسا: اللَّفْو واللَّفا، وَهُوَ السيء الخَسيس. وَقَالَ اللَّيْث: رجلٌ أَسيانُ وامرأةٌ أَسيا، وَالْجمع أسايا، وَإِن شِئْت قلت: أسيانون وأَسييات. قَالَ: وآسية اسمُ امرأةِ فرعونَ. والآسية بِوَزْن فاعِلة: مَا أُسسَ من بُنيانٍ فأُحكم أصلُه من ساريةٍ وغيرِها، وَقَالَ النَّابِغَة: فَإِن تَكُ قد ودّعْتَ غيرَ مذمِّمٍ أَوَاسيَ مُلْكٍ ذَمَّمَتها الأوائلُ وَقَالَ المؤرِّج: كَانَ جَزءُ بن الْحَارِث من حُكماء الْعَرَب، وَكَانَ يُقَال لَهُ المؤَسِّي، لِأَنَّهُ كَانَ يؤسي بَين النَّاس، أَي: يصلِح بَينهم ويعدل. وَقَالَ اللَّيْث: فلَان يتأسى بفلانٍ، أَي: يرضى لنَفسِهِ مَا رَضيه ويقتَدى بِهِ، وَكَانَ فِي مِثلِ حَاله. والقومُ أسْوَة فِي هَذَا الْأَمر، أَي: حالُهم فِيهِ وَاحِدَة. قَالَ:

والتأسي فِي الْأُمُور من الأسوة، وَكَذَلِكَ المُؤاساة. ابْن السّكيت: جَاءَ فلانٌ يلتمسُ لِجراحه أسواً. يَعْنِي دَواءً يأسو بِهِ جُرحَه. والأسو: المصدَر. سيا: أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي: سِيَةُ القَوْس: مَا عُطف من طرفيها، وَفِي السيَة الكُظْر وَهُوَ الفَرْض الَّذِي فِيهِ الوَتَر، وَكَانَ رؤبةُ ابْن العجّاج يهمز سيةَ الْقوس. وَقَالَ اللَّيْث: الرَّاقُون إِذا رقُوا الحيّة ليأخذوها ففزَع أحدُهم من رُقْيَتِه قَالَ لَهَا أسْ فَإِنَّهَا تخضَع لَهُ وتلين. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: السِيء مهموزٌ بِالْكَسْرِ: اسْم أَرض. قلتُ: وغيرُه لَا يهمز، وَقَالَ زُهير: لَهُ بالسِّيٌ تنوُّم وآءُ أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: إِذْ كَانَت الْبَقِيَّة من لحم قيل: أَسيْتُ لَهُ من اللّحم أسياً، أَي: أبقيتُ لَهُ، وَهَذَا فِي اللّحم خَاصَّة. أسس: يُقَال: هُوَ الأُس والأساس لأصل البِناء، وَجمع الأساس: أسس. أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: كَانَ ذَلِك على أُسّ الدَّهْر، وأَسِّ الدَّهر، وإِسِّ الدَّهر: أَي: على قديم الدَّهْر. وَيُقَال: عَلى اسْتِ الدَّهْر. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَلْزِق الحَسَّ بالأُسّ، قَالَ: الحَسّ: الشَّرّ، والأَسّ: أصلُه، قَالَ: الأَسِيس: أصلُ كلّ شَيْء. والأَسِيس: العِوَض. (قَالَ: والسُّوس: الأصْل. والسَّوْس: الرياسة؛ يُقَال: ساسوهم سَوْساً، إِذا رأسوهُمْ قيل: سَوَّسُوه وأَساسوه) . وَقَالَ اللَّيْث: أَسستُ دَارا: إِذا بَنَيْتَ حُدودَها ورَفَعْتَ من قواعدها؛ وَهَذَا تأْسيسٌ حَسَن. قَالَ: والتأسيس فِي الشِّعر: أَلِفٌ تَلْزَم القَافِيَة؛ وَبَينهَا وَبَين أحرُف الرَّوِيّ حرف يجوزُ رفعُه وكسرُه ونصبُه؛ نَحْو: مفاعلن، ويجوزُ إِبْدَال هَذَا الْحَرْف بغيرِه، فأمّا مِثْل محمّد لَو جَاء فِي قافية لم يكن فِيهِ تأسيس حَتَّى يكون نَحْو مُجَاهِد، فالأَلف تأسيس. أَبُو عبيد: الرَّوِيّ حرف القافية نَفسهَا، وَمِنْهَا التأسيس؛ وأَنشَدَ: أَلا طَالَ هَذَا اللَّيلُ واخْضَلَّ جَانِبُهْ فالقافية هِيَ الْبَاء والألِفُ قبلَها هِيَ التأسيس، وَالْهَاء هِيَ الصِّلَةُ. وَقَالَ اللَّيث: وَإِن جَاءَ شيءٌ من غير تأْسيس فَهُوَ المؤسَّس، وَهُوَ عيبٌ فِي الشِّعر، غير أنَّه ربَّما اضطُرّ إِلَيْهِ الشَّاعِر، وَأحسن مَا يكون ذَلِك إِذا كَانَ الْحَرْف الَّذِي بعد الْألف مَفْتُوحًا؛ لِأَن فَتْحَتَه

تغلِب على فَتْحة الْألف، كأَنَّها تُزَال مِن الوَهْم، قَالَ العجَّاج: مُبَارَكٌ للأنبياء خاتَمُ مُعَلِّمٌ آيَ الْهُدَى مُعَلَّمُ وَلَو قَالَ: خاتِم بِكَسْر التَّاء لَم يَحسُن. وَقيل: إِن لُغَة العجاج (خأتم) بِالْهَمْز، وَلذَلِك أجَازه مَعَ السأسم، وَهُوَ شجر جَاءَ فِي قصيدة الميسم والساسم. يأس: أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: يَئِس يَيْئِس ويَيْأْسُ، مثل: حَسِبَ يَحسِب ويَحسَب. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: عَلْياء مُضَر تَقول: يَحسِب ويَيْئس، وسُفْلاها بالفَتْح. وَقَالَ الفرّاء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {أَفَلَمْ يَاْيْئَسِ الَّذِينَءَامَنُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَن لَّوْ يَشَآءُ اللَّهُ} (الرَّعْد: 31) . قَالَ الْفراء: قَالَ المفسِّرون: (أفلم ييأس) : أفلم يَعلم. قَالَ: وَهُوَ فِي الْمَعْنى على تفسيرِهم لِأَن الله تبَارك وَتَعَالَى قد أَوقَع إِلَى الْمُؤمنِينَ أنّه لَو شَاءَ لَهَدى النَّاس جَميعاً، فَقَالَ: أفلم يَيْأسوا علما، يَقُول: يُؤيِسُهم الْعلم، فَكَانَ فِيهِ الْعلم مضمَراً، كَمَا تَقول فِي الْكَلَام: قد يئسْتُ مِنْك ألاّ تُفْلح، كَأَنَّك قلت: علمت علما. قَالَ: ورُوِي عَن ابْن عبّاس أَنه قَالَ: ييأس بِمَعْنى يَعلَم لُغَة للنَّخَع، وَلم نجدْها فِي العربيّة إلاّ على مَا فسّرت. وَأنْشد أَبُو عُبَيدة: أقولُ لهمْ بالشّعبِ إِذا يَبْسِرُونني أَلَم تَيْأَسُوا أنّي ابنُ فارِس زَهْدَمِ يَقُول: ألم تَعلَموا. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: القَوْل عِنْدِي فِي قَوْله تَعَالَى: {أَفَلَمْ يَاْيْئَسِ الَّذِينَءَامَنُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَن لَّوْ يَشَآءُ اللَّهُ} الْآيَة: أفلم يَيْأَس الّذين آمنُوا من إِيمَان هَؤُلَاءِ الّذين وَصفهم اللَّهُ بِأَنَّهُم لَا يُؤمنُونَ لأنّه قَالَ: لَو يَشَاء الله لَهَدَى الناسَ جَمِيعًا. ولغةٌ أُخْرَى: أَيسَ يَأيَسُ، وآيَسْتُه، أَي: أيأَسْتُه، وَهُوَ اليَأْس والإياس، وَكَانَ فِي الأَصْل الإييَاس بِوَزْن الإيعَاس. وَيُقَال: استيْأَس بِمَعْنى يَئِس، وَالْقُرْآن نَزل بلُغة من قَرَأَ يَئس. وَقد رَوَى بعضُهم عَن ابْن كَثير أنّه قَرَأَ: وَلَا (تايَسُوا) ، بِلَا همز. وأخبَرَني المنذريُّ عَن ثَعْلَب عَن سَلَمة عَن الفرّاء قَالَ الْكسَائي: سمعتُ غيرَ قَبيلَة يَقُولُونَ: أَيِس يَايَسُ بِغَيْر همز، قَالَ: وسمعتُ رجلا من بني المُنْتَفِق وهم من عقيل يَقُول: لَا تيْس مِنْهُ بِغَيْر همز. (أيس) : وَقَالَ اللَّيْث: أَيْس كلمةٌ قد أُمِيتتْ، إلاّ أَن الخليلَ ذَكَر أنّ الْعَرَب تَقول: جِيءَ بِهِ من حَيْثُ أَيْسَ ولَيْسَ، لم يُستعمَل أَيْسَ إلاّ فِي هَذِه الْكَلِمَة، وَإِنَّمَا مَعْنَاهَا كمعنى حَيْثُ هُوَ فِي حَال الكَيْنونة والوُجْدِ. وَقَالَ: إِن معنى أيْسَ: لَا أَيْسَ، أَي: لَا

وجْد. قَالَ: والتأْييس: الِاسْتِقْلَال، يُقَال: مَا أيسْنا فلَانا خَيْراً: أَي: مَا استقلَلْنا مِنْهُ خيرا، أَي: أردتُه لأستخرِجَ مِنْهُ شَيْئا فَمَا قدَرتُ عَلَيْهِ؛ وَقد أَيَّس يُؤَيِّس تَأْييساً. وَقَالَ غيرُه: التأييس: التأثيرُ فِي الشَّيْء. وَقَالَ الشمّاخ: وجِلْدُها مِن أَطُومٍ مَا يُؤَيِّسُه طِلْحٌ بِنَاحِيَة الصَّيْداءِ مَهْزُولُ وَقَالَ ابْن بُزرج: أَيسْتُ الشيءَ: ليَّنته، وَالْفِعْل مِنْهُ إسْتُ آيَسُ أَيساً، أَي: لِنْتُ. وَيس: قَالَ اللَّيْث: وَيسٌ: كلمةٌ فِي مَوضِع رأفة واستِملاح؛ كَقَوْلِك للصبيّ: وَيسَه مَا أَمْلَحه. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: لقيَ فلانٌ وَيساً، أَي: لقيَ مَا يُرِيد، وأَنشَد: عَصَت سَجَاحِ شَبَثاً وقَيساً ولَقِيَتْ من النكاحَ وَيسا وَقَالَ اليزيديّ: الويْحُ والوَيْسُ بِمَنْزِلَة الوَيل فِي الْمَعْنى. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: سمعتُ أَبَا السَّمَيْدَع، يَقُول فِي هَذِه الثَّلَاثَة: إِن مَعْنَاهَا وَاحِد. وَقَالَ ابْن السّكيت فِي (كتاب الْأَلْفَاظ) : إِن صَحَّ لَهُ يُقَال: وَيْسٌ لَهُ، أَي: فَقْرٌ لَهُ. قَالَ: والويْس: الفقْر. وَيُقَال: أُسْهُ أَوْسًا، أَي: شدّ فَقْرَهُ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الوسُّ: العِوَض. والسّوُّ: الهمّة. وَقَالَ أَبُو عمر: سَأَلَ مَبْرُمان أَبَا العبَّاس عَن مُوسَى وَصَرفه فَقَالَ: إِن جعلته فُعْلى لم تصرفه، وإِن جعلته مُفْعَلاً من أَوْسيْته صَرَفْته. وَقَالَ أَبُو حَاتِم فِي كِتَابه أمّا ويسك فَإِنَّهُ لَا يُقَال إلاّ للصبيان، وأمَّا ويْلك فكلامٌ فِيهِ غِلَظٌ وشَتْم. قَالَ الله للْكفَّار: {وَيْلَكُمْ لاَ تَفْتَرُواْ عَلَى اللَّهِ كَذِباً} (طه: 61) ، وأمّا ويْح فكلامٌ ليّن حَسَن. قَالَ: ويُروَى أنَّ ويْحاً لأهل الجنّة، ووَيْلاً لأهلِ النَّار. قلتُ: وَجَاء عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا يدلّ على صحّة مَا قَالَ لعمّار: (ويْحَ ابْن سُميّة تقتلُه الفئة الباغية) . (( (سأسأ) : ورَوَى ابْن هانىء عَن زيد بن كَثْوة أَنه قَالَ: من أَمْثَال العَرَب إِذا جَعَلتَ الحمارَ إِلَى جَانب الرّدْهة فَلَا تقل لَهُ سَأْ. قَالَ: يُقَال عِنْد الاستمكان من الْحَاجة آخِذا أَو تَارِكًا، وَأنْشد فِي صفة امْرَأَة: لم تَدْرِ مَا سَأْ للحمارِ وَلم تَضْرِبْ بكفِّ مُخابِطِ السَّلَم يُقَال: سأْ للحمار عِنْد الشُّرب يُبْتار بِهِ رِيُّه، فَإِن رَوِيَ انطلَق وإلاّ لم يبرَح. قَالَ: وَمعنى قَوْله: سأ، أَي: اشرَبْ، فَإِنِّي أُرِيد أَن أَذهَب بك.

قلت: والأصْلُ فِي سأْ زَجْرٌ وتحريكٌ للمُضِيّ، كأنّه يَحُثّه على الشُّرب إِن كَانَت لَهُ حاجةٌ إِلَى المَاء مخافةَ أَن يُصْدِرَه وَبِه بقيّةٌ من ظَمَأ) 1) ، وَإِذا لحِق الرجلُ قِرْنَه فِي عِلم أَو شَجاعة قيل: ساواه. (وسس) : وَقَالَ خَليفَة الخفاجي: الوَسْوَسة: الْكَلَام الخفيّ فِي اخْتِلَاط.

باب السين والطاء

أَبْوَاب رباعي السِّين (بَاب السِّين والطاء) س ط (سرمط) : قَالَ اللَّيْث: السّرَوْمَط: الطَّوِيل من الْإِبِل، وأَنشد: بكلّ سارِم سَرْطَم سَرَوْمَطِ قَالَ: والسّرْطَم: الواسعُ الحَلْقِ السّريع البَلْع مَعَ جِسم وخَلْق. والسِّرْطِمُ من الرِّجَال: البَيِّن القَوْل فِي كَلَامه، وَأنْشد: ثمَّ تَرَى فِينا الخَطيبَ السِّرْطِما وَقَالَ لَبيد: ومُجْتَزَفٍ جَوْنٍ كأنّ خَفاءه قَرَى حَبَشِيَ بالسّرَوْمَط مُحْقَبِ السَّرَوْمَط هَهُنَا: حَبل. وَقيل: هُوَ جِلد ظَبْية لُفّ فِيهِ زِقُّ الْخمر، وكلّ خِفاء لُفّ فِيهِ شيءٌ فَهُوَ سَرَوْمَط لَهُ. (طرفس) : أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الطِّرْفِسان: القِطعةُ من الرمل. وَقَالَ ابْن مُقْبِل: ووَسَّدْتُ رَأْسِي طِرْفِساناً مُنَخَّلا شمر عَن ابْن شُميل قَالَ: الطِّرْفِساء: الظَّلْماء لَيست من الغَيْم فِي شَيْء، وَلَا تكون ظَلْماءَ إلاّ بغَيْم. (طلمس) (طرمس) : قَالَ: والطِلِمساءُ: الرَّقيق من السَّحَاب. وَقَالَ أَبُو خَيْرة: هُوَ الطِّرْمِساء بالراء. وَقَالَ بعضُهم: الأرضُ الَّتِي لَيْسَ بهَا مَنارٌ وَلَا عَلَم، قَالَ المَرّار: لقد تعسّفْتُ الفَلاةَ الطِّلْمِسا يسيرُ فِيهَا القومُ خِمْساً أمْلَسَا وَقَالَ اللَّيْث: الطِّرْمِساءُ والطِّلْمِساء: الظُّلْمة الشَّدِيدَة. (قَالَ: والطَّرْمَسةُ: الانقِباض والنُّكوص) . (وطَرْمَسَ الرجلُ: إِذا قطّب وَجهه، وَكَذَلِكَ طَلْمَس وطلْسم) . (طمرس) : قَالَ: والطِّمْرِسُ: اللّئيمُ الدنيء. والطُّمْرُوس: الخَروف. والطُّمْرُوسة: خُبْزُ المَلّة، وَهِي الظُّلمة، وَهِي الطُّرْمُوسة. (سبطر) : شمر: السِّبَطْرُ من الرِّجَال: السَّبْط الطَّوِيل.

وَقَالَ اللَّيْث: السِّبَطْر: الْمَاضِي، وَأنْشد: كمِشْيةِ خادِرٍ لَيْثٍ سِبَطْرِ والمِشْية السِّبَطْرى، قَالَ العجّاج: يَمشي السِّبَطْرَى مِشْيةَ التَّبَخْتُرِ وَرَوَاهُ شمر: مشْيَة التَّجَيْبُر. قَالَ: والسّبطرى: مشْيَة فِيهَا تبختر. سَلمَة عَن الْفراء، قَالَ: اسْبطَرّت لَهُ البِلاد: استَقامت. وَقَالَ: اسْبَطرت لَيْلَتُها مُسْتَقِيمَة. وَقَالَ اللَّيث: اسْبَطّرت فِي سيْرها: أسْرَعَتْ وامتدّت. وحاكَمت امرأةٌ صاحبتَها إِلَى شُرَيح فِي هِرّة بِيَدِهَا فَقَالَ: ادْنوهَا من هَذِه، فَإِن هِيَ قَرَّت واسبَطَرّت فَهِيَ لَهَا، وَإِن قَرّت وازْبأَرَّتْ فليستْ لَهَا معنى (اسبَطَرّت) : امتدّت واستقامت لَهَا، واسبَطَرّت الذَّبيحة: إِذا امتدت للْمَوْت بعد الذَّبح، وكلُّ ممتدّ مُسبَطِر. (طرطس) : اللَّيْث: الطَّرْطَبيس: الماءُ الْكثير، والطَّرْطَبِيس والدّرْدَبيس وَاحِد وَهِي: العَجوز المسترخِية. وَيُقَال: نَاقَة طَرْطَبيس: إِذا كَانَت خَوّارة فِي الْحَلب. (فنطس) (فرطس) : وَقَالَ: فِنْطيسة الخِنْزِير: خَطْمُه، وَهِي الفِرْطِيسة، والفَرْطسة فِعلُه إِذا مَدَّ خُرطومَه. (ورَوَى أَبُو تُرَاب للأصمعي: إِنَّه لَمنيعُ الفِنْطيسة والفرْطيسة وَهِي الأرْنبة، أَي: هُوَ مَنيع الحوْزَة حَمِيُّ الْأنف. وَقَالَ أَبُو سعيد: فنطيسة الذِّئب وفرْطيسته: أنفُه) . والفِنْطِيس: من أَسمَاء الذَّكَر. (وفِنْطاسُ السَّفِينَة: حَوْضُها الَّذِي يجْتَمع فِيهِ نُشافة مَائِهَا، والجميع الفَناطِيس) . (فلطس) : أَبُو عَمْرو: الفِلْطاس والفُلْطوس: رَأس الكَمرة إِذا كَانَ عريضاً، وأنشدَ يصف إبِلا: يَخبطْنَ بِالْأَيْدِي مَكاناً ذَا غُدَرْ خَبْطَ المُغِيباتِ فلاطِيسُ الكَمَرْ وَيُقَال لخَطْم الخِنْزير: فِلْطِيسٌ أَيْضا. (سفنط) : والإسفَنْط: من أَسمَاء الخَمر. قَالَ الْأَصْمَعِي: هِيَ بالروميّة. (رسطن) : وَقَالَ اللَّيْث: الرَّسَاطون: شَرابٌ يَتَّخِذُه أهلُ الشَّام من الخَمر والعَسل. قلتُ: الرّساطون بِلِسَان الرُّوم، وَلَيْسَ بعَرَبيّ. (نسطر) : قَالَ: والنُّسطورِيَّة أُمّةٌ من النّصارى مخالفون بقيّتهم، وَهُوَ بالرُّومية نَسطُورِس.

(فلسط) : وفِلَسطين: كُورةٌ بِالشَّام، نُونُها زَائِدَة، تَقول: مَرَرْنَا بِفَلسطِين، وَهَذِه فَلسطُون. قلتُ: وَإِذا نَسَبوا إِلَى فلسطين، قَالُوا: فِلَسطِيّ، وَقَالَ الْأَعْشَى: تَقُلْه فِلَسْطيّاً إِذا ذُقت طعمه (سنطل) : ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: سنْطل الرجل: إِذا مَشى مطأطئاً. قلت: وَرَأَيْت بِظَاهِر الصمان جبيلاً صَغِيرا لَهُ أنف تقدّمه يُسمى سنطلاً. (دفطس) : أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: دَفْطَسَ الرجلُ إِذا ضيّع مَاله، وَأنْشد: قد نامَ عَنْهَا جابرٌ ودَفْطَسَا يَشكو عُروق خُصْيَتَيْه والنَّسَا قَالَ أَبُو الْفضل: قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: أرَاهُ دَفطساً قَالَ: وَكَذَا أحفَظُه بِالدَّال غير مُعْجمَة، وَلَكِن لَا نُغيِّره وأُعَلِّمُ عَلَيْهِ. قلت: وروى أَبُو عُمَر الزّاهد هَذَا الْحَرْف فِي كِتَابه دَفْطس بِالدَّال، وَهُوَ الصَّوَاب عِنْدِي. (طرفس) (طنفس) : قَالَ: وطَرْفَسَ الرجلُ: إِذا حَدَّد النّظر، هَكَذَا رَوَاهُ اللَّيْث بِالسِّين. وَرَوَاهُ أَبُو عُبيد عَن أبي عَمْرو: طَرْفَش بالشين، إِذا نظَرَ وكَسر عَيْنَيه. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: طَنْفَس: إِذا سَاءَ خُلُقه بعد حُسن. وَيُقَال للسّماء مُطَرْفِسة ومطنفسة: إِذا استَغْمدتْ فِي السَّحَاب الْكثير، وَكَذَلِكَ الْإِنْسَان إِذا لَبِس الثيابَ الْكَثِيرَة: مُطْرفِس ومُطَنْفِس. (سرطل) : غيرُه: سَرْطَلٌ: وويلٌ مُضطرب الخَلْق. (طرسم) : وَقَالَ شمر: قَالَ الأصمعيّ: طَرْسمَ الرجلُ طرْسمةً، وبَلْسمَ بَلْسمةً: إِذا أطرق وسكَت. ويُقال: بَلْدَم تَلد مثله. واسْبَكَرّ واسبطرّ مثله، قَالَ ذَلِك اللحياني. وطرسم الْكتاب طرمسة: إِذا محاه. وَيُقَال للرّجُل إِذا نكص هَارِبا: طَرْسم وطَرْمَسَ. (سرمط) : والسُّرامِط: الطَّوِيل وجمعُه سُرامِط. (وَيُقَال للفُسطاط فُسطاط وفساط) . (سنطل) : ابْن الْأَعرَابِي: (السُّنْطالة) : المشيَة بِالسُّكُونِ ومُطأطأَة الرَّأس. (سنطب) : والسِّنطابُ: مِطرقة الحدّاد (وَالله تَعَالَى أعلم) .

باب السين والدال

(طنفس) : أَبُو عبيد عَن أَصْحَابه هِيَ الطِّنفسة وَجَمعهَا الطَنَافس. (بَاب السِّين وَالدَّال) س د (درفس) : أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الدِّرَفْسُ: البعيرُ الْعَظِيم، وناقةٌ دِرَفْسةٌ. وَقَالَ شمر أَيْضا: الدِّرفسُ: الْعلم الْكَبِير، وَأنْشد قولَ ابْن قيس الرُّقيات: تكنُّه خرْقةُ الذِّرفس من الشَّ مْس كلَيْثٍ يُفرِّج الأجَمَا (سندر) : قَالَ: والسَّنْدَرُ: الجَرِيء المتَشَبِّع. وَقَالَ أحمدُ بن يحيى فِي قَول أَمِير الْمُؤمنِينَ عليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ: أَنا الَّذي سَمَّتني أمِّي حَيْدَرَهْ كلَيْثِ غاباتٍ غَليظِ القَصَرَهْ أَكيلُكُمْ بِالسَّيْفِ كَيلَ السندرَهْ قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: وَاخْتلفُوا فِي السندرة، فَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ مِكيالٌ كَبِير مثلُ القَنْقَل، وَاسع كثيرا، أَي: أقتلكم قَتلاً وَاسِعًا كثيرا. وَقَالَ غَيره: السندرة: امرأةٌ كَانَت تَبيع الْقَمْح وتُوفِي الكيلَ، أَي: أكيلُكم كَيْلا وافياً. قَالَ: وَقَالَ آخر السندرة: العَجَلَة، يُقَال: سَنْدَريّ: إِذا كَانَ مستعجلاً فِي أُمُوره جادّاً، أَي: أقاتلكم بالعَجَلة وأبادرُكم قبل الْفِرَار. وَيُقَال: قَوس سندرية. وَقَالَ: إِذا أدْركْت أَدْنَاهُم أخرياتهم حبوت لَهُم بالسندرى الموتلّة وَسنَان سندرِيّ: إِذا كَانَ أَزْرَق حديداً قَالَ رؤبة: وأوتار غَيْرِي سندرى مختلق مُخَلَّق أَي: غير نصل أَزْرَق حَدِيد. وَقَالَ أَعْرَابِي: تعالَوْا نصيدها زريقاء سندرية يُرِيد طائراً خَالص الزرقة. (سرند) : أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي: السرَنْدَى: الشديدُ، والسبَنْدَى: الجريء، وَفِي لُغَة هُذَيْل: الطَّوِيل. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : السنادِرَةُ والسبادُنةُ: الفَراغ وأصحابُ اللَّهو والتبطُّل. اللَّيْث: السَّرَنْدَى: الجريء على أَمْرِه لَا يفرق من شَيْء. وَقد اسرنداه وآغرنداه: إِذا جَهِل عَلَيْهِ. وَسيف سَرَندَى: ماضٍ فِي الضريبة لَا يَنْبو. وَقَالَ ابْن أحمَر يصف رجلا صُرِع فخرَّ قَتِيلا: فَخَرَّ وجالَ المُهْرُ ذَات يَمينه كسيفٍ سَرَنْدَى لاحَ فِي كفِّ صيْقَلِ من جعل سَرَندى فَعَنْلَلاً صرفه، وَمن جعلَه فعنلى لَم يصرفهُ. وَقَالَ أَبُو عبيد: اسرنداه واغرنداه: إِذا عَلاه وغلبه، وَأنْشد:

مَا لِنُعاس اللَّيْل يَغْرَنْدِينِي أَدْفَعُه عَنّي ويَسْرَنْدِيني (سبند) (سبنت) : والسَّبَنْدَى، والسَّبَنْتَى: النَّمر، وكلُّ جريٍ. سَبَنْدَى وسبنتى. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: السبنتاة: النَّمِر. ويُوصف بهَا السَّبُع ويُجمع سبانِت، وَمن الْعَرَب من يجمعها سَباتَى. وَيُقَال للْمَرْأَة السلِيطة: سبَنتاه، يُقَال هِيَ: سبَنتاه فِي جلد حَبَنْداه. (فردس) : وَقَالَ الزّجّاج فِي قَول الله جلّ وَعز: {الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (الْمُؤْمِنُونَ: 11) . روِي أَن الله جلّ وَعز جعل لكلّ امرىء فِي الجنّة بَيْتا، وَفِي النَّار بَيْتا فَمن عَمِل عَمَل أهلِ النَّار ورِث بيتَه، وَمن عَمِل عملَ أهلِ الْجنَّة ورِث بَيته. قَالَ: والفِردوس أصلُه رُوميُّ أعرِب، وَهُوَ البُستان، كَذَلِك جَاءَ فِي التَّفْسِير. وَقد قيل: الْفِردوس تعرفه الْعَرَب، ويسمَّى الموضعُ الّذي فِيهِ كَرْم: فرْدوساً. وَقَالَ أهل اللُّغَة: الفِرْدوس مُذَكَّر وَإِنَّمَا أُنِّث فِي قَوْله: {الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} لِأَنَّهُ عَنى بِهِ الْجنَّة. وَفِي الحَدِيث: (نَسْأَلك الفردوس الْأَعْلَى) . وأهلُ الشَّام يَقُولُونَ للبساتين والكُروم: الفَراديس. وَقَالَ اللَّيْث: كَرْم مُفَرْدس، أَي: مُعَرَّش، قَالَ العجاج: وَكَلْكَلاً وَمِنْكباً مُفَرْدساً قَالَ أَبُو عَمْرو: مفردساً: أَي: محشوّاً مُكْتَنِزاً؛ وَيُقَال للجلة إِذا حُشيتْ فُرْدِست. قَالَ: والفردَسة: الصَّرْع الْقَبِيح، يُقَال: أخَذَه ففَرْدَسه: إِذا ضربَ بِهِ الأَرْض. قَالَ الزّجاج: وَقيل الفردوس: الأودية الَّتِي تنْبت ضروباً من النبت وَقيل: هُوَ بالرومية، مَنْقُول إِلَى لفظ الْعَرَبيَّة. قَالَ: والفردوس أَيْضا بالسُّرْيَانيَّة كَذَا لَفظه فردوسٌ قَالَ: وَلم نجده فِي أشعار الْعَرَب، إِلَّا فِي شعر حسان. قَالَ: وَحَقِيقَته أَنه الْبُسْتَان الَّذِي يجمع كل مَا يكون فِي الْبُسْتَان، لِأَنَّهُ عِنْد أهل كل لُغَة كَذَلِك. وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: وَمِمَّا يدلُّ أَن الفردوس بِالْعَرَبِيَّةِ قَول حسان: وَإِن ثَوَاب الله كلّ موحِّد جِنانٌ من الفردوس فِيهَا يخلدُ وَقَالَ عبد الله بن رَواحة: إِنَّهُم عِنْد رَبهم فِي جنان يشربون الرَّحِيق والسلسبيلا الرَّحِيق: الْخمر. والسلسبيل: السهل

الْمدْخل فِي الْحلق. يُقَال: أثرابٌ سلسل وسلسال وسلسبيل. وَقَالَ الْفراء: قَالَ الْكَلْبِيّ بِإِسْنَادِهِ: الفردوس: الْبُسْتَان بلغَة الرّوم. وَقَالَ الْفراء: هُوَ عَرَبِيّ أَيْضا، وَالْعرب تسمي الْبُسْتَان الَّذِي فِي الكرمُ: الفردوسَ. وَقَالَ السّدِّي: الفردوس أَصله بالنبطية فرداساً. وَقَالَ عبد الله بن الْحَارِث: الفردوس: الأعناب. (سندل) : أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: سَنْدَل الرجلُ: إِذا لَبِس الجَوْرَبَيْن ليَصْطادَ الوحشَ فِي صَكَّة عُمَيّ. (سبرد) : قَالَ: والناقة إِذا أَلْقَت وَلَدَها لَا شَعْر عَلَيْهِ فَهُوَ المُسَبْرَد؛ وَيُقَال: سَبْرَد شعرَه: إِذا حَلَقه. (فندس) : قَالَ: وفَنْدس الرجلُ: إِذا عَدَا، وقَنْدَس بِالْقَافِ: إِذا تابَ بعد مَعْصية. (سمدر) : أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: السَّمادِيرُ: ضَعْف البَصَر، وَقد اسمَدَرّ. وَيُقَال: هُوَ الشيءُ الَّذِي يَتراءى للْإنْسَان من ضَعْف بصرِه عِنْد السُّكْر من الشَّرَاب أَو غَيره. (دربس) : أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الدِّرْباس: الكلْب العَقُور، وَأنْشد: أعْدَدْت دِرْواساً لِدرْباسِ الحُمُتْ (وَقَالُوا: الدُّرابِسُ: الضّخم الشديدُ من الْإِبِل وَمن الرّجال، وأَنشد: لَو كنتَ أمسيتَ طليحاً ناعِساً لم تُلْف ذَا راوية دُرابِسَا) دفنس: والدِّفْنَاس: البَخِيل، وَأنْشد الْمفضل: إِذا الدِّعْرِمُ الدِّفْناسُ صَوَّى لِقَاحَه فإنّ لنا ذَوْداً ضِخامَ المحالِبِ أَي: سمن لقاحه. قَالَ: والدفْنَاس: الرّاعي الكَسلان الَّذِي يَنام ويَترُك الْإِبِل ترعَى وحدَها. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الدِّفْنِس: المرأةُ الحَمقاء. (سرمد) : اللَّيْث: السّرمْد: دوامُ الزّمان من لَيلٍ ونَهار. وَقَالَ الزّجاج: السَّرمَد: الدَّائِم فِي اللّغة. (دردبس مرمريس) : وَقَالَ اللَّيْث: الدَّرْدَبيسُ: الشيخُ الْكَبِير. والعجوزُ أَيْضا يُقَال لَهَا: دَرْدَبيس، وأنشَد:

باب السين والتاء

أُمُّ عِيالٍ فَخْمَةٌ نُعُوسُ قد دَرْدَمَتْ والشيخُ دَرْدَبيسُ وَقَالَ شمر: الدَّرْدَبيس: الداهية. وَهَذَا صَحِيح. (أَبُو عبيد) والمَرمريس: الأملس. (ذكره أَبُو عبيد فِي بَاب فَعفعيل؛ أَخذ المرمريس من المرمر، وَهُوَ الرخام الأملس، وكسعه بِالسِّين تَأْكِيدًا. والمرمريس: الأَرْض الَّتِي لَا تنْبت. والمرمريس: الداهية والدَّردبيس، وَهُوَ فعفعيل، بتكرير الْفَاء وَالْعين) . وَقَالَ شمر: المرمريس: الداهية. وقرأت فِي نُسْخَة الْإِيَادِي المسموعة من شمر: أَبُو عَمْرو: القحرُ والقَهْبُ: الشَّيْخ، ومثلُه الدِّردِبيس بِكَسْر الدالين هَكَذَا كتبه أَبُو عَمْرو الْإِيَادِي. (سندس) : وَقَالَ المفسِّرون فِي تَفْسِير السُّنْدُس: أَنه رَقيق الدِّيباج، وَفِي تَفْسِير الإسْتَبْرق: إنّه غليظُ الدِّيباج، لم يَختلفوا فِيهِ. وَقَالَ اللَّيث: السُّنْدُس: ضَربٌ من البِزْيُونِ يُتّخذ من المِرْعِزَّى، وَلم يَخْتَلِفُوا فيهمَا أَنهما معرّبان. (دلمس) : ادلَمّسَ الليلُ: إِذْ اشتدّت ظُلمتَهُ، وَهُوَ ليل مُدْلَمِّسٌ. (بَاب السِّين وَالتَّاء) س ت) (سنتأ) : ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: المُسَنْتأُ مهموزٌ مَقْصُور: الرجلُ يكونُ رأسُه طَويلا كالكُوخ. (سبرت) : أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ: السّبارِيتُ: الأَرَضون الّتي لَا شيءَ فِيهَا، وَاحِدهَا سُبْرُوت. قَالَ شمر: والشُّبروت أَيْضا الْمُفلس. وَقَالَ المؤرّج نحوَه. أَبُو زيد: رجل سبروت وسبريت، وَامْرَأَة سِبريتة، وسبروتة: إِذا كَانَا فقيرين. أَبُو نصر عَن الْأَصْمَعِي: السُّبروت: الْفَقِير. والسُّبروت: الشَّيْء التافه الْقَلِيل. والسبروت: الأَرْض الصَّفصف. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: السَّباريت: الفلوات الَّتِي لَا شَيْء بهَا، وَاحِدهَا سبروت. ورَوَى الرِّياشيّ عَن الأصمعيّ: السُّبْروتُ: الأرضُ الَّتِي لَا يَنبُت فِيهَا شَيْء. وَبهَا سُمّي الرجلُ المُعدِم سُبْروتاً. (بَاب السِّين وَالرَّاء وَالسِّين وَاللَّام) س ر س ل) (بربس) : اللَّيْث: التَّبَرْبُس: مَشْيُ الكَلْب، وَإِذا مَشَى الْإِنْسَان كَذَلِك قيل: هُوَ يَتَبَرْبَس.

وَقَالَ: فَصَبَحَتْه سلق تَبربس أَي تمر مرا سَرِيعا. ثَعْلَب عَن عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: البِرْبَاسُ: الْبِئْر العَمِيقة. (سربل) : وَقَالَ غيرُه: السِّرْبالُ: القَمِيص، وَقيل فِي قَول الله تَعَالَى: {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} (النَّحْل: 81) ، إِنَّهَا القُمُص تَقِي الحَرّ والبَرْد، فاكتَفَى بِذكر الحرّ، لأنّ مَا وَقَى الحرَّ وَقَى الْبرد. وَأما قَوْله تَعَالَى: {وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ} (النَّحْل: 81) فَهِيَ الدُّروع. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: السَّرْبَلة: ثَرِيدَةٌ قد رُوِّيَتْ دَسَماً. (بردس) : ابْن دُرَيد: رَجُلٌ بِرْدِيس خَبيثٌ مُنكَر وجَمل سِنْدَابٌ: صُلبٌ شَدِيد. (برطس) : قَالَ: والمُبَرْطِسُ: الَّذِي يَكترِي للنَّاس الإبلَ والحَميرَ ويأخذُ جُعْلاً، وَالِاسْم البَرْطَسة. (سفسر) : أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ فِي قَول النَّابِغَة: وفارقتْ وَهِي لم تَجرب وَبَاعَ لَهَا من الفَصافص بالنّمِيّ سفسير قَالَ: بَاعَ لَهَا: اشْترى. وسفسير: يَعْنِي السّمسار. قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: السفسير: القهرمان. وَقَالَ المؤرّج: السفسير: العبقري، وَهُوَ الحاذق بصناعته، من قَوْلهم: سفاسرة وعباقرة. وَيُقَال للحاذق بِأَمْر الْحَدِيد: سِفسير. قَالَ حميد بن ثَوْر: برَتْه سفاسيرُ الْحَدِيد فجرّدت وقيعَ الأعالي كَانَ فِي الصَّوْت مكرما (سمرت) : ابْن السّكيت فِي (الْأَلْفَاظ) : السَّمروت: الرجل الطَّوِيل. قَالَ: وَقَالَ الْفراء: يُقَال للطويل: شمقمق وشَمق. (سمسر) : وَفِي الحَدِيث: كُنَّا قوما نسمّى السماسرة بِالْمَدِينَةِ، فسمّانا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم التجّار. وَقيل: السمسار: المقيّم بِالْأَمر، الْحَافِظ لَهُ. قَالَ الْأَعْشَى: فأصبحتُ لَا أَسْتَطِيع الْكَلَام سوى أَن أراجعَ سمسارها (سمأل) : وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: أَبُو بَراء كُنيةُ الطَّائِر الَّذِي يُقَال لَهُ السَّمَوْأَل بِالْهَمْز. (سرتف) : وَقَالَ أَبُو عَمرو: السِّرْتافُ: الطَّوِيل. (فرنس) : والفِرْناسُ: الْأسد الضَّاري. وَقَالَ اللَّيْث: الفَرْنَسةُ: حُسْن تَدْبِير المرأةِ لبَيْتِها، يُقَال: إِنَّهَا امْرَأَة مُفَرْنِسة. (فرسن) : والفِرْسِنُ: فِرْسِنُ البَعير، وَهِي مؤنَّثة. (برنس) : والبُرْنُس: كلُّ ثوب رَأسه مِنْهُ

مُلتَزِق بِهِ، دُرّاعةً كَانَ أَو جُبّةً أَو مِمْطَراً. (نبرس) : يُقَال للسِّنان: نِبراس، وَجمعه النباريس. قَالَ ابْن مقبل: إِذْ ردّها الْخَيل تعدو وَهِي خافضة حدّ النبارس مطروداً نَوَاحِيهَا أَي: خافضة الرماح. والنِّبْراس: السِّراج، وَقد رَوَاهُ أَبُو عُبَيد عَن أَصْحَابه. (بلسن) : والبُلْسُنُ: العَدَسُ، قَالَه ابْن الْأَعرَابِي. قَالَ: وَهل كَانَت الْأَعْرَاب تعرف بُلْسُناً. (سنبت) : وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: السِّنْبِتُ: السّيّء الخُلُق. (سمرمل) : والسَّمَرْمَلةُ: الغول. (سنبر) : وَقَالَ أَبُو عَمْرو: السَّنْبَرُ: الرجُل العالِم بالشَّيْء المتقِن لَهُ. (بسمل) : اللَّيْث: بَسْمَلَ الرجلُ: إِذا كَتَب باسم الله بَسْمَلةً، وَأنْشد: لقد بَسْملَتْ هندٌ غداةَ لقيتُها فيا حَبّذا ذاكَ الدَّلالُ المُبَسْمِلُ سلَمة عَن الْفراء فِي البَسْملة نَحوه. ابْن السّكيت يُقَال: قد أكثرت من الْبَسْمَلَة: إِذا أَكثر من قَول باسم الله. وَقد أَكثر من الهيللة: إِذا أَكثر من قَول لَا إِله إِلَّا الله. وَقد أَكثر من الحولقة: إِذا أَكثر من قَول لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه. (سنمر) : وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال للقمر: السِّنِّمار والطَّوْس. وَمن أَمْثَال الْعَرَب فِي الَّذِي يُجازِي الحَسَنَ بالسوأَىء قولُهم: جَزاهُ جَزاءَ سِنِّمار. قَالَ أَبُو عُبَيد: وَكَانَ سنِّمار بَنّاءً مُجِيداً، فبَنَى الخَوَرْنَق للنُّعمان بن المنذِر، فَلَمَّا نظر إِلَيْهِ النعمانُ كَرِه أَن يَعمل مِثله لغيره فأَلقاهُ من أَعلى الخَوَرْنَق فخرّ مَيتا، وَفِيه يَقُول الْقَائِل: جَزَتْنا بَنو سعْدٍ بحُسن بلائِنا جَزَاء سِنمارٍ وَمَا كَانَ ذَا ذَنْبِ وَقَالَ يُونُس: السِّنمار من الرّجال: الَّذِي لَا ينَام باللَّيل، وَهُوَ اللِّص فِي كَلَام هُذَيل؛ ويسمّى اللّص سنِّماراً لِقلَّة نَوْمه. (ترمس) : وَقَالَ اللَّيْث: حَبُّ التُّرْمُس حبٌّ مُضلَّع محزَّز، وَلذَلِك قيل للجُمان: ترَامِس. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: تَرمَس الرجلُ: إِذا تَغيَّب عَن حَرْبٍ، أَو شَغَبِ. (أَبُو عُبَيد: المَرْمَرِيس: الأَملَسُ) . (سلسل) : ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: لم

أسمَع سلْسَبيل إِلَّا فِي الْقُرْآن. وَقَالَ الزجّاج: سلْسَبيل: اسمُ الْعين؛ وَهُوَ فِي اللُّغَة صفةٌ لما كَانَ فِي غَايَة السَّلاسة، فكأنّ العَينَ سُمّيتْ بصِفَتها. (برنس) : (أَبُو عَمْرو: يُقَال للرّجل إِذا مرّ مرا سَرِيعا: مرَّ يتَبَرْنس، وَأنْشد: فصبَّحته سلَقٌ تَبَرْنَسُ غير وَاحِد: مَا أَدْرِي أيُّ بَرْنَساء هُوَ وأيُّ بَرَنساءَ هُوَ، مَعْنَاهُ: مَا أَدري أَي النَّاس هُوَ) . (برسم ((البرسام: المُومُ) : وَيُقَال لهَذِهِ العِلة: البِرْسام كأَنه مُعرب. وبِرْ: هوَ الصَّدْر، وَسامٌ: هُوَ من أَسمَاء الْمَوْت. وَقيل: بِرْ مَعْنَاهُ الابْن، والأوّل أصحّ، لِأَن العلّة إِذا كَانَت فِي الرَّأْس فَهِيَ السِّرْسام، وسِرْ: هُوَ الرَّأْس. (سنبل) : والسُّنْبُل مَعْرُوف، وَجمعه السَّنابِل، السُّنْبُلة: بئرٌ قديمَة حَفَرَتْها بَنو جُمَح بمكّة، وفيهَا يَقُول قائلُهم: نحنُ حَفَرْنا لِلْحَجِيجِ سُنْبُلَه (والمَيْسُوسَنُ: شَرابٌ، وَهُوَ معرّب اذربطوس: دَوَاء روميّ أعرب. أَبُو عَمرو: السَّنْتَبَةُ: الغِيبَةُ المُحْكَمة. وَقَالَ اللّيث: حَفَر فلانٌ تُرْمُسَةً تحتَ الأَرْض. أَبُو عُبيد عَن الْأَحْمَر: هِيَ السِّرْداب، وَهِي الطِّنْفِسَة. ابنُ بزرج: أطْلَنْسأْتُ: أَي: تحوّلْتُ من منزلٍ إِلَى منزل. قَالَ: واسْلَنْطَأتُ: أَي: ارتفعتُ إِلَى الشيءِ أَنْظُر إِلَيْهِ) . وَفِي حَدِيث سَلمانَ الفارسيّ أنّه رُئِيَ بالكُوفة عَلَى حمارٍ عَرَبيَ وَعَلِيهِ قميصٌ سُنْبُلانيّ. قَالَ شمر: قَالَ عبد الْوَهَّاب الغنوي: السنبُلاني من الثِّيَاب: السابغُ الطَّوِيل الَّذِي قد أُسْبِل. وَرُوِيَ عَن عمر رَضِي الله عَنهُ أَنه كَانَ يلبس الْقَمِيص السُّنبلاني. وَكَذَا رُوِيَ عَن عليّ عَلَيْهِ السَّلَام؛ فَهَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة من أَصْحَاب النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَعنِي سلمَان وَعمر رَضِي الله عَنْهُمَا وعليّاً عَلَيْهِ السَّلَام، هم زُهَّاد وَمَا كَانُوا لابسين القمص الطوَال الَّتِي يجرونَ ذيولها. وَالْأَقْرَب عِنْدِي أَن يكون السنبلاني مَنْسُوبا إِلَى مَوضِع، وَهُوَ من غليظ ثِيَابهمْ القالصة عَن الْكَعْبَيْنِ. وَرُوِيَ ذَلِك فِي حَدِيث أَنه اشْترى قَمِيصًا فلبسه وانْتهى إِلَى نصف سَاقه؛ فَقَالَ: هَذَا قدر حسن. وَقَالَ خَالِد بن جَنْبَةَ: سَنْبَلَ الرّجُل ثوبَه. إِذا جَرَّ لَه ذَنْباً مِنْ خَلْفِه؛ فَتلك السَّنْبَلة.

وَقَالَ أَخُوهُ: مَا طالَ من خَلْفه أَو أَمامه فقد سَنْبَله. فَهَذَا الْقَمِيص السنبلاني. وَقَالَ شمر: يجوز أَن يكون السُّنْبُلاني مَنْسُوباً إِلَى مَوضِع. والسَّنابلُ: سَنابلُ الزَّرع من البُرّ والشّعير والذُّرة، الواحدةُ سُنْبُلَة. (وَقَالَ شمر: لَا أعرف الرئباس والكماني اسْما عربيّاً. قلت: والطّرموس لَيْسَ بالرئباس الَّذِي عندنَا) . بلسم برسم (والبلسام، البرسام) : وَقَالَ العجاج يصف شَاعِرًا غالبه فأفْحَمَه: فَلم يزل بالْقَوْل والتهكُّمِ حَتَّى الْتَقَيْنَا وَهُوَ مثل المُفْحَم واصفرّ حَتَّى آضَ كالمُبَلْسَم (المُبلسم) (2) : والمُبَرْسَم وَاحِد: قَالَ أَبُو عَمْرو ابنُ الْعَلَاء: قيسٌ تَقول للْمَرِيض مُبَلْسَمٌ. وَتَمِيم تَقول مُبَرْسَم. (فرسن) : أَبُو زيد: هِيَ الفِرْسِنُ لفِرِسْنِ البعيرِ، وجمعُها فَراسن، وَفِي الفراسِنِ السُّلامَى، وَهِي عِظَامُ الفِرْسِن، وقَصَبها ثمَّ الرُّسْغُ فَوق ذَلِك، ثمَّ الوَظيف، ثمَّ فَوق الوظيف من يدِ البعيرِ الذّراع ثُم فَوْقَ الذِّراع العَضُد، ثمَّ فَوق العَضُد الكَتِف، وَفِي رجلِه بعد الفِرْسِن من الْخَيل: الْحَافِر، ثمَّ الرُّسْغ. قَرَأت بِخَط الْهَيْثَم لِابْنِ بُزُرْج: (اسرنطى) ؛ أَي: حَمُق. واعلنبى بِالْحملِ، أَي: نَهَضَ بِهِ: و (اطلنسى) ، أَي: تحول من منزل إِلَى منزل. قَالَ: و (اسلنطى) ، أَي: ارْتَفع إِلَى الشَّيْء يَنظر إِلَيْهِ. قَالَ: وتهظْلأْت، أَي: وَقعت. وَمن خُماسيّه: (لباب السِّين) يُقَال: كَمَرَةٌ (فَنْطَلِيس) وفَنْجَلِيس، أَي: ضخمة. وسمعتُ جَارِيَة نُمَيْرِيّةً فصيحةً تُنْشِد وَقْتَ السَّحَر والكواكبُ قد بَدأَت تَطْلُع: قد طَلَعَتْ حَمْراءُ فَنْطَلِيسُ لَيْسَ لِرَكْبٍ بَعْدَها تَعْرِيسُ أَبُو سَعيد: (السَّمَنْدَل) : طائِرٌ إِذا انقَطَع نَسْلُه وهَرِم أَلْقَى نفَسه فِي الجَمْر فَيَعُود إِلَى شَبابه. وَقَالَ غيرُه: هُوَ دابّة يَدخل النَّار فَلَا تُحرِقه. و (سَمَنْدَر) : مَوضِع. و (سَرَنْدِيب) : بَلدٌ منْ بلادِ الهنْد.

باب الزاي والطاء

كتاب الزَّاي من تَهْذِيب اللُّغَة {أَبْوَاب المضاعف من حرف الزَّاي (بَاب الزَّاي والطاء) ز ط زط: قَالَ اللّيث: الزُّطُّ أعرابُ جَتَّ بالهِنْدِيّة، وهم جِيل من أهل الْهِنْد، إِلَيْهِم تنْسَبُ الثيابُ الزُّطّية. ورَوَى أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: الزُّطُط والثُّطُط: الكَواسِج. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: الأزَطّ: المستوِي الْوَجْه. والأَذَطّ: المعوَجُّ الفَكّ. زد: مهمل. (بَاب الزَّاي وَالتَّاء) ز تّ زت: أهمَلَهُ اللَّيْث. ورَوَى أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: زَتَتْتُ المرأةَ: إِذا زَيَّنْتَها. قَالَ: وأنْشَدَنا أَبُو زيد: بني تميمٍ زَهْنِعُوا فَتَاتَكُمْ إنَّ فَتَاةَ الحَيِّ بالتَّزَتُّتِ قَالَ شمر: لَا أَعرِف الزَّاي مَعَ التَّاء موصولَين إلاّ زتَت. فأمّا مَا يكون الزّاي مَفْصُولًا من التَّاء فكثير. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الزَّتَّةُ: تَزْيِينُ العَروسِ ليلةَ الزَّفاف. ز ظ، ز ذ، زث: مهملات. (بَاب الزَّاي وَالرَّاء) ز ر زرّ. رز: مستعملان. زر: ابْن شُمَيْل: الزِّرُ: العُرْوَة الّتي تُجعَل الحَبّة فِيهَا. ورَوَى أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال لزَرّ الْقَمِيص: الزِّير. قَالَ: وَمن العَرَب من يَقلِب أحدَ الحرفين المدغَمين فَيَقُول: فِي مَزّ مَيْز وَفِي زِرّ زِير، وَهُوَ الدُّجَة. قَالَ: وَيُقَال لعُرْوَته: الوَعْلة. وَقَالَ اللّيث: الزِّرّ: الجُوَيْزَة الَّتِي تُجعَل

فِي عُرْوة الجَيْب، والجميع الأَزْرار. قلت: القَوْل فِي الزِّر مَا قَالَ النَّضر أَنه العُروة والحَبَّة تجْعَل فِيهَا. وَيُقَال للحديدة الَّتِي تجْعَل فِيهَا الْحلقَة الَّتِي تُضم على وَجه الْبَاب لاصقاً بِهِ: الرزّة، قَالَه عَمْرو بن بَحر. قَالَ يَعْقُوب فِي بَاب فِعْل وفُعْل بِاتِّفَاق معنى: جِلب الرجل وجُلبه، والرِّجز والرُّجز العذابُ، والزِّر والزُّر أَرَادَ زرّ الْقَمِيص. وعِضْوٌ وعُضو. والشَّحُ والشُّح: الْبُخْل. وَفِي حَدِيث السَّائِب بن يزِيد أَنه رأى خَاتم رَسُول الله فِي كتفه مثل زِرّ الحَجَلة: أَرَادَ بزرّ الحجلة جَوزةً تضم العروة. أَبُو عبيد: أزْرَرْتُ القَميصَ: إِذا جعلتَ لَهُ أَزْراراً، وزَرَرْتُه: إِذا شددتَ أزرارَه عَلَيْهِ، حَكَاهُ عَن اليزيديّ. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الأزرار: خَشَباتٌ يُحْرَزْن فِي أَعلَى شُقَقِ الخباء وأُصولُ تِلْكَ الخَشَبات فِي الأَرْض. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الزِّرّ: حَدُّ السَّيف. والزَّرّ: العَضُّ. قَالَ: والزِّرّ: قِوامُ الْقلب. قَالَ: وَرَأى عليّ أَبا ذَرّ رَضِي الله عَنْهُمَا، فَقَالَ: أَبُو ذَرّ لَهُ: هَذَا زِرُّ الدِّين. قَالَ أَبُو العبّاس مَعْنَاهُ: أنّه قِوامُ الدّين كالزِّرّ، وَهُوَ العُظَيْم الَّذِي تَحت الْقلب، وَهُوَ قِوامه. قَالَ: والزِّرّة: العَضَّة، وَهِي الجِراحة بزِرّ السَّيْف أَيْضا. والزّرّة: العَقْل أَيْضا، يُقَال: زَرَّ يَزرّ: إِذا زَاد عَقْلُه وتَجارِبُه. وزَرَّ يَزرّ: إِذا عَضَّ. قَالَ: وزَرِرَ: إِذا تَعدَّى على خَصْمه. وزَرِرَ: إِذا عَقْل بعد حُمْق. وَقَالَ ابْن دُريد: زِرَّا السَّيف حَدّاه. قَالَ: وَقَالَ هِجْرِس بنُ كُلَيب فِي كَلَام لَهُ: أَمَا وَسَيْفي وزِرَّيْه. ورُمْحِي ونَصْلَيْه، لَا يَدَع الرجلُ قاتلَ أَبِيه وَهُوَ يَنظُر إِلَيْهِ، ثمَّ قَتَلَ جَساساً، وَهُوَ الَّذِي كَانَ قَتَل أَبَاهُ. الْأَصْمَعِي: فلَان كيّسٌ زُرازِ، أَي: وَقّادٌ تَبرُق عَيْناه. أَبُو عبيد عَن الْفراء: عَيناهُ تَزِرّان فِي رَأسه إِذا تَوَقَّدَتا، ورجلٌ زَرِير: أَي: خَفِيف ذَكِيّ، وَأنْشد شمر: يَبِيت العَبْدُ يَركبُ أجنَبَيْهِ يَخِرّ كأنّه كَعْبٌ زَرِيرُ وَقَالَ: رجُلٌ زُرازِرُ، إِذا كَانَ خَفِيفا، ورِجالٌ زَرازِر، وأَنشدَ: ووَكْرَى تَجرِي على المَحاوِرِ خَرْساءَ من تحتِ امرىءِ زُرازِرِ وَقَالَ أَبُو عُبيد: الزِّرُّ: العَضُّ؛ يُقَال: زَرَّه يَزُرّه زَراً. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: سَأَلَ أَبُو الْأسود الدُّؤْلَي رجلا فَقَالَ: مَا فعلتِ امرأةُ فلَان الّتي كَانَت تُزارُّه وتُشارُّه وتُهارُّه.

وَقَالَ اللَّيْث: الزَّرُّ: الشَّلُّ والطّرد، وأَنشَد: يَزُرّ الكتائبَ بالسَّيف زَرَّا قَالَ: والزَّرِير: الَّذي يُصبَغُ بِهِ من كَلَام الْعَجم وَهُوَ نَبات لَهُ نَوْرٌ أصفَر. قَالَ: والزُّرْزُور، والجميع الزَّرازِير: هَناةٌ كالقَنابِر مُلْسُ الرؤوس، تزَرْزِرُ بأصواتها زَرْزَرة شَدِيدَة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: زرزَرَ الرجلُ إِذا دَامَ على أكل الزَّرازِر. وزرزر: إِذا ثَبت بِالْمَكَانِ. رز: قَالَ: ورَزَّ رَزاً: إِذا ثَبَت بِالْمَكَانِ. وَرُوِيَ عَن عليّ رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ: من وَجَد فِي بَطْنه رِزّاً فليتوضّأ. قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ الأصمعيّ: أَرَادَ بالرّزّ: الصوتَ فِي الْبَطن من القَرْقَرة ونحوِها. قَالَ أَبُو عُبيد: وَكَذَلِكَ كلُّ صَوت لَيْسَ بالشديد فَهُوَ رزّ. وَقَالَ ذُو الرّمة يصف بَعِيرًا يَهدِرُ فِي الشِّقْشِقة: رَقْشاء تَنتاحُ اللُّغام المزْبِدا دَوَّمَ فِيهَا رِزَّة وأَرْعَدَا وَقَالَ أَبُو النّجم: كَأَن فِي رَبَابِه الكِبارِ رِزَّ عِشَارٍ جُلْنَ فِي عِشَار وَقيل: إِن معنى قَوْله: (مَن وَجَد رِزاً فِي بَطْنه) : إنّه الصَّوْت يَحدُث عِنْد الْحَاجة إِلَى الْغَائِط، وَهَذَا كَمَا جاءَ فِي الحَدِيث: أَنه يُكرَه للرجل الصَّلَاة وَهُوَ يُدافِع الأخبَثَين. وَقَالَ القتيبي: الرّزُّ: غَمْزُ الحَدَث وحركتُه فِي الْبَطن حَتَّى يحْتَاج صَاحبه إِلَى دُخُول الْخَلَاء، كَانَ بقَرقرة أَو بِغَيْرِهِ قرقرة. قَالَ: وَهَذَا كَقَوْلِه: لَا يصلّي الرجل وَهُوَ يدافع الحدثَ. وأصل الرِّز: الوجعُ يجده الرجل فِي بَطْنه، يُقَال: إِنَّه ليجد رِزّاً فِي بَطْنه، أَي: وجعاً وغمزاً للحَدث. قَالَ أَبُو النَّجْم يذكر إبِلا عِطاشاً: لَو جُرّ شنٌّ وَسْطها لم تَحْفِلِ من شَهْوَة المَاء وزِرَ مُعْضِل يَقُول: لَو جُرّت قربَة يابسة وسط هَذِه الْإِبِل لم تَنغِر من شدَّة عطشها وذبولها. وشبّه مَا يجده فِي أجوافها من حرارة الْعَطش بالوجع فسمّاه رِزّاً. قَالَ شمر: قَالَ بَعضهم: الزّرّ: الصَّوْت تسمعه لَا يُدرى مَا هُوَ، يُقَال: سَمِعت رِز الرَّعْد وأريز الرَّعْد: والأريز: الطَّوِيل الصَّوْت. والرِّز: أَن يسكت من سَاعَته. قَالَ: ورِزّ الْأسد، ورزة الْإِبِل: الصَّوْت تَسمعه وَلَا ترَاهُ، يكون شَدِيدا أَو ضَعِيفا، والجرسُ مثله. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: يُقَال للجَراد إِذا ثَبَّتَ أذنابَه فِي الأَرْض ليَبيض: قد رَزَّ يَرُزّ رَزّاً. وَقَالَ اللّيث: يُقَال: ارَزَّت الجرادةُ إرْزازاً

باب الزاي واللام

بِهَذَا الْمَعْنى. والرَّزُّ: رَزُّ كلِّ شَيْء تثبِّته فِي شَيْء، مثل: رَزَّ السكّينَ فِي الْحَائِط يرُزّه فيَرْتَزُّ فِيهِ. وَقَالَ يُونُس النحويّ: كنّا مَعَ رُؤْبة فِي بَيت سَلَمة بن عَلْقمةَ السّعديّ فَدَعَا جَارِيَة لَهُ، فجعلتْ تَباطأُ عَلَيْهِ. فأنشأَ يَقُول: جاريةٌ عِنْد الدُّعاء كَزَّه لَو رَزَّها بالقُزْبَرِيِّ رَزّه جَاءَت إِلَيْهِ رَقْصاً مهتزّه وأخبَرَني المنذريُّ عَن الشيخي عَن الرِّياشي أَنه قَالَ: الإرْزِيز: الطَّعن الثَّابِت؛ وأنشدَ قولَ الهُذليّ: كأنّما بَين لحْيَيْه ولَبّتِه من جُلْبَةِ الجُوع جَيَّارٌ وازرِيزُ وَقَالَ الفرّاء: تقولُ: رُزٌّ للّذي يُؤْكَل، وَلَا تقل: أُرْز. وَقَالَ غيرُه: يُقَال: رُزّ، ورُنْز، وأَرُزّ، قَالَه ابْن السكّيت. (بَاب الزَّاي وَاللَّام) ز ل زل. لزّ: مستعملان. زل: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: زَلَّ السَّهم عَن الدِّرعِ زَليلاً، وَكَذَلِكَ الإنسانُ عَن الصَّخرة يَزِلّ زَلِيلاً، فَإِذا زَلّت قَدَمُه قيل: زَلَّ، وَإِذا زَلَّ فِي مَقالٍ أَو نحوِه قيل: زَلَّ زَلَّة، وَفِي الخَطيئة ونحوِها، وأَنشَد: هَلاَّ على غَيْري جَعَلْتَ الزَّلَّه فسوفَ أَعْلُوا بالحُسامِ القُلَّهْ قَالَ: والزّلّةُ من كَلَام النَّاس عِنْد الطّعام، تَقول: اتَّخَذ فلانٌ زَلّة، أَي: صَنِيعاً للنّاس. وزلّت الدَّرَاهِم تزِل زُلولاً: إِذا نقصت فِي وَزنهَا. والزَّلول: الْمَكَان الَّذِي تزِل فِيهِ القَدم. وَقَالَ: بِمَاء زُلال فِي زلول بمعزل يَخِرّ ضبابٌ فَوْقه وضَريب وَفِي مِيرَاثه ذلل، أَي: نُقْصَان. وَقَالَ أَبُو زيد: زَلَّ فِي دينِه يَزِلّ زللاً وزُلُولاً، وَكَذَلِكَ زَلَّ فِي المَزَلّة. وَقَالَ النّضر: زَلَّ يَزِل زَلِيلاً وزَلولاً: إِذا مَرَّ مَرّاً سَرِيعا. والمَزَلَّةُ: المكانُ الدَّحْض، والمَزَلّة أَيْضا: الزَّلَل فِي الدَّحْض، قَالَ: والزَّلَل مِثْل الزَّلّة فِي الْخَطَأ. والزَّلَل: مصدر الأَزَلّ من الذئاب وغيرِها، يُقَال: سِمْعٌ أَزَلّ. وامرأةٌ زَلاّء، لَا عَجيزة لَهَا، والجميع الزُّلُّ. وأَزَلَّ فلانٌ فلَانا عَن مَكَانَهُ إزلالاً؛ وأَزالَةً، وقرىء: فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا} (الْبَقَرَة: 36) ، وقرىء: (فأزالهما) ، أَي: فنحّاهما. وَقيل: أزلهما الشَّيْطَان، أَي: كسبهما الزلة. وَقَالَ اللَّيْث: الزَّلَّةُ عراقيّة: اسمٌ لما يُحمَل من الْمَائِدَة لقريبٍ أَو صَديق، وإنَّما

اشتُقَّ ذَلِك من الصَّنيع إِلَى النَّاس. وَفِي الحَدِيث: من أُزِلّت إِلَيْهِ نعْمَة فليَشْكرْها. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: من أُزِلَّت إِلَيْهِ نِعمةٌ، مَعْنَاهُ: مَن أُسديت إِلَيْهِ واصطُنِعَتْ عِنْده، يُقَال مِنْهُ: قد أزلَلتُ إِلَى فلَان نِعمةً، فَأَنا أُزِلُّها إزْلالاً، وَقَالَ كُثَيّر يذكُر امْرَأَة: وإنِّي وَإِن صَدَّتْ لمُثْنٍ وصادِقٌ عَلَيْهَا بِمَا كَانَت إِلَيْنَا أَزَلَّتِ ابْن السكّيت عَن أبي عَمْرو، يُقَال: أزلَلت لَهُ زَلَّةً، وَلَا يُقَال زَلَلْت. وَقَالَ اللّيث: الزَّليلُ: مَشيٌ خَفِيف، زَلَّ يَزِلّ زَلِيلاً، وأَنشَد: وعاديةٍ سَومَ الجَرادِ وزَعْتُها فكَلَّفْتها سِيداً أزَلَّ مُصَدَّرَا قَالَ: لَم يَعْنِ بالأزَلّ الأرْسَح، وَلَا هُوَ من صفة الفَرَس، ولكنّه أَرَادَ يزِلّ زَلِيلاً خَفِيفا، قَالَ ذَلِك ابْن الأعرابيّ فِيمَا روى ثَعْلَب عَنهُ. وَقَالَ غيرُه: بل هُوَ نعتٌ للذِّئب، جعله أَزَلَّ لِأَنَّهُ أخَفَّ لَهُ؛ شَبَّه بِهِ الفَرَس ثمَّ نَعَته. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: زُلَّ: إِذا دُقَّقَ، وزَلَّ: إِذا أَخطأَ. قَالَ: والمزلِّل: الكثيرُ الهَدايا وَالْمَعْرُوف. والمُسلِّل: الْكثير الْحِيلَة، اللَّطِيف السّرق. وَقَالَ الفرّاء: الزّلّة: الحِجارَة المُلْس. والزُّلْزُل: الطَّبَّال الحاذق، والصُّلْصُل: الرَّاعِي الحاذق. وَقَالَ ابْن شُميل: كنّا فِي زَلّة فلانٍ، أَي: فِي عُرْسِه. أَبُو عُبيد عَن أبي عُبيدة: الزَّلَزِلُ: المَتاعُ والأَثاث. وَقَالَ شمر: هُوَ الزَّلَزُ أَيْضا، يُقَال: احْتمل القومُ بِزَلَزِهم. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: يُقَال زَلِزَ الرجلُ: أَي: قَلِق وعَلِزَ قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: تركتُ القومَ فِي زُلْزُول وعُلْعُول، أَي: فِي قتال. وَقَالَ شمر: وَلم يَعرِفه أَبُو سعيد. وقالَ أَبُو إسحاقَ فِي قَول الله جلَّ وعزَّ: {} (الزلزلة: 1) ، الْمَعْنى: إِذا حُرِّكتْ حَرَكَة شَدِيدَة. قَالَ: وَالْقِرَاءَة زِلْزالها بكَسر الزَّاي وَيجوز فِي الْكَلَام زَلْزالها. قَالَ: وَلَيْسَ فِي الْكَلَام فَعْلال بِفَتْح الْفَاء إلاَّ فِي المضاعف نَحْو الصَّلْصال والزَّلْزال. وَقَالَ الفرَّاء: الزِّلْزالُ بِالْكَسْرِ: الْمصدر، والزَّلْزال بِالْفَتْح الِاسْم، وَكَذَلِكَ الْوِسواس المَصدَر، والوَسْواس الِاسْم، وَهُوَ الشَّيطان، وكلُّ مَا حدّثك ووَسْوَسَ إِلَيْك فَهُوَ اسْم. وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي فِي قَوْلهم: أَصَابَت القومَ زلزلَةٌ، قَالَ: الزلزلة: التخويف والتحذير؛ من ذَلِك قَوْله تَعَالَى: {ابْتُلِىَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُواْ}

(الْأَحْزَاب: 11) ، {وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَءَامَنُواْ مَعَهُ} (الْبَقَرَة: 214) ، أَي: خُوِّفوا وحُذِّروا. والزّلازِلُ: الْأَهْوَال، قَالَ عمرَان بن حطّان: فقد أظلّتك أَيَّام لَهُ خِمْسٌ فِيهَا الزّلازِل والأهوالُ والوَهَلُ وَقَالَ بَعضهم: الزَّلزلة مَأْخُوذَة من الزَّلل فِي الرَّأْي؛ فَإِذا قيل: زُلزل الْقَوْم، فَمَعْنَاه: صُرِفوا عَن الاسْتقَامَة، وأوقع فِي قُلُوبهم الْخَوْف والحذَر. وأُزلّ الرجل فِي رَأْيه حَتَّى زَلّ. وأزيل عَن مَوْضِعه حَتَّى زَالَ. وَقَالَ شمر: جَمع زَلِزَلك، أَي: أثاثك ومتاعك بِنصب الزائين وَكسر اللَّام وَهُوَ الصَّحِيح. وَفِي (كتاب الإبياري) : أَبُو عبيد: المحاش: المتاعُ والأثاثُ. قَالَ: والزّلَزِل مثل المحاش، وَلم يذكر الزلزلة، والصوابُ: الزّلزَل: المحاش. وَفِي كتاب (الياقوتة) : قَالَ الفراءُ: الزَّلَزِل والقُثْرُد والخُنْثُر: قماش الْبَيْت. وَقَالَ ثَعْلَب: أَخَذته زَلزلة؛ انزعاجٌ. وماءٌ زُلالٌ: صافٍ عَذْب بارِدٌ سُمّي زُلالاً لأنّه يَزِلّ فِي الحَلْق زَلِيلاً. وذَهبٌ زلالٌ: صافٍ خَالص، قَالَ ذُو الرمّة: كَأَن جلودَهُنّ مُمَوهاتٌ على أبشارها ذهبٌ زلالُ وماءٌ زلالٌ: يَزِل فِي الْحلق من عذوبته وصفائه. وغلامٌ زَلْزُلٌ قُلْقُل: إِذا كَانَ خَفيفاً. وَقَالَ اللّحياني فِي (ميزانِه) : زَلَل، أَي: نُقْصان، وأَزْلَلْتُ فلَانا إِلَى الْقَوْم، أَي: قدّمْته، ومكانٌ زَلُولْ. ابْن الأعرابيّ عَن أبي شَنْبَل أَنه قَالَ: مَا زَلْزَلْتُ مَاء قَطّ أبرَدَ من مَاء الثَّغُوب بِفَتْح الثاءِ أَي: مَا شَرِبْتُ. قلت: أرادَ مَا جعلتُ فِي حَلْقي مَاء يَزِلُّ فِيهِ زَلُولاً أبرَدَ من ماءِ الثَّغْب، فَجعله ثَغُوباً. لز: قَالَ اللّيث: اللَّزُّ: لُزُومُ الشَّيْء بالشَّيْء، بِمَنْزِلَة لِزازِ الْبَيْت، وَهِي الخشبةُ الَّتي يُلَزّ بهَا البابُ. وَقَالَ ابْن السكّيت: يُقَال فلانٌ لِزازُ خُصومات: إِذا كَانَ موكَّلاً بهَا، يَقدِر عَلَيْهَا. قَالَ: وأصل اللِّزاز الَّذِي يُتْرَس بِهِ الْبَاب، وَرجل مِلَزٌّ: شديدُ اللُّزوم، وأَنشَد: وَلَا امرِىء ذِي جَلَدٍ مِلَزّ قَالَ: ورجلٌ مُلَزَّزُ الخَلْق، أَي: شديدُ الخَلْق، مُنْضَمّ بعضُه إِلَى بعض. وَيُقَال للبعيرَيْن إِذا قُرِنا فِي قَرَن وَاحِد: قد لُزَّا، وَكَذَلِكَ وَظِيفا الْبَعِير يُلَزَّان فِي القَيْد إِذا ضُيِّق، وَقَالَ جرِير: وابنُ اللَّبُون إِذا مَا لُزَّ فِي قَرَنٍ لمْ يَسْتَطِعْ صَوْلَةَ الْبُزْلِ القَنَاعِيسِ وَيُقَال: لَزُّ الحَقَّةِ: زُرْفينها. وَقَالَ ابْن

باب الزاي والنون

مقبل: لم يَعْدُ أنْ فتَق النَّهِيق لهاته وَرَأَيْت قارحة كلَزَّ المِجْمَر يَعْنِي أزفرين المجمر إِذا فَتحته. وَقَالَ أَبُو زيد: إِنَّهُ لكَزٌّ لَزٌّ: إِذا كَانَ ممسكاً. واللَّزِيزَةُ: مُجْتَمَعُ اللَّحم من الْبَعِير فَوق الزَّوْر ممّا يَلِي المِلاطَ؛ وأنْشَد: ذِي مِرْفَقٍ ناءٍ عَن اللَّزائزِ وَقَالَ اللّحياني: جعلتُ فلَانا لِزَازاً لفُلَان: لَا يَدَعه يُخالف وَلَا يُعانِد. وَكَذَلِكَ يُقَال: جعلتُهُ ضَيْزَناً لَهُ، أَي: بُنْداراً عَلَيْهِ، ضاغطاً عَلَيْهِ. عَمرو عَن أَبِيه: اللَّزَز: المَتْرَس. ابْن الأعرابيّ: عَجُوزٌ لَزُوز، وكَيِّسٌ لَيِّس. وَيُقَال: فلانٌ لِزُّ شَرّ، ولَزِيز شَرّ، ولِزَازُ شَرّ، ونزُّ شَرّ، ونزازُ شَرَ، ونَزِيزُ شرَ. (بَاب الزَّاي وَالنُّون) ز ن زن. ن ز (مستعملان) . زن: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: التَّزْنِينُ: الدوامُ على أكل الزِّن وَهُوَ الخُلَّرُ، والخُلَّرُ: الماشُ. وَيُقَال: فلَان يُزَنّ بِكَذَا وَكَذَا، ويُؤبَن بِكَذَا وَكَذَا، أَي: يُتَّهم بِهِ، وَقد أزنَتْهُ بِكَذَا من الشرّ، وَلَا يكون الإزنان فِي الْخَبَر، وَلَا يُقَال: زنَنْتُه بِكَذَا بِغَيْر ألف. وَيُقَال: ماءٌ زنَن، أَي: ضيق قَلِيل؛ ومياهٌ زَنَن، وَقَالَ الشَّاعِر: ثمَّ استغَاثُوا بماءٍ لَا رِشَاء لَهُ من مَاء لِينةَ لَا ملْحٌ وَلَا زَنَنُ وَقيل: المَاء الزّنَن: الظَّنُون الَّذِي لَا يُدرى أفيه ماءٌ أم لَا. الزنَن والزنيء والزَّناء: الضّيق. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: قَالَ الْأَصْمَعِي: زَنَّ عَصَبُه: إِذا يبِسَ، وَأنْشد: نبَّهْتُ ميْموناً لَهَا فأَنَّا (يشكو) عَصَباً قد زَنَّا وَقَالَ اللَّيْث: أَبُو زَنة: كُنية القرْد. نز: الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت، قَالَ الْكسَائي: يُقَال: نَزٌّ ونِزٌّ، والنِّزُّ أَجود. وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ مَا تحلّب من الأَرْض من المَاء، وَقد نَزّت الأرضُ: إِذا صَارَت ذَات نزَ، ونزت الأرضُ: إِذا تحلّبَ مِنْهَا النزّ وَصَارَت منابع النّز. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: النّز من الرِّجَال: الذَّكي. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أبي الْهَيْثَم قَالَ: النَّز: الرجلُ الْخَفِيف، وَأنْشد: وصاحبٍ أبَداً حُلْواً مُزّاً فِي حَاجَة القومِ خُفافاً نِزّاً وَأنْشد بيتَ جرير يهجُو البعيث فَقَالَ:

باب الزاي والفاء

لَقَى حملَتْه أمه وَهِي ضيفةٌ فَجَاءَت بيَتْنٍ للنَّزَالة أَرْشما ويُرْوَى فَجَاءَت بنزَ. قَالَ: وَأَرَادَ بالنُّزّ هَهُنَا: خفةَ الطّيْشِ، لَا خفةَ الرّوح وَالْعقل. قَالَ: وَأَرَادَ بالنزالة: المَاء الَّذِي أنزلهُ المجامع لأمه. وَقَالَ اللَّيْث: المنَزُّ: مهدُ الصَّبِي. أَبُو عُبيد: نزَّ الظبي ينزّ نزيزاً: إِذا عدا. وَرُوِيَ عَن أبي الْجراح وَالْكسَائِيّ: نزب الظبي نزيباً. ونزَّ ينز نزيزاً: إِذا صَوت. قَالَ ذُو الرُّمة: فلاةٌ ينزُّ الظبي فِي حَجِراتها نزيزَ خِطام القَوْس يُحدى بهَا النَّبْلُ وروى أَبُو تُرَاب لبَعْضهِم: نزّزه عَن كَذَا، أَي: نزَّهَه. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : فلَان نزيزٌ، أَي: شَهْوَان، وَقد قتلتْه النزة، أَي: الشَّهْوَة. (بَاب الزَّاي وَالْفَاء) ز ف زف. فز (مستعملان) . زف: قَالَ الله تَعَالَى: {) ضَرْباً بِالْيَمِينِ فَأَقْبَلُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ إِلَيْهِ يَزِفُّونَ} (الصافات: 94) . قَالَ الفرّاء: قَرَأَ النَّاس: {فَأَقْبَلُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ} بِنصب الْيَاء أَي: يسرعون. قَالَ: وَقَرَأَ الْأَعْمَش: يُزَفُّون، كَأَنَّهُ من أَزَفَّت وَلم نسمعها إِلَّا زففت، يُقال للرجل: جَاءَ يزف. قَالَ: وَيكون يزفون، أَي: يجيئون على هَيْئَة الزفيف، بِمَنْزِلَة المزفوفة على هَذِه الْحَال. وَقَالَ الزّجاج: يزِفُّون: يسرعون، وَأَصله من زفيف النّعامة، وَهُوَ ابْتِدَاء عَدْوِها، والنَّعامة يُقَال لَهَا زَفُوف، وَقَالَ ابْن حِلِّزَة: بزفوفٍ كَأَنَّهَا هِقْلَةٌ أُمْ مُ رِئالٍ دَوِّيّةٌ سَقْفَاءُ أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرو: الزِّف: ريش النعام، وَيُقَال: هَيْقٌ أَزفُّ. وَقَالَ اللَّيْث: زفت الْعَرُوس إِلَى زوْجها زفّاً وَالرِّيح تزِفّ زفوفاً: وَهُوَ هبوبٌ لَيْسَ بالشديد، وَلكنه فِي ذَلِك ماضٍ. وَيُقَال: زفّ الطائرُ فِي طيرانه زفيفاً: إِذا ترامى بِنَفسِهِ، وَأنْشد: زفيفَ الزُّباني بالعجاج القواصِفِ قَالَ: والزّفزفة تَحْرِيك الشَّيْء يَبَسَ الْحَشِيش، وَأنْشد: زفزفة الرِّيح الْحَصاد اليَبسا قَالَ: والزّفزاف: النعام الَّذِي يُزفزف فِي طيرانه يحرِّك جناحيه إِذا عَدَا. والمِزَفّة: المحفة الَّتِي تُزفّ فِيهَا الْعَرُوس. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الزفزافةُ من الرِّيَاح: الشَّدِيدَة الَّتِي لَهَا زَفْزفة، وَهِي الصَّوْت، وَجعلهَا الأخْطل زفزفاً فَقَالَ: أَعاصيرُ ريحٍ زفزفٍ زفَيَان والزفْزَفَة: من سير الْإِبِل فَوق الْجنب.

باب الزاي والباء

وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: لما ركبنَا رفعْنَا هُنَّ زفْزَفَةً حَتَّى احتويْنَا سواماً ثمَّ أَربابُه فز: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الفزُّ: ولدُ البَقَرة، وَجمعه أَفزاز، وَقَالَ زُهَيْر: كَمَا استغاثَ بسَيْء فزُّ غيطلة خَان الْعُيُون وَلم يُنظَرْ بِهِ الحشكُ قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: فَزَّ الجُرحُ يَفِزُّ فَزِيزاً، وفَصَّ يَفِصُّ فَصِيصاً: إِذا سالَ بِمَا فِيهِ. وَقَالَ الفرّاء فِي قَول الله جلّ وَعز: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ} (الْإِسْرَاء: 64) ، أَي: استخف بدعائك وصوتك، وَكَذَلِكَ قولُه: {وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الاَْرْضِ} (الْإِسْرَاء: 76) ، أَي: يستخفونك. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله تَعَالَى: {وَاسْتَفْزِزْ} مَعْنَاهُ: استدعه استدعاء: تستخفه بِهِ إِلَى جَانِبك. وَقَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: {لَيَسْتَفِزُّونَكَ} أَي: ليقتلونك، رَوَاهُ لأهل التَّفْسِير. وَقَالَ أهل السّنة: كَادُوا ليستخفونك: أفزاعاً بحملك على خفَّة الْهَرَب. قَالَ أَبُو عُبيد: أفززتُ القَوم أفزَعْتُهم سَوَاء، وأَنشَد: شَبَبٌ أَفَزَّتْهُ الكِلابُ مُرَوِّعُ ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: فَزفَزَ: إِذا طَرَدَ إنْسَانا أَو غَيره. قَالَ: وزَفْزَف: إِذا مَشى مِشيةً حَسَنَةً. وَفِي (النَّوَادِر) : افتَزَزْتُ وابْتَزَزْتُ، وابْتَذَذْتُ، وَقد تَباذَذْنا وتَبازَزْنا، وَقد بَذَذْتُه: إِذا عَزَزْتَه غلَبْتَه. (بَاب الزَّاي وَالْبَاء) ز ب زب. بز (مستعملان) . زب: شمر: تَزَبَّبَ الرجُل: إِذا امْتَلَأَ غَيْظاً. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: زَبَّت الشَّمسُ وأَزَبَّتْ: إِذا دَنّتْ للغُروب. وَقَالَ اللّيث: الزَّبُّ: مَلْؤُكَ القِرْبَةَ إِلَى رَأْسها، يُقَال: زَبَبْتُها فازْدَبَّتْ. وَقَالَ غَيره أَبُو عَمْرو: وزَبْزَب: إِذا غَضِب، وزَبْزَب أَيْضا إِذا انهزَمَ فِي الْحَرْب. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: من أسماءِ الفَأْر الزَّبابة. قلتُ: فِيهَا طَرَش، وتُجمَع زَبَاباً وزَبابات، وَقَالَ ابْن حلِّزة: وهُمُ زَبابٌ حائِرٌ لَا تَسْمَع الآذانُ رَعْدَا أَي: لَا تَسمَع آذانُهم صوتَ الرّعد لأنّهم صُمٌّ طُرُش. وَقَالَ اللَّيْث: الزَّباب: ضَرْبٌ من الجِرْذان عِظام، وأَنشَد: وَثْبةَ سُرْعوبٍ رَأَى زَبابَا وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الزَّبيب: زَبَدُ المَاء، وَمِنْه قولُه:

حَتَّى إِذا تَكَشَّفَ الزَّبيبُ قَالَ: والزَّبيب اجتماعُ الرِّيق فِي الصِّماغَين. والزَّبيب: السّمّ فِي فَمِ الحيَّة. وَقَالَ اللَّيْث: الزَّبيب مَعْرُوف، والزَّبيبةُ الْوَاحِدَة. قَالَ: والزَّبيبةُ: قُرْحَةٌ تخرَج باليَد تُسمَّى العَرْفَة. وَفِي الحَدِيث: (يَجيءُ كَنْزُ أحدِهم يومَ الْقِيَامَة شُجاعاً أَقرَعَ لَهُ زِبِيبَتان) الشُّجاعُ: الحيّة، والأقرَع: الّذي تمرَّط جِلْدُ رأسِه. وقولُه: (زِبيبتان) . قَالَ أَبُو عبيد: هما النُّكْتَتَان: السَّوْداوان فَوق عَيْنَيه، وَهُوَ أَوْجَش مَا يكون من الحيّات وأخبَثُه. قَالَ: وَيُقَال: إِن الزَّبيبَتَين هما الزَّبَدَتان تَكُونَانِ شِدْقَيِ الْإِنْسَان إِذا غَضِب وأَكْثَر الكلامَ حَتَّى يُزْبِد. وروِي عَن أمِّ عَيلانَ بنتِ جَرير أَنَّهَا قَالَت: ربّما أَنشَدْتُ أَبِي حتّى يتزَبَّتَ شِدْقَايَ. وَقَالَ الراجز: إنِّي إِذا مَا زَبَّبَ الأَشداقُ وكَثُر الضِّجاجُ واللَّقلاقُ ثَبْتُ الجَنان مِرْجَمٌ وَدّاقُ وَقَالَ اللّيث: الزَّبَب مَصدَر الأزَبّ، وَهُوَ كَثْرَة شعر الذّراعين والحاجبين وَالْعين، والجميع الزُّبُّ. قَالَ: والزبّ أَيْضا: زُبُّ الصبيِّ، وَهُوَ ذَكَرُه بلُغة أهلِ اليمَن. والزُّبّ أَيْضا: اللِّحْيَة. وَأنْشد: فاضت دموع الجحمتين بعبرة على الزُّب حَتَّى الزُّب فِي المَاء غامس وَقَالَ شمر: وَقيل: الزّب الْأنف بلغَة أهل الْيمن. وزَبان اسمٌ، فَمن جعَلَه فَعّالاً من زَبَنَ صَرَفَه، وَمن جَعَلَه فَعْلانَ مِن زَبَّ لم يَصرِفه، يُقَال: زَبَّ الحمْلَ وزَأَبه وازْدَبَّهُ: إِذا حَمَله، وَيُقَال للدّاهية المنكَرة: زَبَّاءُ ذاتُ وَبَر، ويُقال للناقة الْكَثِيرَة الوَبَر: زَبَّاء، وللجَمَل: أزَبّ، وكلّ أزَبّ نَفُور. وَسُئِلَ الشعبيُّ عَن مَسْأَلَة غامضة فَقَالَ: زَباءُ ذاتُ وبر لَو وَرَدَتْ على أهل بَدْرٍ لأعضَلَت بهم، أَرَادَ أَنَّهَا مُشكِلة، شَبّهها بالناقة الشّرود لغموضها. بز: أَبُو عبيد: البَزُّ والبِزَّةُ: السِّلاح. وَقَالَ اللَّيْث: البَزُّ: ضَرْبٌ من الثِّيَاب. والبِزازَة: حِرْفَة البَزّاز، وَكَذَلِكَ البَزُّ من المَتَاع. والبَزُّ: السَّلْب، وَمِنْه قولُهم: مَنْ عَزَّ بَزَّ، مَعْنَاهُ من غَلَب سَلَب. والاسمُ البِزِّيزَى. وَقَول الْهُذلِيّ: فويلُ امِّ بزَ جَرّ شَعْل على الْحَصَى فوقّر بزُّ مَا هُنَالك ضائعُ الوقر: الصدع. وقِّر بَزُّ، أَي: صُدع وقُلِّل وَصَارَت فِيهِ وقرأت. وشَعْلٌ: لقب تأبط شرا.

باب الزاي والميم

كَانَ أسر قيس بن العيزارة حِين أسرته فَهم، فَأخذ ثَابت بن عَامر سلاحه فَلبس سَيْفه يجره على الْحَصَى فوقره، لِأَنَّهُ كَانَ قَصِيرا. وَيُقَال: ابتَزَّ الرجلُ جارِيتَه من ثِيابها: إِذا جَرَّدها، وَمِنْه قولُ امرىء الْقَيْس: إِذا مَا الضَّجيع ابتزَّها مِن ثيابِها تمِيل عَلَيْهِ هَوْنةً غيرَ مِتْفالِ والبُزابزُ: الرجل الشديدُ القويّ وَإِن لم يكن شجاعاً. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: رجل بَزْبَزٌ وبُزابِز. والبَزْبَزةُ: شِدّة السَّوْق، وَأنْشد: ثمَّ اعْتَلاها قَزَحاً وارْتَهَزا وساقَها ثمَّ سِياقاً بَزْبَزا قَالَ: والبَزْبزة: معالَجة الشَّيْء وإصلاحه، يُقَال للشَّيْء الّذي أجيد صنعتُه: قد بَزْبَزْتُه، وأَنشَد: وَمَا يَستوِي هِلْبَاجَةٌ متَنفِّجٌ وَذُو شُطَبٍ قد بَزْبَزته البَزابزُ يَقُول: مَا يستوِي رجلٌ ثقيلٌ ضَخْم كَأَنَّهُ لَبنٌ خاثرٌ ورجلٌ خفيفٌ ماضٍ فِي الْأُمُور، كَأَنَّهُ سَيْف ذُو شُطب قد سَوّاه الصانعُ وصَقَله. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: البَزْباز: قَصَبة من حديدٍ على فَمِ الكِير تنفخُ النارَ. وأَنشدَ: إيهاً خُثَيْمُ حرّك البَزْبازَا إنّ لنا مجالساً كِنازا ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: البَزْبَز: الغلامُ الْخَفِيف الرُّوح. قَالَ: والبِزِّيزَى السِّلاح، وبَزْبَز الرجلُ وعَبَّدَ: إِذا انهزَم وفَرّ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: البَزَز: السِّلاحُ التامُّ. (بَاب الزَّاي وَالْمِيم) ز م زم. مز: (مستعملان) . زم: قَالَ اللَّيْث: زَمَّ: فِعْلٌ من الزِّمام، تَقول: زَمَمْتُ الناقَة أزمّها زَماً. قَالَ: والعُصْفورُ تزمُّ بصَوْتٍ لَهُ ضَعِيف، والعِظامُ من الزَّنابير يَفْعلن ذَلِك. قَالَ: والذِّئب يَأْخُذ السَّخْلَة فيَحمِلها ويَذهَب بهَا زاماً، أَي: رَافعا بهَا رأسَه، تَقول: قد ازدَمَّ سَخْلةً فذَهَب بهَا. وَقَالَ أَبُو عُبيد: الزَّمُّ: التقدُّم، وَقد زَمَّ يزِمّ: إِذا تقدَّم. وأَنشَد: أَن اخضَرَّ أَو أَنْ زَمَّ بالأنْف بازِلُهْ وزَمَّ الرجلُ بأَنْفه: إِذا شَمَخ، فَهُوَ زَامٌ. وَقَالَ اللّيث: زَمزَم العِلْجُ إِذا تكَلَّف الكلامَ عِنْد الْأكل وَهُوَ مطبقٌ فَمَه. وَمن أمثالهم: حَوْلَ الصِّلِّيَان الزَّمْزمة؛ والصِّلِّيانُ من أفْضل المَرعَى، يُضرَب مَثَلاً للرجل يَحُوم حَوْلَ الشَّيْء وَلَا يُظهِرُ مَرامَه. وأَصلُ الزَّمْزَمة: صوتُ المَجوسيّ

ُ وَقد حَجا؛ يُقَال: زَمْزَمَ وزَهْزَمَ؛ وَقَالَ الْأَعْشَى: لَهُ زَهزَمٌ كالغَنّ فَالْمَعْنى فِي المَثَل: أَن مَا تسمع من الْأَصْوَات والجَلَب لطلب مَا يُؤكَل ويتمتّع بِهِ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: زَمزم: إِذا حفظ الشَّيْء. ومزمز: إِذا تعتع إنْسَانا. قَالَ: مزمّ وزام وازدم كُله: إِذا تكبر. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الزمزِمة من النَّاس: الْخَمْسُونَ وَنَحْوهَا. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: هِيَ زَمْزَمُ وزَمَّمُ وزُمَزِمٌ، وَهِي الشُّباعةُ، وهَزْمَةُ المَلِكِ، ورَكْضَةُ جبريلَ لبئر زمزَم الّتي عِنْد الْكَعْبَة. والرّعدُ يُزمزِم ثمَّ يُهَدْهِد؛ وَقَالَ الراجز: تَهِدُّ بَين السَّحْر والغَلاصمِ هَدّاً كهَدِّ الرَّعدِ ذِي الزَّمازِمِ ابْن السكّيت: الزَّمّ مَصدَرُ زَمَمْتُ البعيرَ: إِذا عَلّقتَ عَلَيْهِ الزَّمام. قَالَ: وحَكَى ابنُ الأعرابيّ عَن بعض الْأَعْرَاب: لَا والّذي وَجْهِي زَمَم بَيْتِه مَا كَانَ كَذَا وَكَذَا، أَي: قُبالتَه. وَقَالَ غيرُه: أمرٌ زَمَم وأَمَمٌ وصَدَرٌ، أَي: مُقارب. والإِزْمِيم: الهِلال إِذا دَقّ فِي آخِر الشَّهْر واستَقْوَس، قَالَ ذُو الرُّمة: قد أَقطَع الخَرْقَ بالخَرْقاءِ لاهِيةً كَأَنَّمَا آلُها فِي الآلِ إزْمِيمُ شَبَّه شخصَها فِيمَا شَخَص من الْآل بهلالٍ دقّ كالعُرْجون لضُمْرِها. وَيُقَال: مائَة من الْإِبِل زُمْزُوم، مِثل الجُرْجور، وَقَالَ الراجز: زُمْزومُها جِلَّتُها الخِيارُ أَبُو عُبَيْدَة: فرس مُزَمْزِم فِي صوتِه: إِذا اضْطربَ فِيهِ. وزَمازِمُ النَّار: أصواتُ لَهَبِها؛ وَقَالَ أَبُو صَخْر الهُذَليّ: زَمازِمُ فَوّارٍ من النّار شاصِب والعَرب تَحكِي عَزِيف الجِنّ باللّيل فِي الفَلَوات بزِيزِيم، قَالَ رؤبة: تَسمَع للجِنّ بِهِ زِيزِيمَا وَيُقَال: ازدَمّ الشيءَ إِلَيْهِ: إِذا مَدّه إِلَيْهِ. مز: قَالَ اللَّيْث: المِزُّ: اسمُ الشيءِ المَزِيز، وَالْفِعْل مَزَّ يَمَزّ، وَهُوَ الّذي يَقع مَوقِعاً فِي بلاغته وكثرته وجَوْدته. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المِزُّ: الفَضْل، يُقَال: هَذَا شيءٌ لَهُ مِزٌّ على هَذَا أَي فَضْل. وَهَذَا أَمَزُّ من هَذَا، أَي: أَفضَل. وشَيءٌ مَزِيز: فاضِلٌ. وَقَالَ اللّيث: المُزُّ من الرُّمّان: مَا كَانَ طعمُه بَين حُموضةٍ وحَلاوة. قَالَ: والمُزّة: الخَمْرة اللَّذيذة الطعْم، وَهِي المُزَّاء، جُعِل ذَلِك اسْما لَهَا، وَلَو كَانَ نعتاً لقلتَ مُزَّى.

وَقَالَ ابنُ عُرْس فِي جُنَيد بنِ عبد الرَّحْمَن المُزِّي: لَا تَحسَبَن الحربَ نَوْمَ الضُّحَى وشُرْبَكَ المُزّاءَ بالباردِ فلمّا بلغه ذَلِك قَالَ: كذَب عليّ واللَّهِ مَا شربتُها قطّ. قَالَ: والمُزّاء: من أَسمَاء الْخمر؛ تكون فُعّالاً من المزية وَهُوَ المفضلة تكون من أمزيت فلَانا على فلَان؛ أَي: فضلته. أَبُو عبيد: المُزّاءُ: ضَرْبٌ من الشّراب يُسكِر. وَقَالَ الأخطل: بئس الصُّحاةُ وبئسَ الشُّرْبُ شرْبُهُم إِذا جَرى فيهُم المُزّاءُ والسَكَرُ وَقَالَ شمر: قَالَ بعضُهم: المُزّة: الخمرُ الّتي فِيهَا مَزازة؛ وَهِي طَعمٌ بَين الحلاَوة والحموضة؛ وأَنشدَ: مُزّة قبلَ مَزْجِها فَإِذا مَا مُزِجَتْ لَذَّ طعمُها من يَذُوقُ قَالَ: وحَكى أَبُو زيد عَن الكلابيّين: شرابكم مُزٌّ وَقد مَزَّ شَرابُكم أقبحَ المزَازة والمُزوزة، وَذَلِكَ إِذا اشتدت حُموضته. وَقَالَ أَبُو سعيد: المَزّة بِفَتْح الْمِيم: الخمرُ؛ وَأنْشد قولَ الْأَعْشَى: وقَهوةً مُزّةً رَاوُوقُها خَضِلُ وَأنْشد قولَ حسّان: كأنَّ فاها قَهْوَةٌ مَزّة حديثةُ العهدِ بفضِّ الخِتَام أَبُو عُبيد عَن أبي عَمْرو: التمزُّز: شربُ الشَّرَاب قَلِيلا قَلِيلا، وَهُوَ أقلُّ من التمزُّز، والمزّة من الرَّضَاع مثل المصَّة. قَالَ طَاوس: المزة الْوَاحِدَة تُحرِّم، والمزْمَزة والبزبزةُ: التحريكُ الشَّديد. وَقَالَ الأصمعيّ: مَزْمَز فلانٌ فلَانا: إِذا حَرّكه وَهِي المَزْمَزَة. قَالَ: ومَصْمَص إناءه: إِذا حرّكه وَفِيه الماءُ ليغسِلَه.

أبواب الزاي والطاء

أَبْوَاب الثلاثي الصَّحِيح من حرف الزَّاي (أَبْوَاب الزَّاي والطاء) ز ط د، ز ط ت، ز ط ظ، ز ط ذ ز ط ث: مهملات. ز ط ر طرز. رطز. زرط. طزر: (مستعملات) . طرز: قَالَ اللَّيْث: الطِّراز مَعْرُوف، وَهُوَ الموضعُ الَّذِي تُنسج فِيهِ الثِّيَاب الْجِيَاد. وَقَالَ غيرُه: الطِّرَاز مُعَرَّب، وأصلُه التَّقْدِير المستوِي بِالْفَارِسِيَّةِ، جُعلت التّاء طاءً، وَقد جاءَ فِي الشِّعر العربيّ، قَالَ حسّان يَمدَح قوما: بِيضُ الوجوهِ من الطِّرازِ الأوّلِ وروَى ثعلبٌ عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الطَّرْز: الشَّكل، يُقَال: هَذَا طِرْزُ هَذَا، أَي: شَكله. قَالَ: وَيُقَال للرّجل إِذا تكلّم بشيءٍ هَذَا من طرازه، أَي من استنباطِه. طزر: قَالَ اللَّيْث: الطَّزَرُ: هُوَ النَّبْتُ الصَّيْفي. قلتُ: هَذَا معرّب وَأَصله تَزَر. روى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أنّه قَالَ: الطَّزْرُ الدَّفع باللَّكْز. يُقَال: طزَره طَزْراً: إِذا دَفعه. رطز: أهملَه اللَّيْث. وَقَالَ أَبُو عَمْرو فِي كتاب (الياقوتة) : الرَّطْزُ: الضَّعِيف. قَالَ: وشَعْرٌ رَطَزٌ، أَي: ضَعِيف. زرط: يُقَال: سَرَطَ المَاء وزَرَطه وزرَدَه، وَهُوَ الزَّرّاط والسَّرَّاط. وروَى أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي عَن أبي عَمْرو أَنه قَرَأَ: الزِّرَاطَ بالزّاي خَالِصَة، وَنَحْو ذَلِك روَى عُبيد بن عقيل عَن أبي عَمْرو. وروى الْكسَائي عَن حمزةَ: الزِّرَاط بالزاي، خَالِصَة وَكَذَلِكَ روى بن أبي مُجالد عَن عَاصِم، وَسَائِر الرُّواة رووْا عَن أبي عَمْرو الصِّرَاط بالصَّاد. قَالَ ابْن مُجَاهِد: قَرَأَ ابْن كثير: (الصِّرَاط) بالصَّاد، وَاخْتلف عَنهُ. وَقَرَأَ بالصَّاد نَافِع وَأَبُو عمرٍ ووابن عَامر وَعَاصِم وَالْكسَائِيّ. قَالَ غَيره: وَقَرَأَ يَعْقُوب الْحَضْرَمِيّ: (السراط) بِالسِّين. ز ط ل أهمل، إلاّ مَا قَالَ ابْن دُريد: الزَّلْط:

أبواب الزاي والدال

المشْي السَّريع. ز ط ن اسْتعْمل من وجوهه: طنَزَ زنَط. الطَّنز: السُّخرية. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : هَؤُلَاءِ قومٌ مَدْنَقَةٌ ودُنّاق ومَطْنَزَة: إِذا كَانُوا لَا خير فيهم، هيّنةً أنفسُهم عَلَيْهِم. زنط: قَالَ ابْن دُرَيْد: تزانَط القومُ: إِذا تزاحَموا. ز ط ف أهمل، إِلَّا مَا قَالَه ابْن دُريد. فطزَ: إِذا مَاتَ، مثل: فَطَس. ز ط ب طبز زبط: مستعملان. طبز: أهمله اللَّيْث، ورَوَى عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الطِّبْزُ: رُكْنُ الْجَبَل. والطِّبْزُ: الجَمل: ذُو السَّنامَين الهائج. وَقَالَ غَيره: طبز فلانٌ جَارِيَته طبْزاً: إِذا جامعَها. زبط: أهمله اللَّيْث وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الزَّبْطُ: صياحُ البطة. وروَى سَلمَة عَن الفرّاء: الزَّبِيط صِياح البطة. ز ط م مطز: أهمله اللَّيْث وَقَالَ ابْن دُرَيْد: المَطْز: النِّكاح. (أَبْوَاب الزَّاي وَالدَّال) زِدْت. زدظ. زدذ. زدث: أهملت وجوهها. ز د ر زرد. درز. دزر. زدر: مستعملة. ز ر د: قَالَ اللَّيْث: الزَّرد: حِلَقُ الدِّرع والمِغْفر. سَلمَة عَن الْفراء: الزَّرْدةُ: حَلقَة الدِّرع، والسَّرْد: ثقبها. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: سرطت الطَّعَام وزردته، وازدردته. ازْرُده زَرداً وازدرده ازدراداً. وَقَالَ غَيره: يُقَال لفَلْهم الْمَرْأَة: الزَّردان، وَله مَعْنيانِ: أَحدهمَا أَنه ضِيق الْخَاتم، يَزْرُد الأيْرَ إِذا أولجه أَي يخنُقُه، وَيُقَال: زرَد فلانٌ فلَانا يَزْرُدُه زرْداً: إِذا خنقه. وَالْمعْنَى الثَّانِي: أَنه سُمِّي زرداناً لازدراده الذَّكر إِذا أُولج فِيهِ. وَقَالَت خَلِعَةٌ من نسَاء الْعَرَب إنَّ هَنى لزرَدان مُعتدل. وَقَالَ بَعضهم: سمّيَ الفلْهم زرداناً لِأَنَّهُ يزدرد الذكَر، أَي: يخنقه لضيقه. يُقَال: زَرَدت فلَانا أزدرده: إِذا خنقته فَهُوَ مزرود. كَأَنَّك خنقت مُزْدَرَدَه، وَهُوَ حَلقهُ. درز: قَالَ اللَّيْث: الدَّرْزُ: دَرْزُ الثّوب وَنَحْوه، وَهُوَ مُعرب، والجميعُ الدُّروز.

رَوَى أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ أنّه قَالَ: الدَّرْز: نعيمُ الدّنيا ولذاتُها، وَيُقَال للدنيا: أمُّ دَرْز. قَالَ: ودَرِزَ الرجلُ وذَرِزَ بِالدَّال والذال إِذا تمكَّنَ من نعيم الدُّنْيَا. قَالَ: والعربُ تَقول للدَّعِيّ: هُوَ ابْن دَرْزة وابنُ تُرْنى، وَذَلِكَ إِذا كَانَ ابْن أَمَةٍ تُساعِي فَجَاءَت بِهِ من المُساعاة، وَلَا يُعرَف لَهُ أَب. وَيُقَال: هَؤُلَاءِ أولادُ دَرْزة. وأولادُ فَرْتَنَى للسفِلة والسُّقاط، قَالَه الْمبرد. دزر: أهمَلَه اللَّيْث. ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: الدَّزْرُ: الدّفع، يُقَال: دَزَره ودَسَرَه ودَفَعه بِمَعْنى وَاحِد. زدر: قَرَأَ بعضُهم: (يومئذٍ يَزْدُرُ الناسُ أشتاتاً) ، وسائرُ الْقُرَّاء قرأوا: {لَهَا يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً} وَهُوَ الحقّ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: يُقَال: جاءَ فلانٌ بَضرِب أَزْدَرَيه وأسْدَرَيْه، إِذا جَاءَ فَارغًا. زدل: مهمل. ز د ن استُعمِل من وجوهه: زند. زند: قَالَ اللّيث: الزَّنْدُ والزَّنْدة: خَشَبتان يُستقدَح بهما، فالسُّفلى زَنْدة، والزَّنْدان: عَظْما الساعِد، أحدُهما أرقُّ من الآخَر، فطَرفُ الزندِ الّذي يَلي الإبهامَ هُوَ الكُوع، وطَرف الزَّند الّذي يَلِي الخنْصَرِ الكُرْسُوع، والرُّسْغُ مجتمعَ الزَّنْدَين، ومِن عندِهما تُقطَعَ يَدُ السَّارِق. ورجلٌ مُزَند: إِذا كَانَ بَخِيلًا مُمْسكاً. وَقَالَ اللّيث: يُقَال للدَّعِيّ: مُزَنَّد. أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ: زَنَدَ الرجلُ: إِذا كَذَب، وزَنَد: إِذا بَخل، وزَندَ: إِذا عاقَب فَوق مالَه. قَالَ: وأخبَرَني عَمْرو عَن أَبِيه أَنه قَالَ: يُقَال: مَا يُزْندُك أحدٌ على فَضْل زَبد، وَلَا يَزْندُك وَلَا يُزَنِّدك وَلَا يُحبك وَلَا يحزك وَلَا يَشفك، أَي: لَا يَزِيدُك. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: يُقَال للدُّرْجة الَّتِي تدَسّ فِي حَياء النَّاقة إِذا ظئرتْ على وَلدِ غَيرهَا: الزَّنْدُ والنُّدْأةُ. وَقَالَ ابْن شُميل: وزُنِّدت الناقةُ: إِذا كَانَ فِي حيائها قَرَنٌ، فثَقَبوا حياءَها من كلّ نَاحيَة ثمَّ جَعلوا فِي تِلْكَ الثّقب سُيُوراً وعَقَدُوها عَقْداً شَدِيدا، فَذَلِك الزنيد. وَقَالَ أَوسُ بن حَجَر: أَبَنِي لُبَيْنَى إنّ أُمَّكُمُ دَحَقَتْ فَخَرق ثَفْرَها الزَّنْدُ وَيُقَال: تزيّد الرجل: إِذا ضَاقَ صَدره؛ قَالَ عديّ: إِذا أَنْت فاكَهْتُ الرِّجَال فَلَا تلْغ وَقل مثل مَا قَالُوا وَلَا تتزيّد وَرجل مزنّد: سريع الْغَضَب.

ز د ف فزد. زفد. زدف: مستعملة. فزد: أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: تَقول العَرَب لمن يَصِل إِلَى طَرَفٍ مِن حاجَتِه وَهُوَ يطْلب نهايَتها: لَم يحْرَمْ مَنْ فُزْدَ لَهُ، وبعضُهم يَقُول: مَنْ فُصْدَ لَهُ؛ وَهُوَ الأَصْل، فقُلِبت الصَّاد زاياً، فَيُقَال لَهُ: اقنَعْ بِمَا رُزِقْتَ مِنْهَا، فإنّك غيرُ محروم؛ وأصلُ قَوْلهم: مَنْ فُزْدَ لَهُ، أَو فُصْدَ لَهُ: فُصِدَ لَهُ، ثمَّ سُكِّنت الصَّاد فَقيل: فُصْدَ؛ لأنّه أخفّ، وأصلُه من الفَصد، وَهُوَ أَن يُؤْخَذ مَصِيرٌ فيُلقَم عِرقاً مفصوداً فِي يَد الْبَعِير حتّى يمتلىء دَماً، ثمَّ يُشوَى ويُؤكلَ، وَكَانَ هَذَا من مآكل الْعَرَب فِي الجاهليّة، فلمّا نزل تَحْرِيم الدّم تَرَكوه. زفد: فِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : يُقَال: صَمَّمتُ الفرسَ الشعيرَ فانصَمّ سمناً، وحَشَوْتُه إيّاه، وزَفَدْتُه إِيّاه، وزَكَتُّه إِيّاه، وَمَعْنَاهُ كلّه المِلء. زدف: يُقَال: أَسْدَفَ عَلَيْهِ السِّتر، وأَزْدَفَ عَلَيْهِ السِّتْر. ز د ب استُعمِل من وجوهه: زبد. زبد: اللّيث: أَزْبَدَ البحرُ إزْباداً فَهُوَ مُزْبِد. وتَزَبَّدَ الْإِنْسَان: إِذا غَضِب فظَهر على صِماغَيْه زَبَددْان، والزُّبْدُ: زُبْد السَّمن، قَبلَ يُسْلأ، والقِطْعة مِنْهُ زُبْدة، وَهُوَ مَا خَلَص من اللّبن إِذا مُخِض، وَإِذا أَخذَ الرجلُ صفوَ الشَّيْء قيل: قد تَزَبّده، وَمن أمثالهم: قد صَرّح المَحْضُ عَن الزَّبَد، يَعنُون بالزَّبَد رغْوَةَ اللّبن، والصَّريحُ: اللبنُ المَحْض الّذي تَحت الرّغوة، يُضرَب مَثلاً للصِّدق الّذي تتبين حقيقتُه بعد الشّك فِيهِ. وَيُقَال: ارتجنَتِ الزُّبدةُ إِذا اختلَطَتْ باللّبن فَلم تخلَص مِنْهُ، وَإِذا خَلَصت الزُّبدة فقد ذهب الارتجال، يُضرب هَذَا مَثَلاً لِلْأَمْرِ الَّذِي يَلتبِس فَلَا يُهتدَى لوجه الصَّوَاب فِيهِ. والزَّبدُ: زبدُ الجمَل الهائج، وَهُوَ لُغامُه الأبيضُ الَّذِي يجتمِع على مَشافره إِذا هاج. وللبحرِ زَبدٌ: إِذا ثارَ مَوْجُه. وزَبدُ اللّبن: رغْوَته. وَفِي الحَدِيث: أنّ رجلا من الْمُشْركين أهدَى النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هديّة فَردَّها وَقَالَ: (إِنَّا لَا نقبَل زَبْدَ الْمُشْركين) . أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: يُقَال: زَبدْتُ فلَانا أَزْبده: إِذا أعطيتَه، فإِن أطعمته زُبْداً قلتَ: أزبُدُهُ زَبداً بِضَم الْبَاء من أَزْبده. أَبُو عَمْرو: تزبّدَ فلانٌ يَميناً فَهُوَ متزبِّد: إِذا حَلف بهَا؛ وأَنشد: تزَبَّدها حَذّاءَ يَعلمُ أنّه هُوَ الكاذبُ الْآتِي الأمورَ البُجارِيَا قَالَ: الحَذّاء: الأُمور المنكَرة. وتَزَبَّدها: ابتَلَعها ابتلاعَ الزُّبدة، ونحوٌ مِنْهُ قَوْلهم:

باب الزاي والتاء

جَذَّها جَذَّ العَيْر الصِّلِّيانة. والزُّبّاد: نبتٌ مَعْرُوف، والزُّبّاد: الزُّبد، وَمِنْه قَوْلهم: اختَلَط الخاثِرُ بالزُّبّاد، وَذَلِكَ إِذا ارتَجَن، يُضرَب مَثلاً لاختلاط الحقّ بِالْبَاطِلِ. وزُبَيد: قبيلةٌ من قبائل اليَمن. وزَبِيد: مدينةٌ من مُدُن اليَمَن. وزُبَيْدة: لقبُ امْرَأَة، قيل لَهَا: زُبَيدة لنَعْمة كَانَت فِي بَدَنها، وَهِي أمّ الْأمين مُحَمَّد. وَيُقَال: زَبّدَتِ المرأةُ قُطْنَها: إِذا نَتَفَته وجوّدَتّه لَتغزِلَه. ز د م مزد: يُقَال: مَا وَجَدْنا لَهَا العامَ مَصْدَةً وَلَا مَزْدَة، أَي: لم نَجِد لَهَا بَرْداً. (بَاب الزَّاي وَالتَّاء) ز ت ظ ز ت ذ ز ت ث: أهملت وجوهها. ز ت ر اسْتعْمل من وجوهها: ترز. زرت. ترز: قَالَ اللَّيْث: ترَز الرجلُ: إِذا مَاتَ ويَبِس، والتّارِزُ: الْيَابِس بِلَا رُوح. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: فَكَبَا كَمَا يَكْبُو فَنِيقٌ تارِزٌ بالخَبْتِ إِلا أنّه هُوَ أَبْرَعُ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: تَرِز الرجل: إِذا ماتَ، بِكَسْر الرَّاء. وتَرِزَ الماءُ: إِذا جَمَد. قلتُ: وغيرهُ يُجِيز تَرَز بِالْفَتْح إِذا هَلَك. ز ر ت: أهمَلَه اللَّيْث. وَقَالَ غيرُه: زَرَدَه وزَرَتَه: إِذا خَنَقَهُ. (ز ت ل) لتز: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: اللَّتْز: الدَّفْع، وَقد لَتزَه لَتْزاً: إِذا دَفَعه. ز ت ن زتن: الزَّيْتون: مَعْرُوف، وَالنُّون فِيهِ زَائِدَة، ومِثلُه قَيْعُون أصلُه القَيْع، وَكَذَلِكَ الزَّيْتون: شَجرةُ الزَّيت وَهُوَ الدّهن. ز ت ف استُعمل من وجوهه: زفت. زفت: قَالَ اللَّيْث: الزِّفْتُ: القِير. وَيُقَال لبَعض أوعيةِ الخَمْر: المزَفَّت، وَهُوَ المقيَّر بالزِّفت. ونَهَى النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الانتباذ فِي الوِعَاء المزفَّت، والزِّفتُ غيرُ القِيرِ الَّذِي تُقَيَّرُ بِهِ السُّفُن، وَهُوَ شيءٌ لَزِج أسوَدُ يُمَتَّن بِهِ الزِّقاق للخَمْر والخَلّ. وقِيرُ السُّفنِ. يُيَبّس عَلَيْهَا، وزِفْتُ الزِّقاق لَا ييْبَس. وَفِي (النَّوادر) : زَفَتَ فلانٌ فِي أُذُن فلانٍ الحَدِيث زَفْتاً، وكَتَّه فِي أُذُنه كَتّاً بِمَعْنى.

والزاي قد أهملت مع الظاء ومع الذال ومع الثاء إلى آخر الحروف

ز ت ب: مهمل. ز ت م اسْتعْمل من وجوهه: زمت متز. زمت: قَالَ اللَّيْث: الزَّمِيت: السَّاكت. وَرجل متزمِّت وزِمِّيت، وَفِيه زَماتَةٌ. وَقَالَ ابْن بُزُرج: الزُّمَّتُ: طَائِر أسوَد يتلوّن فِي الشَّمْس ألواناً، أحمرُ المِنقار والرِّجْلين دُونَ الغُداف شَيْئا. وَيُقَال: ازْمَأَتَّ يَزْمَئِتُّ ازمِئْتاتاً: فَهُوَ مُزمئت: إِذا تلوَّن ألواناً مُتَغَايِرَة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: رجلٌ زَمِيت وزِمِّيت: إِذا تَوَقَّر فِي مَجلِسه. وَفِي حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ مِن أَزْمَتِهم فِي المَجْلس، أَي: من أَرْزَنِهِمْ وأَوْقَرِهم، وَأنْشد غَيره فِي الزِّمِّيت بِمَعْنى السَّاكِت: والقبرُ صِهْرٌ ضامِنٌ زِمِّيتُ لَيْسَ لمن ضُمّنه تربيت متز: أهمَله اللَّيْث. وَقَالَ ابْن دُرَيد: مَتزَ فلانٌ بسَلْحِه: إِذا رَمَى بِهِ، ومَتَس بسَلْحِه مِثْله وَلم أسمعهما لغيره. (وَالزَّاي قد أهمِلت مَعَ الظَّاء وَمَعَ الذَّال وَمَعَ الثَّاء إِلَى آخر الْحُرُوف. (بَاب الزَّاي وَالرَّاء) ز ر ل: مهمل. زرن نزر. رزن. زنر. رنز. نرز (مستعملة) . نزر: أَبُو العبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: النَّزْرُ: الإِلْحاح فِي السُّؤَال. وَفِي الحَدِيث: أنّ عُمَر رَضِي الله عَنهُ كَانَ يُسَايِر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سَفَر فَسَأَلَهُ عَن شَيْء فَلم يُجِبه، ثمَّ عَاد فسأَله فَلم يُجِبه، فَقَالَ لنَفسِهِ كالمبكِّت لَهَا: ثَكِلَتْك أمُّك يابنَ الخَطَّاب. نَزَرْتَ برَسُول الله مرَارًا لَا يُجيبُك. قلت: وَمَعْنَاهُ أنّك أَلححْتَ عَلَيْهِ فِي الْمَسْأَلَة إلحاحاً أدَّبك بسكوته عَنْك، وَقَالَ كثيّر: لاَ أَنْزُر النَّائلَ الخَليلَ إِذا مَا اعْتَلَّ نَزْرُ الظُّئُور لَم تَرمِ أَرَادَ لم تَرْأم، فَحذف الْهِجْرَة وَيُقَال: أعطَاهُ عَطاء نَزْراً، وَعَطَاء مَنْزوراً: إِذا أَلحَّ

عَلَيْهِ فِيهِ. وَعَطَاء غَير مَنْزور: إِذا لم يُلِحّ عَلَيْهِ فِيهِ، بل أعطَاهُ عَفْواً؛ وَمِنْه قولُه: فَخذْ عَفْوَ مَا آتاك لَا تَنْزُرَنَّه فعندَ بُلوغِ الكدْرِ رَنقُ المشَارِبِ وَقَالَ اللّيث: نَزُر الشيءُ يَنزُر نَزارةً ونزراً وَهُوَ نَزْر، وعَطاءٌ مَنْزور: قَلِيل. وامرأةٌ نَزُرٌ: قَليلَة الوَلَد، ونِسْوة نُزُر. وَقَالَ أَبُو زيد: رَجُل نَزْر ونِزر ونزيرُ نَزرُ نَزارةً: إِذا كَانَ قَليل الْخَيْر، وأَنزَره الله، وَهُوَ رجل منْزور. وَيُقَال لكلّ شَيْء يقلّ: نَزُور؛ وَمِنْه قَول زيد بنِ عَدِيّ: أَو كَماءِ المَثْمُودِ بعدَ جَمامٍ رَذِمِ الدَّمْعِ لَا يئوب نَزُورَا وَجَائِز أَن يكون النَّزُور بِمَعْنى المَنْزور، فَعولٌ بِمَعْنى مفعول. وَجَائِز أَن يكون النزور من الْإِبِل الَّتِي لَا تكَاد تلقح إِلَّا وَهِي كارهة. نَاقَة نزور بَيِّنَة النزار. والنَّزور أَيْضا: القليلة اللَّبن؛ وَقد نزرت نزراً. قَالَ: والناتق إِذا وجدت مَسَّ الْفَحْل لَقحت. وَقد نتقت تنتق: إِذا حملت. قَالَ شمر: قَالَ عدَّة من الكلابيين: النزور: الاستعجال والاستحثاث؛ يُقَال: نزره إِذا أعجله. وَيُقَال: مَا جِئْت إِلَّا نزراً، أَي: بطيئاً. النَّضر: النزور: الْقَلِيل الْكَلَام لَا يتَكَلَّم حَتَّى تنزره. والنزور: النَّاقة الَّتِي مَاتَ وَلَدهَا وَهِي ترأم ولد غَيرهَا فَلَا يَجِيء لَبنهَا إلاّ نزراً. قَالَ الْأَصْمَعِي: نزر فلَان فلَانا: إِذا استخرج مَا عِنْده قَلِيلا قَلِيلا. وتنزّر: إِذا انتسب إِلَى نزار بن معد. رزن: شمر: قَالَ الأصمعيّ: الرُّزون: أماكنُ مرتفِعةٌ يكون فِيهَا المَاء، وَاحِدهَا رَزْن، قَالَ: وَيُقَال: الرَّزْن: المكانُ الصُّلْب فِيهِ طُمَأنينة يُمسِك المَاء؛ وَقَالَ أَبُو ذُؤَيب فِي الرُّزُون: حَتَّى إِذا جَزَرَتْ مِياهُ رُزُونِه وبأيِّ حَزِّ مُلاوَةٍ يتقطَّعُ وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الرَّزْن: مكانٌ مُشرِف غليظ إِلَى جَنْبِه، وَيكون منفرِداً وحدَه، ويَقُودُ على وَجْه الأَرْض للدعوة حِجَارَة لَيْسَ فِيهَا من الطِّين شَيْء لَا ينْبت وظهرُه مُسْتوٍ؛ وَيُقَال: شيءٌ رزينٌ وقَدْ رَزَنْتُه بيَدِي: إِذا ثَقَلْته. وامرأةٌ رَزانٌ: إِذا كَانَت ذَات وقارٍ وعَفاف. ورجلٌ رَزِين؛ وَقد تَرزَّنَ الرجلُ فِي مجلِسه: إِذا توقَّر فِيهِ. وَيُقَال للكوَّة النافذة: الرَّوْزَن، وَأَحْسبهُ معرّباً وَهِي الرَّوازِن، تكلّمت بهَا الْعَرَب. وتجمَع الرِّزن أَرْزاناً. قَالَ الأصمعيّ فِيمَا رَوَى عَنهُ ابنُ السكّيت: الأَرْزان جمع رِزْن، وأَنشَد لساعدة: ظَلَّتْ صُوافِنَ بالأرْزانِ صادِيَةً اللَّيْث: الأرزن: شجر تتَّخذ مِنْهُ عِصِيٌّ صلبة؛ وَأنْشد: ونبعةٍ تَكْسِرُ صُلْبَ الأَرْزَنِ زنر: أَبُو عَمْرو: الزَّنانِيرُ: الحَصَى الصِّغار.

وَقَالَ أَبُو زبيد: تَحِنُّ لِلظِّمْءِ ممّا قد أَلمَّ بهَا بالهَجْلِ مِنْهَا كأصوات الزنانِيرِ وَقَالَ اللَّيْث: واحدُ زَنانير الحَصى: زُنَّيْرة وزُنّارَة. والزُّنّار: مَا يَلبَسُه الذِّمِّيُّ يَشُده على وَسَطه. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: زَنَرْتُ القِرْبَةَ: إِذا ملأتَها، وزَمَرْتها مِثله. قَالَ: وامرأةٌ مُزَنَّرَة: طويلةٌ عظيمةُ الْجِسْم. وَفِي (النَّوَادِر) : زَنَّرَ فلانٌ عينَه إليّ: إِذا شَدَّ إِلَيْهِ النَّظَر. (وَقَالَ اللّيث: الأَرْزَن: شجرٌ تُتَّخَذ مِنْهُ عِصِيٌّ صُلْبَة؛ وأَنْشَد: ونَبْعَةٍ تَكْسِرُ صُلْبَ الأَرْزَنِ) (رنز) : (والتَّنَزُّر: الانتسابُ إِلَى نِزارِ بنِ مَعد) . والرُّنْز لغةٌ فِي الرُّزّ. زرف زفر. زرف. فرز. فزر. رزف. رفز. فرز: قَالَ أَبُو عُبيد: فرَزتُ الشيءَ: قسَمْتُه، وَكَذَلِكَ أَفْرَزْته والفريز: النَّصِيب. قَالَ شمر: سهمٌ مُفْرزٌ ومفروز: مَعْزُول؛ كتبتُه من نُسْخَة الأيادي. والفِرزِ: الْفَرد. وَفِي الحَدِيث: (من أَخذ شفعاً فَهُوَ لَهُ، وَمن أَخذ فِرزاً فَهُوَ لَهُ) ؛ هَذَا ذكره اللَّيْث. قلت: لَا أعرف الفِرز بِمَعْنى الفَرْد؛ إنّما الفِرْز مَا فُرِزَ من النَّصيب المَفْروز لصَاحبه، وَاحِدًا كَانَ أَو اثْنَيْنِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الفَرْز: فُرْجَة بَين جَبَلين. وَقَالَ غيرُه: هُوَ مَوضِع مطمئنّ من رَبْوَتَيْن؛ وَقَالَ رؤبة: كم جاوَزَتْ مِنْ حَدَبٍ وفَرْزِ فزر: أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الفِزْرُ من الضَّأْن: مَا بَين العَشَرَة إِلَى الْأَرْبَعين. قَالَ شمر: الصّبة مَا بَين الْعشْر إِلَى الْأَرْبَعين من المعزى. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الفِزْرُ: ابْن البَبْر، وبنْتُه الفِزْرَة. قَالَ: أُنْثَاهُ الفَزارة، والبَبْرُ يُقَال لَهُ: الْهَدَبَّس. قَالَ أَبُو عمر: وأَنشدنا المبرّد: وَلَقَد رأيتُ هَدَبَّساً وفَزارةً والفِزْرُ يَتْبَعُ فِزْرَهُ كالضَّيْوَنِ قَالَ أَبُو عَمْرو: سألتُ أَبَا العبّاس عَن البيتِ فَلم يَعْرِفه، وَهَذِه الْحُرُوف ذَكَرها اللّيث فِي كِتَابه، وَهِي كلُّها صَحِيحَة. أَقْرَأَنا المنذريُّ لأبي عُبَيد فِيمَا قَرَأَ عَلَى ابْن الْهَيْثَم، قَالَ ابْن الكلبيّ: من أمثالهم فِي ترك الشَّيْء: لَا أفعل ذَلِك مِعْزَى الفِزْر، قَالَ: والفِزْر هُوَ سعدُ بنُ زيد مناةَ

ابنِ تَمِيم. قَالَ: وَكَانَ وَافَى الموسمَ بمِعزَى فأنهَبَهَا هُنَاكَ، فتفرّقتْ فِي الْبِلَاد، فمعناهم فِي مِعْزَى الْفِزْرِ أَن يَقُولُوا: حَتَّى تَجتمعَ تِلْكَ، وَهِي لَا تَجتمِع الدَّهرَ كلَّه. قَالَ ابنُ الكلبيّ: إنَّما سُمِّيَ الفِزْرُ لأنّه قَالَ: من أَخَذَ مِنْهَا وَاحِدَة فَهِيَ لَهُ، لَا يُؤخذ مِنْهَا فِزْر وَهُوَ الِاثْنَان. قَالَ أَبُو عُبيد: وَقَالَ أَبُو عُبيدة نحوَ هَذَا الحَدِيث، وإلاّ أنّه قَالَ: الفِزْر هُوَ الجَدْي نفسُه. وَقَالَ المنذريّ: قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: لَا أعرِفُ قولَ ابْن الكلبيّ هَذَا. قلتُ أَنا: وَمَا رأيتُ أحدا يَعْرِفه. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الفَزْرُ: الفَسْخ والفَزَر: ريح الحَدَبة. وَيُقَال: فَزَرْتُ الجُلَّة وأَفْزَرْتها وفَزَّرتَها: إِذا فَتَّتَّها. أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرو: رجلٌ أَفْزَر: هُوَ الّذي فِي ظَهْرِه عُجْرة عَظِيمَة. شمر: الفَزْرُ: الكَسْر. قَالَ: وَكنت بالبادية فرأيتُ قِباباً مَضْرُوبَة فَقلت لأعرابيّ: لِمَنْ هَذِه القِباب؟ فَقَالَ: لبني فَزارة فَزَرَ اللَّهُ ظهورَهم. فَقلت: مَا تَعني بِهِ؟ فَقَالَ: كَسَرَ الله. وَقَالَ اللّيث: الفُزُور: الشُّقوق والصُّدوع. وتَفزَّرَ الثوبُ وتَفَزَّر الحائِطُ: إِذا تَشَقَّق. قَالَ؛ والفِزْرُ: هَنَةٌ كنَبْخَةٍ تَخْرُج فِي مَغْرِز الفَخِذ دُوَيْنَ مُنتهَى الْعَانَة كغُدَّةٍ من قرحةٍ تخرج بِالْيَدِ أَو جِراحة. وَقَالَ ابْن شُمَيل: الفازِر: الطريقُ تَعلُو النِّجَافَ والقُورَ فتَفْرِزُها كأنّها تَخُدُّ فِي رؤوسِها خُدُوداً، تَقول: أَخذْنا الفازِرَ، وأَخذنا فِي طريقٍ فازِر، وَهُوَ طريقٌ أَثَّرَ فِي رُؤُوس الْجبَال وفَقَرها. وَيُقَال: فَزَرْتُ أنفَ فلانٍ فزراً، أَي: ضَربته بِشَيْء فشققته، فَهُوَ مَفْزُورُ الأنْف. وَفِي الحَدِيث: كَانَ سَعْدٌ مَفْزُورَ الأنْف. وَقَالَ بعضُ أهلِ اللُّغة: الفَرْزُ قريبٌ من الفَزْرِ، تَقول: فَرَزْتُ الشيْءَ من الشيْء، أَي: فصلته. وتكلَّمَ فلانٌ بكلامٍ فارِزٍ، أَي: فَصَلَ بِهِ بَين أَمريْن. قَالَ: ولسانٌ فارِزٌ: بيِّنٌ فاصل، وأنشَد: إنِّي إِذا مَا نَشَرَ المُنَاشِرُ فرَّجَ عَن عِرْضِي لِسَانٌ فارِزُ وَيُقَال: فرزت الشيءَ من الشَّيْء، وأفرزته لُغَتَانِ جيدتان جَاءَ بهما أَبُو عُبيد فِي بَاب فعلت وأفعلت بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ أَبُو زيد: قَالَ القُشَيْرِيّ: يُقال للقُرْصَةِ: فِرْزَة، وَهِي النَّوْبَة. وَقَالَ اللّيث: الفارِزة: طريقةٌ تَأْخُذ فِي رَمْلة فِي دَكادِكَ ليِّنة، كأنّها صَدْع من الأَرْض مُنقاد طويلٌ خِلْقَة؛ والفِرزانُ مَعْرُوف، فرزان الشّطرنج، وَجمعه فرازين. زرف رزف: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: زَرَف يَزرِف زُرُوفاً، وزَرَف يَزرِف زَرِيفاً: إِذا دناه مِنْهُ، وَقَالَ لَبيد:

بالغُراباتِ فَزَرّا فاتِها فبِخِنزِيرٍ فأطرافِ حُبَلْ أَي: مَا دنا مِنْهَا. قَالَ: وأزْرَفَ وأَزلَف: إِذا تَقدَّم. وأَزْرَف: إِذا اشتَرَى الزَّرافة. قَالَ: وَهِي الزُّرافة والزَّرافة، والفتحُ وَالتَّخْفِيف أفصَحُها. وَقَالَ اللّيث: الزرافة: اشْتُرقا وبَلَنْق. أَبُو عبيد عَن القَنانيّ: أتَوني بزَرّافتهم: يَعْنِي بجَماعتهم. وَقَالَ: وغيرُه القَنانيّ مخفّف الزرافة، والتّخفيف أجوَد، وَلَا أحفَظُ التَّشْدِيد عَن غَيره. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: أَزْرَف وأرْزَف: إِذا تقدم. وروى عَنهُ: رَزَفَ. أَبُو العبّاس: زَرَفتُ إِلَيْهِ وأرَزَفْتُ: إِذا تقدّمت إِلَيْهِ، وأنشَد: تُضَحِّي رُوَيْداً وتُمسِي زَرِيفَا وَقَالَ أَبُو عبيد فِيمَا أَقْرَأَنِي الإياديّ لَهُ: رَزَفَتِ الناقةُ: أسرَعتْ. وأزْرَفْتها أَنا: أَخْبَيْتُها فِي السَّير. وَرَوَاهُ الصرّام عَن شمر: زَرَفَت وأزرَفْتُها، الزَّاي قبل الرَّاء. وَقَالَ اللّيث: ناقةٌ زَرُوف: طويلةُ الرِّجلين واسعةُ الخَطْو. قَالَ: وأَزْرَف القومُ إزْرافاً: إِذا أُعجلوا فِي هزيمَة أَو نَحْوهَا. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: زَرِف الجُرحُ يَزرَفُ زَرَفاناً: إِذا انتَقَض ونُكِس. وَقَالَ غيرُه: خِمْسٌ مُزَرِّف: مُتْعِبٌ، وَقَالَ مُلَيْح: يَسيرُ بهَا للقَومِ خِمْسٌ مُزَرِّف زفر: قَالَ اللّيث: الزَّفْر والزَّفير: أَن يَملأ الرجلُ صَدرَه غَمّاً ثمَّ يَزْفِرُ بِهِ. والشَّهِيق: مَدُّ النَّفَس ثمَّ يَرْمِي بِهِ. وَقَالَ الفرّاء فِي قَول الله تَعَالَى: {لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ} (هود: 106) ، الزَّفير: أوّل نَهِيق الْحمار وشبهِه، والشَّهِيقُ آخرُه. وَقَالَ الزّجاج: الزَّفِير من شَديد الأَنين وقَبيحِه. والشَّهِيق: الأنينُ الشديدُ الْمُرْتَفع جدّاً. وَقَالَ اللّيث: المزفورُ من الدّوابُ: الشديدُ تلاحم المفَاصِل. وَتقول: مَا أشَدّ زَفْرَةَ هَذَا الْبَعِير، أَي: هُوَ مَزْفُور الحَلق. وَقَالَ أَبُو عُبيدة: يُقَال للفَرسِ: إِنَّه لعظيمُ الزُّفْرة، أَي: عظيمُ الْجوف، وَقَالَ الجَعْدِيّ: خِيطَ على زَفْرَةٍ فتَمَّ وَلَمْ يَرْجِع إِلَى دِقّةٍ وَلَا هَضَمِ يَقُول: كأنَّه زافِرٌ أبدا من عظم جَوْفه، فكأنَّه زَفَرَ فَخِيطَ على ذَلِك. وَقَالَ ابْن السكّيت فِي قَول الرّاعي يصف إبِلا: حُوزيةٌ طُوِيَتْ على زَفَراتها طَيَّ القَنَاطِرِ قد نَزَلْنَ نُزُولا فِيهِ قَولَانِ: أحدُهما: كأنّها زَفَرَتْ ثمَّ خَلِقتْ على ذَلِك، وَالْقَوْل الآخَر: الزَّفْرَة: الوَسَط، والقَناطِرُ الأزَج. شمر: الزُّفَر من الرِّجال: القَوِيُّ على

الحمالاتِ، يُقَال: زفَر وازْدَفَرْ: إِذا حمل. وَقَالَ الكُمَيت: رِئابُ الصُّدوع غِياثُ المَضو عِ لأمَتُكَ الزُّفَرُ النَّوْفَلُ وَفِي الحَدِيث: أنّ امْرَأَة كَانَت تَزْفِر القِرَب يومَ خَيْبر تَسْقِي الناسَ، أَي: تَحمِل القِرب المملوءَة مَاء. وَقَالَ اللَّيْث: الزِّفْر: القِرْبة. والزّافر: الّذي يُعِين على حَمْل القِرْبة، وأَنشَد: يَا بنِ الّتي كَانَت زَمَانا فِي النَّعَمْ تَحمِل زَفْراً وتَؤُولُ بالغَنَمْ وَقَالَ آخر: إِذا عَزَبوا فِي الشاءِ عَنّا رأَيتَهمْ مَداليجَ بالأزْفارِ مِثْلَ العَواتِقِ والزَّوافِر: الْإِمَاء اللّواتي يَزْفِرْن القِرَب. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو قَالَ: زافرةُ القومِ أنصارُهم. سلَمَة عَن الفرّاء: جَاءَنَا فلَان وَمَعَهُ زافِرَتُه، يَعْنِي رَهْطَه وقومَه. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ قَالَ: مَا دُونَ الرِّيش من السَّهم فَهُوَ الزّافرة، وَمَا دُون ذَلِك إِلَى وَسَطه فَهُوَ المَتْن. وَقَالَ ابْن شُمَيل: زافرةُ السهْم أَسفلُ من النِّصف بِقَلِيل إِلَى النَّصل. أَبُو الْهَيْثَم: الزافرة الْكَاهِل وَمَا يَلِيهِ. وَزفر يزفر: إِذا استقى فَحمل. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الزِّفْر: السِّقاء الّذي يَحمِل الرَّاعِي فِيهِ ماءَه، وَيُقَال: للجَمَل الضَّخْم: زَفَر، وللأسَدَ: زُفَر، وللرّجل الجَواد: زُفَر. وَقَالَ أَبُو عُبيدة فِي جُؤْجُؤ الفَرَس: المُزْدَفَر، وَهُوَ الْموضع الّذي يَزْفِر مِنْهُ، وأَنشَد: ولَوْحُ ذِرَاعَيْنِ فِي برْكَةٍ إِلَى جُؤجؤٍ حَسَنِ المُزْدَفَرْ رفز: أهمَلَه اللَّيْث. وقرأت فِي بعض الكُتب شعرًا لَا أَدرِي مَا صحّته: وبلدة للدّاءُ فِيهَا غامِر مَيْتٌ بهَا العِرْق الصحيحُ الرّافِزُ هَكَذَا قيّده كاتبُه، وفسّره: رَفَزَ العِرْق إِذا ضَرَب. وَإِن عِرْقه لرَفّاز، أَي: نَبَّاض. قلت: لَا أعرف الرَّفّاز بِمَعْنى النَّبّاض؛ ولعلّه راقِزٌ بِالْقَافِ بِمَعْنى راقِص. ز ر ب ز ر ب زبر برز ربز بزر رزب: مستعملات. بزر: قَالَ اللَّيْث: البَزْر: كلُّ حَب يُنثَر للنَّبات، تَقول: بزَرْتُه وبَذَرتُه. أَبُو عبيد عَن الأمويّ: بَزرْتهُ بالعَصَا بَزْراً: إِذا ضَربتَه بهَا. ابْن نجدة عَن أبي زيد: يُقَال للعَصَا: البَيْزارةُ والقَصيدةُ. وَقَالَ اللّيث: المبْزَرُ: مِثلُ خَشَبة القَصّارِين

تُبزَر بِهِ الثّياب فِي المَاء. قَالَ: والبَيْزارُ: الّذي يَحمِل البازيّ. قلتُ: وغيرُه يَقُول: البازِيار، وكلاهُمَا دخيل. والبُزُور: الحُبُوب الّتي فِيهَا صِغَر، مثل حُبُوب البَقْل وَمَا أَشبَهها. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: المبْزورُ: الرجلُ الكثيرُ الوَلَدِ، يُقَال: مَا أكثَر بَزْرَه، أَي: وَلَده. وعزَّةٌ بَزَرَى: ذاتُ عَدَد كثير وأنشدَ: أَبَتْ لي عِزّةٌ بَزَرَى بزوخ إِذا مَا رامَها عِزٌّ يَدُوخُ قَالَ: بَزَرَى عددٌ كثير، وأَنشَد: قد لَقِيَتْ سِدْرَةُ جَمْعاً ذَا لُهًى وعَدَداً فَخْماً وعِزّاً بَزَرَى قَالَ: والبَزَرى لَقب لبني أبي بكر بن كلاب، وتبزَّر الرجلُ: إِذا انْتَمَى إِلَيْهِم. وَقَالَ القَتّال الكِلابيّ: إِذا مَا تَجَعْفَرتُمْ علينا فإنّنا بَنُو البَزَرَى من عِزّةٍ تَتَبزّرُ قَالَ: والبَزْراء: المرأةُ الكثيرةُ الوَلَد. والزَّبْراءُ: الصُّلْبة على السَّير. والبَزْر: المُخاط. والبَزْرُ: الأَوْلاد. زبر: قَالَ اللَّيْث: الزَّبْر: طيُّ البِئْر، تَقول: زَبَرْتُها، أَي: طَوَيتُها. أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: إِذا لم يكن للرجل رأيٌ قيل: مَا لَه زَبْر وجُولٌ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الزَّبْرُ: الصَّبْر، يُقَال: مَا لَه صَبْرٌ وَلَا زَبْر. وأخبَرَني المُنذِريّ عَن أبي الهَيْثَم يُقَال للرجل الّذي لَا عَقَل لَهُ وَلَا رَأْي لَهُ زَبْرَ وجُول وَلَا زبْرَ لَهُ وَلَا جُول. قَالَ: وأصلُ الزَّبْر طَيُّ الْبِئْر إِذا طُوِيت تماسكتْ واستَحكمتْ. قَالَ: والزَّبْر: الزَّجْر، لأنّ من زَبَرْتَه عَن الغَيّ فقد أحكَمْتَه، كزَبْر البِئْر بالطَّي. قَالَ: وأخبَرَني الحَرّاني عَن ابْن السكّيت قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: زَبَرْتُ الكتابَ وذَبَرْتُه: إِذا كتَبْتَه. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: زَبَرْتُ الكتابَ: كتبتُه، وذَبَرْتُه: قَرأْتُه. وَقَالَ أعرابيّ: إِنِّي لأعرِف تَزْبِرَتي، أَي: كتابتي. وَقَالَ اللّيث: الزَّبُور: الْكتاب، وكلُّ كتابِ زَبُور، وَقَالَ الله جَلَّ وعزّ: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ} (الْأَنْبِيَاء: 105) . ورُوِي عَن أبي هُرَيرة أنّه قَالَ: الزَّبور: مَا أُنزِل على دَاوُد {مِن بَعْدِ الذِّكْرِ} من بَعْدَ التَّوْرَاة. وَقَرَأَ سَعِيد بنُ جُبَير: (وَلَقَد كتبنَا فِي الزُّبور) بِضَم الزَّاي. وَقَالَ: الزُبُور: التّوراة وَالْإِنْجِيل وَالْقُرْآن. قَالَ: والذِّكر: الّذي فِي السَّمَاء. وَقيل: الزَّبور فَعولٌ بِمَعْنى مفعول، كَأَنَّهُ زُبِر، أَي: كُتِب.

وَقَالَ ابْن كناسَة: من كواكب الأسَد: الخراتانِ، وهما كوكبان بَينهمَا قَدْرُ سَوْط، وهما كَتفًا الْأسد، وهما زُبْرةُ الْأسد، وَهِي كلُّها يَمَانِية، وأصلُ الزُّبرة: الشَّعر الَّذِي بَين كتفَي الْأسد. وَقَالَ اللَّيْث: الزُّبْرةُ: شعْرٌ مجتمعٌ على مَوضِع الْكَاهِل من الْأسد، وَفِي مِرْفَقَيْهِ، وكلُّ شعر يكون كَذَلِك مجتمعاً فَهُوَ زُبْره. قَالَ: وزُبْرَة الْحَدِيد: قطعةٌ ضخمةٌ مِنْهُ. وَقَالَ الفرّاء فِي قَوْله: {فَتَقَطَّعُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً} (الْمُؤْمِنُونَ: 53) ، من قَرَأَ بِفَتْح الْبَاء أَرَادَ قِطعاً، مثل قَوْله: {ءَاتُونِى زُبَرَ الْحَدِيدِ} (الْكَهْف: 96) . قَالَ: وَالْمعْنَى فِي زُبُر وزُبَر وَاحِد، وَالله أعلم. وَقَالَ الزّجّاج: وَمن قَرَأَ زُبُراً أَرَادَ كُتُباً، جمع زبور وَمن قَرَأَ زُبَراً، أَرَادَ قِطَعاً، جمع زُبْرة، وَإِنَّمَا أَرَادَ تفرَّقوا فِي دينهم. وَقَالَ اللَّيْث: الأزْبَرُ: الضخمُ زُبْرة الْكَاهِل، وَالْأُنْثَى زَبْرَاء، وَكَانَ للأحنف خادمٌ تسمَّى زَبْرَاء، فَكَانَت إِذا غضِبتْ قَالَ الْأَحْنَف: هاجتْ زَبْرَاء، فذهبَتْ مثلا حَتَّى قيل لكل من هاج غضبُه: هَاجَتْ زَبْرَاؤُه. وَقَالَ ابْن السّكيت: هُوَ زِئْبِر الثَّوب. وَقد قيل: زِئْبُرُ بِضَم الْبَاء، وَلَا يُقَال زِئْبَر وَقد زأْبَرَ الثّوبُ فَهُوَ مُزَأْبَر. وَقَالَ اللَّيْث: الزِّئبُرُ بِضَم الْبَاء زِئْبرْ الخزِّ والقَطيفة وَالثَّوْب وَنَحْوه؛ وَمِنْه اشتُق ازبِئْرَار الهِرِّ: إِذا وفَى شَعرُه وكَثُرْ، وَقَالَ المرَّار: فهْوَ وَرْدُ اللّون فِي ازْبِئْرَارِه وكُمَيْتُ اللَّوْنِ مَا لم يَزْبَئِرّ أَبُو زيد: ازبأَرَّ الوبَر والنبات: إِذا نَبَتَ. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الزِّبِرُّ من الرِّجَال: الشَّديد. وَقَالَ أَبُو مُحَمَّد الفَقْعَسِيّ: أكون ثَمّ أسداً زِبِرّا وزُبْرة الأسَد: منزلٌ من منَازِل القَمر، وَقد مَرَّ تَفْسِيره. سَلمة عَن الفرّاء: الزَّبير: الدّاهية. والزّبير: الحمأَة. وأَنشد: تُلاقي من آلِ الزُّبيْرِ الزَّبِيرَا وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: ازْبَرَّ الرجلُ: إِذا عَظمَ جسمُه، وازْبَر: إِذا شَجُع. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: أَخذ الشَّيْء بزَغْبَرِه: إِذا أَخذه كُله، فَلم يدعْ مِنْهُ شَيْئا، وَكَذَلِكَ أخذَه بزَوْبَرِه وبزأبره. وَقَالَ ابْن حبيب: الزَّوْبر: الداهية فِي قَول الفَرَزْدَق: إِذا قَالَ غاوٍ من مَعَدَ قصيدةً بهَا جَرَبٌ قَامَت عليَّ بَزَوْبَرَا أَي: قَامَت عليَّ بداهيَة. وَقَالَ غَيره: مَعْنَاهُ: أَنها تُنسَب إليَّ كلُّها وَلم أَقُلْها.

ربز: روَى شَمر فِي كِتَابه حَدِيثا لعبد الله بن بُسْر أَنه قَالَ: جاءَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى دَاري فوضعْنا لَهُ قطيفةً رَبيزَةً. قَالَ شمر: حَدثنِي أَبُو مُحَمَّد عَن المظفّر أَنه قَالَ: كَبْشٌ ربيز، أَي: ضخم، وَقد رَبُزَ كَبْشُكَ ربازةً، أَي: ضَخْم. وَقد أَرْبَزْته أَنا إرْبازاً. قَالَ شمر: وَقَالَ أَبُو عَدْنان: الرَّبيز: الرجلُ الظريف الْكيس. وَقَالَ أَبُو زيد: الرَّبيز والزَّميز من الرِّجَال: الْعَاقِل الثّخين. وَقد رَبُزَ ربازَة، ورَمُز رمازةً بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ غَيره: فلانٌ رَبيز ورَمِيز: إِذا كَانَ كثيرا فِي فنِّه، وَهُوَ مُرْتَبزٌ ومُرْتمز. زرب رزب: أَبُو عُبَيد عَن الْكسَائي: الزُّرِيبةُ: حظيرةٌ من خَشب تُعمل للغنم، يُقَال مِنْهُ: زَرَبْتُها أَزْرُبُها زَرْباً. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الزَّرْبُ: المَدْخَل، وَمِنْه زَرْبُ الغَنَم. وَقَالَ غَيره: انْزَرَب فِي الزَّرْب انْزِراباً: إِذا دَخَل فِيهِ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الزِّرْب: مَسِيل المَاء. والزَّرْبُ: الحَظِيرة. قَالَ: وزَرِب الماءُ وسَرِب: إِذا سالَ. وَقَالَ ابْن السَكّيت: زَرِيبةُ السَّبع: موضعهُ الّذي يَكتنُّ فِيهِ. وَقَالَ الليْث: الزَّرِبُ: موضعُ الغَنَم، يسمَّى زَرْباً وزَرِيبة. قَالَ: والزَّرْبُ: قُتْرة الرّامي، قَالَ رُؤبةُ: فِي الزَّرْب لَو يَمضَغُ شَرْباً مَا بَصَقْ وَقَالَ الزّجّاج فِي قَوْله جلّ وعزّ: {مَصْفُوفَةٌ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ} (الغاشية: 16) ، الزَّرابيّ: البُسُطُ واحدتُها زَرْبِيَّة. وَقَالَ الفرّاء: هِيَ الطَّنافِس لَهَا خَمْل رَقيق. وأخبَرَني ابْن رزين عَن محمّد بنِ عَمْرو عَن الشاه المؤرّج أَنه قَالَ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {مَصْفُوفَةٌ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ} قَالَ: زَرابيّ النَّبت إِذا اصفَرَّ واحمَرَّ وَفِيه خُضْرة وَقد ازْرَبَّ، فلمّا رأَوا الألْوان فِي البُسُط والفُرُش والقُطُف شَبَّهوها بزَرابيِّ النَّبْت، وَكَذَلِكَ العَبْقَرِيّ من الثِّياب والفُرُش. وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ: ويل للْعَرَب من شَرّ اقْترب. ويل للزَّرْبيّة. قيل: وَمَا الزربيّة؟ قَالَ: الَّذين يدْخلُونَ على الْأُمَرَاء، فَإِذا قَالُوا شرا أَو قَالُوا شَيْئا قَالُوا صَدَقَ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الزِّرْيابُ: الذَّهب. والزِّريابُ: الأصفَر من كل شَيْء. قَالَ: وَيُقَال للمِيزابِ: المِزْرابُ والمِرْزابُ. وَقَالَ اللّيث: المِرْزابُ لُغَة المِيزابُ. وَقَالَ ابْن السكّيت: هُوَ المِيزَابُ، وجمعُه المَآزِيب وَلَا يُقَال المِزْرَاب وَنَحْو ذَلِك قَالَ الفرّاء وَأَبُو حَاتِم. وَقَالَ اللّيث: المِرْزَابَة: شِبه عُصَيَّةٍ من

حَديد، والإرْزَبَّة لغةٌ فِيهَا إِذا قالوها بِالْمِيم خفّفوا الْبَاء، وأَنشَدَ: ضَرْبك بالمِرْزَبَة العُودَ النَّخِرْ قلتُ: وَنَحْو ذَلِك رَوى أَبُو عبيد عَن الفرّاء. وَكَذَلِكَ قَالَ ابنُ السكّيت مثله فِي المرزبة والإرزبة. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: رجلٌ أرْزَبٌّ: إِذا كَانَ قَصِيرا غليظاً. أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: رجلٌ أرْزَبٌّ: كَبِير، ورجلٌ قِرْشَبٌّ: سَيّءُ الْحَال. وَقَالَ أَيْضا: الإرْزَبُّ: العظيمُ الجِسم الأحمقُ، وأَنشَد الأصمعيّ: كَزُّ المُحَيَّا أُنَّحٌ أرْزَبُّ برز: فِي حَدِيث أمّ مَعبد الخُزاعية: أَنَّهَا كَانَت امْرَأَة بَرزَة تَختبىء بِفنَاء قُبتها. قَالَ أَبُو عُبيد: البَرْزَةُ من النِّساء: الجليلةُ الَّتِي تظهَر للنَّاس وَيجْلس إِلَيْهَا القومُ. وأخبرَني المنذريُّ عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: قَالَ الزُّبَيْرِيّ: البرزةُ من النِّسَاء الَّتِي ليستْ بالمُتزايلة وَلَا المُحْزَمِّقة. قَالَ: والمتزايلة: الَّتِي تُزايلك بوجهها تستُره عَنْك وتنكَبُّ إِلَى الأَرْض. قَالَ: والمحْزَمِّقة: الَّتِي لَا تَتَكَلَّم إِذا كُلِّمت. اللَّيْث: رجلٌ بَرْز طاهرُ الْخُلُق عفيف. وامرأةٌ برْزة: موثوقٌ برأيها وعفافِها، وَقَالَ العجاج: بَرْزٌ وذُو العفافة البَرْزِيُّ وَيُقَال: برزٌ، أَي: هُوَ منكشف الشَّأْن ظَاهره. قَالَ: والبَرازُ: المكانُ الفضاء من الأَرْض البعيدُ الْوَاسِع، وَإِذا خرج الإنسانُ إِلَى ذَلِك الْموضع قيل: قد برَز. وَإِذا تسابقت الخيلُ قيل لسابقها: قد برَّز عَلَيْهَا، وَإِذا قيل مخفَّف فَمَعْنَاه ظهرَ بعدَ الخفاء، وَإِنَّمَا قيل فِي التَغوُّط: تَبرَّز فلانٌ كِنَايَة أَي خرج إِلَى بَرازٍ من الأَرْض. والمبارزة: الْحَرْب. والبِرازُ: أُخذ من هَذَا، تبارزَ القِرْنان. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: أبرز الرجلُ: إِذا عزم على السَّفر. وبرزَ: إِذْ ظهر بعد خموله. وبرز: إِذا خرج إِلَى البِراز وَهُوَ الْغَائِط. وَقَالَ فِي قَول الله تَعَالَى: {وَتَرَى الاَْرْضَ بَارِزَةً} (الْكَهْف: 47) ، أَي: ظَاهِرَة بِلَا جبل وَلَا تلّ وَلَا رمل. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: المبْرُوز من أبرَزْت، قَالَ لبيد: أَو مُذْهَبٌ جَدَدٌ على ألواحه الناطقُ المَبروزُ والمختومُ وَقَالَ ابْن هانىء: أبرزتُ الكتابَ: أخرجته، فَهُوَ مَبْروز. وَقد أعطَوْه كتابا مَبْروزاً، وَهُوَ المنْشور، وَقد برزته برزاً.

وَقَالَ الفرّاء: إنّما أَجَازُوا المَبْرُوزَ وَهُوَ من أَبرَزْت لِأَن يَبرُز لَفظه وَاحِد من الْفِعْلَيْنِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم فِي بَيت لَبيد إِنَّمَا هُوَ: النّاطقُ المُبْرَزُ مُزاحَف، فغيّره الرُّواة فِراراً من الزِّحاف. أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الإبرِيزُ: الحَلْيُ الصافي من الذَّهَب، وأَبرَزَ إِذا اتَّخَذ الإبْرِيزَ. وَعَن أبي أُمَامَة رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إِن الله ليُجرّب أحدَكم بالبلاءَ كَمَا يُجرّب أحدُكم ذهبَه بالنَّار فَمِنْهُ مَا يخرج كالذهب الإبريز، فَذَلِك الَّذِي نجاه الله من السَّيِّئَات. وَمِنْهُم من يخرج من الذَّهَب دُون ذَلِك، وَهُوَ الَّذِي يشك بعض الشَّك، وَمِنْهُم من يخرج كالذهب الأموه، فَذَلِك الَّذِي أُفْتِن) . قَالَ شمر: الإبريز من الذَّهَب: الْخَالِص، وَهُوَ الإبرزي والعِقيانُ والعسجدُ. وَقَالَ النَّابِغَة: مزيّنة بالإبرزي وُجُوهًا بأرضع الثّدي والمُرْشفاتِ الحواضِنِ ز ر م رمز زرم زمَز رزم مرز مزر: مستعملات. زرم: فِي الحَدِيث: (أنَّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أتِي بالحَسَن بن عَليّ رَضِي الله عَنْهُمَا فوُضع فِي حِجْره فبَال عَلَيْهِ، فأُخذ فَقَالَ: لَا تُزْرِموا ابْني، ثمَّ دَعَا بماءٍ فصَبّه عَلَيْهِ) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: الإزرامُ: الْقطع، يُقَال للرجل إِذا قطع بَوْله: قد أزرمْتَ بَوْلَك. وأَزرمه غيرُه، أَي: قطعه. وزَرِمَ الْبَوْل نَفسه إِذا انْقَطع. وَقَالَ عَدِيّ بن زيد: أَو كَمَاء لثمودَ بعد جمام زرِم الدَّمعِ لَا يَئُوب نزورَا قَالَ: فالزَّرِم الْقَلِيل الْمُنْقَطع. قَالَ اللَّيْث: الزَّرم من السَّنانير وَالْكلاب: مَا يبْقى جَعْرُه فِي دُبُرِه، وَالْفِعْل مِنْهُ زَرِم، وَكَذَلِكَ السِّنَّوْرُ يُسمى أزْرم. وَيُقَال: زرمَ البيعُ: إِذا انْقَطع. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: رجلٌ زرِم: وَهُوَ الذَّليل القليلُ الرَّهْط، قَالَ الأخطل: لَوْلَا بلاءُكُم فِي غيرِ واحدةٍ إِذا لقُمْتُ مقامَ الْخَائِف الزَّرِم أَبُو عَمْرو: الزرمُ: النَّاقة الَّتِي يَقع بولها قَلِيلا قَلِيلا، يُقَال لَهَا إِذا فعلت ذَلِك: قد أوزغت وأوسغت وشلشلت وأنعصت وأزرمت. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الزَّرم: الْمضيق عَلَيْهِ.

أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: المزْرَئِمُّ: المنقبض، الزايُ قبلَ الرَّاء. قَالَ أَبُو عبيد: والمرْزَئِمُّ: المقشعِرُّ الْمُجْتَمع الرَّاء قبل الزَّاي. قلت: الصَّوَاب: (المزرئم) الزَّاي قبل الرَّاء: كَذَا رَوَاهُ ابْن جعلة. شكّ أَبُو بكر فِي (المقشعر الْمُجْتَمع) أَنه مزرئم أَو مزدنم. وَقَالَ أَبُو زيد فِي كتاب (الْهَمْز) : ارزَأَمَّ الرجلُ فَهُوَ مُرْزَئِمٌّ: إِذا غضب. وَقَالَ الأصمعيّ: المُرْمَئزُّ: اللازمُ مكانَه لَا يَبرَح. رزم: أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الرّازمُ: البعيرُ الّذي لَا يتحرّك هُزالاً، وَقد رَزَم يَرْزُم رُزاماً. والرازِخُ نحوَه. قَالَ: وَيُقَال: أرْزَمَت الناقةُ أرْزاماً: وَهُوَ صوتٌ تُخرِجه من حَلْقها، لَا تَفتَح بِهِ فاها، وَالِاسْم مِنْهُ الرَّزمة، وَذَلِكَ على ولدِها حِين ترْأَمُه، والحَنينُ أشدُّ من الرَّزَمة. وَقَالَ أَبُو عبيد: والإرزام: صوتُ الرّعد، وأنشَد: وعَشِيّةٍ مُتجاوِبٍ إرْزامُها شَبّه رَزَمة الرّعد برزَمة النَّاقة. اللّيث: الرِّزْمةُ من الثِّيَاب: مَا شُدَّ فِي ثوبٍ وَاحِد، يُقَال: رَزَّمْت الثيابَ تَرْزيماً. ورُوِي عَنْ عمرَ أنّه قَالَ: إِذا أَكلْتم فرازِمُوا. رُوِي عَن الأصمعيّ أَنه قَالَ: المُرازَمة فِي الطّعام المعاقَبة، يَأْكُل يَوْمًا لَحماً، وَيَوْما عَسَلاً، وَيَوْما لَبَناً، وَمَا أشبَه ذَلِك لَا يُداوِم على شَيْء وَاحِد. وأصلُه فِي الْإِبِل إِذا رَعَت مرّة حَمْضاً، ومَرّة خُلّة فقد رازمَتْ. وَقَالَ الرَّاعِي يُخَاطب ناقتَه: كلِي الحَمْضَ عامَ المُقْحِمين ورازِمِي إِلَى قابِلٍ ثمَّ اعذِرِي بعدَ قابِلِ أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ أنّه سُئِلَ عَن قَوْله: إِذا أكلْتُم فرازِمُوا، فَقَالَ مَعْنَاهُ: اخلِطوا الأكلَ بالشُّكْر، وَقُولُوا بَين اللُّقَم: الْحَمد لله. وَقيل: المُرازَمة: أَن تَأْكُل اللّين واليابس، والحلوَ والحامضَ، والجَشَب والمأدوم، فكأنّه قَالَ: كلوا سائغاً مَعَ جَشِب غير سَائِغ. أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: رازَمَ القومُ دارَهمْ: إِذا أَطالوا المُقامَ بهَا. ابْن الْأَنْبَارِي: الرِّزْمة مَعْنَاهَا فِي كَلَام الْعَرَب: الَّتِي فِيهَا ضروب من ثِيَاب وأخلاط. قَوْلهم: رازم فِي أكله: إِذا خلط بَعْضًا بِبَعْض. وَفِي حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ أَنه أعْطى رجلا ثَلَاث جزائر وَجعل غَرَائِر عَلَيْهِنَّ

فِيهِنَّ رزم من دَقِيق. قَالَ شمر: الرِّزمة: قدر ثلث الغرارة أَو ربعهَا من تمر أَو دَقِيق. قَالَ: وَقَالَ زيد بن كَثوة: القوْسُ قدر ربع الجُلة من الثَّمر. قَالَ: وَمثلهَا الرِّزمة. والمِرْزَمان من النّجوم. قَالَ ابْن كُناسَة: هما نَجْمان وهما مَعَ الشِّعْرَيَيْن، فالذّراعُ المقبوضة هِيَ إحْدَى المِرْزَمَين ونظم الجَوْزاء هِيَ أحدُ الْمِرزَمَين ونظمهما كواكب مَعَهُمَا فهما مِرْزَما الشِّعْرَيَين، والشِّعْرَيان نَجْماهُما اللّذان مَعَهُمَا الذِّراعان يكونَانِ مَعَهُمَا. من أَسمَاء الشمَال: أم مِرزم، مَأْخُوذ مِنْ رزمت النَّاقة وَهُوَ جَنِينهَا إِلَى وَلَدهَا. قَالَ صَخْر الْهُذلِيّ: كَأَنِّي أراء بالحلاءة شاتياً تقشر أَعلَى أَنفه أم مرزم وَيُقَال للأسد: رزم: إِذا برك على فريسته. وَقَالَ اللّحياني: رَزَم الشِّتاءُ رَزْمةً شَديدة. إِذا برد، فَهُوَ رازِمٌ، وَبِه سُمِّي نَوْءُ المِرْزَم. قَالَ: ورَزَم الرجُل على قِرْنه: إِذا نَزَل عَلَيْهِ. والأسدُ يُدعَى رُزَماً، لأنّه يَرزُم على فَرسته. قَالَ: ورزَّمَ القومُ ترْزيماً: إِذا ضربوا بأنفسِهم الأَرْضَ لَا يَبرَحون. وَقَالَ أَبُو المثلَّم الْهُذلِيّ: مَصَالِيتُ فِي يَوْم الهِياجِ مَطاعِمٌ مَطاعِينُ فِي جَنْبِ الفِئامِ المُرَزِّمِ قَالَ: والمرزّم: الحذِر الَّذِي قد جرّب الْأَشْيَاء يترزّم فِي الْأُمُور لَا يثبت على أَمر وَاحِد لِأَنَّهُ حَذِر. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الرَّزَمة والرَّزْمَة: الصوتُ الشَّديد. رمز: قَالَ الله جلَّ وعزّ فِي قصّة زَكَرِيَّاء: {ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزًا} (آل عمرَان: 41) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: معنى الرَّمْز: تحريكُ الشَّفَتين بِاللَّفْظِ من غير إبانة بصَوْت، إِنَّمَا هُوَ إِشَارَة بالشَّفَتَين. وَقد قيل: إِن الرَّمْز إشارةٌ بالعَيْنين والحاجبَيْن والفَم. والرَّمْزُ فِي اللّغة: كلُّ مَا أَشرْتَ إِلَيْهِ مِمَّا يُبان بِلَفْظ بأيّ شَيْء أشرتَ إِلَيْهِ بيَدٍ أَو بعَيْن. قَالَ: والرَّمْزُ والترمُّز فِي اللّغة: الحَرَكة والتحرُّك. وَقَالَ اللَّيْث: الرّمازة من أَسمَاء الفنفعة، وَالْفِعْل ترمز. وَيُقَال لِلْجَارِيَةِ الغمازة بِعَينهَا: رمّازة، أَي: ترمز بفيها وتغمز بِعَينهَا. وَقَالَ الأخطل: فِي الرَّمّازة من النِّساء، وَهِي الْفَاجِرَة: أحاديثُ سَدّاها ابنُ حَدْراء فَرْقَد ورَمّازةٍ مالَت لمن يستَمِيلُها

وَقَالَ شمر: الرَّمّازة هَهُنَا: الْفَاجِرَة الّتي لَا تَرُدُ يَدَ لامِس. أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: كَتِيبة رَمّازة: إِذا كَانَت تَمُوجُ من نَواحيها. وأخبَرَني المنذريُّ عَن أبي الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: رَمَزَ فلانٌ غَنَمَهُ: إِذا لم يَرْضَ رِعْيَةَ الرَّاعِي فحوَّلَها إِلَى راعٍ آخَر. وَقَالَ أَبُو عبيد: التُّرامِزُ: الشَّديد القويّ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: جملٌ تُرامِز: إِذا أَسَنَّ، فتُرى هامَتُه ترمّزُ إِذا اعتَلَفَ، وأَنشَد: إِذا أردتَ السَّيرَ فِي المَفاوِزِ فاعمِدْ لَهَا لبازِلٍ تُرامِزِ قَالَ: وارتَمَزَ رأسُه: إِذا تحرّك، وَقَالَ أَبُو النّجم: شمّ الذُّرَى مُرْتمِزاتُ الهامِ وَقَالَ اللحياني: رجلٌ رَمِيزُ الرَّأْي ورَزِينُ الرّأي، أَي: جيّد الرَّأْي. الْحَرَّانِي عَن ابْن السكّيت: مَا ارْمأَزّ فلَان من ذَاك، أَي: مَا تحرَّك. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: المُرْمَئِزُّ: اللَّازِم مكانَه لَا يَبرَح. وَأنْشد ابْن الْأَنْبَارِي: يُدلج بعد الْجهد والترميز إراحة الجِدابة النَّفوز قَالَ: الترميز من رَمزت الشَّاة إِذا هُزلت. ثمَّ ذكر قَول ابْن الْأَعرَابِي. زمر: قَالَ اللَّيْث: الزَّمْر بالمِزْمار، وفِعلُه زَمَر يَزْمر زَمْراً. أَبُو حَاتِم عَن الأصمعيّ: يُقَال للّذي يُغنِّي الزامر والزَّمّار؛ وَيُقَال: زَمَّرَ إِذا غَنَّى، وَيُقَال للقَصَبة الّتي يُزْمَرُ بهَا: زَمّارة، كَمَا يُقَال للْأَرْض الَّتِي يُزْرَع فِيهَا زَرَّاعة. قَالَ: وَقَالَ فلَان لرجلٍ: يابنَ الزَّمّارة، يَعْنِي المُغنِّية. ورَوَى مُحَمَّد بنُ سِيرِينَ عَن أبي هُريرة أنّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَهَى عَنْ كَسْب الزَّمّارة. قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ الحجّاج: الزَّمارة: الزَّانِيَة. قَالَ: وَقَالَ غيرُه: إِنَّمَا هِيَ الرّمّازة، وَهِي الّتي تومِىءُ بشفَتَيها أَو بعَيْنَيها. قَالَ أَبُو عُبيد: وَهِي الزّمْارة كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث. وَقَالَ القُتَيْبيّ فِيمَا يرُدّ على أبي عبيد: الصوابُ الرمّازة، لأنّ من شَأَن البَغيِّ أَن ترمزَ بعَيْنَيْها وحاجِبَيْها، وأنشَد فِي صفة البَغايَا: يُومِضْنَ بالأعْيُن والحَواجبِ إيماضَ بَرْقٍ فِي عَماءٍ ناضِبِ قلت: وَقَول أبي عبيد عِنْدِي الصّواب. وَسُئِلَ أَبُو العبّاس عَن معنى الحَدِيث: أنَّه نَهَى عَن كَسْب الزّمّارة، فَقَالَ: الحرفُ صَحِيح، زَمارة ورمَّازة، وَقَالَ: ورَمّازة ههانا خطأ.

قَالَ: والزَّمارة: البَغِيُّ الحَسْناء، وَإِنَّمَا كَانَ الزِّنا مَعَ المِلاح لَا مَعَ القِباح. قَالَ: وأنشَدَنا ابْن الأعرابيّ: دَنّان حَنّانانِ بَينهمَا صَوْتٌ أَجَشُّ غِناؤُه زَمِرُ أَي: غناؤُه حَسَن. وَمِنْه قيل للْمَرْأَة الْمُغنيَة: زمّارة؛ وَمِنْه قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين سمع قِرَاءَة أبي مُوسَى: (أَنه أُوتِيَ مِزْمَارًا من مَزَامِير آل دَاوُد) أَي: أُوتِيَ صَوتا حسنا كَأَنَّهُ صَوت دَاوُد. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمرو: والزَّميرُ: الحَسَن من الرّجال، والزَّوْمَرُ: الْغُلَام الجميلُ الْوَجْه. قلتُ: للزَّمارة فِي تَفْسِير مَا جَاءَ فِي الحَدِيث وَجْهَان: أحدُهما أَن يكون النَّهيُ عَن كَسْب المغنِّية. كَمَا رَوَى أَبُو حَاتِم عَن الأصمعيّ، أَو يكون النَّهيُ عَن كَسْب البَغِيّ كَمَا قَالَ أَبُو عُبَيد وَأحمد بن يحيى، وَإِذا رَوَى الثِّقاتُ حَدِيثاً بلفظٍ لَهُ مَخرَج فِي العربيّة لم يَجُز رَدُّه عَلَيْهِم، واختراعُ لفظ لَم يُرْوَ، أَلاَ تَرى أنّ أَبَا عُبيد وَأَبا العبّاس لمّا وَجَدا لِما قَالَ الحجّاج مَذهباً فِي اللّغة لَم يَعْدُواه، وعَجل القُتيبيُّ فَلم يتثبت ففسّر لفظا لَم يَرْوِه الثِّقات، وَقد عَثرتُ على حُرُوف كثيرةٍ رَواها الثِّقات بألفاظٍ كَثِيرَة حفِظوها، فغَيَّرها مَنْ لَا عِلْمَ لَهُ بهَا وَهِي صَحِيحَة، وَالله يوفِّقنا لقَصْد الصّواب. وَقَالَ اللّيث: الزُّمْرَة: فَوْجٌ من النّاس. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: الزِّمَارُ: صَوتُ النَّعامة، وَقد زَمَرَتْ تَزْمِرُ زِماراً. وشاةٌ زَمِرةٌ: قليلةُ الصُّوف، ورجلٌ زَمِرُ الْمُرُوءَة. سَلمَة عَن الفرّاء: زَمَّر الرجلُ قِرْبتَه وزَنَرها: إِذا مَلأَها. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الزَّمّارةُ: الساجُور. وكَتَب الحَجّاج إِلَى بعض عُمّاله أَن ابعثْ إليّ فلَانا مُسمَّعاً مُزَمَّراً، فالمسَمَّع: المقيَّد، والمُزَمَّرُ: المُسَوْجَر. وَأنْشد: ولي مُسمِعانِ وزَمّارَةٌ وظِلٌّ ظَلِيل وحِصْنٌ أمَقّ والمُسمِع: القَيْد. والزمّارة: الغُلّ. وَأَرَادَ بالحِصْنِ الأمَقّ: السِّجْن. مزر: قَالَ أَبُو عبيد: المَزِيرُ: الشّديدُ القَلْب؛ حَكَاهُ عَن الأصمعيّ. وَقَالَ شمر: المَزِيرُ: الظَّرِيف، قَالَه الفرّاء، وأَنشَد: فَلَا تَذْهَبن عَيناكَ فِي كلِّ شَرْمَحٍ طوالٍ فإنّ الأقْصَرِينَ أَمازِرُه أَرَادَ أمازِر مَا ذكرنَا، وهم جمعُ الأمْزَر ورُوِي عَن أبي الْعَالِيَة أنّه قَالَ: اشرَبِ النّبِيذَ وَلَا تمَزِّر. قَالَ أَبُو عُبَيد: مَعْنَاهُ: اشربْه كَمَا تَشْرَب

باب الزاي واللام

الماءَ، وَلَا تَشربه قَدَحاً بعد آخر، وأَنشَدَنا الأمويّ: تَكونُ بَعْدَ الْحَسْوِ والتَّمَزُّرِ فِي فَمِه مِثلَ عَصير السكرِ قَالَ: والتَّمَزُّرُ: شُرْبُ المَاء قَلِيلا قَلِيلا، بالراء، ومثلُه التمزُّز وَهُوَ أقل من التمزر. وَقَالَ أَبُو عُبيد: المزْرُ: نَبِيذ الذُّرَة والشَّعير. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: مَزَّر قِرْبَته تمْزِيراً، ومَزَرها مَزْراً: إِذا مَلأَها فَلم يَترُك فِيهَا أَمْناً. وَأنْشد شمر: فَشرب الْقَوْم وأبقوا سورا ومزروا وطابها تمزيرا مرز: فِي حَدِيث عُمَر: أنّه أَرَادَ أَن يَشهَد جَنازة رجل فمَرَزه حُذَيفَة، كَأَنَّهُ أَرَادَ أَن يَكُفّه عَن الصّلاة عَلَيْهَا، لِأَن الميّت كَانَ عِنْده مُنافِقاً. قَالَ أَبُو عُبيد: المَرْزُ: القَرْصُ بأَطْراف الْأَصَابِع، وَقد مَرَزْته أَمْرُزه: إِذا قَرصْتَه قَرْصاً رَقِيقا لَيْسَ بالأظفار. وَيُقَال: أُمْرُزْ لي من هَذَا العَجِين مِرْزةً، أَي: اقطَعْ لي مِنْهُ قِطعة، حَكَاهُ عَن الْفراء. قَالَ: والمَرْزُ: العَيْب والشَّيْن. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: عِرْضٌ مَرِيز، ومُمترَزٌ مِنْهُ، أَي: قد نِيلَ مِنْهُ. وَإِذا نِلتَ من مالِه. قلتَ: قد امترَزْتُ مِنْهُ مَرْزةً. (بَاب الزَّاي وَاللَّام) ز ل ن اسْتعْمل من وجوهه: لزن نزل. لزن: أَبُو عُبَيد: اللّزن: الشِّدّة. قَالَ الأعشَى: فِي ليلةٍ هيَ إحْدَى اللَّزَنْ ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: اللَّزْنُ: جمعُ لَزْنة، وَهِي السَّنة الشَّدِيدَة. قَالَ: وليلةٌ لَزْنةٌ، أَي: ضيّقة، من جُوع كَانَ أَو من خوفٍ أَو بَرْد. وَقَالَ اللَّيْث: اللِّزَنُ: اجْتِمَاع القومِ على البئرِ للاستسقاء حتّى ضَاقَتْ بهم وعَجَزتْ عَنْهُم. وَيُقَال: ماءٌ مَلْزُون؛ وأَنشَد: فِي مَشْرَبٍ لَا كَدِرٍ وَلَا لَزِنْ قَالَ: ولَزَن القومُ يَلْزَنون لَزْناً، وأنشَد غيرُه: ومَعاذِراً كَذِباً ووَجْهاً بَاسِراً وتَشكَّيَا عَضَّ الزمانِ الأَلْزَنِ نزل: أَبُو عُبيد عَن أبي عُبَيْدَة: طَعامٌ قليلُ النُّزْل والنَزَل: قليلُ الرَّيْع. وَقَالَ اللّحياني: طعامٌ نَزِل وأَرضٌ نزِلَة ومَكانٌ نَزِل: سريعُ السَّيْل. وَقَالَ غيرُه: مكانٌ نَزِل: يُنْزَل فِيهِ كثيرا. وَيُقَال: إنّ فلَانا لَحَسنُ النُّزْل والنُزُل، أَي: الضِّيَافَة، ونزَلْت القومَ، أَي: أنزَلْتهم المنازِل، ونزَّل فلانٌ غَيره، أَي: قَدَّر لَهَا المَنازِل.

وَيُقَال: تنزلت الرحمةُ عَلَيْهِم. أَبُو عبيد: النَّزِلُ: الْمَكَان الصلب السريعُ السَّيْل، ورجلٌ ذُو نزَل، أَي: ذُو عَطاء وفَضْل، وَقَالَ لبيد: وَلنْ يَعدَموا فِي الحَرْب لَيثاً مجَرَّباً وَذَا نزَل عِنْد الرَّزيَّة باذِلاَ وَقَالَ ابْن السكّيت: نزَل القومُ: إِذا أتَوا مِنًى، وَقَالَ عَامر بن الطُّفَيل: أنازلة أسماءُ أمْ غير نازِلَهْ أَبِيني لنا يَا أَسْمَ مَا أنتِ فاعِلَه وَقَالَ ابْن أَحْمَر: وافَيتُ لما أَتاني أنّها نزَلَتْ إِن المَنازِل ممّا يَجمَع العَجَبا وَقَالَ الله تَعَالَى: {إِنَّآ أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً} (الْكَهْف: 102) ، قَالَ الزجّاج: يَعْنِي مَنزِلاً. وَقَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: {جَنَّاتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الاَْنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ} (آل عمرَان: 198) . قَالَ: {تَدَّعُونَ} : مصدر مؤكِّد لقَوْله: {خَالِدِينَ فِيهَا} لِأَن خلودهم فِيهَا إنزالُهم فِيهَا. وأَنزالُ القوْم: أَرْزَاقهم. وَقَالَ اللَّيْث: النزُول: مَا يُهيأ للضيف إِذا نَزَل. وأَنزل الرجلُ ماءَه: إِذا جَامع، وَالْمَرْأَة تستنزل ذَلِك. والنَّزلة: المرَّة الْوَاحِدَة من النُّزُول، والنازلة الشديدةُ تنزل بالقوم، وجمعُها النّوازل. وَقَالَ ابْن السّكيت فِي قَوْله: فجاءتْ بيَتن للنزالةِ أَرْشَما ويروى: مرشما. قَالَ: أَرَادَ الضيافةَ للنَّاس، يَقُول: هُوَ مُخْفٍ لذَلِك. وَقَالَ أَبُو عمر: مَكَان نزلٌ: واسعٌ بعيد. وأَنشد: وإنْ هدَى مِنْهَا انتقالُ النَّقْلِ فِي مَتن ضَحَّاك الثنايَا نَزْل وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: مكانٌ نزِلٌ: إِذا كَانَ مِحْلالاً مَرَباً. وَقَالَ غَيره: النزِلُ من الأوْدِية: الضّيِّقُ مِنْهَا. وَقَالَ الزّجاج فِي قَوْله تَعَالَى: {فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ أَذَالِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً} (الصافات: 62) . يَقُول: أذلك خيرٌ فِي بَاب الْإِنْزَال الَّتِي يُتقوَّتُ بهَا وَيُمكن مَعهَا الْإِقَامَة أم نُزُل أَهلِ النَّار. قَالَ: وَمعنى أَقمت لَهُم نُزُلهم، أَي: أقمتُ لَهُم غذاءهم وَمَا يَصلح مَعَه أَن ينزلُوا عَلَيْهِ. والنُّزْلُ: الرَّيْع والفضْل، وَكَذَلِكَ النَّزَلُ. ز ل ف زلف زفل فلز فزل: (مستعملة) . زفل: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الأزْفَلة بِفَتْح الْهمزَة وَالْفَاء: الجماعةُ، وَكَذَلِكَ الزرافة.

وَقَالَ الفرّاء: جَاءُوا بأزْفَاتهم وبأجْفَلتهم. وَقَالَ غَيره: جَاءُوا الأجْفَلَى: والأزْفَلَى: الْجَمَاعَة من كل شَيْء. قَالَ الزَّفَيان: حَتَّى إِذا أظماؤها تكشفتْ عَنِّي وَعَن صَيْهَبَةٍ قد شرفتْ عَادَتْ تُبَاري الأزْفَلَى واستأنفتْ وَقَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ الفرّاء: الأزْفَلَة: الْجَمَاعَة من الْإِبِل. وزَنفل: اسمُ رجل. زلف: أَبُو عبيد: الزَّلَف: التقدُّم، وأَنشد: دَنَا تَزَلُّفَ ذِي هِدْمَيْنِ مَقْرورِ وَقَول الله تَعَالَى: {) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الاَْخَرِينَ} (الشُّعَرَاء: 64) . قَالَ الزّجاج: أَي: وقرَّبنا الآخرين من الْغَرق، وهم أصحابُ فِرْعَوْن. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبَيْدة: (أزْلفنَا) : جمعْنا، ثمَّ الآخرين. قَالَ: وَمن ذَلِك سُمِّيت مُزْدَلفةُ جمْعاً، قَالَ: وكلا الْقَوْلَيْنِ حَسَن جميل، لِأَن جمعهم تقريبُ بَعضهم من بعض. وأصلُ الزُّلْفى فِي كَلَام الْعَرَب: القُرْبى، وَقَالَ جلّ وعزّ: {وَأَقِمِ الصَّلَواةَ طَرَفَىِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ الَّيْلِ} (هود: 114) ، فطرفا النهَار: غُدْوَةٌ وعَشِيّة، وصلاةُ طرفِي النَّهَار الصبحُ فِي أحد الطَّرفَيْنِ وَالْأولَى والعصرُ فِي الطّرف الْأَخير، وَهُوَ العَشِيّ. وَقَوله تَعَالَى: {وَزُلَفاً مِّنَ الَّيْلِ} . قَالَ الزّجّاج: نصب {وَزُلَفاً} عَلَى الظّرْف، كَمَا تَقول: جئتُ طرفِي النَّهَار وأوّلَ النَّهَار وأوّلَ اللَّيْل. وَمعنى (زُلفاً من اللَّيْل) : الصَّلَاة الْقَرِيبَة من أول اللَّيْل. أَرَادَ بالزُّلف: المغرِبَ وَالْعشَاء الْأَخير. وَمن قَرَأَ: (وزُلفاً) فَهُوَ جمع زَليف، مثلُ: قريب وقُرَب. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله تَعَالَى: {مُّبِينٌ فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَقِيلَ هَاذَا} (الْملك: 27) ، أَي: رَأَوْا الْعَذَاب قَرِيبا. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن هَدْيه طفِقْنَ يَزْدَلِفْنَ بأيَّتهنّ يبْدَأ، أَي: يَقتربن. وَقَوله: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ} (الشُّعَرَاء: 90) ، أَي: قُرِّبَتْ. أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرو: المَزَالفُ وَاحِدهَا مَزْلفة وَهِي الْقرى الَّتِي بَين البَرِّ والريف مِثل الْقَادِسِيَّة والأنْبَار وَنَحْوهَا. قَالَ: والزَّلَف: المصانعُ، واحدتُها زَلفة، قَالَ لَبيد: حَتَّى تحيَّرَت الدِّيارُ كأنّهَا زَلَفٌ وألْقِيَ قِتْبُهَا المحزُوم قَالَ: وَهِي المزالف أَيْضا. وَفِي حَدِيث يأجوجَ ومأجوجَ: يُرسل اللَّهُ مَطَرا فيغْسِلُ الأرضَ حَتَّى يَتْرُكهَا كالزُّلفة. ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الزَّلَفُ وَجه الْمَرْأَة، يُقَال: البِرْكة تطفح مثل الزَّلف. وَقَالَ اللَّيْث: الزَّلفة: الصَّحفة وجمعُهَا

زَلف، وروى ابْن دُرَيْد عَن الأُشناندانيِّ عَن الثَّوْرِيِّ عَن أبي عُبَيْدَة فِي قَول العُمَاني: من بَعْدَمَا كَانَت مِلاَءً كالزَّلَفْ قَالَ: هِيَ الأجَاجِين الخُضْر. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: يُقَال: فلَان يُزَلِّفُ فِي حَدِيثه ويُزَرِّفُ، أَي: يزِيد. قَالَ: والزَّلَف والزَّلَفة: الدرجَة والمنزلة. 6 وَقَالَ أَبو الْعَبَّاس: قولُه: {وَزُلَفاً مِّنَ الَّيْلِ} (هود: 114) ، قَالَ: الزُّلَف: أولُ سَاعَات اللَّيْل، واحدتُهَا زُلْفَة، وَقَالَ شمر فِي قَول العجّاج: طيَّ الليالِي زُلَفاً فزُلَفَا أَي: قَلِيلا قَلِيلا، يَقُول: طوَى الإعياءُ هَذَا البعيرَ كَمَا تَطوِي اللَّيَالِي سمَاوَة الْهلَال أَي: شخصه قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى دَقّ واستقْوَسَ. فلز: قَالَ اللَّيْث: الفِلْزُ والفُلُزُّ: نُحاس أبيَضُ، يُجعَل مِنْهُ القُدور الْعِظَام المُفرَغة والهاوُونات، قَالَ: ورَجُلٌ فِلِزٌّ غليظٌ شديدٌ. وَقَالَ أَبُو عبيد: الفِلَزّ: جَواهرُ الأَرْض من الذَّهب والفِضّة والنُّحاس، وأشباهِ ذَلِك. فزل: رَوَى ابْن دُريْد عَن أبي عبد الرَّحْمَن عَن عمّه الأصمعيّ: أرضٌ فَيْزَلَة سريعةُ السَّيْل: إِذا أَصَابَهَا الغَيث. ز ل ب زلب زبل لزب لبز بزل بلز: مستعملات. زلب: قَالَ اللَّيْث ازْدَلبَ بِمَعْنى آسْتَلَبَ، وَهِي لغةٌ رَدِيئَة. لزب: قَالَ الله جلّ وعزّ: {إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن} (الصافات: 11) . قَالَ الفرّاء: اللاَّزِب واللاّتِب واللاّصق وَاحِد والعَرَب تَقول: لَيْسَ هَذَا بضَرْبةِ لازِم ولازِب، يُبدِلون الباءَ ميماً، لتقارب المخارج، وَقَالَ ابْن السّكّيت: صَار كَذَا وَكَذَا ضربةَ لازِب، وَهِي اللّغة الجيّدة، وأَنشَد للنابغة: وَلَا يَحسَبون الخيرَ لَا شَرَّ بَعْدَه وَلَا يَحسِبون الشّرَّ ضَربَة لازِبِ قَالَ: لازِم لُغَيَّة. وَقَالَ غيرُه: أصابتْهم لَزْبةٌ يعنِي شِدّةَ السَّنَة، وَهِي الأزْمة والأزبَة، كلُّها بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ أَبُو بكر: قَوْلهم: (مَا هَذَا) هَذَا بضربة لازب، أَي: مَا هَذَا بِلَازِم وَاجِب، أَي: مَا هُوَ بضربة سيف لازب، وَهُوَ مثلٌ. سَلمَة عَن الفرّاء قَالَ: اللِّزْبُ: الطّرِيق الضَّيّق. أَبُو سعيد: رَجُل عَزَبٌ لَزَب.

قَالَ ابْن بُزُرج: مثله. وامرأةٌ عَزَبَةٌ لَزَبَة. لبز: قَالَ اللَّيْث: اللَّبْزُ: الأكلُ الجيّد، يُقَال: هُوَ يَلبِز لَبْزاً. وَقَالَ ابْن السكّيت: اللَّبْزُ: اللّقْمُ، وَقد لَبَزه يَلْبِزُه. وَقَالَ غيرُه: لَبَزَ فِي الطّعام: إِذا جَعَل يَضرِب فِيهِ، وكلُّ ضَربٍ شديدٍ هُوَ لَبز وَقَالَ رؤبة: خَبْطاً بأخفافٍ ثِقالِ اللُّبْزِ وَقَالَ: تَأْكُل فِي مقعدها قَفِيزا تَلقَم أَمْثَال الْحَصَى ملبوزا وَقَالَ أَبُو عَمْرو: اللِّبزُ بِكَسْر اللَّام: ضمدُ الجُرح بالدّواء، رَوَاهُ مَعَ حُرُوف جاءتْ على مِثال فعْل قَالَ: واللَّبْزُ: الأكلُ الشَّديد. بلز: أَبُو عَمْرو: وامرأةٌ بِلِزٌ: خَفِيفة. قَالَ: والبِلِزُ: الرّجلُ الْقصير. سَلمَة عَن الفرَّاء من أَسمَاء الشَّيطان البَلأَز والحَلأَز والجانُّ. وَقَالَ ابْن السكّيت يُقَال للرّجل الْقصير بَلأَز وزَأْبَل ووَزواز وزَوَنْزَى. أَبُو عمر: بلأَز بَلأذه: إِذا أكل حَتَّى شبع. زبل: أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: والزِّبالُ: مَا حَمَلَت النملةُ بفِيها، وَقَالَ ابْن مقبل: كَريم النِّجارِ حَمَى ظَهرَه فَلَم يُرْتَزَأْ برُكوبٍ زِبالاَ ابْن السّكيت: يُقَال: مَا فِي الْإِنَاء زُبالة، وَكَذَلِكَ فِي السِّقاء، وَفِي الْبِئْر. وَبِه سميت زُبالة، منزل من مناهل طَرِيق قلَّة. اللَّيْث: الزِّبْلُ: السِّرْقِين وَمَا أَشْبَهَه، والمُزْبَلَة مُلقَى ذَلِك. والزَّبِيلُ: الجِراب، وَهُوَ الزِّنْبِيل، فَإِذا جَمعوا قَالُوا زَنَابيل. وَقيل: الزِّنبيل خَطأ، وَإِنَّمَا هُوَ زَبِيل، وَجمعه زُبُل وزُبْلان. وَقَالَ غيرُه: زَبَلْتُ الشيءَ وازدَبَلْته: إِذا احتملَته، وَكَذَلِكَ زمَلْته وازدَمَلْته. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الزُّبْلة: اللُّقمة، والزُّبلة: النَّيْلة. بزل: قَالَ ابْن السكّيت: يُقَال مَا عِنْدهم بازِلة: أَي: لَيْسَ عِنْدهم شَيْء من مالِ، وَلَا تَرَكَ اللَّهُ عندَه بازِلةَ. وَيُقَال: لَم يُعطِهم بازِلَةً، أَي: لم يُعطِهم شَيْئا. أَبُو عُبَيْدَة عَن الأصمعيّ: يُقَال للبعير إِذا استَكْمَلَ السَّنة الثامنةَ وطَعَنَ فِي التَّاسِعَة وفَطَرَ نابُه: فَهُوَ حِينَئِذٍ: بازل وَكَذَلِكَ النّاقة بازِل بغَيْرهَا، والذَّكَر وَالْأُنْثَى سَوَاء، وَهُوَ أقْصَى أسنانِ الْبَعِير، سُمّيَ بازِلاً من البَزْل وَهُوَ الشَّقّ، وَذَلِكَ أنَّ نابَه إِذا طَلَع يُقَال لَهُ بازِل، لِشَقِّه اللَّحمَ عَن مَنْبَتِه شَقّاً، وَقَالَ النَّابِغَة فِي تَسْمِيَة النّاب بازِلاً يَصِف نَاقَة: مَقْذوفة بدْخيسِ النَّحْض بازِلُها لَهُ صرِيفٌ صَرِيفَ القَعْو بالمَسَدِ أَرَادَ ببازِلِها نابَها. وتَبزّل الشيءُ: إِذا

تشقّق، وَقَالَ زُهير: تَبزَّلَ مَا بَين العَشيرةِ بالدَّمِ وَمن هَذَا يُقَال للحديدة الَّتِي يفْتَح بِهَا مِبْزَل الدَّنّ: بِزالٌ ومِبْزَل، لأنّه يُفتَح بِهِ. والبَزْلاءُ: الرأيُ الجَيّد. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: مَا لِفُلانٍ بَزْلاَءُ يَعيش بهَا، أَي: مَا لَهُ صَرِيمةُ رَأْي. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: إِنَّه لذُو بَزْلاء: إِذا كَانَ ذَا رَأْي، وأَنشَد: بَزْلاَءُ يَعْيَا بهَا الْجَثَّامة اللُّبَدُ سَلمَة عَن الفرّاء: إنّه لذُو بَزْلاء، أَي: ذُو رأْي وعَقْل، وَقد بَزَل رَأْيُه بزُولاً. وَقَالَ اللَّيْث: البَزْلُ: تَصْفِيةُ الشَّراب ونحوِه. والمِبْزَلُ: هُوَ الَّذِي يُصَفَّى بِهِ، وأَنشد: تَحَدَّرَ مِنْ نَوَاطِبَ ذِي ابتِزال قلت: لَا أعرف البَزْل بِمَعْنى التّصْفية. وَفِي (النّوادر) : رجل تبْزِلَةٌ وتَبْزِلّة وتُبَيْزِلة. ز ل م زلم زمل لزم لمز ملز: مستعملة. زلم: قَول الله جلّ وعزّ: {وَأَنْ تَسْتَقْسِمُواْ بِالاَْزْلاَمِ ذاَلِكُمْ فِسْقٌ} (الْمَائِدَة: 3) ، أما الاستقسام فقد مَرَّ تفسيرُه فِي كتاب الْقَاف، وأمَّا الأَزْلام: فَهِيَ قِداحٌ كَانَت لقُريش فِي الجاهليّة، مكتوبٌ على بعضِها الأمْر، وعَلى بَعْضهَا النَّهي: اِفعَلْ وَلَا تَفْعَل، قد زُلِّمَتْ وسُوِّيتْ ووُضِعتْ فِي الْكَعْبَة يقوم لَهَا سَدَنَةُ الْبَيْت، فَإِذا أَرَادَ رجلٌ سَفَراً أَو نِكاحاً أَتَى السادِقَ فَقَالَ لَهُ: أخرِجْ لي زَلَماً، فيُخْرِجه ويَنظُر إِلَيْهِ، فَإِن خَرَج قِدْحُ الأمْر مَضَى على مَا عَزَم، وَإِن خَرجَ قِدْح النَّهي قَعَد عمَّا أَرَادَهُ. وربّما كَانَ مَعَ زَلَمان وضعَهما فِي قِرَابه، فَإِذا أَرَادَ الاستقسام أخرَجَ أحَدَهما. وَقَالَ الحطيئةُ يمدَح أَبَا مُوسَى الأشعريّ: لَا يَزْجُرُ الطَّيرُ إِن مَرّت بِهِ سُنُحاً وَلَا يُفيض على قِسْمٍ بأَزْلامِ وَقَالَ طَرَفة: أَخَذَ الأَزْلامَ مُقْتَسِماً فَأَتَى أَغواهُما زُلَمُهْ والاقتسامُ والاستقسامُ: أَن يميلَ بَين شَيْئَيْنِ أَيَفْعل أَو لَا يَفْعَل، وَيُقَال: مَرَّ بِنَا فلَان يَزْلم زَلَماناً ويَحذِمُ حَذَماناً. وَقَالَ ابْن شُميل: ازْدَلم فلانٌ رَأس فلَان، أَي: قَطَعه، وزَلَم اللَّهُ أنفَه. وَقَالَ ابْن السّكيت: هُوَ العَبْد زُلماً وزُلْمَه، أَي: قَدُّه قَدُّ العَبد، وَيُقَال للرجُل إِذا كَانَ خَفِيف الْهَيْئَة، وللمرأَة الّتي لَيست بطويلة: رجُلٌ مُزلَّم، وامرأَةٌ مزلَّمة. وَيُقَال: قِدْحٌ مُزَلَّم، وقِدْح زَليم: إِذا طُرّ وأجيد صنْعَتُه. وعَصاً مزَلَّمة. وَمَا أَحْسنَ مَا زَلَّمَ سَهْمَه، وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: كأَرْحاءِ رَقْطٍ زَلَّمَتْهَا المَناقِرُ أَي: أخذَت المَناقرُ من حُروفها وسَوَّتها. وأَزلامُ البَقَر: قوائمُها، قيل لَهَا أَزْلام

لِلَطَافتها، شُبِّهتْ بأزلام القِداح. أَخْبرنِي بذلك المنذريُّ عَن الحرّاني عَن الثوريّ، وَأنْشد: تَزِلُّ عَن الأَرْض أَزْلامُه كَمَا زَلَّتِ القَدَمُ الآزِحَهْ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: شبَّهها بأَزلام القِداح، وَاحِدهَا زَلَم، وَهُوَ القِدْح المَبْرِيّ. وَقَالَ الْأَخْفَش: وَاحِد الأزْلام زُلَم وزَلَم وأَنشَد: باتَ يقاسِيها غلامٌ كالزُّلَمْ وَيُقَال زلمت الْحَوْض فَهِيَ مزلوم: إِذا ملأته. وَقَالَ: حابية كالثَّغب المزلوم. وَقَالَ اللَّيْث: الزَّلَمةُ: تكون للمِعزى فِي حُلوقها مُتَعَلقَة كالقُرْطِ، وَإِذا كَانَت فِي الأذُن فَهِيَ زَنَمة، والنعت أَزْلَم وأزْنَم، وَالْأُنْثَى زَلْماء وزَنْماء. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الأزْلام: الوِبَار، وَاحِدهَا زَلم، وَقَالَ قحيف: يبيتُ مَعَ الأزلامِ فِي رأسِ حالقٍ ويَرْتَادُ مَا لم تَحترزه المخَاوفُ أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: هُوَ العَبْد زَنْمة وزُنْمَة، أَو زَلْمة وزُلْمَة. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: المزلَّم: الرجل الْقصير. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: المزلَّمُ والمزنَّمُ: الصَّغِير الجُثة. أَبُو عبيد عَن أبي زيد قَالَ: الأزلَمُ: الجَذَعُ: هُوَ الدَّهر، يُقَال: لَا آتيه الأزْلَمَ الجَذَع، أَي: لَا آتيه أبدا. وَمَعْنَاهُ: أَن الدَّهر بَاقٍ عَلَى حَاله لَا يتغيَّر على طول أَيَّامه، فَهُوَ أبدا جَذَع لَا يُسِنّ. وَقَالَ اللّحياني: أوْدَى بِهِ الأزْلَمُ، الجذَعُ، والأزْنَمُ: الْجذع، أَي: أهلكه الدَّهْر. أَبُو زيد: غلامٌ مزلَّم: إِذا كَانَ سَيء الغِذَاء، وَيُقَال للوعل مُزَلّم، وَقَالَ الشَّاعِر: لَو كَانَ حَيٌّ ناجياً لنجا من يومِه المُزَلَّمُ الأعْصَمْ وَقَالَ يَعْقُوب فِي قَوْله: كَأَنَّهَا ربابيح تنزو أَو فرارٌ مُزلم. قَالَ: الربابيح والقرد الْعِظَام، وَاحِدهَا رُبَّاح. والمزلم: الْقصير الزلم. وَقَالَ أَبُو زيد: المزلَّمُ: السيء الْغذَاء. أَبُو زيد: ازْلأَمَّ الْقَوْم ازْلِئْماماً: إِذا ارتَحلوا. وَقَالَ العجاج: وَاحْتَملُوا الْأُمُور فازْلأمُّوا يُقَال للرجل إِذا نَهَضَ فانتصب: ازْلأَمَّ. وازلأمّ النهارُ: إِذا ارْتَفع. لزم: قَالَ اللَّيْث: اللُّزوم مَعْرُوف، والفِعل لَزِم يَلزم، وَالْفَاعِل لَازم، والمفعولُ بِهِ ملزوم. والمِلزَمُ: خُشَيْبَتَان قد شدَّ أوساطهما بحديدةٍ تكون مَعَ الصَّياقلة والأبَّارِين تُجعل فِي طرفه قُنَّاحة، فَيلْزم مَا فيهمَا لُزُوما شَدِيدا.

قَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله تَعَالَى: {فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً} (الْفرْقَان: 77) : جَاءَ فِي التَّفْسِير عَن الْجَمَاعَة أَنه عَنى بِهِ يومَ بدر، جَاءَ أَنه لوزم بَين الْقَتْلَى لزاماً، قَالَ: وتأويله: فَسَوف يكون تكذيبُكم لزاماً يلزمكم، فَلَا تُعْطَوْنَ التَّوبة، وتلزمكم بِهِ الْعقُوبَة، فَيدْخل فِي هَذَا يومَ بَدْر وَغَيره مِمَّا يلْزمهُم من الْعَذَاب. وَقَالَ أَبو عُبَيدة: {لِزَاماً} فَيْصَلاً وَهُوَ قريب مِمَّا قُلْنَا، قَالَ الهُذَليّ: فإِما يَنْجُوَا من حَتْفِ أَرْضٍ فقد لقيَا حُتُوفهما لِزامَا وتأويلُ هَذَا: أَن الحتْف إِذا كَانَ مقدَّراً فَهُوَ لَازم، إِن نجا من حَتْفِ مكانٍ آخر لزاماً. قَالَ: وَمن قَرَأَ: (لَزاماً) فَهُوَ على مصدر لَزِم لَزاماً. وَقَالَ الفرّاء: يُقَال: لأضربنَّك ضَرْبَة تكون لَزام يَا هَذَا، كَمَا يُقَال: دَرَاك ونظَارِ. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي. اللَّزْمُ: فَصْلُ الشيءِ من قَوْله: {كَانَ لزاما} (طه: 129) أَي: فَيْصَلاً. وَقَالَ غيرُه: هُوَ من اللُّزوم وشَرٌّ لازِب ولازم: دَائِم. ولازم جَارِيَته: إِذا عانقها مُلَازمَة. لمز: قَالَ اللَّيْث: اللَّمْزُ، كالغَمْز فِي الْوَجْه تَلمِزُه بفيك بِكَلَام خَفِي. قَالَ: وقولُه تَعَالَى: {وَمِنْهُمْ مَّن يَلْمِزُكَ} (التَّوْبَة: 58) ، أَي: يُحرِّك شفَتَيْه: ورجلٌ لُمَزةٌ: يَعيبك فِي وَجْهك. ورجلٌ هُمزةٌ يَعيبك بالغَيْب. وَقَالَ الزّجّاج: الهُمَزة اللُّمَزة الَّذِي يَغتاب الناسَ ويغضُّهُم، وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن السّكيت، وَلم يفرق بَينهمَا. وَكَذَلِكَ قَالَ الْفراء. قلتُ: والأصلُ فِي الهَمْز واللّمْزِ: الدَّفْعُ. قَالَ الكسائيّ: يُقَال: هَمَزْتُه ولَمَزْتُه ولَهَزْتُه: إِذا دفعتَه. سَلمَة عَن الفرَّاء: الهَمْزُ واللَّمْزُ والمَرْزُ واللَّقْسُ والتِّقْسُ: العَيْب. وَقَالَ اللّحياني: اللَّمَّاز والغَماز: النَّمام. ملز: ابْن السّكيت: مَا كدت أَتملّص من فلَان وَمَا كِدْت أتمَلَّزُ من فلَان، أَي: مَا كِدْت أتخَلّص مِنْهُ. وَكَذَلِكَ مَا كدتُ أتَفَصَّى وَاحِد. أَبُو زيد: تملَّز فلانٌ تمَلُّزاً، وتمَلَّس تمَلُّساً من الْأَمر: إِذا خَرَج مِنْهُ. وَقَالَ أَبُو تُراب: امَّلَزَ من الأَمْرِ، وامَّلَس: إِذا انفَلَت، وَقد مَلّزْتُه ومَلَّسْتُه: إِذا فعلت بِهِ ذَلِك. زمل: قَالَ اللّيث: الدابةُ تَزْمُل فِي مِشيَتها وعَدْوِها زِمالاً: إِذا رأيتَها تَتحامل على يَدَيْها بَغْياً ونَشاطاً، وأَنشَد: تَراهُ فِي إحدَى اليَدَيْن زامِلاَ أَبُو عبيد: الزّاملُ: من حُمُر الْوَحْش، الَّذِي كأنّه يَطْلَع من نَشاطه.

وَقَالَ اللَّيْث: الزّاملةُ الَّذِي يُحمَل عَلَيْهِ الطعامُ وَالْمَتَاع. قَالَ: والزَّميلُ: الرَّديف على الْبَعِير، والرَّدِيف على الدَّابَّة، يتكلّم بِهِ الْعَرَب. وَقَالَ طرفَة: فطوْراً بِهِ خلف الزميل وَتارَة أَرَادَ بالزميل: الرديف. أَبُو زيد: خرج فلانٌ وخَلّف أَزْمَلةً. وخَرَج بأَزْمَلَةٍ: إِذا خرج بأهلِه وإِبِله وغنِمه وَلم يُخلِّف من مالِه شَيْئا. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال لِلْإِبِلِ: اللَّطِيمةُ، والعِيرُ، والزَّوْمَلة. قَالَ: والزَّوْمَلة واللَّطِيمة: مَا كَانَ عَلَيْهَا أحمالُها، والعِيرُ: مَا كَانَ عَلَيْهِ حِمل أَو لم يكن؛ وأَنشَد: نَسَّى غُلامَيْكِ طِلابَ العِشْقِ زَوْملةٌ ذَات عَباءٍ بُرْقِ وَقَالَ اللَّيْث: الازدِمالُ: احتمالُ الشَّيْء كلِّه بمَرّة وَاحِدَة. وَقَالَ أَبُو بكر: ازْدَمل فلَان الْحمل إِذا حمله. والزّمل عِنْد الْعَرَب الْحمل. وازدمل افتعل مِنْهُ، أَصله ازتمله، فَلَمَّا جَاءَت التَّاء بعد الزَّاي قلبت دَالا. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله تَعَالَى: {} (المزمل: 1، 2) ، أصلُه المتَزمِّل، وَالتَّاء تُدغَم فِي الزّاء لقُربِها مِنْهَا، يُقَال: تَزمَّل فلانٌ: إِذا تلفَّفَ بثيابِه، وكلُّ شَيْء لُفِّف فقد زُمِّل. قلتُ: وَيُقَال لِلفافة الرّاوية: زِمال، وجمعُه زَمُل، وثلاثةُ أَزمِلة. ورجلٌ زُمّالٌ وزُمَّيْلة وزِمْيَلٌّ: إِذا كَانَ ضَعِيفا فَسْلاً، وَهُوَ الزَّمِل أَيْضا. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الأَزمَلُ: الصَّوت، وجمعُه الأَزامل. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الأزْمُولَة من الأَوعال المصوِّت. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الأزْمُولة من الأوْعَال: الّذي إِذا عدا زَمَل فِي أَحَد شِقّيه، من زَمَلَت الدَّابَّة: إِذا فَعلتْ ذَلِك. وَقَالَ لبيد: لاحِقُ الْبطْنِ إِذا يَعْدو زَمَلْ سَلمَة عَن الْفراء: فرشٌ أُزمولة أَو قَالَ: إزْمَولة: إِذا تشمرَ فِي عدْوه وأسرع. وَيُقَال للوعل أَيْضا: أزمولة، من سرعته، وَقَالَ ابْن مقبل: عَوداً أحَمّ القَرا أزمولةً وقلاً على تراث أَبِيه يتبع القُذَفَا وَقَالَ: والقُذَف: القُحَم والمهالك. يُرِيد المفاوز. وَقيل: أَرَادَ قُذَف الْجبَال وَهُوَ أَجود. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: خلَّف فلَان أَزْملة من عِيَال وزملة وقرة من عِيَال، ورعلة من عِيَال. وَرَأَيْت فِيمَا قرىء على مُحَمَّد بن حبيب: وَخرج فلَان وَخلف أزملة، يَعْنِي أَهله وَمَاله. قَالَ أَبُو عَمْرو: والإزميل: الشَّديد.

باب الزاي والنون

والإِزْمِيلُ: شَفْرةُ الحذّاء، ورَجُلٌ إزْمِيل: شديدُ الْأكل، شُبّه بالشَّفْرة، وَقَالَ طَرَفة: تَقُدُّ أَجْواز الفَلاة كَمَا قُدَّ بإزْمِيل المعينِ حَوَرا والحَور: أديمٌ أحمَر. ابْن دُرَيْد: زَمَلْتُ الرجلَ على الْبَعِير فَهُوَ زَمِيل ومَزْمول: إِذا أَرْدَفْتَه. وزامَلْتُه: عادَلْته. والزّاملة: بعيرٌ يَستَظهِر بِهِ الرجلُ يَحمِل عَلَيْهِ متاعَه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للرجُل العالِم بِالْأَمر: هُوَ ابْن زَوْمَلَتِها، أَي: عالِمُها، قَالَ: وابنُ زَوْمَلَة أَيْضا: ابْن الأمَة. وَقَالَ أَبُو زيد: الزُّمْلَةُ: الرُّفْقة. وأَنشَد: لَم يمْرِها حالبٌ يَوْمًا وَلَا نُتِجتْ سَقباً وَلَا ساقَها فِي زُمْلة حادِي النضرُ: الزوملة مثل الرُّفقة. (بَاب الزَّاي وَالنُّون) ز ن ف زنف زفن نزف نفز. زفن: قَالَ اللَّيْث: الزَّفْنُ: الرَّقْص. قَالَ: والزِّفْن بلُغة عُمانَ: ظلَّةٌ يتّخذونها فوقَ سطُوحِهم تَقِيهم وَمَدَ البَحْرِ، أَي: حَرّه ونَداه. وَقَالَ ابْن دُرَيد: الزِّفنُ لغةٌ أَزْدية: وَهِي عُسُب النّخل يُضَمّ بعْضُها إِلَى بعض، تَشبيهاً بالحَصير. قلت: وَالَّذِي أَرَادَهُ اللّيث هُوَ الَّذِي فَسّره ابنُ دُرَيد. وَقَالَ اللَّيْث: ناقةٌ زَفُون وزَبُون: وَهِي الّتي إِذا دَنَا مِنْهَا حالبُها زبَنَتْه برِجلها، وَقد زَفَنَتْ وزَبَنَتْ، وأَتَيتُ فلَانا فزَفَنني وزَبَنَني. وَيُقَال للرّقّاص: زَفّان. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: رجلٌ زِيْفَنٌّ: إِذا كَانَ شَدِيدا خَفِيفا، وأَنشَد: إِذا رأيتَ كَبْكَباً زِيْفَنا فادْعُ الَّذِي مِنْهُم بعمرٍ ويُكْنَى وَرَوَاهُ بَعضهم: (زيفنا) على فَيْعل كَأَنَّهُ أصوب. وزيفن مثل بيطر وحيفس. نفز: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: نَفَز الظَّبْي يَنفِزُ نَفْزاً: إِذا وَثَب فِي عَدْوِه. قَالَ: والتَّنْفِيزُ: أَن تَضَع سَهْماً على ظُفْرك، ثمّ تُنَفِّزُه بيَدِك الْأُخْرَى حتّى يدورَ على الظُّفر ليستبينَ لَك اعوِجاجُه من استقامته والمرأةُ تُنفِّزُ ابنَها كَأَنَّهَا تُرَقِّصه. قَالَ: والنَّفِيزة: زُبدةٌ تتفرّق فِي المِمْخَض لَا تجتَمع.

أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: نَفَز الظَّبْي يَنفِز، وأَبَز يَأْبِزُ: إِذا نَزَا فِي عَدْوِه. وَقَالَ أَبُو زيد: النَّفْز أَن يَجمَع قوائمُه ثمَّ يَثب؛ وأَنشَد: إراحَةَ الجِدايةِ النَّفُوزِ قَالَ: والقوائمُ يُقَال لَهَا نَوافِز، واحدتها نافِزة، وأَنشَد: إِذا رِيعَ مِنْهَا أسْلَمَتْه النَّوافزُ يَعْنِي القوائم. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: النَّفْزَةُ: عَدْوُ الظَّبْي من الفَزع. وَقَالَ ابْن دُريد: القَفْزُ: انضمامُ القوائِم فِي الوَثْب، والنَّفْز: انتشارُها. نزف: أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: نزَفْتُ البئرَ وأنزَفْتُها بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ أَبُو زيد: نزَّفَت المرأةُ تَنْزيفاً: إِذا رَأَتْ دَماً على حَمْلها، وَذَلِكَ يَزيد الوَلَد صِغَراً وحَمْلَها طُولاً. ونُزِف الرجلُ دَماً: إِذا زَعَف فَخرج دَمُه كلّه. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم: نَزَفتُ الْبِئْر، أَي: استقَيْتُ ماءَها كلَّه. ونزف فلانٌ دمَه ينزِفه نزفاً: إِذا استخرجه بحجامةٍ أَو فَصْد، ونزفه الدمُ ينزفُه نزْفاً. قَالَ: وَهَذَا من المقلوب الَّذِي يُعرف مَعْنَاهُ، وَالِاسْم من ذَلِك كلّه النُّزْف، وَأنْشد: تَغْتَرِفُ الطّرْفَ وَهِي لاهيةٌ كَأَنَّمَا شَفَّ وَجههَا نُزْفُ قلتُ: أَرَادَ أَنَّهَا رقيقَة المحاسن حَتَّى كَأَن دمَها منزوف. وَأما قولُ الله جلّ وَعز فِي صفة الْخمر الَّتِي فِي الْجنَّة: {) الْمُزَّمِّلُ قُمِ الَّيْلَ} (الصافات: 47) ، وقرئتْ (يُنزِفون) . قَالَ الفرّاء: وَله معنَيان: يُقَال: قد أنزف الرجلُ: إِذا فَنِيَتْ خمرُه. وأَنزَف: إِذا ذهبَ عَقْلُه من السكْر، فهذان وَجْهَان فِي قِرَاءَة من قَرَأَ: (يُنْزِفون) . وَمن قَرَأَ: (يُنزَفون) فَمَعْنَاه: لَا تذْهب عقولُهم، أَي: لَا يَسْكرون، يُقَال: نزِف الرجلُ فَهُوَ منزوف ونزيف أَيْضا، وَأنْشد غَيره فِي أنزف: لَعَمري لَئِن أَنْزَفْتُمُ أَو صَحَوْتُمُ لبئسَ النَّدامَى كُنْتُم آلَ أَبْجَرَا وَيُقَال للرجل الَّذِي عَطش حَتَّى يَبِسَتْ عُروقه وجف لسانُه: نزيف ومنزوف، وَمِنْه قولُه: شَرْبُ النَّزِيفِ ببرْدِ ماءِ الحَشْرُجِ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: النزيفُ: السّكران. والنزيفُ: المَحْمُوم. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: الحَشْرَجُ: النَّقْرة فِي الجَبل يجْتَمع فِيهَا الماءُ فيَصفو. أَبُو عبيد: النزفة: القليلُ من الماءُ وَالشرَاب، وَقَالَ ذُو الرمة:

تَقَطَّعَ ماءِ المزْنِ فِي نُزفِ الخمرِ وَقَالَ العجاج: فشَنَّ فِي الإبريق مِنْهَا نُزفَا أَبُو عُبيد عَن الْفراء: تَقول الْعَرَب: فلانٌ أجبنُ من المنزوف ضَرَطاً. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: المنزوف ضرَطاً: دَابَّة تكون بالبادية إِذا صِيحَ بهَا لم تزَلْ تَضرَط حَتَّى تَمُوت. وَقَالَ ابْن دُريد: المِنزَفة: دُلَيَّةٌ تُشَدّ فِي رَأس عودٍ طَوِيل، ثمَّ يُنصب عودٌ ويعوَّض الْعود الَّذِي فِي طَرَف الدَّلو على الْعود يُستقى بِهِ المَاء. وَقَالَ اللَّيْث قَالَت بنتُ الجَلْندَى ملك عُمان حِين أَلبستِ السُّلَحْفاةَ حُليها وَدخلت البحرَ فصاحت وَهِي تَقول: نَزَاف نَزاف، لم يبْق فِي الْبَحْر غير قَذاف، أَرَادَت: انْزِفن الماءَ فَلم يبْق غير غَرفة. ز ن ب زبن نبز نزب بزن زنب: (مستعملة) . بزن: أما بزن فقد أهمله اللَّيْث، وَقد جَاءَ فِي شِعر قديم، وَقَالَ أَبُو دَاوُد الإياديّ يصف فَرَساً، وَوَصفه بانتفاخِ جَنْبيه: أجوَفُ الجَوْف فَهُوَ فِيهِ هواءٌ مثلُ مَا جافَ أَبْزَناً نَجّارُ الأبْزَنُ: حوضٌ من نُحَاس يَستنقع فِيهِ الرجلُ، وَهُوَ معرّب، وَجعل صانعَه نجّاراً لتجويده إِيَّاه. أَصله أوزن فَجَعله أبزن. جافَهُ: وسع جَوْفه. ورَوى أَبُو تُرَاب لأبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ: يُقَال: إبْزِيم وإبْزِين، ويُجمَع أَبازِين، وَقَالَ أَبُو دُواد أَيْضا فِي صفة الخَيْل: مِن كلِّ جَرْداء قد طارَتْ عَقيقَتُها وكلِّ أَجْرَدَ مُسْترخِي الأبازِينِ جمع الإبْزِين وَقَبله: إِن يَك ظَنِّي بهمْ حَقّاً أتيتكُمُو حُواً وكُمْتاً تَعاوَى كالسَّراحِينِ زبن: اللّيث: الزَّبْنُ: دَفْعُ الشَّيْء عَن الشَّيْء كالناقة تَزْبِنُ وَلدَها عَن ضَرْعها برِجلها. وتَزْبِن الحالب. والحَرْبُ تَزْبِن الناسَ إِذا صدمتهم، وحَرْبٌ زَبون. وَيُقَال: أخذْتُ زِبْني من هَذَا الطّعام، أَي: حَاجَتي. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه نَهى عَن الْمُزَابَنَة. قَالَ أَبُو عبيد: سمعتُ غَير وَاحِد من أهل العِلم يَقُول: المُزابَنةُ: بَيعُ التَّمَر فِي رُؤوس النَّخل بالتَّمْر؛ فَإِنَّمَا نُهِي عَنهُ لأنّ التّمر بالتّمر لَا يجوز إلاّ مِثْلاً بمِثل، وَهَذَا مَجْهول لَا يُعلَم أيُّهما أَكثر. وأمّا قولُ الله تَعَالَى: {نَادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} (العلق: 18) . فإنّ سَلمَة رَوَى عَن الفرّاء أَنه قَالَ: يَقُول الله: {نَادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} وهم يَعمَلون بِالْأَيْدِي والأرجُل، فهم أَقْوى. والناقة تَزْبِن الحالبَ برِجْلَيْها. قَالَ: وَقَالَ الكسائيّ: وَاحِد الزَّبانِيَة زِبْنيّ.

وَقَالَ قَتَادَة: الزبّانيةُ: الشُّرَط فِي كَلَام الْعَرَب. وَقَالَ الزّجّاج: الزَّبانِيَة الغِلاظ الشِّداد، واحدهم زِبْنِيَّة، وهم هَؤُلَاءِ الملائكةُ الّذين قَالَ الله: {وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلاَظٌ} (التَّحْرِيم: 6) ، وهم الزَّبانية. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال: خُذ بقرْدَنِه وبَزبُّونَته، أَي: بعُنُقه. وَقَالَ حسّان: زَبانِيةٌ حَوْلَ أبياتهمْ وخُورٌ لَدَى الحَرْبِ فِي المَعْمَعَهْ وَيُقَال: إِن فلَانا لذُو زَبُّونة، أَي: ذُو دَفْع. وَقَالَ ابْن كُناسة: من كواكب العَقْرب زُبَانيا العَقْرب، وهما كوكبان متفرّقان أَمَام الإكْليل، بَينهمَا قيدُ رُمْح أكبر من قامَةِ الرجل. قَالَ: والإكْلِيل ثلاثةُ كواكب معترِضة غير مستطيلة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه أنْشد: فِداك نِكسٌ لَا يَبضِ حَجَرهُ مُخْرّق العِرض حَدِيد مِمْطره فِي ليل كانونٍ شديدٍ حصرُه عَضَّ بأطرَاف الزُّبَاني قَمْره قَالَ: يَقُول: هُوَ أقلف لَيْسَ بمجنون إِلَّا مَا قلص مِنْهُ القَمَر. شبه قلفته بالزباني. قَالَ: وَيُقَال من ولد وَالْقَمَر فِي الْعَقْرَب فَهُوَ نحس. قَالَ ثَعْلَب: نقل هَذَا إليّ عَنهُ أَنه يَقُول، فَسَأَلته عَنهُ فَأبى هَذَا القَوْل، وَقَالَ: لَا، وَلكنه لَا يطعم فِي الشتَاء. قَالَ: وَإِذا عض بأطراف الزُّبانى الْقَمَر وَكَانَ أَشد الْبرد، وَأنْشد: وَلَيْلَة إِحْدَى اللَّيَالِي العُرَّم بَين الذراعيْن وَبَين المرزم تهُمُّ فِيهَا العَنْز بالتّكلُّم وَقَالَ النّضر: الزَّبونةُ من الرِّجال: الشديدُ الْمَانِع لُما وراءَ ظَهْرِه. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: زُبانَى وزُبانَيان وزُبانَيات للنّجم، وزُبانَيا الْعَقْرَب: قَرْناها، وزُبانَيات. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الزِّبِّينُ: الدافعُ للأخبَثَين. ورُوِي عَن ابْن شُبرُمة: مَا بهَا زَبِّين، أَي: لَيْسَ بهَا أحد. وَقَالَ: فعفى ثمَّ عفى فدَاك مِنْهَا معالمها فَمَا فِيهَا زبين أَي: مَا بهَا أحد. وَقيل: لبَيْع الثَّمر بالثَّمر مُزابَنة، لِأَن كلّ وَاحِد مِنْهَا إِذا نَدِم زَبَنَ صاحبَه عمّا عَقَد عَلَيْهِ، أَي: دَفعه. نزب: أَبُو عَمْرو وَغَيره: نَزَبَ الظَّبيُ يَنزِب نَزيباً: إِذا صَاح. والنَّزَبُ والنَّبَزُ: اللَّقب. نبز: عَمْرو عَن أَبِيه: النِّبْز: قشورُ الجُدام وَهُوَ السَّعَف. قَالَ: وَهُوَ النَبَز والنَزَبُ

والقِزْي والنَّقَزُ والنَّقِزُ: اللَّقَب. قَالَ الله جلّ وعزّ: {أَنفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُواْ} (الحجرات: 11) . قَالَ الزّجاج: مَعْنَاهُ: لَا يَقُول المُسلِم لمن كَانَ نَصْرَانِيّا أَو يهوديّاً فأَسلَم لقباً يُعيِّره فِيهِ بأنّه كَانَ نَصْرَانِيّا أَو يهوديّاً، ثمَّ وكَّدَه فَقَالَ: {بِالاَْلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ} (الحجرات: 11) ، أَي: بئس الِاسْم أَن يَقُول لَهُ يَا يهوديّ وَقد آمن. قَالَ: وَيحْتَمل أَن يكون فِي كلّ لقب يَكرَهه الْإِنْسَان، لأنّه إِنَّمَا يجب أَن يُخاطِب الْمُؤمن أَخَاهُ بأحبّ الأسماءِ إِلَيْهِ. زنب: عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الأزْنَبُ: السَّمين، وَبِه سمّيتِ المرأةُ زَيْنَب، وَقد زَنبَ يَزْنَب زنباً: إِذا سَمِن. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الزَّيْنَبُ: شجرٌ حَسن المنظر طيب الرَّائِحَة، وَبِه سُمِّيت الْمَرْأَة زَينب بِهَذِهِ الشَّجَرَة. قَالَ: والزَّنَب: السِّمن. وواحدُ الزَّينبِ للشجر: زيْنَبة. وَقَالَ الْخَلِيل: الْأَسْمَاء على وَجْهَيْن: أسماءُ نَبز مثل: زيد وَعَمْرو، وأسماءُ عامَ مثل: فَرَس ورجُل وَنَحْوه. وَقَالَ: والنّبزُ: الْمصدر، والنّبَزُ: الِاسْم وَهُوَ كاللَّقب. قَالَ أَبُو عبيد: الزُّنابَى: شِبه المخاط يَقع من أُنوف الْإِبِل. ز ن م زنم زمن مزَن: (مستعملات) . زنم: قَالَ اللَّيْث: الزَّنمتان: زَنَمَتَا الفُوق. قلتُ: وهما شرخا الفُوق، وهما مَا أَشرف من حَرْفيه. قَالَ: وزَنمتَا العَنز من الأُذن. والزَّنمة أَيْضا: اللَّحمة المتدلِّية فِي الْحلق تسمّى مُلازة. أَبُو عُبيد عَن أبي عَمْرو: المُزَنّم والمُزلَّم الَّذِي يُقطع أُذُنه ويُترك لَهُ زَنمة. وَيُقَال: المُزنَّم المُزلّمُ للكريم، وَإِنَّمَا يفعل ذَلِك بالكرام مِنْهَا. اللَّيْث: الزَّنيمُ: الدعِيّ، والمُزَنّم: الدَّعي، وأَنشد: يَقْتَنُون المُزَنَّمَا أَي: يستعبِدونه. قَالَ: والمزنَّم: صغَار الْإِبِل. قلتُ: وَهَذَا باطلٌ أَعني مَا قَالَ فِي المزنَّم إنّه الدّعيّ، وَإنَّهُ صغَار الْإِبِل. إِنَّمَا المزنّم من الْإِبِل الكريمُ الَّذِي جُعِل لَهُ زنمةٌ عَلامَة لكَرمه. وَأما الزنيمُ فَهُوَ الدّعيّ. قَالَ الفرّاء فِي قَول الله تَعَالَى: {أَثِيمٍ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} (الْقَلَم: 13) ، الزنيم: الدّعيّ المُلصق بالقوم وَلَيْسَ مِنْهُم. فَقَالَ الزّجاج مثله. قَالَ: وَقيل: الزنيمُ الَّذِي يُعرف بِالشَّرِّ كَمَا

تُعرف الشَّاة بزنمتها. والزنمتان: المعلَّقتان عِنْد حلوق المِعزى. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الزنيمُ: ولدُ العيْهَرة. والزَّنيمُ أَيْضا: الْوَكِيل. أَبُو عُبيد عَن الْأَحْمَر: من السمات فِي قَطْع الْجلد الرَّعْلَة، وَهُوَ أَن يشق من الأُذُن شَيْء ثمَّ يتْرك مُعَلّقا، وَمِنْهَا الزنمة، وَهِي أَن تبين تِلْكَ القطعةُ من الْأذن والمُفْضَاة مثلهَا. اللحياني: أَودى بِهِ الأزلمُ الْجذع، والأزنَم: الْجذع، قَالَ رؤبة يصف الدَّهْر: أَفنى القُرون وَهُوَ باقٍ زَنَمُه وأصلُ: الزّنمة: الْعَلامَة. مزن: عمر عَن أَبِيه قَالَ: المزْنُ: الْإِسْرَاع فِي طلب الْحَاجة. وَقَالَ اللَّيْث: مزن يمزُن مزوناً: إِذا مضى لوجهه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: هَذَا يَوْم مُزنٍ: إِذا كَانَ يَوْم فرار من العدوّ. وَقَالَ: مُزينة تَصْغِير مُزنة، وَهِي السَّحابة الْبَيْضَاء. قَالَ: وَيكون تَصْغِير مَزْنة، يُقَال: مَزَن فِي الأَرْض مَزنةً وَاحِدَة، أَي: سَار عُقْبة وَاحِدَة. وَمَا أَحسن مُزْنَتَه، وَهُوَ الِاسْم مثل حُسْوة وحَسْوة. أَبُو عُبيد وَغَيره: المازِنُ: بيضُ النّمْل، وأَنشد: وتَرَى الذّنين على مراسِنِهم يَوْم الهياجِ كمازِنِ الجثلِ وَقَالَ قُطربُ: التمزُّنُ: التَّطرُّف، وَأنْشد: بعد ارقدادِ العزَب الجموح فِي الجهلِ والتمزُّن الرَّبيحِ قلتُ: التمزُّن عِنْدِي هَهُنَا تفعّل، من مزَن فِي الأَرْض: إِذا ذهب فِيهَا، وَهُوَ كَمَا يُقَال: فلَان شاطرٌ، وفلانٌ غيّار، وَقَالَ رؤبة: وكُنّ بعد الضّرْحَ والتَّمزُّن يَنقَعْنَ بِالْعَذَابِ مشاشَ السنْسِنِ هُوَ من المزُون، وَهُوَ البُعد. وَقَالَ ابْن دُريد: فلانٌ يتمزَّن على أَصْحَابه: كَأَنَّهُ يتفضّل عَلَيْهِم وَيظْهر أكثرَ مِمَّا عِنْده. وَقَالَ المبرّد: مزنتُ الرجلَ تمزيناً: إِذا فَرّظته من وَرَائه عِنْد خليفةٍ أَو والٍ. قَالَ: وَقيل: التمزنُ، أَي: تَرى لنَفسك فضلا على غَيْرك، ولستَ هُنَاكَ، وَقَالَ رَكّاض الدُّبيري: يَا عُروَ إنْ تكذب عليّ تمزُّناً بِمَا لم يكن فاكذِبْ فلستُ بكاذِبِ وَقَالَ الْمبرد: مزون اسْم من أَسمَاء عُمان. قَالَ الْكُمَيْت: فَأَما الأزْدُ أزْدُ أبي سعيد فأكره أَن أُسميها المَزُونا

باب الزاي والباء مع الميم

وَقَالَ جرير: وأطفأتُ نيرانَ المَزُونِ وأهلِها وَقد حاولوها فتْنَة أَن تُسَعَّرا زمن: قَالَ اللَّيْث: الزَّمن من الزَّمَان: والزَّمِن ذُو الزمانة وَالْفِعْل زمِن يزْمن زَمنا وزمانةً والقومُ زمْنَى: وأَزمنَ الشيءُ: طَال عَلَيْهِ الزَّمَان. شَمر: الدهرُ والزمانُ وَاحِد. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: أَخطَأ شمر، لِأَن الزَّمَان زمانُ الرطب والفاكهة، وزمانُ الحرّ وَالْبرد، وَيكون الزَّمَان شَهْرَيْن إِلَى سِتَّة أشهر، قَالَ: والدهر لَا يَنْقَطِع. قلتُ أَنا: الدهرُ عِنْد العَرب يَقع عَلَى قدْر الزَّمَان من الْأَزْمِنَة، وَيَقَع على مدَّة الدُّنْيَا كلِّهَا، سمعتُ غيرَ وَاحِد من الْعَرَب يَقُول: أقمنَا بِموضع كَذَا دَهْراً، وَإِن هَذَا الْمَكَان لَا يحملنا دَهْراً طَويلا، وَالزَّمَان يَقع على الْفَصْل من فُصول السّنة، وعَلَى مُدة ولَايَة والٍ، وَمَا أَشبهه. ز ف ب: مهمل. ز ف م: مهمل. (بَاب الزَّاي وَالْبَاء مَعَ الْمِيم) ز ب م اسْتعْمل مِنْهُ: بزم. بزم: قَالَ اللَّيْث: البزْمُ: شدَّة العَض بمقدَّم الْفَم، وَهُوَ أخف من العَض، وأَنشد: وَلَا أَظنُّكَ إنْ عَضّتكَ بازمَةٌ من البَوازم إلاّ سَوْف تَدْعُوني وأهلُ الْيمن يسمّون السِّن: البزم. وَقَالَ أَبُو زيد: بزمْت الشَّيْء: وَهُوَ العَض بالثّنايا دون الأنياب والرَّباعيات، أُخذ ذَلِك من بزْم الرَّامِي، وَهُوَ أَخذُه الوتَر بالإبهام والسَّبابة، ثمَّ يُرسل السّهم. قَالَ: والكدْم بالقَوادِم والأنياب. وَقَالَ اللَّيْث: الإبْزِيمُ: الّذي فِي رَأس المِنْطَقَة وَمَا أشبَهها. وَقَالَ ابْن شُمَيل: الحَلْقة الّتي لَهَا لِسانٌ يُدْخَل فِي الخَرْق فِي أَسْفَل المِحمَل، ثمَّ تَعضّ عَلَيْهَا حَلْقَتها، والحَلْقة جَمِيعًا أبْزِيم، وهُنّ الْجَوَامِع تَجمَع الْحَوَامِل، وَهِي الأوازِم وَقد أَزَمْن عَلَيْهِ. وَأَرَادَ بالمِحمل حمّالة السّيف؛ قَالَ ذُو الرُّمة يصف فلاة أجهضت الركابُ فِيهَا أولادَها: بهامى مكَففة أكفانُها قَشَب فكّتْ خواتيمها عَنْهَا الأبازيمُ بهَا بِهَذِهِ الفلاة أَوْلَاد إبل أجهضتها فَهِيَ مكفّفة فِي أغراسها فكّت خَوَاتِيم رَحمهَا عَنْهَا الأبازيم؛ وَهِي أبازيم الأنساع. وَقَالَ اللَّيْث: البَزِيم وَهُوَ الوَزِيم: حُزْمة من البَقْل؛ وَأنْشد: بأبْلُمَةٍ تُشَدُّ على وَزِيمِ وَقَالَ الفرّاء: البَزْمُ والمَصْرُ: الحَلْب بالسّبابة والإبهام.

والبَزْم: ضرِيمة الْأَمر، وَهُوَ ذُو مُبازَمةٍ، أَي: ذُو صَرِيمه للأمدِ. سَلمَة عَن الفرّاء قَالَ: البَزْمةُ: وَزْنُ ثَلَاثِينَ، والأوقيّةُ: وزنُ أَرْبَعِينَ، والنَّشُّ: وزنُ عِشرين. أَبُو عُبيد عَن الفرّاء: هُوَ يَأْكُل وَزْمَة. وبَزْمَة: إِذا كَانَ يَأْكُل وَجْبةً فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة. وَيُقَال: بزمته بازمةٌ من بوازم الدَّهْر؛ أَي: أَصَابَته شدّةٌ من شَدَائِد. وَفُلَان ذُو بازمة، أَي: ذُو صريمة.

باب الزاي والطاء

أَبْوَاب الثلاثي المعتل من حرف الزَّاي (بَاب الزَّاي والطاء) ز ط (وَا يء) زيط: أهملها اللَّيْث. ورَوَى أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: الزِّياطُ: الجُلْجُل؛ وَأنْشد: كأنّ وَغَى الخَموشِ بجانبَيْهِ وَغَى رَكْبٍ أمَيْمَ ذَوِي زِياطِ عَمْرو عَن أَبِيه: يُقَال: أزْوَطوا وغَوّطوا ودَبَّلوا: إِذا عظَّموا اللَّقم وازدَرَدُوا. ز د (وَا يء) زود زدو زيد زأد أَزْد: (مستعملات) . زود: قَالَ اللَّيْث: الزَّوْدُ: تأسيسُ الزّاد، وَهُوَ الطَّعَام الّذي يُتّخذ للسّفر والحَضَر جَمِيعًا. والمِزْوَدُ: وعاءٌ يُجعَل فِيهِ الزّاد، وكلُّ من انْتقل مَعَه بخيرٍ أَو شَرَ مِن عمَلٍ أَو كسبٍ فقد تَزَوَّد. وزُوَيْدة: اسمُ امرأةٍ من المَهالِبة، قَالَ: والْمَزادَة بمنزلةِ رِاويَةٍ لَا عَزْلاَءَ لَهَا. قلتُ: المَزادُ بِغَيْر هَا هِيَ الفَرْدة الّتي يَحتقِبُها الرَّاكِب خَلف رَحْله وَلَا عَزْلاءَ لَهَا؛ وَأما الرّاوية فَهِيَ مَجمَع المزادتَين اللَّتَين تعكمان على جَنْبَي الْبَعِير ويُرَوَّى عَلَيْهِمَا بالرِّواءِ، وكلّ واحدةٍ مِنْهُمَا مَزادة، والجميع المَزايد وربّما حَذَفوا الْهَاء فَقَالُوا مَزاد، أَنْشدني أَعْرَابِي: تَميميٌّ رَفيقٌ بالمَزادِ وَقَالَ النَّضر: السطيحة: جلدان مقابلان. قَالَ: والمزادة تكون جلدين وَنصفا وَثَلَاثَة جُلُود. سميت مزادة لِأَنَّهَا تزيد على السطيحتين، وهما المزادتان. (زيد) : أَبُو عبيد: زادَ الشيءُ يَزيد، وزِدْتُه أَنا أَزِيدُه زِيادةً. سمعتُ العربَ تَقول للرّجل يُخبِرُ عَن أمرٍ أَو يَستفْهم خَبَراً، فَإِذا أخبرَ حَقّقَ الخَبَرَ وَقَالَ لَهُ: وزادَ وزادَ؛ كَأَنَّهُ يَقُول: زَاد الأَمْرُ على مَا وَصَفْتَ وأخبرتَ. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: هَذِه إبلٌ كَثِيرَة الزَّيايِد، أَي: كثيرةُ الزِّيادات؛ وأنشَد: بهَجْمةٍ تَملأُ عينَ الحاسدِ ذاتِ سُروحٍ جَمَّة الزَّيَايِد وَمن قَالَ: الزَّوَائِد: فَإِنَّهَا هِيَ جماعةُ الزَّائِدَة، وإنَّما قَالُوا الزَّوَائِد فِي قَوَائِم الدَّابة. وَيُقَال للأَسد: إنّه لذُو زَوائد، وَهُوَ الّذي يتزيّد فِي زَئيره وصوته.

باب الزاي والتاء

والناقةُ تتزيّد فِي سَيْرها: إِذا تكلّفَتْ فوقَ قَدْرها. والإنسانُ يتزيّد فِي حدِيثِه وكلامِه: إِذا تَكلّف مجاوَزَة مَا يَنبغِي؛ وأَنشَد: إِذا أنتَ فاكَهْتَ الرِّجالَ فَلَا تَلَعْ وقُلْ مِثلَ مَا قَالُوا وَلَا تَتزَيَّدِ قَالَ: وزائدة الكَبِد: قطعةٌ معلَّقةٌ مِنْهَا، والجميع الزّيائد. قَالَ: والمَزادَة: مَفْعلة من الزّيادة والجميع المزايد. قلت: الزادة مفعلة من الزَّاد يُتزَوَّد فِيهَا الماءُ. والمِزْوَدُ: شبه جِرابٍ من أَدَم يُتزوَّد فِيهِ الطعامُ للسّفر، وجمعُه المزَاوِد. وزوَّدتُ فلَانا الزادَ تَزْوِيداً فتزوّدَ تزوُّداً. واستزَادَ فلانٌ فلَانا: إِذا عَتَب عَلَيْهِ أمْراً لم يَرضَه. وَإِذا أَعطَى رجلٌ رَجلاً مَالا وطلبَ زِيَادَة على مَا أعطَاهُ، قيل: قد استزادَه. وَيُقَال للرّجل إِذا أُعطِيَ شَيْئا: هَل تزدادُ؟ الْمَعْنى: هَل تَطلُب زِيَادَة على مَا أعطيْتُك. وتَزايَدَ أهلُ السُّوق على السِّلعة: إِذا بِيعَت فِيمَن يزِيد. زأد: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: زُئِدَ الرجلُ زُءدُداً فَهُوَ مَزْءُود: إِذا زُعِر، وسُئفَ سأْفاً مِثله، وَهُوَ الزُّؤْد والزُّؤُد وأَنشَد: يُضحِي إِذا العِيسُ أدرَكْنا نكايتَها خَرْقاءُ يعتادُها الطُّوفانُ والزُّؤُدُ زدو: قَالَ اللَّيْث: الزَّدْوُ لغةٌ فِي السَّدْوِ، وَهُوَ من لعب الصِّبيان بالجَوْز، وَالْغَالِب عَلَيْهِ الزَّاي، يَسْدُونَه فِي الحَفِيرة. أَزْد: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: أزدَى: صَنَع مَعْروفاً، وأَسْدَى: إِذا أَصلَح بَين اثْنَيْنِ. والأزْداءُ: لغةٌ فِي الأصْداء، جمعُ صَدًى. والأزْد: لغةٌ فِي الأَسْد، يجمع قبائلَ وعمائرَ كَثِيرَة من اليَمَن. (بَاب الزَّاي وَالتَّاء) زت (وايء) زَيْت تيز توز: (مستعملات) . زَيْت: قَالَ اللَّيْث: الزّيْتُ: عُصارةُ الزَّيتون، وَيُقَال: زِتُّ الثَّرِيد، فَهُوَ مَزيت، وزِتُّ رأسَ فلانٍ، وأَنشَد: وَلَا حِنْطة الشَّأمِ المَزِيت خَمِيرُها وازدَاتَ فلانٌ: إِذا ادَّهَن بالزَّيت، وَهُوَ مُزْدَات، وتصغيره بتمامِه مُزَيْتيت، وَقَالَ الله تَعَالَى: {} (التِّين: 1) . قَالَ ابْن عبّاس: هُوَ تِينُكمْ هَذَا، وزَيْتونكم هَذَا. وَقَالَ الفرّاء: وَيُقَال: هما مَسجِدان بالشَّام: أحدُهما الّذي كلّم الله جلَّ وعزَّ عندَه مُوسَى. وَقيل: الزّيْتون: جبالُ الشّام، وَيُقَال للشَّجرة نفسِها: زَيْتونة، ولثمرها زَيتونَة، والجميعُ الزّيْتون، والدَّهْن الَّذِي يُستخرَج مِنْهُ زَيْتٌ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: زِتُّ الطَّعامَ أَزِيتُه

أهملت الزاي مع الظاء وأهملت مع الذال ومع الثاء

زَيْتاً؛ فَهُوَ مَزِيت ومَزْيوت: إِذا عَمِلْته بالزَّيت. وَيُقَال للَّذي يَبِيعه ويَعْتصِره: زَيَّات. تيز: أَبُو عبيدةَ عَن الأمويّ: يُقَال للرّجل إِذا كَانَ فِيهِ غِلَظٌ وشِدّة: تَيَّاز. وَقَالَ القُطاميّ يصفُ بَكرَةً صَعْبَةً اقتَضَبَها: إِذا التّيّازُ ذُو العَضَلاتِ قُلْنَا إليكَ إليكَ ضاقَ بهَا ذِراعَا وَقَالَ اللَّيْث: التَّيَّازُ: الرجلُ الملززُ المَفاصِل الَّذي تَتَيَّزُ فِي مِشيته كأَنه يتقلّع من الأَرْض تقلُّعاً، وأنشَد: تَيّازَةٌ فِي مَشْيِها قُنَاخِرَهْ وَقَالَ الفرّاء: التَّيَّاز: القصيرُ. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: رجل تَيَّازٌ كثير العَضَل وَهُوَ اللَّحم، وتازَ يَتُوز تَوْزاً، ويَتيز تَيْزاً: إِذا غلُظَ. وأَنْشَد: تَسْوَّى على عُشَ فتَازَ خَصِيلُها قَالَ: فَمن جعل تازَ مِن يَتيز جعل التَّيّاز فَعَّالاً، وَمن جعلَه من يَتُوز جَعَله فَيْعالاً، كالقيَّام والدَّيَّار، مِن قامَ ودَارَ. وَقَوله: (تازَ خصيلها) ، أَي: غَلُظ. (توز) : ابْن الْأَعرَابِي: التُّوْزُ: الأصْل. والأتْوَزُ: الْكَرِيم الأَصْل هُوَ التوز والتوس للْأَصْل. (أُهمِلت الزَّاي مَعَ الظَّاء، وأُهمِلت مَعَ الذَّال وَمَعَ الثَّاء. (بَاب الزَّاي وَالرَّاء) ز ر (وَا يء) زور روز وزر زير زري زأر أرز أزر (زرأ رزأ: مستعملات) . زور زأر: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: زارَني فلانٌ يَزورُني زَوْراً وزِيَارَةً. والزَّوْرُ: الَّذي يَزُورك، رَجُل زَوْرٌ، رِجَالٌ زَوْرٌ، وامرأَةٌ زَوْرٌ، ونِسَاءٌ زَوْرٌ. وأَصل زار إِلَيْهِ: مَال، وَمِنْه تزاور عَنهُ، أَي: مَال عَنهُ. وزَوِر يزوَر، أَي: مَال. والزَّوْرُ: الصَّدرُ. عَمْرو عَن أَبِيه: الزَّوْرُ: الْعَزِيمَة، والزَّوْرُ: الصَّدْر. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: مَا لَهُ زَوْر، أَي: مَا لَه رَأْيٌ. الحرّاني عَن ابْن السكّيت: الزّوْرُ: أعْلَى الصَّدْر. قَالَ: والزُّورُ: الباطلُ والكَذِب. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبيدة: كلُّ مَا عُبد من دون الله فَهُوَ زُور. وَقَالَ: وَيُقَال: مَا لَه زُورٌ وَلَا صَيُّور بِضَم الزَّاي، أَي: رَأْي يرجع إِلَيْهِ. وَأما أَبُو زَيد فإنّه قَالَ: مَا لَهُ زَوْرٌ بِهَذَا الْمَعْنى فَفتح الزَّاي، وهما لُغَتان. وَفِي حَدِيث عمر أنّه قَالَ: كنت زَوَّرْتُ فِي نَفسِي كلَاما يومَ سَقيفة بني سَاعِدَة. قَالَ شمر: التَّزويرُ: إصلاحُ الشيءِ.

وسمعتُ ابْن الأعرابيّ يَقُول: كل إصْلَاح من خيرٍ أَو شرّ فَهُوَ تَزْوِير. قَالَ: وَمِنْه شاهدُ الزُّور يُزَوِّر كلَاما. قَالَ أَبُو بكر: فِي قَوْلهم: قد زوَّر عَلَيْهِ كَذَا وَكَذَا فِيهِ أَرْبَعَة أَقْوَال: يكون التزوير فعلُ الْكَذِب أَو الْبَاطِل أَو الزُّور الكَذب، وَقَالَ خَالِد بن كُلْثُوم التزوير: التَّشْبِيه، وَقَالَ أَبُو زيد: التزوير: التزويق والتحسين. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: تهيئة الْكَلَام وَتَقْدِيره. وَفِي صَدْره زَوَرٌ، أَي: فَساد يَحتاج أَن يُزَوَّر. قَالَ: وَقَالَ الْحجَّاج: رحم الله امْرأ زوَّر نفسَه على نفسِه، أَي: اتْهمهَا عَلَيْهَا. وَتقول: أَنا أُزَوِّرُك على نفسِك، أَي: أتَّهِمك عَلَيْهَا، وأَنشَد ابْن الْأَعرَابِي: بِهِ زَوَرٌ لَم يَستَطِعْه المزَوِّرُ وناقَة زِوَرّة أسْفار، أَي: مُهَيَّأة للأسفار، مُعَدة. وَيُقَال: فِيهَا ازورَار من نَشاطِها. وكلُّ شَيْء كَانَ صَلاحاً لشَيْء وعِصمةً لَهُ، فَهُوَ زِوَارٌ لَهُ وزِيَارٌ لَهُ، وَقَالَ ابْن الرِّقاع: كانُوا زِواراً لأهلِ الشَّام قد عَلِموا لَمّا رأوْا فِيهمُ جَوْراً وطُغْيانا وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: زِوارٌ وزِيار، أيْ: عصمَة كزيار الدّابة. وَقَالَ الْأَصْمَعِي فِي الزوار هُوَ الشكال، وَهُوَ حَبل يكون بَين الحقبِ والتصدير. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: وَهُوَ الحَبْل الَّذِي يُجْعل بَين الحَقَبِ والتصدير كي لَا يَدْنو الحَقَبُ من الثِّيل، وَقَالَ الفرزدق: بأرْحُلِنا يَحِدْنَ وَقد جَعَلْنا لكل نَجيبةٍ مِنْهَا زِيَارا وَقَالَ الْقِتَال: ونحنُ أناسٌ عُودُنَا عُودُ نَبْعَةٍ صَلِيبٌ وَفينَا قَسوةٌ لَا تُزَوَّرُ وَقَالَ أَبُو عدنان: أَي: لَا تغمز لقسوَتها وَلَا تُستضعَف. قَالَ: وقولُهم: زَوَّرْتُ شَهادة فلانٍ راجعٌ إِلَى هَذَا التَّفْسِير، لأنّ مَعْنَاهُ: أَنه استضعِف فغُمِز وغُمزت شهادَتهُ فأُسقِطتْ. أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: التزْوِيرُ: إصْلَاح الْكَلَام وتهيئَتُه. وَقَالَ أَبُو زيد: زَوِّرُوا فلَانا، أَي: اذبَحوا لَهُ وأَكْرِموه. وَقَالَ اللَّيْث: الْمزَوّرُ من الْإِبِل: الَّذِي إِذا سَلَّه المُزَمِّر من بطن أمه اعوَجَ صَدرُه فيغمزه ليُقيمَه، فَيبقى فِيهِ مِن غَمزه أثرٌ يعلم أنّه مُزَوَّر. وَالْإِنْسَان يزوِّر كلَاما، وَهُوَ أَن يقوِّمه ويُتقِنَه قبل أَن يتَكَلَّم بِهِ. قَالَ: والزُّورُ: شهادةُ الباطلِ وقولُ الكَذِب، وَلم يشتق مِنْهُ تَزْوير الْكَلَام، وَلكنه اشتقّ من تَزْوير الصَّدر. قَالَ: والزِّيارُ: سِنافٌ يُشَدّ بِهِ الرَّحْل إِلَى صَدْر الْبَعِير بِمَنْزِلَة اللَّبَب للدّابة، ويسمَّى

هَذَا الَّذِي يَشُدّ بِهِ البَيْطارُ جَحْفلة الدَّابَّة: زِياراً، وَنَحْو ذَلِك. قَالَ ابْن شُميل عَن أبي عبيد: الزُّورُ والزُّونُ كلُّ شَيْء يتّخذ رَبّاً يُعبَد. قَالَ الْأَغْلَب: جاءُوا بزُورَيْهِمْ وجِئْنا بالأصَم قَالَ: وَكَانُوا جاءُوا ببَعيرَين فعَقَلوهما وَقَالُوا: لَا نَفرّ حَتَّى يَفرَّ هَذَانِ. وَقَالَ شمر: الزُّورَانِ رئيسان؛ وأَنشَد: إِذا قُرِن الزُّورَانِ زُورٌ رازِحٌ زارٌ وزُورٌ نِقْيهُ طُلافِحُ قَالَ: الطُّلافحُ: المَهْزول. وَقَالَ بَعضهم: الزُّورُ: صَخْرة، وَيُقَال: هَذَا زُويْر القومِ، أَي: رئيسُهم. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الزُّوَيْرُ: صَاحب أمرِ الْقَوْم. وَقَالَ: بأيدي رجال لَا هوادة بَينهم يسوقون للمزن الزُّوَيْر البَلَنْدَدَى ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه أنْشدهُ للمرار: أَلا لَيْتَني لم أدر مَا أخْت بارق وَيَا ليتها كَانَت زوبَراً أنازله فَأدْرك ثَأْرِي أَو يُقَال أَصَابَهُ جَمِيع السِّلَاح عَنْبَس الْوَجْه باسله قَالَ: الزّوبر: الْأسد. وَقَالَ أَبُو سعيد: الزون: الصَّنَم وَهُوَ بالفارسيّة زوْن، بشمّ الزَّاي والسّين. قَالَ حميد: ذَات المَجُوسِ عَكَفْت للزُّونِ قَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ} (الْكَهْف: 17) ، قَرَأَ بَعضهم: (تزاور) ، يُرِيد تتزاور، وَقَرَأَ بَعضهم: (تزْوَرُّ) و (تزْوَارُّ) ، قَالَ: وازْوِرارُها فِي هَذَا الْمَوْضُوع أَنَّهَا كَانَت تطلُع على كهفِهم ذَات الشمَال فَلَا تصيبهم. وَقَالَ الْأَخْفَش: تزاوَرُ عَن كهفِهم، أَي: تَميل، وَأنْشد: ودُون لَيْلَى بَلدٌ سَمَهْدَرُ جَدْبُ المُنَدَّى عَن هوانا أَزْوَرُ يُنْضِي المطَايا خِمْصه العَشَنْزَرُ وَقَالَ اللَّيْث: الزَّوَرُ: مَيَلٌ فِي وَسَط الصَّدْر. والكلبُ الأزوَرُ: الَّذِي استدقّ جَوْشَنُ زوْرِهِ وَخرج كَلْكَلُه كَأَنَّهُ قد عُصِر جانباه، وَهُوَ فِي غَيْر الْكلاب مَيَلٌ لَا يكون معتدلَ التربيع نَحْو الكِرْكِرة واللِّبْدة. أَبُو عبيد: الزّأرَةُ: الأجمة. قَالَ اللَّيْث: الزّأْرَةُ: الأجمة ذاتُ الحَلْفاءِ والقصب. وَعين الزّأرَة بِالْبَحْرَيْنِ مَعْرُوفَة، والزارة قريةٌ كبيرةٌ بهَا، وَكَانَ مَرْزُبانُ الزّارة مِنْهَا، وَله حَدِيث مَعْرُوف. ومدينةُ الزَّوْراء ببغدادَ فِي الْجَانِب الشَّرْقِي، سميتْ زوْراءَ لازوِرارٍ فِي

قِبْلَتِها. والزوراء: القَوْس المعْطوفة. والزوراء: دارٌ بناها النعمانُ بِالْحيرَةِ، وفيهَا يَقُول النَّابِغَة: بزَوْراء فِي أَكنافها المسْكُ كارعُ وَيُقَال: إِن أَبَا جَعْفَر هدم الزَّوْرَاء بالحِيرَة فِي أَيَّامه. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: زوراءُ هَهُنَا مَكُّوكٌ من فضَّة فِيهِ طول مثل التَّلْتَلَة. وَقَالَ أَبُو عُبيد: الزِّوَرُّ: السَّيْر الشَّديد، وَقَالَ القُطاميّ: يَا ناقُ خُبِّي زِوَرَّاً وقَلّبي منْسِمِك المُغْبَرّا وناقة زوْرةٌ: قَوِيَّة غَلِيظَة. وفلاةٌ: بعيدةٌ فِيهَا ازوِرار. وَقَالَ أَبُو زيد: زوَّر الطائرُ تزْويراً: إِذا ارتفعتْ حَوْصَلَتُهُ. ابْن نجدة عَن أبي زيد: يُقَال للحوْصلة الزّارةُ والزاوُورة والزّاورةُ. قَالَ: والتزوِيرُ: أَن يُكرم المزُورُ زائرَه وَيعرف لَهُ حقَّ زيارته. وَقد زوّرَ القومُ صَاحبهمْ تزْويراً: إِذا أَحْسنوا إِلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي قَوْلهم: لَيْسَ لَهُ زور، أَي: لَيْسَ لَهُ قوّة وَلَا رَأْي. وحَبْل لَهُ زوْر، أَي: قُوَّة، قَالَ: وَهَذَا وفاقٌ وَقع بَين الْعَرَبيَّة والفارسية. قلت: وقرأت ... . وَفِي كتاب اللَّيْث فِي هَذَا الْبَاب: يُقَال للرجل إِذا كَانَ غليظاً إِلَى القِصَر مَا هُوَ: إِنَّه لَزُوَّار وزوَارِية. وَهَذَا تَصْحِيف مُنكَر وَالصَّوَاب: إِنَّه لَزُوازٌ وزُوَازية بزاءين، قَالَ ذَلِك ابْن الْأَعرَابِي وَأَبُو عَمْرو وغيرُهما. وسمعتُ الْعَرَب تَقول للبعير المائل السَّنام، هَذَا بعيرٌ أزْوَر. وَقَالَ أَبُو عَمْرو فِي قَول صَخْر الغَيّ: وماءٍ وَرَدْتُ على زَوْرةٍ كمَشيِ السَّبَنتَى يراح الشفِيفا قَالَ: على زَورَةٍ: نَاقَة شَدِيدَة. ويروى زورة بِالضَّمِّ، أَي: على بعد. وَهِي اسْم من الزَّوْرَاء، أَي: الْبَعِيدَة، فلاة زوراء، أَي: وَردت على انحراف مني. وَيُقَال: على نَاقَة فِيهَا ازوِرار وحَدْر. وَقيل: إِنَّه أَرَادَ على فلاةٍ غير قاصدة. وزر: قَالَ أَبُو إسحاقَ فِي قَول الله جلّ وَعز: {الْمَفَرُّ كَلاَّ لاَ وَزَرَ} (الْقِيَامَة: 11) ، الوَزرُ فِي كَلَام الْعَرَب: الجبَلُ الَّذِي يُلتجأ إِلَيْهِ، هَذَا أصلُه، وكلُّ مَا التجأتَ إِلَيْهِ وتحصّنْتَ بِهِ فَهُوَ وَزرٌ. وَقَالَ فِي قَول الله جلّ وَعز: {وَاجْعَل لِّى وَزِيراً مِّنْ أَهْلِى} (طه: 29) ، قَالَ: الْوَزير فِي اللُّغَة اشتقاقهُ من الْوزر، والوزر: الجَبل الَّذِي يُعتَصم بِهِ ليُنجي من الهلكة، وَكَذَلِكَ وزيرُ الْخَلِيفَة مَعْنَاهُ الَّذِي يَعتمِد على رَأْيه فِي أمورِه، ويلتَجىء إِلَيْهِ. وَقَوله: {الْمَفَرُّ كَلاَّ لاَ وَزَرَ} (الْقِيَامَة: 11) ، مَعْنَاهُ: لَا شيءَ يُعتَصم بِهِ من أمرِ الله.

وَقَالَ غيرُه: قيل لوَزِير السُّلْطَان وزيرُ، لأنّه يَزِر عَن السّلطان أَعْباءَ تَدْبِير المملكة، أَي: يَحْمل ذَلِك. وَقد وَزَرْتُ الشيءَ أَزِره وَزْراً، أَي: حملتَه. وَمِنْه قولُ الله جلّ وعزّ: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} (الْأَنْعَام: 164) ، أَي: لَا تَحمِل نفسٌ آثِمةٌ وِزْرَ نفسٍ أُخْرَى، وَلَكِن كلّ يُجزَى بِمَا كَسَب؛ والآثامُ تسمَّى أوزاراً، لأنّها أحمالٌ مثقِلة، واحدُها وِزْر. وَقَالَ اللّيث: رجلٌ مَوْزورٌ غيرُ مأجور، وَقد وُزِر يُوزَرُ. وَقَالَ: مأزور غير مأجور؛ لمّا قابَلوا المَوْزور بالمأجور قلَبوا الواوَ همزَة ليأتلفَ اللّفظان ويزدَوِجَا. وَقَالَ غيرُه: كأنّ مأزُور فِي الأَصْل مَوْزُوراً، فبنَوْه على لفظ مَأْجور. وَفِي الحَدِيث: (ارْجِعْن مَأْزُورات غيرَ مَأْجُورَات) . وَقَالَ الفرّاء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {فِدَآءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ} (مُحَمَّد: 4) . قَالَ: يريدُ آثامَها وشِرْكَها حَتَّى لَا يبقَى إلاّ مُسلِم أَو مُسَالم. قَالَ: وَالْهَاء فِي {الْحَرْبُ} للحرب، وَأَتَتْ بِمَعْنى أوزار أَهلهَا. وَقَالَ غيرُه: الأوْزارُ ههانا السّلاح وآلةُ الحَرْب. وَقَالَ الْأَعْشَى: وأعدَدْت للحَرْبِ أوزارَها رِماحاً طِوَالاً وخَيْلاً ذُكُورا قَالَه أَبُو عبيد. زير: قَالَ ابْن السكّيت وغيرُه: الزِّيرُ: الكَتّان. وَيُقَال: فلَان زِيرُ نِساء: إِذا كَانَ يحِب زِيارَتُهن ومحادَثتَهن. وَقَالَ رؤبة: قُلتُ لِزيرٍ لم تَصِلْه مَرْيمُهْ وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْكسَائي: جمعُ الزِّير زِيرَة وأَزْيار. قَالَ: وامرأةٌ زِيرٌ أَيْضا، ولَم أسمَعْه لغيره. وَقَول الْأَعْشَى: ترى الزير تبْكي لَهَا شجوهُ مَخَافَة أَن سَوف يدعى لَهَا (لَهَا) للخمر. يَقُول: زير الْعود تبْكي مَخَافَة أَن يطرب الْقَوْم إِذا شربوا، فيعملوا الزير لَهَا للخمر، وَبهَا للخمر. وَأنْشد يُونُس: تَقول الحارثية أم عَمْرو أَهَذا زيره أبدا وزيري قَالَ: مَعْنَاهُ: فَهَذَا دأبه أبدا ودأبي. أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ: الزِّيرُ من الرِّجال: الغَضْبانُ المُقاطِع لصاحِبِه. قَالَ: والزِّيرُ: الزِّرُّ. قَالَ: ومِن العَرَب من يَقْلِب أحدَ الحرفين المدغَمين يَاء، فَيَقُول فِي مز ميز، وَفِي زِرّ: زِيرِ، وَهُوَ الدُجَهْ،

وَفِي رز رِيزٌ، وأصلُ الزِّير الغَضْبان بالهَمْز، من زأَر الأَسَدَ يزْأَرُ. وَيُقَال للعَدُوِّ: زائر، وهم الزائرون. وَقَالَ عنترة: حَلَّتْ بأَرْضِ الزائرِين فأصبَحَتْ عَسِراً عَلَيّ طِلابُكِ ابنةَ مَخْرَمِ قَالَ بَعضهم: أَرَادَ أنّها حلّت بِأَرْض الْأَعْدَاء. والفَحْل أَيْضا يَزْئرُ فِي هَدِيره زَأْراً: إِذا أَوْعد. قَالَ رؤبة: يَجمَعْنَ زَأْراً وهَدِيراً مَحْضاً وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الزّائر: الغَضْبان بِالْهَمْز. والزاير: الحَبيب. وبيتُ عنترةَ يُرْوَى بِالْوَجْهَيْنِ؛ فمَن هَمَز أَرَادَ الأعداءَ، وَمن لَم يَهمِز أرادَ الأحْباب. روز: قَالَ اللّيث: الرَّوْزُ: التّجربة؛ يُقَال: رُزْ فلَانا، ورُزْ مَا عِنْده. قَالَ أَبُو بكر: معنى قَوْلهم: قد رُزت مَا عِنْد فلَان، أَي: طلبته وأردته. وَقَالَ أَبُو النَّجْم يصف الْبَقر وطلبها الكنس من الْحر: إِذْ رازت الكُنْس إِلَى قعورها واتقت الملافح من حَرورها يَعْنِي: طلبت الظل فِي قعور الكنس. قَالَ: والرّازُ: رأسُ البنائين، والجميع الرّازَة، وحِرْفَته الرِّيازة. قلتُ: أَرَى الليثَ جَعَل الرّازَ وَهُوَ البَنّاء مِن رازَ يَرُوز: إِذا امتحن عَمَله فحَذَقه وعاوَدَ فِيهِ. وَفِي الحَدِيث: كَانَ رَازَ سفينة نوح جبريلُ، والعاملُ نوح. وَقَالَ أَبُو عُبَيدة: يُقَال: رازَ الرَّجلُ صَنْعته: إِذا قَامَ عَلَيْهَا وأَصلَحها؛ وَقَالَ فِي قَول الْأَعْشَى: فعادَ لَهُنّ ورَازَا لَهُنّ واشتَرَكا عَمَلاً وائتِمارا يُرِيد: قاما لهنّ. سَلمَة عَن الفرّاء قَالَ: المَرازَانِ: الثَّدْيان، وهما النَّجْدان؛ وأَنشَد ابْن الأعرابيّ: فرَوِّزَا الأمرَ الَّذِي تَرُوزَانْ وَقَالَ ذُو الرمة: وليل كأثناء الرّوَيْزِيّ جبتُه بأَربعة والشخص فِي الْعين وَاحِد إحم علا فيّ وأبيض صارمٌ وأعيس مهريّ وأَشعب ماجد أَرَادَ بالرويْزِي: كسَاء نسج بالبري. زري: قَالَ أَبُو زيد: زَرَيْتُ عَلَيْهِ مَزْرِيةٌ وزَرَياناً: إِذا عبْتَ عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْن السكّيت: زَرَّيْت عَلَيْهِ: إِذا عِبته، وأنشَد: يَا أيّها الزّارِي على عُمرٍ قد قلتَ فِيهِ غيرَ مَا تَعَلَمْ قَالَ: وأَزرَيْت بِهِ بِالْألف إزْراءً: إِذا

قَصَّرْتَ بِهِ. وَقَالَ اللّيث: زَرَى عَلَيْهِ عمَله: إِذا عَاب وعَنّفَه. قَالَ: وَإِذا أَدخَل على أَخِيه عَيْباً فقد أَزرَى بِهِ وَهُوَ مُزْرى بِهِ. وَأما أرْزَيْتُ بِهِ الرَّاء قبل الرَّازِيّ فَإِن أَبَا عُبَيد روى عَن الأمويّ: أَرْزَيْتُ إِلَيْهِ، أَي: استَنَدْت. وَقَالَ شمر: إِنَّه ليُرْزِي إِلَى قوّةٍ، أَي: يَلجأُ إِلَيْهَا؛ وأَنشَد قولَ رؤبة: يُرْزِي إِلَى أَيْدٍ شَديد إيَاد وَقَالَ اللَّيْث: أَرْزَا فلانٌ إِلَى كَذَا، أَي: صَار إِلَيْهِ، وَالصَّحِيح تركُ الْهَمْز. وزر: قَالَ ابْن بُزرج: يَقُول الرجل مِنا لصَاحبه فِي الشَّرِكة بَينهمَا: إنّك لَا تَوَزَّرُ حُظوظَةَ الْقَوْم. وَقد أَوْزَر الشيءَ: ذهبَ بِهِ واغتَبَاه، وَيُقَال: قد استَوْزَره. قَالَ: وَأما الاتِّزار فَهُوَ من الوِزْر؛ يُقَال: اتّزَرْتُ وَمَا اتَّجَرْت، ووَزَرتُ أَيْضا. أزر: قَالَ: وَيُقَال: وأزرني فلَان على الْأَمر وآزرني، وَالْألف أفْصح. وَقَالَ: أَوْزَرتُ الرجل فَهُوَ مُزْوَرٌ جَعلتُ لَهُ وَزَراً يأوِي إِلَيْهِ. وأَوْزَرْت الرجلَ من الوِزْر، وآزرتُ من المُوَازَرة، وفَعَلْتُ مِنْهَا أَزَرْتُ أَزْراً، وتأَزَّرْتُ. سَلمَة عَن الفرّاء: أَزَرْت فلَانا آزُرُه أَزْراً: قوّيته، وآزَرْتهُ: عاوَنْته. وَقَرَأَ ابْن عَامر وحدَه: (فأَزَرَه فاستغلظ) (الْفَتْح: 29) ، على فِعلِه، وَقَرَأَ سائرُ القُرُّاء: {شَطْأَهُ} . وَقَالَ الزّجّاج: آزرتُ الرجلَ على فلانٍ: إِذا أعنْتَه عَلَيْهِ وقوّيْتَه. قَالَ: وقولُه: {شَطْأَهُ فَآزَرَهُ} ، أَي: فآزَرَ الصغارُ الكبارَ حتّى استوَى بعضُه مَعَ بعض. قَالَ الأصمعيّ فِي قَول الشَّاعِر: بمحنِيةٍ قد آزَرَ الضّالَ نَبْتُها مَجَرّ جُيوشٍ غانِمين وخُيَّبِ أَي: سَاوَى نَبْتُها الضال، وَهُوَ السدر البَرّيّ، أَرَادَ فآزره الله جلّ وعزّ فساوى الفِراخ الطِّوالَ، فَاسْتَوَى طولهَا. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي فِي قَول الله جلّ وَعز: {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِى} (طه: 31) . قَالَ: الأزرُ: الْقُوَّة. والأزرُ: الظَّهْر. والأزرُ: الضَّعْف. قَالَ: والإزرُ: الأصلُ بكسْر الْهمزَة، قَالَ: فَمن جعل الأزرَ الْقُوَّة قَالَ فِي قَوْله: {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِى} (طه: 31) ، أَي: اشدُد بِهِ قوتي، وَمن جعله الظّهْر، قَالَ: شُدَّ بِهِ ظَهْري، أَي: قوِّ بِهِ ظَهْري، وَمن جعله الضَّعف قَالَ: شُدَّ بِهِ ضعْفي وقوِّ بِهِ ضعْفي. وَيُقَال للإزار: مِئزر؛ وَقد ائتَزَر فلانٌ إزْرَةً حَسَنَة، وتأزر: لبس الْإِزَار، وجائزٌ أَن تَقول: اتّزَرَ بالمئْزَر أَيْضا، فِيمَن يدغم الهمزةَ فِي التَّاء، كَمَا يُقَال اتَّمنْتُه، وَالْأَصْل ائتَمَنْته.

قَالَ أَبُو عبيد: يُقَال فلانٌ عفيفٌ المئْزَر، وعفيفُ الْإِزَار إِذا وُصف بالعِفّة عَمَّا يحرُم عَلَيْهِ من النِّسَاء. ويُكنى بالإزار عَن النَّفس، كَقَوْلِه: فِدى لَك من أخي ثِقَةٍ إزَارِي وجمعُ الْإِزَار: أُزر. أَبُو عُبَيْدَة: فرسٌ آزَرُ: وَهُوَ الأبيضُ الفخذين، ولونُ مقادِيمه أسوَد، أَو أيُّ لون كَانَ. وأَزَّرْتُ فلَانا: إِذا أَلْبستَه إزاراً فتأَزَّر بِهِ تأزّراً. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جلّ وَعز: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لاَِبِيهِءَازَرَ} (الْأَنْعَام: 74) ، يُقرأ بِالنّصب: {ءَازَرَ} ، وَيقْرَأ بِالضَّمِّ: (آزَرُ) ، فَمن نصب فموضع آزرَ خفضٌ بَدَلا من (أَبِيه) ، وَمن قَرَأَ: (آزَرُ) بِالضَّمِّ فَهُوَ على النِّداء. قَالَ: وَلَيْسَ بَين النّسّابين اختلافٌ أَن اسْم أَبِيه كَانَ تارَخَ. قَالَ: وَالَّذِي فِي الْقُرْآن يدلّ على أَن اسْمه آزَرَ. وَقيل: آزر عِنْدهم ذَمٌّ فِي لغتهم، كَأَنَّهُ قَالَ: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لاَِبِيهِ} الخاطىء. ورَوَى سُفْيَان عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد فِي قَوْله: {ءَازَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً} (الْأَنْعَام: 74) . قَالَ: لم يكن بِأَبِيهِ، ولكنّ آزرَ اسمُ صَنَم فموضعُه نصب كَأَنَّهُ قَالَ: وَإِذ قَالَ إِبْرَاهِيم لِأَبِيهِ: أتتَّخذ آزرَ إِلَهًا، أَي: أتتخذ أصناماً آلِهة. رزأ: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: رزَأَ فلانٌ فلَانا: إِذا قَبل بِرّه. وَأَصله الْهَمْز فخفّفه. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: قد رَزَأْتُ الرجلَ أَرْزأُه رُزْءاً ومَرْزِئَةً: إِذا أصبتَ مِنْهُ خيرا مَا كَانَ. وَقَالَ أَبُو مَالك: يُقَال: رُزِئْته: إِذا أَخذ مِنْك، وَلَا يُقَال: رُزِيْتُه، وَقَالَ الفرزدق: رُزِئْنَا غَالِبا وأباهُ كانَا سِمَاكَيْ كلِّ مُهتلِكٍ فَقير وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: مَا رَزأَ فلانٌ فلَانا شَيْئا، أَي: مَا أصَاب من مَاله شَيْئا، وَلَا انتقَصَ مِنْهُ. قَالَ: والرُّزْء: المصيبةُ، وَالِاسْم الرَّزِيئة والمرْزئة. وفلانٌ قليلُ الرَّزْء للطعام، وَقد أصابَه رُزْءٌ عَظِيم، وجمعُه أَرْزاء. ورجُل مُرَزَّأٌ: وَهُوَ الَّذِي يُصيب النَّاس من مالِه. وقومٌ مُرَزءُون: وهُم الَّذين تصيبهم رَزايَا فِي خِيَارهم. أرز: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّه قَالَ: (إنَّ الْإِسْلَام ليأْرِز إِلَى الْمَدِينَة كَمَا تأْرزُ الحيّة إِلَى جُحْرها) . وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيّ: قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام (يأْرزُ) ، أَي: ينضمّ إِلَيْهِ ويجتمع بعضه إِلَى بعض فِيهَا، قَالَ رُؤبة: فذاكَ بَخَّالٌ أَرُوزُ الأرْزِ يَعْنِي أَنه لَا ينبسط للمعروف، وَلكنه ينضمّ بعضُه إِلَى بعض.

وَقَالَ الأصمعيّ: أَخْبرنِي عِيسَى بنُ عمر عَن أبي الْأسود الدؤليّ أَن فلَانا إِذا سُئِل أَرز، وَإِذا دُعيَ اهتزّ. يَقُول: إِذا سُئل المعروفَ تضَامّ، وَإِذ دُعِي إِلَى طعامٍ أسرَع إِلَيْهِ. وَقَالَ زهيرٌ يصف نَاقَة: بآرزة الفَقارة لَم يَخنهَا قِطَافٌ فِي الرِّكاب وَلَا خِلاَءُ وَقَالَ: الآرِزة: الشَّدِيدَة الْمُجْتَمع بَعْضهَا إِلَى بعض. قلت: أَرَادَ أنّهَا مُدْمَجة الفَقار متداخِلَته، وَذَلِكَ أشدّ لظهرها. وَفِي حديثٍ آخر: أَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ: (مثل الْكَافِر كَمثل الأرْزة المجدِبة على الأَرْض حَتَّى يكون انجعافها مرّة واحدةٌ) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: وَهِي الأَرزة بِفَتْح الرَّاء من الشّجر الأرْزنِ، وَنَحْو ذَلِك قَالَ أَبُو عُبَيْدَة. قَالَ أَبُو سعيد: وَالْقَوْل عِنْدِي غيرُ مَا قَالَا، إِنَّمَا هُوَ الأرْزَة بِسُكُون الرَّاء وَهِي شجرةٌ معروفةٌ بِالشَّام تسمى عندنَا الصَّنَوْبَرَ، من أجْلِ ثمره. وَقد رأيتُ هَذَا الشّجر يسمَّى الأرْز واحدتُهَا أَرْزة، وَتسَمى بالعراق الصَّنَوْبر، وَإِنَّمَا الصَّنَوْبر ثمرُ الأرْز فسمِّي الشجرُ صنوبراً من أجل ثمره. أَرَادَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن الْكَافِر غير مُرَزَّءٍ فِي نَفسه ومالِه وأهلِه وولدِه حَتَّى يَمُوت، فشبّه مَوته بانجعاف هَذِه الشَّجَرَة من أصلِها حَتَّى يلقى الله بذنوبه حامّة. وَقَالَ أَبُو سعيد: الأرْز أَيْضا: أَن تتدخل الحيةُ جُحرها على ذَنبها؛ فآخر مَا يبْقى مِنْهَا رَأسهَا فَيدْخل بعدُ. قَالَ: وَكَذَلِكَ الْإِسْلَام خرج من الْمَدِينَة فَهُوَ ينْكص إِلَيْهَا حَتَّى يكون آخِره نكوصاً كَمَا كَانَ أَوله خُرُوجًا. وَإِنَّمَا تأرِز الْحَيَّة على هَذِه الصّفة، إِذا كَانَت خائفة، وَإِذا كَانَت آمِنَة فتبدأ بِرَأسها فتدخله، وَهَذَا هُوَ الانمحار. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الليلةُ الآرِزة: الْبَارِدَة، وَقد أَرَزتْ تأرزُ. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ أَنه سُئل أعرابيٌّ عَن ثَوْبَيْنِ لَهُ فَقَالَ: إِذا وجدتُ الأرِيزَ لبسْتُهما. قَالَ ابْن الأعرابيّ: يومٌ أَرِيزٌ: إِذا اشتدّ بَرْدُه. قَالَ: والأرِيزُ والحَلْيت شبهُ الثَّلج يَقع بِالْأَرْضِ. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) يُقَال: رأيتُ أَرِيزته وأَرَائِزَه تَرْعُد. وأَريزة الرجل: نفسُه. وأَريزة القومِ: عميدُهم. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: رَازَ فلانٌ فلَانا إِذا عايَبَه، ورازهُ إِذا اختَبره ورَازَاه إِذا قَبِل بِرّه. قلتُ: قَوْله: رَازاه: إِذا اختَبَره مقلوبٌ،

باب الزاي واللام

أصلُه راوَزَه، فأَخّر الواوَ وجعَلَها ألفا سَاكِنة وَالنِّسْبَة إِلَى الرَّيّ رَازِي، وَمِنْه قَول ذُو الرمّة: ولَيْلٍ كأَثناءِ الرُّوَيْزِيِّ جُبْتُه أَرَادَ بالرُّوَيْزِيّ ثوبا أخضرَ من ثِيَابهمْ، شَبّهَ سوادَ اللّيل بِهِ. (بَاب الزَّاي وَاللَّام) ز ل (وَا يء) (لوز لزأ ألز زول: (مستعملة) . لوز: اللَّوزُ: مَعْرُوف من الثّمار، اسمُ للجِنس، الْوَاحِدَة لَوْزَة، وَرجل مُلوَّز: إِذا كَانَ لطيفَ الصّورة. واللَّوْزِينَجُ من الحَلْواءِ أشبه بالقطايف تُؤدَم بدُهن اللَّوْز. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: القُمْرُوص: اللَّوْز. قَالَ: والجِلَّوْزُ: البُنْدُق. لزأ: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: لزَأْتُ الإبلَ: إِذا أحسَنْتَ رِعْيتها. ولَزَأْتُ الرجلَ: إِذا أعطيتَه. قَالَ: وتلزّأتْ رِيّاً: إِذا امْتَلَأت رِيّاً، وَكَذَلِكَ توزّأَتْ رِيّاً. ولزأْتُ القِربة: إِذا ملأتَها. ألز: أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ: الألْز: اللُّزوم للشَّيْء، وَقد أَلَزته يألِزُ أَلْزاً. زول: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الزَّوْل: الغلامُ الظّريف. والزَّوْل: الصَّقْر. والزَّوْل: فَرْجُ الرجل. والزَّوْل: العُجْب. والزَّوْلُ: الشّجاع. والزَّوْل: الجَواد. والزَّوْلة: الْمَرْأَة البَرْزَة. والزَّوْل: الزَّوَلان. أَبُو عبيد: الزَّوْل من الرِّجَال الخفيفُ الظريفُ، وجمعُه أزْوال، وَالْمَرْأَة زَوْلة، قَالَ: والزَّوْل: العُجْب، وأَنشَد للكميت: زَوْلاً لَدَيْهَا هُوَ الأزْوَلُ والمُزاوَلة: معالجةُ الرّجل الشيءَ ومحاوَلتُه، يُقَال: فلانٌ يُزاوِل حَاجَة لَهُ. قلتُ: وَهَذَا كلُّه من زَالَ يَزول زَوْلاً وزَوَلاناً. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الزّوْل: الْحَرَكَة، يُقَال: رأيتُ شَبَحاً، ثمَّ زَالَ، أَي: تحَرَّك. قَالَ: وزالَ يَزُول زَوْلاً: إِذا تَظَرَّف. وَقَالَ اللّيثُ: الزّوال: زَوالُ الشّمس، وَزَوَال المُلْك وَنَحْو ذَلِك مِمَّا يَزُول عَن حَاله؛ وَقد زَالَت الشمسُ زَوالاً. وزَال القومُ عَن مكانِهم: إِذا حاصُوا عَنهُ وتَنَحَّوا. وَقَالَ الأصمعيّ: زُلْت من مَكَاني أَزُول زَوَالاً، وأَزَلْتُه عَن مَكَانَهُ إِزَالَة. وزاوَلْتُه مُزَاوَلةً: إِذا عالجَته. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: يُقَال: استَحِلّ هَذَا الشخصَ واستزِلَّه، أَي: انظرْ هَل يَحُول، أَي: يتحرّك أَو يَزُول، أَي: يُفَارق مَوْضِعه. وَيُقَال: أخَذَه العَوِيل والزّوِيل

لأمرٍ مَا، أَي: أخذَه البُكاءُ والقَلَق والحَرَكة. وَفِي الحَدِيث أنّ رجلا من الْمُشْركين رَمَى رجلا من الْمُسلمين كَانَ يُرايغ العدوّ فِي قُلَّة جَبل، فَرَمَاهُ رجلٌ من الْمُشْركين بسهمَين، وَلم يتحرّك. فَقَالَ الرَّامِي: قد خالَطَه سهمايَ، وَلَو كَانَ زايلهُ لتحرّك وَلم يتحرّك الْمُسلم لئلاّ يَشعُر بِهِ الْمُشْركُونَ فيُجهِزوا عَلَيْهِ. والزائلةُ: كلُّ ذِي رُوح من الْحَيَوَان يَزُول عَن مَوْضِعه وَلَا يقَرّ فِي مَكَانَهُ، يَقع على الْإِنْسَان وغيرِه وَقَالَ الشَّاعِر: وكنتُ امْرأ أَرمِي الزَّوائل مَرّةً فأصبحتُ قد ودّعْت رَمْيَ الزَّوائلِ وعَطّلْتُ قوسَ الجهلِ عَن شَرَعاتِها وعادَتْ سِهامي بينَ رَثَ وناصِلِ وَهَذَا رجلٌ كَانَ يَختِل النساءَ فِي شبيبَته بحُسْنه، فلمّا شَاب وأسَنَّ لَمْ تَصْبُ إِلَيْهِ امْرَأَة. وَيُقَال: فلَان يَرمِي الزَّوائل: إِذا كَانَ طَبّاً بإصْباء النّساء إِلَيْهِ. وَيُقَال للرجل إِذا فَزِع، من شَيْء وحَذِر: زِيلَ زَوِيلهُ. وَفِي (النَّوَادِر) : يُقَال: زيل زويله، أَي: بلغ مَكْنُون نَفسه. وَقَالَ اللحياني يُقَال: لما رَآنِي زيل زويله وزواله من الذعر والفَرَق؛ أَي: جَانِبه. وَأنْشد قَول ذِي الرمة: إِذا مَا رأتنا زيل منا زويلها وَيُقَال: فلَان لَا يَسْتَطِيع من منزلَة زويلاً وَلَا حويلاً، أَي: تحويلاً. قَالَ الرَّاعِي: لَا يَسْتَطِيع عَنِ الديار حويلا ويروى: زويلا. وَيُقَال: زَالَ الشَّيْء: إِذا ترك عَن مَكَانَهُ وَلم يبرحه؛ وَمِنْه قيل: ليلٌ زائل النُّجُوم، إِذا وصف بالطول؛ أَي: تلوح نجومه وَلَا تغيب. وَقَالَ الشَّاعِر: ولي مِنْك أَيَّام إِذا شحط النَّوَى طوال وليلاة نزُول نجومها أَي: تلمع وَلَا تغيب. وَقَول الشَّاعِر: وَلَا مَال إِلَّا زائل وشريم أَرَادَ بالزائل: الْوَحْش. والشريم: الْقوس يصيد بهَا. وَيُقَال فلَان عوْز لوز؛ اتِّبَاع لَهُ. وَيُقَال: مَا زالَ يَفعل كَذَا وَكَذَا، وَلَا يزَال يَفعَل كَذَا، كَقَوْلِك: مَا بَرح وَمَا فَتِىء وَمَا انفَكّ، ومضارِعُه لَا يَزال، وَلَا يُتكلّم بِهِ إِلَّا بحرفِ نفيٍ. قَالَ ابْن كيسَان: لَيْسَ يُرَاد بِمَا زَالَ وَلَا يزَال الْفِعْل من زَالَ يَزُول إِذا انْصَرف من حَال إِلَى حَال، وزَال من مَكَانَهُ، وَلَكِن يُرَاد بهما مُلَازمَة الشَّيْء والحالُ الدائمة. وَأما زالَ يَزيل فَإِن سَلمَة روى عَن الفرّاء أَنه قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: {فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ} (يُونُس: 28) قَالَ: لَيست من زُلْتُ، وَإِنَّمَا هِيَ من زِلْتُ الشيءَ فَأَنا أَزِيله: إِذا فَرّقْتَ

باب الزاي والنون

ذَا مِن ذَا. وأبنت ذَا من ذَا، كَقَوْلِك: مِزْ ذَا من ذَا. وَقَرَأَ بعضُهم: {فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ} (يُونُس: 28) ، أَي: فرّقنا، وَهُوَ مِن زالَ يَزُول، وأَزلْتُه أَنا. قلت: وَهَذَا غلط مِنْهُ، وَلم يُميز بَين زَالَ يَزُول وزالَ يَزِيل، كَمَا مَيّز بَينهمَا الفرّاء. وَكَانَ القُتَيبيّ ذَا بَيان عَذْب، إلاّ أَنه منحوسُ الحظّ من النّحو والصّرف ومقايِسهما؛ وَأما قولُ ذِي الرّمة: وبَيْضَاءَ لَا تَنْحاشُ مِنّا وأُمُّها إِذا مَا رأتْنا زِيلَ مِنّا زَوِيلُها فَإِنَّهُ أَرَادَ بالبيضاء بيضةَ النعامة: (لَا تَنحاشُ منّا) ، أَي: لَا تَنفِر منّا، لأنّ الْبَيْضَة لَا حَراكَ لَهَا، وأمُّ البيضةِ: النّعامةُ الّتي باضَتْها إِذا رأَتْنا ذُعِرَتْ منّا وجَفَلَتْ نافرةً، وَذَلِكَ معنى قَوْله: زِيلَ منّا زَوِيلُها وَأما قَول الْأَعْشَى: هَذَا النهارُ بدَا لَها من هَمِّها مَا بالُها باللّيل زالَ زَوالَها قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عُبيدة: قَالَ أَبُو عَمْرو بنُ العَلاء: إِنَّمَا هُوَ مَا بالُها باللّيل زَالَ زَوالُها، بِالضَّمِّ؛ وَتقول: هَذَا إقواء، وَرَوَاهُ غيرُه بالنَّصْب على معنى زَالَ عَنْهَا طَيْفُها باللّيل كزَوالِها هِيَ بالنّهار. وَقَالَ أَبُو بكر: زَالَ زَوَالهَا؛ أَزَال الله زوالَها. وَقَالَ أَبُو العبّاس أحمدُ بن يحيى فِي قَوْله: (زالَ زَوالَها) تقديرُه: زالَ خَيالُها؛ أَي: زَالَ خيالها حِين تَزُولُ فَنَصب زوالَها فِي قَوْله على الْوَقْت. وَمذهب المحلّ. وَيُقَال: ركوبي ركوبَ الْأَمِير، أَي: وَقت ركُوب الْأَمِير، والمصادر المؤقتة تجْرِي مجْرى الْأَوْقَات. وَيُقَال: ألْقى عبد الله خروجَه من منزله، أَي: وَقت خُرُوجه من منزله. قَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: أَزَال الله زوالَه، وزَالَ زَوالَه: إِذا دعى عَلَيْهِ بِالْهَلَاكِ. وَحكى زيل زوالُه وَيُقَال: زَالَ الشَّيْء من الشَّيْء يَزيله زيلاً: إِذا مازه. وزِلته فَلم يزل قلت: وَهَذَا يُحَقّق مَا قَالَه أَبُو بكر فِي قَوْله: زَالَ زَوَالهَا، أَنه بِمَعْنى أَزَال الله زَوَالهَا. أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: زلت الشَّيْء وأزلته، هَكَذَا رَوَاهُ فِي الْأَمْثِلَة. وَرُوِيَ عَن عليّ كرم الله وجهَه أَنه ذَكَر المهديَّ من وَلد الحُسَين فَقَالَ: وَأَنه يكون: أزْيَلَ الفَخِذين، أَرَادَ أنّه مُتزايِل الفخذين وَهُوَ الزَّيْل بِمَعْنى التَّزَيُّل. (بَاب الزَّاي وَالنُّون) ز ن (وَا يء) زين زون زني زنأ وزن نزا نزأ نوز: (مستعملة) . زين: الزَّيْن: نقيضُ الشَّين، وسمعتُ صبيّاً من بني عُقَيل يَقُول لصبيّ آخَر: وجهِي زَيْن ووجهُك شَيْن، أَرَادَ أَنه صَبيح

الْوَجْه، وَأَن الآخر قبيحُه، وَالتَّقْدِير: وجهِي ذُو زَيْن، ووجهُك ذُو شَيْن، فنعتهما بالمَصْدَر، كَمَا يُقَال: رجلٌ صَوْم وعَدْل، أَي: ذُو عَدْل. وَقَالَ اللّيث: زانَه الحُسُن يَزِينه زيناً. وازدانت الأرضُ بنباتها ازدِياناً، وازَّيّنَتْ وتَزَيّنَتْ، أَي: حَسُنت وبَهُجَتْ. قَالَ: والزِّينة اسمٌ جامعٌ لكلّ شَيْء يُتَزيَّن بِهِ. (زون) : قَالَ: والزُّون موضعٌ تُجمَع فِيهِ الْأَصْنَام وتُنصَب، وَقَالَ رؤبة: وَهْنانة كالزُّون يُجْلى صَنَمُهْ وَقَالَ غَيره: كلُّ مَا عُبِد من دون الله فَهُوَ زُون وزُور. نقلت عَن مُحَمَّد بن حبيب قَالَت أعرابية لِابْنِ الْأَعرَابِي: إِنَّك تَزونُنا إِذا طلعت كَأَنَّك هِلَال فِي قثمان. قَالَ: تَزوننا وتَزينُنا وَاحِد. وَقَالَ اللَّيْث: رجلٌ زَوَن وَامْرَأَة زِونّةٌ إِذا كَانَا قَصِيرين وَقد قَالَه غَيره. وأخبَرَني المنذريُّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الزَّوَنْزسي: الرجلُ ذُو الأبّهة والكِبْر؛ والزَّوَنَّكُ: المُخْتالُ فِي مِشْيَته، النّاظرُ فِي عِطْفَيه، يُرى أَن عندَه خيرا وَلَيْسَ عِنْده ذَاك. قلتُ: وَقد شدّده بعضُهم فَقَالَ: رجلٌ زَوَنّكٌ، والأصْل فِيهِ الزَّوَنُّ فزيدت الْكَاف وَترك التَّشْدِيد. ورَوَى أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الزُّوَنَةُ: المرأةُ الْعَاقِلَة، والزِّوَنّة: الْمَرْأَة القصيرة. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: فِي الطَّعَام زُوَان وزُؤان وزِوان: وَهُوَ الزريُّ مِنْهُ الّذي يُرمَى بِهِ. وَقَالَ اللّيث: الزُّوَان: حَبٌّ يكون فِي الحِنْطَة يسمِّيه أهلُ الشَّام الشَّيْلَم، الْوَاحِدَة زُوَانةٌ. ورَوَى سلمةُ عَن الفرّاء أَنه قَالَ: الأزناء: الشَّيْلَم. قلت: وَلَا أَدْرِي لم جمعه أزناء. وزن: قَالَ الله جلّ وعزّ: {فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً} (الْكَهْف: 105) . قَالَ أَبُو العبّاس: قَالَ ابْن الأعرابيّ: العَرَب تَقول: مَا لِفلان عندنَا وَزْن، أَي: قَدْرٌ لخِسّته. وَقَالَ غيرُه: مَعْنَاهُ: خِفّة موازِينهم من الحَسنات. وَيُقَال: وَزَن فلانٌ الدراهمَ وَزْناً بالمِيزان، وَإِذا كالَ فقد وَزَنه أَيْضا. وَيُقَال: وزنَ الشيءَ إِذا قَدَّره، ووَزَن ثمرَ النّخل إِذا خَرَصه. وأخبَرَني ابْن منيع عَن عليّ بن الْجَعْد عَن شُعبَة عَن عَمْرو بن مرّة عَن أبي البَخْتَريّ قَالَ: سَأَلت ابنَ عبّاس عَن السلَف فِي النَّخْل فَقَالَ: نَهَى رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن بيع النَّخل حَتَّى يُؤكل مِنْهُ وحتّى يُوزَن. قلتُ: وَمَا يُوزَن؟ فَقَالَ رجلٌ عندَه: حتّى يَحْزَر.

قلتُ: جَعَل الحَزْرَ وَزْناً، لأنّه خَرْصٌ وَتَقْدِير. وَقَالَ اللَّيْث: الوَزْن ثَقْلُ شيءٍ بِشَيْء مِثله، كأوزان الدّراهم، ومِثلُه الرَّزْن. قلتُ: ورأيتُ العَرَب يسمُّون الأوزانَ الّتي يُوزَن بهَا التّمر وَغَيره الّتي سُوّيتْ من الْحِجَارَة كالأمْناء وَمَا أشبَهَها: الموازين، وَاحِدهَا ميزَان، وَهُوَ المَثاقيل وَاحِدهَا مِثْقال، وَيُقَال للآلهة الّتي يُوزَن بهَا الْأَشْيَاء: مِيزان أَيْضا، وجمعُه الموازين. وجائزٌ أَن يُقَال للميزان الْوَاحِد بأوزانِه وجميعِ آلَتِهِ: المَوازين؛ قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} (الْأَنْبِيَاء: 47) ، يُرِيد: نَضَع الميزانَ ذَا القِسْطِ. وَقَالَ جلّ وعزّ: {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَائِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (الْأَعْرَاف: 8) . أَرَادَ، وَالله أعلم: فَمن ثَقلتْ أعمالُه الَّتي هِيَ حَسناتُه. وَقَالَ الزجّاج: اختَلفت الناسُ فِي ذكر الْمِيزَان يومَ الْقِيَامَة، فجَاء فِي بعض التّفسير أنّه ميزَان لَهُ كِفّتان، وأنّ الْمِيزَان أُنزِل فِي الدّنيا ليتَعامَل النَّاس بالعَدْل وتُوْزَنَ بِهِ الْأَعْمَال. وَقَالَ بعضُهم: المِيزان: العدلُ، وَذهب إِلَى قَوْلهم، هَذَا فِي وزن هَذَا، وَإِن لم يكن مِمَّا يُوزن، وتأويله أَنه قد قَامَ فِي النَّفس مُسَاوِيا لغيره؛ كَمَا يقوم الْوَزْن فِي مرْآة الْعين. قَالَ بَعضهم: الْمِيزَان: الكتابُ الّذي فِيهِ أعمالُ الخَلْق. هَذَا كلُّه فِي بَاب اللُّغَة، والاحتجاجُ سائغٌ، إلاّ أَن الأوْلى من هَذَا أَن يُتَّبعَ مَا جَاءَ بِالْأَسَانِيدِ الصِّحاح، فَإِن جَاءَ فِي الخَبَر أنّه مِيزانٌ لَهُ كِفَّتان من حَيْثُ يَنقُل أهلُ الثّقة، فَيَنْبَغِي أَن يُقبَل ذَلِك. وَقد رُوِي عَن جُوَيْبِر عَن الضَّحاك أنّ الْمِيزَان العَدْلُ، وَالله أعلم، بحقيقةِ ذَلِك. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: امرأةٌ مَوْزُونة: قصيرةٌ عاقلةٌ. قَالَ: والوَزْنة: المرأةُ القصيرة. وَقَالَ اللَّيْث: جَارِيَة مَوْزونة: فِيهَا قِصَر. قَالَ: والوَزِين: الحَنظَل المطحون، وَكَانَت العَرَب تتَّخذ طَعَاما من هِبِيد الحَنظَل يَبلُونه، بِاللَّبنِ فيأكلونه، يسمُّونه الوَزِين؛ وأَنشَد: إِذا قَلَّ العُثَانُ وصارَ يَوْمًا خَبيئةَ بيتِ ذِي الشرفِ الوَزِين أَي: صَار الوزين يَوْمًا خبيئة بِبَيْت ذِي الشّرف. ورجلٌ وَزِينُ الرأيِ، وَقد وَزُنَ وَزانةً: إِذا كَانَ متثبِّتاً. وَقَالَ أَبُو سَعيد: أَوْزَنَ فلانٌ نفسَه على الْأَمر وأَوْزَمَها: إِذا وطّن نفسَه عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو زيد: أكلَ فلانٌ وَزْمة ووَزْنَةً، أَي: وَجْبةً؛ وَقَالَهُ أَبُو عَمْرو. وَيُقَال: وَزَنْتُ فلَانا شَيْئا، وَوَزَنْتُ لَهُ شَيْئا

ً بِمَعْنى وَاحِد، قَالَ الله: {يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} (المطففين: 3) ، الْمَعْنى: إِذا كالُوا لَهُم أَو وَزَنوا لَهُم. نزا: قَالَ اللَّيْث: النَّزْوُ: الوَثَبان، وَمِنْه نَزْوَ التّيْس وَلَا يُقَال إلاّ للشّاة والدّواب وَالْبَقر فِي معنى السِّفاد. وَقَالَ الفرّاء: الإنزاء: حَرَكات التّيُوس عِنْد السِّغاد، رَوَاهُ سَلمَة عَنهُ. أَبُو بكر: يُقَال للفحل: إِنَّه لكبير النزاء، أَي: النزو. وَقَالَ: وَحكى الْكسَائي: النزاء بِالْكَسْرِ قَالَ: والهُذَاء من الهذيان بِضَم الْهَاء. وَقَالَ اللَّيْث: النَّازِيةُ: حِدَّةُ الرجل المتَنَزِّي إِلَى الشرّ، وَهِي النَّوازِي. وَيُقَال: إِن قلبَه ليَنْزُو إِلَى كَذَا، أَي: ينْزع إِلَيْهِ. قَالَ: وقَصْعةٌ نازِية القَعْرِ، أَي: قَعيرة، وَإِذا لم تُسَمِّ قعرَها قلتَ: هِيَ نَزِيةٌ أَي قَعيرة. والنزَاءُ: هُوَ النزَوان فِي الوَثْب. أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ: وقَع فِي الغَنَم نُزاء ونُقازٌ وهما مَعًا داءٌ يَأْخُذهَا فتَنْزُو مِنْهُ وتَنقُزُ حتّى تَمُوت. وَيُقَال: نزا الطعامُ يَنْزُو: إِذا غَلاَ سِعْرُه. وَفِي حَدِيث أبي عَامر الأشعريّ أَنه كَانَ فِي وقْعَة هَوَازنَ رُمِيَ بَهْمٌ فِي رُكبتيه فنُزيَ مِنْهُ فَمَاتَ، معناهُ: أنَّه نزِف مِنْهُ بِكثرةِ مَا سالَ من دَمِه. وَيُقَال: نزِيَ ونزِف، وأصابتهُ جراحةٌ فنُزِيَ مِنْهَا وَمَات. نزأ: أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: ونَزأْت عَلَيْهِ، عَمَلت عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو زيد: نَزَأْتُ بَين الْقَوْم أنْزَأ نَزْأً: إِذا أفسَدْتَ بَينهم، وَكَذَلِكَ نَزَغتُ بَينهم. ابْن بُزُرج قَالَ: الْوَاحِد من النزآت نَزأة، فعلة مَفْتُوحَة الْفَاء خَفِيفَة، وَهِي الْحَاجة تنزأ؛ أَي: تطرأ على صَاحبهَا وَهُوَ عَاقل، وَهُوَ مَهْمُوز. زني (زنأ) : يُقَال: زَنيَ الزّاني يَزنِي زِناً، مقصورٌ، وزِناءً مَمْدُود. وَقَالَ الفرّاء فِي (كتاب المصادر) : هُوَ لغَيّةٍ ولِزَنْيَةٍ، وَهُوَ لغَيْرِ رَشْدة، كلُّه بِالْفَتْح. قَالَ: وَقَالَ الكسائيّ: ويجوزُ رَشْدة ورِشْدة بِالْكَسْرِ وَالْفَتْح، فَأَما غَيَّة فَهُوَ بِالْفَتْح لَا غير. وَمن أمثالهم: (لَا حِصْنُها حِصْنٌ وَلَا الزِّنا زِنا) . قَالَ أَبُو زيد: يضْرب مثلا للَّذي يَكُفّ عَن الْخَيْر ثمَّ يُفرِّط فِيهِ، أَو الّذي يَكُفّ عَن الشَّرّ ثمَّ يفرّط فِيهِ وَلَا يَدوم على طريقةٍ وَاحِدَة. وَقَالَ زيد بن كُثوة: الزِّنْءُ: الزُّنُوّ فِي الجَبَل. وَقَالَ ابْن السكّيت: يُقَال زَنَأ عَلَيْهِ: إِذا ضَيّق عَلَيْهِ؛ مثقّلة مَهْمُوزَة. والزّناءُ: الضيِّق. وأنشَدَني ابْن الْأَعرَابِي: لَا هُمَّ إنَّ الحارِثَ بنَ جَبَلَةَ زَنَّى على أَبِيه ثمَّ قَتَلَهْ

ورَكِبَ الشادِخةَ المُحَجَّلةَ قَالَ: وَكَانَ أصلُه زَنَّا على أَبِيه بِالْهَمْز، للضَّرورة. وَقد زَنّاه من التزنِية، أَي: قَذَفه. قَالَ: وَيُقَال: زَنَأَ فِي الجَبَل يَزْنَأُ زَنْأً: إِذا صَعِد فِيهِ. وَقَالَت امرأةٌ من الْعَرَب: أشْبِه أَبَا أمِّكَ أَو أشبهْ حَمَلْ وارقَ إِلَى الْخيرَات زَنْأً فِي الجَبَلْ أَبُو عُبيد عَن أبي عَمْرو: الزَّناء، مَمْدُود: القَصِير، وَقَالَ ابْن مقبل: وتولِجُ فِي الظِّل الزَّناء رُؤُوسَها وتحسبها هِيماً وهُنّ صَحائحُ ورُوِي عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّه نَهَى أَن يصلِّيَ الرجُل وَهُوَ زَنَاء. قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ الكسائيّ: الزّناءُ هُوَ الحاقِن بَوْلَه، يُقَال مِنْهُ قد زَنأَ بَوْلَه يَزْنَأُ زُنُوءاً إِذا احتَقَن. وأَزْنَأ الرجُل بَوْلَه إزْناءً: إِذا حَقَنَه. قَالَ أَبُو عُبيد: هُوَ الزَّناء مَمْدُود، وأصلُه الضيّق، وكلُّ شَيْء ضَيِّق فَهُوَ زَناء، وَقَالَ الأخطلُ يذكر القَبر: وَإِذا قذِفْتُ إِلَى زنَاءٍ قَعْرُها غَبراءَ مُظْلِمةٍ مِن الأَحْفارِ وَقَالَ: وكأنّ الحاقِنَ سمِّي زَنَاءً لأنّ البولَ يَحتقِن فيُضيِّق عَلَيْهِ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: زَنأْتُ إِلَى الشَّيْء: دَنَوْت. وَقَالَ الفرّاء: زَنَأَ فلانٌ للخمسين إِذا دَنَا لَهَا. وَقَالَ أَبُو زيد: زَنَأَ إِلَيْهِ يَزْنَأ: إِذا لَجَأَ إِلَيْهِ، وأَزْنَأْتُه: ألجأتُه. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: زنأتُ إِلَى الشَّيء: دَنَوْت مِنْهُ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: يُقَال للسِّقَاء: الّذي لَيْسَ بضخمٍ آدِيٌ، فَإِذا كَانَ صَغِيرا فَهُوَ نزىء مَهْمُوز. وَقَالَ: النَّزِيّةُ بِغَيْر همز: مَا فاجَأَك من مَطَر أَو سوقٍ أَو أَمْرٍ، وَأنْشد: وَفِي العارِضِين المُصْعِدين نَزِيّةٌ من الشَّوْقِ مَجْتُوبٌ بِهِ القَلبُ أَجْمَعُ سَلمَة: قَالَت الدُّبَيْرِيّة: الزَّانُ: التُّخمة، وأنشدت: مُصَحَّحٌ لَيْسَ يَشْكو الزانَ خَشْلَتُه وَلَا يُخافُ على أمعائه العَرَبُ وَيُقَال: رمح يَزَنّي وأَزني، مَنسوبٌ إِلَى ذِي يَزَن، أحد مُلُوك الأَزواءِ من الْيمن. وَبَعْضهمْ يَهمِزُ فَيَقُول: رُمْح يَزْدَنِيّ وأَزْأَنِيّ، ذكره ابْن السكّيت. نوز: شَمر عَن القَعْنَبيّ عَن حِزام بن هِشَام عَن أَبِيه قَالَ: رأيتُ عمرَ أَتَاهُ رجلٌ بالمصلَّى عامَ الرَّمادة من مُزينة فَشَكا إِلَيْهِ سوءَ الْحَال، وإشراف عيالِه على الْهَلَاك، فَأعْطَاهُ ثَلَاثَة أنْبَابٍ جزائر، وَجعل عَلَيْهِنَّ

باب الزاي والفاء

غَرائر فيهنّ رِزَمٌ من دَقِيق، ثمَّ قَالَ لَهُ: سِرْ، فَإِذا قدمْتَ فانحرْ نَاقةً فأطعمهم بوَدكِها ودقيقها، وَلَا تُكثر إِطعامهم فِي أوَّل مَا تُطعمهم ونَوِّزْ ثمَّ لَبِثَ حينا، فَإِذا هُوَ بالشيخ المُزَنَّى فسأَله، فَقَالَ: فعلتُ مَا أَمرتني بِهِ، وأتَى اللَّهُ بالحيَا، فبعْتُ الناقتين، واشتريتُ للعيال صُبّةً من الْغنم، فَهِيَ تروح عَلَيْهِم. قَالَ شمر: قَالَ القَعْنَبِيُّ: قَوْله: نَوِّزْ، أَي: قَللْ. قَالَ شمر: وَلم أسمعْ هَذِه الْكَلِمَة إلاَّ لَهُ. (بَاب الزَّاي وَالْفَاء) ز ف (وَا يء) زوف وزف زيف زفي فوز أزف وفز أفز (زأف) . زوف: قَالَ اللَّيْث: الزَّوْف، يُقَال: إِن الغِلمان يتزاوَفون، وَهُوَ أَن يجيءَ أحدُهم إِلَى رُكن الدّكان فَيَضَع يَده على حرفه ثمَّ يزُوف زَوْفَةً فيستقلّ من مَوْضِعه ويدور حواليْ ذَلِك الدكّان فِي الْهَوَاء حَتَّى يعودَ إِلَى مَكَانَهُ، وَإِنَّمَا يتعلمون بذلك الخفّة للفُروسية. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الزَّوفُ: زَوْفُ الْحَمَامَة: إِذا نَشَرَتْ جناحيها وذنبها عَلَى الأَرْض. وَكَذَلِكَ زَوْف الْإِنْسَان إِذا مَشى مسترخِيَ الْأَعْضَاء. وزف (زيف) : قَالَ: وزفْتُه وَزفاً: إِذا استعجَلْتَه. وَقَالَ اللَّيْث: قرىء: (فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُون) (الصافات: 94) ، بتَخْفِيف الْفَاء، من وَزَفَ يَزِف: إِذا أسْرع، مثل: زَفّ يَزِفُّ. قَالَ الفرّاء: لَا أعرف وَزَف فِي كَلَام الْعَرَب، وَقد قرىء بِهِ. وَزعم الكسائيُّ أَنه لَا يعرفهَا. وَقَالَ الزّجاج: عرف غيرُ الفرّاء: (يَزفُون) بِالتَّخْفِيفِ بِمَعْنى يُسْرِعون، وَقَالَ: هِيَ صَحِيحَة. وروى أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال: وزَفَ وأَوْزَفَ ووَزَّفَ: إِذا أَسرع. وَقَالَ غَيره: التّوازُف: المُنَاهَدة فِي النّفقات، يُقَال: توازَفوا بَينهم، وَأنْشد: عِظَامُ الجِفانِ بالعَشِيّة والضُّحا مَشاييطُ للأبْدَانِ عِنْد التَّوَازف وَأما زافَ يَزِيف، فَإِنَّهُ يُقَال للجمَل هُوَ يَزِيف فِي مشيَتِه زيفاناً وَهِي سُرْعةٌ فِي تَمَايل؛ وأَنشد: أَنْكَبُ زَيافٌ وَمَا فِيهِ نكَبْ وَالْمَرْأَة تَزِيف فِي مِشْيتها كأنّها تَستدِير. والحمامةُ تَزِيف عِنْد الحَمامِ الذَّكَر إِذا تمشّت بَين يَدَيْهِ مُدلِة. والزَّيف من حنقه الدَّرَاهِم، وَيُقَال: زافَتْ عَلَيْهِ دَرَاهِمُه، وَهِي تَزِيف، أَي: صارتْ مَرْدُودَة الغِشِّ فِيهَا، وَقد زُيِّفَتْ: إِذا رُدّت. ورُوِي عَن عُمَر أَنه قَالَ: من زافَتْ عَلَيْهِ

دراهمهُ فليأتِ بهَا السُّوق وليشترِ بهَا سَحْقَ ثوب، وَلَا يُحالِف الناسَ عَلَيْهَا أنّها جِيَاد. وَقَالَ اللّحياني: يُقَال: زَافَ الدِّرهمُ والقَوْلُ يَزِيف، وَهُوَ زَيْف وزأيف، وزِفْتُه أَنا وزَيّفْته. قَالَ: وزفتُ الحائطَ: إِذا قفزته. وَقَول عدي بن زيد: تركوني لَدَى قُصُور وأعرا ض لقُصُور لزيفهن مراقي الزيف: شُرَف الْقُصُور واحدتها زيفة: سميت بذلك لِأَن الْحمام يزيف عَلَيْهَا من شرفة إِلَى شرفة. (أفز) : عَمْرو عَن أَبِيه: الأفْزُ بالزاي: الوَثْبة بالعَجَلة. والأفْرُ بالراء: العَدْو، يُقَال: أَفَرَ يأْفِرُ والأبْزُ مِثْل الأفْر. وفز: قَالَ اللَّيْث: الوَفَزةَ: أَن تَرَى الْإِنْسَان مستوفِزاً، قد استقلّ على رِجْليه، وَلما يستوِ قَائِما، وَقد تهَيَّأ للأفْز والوُثُوب والمُضِيِّ يُقَال لَهُ: اطمئِنّ فإنّي أراكَ مستوفِزاً. قلتُ: والعَرَب تَقول: فلانٌ على أوْفازٍ وعَلى وَفْزٍ، أَي: على حَدِّ عَجَلة. وَقَالَ أَبُو مُعَاذ: المستوفِز: الّذي قد رَفَع أليَتَه ووَضع رُكبتيه، قَالَه فِي تفسيرِ قَوْله: {الْمُبْطِلُونَ وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ} (الجاثية: 28) . قَالَ مُجَاهِد: على الرُّكَب مستَوْفِزين. قَالَ أَبُو بكر: الوَفْز: أَلا يطمئن فِي قعوده؛ يُقَال: قعد على أوفاز من الأَرْض، ووِفاز، وأَنشد: أَسُوق عيْراً مائلَ الجَهاز صَعْباً يُنزيّني على أوفاز فوز: قَالَ اللَّيْث: الفَوْز: الظَّفَر بالخَيْر، والنَّجاة من الشرّ، يُقَال: فازَ بالخَيْر، وفاز من الْعَذَاب. . وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ} (آل عمرَان: 188) . قَالَ الْفراء: مَعْنَاهُ بِبَعِيد من الْعَذَاب. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: بمَنجاة، قَالَ: وأصلُ المفَازة مَهلَكة فتفاءَلوا. وَقَالَ: فازَ إِذا لَقِي مَا يَغتبِط بِهِ، وتأويلُه: التباعُد من المكْروه. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: فَوَّزَ الرجلُ: إِذا رَكِب المَفَازَة. وفَوَّز: إِذا مَاتَ، وأَنشَد: فَوَّزَ مِن قُراقِرٍ إِلَى سُوَى خَمْساً إِذا مَا ركب الجَيْشَ بَكَى وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: سُمِّيت الفَلاةُ مفَازةً لأنَّ مَن خَرَج مِنْهَا وقطَعَها فَازَ. وَيُقَال: فاوَزْتُ بينَ القومِ وفارَضْتُ بِمَعْنى وَاحِد. ثَعْلَب عَن الْأَعرَابِي: سميت الْمَفَازَة من فوَّز الرجل إِذا مَاتَ، يُقَال: فوَّز إِذا مضى.

وَقَالَ ابْن شُمَيْل: المفَازة: الفَلاة الَّتِي لَا ماءَ فِيهَا، وَإِذا كَانَت لَيْلَتَيْنِ لَا ماءَ فِيهَا فَهِيَ مَفَازة، وَمَا زَاد على ذَلِك كَذَلِك، وَأما اللَّيْلَة وَالْيَوْم فَلَا تُعَدُّ مفَازة. وَقَالَ أَبُو زيد: المفَازةُ والفَلاةُ: إِذا كَانَ بَين الماءَين رِيْع من وِرْدِ الْإِبِل وغِبٌّ مِن وِرْدِ سائرِ الْمَاشِيَة وَهِي الفَيْفَاةُ وَلم يعرف الفَيْف. وَقَالَ اللَّيْث: فَوّزَ الرجلُ تفويزاً: إِذا رَكِب المفَازةَ ومَضى فِيهَا. وَيُقَال للرّجل إِذا مَاتَ: قد فَوَّز، أَي: صَار فِي مَفازةٍ مَا بَين الدُّنْيَا وَالْآخِرَة من البَرْزخ الْمَمْدُود. قَالَ: وَإِذا تَسَاهَم القومُ على المَيْسر فكُلّ مَا خَرَج قِدْحُ رجلٍ قيل: قد فَازَ فَوْزاً، وَقَالَ الطِّرِمّاح: وَابْن سَبِيلٍ قَرَيْتُهُ أُصُلاً مِنْ فَوْزِ قِدْحٍ منسوبةٍ تُلُدهْ قَالَ: والفَازةُ من أبنية الحِزَق وغيرِها تُبنى فِي العساكر. زأف: أَبُو عُبيد عَن الْكسَائي: موْتٌ زُؤافٌ وزؤام. وَقد أَزأَفْتُ عَلَيْهِ، أَي: أجهَزْتُ عَلَيْهِ وأزأمْتُه على الشَّيْء: إِذا أكرهتَه. زفي: قَالَ اللَّيْث: الرِّيحُ تَزْفِي الغُبارَ والسّحابَ وكلَّ شَيْء: إِذا رَفَعَتْه وطرَدَتْه على وَجْهِ الأَرْض، كَمَا تَزفِي الأمواجُ السفينةَ. وَقَالَ العجّاج: يَزْفيه والمُفَزّعُ المَزْفِيُّ من الجَنُوبِ سَنَنٌ رَمْلِيُّ وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: الزَّفَيان ميزانُه فعَيال فينصرِف فِي حالَيه، مِن زفَن: إِذا نَزَا. قَالَ: وَإِذا أخذتَه من الزَّفْيِ وَهُوَ تَحْرِيك الرِّيح للقصب والتّراب فاصرِفْه فِي النَّكرة وامنْعه الصَّرْفَ فِي الْمعرفَة، وَهُوَ فَعَلانُ حينئذٍ. وَيُقَال: زَفَى السَّرابُ الآلَ، وزَهَاه وحَزَاه: إِذا رفَعَه، وأنشَد: وتحتَ رَحْلي زفَيانٌ مَيْلَعُ قَالَ أَبُو سعيد: هُوَ يزفي بِنَفسِهِ، أَي: يجود بِنَفسِهِ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ أَزفَى: إِذا نَقَل شَيْئا من مكانٍ إِلَى مَكَان، وَمِنْه: أزفَيْتُ العَروسَ: إِذا نقَلْتَهَا من بيتِ أبوَيْها إِلَى بيتِ زَوجهَا. أزف: قَالَ اللَّيْث وغيرُه: كلّ شَيْء اقتربَ فقد أَزِف أَزفاً. وَقَالَ الله تَعَالَى: { (الاُْوْلَى أَزِفَتِ الاَْزِفَةُ} (النَّجْم: 57) ، أَي: دنَت الْقِيَامَة. قَالَ: والمتآزفُ: الْمَكَان الضيّق. والمتآزفْ: الخَطْوُ المتقارِبُ. أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: المتآزف: القصيرُ من الرّجال، وأَنشَد: فَتًى قُدَّ قَدَّ السَّيْفِ لَا مُتآزفٌ وَلَا رَهِلٌ لَبّاتُه وبآدِلُه

باب الزاي والباء

(بَاب الزَّاي وَالْبَاء) ز ب (وَا يء) زبي زوب بزِي بوز أزب أبز أزيب. أزب (أزيب) : سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: الإزبُ: الرجلُ الْقصير. وَقَالَ اللَّيْث: الإزبُ: الَّذِي تَدِق مَفاصِله يكون ضئيلاً فَلَا تكون زيادتُه فِي ألواحه وعظامِه، وَلَكِن تكون زيادتُه فِي بطنِه وسَفِلَتِه كَأَنَّهُ ضاوِيٌّ مُحْتَلٌ، وأنشدني أَبُو بكر الإياديّ بَيت الْأَعْشَى: ولَبُونِ مِعْزابٍ أَصبْتَ فأَصبحتْ غَرْثَى وآزبةٍ قَضبتَ عِقالَها (غَرْثَى) جمع غريث هَكَذَا رَوَاهُ لي (آزبة) بِالْبَاء. وَقَالَ: هِيَ الَّتِي تعَاف الماءَ وتَرفَع رأسَها. وَقَالَ الْمفضل: إبل آزبة، أَي: ضامِزَة بجرّتها لَا تَجترّ. وَرَوَاهُ أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: (وآزية) بِالْيَاءِ، وَقَالَ هِيَ: العَيُوفُ والقَذُور كَأَنَّهَا تَشرَب من الإزاء وَهُوَ مَصَبُّ الدَّلْو. وَيُقَال للسّنة الشَّدِيدَة: أزبة وأزمة بِمَعْنى وَاحِد. أَبُو عُبيد: الأزيب: الدَّعِي. وَأنْشد قَول الْأَعْشَى: وَمَا كنت قُلاًّ قبل ذَلِك أزيبا قَالَ: والزَّميم مثله. وَحدثنَا حاتمُ بن مَحْبوب قَالَ: حَدثنَا عبد الجبّار بن دِينَار، عَن يزِيد بن جُعل عَن عبد الرَّحْمَن بن الْعَلَاء عَن سُفْيَان عَن عَمْرو بن دِينَار (عَن يزِيد بن جعدبة، عَن عبد الرحمان) بن مِخْرَاق، عَن أبي ذَرّ أنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (إِن الله خَلَق فِي الجنّة رِيحاً بعد الرِّيح بسبعِ سِنينَ من دُونها بابٌ مُغْلَق فَالَّذِي يأتيكم من الرّيح مِمَّا يخرج من خِلال ذَلِك الْبَاب، وَلَو أَن ذَلِك الْبَاب فُتِح لأذرت مَا بينَ السماءِ وَالْأَرْض من شَيْء اسمُها عِنْد الله الأزيب، وَهُوَ فِيكُم الجَنُوب) . قَالَ شَمِر: أهل الْيمن وَمن يركب الْبَحْر فِيمَا بَين جُدة وعَدن يُسمّون الْجنُوب الأزيب لَا يعْرفُونَ لَهَا اسْما غَيره. وَذَلِكَ أَنَّهَا تعصف الرِّيَاح وتثير الْبَحْر حَتَّى تسوده وتقلب أَسْفَله فتجعله أَعْلَاهُ. قَالَ النَّضر: كل ريح شَدِيدَة ذاتُ أزيب،

وَإِنَّمَا زيْبُها شدتها. وروى أَحْمد بن يحيى عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الأزْيَب: القنفذُ والأزيب من أَسمَاء الشَّيْطَان. والأزيَب: الرِّيحُ الْجنُوب. والأزيبُ: النَّشاط. يُقَال: أَخذه الأزْيب. قَالَ: والأزيب: الدّاهية. قَالَ: وَقَالَ أَبُو المكارم: الأزيب: البُهْثَة، وَهُوَ وَلَد المُساعاة. وَقَالَ الْأَعْشَى: وَمَا كنتُ قَلاًّ قبل ذَلِك أَزيبَا عَمْرو عَن أَبِيه: الأزيب: النَّشيط. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للرجل الْقصير المتقارِب الخَطو: أَزيب. قَالَ: والأزيب: الجنوبُ، بلُغة هُذَيل. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : رجُل أزبَةٌ وقومٌ أزبٌ: إِذا كَانَ جَلْداً. ورجلٌ زَيبٌ أَيْضا. وَيُقَال: تزَيَّبَ لحمُه وتَزَيَّمَ: إِذا تكتَّلَ وَاجْتمعَ زيَماً زيَماً. بزِي: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: أخذتُ مِنْهُ بزْوَ كَذَا وَكَذَا، أَي: عِدْلَ ذَلِك وَنَحْو ذَلِك. قَالَ: والبازي يَبْزُو فِي تطاوُلِه وتأنُّسِه. قَالَ: والأبزَى والبَزْواء وَهُوَ الرجل الَّذِي فِي ظَهره انحناء عِنْد العَجُز فِي أصل القَطَن، ورُبما قيل: هُوَ أبزَى أبزخ كالعجوز البزواء والبزخاء الَّتِي إِذا مَشت كَأَنَّهَا راكعة، وَقد بزِيَتْ بزًى، وَأنْشد: بزْواءُ مُقْبِلةً بزخاءُ مُدبرَة كَأَن فَقْحَتَها زقٌّ بِهِ قارُ أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: البزْواء من النِّسَاء: الَّتِي تُخرج عجيزَتَها ليراها النَّاس. وَقَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ الْفراء الأبزي: الَّذِي قد خرج صدرُه وَدخل ظهرُه، وَقَالَ كُثَيِّر: من القوْم أَبْزَى مُنْحنٍ مُتَباطِن وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: التَّبزِّي: أَن يسْتَأْخر العَجُز ويستقدم الصَّدْر، رجُل أَبْزي، وامرأةٌ بزواء، وَأنْشد: فتبازتْ فتبازخْتُ لَهَا جلْسَة الجازر يَسْتَنْجِي الوترْ تبازتْ، أَي: رفعتْ مؤخّرها. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: البزي: الصَّلَف، والزَّبِيُّ: الغَضْبان. وَقَالَ اللَّيْث: أبزيت بفلان إِذا بطشتَ بِهِ وقهرْتَه، وَأنْشد: لَو كَانَ عَيْناكَ كَسيْل الرَّاوِيَهْ إِذا لأبزَيْتُ بِمن أَبزَى بِيَهْ أَبُو عُبيد: الإبزاء: أَن يرفَع الرَّجل مؤخِّره، يُقَال: أَبْزَى يَبزِي. وَأما قَول أبي طَالب يمدَح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كذبتُمْ وبيتِ الله يُبزَى محمدٌ وَلما نُطاعنْ دُونَه ونقاتلِ فَإِن شمر قَالَ: مَعْنَاهُ: يُقهَر ويُستذَلُ. والبزْو: الغَلبةُ والقَهْر، وَمِنْه سمِّي

الْبَازِي، قَالَه المؤرخ. وَقَالَ الجعديّ: فَمَا بَزِيتْ من عُصبَةٍ عامِرِيَّةٍ شهدْنا لَهَا حَتَّى تفوزَ وتغلِبَا أَي: غَلَبَتْ. زبي: أَبُو عُبيد عَن أَصْحَابه: زَبيْتُ الشَّيْء وأَزدَبَيْتُه: إِذا حَملته وزبْته مثله، وَأنْشد: أَهَمدانُ مَهْلاً لَا يُصبِّحْ بُيوتَكُمْ بجُرمكم حِمْل الدُّهَيْم وَمَا تزْبى يضْرب الدّهيم وَمَا تزبي مَثلاً للداهية الْعَظِيمَة إِذا تفاقمت. ابْن الْأَعرَابِي: الأُزبيُّ: الْعجب من السَّيْر والنشاط، وَأنْشد: أَرْأَمْتُهَا الأنساعَ قبل السقْبِ حَتَّى أَتَى أُزبيُّها بالأدْبِ أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي: الأزابيُّ: ضروبٌ مختلفةٌ من السّير. واحدُها أُزبي. وَقَالَ الأُمويّ: الأزبيّ: السُّرعة والنشاط فِي السّير. وَكتب عثمانُ إِلَى عليّ رَضِي الله عَنْهُمَا لما حُوصر: (أما بعد، فقد بلغ السَّيْلُ الزُّبَى، وجاوَز الحِزامُ الطُّبْيَيْن، فَإِذا أَتَاك كتابي هَذَا فأَقبلْ إليّ عَلَيّ كنتَ أم لي) . قَالَ أَبُو عُبيد: الزُّبْيَةُ: الرّابية لَا يعلوها الماءُ. الزَّبية أَيْضا بئرُ تُحفَر للأسد، وَهِي أَيْضا حُفَر النَّمْل والنملُ لَا تفعل ذَلِك إلاّ فِي مَوضِع مُرْتَفع. وَقَالَ اللَّيْث: الزُّبية: حُفرةٌ يتزبى فِيهَا الرجلُ للصَّيْد، وتحتفر للذئب فيُصطاد فِيهَا. وَقَوله: (بلغ السيلُ الزُّبا) يُضرَب مثلا لِلْأَمْرِ يَتفاقَم ويُجاوِز الحَدَّ حَتَّى لَا يُتلافَى. وَقَالَ اللَّيْث: الزّبيان: نهران فِي سافِلة الفُرات، وَرُبمَا سمّوْهما مَعَ مَا حَوَليْهما من الْأَنْهَار الزَّوَابي، وعامَّتُهم يحذفون مِنْهُ الْيَاء وَيَقُولُونَ: الزّاب، كَمَا يَقُولُونَ للبازي باز. وَقَالَ الْفراء: سُمّيت زبيَة الْأسد زبْيَةً لارتفاعها عَن المَسيل. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أَنْشدني المفضّل: يَا إِبلِي مَا ذَامُه فَتَيْبَيَهْ ماءٌ رَواءٌ وتَصِيٌّ حَوْلَيْه هَذَا بأَفْواهِك حَتَّى تأْبَيْهْ حَتَّى تُروحي أُصُلاً تزابَيْهْ تزابي العانةِ فوقَ الزّازيْه قَالَ: (تزابيه) : ترفَّعي عَنهُ تكبُّراً فَلَا تُريدِينه وَلَا تَعرِضين لَهُ لِأَنَّك قد سَمِنتِ. والتزابي أَيْضا: مِشْيةٌ فِيهَا تَمدُّدٌ وَبُطء، قَالَ رُؤبة: إِذا تزابى مِشية أزابيَا أَرَادَ الأزابيّ وَهُوَ النشاط. وَيُقَال: أَزبتْه أزْبَة أَزمَتْه أزمَة، أَي: سنة. زوب: سَلمَة عَن الْفراء: زاب يزوب: إِذا انسلّ هَرَباً.

باب الزاي والميم

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: زابَ: إِذا جرى. وسابَ: إِذا انْسَلَّ فِي خَفاء. ووَزبَ الشيءُ يزب وزُوباً: إِذا سالَ. بوز أبز: عَمْرو عَن أَبِيه: البَوْز: الزوَلان من مَوضِع إِلَى مَوضِع. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الأبُوز: القَفّاز من كلّ الْحَيَوَان، وَقد أَبَز يأبِزُ أَبْزاً فَهُوَ أَبُوز. وأَنشَد: يَا ربَّ أَبّاز من العُفْرِ صَدَعْ تَقَبَّضَ الذئبُ إِلَيْهِ فاجتَمعْ قَالَ: الأبّاز: القَفّاز. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: بَاز الرجلُ يَبُوز: إِذا زالَ من مَكَان إِلَى مكانٍ آمِناً. زأب: قَالَ اللّيث: الزَّأْب: أَن تَزْأَب شَيْئا فتحتمِله بمرّة وَاحِدَة. وازدَأَبَ الشيءَ: إِذا احتَمَله ازدئاباً. والازدئاب: الِاحْتِمَال. وزأَبْتُ القربةَ وزَعبتُها: وَهُوَ حَمْلكُها محتضِناً. أَبُو تُرَاب: قَالَ الْأَصْمَعِي: زأَبْتُ وقَأَبْتُ، أَي: شَرِبْتُ. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الزَّبازاة: القصيرة، وَقَالَهُ غَيره. (بَاب الزَّاي وَالْمِيم) ز م (وَا يء) وزم زيم مزي ميز موز زأم أزم: (مستعملة) . وزم: قَالَ اللَّيْث: الوَزم والوَزيم: دَسْتَجةٌ من بَقْل، وبعضُهم يَقُول وَزيمَة، وَيُقَال: البَزِيم أَيْضا. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: وزمه بفِيه: إِذا عَضّه عَضّةً خَفِيفَة. قَالَ: والوَزمة: الأكْلة فِي اليومِ إِلَى مِثلِها من الْغَد، وَكَذَلِكَ البَزمة. أَبُو عُبيد عَن الكسائيّ: فلانٌ يَأْكُل وَجْبة ووَزمَة. قَالَ: وَقَالَ الْفراء: وَكَذَلِكَ البَزْمة. ابْن الْأَعرَابِي: الوَزِيم: لَحمُ العَضَل، يُقَال: رجلٌ ذُو وزِيم: إِذا تَعضّل لحمُه واشتدّ، وَقَالَ الراجز: إنْ سَرَّك الرِّيُّ أَخا تَميمِ فاعجَلْ بعَبْدَيْن ذَوَيْ وزِيمِ بفارِسيّ وأخٍ للرُّومِ يَقُول: إِذا اختَلفَ لساناهما لم يَفهَم أحدُهما كلامَ صَاحبه، فَلم يَشْتغِلا عَن عَملِهما. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الجرَاد إِذا جُفِّف وَهُوَ مطبوخٌ فَهُوَ الوَزِيمة. وَقَالَ ابْن السكّيت: الوَزِيمة من الضِّباب: أَن يُطبخَ لحمُها ثمَّ يُيَبَّس ثمَّ يُدَقّ فيؤكل، وَهُوَ من الجَراد وَزِيمةٌ أَيْضا. أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ:

الوَزِيم: اللحمُ المقطَّع. والوَزِيم: الباقةُ من البَقْل. والوَزِيمة: الخُوصة. وَقَالَ ابْن دُريد: الوَزْم: جمْعُك الشيءَ القليلَ إِلَى مِثلِه. والوَزِيمُ: مَا يَبقَى من المَرَق ونحوِه فِي القِدْر. والوَزِيمُ: مَا تَجمَعُه العُقاب فِي وَكْرها من اللَّحْم. زيم: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: اللَّحْمُ يتزَيّم ويتزيَّبُ: إِذا صارَ زِيماً زِيماً، وَهُوَ شدّة اكتنازِه وانضمامُ بعضه إِلَى بعض. وَقَالَ سَلامَة بن جندَل يصف فرسا: رَقَاقُها ضَرِمٌ وجَرْيها خَذَم ولحمها زِيمٌ والبَطنُ مَقْبوبُ وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم فِي قَوْله: هَذَا أوانُ الشَّدِّ فاشتَدِّي زِيمْ قَالَ: زِيَمْ اسمُ فَرَس. قَالَ: والزِّيمُ: الْغَارة، كأنّه يخاطبها. والزِّيمُ: المتفرِّقة. سَلمَة عَن الفرّاء: لحمُه زِيم: وَهُوَ المتعَضِّل المتفرِّق. ومررتُ بمنازلَ زِيَم: متفرِّقة. قلتُ: كأنّ زِيما جمعُ زِيمة. ميز موز: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: مَاز الرجلُ: إِذا انتَقَل من مَكَان إِلَى مَكَان. وزامَ: إِذا ماتَ. والزَّويم: المجتمِع من كل شَيْء. وَقَالَ اللَّيْث وغيرُه: المَيْزُ: التمييزُ بَين الْأَشْيَاء، تَقول: مِزْتُ بعضَه من بعض فأناأَمِيزُه مَيْزاً، وَقد انمازَ بعضُه من بعض. وَيُقَال: امتاز القومُ: إِذا تنحَّى عِصابةٌ مِنْهُم نَاحيَة، وَكَذَلِكَ استمازوا. وَقَالَ الأخطل: فَإِن لَا تغيرها قُرَيْش بملكها يَكُنْ عَن قُرَيشٍ مُسْتَمازٌ ومَزْحَلُ وقرىء قَول الله: {حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} (آل عمرَان: 179) ، من ماز يمِيز. وَمن قَرَأَ: (حَتَّى يُميِّز) فَهُوَ من مَيَّز يُمَيِّز. وقولُه جلّ وعزّ: { (رَّبٍّ رَّحِيمٍ وَامْتَازُواْ الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ} (يس: 59) ، أَي: تميَّزوا. وَقَالَ اللّيث: إِذا أَرَادَ الرجلُ أَن يَضرِب عُنُقَ آخَرَ فَيَقُول: أَخْرِج رأسَك، فقد أَخطَأ حتّى يَقُول: مازِ رأسَك، أَو يَقُول: مازِ، وَيَسكُت، مَعْنَاهُ: مُدَّ رأسَك. قلت: لَا أعرِفُك مازِ رأسَكَ بِهَذَا الْمَعْنى، إِلَّا أَن يكون بِمَعْنى مايِزْ، فأخّر اليَاء، فَقَالَ: مازِ وسَقَطت الياءُ فِي الْأَمر. والمَوْز: مَعْرُوف، والواحدة مَوْزة. قَالَ اللَّيْث: ورجُلٌ متوزِّم: شديدُ الوَطء. زأم: سَلَمة عَن الفرّاء: الزُّؤامِيُّ: الرجلُ القَتَّال، من الزُّؤام وَهُوَ الْمَوْت. وَقَالَ أَبُو عُبيد: موتٌ زُؤامٌ مُجْهز. وَقَالَ اللّيث: زأمْتُ الرجُلَ: ذَعَرته. وَقد زَئِمَ وازْدَأم: إِذا فَزَع، ورجلٌ زَئِمٌ فَزِع، وَرجل مُزْدَئم، وَهُوَ غايةُ الذُّعر والفَزَع. الأصمعيّ: مَا سمعتُ لَهُ زَأْمة وَلَا زَجمة، أَي: صَوتا.

وَقَالَ ابْن شُمَيْل: زَئمْتُ الطعامَ زأْماً. قَالَ: والزَّأْمُ أَن يَملأ بطنَه. وَقد أَخذَ زأْمَتَه، أَي: حاجَتَه من الشِّبَع والرِّيّ، وَقد اشتَرَى بَنو فلانٍ زأْمَتَهم من الطّعام، أَي: مَا يكفيهم سَنَتهم. وزَئمْتُ الْيَوْم زأْمة، أَي: أَكَلْتُ أكلَةً. والزَّأْمُ: شِدّة الْأكل وأزْأَمْتُ الجُرحَ بدَمِه، أَي: غَمزْته حتْى لَزِقتْ جِلدتُه بدَمِه ويَبِس الدمُ عَلَيْهِ، وجُرْح مُزْأَم. قلتُ: هَكَذَا قَالَ ابْن شُمَيْل: أزأَمْتُ الجرحَ بالزّاي. وَقَالَ أَبُو زيد فِي (كتاب الْهَمْز) : أزْأمْتُ الجُرح: إِذا داويْتَه حَتَّى يَبرَأَ إِرآماً بالراء، والّذي قَالَه ابْن شُمَيْل بِمَعْنَاهُ الّذي ذهبَ إِلَيْهِ صَحِيح. وَقَالَ أَبُو زيد: أزأمْتُ الرجل على أمرٍ لم يكن من شَأْنه إزءاماً: إِذا أكرَهْتَه عَلَيْهِ. قلتُ: وكأنّ أزأَمَ الجُرحَ فِي قَول ابْن شُمَيْل مِن هَذَا أَخذ. قَالَ النَّضر: زأَمه القُرّ، وَهُوَ أَن يمْلَأ جَوْفه حَتَّى يرعُد مِنْهُ وَيَأْخُذهُ لذَلِك قِلٌّ وقِفة أَي: رعدة. وَمَوْت زؤام: سريع مجهز. وَمَا عصيتُه زأْمةً وَلَا وَشْمةً. يَعْقُوب: أزأمته على الْأَمر، أَي: أكرهته عَلَيْهِ. وأظأرته بِمَعْنَاهُ. أزم: قَالَ اللَّيْث: أَزمْتُ يدَ الرجلِ آزِمُها أَزماً: وَهُوَ أَشدُّ العَضّ. وَيَقُول: أَزم علينا الدهرُ يأزم أَزماً: إِذا مَا اشتدّ وقلّ خَيره. وأزم علينا عيشنا يأزم أزماً إزاماً: اشْتَدَّ. قَالَ: وأَزمْتُ الحبلَ آزمُه أَزْماً: إِذا فَتَلْتَه، والأَزمُ: ضربٌ من الضَّفْر، وَهُوَ الفَتْل. وَقَالَ اللّيث: سَنةٌ أزمة وأَزوم. وَقَالَ: أزمْتُ العِنان أَزماً: إِذا أحكمْتَ ضَفْرَهُ، وَهُوَ مأزوم. والأزمُ: شِدّة العَضّ بالأنْياب، والأنْياب هِيَ الأوازم. والأزمُ: الجَدْبُ والمَحْل. والأزمُ: إغلاقُ البابِ. وسُئِل الحارثُ بن كَلْدة عَن الطبّ فَقَالَ: هُوَ الأَزْم، وفسّره الناسُ أنّه الْحَميَة والإمساكُ عَن الاستكثار من الطَّعَام. وَقَالَ الأصمعيّ: قَالَ عِيسَى بن عُمر: كَانَت لنا بَطّةٌ تأزِم، أَي: تَعَضّ، وَمِنْه قيل للسّنة أَزْمة وأَزُوم وأَزامِ بِكَسْر الْمِيم. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: أَصَابَتْهُم سنة أزمتهم أزماً، أَي: استأصلتهم. وَقَالَ شمر: إِنَّمَا هُوَ أرمتهم بالراء. وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو الْهَيْثَم. وَقَالَ أَبُو زيد: الأُزُم: المحافَظة على الضَّيعة، أَزَم على الضَّيْعة: إِذا حافَظَ عَلَيْهَا. مزي: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال لَهُ: عِنْدِي قَفِيّةٌ ومَزِيّةٌ: إِذا كَانَت لَهُ مَنزِلة ليستْ لغيره. وَيُقَال: أقفيْتُه، وَلَا يُقَال: أَمْزَيْته.

وَقَالَ اللّيث: المَزْيُ والمَزِيّةُ فِي كلّ شَيْء: تمامٌ وَكَمَال. ورَوَى أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيِّ: الزِّيزِيمُ: صوتُ الجِنّ باللّيل. قَالَ: ومِيمُ زِيزِيم مِثالُ دالِ زَيْد يَجرِي عَلَيْهَا الْإِعْرَاب، وأنشَد غَيره لرؤبة: تَسمَع للجِنِّ لَهَا زِيزِيمَا أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: بعير أزْيَمُ وأَسْجَم، وَهُوَ الّذي لَا يَرْغُو. وَقَالَ شمر: الَّذِي سمعتُ: بعير أَزْجَم بالزاي وَالْجِيم. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: لَيْسَ بَين الأزْيَم والأزْجم إِلَّا تحويلة الْجِيم يَاء، وَهِي لغةٌ فِي تَمِيم مَعْرُوفَة. وَقَالَ شمر: أنشدنا أَبُو جَعْفَر الهُذَيمي: مِن كلِّ أزْجَمَ شائكٍ أَنْيابُه ومُقصِّفٍ بالهَدْرِ كَيفَ يَصُولُ وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : يُقَال: هَذَا سِرْبُ خَيْل غارةٍ، قد وَقَعتْ على مزاياها، أَي: على مَواقِعها الَّتِي نهضت عَلَيْهَا متقدِّم ومتأخِّر. وَيُقَال لفلانٍ على فلانٍ مازِية، أَي: فَضْل، وَكَانَ فلانٌ عَنِّي مازِيةً العامَ، وقاصِيةً وكالِية وراكِيةً. وقَعَدَ فلانٌ عنّي مازياً ونازياً ومُتمازياً، وناصياً، أَي: مُخَالفا بَعيدا.

بَاب لفيف الزَّاي الزَّاي: قَالَ اللَّيْث: الزَّاي والزاء لُغَتَانِ، وألفها يرجع فِي التصريف إِلَى الْيَاء، وتصغيرها زُيَيَّة. وقرىء قَول الله جلّ وعزّ: {هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِءْياً} (مَرْيَم: 74) ، بالراءَ والزّاي. (زيي) (زوي) : قَالَ الفرّاء: من قَرَأَ: (وزيَّا) فالزِّيّ: الهيئةُ والمَنظَر، وَالْعرب تَقول: قد زَيّيْتُ الجاريةَ، أَي: زيّنتُها وهيّأتُهَا. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: تَزَيَّا فلَان بزِي حَسَن، وَقد زَييّتُه تَزِيّةً. وَقَالَ ابْن بزرج: قَالُوا من الزي ازدييت، افتعلت، وتزينت تفعّلت وزَييت على فَعِلت، قيل: رضيت. قَالَ: وَالْعرب لَا تَقول فِيهَا فعِلت إِلَّا شَاذَّة. اللَّيْث: والزِّيُّ مَصدَر زَؤَيْتُ الشيءَ أَزْوِيه زَيّاً. وَرُوِيَ عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّه قَالَ: (إِن الله تَعَالَى زَوَى لِي الأرضَ فَأرَانِي مشارِقَها ومغَاربَها) . قَالَ أَبُو عبيد: سمعتُ أَبَا عُبيدة يَقُول فِي قَوْله: (زُوِيَتْ لي الأرضُ) ، أَي: جُمِعَتْ. قَالَ: وانزَوَى القومُ بَعضهم إِلَى بعض: إِذا تدانَوْا وتضامُّوا. وانزَوَت الجِلْدة فِي النَّار: إِذا تقبّضتْ واجتمعتْ. وَفِي حديثٍ آخَرَ: (إِن المسجدَ ليَنْزَوِي من النُّخامة كَمَا تَنزَوِي الجِلْدة فِي النَّار) . وَقَالَ الْأَعْشَى: يزيدُ يَغُضُّ الطَّرْفَ دُوني كأنَّما زَوَى بَين عَيْنَيْه عليَّ المَحاجِمُ فَلَا يَنْبَسِطْ من بينِ عَيْنيكَ مَا انْزَوَى وَلَا تَلْقَني إلاّ وأَنفُك راغِمُ وَقَالَ آخر: فَلَمَّا رَآنِي زوى وجهَه وقرّب من حَاجِب حاجبا فَلَا برح الزِّي من وَجهه وَلَا زَالَ رَائدهُ جادبا قَالَ شمر: زواهم الدَّهْر، أَي: ذهب بهم. قَالَ بشر: فقد كَانَت لنا ولهن حَتَّى زوتها الحربُ أيامٌ قصارُ قَالَ: (زوتها) : زدّتها. وَقد زووهم، أَي: ردّوهم. وزوى الله عني الشَّرّ، أَي: صرف. وزويت الشَّيْء عَن فلَان، أَي: نحيته عَنهُ. وَأنْشد الْبَاهِلِيّ لعنترة: حَالَتْ رماحُ ابْني بغيض دونكم وزوت جواني الْحَرْب من لم يُجرم قَالَ: زوت، أَي: نحت وباعدت، أَي:

صيرتها فِي راوية الْحَرْب وضمت الأقاصي. وجَواني الْحَرْب: الَّذين جنوها. وَمن لم يجرم: من لَيْسَ لَهُ جِنَايَة وذنب، أَي: لم يقدر أحد أَن ينْفَرد عَن عشيرته مَخَافَة أَن يُقتل وَإِن لم يكن لَهُ ذَنْب. أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ: زَوَى إِذا عَدَل، كَقَوْلِك: زَوَى عَنهُ كَذَا وَكَذَا، أَي: عَدَله وصَرَفه عَنهُ: وزَوَى: إِذا قَبَضَ. وزَوَى: إِذا جَمَع، ومصدَرُه كلّه الزِّيُّ. والزُّوِيُّ: العُدولُ من الشَّيْء إِلَى شيءٍ. والوَزَى: الطُّيورُ. قلتُ: كأنّه جمعُ وَزِّ وَهُوَ طَيرُ المَاء. وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا أَرَادَ سفرا مَال براحلته وقدّ أُصْبُعه وَقَالَ: (اللَّهُمَّ أَنْت الصاحب فِي السّفر والخليفة فِي الْأَهْل. اللَّهُمَّ أصحَبْنا بنصح وأقْلِبْنَا بِذِمَّة. اللَّهُمَّ زَوِّ لنا الأَرْض وهون علينا السّفر. اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من وعثاء السّفر وكآبة المنقلب) . وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: أَزْوَى الرجلَ: إِذا جاءَ وَمَعَهُ آخَرُ، والعَرَب تَقول لكل مُفْرَد: تَوٌّ، وَلكُل زَوْج: زَوّ. اللَّيْث: الزَّيُّ فِي حالِ التَّنْحِيَة وَفِي حالِ القَبْض. وَقَالَ: الزَّاوية فِي الْبَيْت اشتقاقُها من ذَلِك؛ يُقَال: تَزَوَّى فلانٌ فِي زاوِيَة. قَالَ: والزاوية: موضعٌ بالبصَرة. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: زَوَّرتُ الكلامَ وزَوْيْتُه، أَي: هيّأتُه فِي نَفسِي. وأخبرَني المنذريُّ عَن إبراهيمَ الحربيّ أَنه قَالَ: رُوِي عَن عمَر أَنه قَالَ للنبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (عجبتُ لما زَوَى اللَّهُ عَنْك من الدّنيا) . قَالَ إِبْرَاهِيم: مَعْنَاهُ: لما نُحِّيَ عَنْك وباعَدَه مِنْك. وَكَذَلِكَ قولُه عَلَيْهِ السَّلَام: (أعطانِي اثْنَتَيْنِ وزَوَى عنّي وَاحِدَة، أَي: نحّاها وَلم يُجِبْني إِلَيْهَا) . وَمِنْه قولُه: فيا لِقُصَيَ مَا زَوَى اللَّهُ عنكُم الْمَعْنى: أيُّ شَيْء نَحَّى اللَّهُ عَنْكُم. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: كل شَيْء تامّ فَهُوَ مربَّع كالبيت والدّار والأَرْض والبِساطة لَهُ حُدُود أَرْبَعَة، فَإِذا نقصَتْ مِنْهُ ناحيةٌ فَهُوَ أزوَرُ مُزَوًّى. (زوأ) : ويروى أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (إِن الْإِيمَان بَدَأَ غَرِيبا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ فطوبى للغرباء إِذا فسد الزَّمَان. وَالَّذِي نفسُ أبي الْقَاسِم بِيَدِهِ ليزْوَأنَّ الإيمانُ بَين هذَيْن المسجدين كَمَا تأرِز الْحَيَّة فِي جُحرها) . قَالَ شمر: لم أسمع زوأت بِالْهَمْز، وَالصَّوَاب: ليزْوَيَنّ، أَي: ليُجْمَعن وليُضَمّنّ، من زوَيتُ الشَّيْء إِذا جمعته، وَكَذَلِكَ ليأرِزن أَي ليَنْضَمنّ. وأمّا الزَّوْءُ بِالْهَمْز فَإِن أَبَا عبيد رَوَى عَن الأصمعيّ أنّه قَالَ: زوْءُ المَنِيّة: مَا يَحدُث من المَنيّة. وأخبَرَني المنذريُّ عَن الحرّاني عَن ابْن السكّيت أَنه قَالَ: قَالَ ابْن الأعرابيّ:

الزَّوُّ: القَذَرُ، وأَنشَد: من ابْن مامةَ كَعبٍ ثمّ عَيَّ بهِ زؤُّ المَنِيَّة إلاّ حَرّةً وقَدَى ويروى زَوُّ الحوادثِ؛ رَوَاه ابْن الأعرابيّ بِغَيْر همزٍ، وهَمزَه الأصمعيّ. ورَوَى أَبُو سَعيد عَن أبي عَمْرو أنّه قَالَ: تَقول قد زاءَ الدهرُ بفلانٍ، أَي: انقَلَب بِهِ. قَالَ أَبُو عَمْرو: فرحت بِهَذِهِ الْكَلِمَة: قلتُ: زاءَ فعلٌ مِنَ الزِّوْء، كَمَا يُقَال من الزَّوْغ زاغَ. أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ: زأَى: إِذا تَكبَّر. وسَأَى: إِذا عَدَا، وسَأْ: زجرُ الحمارِ. وزي: قَالَ اللَّيْث: الوَزي: من أَسمَاء الحمارِ المِصَكّ الشّديد. وَقَالَ غَيره: الوَزي: الرجلُ القصيرُ الملزَّزُ الخَلْق المقتَدِر؛ وَقَالَ الْأَغْلَب: تاحَ لَهَا بعدَكَ خِنْزَابٌ وَزَى والمسْتَوزِي: المنتصِب، يُقَال: مَا لي أراكَ مُستَوْزياً، أَي: منتصِباً، وَقَالَ ابْن مقبل يصفُ فرسا لَهُ: ذَعَرْتُ بهَا العَيْرَ مُسْتوْزياً شَكِيرُ جَحافِلِه قد كَتِنْ وَفِي (النّوادر) : استوْزى فِي الْجَبَل واستولَى، أَي: أَسْنَد فِيهِ. زوزى زيز: قَالَ اللَّيْث: الزَّوْزاةُ شِبْه الطَّرْد والشَّلّ، تَقول: زوْزى بِهِ. أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ: الزَّوْزاةُ: أَن يَنصِب ظهرَه ويقارِبَ الخَطْو ويُسرِع، يُقَال: زَوْزى يُزوْزي زَوْزَاةً، وأَنشَد: مُزَوْزياً لمّا رَآها زوْزتِ يَعْنِي: نعَامَة ورِئالها. وَقَالَ شمر فِيمَا قرأتُ بخطّه: الزِّيزاءَةُ تقديرُها زيزاعَة: الأرضُ الغليظة. وَقَالَ الفرّاء: الزِّيزاءُ من الأَرض ممدودٌ مكسورُ الأوّل. وَمن العَرب من يَنصِب فَيَقُول: الزَّيْزاءُ. قَالَ: وبعضُهم يَقُول: الزَّازاءُ: كلُّه مَا غَلُظ من الأَرْض. وَقَالَ ابْن شُمَيل: الزِّيزَاةُ من الأَرْض: القُفُّ الغليظ المشرِف الخَشِن وجمعُها الزَّيازي، وَقَالَ رؤبة: حتّى إِذا زَوْزَى الزَّيازِي هَزَّقَا ولَفَّ سِدْر الهَجَرِيّ حَزَّقا وَقَالَ: تزازي العانةِ فَوق الزازيه أَرَادَ فَوق الزيزاء من الأَرْض، الغليظة يُقَال الزازية. فِي (النَّوَادِر) : يُقَال: زازيت من فلَان أمرا شاقّاً، وصاحيْتُ. والمرأةُ تُزازي صَبيها. وزازيت المَال وصاحيته: إِذا جمعته. وصعصعته تَفْسِيره جمعته. (زأزأ) : وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: تَزَأْزأ عنّي فلانٌ: إِذا هابَكَ وفَرِقَ مِنْك. قَالَ: وتزَأْزأَت المرأةُ: إِذا اختبأتْ. وَقَالَ جَرِير:

تَدْنو فتُبدِي جَمالاً زانَه خَفَرٌ إِذا تَزَأْزأتِ السُّودُ العَناكِيبُ وَقَالَ أَبُو زيد: تزأزأْتُ من الرّجل تزأْزُؤاً شَدِيدا: إِذا تصاغَرْتَ لَهُ وفَرِقْتَ مِنْهُ. أزز: قَالَ الله جلّ وعزّ: {أَنَّآ أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً} (مَرْيَم: 83) . قَالَ الفرّاء: أَي: تُزعِجهم إِلَى الْمعاصِي وتُغرِيهم. وَقَالَ مُجَاهِد: تُشْلِيهم بهَا إشْلاءً. وَقَالَ الضحّاك: تُغْرِيهم إغراءً. وأخبَرَني المنذريّ عَن إبراهيمَ الحربيّ أَنه قَالَ: قَالَ ابْن الأعرابيّ: الأزّ: الحَرَكة؛ قَالَ رؤبة: لَا يَأْخُذُ التَّأْفِيكُ والتَّحَزِّي وَلَا طَيخُ العِدَا ذُو الأَزِّ عَمْرو عَن أَبِيه: قد أَزَّ الكتائبَ: إِذا أضافَ بعضَها إِلَى بعض؛ وَقَالَ الأَخطَل: ونَقْضُ العُهود بأَثْرِ العُهودْ يَؤُزّ الْكَتَائِب حتّى حَمِينَا وَعَن مطرف عَن أَبِيه أَنه قَالَ: أتيت النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يُصلي ولجَوْفه أَزِيز كأَزِيز المِرْجَل؛ يَعْنِي أَنه يبكي. قَالَ شمر: يَعْنِي أَن جَوْفه تجيش وتغلي بالبكاء. قَالَ: وسمعتُ ابنَ الأعرابيّ يَقُول فِي تَفْسِيره: لَهُ حَنِين فِي الجَوْف إِذا سمعَه كأنّه يَبكِي. قَالَ: وَأَخْبرنِي عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الأزّةُ: الصَّوت، والأزيز: النَّشِيش. وَقَالَ أَبُو عُبيدة: الأزيز: الالتهاب وَالْحَرَكَة كالتهاب النارِ فِي الْحَطب؛ يُقَال: أُزَّ قِدْرَك، أَي: أَلْهِب النّار تحتهَا. وائْتَزَّتِ القِدْر: إِذا اشتَدّ غَلَيانُها. وَقَالَ شمر: أقرأَنا ابنُ الْأَعرَابِي عَن المفضَّل: أَن لقمانَ قَالَ لِلُقَيم: اذهبْ فَعشِّ الإبِلَ حتّى تَرى النجمَ قِمَّ رَأْسِي، وحتّى تَرَى الشِّعْرَى كأنّها نَار، فَإِن لَا تكن عَشَّيْتَ فقد آنَيْتَ فَقَالَ لَهُ لُقَيم: واطبُخْ أنتَ جَزُورك فأُزَّ مَاء وغَلِّه حَتَّى تَرى الكَرادِيسَ كأنّها رؤوسُ شُيوخ صُلْع، وحتّى تَرى اللحمَ يَدْعُو غطيفاً وغَطَفان، فَإِن لَا تَكُنْ أنضَجْتَ فقد آنَيْتَ. قَالَ: يَقُول: إِن لم تُنضجْ فقد أنَيت، وأَبطأتَ: إِذا بلغتَ بهَا هَذَا وَلم تَنضَج. أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: أَزَزتُ الشَّيْء أؤُزهُ أزاً: إِذا ضممتَ بعضَه إِلَى بعض. وَفِي حَدِيث سَمُرة بنِ جُندَب: انكسفتِ الشمسُ على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فانتهيتُ إِلَى الْمَسْجِد فَإِذا هُوَ يَأْززُ. قَالَ المنذريّ: قَالَ الْحَرْبِيّ: الأَزز: الامتلاءُ منَ النَّاس. وَقَالَ اللّيث: يُقَال: البيتُ مِنْهُم يأزَز: إِذا لم يكن فِيهِ متَّسَع، وَلَا يُشتقّ مِنْهُ فعل. قَالَ: والأز: ضَرَبانُ عِرْقٍ يأتَزُّ، أَو وجَعٌ فِي خُراج. عَمْرو عَن أَبِيه: الأَزز: الجَمعُ الكثيرُ من

النَّاس. وَقَوله: (الْمَسْجِد يأزز) ، أَي: منْغَصٌّ بِالنَّاسِ. وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو الجَزْل الأعرابيّ: أتيتُ السوقَ فرأيتُ النساءَ أَززاً، قيل: مَا الأزز؟ قَالَ: كأَزز الرُّمّانة المحتَشِية. وَقَالَ الأسديّ فِي كَلَامه: أتيتُ الواليَ والمجلسُ أَزز، أَي: ضيّق كثيرُ الزّحام. وَقَالَ أَبُو النَّجْم: أَنا أَبُو النّجم إِذا شُدَّ الحُجَزْ واجتَمَع الأقدامُ فِي ضَيْق الأَزز وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الأُزاز: الشّياطين الّذين يَؤُزُّزون الكفّار. وَقَالَ اللّيث: الأزز: حسابٌ من مَجَارِي الْقَمَر، وَهُوَ فُضول مَا يَدخل بَين الشّهور والسنين. أزي: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: أزيْتُ لفلانٍ آزي لَهُ أزْياً: إِذا أتيتَه من وَجْه مَأْمَنِه لتَختِلَه. قلت أَنا: أخال اللَّيْث، أَرَادَ أدّيت لَهُ بِالدَّال: إِذا ختلته، فصحفه. أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: أَزَى الظِّلُّ يَأْزى أُزياً: إِذا قَلَص ودَنا بعضُه إِلَى بعض. وَقَالَ ابْن بُزُرْج: أزى الظِّلُّ يأزو ويَأْزى ويَأْزَى، وأَنشَد: الظِّلُّ آزٍ والسُّقاة تَنْتَحِي قَالَ أَبُو النّجم: إِذا زاء مَخْلوقاً أَكَبَّ برأْسِه وأبْصَرْته يَأْزي إليّ ويَزْحَلُ أَي: ينقبض إليّ وينضمّ. قَالَ: وأَزوْتُ الرجلَ وآزيْتَه فَهُوَ مَأزوْ ومُؤْزي، أَي: جَهَدْته فَهُوَ مَجْهود. قَالَ الطِّرِمّاح: قد باتَ يأْزوهُ نَدًى وصَقِيعُ أَي: يَجهَده ويُشْئِزه. الحرّاني عَن عَمْرو عَن أَبِيه: تأَزَّى القِدْح: إِذا أصابَ الرَّمِيّة فاهتَزّ فِيهَا. وتَأَزَّى فلانٌ عَن فلَان: إِذا هابَه. وَقَالَ ابْن السكّيت: قَالَ أَبُو حَازِم العُكْلي: جَاءَ رجلٌ إِلَى حَلْقة يونسَ فأَنشَدَنا قصيدة مَهْمُوزَة أوّلها: أُزى مُسْتَهْنِىءٌ فِي البَدِىء فَيَرْمَأُ فِيهِ وَلَا يَبْذَؤُهْ قَالَ: (أزى) : جُعِل فِي مكانٍ. والمستهنِىء: المستعطِي. أرادَ: أَن الّذي جَاءَ يَطلب خَيْري أجعله فِي البَدِىء، أَي: فِي أوّلِ مَن يَجِيء. (فَيرْمَأُ فِيهِ) : أَي: يُقِيم فِيهِ. (وَلَا يَبْذَؤُه) ، أَي: لَا يكرَهُه وَلَا يذُمّه. وفيهَا: وعندِي زُؤَازيةٌ وأبَة تُزَأْزِىءُ فِي الدَّأْث مَا تَهْجَؤه قَالَ: زؤازية: قِدْرٌ ضخمة، وَكَذَلِكَ الوَأبة. تُزَأزِي: أَي: تَضُمّ. والدأث: اللّحم والوَدَك. مَا تَهْجَؤه، أَي: مَا تَأْكُله.

ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال للنّاقة الّتي لَا تَرِد النَّضِيحَ حَتَّى يخلوَ لَهَا الأزية والآزِيَة والأزْيَة والقَذُور. وَقَالَ اللّيث: أَزى الشيءُ بعضه إِلَى بعض يَأْزِي نَحْو اكتناز اللّحم وَمَا انضَمّ من نَحوه، قَالَ رؤبة: عَضَّ السِّفارِ فهوَ آز زَيمُهْ أَبُو عُبَيد: هم إزاءٌ لِقومِهم، أَي: يُصلِحون أمرَهم، وأَنشَد: لقد عَلِم الشَّعْبُ أنّا لَهُمْ إزاءٌ وأَنّا لَهُمْ مَعْقلُ قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: الإزاء: مَصَبّ المَاء فِي الْحَوْض، وأَنشَد: مَا بَينَ صُنْبورٍ إِلَى الإزاء قَالَ: وَيُقَال: للنّاقة الَّتِي تَشربُ من الإزاء أَزِيَة على فَعِلة. وَقَالَ أَبُو زيد: أزيتُ الحَوضَ على أفعلتُ وأزيته: جعلت لَهُ إزاءً، وَهُوَ أَن يُوضَع على فَمِه حَجر أَو جُلّة أَو نَحْو ذَلِك. أَبُو عُبيد عَن الكسائيّ: آزَيْت على صَنِيع فلانٍ إيزاءً، أَي: أضعَفْت عَلَيْهِ. وأنشَد لرؤبة: تَغْرِفُ من ذِي غَيِّث وتُوزي أَي: تُفضِل عَلَيْهِ. وَيُقَال: هُوَ بِإِزَاءِ فلَان، أَي: بحِذائه ممدودَان. ابْن السكّيت عَن الأصمعيّ: هُوَ إزاءُ مالٍ، وَهُوَ القائمُ بِهِ، وأَنشَد: ولكنّي جُعِلتُ إزاءَ مالٍ فأَمْنَعُ بَعد ذَلِك أوْ أُنيلُ وَقَالَ حُمَيد: إزاءُ مَعاشٍ لَا يَزالُ نِطاقُها شَدِيدا وفيهَا سَوْرةٌ وَهِي قاعِدُ يصف امْرَأَة تقوم بمعاشِها. وَقَالَ زُهَيْر يصف قوما: تَجدْهمْ على مَا خَيّلتْ همْ إزاؤها وَإِن أفْسَدَ المالَ الجَماعاتُ والأزلُ أَي: تجدهم الّذين يقومُونَ بهَا، وكلُّ مَن جُعِل قيّماً بأمرٍ فَهُوَ إزاؤه. وَمِنْه قولُ قيسِ بن الخَطيم: ثأزْتُ عَدِيّاً والخَطيمَ فلَم أضِعْ وصيّةَ أَشْيَاخ جُعِلت إزاءَها أَي: جُعِلت القَيِّمَ بهَا. وَقَالَ اللّيث: يُقَال بَنو فلَان إزاءُ بني فلانٍ: إِذا كَانُوا لَهُم أَقْراناً. وَفِي الحَدِيث: (اخْتلف من كَانَ قَبْلَنا على اثْنَتَيْنِ وَسبعين فِرقةً، نجا مِنْهَا ثَلَاث، وَهلك سائرُها) ، فرقة آزت الملوكَ، أَي: قاتَلَتْهم وقاوَمَتْهم، مِن آزيْته: إِذا جاذَبْته. وفلانٌ إزاءُ فلَان: إِذا كَانَ قِرْناً لَهُ يُقاوِمه. وزأ: أَبُو زيد: وزأْتُ الوِعاءَ تَوْزيئاً: إِذا شَددْتَ كَنْزَه. قَالَ: وَرجل متآزِي الخَلْق ومتآزِف الخَلْق: إِذا تَدانَى بعضُه إِلَى بَعْض.

أَبُو عُبيد عَن أبي عَمْرو: وزأْتُ اللَّحمَ: إِذا شويتَه فأيْبَسْتَه. ووزَّأَتِ الفَرَسُ والناقةُ براكبها: إِذا صَرَعَتْه. (زوز) : وَقَالَ الأمويّ: قِدْرٌ زُؤازيَةٌ، وَهِي الَّتِي تَضُمّ الجَزور. وَقَالَ ابْن السّكيت: رجل زُوَأَزُ، وزُوَازِيةٌ: إِذا كَانَ غليظاً إِلَى القِصَر مَا هُوَ. وَقَالَ اللَّيْث: رجل وَزْوَازٌ: طَيّاشٌ خَفِيف. النَّضْر عَن الجَعْديّ قَالَ: الوَزوَزُ: خشبةٌ عَرِيضةٌ يُجَحّر بهَا تُرابُ الأَرْض المرتفعة إِلَى الأَرْض المنخفضة. وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ زوزم. (أوز) : الأوَزُّ: طيرُ المَاء، الواحدةُ إِوَزّة بِوَزْن فِعَلَّة. قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن يكون المَفْعلة مِنْهَا مَأْوَزةٌ وَلَكِن من الْعَرَب من يحذف الهمزةَ مِنْهَا فيصيِّرها وَزّةً كَأَنَّهَا فَعْلة ومَفْعَلَة، مِنْهَا أَرض مَوَزَّة، وَيُقَال: هُوَ البط. قَالَ: ورجلٌ أَوَزُّ وامرأةٌ إوَزَّةٌ، أَي: عَظِيم غليظٌ لَحِيم فِي غير طول. وأَنشد المفضّل: أَمشي الأوَزَّى ومعِي رُمْحٌ سَلِبْ قَالَ: وَهُوَ مشيُ الرجل توقُّصاً فِي جانبيه، ومَشْيُ الفَرَس النشيط. (زوز) : ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الزونزي: الَّذِي يرى فِي نَفسه مَا لَا يرَاهُ غَيره، وَهُوَ المتكبر؛ وَأنْشد: ثرى الزونزي منهمُ ذَا البردين يرميه سوّار الْكرَى فِي الْعَينَيْنِ بَين الحاجبين وَبَين المآقين وَقَالَ: وبَعلُها زَوَنْزَكٌ زَوَنْزَي وَيُقَال: زَوَّيْتُ زاياً فِي لُغَة من يَقُول الزّاي، وَمن قَالَ: الزاء قَالَ: زيَّيْتُ زاءً، كَمَا يُقَال: بَيَّبْتُ بَاء، ونظيرُ زَوَّيْتُ زاياً، أَو نَظِير زَوَّيْتُ زاءً: كَوَّفْتُ كَافاً.

أَبْوَاب الرباعي من حرف الزَّاي (ز ط) (طنبز) : قَالَ أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ: يُقَال لجهازِ الْمَرْأَة وَهُوَ فَرْجُهَا: طنْبَزِيزُها. (طبرزن) (طبرزل) : وَقَالَ ابنُ السّكيت: هُوَ الطَّبَرْزن والطَّبرْزَلُ لهَذَا المُسكِر، بالنُّون وَاللَّام. (ز د) (زردم) : وَقَالَ اللَّيْث: الزَّرْدَمة: الابتلاع. قلتُ: وَالْمِيم فِيهِ زَائِدَة. وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: يُقَال: زَرْدَبَه. وزَرْدَمَه: إِذا خنقه. وَقَالَ: إزْدَرَدْتُ اللقمةَ: إِذا بلعتها. (دلمز) : ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: من أَسمَاء الشَّيْطَان: الدُّلَمِزُ والدُّلاميزُ. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال للرَّباص من الرّجال الفخم: دُلامِز ودُلَمِز ودُولامِص ودُلَمِص. وَقَالَ اللَّيْث: الدُّلمز: الْمَاضِي القويُّ وَهُوَ الدّولامِزُ. وَقَالَ غيرُه: هُوَ الشَّديد الضَّخم. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الدَّلْمَزَة فِي اللَّقم تضخيم اللُّقم الكِبار، يُقَال: دَلْمَزَ دَلْمَزَة. (ز ر ز ل) (زرنب) : والزَّرْنَبُ: ضَرْبٌ من الطّيب والعِطْر. وَقيل: الزَّرْنَب: نباتٌ طيِّب الرِّيح. وَقَالَت امْرَأَة فِي زَوجهَا: مَسَّهُ مَسُّ أَرْنَبٍ، وريحُه ريحُ زَرْنَبٍ، وَقَالَ الراجز: وابِأَبي أنتِ وفُوكِ الأشْنَبُ كأنمَا ذُرّ عَلَيْهِ زَرْنَبُ (زردن) : ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الكَيْنَةُ: لحمةٌ دَاخل الزَّرْدَان. قَالَ: والزَّرْنَبَةُ: خلفهَا لحمةٌ أُخرى. (زنبر) : اللَّيْث: الزُّنْبُور: طَائِر يلسع. والزّنْبرية الضخمة من السّفن. والزَّنبريّ: الثقيل من الرِّجَال. وأَنشد: كالزَّنْبري يُقادُ بالأجلالِ أَرَادَ بالزنبري: السّفين. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: من غَريب شجرِ البرّ الزّنابيرُ وَاحِدهَا زِنْبِيرَة وزِنْبَارَة وزُنْبورة. قَالَ: وَهُوَ ضَرْب من التِّين، وأهلُ الحضَر يُسمّونه الحُلْوَانيّ. وغلامٌ زُنْبور: خَفِيف. والزُّنْبور من الفأر: الْعَظِيم وَجمعه زنَابر، وَقَالَ جُبَيْهَاءُ: فأَقنع كفَّيْه وأَجنحَ صَدْرَه بجَرْعٍ كأثباج الزَّبَابِ الزَّنَابر

(وَقَالَ ابْن السكّيت: قَالَ أَبُو الجرّاح: غلامٌ زُنْبورٌ. وزُنبرٌ: إِذا كَانَ خَفِيفا سريعَ الْجَواب. قَالَ: وسألتُ رجلا من بني كلاب عَن الزُّنْبور فَقَالَ: هُوَ الْخَفِيف الظريف. وَقَالَ ابْن دُرَيد: يُقَال: تَزَنْبرَ علينا: إِذا تكبر) . (فنزر) : وَقَالَ اللَّيْث: فَنزَر: بيتٌ صَغِير يُتَّخذ على رأسِ خشبةٍ طولهَا ستّون ذِرَاعا يكون الرجلُ ربيئةً فِيهِ. (زرفن) : وَقَالَ: زِرْفِين وزُرْفين لُغَتَانِ: حلْقة الْبَاب. قلت: الصَّواب زِرْفِين بِالْكَسْرِ على بناءِ فِعلين، وَلَيْسَ فِي كَلَامهم فُعليل. وَقَالَ ابْن شُميل: الزَّرافين: الحلَق. (زمرذ) : والزّمُرّذ، بالذّال: من الْجَوَاهِر، جوهرٌ مَعْرُوف. (برزن) : وَقَالَ النَّضر: البرزيْنِ: كوزٌ يُحْمل بِهِ الشَّرابُ من الخابية. وَقَالَ: لقحتنا خابية جونة يتبعهَا برزينها. ويروى باطية. وَقَالَ الدينَوَرِي: البرزين: قشر الطلعة يتَّخذ من نصفه تلتلة. والباطية: الناجود. (زنفل) : ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: زَنْفَل فلَان: إِذا رَقَص رقْصَ النَّبَط. وَقَالَ غَيره: زَنْفَل فلَان فِي مِشيته: إِذا تحرّك كَأَنَّهُ مُثْقل من الحِمْل. وزَنْفَل: من أَسمَاء الْعَرَب. (زنتر) : وَقَالَ ابْن دُريد: الزَّنْتَرَةُ: الضّيق، يُقَال: وقَعُوا فِي زَنْتَرَةٍ من أَمرهم، أَي: فِي ضِيق وعُسْر. وَقَالَ: زَبَنْتَرَ: اسمٌ وَهُوَ الْقصير من الرِّجَال. يَبرِز: مَوضِع. (برزل) : ورجلٌ بُرْزُلٌ، وَهُوَ الضخم، وَلَيْسَ بثَبَت. (قرزم) : شمر عَن ابْن الأعرابيّ: القُرزومُ: خَشَبَة الحَذّاء، وَقَالَهُ ابْن السّكيت بِالْفَاءِ. وَفِي كتاب مُحَمَّد بن حبيب: الفرزوم بِالْفَاءِ: خَشَبَة الْحذاء. قَالَ: والقصيرة: السّندان، وَهِي العلاة. وَمِنْهُم من يَقُول: قرزوم بِالْقَافِ وَقد مر فِي كِتَابه. (فرذن) : وفِرْزَانُ: الشَّطرنج معرّب، وَجمعه الفَرازين. (زنبل) : والزِّنْبِيل لغةٌ فِي الزّبيل. وَمن خُماسيّه قَالَ ابْن السّكيت: (الزّبَنْتَر) من الرِّجَال: المنْكرُ الدَّاهية، إِلَى القِصَر مَا هُوَ. وَأنْشد: تمَهْجَرُوا وأيُّمَا تَمَهْجُرِ بَنى اسْتِهَا والجُنْدُعِ الزَّبَنْتَرِ

تم كتاب الزاي

أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: هُوَ الْفِيل والكُلْتوم و (الزَّنْدَبِيل) . وَرُوِيَ عَن مُجَاهِد فِي تَفْسِير قَوْله جلّ وَعز: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِى وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ} (الْكَهْف: 50) ، قَالَ: وَلد إِبْلِيس خَمْسَة داسِمَ وأعور ومِسْوَط وثبْرَ و (زَلَنْبُور) . قَالَ سُفْيَان: زَلَنْبُورٌ يُفرِّق بَين الرجل وَأَهله، ويُبَصِّرُ الرجلَ عيوبَ أَهله. (تمَّ كتاب الزَّاي)

باب الطاء والطاء

كتاب الطَّاء من تَهْذِيب اللُّغَة {أَبْوَاب المضاعف مِنْهُ (بَاب الطَّاء والطاء) ط ط (طط) : أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الأطَطُ: الطويلُ، وَالْأُنْثَى طَطَّاء. قلت: كَأَنَّهُ مَأْخُوذ من الطَّاط والطُّوط، وَهُوَ الطَّوِيل وَكَذَلِكَ القوف وَالْقَاف. (بَاب الطَّاء والذال) ط د طد: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الأدَطُ: المعوَجُّ الفَكّ. قلت: المعروفُ فِيهِ الأدْوَط، فَجعله الأدَط، وهما لُغَتَانِ. ط ت ط ظ ظ ذ: مهملات. (بَاب الطَّاء والثاء) (طث ثط:} مستعملات) : طث: قَالَ اللَّيْث: الطّثُّ: لعبةٌ للصبيان يَرمون بخشبةٍ مستديرةٍ تسمَّى المطثّة. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: المِطَثّةُ: القُلَة. والمِطَثُّ: اللّعب بهَا. قلت: هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عُمَر، وَالصَّوَاب: الطّثُّ: اللّعِب بهَا. ثط: قَالَ اللَّيْث: الثّطُّ والنَّطُّ لُغَتَانِ، والثَّطُّ أَكثر وأصوب. قَالَ: والثَّطَطُ مصدرُ الأثطّ، يُقَال: ثَطّ يَثُطُّ ثَطَطاً. قَالَ: وَمن قَالَ رجلٌ ثَطٌّ، قَالَ: ثَطّ يَثِطّ ثطّاً وثُطُوطاً. قَالَ: والثَّطّاء مِن النِّساء: الّتي لَا إِسْبَ لَهَا؛ يَعْنِي شِعْرةَ رَكَبِها. أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الأَثَطّ الرّقيق الحاجِبَين. قَالَ: والثُّطَطُ والزُّطَطُ: الكَوْسَج. ورَوَى عَمْرو عَن أَبِيه أَنه قَالَ: الثَّطّة:

باب الطاء والراء

خُشَيْبة الغال. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: رَجُلٌ ثَطٌّ من قَوْم ثُطّان وثِطط وثِطاطٍ، بيّن الثُّطوطة والثُّطاطة، وَهُوَ الكَوْسَج. قَالَ: ورجلٌ ثَطَّ الحاجِبَين، وَامْرَأَة ثَطّة الحاجِبين؛ لَا يُستغنَى فِيهِ عَن ذِكر الحاجبين، وَكَذَلِكَ رَجُلٌ أَطرَط الحاجِبَين، وَرجل أَمرَط وَامْرَأَة مَرْطاء الحاجبين، لَا يُستغنَى عَن ذِكر الحاجبين. قَالَ: وَرجل أَنْمَص: وَهُوَ الّذي لَيْسَ لَهُ حاجبان، وَامْرَأَة نَمْصاء، يُستغنَى فِي الأنْمص والنَّمصاء عَن ذِكر الحاجبين. (بَاب الطَّاء وَالرَّاء) ط ر طر، رط، طرط: مستعملات. طرط: قَالَ أَبُو زيد: رجُلٌ أطرَط الحاجِبَين، وأَمرَط الحاجِبَين: لَيْسَ لَهُ حاجبان، وَلَا يُستغنَى عَن ذِكر الحاجِبين. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: فِي حاجِبَيه طَرَط، أَي: رِقّة شَعر. قَالَ: والطّارِط: الحاجبُ الخفيفُ الشّعر. رط: أهمَلَه اللَّيْث. وأخبَرَني المنذريّ عَن أبي العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الرَّطِيطُ والرَّطِيءُ: الأحمَقُ، وجمعُه رَطائِط؛ وأَنشد: أَرِطُّوا فقد أقْلَقْتُمُ حَلَقاتِكُمْ عسَى أَن تَفُوزُوا، أَن تَكُونُوا رَطائطا يَقُول: قد اضطرَبَ أمرُكم من جِهَة الجِدّ والعَقْل، فأحمُقُوا لعلّكم تَفوزُون بجَهْلِكم وحُمْقِكم. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: تَقول للرّجل رُطّ، رُطْ: إِذا أمرتَه أَن يَتحامَق مَعَ الحَمْقَى ليَكُون لَهُ فيهم جَدّ. وَيُقَال: استَرْطَطتُ الرّجلَ واستَرْطَأْتُه: إِذا استَحْمَقْتَه. طر: قَالَ اللَّيْث: الطَّرُّ كالثَّلّ، يطُرُّهم بالسّيف طرّاً. وَقَالَ الأصمعيّ: أَطَرَّه يُطِرُّه إطْرَاراً: إِذا طَرَدَه؛ قَالَ أَوس: حتّى أُتيحَ لَهُ أَخُو قَنَصٍ شَهْمٌ يُطِرُّ ضَوارياً كُثَبا وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: أطَرَّ يُطِرُّ: إِذا أَدَلَّ، وَيُقَال: غَضَبٌ يُطِر: إِذا كَانَ فِيهِ إدْلال. وَقَالَ غيرُه: غَضَبٌ مُطِرٌّ: جاءَ مِن أطْرارِ البِلاد. قَالَ: وَيُقَال: طَرَّ الإبلَ يَطِرّها: إِذا مَشَى من أحد جانِبَيْها ثمّ مِن الآخَر ليقوِّمها. أَبُو عبيد عَن الأمويّ: جَاءَ فلانٌ مُطِرّاً، أَي: مستطيلاً مُدِلاًّ؛ وأَنشد: غَضِبْتُم علينَا أَن قَتَلْنا بخالدٍ بَنِي مالكٍ هَا إنّ ذَا غَضَبٌ مُطِرُّ قَالَ: وَمن أمثالهم فِي جَلادةِ الرَّجل: أَطِرِّي فإنّك ناعِلةِ، أَي: اركب الأمرَ

الشديدَ فإِنّكَ قوي عَلَيْهِ، وأصلُ هَذَا أنّ رجلا قَالَ لراعية لَهُ وَكَانَت تَرعَى فِي السُّهولة وتَترك الحُزونة، قَالَ: وأَطِرِّي: خُذي طُرَرَ الْوَادي وَهِي نواحيه، فإِنّكِ ناعلَة، فإِن عَلَيْك نَعلَين. وَقَالَ أَبُو سعيد: أطرِّي، أَي: خُذِي أطرَارَ الْإِبِل أَي: نَوَاحِيهَا، يَقُول: حُوطيها من قواصيها، واحفَظيها من جَمِيع نَوَاحِيهَا يُقَال: طرِّي وأَطِرِّي، وَنَحْو ذَلِك روى ابْن هانىء عَن الْأَخْفَش. وَقَالَ ابْن السكّيت فِي قَوْلهم: أَطرِّي فَإنَّك ناعِلة، أَي: أدلِّي فإنّ عليكَ نَعْلَين. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيَّ: طُرَّ الرجلُ: إِذا طُرِدَ. قَالَ: والطُّرِّي: الأتان المطرودة. والطُّرَّى: الحمارُ النشيط. قَالَ: وَيُقَال: طَرّ شارِبُه، بَعضهم يَقُول: طُرَّ، وَالْأولَى أفْصح. أَبُو عُبيد عَن الْكسَائي: طَرَّ النَّبَات يَطُرّ طُروراً: إِذا نبت، وَكَذَلِكَ الشارِب، وَكَذَلِكَ شعر الوحْشي إِذا أنسَلَه ثمَّ نبت. وَقَالَ اللَّيْث: فَتى طارٌّ: إِذا طَرَّ شَاربه. وَقَالَ أَبُو عُبيدة: طررتُ الحديدةَ أطرُّها طُرُراً: إِذا أَحَدْدَتها. وَقَالَ اللَّيْث: سِنانٌ مَطْرور وطَرِير: محدَّد، ورجلٌ طريرٌ: ذُو طرَّةٍ وهيئةٍ حَسَنَة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: رجل جميلٌ طرِيرٌ، وَمَا أطرَّه، أَي: مَا أجملَه. وَمَا كَانَ طريراً، وَلَقَد طرَّ. وَيُقَال: رأيتُ شَيخا طريراً جميلاً. وقومٌ طرارٌ بيِّنُو الطَّرارة. وَقَالَ المتلمِّس: ويُعجِبُك الطَّرِيرُ فتَبْتَليه فيُخلِفُ ظَنك الرجلُ الطَّرير أَي: الْحسن. وَقَالَ اللَّيْث: الطُّرَّة: الثَّوْب، وَهِي شبه عَلَمين يُخاطان بجانبي البُرْد على حَاشِيَته. والطُّرَّة: طُرة الْجَارِيَة، وَذَلِكَ أَن يُقطع لَهَا من مقدَّم ناصيتها، كالطُّرة تَحت التَّاج. قَالَ: والطُّرُور: طُرّة تُتَّخذ من رامِكٍ. وَقَالَ الأعرابيّ: الطَّرِير السهْم الْحسن القُذَذ. قَالَ: والطَّرَّة: الإلقاحُ من ضَرْبة وَاحِدَة. وَقَالَ الْكسَائي: طَرّت يَده تطرّ، وترّت تَتُرّ. قَالَ: وأطرَّها الْقَاطِع وأترَّها. وَفِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء: ونشأتْ طرَيْرةٌ من السَّحَاب، وَهِي تَصْغِير طُرّة، وَهِي قطعةٌ مِنْهَا تبدُو من الأُفق مستطيلة. وَيُقَال: طَرَّرَت الْجَارِيَة تطريراً: اتَّخذت لنَفسهَا طُرّة. وَيُقَال: رأيتُ طرّة بني فلَان: إِذا نظرت إِلَى حِلَّتهم من بعيد: إِذا آنست بُيُوتهم. وَقَالَ الْفراء وَغَيره: يُقَال للطبق الَّذِي

باب الطاء واللام

يُؤكل عَلَيْهِ الطَّعَام: الطِّرِّيان، بِوَزْن الصِّلِّيان؛ وَهُوَ فِعْلِيان من الطَّرّ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للرجل طُرْطُرْ: إِذا أَمرته بالمجاورة لبيت الله الْحَرَام، والدوام على ذَلِك. قَالَ: والطُّرْطورُ: الوغْد الضَّعِيف من الرِّجَال والجميع الطِّراطير، وَأنْشد: قد عَلمتْ يَشْكُرُ مَن غُلامُها إِذا الطَّراطيرُ اقشعرَّ هامُها وَقَالَ غَيره: الطَّرّ: الْقطع، وَمِنْه قيل للَّذي يقطع الهمايين: طَرّار. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الطُّرّتان من الْحمار الوحشيّ: مَخَطُّ الجنبين. وَقَالَ أَبُو ذؤيبٍ يصف رامياً رَمْى عَيْراً وأُتُناً: فَرَمَى فأنفذَ مِن نحوص عائطٍ سَهْما فأنفَذَ طُرَّتيه المِنزَعُ وَقَالَ أَبُو زيد: المِطرة والمَطَرة: الْعَادة، بتَشْديد الرَّاء. وَقَالَ الْفراء: هِيَ المطرة مُخَفّفَة الرَّاء. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : رَأَيْت بني فلَان بطِرَ: إِذا رَأَيْتهمْ بأجمعهم. قلت: وَمِنْه قَوْلهم: جَاءَ القومُ طُرّاً، أَي: جَمِيعًا. قَالَ الْمبرد: قَالَ يُونُس: الطُّراسم للْجَمَاعَة اسمٌ. قَالَ: وَقَوْلهمْ: جَاءَنِي الْقَوْم طُرّاً، نصب على الْحَال. وَيُقَال: طَرَرْت الْقَوْم، أَي: مَرَرْت بهم جَمِيعًا. وَقَالَ غَيره: طرٌّ: أقيم مقَام الْفَاعِل وَهُوَ مَصدر، كَقَوْلِك: جَاءَنِي القومُ جَمِيعًا. وَقد قَالَ بَعضهم: طُرّاً، أَي: طَرَأَ يطْرَأ، أَي: أقبَل كَأَنَّهُ فِعْل مِنْهُ. وَالْقَوْل مَا قَالَ يُونُس. وَقَالَ الْفراء: يُقَال: أطرّ الله يدَ فلَان وأطنَّها، فطرَّت وطَنّت، أَي: سَقَطت. وأطْرارُ الْبَلَد: نواحيه، الْوَاحِدَة طُرّة، وطرة كلِّ شَيْء: ناحيتُه. (بَاب الطَّاء وَاللَّام) (ط ل) طل لط: (مستعملات) . طل: قَالَ اللَّيْث: الطَّلُّ: المطرُ الصغارُ الْقطر الدَّائِم وَهُوَ أرسخُ الْمَطَر ندًى. وَيُقَال: طلّت الأرضُ، وَيُقَال: رحُبتْ بلادُك وطلّتْ. أَبُو عبيد: الْأَصْمَعِي: أخفُّ الْمَطَر وأضعفُه: الطّلُّ، ثمَّ الرذاذ، ثُم البغْشُ. وَقد طُلت السَّمَاء. وَقَالَ الْكسَائي: أَرض مَطْلُولة من الطَّلّ. وَقَالَ اللَّيْث: الإطلالُ: الإشراف على الشَّيْء. وطَللُ السَّفِينَة: جِلالها، والجميع الأطلال. وطللُ الدَّار: يُقَال: إِنَّه مَوْضِعه من صَحْنها يُهيّأُ لمجلس أَهلهَا.

وَقَالَ أَبُو الدُّقَيش: كَأَن يكون بِفنَاء كلِّ بَيت دُكّان عَلَيْهِ المأكل وَالْمشْرَب، فَذَلِك الطَّلل. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الطلل: مَا شَخَصَ من الدِّيار، والرَّسمُ مَا كَانَ لاصقاً بِالْأَرْضِ. سَلمَة عَن الفرّاء: الطُّلّة: الشَّرْبة من اللَّبن. والطَّلَّة: النِّعْمَة. والطَّلَّة: الْخمْرَة السلسلة. والطِّلّة: الحُصر. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الطليل: الْحَصِير. قَالَ: والمطلل: الضباب. ورُوَي عَن عَمْرو عَن أَبِيه أَنه قَالَ: الطليلة: البُورِياءُ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الْبَارِي لَا غير. وَقَالَ أَبُو زيد: للنّدى الَّذِي تخرجه عروقُ الشّجر إِلَى غُصونها: طَلٌّ، وَيُقَال: رَأَيْت نسَاء يتطالَلْنَ من السطوح، أَي: يتشوفْن. وَيُقَال: حيّا الله طُلَلَك وأطلالك، أَي: مَا شخص من جسدك. وخمرةٌ طلّة، أَي: لذيذة. وحديثٌ طلّ، أَي: حَسَن. وَيُقَال: مَا بالناقة طَلّ، أَي: مَا بهَا لبن. وَيُقَال: فرسٌ حَسن الطّلالة: وَهُوَ مَا ارتفَعَ من خَلْقه. أَبُو العَمَيثل: تطاللْتُ للشَّيْء، وتطاوَلْتُ لَهُ بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: التَّطالُّ: الاطَّلاع من فَوق الْمَكَان، أَو من السِّتر. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: طَلَّة الرجل: امرأتُه، وَكَذَلِكَ خَتَنُه. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: طُلَّ دَمُه وطَلَّه اللَّهُ. قَالَ: وَلَا يُقَال طَلّ، وَلَكِن يُقَال أُطِلّ. وَقَالَ الكسائيّ: طَلَّ الدمُ نفسُه. وَفِي الحَدِيث: أنّ رجلا عَضَّ يدَ رجل فانتَزَع يدَه مِن فِيهِ فسقطتْ ثَناياه فطَلَّها، أَي: أهدَرها وأَبْطَلها. شمر عَن خَالِد بن جَنْبة: طَلَّ بَنو فلانٍ فلَانا حَقَّه يَطُلُّونه: إِذا مَنَعوه إِيَّاه وحَبَسوه مِنْهُ. وَقَالَ غَيره: طَلَّه حَقه، أَي: مَطَله، وَمِنْه قولُ يحيى بن يَعمَر لزوْج المرأةِ الَّتِي حاكمتْه إِلَيْهِ طالبةً مَهَرها: أنشَأتَ تَطُلُّها: وتَضْهَلُها. تطلُّها، أَي: تمْطُلُها. عَمْرو عَن أَبِيه: الطِّلَّ: الْحَيَّة. والطُّلَى: الشَّرْبةُ من اللَّبن. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ الطَّل بِالْفَتْح للحيّة، وَيُقَال: أطَلّ فلانٌ على فلانٍ بالأذَى: إِذا دَامَ على إيذائه. قَالَ: والطُلْطُل: المَرَض الدَّائِم. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: يُقَال: رَمَاه اللَّهُ بالطُّلاطِلة، وَهُوَ الداءُ العُضال الَّذِي لَا يُقدَر لَهُ على حِيلة، وَلَا يَعرِف المُعالج موضعَه. قَالَ: والطُّلاَطلة: من أَسمَاء الداهية. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الطّلطلُ: الداهية. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: رَمَاه الله بالطُّلاطلة،

وَهِي الذِّبْحة الَّتِي تُعْجِله. قَالَ: وسمعتُ الأصمعيّ يَقُول: الطّلاطلة: هِيَ اللحمة السائلةُ على طَرَف المسْتَرَط. وَيُقَال: وقعتْ طلاطِلَته، يَعْنِي لَهَاتَه: إِذا سَقطتْ. لط: أَبُو عبيد: لطَطْتُ الشَّيْء أَلُطّه لَطّاً، أَي: سَتَرْته وأَخفَيْتُه؛ وأَنشد: وَلَقَد ساءَها البياضُ فلَطَّتْ بحجابٍ من دُوننا مَصْدوف. واللّطّ فِي الْخَبَر: أَن تكتُمه وتُظْهَر غيرَه، وَهُوَ من السّتر أَيْضا، وَمِنْه قولُ الشَّاعِر: وَإِذا أَتاني سَائل لَم أعْتَلِلْ لألُطَّ مِنْ دُونِ السَّوامِ حِجابِي وَقَالَ اللَّيْث: ثَطّ فلانٌ الحَقّ بِالْبَاطِلِ، أَي: سَتَره، والناقةُ تَلِطُّ بذَنبِها: إِذا ألزَقَتْه بفَرْجِها وأدخَلَتْه بَين فَخذَيها، وقَدِم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أعشَى بني مازِن فَشكَا إِلَيْهِ حَليلَته، وأنشده: إليكَ أَشْكو ذِرْيَةً مِنَ الذِّرَبْ أَخْلَفت العَهْدَ ولَطّتْ بالذَّنَبْ أَرَادَ أَنَّهَا منعت موضعَ حَاجته مِنْهَا كَمَا تَلِطّ النَّاقة فرجَها بذَنبها إِذا امتنعتْ على الْفَحْل أَن يضْرِبها. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: لَطَّ الغَريمُ وأَلَطّ: إِذا مَنع الحَقّ، وفلانٌ مُلِطٌّ، وَلَا يُقَال: لاطٌّ. وَفِي الحَدِيث: (لَا تُلْطِط فِي الزَّكاة) ، أَي: لَا تَمنَعْها. وَقَالَ أَبُو سعيد: إِذا اختَصَم رجلَانِ فَكَانَ لأحدِهما رَفِيد يَرفِده ويَشُدّ على يدِه فَذَلِك المُعين هُوَ المُلِطّ، والخَصْم هُوَ اللاّطّ. ورَوَى بعضُهم قولَ يحيى بن يَعْمَر: أنشَأْتَ تَلُطُّها، أَي: تَمنَعُها حَقَّها من المَهْرَ. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ الأصمعيّ: اللِّطْلِط: العَجوزُ الْكَبِيرَة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: هِيَ من النُّوق المُسِنَّة الَّتِي قد أُكِلَت أَسنانُها. وَقَالَ اللَّيْث: المِلْطاط: حَرْفٌ من الجَبَلَ فِي أَعْلَاهُ. ومِلْطاطُ البعيرِ: حَرْفٌ فِي وَسَط رَأسه. وَقَالَ غَيره: المِلْطاط: طَرِيق على سَاحل الْبَحْر. وَقَالَ رؤبة: نحنُ جَمعْنا الناسَ بالمِلْطاطِ فِي وَرطَةٍ وَأَيُّما إيراطِ وَقَالَ ابْن دُرَيد: مِلْطاط الرَّأْس: جُمْلَته. سَلَمة عَن الْفراء: يُقَال لصُوَيْج الخَبّاز: المِلْطاط والمِرْقاق. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: اللَّط: السَّتْر. واللُّط: القلادة من حَبّ الحَنْظَل. وأَنشد:

باب الطاء والنون

إِلَى أميرٍ بالعراقِ تَطِّ وَجْهِ عَجوز جُلِيَتْ فِي لَطِّ تَضحك عَن مِثل الَّذِي تُغَطِّي أَرَادَ أَنَّهَا بَخْراءُ الفَمِ. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: هَذَا لِطاط الجَبَل، وَثَلَاثَة أَلِطّة، وَهُوَ طَرِيق فِي عُرض الجَبَل. قَالَ: والقِطاطُ حافَةُ أَعْلَى الكَهْف، وَهِي ثلاثَةُ أقِطّة. (بَاب الطَّاء وَالنُّون) (ط ن) طن نط: (مستعملة) . طن: قَالَ اللَّيْث: الطُّنّ: ضَرْبٌ من التَّمر. والطُّنُّ: الحُزْمةُ من القَصَب، والطَّنِين: صوتُ الأُذُن، والطَّسْتِ وَنَحْوه: وطنَّ الذُّباب: إِذا مَرَج فسمِعتَ لطَيَرانه صَوتا. قَالَ: والإطْنانُ: سُرعةُ القَطْع، يُقَال: ضربتُه بِالسَّيْفِ فأَطْنَنْتُ بِهِ ذِراعَه، وَقد طَنّتْ تَحْكِي بذلك صوتَها حِين سَقطَتْ. وَقَالَ غيرُه: ضَرَب رِجلَه فأَطنَّ ساقَه وأَطرَّها، وأَتَنَّها، وأَترّها، بِمَعْنى وَاحِد. أَبُو عُبيد عَن أبي زيد: طَنَّ الْإِنْسَان إِذا مَاتَ، وَكَذَلِكَ لَعِق إصبَعَه. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال لبَدَن الْإِنْسَان وغيرِه من سَائِر الْحَيَوَان: طُنٌّ وأَطْنَانٌ وطِنان وطنان، وَمِنْه قولُهم: فلَان لَا يَقوم بطُنّ نَفْسِه، فَكيف بغيرِه. أَبُو الْهَيْثَم: الطُّنّ: العِلاَوَة بَين العِدْلَين، وأَنشَد: بَرَّح بالصِّينيِّ طُولُ المَنِّ وسَيْرُ كلِّ رَاكب أَدَنِّ معترِضٍ مِثلِ اعتراضِ الطُّنّ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الطُّنِّيّ من الرِّجَال: العظيمُ الْجِسْم. شمر عَن ابْن السَّمَيْدع: رَجلٌ ذُو طَنْطانٍ، أَي: ذُو صَخَب، وأَنشَد: إِنَّ شَرِيَبْيك ذَوا طَنْطانِ خلوذْ فأَصْدِرْ يومَ يُورِدَانِ قَالَ: وطَنين الذُّباب صوتُه. وَيُقَال: طَنْطَن طَنْطَنَةً، ودَنْدَنَ دَنْدَنة بمعنَى وَاحِد. والطَّنْطَنة أَيْضا: ضَرْب الْعود ذِي الأوتار. نط: أهمله اللَّيْث. ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: النَّطّ: الشَّدّ، يُقَال: نَطَّه ونَاطَه، قَالَ: والأَنَطّ: السَّفَرُ الْبعيد وعَقَبةٌ نَطَّاء. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: رجلٌ نَطّاطٌ: مِهْذارٌ كثيرُ الْكَلَام. وَقَالَ عَمْرو بنُ أَحمَر: وَإِن كُنْت نطّاطاً كثير المَجاهِلِ ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: نَطْنَط الرجلُ: إِذا باعَدَ سَفَره. والنُّطُط: الْأَسْفَار الْبَعِيدَة. انْتهى وَالله أعلم.

باب الطاء والفاء

(بَاب الطَّاء وَالْفَاء) (ط ف) طف فط: (مستعملة) . فط: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: فَطْفَط الرجلُ: إِذا لم يُفهَم كلامُه. قَالَ: والأَفَطّ: الأفْطَس. طف: قَالَ اللَّيْث: الطَّفُّ: طَفُّ الفُراتِ، وَهُوَ الشاطىء. قَالَ: والطُّفاف: مَا فَوْقَ المِكْيال. والتَّطفِيف: أَن يُؤْخَذ أَعْلاَه وَلَا يُتم كَيْلَه، فَهُوَ طَفّاف. وإناء طَفّاف. وَيُقَال: هَذَا طَفُّ المِكْيال وَطِفافُه: إِذا قَارب ملأَهُ وَلما يمتلىء، وَلِهَذَا قيل للَّذي يُسيء الكيلَ وَلَا يُوفِّيه: مطفِّف، يَعْنِي إِنَّه إِنَّمَا يبلغ الطِّفاف. ابْن السّكيت عَن أبي عُبَيْدَة: يُقَال: طَفاف المَكّوك وطِفافُه، مثل جَمام المَكّوكِ وجِمامه، فِي مثل بَاب فَعالٍ وفِعال. أَبُو عُبيد عَن الكسائيّ: إناءٌ طَفّافُ وَهُوَ الَّذِي يبلغ الكَيلُ طفافَه. وجَمّان بلَغَ جِمامه، وَقد أطفَفْته وأجْمَمتُه. وَقَالَ أَبُو زيد: فِي الْإِنَاء طِفافَه وطَفَفه. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: طِفاف المَكوكِ وطَفافه. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جلّ وعزّ: {} (المطففين: 1) قَالَ: المطفِّفون: الَّذين يَنقُصون المكيالَ وَالْمِيزَان، وَإِنَّمَا قيل للْفَاعِل مُطَفِّف لأنّه لَا يكَاد يَسرِق فِي المِكيال والمِيزان إلاّ الشيءَ الخفيَّ الطفيفَ، وَإِنَّمَا أُخِذ من طَفّ الشيءِ وَهُوَ جانِبُه، وَقد فسّره بقوله تَعَالَى: {يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} (المطففين: 3) ، أَي: يَنقُصون. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: خُذ مَا أطَفَّ لَك، أَي: مَا أَشرَف لَك. وَقَالَ الكسائيّ: خذْ مَا طَفّ لَك، وأَطَفَّ لَك، واستَطَفّ. قَالَ أَبُو زيد: ومِثلُه خُذْ مَا دَقَّ لَك واستَدَقّ، أَي: تهيّأ. أَبُو عبيد عَن الكسائيّ فِي بَاب قَناعة الرجل بِبَعْض حَاجته: كَانَ الكسائيُّ يَحكِي عَنْهُم خُذْ مَا طَفَّ لَك، ودَعْ مَا استَطَفَّ لَك، أَي: ارْضَ بِمَا أَمكَنكَ مِنْهُ. اللَّيْث: أطَفَّ فلانٌ لفُلَان: إِذا طَبَنَ لَهُ وَأَرَادَ خَتْلَه، وأَنشَد: أَطَفَّ لَهَا شَثْنُ البَنان جُنَادِفُ قَالَ: واستَطَفَّ لنا شيءٌ، أَي: بَدَا لنا شَيْء لنأخذه. وَقَالَ عَلْقمة يصفُ ظَلِيماً: يَظَلُّ فِي الْحَنظَل الخطْبانِ يَنقفُه وَمَا استَطَفَّ من التَّنُّومِ مَحْذُومُ قَالَ: والطَّفيفُ: الشيءُ الخَسِيس الدُّون. قَالَ: والطَّفْطفة مَعْرُوفَة وَجَمعهَا طَفاطِف؛ وأَنشَد:

باب الطاء والباء

وتَارَةً يَنْتهِسُ الطَّفاطِفَا قَالَ: وبعضُ العَرَب يَجعل كلَّ لَحم مضطرِب طفْطَفة. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: قليلٌ لَحمُها إلاّ بقايا طَفاطِفِ لَحْمِ مَنْحُوصٍ مَشِيقِ وَفِي حَدِيث ابْن عمر: أَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَبَّقَ بينَ الخيلِ فطفَّفَ بِي الفَرَسُ مسجَد بني زُرَيق. قَالَ أَبُو عُبيد: يَعْنِي أنّ الْفرس وَثَب حتّى كَاد يُساوِي الْمَسْجِد، وَمن هَذَا قيل: إناءٌ طَفّان، وَهُوَ الّذي قَرُب أَن يَمتلىءَ ويُساوِي أَعلَى المِكْيال، وَمِنْه التَّطفيف فِي الكَيْل. وَفِي حَدِيث آخر: (كلُّكم قريبُ بَنو آدمَ طَفُّ الصّاع لصاع) ، أَي: كلُّكم قريبٌ بعضُكم من بعض، لأنّ طَفَّ الصّاع قريبٌ من ملْئِه، (فَلَيْسَ لأحد فضلٌ على أحدٍ إلاّ بالتقوى) ، ويُصدِّق هَذَا قولَه: (الْمُسلمُونَ تتكافَأُ دِمَاؤُهُمْ) . والتّطفيف فِي المِكْيال: أَن يَقرُب الإناءُ من الامتلاء. يُقَال: هَذَا طَفُّ المِكْيال وطِفافُه. أَبُو زيد: أَطَلَّ على مالِه وأَطَفَّ عَلَيْهِ، مَعْنَاهُ: أنّه اشتَمَل عَلَيْهِ فَذَهب بِهِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: هُوَ الطَّفْطَفة والطِّفْطِفة، والْخَوشُ والصُّقْل والسولا والأفَقَة: كلُّه الخاصرة. ابْن هانىء عَن أبي زيد: خُذ مَا طَفَّ لَك وَمَا استَطَفّ، أَي: مَا دَنَا وقَرُب. وَالله أعلم انْتهى. (بَاب الطَّاء وَالْبَاء) (ط ب) طب بط: (مستعملة) . طب: قَالَ أَبُو عبيد فِي حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أنّه احتَجَم بقَرْن حينَ طُبَّ) . قَالَ أَبُو عبيد: طُبَّ، أَي: سُحِر، يُقَال مِنْهُ: رجلٌ مَطْبوب. ونرى أنّه إنّما قيل لَهُ: مَطْبوب لأنّه كُنِيَ بالطِّبّ عَن السِّحْر، كَمَا كَنَوْا عَن اللَّديغ فَقَالُوا: سَلِيم، وَعَن الفَلاةِ وَهِي مَهْلَكة فَقَالُوا: مَفازَة، تَفاؤلاً بالفَوْز والسلامة. قَالَ: وأصلُ الطَّبِّ: الحِذْقُ بالأشْياء والمَهارةُ بهَا، يُقَال: رجُل طَبٌّ وطَبيب: إِذا كَانَ كَذَلِك، وَإِن كَانَ فِي غير علاج المَرَض، قَالَ عنترة يُخَاطب امْرَأَة: إنْ تُغْدِ فِي دَونِي القِناعَ فإِنّنِي طَبٌّ بأَخْذ الفارِسِ المُسْتلئِم وَقَالَ عَلقمة بن عَبَدة: فَإِن تَسأَلوني بالنِّساء فَإِنِّي بصيرٌ بأدْواءِ النِّساء طَبيبُ بِالنسَاء، أَي: عَن النِّسَاء. ابْن السكّيت: فلَان طَبٌّ بِكَذَا وَكَذَا، أَي: عالمٌ بِهِ وفَحْلٌ طَبٌّ: إِذا كَانَ حاذِقاً بالضِّراب، قَالَ: والطِّبُ: السِّحْر، وَيُقَال: مَا ذَاك بِطَبِّي، أَي: بدَهْرِي، وأَنشَد: إنْ يَكُن طِبُّكِ الزَّوَالَ فَإِن الْ

بَيْنَ أَن تَعطِفي صُدورَ الجِمالِ وَقَالَ اللَّيْث: بَعيرٌ طَبّ: وَهُوَ الّذي يتعاهدُ موضعَ خُفّه أينَ يَضَعه. وَقَالَ شمر: قَالَ الْأَصْمَعِي: الطِّبّة والخِبّةُ والخَبِيبة والطَّبابة، كلُّ هَذَا طرائق من رَمْل وسَحَاب. وَقَالَ اللّيث: الطِّبّة: شُقّةٌ مستطيلة من الثَّوْب، وَكَذَلِكَ طِبَبُ شُعاعِ الشّمس. أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: الطِّبَابة الَّتِي تجعَل على مُلتقَى طَرَفَي الجِلْد إِذا خُرِز فِي أَسْفَل القِرْبة والسِّقاء والإداوة. أَبُو زيد: فَإِذا كَانَ الجِلد فِي أسافِل هَذِه الْأَشْيَاء مَثْنِيّاً ثمَّ خُرِز عَلَيْهِ فَهُوَ عِراقٌ، وَإِذا سُوِّيَ ثمَّ خُرِز غيرَ مَثْنِيَ فَهُوَ طِبَاب. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زِيَاد الْكلابِي نَحْو قَول الْأَصْمَعِي وَأبي زيد، وَقَالَ الْأمَوِي مثله. وَقَالَ: طَبِبْتُ السِّقاء: رَفَعْتُه. وَقَالَ اللَّيْث: الطِّبَابَة من الخُرَز: السَّيْر بَين الخُرْزَتين. قَالَ: والتَّطْبيب: أَن يعلِّق السِّقاء من عَمُود البَيْت ثمَّ تَمخَضُهُ. قلتُ: لم أَسمَع التطبيبَ بِهَذَا الْمَعْنى لغير اللَّيْث وأَحسِبه التّطنيب كَمَا يُطنَّب البَيْت. وَيُقَال لكل حاذقٍ بعملِه: طَبِيب. وَقَالَ المرّار فِي الطَّبِيب وَأَرَادَ بِهِ القَيْن: تَدِينَ لمَزْرُورٍ إِلَى جَنْبِ حَلْقَةٍ من الشِّبْهِ سَوَّاها بِرفقٍ طبيبُها وَجَاء رجلٌ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَرَأى بَين كتِفَيْه خاتَمَ النُّبُوَّة، فَقَالَ: إِن أذنتَ لي عالجتُها، فَإِنِّي طَبِيب، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم طَبيبُها الّذي خَلَقَها مَعْنَاهُ: العالِمُ بهَا خالِقُها الّذي خَلَقها لَا أَنْت. أَبُو عُبَيد عَن الْأَحْمَر: من أمثالهم فِي التَّنَوُّق فِي الْحَاجة وتحسينِها: اصْنَعْه صنْعَة مَن طَبّ لمن حَبّ، أَي: صَنعةَ حاذِق لمن يُحبُّه. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: إِن كنت ذَا طِبّ فطِبَّ لنَفْسِك وَطِبَّ لنَفسك، وَطبّ لنَفسك، أَي: ابدأ أَولا بإصلاح نَفسك، وَيُقَال: جاءَ فلانٌ يَستطِيب لوَجَعه، أَي: يستَوْصِفُ. وَقَالَ ابْن هانىء يُقَال: قَرُبَ طِبٌّ، قَرُبَ طِبّاً، كَقَوْلِك نعِمَ رجلا وَهَذَا مَثَلٌ يُقَال للرجل يَسأَل عَن الْأَمر الّذي قد قَرُب مِنْهُ، وَذَلِكَ أَن رجلا قَعَد بَين رِجْلَي امرأةٍ فَقَالَ لَهَا: أبِكْرٌ أم ثيّب؟ فَقَالَت قرُبَ طِبٌّ: والطِّبابُ من السَّماء: طريقةٌ، وطُرَّة. وَقَالَ أُسامة الْهُذلِيّ: أَرَتْهُ من الجَرْباءِ فِي كلِّ مَنْظَرٍ طِباباً فمثواه النهارَ المرَاكِدُ وَذَلِكَ أَن الأُتُن ألجأَت المِسْحَل إِلَى مَضيقٍ فِي الجَبَل لَا يَرى فِيهِ إِلَّا طُرةً من السَّمَاء. وَقيل: الطِّبابُ: طرائِقُ الشَّمْس إِذا طَلَعتْ، وَيُقَال: طَبَّبْتُ الدِّيباجَ تطبيباً: إِذا أدخلتَ بِنيقَة تُوسِعُه بهَا، وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الطُّبّة: السيرُ الَّذِي يكون أسفَلَ القِرْبة،

باب الطاء والميم

وَهُوَ تَقارُب الخُرَز قَالَ: وَيُقَال: طَبطَب الماءَ: إِذا حركه. وَقَالَ اللَّيْث: طَبْطَب الْوَادي طَبْطَةً: إِذا سالَ بِالْمَاءِ فسمعتَ لصوتهِ طَباطِبَ، وأَنشَد: طَبْطَبةَ المِيثِ إِلَى جِوائها قَالَ: والطَّبطَبةُ: شيءٌ عَريض يُضرَب بعضُه بِبَعْض والطَّبْطابةُ: خَشَبةٌ عريضةٌ يَلعَب الفارسُ بهَا بالكُرَة. بَطَّ: قَالَ اللَّيْث: بَطَّ الجُرحَ بَطّاً، وبَجَّه بَجّاً: إِذا شَقّه. والمِبَطّة: المِبْضَع. قَالَ: والبَطّة بلُغة أهلِ مكّة: الدّبة. والبَطّ مَعْرُوف. والواحدة بَطّة. يُقَال: بطّةٌ أُنْثَى وبَطّةٌ ذَكَر. أَبُو عُبيد عَن أبي زيد: جاءَنا بأمْرٍ بَطيطٍ؛ أَي: عَجَب، وأَنشَد غيرُه: ألَمْ تتعَجَّبِي وتَرَيْ بَطِيطاً مِن الحِقَبِ الملوِّنةِ الفنُونَا قَالَ: والبَطِيطة: صوتُ البَطّ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: البُطُطُ: الأعاجِيب. والبُطُطُ: الأجْواعُ. والبُطُط: الكَذِب. والبُطُط: الحَمْقَى. انْتهى، وَالله أعلم. (بَاب الطَّاء وَالْمِيم) (ط م) طم مط: (مستعملة) . طم: قَالَ اللَّيْث: الطَّمّ: طَمُّ البئرِ بالتّراب، وَهُوَ الكَبْس. الْأَصْمَعِي: جَاءَ السَّيل فَطَمَّ رَكيّةَ آلِ فلَان: إِذا دَفَنها حتّى يُسوِّيَها. وَيُقَال للشَّيْء الّذي يَكثُر حَتَّى يَعْلُو قَد طَمَّ، وَهُوَ يَطمُّ طَمّاً. وَجَاء السَّيل فَطَّم على كلّ شَيْء، أَي: عَلاَه، وَمن ثَم قيل: فوقَ كلِّ طامَّة طامّةٌ. وَقَالَ الفرّاء فِي قَوْله تَعَالَى: {وَلاَِنْعَامِكُمْ فَإِذَا جَآءَتِ الطَّآمَّةُ} (النازعات: 34) ، قَالَ: هِيَ القيامةُ تَطُمُّ على كلّ شَيْء، وَيُقَال: تَطِم. وَقَالَ الزّجّاج: الطامّة: هِيَ الصَّيْحة الّتي تَطِمُّ على كلّ شَيْء. وَقَالَ الأصمعيّ: طَمَّ البعيرُ يَطُمُّ طميماً: إِذا مَرّ يَعْدُو عَدْواً سَهْلاً. وَقَالَ عمر بنُ لَجَأَ: حَوَّزها مِن بُرَق الغَمِيمِ بالحَوْز والرِّفْق وبالطَّميمِ وَيُقَال للطائر إِذا وَقَع على غُصْن: قد طَمَّمَ تَطمِيماً. الأمويّ: الرجل يَطُمّ فِي سَيْره طميماً، وَهُوَ مَضاؤه وخِفّتُه، ويَطمُّ رأسُه طَمّاً. ابْن السكّيت: جَاءَ فلانٌ بالطِّمّ والرِّمّ. قَالَ أَبُو عُبيد: الطِّمُّ: الرَّطْبُ، والرِّمّ: الْيَابِس. وَقيل: الطِّم: البَحْر. والرِّمّ: الثَّرَى. والطَّم بِالْفَتْح هُوَ البَحْر، فكُسِرت الطَّاء ليَزْدَوِج مَعَ الرِّم، والطِّمْطِمِيُّ والطُّمْطُمَاني: هُوَ الأعجَم الّذي لَا يُفصِح وَفِي لِسَانه طَمْطانِية.

ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الطَمِيم: الفرسُ المُسرِع. وَفِي (النَّوَادِر) : طمةُ الْقَوْم: جماعتُهم ووَسَطُهم. وَيُقَال للفَرَس الْجواد: طِمٌّ. وَقَالَ أَبُو النَّجم يصف فرسا: أَلْصَقُ مِنْ رِيشٍ على غِرائِهِ والطِّمُّ كالسّامي إِلَى ارْتقائه يَقْرَعُه بالزَّجْر أَو إشْلائِه قَالُوا: يجوز أَن يكون سَمّاه طِمّاً لِطَميم عَدْوِه، وَيجوز أَن يكون شبَّهه بالبَحر، كَمَا يُقَال للفَرَس: بَحْر وغَرْب وسَلْب، وَيُقَال: لقيتُه فِي طُمة الْقَوْم، أَي: فِي مجتَمِعهم. وَقَالَ الفرّاء: سمعتُ المفضّل يَقُول: سألتُ رجلا مِن أَعلَم النَّاس عَن قَول عنترة: تَأْوِي إِلَى قُلُص النَّعام كَمَا أَوَتْ حِزَقٌ يَمانِيةٌ لأعجَمَ طِمْطَم فَقَالَ: يكون باليَمَن من السّحاب مَا لَا يكون لغيره من البُلْدان فِي السّماء. قَالَ: وربّما نشأتْ سحابةٌ فِي وَسَط السّماء فَيسمع صوتُ الرّعد فِيهَا كأنّه من جَمِيع السَّمَاء، فيَجتمع إِلَيْهِ السّحابُ من كلّ جَانب؛ فالحِزَقُ اليمانيّة تِلْكَ السّحائب، والأَعجَمُ: الطِمِطمُ صوتُ الرَّعد. وَقَالَ أَبُو عَمْرو فِي قَول ابْن مُقبِل يصف نَاقَة: باتت على ثَفِنٍ لأمٍ مَراكِزُه جَافَى بِهِ مُسْتَعِدّاتٌ أَطامِيمُ ثَفِنٍ لأَمٍ: مُسْتَوِياتٌ، مَراكزُه: مَفاصِلُه، وَأَرَادَ بالمستعِدات القوائمَ، وَقَالَ: أَطاميمُ: نَشيطة لَا واحدَ لَهَا. وَقَالَ غيرُه: أطاميمُ: تَطِم فِي السَّيْر، أَي: تُسرِع. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: طَمطَم: إِذا سَبَح فِي الطَّمْطام، وَهُوَ وَسَطُ البَحْر. ومَطْمَط: إِذا تَوانَى فِي خَطِّه وكَلامِه. وَفِي الحَدِيث أنّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قيل لَهُ: هَل نَفَع أَبَا طالبٍ قرابَتُه مِنْك ونضحه عَنْك. فَقَالَ: (بَلى وإنّه لَفِي ضَحْضاح من نارٍ، ولولايَ لكانَ فِي الطّمْطام، أَي: فِي وَسَط النَّار. وطَمْطَامُ البَحرِ: وَسَطُه. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: إِذا نَصحتَ الرجلَ فَأبى إِلَّا استبداداً برأْيه: دَعْه يترَمّعُ فِي طُمّته، ويُبدِع فِي خَرئهِ. مط: قَالَ اللّيث: المطُّ: سَعَةُ الخَطْو، وَقد مَطّ يمُطّ. وتَكلّم فمَطَّ حاجِبَيه، أَي: مَدَّهما. وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله: {ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ} (الْقِيَامَة: 33) ، أَي: يتبختر لِأَن الظَّهْر هُوَ المَطَا فيُلَوّي ظهرَهُ تَبختراً. قَالَ: ونزلتْ فِي أبي جهل. وَفِي حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِذا مَشَت أمّتي المُطَيْطاء، وخَدَمَتْهم فارسُ والرُّوم كَانَ بأسُهم بينَهم) .

قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيّ وغيرُه: المُطَيْطاء: التّبخترُ ومَدُّ الْيَدَيْنِ فِي المَشْي. قَالَ: ويُروَى فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى: {وَتَوَلَّى ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى} (الْقِيَامَة: 33) أَنه التبخترُ. وَيُقَال للْمَاء الخانز فِي أسفَل الْحَوْض: المَطِيطة، لِأَنَّهُ يتمطَّط، أَي: يتمدّد، وجمعُه مطائط. قَالَ حُمَيد الأرقط: خَبْط النِهالِ سَمَلَ المَطائِط قَالَ أَبُو عُبيد: من ذَهَبَ بالتمطّي إِلَى المَطِيطة فإنّه يَذهب بِهِ مَذهَب تَظَنَّيتُ من الظنّ، وتقضَّيتْ من التقضُّض، وَكَذَلِكَ التمطِّي يُرِيد التمطُّط. قلتُ أَنا: المَطُّ والمَطْو والمَدّ وَاحِد. وَقَالَ الأصمعيّ: المَطِيطة: الماءُ فِيهِ الطِّين يتمطّط، أَي: يتلزّج ويمتدّ. وَقَالَ اللّيث: المطَائِطُ: مواضعُ حَفرِ قَوائم الدّوابّ فِي الأَرْض تَجْتَمِع فِيهَا الرِّداغ وأَنشَد: فلَم يَبقَ نُطْفةٌ فِي مَطِيطَة مِن الأَرْض فاستَصْفَيْتُها بالجَحافِلِ ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: المُطُط من جَمِيع الْحَيَوَان.

باب الطاء والدال

أَبْوَاب الثلاثي الصَّحِيح من حرف الطَّاء (بَاب الطَّاء وَالدَّال) ط د ت ط د ظ ط د ذ ط د ث: مهملات. ط د ر اسْتعْمل من وجوهه: طرد، دطز. دطر: أما دَطر: فَإِن ابْن المظفَّر أهمَلَه، ووجدتُ لأبي عَمْرو الشَّيباني فِيهِ حَرْفاً. رَوَاهُ أَبُو عَمْرو عَن ثَعْلَب، عَن عَمْرو عَن أَبِيه فِي بَاب السَّفينة قَالَ: الدَّوْطيرَة كَوثلُ السّفينة. طرد: أَبُو عبيد: طَرَدتُ الرجلَ أطرُده طَرْداً: إِذا نحَّيْتَه. قَالَ: وأطردتُ الرجلَ إِذا نَفَيْتَه وجعلتَه طَرِيداً. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: أطردْتُ الرجلَ جعلتَه طَرِيداً لَا يأمَنُ. وطَردْتُه: نحّيتُه ثُمّ يَأْمن. قَالَ: وقولُه لَا بَأْس بالسِّباق مَا لَم تُطْرِدْه ويُطْرِدُك. قَالَ: الإطراد أَن تَقول: إِن سبقتَني فلك عليّ كَذَا، وَإِن سبقتُك فلي عَلَيْك كَذَا. وَقَالَ ابْن بُزُرج: يُقَال: اطْرِد أَخَاك فِي سَبَق أَو قِمارٍ أَو صِراع، فَإِن ظَفِر كَانَ قد قَضَى مَا عَلَيْهِ، وإلاّ لَزِمه الأوّل والآخِر. وَقَالَ شمر: سمعتُ ابنَ الأعرابيّ يَقُول: أطْرَدْنا الغَنَم وأَطْردْتم، أَي: أرسلْنا التُّيوسَ فِي الغَنَم. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الطَّرِيدةُ: القَصَبة الّتي فِيهَا حُزّةٌ فتُوضع على المغَازِل والعُود فتَنحتُ عَلَيْهَا. قَالَ الشمّاخ: أقامَ الثِّقافُ والطَّرِيدَةُ دَرْءَها كَمَا أخرجتْ ضِغْنَ الشَّموسِ المَهامِزُ قَالَ: والطَّريدةُ: مَا طَرَدْتَ من صَيدٍ أَو غَيره. والطَّرِيدُ: المطرود من النّاس. والطَّرِيدُ: الرجلُ الّذي يولَد بعد أَخِيه، فَالثَّانِي طريدُ الأوّل. والمُطارَدة فِي القِتال أَن يَطرُد بعضُهم بَعْضًا. والفارِسُ يَستطرد ليَحمِل عَلَيْهِ قِرنه ثمَّ يَكُرّ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ أنّه يتحيّز فِي استطراده إِلَى فئتِه، وَهُوَ ينتهز الفرصةَ لمطاردتَه. أَبُو عَمْرو: الجُبَّةُ: الخِرْقةُ المدوَّرة، فَإِن كَانَت طَوِيلَة فَهِيَ الطَّرِيدة. وَيُقَال لِلخرْقة الّتي تُبَلّ ويُمسَح بهَا التَّنُّور المِطْرَدَة والطَّرِيدة. وطرَدَت الأشياءُ: إِذا تَبِع بعضُها بَعْضًا. واطّرد الكلامُ: إِذا تَتَابع. واطّرَد الماءُ: إِذا تَتابَع سَيَلانهُ. وَقَالَ قيسُ بنُ الخَطيم: أتعرِف رَسْماً كاطِّراد المَذاهِبِ

أبواب الطاء والتاء

أَرَادَ بالمَذاهب جُلوداً مُذْهَبة بخُطُوط يُرَى بعضُها إثْر بعض، فَكَأَنَّهَا متتابِعة. وَقَالَ الرّاعي يصف الْإِبِل واتباعَها مواضعَ القَطْر: سَيَكْفيك الإلهُ ومُسْنَماتٌ كجنْدَلِ لُبْنَ تَطَّرِدُ الصِّلالاَ أَي: تتبع مواقعَ القَطْر. وَقَالَ شمر: الطَّرِيدة: لُعبةٌ لصبيانِ الأَعْراب. وَقَالَ الطِّرمّاح يصف جَواريَ أَدْركن فترفَّعْن عَن لَعِب الصِّغار والأحداث فَقَالَ: قَضَتْ مِنْ عَيَاف والطَّريدةِ حَاجَة فهنّ إِلَى لَهْوِ الحَديثِ خُضوعُ وَقَالَ اللّيث: مُطارَدة الفُرْسان وطِرادُهم: هُوَ أَن يَحمل بعضُهم على بعض فِي الحَرْب وَغَيرهَا. والمِطْرَدُ: رُمْح قصيرٌ يُطعَن بِهِ حُمُر الوَحْش. وَخرج فلانٌ يَطردُ حمرَ الْوَحْش وَالرِّيح تطرد الحَصَا والجَوْلانَ على وَجْه الأَرْض، وَهُوَ عَصْفُها وذَهابُها بهَا. والأرضُ ذاتُ الآلِ تَطرُد السَّراب طَرْداً. وَقَالَ ذُو الرّمة: كأنّه والرَّهاءُ المَوْتُ يَطْرُدهُ أَغْراسُ أَزْهرَ تحتَ الرِّيح مَنتوج وجَدوَلٌ مطَّرِد: سريعُ الجرْية. وأمرٌ مُطّرِدٌ: مُسْتَقِيم على جِهته. وَيُقَال: طردتُ فلَانا فذَهَب، وَلَا يُقَال: فاطَّرَدَ. وَقَالَ ابْن شُمَيل: الطّريدةُ: نَحِيزَة من الأَرْض قليلةُ العَرْض إنّما هِيَ طَرِيقة. والطَرِيدة: شُقةٌ من الثّوب شُقت طُولاً. والطَّرِيدة: الوَسيقة من الْإِبِل يُغير عَلَيْهَا قومٌ فيَطْرُدونها. وَيُقَال: مرّ بِنَا يومٌ طَرِيد وطرّاد، أَي: طَوِيلٌ. واللّيلُ والنَّهارُ طَرِيدان، كل وَاحِد مِنْهُمَا طَرِيدُ صاحبِه. قَالَ الشَّاعِر: يُعِيدَانِ لي مَا أَمْضَيَا وهُما مَعاً طَرِيدانِ لَا يَسْتَلهِيَانِ قَرارِي ط د ل ط د ن ط د ف ط د ب ط د م: مهملات. (أَبْوَاب: الطَّاء وَالتَّاء) والطاء والظاء: مهملات) . (بَاب الطَّاء والذال) اسْتعْمل من بَاب الطَّاء والذال إِلَى آخر الْحُرُوف حرف وَاحِد قد أهمَله اللَّيْث. ذمط: ووجدتُ فِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : طعامٌ ذِمِطٌ وزَرِدٌ، أَي: ليّنٌ سريع الانحدار. انْتهى وَالله أعلم. (بَاب الطَّاء والثاء) ط ث ر طرث. طثر. ثرط. رثط: مستعملة.

طرث: قَالَ اللَّيْث: الطُّرْثُوثُ: نَباتٌ كالقُطْر مستطيلٌ دَقيقٌ يَضرِب إِلَى الحُمرة يَيبسُ وَهُوَ دِباغ للمعدة مِنْهُ مُرّ، وَمِنْه حُلو، يُجعَل فِي الْأَدْوِيَة. قلتُ: رأيتُ الطرْثُوث الَّذِي وَصَفه اللَّيْث فِي الْبَادِيَة وأَكَلْت مِنْهُ، وَهُوَ كَمَا وَصَفه، وَلَيْسَ بالطُّرْثوث الحامض الَّذِي يكون فِي جبال خُراسانَ، لِأَن الطُرْثوث الَّذِي عندنَا لَهُ وَرَق عريضٌ، مَنبِتة الْجبَال، وطُرْثوث الْبَادِيَة لَا وَرَق لَهُ وَلَا ثمَرَ، ومَنبِتة الرِّمال وسهولةُ الأَرْض، وَفِيه حَلاوةٌ مُشرَبة عُفوصَة، وَهُوَ أحمرُ مستديرُ الرَّأْس كَأَنَّهُ ثُومَة ذَكَر الرَّجُل. والعَرَب تَقول: طَراثِيثُ لَا أَرْطى لَهَا وذآنِينُ لَا رمْثَ لَهَا، لِأَنَّهُمَا لَا يَنْبُتانِ إِلَّا مَعَهُمَا، يُضرَبان مَثَلاً للَّذي يُستأصَل فَلَا تَبقَى لَهُ بقيّة بعد مَا كَانَ لَهُ أصلٌ وقَدْرٌ وَمَال. وأَنشَد الأصمعيّ: فالأَطيَبان بهَا الطُّرْثوث والضَّرَب طثر: أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: إِذا عَلاَ اللبنَ دَسَمُه، وخُثورتهُ رأسَه فَهُوَ مطثَّر، ينَال: خُذْ طَثْرةَ سِقائك. وَقَالَ اللَّيْث: لبنٌ خاثرٌ. قَالَ: وأسَدٌ طَيْثارٌ لَا يُبالِي على مَا أَغارَ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الطثْرة: الحمأَة تَبقَى أسفلَ الحَوْض. وَقَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ أَبُو زيد: يُقَال: إِنَّهُم لفي طثرة عَيْشٍ: إِذا كَانَ خَيرُهم كثيرا. وَقَالَ مرّة: إِنَّهُم لفي طثْرة، أَي: فِي كَثرةٍ من اللَّبن والسَّمْن والأَرقط، وأَنشَد: إنّ السَّلاءَ الَّذِي تَرْجِينَ طثرته قد بعْتُه بأَمورٍ ذاتِ تَبْغيلِ والطّثْر: الخيرُ الْكثير، وَبِه سُمّي ابنُ الطَّثْرِيّة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الطثَارُ: البَقُّ، واحدُها طثرة. ثرط: أهمَلَه اللَّيْث، ورَوَى أَبُو عُبيد عَن أبي عَمرو الشَّيْباني أَنه قَالَ: الثَّرطئةُ بِالْهَمْز بعد الطاءَ: الرَّجُل الثقيل. قلتُ: إِن كَانَت الْهمزَة أَصْلِيَّة فالكلمة رُباعية، وَإِن لم تكن أَصْلِيَّة فَهِيَ ثلاثية، والعِزْقيءُ مثلُه وَنَظِيره. رثط: أهمله اللَّيْث. وَفِي (النَّوَادِر) : أَرثَط الرجلُ فِي قُعوده. ورَثَط ورَطم ورَضم وأَرطم. كُله بِمَعْنى وَاحِد. ط ث ل ثلط لطث طلث لثط: مستعملة. لطث: قَالَ اللَّيْث: الثلْطُ: هُوَ سَلْخُ الفِيل ونحوِه وَمن كلّ شَيْء إِذا كَانَ رَقِيقا. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: ثَلَط البعيرُ يثلِط ثَلْطاً: إِذا أَلْقَاهُ سَهْلاً رَقِيقا. قلتُ: وَيُقَال للْإنْسَان إِذا رَقَّ نَجوُه وَهُوَ يَثلِط ثَلْطاً.

وَفِي الحَدِيث: (كَانَ من قبلكُمْ يَبْعَرُون بعراً وأَنتم تثلِطون ثلْطاً) . وَيُقَال: أثَلْطته ثَلطاً: إِذا رمَيتَه بالثلْط ولطخْتَه بِهِ. قَالَ جَرير: يَا ثَلْطَ حامِضةٍ تَربَع ماسِطاً مِنْ واسطٍ وتَربَّعَ القُلاَّما ثلط: أهمله اللَّيْث. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: اللطثُ: الفَساد. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: لطثته ولطستُه: إِذا رَماه. وَقَالَ رؤبة: مَا زالَ بَيْعُ السَّرَق المُهايثُ بالضعف حَتَّى استوقَرَ المُلاطِثُ قَالَ أَبُو عَمْرو: الملاطث يَعني بِهِ البَائِع. قَالَ: ويروى المَلاطِث، وَهِي الْمَوَاضِع الّتي لُطِثَتْ بالحمْل حتّى لُهِدَتْ. لثط: أهمَلَه اللَّيْث. ورَوَى أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: واللَّثْطُ: ضَرْبُ الكَفّ للظَّهْر قَلِيلا قَلِيلا. قَالَ: والثَّلْطُ: رمْيُ العاذر سهلاً. وَقَالَ غَيره: اللَّطْثُ واللثْط كِلَاهُمَا: الضّربُ الخَفيف. طلث: أهمله اللَّيْث. ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الطُلْثَةُ: الرجلُ الضعيفُ الْعقل، الضعيفُ الْبدن الجاهلُ. قَالَ: وَيُقَال: طَلَّثَ الرجلُ على الخَمسين ورَمَّثَ عَلَيْهَا: إِذا زَاد عَلَيْهَا، هَكَذَا أَخبرني بِهِ. المنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس. وروَى أَبُو عَمْرو عَنهُ: طَلَثَ الماءُ يَطْلُثُ طُلُوثاً: إِذا سَال. ووزَب. يَزِب وُزُوباً مثله. ط ث ن نثط ثنط: مستعملات. نثط (ثنط) : قَالَ اللَّيْث: النَّثْطُ: خروجُ الكمْأَةِ من الأَرْض. والنباتُ إِذا صَدَع الأرضَ فَظهر. قَالَ: وَفِي الحَدِيث: كَانَت الأَرْض تميدُ فوقَ المَاء فنثطهَا الله تبَارك وَتَعَالَى بالجبال، فَصَارَت لَهَا أوتاداً. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: النَّثْط: التثقيل، وَمِنْه خبرُ كَعْب: أنَّ الله جلَّ وعزّ لمَّا مدّ الأَرْض مادَتْ فنَثَطها بالجبال، أَي: شقَّها فَصَارَت كالأوتاد لَهَا، ونَثَطها بالآكام فَصَارَت كالمُثْقِلات لَهَا. قلت: فرّق ابْن الأعرابيّ بَين الثَّنْط والنَّثط، فَجعل النثط شقّاً، وجعَل النثط أثقالاً، وهما حَرْفان غَرِيبَانِ وَلَا أَدْرِي أعربيَّان أم دَخيلان، وَمَا جَاءَا إِلَّا فِي حَدِيث كَعْب. ط ث ف ثطف: أهملَ الليثُ وجوهها. واستَعمل ابْن الْأَعرَابِي من وجوهها

باب الطاء والراء

الثَّطَف وَقَالَ: الثَّطَفُ: النَّعْمة فِي الْمطعم والمشرَب والمنَام. ط ث ب اسْتعْمل من وجوهه: ثبط. ثبط: قَالَ اللَّيْث: ثَبَّطه الله عَن الْأَمر تَثْبِيطاً: إِذا شغله عَنهُ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَلَاكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ} (التَّوْبَة: 46) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: التَّثبيط: رَدُّك الْإِنْسَان عَن الشَّيْء يَفْعَله، أَي: كَرِه اللَّهُ أَن يخرجُوا مَعكُمْ فردّهم عَن الْخُرُوج. ط ث م استُعمل من وجوهه: طمث. طمث: قَالَ اللَّيْث: طَمَثْتُ البعيرَ أَطْمِثُه طَمْثاً: إِذا عَقَلْتَه، وطَمَثْتُ الْجارية: إِذا افترعْتَها. قَالَ: والطَّامث فِي لغتهم الْحَائِض. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ} (الرَّحْمَن: 56) ، أَخْبرنِي المنذريّ عَن ابْن فهم، عَن مُحَمَّد بن سلاّم، عَن يونسَ أَنه سأَله عَن قَوْله: {الطَّرْفِ لَمْ} فَقَالَ: تَقول العَرَب: هَذَا جَملٌ مَا طمثه حَبل قَطّ، أَي: لم يمَسَّه. قلت: وَنَحْو ذَلِك قَالَ أَبُو عُبيدة. قَالَ: (لم يطمثهنّ) : لم يمسَسْهنّ. سَلمَة عَن الفرّاء قَالَ: الطَّمْثُ: الافتضاض وَهُوَ النِّكاح بالتَّدْمية. قَالَ: والطَّمْث: هُوَ الدَّم، وهما لُغتان: طَمَث ويطْمِثُ: والقُراء أَكْثَرهم على {الطَّرْفِ لَمْ} بِكَسْر الْمِيم. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: يُقَال للْمَرْأَة طُمِثَتْ تُطمَثُ، أَي: أُدْمِيَت بالافتضاض، وطَمِثَتْ على فَعِلَتْ تَطمثُ إِذا حَاضَت أول مَا تحيض، فَهِيَ طامث. وَقَالَ فِي قَول الفَرَزدق: دفعنَ إليَّ لم يُطمثنَ قبْلِي فهنَّ أصَحُّ من بَيْض النّعامِ أَي: هُنَّ عذارى غير مُفْتَرعَات. انْتهى وَالله أعلم. (بَاب الطَّاء وَالرَّاء) ط ر ل استُعمل من وجوهه: رَطْل. رَطْل: سمعتُ المنذريَّ يَقُول: سمعتُ إبراهيمَ الحربيَّ يقُول: السُّنةُ فِي النِّكاح رِطْل، قَالَ: والرِّطْل اثْنَتَا عشرةَ أوقيَّة. قَالَ: وَالْأُوقِية: أَرْبَعُونَ دِرْهماً، فَتلك أربعمائةٍ وَثَمَانُونَ دِرهماً. قَالَ الْأَزْهَرِي: السّنة فِي النِّكَاح ثنتا عشرَة أُوقِيَّة ونشٌّ، والنَّشُّ: عشرُون فَذَلِك خَمْسمِائَة دِرْهَم. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن الحرّاني عَن ابْن السّكيت قَالَ: هُوَ الرِّطل المِكْيال بِكَسْر الرَّاء، هَكَذَا قَالَ. والأوقيّة: مِكْيالٌ أَيْضا. قَالَ: والرِّطْل أَيْضا المسترخي من الرِّجال، كِلَاهُمَا بِكَسْر الرَّاء.

وَقَالَ أَبُو حَاتِم عَن الأصمعيّ قَالَ: الرِّطل بِكَسْر الرَّاء الَّذِي يُوزن أَو يُكالُ بِهِ، وَأنْشد بيتَ ابْن أحمَر الْبَاهِلِيّ قَالَ: لَهَا رِطْلٌ: تكيلُ الزَّيتَ فِيهِ وفَلاّحٌ يَسوق بهَا حمارا وَأما الرَّطل بِالْفَتْح فالرَّجل الرِّخْوُ اللّيّن. قَالَ: وَمِمَّا تخطىء العامّةُ فِيهِ قَوْلهم: رَطَّلتُ شعْرِي: إِذا رَجَّلْته، وإمَّا الترطيل فَهُوَ أَن يليِّن شعره بالدهن والمسْح حَتَّى يلين ويبرُق. وَهُوَ من قَوْلهم: رجل رَطْل، أَي: رخو. قَالَ: ورَطَلْتُ الشَّيْء رَطْلاً بِالتَّخْفِيفِ: إِذا ثقلته بِيَدِك، أَي: رَزَّنْته لتعلم كم وَزنُه. وَقَالَ اللَّيْث: الرَّطل مقدارُ مَنَ، وتكسر الرَّاء فِيهِ. والرَّطْلُ من الرِّجال: الَّذِي فِيهِ قَضَافة. أَبُو عُبَيْدَة: فرسٌ رَطْل، وَالْأُنْثَى رَطْلة، والجميع رطال، وَهُوَ الضَّعِيف الْخَفِيف، وَأنْشد: تراهُ كالذِّئب خَفِيفا رَطلاً ط ر ن رطن طرن نطر: (مستعملة) . رطن: قَالَ اللَّيْث: الرِّطانة: تكلُّم الأعجمية، تَقول: رَأَيْت عَجْمِيَّيْنِ يتراطنان، وَهُوَ كلامٌ لَا تفهمُه الْعَرَب، وَأنْشد: كَمَا تَرَاطَنَ فِي حافاتها الرّومُ أَبُو عُبَيد عَن الكسائيّ: هِيَ الرَّطانة والرِّطانة، لُغَتَانِ، وَقد رَطَن العَجَميّ لفلانٍ إِذا كلّمه بالعجمية؛ يُقَال: مَا رُطَّيْناك هَذِه، أَي: مَا كلامُك، وَمَا رُطَيْناك بِالتَّخْفِيفِ أَيْضا. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: إِذا كَانَت الإبِل كَثِيرَة رِفاقاً وَمَعَهَا أهلُها فَهِيَ الرَّطانة والرّطون، والطَّحّانة والطّحُون. نطر: قَالَ اللَّيْث: النَّاطر من كَلَام أهلِ السّود وَهُوَ الَّذِي يحفظ لَهُم الزَّرْع، لَيست بعربيَّة مَحْضة، وَأنْشد الباهليّ: أَلا يَا جَارَتا بأَباضَ إنّا وجَدْنا الرِّيحَ خَيْراً منكِ جارَا تُفَدِّينا إِذا هَبّت عَلَينا وتَملأ وجهَ ناظِرِكُمْ غُبارَا قَالَ: الناطر: الْحَافِظ. قلتُ: وَلَا أَدْرِي أخَذَه الشاعرُ من كَلَام السَّواديين أَو هُوَ عربيّ. ورأيتُ بالبَيْضاء من بِلَاد بني جَذيْمة، عَرازِيل سُوِّيتْ لمن يَحفَظ تمر النّخيل وقتَ الصِّرام، فسألتُ رَجُلاً عَنْهَا، فَقَالَ: تعي مَظالُّ النَّواطير كَأَنَّهُ جمعُ الناطُور. ورَوَى أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: النَّطْرة: الْحِفظ بالعَيْنَين، بِالطَّاءِ، وَمِنْه أُخِذ النّاطُور، هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عَمْرو عَنهُ. طرن: قَالَ اللّيث: الطَّرْنُ: الخَزّ، والطّارُنيّ: ضَرْبٌ مِنْهُ. وَفِي (النَّوَادِر) :

طَرْيَنَ الشَّرْبُ وطَرْيَموا: إِذا اختلطوا من السكر. ط ر ف طرف طفر فرط فطر رفط: مستعملات. طرف: الحَرّانيُّ عَن ابْن السِّكيت قَالَ: الطَّرْفُ: طَرْفُ الْعين، والطَّرَف: النَّاحِيَة من النواحي. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الطَّرْفَ: اللّطم. والطَّرْف: إطباقُ الجَفن على الجفنِ. وَقَالَ اللَّيْث: الطَّرْفُ: تَحْرِيك الجفون فِي النّظر، يُقَال: شَخَص بصرُه فَمَا يَطْرِف. قَالَ: والطَرْفُ: اسمٌ جَامع لِلْبَصَرِ، لَا يُثنَّى وَلَا يُجمع. والطَّرْفُ: إصابتك عيْناً بِثَوْب أَو غَيره، الِاسْم الطُّرْفة: يَقُول: طُرِفتْ عينُه، وأصابتها طُرْفَةٌ. وطَرَفها الحزنُ بالبكاء. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: طُرِفت عينهُ فَهِيَ تُطْرَف طَرْفاً إِذا حَرّكت جفونها بِالنّظرِ، وَيُقَال: هِيَ بمَكَان لَا ترَاهُ الطَّوارف: يَعْنِي الْعُيُون. وَيُقَال: امرأةٌ مطروفةٌ بِالرِّجَالِ: إِذا كَانَت لَا خيرَ فِيهَا، تَطمح عينُها إِلَى الرِّجَال. وَقَالَ أَبُو عبيد: المطروفةُ من النِّسَاء: الَّتِي تَطْرِفُ الرِّجَال لَا تثبت على وَاحِد. قلت: وَهَذَا التَّفْسِير مُخَالف لأصل الْكَلِمَة، والمطروفَة من النِّسَاء الَّتِي قد طَرفها حبُّ الرِّجال، أَي: أصَاب طَرْفها، فَهِيَ تَطمح وتُشرِف لكل من أشرف لَهَا وَلَا تغُضّ طرفها، كَأَنَّمَا أصَاب طَرفَها طُرفةٌ أَو عودٌ، وَلذَلِك سُمّيت مطروفة. وَقَالَ زِيَاد فِي خطبَته: إِن الدُّنْيَا قد طَرَفتْ أعينكُم، أَي: أصابتها فطَمَحت بأبصاركم إِلَى زُخرفها وَزينتهَا، وَأنْشد الْأَصْمَعِي: ومطروفة الْعَينَيْنِ خفّاقة الحشا منعّمة كالرِّيم طابت فَطُلّتِ وَقَالَ طَرَفة يذكر جَارِيَة مغنية: إِذا نَحن قُلْنَا أسمعينا انبرت لنا على رِسلِها مطروفةً لم تُسَدَّدِ قَالَ أَبُو عَمْرو: والمطروفة: الَّتِي أصابتها طرفَة فَهِيَ مطروفة فَأَرَادَ أَنَّهَا كَأَن فِي عينيها قذى من استرخائهما. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: مطروفةٌ: منكسرةُ الْعين كَأَنَّهَا طُرفت عَن كل شَيْء تنظر إِلَيْهِ. وَقَالَ ابْن السِّكيت: يُقَال: طرفتُ فلَانا أطرفه: إِذا صرفته عَن شَيْء، وَأنْشد:

إنّك واللَّهِ لذُو مَلة يَطْرِقك الْأَدْنَى عَن الأَبْعَدِ أَي: يصرفك. قلت: وعَلى هَذَا الْمَعْنى كَأَن المطروفةَ من النّساء، الَّتِي طرف طرْفها عَن زَوجهَا إِلَى غَيره من الرِّجَال؛ أَي: صُرف فَهِيَ طمّاحة إِلَى غَيره. وَقَالَ اللَّيْث: الأطرافُ: اسْم الْأَصَابِع، وَلَا يفردون إِلَّا بِالْإِضَافَة إِلَى الْأصْبع؛ كَقَوْلِك: أشارتْ بطَرف إصْبَعها؛ وَأنْشد الْفراء: يُبْدِين أطرافاً لِطافاً عَنَمُه قلت: جعل الْأَطْرَاف بِمَعْنى الطّرف الْوَاحِد وَلذَلِك قَالَ عنَمُه. قَالَ: وأطرافُ الأَرْض: نَوَاحِيهَا، الْوَاحِد طَرَف، وَمِنْه قَول الله جلّ وَعز: {أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِى الاَْرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} (الرَّعْد: 41) ، أَي: من نَوَاحِيهَا نَاحيَة نَاحيَة، وَهَذَا على من فسّر نقصَها من أطرافها فتوح الْأَرْضين. وَأما من جعل نقصَها من أطرافها موتَ علمائها فَهُوَ من غير هَذَا، وَالتَّفْسِير على القَوْل الأول. وأطرافُ الرِّجَال: أشرافَهم، وَلِهَذَا ذهب بالتفسير الآخر، قَالَ ابْن أَحْمَر: عَلَيْهِنَّ أطرافٌ من الْقَوْم لم يكن طعامهُم حبّاً بزَغْبَة أغثرا وَقَالَ الفَرَزْدق: واسئلْ بِنَا وبكم إِذا وردتْ مِنًى أطرافَ كلِّ قبيلةٍ مَن يُمنعُ يُرِيد: أشرافَ كلِّ قَبيلَة. قلت: والأطرافُ بِمَعْنى الْأَشْرَاف جمعُ الطّرَف أَيْضا، وَمِنْه قَول الْأَعْشَى: هم الطَّرَفُ النَّاكُو العدُوِّ وأنتُم بقصوى ثَلَاث تَأْكُلُونَ الوَقَائِصا أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ابْن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: الطُّرُف فِي بَيت الْأَعْشَى جمع طَريف، وَهُوَ المنحدِر فِي النَّسب، وَهُوَ عِنْدهم أشرفُ من القُعْدُد. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: فلَان طريفُ النّسَب، والطَّرافة فِيهِ بيّنة: وَذَلِكَ إِذا كَانَ كثيرَ الْآبَاء إِلَى الْجد الْأَكْبَر. وَقَالَ اللّيث: الطّرَفُ: الطّائفةُ من الشَّيْء، يَقُول: أصبتُ طَرَفاً من الشَّيْء. قلت: وَمِنْه قولُ الله جلّ وعزّ: {لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ} (آل عمرَان: 127) ، أَي: طَائِفَة. والطَّرَفُ أَيْضا: اسمٌ يَجمع الطَّرفاء وقلّ مَا يُستعمل فِي الْكَلَام إلاّ فِي الشّعر، والواحدة طَرَفة، وقياسُه قَصَبة وقَصَب وقَصْباءَ، وشَجَرةٌ وشَجَر وشَجْراء. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد قَالَ: الطِّرْفُ: العَتِيقُ الْكَرِيم، من خَيْل طُرُوف، وَهُوَ نعت للذُّكور خاصّةً. قَالَ: وَقَالَ الْكسَائي: فرسٌ طِرْفةٌ بِالْهَاءِ للْأُنْثَى، وصِلْدِمةٌ: وَهِي الشَّدِيدَة.

وَقَالَ اللّيث: الطِّرْفُ: الْفرس الكريمُ الْأَطْرَاف، يَعْنِي الْآبَاء والأمهات. وَيُقَال: هُوَ المُسْتَطْرِف لَيْسَ من نِتاج صَاحبه، وَالْأُنْثَى طِرْفة، وَأنْشد: وطِرْفة شُدّتْ دِخالاً مُدْمَجا وَالْعرب تَقول: لَا يُدْرَى أَيُّ طَرَفيْه أطول، وَمَعْنَاهُ: لَا يدْرِي أنَسَبُ أَبِيه أفضل أم نسب أمه. وَقَالَ: فلَان كريمُ الطَّرَفين: إِذا كَانَ كريم الْأَبَوَيْنِ، وَأنْشد أَبُو زيد فَقَالَ: فَكيف بأَطرافي إِذا مَا شَتَمتَني وَمَا بعدَ شَتْمِ الوالِدين صُلوحُ جَمعهمَا أطرافاً لِأَنَّهُ أَرَادَ أَبَوَيْهِ وَمن اتَّصل بهما من ذوِيهما. وَقَالَ أَبُو زيد فِي قَوْله: (فَكيف بأطرافي) قَالَ: أَطْرَافه أَبَوَاهُ وَإِخْوَته وأعمامه، وكلُّ قريب لَهُ مَحْرَم. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ فِي قَوْله تَعَالَى: {فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ} (طه: 130) ، قَالَ: ساعاته. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: أَرَادَ طَرَفيه فَجمع. وَيُقَال فِي غير هَذَا: فلَان فَاسد الطّرَفين: إِذا كَانَ خَبيثَ اللِّسَان والفرج. وَقد يكون طرَفا الدّايةِ مُقدّمَها ومؤخّرَها؛ قَالَ حُميد بن ثَور يصف ذئباً وسُرعتَه: تَرى طَرَفيه يَعْسِلان كِلَاهُمَا كَمَا اهتزّ عُودُ السّاسمِ المتتابِعُ أَبُو عبيد: يُقَال فلَان لَا يَملك طَرَفيه؛ يَعْنون استَه وفمَه: إِذا شَرِب دَوَاء وخمراً فقاء وسَلَح. وَجعل أَبُو ذُؤَيْب الطِّرْف الْكَرِيم من النَّاس فَقَالَ: وإنَّ غُلَاما نِيل فِي عهد كاهلٍ لَطِرْفٌ كنَصْل السَّمْهَرِيِّ صَريحُ والأسودُ ذُو الطَّرَفين: حيّةٌ لَهُ إبرتان، إِحْدَاهمَا فِي أَنفه، وَالْأُخْرَى فِي ذَنبه، يُقَال: إِنَّه يضْرب بهما فَلَا يُطْنِي. ابْن السّكيت: أَرض مُطرفة: كَثِيرَة الطّرِيفة، والطّريفةُ من النَّصِي والصِّلِّيَان إِذا اعْتمَّا وتمَّا، وَقد أطرفت الأَرْض. الأصمعيّ: ناقةٌ طَرِفة: إِذا كَانَت تُطْرِف الرِّياضَ رَوْضَة بعد رَوْضَة، وَأنْشد فَقَالَ: إِذا طَرِفَتْ فِي مَرْبَع بكَرَاتُها أَو استأخرت عَنْهَا الثِّقالُ القَنَاعِسُ ويروى: إِذا أطرفت. وَقَالَ غَيره: رجلٌ طَرِفٌ، وَامْرَأَة طَرِفة: إِذا كَانَا لَا يثبتان على عهد، وكلُّ وَاحِد مِنْهُمَا يُحِبُّ أَن يَستطرف آخَر غيرَ صَاحب، فيطرف غير مَا فِي يَده، أَي: يَستحدث. وبعير مُطْرَفْ، قد اشْترِي حَدِيثا، قَالَ ذُو الرّمة: كأنني من هوَى خَرْقاء مُطَّرفٌ دامِي الأظَلّ بَعيدُ السَّأْوِ مَهْيُومُ أَرَادَ: أَنه من هَواهَا كالبعير الَّذِي اشتُرِيَ حَدِيثا فَهُوَ لَا يزَال يَحِنّ إِلَى أُلاّفه. وَالْعرب تَقول: فلانٌ مَا لَهُ طارِفٌ وَلَا تالِد، وَلَا طَرِيف وَلَا تَلِيد. فالطارِف والطرِيف: مَا استحدثت من المَال

واستطرفته، والتَّالدُ والتَّليدُ: مَا ورِثْتَه عَن الْآبَاء قَدِيما. وَسمعت أَعْرَابِيًا يَقُول لآخَرَ وَقد قَدِم من سفر: هَل وَرَاك طَريفَةُ خَبر تُطْرفنا؛ يَعْنِي خَبرا جَدِيدا قد حَدث. وَمثله: هَل من مُغربة خَبرٍ. والطُّرْفَةُ: كلُّ شَيْء استحدثْتَهُ فأعجبك، وَهُوَ الطَّرِيفُ وَمَا كَانَ طريفاً وَلَقَد طَرُف يَطْرُف. وأطرفت فلَانا شَيْئا، أَي: أعطيتُه شَيْئا لم يملك مثله فأعجَبَه. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: طَرّفَ الرجلُ حَوْلَ العَسْكر: إِذا قَاتل على أَقْصَاهُم وناحيتهم، وَبِه سُمِّيَ الرّجلُ مُطَرِّفاً. وَقيل: المُطَرِّفُ: الَّذِي يَأْتِي أَوَائِل الْخَيل فَيرودُها على آخرهَا، وَقيل: هُوَ الَّذِي يُقَاتل أَطْرَاف النَّاس، وَقَالَ سَاعِدَة الهُذَلِيّ: مُطَرِّفٍ وَسْطَ أُولَى الْخَيل مُعْتَكِرٍ كالفَحْل قَرْقَر وسْط الهَجْمَة القَطِمِ وَقَالَ المفضّل: التَّطريف أَن يرد الرجلُ الرجلَ عَن أخريات أَصْحَابه، يُقَال: طَرَّف عَنَّا هَذَا الفارسُ. وَقَالَ متمم: وَقد عَلِمَتْ أُولَى الْمُغيرَة أننا نُطَرِّف خلْف المُرقصَاتِ السَوَابِقا وَقَالَ شَمِر: أعْرِفُ طَرْفَه: إِذا طرده. ابْن السكِّيت عَن الْفراء: المِطْرَفُ من الثِّيَاب: مَا جُعل فِي طَرَفيه علمَان. قَالُوا: والأصلُ مُطْرَف، فكسروا الْمِيم لتَكون أخفّ: كَمَا قَالُوا: مِغْزَل، وَأَصله مُغْزَل من أُغْزِل، أَي: أدير. وَكَذَلِكَ المِصْحَف والمِجْسَد. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: نعجة مُطَرَّفةٌ: وَهِي الَّتِي اسودّت أَطْرَاف أذنيها وسائرها أَبيض، وَكَذَلِكَ إِن ابيض أطرافُ أذنيها وسائرها أسود. وَقَالَ أَبُو عُبيدة: من الْخَيل أبلقُ مُطَرَّف: وَهُوَ الَّذِي رَأسه أبيضُ، وَكَذَلِكَ إِن كَانَ ذَنبُه ورأسُه أبيضَ فَهُوَ أيلقُ مُطَرَّف. وَقيل: تطريف الْأُذُنَيْنِ تأْلِيهما وَهُوَ دقةُ أطرافهما. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الطِّرَافُ: بيْتٌ من أَدَم، قَالَ: وَقَالَ الأموِيّ: الطّوارفُ من الخِبَاء: مَا رفعتَ من نواحيه لتنظُرَ إِلَى خَارج. وَكَانَ يُقَال لبني عَدِيِّ بن حَاتِم الطَّائِي، الطَّرَفاتُ، قتلُوا بصفِّينَ، أَسمَاؤُهُم: طَرِيف وطَرَفة ومُطَرِّف، وَفِي الحَدِيث: أَن النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (عَلَيْكُم بالتَّلْبينَة) : كَانَ إِذا اشْتَكَى أحدهم من بَطْنه لم تُنْزَل البُرْمَة حَتَّى يَأْتِي على أحد طَرَفيه، مَعْنَاهُ: حَتَّى يُفيق من عِلَّته أَو يَمُوت. وَإِنَّمَا جُعل هَذَانِ طَرفَيْهِ لِأَنَّهُمَا مُنْتَهى أَمر العليل فِي عِلّته. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي فِي قَوْلهم: لَا يُدْرَى أيّ طَرَفيه أطول. يُرِيد: لسانَه وفرجَه، لَا يُدرى أيُّهما أعف. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: وَالْقَوْل قَول ابْن زيد وَقد مرّ فِي أول هَذَا الْبَاب. وَيُقَال:

طَرّفتِ الجاريةُ بنَانَها: إِذا خَصَبت أطرافَ أصابِعها بالحنّاء وَهِي مُطَرّفة. فطر: قَالَ اللّيث: الفُطْرُ: ضربٌ من الكَمْأة، والواحدة فُطْرة. قَالَ: والفُطْرُ: شَيْء قليلٌ من اللَّبن يُحلب ساعتئذ، تَقول: مَا حَلينا إلاّ فُطْراً. وَقَالَ المرَّار: عاقِزٌ لم يُجتَلب مِنْهَا فُطُرْ عَمْرو عَن أَبِيه: الفَطِيرُ: اللَّبنُ سَاعَة يُحلب. وَسُئِلَ عمر عَن المَذْي فَقَالَ: ذَاك الفَطْرُ، هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدَة بِالْفَتْح. وَأما ابْن شُمَيْل فَإِن رَوَاهُ ذَاك الفُطْرُ بِضَم الْفَاء. وَقَالَ أَبُو عبيد: إِنَّمَا سمي فَطْراً لِأَنَّهُ شُبّه بالفَطْر فِي الْحَلب، يُقَال: فَطَرْتُ النّاقةَ أفطرها فَطْراً: وَهُوَ الحَلْب بأطراف الْأَصَابِع، فَلَا يخرج اللَّبن إِلَّا قَلِيلا، وَكَذَلِكَ المَذْي يخرج قَلِيلا قَلِيلا. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الفَطْرُ مأخوذٌ من تفطّرت قَدَماه دَمًا، أَي: سالتا. قَالَ: وفَطَر نابُ الْبَعِير: إِذا طلع. وَقَالَ غَيره: أصلُ الفَطْر الشقّ، وَمِنْه قَول الله جلّ وعزّ: {} (الانفطار: 1) ، أَي: انشقت. وتفطّرت قدماه، أَي: انشقتَا، وَمِنْه أُخِذ فِطْرُ الصَّائِم لِأَنَّهُ يفتح فَاه. والفَطُور: مَا يَفطر عَنهُ. وَيُقَال: فطَّرت الصائمَ فَأفْطر، ومثلُه فِي الْكَلَام بشَّرته فأبْشَر. وَفِي الحَدِيث: (أفطر الحاجم والمحجُوم) . وَقَالَ الله عزَّ وَجل: {} (فاطر: 1) . قَالَ ابْن عبَّاس: كنتُ مَا أَدْرِي مَا فاطر السَّمَوَات وَالْأَرْض حَتَّى احتكم إِلَيّ أَعْرَابِيَّانِ فِي بِئْر، فَقَالَ أَحدهمَا: أَنا فَطَرْتها، أَي: أَنا ابتدأت حفْرها. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس أَنه سَمع ابْن الأعرابيّ يَقُول: أَنا أوّل من فطَر هَذَا، أَي: ابتدأه. قَالَ: وفطرنَا بِهِ: إِذا بزل. وأنشدنا: حَتَّى نَهَى رائضَه عَن فَرِّه أَنيابُ عاسٍ شاقِىءٍ عَن فَطْره وَيُقَال: قد أَفْطرتَ جِلْدك: إِذا لم تروه من الدّباغ. أَبُو عُبَيد عَن الْكسَائي: خمرت الْعَجِين وفطرته بِغَيْر ألف. وَقَالَ الفرّاء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ} (الرّوم: 30) ، قَالَ: نَصبه على الْفِعْل. وَأَخْبرنِي المُنْذِري عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: الفِطْرَة: الخِلقة الَّتِي يُخلق عَلَيْهَا الْمَوْلُود فِي بطن أمه. قَالَ: وَقَوله جلّ وَعز حِكَايَة عَن إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: {تَعْبُدُونَ إِلاَّ الَّذِى فَطَرَنِى فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ} (الزخرف: 27) ، أَي: خلقني. وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى:

{وَهُمْ مُّهْتَدُونَ وَمَا لِىَ لاَ أَعْبُدُ الَّذِى فَطَرَنِى} (يس: 22) . قَالَ: وقولُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (كلُّ مولودٍ يُولَد على الفِطرة) ، يَعْنِي الخِلْقة الَّتِي فُطِر عَلَيْهَا فِي الرَّحِم من سَعَادَة أَو شقاوةٍ، فَإِذا وَلَدَ يَهودِيَّان هوّدَاه فِي حُكم الدُّنْيَا، أَو نصرانِيّان نصّراه فِي الحكم، أَو مجوسِيان مَجَسَّاه فِي الحُكم، وَكَانَ حُكمه حكمَ أَبَوَيْهِ حتّى يُعَبّر عَنهُ لِسَانه، فَإِن مَاتَ قبل بُلُوغه مَاتَ على مَا سَبق لَهُ من الفِطرة الَّتِي فُطر عَلَيْهَا، فَهَذِهِ فِطرةُ الْمَوْلُود. قَالَ: وفِطْرَةٌ ثَانِيَة: وَهِي الكلمةُ الَّتِي يصيرُ بهَا العبدُ مُسلما، وَهِي شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأَن مُحَمَّدًا رسولُه جَاءَ بالحقّ من عِنْد الله عزّ وَجل، فَتلك الفِطْرةُ: الدِّينُ. وَالدَّلِيل على ذَلِك: حديثُ البَراء بن عازِب عَن النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه علّم رجلا أَن يَقُول إِذا نَام. وَقَالَ: (فإنّك إِن مُتَّ من ليلتك مُتَّ على الفِطْرة) . قَالَ: وَقَوله: {مِّن نَّاصِرِينَ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ} (الرّوم: 30) فَهَذِهِ فِطرة فُطر عَلَيْهَا الْمُؤمن. قَالَ: وَقيل: فُطر كلُّ إِنْسَان على مَعْرفَته بِأَن الله ربُّ كلِّ شَيْء وخالقه، وَالله أعلم. قَالَ: وَقد يُقَال: كلُّ مَوْلُود يُولَد على الفِطرة الَّتِي فَطر الله عَلَيْهَا بني آدم حِين أخرجَهم من صُلب آدم كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} (الْأَعْرَاف: 172) ، الْآيَة. وَقَالَ أَبُو عُبيد: بَلغنِي عَن ابْن المبارَك أَنه سُئِلَ عَن تَأْوِيل هَذَا الحَدِيث فَقَالَ: تَأْوِيله الحديثُ الآخرُ: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سُئل عَن أَطْفَال الْمُشْركين فَقَالَ: (اللَّهُ أعلمُ بِمَا كَانُوا عاملين) يذهبُ إِلَى أَنهم إِنَّمَا يُولدون على مَا يَصِيرون إِلَيْهِ من إسلامٍ وَكفر. قَالَ أَبُو عُبَيد: وَسَأَلت مُحَمَّد بنَ الحسَن عَن تَفْسِير هَذَا الحَدِيث فَقَالَ: كَانَ هَذَا فِي أوّل الْإِسْلَام قبل نزُول الْفَرَائِض. يذهب إِلَى أَنه لَو كَانَ يُولد على الفِطرة ثمَّ مَاتَ قبل أَن يهوِّده أبوَاه مَا وَرِثهما وَلَا وَرِثاه؛ لِأَنَّهُ مُسلم وهما كَافِرَانِ. قلتُ: غَبا على مُحَمَّد بن الْحسن معنى الحَدِيث، فَذهب إِلَى أَن معنى قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (كل مَوْلُود يُولد على الْفطْرَة) . حُكمٌ مِنْهُ عَلَيْهِ السَّلَام قبل نزُول الْفَرَائِض ثمَّ نسخ ذَلِك الحكم من بعدُ، وَلَيْسَ الْأَمر على مَا ذهب إِلَيْهِ، لِأَن معنى قَوْله: (كل مَوْلُود يُولد على الْفطْرَة) خبرٌ أخبر بِهِ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن قضاءٍ سَبق من الله للمولود، وكتابٍ كتبه المَلَك بِأَمْر الله جلّ وعزّ لَهُ من سَعَادَة أَو شقاوة، والنّسخُ لَا يكون فِي الْأَخْبَار، إِنَّمَا النّسخ فِي الْأَحْكَام. وقرأت بِخَط شَمِر فِي تَفْسِير هذَيْن الْحَدِيثين: أَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الحَنْظَلِيّ

روَى حديثَ أبي هُرَيْرَة عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (كل مَوْلُود يُولد على الْفطْرَة) الحَدِيث. ثمَّ قَرَأَ أَبُو هُرَيْرَة بَعْدَمَا حدّث بِهَذَا الحَدِيث: {لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ} (الرّوم: 30) . قَالَ إِسْحَاق: وَمعنى قولِ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على مَا فَسّر أَبُو هُرَيْرَة حِين قَرَأَ: {لِلدِّينِ حَنِيفاً} ، وَقَوله: {النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ} يَقُول لتِلْكَ الخِلقةِ الَّتي خلَقهم عَلَيْهَا إمّا لجنّةٍ أَو نارٍ حِين أخرَج من صُلب آدمَ كلَّ ذريةٍ هُوَ خالقُها إِلَى يَوْم الْقِيَامَة، فَقَالَ: هَؤُلَاءِ للجنة، وَهَؤُلَاء للنار، فَيَقُول كلّ مَوْلُود يُولد على تِلْكَ الفِطرة، أَلا تَرى غلامَ الخَضِر. قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (طَبَعه الله يومَ طَبَعه كَافِرًا وَهُوَ بَين أبويْن مُؤمنين، فَأعْلم الله الخضرَ بخِلقته الَّتِي خلقه عَلَيْهَا وَلم يعلم مُوسَى ذَلِك، فَأرَاهُ الله تِلْكَ الْآيَة لِيَزْدَادَ عِلماً إِلَى عِلمه) . قَالَ: وَقَوله: (فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ) يَقُول: بالأبويْن يُبيَّن لكم مَا تحتاجون إِلَيْهِ فِي أحكامكم من الْمَوَارِيث وَغَيرهَا. يَقُول: إِذا كَانَ الأبوان مُؤمنين فاحكموا لولدهما بِحكم الأبويْن فِي الصَّلَاة والمواريث وَالْأَحْكَام، وَإِن كَانَا كَافِرين فاحكموا لولدهما بِحكم الْكَافِر أَنْتُم فِي الْمَوَارِيث وَالصَّلَاة، وأمّا خِلْقته الَّتِي خُلق لَهَا فَلَا عِلم لكم بذلك. أَلا تَرى أنّ ابْن عَبَّاس حِين كَتب إِلَيْهِ نَجْدةُ فِي قتْل صِبْيَان الْمُشْركين كتب إِلَيْهِ: إِن عَلمتَ من صبيانهم مَا عَلِم الخَضِرُ من الصّبيّ الَّذِي قَتَله فاقتلهم. أَرَادَ أَنه لَا يَعلم عِلم الخَضِر أَحَدٌ فِي ذَلِك، لمَا خَصّه الله بِهِ، كَمَا خصَّه بِأَمْر السَّفينة والْجِدار، وَكَانَ مُنْكَراً فِي الظَّاهِر، فعلّمه الله عِلم الْبَاطِن فحَكم بِإِرَادَة الله فِي ذَلِك. قلت: وَكَذَلِكَ القَوْل فِي أَطْفَال قوم نوح الَّذين دَعَا على آبَائِهِم وعليْهم بالغَرق، إِنَّمَا استجاز الدّعاء عَلَيْهِم بذلك وهم أَطْفَال، لِأَن الله جلّ وعزّ أعلمهُ أَنهم لَا يُؤمنُونَ حَيْثُ قَالَ لَهُ: {أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْءَامَنَ} (هود: 36) ، فَأعلمهُ أَنهم فُطِروا على الْكفْر. قلت: وَالَّذِي قَالَه إِسْحَاق هُوَ القَوْل الصَّحِيح الَّذِي دلّ عَلَيْهِ الْكتاب ثمَّ السُّنة. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جلّ وعزّ: {لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِى فَطَرَ} (الرّوم: 30) منصوبٌ بِمَعْنى اتّبِع فِطرةَ الله؛ لِأَن معنى قَوْله: {مِّن نَّاصِرِينَ} (الرّوم: 30) ، اتّبِع الدِّين القَيِّم، اتّبِع فطرةَ الله، أَي: خِلقة الله الَّتِي خلَق عَلَيْهَا البَشَر. قَالَ: وقولُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (كلُّ مولودٍ يُولد على الْفطْرَة) مَعْنَاهُ: أَن الله فَطَر الْخلق على الْإِيمَان بِهِ؛ على مَا جَاءَ فِي الحَدِيث: (أَن الله أخرج من صُلب آدم ذُريّةً كالذَّرِّ وأشهدهم على أنفسهم بِأَنَّهُ خالِقهُم) ، وَهُوَ قَول الله جلّ وعزّ: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ءَادَمَ} الْآيَة إِلَى قَوْله

تَعَالَى: {قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَآ} (الْأَعْرَاف: 172) . قَالَ: فكلُّ مَوْلُود هُوَ من تِلْكَ الذُّرية الَّتِي شَهِدَت أَن الله خالقُها؛ فَمَعْنَى (فطْرَة الله) أَي: دين الله الَّتِي فطَر النَّاس عَلَيْهَا. قلت: والقولُ مَا قَالَ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم فِي تَفْسِير الْآيَة وَمعنى الحَدِيث، وَالله أعلم. وَقَالَ اللَّيْث: فطَرْتُ العَجِين والطِّين: وَهُوَ أَن تَعْجِنَه ثمَّ تخبزه من سَاعَته. وَإِذا تركْتَه ليَختمِر فقد خمّرته، واسمُه الفَطِير. قَالَ: وانفطر الثَّوب: إِذا انشقّ، وَكَذَلِكَ تفطّر. وتَفَطَّرت الأرضُ بالنبات: إِذا انصدعت. وفطَرتُ أصْبع فلَان، أَي: ضربتَها فانفطرت دَمًا. وَقَالَ غَيره: الفَطِير من السِّيَاط: المُحَرّم الَّذِي لم يُجَد دباغه. وَسيف فُطَار: فِيهِ شقوق؛ وَقَالَ عنترة: وسَيْفي كالعَقِيقة وَهِي كِمْعِي سلاحي لَا أفَلَّ وَلَا فُطارَا ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الفُطَارِيُّ من الرِّجَال: الفَدْمُ الَّذِي لَا خير عِنْده وَلَا شَرّ؛ مأخوذٌ من السَّيْف الفُطَار الَّذِي لَا يقطع. الحرانيُّ عَن ابْن السّكيت: الفَطْرُ: الشق، وَجمعه فُطُور. والفِطَّرُ: الِاسْم من الْإِفْطَار. والفِطْرُ: القومُ المُفْطِرون، يُقَال: هَؤُلَاءِ قوم فِطْرٌ. طفر: قَالَ اللّيث: الطّفْرُ: وثبةٌ فِي ارْتِفَاع كَمَا يَطْفِرُ الْإِنْسَان حَائِطا، أَي: يَثِبُه إِلَى مَا وَرَاءه. قَالَ: وطَيْفُورٌ: طُوَيْئر صَغِير. وَقَالَ غَيره: أطفر الرَّاكِب بَعيره إطفاراً: إِذا أَدخل قدميْه فِي رفْغَيْهَا: إِذا ركبهَا وَهُوَ عيْبٌ للراكب، وَذَلِكَ إِذا عدا الْبَعِير. فرط: الحرانيُّ عَن ابْن السِّكيت: الفَرْطُ: أَن يُقَال: آتِيك فَرْطَ يومٍ أَو يَوْمَيْنِ، أَي: بعد يَوْم أَو يَوْمَيْنِ، وَأنْشد أَبُو عُبيد للَبِيد: هَل النّفسُ إلاّ مُتعةٌ مستعارةٌ تُعارُ فتأتي ربّها فَرْطَ أشْهُرِ وَقَالَ أَبُو عُبَيد: الفَرْطُ: أَن يَلقَى الرجل بعد أَيَّام، يُقَال: إِنَّمَا أَلْقَاهُ فِي الفَرْط. وَقَالَ ابْن السّكيت: الفَرْطُ: الَّذِي يتقدَّم الواردةَ فيهيِّىء الدِّلاء والرِّشاء، ويَمْدُرُ الحوْضَ ويَسقي فِيهِ. يُقَال: رجل فَرَط، وقومٌ فَرَط. وَمِنْه قيل للطّفل الْمَيِّت: اللهُمّ اجْعَلْهُ لنا فَرَطاً، أَي: أجرا يتقدّمُنا حَتَّى نَرِد عَلَيْهِ. وَمِنْه حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنا فَرَطُكم على الْحَوْض) . وَيُقَال: رجل فارطٌ وقومٌ فُرّاط. وَقَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: الفارِطُ والفَرَطُ: المتقدِّمُ فِي طلب المَاء، يُقَال: فَرَطت الْقَوْم، وَأَنا أفْرُطهم فُروطاً: إِذا تقدمتَهم، وَأنْشد:

فأثار فارِطهم غَطَاطاً جُثّماً أصواتها كتراطُنِ الفُرْس قَالَ: وفَرّطْتُ غَيْرِي: قدّمْتُه. وأَفرطتُ السِّقاء: ملأته. وأنشدني: ذَلِك بَزِّي فَلَنْ أُفَرِّطَه أخافُ أَن يُنْجِزوا الَّذِي وَعدُوا قَالَ: يَقُول: لَا أُخَلِّفه فأتقدّم عَنهُ. قَالَ أَبُو عُبَيد: وَقَالَ غَيره: فرَّطْت فِي الشَّيْء: ضَيّعته. وأفْرَطْت فِي القَوْل، أَي: أكثرتُ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {تَشْعُرُونَ أَن تَقُولَ نَفْسٌ ياحَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطَتُ فِى جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} (الزمر: 56) . قَالَ: وَقَالَ الْكسَائي فِي قَوْله تَعَالَى: {وَأَنَّهُمْ مُّفْرَطُونَ} (النَّحْل: 62) ، يُقَال: مَا أفرطت فِي الْقَوْم وَاحِدًا، أَي: مَا تركت. وَقَالَ الْفراء: {وَأَنَّهُمْ مُّفْرَطُونَ} قَالَ: منسيون فِي النَّار. وَالْعرب تَقول: أفرطت مِنْهُم نَاسا، أَي: خَلّفْتهُم ونَسِيتُهم. قَالَ: وَيقْرَأ: (مُفْرِطون) يَقُول: كَانُوا مُفرِطين على أنفسهم فِي الذُّنُوب وَيقْرَأ: (مُفَرِّطُون) يَقُول: كَانُوا مُفَرِّطين كَقَوْلِه: {نَفْسٌ ياحَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطَتُ فِى جَنبِ} (الزمر: 56) يَقُول: فِيمَا تركتُ وضيَّعت. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: الماءُ بَينهم فُرَاطة، أَي: مُسابقة. قَالَ شمر: وسمعتُ أعرابيّةً فصيحةً تَقول: افترطتُ ابْنَيْنِ. قَالَ: وافترط فلانٌ فَرَطاً لَهُ، أَي: أَوْلَادًا لم يبلغُوا الْحلم. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الفَرَطُ: العجلة، يُقَال: فَرَط يَفْرُط. ورُوِيَ عَن سعيد بن جُبير فِي قَوْله: {وَأَنَّهُمْ مُّفْرَطُونَ} قَالَ: منسيُّون مضيَّعون. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وَعز: {إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَآ} (طه: 45) ، قَالَ: يَعْجَل إِلَى عقوبتنا. والعربُ تَقول: فرط مِنْهُ أمرٌ، أَي: بَدَرَ وسَبَق: إِذا أسرف. وفَرَط: تَوانى ونَسِيَ. وَقَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} (الْكَهْف: 28) ، أَي: متروكاً ترك فِيهِ الطَّاعَة وغَفَل عَنْهَا. وَقَالَ أَبُو الهيْثم: أمرهُ فُرُطٌ، أَي: مُتهاوَنٌ بِهِ مضيَّعٌ. وَقَالَ الزّجاج: {وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} ، أَي: كَانَ أمره التَّفريطَ، وَهُوَ تَقْدِيم الْعَجز. وَقَالَ غَيره: {وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} ، أَي: نَدَماً، وَيُقَال: سَرفًا. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الفُرُطُ: الفرسُ السريعة، وَقَالَ لبيد: وَلَقَد حَمَيْتُ الحَيّ تحمل شِكّتِي فُرُطٌ وِشاحِي إذْ غَدوْتُ لجَامُها قَالَ: والفَرْطُ أَيْضا: الجبلُ الصَّغِير، وَقَالَ وَعْلَةُ الجَرْمِيّ: وَهل سمَوْتُ بجَرّار لَهُ لَجَبٌ جَمِّ الصَّواهل بَين السَّهْل والفُرُط

وَجمع الفُرُطِ أفراط، وَهِي آكامٌ شَبيهاتٌ بالجبال. وَيُقَال: فرطت الرجل: إِذا أمهلتَه. وفَرَطت الْبِئْر: إِذا تركتَها حَتَّى يَثُوب مَاؤُهَا، قَالَ ذَلِك شمر، وَأنْشد فِي صفة بِئْر: وهْيَ إِذا مَا فُرِطت عَقْدَ الوَذَمْ ذاتُ عِقَابٍ هَمشٍ وذاتُ طَمّ يَقُول: إِذا أُجِمَّت هَذِه الْبِئْر قدرَ مَا يُعْقد وذمُ الدَّلو ثابتْ بِمَاء كثير، والعِقَابُ: مَا يثوب لَهَا من المَاء، جمعُ عَقَب. وَأما قَول عَمْرو بن مَعْدي كَرب: أَطلْت فِراطَهُم حَتَّى إِذا مَا قتَلْتُ سَراتَهم كَانَت قَطاطِ أَي: أطلتُ إمهالهم والتأنّي بهم إِلَى أَن قتلتُهم. وَقَالَ اللَّيْث: أفراطُ الصَّبّاح: أوّلُ تباشيره، الْوَاحِد فُرْط؛ وَأنْشد لرُؤبة: باكرتُه قبلَ الغَطَاط اللُّغَّطِ وقبلَ أفراط الصّباح الفُرَّطِ قَالَ: والإفراط: إعجال الشَّيْء فِي الْأَمر قبل التثبُّت؛ يُقَال: أفرط فلَان فِي أمره، أَي: عَجِل فِيهِ. والفَرَطُ: الأمرُ الَّذِي يُفرِّط فِيهِ صاحبُه، أَي: يضيّع. وكلُّ شَيْء جَاوز قدْرَه فَهُوَ مُفْرِط؛ يُقَال: طولٌ مُفْرِط، وقِصَرٌ مُفْرِط وفلانٌ تفارطته الهموم، أَي: لَا تصيبه الهمومُ إلاّ فِي الفَرْط. وَقَالَ غَيره: هَذَا مَاء فُراطة بَين بني فلَان وَبني فلَان، وَمَعْنَاهُ: أيّهم سَبق إِلَيْهِ سَقَى وَلم يزاحمه الْآخرُونَ. ابْن السّكيت: افترط فلانٌ أَوْلَادًا، أَي: قدّمهم. وَقَالَ أَبُو سَعِيد: فلَان مُفترِط السِّجَال فِي العُلا، أَي: لَهُ فِيهِ قُدْمة، وَأنْشد: مَا زلتُ مفترِطَ السّجال إِلَى العُلا فِي حَوْض أبلجَ تَمْدُر التّرنُوقَا ومَفارطُ الْبَلَد: أَطْرَافه. وَقَالَ أَبُو زبَيْد: وسَمَوْا بالمَطِيِّ والذُّبَّلِ الصُّ مِّ لعَمْيَاء فِي مَفارِط بِيدِ وَفُلَان ذُو فُرْطة فِي الْبِلَاد: إِذا كَانَ صاحبَ أسفار كَثِيرَة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: ألفَاه وصَادَفَهُ وفارَطَه وفالطه ولاقطه، كُله بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ: والفَرْطُ اليومُ بَين الْيَوْمَيْنِ. والفَرَط: العجلة، يُقَال: فَرَط يَفْرُط. والإفراطُ: الزِّيَادَة على مَا أمرت. والإفراطُ: أَن تبْعَث رَسُولا مجرّداً خاصّاً فِي حوائجك. وَقَالَ بعض الْأَعْرَاب: فلانٌ لَا يُفْتَرط إحسانه وبِرُّهُ، أَي: لَا يُفْتَرص وَلَا يخَاف فوْته. ط ر ب طرب طبر رطب ربط برط بطر: مستعملات. طرب: قَالَ اللَّيْث: الطَّربُ: الشوق. والطَّربُ: ذهَاب الْحزن وحلول الْفَرح.

وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الطَّربُ: خفّةٌ يجدهَا الرجلُ لشوقٍ أَو فَرح أَو هَمّ، وَقَالَ النَّابِغَة الجَعْدِيّ فِي الهَمّ: وَأرَانِي طرِباً فِي أَثَرهم طَربَ الواله أَو كالمُخْتَبَلْ وَيُقَال: طَرّب فلانٌ فِي عنائه تطريباً: إِذا رَجّع صوتَه وزيّنه، وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: كَمَا طرّب الطائرُ المُسْتَحر إِذا رجّع صَوته وَقت السحر. وَقَالَ اللَّيْث: الأطرابُ: نقاوة الرّياحين وأذكاؤها. وَقَالَ غَيره: واستطرب الحدأة الإبلَ: إِذا خفت فِي سَيرهَا من أجل حدأتهم، وَقَالَ الطِّرِمّاح: واستطْرَبت ظُعْنهمُ لمّا احْزَألّ بهمْ آلُ الضُّحى ناشطاً من داعِيات دَدِ يَقُول: حملهمْ على الطَّرَب شوقٌ نَازع. وَقيل: أَرَادَ بالناشط غناء الْحَادِي. أَبُو عُبَيد: المَطارِبُ: طرقٌ ضيّقة واحدتها مَطْرَبة؛ وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: ومَتْلَفٍ مثلِ فَرْق الرَّأْس تَخْجِلُه مَطارِبٌ زَقَبٌ أميَالُها فِيحُ وَقَالَ اللّيث: الطَّرْطُبُّ الْبَاء مثقلة: الثَّدْيُ الضخمُ المسترخِي؛ يُقَال: أخزى الله طُرْطُبَّيْها. قَالَ: وَمِنْهُم من يَقُول طُرْطُبّة للواحدة فِيمَن يؤنث الثدي. أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: طَرْطَبْتُ بالغنم طَرْطَبة: إِذا دعوتَها. والطرطبة بالشفتين؛ قَالَ ابْن حَبْناء: فَإِن استَك الكَوْماء عَيْبٌ وعورةٌ يُطَرْطبُ فِيهَا ضاغطانِ وناكثُ وإبلٌ طِرَابٌ: إِذا طَرِبتْ لحُداتها. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: المَطْرَبُ والمَقْرَب: الطَّرِيق الْوَاضِح. طبر: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: طَبَرَ الرجلُ: إِذا قَفَز. وطَبر: إِذا اختَبَأ. أَبُو الحَسن اللَّحياني: وَقَع فلانٌ فِي بَنَات طَبَارٍ وطَمار: إِذا وَقع فِي داهية. ابْن الأعرابيّ قَالَ: من غَرِيب شجر الضَّرِف الطبّارُ وَهُوَ على صُورَة التِّين إِلَّا أَنه أَرقّ. بطر: قَالَ الله عز وَجل: {لاَ يَعْلَمُونَ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ} (الْقَصَص: 58) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: نصب معيشتها. قَالَ: والبَطَرُ: الطُّغيان فِي النِّعْمَة. وروى الْفراء عَن الْكسَائي أَنه قَالَ: يُقَال: رَشِدْتَ أمرَك، وبَطِرْتَ عيْشَك، وغَنيْتَ رأْيكَ. قَالَ: أوقعت الْعَرَب هَذِه الْأَفْعَال على هَذِه المعارف الَّتِي خرجت مفسّرةً لتحويل الْفِعْل عَنْهَا وَهُوَ لَهَا، وَإِنَّمَا الْمَعْنى: بَطِرت معيشتُها وَكَذَلِكَ أخواتها. أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي: بَطِر الرّجلُ وبَهِت بِمَعْنى وَاحِد.

وَقَالَ اللَّيْث: البَطَرُ كالحَيْرة والدَّهَش. والبَطَرُ: كالأشَر وغَمْط النِّعْمَة. وَيُقَال: لَا يُبْطِرنّ جهْلُ فلانٍ حلْمكَ، أَي: لَا يُدْهشك. قَالَ: ورجلٌ بطريرٌ، وَامْرَأَة بطريرة، وأكثرُ مَا يُقَال للْمَرْأَة. وَقَالَ أَبُو الدُّقَيْش: إِذا بَطِرت وتمادَت فِي الغَيّ. وَيُقَال للبعير القَطُوف إِذا جارَى بَعِيرًا وسَاعَ الْخَطْو فقصُرت خُطاه عَن مباراته قد أبطره ذَرعَه، أَي: حمّله على أَكثر من طَوْقه. والهُبَعَ إِذا ماشى الرُّبَعَ أبطرَه ذَرْعَه فهَبع، أَي: اسْتَعَانَ بعُنُقه ليَلْحَقه. وَيُقَال لكلّ من أرهق إنْسَانا فحمّله مَا لَا يطيقه: قد أَبطره ذَرْعَه. شَمر: يُقَال للبَيْطار: مُبَيْطِر وبِيَطر. وَقَالَ الطرماح: كبَزْغ البَيْطرِ الثقْفِ رَهْصَ الكَوادن قَالَ: وَقَالَ سَلمَة بن عَاصِم: البِيَطْرُ: الخَياط فِي قَول الراجز: باتتْ تَجِيبُ أدْعَج الظّلام جَيْبَ البِيَطْرِ مِدْرَعَ الهُمَامِ قَالَ شَمِر: صيَّرَ البيطار خيّاطاً كَمَا صَيّروا الرجلَ الحاذِقَ إسكافاً. وَقَالَ غيرُه: البَطْرُ: الشقُّ وَبِه سُمّيَ البَيْطار بَيْطاراً. وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ يُبيطر الدوابَّ، أَي: يعالجها. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: ذهب دَمه خَضِراً مَضراً، وَذهب بِطْراً، أَي: هدَراً. وَقَالَ أَبُو سعيد: أَصله أَن يكون طُلاّبه حُرّاصاً باقتدار وبَطَر فيحرموا إِدْرَاك الثّأر. وَفِي حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (الكِبْرُ بطرُ الحقّ وغمضُ النَّاس) ، وبَطرُ الحقِّ: أَلا يرَاهُ حقّاً، ويتكبّر عَن قبُوله، من قَوْلهم: بَطِر فلانٌ هِدْيَة أمرِه: إِذا لم يهتد لَهُ، وجهله وَلم يقبله. والبَطَرُ: الطغيان عِنْد النّعمة؛ وعَلى هَذَا بطرُ الحقّ: أَن يطغى عِنْد الْحق؛ أَي: يتكبر عِنْد قبُوله. وَقَالَ الْكسَائي: ذهب دمُه بطراً: إِذا ذهب بَاطِلا، وعَلى هَذَا الْمَعْنى: بطرُ الحقِّ أَن يرَاهُ بَاطِلا. وَيُقَال: بطر فلَان: إِذا تحيّر ودَهِش، وعَلى هَذَا الْمَعْنى: أَن يتحيّر فِي الْحق فَلَا يرَاهُ حقّاً. ربط: حَدثنَا عبدُ الله بنُ مُحَمَّد بن هاجك قَالَ: حَدثنَا عَليّ بن مُحَمَّد بن حجر عَن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر قَالَ: أَنبأَنَا الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أنّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (أَلا أدلُّكم على مَا يمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وترفع بِهِ الدَّرَجَات) قَالُوا: بلَى يَا رَسُول الله، قَالَ: (إسباغُ الْوضُوء على المكاره وكثرةُ الخُطَا إِلَى الْمَسَاجِد وانتظارُ الصَّلَاة بعدَ الصَّلَاة فذلكم الرِّباط) . قلتُ: أَرَادَ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بقوله: (فذلكم

الرِّبَاط) قولَ الله جلّ وَعز: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ} (آل عمرَان: 200) . جَاءَ فِي تَفْسِير الْآيَة: ومصدر رابطت رِبَاطًا، واصبروا على دِينكم، وَصَابِرُوا عدوَّكم. ورابِطُوا، أَي: أقِيمُوا على جهاده بِالْحَرْبِ. قلت: وأَصلُ الرِّباط من مُرابطة الْخَيل، أَي: ارتباطها بِإِزَاءِ العدوّ فِي بعض الثغور. والعربُ تسمِّي الخيلَ إِذا رُبطت بالأفنِية وعُلِفت: رُبُطاً، وَاحِدهَا رَبيط، وَتجمع الرَّبُطُ رِباطاً، وَهُوَ جمع الْجمع. قَالَ الله تَعَالَى: {وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} (الْأَنْفَال: 60) . وَقَالَ الفَرّاء فِي قَول الله جلّ وَعز: {وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ} . قَالَ: يُرِيد الإناثَ من الْخَيل. وَقَالَ اللَّيْث: الرِّباطُ: مرابطةُ الْعَدو، وملازمةُ الثغْر، وَالرجل مُرابطِ. قَالَ: والمُرَابطاتُ: جماعاتُ الْخُيُول الَّذين رابطُوا. أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: الرابطُ الجأشِ: الَّذِي يَربُط نفسَه عَن الْفِرَار، يكفُّها لجرأته وشجاعته. وَيُقَال: رَبط الله على قلبه بالصّبر. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الرابط: الراهب. أَبُو عُبيد عَن أبي عَمْرو: إِذا بلغ الرُّطبُ اليُبْس فوُضع فِي الجِرار وصُبَّ عَلَيْهِ الماءُ فَذَلِك الرَّبيط؛ فَإِن صُبّ عَلَيْهِ الدِّبس فَهُوَ المُصفَّر. رطب: قَالَ الليثُ: الرُّطبُ الْوَاحِدَة رُطبة، وَهُوَ النَّضيج من البُسْر قبل إثماره. وَقد أرطبتِ النخلةُ، وأرطَب القومُ: أرطب نخلُهم، فهم مرطبون. ورَطبتُ القومَ، أَي: أطعمتُهم الرُّطب. والرُّطْبُ: الرِّعْيُ الْأَخْضَر من بقول الرّبيع، اسمٌ جَامع. وأرضٌ مرْطبة، أَي: مُعشبة؛ ذاتُ رطب وعشب. وَالرّطب: المبتلُّ بالماءِ. والرَّطْبُ: الناعم. وجاريةٌ رَطبةٌ: رَخْصةٌ ناعمةٌ. والرَّطْبةُ: رَوْضةُ الفِسْفِسة مَا دَامَت خضراء، والجميع الرِّطاب. وَيُقَال: رَطُب الشَّيْء يَرْطُب رُطوبةً ورَطابةً. وَيُقَال للغلام الَّذِي فِيهِ لين النِّسَاء ورَخاوتُهن: إِنَّه لَرَطب. وَالرّطب: كلُّ عود رَطب، هُوَ جمعُ رَطْب. وَمِنْه قَول ذِي الرمة: بأجةٍ نشَّ عَنْهَا الماءُ والرُّطْب أَرَادَ هَيْجَ كل عودٍ رَطْب أَيَّام الرّبيع، والرُّطْبُ جمعُ الرَّطب. أَرَادَ: ذَوَى كلُّ عود رَطْب فهاج. وَيُقَال: رَطّب فلَان ثَوْبه: إِذا بلّه.

برط: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: بَرط الرجلُ: إِذا اشْتغل عَن الحقّ باللهْو. قلت: هَذَا حرفٌ لم أسمعهُ لغيره. ط ر م طرم طمر مرط مطر رطم رمط: مُسْتَعْمل. طرم: قَالَ اللّيث: الطِّرْمُ فِي قَول: الشَّهْدُ. وَفِي قَول: الزُّبد، وَأنْشد: ومنهنَّ مثلُ الشّهْد قد شِيبَ بالطِّرْمِ قلت: الصوابُ: ومنهنّ مثلُ الزُّبد قد شِيبَ بالطِّرم وَقَالَ اللَّيْث: الطِّرْيمُ: اسمٌ للسحاب الكثيف، قَالَ رُؤبة: فِي مُكْفَهِرّ الطّرْيم الطَّرنبث وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: يُقَال للنَّحل إِذا مَلأ أبنيته من الْعَسَل: قد خَتَم، فَإِذا سَوَّى عَلَيْهِ قيل: قد طَرِم، وَلذَلِك قيل للشَّهْد: طَرِم. قَالَ: والطَّرَم: سَيَلانُ الطِّرْم من الخلِيّة، وَهُوَ الشّهد. وَقَالَ اللَّيْث: والطُّرْمُ: اسْم الكانون. قلت: وَغَيره يَقُول: هِيَ الطُّرْمة. قَالَ اللَّيْث: الطرمة: نُتوء فِي وسط الشَّفة الْعليا، والتُّرْفَةُ فِي السُّفْلى، فَإِذا جمعُوا قَالُوا: طُرْمَتيْن لتغلب الطُّرْمة على التُّرْفة. قَالَ: والطّارِمةُ: بَيت كالقُبّة من خشب، وَهِي أَعْجَمِيَّة. رطم: قَالَ الليثُ: رَطَمتُ الشَّيْء رَطماً فِي الوَحل فارتطم فِيهِ، وَكَذَلِكَ ارتَطم فلانٌ فِي أمْرٍ لَا مخرجَ لَهُ مِنْهُ إلاّ بغمّة لَزِمته. قَالَ: والرَّطُومُ من نعت النِّسَاء: الواسعة. قلت: هَذَا غلط. روى أَبُو الْعَبَّاس عَن عَمْرو عَن أَبِيه، قَالَ: الرَّطُومُ: الضيِّقةُ الحَياء من النوق، وَهِي من لِنسَاء الرّتقاء، ومِنَ الدَّجَاج الْبَيْضَاء. قلت: والرَّطوم كَمَا قَالَ أَبُو عَمْرو. وَقَالَ شَمِر مِمَّا قَرَأت بِخَطِّهِ: أرْطَم الرجل وطرْسم واشتبا واضْلَخَمّ واخْرَنْبقّ وضَمر. وأَضّ وأخْذَم، كلُّه إِذا سكت. وَقَالَ غَيره: رَطم الرّجلُ جاريتَه رَطماً: إِذا جَامعهَا فَأدْخل ذَكره كلَّه فِيهَا. مطر: قَالَ اللَّيْث: المَطْرُ: المَاء المنسكبُ مِنَ السَّحَاب. والمَطْرُ فعلُه وَهُوَ فِي الشّعْر أحسن. والمَطْرَةُ الْوَاحِدَة. ويومٌ مطيرٌ: ماطِرٌ. ووادٍ مطيرٌ، أَي: مَمْطُور. وَقد مَطَرَتنا السَّمَاء، وأَمطرتنا، وَهُوَ أقبحهما. وأمطرهم الله مَطْراً أَو عذَاباً. وَقَالَ غَيره: وادٍ مَطِرٌ بِغَيْر يَاء: إِذا كَانَ مَمْطُوراً. وَمِنْه قَوْله: فوادٍ خِطاءٌ ووادٍ مَطِرْ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: رجلٌ مَمْطُورٌ: إِذا كَانَ كثيرَ السِّوَاك، طيّبُ النّكْهة. وامرأَةٌ مَطِرةٌ: كثيرةُ السِّوَاك عَطِرَةٌ، طيّبَةُ الْجِرْم وَإِن لَمْ تَتَطَيّب. قَالَ: وَيُقَال: مَزَرَ فلَان قِرْبَته ومَطَرَها: إِذا

ملأَها؛ رَوَاهُ أَبُو تُرَاب عَنهُ. وَحكي عَن مبتكر الْكلابِي: كلّمتُ فلَانا فَأمْطر واستمطر: إِذا أَطرقَ؛ يُقَال: مَا لَك مُسْتَمْطِراً، أَي: ساكِتاً. وقا اللَّيْث: رجل مُسْتَمْطِر: طالبُ خيرٍ من إِنْسَان ورجلٌ مُسْتَمْطَرٌ: إِذا كَانَ مُخِيلاً للخير، وَأنْشد: وصاحبٍ قلتُ لَهُ صالحٍ إِنَّك للخير لَمُسْتَمْطَرُ قَالَ: ومكانٌ مُسْتَمْطِرٌ: قد احْتَاجَ إِلَى الْمَطَر وَإِن لم يُمْطَر، وَقَالَ خُفَاف بن نُدْبة: لم يَكْسُ من ورَق مُسْتَمْطِرٍ عوداً وَقَالَ غَيره: جَاءَت الْخَيل مُتَمَطَّرَة، أَي: مسرعةً يسابق بعضُها بَعْضًا، وَقَالَ رُؤبة: والطَّيْرُ تهوِي فِي السَّماء مُطَّراً أَبُو عُبيد عَن الْكسَائي قَالَ: مَطَر الرجل فِي الأَرْض مُطُوراً، وقَطَرَ قُطُوراً: إِذا ذهبَ فِي الأَرْض. وَقَالَ غَيره: تَمَطَّر بِهَذَا الْمَعْنى، وَأنْشد: كأَنهن وَقد صَدَّرْنَ مِنْ عَرَقٍ سِيدٌ تَمَطَّر جُنْحَ اللَّيْل مَبْلولُ تَمَطَّر، أَي: تسرع فِي عَدْوِهِ. وَقيل: تَمَطَّر، أَي: بَرَزَ للمطر وبَرْده. شَمِر: قَالَ ابْن شُميل: مِنْ دُعاء صبيان الْعَرَب إِذا رَأَوْا خالاً للمطر: مُطَّيْرَى. وَيُقَال: نزل فلَان بالمُسْتَمْطِر، أَي: فِي بَراز من الأَرْض مُنْكَشف. وَقَالَ الشَّاعِر: وَيَحِلّ أَحْيَاءٌ وَرَاء بُيُوتنا حَذَرَ الصّبَاح وَنَحْنُ بالمُسْتَمْطَر وَقيل: أَرَادَ بالمستمطَر: مَهْوَى الغارات ومُخْتَرقَها. وَيُقَال: لَا تَسْتَمْطر للخيل، أَي: لَا تَعْرِض لَهَا. سَلمَة عَن الْفراء: إِن تِلْكَ الفَعلة من فلَان مَطِرَة، أَي: عادَة بِكَسْر الطَّاء. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: مَا زَالَ على مَطْرَةٍ وَاحِدَة، ومِطِرَّة وَاحِدَة وقَطَرٍ وَاحِد إِذا كَانَ على رَأْي وَاحِد لَا يُفَارِقهُ. قَالَ: والمَطَرَةُ: القِرْبَةُ، مسموعٌ من الْعَرَب. ومَطار: موضعٌ بَين الدّهنا والسَّمان. والماطِرون مَوضِع آخر وَمِنْه قَوْله: وَلها بالماطِرُون إِذا أكل النّملُ الّذي قد جَمَعا طمر: قَالَ اللَّيْث: طَمَرَ فلانٌ نَفسه أَو شَيْئا: إِذا خَبَأَه حَيْثُ لَا يُدْرَى. قَالَ: وَالْمَطْمُورَةُ: حُفرةٌ أَوْ مكانٌ تَحت الأَرْض قد هُيِّىءَ خَفِيّاً، يُطْمَرُ فِيهِ طعامٌ أَو مالٌ. قَالَ: والطُّمُورُ: شبهُ الوُثُوب فِي السَّماء، وَقَالَ الْهُذلِيّ: فَزِعاً لِوَقْعَتِهَا طُمُورَ الأَخْيلِ أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: طَمَرَ: إِذا عَلا. وطَمَرَ: إِذا سَفَلَ. قَالَ: وطَمر: إِذا تغيَّب واسْتخفى. وسمِعْتُ عُقَيْلِيّاً يَقُول لِفَحْل ضرب نَاقَة: قد طَمَرَها، وَإنَّهُ لكثيرُ الطُّمُور. وَكَذَلِكَ الرجل إِذا وُصِفَ بِكَثْرَة الْجِمَاع. يُقَال: إِنَّه لكثيرُ الطُّمُورِ. وَقَالَ

ابْن الْأَعرَابِي: الْمَطْمُور: العالي. والمَطْمُورُ: الأَسْفَلُ. قَالَ: والطُّمَّرُ وَالطِّمَّوْرُ: الأصلُ، يُقَال لأَرُدّنّه إِلَى طُمره، أَي: إِلَى أَصله. قَالَ: والطَّوَامرُ: البراغيثُ، يُقَال: هُوَ طَامرُ بن طامر للبَرغوث. وَجَاء فلانٌ على مِطمار أَبِيه: إِذا جَاءَ يُشْبهه فِي خَلقِه وأخْلاقه، وَقَالَ أَبُو وَجْزَة يمدح رجلا: يَسْعَى مَسَاعِيَ آباءٍ لَهُ سَلَفَتْ مِنْ آلِ قَيْن عَلَى مِطْمارِهِمْ طَمَرُوا أَبُو عُبيد عَن الْكسَائي: انْصَبَّ عَلَيْهِم فلانٌ من طَمَارِ، وَهُوَ المكانُ العالي، وَأنْشد: فَإن كُنْت لَا تَدْرِينَ مَا الْموْتُ فَانظُرِي إلَى هانىء فِي السُّوقِ وَابْنِ عَقِيلِ إِلى بَطَلٍ قد عَفَّرَ السَّيْفُ وَجْهَه وآخَر يَهْوِي مِنْ طَمارِ قَتيلِ قَالَ أَبُو عبيد: يُنْشَد: من طَمَارَ وَمن طَمارِ مُجْرَى وَغير مُجْرَى. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الطمْرُورُ: الشِّقْراق. وَقَالَ اللَّيْث: الطُّمْرُورُ: نعتُ الْفرس الجَواد. أَبُو عُبيد عَن أبي عُبيدة: الطمْرُ من الْخَيل: المُشمر الْخَلْق. وَيُقَال: المسْتَعِدُّ لِلْعَدْوِ. أَبُو عبيد: الطِمْرُ: الثوبُ الخَلقُ، وَجمعه أطمار. وَفِي الحَدِيث: (رُبَّ ذِي طِمْرَيْن لَا يُؤْبَهُ لَهُ لَو أقْسَمَ على الله لأَبَرّه) ، يُرِيد: رُبَّ فَقير ذِي خَلَقَين أطاعَ الله حَتَّى لَو سَأَلَ الله وَدعَاهُ أَجَابَهُ. قَالَ أَبُو عُبيد وَعَن الْأَصْمَعِي: المِطْمَرُ هُوَ الْخَيط الَّذِي يُقدِّرُ بِهِ البَنّاء يُقَال لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ التِسرْفال وَقَالَ أَبُو عُبيدة مثلُه. وَقَالَ نَافِع بن أبي نُعيم: كنت أَقُول لِابْنِ دَأب إِذا حدَّث أقِم المِطْمَرَ، أَي: قَوِّم الحَدِيث ونَقِح ألفاظَه. وَيُقَال: وَقع فلَان فِي بَنات طَمَارِ: إِذا وَقع فِي بَلِيّة وشِدّة. والمطاميرُ: حُفَرٌ تُحْفر فِي الأَرْض يُوسَع أَسافلُها يُخبأ فِيهَا الحبوبُ. رمط: قَالَ اللَّيْث: الرَّمْطُ مَجمع العُرْفُطِ وَنَحْوه من الشّجر كالغَيْضَة. قلت: هَذَا تَصْحِيف، سَمِعت الْعَرَب تَقول للحَرْجةِ الملْتَفَّة من السِّدْر: غَيْضُ سِدْر، ورَهْطُ سِدْر. أَخْبرنِي الأيادي عَن شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: يُقَال: فَرشٌ من عُرْفُط، أَيْكَةٌ من آثل، ورَهْطٌ من عُشَر، وجَفْجَفٌ من رِمْث؛ وَهُوَ بِالْهَاءِ لَا غير، وَمن رَوَاهُ بِالْمِيم فقد صحّف. مرط: قَالَ اللَّيْثُ: المَرْطُ: نَتفُك الرِّيشَ والشّعَر والصُّوفَ عَن الجَسد، تَقول: مَرَطْتُ شعرَه فانمرط. وَقد تمرّط الذّئبُ: إِذا سقط شعرُه وَبَقِي عَلَيْهِ شعرٌ قليلٌ، فَهُوَ أَمرط. وَرجل أمْرَطُ: لَا شعرَ على جَسَده وصدره إِلَّا قَلِيل، فَإِذا ذهب كلُّه فَهُوَ أَمْلَطُ. قَالَ: وسَهم أمرطُ: قد سقط عَنهُ

باب الطاء واللام

قُذَذه. قَالَ: وسَهم مرطٌ: لَا ريش عَلَيْهِ، والجميع أمراط، وَفِي حَدِيث عمر: أَنه قَالَ لأبي مَحْذُورةَ حِين سمع أذانَه: لقد خشيتُ أَن تَنشَقَّ مُرْبَطاؤكَ. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: المُرْبطاء ممدودة، وَهِي مَا بَين السُّرة إِلَى العانَة، وَكَانَ الْأَحْمَر يَقُول: هِيَ مَقْصُورَة، وَكَانَ أَبُو عَمْرو يَقُول: تُمد وتُقصر. قَالَ أَبُو عبيد: وَلَا أرى المحفُوظ من هَذَا إِلَّا قولَ الْأَصْمَعِي، وَهِي كلمة لَا يتكلَّم بهَا إِلَّا بِالتَّصْغِيرِ قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: نَاقَة مَرَطَى: وَهِي السَّريعة. وَقَالَ اللَّيْث: المُرُوطُ: سُرْعةُ المَشْيِ والعَدْو. وَيُقَال للخيل: هن يمرُطْنَ مُرُوطاً. وفرسٌ مَرَطَى. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: يُقَال: المُرُوطُ: أكسِيَةٌ من صُوف أَو خَزّ كَانَ يؤتَزر بهَا، واحدُها مِرْط. وَفِي الحَدِيث: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُغَلّس بِالْفَجْرِ فَيَنْصَرِف النِّسَاء مُتَلَفّعَات بمُروطهن مَا يُعرَفْن من الغَلَس. وروى أَبُو تُرَاب عَن مُدْرِك الْجَعْفَرِي: مَرَط فلَان فُلاناً: وهَرَدَه: إِذا أَذَاهُ. وَقَالَ شَمِر: المُرَيْطاوان: جانبا عَانة الرَّجل اللَّتَان لَا شعرَ عَلَيْهَا، وَمِنْه قيل: شَجَرَة مَرْطاء: إِذا لم يكن عَلَيْهَا ورَق قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: المَرِيطُ من الْفرس مَا بَين الثُّنَّة وأمِّ القِرْدان من بَاطِن الرُّسْغ. وَالله أعلم. (بَاب الطَّاء وَاللَّام) ط ل ن اسْتعْمل من وجوهه: (نطل) . نطل: قَالَ اللَّيْث: الناطِلُ: مكيالٌ يُكال بِهِ اللّبن وَنَحْوه وَجمعه النَّواطل. قَالَ: وَإِذا أنْقَعْتَ الزَّبِيبَ فأولُ مَا يُرْفَع مِن عُصارته هُوَ السُّلاف، فَإِذا صُبَّ عَلَيْهِ المَاء ثَانِيَة فَهُوَ النَّطْل. وَقَالَ ابْن مقبل يصف الْخمر: مِمَّا تُعَتَّق فِي الدِّنان كَأَنَّهَا بشفاه ناطِلِه ذَبِيحُ غَزَال ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: النَّأْطَلُ يُهْمز وَلَا يُهمز: القدَح الصَّغِير الَّذِي يَرَى الخمارُ فِيهِ النُّمُوذَج. وَأنْشد قَول أبي ذُؤيب: فَلَو أَن مَا عندَ ابنِ بُجْرَة عِنْدهَا من الخَمْر لم تَبْلُلُ لَهاتِي بنَاطِل أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: النَّياطِلُ: مَكاييلُ الْخمر، وَاحِدهَا نَأْطَل. وَبَعْضهمْ يَقُول ناطِل، بِكَسْر الطَّاء غير مَهْمُوز وَالْأول مَهْمُوز. قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ الْأمَوِي: النَّيْطَل: الدَّلْو مَا كَانَ؛ فَأَنْشد: ناهَبْتهم بِنَيْطَلٍ صَرُوف وَقَالَ الفَرّاء: إِذا كَانَت الدَّلْو كَبِيرَة فَهِيَ النَّيْطَل. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي يَقُول: جَاءَ فلَان بالنِّئْطِل والضِّئبِل: وَهِي الداهية. وَقَالَ أَبُو تُرَاب يُقَال: انتطَل فلانٌ من الزِقِّ نَطلةً وامتَطلَ مطلة: إِذا اصْطَبَّ مِنْهُ

شَيْئا يَسِيرا. وَيُقَال: نَطَل فلانٌ نفسَه بِالْمَاءِ نَطْلاً: إِذا صبَّ عَلَيْهِ مِنْهُ شَيْئا بعد شَيْء يَتَعالَج بِهِ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: النَّطْل: اللّيّن الْقَلِيل. ط ل ف لطف فلط طلف طِفْل: (مستعملة) . لطف: اللَّطيفُ: اسْم من أَسمَاء الله الْعَظِيم، وَمَعْنَاهُ، وَالله أعلم: الرفيق بعباده. عَمْرو عَن أَبِيه أَنه قَالَ: اللَّطيفُ: الَّذِي يُوصل إِلَيْك أَرَبك فِي رِفْق. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال: لَطف فلَان لفُلَان يَلْطُف: إِذا رَفَق لُطْفاً. وَيُقَال: لَطَف الله لَك، أَي: أوْصل إِلَيْك مَا تُحِب برِفْق. قَالَ: ولَطُف الشَّيْء يَلْطُف: إِذا صَغُر. قَالَ: وجاريةٌ لَطِيفةُ الخَصْر: إِذا كَانَت ضامرةَ البَطْن. وَقَالَ اللَّيْث: اللَّطَفُ: البِرُّ والتَّكْرِمة. وَأم لَطِيفَة بِوَلَدِهَا تُلْطف إلطافاً. واللَّطَفُ أَيْضا: من طُرَف التُّحَف مَا ألْطَفْتَ بِهِ أَخَاك ليَعْرف بِهِ بِرَّك. وفلانٌ لَطِيفٌ بِهَذَا الْأَمر، أَي: رَفِيقٌ. قَالَ: واللَّطيف من الْكَلَام: مَا غَمُض مَعْنَاهُ وخَفِي. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: يُقَال للجمل إِذا لم يَسْتَرْشِد لطَرُوقته فَأدْخل الرَّاعي قَضِيْبَهُ فِي حَيائها قد أَخْلَطه إخْلاطاً، وألطفه إلطافاً وَهُوَ يُخْلطه ويُلْطفه. وَقد استخْلط الْجمل واسْتَلْطَف: إِذا فعل ذَلِك من تِلْقَاء نَفسه. وَحكى ابْن الْأَعرَابِي عَن أبي صاعدة الْكلابِي: يُقَال: ألطفتُ الشَّيْء بجنبي، واستلطفته: إِذا أَلْصَقته، وَهُوَ ضد جافيته عني، وَأنْشد: سوَيْتُ بهَا مستلطفاً دونَ رَيْطَتِي ودُونَ رِدائي الجَرْدِ ذَا شُطَبٍ عَضْبا طِفْل: الحَرّاني عَن ابْن السِّكيت: الطَّفْلُ: البَنانُ الرَّخْصُ، يُقَال: جاريةُ طَفْلَة إِذا كَانَت رَخْصةً. والطِفْلُ والطِفْلة: الصَّغيران. وَقَالَ أَبُو الهَيْثم: الصَّبِيُّ يُدْعَى طِفْلاً حِين يسقُط من أمّهِ إِلَى أَن يَحْتلم، قَالَ الله جلّ وعزّ: {عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ} (غَافِر: 67) ، وَقَالَ: {أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَآءِ} (النُّور: 31) ، قَالَ: وَالْعرب تَقول: جاريةٌ طِفْلٌ وطِفْلَةٌ. وجاريتان طِفْلٌ، وجَوَارٍ طِفْلٌ وغلامٌ طِفْلٌ وَيُقَال: طِفْلٌ، وطِفْلَةٌ، وطِفْلانٌ، وأطفالُ، وطِفلتَان، وطِفْلاتٌ فِي الْقيَاس. وَقَالَ اللَّيْث: غُلامٌ طَفْلٌ: إِذا كَانَ رَخْصَ الْقَدَمَيْنِ وَالْيَدَيْنِ. وَامْرَأَة طفلة البَنان رخْصَتهَا فِي بَيَاض، بيِّنةُ الطفولة. وَقد طَفُلَ طفالة أَيْضا. قَالَ: والطِّفلُ: الصغيرُ من الْأَوْلَاد، للنّاس وَالدَّوَاب. وأَطفلت المرأةُ والظَّبْيَةُ والنَّعمُ: إِذا كَانَ مَعهَا ولد طِفْل؛ وَقَالَ لَبيد:

فعلاَ فُروعَ الأيْهفَانِ وأطفلتْ بالْجَلْهَتَينِ ظباؤها ونعامُها أَبُو عُبيد: ناقةٌ مُطفلٌ، ونوقٌ مطافلُ ومَطافيل: مَعهَا أولادُها. وَفِي الحَدِيث: (سارَتْ قريشٌ بالعُوذ المطَافيل) ، فالعُوذ: الْإِبِل الَّتِي وضعت أَوْلَادهَا حَدِيثا. والمطافيل: الَّتِي مَعهَا أَوْلَادهَا. وَقَالَ أَبُو ذُؤيب: مطافيل أبكارٍ حديثٍ نتاجُها يُشَابُ بِمَاء مثل مَاء المفاصل وَقَالَ اللَّيْث: الطَّفَلُ: طَفلُ الْغَدَاة وطَفَلُ العشيّ من لَدُن أَن تهمّ الشَّمْس بالذُّرور إِلَى أَن يستمكن الصّبْحُ من الأَرْض؛ يُقَال: طَفَلت الشمسُ، وَهِي تطفَل طفْلاً. وَقد يُقَال: طفّلت تطفيلاً: إِذا وَقع الطَفَلُ فِي الْهَوَاء وعَلى الأَرْض، وَذَلِكَ بالعَشيّ، وَأنْشد: باكرتُهَا طفَلَ الْغَدَاة بغارةٍ والمُبْتَغُون خِطارَ ذَاك قليلُ وَقَالَ لَبيد: وعَلى الأَرْض غَيايَاتُ الطَّفَل وَقَالَ ابْن بُزُرج: يُقَال: أَتَيْته طفَلاً، أَي: مُمْسِياً وَذَلِكَ بَعْدَمَا تَدْنُو الشَّمْس للغروب. وأَتيته طَفلاً: وَذَلِكَ بعد طُلُوع الشَّمْس؛ أُخِذ من الطفْل الصَّغِير، وَأنْشد: وَلَا مُتلافياً والشمسُ طِفلٌ بِبَعْض نواشغ الوادِي حُمولا قَالَ: وَقَالُوا جَارِيَة طِفلةٌ: إِذا كَانَت صَغِيرَة. وجاريةٌ طَفلةٌ: إِذا كَانَت رقيقةَ الْبشرَة ناعمةً. وَيُقَال للنار ساعةَ تُقْدَح: طِفلٌ وطفلةٌ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الطَّفلَةُ: الجاريةُ الرَّخصة الناعمة؛ وَكَذَلِكَ البَنان الطَّفْلُ. والطِّفلةُ: الحديثة السِّنّ، والذَّكَرُ طِفْلٌ. أَبُو عبيد: التّطفيلُ: السَّيْرُ الرويد، يُقَال: طفّلتُهَا تطفيلاً: يَعْنِي الْإِبِل. وَذَلِكَ إِذا كَانَ مَعهَا أَوْلَادهَا فَرَفَقْتَ بهَا ليَلْحَقها أولادُها. وأطفالُ الْحَوَائِج: صغارُها، وَاحِدهَا طِفْل، وَقَالَ زُهير: لأرتحلَنْ بالفَجْر ثمَّ لأدأَبَنْ إِلَى اللَّيْل إلاّ أَن يُعَرِّجَنِي طِفْلُ يَعْنِي حَاجَة يسيرَة، مثل قَدْح نارٍ، أَو نزولٍ لبولٍ، وَمَا أشبهه. وَقَالَ ابْن السكِّيت: فِي قَوْلهم فلانٌ طُفَيلِيّ للَّذي يدْخل المآدبَ وَلم يُدْع إِلَيْهَا هُوَ منسوبٌ إِلَى طُفيل، رجل من بني عبد الله ابْن غَطفَان من أهل الْكُوفَة، وَكَانَ يَأْتِي الولائمَ دون أَن يُدْعَى إِلَيْهَا، وَكَانَ يُقَال لَهُ: طُفيل الأعراس أَو العرائس، وَكَانَ يَقُول: ودِدْتُ أنَّ الْكُوفَة بِرْكَةٌ مُصَهْرَجة فَلَا يخفى عليّ مِنْهَا شَيْء. قَالَ: وَالْعرب تسمي الطُّفَيلِيَّ: الرّاشِنَ والوارِش. وَقَالَ اللَّيْث: التّطفيلُ من كَلَام أهل الْعرَاق، وَيُقَال: هُوَ يتطفّل فِي الأعراس.

وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي طَالب فِي قَوْلهم: الطفيليُّ هُوَ الَّذِي يدْخل على الْقَوْم من غير أَن يَدعُوهُ، مأخوذٌ من الطِّفْل، وَهُوَ إقبال اللَّيْل على النَّهَار بظلمته. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الطفلُ: الظلمَة بِعَينهَا، وَأنْشد لِابْنِ هَرمة: وَقد عراني من فَوق الدُّجى طِفْل يُرِيد أَنه يُظلم عَلَى الْقَوْم أمره، فَلَا يَدْرُونَ من دَعَاهُ، وَلَا كَيفَ دخل عَلَيْهِم. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: نُسب إِلَى طفيل بن زَلاّل، رجل من أهل الْكُوفَة. وَقَالَ غَيره: ريحٌ طِفْلٌ: إِذا كَانَت ليّنة الهبوب. وعُشْبٌ طِفل: لم يَطُلْ. وطَفْلٌ، أَي: ناعم. فلط: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال: صادفه، وفارطه، وفالطه، ولاوطه كلُّه بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ أَبُو زيد فِيمَا روى ابْن هانىء عَنهُ: أفلطني فلانٌ لُغَة تميمية فِي أفلتني. ورُفع إِلَى عمر بن عبد الْعَزِيز رجلٌ قَالَ لآخر فِي يتيمة كفلها: إِنَّك تبوكها، فَأمر بحده، فَقَالَ: أفأضرب فلاطاً. قَالَ أَبُو عبيد: الفِلاط: الفَجْأَة، وَهِي لُغَة هُذَيْل، يَقُولُونَ فلاطاً. وَقَالَ المُتَنَخّل الهُذَليّ: أفْلَطها الليلُ بعيرٍ فتَسْ عَى ثوبُهَا مُجْتَنِبُ المعدِلِ طلف: أَبُو عُبيد عَن أبي عَمْرو: ذهب دَمُه طَلْفاً وظَلفاً، أَي: هدرا، سَمعه بِالطَّاءِ والظاء. وَقَالَ غَيره: الطليف والطلف المجَّان. وروى أَبُو تُرَاب عَن الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ: لَا تذهبْ بِمَا صنعتَ طلفاً وَلَا ظلفاً، أَي: بَاطِلا. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : أسلفتُه كَذَا، أَي: أقرضتُه. وأطلفْتُه كَذَا، أَي: وهبته. ط ل ب طلب طبل لبط بلط بَطل: مستعملة. طلب: قَالَ اللَّيْث: الطلَبُ: محاولةُ وِجدانِ الشَّيْء وأخذِه. والطِّلْبَةُ: مَا كَانَ لَك عِنْد آخر من حقّ تطالبه بِهِ. والمُطَالَبَةُ: أَن تُطالب إنْسَانا بِحَق لَك عِنْده، وَلَا تزَال تطالبُه وتتقاضاه بذلك. والغالبُ فِي بَاب الْهوى: الطِّلابُ. والتّطَلُّبُ: طلب فِي مهلة من مَوَاضِع. أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: أطليتُ الرجل: أعطيتُه مَا طلَب. وأطلبته: ألجأته إِلَى أَن يطْلب إليّ قَالَ ذُو الرُّمة: أضلّه رَاعياً كلْبِيَّةً صَدَرَا عَن مُطْلَبٍ قارِبٍ وُرّادُه عُصَب يَقُول: بَعُد المَاء عَنْهُم حَتَّى ألجأهم إِلَى طلبه. وَقَالَ اللَّيْث: كلأٌ مُطْلِبٌ بعيد الْمطلب.

وَقد أطلب الْكلأ: تباعَد وَطَلَبه الْقَوْم. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الطَّلَبَة: الْجَمَاعَة من النَّاس. والطُّلْبَة: السَّفْرة الْبَعِيدَة. وطَلِب: إِذا اتّبع وطَلِب: إِذا تبَاعد. وَقَالَ غَيره: بئْرٌ طلُوب: بعيدَة المَاء، وآبارٌ طُلُب: والمطلِّبُ: اسمٌ أَصله مُتَطلب، فأُدغمت التّاء فِي الطَّاء وشدّدت فَقيل: مطَّلب. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: ماءٌ قاصدٌ كلؤه: قريب. وَمَاء مُطْلِبٌ كلؤه بعيد. وَقَالَ أَبُو وجزة: عالجتُها طُلباً هُنَاكَ نزاحَا ومطلُوب: اسْم بلد. وَيُقَال: طَالب وطلَبَ، كَمَا يُقَال: خادِم وخَدَم. بلط: شَمِرَ: البَلاَطُ: الأرضُ، وَمِنْه يُقَال: بالطناهم، أَي: نازلناهم بِالْأَرْضِ، وَقَالَ رُؤبة: لَو أحلبَتْ حلائبُ الفُسطاط عَلَيْهِ ألقاهُنّ بالبَلاَط وَقَالَ أَبُو عُبَيد: البلاطُ: الْحِجَارَة المفروشة، يُقَال: دارٌ مُبَلّطةٌ بآجُرّ أَو حِجَارَة. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: بلَطَنا الدّار فَهِيَ مبلوطةٌ: إِذا فرشتها بآجُرّ أَو حِجَارَة. قَالَ: والبَلُّوط: ثمرُ شجرٍ يُؤْكَل ويُدبغ بقشره. قَالَ: والتّبليط عراقيَّة: وَهُوَ أَن يضْرب فَرْع أُذن الْإِنْسَان بِطرف سَبّابته ضربا يوجعه، تَقول: بلّطتُ أُذُنه تبليطاً. قَالَ: وأبلَط المطرُ الأَرْض: إِذا أصَاب بلاطها، وَهُوَ أَن لَا ترى عَلَى مشيها تُرَابا وَلَا غباراً، وَقَالَ رؤبة: يَأوي إِلَى بَلاطِ جَوْفٍ مُبْلَط قَالَ: وبلاط الأَرْض: مُنْتَهى الصُّلب من غير جَمع، يُقَال: لَزم فلَان بلاطَ الأَرْض. أَبُو عُبيد عَن الْكسَائي: أُبلط الرّجل فَهُوَ مُبْلَط. وَقَالَ أَبُو زيد: أبْلط فَهُوَ مُبْلط: إِذا قل مالُه. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: أبلَط: إِذا أفلس. فلَزِق بالبَلاَط. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: نزلتُ على عَمْرو بن دَرْمَاءَ بلطةً فيا كُرْم مَا جَار وَيَا كُرْمَ مَا مَحَلّ قَالَ: أَرَادَ فيا أكرمَ جَار، على التَّعَجُّب وَاخْتلف النَّاس فِي (بلطة) فَقَالَ بَعضهم: يُرِيد بِهِ حللت على عَمْرو بن درماء بُلطةً، أَي: بُرْهةً ودهراً. وَقَالَ آخَرُونَ: بلطه أَرَادَ أنّ دَاره مبلطةٌ مفروشة بِالْحِجَارَةِ، وَيُقَال لَهَا البلاط. وَقَالَ بَعضهم: بلطة، أَي: مُفْلساً. وَقَالَ بَعضهم: بلطة: قَرْيَة فِي جَبَلي طَيء كَثِيرَة التِّين والعِنب. وَقَالَ الْفراء: أبلطني فلَان إبلاطاً. وأحجاني إحجاءً: إِذا ألح عَلَيْك حَتَّى

يُبْرِمَك ويُمِلِّك. وَقَالَ اللَّحياني: أبلطه اللِّصُّ إبلاطاً: إِذا لم يَدَعْ لَهُ شَيْئا. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: المبالَطة: المجاهدةُ. نزلَ فبالطْه، أَي: جاهده وَفُلَان مبالِطٌ لَك، أَي: مُجْتَهد فِي صَلَاح شَأْنك، وَأنْشد: فَهْو لَهُنْ حَابلٌ وفارطُ أَن وَرَدَتْ وَمَا دِرٌّ ولاَ بَطُ لحوضها وماتح مُبالِطُ وَيُقَال: تبالَطُوا بِالسُّيُوفِ: إِذا تجالدوا بهَا على أَرجُلهم، وَلَا يُقَال: تبالطوا إِذا كَانُوا رُكباناً. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: البُلُطُ: الفارُّون من الْعَسْكَر، والبُلْطُ: المُجَّان، والمُتَخرِّفون من الصُّوفِيَّة، قَالَ: والبَلْطُ: تطبينُ الطاية، وَهِي السّطح إِذا كَانَ لَهَا سُميط، وَهِي الْحَائِط الصَّغِيرَة. لبط: قَالَ اللَّيْث: لَبَط فلَان بفلان الأرضَ لَبْطاً: إِذا صَرَعَهُ صَرْعاً عنيفاً. ولُبط بفلان: إِذا صُرِع من عيْن أَو حُمَّى. وَفِي الحَدِيث: أَن عَامر بن أبي ربيعَة رأى سَهْل بن حُنيف يغْتَسل فعانه فلُبِط بِهِ حَتَّى مَا يَعقل؛ وَكَانَ قَالَ حينَ رَآهُ: مَا رَأَيْت كَالْيَوْمِ وَلَا جِلْدَ مُخَبَّأةٍ، فَأمر النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَامر بن أبي ربيعَة العائن حَتَّى غَسَل لَهُ أعضاءه، وجَمع الماءَ ثمَّ صَبّ على رَأس سهل فراح مَعَ الرَّكب. قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: لُبِط بِهِ: يَعْنِي صُرع، يُقَال: لبِط بِالرجلِ يُلْبَط لَبْطاً: إِذا سَقط، وَمِنْه حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنه خرج وقريشٌ مَلْبُوطٌ بهم) ، يَعْنِي أَنهم سُقوط بَين يَدَيْهِ، وَكَذَلِكَ لُبِجَ بِهِ بِالْجِيم مثل: لُبِط سَواء. وسُئل النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الشُّهَدَاء فَقَالَ: (أُولَئِكَ يَتلبّطُون فِي الغُرَف العُلَل من الْجنَّة فِي النّعيم) ، أَي: يتمرّغون ويَضْطَجعون. وَيُقَال: يتصرّعون. وَيُقَال: فلَان يتَلبّط فِي النَّعيم، أَي: يتمرغ فِيهِ. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: اللَّبَطةُ والكَلطَةُ: عَدْوُ الأَقْزَل: ثَعْلَب عَن الْفراء قَالَ: اللَّبَطةُ: أَن يَضرب البعيرُ بيدَيْهِ، وَفِي الحَدِيث: أَن عَائِشَة كَانَت تضرب الْيَتِيم حَتَّى يَتَلَبّط، أَي: يَتصرعُ مُسبِطاً على الأَرْض، أَي: ممتداً. والْتَبَطَ البعيرُ يَلْتبط التباطاً: إِذا عدا فِي وَثْب. وَقَالَ الرّاجز: مَا زلتُ أسعَى مَعَهم وأَلْتَبِطْ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: اللَّبْطُ: التَّقلُّب فِي الرياض، وَفِي حَدِيث مَاعِز: أَنه ليتلبَّط فِي رياض الْجنَّة بَعْدَمَا رُجم، أَي: يتمرّغ فِيهَا. قَالَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِيهِ بَعْدَمَا رجم. بَطل: أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: بَطَلٌ بَيِّنُ البَطالة والبُطولة. وبطّالٌ بيِّنُ البِطَالة. شَمِر: بَطّالٌ بينَ البَطالة والبِطالة. وبَطُلَ البَطالة. وبَطَل الأجِيرُ يَبْطُل بِطَالة. وَفِي الْبَاطِل أَيْضا: بطَل الشيءُ يبطل بطالة.

قَالَ: وَقَالَ أَبُو خَيْرَة: إنّما سُمّيَ البَطَلُ بطلاً لِأَنَّهُ يُبْطل العظائمَ بسيْفه فيُبَهْرِجها. وَقَالَ غَيره: سُمِّيَ: بطلاً لِأَن الْأَشِدَّاء يَبْطلون عِنْده. وَيُقَال: الدِّماءُ تَبْطُل عِنْده، فَلَا يُدرك عِنْده ثأر. وَقَالَ: البَطَلَة: السَّحَرة، وَجَاء فِي الحَدِيث: (وَلَا تستطيعه البَطَلة) . اللَّيْث: أبطلتُ الشَّيءَ جعلتُه بَاطِلا. وأبْطَل فلَان: جَاءَ بكذب وادْعَى بَاطِلا. والتَّبَطُّلُ: فعلُ البَطالة، وَهُوَ اتِّبَاع اللَّهْو والجهالة. وبَطَل الشيءُ بُطْلاً فَهُوَ بَاطِل، وَجمع البَطل أبطال وجمعُ الْبَاطِل بواطل وأباطيل جمع أبطولة. طبل: قَالَ اللَّيْث: الطَّبْلُ معروفٌ، وفعلُه التَّطبيل، وحِرْفتُه الطِّبَالة. وَيجوز: طَبَل يَطْبُل، وَهُوَ ذُو الْوَجْه الْوَاحِد والوجهين. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي. قَالَ: الطَّبْلُ: الرَّبْعة للطِّيب. والطَّبْلُ: سَلّةُ الطَّعَام والطَّبْلُ: ثيابٌ عَلَيْهَا صُورةُ الطَّبْل تسمَّى الطَّبْليَّة. وَيُقَال لَهَا: أرِيَه الطَّبْل، تُحمل من مصر، وَقَالَ أَبو النَّجم: مِن ذِكر أيامٍ ورَسمِ ضاحِي كالطَّبل فِي مُخْتَلَف الرِّياحِ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الطَّبْلُ: الخَزَاجُ، وَمِنْه قَوْلهم: فلانٌ يُحِب الطَّبْليَّة، أَي: يُحبّ دراهمَ الخَراج بِلَا تَعبٍ. أَبُو عبيد عَن أَصْحَابه: مَا أَدْرِي أيُّ الطَّبْل هُوَ؟ وأيُّ الطَّبْنِ هُوَ؟ مَعْنَاهُ: مَا أَدْرِي أيُّ النَّاس هُوَ وَقَالَ الراجز: سَتَعْلَمُونَ مَن خيارُ الطَّبْل سَلمَة عَن الفَرّاء: الطُّوبالة: النعجة، وَأنْشد لطرفة: نَعَانِي حَنَانة طُوبالةً تَسُف يبيساً من العِشْرِق نصب طوبالة على الذَّم لَهُ كَأَنَّهُ قَالَ: أَعنِي طوبالة. ط ل م طلم طمل مطل ملط لطم لمط: مستعملات. طلم: فِي حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَمّا مَرّ بِرَجُل يعالج طلْمَةً وَقد عَرق من حَرّ النَّار، فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: (لَا تَطعمه النَّار بعْدهَا) . قَالَ شَمِر: الطلمةُ: الخبْزَةُ. قَالَ: وَمثل للْعَرَب: أَن دُونَ الطُّلمة خَرْط قَتاد هَوْبَر. قَالَ: وهَوْبَر: مَكَان. وَأنْشد شمر: تكَلفْ مَا بدا لَك غير طُلْمٍ فَفِيمَا دُونَه خَرْطُ الْقَتادِ والطُّلمُ: جمعُ الطلْمة. وَقَالَ اللَّيْث فِي الطلمة مثلُه. قَالَ: والتطليمُ: ضربُك الخُبزة. وَقَالَ حسان: يُطلِّمُهنَّ بالخُمُرِ النِّساء ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الطَّلاَمُ: التَنُّومُ، وَهُوَ حب الشاهْدانج، قَالَ: والطَّلَمُ:

وسَخ الْأَسْنَان من ترك السِّواك. لمط: أهمله اللَّيْث. وروَى ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: اللَّمْطُ: الاضطرابُ. أَبُو عُبيد عَن أبي زيد: التمَط فلانٌ بحقِّي الْتماطاً: إِذا ذهب بِهِ. لطم: الليثُ: اللطْمُ: ضَربُ الخدِّ وصفحاتِ الجَسد ببَسْط اليَد، والفِعلُ لَطَم يَلْطم لطْماً. قَالَ: واللَّطِيمُ بِلَا فِعْل من الْخَيل الَّذِي يَأْخُذ خَدّيه بَيَاض. وَقَالَ أَبُو عُبيدة: إِذا رجعت غَرّةُ الفَرس فِي أحد شِقّي وَجهه إِلَى أحد الْخدّين فَهُوَ لَطِيم. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَنه أنْشدهُ لِعاهان بن كَعْب بن عَمْرو بن سعْد: إِذا اصْطَكّت بضَيْق حُجْرتاها تلاقِي العَسْجَدِية واللَّطيم قَالَ: العَسْجَدِيةُ: إبلٌ منسوبةٌ إِلَى فَحْل كريم يُقَال لَهُ عَسْجَدِ. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: قَالَ الْأَصْمَعِي: العَسْجَدِيةُ: إبلٌ منسوبة إِلَى سُوقٍ يكون فِيهَا العَسْجَد وَهُوَ الذَّهَب. قَالَ: واللَّطِيمُ منسوبٌ إِلَى سوقٍ يكون أكثرُ بَزها اللَّطِيم، وَهُوَ جمعُ اللطيمة. قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: اللطيمُ: الفصيلُ إِذا قوي على الرُّكوب لُطم خدُّه عِنْد عين الشَّمْس. ثمَّ يُقَال: أغْرُبْ فَيصير ذَلِك الفصِيل مؤدَّباً، ويُسَمَّى لطيماً. قَالَ: واللطيمةُ والزَّوْمَلة: العِيرُ عَلَيْهَا أحمالها. قَالَ: وَيُقَال لِلْإِبِلِ: اللطيمةُ والعِيرُ والزّوْملة وَهِي العِير كَانَ عَلَيْهَا حِمل أَو لم يكن، وَلَا تُسمَّى لطيمةً وَلَا زَوْملةً، حَتَّى يكون عَلَيْهَا أحمالها. وَقَالَ اللَّيْث: اللطيمةُ: سوقٌ فِيهَا أوْعيَةٌ من العِطْر وَنَحْوه من الْبياعَات. وَأنْشد: يطوف بهَا وسْطَ اللطِيمة بائعُ وَقَالَ فِي قَول ذِي الرُّمة: لَطائم المِسْك يحوِيها وتنتهب يَعْنِي أوعية المِسْك. قَالَ: وكلُّ سوقٍ يُحمل إِلَيْهَا غيرُ الْميرَة فَهِيَ اللطيمة من حُرّ الْبياعَات غير مَا يُؤْكَل والميرةُ لما يُؤْكَل. وَقَالَ أَبُو سعيد: اللطيمةُ: العَنْبرةُ الَّتِي لُطمت بالمسك فَفُتقت بِهِ حَتَّى نَشِبت رائحتُها وَهِي اللطمِيَّة. وَمِنْه قولُ أبي ذُؤيب: كأنّ عَلَيْهَا بالةً لطميّةً لَهَا من خلال الدَّأْيتيْن أريجُ وَقَالَ: أَرَادَ بالبال الرائحةَ والشمّة، مَأْخُوذَة، من بلوته، أَي: شممتَه، وَأَصلهَا بَلوة، فَقدم الْوَاو وصيّرها ألفا، كَقَوْلِهِم: قاع وَقعا.

قَالَ: واللطِيمةُ فِي قَول النَّابِغَة: السُّوق، سُمّيت لَطيمةً لتصافق الْأَيْدِي فِيهَا. قَالَ: وَأما لطائم الْمسك فِي قَول ذِي الرمة: فَهِيَ الغوالي المُعنبرة، وَلَا تُسمى لطيمة حَتَّى تكون مخلوطة بغَيْرهَا. وَقيل: اللطْمُ: الإلصاق، يُقَال: لطمْت الشَّيْء بالشَّيْء: إِذا ألزقته. وَمِنْه لطمُ الْوَجْه. وَقَالَ ابْن مقبل: كَأَن مَا بَين جَنْبَيْهِ ومنكبه من جوزه ومَقط القُنب ملطوم بتُرس أعجَم لم تنخَر مناقبه مِمَّا تخيَّرُ فِي أوطانها الرّوم أَي: ألصق بِهِ ترس هَذِه صفته. وَقَالَ أَبُو زيد: من الْعَرَب من يَقُول فِي اضطَموا: إلطموا، يجْعَلُونَ الضَّاد لاماً، وَكَذَلِكَ يَقُولُونَ: اضجع والتطجع. وَقَالَ ابْن السّكيت: اللطيمةُ: عيرٌ فِيهَا طيب. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: اللطيمة الَّتِي تحمل بزَّ التُّجَّار والطِّيب، والعَسْجَدِية: رِكابُ الْمُلُوك الَّتِي تحمل الدِّق، والدقُ: الكثيرُ الثّمن، وَلَيْسَ بجافٍ. وَقَالَ أَبُو عَمرو: سُوق فِيهَا بَزٌ وطِيب. وَيُقَال: أعظم لطيمة ومسك. قَالَ ابْن حبيب: المَلاطمُ: الخدود. وَاحِدهَا مِلْطم. وَأنْشد: خَصِمون نَفاعون بِيضُ المَلاطم وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: اللطْمُ: إنضاجُ الخبزة. سَلمة عَن الْفراء: اللطِيمة: سوقُ العطارين، واللطِيمةُ: العيرِ تحمل البَزّ والطِّيب. ملط: قَالَ اللّيث: الأَمْلطُ: الرَّجلُ الَّذِي لَا شَعر على جسده كلّه إلاّ الرَّأْس واللّحية؛ والفعلُ مَلِط مَلَطاً ومُلْطةً. وَكَانَ الأحنفُ بن قيس أَمْلَط. والمَلِطُ: السَّخْلة. قَالَ: والمِلْطُ: الرَّجلُ الَّذِي لَا يُرفع لَهُ شَيْء إِلَّا ألْمَأ عَلَيْهِ فذهبَ بِهِ سَرِقةً واستحلالاً؛ والجميع المُلُوطُ والأملاطُ؛ يُقَال: هَذَا مِلْطٌ من المُلوط. والفِعْلُ مَلَط مُلوطاً. قَالَ الأصمعيّ: قَوْلهم فلَان مِلْطٌ، المِلْطُ: الَّذِي لَا يُعرف لَهُ نَسبٌ وَلَا أبٌ، من قَوْلك: أملط ريش الطَّائِر: إِذا سقط عَنهُ. قَالَ: والمَليط: الجَدْي أوّل مَا تضعه العنز، وَكَذَلِكَ من الضَّأْن. وسَهْمٌ أَمْلط وأنزط: لَا ريش عَلَيْهِ. وَيُقَال: أمْلطت النَّاقة وأمْلَصت: إِذا أَلْقَت وَلَدهَا، فَهِيَ مملاط ومملاص، والولدُ مليط ومميص. والمَلاّطُ: الَّذِي يَملُط الطين، يُقَال: مَلَطت مَلَطاً. أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي: المِلاَط هُوَ الطين الَّذِي يُجعل بَين سافَي البِناء.

وَقَالَ اللَّيْث: المِلاَطان: جانِبَا السَّنام مِمَّا يَلِي مُقَدّمه. وَقَالَ غَيره: المِلاَطان: الجنبان، سُمّيَا بذلك لِأَنَّهُمَا كَأَنَّهُمَا قد مُلط اللّحم عَنْهُمَا مَلْطاً، أَي: نُزع. وابْنَا مِلاط: العَضُدان، لِأَنَّهُمَا يَليان الجنبيْن، وجمعُ المِلاط مُلُط. وَقَالَ القَطِرانُ السَّعدِيّ: وجَوْن أعانته الضُّلوع بزَفْرةٍ إِلَى مُلُطٍ بَانَتْ وَبَان خَصِيلُها يَقُول: بَان مِرفقاها عَن جنبِها فَلَيْسَ بهَا حازٌّ وَلَا ناكت. وَقيل للعَضُد مِلاط، لِأَنَّهُ سُمّيَ باسم الجَنْب. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: ابْنَا مِلاط: العَضُدان، وَقَالَ الرّاجز يصف بَعِيرًا: كِلاَ مِلاطَيْه إِذا تَعطّفَا بانا فَمَا رَاعى برَاع أَجْوَفا فالمِلاطان هَهُنَا العَضُدان لِأَنَّهُمَا المايران، كَمَا قَالَ الراجز: عَوْجاء فِيهَا مَيَل غيرُ حَرَدْ تُقَطّع العِيسَ إِذا طَال النّجُدْ كِلاَ مِلاطيْها عَن الزَّوْر أَبَدْوقال النَّضر: المِلاطان مَا عَن يَمِين الكِركِرة وشمالها. وابنا مِلاطَي البَعير: هما العَضُدان. أَبُو عبيد عَن الْوَاقِدِيّ قَالَ: المِلْطى مَقْصُور، وَيُقَال الملطاة بِالْهَاءِ: القِشرَة الرقيقة الَّتِي بَين عَظْم الرَّأْس ولحمه. وَقَالَ شمر: يُقَال: شَجّه حَتَّى رَأَيْت الملطى، وشَجّةُ المِلْطى مَقْصُور. وَقَالَ اللَّيْث: تقديرُ الملطاء أَنه مَمْدُود مذكَّر وَهُوَ بِوَزْن الحرْباء. وشمر عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه ذكر الشّجاج، فَلَمَّا ذَكر الباضعة قَالَ: ثمَّ المُلْطئة وَهِي الَّتِي تخرق اللَّحْم حَتَّى تَدْنُو من الْعظم. قَالَ: وَغَيره يَقُول: الملطَى. قلت: وَقَول ابْن الأعرابيّ يدل على أَن الْمِيم من الملطى ميمُ مِفْعل، وَأَنَّهَا لَيست بأصلية كَأَنَّهَا من لَطَيْتُ بالشَّيْء: إِذا لَصِقَت بِهِ. وَيُقَال: مالَط فلانٌ فلَانا إِذا قَالَ: هَذَا نصف بَيت، وأتمّه الآخر بَيْتا. يُقَال: مَلّط لَهُ تمليطاً. وروى إِسْحَاق بن الْفرج عَن الْأَصْمَعِي: بِعتهُ المَلَسَى والمَلَطَى، وَهُوَ البَيْع بِلَا عُهدة. طمل: قَالَ اللَّيْث: الطِّمْلُ: الرجل الفاحشُ الْبَذِيء، الَّذِي لَا يُبالي مَا أَتَى وَمَا قيل لَهُ: وَأَنه لَمِلْطٌ طملٌ، والجميع طُمول. وَقَالَ لبيد: أطاعُوا فِي الغَواية كلُّ طِمْل يَجُرّ المُخْزِيات وَلَا يُبَالِي عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الطِّمْل: اللص. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الطِّمْلُ: الذِّئْب. والطملُ: المَاء الكَدِر. والطملُ: الثَّوْب الَّذِي أُشبِع صَبغه. والطملُ: النَّصيب. وانْطمل فلانٌ: إِذا شَارك اللُّصُوص. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: السهمُ

باب الطاء والنون

الطَّمِيلُ والمطمول: المُلَطَّخُ بِالدَّمِ. وَقَالَ: المُطْمَل: الملطوخ بقيح أَو دَمِ أَو غير ذَلِك، وَقَالَ: فَكيف أبيتُ الليلَ وابنةُ مالكٍ بزينتها لمّا يُقَطَّعْ طَمِيلُها يَقُول أَبوهَا مَالك ثَأْرِي، أَي: قتل لي حميماً وَأَنا أطلبه بدمه فَيَقُول: كَيفَ يأخذني النّوم وَلم تُسْبَ هِيَ وَلم يُؤْخَذ أَبوهَا، وَلم يُقطّع قِلادتها وَهِي طميلها. وَإِنَّمَا سُمّيت القِلادة طميلاً لِأَنَّهَا تُطمل بالطِّيب، أَي: تُلطّخ. أَبُو عبيد عَن الْفراء: صَار المارد كَلَّة وطملة وتُرْمُطة، كلُّه الطينُ الرَّقِيق قَالَ: والطملُ: السَّيْرُ العنيف، يُقَال: طَمَلت الْإِبِل أطمُلها طَمْلاً، وَكَذَلِكَ القروح. سَلمَة عَن الفرّاء: الطِّملالُ: اللص. والطملالُ: الذؤب. مطل: قَالَ الليثُ: المَطْلُ: مدافعتُك الدَّين، يُقَال: ماطلني بحقي ومطلني بحقي، وَهُوَ مطُول ومطّال. وَفِي الحَدِيث: (مَطْلُ الغَنِيِّ ظُلم) قَالَ: والمطل أَيْضا مَدُّ المطال حديدةَ البَيْضة الَّتِي تُذاب للسيوف، ثمَّ تحمى وتُضرب، وتمد وتُربَّع، يُقَال: مطلها المطال ثمَّ طبَعها بعد المطل فيجعلها صفيحة. والمطيلةُ: اسمُ الحديدة الَّتِي تُمطَل من البَيْضة وَمن الزَّندة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: المطلُ: الطُّول. أَبُو عبيد عَن الفرّاء: الممطُول: الْمَضْرُوب طولا. قلت: أَرَادَ الْحَدِيد أَو السَّيْف الَّذِي ضُرب طولا كَمَا ذكره اللَّيْث. والمطْلُ فِي الْحق مأخوذٌ مِنْهُ، وَهُوَ تَطْوِيل العِدَة الَّتِي يضْربهَا الْغَرِيم للطَّالِب. والماطِلِيّةُ: إبلٌ منسوبةٌ إِلَى فَحْل، وَقَالَ أَبُو وَجْزة السَّعديُّ: كفَحل الهِجان الماطلِيِّ المُرَفّلِ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: المِمْطَلُ: اللص. والممطل: مِيقَعةُ الْحداد. المطمل: الذِّئْب والمطمل: مكتب ثِيَاب العرائس بِالذَّهَب، انْتهى. (بَاب الطَّاء وَالنُّون) ط ن ف طنف طفن نطف نفط فطن: مستعملات. طنف: ابْن شُمَيْل: يُقَال: طنّف فلَان للظِّنّة، أَي: قارف لَهَا، يُقَال: طنَّف لِلْأَمْرِ فاعلوه. وَقَالَ اللَّيْث: الطَّنفُ: نفس التُّهْمَة، يُقَال: رجل مُطنَّف، أَي: مُتهم. وطنّفته، أَي: اتهمته. وفلانٌ يطنّف بِهَذِهِ السّرقَة. وَإنَّهُ لطَنفٌ بِهَذَا الْأَمر، أَي مُتهم. أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي: الطُّنُفُ:

(السيور) وَأنْشد قَول الأفوه الأودي: كَأَن أطرافها لما اجتَلى الطَّنفُ وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الطُّنفُ: شاخصٌ يخرج من الْجَبَل فيتقدم كَأَنَّهُ جَناح. قلت: وَمن هَذَا يُقَال: طنَّف فلانٌ جَدار جَاره وجِدار دَاره: إِذا فَوْقه شَجرا أَو شوكاً يَصفُ تسلّقه لمجاوزة أَطْرَاف العيدان المشوِّكة رَأسه. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للجناح يُشْرع فَوق بَاب الدَّار. طنف أَيْضا، شبّه بطنف الْجَبَل. وَقَالَ أَبُو ذُؤيب يصف خَلِيّة عَسَل فِي طُنف الْجَبَل: فَمَا ضَرَبٌ بيضاءُ يأوي مليكُها إِلَى طُنُف أعيَا بِراقٍ ونازلِ أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي: الطَّنَف والطُّنُف جَمِيعًا: السَّقيفة تُشرَع فَوق بَاب الدَّار، وَهِي الكُنّة وَجَمعهَا الكنَّات. طفن: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الطَّفْنُ: الْحَبْس، يُقَال: خَلِّ عَن ذَلِك المَطْفُون. قَالَ: والطَّفَانينُ: الحَبْسُ والتَّخَلُّف. وَقَالَ المُفَضَّل: الطَّفْنُ: الموتُ، يُقَال: طَفَن إِذا مَاتَ، وَأنْشد: ألْقى رُحَى الزَّوْر عَلَيْهِ فطَحَنْ قَذْفاً وفَرثاً تحتَه حَتَّى طَفَنَ اللّيث: الطَّفَانِيَةُ: نَعتُ سوء فِي الرجل وَالْمَرْأَة. نفط: أَبُو عبيد عَن أبي الْجراح وَالْكسَائِيّ: نزب الظبي نزيباً، ونفطَ يَنْفِظُ نفيطاً: إِذا صوّت. أَبُو عبيد من أمثالهم: مَا لَه عافِطة وَلَا نافِطة، فالعاطفة: من دُبُرها، والنافطة: من أنفها. ابْن السّكيت عَن الْأَصْمَعِي: مَا لَهُ عافطة وَلَا نافطة، فالعافطة: الضائنة، والنافطة: الماعزة. قَالَ: وَقَالَ غَيره من الْأَعْرَاب: العافطة: الماعزة إِذا عَطِسَت. وَقَالَ اللَّيْث عَن أبي الدُّقيش: العافطةُ: النعجةُ، والنّافطةُ: العنز. وَقَالَ غَيره: العافطةُ: الأمَة، والنافطة: الشَّاة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: العَفْطُ: الحُصَاص للشاة والنّفْطُ: عُطاسُها. أَبُو عُبيد عَن أبي زيد: إِذا كَانَ بَين الْجلد وَاللَّحم ماءٌ قيل: نَفِطت تَنْفَط نَفَطاً ونَفِيطاً. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: رَغْوَةٌ نافِطةٌ: ذاتُ نَفّاطاتٍ، وَأنْشد: وحَلَبٌ فِيهِ رُغاً نَوافِطُ وَقَالَ اللَّيْث: النَّفْطَةُ: بَثْرةٌ تخرج فِي اليَدِ من الْعَمَل ملأى مَاء.

قَالَ: والنَّفْط والنِّفْط لُغَتَانِ: حلابة جبل فِي قَعْر بِئْر توقد بِهِ النَّار. والنَّفاطات: ضَرْبٌ من السُّرَج يُستصبَح بهَا. قَالَ: والنّفاطات: أدَوَاتٌ تعْمل من النّحاس يُرمى فِيهَا بالنّفط وَالنَّار. والنّفاطةُ أَيْضا: الْموضع الَّذِي يُستخرج مِنْهُ النفط. فطن: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: رجل فَطِنٌ بيِّنُ الفِطنة والفَطَن وَقد فَطَن لهَذَا يَفْطُن فِطنةً، فَهُوَ فاطنٌ لَهُ. فَأَما الفَطِنُ فذُو فِطْنة للأشياء، وَلَا يمْتَنع كلُّ فعلٍ من النُّعوت من أَن يُقَال: قد فَعُل وفَطُن، أَي: صَار فَطِناً إلاّ الْقَلِيل. قَالَ: وفطّنْتُه لهَذَا الْأَمر تفطِيناً. وَقَالَ اللحياني: رجلٌ فَطِن وفَطُن وفَطُون وفَطونة وفَطين. قَالَ: وَيُقَال: فَطِنْتُ لَهُ وَبِه وَإِلَيْهِ فِطْنَةً وفَطانةً وفِطانة؛ وَيُقَال: لَيْسَ لَهُ فُطْنٌ، أَي: فِطْنَة. نطف: أَبُو زيد: النَّطْفُ: الرّجُل المُريب. سَلمَة عَن الْفراء: النَّطْف والوَحْرُ: العَيْب. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: مرَّ بِنَا قومٌ نَطِفون وَحِرُون نجسون كفّار. اللَّيْث: النّطْفُ: التَّلَطُّخ بالعَيب، وَقَالَ الْكُمَيْت: فدع مَا لَيْسَ مِنْك ولسْتَ مِنْهُ هما رِدْفَين من نَطَف قريبُ قَالَ: (ردفين) على أَنَّهُمَا اجْتمعَا عَلَيْهِ مترادفين فنصَبهما على الْحَال. وَفُلَان يُنطف بِسوء أَي يلطخ. وَفُلَان يُنْطف بفجور، أَي: يُقذف بِهِ. قَالَ: والنَّطْف: عَقْرُ الجُرح، يُقَال: أنطَف الْجرْح. أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: البَعِيرُ: النَّطْفُ: الَّذِي قد أشرفَتْ دَبَرتُه على الجَوْف، يُقَال: نَطف نَطفاً، وَكَذَلِكَ الَّذِي أشرفت شَجّته على الدِّمَاغ. أَبُو عُبيد عَن أبي عَمْرو قَالَ: النَّطَفُ: الفُرْطة، الْوَاحِدَة نَطفة. وَقَالَ اللَّيْث: النُّطف: اللُّؤْلُؤ، الْوَاحِدَة نَطفة، وَهِي الصافية اللّون. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: يُقَال للواحدة نُطفة وَجَمعهَا نطف، شُبّهت بقطرة المَاء. ووَصِيفة مُنَطَّفة، أَي: مُقَرَّطة بتُومَتَى قُرْط. وَلَيْلَة نطوف: تمطر حَتَّى الصَّباح. وَقَالَ العجاج: كأنّ ذَا فَدّامةٍ مُنطَفَّا وَقَالَ الْأَعْشَى: يَسْعى بهَا ذُو زجاجات لَهُ نُطَفٌ مُقلَّص أسفلَ السِّربال مُعْتَمِل أَبُو عُبيد عَن أبي زيد: يُقَال فِي القِربة نُطفةٌ من مَاء مثلُ الجُرْعة. قَالَ: وَلَا فعل للنُّطفة.

قلت: وَالْعرب تَقول للمويهة القليلة: نُطفة، وللماء الْكثير نُطفة. وَرَأَيْت أعرابيّاً شَرب من رَكِيّة يُقَال لَهَا: شَفِيّة، وَكَانَت غزيرةَ المَاء فَقَالَ: وَالله إِنَّهَا لنطفة بَارِدَة. وَقَالَ ذُو الرُّمة فَجعل الْخمر نُطفةً: تَقطع ماءِ المُزْن فِي نُطفِ الخمرِ وسَمّى الله جلّ وعزّ المَنِيَّ نُطْفَة فَقَالَ: {سُدًى أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِىٍّ} (الْقِيَامَة: 37) . وَرُوِيَ عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (لَا يزالُ الْإِسْلَام يزِيد وأهلُه حتّى يسيرَ الرَّاكِب بَين النُّطفتيْن لَا يخْشَى إِلَّا جوراً) . أَرَادَ بالنطفتين: بحرَ المَشْرِق وبحرَ الْمغرب؛ فأمّا بَحر الْمشرق فَإِنَّهُ يَنْقَطِع عِنْد نواحي الْبَصْرَة، وَأما بَحر الْمغرب فمنقطعه عِنْد القُلْزم. وَقَالَ بَعضهم: أَرَادَ بالنطفتين ماءَ الفُرات وَمَاء الْبَحْر الَّذِي يَلِي جُدّة وَمَا والاها؛ فَكَأَنَّهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَرَادَ أَن الرجل يسير فِي أَرض الْعَرَب بَين مَاء الْفُرَات وَمَاء الْبَحْر لَا يخَاف فِي طَرِيقه غير الضلال والجَوْر عَن الطَّرِيق. وَقَالَ أَبُو زيد: نَطف فلَان يَنطف نَطفاً: إِذا بَشِم. والنّطفُ: القَطز، يُقَال: نَطف الماءُ يَنْطفُ نَطفاً ونَطفاناً: إِذا قَطر، وَمن هَذَا قيل للقُبَيْط ناطف؛ لِأَنَّهُ يَنْطف قبل استضرابه، أَي: يَقطر قبل خُثورته، وَجعل الجَعْدِيُّ الْخمر ناطفاً فَقَالَ: وَبَات فريق ينضحُون كَأَنَّمَا سُقُوا ناطفاً من أذرِعاتٍ مُفَلْفَلاَ وَفِي الحَدِيث: قَطَعنا إِلَيْهِم النُّطفة، أَي: الْبَحْر وماه. وَقَالَ اللَّيْث: التَّنطُّف: التعَزُّز. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: مَرَّ بِنَا قومٌ نَطِفون نَضِفُون صقارون، أَي: نجسون كفار. ط ن ب طُنب طبن نطب نبط بطن بنط: مستعملات. بنط: أما بنط فَهُوَ مهمل، فَإِذا فُصل بَين الْبَاء وَالنُّون بياءٍ كَانَ مُسْتَعْملا، يَقُول أهلُ اليَمن للنساج: البِيَنطُ، وعَلى وَزنه البِيَطْر، وَقد مرَّ تَفْسِيره. طُنب: قَالَ اللَّيْث: الطُّنْبُ: حَبلُ الخِباء والسُّرادق وَنَحْوهمَا. وأطنابُ الشّجر: عروقٌ تتَشعّب من أُرومتها. وأطنابُ الْجَسَد: عَصب تصل المفاصل وَالْعِظَام وتشدّها. وَقَالَ شمر: يُقَال: هُوَ جارِي مطانِبِي، أَي: طُنْبُ بَيته إِلَى طُنْب بَيْتِي. أَبُو عُبيد عَن أبي زِيَاد والكلابيّ: الأواخِيُّ: الْأَطْنَاب، واحدتها أَخِيّة. والأطنابُ: الْمُبَالغَة فِي مدح أَو ذَمِّ، والإكثار فِيهِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الإطنابةُ: السَّيرُ الَّذِي على رَأس الوَتَر من القَوس.

وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ سَير يُوصل بِوتْر القَوس العربيّة، ثمَّ يُدار على كُظْرها. وقَوْسٌ مُطَنَّبةٌ. وَقَالَ النَّمِر بن تَوْلب: كأنّ امْرأ فِي النَّاس كنتَ ابنَ أُمَّه على فَلَجٍ من بطن دَجلة مُطْنِبِ على فَلج، أَي: على نَهْر مُطْنِب: بعيد الذّهاب، يَعْنِي هَذَا النَّهر، وَمِنْه: أطنب فِي كَلَامه: إِذا أبعد، يَقُول: من كنت أَخَاهُ فَإِنَّمَا هُوَ على بَحر من البحور من الخصب والسَّعة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: المُطْنِبُ: المدّاحُ لكل أحد. والمِطْنَبُ: المِصفاة. وَقَالَ غَيره: الإطنابةُ: سَيرُ الحِزام الْمَعْقُود إِلَى الإبزيم، وَجمعه الأطانيب. وَقَالَ سَلامَة: حَتَّى استغثن بِمَاء الْملح ضاحِيَةً يرْكُضْنَ قد قَلِقَتْ عَقدُ الأطانيبِ وَقيل: عقدُ الأطانيب: الألبابُ والحُزُم إِذا استرخت، وحيلٌ أطانيبُ: يتبَعُ بعضُها بَعْضًا، وَمِنْه قَول الفَرَزدق: وَقد رأى مُصْعَبٌ فِي ساطعٍ سَبِطٍ مِنْهَا سوابقُ غاراتٍ أطانيبِ يُقَال: رَأَيْت إطْنابةً من خيل وطير. وفرسٌ أطنبُ: إِذا كَانَ طويلَ القَرَى، وَهُوَ عيب، وَمِنْه قَول النَّابِغَة: لقد لَحِقْتُ بأولَى الْخَيل يَحْمِلُني كبْداءُ لَا شَنَجٌ فِيهَا وَلَا طَنَبُ وجيشٌ مِطْنَابٌ: بعيدُ مَا بَين الطَّرَفين، لَا يكَاد يَنْقَطِع، قَالَ الطَّرِمّاح: عَمِّي الَّذِي صَبَح الحَلائبَ غُدْوَةً من نَهْرَوان بجَحْفَل مِطْنابِ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: التَّطنيبُ: أَن تُعلِّق السقاءَ من عَمُود الْبَيْت ثمَّ تَمخَضه. والمَطْنَبُ: حبلُ العاتق، وَجمعه مَطانِب. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: وَإِذ هِيَ سَوداءُ مثلُ الفَحيم تُغَشِّي المَطانِبَ والمَنْكَبا وَيُقَال للشمس إِذا تَقَضَّبَتْ عِنْد طُلُوعهَا: لَهَا أطناب، وَهِي أشعَّةٌ تمتدّ كَأَنَّهَا القُضُب. وَفِي حَدِيث عمر: أَن الأشْعث تزوّج امْرَأَة على حكمهَا، فردّها إِلَى أطناب بَيتهَا، يَعْنِي ردّها إِلَى مهر مثلهَا من نسائِها. والأطناب: الطوَال من حِبَال الأخْبية، والأُصُرُ: القِصارُ، واحدُها إصار. وَقَالَ أَبُو زيد: الأطنابُ: مَا شَدُّوا بِهِ الْبَيْت من الحبال بَين الأَرْض والطرائق. والأصر إِلَى الْكسر. طبن: قَالَ اللَّيْث: طَبِنَ فلانٌ لفُلَان يَطْبَن طَبانةً وطَبَناً: إِذا فَطِنَ لَهُ فَهُوَ طَبِن. شمر: قَالَ أَبُو زيد: طَبِنتُ بِهِ أطبَنُ طَبَناً،

وطَبَنتُ أَطْبَن طبانةً، وَهُوَ الخَدْع. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبيدة: الطَّبانة والتَّبانة واحدٌ، وهما شدَّة الفِطْنة. وَقَالَ اللحياني: هِيَ الطّبانة والطبانية، والتّبانة والتَّبانية، واللّقانة واللَّقانية، واللَّحانةُ واللَّحانية، معنى هَذِه الْحُرُوف وَاحِد. ورجلٌ طَبِنٌ تَبِنٌ لَقِنٌ لَحِنٌ. وَفِي الحَدِيث: أَن حبشيّاً زُوِّج روميّةً فطَبِنَ لَهَا غُلَام رومي فَجَاءَت بِولد كَأَنَّهُ وزغة. قَالَ شمر: طبن لَهَا غُلَام، أَي: خيّبها وخَدَعها، وَأنْشد: فَقلت لَهَا بل أَنْت حَنّةُ حَوقَلٍ جَرَى بالفِرَى بيني وبينكِ طابِنُ أَي: رفيقٌ بذلك، داهٍ خِبٌّ عَالم بِهِ. أَبُو عُبيد: مَا أَدْرِي أيُّ الطبن هُوَ، كَقَوْلِك: مَا أَدْرِي أَي النَّاس هُوَ. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الطبَن لعبة يُقَال لَهَا السُّدَّر، وَأنْشد: يَبتْنَ يلعَبْنَ حوَالَي الطَّبَنْ وَقَالَ اللَّيْث: الطّبنُ: خطّةٌ يخطها الصّبيان يَلْعَبُونَ بهَا مستديرةٌ يسمونها الرحا. وَيُقَال: الطِّبْر، وَأنْشد: من ذكر أطلالٍ ورَسْمٍ ضاحِي كالطِّبن فِي مختلَفِ الرِّياح وَرَوَاهُ بَعضهم كالطَّبْل. اللحياني: اطمأنّ قلبُه، واطبأنَّ، وطامَن لَهُ ظَهره، وطابنه، وَهِي الطُّمأنينة والطُبَأنينة. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الطُّنْبَةُ: صوتُ الطُّنبور، وَيُقَال للطنبور: طُبْنٌ. وَأنْشد: فإنّك منّا بيْن خيلٍ مُغيرةٍ وخَصم كعُورِ الطُّبْن لَا يَتَغَيّبُ نطب: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: النَّطَابُ: حبلُ العاتِق، وَأنْشد: نَحن ضَربناه على نِطابه قُلْنَا بِهِ قُلْنا بِهِ قُلْنَا بِهِ قُلْنَا بِهِ، أَي: قَتَلْنَاهُ، قَالَ: والمِنْطَبَةُ والمِنْطَبُ: المِصْفاةُ، وخُرُوق المِصفاة تُدْعَى النَّواطب، وَأنْشد: ذِي نَواطِبَ وابتزالِ عَمْرو عَن أَبِيه: النَّطْبُ: نَقْرُ الأُذن؛ يُقَال: أنْطب أُذنَه، وأنقر، وبَلّط أُذُنه بِمَعْنى وَاحِد. نبط: قَالَ اللّيث: النَّبَطُ: المَاء الَّذِي يَنْبُطُ من قَعر الْبِئْر إِذا حُفرت؛ وَقد نَبَط مَاؤُهَا يَنْبِط نَبْطاً ونُبوطاً وأنبطنا المَاء، أَي: استنبطناه وانتهينا إِلَيْهِ. قَالَ: وَكَذَلِكَ مَا يتحلّب من الْجَبَل كَأَنَّهُ عَرَقٌ يخرج من أَعْرَاض الصخر؛ يُقَال لذَلِك المَاء: النَّبَط. أَبُو عُبيد عَن أبي عَمْرو: حَفَر فأثلجَ إِذا بلغ الطين، فَإِذا بلغ المَاء قيل: أنبط،

فَإِذا كَثُر الماءُ قيل: أماهَ وأمْهَى، فَإِذا بلغ الرّملَ قيل: أسْهب. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للرجل: إِذا كَانَ يَعِدُ وَلَا يُنْجِزُ: فلانٌ قريبُ الثّرَى، بعيدُ النَّبَط. وَقَالَ غَيره: يُقَال فلانٌ لَا يُنالُ نَبَطُه، إِذا وُصف بالعِزّ والمَنَعة حَتَّى لَا يجد عدوّه سَبِيلا إِلَى أَن يَتهَضّمه فِيمَا تَحت يَده، وَقَالَ الشَّاعِر: قريبٌ ثَراه مَا ينالُ عَدُوُّه لَهُ نَبَطاً آبِي الهَوانِ قَطُوبُ أَبُو عُبيد عَن أبي زيد فِي شيات المعزى قَالَ: النَّبطاءُ: البيضاءُ الجنبيْن. وَقَالَ أَبُو عُبيدة: إِذا كَانَ الْفرس أبيضَ الْبَطن فَهُوَ أنبط، وَقَالَ ذُو الرُّمة يَصِف الصُّبْح: كمِثل الحِصان الأنْبطِ البَطْن قَائِما تمايل عَنهُ الجُلُّ فاللّوْنُ أشقرُ وَقَالَ اللَّيْث: النَّبَطُ والنُّبْطةُ: بياضٌ تَحت إبط الْفرس، ورُبّما عَرُض حَتَّى يَغْشَى الْبَطن والصدر. قَالَ: وشاةٌ نَبطاءُ: مُوَشّحةٌ، أَو نَبطاء مُحْوَرّة، فَإِذا كَانَت بَيْضَاء فَهِيَ نَبطاء بسوادٍ، وَإِن كَانَت سَوْدَاء فَهِيَ نَبطاء ببياض. قَالَ: والنَّبَطُ والنَّبِيطُ كالحَبَش والحَبِيش فِي التَّقْدِير. قَالَ: والنِّسبة نَبَطِيّ، وَهُوَ اسْم جِيل ينزلون السَّواد، والجميع الأنباط. قَالُوا: وعِلَلُ الأنْباط: هُوَ الكامان المُذاب يُجعل لَزوقاً للجرح. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال رجل نُبَاطِي وبِنَاطي، وَلَا تقل بَنَطِيّ. وَقَالَ غَيره: تَنَبّط فلَان: إِذا انْتَمَى إِلَى النبط. واسْتنبط الْفَقِيه: إِذا استخرج الفِقَه الباطنَ بِاجْتِهَادِهِ وفَهْمِه. وَقَالَ الله تَعَالَى: {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} (النِّسَاء: 83) ، وَقَالَ الزَّجاج: معنى يستنبطونه فِي اللُّغَة: يستخرجونه، وَأَصله من النَّبَط، وَهُوَ المَاء الَّذِي يخرج من الْبِئْر أوّلَ مَا تُحفر، يُقَال من ذَلِك: أنبط فِي غَضْراء، أَي: استنبط المَاء من طين حُرّ قَالَ: والنَّبَطُ إِنَّمَا سُمُّوا نَبطاً لاستنباطهم مَا يخرج من الْأَرْضين. ووعْسَاءُ النُّبيط وَيُقَال: النُّمَيْط رَمْلةٌ مَعْرُوفَة بالدَّهْناء. بطن: البَطْنُ: بَطْنُ الْإِنْسَان مَعْرُوف، وَهِي ثَلَاثَة أبْطُن إِلَى الْعشْر، وبطونٌ كَثِيرَة لما فَوق الْعشْر، وتصغيرُ البَطْن: بُطيْن. والبُطَيْنُ: نجمٌ من منَازِل الْقَمَر بَين الشَرطَيْن والثُّرَيا وأكثرُ مَا جَاءَ مصغّراً عَن الْعَرَب وَهُوَ بطن بُرج الحَمَلُ والشرطَان قرناه. أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي: بَطَن فلَان بفلان يبْطُن بِهِ بُطوناً: إِذا كَانَ خَاصّا بِهِ، دَاخِلا فِي أمره. وَيُقَال: إِن فلَانا لذُو بِطانة بفلان، أَي: ذُو علم بداخلة أمره. وَيُقَال: أَنْت أبْطنتَ فلَانا دوني، أَي جعلتَه أخَصَّ بك مني، وَهُوَ مُبْطَن: إِذا أدخلهُ فِي أمره وخُصّ بِهِ دون غَيره، وَصَارَ من أهل دَخْلَتِه وَقَالَ الله جلّ وعزّ:

{ياأَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ} (آل عمرَان: 118) . قَالَ الزّجاج: البِطَانةُ: الدُّخلاء الَّذين يُنبسط إِلَيْهِم ويُستبطنون، يُقَال: فلَان بِطانةٌ لفُلَان، أَي: مُداخِلٌ لَهُ مؤانس. وَالْمعْنَى: أَن الْمُؤمنِينَ نهُوا أَن يَتّخذوا الْمُنَافِقين خاصّتهم، ويُفضوا إِلَيْهِم بأسرارهم. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: أبطن فلَان السّيفَ كَشّه: إِذا جعله تَحت خَصْره. وَيُقَال: بطّن فلَان ثَوْبه تَبْطيناً وَهِي البِطَانة والظِّهارة، قَالَ الله تَعَالَى: {فُرُشٍ بَطَآئِنُهَا مِنْ} (الرَّحْمَن: 54) . قَالَ الْفراء فِي قَوْله: {تُكَذِّبَانِ مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَآئِنُهَا} (الرَّحْمَن: 54) قد تكون البِطانة ظِهارة، والظِّهارة بطانة، وَذَلِكَ أَن كل وَاحِد فِيهَا قد يكون وَجها. وَقد تَقول الْعَرَب: هَذَا ظَهْرُ السَّمَاء لظاهرها الَّذِي ترَاهُ. وَقَالَ غير الْفراء: البِطَانةُ: مَا بَطَن من الثَّوْب وَكَانَ من شَأْن النَّاس إخفاؤه. والظِّهارةُ: مَا ظهر وَكَانَ من شَأْن النَّاس إبداؤه وَإِنَّمَا يجوز مَا قَالَه الْفراء فِي ذِي الْوَجْهَيْنِ المتساويين، إِذْ وَلى كلّ وَاحِد مِنْهُمَا قوما لحائط يَلِي أحدُ صَفْحيه قوما، والصَّفْحُ الآخَرُ قوما آخَرين، فكلُّ وَجه من الْحَائِط ظهرٌ لمن يَليه، وكلُّ واحدٍ من الْوَجْهَيْنِ ظَهْرٌ وبَطْنٌ، وَكَذَلِكَ وَجْها الْجَبَل وَمَا شاكله. فَأَما الثّوبُ فَلَا يجوز أَن تكون بِطانتهُ ظهارة، وظهارتهُ بِطانة، وَيجوز أَن يُجعل مَا يلينا من وَجه السَّمَاء وَالْكَوَاكِب ظهرا وبَطناً، وَكَذَلِكَ مَا يَلينا من سُقوفِ الْبَيْت. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: ضَرب فلَان البعيرَ فبَطَن لَهُ: إِذا ضربه تَحت البَطْن، وَأنْشد: إِذا ضَربت مُوقَراً فابْطُنْ لَهُ تَحت قُصَيْرَاه ودونَ الجُلّهْ وَيُقَال: بطَنَه الدَّاء، وَهُوَ يَبْطُنه: إِذا دَخله بُطوناً. والبَطْنُ من الأَرْض: الغامض الدَّاخِل، والجميع البُطْنان. وَيُقَال: شأوٌ بَطين، أَي: بعيد. وَأنْشد: وبَصْبَص بَين أدَاني الغَضَى وَبَين عُنَيزةَ شَأْواً بَطينَا أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: بُطَانُ الريش: مَا كَانَ تَحت العَسِيب، وظُهْرانُه: مَا كَانَ فَوق العَسِيب. وَيُقَال: رَأَسَ سَهْمه بظُهران. وَلم يَرِشْه ببُطْنان، لِأَن ظُهرانَ الرِّيش أَوْفَى وَأتم، وبطنانُ الريش قصارٌ، وَوَاحِد البُطْنان بطن، وَوَاحِد الظُّهران ظهر. والعَسِيبُ: قضيبُ الريش فِي وَسَطه. وَقَالَ غَيره عَن الْأَصْمَعِي: بَطِنَ الرجلُ يَبْطَن بطَناً وبِطْنةً: إِذا عَظُم بطنهُ. وَقَالَ القُلاخ: وَلم تَضَع أولادَها من البَطَنْ وَلم تُصِبه نَعْسَةٌ على غَدَنْ

وَيُقَال: ثَقُلت عَلَيْهِ البِطْنة: وَهِي الكِظة. وَيُقَال: لَيْسَ للبِطْنة خيرٌ من خَمصة تتبعها، أَرَادَ بالخَمصة: الجوْعة. وَيُقَال: مَاتَ فلَان بالبَطَن. وأتى فلَان الوادِيَ فتبطّنه، أَي: دخل بطنَه. والبِطَانُ: الحِزامُ الَّذِي يَلِي البَطْن. وَيُقَال للَّذي لَا يزَال ضَخم البَطْن: مِبطان، فَإِذا قَالُوا: رجلٌ مُبطَّنٌ فَمَعْنَاه أَنه خميص البَطن. قَالَ مُتَمّم بن نُويْرة: فَتى غيرَ مِبطان العشيات أرْوَعا الحرانيُّ عَن ابْن السكِّيت: رجلٌ مُبَطَّن: خميصُ الْبَطن. وَامْرَأَة مُبَطَّنة. وَقَالَ ذُو الرُّمة: رَخِيماتُ الكلامِ مُبَطّناتٌ جواعل فِي البُرى قَصَبا خِدالا ورجلٌ بَطين: عَظِيم الْبَطن. ورجلٌ مبطونٌ: يشتكي بطنَه. وَفِي الحَدِيث: (المبطون شهيدٌ) : إِذا مَاتَ بالبطن. ورجلٌ بَطن: لَا يهمه إِلَّا بَطنُه. وَرجل مِبطانٌ: إِذا كَانَ لَا يزَال ضخم الْبَطن من كَثْرَة الْأكل. وَمن أَمْثَال الْعَرَب الَّتِي تُضرب لِلْأَمْرِ إِذا اشْتَدَّ: التَقَتْ حَلْقتا البِطان. وَمن صِفَات الله جلّ وعزّ: (الظَّاهِر وَالْبَاطِن) تَأْوِيلهَا: مَا رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي تمجيد الرّب: (اللهُم أَنْت الظّاهرُ فَلَيْسَ فَوْقك شَيْء، وَأَنت الباطنُ فَلَيْسَ دُونَك شَيْء) . وَقيل مَعْنَاهُ: أَنه علم السرائر والخفيات، كَمَا علم كلَّ مَا هُوَ ظَاهر لِلْخلقِ. وَقَالَ اللَّيْث: الباطِنةُ من البَصرة والكوفة: مجتمَع الدُّور والأسواق فِي قصبتها. والضاحيةُ: مَا تنَحَّى عَن المساكن وَكَانَ بارزاً. وَيُقَال: بَطْنُ الرَّاحَة، وظَهر الْكَفّ. وَيُقَال: باطنُ الْإِبِط، وَلَا يُقَال بطنُ الْإِبِط. وباطنُ الْخُف: الَّذِي يَلِيهِ الرِّجْل. والنِّعمةُ الباطنةُ: الَّتي قد خَصّت. والظاهرةُ: الَّتِي قد عَمّت. والبِطْنةُ: امتلاءُ البَطْن وَهِي الأَشَر من كَثْرَة المَال أَيْضا. ورُويَ عَن إِبْرَاهِيم النَّخَعِيّ أَنه كَانَ يُبَطِّن لحيته وَيَأْخُذ من جوانبها. قَالَ شمر: معنى يُبَطن لحيته، أَي: يَأْخُذ من تَحت الحنك والذّقَن الشعرَ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: بُطْنانُ الأَرْض: مَا تَواطَأ فِي بطُون الأَرْض سهلِها وحَزْنِها ورياضِها، وَهِي قَرَار المَاء ومُستنْقعُه، وَهُوَ البواطن والبطون. يُقَال: أَخذ فلانٌ بَاطِنا من الأَرْض، وَهِي: أَبْطَأَ جُفوفاً من غَيرهَا. ورجلٌ بِطين الكُرْز: إِذا كَانَ يخبأ زَاده فِي السّفر وَيَأْكُل زَاد صَاحبه. وَقَالَ رُؤبة يَذمّ رجلا: أَو كُرّزُ يمْشي بَطينَ الكرَّزْ وَيُقَال: ألْقت الْمَرْأَة ذَا بَطنِها، أَي:

وَلدت. وألْقت الدَّجاجةُ ذَا بَطنِها: إِذا باضت. وَقَالَ اللَّيْث: لحافٌ مَبْطون ومُبَطن. وَيُقَال: أَنْت أبْطَنُ بِهَذَا الْأَمر، أَي: أخْبرُ بباطنه. وتبطنْتُ الْأَمر، أَي: عَلِمت باطنَه. وتبطنْتُ الواديَ، أَي: دَخلْت بطنَه وجولْتُ فِيهِ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: البِطَانُ للقَتَب خاصّةً، وجمعُه أبطنة والحِزامُ للسّرج. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد وَالْكسَائِيّ: أبطنتُ الْبَعِير: إِذا شَددت بِطانه. وَقَالَ ذُو الرمة فِي بَيت لَهُ: أوْ مُقحمٌ أضعفَ الإبطانَ خَادجُه بالأمْس فاستأخر العِدْلان والقَتَبُ شبّه الظليم بِحمْل أدعج أَضْعَف حَادجُه شَدَّ بطانه عَلَيْهِ فاسترخى، فشبّه استرخاء عِكْمَيه عَلَيْهِ باسترخاء جناحيِ الظليم. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: بَطَنت البعيرَ أبطنه: شَددتَ بِطانة. قلت: وَقد أنكر أَبُو الْهَيْثَم هَذَا الْحَرْف على الْأَصْمَعِي: بَطَنت وَقَالَ: لَا يجوز إِلَّا أبطنت؛ وَاحْتج بِبَيْت ذِي الرُّمة، قلت: وبَطَنت لغةٌ أَيْضا. ابْن شُميل: يُقَال: بُطِن حَملُ البعيرِ وواضَعَه حَتَّى يَتضع، أَي: حَتَّى يسترخي على بَطْنه ويتمكن الحملُ مِنْهُ. وَيُقَال: تبطّن الرجل جاريتَه: إِذا بَاشَرَهَا ولَمَسها. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: وَلم أتبطن كاعباً ذاتَ خَلْخال وَقَالَ شمر: تبطنها: إِذا بَاشر بطنُه بطنَها فِي قَوْله: إِذا أَخُو لذّة الدُّنْيَا تبطنها وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: فِي بَاطِن وظيفَي الْفرس أَبطَنان، وهما عِرقان استبطنا الذِّرَاع حَتَّى انغمسا فِي عَصَب الوَظيف. وَيُقَال: استبطن الفَحْلُ الشَّوْلَ: إِذا ضربهَا كلَّها فلُقحت، كَأَنَّهُ أودع نُطفَته بطونها. وَمِنْه قَول الْكُمَيْت: وخَبَّ السَّفا واستبطنَ الفَحْلُ والتَقَتْ بأمْعَزها بُقْعُ الجنادبِ تَرْتَكلْ ط ن م طمن طنم نمط نطم: مستعملة. أمَّا نطم وطنم فَإِن اللَّيْث أهملهما. (نطم) : وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: النطْمةُ: النّقْرة من الدِّيل وَغَيره، وَهِي النطْبَة بِالْبَاء أَيْضا. (طنم) : وَأما الطَنمة: فصوت العُود المُطرِب. طمن: قَالَ اللَّيث: اطْمَأَن قلبه: إِذا سكَن. واطمأنت نفسُه. وَقيل فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى: {أَحَدٌ ياأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} (الْفجْر: 27) ، هِيَ الَّتِي قد اطمأنت بِالْإِيمَان وأخبتت لربّها. وَقَوله تَعَالَى: {وَلَاكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِى} (الْبَقَرَة: 260) ، أَي: ليسكن إِلَى المعاينة

بعد الْإِيمَان بِالْغَيْبِ. والاسمُ: الطُّمأنينة. وَيُقَال: طامن ظَهره: إِذا حناه، بِغَيْر همز؛ لِأَن الْهمزَة الَّتِي حلت فِي اطْمَأَن إِنَّمَا حلَّت فِيهَا حِذارَ الْجمع بَين الساكنين. وَمِنْهُم من يَقُول: طأمن، بِالْهَمْزَةِ الَّتِي لَزِمت اطْمَأَن. نمط: رُوِيَ عَن عليّ رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ: خيرُ هَذِه الْأمة النَّمطُ الأوْسط، يَلحق بهم التّالي ويَرجع إِلَيْهِم الغالي. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي النَّمط: هُوَ الطَّرِيقَة. يُقَال: الزم هَذَا النَّمط. قَالَ: والنمط أَيْضا: الضَّرب من الضُّروب والنَّوْعُ من الْأَنْوَاع. يُقَال: لَيْسَ هَذَا من ذَلِك النمط، أَي: من ذَاك النَّوْع. يُقَال هَذَا فِي الْمَتَاع وَالْعلم وَغير ذَلِك. وَالْمعْنَى الَّذِي أرادَه عليُّ أَنه كَرِه الغُلُو والتَّقصير كَمَا جَاءَ فِي الْأَحَادِيث الأُخر. قلت: والنمط عِنْد الْعَرَب والزَّوْج: ضروبُ الثّياب المُصَبَّغة، وَلَا يكادون يَقُولُونَ: نمط وَلَا زَوْجٌ إِلَّا لما كَانَ ذَا لوْنٍ من حُمرة أَو خُضرة أَو صُفرة، فَأَما البياضُ فَلَا يُقَال لَهُ نمط، ويُجمع أنماطاً. وَقَالَ اللَّيْث: النمط: طِهارةُ الْفراش. ووَعْسَاءُ النُّميط والنُّبيط معروفةٌ، تُنبِت ضُروباً من النَّبَات. ذكرهَا ذُو الرُّمة فَقَالَ: فأضْحتْ بوَعْساء النَميط كَأَنَّهَا ذُرَا الأَثل من وَادي القُرَى ونخيلُها ط ف ب: مهمل. ط ف م اسْتعْمل من وجوهه: فطم. فطم: قَالَ اللَّيْث: فطَمْتُ الصّبيَّ، وفطمتْه أمُّه تَفْطِمه: إِذا فصلته عَن رَضاعها. وغلامٌ فَطِيم ومفْطُوم. وفَطَمت فلَانا عَن عَادَته. وَقَالَ غَيره: أصل الفَطْم القطعُ وفَطْمُ الصّبيّ فَصله عَن ثَدْي أمّه ورَضاعِها، وتُسَمَّى الْمَرْأَة فَاطِمَة وفطَام وفطيمة. وَفِي الحَدِيث: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لعليّ فِي بُرد سِيَرَاء: (اقطعه خُمُراً واقسمه بَين الفواطم) . قَالَ القُتيبي: إحداهنّ فَاطِمَة بنتُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالثَّانيَِة فَاطِمَة بنتُ أَسد ابْن هَاشم، أمُّ عَليّ بن أبي طَالب، وَكَانَت أسلمت، وَهِي أول هاشمية وَلدت لهاشمي. قَالَ: وَلَا أعرف الثَّالِثَة. قلت: وَالثَّالِثَة فَاطِمَة بنت عتبَة بن ربيعَة، وَكَانَت هَاجَرت وبايعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمن الفواطم: فَاطِمَة بنتُ حَمْزَة بن عبد الْمطلب سيد الشُّهَدَاء، رَضِي الله عَنهُ، ولعلها الثَّالِثَة، لِأَنَّهَا من أهل الْبَيْت عَلَيْهِم السَّلَام.

باب الطاء والباء مع الميم

(بَاب الطَّاء وَالْبَاء مَعَ الْمِيم) ط ب م بطم: اللَّيْث: البُطُم: شجرُ الْحبَّة الخضْراء، والواحدة بُطْمة، وَيُقَال بِالتَّشْدِيدِ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: البُطم والضَّرْو: حَبةُ الخضراء. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: البُطَّم مُثقل: الْحبَّة الخضراء. أَبْوَاب الثلاثي المعتل من حرف الطَّاء [/ كت]

الجزء 14

(بَاب الطَّاء وَالدَّال) ط د (وايء) (أطد) ، وطد، تطا، طدي، طود. وطد طدي أطد: فِي حَدِيث ابْن مَسْعُود: أَن زيادَ بنَ عَدِي أَتَاهُ فَوَطَده إِلَى الأَرْض، وَكَانَ رجلا مجبولاً، فَقَالَ عبد الله: أعْلُ عَنِّي، فَقَالَ: لَا حَتَّى يُخْبِرنِي مَتى يَهلِكُ الرجلُ وَهُوَ يعلم؟ قَالَ: إِذا كَانَ عَلَيْهِ إمامٌ إِن أطاعه أكفَره، وَإِن عَصَاهُ قَتَله. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: قَالَ أَبُو عَمْرو: الوطْد غَمْزُك الشيءَ إِلَى الأَرْض، وإثباتُك إيّاه، يُقال مِنْهُ: وطَدْتُه أَطِدُه وطداً إِذا وَطِئْتَه وغَمَزْتَه، وأَثْبَتّه، فَهُوَ مَوْطود، وَقَالَ الشَّمَّاخ: فالْحَق بِبِجْلَة نَاسِبْهم وكُن مَعَهم حَتَّى يُعيروك مَجداً غيرَ مَوْطودِ اللَّيْث: المِيطَدَةُ خَشبةٌ يُوطّدُ بهَا المكانُ فيُصلَبُ الأَسَاسُ بِنَاء أَو غَيره. عَمْرو عَن أَبِيه: الطّادِي: الثابتُ. وَقَالَ أَبُو عبيد فِي قَول الْقطَامِي: وَلَا تَقَضّى بواقِي دَيْنها الطادِي قَالَ: يُرَاد بِهِ الواطِدُ، فأَخَّر الْوَاو وقَلبَها ألفا، وَيُقَال: وَطّدَ اللَّهُ لِلسلطان مُلكَه وأَطّدَه إِذا ثَبَّته. سَلمَة عَن الفراءِ: طادَ إِذا ثَبتَ، وطَادَ إِذا حَمُق، وَوَطَد إِذا سارَ. طود: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: طَوَّدَ إِذا طوَّف فِي الْبِلَاد لِطلب المعاش. وَقَالَ أَبُو عبيد: الطّوْدُ الجبلُ الْعَظِيم، وَجمعه أَطوادٌ، وَقَالَ غَيره: طوَّد فلانٌ بفلان تَطْويداً وطَوَّحَ بِهِ تَطويحاً، وطَوَّد بنفْسه فِي المطاودِ، وطوَّح بهَا فِي المطاوِح، وَهِي الْمذَاهب. وَقَالَ ذُو الرُّمّة: أَخُو شُقّةٍ جَاب البلادَ بِنَفْسِه على الهول حَتَّى طَوَّحَتْه المطَاوِدُ

باب الطاء والتاء

وابنُ الطَّودِ الجُلمودُ الَّذِي يَتَدَهْدَى مِن الطّوْد. وَقَالَ الشَّاعِر: دعوتُ خُلَيْداً دَعْوَةً فكأَنَّما دَعَوْتُ بِهِ ابْن الطّود أوْ هُوَ أَسْرعُ (بَاب الطَّاء وَالتَّاء) ط ت (وايء) أهمله اللَّيْث. (تطا) : وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: تَطَا إِذا ظَلَم، وتَطَا إِذا هَرَب. رَوَاهُ أَبُو الْعَبَّاس عَنهُ. ط ظ أهملت وجوهها. (بَاب الطَّاء والذال) (ط ذ (وايء)) (ذوط) : قَالَ عَمْرو الشَّيْبَانِيّ: الذَّوَطُ أَن يَطولَ الحَنَك الْأَعْلَى ويَقْصُرَ الأسفلُ. وَقَالَ أَبُو زيد نَحْوَه. وَقَالَ أَبُو عبيد: الذَّوَطُ سُقَّاطُ النَّاس، قَالَ: والذَّوَطُ أَيْضا صِغَرُ الذَّقَنِ. وَقَالَ أَبُو زيد: ذَاطَه يَذُوطه ذَوْطاً، وَهُوَ الخَنْقُ حَتَّى يَدْلَعَ لِسانهُ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الذَّوْطةُ وَجَمعهَا أذْواط: عَنْكبوتٌ لَهَا قوائِم، وذنبُها مثلُ الحبَّة من العِنَب الأَسْوَد، صَفْراء الظّهْر صَغِيرَة الرَّأْس، تَكَعُ بِذَنبِها فتُجهِدُ من تَكَعُه، حَتَّى يَذُوطَ، وذَوْطهُ أَن يَخْدَرَ مَراتٍ، وَمن كَلَامهم: يَا ذَوْطَةُ ذُوطِيه. انْتهى وَالله أعلم. (3 ((ط ث (وايء) ثطا، ثاط، وطث، طثا: (مستعملة) . ثطا ثطأ: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: ثَطَا إِذا خَطا، وثَطا إِذا لَعِبَ بالقُلّة، قَالَ: والثُّطى العناكب، والثُّطَى الخشباتُ الصِّغار. وروى عمرُو عَن أَبِيه: الثُّطَاةُ العَنْكبوتُ. وَقَالَ اللَّيْث: الثَّطْأَةُ دُويبة، يُقَال لَهَا: الثُّطَاةُ، وَجَاء فِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مرّ بِامْرَأَة سَوْدَاء تُرَقِّصُ صَبِيّاً لَهَا وَهِي تَقول: ذُؤَالَ يَا بنِ القَرْمِ يَا ذُؤَالة يَمشي الثّطَا ويَجْلِسُ الهَبَنقَعهْ وَقَالَ اللَّيْث: الثّطَا إفراطُ الحُمق، يُقَال: رجل ثَطَ بَيِّنُ الثَّطَا، وأرادت أَنه يَمشي مشي الحَمقَى، كَمَا يُقَال: فلَان يمشي

باب الطاء والراء

بالحمق، وَمِنْه قَوْلهم: فلَان من ثطاته لَا يعرف قُطَاته من لَطَاتِهِ، قَالَ: القطاةُ مَوضِع الرديف من الدَّابة، واللّطاة غُرَّة الْفرس، أَرَادَ أَنه لَا يَعْرِف من حُمْقه مُقَدَّم الفرسِ من مُؤْخره. ثأط: قَالَ وَيُقَال: إِن أصل الثَّطا من الثَّأْطَةِ وَهِي الحَمأَة، وَقيل للَّذي يُفْرِطُ فِي الْحمق: ثَأْطَةٌ مُدَّتْ بمَاءٍ وَكَأَنَّهُ مقلوب. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: أَنه قَالَ: الثَّأْطَةُ والدَّكَلَةُ والعَطَّاءةُ: الحَمأَةُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة نَحوه فِي الثَّأْطِ. وَأنْشد شمر لتبع: فَأتى مَغيبَ الشمسِ عِندَ غُروبِها فِي عينِ ذِي خُلْبٍ وثَأْطٍ حَرْمِدِ طثا: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: طثا إِذا لعِبَ بالقلة، قَالَ: والطّثا الخشبات الصغار. وطث: الوَطْثُ والوَطْسُ الكَسْر، يُقَال: وَطَثَه يَطِثُه وَطْثاً فَهُوَ مَوْطوث، ووَطَسَه فَهُوَ مَوْطوس إِذا تَوَطَّأَه حَتَّى يَكْسره) 3) . (بَاب الطَّاء وَالرَّاء) ط ر (وايء) طرا، (طري، طرُو) ، طَرَأَ، طير، رطى، ريط، ورط، وطر، أطر، أرّط، وطر، طور. طرا طَرَأَ: الحرَّاني عَن ابْن الأعرابيّ: لحمٌ طريٌّ غير مَهْمُوز، وَقد طَرُوَ يَطْرُو طَراوة وطراءة. وَقَالَ اللَّيْث: طَرِي يَطْري طراوة وطَرَاءَة، وقلما يُستَعْمل لِأَنَّهُ لَيْسَ بحادثٍ. قَالَ: والمطرَّاةُ ضرب من الطِّيب، قلت: يُقَال لِلألُوَّة: مُطَراةٌ إِذا طُرِّيتْ بِطيب، أَو عَنْبَر أَو غَيره. وَقَالَ اللَّيْث: الطَّرَى يُكَثّر بِهِ عَدَدَ الشَّيء يقالُ: هم أَكثر من الطّرَى والثّرَى. وَقَالَ بعضُهم: الطّرَى فِي هَذِه الْكَلِمَة: كلُّ شَيْء من الخَلْق لَا يُحصى عدده وأصنافه، وَفِي أحد الْقَوْلَيْنِ: كل شيءٍ على وَجه الأَرْض مِمَّا لَيْسَ من جِبِلّة الأَرْض من التُّرَاب والحَصْباءِ وَنَحْوه، فَهُوَ الطّرَى. أَبُو زيد فِي كتاب الْهَمْز: طرأتُ على الْقَوْم أَطْرأَ طَرْأً وطُروءاً، إِذا أتَيتهم من غير أَن يعلمُوا. وَقَالَ اللَّيْث: طَرَأ فلانٌ علينا إِذا خرج عَلَيْك من مَكَان بعيد فَجْأَة، قَالَ: وَمِنْه اشْتَق الطُرْآني. وَقَالَ بَعضهم: طَرَآنُ جبل فِيهِ حمام كثير إِلَيْهِ ينْسب الْحمام الطُّرآني. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: حمام طُرْآني، من طَرَأَ علينا فلانٌ أَي طَلَع وَلم نعرفه، قَالَ: والعامة تَقول: حمام طُورانيٌّ، وَهُوَ خطأ، وسُئل عَن قَول ذِي الرمة:

أَعاريبُ طُورِيُّون عَن كُل قريةٍ يَحيدونَ عَنْهَا مِن حِذَار المقادِر فَقَالَ: لَا يكون هَذَا من طَرَأَ، وَلَو كَانَ مِنْهُ لقَالَ: طَرْئيَّون، الْهمزَة بعد الرَّاء، فَقيل لَهُ: فَمَا مَعْنَاهُ؟ فَقَالَ: أَرَادَ أَنهم من بِلاد الطَّور يَعْنِي الشَّام فَقَالَ: (طوريون) كَمَا قَالَ العجاج: دَانَى جَنَاحَيْهِ مِن الطُّور فَمرْ أَرَادَ أَنه جاءَ من الشَّام، يُقَال: أَطْرَى فلانٌ فلَانا إِذا مَدَحَه بِمَا لَيْسَ فِيهِ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أطرى فلانٌ فلَانا إِذا مدحه بِمَا لَيْسَ فِيهِ، وَمِنْه قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَا تُطروني كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى عِيسَى الْمَسِيح ابْن مَرْيَم وَإِنَّمَا أَنا عبد الله. وَلَكِن قُولُوا: عبد الله وَرَسُوله) ، وَذَلِكَ أَنهم مدحوه بِمَا لَيْسَ فِيهِ فَقَالُوا: هُوَ ثَالِث ثَلَاثَة وَإنَّهُ ابْن الله وَمَا أشبهه من شِرْكهم وكفرهم. عَمْرو عَن أَبِيه: أطْرَى إِذا زَاد فِي الثَّنَاء، وَفُلَان مُطَرًّى من نَفسه أَي مُتَحَيِّر. قَالَ ابْن السّكيت: هُوَ الطِرِيّان للَّذي يُؤْكَل عَلَيْهِ، جَاءَ بِهِ فِي بَاب حروفٍ شدِّدتْ فِيهَا الْيَاء مثل البارِيّ والسَّرَارِيّ. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الطِرِيَّانُ الطَّبقُ والطَّرِيُّ الْغَرِيب، وَطَرى إِذا أَتَى، وطَرَى إِذا مَضَى، وطَرَى إِذا تَجَدَّد، وأَطْرَى إِذا زَادَ فِي الثَّنَاء. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: طَرِيَ يَطْرى إِذا أقبل، وطَرِيَ يَطرَى إِذا مرَّ. عَمْرو عَن أَبِيه: يُقَال: رجلٌ طارِيٌّ وطُوَرانِيٌّ وطورِيٌّ وطُخرور وطُمْرُور وطُحْرُور أَي غَرِيبٌ. وَيُقَال: لكلِّ شيءٍ أُطْرُوَانِيَّةٌ: يَعْنِي الشبابَ. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: هِيَ الإِطرية بِكَسْر الْهمزَة، وَقَالَ شَمِر: الإطْرِيَّةُ شَيْء يُعمل مثلُ النَّشاستج المتَلَبِّقَة. وَقَالَ اللَّيْث: يُقال لَهُ: الأُطْرِيةُ، وَهُوَ طَعَام يَتَّخِذُه أهلُ الشَّام لَيْسَ لَهُ وَاحِد، قَالَ: وَبَعْضهمْ يَكْسِر الْألف فَيَقُول: إطرية، مثل زبْنِيَة، قلت: وَالصَّوَاب إِطرية بِالْكَسْرِ، وَفتحهَا لَحْنٌ عِنْدهم، وَيُقَال لِلغرباء: الطُّرَّاء، وهم الَّذين يأْتونَ من مَكَان بعيد، قلت: وَأَصله الْهمزَة من طَرَأَ يطْرَأ. أَبُو زيد: أَطْرَيْتُ العَسَلَ إطراءً وأعْقَدتُه وأخْثَرتُه سَوَاء. أطر: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه ذكر الْمَظَالِم الَّتِي وَقعت فِيهَا بَنو إِسْرَائِيل، والمعاصي فَقَالَ: (لَا وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ حَتَّى يَأْخُذُوا على يَدِيَ الظَّالم تَأْطِروه على الْحق أَطْراً) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو وَغَيره: قَوْله: تَأْطِروه يَقُول: تَعْطِفوه عَلَيْهِ، وكل

شَيْء عَطَفْتَه على شيءٍ فقد أَطَرْتَه تأطِرُه أَطْراً. قَالَ طرفةُ يذكر نَاقَة وضلوعَها: كأَن كِنَاسَيْ ضَالَةٍ يَكْنُفَانِها وأَطْرَ قِسِيِّ تَحتَ صُلْبٍ مُؤَيَّدٍ شبَّه انْحِنَاءَ الأضلاع بِمَا حُنِيَ مِن طَرَفَيْ القَوْس. وَقَالَ المغيرةُ بن حَبْنَاءَ التَّمِيمِي: وَأَنْتُم أناسٌ تقمِصونَ مِن القَنا إِذا مارَفِي أَكْتافِكم وتَأَطَّرا أَي إِذا انْثَنَى. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: أَطَرْتُ السهْم أَطْراً إِذا لَفَفْتَ على مجمع الفُوقِ عَقبةً، وَاسم تِلْكَ العَقَبةِ أُطْرَةٌ. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: أَطَرْتُ السهمَ أَطْراً. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: الأَطْرَةُ أَنْ يُؤخذ رَمادٌ ودَمٌ فيُلطَخَ بِهِ كَسْرُ القِدْر، وَأنْشد: قَدْ أَصْلَحَتْ قِدْراً لَهَا بِأُطْرَةْ وَقَالَ أَبُو زيد: تَأَطَّرتِ الْمَرْأَة تَأَطُّراً إِذا قَامَت فِي بَيتهَا، وَأنْشد: تَأَطَّرْنَ حَتى قُلْنَ لَسْنَ بَوارِحاً وذُبْنَ كَما ذَابَ السَّدِيفُ المسَرْهَدُ وسُئل عمر بن عبد الْعَزِيز عَن السُّنّة فِي قصّ الشَّارِب، فَقَالَ: أنْ تَقُصَّه حَتَّى يَبْدُوَ الإطار. قَالَ أَبُو عبيد: الإطار الحَيْدُ الشَّاخِصُ مَا بَين مَقَصِّ الشَّارِبِ والشّفَة الْمُحِيط بالفم، وَكَذَلِكَ كلّ شَيْء أحَاط بِشَيْء فَهُوَ إطار لَهُ، قَالَ بشر بن أبي حَازِم: وَحَلَّ الحَيُّ حَيُّ بني سُبَيْعٍ قرَاضِبَة وَنحن لَهُمُ إطارُ أَي وَنحن محدقون بهم. وَقَالَ اللَّيْث: الإطار إطار الدُّف وإطار المُنْخُل، وإطار الشَّفة، وإطار الْبَيْت، كالمِنْطقة حول الْبَيْت، وانأَطَرَ الشيءُ انْئِطاراً أَي عَطَفْته، فانْعَطف كالعُود ترَاهُ مُستديراً إِذا جمعتَ بَين طَرفَيْهِ. أَبُو عبيد عَن الفرَّاء قَالَ: الأطِيرُ الذّنْبُ، وَيُقَال فِي الْمثل: أَخَذَني بأَطِيرِ غَيْري أَي بذَنْب غَيْرِي. وَقَالَ مِسْكين الدَّارمي: أَبصَّرْتَنِي بِأَطِيرِ الرِّجالْ وكَلّفْتَنِي مَا يقولُ البَشَرْ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: إنَّ بَينهم لأَوَاصِرَ رَحم وأَوَاطِرَ رحم، وعَوَاطِفَ رحم بِمَعْنى وَاحِد، الواحدةُ آصِرةٌ وآطِرةٌ. أَبُو عُبَيْدَة: فِي كتاب الْخَيل: الأُطْرَةُ طَفْطَفَةٌ غَليظةٌ كَأَنَّهَا عَصَبة مُرَكّبةٌ فِي رَأس الحَجَبَةِ وضِلَع الْخَلف. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: التّأْطيرُ أَنْ تَبْقَى الجاريةُ زَمَانا فِي بَيت أَبَوَيْها لَا تَتَزَوَّج. وطر: قَالَ اللَّيْث: الوَطَر كل حاجةٍ كَانَ

لصَاحِبهَا فِيهَا هِمَّة، فَهِيَ وَطَرُه، وَلم أسمع لَهُ فِعلاً أَكثر من قَوْلهم: قَضَيتُ مِن أَمر كَذَا وَكَذَا وطَري أَي حَاجَتي، وَجمع الوَطَر أَوْطار. طَار يطور. طور: قَالَ الله جلّ وَعز: {وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَآءَ} (الْمُؤْمِنُونَ: 20) الطُّورُ فِي كَلَام الْعَرَب الجَبلُ وَقيل: إِن سيناء حجارةٌ، وَقيل: إِنَّه اسْم الْمَكَان؛ وَالْعرب تَقول: مَا بِالدَّار طُورِيٌّ وَلَا دُورِيٌّ. قَالَ اللَّيْث: وَلَا طُورَانِيٌّ مثله، وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة فِي قَول ذِي الرمة: أَعَارِيبُ طُوريُّون عَن كُلِّ قَرْيةٍ حِذَارَ المنايا أَو حِذَارَ المقادِرِ وَقَالَ طُورِيُّون: أَي وَحْشِيُّون يَحِيدون عَن القُرَى حِذَار الوَباء والتَّلف، كَأَنَّهُمْ نُسبوا إِلَى الطُّور، وَهُوَ جَبَل بِالشَّام. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: رجلٌ طُورِيٌ أَي غَريبٌ، وحمام طُورِيٌّ إِذا جَاءَ من بَلَد بعيد. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَقَاراً وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً} (نوح: 14) قَالَ: نُطفةً ثمَّ عَلَقةً ثمَّ مُضْغة ثمَّ عظما، وَقَالَ غَيره: أَرَادَ جلّ وعزّ اخْتِلَاف المناظر والأخلاق. وَقَالَ اللَّيْث: الطّوْرُ التّارةُ يَقُول: طَوْراً بعد طَوْرٍ أَي تَارَة بعد تارةٍ، وَالنَّاس أطوارٌ أَي أَصنافٌ على حالات شَتَّى وَأنْشد: والمرْءُ يُخْلَق طَوْراً بعد أَطْوَارِ وَيُقَال: لَا تَطُرْ حَرَانَا وَفُلَان يَطُور بفلان: أَي كَأَنَّهُ يحوم حَوَاليه وَيَدْنُو مِنْهُ. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الطَّوْر الحَدُّ، يُقَال: قد تعدَّى فلَان طَوْرَه أَي حدَّه، والطَّوْرَةُ فِناء الدَّار والطَّوْرة الأَتْيَة. وَقَالَ اللَّيْث: الطَّوارُ مَا كَانَ حَذْوِ الشيءِ وَمَا كَانَ بِحِذائه، يُقَال: هَذِه الدَّار على طَوارِ هَذِه الدَّار، أَي حائطُها مُتصلٌ بحائطها على نَسَقٍ وَاحِد، وَتقول: رَأَيْت مَعه حَبْلاً بِطَوَار هَذَا الْحَائِط، أَي بِطوله، والطَوار أَيْضا مصدر طَار يطور. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: فِي أمثالهم فِي بُلُوغ الرجل النِّهَايَة فِي الْعلم: بلغ فلَان أَطورَيْه وأطوَرِيه بِكَسْر الرَّاء أَي أقصاه. طير: قَالَ اللَّيْث: الطَّيْرُ معروفٌ، وَهُوَ إسم جَامع مُؤَنثٌ، وَالْوَاحد طَائِر، وقلما يَقُولُونَ: طائرةٌ للْأُنْثَى، وَقَالَ أَحْمد بن يحيى: النَّاس كلهم يَقُولُونَ للْوَاحِد: طَائِر، وَأَبُو عُبَيْدَة مَعَهم، ثمَّ انْفَرد فَأجَاز أَن يُقَال: طَيْر للْوَاحِد، وجَمَعَه على طُيور، وَقَالَ وَهُوَ ثِقَة. وَقَالَ الفَراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِى عُنُقِهِ} (الْإِسْرَاء: 13) قَالَ: طائِره فِي عُنُقه عَمَلُه إنْ خيرا فخيراً، وإنْ شرا فشراً. وَقَالَ أَبُو زيد: شقاؤه، أفادني المنذريّ عَن ابْن اليزيديّ قَالَ: قُرِىءَ طائِره وَطَيْرَه،

وَالْمعْنَى فيهمَا: قيل: عملُه، وخيرُه وشرُه، وَقيل: شَقاؤُه وسعادَتُه. قلت: وَالْأَصْل فِي هَذَا كلِّه أَن الله تبَارك وَتَعَالَى لما خَلَقَ آدم عَلِم قبل خَلْقِه ذريتَه أَنه يَأْمُرهُم بتوحيده وطاعته وينهاهم عَن مَعْصيته، وَعلم المطيعَ مِنْهُم مِن العاصِين، والظالِم لِنَفْسِهِ من النَّاظر لَهَا، فكتبَ مَا علِمَه مِنْهُم أَجْمَعِينَ، وقَضَى بسعادة مَن عَلِمه مُطِيعاً، وشقاوَة من علمه عَاصِيا، فَصَارَ لكل مَن عَلِمَه مَا هُوَ صَائِرٌ إِلَيْهِ عِنْد إنشائِه. فَذَلِك قَوْله: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِى عُنُقِهِ} أَي مَا طَار لَهُ بَدْءاً فِي عِلْم الله من الشرّ وَالْخَيْر، وعِلْم الشَّهَادَة عِنْد كَونهم، يُوَافق عِلْمَ الغيبِ، وَالْحجّة تَلْزَمُهم بِالَّذِي يَعْمَلُون، وَهُوَ غير مُخالف لما عَلِمه الله مِنْهُم قبل كَوْنهم، وَالْعرب تَقول: أَي صَار لَهُ وَخرج لَدَيه سهْمُه أَطرتُ المالَ وطَيَّرته بَينَ الْقَوْم فَطَارَ لكل مِنْهُم سَهْمُه، وَمِنْه قَول لبيد يَذكرُ ميراثَ أَخِيه أرْبِد بَين ورثته وحيازة كل ذِي سهم مِنْهُم سَهْمَه. فَقَالَ: تَطِيرُ عَدَائِدُ الأشراك شفْعاً وَوِتْراً والزعامةُ لِلغُلام والأشْراك: الأنْصِباءُ، وَأَحَدهمَا شِرْكٌ، وَقَوله: شفْعاً وَوِتْراً أَي قُسِمَ لَهُم للذَّكر مِثلٌ حَظِّ الأنْثيين، وخَلَصَتْ الرياسةُ والسِّلاحُ للذكور من أَوْلَاده. وَقَالَ الله جلّ وعزّ فِي قصّة ثَمُود وتشاؤمهم بنبيِّهم الْمَبْعُوث إِلَيْهِم، صَالح عَلَيْهِ السَّلَام: {تُرْحَمُونَ قَالُواْ اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ اللَّهِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ} (النَّمْل: 47) وَمعنى قَوْلهم: اطَّيّرنا تَشاءَمْنا، وَهِي فِي الأَصْل تَطَيَّرنا، فأجابهم فَقَالَ الله عز وجلّ: {أَلِيمٌ قَالُواْ طَائِرُكُم مَّعَكُمْ أَءِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ} (يس: 19) أَي شؤْمكم مَعكُمْ، وَهُوَ كفرهم وَقيل للشُّؤم: طَائِر وطَيْر وطِيَرة، لِأَن الْعَرَب كَانَ من شَأْنهَا عِيَافَةُ الطَّير، وزجرُها، والتَّطَيُّر ببارحها وبِنَعِيق غِرْبانها، وَأَخذهَا ذاتَ الْيَسَار إِذا أَثَارُوهَا فَسَمَّوْا الشؤمَ طَيْراً وطائِراً وطِيَرَةً لِتشاؤُمِهم بهَا وبأفعالها، فأعْلَم الله جلّ ثناؤُه على لِسَان رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن طِيرَتَهم بهَا بَاطِلَة وَقَالَ: لَا طِيرَةَ وَلَا هَامة. وَكَانَ النبيّ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام يتفاءل وَلَا يَتَطَيَّر، وأصل التفاؤُلِ الْكَلِمَة الْحَسَنَة يَسْمَعُها عليل فتُوهِمُه بسلامته من عِلَّته، وَكَذَلِكَ المضِلُّ يسمع رجلا يَقُول يَا واجِدُ فيجد ضالَّته والطِّيَرة مُضادةٌ للفال، على مَا جَاءَ فِي هَذَا الْخَبَر، وَكَانَت العربُ مذهبها فِي الفال والطِّيَرة واحدٌ، فَأثْبت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الفالَ وَاسْتَحْسنهُ، وأَبْطَل الطِّيرَة وَنهى عَنْهَا. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال طارَ الطائِر يَطير طيرَاناً، قَالَ: والتَّطايُرُ التَّفرُّق والذهاب، والطِّيرَة اسمٌ من اطَّيرتُ وتَطَيَّرت، وَمثل الطِّيرَة الخِيرَةُ.

وَيُقَال: استطارَ الغُبَارُ إِذا انْتَشَر فِي الْهَوَاء، واستطار الفَجْرُ إِذا انْتَشَر فِي الأفُق ضَوْؤُه، فَهُوَ مُسْتَطِيرٌ، وَهُوَ الصُّبْح الصَّادِق البيّن الَّذِي يُحَرِّم على الصَّائِم الْأكل والشربَ والجماعَ، وَبِه تحل صلاةُ الْفجْر، وَهُوَ الْخَيط الأبيضُ الَّذِي ذكره الله تَعَالَى فِي كِتَابه، وَأما الْفجْر المستطيل بِاللَّامِ فَهُوَ المستَدقُّ الَّذِي يُشَبّه بذَنَبِ السِّرحان، وَهُوَ الخيطُ الأسودُ، وَلَا يُحرِّم على الصَّائِم شَيْئا، وَهُوَ الصُّبْح الْكَاذِب عِنْد الْعَرَب. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للفَحْل من الإبِل: هائجٌ، وللكلب مُسْتَطير. وَقَالَ غَيره: أَجْعَلتْ الكلبةُ واستطارتْ إِذا أَرَادَت الفحلَ، أَخْبرنِي بذلك الْمُنْذِرِيّ عَن الحَرَّاني عَن التَّوْزيّ وثابتُ بن أبي ثَابت فِي كتاب الفروق. روى ابْن السّكيت عَن أبي صاعد الْكلابِي: يُقَال: استطار فلانٌ سيفَه إِذا انتزعه من غِمده مُسرِعاً. وَأنْشد فِي صفة سيوف ذكرهَا رؤبة: إِذا استُطيرتْ من جُفون الأغمادْ فَقَأنَ بالصَّقَع يَرابيعَ الصَّادْ واستطار الصَّدْع فِي الْحَائِط إِذا انْتَشَر فِيهِ، واستطار البَرْق إِذا انْتَشَر فِي أُفُقُ السَّمَاء، وَيُقَال: استُطِيرَ فلانٌ يُستطارُ استطارةً فَهُوَ مُسْتَطارٌ إِذا ذُعِرَ. وَقَالَ عنترة: مَتى مَا تلْقَنِي فَرْدَيْنِ ترْجُفْ رَوَانِفُ أَلْيَتَيْكَ وتُسْتطارَا وَيُقَال للْقَوْم إِذا كَانُوا هادئين ساكنين: كَأَنَّمَا على رؤوسهم الطَّير، وَأَصله أنَّ الطيرَ لَا تقع إِلَّا على شَيْء سَاكن من المَوَات، فَضُرِبَ مثلا للْإنْسَان ووقارِه وسكونِه. وَيُقَال للرجل إِذا ثار غَضَبُه: ثار ثَائِرُه، وطار طَائِره، وفار فائره، وأرضٌ مَطارة كَثِيرَة الطَّيْر. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال طائِر الله لَا طائِرك، وَلَا يُقَال طَيْر الله. وَرَوى أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ فِي قَوْله: ذَكِيُّ الشذَى والمَنْدَلِيُّ المُطَيَّرُ قَالَ: المنْدَلِيُّ العُود الهِنْدَيُّ، والمُطَيَّرُ المُطَرَّى فَقَلَب، وَقَالَ غَيره: المطيَّرُ المشقّقُ المُكَسَّرُ. وَقَالَ ابْن شُمَيل: بَلَغْتُ من فلَان أطْوَرَيهْ أَي الجُهْدَ والغاية فِي أمره. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: لقيتُ مِنْهُ الأمَرّينَ والأطورِين والأقورِين بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ ابْن الفَرَج: سَمِعت الْكلابِي يَقُول: ركب فلَان الدَّهْر وأَطْوَرَيْه أَي طَرَفَيْه. ورط: أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الْمفضل بن سَلَمة أَنه قَالَ فِي قَول الْعَرَب: وَقع فلَان

فِي وَرْطةٍ. قَالَ أَبُو عَمْرو: هِيَ الهَلَكَةُ. وَأنْشد: إنْ تأْتِ يَوْمًا مثلَ هذِي الخُطَّة تلاق من ضَرْبِ تُميْرٍ ورْطهْ قَالَ: وَقَالَ غَيره: الورْطةُ الوَحَلُ والرَّدَعَةُ تقَعُ فِيهَا الْغنم فَلَا تقدر على التَّخلُّص مِنْهَا يُقَال: تَورَّطَتِ الْغنم إِذا وقعتْ فِي ورْطة، ثمَّ صَارَت مَثلاً لِكل شدَّة وَقع فِيهَا الْإِنْسَان. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الوَرْطَةُ أُهْوِيَّةٌ مُتصوِّبةٌ تكون فِي الْجَبَل تَشُقُّ على من وَقع فِيهَا. وَقَالَ طُفَيل يصف الْإِبِل: تهابُ طريقَ السَّهْل تحسَبُ أنّه وعُورُ وِراطٍ وَهُوَ بَيْداء يلْقَعُ وَقَالَ شمر: يُقَال: تَوَرَّط فلانٌ فِي الْأَمر، واستَوْرَطَ فِيهِ إِذا ارتبك فِيهِ فَلم يَسْهُلْ لَهُ المَخرج مِنْهُ، وَفِي حَدِيث وَائِل بن حُجْر وَكتاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَهُ: (لَا خِلاطَ وَلَا وِرَاطَ) قَالَ أَبُو عبيد: الوِراطُ الخَديعةُ والغِشُّ. قَالَ: وَيُقَال: إِن مَعْنَاهُ كَقَوْلِه: لَا يُجمَع بَين مُتفرِّق وَلَا يُفرَّق بَين مُجتمِع، وَقَالَ شمر الوِراط: أَن يُورِط إِبِلَه فِي إبلٍ أُخْرَى، أَو فِي مَكَان لَا تُرى بِعَيْنها فِيهِ، قَالَ وَقَالَ ابْن هاني: الوِراط مأخوذٌ من إيراطِ الجَرِير فِي عُنُق الْبَعِير إِذا جَعَلْتَ طَرَفة فِي حَلْقَتِه، ثمَّ جذبْتَه حَتَّى تَخْنُقَ البَعيرَ، وَأنْشد لبَعض الْعَرَب: حَتَّى ترَاهَا فِي الجَرير المُورَطِ سُرْحَ القِيادِ سَمْحَةَ التَّهبُّط قَالَ شمر، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الوِراط أَن يَخْبَأها ويُفَرِّقها. يُقَال: قد وَرَطَها وأَوْرَطَها أَي سَتَرها. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الوِرَاط أَن يُغَيِّب مالَه ويجحد مَكَانهَا. ريط: قَالَ اللَّيْث وَغَيره: الرَّيْطَةُ مَلاءَةٌ لَيْسَتْ بِلِفْقَين كلهَا نَسْجٌ وَاحِد وَجَمعهَا رِياطٌ، قلت: وَلَا تكون الرَّيْطَةُ إِلَّا بَيْضاءَ، ورَيْطَةُ اسْم الْمَرْأَة وَلَا يُقَال رَائِطَةُ. أرط: ورطى ابْن السّكيت عَن أبي عَمْرو: الأرِيطُ: العَاقِر من الرِّجَال وَأنْشد: مَاذَا تُرجِّين من الأرِيط حَزَنْبَلٍ يَأْتِيكِ بالبَطِيطِ ليسَ بِذِي حَزْم وَلَا سَفِيطِ قَالَ الليثُ فِي الأريط مِثْله. أَبُو عبيد: المأروطُ من الْجُلُود المدبوغُ بالأَرْطَى؛ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: إهَاب مَأْرُوطٌ ومُؤَرْطِيٌ إِذا دُبغ بالأرْطَى، قلت: والأرْطَاةُ شجرةٌ ورقُها عَبْلٌ مفتولٌ وجمعُها الأراطَى، منبِتها الرمال لَهَا عروق حُمر يُدْبغُ بورقها أَساقِي اللّبن، فيطيبُ طعمُ اللَّبن فِيهَا، وَقَالَ الْمبرد: أَرْطَى على بِنَاء فَعْلى مثل عَلْقَى، إلاَّ أَن الْألف فِي آخرهَا

باب الطاء واللام

لَيست للتأنيث لِأَن الْوَاحِدَة أرطاةٌ وعَلْقَاةٌ، قَالَ: وَالْألف الأولى أَصْلِيَّة. وَقَالَ أَبُو عبيد فِيمَا أَقْرَأَنِي الْإِيَادِي عَن شمر: أَرْطَت الأَرْض إِذا أخرجت الأَرْطَى، وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: أرْطَتْ لَحْنٌ وَإِنَّمَا هُوَ آرَطَتْ بِأَلفَيْنِ لِأَن ألف الأرطى أَصْلِيَّة. قلت: الصَّوَاب مَا قَالَ أَبُو الْهَيْثَم. (طرا) اطرورى: (أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: إِذا انتفخ بطنُ الرجل قيل: اطْرَوْرَى اطْرِيراءً. قَالَ الْأَصْمَعِي: وحُبِطَ مثلهُ سَوَاء، وَأَخْبرنِي الأياديّ عَن شَمِر قَالَ: أطرورَى بِالطَّاءِ لَا أَدْرِي مَا هُوَ؟ قَالَ: وَهُوَ عِنْدِي بالظاء، قلت: وَقد رَوَى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: ظَرِي بطنُ الرجلِ يَظْرَى إِذا لم يَتَمَالَك لِيناً، قلت: وَالصَّوَاب اظْرَوْرَى بالظَّاء كَمَا قَالَ شَمِر. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الوِرَاط أَن يُغَيِّبَ مالَه ويَجْحَدُ مَكَانهَا. انْتهى وَالله أعلم) . (بَاب الطَّاء وَاللَّام) ط ل (وايء) طول، طلي، أطل، لأط، لطأ، لوط، ليط. طول: اللَّيْث: طَال فلانٌ فلَانا إِذا فاقَه فِي الطُّول، وَأنْشد: تَخُطُّ بقَرْنَيْها بَرِيرَ أَراكةٍ وتَعْطُو بِظِلْفَيْها إِذا الغُصْنُ طالها أَي طاوَلَهَا فَلم تَنَلْه. قَالَ: وَيُقَال للشَّيْء الطَّوِيل: طَال يَطُول طُولاً فَهُوَ طَوِيل، قَالَ: والأطوَل نقيضُ الأقصَر، وتأنيثُ الأطوَل الطُّولى، وجمعُها الطُّوَل. قَالَ: ويُقَال لِلرَّجل إِذا كَانَ أهوَجَ الطُّولِ: رجلٌ طُوَالٌ وطُوَّالٌ، وامرأةُ طَوالةٌ وطُوّالة. قَالَ: والطِّوَل هُوَ الحَبْلُ الطويلُ جدّاً، وَقَالَ طَرَفة: لَعمرُكَ إنّ الموتَ مَا أَخطَأ الفَتَى لكالطِّوَلِ المُرْخَى وثُنْياهْ باليَدِ وجمعُ الطَّويل: طِوال وطِيَال، وهما لُغتان، وَيُقَال: قد طالَ طِوَلُك يَا فلَان، إِذا طَال تمادِيه فِي أمرٍ أَو تَراخِيه عَنهُ، وبعضُهم يَقُول: قد طَال طِيَلُه. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق الزّجاج يُقَال: طَال طِوَلُك وطِيَلُك: أَي طالتْ مُدَّتُهُ. الْحَرَّانِي عَن ابْن السكّيت، يُقَال: قد طَال طِوَلُك وطِيَلُك وطُولُك وطَوالُك. قَالَ: والطِّوَل: الحَبْل الَّذِي يُطوِّل للدابَّة فتَرعَى فِيهِ، وَقَالَ طَرَفة لكالطول المرخى وثنياه بِالْيَدِ.

ثمَّ قَالَ: وَقد شَدّدَ الراجز الطِوَلَ للضَّرُورَة فَقَالَ: تعرّضتْ لَم تَأْلُ عَن قَتْلٍ لِي تَعرُّضَ المُهْرَةِ فِي الطِّوَلِّ وَقَالَ القَطَاميّ: إِنّا مُحَيُّوكَ فاسَلْم أيُّها الطَّلَلُ وإنْ بَلِيتَ وَإِن طالَتْ بكَ الطِّيَلُ وَقَالَ الزّجّاج فِي قَوْله جلّ وعزّ: {وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً} (النِّسَاء: 25) الْآيَة، مَعْنَاهُ من لم يَقدِر مِنْكُم على مَهْرِ الحُرّة. قَالَ أَبُو إِسْحَاق: والطول هُنَا القُدْرة على المَهْر، وَقد طالَ الشيءُ طُولاً، وأَطَلْتُه إطَالةً، وقولُ الله جلّ ثَنَاؤُهُ {الْعِقَابِ ذِى الطَّوْلِ لاَ إِلَاهَ إِلاَّ} (غَافِر: 3) أَي ذِي القُدْرة، وَقيل: الطَّوْلُ الغِنَى: والطَّوْلُ الفَضل، يُقَال: لفِلان على فلانٍ طَوْل، أَي فَضْل. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال إنّه لَيتطوَّلُ على النَّاس بفضلِه وخيرِه. قَالَ: واشتقاق الطائل من الطُّولِ، وَيُقَال للشَّيْء الخسيس الدُّون: هَذَا غيرُ طائِل، والتذكير والتأنيث فِيهِ سَوَاء، وَأنْشد: لقد كلّفوني خُطَّةً غيرَ طائِل قَالَ: والطَّوَال: مَدَى الدَّهر، يُقَال: لَا آتَيك طَوَالَ الدَّهْر، قَالَ: والطَّوَل: طُولٌ فِي المِشْفَر الْأَعْلَى على الأسْفَل. يُقَال: جَمَل أطوَل، وَبِه طَوَل، والمُطاولة فِي الْأَمر هِيَ التَّطْوِيل، والتطاوُل فِي مَعْنًى: هُوَ الاستطالةُ على النّاس إِذْ هُوَ رَفَع رأسَه ورأَى أنّ لَهُ عَلَيْهِم فَضْلاً فِي القَدْر. قَالَ: وَهُوَ فِي مَعْنًى آخر: أَن يقوم قَائِما، ثمّ يَتطاوَل فِي قِيامه، ثمَّ يَرفَعَ رأسَه، ويَمُدَّ قَوامَه للنَّظر إِلَى الشَّيْء. قلت: والتَّطَوُّلُ عِنْد العَرَب مَحْمُود، يُوضع مَوْضعَ المحاسن. ويمتدح مِنْهُ فَيُقَال: فلَان يتطول وَلَا يَتَطَاوَل. والتّطاوُل مَذْمُوم، وَكَذَلِكَ الاستطالة يُوضَعان مَوضِع التكبُّر. وَقَالَ اللَّيْث: الطّويلةُ: اسمُ حَبْل تُشدُّ بِهِ قائمةُ الدَّابةِ، ثمَّ تُرسَل فِي المَرعَى، وَكَانَت العربُ تتكلَّم بِهِ، يُقَال: طَوِّل لِفرسِك يَا فلَان، أَي أَرْخِ لَهُ حَبْلَه فِي مَرْعاه. قلت: وَلم أسمع الطَّويلة بِهَذَا الْمَعْنى، من الْعَرَب، ورأَيْتهم يسمونه هَذَا الحَبْل الطَّوِيل. وَفِي الحَدِيث: (لَا حِمًى إلاّ فِي ثَلَاث) طِوَلِ الفَرَس، وثَلَّةِ البِئر، وحَلْقَةِ الْقَوْم. ورأيتُ بالصَّمَّانِ رَوْضةً وَاسِعَة يُقَال لَهَا الطّويلة، وَكَانَ عَرْضُها قَدْرَ مِيلٍ فِي طولِ ثلاثةِ أَمْيال، وفيهَا مَسَاكٌ لِماءِ السَّمَاء إِذا امْتَلَأَ شَربوا مِنْهُ الشهرَ والشهرين. ومَطاوِلُ الخَيل أَرْسانُها، والسبْعُ الطُّوَلُ من سُوَر الْقُرْآن سَبْعُ سُوَر، وَهِي: سُورَة الْبَقَرَة، وَسورَة آل عمرَان، وَسورَة

النِّسَاء، وَسورَة الْمَائِدَة، وَسورَة الْأَنْعَام، وَسورَة الْأَعْرَاف، فَهَذِهِ ستُّ سُوَر متواليةٌ. وَاخْتلفُوا فِي السَّابِعَة، فَمنهمْ من قَالَ: هِيَ الْأَنْفَال وَبَرَاءَة، وعدَّهما سُورَة وَاحِدَة، وعَلى هَذَا قولُ الأكْثرين، وَمِنْهُم من جَعل السابعةَ سورةَ يُونُس، والطُّوَل: جمعُ الطُّولَى، يُقَال: هِيَ السورةَ الطُّوَلى، وهُنَّ الطُّوَل، والطوائل الأوْتارُ والذُّحُول، واحدتُها طائلة، يُقَال: فلانٌ يَطلب بَني فلانٍ بِطَائلةٍ أَي بوتْرٍ، كأَنَّ لَهُ فيهم ثَأْراً فَهُوَ يَطلبُه بِدَمِ قتيلٍ لَهُ. أطل: أَبُو عُبيد: الإطْل والأيْطَل: الخاصرة، وَجمع الإطْل آطال وَجمع الأيْطَل أياطل، وأيْطلٌ فَيْعَل. والألفُ أصليّة. طلي: قَالَ اللَّيْث: الطَّلا: هُوَ الْوَلَد الصَّغِير من كلِّ شَيْء، وَحَتَّى قد شُبّه رَمادُ المَوْقِد بيْن الأثافيّ بالطّلا، والأطلاء جِمَاعُه. قَالَ: والطُّلْيان والطِّليان جِماعهُ. أَبُو عُبيد عَن الفرَّاء: طَلَيْتُ الطلَى وطَلَوْتُه وَهُوَ الطَّلَى مَقْصُور يَعْنِي رَبَطْتُه برِجْله. سَلمَة عَن الفرّاء: اطْلُ طَلِيَّكَ والجميع الطُّلْيانُ أَي ارْبِطْه برِجلِه. حَكَاهُ عَن ابْن الجرَّاح قَالَ: وَغَيره يَقُول: أَطْلِ طَلِيَّك، وَقَالَ العجّاج: طَلَي الرَّمَادِ اسْتُرئِمَ الطَّلِيُّ قَالَ أَبُو الهيْثم: هَذَا مثَلٌ جَعل الرّمادَ كالوَلَدِ لثَلَاثَة أَيْنُق، وَهِي الأثافِيّ عُطِفْنَ عَلَيْهِ، يَقُول: كأنّما الرّمادُ وَلَدٌ صغيرٌ عُطِفْتَ عَلَيْهِ ثَلَاثَة أينُق. أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: أوَّل مَا يُولَدُ الظِّبَاءُ فَهُوَ طَلاً. قَالَ: وَقَالَ غيرُ وَاحِد من الْأَعْرَاب: وَهُوَ طَلاً ثمَّ خِشف. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: طَلَّى إذَا شَتَمَ شَتْماً قبيحاً. وَقَالَ شَمِر: الطَّلَوانُ: الرِّيق الخاثِر. قَالَ: والطُّلاوَة: دُوَايةُ اللبَن. أَبُو عُبيد عَن الْأَحْمَر: بِأَسْنَانِهِ طَلِيٌّ وطِلْيَان وَقد طَلِيَ فُوهُ فَهُوَ يَطْلَى طَلًى مقصورٌ وَهُوَ القَلَحُ. وَقَالَ اللّيث: الطُّلاوة الرِّيق الَّذِي يجِفّ على الْأَسْنَان من الْجُوع، وَهُوَ الطَّلَوَانُ. قَالَ: والطُّلاةُ هِيَ العُنق وَالْجمع طُلًى. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: وَاحِدَة الطلى طلاة وطلية. مِثل: تقاةٍ وتقى، وَقَالَ اللَّيْث: وَبَعْضهمْ يَقُول: طُلْوَةً وطُلّى. الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت قَالَ: الطُّلَي: جمعُ الطُّلْيَة، وَهِي صَفْحَةُ العُنُق. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمرو والفرّاء: واحدتُها طُلاَةٌ، وَقَالَ الْأَعْشَى: مَتَى تُسْقَ من أَنْيَابِها بَعْد هَجْعَةٍ من اللّيل شِرْباً حينَ مالَت طُلاتُها الأصمعيّ يَقُول: طُلْيَة وطُلًى. أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: الطُلاوَة: البَهجَة

والحُسْن، يُقَال: حديثٌ عَلَيْهِ طُلاوَة، وَكَذَلِكَ غيرُه. قلتُ: وَأَجَازَ غيرُه. طَلاوَة، يُقَال: مَا على وَجْهِه حَلاوة وَلَا طَلاَوة، والضّمُ اللّغةُ الجيّدة. عَمرو عَن أَبِيه قَالَ: المُطَلِّي هُوَ المغنِّي، وَهُوَ المُرَبِّي وَالْمُهَنِّي والنَّاخِمُ كلُّه بِمَعْنى المغنِّي. أَبُو عُبيد عَن أبي زيد: طَلَيْتُه فَهُوَ مَطْلِيٌّ وطَلِيٌّ: أَي حَبسته. الحرّاني عَن ابْن السكّيت: طَلَيْتَ فلَانا تَطْلِيَةً إِذا مَرَّضْتَه وقمتَ عَلَيْهِ فِي مَرَضه. وَقد أطلَى الرجلُ إطْلاءً فَهُوَ مُطْلٍ، وَذَلِكَ إِذا مالتْ عنقُه لموتٍ أَو غيرِه، وَأنْشد: تَرَكْتُ أَباكِ قد أطلَي ومالَتْ عَلَيْهِ القَشْعَمَانِ من النُّسُورِ أَبُو سعيد، الطِّلْوُ الذِّئب، والطِّلْو: القانِص اللّطيف الجِسم، شُبِّه بالذئب؛ وَقَالَ الطِّرِمَّاح: صادَفَت طِلْواً طَوِيلَ القَرَا حافظَ العَيْن قَلِيلَ الشَّآم وَقَالَ أَبُو عَمْرو: ليلٌ طالٍ أَي مُظلِم، كأنَّه طَلى الشُّخُوصَ فَغطَّاها، وَقَالَ ابْن مُقْبِل: أَلا طَرَقَتْنَا بالمدينةِ بعدَ مَا طَلَى الليلُ أذنابَ النِّجادِ فأَظْلَما أَي غَشَّاها كَمَا يُطْلَى البَعيرُ بالقَطِران. وَيُقَال: فلانٌ مَا يُساوِي طُلْيَةً، وَهِي الصُّوفة الَّتِي يُطْلَى بهَا الجَرْيَى، وَهِي الرِّبْذَة أَيْضا. قَالَه ابْن الأعرابيّ. قَالَ: والطِّلاءُ: الشَّرَابُ، شبه بِطِلاءِ الْإِبِل، وَهُوَ الهِناء. قَالَ: والطِّلاء: الشَّتْم، وَقد طلَّيْتُه أَي شَتَمْتُه. قَالَ: والطِّلاء: الخَيط، وَقد طَلَيْتُ الطِّلاء: أَي شدَدْتُه. قَالَ: والطُّلاَّء: الدمُ، يُقَال: تركته يتَشَحَّط فِي طُلاّئه، أَي يضطرب فِي دمِه مقتولاً. وَقَالَ أَبُو سعيد: الطُّلاّء: شيءٌ يَخرج بعدَ شُؤْبُوب الدَّمِ الَّذِي يُخَالف لَوْنَ الدَّمِ، وَذَلِكَ عِنْد خُروج النَّفْس من الذَّبيحِ وَهُوَ الدَّم الَّذِي يُطلَى. ابْن نجدة عَن أبي زيد قَالَ: أَطَلى الرجلُ إِذا مالَ إِلَى هوى. وَفِي الحَدِيث: مَا أَطَلى نَبِيٌّ قطّ أَي مَا مَال إِلَى هَوَاهُ، وَقَالَ غيرُه فِي قَوْلهم: مَا يُسَاوِي طِلْيَة، إنّه الْخَيط الّذي يُشَد فِي رِجْل الجَدْي مَا دَامَ صَغِيرا، وَقَالَ: الطُّلْية خِرْقَةُ العَارِك، وَقيل: هِيَ الثَّمَلَة الّتي يُهْنأ بهَا الجَرَبُ. وَقَالَ أَبُو سعيد: أمرٌ مَطْلِيٌّ أَي مُشكِل مُظلِم، كأنَّهُ قد طُلِي بِمَا لَبَّسه، وَأنْشد ابْن السكّيت: شَامِذاً تَتَّقِي المُبِسَّ على المُرْ يَةِ كَرْهاً بالصِّرفِ ذِي الطُّلاّء

قَالَ: الطُّلاّء الدَّمُ فِي هَذَا الْبَيْت، قَالَ: وَهَؤُلَاء قومٌ يُرِيدُونَ تسكينَ حَرْب، وَهِي تَسْتعصِي عَلَيْهِم وتَزْبِنُهُم لِما هُرِيق فِيهَا من الدِّماء. وَأَرَادَ بالصِّرْف، الدَّمَ الْخَالِص. أَبُو عبيد: المَطالِي: الأرضُ السَّهْلَةُ اللّيّنة تُنْبِت الغَضَا واحِدتها مِطْلاءٌ على مِفْعال. عَن أبي عَمْرو وَابْن الأعرابيّ: تَطَلّى فلَان إِذا لَزِمَ اللهوَ والطرب، وَيُقَال: قَضَى فلانٌ طَلاهُ مِن حَاجته أَي هَوَاهُ. لأط: قَالَ أَبُو زيد فِي كتاب الهَمْزة: لأَطْتُ فلَانا لأْطاً، إِذا أمَرْته بأمرٍ فألَحّ عَلَيْهِ، وتَقَضّاه فألَحّ عَلَيْهِ. وَيُقَال: لأَطتُ الرجلَ لأْطاً إِذا تتبعتَه بِبَصَرِك فَلم تَعْرِفه عَنهُ حَتَّى يَتوارَى. لطأ: قَالَ أَبُو زيد: لَطِىءَ فلانٌ بِالْأَرْضِ يَلْطَأُ لَطْأً إِذا لَزِق بهَا، وَأَجَازَ غَيره: لَطَأَ يَلْطَأَ، وَقَالَ شَمِر: لَطَا يَلْطَا بِغَيْر همز إِذا لَزق بِالْأَرْضِ وَلم يَكد يَبْرح، وهما لغَتان. وَقَالَ ابْن أَحْمَر: فأَلْقَى التِّهَامِي مِنْهَا بِلَطَاتِه وأَحْلَطَ هَذَا لَا أَعُودُ وَرَائِيا قَالَ أَبُو عبيد فِي قَوْله بلَطَاته: أرضه وموضعه، وَقَالَ شمِر: لم يجد أَبُو عبيد فِي لَطاته قَالَ: وَيُقَال: ألقَى لَطاتَه إِذا أَقَامَ فَلم يَبرَح، كَمَا تَقول: ألْقَى أَرْواقَه وجَرَاميزه. قَالَ: وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: ألقَى لَطاتَه طَرَحَ نفسَه، وَقَالَ أَبُو عَمْرو: لَطاتُه متاعُه وَمَا مَعَه. أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: بيّضَ الله لَطَاتَك، أَي جَبهَتك. قَالَ: واللُّطاةُ أَيْضا اللُّصوص، قومٌ لُطاةٌ، وَيُقَال: فلَان من ثطاته لَا يَعرف قَطاتَه من لَطاتِه، أَي لَا يَعرِف مقدَّمَه من مُؤَخَّرِه، وَقَالَ الليْث: اللَّطْءُ لُزوقُ الشّيء بالشَّيْء، يُقَال: رَأَيْت فلَانا لاطِئاً بِالْأَرْضِ. ورأيتُ الذئبَ لاطئاً للسَّرِقة، وَهَذِه أَكَمة لاطئة، قَالَ: واللاطئة خُرَاج يَخْرج بالإنسان فَلَا يكَاد يَبرأ مِنْهُ ويَزعمون أنّها من لَسْعة الثُّطْأَةِ. ابْن السّكيت عَن الْأَحْمَر: لَطَأَتُ بِالْأَرْضِ ولَطِئتُ أَي لَزِقْتُ، وَقَالَ الشمّاخ فتَركَ الْهمزَة: فَوافَقَهُنَّ أطلَسُ عامِرِيٌّ لَطَا بصَفائحٍ مُتسانِداتِ أَرَادَ لطأَ، يَعْنِي الصيّاد أَي لَزِقَ بِالْأَرْضِ فتَركَ الْهَمْز. (لوط ليط) : فِي حَدِيث أبي بكر أَنه قَالَ: إنّ عمَر لأحَبُّ النَّاس إليَّ. ثمَّ قَالَ: اللهمّ أَعَزُّ، والوَلَدُ أَلْوَطُ. قَالَ أَبُو عبيد: قولُه والوَلَد ألوَط أَي أَلْصَق بالقَلْب، وَكَذَلِكَ كلُّ شَيْء لَصِق بِشَيْء فقد لاطَ بِهِ يَلُوطُ لَوْطاً. قَالَ: وَمِنْه حَدِيث ابْن عبّاس فِي الّذي سأَلَه عَن مالِ يَتِيم وَهُوَ وَاليهِ: أَيُصيبُ من لَبَن إبِلِه؟ فَقَالَ: إِن كنتَ تَلُوطُ حَوْضها، وتَهْنَأْ

جَرْباها، فَأَصِبْ من رِسْلِهَا، قَالَ: قَوْله: تَلوطُ حَوْضَها أَرَادَ باللَّوْطَ تطْيِين الحَوْض، وإصلاحَه، وَهُوَ من اللصوق، وَمِنْه قيل للشَّيْء إِذا لم يكن يُوافِق صاحبَه: مَا يَلْتاطُ هَذَا بِصَفَرِي أَي لَا يَلصَق بقَلْبي، وَهُوَ مُفْتَعِل من اللَّوْط، قَالَ: وَمِنْه حديثُ عليّ بن الحَسَنْ فِي المُستَلاط أَنه لَا يَرِث، يَعْنِي المُلصَق بالرجُل فِي النَّسَب الَّذِي وُلِد لغير رِشْدَة. وَقَالَ اللّيث: يُقَال: الْتاطَ فلانٌ ولَداً واستَلاطه وَأنْشد: فَهَلْ كُنتَ إلاّ بُهْثَةً استلاطَها شَقيٌّ من الأقوام وَغدٌ ومُلْحَقُ أَبُو عُبيد عَن الْكسَائي: إنّي لأجد لَهُ لَوْطاً ولِيطاً بِالْكَسْرِ، وَقد لاطَ حُبَّه يَلُوط ويَلِيط أَي لَصِق. وَقَالَ أَبُو عبيد: اللِّياط الريَا سُمِّي لِياطاً لأنّه شيءٌ لَا يَحِلّ، أُلْصِق بِشَيْء، وَمِنْه حديثُ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَتبَ لثَقِيفَ حِين أَسلَموا كِتاباً فِيهِ: (وَمَا كَانَ لَهُم مِن دَيْن إِلَى أجَلٍ فَبلغ أجلَه فإنّه لِياط مُبرَّأٌ من الله) ، فاللِّياط هَهُنَا الرِّبا الّذي كَانُوا يُرْبُونه فِي الجاهليّة، رَدَّهم اللَّهُ إِلَى أَن يَأْخُذُوا رُؤُوس أَمْوَالهم، ويَدَعُوا الفَضْلَ عَلَيْهَا. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: جمعُ اللّياط وَهُوَ الرِّبا، ليطٌ وَأَصله لُوطٌ. وَقَالَ اللَّيْث: لُوطٌ كَانَ نبيّاً بَعَثه الله إِلَى قومه فكذّبوه وأحدَثوا مَا أَحدَثوا، فاشتَقّ الناسُ من اسْمه فِعلاً لمن فَعلَ فِعْلَ قومِه. قَالَ: واللِّيطُ قِشْرُ القَصَب اللاّزق بِهِ، وَكَذَلِكَ لِيطُ القَناة، وكلُّ قِطعة مِنْهُ لِيطةٌ. قَالَ: ويُقال للْإنْسَان اللَّيِّن المجَسَّة: إنّه لَلَيِّنُ اللِّيط، وأنشدَ: فَصبَّحتْ جابيَةً صُهارِجَا تَحسَبُها لَيْطَ السماءِ خارِجَا شَبَّه خُضرة المَاء فِي الصِّهريج بجِلد السَّمَاء، وَكَذَلِكَ لِيطُ القَوْس العربيّة تُمسَح وتُمرَّن حتّى تَصْفَرَّ وَيصير لَهَا لون ولِيط. قلتُ: ولِيطُ العُودِ: القِشْر الَّتِي تَحت القِشْر الْأَعْلَى، وَقَالَ أَوْس بن حَجَر يصف قوساً: فَمَن لَك باللِّيطِ الَّذِي تحتَ قِشْرِها كَغِرقِىء بَيْضٍ كَنَّه القَيْضُ من عَلِ وَقَالَ أَبُو عبيد: اللِّيط اللَّوْن وَهُوَ اللّياط أَيْضا. وَمِنْه قولُ الشَّاعِر يصف قوساً: عاتكةُ اللِّياط وَقَالَ اللَّيْث: تَلَيَّطْتُ لِيطةً أَي تَشَظَّيتها من قشر الْقصب. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: اللَّوْط الرِّداء، يُقَال: انتُقْ لَوْطَك فِي الغزالة حَتَّى يَجِف، ولَوْطُه رِداءُه ونتقُه بَسطه. قَالَ: وَيُقَال: استلاطَ القومُ وأطلوا إِذا أَذْنبوا ذُنوبا

باب الطاء والنون

ً تَكون لِمَنْ عاقَبَهم عذرا، وَكَذَلِكَ أَعذَروا. وَفِي الحَدِيث: أنّ الْأَقْرَع بنَ حَابِس قَالَ لِعُيَينة بن حِصْن: بمَ استَلطْتُم دمَ هَذَا الرجل؟ قَالَ: أَقْسَمَ منّا خَمْسون أنّ صاحبنا قُتِلَ وَهُوَ مُؤمن، فَقَالَ الْأَقْرَع: فَسألكم رسُولُ الله أَن تَقْبَلُوا الدّيَهْ وتَعْفُوا فَلم تَقْبَلُوا، وليُقْسِمَنَّ مائةٌ من بني تَمِيم أنّه قُتِل وَهُوَ كَافِر، قَوْله: بمَ استلَطتم؟ أَي استوجَبْتم واستَحقَقْتُم، وَذَلِكَ أنّهم لمّا استحقّوا الذَّمَ وَصَارَ لَهُم ألصَقُوه بِأَنْفسِهِم. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي، يُقَال: استلاط القَوْمُ واستَحَقوا وأَوْجَبُوا وأَعْذَروا ودَنُّوا إِذا أَذْنبوا ذُنوباً تكونُ لمن يُعاقِبُهم عذْراً فِي ذَلِك لاستحقاقهم. أَبُو زيد، يُقَال: فلَان مَا يَليطُ بِهِ النَّعيم وَلَا يَليق بِهِ، مَعْنَاهُ وَاحِد، انْتهى وَالله أعلم. (بَاب الطَّاء وَالنُّون) ط ن (وايء) طين، طنى، وَطن، نوط، نيط، نطا، طون، (نأط) . طين: قَالَ اللَّيْث: الطِّين مَعْرُوف، يُقَال: طِنْتُ الكتابَ طَيْناً جَعَلْتُ عَلَيْهِ طِيناً لأخْتِمه بِهِ، وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {قَالَ أَءَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا} (الْإِسْرَاء: 61) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: نَصَب طيناً على الْحَال، أَي خلقْتهُ فِي حَال طِينيَّتِهِ. قَالَ اللَّيْث: وَيُقَال طَيَّنْتُ البيتَ والسَّطح، والطِّيانَة حِرْفَة الطَّيَّان، وَأما الطيّان من الطَوَى، وَهُوَ الْجُوع فَلَيْسَ من هَذَا، والطِّينةُ، قِطعة من الطِّين يُختَم بهَا الصَّكّ ونحوُه. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: طانَه اللَّهُ على الخَيْر وطامَه يَعني جَبَلَه، وَهُوَ يطِينُه، وأَنشدَ: أَلا تِلكَ نفسٌ طِينَ مِنْها حَياؤُها وَيُقَال: لقد طانَنِي اللَّهُ على غير طِينتك. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: طانَ فلانٌ وطَام إِذا حَسُنَ عَملُه. يُقَال: مَا أحسنَ مَا طَامَه وطَانه. اللّحياني: يَوْم طانٌ ذُو طِين. طنى: قَالَ اللَّيْث: الطنَى لزُوق الرِّئة بالأضلاع حَتَّى رُبمَا عَفِنتْ واسودّت وأكثرُ مَا يُصيبُ الْإِبِل، وبعيرٌ طَنٍ، وَقَالَ رؤبة: مِن داءِ نَفْسِي بَعْدَمَا طَنيتُ مِثلَ طَنَى الإبلِ وَمَا ضَنِيتُ أَي بَعْدَ مَا ضَنِيت، أَبُو عبيد: الطنَى لُزوق الطِحَال بالجَنْب. وَقَالَ الْحَارِث بن مُصرف:

أَكْويه إمَّا أَرادَ الكَيَّ مُعْترِضاً كيَّ المُطَنِّي من النَّحْرِ الطَّنَى الطَّحِلاَ قَالَ: المُطنِّي: الّذي يُطَنِّي البعيرَ إِذا طَنَى. قلت: الطنَى يكون فِي الطِّحال كَمَا قَالَ أَبُو عبيد ورَواه عَن الْأَصْمَعِي. وَقَالَ اللحيانيّ: رجُلٌ طَنٍ، وَهُوَ الّذي يُحَمّ غِبّاً فيعظُمُ طِحَالُه، وَقد طَنِيَ طَنى. قَالَ: وبعضُهم يهمِز فَيَقُول: طَنِىء يطنأ طَنَأً فَهُوَ طَنيءٌ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيْ: أطْنَى الرجلُ إِذا مَال إِلَى الطَّنَى وَهُوَ الرِّيبَةُ والتُّهْمَةُ، أَطْنَى إِذا مَال إِلَى الطّنّى وَهُوَ البِساط فَنَامَ عَلَيْهِ كَسَلاً. قَالَ: أَطْنَى إِذا مَال إِلَى الطَّنَى، وَهُوَ الْمنزل، وأَطنَى إِذا مَال إِلَى الطَّنَى فشَرِبه وَهُوَ المَاء يَبْقَى أسفلَ الحَوض، وأَطْنَى إِذا أَخَذَه الطَّنَى وَهُوَ لُزوق الرّئة بالجَنْب. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ أَيْضا: الطَنْءُ الرِّيبة والطِّنْءُ: الأَرْض البَيْضاء، والطِّنءُ الرَّوْضَة، وَهِي بقيّة المَاء فِي الحَوْض. أَبُو عُبيد عَن الأُمَويّ: الطِّنءُ: المنزِل. وَقَالَ شِمر: الطَّنْءُ الرِّيبة والتهمة. وَأنْشد الفرّاء: كَانَ على ذِي الطِّنْءِ عَيْناً بَصِيرة وَفِي النَّوَادِر: الطِّنْءُ شيءٌ يُتَّخَذ لصَيد السِّباع مثل الزُّبْية. وَقَالَ اللَّيْث: الطّنْء فِي بعض الشعْر اسمٌ للرّماد الهامد، والطِّنْء: الفُجور، قَالَ: وَيُقَال: قوم طُنَاةٌ زُناةٌ. وأخبرَني المنذريُّ عَن أبي الهيْثم أنّه يُقال: لدَغَتْهُ حيّة فأطنَتْهُ إِذا لم تَقتُله، وَهِي حيَّةٌ لَا تُطْنِىءُ أَي لَا تُخطِىء. والإطناء مِثل الإشواء. سَلمَة عَن الفرّاء: الأطناءُ الأهواءُ، والأطناء: العَطيَّات. أَبُو تُرَاب عَن شمِر: طَنَأْتُ طُنُوءاً وزَنَأْتُ إِذا استحْيَيْتُ. قَالَ: وَقَالَهُ الأصمعيّ، وَلم يَعْرِفه أَبُو سعيد. أَبُو زيد، يُقَال: رُمِيَ فلانٌ فِي طِنْئِه وَفِي نَيْطِه، وَذَلِكَ إِذا رُمِيَ فِي جَنازَتِه وَمَعْنَاهُ إِذا مَاتَ. وَطن: قَالَ اللَّيْث: الوَطنُ مَوْطِن الْإِنْسَان ومَحَلُّه قَالَ: وأَوْطانُ الغَنَم مَرابِضُها الَّتِي تأْوِي إِلَيْهَا. وَيُقَال: أَوْطَن فلانٌ أرضَ كَذَا وَكَذَا، أَي اتَّخَذَها مَحَلاًّ ومَسْكناً يُقيم فِيهَا، قَالَ رؤبة: حَتَّى رأى أهلُ العراقِ أنَّني أوطنْتُ أَرضًا لم تكن من وَطَني وأمّا الوَطَن فكلّ مَكَان قَامَ بِهِ الْإِنْسَان لأمرٍ فهوَ مَوْطن لَهُ، كَقَوْلِك: إِذا أتيتَ فوقفتَ فِي تِلْكَ المواطنِ فادْعُ اللَّهَ لي ولإخواني، وَتقول: واطَنْتُ فلَانا على هَذَا الْأَمر إِذا جعلْتُما فِي أَنْفُسِكُما أَن تَفْعَلاه، فَإِذا أردتَ معنَى وافَقْتَهُ قلتَ: وأَطَأْته، وَتقول: وَطَّنْتُ نَفسِي على أمرٍ

فتوطَّنَتْ، أَي حَمْلتُها فذَلَّتْ، وَقَالَ كُثَيّر: وقلتُ لَهَا يَا عَزُّ كلُّ مصيبَةٍ إِذا وُطِّنتْ يَوْمًا لَهَا النفسُ ذَلّتِ أَبُو نصر عَن الأصمعيّ: هُوَ المَيْدَان والمِيطان بِفَتْح الْمِيم من الأوَّل وكسرِها من الثَّانِي: وَرَوَى عَمرو عَن أَبِيه أَنه قَالَ: هِيَ المَياطِين والمَيادِين. نوط نيط: قَالَ اللَّيْث: النَّوْط مصدرُ ناط يَنُوط نَوْطاً، تَقول: نُطْتُ القِرْبةَ بنِياطها نَوْطاً. أَبُو عُبيد: النَّوْطُ: الجُلّةُ الصَّغِيرَة فِيهَا التَّمر، رَوَاهُ عَن أبي عَمرو، وسمعتُ البَحْرانِيِّينَ يُسمُّون الجِلالَ الصِّغار المكنوزة بِالتَّمْرِ الَّتِي تُعلَّق بعُراها من أَقْتاب الحَمولة نِياطاً، واحدُها نَوْط. وَفِي الحَدِيث: (أنّ وَفْدَ عبد الْقَيْس قَدِموا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأَهدَوا لَهُ نَوْطاً من تَعْضُوضِ هَجَرَ) ، أَي أهْدَوا لَهُ جُلَّةً صَغِيرَة من تَمْر التَّعْضُوض، وَهُوَ من أسرَى تُمْرَان هَجَرَ أَسْود جَعْدَ لَحيم عَذْب الطَّعم شَدِيد الْحَلَاوَة. وَقَالَ اللَّيْث: النِّياط عِرْقٌ غَلِيظٌ قد عُلِّق بِهِ القَلْب من الوَتِين وجمعُه أَنْوِطَة فَإِذا لم تُرِد العَدَدَ جَازَ أَن تَقول: للْجمع: نوطٌ لأنّ الْيَاء الَّتِي فِي النِّيَاط واوٌ فِي الأَصْل، وَإِنَّمَا قيل لبُعْدِ الفَلاة: نِيَاط لأنّها مَنُوطةٌ بفَلاةٍ أُخْرَى تَتَّصِل بهَا. وَقَالَ رؤبة: وبلدةٍ بَعيدةِ النِّياطِ وَيُقَال: انتاطَتْ الْمَغَازِي أَي بَعُدَتْ، من النَّوط، وانْتَطَتْ جائزٌ على الْقَلْبِ. قَالَ رؤبة: وبلدةٍ نِياطُها نَطِيُّ أَرَادَ نَيِّطٌ فَقلب، كَمَا قَالُوا: فِي جمع قَوْسٍ قِسِيّ. وَقَالَ الْخَلِيل: المدّاتُ الثلاثُ مَنُوطات بِالْهَمْز، وَلذَلِك قَالَ بعضُ الْعَرَب فِي الْوُقُوف: أفْعَلِىءْ وأَفْعَلَأْ وأفْعَلؤْ فهَمَزوا الألفَ وَالْيَاء وَالْوَاو حِينَ وَقفوا. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: التَّنَوُّطُ طَيرٌ واحدتُها تَنَوُّطة، وَيُقَال: تُنَوِّط، واحدتها تُنَوِّطةٌ. قَالَ الأصمعيّ: وإنَّما سُمِّيَ تنَوّطاً لأنَّه يُدَلِّي خُيوطاً من شجرةٍ ثمَّ يُفرخُ فِيهَا. وَقَالَ أَبُو زيد: نَحْو ذَلِك. شَمِر عَن ابنَ الْأَعرَابِي: بِئْر نَيِّط إِذا حُفِرَتْ فأتَى الماءَ من جانبٍ مِنْهَا فَسَالَ إِلَى قَعْرِها، وَلم تَعِنْ من قعرها بِشَيْء، وَأنْشد فَقَالَ: لَا تَسْتَقِي دِلاؤُها من نَيِّطِ وَلَا بَعيدٍ قَعْرُها مَخْرَوِّطِ وَقَالَ أَبُو الهَيْثَم: النَّيِّط: المَوْت، والنَّيِّط: العَيْن فِي الْبِئْر قبل أَن تصلَ إِلَى القَعْر. وَقَالَ أَبُو عبيد: بعيرٌ مَنُوطٌ، وَقد نِيطَ: لَونه نَوْطةٌ إِذا كَانَ فِي حَلْقِه وَرَم، وَرجل

مَنُوطٌ بالقوم: لَيْسَ من مُصاصِهِمْ وَقَالَ حسّان: وَأَنت مَنُوط نِيطَ من آلِ هاشمٍ كَمَا نِيطَ خَلْفَ الراكبِ القَدَح الفَرْدُ أَبُو عبيد عَن أبي زيد والأمويّ: النَّيْط الْمَوْت، قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال للبعير إِذا وَرِمَ نَحْرُه وأرفاغُه قد نِيطَ: لَهُ نَوْطةٌ، قَالَ ابْن أَحْمَر: وَلَا عِلْمَ لي مَا نَوْطَةٌ مُستكنَّةٌ وَلَا أيُّ مَن فَارَقت أَسْقِي سِقائيا قَالَ: وَيُقَال: رَماه الله بالنَّيْط، وَهُوَ الْمَوْت. قلت: إِذا خُفِّف فَهُوَ مِثلَ الهَيْن والهَيِّن واللَّيْن واللَّيِّن، ورُوِي عَن عليّ أَنه قَالَ لمعاوية: إِنَّه مَا بَقِيَ من بني هَاشم نافخُ ضَرْمَةٍ إِلَّا طُعِنَ فِي نَيْطه، مَعْنَاهُ مَا بقيَ مِنْهُم أحد وَأَنَّهُمْ مَاتُوا كلهم. شَمِر عَن ابْن شُمَيل: النَّوْطةُ لَيست بوادٍ ضَخْم وَلَا بتَلْعةٍ هِيَ بَينهمَا. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: النَّوْطةُ: الْمَكَان فِيهِ شجرٌ فِي وَسطه وطَرَفَاهُ لَا شجرَ فِيهَا، وَهُوَ مُرتفِع عَن السَّيْل. وَقَالَ أَعْرَابِي وصف غيثاً: أَصَابَنَا مَطرُ جَوْد، وإنَّا لَبِنَوْطَةٍ فجَاء بِجارِّ الضَّبُع. نطا: قَالَ اللَّيْث وغيرُه: الإنطاء لغةٌ فِي الْإِعْطَاء. وَفِي الحَدِيث: إنَّ مالَ اللَّهِ مَسْؤُولٌ ومُنْطًى، أَي مُعْطًى. ورَوَى سَلمة عَن الفرّاء: الأنطَاء: العَطِيَّات. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: رَوَى الشَّعْبِيُّ أَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لرجل: أنِطه كَذَا وَكَذَا، أَي أَعْطِه. قَالَ: وَقَالَ زيد بن ثَابت: كنتُ مَعَ النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يُملي عليَّ كِتاباً، وَأَنا أستَفْهِمه، فَاسْتَأْذن رجلٌ عَلَيْهِ، فَقَالَ لي: أنْطُ أَي اسكُت. قَالَ ابْن الأعرابيّ: فقد شَرَّف النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَذِه اللُّغة وَهِي حميريَّة. قَالَ: وَقَالَ المفضَّل: وزَجْرٌ للعَرَب تَقُولُ للبعير تسكيناً لَهُ إِذا نَفَر: أنْطُ، فيسكُن. قَالَ: وَهُوَ أَيْضا إشْلاء الكَلْب. وَقَالَ اللَّيْث: النَّطاةُ حُمَّى تَأْخُذ أَهْلَ خَيْبَر. قلتُ: هَذَا غَلَط، ونَطاةُ عَيْنُ مَاء بخَيْبَر تَسقِي نَخِيلَ بعضِ قُراها وَهِي فِيمَا زَعَمُوا وَبِيئَةٌ، وَقد ذكَرَها الشَّاعِر فَقَالَ يذكر محموماً: كأنَّ نَطاةَ خَيبرَ زَوَّدتْهُ بَكُورَ الوِرْدِ رَيِّثَةَ القُلُوع فظنّ اللَّيْث، أنّها اسْم للحمَّى، وَإِنَّمَا نَطاةُ اسمُ عَيْن بِخَيْبَر. وَمِنْه قَول كثير:

باب الطاء والفاء

حُزِيَتْ لي بحَزْم فَيدَةً تُحْدَى كاليهودي من نطاةَ الرِّقالِ أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: تَناطيْتُ الرِّجال ولاَ تُناطِ الرِّجال، أَي لَا تَمرَّس بهم وَلَا تُشارَّهم. وَمِنْه قولُ لبيد يَمدَح قومَه: وهمُ العشيرةُ إنْ تَناطَى حاسِدٌ أَي همْ عَشيرتي الَّتِي أفتخر بهم إِن تمرّسَ بِي عدوّ يَحسُدني. عَمرو عَن أَبِيه: النَّطْوَة: الشفْرة الْبَعِيدَة. وَيُقَال: نَطَتِ المرأةُ غَزْلَها أَي شَدَّتْه تَنْطُوه نَطْواً، وَهِي ناطيَةٌ، والغَزْلُ مَنْطُوٌ ونَطِيٌّ، أَي مُسَدًّى، والنّاطِي: الْمُسَدِّي. قَالَ الراجز: ذَكَّرْتُ سَلمَى عَهْدَهُ فَشوَّقَا وهُنَّ يَذْرَعْنَ الرّقاقَ السَّمْلَقا ذَرْعَ النَّوَاطِي السُّحُل المدَقَّقا طون: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الطَّونةُ كَثْرَة المَاء. نأَط: وَقَالَ ابْن بُزُرْجَ: نأَطَ بالحِمْل نأْطاً إِذا زَفَر بِهِ، ونَئِيطاً. انْتهى وَالله أعلم. (بَاب الطَّاء وَالْفَاء) ط ف (وايء) طفا، طفأ، طوف، طيف، وَطف، فطأ، فوط. (طفا) : رُوِيَ عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّه ذكَر الدَّجَّالَ فَقَالَ: كَأَن عينَه عِنَبَةٌ طافِيَة. قَالَ أَبُو العبَّاس: وسُئل عَن تَفْسِيره فَقَالَ: الطافِية من العِنَب: الحَبَّة الَّتِي قد خَرجتْ عَن حَدِّ نِبْتَةِ أَخواتِها من الحَبّ فنتأتْ وظهرتْ. قَالَ: وَمِنْه الطّافي من السَّمَك لِأَنَّهُ يَعْلُو، ويَظهرُ على رَأس المَاء. وَقَالَ اللَّيْث: طَفَا الشيءُ فوقَ الماءِ يطفو طَفْواً، وَقد يُقَال للثور الوحشيّ إِذا عَلاَ رَمْلَةً: طَفَا فَوْقها. قَالَ العجّاج: إِذا تَلَقَّتْه الدِّهاسُ خَطْرَفا وَإِن تَلقَّتْه العقاقِيل طَفَا وَفِي حَدِيث آخر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: اقْتلُوا الجانّ ذَا الطفيَتين والأبتَر. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيّ: الطفْيَةُ: خُوصة المُقْل وَجَمعهَا طُفًى. قَالَ: وأراهُ شَبَّه الخَطَّين اللذَين على ظهرِه بخُوصتَين من خُوص المُقْل، وَأنْشد بيتَ أبي ذُؤَيْب: عَفَتْ غيرَ نُؤْيِ الدارِ مَا إِن تُبِينُه وأَقْطاعِ طُفْيٍ قد عَفتْ فِي المَعَاقِلِ وَأنْشد ابْن الأعرابيّ: عَبْدٌ إِذا مَا رَسَبَ القومُ طَفَا قَالَ: طَفَا أَي نزَا بجَهلِه إِذا تَرَزَّنَ الحَليم. سلمَةُ عَن الفرّاء: الطُّفاوِيُّ مأخوذٌ من الطُّفاوَة، وَهِي الدارة حولَ الشَّمْس.

وَقَالَ أَبُو حَاتِم: الطفَاوَة الدَّارة الَّتِي حَوْل الْقَمَر، وَكَذَلِكَ طُفَاوَةُ القِدْر مَا طفَا عَلَيْهَا من الدّسَم. قَالَ العجّاج: طُفَاوَةُ الأُثْرِ كَحَمِّ الجُمَّلِ والجُمّل الَّذين يُذيبُون الشّحْمَ. طفأ: قَالَ الله جلّ وعزّ: {كُلَّمَآ أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ} (الْمَائِدَة: 64) أَي أَهمَدَها حَتَّى تبْرُدَ، وَقد طَفِئَتْ تطفَأ طُفُوءًا، وَالنَّار سَكَن لهبُها وجَمْرُها يتَّقد فَهِيَ خامدة، فَإِذا سَكَن لهبُها وبرَدَ جمرُها فَهِيَ هامدة طافئة. طوف طيف: قَالَ الله جلّ وعزّ: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ} (الْأَعْرَاف: 133) . قَالَ الفرّاء: أَرسل اللَّهُ عَلَيْهِم السماءَ سَبْتاً فلَم تُقلِع لَيْلاً وَلَا نَهَارا، فضاقَتْ بهم الأرضُ، فسألوا مُوسى أَن يُرْفع عَنْهُم، فرُفع، فَلم يتوبوا. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي بكر الخطّابي، عَن مُحَمَّد بن يزِيد، عَن يحيى بن يمَان عَن الْمنْهَال بن خَليفَة، عَن الحجّاج، عَن الحكم بن حَبْناء عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الطوفان المَوْت. وَأَخْبرنِي عَن أبي الْعَبَّاس أَنه قَالَ: قَالَ الْأَخْفَش فِي قَوْله: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ} قَالَ: واحدتُه فِي الْقيَاس طُوفَانَةٌ، وَأنْشد فَقَالَ: غيَّرَ الجِدَّةَ من آياتِها خُرُقُ الرِّيح وطوفانُ المطَرْ قَالَ: وَهُوَ من طافَ يطوف. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: الطوفان مصدرٌ مثلُ الرُّجحان والنُّقصان، فَلَا حَاجَة إِلَى أَن نطلبَ لَهُ وَاحِدًا. وَقَالَ غَيره: يُقَال لِشدّة سوادِ اللَّيْل طُوفان. وَقَالَ الرّاجز: وعَمَّ طوفان الظَّلامِ الأثأَبَا وَقَالَ الزجّاج: الطوفان من كلّ شَيْء، مَا كَانَ كثيرا مُحيطاً مُطيفاً بِالْجَمَاعَة كلهَا كالغَرَق الَّذِي يَشمل المدُن الكثيرَة، يُقَال لَهُ: طُوفَانٌ، وَكَذَلِكَ القَتْل الذَّريع طُوفان، وَالْمَوْت الجارفُ طوفان. وَقَالَ الفرّاء فِي قَوْله جلّ وعزّ: {طَوَافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ} (النُّور: 58) هَذَا كَقَوْلِك فِي الْكَلَام: إِنَّمَا هُمْ خَدَمُكم، وطوَّافون عَلَيْكُم، قَالَ: وَلَو كَانَ نَصباً كَانَ صَوَابا تُخْرِجه مِن عَلَيْهِم. وأخبرَني المنذريُّ عَن أبي الهيْثم قَالَ: الطَّائِف هُوَ الْخَادِم الَّذِي يَخدمُك برفِق وعناية، وَجمعه الطوّافون، وَقَول النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الهرّة: إِنَّمَا هِيَ من الطوّافات فِي الْبَيْت، أَرَادَ وَالله أعلم أَنَّهَا من خَدَم الْبَيْت. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلَّ وعزَّ: {إِذَا

مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ} (الْأَعْرَاف: 201) وقرىء {إِذَا مَسَّهُمْ طَيّفٌ الطَّائِف والطيْف سَوَاء، وَهُوَ مَا كَانَ كالخَيال، والشيءُ يُلمّ بك. وَقَالَ الهذَلي: فَإِذا بهَا وأَبِيكَ طَيْفُ جُنونِ وروى ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد، إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ} قَالَ: الغَضَب. رَوَى الحكمُ عَن عكرمةَ فِي قَوْله: إِذا مَسَّهم طَيْفٌ من الشَّيْطَان تَذكرُوا، قَالَ ابْن عَبَّاس: الطيْفُ الغَضَبُ: قلتُ: الطَّيْفُ فِي كَلَام العَرَب الجُنون، رَوَاهُ أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر، وَقيل: الغضَبُ طيفٌ لِأَن عَقْلَ من استفزّه الغَضَبُ يَعزُبُ حَتَّى يَصيرَ فِي صُورَة الْمَجْنُون الَّذِي زَالَ عقلُه، وَيَنْبَغِي للعاقل إِذا أحسَّ من نَفسه إفراطاً فِي الغَضب أَن يَذكُر غَضَب الله على المُسْرِفين، فَلَا يُقدم على مَا يوبِقُه، ونسألُ الله توفيقَنا للقَصْد فِي جَمِيع الْأَحْوَال إِنَّه الْمُوفق لَهُ. وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِهِ. وَقَالَ غَيره: طُفْت أطوفُ طَوْفاً وطَوَافاً، وَطَاف الخيالُ يَطيف طَيْفاً. وَقَالَ اللّيث: كلُّ شيءٍ يَغشى البصَر مِن وَسْواسِ الشَّيْطَان فَهُوَ طَيْف؛ قَالَ: وَيُقَال أَطافَ فلانٌ بِالْأَمر إِذا أَحَاطَ بِهِ، والطائف: العاسُّ باللّيل، قَالَ: والطائفُ الّتي بالغَوْرِ سُمِّيت طَائِفًا لحائِطها المبنيِّ حولَها المحدق بهَا، والطائفة من كل شَيْء قِطْعةٌ، يُقَال: طائفةٌ من النَّاس، وطائفةُ من اللّيل، وَيُقَال: طَاف بِالْبَيْتِ طَوَافاً، واطَّوَّف اطِّوّافاً، وَالْأَصْل تَطَوّفَ تَطَوُّفاً، وطافَ طَوْفاً وطِوافاً. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: يُقَال لأوّل مَا يَخرُج من بطن الصَّبِي: عِقْيٌ، فَإِذا رضِعَ فَمَا كَانَ بعد ذَلِك قيل: طافَ يَطوفُ طَوْفاً. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي مِثلَه، وَزَاد فَقَالَ: أطَّاف يَطاف اطِّيافاً، إِذا أَلقَى مَا فِي جَوفِه، وَأنْشد: عَشَّيْتُ جابَانَ حَتَّى اشْتدَّ مَغْرِضُه وكادَ يَنْقَدُّ إِلَّا أنهُ أطَّافَا جَابَان: اسْم جمَل، والمطاف، موضعُ الطّواف حولَ الْكَعْبَة. وَقَالَ اللَّيْث: الطوف قِرَبٌ ينْفخ فِيهَا ثمَّ يشد بَعْضهَا إِلَى بعض كَهَيئَةِ سطح فوقَ المَاء يُحمل عَلَيْهَا الْميرَة، ويُعبَر عَلَيْهَا. قلتُ: الطَّوْف الّذي يُعبَر عَلَيْهِ فِي الأنْهار الْكِبَار تُسَوَّى من القَصَب والعِيدان يُشَدّ بعضُها فوقَ بعض، ثمَّ تُقَمَّطُ بالقمُط حتّى يُؤمَنَ انحلالها، ثمَّ تُركَبُ ويُعْبَرُ عَلَيْهَا، وربّما حُمِل عَلَيْهَا الجَمَل على قَدْر قُوّته، وثَخانته، وَهُوَ الرِّمْثُ أَيْضا، وتَسمَّى العَامَة بتَخْفِيف الْمِيم.

وَقَالَ الفرّاء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {يَسْتَثْنُونَ فَطَافَ عَلَيْهَا} (الْقَلَم: 19) لَا يكون الطَّائِف إِلَّا لَيْلاً، وَلَا يكون نَهَارا، وَقد تتكلّم بِهِ الْعَرَب فَيَقُولُونَ: أطفْتُ بِهِ نَهَارا، وَلَيْسَ موضعُه بِالنَّهَارِ، وَلكنه بِمَنْزِلَة قولِك: لَو تُرِك القَطَا لَيْلاً لَنَام، لأنَّ القطا لَا يَسْرِي لَيْلاً، أَنْشدني أَبُو الجرّاح: أطفْتُ بهَا نَهاراً غيرَ لَيْلٍ وألْهَى رَبَّها طَلبُ الرِّجالِ وَقَالَ اللَّيْث: الطَّيَاف: سوادُ اللّيل، وَأنْشد: عِقْبَان دَجْنٍ بادَرَتْ طِيافَا فطأ: أَبُو زيد فِي كتاب الْهَمْز: فَطأْتُ الرجَل أفْطَؤُهُ فَطْأً إِذا ضرَبْتَه بعَصاً، أَو بظهرِ رِجلِك. قَالَ: وتَفاطَأَ فلانٌ عَن الْقَوْم بَعْدَمَا حَمَل عَلَيْهِم تَفاطُؤاً، وَذَلِكَ إِذا انكَسَر عَنْهُم ورَجَع. قَالَ: وَيُقَال: تَبازَخ عَنْهُم تَبازُخاً فِي مَعْنَاهَا. وَقَالَ اللَّيْث: الفَطَأُ فِي سَنامِ الْبَعِير، بعيرٌ أفطأُ الظَّهْر، وَالْفِعْل فَطِىءَ يَفْطَأ فَطَاءً. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر وَأبي عَمْرو: الأفْطأُ مَهْمُوز: الأفطَس. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أفَطَأ الرجلُ إِذا جامَعَ جماعاً كثيرا، وأَفْطَأ إِذا اتّسعتْ حالُه، وأَفطَأ إِذا ساءَ خُلُقُهُ بعد حُسْن. وَطف: قَالَ اللَّيْث: الوَطَفُ كثرةُ شَعَرِ الحاجبَين والأشفار واسترخاؤه. وَيُقَال: سَحَابَة وَطْفَاء، كَأَنَّمَا بوجهها حِمْلٌ كثير، وَيُقَال فِي اللَّيْل: ظلامٌ أوطَفُ. وَمن صفة رَسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّه كَانَ بأشْفارِه وَطَف، الْمَعْنى أنّه كَانَ فِي هُدْب أشفارِ عَيْنيه طولٌ، يُقَال: رجلٌ أوطَف، وَامْرَأَة وَطْفاء، إِذا كَانَا كثيرَيْ شعرِ أهْداب العَيْن. وَفِي حَدِيث آخر أنّه كَانَ أهدَبَ الأشفار أَي طويلَها. أَبُو زيد: الوَطْفاء الدِّيمة السَّحُّ الحَثِيثةُ طَال مطرُها أَو قَصُر إِذا تَدَلَّتْ ذُيولُها، وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: دِيمَةٌ هَطْلاءُ فِيهَا وَطَفْ فوط: قَالَ اللَّيْث: الفُوَطُ: ثيابٌ تُجلَب من السِّند، الْوَاحِدَة فُوطَة، وَهِي غِلاظٌ قصارٌ تكون مآزِرَ. قلت: لم أسمعْ فِي شَيْء من كَلَام الْعَرَب العاربة الفُوَطَ، ورأيتُ بِالْكُوفَةِ أُزُراً مخطّطةً يَشْتَرِيهَا الجَمّالون والخَدَم فيتَّزرون بهَا، الْوَاحِدَة فوطة، قَالَ: فَلَا أَدْرِي أعربيّ أم لَا. انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم.

باب الطاء والباء

(بَاب الطَّاء وَالْبَاء) ط ب (وايء) طيب، طوب، طَابَ، طبي، وطب، وبط، أبط، بوط، بطأ. وبط: أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الوابِطُ الضَّعيفُ، وَقد وَبَطَ يَبِط وَبْطاً. وَقَالَ اللَّيْث: وَبَط رأيُ فلانٍ فِي هَذَا الْأَمر وُبُوطاً، إِذا ضَعُف. أبط: أَبُو عَمْرو الشيْباني: وَبَطه الله: وأَبَطَه الله وهَبَطَه بِمَعْنى وَاحِد. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: أبَطَه الله وهَبَطه بِمَعْنى وَاحِد. وَأنْشد أَبُو عَمْرو: أَذاكَ خيرٌ أيُّها العَضارِطُ أم مُسْبَلاتٌ شبينُهُنَّ وابِطُ أَي واضِعُ الشرَف. والإبْطُ إبْطُ الرجُل والدّواب، وجمعُه الآباطِ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الإبْط أسفَلُ حَبْلِ الرَّمْل ومَسْقَطُه. ورُوِي عَن أبي هُريرة: أنّه كَانَت رِدْيَتُه التأبُّط. وَقَالَ الأصمعيّ: هُوَ أَن يُدخِلَ الثوبَ تحتَ يدهِ اليُمْنَى، فيلقِيَه على منكبِه الأيسَر، حَكَاهُ أَبُو عبيد عَنهُ. وَقَالَ اللَّيْث: تَأَبَّطَ فُلانٌ سَيْفاً أَو شَيْئا، إِذا أخذَه تحتَ إبْطِه، وَلذَلِك قيل لِثَابِت بن العَمَيثل الشَّاعِر تأبَّط شَرّاً. بوط: قَالَ اللَّيْث: البُوطة الّتي يُذِيب فِيهَا الصَّاغةُ وَنَحْوهم من الصُّنَّاع. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: باطَ الرجلُ يَبُوط إِذا افتَقَر بعد غِنًى وذَلّ بعد عِزّ. (بطأ) : وَقَالَ أَبُو زيد: تَبَأَّط الرجلُ تَبَؤُّطاً إِذا أَمْسَى رَخِيَّ البال غير مهموم صَالحا. قَالَ اللَّيْث: البُطْؤُ: الإبطاء، يُقَال: بَطُؤَ فِي مَشيه يَبْطُؤُ بُطْءاً، فَهُوَ بَطِيءٌ، وَمِنْه الإبْطاء والتَّباطُؤُ. وَيُقَال: مَا أبْطأَ بك يَا فلَان عنّا، وبطَّأَ فلانٌ بفُلان إِذا ثَبَّطه عَن أمرٍ عَزَم عَلَيْهِ. قَالَ اللَّيْث: بَاطيَةُ: اسمٌ مجهولٌ أصلُه. قلت: الباطيَة النَّاجودُ الَّذِي يُجعَل فِيهِ الشَّرَاب وَجمعه البَواطِي، وَقد جَاءَ فِي أشعارِهم. وطب: الوَطْبُ: سِقاءُ اللّبن، وجمعُه وِطاب وأَوْطاب، وامرأَة وَطْباء إِذا كَانَت ضخمَة الثَّدْيَين، كأنّها تَحمِل وَطْباً من اللّبن، وَيُقَال للرّجل إِذا ماتَ أَو قُتِل: صَفِرَتْ وِطابه، أَي فَرغَتْ وخَلَتْ. وَقيل: إِنَّهُم يَعْنون بذلك خُروجَ دَمِه من جَسَدِه، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: وأَفْلَتَهنَّ عِلْباءٌ جَريضاً وَلَو أدْرَكْتَه صَفِرَ الوِطابُ وَيُقَال ذَلِك للرّجل يُغار على نَعَمِه ومالِه.

طيب طوب: قَالَ اللَّيْث: الطِّيْبُ على بِناءِ فِعْل: وَالطّيب نَعْت، والفِعلُ طابَ يَطيب طِيباً. قَالَ: والطابّة: الخَمْر. قلتُ: كأنَّها بِمَعْنى طَيّبة، والأصْل طَيْبة، وَكَذَلِكَ اسمُ مدينةِ الرَّسول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم طابَه وطَيْبة، وَمِنْه قَوْله: فأَصْبَحَ مَيْموناً بطَيْبَةَ راضِياً وَيُقَال: مَا أطيَبَه وأَيطَبَه وأَطيبْ بِهِ وأيْطِبْ بِهِ كلَّه جَائِز. وَقَالَ الله جلَّ وعزَّ: {طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَئَابٍ} (الرَّعْد: 29) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: طُوبَى فُعْلَى من الطِّيبِ. قَالَ: والمعنَى العيشُ الطيّب لَهُم، قَالَ: وَقيل: إِن طُوبَى اسمُ شجرةٍ فِي الجنَّة، وَقيل: {طُوبَى لَهُمْ} (الرَّعْد: 29) حُسنَى لَهُم، وَقيل: {طُوبَى لَهُمْ} خَيْرٌ لهُمْ، وَقيل: طوبَى اسمْ الجَنَّة بالهِنْدِيَّة. وَقيل: طوبَى لَهُم خِيرَةٌ لَهُم. قَالَ: وَهَذَا التَّفْسِير كلّه يُسَدِّد قَول النحويِّين أَنَّهَا فُعلى من الطِّيب. وَقَالَ غيرُه العَرَب: تَقول طُوبَى لَك، وَلَا تَقول طوبَاك. وَهَذَا قولُ أَكثر النحويِّين إِلَّا الْأَخْفَش فَإِنَّهُ قَالَ: من الْعَرَب من يُضيفُها فَيَقُول طوبَاك. ورُوِي عَن سعيد بن جُبَير أَنه قَالَ: طُوبَى اسمُ الجنّة بالحبشية. قلت: وطُوبَى كَانَت فِي الأَصْل طُيْبَى فقُلِبت الْيَاء واواً لانضمام الطَّاء. أَبُو حَاتِم عَن الأصمعيّ: سَبْيٌ طِيَبة، أَي سَبْيٌ طَيّبٌ يَحِلّ سَبْيُه، وَلم يُسْبَوْا وَلَهُم عَهدٌ وذِمّةٌ، وَهُوَ بوَزْن خِيرَة وتِوَلَة. ورُوِي عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه نَهَى أَن يَستَطِيبَ الرجلُ بِيمِينه. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الاستطابةُ الِاسْتِنْجَاء. سُمِّي استطابةً لأنّه يُطيّبُ جَسَده ممّا عَلَيْهِ من الخَبَث بالاستنجاء فَيُقَال مِنْهُ: استطابَ الرجلُ فَهُوَ مُستطِيب، وأطَاب نفسَه فَهُوَ مُطِيب. قَالَ الْأَعْشَى: يَا رَخَماً قَاظَ على مطلوبِ يُعجِلُ كفَّ الخارِىء المُطِيبِ ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: أطابَ الرجلُ واستطابَ إِذا استَنْجى وأَزال الأذَى، وأَطابَ إِذا تَكلّم بكلامٍ طيّب، وأطابَ قَدَّم طَعاماً طَيِّباً، وأطابَ: وَلَدَ بنينَ طيّبين، وأطابَ: تَزوَّج حَلالاً، وأنشدَ: لَما ضُمِّنَ الأحشاءُ مِنكَ عَلاقةٌ وَلَا زُرتَنا إلاَّ وأنتَ مُطِيبُ أَي متزوّج، وَهَذَا قالتْه امرأةٌ لِخدْنها. قَالَ: والحرَام عِنْد العشَّاق أطيَب وَلذَلِك قَالَت: وَلَا زرتنا إِلَّا وَأَنت مُطيب قَالَ اللَّيْث: مَطايِبُ اللَّحْم، وكلّ شَيْء لَا يُفْرد فإنْ أُفرِد فواحدُه مَطابٌ ومَطَابة. وَهُوَ أطيبه.

ورَوَى اللّحياني عَن الأصمعيّ قَالَ: يُقَال: أَطعِمْنان مَطايبها وأطايِبها وَاذْكُر مَنَاتِنَها وأَناتِنَها، وامرأةٌ حَسنة المَعارِي، والخيلُ تَجرِي على مَساويها، والمَحاسنُ، والمقاليدُ لَا يُعرف لهَذِهِ وَاحِدَة. قَالَ: وَقَالَ الْكسَائي: وَاحِد المطَايِب مَطْيَبٌ، وَوَاحِد المعارِي مَعْرًى وَوَاحِد المَساوِي مَسْوًى. وَقَالَ اللَّيْث: الطيِّبَاتُ من الكلامِ أفضَلُه وأحسَنُه، وَيُقَال: طابَ القتالُ أَي حَلّ، وَفِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة: طابَ المضرب وَالْقَتْل، يُرِيد طابَ الضَّرْبُ والقتلُ أَي حَلّ، وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلْطَّيِّبَاتِ أُوْلَائِكَ مُبَرَّءُونَ} (النُّور: 26) . قَالَ الفرّاء: أَي الطيّبات من الْكَلَام للطيِّبِين من الرِّجَال. وَقَالَ غَيره: الطَّيِّبَات من النِّسَاء للطيبين من الرِّجَال. وأمّا قولُه جلّ وَعز: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَآ أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ} (الْمَائِدَة: 4) . الْخطاب للنَّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْمرَاد بِهِ العَرَب، وَكَانَت العربُ تستقذِر أشياءَ كَثِيرَة فَلَا تأْكُلها، وتستطيب أَشْيَاء تأكلها فأحَلَّ اللَّهُ جلَّ وعزّ لَهُم مَا استطابوه، ممَّا لم يَنزِل بِتَحْرِيمِهِ تِلاوةٌ مِثل لُحومِ الْأَنْعَام وألبانِها، وَمثل الدَّوابّ الّتي كَانُوا يأكلونها من الضِّباب واليرابيع والأرانب والظباء وَغَيرهَا. أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة قَالَ: الأطيَبان الفَمُ والفَرْج. ثَعْلَب عَن ابْن الإعرابيّ: ذهب أطيَبَاه أكلهُ ونِكاحُه. وَقَالَ ابْن السكّيت: هما النَّوْم والنِّكاح، والطُّوبة: الآجُرَّةُ ذَكَرَها الشافعيّ، قَالَ: والطوبُ الآجُرُّ. ورَوَى شمر عَن ابْن شُمَيْل قَالَ: فلَان لَا آجُرَّة لَهُ وَلَا طُوبَة. قَالَ: الطُّوب الآجرُّ. وَيُقَال: فلَان طيّب الْإِزَار، إِن كانَ عَفيفاً. وَقَالَ النَّابِغَة: رِقاقُ النِّعال طَيِّبٌ حُجُزاتُهُمْ يُحيَّون بالريحان يَوْم السَّبَاسِبِ أَرَادَ أنَّهم أعفّاء الْفروج عَن المحارِم، وَمَاء طيّبٌ وطُيّابٌ. قَالَ الراجز: إِنَّا وَجَدنا ماءَها طُيَّابا إِذا كَانَ عَذباً، وَطَعَام طَيّب إِذا كَانَ سائغاً فِي الحَلْق، وفلانٌ طيِّب الأخْلاق إِذا كَانَ سَهْلَ المعاشرة. وبَلد طيبٌ لَا سِباخَ فِيهِ، والكلمة الطيّبة: شَهَادَة أَن لَا إلاه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله؛ وَمَاء طيب: أَي طَاهِر؛ وَيُقَال: طيَّبَ فلانٌ فلَانا بالطِّيب، وطيَّب صَبيَّهُ إِذا قارَبَه وناغَاه بِكَلَام يُوَافقهُ. وماءٌ طيَّاب؛ أَي طيّب، وَقَالَ: إِنَّا وَجدْنا ماءَهَا طُيّاباً

باب الطاء والميم

طبي: أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ، يُقَال للسِّباع كلِّها: طُبْيٌ وأَطْباء، وذواتُ الْحَافِر كلُّها مِثلُها، وللخُفّ والظِّلْف خِلْف وأَخْلاف. أَبُو عبيد عَن الفرّاء: طَبَاني الشَّيْء يَطْبيني ويَطبُوني إِذا دَعاك، وَقَالَ اللَّيْث: طَبى فلانٌ فلَانا يَطْبِيه عَن رَأْيه وأَمرِه. وكل شَيْء صَرَف شَيْئا عَن شَيْء، فقد طَبَاه عَنهُ، وأنشدَ: لَا يَطَّبيني العَمَلُ المُقَذِّي أَي لَا يستميلُني. قَالَ: والطُبيْ: الواحدُ من أَطْباء الضَّرْع وكل شَيْء لَا ضرع لَهُ مثل الكلبة فَلها أَطْباء. وَقَالَ شَمِر: طَبَاهُ وأَطْباهُ واستئعاه دُعَاء لطيفاً. انْتهى وَالله أعلم. (بَاب الطَّاء وَالْمِيم) ط م (وايء) طيم، طما، أَطَم، مطى، ميط، ومط. طيم: يُقَال: مَا أحسنَ مَا طامَه الله وطانَه، أَي جَبَلَه، يَطيمُهُ طَيْماً ويَطِينه طيْناً. أَبُو عُبيد عَن الْأَحْمَر: طانَه الله على الخَيْر وطامَه، أَي جَبَلَه. طما: قَالَ اللَّيْث: يُقَال طَمَى الماءُ يَطمِي طُمِيّاً ويَطْمُو طُمُوّاً فَهُوَ طامٍ، وَذَلِكَ إِذا امْتَلَأَ البحرُ أَو النَّهر أَو الْبِئْر. ابْن السكّيت عَن أبي عُبيدة: طَمَا الماءُ يَطْمُو طموّاً ويَطمِي طُمِيّاً إِذا ارْتَفع، وَمِنْه يُقَال: طَمَتْ المرأةُ بزَوجها أَي ارتَفَعت بِهِ. مطا: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: مَطَى إِذا صاحَبَ صَدِيقاً، وَهُوَ مِطْوِي أَي صَاحِبي. قَالَ: وَمَطى إِذا فَتَح عَيْنَيْهِ، وأَصلُ المطو المدُّ فِي هَذَا، ومَطَا إِذا تَمَطَّى، وَإِذا تَمطّى على الحُمَّى فَذَلِك المُطَوَاء، وَقد مَرَّ تفسيرُ المَطِيطاء فِي بَاب المضاعَف، وَهُوَ الْخُيَلاَء والتَّبختُر، وَقَوله عز وَجل. {وَتَوَلَّى ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى} (الْقِيَامَة: 33) أَي يتبختر، يكون من المَطّ والمَطْوِ، وهما المدّ. وَفِي حَدِيث أبي بكر أَنه مَرَّ ببلال وَقد مُطِيَ فِي الشّمس، فَاشْتَرَاهُ وأَعتَقه، معنَى مُطِيَ أَي مُدَّ، وكلّ شَيْء مَدَدْتَه فقد مَطَوْتَه؛ وَمِنْه المَطْو فِي السَّيْر. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: مَطَا الرجُل يَمْطو إِذا سارَ سَيْراً حَسَناً، وَقَالَ رؤبة: بِهِ تَمَطّتْ غَوْلَ كلِّ رَسيلَة بِنَا جَراجيحُ المَطِيِّ النُّفّهِ تمطّت بِنَا، أَي سَارَتْ بِنَا سَيْراً طَويلا ممدوداً، وَقَالَ الآخر: تمطّت بِهِ أُمُّه فِي النِّفاسِ فَلَيْسَ بِيَتْنٍ وَلَا تَوأَمِ أَي نَضّجَتْ بِهِ وجَرَّت حَمْلَه، وَقَالَ الآخر:

تَمطّت بِهِ بيضاءُ فرعٌ نَجِيبَةٌ هِجانٌ وبعضُ الوَالِداتِ غَرامُ والمَطّية. الناقةُ الّتي يُركَبَ مَطاها. أَبُو عبد عَن الأسوى: المَطْوُ الشِّمْراخ بلُغة بَلْحارث بنِ كَعْبٍ، وجمْعه مِطاء، وَهِي الكِناب والعَاسي. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: مَطَأَ الرجلُ إِذا أكَل الرُّطَب من الكُبَاسَة، قَالَ: والأُمْطِيُّ الّذي يُعمَل مِنْهُ العِلْكُ. قَالَ: واللُّبَايةُ: شجر الأُمْطِيّ، وَقَالَ النَّضر: الْمِطوُ سَبَلُ الذُّرَة. والمَطَا: مقصورٌ. والمطيّة: البعيرُ يُمْتَطَى ظَهْرُه، وَجمعه المَطايا يَقع على الذّكر وَالْأُنْثَى؛ وَقَالَ ابنْ بزرج: سمعتُ الباهليِّين يَقُولُونَ: مَطَا الرجلُ المرأةَ ومَطأَها بِالْهَمْز أَي وَطِئَها. قلت: وشَطَأَها بالشين بِهَذَا الْمَعْنى لُغةٌ. أَطَم: عَمْرو عَن أَبِيه، الأطُوم: سمكةٌ فِي الْبَحْر يُقَال لَهَا المَلِصَة، والزالِخة. وَقَالَ أَبُو عبيد: الأطُوم سَمَكةٌ من الْبَحْر وأَنشد: وجِلْدُها من أَطُومِ مَا يؤيِّسُه طِلْحٌ بضاحِيَة البَيْداء مَهْزُولُ ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الأُطُوم: القُصور؛ والأطُوم: السُّلَحْفَاة. أَبُو عبيد: الأطيمةُ مَوْقِدُ النّار، وَجَمعهَا أَطائِم، وَقَالَ الأفْوَه الأوْدِيُّ: فِي مَوْطِنٍ ذَرِب الشَّبَا فَكأنما فِيهِ الرجالُ على الأطائِم واللُّظى وَقَالَ شَمِر: الأطِيمةُ توثق الْحمام بالفارسيّة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الأتُّون والأطيمةُ الدَّاسْتورن. ابْن بُزُرْجَ: أَطَمْتُ على الْبَيْت أَطْماً أَي أَرْخَيْتُ سُتُورَه، وأَطَمْتُ أُطُوماً إِذا سَكَتَّ، وتأطّم فلانٌ عليَّ تأطُّماً إِذا غَضِبَ، وأَطَمْتُ البئرَ أَطْماً إِذا ضَيَّقْتَ فَاها. وَيُقَال للرّجل إِذا عسُرَ عَلَيْهِ بُروزُ غائِطه: قد أُطِم أَطْماً وأْتطِمَ ائْتِطاماً. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: هِيَ الْآطَام وَالْآجَام للحصون، وَاحِدهَا أطْمٌ وأُجْمٌ. اللَّيْث: تأطّم السَّيْلُ: إِذا ارتفَعتْ فِي وَجْهِه طَحَماتٌ كالأمواج، قَالَ رؤبة: إِذا ارتَمَى فِي وَأْدِه تأَطُّمُهْ وَأْدُهُ: صَوْتُه. وَيُقَال: أَصَابَهُ أُطام وإطام إِذا احتَبَس بطنُه. وَقَالَ أَبُو زيد: بعيرٌ مَأْطوم، وَقد أُطِم إِذا لم يَبُل من داءٍ يكون بِهِ، والتَّأْطِيمُ فِي الهَوْدج: أَن يُسَتَّرَ بِثِيَاب، يُقَال: أَطَّمْتُه تَأْطِيماً، وَأنْشد: تَدخُل جَوْزَ الهَوْدَجِ المؤطَّمِ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: التَّأَطُّمُ سُكُوتُ الرجلُ على مَا فِي نفسِه، وتَأَطُّمُ اللّيلِ ظُلْمَتُه،

وَقَالَ خَليفَة: أزَمَ بيَده وأَطَمَ إِذا عَضَّ عَلَيْهَا. ميط: أَبُو عُبيد عَن الكسائيّ: مِطْتُ عَنهُ وأَمَطْتُ إِذا تَنَحَّيْتَ عَنهُ، وَكَذَلِكَ مِطْتُ غَيْرِي وأَمَطْتُه أَي نَحَّيْتُه. وَقَالَ الأصمعيّ: مِطْت أَنا، وأَمَطْتُ غَيْرِي، وَمن قَالَ بِخِلَافِهِ فَهُوَ باطلٌ، وَأنْشد: فَمِيطي تَمِيطي بصُلْبِ الفُؤادِ وَوَصْلِ كَرِيمٍ وكنَّادِها شَمِر عَن ابْن الأعرابيّ: مِطْ عَنِّي أَمِطْ وَأَسِط عنِّي بِمَعْنى، وَرَوَى بيتَ الْأَعْشَى: أَمِيطي تَمِيطي أَبُو عبيد عَن الفرّاء: تَهايَط القومُ تَهايُطاً إِذا اجتَمَعوا وأَصلَحوا أمرَهم، وتَمايَطوا تمايُطاً إِذا تباعدوا وفَسَد مَا بَينهم. وأخبَرَني المنذريّ عَن أبي طَالب النَّحوي، عَن مسلمة قَالَ: قولُهم مَا زِلنا بالهياطِ والمِيَاطِ، قَالَ الفرّاء: الهياطُ أشدُّ السَّوْق فِي الوِرد، والمِياط أشدُّ السَّوق فِي الصَّدَرِ، قَالَ: ومَعْنى ذَلِك بالمجيء والذَّهاب. وَقَالَ اللَّحيانيّ: الهِياط: الإقبال، والمِياط: الإدبار. وَقَالَ غَيره: الهِياط: اجتماعُ النَّاس للصُّلح، والمِياط التفرُّق عَن ذَلِك. وَقَالَ اللَّيْث: الهِياط المُزَاوَلة، والمِياط المَيْل، وَيُقَال: أَماطَ اللَّهُ عَنْك الأذَى أَي نَحَّاه. وَيُقَال: أَرَادوا بالهِياط الجَلَبة والصَّخَب، والمِياط التباعُد والتنحّي والمَيْل. أَبُو زيد: يُقَال: أَمِطْ عنّي أَي اذهَبْ عنّي واعدِل. وَقد أماطَ الرجلُ إمَاطَة. وَقَالَ أَبُو الصَّقر: ماطَ عنّي مَيْطاً ومِطْ وأَمِطْ عنّي الْأَذَى إمَاطَة. لَا يكون غيرُه. ومط: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: الوَمْطةُ الصَّرعةُ من التَّعب. انْتهى وَالله أعلم.

بَاب اللفيف من حرف الطَّاء طاء، طوي، وطأ، طاط، وطوط، طوط، أَطَأ، طأطأ، أطط، طيا. طاء طوي: قَالَ الْخَلِيل بن أَحْمد: الطاءُ حرْف من حُرُوف الْعَرَبيَّة ألفُها ترجع إِلَى الْيَاء، إِذا هَجَّيْتَه جزمْتَه وَلم تُعْرِبْهُ كَمَا تَقول: طَ. دَ. مرْسَلَة اللّفْظ بِلَا إِعْرَاب، فَإِذا وصَفْتَه وصيّرْتَه اسْما أعربتَه، كَمَا يعرب الِاسْم فَيُقَال: هَذِه طاء طَوِيلَة، لما وَصفته أعربته. وَتقول: طويتُ الصَّحِيفَة أطوِيها طيّاً فالطيُّ المصدرُ، وطوَيْتُها طَيَّة وَاحِدَة، أَي مَرّة وَاحِدَة، وَإِنَّه لَحسَن الطِّيّة بِكَسْر الطَّاء يُرِيدُونَ ضَرْباً من الطَّيّ، مِثل الجِلْسة والمِشْية، وَقَالَ ذُو الرمّة: كَمَا تُنْشَر بعد الطِّيّةِ الكتُب فكَسَر الطَّاء لأنّه لم يُرِدْ بِهِ الطَّية الْوَاحِدَة وَيُقَال للحيَّة ومَا يُشْبِهها انْطَوَى يَنْطَوِي انطِواء، فَهُوَ منطوٍ على مُنْفَعِل. قَالَ: وَيُقَال اطَّوَى يَطَّوِي اطِّوَاءً، إِذا أردتَ بِهِ افْتَعَل فأَدْغِمْ التَّاء فِي الطَّاء، فَتَقول: مُطَّوٍ مُفْتَعِل. قَالَ: والطِّيّة تكون مَنزِلاً، وَتَكون مُنْتَوًى، يُقَال: مَضَى لطيَّته أَي لِنيَّته الَّتِي انْتواها، وبعُدَتْ عنّا طِيَّتُه، وَهُوَ المَوْضع الّذي انْتواه، وَيُقَال: طَوَى اللَّهُ لنا البُعْدَ، أَي قَرَّبه، وفلانٌ يَطوِي البلادَ أَي يَقْطَعُها بَلَداً عَن بلد، وَيُقَال: طِيَّةٌ وطِيَةٌ، وَقَالَ الشَّاعِر: أصَمّ القَلْب حُوشِيَّ الطِّيَاتِ وَقَالَ: طوَى فلانٌ كَشحَه إِذا مَضَى لوجهه، وَأنْشد: وصاحبٍ قد طَوَى كَشحاً فقُلْتُ لَهُ إنّ انطواءَكَ هَذَا عَنْك يَطوِيني وأخبَرَني المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم، يُقَال: طَوَى فلانٌ فُؤَاده على عَزِيمَة أمرٍ إِذا أسَرَّها فِي فُؤَاده، وطوَى فلانٌ كَشحَه على عَدَاوَة إِذا لم يُظهِرها. وَيُقَال: طَوَى فلانٌ حَدِيثا إِلَى حديثٍ، أَي لم يُخْبر بِهِ أسَرَّهُ فِي نَفسه، فجازَه إِلَى آخَر كَمَا يَطوِي المسافرُ منزلا إِلَى منزل فَلَا يَنزِلُ، وَيُقَال: اطْوِ هَذَا الحديثَ أَي اكتُمْه. وَيُقَال: طوَى فلَان عنّي كَشحه أَي أَعرَض عنْي مُهاجِراً. وطَوَى كَشحَه على أمرٍ إِذا أَخْفاه وَقَالَ زُهير: وَكَانَ طَوَى كَشحاً على مُستَكنَّةٍ فَلَا هوَ أَبْداها وَلم يَتَقَدَّمِ أَرَادَ بالمستكِنّة عَداوةً أكَنّها فِي ضَمِيره.

ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: طَوَى إِذا أَبَى، وطَوَى إِذا جازَ. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: الطَّيُّ الْإِتْيَان، والطيُّ الْجَوَاز يُقَال: مَر بِنَا فَطَوانَا أَي جَلَس عندنَا، ومرَّ بِنَا فَطَوَانا أَي جازَنا. وَقَالَ اللَّيْث: أطْواءُ النَّاقة: طَرائِقُ شَحم جَنْبَيْها وسنَامِهَا طيٌّ فَوق طي، ومَطاوِي الحيّة ومَطاوِي الأَمعاءَ والشحمِ والبَطن والثَّوب أطواؤُها، وَالْوَاحد مَطْوًى وَكَذَلِكَ مطاوي الدِّرْع إِذا ضُمّت غُضُونُها، وأَنشد: وعِنْدِي حَصْداءُ مَسْرودَةٌ كأنّ مطاوِيَها مِبْرَدُ وَقَوله جلّ وعزّ: {إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} (طه: 12) قَالَ أَبُو إِسْحَاق: طُوَى اسمُ الْوَادي وَهُوَ مذكَّر، سمِّي بمذكَّر على فعل نَحْو حطم وصُرد وَمن لم يُنوِّنه ترك صرفه من جِهَتَيْنِ إِحْدَاهمَا أَن يكون معدولاً عَن طاوٍ، فَيصير مثل عُمَر المعدول عَن عَامر، فَلَا يَنْصَرف، كَمَا لَا ينْصَرف عُمَر، والجهة الْأُخْرَى أَن يكون اسْما للبُقْعة، كَمَا قَالَ: {الْوَادِى الأَيْمَنِ فِى الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ} (الْقَصَص: 30) ، وَإِذا كسِر فنُوِّن طِوًى فَهُوَ مِثل مِعًى وضِلَع مَعْرُوف، وَمن لم ينون جعله اسْما للبقعة. وَسُئِلَ الْمبرد عَن وادٍ يُقَال لَهُ: طُوًى أَنصرِفه؟ قَالَ: نعم، لِأَن إِحْدَى العلتين قد انخَرَمَتْ عَنهُ. وَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَيَعْقُوب الْحَضْرَمِيّ طُوَى وَأَنا وطوى اذْهَبْ غيرَ مُجْرًى. وَقَرَأَ الْكسَائي وَعَاصِم وَحَمْزَة وَابْن عَامر: طُوًى منوَّناً فِي السُّورتين. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: رجلٌ طَيّانٌ لم يَأْكُل شَيْئا. وَقد طَوِيَ يَطْوَى طَوًى، فَإِذا تعمَّد ذَلِك، قيل: طَوَى يَطْوِي. وَقَالَ اللَّيْث: الطَّيَّان الطَّاوي البَطين، وَالْمَرْأَة طَيَّا وطاوِيَة. وَقَالَ: طَوَى نَهارَه جائعاً يَطوِي طَوًى فَهُوَ طاوٍ طَوٍ. قَالَ: طَيِّءٌ قبيلةٌ بِوَزْن فَيْعِل والهمزة فِيهَا أصليّة. قَالَ: وَالنِّسْبَة إِلَيْهَا طائيٌّ لِأَنَّهُ نُسِب إِلَى فَعِل فَصَارَت الْيَاء ألفا، وَكَذَلِكَ نَسَبوا إِلَى الْحيرَة حارِيّ، لِأَن النِّسْبَة إِلَى فَعِل فَعَلِيّ، كَمَا قَالُوا فِي رَجُل من النَّمِر: نَمَرِيٌ. قَالَ: وتأليف طيِّء من همزَة وطاء وياء، وَلَيْسَت من طَوَيْت، وَهُوَ ميّتُ التصريف. وَقَالَ بعض النّسابين: سُمِّيت طَيِّءٌ طَيِّئاً لِأَنَّهُ أوّل من طَوَى المنَاهِل، أَي جازَ مَنْهَلاً إِلَى مَنهَلٍ آخَر وَلم يَنزِل. ابْن السكّيت. مَا بِالدَّار طُوئيٌّ بوَزْن طُوعِيَ وطُؤْوِيٌّ بِوَزْن طُعْوِيّ، وَقَالَ العجّاج: وبلدة لَيْسَ بهَا طُوئيٌّ أَي لَيْسَ بهَا أحد. والطَّوِيُّ: البئرُ المَطْوِيّة بالحِجارة، وَجَمعهَا أَطْواء.

وطأ: قَالَ اللَّيْث: الموطِىء: المَوْضع. قَالَ: وكلُّ شَيْء يكون الفعلُ مِنْهُ على فَعِل يَفعَل فالفِعْل مِنْهُ مَفْتُوح الْعين إلاّ مَا كَانَ من بَنات الْوَاو على بِنَاء وَطِىءَ يَطَأُ وَطْأً. قَالَ: وإنّما ذَهَبت الواوُ من يَطأُ فَلم تَثْبُت كَمَا تَثْبُتُ فِي وَجِل يوْجَل، لِأَن وَطِىءَ يَطَأُ مَبْنِيٌّ على تَوَهُّمِ فَعِلَ يَفعِل مِثلَ وَرِم يَرِمُ غيرَ أنَّ الْحَرْف الَّذِي يكون فِي مَوضِع اللَّام مِن يَفعَل من هَذَا الحدّ إِذا كَانَ من حُرُوف الْحلق السِّتَّة، فإنَّ أكثرَ ذَلِك عِنْد الْعَرَب مَفْتُوح، وَمِنْه مَا يُقَرُّ على أصلِ تأسيسه مِثل وَرِمَ يَرِم، وأمّا وَسِع يَسَع فُتِحَت يَسَعَ لِتِلك العلّة. وَقَالَ اللَّيْث: الوطْءُ بالقَدم والقَوائم، تَقول: وطَّأْتُه بقدمي إِذا أردتَ بِهِ الْكَثْرَة. ووطَّأْتُ لَك الأمرَ إِذا هيأتَه. ووطأْتُ لَك الفِراشَ، وَقد وَطؤَ يَوْطؤُ وَطْأً والوطْءُ بالخَيْل أَيْضا. وَيُقَال: وَطِئْنا العدُوَّ وَطاةً شَدِيدَة. والوَطأَةُ: الأخْذَةُ. وَجَاء فِي الحَدِيث: (اللَّهُمَّ اشْدُدْ وطأَتَك على مُضَر) ، أَي خُذْهم أخْذاً شَدِيدا، فأَخذَهم الله بالسِّنِين، والوَطَأَةُ هم أبناءُ السَّبيل من النَّاس، سُمُّوا وَطَأَةً لأنّهم يطِئون الأرضَ. وَيُقَال: أوطأْتُ فلانٌ دابّتي حَتَّى وَطِئَتْهُ. أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة، قَالَ أَبُو عَمْرو بنُ الْعَلَاء: الإيطاء لَيْسَ بعَيْب فِي الشِّعر عِنْد الْعَرَب وَهُوَ إِعَادَة القافية مرَّتين وَقد أوطأَ الشَّاعِر. قَالَ اللَّيْث: إِنَّمَا أُخِذ من المُواطأَة، وَهِي المُوافقة على شَيْء وَاحِد، يُقَال: واطأ الشاعرُ وأَوْطأَ إِذا اتّفقتْ لَهُ قافيتان على كلمة وَاحِدَة مَعْنَاهُمَا وَاحِد. قَالَ: فَإِذا اختَلَفَ الْمَعْنى واتّفق اللَّفْظ فَلَيْسَ بإيطاء. وَأَخْبرنِي أَبُو مُحَمَّد المُزَني عَن أبي خَليفَة، عَن مُحَمَّد بن سلاّم الجُمحي أَنه قَالَ: إِذا كثُرَ الإيطاء فِي قصيدة مَرّاتٍ فَهُوَ عَيْبٌ عِنْدهم. وَقَالَ اللَّيْث: تَقول. واطأْتُ فلَانا وتواطأْنا، أَي اتَّفقنا على أمرٍ. ووَطئْتُ الجاريَة، أَي جامعتُها، قَالَ: والوطيءُ من كل شَيْء مَا سَهُل ولانَ حَتَّى إنّهم يَقُولُونَ: رجلٌ وطيءٌ، ودابّته وطيئة، بيّنة الوَطاءةِ، وَيُقَال: ثَبَّت اللَّهُ وطأَتَه. وَفِي الحَدِيث عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (وَأَن آخِرَ وطأَةٍ لِلَّهِ بوجَ) ، والوَطأَة كالأخذة الوَقْعَة، ووَجّ هِيَ الطَّائِف، وَكَانَت غَزْوةُ الطَّائِف آخرَ غَزاةٍ غَزاها النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (اللهمّ اشْدُدْ وَطأَتَك على مُضَر) . وَقد وطِئْتهم وَطْأً ثقيلاً. وَيُقَال: هَذِه أرضٌ مستويةٌ لَا رِباءَ فِيهَا وَلَا وِطاء: لَا صَعودَ فِيهَا وَلَا انخفاض. قَالَ: ووطَّأْتُ لَهُ المجلسَ توطئَةً. والوَطيئة طعامٌ للعَرَب تُتّخذ من التّمر.

وَقَالَ شَمِر: قَالَ أَبُو أسْلَم لوطيئة التّمر ويُجعَل فِي بُرْمة ويُصَبُّ عَلَيْهِ الماءُ والسَّمن إِن كَانَ، وَلَا يُخلَط بِهِ أَقِط، ثمَّ يُشرَب كَمَا تُشْرَب الحَسِيّةُ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: والوطيئة مِثلُ الحيْس تَمرٌ وأَقِطٌ يُعْجنانِ بالسَّمن. قَالَ: الوطيئة الغِرَارةُ أَيْضا، وَرجل مُوَطّأُ الأكناف إِذا كانَ سَهْلاً دَمِثاً كَرِيمًا يَنزل بِهِ الأضيافُ فيَقْرِيهم. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الوَطيئة الحَيْسة، وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {ثَقِيلاً إِنَّ نَاشِئَةَ الَّيْلِ هِىَ أَشَدُّ} (المزمل: 6) . قَرَأَ أَبُو عَمْرو وَابْن عَامر: (وِطاءً) بِكَسْر الْوَاو وَفتح الطَّاء والمدّ والهمزة، من المُواطأَة والموافَقة. وَقَرَأَ ابنُ كَثير وَنَافِع وَحَمْزَة وَعَاصِم وَالْكسَائِيّ: (وَطْأَى) بِفَتْح الْوَاو سَاكِنة الطَّاء مَهْمُوزَة مَقْصُورَة. وَقَالَ الفرّاء: معنى هِيَ أشدَّ وَطْأً، يَقُول: هِيَ أثبتُ قِياماً. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: أشدُّ وَطْأً أَي هِيَ أشدُّ على المصلِّي من صَلَاة النَّهَار، لأنَّ اللّيل للنّوم، فَقَالَ: هِيَ وَإِن كَانَت أشدُّ وَطأً فَهِيَ أقوَم قِيلاً. قَالَ: وَقَرَأَ بعضُهم هِيَ أشَدُّ وِطاءً على فِعال يُرِيدُونَ أشدَّ عِلاجاً ومُواطأَةً. وَاخْتَارَ أَبُو حَاتِم فِيمَا أخبَرَني أَبُو بكر بنُ عُثْمَان عَنهُ أشدُّ وِطاء بِكَسْر الْوَاو والمدّ. وأخبَرَني المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم: أَنه اخْتَار هَذِه الْقِرَاءَة. وَقَالَ: مَعْنَاهُ أنَّ سمعَه يُواطىءُ قلبَه وبَصَرَه، ولِسانه يواطِىءُ قلبَه وطاء، يُقَال: واطَأَني فلَان على الْأَمر: إِذا وافَقَك عَلَيْهِ لَا يَشتغل القلبُ بِغَيْر مَا اشتَغَل بِهِ السَّمع، يُقَال: واطأَنِي فلانٌ على الْأَمر وَهَذَا واطأَ ذَاك يُرِيد قيامَ اللَّيْل، والقراءةَ فِيهِ. وَقَالَ الزّجاج: أَشد وِطاءً لقلَّة السَّمْع، ومَن قَرَأَ (وَطْأً) فَمَعْنَاه هِيَ أبلغ فِي الْقيام وأبينُ فِي القَوْل. أَبُو زيد: ابْتَطَأَ الشَّهْر وَذَلِكَ قبلَ النِّصف بيَوم وبعدَه بِيَوْم، بوَزن ايَتَطَعَ. وطوط: روِي عَن عَطاء أنّه قَالَ فِي الوَطواط يَصيدُه المُحْرِم: ثُلُثا دِرْهم. قَالَ أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الوَطواط الخُفّاش. قَالَ أَبُو عبيد يُقَال: إنّه الخُطّاف، وَهَذَا أشْبَهُ القَوْلَين عِنْدِي بالصَّواب، وَقد يُقَال للرجل الضَّعيف: الوَطواطُ وَلَا أرَاهُ يسمَّى بذلك إلاّ تَشْبِيها بالطَّائر، وجمعُ الوَطواط وَطاوط. وَقَالَ اللِّحياني: يُقَال للرّجل الصَّيّاح وَطواط. قَالَ: وَزَعَمُوا: أنَّه الّذي يُقارِب كلامَه كأنَّ صوتَه صوتُ الخَطاطيف، وَيُقَال للْمَرْأَة وَطْواطة. طوط (طاط) : قَالَ اللَّيْث: الطَّاط الفَحْل

الهائجُ يوصَف بِهِ الرجلُ الشّجاع والجميع الطّاطونَ، وفُحولٌ طاطَةٌ. قَالَ: وَيجوز فِي الشِّعر فُحولٌ طاطاتٌ وأَطْواطٌ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ فِي الطاطِ مثله، قَالَ ذُو الرُّمة: فربَّ امرىء طاطٍ عَن الحقّ طامِحٍ بعَيْنيْه عمّا عوَّدَتْه أقارِبُهْ قَالَ: طاطٍ يَرْفَعُ عَيْنَهُ عَن الحقّ لَا يكَاد يُبصِره، كَذَلِك البعيرُ الهائجُ الّذي يَرفَع أنفَه ممّا بِهِ؛ وَيُقَال: طائطٌ، وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: رجلٌ طاطٌ طَوِيل، قَالَ: وطَوَّطَ الرّجُل إِذا أَتَى بالطَاطةِ من الغِلْمَان، وهم الطِّوال. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: فَحْلٌ طاطٌ، وَقد طاطَ يَطِيط طُوُوطاً وطُيُوطاً. وَقَالَ غيرُه: يَطَاط، وَهُوَ الّذي يُهَدِّرُ فِي الْإِبِل. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: جمع الوَطْواط، الوُطُطُ الضعيفُ الْعقل والأبدان، من الرّجال، والواحِد وَطْواط. شمِر عَن الفرّاء: رجل طاطٌ وطوطٌ إِذا كَانَ طَويلا، والطَّاط: الشَّديد الخُصومة. قَالَ اللَّيْث: الطُّوطُ. الحيَّة وَأنْشد: مَا إنْ يَزالُ لَهَا شَأْوٌ يُقَوِّمُها مقوِّمٌ مِثلُ طُوط الماءَ مَجدولُ يَعْنِي الزِّمَام شبَّهه بالحيّة. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الطُوط: الحيّة. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الطُّوطُ: القُطْنُ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الطِّيطانُ: الكُرَّاثُ. أطط: ابْن الْأَعرَابِي أَيْضا: الأطَطُ الطَّوِيل، والأُنثى طَطَّاءُ. وَقَالَ اللَّيْث: الأَطُّ والأَطِيط تَقَبُّضُ صَوت المحامل والرِّحال إِذا أَثقَلَ عَلَيْهَا الرُّكْبان. وأَطِيط الإبلِ صوتُها. يُقَال: لَا أفعلَ ذَلِك مَا أَطَت الْإِبِل. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أَطِيطُ البَطْن صوتٌ يُسمَع عِنْد الْجُوع، وأنشدَ: هَل فِي دَجُوبِ الْحرَّة المخِيطِ وَذِبْلَةٌ تَشْفِي من الأَطِيطِ طأطأ: عَمْرو عَن أَبِيه: الطأطاء الْمَكَان المطمئنّ الضّيق، وَيُقَال لَهُ: الصّاعُ والمِعَى. والطّأْطاء: الجَمَل الخَرْبَصِيص، وَهُوَ الْقصير الشِّبْر. قَالَ اللَّيْث: الطأطأةُ مَصدَرُ طأطأ فلانٌ رأسَه طَأْطَأَةً، وَقد تَطَأْطأَ إِذا خَفَض رأسَه، والفارِسُ إِذا نَهَزَ دابّته بفَخِذَيه ثمَّ حرّكه للحُضْر يُقَال طَأْطَأَ فَرسَه. وَقَالَ المَرّار: شُنْدُفٌ أشْدَفُ مَا وَرَّعته وَإِذا طُؤْطِىءَ طَيَّارٌ طِمِرُّ

باب الطاء والثاء

وَقَالَ أَبُو عُبَيدة فِي طَأْطَأَةِ الفَرَس نَحوه، وطأَطأَ فلانٌ من فلَان وَضَع من قَدْرِه. طيا: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الطايَة: السَّطْح الّذي يُنام عَلَيْهِ وبِوَزْنه التَّايَة، وَهُوَ أَن يُجمَع بَين رُؤوسِ ثَلاثِ شَجَرات أَو شجرتين، ثمَّ يُلْقِي عَلَيْهَا ثوبٌ فيُستظلُّ بهَا. وَقَالَ اللَّيْث: الطَّايَة صخرةٌ عظيمةٌ فِي رَمْلة، وأَرْضٌ لَا حِجَارَة فِيهَا، وَقَالَ غيرُه: جَاءَت الْإِبِل طاياتٍ، أَي قُطْعاناً، واحدتها طايَة. وَقَالَ عَمرو بنُ لَجأ يصفُ إِبِلاً: تَرِيعُ طاياتٍ وتَمشِي هَمْساً والطِّيطوَى: ضَرْبٌ من الطيرِ مَعْرُوف، وعَلى وَزنه نِينَوَى، وكلاهُما دَخِيلان. وَقَالَ بعض الْمُحدثين: أَمَا وَالَّذِي أرسى ثَبِيراً مَكَانَهُ وأنبَتَ زَيْتوناً على نهرِ نينَوَى لَئِن عابَ أقوامٌ مَقالِي بقَوْلِهمْ لمَا زِغْتُ عَن قَوْلي مدى فِنْر طيطوَى وذُكِر عَن بَعضهم أنّه قَالَ: الطِّيطَوى ضَرْبٌ من القَطَا طِوال الأَرْجُل. قلت: وَلَا أصلَ لهَذَا القَوْل. وَلَا نظيرَ لهَذَا فِي كَلَام الْعَرَب. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ عَن المفضّل قَالَ: الوَطِيءُ والوَطِيئةُ العَصيدةُ الناعمةُ، فَإِذا ثَخُنَتْ فَهِيَ النَّفيتَةُ، فَإِذا زادتْ قَلِيلا فَهِيَ النّفيثة بالثاء، فَإِذا زادَتْ فَهِيَ اللَّفِيتةُ، فَإِذا تعلَّكَت فَهِيَ العَصِيدةُ. أَبُو تُرَاب عَن الْحصين يُقَال: الحَقْ بطيّتك وبيّتك أَي بحاجَتك. وَقَالَ الفرّاء وَابْن الْأَعرَابِي: الحَقْ بِطِيتكَ وبِبَيتِكَ مِثلها. (وطوط) : شمر قَالَ: الوطواط الضَّعِيف، وَيُقَال: الْكثير الْكَلَام وَقد وَطوَطُوا أَي ضَعفوا. وَيُقَال إِذا كثر كلامُهم. وَقَالَ الفرزدق: إِذا كره الشَّعْبُ الشِّقَاق وَوَطَوطَ الضِّعَاف وَكَانَ العِزُّ أمْرَ بَزازِ وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الوطواط: الرجلُ الضَّعيف العَقل والرَّأْي. قَالَ: والوَطواط الخُفّاش. وأهلُ اليَمن يسمّونه السَّرْوَع، وَهِي البحرية، وَيُقَال لَهَا: الخفاش. وَالله أعلم. (أَبْوَاب) الرباعي من حرف الطَّاء (بَاب الطَّاء والثاء) ط ث) (طرمث) : قَالَ اللَّيْث: الطُّرْمُوث الرَّغيف. قَالَ: والطُّرْمُوسَة الظّلمة. (ثرمط) : أَبُو عُبيد عَن الفرّاء: وَقَع فلَان

باب الطاء والراء والطاء واللام

ٌ فِي ثُرْمُطةٍ أَي فِي طِينٍ رطْب. قَالَ شَمِر: واثْرَنْمَطَ السِّقاء إِذا انتَفخ، وأنشدَني ابْن الأعرابيّ: تأكلُ بَقْلَ الرِّيف حتّى تَحْبَطا فبطْنُها كالوَطْبِ حِين اثْرَنْمَطَا وَقَالَ شَمِر: الاثْرِنْمَاطُ اطْمِحْرار السِّقاء إِذا رابَ ورَغا وكَرْثأَ. قَالَ: وكَرْثَأَ إِذا ثَخُنَ اللبَنُ عَلَتْهُ كَرْثَأَة مثلَ اللِّبَإ الخَثِرِ، حَكَاهُ عَن أبي العَطَّاف الغَنَوِيّ. (ثنطب) : ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الثُّنْطُبُ مِجْوَابُ القَفَّاصِ. (بَاب الطَّاء وَالرَّاء والطاء وَاللَّام) ط ر ط ل) (برطل) : شمر، قَالَ أَبُو عَمْرو: والبَراطِيل: المَعَاوِل، وَاحِدهَا بِرْطيل. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: البِرْطيل البَيْرَم، والبِرْطيل: خَطْمُ الفَلْحَس، وَهُوَ الكَلْب، والفَلحَس: الدُّبّ المُسِنّ. وَقَالَ شَمِر: قَالَ ابْن شُمَيْل: البِرْطيل الحَجَر الطَّوِيل الرَّقيق وَهُوَ النَّصِيل، قَالَ: وهما ظُرَوَانِ مَمْطولانِ تُنقَر بهما الرَّحَى وهما من أَصْلَب الحِجارة مسلكة محدّدة، وَقَالَ كَعْب بن زُهَيْر: كأنّ مَا فَاتَ عَيْنَيْها ومَذْبَحها مِن خَطْمِها ومِن اللَّحْيَيْنِ بِرْطِيلُ اللَّيْث: البُرْطُلَة هِيَ المِظَلّة الصَّيْفيّة. وَقَالَ غيرُه: إِنَّمَا هُوَ ابنُ الظُّلَّة. (طربل) : ورُوِيَ عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِذا مَرَّ أحدُكم بطِرْبَالٍ مائلٍ فليُسرع المشيَ) . قَالَ أَبُو عبيد: كَانَ أَبُو عُبيدة يَقُول: هُوَ شَبيهٌ بالمنظَرَة من مناظِر العَجَم كهيْئَة الصَّومَعة وَالْبناء المرتفِع، قَالَ جرير: أَلْوَى بهَا شَذبُ العُروق مُشذَّبٌ فكأنَّما وَكَنَتْ على طِرْبالِ ورأيتُ أهل النَّخْل فِي بَيْضَاءَ بَني جَذِيمة يَبْنون خِياماً من سَعَف النّخل فَوق نُقْيان الرِّمال فيتظلَّل بهَا نَوَاطِيرُهم أَيَّام الصرام ويسمونها الطَّرابيل والعَرازيل. وَقَالَ اللَّيْث: الطِّرْبال عَلَم يُبنى. وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو عَمْرو: الطرابيل الأَمْيال، وَاحِدهَا طِربال. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الطِّرْبال بناءٌ يُبْنى عَلماً للخَيل يُسْتَبق إِلَيْهِ، وَمِنْه مَا هُوَ مِثلُ المنَارة وبالمنْجَشانية وَاحِد مِنْهَا وَأنْشد بِموضع قريب من الْبَصْرَة قَالَ دُكَيْن: حَتَّى إِذا كَانَ دُوَيْنَ الطِّرْبالْ بشِّرْ مِنه بصَهِيلٍ صَلْصَالْ مُطَهَّمِ الصُّورة مِثل التِّمْثال سلَمة عَن الفرّاء قَالَ: الطِّرْبال الصَّوْمعَة.

وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: هُوَ الهَدَف المشرِف. بلنط: قَالَ اللَّيْث: البَلَنْط شيءٌ يُشبه الرُّخام، إلاّ أَنَّ الرُّخامَ أَهَشُّ مِنْهُ وأرْخَى، وَأنْشد بَيت عَمْرو بن كُلْثوم: وسَارِيَتَيْ رُخام أَو بَلَنْط يَرِنُّ خشاشُ حَلْيِهمَا رَنِينا (طربل) : وأخبَرَني المنذريُّ عَن ابْن حَمُّوَيْه قَالَ: سمعتُ أَبَا تُرَاب يَقُول: كتب أَبُو محكّم إِلَى رجل: اشترِ لنا جَرَّة ولْتكن غيرَ قَعْراء وَلَا دَنّاء وَلَا مُطَرْبَلة الجوانب، قَالَ: ابنُ حَمُّويه: فسألتُ شِمراً عَن الدَّنّاء فَقَالَ: القصيرة، قَالَ: والمطربلة الطَّوِيلَة. (مرطل) : أَبُو عُبيد عَن الأصمعيّ: مَرْطَلَ الرجلُ ثوبَه بالطين إِذا لَطَخَه، وَأنْشد: مَمْعُوثةٌ أعراضُهُمْ مُمَرْطَلَهْ (طلنف) : قَالَ: والْمُطْلَنْفِىءُ اللاطىءُ بِالْأَرْضِ. وَقَالَ اللحيانيّ: هُوَ المستلقِي على ظهرِه. قَالَ أَبُو زيد: اطلنفَأت اطلنفاء إِذا لزقت بِالْأَرْضِ. (طنبر) : وَقَالَ اللَّيْث: الطُّنبورُ الَّذِي يُلعَب بِهِ معرّب. وَقد اسْتعْمل فِي لفظ العربيّة. وَقَالَ أَبُو حَاتِم عَن الأصمعيّ: الطُّنبور دخيل وإنّما شبِّه بألْيَة الحَمَل، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ ذُنْبَهِ بَرَهْ فَقيل: طُنْبُور. (برطم) : أَبُو عبيد عَن الأمويّ: البِرْطام: الرجلُ الضَّخْمُ الشفةِ. وَقَالَ اللَّيْث: البرطَمة عُبوسٌ فِي انتفاخ وَغَيْظ، تَقول: رأيتُه مُبَرْطِماً، وَلَا أَدْرِي مَا الّذي بَرْطَمَهُ. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال للرّجل قد بَرْطَم بَرْطَمةً إِذا غَضِبَ. ومِثلُه اخْرَنطَم، وبَرْطَمَ الليلُ إِذا اسودّ. (فرطم) : وَقَالَ اللَّيْث: الفُرطومة مِنقار الخُفّ إِذا كَانَ طَويلا محدَّد الرّأس. وَفِي الحَدِيث: إنَّ شيعَةَ الدَّجال شوارِبُهم طَوِيلَة، وخِفافُهُم مُفَرْطَمَة. قلتُ: وَقد رَوَى أَبُو عمرَ عَن أحمدَ بنِ يحيى، عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: قَالَ أعرابيّ: جَاءَنَا فلَان فِي نِخافَيْنِ مُقَرْطَمَيْن بِالْقَافِ، أَي لَهما منقاران، والنِّخافُ: الخُفُّ رَوَاهُ بِالْقَافِ، وَهُوَ عِنْدِي أصحّ ممّا رَوَاهُ اللَّيْث بِالْفَاءِ. (برطم) : عَمْرو عَن أَبِيه، جَاءَ فلَان مُبْرَنْطِما إِذا جَاءَ متغضّباً. (تفطر) : ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: التفاطير: البَثْر، قَالَ وأنشدني المفضّل: تفاطيرُ المِلاَح بِوَجْهِ سَلْمَى زَمَاناً لَا تَفاطيرُ القِباحِ وقرأتُ بخطّ أبي الهَيْثَم بَيْتا لِلْحُطَيْئة فِي صفة إبلٍ نَزَعَت إِلَى نبت بلد ذكره فَقَالَ: طبَاهُنّ حَتَّى أطفَلَ الليلُ دونَها

تفاطيرُ وَسْمِيَ رِوَاءً جُذورُها أَي رَعاهنّ تفاطير وَسْمِيّ. قَالَ: والتفاطير نَبْذٌ من النبت يَقع فِي مواقعَ من الأَرْض مُخْتَلفَة قَالَ: وَيُقَال: التَّفاطِير أوّل النبت. قلتُ: من هَذَا أَخذ تَفاطير البَثْر. وأطفَل اللَّيْل، أَي أظلمَ. وقرأت فِي نَوَادِر اللِّحياني عَن الْإِيَادِي: فِي الأَرْض تَفاطير من عُثْب بالثاء أَي نَبْذٌ متفرّق، وَلَيْسَ لَهُ وَاحِد. وَقَالَ بَعضهم: التفاطير من النَّبَات، وَهُوَ رِوَايَة الأصمعيّ وَالنَّاس، والتفاطير بِالتَّاءِ النوْر. طرطب: ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: ثَدْيٌ طُرْطبٌّ أَي طَوِيل. وَقَالَ أَبُو عمر: امرأةٌ طرْطُبّة مسترخيَة الثَّدْيَين وأنشدَ: أُفَ لتِلْك الدِّلْقِمِ الهِرْدَبَّةْ العَنْقَفِير الجَلْبَح الطُّرْطُبَّهْ قَالَ: والطَّرْطبَه دُعاء الْحمار وأنشدَ: وَجَالَ فِي جِحاشِه وطَرْطبَا أَبُو عُبيد عَن أبي زيد: طرْطبَ بالنَّعْجَةِ طرْطَبَةً إِذا دَعَاهَا. (طمطم) : أَبُو تُرَاب: الطَّواطم والطَّماطمُ العُجْم، وَأنْشد للأَفْوَه الأوْدي: كالأسوَد الحَبَشِيّ الْحَمْشِ يَتْبَعُه سُودٌ طماطمُ فِي آذانها النُّطَفُ (بربط) : اللَّيْث: البَرْبَطُ معرَّب، وَهُوَ من مَلاهِي العَجَم، شَبيه بصَدْر البَطّ والصَّدْر بالفارسيّة بَتْر فقِيلَ: بَرَبَط، والبِرْبيطيَّاءُ موضعٌ يُنْسَبُ إِلَيْهِ الوَشْيُ، ذكَرَه ابنُ مُقبِل فِي شعره، فَقَالَ: خُزَامَى وسَعْدانٌ كأَنَّ رِياضَها مُهِدْنَ بِذِي البِرْبيطيَاءِ المهذَّبِ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: البِرْبيطياء: ثيابٌ. (برطم) : ورُوي عَن الْكسَائي أَنه قَالَ: الْبَرْطَمَةُ والبَرْهَمَةُ كهَيْئَةِ التَّخَاوُصِ. وَقَالَ أَبُو سعيد نَحوا مِنْهُ، وَالله تَعَالَى أعلم. انْتهى. آخر كتاب الطَّاء وَالْحَمْد لله على نعمه.

باب الدال والظاء

كتاب حرف الدَّال أَبْوَاب المضاعف من حرف الدَّال د ت: مهمل. (بَاب الدَّال والظاء) د ظ) دظ: قَالَ اللَّيْث: الدَّظّ هُوَ الشَّلّ بلُغَة أهلِ اليَمن، يُقَال: دَظَظْناهم فِي الْحَرْب، وَنحن نَدُظُّهمْ دَظّاً. قلت: لَا أحفَظُ الدّظّ لغير اللّيث. د ذ: مهمل. (بَاب الدَّال والثاء) د ث) دث: أهمَلَهُ اللَّيْث، وَهُوَ مُسْتَعْمل عِنْد الثِّقات. روَى أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ قَالَ: من الأمطار الدّثّ وَهُوَ الضَّعِيف، وَقد دَثَّتْ السَّمَاء تَدِثّ دَثّاً. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: الدّثّة والهَدْنةُ للمطر الضَّعِيف. وَقَالَ أَبُو زيد: أَرض مَدثُوثةٌ وَقد دُثّتْ دثّاً، قَالَ: وَيُقَال: دَثَثْتُه أَدُثُّه دثّاً وَهُوَ الرَّمْيُ المتقارِبُ من وراءِ الثِّيابِ. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الدُّثَّةُ الزُّكام الْقَلِيل. قَالَ: والدُّثَّاثُ صَيَّادُو الطَّيْر بالمِخْذَفَة. ورَوَى ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الدّثّ والدَّفّ الْجَنب، والدّثّ: الضرْب المؤلم، والدّثّ: الرمْيُ بالحِجَارة، والدّث الزُّكام، ودُثّ فلانٌ دثّاً وَهُوَ التواءٌ فِي بعض جسدِه. انْتهى وَالله أعلم. (بَاب الدَّال وَالرَّاء) د ر، ر د: (مستعملة) . در: قَالَ اللَّيْث: دَرّ اللبنُ يَدِر دَرّاً، وَكَذَلِكَ النَّاقة إِذا حُلِبَتْ فأَقبَل مِنْهَا على الحالب شَيْء، كثير، قيل: دَرّتْ وَإِذا اجْتمع فِي الضَّرْع من العُرُوقِ وَسَائِر الجَسَد قيل: درَّ اللبنُ ودرّت العُرُوق إِذا امتلأتْ دَماً. ودَرّت السماءُ إِذا كثُرَ مطرُها، وسحابةٌ مِدْرار وناقةٌ دَرُرْوٌ. ورُوي عَن عمر بن الخطّاب أَنه أَوصَى عُمَّاله حِين بَعثهمْ فَقَالَ فِي وصيَّته لَهُم: أُدِرُّوا لِقحة الْمُسلمين. قَالَ اللَّيْث: أَرَادَ بذلك فَيْئَهم وخراجهم،

قَالَ: وَالِاسْم من ذَلِك الدَّرّة. وَقَالَ غَيره: يُقَال دَرَّت الناقةُ تَدِر وتَدُرّ إِذا امْتَلَأت لَبَنًا، وأدَرّها فصيلُها وأَدَرَّها مارِيها دُون الفصيل، إِذا مَسَح ضَرْعها، وَيُقَال للسماء إِذا أخالتْ: دُرِّي دُبَسْ بضمّ الدَّال، رَوَى ذَلِك عَن الْعَرَب ابنُ الْأَعرَابِي وَهَذَا من دَرَّ يدُرّ. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: دَرّتْ الناقةُ تَدِر دُرُوراً ودرّاً، وتدُرّ أَيْضا، قَالَ: ودرَّ السِّراجُ وسراج درّارٌ ودَرِير، ودَرَّ الفَرَسُ دِرّة فَهُوَ دَرِير إِذا أسْرَعَ فِي عَدْوه، قَالَ: وأصلُ الدّرّ فِي كَلَام الْعَرَب اللّبَن. قَالَ: وَيُقَال: لله دَرُّك. وَقَالَ اللَّيْث: لله دَرّك مَعْنَاهُ لله خيْرُك وفِعالُكَ، يُقَال هَذَا لمن يُمدح ويتعجب من عمله، وَإِذا شتَموا قَالُوا: لَا درّ درُّهُ أَي لَا كثُر خيْرُه. قَالَ: والدَّرِير من الخيْل السَّريع المكتَنز الخلْق المقتدِر. وَقَالَ ابْن شُمَيْل فِي قَوْلهم: لله دَرُّك، أَي لله مَا خرج مِنْك من خير. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الدَّرّ الْعَمَل من خير أَو شرّ، وَمِنْه قولُهم: لله درُّك يكون مدحاً، وَيكون ذمّاً كَقَوْلِهِم: قاتَله الله مَا أكفره، وَمَا أشعَرَه. قَالَ: والدَّرُّ النّفْس. والدَّرّ اللَّبن، ودَرَّ وجهُ الرجل يَدِرّ إِذا حَسُنَ وجهُه بعد العِلة، ودرَّ الخَراج يدرّ إِذا كثُر، ودرَّ الشَّيْء إِذا جُمِع، ودرّ إِذا عُمِل. وَقَالَ أَبُو زيد: الدِّرَّة فِي الأمطار أَن يَتبَع بعضُها بَعْضًا، وجمعُها دِرَرٌ. سَلمَة عَن الفرَّاء قَالَ: الدَّردَرَّى الَّذِي يذهب وَيَجِيء فِي غير حَاجَة. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الإدرار فِي الْخَيل أَن يُقلَّ الفرسُ يدَه حينَ يعْتَق فيرفعها وَقد يضعُها فِي الْخَببِ. وَقَالَ الزجَّاج فِي قَول الله جلّ وعزّ: {كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّىٌّ} (النُّور: 35) من قَرَأَ بِغَيْر همز، نسبَه إِلَى الدُّر فِي صفائِه وحُسْنه. قَالَ: وقرئت (دِرِّيٌّ) بِالْكَسْرِ. وَقَالَ الْفراء: من الْعَرَب من يَقُول: كَوْكَب دِرّيّ ينسبُه إِلَى الدُّر، كَمَا قَالُوا: بَحْرٌ لُجّيّ ولِجّيّ، وقرئتْ دِرِّيءٌ بِالْهَمْز وسنذكره فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى. وَقَالَ اللَّيْث: الدُّر العِظام من اللُّؤْلُؤ، الْوَاحِدَة دُرّة، قَالَ: والكوكب الدُّرّيّ: الثاقبُ المضيء وَجمع الْكَوَاكِب دراريّ. قَالُوا: ودَرَّايةُ: من أَسمَاء النِّسَاء. والدُّرْدُورُ: موضعٌ من الْبَحْر يجيشُ مَاؤُهُ وقلَّما تسلم السَّفِينَة مِنْهُ، يُقَال: لجَّجُوا فوقعوا فِي الدُّرْدُور، وَيُقَال: دَرِدَ الرجُل فَهُوَ أَدْرَدُ إِذا سَقطتْ أسنانُه وظهرَتْ دَرادِرُها وجمعُه الدُّرْدُ. وَمن أَمْثَال الْعَرَب السائرة: أَعيَيْتني بأُشُرٍ، فكيفَ أرجوكِ بدُرْدُرٍ.

قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو زيد: هَذَا يُخاطب امرأتَه يَقُول: لم تقبَلي الأدبَ وَأَنت شَابَّةٌ ذَات أشُرٍ فِي ثغرك، فَكيف الْآن وَقد أسنَنْتِ حَتَّى بدتْ دَرَادرُك وَهِي مَغارِزُ الْأَسْنَان، ودرَّد الرجل إِذا سَقَطت أَسْنَانه وَظَهَرت درادره. قَالَ: ومثلُه: أعتيتني من شُبَّ إِلَى دُبَّ، أَي من لدن شبَبتَ إِلَى أَن دَببْتَ، والدِّرّة: درَّة السُّلْطَان الَّتِي يضْرب بهَا. الْأَصْمَعِي، يُقَال: فلَان دَرَرَكَ أَي قُبالتك. وَقَالَ ابْن أَحْمَر: كَانَت مَناجعَها الدَّهْنا وجَانِبُها والقُفُّ ممّا ترَاهُ فوْقَهُ دَرَرَا وَقَالَ أَبُو سعيد: يُقَال هُوَ على درَر الطَّرِيق، أَي على مَدْرَجته. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: فلَان على دُرَر الطَّرِيق، ودَارِي بِدَرَرِ دَارك أَي بحذائها إِذا تقابلَتا. وَفِي حَدِيث عَمرو بن الْعَاصِ أَنه قَالَ لمعاوية: أتيتُك وأَمرُك أشدُّ انفِضاحاً من حُقِّ الكهول، فَمَا زلتُ أَرُمُّه حَتَّى تركتُه مثل فلكة المُدِرِّ. وَذكر القُتيبيّ هَذَا الحَدِيث فأخطأَ فِي لَفظه وَمَعْنَاهُ: وحُقُّ الكهول بَيتُ العنْكبوت وَقد مرَّ تفسيرُه، وَأما المُدِرُّ فَهُوَ الغزّال: وَيُقَال للمغزَل نَفسهَا الدَّرّارَة، وَقد أدرَّت الغزَّالة درّارَتها، إِذا أدارتْها لتستحكم قوَّة مَا تغزله من قطن أَو صُوف، وضرَب فلكةَ المُدرّ مثلا لاستحكام أمرِه بعد استرخائه، واتساقه بعد اضطرابه، وَذَلِكَ أَن الغزَّال يُبالغ فِي إحكام فلكة مِغزَله وتقويمها لِئَلَّا تقلقَ إِذا أدَرَّ الدّرّارَة. أَبُو عبيد: سمعتُ الأمويّ يَقُول: يُقَال للمِعزَى إِذا أَرَادَت الفحلَ قد استدرّت استدرِاراً، وللضأن قد استوْبلتْ استِبيالاً. وَفِي حَدِيث ذِي الثُّديّة الْمَقْتُول بالنهْروان، كَانَت لَهُ ثُدَيَّةٌ مثل البَضْعة تدَرْدَرُ أَي تمرْمَرُ وترجرَج. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال للْمَرْأَة إِذا كَانَت عظيمَة الألْيَتين، فَإِذا مشتْ رَجفَتا هِيَ تَدَرْدَرُ. وَأنْشد فَقَالَ: أُقسم إِن لم تأْتنا تَدَرْدَرُ ليُقطعنَّ من لسانٍ دُرْدُرُ قَالَ والدُّردُرُ هَاهُنَا طرف اللِّسَان، وَيُقَال: هُوَ أصلُ اللِّسَان، وَهُوَ مَغرز السنّ فِي أَكثر الْكَلَام. وَأنْشد أَبُو الْهَيْثَم: لما رأتْ شَيخا لَهَا دَوْدرَّى فِي مثل خيْط العهْن المُعَرَّى قَالَ: الدوْدرّى من قَوْلهم فرس درير، والدليلُ عَلَيْهِ قولُه: فِي مثل خيْط العِهن المُعرى

يُرِيد بِهِ الْخذرُوفَ، والمُعرّى: جُعلتْ لَهُ عُروَة، والدَّرْدارُ ضرب من الشّجر مَعْرُوف. رد: قَالَ اللَّيْث: الردُّ مصدرُ رددتُ الشيءَ، ورُدُودُ الدَّراهِم واحدُها رَدُّ، وَهُوَ مَا زُيِّفَ، فرُدَّ على ناقِدِه بعدَ مَا أُخذَ مِنْهُ. قَالَ: والرَّدّ مَا صَار عِماداً للشَّيْء يَدفَعه ويَردّه. قَالَ: والرَّدّةُ: تَقاعُس فِي الذّقَن. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للْإنْسَان إِذا كَانَ فِيهِ عيب: فِيهِ نَظْرة ورَدَّة وخَيْلة. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: قَالَ أَبُو ليلى: فِي فلَان رَدَّة أَي يَرتدّ البَصَر عَنهُ من قُبحِه. قَالَ: وفِيه نَظْرة أَي قُبْح. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للْمَرْأَة إِذا اعتراها شَيْء من جمالٍ وَفِي وجهِها شَيْء من قَباحة: هِيَ جميلَة، وَلَكِن فِي وجهِها بعض الرَّدَّة. ورَدّادٌ: اسْم رجل كَانَ مُجَبِّراً يُنسب إِلَيْهِ المُجَبِّرون، وكلُّ مجبِّر يُقَال لَهُ: رَدَّادٌ. وَفِي حَدِيث الزُّبير فِي دَار لَهُ وقَفَها فَيكْتب: وللمَرْدُودة من بَنَاتِي أَن تسكُنَها، قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: المردُودة من النِّسَاء المطلَّقة. ورُوِي عَن النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّه قَالَ لسُراقَة بن مَالك: (أَلا أدُلُّك على أفضل الصّدَقة ابنتُكَ مَرْدُودَةٌ عَلَيْك لَا كاسبَ لَهَا غَيرُك) ، أَرَادَ أنّها مطلَّقة من زَوجِها، فأَنفِق عَلَيْهَا. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الرُّدَّى: الْمَرْأَة الْمَرْدُودَة المطلّقة. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: نَاقَة مُرْمِدٌ على مثالِ مُكرِم، ومُرِدٌّ مِثَال مُقِل إِذا أشرق ضَرْعها ووَقَع فِيهِ اللَّبن. قَالَ أَبُو عبيد: وأَنشد غيرُه: تَمشِي من الرِّدّة مَشْيَ الحُفَّلِ وَقَالَ غَيره: ناقةٌ مُرِدّ إِذا شَربت الماءَ فَورِم ضَرعُها وحياؤها من كثْرة الشّرْب، يُقَال: نُوقٌ مَرادٌّ، وَكَذَلِكَ الجِمال إِذا أَكْثرتْ من الشّرب فثَقُلتْ. ورَجُلٌ مُرِدّ إِذا طَالَتْ عُزْبَتُه فَتَرَادَّ الماءُ فِي ظَهره. وَيُقَال: بَحْر مُرِدّ أَي كثيرُ المَاء، وأَنشدَ: رَكبَ البحرُ إِلَى البحرِ إِلَى غَمَراتِ الْمَوْت ذِي المَوْجِ المُرِدّ ورُوِي عَن عمرَ بن عبد الْعَزِيز أنّه قَالَ: لَا رِدِّ يدَي فِي الصَّدَقة. يَقُول: لَا تُردُّ. وَقَالَ أَبُو عبيد: الرِّدِّيدَى من الرَّدّ فِي الشَّيْء. أَبُو تُرَاب عَن زَائِدَة: يُقَال: رَدَّه عَن الْأَمر ولَدَّه، أَي صَرَفه عَنهُ بِرِفْق، قَالَ: والرِّدّ الظَّهْر والحَمُولة من الْإِبِل. قلتُ: سمّيتْ رِدّاً لأنّها تُرَدّ مِن مَرتَعها إِلَى الدَّار إِذا احتَمَلَ أهلُها، قَالَ زُهير:

باب الدال واللام

رَدَّ القِيانُ جِمَالَ الحَيِّ فاحْتَملوا إِلَى الظَّهيرة وأَمْرٌ بيْنهم لَبِكُ ابْن الأعرابيّ: الرُّدُدُ: القِباحُ من النَّاس، يُقَال: فِي وَجهه رَدَّة وَهُوَ رَادٌّ، وارتَدَّ الرجُل عَن دِينه رِدّة إِذا كَفَر بعد إِسْلَامه، وأَمرُ الله لَا مَرَدّ لَهُ. انْتهى وَالله أعلم. (بَاب الدَّال وَاللَّام) (د ل) دلَّ، لدَّ: مُسْتَعْمل. دلّ: فِي الحَدِيث: أَن أصحابَ عبد الله بنِ مَسْعُود كَانُوا يَرحَلُون إِلَى عمرَ بن الْخطاب فينظرُون إِلَى سَمْتِه وهَدْيه ودَلِّهِ فَيَتشَبَّهون بِهِ. قَالَ أَبُو عبيد: أما السَّمْت فَيكون بمعنيين: أحدُهما حُسْنُ الهيئةِ والمَنظَر فِي الدِّين وهيئة أهلِ الْخَيْر، وَالْمعْنَى الثَّانِي أَن السَّمْتَ الطَّرِيق، يُقَال: الزَمْ هَذَا السَّمْتَ، وَكِلَاهُمَا لَهُ معنى، إمَّا أَرَادوا هَيْئَةَ الْإِسْلَام أَو طَريقَة أهْلِ الْإِسْلَام. وقولُه: إِلَى هَدْيِه ودَلِّهِ فإنّ أحدَهما قريب من الآخر، وهما من السكينَة والوَقار فِي الْهَيْئَة والمَنظَر وَالشَّمَائِل وغيرِ ذَلِك. وَقَالَ عدِيّ بن زَيْد يمدح امْرَأَة بحُسن الدَّلّ فَقَالَ: لمَ تَطَلَّعْ من خِدْرِها تبتغي خِبَّا وَلَا سَاءَ دَلُّها فِي العِناقِ ورُوِي عَن سعد أنَّه قَالَ: بَينا أَنا أَطُوف بِالْبَيْتِ إذْ رأيْتُ امْرَأَة أعجبَني دَلُّها، فأردتُ أَن أَسأَل عَنْهَا، فخِفتُ أَن تكون مَشْغُولَة وَلَا يَغُرَّكَ جَمالُ امْرَأَة لَا تَعرِفها. وَقَالَ شمر: الدَّلاَلُ للْمَرْأَة، والدَّلُّ حُسْن الحَدِيث وحُسْن المَزْح والهيئة، وَأنْشد فَقَالَ: فَإِن كَانَ الدَّلاَلُ فَلَا تلِحّي وَإِن كَانَ الوَداعُ فبالسَّلامِ قَالَ: وَيُقَال هِيَ تَدِلّ عَلَيْهِ، أَي تجترىءُ عَلَيْهِ، يُقَال: مَا دَلَّك عليَّ أَي مَا جَرَّأك عليَّ، وأَنشدَ: فَإِن تَكُ مَدْلولاً عليّ فإنني لِعَهْدِكَ لَا غُمْرٌ ولستُ بِفانِي أَرَادَ، فَإِن جَرَّأَكَ عَلَيَّ حِلْمِي فإنّي لَا أُقِرُّ بالظُّلْم. وَقَالَ قيس بنُ زُهَيْر: أظُنُّ الحِلْمَ دَلَّ عليَّ قومِي وَقد يُسْتَجهَلُ الرجلُ الحَليمُ قَالَ مُحَمَّد بنُ حبيب: دَلَّ عليّ قومِي، أَي جَرَّأَهم، وفيهَا يَقُول: وَلَا يُعْيِيكَ عُرْقوب لِلأيٍ إِذا لم يُعْطِكَ النَّصفَ الخَصِيمُ وَقَوله: عُرْقوب لِلأْي، يَقُول: إِذا لم يُنْصِفك خَصْمُك فأَدخِل عَلَيْهِ عُرْقوباً يَفْسَخُ حجّته، والمُدِلُّ بالشجاعة: الجَريء.

ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: المُدَلِّل الّذي يتجنَّى فِي غيرِ موضعِ تَجَنَ. قَالَ: ودَلَّ فلَان إِذا هَدَى، ودَلَّ إِذا افتخرَ. سَلَمة عَن الفرّاءَ، الدَّلّ: المِنَّةُ، والدَّلَّةُ الإدْلال. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي أَيْضا: دَلَّ يَدُلُّ إِذا هَدَى، ودَلَّ يَدِلّ إِذا مَنَّ بعَطائه، والأدَلُّ المَنّان بعَمَله. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال تدلَّلَتِ المرأةُ على زَوْجِها، وَذَلِكَ أَن تُرِيَه جَراءةً عَلَيْهِ فِي تَغَنُّجِ وشَكْلٍ كأنّها تُخالِفه، وَلَيْسَ بهَا خلاف. قَالَ: والبازِيُّ يُدِلّ على صَيْده. والدِّلّةُ مِمّن يُدِلّ على من لَهُ عِنْده مَنزِلة شِبهُ جَراءة مِنْهُ. ابْن السكّيت عَن الفرّاء: دَليلٌ من الدِّلالة والدَّلالة بِالْكَسْرِ وَالْفَتْح. وَقَالَ أَبُو عبيد: الدِّلِّيلَى من الدَّلالة. وَقَالَ شمر: دَلَلْتُ بِهَذَا الطَّرِيق دَلالةً، أَي عرفتُه، ودلَلْتُ بِهِ أَدُلّ دَلالة، وَقَالَ أَبُو زيد: أَدْلَلْتُ بالطّريق إدلالاً. قَالَ: وقلتُ: وسمعتُ أَعْرَابِيًا يَقُول لآخَر: أما تَندَلّ على الطّريق، وأَنشَد ابْن الْأَعرَابِي: مَا لَكَ يَا أحمقُ لَا تَنْدَلُّ وَكَيف يَندَلُّ امرؤٌ عِثْوَلُّ وَقَالَ اللَّيْث: الدُّلْدُل شيءٌ عَظِيم أعظمُ من القُنْفُذ ذُو شوك. والتّدلدُل كالتَّهدُّل. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيِّ: من أَسمَاء الْقُنْفُذ، الدُّلْدُل والشَّيْهمَ والأَزْيبُ. اللّحياني: وَقع القومُ فِي دَلدال وبَلْبالٍ إِذا اضطَرَب أمرُهم وتذَبذَب، وقومٌ دَلْدال إِذا تَدَلْدَلُوا بَين أَمريْن فَلم يستقيموا، وَقَالَ أَوْس: أمْ مَنْ لِحَيَ أَضاعوا بعضَ أمرِهُم بَين القُسوطِ وَبَين الدِّين دَلْدال وَقَالَ ابْن السكّيت: جَاءَ القومُ دُلْدُلا إِذا كَانُوا مُذَبذَبين لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ، وَقَالَ أَبُو مَعْدان الباهليّ: جَاءَ الحَزَائمُ والزَّبائنُ دُلْدُلا لَا سابِقِين وَلَا مَعَ القُطَّانِ فعَجِبتُ مِن عَمرو وماذا كُلِّفتْ وتجيءَ عَوْفٌ آخِرَ الرُّكْبانِ قَالَ: والحَزيمَتان والزَّبينَتانِ من باهلة، وهما حَزيمة وزَبينة، فجمعهما، وَتَدَلْدَلَ الشَّيءُ وَتَدَرْدَرَ إِذا تحرَّك. وَقَالَ الكسائيَّ: دلدَل فِي الأَرْض وبَلْبَل وقَلْقَل ذهبَ فِيهَا. لد: فِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (خير مَا تداويتُم بِهِ اللَّدُود والحِجامةُ والمشيُّ) . قَالَ أَبُو عُبَيْد: قَالَ الْأَصْمَعِي: اللَّدُود: مَا سُقِيَ الإنسانُ فِي أحد شِقَّي الفَمِ، وَإِنَّمَا

باب الدال والنون

أَخذ اللَّدُودُ من لَدِيدَيِ الْوَادي وهما جانِباه، وَمِنْه قيل للرجل: هُوَ يتلدَّد إِذا تلفَّت يَمِينا وشِمالاً، ولَدَدْتُ الرُّجلَ ألُدُّه لَدَّا إِذا سقيتَه، كَذَلِك وجمعُ اللَّدود أَلِدَّة. وَقَالَ ابْن أحمَر: شَربتُ الشُّكاعَى والْتَدَدْتُ أَلِدَّةً وأقبَلْتُ أَفْواهَ العُروقِ المكَاوِيَا والوَجُور فِي وَسَط الفَم. وَقَالَ الفرَّاء: اللَّد: أَن يُؤخَذ بِلِسَان الصبيّ فيُمَدَّ إِلَى أحَدِ شِقَّيه ويُوجَر فِي الآخر الدواءُ فِي الصَّدَف، بَين اللِّسَان وَبَين الشَّدْق. قَالَ: والدَّيدَان صَفْحتا العُنُق، وأَنشدَ: لَدَدْتُهُمُ النَّصِيحة كلَّ لَدِّ فَمَجُّوا النُّصْحَ ثمَّ ثَنَوْا فقاءُوا وَقَالَ رؤبة: على لَدِيديْ مُصْمَئِل صِلْخادْ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: اللَّديد الرَّوْضة الزَّهراء. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} (الْبَقَرَة: 204) معنى الْخصم فِي اللُّغَة الألَدُّ الشديدُ الخصومةِ، واشتقاقُه من لَدِيدَيِ العُنُق، وهما صَفْحتاه، وتأويلُه أنّ خصمَه أيّ وجهٍ أخَذ من وُجُوه الْخُصُومَة غَلَبَهُ فِي ذَلِك، يُقَال رجُلٌ ألَدُّ، وامرأةٌ لَداء، وقومٌ لدٌّ وَقد لَدِدْتَ يَا هَذَا تَلَد لَدّاً، ولَدَدْتُ فلَانا ألُدّه لَدّاً إِذا جادَلْته فغلبْتَه. وَقَالَ ابْن السّكيت: رجل أَلَنْدَد ويَلَنْدَد وَهُوَ الشَّديد الخُصومة، وَقَالَ الشَّاعِر يذكر نَاقَة: بعيدةُ بَينَ العَجْبِ والمتلدَّدِ أَرَادَ أَنَّهَا بعيدَة مَا بَين الذنَب والعُنُق. وَقَالَ اللَّيث: هُذَيل تَقول: لَدّهُ عَن كَذَا وَكَذَا أَي حَبَسه. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: لَدَّدَ بِهِ وبَدَّدَ بِهِ إِذا سَمَّع بِه. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الدَّلِيلة: المحجة البَيْضاء وَهِي الدُّلى. (بَاب الدَّال وَالنُّون) (د ن) دن، ند، (دوان) ددن: (مستعملة) . الدَّدَن: اللهْو واللَّعب. ددن: ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: هُوَ اللَّهْو، والديْدَيون، وَهُوَ دَدٌ ودَدَا ودَيْدٌ ودَيدَانٌ وَدَدَنٌ كلُّها لُغَات صَحِيحَة. وَفِي الحَدِيث: مَا أَنا مِن دَدٍ وَلَا الدَّدُ مِني. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَحْمَر: فِيهِ لُغات، يُقَال: اللَّهْو دَدٌ مثل يَدٍ ودَداً مثل قَفَّا وعَصاً، ودَدَنٌ مِثل حَزَن، وأَنشد: أيّها القلبُ تَعلّقْ بِدَدَنْ إِن هَمِّي فِي سَماعٍ وَأَذَنْ

وَقَالَ الْأَعْشَى: وكنتَ كَمَنْ قَضَى اللُّبَانَةَ من دِدِ (دنّ) : وَقَالَ: سَيْفٌ دَدَانٌ أَي كَهام. وَقَالَ اللَّيْث: الدَّنّ مَا عَظُم من الرّواقيد، والجميع الدِّنان، وَهُوَ كَهَيئَةِ الجُبِّ، إلاّ أنَّه طَوِيل مُستوِي الصَّنْعَة، فِي أَسْفَله كَهَيئَةِ قَوْنَس البَيْضة. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: الأَدَنّ من النّاس: المُنحنِي الظَّهر. وَقَالَ أَبُو الهيْثم: الأدَنُّ من الدوابّ الّذي يَدَاهُ قصيرَتان وعُنْقُه قريبَة من الأَرْض، وأَنشد: بَرَّحَ بالصِّينيّ طُول المَنّ وسَيْرُ كلِّ راكبٍ أَدّنِّ معترِضٍ مثل اعتراضِ الطُّنّ وَقَالَ الراجز: وَلَا دَنَنٌ فيهِ وَلَا إخْطاف والإخطاف صِغَر الجَوف، وَهُوَ شَرّ عُيُوب الْخَيل. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الأَدَنّ الّذي كأنّ صُلْبه دَنّ، وأَنشد: قد حَطَأت أُمُّ خيْثَمٍ بِأَدَنْ بناتِىء الْجَبْهَة مَفْسُوء القَطَنْ قَالَ: والفَسَأُ: دُخُول الصُّلْب، والفَقَأُ: خُروج الصَّدْر. وَيُقَال: دَنٌ وأَدْنَنٌ ودِنَّانٌ ودِنَنَةٌ. وَقَالَ أَبُو زيد: الأدَنّ الْبَعِير المائل قُدُماً، وَفِي يَدَيْه قِصَر، وَهُوَ الدَّثَمُ، والدَّنَن: اسمُ بلدٍ بعَينِه، وَمِنْه قَول ابْن مقبل: يَثْنِينَ أَعْناق أُدْمٍ يَختَلِينَ بهَا حَبَّ الأَراك وحَبَّ الضَّال مِن دَنَنْ وَفِي الحَدِيث: (فأمَّا دَنْدَنَتُكَ ودَنْدَنَةُ مُعاذ فَلَا تُحْسِنها) . قَالَ أَبُو عبيد: الدَّنْدَنة أَن يتكلّم الرجلُ بالْكلَام تَسمَع نَغْمَته وَلَا تفهمه عَنهُ لأنّه يُخفيه. والهَيْنَمَةُ نحوٌّ مِنْهَا. وَقَالَ شمر: طَنْطَن طَنْطَنة ودَنْدَن دَنْدَنةً بِمَعْنى وَاحِد، وأَنشد: تُدَنْدِن مِثلَ دَنْدَنَة الذُّبابِ وَقَالَ اللَّيْث: الدَّنين والدَّنْدَنة أصواتُ النَّحْل والزَّنَابير، وأَنشد: كَدَنْدَنَةِ النَّحْلِ فِي الخَشْرَمِ أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: إِذا اسود اليَبِيسُ من القِدَم فَهُوَ الدِّنْدِن، وأَنشدَ. مِثل الدِّنْدِن البَالِي: وَقَالَ اللَّيْث: الدِّنْدِن أصولُ الشّجر. قلت: الدِّنْدِن مَا فَسَّرَهُ الأصمعيّ وَهُوَ الدَّرِين. أَبُو تُرَاب: أَدَنّ الرّجُل بالمَكان إدْنانا وأَبَنَّ ابْناناً إِذا أَقَامَ، ومِثلُه ممَّا يعاقِب فِيهِ الدَّال وَالْبَاء، انْبَرَى وانْدَرَى بِمَعْنى وَاحِد. ند: قَالَ ابْن المظفَّر: النَّدُّ ضَرْبٌ من

الدُّخْنَةِ. وروَى أَبُو يَعْلَى عَن الأصمعيِّ عَن أبي عَمْرو بن العَلاء. وَيُقَال للعنْبرِ: النَّدّ، وللبَقَّم: العَنْدَمُ ولِلْمِسك: العتيقُ. وَيُقَال: نَدَّ البعيرُ يَنِدّ نُدوداً إِذا شَرَد. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {عَلَيْكُمْ يَوْمَ} {التَّنَادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِّنَ} (غَافِر: 32، 33) القُرَّاء على تَخْفيف الدَّال من التَّنادِ؛ وقرأَ الضّحاك وحدَه: (يومَ التَّنادِّ) بتَشْديد الدَّال. وأخبَرَني المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: هُوَ من نَدَّ الْبَعِير نِداداً أَي شَرَد. قَالَ: وَقد يكون التَّنادِ بتَخْفِيف الدَّال من نَدَّ فليَّنوا تَشْدِيد الدَّال وجَعلوا إِحْدَى الدالين يَاء، ثمَّ حَذَفوا الْيَاء، كَمَا قَالُوا: دِيوان ودِيباج ودِينار وقِيراط. وَالْأَصْل دِوّان ودِبّاج وقِرّاط ودِنّار. والدليلُ على ذَلِك جمعُهم إيّاها على دَوَاوِين وقَرَارِيط ودَبابِيج ودَنانير، قَالَ: وَالدَّلِيل على صحّة قِرَاءَة من قَرَأَ (التّنادّ) بتَشْديد الدَّال قولُه: {التَّنَادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِّنَ} . أَبُو عبيد عَن أبي زيد: نَدَّدْتُ بالرجلِ تَنْدِيداً، وسمَّعْتُ بِهِ تسميعاً إِذا أسمعتَه القبيحَ وشتمتَه. شمِر عَن الْأَخْفَش فِي قَول الله جلّ وعزّ: {مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا} (الْبَقَرَة: 165) . قَالَ: النِّدّ الضِّدّ والشِّبْه. قَالَ: وَقَوله: {قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ} (الزمر: 8) أَي أضْداداً وأَشْبَاهاً، وفلانٌ نِدّ فلَان، ونَدِيدُه ونَدِيدَتُه أَي مِثْلُه وشِبهُه، وأنشدَ للَبيد: كَيْلا يكونُ السَّنْدَرِيّ نَدِيدَتِي وأجْعَلُ أَقْواماً عُمُوماً عَمَاعِما وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: يُقَال للرجل إِذا خالفَكَ فأَرَدْتَ وَجْهاً تذهَبُ فِيهِ ونازعك فِي ضدِّه: فلانٌ نِدِّي ونَدِيدِي للّذي يُرِيد خلاف الْوَجْه الَّذِي تُرِيدُ وَهُوَ يستقِلّ من ذَلِك بِمثل مَا تَسْتَقِلُّ بِهِ. وَقَالَ حسّان: أتَهْجُوه ولستَ لَهُ بِنِدَ فَشَرُّكما لخيرِكما الفِداءُ أَي لستَ لَهُ بمِثْلٍ فِي شَيْء من مَعَانِيه. وَيُقَال: نادَدْتُ فلَانا أَي خالَفْتُه، والتَّنْدِيدُ: رفْعُ الصَّوتِ، وَقَالَ طرفَة: لِهجْسٍ خَفِيَ أَو لصَوْتٍ مُنَدَّدِ والصَّوتُ المندَّد المُبَالِغُ فِي النداء. وَيُقَال: ذهب الْقَوْم ينادِيدَ وأَنادِيدَ إِذا تفَرقُوا فِي كلّ وَجه. وَقَالَ ابْن شُميل: يُقَال: فُلَانَة نِدُّ فُلَانَة، وخَتَنُ فلانةَ وتِرْبُها، وَلَا يُقَال: فلانةُ نِدُّ فُلانٍ وَلَا خَتَنُ فلَان، فَتُشَبِّهُها بِهِ. قَالَ: وَأما قولُه: قَضَى على النَّاس أمرا لَا نِدَادَ لَهُ عَنْهُم وَقد أَخَذَ الميثاقَ واعْتَقَدَا

باب الدال والفاء

فَمَعْنَاه أَنه لَا يَندُّ عَنْهُم وَلَا يَذهب. (بَاب الدَّال وَالْفَاء) (د ف) دف، فد: (مستعملة) . (دف) : قَالَ اللَّيْث: الدَّفّ والدَّفّة: الجَنْب لكلّ شَيْء، وَأنْشد فِي الدَّفّة: ووَانِيَةٍ زَجَرْتُ على وَجَاها قَرِيح الدَّفّتين من البِطانِ قَالَ: ودَفّتا الطَّبْل. اللّتان على رَأسه، ودَفّتَا المُصْحَفِ ضِمَامَتاه من جانبيه. وَفِي حَدِيث عمرَ أَنه قَالَ لمَالِك بنِ أوْس: أَنه قد دفّت علينا من قَوْمك دافَّةٌ وَقد أَمَرْنَا لَهُم بِرَضْخ فاقسِمه فيهم. قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: الدَّافّة: القومُ يَسِيرُونَ جمَاعَة سيراً لَيْسَ بالشَّديد، يُقَال: هم يَدِفُّون دَفيفاً. وَمِنْه الحَدِيث الآخَر أنّ أَعْرَابِيًا قَالَ: يَا رَسُول الله هَل فِي الجنَّة إِبل؟ فَقَالَ: (نعم إنَّ فِيهَا النَّجائب تَدِفّ بِرُكْبانها) ، قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: خُذْ مَا دَفَّ لَك واسْتَدَفّ، أَي مَا تَهَيَّأ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: دفَّ على وَجه الأَرْض وزَفَّ بِمَعْنى وَاحِد، ونادَى منادِي خَالِد بن الْوَلِيد فِي بعض غَزَوَاته: أَلا مَن كَانَ مَعَه أسيرٌ فليُدافِّه. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو والأمويّ قَوْله: فيلدافِّه، يَعْنِي ليُجْهِز عَلَيْهِ، يُقَال: دافَفْتُ الرجلَ دِفافاً ومُدافَّةً، وَهُوَ إجهازك عَلَيْهِ، قَالَ رُؤبة: لمَّا رَآنِي أُرْعِشتْ أَطْرَافي كَانَ مَعَ الشَّيْبِ من الدِّفافِ وَكَانَ الأصمعيّ يَقُول: تَدافَّ القومُ إِذا ركبَ بعضُهم بَعْضًا. قَالَ أَبُو عبيد: وَهُوَ من هَذَا. قَالَ: وَفِيه لُغَة أُخْرَى فليدَافِهِ بتَخْفِيف الْفَاء من دافَيْتُه، وَهِي لغةٌ لجهينَة. وَمِنْه الحَدِيث الْمَرْفُوع: أَنه أُتِي بأسير فَقَالَ: (أَدْفُوه) ، يُرِيد الدِّفْءَ من البَرْدِ، فَقَتَلُوه فَوَاداه رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أَبُو عبيد: وَفِيه لغةٌ ثَالِثَة بِالذَّالِ فليذافِّه، يُقَال: ذفَفْتُ عَلَيْهِ تَذْفيفاً إِذا أجهزتَ عَلَيْهِ، وَمِنْه حديثُ عَلِيّ: لَا يُذَفَّفُ على جريح، والدُّفّ: الّذي يُضرَبُ بِهِ، يُقَال لَهُ: دَفٌّ أَيْضا، وَأما الدَّف بِمَعْنى الجَنْب فَهُوَ بالفَتْح لَا غير، وَجمعه دُفُوف. وَقَالَ اللَّيْث: الدَّفيف أَن يَدُفّ الطائرُ على وَجه الأَرْض يحرِّك جناحيه، ورِجلاه بالأَرْض وَهُوَ يطير، ثمَّ يستقلُّ، وَقَالَ رؤبة: والنسرُ قد يَركُض وَهُوَ دافِ فخفّف وكسَرَ على كَسرةِ دافِفٍ، وحَذَف إِحْدَى الفاءين. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: دُفوف الأَرْض أسنادُها، وَهِي دَفادِفُها، الْوَاحِدَة دَفْدَفة، وَدَفّ

باب الدال والباء

َ العُقاب يَدُف: إِذا دَنا من الأَرْض فِي طَيَرانه، والدَّفيف: العَدْو أَيْضا. فد: فِي حَدِيث النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إنَّ الجفاءَ والقسوةَ من الفدَّادِين) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: هِيَ مخفّفة وَاحِدهَا فَدَّان مشدّدة، وَهِي الْبَقر الّتي يُحرَث بهَا. وَقَالَ أَبُو عبيد: لَيْسَ الفَدادِين من هَذَا فِي شَيْء، وَلَا كَانَت الْعَرَب تعرفها، إنَّما هَذِه للرُّوم وأهلِ الشَّام، وَإِنَّمَا افتُتحت الشَّام بعد النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَكنهُمْ الفَدَّادونَ بتَشْديد الدَّال واحدُهم فَدَّاد. وَقَالَ الأصمعيّ: وهم الَّذين تَعْلُو أصواتُهم فِي حروثِهم وأموالِهم ومَواشيهم وَمَا يعالجون بهَا. وَكَذَلِكَ قَالَ الْأَحْمَر. يُقَال مِنْهُ: فَدَّ الرجلُ يَفِدُّ فَدِيداً. إِذا اشتَدَّ صوتُه. وَأنْشد: أُنْبئْتُ أَخْوَالي بَني يَزيدُ ظُلماً علينا لهمُ فَدِيدُ وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة يَقُول غير ذَلِك كَأَنَّهُ قَالَ: الفدادون المكثِرون من الْإِبِل الَّذين يملك أحدهم المئتين من الْإِبِل إِلَى الْألف يُقَال لَهُ: فَدَّاد إِذا بلغ ذَلِك. وهم مَعَ هَذَا: جُفاةٌ أهلُ خُيَلاء. قَالَ أَبُو عبيد: وَقَول أبي عُبَيْدَة هُوَ الصَّوَاب عِنْدِي. وَمِنْه الحَدِيث الآخر إنَّ الأَرْض إِذا دُفن فِيهَا الإنسانُ قَالَت لَهُ: مَشَيْتَ على ظَهرِي فَدَّاداً ذَا مالٍ كثير وذَا خُيَلاء، ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: فَدَّدَ الرجلُ: مَشَى على وَجه الأَرْض كِبَراً وبَطَراً. وَفَدَّدَ إِذا صاحَ فِي بَيْعه وشرائه. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: وَقَوله عَلَيْهِ السَّلَام: (الجَفاء والقسْوة فِي الفَدّادين) ، هم الجَمَّالُونَ والرُّعْيان والبَقّارون والحَمّارون. وفَدْفَدَ: إِذا عَدَا هَارِباً من عَدُوّ أَو سَبُع. قَالَ اللَّيْث: الفديدُ صوتٌ كالخفيف، وَقد فَدَّ يَفِدّ فَديداً، وَمِنْه الفَدْفَد. وَقَالَ النَّابِغَة: أوَابِدُ كالسّلام إِذا استمرَّت فَلَيْسَ يَرُدُّ فَدْفَدَهَا التَّظَنِّي وفَلاةٌ فَدْفَد لَا شيءَ فِيهَا. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الفَدْفَد الْمَكَان الْمُرْتَفع فِيهِ صَلابةٌ، وَنَحْو ذَلِك قَالَ ابْن شُمَيْل. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال لِلَّبن الثَّخين فُدَفِدٌ. (بَاب الدَّال وَالْبَاء) (د ب) دب (ديدبون) ، بُد: (مستعملة) . دب ديدبون: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الدَّيْدَبون: اللَّهْو، والدَّيْدَبان: الطَّلِيعة وَهُوَ الشَّيِّفَةُ قلتُ: أَصله ديذَبان، فَغَيَّرُوا

الحركةَ وَقَالُوا دَيْدَبان وَجعلُوا الذَّال دَالا. لمّا أُعرب. قَالَ ابْن المظفَّر: دَبّ النَّمْل يَدب دَبيباً أَي مَشَى على هِينتيه، وَلم يُسْرع ودب الشَّرَاب فِي شَاربه دبيباً؛ ودب الْقَوْم إِلَى الْعَدو دبيباً، أَي مَشَوْا على هِينتهم لم يسرعوا قَالَ: والدَّبْدَبة العُجْرُوفُ من النَّمْل، وَذَلِكَ أنَّهُ أَوْسَع خَطْواً وأَعجَل نَقْلاً، والدَّبّابة آلَة تُتَّخَذ فِي الحُروب يَدخُل فِيهَا الرِّجَال ثمَّ تدْفَع فِي أصلِ حصْن فينقبونَهُ وهم فِي جَوْف الدّبّابة. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الدَّبَّة الكَثيب بِفَتْح الدَّال. قَالَ: ودُبَّةُ الرجلِ طريقتُه من خيرٍ أَو شرّ بالضمّ. وَقَالَ ابْن عبّاس: اتَّبِعوا دُبّة قُرَيْش وَلَا تُفارقوا الْجَمَاعَة، والدَّبَّة: الْموضع الكثيرُ الرّمل يُضرَبُ مَثلاً لِلْأَمْرِ الشَّديد، وَقَع فلانٌ فِي دَبّةٍ من الرّمل، لِأَن الجملَ إِذا وَقع فِيهِ تَعِب، ودَبَبْتُ أَدِبُّ دِبَّةً خَفِيَّة والدَّببُ الزّغب على الْوَجْه وَأنْشد: قَشْر النِّسَاء دَبَبَ الْعَرُوس والدَّبيب: الزَّحف على الْوَجْه. وَأنْشد: تِرْعِيبَةٌ فِي دَمٍ أَو بَيْضةٌ جُعِلَتْ فِي دَبَّةٍ من دِبابِ الرَّمل مِهيار وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: يُقَال: دَبّ إِذا اخْتَبَأَ، ودَبّ إِذا مَشَى من قَوْلهم: أكْذَبُ مَنْ دَبّ ودَرَجَ، فدَبّ مَشَى، ودَرَج ماتَ وانْقَرَض عَقِبُه وَقَالَ رؤبة: إِذا تَزَابَى مِشيَةً أَزَائِبا سمعتَ من أَصواتِها دبَادِبا قَالَ: تَزَابَى مَشَى مشيَةً فِيهَا بُطْءٌ. قَالَ: والدَّبادِب صَوت كأَنَّهُ دُبْ دُبْ، وَهُوَ حكايةُ الصّوت. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ أَيْضا: الدُّبادِب والجُباجِب الكثيرُ الصِّياح والجَلَبَة، وأنشدَ: إيّاكِ أَنْ تَستَبدِلي قَرِدَ القَفَا حَزَابِيَةً وَهَيَّبَاناً جُبَاجِبَا وَمعنى قَوْلهم: فلانٌ أَكَذَب مَنْ دَبَّ ودَرَج، أَي أكذَبُ الْأَحْيَاء والأموات. وَفِي الحَدِيث: لَا يَدخُل الجنَّة دَيْبُوبٌ وَلَا قَلاّع، الدَّيْبُوب الَّذِي يَدِب بالنميمة بَين الْقَوْم، وَهُوَ كَقَوْلِه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَا يَدخُل الْجنَّة قَتاتٌ) . وَيُقَال: رَجَل دبُوب ودَيْبُوب الَّذِي يجمع بَين الرِّجَال والنساءِ، سُمِّي دَيْبُوباً لأنَّهُ يَدِبُّ بَينهم ويَستخفِي. قَالَ أَبُو عَمْرو: دَبدَبَ الرجلُ إِذا جَلّب، ودَرْدَب إِذا ضَرَبَ بالطَّبل. أَبُو عبيد: أَرض مَدَبة كَثِيرَة الدِّبَبَةِ، وَاحِدهَا دُبّ وَالْأُنْثَى دُبَّة. وَفِي الحَدِيث أَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لنسائه: لَيْتَ شِعْري أيَّتُكن صاحبةُ الْجمل الأدْبَبِ تنبحَها كِلابُ الحَوْأَبِ) قَالُوا: أَرَادَ

بالأدْبب الأدَبِّ فأظهر التَّضْعِيف، وَهُوَ الكثيرُ الوَبَر. قَالَ ابْن الأعرابيّ: جملٌ أدَبّ كثير الدَّبَبِ، وَقد دَبَّ يَدِب دَبَباً، قَالَ: والدَّبَبُ: الشَّعْر الّذي على وَجه الْمَرْأَة. قلتُ: والخَلْصاء: رَمْلٌ يُقَال لَهُ الدَّبَّابُ، وبحِذائه دُحْلانُ كَثِيرَة، وَمِنْه قولُ الشَّاعِر يذكرهُ: كَأَن هِنْداً ثَناياها وبَهْجَتَها لمّا التَقَيْنَا على أَدْحَالِ دَبَّابِ وَقَالَ الزّجّاج فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَآبَّةٍ مِّن مَّآءٍ} (النُّور: 45) الدَّابةُ اسمٌ لكلّ حَيَوَان مميِّز وغيرِه، فلمّا كَانَ لِما يَعقل ولِما لَا يَعقل قَالَ: فمِنْهم، وَلَو كَانَ لِما لَا يعقِل قِيلَ فَمِنْهَا أَو فمنهنّ، وتَصْغِيرُ الدَّابَّة دُويبَة، الْيَاء سَاكِنة، وفيهَا إشمامٌ من الْكسر، وَكَذَلِكَ كلُّ يَاء التصغير إِذا جَاءَ بعدَها حرفٌ مُثقَّلٌ فِي كل شَيْء، والمِدَبُّ: موضعُ دَبِيب النّمل وغيرِه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: المِدْبَبُ الجَملَ الّذي يمشي دَبَادِب، والدَّبُوب: النَّاقة السَّمينة، وجمعُها دُبُبٌ، والدُّباب مَشْيُها. وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: يُقَال للضَّبُع: دَبابِ، يُرِيدُونَ دِبِّي كَمَا يُقَال: نَزالِ وحَذَارِ، وَدُبّ فِي بني شيْباب، دُبّ بن مُرة بن ذُهْل بن شَيبَان. بُد: قَالَ اللَّيْث: البُدُّ: بيتٌ فِيهِ صَنَمٌ وتصاويرُ. وَيُقَال: البُدُّ هُوَ الصَّنَم نَفسه، وَهُوَ إِعْرَاب: بُتْ بِالْفَارِسِيَّةِ وَأنْشد: لقد عَلِمَتْ تَكاكرة ابْن تِيرِي غَداةَ البُدِّ أنِّي هِبْرِزِيُّ وَيُقَال: ليسَ لهَذَا الْأَمر بُدٌّ أَي لَا محَالة. عَمْرو عَن أَبِيه: البُدُّ: الفِراق، يُقَال: لَا بُدَّ الْيَوْم مِنْ قَضَاء حَاجَتي: أَي لَا فِراق، وَمِنْه قَول أم سَلمَة: أيِّديهم تَمْرَةً تَمرة: أَي فَرِّقي فيهم. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: أَبْدَدتُهم العَطَاء إِذا لم تجمعْ بَين اثْنَيْنِ، وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب يصف صيّاداً، فرّق سهامَه فِي حُمر الوَحش: فأَبَدَّهَن حُتُوفَهن فهاربٌ بذِمائِه أَو بَارك مُتَجَعْجِعُ وَقَالَ أَبُو عبيد: الإبْدَادُ فِي الهِبة أَن يُعطي وَاحِدًا وَاحِدًا، والقِرانُ أَن تُعطِيَ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ، وَقَالَ رجل من الْعَرَب: إِن لي صِرْمة أُبِدُّ مِنْهَا وأَقْرُنُ. ثَعْلَب عَن عَمْرو عَن أَبِيه: البَدُّ التَّعبُ، وَهُوَ بِدُّه وبَدِيداهُ أَي مِثلُه، قَالَ وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: البَدادُ والعِدَادُ: المُناهَدَةُ قَالَ: وبَدَّدَ إِذا تَعِب، وبَدَّد إِذا أخرج نَهْدَه، والبَديدُ التَّطْهِيرُ يُقَال: مَا أَنْت بِبَدِيدٍ لي فتكلمني، والبِدَّان المثْلان.

أَبُو حَاتِم عَن الأصمعيّ يُقَال: أَبِدَّ هَذَا الجَزوز فِي الحيّ فأعطِ كلَّ إِنْسَان بُدَّتَهُ أَي نَصِيبَه. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: البُدَّة: القِسْم. وَأنْشد: فمَنَحتْ بُدّتَها رَفِيقًا جامِحاً والنارُ تَلْفَحُ وَجْهَهُ بأُوارِها أيْ أطَعمتْه بعضَها: أيْ قِطعة مِنْهَا، قَالَ: والبِدَادُ أَن تبِدّ المالَ القومَ فتَقْسِمه بَينهم، وَقد أَبْدَدْتهم المَال وَالطَّعَام، وَالِاسْم البُدّةُ والبِدادُ، والبُدَدُ جمع البُدَّةِ، والبُدُدُ جمع البِدادِ؛ وَقَالَ: جَاءَت الْخَيل بَدَادِ بدادِ إِذا جَاءَت مُتَبَدِّدة، وَقَالَ ذَلِك أَبُو زيد وَأنْشد: كُنَّا ثَمَانِيَة وَكَانُوا جَحْفلاً لجباً فشُلُّوا بالرِّماح بَدَادِ أَي متبددين. وَقَالَ الأصمعيّ: العربُ تَقول: لَو كَانَ البَدَاد لما أطاقونا. قَالَ: والبَدَاد: البِرازُ تَقول: لَوْ بارَزُونا رجل لرجلٍ. قَالَ: فَإِذا طرحوا الْألف وَاللَّام خَفَضُوا، فَقَالُوا: يَا قوم بَدَادِ بَدَادِ مرَّتَيْنِ أَي، لِيأخذْ كلُّ رجلٍ رَجُلاً، وَقد تبادَّ القومُ إِذا أخذُوا أقرانَهم. وَيُقَال: لَقُوا قَوْماً أبدادَهم، ولَقِيَهم قومٌ أَبْدَادُهم، أَي أعدادُهم لكل رجلٍ رجلٌ. وَيُقَال: لقَي فلانٌ وفلانٌ فلَانا فابتدَّاه بِالضَّرْبِ، أَي أخَذاه مِن ناحِيَتَيْه، والسَّبُعَانِ يَبْتَدَّان الرجلَ، والرضيعان التَّوْأَمان يبتدَّان أمَّهما، يرضع هَذَا من ثَدْيٍ وَهَذَا من ثَدْيٍ، وَيُقَال: لَو أنَّهُما لَقِياه بخَلاءٍ فابتدَّاه لما أطاقاهُ، وَيُقَال: لما أطاقه أحدُهما، وَهِي المُبادَّة. وَلَا يُقَال: ابتدَّها ابْنهَا وَلَكِن ابتدها ابْناها، وَيُقَال: إِن رَضَاعَها لَا يَقع مِنْهُمَا موقعاً فأَبِدَّهما تِلْكَ النَّعْجةَ الْأُخْرَى، فَيُقَال: قد أبْدَدْتهما. غَيره: تَبَدَّدَ الْقَوْم: إِذا تفَرقُوا، وَذهب الْقَوْم بَدَادِ بَدَادِ، وَجَاءَت الْخَيل بَدَادِ بَدَادِ أَي وَاحِدًا وَاحِدًا، واستَبَدّ فلَان بِرَأْيهِ إِذا تفرَّدَ بِهِ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: البِدَادان فِي القَتَب بِمَنْزِلَة الكرِّ فِي الرَّحْلِ. وَقَالَ أَبُو مَالك: البِدَادُ بِطَانَةٌ تُحْشَى وتُجْعَل تَحت القَتَبِ وِقايةً للبعير أَلاَّ يصيبَ ظهرَه القَتَبُ، وَمن الشق الآخر مثله، وهما مُحيطان مَعَ القتب، والجَدَياتُ من الرَّحل شِبْهُ الْصَدَغَةِ يُبطَّن بِهِ أعالي الظَّلِفاتِ إِلَى وَسَط الحِنْوِ. قلت: البِدَادان فِي القتب شِبْهُ مِخْلاتَيْنِ تُحشيان وتُشدَّان بالخيوط إِلَى ظَلِفات القَتَب وأَحْنَائه. وَيُقَال لَهَا: الأبِدَّة وَاحِدهَا بِدٌّ، وللاثنين بِدَّان فَإِذا شُدَّتْ إِلَى القَتَب فَهي مَعَ القتب حِداجَةٌ حِينَئِذٍ. وَقَالَ اللَّيْث: البِدادُ لِبْدٌ يُشدُّ مَبْدُوداً على الدَّابة الدَّبِرَة، تَقول: بُدَّ عَن دَبَرِها أَي

باب الدال والميم

شُقَّ. قَالَ: وفَلاةٌ بَدْبَدٌ لَا أَحَد فِيهَا. أَبُو عبيد: رجل أبدّ وامرأةٌ بَدَّاء عَظِيمَة الخَلْق وَأنْشد: بَدَّاء تَمشي مِشيَةَ الأبَدِّ وَيُقَال: هُوَ العريض مَا بَين الْمَنْكِبَيْنِ، وَقَالَ اللَّيْث: برذون أبدّ، وَهُوَ الَّذِي فِي يَدَيْهِ تبَاعد عَن جَنْبَيْهِ، وَهُوَ البدد، قَالَ: والحائِل أبدّ أبدّاً، وَقَالَ أَبُو زيد فِي بعير أبدّ وَهُوَ الَّذِي فِي يَدَيْهِ فَتلَ. وَقَالَ أَبُو مَالك: الأَبدُّ الواسِعُ الصَّدر. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: فِي فَخْذَيه بَدَد أَي طول مُفرِط. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: البَدَد تباعدُ مَا بَين الفَخِذين فِي النَّاس من كَثْرة لحمهما، وَفِي ذَوَات الْأَرْبَع فِي الْيَدَيْنِ، وَيُقَال للْمُصَلِّي أَبِدَّ ضَبْعَيْك، وإبدادُهما تفريجُهما فِي السُّجود، وَيُقَال: أَبَدَّ فلانٌ يدَه إِذا مدَّها. وَأَخْبرنِي المنذريّ، عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأَعرابيّ: قَالَ: قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: كَانَ دُرَيْدُ بن الصّمة قد بَرِص بادَّاهُ مِن كَثرة رُكوب الخَيلِ إِعْرَاء، وبادَّاه مَا يَلِي السَّرْج مِن فَخِذيه. وَقَالَ القُتَيْبَي: يُقَال لذَلِك الْموضع من الفَرَس: بادٌّ، والبَدَّاء المرأةُ كَثِيرَة لَحْم الفَخِذين. ورَوَى أَبُو حَاتِم عَن الأصمعيّ: أَنه قَالَ: قيل لامرأةٍ من الْعَرَب: عَلاَم تمْنَعِين زوجَك القِضَّةَ؟ فَقَالَت: كذَبَ وَالله إِنِّي لأطأْطِىءُ لَهُ الوسادَ، وأُرْخي لَهُ الْبَادَّ، تُرِيدُ أَنَّهَا لَا تضمّ فخذيها، وَقَالَ الراجز: جاريةٌ يَبُدُّها أَجَمُّها قد سمَّنتْها بالسَّوِيق أُمُّها وَالرجل إِذا رأى مَا يَسْتَنْكِره فأَدام النظرَ إِلَيْهِ يُقال: أَبَدَّهُ بَصَرُه. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: مَا لَك بِهَذَا بُدٌّ، وَمَا لَك بِهِ بِدَّةٌ، أَي مَا لَك بِهِ طاقةٌ وَلَا يَدَان. الْكسَائي: ذهب الْقَوْم عَباديدَ إِذا تفَرقُوا. وَقَالَ الْفراء: يَبَادِيدَ إِذا تفَرقُوا وَأنْشد: يَرَونَنِي خَارِجا طيرٌ يَبَادِيدُ وَيُقَال: أَبَدَّ فلانٌ نظرَه إِذا مَدّه، وأبددتُه بَصرِي وأبددتُ يَدي إِلَى الأَرْض فأَخذتُ مِنْهَا شَيْئا، أَي مَدَدْتُها. عَمْرو عَن أَبيه: البديدة التَّفَرُّقُ. (بَاب الدَّال وَالْمِيم) (د م) مد، دم: (مستعملة) . دم: قَالَ اللَّيْث: الدَّمُّ الفِعْل من الدِّمامِ وَهُوَ كل دَوَاءٍ يُلْطَخ على ظَاهر العَيْن. وأَنشد: تَجْلُو بقادمَتيْ حمامةِ أَيْكَةٍ بَرَداً تُعَلُّ لِثاتُهُ بِدِمامِ يَعْنِي النَّؤُور قد طُلِيَتْ بِهِ حَتّى رَسَخَ.

وَيُقَال للشَّيْء السمين كَأَنَّمَا دُمَّ بالشحم: دَمّاً، وَقَالَ عَلْقَمَةُ: كأنَّهُ من دَمِ الأَجْوَافِ مَدْمُوم ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: دَمَّ الرجلُ فلَانا إِذا عَذَّبه عذَابا مَا، ودُمَّ الشيءُ إِذا طُلِيَ. سَلمَة عَن الْفراء فِي قَوْله جلّ وعزّ {فَعَقَرُوهَا فَدَمْدمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنبِهِمْ} (الشَّمْس: 14) ، قَالَ: دَمْدَم أَرْجَفَ، وَقَالَ أَبُو بكر بن الْأَنْبَارِي فِي قَوْله: {فَعَقَرُوهَا فَدَمْدمَ عَلَيْهِمْ} أَي غضب، قَالَ: وَتَكون الدَّمْدَمةُ الْكَلَام الَّذِي يُزْعج الرجلَ إِلَّا أَن أكْثر الْمُفَسّرين قَالُوا فِي دَمْدَم عَلَيْهِم أَي أطْبَق عَلَيْهِم العذابَ، يُقَال: دَمْدَمتُ على الشَّيْء أَي أطبقتُ عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ دَمْدَمْتُ عَلَيْهِ القَبْرَ وَمَا أشبهه، لذَلِك يَقُول: ناقةٌ مَدمُومة أَي قد أُلْبِسها الشحمُ فإِذا كَرَّرْتَ الإطباقَ، دَمْدَمت عَلَيْهِ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ عَن عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الدمدم مَا يبس من الْكلأ قلت: هُوَ الدِّنْدِنُ، قَالَ: والدُّمادِمُ هُوَ شَيْء يشبه القَطِران يسيل من السَلَم والسَّمُرِ أحمرُ الْوَاحِد دُمَدِمٌ وَهُوَ حَيْضَةُ أُمِّ أَسْلَمَ يَعْني شَجَرَة. قَالَ: وَقَالَ أَبُو الخرقاء: تَقول للشَّيْء يُدفن: قد دَمْدَمْتُ عَلَيْهِ أَي سَوَّيْتُ عَلَيْهِ. أَبُو عبيد عَن الْفراء: الدُّوَدِمُ شِبْهُ الدَّم يخرج من السَّمُرة وَهُوَ الحَذَال، يُقَال: قد حَاضَتْ السَّمُرة إِذا خرج ذَلِك مِنْهَا، وَقَالَ أَبُو تُرَاب: قَالَ أَبُو عَمْرو: الدِمْدِم أصُول الصِّلِّبان المُحِيل، فِي لُغَة بني أَسد، وَهُوَ فِي لُغَة بني تَمِيم الدِّنْدِنُ. اللحياني: ورَجُلٌ دَميم وَقوم دِمام وَامْرَأَة دَمِيمة من نسْوَة دمائِم ودِمام، وَمَا كَانَ دميماً وَلَقَد دمَّ وَهُوَ يَدِمُّ دَمامة. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: دَمَّ يَدِمُّ دَمامةً. قَالَ: وَقَالَ الْكسَائي: دَمَمْتَ بَعْدي تَدِم دَمامة. وَقَالَ اللحياني: يُقَال للرجل إِذا طَحَن القومَ فأهلكهم: قد دَمَّهم يَدُمُّهم دَمّاً. وَيُقَال لليربوع إِذا سَدَّفَا حُجْرِه بِنبيثَتِهِ: قد دَمَّه يَدُمُّه دَمّاً، وَاسم الجُحْر الدَّمَّاءُ مَمْدُود والدُّمَّاءُ والدُّمَّةُ والدُّمَمَةُ. وَيُقَال للْمَرْأَة إِذا طَلَتْ مَا حول عينهَا بِصَبْرٍ أَو زعفران: قد دَمَّتْ عينهَا تَدُمُّها دَمّا، ودُمَّ البعيرُ دَمّاً إِذا كَثُر شحمُه ولَحمُه حَتَّى لَا يجدِ اللاَّمس مَسَّ حجْم عَظْمٍ فِيهِ. وَيُقَال لِلْقِدر إِذا طُلِيتْ بالدّم أَو بالطِّحال بعد الجَبْر: قد دُمَّت دَمّاً، وَهِي بُرْمةٌ مَدْمُومة، ودَمِيمٌ ودَمِيمةٌ، وَيُقَال: دَمَمْتُ ظَهْره بآجُرَّة أَدُمُّه دَمّاً، أَي ضربتُ ظَهْره، ودَمَمْتُ الْبَيْت أَدُمُّه دَمّاً أَي طَيّنْتَه، جَصَّصْتَه، ودَمَمْتُ رأسَه إِذا ضَربتَه فَشَجَجتَه.

قَالَ: وَقَالَ الْكسَائي: لم أسمع أحدا يُثَقِّل الدَّمَ، وَيُقَال مِنْهُ: قد دُمِّيَ الرجل وأُدْمِيَ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الدّميمُ بِالدَّال فِي قَدِّه، والذّميم فِي أخلاقه. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: أَسَاءَ فلَان وأَدَمّ أَي أقبح، الفِعْل اللَّازِم دَمّ يَدِم وَقد قيل: دَمَمْتَ يَا فلَان تَدُمّ وَلَيْسَ فِي المضاعف مثله. ابْن الأعرابيّ: الدّمّ نَبَات والدُّمُّ القُدورُ المطْلِيَّةِ والدِّم القُوليِّة. وَقَالَ: دَمْدَم إِذا عَذَّب عذَابا تَاما، ومَدْمَدَ إِذا هَرَب. مد: قَالَ اللَّيْث: المَدُّ كثرةُ الماءِ أَيَّام المُدُودِ، يُقَال: مَدّ النهرُ، وامْتَدّ الحبلُ، وَهَكَذَا تَقول الْعَرَب. أَبُو حَاتِم عَن الأصمعيّ: المَدُّ مَدُّ النهرِ، والمَد الحَبْلُ، والمَدّ أَن يَمُدّ الرجلُ الرجلَ فِي غَيِّه. وَيُقَال: وَادِي كَذَا يَمُد فِي نهر كَذَا، أَي يزِيد فِيهِ، وَيُقَال مِنْه: قَلّ مَاء رَكِيّتِنا فمَدّتْها رَكِيّةٌ أُخْرَى، فَهِيَ تَمُدّها مدّاً وَأنْشد: سَيْلٌ أتِيٌّ مَدّهُ أَتِيُّ وَقَالَ الأصمعيّ: امْتَد النهرُ، ومَدَّ إِذا امْتلأ، ومَدّه نهرٌ آخر، ومددتُ الحبلَ وامْتَد. قَالَ: والإمْداد: أَن يُرْسِلَ الرجلُ للرجل بمَدَدٍ، يُقَال: أَمْدَدْنا فلَانا بجيشٍ. قَالَ جلّ وعزّ: {هَاذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِءَالا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - فٍ} (آل عمرَان: 125) . وَقَالَ فِي المَال: { ((أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ} (الْمُؤْمِنُونَ: 55) . هَكَذَا رُوِيَ نُمِدهم بِضَم النُّون. وَقَالَ: {وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ} (الْإِسْرَاء: 6) . قَالَ: يكون مِداداً كالمِدَادِ الَّذِي يُكتب بِهِ، والشيءُ إِذا مَد الشيءَ فَكَانَ زِيَادَة فِيهِ فَهُوَ يَمُدُّه، يَقُول: دِجْلةُ تَمُدُّ بِئَارَنا وأنهارَنا، وَالله يَمُدُّنا بهَا، وَتقول: قد أَمْدَدتُك بِأَلف فَمُدّ. وَلَا يُقاسُ على هَذَا كلُّ مَا وَرَدَ. الأصمعيّ: أَمَد الجُرْحُ يَمُدُّ إمْداداً وأَمْدَدْتُ الدَّوَاة إمْداداً. وَقَالَ أَبُو زيد: مَدَدْتُ الْإِبِل أَمُدها مَدّاً، وَالِاسْم المَدِيدُ، وَهُوَ أَن يَسقيها الماءَ بالبَزْر أَو الدَّقِيق أَو السِّمسم. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: مَدَدت الدواة، وأمْدَدتُها جعلتُ فِيهَا مَاء. وَقَالَ أَبُو عبيد: مَد النهرُ جرى فِيهِ، ومَدَدْنا القومَ صِرنا لَهُم مَدَداً، وأَمْدَدْناهم، بغيرنا؛ وأمَد الجُرْحُ، وَأَمْدَدْتُ الرجلَ مُدةً وَأَمْدَدْت الدوَاة إِذا جعلت فِيهَا مِداداً. وَقَالَ اللَّيْث: المَدَدُ مَا أمْددتَ بِهِ قومَك فِي حَرْب أَو غير ذَلِك من طَعَام أَو أَعوان، والمادةُ كلُّ شَيْء يكون مداداً

لغيره، وَيُقَال: دَعْ فِي الضَّرع مادَّةَ اللّبن، فالمتروكُ فِي الضَّرع هُوَ الدَّاعِيةُ، وَمَا اجْتمع إِلَيْهِ فَهُوَ المادّة، والأعرابُ مادةُ الْإِسْلَام، والمِدَادُ مَا يُكتبُ بِهِ، يُقَال: مُدَّني يَا غلامُ أَي أَعْطِنِي مَدّة من الدَّواة، وَإِن قلت: امْدُدني مُدة كَانَ جَائِزا، وخُرِّج على مجْرى المَدَد بهَا وَالزِّيَادَة، والمديدُ شعير يُجَشُّ ثمَّ يُبلُّ فيضفرُ البعيرَ والمدّة الْغَايَة، يُقَال لهَذِهِ الْأمة مُدَّةٌ أَي غَايَة من بَقَائِهَا، ويُقال: أمدّ الله فِي عمرك، أَي جعل لعمرك مُدةً طَوِيلَة، والمُدُّ مكيال معلومٌ وَهُوَ ربع الصاعِ، ولُعبة للصبيان تسمى مداد قيْس. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: مُدٌّ وثلاثةُ أَمداد ومِددٌ ومدادٌ كَثِيرَة، والتَّمدُّدُ كتهدُّدِ السِّقاء، وَكَذَلِكَ كل شَيْء تبقى فِيهِ سَعةُ المدِّ، وَيُقَال: امتدّ بهم السيْر أَي طَال. وَقَوله سُبْحَانَ الله: مداد كَلِمَاته أَي عَدَدَها وَكَثْرَتهَا، والأمدَّة المِساكُ فِي حافتي الثَّوْب إِذا ابتُدىء فِي عَمله. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: مدْمد أَي هربَ، قَالَ: والمددُ العَساكر الَّتِي تلْحق بالمغازي فِي سَبِيل الله، ويُقال: جَاءَ هَذَا على مدادٍ وَاحِد أَي على مِثَال وَاحِد. وَقَالَ جَندل: لم أقْو فيهنّ وَلم أساند على مدادٍ ورَوِيٍ وَاحِد والإمدّان مياهُ السِّباخ. وَقَالَ أَبُو الطّمحَان: فأَصبحن قد أقْهيْن عنِّي كَمَا أَبتْ حِياض الإمدَّان الظِّباءُ القوامحُ وَقَالَ أَبُو زيد: الأمدان المَاء الْملح الشَّديد الملوحة، وَفُلَان يُمادُّ فلَانا، أَي يُماطله ويجاذبُه وَيُقَال: مددتُ الأَرْض مدّاً إِذا زِدْت فِيهَا تُرَابا أَو سماداً من غَيرهَا، ليَكُون أعمر لَهَا وَأكْثر ريعاً لزرعها. وَقَالَ شمر: كل شَيْء امْتَلَأَ وارتفع فقد مدّ وأمددتُه أَنا، ومدّ النهارُ: إِذا ارْتَفع. وَقَالَ يُونُس: مَا كَانَ من الْخَيْر فَإنَّك تَقول: أَمددتُه، وَمَا كَانَ من الشَّرّ، فَهُوَ مددتُهُ، ومدَّ النهرُ النَّهر إِذا جرى فِيهِ. وَمَدَدْنَا الْقَوْم صرنا لَهُم مدَدا وأمددناهم بغيرنا. وَقَالَ أَبُو زيد: الإمدَّانُ الماءُ المالح الشديدُ الملوحة. انْتهى وَالله أعلم.

أبواب الدال والتاء

أَبْوَاب الثلاثي الصَّحِيح من حرف الدَّال (أَبْوَاب الدَّال وَالتَّاء) د ت ظ د ت ذ د ت ث د ت ر: مهملات الْوُجُوه. د ر ط د ب د د ت ث د ق ر مهملات. د ت ل اسْتعْمل مِنْهُ: (تَلد، لتد) . تَلد: قَالَ اللَّيْث: التِّلادُ كل مَال قديم يَرِثهُ الرجلُ عَن آبَائِهِ وَهُوَ التّالِدُ والتَّليدُ والمُتلدُ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: تلّد الرجلُ، إِذا جمع وَمنع. وَقَالَ غَيره: جاريةٌ تليدة إِذا وَرِثها الرجلُ، فَإِذا وُلدتْ عِنْده فَهِيَ وليدةٌ. الأصمعيّ: تَلد بِالْمَكَانِ تُلوداً: أَي أَقَامَ بِهِ، رَوَاهُ أَبُو عبيد عَنهُ؛ وأتلد، أَي اتَّخَذَ المَال. وَقَالَ أَبُو زيد: تَلَد المالُ يتلِد ويتلُد وأتْلدْتُه أَنا. ورُوي عَن شُريح أَن رجلا اشْترى جَارِيَة وَشرط أَنَّهَا مُولَّدة فَوَجَدَهَا تليدةً فَردهَا شُريح. قَالَ القتيبي: التليدةُ هِيَ الَّتِي وُلدتْ بِبِلَاد الْعَجم، وحملت فَنَشَأَتْ بِبِلَاد الْعَرَب. والمولدةُ الَّتِي وُلدت فِي بِلَاد الْإِسْلَام، قَالَ: وَذكر الزيَادي عَن الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ: التليدُ مَا وُلد عِنْد غَيْرك؛ ثمَّ اشتريتَه صَغِيرا فَشَبَّ عنْدك، والتِّلاد مَا ولدتَ أنتَ. قلت: وسمعتُ رجلا من أهل مَكَّة يَقُول: تلادي بِمَكَّة: أَي ميلادي. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: التليدُ الَّذِي وُلد عنْدك وَهُوَ المولد؛ والأُنثى المولّدةُ؛ قَالَ: والموَلَّد والمولَّدةُ والتليد وَاحِد عندنَا؛ رَوَاهُ أَبُو دَاوُد المصاحفي عَنهُ. لتد: قَالَ: (أَبُو مَالك: لَتَدَه بِيَدِهِ مثل وكزه) فَهُوَ لاتد، (والأتلادُ بطونٌ من بني عبد الْقَيْس) .

أبواب الدال والظاء

د ت ن د ت ف د ت ن: أهملت وجوهها. د ت م (متد) : قَالَ ابْن دُرَيْد: متد بِالْمَكَانِ يمتُدُ فَهُوَ ماتدٌ إِذا أَقَامَ بِهِ. قلت: وَلَا أحفظه لغيره. (أَبْوَاب الدَّال والظاء) د ظ) أهملت الدَّال مَعَ الظَّاء غير (دلظ) : حرف وَاحِد وَهُوَ دَلظ يُقال: دَلَظَه يدلِظُه ويدْلُظُه دلظاً إِذا وَكزه ولَهَزَهُ، ورَجلٌ مِدْلَظٌ أَي مِدْفعٌ. (أَبْوَاب الدَّال والذال) د ذ) أهملا فِي الثلاثي الصَّحِيح إِلَى آخر الْحُرُوف انْتهى. (أَبْوَاب) الدَّال والثاء) (فِي الثلاثي الصَّحِيح) (د ث ر) دثر، ثرد، رثد: مستعملة. دثر: رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (ذهب أهل الدُّثور بِالْأُجُورِ) . قَالَ أَبُو عبيد: وَاحِد الدُّثُور دَثْر؛ وَهُوَ المالُ الْكثير، يُقال: هم أهل دثر ودُثور. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: هم أهل دثر؛ وَمَال دثر، وَمَال دَبْر أَيْضا بِمَعْنَاهُ. ورُوِيَ عَن الْحسن أَنه قَالَ: حادثوا هَذِه الْقُلُوب بِذكر الله فَإِنَّهَا سريعة الدُّثُور. قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله سريعةُ الدُّثُور، يَعْنِي دُروسَ ذِكرِ الله، يُقال للمنزل إِذا عَفا ودرس: قد دَثَر دُثوراً. قَالَ ذُو الرّمة: أَشاقَتْكَ أَخْلاقُ الرُّسومِ الدواثِرِ وَقَالَ شمر: دُثُور القُلوب امِّحاءُ الذِّكْر مِنْهَا ودُروسُها قَالَ: ودُثُورُ النُّفُوس سُرعةُ نسْيانها، ودَثَر الرجلُ إِذا عَلَتْه كَبْرةٌ واسْتِسْنانٌ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الدثَرُ الوَسَخُ، وَقد دَثر دثوراً إِذا اتَّسَخَ، ودَثر السَّيفُ إِذا صَدِىءَ. وَقَالَ أَبُو زيد: سيفٌ دَاثرٌ وَهُوَ البعيدُ الْعَهْد بالصقال. قلت: وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب، يدل عَلَيْهِ قَوْله: حادثوا هَذِه الْقُلُوب أَي اجلوها واغْسلوا عَنْهَا الرَّيْن والطَّبَع بِذكر الله كَمَا يُحادَثُ السيفُ إِذا صُقِل وجُلِيَ وَمِنْه قَول لَبيد: كَمِثْلِ السَّيْفِ حُودِثَ بالصِّقالِ

أَي جُلِيَ وصُقِلَ، والدِّثار الثوبُ الَّذِي يُستَدْفَأ بِهِ من فَوق الشِّعار، يُقَال: تَدَثَّرَ فلَان بالدِّثار تَدَثُّراً وادِّثاراً فَهُوَ مُدَّثِّرٌ وَالْأَصْل مُتَدَثِّر فأدْغِمَتْ التاءُ فِي الدَّال وشُدِّدتْ. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {} (المدثر: 1) يَعْني المُتَدَثرِّ بثيابه إِذا نَام. عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: المَتَدَثِّر من الرِّجَال: المأْبُونُ، قَالَ: وَهُوَ المُتدَأَّم، والمُتَدَهَّمْ والمِثْفَر والمِثْفارُ. ثرد: قَالَ اللَّيْث: الثَّرِيدُ: معروفٌ، قلت: أصل الثَّرْد الهَشْم، وَمِنْه قيل لما يُهْشَمُ مِن الخُبْزِ ويُبَلُّ بِمَاء القِدْر وَغَيره: ثريدٌ. وَسُئِلَ ابْن عَبَّاس عَن الذَّبِيحَة بالعُود فَقَالَ: كُلّ مَا أَفْرَى الأَوْداجَ غير مُثرِّد. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو زِيَاد الْكلابِي: المُثرِّدُ الَّذِي يَقْتلُ بِغَيْر ذَكاةٍ يُقَال: تَثَرَّدتَ ذَبيحتكَ. وَقَالَ غَيره: التَّثريدُ أَن تَذبحَ الذبيحةَ بشيءٍ لَا يُنْهِرُ الدّمَ وَلَا يُسيله، فَهَذَا المُثَرِّدُ، وَمَا أفرى الأوداجَ من حديدٍ أَو لِيطَةٍ أَو ظُرَرٍ أَو عُودٍ لَهُ حَدٌّ، فَهُوَ ذَكِيٌ غيرُ مُثَرَّدٍ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: ثَرِد الرجلُ حُمِل من المعركة مُرْتثّاً. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: ثوب مَثْرودٌ أَي مَغْموس فِي الصِّبْغ، وَيُقَال: أكلنَا ثَرِيدة دَسِمَة بِالْهَاءِ على معنى الِاسْم أَو الْقطعَة من الثَّرِيد. رثد: أهمله اللَّيْث، وَقَالَ ابْن السّكيت: الرَّثْدُ مَصدرُ رَثَدْتُ المتاعَ إِذا نَضَدْتَ بعضَه فَوق بعض، وَهُوَ طَعَام مَرْثُودٌ ورَثيدٌ، ويُقال: تركتُ فلَانا مُرْتثِداً مَا تَحمَّل بعد: أَي نَاضِداً مَتَاعَه وَمِنْه اشتُق مَرْثَدٌ، وَقَالَ ثعلبةُ بنُ صُعَيْرٍ: فَتَذَكَّرا ثَقَلاً رثيداً بَعْدَ مَا أَلْقَتْ ذُكَاءُ يَمينَها فِي كَافِرِ قَالَ: والرَّثَدُ متاعُ الْبَيْت المنضُود بَعْضُه فَوق بعض. وَقَالَ غَيره: الرِّثْدَةُ واللِّثْدَةُ الجماعةُ من النَّاس الْكَثِيرَة، وهم المقيمون وسائرهم يَظْعَنُون. 5 د ث ل دلث، لثد: (مستعملة) . (دلث) : قَالَ اللَّيْث: الدِّلاثُ من الْإِبِل السريعُ، قَالَ كُثيِّر: دِلاثُ العَتِيقِ مَا وَضَعت زِمامَه مُنِيفٌ بِهِ الْهَادِي إِذا احتَثَ ذَامِلُ أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ فِي الدِّلاثِ مثله، قَالَ: وَقَالَ الْفراء: الانْدِلاثُ: التَّقَدُّم. وَقَالَ الأصمعيّ: انْدَلَثَ فلَان انْدلاثاً إِذا رَكِب رَأسه فَلم يُنَهْنِهْه شيءٌ فِي قتال: وَيُقَال: هُوَ يَدْلِف ويَدْلِث دليفاً دَلِيثاً إِذا قَارب خَطْوَه مُتَقَدِّماً.

لثد: يُقَال: لَثَدْت القَصْعَةَ بالثَّريد مثل رَثَدْتُ إِذا جمعتَ بعضه على بَعْضٍ وسوَّيتَه، فَهُوَ لَثِيدٌ ورَثِيدٌ، واللِّثدةُ والرِّثدةُ الجماعةُ يُقِيمون وَلَا يَظْعَنون. د ث ن ثدن، ثند، دثن: مستعملة. ثند: قَالَ اللَّيْث: الثُّنْدُوَةُ لحمُ الثَّدَي. وَقَالَ ابْن السّكيت: هِيَ الثَّنْدُوَةُ اللَّحْم الَّذِي حول الثدي للْمَرْأَة. غير مَهْمُوز. قَالَ: وَمن همزها ضم أَولهَا فَقَالَ: ثندُؤة. وَقَالَ غَيره الثندوة للرجل والثَّدي للْمَرْأَة. ثدن: يُقَال: رجل مُثَدَّنٌ إِذا كَانَ كَثِير اللَّحْم على الصَّدْر وَقد ثُدِّنَ تَثْدِيناً وَقَالَ: رِخْوُ العِظام مُثَدَّنٌ عَبْلُ الشوَى وَفِي حديثِ عليَ: أنهُ ذَكرَ الْخَوَارِج فَقَالَ: فيهم رَجلٌ مَثْدُون اليَدِ وَرَوَاهُ بَعضهم: مُثَدَّنُ الْيَد أَي تُشْبِهُ يدُه ثديَ المرأةِ. دثن: قَالَ الْفراء: الدّثينَةُ والدّفِينَةُ منزلٌ لبني سُلَيم، وَقَالَ: ونحنُ تَرَكْنا بالدّثينةِ حاضِراً لآلِ سُلَيم هَامة غير نائمِ وَقَالَ ابنُ دريدٍ: دَثّن الطائرُ تَدْثِيناً إِذا طَارَ وأسرع السُّقوط فِي مواضعَ مُتقارِبة. د ث ف أهمله اللَّيْث. (ثفد) : وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الثفافيد سحائبُ بيضٌ بعضُها فَوق بعض، والثفافيدُ بطائِنُ كلِّ شيءٍ من الثِّيَاب وَغَيرهَا، وَقد ثَفَّدَ دِرْعَه بالحديد أَي بَطْنه. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس وَغَيره تَقول: فَثَافِيدُ. د ث ب: أهمل. د ث م دمث، ثَمد، مثد، ثدم: (مستعملة) . ثدم: أهمل اللَّيْث. ثدم: ورجلٌ فَدْمٌ ثَدْمٌ بِمَعْنى وَاحِد. مثد: أهمله اللَّيْث. وروى عَمْرو عَن أَبِيه: الماثِد الدّيْدَبَان وَهُوَ اللابدُ والمختَبىءُ الشَّيِّفَةُ والرَّبيئة. دمث: شمر عَن ابْن شُمَيْل: الدِّماثُ السهول من الأَرْض الْوَاحِدَة دَمِثَةٌ، كلُّ سَهْل دَمِثْ، والوادي الدَّمِث السهل. ويكونُ الدِّماث فِي الرمال وَغير الرمال، وَقَالَ غَيره: الدَّمائثُ مَا سهُل ولان وَاحِدهَا

أبواب الدال والراء

دَمِيثَةٌ. وَمِنْه قيل للرجل السَّهْل الطَّلق الْكَرِيم: دَميثٌ وَامْرَأَة دَمِيثةٌ شُبِّهَتْ بِدِماثِ الأَرْض لِأَنَّهَا أكْرم الأَرْض، وَيُقَال: دمَّثْتُ لَهُ المكانَ. أَي سهَّلْتُه لَهُ، وَيُقَال: دَمِّثْ لي ذَلِك الحَدِيث حَتَّى أطعَن فِي حوْصِهِ أَي اذْكُر لي أَوَّله حَتَّى أَعرِفَ وجهِه، ومَثَلٌ للْعَرَب: دَمِّثْ لِجَنْبِكَ قَبْلَ اللَّيْلِ مُضْطَجَعاً، أَي خُذ أهْبَتَه واستَعِدَّ لَهُ وتَقَدَّمْ فِيهِ قبل وُقوعه. ثَمد: قَالَ اللَّيْث: الثَّمْدُ الماءُ القليلُ، والإثمد ضَربٌ من الكُحْل. وَقَالَ أَبُو مَالك: الثَّمْدُ، أَن تعْمِد إِلَى مَوضعٍ يَلزمُ ماءَ السَّمَاء تجعلُه صَنَعاً، وَهُوَ الْمَكَان يجْتَمع فِيهِ المَاء وَله مَسَايلُ من الماءِ وتحفر فِيهِ من نواحيه ركايا فتملؤها من ذَلِك المَاء، فيشربُ الناسُ الماءَ الظَّاهِرَ حَتَّى يجِف إِذا أصابَهُ بَوارِحُ القَيْظ، وتَبْقَى تِلْكَ الركايا، فَهِيَ الثِّماد وَأنْشد: لَعَمْرُك إنَّنِي وطِلابَ سَلْمَى لَكالمُتَبَرِّض الثَّمَدَ الظَّنُونا والظَّنُون الَّذِي لَا يُوثَق بمائه، وَيُقَال: أصبحَ فلَان مَثْموداً إِذا أُلِحَّ عَلَيْهِ فِي السُّؤَال حَتَّى فَنِيَ مَا عِنْده، وَكَذَلِكَ إِذا ثَمَدَتْه النساءُ فَلم يَبْقَ فِي صُلْبه ماءٌ. شمر عَن ابْن الأعرابيّ: الثَّمْدُ قَلْتٌ يَجْتَمِعُ فِيهِ ماءُ السَّمَاء، فَيشرب بِهِ النَّاس شَهْرَيْن من الصَّيف، فَإِذا دَخل أولُ القيظ انْقَطع، فَهُوَ ثَمَدٌ وَجمعه ثِمادٌ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقال للرجل يَسهر لَيْلَهُ سارياً أَو عَاملا: فلانٌ يَجْعَل الليلَ إثْمِداً: أَي يسهرُ، فجعلَ سَوادَ اللَّيْل بِعَيْنَيْه كالإثْمد، لِأَنَّهُ يَسْهَر الليلَ كلّه فِي طلب الْمَعَالِي، وَأنْشد أَبُو عَمْرو: كَمِيشُ الْإِزَار يَجْعَلُ الليلَ إثْمِداً ويَغْدُو: علينا مُشْرِقاً غيرَ وَاجِم ثَمودُ حَيٌ من العَرب الأُوَل، يُقَال: إِنَّهُم من بقيَّة عادٍ، بعث الله إِلَيْهِم صَالحا، وَهُوَ نبيّ عَرَبيّ، واخْتَلَفَ القُراء فِي إجرائه فِي كتاب الله فَمنهمْ من صَرَفه، وَمِنْهُم من لم يَصْرِفه، فَمن صَرفَه ذهب بِهِ إِلَى الحيِّ، لِأَنَّهُ اسْم عربيّ مُذكر سُمِّي بمذكر، وَمن لم يصرفهُ ذهب بِهِ إِلَى الْقَبِيلَة وَهِي مُؤَنّثَة. انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم. (أَبْوَاب) الدَّال وَالرَّاء) (من الثلاثي الصَّحِيح) د ر ل أهملت وجوهه. (درل) : (دِرَوْلِيَّة) وَدَرولية. اسْم بلد فِي

أَرض الرّوم. د ر ن، دنر، ردن، رند، ندر، نرد: (مستعملة) . (درن) : قَالَ اللَّيْث: الدَّرَنُ تَلَطُّخ الوَسَخ، وثوب دَرِنٌ وأدْرَنُ أَي وسخ. قَالَ رؤبة يمدح رجلا: إنِ امرُؤٌ دَغْمَرَ لَوْنَ الأدْرَنِ سَلِمْتَ عِرْضاً ثَوْبُه لم يَدْكَنِ أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: كلُّ حُطام شَجر أَو حَمْضٍ أَو أَحرار بَقْل، فَهُوَ الدَّرين إِذا قَدُم. وَقَالَ اللَّيْث: اليَبيسُ الحَوْليُّ هُوَ الدَّرين. وَيُقَال: مَا فِي الأَرْض من اليَبيسِ إِلَّا الدُّرَانَةُ. قَالَ: وناس من أهل الْكُوفَة يسمون الأحمق دُرَيْنَة. وَقَالَ اللَّيْث: دُرَّانةُ اسْم من أَسمَاء الْجَوَارِي وَهُوَ فُعْلانه. قلت: النُّون فِي درَّانة إِن كَانَت أَصْلية فَهِيَ فُعْلالَة من الدَّرَنِ، فَإِن كَانَت غير أَصْلِيَّة فَهِيَ فُعْلانَة من الدُّر أَو الدَّر، كَمَا قَالُوا: قُرَّان من القُرِّ أَو من القَرِين. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: فلَان إدْرَوْنُ شَرَ وطِمِرُّ شَرَ إِذا كَانَ نِهَايَة فِي الشَّر. وَقَالَ شمر: والإدْرَوْنُ الأصْلُ، وَقَالَ القُلاّخُ: ومِثْلُ عَتَّابِ رَدَدْناه إلَى إدْرَوْنِهِ ولُؤْمِ أصِّهِ على الرَّغم مَوْطُوء الْحَصَى مُذَلَّلاَ قَالَ: وإدْرَوْنُ الدَّابة آرِيُه. قلت: وَمن جعل الْهَمْز فِي إدْرَوْن فاءَ الْمِثَال فَهِيَ رُباعية، مثل فِرْعَون وبِرْذَوْن. دنر: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: دَنَّرَ وجهُ الرجل إِذا تَلأْلأَ وأشْرَقَ، ودينار مُدَنَّر أَي مَضروبٌ، وبِرْذَوْنٌ مُدَنَّر اللَّوْن أَشْهَبُ على مَتْنَيْهِ وعَجُزِهِ سَوَادٌ مُسْتَدِيرٌ يُخَالِطُهُ شُبْهَة. وَقَالَ أَبُو عبيد: المدَنَّر من الْخَيل الَّذِي بِهِ نُكَتٌ فَوق البَرَشِ. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: أصل دِينَار دِنّارٌ فقلبت إِحْدَى النونين يَاء وَلذَلِك جُمع على دَنَانِير مثل قِيراط أَصله قرّاطٌ وديباج أَصله دِبّاج. وَيُقَال: دُنِّر الرجلُ فَهُوَ مُدَنّر، إِذا كثرت دنانيره. ردن: اللَّيْث: الرُّدْنُ مقَدَّم كمِّ الْقَمِيص. عَمْرو عَن أَبِيه: الرُّدْن الكمّ. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الرَّدَنُ الخَزّ. وَقَالَ فِي قَوْله: كَشَقِّ القَرَارِيِّ ثَوْبَ الرَّدَنْ قَالَ: الردَنُ الخزّ الْأَصْفَر. وَقَالَ اللَّيْث: الأُرْدُنّ أَرض بِالشَّام. وَقَالَ ابْن السّكيت: الأُرْدُنّ النُّعاسُ

الغالبُ وَأنْشد: قد أخذَتْنِي نَعْسَةٌ أُرْدُنُّ قَالَ: وَبِه سميت الأُرْدُنُّ البَلَدُ. وَقَالَ اللَّيْث: الرادِنِيُّ مِن الْإِبِل مَا جَعُدَ وَبَرُه، وَهُوَ مِنْهَا كريم جميل يَضْرِبُ إِلَى السَّواد قَلِيلا. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: إِذا خالَطَ حُمْرَةَ الْبَعِير صُفْرَةٌ كالْوَرْسِ قيل: جَمَلٌ رادِنِيٌّ وناقة رَادِنيَّةٌ. وَقَالَ اللَّيْث: ليلٌ مُرْدِنٌ، أَي مُظْلِمٌ. وعَرَق مَرْدونٌ قد نَمَّسَ الجَسَد كلَّه، وأمَّا قَول أبي دُوَاد الْإِيَادِي: أَسْأَدَتْ لَيْلَة وَيَوْما فَلَمَّا دَخَلَتْ فِي مُسَرْبَخٍ مَرْدُونِ فَإِن بَعضهم قَالَ: أَرَادَ بالمردُون المردوم فأبدل من الْمِيم نوناً. والمسَرْبَخُ الواسعُ، وَقَالَ بَعضهم: المَرْدُومَ الْمَوْصُول. وَقَالَ شمر: المرْدُون المنْسُوجُ. قَالَ: والرَّدَنُ الغَزْلُ أَرَادَ بقوله: فِي مُسربخٍ مَرْدون الأرضَ الَّتِي فِيهَا السَّراب. وَقيل: الرَّدَنُ الغَزْل الَّذِي لَيْسَ بِمُسْتَقِيم. رند (نرد) : أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: الرَّنْد شَجَرٌ طَيِّبٌ من شجر الْبَادِيَة، قَالَ: وَرُبمَا سمّوا عودَ الطّيب الَّذِي يُتَبَخَّر بِهِ رَنْداً، وَأنكر أَن يكون الرّنْدُ الآس. وروى أَبُو عَمْرو عَن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى أَنه قَالَ: الرَّنْد الآسُ عِنْد جمَاعَة أهل اللُّغَة، إِلَّا أَن عَمْرو الشَّيْبَانِيّ وَابْن الْأَعرَابِي فَإِنَّهُمَا قَالَا: الرَّندَ الْحَنوَة وَهُوَ طيب الرَّائِحَة. قلت: والرند عِنْد أهل الْبَحْرين شبه جُوالِقٍ وَاسع الْأَسْفَل مخروط الأعْلَى يُسَفُّ من خَوصِ النَّخل، ثمَّ يُخَيَّط ويُضْرب بالشُّرْطِ المفتولة من الليف حَتَّى يَتَمَتَّن فَيقوم قَائِما، ويُعَرى بِعُرًى وثيقةٍ ينْقل فِيهِ الرُّطب أيّام الْخِراف، يُحمل مِنْهُ رَنْدان على الْجمل القويّ، ورَأَيت هَجَرياً يَقُول لَهُ: النَّرْد وَكَأَنَّهُ مقلوب، وَيُقَال لَهُ: القَرْنة أَيْضا، وَأما النّرد الَّذِي يتقامر بِهِ فَلَيْسَ بعربيَ وَهُوَ مُعرب. ندر: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: نَدَر الشَّيْء إِذا سقَط؛ وَإِنَّمَا يُقَال ذَلِك لشيءٍ يَسْقُط من بَين شيءٍ أَو مِن جَوف شَيْء؛ وَكَذَلِكَ نوادرُ الْكَلَام يَنْدِرُ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: النَّدْرَةُ الخَصْفَةُ بالعَجَلَة وَفِي الحَدِيث: أَن رجلا نَدَر فِي مجلسِ عمرَ فَأمر القومَ بالتَّطهُّر لِئَلَّا يخجل النادرُ. وَيُقَال نَدَر الرجلُ: إِذا مَاتَ، وَقَالَ سَاعِدَة الهُذَليّ: كِلَانَا وإنْ طالَ أيامُه سينْدُر عَن شَزَنٍ مُدْحِضِ. سينْدُرُ: سيموت، والنَّدْرةُ الْقطعَة من

الذَّهَب أَو الفِضة تُوجد فِي الْمَعْدن. وَقَالَ اللَّيْث: الأنْدِرِيّ وَيجمع الأندرين، يُقَال: هُمْ الفتيان الَّذين يَجْتَمعُونَ من مَوَاضِع شَتَّى وَأنْشد: وَلَا تُبقي خُمَور الأنْدَرِينا عَمْرو عَن أَبِيه: الأنْدَرِيُّ: الحبْلُ الغليظ وَقَالَ لبيد: مُمَرٍ كَكَرِّ الأنْدَرِيِّ شَتِيم وَقَالَ اللَّيْث: الأنْدَر: البَيْدَر شَاميَّة، وَيُقَال للرجل إِذا خَضَفَ: نَدَر بهَا، وَقيل: الأنْدرُ قَرْيَة بِالشَّام فِيهَا كروم؛ وَكَأَنَّهُ على هَذَا الْمَعْنى أَرَادَ خمور الأنْدريِّينَ خفِّفَتْ ياءٌ النِّسبة كَمَا تَقول الأشعرِين بِمَعْنى الأشعرِيِّينَ إِنَّمَا يكون ذَلِك فِي النَّدْرة بَعْد النَّدْرَة إِذا كَانَ فِي الْأَحَايِين مرّة، وَكَذَلِكَ الخطيئةُ بعد الخطيئةِ. (د ر ف) ر د ف، رفد، فدر، فَرد، دفر: مستعملات. ردف: قَالَ اللَّيْث: الرِّدْفُ مَا تَبع شَيْئا فَهُوَ رِدْفُه، وَإِذا تَتابَع شيءٌ خلْفَ شَيْء فَهُوَ التَّرادُف، والجميع الرُّدافَى، وَقَالَ لبيد: عُذَافرةٌ تَقَمَّصُ بالرُّدافَى تَخَوَّنها نُزولي وارْتِحَالي وَيُقَال: جَاءَ الْقَوْم رُدَافَى، أَي بَعضهم يَتْبعُ بَعْضًا. وَيُقَال: للْحُداةِ الرُّدافَى، وَأنْشد أَبُو عبيد قَول الرَّاعِي: وَخُودٍ من اللائي يسمِّعنَ بالضُّحَى قَرِيضَ الرُّدافَى بِالْغنَاءِ المُهَوِّدِ وَقيل: الرُّدافَى: الرَّديفُ؛ وَأَخبرني المنذريّ عَن ابْن فهم عَن مُحَمَّد بن سَلام عَن يُونُس فِي قَول الله تَعَالَى: {يَكُونَ رَدِفَ} . قَالَ: قَرُب لكم. وَقَالَ الفرّاء فِي قَوْله: {صَادِقِينَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعْضُ} (النَّمْل: 72) جَاءَ فِي التَّفْسِير: دَنا لكم فَكَأَن اللَّام دخلت إذْ كَانَ دنا معنى لكم. قَالَ: وَقد تكون اللَّام دَاخِلَة، وَالْمعْنَى رَدِفَكم كَمَا تَقولُونَ نَقَدْتُ لَهَا مائَة أَي نَقَدْتها مائَة. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: يُقَال: رَدِفْتُ لفلانٍ أَي صرت لَهُ رِدْفاً. قَالَ: وتزيدُ الْعَرَب اللامَ مَعَ الْفِعْل الْوَاقِع فِي الِاسْم الْمَنْصُوب فَتَقول: سمِع لَهُ، وشكر لَهُ، وَنَصَح لَهُ أَي سمِعه ونصحه وشكَره. وَقَالَ الزّجّاج فِي قَول الله جلّ وعزّ: {بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} (الْأَنْفَال: 9) قَالَ: ومُردَفين فُعِل بهم ذَلِك. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال: رَدِفْتُه وأَرْدَفْتُه بِمَعْنى وَاحِد.

أَبُو عبيد عَن أبي زيد يُقَال: رَدِفْتُ الرجلَ وأَرْدَفْته إِذا ركبتَ خَلفه وَأنْشد: إِذا الجَوْزَاءُ أَرْدَفتِ الثُّريا ظَنَنْتُ بآلِ فاطمةَ الظُّنونا وَقَالَ شمر: رَدِفتُ وأَرْدفت إِذا فعلتَ بِنَفْسِك، فَإِذا فعلتَ بغيرك فأَرْدَفْتَ لَا غير. وَقَالَ الزجّاج: يُقَال: رَدِفْتُ الرجلَ إِذا ركبتَ خَلْفه، وأَرْدَفْتُه أَركبته خَلْفي؛ وَيُقَال: هَذِه دابةٌ لَا تُرادف، وَلَا يُقَال: لَا تُردِف، وَيُقَال: أَرْدَفتُ الرجلَ إِذا جِئتَ بعده. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: نزل بهم أمرٌ قد رَدِفَ لَهُم أعظمُ مِنْهُ، قَالَ: والرِّدافُ هُوَ مَوضِع مركَبِ الرديف، وَأنْشد: لِيَ التَّصْدِيرُ فاتْبَعْ فِي الرِّدافِ أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: أَتَيْنا فلَانا فارْتَدَفْنَاهُ أَي أخذناه أخذا. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: هَذَا البِرْذَونُ لَا يُرْدِفُ، وَلَا يُرادِفُ أَي لَا يَدَع رَديفاً يَرْكَبُه، قلت: كَلَام الْعَرَب: لَا يُرادِف، وَأما لَا يُرْدِفُ فَهُوَ مُولَّد من كَلَام أَهل الْحَضَر. وَقَالَ اللَّيْث: الرَّديف كوكبٌ قريب من النَّسر الوَاقِع، والرديف فِي قَول أَصْحَاب النُّجُوم، هُوَ النَّجْم النَّاظر إِلَى النّجم الطالع، وَقَالَ رؤبة: وراكبُ الْمِقْدَارِ والرّديفُ أَفْنَى خُلُوفاً قَبْلها خُلوفُ فراكب الْمِقْدَار هُوَ الطَّالع، والرَّديف هُوَ الناظِرُ إِلَيْهِ. وَقَالَ ابْن السّكيت فِي قَول جرير: على عِلَّةٍ فِيهِنَّ رَحْلٌ مُرادِف أَي قد أُرْدِفَ الرَّحلُ رَحْلَ بعير وقَدْ خُلِّفَ، وَقَالَ أَوْس: أَمُونٍ ومُلْقًى للزَّميل مُرادِفِ وَقَالَ اللَّيْث: الرِّدْفُ الكفلُ، وأَرْدافُ النُّجُوم توابعها، وَقَالَ غَيره: أردافُ الْمُلُوك فِي الْجَاهِلِيَّة الَّذين يَخْلُفونهم فِي الْقيام بِأَمْر المملكة بِمَنْزِلَة الوزراء فِي الْإِسْلَام، وَهِي الرِّدافةُ، والروادِف أَتباعُ الْقَوْم المؤَخَّرون، يُقَال: هم رَوَادِف وَلَيْسوا بأردافِ، والرِّدْفانِ الليلُ والنهارُ، لِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا رِدْفٌ لصَاحبه. شمر عَن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ أَنه قَالَ فِي بَيت لبيد: وشَهِدتُ أَنْجِيَة الأفاقَةِ عَالِيا كَعْبِي وأَرْدافُ الملوكِ شُهودُ كَانَ الملكُ يَرْدِفُ خَلْفه رجلا شريفاً، وَكَانُوا يركبون الْإِبِل، وَوَجَّه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُعَاويةَ مَعَ وَائِل بن حُجْر رَسُولا فِي حَاجَة لَهُ، ووائلٌ على نجيب لَهُ، فَقَالَ مُعَاوِيَة: أرْدُفني. فَقَالَ: لستَ من أرْدافِ الْمُلُوك.

قَالَ شمر: وأنشدني ابْن الْأَعرَابِي: هُمْ أَهلُ أَلْوَاح السريرِ ويَمْنه قَرابينَ أَرْدافاً لَهَا وشِمالها قَالَ الْفراء: الأردافُ هَهُنَا يَتْبَع أوَّلَهم آخِرُهم فِي الشّرف يَقُول: يتبع البنونَ الآباءَ فِي الشّرف. فَرد: أَبُو زيد عَن الكلابيّين: جئتمونا فُرَادَى وهم فُرادٌ وَأَزْوَاج نَوَّنوا، وَأما قَول الله جلّ وعزّ: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى} (الْأَنْعَام: 94) . فإنَّ الْفراء قَالَ: فُرادى جمع، قَالَ: وَالْعرب تَقول: قومٌ فُرادَى وفَرادُيا هَذَا فَلَا يَجْرونها شُبِّهتْ بثلاثَ وَربَاع، قَالَ: وفُرَادَى وَاحِدهَا فَرَدٌ وفَريد وفَرِدٌ وفَرْدانُ، وَلَا يجوز فَرْد فِي هَذَا الْمَعْنى، قَالَ وأنشدني بَعضهم: تَرَى النُّعَراتِ الزُّرْقَ تَحتَ لَبانِه فُرادَ ومَثْنى أَضْعَفَتْها صَواهِلُه وَقَالَ اللَّيْث: الفَرْد مَا كَانَ وَحده؛ يُقَال: فَرَد يَفْرُد وأَفْرَدتُه جعلتُه وَاحِدًا، وَيُقَال: جَاءَ الْقَوْم فُرَاداً وعَدَدتُ الجوْز وَالدَّرَاهِم أَفْراداً، أَي وَاحِدًا وَاحِدًا، وَالله هُوَ الفَرْدُ قد تَفَرَّد بِالْأَمر دون خَلْقِه. وَيُقَال: قد استَطْرَدَ فلانٌ لَهُم، فَكلما استَفْرَدَ رجلا كَرَّ عَلَيْهِ فَجدَّ لَهُ والفَرِيدُ الشَّذْرُ، الْوَاحِدَة فَرِيدة وَيُقَال لَهَا الجاوَرْسَقُ بِلِسَان الْعَجم، وبَيَّاعُهُ الفرَّادُ. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ قَالَ: الفريدُ جمعُ الفريدة، وَهِي الشَّذْرُ من فِضَّة كاللّؤلؤة. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الفريدةُ المَحالة الَّتِي تخرج من الصَّهْوَة الَّتِي تلِي المَعاقِم، وَقد تَنْتأُ من بعض الْخَيل، سُمِّيَتْ فريدةً لِأَنَّهَا وَقَعَتْ بَين الفَقَارِ وَبَين مَحالِ الظَّهر ومَعاقِم العَجز، والمعاقم مُلتقى أَطْرَاف العِظام. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الفُرودُ كواكبُ زاهرةٌ حول الثريَّا، وَقَالَ: فَرَّد الرجلُ إِذا تفَقهَ، واعتزلَ الناسَ وخَلا بمراعاةِ الْأَمر وَالنَّهْي، وَجَاء فِي الْخَبَر: (طُوبَى للمُفَرِّدين) . وَذكر القتيبي هَذَا الحَدِيث وَقَالَ: المفرِّدون الَّذين قد هَلكَ لداتُهم من النَّاس، وَذهب القَرْنُ الَّذين كَانُوا فِيهِ وبَقُوا، فهم يذكرُونَ الله، قلت: وَقَول ابْن الْأَعرَابِي فِي التَّفْرِيد عِنْدِي أصوب، مِن قَول القُتَيْبِي. أَبُو زيد: فَرَدْتُ بِهَذَا الْأَمر أَفْرُدُ بِهِ فروداً إِذا تَفَرَّدتَ بِهِ، وَيُقَال: استَفْرَدتُ الشيءَ إِذا أخذتَه فَرْداً لَا ثَانيَ لَهُ وَلَا مِثلَ. وَقَالَ الطِّرماح يذكر قِدْحاً من قِداح الميسر: إِذا انْتَحَتْ بالشَّمَالِ بارِحَةً جَالَ بَريحاً واسْتَفْردَتْه يَدُه

وَقَالَ ابْن السّكيت: استفردَ فلانٌ فلَانا أَي انْفَرَدَ بِهِ، وَقَالَ اللَّيْث: الفَارِدُ والفَرَدُ الثَّوْر. وقَالَ ابْن السّكيت فِي قَوْله: طَاوِي المَصِيرِ كَسَيْفِ الصَّقيلِ الفَرَدِ قَالَ: الفرَد، والفُرُد بِالْفَتْح وَالضَّم، أَي هُوَ مُنْقَطع القرين لَا مِثْلَ لَهُ فِي جَوْدَتَه. قَالَ: وَلم أسمع بالفَرَد إِلَّا فِي هَذَا الْبَيْت، وَأما الفَرْدُ فِي صِفَات الله فَهُوَ الْوَاحِد الْأَحَد الَّذِي لَا نظيرَ لَهُ وَلَا مِثلَ وَلَا ثَانِي وَلَا شريك وَلَا وَزِير. رفد: أَبُو زيد: رَفَدْتُ على الْبَعِير، أَرْفِد عَلَيْهِ رَفْداً، إِذا جعلتَ لَهُ رِفَادة، قلت: هِيَ مثل رِفادة السَّرج. وَجَاء فِي الحَدِيث: (تروح برِفْدٍ وتغدو برِفْدٍ) . رُوِيَ عَن ابْن الْمُبَارك أَنه قَالَ فِي قَوْله: تروح برِفْد وتغدو برِفْد، الرِّفْد: القَدَحُ تُحْتَلبُ الناقةُ فِي قَدَح، قَالَ: وَلَيْسَ من المعونة. قَالَ شمر: وَقَالَ المؤرِّج: هُوَ الرِّفد الْإِنَاء الَّذِي يُحْلَبُ فِيهِ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ الرِّفد، أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الرَّفد بِالْفَتْح. وَقَالَ شمر: رِفْدٌ ورَفْدٌ للقَدَح، قَالَ والكَسْرُ أَعْرَب. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الرِّفْدُ أكبرُ من العُسِّ، وَقَالَ: وناقَةٌ رَفُسودٌ رَفودٌ تدومُ على إنائها فِي شِتائها لِأَنَّهَا تُجالَحُ الشجرَ. وَقَالَ الْكسَائي: الرَّفْد والمرْفَد الَّذِي يُحْلبُ فِيهِ. وَقَالَ اللَّيْث: الرِّفد المعْونةُ بالعطاء، وسَقْي اللّبن، وَالْقَوْل وكُلُّ شيءٍ. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن الغسّاني عَن سَلمَة عَن أبي عُبَيْدَة فِي قَول الله جلّ وعزّ: {بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ} (هود: 99) مجازُه مَجازُ العَوْن المعان يُقَال: رَفَدْتُه عِنْد الْأَمِير، أَي أَعَنْتُه. قَالَ: وَهُوَ مكسور الأوَّل فَإِذا فتحتَ أوَّلَه فَهُوَ الرَّفْد. وَقَالَ الزّجاج: كل شيءٍ جعلتَه عَوْناً لِشيء وأسندتَ بِهِ شَيْئا فقد رَفَدْتَه، يُقَال: عَمَدتُ الحائطَ وأَسْنَدْتُه ورَفَدْتُه بِمَعْنى وَاحِد، قَالَ: والمِرْفَد القَدَحُ العظيمُ. وَقَالَ اللَّيْث: رَفَدْتُ فلَانا مَرْفداً، وَقَالَ: وَمن هَذَا أُخِذَت رِفَادَةُ السَّرج من تَحْتَهُ حَتَّى يرْتَفع. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال لخَشَبِ السَّقْف: الرَّوافِد. وَقَالَ اللَّيْث: ناقةٌ رَفود تملأ مِرْفدها، وَتقول: ارْتفَدْت مَالا إِذا أَصَبْتَه من كَسْبٍ. وَقَالَ الطرماح:

عَجَباً مَا عَجبْتُ مِن جامِع المَال يباهي بِهِ ويَرْتَفِدُه والتّرفيد نَحْوٌ من الهمْلَجَة، وَقَالَ أُمَيّةُ ابْن أبي عَائِذ الْهُذلِيّ: وَإِن غُضَّ مِن غَرْبِها رَفّدَتْ وسِيجاً وأَلْوَتْ بِجِلْسٍ طُوال وَأَرَادَ بالجلْس أَصلَ ذَنبها. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الرِّفادةُ شَيْء كَانَت قُرَيْش تَتَرَافَدُ بِهِ فِي الجاهليَّة، فيُخرجُ كلُّ إنسانٍ على قدر طاقته فَيجْمَعُونَ مَالا عَظِيما أَيَّام الموسِم، ويشترون بِهِ الجُزُر والطعامَ والزبيبَ للنبيذ، فَلَا يزالون يُطعمون الناسَ حَتَّى ينقضيَ الْمَوْسِم، وَكَانَ أوَّل من قَامَ بذلك هَاشم بن عبد منَاف، وَيُسمى هاشِماً لهِشْمِهِ الثريدَ. وَقَالَ ابْن السّكيت: الرافدان: دِجلةُ والفرات. وَقَالَ الفرزدق: بَعَثْتَ على العِراق وَرافِدَيْهِ فَزَارِياً أَحذَّ يَدِ القَمِيصِ أَرَادَ أَنه خَفيفُ الْيَد بالخِيانة. وَفِي الحَدِيث: (من اقتراب السَّاعَة أَن يكون الفيءُ رِفداً) ، أَي يكون الخراجُ الَّذِي لجَماعَة أهل الفَيْء رِفداً أَي صلات لَا يُوضع مَوْضِعَه، وَلَكِن يُخَصُّ بِهِ قومٌ دون قومٍ على قدر الْهوى، لَا بِالِاسْتِحْقَاقِ، وَالرِّفد الصِّلة يُقَال: رَفَدْتُه رَفْداً وَالِاسْم الرِّفْدُ. دفر: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: دَفَرْتُهُ فِي قَفاهُ دَفْراً أَي دَفَعْتُه، قَالوا وَمِنْه قَول عُمَر: وادَفْراهُ يُريد: واذُلاَّهُ؛ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: مَعْنَاهُ وَانَتْناهُ. قَالَ والدَّفَرُ النَّتْنُ، وَمِنْه قيل للدنيا: أمَّ دَفْر، وَيُقَال لِلأَمَة: يَا دَفارِ أَي يَا مُنْتِنةُ؛ وَأما الذَّفَرُ بِالذَّالِ وتحريك الْفَاء فَهُوَ حِدَّةُ رائحةِ الشَّيْء الْخَبيث، أَو الطّيب؛ وَمِنْه قيل: مِسْك أَذْفَرُ، ويُقال للرَّجُلِ إِذا قَبَّحتَ أمْرَه: دَفْراً دَافِراً. وَرُوِيَ عَن مُجَاهِد فِي قَول الله جلّ وعزّ: {يَلْعَبُونَ يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ} (الطّور: 13) قَالَ: دَفْراً فِي أَقْفِيتهم أَي دَفْعاً. فدر: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال لِلفَحْل إِذا انْقَطع عَن الضِّراب: فَدَرَ وفَدَّر وأَفْدَرَ وَأَصله فِي الْإِبِل. وَقَالَ اللَّيْث: فَدَر الفحلُ فُدُوراً إِذا فَتَر عَن الضِّراب؛ قَالَ: والفَدُور الوَعِل العَاقِلُ فِي الجِبال، والفادِرةُ الصَّخْرَةُ الضَّخْمةُ، وَهِي الَّتِي ترَاهَا فِي رَأس الْجَبَل، شُبِّهتْ بالوعِل، وَيُقَال للوعِل: فَادِرٌ وَجمعه فُدْرٌ، وَقَالَ الرَّاعِي فِي شعره: وكأَنَّمَا انْبَطَحَتْ على أثْباجِها فُدْرٌ بشابَة قَدْ يَمَمْنَ وُعُولاَ

وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الفَادِر من الوُعول الَّذِي قد أَسَنَّ بِمَنْزِلَة القارِح من الخَيل، والبازِل من الْإِبِل، والصَّالغِ من الْبَقر وَالْغنم. قَالَ اللَّيْث: العِذْرَةُ قِطعة من الْخَيل، والفِدْرَة قِطعة من اللَّحم الْمَطْبُوخ الْبَارِدَة. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: أَعْطيته فِدْرةً من اللَّحْم وهَبْرَةً إِذا أعطَاهُ قِطعةً مجتمعة وَجَمعهَا فِدَرٌ، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أَدْفَر الرجلُ إِذا فاح ريح صُنانِه. (د ر ب) درب، دبر، ربد، رَدب، برد، بدر: مستعملات. درب: قَالَ اللَّيْث: الدَّرْبُ بابُ السِّكةِ الواسعةِ، والدَّرْب كلُّ مَدخل من مدَاخِل الرّوم دَرْبٌ من دُوربِها. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: التَّدْرِيبُ الصَّبر فِي الْحَرب وقتَ الفِرار يُقَال: دَرِبَ فلَان وَعَرِدَ عَمْرو. وَفِي الحَدِيث عَن أبي بكر: لَا تزالون تَهزِمون الرومَ فَإِذا صَارُوا إِلَى التَّدْرِيبِ وَقَفَتْ الحربُ، أرادَ الصَّبْرَ. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: الدُّرْبَةُ الضَّراوَة؛ وَقد دَرِبَ يَدْرَب. وَقَالَ أَبُو زيدٍ مِثْلَه، يُقَال: دَرِبَ دَرَباً، ولَهِجَ لَهَجاً، وضَرِيَ ضَرًى، إِذا اعْتَادَ الشيءَ وأُولِعَ بِهِ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الدَّارِبُ الحاذِق بصناعته؛ قَالَ: والدَّارِبَةُ العاقِلة، والدَّارِبةُ أَيْضا الطَّبَالَةُ. وَقَالَ اللَّيْث: الدُّرْبةُ عَادةٌ وجُرْأَةٌ على حَرْبٍ وكلِّ أمرٍ؛ وَرَجُلٌ مُدَرَّبٌ قد دَرَّبَته الشَّدائِد حَتَّى مَرَن عَلَيْهَا، وَيُقَال: مَا زَالَ فلانٌ يعْفُو عَن فلَان حَتَّى اتَّخذها دُرْبة. وَقَالَ كَعْب بن زُهَيْر: وَفِي الْحلم إِدْهانٌ وَفِي العَفْوِ دُرْبَةٌ وَفِي الصدْق مَنجاةٌ مِن الشَّرّ فاصْدُقِ وتَدْرِيب البازيِّ على الصيْد أَي تَضْرِيَتُه، وَشَيخ مُدَرَّب أَي مُجَرَّب. ابْن الْأَعرَابِي: أدْرَبَ إِذا صَوَّتَ بِالطَّبْل. أَبُو عُبَيْدَة عَن أبي عمر: الدَّرْوَابُ صوتُ الطَّبْل، والدَّرْدَبَةُ الخضوع، وَمِنْه الْمثل: دَرْدَبَ لَمَّا عَضَّه الثِّقَافُ، وَفِي كتاب اللَّيْث: داءٌ فِي الْمعدة. قلت: هَذَا عِنْدِي غلط وَصَوَابه: الذّربُ داءٌ فِي الْمعدة وَقد ذكرته فِي كتاب الذَّال. ردب: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الرّدْب الطَّرِيق الَّذِي لَا يَنْفُذُ، والدربُ الطَّرِيق الَّذِي ينفذ. وَفِي الحَدِيث: (مَنَعتِ العِراقُ دِرهَمها وقَفِيزَها، ومَنعتْ مصرُ إِرْدَبَّها وعُدْتُمُ من حَيْثُ بَدَأْتمْ) ؛ الإرْدَبُّ مِكْيال معروفٌ

لأهل مصرَ، وَقيل: إنهُ يأخذُ أَرْبَعَة وَعشْرين صَاعا من الطَّعَام بِصَاع النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والقَنْقَلُ نِصفُ الإرْدَبِّ، والإرْدَب أربعةٌ وَسِتُّونَ مَنّاً بِمَنِّ بلدنا. وَيُقَال للبالوعة من الخَزَفِ الواسعة: إِرْدَبَّةٌ شُبّهت بالإردب الْمِكْيَال؛ وَيجمع الإردبُّ أرادِب. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: دَرْبَى فلانٌ فلَانا يُدَرْبِيهِ إِذا أَلْقَاهُ وَأنْشد: اعْلَوَّطَا عَمْراً لِيُشْبِيَاهُ فِي كل سوءٍ ويُدَرْبِيَاهُ يُشْبِيَاهُ ويُدَرْبِيَاهُ أَي يُلْقِيانِ بِهِ فِيمَا يكره. برد: فِي الحَدِيث: (أصلُ كلِّ داءٍ البَرَدَةَ) . سَلمَة عَن الْفراء قَالَت: الدُّبَيْرِيَة: البَرْدَةُ التُّخْمَة وَكَذَلِكَ الطَّنَى والرَّان. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: البَرَدةُ الثِّقْلَةُ على المعِدَة. وَقَالَ غَيره: سميت التُّخْمَةُ بَرَدَة لِأَن التُّخْمَة تُبْرِدُ الْمعدة فَلَا تَسْتَمرِىء الطعامَ، وَلَا تُنْضِجُه؛ وَأما البَرَدُ بِغَيْر هَاء فَإِن اللَّيْث زعمَ: أَنه مَطَر جامِدٌ وسَحابٌ بَرِدٌ، ذُو قُرَ وَبَرَدٍ؛ وَقد بُرِدَ القومُ إِذا أَصابهم البَرَد. وَأما قَول الله جلّ وعزّ: {وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَآءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَآءُ} (النُّور: 43) . فَفِيهِ قَولَانِ: أَحدهمَا وَينزل من السَّمَاء من أَمْثال جبال فِيهَا من بَرَدٍ، وَالثَّانِي وَينزل من السَّمَاء من جبال فِيهَا بَرَدٌ. ومِن صِلَة. وَقَوله جلّ وعزّ: {) أَحْقَاباً لاَّ يَذُوقُونَ فِيهَا} (النبأ: 24) . قَالَ الْفراء رِوَايَة عَن الْكَلْبِيّ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: لَا يذوقون فِيهَا بَرْدَ الشَّرَاب وَلَا الشَّرَاب. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: {أَحْقَاباً لاَّ يَذُوقُونَ فِيهَا} يُرِيد نوماً، وَإِن النّوم لَيُبرِّد صاحبَه وَإِن العطشان لينام فَيَبْرُدُ بالنُّون. وَقَالَ أَبُو طَالب فِي قَوْلهم: ضُرِب حَتَّى بَرَدَ. قَالَ: قَالَ الْأَصْمَعِي: مَعْنَاهُ حَتَّى مَات؛ والبَرْد النّوم. قَالَ أَبُو زُبَيْدٍ: بارِزٌ ناجِذَاهُ قد بَرَدَ المو ت على مُصْطَلاه أيَّ بُرُود قَالَ: وأمَّا قَوْلهم: لم يَبْرُد بيَدي مِنْهُ شَيْء، فَالْمَعْنى: لم يَسْتَقِرَّ وَلم يَثْبُتْ وَأنْشد: اليومُ يومٌ بارِدٌ سَمُومُه قَالَ: وَأَصله من النومِ والقَرارِ، يُقَال: بَرد أَي نَام وَأنْشد:

فإنْ شِئتُ حرّمتُ النِّساء سِوَاكم وَإِن شِئتُ لم أطْعَم نُقَاخاً وَلَا بَرْداً فالنُّقَاخ الماءُ العَذْب، والبَرْدُ النَّوم وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: أحِبُّ أمّ خَالِدٍ وخَالداً حُبّاً سَخَاخينَ وحُبّاً بارِداً قَالَ: سخاخينَ حُب يُؤْذِيني، وحُبّاً بَارِدًا يَسْكن إِلَيْهِ قلبِي. وَيُقَال: بَرَدَ لي عَلَيْهِ كَذَا كَذَا درهما: أَي ثَبَتَ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: البَرْدُ النَّحْتُ. يُقَال: بَرَدْتُ الخشبَةَ بالمبرد أبردُها برْداً إِذا نَحتَّها. قَالَ: والبَرْدُ تَبْرِيدُ الْعين، والبَرُودُ كُحْل يُبَرِّد العَين، والبرود من الشَّرَاب مَا يُبَرِّدُ الغُلّة وَأنْشد: وَلَا يُبَرِّدُ الغَلِيلَ الماءُ وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: بَرَدْتُ الخُبْزَ بالماءِ إِذا صَبَبْتَ عَلَيْهِ المَاء فبللتَه، وَاسم ذَلِك الْخبز المبْلُول: البَرُود والمَبْرُود؛ وَيُقَال: اسْقِنِي سَويقاً أُبرِّد بِهِ كَبِدي، وبرَّدتُ الماءَ تبريداً جَعَلْتَه بَارِدًا. وَفِي الحَدِيث: (أَبْرِدوا بالظُّهْرِ فَإِن شِدَّة الْحر من فَيحِ جَهَنَّم) . وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: جئْنَاك مُبْرِدِين، إِذا جَاءُوا وَقد باخَ الحرُّ. وَقَالَ مُحَمَّد بن كَعْب: الإبْرادُ أَن تَزِيغَ الشمسُ، قَالَ: والركْبُ فِي السّفر يَقُولُونَ: إِذا زاغت الشَّمْس قد أَبْردتم فَرُوحوا، وَقَالَ ابْن أَحْمد: فِي مَوْكبٍ زَحْلِ الهواجرِ مُبْرد قلت: لَا أعرف مُحَمَّد بن كَعْب هَذَا، غير أَن الَّذِي قَالَه صَحِيح من كَلَام الْعَرَب، وَذَلِكَ أَنهم يَنْزلُون للتَّغْوِير فِي شدَّة الْحر، ويَقِيلون، فإِذا زَالَت الشمسُ ثَارُوا إِلَى رِكابهم، فَغَيَّرُوا عَلَيْهَا أقتابها ورحالها، ونادى مُناديهم: أَلا قد أَبْرَدْتُمْ فاركبوا. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال أَبْرَدَ القومُ إِذا صَارُوا فِي وقتِ القُرِّ آخِر القيظِ، قَالَ: والبَرُود كُحلٌ يبرَّدُ بِهِ العينُ من الْحر، والإنسانُ يَتَبَرَّدُ بِالْمَاءِ: يغتَسلُ بِهِ، وَيُقَال: سقيته فأَبْرَدْتُ لَهُ إبْراداً إِذا سقيتَه بارِداً. ويُروى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إِذا أَبْرَدْتم إليّ بريداً فَاجْعَلُوهُ حسنَ الْوَجْه حسنَ الِاسْم) . والبَريدُ: الرسولُ وإبرادُه إرسالُه، وَقَالَ الراجز: رأَيتُ للموتِ بَرِيداً مُبْرَدَا وَقَالَ بعض الْعَرَب: الحُمَّى بَريدُ الْمَوْت، أَرَادَ أَنَّهَا رسولُ الْمَوْت تُنْذِر بِهِ. وسكك البَريدِ كُلُّ سِكَّة مِنْهَا بريد اثْنَا عشرَ ميلًا، والسَّفَر الَّذِي يجوز فِيهِ قَصْر الصَّلَاة أَرْبعةُ

بُرُدٍ، وَهِي ثَمَانِيَة وَأَرْبَعُونَ ميلًا بالأميال الهاشمية الَّتِي فِي طَرِيق مَكَّة. وَقيل لدابَّة الْبَرِيد: بَرِيدٌ لسَيْره فِي البَريد وَقَالَ الشَّاعِر: إِنِّي أَنُصُّ العِيسَ حَتَّى كأَنَّنِي عَلَيْهَا بأَجْوَازِ الفَلاة بريدُ أَبُو عبيد عَن الْفراء: هِيَ لَك بَرْدَةُ نَفْسِها، أَي خَالِصا، وَهُوَ لي بَرْدَةُ يَميني إِذا كَانَ لَك مَعْلوماً. قَالَ ابْن شُمَيْل: إِذا قَالَ: وابَرْدَهُ على الْفُؤَاد إِذا أصَاب شَيْئا هيناً، وَكَذَلِكَ وابَرْدَاه على الفُؤادِ. فَأَما قَول الله جلّ وعزّ: {)) يَحْمُومٍ لاَّ بَارِدٍ وَلاَ} (الْوَاقِعَة: 44) فَإِن الْمُنْذِرِيّ أَخْبرنِي عَن الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت: أَنه قَالَ: عَيشٌ باردٌ أَي طَيِّب وأنشده: قَليلَة لَحم الناظِرَيْن يَزِينُها شبابٌ ومَخْفوضٌ مِن الْعَيْش بارِدُ أَي طَابَ لَهَا عيشها، وَمثله قَوْلهم: نَسْأَلك الْجَنّة وبَرْدَها أَي طيبَها ونَعِيمها. وَقَالَ ابْن بُزُرْج: البُرادُ ضَعْفُ القوائم من جوع أَو إعياء. وَيُقَال: بِهِ بُراد وَقد بَرَد فلَان إِذا ضَعفتْ قوائمه. وَفِي حَدِيث ابْن عمر: أَنه كَانَ عَلَيْهِ يَوْم الْفَتْح بُرْدَةٌ فَلُوتٌ. قَالَ شمر: رَأَيْت أَعْرَابِيًا بحزَيْمِيَّة وَعَلِيهِ شِبْهُ مِنديل من صوف قد اتَّزَر بِهِ فَقلت: مَا نُسَميه؟ فَقَالَ: بُرْدةٌ، قُلْتُ: وَجَمعهَا بُرَدٌ وَهِي الشَّملة المُخطَّطةُ. وَقَالَ اللَّيْث: البُرْدُ مَعروفٌ من بُرُودِ العَصْب، والوَشْيِ، وَأما البُرْدَةُ فَكِساءٌ مُرَبَّعٌ فِيهِ صُفْرة وَنَحْو ذَلِك. قَالَ ابنُ عمر، وَقَالَ ابْن شُمَيْل: ثوب بَرُودٌ لَيْسَ لَهُ زِئْبِرٌ. وَقَالَ أَبُو عُبيد: يُقَال بَرَدتُ عينَه بالكُحْل أَبْردُها بَرْداً، وسقَيْتُه شَرْبةً بَرَدْتُ بهَا فُؤَاده وَكِلَاهُمَا من البَرُود. قَالَ: وسحابة بَرَدَة إِذا كَانَت ذَات بَرْد. وَيُقَال: لَا تُبَرِّدْ عَن فلَان بِقَول: أَي إِن ظلمك فَلَا تَشْتُمه فَتُنقِص من إثمه، وَيُقَال: إِن أصحابَك لَا يُبالون مَا بَرَّدوا عَلَيْك أَي أَثْبَتُوا عَلَيْك. وَقَالَ شمر: ثوبٌ بَرُودٌ إِذا لم يكن دفِيئاً وَلَا لَيِّناً من الثِّيَاب، وَرجل بِهِ بِرْدةٌ وَهُوَ تَقْطِيرُ الْبَوْل وَلَا يَنْبَسِط إِلَى النِّسَاء، وبَرَدَى اسْم نهر بِدِمَشْق قَالَ حسان: يَسْقُون مَن وَرَدَ الْبَرِيصَ عليهِمُ بَرَدَى تُصَفِّق بالرَّحيق السَّلْسَلِ وبُرْدَا الجَراد جناحاه. وَقَالَ ذُو الرمة: إِذا تَجَاوَبَ مِن بُرْدَيْهِ تَرْنِيمُ وَقَالَ الكُمَيْتُ يَهْجُو بارِقاً فَقَالَ:

تُنَفِّضُ بُرْدَى أمِّ عَوْف وَلم يَطِرْ لنا بارق بخ للوعيد والرهب وأمُّ عَوْفٍ كُنْيَةُ الْجَرَاد. ابْن السّكيت: البرْدَان والأبْرَادن الغَدَاةُ والعَشِيُّ وهما الرِّدفان، والصَّرعان، والقَرَّتان، ابْن الْأَعرَابِي: البارِدَةُ الرَّباحة فِي التِّجَارَة سَاعَة يَشْتَرِيهَا، والبارِدةُ الغنيمةُ الحاصلةُ بِغَيْر تَعب، وَمِنْه قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (الصَّوْم فِي الشتَاء الْغَنِيمَة الْبَارِدَة) لتحصيله الْأجر بِلَا ظمأ فِي الهَوَاجر. قَالَ ابْن الأعرابيّ: وَيُقَال: أَبْردَ طعامَه وبَرَدَه وبرَّدَه، والأبارِدُ: النُّمور وَاحِدهَا أَبْرَدُ، يُقَال للنِّمر الأُنْثى: أَبْرَدُ والخَنَيْثَمةُ، والبُرْدِي ضرب من تَمْرِ الْحجاز جَيِّدٌ مَعْرُوف. وَقَالَ اللَّيْث: البَرَّادةُ كَوَّارَةٌ يُبرَّدُ عَلَيْهَا المَاء. قلت: وَلَا أَدْرِي أَهِي من كَلَام الْعَرَب أَو من كَلَام المولدين. ربد: أَبُو عبيد: الرُّبَدُ فِرِنْدُ السَّيْف. وَقَالَ صَخْر الغَيّ: أَبْيَضَ مَهْوٍ فِي مَتْنِهِ رُبَدْ أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: يُقَال للظَّلِيم: الأرْبَدُ لِلَوْنه، والرُّبْدَةُ: الرُّمْدَة شِبهُ الوُرْقة تَضْرِب إِلَى السوَاد. وَقَالَ اللَّيْث: الأرْبَد ضَربٌ من الحيَّات خَبِيث. وَإِذا غَضِبَ الْإِنْسَان تَرَبّد وَجهُه كَأَنَّهُ يسودّ مِنْهُ مَوَاضِع. قَالَ: وَإذا أَضْرَعَت الشاةُ قيل: رَبَدَتْ وَتَرَبَّدَ ضَرْعُها إِذا رأيتَ فِيهِ لُمَعاً من سَواد بِبَياض خَفِيّ. وَقَالَ أَبُو زيد: تَقول الْعَرَب: ربَّدَتِ الشاةُ تَرْبيداً إِذا أَضْرَعَتْ قَالَه أَبُو زيد، قَالَ: والرّبْداءُ من المَعْزَى السَّوداءُ المنقَّطة الموسومة مَوضِعَ النِّطاق مِنْهَا بحُمْرة. اللِّحياني: فِي نعَامَة رَبْداء ورَمْداء أَي سَوْدَاء. وَقَالَ بَعضهم: هِيَ الَّتِي فِي سوادها نُقَطٌ بِيض أَو حمر. الأصمعيّ: ارْبَدَّ وجههُ وأَرْمَدَّ إِذا تَغَيَّرَ. وَأنْشد اللَّيْث: فِي تَرَبُّد الضَّرع فَقَالَ فِي بَيت لَهُ: إِذا وَالِد مِنْهَا تَرَبَّد ضَرعُها جعلتُ لَهَا السكين إِحْدَى القَلاَئِدِ وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِن مَسجده كَانَ مِرْبداً لِيَتيمين فِي حِجر معوذ بن عَفْراء فَاشْتَرَاهُ مِنْهُمَا معَاذ بن عفراء فَجعله للْمُسلمين، فبناه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَسْجداً) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: المِرْبَد كلُّ شَيْء حُبِستْ بِهِ الْإِبِل وَلِهَذَا قيل: مِرْبَدُ النَّعَم الَّذِي بِالْمَدِينَةِ وَبِه سمي مِرْبَدَ الْبَصْرَة، إِنَّمَا كَانَ مَوضِع سُوق الْإِبِل، وَكَذَلِكَ كل مَا كَانَ من غير هَذِه الْمَوَاضِع أَيْضا إِذا حُبِستْ بِهِ الْإِبِل. وأنشدنا الْأَصْمَعِي فَقَالَ فِي شعره:

عَوَاصِيَ إِلَّا مَا جَعَلْتُ وَرَاءَهَا عَصَا مِرْبَدٍ تَغْشى نُحُوراً وأَذْرُعا قَالَ: يَعْنِي بالمِرْبَد هَهُنَا عَصاً جعلهَا مُعْتَرضةً على الْبَاب تمنع الْإِبِل من الْخُرُوج سَمَّاهَا مِرْبداً، لهَذَا. قلت: وَقد أنكر غَيره مَا قَالَ، وَقَالَ: أَرَادَ عَصاً مُعترضةً على بَاب المِربد، فأضاف الْعَصَا المعترضة إِلَى المِرْبد، لَيْسَ أَن الْعَصَا مِرْبَدٌ. قَالَ أَبُو عبيد: والمِرْبد أَيْضا مَوضِع التَّمْر مثل الجَرِين، فالمِربد بلغَة أهل الْحجاز، والجرينُ لَهُم أَيْضا، والأنْدَرُ لأهل الشَّام، والبَيْدَرُ لأهل الْعرَاق. وَقَالَ غَيره: الربْدُ الحبْس. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الرَّابِدُ الخازن، والرّابدةُ الخازنة. وروى عَمْرو عَن أَبِيه: رَبدَ الرجلُ إِذا كنز التمرَ فِي الرَّبَائِد وَهِي الكُراخات. دبر: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنه قَالَ: ثلاثةٌ لَا تُقبل لَهُم صلاةٌ، رجلٌ أَتى الصلاةَ دِباراً، وَرجل اعْتَبَدَ مُحَرَّراً، وَرجل أمَّ قوما هم لَهُ كَارِهُون) . قَالَ الأفريقيُّ وَهُوَ الَّذِي روى هَذَا الحَدِيث: معنى قَوْله دِباراً بَعْدَمَا يفوت الْوَقْت. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي قَوْله: دِباراً جمع دَبْر ودَبَر: وَهُوَ آخر أوقاتِ الشَّيْء، الصلاةِ وغيرِها. وَمِنْه الحَدِيث الآخر: (وَلَا يَأْتِي الصَّلَاة إِلَّا دَبَرِيّا) . قَالَ وَالْعرب تَقول: الْعلم قَبْلِيُّ وَلَيْسَ بالدَّبَرِيِّ. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: مَعْنَاهُ أَن العالِم المُتْقِنَ يُجِيبُك سَريعاً، والمُتَخَلِّفَ يَقُول: لي فِيهَا نظر. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: شرُّ الرَّأي الدَّبَرِيُّ أَي شرّه إِذا أَدبَر الْأَمر وفاتَ، قَالَ: ودُبُر كل شَيْء خِلاف قُبُله فِي كل شَيْء، مَا خلا قَوْلهم: جَعَل فلانٌ قولَك دَبْر أُذنِه أَي خَلْفَ أُذُنه. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {مُّنتَصِرٌ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} (الْقَمَر: 45) كَانَ هَذَا يومَ بدر، وَقَالَ: الدُّبُر فوحَّد وَلم يقل الأدبار، وكل جائزٌ صوابٌ، يُقَال: ضربنا مِنْهُم الرؤوس وضربنا مِنْهُم الرأْس، كَمَا تَقول: فلَان كثيرُ الدِّينَار وَالدِّرْهَم. وَقَالَ ابْن مقبل: الكاسرينَ القَنَا فِي عَوْرةِ الدُّبُرِ وَقَالَ فِي قَوْله عزّ وجلّ: {فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ} (ق: 40) ، وَمن قَرَأَ بِفتح الْألف جَمع على دبُرٍ وأدبار، وهما الركعتان بعد الْمغرب. وَرُوِيَ ذَلِك عَن عليّ بن أبي طَالب قَالَ وَأما قَوْله: {فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ} (الطّور: 49) فِي سُورَة الطّور فهما الركعتان قبل الْفجْر

قَالَ: وتكسران جَمِيعًا وتنصبان جائزان. وَقَول الله جلّ وعزّ {وَالَّيْلِ إِذْ} (المدثر: 33) قَرَأَهَا ابْن عَبَّاس وَمُجاهد (وَاللَّيْل إِذا دَبَر) ، وَقرأَهَا كثير من النَّاس: {وَاللَّيْل إذْ أدبَر. قَالَ الْفراء: وهما لُغَتَانِ دبَر النهارُ وأَدبر ودبَر الصيفُ وأدبَر، وَكَذَلِكَ قَبَلَ وأَقْبَل، فَإِذا قَالُوا: أَقْبَل الراكبُ أَو أَدبَر، لم يَقُولُوا إلاّ بِالْألف، وإنهما عِنْدِي فِي الْمَعْنى لواحدٌ لَا أُبْعد أَن يَأْتِي فِي الرِّجال مَا أَتَى فِي الْأَزْمِنَة. وَقَالَ غير الْفراء بمَعنى قَوْله: (وَاللَّيْل إِذا دَبَر) ، جَاءَ بعد النَّهَار كَمَا تَقول خَلَفَ، يُقَال: خَلَفني فلَان، وَدَبرني أَي جَاءَ بعدِي، وَمن قَرَأَ: وَالْقَمَرِ وَالَّيْلِ إِذْ} (المدثر: 33) فَمَعْنَاه وَلَّى ليذْهب. وَقَول الله جلّ وعزّ: {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ} (الْأَنْعَام: 45) . وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: {وَقَضَيْنَآ إِلَيْهِ ذَلِكَ الاَْمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَاؤُلآْءِ مَقْطُوعٌ} (الْحجر: 66) . أَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي طَالب ابْن سَلمَة قَالَ: قَوْلهم: قَطَعَ الله دابِرَه. قَالَ الْأَصْمَعِي وَغَيره: الدابِرُ الأَصْل أَي أذهب الله أَصله. وَأنْشد: فِدًى لَكمَا رِجْلَيَّ أُمِّي وخَالَتي غَداةَ الكلابِ إذْ تُحَزُّ الدَّوابِرُ أَي يُقتل القومُ فتذهب أصولُهم وَلَا يبْقى لَهُم أَثرٌ. وَقَالَ ابْن بزرج: دابرُ الْأَمر آخِره، وَهُوَ على هَذَا كَأَنَّهُ يَدْعُو عَلَيْهِ بانْقطاع العَقِب حَتَّى لَا يبْقى لَهُ أحد يَخلُفه، وعَقِبُ الرجل دابرُه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي. قَالَ: الدَّابِرةُ الْمشْؤومةُ، والدَّابِرةُ الْهَزِيمَة، والدَّابِرةُ صيصيّةُ الدِّيك. قَالَ: والمَدْبُور: الْكثير المَال، والمدْبور الْمَجْرُوح. وَقَالَ ابْن السّكيت: الدَّبْرُ النَّحْل وجَمْعُه دُبُورٌ. قَالَ لبيد: وأَرْيَ دَبُورٍ شَارَهُ النَّحْلَ عَاسِلُ قَالَ: والدَّبْر المَال الْكثير. يُقَال: مالٌ دَبْر ومالان دَبْرٌ وأموال دَبْرٌ وَمثله مَال دَثْر. وَيُقَال: جعل الله عَلَيْهِم الدَّبَرَةَ: أَي الْهَزِيمَة، وَجعل لَهُم الدَّبْرَة عَلَى فلَان أَي الظَّفَرَةَ والنُّصْرَةَ، وَقَالَ أَبُو جهل لِابْنِ مَسْعُود يَوْم بدر وَهُوَ مُثْبَتٌ جَرِيحٌ: لمنْ الدَّبرَةُ؟ فَقَالَ: لله وَلِرَسُولِهِ يَا عدُوَّ الله. أَبُو عبيد عَن أبي عمر: والدِّبارُ، المَشَارَاتُ واحدتها دَبرَه. قَالَ اللَّيْث: وَهِي الكُرْدَةُ من المزْرَعة، وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَا تَدابَرُوا وَلَا تَقَاطَعُوا) .

وَقَالَ أَبُو عبيد: التَّدابر: المصارمة والهِجرانُ، مَأْخُوذ من أَن يُولِّي الرجلُ صاحبَه دُبرَه ويُعْرِضَ عَنهُ بِوَجْهِهِ وَأنْشد: أَأَوْصَى أَبو قَيْس بأَن تَتَوصَّلُوا وأَوْصَى أَبُوكم وَيحْكُمْ أَن تَدَابروا وَيُقَال: إِن فلَانا لَو استقبلَ من أمره مَا استدبره لَهُدِيَ لِوجْهة أمره، أَي لَو علم فِي بَدْءِ أمرِه مَا علمه فِي آخِره لاسترشد أمره، وَقَالَ أَكْثَمُ بنُ صَيْفيّ لِبَنِيهِ: يَا بَنيِّ لَا تَتَدَبرُوا أعجازَ أُمور قد ولَّتْ صُدورها. يَقُول: إِذا فاتكم الأمْر لم ينفعكم الرأيُ وَإِن كَانَ مُحْكَماً. والتدْبِيرُ أَن يُعْتِق الرجلُ عبدَه بعد موتِه فَيَقُول لَهُ: أَنْت حرٌ بعد موتِي، وَالتَّدْبِير أَيْضا أَن يُدَبِّرَ الرجلُ أمرَه ويَتَدَبَّرهُ أَي ينظر فِي عواقبه، والدَّبرانُ نجمٌ بَين الثريّا والجوزاء، وَيُقَال لَهُ: التَّابِع والتُّويْبعُ، وَهُوَ من منَازِل الْقَمَر، سُمي دَبراناً لأنَّه يدْبُرُ الثُّريا أَي يَتْبَعُه، والدَّبُور ريحٌ تَهُبّ من نَحْو الْمغرب، والصَّبا تقابلهما من نَاحيَة المشْرِق. وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (نُصِرتُ بالصَّبا وأُهْلِكَتْ عادٌ بالدَّبور) . وَقَالَ الأصمعيّ: دَبَرَ السهمُ الهدفَ يَدْبُره دَبْراً إِذا صَار من وراءِ الهَدَفِ، ودَبِرَ البَعيرُ يَدْبِرُ دَبَراً. وَيُقَال: نَاقَة مُقَابلةٌ مُدابَرة: أَي كَرِيمَة الطَّرفَيْنِ من قبل أَبِيهَا وَأمّهَا، وَغُلَام مُدَابَرُ مُقابلَ كريم الطَّرفَيْنِ، وَيُقَال: ذهب فلَان كَمَا ذهب أمس الدابر، وَهُوَ الْمَاضِي لَا يرجع أبدا، وَيُقَال: جعلت كَلَامه دَبْرَ أُذُنِي أَيْ: أَعْرَضتُ عَنهُ، وَلم أَلْتفِتْ إِلَيْهِ. وَفِي حَدِيث النَّجَاشِيّ أَنه قَالَ: مَا أحِبّ أَن لي دَبْراً ذَهَباً وَأَنِّي آذيتُ رجلا من الْمُسلمين، وفُسِّر الدَّبْر بالجَبَل فِي الحَدِيث؛ وَلَا أَدْرِي أَعربي هُوَ أم لَا؟ وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الدَّبْر: الْمَوْت يُقال: دَابَر الرجلُ إِذا مَاتَ. وَقَالَ أُميَّة: زَعَمَ جُدعَانُ ابْنُ عَمْ رو أنّني يَوْماً مُدَابرْ وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه نهى أَن يُضَحّى بمقَابَلةٍ أَو مُدَابَرة. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيّ: المقَابلة أَن يُقطعَ من طَرَف أذنها شيءٌ ثمَّ يتركَ مُعَلَّقاً لَا يَبينُ كَأَنَّهُ زَنَمَة، وَيُقَال لمثل ذَلِك من الْإِبِل: المزَنَّمُ، وَيُسمى ذَلِك المعَلقُ الرَّعُل، والمدابرةُ أَن يُفْعَل ذَلِك بمؤَخّر الْأذن من الشَّاة. قَالَ الأصمعيّ: وَكَذَلِكَ إِن بَانَ ذَلِك من الْأذن فَهِيَ مُقَابَلةٌ ومُدَابَرةٌ، بعد أَنْ كَانَ قَطْعٌ. قَالَ وَيُقَال: شَاةٌ ذَات إقْبَالةٍ وإدْبَارةٍ إِذا شُقّ مُقَدّمُ أُذُنها ومُؤَخّرها وفُتِلَتْ كَأَنَّهَا زنمة.

وفلانٌ مُقَابَلٌ ومُدَابر إِذا كَانَ مَحْضاً من أَبَوَيْهِ، قَالَ وَيُقَال: دَبَّرتُ الحَدِيث أَي حَدَّثتُ بِهِ عَن غَيْرِي. قَالَ شمر: دَبَّرتُ الحديثَ لَيْسَ بِمَعْرُوف، قلت: وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث: أما سمعته من معَاذ يدَبِّره عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قلت: وَقد أنكر أَحْمد بن يحيى يُدَبِّره بِمَعْنى يُحَدِّثه، وَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ يَذْبُرُهُ بِالذَّالِ وَالْبَاء أَي يُتْقِنُه، وَأما أَبُو عبيد فَإِن أَصْحَابه رووا عَنهُ: يُدَبِّره كَمَا ترى. وَقَالَ الأصمعيّ: الدَّبار الْهَلَاك، ودَابِرةُ الحافِر مُؤَخّرهُ وَجَمعهَا الدّوابر. وَقَالَ أَبُو زيد: فلَان لَا يَأْتِي الصَّلَاة إِلَّا دَبَرِيّاً. قَالَ أَبُو عبيد: والمُحَدِّثون يَقُولُونَ: دُبُريّاً يَعْنِي فِي آخر وَقتهَا. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: دَبْرِياً بِفَتْح الدَّال وَجزم الْبَاء. الْأَصْمَعِي: فلَان مَا يَدْرِي قَبيلاً من دَبير، الْمَعْنى مَا يدْرِي شَيْئا. وَقَالَ اللَّيْث: القَبيلُ فَتْلُ القُطْن والدّبيرُ فَتْل الكتَّان والصُّوفِ، ويقالُ: القبيلُ مَا وَليَكَ والدّبيرُ مَا خَلْفَك. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَدْبر الرجلُ إِذا عَرَفَ دَبيرهُ من قَبيله. قَالَ ثَعْلَب: قَالَ الْأَصْمَعِي: القبيلُ مَا أقبلَ بِهِ الفَاتل إِلَى حَقوه، والدّبيرُ مَا أدبر بِهِ الفاتِل إِلَى ركْبتيه. وَقَالَ الْمفضل: القبيلُ فَوْزُ القِداح فِي القِمار، وَالدبير خَيْبَة القِدْح. وقَال الشَّيْبَانِيّ: القَبِيلُ طاعةُ الرب، وَالدَّبيرُ مَعصيتُه. وقَالَ ابْن الأعرابيّ: أدْبر الرجلُ إِذا سَافر فِي دبار وَهُوَ يَوْم الْأَرْبَعَاء. قَالَ: وَمَثَّل مجاهدٌ عَن يَوْم النحس فَقَالَ: هُوَ أربعاء لَا يَدُور فِي شهر. وَقَال ابْن الأعرابيّ: أدْبَر الرجلُ إِذا مَاتَ، وَأَدْبَر إِذا تغافل عَن حَاجَة صديقه، وَأَدْبرَ صَار لَهُ دَبْر، وَهُوَ المَال الْكثير. وَقَالَ الأصمعيّ فِي قَول الْهُذلِيّ: فَخَضْخَضْتُ صُفْنِيَ فِي جَمِّهِ خِياضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفَا قَالَ: المُدابِر المولِّي المعرِض عَن صَاحبه. وَقَالَ أَبُو عبيد: المُدَابِر الَّذِي يَضرب بالقِداح. وَقيلَ: المُدابِر الَّذِي قُمِر مرّة بعد مرّة فعاوَد لِيَقْمُر. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: دَبَرَ، رد، ودَبَر تَأَخَّر، قَالَ: وَأَدْبَرَ إِذا انْقَلَبتْ فَتْلَةُ أُذنِ النَّاقة إِذا نُحرَتْ إِلَى نَاحيَة القَفَا، وَأَقْبَل إِذا صَارَت هَذِه الفتلة إِلَى نَاحيَة الوَجْه. أَبُو عبيد: سمعتُ أَبَا عُبَيْدَة يَقُول: رجل أُدابر لَا يقبل قَول أحد وَلا يلوي على

شَيْء. ورَجُلٌ أُباتِرٌ يَبْتُرُ رَحمَه فيقْطَعُها. ورجلٌ أُخايِلٌ وَهُوَ المختال، وأجارِدٌ اسْم مَوضِع، وَكَذَلِكَ أُجامِرٌ. بدر: قَالَ اللَّيْث: البَدْرُ الْقَمَر لَيْلَة أربَعَ عَشْرَة، وَإِنَّمَا سُمِّي بَدْراً لِأَنَّهُ يُبادِر بالغروب طلوعَ الشَّمس، لِأَنَّهُمَا يتراقبان فِي الْأُفق صُبحاً، قَالَ: والبَدْرَةُ كِيسٌ فِيهِ عَشرةُ آلافِ دِرهمٍ أَو ألفٌ. والجَمْعُ البُدُور، وثَلاثُ بَدراتٍ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: يُقَال لِمَسْك السَّخْلَة مَا دامتْ تَرْضَع: الشَّكْوةُ، فَإِذا فُطِمَ فَمسْكُه: البَدْرَةُ، فَإِذا أَجْذَعَ فمسْكُه السِّقَاءُ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: والبادِرة من الْإِنْسَان وغيرِه اللحمةُ الَّتِي بَين المنكِبِ والعُنق وأنشدنا: وجاءَت الخيلُ مُحْمراً بوادرُها ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: البادِرُ القَمَرُ، والبادِرَة الكلمةُ العَوْرَاء، والبادِرَةُ الغَضْبةُ السريعة، يُقَال: احْذَرُوا بادِرَتَه. وَقَالَ اللَّيْث: البادِرتان جانبا الكِرْكِرَة وَيُقَال: هما عرقان اكتنفاها وَأنْشد: تَمْرِي بَوادِرَها مِنْهَا فَوَارِقُها يَعْنِي فَوارقَ الإبلِ وَهِي الَّتِي أَخَذَها المخاضُ فَفَرِقَتْ نَادَّةً فَكلما أَخذها وَجَعٌ فِي بَطنهَا مَرَتْ، أَي ضَرَبَتْ بخُفِّها بادِرَةَ كِرْكِرَتها وَقد تفْعَلُ ذَلِك عِنْد الْعَطش. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَبْدَرَ الرجلُ إِذا سَرَى فِي ليلةِ البدْر، وأَبْدَرَ الوصِيُّ فِي مَال الْيَتِيم بِمَعْنى بادَرَ كِبْرَهُ وبَدَّرَ مثله، وَيُقَال: ابْتَدَرَ القومُ أمرا وتَبَادَرُوه: أَي بَادر بعضُهم بَعْضًا إِلَيْهِ أيُّهم يَسْبِقُ إِلَيْهِ فَيَغْلِبُ عَلَيْهِ، وبادر فلانٌ فلَانا مُولِّياً ذَاهِبًا فِي فِراره. قَالَ: والبَدْرُ الغلامُ المُبَادِر، وعَيْنٌ حَدْرَةٌ بدْرة. قَالَ الأصمعيّ: حَدْرَة مُكْتَنِزَةٌ صُلبة، وبَدْرَةٌ تَبْدُرُ بالنَّظَرِ، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: حَدْرَةٌ واسعةٌ، وبدْرَةٌ تامَّةٌ، وَقيل: ليلةُ البدرِ لِتمام قَمرِها. الحَرّاني عَن ابْن السّكيت يُقَال: غُلَام بَدْرٌ إِذا كَانَ مُمتلِئاً، وَقد أَبْدَرْنَا إِذا طلع لنا البَدْرُ وَسمي بَدْراً لامتلائِه. د ر م دمر، رمد، مدر، مرد، (درم، ردم) : مستعملات. درم: قَالَ اللَّيْث: الدَرَم استِوَاءُ الكَعْب وعَظم الْحَاجِب وَنَحْوه إِذا لم يَنْتَبِر فَهُوَ أَدْرَمُ، وَالْفِعْل دَرِمَ يَدْرَمُ فَهُوَ دَرِم، قَالَ: ودَرِمٌ اسْم رجل من بني شَيبَان ذكره الْأَعْشَى فَقَالَ: وَلم يُودِ مَنْ كُنْتَ تَسْعَى لَهُ كَمَا قِيلَ فِي الحربِ أَوْدَى دَرِمْ قَالَ أَبُو عَمرو: هُوَ دَرِمُ بنُ دُبّ بن ذُهْل بن شيبانَ، فُقِد كَمَا فُقِد القارظَ

العَنَزِيّ فَصَارَ مَثَلاً لكلِّ مَن فُقِد، وَقَالَ اللَّيْث: بَنو دَارِم حيٌّ مِنْ بني تَمِيم فِيهِ بيتُها وشَرَفُها، وَقَالَ غَيره: سمي دارماً لِأَنَّهُ حَمَلَ إِلَى أَبِيه شَيْئا يَدْرِمُ بِهِ أَي يُقارِبُ خُطاه فِي مَشْيِه، عَمْرو عَن أَبِيه الدَّرُوم من النوق الحَسَنَةُ المِشية. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الدَّرِيم الغُلام الفُرْهُدُ النَّاعمُ. اللَّيْث: الدَّرَّامة من أَسمَاء القُنْفُذ والأرانب، والدَّرامة من نَعْتِ المرأةِ القصيرة، قَالَ: والدَّرَمَانُ مِشْيَةُ الأَرنب والفأرةِ والقُنْفُذِ وَمَا أشبهه، والفعْلُ دَرَمَ يَدْرِم. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الدَّرْماءُ من نَبَات السّهل، وَكَذَلِكَ الطَّحْماء والحَرْشَاءُ والصَّفراءُ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: إِذا أَثْنَى الفَرَسُ أَلْقَى رَوَاضِعه فَيُقَال: أَثْنَى وَأَدْرَمَ للإثْناء ثمَّ هُوَ ربَاعٌ. وَيُقَال: أَهْضَم للإِرباع. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الإدرام أَن يَسْقُطَ سِنُّ البعيرِ لسِنَ نَبَتَتْ. يُقَال: أَدْرَمَ للإثْناء، وأَدرم للإِرْباع، وأَدْرَمَ للإِسداس. وَلَا يُقَال: أَدْرَمَ لِلْبُزُول لِأَن البازِل لَا ينْبت إِلَّا فِي مَكَان لم تكن فِيهِ سنّ قبله، ومكانٌ أَدْرَمُ مستوٍ. أَبُو عُبيد عَن أبي زيد: دَرَمَتْ الدّابةُ تَدْرِمُ دَرْماً إِذا دَبَّتْ دَبِيباً. شمر: المُدَرَّمَةُ من الدُّروع اللّينة المستَوية وَأنْشد فَقَالَ: هَاتِيكَ تَحْمِلُني وتَحملُ شِكَّتِي ومُفاضَةٌ تَغْشَى البَنانُ مُدَرَّمَهْ ردم: اللَّيْث: الرَّدْمُ سَدُّك بَابا كُلَّه أَو ثُلْمَةً أَوْ مَدْخلاً وَنَحْو ذَلِك يُقَال: رَدَمتُه رَدْماً وَالِاسْم الرَّدْم وَجمعه رُدُومٌ وثوب مُرَدَّمٌ ومُلَدَّم إِذا رُقِّعَ. وَقَالَ عنترة: هَل غادر الشُّعراء مِنْ مُتَرَدَّمِ أَي مُرَقَّع مُسْتَصْلَح، وَقَالَ غَيره: هَل ترك الشُّعَرَاء مقَالا لقَائِل. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: المرَدَّم والملَدَّم والمرقّع، وَقَالَ غَيره: ثوبٌ رَديمٌ خَلْقٌ وثيابٌ رُدُمٌ. وَقَالَ سَاعِدَة الهذليُّ: يُذْرِينَ دَمْعاً على الأَشْفَارِ مُبْتَدِراً يَرْفُلْنَ بَعْدَ ثِيابِ الخالِ فِي الرُّدُمِ ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الأرْدَمُ الملاَّحُ والجميع الأرْدَمُونَ وَأنْشد فِي صفة نَاقَة فَقَالَ: وتَهْفُو بهادٍ لَهَا مَيْلَعٍ كَمَا أَقْحمَ القَادِسَ الأَرْدَمونا المَيْلَعُ المضطرب هَكَذَا وَهَكَذَا، والمَيْلَعُ الْخَفِيف.

أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي وَسَلَمَة عَن الْفراء: أَرْدَمَتْ عَلَيْهِ الحُمَّى إِذا لم تُفارِقْه. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الرُّدَامُ ضُراط الحِمار وَقد رَدَم يَرْدُم إِذا ضَرِط. مرد: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: المَرَدُ الثَّرِيدُ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: مَرَد فلَان الخبزَ فِي المَاء ومَرَثَهُ. شمر يُقال: مَرَدَ الطَّعَام إِذا ماثَه حَتَّى يَلينَ فقد مَردَه، وتَمْرٌ مريدٌ، وَقَالَ النَّابِغَة: فلَمَّا أَبى أَنْ يَنْزَعَ القَوْدُ لحمَهُ نَزَعْنَا المرِيذ والمريدَ لِيَضْمَرا ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: المرَدُ نَقَاءُ الخدَّين من الشّعْر، ونقاء الغُصْن من الْوَرق، والمَرَد التَّمْلِيسُ، ومَرَدْتُ الشيءَ وَمَرَّدْتُهُ لَيَّنْتُهُ وصَقلْتُه، وَغُلَام أَمْردُ، وَلَا يُقَال: جَارِيَة مَرْداء، وَيُقَال: شَجَرَة مَرْداء، وَلَا يُقَال: غُصْنٌ أَمْردُ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: أَرْضٌ مَرْداءُ وَجَمعهَا مَرَادَى وَهِي رمال مُتَسَطِّحة لَا يُنْبَتُ فِيهَا، وَمِنْهَا قيل للغلام: أَمْرَد، قَالَ: والبَرِيرُ ثَمَر الْأَرَاك، فالغَضُّ مِنْهُ المرْدُ، والنَّضِيجُ الكَباثُ، قَالَ وَقَالَ الْكسَائي: شَجَرَة مَرْداءُ، وغصن أَمْرَدُ لَا ورق عَلَيْهَا. أَبُو عبيد المُمَرَّد بِنَاء طَوِيل، قلت: وَمِنْه قَول الله جلّ وعزّ: {صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن} (النَّمْل: 44) . وَقيل: المُمَرَّدُ: المُمَلَّسُ، وأمّا قَول الله جلّ وعزّ: {وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النَّفَاقِ} (التَّوْبَة: 101) . قَالَ الْفراء: يُرِيد مَرَنوا عَلَيْهِ وَجَرَنوا كَقَوْلِك: تمرَّدوا. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: المَرْدُ التَّطاوُل بالكبْر والمعاصي وَمِنْه قَوْله: مَرَدوا على النِّفَاق أَي تطاولوا. وَقَالَ اللَّيْث: المَرْدُ دَفْعُكَ السَّفينة بالمُرْوِيِّ، وَهِي خشبةٌ يدفعُ بهَا الملاَّحُ، وَالْفِعْل يَمْرُدُ. قَالَ: ومُرادٌ حَيّ، هم الْيَوْم فِي الْيمن، وَيُقَال: إِن نسبهم فِي الأَصْل من نِزَار. قَالَ: المرادَةُ مَصدر المارِدِ، والمَرِيدُ من شياطين الْإِنْس وَالْجِنّ وَقد تمرَّدَ علينا أَي عتا واستعصى وَمَرَدَ على الشَّرِّ تَمَرّد أَي عتا وطغى. قَالَ: والتِّمرادُ بيتٌ صَغِير يَجْعَل فِي بَيت الحمامِ لِمَبيضِه، فَإِذا جُعِلتْ نَسقاً بعضُها فَوق بعض فَهِيَ التَّماريدُ وَقد مرَّدها صَاحبهَا تمْرِيداً وتِمْراداً. والتِّمْرادُ الِاسْم بِكَسْر التَّاء قَالَ: والتمريدُ: التمليس والتطيين، والأَمْرَدُ الشابُّ الَّذِي بلغ خُرُوج لحيته، وطُرَّ شَاربه ولمَّا تبْدُ لحيتُه، وَقد تمرَّدَ فلَان زَمَانا ثمَّ خرج وَجهه ذَلِك أَن يبْقى أَمْرَدُ، قَالَ: وَامْرَأَة مَرْدَاءُ لم يُخلَق لَهَا إسْبٌ

وَهِي شِعْرَتُها. وَفِي الحَدِيث: (أهل الْجنَّة جُرْدٌ مُرْدٌ) . وَقَالَ أَبُو تُرَاب: سمعتُ الْخُصَيْبي يَقُول: مَرَدَه وَهَرَدَه إِذا قَطَعَه وَهَرَطَ عِرْضَه وَهَدَدَه، وَمن أمثالهم: تمرَّدَ مارِدٌ وعَزَّ الأَبْلَقُ، وهما حِصْنان فِي بِلَاد الْعَرَب غزتهما الزَّبَّاء فامتنعا عَلَيْهَا فَقَالَت هَذِه الْمقَالة وَصَارَت مثلا لِكل عَزِيز مُمتنع، والمَرِّيد الْخَبيث. التمرد وَكَذَلِكَ المارد والمريد والمُتَمَرِّد الشرير. رمد: الْحَرَّانِي عَن ابْن السكِّيت: الرَّمْدُ الْهَلَاك، يُقَال: رَمَدَت الغنمُ إِذا هلكتْ من بَرْدٍ أَو صقيعٍ، قَالَ أَبُو وَجْرة السّعدي فِي شعره: صَبَبتُ عَلَيْكُم حاصِبي فتَركتُكُم كَأَصْرَامِ عادٍ حِين جَلَّلها الرّمْدُ قَالَ: والرّمْدُ فِي الْعين، وَقَد رَمِدَت تَرْمَد رَمداً. وَقَالَ شمر فِي تَفْسِيره عَام الرَّمَادة يُقَال: أَرْمد القومُ إِذا جُهِدوا. قَالَ: سميت عَام الرَّمادة بذلك قَالَ وَيُقَال: رَمَد عيشهم إِذا هَلَكُوا، وَهُوَ الرَّمْد. يُقَال: أَصَابَهُم الرَّمد إِذا هَلَكُوا، قَالَ: وَقَالَ: الْقَاسِم: رَمَدَ القومُ وأَرْمَد إِذا هَلَكُوا والرَّمادَةُ الهلكَةُ، قلت: وَقد أَخْبرنِي ابْن هاجك عَن ابْن جَبَلة عَن أبي عبيد أَنه قَالَ: رَمِد الْقَوْم بِكَسْر الْمِيم وارْمَدُّوا بتَشْديد الدَّال وَالصَّحِيح مَا رَوَاهُ شمر: رَمَدُوا، وأَرْمدُوا كَذَلِك. قَالَ ابْن السّكيت: قَالَ شمر، وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يُقَال للشَّيْء الْهَالِك من الثِّيَاب خُلُوقةً: قد رَمَدَ وهَمَد وباد، والرَّامِد الْبَالِي الَّذِي لَيْسَ فِيهِ مَهَاةٌ: أَي خَير وبقِيَّةٌ، وَقد رَمَد يَرمُد رُمودَةً. وأقرأني الإياديُّ لأبي عبيد عَن أبي زيد: الرَّمْد الْهَلَاك وَقد رَمَدَهم يَرْمِدهم فَجعله متعَدياً. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال عَيْنٌ رَمْداءُ وَرجل أَرْمدُ. وَقد رَمِدتْ عينُه وأَرْمدت، والرَّمادُ دُقاقُ الفحم من حُراقَةِ النَّار، وَصَارَ الرَّمادُ رِمْدِداً، إِذا هَبا، وَصَارَ أدقَّ مَا يكون، والمُرَمَّد من اللَّحْم المشوِيُّ الَّذِي مُلَّ فِي الجَمْر، وَقد رَمَّدت النَّاقة تَرْميداً إِذا أَنْزَلَتْ شَيْئا قَلِيلا من اللَّبن عِنْد النَّتاج. أَبُو عبيد عَن أَبي زِيَاد: إِذا استبان حملُ الشاةِ من الْمعز والضأن، وَعظُم ضرعُها. قيل: رَمَّدتْ تَرْمِيداً وأضرعتْ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الْعَرَب تَقول: رَمَّدتِ الضَّأْن فَرَبِّقْ رَبِّقْ ورَمّدَت المعزى فَرَنِّقْ رَنِّقْ، وَقد مر تَفْسِير التَّرْنيق والتربيق فِي كتاب الْقَاف.

وَقَالَ الْكسَائي: نَاقَة مُرْمِدٌ ومُرِدٌّ إِذا أَضْرَعَتْ. وَرُوِيَ عَن قَتَادَة أَنه قَالَ: يتَوَضَّأ الرجلُ بِالْمَاءِ الرَّمِدِ والماءِ الطَّرِدِ، فالطَّرِدُ الَّذِي خاضَتْه الدّوابُ، والرّمِدُ الكَدِر. قلت: وبالشَّواجين ماءٌ يُقَال لَهُ: الرَّمادَةُ، وشرِبْتُ من مَائِهَا فوجدتُه عَذباً فُراتاً. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: ارْقَدّ البعيرُ ارْقِداداً، وارْمَدّ ارْمِدَاداً، وَهُوَ شدَّة العَدْوِ. وَقَالَ الأصمعيّ: ارْقدَّ وارْمَدّ إِذا مضى على وَجهه وأسرع، وثيابٌ رُمْدٌ وَهِي الغُبْرُ فِيهَا كُدُورَةٌ مأخوذٌ من الرّماد، وَمن هَذَا قيل لِضَرْبٍ من البعوض: رُمْدٌ، وَقَالَ أَبُو وَجْرَة: تبيتُ جارتَه الأفْعى وسامرُه رُمْدٌ بِهِ عَاذِرٌ مِنْهُنَّ كالجَربِ يصف الصَّائِد، وَمن أمثالهم: شَوَى أَخُوكَ حَتَّى إِذا أَنْضَجَ رَمّدَ، يُضْرَبُ مَثَلاً للرجل يَعُود بالفَساد على مَا كَانَ أَصْلَحَهُ. مدر: قَالَ اللَّيْث: المَدر قِطَعُ الطين اليابِس، الواحدةُ مَدَرةٌ، والمَدْر تطيينُك وَجْهَ الْحَوْض بالطِّين الحُرِّ لِئَلَّا يَنْشَفَ، والمَمْدَرَةُ موضعٌ فِيهِ طِين حُرٌّ، وَقد مَدَرتُ الحوضَ أَمْدُرُه. وَفِي حَدِيث إِبْرَاهِيم للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه يَأْتيهِ أَبوهُ يَوْم الْقِيَامَة فيسأَلُه أَن يشفعَ لَهُ فيَلتفِتُ إِلَيْهِ فَإِذا هُوَ بِضِبعَانٍ أَمْدَرَ، فَيَقُول: مَا أَنْت بأَبي. قَالَ أَبُو عبيد: الأمْدَرُ المنتفخُ الجَنْبيْنِ الْعَظِيم الْبَطن. قَالَ الرَّاعِي يصف إبِلا لَهَا قيم فَقَالَ: وقَيِّمٍ أَمْدَرِ الجَنْبَيْنِ مُنْخَرِقٍ عَنْهُ العَبَاءَةُ قَوَّامٌ على الهَملِ قَوْله: أَمْدَرُ الجَنْبَين أَي عِظَمِهما. قَالَ: وَيُقَال: الأمْدَرُ الَّذِي قد تَتَرَبَّ جَنْباهُ من المَدَرِ، يذهب بِهِ إِلَى التُّرَاب أَي أَصاب جَسَدَهُ التُّرَاب. قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ بَعضهم: الأمْدَرُ الكثيرُ الترجيع الَّذِي لَا يَقْدِر عَلَى حَبْسِه. قَالَ: ويستقيم أَن يَكون المعْنَيان جَمِيعًا فِي ذَلِك الضِّبْعَانِ. شمر عَن ابْن شُمَيْل: المِدْرَاء من الضِّبَاع الَّتِي لَصِقَ بهَا بَوْلها ويَبِسَ خَراؤها، وَيُقَال للرجُل: أَمْدَرُ وَهُوَ الَّذِي لَا يَمْتَسِحُ بِالْمَاءِ وَلَا بِالْحجرِ، وَمَدَرَتْ الضَّبُعُ إِذا سَلَحَتْ. وَقَالَ شمر: سَمِعت أَحْمد بن هانىء يَقُول: سَمِعت خَالِد بن كُلْثُوم يروِي بيتَ عَمْرو بن كُلْثُوم: وَلَا تُبْقِي خُمُورَ الأَمْدَرِينَا بِالْمِيم قَالَ: الأمْدَرُ الأقْلَفُ، والعربُ تسمي الْقرْيَة المبنية بالطين وَاللَّبِن المَدَرَةَ، وَكَذَلِكَ الْمَدِينَة الضخمة يُقَال لَهَا:

أبواب الدال واللام

المَدَرَةُ. دمر: فِي الحَدِيث: مَن نَظَرَ من صِيرِ بَاب فقد دَمَر. قَالَ أَبُو عبيد وَغَيره: دَمَر أَي دَخَل بِغَيْر إذْنٍ، وَهو الدُّمور، وَقد دَمَرَ يَدْمُر دُموراً، ودَمَقَ دَمْقاً ودُمُوقاً. وَقَالَ اللَّيْث: الدَّمار استئصال الْهَلَاك، يُقَال: دَمَر القومُ يَدْمُرون دَماراً: أَي هَلَكُوا، ودَمَرَهم مَقَتَهم ودَمّرهم الله تَدْميراً. قَالَ الله جلّ وعزّ: {فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيراً} (الْفرْقَان: 36) يَعْنِي بِهِ فِرْعَوْن وَقَومه الَّذين مُسِخُوا قِرَدَةً وخَنازير. أَبُو عبيد: المُدَمِّر بِالدَّال الصَّائدُ يُدَخِّن فِي قُتْرَته للصَّيْد بأَوْبَار الْإِبِل، لكَيْلا يجدَ الوحشُ ريحَه، وَقَالَ أوسُ بنُ حُجْر: فلاقى عَلَيْهَا مِن صَباح مُدَمِّراً لِنا مُوسِهِ مِن الصَّفيحِ سَقَائِفُ وَقَالَ اللَّيْث: تَدْمرُ اسْم مَدِينَة بِالشَّام. قَالَ: والتُّدْمُرِي من اليرابيع ضربٌ لئيم الخِلقة عَلْبُ اللَّحْم. يُقَال: هُوَ من مِعْزى اليرابيع وَأما ضَأْنها فَهُوَ شُفَارِيُّها، وعلامةُ الضَّأْن فِيهَا أَن لَهُ فِي وسط سَاقه ظُفْراً فِي مَوضع صِيصَة الدِّيك، ووُصف الرجل اللَّئِيم بالتَّدْمِري. وَقَالَ اللحياني: يُقَال: فلَان خاسرٌ دامِر دابِرٌ، وخَسِرٌ دَمِرٌ دبِرٌ، وَمَا رَأَيْت من خسارته ودَمارته ودَبارته. الْفراء عَن الدُّبيريَّة يُقَال: مَا فِي الدَّار عَيْنٌ وَلَا عَيِّنٌ وَلَا تَدْمُرِيٌ وَلَا تامُورِيٌ وَلَا دُبِّيٌ وَلَا دِبِّيٌ بِمَعْنى وَاحِد وَالله أعلم. (أَبْوَاب) الدَّال وَاللَّام) د ل ن اسْتعْمل من وجوهه: لدن، ندل. لدن: قَالَ اللَّيْث: اللَّدْن مِن كل شَيْء مَا لاَنَ من عُود أَو حَبْل أَو خَلْق فَهُوَ لَدن، وَقد لدُنَ لُدُونة، وفَتَاةٌ لَدْنة لَيِّنة المَهَزة. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّى عُذْراً} (الْكَهْف: 76) . قَالَ الزجّاج: وقُرِىء من (لَدُني) بتَخْفِيف النُّون وَيجوز من (لَدْني) بتسكين الدَّال وأجودها بتَشْديد النُّون لِأَن أصل لَدُن الإِسكان فَإِذا أضَفْتها إِلَى نَفسك زِدْت نوناً ليَسْلَم سُكُون النُّون الأولى تَقول: مِن لدُنْ زيد فتُسَكِّن النُّون ثمَّ تُضيف إِلَى نَفسك فَتَقول لَدُنِّي كَمَا تَقول عَن زيد وعَنِّي، ومَن حَذفَ النُّون فَلأَنَّ لَدُنْ اسْم غير مُتمكن، وَالدَّلِيل على أَن الْأَسْمَاء يجوز فِيهَا حذف النُّون قَوْلهم: قَدْني فِي معنى حَسْبي، وَيجوز قَدِي بِحَذْف النُّون لِأَن قَدْ اسْم غير مُتَمَكن. قَالَ الشَّاعِر: قَدْني مِن نَصْر الحَبيبَيْن قَدِي فجَاء باللغتين، قَالَ: وَأما إسْكان دَال لَدْن

فَهُوَ كَقَوْلِهِم: فِي عَضُد عَضْد فَيحذفون الضمة. وحَكَى أَبُو عُمَر عَن أَحمد بن يحيى والمبرد أَنَّهُمَا قَالَا: الْعَرَب تَقول: لَدُن غُدْوَةٌ ولَدُن غُدْوَةً ولدُن غدوةٍ، فَمن رفع أَرَادَ لدن كَانَت غدوةٌ، وَمن نصب أَرَادَ لَدُن كَانَ الوقتُ غدْوَة، وَمن خَفَض أَرَادَ من عِنْد غدوةٍ. وَقَالَ اللَّيْث: لَدُنْ فِي مَعْنى مِن عِنْد تَقول: وقف لَهُ الناسُ مِن لَدُنْ كَذَا إِلَى الْمَسْجِد وَنَحْو ذَلِك إِذا اتَّصل مَا بَين الشَّيْئَيْنِ، وَكَذَلِكَ فِي الزَّمَان مِن لَدُن طُلوع الشَّمس إِلَى غُرُوبهَا أَي من حِين. أَبُو زيد عَن الكلابيِّين أَجْمَعِينَ: هَذَا من لَدُنِه ضَمُّوا الدَّال وفتحوا اللامَ وكَسروا النُّون. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: فِي لَدُن لُغاتٌ يُقَال: لَدُ، ولَدُن ولَدْن، ولَدَى، ولَدَنْ وَالْمعْنَى وَاحِد، قَالَ: وَهِي لَا تمَكَّن تَمَكُّنِ عِنْدِ لأَنك تَقول: هَذَا القَوْل عِنْدِي صَوَاب وَلَا تَقول: هُوَ لَدُني صَوَاب، وَتقول: عِنْدِي مَال عَظِيم، وَالْمَال غَائِب عَنْك، ولَدُنْ لما يليك لَا غيرُ. وَفِي الحَدِيث: أَنَّ رجلا مِن الْأَنْصَار أناخَ ناضِحاً لَهُ فَرَكِبَه ثمَّ بَعَثَه فَتَلَدَّنَ عَلَيْهِ بعضَ التَّلَدُّن فَقَالَ: شَأْ لَعَنك الله، فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لاَ تَصحَبْنَا بملعون) ، معنى قَوْله: تَلَدَّنَ عَلَيْهِ أَي تمَكَّثَ وَتَلَبَّثَ وَلم يَثُرْ. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: تَلَدَّنْتُ تَلَدُّناً وتَلَبَّث تلبثاً وتمكَّث بِمَعْنى وَاحِد. ندل: قَالَ اللَّيْث: النَّدْلُ كَأَنَّه الوَسَخُ من غير اسْتِعْمَال فِي الْعَرَبيَّة، وَتَنَدَّلْتُ بالمِنْديل: أَي تمَسَّحتُ بِهِ من أثر الوَضُوء أَو الطَّهُور، قَالَ: والمِنديلُ على تَقْدِير مِفْعيل إسمٌ لما يُمْسحُ بِهِ. وَيُقَال أَيْضا: تَمنْدَلْتُ. عَمْرو عَن أَبِيه: النَّيْدَلانُ الكابوسُ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: هُوَ النَّيْدُلانُ والنَّيْدَلانُ، والمنْدَلُ والمندَلِيُّ: العُود الَّذِي يُتَبخَّر بِهِ. وَأنْشد الفرّاء: إِذا مَا مَشَتْ نادَى بِما فِي ثِيَابها ذَكِيُّ الشَّذَى والمنْدَلِيُّ المطيَّرُ يَعْنِي العودَ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المنْدلُ والمنْقَل الخُفُّ. وَقَالَ الْمبرد: نقلُ الشَّيء واحْتِجَانُه. وَأنْشد: فَنَذْلاً زُرَيق المالَ نَدْل الثَّعالِبِ وَيُقَال: انْتدَلْتُ المالَ وانْتبَلْتُه أَي احْتَمَلْتُه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: النُّدُل خَدَمُ الدَّعوة.

قلت: سُمُّوا نُدُلاً لأَنهم ينقلون الطَّعَام إِلَى من حضر الدعْوَة. وَقَالَ أَبُو زيد فِي كِتَابه فِي النَّوَادِر يُقَال: نَوْدَلَتْ خُصْيَاهُ نَوْدَلَةً إِذا استرختا يُقَال: جَاءَ مُنَوْدِلاً خُصْيَاهُ. وَقَالَ الراجز: كأَنَّ خُصْيَيهِ إِذا مَا نَوْدَلا أُثْفِيَّتان تَحمِلان مِرْجَلاَ وَيُقَال للسِّقَاء إِذا تَمَخّض: هُوَ يُهَوْذِلُ ويُنَوْدِلُ الأول بالذّال وَالثَّانِي بِالدَّال. د ل ف دلف، دفل: (مستعملة) . (دلف) : عَمْرو عَن أَبِيه: الدِّلْفُ الشجاعُ والدَّلْفُ التَّقدمُ. وَقَالَ أَبُو عبيد: الدَّلْف والزَّلْف التقدّم، وَقد دَلَفْنا لَهُم أَي تقدّمنا. وَقَالَ الأصمعيّ: دَلَفَ الشيخُ يَدْلِفُ دَلْفاً ودَلِيفاً، وَهُوَ فَوق الدَّبيبِ كَمَا تَدْلِفُ الكتيبةُ نَحْو الكتيبة فِي الْحَرْب. وَقَالَ طَرَفة: لَا كبيرٌ دالفٌ مِن هَرَم أرْهَبُ الناسَ وَلَا أكْبُو لِضُرِّ قلت: ودُلَفُ من أَسمَاء الرِّجَال، فُعَلُ، ودُلَفُ كأَنَّهُ مصروفٌ من دالفٍ مثل ذُفَر وعُمَر. وَأنْشد ابْن السّكيت لِابْنِ الخطيم فَقَالَ: لَنَا مَعَ آجامِنا وحَوْزَتِنا بَين ذَراها مخارِفٌ دُلَفُ أَرَادَ بالمخارف نخلاتٍ يُخْترف مِنْهَا، والدُّلّفُ الَّتِي تَدْلِفُ بحملها أَي تَنْهضُ بِهِ، والدُّلْفِين سَمَكةٌ بحريّة. دفل: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: وَمن الشّجر الدِّفْلَى وَهُوَ الآءُ والألاءُ والحَبْن وكُلُّه الدِّفْلَى. قلت: هِيَ شَجَرَة مُرة وَهِي من السُّمُوم. د ل ب دلب، دبل، بدل، بلد، لبد: مستعملة. دلب: قَالَ اللَّيْث: الدُّلْبُ شَجَرَة العيثَام، وَيُقَال: شجر الصِّنارِ وَهُوَ بالصِّنار أشبه، والواحدة دُلْبَةٌ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الدُّلْبَةُ السّوادُ، والدُّلْبُ جنْسٌ من سُودان السِّند، وَهُوَ مقلوب عَن الدَّيْبُل. وَقَالَ الشَّاعِر: كَأَن الذِّرَاع المشكُولَ مِنْهَا سَلِيبٌ مِن رجال الدّيْبُلانِ قَالَ: شَبَّهَ سوادَ الزِّقِّ بالأسود المشلَّح من رجال السَّنَد. دبل: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: التَّدْبيلُ: تَعظيمُ اللُّقمة وازدرادُها، والدّوْبَلُ ذَكَرُ الْخَنَازِير وَهُوَ الرّتُّ. وَقَالَ اللَّيْث: الدُّبْلَةُ كتلة من ناطِفٍ أَو

حَيْسٍ أَو شَيءٍ مَعْجون أَو نَحْو ذَلِك، وَقد دَبَّلْتُ الحَيْسَ تَدْبيلاً أَي جعلتُه دبَلاً. وَقَالَ النَّضر: الدُّبلُ اللُّقمُ من الثرِيد الْوَاحِدَة دُبْلَةٌ، والدّبيلُ موضعٌ يتاخِم أعراضَ الْيَمَامَة وَأنْشد فَقَالَ: لَوْلا رَجاؤُك مَا تَخَطَّتْ ناقَتِي عُرْضَ الدّبِيلِ وَلَا قُرى نَجْران ويُجمع دُبُلاً. وَقَالَ العجاج: جَادَلَه بالدُّبُل الوَسْمِيّ قَالَ: وَدَيْبُلُ مَدِينَة من مَدَائِن السِّند، غَيره: دَبَلْتُ الأرضَ وَدَمَلْتُهَا أَي أصلحتها. وَقَالَ الْكسَائي: أَرض مَدْبُولة إِذا أصلحتها بالسِّرْجينِ وَنَحْوه حَتَّى تجودَ، وَقد دَبلتُهَا أدبلها دُبولاً. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الدُّبالُ والذُّبال النُّفاياتُ، يُقَال: دَبَلْته دُبُولاً وذَبَلْته ذبولاً. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال: دِبْلٌ دَبيلٌ أَي ثُكْلٌ ثاكلٌ وَمِنْه سميت الْمَرْأَة: دِبْلَةٌ وَقَالَ الراجز: يَا دِبْلُ مَا بِتُّ بليلٍ ساهِداً وَلَا خَرَرْتُ الرَّكعتين سَاجِدا قَالَ: وَيُقَال: دَبْلتُهم دُبَيْلَة: أَي هَلَكُوا وصلَّتهم صالَّةٌ. وروى أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: ذِبْلٌ ذَابِلٌ بِالذَّالِ، وَهُوَ الهوان والخزي. قَالَ شمر وَغَيره يَقُول: دبل دابل بِالدَّال وَيُقَال: الجداول الدُّبُول وَاحِدهَا دَبْلٌ لِأَنَّهَا تُدْبل أَي تُصْلَح وتُنَقَّى وتُجْهَر، وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما غَدا إِلَى النطَاةِ دلَّه الله على دبول كَانُوا يَتَرَوَّوْنَ مِنْهَا فقطعها عَنْهُم حَتَّى أَعْطوا بأَيديهم. بلد: قَالَ اللَّيْث: البَلدُ كل مَوضِع مُسْتَحيزٍ من الأَرْض عامِرٍ أَو غير عَامر أَو خالٍ أَو مسكون فَهُوَ بلد، والطائفة مِنْهَا بَلْدَة والجميعُ الْبِلَاد، والبُلْدَان اسْم يَقع على الكُوَر والبَلدُ المقْبَرَة، وَيُقَال: هُوَ نَفْسُ الْقَبْر، وَرُبمَا جَاءَ البَلدُ يَعْنِي بِهِ التُّرَاب، قَالَ: والبَلْدَة بَلْدَةُ النَّحْر وَهِي الثغرةُ وَمَا حولهَا وَأنْشد: أُنِيخَتْ فأَلْقَتْ بَلْدَةً فوقَ بلدةٍ قَلِيل بهَا الأصواتُ إِلَّا بغَامُها والبلدةُ فِي السماءِ موضعٌ لَا نُجُوم فِيهِ بَين النَّعَائم وسَعْدِ الذَّابح، ليستْ فِيهِ كواكب عِظَام تكون عَلَماً، وَهِي من منَازِل الْقَمَر، وَهِي آخر البروج، سُميت بَلْدَةً وَهِي من بُرْج القَوْس خَالِيَة إلاَّ من كواكبَ صغارٍ. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: والأَبْلَدُ من الرِّجَال الَّذِي لَيْسَ بمقرونٍ وَهِي البَلْدَة والبُلْدَة. وَقَالَ الْأَحْمَر: المتبلِّدُ الَّذِي يتَرَدَّد مُتحيراً وَأنْشد للبيد فَقَالَ: عَلِهَتْ تَبَلَّدُ فِي نِهَاءِ صعائِدٍ سَبْعاً تُواماً كامِلاً أيامُها

وَقَالَ اللَّيْث: التَّبَلُّد نقيض التجلد، وَهُوَ استكانة وخضوع وَأنْشد: أَلا لَا تَلُمْه الْيَوْم أَن يَتَبَلَّدَا فقد غُلبَ المحزون أَن يتجلّدَا قَالَ: وبلَّدَ إِذا نكَّسَ فِي الْعَمَل وضَعُفَ حَتَّى فِي الْجُود، قَالَ الشَّاعِر: جَرَى طلَقاً حَتَّى إِذا قُلْتُ سابِقٌ تَدَارُكه أَعْراقُ سوءٍ فبَلّدَا وَقَالَ غَيره: البَلْدَة رَاحَة الْكَفّ، وَقيل للمُتَحَيِّر: متَبَلِّد لِأَنَّهُ شُبِّه بِالَّذِي يتحير فِي فلاةٍ من الأَرْض، لَا يَهْتَدِي فِيهَا وَهِي البَلْدَة، وكل بَلَدٍ وَاسع بَلْدةٌ وَقَالَ الْأَعْشَى يذكر الفلاة: وبَلْدَةٍ مثل ظهْرِ التُّرْسِ موحِشَةٍ لِلْجِنِّ بِاللَّيْلِ فِي حافاتها شُعَلٌ وَقَالَ اللَّيْث: البَلادة نقيض النّفاذِ والمضاءِ فِي الْأُمُور، وَرجل بليد إِذا لم يكن ذكيّاً، وفرسٌ بليد، إِذا تأخَّر عَن الْخَيل السوابق وَقد بَلُدَ بلادةً. قَالَ: والمبالدةُ كالمبالَطَة بِالسُّيُوفِ والعِصِيِّ إِذا تجالدوا بهَا، وَيُقَال: اشْتُق من بِلادِ الأَرْض. أَبُو عبيد: البَلَدُ الأثَرُ بالجسد وَجمعه أَبْلاَدٌ، وَقَالَ ابْن الرّقاع: من بَعْدِ مَا شَمِل الْبِلَى أَبْلادها قَالَ وَقَالَ أَبُو زيد: بَلَدْتُ بِالْمَكَانِ أَبلُدُ بلوداً وأَبَدْتُ بِهِ آبُدُ أبُوداً: أَي أقمتُ بِهِ، وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي فَقَالَ: ومُبْلِدٍ بَيْنَ مَوْمَاةٍ بمهلكةٍ جاوَزْتُه بعلاةِ الخلْق عِلْيَانِ قَالَ: المبْلِدُ الحوضُ الْقَدِيم هَهُنَا وَأَرَادَ مُلْبِدٍ فَقلب وَهُوَ اللاصق بِالْأَرْضِ، وَمِنْه قَول عَلِيَ لِرجلَيْنِ جَاءَا يسأَلانِه: أَلْبدا بِالْأَرْضِ حَتَّى تفهما، وَقَالَ غَيره: حوضٌ مُبْلِدٌ تُرك وَلم يُستعمل فَتَدَاعى وَقد أَبْلد إبلاداً. وَقَالَ الفرزدق يصف إبِلا سَقَاهَا فِي حَوْض داثِرٍ: قَطَعْتُ لألحيهِنَّ أَعضادَ مُبْلِدٍ يَنشُّ بِذِي الدَّلْوِ المُحِيلِ جوانِبُهْ أَرَادَ بِذِي الدَّلْو الْمُحِيل الماءَ الَّذِي قد تَغيّرَ فِي الدَّلْو لِأَنَّهُ نُزِع متغيراً. لبد: أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرو: أَلْبَدَ بِالْمَكَانِ فَهُوَ مُلْبِدٌ بِهِ إِذا أَقَامَ بِهِ. وَقَالَ أَبُو زيد: اللّبِيدُ من الرِّجَال الَّذِي لَا يبرح منزله وَهُوَ الألْيَسُ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: لَبَدَ ولَبِدَ لُبوداً إِذا أَقَامَ بِالْمَكَانِ، قَالَ: وَإِذا رُقِعَ الثوبُ فَهُوَ مُلَبَّدٌ ومُلْبَدٌ ومَلْبُودٌ. وَفِي الحَدِيث أَن عَائِشَة أخرجت كِسَاءً للنبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُلَبَّداً أَي مُرَقَّعاً، وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً} (الْبَلَد: 6) . قَالَ الْفراء: اللَّبَدُ الْكثير، قَالَ بَعضهم:

واحدتُهُ لُبْدَةٌ، ولُبَدُ جماع، قَالَ: وَجعله بَعضهم على جِهَة قُثَم وحُطَمٍ وَاحِدًا، وَهُوَ من الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا الْكثير. قَالَ: وَقَرَأَ أَبُو جَعْفَر المدنيّ: (مَالا لُبَّداً) مُشَدَّداً فكأَنه أَرَادَ مالَ لابد، ومالانِ لاَبِدَانِ وأموال لُبَّدٌ، وَالْأَمْوَال وَالْمَال قد يكونَانِ فِي معنى وَاحِد. وَقَالَ الزّجاج: مالٌ لُبَدٌ: كثيرٌ، وَقد لَبَد بعضه بِبَعْض وَقَوله جلّ وعزّ: {أَحَداً وَأَنَّهُ لَّمَا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُواْ يَكُونُونَ} (الْجِنّ: 19) قَالَ وقرىء (لُبَداً) قَالَ: وَالْمعْنَى أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما صلى الصُّبْح بِبَطن نَخْلَةَ كَادَت الْجِنّ لما سمعُوا الْقُرْآن وتعجبوا مِنْهُ أَن يَسقطوا عَلَيْهِ. قَالَ: وَمعنى لِبَداً يركَبُ بَعضهم بَعْضًا وكلُّ شَيْء أَلصَقْته بِشَيْء إلصاقاً شَدِيدا فقد لَبّدتَه، وَمن هَذَا اشتقاق هَذِه اللُّبُودِ الَّتِي تُفْتَرَش. قَالَ: ولِبَدٌ جمع لبْدَةٍ ولُبَدٌ وَمن قَرَأَ (لُبَّداً) فَهُوَ جمع لابد. وَقَالَ اللَّيْث: تَقول صبيان الْأَعْرَاب إِذا رَأَوْا السُّمَانَى: سُمَانَى لُبَادَى الْبُدى لَا تُرَى، فَلَا تزَال تَقول ذَلِك وَهِي لابدةٌ بِالْأَرْضِ أَي لاصقةٌ وَهُوَ يُطيف بهَا حَتَّى يَأْخُذَها. وَقَالَ: كل شَعَرٍ أَو صوف يَتَلَبَّد فَهُوَ لِبْدٌ ولِبْدة، وللأسد شَعَرٌ كثير قد تَلَبَّد على زُبْرَتِهِ قَالَ: وَقد يكون مثلُ ذَلِك على سَنَام الْبَعِير وَأنْشد: كَأَنَّهُ ذُو لِبَدٍ دَلَهْمسِ قَالَ: واللُّبَادَةُ لِباسٌ من لُبُود؛ قَالَ: ولُبَدٌ اسْم آخِر نسور لُقمانَ بن عَاد سَمَّاهُ لُبَداً لِأَنَّهُ لَبِدَ فَلَا يَمُوت وَلَا يذهب كاللَّبِد من الرِّجَال اللَّازِم لرِحْلِه لَا يفارِقه. وَالْعرب تَقول: مَا لَهُ سَبَدٌ وَلَا لَبَدٌ. قَالَ ابْن السّكيت: قَالَ الْأَصْمَعِي: مَعْنَاهُ مَا لَهُ قليلٌ وَلَا كثيرٌ، قَالَ وَقَالَ غَيره: السَّبَدُ من الشَّعَر واللَّبَد من الصُّوف، أَي مَا لَهُ ذُو شَعَر وَلَا ذُو صُوفٍ وَوَبَر، وَكَانَ مالَ الْعَرَب الْخَيل وَالْإِبِل وَالْغنم وَالْبَقر فَدخلت كلهَا فِي هَذَا الْمثل. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: المُلْبِدُ الفحلُ من الإِبل يضْرب فَخذيهِ بِذَنبِهِ فَيَلْصَقُ بهما ثَلْطُهُ وبَعَرُه؛ قَالَ والمُلْبد أَيْضا: اللاصق بِالْأَرْضِ. وَفِي حَدِيث أبي بكر أَنه كَانَ يحلب فَيَقُول: أَأَلْبِدْ أَمْ أَرْغي فَإِن قَالُوا: أَلْبِدْ أَلْصَق العُلبة بالضَّرْع، فَحَلَبَ وَلَا يكون لِذلك الحَلْب رَغْوَة، فَإِن أَبانَ العُلْبَة رغا الشَّخْبُ بشدَّة وُقُوعه فِي العُلْبة. وَقَالَ أَبُو زيد: المُلَبِّدُ من الْمَطَر: الرَّشُّ، وَقد لَبَّدَ الأرضَ تلبيداً. وَفِي حَدِيث عُمر أَنه قَالَ: من لَبَّدَ أَو عَقَصَ أَو ضفَرَ فَعَلَيهِ الحَلْق. قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: لَبَّد يَعْنِي أَن يجعلَ فِي رَأسه شَيْئا من صَمْغ أَو غِسْلٍ ليَتَلَبَّدَ شَعْره وَلَا

يَقْمُل، هَكَذَا قَالَ يحيى بن سعيد، وَقَالَ غَيره: إِنَّمَا التَّلْبيدُ بُقْيا على الشَّعَر لِئَلَّا يَشْعَث فِي الْإِحْرَام؛ وَلذَلِك أوجب عَلَيْهِ الْحلق كالعُقوبة لَهُ، قَالَ ذَلِك سُفْيان بن عُيَيْنَة. وَقَالَ شمر: أَلْبَدْتُ القِرْبَة أَي صَيَّرْتها فِي لَبِد وَهُوَ الجُوالِق الصَّغِير وَأنْشد: قُلْتُ ضَعِ الأدْسم فِي اللَّبيد قَالَ: يُرِيد بالأدْسم نِحْيَ سَمَن واللَّبيدُ لِبْدٌ يُخاطُ عَلَيْهِ، وَقَالَ ابْن السّكيت: أَلْبَدَت الْإِبِل إِذا أَخرج الربيعُ أَلْوانها وأوبارها وتهيَّأَتْ لِلسِّمَنِ، وَقَالَ: أَلْبَدْتُ القِربة إِذا صيرتَها فِي لَبيد وَهُوَ الجُوالق الصَّغِير، وَيُقَال: قد أَلْبَدتُ الفرسَ فَهُوَ مُلْبَدٌ، وَقَالَ الْكسَائي: أَلْبدْتُ السَّرج عملت لَهُ لِبْداً. وَقَالَ ابْن السّكيت: لَبِدَتِ الْإِبِل تَلْبد لَبَداً: إِذا دَغِصَتْ بالصِّلِّيان وَهُوَ الْتِواءٌ فِي حَيازيمها وَفِي غَلاصِمِها إِذا أكثرت مِنْهُ فَتَغَصُّ بِهِ وَلَا تمْضِي، فَيُقَال: هَذِه إبل لَبَادَى ونَاقَةٌ لَبِدَةٌ، شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: لَبَد الرجل بِالْمَكَانِ يَلْبُدُ لُبوداً إِذا أَقَامَ، وَمِنْه قَول حُذَيْفَة حِين ذكر الْفِتْنَة قَالَ: فَإِذا كَانَ ذَلِك، فالْبُدوا لُبُود الرَّاعِي خلف غنمه، أَي اثبتوا والزموا مَنَازِلكُمْ كَمَا يعْتَمد الرَّاعِي على عَصَاهُ ثَابتا لَا يَبْرَحُ، ولَبَد الشيءُ بالشَّيْء يَلْبُد: إِذا ركِبَ بعضُه بَعْضًا. بدل: أَبُو عبيد عَن الفرّاء: بَدَلٌ وبِدْلٌ ومَثَلٌ ومِثْلٌ وشَبَهٌ وشِبْهٌ. وَأَخْبرنِي الإياديُّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: يُقَال: هَذَا بِدُلُ هَذَا وبَدَلُه. قَالَ: وَوَاحِد الأَبدال يُرِيد العُبَّاد أَيْضا: بِدْلٌ وبَدَلٌ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل فِي حَدِيث رَوَاهُ بِإِسْنَاد لَهُ عَن عَليّ أَنه قَالَ: الأبدال بِالشَّام والنُّجَبَاء بِمصْر والعَصائِبُ بالعراق، قَالَ ابْن شُمَيْل: الأبدال: خيارٌ بَدَلٌ من خِيَار، والعصائب: عُصْبَةٌ وعصائب يَجْتَمعُونَ فَيكون بَينهم حَرْب، وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى: قَالَ الْفراء يُقَال: أبدَلْتُ الْخَاتم بالحلْقَة: إِذا نَحَّيْتَ هَذَا وَجعلت هَذَا مَكَانَهُ، وبَدَّلْتُ الْخَاتم بالحلقة: إِذا أَذَبْتَه وسوَّيته حَلقَةً، وبدلتُ الْحلقَة بالخاتم إِذا أَذَبْتَها وجعلتها خَاتمًا، قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: وحقيقتُه أنَّ التَّبديلَ تغييرُ الصُّورَة إِلَى صُورَة أُخْرَى، والجوهرةُ بِعَينهَا، والإبدال تَنْحِيَةُ الْجَوْهَرَة واستئنافُ جَوْهَرَة أُخْرَى وَمِنْه قَول أبي النَّجْم: عَزْلُ الأَمير للأمير المبدَلِ أَلا ترى أَنه نَحَّى جِسْماً وَجعل مَكَانَهُ جِسماً غيرَه، قَالَ أَبُو عمر: وعرضتُ هَذَا على الْمبرد فَاسْتَحْسَنَهُ، وَزَاد فِيهِ، فَقَالَ: قد جَعَلَتِ الْعَرَب بدَّلتُ بِمَعْنى أَبدلت وَهُوَ قَول الله جلّ وعزّ: {فَأُوْلَائِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} (الْفرْقَان: 70) أَلا ترى

أَنه قد أَزَال السيئاتِ وَجعل مَكَانهَا حسناتٍ قَالَ: وأمَّا مَا شَرَط أحمدُ بنُ يحيى فَهُوَ معنى قَول الله: {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا} (النِّسَاء: 56) . قَالَ: فَهَذِهِ هِيَ الْجَوْهَرَة، وتبديلها: تغييرُ صورتهَا إِلَى غَيرهَا لِأَنَّهَا كَانَت ناعمةً فاسودَّتْ بِالْعَذَابِ، فرُدَّتْ صورةُ جُلُودهمْ الأولى لما نَضِجَتْ تِلْكَ الصُّورَة، فالجوهرة وَاحِدَة وَالصُّورَة تخْتَلف. وَقَالَ اللَّيْث يُقَال: استبدل ثوبا مَكَان ثوبٍ أَو أَخا مَكَان أخٍ، ونَحو ذَلِك الْمُبَادلَة. أَبُو عبيد عَن الْفراء: البَآدل واحدتها بَأْدَلَة، وَهِي مَا بَين العُنُق إِلَى التَّرْقُوة وأنشدنا: فَتًى قُدَّ قَدَّ السَّيف لَا مُتَآزفٌ وَلَا رَهِلٌ لَبَّاتُهُ وبَآدله قَالَ وَقَالَ أَبُو عَمْرو مثله، وَقَالَ: وَاحِدهَا بَأدلٌ. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: البَأْدَلة: لَحْم الصّدْر وَهِي البَادِرَة والبَهْدَلَةُ وَهِي الفَهْدَةُ. وَقَالَ غَيره: الْعَرَب تَقول للَّذي يَبِيع كل شَيْء من المأكولات: بَدّال. قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: والعامة تَقول: بَقَّال. د ل م دلم، دمل، لدم، ملد، مدل، لمد: مستعملة. مدل: أهمله اللَّيْث وروى أَبُو عبيد عَن الْفراء: رجل مِدْلٌ ومِذْلٌ بِكَسْر المِيم فيهمَا وَهُوَ الخفِيُّ الشَّخْص القليلُ الْجِسْم، وَقَالَ أَبُو عَمْرو: هُوَ المَدْل بِفَتْح الْمِيم للخسيس من الرِّجَال. لمد: أهمله اللَّيْث وروى عَمْرو عَن أَبِيه: اللّمذ: التَّوَاضُع بالذَّال. ملد، (أملود) : أهمله اللَّيْث المَلد مصدر؛ الشَّاب الأملد وَهُوَ الناعم وأَنشد فَقَالَ: بعد التَّصابي والشباب الأَمْلَدِ يُقَال: امرأَة مَلْدَاءُ وأُمْلُدَانِيّةٌ وشابٌّ أُملود وأُمْلدَانيُّ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الأُمْلودُ من النِّسَاء الناعمةُ المستويةُ الْقَامَة، وَقَالَ غَيره: غُصْنُ أُملود وَقد مَلَّدَه الرّي تمليداً، وروى إِسْحَاق بن الْفرج عَن شَبَابةَ الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: غُلامٌ أُمْلودٌ وَأُفْلوذٌ إذَا كَانَ تَاما مُحْتَلماً شَطْباً. دلم: قَالَ اللَّيْث: الأَدْلَمُ من الرِّجَال الطويلُ الْأسود، وَمن الْخَيل كَذَلِك فِي مُلُوسة الصخر غير جِدَ شديدِ السوَاد وَقَالَ رؤبة: كَأَن دَمْخاً ذَا الهِضَابِ الأدْلَمَا يصف جبلا. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الأَدْلَمُ من الأَلْوانِ هُوَ الأَدْغَم؛ وَقَالَ شمر: رجلٌ أَدْلَمُ وجبل أَدْلَمُ، وَقد دَلِمَ دَلَماً، وَقَالَ عنترة:

وَلَقَد هَمَمْتُ بغارةٍ فِي ليلةٍ سوْدَاء حالِكَةٍ كَلَوْن الأَدْلَمِ قَالُوا: الأَدلَم هُنا الأَرَنْدَجُ، وَيُقَال للحية الأَسْود: أَدْلَمُ، وَيُقَال: للأَدْلامِ: أَوْلادُ الحيَّاتِ وَاحِدهَا دُلْمٌ. أَبُو العبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: الدَّيْلَمُ النَّمْل، والدَّيْلَم السُّودَان، والدَّيْلَم الأعْدَاءُ، والدَّيْلَم مَاء لبني عَبْس. وَقَالَ اللَّيْث: الدَّيْلَم جِيلٌ من النَّاس، وَقَالَ غيْرُه: من ولد ضَبَّة بن أُدَ وَكَانَ بعض مُلوك الْعَجم وَضَعَهم فِي تِلْكَ الْجبَال فربلوا بهَا، وَأما قَول رؤبة: فِي ذِي قُدَامَى مُرْجَحِن دَيْلَمُهْ فَإِن أَبَا عَمْرو قَالَ: كَثْرتُه كَكَثْرةِ النَّمل، وَهُوَ الدَّيْلَم، قَالَ: وَيُقَال للجيش الْكثير: دَيْلَم، أَرَادَ فِي جيشٍ ذِي قُدَامى والمُرْجَحِنُّ الْقَدِيم الثقيلُ الْكثير، وَأما قَول عنترة: زَوْرَاءُ تَنْفِرُ عَن حِياض الدَّيْلَمِ فَإِن بَعضهم قَالَ: عَن حِيَاض الأَعداء، وَقيل: عَن حِيَاض مَاءٍ لبني عبس، وَقيل: أرادَ بالدَّيلم بني ضَبَّة سُمُّوا دَيْلماً لدُغْمَةٍ فِي ألوانهم، وَقَالَ ابْن شُمَيْل: السَّلامُ شَجَرَة تَنْبتُ فِي الْجبَال نُسَمِّيها الدَّيْلَمَ. لدم: قَالَ اللَّيْث: اللَّدْمُ ضربُ الْمَرْأَة صَدْرَها، والْتَدَم النِّساء إِذا ضَربْنَ وجوههن فِي المآتم وَأنْشد الأصمعيّ: ولِلفؤاد وَجِيبٌ تَحتَ أَبْهَرِهِ لَدْمَ الغُلام وراءَ الغَيْب بالحَجرِ قَالَ: اللَّدْم الضربُ والْتِدَامُ النِّسَاء من هَذَا. وَقَالَ اللَّيْث أَيْضا: اللَّدْمُ ضربُك خبْزَ الملَّة إِذا أَخْرجْتَه مِنْهَا. وَقَالَ غَيره: اللَّدم واللَّطم وَاحِد، ورُوي عَن عليّ رَضِي الله عَنهُ أَن الْحسن قَالَ لَهُ فِي مَخْرَجه إِلَى الْعرَاق: إنَّه غير صَوَاب، فَقَالَ: وَالله لَا أكون مثل الضَّبُع تسمعُ اللَّدمَ فَتُصَادَ، ذَلِك أَن الصياد يَجِيء إِلَى جُحْرها فَيُصَوِّتُ بحجرٍ فتخرجُ الضَّبُعُ فيأخذُها وَهِي من أَحمَق الدَّوَابّ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: المُلَدَّم والمُرَدَّمُ من الثِّيَاب المرقع، وَهُوَ اللَّدِيم، قَالَ أَبُو عَمْرو وَقَالَ الْفراء: المِلْدم الرجلُ الأحمقُ الضخم الثقيل، وَقَالَ اللَّيْث: أمُّ مِلْدَمٍ كُنْيَةُ الحمَّى، والعربُ تَقول: قَالَت الحُمَّى: أَنا أُمُّ مِلْدَم، آكلُ اللحمَ وأمُصُّ الدمَ، وَيُقَال لَهَا: أمُّ الهِبْرِزِيِّ، وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَن الْأَنْصَار لما أَرَادوا أَن يبايعوه فِي شِعْبِ العَقَبة بِمَكَّة، قَالَ أَبُو الْهَيْثَم بن التَّيْهان: يَا رَسُول الله: إنَّ بَيْننَا وَبَين الْقَوْم حِبالاً وَنحن قَاطِعُوهَا فَنَخْشَى إنْ الله أَعزَّك وأظهركَ أَنْ ترجعَ إِلَى قَوْمك، فَتَبَسَّمَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ: بل الدَّمُ الدَّمُ والهَدَمُ الهَدَمُ أُحَارب من حَارَبْتُمْ

وأسالمُ مَن سَالَمْتُمْ) . وَرَوَاهُ بَعضهم اللَّدَمُ اللَّدَمُ والهَدَمُ الهَدَمُ، فَمن رَوَاهُ: بل الدَّمُ الدَّمُ والهَدَمُ الهَدَمُ فَإِن المنذريّ أَخْبرنِي عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الْعَرَب تَقول: دَمِي دَمُك وهَدَمِي هَدَمُك فِي النُّصْرة أَي إِن ظُلِمْتَ فقد ظُلِمتُ، قَالَ وأنشدني العُقَيْليّ: دَمًا طَيِّباً يَا حَبَّذا أنْتَ من دَمِ قلت: وَقَالَ الْفراء: العربُ تُدخل الْألف وَاللَّام اللَّتَيْنِ للتعريف على الِاسْم فيقومان مقَام الْإِضَافَة كَقَوْل الله جلّ وعزّ: {يَرَى فَأَمَّا مَن طَغَى وَءاثَرَ الْحَيَواةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِىَ الْمَأْوَى} (النازعات: 37 39) أَي الْجَحِيم مَأْوَاه وَكَذَلِكَ قَوْله: {لله)) الْمَأْوَى وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِىَ الْمَأْوَى} (النازعات: 40، 41) . فَإِن الْجنَّة مَأْوَاه، وَقَالَ الزّجاج: مَعْنَاهُ أَن الْجنَّة هِيَ المأوى لَهُ، وَكَذَلِكَ هَذَا فِي كل اسْم يدل على مِثْلِ هَذَا الْإِضْمَار، فعلى قَول الْفراء قَوْله: الدَّمُ الدمُ أَي دمُكم دمِي وهَدَمُكم هَدَمِي، وَأما من رَوَاهُ: بل اللَّدَمُ اللَّدَمُ والهَدمُ الهَدَمُ فَإِن أَبَا الْعَبَّاس روى عَن ابْن الْأَعرَابِي أَيْضا أَنه قَالَ: اللَّدَمُ: الحُرَمُ، قَالَ: والهَدَمُ القَبْر فَالْمَعْنى حُرَمُكم حُرَمي وأُقْبَر حيثُ تُقْبَرُون، وَهَذَا كَقَوْلِه: الْمَحيا مَحْياكم والمماتُ مماتُكم لَا أفارقكم، وَذكر القتيبي: أَن أَبَا عُبيدة قَالَ فِي معنى هَذَا الْكَلَام: حُرْمَتِي مَعَ حُرْمَتكم وبَيْتي مَعَ بيتِكم وأَنشد: ثمَّ الحقي بِهَدمي ولَدَمِي أَي بأصْلِي وموْضِعِي قَالَ: وأصل الهَدَمِ مَا انْهَدَمَ تَقول: هَدَمْتُ هَدْماً وَالْمَهْدُومُ هَدَمٌ وبِهِ سُمِّي منزلُ الرجل هَدَمَا لانهدامه قَالَ: وَيجوز أَن الهَدمَ القبرُ سمي بذلك لِأَنَّهُ يُحْفَرُ ثمَّ يُرْدم ترابه فِيهِ، فَهُوَ هَدَمهُ قَالَ: واللَّدَم الحُرَمُ جمع لاَدِم سُمِّي نسَاء الرجل وحرمُه: لَدَما لِأَنَّهُنَّ يَلْتَدِمْنَ عَلَيْهِ إِذا مَاتَ. ابْن هانىء عَن ابْن زيد يُقَال: فلَان فَدْمٌ ثَدم لَدْم بِمَعْنى وَاحِد. دمل: قَالَ اللَّيْث: الدَّمَال السِّرْقينُ وَنَحْوه، وَمَا رَمى بِهِ البحرُ من خُشَارَة مَا فِيهِ من الْخلق مَيتا، نَحْو الأصداف والمناقِيفِ والنَّبَّاح فَهُوَ دَمال وَأنْشد: دَمالُ البحُور وحِيتانها وَفِي حَدِيث سَعْد بنِ أبي وقَّاص: أَنه كَانَ يَدْمُل أرضَه بالعُرةِ، قَالَ أَبو عبيد قَالَ الْأَحْمَر فِي قَوْله: يَدْمُل أرضَه، أَي يُصْلِحها ويُحسِن معالجتها، وَمِنْه قيل للجُرح: قد انْدَمَل إِذا تَماثَل وصَلَح، وَمِنْه قيل: دَامَلْتُ الرجلَ إِذا داريته لتُصلح مَا بَيْنك وَبَينه وَأنْشد: شَنِئْتُ من الإخوان من لستُ زَائِلاً أُدامِله دَمْلَ السِّقاء المُخرَّقِ قَالَ: وَيُقَال للسِّرجين: الدَّمال لِأَن

أبواب الدال والنون

الأَرْض تُصْلَح بِهِ، أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: يُقَال للتَّمرِ العَفِنِ: الدَّمال، وَقَالَ اللَّيْث: الاندِمال التماثُلُ من الْمَرَض وَالْجرْح، وَقد دَمَلَه الدواءُ فاندمل، قَالَ: والدُّمَّل مُسْتَعْمل بِالْعَرَبِيَّةِ يجمع دَمَامِيل وَأنْشد: وامْتَهَدَ الغارِبُ فِعْلَ الدُّمَّلِ وَقَالَ غَيره: قيل لهَذِهِ القُرحَةِ: دُمَّلٌ لِأَنَّهَا إِلَى الْبُرْء، والاندمال مَاضِيَة انْتهى، وَالله أعلم بذلك. (أَبْوَاب) الدَّال وَالنُّون) د ن ف دنف، دفن، نفد، ندف، فند، فدن: مستعملات. دنف: قَالَ اللَّيْث: الدَّنَفُ الْمَرَض المخامِر اللاَّزِمُ، وَصَاحبه دَنِفٌ ومُدْنِفٌ وَقد دَنِفَ يَدْنف وَقد أدْنَفَ فهُو مُدنَفٌ وَامْرَأَة دَنَفَةٌ، فَإِذا قلت: رجل دَنَفٌ لم تُثنِّ وَلم تجمع وَلم تؤنِّثْ قَالَ العجاج: والشَّمْسُ قد كادتْ تكون دَنَفَا أَي حِين اصفَرَّت. سَلمَة عَن الْفراء: رجل دَنَفٌ وضَنًى، وقومٌ دَنَفٌ وَضَنًى وَيجوز أَن يُثَنَّى الدنف وَيجمع فَيُقَال: أَخَوَاك دَنَفان وإخوتك أدْنافٌ، وَإِذا قلتَ: رجلٌ دَنِفٌ بِكَسْر النُّون ثَنَّيْتَ وجمعت لَا محَالة، فقلتَ: رجل دَنِفٌ ورجلان دَنِفان وَامْرَأَة دَنِفةٌ ونسوة دَنِفاتٌ. ندف: قَالَ اللَّيْث: النَّدْفُ طَرْق القَطن بالمِنْدَفِ والفِعل: يَنْدِف، وَالدَّابَّة تَنْدِفُ وَهُوَ مسيرها نَدْفاً، وَهُوَ سرعَة رَجَعَ الْيَدَيْنِ، والنَّدِيفُ القُطن الَّذِي يُبَاع فِي السُّوق مَنْدوفاً، والنَّدفُ شُرْبَ السبَاع الماءَ بألسنتها، وَقَالَ غَيره: النَّدَّاف الضَّراب بالعُود وَقَالَ الْأَعْشَى: وصَدُوحٍ إِذا يُهَيِّجُها الشُّرْ بُ تَرَقَّتْ فِي مِزْهَرٍ مَنْدُوف أَرَادَ بالصَّدُوح جَارِيَة تُغنّي؛ وَقَالَ الأصمعيّ: رجل نَدَّافٌ كثير الْأكل والنَّدْفُ الْأكل. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَنْدَفَ الرجلُ إِذا مَال إِلَى النَّدف وَهُوَ صَوْتُ الْعود فِي حِجْر الكَرِينَةِ. فند: قَالَ اللَّيْث: الفَنَدُ إِنْكَار الْعقل من الهَرَم يُقَال: شيخ مُفْنِدٌ وَلَا يُقَال: عَجُوز مُفْنِدَةٌ لِأَنَّهَا لم تكن فِي شَبِيبَتها ذَات رَأْي فَتُفَنَّد فِي كِبَرِها، وَقَالَ الله جلّ وعزّ حِكَايَة عَن يَعْقُوب: {لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ} (يُوسُف: 94) . قَالَ الْفراء يَقُول: لَوْلَا أَن تكذِبون وتُعجزون وتضعفون. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ قَالَ: إِذا كثر كَلَام الرجل من خَرَف فَهُوَ المفْنِدُ أَو المفنَّدُ، ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: فَنَّدَ رأيَهُ إِذا

ضَعَّفَه، وفَنَّدَ الرجلُ إِذا جَلَس على فِنْدٍ وَهُوَ الشِّمْراخُ الْعَظِيم من الجَبَل، وَبِه سُمِّيَ الفِنْد الزِّمَّانِيُّ فِنْداً واسْمه شَهْلُ بن شَيْبَانَ وَكَانَ يُقال لَهُ عَدِيدُ الْألف، وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما تُوفي غُسِّل وصلَّى عَلَيْهِ النَّاس أَفْناداً قَالَ أَبُو الْعَبَّاس ثَعْلَب: أَي فُرادَى فُرَادَى بِلَا إِمَام، وحُزِرَ المصلون ثَلَاثِينَ ألفا وَمن الْمَلَائِكَة سِتِّينَ ألفا لِأَن مَعَ كل مُؤمن مَلَكين. وَقَالَ قُطْرب: الفِنْد فِنْدُ الجَبل، والفِنْدُ الغُصْن مِن الشّجر، والفِنْدُ أَرضٌ لم يُصبْها الْمَطَر، وَهِي الفِنْدِيَّةُ وَيُقَال: لَقِينا بهَا فِنْداً من النَّاس، أَي قوما مُجْتَمعين، وأَفْنَادُ اللَّيْل أركانُه وبأَحَد هَذِه الْوُجُوه سُمِّي الزِّمَّانِيُّ فِنْداً. قلت: وَتَفْسِير أبي الْعَبَّاس فِي قَوْله: صلوا عَلَيْهِ أَفْناداً، أَي فُرادَى لَا أعلمهُ إِلَّا من الفِنْد من أَفْناد الْجَبَل، والفِنْد من أَغْصان الشّجر، شُبّه كلُّ رجل مِنْهُم بِفِنْدٍ من أَفْناد الجَبل، وَهِي شَماريخُه. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الفِنْدَأْيةُ الفأسُ وَجمعه فَنادِيدُ على غير قِيَاس. وَقَالَ الْفراء: المُفَنَّدُ الضعيفُ الرَّأْي، وَإِن كَانَ قويَ الْجِسْم، وَإِن كَانَ رأيهُ سديداً قَالَ: والمِفَنَّد الضَّعِيف الرَّأْي والجسم مَعًا. وروى شمر فِي حَدِيث وائلة بنِ الأسْقَع أَنه قَالَ: خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: (أتزعمون أَنِّي من آخركم وَفَاة أَلا إنِّي من أوَّلكم وَفَاة تَتْبعونَنِي أفناداً يهْلك بعضُكم بَعْضًا) . قلت: مَعْنَاهُ أَنهم يَصِيرون فِرَقاً، وحَدثني الشّعبِيّ السَّعْدِيّ عَن ابْن أَبي شَيْبة عَن جَعْفَر بن عَوْن عَن عِيسَى بنِ المُسَيّب عَن مُحَمَّد بن يحيى عَن يحيى بن حبَّان عَن عَائِشَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (أَسْرَعُ النَّاس بِي لُحوقاً قَوْمي تَسْتَجْلبُهم المنايا وتَتَنافَسُ عَلَيْهِم أُمَّتهُم وَيعيش النَّاس بعدهمْ أَفْناداً يَقْتُل بعضُهم بَعْضًا) . قلت: مَعْنَاهُ أَنهم يصيرون فِرَقاً مُختلفين، يقتل بعضُهم بَعْضًا. يُقَال: هم فِنْدٌ على حِدَةٍ أَي فِرْقةٌ على حِدَة. وروى شمر فِي حَدِيث آخر: (أَن رجلا قَالَ للنَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: إِنِّي أُرِيد أَن أفَنِّد فَرَساً فَقَالَ: عَلَيْك بِهِ كُمَيْتاً أَو أَدْهَمَ أَقْرَحَ أَرْثَمَ مُحَجَّلاً طَلْقَ اليُمْنَى) . قَالَ شمر: قَالَ هَارُون بن عبد الله، وَمِنْه كَانَ سُمِع هَذَا الحَدِيث: أُفَنِّد، أَي أَقْتَنِي، وَرَوَاهُ ابْن الْمُبَارك عَن مُوسَى بن عَليّ بن رَبَاح عَن أَبِيه قَالَ: جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ ذكر الحَدِيث، قلت: قَوْله: أُفَنِّد فرسا أَي أتَّخِذُه وأَرتبطه كَأَنَّهُ حِصْنٌ ألْجأ إِلَيْهِ كَمَا ألجأ إِلَى الفِنْد من الْجَبَل، وَهَذَا أحسن من قَوْله أفند أَي أقتني مَأْخُوذ من فِنْدِ الجَبَل وَهُوَ الشِّمْراخ الْعَظِيم مِنْهُ، وَلست أَعْرِف أُفَنِّد بِمَعْنى

أَقْتَنِي. نفد: قَالَ اللَّيْث: أنفد الْقَوْم إِذا نَفِدَ زادُهم، ونَفِدَ الشَّيْء يَنْفَدُ نَفَاداً واستنْفَدَ القومُ مَا عِنْدهم وأنْفَدُوه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: نَافَدْتَ الخصمَ مُنافَدةً أَي حَاججتَه حَتَّى تَقْطَع حُجته وَأنْشد فَقَالَ: وَهُوَ إِذا مَا قِيل هَل من وافِدٍ أَو رَجُلٍ عَن حَقِّكُم مُنَافِدِ يكون للْغَائِب مِثلَ الشَّاهِدِ وَقَالَ ابْن السّكيت: رجل مُنَافِدٌ جَيِّدُ الاستفراغِ لحجج خَصمه حَتَّى يُنْفِدَها فَيَغْلِبَه. وَقَالَ أَبُو سعيد: فِي فلانٍ مُنْتَفَدٌ عَن غَيره كَقَوْلِك مَنْدُوحَةٌ، وَقَالَ الأخطل فِي شعره: لقد نَزلتُ بِعَبْد الله مَنزلةً فِيهَا عَن العَقْبِ مَنْجاةٌ ومُنْتَفَدُ أَبُو زيد يُقَال: إنّ فِي مَاله لَمُنْتَفَداً أَي لَسعةً. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: جلس فلَان مُنْتَفَداً ومُعْتنِزاً مُتَنَحِّياً. دفن: قَالَ اللَّيْث: دَفَنَه يَدْفِنُه دَفْناً، والدَّفين بِئْر أَو حَوْض، أَو مَنْهل، سَفَتْ الريحُ فِيهِ الترابَ حَتَّى ادَّفَن، وَأنْشد: دِفْنٌ وَطَامٍ مَاؤُهُ كالجِرْيال قَالَ: والمِدْفَان السِّقاء البَالي والمنْهَلُ الدَّفينُ أَيضاً وَهُوَ مِدْفانٌ بِمَنْزِلَة المَدْفُون، قَالَ: والمِدْفَانُ أَيْضا مِن النَّاس وَالْإِبِل هُوَ الَّذِي يَأْبَقُ ويذهبُ على وَجهه من غير حَاجَةٍ، وإنّ فِيهِ لَدفْناً، والداءُ الدَّفينُ الَّذِي لَا يُعلم بِهِ حَتَّى يَظهرَ مِنْهُ شَرٌّ وعَرٌّ. وَفِي حَدِيث شُرَيْح: أَنه كَانَ لَا يَرُدّ العبدَ من الادِّفان، ويَردّه من الْإِبَاق الباتّ. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو زيد: الادِّفان أَن يزُوغَ العَبْد من موَالِيه اليومَ واليومين، يُقَال مِنْهُ: عبد دَفُونٌ إِذا كَانَ فَعولاً لِذلك. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الادِّفان أَن لَا يَغيب من الْمصر فِي غَيْبته. قَالَ أَبُو عبيد: وروى يزِيد بن هَارُون هَذَا عَن هِشَام بن مُحَمَّد عَن شُريح: قَالَ يزِيد: الادِّفَان أَن يَأبَق العَبد قبل أَن يَنْتَهِي بِهِ إِلَى الْمصر الَّذِي يُباعُ فِيهِ، فَإِن أبَق من المِصْر فَهو الْإِبَاق الَّذِي يُرَدُّ بِهِ قَالَ أَبُو عبيد: أما كلامُ الْعَرَب فعلى مَا قَالَ أَبُو زيد وَأَبُو عُبَيْدَة، وَأما الحُكْم فعلى مَا قَالَ يزِيد، أَنه إِذا سُبِيَ فأَبق قبل أَن يَنْتَهِي بِهِ إِلَى الْمصر، فَوُجِدَ فَلَيْسَ ذَلِك بإِبَاقٍ يُرَدُّ مِنْهُ، فَإِذا صَار إِلَى الْمصر فأَبق فَهَذَا يُرَد مِنْهُ فِي الحكم، وَإِن لَمْ يَغِبْ عَن الْمصر، قلت: وَالْقَوْل على مَا قَالَه أَبُو زيد وَأَبُو عُبَيْدَة، وَالْحكم على مَا فَسَّرَاه أَيْضا لِأَنَّهُ

إِذا غَابَ عَن موَالِيه فِي الْمصر اليومَ واليومين فَلَيْسَ بإِبَاقٍ باتَ، وَلست أَدْرِي مَا الَّذِي أَوْحشَ أَبَا عُبيد من هَذَا، وَهُوَ الصَّوَاب فِي اللُّغَة وَالْحكم عَلَيْهِ أقاويل الْفُقَهَاء. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: نَاقةٌ دَفُونٌ إِذا كَانَت تَغيبُ عَن الْإِبِل وتركبُ رأسَها وحْدَها، وَقد ادَّفَنَتْ ناقتُكم. وَقَالَ أَبُو زيد: حَسَبٌ دَفونٌ إِذا لم يكن مَشْهُورا، وَرجل دَفُونٌ كَذَلِك. وَقَالَ الأصمعيّ: رجلٌ دَفْنُ الْمُرُوءَة ودفينُ الْمُرُوءَة إِذا لم تكن لَهُ مُروءَة. قَالَ لبيد: يُبارِي الريحَ لَيْسَ بجانِبِيَ وَلَا دَفْنٍ مُروءتُه لَئِيم أَبُو عبيد: الدَّفَنِيُّ ضَرْب من الثِّيَاب، والدَّفينةُ والدَّثينةُ منزلٌ لبني سُليم. فدن: قَالَ اللَّيْث: الفَدَنُ القَصْرُ المَشِيدُ، وَجمعه أَفْدانٌ. وَأنْشد: كَمَا تَرَاطَنَ فِي أَفْدانِها الرُّومُ قَالَ: والفَدَانُ يَجمعُ أَدَاةَ ثَوْرين فِي القِرَان بتَخْفِيف الدَّال. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الفَدّان وَاحِد الفَدَادِين، وَهِي البَقَر الَّتِي يُحرث بهَا. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: أَنْشدني أَبُو خَليفة الحُصيني لرجل يصف الجُعُلَ: أسْوَدُ كالليل ولَيسَ باللَّيْلِ لَه جَناحَان وَلَيْسَ بالطَّيْرِ يَجُرُّ فَدَّاناً وليْس بالثَّوْرِ فَجَمع بَين الرَّاء وَاللَّام فِي القَافِية وشدَّد الفدَّان. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ: هُوَ الفَدَانُ بتَخْفِيف الدَّال. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: تَقول العامةُ: الفَدَّانُ، وَالصَّوَاب الفَدَانُ بِالتَّخْفِيفِ. د ن ب دنب، ندب، بند، بدن، دبن: مستعملة. دبن: أهمله اللَّيْث وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: الدُّبْنَةُ اللُّقْمَةُ الكبيرةُ وَهِي الدُّبلة أَيْضا. دنب: أَبُو عبيد عَن الْفراء: رجل دِنَّبَةٌ ودنَّابَةٌ ودِنّمةٌ ودِنَّامَةٌ وَهُوَ الْقصير. وَأنْشد أَبُو الهيْثم: والمرءُ دِنَّبَةٌ فِي أنْفِه كَزمُ البند: قَالَ اللَّيْث: البَنْدُ: حِيَلٌ مستعملةٌ، يُقَال: فلَان كثير البُنُود: أَي كثير الحِيَل. قَالَ: والبَنْدُ أَيْضا كلُّ عَلَم من الْأَعْلَام يكون لِلقائد، والجَمْع بُنُود يكون مَعَ كل بَنْدٍ عشرةُ آلَاف رجل، أَو أقلّ أَو أَكثر. وَقَالَ شمر: قَالَ: الهُجَيْمِي: البَنْدُ عَلَمُ الفُرْسان.

وَأنْشد الْمفضل: جَاؤُوا يَجُرُّونَ البُنُود جَرّاً ندب: أَبُو عبيد: النّدَبُ الْأَثر. وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ أثر جُرح قد أجْلَبَ. وَقَالَ ذُو الرمة: ملساء لَيْسَ بهَا خالٌ وَلَا ندَب ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: النَّدْبُ الغلامُ الحارُّ الرَّأس الخفيفُ الرّوح. قَالَ: والنَّدَبُ الْأَثر، وَمِنْه قَول عمر: إيَّاكُمْ ورَضاعَ السَّوْءِ فَإِنَّهُ لَا بدَّ مِن أَن يَنْتَدِبَ أَي يظهرَ يَوْمًا مَّا. وَقَالَ ابْن السّكيت: هَذَا رجل نَدْبٌ فِي الْحَاجة، إِذا كَانَ خَفِيفا فِيهَا. قَالَ: والندَبُ أثرُ الجُرح إِذا لم يرْتَفِع عَن الجِلد، والجميعُ نُدوبٌ وأَنْدَابٌ، والنّدَبُ الخَطَر أَيْضا. وَقَالَ عُرْوَة بن الْورْد: أَيَهْلِكُ مُعْتَمٌّ وَزَيدٌ وَلم أَقُمْ على نَدبٍ يَوْمًا ولي نَفْسُ مُخْطِر مُعْتَمٌّ وزَيدٌ: بَطْنَان مِن بطونِ الْعَرَب. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: السّبَقُ والخَطَرُ والنّدَبُ والقَرَعُ والوَجْب كلُّه الَّذِي يُوضع فِي النِّضال والرهان، فَمن سَبَق أخَذَه، يُقَال فِيهِ كلُّه: فَعَّلَ مُشَدداً إِذا أَخذه. وَقَالَ اللَّيْث: النَّدْبُ الْفرس الْمَاضِي نَقِيضُ البَليد والفِعْل نَدُبَ ندَابَةً والنَّدْبُ أَن تَدْعُو النادبةُ بالميتِ بِحُسْنِ الثَّنَاء فِي قَوْلهَا وافُلانَاه، واهَناه وَاسم ذَلِك الْفِعْل النُّدْبَةُ، والنّدْبُ أَن يَنْدُب إنسانٌ قوما إِلَى أَمر أَو حَرْبٍ أَو مَعُونة أَي يَدعُوهُم إِلَيْهِ، فيَنْتدبون لَهُ أَي يُجيبون ويسارعون. وانتَدب الْقَوْم من ذَات أنفسهم أَيْضا دونَ أَن يُنْدَبوا لَهُ، وجُرْحٌ ندِيبٌ أَي ذُو نَدبٍ. وَقَالَ ابْن أم خَزْنَةَ يَصف طَعنَةً: فَإِن قَتَلَتْهُ فَلَمْ آله وَإِن يَنْجُ مِنها فَجُرحٌ نَدِيب عَمْرو عَن أَبِيه: خُذْ مَا اسْتَبَضَّ واسْتَضَبَّ وانْتَدَمَ وانْتَدَبَ ودمَعَ ودَمَغَ وأَرْهَفَ وأَرْخَفَ وتَسَنَّى وفَصَّ وَإِن كانَ يَسِيرا. بدن: قَالَ اللَّيْث: البَدَن مِن الْجَسَد مَا سِوَى الشّوَى والرأْس، والبَدن شِبْهُ دِرْع إِلَّا أَنه قصير قَدر مَا يكون على الجَسَد فَقَط قَصير الكُمَّيْن والجميعُ الْأَبدَان. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ} (يُونُس: 92) . ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ: نُنَجِّيك بدِرْعِك، وَذَلِكَ أَنهم شكُّوا فِي غَرَقِه فَأمر الله الْبَحْر أَن يقذفه على دَكَّةٍ فِي الْبَحْر بِبَدنِه أَي بدرْعِه، فاستَيْقَنوا حِينَئِذٍ أَنه قد غَرِقَ. وَفي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (لَا تُبَادروني بِالرُّكُوعِ وَلا السُّجُود فإنَّه مهما أسبقْكم بِهِ إِذا ركعتُ تدْركوني إِذا رَفَعْتُ، ومَهما

أسبقْكم بِهِ إِذا سَجَدتُ تدركوني بِهِ إِذا رفعت إنِّي قد بَدُنْت) هَكَذَا رُوِيَ هَذَا الحَدِيث: بدُنْتُ. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأمَوِي: إِنَّمَا هُوَ قد بَدَّنْتُ يَعْنِي كبرْتُ وَأسْنَنْتُ، يُقَال: بدَّن الرجل تَبْدينا إذَا أَسَنَّ. وَأنْشد: وكنْتُ خِلْتُ الشَّيْبَ والتبْدِينَا والهَمَّ مِمَّا يُذْهِلُ القَرِينَا قَالَ وَأَمَّا قَوْله: قد بَدُنْتُ فَلَيْسَ لَهُ معنى إِلَّا كثرةُ اللَّحْم. وَقَالَ ابْن السكِّيت يُقَال: بَدَنَ الرجل يَبْدُن بَدْناً وبَدَانَة فَهُوَ بَادنٌ إِذا ضخُم، وَهُوَ رجل بَدَنٌ إِذا كَانَ كَبِيرا. قَالَ الْأسود: هَلْ لِشبابٍ فاتَ من مَطْلَبِ أم مَا بَقَاء البَدنِ الأشْيَبِ وَقَالَ اللَّيْث: رَجلٌ بادنٌ ومُبَدن وَامْرَأَة مُبدنةٌ وهما السمينان، والمُبدَّنُ المُسِنُّ. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنه أُتِيَ بِبدَنَاتٍ خَمْسٍ فَطَفِقْنَ يزْدَلِفْنَ بِأَيَّتِهنَّ يَبْدأُ) . قَالَ اللَّيْث وَغَيره: البدَنةُ بِالْهَاءِ تقع على النَّاقة وَالْبَقَرَة وَالْبَعِير الذّكر مِمَّا يجوز فِي الهَدْيِ، وَالْأَضَاحِي، وَلَا تقع على الشَّاة، سميت بَدَنةً لِعِظَمها، وَجمع البَدنة البُدْن. قَالَ الله تَعَالَى: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ} (الْحَج: 36) قَالَ الزَّجاج: بَدنَةٌ وبُدْنٌ، وَإِنَّمَا سميت بَدَنةً لِأَنَّهَا تَبْدُنُ أَي تَسْمَن. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: بَدَنَتْ الْمَرْأَة وبَدُنَتْ بَدْناً قلت: وَغَيره يَقُول: بُدْناً وبدَانة على فَعالة أَي سَمِنَتْ. د ن م دنم، دمن، مدن، نَدم، مند: مستعملة. دنم: أَبُو عُبيد عَن الْفراء: رجل دِنَّمةٌ ودِنَّامَةٌ إِذا كَانَ قَصِيرا نَدم. (نَدم) : وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: النَّدَبُ والنَّدَمُ الأَثر. وَقَالَ أَبو عَمرو يُقَال: خُذْ مَا انْتَدَمَ وانْتَدَب وأَوْهَفَ أَي خُذْ مَا تَيَسَّر. وَقَالَ اللَّيْث: النَّدَمُ النَّدامةُ تَقول: نَدِمَ فَهُوَ نادِمٌ سادمٌ وَهُوَ نَدْمانُ سَدْمانُ أَي نادِمٌ مُهْتَمٌّ، والجميع نَدامَى سَدامَى، ونَدِيمٌ سَدِيمٌ، والنديم شَرِيبُ الرجل الَّذِي ينادمه، وَهُوَ نَدْمانُه أَيْضا، والجميع النَّدَامَى والنُّدَماء، والتَّنَدُّمُ أَنْ يُتْبِعَ الإنسانُ أمرا نَدَماً. يُقَال: التَّقَدُّمُ قبْل التَّنَدُّم، وَهَذَا يرْوى عَن أَكْثَمَ بنِ صَيْفِيَ أَنه قَالَ: إِن أردتَ المحاجَزَة فَقَبْلَ المناجَزَة والتَّقدُّم قبل التَّنَدُّم. قَالَ أَبُو عُبيد: مَعْنَاهُ انْجُ بِنَفْسِك قبل لِقَاء من لَا قِوَامَ لَك بِهِ.

قَالَ: وَقَالَ الَّذِي قتَل مُحَمَّد بنَ طلحةَ بن عبيد الله يَوْم الْجمل: يُذَكِّرُنِي حاميمَ والرَّمحُ شاجِرٌ فهلاَّ تَلا حامِيمَ قبل التقدُّم مدن: قَالَ اللَّيْث: المدينةُ فَعِيلَة تُهْمَز فِي الفعائل لِأَن الْيَاء زَائِدَة وَلَا تهمز يَاء المعايش، لِأَن الْيَاء أَصْلِيَّة، وَنَحْو ذَلِك قَالَ الفرّاء وَغَيره. وَقَالَ اللَّيْث: المدينةُ اسمُ مَدِينَة الرَّسُول عَلَيْهِ السَّلَام خاصّة، وَالنِّسْبَة للْإنْسَان مَدَنِيٌّ، فأَمَّا الطَّير وَنَحْوه فَلَا يُقَال إِلَّا مَدِينِيٌّ وحمامةٌ مَدِينيَّةٌ وَجَارِيَة مَدينيَّة وكلُّ أرضٍ يُبنَى بهَا حِصْنٌ فِي أُصْطُمَّتِها فَهِيَ مَدِينَة، وَالنِّسْبَة إِلَيْهَا مَدَني، وَيُقَال للرجل الْعَالم بِالْأَمر: هُوَ ابْن بَجْدَتها، وابنَ مَدينتِها، وَقَالَ الأخطل: رَبَتْ وَرَبا فِي كَرْمِها ابنُ مَدِينةٍ يَظَلُّ عَلَى مِسْحَاتِهِ يَتَوَكَّلُ ابْن مدينةٍ أَي الْعَالم بأمرها، وَيُقَال لِلأَمَةِ: مَدينةٌ أَي مَمْلُوكَة وَالْمِيم مِيم مفعول، ومَدَن الرجلُ إِذا أَتَى الْمَدِينَة. دمن: قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: الدِّمْن مَا سَوَّدُوا من آثَار البَقَر وَغَيره قَالَ: والدِّمْن اسْم للْجِنْس مثل السِّدر اسْم للْجِنْس والدِّمَن جمع دِمْنَة ودَمِن مثل: سِدْرَةٍ وسِدَرٍ. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إيَّاكُمْ وخَضْرَاءُ الدِّمَنِ، قيل: وَمَا ذَاك؟ قَالَ: المرأةُ الحسناءُ فِي مَنْبِتِ السوء) . وَقَالَ أَبُو عُبيد: أرادَ فَسَاد النّسَب إِذا خِيف أَن تكونَ لغيرِ رِشْدَةٍ، وَإِنَّمَا جعلهَا خَضْراء الدِّمَن تَشْبِيها بالبقلة الناضرة فِي دِمْنَة البَعَر، وأصلُ الدِّمْن مَا تُدَمِّنُه الْإِبِل وَالْغنم من أبعارها وَأَبْوَالهَا، فَلَمَّا نبتَ فِيهَا النباتُ الحسنُ وَأَصله فِي دِمْنَةٍ، يَقُول: فمنظرها أنيقٌ حسنٌ. وَقَالَ زُفر بن الْحَارِث: قَدْ يَنْبُتُ المَرْعَى على دِمَنِ الثَّرَى وتَبْقَى حَزازاتُ النفوسِ كَمَا هِيَا وَقَالَ اللَّيْث: الدِّمْنَةُ أَيْضا مَا انْدَمَن من الحِقد فِي الصَّدْر وَجَمعهَا دِمَنٌ. أَبُو عُبيد عَن الْكسَائي: الدِّمْنَةُ الذَّحْلُ وَجَمعهَا دِمَنٌ وَقد دَمِنْتُ عَلَيْهِ. وَقَالَ اللَّيْث: الدِّمْنُ مَا تَلَبَّدَ من السِّرْقِين وَصَارَ كِرْساً على وَجه الأَرْض وَكَذَلِكَ مَا اختلطَ من البَعَر والطِّين عِنْد الحَوْض فَتَلَبَّد وَقَالَ لبيد: راسِخُ الدِّمْنِ على أَعْضَادِه ثَلَمَته كلُّ ريح وَسَبَل قلت: وتَجْمعُ الدِّمْنَة دِمَناً قَالَ لبيد: دِمَنٌ تحرَّمَ بعد عَهْد أَنِيسها أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: قَالَ: إِذا أنْسَغَتْ النخلةُ عَن عَفَنٍ وسَوَادٍ قيل: قد أَصَابَهَا الدَّمانُ. قَالَ: وَقَالَ ابْن أبي الزِّناد: هُوَ

الأدَمانُ. وَقَالَ شمر: الصَّحِيح إِذا انْشَقَّتِ النخلةُ عَن عَفَن لَا أَنْسَغَتْ. قَالَ: والإنْسَاغُ أَنْ تُقْطَع الشَّجَرةُ ثمَّ تَنْبُتُ بعد ذَلِك. وَيُقَال: دَمَّنَ فلانٌ فِنَاءَ فلَان تَدْمِيناً إِذا غَشِيَه ولَزِمه. وَقَالَ كعْب بن زُهَيْر: أَرْعَى الأمانةَ لَا أَخونُ وَلَا أُرَى أَبداً أُدَمِّنُ عَرْصَةَ الإخوانِ وَيُقَال: فلانٌ يُدْمِنُ الشُّرْبَ والخمرَ إِذا لزم شُرْبها، ومُدْمِنُ الْخمر: الَّذِي لَا يُقْلِع عَن شربهَا واشتقاقه من دَمْنِ البَعَر. مند: مَنْدَدُ اسْم مَوضِع ذكره تَمِيم بنُ أبي مُقْبِل فَقَالَ: عَفَا الدَّارَ مِن دَهْمَاءَ بعد إِقامةٍ عَجَاجٌ بِخَلْفَيْ مَنْدَدٍ مُتَناوِحُ خَلْفَاهَا نَاحِيتَاهَا، من قَوْلهم: فَأْسٌ لَهَا خَلْفَانِ، ومَنْددٌ مَوْضِع. د ف ب أهمل. د ف م. فدم. قَالَ اللَّيْث: الفَدْمُ من النَّاس العَيِيُّ عَن الحُجَّة وَالْكَلَام، وَالْفِعْل فَدُم فَدامة والجميع فُدمٌ. قَالَ: والفِدام شيءٌ تَشُده العَجمُ على أَفواهها عِنْد السَّقْيِ، الواحدةُ فِدامة، وَأما الفِدام فإنَّه مِصْفاةُ الْكوز والإبريق وَنَحْوه، إبريق مُفَدَّم ومَفْدوم وَأنْشد: مُفَدمةٌ قَزّاً كأَنَّ رِقَابَها وَفِي الحَدِيث: إِنَّكُم مَدْعُوُّون يَوْم الْقِيَامَة مُفَدَّمةً أفواهُكم بِالفِدام. قَالَ أَبُو عبيد: يَعْنِي أَنهم مُنِعوا الْكَلَام حَتَّى تَكلمَ أفخاذُهم فَشَبَّه ذَلِك بالفِدام الَّذِي يُجْعل على فَم الإبريق. قَالَ أَبُو عبيد: وَبَعْضهمْ يَقُول: الفَدَّام، وَوجه الْكَلَام الجَيّد: الفِدَام. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الفَدْمُ: الدَّمُ وَمِنْه قيل للثقيل: فَدْمٌ تَشْبِيها بِهِ. وَقَالَ شمر: المُفَدَّمَةُ من الثِّيَاب: المشْبَعةُ حُمرةً. وَقَالَ أَبُو خِرَاش الهُذَلِيّ: وَلَا بَطَلاً إِذا الكُمَاةُ تَزَيَّنوا لَدَى غَمَراتِ الموتِ بالحالكِ الفَدْمِ يَقُول: كَأَنَّمَا ترقنوا فِي الْحَرْب بالدَّم الحالك والفَدْمُ الثقيلُ من الدَّم والمفَدَّم مَأْخُوذ مِنْهُ، وثوب مُفَدَّم إِذا أُشبع صَبْغُه، وسُقَاةُ الْأَعَاجِم الْمَجُوس إِذا سَقَوْا الشَّرْبَ فَدَّموا أَفْوَاههم، فالساقي مُفدّم والإبريق الَّذِي يسقى مِنْهُ الشَّرْبُ مُفَدَّم. انْتهى وَالله أعلم.

باب الدال والتاء

أَبْوَاب الثلاثي المعتل من حرف الدَّال (بَاب الدَّال وَالتَّاء) د ت (وايء) اسْتعْمل من وجوهه: وتد، تيد، تود، تؤدة. وتد: يجمع الوَتِدُ أوتاداً. قَالَ الله جلّ وعزّ: {مِهَاداً وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً} (النبأ: 7) وَيُقَال: تِدِ الوَتِد يَا واتِدُ والوَتِدُ مَوْتودٌ. وَيُقَال للوَتِد: وَدٌّ كَأَنَّهُمْ أَرَادوا أَن يَقُولُوا: وَدِدٌ فقَلبوا إِحْدَى الدالين تَاء لِقرب مخرجيهما وَفِيه لُغَتَانِ وَتِدٌ ووتَد. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: وَتدُ الْأذن هنَيَّةٌ ناشِزَةٌ فِي مُقَدَّمِها. وَيُقَال: وَتِدٌ واتِدٌ: أَي رأسٌ مُنْتَصِبٌ. وَقَالَ الراجز: لاقَتْ على المَاء جُذَيلا واتِدَا وَيُقَال: وَتَّد فلَان رِجْلَه فِي الأَرْض إِذا ثبَّتها. وَقَالَ بشار: وَلَقَد قلتُ حينَ وتَّدَ فِي الأر ض ثَبِيرٌ أَرْبَى على ثَهْلانِ (تود) تؤدة: وَأما التُّؤَدة بِمَعْنى التأنّي فِي الْأَمر فأصلها وُؤَدة فقُلِبتْ الْوَاو تَاء وَمِنْه يُقَال: اتَّئِدْ يَا فَتى وَقد اتَّأَدُ يتَّئدُ اتآداً، إِذا تَأَنَّى فِي الْأَمر. (تيد) : أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: التَّيدُ: الرِّفق. يُقَال: تَيْدَكَ يَا هَذَا أَي اتَّئِدِ. وَأما التَّوادِي فواحدتها تَوْدِيةٌ وَهِي الخَشَبَاتُ الَّتِي تُشَدُّ على أَخْلاف النَّاقةِ إِذا صُرَّتْ لِئَلَّا يَرْضَعها الفصيلُ، وَلم أسمع لَهَا بِفعل، والخيوطُ الَّتِي تُصَرُّ بهَا هِيَ الأصِرَّة واحدُها صِرارٌ، وَلَيْسَت التَّاء بأصلية فِي شَيْء من هَذِه الْحُرُوف. (بَاب الدَّال والظاء) د ظ (وايء) أهمل اللَّيْث بن المظفر وجوهها. (دأظ) : وَقَالَ أَبُو زيد فِي كتاب الْهَمْز: دَأَظْهُ الوِعاءَ وكل مَا ملأْتُه أَدْأظُهُ دَأَظْاً. وَأنْشد: وقَدْ فَدى أَعْناقَهن المحضُ والدَّأْظُ حَتَّى مَا لهنَّ غَرْض وَقَالَ ابْن السّكيت وَأَبُو الْهَيْثَم: الدَّأظ السِّمَن والامتلاء يَقُول: لَا يُنحَرْنَ نَفَاسَةً بهِنَّ لسمنهن وحُسْنهن. قلت: وروى الْبَاهِلِيّ عَن الْأَصْمَعِي أَنه رَوَاهُ: والدَّأْض حَتَّى لَا يكون غَرْض بالضاد قَالَ: وَهُوَ لَا يكون فِي جلودها نُقصان، وَقَالَ أَيْضا يجوزَ فِي الْحَرْف الضَّاد والظاء مَعًا.

باب الدال والذال

وَقَالَ أَبُو زيد: الغَرْض هُوَ مَوضِع مَاءٍ تَرَكَتْه فَلم تجْعَل فِيهِ شَيْئا. (بَاب الدَّال والذال) د ذ (وايء) اسْتعْمل من وجوهه. ذود: قَالَ اللَّيْث: الذَّوْدُ لَا يكون إِلَّا إِنَاثًا، وَهُوَ القَطيعُ من الْإِبِل مَا بَين الثّلاثِ إِلَى العَشْر. قلت: وَنَحْو ذَلِك حفظتُه عَن الْعَرَب، وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَيْسَ مِمَّا دون خمس ذود من الْإِبِل صَدَقَة) فأنَّثَها فِي قَوْله خمس ذود. أَبُو عُبَيْدَة عَن أبي زيد: الذود من الْإِبِل بعد الثَّلَاثَة إِلَى الْعشْرَة. شمِر قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الذَّوْد: مَا بَين الثِّنْتَيْنِ إِلَى التِّسع من الْإِنَاث دون الذُّكُور، وَأنْشد: ذَوْدُ صَفَايَا بَينَها وبَيْني مَا بينَ تِسْعٍ وَإِلَى اثْنَتَيْن يُفْنِينَنَا مِنْ عَيْلةٍ وديْن قَالَ: وَقَوْلهمْ: الذود إِلَى الذود إبل يَدُل على أَنَّهَا فِي مَوضِع اثْنَتَيْنِ لأَنَّ الثِّنْتَيْنِ إِلَى الثِّنْتَينِ جمْع. قَالَ: والأذْوادُ جمع ذَوْدِ وَهي أَكثر من الذّوْدِ ثَلَاث مَرَّات. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: قد جعل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قَوْله: (لَيْسَ فِي أقل من خمْسِ ذَوْدٍ من الْإِبِل صدقةٌ) ، النَّاقة الْوَاحِدَة ذوداً، ثمَّ قَالَ: والذود لَا يكون أقل من ناقتين. قَالَ: وَكَانَ حَدُّ خمسِ ذَوْدٍ عشرا من النوق، وَلَكِن هَذَا مِثْلُ ثَلَاثَة فِئة يَعْنون بِهِ ثَلَاثَة، وَكَانَ حَدُّ ثلاثةِ فئةٍ أَن يكون جمعا، لِأَن الفئة جمع. قلت: هُوَ مِثْلُ قَوْلهم: رَأَيْت ثلاثةَ نَفَرٍ وتسعةَ رَهْط وَمَا أشبهه. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الذّوْد ثَلَاثَة أَبْعرة إِلَى خمسَ عَشْرَة. قَالَ: وَالنَّاس يَقُولُونَ إِلَى الْعشْرَة وَيُقَال: ذُدتُ فلَانا عَن كَذَا وَكَذَا أذْودُه إِذا طَرَدْتَه فَأَنا ذائد وَهُوَ مَذودٌ، ومِذْوَد الثور قَرْنُه. وَقَالَ زُهَيْر يذكر بقرة: ويَذُبها عَنْهَا بأَسْحَم مِذْوَدِ ومِذْوَدُ الرجلِ لِسانُه. وَقَالَ عنترة: سَيأْتيكُم مِنِّي وإنْ كنتُ نائِياً دُخانُ العَلنْدَى دُون بَيْتي ومِذوَدِي قَالَ الْأَصْمَعِي: أَرَادَ بمِذودِه لسانَه، وبَيْته شرَفَه. ومَعْلَفُ الدَّابَّة مِذْوَدُه. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المَذَاد: والمرَادُ المرتَع. وَأنْشد فَقَالَ: لَا تَحْبِسَا الحَوْساءَ فِي المذَادِ وَيُقَال: ذُدْتُ الإبلَ أَذودها ذوْداً إِذا طَردتَها، قَالَ: والمذيدُ المُعين لَك على مَا تذود. وَهَذَا كَقَوْلِك: أطْلَبتُ الرجل

باب الدال والثاء

َ إِذا أعنتَه على طَلِبتِه وأحْلَبْتَه أَعَنْتَه على حَلْب نَاقَته وَقَالَ الراجز: ناديتُ فِي الْقَوْم أَلاَ مُذِيداً (بَاب الدَّال والثاء) د ث (وايء) ديث، داث، ثدى، ثأد: (مستعملة) . (دأث) : أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الدِّئْثُ: الحِقْدُ الَّذِي لَا يَنْحَلُّ وَكَذَلِكَ الدِّعْثُ. أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: دَأَثْتُ الطَّعَام دَأْثاً إِذا أَكلته. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: والأدآث: الأثقال وَاحِدهَا دَأْث. وَقَالَ رؤبة: وإنْ فَشَتْ فِي قَوْمِكَ المشاعِثُ من إصْر أدْآث لَهَا دَآئِث بِوَزْن دَعَاعِث من دَعَثه إِذا أَثْقَلَه، والإصْرُ الثِّقل. ديث: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الدَّيُّوثُ والدَّيْبُوثُ القَوَّادُ على أَهله، وَالَّذِي لَا يغار على أَهله دَيُّوث، والتَّدْييثُ القِيادة، وجَمَلٌ مُدَيَّثٌ ومُنَوَّق إِذا ذُلِّل حَتَّى ذَهَبَتْ صُعُوبته، وطَريق مُدَيَّث إِذا سُلِكَ حَتَّى وضحَ واستبان. ثدي: الثَّدْيُ ثَدْيُ الْمَرْأَة، وَامْرَأَة ثَدْياء ضخمة الثَّديين، وأمَّا حَدِيث عَلِيَ فِي ذِي الثُّدَيَّة المقْتول بالنَهْرَوان، فَإِن أَبَا عبيد حكى عَن الْفراء أَنه قَالَ: إِنَّمَا قَالَ: ذُو الثُّدَيَّة بِالْهَاءِ، وَإِنَّمَا هِيَ تَصْغِير ثَدْي، والثَّديُ مُذكَّر لِأَنَّهَا كَأَنَّهَا بَقيَّة ثَدْي، قد ذهب أَكْثَره فَقلَّلها، كَمَا يُقَال: لُحَيْمَة وشُحَيْمَة فأَنَّثَ على هَذَا التَّأْوِيل وَيُقَال: ثَدِيَ يَثْدَى إِذا ابْتَلَّ، وَقد ثَدَاه يَثْدُوه ويَثْدِيه إِذا بَلَّه، وثَدَّاهُ إِذا غَدَّاهُ، والثُّدَّاءُ نَبْتٌ فِي الْبَادِيَة. وَيُقَال لَهُ: المُصَاص والمُصَّاخُ وعَلى أَصله قشور كَثِيرَة، تَتَّقِدُ بهَا النَّار الْوَاحِدَة ثُدَّاءَةٌ. قلت: وَيُقَال لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ: بهراة دليزاد. ثأد: أَبُو عُبيد: الثَّأَدُ النَّدَى نَفسه، والثَّئِيدُ الْمَكَان النَّدِيُّ. وَقَالَ شمر: قَالَ الأصمعيّ: قيل لبَعض الْأَعْرَاب: أَصِبْ لنا مَوْضعاً أَي اطلبه. فَقَالَ رائدهم: وجدت مَكَانا ثَئِداً مَئِداً. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الثَّأَدُ النَّدَى والقَذَر، والأمرُ القبيحُ. وَقَالَ غَيره: الأثْآدُ العُيوب، وَأَصله البَلَلُ. وَقَالَ ابْن السّكيت: قَالَ زيد بن كُثْوَة: بَعَثوا رَائداً فجَاء وَقَالَ: عُشْبٌ ثَأْدٌ مَأْدٌ كأنَّه أَسْوُقُ نِساءِ بني سَعْدٍ. وَقَالَ رائد آخر: سَيْلٌ وبَقْلٌ وبُقَيل فوجدوا الآخر أعقلهما. أَبُو عُبَيد عَن الْفراء: الثَّأَدَاءُ والدَّأثاءُ الأمَة.

باب الدال والراء مع حرف العلة

قَالَ أَبُو عبيد: وَلم أسمع أحدا يَقُول هذَيْن بِالْفَتْح غير الْفراء، وَالْمَعْرُوف ثَأْدَاءُ ودَأْثَاءُ. قَالَ الْكُمَيْت: وَمَا كُنَّا بني ثَأْدَاءَ لمَّا شَفَيْنَا بالأَسِنَّةِ كلُّ وَتْرِ شمر عَن ابْن شُمَيْل: يُقَال للْمَرْأَة إِنَّهَا لَثَأْدَةُ الخَلْق أَي كثيرةُ اللَّحم، وفيهَا ثَآدةٌ مِثال سَعَادَةٍ. وَقَالَ ابْن زيد: مَا كنتُ فِيهَا ابْن ثأْداء أَي لم أكن عَاجِزا. وَقَالَ غَيره: لم أكن بَخيلاً لَئيماً، وَهَذَا الْمَعْنى أرادَهُ الَّذِي قَالَ لعمر بن الْخطاب عَام الرَّمادة: لقد انْكَشَفتْ وَمَا كنتَ فِيهَا ابْن ثأداء، أَي لم تَكُنْ فِيهَا كَابْن الْأمة لئيماً، فَقَالَ: ذَاك لَو كنتُ أنْفق عَلَيْهِم من مَال الْخطاب. انْتهى وَالله أعلم. (بَاب الدَّال وَالرَّاء مَعَ حرف الْعلَّة) د ر (وايء) دور، دير، درى، أدر، دَرأ، ردى، ورد، ودر، ردأ، رَود، ريد، رأد: (مستعملة) . (دور دير) : قَالَ اللَّيْث: الدَوَّارِيُّ: الدَّهر الدَّوَّارُ بالإنسان. قَالَ العجاج: والدهرُ بالإنسان دَوّارِيُّ. وَيُقَال: دَارَ دَوْرَةً وَاحِدَة، وَهِي المرَّة الواحدةُ يَدُورها، والدَّوْرُ قد يكون مَصدراً فِي الشّعْر، وَيكون دَوْراً وَاحِدًا من دَوْرِ الْعِمَامَة. ودَوْرِ الخَيْل وَغَيره، عامٌ فِي الْأَشْيَاء كلهَا، والدُّوَارُ أَن يَأْخُذ الإنسانَ فِي رَأسه كَهَيئَةِ الدَّوَران، تَقول: دِيرَ بِهِ، والدَّوَار صَنَم كَانَت الْعَرَب تنْصِبُه، يَجعلون موضعا حوله يَدورون بِهِ، وَاسم ذَلِك الصَّنَم والموضع الدَّوَار، وَمِنْه قَول امْرُؤ الْقَيْس: عَذَارَى دوَارٍ فِي مُلاء مُذَيَّلِ وَيُقَال: دُوَارٌ، وَقد يثقّل فَيُقَال: دُوَّار. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي قَول الله جلّ وعزّ: {نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ} (الْمَائِدَة: 52) أَي دَوْلَة، والدَّوائِرُ تَدور والدوائلُ تدول. سَلمَة عَن الْفراء يُقَال: دَارٌ، وَدِيَارٌ، ودُورٌ. وَفِي الْجمع الْقَلِيل أَدْوُر وأدْؤُر ودِيرانٌ. وَيُقَال: آدرُ على الْقلب. وَيُقَال: دَيَرٌ ودِيَرةٌ، وأَدْيارٌ، ودِيْرانٌ، وَدَارَاتٌ وَدِيرَةٌ، ودورٌ، ودُورانٌ، وأَدْوَارٌ، وَدِوَارٌ، وأَدْوِرَةٌ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الدَّيْر الدارات فِي الرمل. وَقَالَ اللَّيْث: الْمدَار مَفْعَلٌ يكون موضعا، وَيكون مَصدراً كالدَّوَران، وَيجْعَل اسْما نَحْو مَدارِ الفَلك فِي مَداره. قَالَ: والدائرة كالحلْقة أَو الشَّيْء المستدير، والدَّارةُ دارةُ الْقَمَر، وكلُّ موضعُ يدارُ بِهِ شيءٌ يَحْجُرُه فاسمه دَارةٌ، نَحْو الدارات الَّتِي تُتَّخَذ فِي

المباطح وَنحوها يَجْعَل فِيهَا الخْمرُ وَأنْشد: تَرى الإوَزِّينَ فِي أَكْنافِ دَارَتِها فَوْضَى وبَيْنَ يَدَيْها التِّبْنُ مَنْثُورُ وَقَالَ: ومَعنى الْبَيْت أَنه رأى حَصَّاداً أَلْقَى سُنْبُلَهُ بَين يَدي تِلْكَ الإِوَزّ فَقَلَعت حَبّاً من سنابله فأكلتْ الحَبَّ وافْتَحَصَتْ التِّبنَ. قَالَ: وَأَمَّا الدَّار فاسم جامعٌ للعَرْصَة وَالبِناء والمَحلَّة، وكلُّ مَوضِع حَلَّ بِهِ قوم فَهُوَ دَارهم. وَالدُّنْيَا دارُ الفناءِ والآخرةُ دارُ القَرارِ، وَدَار السَّلَام الْجنَّة، وَقُلْنَا: ثَلَاث أَدْؤُرٍ همزت لِأَن الْألف الَّتِي كَانَت فِي الدَّار صَارَت فِي أفْعُل فِي مَوضِع تحرُّك قَالَ: فأُلقِيَ عَلَيْهَا الصَّرف، وَلم تُردَّ إِلَى أَصلها، والدَّيْر دَيْرُ النَّصَارَى، وَصَاحبه الَّذِي يَسْكُنه ويعمره دَيْرَانِيٌّ وَدَيَّار، وَيُقَال: مَا بِالدَّار دَيَّارٌ، أَي مَا بهَا أحدٌ وَهُوَ فَيْعَال من دَارَ يَدُور، وَمُدَاوَرَة الشؤون مُعالجتها، وَالدَّوَّارةُ مِن أدَوات النّقاش والنَّجار لَهَا شُعْبتانِ فَتَنْضَمَّان وتَنْفَرِجَان لتقدير الدَّارات. الْأَصْمَعِي: الدَّارَةُ رملٌ مُسْتَدِير وَسطهَا فَجْوةٌ وَهِي الدُّورَةُ. وَقَالَ غَيره: هِيَ الدُّورَةَ والدَّوارَةُ والدَّيِّرةُ وَرُبمَا قَعَدوا فِيهَا وَشَرِبُوا. وَقَالَ ابْن مقبل: بِتْنَا بدَيِّرة يَضيءُ وُجُوهَنا دَسَمُ السَّلِيطِ على فتيل ذبال وَيُقَال للدّارِ: دَارةٌ. وَقَالَ ابْن الزِّبَعْرَى: وآخرُ فوقَ دارتِه يُنادي والمُدَاراتُ أُزُرٌ فِيهَا دَاراتُ وَشْيٍ. وَقَالَ الراجز: وذُو مُداراتٍ على خُصْرِ والدَّارِيُّ العَطَّار. يُقَال: إِنَّه نُسب إِلَى دارِينَ. وَقَالَ الجعديّ: أُلْقِيَ فِيهَا فِلْجَانِ مِن مِسْكِ دا رين وفِلْجٌ مِن فُلْفُلٍ ضَرِمِ أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الدَّارِيُّ الَّذِي لَا يَبْرح وَلَا يطْلب معاشاً. وَأنْشد: لَيِّثْ قَلِيلا يُدْرك الدَّارِيُّون ذَووُ الجِبَابِ البُدَّنُ المكْفِيُّون ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال: دَوَّارةٌ وقَوَّارةٌ لكل مَا لم يَتَحَرَّك وَلم يَدُرْ، فَإِذا تحرّك ودَارَ، فَهُوَ دُوَّارةٌ ونُوارة، والدائِرةُ الَّتِي تَحت الْأنف يُقَال لَهَا دَوَّاةٌ ودَائرةٌ ودِيَّرةٌ. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: دِيرَ بِالرجلِ وأُدير بِهِ. من دُوار الرَّأْس، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: دوائر الْخَيل ثَمَانِي عشرَة دَائِرَة. يُكْرَهُ مِنْهَا الهقعَةُ وَهِي الَّتِي تكون فِي

عُرْض زَوْرِه، ودائرة القالِعِ هِيَ الَّتِي تكون تَحت اللِّبْدِ، ودائرة النَّاخِس هِيَ الَّتِي تكون تَحت الجاعِرتيْن إِلَى الفَائلَتَيْن، ودائرة اللَّطاةِ فِي وسط الْجَبْهَة، وَلَيْسَت تُكْرَه إِذا كَانَت وَاحِدَة، فَإِن كَانَ هُنَاكَ دائرتان، قَالُوا: فرس نطيحٌ وَهِي مَكْرُوهَة، وَمَا سوى هَذِه الدَّوَائِر غير مَكْرُوهَة، ودائرة رَأس الْإِنْسَان، الشّعْر الَّذِي يستدير على القرْن. يُقَال: اقشعرَّت دائِرتُه، ودائرة الْحَافِر مَا أحَاط بِهِ من الثُّنَن. وَيُقَال: أدرتُ فلَانا على الْأَمر، وألْصَتُه عَلَيْهِ إِذا حاولَتَ إلزامهُ إِيَّاه، وأَدَرْتُه عَن الْأَمر، إِذا طلبتَ مِنْهُ تَرْكَه، وَمِنْه قَوْله: يُديرُونني عَن سالمٍ وأُديرهم وجِلْدَةُ بَين العَيْن والأنْفِ سالمُ وَفِي الحَدِيث: (أَلا أُنبئكم بِخَير دورِ الْأَنْصَار: دُورِ بني النجار، ثمَّ دورِ بني عبد الْأَشْهَل، وَفِي كل دور الْأَنْصَار خَيْرٌ) ، والدُّور هَهُنَا قبائل اجْتمعت كلُّ قبيلةٍ فِي محلّةٍ، فسميت المحلَّة دَارا. وَفِي حَدِيث آخر: (مَا بقيت دارٌ إِلَّا بُنِيَ فِيهَا مسجِد) أَي مَا بقيت قَبيلَة. أدر: قَالَ اللَّيْث: الأدَرَةُ والأَدَرُ مصدران، والأُدْرةُ اسْم تِلْكَ المُنْتقخَة والآدَرُ نَعْتٌ، وَقد أَدِرَ يأْدَرُ فَهُوَ آدَرُ. دري: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: دَرَى يَدْرِي دَرْياً ودِرَايَةً ودِرْياً. وَيُقَال: أَتى فلانٌ الأمْرَ من غير دِرْيَةٍ، أَي من غير عِلم، وَالْعرب رُبمَا حذفوا الياءَ من قَوْلهم: لَا أَدْرِ فِي مَوضِع لَا أَدْرِي، يكتفون بالكسرة فِيهَا كَقَوْل الله جلّ وعزّ: {) وَالْوَتْرِ وَالَّيْلِ إِذَا} (الْفجْر: 4) وَالْأَصْل يَسْرِي. ابْن السّكيت: دَرَيْتُ فُلاناً أَدْريه دَرْياً إِذا خَتَلْتَه وَأنْشد: فَإِن كنتِ قَدْ أَقْصَدْتني إذْ رَمَيْتِنِي بسهمك فالرامي يصيدُ وَلَا يَدْرِي أَي لَا يَخْتِلُ وَقد دَارَيتُه إِذا خَاتَلْتَه. وَقَالَ الشَّاعِر: فإنْ كنتُ لَا أَدْرِي الظِّبَاء فإنني أَدُسُّ لَهَا تَحت التُّراب الدَّواهيا وَقَالَ الراجز: وَكَيْفَ تراني أَذَّرِي أَو أَدَّرِي غِرَّاتِ جُمْلٍ وتَدَّرَى غِرَري اذَّرَى افْتَعَل من ذَرْيتُ، وكأَنَّهُ بُذرِّي ترابَ المعدِن، ويختل هَذِه الْمَرْأَة بِالنّظرِ إِلَيْهَا إِذا اغْتَرَّتْ أَي غَفَلتْ. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الدَّرِيَّةُ، غير مَهْمُوز دَابَّة يَسْتَتِرُ بهَا الَّذِي يَرْمي الصَّيْد ليصيدَه. يُقَال: من الدَّرِيَّة أدَّرَيْتُ ودرَيْتُ. قَالَ وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الدّرِيئَةُ مَهْمُوزَة

الْحلقَة الَّتِي يَتَعلم الرَّامِي عَلَيْهَا. وَقَالَ ابْن السّكيت: الدَرِيَّة البعيرُ يَسْتَتِرُ بِهِ من الْوَحْش، يُختل حَتَّى إِذا أمكن رَمْيُه رَمَى. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: هِيَ مَهْمُوزَة لِأَنَّهَا تُدْرَأُ نَحْو الصَّيْد، وَأنْشد قَول عَمْرو: ظَلِلْتُ كأَني للرِّمَاحِ دَرِيئَةٌ أُقاتِل عَن أَبناء جَرْم وفَرَّتِ وأَنشد غَيره فِي همزه: إِذا ادَّرَأُوا مِنْهُم بِقرْدٍ رَمَيْتُهُ بِمُوهِيَةٍ تُوهِي عَظامَ الحوَاجِبِ وَقَالَ أَبو زيد فِي كتاب الْهَمْز: دارَأْتُ الرجلَ مُدارَأَة إِذا اتَّقَيْتَه. وَفِي حَدِيث قيس بن السَّائِب قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَرِيكي فَكَانَ خير شريك، لَا يُدَارِىءُ وَلَا يُماري. قَالَ أَبو عبيد: المدارأَةُ: هَهُنَا مَهْمُوزَة من دَارأْتُ، وَهِي المشاغبةُ والمخالفةُ على صَاحبك، وَمِنْه قَول الله جلّ وعزّ: {فَادَارَأْتُمْ فِيهَا} يَعْنِي اخْتلَافهمْ فِي الْقَتِيل، وَمن ذَلِك حَدِيث الشَّعبي فِي المختَلعة إِذا كَانَ الدَّرْءُ من قبلهَا فَلَا بَأْس أَن يَأْخُذ مِنْهَا يَعْنِي بالدَّرْءِ النشوزَ والاعوجاج وَالِاخْتِلَاف، وكل من دَفعته عَنْك فقد درأته. وَقَالَ أَبُو زيد: كَانَ عَنِّي يَرُد درْؤُك بعد الله شَغْبَ المسْتَصْعِبِ المِرِّيدِ، يَعْني كَانَ دَفْعُكَ. قَالَ أَبُو عبيد: وَأما المداراة فِي حُسن الخُلق والمعاشرة مَعَ النَّاس فَلَيْسَ من هَذَا غير مَهْمُوز وَذَاكَ مَهْمُوز. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَحْمَر: المداراةُ من حُسن الْخلق مهموزاً وَغير مَهْمُوز، قلت: مَن هَمَزه فَمَعْنَاه الاتّقاء لِشرِّه كَمَا قَالَ أَبُو زيد: دارأت الرجل إِذا اتَّقَيْتَهُ، وَمن لم يهمزه جَعَله من دَرَيْتُ بِمَعْنى خَتَلْتُ. (دَرأ) : وَقَالَ أَبُو زيد: درأْتُ عَنهُ الحدَّ وَغَيره أَدرؤه درْأ إِذا أخّرْتَه عَنهُ. قلت: وأَدرأتِ الناقةُ بِضَرْعها إِذا أَنزلتْ اللبنَ فَهِيَ مُدْرِىءٌ إدراء. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الدَّارِىءُ العدُوُّ المبادِىء والدَّارِيُّ القَريبُ. يُقَال: نَحن فُقَراء دُرآءُ. وَقَالَ ابْن السّكيت: دَرَأْتُه عنّي أَدْرَؤه دَرْأً إِذا دَفَعْتَه وَمِنْه قَوْله: (إدْرَأوا الْحُدُود بِالشُّبُهَاتِ) . وَقَالَ الزّجاج فِي قَوْله: {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَارَأْتُمْ فِيهَا} (الْبَقَرَة: 72) . معنى فادَّارَأْتم فتدارأْتم أَي تَدافعتم أَي أَلقَى بعضُكم على بعض. يُقَال: دَرَأْتُ فلَانا، أَي دافعتُه، ودَارَيْتُه أَي لايَنْتُه. وَقَالَ ابْن السّكيت يُقَال: اندرأَت عَلَيْهِ

اندراء، والعامة تَقول: اندريت. وَقَالَ اللَّيْث: الدَّرْءُ بِالْفَتْح: العَوَج فِي العَصا والقَناةِ وَفِي كل شَيْء يَصْعُبُ إِقَامَته وأَنشد: إنَّ قناتي مِن صَلِيبَاتِ القَنَا على العُدَاةِ أَن يُقيموا دَرْأَنَا وَطَرِيق ذُو دُرُوءٍ، إِذا كَانَ فِيهِ كُسورٌ وحَدَب وَنَحْو ذَلِك. وَيُقَال: إِن فلَانا لذُو تُدْرَاءٍ فِي الْحَرْب، أَي ذُو سَعَة وَقُوَّة على أَعدائه، وَهَذَا اسمٌ وُضِع للدَّفع، وَيُقَال: دَرَأَ علينا فلَان دُرُوءاً إِذا خرج مُفاجأة. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّىٌّ} (النُّور: 35) عَن عَاصِم أَنه قَرَأَهَا (دُرِّيءٌ) بِضَم الدَّال والهمزة، وَأنْكرهُ النحويون أَجْمَعُونَ، وَقَالُوا: دِرِّيءٌ بالكسرة والهمز جَيِّد على بِنَاء فِعِّيلٍ، يكون من الدَّرارِيء، الَّتِي تَدْرَأُ أَي تَنْحَطُّ وَتسيرُ. وَقَالَ الْفراء: الدِّرِّيء من الْكَوَاكِب النَّاصِعةُ من قَوْلك: دَرَأَ الكوكبُ كَأَنَّهُ رُجِمَ من الشَّيْطَان فَدَفَعه. وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: دَرَأَ فلَان أَي هَجَم، قَالَ: والدِّرِّيءُ الكوكبُ المنْقضُّ يُدْرَأُ على الشَّيْطَان، وَأنْشد لأَوْسِ بن حُجْر يصف ثوراً وَحْشيّاً: فانْقَضَّ كالدِّرِّيءِ يَتْبَعُهُ نَقع يَثوبُ تَخَالَهُ طُنُباً قَالَ وَقَوله: تخاله طُنُباً: يُرِيد تخالُه فُسطاطاً مَضْرُوبا. يُقَال: دَرَأتِ النارُ إِذا أضاءتْ. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن خَالِد بن يزِيد: قَالَ: وَيُقَال: دَرَأَ علينا فلَان وَطَرَأَ إِذا طلعَ فَجْأَةً ودَرَأَ الكوكبُ دُرؤاً، من ذَلِك، قَالَ وَقَالَ نُصَيْرُ الرَّازِيّ: دُرُء الكوكبِ طُلُوعُه، يُقَال: دَرَأَ علينا. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: جَاءَنَا السيلُ دَرْءاً وَهُوَ الَّذِي يدْرَأ عَلَيْك من مَكَان لَا يُعْلَم بِهِ. وَأَخْبرنِي المنذريّ، عَن أبي الْعَبَّاس: جَاءَ السَّيْل دَرْءاً وظَهْراً، ودَرَأَ فلانٌ علينا، وطَرَأَ: إِذا طلع من حَيْثُ لَا تَدْرِي. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي، قَالَ: إِذا كَانَ مَعَ الغُدَّةِ وَهِي طاعون الْإِبِل وَرَمٌ فِي ضَرْعها فَهُوَ دَارِىءٌ وَقد دَرَأَ البعيرُ يَدْرَأُ دروءاً. وَقَالَ أَبُو عَمْرو وَالْكسَائِيّ فِي الدَّارِىء مثله، شمر عَن ابْن الأعرابيّ: إِذا دَرأ الْبَعِير من غُدَّتِه رَجَوْا أَن يَسْلَم، قَالَ: ودَرَأَ إِذا وَرِمَ نَحْرُه. وَقَالَ غَيره: بعيرٌ دارىء وناقة دَارِىء مثله. وَقَالَ ابْن السكّيت: ناقةٌ دارِىءٌ إِذا أخذتْها الغُدَّةُ فِي مَراقها واستبان حَجْمُها وَيُسمى الحَجْمُ دَرْءاً وحجمها نُتوؤها، والمَرَاقُ بتَخْفِيف الْقَاف مَجْرَى الماءِ من حَلْقها،

وَأنْشد غَيره: يَا أَيهَا الدَّارِىءُ كالمنْكُوفِ والمتشكِّي مَغْلَةَ المجحوفِ والمنْكوف الَّذِي يَشْتكي نَكفَتَه، وَهِي أصلُ اللِّهْزِمَةِ وَيُقَال: دَرَأْت لَهُ وَسَادَةً إِذا بَسَطْتَها لَهُ، ودرأتُ وَضِينَ الْبَعِير إِذا بسطته على الأَرْض ثمَّ تركته عَلَيْهِ لتشده بِهِ وَقد دَرَأت فلَانا الْوَضِين على الْبَعِير وداريته، وَمِنْه قَول المثَقَّب العَبدِي: تَقولُ إِذا دَرَأتُ لَهَا وَضِيني أَهَذا دِينُه أبدا ودِيني وَيُقَال: اللهُم إِنِّي أدْرَأُ بك فِي نَحْر عَدُوِّي لِتَكْفِيَني شرَّه، وَقَالَ اللَّيْث: المِدْرَاةُ حَدِيدة يُحَكُّ بهَا الرأسُ، يُقَال لَهَا: سَرخَارَه. وَيُقَال: مِدْرًى بِغَيْر هاءٍ ويُشَبَّه بِهِ قَرْنُ الثور وَمِنْه قَول النَّابِغَة: شَكَّ الفَرِيصَةَ بالمِدْرَى فأَنْفَذَها طَعْنَ المُبَيْطِرِ إذْ يَشْفي من العَضَدِ وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنه كَانَ فِي يَده مِدْرًى يَحُك بِهِ رأْسَه فَنظرَ إِلَيْهِ رجلٌ من شَقِّ بابِه فَقَالَ لَهُ: لَو علمتُ أَنَّك تنظرُ لَطَعَنْتُ فِي عَيْنك) ، وَجمع المِدْرَى مَدَارَى، وَرُبمَا قَالُوا لِلْمِدْراة مَدْريةٌ وَهِي الَّتِي حُدِّدتْ حَتَّى صَارَت مِدْرَاةً. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن الحَرَّانيَّ أَنه أنْشدهُ: وَلَا صُوَار مُدَرَّاة مناسِجُها مِثْلُ الفريدِ الَّذِي يَجْري من النَّظْم قَالَ: وَقَوله: مُدرَّاةٌ كَأَنَّهَا هُيِّئَتْ المِدرَى من طُول شَعرها قَالَ: والفَريدُ جمع الفريدة، وَهِي شَذْرة مِن فِضة كَاللُّؤْلُؤِ، شَبَّه بياضَ أجسادِها بهَا كَأَنَّهَا الْفضة. سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: الدَّارىءُ العَدوُ المُبادِي الْقَرِيب وَنحن فُقَرَاء دُرآءُ. (رَود ريد رأد) : قَالَ اللَّيْث: الرَّوْد مصدرُ فِعل الرائِد، يُقَال: بَعَثْنا رائداً يَرُود لنا الْكلأ والمنزلَ ويرتاده، وَالْمعْنَى وَاحِد، أَي ينْظُرُ ويَطْلُبُ ويختار أفضلَه. قَالَ: وَجَاء فِي الشّعْر: بعثوا رادَهم أَي رائدهم، وَمن أَمثالهم: الرائدُ لَا يَكْذِبُ أهلَه، يُضربُ مَثَلاً لِلَّذي لَا يَكْذِب إِذا حَدَّث. وَيُقَال: رَادَ أَهله يَرُودهم مَرْعًى أَو منزلا رِياداً، وارْتادَ لَهُمْ ارْتياداً. وَفِي الحَدِيث: (إِذا أَرَادَ أحدكُم أَن يَبُولَ فَلْيَرتَدْ لبوله) أَي يرتاد مَكَانا دَمِثاً لَيِّناً مُنحَدِراً لِئلا يَرْتَدَّ عَلَيْهِ بَوْله. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الرَّائد العُود الَّذِي يَقْبِض عَلَيْهِ الطَّاحِن. قَالَ اللَّيْث: والرائد الَّذِي لَا منزل لَهُ، والرِّيدةُ اسْم يُوضَعُ مَوضع الارْتِياد والإرادة. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الرَّيدَانةُ: الريحُ

الطَّيِّبَةُ. وَقَالَ غَيره: ريح رَيْدةٌ لَيِّنة الهبوب وَأنْشد: جَرَتْ عَلَيْهَا كُلُّ ريح رَيْدَةٍ وَأنْشد اللَّيْث: إِذا رِيدَةٌ مِن حيثُ مَا نَفَحَتْ لَهُ أتاهُ بِريَّاها خَلِيلٌ يُوَاصِلُه قَالَ وَيُقَال: ريح رُود أَيْضاً. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الرَّادَةُ من النِّسَاء غير مَهْمُوز الَّتِي ترود وتَطُوف، وَقد رَادت ترود رَوَدَاناً، قَالَ: والرَّأدة بِالْهَمْزَةِ والرُّؤُودَةُ على وزن فُعُولة كل هَذَا السرِيعةُ الشَّبَاب فِي حسن غِذَاء، وَقَالَ غَيره: تَرأَدَتِ الجاريةُ تَرَؤداً وَهُوَ تَثَنِّيها من النَّعْمة. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الرَّأْدُ: رَأْدُ اللَّحْيِ وَهُوَ أَصله النَّاتِىءُ تَحت الْأذن وَالْجمع أرْآد، وَالْمَرْأَة الرُّؤْدُ وَهِي الشَّابَّة الْحَسَنَة الشَّبَاب، وتُجمع أرآدٌ أَيْضا، وَامْرَأَة رَادَةٌ فِي معنى رُؤْدٌ، وَقد تَرَأَّدَ إِذا تَفَيَّأ وتثنَّى، قَالَ: وَرَادَتْ الريحُ تَرودُ رَوَداناً إِذا تحركتْ وجالتْ وَنَسَمتْ تَنْسِمُ نَسَماناً إِذا تحركتْ تحرُّكاً خَفِيفا. الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت قَالَ: الرَّيْدُ حَرْفٌ من حُرُوف الجَبَل وَجمعه رُيُود. قَالَ: والرِّئْدُ التِّرب يُقَال: هُوَ رِئْدها أَي تِرْبها والجميع أرْآدٌ. وَقَالَ كثير فَلم يُهْمِزْ: وَقد درَّعوها وَهِي ذاتُ مُؤَصَّدٍ مَجُوبٍ لَمَّا يَلْبَسِ الدِّرعُ رِيدُها وَقَالَ أَبُو زيد: تَرَأَّدْتُ فِي قيامي تَرَؤُّداً، وَذَلِكَ إِذا قُمتَ فأخذتك رِعْدةٌ فِي قيامك حَتَّى تَقومَ. وَقَالَ اللَّيْث: الرَّأْدُ: رَأْدُ الضُّحى وَهُوَ ارتفاعها. يُقَال: ترحَّلَ رأْدَ الضُّحَى وَتَرَأَّد كَذَلِك، وتَرَأَّدَتِ الحَيَّةُ إِذا اهْتَزَّتْ فِي انْسيابها وَأنْشد: كأَن زِمَامها أَيِمٌ شُجاع تَرَأَّدَ فِي غُصونٍ مُغْطئلَّه قَالَ: وَالْجَارِيَة الممشوقة تَرَأَّدُ فِي مِشْيَتِها، وَيُقَال للغُصن الَّذِي نَبَتَ من سَنَته أَرْطَب مَا يكون وأَرْخصه: رُؤْدٌ، والواحدة رُؤْدَةٌ، وسمِّيت الجاريةُ الشابةُ تَشْبِيها بِهِ، قَالَ: والرِّيد بِلَا همزَة الْأَمر الَّذِي تريده وتزاولُه، والرّئْدُ التِّرب مَهْمُوز. أَبُو عبيد عَن أَصْحَابه: تكبيرُ رُوَيْدُ: رَوْدٌ وَأنْشد: يَمْشِي وَلَا تَكْلِمُ البَطْحَاءَ مِشيتُه كأَنه فاتر يَمْشِي عَلَى رُودِ وأفادني الْمُنْذِرِيّ لسيبويه من كِتَابه فِي تَفْسِير قَوْلهم: رُوَيْدَ الشّعْر يَغِبُّ قَالَ: سمعنَا من يَقُول: وَالله لَو أردتَ الدَّرَاهِم لأعطيتك رُوَيْد مَا الشّعْر، يُرِيد أرْوِد

الشّعْر، كَقَوْل الْقَائِل: لَو أَرَدْت الدَّرَاهِم لأعطيتك فَدعْ الشعرَ، فقد تبين أَن رُوَيْدَ فِي مَوضِع الْفِعْل ومُتَصَرّفةٌ تَقول: رُوَيْدَ زَيْداً كَأَنَّمَا تَقول: أَرْوِدْ زيدا وَأنْشد: رُوَيْدَ عَلِيّاً جُدَّ مَا ثَدْيُ أُمَّهم إِلَيْنَا ولكنْ وُدُّهُم متمَايِنُ وَتَكون رُوَيداً أَيْضا صفة لِقَوْلِك سَارُوا سيراً رويداً، وَيَقُولُونَ أَيْضا: سَارُوا رُويداً فتحذف السّير وتجعله حَالا بِهِ، وصف كَلَامه واجتزأ بِمَا فِي صدر حَدِيثه من قَوْلك: سَار عَن ذكر السِّير، وَمن ذَلِك قَول الْعَرَب: ضَعه رويداً أَي وَضْعاً رويداً. قَالَ: وَتَكون رُوَيداً للرجل يُعالج الشيءَ رُوَيداً إِنَّمَا يُرِيد أَن تَقول عِلاجاً رويداً فَهَذَا على وَجه الْحَال إِلَّا أَنْ يَظْهَر الموصوفُ بِهِ فَيكون على الْحَال وعَلى غير الْحَال. قَالَ: وَاعْلَم أَن روَيداً يَلْحَقها الكافُ وَهِي فِي مَوضِع افْعَلْ وَذَلِكَ قَوْلك: رُوَيدك زيدا، ورُويدكم زيدا، فَهَذِهِ الْكَاف الَّتِي أُلْحِقت لِيَتَبَيَّنَ المخاطَبُ فِي رُوَيداً؛ إِنَّمَا أُلحقت المخصوصَ لِأَن رويداً قد يَقع للْوَاحِد والجميع والمذكر وَالْأُنْثَى؛ فَإِنَّمَا أَدخل الْكَاف حَيْثُ خِيفَ التباسُ مَن يُعْنَى مِمَّن لَا يُعْنَى؛ وَإِنَّمَا حُذِفتْ من الأول اسْتغْنَاء بِعلم الْمُخَاطب، أنهُ لَا يَعْني غَيره؛ وَقد يُقَال: رُوَيدك لمن لَا يخَاف أَن يلتبس بِمن سواهُ توكيداً، وَهَذَا كَقَوْلِك: النَّجاءَك والوَحَاكَ، تكون هَذِه الْكَاف عَلَماً لِلمأمورين والمنهيِّين. وَقَالَ اللَّيْث: إِذا أردْت برويداً الْوَعيد نصبتها بِلَا تَنْوِين وَأنْشد: رُوَيْدَ تُصاهِلْ بالعراق جِيادنا كَأَنَّكَ بالضَّحاكِ قد قَامَ نادِبُه وَإِذا أَردتَ برويدَ المُهلة والإروادَ فِي المَشْي فانصبْ ونَوِّنْ تَقول: امشِ رُوَيداً. قَالَ: وَتقول الْعَرَب: أرْوِدْ فِي معنى رويداً المنصوبة قَالَ: والإرادةُ أصلُها الْوَاو، أَلا ترى أَنَّك تَقول: رَاوَدْتُه أَي أَردتُه على أَن يفعل كَذَا؛ وَتقول: رَاوَدَ فلانٌ جاريتَه عَن نَفسهَا وراودَتْه هِيَ عَن نفسِه إِذا حاول كل وَاحِد مِنْهُمَا من صَاحبه الْوَطْء وَالْجِمَاع؛ وَمِنْه قَول الله جلّ وعزّ: {تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ} (يُوسُف: 30) فَجعل الفِعل لَهَا، والرَّوائدُ من الدَّواب الَّتِي ترتع وَمِنْه قَول الشَّاعِر: كَأَنَّ رَوَائدَ المُهْراتِ مِنْها وَيُقَال: رَادَ يَرود إِذا جاءَ وذَهب، وَلم يَطمئن، ورجلٌ رائد الوِساد إِذا لم يَطْمَئن عَلَيْهِ، لِهَمَ أَقْلَقَه، وَبَات رائدَ الوساد وَأنْشد: تَقُولُ لَهُ لما رَأَتْ جَمْعَ رَحْلِه أَهذا رئيسُ الْقَوْم رَادَ وِسَادُها

دَعَا عَلَيْهَا بألاَّ تَنام فَيَطْمئن وِسادُها. وَفِي الحَدِيث: (الحمَّى رَائِدُ الْمَوْت) أَي رَسولُ الْمَوْت كالرَّائِدِ الَّذِي يُبْعث لِيرْتادَ مَنزِلاً. ورد: قَالَ اللَّيْث: الوَرْدُ اسْم نَوْر. يُقَال لَهُ: وَرَّدَت الشجرَةُ إِذا خَرجَ نَوْرُها. قَالَ: والوَرْدُ من أَلْوان الدَّواب، لَونٌ يَضْرِبُ إِلَى الصُّفرة الحَسَنة، وَالْأُنْثَى وَرْدَة وَقد وَرُد ورْدة، وَقيل أَيْضا: ايرَادَّ يَوْرَادُّ على قِيَاس ادْهَامَّ، وَقَالَ الزّجاج فِي قَوْله: {السَّمَآءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً} (الرحمان: 37) أَي صارتْ كلون الوَرْد؛ وَقيل: فَكَانَت وَرْدة كلون فَرَسٍ وَرْدةٍ، وَالكُميت: الوَرد يَتَلون فِي الشتَاء فَيكون فِي الشتَاء لَوْنُه خِلافَ لونِه فِي الصَّيف، وَأَرَادَ أَنها تتلون من الفَزَع الْأَكْبَر، كَمَا تَتَلَوَّنُ الدِّهانُ المختلفةُ. وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله: {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْداً} (مَرْيَم: 86) يَعْنِي مُشاةً عِطاشاً. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت قَالَ: الوِرْدُ وِرْدُ القومِ الماءَ والوِردُ: الماءُ الَّذِي يُورَد، والوِرد: الإبلُ الواردةُ قَالَ رؤبة: لَوْ دَقَّ وِرْدِي حوضَهُ لم يَنْدَهِ وَقَالَ الآخر: يَا عَمْرُو عَمْرَ الماءِ وِرْدٌ يَدْهَمُه وَأنْشد قَول جرير: لَا وِرْدَ للْقَوْم إِن لم يَعْرفوا بَرَدَى إِذا تَكَشَّفَ عَن أعناقِها السَّدَفُ بَردَى نهرُ دِمَشق. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الوِردُ يومُ الحمَّى وَقد وردتْهُ الحمّى، فَهُوَ مَورودٌ، وَقَول الله جلّ وعزّ: {وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا} (مَرْيَم: 71) الْآيَة. قَالَ الزّجاج: هَذِه آيةٌ كَثُر اخْتِلَاف الْمُفَسّرين فِيهَا؛ فَقَالَ جمَاعَة: إِن الْخلق جَمِيعًا يَرِدون النارَ فينجو المتّقِي، ويُتْرَكُ الظَّالِم، وَكلهمْ يدخلُها، وَقَالَ بَعضهم: قد عَلِمنا الوُرُودَ وَلم نعلم الصُّدُورَ، وَدَلِيل من قَالَ هَذَا قَوْله: {ثُمَّ نُنَجِّى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً} (مَرْيَم: 72) ، وَقَالَ قوم: إِن الْخلق يَرِدونها فَتكون على الْمُؤمن بَرْداً وَسلَامًا. وَقَالَ ابْن مَسْعُود وَالْحسن وقتادَةُ: إنّ ورُودَها لَيْسَ دُخُولهَا وحُجَّتهُم فِي ذَلِك قويَّة جدا لِأَن الْعَرَب تَقول: وَرَدْنا ماءَ كَذَا وَلم يدخلوه، قَالَ الله تَعَالَى: {سَوَآءَ السَّبِيلِ وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ} (الْقَصَص: 23) ، وَيُقَال إِذا بلغتَ إِلَى الْبَلَد وَلم تدخله: قد وردتَ بَلَدَ كَذَا وَكَذَا، قَالَ أَبُو إِسْحَاق: والحجةُ عِنْدِي فِي هَذَا مَا قَالَ الله جلّ وعزّ: {للهإِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَائِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} {لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيَسَهَا}

(الْأَنْبِيَاء: 101، 102) فَهَذَا وَالله أعلم دَلِيل على أَن أهل الْحسنى لَا يدْخلُونَ النَّار، وَفِي اللُّغَة: وَرَدْتُ بَلَدَ كَذَا وماءَ كَذَا إِذا أشرفَ عَلَيْهِ دخله، أَو لم يدْخلهُ قَالَ زُهَيْر: فلمَّا وَرَدْن المَاء زُرْقاً جِمامُهُ وَضَعْنَ عِصِيَّ الحاضِر المُتَخَيِّم الْمَعْنى لما بلغن المَاء أَقَمْنَ عَلَيْهِ، فالوُرودُ بِإِجْمَاع لَيْسَ بدخولٍ، فَهَذِهِ الرِّوَايَات فِي هَذِه الْآيَة وَالله أعلم، وَقَوله جلّ وعزّ: {نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ} (ق: 16) عِرْقٌ تَحت اللِّسَان، وَهُوَ فِي الَعضُد فَلِيقٌ، وَفِي الذِّرَاع، الأكْحَلُ، وهما فِيما تَفَرَّق من ظَهْر الكَفِّ الأَشَاجِعُ، وَفِي بطن الذِّرَاع الرَّواهِشُ، وَيُقَال: إِنَّهَا أربعةُ عُروق فِي الرَّأْس، فَمِنْهَا اثْنَان يَنْحَدِران قُدام الأُذنين، وَمِنْهَا الوريدان فِي العُنق، قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الوَرِيدانِ بِجَنْبِ الوَدَجَيْن، والوَدَجَانِ عِرْقان غَلِيظان عَن يمينِ ثُغْرَةِ النَّحر ويَسارِها، قَالَ: والوريدان يَنْبِضَان أبدا من الْإِنْسَان، وكل عِرْق يَنْبِض فَهُوَ من الأوْرِدة الَّتِي فِيهَا مَجْرى الحياةِ، والوَرِيدُ من الْعُرُوق مَا جرى فِيهِ النَّفَس وَلم يَجرِ فِيهِ الدَّم، والجداول الَّتِي فِيهَا الدِّمَاء كالأكحل والأبْجل والصَّافِن، وَهِي الْعُرُوق الَّتِي تُفْصَدُ، وَقَالَ اللَّيْث: الوِرْدُ من أَسمَاء الحُمَّى والوِرْد وَقْتُ يومِ الوِرْدِ بَيْنَ الظِّمْأَيْنِ، والمصدرُ الْوُرُود، والوِرْد اسمٌ مِنْ وَرْدَ يَوْمِ الوِرد، وَمَا وَرَدَ من جمَاعَة الطير وَالْإِبِل، وَمَا كَانَ فَهُوَ وِرْدٌ، تَقول: وَرَدَتْ الإبلُ وَالطير هَذَا المَاء وِرْداً وَوَرَدَتْه أَوْرَاداً وَأنْشد: كَأَوْرَادِ القطا سَهْلَ البِطاحِ وَإِنَّمَا سُمِّيَ النَّصِيب من قِرَاءَة الْقُرْآن وِرْداً من هَذَا، وَيُقَال: أَرْنَبَةٌ وَاردةٌ إِذا كَانَت مُقْبِلةً على السَّبَلَة، وَقَالَ غَيره: فلَان وارِدُ الأَرْنَبَةِ إِذا كَانَ طويلَ الأنْفِ، وكلُّ طويلٍ وَارِدٌ، وشَعَرٌ وارِدٌ، وطَويل وَالْأَصْل فِي ذَلِك: أنّ الأنفَ إِذا طَال يصل إِلَى المَاء إِذا شَرِب بفيهِ لِطوله، والشَّعَرُ من الْمَرْأَة يَرِدُ كَفَلها، وشجرة واردةُ الأغصان إِذا تَدَلَّتْ أَغْصانُها، وَقَالَ الرَّاعِي يصف نخلا أَو كَرْماً فَقَالَ: تُلْفَي نَواطِيرَهُ فِي كلِّ مَرْقَبَةٍ يَرْمُون عَن واردِ الأفنان مُنْهَصِر أَي يرْمونَ الطيرَ عَنهُ، وَيُقَال: ورّدت المرأةُ خَدَّها إِذا عالجتْه بِصِبْغ القطْنَةِ المصبُوغَةِ، وَقَالَ أَبُو سعيد يُقَال: مَا لَك تَوَرَّدَنِي أَي تَقَدَّمُ عليّ، وَفِي قَول طرفَة: كَسِيدِ الغَضَى نَبَّهْتَهُ المُتَوَرِّدِ هُوَ المُتَقَدِّم على قِرْنه الَّذِي لَا يَدْفَعه شَيْء. وعَشِيَّة وَرَدةٌ، إِذا احمر أُفُقُها عِند غرُوب الشَّمْس، وَكَذَلِكَ عِنْد طُلُوع الشَّمْس،

وَذَلِكَ عَلامَة الجدْب. أَبُو زيد: فِي العُنق الوريدان وهما عرقان بَين الْأَوْدَاج وَبَين اللَّبَّتَيْن، وهما من الْبَعِير الوَدَجَان؛ وَفِيه الأَوْدَاجُ وَهُوَ مَا أحَاط بالحُلْقُوم من العُروق. قلت: وَالْقَوْل فِي الوريدين مَا قَالَ الْهَيْثَم، والموارد المناهل، واحدهما مَوْرِدٌ، والموْرد الطريقُ إِلَى المَاء. وَالورد مصدر وردْتُ مَوْرداً وَوَرْداً. ودر: ابْن شُمَيْل تَقول: ورَّدتُ رَسُولي قِبَلَ بَلْخٍ إِذا بَعَثْتَه؛ وسمعتُ غير وَاحِد من الْعَرَب، يَقُول للرجل إِذا تجهَّم لَهُ ورَده رَداً قبيحاً: وَدِّرْ وجْهَك عني أَي نَحِّه وبَعِّدْه. وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: تَهَوَّل فِي الْأَمر وتَوَرَّط وتَوَدَّرَ بِمَعْنى مَال. وَقَالَ أَبُو زيد: وَدَّرْتُ فلَانا تَوْديراً إِذا أَغْوَيتَه حَتَّى يَتَكَلَّف مَا يَقع مِنْهُ فِي هَلَكَةٍ، وَقد يكون التودُّر فِي الصدْق وَالْكذب، وَقيل: إِنَّمَا هُوَ إيرادك صاحبَك الهَلَكَةُ. ردأ: ابْن شُمَيْل: رَدَأْتُ الْحَائِط أَرْدَؤُه إِذا دَعَمْتَه بخشَبٍ أَو كَبْسٍ يَدْفَعُه أَن يَسْقَط. وَقَالَ يُونُس: أردَأْتُ الْحَائِط بِهَذَا الْمَعْنى. قَالَ: والأَرْداءُ الأعدالُ الثَّقيلةُ كل عِدْل مِنْهَا رِدْءٌ وَقد اعْتَكَمْنَا أرداء لنا ثقالاً أَي أَعْدالاً. وَفُلَان رِدْءٌ لِفلان أَي يَنْصُرُه ويشدُّ ظَهْرَه. وَقَالَ اللَّيْث: تَقول: رَدَأْتُ فلَانا بِكَذَا أَو كَذَا أَي جعلته قُوَّة لَهُ وعِماداً كالحائطِ تَرْدَؤُه بِرِدْءٍ من بِناءٍ تُلْزِقه بِهِ. وَتقول: أَرْدَأْتُ فلَانا أَي رَدأْتَهُ، وصرت لَهُ ردْءًا أَي مُعيناً، الرَّدء المُعينُ وتَرَادأُوا أَي تَعاوَنوا. وَقَالَ ابْن السّكيت: أردأت الرجلَ إِذا أعنتَه قَالَ الله جلّ وعزّ: {مِنِّى لِسَاناً فَأَرْسِلْهِ} (الْقَصَص: 34) وَقد أرديته أَي أهلكته، قَالَ: وَهَذَا شَيْء رَدِيء بَيِّن الرَّداءة، وَلَا تقلْ الرَّداوَةِ والرِّدءُ الْمعِين. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: أَرْديتُ على الْخمسين أَي زِدْتُ عَلَيْهَا، وَقَالَ أوْس بن حجر: وأَسْمَرَ خَطِّياً كَانَ كُعُوبَهُ نَوَى القَسْبِ قَد أَرْدَى ذِرَاعاً على العَشْرِ وَقَالَ اللَّيْث: لُغَة للْعَرَب: أَرْدَأَ على الْخمسين إِذا زَاد، قلتُ: لم أسمع الْهَمْز فِي أرْدى لغير اللَّيْث، وَهُوَ غلط مِنْهُ. قَالَ اللَّيْث: رَدُأَ الشَّيءُ يَرْدُؤ رَداءَةً وَإِذا أصَاب الإنسانُ شَيْئا رَديئاً فَهُوَ مُرْدِىءٌ وَكَذَلِكَ إِذا فعل شَيْئا رَديئاً. وَقَالَ الزّجاج فِي قَول الله جلّ وعزّ: {قَالَ تَاللَّهِ إِن} (الصافات: 56) مَعنا، لتُهْلِكُنِي وَقَوله: {لِلْعُسْرَى وَمَا يُغْنِى}

(اللَّيْل: 11) قيل: إِذا ماتَ، وَقيل: إِذا تَرَدَّى فِي النَّار من قَوْله جلّ وعزّ: {وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ} (الْمَائِدَة: 3) وَهِي الَّتِي تَقَع مِن جبل أَو تَطَيحُ فِي بِئْر أَو تسْقط من مَوضِع مُشْرِفٍ فتموت. (ردي) : وَقَالَ اللَّيْث: التَّرَدِّي هُوَ التَّهَوُّرُ فِي مَهْواةٍ. وَقَالَ أَبُو زيد: رَدِيَ فِي القلِيب يَرْدَى وتَرَدَّى من الْجَبَل تَرَدِّياً. وَقَالَ غَيره: رَديْتُ فلَانا بِحجر أَرْديتُه رَدياً إِذا رَمَيْتَه بِهِ. وَقَالَ ابْن حِلِّزَة: وَكَأن المَنُونَ تَرْدى بِنَا أَعْ صَمَ يَنْجاب عَنهُ العَماءُ والمِرْداةُ الحَجَر الَّذِي يُرْمَى بِهِ، وَجَمعهَا المرادِي وَمِنْه قَوْلهم: عِنْد جُحْر كل ضبٍ مِرْداتُه. يضْرَبُ مَثَلاً للشَّيْء العَتِيد لَيْسَ دونَه شيءٌ وَذَلِكَ أنَّ الضبَّ ليسَ يَنْدَلُّ على جُحْرِهِ إِذا خرج مِنْهُ فَعَاد إِلَيْهِ إِلَّا بحَجر يَجْعَلُه عَلامَة لجُحْرِهِ. وَقَالَ الْفراء: الصَّخْرَةُ يُقَال لَهَا رَداةٌ وَجَمعهَا رَدَيَاتٌ وَقَالَ ابْن مقبل: وقَافِيةٍ مِثلِ حدِّ الرِّداةِ لم تتْرك لمُجيبٍ مَقَالاَ وَقَالَ طُفَيل: رَداةٌ تَدَلَّتْ مِنْ صُخُور يَلمْلم ويَلملمُ جَبَلٌ. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ قَالَ: إِذا عَدَا الْفرس فَرَجَمَ الأَرْض رَجْماً قيل: رَدِي يَرْدِي رَدْياً ورَدْياناً. وَقَالَ أَبُو زيد: هُوَ التَّقْريب. قَالَ: والجَوارِي يَرْدين إِذا رَفعْت إِحْدَاهُنَّ رجْلَها ومشتْ على رِجْلٍ تَلْعبُ، والغرابُ يَرْدِي إِذا حَجَلَ. وَقَالَ المنْتَجِع بن نَبْهان: الرديانُ عَدْوُ الْفرس بَين آرِيِّه ومُتَنمَّعكِهِ. وَقَالَ اللَّيْث: تسمى قَوَائِم الْإِبِل مَرادِيَ لِثَقلِهِا وشدةِ وَطْأَتها، نَعْتٌ لَهَا خَاصَّة وَكَذَلِكَ مَرادي الْفِيل. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: راديت الرجل وداجَيتُه ودَاليْتُه وفَانيتُه بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ أَبُو عبيد. وَيُقَال: رَاودْتُه على الْأَمر وَرادَيْتُه. وَقَالَ طفيل ينعَت فرسه: يُرادَى على فَأْسِ اللِّجامِ كأَنَّما يُرادَى بِهِ مِرْقاةُ جِذْعٍ مُشَذَّبِ يَعْنِي يُرَاوَدُ، ابْن السّكيت: فلَان غَمْرُ الرِّداءِ إِذا كَانَ كثير الْمَعْرُوف واسِعَهُ وإنْ كَانَ رِداؤه صَغِيرا، وَقَالَ كثير: غَمْرُ الرِّداءِ إِذا تَبَسَّمَ ضَاحكاً غَلِقَتْ لِضحْكَتِه رِقابُ المَال

وَرُوِيَ عَن عَليّ أَنه قَالَ: من أَرَادَ البَقَاء وَلَا بقاءَ فلْيُباكِرْ الغَداءَ وليخفِّف الرِّداء. قَالُوا لَهُ: وَمَا تَخْفيف الرِّداء فِي البقَاءِ؟ فَقَالَ: قِلةُ الدّيْن. قلت: ويُسَمَّى الدَّيْن رِداءً لِأَن الرِّداء يَقَعُ على المَنكِبَيْن ومُجْتمع العُنُق والدَّيْن أَمانَةٌ، وَالْعرب تَقول فِي ضمَان الدَّيْن: هَذَا لَك فِي عُنقِي ولازمُ رَقَبَتِي، فقيلَ للدَّين: رِداءً لِأَنَّهُ لَزِم عُنُق الَّذِي هُوَ عَلَيْهِ، كالرِّداء الَّذِي يَلْزَمُ المَنكِبَيْن إِذا تُرُدِّيَ بِهِ، وَمِنْه قيل للسيف: رِدَاءٌ لأنَّ مُتَقَلِّدَهُ بحمائِله مُتَردَ بِهِ. وقالتْ خنساء ترثي أخاها: ودَاهِيةٍ جَرَّها جَارمٌ جَعَلْتَ رِدَاءك فِيهَا خِمَاراً أَي عَلَوْتَ بِسيْفِك فِيهَا رقابَ أعدائك كالخمار الَّذِي يَتَجَلَّلُ الرأْسَ. وَيُقَال للوِشاحِ: رِدَاء، وَقد تَرَدَّتِ الْجَارِيَة إِذا تَوَشَّحَتْ. وَقَالَ الْأَعْشَى: وتَبْرُدُ بَرْدَ رِدَاء العرُو سِ بالصَّيْفِ رَقْرَقَت فِيهِ العَبِيرَا يَعْني بِهِ وِشَاحها المُخَلَّق بالخَلُوقِ، وَامْرَأَة هَيْفَاء المُرَدَّى أَي ضَامِرة موضِعِ الوِشاحِ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال: أَبوك رِداؤك ودَارُك رِدَاؤك، وكلُّ مَا زَيَّنَكَ فَهُوَ رِدَاؤك وَأنْشد: رَفَعْتُ رِدَاء الجهلِ عَنِّي وَلم يكن يُقَصِّرُ عَنِّي قَبْلَ ذَاك رِدَاءُ ورِدَاءُ الشَّباب حُسْنُهُ وغَضَارتُه ونَعْمَتُه وَقَالَ رؤبة: حَتَّى إِذا الدَّهرُ استَجَدَّ سِيما مِن البِلى يَسْتَوْهِبُ الوَسِيما رِداءَه والبِشْرَ والنعيما يستوهبُ الدهرُ الوسيمَ أَي الوجْهَ الوَسيمَ رِدَاءَه، وَهُوَ نَعْمَتُه، واستَجَدَّه سِيما أَي أَثراً من البِلى وَكَذَلِكَ قَول طرفَة: وَوَجْهٍ كأَنَّ الشمسَ حَلَّتْ رداءها عَلَيْه ... ... ... ... أَي أَلْقَتْ حُسْنَها ونُورها على هَذَا الْوَجْه، من التّحلِيَةِ فَصَارَ نورها زِينَة لَهُ كالحَلْيِ؛ والرَّدَى الزِّيَادَة. يُقَال: مَا بلغتْ رَدَى عَطائِك أَي زيادتُك فِي العَطِيّة، ويُعجِبُني رَدَى قولِك، أَي زيادةُ قَوْلك، قَالَ كُثير فِي بَيت لَهُ: لهُ عَهْدُ وُدٍ لم يُكَدَّر يَزِينُه رَدَى قولِ مَعْروفٍ حديثٍ ومُزْمِنِ أَي يَزِينُ عهدَ وُدِّه زيادةُ قولِ معروفٍ مِنْهُ؛ وَقَالَ آخر: تَضَمَّنَها بَنَاتُ الفَحْلِ عَنهم فَأَعْطَوْها وقَد بَلَغوا رَدَاها ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الرَّدَى الْهَلَاك

باب الدال واللام

والرَّدَى الْمُنكر الْمَكْرُوه. ابْن شُمَيْل: المِرْدَاةُ الْحجر الَّذِي لَا يكادُ الرجل الضَّابِط يَرْفَعُه بيدَيْهِ؛ يُرْدَى بِهِ الحَجرُ، والمكانُ الغليظُ يَحْفِرونَ فَيَضْرِبُونه بِه فَيُلَيِّنُونَهُ ويُرْدَى بِهِ جُحْر الضَّب إِذا كَانَ فِي قَلْعَةٍ فَيُليِّنُ القَلْعَة ويُهَدِّئها، والرَّدْيُ إِنَّمَا هُوَ رَفْعٌ بهَا ورَمْيٌ بِها. انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم. (بَاب الدَّال وَاللَّام) د ل (وايء) دلا، دأل، لدي، ولد، لود، أدل، دوَل. دلا: قَالَ اللَّيْث: الدَّلْوُ معروفةٌ، وَقد أَدْلَيْتُها أَي أرسلتُها فِي الْبِئْر لأستَقِيَ بهَا؛ وَمِنْهُم من يَقُول: دَلَوْتها وَأَنا أَدْلُوها وأَدْلُو بهَا والجميع الدِّلاّء، والعَدَدُ أَدْلٍ ودُلِيٌ، وَيُقَال للدَّلْو دَلاةٌ، وَقَول الله جلّ وعزّ فِي قصَّة يُوسُف: {فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يابُشْرَى} (يُوسُف: 19) يُقَال: أدليت الدَّلْو إِذا أرسلتَها فِي الْبِئْر لتملأها أُدليها إدلاء، قَالَ: ودلوتها أدلوها دلْواً إِذا أخرجتها وجذبتها من الْبِئْر ملأى. قَالَ الراجز: يَنْزَع من جَمَّاتها دَلْو الدَّالْ أَي نَزْعَ النَّازِع. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: فِي قَول الله جلّ ثَنَاؤُهُ: {وَلاَ تَأْكُلُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَآ إِلَى الْحُكَّامِ} (الْبَقَرَة: 188) قَالَ: معنى تُدْلُوا فِي الأَصْل، من أَدْلَيْتُ الدَّلْوَ، إِذا أرسلتَها لِتملأَها، قَالَ: وَمعنى أَدْلَى فلانٌ بحجته إِذا أَرْسَلَها وأَتَى بهَا على صِحةٍ، قَالَ: فَمَعْنَى قَوْله: تُدْلوا بهَا إِلَى الْحُكَّام، أَي تَعْمَلُونَ على مَا يُوجِبُهُ الإدلاء بِالْحجَّةِ وتَخُونُون فِي الْأَمَانَة لتأكلوا فريقاً من أَمْوَال النَّاس بالإثم كَأَنَّهُ قَالَ: تَعْمَلُونَ على مَا يُوجِبُه ظَاهر الحُكْمِ، وتتركون مَا قد علمْتُم أنّه الحقُ. وَقَالَ الْفراء: مَعْنَاهُ لَا تَأْكُلُوا أموالَكم بينَكم بِالْبَاطِلِ وَلَا تُدْلوا بهَا إِلَى الْحُكَّام، وإنْ شِئتَ جعلتَ نصبَ وتُدْلُوا بهَا إِذا أَلْقَيْتَ مِنْهَا لَا على الصَّرْفِ، وَالْمعْنَى لَا تصانعوا بأموالكم الْحُكَّام لِيَقْتطِعوا لكم حَقًا لِغيركم، وَأَنْتُم تعلمُونَ أَنه لَا يحلّ لكم. قلت: وَهَذَا عِنْدِي أصحّ الْقَوْلَيْنِ لِأَن الْهَاء من قَوْله وتدلوا بهَا للأموال، وَهِي على قَول الزجّاج للحجة، وَلَا ذكر لَهَا فِي أول الْكَلَام، وَلَا فِي آخِره وَقَول الله جلّ وعزّ: {فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ} (الْأَعْرَاف: 22) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: أَي دلاهما فِي الْمعْصِيَة، بِأَن غَرَّهما، وَقَالَ غَيره: فدلاهما فأطمعهما وَمِنْه قَول أَبُو جُنْدُب الْهُذلِيّ: أَحُصُّ فَلَا أُجِيرُ وَمَن أُجِرْهُ فليسَ كَمَن يُدَلَّى بالغُرُورِ

أَحُصُّ أمنع، وَقيل: أَحُص أَقْطَعُ ذَلِك، وَقَوله: كمن يُدَلَّى أَي يُطْمَع قلت: وأصلُه الرجلُ العطشانُ يُدَلَّى فِي الْبِئْر لِيَرْوَى من مَائِهَا فَلَا يَجِد فِيهَا مَاء فَيكون مُدَلَّى فِيهَا بالغُرُور فَوُضِعتْ التَّدْليةُ موضعَ الإطْمَاعِ فِيمَا لَا يُجدِي نَفْعاً. وَفِيه قَول ثَالِث: {فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ} أَي جرَّأَهما إبليسُ على أكلِ الشجرةِ بغُرَرِهِ وَالْأَصْل فِيهِ دَلَّلَهما. والدَّالُّ والدَّالَّةُ الجُرْأَةُ، وَأما قَوْله: {الاَْعْلَى ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى} (النَّجْم: 8) . قَالَ الْفراء: ثمَّ دَنا جِبْرِيل من مُحَمَّد فَتَدلَّى كَأَن الْمَعْنى ثمَّ تدلى فَدَنَا، وَهَذَا جَائِز إِذا كَانَ الْمَعْنى فِي الْفِعْلَيْنِ وَاحِدًا. وَقَالَ الزّجاج: معنى دنا فَتَدَلَّى وَاحِد، لِأَن الْمَعْنى أَنه قَرُبَ فَتَدَلَّى أَي زادَ فِي القُرْب كَمَا تقولُ: قد دَنَا فلانٌ مِنِّي وقَرُب. وَفِي حَدِيث أمّ الْمُنْذر العَدَوية قَالَت: دخَل عليَّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَعَهُ عليّ بن أبي طالبِ ناقهٌ قَالَت: وَلنَا دَوالٍ مُعَلَّقة قَالَت: فقامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأَكل، وَقَامَ عليّ فأكلَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (مَهْلاً فَإنَّك نَاقِهٌ) فَجَلَسَ عليّ وَأكل مِنْهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ جَعَلْتُ لَهُم سِلْقاً وشَعِيراً فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (من هَذَا أَصِبْ فَإِنَّهُ أَوْفَقُ لَك) ، والدَّوَالي: بُسْرٌ يُعلَّق فَإِذا أَرطَبَ أُكِلَ. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: دَلَوْتُ الْإِبِل دَلْواً إِذا سُقْتَها سوْقاً رُوَيداً وَأنْشد غَيره: لَا تَعْجَلا بالسَّيْرِ وَادْلُوَاهَا لَبِئْسَما بُطْءٌ وَلَا نَرْعَاها وَنَحْو ذَلِك قَالَ الْفراء، وَقَالَ اللَّيْث: الدَّالِيَةُ شَيْء يُتَّخذ من خوص وخَشَب يُسْتَقى بِهِ بحبال تُشَد فِي رَأس جِذْعٍ طَوِيل، وَقَالَ: وَالْإِنْسَان يُدْلي شَيْئا فِي مَهْواةٍ ويتدلَّى هُوَ نَفسه، وأدْلى فلانٌ بِحقِّه وحُجَّتِه، إِذا هُوَ احْتَج بهَا وأحضرها، وأَدلَى بِمَال فلَان إِلَى الْحَاكِم: إِذا دَفعه إِلَيْهِ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: دَلِيَ إِذا سَاق، ودَلِيَ إِذا تَحَيَّر، وَقَالَ: تدلَّى إِذا قَرُب بعد عُلُوَ، وتدلَّى تواضع، ودَالَيْتُه أَي دَارَيْتُه. لدي: قَالَ اللَّيْث: لَدَى مَعْنَاهَا مَعْنى عِنْد يُقال: رأيتُه لَدَى بابِ الْأَمِير، وَجَاءَنِي أمرٌ من لَدَيك أَي مِن عِندك، وَقد يَحْسُن من لَدُنْك بِهَذَا الْمَعْنى، وَيُقَال فِي الإغْرَاء: لَدَيْكَ فلَانا كَقَوْلِك عَلَيْك فلَانا وَأنْشد: لَدَيْك لَدَيْك ضَاقَ بِها ذِراعاً ويروى إلَيْكَ إِلَيْكَ، على الإغْرَاء. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: أَلْدَى فلَان إِذا كَثُرَتْ لِدَاتُه وَقَوله جلّ وعزّ: {قَرِينُهُ هَاذَا مَا لَدَىَّ} (ق: 23) يَقُوله المَلك يَعْنِي مَا كُتِبَ من عَمَل العَبْد حاضرٌ عِنْدِي، وَقَالَ تَدَلَّى فلانٌ علينا من أَرض كَذَا وَكَذَا: أَي

أَتَانَا يُقَال: من أَيْنَ تَدَلَّيْتَ علينا؟ وَقَالَ أسامةُ الهُذَلي: تَدَلَّى عَلَيْه وهْوَ زُرْقُ حَمَامَةٍ لَهُ طِحْلِبٌ فِي مُنْتَهَى القَيْضِ هَامِدُ وَقَالَ لبيد يصف فرسا: فَتَدَلَّيْتُ عَلَيْها قَافِلاً وَعلى الأَرْض غَيَايَاتُ الطَّفَلْ أَرَادَ أنَّه تَدَلَّى مِن مِرْبائه وهُو عَلى فَرسِه رَاكِبٌ. إِلَى الحضيض وَهُوَ لَهَا أَمْتَن. أدل: ابْن الْأَعرَابِي: الأدْلُ وَجَعُ الْعُنق من تَعَادى الوِسادِ. ابْن السّكيت عَن الْفراء: هُوَ الإجْلِ والإدل لِوَجَع العُنُق، والإدْلُ اللَّبَنُ الخائِرُ الحامِضُ من ألبان الْإِبِل. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الإعرابي: هُوَ الإدْل والإجْل لِوَجَع الْعُنُق، يُقَال: بِي إِجْلٌ فَأَجِّلُوني هَكَذَا سمعتُه من الْمُنْذِرِيّ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: جَاءَنَا بإِدْلَةٍ مَا تُطاق حَمَضاً. دأل: أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: الدَّألانُ بالدَّال مَشْيُ الَّذِي كَأَنَّهُ يَبْغِي فِي مِشْيتِه من النشاط يُقَال: دَأَلتُ أَدْأَل. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ: الدَّألانُ عَدْوٌ مقاربٌ. قَالَ الْأَصْمَعِي: وَأما الذالان بِالذَّالِ فَهُوَ مِنَ المشْيِ الخفيفِ، وَبِه سمِّيَ الذِّئْبُ ذُؤالة. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: وقفُوا من أَمرهم فِي ذُوَلُولٍ أَي فِي شدَّة وَأمر عَظِيم. قلت: جَاءَ بِهِ غير مَهْمُوز، وَقَالَ أَبُو زيد فِي الْهَمْز: دَأَلْتُ للشَّيْء أَدْأَلُ دَأَلاً ودَأَلاناً وَهُوَ مِشيةٌ شبيهةٌ بالخَتْل، يُقَال: الذِّئبُ يَدأَلُ للغزال ليأكلَه، يَقُول لِيخْتِله. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: والمُدَاءَلَةُ بِوَزْن المَداعَلَة الخَتْلُ، وَقد دَأَلْتُ لَهُ ودَأَلْتُه، وَقد تكون فِي سرعَة الْمَشْي. ابْن السّكيت: هُوَ أَبُو الْأسود الدؤَلِي مَفْتُوحَة الْوَاو مَهْمُوز وَهُوَ مَنْسُوب إِلَى الدُّئِل من كِنَانةَ والدُّولُ فِي حَنِيفَةَ يُنْسَبُ إِلَيْهِم الدُّولِيُّ قَالَ والدِّيل: فِي عبْد الْقَيْس يُنْسَبُ إِلَيْهِم الدِّيلِيُّ، قَالَ: والدُّئِلُ: على وزن الوُعِل دُويبةٌ شبيهٌ بِابْن عِرْسٍ وَأنْشد الْأَصْمَعِي: جَاءُوا بجَيْشٍ لَو قيسَ مُعْرَسَه مَا كَانَ إِلَّا كَمُعْرِسِ الدُّئِل دوَل: أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: والدَّويلُ النَّبت العَامِيُّ اليَابِسُ، قَالَ الرَّاعِي فِي شعر لَهُ: شَهْرَيْ ربيعٍ لَا تذوق لَبُونُهم إِلَّا حُموضاً وَخْمةً ودَوِيلاً أَبُو زيد: الكَلأُ الدَّويلُ الَّذِي أتتْ عَلَيْهِ سنتَانِ فَهُوَ لَا خير فِيهِ.

ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الدالَةُ الشهرةُ وَيجمع الدَّالَ، يُقَال: تركناهم دَالةً أَي شهرةً، وَقد دَالَ يَدُول دَالةً ودَوْلاً إِذا صَار شهرةً. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {السَّبِيلِ كَى لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الاَْغْنِيَآءِ} (الْحَشْر: 7) . قَرَأَهَا النَّاس بِرَفْع الدَّال إِلَّا السّلمِيّ فِيمَا أعلم فَإِنَّهُ قَرَأَ دَوْلة بِنصب. قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا للدَّولة بِموضع، إِنَّمَا الدَّوْلة للجيشين يهْزم هَذَا هَذَا ثمَّ يُهْزَم الهَازِمُ. فَتقول: قد رَجَعَتْ الدَّوْلَة على هَؤُلَاءِ كَأَنَّهَا الْمرة، قَالَ: والدُّولَةُ بِرَفْع الدَّال فِي المِلْكِ والسُّنَن الَّتِي تُغَيَّر وتُبَدَّل عَن الدَّهْر، فَتلك الدُّولَة والدُّوَل. وَقَالَ الزّجاج: الدُّولَة اسْم الشَّيْء الَّذِي يُتَدَاول؛ والدَّوْلَةُ الفِعل والانتقال من حَال، فَمن قَرَأَ {السَّبِيلِ كَى لاَ يَكُونَ} (الْحَشْر: 7) فعلى أَن يكون على مَذْهَب المَال كَأَنَّهُ كي لَا يكون الفَيْءُ دُولةً أَي مُتداولاً. وَقَالَ ابْن السِّكيت: أَخْبرنِي ابْن سَلام عَن يُونُس فِي قَول الله جلّ وعزّ: {السَّبِيلِ كَى لاَ يَكُونَ} فَقَالَ: قَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء: الدُّولة فِي المَال والدَّوْلة فِي الحَرْب. قَالَ: وَقَالَ عِيسَى بن عمر: كلتاهما فِي الْحَرْب سَوَاء، وَقَالَ: واللَّهِ مَا أَدْرِي مَا بَينهمَا. وَقَالَ اللَّيْث: الدُّولَةُ والدَّوْلة لُغتان، وَمِنْه الإدالة قَالَ: وَقَالَ الْحجَّاج: إِن الأرضَ ستُدال منا كَمَا أدلنا مِنْهَا. قلت: مَعْنَاهُ أَنَّهَا ستأكُلَنا كَمَا نَأْكُلها. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: حَجازَيْكَ ودَوَالَيْكَ وهَذَاذَيْكَ. قَالَ: وَهَذِه حُرُوف خِلْقَتُها على هَذَا لَا تُغَيَّر قَالَ: وحَجازيك أَمَرَه أَن يَحْجُزَ بَينهم؛ ويَحْتملُ أَن يكون مَعْنَاهُ: كُفَّ نَفْسَك، وأمَّا هَذَاذَيْك، فَإِنَّهُ يَأْمُرهُ أَن يقطع أَمْرَ الْقَوْم، ودواليك من تَداولوا الْأَمر بَينهم، يَأْخُذ هَذَا دَوْلة وَهَذَا دَوْلَة وَأنْشد ابْن بُزُرْجَ: دَوَالَيْك حَتَّى مَا لِذا الثَّوبِ لابسُ وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: إِذا شُقَّ بُرْدٌ شُقَّ بالبُرْدِ مِثْلُه دَوَالَيْك حَتَّى مَا لذَا الثَّوْب لابسُ قَالَ: هَذَا رجلٌ شقَّ ثِيَابَ امرأةٍ حَتَّى يَنْظُرَ جَسَدها فَشَقتْ هِيَ أَيْضا عَلَيْهِ ثَوْبه. وَقَالَ ابْن بُزُرْج: رُبمَا أدخلُوا الْألف وَاللَّام على دَوَالَيْك فجُعِلَ كالاسم مَعَ الْكَاف وَأنْشد فِي ذَلِك: وصاحبٍ صاحَبْتُه ذِي مَأْفَكَهْ يَمْشي الدَّوَالَيك ويعدو البُنَّكَهْ قَالَ: والدَّواليك أنْ يَتَحَفَّزَ فِي مِشْيته إِذا حَاكَ والبُنَّكَةُ يَعْنِي ثِقْلَه إِذا عَدا. أَبُو عبيد عَن الْفراء: جَاءَ بالدُّوَلَة والتُّوَلَة، وهما من الدَّوَاهِي، وَيُقَال: تَدَاوَلْنا الأمرَ

والعَمل بَيْننَا بِمَعْنى تَعاوَرْناه فَعمل هَذَا مرّة وَهَذَا مرّة. ولد: قَالَ اللَّيْث: الوَليدُ الصَّبيُّ والوليدةُ الأَمَةُ. قَالَ: وأمَّا التَّلِيدَة من الْجَوَارِي فَهِيَ الَّتِي تُولَدُ فِي مِلْك قومٍ وَعِنْدهم أبواها. وَقَالَ ابْن شُمَيل: المولَّدة الَّتِي وُلِدت بأرضٍ وَلَيْسَ بهَا إِلَّا أَبَواها أَو أُمها، والتَّلِيدةُ الَّتِي أَبوهَا وأهلُ بَيتهَا وَجَمِيع من هُوَ بسبيل مِنْهَا بِأَرْض، وَهِي بِأَرْض أُخْرَى. قَالَ: والقِنُّ من العبيد التَّليد الَّذِي وُلد عنْدك وَقد مرّ مَا قيل فِي المولَّدة والتَّلِيدَة فِي بَاب تَلَد، وَقَول ابْن السّكيت فِي قَول مُزَرِّدٍ الثَّعْلَبي: تَبَرَّأْتُ من شَتْمِ الرجالِ بِتَوْبةٍ إِلَى الله مِني لَا يُنادَى وَليدُها وَقَالَ: هَذَا مثلٌ ضربَهُ: مَعْنَاهُ إِنِّي لَا أُراجَعُ وَلَا أُكَلَّم فِيهَا كَمَا لَا يُكلَّم الوليدُ فِي الشَّيْء الَّذِي يُضربُ لَهُ فِيهِ المَثَل. وَقَالَ الْأَصْمَعِي وَأَبُو عبيد فِي قَوْلهم: هُوَ أمرٌ لَا ينادَى وليدُه، قَالَ أَحدهمَا: هُوَ أَمر جليل شَدِيد لَا يُنادى فِيهِ الوليدُ، وَلَكِن تُنادَى فِيهِ الجِلَّةُ. وَقَالَ آخر: أصلُه فِي الْغَارة: أَنْ تَذْهَل الأمُ عَن ابْنهَا أَن تنادِيَه وتضُمَّه وَلكنهَا تهرُب عَنهُ. قَالَ ابْن السّكيت: وَيُقَال: جَاءُوا بِطَعَام لَا ينادَى وَليدهُ، وَفِي الأَرْض عُشْب لَا يُنَادى وَليده: أَي إِذا كَانَ الْوَلِيد فِي مَاشِيَة لم يَضِرْهُ أَيْن صَرَفها لِأَنَّهَا فِي عُشْب، فَلَا يُقَال لَهُ: اصْرفها إِلَى مَوضِع كَذَا لِأَن الأرضَ كلَّها مُخْصِبة، وَإِن كَانَ طعامٌ أَو لَبَن فَمَعْنَاه، أَنه لَا يُبالي كَيفَ أَفْسَد فِيهِ؟ وَلَا مَتَى أكل؟ وَلَا مَتى شربَ؟ وَفِي أيّ نواحيه أَهْوَى؟ وَقَالَ اللَّيْث: الوَلَد اسْم يجمع الواحِد وَالْكثير وَالذكر والأُنثى. قَالَ: وَوَلَدُ الرجل ووُلْدُهُ فِي معنى، وَوَلَدُه ورَهْطُه فِي مَعْنى، وَيُقَال فِي تَفْسِير قَوْله: {يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ} (نوح: 21) مالُه وولدُه أَي رَهْطُه، وَيُقَال: وُلْدُه، قَالَ: والوِلْدَةُ جمعُ الْأَوْلَاد قَالَ رؤبة: شَمْطاً يُرَبِّي وِلْدَةً زَعابِلاَ وَقَالَ الْفراء: قَرَأَ إِبْرَاهِيم: (مالُه ووُلْدُه) وَهُوَ اخْتِيَار أبي عَمْرو وَكَذَلِكَ قَرَأَ ابْن كثير وَحَمْزَة، وروى خَارِجَة عَن نَافِع: (وَوُلْدُه) أَيْضا وَقَرَأَ الْبَاقُونَ (ووَلَدَه) . وَقَرَأَ ابْن أبي إِسْحَاق: (مَاله ووِلده) ، قَالَ: وهما لُغَتَانِ: وِلده، ووُلده. قَالَ الزّجاج: الوَلَد والوُلْدُ وَاحِد مثل العَرَب والعُرْب والعَجم والعُجْم وَنَحْو ذَلِك. قَالَ الْفراء وَأنْشد: وَلَقَد رأَيتُ معاشِرا قد ثَمَّروا مَالا وَوُلْداً قَالَ: وَمن أَمْثَال الْعَرَب: وُلْدُكِ مَن دَمَّىّ

عَقِبَيْكِ وَأنْشد: فَليتَ فُلاناً كَانَ فِي بَطْن أُمِّه ولَيْتَ فلَانا كانَ وُلْدَ حِمارِ فَهَذَا وَاحِد، قَالَ: وَقيس يَجْعل الوُلْد جمعا والوَلد وَاحِدًا. الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت: قَالَ يُقَال فِي الوَلَدِ: الوِلْدُ والوُلْدُ قَالَ وَيكون الوُلْدُ وَاحِدًا وجمعاً. اللَّيْث: شاةٌ وَالِدٌ وَهِي الحَامِل، والجميع: وُلْدٌ وَإِنَّهَا لَبَيِّنَة الوِلادِ، وَأما الوِلادةُ فَهُوَ وَضْعُ الوالدة ولدَها، وَجَارِيَة مُولّدة تُولدُ بَين الْعَرَب، وتَنْشأُ مَعَ أَوْلَادهم ويَغْذونها غِذاءَ الوَلَد ويُعَلِّمونها من الْأَدَب مثل مَا يعلّمون أَوْلَادهم، وَكَذَلِكَ المولَّدُ مِن العَبيدِ، وَإِنَّمَا سُمِّي المولَّدُ من الْكَلَام مُولَّداً إِذا استحدثوه، وَلم يكن من كَلَامهم فِيمَا مَضى. ابْن السّكيت: شاةٌ والِدٌ أَي حَامِل وَيُقَال لأم الرجل هَذِه: والدةٌ. وَقَالَ أَبُو زيد قَالُوا: الوَلِيدُ الصَّبِيُّ حِين يُولد. قَالَ بَعضهم: نَدْعُو الصبية أَيْضا وليداً. وَقَالَ بَعضهم: بل هُوَ الذّكر دون الْأُنْثَى. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يُقَال: غُلامٌ مَوْلُود، وَجَارِيَة مَولودة أَي حِين وَلَدَتْه أُمُّه، والولِيدُ الغُلام حِين يُسْتَوصَفُ قبل أَن يَحْتَلم، وجاريةٌ وَليدةٌ، وَيُقَال للأمَة: وليدةٌ وَإِن كَانَت مُسِنَّة، قَالَ: وَجَاء بِبَيِّنَةٍ مُوَلَّدَةٍ، وَلَيْسَت بمَحَقَّقة، وجاءنا بِكِتَاب مُوَلَّدٍ أَي مُفْتَعَل. وَحكى أَبُو عُمَر عَن ثَعْلَب قَالَ: وَمِمَّا حرَّفَته النصارَى أَنَّ فِي الْإِنْجِيل يَقُول الله مُخَاطبا لعيسى: أَنْت نبِيِّي وَأَنا وَلَّدْتُك أَي رَبَّيْتُكَ، فَقَالَت النَّصَارَى: أَنْتَ بُنَيِّي وَأَنا وَلَدْتُك وَأنْشد: إِذا مَا وَلَّدوا شَاة تنادوْا أَجَدْيٌ تحتَ شاتِك أَمْ غُلامُ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: قَوْله: ولَّدوا شَاة رماهم بِأَنَّهُم يَأْتون الْبَهَائِم. قلت: وَالْعرب تَقول: نَتَجَ فلانٌ ناقَتَه إِذا وَلَدتْ وَلَدهَا وَهُوَ يَلِي ذَلِك مِنْهَا فَهِيَ مَنْتُوجَةٌ، والناتجُ لِلْإِبِلِ بِمَنْزِلَة القَابِلَة للْمَرْأَة إِذا وَلَدَتْ، يُقَال فِي الشَّاة: ولَّدناها أَي وَلِينا وِلادَتها. أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: إِذا وَلَدَت الغنمُ بعضُها بعد بعض قيل: قد وَلَّدْتُها الرُّجْيَلاء مَمْدُود ووَلَّدْتها طَبقاً وطَبَقَةً، ومَوْلِدُ الرجل وقْتُ وِلادِه، ومولِدُه الموضعُ الَّذِي وُلد فِيهِ، وَوَلَدَتْه الأمُ تَلِد مولِداً كل ذَلِك بِكَسْر اللَّام يَعْنِي المولد. لود: قَالَ اللَّيْث: الأَلْوَدُ الَّذِي لَا يكَاد يَميل إِلَى عَدْل وَلَا ينقاد لأمرٍ، وفِعْلُه لَوِدَ يَلْوَدُ لَوَداً، وَقوم أَلْوَاد، وَهَذِه كلمة نادرة، وَقَالَ رؤبة: أُمْسِكتُ أَجْراسَ القرومِ الأَلْودِ

باب الدال والنون

وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الأَلْوَد الشَّديدُ الَّذِي لَا يُعطى طَاعَة وَجمعه أَلْوَاد وَأنْشد: أَغْلَبَ غَلاَّباً أَلَدَّ أَلْوَدا انْتهى وَالله أعلم. (بَاب الدَّال وَالنُّون) د ن (وايء) دين، دنأ، دنا، دنؤ، وَدَن، نود، نأد، ندا، ندأ، دون: (مستعملة) . دون: شمر قَالَ ابْن الأعرابيّ: يُقَال: أدنُ دونَك أَي اقتربْ، قَالَ لَبِيد: مِثْلُ الَّذِي بالغِيلِ يَغْزُو مُخْمَدَا يَزْداد قُرباً دونَه أنْ يُوعَدا مُخْمَدٌ: ساكنٌ قد وطّن نَفسه على الْأَمر، يَقُول: لَا يَرُده الوَعِيدُ فَهُوَ يَتَقَدَّمُ أمامَهُ يَغْشَى الزَّجْرَ، وَقَالَ زُهَير بن خَبَّابٍ: وإنْ عِفْتَ هَذَا فادنُ دونَك إنّني قليلُ الغِرار والشَّرِيجُ شِعارِي الغِرارُ النَّوم، والشّريجُ القَوْس وَأنْشد: تُرِيك القَذَى مِن دونهَا وَهِي دُونَه إِذا ذاقَها مَن ذاقها يَتَمَطَّقُ وفَسَّره فَقَالَ: تُريك هَذِه الخَمْرُ من دونِها أَي من ورائِها، وَالْخمر دُون القَذَى إِلَيْك، وَلَيْسَ ثَمَّ قذًى، وَهَذَا تَشْبِيه يَقُول: لَو كَانَ أسفلَها قَذًى لرأَيتَه. وَقَالَ بعض النَّحْوِيين: لِدُونَ تسعةُ معانٍ: تكون بِمعنى قبْلُ، وَبِمَعْنى أمامَ، وَبِمَعْنى وَرَاءَ، وَبِمَعْنى تحتَ، وَبِمَعْنى فوقَ، وَبِمَعْنى السَّاقِط من النَّاس وغيرِهم، وَبِمَعْنى الشريفِ، وَتَكون بِمَعْنى الْأَمر، وَبِمَعْنى الوَعيد، وَبِمَعْنى الإغراء. فَأَما دون بِمَعْنى قبل، فكقولك: دُونَ النَّهرِ قِتَالٌ، ودُون قَتْلِ الْأسد أَهْوَالٌ: أَي قبل أَن تصل إِلَى ذَلِك، وَدون بِمَعْنى وَرَاء كَقَوْلِك: هَذَا أَمِير على مَا دون جَيْحُونَ أَي على مَا وراءَه، والوعيدُ كَقَوْلِك: دُونَك صِراعي ودونك فَتَمْرَسْ بِي، وَفِي الْأَمر: دُونك الدِّرهَم أَي خُذْهُ، وَفِي الإغراء: دُونك زيدا أَي الْزَمْ زيدا فِي حفظه، وَدون بِمَعْنى تَحت كَقَوْلِك دون قَدَمِكَ خَدُّ عَدُوِّكَ أَي تَحت قدمك، وَدون بِمَعْنى فَوق كَقَوْلِك: إنَّ فلَانا لَشَرِيفٌ فيجيبُ آخرُ فيقولُ: ودونَ ذَلِك أَي فَوق ذَلِك. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال زيد دُونك، أَي هُوَ أحسن مِنْك فِي الحسَب، وَكَذَلِكَ الدون يكون صفة وَيكون نعتاً على هَذَا الْمَعْنى وَلَا يُشْتَقُّ مِنْهُ فعل، وَيُقَال هَذَا دون ذَلِك فِي التَّقْرِيب والتحقير، فالتحقيرُ مِنْهُ مَرْفُوع، والتقريب مَنْصُوب لِأَنَّهُ صفته، وَيُقَال: دونُك زَيدٌ فِي الْمنزلَة والقرب والبعد. سَلمَة عَن الْفراء: دُونَ يكون بِمَعْنى على، وَتَكون بِمَعْنى بعد، وَتَكون بِمَعْنى عِنْد، وَتَكون إغراء، وَيكون بِمَعْنى أقَلَّ من ذَا

وأنقص من ذَا، ودُونَ يكون خسيساً. وَقَالَ فِي قَوْله: {وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذالِكَ} (الْأَنْبِيَاء: 82) . ودونَ ذَلِك الغَوْصِ يُرِيد سوى الغَوْصِ، من البِنَاء، وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم فِي قَوْله: يَزِيدُ يَغُضُّ الطَّرْفَ دُوني أَي يُنَكِّسُه فِيما بيني وبينَه من الْمَكَان. يُقال: ادْنُ دُونك أَي اقْتَرِب، مني فِيمَا بيني وَبَيْنك، والطَّرْف تَحْرِيك جفون الْعَينَيْنِ بِالنّظرِ، يُقَال: أَسْرَعُ من الطَّرْف واللَّمْح. أَبُو حَاتِم عَن الأصمعيّ يُقَال: يَكْفِينِي دُونُ هَذَا لِأَنَّهُ اسْم. وَيُقَال: هَذَا رجل من دونٍ، وَلَا يُقَال: رجلٌ دُونٌ لم يتكلَّموا بِهِ وَلم يَقُولُوا فِيهِ: مَا أَدْوَنَه وَلم يُصَرَّفْ فِعْلُه كَمَا يُقَال: رجلٌ نَذْلٌ بَيِّن النَّذَالةِ. وَفِي الْقُرْآن: {وَمِنْهُمْ دُونَ ذاَلِكَ} (الْأَعْرَاف: 168) بِالنّصب، والموضع مَوْضعُ رفع، وَذَلِكَ أَن الْعَادة فِي دون أَن يكون ظرفا، ولذلِك نصبوه. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: التَّدَوُّنُ الغِنَى التامُ. دين: أَبُو عبيد: الدِّين الْحساب وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} (الْفَاتِحَة: 4) وَقَالَ غَيره: مالكِ يَوْم الْجَزَاء، وَمِنْه قَوْلهم: كَمَا تَدِينُ تُدان، الْمَعْنى كَمَا تعْمل تُعْطَى وتُجَازَى، وَقَالَ الشَّاعِر: وَاعْلَمْ يَقيناً أَنَّ مُلْكَكَ زائِلٌ واعْلم بأَنَّ كَمَا تدينُ تُدان أَي تُجْزَى بِمَا تفعل، والدِّين أَيْضا الْعَادة، تَقول الْعَرَب: مَا زَال ذَلِك دِيني ودَيْدَنِي أَي عادتي. وَفِي الحَدِيث: (الْكَيِّسُ من دَانَ نَفْسَه وعَمِلَ لما بعد الْمَوْت، والأحمقُ من أَتْبَعَ نَفْسَه هَواها وتمنّى على الله) . قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: دَانَ نَفْسَه أَي أَذَلَّها واستعبدها، يُقَال: دِنْتُ الْقَوْم أَدِينُهم إِذا فعلت ذَلِك بهم. قَالَ الْأَعْشَى يمدح رجلا: هُوَ دانَ الرَّباب إذْ كَرِهُوا الدَّيْ نَ دِرَاكاً بِغَزْوَةٍ وصِيالِ ثُمَّ دَانتْ بَعْدُ الربابُ وكانتْ كعذابٍ عُقوبةُ الأقوالِ فَقَالَ: هُوَ دَانَ الربابَ يَعْنِي أذَلَّها، ثمَّ قَالَ: دَانَتْ بعدُ الربابُ أَي ذَلَّتْ لَهُ وأطاعَتْه، والدِّين لِلَّهِ من هَذَا إِنَّمَا هُوَ طاعتُه والتَّعَبُّدُ لَهُ. وَقد قيل فِي قَوْله: الكَيِّسُ من دَان نَفْسَه أَي حاسَبها. وَقَول الله جلّ وعزّ: {الدِّينُ الْقَيِّمُ} (التَّوْبَة: 36) أَي ذَلِك الْحساب الصَّحِيح والعَددُ الْمُسْتَوِي، وَقَوله جلّ وعزّ: {تُبْصِرُونَ فَلَوْلاَ إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ} {مَدِينِينَ} (الْوَاقِعَة:

86 -، 87) . قَالَ الْفراء: غير مدينين غير مَمْلوكِين. قَالَ: وسمِعْتُ غَيرَ مَجْزِيِّينَ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: مَعْنَاهُ: هَلاَّ تَرْجِعُونَ الرُّوحَ إِن كُنْتُم غيرَ مَمْلُوكين مُدَبَّرِين، وَقَوله: {إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (الْوَاقِعَة: 87) أنَّ لكم فِي الْحَيَاة وَالْمَوْت قُدرة وَهَذَا كَقَوْلِه: {قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (آل عمرَان: 168) . وَقَالَ اللَّيْث: المَدِينَةُ الأَمَةُ الْمَمْلُوكَة والعَبْد مَدين. وَقَالَ الأخطل: رَبَتْ ورَبَا فِي كَرْمِها ابْنُ مَدينةٍ يَظَلُّ عَلَى مِسْحَاتِهِ يَتَرَكَّلُ وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ فِي بَيت الأخطل: هَذَا ابنَ مَدِينة عَالم بهَا كَقَوْلِهِم: هُوَ ابنُ بَجْدَتِها. وَقَالَ أَبُو عبيد: دِنتُ الرجل أَقْرَضْتُهُ، وَمِنْه قَالُوا: رجلٌ مَدِين ومَدْيون، قَالَ: ودِنْتُه استقرضتُ مِنْهُ وَأنْشد فَقَالَ: نَدِينُ ويَقْضِي اللَّهُ (عَنَّا) وقدْ نَرَى مَصارِعَ قومٍ لَا يَدِينون ضُيَّعا قَالَ: أنشدنَاه الْأَحْمَر، قَالَ: وأَدَنْتُ الرجلَ إِذا أَقْرضتَه، وَقد ادَّانَ إِذا صَار عَلَيْهِ دَيْن. وَقَالَ شِمر: ادَّان الرجلُ إِذا كَثُر عَلَيْهِ الدَّيْن وَأنْشد: أَنَدَّانُ أَمْ نَعْتَانُ أم يَنْبَرِي لنا فَتًى مثلُ نَصْلِ السَّيْف هُزَّتْ مَضَارِبهُ قَالَ: نَعْتَانُ نَأْخُذ العِينَة. قَالَ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: دِنْتُ وَأَنا أدين إِذا أخذت دَيْناً وَأنْشد: أَدِينُ وَمَا دَيْني عَلَيْكُم بِمَغْرَم وَلَكِن على الشُّمِّ الجِلادِ القَراوِحِ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: القِرْوَاحُ من النخيل الَّتِي لَا تُبالي الزَّمَانَ، وَكَذَلِكَ من الْإِبِل، قَالَ: وَهِي الَّتِي لَا كَرَب لَهَا من النخيل. وَقَالَ شَمِر: قَالَ غَيره: المُدَّانُ الَّذِي لَا يزَال عَلَيْهِ دَيْن، قَالَ: والمِدْيَانُ إِذا شِئْت جعلتَه الَّذِي يُقْرِضُ كثيرا، وَإِذا شئتَ جَعَلتَه الَّذِي يَسْتقرِض كثيرا، قَالَ: والدائنُ الَّذِي يَستدين، والدائن الَّذِي يُجْرِي الدَّينَ. قَالَ شمر: وَقَالَ أَبُو زيد: جِئْت لأطلب الدِّيَنَة قَالَ: هُوَ اسْم الدَّين وَمَا أَكثر دِينَته أَي دَيْنَه، وَقَالَ: دِنْتُ الرجلَ حَمَلْتُه على مَا يكره وَأنْشد: يَا دِينَ قَلبك من سَلْمى وَقد دِينَا قَالَ: يَا دِين قَلْبك يَا عادةَ قَلْبك وَقد دِينَ أَي حُمِل على مَا يَكْره.

ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: دَانَ الرجلُ إِذا عَزَّ، ودان إِذا ذَلَّ، ودَانَ إِذا أطاعَ، ودَانَ إِذا عَصَى، ودَانَ إِذا اعتادَ خَيْراً أَو شرّاً، ودَانَ إِذا أصابَه الدِّينُ، وَهُوَ دَاء، قَالَ: وَمِنْه قَوْله: يَا دِينَ قَلْبِك من سَلْمى قَالَ: قَالَ الْمفضل: مَعْنَاهُ يَا داءَ قَلْبك الْقَدِيم. وَقَالَ قَتَادَة فِي قَوْله جلَّ وعزّ: {مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِى دِينِ الْمَلِكِ} (يُوسُف: 76) قَالَ فِي قَضَاء الْملك. أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: دِنْتُه مَلَكْتُه. قَالَ الحطيئة: لَقَدْ دُيِّنْتِ أَمْرَ بَنِيك حَتَّى تَرَكتِهم أدقَّ من الطَّحِينِ يَعْنِي مُلِّكْتِ ويُرْوَى شُوِّسْتِ يُخَاطب أُمَّه. قَالَ شمر فِي قَوْلهم: يَدَّيَنُ الرجل أَمْره من هَذَا أَي يَمْلك. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: أَدْنتُ الرجلَ بِعْتَه بِدَيْن وَأنْشد فَقَالَ: أَدانَ وأَنْبأَهُ الأوَّلونْ بأنَّ المُدانَ مَلِيءٌ وَفى وَقَالَ شَمِر: رجل مَدِينٌ ومُدانٌ وَمَدْيونٌ ودائنٌ كُله الَّذِي عَلَيْهِ الدّين، وَكَذَلِكَ المُدان، فَأَما المُدِينُ فَالَّذِي يَبِيعُ بِدَيْن. وَقَالَ الشَّيْبَانِيّ: أَدان الرجلُ أَي صَار لَهُ ديْن على النَّاس. وَقَالَ ابْن المظفر: أَدَانَ الرجلُ فَهُوَ مُدِين أَي مُستَدِين. قلت: وَهَذَا خطأ عِنْدِي وَقد حَكَاهُ شمر لبَعْضهِم وَأَظنهُ أَخذه عِنْده، وأَدَانَ مَعْنَاهُ أَنه باعَ يَديْن أَو صَار لَهُ على النَّاس ديْن. وَقَالَ اللَّيْث: الدِّينُ مِن الأمطار مَا تعاهد موضعا لَا يزَال يُرِبُّ بِهِ ويُصِيبُه وَأنْشد: مَعْهُودٌ ودينُ قلت: هَذَا خطأ وَالْبَيْت للطرماح: عَقَائِل رَمْلَةٍ نَازَعْنَ مِنها دُفوف أَقَاحِ مَعْهُودٍ وَدِينِ أَرَادَ دُفوفَ رَمْل أَوْ كُثُبَ أقاحٍ مَعْهود أَي مَمْطور أَصَابَهُ عهد من الْمَطَر بعد مطر تقدَّمه وَقَوله: ودِينٌ أَي مَوْدون مَبْلُول من وَدَنْتُه أَدنُه وَدْناً إِذا بَلَلتَه وَالْوَاو فَاء الْفِعْل، وَهِي أَصْلِية وليستْ بواو الْعَطف، وَلَا يُعْرف الدِّين فِي بَاب الأمطار وَهَذَا تَصْحِيف قَبِيح من اللَّيْث أَو مِمَّن زَاده فِي كِتَابه، وَيُقَال: دايَنْتُ الرجلَ إِذا أقرضتَه وَمِنْه قَول رؤبة: داينْتُ أَرْوَى والدُّيون تُقْضَى والدَّيانُ من أَسمَاء الله جلّ وعزّ، مَعْنَاهُ الحَكَمْ القَاضِي. وَسُئِلَ بعضُ السَّلف عَن عَليّ بن أبي طَالب فَقَالَ: كَانَ ديَّان هَذِه الْأمة بعد نَبِيِّها، أَي كَانَ قاضِيهَا وحَاكمهَا، والدَّيان

القهَّار وَمِنْه قَوْله: لاَه ابْن عَمِّك لَا أُفْضَلْتَ فِي حَسَبِ يَوْمًا وَلَا أَنْت ديَّاني فَتَخْزوني أَي لستَ بِقاهرٍ فتسوسَ أَمْرِي، وتَدَيَّن الرجل إِذا اسْتَدَانَ وَأنْشد: يُعَيِّرني بالدَّين قومِي وَإِنَّمَا تَدَيَّنْتُ فِي أشياءَ تُكْسِبُهم حَمْداً وَقَالَ اللحياني: دَيَّنْتُ الرجلَ فِي الْقَضَاء وَفِيمَا بَينه وَبَين الله أَي صَدَّقْتُه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: دَيَّنْتُ الْحَالِف: أَي نَوَّيتُه فِيمَا حلف وَهُوَ التديين. وَيُقَال: رأيتُ بفلانٍ دَينَةً إِذا رأى بِهِ سَبَبَ الموتِ. وَدَن: سَمِعت الْعَرَب تَقول: وَدَنْتُ الجِلد إِذا دفَنْته تحتَ الثَّرى لَيْلَيْن فَهُوَ مَوْدون، وكل شيءَ بَلَلْته فقد وَدنْتَه. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: ودنْتُ الثوبَ أَدِنُه وَدْناً إِذا بَلَلْتَه وَأنْشد للكميت: كَمُتَّدِن الصَّفا كَيْما يَلينا ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أخذُوا فِي وِدان العَروسِ إِذا عَلَّلُوها بالسَّويق والتُّرَفِ، لِتَسْمنَ. وَقَالَ اللَّيْث: الوَدْنُ حُسن الْقيام على العَرُوس. يُقَال: وَدنُوه وأَخَذُوا فِي وِدانه وَأنْشد فَقَالَ: بِئسَ الوِدانُ لِلفَتَى العَروسِ ضَرْبُكَ بالمِنقارِ والفُؤُوس وَفِي حَدِيث ذِي الثُّدَية: إنهُ لَمُودَنُ اليَدِ. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْكسَائي وَغَيره: المودَنُ اليَد. القَصيرُ اليَد يُقَال: أَوْدنتُ الشيءَ قَصَّرتُه. قَالَ أَبُو عبيد: وَفِيه لُغَة أُخْرَى ودَنْتُه فَهُوَ مَوْدون. وَقَالَ حسَّان: وأُمُّك سَوْداء مَوْدونَةٌ كَأَن أَنامِلَها الحُنظُبُ وَقَالَ آخر فِي بَيت لَهُ: لقد طُلِقَتْ لَيْلَة كلَّها فَجَاءَتْ بِهِ مُودَناً خَنْفَقِيقا أَي لئيماً. وَقَالَ اللَّيْث: المُودَنُ من النَّاس القَصيرُ العُنق الضيّقُ المنْكِبَيْنِ مَعَ قِصر الألواح وَالْيَدَيْنِ، قَالَ: وودَنْتُ الشَّيءَ أَي دَقَقْتُه فَهُوَ مَوْدُون أَي مَدْقُوق. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَن رجلا من الْأَعْرَاب دخل أبياتَ قومٍ فَأَخَذُوهُ وَودَنوهُ بالعصَا، كأَن مَعْنَاهُ: دَقُّوه بالعَصَا. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: التَّوَدُّنُ لِينُ الْجلد إِذا دُبغ، قَالَ: والوَدْنَةُ: العَرْكَةُ بِكلام أَو ضَرْبٍ. وَقَالَ اللَّيْث: المودُونَةَ دُخَّلَةٌ مِن

الدَّخَاخِيل قصيرةُ العُنُق دَخْناء وَرْقَاء. دنا دنأ و (دَنُؤ) : مهموزاً وَغير مَهْمُوز. أَبُو عُبيد عَن أبي عَمْرو: رجل أَحْنَأُ وأَدْنَأُ وأَقْعَسُ بِمَعْنى وَاحِد. الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت يُقَال: دَنَوْتُ مِن فلَان أدْنو دُنُوّاً، وَيُقَال: مَا كنتَ يَا فلانُ دَنِيّاً وَلَقَد دَنُؤْتَ تَدْنُؤُ دَنَاءَةً مصدره مَهْمُوز، ويُقَالُ: مَا تَزْدَادُ مِنا إِلَّا قُرْباً ودَنَاءة، فُرِقَ بَين مَصْدر دَنَا وَبَين مصدر دَنُؤ فجُعل مصدر دَنأَ دَنَاوَةً، ومصدر دَنُؤ دَنَاءةً كَمَا ترى. قَالَ ابْن السّكيت: وَيُقَال: لقد دَنَأْتَ تَدْنأَ، مَهْمُوز. أَي سَفَلْت فِي فِعْلِك ومَجُنْتُ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِى هُوَ أَدْنَى بِالَّذِى هُوَ خَيْرٌ} (الْبَقَرَة: 61) . قَالَ الْفراء: هُوَ من الدنَاءَة، وَالْعرب تَقول: إِنَّه لَدَنِيٌّ يُدنِّي فِي الْأُمُور غير مَهْمُوز يَتَّبِعُ خَسِيسَها وأصاغِرَها، قَالَ: وَكَانَ زُهَيْر الفُرْقبيّ يهمز (أتستبدلون الَّذِي هُوَ أَدْنأ بِالَّذِي هُوَ خير) . قَالَ الْفراء: وَلم نَرَ الْعَرَب تهمز أدنأ إِذا كَانَ مِن الخسَّة، وهم فِي ذَلِك يَقُولُونَ: إنَّهُ لدانِىءٌ خبيثٌ فهمزوه. وأنشدني بعضُ بني كلاب: باسلة الوَقْعِ سَرَابِيلُها بيضٌ إِلَى دانِئها الطَّاهر وَقَالَ فِي كتاب المصادر: دنُؤَ الرجلُ يَدْنُؤ دنُوءاً ودناءَة إِذا كَانَ ماجِناً. وَقَالَ الزجَّاج فِي معنى قَوْله: {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِى هُوَ أَدْنَى} غير مَهْمُوز أَي أقْرب، وَمعنى أَقْرَبُ أقلُّ قيمَة، كَمَا يُقَال: ثوبٌ مُقارِبٌ، فأمَّا الخسيسُ فاللغةُ فِيهِ: دنُؤَ دناءَةً وَهُوَ دَنِيءٌ بِالْهَمْز وَهُوَ أَدنَأُ مِنْهُ. قلت: أهل اللُّغَة لَا يهمزون دنُوَ فِي بَاب الخِسَّة وَإِنَّمَا يهمزونه فِي بَاب المجُون والخُبْث. قَالَ أَبُو زيد فِي النَّوَادِر: رجل دنيء من قوم أدنِياء، وَقد دنُؤَ دناءة، وَهُوَ الْخَبيث الْبَطن والفرج، وَرجل دنِيٌّ من قوم أدنياء وَقد دَنِيَ يَدْنَى ودنُوَ يدْنُوُ دنُوّاً، وَهُوَ الضَّعِيف الخسيس الَّذِي لَا غَناء عِنْده، المُقَصِّر فِي كل مَا أخذَ فِيهِ، وَأنْشد فَقَالَ: فَلاَ وَأَبِيكَ مَا خُلُقِي بِوَعْرٍ وَلَا أَنا بالدَّنِيِّ وَلَا المُدَنيِّ وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: المُدَنِّي: المقَصِّرُ عَمَّا يَنْبَغِي أَن يَفْعَلَه، وَأنْشد: يَا مَنْ لِقومٍ رأْيُهُم خَلْفٌ مُدَنّ أَرَادَ مُدَنِّي فَقَيَّد القافية. إِن يَسْمعوا عَوْراءَ أصغَوا فِي أَذَنْ وَقَالَ أَبُو زيد فِي كتاب الْهَمْز: دنَأَ الرجل يَدْنأُ دنَاءَةً ودنُؤ يَدْنُؤ إِذا كَانَ دنِيئاً لَا خَيْرَ فِيهِ. وَقَالَ أَبُو الْحسن اللحياني: رجل دنِيءٌ،

ودَانِيءٌ هُوَ الْخَبيث الْبَطن والفرج الماجن من قَومٍ أدنياء اللَّام مَهْمُوزَة، وَقد دَنَأَ يدنأ دناءة ودنُؤ يَدْنُؤ دنَاءَة. قَالَ: وَيُقَال للخسيس: إِنَّه لَدَنِيُّ من قوم أدنِياء بِغَيْر همز، وَمَا كَانَ دنِيّاً وَلَقَد دَنِيَ يَدْنَى دنًى ودنَايَةً. وَيُقَال للرجل إِذا طلب أمرا خسيساً: قد دنَّى يُدَنِّي تَدْنِيَةً. قلت: وَالَّذِي قَالَه أَبُو زيد واللحياني وَابْن السّكيت هُوَ الصَّحِيح، وَالَّذِي قَالَه الزّجاج غير مَحْفُوظ. وَقَالَ اللَّيْث: الدُّنُوّ غير مَهْمُوز مصدر دنَا يَدْنو فَهُوَ دانٍ وسمِّيت الدُّنْيَا لِأَنَّهَا دَنَتْ وتأخَّرَت الآخرةُ، وَكَذَلِكَ السَّمَاء الدُّنْيَا هِيَ القُرْبى إِلَيْنَا، وَالنِّسْبَة إِلَى الدُّنْيَا دُنْيَاوِيٌ وَكَذَلِكَ النِّسْبَة إِلَى كل يَاء مُؤَنَّثة نَحْو حُبْلَى ودهْنَا وَأَشْبَاه ذَلِك. وَأنْشد: بِوَعْسَاءَ دهْناوِيُّة التُّرب طَيَّبِ قَالَ: والمُدَنِّي من النَّاس الضعيفُ الَّذِي إِذا آواه اللَّيْل لم يبرحْ ضَعْفاً وَقد دنَّى فِي مَبِيتِه. وَقَالَ لبيد: فَيُدَنِّي فِي مَبِيتٍ ومحَلّ ودانَيْتُ بَين الشَّيْئَيْنِ قرَّبتُ بَينهمَا. وَقَالَ ذُو الرمة: دانَى لَهُ القَيْدُ فِي ديْمومَةٍ قُذُفٍ قَيْنَيْهِ وانْحَسَرَتْ عَنهُ الأناعيمُ قَالَ: ودَانِيَا نبيٌ من بني إِسْرَائِيل يُقَال لَهُ: دانْيَال. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: هُوَ ابْن عمِّه دُنْيَا مَقْصُور ودِنْيَةً ودِنْيا منون وَغير منون كل هَذَا إِذا كَانَ ابْن عَمه لَحّاً. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الدُّنَى مَا قَرُبَ من خير أَو شَرّ. وَفِي الحَدِيث: (إِذا طَعِمْتُمْ فَسَمُّوا ودَنُّوا) معنى قَوْله دنُّوا أَي كلوا مِمَّا يليكم، وَيُقَال: دَنا وأَدنَى ودنَّى: إِذا قَرُبَ، قَالَ: وأَدنَى إِذا عَاشَ عَيْشاً ضَيقاً بعد سَعَةٍ، والأدْنَى: السَّفِلَ. أَبُو زيد: من أمثالهم: كلّ دَنِيَ دُونَه دنِيٌ يَقُول: كلُّ قريب دونَهُ قريبٌ وكل خُلْصَانٍ دونَهُ خُلْصَانٌ. ندأ: أَبُو عبيد عَن الأُمويّ: نَدَأْتُ الشيءَ إِذا كَرِهْتَه. وَقَالَ أَبُو زيد: نَدَأْتُ اللحمَ أَنْدُؤهُ نَدْءاً وَذَلِكَ إِذا مَلَلْتَه فِي الملَّة والجَمْر، والندِيء الِاسْم وَهُوَ الطَّبِيخ؛ وَيُقَال لِلحُمْرَةِ الَّتِي تكون فِي الغَيْمِ: النَّدْأَةُ إِلَى جَانب مَغْرِب الشَّمْس أَو مَطْلعِها. وَقَالَ اللَّيْث: النَّدْأَةُ والنُّدْأَةُ لُغَتَانِ وهِيَ الَّتِي يُقال لَهَا قَوْسُ قُزَح، قَالَ: والنُّدْأَةُ فِي لحم الْجَزُور طَرِيقَةٌ مُخالِفَةٌ لِلَونِ اللَّحم، ونَدَأَتُ اللَّحْم فِي المَلَّة إِذا دَفَنْتَهُ حَتَّى يَنْضَج.

ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: النُّدَأَة الدُّرْجَةُ الَّتِي يُحشِي بهَا خَوْرَانُ النَّاقَةِ ثمَّ تُخَلَّل إِذا عُطِفَتْ على وَلَد غَيْرها أَو على بَوَ أُعِدَّ لَهَا، وَقَالَ ذَلِك أَبُو عُبَيْدَة فِي كتاب الْخَيل، وَقَالَ اللَّيْث: النَّادِي المجلسُ يَنْدُو إِلَيْهِ مَنْ حَوَاليه، وَلَا يُسمَّى نَادِياً حَتَّى يكون فِيهِ أهلُه، وَإِذا تفرَّقوا لم يكن نَادِيًا، وَهُوَ النَّدِيُّ والجميع الأَنْدِيةُ قَالَ: وَإِنَّمَا سُمِّي نَادِيًا لِأَن الْقَوْم يَنْدُونَ إِلَيْهِ نَدْواً ونَدْوَة وَلذَلِك سمِّيت دارَ النَّدوة بِمَكَّة، كَانُوا إِذا حَزَبَهُم أَمر نَدَوْا إِلَيْهَا فَاجْتمعُوا للتشاور، قَالَ: وأُناديك: أُشاورك وأجالِسك من النادي. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: النَّدْوَةُ السَّخَاء والنَّدْوة الْمُشَاورَة، والنَّدْوَةُ الأَكلة بَين السَّقْيَتيْن، وأَنْدَى الرجل كَثُر نَدَاه أَي عطاؤه، وأَنْدَى إِذا حَسُن صوتُه، قَالَ: والأنْداء بُعْدُ مَدَى الصَّوْت، قَالَ: والنَّدَى الْأكلَة بَين الشَّربتين والنَّدَى المجالسة وأَنْدَى إِذا تَسَخَّى وَقَالَ فِي قَوْله: كالْكَرْمِ إذْ نَادَى مِن الكافورِ قَالَ: نَادَى ظَهَرَ، قَالَ: ونَادَيْتُه عَلِمْتُه، قَالَ: وَهَذَا الطَّرِيق يناديك. أَبُو عُبَيْدَة عَن الأصمعيّ قَالَ: إِذا أَوْرَدَ الرَّجُل الْإِبِل الماءَ حَتَّى تَشْربَ قَلِيلا ثمَّ يَجِيءُ بهَا حَتَّى ترعى سَاعةً ثمَّ يردَّها إِلَى المَاء فَذَلِك التَّنْديَة فِي الْإِبِل وَالْخَيْل أَيْضا، قَالَ: واختصم حيَّان من الْعَرَب فِي مَوضِع فَقَالَ أحدُ الحَيَّيْن: مَرْكَزُ رِمَاحِنا ومَخْرجُ نِسائِنَا، ومُنَدَّى خَيْلِنا وَأنْشد فَقَالَ: قَرِيبَةٌ نَدْوَتُه مِن مَحْمَضِهْ قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو فِي التَّنْدِيَة مثله، وزَاد: نَدَتْ الْإِبِل أَنْفها تَنْدُو فَهِيَ نَادِية. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: قَالَ الأصمعيّ وَأَبُو عَمْرو: التَّنْدِيةُ أَن يُورِدَ الرجلُ فَرَسَه الماءَ حَتَّى يَشربَ ثمَّ يَرُدَّه إِلَى المرعى سَاعَة ثمَّ يُعيدَه، وَقد نَدَا الفرسُ يَنْدو، إِذا فعل ذَلِك. وَأنْشد شمر: أَكَلْنَ حَمْضاً ونَصِيّاً يابِساً ثمَّ نَدَوْنَ فأَكَلْنَ وَارِسا أَي حَمْضًا مُثْمِراً قلت: وَذكر أَبُو عبيد فِي حَدِيث طَلْحَة بن عبيد: خرجت بفرس لي لأندَّيه، فسَّرَ قَوْله لأندِّيه على مَا قَالَه الْأَصْمَعِي فَاعْترضَ عَلَيْهِ القُتَيْبِي. أَن قَوْله: لأنَدِّيه تَصْحِيف، وَصَوَابه لأُبديه أَي لأخرجَه إِلَى البَدْوِ، وَزعم أنَّ التَّنْدِيَةَ تكون لِلْإِبِلِ دون الْخَيل، وَأَن الْإِبِل تُنَدَّى لطول ظَمَئِها، فأمَّا الْخَيل فَإِنَّهَا تُسْقَى فِي القيظ شَرْبتين كلَّ يَوْم. وَطَلْحَة كَانَ أنْبَلَ من أَن يندِّي فرسه، وَقد غَلِط القُتَيبِيّ فِيما قَال، والتَّنْدِيَة تكون للخيل وللإبل، سَمِعت الْعَرَب تَقول

ذَلِك، وَقد قَالَه الأصمعيّ وَأَبُو عَمْرو وهما إمامان ثقتان. وَفِي الحَدِيث أَن سَلَمَة بن الأكْوَع قَالَ: كنت تبيعاً لِطَلْحة بن عُبَيْد الله أَسْقِي فرسَه وأَحُسُّه وأَخْدُمُه، قَالَ: وَبعث رَسُول الله بِظَهْرِه مَعَ رَباحٍ مَوْلَاهُ، وخَرَجْتُ بِفَرسِ طَلْحة أُنَدِّيه، ثمَّ ذَكَر إغارة بَنِي فَزَارة على ظَهْر رَسُول الله وَأَنه دَفَع فَرسه إِلَى رَبَاح ليبلغه طَلْحَة. رَوَاهُ عِكرمة بن عَمَّار عَن إِيَاس بن سَلَمة ابْن الْأَكْوَع عَن أَبِيه قلت: ولِلتَّنْدِية معنى آخر وَهُوَ تضمير الْخَيل وإجراؤها البَرْدين حَتَّى تعْرق ويَذْهَبَ رَهَلُها؛ وَيُقَال للعرق الَّذِي يسيل مِنْهَا: النَّدَى. وَمِنْه قَول طُفَيل: نَدَى المَاء من أَعْطَافِها المُتَحَلِّب قَالَ الْأَزْهَرِي: سَمِعت عريفاً من عُرَفاء القَرامِطَة يَقُول لأَصْحَابه وَقد نُدِبُوا للنهوض فِي سَرِيَّة استُنْهِضَتْ الأَوَنَدُّوا خَيْلَكُم، الْمَعْنى ضمروها وشُدُّوا عَلَيْهَا السُّروج وأَجْرُوها حَتَّى تَعْرَق. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: إِن هَذِه النَّاقة تَنْدو إِلَى نُوق كرام أَي تنْزِع إِلَيْهَا فِي النَّسبِ وَأنْشد: تَندُو نؤادِيها إِلَى صَلاَخِدا قَالَ: والنَّدَى على وُجُوه: ندَى الماءِ، ونَدَى الْخَيْر، ونَدَى الشَّر، ونَدَى الصَّوْتِ، ونَدى الحُضْرِ ونَدَى الدُّخْنَة، فأمَّا نَدَى المَاء فَمِنْهُ الْمَطَر. يُقَال: أَصَابَهُ نَدًى من طَلَ، ويومٌ نَدِيٌ وليلةٌ نَدِيَّةٌ، ومَصْدره النُّدُوَّةُ، والنَّدَى مَا أَصَابَك مِن البلل، ونَدَى الْخَيْر هُوَ الْمَعْرُوف، يُقَال: أَنْدَى فلانٌ علينا نَدًى كثيرا وَإِن يَدَه لَنَدِيَّةٌ بِالْمَعْرُوفِ، وَيُقَال: مَا نَدِيَنِي من فلَان شيءٌ أكرهه، مَا بَلّني وَلَا أصابني وَمَا نَدِيَتْ كَفِّي بِشَرٍ، وَمَا نَدِيتُ بِشَيْء تكرههُ، قَالَ النَّابِغَة: مَا إنْ نَدِيتُ بشيءٍ أنتَ تَكْرَهُهُ إذَنْ فَلَا رَفَعَتْ سَوْطي إليّ يَدِي وَفِي الحَدِيث: (مَنْ لَقِيَ اللَّهَ وَلم يَتَنَدَّ من الدَّم الْحَرَام بِشَيْء دَخَل الْجنَّة) ، وندَى الصَّوت بُعْدُ مَذهَبِه والنِّداء ممدودٌ والدُّعاءُ أرْفَعِ الصّوْتِ وَقد ناديْتُه نِداءً، ونَدَى الخُحْرِ بَقَاؤُه. وَقَالَ الْجَعْدِي أَو غَيره: كَيْفَ تَرَى الكامِلَ يُقْضِي فَرَقاً إِلَى نَدَى العَقْبِ وشَدّاً سَحْقاً وَفُلَان أَنْدى صوْتاً من فلَان، أَي أَبْعَدُ مَذْهباً وأَرْفَعُ صَوتا. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أَنْدَى الرجلُ إِذا كثُر نَداه على إخوانِه، وَكَذَلِكَ انْتَدى وتَنَدَّى، وَفُلَان لَا يُنْدِي الوَتَر إِذا كَانَ ضعيفَ الْبدن. وَقَالَ ابْن السّكيت: فلانٌ يَتَنَدَّى على

باب الدال والفاء

أَصْحَابه كَمَا تَقول: هُوَ يَتَسَخَّى على أَصْحَابه، وَلَا يُقَال: فلانٌ يُنَدِّي، وَفُلَان نَدِيُّ الْكَفّ إِذا كَانَ سَخِياً. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: المُنْدِيَاتُ المُخْزِيَاتُ. وَيُقَال: إنهُ لَيَأْتِيني نَوادِي كلامِك، أَيْ مَا يَخْرج مِنْك وَقْتاً بعد وَقت، قَالَ طَرَفة: وبَرْكٍ هُجُود قد أَثَارَتْ مَخافَتِي نَوادِيَه أمْشي بِعَضْبٍ مُجرّدِ قَالَ أَبُو عَمْرو: النَّوادِي النَّواحِي أَرَادَ أَثَارَتْ مخافتي إبِلا فِي ناحِيَةٍ مِن الْإِبِل مُتَفَرِّقة، والهاءُ فِي قَوْله نَوادِيه راجعةٌ على البَرْك قَالَ: ونَدَا فلانٌ يَنْدُو نُدُوّاً إِذا اعْتَزَلَ وتَنَحَّى وَقَالَ: أَرادَ بِنَوادِيَه قَوَاصِيَه. وَقَالَ أَبُو عُبيد: النَّادِياتُ مِن النخيل البعيدةُ مِن المَاء. وَقَالَ القُتَيْبِيّ: النَّدَى المَطَرُ. وَقيل للنبت: نَدًى لِأَنَّهُ عَنْ نَدَى المطَر نبَت ثمَّ يُقَال للشَّحْم: نَدًى لِأَنَّهُ عَن نَدَى النَّبْت يَكون واحتجّ بقول الشَّاعِر: كَثَوْرِ العَدَابِ الفَرْدِ يَضْرِبه النَّدَى تَعَلَّى النَّدَي فِي مَتْنِه وَتَحَدَّرا أَرَادَ بالنّدَى الثَّانِي: الشحْمَ، وبالأول الغَيْثَ. وَفِي النَّوادر يُقَال: مَا نَدِيتُ هَذَا الأمرَ وَلَا طَنَّفْتُه أَي مَا قَرِبْتُه أَنْداه. وَيُقَال: لم يَنْدَ مِنْهُم نَادٍ، لم يَبْقَ مِنهم أحدٌ، وَيُقَال: نَدَأْتُهُ أَنْدَؤُه نَدْءاً إِذا ذَعَرْتَه. نود: يُقَال: نَادَ الإنسانُ يَنُودُ نَوْداً ونَوَداناً مثل: نَاسَ يَنُوسُ ونَاعَ يَنُوعُ وَقد تَنَوَّدَ الغُصْنُ وتَنَوَّع إِذا تحرَّكَ وَنَوَدانُ اليهودِ فِي مدارسهم مأخوذٌ من هَذَا. نأد: أَبُو عُبيد: يُقَال للداهية: النَّآدَى على فَعَالى. وَأنْشد قَول الْكُمَيْت: فإيَّاكُمْ وداهيةً نَآدَى أَظَلَّتْكُمْ بِعارِضها المُخِيلِ قَالَ اللَّيْث: هِيَ النَّآدُ والنَّؤُود، النُّؤود، وَقد نَأَدَتْه الدَّواهي وَأنْشد: أَتَانِي أَنَّ دَاهِيةً نَآداً أَتاكَ بهَا على شَحَطٍ مَيُونُ قلت: وَرَوَاهَا غير اللَّيْث: أَن دَاهِيَةً نآدَى على فَعَالى كَمَا رَوَاهُ أَبُو عبيد للكميت. انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم. (بَاب الدَّال وَالْفَاء) د ف (وايء) دفأ، دفى، دوف، ديف، فدى، ودف، وَفد، أفد، فود، فيد، فأد. دفأ دفا: قَالَ الله جلّ وَعز: {لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ} (النَّحْل: 5) قَالَ الْفراء: الدِّفْءُ كُتِب فِي الْمَصَاحِف بالدَّال والفَاء، وَإِن كتبت بواو فِي الرّفْع وياء فِي

الْخَفْض، وَألف فِي النصب كَانَ صَوَابا، وَذَلِكَ على ترك الْهَمْز ونَقْلِ إِعْرَاب الْهَمْز إِلَى الْحَرْف الَّذِي قبلهَا. قَالَ: والدِّفء مَا انْتفع بِهِ من أوبارها وَأَشْعَارهَا وأصوافها، أَرَادَ مَا يَلْبَسون مِنْهَا ويبْتَنون. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت قَالَ: يُقَال: هَذَا رجل دَفْآنُ وَامْرَأَة دَفْأَى وَيَوْم دَفِيءٌ وَلَيْلَة دفيئة، وَكَذَلِكَ بَيت دَفِيء، وغرفة دفِيئةٌ على فَعيل وفعيلة. أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: الدّفء عِنْد العربِ نِتاجُ الْإِبِل وأَلبانها والإنتفاع بهَا من قَول الله عزّ وجلّ: {لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ} (النَّحْل: 5) ، قَالَ وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الْإِبِل المدْفآت: الْكَثِيرَة الأوبار. وَقَالَ ابْن السّكيت: إبلٌ مُدْفَأَة بِهَذَا الْمَعْنى. قلت: المُدْفَآتُ جَمْعَ المُدْفَأَةِ. قَالَ الشماخ: وكَيْفَ يَضِيعُ صَاحِبُ مدْفَآتٍ على أَثْباجِهِنَّ مِن الصَّقِيعِ فأمَّا الْإِبِل المُدْفِئة فَهِيَ الْكَثِيرَة، لِأَن بعضَها يُدْفِىءُ بَعْضًا بأنفاسها. وَقَالَ ابْن السكّيت. يُقَال: مَا كانَ الرَّجُلُ دَفْآنَ وَلَقَدْ دَفِىء، وَمَا كَانَ البيتُ دَفِئاً وَلَقَد دَفُؤَ. ابْن الأعرابيّ: الدَّفَئيُّ والدَّثَئيُّ من الأمطار: وقتُه إِذا قاءت الأرضُ الكَمْأَةَ، وكلُّ مِيرَةٍ حُمِلَتْ فِي قُبُل الصَّيفِ فَهِيَ دَفيئيَّةٌ. الأصمعيّ: ثوب ذُو دِفْءٍ، وَذُو دفاءة، وَيُقَال: مَا عَلَيْهِ دِفْءٌ، وَلَا يُقَال: مَا عَلَيْهِ دَفَاءةٌ وَيكون الدّفء السخونةَ، وَيُقَال: اقْعُد فِي دِفءِ هَذَا الْحَائِط أَي فِي كِنِّه. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال ادَّفَيْتُ واستدفيت أَي لبست مَا يُدْفِئُني، قَالَ: وَهَذَا على لُغَة من يتْرك الْهَمْز. قَالَ: والدَّفَاءُ مهموزٌ مَقْصورٌ هُوَ الدِّفْء نَفسه إلاَّ أَن الدِّفْء كَأَنَّهُ اسمٌ شِبْهُ الظَّمْء والدَّفَأُ شِبْهُ الظَّمَأ، ومِمَّا لَا همز فِيهِ من هَذَا الْبَاب. قَالَ الأصمعيّ: كَبْشٌ أَدْفى وَهُوَ الَّذِي يَذْهب قَرْنُه قِبلَ ذَنَبِه، ورَجل أَدْفَى إِذا كَانَ فِي صلبه احْدِيدَابٌ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أَدْفَى الظَّبْيُ إِذا طَال قَرْناه حَتَّى كادا يَبْلُغان مُؤَخَّرَه. وَقَالَ اللَّيْث: الأدْفَى من الطَّير مَا طالَ جَناحاهُ من أُصول قَوادِمه، وطَرَفُ ذَنَبِه، وطالتْ قَادِمة ذَنبِه، وَقَالَ الطرماح يصف الْغُرَاب فَقَالَ: شَيْخُ النسا أَدْفَى الجَنَاح كأنَّه فِي الدَّار إثْرَ الظَّاعِنِينَ مُقَيَّدُ قَالَ: والدَّفْو من النجائب الطويلةُ العُنُقِ

إِذا سارتْ كادَتْ تضع هامَتَها على ظَهْر سَنَامِها وَتَكون مَعَ ذَلِك طَويلةَ الظّهْر. أَبُو عبيد عَن ابْن زيد: الدَّفْواءُ من المِعزَى الَّتِي انْصَبَّ قَرناها إِلَى طَرَفيّ عِلْبَاويْها. وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بعض أَسْفَاره أبْصر شَجَرَة دَفْواء تسمى ذَاتَ أنْواطٍ لِأَنَّهُ كَانَ يُناطُ بهَا السلاحُ وتُعْبَدُ، والدفواء الْعَظِيمَة الظليلة وَتَكون المائلة. وَفُلَان فِيهِ دَفَأٌ أَي انْحِنَاءٌ، والدجال فِيهِ دَفَأٌ. فأد: أَبُو زيد: فَأَدْتُ الصيدَ أَفْأَدُه فَأْداً إِذا أصبتَ فُؤاده، قَالَ: وفَأَدتُ الخُبْزةَ أَفْأَدُها فَأْداً إِذا خَبْزتَها فِي المَلَّةِ، والفئيد مَا شُوِي وخُبِزَ على النَّار، والمِفْأدُ مَا يخبَزُ ويُشْوَى بِهِ. أَبُو عبيد: فأَدْتُ اللحمَ إِذا سوَّيتَه والمِفْأَدُ السَّفُّودُ وَأنْشد: يَظَلُّ الغرابُ الأعورُ العَيْنِ وَاقعا مَعَ الذئبِ يَعْتَسَّان نَارِي ومِفْأَدِي قلت: وَيُقَال لَهُ: المِفآدُ على مِفْعالٍ أَيْضا. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الْمفْؤُودُ الضعيفُ الفُؤاد الجَبان مثل: المنْخُوب، والفَئيدُ النَّار نَفسهَا قَالَ لبيد: وَجدْتُ أبي رَبيعاً لِليَتَامَى وللضِّيفان إذْ حُبَّ الفَئِيدُ وَقَالَ اللَّيْث: سمى الفُؤاد فؤاداً لِتَفَؤّدِه، وافْتَأد القومُ، إِذا أوْقدوا نَاراً، والمُفْتَأَدُ مَوضِع الوَقودِ. قَالَ النَّابِغَة: سَفُودُ شَرْبٍ نَسُوهُ عِنْدَ مُفْتَأَدِ وفئد الرجلُ أَصَابَهُ داءٌ فِي فُؤَاده. فيد: قَالَ اللَّيْث: الفائدةُ مَا أَفَادَ اللَّهُ العبدَ من خير يستفيده ويَسْتحدِثُه، وَقد فادتْ لَهُ من عندنَا فَائِدَة وَجَمعهَا الفوائِد. وَقَالَ ابْن شُمَيْل يُقَال: إنَّهُمَا ليتفايدانِ بِالْمَالِ بَينهمَا أَي يُفيدُ كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا صاحبَه وَالنَّاس يَقُولُونَ: هما يَتَفَاوَدان العلمَ أَي يفيدُ كل مِنْهُمَا صاحبَه. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: أفدتُ المالَ أعطيتُه غَيْرِي وأفدتُه استفدته، وَقَالَ أَبُو زيد مثله، وَأنْشد لِلْقِتَالِ: نَاقَتُهُ تَرمُلُ فِي النِّقالِ مُهْلكُ مالٍ ومُفيدُ مالِ أَي مستفيدُ مالٍ، وفاد المالُ نفسُه يَفيد: إِذا ثَبَتَ لَهُ مالٌ وَالِاسْم الْفَائِدَة. وَقَالَ أَبُو زيد: والتَّفَيُّد: التَّبَخْتُر، وَقد تفَيَّد، وَهُوَ رجل فَيَّادٌ ومُتَفَيِّد. وَقَالَ اللَّيْث: الفَيّادُ من الرِّجَال هُوَ الَّذِي يَلُفُّ مَا قَدَرَ عَلَيْهِ من شَيْء وَأنْشد: ولَيْسَ بالفَيَّادَة المُقَصْمِل وَقَالَ غَيره: الفَيَّادَة الَّذِي يَفيدُ فِي مِشيته،

وَالْهَاء دخلت فِي نعت الْمُذكر مُبَالغَة فِي الصّفة. وَقَالَ عَمْرو بن شَاس: فِي الإفادة بِمَعْنى الإهلال فَقَالَ: وقِتيان صِدْقٍ قد أَفدتُ جَزُورهم بِذِي أَوَدٍ جَيْشِ المناقِدِ مُسْبِلِ أفدتها: نحرتها وأهلكتُها من قَوْلك: فَادَ الرجلُ إِذا ماتَ، وأفدتُه أَنا، وَأَرَادَ بقوله: بِذي أَوَدٍ: قِدْحاً مِن قِداح الميْسر يُقَال لَهُ: مُسْبِلٌ، جَيش المناقِدِ، خَفِيف التَّوَقَان إِلَى الفَوْزِ. (فود فيد) : أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: والفَوْدُ: الْمَوْت وَقد فاد يفيدُ، وَمِنْه قَول لبيد: رَعَى خَرَزَاتِ الْملك عشْرين حِجَّةً وعِشرينَ حَتَّى فادَ والشّيْبُ شَامِلُ وَقَالَ ابْن السّكيت: فادَ يَفُود إِذا ماتَ. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الفَوْد الموتُ، والفَيد الشّعرات فَوق جَحْفلة الفَرَسِ؛ وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ابْن الْأَعرَابِي عَن ابْن أَحْمد البَرْبَريّ عَن عبيد الله بن مُحَمَّد اليزيدي قَالَ: قلت: للمؤَرّجِ لم اكْتَنَيْتَ بِأبي فَيْد؟ فَقَالَ: الفيدُ مَنزلٌ بطرِيق مَكة، والفيد وَرْدُ الزّعفران. أَبُو عبيد: الفَيَّادُ الذّكر من البُوم. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: فَيَّدَ الرجلُ: إِذا تَطَيَّرَ من صَوْتِ الفَيَّاد. وَقَالَ الْأَعْشَى: وَيَهْمَاءَ بِاللَّيْلِ عطشَى الفلا ةِ يؤْنِسُني صوتُ فَيّادِها وَقَالَ اللَّيْث: الفَوْدان واحدهما فَوْد، وَهُوَ مُعظم شعر اللِّمّة مِمَّا يَلِي الأُذَن، قَالَ: وَكَذَلِكَ فود جَناحَيْ العُقَاب. وَقَالَ خُفَاف: مَتَى تُلْقِ فَوْدَيْها على ظَهْر ناهضٍ أَبُو مَالك: الفَوْد والحيْدُ نَاحيَة الرَّأْس. قَالَ الْأَغْلَب: فانْطَحْ بِفَوْدَيْ رَأسه الأركانا قلت: الفَوْدان قَرْنا الرَّأس وناحِيَتاه، والفودان العِدْلان، وَقَالَ مُعَاوِيَة للبيد: كم عطاؤُك؟ قَالَ: أَلفَانِ وَخَمْسمِائة، فَقَالَ: مَا بالُ العِلاوةِ بَين الفَوْدَيْن؟ وفَوْد الخِباءِ ناحيتاه، وَيُقَال: تَفَوّدت الأَوْعَالُ فَوق الْجبَال أَي أَشْرَفَتْ. دوف ديف: يُقَال: دَافَ الطَّيبَ فِي المَاء يَدُوفه دَوْفاً فَهُوَ دَائِفٌ، والطِّيبُ مَدُوف. قَالَ الأصمعيّ: وفادهُ يَفودُه مثله، وَقَالَ كثير: يُباشِرْنَ فَأْرَ المِسك فِي كلِّ مَهْجَعٍ وَيشرق جاديٌ بِهن مَفودِ أَي مُدوف، يصف الْجَوَارِي، وَدِيافُ: قريةٌ بِالشَّام تنْسب إِلَيْهَا النجائب، وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

إِذا سَاقَه العَوْد الدِّيافيُّ جَرْجَرا ودف: أَبُو عبيد عَن الْفراء: وَدَفَ الشَّحمُ وَنَحْوه يَدِفُ إِذا سالَ، وَقد استَوْدَفْتُ الشّحْمة إِذا استقطرتها. وَيُقَال للْأَرْض كلهَا: وَدَفَةٌ وَاحِدَة خِصْباً. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للروضة: وَدَفَةٌ وَوَدِيفة، قَالَ: والأُدافُ والأُذاف بِالدَّال والذال فَرْج الرجل، وَأنْشد غَيره: أَوْلَجَ فِي كَعْثَبِها الأُدافا قلت قيل: لَهُ أَدَافٌ لما يَدِف مِنْهُ، أَي يَقْطُر من المَنِيِّ والمَذْيِ والبَوْل وَكَانَ فِي الأَصْل وُدَافاً فَقُلِبَتِ الْوَاو همزَة لانضمامها كَمَا قَالَ الله تَعَالَى: {نُسِفَتْ وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ} (المرسلات: 11) وَهُوَ فِي الأَصْل وُقِّتَتْ. (ودف) : وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي يُقَال لِبُظَارة الْمَرْأَة: الوَدَفَة والوَذَفَة والوَزَرَةُ. وَفد: قَالَ الله جلّ وعزّ: {يَوْم نحْشر الْمُتَّقِينَ إِلَى الرحمان وَفْدًا} (مَرْيَم: 85) . قيل: الوَفْدُ الركبانُ المكَرَّمون. وَقَالَ الأصمعيّ: وَفَد فلانٌ يَفِدُ وِفادةً إِذا خرجَ إِلَى مَلِكِ أَو أَمير؛ والوَفْد جمعُ الوَافِد. وَيُقَال: وَفَّدَه الأميرُ إِلَى الْأَمِير الَّذِي فَوْقه، وأوْفَد فلانٌ إيفاداً إِذا أشرَف. وَيُقَال للْفرس: مَا أَحْسَن مَا أَوْفَدَ حارِكهُ أيْ أشْرفَ، وَأنْشد فِي شعره فَقَالَ: تَرَى العِلاَفِيَّ عَلَيْهَا مُوفدَا كأَن بُرْجاً فوقَها مُشَيَّدَا وَيُقَال: رأيتُ فلَانا مُسْتَوفِداً فِي قِعْدَتِه ومُستَوْفِزَا إِذا قَعَدَ قُعوداً مُنْتَصِباً غيرَ مُطمئنّ، وأَمْسَيْنا على أوْفَادٍ أَي على سَفَرٍ، قد أَشْخَصَنا أَي أَقْلَقَنَا. أفد: يُقَال: أفِد الأمرُ يَأَفَدُ أَفَداً إِذا دَنَا وأَسْرع، والأَفَدُ العَجَلةُ وَقد أَفِدَ تَرَحُّلنا واسْتَأْفد أَي دَنا وعَجِل. وَقَالَ النَّضر: أَسْرِعوا فَقَدْ أَفِدْتم أَي أَبْطَأْتُم. والأفْدَةُ التَّأْخِيرُ. ابْن السّكيت عَن الْأَصْمَعِي: امرأةٌ أَفِدَةٌ أَي عَجِلةٌ. فدى: أَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس: قَالَ: المُفَاداةُ أنْ تَدْفعَ رجُلاً وتأخذَ رَجُلاً، والفِداءِ أَن تَشْتَرِيه، فديتُه بِمَالي فِداء وفديتُه بنفسي. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ} (الْبَقَرَة: 85) . قَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر: (أُسَارَى) بأَلفٍ (تَفْدُوهم) بِغَيْر أَلِفٍ، وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم وَالْكسَائِيّ وَيَعْقُوب

باب الدال والباء

الحَضْرمي: (أُسارى تفادوهم) بأَلِفٍ فيهمَا، وقَرَأَ حَمْزَة (أَسْرَى تَفْدوهم) بِغَيْر أَلِفٍ، وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم عَن نصير بالرازي. يُقَال: فَادَيْتُ الأسيرَ وفادَيْت الأُسارى هَكَذَا تَقول الْعَرَب. وَيَقُولُونَ: فَدَيْتُه بِأبي وَأمي وفَدَيْتُه بِمَالي كأنّه اشتريتَه بِه وخلصته بِه إِذا لم يكن أَسِيرًا؛ وَإِذا كَانَ أَسِيرًا مَمْلُوكا قلتَ: فاديتُه وَكَانَ أخي أَسِيرًا ففادَيْتُه، كَذَا تَقوله العربُ. وَقَالَ نُصَيْبٌ: وَلكِنَّني فَادَيْتُ أُمِّي بَعْد مَا عَلاَ الرأسَ مِنْها كَبْرةٌ ومَشِيبُ قَالَ وَإِذا قلت: فدَيْتُ الأسيرَ فَهُوَ أَيْضا جَائِز بِمَعْنى فَدَيْتُه مِمَّا كَانَ فِيهِ أَي خلَّصتُه مِنْهُ، وفَاديْتُ أحسنُ فِي هَذَا الْمَعْنى. وَقَالَ الله جَلّ وعَزّ: {للهالْبَلاَءُ الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} (الصافات: 107) أَي جعلنَا الذّبْح فِداء لَهُ خلَّصْناهُ بِهِ من الذَّبْح. وَقَالَ أَبُو مُعَاذ: مَن قَرَأَ تفدوهم فَمَعْنَاه تشتروهم من العدوّ وتنقذوهم، وأمّا تفادوهم فَيكون مَعْنَاهُ تماكسون مَن هم فِي أَيْديهم فِي الثّمن ويماكِسُونكم. وَقَالَ الْفراء: العربُ تَقْصر الفِدا وتمدُّه يُقَال: هَذَا فِداؤك وفِداك، وَرُبمَا فتحُوا الْفَاء، إِذا قَصَرُوا فَقَالُوا: فَداك وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: من الْعَرَب من يَقُول: فَدًىَ لَك: فَيفتح الْفَاء، وَأكْثر الْكَلَام كَسْرُ أَوَّلها وقصرها. وَقَالَ النَّابِغَة: فِدًى لَك مِن ربَ طَرِيفي وتالِدي أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: والفَداء مَمْدُود جمَاعَة الطَّعَام من الشّعير وَالتَّمْر وَنَحْوه وَأنْشد: كَأَنَّ فَداءَها إذْ حَرَّدوه وطافوا حَوْلَه سُلَكٌ يَتِيمُ وَقَالَ شمر: الفَداءُ والجُوخان واحدٌ، وَهُوَ مَوْضِعُ التَّمرِ الَّذِي يُبَسَّرُ فِيهِ قَالَ وَقَالَ بعض بني مُجاشِع: الفَداء التَّمْر مَا لم يُكْنَزْ. وَأنْشد: مَنَحْتَنِي مِن أَخْبَث الفَداءِ عُجْرَ النَّوى قَليلةَ اللِّحاءِ ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: أَفْدَى الرجلُ إِذا بَاعَ التَّمر وأَفْدَى إِذا عَظُم بَدنُه. (بَاب الدّال والبَاء) (د ب (وايء)) دبا، دَاب، وبد، أدب، أَبَد، بدا، بيد. دبا: قَالَ اللَّيْث: الدُّبَّاءُ القَرْعُ الْوَاحِدَة دُبّاءَةٌ. وَفِي الحَدِيث عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه نهى عَن الدُّبَّاء والحنْتَم والنّقِير وَهِي أوعية كَانُوا ينتبذون فِيهَا وضرِيَتْ فَكَانَ النبيذُ يغلى فِيهَا سَرِيعا ويُسْكِر فنهاهم عَن الانتِبَاذِ

فِيهَا، ثمَّ رَخَّصَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فِي الانتبَاذ فِيهَا بِشَرْط أَن يشْربُوا مَا فِيهَا وَهُوَ غيرُ مُسكر. وَقَالَ: إِذا أقْبَلتْ قُلْتَ دُباءَةٌ من الخُضْر مَغمُوسَةٌ فِي الغُدَرْ أَبُو زيد قَالَ: دبَّأت الشيءَ ودبّأْتُ عَلَيْهِ أُدَبِّي تدبيئاً إِذا غَطّيتَ عَلَيْهِ وواريته. أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: الْجَرَاد أوَّلُ مَا يكون سَرْواً وَهُوَ أَبيض فَإِذا تَحَرَّكَ واسْوَد فَهُوَ دَبًى، قبلَ أَن تنْبت أجنحته. عَمْرو عَن أَبِيه: جَاءَنَا فلَان بدَبى دبى إِذا جَاءَ بِالْمَالِ كالدّبى. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: إِنَّمَا يُقَال فِي هَذَا: جَاءَنَا دبيّ ودبى دُبَيَّيْن فالدبَى مَعْرُوف ودُبَيٌّ موضعٌ وَاسع فَكَأَنَّهُ قَالَ: جَاءَنَا بِمَال كدَبى ذَلِك الْموضع الْوَاسِع. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: وَهَذَا هُوَ القَوْل، وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: الدَّبَى المالُ الْكثير. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: أَرض مُدْبِيَةٌ ومُدبِّيَة كلتاهما من الدبَى، قَالَ وَقَالَ الْكسَائي: أَرض مُدبِّيَةٌ بتَشْديد الْبَاء. دأب: قَالَ اللَّيْث: الدُّؤوبُ المبالَغةُ فِي السّير، وأَدأَبَ الرجل الدَّابَّة إدآباً إِذا أتعبها، وَالْفِعْل اللَّازِم دأَبَتِ الناقةُ تدأَبُ دؤُوباً. وَقَالَ الزّجاج فِي قَول الله جلّ وعزّ: {كَدَأْبِءَالِ فِرْعَوْنَ} (آل عمرَان: 11) أَي كشأن آل فِرْعَوْن، وكأمر آل فِرْعَوْن، كَذَا قَالَ أهل اللُّغَة. قَالَ: وَالْقَوْل عِنْدِي فِيهِ وَالله أعلم إنَّ دَأْبَ هَهُنَا اجتهادهم فِي كفرهم وتظاهرُهم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتظاهر آل فِرْعَوْن على مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ: دأبتُ أدأبُ دأْباً ودأَباً ودؤوباً: إِذا اجتهدتَ فِي الشَّيْء. أَبُو عبيد يُقَال: مَا زَالَ دِينك ودأبَك ودَيْدَنَكَ وديْدَيُونَك كُله فِي الْعَادة. بدا: قَالَ اللَّيْث: بدا الشيءُ يَبدو بدُوّاً إِذا ظهر وبدا لَهُ فِي هَذَا الْأَمر بَدَاءٌ. قلت: وَمن هَذَا أَخذ مَا يَكْتُبهُ الْكتاب فِي أعقاب الْكتب: وَبَدَاءات عَوارضتك على فَعَالات واحدتها بداءة بِوَزْن فَعالة تَأْنِيث بَدَاءٍ أَي مَا يَبْدُو بُدُوّاً من عوارضك وَهَذَا مِثل السَّمَاء: لما سَما وعَلاك من سَقْفٍ أَو غَيره. وَبَعْضهمْ يَقُول: سَماوَةٌ، وَلَو قيل: بَدوَات فِي بَدَاءاتِ الْحَوَائِج كَانَ جَائِزا، وَقَالَ اللَّيْث: الباديةُ اسمٌ للْأَرْض الَّتِي لَا حَضَر فِيهَا وَإِذا خرج النَّاس من الْحَضَر إِلَى المراعي فِي الصحارى قيل: قد بَدَوْا، وَالِاسْم: البَدْوُ. قلت: الباديةُ خِلاف الْحَاضِرَة والحاضرةُ القومُ الَّذين يحْضرُون الْمِيَاه وينزلون عَلَيْهَا فِي حَمْراء القَيظ فَإِذا بَرَد الزمانُ ظَعَنُوا

عَن أَعْدَادِ الْمِيَاه، وبَدَوْا طَلباً لِلْقُرْبِ من الكَلإِ فالقوم حينئذٍ باديةٌ، بَعْدَمَا كَانُوا حاضِرةً وبادُون بَعْدَمَا كَانُوا حاضرين: وَهِي مَباديهم جمع مَبْدًى، وَهِي المناجِعُ ضِد المحاضر، وَيُقَال لهَذِهِ الْمَوَاضِع الَّتِي يَتَبَدَّى إِلَيْهَا، البَادون: باديةٌ أَيْضا وَهِي البوادِي وَالْقَوْم أَيْضا بَوَادٍ، جمع باديةٍ، وَيُقَال للرجل إِذا تَغَوَّطَ وأحدثَ: قد أبدى فَهُوَ مُبْدٍ، وَقيل لَهُ: مبدٍ لِأَنَّهُ إِذا أحدث بَرَزَ من الْبيُوت وَهُوَ مُتَبَرِّزٌ أَيْضا. ابْن السّكيت عَن الْأَصْمَعِي: هِيَ البِداوة والحَضارة بِكَسْر الْبَاء وَفتح الْحَاء. وَأنْشد: فَمَنْ تكُنْ الحضَارَةُ أَعْجَبتْه فأَيَّ رجالِ باديةٍ تَرانا قَالَ وَقَالَ أَبُو زيد: البَداوة والحِضارة بِفَتْح الْبَاء وَكسر الْحَاء. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِىَ الرَّأْى} (هود: 27) قَرَأَ أَبُو عَمْرو وَحده: (بادىءَ الرَّأْي) بِالْهَمْز وَسَائِر الْقُرَّاء قرءُوا (باديَ) بِغَيْر همز. وَقَالَ الْفراء: لَا يهمز باديَ الرَّأْي لِأَن الْمَعْنى: فِيمَا يظْهر لنا ويبدو، وَقَالَ: وَلَو أَرَادَ ابْتَداء الرَّأْي فَهَمَز كَانَ صَوَابا. وَأنْشد فَقَالَ: أَضْحَى لِخَالِي شَبَهي بَادي بَدِي أَرَادَ بهِ ظاهرِي فِي الشَّبَهِ لخَالي. وَقَالَ الزّجاج: نصب باديَ، على اتَّبعوك فِي ظاهرِ الرَّأْي وَبَاطِنهمْ على خلاف ذَلِك، وَيجوز أَن يكون اتبعوك فِي ظَاهر الرَّأْي وَلم يتدبّروا مَا قلتَ، وَلم يفكروا فِيهِ، وَقيل للبَرِّية: باديَةٌ لِأَنَّهَا ظاهرةٌ بارزةٌ، وَقد بَدَوْتُ أَنا، وأبْدَيْتُ غَيْرِي، وكلُّ شَيْء أظهرتَه فقد أبْدَيتَه، وَأما قِراءةُ أبي عَمْرو: بادىء الرَّأْي فَمَعْنَاه أوّلَ الرَّأْي، أَي اتَّبعوك ابتداءَ الرَّأْي حينَ ابتدأوا ينظرُونَ، وَإِذا فَكَّروا لم يتَّبعوك. وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: بادىءَ من بَدَأَ إِذا ابْتَدَأَ. قَالَ: وانتصابُ مَن هَمز وَمن لم يهمز بالاتباع على مَذْهَب الْمصدر، أَي اتبعوك اتبَاعا ظَاهرا واتباعاً مُبتدَأ. قَالَ: وَيجوز أَن يكون الْمَعْنى، مَا نرَاك اتَّبَعَك إِلَّا الَّذين هم أراذِلنا فِي ظَاهِر مَا ترى مِنْهُم، وطَوِيّاتُهم على خِلافِك وعَلى مُوافَقَتِنَا وَهُوَ مِن بَدا يَبْدُو إِذا ظهر. وَقَالَ فِي تَفْسِير قَوْله: أَضْحَى لخَالي شَبَهِي بَادِي بَدي وصَارَ الفحلُ لِساني وَيَدِي قَالَ: مَعْنَاهُ: خرجتُ عَن شَرْخ الشَّبَاب إِلَى حَدِّ الكهولة الَّتِي مَعهَا الرأْيُ والحِجَى، فَصرتُ كالفحُولة الَّتِي بهَا يَقع الأخيَارُ وَلها بِالْفَضْلِ تكْثُر الْأَوْصَاف.

وَقَالَ أَبُو عبيد: يُقَال: أفعل ذَلِك بادىءَ بَدْءٍ مثل فاعلَ فَعْلٍ وبَادىءَ بَدِىءٍ على فعيل وبادي بَدِيَ غير مَهْمُوز. وَقَالَ الْفراء: يُقَال: أفْعَل هَذَا باديَ بَدْءٍ كَقَوْلِك: أولُ شَيْء وَكَذَلِكَ بَدْأة ذِي بَدْءٍ كَقَوْلِك أول شَيْء. قَالَ: وَمن كَلَام الْعَرَب، بَادِي بَدِيَ بِهَذَا الْمَعْنى إِلَّا أَنه لَا يهمز. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: البَدْءُ السَّيِّدُ. وَأنْشد: ترى ثنْياناً إِذْ مَا جَاءَ بَدْؤُهم وبَدأَهُمْ إِن أَتَانَا كَانَ ثِنْيَانَا وبَدَأَ اللَّهُ الْخلق وأَبدأَهم. قَالَ الله جلّ وعزّ: {لَّهُ قَانِتُونَ وَهُوَ الَّذِى يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ} (الرّوم: 27) . وَقَالَ: {لَشَدِيدٌ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِىءُ وَيُعِيدُ} (البروج: 13) فَالْأول مِن المبادىء وَالثَّانِي من المُبدىء وَكِلَاهُمَا صفةٌ لله عزّ وجلّ جليلة. أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: جَاءَ بِأَمْر بديءٍ على فَعيل أَي عَجيب، قَالَ: وبديءٍ من بدأنَهُ. قَالَ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الأَبداءُ المفاصل وَاحِدهَا بَدْءٌ مَقْصُور وَهُوَ أَيْضا بدءٌ مَهْمُوز تَقْدِيره بدْعٌ وَجمعه بدوء على وزن بُدُوعٍ. وَقَالَ غَيره: البدءُ: البئْرُ البديء الَّتِي ابتُدىء حَفْرُها فحفِرتْ حَدِيثَة وَلَيْسَت بِعاديَّةٍ وتُرك فِيهَا الْهَمْز فِي أَكثر كَلَامهم. وَيُقَال: فعلتُ ذَلِك عَوْداً وبدءَا. وَفِي الحَدِيث: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَفَّلَ فِي البدأَة الرُّبْعَ، وَفِي الرَّجعة الثُّلُثَ، أَرَادَ بالبدأة ابْتِدَاء سفر الغَزْو، إِذا نَهضتْ سَرِيَّةٌ من جُملة الْعَسْكَر فَأَوْقَعتْ بطَائفَة من العدوّ فَمَا غنموا كَانَ لَهُم الرّبع، ويَشْرَكُهم سائرُ الْعَسْكَر فِي ثَلَاثَة أَربَاع مَا غَنِموا، فَإِن قَفَلوا من الغَزاةِ، ثمَّ نهضتْ سَرِيَّة كَانَ لَهُم من جَمِيع مَا غنموا الثُّلُثُ، لِأَن نهوضَهم سَرِيةً بعد القَفْل أشقُّ والخطرُ فِيهِ أعظم. الْأَصْمَعِي: بُدِىءَ الرجلُ فَهُوَ مَبدوءٌ إِذا جُدرَ فَهُوَ مَجْدور، والبدءُ خير نصيب فِي الْجَزُور وَجمعه أَبداءٍ، وَمِنْه قَول طرفَة: وهُمْ أَيْسارُ لُقمانَ إِذا أَغْلَتِ الشَّتْوَةُ أَبداء الجُزُرْ وَيُقَال: أَهْدَاهُ بدأَةَ الجزُورِ أَي خَيْرَ الأنْصِبَاءِ. وَأنْشد ابْن السّكيت: على أَيِّ بَدْءٍ مَقْسمُ اللَّحْمِ يُجْعَلُ وَقَالَ أَبُو زيد: أبدأتُ من أرضٍ إِلَى أرضٍ أُخْرَى، إِذا خرجتَ مِنْهَا إِلَى غَيرهَا إِبداء، وبدىء فلانٌ فَهُوَ مَبدوء إِذا أَخذه الجُدَرِيُّ أَو الحَصْبةُ، وبدأتُ بِالْأَمر بَدْءاً. وَفِي الحَدِيث: (حَرِيمُ الْبِئْر البديءِ خَمْسٌ

وعِشرون ذِرَاعا) . قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: يُقَال للرَّكِيَّةِ: بَدِيءٌ وبَديعٌ إِذا حَفَرْتَها أَنْتَ، فَإِن أَصَبْتَها قد حُفِرت قَبْلك فَهِيَ خَفِيَّةٌ، قَالَ: وَزَمْزَم خَفِيَّةٌ لِأَنَّهَا كَانَت لإسمَاعيلَ فانْدَفَنَتْ وَأنْشد: فَصَبَّحَتْ قبلَ أَذَانِ الفُرْقَانْ تَعْصِبُ أَعْقارَ حياضِ البُودانْ قَالَ: البُودانُ القُلْبانُ، وَهِي الرّكابا وَاحِدهَا بَدِيءٌ قلت: هَذَا مَقْلوبٌ، وَالْأَصْل البُدْيَانُ فَقَدَّمَ الْيَاء وَجعلهَا وَاواً، والفُرْقَانُ الصُّبْحُ. بيد: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: بَادَ يَبِيدُ بَيْداً، وأباده الله، والبَيْدَاءُ مفازةٌ لَا شيءَ فِيهَا، وَبَين المسجدين أَرضٌ مَلْساءُ اسمُها البَيْداء. وَفِي الحَدِيث: (أنَّ قوما يَغْزونَ البيتَ فَإِذا نزلُوا بِالْبَيْدَاءِ بعثَ اللَّهُ جِبريلَ فَيَقُول: يَا بَيْدَاءُ أَبِيديهم فَتُخسف بهم) ، وأتانٌ بَيْدَانَةُ تَسْكُنُ البَيْداء. وَقَالَ شمر: البَيْدانَة الأتَانُ الوَحْشِيَّة أُضِيفَتْ إِلَى البَيْداء، والجميع البَيْدانَات. ورُوِيَ عَن النَّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (أَنا أَفْصحُ الْعَرَب بَيْدَ أَنِّي من قُرَيش، ونشأت فِي بني سَعْد بن بكر) . وَفِي الحَدِيث الآخر: (نَحن الآخِرون السابِقون يَوْم الْقِيَامَة بَيْد أَنهم أُوتوا الْكتاب من قَبْلِنا وأُوِتيناهُ من بَعْدهم) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْكسَائي: قَوْله بَيْدَ مَعْنَاهُ غَيْرَ. وَقَالَ الأُمَوِيّ: بَيْدَ مَعْنَاهَا عَلَى، وأنشدنا لِرجل يُخاطِبُ امْرَأَة فَقَالَ: عَمْداً فَعَلْتُ ذاكِ بَيْد أَنِّي إخالُ إنْ هَلكتُ لم تُرِنِّي يَقُول: على أَنِّي أخاكُ ذاكِ. قَالَ أَبُو عبيد: وَفِيه لُغَة أُخْرَى مَيْد بِالْمِيم كَمَا قَالُوا أغْمَطَتْ عَلَيْهِ الحُمَّى واغْبَطت وسَبَّد رأْسَه وسَمَّده. وَقَالَ ابْن السّكيت: بَيْد بِمَعْنى غير يُقَال: رجل كثير المَال بَيْد أَنَّه بخيلٌ مَعْنَاهُ غيرَ أنَّهُ بخيل قَالَ: والبِيدُ جمع للبيداء وَهِي الفلاة. ابْن شُمَيْل: البيداءُ المكانُ المُسْتَوِي المُشْرِفُ، قَليلَة الشّجر جَرْدَاءٌ تَقودُ اليومَ ونِصْفَ يومٍ فأقلَّ، وأشرافها شَيْء قَلِيل لَا ترَاهَا إِلَّا غَلِيظةً صُلْبةً لَا تكون إِلَّا فِي أَرض طين، وبَاد يبِيد بَيْداً إِذا هلك. وَقد أبادهم الله. وبد: قَالَ اللَّيْث: الوَبَد سُوء الحالِ، يُقَال: وَبِدَتْ حالُه تَوْبَد وَبَداً وَأنْشد: وَلَوْ عالَجْنَ مِن وَبَدٍ كِبالاَ وَقَالَ اللحياني: الوَبِدُ الشديدُ العَيْنِ وَإنَّهُ لَيَتَوَبَّد أموالَ النَّاس أَي يُصِيبُها بِعَيْنِه فيُسقطها.

وَأَخْبرنِي ابْن هاجَك عَن ابْن جَبَلة أَنه قَالَ: الوَبَد الفَقْرُ والبُؤْسُ، وَرجل وَبِدٌ وَقوم أوْباء، قَالَ: وأنشدني أَبُو عبيد لعَمْرو بن العَدَّاء الْكَلْبِيّ: لأصْبَحَ الحيُّ أَوْباداً وَلم يَجِدُوا عِنْد التَّفرُّق فِي الهيجا جِمَالَيْن أَبَد: أَبُو عبيد عَن أبي زيد: أَبَدْتُ بِالْمَكَانِ آبُدُ بِهِ أَبُوداً، إِذا أقمتَ بِهِ وَلم تبرَحْهُ. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه سُئِلَ عَن بَعِيرٍ شَرَدَ فَرماه رجلٌ بِسَهْم فَأَصَابَهُ فَقَالَ: (إِن لهَذِهِ الْبَهَائِم أَوَابد كأَوَابِد الوَحْش، فَمَا غَلَبَكم مِنْهَا فاصْنَعُوا بِهِ هَكَذَا) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي وَأَبُو عَمْرو: الأوابِد الَّتِي قد تَوَحَّشتْ ونَفَرت من الإنْس يُقَال: قد أَبَدَت تَأْبُد وتَأْبِد أُبُوداً وتَأَبَّدَتْ تَأَبُّداً. وَمِنْه قيل لِلدَّار إِذا خَلا مِنْهَا أهلُها خَلَفَتْهم الوَحْشُ بهَا: قد تَأَبَّدَت. وَقَالَ لَبيد: بِمِنًى تَأَبَّد غَوْلُها فَرِجامُها وَيُقَال للكلمة الوحشية: آبِدةٌ، وَجمعه الأوَابِدُ، وَيُقَال للطير المقيمة بأرضٍ شتاءَها وصَيْفَها: أَوَابِد. أَبُو عبيد عَن الفرَّاء يُقَال: عَبِد عَلَيْهِ وأَبِدَ وأَمِدَ وَوَبِد وَوَمِد إِذا غَضِبَ عَلَيْهِ أَبداً ووَبداً وومَدَاً وعَبَداً. وَقَالَ اللَّيْث: أتانٌ إبِدٌ فِي كل عَام تَلد. قَالَ: وَلَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب فِعِلٌ إِلَّا إِبِدٌ وإِبِلٌ ونِكِحٌ وخِطِبٌ إِلَّا أَن يَتَكَلَّف مُتَكَلِّفٌ فَيَبْنِيَ على هَذِه الأحرف مَا لم يُسْمع عَن الْعَرَب. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الأبِدُ الأتَانُ تَلِدُ كلَّ عامٍ، قلت: أما إبلٌ وإبِدٌ فمسموعان وَأما نِكِحٌ وخِطِبٌ فَمَا حَفظتهَا عَن ثِقَة وَلَكِن يُقَال نِكْحٌ وخِطْبٌ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: لَا أَفعلهُ أبدا الأيبد وأَبَداً الآباد وَلَا آتيه أَبَدَ الدَّهْر، ويَدَ المُسْنَدِ أَي لَا آتيه طولَ الدَّهْر. وَقَالَ اللحياني: لَا أَفْعَلُ ذَلِك أَبَدَ الآبديْن وأبد الأبَدِيَّةِ أَي أَبَدَ الدَّهْر، وَيُقَال: وقف فلَان أرضَه وَقفا مُؤبَّداً إِذا جَعَلها حَبِيساً لَا تُباع وَلَا تُورَثُ. وَقد أبّد وقْفَها تأبيداً. أدب: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: جَاءَ فلانٌ بأمرٍ أَدْبٍ مجزوم الدّال أَي بِأَمْر عَجِيبٍ وَأنْشد: سمِعْتِ من صَلاصلِ الأشْكالِ أَدْباً على لَبَّاتها الحَوالِي وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود: إِن هَذَا الْقُرْآن مأدُبة الله فتعلموا من مأدُبته. وَقَالَ أَبُو عبيد: يُقَال: مأدُبته ومأدَبته، فَمن قَالَ: مأْدُبته أَرَادَ بِهِ الصنيعَ يَصنعُه الرجلُ فيدعو إِلَيْهِ الناسَ، يُقَال مِنْهُ: أَدَبْتُ على الْقَوْم آدِبُ أَدْباً وَرجل آدِبٌ، وَقَالَ

باب الدال والميم

طرفَة: نحنُ فِي المَشْتَاةِ نَدْعُو الجَفَلَى لَا تَرَى الآدِبَ فِينَا يَنْتَقِرْ وَقَالَ عديّ بنُ زيد: زَجِل وبلُه يُجاوِبه دفأٌ لخون مأدوبَة وزمير فالمأْدُوبَة الَّتِي قد صُنِع لَهَا الصَّنِيع. قَالَ أَبُو عبيد: وَتَأْويل الحَدِيث أَنه شبَّه الْقُرْآن بِصَنِيعٍ صَنَعه اللَّهُ للنَّاس لَهُم فِيهِ خيرٌ ومنافعُ ثمَّ دعاهم إِلَيْهِ، قَالَ: وَمن قَالَ: مأْدَبَةً جَعَله مَفْعَلَةً من الأدَب وَكَانَ الْأَحْمَر يجعلهما لُغَتَيْن: مأدُبة ومأدَبة بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ أَبُو عبيد: وَلم أسمع أحدا يَقُول هَذَا غَيره، والتفسيرُ الأوّل أعجبُ إليّ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: آدَبْتُ أُودبُ إيداباً، وأَدبْتُ آدبُ أَدْباً. قلت: والأدَبُ الَّذِي يَتَأَدبُ بِهِ الأديبُ من النَّاس، سمي أَدَباً لِأَنَّهُ يأْدِب الناسَ الَّذين يتعلمونه إِلَى المحامِد وينهاهم عَن المقابح يَأْدبهم أَي يَدعُوهُم، وأصل الأدْب الدّعاء، وَقيل للصَّنيع يُدْعَى إِلَيْهِ النَّاس: مَدعاةٌ ومأْدَبة، وَيُقَال للبعير إِذا رِيض وذُلِّلَ: أديبٌ مُؤَدب. وَقَالَ مُزَاحم الْعقيلِيّ: وهُنَّ يُصَرِّفْن النَّوَى بَين عالِجٍ ونَجْرَانَ تَصْرِيفَ الأدِيبِ المُذَلَّلِ وَقَالَ أَبُو عَمْرو يُقَال: جَاشَ أَدَبُ الْبَحْر، وَهُوَ كَثْرَة مَائه وَأنْشد: عَن ثَبَجِ الْبَحْر يَجِيشُ أَدَبُه وَقَالَ أَبُو زيد: أَدُبَ الرجل يَأْدُبُ أَدَباً فَهُوَ أَديب وأَدِبٌ، وأَرُبَ يَأْرُبُ إِرْبةً وأَرَباً فِي العَقْلِ فَهُوَ أَرِيبٌ. انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم. (بَاب الدّال وَالْمِيم) د م (وايء) أَدَم، دوم، ديم، دمى، أمد، وَمد، مأد، دأَم. دوم ديم: قَالَ اللَّيْث: دَامَ الشيءُ يَدُوم دَوْماً، والدِّيمةُ مَطَرٌ يَدُوم يَوْمًا وَلَيْلَة أَو أَكثر. وَفِي حَدِيث عَائِشَة: أَنَّهَا سُئِلتْ هَل كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُفَضِّلُ بعض الْأَيَّام على بعض فَقَالَت: كَانَ عَمَلهُ دِيمَةً. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيّ وَغَيره: أصل الدِّيمَةِ المطرُ الدَّائمُ مَعَ سُكُون. قَالَ أَبُو عبيدُ: فَشَبَّهَتْ عائشةُ عملَه فِي دوامِه مَعَ الاقتصاد بِدِيمةِ الْمَطَر. قَالَ: ويُرْوَى عَن حُذيفة أَنه ذكر الفِتَن فَقَالَ: إِنَّهَا لَتَأْتِيَنَّكُم دَيماً ديماً يعْنِي أَنَّهَا تَملأ الأَرْض مَعَ دوَام وَأنْشد: ديمةٌ هَطْلاَءُ فِيهَا وَطَف طَبَّق الأرضَ تَحَرَّى وتَدُر وَجمع الدِّيمة دِيَم.

وَقَالَ شمر يُقَال: ديمةٌ وديْمٌ. وَقَالَ الْأَغْلَب: فَوَارِسٌ وَحَرْشَفٌ كالدِّيْمِ لَا تَتَأَنَّى حَذرَ الكُلُومِ وَرُوِيَ عَن أَبي العَمَيْثَل أَنه قَالَ: ديْمَةٌ وَجَمعهَا ديُومٌ بِمَعْنى الدِّيمة. وَقَالَ خَالِد بن جَنْبَة: الدِّيمةُ من الْمَطَر الَّذِي لَا رَعْد فِيهِ وَلَا بَرْقَ وتَدوم يومَها. وَقَالَ أَبُو عُبيد: من أَسمَاء الْخمر المُدام والمُدَامَةُ. قَالَ اللَّيْث: سميت مُدامة لِأَنَّهُ لَيْسَ شَيْء من الشَّرَاب يُستطاع إدامَةُ شُرْبِه غيرَها. وَقَالَ غَيره: سمّيَتْ مُدامة لِأَنَّهَا أُديمَتْ فِي الدِّنِّ زَمَانا حَتَّى سَكَنَتْ بَعْدَمَا فارَتْ، وكل شَيْء يسكن فقد دَامَ، وَمِنْه قيل للْمَاء الَّذِي سَكَنَ فَلَا يجْرِي: دائمٌ. وَنهى النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنْ يُبَالَ فِي المَاء الدَّائم ثمَّ يُتوضأ مِنْهُ، وَهُوَ المَاء الراكد السَّاكِن، وكل شيءٍ سَكَّنْتَه فقد أَدمْتَه، وَقَالَ الشَّاعِر: تَجِيشُ عَلَيْنا قِدْرُهُم فَنُدِيمُها ونَفْثَؤُهَا عنَّا إِذا حَمْيُها غَلاَ قَوْله: نُديمها نُسَكِّنُها، ونَفْثَؤها نَكْسِرُها بالماءِ. وَيُقَال للطائر إِذا صَفَّ جناحيه فِي الْهَوَاء وسكنَّهما وَلم يحركهما كَمَا تفعل الحِدأ والرَّخم: قد دَوَّمَ الطَّائِر تَدْويماً لِسكونه وتركِهِ الخَفَقَانَ بجناحين. وَقَالَ اللَّيْث: التَّدْوِيمُ تحلِيقُ الطائرِ فِي الْهَوَاء ودَوَرَانُه، وَالشَّمْس لَهَا تدويمٌ كَأَنَّهَا تَدُور بدورانها وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: والشَّمْسُ حَيْرَى لَهَا فِي الجوِّ تَدْوِيمُ وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم فِي قَوْله: وَالشَّمْس حَيْرَى: تَقِفُ الشمسُ بالهاجِرَةِ عَن الْمسير مِقْدَارَ مَا تسير سِتِّينَ فرسخاً تَدور على مَكَانهَا، وَيُقَال: تَحَيَّرَ الماءُ فِي الرَّوْضَة إِذا لم تكن لَهُ جِهَة يَمْضِي فِيهَا فَيَقُول: كَأَنَّهَا مُتَحَيِّرَةٌ لدورانها قَالَ: والتَّدويم الدَّوَرَان يُقَال: دوَّمَتْ الشمسُ إِذا دارتْ. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: أَخذه دُوَامٌ فِي رَأسه مثل الدُّوَار، ودُوَّامةُ الغُلام بِرفع الدَّال وَتَشْديد الْوَاو، ودوَّمْتُ القِدْرَ وأَدمْتُهَا إِذا كَسَرْتَ غَلَيانها قَالَ: ودوَّم الطائرُ فِي السَّمَاء إِذا جَعل يَدُور، ودوَّى فِي الأَرْض وَهُوَ مِثْل التَّدويم فِي السَّمَاء، قَالَ وَقَول ذِي الرمة: حَتَّى إِذا دوّمَتْ فِي الأَرْض راجعهُ كِبْرٌ وَلَو شَاءَ نَجَّى نفسَه الْهَرَب استكراه. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: ذكر الأصمعيّ أَن التَّدويمَ لَا يكون إِلَّا من الطَّائِر فِي السَّمَاء، وَعَابَ على ذِي الرُّمَّة قولَه، وَقد

قَالَ رؤبة: تَيْماء لَا يَنْجُو بهَا مَنْ دوَّما إِذا علاها ذُو انْقِبَاضٍ أجْذَمَا أَي أسْرع. وَقَالَ شمر: دوَّامَةُ الصَّبِي بِالْفَارِسِيَّةِ دوَابَهْ وَهِي الَّتِي يَلْعَبُ بهَا الصّبيان، تُلَفُ بِسَيْرٍ أَو خَيْط ثمَّ تُرْمَى على الأَرْض فتدور. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: دوَّمْتُ الشيءَ بَلَلْتَه، قَالَ ابْن أَحْمَر: وَقد يُدَوِّمُ ريقَ الطامِعِ الأملُ أَي يَبُلُّه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: دامَ الشيءُ إِذا دارَ، وَدَامَ إِذا وقف، ودامَ إِذا تَعِبَ. وَقَالَ اللَّيْث: تَدْوِيمُ الزَّعْفَرَان: دوْفُه وإدارَتُه فِي دوْفِه وَأنْشد: وَهُنَّ يَدُفْنَ الزَّعْفَرَانَ المُدَوَّفَا والدَّوْمُ شَجَر الْمُقْل الْوَاحِدَة دوْمَةٌ، وقرأت بِخَط شَمِر. وَقَالَ أَبُو سعيد: الضَّرِير: دوْمَةُ الجندل فِي غَائِط من الأَرْض، خَمْسَة فراسخ. قَالَ: وَمن قِبَلِ مَغْرِبِهِ عَيْنٌ تَثُجُّ فتَسْقِي مَا بِه من النَّخِيل وَالزَّرْع قَالَ: ودوْمَةُ ضاحيةٌ بَين غَائطها، هَذَا واسمُ حصنها مارِدٌ، وَسميت دوْمَةَ الجندل. فِي حَدِيث رَوَاهُ أَبُو عبيد لأنَّ حِصْنَها مَبنيٌّ بالجندل. قَالَ: والضَّاحِيَةُ من الضَّحْل مَا كَانَ بارزاً من هَذَا الغَوْط، وَالْعين الَّتِي فِيهِ، وَهَذِه الْعين لَا تَسْقِي الضاحية. قَالَ وَغَيره يَقُول: دُومَة بِضَم الدَّال، وَسمعت دَومَة الجندل فِي حَدِيث رَوَاهُ أَبُو عبيد قلت: وَرَأَيْت أَعْرَابِيًا بِالْكُوفَةِ سُئِلَ عَن بَلَدِه فَقَالَ: دوْمَة الجندل. وَقَالَ شمر: سمِّيت الخمرُ مُدامةً إِذْ كَانَت لَا تَنْزَفُ مِنْ كثرتها فَهِيَ مُدامة ومُدام. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: يُقَال لَهَا: مدامة لِعِتْقِهَا. أَبُو عبيد عَن الْفراء: استدَامَ الرجل غَرِيمَه واسْتَدماه إِذا رَفِقَ بِهِ. وَقَالَ اللَّيْث: استدامةُ الْأَمر الأناةُ فِيهِ، وَأنْشد: فَلَا تَعْجَلْ بأَمْركَ واسْتَدمْه فَمَا صَلَّى عَصاك كَمُسْتَديمِ وَتَصْلِيةُ العَصا إدارتُها على النَّار لتستقيم، واستدامتُها التأنِي فِيهَا، أَي مَا أحْكَمَ أَمْرَها كالتَّأَنِّي. وَقَالَ شَمِر: المستديمُ المُبَالِغُ فِي الْأَمر واسْتَدِمْ مَا عِنْد فلَان: أَي انْتظِرْهُ وارْقُبْه. قَالَ: وَمعنى الْبَيْت: مَا قَامَ بحاجتك مثلُ مَن يُعْنَى بهَا ويُحبُّ قَضاءَها. وَقَالَ شَمِر: فِيمَا قَرَأت بِخَطِّهِ: الدَّيمُومَة الأرضُ المُسْتَوِيَةُ الَّتِي لَا أَعلامَ بهَا وَلَا طريقَ وَلَا ماءَ وَلَا أنيسَ، وَإِن كانتْ

مُكْلِئَةً. وهُنَّ الدَّيامِيمُ. يُقَال: عَلَوْنا دَيمُومةً بعيدَة الغَوْر، وعلونا أَرضًا دَيمُومةً مُنكرةً. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الدَّيامِيمُ: الصحارى. وَقَالَ المؤرج: هِيَ الصحارى المُلْسُ المتباعدةُ الْأَطْرَاف. قَالَ شَمِر وَقَالَ الأصمعيّ: الإيدَامةُ أَرض مستوية صلبة ليستْ بالغليظة وَجَمعهَا الأَيادِيمُ، قَالَ وَيُقَال: أُخِذتْ الإيدَامةُ من الأَديم، قَالَ ذُو الرمة: كأنهن ذُرَى هَدْي محوَّبة عَنْهَا الجِلال إِذا ابْيَضَّ الأيادِيم وابيضاض الأياديم لِلسَّرابِ. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: الإيدامَةُ الصُّلبة من غَيْرِ حِجارة وَيُقَال: دِيمَ وأُديم إِذا أَخَذه دُوَار، والإدامَةُ تَنْقِيرُ السَّهْم على الْإِبْهَام. وَأنْشد أَبُو الْهَيْثَم: فاسْتَلَّ أَهْزَعَ حنَّانا يُعَلِّلُهُ عِنْد الإدامةِ حَتَّى يَرْنُوَ الطَّرِبُ ودوَّمَتْ عَيناهُ تدويماً إِذا دارَت حَدَقَتُها. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الإيدَامةُ من الأَرْض السَّنَد الَّذِي لَيْسَ بشَديد الإشرافِ، وَلَا يكون إِلَّا فِي سُهولِ الأَرْض، وَهِي تَنْبُتُ وَلَكِن فِي نبتها زَمَرٌ لِغِلَظِ مَكانها وقِلَّة استقرارِ المَاء فِيهَا. أَدَم: فِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ للْمُغِيرَة بن شُعْبَة، وخَطبَ امْرَأَة: (لَو نظرتَ إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَجْدَى أَن يُؤْدَم بَيْنكُمَا) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْكسَائي: قَوْله: يُؤْدم يَعْنِي أَن تكون بَينهمَا الْمحبَّة والإتفاق يُقَال مِنْهُ: أَدمَ الله بَينهمَا يَأْدِم أَدْماً. وَقَالَ أَبُو الْجراح مثله. قَالَ أَبُو عبيد: وَلَا أَدْرِي الأَصْل فِيهِ إِلَّا من أَدْمِ الطَّعامِ لِأَن صلاحَه وطيبه إِنَّمَا يكون بالإدام، وَلذَلِك يُقَال: طَعَام مَأدُومٌ، وقَالتْ امْرَأَة دُرَيد بن الصمَّة لَه وأَراد أَنْ يُطَلّقها: أَبَا فلَان أَتُطَلِّقُني فوَاللَّه لقد أَطْعَمتُكَ مَأْدُومي وأبثَثْتُكَ مَكْتُومي وَأَتَيْتُك باهِلاً غيرَ ذَات صِرار. قَالَ أَبُو عبيد: وَيُقَال: آدم الله بَينهمَا يُؤْدِمُ إيداماً أَيْضا، وَأنْشد فَقَالَ: والبِيضُ لَا يُؤْدِمن إِلَّا مُؤْدَما أَي لَا يحببن إِلَّا مُحَبَّباً مَوْضِعاً لذَلِك. أَبُو عُبَيد عَن الْفراء أَنه قَالَ: الأُدْمَةُ: الوَسِيلةُ إِلَى الشَّيْء، يُقال: فُلانٌ أُدْمَتِي إِلَيْك أَي وَسِيلَتِي. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: بَينهمَا أُدْمَةٌ ومُلْحة أَي خُلْطةٌ، قَالُوا: الأُدْمَةُ فِي النَّاس شربةٌ من سَواد، وَفِي الْإِبِل والظباء، بَيَاض، يُقَال: ظبيةٌ أَدمَاءُ، وَلم أسمع أحدا يَقُول للذّكر من الظباء: آدم وَإِن كَانَ قِيَاسا. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الآدمُ من الْإِبِل الْأَبْيَض فَإِن خَالَتْه حُمرةٌ فَهُوَ أصْهَبُ فَإِن

خالَطْت الحمرةُ صَغاهُ فَهُوَ مُدمَّى، قَالَ: والأُدمُ من الظباء بيضٌ تعلوهن جُدَدٌ فِيهِنَّ غُبرةٌ، فَإِن كَانَت خالصةَ الْبيَاض فهيَ الآرَامُ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد الْأَنْبَارِي عَن أَحْمد بن عبيد بن نَاصح قَالَ: كُنَّا نَأْلَفُ مَجْلسَ أبي أَيُّوب ابْن أُخْت أبي الْوَزير، فَقَالَ لنا يَوْمًا، وَكَانَ ابْن السِّكِّيتِ حَاضرا: مَا تقولُ فِي الأُدمِ من الظبا؟ فَقَالَ: هِيَ البيضُ البُطونِ السُّمْر الظُّهُور يَفصِلُ بَين لَوْن ظُهُورهَا وبُطونها جُدَّتان مِسْكيَّتان، قَالَ: فالتَفَتَ إليّ فَقَالَ: مَا تَقول يَا أَبَا جَعْفَر؟ فَقلت: الأُدْمُ على ضَرْبين، أما الَّتِي مَساكِنُها الجبالُ فِي بِلَاد قيسٍ فَهِيَ على مَا وَصَف، وأمَّا الَّتِي مَساكنُها الرَّملُ فِي بِلَاد تَميم فَهِيَ الخوالِص البَيَاضِ، فَأنْكر يعقوبُ، وَاسْتَأْذَنَ ابنُ الْأَعرَابِي على تَفيئَة ذَلِك، فَقَالَ أَبُو أَيُّوب: قد جَاءَكُم من يَفْصِلُ بَيْنكُم، فَدخل فَقَالَ لَهُ أَبُو أَيُّوب: يَا أَبَا عبد الله مَا تَقول فِي الأُدم من الظِّباء؟ فَتكلم كَأَنَّمَا يَنْطِق عَن لِسَان ابْن السِّكِّيت؛ فَقلت: يَا أَبَا عبد الله مَا تَقول فِي ذِي الرُّمة؟ قَالَ: شَاعِر، قلتُ: مَا تَقول فِي قَصيدته صَيْدَح؟ قَالَ: هُوَ بهَا أعرف مِنها فَأَنْشَدته: مِن المُؤْلِفاتِ الرملَ أدماءُ حُرَّةٌ شُعَاعُ الضُّحَى فِي مَتْنِها يَتَوَضَّحُ فَسَكَتَ ابْن الْأَعرَابِي، وَقَالَ: هِيَ الْعَرَب تَقول مَا شَاءَتْ. وَقَالَ الزّجاج: يَقُول أهل اللُّغَة: آدَم: اشتقاقه من أَدِيم الأَرْض لِأَنَّهُ خُلِق من تُراب، وَكَذَلِكَ الأُدْمَةُ إِنَّمَا هِيَ مُشَبَّهة بلون التُّراب، وَنَحْو ذَلِك قَالَ اللَّيْث، قَالَ: والأَدَمُ جمع الأَدِيم، قَالَ: وأَدِيمُ كلِّ شيءٍ ظاهرُ جِلْدِه وأَدَمَةُ الأرضِ وجهُها والإدام والأَدْم مَا يُؤْتَدم بِهِ مَعَ الْخبز. وَفِي الحَدِيث: (نعم الإدامُ الخَلُّ وطَعَامٌ مأْدُومٌ) . أَبُو حَاتِم عَن الأصمعيّ: يُقَال للجلد إهَاب وَالْجمع أُهُب وأَهَبٌ مُؤَنّثَة. قَالَ: فَأَما الأَديمُ والأفقُ فمذكر، إِلَّا أَن يقْصد قصد الْجُلُود، والأدمة. فَتَقول: هِيَ الْأدم والأفق، يُقَال: أَدِيم وآدمة فِي الْجمع الْأَقَل على أَفعلهُ يُقَال: ثَلَاثَة آدمةٌ وأربعةُ آدمةٍ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: رجلٌ مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ وَهُوَ الَّذِي قد جَمَع لينًا وشِدَّة مَعَ الْمعرفَة بالأمور. قَالَ: وأصلهُ من أَدمةِ الْجلد وبَشَرَتهِ فالبَشَرة ظاهِرهُ وَهِي مَنْبِت الشَّعْر والأَدمةُ باطِنُهُ وَهُوَ الَّذِي يَلِي اللَّحْم، قَالَ: فَالَّذِي يُراد مِنْهُ أَنه قد جمع لِينَ الأدَمَةِ وخُشونَة البَشَرة وجَرَّبَ الْأُمُور وَنَحْو ذَلِك. قَالَ أَبُو زيد.

وَقد يُقَال: إِنَّمَا يُعَاتَبُ الأَديمُ ذُو البَشَرة أَي يُعاد فِي الدِّباغ، وَمَعْنَاهُ إِنَّمَا يُعاتَبُ مَن يُرجى، وَمن بِهِ مُسْكَةٌ وقوةٌ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ: أَن أَبَا عدنان أخبرهُ عَن الأصمعيّ قَالَ: يُقَال: فلانٌ مَأْدُومُ مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ أَي هُوَ جامعٌ يصلح للشدة والرَّخاء. وفلانٌ أَدَمَةُ بني فلَان، وَقد أَدَمَهم يَأْدُمُهم، وَهُوَ الَّذِي عَرَّفهم النَّاس. قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: فلَان مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ كريمُ الْجلد غليظه جَيِّده، وَمن أمثالهم: سَمْنُكم هُريق فِي أَدِيمكم أَي فِي مأدومكم. وَيُقَال: فِي سِقائكم، وأَتَيْتُه أَدِيمَ الضُّحَى أَي عِنْد ارْتِفَاع الضُّحَى. سَلمَة عَن الْفراء: يُقَال: بَشَرْتُه وأَدَمْتُه ومَشَنْتُه أَي قَشَرتُه وَيجمع آدَمُ أَوَادِم، والإيدَامَةُ الأَرْض الصُّلْبةُ مَأْخُوذ من أَدِيمِ الأَرْض وَهُوَ وَجْهُها. دمى: قَالَ اللَّيْث: الدَّمُ معروفٌ والقطعة مِنْهَا دَمَةٌ واحدةٌ، وكأَنَّ أَصله دَمَيٌ لِأَنَّك تَقول دَمِيَتْ يدُه. وَقَالَ غَيره: الأَصْل: دَمًا. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: الدَّمُ اسْم على حَرْفين فَقَالَ بَعضهم فِي تثنيته الدَمَيَان وَفِي جمعه الدِّماء. وَقَالَ بَعضهم: الدَّمان. وَأنْشد: فَلَوْ أَنَّا على حَجَرٍ ذُبِحْنا جَرَى الدَّمَيَانِ بالخَير اليَقِينِ فَثَنَّاه بِالْيَاءِ، وَيُقَال فِي تصريفه: دَمِيَتْ يَدِي تَدْمى دَماً فَيُظْهِرُون فِي دَمِيَتْ وتَدْمى الْيَاء، وَالْألف اللَّتَيْنِ لم يجدوهما فِي دَمٍ. قَالَ: ومِثله يَدٌ أصلُها يَدْيٌ. وَقَالَ أَبُو عُبيد: الدَّامِيَةُ من الشِّجَاجِ هِيَ الَّتِي تَدْمَى مِن غير أَن يسيلَ مِنْهَا دَمٌ وَمِنْهَا دَمٌ، وَمِنْهَا الدَّامِعةُ وَهِي الَّتِي يسيلُ مِنْهَا الدَّم. وَقَالَ اللَّيْث: الدُّمْيَةُ الصَنَم وَالصُّورَة المنَقَّشة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للْمَرْأَة الدُّمْيةُ يكْنى عَن الْمَرْأَة بهَا. وَقَالَ اللَّيْث: وبَقْلَةٌ لَهَا زهرَة يُقَال لَهَا: دُمْية الغِزلان. أَبُو عُبيد عَن أبي عَمْرو: المُدَمَّى من الثِّيَاب: الأَحْمَرُ. وَقَالَ اللَّيْث: المدَمَّى من الْخَيل: الأَشْقَرُ الشديدُ الحُمرة. شِبه لون الدَّم، وكل شَيْء فِي لَونه سَواد وَحُمرَة فَهُوَ مُدمًى. وَقَالَ أَبُو عُبيد: كُمَيْتٌ مُدمًى إِذا كَانَت سراتُه شَدِيدَة الحُمْرة إِلَى مَرَاقِّه، والأَشقر المدَمَّى الَّذِي لون أَعلَى شَعْرَتِه تعلوها صُفرة كلون الكُمَيت الْأَصْفَر. وَقَالَ طُفَيْلٌ:

وكُمْتاً مُدَمَّاةً كأَنَّ مُتُونَها جَرَى فَوْقَها واسْتَشْعَرتْ لَوْنَ مَذْهَب يَقُول: تَضْربُ حمْرتها إِلَى الكُلفَةِ لَيست بشديدة الحُمرة. وَفِي حَدِيث سَعْدٍ أَنه رَمَى بسهمٍ مُدَمًى ثَلَاث مَرَّات فَقَتَلَ بِهِ رجلا من الْكفَّار. وَقَالَ شمر: المُدَمَّى الَّذِي يَرْمِيه الرجلُ العدوَ ثمَّ يَرْمِيه العَدُوُّ بذلك السهْم بِعَيْنِه كَأَنَّهُ دمِّيَ بِالدَّمِ حَتَّى وَقَع بالمرْمِيِّ. وَيُقَال: سُمِّي مُدَمًّى لِأَنَّهُ أحْمَر من الدَّم، وسَهْمٌ مُدمَّى قد دمِّيَ بِهِ مرّة، وَقد جاءَ فِي بعض الْأَحَادِيث، وَجمع الدُّمْية دُمًى. وَمد: أَبُو عُبيد عَن الكسائيّ: إِذا سَكَنَتْ الريحُ مَعَ شِدّة الْحر فَذَلِك الوَمَدُ. يُقَال: لَيْلَة وَمِدَةٌ وَقد وَمِدَتْ تَوْمَد وَمداً. وَقَالَ اللَّيْث: الوَمَدَة تَجِيء فِي صميم الحرّ من قِبل الْبَحْر، حَتَّى تَقَع على النَّاس لَيْلًا. قلت: وَقد يَقع الوَمَد أَيَّام الخريف أَيْضا وَيُقَال: لَيْلَة وَمِدٌ بِغَيْر هَاء وَمِنْه قَول الرَّاعِي يصف امْرَأَة: كأَنَّ بَيضَ نعامٍ فِي مَلاحِفِها إِذا اجْتلاهن قَيْظاً ليلةٌ وَمِدٌ قلت: والوَمَد لَثَقٌ ونَدًى يَجِيء من جِهَة الْبَحْر إِذا ثار بخارُه، وهَبَّتْ بِهِ الرِّيحُ الصَّبا، فَيَقَع على الْبِلَاد المتاخمة لَهُ مثل نَدَى السَّماءِ وَهُوَ مؤذٍ للنَّاس جِداً لِنَتْن رائحتِه، وكُنا بِنَاحِيَة الْبَحْرين إِذا حَلَلنا بالأسياف، وهَبَّتْ الصَّبا بَحْرِيةً لم نَنْفَك مِن أَذَى الوَمَد، فَإِذا أَصْعَدْنا فِي بِلاد الدَّهناء لم يُصِبنَا الوَمَدُ. (مأد) : أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: مَأْد الشَّباب نَعْمتُه. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي عَن الْكسَائي: ومَدَ عَلَيْهِ ووبَدَ ومْداً، إِذا غضب عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: مَأَد الْعود يَمْأَدُ مَأْداً إِذا امْتَلأ من الرِّيِّ فِي أول مَا يجْرِي المَاء فِي العُود فَلَا يزَال مائداً مَا كانَ رَطْباً. وَقَالَ اللَّيْث: المأدُ من النَّبَات مَا قد ارتوى، يُقَال: نباتٌ مَأْدٌ وَقد مَأَدَ يَمأَدُ فَهُوَ مَأْد، وأَمْأَدَ الرِّيُّ والربيعُ وَنَحْوه وَذَلِكَ، إِذا خرج فِيهِ المَاء أَيَّام الرّبيع، وَيُقَال لِلْجَارِيَةِ التارَّة: إِنَّهَا لَمأدَةُ الشَّبابِ وَهِي تَمْؤودَةٌ ويَمْؤُودةٌ. قَالَ: والمأد فِي لُغَة أهل الشَّام: النَّزُّ الَّذِي يظْهر بِالْأَرْضِ قبل أَن يَنْبع. وَأنْشد أَبُو عبيد: مَادُ الشبابِ عَيْشَها المُخرْفَجَا مَاء غَيْر مهموزٍ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي قَوْله تَعَالَى: {أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَآءِ} (الْمَائِدَة: 114) الْمَائِدَة فِي الْمَعْنى مَفْعوله ولفظها فَاعِله، قَالَ: وَهِي مثل عِيشة راضية، وَقَالَ: إِن الْمَائِدَة مِن العَطاء والممْتاد الْمَطْلُوب مِنْهُ العَطاء

مُفْتَعَلٌ وَأنْشد: إِلَى أَميرِ الْمُؤمنِينَ المُمْتاد قَالَ: وَماد زيدٌ إِذا أعطَاهُ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: الأَصْل عِنْدِي فِي مائدة، أَنَّهَا فاعلة من ماد يَمِيد إِذا تحرّك وَكَأَنَّهَا تميد بِمَا عَلَيْهَا. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أَحْمد بن يحيى قَالَ: مادَهُم يَميدُهم إِذا زَادَهم وَأنْشد: إِلَى أَمِيرِ الْمُؤمنِينَ المُمْتَاد قَالَ: وَإِنَّمَا سمِّيت المائدةُ مائِدةً لِأَنَّهُ يُزَاد عَلَيْهَا. قَالَ أَبُو بكر: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: سُمِّيتْ المائدةُ مائِدةً لِأَنَّهَا مِيدَ بهَا صَاحبُها أَي أُعطِيها وتُفُضِّل عَلَيْهِ بهَا. والعربُ تَقول: مَادنِي فلَان يَميدُني إِذا أَحْسن إليّ. قَالَ: وَقَوله إِلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ الممتاد. أَي المتَفَضِّل على النَّاس. وَقَالَ الجَرْمِي: يُقال: مائِدةٌ ومَيْدَةٌ، وَأنْشد: ومَيْدَةٌ كَثيرةُ الألوان تُصْنَعُ للاخوانِ والجِيرانِ قَالَ: وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: المائِدُ الَّذِي يَركَبُ البحرَ فَتَغْثَى نَفْسُه من نَتْنِ ماءِ الْبَحْر حَتَّى يُدَارَ بِهِ، ويَكاد يُغْشَى عَلَيْهِ فَيُقَال: مادَ بِهِ البحرُ يَمِيد بِهِ مَيْداً، ورجلٌ مائدٌ، وَقوم مَيْدى. قَالَ: وسمِعْتُ أَبَا العبَّاس وَسُئِلَ عَن قَول الله جلّ وعزّ: {أَن تَمِيدَ بِكُمْ} (النَّحْل: 15) فَقَالَ: تحَرَّكَ بكم وتَزَلْزَلَ، ومَاد يَمِيدُ إِذا تَثَنَّى وتَبَخْتَر. وَقَالَ الْفراء: سَمِعت الْعَرَب تَقول: الميْدَى الَّذين أَصابَهم المَيْدُ من الدُّوَار، قَالَ وَيُقَال: مَاد أهلَه إِذا غَارَهم ومادهم. قَالَ وَيُقَال: ابْن الْأَعرَابِي: مَاد إِذا تَجِرَ وماد إِذا أَفْضَلَ. دَامَ: قَالَ اللَّيْث: الدَّأْمُ إِذا رفعتَ حائِطاً فَدَأَمْتَه بمَرَّةٍ وَاحِدَة على شَيْء فِي وَهْدَةٍ تَقول: دَأَمته عَلَيْهِ، قَالَ: وتَدَأَّمَتْ عَلَيْهِ الأمواج والأهوالُ والهموم وَأنْشد: تَحتَ ظِلال الموْج إِذْ تَدَأَّمَا أَبُو عُبَيد قَالَ الأصمعيّ: تَدَاءَمه الأمرُ مثل تَدَاعَمَه إِذا تراكَمَ عَلَيْهِ وَتكَسَّر بعضُه فَوق بعض. وَقَالَ أَبُو زيد: تَدَأَّمْتُ الرجلَ تَدَوُّماً إِذا وَثَبْتَ عَلَيْهِ فركبتَه. قَالَ أَبُو عبيد: والدَّأْماءُ البحرُ. وَقَالَ الأفوه الأوْديّ: والليلُ كالدَّأْماءِ مُسْتَشْعِرٌ من دونِه لَوْناً كَلَونِ السَّدُوس مدى: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَمْدَى الرجلُ إِذا أَسَنَّ.

قلت: هُوَ من مَدَى الْغَايَة، ومدَى الأجَل منتهاه. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أمدى الرجل إِذا سُقِي لَبَناً فأَكْثر. وَقَالَ رؤبة: مُشَبّههٌ مُتيّةٌ تَيهاؤُه إِذا المَدَى لم يُدْرَ مَا مَيدَاؤه قَالَ: المِيداءُ مِفْعالٌ من المَدَى، وَهُوَ الْغَايَة والقَدْر يُقَال: مَا أَدْرِي مَا مِيداءُ هَذَا الْأَمر؟ يَعْنِي قَدْرَهُ وغايَتَه، وَهُوَ بمِيداءِ أرضِ كَذَا إِذا كَانَ بِحِذَائِها يَقُول: إِذا سَار لم يَدْرِ أَمَا مَضَى أكثَرُ أمْ مَا بَقِيَ؟ قلت: قَوْله: المِيدَاءُ مِفعال فِي المَدَى غَلَط لِأَن المِيمَ أصليةٌ وَهُوَ فِيْعالٌ من المَدَى كأَنه مصدر مادى مِيدَاءً على لُغَة من يَقُول: فاعلتُ فِيْعالاً. وَفِي الحَدِيث: أَن النَّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَتَب ليهود تَيْمَاء أنَّ لَهُم الذِّمةَ وَعَلَيْهِم الجِزْيَة بِلَا عَدَاءٍ، النهارُ مَدَى والليلُ سُدًى. وَكتب خَالِد بن سعيد: المَدَى الغايةُ أَي ذَلِك لَهُم أبدا، مَا كَانَ النهارُ، والليلُ سُدًى أَي مُخَلَّى، أَرَادَ مَا تُرك اللَّيْلُ والنهارُ على حَالهمَا، وَذَلِكَ أَبَداً إِلَى يَوْم الْقِيَامَة. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: والمَدِيُّ الحَوْضُ الَّذِي لَيْسَتْ لَهُ نَصَائِبُ، وَأنْشد غَيره قَول الرَّاعِي يذْكر مَاء وَرَدهُ: أَثَرْتُ مَدِيَّهُ وأَثَرْتُ عَنهُ سَوَاكِنَ قَدْ تَبَوَّأْنَ الحُصونَا والْمُدْيُ مِكْيالٌ يأْخُذ جَرِيياً. وَفِي الحَدِيث: أَن عليا أجْرى للنَّاس المُدْيَيْنِ والقِسْطَيْن، فالمُدْيانِ الجريبان، والقسطان قِسطانِ من زَيْتٍ كَانَ يُرْزُقُها الناسَ. وَيُقَال: تَمادَى فلَان فِي غَيِّه إِذا لَحَّ فِيهِ وأَطال مَدَى غَيِّه أَي غَايَته. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي: أَرْمي وإِحدى سِيَتَها مَدْيَهْ إِن لم تصب قلباً أَصَابَت كُلية قَالَ سَمِعت أَبَا عرْعرة الْكَلْبِيّ يَقُول: هِيَ المدية وَهِي كَبِدُ الْقوس وَأنْشد هَذَا الْبَيْت. أمد: قَالَ الله جلَّ وعزّ: {الْحَقِّ وَلاَ يَكُونُواْ كَالَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الاَْمَدُ فَقَسَتْ} (الْحَدِيد: 16) قَالَ شَمِر: الأمَدُ مُنْتَهى الْأَجَل، قَالَ: وللإنسان أمَدَان أَحدهمَا ابتداءُ خَلْقِه الَّذِي يظْهر عِنْدَ مولده وإياه عَنَى الحجاجُ حِين سَأَل الحسنَ فَقَالَ لَهُ: مَا أَمَدكَ؟ فَقَالَ: سنتَانِ من خلَافَة عَمر، أَرَادَ أَنه وُلِد لِسنتَيْنِ بَقِيَتَا من خِلافة عمر، والأمَدُ الثَّانِي الموتَ، قَالَ: وأَمَدُ الخيلِ فِي الرِّهان مَدَافِعُها فِي السباق، ومنتهى غايتها الَّتِي تستبق إِلَيْهِ، وَمِنْه قَول النَّابِغَة:

سَبْقَ الجوادِ إِذا استولى على الأمَدِ أَي غَلَبَ على مُنتهاه حِين سَبَق رَسيله إِلَيْهِ. عَمْرو عَن أَبِيه: يُقَال للسفينة إِذا كَانَت مشحونة: عامدٌ وآمِدٌ وعامِدةٌ وآمِدَةٌ وَقَالَ: السَّامِدُ العاقِلُ، والآمِدُ المملوء من خيرٍ أَو شرَ، وآمِدُ بلد مَعْرُوف. أَبُو عبيد عَن الْفراء: أمدَ عَلَيْهِ وأَبِدَ إِذا غَضَبَ. وَالله أعلم انْتهى.

بَاب اللفيف من حرف الدّال دَد، دود، دو، دوى، دا، داى، آد، أدا، وَاد، ودا، أيد، أيادى، أديى، أَدَّاهُ، ودى، دوى، تودية، وَادي، ود، دودي، أد، يَدي، در. ددّ: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (مَا أَنَا مِن دَدٍ وَلَا الدَّدُ منّي) ، وَقد مرَّ تَفْسِيره، وَقَالَ أَبُو عبيد: الدَّد اللَّهْو واللَّعب: قَالَ وَقَالَ الْأَحْمَر: فِي الدَّد ثلاثُ لُغاتٍ، يُقَال: هَذَا دَدٌ على مثالي يَدٍ ودمٍ، وَهَذَا دداً على مِثَال قفاً وعَصاً، وَهَذَا دَدَنٌ على مِثال حزنٍ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: دَدٌ، ودَدا وديدٌ وديدانٌ وَدَدَنٌ ودَيْدَبون: اللَّهْو، الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت: مَا أَنا من ددي وَلَا ددي مِنِّيَهْ، يُرِيد مَا أَنا من الْبَاطِل وَلَا الباطلُ مني، قَالَ: وَمن الْعَرَب من يَحذِفُ الْيَاء فَيَقُول: مَا أَنا من دَدٍ وَلَا دَدٌ مني، وَقَالَ اللَّيْث: دَدٌ حِكَايَة الاستنان للطَّرب، وضَرْبِ الْأَصَابِع فِي ذَلِك، وَإِن لم تضرب بعد الجري فِي بِطالةٍ فَهُوَ دَدٌ. وَقَالَ الطِّرِمَّاح: واسْتَطْرَبت ظُعْنُهمْ لمَّا احْزَأَل بهم آل الضُّحى ناشِطاً من داعِبات دَدِ أَرَادَ بالنَّاشط: شَوْقاً نازِعاً. قَالَ اللَّيْث: وأنشده بَعضهم: من دَاعبٍ دَدِدِ. قَالَ: لمَّا جعله نَعْتاً للدَّاعبِ كَسَعةُ بدال ثَالِثَة لِأَن النَّعتَ لَا يتمكَّن حَتَّى يتم ثَلَاثَة أحرف فَمَا فَوق ذَلِك فَصَارَ دَدِدٍ نَعْتاً للداعب. قَالَ: فَإِذا أَرَادوا اشتقاق الْفِعْل مِنْهُ لم ينقَدْ لكثرةِ الدَّالاتِ، فيفصلون بَين حرفي الصَّدرِ بِهَمْزَة فَيَقُولُونَ: دَأَد يُدَأْدِدُ دَأْدَدةً، وَإِنَّمَا اخْتَارُوا الْهمزَة لِأَنَّهَا أقوى الْحُرُوف وَنَحْو ذَلِك كَذَلِك. دود ديد: أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: دَادَ الطعامَ يَدَادُ وأَدَادَ يُدِيدُ. وَقَالَ غَيره: دَوَّد يُدَوِّد مثله إِذا صَار فِيهِ الدُّود وَأنْشد: قَدْ أَطْعَمَتْنِي دَقَلاً حَوْليا مُسَوَّساً مُدَوَّداً حَجَرياً وروى أَبُو زيد: ديد فَهُوَ مَدُود بِهَذَا الْمَعْنى. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الدُّوَّادِي مَأْخُوذ من الدُّوَّاد وَهُوَ الخَضْفُ يخرج من الْإِنْسَان.

وَقَالَ غَيره: دودةٌ واحدةٌ ودود كثيرٌ ثمَّ ديدان جمع الْجمع، ودودانُ قبيلةٌ من بني أَسَدٍ. دوا: قَالَ شمر فِيمَا قَرَأت بِخَطِّهِ: قَالَ الْأَصْمَعِي: الدَّوُّ المستوية من الأَرْض المنسوبة إِلَى الدَّوّ. وَقَالَ ذُو الرمَّة: ودوّ ككف المشترِي غيرَانه بِساطٌ لأخماسِ المراسيلِ واسعُ أَي هِيَ مُستوية ككف الَّذِي يصافِق عِنْد صَفْقَةِ البيع. وَقَالَ غَيره: دَوِّيّة وداوِيَّة إِذا كَانَت بعيدَة الْأَطْرَاف مُستوية وَاسِعَة. وَقَالَ العَجَّاج: دَوِّيَّةٌ لِهَوْلِها دَوِيٌّ للريح فِي أَقْرابها هَوِيُّ وَيُقَال: إِنَّمَا سُمِّيت دَوِيَّةً لِدَوِيّ الصّوتِ الَّذِي يُسمع فِيهَا، وَقيل: سمِّيت دَوِيَّة لِأَنَّهَا تُدَوِّي بِمَن صَار فِيهَا، أَي تذْهب بهم، وَيُقَال: قد دَوَّى فِي الأَرْض وَهُوَ ذهابُه، وَقَالَ رؤبة: دَوّى بهَا لَا يَعْذر العَلائلا وَهُوَ يُصادي شزَّنا مَثَائِلا دَوَّى بهَا مَرَّ بهَا يَعْنِي العَيْر وأنثه، قَالَ: وَقَالَ بعض الْعلمَاء: الدَّو أرضٌ مَسيرةُ أربعِ ليالٍ شِبْه تُرْسٍ خَاوِيَةٌ يُسار فِيهَا بالنجوم، ويُخاف فِيهَا الضَّلالُ، وَهِي على طَرِيق البَصرة مُتَياسِرةً إِذا أَصْعدت إِلَى مَكَّة، وَإِنَّمَا سمِّيت الدَّوَّ، لأنَّ الفُرس كَانَت لَطَائمهم تجوز فِيهَا فَكَانُوا إِذا سلكوها تَحَاضُّوا فِيهَا بالجِدّ فَقَالُوا بِالْفَارِسِيَّةِ: دَوْدَوْ، قلت: وَقد قطعتُ الدَّوَّ مَعَ القرامِطة أبادهم الله وَكَانَت مَطْرَقَهم قافلين مِن الهبير فَسَقَوْا ظهْرهمْ، واستقوا بحَفَر أبي مُوسَى الَّذِي على طَرِيق الْبَصْرَة وفَوَّزُوا فِي الدَّوِّ وَوَرَدُوا صَبِيحَة خامسةٍ مَاء يقالُ لَهُ ثبرة، وعَطَبت فِيهَا بُخْتٌ كَثِيرَة من إبِل الحاجّ لبلوغ الْعَطش مِنْهَا والكلال وَأنْشد شمر: بالدَّوِّ أَوْ صَحْرائِه القَمُوصِ قَالَ: وَيُقَال: داويَّة وداوَيةٌ بِالتَّخْفِيفِ وَأنْشد لكثير: أَجْواز داويَةٍ خِلال دِماثِها جُدَدٌ صحاصحُ بَينهُنَّ هُزُومُ أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: دوّى الفَحْل إِذا سمعتَ لهديره دَويّاً، ودَوَّى اللبنُ والمَرَقُ إِذا صَارَت عَلَيْهِ دوَاية. وَقَالَ اللَّيْث: دوَّى الصوتُ يُدَوِّي تَدْوِيَةً. الْأَصْمَعِي: صَدْر فلَان دوٍ على فلَان مَقصور، وَمثله أَرض دوِيَةٌ أَي ذَات أدواء. قَالَ: وَرجل دَوًى ودوٍ أَي مَرِيض. وَجمع الداءِ أَدواء، وَجمع الدَّوَاء أدوية، وَجمع

الدَّواة دُوِيٌّ. قَالَ الْأَزْهَرِي: الدَّوَى جمع دَوَاةٍ مَقْصُور يكْتب بِالْيَاءِ، والدّوَى الدَّاء مصدر يكْتب بِالْيَاءِ وَأنْشد: إلاَّ المقيمَ على الدّوَى المتأفِّنِ والدّوَى الضَّنَى مَقصور يكْتب بِالْيَاءِ وَقَالَ: يُغْضِي كإغضَاءِ الدَّوَى الزَّمِينِ والدَّوى الرجل الأحمق تكْتب بِالْيَاءِ. والدَّواءُ الَّذِي يُتدَاوى بِهِ مَمدُود، وَأنْشد: وأَهْلك مُهْرَ أَبيك الدواءُ فَلَيْسَ لَهُ مِنْ طعامٍ نصيبْ أَي أهلكه ترك الدَّوَاء. وأَمْرٌ مُدَوَ إِذا كَانَ مُغَطًى، وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: وَلاَ أَرْكَبُ الأمْرَ المُدَوِّي سادراً بِعَمْياء حَتَّى أَسْتَبِينَ وأُبصرا ابْن شُمَيْل عَن أبي خَيْرة قَالَ: الدَّويّة الأرْضُ الوَافِرَةُ الْكلأ الَّتِي لم يُؤْكل مِنْهَا شَيْء. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: ماءٌ مُدَوَ وداوٍ إِذا عَلَتْه قُشَيرةٌ، وَكَذَلِكَ دوَّى اللَّبن إِذا عَلَتْه قُشَيْرة، وَيُقَال للَّذي يَأْخُذ تِلْكَ القُشَيْرَة: مُدَّوٍ بتَشْديد الدَّال وَهُوَ مفتعل وَالْأول مُفَعِّل. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: دَاء الرجلُ فَهُوَ يَدَاءُ على مِثال شَاءَ يَشَاء إِذا صَار فِي جَوْفِه الدَّاء وَإِذا أَدْوَى. وَقَالَ شمر: رجلٌ داءٌ ورجلان داءان وَرِجَال أدواء. قَالَ: ورجلٌ دوًى مَقْصُور مثل ضَنًى قَالَ: دَاءَ الرجل إِذا أَصَابَهُ الدَّاء، وأَداء يُدِيءُ إداءةً إِذا اتهمته، وأَدْوَى بِمَعْنَاهُ. وَقَالَ أَبُو زيد: دَاء يَدَاء، وأداءَ يُديء إِذا صَار ذَا دَاء وَيُقَال: فلَان مَيِّتُ الدّاء: إِذا كَانَ لَا يَحْقِد على من يسيء إِلَيْهِ، والدَّوَي الرجل الأحمق مقصورٌ وَأنْشد شمر: وَقد أَقُود بالدّوَي المزَمَّلِ أَخْرسَ فِي السَّفْرِ بَقَاق المنزلِ وَقَالَ الْأَصْمَعِي: خَلاَ بَطني من الطَّعَام حَتَّى سمِعْت دوِيّاً لمسامعي، وَسمعت دوِيَّ الْمَطَر والرَّعْد إِذا سمعتَ صوتهما من بعيد. وَقَالَ اللَّيْث: الدَّوَى داءٌ باطنٌ فِي الصَّدر وَإنَّهُ لَدَوِي الصَّدْر وَأنْشد: وَعَيْنُك تُبْدِي أَن صدرَك لِي دوِي قَالَ: والدِّواءُ مَمْدُود هُوَ الشِّفَاء، يُقَال: دَاوَيته مُداواةً، وَلَو قلتَ: دِواء كَانَ جَائِزا، وَيُقَال: دُووِيَ فلانٌ يُداوَى فَتُظهر الواوين وَلَا تُدْغَم إِحْدَاهمَا فِي الْأُخْرَى، لِأَن الأولى هِيَ مَدَّة الْألف الَّتِي فِي دَاوَاه فكرِهوا أَن يُدْغموا المدَّةَ فِي الْوَاو، فيلتبس فُوَعَلِ يفُعِّل. قَالَ: والدَّاءُ اسْم جامعٌ لكل مَرض وعَيبٍ

ظاهرٍ وباطن حَتَّى يُقَال: داءُ الشُّحِ أشدّ الأدواء وَمِنْه قَول المرأَةِ: كلُّ داءٍ لَهُ داءٌ، أَرادتْ كلَّ عَيْبٍ فِي الرِّجَال فَهُوَ فِيهِ، وَرجلٌ داءٌ وَامْرَأَة داءة، وَفِي لُغَة أُخْرَى: رجلٌ دَيِّيءٌ وامرأةٌ ديِّئة على فَيْعَلٍ وفَيْعِلَة، وَقد داءَ يَدَاءُ دوْءاً كل ذَلِك يُقَال، قَالَ: ودَوْءاً أصوب لِأَنَّهُ يُحْمَل على الْمصدر. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال للرجل إِذا اتهمتَه: قد أَدْوأتَ إدْواءً وَأَدَأتَ إداءَةً، سمعتُها من الْعَرَب. وَيُقَال: داوَى فلَان فرسَه دِواء بِكَسْر الدَّال إِذا سمَّنه وعَلَفه عَلَفاً ناجِعاً فِيهِ، وَقَالَ الشَّاعِر: وَدَاوَيْتُها حَتَّى شَتَتْ حَبَشِيَّةً كأَن عَلَيْهَا سُنْدُساً وسُدُوساً دأي: قَالَ أَبُو زيد: دَأيتُ لَهُ دَأْياً إِذا خَتَلْتَه، والذِّئْبُ يَدْأى لِلغَزَال وَيَدأَلُ، وَهِي مِشْيَةٌ شَبيهةٌ بالختْل. وَقَالَ اللَّيْث: دأى يَدْأَى دَأْياً ودأواً إِذا خَتَل. دأو: أَبُو زيد وغيْره: دَأَوت، أدْؤُو، إِذا خَتَلتَه وَأنْشد: دَأَوتُ لَهُ لآخُذه فهيهات الفَتَى حَذِرَا وَهُوَ مثل دأى يَدْأَى سَوَاء بِمَعْنَاهُ وَيُقَال: الذِّئب يدْأَى للغزال أَي يخْتل. أود أيد: قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا} (الْبَقَرَة: 255) قَالَ أهل التَّفْسِير وَأهل اللُّغَة مَعًا: مَعْنَاهُ لَا يَكْرِثُهُ وَلَا يُثْقِلُه وَلَا يَشُقُّ عَلَيْهِ، من آدَهُ يَؤُوده أَوْداً، وَأنْشد: إِذا مَا تَنُوءُ بِهِ آدها وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن الحرَّانيّ أَن ابْن السّكيت أنْشدهُ: إِلَى ماجِدَ لَا يَنْبَحُ الكلبُ ضَيْفَهُ وَلَا يَتَآداهُ احْتِمَال المغارم قَالَ: لَا يتآداه، لَا يُثقِلُه أَرَادَ، يتآوَده فَقَلَبَه. أَبُو عبيد: المؤْيِد بِوَزْن مُعْيِد الأمْرُ الْعَظِيم، وَقَالَ طَرَفَة: أَلَسْتَ تَرَى أَنْ قَدْ أَتَيْتَ بمُؤْيِد وجَمَعه غيرُه على مآوِد جَعَله من آدهُ يَؤُوده أَوْداً إِذا أَثْقَلَهُ، وتَأَوَّدَ إِذا تَثَنَّى، وَقَالَ الشَّاعِر: تَأَوَّد عُسْلُوجٍ على شَطِّ جَعْفَرٍ وَقَالَ أَبُو زيد: تأيَّدَ أَيْداً إِذا اشْتَدَّ وقَوِيَ؛ وَقَالَ الْأَصْمَعِي: آد الْعود يَؤُوده أَوْداً إِذا حَناه، وَقد انآد الْعود يَنآد انئياداً فَهُوَ مُنْآد، إِذا تَثَنَّى واعْوَجَّ. وَقَالَ العَجَّاج: لم يَكُ يَنْآد فأَمسى انآداً. وَيُقَال: آدَ النهارُ فَهُوَ يَؤُود أَوداً إِذا رَجَع فِي العَشِيَّ، وَأنْشد ابنُ السّكيت: ثمَّ يَنُوشُ إِذا آدَ النهارُ لَهُ على التَّرقُّبِ من هَمَ وَمن كَتْمِ

وَقَالَ ابْن السّكيت: آدَ العشيُ إِذا مَال وَأنْشد أَيْضا: أَقَمتَ بهَا نَهَارَ الصَّيْف حَتَّى رأيتَ ظِلالَ آمِرِه تَؤُود وَقَالَ آخرُ يَنْعَتُ امْرَأَة مَالتْ عَلَيْهَا الميَرةُ بالتَّمْر: خُذَامِيَّةٌ آدتْ لَهَا عَجْوَةٌ العُرْي فتأكل بِالمأقُوط حيْساً مُجَعَّداً وَيُقَال: أَوِدَ الشيءُ يأوَد أَوَداً إِذا اعْوج فَهُوَ أَوِد، وأوْدُ قبيلةٌ وأَدُدُ مَوْضِعٌ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: هُوَ الأيْدُ والآدُ لِلقُوه والتأييد مصدر أيَّدْته، أَي قَوَّيتُه، قَالَ الله جلّ وعزّ: {إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ} (الْمَائِدَة: 110) وقرىء: إِذا آيَدْتُك أَي قَوَّيتك. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {) فَاسِقِينَ وَالسَّمَآءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} (الذاريات: 47) . وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: آد يئيدُ إِذا قوي، وآيدَ يُؤْيِدُ إياداً إِذا صَار ذَا أيْدٍ، وَقد تَأَيّدَ وَقد إدتُ أيْداً أَي قَوِيتُ. وَقَالَ اللَّيْث: وإياد كلِّ شَيْء مَا يُقوَّى بِهِ من جانبيه، وهما إياداه، قَالَ: وإياد الْعَسْكَر الميمنة والميسرة، وَقَالَ العجّاج: عَن ذِي إياديْنِ لُهَامٍ لَو دَسَرْ وَقَالَ يصف الثور: مُتخِذاً مِنها إياداً هَدَفاً وكل شَيْء كَانَ واقياً لشَيْء فَهُوَ إياده. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الإياد الترابُ يُجعل حول الْحَوْض أَو الْخِباءِ. قَالَ ذُو الرمة يصف الظليم: دفَعْناه عَن بَيضٍ حِسان بأجْرَع حَوَى حَوْلها مِن تربها بإِياد يَعْني طَرَدْناهُ عَن بَيْضِه. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الإياد الجبلُ المنيعُ، وَمِنْه قولُهم: أيّدَهم الله، قَالَ: الإياد: اللِّحاء والستر والكَنَف وكلُّ شَيْء كنفك وسَتَرك فَهُوَ إياد، وكلُّ مَا يُحرَزُ بِهِ فَهُوَ إياد، وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس يصف نخلا: فأَثَّتْ أَعَاليه وآدَتْ أُصُوله وَمَال بِقِنيان من البُسر أَحْمَرا وآدت أُصُوله قَوِيت تَئِيد أَيْداً، وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: رَمَاه الله بِإِحْدَى الموائد والمآود أَي الدَّوَاهِي. أدّى: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: أَدَى السِّقاء يأدِي أُدِيّاً إِذا أمكن أَن يُمخض، وَقَالَ ابْن بُزُرْج: أَدَا اللَّبنُ أُدُوّاً مُثقلٌ، يأدُو وَهُوَ اللبنُ بَين اللَّبَنين لَيْسَ بالحامضِ وَلَا بالحلو، وَقد أدَتْ التمرة تأدو أُدُوًا وَهُوَ اليُنوع والنُّضْج، قَالَ: وأَدوْتُ اللَّبن أدْواً إِذا مَخَضتَه، وأَدْوتُ فِي مشيي أَدْوًا وَهُوَ مَشيٌ بَين المشيين، لَيْسَ بالسريع وَلَا بالبطيء، وأَدَوْتُ أَدْواً إِذا اختَلْتَ. وَيُقَال: تَأَديْتُ إِلَى فلَان مِن حقِّه إِذا أَدَّيْتَه

وقَضيتَه، وَتقول: لَا يَتأَدى عبدٌ إِلَى الله من حُقُوقه كَمَا يجب، وَيَقُول الرجل: مَا أَدرِي كَيفَ أَتَأَدَّى إليكَ من حَق مَا أوليتني، أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي: آدى الرجلَ فَهُوَ مُؤْد إِذا كَانَ شاكَّ السِّلَاح، وَهُوَ من الأداة. وَقَالَ الْأسود بن يعفر: مَا بَعْدَ زْيدٍ فِي فتاةٍ فُرّقوا قَتْلاً وَسَبياً بَعد حُسْن تآدي أَي بعد قوةٍ وأخذٍ للدهر أَداتَه من العُدة، وَقد تآدى الْقَوْم إِذا أخذُوا العُدة الَّتِي تُقوّيهم على الدَّهر، وَغَيره، وَأهل الْحجاز يَقُولُونَ: استَأدَيْتُ السّلطان على فلَان، أَي استَعْدَيْتُ فآداني عَلَيْهِ أَي أَعْداني وأعاننِي، وَيُقَال: تآدَى الْقَوْم تآدِياً وتَعَادَوْا تعادِياً إِذا تتابعوا مَوتاً، وغَنَمٌ أَدِيّةٌ أَي قَليلَة. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الأديّة تَقْدِير عِدَّةٍ من الْإِبِل القليلة الْعدَد. ابْن بزرج: هَل تآديتم لذَلِك الْأَمر؟ أَي هَل تأهبتم لَهُ؟ قلت: مَأْخُوذ من الأداة. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال أدَّى فلانٌ مَا عَلَيْهِ أدَاءً وتأْدِيةً. قَالَ وَتقول: فلَان آدَى للأمانة من فلَان، والعامةُ قد لَهِجُوا بالْخَطَأ فَقَالُوا: فلَان أدَّى للأمانة، وَهُوَ لَحْن غير جَائِز. قلت أَنا: وَمَا علمت أحدا من النَّحْوِيين أَجَازُوا آدى لأنّ أَفْعَلَ فِي بَاب التَّعَجُّب لَا يكون إِلَّا فِي الثلاثيّ، وَلَا يُقَال: آدَى بِالتَّخْفِيفِ بِمَعْنى أدَّى بِالتَّشْدِيدِ، وَوجه الْكَلَام أَن يُقَال: فلانٌ أحسنُ أَداء. وَأما قَول الله جلّ وعزّ: {كَرِيمٌ أَنْ أَدُّو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ إِلَىَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّى لَكُمْ رَسُولٌ} (الدُّخان: 18) فَهُوَ من قَول مُوسَى لِذَوي فِرْعَوْن، مَعْنَاهُ: سلِّموا إليّ بني إِسْرَائِيل كَمَا قَالَ: {فَأَرْسِلْ مَعِىَ بَنِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - إِسْرَاءِيلَ} (الْأَعْرَاف: 105) أَي أطلِقهم من عذابك، وَقيل نُصِبَ عباد الله، لِأَنَّهُ نِداء مُضَاف، وَمَعْنَاهُ أَدّوا إِلَى مَا أَمركُم الله بِهِ يَا عباد الله فَإِنِّي نَذِير لكم. قلت: وَفِيه وَجه آخر، وَهُوَ أَن يكون: أَدّوا إِلَيّ بِمَعْنى اسْتَمعُوا إِلَيّ كَأَنَّهُ يَقُول: أَدّوا إليَّ سمعكم أبلغكم رِسَالَة ربكُم، يدل على هَذَا الْمَعْنى من كَلَام الْعَرَب قَول أبي المُثَلَّم العُذَلي يفاجىء رجلا: سَبَعْتَ رِجالاً فأهلكتَهم فأَدِّ إِلَى بَعْضِهِمْ واقْرِضِ أَرَادَ بقوله: أدِّ إِلَى بَعضهم أَي اسْتمع إِلَى بعض من سَبَعْتَ لتسمعَ مِنْهُ كَأَنَّهُ قَالَ: آدِّ سَمْعَك إِلَيْهِ لتسمع مِنْهُ، كَأَنَّهُ قَالَ: أدِّ سَمْعَكَ إِلَيْهِ. وَقَالَ اللَّيْث: ألف الأداة وَاو، لِأَن جمعهَا أَدوات، وَلكُل ذِي حِرْفَة أداةٌ وَهِي آلَته الَّتِي تُقيم حرفته، وأداة الْحَرْب

سلاحها، ورَجل مُؤْدٍ كَامِل أداةِ السِّلَاح. والإداوَةُ للْمَاء وَجَمعهَا أَداوَى. وَقَالَ ابْن السّكيت: آديْتُ للسَّفر فَأَنا مُؤْدٍ لَهُ إِذا كنت متهيأً لَهُ. ودى: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: وَدَى الفرسُ وَدْياً إِذا أدْلَى، قَالَ وَقَالَ الكسائيّ: وَدَأ يَدَأُ بِوَزْن وَدعَ يَدَعُ إِذا أَدْلَى. وَأَخْبرنِي الإياديّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: هَذَا وَهْمٌ لَيْسَ فِي وَدى الْفرس إِذا أدلى همز. قَالَ وَقَالَ شمر: وَدَى الفرسُ إِذا أَخْرج جُرْدانَه. وَيُقَال: وَدَى يَدِي إِذا انْتَشَرَ. وروى أَبُو عبيد عَن اليزيدي: وَدى الفرسُ ليبولَ وأدلى ليَضْرِب. قَالَ: وَقَالَ الْأمَوِي: هُوَ المَذِيُّ والمَنِيُّ والودِيُّ مشدودات. قَالَ: وَغَيره يُخَفف. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عبيد: المَنِيُّ وَحده مُشَدّد، والآخران مُخَفَّفَان، وَلَا أَعْلَمُني سَمِعْتُ التَّخْفِيف فِي الْمَنِيّ: قَالَ أَبو عبيد وَسمعت الْأَصْمَعِي يَقُول: هُوَ الوَديُّ لِصغار النَّخْلِ واحدتها وَديَّة. وَقَالَ غَيره: تجمع الوَديَّة وَدايا. قَالَ شَمِر قَالَ ابْن شُمَيْل: سَمِعت أَعْرَابِيًا يَقُول: إِنِّي أَخَاف أَن يَدِي، قَالَ: يُريد أَن يَنْتَشِرَ مَا عِنْدك قَالَ: يُرِيد بِهِ ذَكَرَه، قَالَ: سمعتُ من أَحْمد بن الْحَرِيش. قَالَ شمر: وَدى أَي سَالَ، قَالَ وَمِنْه: الوَديُّ فِيمَا أَرَى لِخُرُوجِهِ وسَيَلانِه، وَمِنْه الوَادي. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي طَالب عَن أَبِيه عَن الْفراء: قَالَ: أَمْنى الرجل وأَوْدى وأَمْذَى ومَذَى وأدلَى الْحمار، وَقَالَ: وَدى يَدِي مِن الوَديِّ وَدْياً، وَيُقَال: أَوْدى الحمارُ فِي معنى أدْلَى، وَقَالَ: وَدَى أَكثر من أوْدى. ورأيتُ لِبَعْضهم استوْدَى فلَان بِحقِّي أَي أَقَرَّ بِهِ وعَرَفَه. وَقَالَ أَبُو خَيْرَة: ومُمَدَّحٍ بالمكرُماتِ مَدَحْتُهُ فاهْتَزَّ واسْتَوْدَى بهَا فحَباني وَلَا أَعْرِفُه إِلَّا أَن يَكونَ من الدِّيَةَ كَأَنَّهُ جَعَلَ حِبَاءَه لَهُ على مَدْحِه دِيَةً لَهَا، قَالَ أَبُو عُبيد: وَسمعت الْأَصْمَعِي يَقُول: هُوَ الوَديُّ لصغار النَّحْل واحدتها وَدِيَّة. وَقَالَ غَيره: يُجمعُ الوَدِيَّةُ وَداياً. وَقَالَ اللَّيْث: وَدى الحِمار فَهُوَ وَادٍ إِذا أَنْعَظ. قَالَ: وَيُقَال: وَدَى بِمَعْنى قَطَرَ مِنْهُ الماءُ عِنْد الإنعاظ. وَقَالَ الْأَغْلَب: كأَنّ عِرْقَ أَيْرِه إِذا وَدى حَبْلُ عَجُوز ضَفَرتْ سَبْع قُوَى

قَالَ: والوَدْيُ الماءُ الَّذِي يخرج أبيضَ رَقيقاً على أَثرِ الْبَوْل من الْإِنْسَان، وَقَالَ: وَدَى فلَانا إِذا أدَّى ديتَه إِلَى وَلِيِّه وأصل الدِّية وِدْيَة فحذفتْ الواوُ كَمَا قَالُوا: شِيَةٌ من الوَشْي. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: أوْدى الرجلُ إِذا هَلَكَ. وَقَالَ اللَّيْث: أَوْدى بِهِ المَنُونُ أَي أَهْلَكه، قَالَ: وَاسم الْهَلَاك من ذَلِك الوَدَى قَالَ: وقلما يسْتَعْمل؛ والمصدر الْحَقِيقِيّ الإيدَاءُ، والتَّوادي الخشبات الَّتِي تُصَرُّ بِها أَطْبَاءُ النَّاقة لِئَلَّا يَرْضَعَها الفَصِيلُ وَقد وَدَيْتُ الناقَة بِتَوْدِيتَيْنِ أَي صَرَرْتُ أخلافَها بهما، والوَادي كل مَفْرَجٍ بَيْن جِبال وآكامٍ، وتِلال يكون مَسْلَكاً للسَّيْل أَو مَنْفَذاً والجميع الأوْدية، ومِثْلُه نادٍ وأَندية للمجلس. دأي: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الْوَادي تجمع أوداء على أَفعَال مثل صَاحب وَأَصْحَاب. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: ابنُ دأيَة هُوَ الغُراب، سمي بذلك لِأَنَّهُ يَقع على دَأْيَة الْبَعِير فَيَنقُرها، والدَّأيةُ هُوَ الْموضع الَّذِي يَقَع عَلَيْهِ ظَلِفَة الْبَعِير فَتَعْقِرُه. وَقَالَ اللَّيْث: الدَّأْيُ جمع الدَّأْيَة، وَهِي فَقَارُ الْكَاهِل فِي مُجتمع مَا بَين الكَتِفَيْن مِن كَاهِل البَعير خاصَّة والجميع الدَّأَيَاتُ وَهِي عِظامُ مَا هُنالك، كلّ عَظْمٍ مِنْهَا دَأْيَة. وَقَالَ أَبُو عُبيدة: الدَّأَيَاتُ خَرَزُ الْعُنُقِ، ويُقالُ خَرَزُ القَفَا. وَقَالَ ابْن شُمَيل: يُقَال للضِّلعين اللَّتين تَلِيَان الواهنتين: الدَّأْيَتَانِ، قَالَ: والدَّئِيُّ فِي الشَّرَاسِيفِ هِي الثوانِي الحواني المستأخِرات الأوساطُ من الضلوع، وَهِي أرْبَعٌ وأَرْبَعٌ، وهُنَّ الْعُوجُ، وَهن المسَقّفَاتُ، وهُنَّ أطولُ الضُّلُوع كلِّها وأَتَمُّها، وإليها يَنْتَفِخُ الجَوف. وَقَالَ أَبُو زيد: لم يَعْرِفُوا، يَعْنِي الْعَربَ، الدَّأَيَاتِ فِي الْعُنُق، وعرفوهن فِي الأضْلاع وَهِي سِتٌّ يَلِينَ المَنْحَر من كل جَانب ثَلَاث، وَيُقَال لمقاديمهن جوانح، وَيُقَال للَّتين تليان المنحر: ناحرتان، قلت: وَهَذَا صَوَاب، وَمِنْه قَول طرفَة: كأَنَّ مَجَرَّ النَّسْعِ فِي دَأَيَاتِها مواردُ مِن خَلْقَاءِ فِي ظَهْرِ قَرْدَدِ ودأ: وَقَالَ أَبُو زيد: وَدَّأْتُ عَلَيْهِ الأَرْض تَوْديئاً إِذا سَوَّيتَها عَلَيْهِ. أَبُو عُبيد عَن أبي عَمْرو: الأرضُ المُوَدَّأَة المُهْلكَةُ، وَهِي فِي لفظ الْمَفْعُول بِهِ، وَأنْشد شمر لِلرَّاعِي: كائِن قَطَعْنا إليْكم مِن مُوَدَّأَةٍ كأَنَّ أَعْلاَمَها فِي آلِها القَزَعُ قَالَ وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: المُودَّأَةُ حُفْرَةُ الْمَيِّت، والتَّوْدِئَةُ الدَّفْنُ وَأنْشد:

لَوْ قَدْ ثَوَيْتَ مَوَدَّأً لِرَهِينَةٍ زُلْجِ الجَوانِبِ راكِدِ الأَحْجَارِ وَقَالَ ابْن شُمَيْل يُقَال: تودَّأَتْ على فلَان الأرضُ وَهُوَ ذهَاب الرجل فِي أباعِد الأَرْض حَتَّى لَا يُدْرَى مَا صَنَع، وَقد تَوَدّأَتْ عَلَيْهِ إِذا ماتَ أَيضاً، وَإِن مَاتَ فِي أَهله، وَأنْشد: فَمَا أَنَا إلاَّ مِثْلُ مَنْ قد تَوَدَّأَتْ عَلَيْهِ البلادُ غيرَ أَنْ لَمْ أَمُتْ بَعْدُ وَيُقَال: تَوَدأَتْ عَلَيْهِ الأرضُ، أَي اسْتَوَتْ عَلَيْهِ مثل مَا تستوي على الْمَيِّت، وتودأَتْ عَلَيْهِ الْأَخْبَار أَي انْقَطَعَتْ دونه، وَأنْشد: وللأَرْضِ كَمْ مِنْ صَالحٍ قَدْ تَوَدأَتْ عَلَيْهِ فَوَارَتْهُ بِلَمَّاعَةٍ قَفْرِ وَقَالَ الْكُمَيْت: إِذا وَدَّأَتْنا الأرضُ إنْ هِيَ وَدَّأَتْ وَأَفْرَخَ مِنْ بَيْضِ الأُمُورِ مَقُوبُها وَدَّأَتْنا الأَرْض غَيَّبَتْنا، وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم يُقَال: تَوَدَّأَتْ عَلَيْهِ الأَرْض فَهِيَ مُوَدَّأَةٌ، قَالَ: وَهَذَا كَمَا قيل: أَحْصَنَ فَهُوَ مُحْصَنٌ وأَسْهَبَ فَهُو مُسْهَبٌ وأَلْفَج فَهُوَ مُلْفَجٌ، وَلَيْسَ فِي الْكَلَام مثلهَا. وَقَالَ أَبُو مَالك: تَوَدَّأْتُ على مَالِي أَي أَخَذْتُه وأَحْرَزْتُه. ودد: قَالَ اللَّيْث: الوُد مَصدر للمودة، وَكَذَلِكَ الوِداد قَالَ: والودَادة مصدر وَدِدْتُ أَوَدُّ وَهُوَ مِن الأُمْنِيَّة، وفلانٌ وِدُّكَ وَوَديدُك كَمَا تَقول حِبُّك وحَبِيبُك. وَقَالَ الْفراء يُقَال: ودِدْتُ أَوَد، هَذَا أفضل الْكَلَام. وَقَالَ بَعضهم: وَدَدْتُ، ويَفْعَل مِنْهُ: يَودُّ لَا غيرُ والمصدر الوَد، والوِد، والوِداد، والوَدادة، ذكر هَذَا فِي قَوْلهم: {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ} (الْبَقَرَة: 96) أَي يتَمَنَّى. قَالَ الْفراء: وَيُقَال فِي الحُب: الوُد والوَد والمَوَدَّة والْمَوددَةُ وَأنْشد: إنَّ بنيّ لَلِئامٌ زَهَدَة مَا لِي فِي صُدُورهمْ مِنْ مَوْدِدهْ وَأنْشد فِي التمنّي: وَدِدتُ وَدادةً لَو أَنَّ حَظِّي من الخُلاَّنِ ألاّ يَصْرِمُونِي قَالَ: وأختارُ فِي مَعْنَى التَّمَنِّي: وَدِدتُ، وَسمعت وَدِدتُ بِالْفَتْح وَهِي قَليلَة، قَالَ: وَسَوَاء قلت: وَددت أَو وَدَدتُ المستقبَل مِنْهُمَا أَوَد يَوَد ونَوَد لَا غيرُ قلت: وَأنكر البصريون وَدَدتُ وَهُوَ لحن عِنْدهم. وَقَالَ الزّجاج: قد علمنَا أَن الكسائيّ لم يَحْكِ وَدَدتُ إِلَّا وَقد سَمعه، وَلكنه سَمعه ممّن لَا يكون قَوْله حجَّة. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: المَوَدَّةُ: الكِتاب، قَالَ الله جلّ وعزّ: {أَوْلِيَآءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ} (الممتحنة: 1) أَي بالكُتُبِ. اللَّيْث: الوَدّ بلغَة تَمِيم الوَتِد، فَإِذا زادوا

الْيَاء قَالُوا: وَتِيدٌ، قَالَ: والوَدُّ صَنَم كَانَ لقوم نوح، وَكَانَ لِقريش صنم يَدعونَهُ وُداً، وَمِنْهُم من يهمز فَيَقُول: أُدُّ، وَمِنْه سُمِّي عَبْدُ وُدٍ، وَمِنْه سمي أُدُّ بن طابخة، وأُدَدُ جَدُّ مَعْد بن عدنان. قَالَ الْفراء: قَرَأَ أهلُ الْمَدِينَة: (وَلاَ تَذَرُنَّ وُدّاً) (نوح: 23) بِرَفْع الْوَاو، وَقَرَأَ عَاصِم (وَداً) بِفَتْح الْوَاو. قلت: أَكثر الْقُرَّاء قرءوا (وَداً) مِنْهُم أَبُو عَمرو بن كثير، وَابْن عَامر، وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ، وَعَاصِم، وَيَعْقُوب الْحَضْرَمِيّ، وَقَرَأَ نَافِع (وُداً) بِضَم الْوَاو. وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله: {سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَانُ وُدّاً} (مَرْيَم: 96) فِي صُدُور الْمُؤمنِينَ. قَالَه بعض الْمُفَسّرين. وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: الوَدُودُ من أَسمَاء الله تَعَالَى جلّ وَعز المحبّ لِعِبَادِهِ من قَوْلك: ودِدتُ الرجل أَوَدُّه وِدَّا، ووِدَاداً، قَالَ: والوَدَّ بِالْفَتْح الصَّنم وَأنْشد: بِوَدِّكِ مَا قوْمي على مَا تَركْتِهِمْ سُلَيْمَى إِذا هَبَّتْ شَمالٌ وَرِيحُها ويروى بِودُكِ لمَنْ رَوَاه بِوَدِك أرَادَ بحقِ صَنَمِكَ عَلَيْك، وَمن ضَمَّ أَرَادَ بِالْمَوَدَّة بيني وبينِك، وَمعنى الْبَيْت: أيّ شيءٍ وجَدْتِ من قَوْمِي يَا سَلْمَى على تَرْكِكِ إيَّاهُمْ. إنِّي قَدْ رَضيتُ بقوْلكِ وإنْ كُنْتِ تارِكَةً لَهُمْ فاصْدُقِي وقُولي الحقَّ. قَالَ النَّابِغَة: إِنِّي كأَنِّي أَرَى النُّعْمانَ خَبَّرَهُ بَعْضُ الأوَدِّ حَدِيثا غيرَ مَكْذُوبِ قَالَ: الأوَدُّ بِفَتْح الْوَاو يُريدُ الَّذِي هُوَ أَشَدُّ وُدَّا، وأرادَ الأوَدِّين: الْجَمَاعَة. أدد: قَالَ الله جلّ وعزّ: {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً} (مَرْيَم: 89) . قَالَ الْفراء: قراءةُ القُراء (إدَّا) بِكَسْر الألِف إلاّ مَا رُوِيَ عَن أبي عبد الرحمان أَنه قَرَأَ (أَدَّا) ، قَالَ وَمن الْعَرَب من يَقُول: لقد جِئْت بشيءٍ آدٍ مثل ماد، وَهُوَ من الْوُجُوه كلهَا: بشيءٍ عَظِيم. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: أَدَّتْ فلَانا داهيةٌ تؤُدُّه أدًّا. قَالَ رؤبة: والإدَدَ والإدَادَ والعَضَائِلا قَالَ: ووَاحدُ الإدَد إدَّة، وَوَاحِد الإدَدَ والأداد أدٌّ. وَقَالَ ابْن بُزُرْجَ: أَدَدتُ الحبْل أَدَّا وإدَّا أَي مَدَدتُه، قَالَ: والإدَّة الشدَّة بِكَسْر الْهمزَة. وَقَالَ غَيره: الأَدُّ صَوت الوَطْء وَأنْشد: يَتْبَع أَرْضاً جِنُّها يُهَوِّل أَدٌّ وسَجْعٌ ونَهِيمٌ هَتْمَلُ وأَدَّ البعيرُ يؤدُّ أَدًّا، وإداً وَهُوَ تَرْجِيع الحنين. وَيُقَال: تَأَدَّد يتأدَّد إِذا تَشَدَّد فَهُوَ مُتَأَدِّد.

دأدأ: عَمْرو عَن أَبِيه، الدَّأْدَاءُ النَّخُّ من السّير، وَهُوَ السَّرِيع، قَالَ: والدَّأْداء عَجَلَة جَوابِ الأحمق. وَقَالَ اللَّيْث: الدَّأْدأةُ صَوْتُ وقْعِ الْحِجَارَة فِي المَسِيلِ. وَقَالَ أَبُو زيد: دأْدأْتُ دأْدأَةً وَهُوَ العَدْو الشَّديد وَهُوَ الدِّئْداء مَمْدُود، وَقَالَ الشَّاعِر: واعْرَوْرَتِ العُلطَ العُرْضِيَّ تَرْكُضُه أُمُّ الفَوارِسِ بالدِّئْداءِ والرَّبَعَة العُلُطُ الْبَعِير الَّذِي لَا خِطَامَ عَلَيْهِ. وَيُقَال: بعير عُلُطُ مُلُطْ إِذا لم يكن عَلَيْهِ وسْمٌ. وَقَالَ اللَّيْث: تَدَأْدأَ الرجل إِذا مَالَ عَن شيءٍ فترجَّحَ، وَتقول: تَدَأْدَأَ يَتَدأْدأُ دَأْدَأَةً. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الدَّأْداء آخر أَيَّام الشَّهْر قَالَ: والليالي الثَّلَاث الَّتِي بَعْد المُحاق سُمِّين دآدىء، لِأَن الْقَمَر فِيهَا يُدَأْدِىء إِلَى الغُيُوبِ، أَي يُسْرِعُ من دأدأَةِ الْبَعِير. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن الْمبرد، قَالَ: حَدثنِي الرياشي عَن الْأَصْمَعِي فِي ليَالِي الشَّهْر إِلَى قَوْله: وَثَلَاث مُحاق، وثَلاثٌ دآدىء، قَالَ: والدَّآدىء الأواخرُ، وَأنْشد: أَبْدَى لنا غُرَّةَ وجْهٍ بادِي كَزُهْرَةِ النُّجُومِ فِي الدَّآدِي وَأَخْبرنِي عَن أبي الْهَيْثَم بِنَحْوِ مِنْهُ، وَأما أَبُو عبيد فَإِنَّهُ روى عَن غير وَاحِد من أَصْحَابه فِي الدَّآدىء: أَنَّهَا الثلاثُ الَّتِي قبل المُحاق، وَجعل المُحاقَ آخِرَها، وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي، وَأما قَول الْأَعْشَى: تَدارَكَهُ فِي مُنْصِلِ الْآل بَعْدما مضى غَيْرَ دأْداءٍ وَقد كَاد يَعْطَبُ فَإِنَّهُ أَرَادَ أَنه تَدَارُكه فِي آخر لَيْلَة من ليَالِي رَجَب، وَهَذَا يدل على أَن القَوْل قَول الْأَصْمَعِي، وَمن قَالَ بقوله، عَمْرو عَن أَبِيه: الدَّاديُّ المولَع باللهو الَّذِي لَا يكَاد يبرحه. أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء، يُقَال: سَمِعت دُوْدَأَةً أَي جلبة، وَإِنِّي لأسْمع لَهُ دودأة من الْيَوْم، أَي جلبة. دودى: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الدَّوَادِيُّ أثار أراجيح الصّبيان واحدتها دوْداةٌ، وَقَالَ: كأنني فَوق دوْداةٍ تُقَلِّبُني. وَفِي النَّوَادِر: دوْدأ فلَان دوْدأَةً، وتَوْدأ، تَوْدأة، ولَوْدَأ، لوْدَأةً إِذا عدا. يدى: أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: اليَدُ اسمٌ على حرفين. قَالَ: وَمَا كَانَ من الْأَسَامِي على حَرْفين فقد حُذِفَ مِنه حرفٌ فَلَا يُردُّ إِلَّا فِي التصغير والتثنية وَالْجمع، وَرُبمَا لم يُرَدَّ فِي التَّثْنِيَة وثُنِّي على لَفظِ الْوَاحِد، فَقَالَ

بَعضهم: وَاحِد الْأَيْدِي يدًى، كَمَا ترى مثل عَصاً ورَحًى ومَناً، ثمَّ ثنّوْا فَقَالُوا: يديانِ ورَحيان ومَنَوان، وَأنْشد: يَدَيان بيضاوانِ عقد مُحَلِّم قد تَمْنَعَانِكَ بَينهم أَن تُهْضَمَا وَقَالَ: يَا ربَّ سارٍ سارَ مَا تَوَسَّدا إِلَّا ذِراعُ العَنْسِ أَوْ كَفَّ اليَدَا قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: وَتجمع اليَدُ يَدِيّاً مثل عَبْدٍ وعَبيدٍ قَالَ: وَتجمع أَيْدِيَا ثمَّ تجمع الأَيْدِي على أَيْدِينَ ثمَّ تجمع الأَيدي أَيَادِيَ وَأنْشد: يَبْحَثْنَ بالأَرْجُلِ والأيْدِينا بحْثَ المُضِلاَّت لِمَا يَبْغِينَا وَقَالَ فِي قَوْله جلّ وعزّ: {وَيَعْقُوبَ أُوْلِى الاَْيْدِى} (ص: 45) أَي أُولي الْقُوَّة والعقول. قَالَ: وَالْعرب تَقول: مَا لي يَدٌ أَي مَا لي بِهِ قوَّة وَمَا لي بِهِ يدان وَمَا لَهُم بذلك أيْدٍ أَي قوَّة، وَلَهُم أيدٍ وأبصار وهم أولو الْأَيْدِي والأبصار، أَي أولو الْقُوَّة والعقول. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: اليَدُ النِّعْمَة، واليَدُ القُوّة، وَالْيَد القُدرة، واليدُ المِلْك، واليَدُ السُّلْطَان، واليَدُ الطاعةُ، وَالْيَد المجاعة، وَالْيَد الْأكل، يُقَال: ضع يَدَك أَي كُلْ، واليدُ النَّدَم، وَيُقَال مِنْهُ: سُقِط فِي يَده إِذا ندِمَ، واليَدُ الغِياثُ، واليَدُ مَنْعُ الظُّلْم، واليَد الاستِسْلامُ، وَيُقَال للمُعاتِب: هَذِه يَدِي لَك. وَقَالَ ابْن هانىء: من أمثالهم: أطَاع يَداً بالقَوْدِ فَهوَ ذَلول، إِذا انْقَادَ واستسلم، وَمن أمثالهم: ليدٍ مَا أَخَذَتْ، الْمَعْنى من أَخَذَ شَيْئا فَهُوَ لَهُ. وَقَوْلهمْ: يَدي لَك رهْنٌ بِكَذَا أَي ضَمنت لَك وكَفَلْتُ بِهِ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: لَهُ عليّ يَدٌ لَا يَقُولُونَ لَهُ عِنْدِي يَدٌ وَأنْشد: لَه عليَّ أَيادٍ لستُ أكْفُرها وَإِنَّمَا الكُفْر أَلاَّ تُشْكرَ النِّعَمُ وَقَالَ ابْن بُزُرْجَ: العَرب تُشَدِّدُ القوافي، وَإِن كَانَت من غير المضاعف، مَا كانَ مِن الياءِ وَغَيره وَأنْشد: فجازوهم بِمَا فَعلوا إلَيْكُمْ مُجَازَاةَ القُرُوم يَدَا بِيَدِّ تَعالَوْا يَا حَنِيفَ بَنِي لُجَيْمٍ إِلَى مَن فَلَّ حَدَّكم وَحَدِّي وأمَّا قَول الله جلّ وعزّ: {حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (التَّوْبَة: 29) . روى يَحيى بنُ أدمَ عَن عثمانَ البزِّي فِي قَوْله عَن يدٍ قَالَ: نَقْداً عَن ظَهْر يَدٍ لَيْسَ بِنَسِيئَةٍ. ورَوَى أَبُو عبيد عَن أبي عُبيدة أَنه قَالَ:

كل من أطاعَ لمن قَهره فَأَعْطَاهَا عَن غير طيبَة نفس فقد أَعْطَاهَا عَن يدٍ. وَقَالَ الكلبيّ فِي قَوْله: عَن يدٍ: قَالَ يَمْشُون بهَا. وَقَالَ أَبُو عبيد: لَا يجيئون بهَا رُكْبَاناً وَلَا يُرْسلُون بهَا. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: قيل معنى عَن يَد، أَي عَن ذُل وَعَن اعترافٍ للْمُسلمين بِأَن أَيْديهم فَوق أَيْديهم. وَقيل: عَن يدٍ أَي عَن قَهْر وذُلّ كَمَا تَقول: اليدُ فِي هَذَا لِفلان أَي الْأَمر النَّافِذ لفُلَان، وَقيل عَن يَد أَي عَن إنْعامٍ عَلَيْهِم بذلك، لِأَن قبُول الجِزْيَة مِنْهُم وَترك أنفسهم عَلَيْهِم إنعام عَلَيْهِم، ويَد من الْمَعْرُوف جزيلة. وَقَالَ اللَّيْث: يَدُ النِّعْمَة: النعمةُ السَّابِغَة، ويدُ الفأسِ ونحوِها مَقْبِضُها، ويدُ الْقوس سِيَتُها، ويدُ الدَّهْر مَدُّ زَمانِه، وَيَد الرّيح سُلطانُها. وَقَالَ لبيد: نِطافٌ أمْرُها بِيَدِ الشَّمال لَمَّا مُلِّكَت الريحُ تَصْرِيفَ السَّحابِ جُعِل لَهَا سلطانٌ عَلَيْهِ، وَيُقَال: هَذِه الضَّيْعَةُ فِي يدِ فلانٍ أَي مِلكه، وَلَا يُقَال: فِي يَدَيْ فلَان وَيُقَال: بيْن يَديْك كَذَا، لكلّ شَيْء أمامك. قَالَ الله: {مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ} (الْأَعْرَاف: 17) ، وَيُقَال: يثُورُ الرَّهَجُ بَيْن يَدَي الْمَطَر ويَهِيجُ السِّبابُ بَين يَدَيِ القِتال. وَيُقَال: يدِيَ فلانٌ من يَده إِذا شَلَّتْ، وَرجل مَيْدِيٌ أَي مَقطوع اليَدِ من أَصْلهَا، يَدَيْتُ يدَه أَي ضَربتُ يَدَه، واليُداء وَجَعُ اليَدِ، وأَيديتُ عِنْده يَداً، أيْ أنْعَمْتُ عَلَيْهِ. وَيُقَال: إِن فلَانا لذُو مالٍ يَيْدِي بِهِ ويبوعُ أَي يَبْسُط بِهِ يَدَه وَبَاعه، وَذهب الْقَوْم أيدِي سبا أَي مُتَفَرِّقين فِي كل وجهٍ، وذهبوا أيَادي سبا. وَقَالَ غَيره: اليَدُ الطَّرِيق، هَهُنَا يُقَال: أَخذ فلانٌ يَدَ بَحر إِذا أَخذ طَرِيق الْبَحْر، وأهلُ سَبأ لما مُزّقوا فِي الأَرض كلَّ ممزّق، أخذُوا طُرُقاً شَتَّى فصاروا أَمْثالاً لمن يَتَفَرَّقون آخذين طُرُقاً مُخْتَلفَة. وَقَالَ اللَّيْث: النسبةُ إِلَى يَدٍ يَدِيّ على النُّقْصَان. وَقَالَ: وَتجمع يَدُ النِّعْمَة أياديَ ويدِيّا، وتُجْمَعُ اليَدُ الَّتِي فِي الجَسد الأيدِي، وثَوْبٌ يدِيٌّ وَاسع وَأنْشد: بالدَّارِ إذْ ثوْبُ الصِّبا يَدِيُّ وَقَالَ ابْن عَرَفة فِي قَوْله جلّ وعزّ: {أَوْلْادَهُنَّ وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهُتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ} (الممتحنة: 12) أَي مِن جَمِيع الْجِهَات، قَالَ: والأَفعالُ تنسَب إِلَى الْجَوَارِح، وسُمِّيت جَوارحَ لِأَنَّهَا تَكْتَسِبُ.

وَالْعرب تَقول لمن عمل شَيْئا يُوَبَّخُ بِهِ: يدَاك أَوْكَتا وفُوكَ نَفَخَ. وَقَالَ الزّجّاج: يُقَال للرجل إِذا وُبِّخَ: ذَلك بِمَا كَسَبَتْ يدَاك، وَإِن كانتْ اليَدان لم تجنيا شَيْئاً لِأَنَّهُ يُقَال: لكل مَن عَمِل عملا كَسَبَتْ يَدَاه، لِأَن الْيَدَيْنِ الأصلُ فِي التصرُّف. قَالَ الله تَعَالَى: {مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ} (الشورى: 30) ، وَلذَلِك قَالَ {} إِلَى قَوْله: {مَالُهُ وَمَا} (المسد: 1، 2) . قَالَ الْأَزْهَرِي: قَوْله وَلَا يأَتين بِبُهتان يفترينَه الْآيَة: أَرَادَ بالبُهتَان: وَلَداً تحْمِله مِن غير زَوْجها فتقولُ: هُو مِن زَوجهَا، وكَنى بِمَا بَين يَديهَا ورجليها عَن الْوَلَد لِأَن فرجهَا بَيْنَ الرِّجْلَين، وبَطنَها الَّذِي تحمل فِيهِ بَين الْيَدَيْنِ. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (المسلمونَ يدٌ على مَن سِواهم) . قَالَ أَبُو عبيد: مَعْنَاهُ أَنَّ كلمتَهم ونُصْرَتَهم واحدةٌ على جَمِيع المِلَلِ الْمُحَاربَة لَهُم يتعاوَنُون على جَمِيعهم، وَلَا يَخْذل بعضُهم بَعْضًا. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: يُقَال: ثوبٌ قصير اليَدِ إِذا كَانَ يَقْصُر عَن أَن يُلْتحَفَ بِهِ، وقميصٌ قصيرُ اليَدين أَي قَصير الكُمَّين، وَيُقَال: أعطَاهُ مَالاً عَن ظَهْر يَدٍ يَعْنِي تَفَضُّلاً لَيْسَ مِن قَرْض وَلَا مُكافأة وَيُقَال: خَلعَ فلَان يَدَه عَن الطَّاعة، ونَزَع يَدَه مِثله، وَأنْشد: وَلَا نَازِعٌ مِن كلِّ مَا رابَنِي يَداً وَيُقَال: هَذِه يَدِي لَك أَي انقَدْتُ لَك فاحْتَكِمْ عليَّ بِمَا شئتَ. قَالَ: وَقَالَ اليزيدي: أيْدَيْتُ عَنهُ يَداً مِن الْإِحْسَان ويدَيته فَهُوَ مَيْدِيُّ إِذا ضربت يَده، قَالَ: وَجمع الْيَد من الْإِحْسَان أَيادِي ويَدِيٌّ، وتصغيرُ اليَدِ يُدَيَّةٌ. وَقَالَ أَبُو عُبيدة فِي قَول الله: {فَرَدُّو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَيْدِيَهُمْ فِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَفْوَاهِهِمْ} (إِبْرَاهِيم: 9) ، قَالَ: تركُوا مَا أُمِرُوا بِهِ وَلم يُسْلِموا. وَقَالَ الفرّاء: كَانُوا يُكذبونهم ويَرُدَّون القولَ بِأَيْدِيهِم إِلَى أَفْوَاه الرُّسُل، وَهَذَا يُرْوى عَن مُجَاهِد. وَرُوِيَ عَن ابْن مَسْعُود أَنه قَالَ فِي قَوْله: {فَرَدُّو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَيْدِيَهُمْ فِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَفْوَاهِهِمْ} عَضُّوا أَطْرَاف أَصَابِعهم. قلت: وَهَذَا من أحسن مَا قيل فِيهِ، أَرَادَ أَنهم عَضّوا أيديَهم حنَقاً وغَيْظاً، وَهَذَا كَمَا قَالَ الشَّاعِر: يَرُدُّون فِي فِيهِ عَشْرَ الحَسُود يَعْنِي أَنهم يَغيظُون الحسودَ حَتَّى يَعَضّ على أصابِعه، وَنَحْو ذَلِك قَول الْهُذلِيّ: قد أَفْنَى أنامِلَه أَزْمُه فأَمْسَى يَعَضُّ عليَّ الوَظِيفَا

يَقُول: أكل أصابعَه حَتَّى أَفْنَاها بالعَضِّ فَصَارَ يَعَض وظَيفَ الذِّرَاع. قلت: وَاعْتِبَار هَذَا بقول الله جلّ وعزّ: {وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الاَْنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ} (آل عمرَان: 119) . يُقَال للرجل يدعى عَلَيْهِ بالسوء: للْيَدَيْن ولِلفم أَي يَسْقُطُ على يَدَيْه وفَمِه. شَمِر: يَدَيْتُ اتَّخَذْتُ عِنْده يَداً. وَأنْشد: يَدٌ مَا قَدْ يَدَيْتُ على سُكَينٍ قَالَ: يَديتُ اتَّخذْتُ عِنده يَداً. وَيُقَال: إِن قوما من الشُّراة مَرَّوا بقومٍ من أَصْحَاب عليّ، وهم يَدْعُونَ عَلَيْهم، فَقَالُوا: بِكم اليَدان أَي حَاق بكُم مَا تَدْعُون بِهِ. وَالْعرب تَقول: كانَتْ بِه اليَدان أَي فَعَل اللَّهُ بِه مَا يَقُولُهُ لِي، وَكَذَلِكَ قَوْله: رَمَاني مِنْ جول الطَّوِيِّ وأَحاقَ اللَّهُ بِهِ مَكْرَه. ابْن السّكيت: ابْتَعتُ الغَنْم الْيَدَيْنِ أَي بثمنين، بعضَها بِثمن، وبعضَها بِثمن آخر. وَقَالَ الْفراء: بَاعَ فلَان غنمه الْيَدَيْنِ، وَهُوَ أَن يُسْلِمها بِيَدٍ ويأخذَ ثمنهَا بيد. وَيُقَال: جَاءَ فلَان بِمَا أَدَّتْ يدٌ إِلَى يدٍ، عِنْد تَأْكِيد الإخْفاق، وَهُوَ الخَيْبَةُ. وأد: أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الوَأْدُ والوَئِيدُ جَمِيعًا الصوتُ الشدِيدُ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {زُوِّجَتْ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ} (التكوير: 8) قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: كَانَ الرجلُ مِن أهل الْجَاهِلِيَّة: إِذا وُلِدَتْ لَهُ بِنْتٌ دَفنها حِين تضعُها والدتُها حَيةً مَخَافَةَ العَار والحَاجَةِ، فَأنْزل الله جلّ وعزّ: {وَلاَ تَقْتُلُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم} (الْإِسْرَاء: 31) الْآيَة. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالاُْنْثَى} إِلَى قَوْله: {أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِى التُّرَابِ} (النَّحْل: 58، 59) الْآيَة. وَيُقَال: وأدها الوائد يئدها وأْداً فَهُوَ وَائِدٌ، وَهِي مَوْءودة وَوَئيد. وَقَالَ الفرزدق: وَعَمّي الَّذِي مَنَع الوائِداتْ وَأَحْيَا الوَئيدَ فَلم يُؤأَدِ وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: مَن خَفَّفَ همزَة الموءودة قَالَ: مَوْدةٌ كَمَا ترى لِئَلَّا يجمع بَين ساكنين. وَيُقَال: تَوَأَدتْ عَلَيْهِ الأَرْض وتَكَمَّأَت وتَلَمَّعَتْ إِذا غَيَّبَتْهُ، وذهبتْ بِهِ. قلت: هما لُغَتَانِ تودَّأَتْ عَلَيْهِ وتَوَأَّدتْ على الْقلب. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الموائد والمآود للدواهي وَهُوَ أَيْضا على الْقلب، والتُّؤدَةُ التَّأنِّي والتَّمَهُّلُ وَأَصلهَا وُؤدة مثل التُّكأة أَصْلهَا وُكَأَة. وَيُقَال: اتَّأدَ يَتَّئد اتِّئاداً، وثُلاثِيُّه غير مُسْتَعْمل، لَا يَقُولُونَ: وَأَدَ يئدُ بِمَعْنى

اتَّأد. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال اتَّأد وتَوَاَّد فاتَّأد على افتَعَلْ وتَوَاَّد على تَفَعَّلَ، وَالْأَصْل فيهمَا: الوَأْد إِلَّا أَن يكونَ مَقلوباً من الأوْد، وَهُوَ الإثقال. فَيُقَال: آدني يَؤُودني أَي أثقلني والتَّأَوُّد مِنْهُ، وَيُقَال: تأوَّدت المرأةُ فِي قِيَامهَا إِذا تَثَنَّتْ لتثاقلها، ثمَّ قَالُوا: تَوَأَّد واتَّأد، إِذا تَرَزَّن وتَمَهَّلَ، والمقلوبات فِي كَلَام الْعَرَب كَثِيرَة وَنحن ننتهي إِلَى مَا ثَبَتَ لنا عِندهم وَلَا نُحْدِثُ فِي كَلَامهم مَا لم ينطقوا بِهِ وَلَا نَقِيسُ على كلمة نادرةٍ جَاءَت مَقْلُوبَة. دوى: وَقَالَ اللَّيْث وَغَيره: الدَّواةُ مَعْرُوفَة إِذا عَددتَ قلتَ: ثلاثُ دَوَيَات كَمَا يُقَال: نَوَاةٌ وثلاثُ نَوَيَات، وَإِذا جَمَعْتَ مِن غير عَدد فَهِيَ الدَّوَى كَمَا يُقَال نواةٌ ونَوَى، قَالَ: ويَجوز أَن يجمع دُوِيَّا. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب: عَرفْتُ الدِّيار كَخَطِّ الدُّويِّ يَذْبُرُهُ الكاتِبُ الحِمْيَرِيّ والدّوى تَصْنيعُ الدَّوَابَّةِ وتسمينهُ وصَقْله بِسَقْي اللَّبن والمواظَبَة على الْإِحْسَان إِلَيْهِ، وإجْرائِه مَعَ ذَلِك البَرْدين، قَدْرَ مَا يَسِيلُ عَرَقُه ويَشْتَدَّ لَحْمه وَيذْهب رَهَله، وَيُقَال: داوَيْتُ الْفرس دِوَاء ومُداواة، وَيُقَال: داوَيتُ العَلِيلَ دَوًى بِفَتْح الدَّال إِذا عالجته بالأَشْفِيَةِ الَّتِي تُوافِقه. وَأنْشد الأصمعيّ فَقَالَ: وأَهْلَكَ مُهْرَ أَبيك الدَّوى ولَيْسَ لَهُ من طعامٍ نَصِيبْ خَلا أَنَّهُم كُلَّما أَوْرَدُوا يُصَبِّحُ قَعْباً عَلَيْهِ ذَنُوبْ قَالَ مَعْنَاهُ: أَنه يُسْقى قَعْياً مِن لَبَن عَلَيْهِ دلوٌ مِن ماءٍ، وصفهُ بأَنَّه لَا يُحْسِن دِواء فَرَسِه وَلَا يُؤثرُه بِلَبَنِه كَمَا يَفْعَلُ الفُرْسان. أَبُو عبيد عَن الْفراء قَالَ: الإدَاوَة المَطْهَرَةُ وَجَمعهَا الأداوَى، وَأنْشد: يَحْمِلْنَ قُدامَ الجَآ جِىء فِي أَداوَى كالمَطَاهِر يَصِفُ القَطا واستقاءها لِفِراخِها فِي حَواصِلها.

{بَاب الرباعي من حرف الدَّال (فندر) : قَالَ اللَّيْث: الفِنْديرةُ وَجَمعهَا فَناديرُ قِطعةٌ ضخمةٌ من تَمْرٍ مُكْتَنِزٍ، أَو صَخْرةٍ تَنْقَلِع مِن عُرْضِ الجَبل، وَأنْشد فِي صفة الْإِبِل: كأَنها مِن ذُرَى هَضْبٍ فَنَادِيرُ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الفَنْدُورَةُ هِيَ أُمُّ عِزْم وأمُّ سُوَيْد يَعْنِي السَّوْأَةَ. (فرند) : وَقَالَ اللَّيْث: فرند دخِيلٌ مُعرَّب، اسْم ثوب، وَفِرِنْدُ السَّيْف وَشْيُه، قلت: فرنْد السَّيف جَوْهَرُه وماؤُه الَّذِي يَجْري فِيهِ، وطرائِقُه يُقَال لَهَا: الفِرِنْدُ وَهِي سَفاسِقه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الفِرْنِد الأبْزَارُ وَجمعه الفَرَانِدُ. (بندر) : وَقَالَ اللَّيْث: البَنَادرَةُ دَخيلٌ وهم التُّجار الَّذين يلزمون الْمَدَائِن واحدهم بُنْدَارٌ. (بلدام) : قلت: وقرأتُ فِي هَذَا الْبَاب لِابْنِ المظفر: البَلَنْدمُ الرَّجل الثَّقِيلُ فِي المَنْظَر البَلِيدُ فِي المخْبرِ، قَالَ: ومُقَدَّمُ الصَّدْر بَلْدَمٌ، قلت: وَهَذَانِ الحرفان عِنْد الْأَئِمَّة الثِّقَات بِالذَّالِ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: البَلْذَمُ المَرىءُ والحُلقوم والأوْداج يُقَال لَهَا: بَلذم، وَنَحْو ذَلِك. قَالَ الأصمعيّ: قَالَ البَلْذَمُ من الْفرس مَا اضْطربَ من حُلْقُومه ومَرِيئِهِ، وجَرانِهِ، قَالَ: المريء مَجْرى الطَّعَام وَالشرَاب، والجران الجِلْدُ الَّذِي فِي بَاطِن الحَلْقِ مُتَّصِل بالعُنُق، والحُلْقُوم مخرج النَّفْس وَالصَّوْت. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: البَلْذَم البَلِيدُ من الرِّجال. (دلظم) : اللَّيْث: الدِّلْظَم والدَّلْظَم النَّاقة الهرِمة الفانية، قلت: وَقَالَ غَيره: الدَّلْظَم الْجمل القويّ، ورجلٌ دِلْظَم شَدِيد قويّ. (دلنظ) : أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الدَّلَنْظَى السمين من كل شَيْء. وَقَالَ شمر: دَلَنْظَى وبَلَنْزَى إِذا كَانَ ضَخْماً غليظ المنكِبَيْن، وَأَصله من الدَّلْظِ وَهُوَ الدَّفْعُ. (ثرند) : وَقَالَ اللحياني: اثْرَنْدَى الرجلُ إِذا كَبُر لحم صَدْره، وابلندى إِذا كَبُر لحم جَنْبَيْه وعَظُما، وادلَنْظَى إِذا سَمِن وغَلُظَ.

(رجل مُثَرْنَد مُخصِب) دربل: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: دربل إِذا ضرب الطَّبل. (دردب) : سَلَمة عَن الْفراء: الدَّرْدبيُّ: الضَّرْبُ بالكُوبة. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الدَّرْدابُ صَوْت الطَّبل. أَبُو عَمْرو: الدّرْدبَةُ الخُضوع، يُقَال: درْدبَ لما عَضَّهُ الثِّقاف أَي ذَلَّ وخَضَع. (فرند) : فِرِندَادُ، جَبَلٌ بِنَاحِيَة الدّهْناء وبِحِذَائِه جَبلٌ آخر وَيُقَال لَهما مَعًا: الفِرِندَادانِ. وَقَالَ ذُو الرمة: وَيافِعٌ مِن فِرِندَاديْن مَلْمُومُ (دمثر) : أرضٌ دمَاثرُ إِذا كَانَ دمِثاً. وَأنْشد الأصمعيّ فِي صفة إبل: ضَارِبة بِعَطَنٍ دُمَاثِرِ أَي شَرِبَتْ فَضَربَتْ بِعَطَن، ودَمْثَرٌ دَمِثٌ، والدَّمْثَرَةُ الدَّماثة، وبَعِيرٌ دُمَثِرٌ ودُمَاثِرٌ إِذا كَانَ كَثِير اللَّحْم. بلدم: اللحياني: يُقَال للرجل إِذا فُرق فَسَكت: بَلْسَمَ وَبَلْدَمَ وطَرْسَم وأَسْبَط وأَرَمَّ. (تمرد) : ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال لِبُرْج الْحمام: التِّمرادُ وَجمعه التَّماريدُ وَقيل: التَّماريد محاضِنُ الحَمَام فِي بُرْج الحَمَامِ، وَهِي بيوتٌ صِغار يُبْنَى بَعْضهَا فَوق بعض. (دردب) : عَمْرو عَن أَبِيه: الدَّرْدَبة تحرُّك الثَّدْي الطَّرْطُبِّ وَهُوَ الطَّويلُ. وَقَالَت أمُّ الدّرْداء: زارنا سَلْمان من الْمَدَائِن إِلَى الشَّام مَاشِيا وَعَلِيهِ كسَاء وأَنْدَرْوَرْد يَعْنِي سَرَاوِيل مُشَمَّرة، قلت: وَهِي كلمة عَجَميَّة وَلَيْسَت بعربيَّة، وَفِي النَّوَادِر رجل بَنْدَرِيٌّ وَمُبَنْدِرٌ ومُتَبَنْدِرٌ وَهُوَ الْكثير المَال. (بيدر) : وَيُقَال: بَيْدَرٌ من حِنطِةٍ وصُولَةٌ من حِنْطة، وَجَمعهَا صُولٌ وَهُوَ مثل الصَّوبَة. (دربى) : ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: دَرْبَى فلانٌ فلَانا يُدَرْبيه إِذا أَلْقَاهُ وَأنْشد: (اعلَوّطا عَمْراً ليُشْبياهُ فِي كلِّ سوءٍ ويُدَرْبياهَ) (حَوْجَلُة الخُبَعْثَنِ الدِّمَثْرا وَقَول العجاج: بعير دِمَثْر ودُمَاثِرٌ إِذا كَانَ كثير اللَّحم وثيراً) .

(درنف) : وَقَالَ (الشَّاعِر) : أَكْلَفَ دُرْنُوفاً هجاناً هَيْكَلا قَالَ الْأَزْهَرِي: لَا أعرف الدُّرْنُوفَ وَقَالَ: هُوَ العظيمُ من الْإِبِل. (دربن) : وَقَالَ (المثقب الْعَبْدي) (3) : كدُكَّان الدَّرابِنَةِ المطِين قيل: الدَرابِنَةُ التُّجَّار، وَقيل: جمع الدَّرْبان. (ثرمد) : وَقَالَ ابْن دُرَيْد: القاقُلي الثّرْمَدُ من الحَمْضِ وَكَذَلِكَ القُلاّم والباقِلاء. قَالَ أَبُو مَنْصُور: ورأَيْتُ فِي مَاء لبني سعد يُقَال لَهُ ثرمداء وَرَأَيْت حَواليه القاَقلِّي وَهُوَ من الحمض مَعْرُوف وَفِي الحَدِيث: كَانَ أبي يلْبس أنْدَرُوزْديَّة يَعْنِي التُّبان. قَالَ الْأَزْهَرِي: وَلَيْسَ بعربي وَلكنه مُعَرَّب. تمّ كتاب الدَّال وَالْحَمْد لله على نعمه وَنعم الوَكيل. آخر كتاب الدَّال

باب التاء والثاء

كتاب حرف التَّاء من (تَهْذِيب اللُّغَة) أَبْوَاب المضاعف من حرف التَّاء (ت ظ ت ذ: مهمل) . (بَاب التَّاء والثاء) ت ث اسْتعْمل مِنْهُ: (ثتّ) . ثت: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الثَّتُ الشَّق فِي الصَّخرة وَجمعه ثُتوتٌ قَالَ: والثَّتُّ أَيْضا العِذْيَوْطُ، وَهُوَ الثَّمُوتُ والذَّوذَخ والْوَخْوَاخُ والنَّعْجَة الزُّمَّلِق. عَمْرو عَن أَبِيه: فِي الصَّخْرَة ثَتٌّ وفَتٌّ وشَرْمٌ وشرْن وخَقٌّ ولَقٌّ وشِيقٌ وشِرْيان. (بَاب التَّاء وَالرَّاء من المضاعف) (ت ر) تَرَ، رت: (مستعملان) . تَرَ: قَالَ اللَّيْث: التَّرَارَةُ امتلاءُ الجِسم من اللَّحْم وَرِيُّ العَظْمِ، رجل تَارٌّ وَقَصَرَةٌ تَارَّةٌ والفِعْل تَرَّ يَتِرُّ قَالَ: والتُّرُورُ وَثْبَةُ النَّوَاةِ من الحَيْس، يُقَال: تَرَّتْ تَتِرُّ تُرُورا، يُقَال: ضرب فلَان يَدَ فلَان بِالسَّيْفِ فأَتَرَّها وأَطَرَّها وأَطَنَّها، والغلام يُتِرُّ الْقُلة بمقلاته. وَقَالَ طَرَفة يصف بَعِيرًا عقره: تَقُول وَقد تُرَّ الوظِيفُ وساقُها أَلَسْتَ تَرَى أَنْ قَدْ أَتَيْتَ بِمُؤْيِدِ ترَّ الوَظِيفُ، أَي انْقَطَع فَبان وسَقَط. وَقَالَ أَبُو زيد: تُرَّ الرَّجُلُ عَن بَلَده، وأَتَرَّهُ القضاءُ إتْراراً إِذا أَبْعَدَه. وَقَالَ اللَّيْث: الترْتَرَةُ أَن تَقْبِضَ عَلَى يَدَيْ رَجُل تُتَرْتِرُهُ أَي تحرّكه. وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود: أنَّه أُتِيَ بسكران فَقَالَ: تَرْتِرُوه، وَمَزْمِزُوه. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: وَهُوَ أَن يُحَرَّك ويُزَعْزَع ويُسْتَنْكَه حَتَّى يُوجَدَ مِنْهُ الرِّيح لِيُعْلَمَ مَا شرب، وَهِي الترترة والتَّلْتَلَةُ وَالمَزْمَزَةُ. وَقَالَ ذُو الرمة يصف جملا: بَعِيدُ مَسافِ الخَطْوِ غَوْجٌ شَمَرْدَلٌ يُقَطِّع أَنْفاسَ المَهارِي تَلاَتِلُه ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: التُّرَّى اليَدُ المقطوعةُ، والترَّةُ الجَارِيةُ الحَسْنَاءُ الرَّعْناء.

قَالَ: والتُّرُّ الأصلُ، يُقَال: لأَضْطَرَّنَّكَ إِلَى تُرِّكَ وقَحاحِك. وَقَالَ اللَّيْث: التُّرُّ كلمة تَتَكلم بهَا الْعَرَب إِذا غضب أحدهم على الآخر، قَالَ: وَالله لأقَيمنَّك على التُّرِّ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: المِطَمرُ هُوَ الْخَيط الَّذِي يُقَدِّر بِهِ الْبناء، يُقَال لَهُ بالفارسيَّة: التُّر. وَفِي (النَّوَادِر) : بِرْذَوْنٌ تَرٌّ، ومُنْتَرٌّ وغَرْبٌ وقَزَعٌ ودُقاقٌ إِذا كَانَ سريعَ الرَّكْض، وَقَالَ: التَّرُّ من الخَيلِ المعتَدِلُ الْأَعْضَاء الخفيفُ الدَّرِير، وَأنْشد: وقدْ أَعْذُو مَعَ الفِتْيا ن بالمنْجَرِد التّرِّ وذِي الْبركَةِ كالتَّابو ت وَالمِحْزَم كالقَرِّ معي قاضبة كالمل ح فِي فِي متنيه كالذرّ وَقَالَ الْأَصْمَعِي: التارُّ الْمُنْفَرد عَن قومه، تَرَّ عَنْهُم إِذا انْفَرد، وَقد أَتَرُّوه إتْراراً. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: تَرْتَرَ، إِذا استَرْخَى فِي بدنه وَكَلَامه قَالَ: وَتَرّ بسلحه وهَدَّ بِهِ، وهَرَّ بِهِ إِذا رمَى بِهِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: ترَّ بسَلْحِهِ، يتِرّ ويَتُرّ إِذا قذف بِهِ. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: التَّارُّ المسترخِي من جوع أَو غَيره وتَرَّ يَتِرُّ ويَتُر. وَأنْشد: ونُصْبِحُ بالغدَاةِ أَتَرَّ شيءٍ ونُمْسِي بالعَشِيِّ طَلنفَحينَا قَالَ: أَتَرَّ شيءٍ أَرْخَى شيءٍ من التَّعَب، يُقَال: تِرَّ يَا رجل. وَيُقَال للغلام الشّابّ الممتلىء: تَارٌّ وَقد تَرَّ يتِرُّ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: التّراتِيرُ الْجَوَارِي الرُّعْنُ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الأترُورُ الغلامُ الصَّغِير. وَقَالَ اللَّيْث: الأُتْرُورُ: الشُّرَطِيُّ. وَأنْشد: أعوذُ بِاللَّه وبالأمير مِن صاحبِ الشُّرْطة والأُترُورِ رت: قَالَ اللَّيْث: الرُّتَّة عَجَلَةٌ فِي الْكَلَام، ورجلٌ أَرتُّ. وَقَالَ مُحَمَّد بن يزِيد المبرّد: الغَمْغَمة أَن تَسَمعَ الصوتَ وَلَا يَبينُ لَك تَقطيعُ الكلامِ، وَأَن يكونَ الْكَلَام مُشْبِهاً لكَلَام الْعَجم، والرُّتَّة كَالرِّيحِ تمنع مِنْهُ أولَ الْكَلَام، فَإِذا جَاءَ مِنْهُ شَيْء اتَّصل بِهِ، قَالَ: والرُّتَّة غريزة وَهِي تَكثر فِي الْأَشْرَاف. عَمْرو عَن أَبِيه: الرَّتَّاءُ: المرأةُ اللَّثْغَاءُ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: رَتْرَتَ الرجلُ إِذا

باب التاء واللام

تَعتع فِي التَّاء وغيرِها قَالَ: والرَّتُّ: الرئيسُ من الرِّجَال فِي الشَّرف وَالعطَاء وَجمعه رُتوتٌ قَالَ: والرّتُّ أَيْضا الخِنزير المُجَلِّحُ وَجمعه رِتَتَةٌ، وَنَحْو ذَلِك. قَالَه اللَّيْث. (بَاب التَّاء وَاللَّام) (ت ل) تل، لت: (مستعملان) . تل: سَلمَة عَن الْفراء: تَلّ إِذا صَبّ، والتَّلّةُ الصَّبَّةُ، والتَّلّةُ الضَّجْعةُ والكسل، قَالَ: والتَّلّة بقيّة الدّيْن. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: تَلّ يَتُلُّ إِذا صَبّ، وتَلّ يَتِلّ إِذا سقط. وَحدثنَا عبد الله بن هَاجَك، قَالَ: حَدثنَا عَليّ بن حجر عَن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة: أَن النَّبِي قَالَ: (نُصِرْتُ بالرُّعب وأُوتِيتُ جوامعَ الْكَلم، وَبينا أَنا نائِم أُتِيتُ بمفاتيح خَزَائِن الأَرْض فَتُلَّتُ فِي يدِي) . قلت: مَعْنَاهُ فصُبَّتْ فِي يَدي. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المُتَلَّلُ الصّرِيعُ وَهُوَ المشَغْزَبُ. قلت: وَتَأْويل قَوْله: وأُتِيتُ بمفاتيح خَزَائِن الأَرْض فتُلَّتْ فِي يَدي: مَا فَتَحهُ الله جلّ ثَنَاؤُهُ لأُمَّتِه بعد وَفَاته من خَزَائِن مُلُوك الفُرْس، وملوك الشَّام، وَمَا استولى عَلَيْهِ الْمُسلمُونَ من الْبِلَاد، حقّق الله تَعَالَى رُؤْيَاهُ الَّتِي رَآهَا بعد وَفَاته من لَدُنْ خِلافة عمرَ بن الْخطاب إِلَى يَوْمنَا هَذَا. وَقَالَ اللَّيْث يُقَال: تَلَلْتُ فِي يَدَيْهِ أَي دفَعْتُ إِلَيْهِ سَلْماً، قَالَ: والتَّلُّ الرابيةُ من التُّرَاب مَكْبُوساً لَيْسَ خِلْقَة. قلت: هَذَا غَلَطٌ، التِّلال عِنْد الْعَرَب الرَّوابي المخلوقة. وروى شمر عَن ابْن شُمَيْل أَنه قَالَ: التَّل من أَصاغر الآكام، والتَّل طولُه فِي السَّمَاء مثلُ الْبَيْت عَرْضُ ظهرهِ نَحْو عَشرة أَذْرع، وَهُوَ أصْغر من الأَكَمة، وأقلُّ حِجَارَة من الأكمة، وَلَا يُنْبِتُ التل خيرا، وحِجارةُ التَّل عَاضٌّ بعضُها بِبَعْض مثلُ حِجارة الأَكمة سَوَاء. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جلّ وعزّ: للهمِنَ الصَّابِرِينَ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} (الصافات: 103) ، معنى تَلّه صَرَعه. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: التّلِيلُ والمتْلُول: الصّريع، وَقَالَ فِي قَول لبيد: أَعْطِفُ الجَوْنَ بمَرْيوع مِتَلِّ أَي يصرعَ بِهِ. وروى شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: مِتلٌّ شديدٌ والجون فرسه. وَقَالَ شمر: أَرَادَ بالجون جَمله والْمربوع

جَرير ضُفِرَ على أَربع قوى. وروى سعيد عَن قَتَادَة فِي قَوْله تَعَالَى: {فَلَمَّا أَسْلَمَا} ، قَالَ: كَبَّه لفيه وأَخَذَ الشَّفْرة. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن الْفراء: رجل مِتلٌ إِذا كَانَ غليظاً شَدِيدا. قَالَ: المِتلُّ الَّذِي يُتَل بِهِ، ورمح مِتلٌ غليظ شَدِيد وَهُوَ العُرُدُّ أَيْضا. وَقَالَ اللَّيْث وَغَيره: التَّلِيلُ: العُنُق قَالَ لَبيد: يَتَّقيني بتليلٍ ذِي خُصَل أَي بِعُنُق ذِي خُصَل من الشّعْر، وَقَالَ اللَّيْث: التّليلةُ الإقلاقُ والحَرَكةُ، ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: التّلْتَلَةُ قِشْرُ الطّلْعة يُشْرَبُ فِيهِ النَّبِيذ، وَقَالَ: تُلَّ: إِذا صُرِعَ، وَكَذَلِكَ قَالَ الْفراء: رجل مِتَلٌّ أَي مُنتصبٌ فِي الصّلاة وَأنْشد: رجال يتلُّون الصَّلَاة قيام قلت: هَذَا خطأ، وَإِنَّمَا هُوَ رجال يُتلَّون الصَّلَاة قيام، من تَلَّى يُتَلَّى: إِذا أتبع الصلاةَ الصَّلَاة. قَالَ شمر: تَلَّى فلَان صلاتَه الْمَكْتُوبَة بالتطوّع أَي أتْبع، قَالَ البعيث: على ظَهْرِ عَادِيَ كأَنَّ أُرُومَه رجالٌ يُتَلَّونَ الصلاةَ قيامُ أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: هُوَ ضالٌّ تَالٌّ آلٌّ وَجَاء بالضَّلالة، والتَّلالة والألالة؛ وَقَالَ أَبُو تُرَاب: البلابل والتّلاتل الشدائد. وَقَالَ أَبُو الْحسن: يُقَال: إِن جَبينه لَيَتِلُّ أَشَدَّ التَّل، وَمَا هَذِه التَّلة بفيك أَي البِلّة، قَالَ: وسألتُ عَن ذَلِك أَبَا السميدع فَقَالَ: التّلَلُ والبَلَلُ والتِّلَّة والبِلَّة شَيْء وَاحِد، قلت: وَهَذَا عِنْدِي من قَوْلهم: تَلّ أَي صَبّ، وَمِنْه قيل لِلْمشْرِبة: تَلْتَلَة، لِأَنَّهُ يُصب مَا فِيهَا فِي الحَلْق. لت: قَالَ اللَّيْث: اللّتُّ الفِعل من اللُّتات، وكل شَيْء يُلَتُّ بِهِ سَويقٌ أَو غَيره نَحْو السّمن وَمَا إِلَيْهِ. وَقَالَ الْفراء: حَدثنِي الْقَاسِم بن معن عَن مَنْصُور بن الْمُعْتَمِر عَن مُجَاهِد قَالَ: كَانَ رجل يَلُتُّ السويق لَهُم، وَقرأَهَا: {الْكُبْرَى أَفَرَءَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى} (النَّجْم: 19) بِالتَّشْدِيدِ. قَالَ الْفراء: الْقِرَاءَة اللات، بتَخْفِيف التَّاء الأَصْل اللاتّ بِالتَّشْدِيدِ لِأَن الصَّنَم إِنَّمَا سمِّي باسم اللاّت الَّذِي كَانَ يَلُتَّ عِنْد هَذِه الْأَصْنَام لَهَا السويقَ، فَخفف وجُعل اسْما للصنم. وَكَانَ الْكسَائي يقف على اللات بِالْهَاءِ وَيَقُول: اللاه، قَالَ أَبُو إِسْحَاق: وَهَذَا قِيَاس، والأجود اتِّباعُ المصحفِ، وَالْوُقُوف عَلَيْهَا بِالتَّاءِ، قلت: وَقَول الْكسَائي يُوقف عَلَيْهَا بالهاءِ، يَدُل على أَنه لم يجعَلْهما من اللَّت؛ وكأنَّ الْمُشْركين الَّذين عبدوها عارضوا باسمها اسمَ الله،

باب التاء والنون

تَعَالَى الله علوا كَبِيرا عَن إفكهم ومعارضتهم وإلحادهم، لعنهم الله فِي اسْم الله الْعَظِيم، وَقَالَ ابْن السّكيت: اللَّت بَلُّ السوِيق والْبَسُّ أشدُّ من اللَّتّ. أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ: اللّتّ الفَتُّ. قلت: وَهَذَا حرف صَحِيح أخبرنَا عبد الْملك عَن الرّبيع عَن الشَّافِعِي أَنه قَالَ فِي بَاب التَّيَمُّم: وَلَا يجوز التَّيَمُّم بِلُتَاتِ الشّجر وَهُوَ مَا فُتّ من قِشْره الْيَابِس الْأَعْلَى. قَالَ الْأَزْهَرِي: لَا أَدْرِي لُتات أم لِتات، وَفِي بعض الحَدِيث: فَمَا أبقى الْمَرَض مني إِلَّا لُتاتاً. قَالَ: اللُّتات مَا فُتَّ من قِشر الشّجر كَأَنَّهُ يَقُول: مَا أبقى مني إِلَّا جِلداً يَابسا. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس فِي اللَّت بِمَعْنى الفتّ: تَلُتُّ الْحَصَى لَتّاً بسُمْرٍ رزينة موارِد لَا كُزْمٍ وَلَا مَعِراتِ يصف الْخمر وَكسرهَا الْحَصَى. (بَاب التّاء وَالنُّون) (ت ت) تن، نت (نَتن) : (مستعملان) . (تن) : قَالَ اللَّيْث: التِّنُّ التِّرْبُ، يُقَال: صِبْوَة أتْنَانٌ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ سِنه وتِنه وحِنته، وهم أسنانٌ وأتنانٌ إِذا كَانَ سِنُّهم وَاحِدًا. وَقَالَ اللَّيْث: التِّنُّ الصَّبيُّ الَّذِي يقْصعه الْمَرَض، يَشِبُّ، وَقد أَتَنَّه المرضُ، وَقَالَ أَبُو زيد: أتَنّه الْمَرَض إِذا قَصَعَه فَلم يلْحق بأتنانه أَي بأقرانه، قَالَ: والتِّنُّ الشَّخْصُ والمِثالُ. وَقَالَ اللَّيْث: التِّنِّينُ: ضربٌ من الحيّات من أعظمها وَرُبمَا بعث الله سَحَابَة فاحتملته، وَذَلِكَ فِيمَا يُقَال وَالله أعلم: أَن دَوَابَّ الْبَحْر تَشْكُو إِلَى الله تَعَالَى فيرفعه عَنْهَا، قلت: وَأَخْبرنِي شيخ من ثِقَاتِ الْغُزَاة أَنه كَانَ نازلاً على سيفِ بحْرِ الشَّام، فَنظر هُوَ وَجَمَاعَة أهل الْعَسْكَر إِلَى سَحَابَة انْقَسَمت فِي الْبَحْر ثمَّ ارْتَفَعت ونظرنا إِلَى ذَنَبِ التِّنِّين يضطرب فِي هَيْدب السحابة، وهبَّت بهَا الريحُ وَنحن نَنْظُر إِلَيْهَا إِلَى أَن غَابَتْ السّحابة عَن أبصارنا، وَجَاء فِي بعض الْأَخْبَار أَن السحابة تحمل التنين إِلَى بِلَاد يَأْجُوج وَمَأْجُوج فَتطرحُه بهَا، وَإِنَّهُم يَجْتَمعُونَ على لَحْمه فيأكلونه. وَقَالَ اللَّيْث: التِّنِّين أَيْضا نَجْمٌ من نُجُوم السماءِ وَلَيْسَ بكوكب وَلكنه بياضٌ خَفِيٌّ يكون جَسَدُه فِي سِتَّة بروج من السماءِ وذَنَبُه دَقيقٌ أسود فِيهِ التواءٌ يكون فِي البرج السَّابع، وَهُوَ يَتنقّلُ كتنقل الْكَوَاكِب الْجَوَارِي، واسْمه بِالْفَارِسِيَّةِ هُشْتُنْبُر فِي حِسَاب النُّجُوم وَهُوَ من النحوس، ثَعْلَب

باب التاء والفاء

عَن ابْن الْأَعرَابِي: تَنْتَنَ الرّجل: إِذا ترَكَ أصدقاءَهُ وصَاحبَ غَيرهم. نت: أَبُو تُرَاب عَن عَرَّام: ظَلَّ لِبطنه نَتيتٌ ونَفيت بِمَعْنى وَاحِد. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: نَتْنَتَ الرجلُ إِذا تَقَذَّرَ بعد نَظافة. نَتن: أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ: يُقَال: نَتَنَ اللحمُ وَغَيره يَنْتِنُ وأَنْتَن يُنْتِنُ، فَمن قَالَ: نَتَنَ قَالَ مِنْتِنٌ، وَمن قَالَ: أَنتن قَالَ مُنْتِنٌ بِضَم الْمِيم، وَقَالَ غَيره: مِنْتِنٌ كَانَ فِي الأَصْل مِنْتِينٌ فحذفوا الْمَدّ، وَمثله مِنْخِرٌ أَصله مِنْخِيرٌ وَالْقِيَاس أَن يُقَال نَتَنَ فَهُوَ نَاتِنٌ فتركوا طَرِيق الْفَاعِل وبنَوْا مِنْهُ نعتاً على مِفعيل ثمَّ حذفوا الْمدَّة، وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: سيف كهام، ودانٌ ومُنْتنٌ أَي كليل، سيف كهيم مثله وكل مُنْتِنٌ مَذْمُوم. (بَاب التَّاء والفَاء) (ت ف) تف، فت: (مستعملان) . (تف) : قَالَ اللَّيْث: التُّفُّ: وَسَخُ الْأَظْفَار، والأُفُّ وَسَخُ الْأذن، قَالَ: التَّتْفيفُ من التُّفِّ كالتأفيف من الأُفِّ. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي طَالب أَنه قَالَ قَوْلهم أُفٌّ وأُفَّةٌ وتُفٌّ وتفَّة، قَالَ الأصمعيّ: الأُفّ وَسَخ الأُذن، والتّفّ وسخ الْأَظْفَار، فَكَانَ ذَلِك يُقَال عِنْد الشيءِ يستقذر ثمَّ كثر حَتَّى صَارُوا يستعملونه عِنْد كل مَا يتأذوْن بِهِ، قَالَ: وَقَالَ غَيره: أُفّ لَهُ: مَعْنَاهُ قِلَّة لَهُ، وتُفٌّ اتِّبَاع مَأْخُوذ من الأَفف وَهُوَ الشيءُ الْقَلِيل؛ أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: أَنه يُقَال: تَفْتفَ الرجلُ إِذا تَقَذَّرَ بعد تنَظفٍ. فت: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الفَتُّ والثَّتُّ: الشَّقُّ فِي الصَّخْرَة، وَهِي الفُنُوت والثُّتُوتُ، قَالَ وَيُقَال: فلَان يَفُتّ فِي عَضُدِ فلَان، وعَضُدُه أهلُ بَيته إِذا رَامَ إِضْرَارهُ بتخَوُّنه إيَّاهُم. عَمْرو عَن أَبِيه: الفُتَّة الكُتْلَة من التَّمْر. سَلمَة عَن الْفراء: أُولَئِكَ أهل بيتٍ فَتَ وفَتَ وفَتَ، إِذا كَانُوا مُنْتشرين غيرَ مُجْتَمعين. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: فَتْفَتَ الرَّاعِي إبِله إِذا ردَّها عَن المَاء وَلم يَقْصَعْ صوَّارَها وَهُوَ التَّفَهُّرُ. وَقَالَ اللَّيْث: الْفَتُّ أَن تأخذَ الشيءَ بأصبعك فتُصَيِّرهُ فتَاتاً أَي دُقاقاً، قَالَ: والفَتِتُ كلُّ شيءٍ مَفْتوتٍ إِلَّا أَنهم خصوا الخبزَ المفتوتَ بالفتيت قَالَ: والفَتِيتُ أَيْضا الشيءُ الَّذِي يَقع فَيَتَفَتَّت، قَالَ: والفُتَّة بَعْرة أَو رَوْثَة مَفْتوتة تُوضع تحتَ الزَّنْدَة. قلت: وفُتاتُ العِهن وَالصُّوف مَا تساقط مِنْهُ، وَقَالَ زُهَيْر فِي شعر لَهُ:

باب التاء والباء

كأَن فُتَاتَ العِهن فِي كلِّ مَنْزِلٍ نَزَلْنَ بِهِ حَبُّ الفَنا لم يُحَطَّمِ انْتهى وَالله أعلم. (بَاب التَّاء والبَاء) (ت ب) تب، بت: (مستعملان) . (تب) : قَالَ اللَّيْث: التَّبُّ الخَسار؛ يُقَال: تَبّاً لفِلان على الدُّعاء، نُصِب لِأَنَّهُ مَصدرٌ مَحْمُول على فِعله؛ قَالَ: وتَبَّبْتُ فلَانا أَي قلتُ لَهُ: تَبّاً. قَالَ: والتَّبَابُ الهلاكُ؛ وَرجل تابٌّ ضَعِيف والجميع الإتْبابُ وَقَول الله جلّ وعزّ: {وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ} (هود: 101) قَالَ أهل التَّفْسِير: مَا زادوهم غير تخْسير؛ وَمِنْه قَول الله جلّ وعزّ: {} (المسد: 1) أَي خَسِرتْ، قَالَ: {السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِى} (غَافِر: 37) أَي مَا كَيده إلاَّ فِي خُسران. وَقَالَ أَبُو زيد: إِن من النِّسَاء التَّابَّةُ وَهِي الْكَبِيرَة، وَرجل تَابٌّ أَي كَبِير، وَقَالَ غَيره: حِمار تَابُّ الظَّهر إِذا دَبِرَ، وجَمَلٌ تابٌّ كَذَلِك، وَيُقَال: استَتَبَّ أمرُ فلَان إِذا اطَّردَ واستقام وتَبَيَّن؛ وأصلُ هَذَا من الطَّرِيق المسْتَتِبِّ، وَهُوَ الَّذِي خَدَّ فِيهِ السيارةُ خُدوداً وشَرَكاً فوضحَ واستبانَ لمن سَلَكه، كأَنَّهُ ثُبِّتَ بِكَثْرَة الْوَطْء وقُشِرَ وجهُه فَصَارَ مَلْحُوناً بَيِّناً من جمَاعَة مَا حَوَالَيْه من الْأَرْضين، فَشُبِّه الأمرُ الواضحُ البيِّن المستقيمُ بِهِ، وَأنْشد المازنيُّ فِي المَعانِي: ومَطِيَّةٍ مَلَثَ الظَّلام بَعَثْتُه يَشكو الكلالَ إليَّ دامَى الأَظْلَلِ أَوْدَى السُّرَى بِقَتَالِه ومراحه شهْراً نواصِيَ مُسْتَتِبٍ مُعْمَلِ نصب نواصِيَ لِأَنَّهُ جعله ظرفا، أَرَادَ فِي نواصِي طريقٍ مُسْتَتِبَ. نَهْجٍ كَأَنْ حُرُثَ النَّبِيطِ عَلَوْنَهُ ضَاحِي المَوَارِدِ كالحَصِيرِ المُرْمَلِ شبه مَا فِي هَذَا الطَّرِيق المستتبّ من الشَّرَكِ والطُّرُقاتِ بآثار السِّن، وَهُوَ الْحَدِيد الَّذِي يُحرَثُ بِهِ الأرضُ، وَقَالَ آخر فِي مثله: أَنْضَيْتُها مِن ضُحاها أَوْ عَشِيَّتِها فِي مُسْتَتِبَ يَشُقّ البِيدَ والأكُما أَي فِي طَرِيق ذِي خُدودٍ أَي شُقوقٍ مَوْطوءٍ بَيِّن، والتَّبِّيُّ ضربٌ من تمر الْبَحْرين رديءٌ يَأْكُلهُ سُقَّاطُ النَّاس. وَقَالَ الْجَعْدِي: وأَعْظَمَ بَطْناً تَحْتَ دِرْعٍ تَخَالُه إِذا حُشِيَ التَّبِّيَّ زِقّاً مُقَيَّراً ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: تَبَّ إِذا قَطَع وتَبَّ إِذا خسر، وَمن أمثالهم: مَلَك عبدٌ عبدا فأَوْلاه تَبّاً، يَقول: لم يكن لَهُ مِلكٌ فَلَمَّا ملك هَانَ عَلَيْهِ مَا مَلك، وتَبْتَبَ إِذا

شاخَ. بت: قَالَ اللَّيْث: البَتُّ ضَربٌ من الطَّيالسة يُسمى السَّاجَ مُربَّع غليظ لونُه أَخضر، والجميع البُتُوتُ. أَبُو عُبَيْد عَن الْأَصْمَعِي: البَتُّ ثوبٌ من صوف غليظ شِبْهُ الطَّيْلَسان وَجمعه بُتوت. وَفِي الحَدِيث: أدركتُ الناسَ وَمَا بالكُوفَةِ أحدٌ يَلْبَسُ طَيْلَساناً إِلَّا شَهْرَ بنَ حَوْشَبَ، مَا النَّاسُ إِلَّا فِي البُتُوت. قَالَ عَليّ بن خَشْرم: وسمعتَ وكِيعاً يَقُول: لَا يكون البَتُّ إِلَّا مِن وَبَرِ الْإِبِل وَأنْشد: من كَانَ ذَا بَتَ فَهَذَا بَتِّي مُقَيِّظٌ مُصَيِّفٌ مُشَتِّي وَهَذَا الرجز يَدُل على أَن القَوْلَ فِي البَتِّ مَا قَالَه الْأَصْمَعِي. وَقَالَ اللَّيْث: البَتُّ القَطْع المستَأْصِلُ يُقَال: بَتَتْتُ الحبلَ فانْبَتَّ، وَيُقَال: أعطيتُه هَذِه الْقطعَة بَتّاً بَتْلاً، والبَتَّةُ اشتقاقُها من الْقطع غير أَنه يُسْتَعملُ فِي أَمر يمْضِي لَا رَجْعَة فِيهِ وَلَا التواء، وأَبَتَّ فُلانٌ طلاقَ امْرَأَته أَي طلَّقها باتاً، والمجاوز مِنْهُ الإِبْتاتُ قلت: وَهَمَ اللَّيث فِي الإبتات والبَت لِأَنَّهُ جعل الإبتاتَ مجاوزاً وَجعل البَتَّ لَازِما وَكِلَاهُمَا متعدَ. يُقَال: بَتّ فلَان طَلَاق امْرَأَته بِغَيْر ألف وأَبَتَّهُ بِالْألف، وَقد طلَّقها البَتَّةَ، وَيُقَال: الطلقةُ الواحدةُ تَبُتَّ وتَبِت أَي تَقْطع عِصْمة النِّكاح إِذا انْقَضَتْ العِدَّةُ. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: سكرانُ باتٌ، وسكران مَا يَبُتُّ، وَمَا يَبِتُّ كلَاما، أَي مَا يُبَيِّنه، وصدقةٌ بَتَّةٌ بَتْلَةٌ إِذا قَطَعَها المتصدِّق بهَا مِن مَاله وأدَّاها. وَكَانَ الأصمعيّ يَقُول: سكرانُ مَا يَبُتُّ أَي مَا يقطع أمرا وَكَانَ يُنكر يُبِتُّ. وَقَالَ الْفراء: هما لُغتان، يُقَال: بَتَتُّ عَلَيْهِ القَضَاءَ وأَبْتَتْهُ عَلَيْهِ، أَي قَطَعْتُه عَلَيْهِ. وَقَالَ الأصمعيّ: وَيُقَال: طَلقهَا ثَلَاثًا بتةً. وَقَالَ اللَّيْث: أحمقُ بَاتٌ شديدُ الحُمْق. قلت: وَالَّذِي حفظناه عَن الثِّقات أَحمَق تابٌ من التَّبابِ، وَهُوَ الخَسارُ كَمَا يُقَال: أحمقُ خَاسِرٌ دَابِرٌ دَامِرٌ. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال انْقَطع فلَان عَن فلَان وانْبَتَّ حبلُه عَنهُ أَي انْقَطع وِصَالِه وانقبض وَأنْشد: فَحَلّ فِي جُشَمٍ وانْبَتَّ مُنْقَبِضاً بِحَبْله مِن ذَوِي العزّ الغطارِيفِ وَفِي الحَدِيث أَنه عَلَيْهِ السَّلَام كَتَبَ لحارثة بن قَطَنٍ وَمن بِدُومَةِ الجَنْدل مِن كَلْبٍ: إنَّ لَنا الضاحية من البَعْل وَلكم الضَّامِنة من النَّخْل، وَلَا يُؤْخَدُ مِنْكُم عُشْر البَتَاتِ يَعْنِي الْمَتَاع لَيْسَ عَلَيْهِ زَكَاة مَال. قَالَ: والبَتَاتُ مَتَاع الْبَيْت.

باب التاء والميم

وَقَالَ الْأَصْمَعِي: البَتَاتُ الزادُ، وَيُقَال: مَا لَهُ بتاتٌ أَي مَا لَهُ زَاد وَأنْشد: ويَأْتِيكَ بالأَنْباءِ مَن لم تَبِعْ لَهُ بتاتاً وَلم تَضْرِبْ لَهُ وَقْتَ مَوْعِدِ وَهُوَ كَقَوْلِه: ويأتيكَ بالأنْبَاءِ من لم تُزَوِّدِ أَبُو عبيد عَن أبي زيد يُقَال: طحنتُ بالرَّحَى شَزْراً وَهُوَ الَّذِي يَذْهَب بالرحَى عَن يَمِينه، وبتًّا عَن يسَاره وأنشدنا: ونَطْحَنُ بالرحى شَزْراً وبَتّاً وَلَو نُعْطَى المغازِلَ مَا عَيِينَا وَيُقَال للرجل إِذا انْقُطِع بِهِ فِي سَفَره وعَطِبتْ راحلتُه: صَار مُنبتاً، وَمِنْه قَول مطرف: إنَّ المنْبَتَّ لَا أَرْضاً قَطَع وَلَا ظَهْراً أَبْقَى وَقَالَ الْكسَائي: انْبَتَّ الرجلُ انْبِتاتاً إِذا انْقَطع ماءُ ظَهره، وَأنْشد: لَقَدْ وَجَدْتُ رَثْيَةً من الكِبَرْ عندَ القِيام وانْبِتَاتاً فِي السَّحَرْ وَفِي الحَدِيث: (لَا صِيَام لمن لم يُبِتَّ الصَّوْم) ، مَعْنَاهُ لَا صِيَام لمن لم يَنْوِه قَبْل الْفجْر، فَيَقْطعْه من الْوَقْت الَّذِي لَا صومَ فِيهِ، وَأَصله من البَتِّ وَهُوَ القطعُ، ويقالَ: بَتَّ الحاكمُ القَضاء على فلَان إِذا قَطَعَه وفَصَلَه، وسُمِّيت النيةُ بَتّاً، لِأَنَّهَا تَفْصِل بَين الفِطر وَالصَّوْم وَبَين النَّفْل وَالْفَرْض. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: سمعتُ الْخَلِيل بن أَحْمد يَقُول: الْأُمُور على ثَلَاثَة أنحاء، يَعْنِي على ثَلَاثَة أوجهٍ، شيءٌ يكونُ البَتَّةَ، وشيءٌ لَا يكون الْبَتَّة، وشيءٌ قد يكون وَقد لَا يكون، فَأَما مَا لَا يكون فَمَا مضى من الدَّهْر لَا يرجع، وَمَا يكون الْبَتَّة فالقيامة تقوم لَا محَالة، وأمّا شيءٌ قد يكون وَقد لَا يكون فمِثلُ قد يَمْرضُ وَقد يَصِحُّ. انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم. (بَاب التَّاء وَالْمِيم) (ت م) تمّ، مت: (مستعملان) . (تمّ) : قَالَ اللَّيْث: تَمَّ الشَّيْء يَتِمَّ تَماماً وتَمَّمَهُ الله تَتْمِيماً وتَتِمَّةً قَالَ: وتَتِمَّةُ كلِّ شَيْء مَا يكون تَمام غَايَته كَقَوْلِك: هَذِه الدَّرَاهِم تَمامُ هَذِه الْمِائَة، وتَتِمَّة هَذِه الْمِائَة، والتِّم الشيءُ التَّام يُقَال: جعلتُه لكِ تِمَّا أَي: بتمامهِ قَالَ: والتَّميمةُ قِلادة من سيور، وَرُبمَا جعلت العُوذَة الَّتِي تُعَلَّق فِي أَعْنَاق الصّبيان. وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود: إنَّ التَّمائمَ والرُّقى والتِّوَلةَ من الشّرك. قلت: التَّمائم واحدتها تميمةٌ وَهِي خَرَزَات كَانَت الْأَعْرَاب يُعلقونها على أَوْلَادهم يَتَّقون بهَا النَّفْس والعَيْن بزعمهم، وَهُوَ بَاطِل، وَإِيَّاهَا أَرَادَ أَبُو ذُؤَيْب الهذليّ بقوله:

وَإِذا المنيةُ أَنْشَبَتْ أَظْفَارها أَلْفَيْتَ كلَّ تميمةٍ لَا تنفعُ وَقَالَ آخر: إِذا ماتَ لم تُفْلِحْ مُزَيْنَةُ بعدَه فَتُوطى عَلَيْهِ يَا مُزينُ التَّمائما وَجعلهَا ابْن مَسْعُود: من الشّرك لأَنهم جعلوها وَاقية من الْمَقَادِير وَالْمَوْت، فكأنهم جعلُوا لِلَّهِ شَرِيكا فِيمَا قَدَّر وَكتب من آجال الْعباد والأعراض الَّتِي تصيبهم، وَلَا دَافع لما قَضى، وَلَا شريك لَهُ عزّ وجلّ فِيمَا قدَّرَ، قلتُ: وَمن جَعل التمائم سيوراً فغَيْرُ مُصيبٍ، وَأما قَول الفرزدق: وكيْفَ يضلُّ العنْبَرِيُّ ببلدةٍ بهَا قُطِعَتْ عَنهُ سُيُورُ التَّمائم فَإِنَّهُ أضَاف السيور إِلَى التمائم لِأَن التمائم خَرَزٌ يُثْقَبُ ويُجعل فِيهَا سيورٌ وخيوطٌ تُعلَّق بهَا، وَلم أرَ بَين الْأَعْرَاب خلافًا، أَنّ التميمة هِيَ الخرزةُ نفسُها، وعَلى هَذَا قَول الْأَئِمَّة، ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: تمَّ إِذا كُسِرَ وتَمَّ إِذا بَلَّغَ وَقَالَ رؤبة: فِي بطْنِهِ غَاشيةٌ تُتَمّمُهُ قَالَ شمر: الغاشيةُ وَرَمٌ فِي البَطنِ. وَقَالَ تُتَمّمُهُ أَي تُهلكهُ وتُبَلِّغُهُ أَجَلَه. وَقَالَ ذُو الرمة: إِذا نَالَ مِنها نظرةً هِيضَ قَلْبُه بهَا كانْهِياض المُعْنَتِ المُتَمِّمِ يُقَال: ظلعَ فلانٌ ثُمَّ تَتَمَّمَ تَتَمُّمَا أَي تمَّ عَرَجُه كَسْراً من قَوْله تُمَّ إِذا كُسر. وَقَالَ اللَّيْث: التَّمْتَمَةُ من الْكَلَام ألاَّ يُبَيِّن اللسانُ، يُخطىء مَوضع الحرفِ فيرجِع إِلَى لفظٍ كَأَنَّهُ التَّاء أَو الْمِيم وَإِن لم يكن بَيِّنا، وَرجل تَمتامٌ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن مُحَمَّد بن يزِيد أَنه قَالَ: التَّمْتَمَةُ التّردِيدُ فِي التَّاء والفأفأة الترديد فِي الْفَاء. وَقَالَ أَبُو زيد: التّمتامُ هُوَ الَّذِي يَعْجَلُ فِي الْكَلَام وَلَا يكَاد يُفْهِمُك. قَالَ: والفأفاءُ الَّذِي يَعْسرُ عَلَيْهِ خروجُ الْكَلَام. وَقَالَ أَبُو عبيد: التَّمِيمُ الصُّلْب وأَنشد: وصُلبِ تَمِيم يبهر اللِّبْد جَوْرُه أَي يضيق مِنْهُ اللبد لتمامه. أَبُو عبيد: ولد فلَان لتَمامٍ، وتِمامٍ وليلُ التِّمام بِالْكَسْرِ لَا غير. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن الصَيْداويّ عَن الرياشي قَالَ: نهارٌ نحْبٌ مِثْلُ ليلٍ تِمام أطول مَا يكون. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: ليلُ التِّمام فِي الشتَاء أطولُ مَا يكون من اللَّيْل.

قَالَ: وَيطول ليلُ التِّمام حِين تَطلعُ فِيهِ النُّجُوم كلُّها، وَهِي ليلةُ ميلادِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام، وَالنَّصَارَى تُعَظِّمُها وَتقوم فِيهَا. وَحكى ثَابت بن أبي ثَابت عَن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ أَنه قَالَ: ليلُ تِمام إِذا كَانَ الليلُ ثَلَاث عشرَة سَاعَة إِلَى خمسَ عشرةَ سَاعَة. وَقَالَ الليثُ: ليلُ التِّمام أطولُ ليلةٍ فِي السّنة. وَيُقَال: هِيَ ثلاثُ ليالٍ لَا يُسْتَبان فِيهَا نُقْصانها مِن زيادتها. قَالَ وَقَالَ بعضُهم: يُقَال: لِليلة أَربع عشرةَ، وَهِي اللَّيْلَة الَّتِي يَتم فِيهَا القمرُ: ليلةُ التَّمام بِفَتْح التَّاء. وَرُوِيَ عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقوم اللَّيلَةَ التِّمام فَيقْرَأ سُورَة الْبَقَرَة وَآل عمرَان، وَسورَة النِّسَاء وَلَا يمر بِآيَة إِلَّا دَعَا الله فِيهَا. وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن شُمَيْل: ليلُ التِّمام فِي الشِّتاء أطولُ مَا يكون الليلُ، وَيكون لكل نجمٍ هَوِيٌّ من اللَّيْل يَطْلُع فِيهِ حَتَّى تَطْلُعَ كلهَا فِيهِ فَهَذَا ليل التِّمام. وَيُقَال: سافرنا شهرَنا ليلَ التِّمام لَا نُعَرِّسُه. وَهَذِه ليَالِي التِّمامِ أَي شهرا فِي ذَلِك الزَّمَان. قَالَ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: ليلُ التِّمام ستةُ أشهر، ثلاثةُ أشهر حِين تزيد على ثِنْتَيْ عشرةَ سَاعَة، وثلاثَةُ أشهر حِين ترْجع. قَالَ: وَسمعت ابْن الأعرابيّ يَقُول: كلُّ ليلةٍ طَالَتْ عَلَيْك فَلم تَنمْ فَهِيَ ليلةُ التِّمامِ أَو هِيَ كليلةِ التِّمامِ. وَيُقَال: ليلُ التِّمام وليلٌ تِمامِيٌ أَيْضا. قَالَ الفرزدق: تِماميّاً كأنَ شآمِياتٍ رَجَجْنَ بجانِبَيْه مِن الغُؤُورِ وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يَعْنِي نَحْوهَا شآمية. ليلةُ السَّواءِ ليلةُ ثلاثَ عشرةَ، وفيهَا يَسْتَوِي الْقَمَر وَهِي ليلةُ التِّمام وليلةُ تَمامِ الْقَمَر هَذَا بِفَتْح التَّاء وَالْأول بِالْكَسْرِ. وَقَالَ أَبُو خيرةَ: أَبى قَائِلهَا إلاَّ تُمَّا. وَقَالَ: رئي الهلالُ لِتِمِّ الشَّهْر. وَقَوله تَعَالَى: {ثُمَّ ءاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَحْسَنَ} (الْأَنْعَام: 154) . قَالَ الزّجاج: يجوز أَنه يَعْنِي تَمامًا على المُحسن، أَرَادَ تَماماً من الله على الْمُحْسِنِينَ، وَيكون تَماماً على الَّذِي أَحْسَنَه مُوسى من طاعةِ الله واتِّباع أمره، ويجوزُ تَمَاماً على الَّذِي هُوَ أحسن الْأَشْيَاء، وتماماً مَنْصُوب مفعول بِهِ، وَكَذَلِكَ: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ} (الْأَنْعَام: 115) أَي حَقّت وَوَجبت {وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَىْءٍ} (الْأَنْعَام: 154) ،

الْمَعْنى آتيناه لهَذِهِ الْعلَّة أَي للتَّمام والتَّفْصِيلِ. قَالَ: وَالقِراءة على الَّذِي أحسنَ بِفَتْح النُّون، وَيجوز أحسنُ، على إِضْمَار على الَّذِي هُوَ أحسنُ وأَجاز الْفراء: أَن تكون أحسنُ فِي مَوضِع خَفْضٍ وَأَن يكون مِن صفة الَّذِي، وَهُوَ خَطَأ عِنْد الْبَصرِيين لأَنهم لَا يَعْرِفُون الَّذي إلاَّ مَوْصُولَة، وَلَا تُوصَف إِلَّا بعد تَمام صِلتها. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: التِّمُ الناسُ وَجمعه تِمَمَة قَالَ: والتميمُ الطويلُ، والتَّمِيمُ العُوذُ واحدتها تَمِيمَة، قلت: أَرَادَ الخرزَ الَّتِي تُتَّخذُ عُوَذاً. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: إِذا فَازَ قَدْح الرجلِ مرّة بعد مرّة فأَطْعَمَ لحمَه المساكينَ، سمي مُتَمِّماً، وَمِنْه قَول النَّابِغَة: إِنِّي أُتَمِّم أَيْسارِي وأمْنَحُهُمْ مَثْنى الأَيَادِي وأَكْسُو الجفْنَة الأُدُما وَقَالَ غَيره: التَّمِيمُ فِي الأيسار أَن ينقص الأيْسَارُ فِي الْجَزُور، فَيَأْخُذ رجلٌ مَا بَقِي حَتَّى يُتَمِّمَ الأَنصباء، وَهُوَ قَول اللحياني. وَقَالَ اللَّيْث: تَمَّمَ الرجُل إِذا صَار تَمِيمِيَّ الرَّأْي والهَوَى والمَحَلَّةِ قلت: وَقِيَاس مَا جَاءَ فِي هَذَا الْبَاب: تَتَمَّمَ بتاءين كَمَا يُقَال تَمَضَّر وتَنزَّر وَكَأَنَّهُم حذفوا إِحْدَى التَّاءَيْنِ استثقالاً للْجمع بَينهمَا. مت: قَالَ اللَّيْث: مَتّ اسْم أعجمي. قَالَ: والمَتُّ كالمَدِّ إِلَّا أَن المَتَّ توصُّل بِقرَابَة ودَالَّةٍ يُمَتُّ بهَا. وَأنْشد فَقَالَ: إنْ كُنْتَ فِي بكر يُمَتُّ خُؤولَةً فَأَنا المُقاتِلُ فِي ذُرَى الأعْمامِ قَالَ: ويُونُس بن مَتَّى نَبِيٌّ كَانَ أَبوهُ يُسمَّى مَتّى على فَعْلَى فُعلِ ذَلِك أَنهم لَمّا لم يكن لَهُم فِي كَلَامهم فِي آخر الِاسْم بعد فَتْحة على بناءِ مَتّى حملُوا الْيَاء على الفتحة الَّتِي قبلهَا فجعلوها ألفا كَمَا يَقولون: مِن غَنّيْتُ غَنّى وَمن تَفَنَّيْتُ تَفَنَّى، وَهِي بِلغة السريانية مَتّى. وَأنْشد أَبُو حَاتِم قَول مُزَاحِمٍ العُقَبْلِي: أَلَمْ تَسْأَلِ الأطْلاَلَ مَتّى عُهودُها وَهل تَنْطِقَنْ بَيْدَاءُ قَفْرٌ صَعِيدُها قَالَ أَبُو حَاتِم: سَأَلت الْأَصْمَعِي عَن مَتَّى فِي هَذَا الْبَيْت فَقَالَ: لَا أَدْرِي. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: ثَقَّلَها كَمَا تُثَقّلُ ربّ وتُخَفَّفُ وَهِي مَتَى خَفِيفَةً فَثَقَّلَها. قَالَ أَبُو حَاتِم: وَإِن كَانَ يريدُ مصدرَ مَتَتُّ مَتّاً أَي طَويلا أَو بَعيداً عهودُها بِالنَّاسِ فَلَا أَدْرِي. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: مَتْمَتَ الرجلُ إِذا تقرّب بمودَّة أَو قَرابة.

قَالَ: والمَتُّ مَدُّ الْحَبل وَغَيره، يُقَال: مَتَّ ومَطَّ ومَطَلَ ومَغَطَ وشَبَحَ بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ النَّضر: مَتَتُّ إِلَيْهِ بِرَحمٍ أَي مَدَدت إِلَيْهِ وتَقَرَّبتُ إِلَيْهِ، قَالَ: وبَيْنَنَا رحم ماتَّة أَي قريبةٌ.

أبواب التاء والثاء

أَبْوَاب الثلاثي الصَّحِيح من حرف التَّاء ت ظ: أهملتا مَعَ سَائِر الْحُرُوف إِلَى آخرهَا وَكَذَلِكَ التَّاء مَعَ الذَّال. (أَبْوَاب التَّاء والثاء) ت ث ر ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: التَّواثِيرُ الجَلاَوِزَةُ. ت ث ل اسْتعْمل من وجوهها: (ثتل) . (ثتل) : الثَّيْتَلُ قَالَ شمر: الثَّيْتَل الذَّكَرُ من الأرْوَى. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الثَّياتِلُ تكون صِغار الْقُرُون. وَقَالَ أَبُو خَيْرَة: الثَّيْتَلُ من الوعول لَا يَبْرَحُ الجَبل ولقرنيه شُعَبٌ. قَالَ: والوُعُول على حِدَةٍ، والوعولُ كُدْرُ الألوان فِي أسافِلها بياضٌ، والثَّياتِل مثلُها فِي ألوانها وَإِنَّمَا فَرَّقَ بَينهمَا القرونُ، والوَعِلُ قرناه طويلان عَدا قَراهُ حَتَّى يُتجاوِزَا صَلَوَيْهِ يَلْتَقِيَانِ مِن حَوْل ذَنَبِهِ مِن أَعْلَاهُ. وَأنْشد شَمِر لأُمَية بن أبي الصَّلْت: والتّماسيحُ والثَّياتِل والإيّلُ شَتَّى والرِّيم والْيَعْفُور قَالَ ابْن السّكيت: أَنْشدني ابْن الْأَعرَابِي لخداش: فَإِنِّي امْرُؤ من بني عامرٍ وإنكِ دَارِية ثيتلِ قَالَ: وَسمعت أَبَا عَمْرو يَقُول: الثيْتل الضخم من الرِّجَال الَّذِي يُظَن فِيهِ خير وَلَيْسَ فِيهِ خير. وَرَوَاهُ الْأَصْمَعِي: تِنْيل. وَقَالَ الْفراء: رجل تِنْتَلٌ وتَنْبُلٌ قصير. ت ث ن اسْتعْمل من وجوهها: (ثنت) . ثنت: أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: الثنيت: المُنْتِنُ وَقد ثَنِت ثَنَتاً. وَقَالَ غَيره: ثَتِن ثَتَناً إِذا أنتن. وَأنْشد: وثَتِنٌ لِثَاتُهُ تِئبَاية ت ث ف اسْتعْمل من وجوهه: (تفث) . تفث: قَالَ الله جلّ وعزّ: {ثُمَّ لْيَقْضُواْ تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُواْ نُذُورَهُمْ} (الْحَج: 29) .

وحدَّثنا مُحَمَّد بن إِسْحَاق السِّنْدي قَالَ: حَدثنَا عَلِي بن خَشْرَم عَن عِيسَى عَن عبد الْملك عَن عَطاءِ عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: {ثُمَّ لْيَقْضُواْ تَفَثَهُمْ} (الْحَج: 29) . قَالَ: التَّفَثُ الحَلْق والتّقصير والأخذُ من اللّحية والشّارب والإبط، والذّبْح وَالرَّمْي. وَقَالَ الْفراء: التّفَثُ نَحْرُ البُدْنِ وَغَيرهَا من الْبَقر وَالْغنم وحَلْق الرَّأْس، وتَقْليم الأظْفار وأشباهه. وَقَالَ الزّجاج: التفَث أهل اللُّغَة لَا يعرفونه إِلَّا من التَّفْسِير. قَالَ: التّفَثُ الأخْذُ من الشّارِب وتَقليمُ الْأَظْفَار، ونَتْفُ الْإِبِط وحَلْقُ العَانَة والأخذُ من الشّعْر كَأَنَّهُ الخُروجُ من الإِحرام إِلَى الإِحلال، وَقَالَ أَعْرَابِي لآخر: مَا أتفثك وأدْرَنكَ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: التّفَثُ النُّسُكُ مِن مَنَاسِك الْحَج، رجل تَفِثٌ أَي مُغْبَرٌ شَعِثٌ لم يَدَّهِنْ وَلم يستحدّ. قلت: لم يُفَسر أحد من اللغويين التَّفَثَ كَمَا فَسَّره ابْن شُمَيْل: جعل التفَثَ التّشَعُّثَ، وَجعل قَضَاءَه إذْهَابَ الشّعَثِ بالحَلْقِ والتَّقْليم وَمَا أشبهه. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِي قَوْله: {ثُمَّ لْيَقْضُواْ تَفَثَهُمْ} . قَالَ: قَضَاء حوائجهم من الحَلْق والتّنْظِيف وَمَا أشبهه، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي. ت ث ب اسْتعْمل من وجوهه: (ثَبت) . ثَبت: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال للجراد إِذا رَزّ أَذْنَابَه لِيبيضَ: ثَبَتَ وأَثْبَتَ وتَثَبَّتَ. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: ثَبَتَ فلانٌ بِالْمَكَانِ يَثْبُتُ ثُبُوتاً فَهُوَ ثَابِتٌ إِذا أَقَامَ بِهِ، وتَثَبَّت فِي رَأْيه وأَمْرِه إِذا لم يَعْجَل وتَأَنَّى فِيهِ، واسْتَثبَتَ فِي أمره إِذا شاوَرَ وفحص عَنهُ، وأُثْبِتَ فلانٌ فَهُوَ مُثْبَتٌ إِذا اشتَدَّتْ بِهِ عِلَّتُهُ وأَثْبَتَتْهُ جِراحهُ فَلم يَتَحَرَّكْ، وَرجل ثَبْتٌ وثَبِيتٌ إِذا كَانَ شجاعاً وَقُوراً، وأُثْيِيتٌ اسْم مَوضِع، أَو جبل، ويُصَغّر ثابِتٌ من الْأَسْمَاء ثُبَيتاً، وَأما الثابِتُ إِذا أردتَ بِهِ نَعْتَ شَيْء فتصغيره ثُوَيْبِيتٌ. وَقَول الله تَعَالَى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ} (الْبَقَرَة: 265) . قَالَ الزجاجُ: أَي يُنفقونها مُقِرِّين بِأَنَّهَا مِمَّا يُثيبُ اللَّهُ عَلَيْهَا. وَقَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ} (هود: 120) قَالَ: معْنى تَثبيتُ الْفُؤَاد تسكين الْقلب، هَهُنَا ليْسَ لِلشكّ، وَلَكِن كلّما كَانَ الدلالةُ والبرهانُ أكثرَ كَانَ القلبُ أَسْكن وأثبتَ أبدا.

أبواب التاء والراء

قَالَ إِبْرَاهِيم: {لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِى} (الْبَقَرَة: 260) وَقَوله: {وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا} (الْبَقَرَة: 250) . يُقَال: رجل ثَابت فِي الْحَرْب وثبيتٌ وثبتٌ، وَيُقَال للراوي: إِنَّه لَثبتٌ، وهم الْأَثْبَات أَي الثِّقات. وَقَوله: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ} (الْأَنْفَال: 30) أَي ليحبسوك. رَماهُ فأَثْبَته إِذا حبَسه مَكَانَهُ وَأصْبح الْمَرِيض مُثبَتاً أَي لَا حَراك بِهِ. ت ث م أهمله اللَّيْث. (ثمت) : وروى ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الثّمُوت العِذْيَوْطُ وَهُوَ الَّذِي إِذا غَشِيَ الْمَرْأَة أَحدَثَ وَهُوَ الثّتُّ أَيْضا. انْتهى، وَالله أعلم. (أَبْوَاب) التَّاء وَالرَّاء) ت ر ل اسْتعْمل من وجوهه: (رتل) . رتل: أَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس أَنه قَالَ فِي قَوْله عزّ وجلّ: {عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْءَانَ} (المزمل: 4) مَا أعلمُ الترتِيلَ إِلَّا التَّحْقِيقَ والتمكينَ أَراد فِي قِرَاءَة الْقُرْآن. وَقَالَ اللَّيْث: الرّتَلُ تنْسِيقُ الشَّيْء، وثَغْر رَتِلٌ حَسَنُ التّنضيدِ، ورتّلْتُ الكلامَ ترتيلاً أَي تمهَّلتُ فِيهِ وأَحْسنْتُ تأليفَه، وَهُوَ يترتّل فِي كَلَامه ويَترسّل. ورُوي عَن مُجَاهِد أَنه قَالَ: الترتيل الترسُّلُ. وَقَالَ ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: {عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْءَانَ} (المزمل: 4) . قَالَ: بَيِّنْهُ تَبْيِيناً. وَقَالَ الضَّحَّاك: انبذْهُ حَرْفاً حَرْفاً. وروى سُفْيَان عَن مَنْصُور عَن مُجَاهِد فِي قَوْله: {عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْءَانَ} . قَالَ: بعضه على أثرِ بَعْض. قلت: ذهب بِهِ إِلَى قَوْلهم: ثَغْرٌ رَتَلٌ إِذا كَانَ حَسَن التَّنْضيد. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: {عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْءَانَ} بَيِّنه تبييناً، والتبيين لَا يتم بِأَن تَعْجل فِي الْقِرَاءَة، وَإِنَّمَا يتم التَّبْيِين بِأَن تُبَيِّن جَمِيع الْحُرُوف وتُوفِّيها حَقّهَا من الإشباعِ، ورتلناه ترتيلاً أَي أَنزَلْنَاهُ تَنْزِيلا، وَهُوَ ضد الْمُعَجل وَيُقَال: ثَغر رَتِل، ورتَلَ إِذا كَانَ مُفَلّجاً لَا لَصَصَ فِيهِ. ت ر ن رتن، تنر، نتر، ترن. (رتن) : قَالَ اللَّيْث: المُرَتَّنَة الخُبْزَةُ المشَحَّمَةُ والرَّتْم والرَّتنُ خَلطُ الشّحْمِ بالعجين. قلت: حَرَصْتُ على أَن أجد هَذَا الْحَرْف لغير اللَّيْث فَلم أجد لَهُ أصلا وَلَا آمن أَن يكون الصَّوَاب المُرَثّنةُ بالثاء مِن الرّثَان وَهِي الأمطارُ الخَفِيفَةُ فَكأَن تَرْثينَها ترويتُها

بالدسم. تنر: قَالَ الله جلّ وعزّ: {إِذَا جَآءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ} (هود: 40) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: أَعْلَمَ اللَّهُ جلّ وعزّ أَن وَقت هلاككم فَوْرُ التَّنُّور. وَقيل فِي التَّنور أَقْوَال قيل التَّنورُ وجهُ الأَرْض، وَيُقَال: أَرَادَ أَن المَاء إِذا فار من نَاحيَة مَسْجِدِ الْكُوفَة، وَقيل: أَيْضا أَن التَّنُّور تَنْوِير الصُّبْح. ورُويَ عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ: فار التَّنُّور قَالَ: التَّنُّور الَّذِي بالجزيرة وَهِي عَيْنُ الْوَرْدِ واللَّهُ أعلم بِمَا أَرَادَ. وَعَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ: التَّنُّورُ تَنْوِيرُ الصُّبْح. وَعَن عِكْرِمَة: التَّنُّورُ وجْهُ الأَرْض، وَيُقَال: أَرَادَ أَن الماءَ إِذا فار من نَاحيَة مَسْجِد الْكُوفَة. وَعَن مُجَاهِد: التَّنور حَيْثُ يَنْبَجِسُ المَاء فِيهِ، أَمر نوح أَن يركب وَمن مَعَه السَّفِينَة. وَقَالَ اللَّيْث: التنُّورُ عَمَّتْ بِكُل لِسَان وصَاحِبُه تَنَّارٌ. قَول من قَالَ: إِن التنّور عَمت بِكُل لِسَان يدل على أَن الأَصْل فِي الِاسْم عجميّ فعَرَّبَتْها العَرَبُ فَصَارَ عَرَبيا على بِنَاء فَعُّول، وَالدَّلِيل على ذَلِك أَن أصل بنائِهِ تَنَرَ، وَلَا يُعْرَفُ فِي كَلَام الْعَرَب لأنَّه مُهْمَلٌ وَهُوَ نظيرُ مَا دخل فِي كَلَام الْعَرَب من كَلَام الْعَجم مثل الدّيباج والدِّينار والسُّنْدُس والإستبرق وَمَا أَشْبَهها، وَلما تكلَّمت بهَا الْعَرَب صَارَت عربيَّة. قلت: ذَاتُ التَّنانِير عَقَبَةٌ بِحِذَاءِ زُبالَة مِمَّا يَلِي المَغْرِب مِنها. نتر: قَالَ اللّيث: النَّتْرُ جَذْبٌ فِيهِ جَفْوَة، والإنسانُ يَنْتُر فِي مَشيِه نَتْراً كَأَنَّهُ ينجذبُ جَذْباً. ابْن السّكيت: يُقَال: رَمْيٌ سَعْرٌ وضَرْبٌ هَبْرٌ وَطَعْنٌ نَتْرٌ، قَالَ: وَهُوَ مثل الخَلْس يختلسها الطاعن اختلاساً. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: النَّتْرَةُ الطَّعْنَةُ النافذة. وَقَالَ الشَّافِعِي فِي الرجل يَسْتَبِرىءُ ذَكرَه إِذا بَال أَن يَنْتُرَهُ نَتْراً مرّة بعد أُخْرَى كَأَنَّهُ يجتذبه اجتذاباً. وَفِي الحَدِيث: (إِن أحدهم لَيُعَذَّبُ فِي قَبره فَيُقَال: إِنَّه لم يكن يستَنتِر عِنْد بَوْله) . الاستنتار: الاجتذاب مرّة بعد مرّة يَعْنِي الِاسْتِبْرَاء. وَفِي حَدِيث عليّ: اطعنوا النَّتر أَي الخلْس، وَهُوَ من فعل الحذّاق. ترن: ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الْعَرَب تَقول للأَمة: تُرْنَى وفَرْتَنَى، وَتقول لِوَلد البَغِيّ: ابْن تُرْنى وَابْن فَرْتَنَى.

وَقَالَ صَخْر الغيّ: فإنَّ ابنَ تُرْنَى إِذا جِئْتُكم أَراه يُدَافِعُ قَوْلاً عَنِيفاً قلت: وَيحْتَمل أَن يكون تُرْنَى مَأْخُوذَة من رُنِيَتْ تُرْنَى إِذا أَدِيم النّظر إِلَيْهَا. (ت ر ف) ترف، تَفِر، رفت، فتر، فرت: (مستعملة) . (ترف) : قَالَ اللَّيْث: التُّرْفَةُ والطُّرْمَةُ من وَسط الشّفة خِلْقَةً وصاحبها أَتْرَفُ. وَقَالَ غَيره: التُّرفةُ النَّعْمَةُ، وصبيٌّ مَتَرَّف إِذا كَانَ مُنَعَّمَ البَدَنِ مُدَلَّلاً، والمُتْرَفُ الَّذِي أَبْطَرَتْهُ النِّعْمة، وسَعَةُ العَيْشِ. وَقَالَ ابْن عَرَفَة: المترف الْمَتْرُوك يصنع مَا يَشَاء لَا يمْنَع مِنْهُ، وَقيل للمتنعِّم: مُترف لِأَنَّهُ مُطلق لَهُ لَا يمْنَع من تنعم، أَمَرْنَا مُتْرفيها، قَالَ قَتَادَة جبابرتها. تَفِر: أَبُو عُبيد عَن الْأَصْمَعِي: التِّفْرَةُ من الْإِنْسَان الدائرة الَّتِي عِنْد الْأنف وسط الشّفة الْعليا. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: يُقَال لهَذِهِ الدائرة: تَفِرَة وتُفْرَة وتُفَرَة وتِفْرَة. وَقَالَ الطِّرمّاح: لَهَا تَفِرَاتٌ تحتَها وقُصَارها إِلَى مَشْرَةٍ لم تَعْتَلِقْ بالمحاجِنِ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: التَّفِرَاتُ من النَّبَات مَا لَا تَسْتَمْكِنُ مِنْهُ الرَّاعِيةُ لِصِغَرِها وَأَرْض مُتْفِرَةٌ فِيهَا تَفِرَاتٌ. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: التَّافِرُ الوَسِخُ من النَّاس، وَرجل تَفِرٌ وتَفْرَانُ. قَالَ: وأَتْفَرَ الرَّجُلُ إِذا خَرَج شَعْر أَنْفِه إِلَى تِفْرَتِه وَهُوَ عيب. رفت: يُقَال: رَفَتُّ الشيءَ وحطَمتُه وكَسْرتُه، والرُّفاتُ الحطامُ من كل شَيْء تَكسَّر، يُقَال: رَفَتَ عِظامَ الجَزُور رَفْتاً إِذا كَسَرَها ليَطبُخها ويستخرجَ إهالَتها. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الرُّفَتُ التِّبْنُ. وَيُقَال فِي مَثَلٍ: أَنا أَغْنَى عَنْك من التُّفَهِ عَن الرُّفَتِ، والتُّفَهُ عَنَاقُ الأَرْض وَهُوَ ذُو نابٍ لَا يَرْزأُ التِّبْنَ والكَلأَ والتُّفَهُ تكْتب بِالْهَاءِ والرُّفَتُ بِالتَّاءِ. فرت: الفُرَاتُ: أعذَبُ المِياه قَالَ الله جلّ وعزّ: {هَاذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَاذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ} (الْفرْقَان: 53) وَقد فَرُتَ الماءُ يَفْرُتُ فُروتَةً إِذا عَذُبَ فَهُوَ فُرَاتٌ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: فَرِتَ الرجلُ بِكَسْر الرَّاء إِذا ضَعُفَ عقله بعد مُسْكَةٍ. فتر: قَالَ اللَّيْث: فَتَرَ فلَان يَفْتُرُ فُتوراً إِذا سكن عَن حِدَّتِه ولانَ بَعْدَ شِدَّتِه، وطَرْفٌ فاتِرٌ فِيهِ فُتورٌ وسُجُوٌّ لَيْسَ بِحادِّ النّظر. وَيُقَال: أَجِدُ فِي نَفسِي فَتْرَةً وَهِي كالضَّعْفَةِ، وَيُقَال للشَّيْخ قد عَلَتْهُ كَبْرَةٌ

وعَرَتْهُ فَتْرَةٌ، والفِترُ قَدْرُ مَا بَين طَرَفِ الْإِبْهَام وطَرَفِ الْمُسَبِّحَة، وَقد فَتَرْتُ الشيءَ إِذا قَدَّرْتَهُ بِفِتْرِك، كَمَا تَقول: شَبَرْتُهُ بِشِبْرِي. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: أَفْتَرَ الرجُلُ إِذا ضَعُفَتْ جُفُونه فانكسر طَرْفُه. وَفِي الحَدِيث أَنه عَلَيْهِ السَّلَام: نهَى عَن كل مُسْكِرٍ ومُفَتِّر؛ فالمسْكر الَّذِي يُزيل الْعقل إِذا شُرِبَ والْمُفَتِّر الَّذِي يُفَتِّرُ الجسدَ إِذا شُرِبَ، وماءٌ فاتِرٌ بيْن الحارّ والبارد. وَقَالَ ابْن مُقبل يصف غَيْثاً: تَأَمَّلْ خَلِيليِ هَلْ تَرَى ضَوْءَ بارقٍ يَمانٍ مَرَتْه رِيحُ نَجْدٍ فَفَتّرَا قَالَ حمّاد الراوية: فتَّرَ أَي أقامَ وسَكَن. وَقَالَ الأصمعيّ: فتَّرَ مَطَرَ فَرَّغَ ماءَه وكَفَّ وتَحيَّر. أَبُو زيد: الفُتْرُ النَّبِيةُ وَهُوَ الَّذِي يُعْمَلُ من خُوصٍ يُنْخَل عَلَيْهِ الدقيقُ كالسُّفْرة. ت ر ب ترب، تبر، برت، بتر، رتب، ربت: مستعملات. ترب: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: التُّرْتُبُ الأمرُ الثَّابتُ. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: التُّرْتُبُ بِضَم التاءَين العَبْدُ السوء، وَقَالَ: والتُّرْتُبُ التُّراب أَيْضا. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: التَّيْرَبُ التُّرَاب وَقَالَ غَيره يُقَال: بِفيهِ التَّيْرَبُ والتِّرْيَبُ والتَّرْباء والتَّوْراب. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: بفية التَّيْرَبُ والتِّرْيَبُ. وَيُقَال: بَعِيرٌ تَرَبُوتٌ إِذا كَانَ ذَلُولاً، وناقةَ تَرْبُوتٌ كَذَلِك، فَهَذِهِ الْحُرُوف الَّتِي جَاءَت فِي هَذَا الْبَاب مَعَ زِيَادَة التَّاء وَالْيَاء وَالْوَاو. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (تُنكَحُ الْمَرْأَة لِمِيسَمِهَا ولِمالِها ولحَسبِها، عَلَيْك بذاتِ الدِّين تَرِبَتْ يَداك) . قَالَ أَبُو عبيد قَوْله: تربَتْ يداك، يُقَال للرجل إِذا قلّ مَاله: قد تَرِبَ أَي افْتَقَر حَتَّى لَصِقَ بالتُّراب. قَالَ الله جلّ وعزّ: {مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذَا} (الْبَلَد: 16) ، قَالَ: ويروى وَالله أعلم أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يَتَعَمَّد الدعاءَ عَلَيْهِ بالفَقْرِ وَلكنهَا كلمةٌ جَارِيَة على أَلْسِنة الْعَرَب يَقُولُونَهَا وهم لَا يُرِيدُونَ وُقُوع الْأَمر، قَالَ وَقَالَ بعض النَّاس: إنَّ قَوْله: تَرِبَتْ يداك يُرِيدُونَ استغْنت يداك، وَهَذَا خطأ لَا يجوز فِي الْكَلَام، وَلَو كَانَ كَمَا قَالَ لقَالَ: أتْرَبَتْ يداك، يُقَال: أَتْرَبَ الرجلُ فَهُوَ مُتْرِبٌ إِذا كَثُرَ مَاله، فَإِذا أَرَادوا الْفقر قَالُوا تَرِبَ يَتْرَبُ. وَقَالَ ابْن عَرَفَة: أَرَادَ بقوله: تَرِبَتْ يداك، إِن لم تَفْعَل مَا أمرتُك بِهِ.

قَالَ أَبُو بكر: مَعْنَاهُ: لِلَّهِ دَرُّك إِذا استعملتَ مَا أمرتُك بِهِ، واتَّعظت بِعظتي. وَذهب بعض أهل العِلْم إِلَى أَنه دُعَاء على الْحَقِيقَة. وَقَوله فِي حَدِيث خُزَيْمَةَ: (أَنَعِمْ صباحاً تَرِبتْ يداك) ، يدلّ على أَنه لَيْسَ بِدُعَاء عَلَيْهِ، بل هُوَ دُعَاء لَهُ وترْغيبٌ فِي اسْتِعْمَال مَا تقدّمت الوَصاةُ بِهِ، أَلا تراهُ قَالَ: أنعم صباحاً ثمَّ عَقبَه، تربَتْ يداك، والعربُ تقولُ: لَا أمَّ لَك وَلَا أبَ لَك، يُرِيدُونَ لِلَّه دَرُّك، قَالَ: هَوَتْ أُمُّه مَا يَبْعَثُ الصبحُ غادِياً وماذا يؤَدِّي الليلُ حِينَ يَؤُوبُ فَظَاهره: أَهْلَكه الله، وباطِنه: لِلَّه درّه، قَالَ: وَهَذَا الْمَعْنى أَرَادَهُ جميل بقوله: رَمَى اللَّهُ فِي عَيْنَيْ بُثَيْنَة بِالقَذَى وبالغُرّ من أبنائِها بالفَوادِحِ أَرَادَ لِلَّه درّها مَا أحسن عَيْنَيْها، وَأَرَادَ بالغُر من أبنائها ساداتِ أهل بَيتهَا، قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: لَا أُمَّ لَك وَلَا أَرْضَ لَك، ذَمٌ وَلَا أبَ لَك وَلَا أَبَا لَك، مدح وَهَذَا خطأ، أَلا ترى أَن الفصيح من الشُّعَرَاء قَالَ: وهَوَتْ أمُّه، فِي مَوضِع الْمَدْح. ورَوَى شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: رجل تَرِب فَقير، وَرجل تَرِبٌ لازِقٌ بِالتُّرَابِ من الْحَاجة لَيْسَ بَينه وَبَين الأَرْض شَيْء. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: التَّتْرِيْبُ كَثْرَةُ المَال، قَالَ: والتَّتْرِيبُ قلَّة المَال أَيْضا، قَالَ: وأَتْرَبَ الرجلُ إِذا مَلَك عَبْداً مُلِكَ ثلاثَ مرَّاتٍ. وَقَالَ اللَّيْث: التُّرْبُ والتُّرابُ وَاحِد إِلَّا أَنهم أَنَّثوا قَالُوا: التُّرْبةُ، يُقَال: أَرض طيّبة التربة، أَي خِلْقَةُ ترابها، فَإِذا عَنَيْتَ طَاقَة وَاحِدَة من التُّرَاب قلت: تُرَابَةٌ، وَتلك لَا تدْرك بالبصر دِقَّةً إِلَّا بالتوهّم، وطعامٌ تَرِبٌ إِذا تَلَوَّث بالتُّراب. وَمِنْه حَدِيث عَليّ: (لَئِن وَلِيتُ بَني أُمَيَّةَ لانْفُضَنَّهم نَفْضَ القَصَّابِ الوِزَامَ التَّرِبَةَ) . وَقَالَ غَيره: تَتَرَّبَ فُلاناً تَتَرُّباً إِذا تَلَوَّث فِي التُّراب، وتَرَّبَ الْكتاب تتريباً، ورِيحٌ تَرِبٌ وتَرِبَةٌ قد حَمَلَت تُراباً. قَالَ ذُو الرمة: مرَّا سَحَابٌ ومَرَّ بارِحٌ تَرِبُ وَقيل: تَرِبٌ أَي كثير التُّرَاب. وَقَالَ اللَّيْث: التَّرْبَاءُ نَفْسُ التُّراب، يُقَال: والتُّرباء، لأضربنه حَتَّى يَعَضَّ بالتَّرْباءِ. وَفِي الحَدِيث: (خَلَقَ الله التُّرْبَةَ يَوْم السبت، وَخلق فِيهَا الجبالَ يَوْم الْأَحَد، والشجرَ يومَ الِاثْنَيْنِ، والتِّرْبُ اللِّدَةُ، وَيُقَال: هَذِه تِرْب هَذِه، وَقَوله: {أَبْكَاراً عُرُباً أَتْرَاباً} (الْوَاقِعَة: 37) أَي أَمْثَالاً وهما تِرْبان.

وَقَالَ ابْن السّكيت: تُرَبَةُ وَاد من أَوديَة الْيمن. ابْن بزرج: قَالُوا تَرَبتُ القرطاس فَأَنا أتْرُبة تَرْباً وتَرَبت فلَان الإهاب لتصلحه، وتَرَبت السِّقاء وكل مَا يصلح فَهُوَ متروب، وكل مَا يفْسد فَهُوَ مترَّب مشدد. قَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ ثَنَاؤُهُ: {خُلِقَ مِن مَّآءٍ} {دَافِقٍ يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ} (الطارق: 6، 7) . قَالَ: الترائب مَا اكتنف لَبّاتِ الْمَرْأَة مِمَّا يَقع عَلَيْهِ القِلادة، وَقَوله من الصلب والترائب يَعْنِي صُلْبَ الرجلِ وتَرائبَ الْمَرْأَة يُقَال للشيئين ليخرجن من بَني هذَيْن خيرٌ كثير وَمن هذَيْن خيرٌ كثير. وَقَالَ الزّجاج: جَاءَ فِي التَّفْسِير: أَن الترائب أَربع أضلاع من مَيْمَنَةِ الصَّدر وَأَرْبع أضلاع من يَسْرَةِ الصَّدْر. وَجَاء أَيْضا فِي التَّفْسِير: أَن الترائب اليدان وَالرجلَانِ والعيْنَان. وَقَالَ أهل اللُّغَة أَجْمَعُونَ: التَّرائِب مَوضِع القِلادة من الصَّدر وأنشدوا فَقَالُوا: مُهَفْهَفَةٌ بيضاءُ غيرُ مُفاضَةٍ تَرائبُها مَصْقُولة كالسَّجَنْجَلِ قَالَ الْمُنْذِرِيّ: أَخْبرنِي أَبُو الْحسن الشيخي عَن الرياشي قَالَ: التَّرِيبَتانِ الضِّلعان اللَّتان تَلِيَان التَّرْقُوَتَيْن، وَأنْشد: ومِنْ ذَهَبٍ يَلُوح على تَرِيبٍ كَلَوْنِ العَاجِ لَيْسَ لَهُ غُضُونُ أَبُو عبيد: الصَّدْر فِيهِ النَّحْر، وَهُوَ مَوضِع القِلادة، واللَّبّةُ مَوضِعُ النَّحْر، والثُّغْرةُ ثُغْرَةُ النَّحْر، وَهِي الهَزْمَةُ بَين التَّرْقُوَتَيْن، وَقَالَ: والزَّعْفَرَانُ على تَرائِبها شَرِقٍ بِهِ اللَّبّاتُ والنَّحْرُ والتَّرْقُوَتَان العَظْمَان المُشْرِفان فِي أَعلَى الصَّدر من رأْسَ المَنكِبَيْن إِلَى طَرَفِ ثُغْرَةِ النَّحْر، وباطِن التَّرقُوَتَين الهواءُ الَّذِي يهوي فِي الْجوف لَو خُرِق، وَيُقَال لَهُ القَلْتَانُ. وهما الحافِنَتَانِ أَيْضا، والزَّاقِنَةُ طَرفُ الحُلْقُوم. تبر: قَالَ اللَّيْث: التِّبْر الذَّهبُ والفِضَّة قبل أَن يُصاغا. قَالَ: وَبَعْضهمْ يَقُول: كلُّ جوهرٍ قبل أَن يستعملَ تِبْرٌ، من النّحاس والصُّفْر، وَأنْشد: كلُّ قومٍ صِيغَةٌ مِن تِبْرِهِمْ وبَنُو عَبْدِ مَنافٍ من ذَهَبْ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: التِّبْرُ الفُتَاتُ من الذَّهب والفِضَّة قبل أَن يُصاغا، قلت: التبر يَقع على جَمِيع جَوَاهِر الأَرْض قبل أَن تُصاغ، مِنْهَا النّحاس والصُّفر والشَّبة والزجاج وَغَيره، فَإِذا صيغَا فهما ذهب وفضّة، وَقَول الله جلّ وعزّ: {وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلاَ تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ} (نوح: 28) . قَالَ الزّجاج: مَعْنَاهُ إِلَّا هَلَاكًا وَلذَلِك

سمي كل مُكَسَّر تِبْراً، وَقَالَ فِي قَوْله: {وَكُلاًّ تَبَّرْنَا تَتْبِيراً} (الْفرْقَان: 39) ، قَالَ: والتَّتْبِيرُ التَّدْميرُ، وكل شَيْء كَسَرته وفتّتَّهُ فقد تَبَّرْتَهُ، وَمن هَذَا قيل لِمُكَسَّر الزّجاج: التِّبْرُ وَكَذَلِكَ تِبْرُ الذَّهَب. وَقَالَ اللَّيْث: تَبِرَ الشيءُ يَتْبِرُ تَباراً. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: المَتْبُورُ الهالكُ، والمتبورُ النَّاقِص، قَالَ: والتَّبْراء الحسنةُ اللَّونِ من النُّوق. بتر: قَالَ اللَّيْث: البَتْرُ قَطْعُ الذَّنَبِ ونحوِه إِذا استأصلْتَه. وَقَالَ غَيره: يُقَال: بَتَرْتُه فانْبَتَر، وأبتَرْته فَبُتِر، وصاحِبُه أَبتر وذَنَبٌ أَبتَرُ. قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ} (الْكَوْثَر: 3) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: نَزَلتْ فِي العَاصِي ابْن وَائِل، دخل على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ جَالس، فَقَالَ: هَذَا الأبتَرُ أَي هَذَا الَّذِي لَا عَقِبَ لَهُ، فَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ} ، فَجَائِز أَن يكون هَذَا المنْقَطِعَ العَقِبِ وَجَائِز أَن تكون هُوَ الْمُنْقَطع عَنهُ كل خير. قَالَ: والبَتْرُ استئصالُ القَطْع. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَبتر الرجلُ إِذا أعْطى وَمنع، وأَبتَر إِذا صَلَّى الضُّحَى حِين تُقَضِّبُ الشَّمْس، وَيُقَال: تُقَضِّبُ أَي يَخْرِج شُعاعها كالقُضبانِ. وَفِي حَدِيث عليّ: أَنه سُئِلَ عَن صَلَاة الضُّحَى، فَقَالَ: حِين تَبْهَرُ البُتَيْراءُ الأرضَ. عَمْرو عَن أَبِيه: البُتَيْرَاءُ الشمسُ، وَسيف باترٌ وبَتَّارٌ قَطَّاع. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: البُتَيْرَةُ تصغيرُ البَتْرَة وَهِي الأَتَان. برت: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: قَالَ البُرْتُ: الرجلُ الدَّليلُ وَجمعه أَبْراتٌ. قَالَ شمر: رَوَاهُ المسدى: البِرت بِالْكَسْرِ وَلَا بَأْس. أَبُو نصر عَن الْأَصْمَعِي: يُقَال للدَّليل الحاذق: البُرتُ والبِرتُ، وَقَالَهُ ابْن الْأَعرَابِي رَوَاهُ عَنْهُمَا أَبُو الْعَبَّاس. وَقَالَ شمر: هُوَ البِرِّيتُ والخِرِّيتُ أَيْضا قَالَ: والبُرتُ الفأس أَيْضا. وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ البُرت بلغَة أهل الْيمن قَالَ: والبُرت بلغتهم السُّكر الطَّيْرزَد. وَقَالَ شمر: يُقَال للسكر الطَّبَرْزَد: مِبْرَتٌ ومِبَرَّت. وَقَالَ أَبُو عبيد: البرِّيتُ المستوِي من الأَرْض. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي عَن أبي عون: البِرِّيتُ مكانٌ مَعْرُوف كثير الرمل. وَقَالَ شمر يُقَال: الحَزْنُ والبِرِّيتُ أرضان بِنَاحِيَة الْبَصْرَة، وَيُقَال: البريتُ الجَدْبَةُ

المسْتَوِيَةِ وَأنْشد: بِرِّيتُ أَرْضٍ بَعْدها بِرِّيتُ وَقَالَ اللَّيْث: البِرِّيت اسْم اشتق من البَرِّية: كَأَنَّمَا سَكَنت الْيَاء فَصَارَت الهاءُ يَاء لَازِمَة كَأَنَّهَا أَصْلِيَّة كَمَا قَالُوا: عِفْريتٌ وَالْأَصْل عِفْرِيَةٌ. ثَعْلَب عَن ابْن أبي عَمْرو عَن أَبِيه: بَرِتَ الرجلُ إِذا تحيَّر وبَرَتَ بِالتَّاءِ إِذا تَنَعَّمَ تَنعُّماً وَاسِعًا، قَالَ: والبُرْتَةُ الحذاقَةُ بِالْأَمر، وأَبْرَتَ إِذا حَذِق صِناعةً مَا. ربت: قَالَ: رَبَّتُّ الصبيَّ ورَبَّيتُه تَرْبِيتاً وتَرْبِيَة. وَقَالَ الراجز: لَيْس لمن ضُمِّنَهُ تَرْبِيتُ رتب: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أرْتَبَ الرجلُ إِذا سَأَلَ بعد غِنًى، وأرْتَبَ الرجلُ إِذا دَعا النقري إِلَى طَعَامه، قَالَ: ورَتَبَ الشيءُ رُتوباً إِذا انتصب فَإِنَّمَا هُوَ راتبٌ وَأنْشد: وَإِذا يَهُب مِن الْمَنَام رأيتَه كَرُتُوبِ كَعْبِ السَّاق لَيْسَ بزُمَّلِ وَقَالَ اللَّيْث: الصَّبِي يُرْتِبُ الكَعْبَ إرتاباً قَالَ: والرَّتَبَةُ الواحدةُ من رَتَبَاتِ الدَّرَج، والمرْتَبَةُ المنزلةُ عِنْد الْمُلُوك وَنَحْوهَا، والمراتب فِي الْجبَال والصحارى من الْأَعْلَام الَّتِي يُرَتَّبُ فِيهَا الْعُيُون والرُّقَباء، وَيُقَال: مَا فِي عيشة رَتَبٌ، وَمَا فِي هَذَا الْأَمر رَتَبٌ وَلَا عَتَبٌ أَي هُوَ سهل مُستقيم، قلت: هُوَ بِمَعْنى النَّصَب والتَّعب. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الرَّتْباءُ النَّاقَةُ المنْتَصِبةُ فِي سَيرهَا، والرّقْبَاءُ الناقةُ المُندَفِعَةُ. ت ر م رتم، متر، تمر، مرت، ترم: مستعملة. رتم: الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت قَالَ: الرّتْمُ الدَّقُ والكَسْرُ يُقَال: قد رَتَمَّ أَنفَهُ رَتْماً، وَقَالَ أَوْسُ بنُ حجر: لأَصْبَحَ رَتْماً دُقَاق الحَصَى مَكان النّبيِّ مِن الكَاثِبِ والرّتْمُ والرَّثْمُ بالتّاء والثَّاء واحدٌ، وَقد رَتَمَ أَنْفَه ورَثمه، ورُوِي الْبَيْت بالتّاء والثَّاء، ومعناهما وَاحِد. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال: مَا رَتم فلانٌ بِكَلِمَة وَمَا نَبَس بهَا بِمَعْنى وَاحِد، والمصدر الرَّتْمُ أَيْضا. وَقَالَ ابْن السّكيت: الرَّتَمُ بِفَتْح التّاء شَجَرٌ. وَقَالَ الراجز: نَظَرتُ والعَيْنُ مُبِينة النَّهَمْ إِلَى سَنَا نَارٍ وَقُودُها الرَّتَمْ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الرَّتمُ المَزَادةُ الممْلُوءَة مَاء، قَالَ: والرَّتْمَاء النّاقة الَّتِي تحمل الرّتَمَ، والرَّتَمُ المحجَّة، والرّتَمُ الكلامُ الخَفِيُّ.

قَالَ: والرّتَمُ الحَيَاءُ التّام، والرَّتَمُ ضَرْبٌ مِن النَّبَات. وَقَالَ اللَّيْث: الرّتَمُ: خَيط يُعْقد على الإصبع أَو الخَاتَم للعلامة، والرّتيمةُ والرّتَمةُ نباتٌ من دِقِّ الشّجر كأَنه من دِقَّته يُشَبَّه بالرّتَم، والفِعْل أَرْتَمَ إرتاماً. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: أرْتَمْتُ الرجلَ إرْتَاماً إِذا عَقَدْتَ فِي إصبَعه خيطاً يَسْتَذكِرُ بِهِ حَاجَته، وَاسم ذَلِك الْخَيط الرّتمَةَ والرّتيمةُ، وأنشدنا: هَلْ يَنْفَعَنكَ الْيَوْمَ إنْ هَمّت بِهِمْ كَثْرةُ مَا توصِي وتعْقَاد الرّتَمْ وَقَالَ شمر: قَالَ سَلَمة عَن عَاصِم قَالَ الأصمعيّ فِي قَوْله: تَعْقَاد الرّتم كَانَ الرجل يَخْرُج فِي سَفْرةٍ فَيَعْمِدُ إِلَى غُصنين أَو شجرتين فَيعْقِدُ غُصناً إِلَى غُصْن، وَيَقُول: إِن كَانَت المرْأَةُ على العَهْد بَقِيَ هَذَا على حَاله مَعْقُوداً، وإلاَّ فقد نَقَضَتِ الْعَهْد وَنَحْو ذَلِك. قَالَ ابْن السّكيت: فِي تَفْسِير هَذَا الْبَيْت: وَيُقَال: مَا زلتُ رَاتِماً على هَذَا الْأَمر ورَاتباً أَي مُقيماً. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الرّتِيمُ خيطُ التذْكِرة، وغَيْره يقُولُ: الرّتيمة. مرت: شمر قَالَ الأصمعيّ وَغَيره: المرْتُ الأَرْض الَّتِي لَا نَباتَ فِيهَا. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: المرْتُ الَّذِي لَيْسَ بِهِ شيءٌ قليلٌ وَلَا كثيرٌ، وَأَرْض مَرْتٌ ومَرُوتٌ. قَالَ: فَإِن مُطِرتْ فِي الشّتاء فَإِنَّهَا لَا يُقَال لَهَا مَرْتٌ لِأَن بهَا حينئذٍ رَصَدا، والرَّصَدُ الرَّجاءُ لَهَا كَمَا تُرجَى الحاملَة، وَيُقَال: أَرض مُرْصِدةٌ وَهِي الَّتِي قد مُطِرتْ، وَهِي تُرْجَى لِأَن تُنْبِتَ. وَقَالَ رؤبة: مَرْتٌ يُنَاصِي خَرْقَها مَرُوتُ وَقَالَ ذُو الرمة: يَطْرَحْنَ بالمهارِقِ الأغْفال كلَّ جَنِينٍ لَثِقِ السِّرْبالِ حَيِّ الشَّهِيقِ مَيِّتِ الأوْصالِ مَرْتِ الحَجَاجَيْنِ مِن الإِعجالِ يصف إبِلا أَجْهَضَت أولادَها قبل نَباتِ الوَبَر عَلَيْهَا، يَقُول: لم يَنْبُتْ شَعْر حَجاجَيْه. قلت: كَأَن التَّاء مُبْدَلةٌ من الطَّاء فِي المرتِ. متر: قَالَ اللَّيْث: المَتَرُ: السَّلْحُ إِذا رُمِيَ بِهِ. قَالَ: والنَّارُ إِذا قُدِحَتْ رَأَيْتهَا تَتَماتَرُ. قلت: هَذَا حرف لم أسمع بِهِ لغير اللَّيْث. ترم: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: التَّرِيمُ مِن الرِّجَال المُلَوَّث بالمعايبِ والدَّرَن. قَالَ: والتَّرِيمُ المتواضِع لِلَّهِ، والتَّرَمُ وَجَعُ الخَوْرَانِ. تمر: اللَّيْث: التَّمْرُ: حَمْل النَّخْلِ وأَثْمرتْ

النَّخلُ وأَثْمَرَ الرُّطَب، وَجمع التَّمْر تُمورٌ وتمْرانٌ، وَرجل تَامِرٌ ذُو تَمْرٍ، وتَمَرني فلانٌ، أَي أَطْعَمَنِي تَمْراً، وتَمْرتُه أَنا وأَتْمَرتُه. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: التُّمَّرةُ طائرٌ أَصْغَرُ من العُصفور وَيُقَال لَهَا التُّمَّرَةُ، وَنَحْو ذَلِك قَالَ اللَّيْث. شمر عَن أبي نصير عَن الْأَصْمَعِي: التامور الدَّم وَالْخمر والزعفران. أَبُو عُبيد عَن أبي زيد: التامُورةُ الإبريق، وَقَالَ الْأَعْشَى: وإذَا لهَا تَامُورَةٌ مَرفُوعَةٌ لِشَرابِها ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: تَامُورُ الرجل قَلْبُه، يُقَال: حَرْفٌ فِي تامورك خيرٌ مِن عَشرةٍ فِي وِعَائِك. وَيُقَال: احذر الْأسد فِي تَامُورتِه ومِحْرَابه وغِيلهِ وعِرْزَالِه. قَالَ: وَيُقَال: مَا بِالدَّار تُومُور، أَي لَيْسَ بهَا أحد. وَقَالَ ابْن السّكيت: مَا بهَا تُومُرِيٌّ، وَمَا بهَا تُومُرِيٌّ أَحْسَن مِنْهَا، للْمَرْأَة الجميلة، أَي خَلْقاً، وَمَا رَأَيْت تُومُرِياً أحسن مِنْهُ. قَالَ: وَيُقَال: أَكَلَ الذِّئْبُ الشَّاة فَمَا ترك مِنْهَا تامُوراً، وأكلنا جَزَرَةً فَمَا تركنَا مِنْهَا تامُوراً أَي شَيْئا. وَقَالَ أَوْس بن حجر: أُنْبِئْتُ أَنَّ بني سُحَيْمٍ أَوْلَجُوا أَبْيَاتَهُم تَامُورَ نَفْسِ المُنْذِرِ قَالَ الأصمعيّ: أَي مُهجةَ نَفْسِه وَكَانُوا قَتَلُوهُ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: مَا بهَا تأمُورٌ، مَهْمُوز، أَي مَا بهَا أحد. قَالَ: وَيُقَال: مَا فِي الرّكِيَّة تأمُورٌ، يَعْنِي الماءَ، وَهُوَ قِيَاس على الأول. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: لقد تامُورُكَ ذَاك أَي قَدْ عَلِمتَ نَفسك ذَاك. وَسَأَلَ عمر بن الْخطاب عَمْرو بنَ مَعدي كَرِبَ عَن سَعْدٍ، فَقَالَ: أسَدٌ فِي تامُورَتِه. والتَّامُورُ أَيْضا: صَوْمَعَةُ الراهب. وَقَالَ ربيعَة بن مَقْرومٍ الضَّبيُّ: لَرنا لِبَهجَتِهَا وحُسْنِ حَدِيثها وَلَهَمَّ مِن تَامُورِهِ يَتَنَزَّلُ والتَّتْمِيرُ: التَّقْدِيدُ، يُقَال: تَمَّرْتُ القَديد فَهُوَ مُتَمَّرٌ. وَأنْشد اللحياني فَقَالَ: لَهَا أَشَاريرُ مِن لَحْمٍ تُتَمِّرُهُ مِن الثَّعَالِي وَوَخْرٌ مِن أَرَانِيهَا أَي مُقَدّدَةً. أَبُو زيد: اتْمأَرَّ الرّمحُ اتمِئراراً فَهُوَ مُتْمَئِرٌ، إِذا كَانَ غَليظاً مُسْتقيماً، وَالله تَعَالَى أعلم.

أبواب التاء واللام

(أَبْوَاب) التَّاء وَاللَّام) (ت ل ن) تلن، نتل، تنبل، تنتل: (مستعملة) . (تنبل) : رُوِيَ عَن الأصمعيّ أَنه قَالَ: رجل تِنْبَلٌ وتنْتَل، وتِنْبَالة وتِنْتَالة، وَهُوَ القصيرُ، رَوَى هَذَا أَبُو تُرَاب فِي بَاب الْبَاء وَالتَّاء من الاعتقاب. تلن: أَبُو عبيد: لنا فِيهِ تَلُونَةٌ، أَي حاجةٌ. شمر قَالَ الفرّاء: لَهُم فِيهِ تُلُنَّةٌ وتَلُتَّةٌ وتَلُونَةٌ على فَعُولَة، أَي مُكْثٌ. وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: فَإِنَّكُم لَسْتُم بِدَار تُلُنَّة وَلَكِنَّما أَنْتُم بِهِنْد الأحَامِسِ ابْن بُزُرْجَ: قَالَ أَبُو حَيَّان: التَّلانَةُ: الحاجةُ وَهِي التَّلُونةُ والتَّلُون، وَأنْشد: فَقُلتُ لَهَا لَا تَجْزَعِي إنَّ حَاجَتي بِجِزْغ الغَضَى قد كَانَ يُقْضَى تَلُونُها قَالَ: وَقَالَ أَبُو الرغيبة: هِيَ التُّلُنَّةُ. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: تَلانَ فِي معنى الآنَ وَأنْشد: وصليه كَمَا زَعَمْتِ تَلانَا وَنَحْوه قَالَ الْأمَوِي. نتل (تنتل) : أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: تَنَاتَل النَّبْتُ إِذا صَار بعضه أطولَ من بعض. شمر: اسْتَنْتَلَ القومُ على المَاء إِذا تَقَدَّموا، قَالَ: والنَّتْلُ هُوَ التَّهَيُّؤُ فِي الْقدوم. وَرُوِيَ عَن أبي بكر الصّديق: أَنه سُقِيَ لَبَنًا ارتاب بِهِ أَنه لم يَحِلَّ لَهُ شُرْبُه فاستَنْتَل يَتَقَيَّأُ أَي تَقَدَّم. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: استَنْتلت لِلْأَمْرِ استنتالاً وابْرنْتَيْتُ ابرِنْتاء وابرنذعت ابرنذاعاً كل هَذَا إِذا استعددت لَهُ. عَمْرو عَن أَبِيه: النَّتْلة البَيْضَة وَهِي الدَّوْمَصَةُ، وأمّ الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب هِيَ نُتَيْلةُ ابنةُ خَبَّاب بنِ كلَيب بن مَالك ابْن عَمْرو بن عَامر بن زيد مَنَاة بن عَامر، وَهُوَ الضَّحْيانُ بن النَّمِر بن قاسِطِ بن رَبيعة. وَقَالَ اللَّيْث فِي قَول الْأَعْشَى: لَا يَتَمَنَّى لَهَا فِي القَيْظ يَهْبِطُها إِلَّا الَّذين لَهُم فِيمَا أَتَوْا نَتَلُ

قَالَ: زَعَمُوا أَن الْعَرَب كَانُوا يملأون بَيْضَ النَّعام مَاء فِي الشتَاء، ويَدْفِنونها فِي الفَلَوات الْبَعِيدَة من المَاء، فَإِذا سلكوها فِي القيظ اسْتَثارُوا البيضَ، وَشَرِبُوا مَا فِيهَا من المَاء فَذَلِك النَّتَلُ. قلت: أصل النَّتْلِ التَّقَدُّم والتَّهيؤ للقدوم، فَلَمَّا تَقَدَّموا فِي أَمر المَاء بِأَن جَعَلُوهُ فِي البَيْضِ ودَفَنوه سمّوْا البيضَ نَتَلاً. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: النَّتْلُ التَّقدم فِي الْخَيْر وَالشَّر وانْتَتَل إِذا سَبق. وَفِي الحَدِيث: أَنه رأى الْحُسَيْن يلْعَب وَمَعَهُ صبية فِي السِّكَّة، فاستنتل صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمَام الْقَوْم، أَي تقدم، قَالَ أَبُو بكر: وَبِه سُمِّي الرجلُ ناتلاً. ت ل ف تلف، تفل، لفت، فَلت، فتل: مستعملة. تلف: قَالَ اللَّيْث: التَّلَفُ عَطَبٌ وهَلاك فِي كل شَيْء والفِعل تَلِفَ يَتْلَفُ تَلَفاً. وَالْعرب تَقول: إِن من القَرَفِ التَّلَفُ والقَرَفُ مَدَاناةُ الوَباء، المَتْلَفَةُ مَهْوَاةٌ مُشْرِفة على تَلَفٍ، والمتَالِفُ المَهالِك، وأتلَفَ فلَان مالَه إتْلافاً إِذا أَفْنَاه إسرافاً. وَقَالَ الفرزدق: وقومٍ كرامٍ قد نقلنا إليهمُ قِراهم فأَتْلَفْنا المنايا وأَتْلَفُوا أتلفنا المنايا وَجَدْناها ذاتَ تَلَفٍ أَي ذَات إِتْلَاف ووجدوها كَذَلِك. وَقَالَ ابْن السّكيت فِي قَوْله: أتلفنا المنايا وأتلفوا أَي صَيَّرنا المنايا تلفاً لَهُم وصيروها لنا تلفاً قَالَ: وَيُقَال: مَعْنَاهُ صادفناها تُتْلِفُنا وصادفوها تُتْلِفُهُمْ. تفل: رُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (لِتَخْرُجِ النساءُ إِلَى المساجدِ تَفِلاَتٍ) . وَقَالَ أَبُو عبيد: التَّفِلَةُ الَّتِي لَيست بِمُتَطَيِّبَةٍ، وَهِي المُنْتِنَةُ الرِّيح. يُقَال لَهَا: تَفِلَةٌ ومِتفالٌ، وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: إِذا مَا الضَّجِيعُ ابْتَزَّها مِن ثِيَابها تميل عَلَيْهِ هَوْنةً غَيرَ مِتْفَالِ قَالَ: والتَّفْل بالفَمِ لَا يكون إِلَّا وَمَعَهُ شَيْء مِن الرِّيق، فَإِذا كَانَ نفخاً بِلَا ريق فَهُوَ النَّفْثُ. قَالَ أَبُو عبيد وَقَالَ اليزيدي يُقَال للثعلب: تَتْفُلُ وتُتْفِلِ وتِتْفِلُ، قلت: وَسمعتُ غيرَ وَاحِد من الْأَعْرَاب يَقُولُونَ: تُفَّل على فُعَّل للثعلب، وَأَنشدوني بَيت امرىء الْقَيْس: وَإِرْخاءُ سِرْحَانٍ وَتَقْرِيبُ تُفَّلٍ وقَال ابْن شُمَيْل يُقَال: مَا أصَاب فلَان من فلَان إِلَّا تِفْلاً طفيفاً أَي قَلِيلا. وَفِي بعض الحَدِيث: قُم من الشَّمْس فَإِنَّهَا تُتْفِلُ الريحَ أَي تُنْتِنُها.

وَقَالَ أَبُو النجر: حَتَّى إِذا مَا ابيض جرو التُّتْفُلِ قيل: التُّتْفُل شجيرة يسميها أهل الْحجاز شط الذِّئْب لَهَا جِراء مثل جراء القِتَّاء وَهي آخر مَا يَيْبَس من الْعُشب، فَإِذا جاءَ الصيفُ ابيضَّ. لفت: قَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ ءابَاءَنَا} (يُونُس: 78) ، قَالَ: اللَّفْتُ الصَّرفُ. يُقَال: مَا لَفَتَكَ عَن فلَان أَي مَا صَرَفَك عَنهُ. وَقَالَ اللَّيْث: اللَّفْتُ لَيُّ الشيءِ عَن جِهَته كَمَا تَقْبِض على عُنق إِنْسَان فَتَلْفِتَه، وَأنْشد: ولَفْتنَ لَفْتاتٍ لَهُن خَضَادُ ولَفَتُّ فلَانا عَن رأْيه أَي صَرَفْته عَنهُ، وَمِنْه الِالْتِفَات وَيُقَال: لِفْتُ فلانٍ مَعَ فلَان، كَقَوْلِك صَغْوهُ مَعه، ولِفْتاهُ شِقَّاه، وَفِي حَدِيث حُذَيفَةَ: مِن أَقرأ النَّاس لِلْقُرْآنِ مُنَافِق لَا يَدَعُ مِنْهُ واواً وَلَا ألفا، يَلْفتُه بِلِسانه كَمَا تَلْفِتُ البَقَرةُ الخَلاَ بلسانها، اللَّفْت اللَّيُّ، يُقَال: لَفَتَ الشيءَ وفَتَله إِذا لَواه وَهَذَا مَقْلُوب، والسَّلْجَم يُقَال لَهُ اللِّفْتُ، وَلَا أَدْرِي أَعَرَبِيٌ هُوَ أم لَا. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الألْفَتُ فِي كَلَام قيس الأحمق، والألْفَتُ فِي كَلَام تَمِيم الأعْسَرُ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ الألْفَتُ والألْفَكُ للأعسر، سُمِّي أَلْفَتَ لِأَنَّهُ يَعْمَل بجانبه الأمْيَل. وَفِي صفته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا الْتفت الْتفت جَمِيعًا، يَقُول كَانَ لَا يَلْوي عُنقه يمنةً وَلَا يسرةً نَاظرا إِلَى الشَّيْء وَإِنَّمَا يفعل ذَلِك الخفيفُ الطائش، وَلَكِن كَانَ يُقْبِل جَمِيعًا ويُدبِرُ جَمِيعًا. اللَّيْث: الألْفَتُ من التُّيُوس الَّذِي اعوجَّ قرناه والْتَويا، قَالَ: واللَّفوت العَسِر الْخلق. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: اللَّفُوتُ من النِّسَاء الَّتِي لَهَا زوج وَلها ولد مِن غَيره، فَهِيَ تَلَفَّتُ إِلَى وَلَدهَا. وَفِي حَدِيث عمرَ حينَ وَصَفَ نفْسَه بالسياسة فَقَالَ: إِنِّي لأُرتعُ وأُشبِع وأَنْهَزُ اللَّفُوت وأَضُمُّ العَنودَ وألحِقَ العَطوفَ وأَرْجُزُ العَروضَ. قَالَ شمر: قَالَ أَبُو جميل الْكلابِي: اللّفُوتُ الناقةُ الضَّجور عِنْد الحَلْب تَلْتَفت إِلَى الحالب فَتَعَضُّه فَيَنْهزُهَا بِيَدِهِ فَتَدُرّ، تفْتَدِي بِاللَّبنِ من النَّهزِ. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثعلبٍ عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: قَالَ رجل لِابْنِهِ: إياك الرَّقوبَ الغَضُوبَ اللَّفتوتَ. قَالَ: واللَّفوتُ الَّتِي عَيْنُها لَا تَثبتُ فِي موضعٍ وَاحِد، وَإِنَّمَا هَمُّها أَن تَغْفُلَ عَنْهَا

فتغْمِزَ غيرَك، والرَّقُوبُ الَّتِي تراقبه أَن يَمُوت فَترثَه. ابْن السكِّيت: اللَّفِيتةُ: العَصِيدةُ المُغَلَّظَة. وَفِي حَدِيث عمر: أَنه ذكرَ أمَّه فِي الْجَاهِلِيَّة واتخاذَها لَهُ ولأُختٍ لَهُ لَفِيتَةً من الهَبيد. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: اللَّفيتَةُ: ضَربٌ من الطبيخ لَا أَقِفُ على حَدِّه وَقَالَ: أرَاهُ الحَسَاءَ وَنَحْوه. وَقَالَ ابْن السّكيت: اللَّفيتةُ هِيَ العَصيدةُ المغلَّظة. قَالَ وَيُقَال: لَا تَلْتَفِتْ لِفتْ فلَان. فَلت: قلت: رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن رجلا أَتَاهُ فَقَالَ: يَا رَسُول الله إِن أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُها فماتتْ وَلم تُوصِ أَفَأَتصدَّقُ عَنْهَا؟ فَقَالَ: نعم. قَالَ أَبُو عبيد قَوْله: افتُلِتَتْ نَفْسُها يَعْني ماتَتْ فَجْأَة لم تمْرضْ فتُوصِيَ، وَلكنهَا أُخِذَتْ فَلْتَةً، وكل أَمْرٍ فُعل على غير تَمَكُّثٍ وتَلَبُّثٍ فقد افْتُلِتَ، وَالِاسْم الفلْتةُ. وَمِنْه قَول عمر فِي بَيْعَة أَبي بكر أَنَّهَا كَانَت فلتَةً، فَوَقَى الله شَرَّها، إِنَّمَا مَعْنَاهُ البَغْتةُ، وَإِنَّمَا عُوجِل بهَا مُبادَرةً لانتشار الْأَمر حَتَّى لَا يَطْمَع فِيهَا من لَيْسَ لَهَا بِموضع. وَقَالَ حُصَيب الْهُذلِيّ: كَانُوا خبيئة نَفْسي فافتُلِتَّهم وكلُّ زادٍ خَبيءٍ قَصْرُه النّفَدُ قَالَ: افتلتهم: أُخذوا منِّي فلتَة، زادٌ خَبيءٌ يُضَنُّ بِهِ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم. قَالَ: كَانَ لِلعَرب فِي الْجَاهِلِيَّة ساعةٌ يُقَال لَهَا: الفَلْتةُ يُغيرون فِيهَا، وهِي آخرُ ساعةٍ من آخر يَوْم من أَيَّام جُمادى الْآخِرَة، فَإِذا رأى الشُّجعانُ والفُرسانُ هلالَ رجبٍ قد طلعَ فَجْأَة فِي آخر سَاعَة من أَيَّام جُمَادَى الْآخِرَة، أَغَارُوا تِلْكَ السَّاعَة، وَإِن كَانَ هلالُ رَجَب قد طَلَعَ تِلْكَ السَّاعَة لِأَن تِلْكَ السَّاعَة من آخر نَهَار جُمَادَى الْآخِرَة مَا لم تغب الشَّمْس وَأنْشد: والخَيلُ ساهِمةُ الْوُجُوه كأنَّما يَقْضِمنَ مِلحاً صَادَفْنَ مُنْصُلَ ألّةٍ فِي فَلتةٍ فَحَوَيْن سَرْحَا حَدثنَا عبد الله بن عُرْوَة قَالَ: حَدثنَا يحيى بن حَكِيم عَن سعيد القداح عَن إِسْرَائِيل بن يُونُس عَن إِبْرَاهِيم عَن إِسْحَاق عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: مر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَحت جِدارٍ مائلٍ فأسرع الْمَشْي. فَقيل لرَسُول الله: أسرعتَ الْمَشْي فَقَالَ: (إِنِّي أكره موت الفَوات) يَعْنِي موت الفُجاءة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للموتِ الفُجَاءةِ: الموتُ الْأَبْيَض والجارف واللاَّفِت والفَاتِل، يُقَال: لَفَته الموتُ وفَتلَه وافْتلته وَهُوَ الْمَوْت الفَواتُ والفُواتُ

هُوَ أَخْذَة الأسَفِ، وَهِي الوَحِيُّ، وَالْمَوْت الْأَحْمَر: القَتْلُ بِالسَّيْفِ، والموتُ الْأسود، هُوَ الغَرَقُ والشَّرَقُ. أَبُو عبيد عَن الْفراء: افْتَلَتَ فلانٌ الكلامَ واقتَرَحَه إِذا ارتجله قَالَ: والفَلَتَان والصَّلَتَان من التفلُّتِ والانْصِلات، يُقَال ذَلِك للرجل الشَّديد الصلبِ. وَقَالَ اللَّيْث: رجل فلتَانُ نشيطٌ حديدُ الْفُؤَاد، وَيُقَال: أفلتَ فلانٌ بِجُرَيعَةِ الذَّقَن، يُضْربُ مثلا للرجل يُشْرِفُ على هَلَكة ثمَّ يُفْلِتُ كَأَنَّه جَرَعَ الموتَ جَرْعاً ثمَّ أَفلتَ مِنْهُ، والإفلاتُ يكون بِمَعْنى الانفِلات لازِماً وَقد يكون وَاقعا، يُقَال: أفلته مِن الهَلَكَةِ أَي خَلَّصتُه. وَأنْشد ابْن السّكيت فَقَالَ: وأَفْلَتَني مِنْهَا حِماري وجُبّتي جَزَى اللَّهُ خيرا جُبتي وحِماريا حَدثنَا السَّعْدِيّ، قَالَ: حَدثنَا الرَّمَادِي، قَالَ: حَدثنَا أَبُو مُعَاوِيَة، قَالَ: حَدثنَا يزِيد عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِن الله يُملي للظالم فإِذا أَخذه لم يفلته، ثمَّ قَرَأَ: {وَكَذالِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِىَ ظَالِمَةٌ} (هود: 102) . قَوْله: لم يفلته أَي لم ينفلت مِنْهُ، وَيكون بِمَعْنى لم يفلته أحد أَي لم يخلصه شَيْء. وروى أَبُو عُبَيْدَة عَن أبي زيد من أمثالهم فِي إفْلات الجبان: أفلتني جُرَيعة الذّقن، إِذا كَانَ قَرِيبا كقرب الجرعة من الذّقن ثمَّ أفلته، قلت: معنى أفلتني انفلت مني. وَفِي حَدِيث ابْن عمر: أَنه شهد فتح مَكَّة وَمَعَهُ جمل جَزُور وبُرْدة فلوت. قَالَ أَبُو عبيد قَوْله: بُردةٌ فَلوتٌ أَرَادَ أَنَّهَا صَغيرةٌ لَا يَنْضم طرفاها فَهِيَ تُفْلِتُ من يَده إِذا اشْتَمَل بهَا. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: الفَلُوتُ الثَّوْب الَّذِي لَا يثبت على صَاحبه لِلينه أَو خُشونته. قَالَ وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: يُقَال لَيس ذَلِك من هَذَا الْأَمر فَلْتٌ أَي لَا تَنْفَلِتُ مِنْهُ، وَقد أَفلَتَ فلانٌ وانْفَلَتَ، ومرّ بِنَا بَعيرٌ مُنْفَلِتٌ وَلَا يُقَال: مُفْلِتٌ، وَرجل فَلَتانٌ أَي جريءٌ وَامْرَأَة فَلَتانة. وَفِي حَدِيث مجْلِس النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (وَلَا تُنْثَى فَلَتاتُه) أَي زَلاَّته، وَالْمعْنَى أَنه لم يكن فِي مَجْلسه فَلتات تُفْشَى أَي تُذكر، لأنَّ مَجْلسه كَانَ مَصوناً عَن السقطات واللَّغو، إِنَّمَا كَانَ مَجلسَ ذِكرٍ حَسَن وحِكَم بالغةٍ لَا فضولَ فِيهِ. فتل: قَالَ اللَّيْث: الفتْلُ لَيُّ الشَّيْء كليِّك الحَبْل وَكفتل الفَتيلة قَالَ: وناقة فتلاء، إِذا كَانَ فِي ذِراعها فَتَل. وبُيُون عَن الْجنب، وَأنْشد غَيره بَيت لَبيد: خرج من مِرفقيْها كالفَتَل

وَيُقَال: انْفَتَلَ فلَان عَن صلَاته أَي انْصَرف، ولفت فلَانا عَن رَأْيه وفتله إِذا صَرَفه ولَواهُ، وَقَول الله جلّ وعزّ: {وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً} (النِّسَاء: 49) . أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت: أَنه قَالَ: (القِطْمِيرُ القِشْرَة الرّقيقة على النواة، والفتيلُ مَا كَانَ فِي شَقِّ النّواة) وَبِه سُمِّيت فَتيلةُ السراج والنقير النُّكْتَةُ فِي ظَهْرِ النواة. ويروى عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ: الفتيل مَا يخرج من بَين الإصبعين إِذا فتلهما. قلت: وَهَذِه الْأَشْيَاء تضرب كلهَا أَمْثَالًا للشَّيْء التافه الحقيرِ القليلِ، أَي لَا يُظلمون قَدرَها. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ: الفتَّالُ البُلبل وَيُقَال لصياحه الفَتْل، وَأما الفَتَلُ فَهُوَ مصدر فَتِلَتِ النَّاقة فتْلاً إِذا أملس جِلد إبِطِها فَلم يكن فِيهِ عَرَك وَلَا حازٌ وَلَا خالعٌ، وَهَذَا إِذا استَرْخَى جِلْد إبطها وتَبَخْبخ. ت ل ب تلب، تبل، بتل، بلت، لبت: مستعملة. تلب: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: من أشجارِ الجِبال الشَّوْحَطُ والتَّألَبُ بِالتَّاءِ والهمزة، وَأنْشد شمر لامرىء الْقَيْس: وَنَحَتْ لَهُ عَنْ أَرْزِ تَأْلبةٍ فِلْقٍ فِراغَ مَعَابِلٍ طُحْلِ قَالَ شمر: قَالَ بَعضهم: الأَرْزُ هَهُنَا القَوْسُ بِعَينهَا، والتألبةُ شَجَرَة يُتَّخَذ مِنْهَا القِسيّ، والفِراغُ النِّصالُ العِراضُ الْوَاحِد فَرْغٌ، وَقَوله نَحَتْ لَهُ يَعْنِي، امْرَأَة تَحَرَّفَتْ لَهُ بِعَيْنها فأصابت فؤادَه. قَالَ العجاج يصف عَيْراً وَأُتُنَه: بأَدَماتٍ قَطَواناً تَأْلبَا إِذا عَلاَ رَأس يفَاعٍ قرّبَا أدَمَاتٌ أرضٌ بعَيْنها، والقَطَوانُ الَّذِي يقاربُ خُطاه، والتَّأْلبُ الغليظُ المجتمِعُ الخَلْقِ، شُبِّه بالتَّألب وَهُوَ شَجَرٌ تُسَوَّى مِنْهُ القِسِيُّ الْعَرَبيَّة. والتَّوْلَبُ وَلَدُ الْحمار إِذا استكْمَلَ سَنَةً. وَقَالَ اللَّيْث يُقَال: تَبّاً لِفُلانٍ تَلْباً يُتبعونَهُ التَّبُ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: المتْلَئِبُّ الْمُسْتَقيم قَالَ: والمُسْلَحِبُّ مثله، قَالَ وَقَالَ الْفراء: التُّلأْبِيَةُ من اتلأبّ إِذا امْتَدَّ، أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: المتَالِبُ المقَاتِلُ، والتِّلِبُّ اسْم رجل من بني تَمِيم وَقد رَوَى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَيْئا. تبل: أَبُو عبيد: التَّبْلُ أَن يُسقِم الْهوى الإنسانَ، رجلٌ مَتبولٌ. وَقَالَ الْأَعْشَى: ودهر مُتبِلٌ خَبِلٌ أَي مُسْقِمٌ، وأصل التَّبْلِ التِّرة يقالُ تَبْلي

عِنْد فلَان. وَقَالَ اللَّيْث: التبْلُ عَدَاوةٌ يُطلَبُ بهَا يُقَال: قد تَبَلَني فلانٌ ولي عِنْده تَبْل والجميع التُّبول، وتَبَلهم الدهرُ إِذا رماهم بصروفه، وتَبالةُ اسْم بلد بِعَيْنِه، وَمِنْه الْمثل السائر: مَا حَلَلتَ تَبالَة لَتْحرِمَ الأضيافَ، وَهُوَ بلدٌ مُخْصِبٌ مُربِعٌ، وَمِنْه قَول لبيد: هبطا تبالةُ مخْصِباً أَهْضامُها وتَوَابِلُ القِدْر أفْحاؤها قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: وَاحِدهَا تَوْبل، وَقَالَ أَبُو عبيد: الْوَاحِد تَابَل، قَالَ: وتوبلت القِدْر وقَزَّحتها وفَحَّيتُها بِمَعْنى وَاحِد، قَالَ اللَّيْث: يجوز تَبَّلْتُ القِدْر. بتل: قَالَ اللَّيْث: البَتْل تمييزُ الشَّيْء من الشَّيْء، والبَتُول كل امْرَأَة تَنْقَبض عَن الرِّجَال لَا شهوةَ لَهَا وَلَا حَاجَة فيهم، وَمِنْه التَّبَتل وَهُوَ تَرْكُ النِّكاح والزهدُ فِيهِ، قَالَ ربيعةُ بنُ مَقْرُوم الضَّبِّيّ: لَو أَنَّها عَرَضتْ لأشمطَ راهبٍ عبد الاله صرورةٍ مُتبتِّلِ وَقَالَ الزُّهْرِيّ: أخبرنَا سعيد بن الْمسيب: أَنه سمع سعد بن أبي وقَّاص يَقُول: لقد رَدَّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على عثمانَ بن مَظْعُون التّبتُّلَ، وَلَو أَحَلَّه لَهُ، أذن لَهُ لاخْتَصَينا، وفسَّر أَبُو عبيد التبتل بِنَحْوِ ممّا ذَكرْنَاهُ، وأصل البتْل القَطْع. أَبُو عُبَيْدَة عَن الْأَصْمَعِي: المبتل النَّخْلَة تكون لَهَا فسيلة قد انْفَرَدت واستغنت عَن أمهَا فَيُقَال لتِلْك الفسيلة البتول وَأنْشد: ذَلِك مَا دينك إذْ جُنِّبتْ أجمالها كالبُكر المبتلِ وَسُئِلَ أَحْمد بن يحيى عَن فَاطِمَة بنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم قيل لَهَا البتول؟ فَقَالَ: لانقطاعها عَن نسَاء أهل زمانها وَنسَاء الْأمة عفافاً وفضْلاً وديناً وحُسْناً. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: سميت مَرْيَم البتول لتركها التزوُّج. وَقَالَ ابْن السّكيت: قَالَ الْهُذلِيّ: البَتِيلةُ من النّخل الوَدِيَّة، قَالَ وَقَالَ الْأَصْمَعِي: هِيَ الفسيلة الَّتِي بانَتْ عَن أمّها، وَيُقَال للْأُم: مُبْتِلٌ، وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ} (المزمل: 8) يَقُول: أَخْلِصْ لَهُ إخلاصاً، يُقَال للعابد إِذا تَرك كلَّ شَيْء وَأَقْبل على الْعِبَادَة: قد تَبَتَّل أَي قَطَع كلَّ شَيْء إلاَّ أمرَ الله وطاعتَه، وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله: وتبتل إِلَيْهِ أَي: انْقَطِعْ إِلَيْهِ فِي الْعِبَادَة، وَكَذَلِكَ صَدَقَةٌ بَتْلَةٌ أَي مُنْقَطِعَةٌ مِن مَال المتَصَدِّقِ بهَا خارجةٌ إِلَى سَبِيل الله، وَالْأَصْل فِي تَبَتَّلَ أَن تَقُولَ: تَبَتَّلْتُ تَبَتُّلاً، وبَتَّلْتُ تَبْتِيلاً، فَتَبْتِيلاً مَحْمُول على معنى بَتَّلَ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ قَالَ: المُبَتَّلَةُ من النِّسَاء الَّتِي لم يَرْكَبْ

لحمُها بعضُه بَعْضاً. وَقَالَ أَبُو سعيد: امْرَأَة مُبَتَّلةُ الخَلْقِ عَنِ النِّسَاء لَهَا عَلَيْهِنَّ فضل، ذَلِك قَول الْأَعْشَى: مُبَتَّلَةُ الخَلْق مثلُ المها ة لم تَرَ شَمْساً وَلَا زَمْهَرِيراً وَقَالَ غَيره: المُبَتَّلَةُ التّامةُ الخَلْق وَأنْشد لأبي النَّجْم: طَالَتْ إِلَى تَبْتِيلِها فِي مَكَرْ أَي طَالَتْ فِي تَمَامِ خَلْقها، وَقَالَ بَعضهم: تبْتِيلُ خلْقها انفرادُ كل شَيْء مِنْهَا بحسنه لَا يَتّكِلُ بعضه على بعض. وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المبَتَّلة من النِّسَاء الْحَسَنَة الْخلق لَا يقصر شَيْء عَن شَيْء. أَلاَّ تكون حَسَنَة الْعين سمجة الْأنف، وَلَا حَسَنَة الْأنف سمجة الْفَم وَلَكِن تكون تَامَّة. وَقَالَ غَيره: هِيَ الَّتِي تفرَّد كل شَيْء مِنْهَا بالْحسنِ على حِدته، وَرجل أبْتَلُ إِذا كَانَ بَعيدَ مَا بَين المَنكِبَيْن وَقد بَتِلَ يَبْتِل بَتْلاً. وَقَالَ اللَّيْث: البَتِيلَةُ كل عُضْو بِلَحْمِهِ مُكْتَنِزٌ من أَعْضَاء اللَّحْم على حِياله وَأنْشد: إِذا الْمُتُون مَدَّتْ البَتائِلا وَفِي الحَدِيث قَبِلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم العُمْرى، أَي الأحب، والعُمْرى نَبَات، قَالَ شمر: البتل الْقطع، وَمِنْه صَدَقة بَتْلة، أَي قطعهَا من مَاله، وَيُقَال للْمَرْأَة إِذا تزينت وتحسنت: إنَّها تتبتل، وَإِذا تركت النِّكَاح فقد تبتلت، وَهَذَا ضد الأول، وَالْأول مَأْخُوذ من المُبَتَّلةِ الَّتِي تمَّ حُسنُ كل عُضْو مِنْهَا. بلت: أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: بَلَتَ يَبْلِتَ إِذا انْقَطَع من الْكَلَام وَقَالَ أَبُو عَمْرو: بَلِتَ يَبْلَتُ إِذا لم يَتَحَرَّكْ وسَكَتَ وَأنْشد غَيره: كأَنَّ لَهَا فِي الأرضِ نِسْياً تَقُصُّه على أُمِّها وَإِن تُخاطِبْك تَبْلِتِ وَقَالَ بَعضهم: معنى تَبْلِتُ هَهُنَا تَفْصِلُ الْكَلَام، وَقَالَ اللَّيْث: المُبَلَّتُ بلغَة حمير مَضْمون الْمهْر وَأنْشد: وَمَا زُوِّجَتْ إِلَّا بمهرٍ مُبَلَّتِ أَي مَضْمُون. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: بَتَلْتُ الشيءَ وبَلَتُّه إِذا قطعتَه وَأنْشد: وَإِن تخاطبك تَبْلِتِ أَي يَنْقَطِع كَلَامهَا من خَفَرِها، قَالَه المبرّد. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: البِلِّيتُ الرجلُ الزِّمِّيت، وَقَالَ أَيْضا: هُوَ الرجل اللَّبِيبُ الأريب وَأنْشد: أَلاَ أَرَى ذَا الضَّعْفَةِ الهَبِيتَا المستطارَ قَلْبُه المَسْحُوتَا يُشاهِلُ العَمَيْثَلَ البِلِّيتَا الصَّحَكيك الهَشِمِ الزِّمِّيتَا قَالَ: الهَبِيتُ الأَحمق، والعَمَيْثَلُ السَّيدُ

الْكَرِيم، والمسْحوتُ الَّذِي لَا يَشْبَعُ والهَشِمُ السَّخِيُّ، والزِّمِّيتُ الْحَلِيم، والصَّحَكُوكُ والصَّحَكِيكُ، الصَّحَيَانُ من الرِّجَال وَهُوَ الأهْوَج الشَّدِيدُ. وَيُقَال: ولَئن فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا ليكونَنَّ بَلْتَةَ مَا بيني وبَيْنَكَ إِذا أَوْعده بالهجران. وَكَذَلِكَ بَلْتَةَ مَا بيني وَبَيْنك بِمَعْنَاهُ، أَبُو عَمْرو يُقَال: أبْلَتُّه يَمِينا أَي أحْلَفتُه والفِعل: بلَتَ بلَتاً وأصبرته، أَي أحلفته وَقد صَبَر يَمِينا، قَالَ: وأبلَتُّه أَنا يَمِينا أَي حلفتُ لَهُ. قَالَ الشنفرى: وَإِن تُحَدِّثْك تَبْلِتِ أَي تُوجِز. لبت: سَلَمة عَن الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن} (الصافات: 11) وَقَالَ: اللازب واللاَّتِبُ واللاَّصِقُ وَاحِد، قَالَ وَقيس يَقُولُ: طِينٌ لاَتِبٌ وَأنْشد فَقَالَ: صُداعٌ وتَوْصيمٌ وفَتْرَةٌ وغَشْيٌ مَعَ الْإِشْرَاق فِي الجوْف لاتبُ أَبُو زيد يُقَال: لَتَبَ عَلَيْهِ ثِيابه ورَتّبَها إِذا شَدَّها عَلَيْهِ، ولَبَّبَ على الْفرس جُلَّه إِذا شَدَّه عَلَيْهِ، وَقَالَ مالكُ بن نُوَيْرة: فَلَه ضَرِيبُ الشَّوْل إلاَّ سُؤْرَه والجُلُّ فَهُوَ مُلَبَّبٌ لَا يُخْلَعُ يَعْنِي فرسه، وَقَالَ اللَّيْث: اللَّبتُ اللُّبْسُ يُقَال: لَبت عَلَيْهِ ثَوْبَه، والْتَتَبَ، وَهُوَ لُبْسٌ كأَنَّه لَا يُرِيد أَن يَخْلَعُه، وَقَالَ غَيره: أَلْتَبَ فلانٌ عَلَيْهِ الْأَمر إِلْتاباً أَي أَوْجَبَه فَهُوَ مُلْتِبٌ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ: المُلْتَبُ الطَّرِيق الممتدّ، والمِلْتَبُ اللَّازِم لبيته فِرَارًا من الْفِتَن، والمَلاَتِبُ الجِبابُ الخُلْقَانُ. ت ل م تلم، تمل، لتم، ملت، متل: (مستعملة) . (ملت متل) : أما مَلَتَ ومتَلَ فَإِنِّي لَا أحفظ لأحدٍ من الْأَئِمَّة فيهمَا شَيْئا. وَقد قَالَ ابْن دُرَيْد فِي كِتَابه: مَلَتَ الشيءَ مَلْتاً ومَتَلْتُه مَتْلاً، إِذا زَعْزَعْتَه وحرَّكْتَه وَلَا أَدْرِي مَا صِحَّته. تلم: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: التَّلَمُ بابٌ من المنارات، وَقَالَ اللَّيْث: التَّلَمُ مَشَقُّ الكِرابِ فِي الأَرْض بلغَة أهل الْيمن، وَأهل الغَوْرِ، والجميع الأتْلامُ. وَقَالَ غَيره: التِّلام أَثَرُ اللُّؤَمَةِ فِي الأَرْض وَجَمعهَا التُّلُم، واللُّؤَمةُ الَّتِي يُحْرَثُ بهَا. وَقَالَ اللَّيْث: التِّلامُ هم الصَّاغَةُ وَالْوَاحد تِلْمٌ، قَالَ وَقَالَ بَعضهم: التَّلامِيذُ الحمَاليج الَّتِي يُنفخ فِيهَا وَأنْشد: كالتَّلامِيذِ بأَيْدِي التِّلامِ قَالَ: يُرِيد بالتّلْمُوذِ الحُمْلُوجَ: قلت أمَّا

أبواب التاء والنون

الرُّواة فقد رَوَوْا هَذَا الْبَيْت للطِّرمَّاح يصف بقرة: تَتَّقِي الشَّمْسَ بِمَدْرِيَّةٍ كالحَمَاليج بِأَيْدِي التَّلاَمِي وَرَوَاهُ بَعضهم: بأيدي التِّلامِ، فَمن رَوَاهُ التَّلاَمي بِفَتْح التَّاء وَإِثْبَات الْيَاء أَرَادَ التلاميذَ، يَعْنِي تَلاميذَ الصَّاغةَ، هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عَمْرو، وَقد حَذَفَ الذَّال من آخرهَا كَقَوْل الْأَخير: لَهَا أَشَاريرُ من لَحمٍ تُتَمِّرُهُ من الثَّعالِي وَوَخْزٌ من أَرانِيهَا أرادَ مِنَ الثَّعالِبِ، وَمن أَرَانِيهَا، وَمن رَوَاهُ بأيدي التِّلاَم بِكَسْر التَّاء فَإِن أَبَا سعيد قَالَ: التِّلْمُ الغُلامُ. قَالَ: وكل غلامٍ تِلْمٌ تلميذاً كَانَ أَو غيرَ تِلمِيذٍ، والجميع التِّلامُ، وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: التِّلامُ الصَّاغةُ والتِّلامُ الأكَرَةُ قلت: وَأما قَول اللَّيْث: إِن بعضَهم قَالَ التَّلامِيذُ الحماليجُ الَّتِي يُنْفَخُ فِيهَا، فَهُوَ بَاطِل مَا قَالَه أحد، والحَمالِيجُ قَالَ شَمر: هِيَ مَنَافِخُ الصَّاغةِ الحدِيدِيَّة الطِّوال وَاحِدهَا حُمْلوج شَبَّه قرن الْبَقَرَة الوحْشِيَّة بهَا. تمل: اللَّيْث: التُّمَيْلَةُ دَابَّةٌ تكون بالحجاز مثل الهِرَّة وَجَمعهَا التُّمَيْلاتُ. ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: هِيَ التُّفَّةُ والتُّميْلَةُ لعنَاقِ الأَرْض، وَيُقَال: لِذَكَرِها الفُنْجُلُ، وَقَالَ اللَّيْث: التُّمْلُولُ هُوَ الْبَرْغَشْتُ بَقْلَةٌ وَهُوَ الغُمْلُولُ، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: التُّمْلُولُ القُنَّابَرَى بتَشْديد النُّون هَكَذَا قَالَه. لتم: سَمِعت غير وَاحِد من الْأَعْرَاب يَقُول: لَتَم فلانٌ بشَفْرَتِه فِي لَبّةِ بَعِيرِه إِذا طَعَن فِيهَا بهَا. وَقَالَ أَبُو تُرابٍ: قَالَ ابْن شُمَيل: خُذِ الشَّفْرَة فالْتُبْ بهَا فِي لَبَّة الجَزُور، والْتُمْ بهَا بِمعنى وَاحِد، وَقد لَتَمَ فِي لَبّتَها ولَتَبَ بالشَّفْرة إِذا طَعَن فِيهَا بهَا انْتهى وَالله أعلم. (أَبْوَاب) التَّاء وَالنُّون) (من الثلاثي الصَّحِيح) ت ن ف تنف، نفت، فتن، نتف، تفن: (مستعملة) . (تفن) : روى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: التَّفْنُ الوَسَخُ، والفَتْنُ الإحراق بالنَّار، وَمَا أشبههَا. نتف: اللَّيْث: النتف نزع الشّعْر والريش وَمَا أشبههَا، والنُّتَافة مَا انْتَتَفَ من ذَلِك. أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: أَنه كَانَ إِذا ذُكر الْأَصْمَعِي: قَالَ ذاكَ رَجُلُ نُتَفٍ قلت: أَرَادَ أَنه لم يَسْتَقْصِ كلامَ الْعَرَب، إِنَّمَا حَفِظَ الوَخْزَ والخَطِيئة مِنْهُ، وَسمعت

العربَ تَقول: هَذَا جملٌ مِنتافٌ إِذا كَانَ غَير وَسَاع يُقارِبُ خَطوه إِذا مَشَى، وَالْبَعِير إِذا كَانَ كَذَلِك كَانَ غيرَ وطيء. فتن: جِمَاعُ مَعْنى الفِتْنَةِ فِي كَلَام الْعَرَب الابْتَلاءُ والامْتِحَانُ وَأَصلهَا مأخوذٌ من قَوْلك: فَتَنْتُ الفِضّةَ والذَّهَبَ إِذا أذبتهما بالنَّار ليتميز الرَّدِيء من الجَيِّد، وَمن هَذَا قَول الله جلّ وعزّ: {الدِّينِ يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ} (الذاريات: 13) . أَي يُحَرقون بالنَّار، وَمن هَذَا قيل للحجارة السُّودِ الَّتِي كَأَنَّهَا أَحرِقتْ بالنَّار: الفَتينُ. ابْن الْأَنْبَارِي: قَوْلهم: فَتَنَتْ فلانةُ فلَانا، قَالَ بَعضهم: أمالته عَن الْقَصْد، والفتينة مَعْنَاهَا فِي كَلَامهم المميلة عَن الْحق والقضاءِ. قَالَ تَعَالَى: {وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ} (الْإِسْرَاء: 73) أَي يميلونك: قَالَ: والفَتْنُ الإحراق وفتنة الرفيق فِي النَّار قَالَ: والفتنة الإحراق، وفتنْتُ الرَّغِيف فِي النَّار إِذا أحرقتَه، قَالَ: والفتنة الاختبار، وَقَالَ النَّضر: فتنةُ الصَّدْر الوساوِس، وفتنة الْمحيا أَن يعدل عَن الطَّرِيق، وفتنةُ الْمَمَات أَن يسْأَل فِي الْقَبْر. وَقَوله جلّ وعزّ: {شَهِيدٌ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُواْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُواْ فَلَهُمْ عَذَابُ} (البروج: 10) أَي أحرقوهم بالنَّار الموقدة فِي الْأُخْدُود يُلْقون الْمُؤمنِينَ فِيهَا لِيصدُّوهم عَن الْإِيمَان، وَقد جعل الله جلّ وعزّ امتحان عبيده الْمُؤمنِينَ لِيبْلُوَ صبرهَم فيُثيبَهم، أَو جزعَهم على مَا ابْتَلَاهُم فيجزيَهم جزائهم فتْنَة قَالَ جلّ وعزّ: {} (العنكبوت: 1 2) . جَاءَ فِي التَّفْسِير: وهم لَا يبتلون فِي أَمْوَالهم وأنفُسهم فيُعْلم بِالصبرِ على الْبلَاء الصادقُ الْإِيمَان من غَيرهم وَقيل: وهم لَا يفتنون. وهم لَا يُمْتَحنُون بِمَا يبين بِهِ حقيقةُ إِيمَانهم وَكَذَلِكَ قَوْله: {لاَ يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُواْ} (العنكبوت: 3) ، أَي اخْتَبرنا وابْتَلَيْنا، وأمَّا قَوْله جلّ وعَزّ: {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} (الْبَقَرَة: 191) فَمَعْنَى الْفِتْنَة هَهُنَا الْكفْر كَذَلِك قَالَ أهل التَّفْسِير. وَقَوله: {أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِى كُلِّ عَامٍ} (التَّوْبَة: 126) ، أَي يُخْتَبرُون بالدُّعاء إِلَى الجهادِ، والفِتْنَة الْإِثْم فِي قَوْله: {وَمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّى أَلا فِى الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ} (التَّوْبَة: 49) أَي ائْذَنْ لي فِي التَّخَلُّفِ وَلَا تفتني بِبَنَاتِ الأصْفَر، يَعْنِي الرُّوميّاتِ، قَالَ ذَلِك على سَبِيل الهُزْء. {وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ} (الْإِسْرَاء: 73) أَي ليزيلونك. فَتَنْتُ الرجلَ عَن رَأْيه أيْ أزلتُه عَمَّا كَانَ

عَلَيْهِ {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ} (الْأَنْعَام: 23) أَي لم يظْهر الاختبار مِنْهُم إلاَّ هَذَا القَوْل. وَقَوله جلّ وعَزّ مُخبراً عَن الْملكَيْنِ هاروت وماروت {إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ} (الْبَقَرَة: 102) مَعْنَاهَا إِنَّمَا نَحن ابتلاء واختبار لكم، وَقَوله: {رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} (يُونُس: 85) يَقُول: لَا تظهرْهم علينا فيُعْجَبوا ويظنوا أَنهم خيرٌ منا، فالفتنةُ هَهُنَا إعجابُ الْكفَّار بكفرهم، والفتنةُ القَتلُ وَمِنْه قَول الله جلَّ وعزّ: {إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ} (النِّسَاء: 101) ، وَكَذَلِكَ قَوْله فِي سُورَة يُونُس: {على خوف من فِرْعَوْن وملأهم أَن يفتنهم} (يُونُس: 83) . يفتنهم أَي يقتلهُمْ، وَأما قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِنِّي أرى الفِتن خِلالَ بُيُوتكُمْ) فَإِنَّهُ يكون القتلَ والحروبَ والاختلافَ الَّذِي يكون بَين فرق الْمُسلمين إِذا تَحَزَّبَوا وَيكون مَا يُبْلَوْنَ بِهِ من زِينَة الدُّنْيَا وشهواتها فيُفْتنونَ بذلك عَن الْآخِرَة، وَالْعَمَل لَهَا. وَقَوله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: (مَا تركتُ فِتنةً أضرَّ على الرِّجَال من النِّسَاء) . يَقُول: أَخَاف أَن يُعْجَبُوا بِهن فيشتغلوا عَن الْآخِرَة والعملِ لَهَا. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن إِبْرَاهِيم الحَرْبي أَنه قَالَ: يُقَال: فُتِنَ الرجلُ بِالْمَرْأَةِ وافْتَتَنَ. قَالَ: وَأهل الْحجاز يقُولون: فَتَنَتْه المرأةُ وَأهل نجد يَقُولُونَ: أفْتَنَتْهُ. وَقَالَ الشَّاعِر فجَاء باللُّغَتَين: لَئِنْ فَتَنَتْنِي لَهْيَ بالأمْس أَفْتَنَتْ سَعيداً فأَمْسى قَدْ قَلا كل مُسْلِمِ وَكَانَ الْأَصْمَعِي يُنكر أَفْتَنَتْه، وذُكِر لَهُ هَذَا الْبَيْت فَلم يَعْبأْ بِهِ؛ وأكثرُ أهلِ اللغةِ أَجَازُوا اللُّغَتَيْن. ورَوَى الزّجاج عَن الْمُفَسّرين فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَلَاكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ} (الْحَدِيد: 14) . أَي استعملتموها فِي الْفِتْنَة، وَقيل: أنَمْتموها، قَالَ: والفِتْنَةُ الإضلالُ فِي قَوْله: {تَعْبُدُونَ مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ} {بِفَاتِنِينَ إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ} (الصافات: 162، 163) يَقُول: مَا أَنْتُم بمِضلِّين إِلَّا من أضَلَّه الله أَي لَسْتُم تُضِلُّون إِلَّا من أضلّهُ الله، أَي لَسْتُم تضلون إِلَّا أهل النَّار الَّذين سبق علمه بهم فِي ضلالتهم، والفِتنَةُ الجنونُ، وَكَذَلِكَ الفُتون، وَمِنْه قَول الله جلّ وعزّ: {) (مَمْنُونٍ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ} (الْقَلَم: 4، 5) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: مَعْنى الْمفْتُون الَّذِي فُتِن بالجنون. قَالَ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: معنى البَاء الطرح كَأَنَّهُ قَالَ أيُّكم الْمفْتُون. قَالَ أَبُو إِسْحَاق: وَلَا يجوز أَن تكون الباءُ لَغْواً وَلَا ذَلِك جَائِز فِي الْعَرَبيَّة، وَفِيه

قَولَانِ للنحويين: أَحدهمَا أَن المَفْتُون مَصْدر على الْمَفْعُول كَمَا قَالُوا: مَا لهُ مَعْقُولٌ وَمَا لَهُ مَعْقودُ رأْيٍ وَلَيْسَ لَهُ مَجْلودٌ أَي جَلَد وَمثله المَيْسورُ، كأَنّه قَالَ: بأيكم الفُتُون، وَهُوَ الجُنون، وَالْقَوْل الثَّانِي: فستبصر ويبصرون فِي أَي الْفَرِيقَيْنِ الْمَجْنُون: أَيْ فِي فرقةِ الْإِسْلَام أَو فِي فرقةِ الكُفر؟ أَقَامَ الْبَاء مقَام فِي. والفِتْنَةُ العذابُ نَحْو تَعْذيب الْكفَّار ضَعْفَي الْمُؤمنِينَ فِي أوَّل الْإِسْلَام لِيَصدُّوهم عَن الْإِيمَان كَمَا مُطِيَ بِلَال على الرمضاء يُعذَّب حَتَّى افْتَكَّه الصِّديق أَبُو بكر فَأعْتقهُ، وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الفِتنةُ الاختبارُ، والفتنةُ المِحْنَةُ، والفتنة المالُ، والفِتنة الأولادُ، والفِتنة الكفرُ، والفِتنة اخْتِلَاف النَّاس بالآراء، والفِتنةُ الإحراق بالنَّار، وَقيل: الْفِتْنَة الغُلو فِي التَّأْوِيل المظلم، يُقَال: فلَان مفتون يطْلب الدُّنْيَا أَي قد غلا فِي طلبَهَا، وجماعُ الْفِتْنَة فِي كَلَام الْعَرَب: الِابْتِلَاء والامتحان. وَقَوله: {وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً} (طه: 40) أَي أخلصناك إخلاصاً. وَيُقَال: فَتَنْتُ الرجلَ إِذا أَزَلْتَه عمَّا كَانَ عَلَيْهِ. وَمِنْه قَول الله جلّ وعزّ: {وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِى أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ} (الْإِسْرَاء: 73) أَي ليزيلونك. وَقَالَ اللَّيْث يُقَال: فَتَنَه يَفْتِنُه فُتُوناً فَهُوَ فَاتِنٌ وَقد فُتِنَ وافْتَتَن وافْتُتِنَ جعله لَازِما ومتعدياً، أَبُو زيد: فَتِنَ الرجل يَفْتَن فُتُوناً إِذا وَقع فِي الفِتْنَة، أَو تحوَّل من حَال حَسَنَة إِلَى حَال سَيِّئَة، وفَتَن إِلَى النِّسَاء فُتُوناً إِذا أَرَادَ الْفُجُور، وَقد فَتَنْتُه فِتْنَةً وفُتُوناً. وَقَالَ أَبُو السَّفْر: أَفْتَنْتُه إفْتَاناً فَهُوَ مُفْتَنْ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل يُقَال: افْتَتَنَ الرجلُ وافْتُتِنَ لُغتان، وَهَذَا صَحِيح، وَأما فَتَنْتهُ فَفَتَن، فَهِيَ لُغَة ضَعِيفَة وَجَاء فِي الحَدِيث: (الْمُسلم أَخُو الْمُسلم يتعاونان على الفتَّان) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق الحَرْبي فِيمَا أَخْبرنِي عَنهُ الْمُنْذِرِيّ: الفَتَّان الشَّيْطَان الَّذِي يَفْتِن الناسَ بخُدعِه وغُروره وتزيينه الْمعاصِي، فَإِذا نَهى الرجلُ أَخَاهُ عَن ذَلِك فقد أَعانه على الشَّيْطَان. قَالَ: والفَتَّانُ أَيْضا اللِّص الَّذِي يَعْرِض للرُّفْقةِ فِي طريقهم، فَيَنْبَغِي لَهُم أَن يتعاونوا على اللصّ، وجمعُ الفَتَّان فُتَّان. وروى أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ قَول عَمْرو ابْن أَحْمَر الْبَاهِلِيّ: إمَّا عَلَى نَفْسِي وإمَّا لَهَا والعيش فِتْنانِ حُلْوٌ ومُرُّ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الفِتْنُ النَّاحِيَة وَرَوَاهُ غَيره: فَتْنَان بِفَتْح الْفَاء أَي حَالان

وفَتَّانِ. قَالَ ذَلِك أَبُو سعيد، وَرَوَاهُ بَعضهم: فَنَّانِ أَي ضَرْبان. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الفِتَّانُ غِشَاءٌ يكون للرَّحْل من أَدَمٍ. وروى بُنْدار عَن عبد الرحمان عَن قُرَّة عَن الْحسن: {الدِّينِ يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ} (الذاريات: 13) قَالَ: يُقَرَّرُون بِذُنُوبِهِمْ. وَقَالَ شمر: الفَتِينُ مِثل الحَرَّة وَجمعه فُتُنٌ، وَقَالَ كل مَا غيَّرته النارُ عَن حَاله فَهُوَ مَفْتُونٌ، وَيُقَال للأَمَة السَّوْدَاء: مَفْتونة لِأَنَّهَا كالحَرَّةِ فِي السوَاد كَأَنَّهَا مُحْتَرِقة. وَقَالَ أَبُو قَيْسٍ بن الأسْلَت: غِراسٌ كالفَتَائِن مُعْرضاتٌ عَلَى آبارِها أبدا عُطُونُ وكأَنَّ وَاحِدَة الفَتائِن فَتِينَةٌ. وَقَالَ بَعضهم: الْوَاحِدَة فَتِينَة وَجَمعهَا فَتِينٌ. وَقَالَ الكُمِيت: ظَعائِنُ مِن بني الحُلاَّفِ تَأْوِي إِلَى خُرْسٍ نَوَاطِقَ كالْفَتِينا أَرَادَ الفَتِينَةَ فحذفَ الْهَاء، وَترك النُّون مَنْصُوبَة، رَوَاهُ بَعضهم كالفَتِينا وَيُقَال: وَاحِدَة الفتِين فِتَةٌ نَحْو: عِزَةٍ وعزِين. نفت: يُقَال: نَفَتَتِ الِقدْرُ تَنْفِتُ نَفيتاً إِذا غَلَتْ. وَقَالَ اللَّيْث: نَفَتت القِدْرُ نُفاتا إِذا غلا المرق فِيهَا فلزِق بجوانب الْقدر مِنْهُ مَا يبس عَلَيْهِ فَذَلِك النَّفْت وانضمامه النفتان؛ حَتَّى تَهُمَّ القِدر بالغَليان. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: إِنَّه لَيَنْفِتُ عَلَيْهِ غَضَباً كَقَوْلِك: يَغْلِي عَلَيْهِ غَضَباً. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: النَّفِيتَةُ حَسَاءٌ بَين الغَلِيظَةِ والرّقِيقَةِ. وَقَالَ ابْن السّكيت: النَّفِيتةُ والحريقةُ أَن يُذَرَّ الدَّقِيقُ على ماءٍ أَو لَبنٍ حَلِيبٍ، حَتَّى يَنْفِتَ ويُتَحَسَّى من نَفْتِها، وَهِي أَغْلَظُ من السَّخِينَةِ، يَتَوَسَّعُ بهَا صاحبُ العِيال لعِيالِهِ إِذا غَلَبهُ الدَّهْرُ، وَإِنَّمَا يَأْكُلُون النَّفِيتة والسَّخيةَ فِي شِدّة الدّهر وغلاءِ السّعر وعَجَفِ المَال. تنف: التّنُوفَةُ أصل بنائها التَّنَفُ وَجَمعهَا التنَائفُ وَهِي المفَازَةُ. شمر: قَالَ المؤرِّج بن عَمْرو: التَّنُوفةُ الأَرْض المتباعدة مَا بَين الْأَطْرَاف. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: التنوفَة الَّتِي لَا ماءَ بهَا من الفَلَواتِ، وَلَا أَنيسَ وإنْ كَانَت مُعْشِبَةً وَنَحْو ذَلِك. قَالَ أَبُو خَيْرَة قَالَ: التنوفةُ البَعِيدةُ وفيهَا مُجْتَمَعُ كَلأٍ وَلَكِن لَا يُقْدَرُ على رَعْيِها لِبُعْدِها، وَجَمعهَا التّنائِف وَالله تَعَالَى أعلم.

باب التاء والنون مع الباء

(بَاب التَّاء والنّون مَعَ الْبَاء) (ت ن ب) تبن، نبت، بنت: (مستعملة) . تبن: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: رُوِيَ فِي حَدِيث مَرْفُوع إِن الرجلَ ليتكلمُ بِالْكَلِمَةِ يُتَبِّن فِيهَا، يَهْوِي بهَا فِي النَّار. قَالَ أَبُو عبيد: هُوَ عِنْدِي إغماضُ الْكَلَام والجَدلُ والخُصومات فِي الدِّين، وَمِنْه حَدِيث مُعاذ: (إياكَ ومُغَمّضَاتِ الْأُمُور) . قَالَ أَبُو عبيد: ورُوي عَن سَالم بنِ عبد الله أَنه قَالَ: كُنَّا نقُول فِي الحامِلِ المتوفَّى عَنْهَا زوجُها: إِنَّه ينْفق عَلَيْهَا من جَمِيع المَال حَتَّى تَبَّنْتُم مَا تَبَّنتُم. قَالَ أَبُو عبيد قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَأَبُو عمر: هَذَا من التَّبانَةِ والطَّبانة، مَعْنَاهُمَا شِدَّةُ الفِطْنة ودِقَّةُ النّظر يُقَال: رجل تَبِنٌ طبِنٌ إِذا كَانَ فطِناً دَقيقَ النّظر فِي الْأُمُور، وَمعنى قَول سَالم بن عبد الله: تَبَّنْتُم أَي أَوْقَعْتُم النّظر فقُلتم إِنَّه يُنْفق عَلَيْهَا من نَصيبها. وَقَالَ الليثُ: طَبِنَ لَهُ بِالطَّاءِ فِي الشَّرّ وتَبِنَ لَهُ فِي الْخَيْر فَجعلَ الطَّبانَة فِي الخديعة والاغتِيال، والتَّبانَة فِي الْخَيْر. قلت: هما عِنْد الْأَئِمَّة وَاحِد، وَالْعرب تُبْدِل التاءَ طاءً لقرب مَخرجيهما قَالُوا: مَطَّ ومَتّ إِذا مَدّ، وطرّ وتَرَّ إِذا سَقَط، ومثلُه كثير فِي الْكَلَام. وَقَالَ اللَّيْث: التِّبْن مَعْرُوف والواحدة تِبْنةٌ والتَّبن لُغَة فِي التِّبن. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: التَّبَنُ إِنَّمَا هُوَ فِي اللُّؤْم والدِّقة، والطّبَن العِلمُ بالأمور والدهاءُ والفِقْه. قلت: وَهَذَا ضِدُّ مَا قَالَ اللَّيْث. وروى شمر عَن الهوازني قَالَ: اللَّهُمَّ اشْغل عَنَّا إتْبانَ الشُّعَرَاء، قَالَ: وَهُوَ فِطْنَتُهم لِما لَا يُفطَن لَهُ. وَقَالَ اللَّيْث: التُّبّان شِبْهُ السّراويل الصَّغِير، تُذَكِّره الْعَرَب وجمعهُ التّبابِينُ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: التِّبْن القَدَح الْكَبِير، وَنَحْو ذَلِك. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: التِّبْن أكبرُ الأقداح. وَقَالَ اللَّيْث: التِّبْن يُرْوِي الْعشْرين، وَهُوَ أَعْظمُ الأقداحِ، ثمَّ الصَّحْنُ مُقاربٌ لَهُ، ثمَّ العُسُّ يُرْوِي الثلاثةَ والأربعةَ. نبت: قَالَ اللَّيْث: كلُّ مَا أَنْبَتَت الأرضُ فَهُوَ نَبْتٌ والنَّباتُ فِعْله وَيجْرِي مَجرى اسْمه تَقول: أنبتَ اللَّهُ النَّباتَ إنباتاً ونباتاً، وَنَحْو ذَلِك. قَالَ الْفراء: إِن النباتَ اسْم يقوم مَقام الْمصدر. قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا} (آل عمرَان: 37) ونَبتَ النَّبتُ يَنْبُتُ نُبتاً ونباتاً، وَأَجَازَ بَعضهم أنبتَ لِمعنى نَبت، وَأنْكرهُ الْأَصْمَعِي، وَأَجَازَهُ أَبُو زيد واحتجَّ

بقول زُهَيْر: حَتَّى إِذا أنبتَ البَقْلُ أَي: نبتَ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَآءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ} (الْمُؤْمِنُونَ: 20) قَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو والحضرمي: (تُنبِتُ) بِضَم التَّاء وكسْرِ الْبَاء، وَقَرَأَ نَافِع، وَعَاصِم، وَحَمْزَة، وَالْكسَائِيّ، وَابْن عَامر: (تَنبُتُ بالدهن) بِفَتْح التَّاء. وَقَالَ الْفراء: هما لُغتان نَبتَ وأَنبتَ. وَأنْشد لزهير فَقَالَ: رَأَيْتُ ذَوِي الحاجاتِ حَوْلَ بُيُوتِهِم قَطِيناً لَهُم حَتَّى إِذا أَنْبَتَ البقلُ ونَبَتَ أَيْضا، وَهُوَ كَقَوْلِك: مَطَرَت السماءُ وأَمْطَرَت، وَكلهمْ يَقُول: أَنبَتَ اللَّهُ البقْلَ، والصَّبيَّ إنْبَاتاً. قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا} (آل عمرَان: 37) . وَقَالَ ابْن عَرَفَة: {تَنبُتُ بِالدُّهْنِ} (الْمُؤْمِنُونَ: 20) ، أَي تنْبت مَا يكون فِيهِ الدّهن ويصطبغ بِهِ. وَقَالَ الزّجاج: معنى أنبتها نباتاً حسنا أَي جعل نَشْوَهَا نَشْواً حَسَناً. وَقَالَ اللَّيْث يُقَال: نَبَّتَ فلانٌ الحبّ والشجرَ تنبيتاً إِذا غَرَسَه وزَرَعه، وَالرجل يُنَبِّتُ الْجَارِيَة يَغْذُوها ويُحسنُ القيامَ عَلَيْهَا رَجَاةَ فَضْلِ رِبحِهَا. قَالَ: والتَّنْبِيتُ والتِّنْبِيتُ اسمٌ لما ينْبُتُ من دِقّ الشّجر وكِبارِه، وَأنْشد: صَحْرَاءُ لم يَنْبُتْ بهَا تَنْبِيتُ قَالَ: واليَنْبُوتُ شجَرُ الخَشْخَاشِ الْوَاحِدَة يَنْبُوتةٌ وخَرُّوبةٌ وخَشْخَاشَة. قَالَ الدينَوَرِي: اليَنْبُوتُ ضَرَبان: أَحدهمَا هَذَا الشوكُ القِصَارُ الَّذِي يُسَمَّى الخَرُّوبَ النبطيّ، لَهُ ثَمَرَة كَأَنَّهَا نُفَّاخَة فِيهَا حَبٌّ أحمرُ، هُوَ عَقُولٌ لِلْبَطْن، يُتَدَاوَى بِهِ. وَالضَّرْب الآخر شجَرٌ عِظامٌ وَلها ثمَرٌ مِثْلُ الزُّعْرُورِ أَسْوَدُ شَدِيد الْحَلَاوَة مثل شجر التُّفَّاحِ فِي عِظَمِه. والنِّبْتَةُ ضَرْبٌ من فِعْلِ النَّبَات لكل شَيْء تَقول إِنَّه لحسن النِّبْتَة، والمَنْبِتُ الأَصْل والموضع الَّذِي يَنبُتُ فِيهِ الشَّيْء. وَقَالَ اللحياني يُقَال: رجلٌ خبِيتٌ نَبِيتٌ إِذا كَانَ خَسِيساً حَقِيرًا، وَكَذَلِكَ شيءٌ خَبيثٌ نَبيثٌ وَيُقَال: إنَّه لَحسنُ النِّبْتَةِ أَي الْحَالة الَّتِي يَنبُتُ عَلَيْهَا. وَإنَّهُ لفي مَنْبِتِ صِدْق، أَي فِي أصل صِدْق، جَاءَ عَن الْعَرَب بِكَسْر الْبَاء، وَالْقِيَاس مَنْبَتٌ، لِأَنَّهُ مِن نَبَتَ يَنْبُتُ. ومِثْلُه أحرف مَعْدُودَة جَاءَت بِالْكَسْرِ مِنْهَا المسجِدُ والمطلِعُ والمشرِقُ والمغرِبُ والمسكِنُ والمنسِكُ؛ ونُباتةُ: اسْم رجلٍ، ونَبْتٌ من الْأَسْمَاء، ويُجْمَع النَّبْتُ نُبُوتاً.

وَقَالَ الْأَحْنَف لمعاوية: لَوْلَا عَزْمةُ أَمِير الْمُؤمنِينَ لأخبرتهُ أنَّ دافَّةً دفَّتْ، وإنباتةً لحقت، يَعْنِي بالنابتة، نَاسا ولدُوا فَلَحقُوا، وصاروا زِيَادَة فِي الْحساب. بنت: عَمْرو عَن أَبِيه: بَنَّتَ فلانٌ عَن فلَان تَبْنِيتاً إِذا اسْتَخْبَرَ عَنهُ فَهُوَ مُنَبِّتٌ إِذا أكْثَرَ السؤالَ عَنهُ وَأنْشد: أصبحتَ ذَا بَغْيٍ وَذَا تَغَبُّشِ مُبَنِّتاً عَن نَسَباتِ الحِرْبِشِ وَعَن مقَال الكاذبِ الْمُرَقَّشِ. ت ن م متن، تنم، نتم: (مستعملة) . (نتم) : أهمل اللَّيْث: نتم. وَرُوِيَ عَن ابْن السّكيت فِي كتاب (الْأَلْفَاظ) : قَالَ أَبُو عَمْرو: انْتَتَمَ فلانٌ على فلانٍ بِقَوْلِ سَوْءٍ أَي انْفَجَرَ بالقولِ القَبِيح. كَأَنَّه افْتَعَل من نَتَمَ كَمَا يُقَال: من نَتَلَ انْتَتَل، ومَن نَتَقَ انْتَتَقَ. وَأنْشد أَبُو عَمْرو: قد انْتَتَمَتْ عَلَيَّ بِقَوْلِ سُوءٍ بُهَيْصِلَة لَهَا وَجْهٌ دَمِيمُ قلت: لَا أَدْرِي: انتثمت بالثاء، أَو انتتمت بتاءَين، وَالْأَقْرَب أَنه من نَثَمَ يَنْثِمُ لِأَنَّهُ أشبه بِالصَّوَابِ وَلَا أعرف وَاحِدًا مِنْهُمَا. وَبعد هَذَا الْبَيْت: حَليلةُ فاحشٍ وأْنٍ بَئِيل مُزَوْزِكَةٌ لَهَا حَسَبٌ لَئِيم متن: قَالَ اللَّيْث: المَتْنُ والْمَتْنَةُ لُغتان قَالَ والمتنُ يُذَكَّر ويُؤَنّث، وهما مَتنان لَحْمتان مَعْصُوبتان بَينهمَا صُلْبُ الظَّهر، مَعْلُوَّتانِ بِعقَبٍ والجميعُ الْمُتُون. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس فِي لُغَة من قَالَ مَتْنَةٌ: لَهَا مَتْنَتان خَظَاتا كَمَا أَكَبَّ عَلَى سَاعِدَيْهِ النَّمِرُ قَالَ اللَّيْث: وَيُقَال: مَتَنْتُ الرجلَ مَتْناً، إِذا ضَرَبتَ مَتْنَهُ بالسَّوط. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: مَتَنَهُ مِائةَ سَوْطٍ مَتْناً، إِذا ضرَبه، ومَتَنَهُ مَتْناً إِذا مَدَّه، ومَتَنَ بِهِ مَتْناً، إِذا مَضى بِهِ يَوْمَه أجْمَع، وَهُوَ يَمتُنُ بِهِ. أَبُو عبيد عَن الأمويّ: مَثنْتُه بِالْأَمر مَثْناً بالثاء أَي غَتَتُّهُ غَتَّا. وَقَالَ شمر: لم أسمع مَثَنْتُه بِهَذَا الْمَعْنى لِغير الأمويّ. قلت: أحْسَبُه مَتَنْتُه مَتْناً بِالتَّاءِ لَا بالثاء مَأْخُوذ من الشَّيْء المتِين، وَهُوَ القويّ الشَّديد، والمُماتَنَةُ فِي السّير. وَيُقَال: ماتَنَ فلانٌ فلَانا إِذا عارضَه فِي جَدَل أَو خُصُومة. وَقَالَ الطِّرِمَّاح:

أَبَوْا لِشقائِهم إلاَّ ابْتِعاثِي ومِثْلِي ذُو العُلالةِ والمِتانِ وَقَالَ اللَّيْث: المُماتَنةُ المباعَدةُ فِي الْغَايَة، يُقَال: سَار سيراً مُمَاتِناً أَي بَعيدا، قَالَ: والمتْنُ من الأَرْض مَا ارْتَفع وصلُب، والجميع: المِتان، ومَتْنُ كل شَيْء مَا ظَهَر مِنْهُ، ومَتْنُ السّيف عَيْرُه القائمُ فِي وَسطه، ومَتْنُ الْمَزادَة وَجْهُهَا البارزُ، والمَتِينُ من كل شَيْء القويُّ، وَقد مَتُنَ مَتانةً. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: إِذا شَقَقتَ الصَّفْنَ وَهُوَ جِلدة الخُصْيَتَيْن وأخرجتَهما بعروقهما فَذَلِك المتْنُ، يُقَال: متَنْتُهُما أَمْتُنُهُمَا، فَهُوَ مَمْتُونٌ. رَوَاهُ شمر: الصَّفْن رَوَاهُ جَبَلة الصَّفَن. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: { (يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (الذاريات: 58) الْقِرَاءَة بِالرَّفْع، المَتينُ صفة لقَوْله ذُو الْقُوَّة، وَهُوَ الله. وَمعنى ذُو الْقُوَّة المتين: ذُو الاقتدار الشَّديد، والْمَتينُ فِي صفة الله تَعَالَى القَوِيُّ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: التَّمْتِينُ تَضْرِيبُ المَظالِّ والفَساطِيطِ بالخُيوطِ. وَيُقَال: مَتِّنْها تَمْتِيناً. وَيُقَال: مَتِّن خِباءَك تَمْتِيناً أَي: أَجِدْ مَدَّ أَطْنابِهِ، وَهَذَا غيرُ الْمَعْنى الأول. قَالَ الحِرْمازِيُّ: التَّمْتِينُ أَن تقُولَ لمن سابقَكَ: تَقَدَّمْنِي إِلَى مَوضِع كَذَا وَكَذَا، ثمَّ أَلْحَقُك، فَذَلِك التَّمتِين. يُقَال: مَتَّنَ فلانٌ لِفلان كَذَا وَكَذَا ذِراعاً ثمَّ لَحِقَه. عَمْرو عَن أَبِيه: الْمَتْنُ أَن يُرَضَّ خُصْيَا الكَبْش حَتَّى تَسْتَرْخِيا. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي عَن أبي عَمْرو: الْمُتُونُ جَوانبُ الأَرْض فِي إشْرَافٍ، وَيُقَال: مَتْنُ الأَرْض جلدُها. وَقَالَ أَبُو زيد: طَرَّقُوا بَيتهمْ تَطْرِيقاً، ومتَّنُوا بَيْتهم تمتيناً، والتَّمْتينُ أَن يَجْعَلوا بَين الطرائق مُتُناً من شَعَر واحِدُها مِتانٌ. تنم: فِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن الشَّمْس كُسِفَتْ على عَهده فاسودَّت، وآضَتْ كَأَنَّها تَنُّومَةٌ. قَالَ أَبُو عبيد: التَّنُّومَةُ هِيَ من نَبَات الأَرْض فِيهِ سوادُّ، وَفِيه ثَمَرٌ يأكلُه النّعامُ وَجَمعهَا تَنُّومٌ. وَقَالَ زُهَيْر: أَصَكَّ مُصَلَّمُ الأُذْنَين أجْنَى لَهُ بالسِّيء تَنُّومٌ وآءُ قلت: التَّنُّومةُ شجرةٌ رأيتُها بالبادية يَضْرِبُ لونُ ورقِها إِلَى السوَاد، وَلها حَبٌّ كَحَبِّ الشاهدانج، ورأيتُ نِساء الْبَادِيَة يَدْقُقْنَ حَبَّهُ ويَعْتَصِرن مِنْهُ دُهناً أزرقَ فِيهِ لُزوجةٌ، ويَدْهِنَّ بِهِ شُعورَهن إِذا امْتَشَطْنَ.

باب التاء والباء والميم معهما

شمر عَن أبي عَمْرو: التَّنُّومُ حَبَّةٌ دَسِمَة غَبْراء. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: التَّنُومة تَمَهةُ الطّعْم لَا يَحْمِدُها المالُ. ت ف ب ت ف م: أهملت وجوهها. (بَاب التَّاء وَالْبَاء وَالْمِيم مَعَهُمَا) ت ب م بتم: وَقَالَ اللَّيْث: البُتَّمُ والبتِّمُ جِيلٌ يكونُونَ بِنَاحِيَة فَرْغَانَة. انْتهى آخر الثلاثي الصَّحِيح

باب التاء والراء مع حروف العلة

أَبْوَاب الثلاثي المعتل من التَّاء ت ظ (وايء) ت ذ (وايء) : أهملت وجوهها. ت ث (وايء) ثتى، توت (توث) : (مستعملة) . (ثتى) : وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن نَجْدة عَن أبي زيد: الثَّتَى والحتَى سويقْ المقْل، الحَتَى ردِيء الثَّمر وَنَحْوه. وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: الحَتَى قُشُورُ التَّمْر، جمع حَتاة، وَكَذَلِكَ الثَّتَى وَهُوَ جمع ثَتاةٍ قشور التَّمْر ورديئه. قَالَ شمر: قَالَ الْفراء: الثَّتَى دُقاق التِّبْن وحُسافة التَّمْر قَالَ: وكل شَيْء حَشَوْتَ بِهِ غِرارةً مِمَّا دَقَّ فَهُوَ الثَّتَى والحتى. قَالَ: وهما من ذَوَات الْيَاء يكتبان بِالْيَاءِ. (توث) توت: والتُّوثُ كَأَنَّهُ فارسِيٌ وَالْعرب تَقول: التَّوتُ بتاءين. وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس: إِن ابْن الزبير آثرَ علَيَّ التُّوَيْتَاتِ والحُمَيْدَاتِ والأسَامَاتِ. قَالَ شمر: أَحْيَاءُ مِن بني أَسد، حُميدُ بن أُسامة بن زُهَيْر بن الْحَارِث بن أَسد بن عبد العُزَّى بن قُصيِّ، وتُوَيْتُ بن حبيب بن أَسَد بن عبد الْعُزَّى بن قُصَيَ. وَأُسَامَة بن زُهَيْر بن الْحَارِث بن عبد العُزى بن قصي. (بَاب التَّاء وَالرَّاء مَعَ حُرُوف الْعلَّة) ت ر (وايء) ترى، تور، تير، رتا، وتر، تترى، أرت، (ترته) . ترى: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: تَرَى يَتْرِي إِذا تَراخَى فِي الْعَمَل فَعمِل شَيْئا بعد شَيْء. أَبُو عُبَيْدَة: التَّرِيّةُ فِي بَقِيَّةِ حَيْضِ الْمَرْأَة أَقَلُّ من الصُّفْرة والكُدْرَةِ وأَخْفَى، ترَاهَا الْمَرْأَة عِنْد طُهْرِها فَتَعْلَمُ أَنَّهَا قد طَهُرَتْ مِن حَيْضها. قَالَ شمر: وَلَا تكون التَّرِيَّةُ إلاّ بعد الِاغْتِسَال، فأمّا مَا كَانَ فِي أَيّام الْحيض فَلَيْسَ بِتَرِيَّةٍ.

تور تير: قَالَ اللَّيْث: تَارَة ألفها وَاو وَجَمعهَا تِيَرٌ، وَتجمع تارات أَيْضا، وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن الطوسيّ عَن الخراز عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: تَأرةٌ مَهْمُوزَة فلمّا كثُر استعمالهم لَهَا تركُوا همزها، قلت: وَقَالَ غَيره: جمع تأْرةٍ تِئَر مَهْمُوزَة، وَمِنْه يُقَال: أَتْأَرْتُ إِلَيْهِ النّظر إتآراً أدَمتُه تَارَة بعد تارةٍ. أَبُو عبيد عَن الْفراء: أتأَرْتُ إِلَيْهِ النّظَر بهمز فِي الْأَلفَيْنِ غير مَمْدود، إِذا أَحْدَدْتَه، قلت: وَيُقَال: أَتْأَرتُه بَصرِي أَيْضا وَمِنْه قَول الشَّاعِر: أَتأَرتُهم بَصَرِي والآلُ يَرْفَعُهُمْ حَتَّى اسْمَدَرّ بِطَرْفِ العَيْنِ إتْآرِي وَمن ترك الْهَمْز قَالَ: أَتَرْتُ إِلَيْهِ الرَّمْيَ وَالنَّظَر أُتِيرُه إتارةً وأَترْتُ إِلَيْهِ الرميَّ، إِذا رَمَيْتَه تَارَة بعد تَارَة، فَهُوَ مُتارٌ، وَمِنْه قَول الشَّاعِر: يَظَلُّ كَأَنَّهُ فَرَأٌ مُتارُ وَقَالَ لبيد يصف عَيْراً يُديمُ صَوته ونهيقه: يجِدُّ سَحِيلُه ويُتِيرُ فِيهِ ويُتْبِعُها خِناقاً فِي زِمَالِ والتَّوْرُ إنَاءٌ مَعْرُوف تُذَكِّره العَربُ. وَأنْشد ابْن السّكيت: تالله لَوْلَا خَشْية الأميرِ وخشية الشُّرَطِيِ والتُّؤْرورِ قَالَ: والتُّؤرور: أَتبَاع الشَّرط. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: التَّوْرَةُ الْجَارِيَة الَّتِي ترسل بَيْنَ العُشَّاق. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال للرسول: تَوْرٌ، وَأنْشد أَبُو الْعَبَّاس: والتَّوْرُ فِيمَا بَيْنَنَا مُعْمَلٌ يرْضَى بِهِ المأتِيُ والمرْسِلُ والتَّيَّارُ تيارُ البَحْرِ، وَهُوَ آذِيُّه ومَوْجُه ومِنْه: كالبحر يَقْذِف بِالتَّيارِ تَيَّاراً والتيارُ فَيْعالٌ من تَار يَتُور مِثل القَيَّام مِن قَامَ يقوم غير أَن فِعْلَه مُماتٌ. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: التائر المداوم على الْعَمَل بعد فُتُورٍ، والتِّيَرُ جَمْع تَارَة مرّة بَعْدَ مَرَّةٍ. قَالَ العجاج: ضَرْباً إِذا مَا مِرْجَلُ الْمَوْت أَفَرْ بالغَلْيِ أَحْموْهُ وأَخْبَوْهُ التِّيَرْ أرت: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَعَمْرو عَن أَبِيه: الأُرْتَةُ: الشَّعَرُ الَّذِي على رَأس الحِرْبَاءِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: التُّرتَةُ رَدَّةٌ قبيحة فِي اللِّسَان من العَيْب. تتر: قَالَ الله جلّ وعزّ: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى} (الْمُؤْمِنُونَ: 44) . وَقَرَأَ أَبو عَمْرو وَابْن كثير: (تَتْرًى) مُنوَّنةً، ووقَفَا بالأَلف، وَقَرَأَ سَائِر الْقُرَّاء (تَتْرَى) غير مُنونة. وَقَالَ الْفراء: أكثرُ الْعَرَب على تَرْكِ تَنْوِين

تَتْرَى، لِأَنَّهَا بِمنزِلَةِ تَقْوَى، وَمِنْهُم مَن نَوَّن فِيهَا، وَجعلهَا ألِفاً كأَلِف الْإِعْرَاب. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: من قَرَأَ (تَتراً) فَهُوَ مثل شَكَوْتُ شَكْواً، وَالْأَصْل وَتَرتُ قُلبت الْوَاو تَاء فَقيل: تَترتُ تَتْراً. وَمن قَرَأَ (تَتْرى) فَهُوَ مثل شَكوْتُ شكْوَى غير منونة لِأَنَّهَا فَعْلَى، وفَعْلَى لَا تُنوَّن ونحوَ ذَلِك. قَالَ الزَّجاج: قَالَ وَمن قَرَأَ بالتّنوين فَمَعْنَاه وَتْراً فأبْدَلَ التاءَ من الْوَاو، وكما قَالُوا: تَوْلَجَ من وَلَجَ وَأَصله وَوْلَجٌ. وكما قَالَ العجاج: فإنْ يَكُنْ أَمْسَى البِلَى تَيْقُوري أَرَادَ: وَيْقُورِي وَهُوَ فَيْعُولٌ من الوَقَار، وَمن قَرَأَ (تترى) فَهِيَ ألف التَّأْنِيث قَالَ: وتَتْرَى من الموَاترةِ. (وتر) : قَالَ الْأَصْمَعِي: واتَرْتُ الخَبَر أَتْبَعْتُ بعضَه بَعْضًا، وَبَين الْخَبَرَيْنِ هُنيهَةٌ. وَقَالَ غَيره: المواتَرة المتابَعةُ، وأصل هَذَا كُله من الوِتْرِ، وَهُوَ الفَرْد، وَهُوَ أنَّى جَعَلْتُ كلَّ واحدٍ بعد صَاحبه فَردا فَردا. وأَخبرني المنذرِيُّ عَن ابْن فهم عَن مُحَمَّد بن سلاَّم قَالَ: سَأَلت يُونُس عَن قَوْله: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى} قَالَ: مُتَقَطِّعَةً مُتَفاوِتَةَ الْأَوْقَات، وجاءَتْ الْخَيل تَتْرَى إِذا جاءتْ مُتَقَطِّعة، وَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاء بَين كل نبيين دَهرٌ طَوِيل. وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة: لَا بَأْس بِقَضَاء رمضانَ تَتْرَى أَي مُتَقَطعاً. وَفِي حَدِيث آخر لأبي هُرَيْرَة فِي قَضَاء رَمَضَان قَالَ: يواتر. قَالَ أَبُو الدقيش: يَصُوم يَوْمًا وَيفْطر يَوْمًا أَو يَصُوم يَوْمَيْنِ وَيفْطر يَوْمَيْنِ. قَالَ الْأَصْمَعِي: لَا تكون المواتَرة مُواصلة حَتَّى يكون بينَهما شَيْء. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: المَواتِرة من النوق هِيَ الَّتِي لَا ترفع يَداً حَتَّى تَستمكِنَ من الْأُخْرَى وَإِذا بَركْت وَضَعْت إِحْدَى يَديهَا، فَإِذا اطمأَنَّتْ وَضَعتْ الْأُخْرَى، فَإِذا اطمأنَّتْ وَضَعَتْهما جَمِيعًا، ثمَّ تضع وَرِكَها قَلِيلا قَلِيلا، وَالَّتِي لَا تُواتِر تَزُجُّ بنفْسِها زجاً فَيَشُق على راكبها عِنْد البروك. قَالَ: وكتبَ هِشامُ بنُ عبد الْملك وَكَانَ بِهِ فَتْق إِلَى بعض عُمَّاله: أَن اخْتَرْ لي نَاقَة مُواتِرة، أَرَادَ هَذَا الْمَعْنى، وَيُقَال: وَاتَر فلَان كُتُبَه إِذا أتبعهَا وبينَ كلِّ كِتابين فَترةٌ قَليلَة، وتَواترتْ الْإِبِل والقَطا وغيرُها إِذا جَاءَ بعضُها فِي إثْر بعضٍ، وَلم يجِئْن مُصْطَفَّاتٍ. وَقَالَ حُمَيد: قَرِينَةُ سَبْعٍ إنْ تَواتَرنَ مَرةً ضُرِبْنَ وَصَفَّتْ أرؤُسٌ وجُنُوبُ وَفِي حَدِيث الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب: قَالَ: كَانَ عمر بن الْخطاب لي جاراً، يصومُ النهارَ ويقومُ الليلَ فَلَمَّا وَلِيَ،

قلت: لأنظرَنَّ الْآن إِلَى عَمَله، فَلم يزلْ على وَتِيرَةٍ وَاحِدَة إِلَى أَن مَاتَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الوَتِيرةُ المداوَمةُ على الشَّيْء، وَهُوَ مَأْخُوذ من التَّواتُر والتَّتابُع، قَالَ: والوَتِيرَةُ فِي غير هَذَا: الفَتْرَةُ عَن الشَّيْء والعَمَل. وَقَالَ زُهَيْر يصف بقرة: فِي حُضْرها نَجَاءٌ مُجِدٌ لَيْسَ فِيهِ وَتِيرَة وتذبيبُها عَنْهَا بأَسْحَمَ مِذْوَدِ قَالَ: والوَتيرة أَيْضا غُرَّةُ الْفرس إِذا كَانَت مُستديرة فَإِذا طالتْ فَهِيَ الشادِخةُ، قلت: شُبِّهتْ غُرَّةُ الْفرس إِذا كَانَت مُستديرة بالحَلْقَةِ الَّتِي يُتَعَلَّم عَلَيْهَا الطعْن، يُقَال لَهَا الوَتيرةُ. وَقَالَ الشَّاعِر يصف فرسا: تُبَارِي قُرْحةً مِثلَ ال وتيرةِ لم تكن مَغْدَا والمغْدُ النَّتْفُ، يَقُول: هَذِه القُرْحَةُ خِلْقةٌ لم تُنْتَف فَتَبْيَضَّ وَقَوله: فَذَاحَتْ بالوَتَائِر ثمَّ بَدَّتْ يدَيْها عِنْدَ جَانِبِه تَهيلُ ذاحَتْ يَعني: ضَبُعاً نَبَشَتْ عَن قَبْرِ قَتيلٍ. وَقَالَ أَبُو عمر: الوتائِر هَهُنَا مَا بَين أَصَابِع الضَّبُع. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الوَتِيرةُ من الأَرْض وَلم يَحُدُّها. قَالَ أَبُو مَالك: الوتيرة الوردة الْبَيْضَاء، والوتيرة الوردة الصَّغِيرَة. ابْن السّكيت: قَالَ يُونُس: أهل الْعَالِيَة يَقُولُونَ: الوِتْرُ فِي الْعدَد والوَتْرُ فِي الذَّحْل، قَالَ: وتميمٌ تَقول: وِتْرٌ بِالْكَسْرِ فِي الْعدَد وَفِي الذَّحْل سَوَاء. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} (الْفجْر: 3) قَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ (والوِتر) بِالْكَسْرِ، وَقَرَأَ عَاصِم وَنَافِع وَابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر، (والوَتْر) بِفَتْح الْوَاو، وهما لُغتان مَعْروفتان: وِتْر وَوَتْرٌ فِي العَدَد. ورُوِي عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ: الوِتر آدمُ، والشَّفْعُ شُفِعَ بِزَوْجَتِهِ، وَقيل الشفع: يومُ النَّحْر، والوِترُ يومُ عَرَفَة، وَقيل: الأعدادُ كلهَا شَفْعٌ وَوِتْر كثرتْ أَو قَلَّتْ، وَقيل الوِتْر: الله الْوَاحِد، والشَّفع جميعُ الْخلق خُلِقوا أَزْوَاجًا وَهُوَ قَول عَطاء. ابْن السّكيت: كَانَ الْقَوْم وِتراً فشفعتُهم، وَكَانُوا شفعاً فوترتُهم. ورُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إِذا استجمرتَ فأوْتِرْ) أَي استَنْجِ بثلاثةِ أَحْجَار أَو خمسةٍ أَو سبْعةٍ وَلَا تَسْتَنْجِ بالشَّفْع؛ وَكَذَلِكَ يُوتِر الْإِنْسَان صلاةَ اللَّيْل فيُصلي مَثْنَى مَثْنَى ويُسَلِّم بَين كل رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ يُصلِّي فِي آخرهَا رَكْعةً تُوتر لَهُ مَا قد صلى فأوتروا يَا أهل الْقُرْآن.

وَفِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: إِن الله وِتر يُحِب الوِتر وَقد قَالَ: الوِتر رَكْعةٌ وَاحِدَة. وَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: (من فَاتَتْهُ صَلَاة العَصْر فَكَأَنَّمَا وُتِر أهلَه وَمَاله) . قَالَ أَبُو عُبَيْدَة، قَالَ الْكسَائي: هُوَ من الوِتر، وَهُوَ أَن يجني الرجل جِنَايَة، يقتل لَهُ قَتِيلا أَو يذهب بِمَالِه وَأَهله فَيُقَال: وَتَر فلانٌ فلَانا أهلَه ومالَه، وَقَالَ أَبُو عبيد وَقَالَ غَيره فِي قَوْله: وتر أَهله وَمَاله أَي نُقِصَ أهلَه ومالَه وبَقِيَ فَرْداً، وَذهب إِلَى قَوْله: {مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ} (مُحَمَّد: 35) ، يَقُول لن يُنْقِصَكم، يُقَال: قد وَترَهُ حَقَّه إِذا أَنقَصه، وَأحد الْقَوْلَيْنِ قريبٌ من الآخر. وَقَالَ الْفراء يُقَال: وَتَرتُ الرجلَ إِذا قتلتَ لَهُ قَتِيلا، أَو أخذتَ لَهُ مَالا. وَقَالَ الزّجاج فِي قَوْله: {مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ} لن يُنْقِصَكم من ثوابكم شَيْئا، وَيُقَال: وَتَرهُ فِي الذَّحْل يَتِرُهُ وَتْراً وترةً، والفِعْل من الوَتْر الذَّحْل: وَتَر يَتر، وَمن الوِتر الْفَرد أَوْتَر يُوتِر بِالْألف. وَرُوِيَ عَن النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام أَنه قَالَ: (قَلِّدُوا الْخَيل وَلَا تُقَلِّدوها الأوتار) . قَالَ أَبُو عبيد: بَلغنِي عَن النَّضر بن شُمَيْل أَنه كَانَ يَقُول: مَعْنَاهُ لَا تَطلُبوا عَلَيْهَا الأوتار والذُّحُولُ الَّتِي وُتِرْتُم بهَا فِي الْجَاهِلِيَّة. قَالَ أَبُو عبيد: وَغير هَذَا الْوَجْه أَشْبَهُ عِنْدِي بِالصَّوَابِ، سمعتُ مُحَمَّد بن الْحسن يَقُول: معنى الأوتار هَهُنَا أَوْتار القِسِيِّ، وَكَانُوا يقلِّدونها أَوْتارَ القِسِيِّ فتختنق، فَقَالَ: لَا تقلدِّوها بهَا. وَرُوِيَ عَن جَابر أَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَمر بِقطع الأوتار من أَعْنَاق الْإِبِل. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: بَلغنِي عَن مَالك بن أنس أَنه قَالَ: كَانُوا يقلِّدونها أوتار القسي، لِئَلَّا يُصِيبهَا العينُ فَأَمرهمْ بِقَطْعها، يُعَلِّمهم أَن الأوتارَ لَا تَرُدُّ من أَمر الله شَيْئا، وَهَذَا أشبه بِمَا كُرِهَ مِن التَّماتِم. وَقَالَ اللَّيْث: الوَتَرَةُ جُلَيْدَة بَين الْإِبْهَام والسَّبابة، وَيُقَال: تَوَتَّرَ عَصَبُ فرسه، والوَتَرَةُ فِي الْأنف صِلة مَا بَين المنْخَرَيْن. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: حِتَارُ كلِّ شَيْء وَتَرُهُ. أَبُو زيد: الوَتِيرة غُرَيْضِيفٌ فِي جَوف الْأذن يَأْخُذ مِن أَعْلَى الصِّماخ، قبل القَرْعِ، قَالَ: والوَتيرةُ الحاجز بَين المنْخَرَيْن من مُقَدَّم الْأنف دون الغُرْضُوفِ، وَيُقَال للحاجز الَّذِي بَين المنخرين غُرَضُوفٌ، والمِنْخَران خَرْقا الْأنف، وَالْخَبَر الْمُتَوَاتر أَن يُحَدِّثه وَاحِد عَن وَاحِد، وَكَذَلِكَ خبر الْوَاحِد مِثلُ التَّواترُ. رتا: رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ فِي الحَساءِ: أَنه يَرْتُو فؤاد الحزين ويسرُو عَن فؤاد

باب التاء واللام

السَّقيم. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: قَوْله يرتو فُؤَاد الحزين يشُدُّه ويقوّيه. وَقَالَ لبيد يصف درعاً: فَخْمَةٌ دَفْرَاءُ تُرْتَى بالعُرَى قُرْدُمانِيّاً وتَرْكاً كالبَصَلْ يَعْنِي الدروعَ أنَّ لَهَا عُرًى فِي أَوْساطها فيُضَمُّ ذيلُها إِلَى تِلْكَ العُرى وتُشَدُّ لِتَنْشَمِرَ عَن لابِسها، فَذَلِك الشَّدُّ هُوَ الرَّتْوُ. قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ الْأمَوِي: رَتَوْتُ بالدلو أَرْتو رَتْواً مَدَدتُ مَدّاً رَفِيقًا. وَقَالَ بَعضهم: رَتا بِرَأْسِهِ يرتُو رَتْواً، وَهُوَ مِثلُ الْإِيمَاء. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الرَّتْوُ يكون شدّاً وَيكون إرخاءً، وَأنْشد فَقَالَ: مُكْفَهرّاً على الحوادِث لَا ير تُوهُ للدَّهر مُؤْيِدٌ صَمَّاءُ أَي لَا تُرْخِيه. وَقَالَ أَبُو عبيد: معنى لَا تَرْتُوهُ لَا تَرْمِيه، وأصلُ الرَّتْوِ الخَطْوُ، يُقَال: رَتَوْتُ أرْتُو رَتْواً إِذا خَطَوتَ، أَرَادَ أَن الداهية لَا تَخَطَّاه وَلَا تَرْمِيه فتُغَيِّرهُ عَن حَاله، وَلكنه باقٍ على الدَّهْر. وَرُوِيَ عَن مُعاذ أَنه قَالَ: يَتَقَدَّمُ العلماءُ يومَ الْقِيَامَة بِرَتْوةٍ. قَالَ أَبُو عبيد: الرَّتْوَةُ الخَطْوَةُ هَهُنَا. قَالَ وَقَالَ بَعضهم: الرَّتْوَةُ البَسْطَةُ، وَيُقَال: الرتوة نَحْوٌ مِن مِيلٍ. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: الرَّتْوَةُ الخَطْوَةُ، والرَّتْوةُ الدَّعوةُ، والرَّتوة الدَّرجةُ والمنزِلةُ عِند السُّلْطَان، والرَّتْوةُ الزِّيادةُ فِي الشّرف، وَغَيره، والرَّتْوةُ العُقْدَةُ الشديدةُ، والرَّتْوةُ العقدةُ المسْتَرْخِيةُ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: التَّائر المداوِمُ على الْعَمَل بعد فُتُور، والرَّاتِي الزَّائِدُ على غَيره فِي الْعلم، والرَّاتي الرَّبَّانِيُّ، وَهُوَ العالِمُ العامِل المُعَلِّم، فَإِن حُرِمَ خَصْلَة لَمْ يُقلْ لَهُ: ربَّانيٌّ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل يُقَال: مَا رَتَأ كَبِدَه الْيَوْم بِطَعَام أَي مَا أكل شَيْئا يهْجأُ جُوعَه وَلَا يُقَال: رَتَأَ إِلَّا فِي الكَبِدِ، يُقَال: رَتَأَها يَرْتؤُها رَتْأً بِالْهَمْز. انْتهى وَالله أعلم. (بَاب التَّاء وَاللَّام) (ت ل (وايء)) تَلا، تول، لَيْت، (لتى) ، لتا، ولت، أَلت، أَتل، وتل. (تَلا) : قَالَ اللَّيْث: يُقَال: تَلا يَتْلُو تِلاوة يَعْنِي قَرأَ قِراءة، وتَلاَ إِذا تَبِع فَهُوَ تالٍ أَي تابعٌ، والمَتَالِي الأُمهاتُ إِذا تَلَاهَا الأوْلاد الواحدةُ مُتْلٍ ومُتْلِية. وَقَالَ الْبَاهِلِيّ: المتالي الإبلُ الَّتِي نُتجَ بعضُها وَلم يُنتَجْ بعضٌ وَأنْشد:

وكُلُّ سِمَارَكيًّ كَأَنَّ رَبَابَهُ مَتَالِي مُهِيبٍ من بني السِّيد أَوْرَدَا قَالَ: نَعَمُ بني السَّيِّد سود فشبَّه سَوَادَ السَّحَاب بهَا، وشبَّه صوتَ الرَّعد بحنين هَذَا المتالِي. وَمثله قَول أبي ذُؤَيْب: فَبتُّ إخَالُهُ دُهْماً خِلاَجَا أَي اخْتُلِجَتْ عَنْهَا أولادُها فَهِيَ تحِنُّ إِلَيْهَا. وَقَوله تَعَالَى: (هُنَالك تبلوا كل نفس مَا أسلفت) (يُونُس: 30) . قَالَ الْفراء: تَقْرَأُ وَقَالَ غَيره: تَتْبَعُ. والقارىء تالٍ لِأَنَّهُ يَتْبَعُ مَا يَقْرَأُ والتَّالي التَّابع، {فَالزَاجِرَاتِ زَجْراً} (الصافات: 3) ، هم الْمَلَائِكَة يأْتونَ بِالْوَحْي فَيتلُونه على أَنْبيَاء الله. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: تَلاَ اتَّبَع، وتَلا إِذا تَخَلَّف، وتلا إِذا اشْترى تِلْواً وَهُوَ وَلدُ البَغْل، قَالَ: وتَتلَّى بَقَّى بقيّةً من دَيْنِه وتَتَلَّى إِذا جمع مَالا كثيرا. أَبُو عبيد: تَلَوْتُ الرجلَ أَتْلوه تَلْواً خَذَلْتُه وتركْتُه. حَكَاهُ عَن أبي زيد، قَالَ: التُّلاوةُ بَقِيَّةُ الشيءِ، وَقد تَلَّى الرجلُ إِذا كَانَ بآخِرِ رَمَق. قَالَ: وَقَالَ الْكسَائي: هِيَ التُّلاوةُ أَيْضا، وَقد تَتَلَّيْتُ حَقِّي عِنْده أَي تركت مِنْهُ بقيَّةً، وتتَلَّيتُ حقِّي تَتَبَّعتُه حَتَّى يستوفيَه. الْأَصْمَعِي: هِيَ التَّلِيَّةُ أَيْضا، وَقد تَلِيَتْ لي عِنْده تَلِيّةٌ أَي بَقيَّة، وأَتْلَيْتُها أَنا عِنْده أَبْقيتها. قَالَ شمر: قَالَ الْأَصْمَعِي: تَلا تَأَخّر، يُقَال: مَا زلت أتلوه حَتَّى أتليته، أَي أَخَّرته. وَأنْشد: ركض المذاكى وتلا الحوْليُّ أَي تَأَخّر. وَقَالَ غَيره: أتليت عَلَيْك من حَقي تُلاوة أَي بَقِيَّة، والتُّلاوة الْبَقِيَّة. الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت قَالَ: التُّلاوةُ بقيَّة الْحَاجة قَالَ: وَتَلا إِذا تَأَخّر، والتَّواليّ مَا تأَخَّر. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: تَلا عني يَتلُو تَلْواً إِذا تَرَكَكَ وتَخلَّفَ عَنْك، وَكَذَلِكَ خَذَل يَخذل خُذُولاً. وَقَالَ الْأَصْمَعِي فِي قَول ذِي الرمّة: لَحِقْنَا فراجَعْنَا الحُمولَ وإنَّما تَتلَّى دِباب الوادعات المراجع قَالَ تَتلَّى: يَتتبَّعُ. وَقَالَ شمر: يُقَال: تَلَّى فلَان صَلاتَه الْمَكْتُوبَة بالتطوع أَي أَتبَعَها. وَقَالَ البَعِيث:

عَلَى ظَهْرِ عَادِيَ كأَن أُرُومَهُ رجالٌ يُتلَّون الصلاةَ قِيامُ قَالَ: وَيكون تَلا وتَلَّى بِمَعْنى تَبِع. قَالَ: وَقَالَ عَطاء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ} (الْبَقَرَة: 102) قَالَ: وَفُلَان يَتْلُو فلَانا أَي يَحْكِيه ويَتْبع فِعْلَه، وَهُوَ يُتَلِّي بقِيَّةَ حاجتِه أَي يَقْتَضِيها وَيَتَعَهَّدُها. وَقَالَ النَّضر: التِّلْوة من أَوْلَاد المِعْزَى والضأن الَّتِي قد استَكرَشَتْ وشَدَنَتْ، والذكرُ تِلْوٌ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال لِوَلَدِ البَغْل: تِلْوٌ. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: التَّلاءُ: الذِّمة، وَقد أَتْلَيْتُه أَي أَعْطيته الذِّمَّة وَأنْشد: وسيَّانَ الكفَالةُ والتَّلاءُ قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: التَّلاء الضَّمَان، يُقَال: أتليتُ فلَانا إِذا أَعْطيته شَيْئا يَأْمَن بِهِ، مثل سهم أَو نقل. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: التَّلاء: الحوَالَةُ وَقد أَتْلَيْتُ فلَانا على فلانٍ أَي أَحَلتُه عَلَيْهِ، وَأنْشد الباهليُّ هَذَا الْبَيْت: إِذا خُضْرُ الأصَمَّ رَميتُ فِيها بِمُسْتَتلٍ على الأدْنَين باغِ قَالَ: المُرَاد بخُضْرِ الْأَصَم: دآدي ليَالِي شَهْر رَجَب، والمسْتَتلِي من التُّلاة وَهُوَ الحَوالة أَي يجنِي عَلَيْك ويُحيل عَليك فتؤخذ بِجِنَايَتِهِ والباغي هُوَ الجارِم الجَانِي على الأدنَينِ من قرَابَته. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: استَتلَيتُ عَلَيْهِ فُلاناً أَي انتظرتُه، واستتليته جعلته يَتلوني. الْعَرَب تَقول: لَيْسَ هَوادِي الخَيْل كالتَوالي، فهوادِيها أَعْناقُها، وتواليها مآخرُها رجلاها وذَنبُها، وتَوَالِي الْإِبِل مآخرها وتوالي كل شَيْء آخِره، وتاليات النُّجُوم أواخرها. وَقَالَ بَعضهم: لَيْسَ تَوالِي الْخَيل كالهوادي، وَلَا غُفْرُ اللَّيالي كالدَّآدِي، وغفْرها بِيضُها. وَقَالَ أَبُو زيد فِي قَوْله جلّ وعزّ: {يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ} (الْبَقَرَة: 121) ، قَالَ: يَتَّبعونه حقَّ اتِّباعه. وَقَالَ مُجَاهِد: يعْملُونَ بِهِ حقَّ عَمَله. وَقَالَ ابْن عَبَّاس: يتبعونه حقّ اتِّبَاعه فيعملون بِهِ حقّ عمله. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي قَوْله: {وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ} (الْبَقَرَة: 102) ، قَالَ: مَا تَتكلم بِهِ كَقَوْلِك: يَتْلُو فلَان كتابَ الله أَي يَقْرَؤُهُ وَيَتكلَّم بِهِ. وَقَالَ عَطاء: مَا تتلو الشَّيَاطِين مَا تُحدِّث وَمَا تَقُصُّ. وَفِي الحَدِيث: (إِن الْمُنَافِق إِذا وُضِع فِي قَبره سُئِل عَن مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَا جَاءَ بِهِ فَيَقُول: لَا أَدْرِي فَيُقَال لَهُ: لَا دَرَيْتَ ول

اتَلَيت وَلَا اهْتَدَيتَ) . وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي طَالب فِي تَفْسِيره: قَالَ بَعضهم: معنى وَلَا تَلَيت وَلَا تَلَوْت، أَي لَا قَرَأْتَ وَلَا دَرَسْتَ من تَلا يَتْلُو، فَقَالَ: تَلَيْتَ بِالتَّاءِ ليعاقب بهَا الْيَاء فِي دَرَيت. كَمَا قَالُوا: إِنِّي لآتية بالغَدَايا والعَشَايَا وَتجمع الغَداةُ غَدَوَات، وَقيل: غَدايَا من أجل العَشَايا ليزْدَوِجَ الكلامُ، قَالَ: وَكَانَ يُونُس يَقُول: إِنَّمَا هُوَ: وَلَا أَتْلَيْتَ فِي كَلَام الْعَرَب: مَعْنَاهُ أَلا يُتْلِيَ إبلَه، أَي لَا يكونُ لَهَا أَوْلَاد تَتْلُوها، وَقَالَ غَيره: إِنَّمَا هُوَ لَا دَرَيْتَ وَلَا اتَّلَيْتَ على افْتَعَلْتَ من أَلَوْتَ أَي أَطَقتَ واسْتَطَعْتَ كَأَنَّهُ قَالَ: لَا دَرَيْتَ وَلَا استَطَعْتَ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الْعَرَب تسمي المراسل فِي الْبناء وَالْعَمَل: المُتالي قَالَ: والتَّلِيُّ الْكثير الْإِيمَان، والتَّلِيُّ الْكثير المَال. (تول) : قَالَ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: تَالَ: يَتولُ تَوْلاً إِذا عالج التِّولَةَ وَهِي السِّحْر، قَالَ: وَأما التُّولَةَ بِالضَّمِّ والهمزة، فَإِنَّهَا الداهية. أَبُو عبيد عَن الْفراء: جَاءَ فلَان بالدُّؤَلَةَ والتُّؤَلة وهما السحر، قَالَ وَقَالَ الْأَصْمَعِي: التِّوَلَةُ بِكَسْر التَّاء هُوَ الَّذِي يُحَبِّبُ الْمَرْأَة إِلَى زَوجهَا، قَالَ وَمثله فِي الْكَلَام سَبْيٌ طِيَبةٌ. وروى أَبُو عُبَيْدَة فِي حَدِيث ابْن مَسْعُود أَنه قَالَ: والتمائم والرقى والتِّولة شرك؛ ابْن السِّكِّيت. قَالَ أَبُو صاعد: تُوَلَةٌ من النَّاس، أَي جمَاعَة جَاءَت من بيوتٍ وصبيان وَمَال. وَقَالَ غَيره: التَّالُ صِغارُ النَّخْل وفَسِيلهُ، والواحدة: تالة. ألت: قَالَ الله جلّ وعزّ: {ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَآ أَلَتْنَاهُمْ مِّنْ عَمَلِهِم مِّن} (الطّور: 21) قَالَ الْفراء: الألْتُ النَّقْصُ، وَفِيه لُغَة أُخْرَى، وَمَا لِتْناهم بِكَسْر اللَّام، وَأنْشد فِي الألت: أَبْلِغْ بني ثُعلٍ عنِّي مُغَلغَلَةً جَهْدَ الرِّسَالَةِ لَا أَلْتاً وَلَا كَذِبَا يَقُول: لَا نقصانَ وَلَا زِيَادَة وَأنْشد قَول الراجز: وليلةٍ ذاتِ نَدَى سَرَيْتُ وَلم يَلِتْنِي عَنْ سُراها لَيتُ أَي لم يَثْنِنِي عَنْهَا نَقْصٌ بِي وَلَا عجز عَنْهَا، رُوِي عَن عمر: أَن رجلا قَالَ لَهُ: اتقِ الله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَسَمعَهَا رجل فَقَالَ: أَتألِتُ على أَمِير الْمُؤمنِينَ، فَقَالَ عمر: دَعْه فَلَنْ يزَالُوا بِخَير مَا قالوها لنا. قَالَ شمر: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: معنى قَوْله: أَتأْلِتُهُ، أتحطهُ بذلك، أتضعُ مِنْهُ أَتُنْقِصُه؟ قلت: وَفِيه وَجه آخر، هُوَ أشبه بِمَا أَرَادَ الرجل. روى أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ: أَلَتَه يَمِينا يَألِتُه أَلْتاً إِذا

أَحْلَفه، كَأَنَّهُ لما قَالَ لَهُ: اتَّقِ الله فقد نَشَدَه الله، تَقول الْعَرَب: أَلَتُّكَ باللَّهِ لَمَا فَعلتَ كَذَا، مَعْنَاهُ نَشَدْتك بِاللَّه. وروى ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الأَلْتُ النَّقْص، والألت القَسَمُ، يُقَال: إِذا لم يُعْطك حقّك فقيَّده بالأَلت، وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الأُلْتَة الْيَمين الْغمُوس، والأُلتة العَطيّةُ الشَّقْنةُ. وَهِي القليلة. وَفِي حَدِيث عبد الرحمان: وَلَا تغمدوا سُيُوفكُمْ على أعدائكم فتولتوا أَعمالكُم. قَالَ القتيبي: أَي لَا تُنقِصوها، يُرِيد أَنه كَانَت لَهُم أَعمال فِي الْجِهَاد مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِذا هم تركوها وَاخْتلفُوا، نقصوها، يُقَال: لاتَ يَلِيت، وأَلَتَ يأْلِتُ، وَلم أسمع أوْلَت يُولِتُ إِلَّا فِي هَذَا الحَدِيث. لات وَوَلَّتْ: قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَرَسُولَهُ لاَ يَلِتْكُمْ مِّنْ أَعْمَالِكُمْ} (الحجرات: 14) قَالَ الفرّاء: مَعْنَاهُ لَا يُنْقصكم وَلَا يظلمكم من أَعمالكُم شَيْئا. قَالَ: وَهُوَ من لات يليت قَالَ: والقراء مجتمعون عَلَيْهَا، قَالَ: ولاتَ يليتُ وألَتَ يَأْلِتُ لُغتان فِي معنى النَّقْص، وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال وَلَتَه يلِته وَلْتاً وأَلته يألِته ألْتاً ولاتَه يلِيته لَيْتاً، وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: سَمِعت بعضَهم يَقُول: الْحَمد لله الَّذِي لَا يُفاتُ وَلَا يُلاتُ، قَالَ: وَقَالَ خَالِد بن عتبَة: لَا يُلات أَي لَا يَأْخُذ فِيهِ قولَ قَائِل، أَي لَا يُطيع أحدا، قَالَ: وَقيل للأسَدِية: مَا المدحَلَةُ؟ فَقَالَت: أَن يَلِيتَ الإنسانُ شَيْئا قد عَلِمه، أَي يَكْتُمُه ويَأْتِي بخَبرٍ سِواه، أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ، قَالَ: إِذا عَمَّى عَلَيْهِ الخَبَر، قيل: قد لاَتَهُ يَليته لَيْتاً. وَقَالَ الزّجاج: لاَتَه يَليته وألأته يُليتهُ، وأَلَتَه يَلِيته إِذا نَقَصه، قَالَ: وَقَوله: {ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَآ أَلَتْنَاهُمْ مِّنْ عَمَلِهِم مِّن} (الطّور: 21) ، يجوز أَن يكون من أَلتَ وَمن أَلاَت، قَالَ: وَيكون لاَته يَليته إِذا صرفه عَن الشَّيْء، وَقَالَ عُرْوَة بن الْورْد: ومُحْسِبَةٍ مَا أَخطأَ الحقُّ غَيرَها تَنَفَّسَ عَنْهَا حَيْنُها فَهِيَ كالشَّوى فَأَعْجَبَنِي إقدامُها وسَنامُها فبِتُّ أُليتُ الْحق والحقُّ مبتلى أنْشدهُ شمر وَقَالَ: أُليتُ الْحق أُحِيله وأصْرِفه، وَقَالَ الْأَصْمَعِي: اللِّيتَانِ صَفْحَتَا الْعُنُق، وَيجمع اللِّيتُ على اللِّيتَةِ، ولَيْتَ كلمة تمنٍ، لَيْتَني فَعَلتُ كَذَا وَكَذَا وَهِي من الْحُرُوف الناصبة. وليتِي فِي معنى لَيْتَني. أتل: أَبُو عبيد عَن الْفراء: أَتَلَ الرجلُ يأتِلُ أُتُولاً، وأَتَن يأتِنُ أُتوناً، إِذا قاربَ الرجلُ خَطْوَهُ فِي غَضَب وَأنْشد: أَراني لَا آتِيك إِلَّا كأَنما أسأتُ وَإِلَّا أنتَ غَضْبانُ تأتِلُ

باب التاء والنون من المعتلات

وَقد يُقَال فِي مصدره الأَتلان والأَتَنَان. وَقَالَ اللَّيْث: التَّألانُ الَّذِي كَأَنَّهُ يَنهض بِرَأْسِهِ إِذا مَشى يُحركه إِلَى فَوق، قلت: هَذَا تَصْحِيف فاضح، وَإِنَّمَا هُوَ النّأَلان بالنُّون، وَذكر الليثُ هَذَا الْحَرْف فِي أَبْوَاب التَّاء فلزمني التَّنْبِيه على صَوَابه لِئَلَّا يَغتر بِهِ من لَا يعرفهُ، وَقَالَ: وَقد أوضحت الْحَرْف فِي بَاب اللَّام وَالنُّون. لتا: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: لَتا إِذا نقص. قلت: كَأَنَّهُ مقلوب من لاَتَ أوْ من أَلَتَ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: اللَّتيُّ المُلازِمُ للموضع. أَبُو تُرَاب، قَالَ الْأَصْمَعِي: لَعَنَ اللَّهُ أُمًّا لَتأَتْ بِهِ، ولَكأَتْ بِهِ أَي رَمَتْ بِهِ، قَالَ وَقَالَ شمر: لَتَأتُ الرجلَ بِالْحجرِ إِذا رَمَيتَه بِهِ، ولَتَأتُه بِعيني لَتْأً إِذا أَحْدَدْتَ إِلَيْهِ النّظر وَأنْشد ابْن السّكيت: تراهُ إِذا أجَّه الضَّنَى يَنُوءُ اللَّتِيء الَّذِي يَلتؤُه قَالَ اللّتِيءُ: فعيلٌ من لَتأتُه إِذا أصبته، واللّتِيءُ المَلْتِيُّ المرْمِيُّ. قَالَ العجاج: دافعَ عني بتقصير مَوْتَتِي بعد اللُّتيا واللَّتيا والَّتي أَرَادَ اللُّتيا تَصْغِير الَّتِي، وَهِي الداهية الصَّغِيرَة، والَّتي: الداهية الْكَبِيرَة. وتل: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الوُتُلُ من الرِّجَال الَّذين ملأوا بطونهم مِن الشَّرَاب، الْوَاحِد أَوْتَلُ، واللَّتَّام المالِئوها من الطَّعَام. (بَاب التَّاء وَالنُّون من المعتلات) (ت ن (وايء)) وتن، تين، تون، يتن، أتن، تنأ، نتأ، أَنْت، نأت. تين: قَالَ الله جلّ وعزّ: {} (التِّين: 1) . قَالَ الْفراء: قَالَ ابْن عَبَّاس: هُوَ تينكم هَذَا وزَيتُونكم، وَيُقَال: إنَّهُمَا مَسجدان بِالشَّام، قَالَ الفرَّاء: وسمعتُ رجلا من أهل الشَّام، وَكَانَ صَاحب تَفْسير قَالَ: التينُ جبالٌ مَا بَين حُلوان إِلَى هَمذان، وَالزَّيْتُون جبال الشَّام. روى المنذريُّ عَن الْحَرَّانِي عَن ثَابت بن أبي ثَابت أَنه قَالَ: قَالَ الْأَصْمَعِي: الزَّيْتُون شجرةٌ تشبه الرِّمْثَ وَلَيْسَت بِهِ. (تون) : وَقَالَ أَبُو عَمْرو: التَّتاوُن احْتيالٌ وخَدِيعةٌ، وَالرجل يَتتاوَنُ الصَّيْدَ إِذا جَاءَهُ مَرَّة عَن يَمينه، وَمرَّة عَن شِماله وَأنْشد: تتَاوَنَ لِي فِي الْأَمر من كل جانبٍ ليصرِفَنِي عمَّا أرِيدُ كُنودَا وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: التُّونُ الخزفة الَّتِي يُلْعَبُ عَلَيْهَا بالكُجَّة وَلم أر هَذَا الْحَرْف

لغيره، وَأَنا وَاقِف فِيهِ أَنه بالنُّون أَو بالزاي. يتن: أَبُو عبيد عَن اليزيدي: اليَتْنُ أَن تَخْرجَ رِجلا الْمَوْلُود قبل يَدَيْهِ. وَقَالَ غَيره: تُكْرَه الوِلادةُ إِذا كَانَت كَذَلِك، وَقد أَيْتَنَتْ بِهِ أمُّه، وَقَالَت أم تأبَّط شرا: واللَّهِ مَا حَملْتُه غَيْلاً وَلَا وَضَعتُه يَتْناً، وَفِيه لُغات يُقَال: وَضعته أمُّه يَتْناً وأَتْناً ووَتْنَا. وروى المنذريُّ عَن الْحَرَّانِي عَن ثَابت بن أبي ثَابت أَنه قَالَ: قَالَ الْأَصْمَعِي: اليَتْنُون شجر يشبه الرِّمث وَلَيْسَت بِهِ. وتن: قَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جلّ وعزّ: {ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ} (الحاقة: 46) الوَتين نِياط الْقلب، وَإِذا انْقَطع الوتينُ لم يكن بعده حَيَاة. وَقَالَ أَبُو زيد: الوَتِينُ عِرْقٌ يَسْتَبْطِنُ الصُّلْبَ يجتمعُ إِلَيْهِ البطنُ أجمع، وَإِلَيْهِ تَضْرِبُ العُرُوق، وَهِي الوُتُن، وثَلاثَةُ أَوْتِنة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: وَتَنَ بِالْمَكَانِ يَتِنُ وتُوناً. تنأ نتأ: تَنَأَ يَتْنَأَ تُنُوءاً، إِذا أَقَامَ بِهِ، فَهُوَ وَاتِنٌ وتأنِىءٌ، وَجمع التانِيء تُنَّاء. وَفِي حَدِيث عمر: ابنُ السَّبِيل أحقّ بِالْمَاءِ مِن التّأنِيءِ عَلَيْهِ، أَرَادَ أنَّ ابْن السَّبِيل إِذا مَرّ بِرَكِيَّةٍ عَلَيْهَا قومٌ يَسْقون مِنْهَا نَعمهم، وهم مُقيمون عَلَيْهَا، فَابْن السَّبِيل ماراً أَحَق بالماءِ مِنْهُم يُبْدأ بِهِ فيُسْقَى وَظَهره لِأَن سَائِرهمْ مقيمون، وَلَا يَفوتُهم السَّقْي وَلَا يُعْجِلُهم السَّفَر والمسير. سَلَمة عَن الْفراء: الأتْنَاءُ الأَقران، والأنْتَاءُ الأوْرَامُ. وَقَالَ أَبُو زيد: نَتَأْتُ فَأَنا أنْتَأُ نُتُوءًا إِذا ارتفعتَ، وكلُّ مَا ارْتَفع فَهُوَ نَاتِىءٌ، قلت: وَمن الْعَرَب من يَقُول: نَتَا عُضْوٌ من أَعْضَائِهِ يَنْتُو نتُوّاً فَهُوَ ناتٍ إِذا وَرِم بِغَيْر همز، وانْتَتأَ إِذا ارْتَفع أَيْضا، وَأنْشد أَبُو حَازِم: فَلَمَّا انْتَنأْتُ لدِرِّيئهم نَزَأْتُ عَلَيْهِ الوأَي أهذَؤُه لِدِرِّيئهم أَي لِعَرِيفهم نَزَأْتُ عَلَيْهِ أَي هَيَّجْتُ عَلَيْهِ، ونزعت الوَأَي وَهُوَ السَّيْف أهذؤُه أَي أَقْطَعُه، وَفِي بعض الحَدِيث كَانَ حُميد بن هِلَال من الْعلمَاء فأخرتْ بِهِ التِّنايةُ، قَالَ الْأَصْمَعِي: إِنَّمَا هِيَ التِّناوَةُ أيْ أَنه تَركَ المذاكرة، وَكَانَ ينزل قَرْيَة على طَرِيق الأهواز. وَقَالَ اللَّيْث: التُّنُوءُ خُرُوج الشَّيْء من مَوْضِعه من غير بينونة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أنْتَى أَنتَا إِذا تأخَّر، وأنتَى إِذا كَسَر أَنْف إِنْسَان فَوَرَّمَه، وأَنْتَى إِذا وَافق شكلَه فِي الخَلْق والخُلُق مَأْخُوذ من التِّنِّ.

أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر فِي بَاب من يستَحْضَر وَهُوَ ذُو تِكْراهٍ يحقِرُ، وَهُوَ يَنْتأ أَي أَنَّك تَزْدَرِيه لسكوته وَهُوَ يُحادِيُك. (نأت) : وَقَالَ أَبُو زيد يُقَال: نَأَتَ الرجلُ وَهُوَ يَنْئِتُ نَئِتاً وأَنَّ يَئِنَّ أَنِيناً وأَنْتَ يَأْنِتُ أَنيتاً بِمَعْنى وَاحِد غير أَن النئيتَ أجْهرُها صَوتا. أَبُو عبيد: النُّوتيُّ الملاّح والجميع النَّواتيّ والنُّوتيُّون؛ أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: امْرَأَة مأتُونَةٌ إِذا كَانَت أديبةً، وَإِن لم تكن حَسَنَة. (وتن أتن) : قَالَ: والوَتْنَةُ مُلازمةُ الغَريم، والوَتْنَةُ الْمُخَالفَة. وَقَالَ اللَّيْث: وَتَنَ بِالْمَكَانِ وُتُوناً وأَتِن أُتوناً إِذا أَقَامَ بِهِ، وأتانٌ وثلاثُ آتُنٍ؛ وأتُنٌ كثيرةٌ. قَالَ: الأتُون أَتُون الحمَّام والجصَّاصة وَنَحْوه. وَقَالَ الْفراء: جَمَعت الْعَرَب الأَتُّون أَتَاتين بتاءين، قَالَ: وَهَذَا كَمَا جمعُوا قَسّاً قَسَاوسة أَرَادوا أَن يجمعوه على مِثَال مَهالِبة فكثُرت السينات فأبدلوا إِحْدَاهُنَّ واواً، قَالُوا: وَرُبمَا شدَّدوا الْجمع وَلم يشدِّدوا واحده مثل أُتُون وأَتَاتِين. وَقَالَ أَبُو زيد: الوَاتِنُ من الْمِيَاه الدَّائِم المَعِينُ الَّذِي لَا يذهبُ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الأتَانُ قاعِدة الفَوْدَج، والجميع الأُتُن، قَالَ: وَقَالَ لي أَبُو موهب: الحمائر هِيَ القَواعِد والأُتُن الْوَاحِدَة حمارة وأَتانٌ. وَقَالَ أَبُو الدُّقيش: الْقَوَاعِد والأُتن المرتفعة من الأَرْض، وأَتانُ الضَّحْل الصَّخْرةُ الْعَظِيمَة تكون نابتَةً فِي المَاء وَأنْشد: عَيْرَانَةٌ كأَتانِ الضَّحْلِ عُلْكومُ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الأتان الصخرةُ تكون فِي المَاء، وَقيل: هِيَ الصخرةُ الَّتِي هِيَ فِي أَسْفَل طَيِّ البئرِ، فَهِيَ تَنِي المَاء. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: بِنَاجِيَةٍ كأَتان الثَّمِيل توفى السُّرَى بَعْدَ أَيْنٍ عَسِيراً أَي تُصْبِحُ عَاسِراً بِذَنبها تَخْطِرُ بِهِ مَراحاً ونَشَاطاً. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: أَتَانُ الثَّمِيلِ الصَّخْرةُ الَّتِي لَا يَرْفَعُها شَيْء وَلَا يُحَرِّكها وَلَا يأْخُذُ فِيهَا، طُولُها قَامَةٌ فِي عَرْض مِثْلِه، وأتانُ الرمل دويْبةٌ دقيقة الساقَيْن. (أَنْت) : أَبُو عَمْرو: رجل مَأْنوتٌ، وَقد أَنَتَه النَّاس يَأْنِتونَهُ إِذا حَسدوه فَهُوَ مأنوتٌ وأَنِيتٌ. انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم.

باب التاء والفاء من المعتل

(بَاب التَّاء وَالْفَاء من المعتل) (ت ف (وايء)) تفى، توف، فتا، فَوت، أفت. تفى: يُقَال: رَأَيْته على تَفِئَةِ ذَاك وتَئِفْة ذَاك وأفّاية ذَاك أَي على حِين ذَاك. قلت: وَلَيْسَت التَّاء فِي تَفِئَةٍ وتَئفَّةٍ أَصْلِيّة. توف: وَفِي نَوَادِر الْأَعْرَاب: مَا فِيهِ تُوفَةٌ وَلَا تافَةٌ أَي مَا فِيهِ عَيْبٌ. فتا: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الفُتَيُّ قدَحُ الشُّطَار، وَقد أفتى إِذا شرَبَ بِهِ. شمر عَن أبي حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي: المُفْتِيُّ مِكيال هِشام بن هُبَيْرة، والْعُمَريُّ هُوَ مكيال اللَّبن. قَالَ: والمُدُّ الهِشَامِي هُوَ الَّذِي كَانَ يتَوَضَّأ بِهِ سعيد بن الْمسيب. حَدثنَا السَّعْدِيّ عَن أبي سعيد عَن يحيى الْحمانِي عَن ابْن فُضَيْل عَن حُصَين عَن يزِيد الرقاشِي، عَن امْرَأَة من قومه حَجَّت فمرَّت على أمّ سَلَمة، فسألتها أَن تُرِيَها الإناءَ الَّذِي كَانَ يَتَوَضَّأ فِيهِ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَخْرَجته، فَقَالَت: هَذَا مَكُّوكُ المُفْتِيِّ. قلت: أريني الْإِنَاء الَّذِي كَانَ يَغتسل فِيهِ فَأَخْرَجته فَقلْتُ: هَذَا قَفِيزُ المُفْتِيَّ. وَقَالَ ابْن السّكيت يُقَال: تَفَتَّتْ الْجَارِيَة إِذا راهَقَت فخُدِّرَتْ ومُنعتْ من اللَّعب مَعَ الصّبيان، وَقد فُتِّيَتْ تَفْتيةً. وَيُقَال لِلْجَارِيَةِ الحَدَثة: فتاةٌ، وللغلام فَتى وتَصْغيرُ الفتاةِ فُتيَّةٌ، وتصغير الفَتى فُتَيُّ. للبكرة من الْإِبِل: فَتِيَّةٌ وبَكْرٌ فَتِيٌّ كَمَا يُقَال لِلْجَارِيَةِ فتاةٌ، وللغلام فَتًى، وَيُقَال: بَكْرٌ فَتِيُّ، بيِّن الفَتَاء مَمْدُود، وفَتِيٌّ من النَّاس بيِّن الفُتوَّة. وَقَالَ ابْن عِمران بن حُصَيْن: جَذَعةٌ أَحَبُّ إليّ مِن هَرِمَةٍ اللَّهُ أَحَقُّ بالفَتَاءِ وَالكَرَمِ قَالَ أَبُو عبيد: الفَتاء مَمْدُود، مَصْدَرُ الفَتِيِّ فِي السن وَأنْشد: إِذا عاشَ الفَتى مِائَتَيْنِ عَاما فقد أوْدَى اللَّذَاذَةُ والفَتَاءُ فقصرَ الْفَتى فِي أوّل الْبَيْت ومدَّه فِي آخِره، واستعارَه فِي النَّاس، وَهُوَ من مصَادر الفَتِيِّ من الْحَيَوَان، ويُجمع الْفَتى فِتياناً وفُتُواً، وَيجمع الفتِيُّ فِي السنّ أَفْتاءٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الفَتِيّ والفَتِيَّة الشَّابُّ والشابّةُ والفِعل فَتُوَ يَفْتُو فتَاءً. وَيُقَال: فعل ذَلِك فِي فَتائِه، وَجَمَاعَة الْفَتى فِتيةٌ وفِتيان وَقد يُجمع على الأَفتاء وَجمع الفتاةِ فَتياتٌ. قَالَ القُتيبي: لَيْسَ الْفَتى بِمَعْنى الشابِّ والحَدثِ، إنَّما هُوَ بِمَعْنى الْكَامِل الجزْل من الرِّجَال تَدلُّك على ذَلِك:

قَول الشَّاعِر: إِن الْفَتى حَمَّالُ كلِّ مُلِمَّةٍ ليْس الْفَتى بِمُنعَّم الشُّبانِ وَقَالَ ابْن هَرْمة: قد يُدْركُ الشَّرَفَ الْفَتى وَرِدَاؤُهُ خَلَقٌ وجَيْبُ قَميصِه مَرْقُوعُ وَقَالَ الْأسود بن جَعْفَر: مَا بَعدَ زيدٍ فِي فتاةٍ فُرِّقوا قتْلاً وسَبْياً بعدُ طولِ تآدِي وَقَبله: فِي آلِ عَوْفٍ لَو بَغَيتَ لي الأَسَى لَوجدتُ مِنْهُم أُسْوَةَ العُوَّاد فتخيَّروا الأرضَ الفضاءَ لِعِزّهم ويزيدُ رافِدُهم على الرُّفَّاد وَيُقَال: أفتى الرجلُ فِي الْمَسْأَلَة واسْتفتيتَه فأفتاني إِفْتَاء، وفُتْياً وفَتْوَى اسمان من أَفتَى توضعان مَوضِع الْإِفْتَاء. وَيُقَال: أَفتيتُ فلَانا فِي رؤْياً رَآهَا، إِذا عَبَرْتَها لَهُ، وأفتيتُه فِي مَسْأَلته إِذا أَجَبْتُه عَنْهَا. وَفِي الحَدِيث: أَن قوما تَفاتوا إِلَيْهِ، مَعْنَاهُ تحاكموا. قَالَ الطرماح: أنِخْ بِفنَاء أشْدَقَ من عَدِيَ وَمن جرم، وهم أهل التَّفاتي أَي التحاكم، وأصل الْإِفْتَاء والفُتْيا تَبْيِين الْمُشكل من الْأَحْكَام، أَصله من الفتيِّ، وَهُوَ الشَّاب الْحَدث الَّذِي شب وقَوِيَ فَكَأَنَّهُ يُقوِّي مَا أشكل ببيانه، فيشب وَيصير فَتِياً قَوِيا، وَأفْتى الْمُفْتِي إِذا أحدث حكما. قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: هَؤُلَاءِ قومٌ من بني حَنظَلَةَ. خَطبَ إِلَيْهِم بعضُ الْمُلُوك جَارِيَة يُقَال لَهَا: أمّ كَهْف فَلم يُزَوِّجوه فغَزَاهم وأجلاهم عَنْ بِلَادهمْ. وَقَالَ أَبوهَا: أَبَيتُ أَبَيْتُ نِكاحَ الْمُلُوك لأنِّي امرؤٌ مِن تَمِيم بن مُرْ أَبيتُ اللِّئامَ وأَقْليهِمُ وَهل يُنكحُ العبدَ حرُّ بن حُرْ وَقَوله تَعَالَى: {شِهَابٌ} (الصافات: 11) أَي سَلْهُمْ. وَيُقَال للْعَبد فَتى وللأمة فتاةٌ. وَقَالَ لِفتيانِه: أَي لممالكيه وقُرِىء (لِفتيته) . ورُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (لَا يَقولَنَّ أحدكُم عبْدي وأَمتِي، وَلَكِن لِيَقُلْ فتايَ وفَتاتِي) . وسمَّى الله جلّ وعزّ صَاحب مُوسَى الَّذِي صَحبه فِي الْبَحْر، فَتاهُ لِأَنَّهُ كَانَ يخدُمه فِي سَفَره. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله تَعَالَى:

{شِهَابٌ ثَاقِبٌ فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ} (الصافات: 11) أَي فاسألهم سُؤال تَقْرِير أهم أَشد خلقا من الْأُمَم السالفة؟ وَقَوله: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ} (النِّسَاء: 176) أَي يَسْأَلُونَك سؤالَ تَعلُّمٍ. وَمن مَهْمُوز هَذَا الْبَاب قَول الله جلّ وعزّ: {تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ} (يُوسُف: 85) . قَالَ ابْن السّكيت يَقُول: مَا زلتُ أفْعَلُهُ وَمَا فَتئتُ أفعلُه، وَمَا بَرِحْتُ أفعلُه، قَالَ: وَلَا يُتكلَّم بهنّ إِلَّا مَعَ الجَحْد، قلت: وَرُبمَا حَذَفت الْعَرَب حَرْف الْجحْد من هَذِه الْأَلْفَاظ، وَهُوَ مَنْوِيٌ كَقَوْل الله جلّ وعزّ: {تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ} . وَقَالَ أَبُو زيد: مَا فَتأتُ أذكرهُ أَي مَا زِلت، وهما لُغَتَانِ مَا فَتئتُ وَمَا فَتأْتُ. وَقَالَ الْفراء: يُقَال: فَتِىءَ يَفْتِىءُ وفتُوَ يفَتُوُ وَأَجْمعُوا على الفتُوَّةِ بِالْوَاو، وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : فَتِئْتُ من الْأَمر أَفْتَأُ إِذا نَسِيتَه وانْقَدَعْتَ عَنهُ، ورَوَى ابْن هانىء عَن أبي زيد قَالَ: تميمُ تَقول: أَفْتَأْتُ، وقيسٌ وَغَيرهم يَقُولُونَ: فَتِئْتُ، يَقُولُونَ: مَا أفْتأتُ أذكرهُ إفْتَاءً، وَذَلِكَ إِذا كنت لَا تَزالُ تذكره وَمَا فَتِئتُ أذكرُه، أَفتأُ فَتْأً. فَوت: قَالَ اللَّيْث: فاتَ يفوتُ فَوْتاً فَهُوَ فَائتُ وَالْمَفْعُول بِهِ مَفوتٌ، وَهُوَ من قَوْلك: فَاتَنِي فأَنا مَفُوتٌ وَهُوَ فَائِتٌ، وَيُقَال: بَينهم فَوْتٌ فَائِتٌ، كَمَا يُقَال: بَوْنٌ بائِنٌ، وَبينهمْ تَفَاوتٌ وتَفَوّتٌ. قَالَ الله جلّ وعزّ: {طِبَاقًا مَّا تَرَى فِى خَلْقِ الرَّحْمَانِ مِن} (الْملك: 3) . وقُرِىء: من (تَفَوُّتٍ) ، وَالْأول قِرَاءَة أبي عَمْرو، وَقَالَ قَتَادَة: الْمَعْنى من اخْتِلَاف. وَقَالَ السُّدِّيُّ: مِنْ تَفَوُّتٍ مِنْ عَيْبٍ، يَقُول النَّاظر: لَو كَانَ كَذَا كَانَ أحسن، وَقَالَ الْفراء: هما بِمَعْنى وَاحِد. وَقيل: من تفَاوت من اخْتِلَاف واضطراب، والتفاوت التباعد وَقَوله تَعَالَى: {سَمِيعٌ قَرِيبٌ وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُواْ فَلاَ فَوْتَ وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ} (سبأ: 51) قَالَ ابْن عَرَفَة: أَي لم يسْبقُوا مَا أُرِيد بِهِ، وَقد افتات عَلَيْهِ فِي رَأْيه أَي سبقه وَمثله قَوْله: أمثلي يُفاتُ عَلَيْهِ فِي بناتِه؟ وَفِي الحَدِيث أَن رجلا تَفَوَّت على أَبِيه فِي مَاله فأَتَى أَبوهُ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكر ذَلِك لَهُ فَقَالَ: (ارْدُد على ابْنك فَإِنَّمَا هُوَ سهم من كنانتك) . قَالَ أَبُو عبيد قَوْله: تَفَوَّتَ مأخوذٌ من الفَوْت، وتَفَعَّل مِنْهُ، وَمَعْنَاهُ أَن الابْن فَاتَ أَبَاهُ بِمَال نَفسه فوهَبَه وبَذَّره فَأمر النَّبِي الْأَب بارتجاع المَال ورده إِلَى ابْنه، وأعمله أَنه لَيْسَ للِابْن أَن يَفتاتَ على أبيهِ بِماله، وَقَالَ أَبُو عبيد: وكلُّ من أحدثَ دُونك شَيْئا فقد فاتك وافتات عَلَيْك فِيهِ،

باب التاء والباء

وَقَالَ معن بن أَوْس يَعاتب امْرَأَة: فَإِن الصبحَ مُنتَظَرٌ قَريبٌ وإنَّكِ بالملامة لَنْ تُفاتِي أَي لَا أَفوتك وَلَا يَفُوتُك مَلامي إِذا أَصبَحت فَدَعيني ونَوْمي إِلَى أَن تُصبحي. وزوَّجَتْ عَائِشَة رَحمهَا الله تَعَالَى، ابنةَ أَخِيهَا عبدِ الرحمان وَهُوَ غَائِبٌ من الْمُنْذر بن الزُّبير، فلمَّا رَجَعَ من غيبته قَالَ: أمثلِي يُفتَاتُ عَلَيْهِ فِي بَنَاته؟ نَقِمَ عَلَيْهَا نكاحَها ابْنَتَه دُونَه. ورَوَى الأصمعيّ بَيت ابْن مقبل: يَا مُرُّ أمْسَيْتُ شَيخا قد وَهَى بَصَرِي وافْتِيتَ مَا دُونَ يومِ البَعْثِ من عُمُري قَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ مِن الفَوْتِ، قَالَ: والافتياتُ، الفراغُ يُقَال: افْتاتَ بأَمْره أَي مضى عَلَيْهِ وَلم يَسْتَشِرْ أحدا، لم يَهْمِزْه الْأَصْمَعِي. وروى ابْن هانىء عَن أبي زيد: افْتأَتَ الرجلُ عَليّ افتئاتاً: وَهُوَ رجل مُفْتِئتٌ وَذَلِكَ إِذا قَالَ عَلَيْك الْبَاطِل. وَقَالَ ابْن شُمَيْل فِي كتاب (الْمنطق) : افْتَأَتَ فلانٌ علينا يَفْتَئِتُ: أَي استبدّ علينا بِرَأْيهِ، جَاءَ بِهِ فِي بَاب الْهَمْز. وَقَالَ ابْن السّكيت فِي بَاب الْهَمْز: افْتأَت بأَمْره إِذا استبدَّ بِهِ، قلت: وَقد صحَّ الْهَمْز عَن ابْن شُمَيْل وَابْن السّكيت فِي هَذَا الْحَرْف، وَمَا علمت الْهَمْز فِيهِ أَصْلِيًّا، ومَوْتُ الفَواتِ مَوْتُ الفُجَاءة، وفاتني كَذَا أَي سبقني، وفُتُّه أَنا، وَقَالَ أَعْرَابِي: الْحَمد لله الَّذِي لَا يُفَاتُ وَلَا يُلات، ذكره فِي اللَّام وَالتَّاء. أفت: قَالَ رؤبة: إِذا بناتُ الأرْحَبِيِّ الأُفْتِ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الأُفْتُ الَّتِي عِنْدهَا من الصَّبْر والبقاء مَا لَيْسَ عِنْد غَيرهَا كَمَا قَالَ ابْن الْأَحْمَر: كأَنِّي لم أقلْ عاجٍ لأَفْتِ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الإفْتُ الْكَرِيم من الْإِبِل انْتهى. رَأَيْته فِي نُسْخَة قُرِئت على شمر إِذا بَنَات الأرحَبِيِّ الإفت بِكَسْر الْهمزَة فَلَا أَدْرِي أهوَ لُغَة أَو خطأ. (بَاب التَّاء وَالْبَاء) (ت ب (وايء)) توب، تَبًّا، بَيت، أَبَت، أتب، تأب. (تَبًّا) : ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: تَبًّا إِذا غَزا وغَنِمَ وسَبَى. توب: قَالَ اللَّيْث: تابَ الرجلُ إِلَى الله يَتوبُ تَوْبَةً ومَتاباً، وَالله التَّوابُ يتوبُ على عَبده، وَالْعَبْد تَائِبٌ إِلَى الله، وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {الذَّنبِ وَقَابِلِ} (غَافِر: 3) أَرَادَ التَّوْبة، قلت: أصل تَابَ عَاد إِلَى الله وَرجع وأنابَ وتَابَ الله عَلَيْهِ، أَي عَاد عَلَيْهِ بالمغفرة، وَقَالَ جلّ وعزّ: {وَتُوبُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً} (النُّور: 31) أَي عودوا إِلَى

طَاعَته وأنيبوا وَالله التوّاب يَتُوب على عَبده بفضله إِذا تَابَ إِلَيْهِ من ذَنبه، واستتبْتُ فلَانا أَي عَرَضْتُ عَلَيْهِ التوبةَ ممَّا اقْتَرَف، أَي الرُّجُوع والنَّدم على مَا فَرَط مِنْهُ، وأمَّا التُّؤَبةُ والإتئابُ فَالْأَصْل وُؤَبة، وَلَيْسَ من هَذَا الْبَاب وسأفسره فِي مَوْضِعه. وَقَوله تَعَالَى: {وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَلَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ} (المزمل: 20) أَي رَجَعَ بكم إِلَى التَّخْفِيف، وَقَوله تَعَالَى: {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ} (الْبَقَرَة: 187) . أَي أَبَاحَ لكم مَا كَانَ حُظِر عَلَيْكُم فتوبوا إِلَى بارئكم أَي ارْجعُوا إِلَى خالقكم. والتواب من صِفَات الله تَعَالَى هُوَ الَّذِي يَتُوب على عباده، والتواب من النَّاس هُوَ الَّذِي يَتُوب إِلَى ربه. (تأب) : عَمْرو عَن أَبِيه: التَّوْأبانيان رَأْسا الضَّرع من النَّاقة. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: التَّوْأبانيَّان قَادِمَتا الضّرع، وَقَالَ ابْن مُقبل: فمرَّتْ على أطرافِ هِرَ عَشِيَّةً لَهَا توأَبانيان لم يَتَفَلفَلا قَالَ: لم يتَفلْفلا أَي لم يَظهرا طهُورا بَيِّناً وَمِنْه قَول الآخر: طَوَى أُمَّهاتِ الدَّرِّ حَتَّى كأَنها فَلافِل أَي لصقت الأخْلافُ بالضرة، فَصَارَت كأَنها فَلافِلُ، قلت: وَالتَّاء فِي التوأبانيين لَيست أَصْلِيَّة. أَبَت: أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: يومٌ أبْتٌ وَلَيْلَة أَبْتَةٌ، وَكَذَلِكَ، حَمْتٌ وحَمْتةٌ، ومَحْتٌ ومَحْتةٌ كل هَذَا فِي شِدَّة الحرِّ، وَقَالَ شمر: يُقَال: أَبتَ يَأْبِتُ أَبْتاً وَأنْشد: مِن سافِعاتٍ وهجيرٍ أبتِ أتب: أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الإتْبُ البَقيرَةُ، وَهُوَ أَن يُؤخذ بُردٌ فيُشَقَّ ثمَّ تلقيه الْمَرْأَة فِي عُنُقها من غير كمين، وَلَا جيب وَقَالَ أَحْمد بنُ يحيى: هُوَ الإتبُ والعِلْقَةُ والصِّدارُ والشَّوْذَرُ. أَبُو زيد: أتَّبْتُ الْجَارِيَة تأْتِيباً: إِذا دَرَّعْتها دِرعاً، والاسمُ الإتبُ والجميع الآتابُ، وَائتتبت الجاريةُ فَهِيَ مُؤْتَتِبَةٌ إِذا لَبِسَتْ الإتْب، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المِئتَبُ المِشْمَل. بَيت: سَلمَة عَن الْفراء: باتَ الرجلُ إِذا سَهِرَ الليلَ كُله فِي طَاعَة أَو مَعْصية. وَقَالَ اللَّيْث: البَيْتُوتَةُ دُخُولُك فِي اللَّيْل، تَقول: بِتُّ أصنعُ كَذَا وَكَذَا، قَالَ وَمن قَالَ: بَات فلانٌ إِذا نَام فقد أَخطَأ، أَلا ترى أَنَّك تَقول: بِتُّ أُراعِي النجومَ، مَعْنَاهُ بِتُّ أنظر إِلَيْهَا فَكيف نَام وَهُوَ ينظر إِلَيْهَا؟ وَيُقَال: أَباتَكَ اللَّهُ إباتَةً وباتَ بَيْتُوتَةً صَالِحَة وأتاهم الْأَمر بَيَاتاً، أَي أَتَاهُم فِي جَوْفِ اللَّيْل. قَالَ ابْن كيسَان: بَاتَ يَجوز أَن يَجْرِيَ، مَجرى نَام، وَأَن يَجْرِي مَجْرى كَانَ، قَالَه

فِي بَاب كَانَ وأَخواتها، مَا زَالَ وَمَا انْفَكَّ وَمَا فتىء وَمَا برح. وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله تَعَالَى: {بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِى تَقُولُ} (النِّسَاء: 81) مَعْنَاهُ غيَّروا مَا قَالُوا وخالفوا. وَفِي قِرَاءَة عبد الله: (بَيَّتَ مُبَيِّتٌ غير الَّذِي تَقول) . وَقَالَ الزّجاج فِي قَول الله جلّ وعزّ: {إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ} (النِّسَاء: 108) كل مَا فُكِّر فِيهِ أَو خِيضَ فِيهِ بِلَيْل فقد بُيِّتَ، وَيُقَال: هَذَا أمرٌ دُبِّر بلَيْل وبُيِّتَ بلَيْل بِمَعْنى وَاحِد. وَقَوله تَعَالَى: {فَجَاءَهَا بأسنا بياتا} (الْأَعْرَاف: 4) أَي لَيْلًا، وَالْبَيْت سمي بَيْتا لِأَنَّهُ يُبَات فِيهِ، وبَيَّتهم العدُوُّ إِذا جَاءَهُم لَيْلًا. وَقَوله: لَيُبَيِّتُنَّه أَي ليُوقِعَنَّ بِهِ بَيَاتاً أَي لَيْلًا. وَقَوله: مَا يبيتُونَ أَي مَا يُدَبِّرون بِاللَّيْلِ. وَفِي الحَدِيث أَنه قَالَ لأبي ذَرَ: كَيفَ نَصْنَعُ إِذا ماتَ النَّاس حَتَّى يكون البيتُ بالوَصِيفِ؟ قَالَ القتيبي: لم يُرِدْ بِالْبَيْتِ مساكنَ النَّاس، لِأَنَّهَا عندَ فُشُوِّ الموتِ تَرْخُص، وَإِنَّمَا أَرَادَ بِالْبَيْتِ القَبْرَ، وَذَلِكَ أَن مَوَاضِع الْقُبُور تَضِيقُ عَلَيْهِم فَيَبْتاعون كل قبرٍ بوصيفٍ وَلِهَذَا ذهب حَمَّاد فِي تَأْوِيله. وَيُقَال: مَا عِنْد فلَان بِيتُ ليْلَةٍ وبِيتَةُ لَيْلةٍ أَي مَا عِنده قُوتُ ليلةٍ، {وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ} (النِّسَاء: 81) أَي يُدَبِّرون ويُقَدِّرون من السوء. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للْفَقِير: المسْتَبِيتُ، وفلانٌ لَا يستبيت لَيْلَة أَي لَيْسَ لَهُ بِيتُ لَيْلَةٍ من القُوتِ. سَلمَة عَن الْفراء: هُوَ جاري يَبْتَ بَيْتَ وبيتاً لبيتٍ، وبيتٌ لبيتٍ، وبَيْتُ الرجلِ دارُهُ وبَيْتُه قَصْرُهُ. وَمِنْه قَول جِبْرِيل للنَّبِي عَلَيْهِمَا الصَّلَاة وَالسَّلَام: بَشِّرْ خَدِيجَة بِبَيْتٍ من قَصَبٍ، أَرَادَ بشّرها بِقَصْرٍ مِن لُؤْلُوَة مُجَوَّفةٍ، وَسمعت أَعْرَابِيًا يَقُول: اسْقِنِي من بَيُّوتِ السِّقاءِ، أَي من لَبَن حُلِبَ لَيْلاً وحُقِنَ فِي السِّقاء حَتَّى بَرَدَ فِيهِ لَيْلًا، وَكَذَلِكَ الماءُ إِذا بُرِّد فِي المزادةِ لَيْلًا: بَيُّوتٌ. وَيُقَال: بَيَّتَ فلانٌ بني فلانٍ أَي أَتاهم بَيَاتاً فَكَبَسَهم وهم غارُّونَ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الْعَرَب تَكْنِي عَن الْمَرْأَة بالبيتِ وَقَالَهُ الأصمعيّ، وَأنْشد: أَكِبَرٌ غَيَّرَني أَمْ بَيْتُ قَالَ: والخِبَاءُ بَيْتٌ صَغير من صُوف أَو شَعَر، فَإِذا كَانَ أكبر من الخِباء فَهُوَ بَيْتٌ ثمَّ مِظَلَّة إِذا كَبُرَت عَن الْبَيْت، وَهِي تسمى بَيْتا أَيْضا إِذا كَانَ ضخماً مُرَوَّقاً. أَخبرني المنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الْعَرَب تَقول: أَبيتُ وأَبَاتُ،

باب التاء والميم

وأَصِيدُ وأَصَادُ، ويَموتُ ويَماتُ، ويَدُومُ ويَدَامُ، وأَعيفُ وأَعافُ، وأَخِيلُ الغَيْثَ بِنَاحِيَتِكم، وأَخالُ لُغَة، وأَزيلُ أَقول ذَلِك يُرِيدُونَ: أَزَالُ. قَالَ: وَمن كَلَام بني أَسد: مَا يَلِيقُ بكم الخَيْرُ وَلَا يَعِيقُ إتْباع. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: بَات الرجلُ يَبيتُ بَيْتا إِذا تزوَّج، وبَيْتُ الْعَرَب شَرفُها، والجميع البيوتُ ثمَّ يُجمعُ بُيُوتات جمع الْجمع، وَيُقَال: بَيْتُ تَمِيم فِي بني حَنْظَلة أَي شرفُها. وَقَالَ الْعَبَّاس يمدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى احْتَوَى بَيْتُك المهَيْمِنُ مِن خِنْدِفَ عَلْيَاءَ تحتَها النُّطُقُ أَرَادَ ببيته شَرَفَه العالي جعل فِي أَعلَى خندف بَيْتا، والبَيْت من أَبْيَات الشِّعْرِ سُمِّي بَيْتا لِأَنَّهُ كَلَام جُمِعَ مَنْظوماً فَصَارَ كَبيتٍ جُمِع من شُقَقٍ وكِفَاءٍ ورِوَاقٍ وعُمُدٍ، وسُمّى الله جلّ وعزّ الكعبةَ: الْبَيْت الْحَرَام. وَقَالَ نوح حِين دَعَا ربه: {كَفَّاراً رَّبِّ اغْفِرْ لِى وَلِوَالِدَىَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِىَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} (نوح: 28) فَسمى سَفِينَتَه الَّتِي ركبهَا أَيَّام الطوفان: بَيْتا؛ وَيُقَال: بنى فلَان على امْرَأَته بَيْتاً إِذا أَعْرَسَ بهَا وأدخلها بيْتاً مَضروباً، وَقد نَقَل إِلَيْهِ مَا يحتاجان إِلَيْهِ من آلةٍ وفِراش وَغَيره. (بَاب التَّاء وَالْمِيم) (ت م (وايء)) تيم (أتام) ، توم، أتام، يتم، أتم، أمت، موت، مَتى، وَتمّ. تيم: قَالَ أَبُو عبيد: التَّيْمُ أَن يَسْتَعْبِدُه الْهوى، وَمِنْه سُمِّي تَيْمُ الله، وَهُوَ ذَهابُ العَقْل من الْهوى، وَهُوَ رجلٌ مُتَيَّم. وَقَالَ ابْن السّكيت: التَّيْمُ ذهَاب الْعقل وفساده. وَقَالَ الأصمعيّ: تَيَّمتْ فلانةُ فُلاناً تُتَيِّمه وتَامَتْه تتِيمُهُ تَيْماً، فَهُوَ مُتَيَّمٌ بِالنسَاء، ومَتِيمٌ بهنّ وَأنْشد: تَامَتْ فُؤادَك لن يَحْزُنكَ مَا صَنَعَتْ إِحْدَى نساءِ بني ذُهْلِ بنِ شَيْبَانَا وَقَالَ غَيره: المتَيَّم المضَلَّلُ، وَمِنْه قيل للفلاة: تَيْماء لِأَنَّهُ يُضَلُّ فِيهَا. شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: التَّيْمَاءُ: فلاةٌ واسعةٌ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: التَّيْماءُ الَّتِي لَا مَاءَ بهَا من الأرَضِين، وَنَحْو ذَلِك. قَالَ أَبُو خَيْرة: وَكَتَبَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِوائِل بن حُجْر كتابا أَمْلَى فِيهِ: (فِي التِّيعَةِ شاةٌ، والتِّيمَةُ لصَاحِبهَا) . قَالَ أَبُو عبيد: التِّيمةُ يُقَال: إِنَّهَا الشَّاة الزَّائِدَة عَن الْأَرْبَعين حَتَّى تبلغ الْفَرِيضَة الْأُخْرَى، وَيُقَال: إِنَّهَا الشَّاة تكون

لصَاحِبهَا فِي منزلهِ يَحْتَلِبها وليستْ بِسائِمةٍ، وَهِي من الْغنم الرَّبائب. قَالَ أَبُو عبيد: وَرُبمَا احْتَاجَ صَاحبهَا إِلَى لَحمهَا فيذبحها؛ فَيُقَال عِنْد ذَلِك: قد اتَّام الرجلُ واتَّامت المرأةُ. وَقَالَ الحطيئة: فَمَا تَتَّامُ جارةُ آلِ لأيٍ وَلَكِن يَضْمنون لَها قِراهَا يَقُول: لَا تحْتَاج إِلَى أَنْ تَذْبح تِيمتَها. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الاتِّيامُ أَن يشْتَهِيَ القومُ اللَّحمَ فيذبحوا شَاة من الْغنم فَتلك يُقَال لَهَا: التِّيمةُ تُذْبح من غير غَرَضٍ، يَقُول: فجارتهم لَا تَتَّام لِأَن اللَّحْم عِنْدهَا من عِنْدهم فتكْتَفي وَلَا تحْتَاج إِلَى أَن تذبح شَاتِهَا. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الاتّيام أَن تُذبحَ الإبلُ والغَنَمُ لغير عِلَّة. وَقَالَ العَمَاني: نَأْنَفُ لِلجارةِ أَن تَتَّامَا ونَعْقِرُ الكُوَم ونُعْطِي حاماَ أَي نُطعِمُ السودانَ من آل حامٍ. أَبُو زيد: التِّيمةُ الشاةُ يذبحها القومُ فِي المجاعة حينَ يُصيبُ الناسَ الجوعُ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: تَامَ إِذا عَشِقَ، وتام إِذا تَخَلَّى من النَّاس. وَقَالَ ابْن السّكيت: أَتأَمَتْ الْمَرْأَة إِذا ولدت اثْنَيْنِ فِي بطن، فَإِذا كَانَ ذَلِك من عَادَتهَا قيل مِتْآمٌ. قَالَ وَيُقَال: هما تَوْأَمان، وَهَذَا توأمٌ، وَهَذِه توأمَةٌ، والجميع تَوائمٌ وتوآمٌ. وَأنْشد قَول الراجز: قَالَتْ لنا ودَمْعُها توآمُ كالدُّر إِذْ أَسْلَمةُ النِّظَامُ على الَّذين ارتحلوا السَّلَام وَقَالَ: نخلاتٌ من نَخْلِ نَيْسَان أينَعْ نَ جَمِيعًا وَنَبتُهُن تُؤامُ قَالَ: وَمثل تُؤآم فِي الْجمع غَنَم رُبَابٌ وإبلٌ ظُؤَارٌ. وَقَالَ اللحياني: التَّوْأَمُ مِن قداح الميسر هُوَ الثَّانِي، وَله نَصِيبانِ إِن فَازَ وَعَلِيهِ غُرْمُ نَصيبين إِن لم يَفُزْ، والتَّوأَمَاتُ من مَراكب النِّسَاء كالمشاجِرَ لَا أظلالَ لَهَا واحدتها تَوْأَمة. وَقَالَ أَبُو قِلابة الْهُذلِيّ يذكر الظَّعُن: صَفّا جَوانِحَ بَين التَّوْأَمَاتِ كَمَا صَفَّ الوُقُوعَ حَمَامُ المشْرَبِ الحانِي والتَّوأَم فِي جَمِيع مَا ذكرتُ الأَصْل فِيهِ وَوْأَمٌ فقلبت الْوَاو تَاء، كَمَا قَالُوا: تَوْلج لِكِناس، وَأَصله وَوْلَج وَأَصله توأم من الوئام وَهِي المقاربة والموافقة. وتَوائم النُّجُوم السِّماكان والفَرقَدانِ

والنسرانِ وَمَا أشبههَا. وَقيل فِي قَول الفرزدق: أَتانِي بهَا واللَّيْلُ نِصْفَين قدْ مَضى أُقَامِرُ فِي نِصْفٍ قَدْ تَوَلَّتْ تَوَائِمهُ قيل: أَرَادَ بالتوائم النُّجُوم كلهَا، سميت بذلك لِتشابهها، أَي كواكب النِّصْف الْمَاضِي من اللَّيْل، وَيُقَال للمفازة إِذا كَانَت بعيدَة: مِتْآم. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: مَعْنَاهَا أَنَّهَا تهْلك سالكها جمَاعَة جمَاعَة. وَهِي مِتْآمٌ، لِأَنَّهَا تُرِي الشخصَ شَخْصَيْنِ. توم: أَبُو عبيد: التُّومُ: اللُّؤْلُؤ، والواحدة تُومَةٌ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: هِيَ الدُّرة والتُّومةُ والتّؤَامِيَّةُ واللَّطِيمَةُ. قلت: وَالْعرب تُسَمِّي بَيْضَ النعام التُّوم تَشْبِيها بتُوم اللُّؤْلُؤ وَمِنْه قَوْله: بِهِ التُّوم فِي أُفحوصة يتَصَيَّحُ وَقَالَ ذُو الرّمَّة يصف نباتاً وَقع عَلَيْهِ الطَّلُّ متعلَّق من أغصانه كَأَنَّهُ الدُّرُّ فَقَالَ: وحْفٌ كَأَن الندى والشمسُ ماتعةٌ إِذا توقَّدَ فِي أفنانِه التُّومُ أفنانه: أغصانه الْوَاحِد فنن توَقد أنار لطلوع الشَّمْس عَلَيْهِ، والتُّوم الْوَاحِدَة تومة وَهِي مثل الدُّرَّة تعْمل من الْفضة، هَكَذَا فُسِّر فِي شعر ذِي الرمة. وَقَالَ اللَّيْث: التُّومة: القُرْطُ. وَقَالَ ابْن السكِّيت: قَالَ أيّوب ومِسْحَلُ ابْنا رَبداء ابْنة جرير: كَانَ جرير يُسَمِّي قصيدتيه اللَّتَيْنِ مدح فيهمَا عبد الْعَزِيز بن مَرْوان وهجا الشُّعَرَاء، إِحْدَاهمَا: ظَعَن الخَليطُ لغُرْبةٍ وتَنآئي ولَقَد نَسِيتُ برامَتيْن عَزائي وَالْأُخْرَى: يَا صَاحِبيَّ دَنَا الرَّواحُ فسِيرَا كَانَ يسميهما التُّومَتيْن. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ للنِّسَاء: (تعجِز إحداكن أَنْ تتخِذ حَلْقَتين أَو توأمَتين مِن فضَّة ثمَّ تلَطِّخِهما بِعَنبر) . قلت: من قَالَ لِلدُّرة: تومةً شبَّهها بِمَا يُسَوّى من الْفضة كاللؤلؤة المستديرة تجعلُها الجاريةُ فِي أذُنيها، وَمن قَالَ: تُؤَامية نَسَبهَا إِلَى تُؤَام وَهِي قَصَبةُ عُمَان، وَمن قَالَ: تَوْأَمِيَّةً، فهما دُرَّتان للأذنين إِحْدَاهمَا تَوْأَمةٌ الْأُخْرَى. يتم: قَالَ اللَّيْث: اليَتيمُ الَّذِي مَاتَ أَبوهُ فَهُوَ يتيمٌ حَتَّى يَبْلُغَ، فَإِذا بَلَغَ زَالَ عَنهُ اسْم اليَتيم، واليَتيمُ من قبل الْأَب فِي بني آدم، وَقد يَتِم يَيْتَمُ يُتْماً وَقد أَيْتَمه الله. قَالَ الْفراء: يُقَال: يَتِم يَيْتَم يُتماً وَقد أَيْتمه الله، وحُكيت لي: مَا كَانَ يَتِيما، وَلَقَد

يَتُم يَيْتَمُ وَجمع اليَتيم يتَامَى وأيتامٌ. وَقَوله تَعَالَى: {وَءَاتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ} (النِّسَاء: 2) سماهم يتامى بعد بلوغهم وإيناسِ رُشدِهم للُزُوم اليُتْمِ إيَّاهم. كَمَا قَالُوا للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَعْدَ كِبَره: يتيمُ أبي طَالب لِأَنَّهُ ربَّاه. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: اليَتيمةُ: الرَّمْلة المنفردة قَالَ: وكل مُنفرد ومُنفردة عِنْد الْعَرَب يَتيمٌ ويَتيمة. وَقَالَ المفضّل: أصل اليتْمِ: الْغَفْلَة قَالَ: وَبِه يُسمى الْيَتِيم يَتِيما، لأنَّه يُتغَافلُ عَن برّه. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: اليُتْمُ الإبطاء، وَمِنْه أُخذ اليَتيمُ لِأَن البرّ يبْطِىء عَنهُ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: اليُتْم فِي الْبَهَائِم من قِبَل الأمّ، وَفِي النَّاس من قِبل الأبِ. وَقَالَ شمر: أَنْشدني ابْن الْأَعرَابِي: أَفَاطمَ إنِّي هالكٌ فتَثَيَّني وَلَا تَجزَعِي كلُّ النِّساء يَتيمُ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أرادَ كلَّ مُنْفَرِدٍ يَتيمٌ، قَالَ ويقولُ النَّاس: إِنِّي صَحَّفْتُ وَإِنَّمَا يُصَحَّفُ من الصَّعْب إِلَى الهَيِّن لَا من الهيّن إِلَى الصعب. وَقَالَ أَبُو عُبيدة: الْمَرْأَة تُدْعَى يَتِيما مَا لم تتَزَوَّج، فَإِذا تزوجتْ زَالَ عَنْهَا اسْم اليُتْم، وَكَانَ الْمفضل ينشد: كل النِّسَاء يَتِيم لهَذَا الْمَعْنى. وَقَالَ أَبُو سعيد: يُقَال للْمَرْأَة يتيمة لَا يَزُول عَنْهَا اسمُ اليُتْم أبدا، وَأنْشد: ويَنْكِحُ الأراملَ الْيَتَامَى وَقَالَ ابْن شُمَيْل: هُوَ من مَيْتَمةٍ أَي فِي يَتامَى، وَهَذَا جمع على مَفْعَلة كَمَا يُقَال: مَشْيخَة للشيوخ، ومَسْيَفة للسيوف. أتم: الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت قَالَ: الأَتْمُ من الخُرَز أَن يَنْفَتِق خُرْزَتانِ فتَصيرا وَاحِدَة، وَيُقَال: امرأةٌ أَتومٌ إِذا التقى مسلكاها، قَالَ وَيُقَال: مَا فِي سَيْرِه أَتَمٌ وَلَا يَتَمٌ أَي إبطاء. وَقَالَ خَالِد بنُ يزِيد: الأَتُومُ من النِّسَاء المُفْضَاةُ، قَالَ: وَأَصله من أَتَمَ يَأْتِم إِذا جمع بَين شَيْئَيْنِ، قَالَ: وَمِنْه سمي المأتم لِاجْتِمَاع النَّاس فِيهِ. يُقَال: أَتَمَ يَأْتِم وَأَتِمَ يَأْتَمُ. قَالَ: ومَأْتَمٌ مِنْ أَتِمَ يأتَم، قَالَ: والمَأْتَمُ: النساءُ يَجْتَمِعْنَ فِي فَرح أَو حزن، وَأنْشد: فِي مَأتَمٍ مُهَجَّرِ الرَّواح وَقَالَ ابنُ مُقْبل فِي الفَرج: ومَأْتَمٍ كالدُّمَى حُورٍ مَدامِعُها لم تَيْأَس العَيْشَ أَبْكَارًا وَلَا عُوناً أَرَادَ نسَاء كالدُّمى، قَالَ أَبُو بكر: الْعَامَّة تغلط فتظنّ أَنَّ المآتم: النَّوْحَ والنِّياحةَ. والمآتم: النِّسَاء المجتمعاتُ فِي فَرح أَو حُزن.

وَأنْشد أَبُو عَطاء السندي وَكَانَ فصيحاً: عَشِيةَ قَامَ النَّائحاتُ وشُقِّقَتْ جُيُوبٌ بِأَيْدِي مأتَمٍ وَخدودُ فَجعل المأتم النساءَ وَلم يَجْعَلْهُ النِّياحةَ، ثمَّ ذَكَر بَيت ابْن مقبل وَقَالَ ابْن أَحْمَر: وكَوْمَاءَ تَحْبُو مَا يُشَيِّعُ ساقُها لَدَى مِزْهر ضَارٍ أَجَشَّ وَمَأْتَمِ ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الْيَتِيم الْمُفْرد من كل شَيْء، قَالَ: والوَتْمَةُ السَّيرُ الشَّديدُ. أمت: قَالَ الله جلّ وعزّ: {للهلاَّ تَرَى فِيهَا عِوَجاً وَلا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَمْتاً} (طه: 107) . قَالَ الفرّاء: الأَمْتُ النَّبَكُ من الأَرض مَا ارْتَفع مِنْهَا، وَيُقَال: مَسَايِل الأوْدِيَةِ مَا تسفل. وَقد سمعتُ الْعَرَب تَقول: قد مَلأَ القِرْبَة مَلأً لَا أَمْتَ فِيهِ، أَي لَيْسَ فِيهِ استِرْخاءٌ مِنْ شِدَّةِ امْتلائِها، وَيُقَال: سِرْنا سَيْراً لَا أَمْتَ فِيهِ، أَي لَا ضَعْفَ فِيهِ وَلَا وَهْن. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الأمْتُ وَهْدَةٌ بَين نُشُوزٍ، وَقَالَ: يُقَال: كَمْ أَمْتُ مَا بَيْنك وَبَين الْكُوفَة؟ أَي قَدْرُ. وَقَالَ أَبُو زيد: أَمَتُّ الْقَوْم آمِتهُم أَمْتاً إِذا حَرَزْتَهُمْ، وأَمَتَّ الماءَ أَمْتاً إِذا قدَّرتَ مَا بَيْنك وَبَينه، قَالَ رؤبة: أَيْهَاتَ مِنْهَا ماؤُها المأْمُوتُ وَهُوَ المحزور، وَيُقَال: إيمتْ هَذَا لي كم هُوَ، أَي احْزِرْهُ كم هُوَ؟ وَقد أَمَتُّهُ آمتُهُ أمْتَاً. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الأمْتُ الطريقةُ الحسنَة، والأمْتُ تَخَلْخُل القِرْبَةِ إِذا لم يُحْكَمْ إفْراطُها. وروى شمر بِإِسْنَاد لَهُ حَدِيثا عَن أبي سعيد الخُدْرِيّ: أنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (إنَّ اللَّهَ حَرَّمَ الخمرَ فَلَا أَمْتَ فِيهَا، وَأَنا أَنْهَى عَن السُّكْر والْمُسْكِر) . وَقَالَ شمر: أَنْشدني ابنُ جَابر: وَلَا أَمْتَ فِي جُمْلٍ لياليَ ساعَفَتْ بهَا الدَّارُ إِلَّا أَنَّ جُمْلاً إِلَى بُخْلِ قَالَ: لَا أَمْتَ فِيهَا أَي لَا عَيْبَ فِيهَا. قلت: معنى قَول أبي سعيد عَن النَّبِي: أَن الله حرم الْخمر فَلَا أَمْتَ فِيهِ مَعْنَاهُ غيرُ معنى مَا فِي الْبَيْت، أَرَادَ أنَّه حرَّمها تَحْرِيمًا لَا هوادة فِيهِ وَلَا لِين، لكنه شدَّدَ فِي تَحْرِيمهَا، وَهُوَ من قَوْلك: سِرتُ سيْراً لَا أَمْتَ فِيهِ أَي لَا وَهْن فِيهِ وَلَا ضعف، وَجَائِز أَن يكون الْمَعْنى أنهُ حرَّمها تَحْرِيمًا لَا شكّ فِيهِ. وَأَصله من الأَمْتِ بِمَعْنَى الحَزْرِ وَالتَّقْدِير لِأَن الشَّك يدخلهَا. قَالَ العجاج: مَا فِي انطلاقِ رَكْبِه من أمْتِ

أَي من فتور واسترخاء. موت: قَالَ اللَّيْث: الموْتُ خَلْقٌ من خَلْقِ الله، يُقَال: مَاتَ فلانٌ وَهُوَ يَمُوت مَوْتاً. وَقَالَ أهل التصريف: مَيِّت كَانَ تَصْحِيحه مَيْوِتٌ على فَيْعِلٍ، ثمَّ أدغموا الْوَاو فِي الْيَاء، قَالَ فَرُدَّ عَلَيْهِم، وَقيل: إِن كَانَ كَمَا قُلتم فَيَنْبَغِي أَنْ يكون مَيَّت على فَيْعَل، فَقَالُوا: قد علمنَا أَن قِيَاسه هَذَا، وَلَكِن تَركْنا فِيهِ القياسَ مَخافَةَ الِاشْتِبَاه، فرَدَدْناه إِلَى لفظ فَعِّل من ذَلِك اللَّفْظ، لِأَن مَيِّت على لفظ فَعِّل من ذَلِك اللَّفْظ. وَقَالَ آخَرُونَ: إِنَّمَا كَانَ مَيِّت فِي الأَصْل مَوْيِتٌ مثل سَيِّد سَيْوِد، فأدغمنا الياءَ فِي الْوَاو وثَقَّلناه فَقُلْنَا مَيَّت ثمَّ خُفِّف فَقيل مَيْت. وَقَالَ بَعضهم: قيل: مَيْت، وَلم يَقُولُوا: مَيَّت لِأَن أبنية ذَوَات العِلة تخَالف أبنية السَّالِم. وَقَالَ الزّجاج: الميْت أَصله الميِّت بِالتَّشْدِيدِ إِلَّا أَنه يُخفَّف فَيُقَال: مَيْت ومَيِّت، وَالْمعْنَى وَاحِد. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: يُقَال لما لم يمت: مَيِّت؛ والميْت مَا قد مَاتَ، وَهَذَا خطأ إِنَّمَا مَيِّتٌ يصلح لما قد مَاتَ وَلما سيموت. قَالَ الله جلّ وعزّ: {للهيَعْلَمُونَ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيِّتُونَ} (الزمر: 30) . وَقَالَ الشَّاعِر فِي تَصْدِيق أَن الميْت والميِّت وَاحِد: لَيْسَ مَن ماتَ فاستراحَ بمَيِّتٍ إِنَّمَا الميْتُ مَيْتُ الْأَحْيَاء فَجعل الْميت كالميِّت. أَبُو عبيد عَن الْفراء: وَقع فِي المَال مُوتَانٌ ومُوَاتٌ وَهُوَ الموْت. قَالَ: وَيُقَال: رجل مَوْتانُ الفؤادِ، إِذا كَانَ غير ذكيَ وَلَا فَهِمٍ، وَرجل يَبِيع المَوتَان، وَهُوَ أَن يَبِيع المتاعَ وكل شَيْء غير ذِي رُوحٍ، وَمن كَانَ ذَا روح فَهُوَ الْحَيَوَان. وَفِي الحَدِيث: (مَوَتانُ الأَرْض لِلَّهِ وَرَسُوله فَمن أَحْيَا مِنْه مِنْهُم شَيْئا فَهُوَ لَهُ) . وَقَالَ غَيره: الموَاتُ من الْأَرْضين مثل المَوَتَان، والمِيتَةُ الْحَال من أَحْوَال الْمَوْت، وَجَمعهَا مِيَتٌ. وَفِي الحَدِيث: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يتعوَّذ بِاللَّه من الشَّيْطَان: من هَمْزه ونَفْثه ونَفْخِه، فَقيل لَهُ: مَا همْزُه؟ قَالَ: المُوتَةَ. قَالَ أَبُو عبيد: المُوتَةُ الجنونُ، سُمِّي هَمْزاً لِأَنَّهُ جَعَله من النَّخْس والهَمْز والغَمْز وكل شَيْء دفَعْتَه فقد هَمَزْتَه. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: المُوتَةُ الَّذِي يُصْرعُ من الجُنون أَو غَيره ثمَّ يُفيقُ. وَقَالَ اللحياني: المُوتَةُ شِبْهَ الغَشْيَةِ. قَالَ: وقُتل جَعْفر بن أبي طَالب بِموضع يُقَال

لَهُ: مُؤْتَةُ، والموْتُ السّكُون، يُقَال: مَاتَت الريحُ إِذا سكنتْ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: ماتَ الرجلُ إِذا خضع للحق، واستمات الرجل إِذا طابَ نَفْساً بِالْمَوْتِ، والمستميت الَّذِي يُقَاتل على الْمَوْت، والمستميت الَّذِي يتجان وَلَيْسَ بمجنون، قَالَ: هُوَ الَّذِي يتخاشَعُ ويَتَوَاضَع لهَذَا حَتَّى يُطْعِمُه، وَلِهَذَا حَتَّى يَكْسوه، فَإِذا شبِع كفر النِّعْمَة. وَقَالَ أَحْمد بن يحيى فِي كتاب الفصيح: مُوتة بِمَعْنى الْجُنُون غير مَهْمُوز، وَأما الْبَلَد الَّذِي قتل بِهِ جَعْفَر فَهُوَ مُؤْتَة بهمز الْوَاو، وَيُقَال: ضَربته فتماوت إِذا أَرَى أَنه مَيِّت وَهُوَ حيٌّ. وَقَالَ عُثْمَان: سَمِعت نعيم بن حَمَّاد يَقُول: سَمِعت ابْن الْمُبَارك يَقُول: المتماوتون: المراءون. وَيُقَال: استميتوا صَيْدَكُمُ، أَي انْظُرُوا مَاتَ أم لَا؟ وَذَلِكَ إِذا أُصيبَ فَشُكَّ فِي مَوته. وَقَالَ ابْن الْمُبَارك: المستَمِيتُ الَّذِي يُرِي مِن نَفسه الكونَ والخيرَ وَلَيْسَ كَذَلِك، وَيُقَال: مَاتَ الثَّوبُ ونَامَ إِذا بَلِيَ. عَمْرو عَن أَبِيه: مَاتَ الرجل وهَمدَ وهَوَّم إِذا نَام. مَتى: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَمْتى الرجلُ إِذا امْتَدّ رِزْقه وكَثُر، قَالَ: وَأَمْتَى إِذا طَال عمره، وأَمْتَى إِذا مَشَى مِشيةً قبيحةً، وَيُقَال: مَتَوْتُ الشيءَ إِذا مَدَدتَه، ومَتى من حُرُوف الْمعَانِي وَلها وُجُوه شَتَّى أَحدهَا أَنه سُؤال عَن وَقْتِ فِعْلٍ، فُعِلَ أَو يُفْعل كَقَوْلِك مَتى فعلتَ؟ وَمَتى تفعل؟ أَي فِي أَي وَقت؟ وَالْعرب تُجازِي بهَا كَمَا تجازي بأَيَ فتجزم الْفِعْلَيْنِ، تَقول: مَتى تأتني آتِك، وَكَذَلِكَ إِذا أدخلت عَلَيْهَا مَا، كَقَوْلِك: مَتى مَا يأتني أَخُوك أرضِهْ، وتجيء مَتَى بِمَعْنى الاستنكار، تَقول للرجل إِذا حكَى عَنْك فعلا تُنْكِره: مَتى كَانَ هَذَا؟ على معنى الْإِنْكَار وَالنَّفْي أَي مَا كَانَ هَذَا، قَالَ جرير: مَتَى كَانَ حُكْمُ اللَّهِ فِي كَرَبِ النَّخْلِ أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: وتجيء مَتى فِي مَوضِع وسط وَمِنْه قَوْله: شَرِبْنَ بِمَاء الْبَحْر ثمَّ ترفَّعتْ مَتى لُجَجٍ خُضْرٍ لَهنَّ نَئِيجُ قَالَ وَقَالَ معَاذ الهراء: سمعتُ ابْن جَوْنَةَ يَقُول: وَضعته مَتى كمِّي يُرِيد وَسَط كُمِّي، أَبُو عبيد عَن الْفراء: مَتأتُه بالعصا وخطأتُه: وبَدَحتُه. قَالَ الْفراء: مَتى تقع على الْوَقْت إِذا قلت: مَتى دخلتِ الدَّار فأَنتِ طالِقٌ، مَعْنَاهُ أيّ وَقت دخلتِ الدَّار، وكلَّما تَقَعُ على الفِعْل، إِذا قلت: كلما دَخَلْتِ، فَمَعْنَاه كلُّ دَخْلَةٍ دَخَلْتِها، هَذَا فِي كتاب

الْجَزَاء لِلفَرَّاء، وَهُوَ صَحِيح، ومَتَى تَقَعُ للْوَقْت الْمُبْهم. قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: مَتى حرف اسْتِفْهَام تكْتب بِالْيَاءِ. وَقَالَ الْفراء: وَيجوز أَن تُكتَبَ بِالْألف لِأَنَّهَا لَا تُعرَف فِيهَا فعلا. قَالَ: ومَتَى بِمَعْنى مِن، وَأنْشد: إِذا أَقُول صَحا قَلْبي أُتِيحَ لَهُ سُكْرٌ مَتَى قَهْوَةٍ سارَتْ إِلَى الرَّاسِ أَي من قَهْوَةٍ، وَقَول امرىء الْقَيْس: فَتَمَتَّى النَّزْعَ مِن يَسَرِهْ فَكَأَنَّه فِي الأَصْل فَتَمَتَّتَ فَقُلِبَتْ إِحْدَى التاءات يَاء، وَالْأَصْل فِيهِ مَتَّ بِمَعْنى مدَّ. وَقَول امرىء الْقَيْس أَيْضا: مَتَى عَهْدُنا بِطِعَانِ الكُمَا ةِ والمجْدِ والحَمْدِ والسُّوْدَدِ يَقُول: مَتى لم يَكُنْ كَذَا، يَقُول: تَرَوْنَ أَنَّنا لَا نُحْسِنُ طَعْنَ الكُمَاةِ وعهدُنا بِهِ قريبٌ. ثمَّ قَالَ: وملء الجِفان والنَّارِ والحَطَبِ المُوقِدِ

بَاب اللفيف من حرف التَّاء تَاء، توو، تأتأ، أَتَى، وتّ، (وتى) ، توى، تيتا، تأى. التَّاء: قَالَ اللَّيْث: تا حرف من حُرُوف المعجم لَا يُعْرَبُ. وَقَالَ غَيره: إِذا جعلتَه اسْما أعربتَ. وَقَالَ اللحياني: تيَّتُ تَاءً حَسَنَة. وَهَذِه قصيدة تائية، وَيُقَال: تَاوِيَّةٌ. وَكَانَ أَبُو جَعْفَر الرُّؤَاسيّ يَقُول: يَتَوِيّة وتَيَوِيّة. وَقَالَ اللَّيْث: تَا وذِي، لُغَتَان فِي مَوضع ذه، تَقول: هاتا فلانةُ فِي مَوضِع هَذِه، وَفِي لُغَة، تا فلانةُ فِي مَوضِع هَذِه، قَالَ النَّابِغَة: هَا إنَّ عِذْرَةٌ إلاَّ تكنْ نَفَعتْ فإنَّ صاحبَها قد تاهَ فِي البَلَدِ وعَلى هَاتين اللغتين قَالُوا: تِيكَ وتِلْكَ وتَالِكَ، وَهِي أقبح اللُّغَات، فَإِذا ثَنَّيْتَ لم تَقُلْ إلاَّ تانِ، وتَانِك، وتَيْنِ، وتَيْنِك، فِي الجرّ وَالنّصب فِي اللُّغَات كلهَا، وَإِذا صَغَّرْتَ لم تَقُلْ إلاَّ تَيَّا. وَمن ذَلِك اشتقّ اسمُ تَيَّا، قَالَ: والَّتي هِيَ معروفةُ تَا، لَا يَقُولُونَهَا فِي المعرّفة إلاّ على هَذِه اللُّغَة، وَجعلُوا إِحْدَى اللاّمَيْنِ تَقْوِيةً لِلْأُخْرَى استقباحاً أَن يَقُولُوا أَلْتِي وَإِنَّمَا أَرَادوا بهَا الْألف وَاللَّام المُعَرِّفَة، والجميع اللاّتي وَجَمِيع الْجَمِيع اللَّوَاتِي، وَقد تَخْرُجُ الْيَاء من الْجَمِيع فَيُقَال: اللاَّليء ممدودة، وَقد تخرج الْيَاء فَيُقَال اللاءِ بكسرةٍ تدلّ على الْيَاء، وبهذه اللُّغَة كَانَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء يقْرَأ. وَأنْشد غَيره: من اللاء لم يَحْجُجْنَ يَبْغينَ حِسْبةً وَلَكِن لِيقْتُلْن البَريءَ المُغَفَّلا وَإِذا صَغَّرتَ الَّتِي قلتَ اللَّتَيَّا، وَإِذا أردتَ أَن تجمعَ اللَّتَيَّا قلت اللَّتَيات. قَالَ اللَّيْث: وَإِنَّمَا صَار تَصْغِيرُ، تِهِ وذِهِ، وَمَا فيهمَا من اللُّغَات تَيَّا، لِأَن التَّاء والذَّال من ذِهِ، وتِهِ، كلُّ واحدةٍ هِيَ نَفْسٌ وَمَا لحقها من بعْدهَا فإنَّهُ عِمَادٌ للتاءِ لِكَي يَنْطلِق بِهِ اللسانُ فلمَّا صُغِّرتْ لم تَجِدْ ياءُ التصغير حرفين من أَصلِ الْبناء تَجيءُ بعْدهَا كَمَا جَاءَت فِي سُعَيْدٍ وعُمَيْرٍ، وَلكنهَا وَقعتْ بعد فَتْحةٍ، والحرفُ الَّذِي قبْلَ يَاء التصغير بِجَنْبِها لَا يَكون إِلَّا مَفْتوحاً، وَوقَعَتْ التاءُ إِلَى جنبها فانْتَصَبتْ، وَصَارَ مَا بعْدهَا قُوةً لَهَا، وَلم يَنْضَمَّ قَبْلها شيءٌ لِأَنَّهُ لَيْسَ قبلهَا حَرْفان،

وجميعُ التصغير صَدرُه مضْمومٌ، والحرفُ الثَّانِي مَنْصوبٌ، ثمَّ بعدهمَا يَاء التصغير، ومَنَعهم أَن يَرْفعوا الْيَاء الَّتِي فِي التصغير، لِأَن هَذِه الأحرف دخلت عِماداً للَّسان فِي آخر الْكَلِمَة، فَصَارَت الياءُ الَّتِي قبلهَا فِي غيْر موضعهَا، لِأَنَّهَا بُنِيَتْ للسان عماداً فَإِذا وَقعت فِي الحَشْوِ لم تكن عِماداً، وَهِي فِي بِنَاء الْألف الَّتِي كَانَت فِي ذَا، وَقَالَ الْمبرد: الأَسماء المبْهَمةُ مخالفةٌ لغَيْرهَا فِي مَعْنَاهَا، وكثيرٍ من لَفظهَا فَمن مخالفتها فِي الْمَعْنى، وُقوعُها فِي كل مَا أَوْمَأت إِلَيْهِ، وَأما مخالفتها فِي اللَّفْظ فَإِنَّهَا يكون مِنْهَا الِاسْم على حَرْفين: أَحدهمَا حرف لِينٍ نَحْو ذَا، وتا، فلمَّا صُغِّرت هَذِه الْأَسْمَاء، خُولِفَ بهَا جِهةَ التصغير، فَتُرِكَت أوائلها على حَالهَا، وأُلحِقَتْ ألفٌ فِي أواخرها تَدلُّ على مَا كَانَت تَدلُّ عَلَيْهِ الضمَّة، فِي غير المبهمة، أَلا ترى أَن كل اسْم تُصَغِّره من غير المبهمة يُضم أوَّله نَحْو فُلَيْس ودُرَيْهِم، وَتقول فِي تَصْغِير: ذَا: ذَيّا، وَفِي تا: تَيَّا، فَإِن قَالَ قَائِل: مَا بَال يَاء التصغيرِ لَحِقت ثَانِيَة وَإِنَّمَا حَقُّها أَن تَلْحق ثَالِثَة، قيل لَهُ: إِنَّهَا لَحِقَتْ ثَالِثَة، وَلَكِنَّك حذفتَ يَاء لاجْتماع الياءات فَصَارَت ياءُ التَّصغير ثَانِيَة، وَكَانَ الأَصْل: ذَيَيَّا لأَنك إِذا قلتَ ذَا فالألف بَدلٌ من ياءٍ، وَلَا يكون اسْم على حرفين فِي الأَصْل، فقد ذهبتْ يَاء أُخْرَى، فَإِن صَغَّرت ذِه أَو ذِي قلتَ تَيَّا، وَإِنَّمَا مَنَعك أَن تَقول ذَيَّا كراهيةَ الالتباس بالمذكر، فَقلت: تَيَّا، قَالَ وَتقول فِي تَصْغِير الَّذِي: اللَّذَيَّا وَفِي تَصْغِير الَّتِي: اللَّتَيَّا كَمَا قَالَ: بعد اللَّتَيَّا واللَّتَيَّا والَّتِي إِذا عَلَتْها أَنْفُسٌ تَردَّتِ قَالَ: وَلَو حَقَّرتَ اللاَّتي لَقُلْتَ فِي قَول سِيبَوَيْهٍ: اللَّتَيَّاتِ كتصغير الَّتِي، وَكَانَ الْأَخْفَش يَقُول وَحْدَهُ: اللّوتَيَّا، لِأَنَّهُ لَيْسَ جمع الَّتِي على لَفظهَا، فَإِنَّمَا هُوَ اسْم الْجمع، قَالَ الْمبرد: وَهَذَا هُوَ الْقيَاس. توو: قَالَ اللَّيْث: التَّوُّ الحبلُ يُفْتل طاقاً وَاحِدًا لَا يُجْعَل لَهُ قُوًى مُبْرَمة والجميع الأتواه. وَفِي الحَدِيث: (الاستجْمارِ بِتوَ) أَي بفَرْد ووِتْرٍ من الْحِجَارَة وَالْمَاء لَا بشفع. وَيُقَال: جَاءَ فلَان تَواً أَي وَحْدَه، وَقَالَ أَبُو زيد نَحوه، قَالَ: وَيُقَال: وَجَّه فلانٌ مِن خَيله بألفٍ تَوَ، والتُّوُّ ألْفٌ من الْخَيل. وَفِي الحَدِيث: (الِاسْتِجْمَار تَوّ، وَالطّواف تَوٌّ) أَي وتر، لِأَنَّهُ سَبْعَة أشواطٍ. وإِذَا عَقَدْتَ عَقْداً بإدَارةِ الرِّباط مَرَّة وَاحِدَة تَقول: عَقَدْتُه بِتَوَ واحدٍ وَأنْشد: جاريةٌ ليستْ مِن الوَخْشَنْ لَا تَعْقِدُ المِنْطَقَ بالمتْنَنْ إِلَّا بتَوَ واحدٍ أَوتَنْ

أيْ نِصْفَ تَوَ، وَالنُّون فِي تَنْ زائدةٌ، والأصلُ فِيهَا تا خَفَّفَها من تَوَ فَإِن قلت على أَصْلهَا تَوْ خَفِيفَة مثل لَوْ جَازَ، غير أَن الِاسْم إِذا جاءتْ فِي آخِره وَاو بعد فَتْحة حُمِلت على الْألف، وَإِنَّمَا تَحسُنُ فِي لَوْ، لِأَنَّهَا حرف أداةٍ، وَلَيْسَت باسمٍ، فَلَو حَذفتَ من يَوْم الْمِيم وَحدهَا، وتَركْتَ الْوَاو وَالْيَاء وأَنْتَ تُريدُ إسكانَ الْوَاو، ثمَّ تَجعل ذَلِك اسْما تُجريه بِالتَّنْوِينِ، وَغير التَّنْوِين فِي لُغَة من يَقُول: هَذَا حَاحاً مَرْفُوعا لَقُلْتَ فِي مَحْذُوف يَوْم يَوْ، وَكَذَلِكَ لَوْم ولوْح وحقُّهم أَن يَقُولُوا فِي لَوْلا، لَوْ أُسِّسَتْ هَكَذَا، وَلم تُجعل اسْما كاللوح، وَإِذا أردتَ بِهِ نِداءً قُلْتَ: يالَوُ أقْبلْ فِيمَن يَقُولُ: يَا حارُ لأنَّ نَعتَهُ باللِّو بِالتَّشْدِيدِ تَقْوِيَة لِلَوْ، وَلَو كَانَ اسْمه حَوَّا ثمَّ أردتَ حذفَ إِحْدَى الواوين مِنْهُ قلت: يَا حَا أَقْبِلْ، بَقِيَتْ الْوَاو ألفا بعد الفَتْحة، وَلَيْسَ فِي جَمِيع الْأَسْمَاء واوٌ معلقةٌ بعد فَتحةٍ إِلَّا أَن يُجْعلَ اسْما. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: جَاءَ فلانٌ تَوّاً إِذا جَاءَ قَاصِدا لَا يُعرِّجه شَيْءٌ، فَإِن أَقَامَ بِبَعْض الطَّرِيق فَلَيْسَ بتوَ، عَمْرو عَن أَبِيه: التَّوُّ الفارغُ من شُغْلِ الدُّنْيَا وشُغْل الْآخِرَة، والتَّوَّةُ السَّاعَة من الزَّمَان. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: مَا مَضَى إِلَّا تَوَّةٌ حَتَّى كَانَ كَذَا وَكَذَا أَي سَاعَة، والتَّوُّ البِنَاء المَنصُوب، وَقَالَ الأخطل يصف تَسَنُّمَ الْقَبْر ولَحْدَه: وَقد كنتُ فِيمَا قدْ بنى ليَ حَافِري أعاليَهُ توّاً وأَسْفَله لَحْدا هُوَ فِي أصل الشّعْر دَحْلاً، وَهُوَ بِمَعْنى لحداً، فَرَوَاهُ ابْن الأعرابيّ بِالْمَعْنَى. توى: قَالَ اللَّيْث: التَّوَى ذهابُ مالٍ لَا يُرْجَى، والفِعلُ مِنْهُ تَوِيَ يَتْوَى تَوًى، أَي ذهب، وأَتْوى فلانٌ مالَه فَتَوَى، أَي ذَهَبَ بِهِ. وَقَالَ النَّضر: التِّواءُ سِمَةٌ فِي الفَخِذِ والعُنُقِ، فأَمَّا فِي الْعُنُق فإنَّه يُبْدأ بِهِ من اللِّهْزمَةِ ويُحْدَر عَدَا العُنُق، خَطّاً من هَذَا الْجَانِب، وخَطّاً من هَذَا الْجَانِب، ثمَّ يُجمعُ بيْن طَرفيهما من أَسْفَل لَا مِن فَوْق، وَإِن كَانَ فِي الفَخذِ فَهُوَ خَطٌّ فِي عَرْضها. يُقَال مِنه: بعير مَتْوِيٌّ وَقد تَوَيْتُه تَيّاً وإبلٌ مَتَوَّاةٌ، وبعيرٌ بِهِ تِواء، وتِوَاءان، وثلاثةُ أَتْوِية. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: التِّواء يكون فِي مَوضِع اللَّحاظ إِلَّا أَنه منخفض يُعْطف إِلَى نَاحيَة الخدِّ قَلِيلا، وَيكون فِي باطِنِ الخد كالتُّؤثور، قَالَ: والأثرَة والتُّؤثور فِي بَاطِن الخدِّ، الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب. تأتأ ثأثأ: قَالَ اللَّيْث: ثأثأ الثأثأة حِكَايَة من الصَّوْت، تَقول: ثأثأتُ بالتيسِ عِنْد السِّفاد أُثَأْثِىءُ ثَأْثأةً، عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الثَّأْثَأَةُ مَشْيُ الصَّبي الصغيرِ، والثَّأْثَاءُ التَّبَخْتُر

ُ فِي الْحَرْب شجاعة، والثَّأْثَأَةُ دُعَاء الحِطَّان إِلَى العَسْبِ والحِطَّانُ التَّيْسُ، وَهُوَ الثَّأثَاءُ أَيْضا بالثَّاء مثل التَّأْتَاء. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: التَيتَاءُ الرجلُ الَّذِي إِذا أَتَى الْمَرْأَة أَحْدَثَ وَهُوَ العِذْيَوْطُ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الثِّيتاءُ الرجل الَّذِي يُنزِل قبل أَن يُولج ونحوَ ذَلِك قَالَ الفرَّاء. تأى: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: تَأَى بِوَزْن تَعَى إِذا سَبَق، يَتْأى. قلت: هُوَ بِمَنْزِلَة شَأَى يَشْأَى إِذا سبق. أَتَى: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: أَتَانِي فلانٌ أَتْياً، وأتْيَةً وَاحِدَة، وإتْيَاناً وَلَا تَقول: إتْيانَةً وَاحِدَة إلاَّ فِي اضطرار شِعْرٍ قبيحٍ؛ لِأَن المصادر كلَّها إِذا جُعِلَتْ وَاحِدَة رُدَّت إِلَى بِنَاء فَعْلَة؛ وَذَلِكَ إِذا كَانَ الفِعل مِنْهَا على فَعَلَ أَو فَعِلَ، فَإِذا أدْخلت فِي الفِعل زياداتٍ فوقَ ذَلِك أَدخلتَ فِيهَا زياداتِها فِي الْوَاحِدَة، كَقَوْلِك: إقبالةً وَاحِدَة، وَمثل تَفَعَّل تَفَعُّلةً وَاحِدَة وَأَشْبَاه ذَلِك، وَذَلِكَ فِي الشَّيْء الَّذِي يَحْسُن أَن تَقول فَعْلةً وَاحِدَة وإلاَّ فَلَا وَقَالَ: إنِّي وأَتْيَ ابنَ غَلاَّقٍ لِيَقْرِيَنِي كَغَابِطِ الكلبِ يَبْغِي الطِّرْقَ فِي الذَّنَبِ وَقَوله تَعَالَى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ} (النَّحْل: 1) . قَالَ ابْن عرفَة: الْعَرَب تَقول: أَتاكَ الأمرُ، وَهُوَ مُتَوقَّع بعيد، أَي أَتَى أَمر الله وَعْداً فَلَا تستعجلوه وُقوعاً. وَقَوله تَعَالَى: {فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِّنَ الْقَوَاعِدِ} (النَّحْل: 26) . قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: المَعْنَى أَتَى الله مَكْرهمْ من أَصْلِه، أيْ عَادَ ضَررُ المكْرِ عَلَيْهِم، وذكَر الأساسَ مَثَلاً؛ وَكَذَلِكَ السّقف، وَلَا أساسَ ثَمَّ لَا سقفَ، وقيلَ: أَرَادَ بالبُنْيانِ صرحَ ثَمودٍ. وَيُقَال: أُتِي فلانٌ من مَأْمَنِه أَي أَتَاهُ الهلاكُ من جِهَة مَأْمَنِه. وطريقٌ مِيتَاءٌ مَسْلُوكٌ، مِفْعَالٌ من الإتْيان، ومِيتاءُ الطَّرِيق، ومِيدَاؤه مَحَجَّتُه آتتْ أُكُلَها ضِعْفَيْن أَي أَعْطَتْ، وَالْمعْنَى أَثْمَرتْ مِثْلَيْ مَا يُثْمِرُ غيرُها من الجِنان. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: كلُّ جَدْول ماءٍ أَتِيٌّ وَقَالَ الراجز: لَيُمْخَضَنْ جَوْفُك بالدُّلِيّ حَتَّى تَعودي أَقْطَع الأتيِّ وكانَ يَنْبَغِي أَن يكون قَطْعاً قَطْعاءَ الأتِي، لأنَّه يُخَاطب الرَّكِيَّة أَو البِئر، وَلكنه أرادَ حَتَّى تَعودي مَاء أقْطَع الأتيِّ، وَكَانَ يَسْتَقِي ويَرْتَجِزُ بِهَذَا الرجز على رَأس الْبِئْر. وَيُقَال: أَتِّ لهَذَا المَاء فَيُهيىء لَهُ طريقَه. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه سَأَل عَاصم بن عَدِيّ الأنصاريّ عَن ثَابت بن الدَّحْدَاح، وتُوفِّي، فَقَالَ: (هَل تعلمُونَ لَهُ نسبا

فِيكُم؟ فَقَالَ: لَا، إِنَّمَا هُوَ أَتيٌّ فِينَا قَالَ: فَقَضَى رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بميراثه لِابْنِ أُخْته) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيّ فِي قَوْله: إِنَّمَا هُوَ أَتِيٌّ فِينَا، فإنَّ الأتِيَّ الرجلُ يكون فِي الْقَوْم لَيْسَ مِنْهُم، وَلِهَذَا قيل: المسيل الَّذِي يَأْتِي من بَلَدٍ قَدْ مُطِرَ فِيهِ إِلَى بلد لم يُمْطَر فِيهِ: أَتِيٌّ. وَقَالَ العجاج: سَيْلٌ أَتِيٌّ مَدُّه أَتِيُّ. وَيُقَال: أَتَّيْتُ السَّيْلَ فأَنا أُوَتِّيه إِذا سهَّلْتَ سَبيلَه من مَوضِع إِلَى مَوضِع ليخرجَ إِلَيْهِ، وأصل هَذَا من الغُرْبَة، وَلِهَذَا قيل: رجل أَتَاوِيٌّ إِذا كَانَ غَرِيبا فِي غير بِلَاده. وَمِنْه حَدِيث عُثْمَان حِين أرسلَ سَليطَ بن سليطٍ وعبدَ الرحمان بن عَتّاب إِلَى عبد الله بن سَلام فَقَالَ: ائْتِيَاهُ فَتَنَكَّرَا لَهُ وقولا: إِنَّا رجلَانِ أَتَاوِيَّان، وقَد صنع الله مَا ترى فَمَا تَأْمُر؟ فَقَالَا لَهُ ذَلِك، فَقَالَ: لَسْتُما بأَتاوِيَّيْن، ولكنكما فلَان وَفُلَان وأرسلكما أميرُ الْمُؤمنِينَ. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْكسَائي: الأتاوِيُّ بِالْفَتْح الغريبُ الَّذِي هُوَ فِي غير وَطنه. وأنشدنا هُو وَأَبُو الْجراح، لحميد الأرقط: يُصْبِحْنَ بالقَفْر أَتَاوِيّاتِ مُعْتَرِضَاتٍ غَيْرِ عُرْضِيَّاتِ وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال تَأَتّي فلَان لحاجَتِه إِذا تَرَفَّقَ لَهَا وأتاها مِن وَجههَا. أَبُو عبيد: تأتّى للْقِيَام، والتأتِّي التهيُّؤ للْقِيَام. وَقَالَ الْأَعْشَى: إِذا هيَ تَأَتَّى تُرِيدُ الْقيام تَهَادَى كَمَا قد رأيتَ البهيرا وَيُقَال: مَا أحسنَ أَتْوَ يَدَيها وأَتْيَ يَديهَا، يَعْنِي رَجْعَ يَديهَا، وَيُقَال: أَتَيْتُهُ أَتْيَةً وأَتَوْتُهُ أَتْوَةً وَاحِدَة. وَقَالَ الْهُذلِيّ: كنتُ إِذا أَتَوْتُه من غيب وَقَالَ اللَّيْث: الإتِيَاء الْإِعْطَاء، آتى يُؤاتي إيتَاء، قَالَ وَتقول: هَات مَعْنَاهُ: آتِ على فاعِلْ، فَدخلت الْهَاء على الْألف، والمُؤَاتاةُ حُسن المطاوَعَة، تَأَتَّى لِفلان أمرُه، وَقد أَتَّاه الله تَأتِيَةً، وَأنْشد: تَأتَّى لَهُ الدَّهْرُ حَتَّى انْجَبَرْ والإتاوة الخَراجُ وَجَمعهَا الأتاوَى، والإتاوات. وَأنْشد الْأَصْمَعِي فَقَالَ: أَفي كل أسواقِ الْعرَاق إتاوةٌ وَفي كل مَا باعَ امْرُؤٌ مَكْسُ دِرْهَمِ أَبُو عُبَيْدَة، عَن أبي زيد: أتوته، أَتْوَةً إِذا رشوتَه، إتاوَة؛ وَهِي الرِّشْوَة. وَأنْشد الْبَيْت: أَفِي كل أسواق الْعرَاق إتاوة وَيُقَال: آتَيْتُ فلَانا على أمرٍ مُؤَاتاةً وَلَا

تَقول: واتَيْتُهُ إِلَّا فِي لُغَة لأهل الْيمن. وَمثله: آسَيْتُ، وَآكَلْتُ وَآمَرْتُ، وَإِنَّمَا جعلوها واواً، على تَخْفيف الْهَمْز فِي يُوَاكِل ويوامر، وَنَحْو ذَلِك. عَمْرو عَن أَبِيه: رجل أُتَاوِيِّ، وأَتاوِيّ وإتاوِيّ، وأَتِيّ، أَي غَرِيب. قلت: واللغة الجيّدة: رجل أَتِيٌّ وأَتاوِيّ، وإتاءُ النَّخْلة رَيْعُها وزكاؤها وَكَثْرَة ثمارها، وكَذلك إتاءُ الزَّرْع رَيْعه، وَقد أَتَتْ النخلةُ وآتت إيتَاء وإتاءةً. وَقَالَ عبد الله بن رَوَاحَة: هُنَالِكَ لَا أُبَالِي نَخْلَ بَعْلٍ وَلَا سَقْيٍ وَإِن عَظُمَ الإتاءُ قَالَ الْأَصْمَعِي: الإتاءُ مَا خرج من الأَرْض والتَّمر وَغَيره. ابْن شُمَيْل: أَتَى على فلَان أَتْوٌ أَي مَوْتٌ أَو بَلاءٌ أَصَابَهُ، يُقَال: إِن أَتى عليَّ أَتْوٌ فغلامي حُرٌّ أَي إِن مِتُّ، والأتْوُ الْمَرَض الشَّديد أَو كَسْرُ يَدٍ أَو رجلٍ أَوْ موت؛ وَيُقَال: أُتِيَ على يَدِ فلَان إِذا هَلك لَهُ مَال. وَقَالَ الحُطَيْئة: أخُو المرءِ يُؤْتَى دُونه ثُمَّ يُتَّقَى بِزُبِّ اللِّحَى جُرْدِ الخُصَى كالجمامِح قَوْله: أَخُو الْمَرْء أَي أَخُو الْمَقْتُول الَّذِي يَرْضَى من دِيَةِ أَخيه بِتُبُوسٍ، أَي لَا خير فِيمَا يُؤْتى دُونه أَي يُقْتَلَ، ثمَّ يُتَّقَى بتُيُوس زُبِّ اللِّحَى أَي طَوِيلَة اللِّحى. وَيُقَال: يُؤْتَى دونه أَي يُذْهَبَ بِهِ ويُغْلَبُ عَلَيْهِ. وقَال: أَتَى دونَ حُلْوِ الْعَيْشِ حَتَّى أَمَرَّه نُكُوبٌ عَلَى آثارِهِنَّ نُكوبُ أَي ذهب بِحُلْوِ العيْشِ، وَيُقَال أُتِيَ فلَان إِذا أَطَلَّ عَلَيْهِ العَدوُّ، وَقد أُتِيتَ يَا فُلاَن إِذا أُنْذِر عَدُوّاً أَشرف عَلَيْهِ. وَقَالَ الله تَعَالَى: {فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِّنَ الْقَوَاعِدِ} (النَّحْل: 26) . وتت: عَمْرو عَن أَبِيه: الوَتُّ والوُتَّةُ صِياح الوَرَشَانِ، وأَوْتَى إِذا صاحَ صِياحَ الوَرَشَانِ، قَالَه ابنُ الْأَعرَابِي. وَفِي حَدِيث أبي ثَعْلَبَة الخُشَيْنِيِّ، أَنه اسْتُفْتِيَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي اللُّقَطَة؛ فَقَالَ: (مَا وَجَدتَ فِي طريقٍ ميتاءٍ فَعَرِّفه سنة) . وَقَالَ شمر: مِيتَاءُ الطَّرِيق ومِيداؤه ومَحَجَّته وتَلَمُه واحدٌ، وَهُوَ ظاهرُهُ المسلوك. وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِابْنِهِ إِبْرَاهِيم وَهُوَ يَسوق نَفْسَه: لَوْلَا أنَّه طريقٌ مِيتاءٌ لحَزِنّا عَلَيْك أَكثر مِمَّا حَزِنا، أَرَادَ أَنه طَرِيق مَسْلُوكٌ، وَهُوَ مِفْعالٌ من الْإِتْيَان، وَإِن قلتَ طريقٌ مَأْتِيٌّ فَهُوَ مفعول، من أَتَيْتُه. قَالَ الله جلّ وعزّ: {إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً} (مَرْيَم: 61) كَأَنَّهُ قَالَ: آتِيَا، لأَن مَا أتيتَه فقد أَتَاك وَقَوله: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ} (النَّحْل: 1) أَي قَرُب ودَنا

إِتْيَانه. وَمن أمثالهم: مَأْتِيٌّ أنتَ أَيهَا السَّواد أَو السُّوَيْد، أَي لَا بُد لَك من هَذَا الْأَمر. وَيُقَال للرجل إِذا دنا من عدوه: أُتيتَ أَيهَا الرجُل. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِّنَ الْقَوَاعِدِ} (النَّحْل: 26) أَي قَلَعه من قَوَاعده وأَساسه فهدَمه عَلَيْهِم حَتَّى أَهْلكهم، وَيُقَال: فَرَسٌ أَتِيٌّ، ومُسْتَأْتٍ، وَمُسْتَوْتٍ بِغَيْر هَاء إِذا أَرْدَفَتْ، وَقد اسْتَأْتَتْ النَّاقة اسْتِئْتاءً. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: التُّوى الجَواري والوُتَى الجِيَّاتُ، قَالَ: وَأَتوَى الرجلُ إِذا جَاءَ تَوّاً وَحْدَه، وأَزْوَى، إِذا جاءَ مَعَه آخر. وَالْعرب تَقول لِكل مُفْرد: تَوٌّ وَلكُل زوج زوٌّ. ابْن السّكيت: هُوَ التَّوْتُ للفرصاد وَلَا تقل: التُّوتَ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الْمبرد عَن الْمَازِني قَالَ: سَمِعت أَبَا زيد يَقُول: أهل الشَّام يَقُولُونَ التُّوتَ لهَذَا الثَّمَرَة، وَالْعرب تَقول: التَّوثَ على كَلَام الْعَامَّة.

بَاب الرباعي (تنبل) : أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: التَّنْبالُ: الرجل الْقصير، وَجمعه التَّنَابِيلُ، وَأنْشد شَمِر لِكَعْبِ بن زُهَيْر: يَمْشون مَشْيَ الجِمَالِ الزُّهْرِ يَعْصِمهُم ضَرْبٌ إِذا عَرَّدَ السُّودُ التَّنابِيلُ (تنتل) (1) : عَمْرو عَن أَبِيه: إِذا مَذَرَت البَيْضةُ فَهِيَ التَّنَتَلةُ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: ثَنْتَلَ الرَّجل: إِذا تَقَذَّر بَعد تَنْظيفٍ، وتَنْتَلَ إِذا تَحامَق بعد تعاقل، وتَرْفَلَ إِذا تَبخْتَر كِبْراً وزَهْواً. (ترنم) : وَقَالَ أَبُو عَمْرو: التَّرْنَموت القَوْسُ، وَهِي أُنثى لَا تذَكَّر. (ترَتّب) : أَبُو عبيد: التُّرتُبُ الْأَمر الثَّابِت. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: التُّرتُبُ العَبْد السوء. (ترنت) : اللحياني: اتْرَنْتَى علينا فلَان يَتَرنتِي أَي انْدرَأَ علينا. وَقَالَ أَبُو زيد: اتْرَنْتَيْتُ لَهُ اتْرِنتاءً إِذا استعدَدتَ لَهُ. (فرتن) : أَبُو سعيد: الفرتَنَةُ عِنْد الْعَرَب تشقيق الْكَلَام، والاهتماش فِيهِ، يُقَال: فلَان يُفَرْتِن فرتَنةً. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للْأمة: فرتْنَى وابنُ فَرتَنَى هُوَ ابْن الْأمة البغيِّ؛ أَبُو زيد: وَمن العِضِّ اليَنبوتُ ويَنْبُوتَةٌ، وَهِي شجرةٌ شاكةٌ ذاتُ غِصَنة وَوَرق، وثمرتها جَرْوٌ والجرْوُ وِعاءُ بَذْر الكعابير الَّتِي تكون فِي رُؤوس العِيدان، وَلَا يكون فِي غير الرؤوس إلاَّ فِي مُحَقَّرات الشّجر، وَإِنَّمَا سمى جَرْواً لِأَنَّهُ مُدَحرج، وَهُوَ من الشِّرْس والعُضِّ وَلَيْسَ من العِضاهِ. (ثرتم) : أَبُو عبيد عَن أبي زيد قَالَ: مَا فضلَ فِي الْإِنَاء من طَعَام أَو أَدَم يُقَال لَهُ: الثُّرْتُمُ وَأنْشد: لَا تَحْسَبَنَّ طِعان قَيْسٍ بالقَنَا وضِرابهم بالبِيض حَسْوَ الثُّرْتُمِ (تنتل تنبل) : وَقَالَ أَبُو تُرَاب: قَالَ الْأَصْمَعِي: رجل تِنْبَلٌ وتِنْتَلٌ إِذا كَانَ قَصِيرا. وَالْحَمْد لله ذِي الْحول وَالْقُوَّة وحسبنا الله وَنعم الْوَكِيل وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين.

باب الظاء والراء

كتاب الظَّاء من تَهْذِيب اللُّغَة المضاعف مِنْهُ ظ ذ ظ ث: مهملات. (بَاب الظَّاء وَالرَّاء) ظ ر اسْتعْمل مِنْهُ: (ظرّ) . ظر: وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن عَديّ بن حَاتِم سَأَلَهُ فَقَالَ: (إِنَّا نَصِيدُ الصيدَ وَلَا نجدُ مَا نُذَكِّي بِهِ إلاّ الظِّرارَ وشِقّة العَصا، فَقَالَ: أَمْرِ الدَّمَ بِمَا شِئتَ) . قَالَ أَبُو عبيد، قَالَ الْأَصْمَعِي: الظِّرارُ وَاحِدهَا ظُرَرٌ، وَهُوَ حَجر مُحدَّدٌ صُلبٌ وَجمعه ظِرارٌ وظِرّانٌ. وَقَالَ لبيد: بجَسْرَةٍ تَنْجُلُ الظِّرانَ نَاجيةً إِذا تَوَقَّدَ فِي الدَّيمومة الظُّرَرُ وَقَالَ شمر: المظَرَّة فِلقةٌ من الظِّرانِ يُقطعُ بهَا، ويُقال: ظَرِيرٌ وأَظِرَّة، وَيُقَال: ظرَرة واحدةٌ. قَالَ وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الظِّرُّ حجر أملس عريض يَكسِره الرجل فيجزر بِهِ الجَزُور، وعَلى كل حَال يكون الظُّرَرُ وَهُوَ قبل أَن يُكسر ظُرَرٌ أَيْضا، وَهِي فِي الأَرْض سَلِيلٌ وصفائحُ مثلُ السيوف، والسليلُ: الحجرُ العريض وَأنْشد: تَقيهِ مَظاريرُ الصُّوَى مِن فِعاله بَسُور تلَحِّيه الحصَى كَنَوَى القسْبِ وَأَرْض مَظرَّةٌ ذاتُ ظِرَّان. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال ظَرَرْتُ مَظَرَّة وَذَلِكَ أَن النَّاقة إِذا أبْلَمَتْ وَهُوَ داءٌ يأخذُها فِي حَلقة الرَّحِم فيَضِيقُ، فَيَأْخُذ الرَّاعِي مَظَرّةً ويُدخل يَده فِي بَطنهَا من ظَبْيَتها ثمَّ يَقطَعُ من ذَلِك الْموضع كالثُّؤْلُول. قَالَ: والأَظِرَّة من الْأَعْلَام الَّتِي يُهتَدَى بهَا مثل الأمِرَّة وَمِنْهَا مَا يكون مَمْطولاً صُلباً يتَّخذ مِنْهُ الرَّحَى. انْتهى، وَالله تَعَالَى أعلم. (بَاب الظَّاء وَاللَّام) (ظ ل) ظلّ، لظ: (مستعملة) . (ظلّ) : قَالَ اللَّيْث: ظَلَّ فلانٌ نهارَه صَائِما وَلَا تَقول العربُ: ظلّ يَظَلُّ إِلَّا لكل عملٍ بِالنَّهَارِ، كَمَا لَا يَقُولُونَ: باتَ يَبِيت إلاّ

بِاللَّيْلِ؛ وَمن الْعَرَب من يحذف لَام ظَلِلْتُ وَنَحْوهَا حَيْثُ يظهران؛ فأَما أهل الْحجاز فيكسِرون الظَّاء على كَسرة اللَّام الَّتِي أُلْقِيتْ، فَيَقُولُونَ: ظِلْنا وظِلتُم والمصدر الظلول، وَالْأَمر مِنْهُ ظَلَّ واظْلَلْ، وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً} (طه: 97) وقرىء: (ظِلْتَ) عَلَيْهِ، فَمن فتح فَالْأَصْل فِيهِ ظَلِلْتَ عَلَيْهِ، وَلَكِن اللَّام حُذفت لِثِقَل التَّضْعيف والكَسْر، وبَقِيتْ الظَّاءُ على فتحهَا وَمن قَرَأَ (ظِلْتَ) بِالْكَسْرِ حَوَّلَ كَسْرة اللَّام على الظَّاء، وَقد يجوز فِي غير المكسور نَحْو هَمْتُ بِذَاكَ أَي هَمَمْتُ، وأَحَسْتُ تُرِيدُ أَحْسَسْتُ وحَلْتُ فِي بني فلَان، بِمَعْنى حَلَلْتُ وَلَيْسَ بِقِيَاس إِنَّمَا هِيَ أحرف قَليلَة مَعْدُودَة. وَهَذَا قَول حُذَّاق النَّحْوِيين، وَقَوله عزّ وجلّ: {شَىْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ} (النَّحْل: 48) ، أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: مَحل مَا لم تطلع عَلَيْهِ الشَّمْس، فَهُوَ ظِلٌّ، قَالَ: وَاللَّيْل كُله ظِلّ، وَإِذا أسْفَر الْفجْر فَمن لَدُن الْإِسْفَار إِلَى طُلوع الشَّمْس كُلُّه ظِلٌّ، قَالَ: والفَيْءُ لَا يُسمى فَيْئاً إِلَّا بعد الزَّوَال إِذا فاءت الشَّمْس، أَي إِذا رجعت إِلَى الْجَانِب الغربي، فَمَا فاءَتْ مِنْهُ الشَّمْس وَبَقِي ظِلاً فَهُوَ فَيْءٌ، والفَيّءُ شَرْقي والظِّلّ غَرْبي، وَإِنَّمَا يُدْعَى الظِّلّ ظلاّ من أول النَّهَار إِلَى الزَّوَال، ثمَّ يُدْعَى فَيْئا بعد الزَّوَال إِلَى اللَّيْل وَأنْشد: فَلَا الظِّلَّ من بَرْدِ الضُّحَى تَسْتَطيعُه وَلَا الفَيْءَ من بَرْدِ العَشِيِّ تذُوقُ قَالَ: وَسَوَاد اللَّيْل كُله ظِلٌّ، وَقَالَ غَيره يُقَال: أَظَلَّ يَوْمُنا هَذَا إِذا كَانَ ذَا سَحَاب أَو غَيره، فَهُوَ مُظِلّ، وَالْعرب تَقول: لَيْسَ شَيْء أظل من حَجَر، وَلَا أَدفأَ من شجر، وَلَا أشدَّ سواداً من ظلّ، وَكلما كَانَ أرفَعَ سمكًا كَانَ مسْقط الشَّمْس أبعد، وَكلما كَانَ أَكثر عرضا وَأَشد اكتنازاً كَانَ أَشد لسواد ظله، وَيَزْعُم المنجمون أَن اللَّيْل ظِلٌّ، وَإِنَّمَا اسود جدا، لِأَنَّهُ ظِل كرةِ الأَرْض، وبقدر مَا زَاد بدَنُها فِي العِظَم ازْدَادَ سَواد ظلها، وَيُقَال للْمَيت: قد ضحا ظله. وَمن أَمْثَال الْعَرَب: ترَك الظبيُ ظِلَّه، وَذَلِكَ إِذا نَفَرَ، وَالْأَصْل فِي ذَلِك أَن الظَّبْيَ يَكنِسُ فِي شِدّة الحرّ فيأتيه السَّامي فيُثيره فَلَا يعُودُ إِلَى كِناسِه فَيُقَال: ترك ظِلّه، ثمَّ صَار مثلا لكل نافرٍ من شَيْء لَا يعود إِلَيْهِ، ويقالُ: انتَعَلتْ المطايا ظِلالَهَا إِذا انتصفَ النَّهَار فِي القيظ، فَلم يَكن لَهَا ظِلّ، وَقَالَ الراجز: قد وَرَدَتْ تَمْشِي على ظِلاَلِها وذَابَتْ الشمسُ على قِلاَلِها وَقَالَ آخر فِي مثله: وانْتَعَلَ الظِّلَّ فَكَانَ جَوْرَبَا وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه ذكر فِتَناً كَأَنَّهَا

الظُّلَل واحده ظُلَّة، وَهِي الْجبَال، وَهِي السَّحَاب أَيْضا. وَقَالَ الْكُمَيْت: وَكَيف تَقول العنكبوت وبيتها إِذا مَا عنتْ موجاً من الْبَحْر كالظُّلل قَالَ أَبُو عَمْرو: الظُّلل: السَّحَاب. وَقَالَ الْفراء: أظل يومُنا إِذا كَانَ ذَا سَحَاب وَالشَّمْس مُستظِلَّة، أَي هِيَ فِي السَّحَاب؛ وكل شَيْء أظلك فَهُوَ ظُلَّة؛ وَيُقَال: ظِلٌ وظِلال وظُلّة وظُلَلٌ، مثل قُلة وقُلَل. وَمن أَمْثَال الْعَرَب: أَتَيْته حِين شدَّ الظَّبي ظِله وَذَلِكَ إِذا كنس نصف النَّهَار، فَلَا يبرحُ مكنسه وَيُقَال: أَتَيْته حِين ينْشُد الظَّبي ظِلَّه، أَي حِين يشْتَد الْحر فيطلب كِنَاساً، يكْتَن فِيهِ من شدَّة الْحر. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: كَانَ ذَلِك فِي ظِل الشتاءِ، أَي فِي أوَّل مَا جَاءَ الشِّتاء، وفعلتُ ذَلِك فِي ظِل القَيْظ، أَي فِي شدَّة الْحر وَأنْشد الْأَصْمَعِي: غَلَسْتُه قَبْلَ القَطَا وفُرَّطِه فِي ظِلِّ أَجَّاج المَقِيظ مُغْبِطِه واسْتَظَلَّ الرجلُ إِذا اكْتَنَّ بالظِّل، وَيُقَال: فلَان فِي ظِلّ فلَان أَي فِي ذَرَاه وَفِي كَنَفِه، وسمعتُ أَعْرَابِيًا من طَيّىء يَقُول: لِلَحْمٍ رَقِيق لاصقٍ بباطن المنسم من الْبَعِير: هِيَ المُسْتَظِلاَّتُ، وَلَيْسَ فِي لَحْمِ الْبَعِير مُضْغَةٌ أرقُ وَلَا أَنْعَمُ مِنْهَا، غير أنهُ لَا دَسَمَ فِيهَا، ويُقال لِلدَّم الَّذِي فِي الْجوف مُسْتَظِلٌ أَيْضا وَمِنْه قَوْله: مِن عَلَقِ الجوفِ الَّذِي كَانَ اسْتَظَلَّ. وَيُقَال: اسْتَظَلَّتْ العينُ إِذا غَارتْ وَقَالَ ذُو الرمة: على مُسْتَظَلاَّتِ العُيُونِ سَوَاهِمٍ شُوَيْكِيَةٍ يَكْسُو بُراها لُغَامُها وَقَول الراجز: كأَنَّما وَجْهُك ظِلٌّ من حَجَر قَالَ بَعضهم: أرادَ الوَقَاحة، وَقَالَ: أَرَادَ أَنه أَسْودُ الوَجْه، وَقَالَ أَبُو زيد يُقَال: كَانَ ذَلِك فِي ظِلِّ الشتَاء، أَي فِي أول مَا جَاءَ، وَقَالَ الْفراء: الظَّلَّة مَا ستَرك مِن فَوق، والظُّلَّةُ الصَّيْحةُ، والظُّلَّةُ الظِّلالُ، والظِّلالُ ظِلالُ الجنَّة، قَالَ عَبَّاس بن عبد الْمطلب: من قَبْلِها طِبْتَ فِي الظِّلال وَفِي مُسْتَودَعٍ حَيْثُ يُخْصَفُ الوَرقُ أَرَادَ ظِلال الجِنان الَّتِي لَا شَمْسَ فِيهَا. أَرَادَ أَنه كَانَ طيبا فِي صلب آدم فِي الْجنَّة وظِلالُ البحْر أَمْواجُه لِأَنَّهَا ترْتَفع فتُظِلُّ السَّفِينَة وَمن فِيهَا. وَقَالَ اللَّيْث: مكانٌ ظليلٌ دَائِم الظِّل قد دَامتْ ظِلالُهُ، والظُّلَّة كَهيئة الصُّفّة، قَالَ: وعَذابُ يَوْم الظُّلَّةِ يُقَال وَالله أعلم: عَذَاب يَوْم الصُّفَة، وَقَالَ غَيره: قيل عَذَاب يَوْم

الظُّلَّة. لِأَن الله جلّ وعزّ بعثَ غَمامةً حارَّةً فأَطْبَقَتْ عَلَيْهِم وهَلَكوا تحتهَا، وكلُّ مَا أطبق عَلَيْك فَهُوَ ظُلّة، وَكَذَلِكَ كلُّ مَا أَظَلَّكَ، وَقَول الله جلّ وعزّ فِي صفة أهل النَّار: {الْمُبِينُ لَهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَالِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ ياعِبَادِ فَاتَّقُونِ} (الزمر: 16) . روى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأَعرابي: هِيَ ظُلَلٌ لمن تَحْتَهم وَهِي أَرْضٌ لَهُم، وَذَلِكَ أَن جَهَنَّم أَدْرَاكٌ وأطْباقٌ فبِساطُ هَذِه ظُلَّةٌ لمن تَحْتهم ثمَّ هَلُمَّ جرَّا حَتَّى ينْتَهوا إِلَى القَعْر. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الظَّلِيلَةُ الروضةُ الْكَثِيرَة الحَرجاتِ. وَقَالَ اللَّيْث: والمِظَلَّةُ البُرْطُلَّةُ قَالَ: والظُّلَّة والمِظَلَّةُ سَوَاء وهما مَا يُسْتَظَل بِهِ من الشَّمْس وَيُقَال: مَظَلَّة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الخَيْمة تكون من أَعْوَادٍ تُسَقَّفُ بالثُّمامِ وَلَا تكون الخَيْمةُ من نباتٍ، وَأما المَظَلَّة فَمن ثيابٍ، رَوَاهُ بِفتْح الْمِيم. وَقَالَ اللَّيْث: الإظلالُ: الدُّنُوُّ يُقَال: أَظَلَّكَ فلانٌ، أَي كَأَنَّهُ ألْقى عَلَيْك ظِلَّهُ من قُرْبِه، وأَظَلَّ شهرُ رمضانَ أَي دنا مِنْك، وَيُقَال: لَا يجاوزُ ظِلِّي ظلَّك، قَالَ: ومُلاعِبُ ظِلِّه طائرٌ يُسمى بذلك، وهما مُلاعِبا ظلِّهما وملاعباتُ ظِلِّهن هَذَا فِي لُغَة، فَإِذا جعلتَه نَكرة أخرجتَ الظل على العِدَّة فَقلت: هُنَّ ملاعباتُ أظلالهن. قَالَ ذُو الرمة: دَامِي الأظَلِّ بعيدِ الشَّأْوِ مَهْيُومِ والظِّل شِبْه الخيال من الجنّ. وَقَالَ اللَّيْث: الظَّليلةُ مُسْتَنْقعُ ماءٍ قليلٍ من سيلٍ أَو نَحوه، والجميعُ الظّلائِلُ وَهِي شبه حُفْرةٍ فِي بَطْن مَسيلِ ماءٍ، فَيَنْقَطِع السَّيْل وَيبقى ذَلِك المَاء فِيهَا. وَقَالَ رؤبة: غَادَرَهُنَّ السَّيْلُ فِي ظَلاَئِلاَ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الظُّلْظُلُ: السُّفُن وَهُوَ المَظَلَّة. وَقَالَ أَبُو زيد: من بيُوت الْأَعْرَاب: المِظَلَّةُ وَهِي أعظم مَا يكون من بيُوت الشَّعَر ثمَّ الوَسُوطُ بَعْد المِظلة ثمَّ الخِباء، وَهُوَ أَصْغَر بيُوت الشَّعَر. وَقَالَ أَبُو مَالك: المِظَلَّةُ والخِباء يكون صَغيراً وكَبيراً. قَالَ: وَيُقَال للبيت الْعَظِيم: مِظلة مَطْحَوَّة ومَطْحِيَّة وطَاحِيَةٌ وَهُوَ الضّخْمُ، ومِظَلَّةُ دَوْحَة. وَمن أَمْثَال الْعَرَب: عِلةٌ مَا عِلَّة، أَوْتَارٌ وأَخِلَّه، وعَمَدُ المِظَلَّةُ، أَبْرِزُوا لِصِهْركم ظُلَّة، قالَتْه جَارِيةٌ زُوِّجَتْ فأَبْطأَ بهَا أَهْلُها على زَوْجها، وَجعلُوا يَعْتَلَّون لَهُ بِجَمْعِ أَدَوَاتِ البَيْت فَقَالَت ذَلِك اسْتِحثاثاً لَهُم.

قَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي بابُ سُوءِ المشارَكة فِي اهتمام الرجل بشأن صَاحبه. قَالَ أَبُو عبيد: إِذا أَرَادَ المشكو إِلَيْهِ أَنه فِي نحوٍ مِمَّا فِيهِ صَاحبه الشاكي قَالَ لَهُ: إِن يَدْمَ أَظلُّك فَقَدْ نَقِبَ خُفِّي؛ يَقُول: إِنِّي فِي مثل حالك. وَقَالَ لبيد: بِنَكِيبٍ مَعِرٍ دامِي الأَظَلِّ والأظَلُّ والمَنْسِمُ للبعير كالظُّفْر للْإنْسَان. من قَرَأَ (فِي ظلل على الأرائك) (يس: 56) فَهُوَ جمع ظُلّة، وَمن قَرَأَ فِي (ظِلال) فَهُوَ جمع الظلِّ، وَمِنْه قَوْله: {الْمُبِينُ لَهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَالِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ ياعِبَادِ فَاتَّقُونِ} (الزمر: 16) . وَقَالَ تَعَالَى: {ظِلاًّ ظَلِيلاً} (النِّسَاء: 57) أَي يُظل من الرّيح والحرّ. وَقَالَ ابْن عَرَفَة: ظِلا ظَليلاً. أَي دَائِما طَيِّباً، يُقَال إِنَّه لفي عَيْش ظَليلٍ، أَي طيِّب. قَالَ جرير: وَلَقَد تُسَاعِفُنا الدِّيارُ وعَيْشنا لَو دَامَ ذَاك كَمَا تُحبُّ ظلِيلُ وَمِنْه: {شُعَبٍ لاَّ ظَلِيلٍ وَلاَ يُغْنِى مِنَ اللَّهَبِ} (المرسلات: 31) . {وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالاَْصَالِ} (الرَّعْد: 15) . أَي مُسْتَمِرٌ ظلُّهم، يُقَال: هُوَ جمع الظل وَيُقَال: هُوَ شُخُوصهم. {للهمَّنضُودٍ وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ} (الْوَاقِعَة: 30) يُقَال هُوَ الدَّائِم الَّذِي لَا تنسخه الشَّمْس، وَالْجنَّة كلهَا ظلّ. لظ: رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (ألِظُّوا فِي الدُّعَاء بيا ذَا الْجلَال وَالْإِكْرَام) . قَالَ أَبُو عبيد: أَلِظُّوا يَعْنِي الْزَمُوا، والإلْظَاظُ لُزومُ الشيءِ والمثابرة عَلَيْهِ. يُقَال: أَلْظَظْتُ بِهِ أُلِظُّ إلْظاظاً، وَفُلَان مُلِظٌّ بفلانٍ أَي ملازمٌ لَهُ وَلَا يُفارقه. وَقَالَ اللَّيْث: المُلاَظَّةُ فِي الْحَرْب الْمُوَاظبَة وَلُزُوم الْقِتَال وَرجل مِلْظَاظٌ ومِلَظُّ شديدُ الإبْلاَغِ بالشَّيْء يُلحُّ عَلَيْهِ، وَقَالَ الراجز: عَجِبْتُ والدَّهْرُ لَه لَظِيظُ وَيُقَال: رجل لَظٌّ كَظٌّ، أَي عَسِرٌ مُشَدَّدٌ عَلَيْهِ، والتَّلَظْلُظُ واللَّظْلَظَةُ من قَوْلك: حَيَّةٌ تَتَلَظْلَظُ، وَهُوَ تحريكُها رأْسَها مِن شِدَّة اغْتِيَاظِها؛ وحيةٌ تَتَلظى من شِدة توَقُّدِها وخُبْثها، كَانَ الأصلُ تَتَلَظَّظُ، وَأما قَوْلهم فِي الحرّ: يَتَلَظَّى فَكَأَنَّهُ يَتَلَهَّب كالنار من اللظى. عَمْرو عَن أَبِيه: أَلَظَّ إِذا ألحّ وَمِنْه قَوْله: (أَلِظُّوا بِيا ذَا الْجلَال وَالْإِكْرَام) ؛ وَأنْشد لأبي وجزة: فأبلغ بني سعد بن بكر مِلظَّة رسولَ امرىءٍ بَادِي الْمَوَدَّة نَاصح قيل: أَرَادَ بالمِلظة الرسَالَة، وَقَوله: رَسُول امرىء أَي رِسَالَة امرىء.

باب الظاء والنون

(بَاب الظَّاء وَالنُّون) (ظ ن) ظن: أَبُو عبيد عَن أبي عُبيدة: قَالَ: الظَّن يَقينٌ وشَكٌّ وَأنْشد: ظَنِّي بهم كَعَسَى وهم بِتَنُوفَةٍ يَتَنَازَعُون جَوَائِزَ الأَمْثَالِ يَقُول: اليَقِينُ مِنْهُم كَعسى، وَعَسَى شَكٌّ. وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو عَمْرو: مَعْنَاهُ مَا يُظَنُّ بهم مِن الخَيْرِ فَهُوَ واجبٌ، وَعَسَى من الله واجبٌ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ حِكَايَة عَن الْإِنْسَان: {للهكِتَابيَهْ إِنِّى ظَنَنتُ أَنِّى مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ} (الحاقة: 20) أَي عَلِمْتُ، وَكَذَلِكَ قَوْله: {وَظَنُّو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ} (يُوسُف: 110) أَي عَلِموا يَعْنِي الرُّسلَ، أَن قومَهم قد كَذَّبوهم فَلَا يصدِّقونهم، وَهِي قِرَاءَة ابْن عَامر وَابْن كثير وَنَافِع وَأبي عَمْرو، بِالتَّشْدِيدِ وَبِه قَرأَتْ عَائِشَة، وفسَّرته على مَا ذَكرْنَاهُ. وَقَالَ اللَّيْث: الظَّنِينُ المعادِي، والظَّنِينُ المتَّهم الَّذِي تُظَن بِهِ التُّهْمَة ومصدرُه الظِّنَّة بِالتَّشْدِيدِ، والظَّنون الرجلُ السيِّىءُ الظَّنِّ بِكُل أحد، والظَّنُون الرجلُ الْقَلِيل الخيرِ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي طَالب قَالَ: الظنون الْمُتَّهم فِي عقله، والظنون كل مَا لَا يُوثق بِهِ من مَاء وَغَيره وَيُقَال: عِلْمُه بالشَّيْء ظَنُونٌ إِذا لم يُوثق بِهِ. وَأنْشد أَبُو الْهَيْثَم: كصخرة إذْ تُسَائِلُ فِي مَرَاحٍ وَفِي حَزْمٍ وعلمَهما ظَنُونٌ وَقَول الله جلّ وعزّ: (وَمَا هُوَ على الْغَيْب بظنين) مَعْنَاهُ مَا هُوَ على مَا يُنْبِىءُ عَن الله من علم الْغَيْب بمُتَّهمٍ، وَهَذَا يُروى عَن عليَ. وَقَالَ الْفراء وَيُقَال: (مَا هُوَ على الْغَيْب بظنين) مَا هُوَ بضعيف، يَقُول: هُوَ مُحتَمل لَهُ. والعَربُ تَقول للرجل الضَّعِيف أَو الْقَلِيل الْحِيلَة: هُوَ ظَنُون. قَالَ: وَسمعت بَعْض قُضاعة يَقُول: رُبمَا دَلَّك على الرأْي الظَّنُون، يُرِيد الضعيفَ من الرِّجَال، فإِن يكن معنى ظَنِين ضَعِيف فَهُوَ كَمَا قيل مَاء شَرُبٌ وشَرِيبٌ، وقَرونِي وقَريني وقَرُونَتِي وقَرِينَتي، وَهِي النَّفْسُ والعَزيمةُ. وَقَالَ ابْن سِيرِين مَا كَانَ عَلِيٌّ يُظَنُّ فِي قَتْل عثمانَ، وَكَانَ الَّذِي يُظَنُّ فِي قَتْله غَيره. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَوْله يُظَّنُّ يَعْنِي يُتَّهم، وَأَصله من الظَّن، إِنَّمَا هم يُفْتَعَل مِنْهُ وَكَانَ فِي الأَصْل: يُظْتَنُّ فَثَقُلَتْ الظَّاءُ مَعَ التَّاء فَقُلِبتْ ظاءً مُشدَّدةً حِين أُدْغِمت، وَأنْشد: وَمَا كُلُّ مَن تِظَنُّني أَنا مُعْتِبٌ وَلَا كُلَّ مَا يُرْوَى عليَّ أَقُولُ وَمثله:

باب الظاء والفاء

هُوَ الجوادُ الَّذِي يُعطيك نائِلَهُ عَفْواً ويُظْلم أَحْيَانًا فَيَظَّلِمُ كَانَ فِي الأَصْل: فيظتلم فقُلِبت التاءُ ظاءً وأُدْغمتْ فِي الظَّاء فَشُدِّدتْ. أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة: تَظنَّيْتُ من ظَنَنْتُ، وَأَصله تَظنَّنتُ فكثُرتْ النوناتُ فَقُلبتْ إِحْدَاهمَا يَاء، كَمَا قَالَ: قصَّيتُ أظفاري وَالْأَصْل قصَّصْتُ. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس الْمبرد: الظنين الْمُتَّهم وَأَصله المظنون وَهُوَ من ظَنَنْت الَّذِي يتَعَدَّى إِلَى مفعول وَاحِد تَقول: ظَنَنْت بزيد وظننت زيدا، أَي اتهمت، وَأنْشد لعبد الرحمان بن حسان: فَلَا وَيَمينِ اللَّهِ مَا عَنْ جنايةٍ هجرْتُ ولكنَّ الظنَّين ظنينُ وَمِنْه قَول الله تَعَالَى: (وَمَا هُوَ على الْغَيْب بظنين) أَي مُتَّهم. وَمن حَدِيث عليّ أَنه قَالَ: فِي الدَّيْن الظُّنُونِ، قَالَ: يُزَكِّيه لما مضى، إِذا قَبَضَه. قَالَ أَبو عبيد: الظَّنُون الَّذِي لَا يَدْرِي صاحبُه أَيقضيه الَّذِي عَلَيْهِ الدَّيْن أَم لَا، كأَنَّه الَّذِي لَا يَرْجوه، قَالَ: وَكَذَلِكَ كل أَمر تُطالبُه وَلَا تدْري على أَي شَيْء أَنت مِنْهُ فَهُوَ ظُنون. وَقَالَ الْأَعْشَى فِي الظَّنون وَهِي الْبِئْر الَّتِي لَا يُدْرَى أفيها مَاء أم لَا؟ : مَا جُعِلَ الجُدُّ الظَّنُونُ الَّذِي جُنِّبَ صَوْبَ اللَّجِبِ الماطِرِ أَبُو الْحسن اللِّحياني: فلَان مَظِنَّةٌ من كَذَا ومَئِنَّة أَي مَعْلَمٌ. وَأنْشد أَبُو عبيد: يَسِطُ البُيوتَ لِكَيْ يكون مَظِنَّةً مِن حيثُ تُوضَعُ جَفْنَةُ المسْتَرْفِدِ وَقَالَ ابْن السّكيت: قَالَ الْفراء: الظَّنَونُ مِن النِّسَاء الَّتِي لَهَا شرف تُتَزَوَّجُ، وَإِنَّمَا سمِّيت ظنوناً لِأَن الوَلَد يُرْتَجَى مِنْهَا انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم. (بَاب الظَّاء وَالْفَاء) (ظ ف) ظف، فظ: (مستعملة) . ظف: أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: ظَفَفْتُ قوائمَ البعيرِ وغيرِه أَظُفَّها ظَفّاً إِذا شَدَدْتَها كلَّها وجمعتَها. فظ: أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ أَنه قَالَ: الفَظُّ الخَشِنُ الْكَلَام. قَالَ وَقَالَ لنا أَبُو نصر: الفَظُّ الغَلِيظُ، وأنشدنا: لمَّا رَأينَا مِنْهُمُ مُغْتاظَا تَعْرَفُ مِنْهُ اللُّؤْمَ والفِظَاظَا وَقَالَ اللَّيْث: رجل فَظٌّ ذُو فَظَاظَةٍ، وَهُوَ الَّذِي فِيهِ غِلَظٌ فِي مَنْطِقِه، والفَظَظُ خُشونةٌ فِي الْكَلَام. وَقَالَ غير وَاحِد: الفَظُّ ماءُ الكِرْش يُعْتَصَر

باب الظاء والباء

فَيُشْرَبُ عِنْد عَوزِ المَاء فِي الفَلوات وَبِه شُبِّهَ الرجلُ الفَظَّ لِغِلَظِهِ. وَقَالَ الشَّافِعِي: إنْ افْتَظَّ رجلٌ كَرِشَ بَعِيرٍ غَرَّهُ فاعْتَصَرَ ماءَه وصَفَّاه لم يُجزْ لَهُ أَن يَتَطَهَّرَ بِهِ. وروى سَلمَة عَن الْفراء: الفَظِيظُ ماءُ الفَحْل فِي رَحِمِ الناقةِ، وَأنْشد: حَمَلْنَ لَهَا مياهاً فِي الأدَاوَى كَمَا قد يَحْمِلُ البَيْظُ الفَظِيظَا انْتهى وَالله أعلم. (بَاب الظَّاء والبَاء) (ظ ب) ظب، بظ: (مستعملة) . أمّا ظَبَّ فَإِنَّهُ لم يُستعمل إِلَّا مُكَرَّراً. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الظَّبْظَابُ البَثْرَةُ الَّتِي تخرج فِي وُجوه الملاح، والظَّبْظَابُ أَيْضا كلامُ المُوعِدِ بِشَرَ، وَأنْشد: مُواغِدٌ جَاء لَهُ ظَبْظَابُ قَالَ والمواغِد بالغَيْن المبادِرُ المتَهَدِّدُ. عَمْرو عَن أَبِيه، قَالَ: ظَبْظَبَ إِذا حُمَّ، وظَبظَبَ إِذا صاحَ، وَله ظَبْظَابٌ، أَي جَلَبةٌ، وَأنْشد: جاءتْ مَعَ الصُّبْح لَهَا ظَبَاظِبُ فَغَشِيَ الدَّارَةَ مِنْهَا جالِبُ أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو وَأبي زيد يُقَال: مَا بِهِ ظَبْظَابٌ، أَي مَا بِهِ شيءٌ من الوَجَع. وَقَالَ رؤبة: كأَنَّ بِي سُلاَّ وَمَا بِي ظَبْظَابْ قَالَ: والظَّبظابُ داءٌ يُصيب الْإِبِل وَقيل: هُوَ بَثْرٌ يخرج بِالْعينِ. بظ: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: البَظِيظ السَّمِينُ الناعِم. عَمْرو عَن أَبِيه: أَبَظَّ الرجلُ إِذا سَمِنَ وَقَالَ اللحياني: أنهُ لَفَظٌّ بَظٌّ بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ غَيره: فَظِيظٌ بَظِيظٌ. وَقَالَ اللَّيْث: بَظَّ يَبُظُّ بَظًّا وَهُوَ تَحْرِيك الضَّارب أوتارَه ليُهيِّئها ويُسَوِّيها، والضَّادُ جَائِز فِيهِ. وَفِي بعض النّسخ: فظَّ على كَذَا أَي ألَحَّ عَلَيْهِ، وَهُوَ تَصْحِيف، وَالصَّوَاب: أَلَظَّ عَلَيْهِ إِذا ألحّ. (بَاب الظَّاء وَالْمِيم) (ظ م) مظ: فِي حَدِيث أبي بكر: أَنه مرّ بابنِه عبدِ الرحمان وَهُوَ يُمَاظُّ جَاراً لَهُ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بكر: لَا تُمَاظِّ جارَك فَإِنَّهُ يَبْقَى، ويَذهبُ الناسُ. قَالَ أَبُو عبيد: المُماظَّة المُشَارَّة والمُشاقَّةُ، وشِدَّةُ المُنَازَعةِ مَعَ طُول اللُّزُوم.

يُقَال: ماظَظْتُه أُمَاظُّهُ مِظاظاً ومُماظَّةً. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: المَظُّ رُمَّانُ البَرِّ، وَأنْشد أَبُو الْهَيْثَم لبَعض طَيّىء: وَلَا تَقْنَطْ إِذا حَلّتْ عِظامٌ عليكَ من الْحَوَادِث أَنْ تُشَظَّا وسَلِّ الْهَمَّ عنكَ بِذاتِ لَوْثٍ تَبُوص الحادِيَيْنِ إِذا أَلظَا كأَنَّ بِنَحْرِهَا وبِمِشْفَرَيْها ومَخْلجِ أَنْفِهَا رَاء وَمَظَّا جَرَى نَسْءٌ على عَسَنٍ عَلَيْهَا فَمار خَصِيلُها حَتَّى تَشَظَّى قَالَ: أَلظَّ، أَي ألَحَّ عَلَيْهَا الْحَادِي، قَالَ: والرَّاءُ زَبَدُ الْبَحْر، والمَظُّ دَمُ الْأَخَوَيْنِ، وَهُوَ دَمُ الغَزَال، وعُصارةُ عُروق الأرْطَى وَهِي حُمْرٌ، والأرْطأةُ خَضْراء فَإِذا أكلتها الْإِبِل احْمَرَّتْ مَشافِرُها. وَقَالَ الْهُذلِيّ يذكر الحمُول: يَمَانِيَةٌ أَحْيَالها مَظَّ مَأْبِدٍ وآلِ قَراسٍ صَوْبُ أَسْقِيَةٍ كُحْلٍ عَمْرو عَن أَبِيه: أَمَظَّ إِذا شَتَم وَأَبَظَّ إِذا سَمِن.

أبواب الظاء والراء

بَاب الثلاثي الصَّحِيح من حرف الظَّاء أهملت الظَّاء مَعَ الذَّال والثاء إِلَى آخر الْحُرُوف. (أَبْوَاب الظَّاء وَالرَّاء) ظ ر ل: مهمل. ظ ر ن اسْتعْمل من وجوهه: (نظر) . نظر: قَالَ اللَّيْث: تَقول الْعَرَب: نَظَرَ يَنظُرُ نَظَراً، قَالَ: وَيجوز تَخْفيف الْمصدر، تَحْمِلُه على لفظِ العَامَّةِ من المصادر، قَالَ وَتقول: نَظَرتُ إِلَى كَذَا وَكَذَا من نَظَرِ الْعين، ونَظَرِ الْقلب. وَيَقُول الْقَائِل للمُؤَمَّل يرجوه: إِنَّمَا أَنْظُر إِلَى الله ثمَّ إِلَيْك، أَي إِنَّمَا أتوقع فَضْلَ الله ثمَّ فضلك. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: النَّظْرَةُ الرحمةُ والنظرةُ اللَّمْحَةُ بالعَجَلة. وَمِنْه الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لعليّ: (لَا تُتْبِعُ النظرةَ النظرةَ، فَإِن لَك الأولى ولَيْسَتْ لَك الْآخِرَة) ، قَالَ: والنَّظْرَةُ الهَيْبَةُ. قَالَ بعض الْحُكَمَاء: من لم يَعْمَل نَظَرهُ لم يَعْمَل لِسانُه، وَمَعْنَاهُ: أنَّ النَّظْرةَ إِذا خَرجتْ بإنكار القلبِ عمِلتْ فِي الْقلب وَإِن خرجتْ بإنكار العَيْن دونَ الْقلب، لم تَعْمل، وَيجوز أَن يكون مَعْنَاهُ: إِن لم يعْمل فِيهِ نظرك إِلَيْهِ بالكَراهة عِنْد ذَنْب أذنبه لم يفعل قَوْلك أَيْضا. أَبُو عبيد عَن الْفراء: رجل فِيهِ نَظْرَةٌ أَي شُحُوبٌ. وَأنْشد شمر: وَفِي الْهَام مِنْها نَظْرَةٌ وشُنُوعٌ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: النَّظْرَة: الشُّنْعَةُ والقبحُ، يُقَال: إِن فِي هَذِه الْجَارِيَة لَنَظْرةً إِذا كَانَت قبيحةً. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال: فِيهِ نَظْرةٌ ورَدَّةٌ وجَبْلةٌ، إِذا كَانَ فِيهِ عَيْبٌ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم: أنَّ أَبَا ليلى الْأَعرَابِي قَالَ: فِيهِ رَدَّة أَي يَرْتَدُّ البَصَرُ عَنهُ مِن قُبْحه، وَفِيه نَظْرةٌ أَي قُبْحٌ، وَأنْشد الرياشي: لَقَدْ رَابَني أَنَّ ابنَ جَعْدَةَ بادِنٌ وَفِي جِسْمِ لَيْلَى نَظْرَةٌ وشُحُوبُ وَفِي الحَدِيث: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى جَارِيَة فَقَالَ: (إِن بهَا نَظْرَة فاسْتَرْقُوا لَهَا) . قيل: مَعْنَاهُ أَن بهَا إصابةَ عينٍ من نظر

الجِنِّ إِلَيْهَا وَكَذَلِكَ بهَا سَفْعَة، وَقَول الله جلّ وعزّ: {طَعَامٍ غَيْرَ} (الْأَحْزَاب: 53) . قَالَ أهل اللُّغَة: مَعْنَاهُ غير مُنْتَظِرين بلوغَه وإدراكَه، يُقَال: نظرت فلَانا وانتظرته بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ اللَّيْث: فَإِذا قلت: انتظرت فَلم يُجَاوِزك فِعْلك فَمَعْنَاه: وقفتَ وتمهلتَ. وَقَوله تَعَالَى: {ءَامَنُواْ انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن} (الْحَدِيد: 13) قرىء (انظرونا) و (أنظرونا) بِقطع الْألف، فَمن قَرَأَ أُنظُرونا بِضَم الْألف فَمَعْنَاه انْتظِرونا، وَمن قَرَأَ أَنظِرونا فَمَعْنَاه أَخِّرُونا. وَقَالَ الزّجاج: قيل: إِن معنى أَنْظرونا انْتظرونا أَيْضا. وَمِنْه قَول عَمْرو بن كُلْثُوم: أَبَا هِنْدٍ فَلا تَعْجَلْ علينا وأَنْظِرْنا نُخَبِّرْكَ اليَقِينَا وَقَالَ الْفراء: تَقول الْعَرَب: أَنْظِرْني: أَي انْتَظِرْني قَلِيلا. وَيَقُول الْمُتَكَلّم لمن يُعْجِلُه: أَنْظِرْني أبْتَلعْ ريقي أَي أَمْهِلْني، وَيُقَال: بِعْتُ فُلاناً شَيْئا فأَنْظَرْتُه، أَي أَمْهلتُه، وَالِاسْم مِنْهُ النَّظِرةُ. وَقَالَ اللَّيْث يُقَال: اشتريْتُه مِنْهُ بِنَظِرة وبإِنْظار. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} (الْبَقَرَة: 280) أَي إنظار، واستنظر فُلانٌ فُلاناً من النَّظِرَة، والتَّنَظُّر تَوقُّعُ الشَّيْء، والمناظرة أَن تُناظِر أَخَاك فِي أَمر إِذا نظرتما فِيهِ مَعًا كَيفَ تأتيانه؟ والمَنْظَرَة مَنْظَرُ الرجل إِذا نظرت إِلَيْهِ فأعجبك أَو ساءك وَتقول: إِنَّه لذُو مَنْظَرةٍ بِلَا مَخْبَرة. قَالَ والمنْظَرة مَوْضعٌ فِي رَأس جَبل فِيهِ رَقيبٌ يَنْظُر العَدوَّ ويحرُسُه، والمنْظَر مصدرُ نَظَر، والمنْظرُ الشيءُ الَّذِي يُعجِبُ النَّاظر إِذا نظر إِلَيْهِ فَسَرَّهُ. وَتقول: إِن فلَانا لفي مَنْظَرٍ ومُسْتَمعٍ وَفِي رِيَ وَمَشْبَعٍ أَي فِيمَا أحَبّ النّظر إِلَيْهِ وَالِاسْتِمَاع. وَيُقَال: لقد كنتُ عَن هَذَا الْمقَام بِمَنْظرٍ أَي بمَعْزِلٍ فِيمَا أَحْبَبْت. وَقَالَ أَبُو زُبيْد يُخَاطب غُلَاما لَهُ قد أَبَق فَقُتِلَ: لقد كنتَ فِي مَنْظَرٍ ومُسْتَمَعٍ عَن نَصْرِ بَهْراءَ غيرَ ذِي فَرَس وَتقول الْعَرَب: إنَّ فلَانا لشديد النَّاظر إِذا كَانَ بَرِيئًا من التُّهْمَة، ينظر بملء عَيْنَيْهِ، وشديد الْكَاهِل أَي منيع الْجَانِب. قَالَ: ونَظارِ كقوْلِكَ انْتَظِرْ، اسْم وُضع مَوضع الأمْرِ، ونَاظِرُ الْعين النُّقطةُ السَّوْدَاء الصَّافية الَّتِي فِي وسط سَواد الْعين، وَبهَا يَرَى النَّاظر مَا يَرَى. وَقَالَ غَيره: الناظِرُ فِي الْعين كالمِرْآة إِذا استَقْبلتَها أبصرتَ فِيهَا شَخْصَك.

الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت قَالَ: النَّاظِران عِرقان مُكْتَنِفا الأنْفِ وَأنْشد: وأَشْفِي مِن تَخَلُّجِ كلِّ جِنَ وأَكْوِي النَّاظِرَيْن مِن الخُنَانِ وَقَالَ الآخر: وَلَقَد قَطَعْتُ نَواظِراً وحَسَمْتُها مِمّن تَعَرَّض لِي من الشُّعَراءِ وَقَالَ أَبُو زيد: هما عِرقان فِي مَجْرى الدَّمع على الأَنف من جَانِبَيْهِ. وَقَالَ اللَّيْث: فلَان نظيرُك أَي مِثْلُك لِأَنَّهُ إِذا نَظَرَ إِلَيْهِمَا الناظرُ رآهما سَوَاء، قَالَ: والتَّأْنِيثُ النَّظِيرةُ، والجميع النَّظَائِر فِي الْكَلَام والأشياء كلهَا. قَالَ: ومَنْظُورٌ اسْم رجل، والمنظور الَّذِي يُرْجَى خَيره. وَيُقَال: مَا كَانَ هَذَا نظيراً لهَذَا، وَلَقَد أنْظَرَ بِهِ وَمَا كَانَ خَطِيراً، وَلَقَد أَخْطَرَ بِهِ، والمنْظورُ أَيْضا الَّذِي أَصَابَتْه نَظْرةٌ، ونظيرُك أَيْضا الَّذِي يُناظِرك وتُناظِرهُ. وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود: لقد عرفتُ النَّظَائِر الَّتِي كَانَ رَسُول الله يقوم بهَا، عشْرين سُورَة من المفصَّل يَعْنِي سُوَر المفصَّل، سميت نَظَائِر لاشتِباه بعضِها بِبَعْض فِي الطول، وَقَول عَدِي: لم تُخطِىء نِظارتي، أَي فِراستي. وَقَول الله جلّ وعزّ: {الاَْخِرَةَ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا} (الْقِيَامَة: 22، 23) ، الأولى بالضاد والأخيرة بالظاء. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: نَضِرتْ بنعيم الْجنَّة والنَّظر إِلَى ربّها. قَالَ الله جلّ وعزّ: {) يَنظُرُونَ تَعْرِفُ فِى وُجُوهِهِمْ} (المطففين: 24) . قلت: وَمن قَالَ: إنَّ مَعْنى قَوْله: إِلَى ربِّها ناظرة بِمَعْنى مُنْتظِرة، فقد أَخطَأ لِأَن العربَ لَا تَقول: نظرتُ إِلَى الشَّيْء بِمَعْنى انْتظرتُه، إِنَّمَا تَقول: نظرتُ فلَانا أَي انتظرته وَمِنْه قَول الحطيئة: وَقد نَظَرتكُمُ أَبْنَاءَ صَادِرَةٍ لِلْوِرْدِ طَال بهَا حَوْزِي وتَنْساسِي فَإِذا قلت: نظرتُ إِلَيْهِ لم يكن إِلَّا بِالْعينِ، وَإِذا قلت: نظرتُ فِي الْأَمر احْتمل أَن يكون تفكُّراً، وتَدَبُّراً بِالْقَلْبِ. سَلمَة عَن الْفراء يُقَال: فلانٌ نَظُورَةُ قومه ونَظِيرةُ قومه، وَهُوَ الَّذِي يَنْظُر إِلَيْهِ قومه يتَمثَّلون مَا امتثله، وَكَذَلِكَ هُوَ طرِيقتُهم بِهَذَا الْمَعْنى. وَيُقَال: نَظِيرةُ القومِ وشَيِّفتُهم: أَي طَلِيعَتُهم، وفَرسٌ نظارٌ إِذا كَانَ شَهْماً طامحَ الطَّرْف حَديدَ الْقلب. وَقَالَ الراجز: نأْيُ المعدَّين وأَيّ نَظَار قَالَ أَبُو نخيلة: يتبعن نَظَّارَّيةً لم تُهْجَمِ نظَّاريَّةٌ: ناقةٌ نجيبةٌ من نِتاج النظَّار وَهُوَ

فَحل مُنْجبٌ من فحول الْعَرَب. وَقَالَ جرير: والأرحَبِيُّ وجَدُّها النَّظَّارُ لم تُهجَمْ: لَم تُحلَبْ. وَقَالَ الزُّهْرِيّ: لَا تُناظِرْ بِكِتَاب الله وَلَا بِكَلَام رسولِ الله. قَالَ أَبُو عبيد: أَرَادَ لَا تجْعَل شَيْئا نَظيراً لِكتاب الله وَلَا لكَلَام رَسُول الله، يَقُول: لَا تتبَّع قولَ قائلٍ مَنْ كَانَ وتدعهما لَهُ. قَالَ أَبُو عبيد: وَيجوز أَيْضا مِن وجهٍ آخر، أَن تجعلهما مَثلاً لِلشيء يُعرضُ مثل قَول إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ: كَانُوا يكْرهُونَ أَن يذكرُوا الْآيَة عِنْد الشَّيْء يَعْرِض من أَمر الدُّنْيَا. كَقَوْل الْقَائِل للرجل إِذا جَاءَ فِي الْوَقْت الَّذِي يُرِيد صَاحبه: جئتَ على قَدَرٍ يَا مُوسَى، هَذَا وَمَا أشبهه من الْكَلَام. وَحكى ابنُ السّكيت عَن امْرَأَة من الْعَرَب أَنَّهَا قَالَت لزَوجهَا: مُرَّ بِي على بَنِي نَظَرِي وَلَا تَمُرَّ بِي على بنَاتٍ نَقَرِي، أيّ مُرَّ بِي على الرِّجَال الَّذين نظرُوا إليَّ لم يَعيبُوني من وَرائي، وَلَا تَمرَّ بِي على النِّسَاء اللواتي يُنقِّرْن عَن عُيوب مَن مَرَّ بهنَّ. وَالْعرب تَقول: دَاري تَنْظُر إِلَى دَار فلَان، ودُورُنا تَناظَرُ، إِذا كَانَت مُتحاذِيةً، وَيُقَال للسُّلْطَان إِذا بَعَث أَميناً يَسْتَبْرِىء أمْرَ جماعةِ قريةٍ: بعث نَاظرا. وَقَالَ الأَصمعيّ: عددتُ إبل فلَان نَظَائِر أَي مَثْنى مَثْنى، وعددتُها جَماراً إِذا عَدَدْتَها وأنتَ تنظرُ إِلَى جماعتها. وَقلت: قَوْله تَعَالَى: {فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} (الْأَعْرَاف: 129) أَي يرى مَا يكون مِنْكُم فيجازيكم على مَا يَشَاء، هَذِه مِمَّا قد علم غيبه قبل وُقُوعه، فقد رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُم تنْظرُون وَأَنْتُم بُصَرَاء وَلَا عِلّةَ بكم؛ وَقَوله: {إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ} (فاطر: 43) ، أَي هَل ينتظرون إِلَّا نزُول الْعَذَاب بهم؛ وقَوله: {انظُرْنَا} (الْبَقَرَة: 104) أَي ارْقُبنا وانتظِرْ مَا يكون منا. ظ ر ف اسْتعْمل من وجوهه: ظفر، ظرف. (ظرف) : أَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: يُقَال إِنَّك لغضيض الطَّرفِ نقي الظَّرف، قَالَ: الظّرْف دعاؤه بقول: لست بخائن. قَالَ اللَّيْث: الظرْفُ مَصْدر الظريف وَقد ظَرُفَ يَظْرُف وهم الظرفاء وَتقول: فِتْيَةٌ ظروف أَي ظرفاء، وَهَذَا فِي الشّعْر يحسُن، ونِسْوة ظِراف وظَرائف. وهُوَ البراعةُ وذكاءُ الْقلب، وَلَا يُوصف بِهِ السَّيِّد وَلَا الشَّيْخ إِنَّمَا يُوصف بِهِ الفِتْيانُ الأَزْوَالُ والفَتَيَات الزَّوْلاتُ وَيجوز فِي الشّعْر فِي مصدره الظَّرافَة. أَبُو بكر: قَالَ الْأَصْمَعِي وَابْن الْأَعرَابِي:

الظريف البليغ الْجيد الْكَلَام، وَقَالا: الظّرْف فِي اللِّسَان واحتجا بقول عمر: إِذا كَانَ اللص ظريفاً لم يُقْطَعْ مَعْنَاهُ، إِذا كَانَ بليغاً جيد الْكَلَام احتجَّ عَن نَفسه بِمَا يُسقط عَنهُ الْحَد، وَقَالَ غَيرهمَا: الظريف الْحسن الْوَجْه والهيئة. وَقَالَ الْكسَائي: الظّرْف يكون فِي الْوَجْه وَاللِّسَان يُقَال: لِسَان ظريف وَوجه ظريف، وَأَجَازَ مَا أظْرف لِسانُه، أظرفُ أم وجْهُهُ؟ فِي الِاسْتِفْهَام. قَالَ اللَّيْث: والظرف وِعاءُ كل شَيْء حَتَّى إِن الأبريق ظرف لما فِيهِ، والصفاتُ فِي الْكَلَام الَّتِي تكون مَوَاضِع لغَيْرهَا تسمى ظروفاً من نَحْو أمامَ وقُدّامُ، وَأَشْبَاه ذَلِك تَقول: خَلْفك زيدٌ، إِنَّمَا انْتَصَبَ لِأَنَّهُ ظَرْف لما فِيهِ، وَهُوَ مَوضِع لغيره وَقَالَ غَيْرُه من النَّحْوِيين: الْخَلِيل يُسمِّيها ظُروفاً، وَالْكسَائِيّ يُسمِّيها المَحَالَّ، والفراءُ يسميها الصِّفات وَالْمعْنَى وَاحِد، وَروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الظّرْفُ فِي اللِّسان والحَلاوة فِي العَيْنَين والمَلاَحَةُ فِي الفَم، والجمالُ فِي الأَنْف، وَقَالَ مُحمد بن يزِيد: الظريفُ مُشْتَقٌ من الظّرْف وَهُوَ الوِعاء كَأَنَّهُ جَعَل الظريفَ وِعاء للأدب ومَكارِم الْأَخْلَاق وَيُقَال: فلَان يَتَظَرَّف وَلَيْسَ بِظَرِيفٍ. ظفر: قَالَ اللَّيْث: الظُّفْر ظُفْر الإصبع وظُفْر الطائِر والجميع الأَظْفار وَجمع الْأَظْفَار أظافير لِأَن أظفار بِوَزْن إِعصار، تَقول: أظافيرُ وأعاصيرُ قَالَ: وَإِن جاءَ ذَلِك فِي الشّعْر جَازَ كَقَوْلِه: حَتَّى تَغَامَزَ رَبَّاتُ الأَخادِيرِ أَرَادَ جمَاعَة الأخدار، والأخدار جمَاعَة الخِدْر، وَلَا يُتكلّم بِهِ بِالْقِيَاسِ فِي كلِّ ذَلِك سَوَاء، غير أَن السّمع آنس فَإِذا ورد على الْإِنْسَان شيءٌ لم يَسمعه مُستعملاً فِي الْكَلَام استوْحَشَ مِنْهُ فنفَرَ، وَهُوَ فِي الْأَشْعَار جَيِّد جائِزٌ، وَيُقَال للرجل: إِنَّه لمَقْلُوم الظُّفْر عَن أَذَى النَّاس، إِذا كَانَ قَليلَ الأَذِيَّة لَهُم، وَيُقَال للمَهِينِ الضّعيفِ: إِنَّه لَكَلِيلُ الظُّفرُ لَا يَنْكِي عَدُوّاً، وَقَالَ طَرَفة: لسْتُ بالفَانِي وَلَا كَلِّ الظُّفُر وَيُقَال: ظَفَرَ فلانٌ فِي وَجه فلَان إِذا غَرَزَ ظُفْره فِي لَحْمه فَعَقَره، وَكَذَلِكَ التَّطْفِيرُ فِي القِثَّاء والبِطِّيخ والأشياءِ كلهَا، والأَظفارُ شَيْء من العِطْر أسودُ شَبيه بظُفْرٍ مُقتَلَفٍ من أَصله يُجْعل فِي الدُّخْنَة وَلَا يُفْرَدُ مِنْهُ الواحدُ، وَرُبمَا قَالَ بَعضهم: أَظْفَارةٌ واحدةٌ، وَلَيْسَ بجائزٍ فِي الْقيَاس ويجمعونها على أَظَافِير، وَهَذَا فِي الطِّيبِ وَإِذا أُفْرِدَ شيءٌ من نَحْوهَا يَنْبَغِي أَن يكُون ظُفْراً وفُوهاً وهم يَقُولُونَ: أَظفارٌ وأظافيرٌ وأفواهٌ وأَفاويهُ لهذين العِطرين، والظَّفَرةُ جُلَيْدة تُغشِّي العينَ تنبُتُ من تِلقاء المأْقِ،

وَرُبمَا قُطِعَتْ، وإنْ تُركتْ غَشِيَتْ بصرَ الْعين حَتَّى يَكِلَّ وَيُقَال: ظُفِرَ فلانٌ فَهُوَ مَظْفور، وَعين ظَفِرةٌ وَقد ظفِرتْ عينُه. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: ظَفِرت العينُ إِذا كَانَ بهَا ظَفَرَة، وَهِي الَّتِي يُقَال لَهَا: ظَفَرَةٌ وظُفْرٌ. ابْن بُزُرْجَ: ظَفِرتْ عينُه وظَفَرتْ سَوَاء وَهِي الظَّفَارَةُ، وَأنْشد أَبُو الْهَيْثَم: مَا القولُ فِي عُجَيِّزٍ كالحُمرَة بِعَيْنِها من البُكاء ظَفَرَة حَلَّ أبْنُها فِي السِّجْنِ وَسْط الكَفَرَة شمر عَن الْفراء: الظَّفَرَةُ لَحْمَةٌ تَنْبُتُ فِي الحَدَقة. وَقَالَ غَيره: الظّفرة لحم ينْبت فِي بَيَاض الْعين، وَرُبمَا جلّل الحدقة. وَقَالَ اللَّيْث: الظَّفَرُ الفوْزُ بِمَا طلبتَ والفَلَجُ على من خاصمتَ، وَتقول: ظَفَّرَ اللَّهُ فُلاناً على فلانٍ، وَكَذَلِكَ أَظْفَرَه اللَّهُ وظَفِرْتُ بِهِ فَأَنا ظافِرٌ بِهِ وَهُوَ مَظْفور بِهِ. وَتقول: أظْفَرني الله بِهِ، وَفُلَان مُظَفَّر لَا يَؤُوب إِلَّا بالظَّفَر فَثُقِّلَ نَعْتُه لَلكثرة والمبالغةِ وَإِن قيل: ظَفَّرَ اللَّهُ فلَانا أَي جَعَله مُظَفَّراً جَازَ وَحسن أَيْضا، وَتقول: ظَفَّرَهُ عَلَيْهِ أَي غَلَّبَه عَلَيْهِ وَذَلِكَ إِذا سُئِل أيُّهما أظْفَرُ فأَخْبَرَ عَن واحدٍ غَلَبَ الآخرَ فقد ظَفَّرهُ. أَبُو زيد: يُقَال: مَا ظَفَرَتْك عَيْنِي منذُ حِين أَي مَا رأَتْكَ مُنْذُ حِين، وَكَذَلِكَ مَا أَخَذَتْك عَيْني مُنْذُ حِين. أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: إِذا طلع النَّبتُ قِيل: قد ظَفَّر تَظْفيراً، قلت: وَهُوَ مَأْخُوذ من الْأَظْفَار. ابْن الكسيت يُقَال: جَزْعٌ ظَفَارِيٌّ مَنْسُوب إِلَى ظَفَار، اسْم مَدِينَة بِالْيمن، وَمِنْه قَوْلهم: من دَخَل ظَفَارِ حَمَّرَ أَي تَعَلَّم الحِمْيَرِيَّة. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: فِي السِّيَةِ الظُّفْرُ وَهُوَ مَا وَرَاءَ مَعْقِدِ الوَتَر إِلَى طَرَف القَوْس. وَقَالَ غَيره يُقَال للظُّفْرِ: أُظْفُورٌ وَجمعه أَظافيرُ وَأنْشد فَقَالَ: مَا بَيْن لُقْمتها الأُولى إِذا ازْدَرَدَتْ وبَيْنَ أخْرَى تَليها قِيسُ أُظْفُورِ وَقَالَ ابْن بُزُرْجَ: تظافر القومُ عَلَيْهِ، وتظافروا وتظاهروا بِمَعْنى وَاحِد، وَقَول الله جلّ وعزّ: {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِى ظُفُرٍ} (الْأَنْعَام: 146) دخل فِي ذِي الظُّفْر ذواتُ المناسِم من الْإِبِل والنَّعَم لِأَنَّهَا كلهَا كالأظفار لَهَا. ظ ر ب ظرب، بظر: (مستعملة) . (ظرب) : فِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء: (اللَّهُمَّ على

الآكام والظِّرَابِ وبطون الأودية والتِّلال) . أَبُو عبيد قَالَ: الظِّرابُ الروابي الصِّغار، وَاحِدهَا ظَرِب. وَقَالَ اللَّيْث: الظَّرِب من الْحِجَارَة مَا كَانَ أَصله نَاتِئاً فِي جبل أَو أَرض حَزْنة، وَكَانَ طَرَفُه النَّاتِىءُ محدَّداً، وَإِذا كَانَ خِلْقَةُ الجَبل كَذَلِك سمي ظَرِباً وَقَالَ رؤبة: شَدّاً يُشَظِّي الجَنْدَلَ المْظَرَّبَا وَقَالَ الآخر: إنَّ جَنْبِي عَن الفِراش لنابٍ كتجافِي الأسَرِّ فَوقَ الظِّرابِ وَكَانَ عَامر بن الظَّرِب مِن فُرسان بني حِمَّان بن عبد العزَّى. وَقَالَ الْمفضل: المُظَرَّب الَّذِي قد لَوَّحته الظِّراب. وَقَالَ غَيره: ظُرِّبَتْ حوافرُ الدَّابَّة تَظْرِيباً فَهِيَ مُظَرَّبة إِذا صَلُبَتْ واشتدتْ. وَقَالَ أَبُو مَالك فِي قَول لبيد يصف فرسا: وَمُقَطِّعٍ حَلَقَ الرِّحَالةِ سابِحٍ بادٍ نَواجِذُه عَن الأظْرَابِ قَالَ: يُقطِّع حَلَقَ الرِّحالة بوثُوبِه وتبدو نَوَاجذه إِذا وَطِىءَ على الظراب أَي كَلَح، يَقُول: هُوَ هَكَذا وَهَذِه قوّتُه. شمر عَن ابْن شُمَيل: الظَّرِبُ أَصْغَر الأكام وأحَدُّه حَجَراً، لَا يكون حَجَرُه إِلَّا ظُرَراً أبيضُه وأسودُه، وكلُّ لون، وَجمعه أَظْرابٌ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الظَّرِبَاءُ مَمْدُود على فَعِلاء دَابَّة شِبْهُ القِرْد. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: هُوَ الظَّرِبَانُ بالنُّون، وَهُوَ على قَدْرِ الهِرِّ وَنَحْوه. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: هِيَ الظَّرِبَى مَقْصُور والظَّرِباء مَمْدُود لَحْن، وَأنْشد قَول الفرزدق: فَكَيْفَ تُكَلِّمُ الظَّرِبَى عَلَيْها فِراءُ اللُّؤْمِ أَرْباباً غِضَابَا قَالَ: الظَّرِبَى جمعٌ فِي غير معنى التَّوْحيد. قلت: وَقَالَ اللَّيْث: هِيَ الظِّرِبَى مقصورٌ كَمَا قَالَ أَبُو الْهَيْثَم، وَهِي الصوابُ. ورَوَى شمر عَن أبي زيد: هُوَ الظَّرِبانُ وَهِي الظَّرابِيُّ بِغَيْر نون وَهِي الظِّرْبَى، الظاءُ مكسورةٌ والرَّاءُ جَزْمٌ والبَاءُ مَفْتُوحةٌ وَكِلَاهُمَا جِمَاعٌ وَهِي دابَّةٌ شَبِيهَةٌ بالقِرْد، وَأنْشد: لَو كنت فِي نارِ جَحِيمٍ لأَصْبَحَتْ ظَرابِيُّ من حِمَّان شَتَّى تُثِيرُها قَالَ أَبُو زيد: والأُنْثى ظَرِبَانَةٌ. وَقَالَ البعيث: سَوَاسِيَةٌ سُودُ الوُجوهِ كَأَنَّهم ظَرَابِيُّ غِرْبَانٍ بمجْرُودَةٍ مَحْلِ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: من أمثالهم: هما يَتَمَاشَنَانِ جِلْد الظَّرِبان، أَي

أبواب الظاء واللام

يتشاتمان، والمَشْنُ مَسْحُ الْيَدَيْن بالشَّيْء الخَشِن. وَقَالَ الْمُنْذِرِيّ: سَمِعت أَبَا الْهَيْثَم يَقُول: يُقَال: هُوَ أَفْسَى من الظَّرِبانِ، وَذَلِكَ أَنَّهَا تَفْسُو على بَاب جُحْر الضَّبِ حَتَّى يخرجَ فيصادَ. وَفِي الحَدِيث: إِذا غَسَقَ الليلُ على الظِّراب، وَاحِدهَا ظَرِب، وَهُوَ من صِغار الْجبَال، وَإِنَّمَا خصّ الظراب لِقِصَرها، فَأَرَادَ أَنَّ ظُلمته تقرب من الأَرْض. بظر: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: البُظْرَةُ نُتُوءٌ فِي الشَّفَةِ، وتصغيرها بُظَيْرةٌ، قَالَ: والبَظْرة بِسُكُون الظَّاء حَلْقَةُ الخاتَم بِلَا كُرْسِيَ، وتصْغيرُها بظَيْرةٌ أَيْضا. قَالَ: والبُظَيْرة تَصْغِير البَظْرَةِ وَهِي الفليلةُ من الشَّعَر فِي الإبْط يَتَوانى الرجل عَن نَتْفها، فَيُقَال: تَحت إبطه بُظَيْرةٌ قَالَ: والبَضْرُ بالضاد نَوْفُ الْجَارِيَة قبل أَن تُخْفَض. وَقَالَ الْمفضل: مِن العربِ مَن يُبدِلُ الظَّاء ضاداً فَيَقُول قد اشْتَكَى ضَهْري بِمَعْنى ظَهْري، وَمِنْهُم مَن يُبدل الضادَ ظاءً فَيَقُول: قد عَظَّت الحربُ بني تَمِيم. اللَّيْث عَن أبي الدقيش: امرأةٌ بِظْرِيرٌ وَهِي الصَّخَّابة الطويلةُ اللِّسَان، وروى بَعضهم: بطرير لِأَنَّهَا قد بَطِرَتْ وأشِرَت. قَالَ: وَقَالَ أَبُو خيرة: امْرَأَة بِظْرِيرٌ: شُبِّه لسانُها بالبَظْرِ. وَقَالَ اللَّيْث: قَول أبي الدقيش: أَحَبُّ إِلَيْنَا وبَظْرُها مَعْرُوف وَقَالَ: يُقَال: فلَان يُمِصُّ فلَانا ويُبظِّرُه وَامْرَأَة بَظْراء والجميع بُظْرٌ والبَظَر الْمصدر من غير أَن يُقَال: بَظِرتْ تَبْظَرُ، لِأَنَّهُ لَيْسَ بحادث وَلكنه لَازم، وَرجل أَبْظَرُ فِي شَفَته العُليا طولٌ مَعَ نُتُوء وَسطهَا. وَرُوِيَ عَن عليّ أَنه أُتِيَ فِي فَرِيضَة وَعِنْده شُرَيْحٌ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: مَا تَقول فِيهَا أيُّها العَبْد الأبْظَرُ؟ وَيُقَال لِلَّتي تخْفض الْجَوَارِي: مُبَظِّرةٌ. وَقَالَ اللحياني: يُقالُ لِلْبَظْرِ: البُظَارَةُ والبَيْظَرُ والبُنْظُرُ والكَيْنُ والرَّفْرَفُ والنَّوْفُ. قَالَ: وَيُقَال للناتىء فِي أَسْفَل حَيَاءِ النَّاقة البُظارة أَيْضا. ظ ر م: مهمل. (أَبْوَاب الظَّاء وَاللَّام) ظ ل ن: مهمل. ظ ل ف ظلف، لفظ: (مستعملة) . (ظلف) : قَالَ اللَّيْث: الظِّلْفُ: ظِلْفُ الْبَقَرَة وَمَا أشبههَا ممَّا يَجْتَرُّ وَهُوَ ظُفْرها. وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: رِجْلُ الْإِنْسَان وقَدمُه وحافرُ الْفرس وخُفُّ البَعير والنَّعامةِ وظِلْفُ البقرةِ والشاةِ.

وَقَالَ اللَّيْث: يُستعارُ الظِّلْفُ للخيل وَأنْشد قَول عَمْرو بن معديكرب: وخَيْلٍ تَطأْكم بأَظْلافِها وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي طَالب عَن الْفراء: قَالَ تَقول الْعَرَب: وَجَدَتْ الدابةُ ظِلْفَها، يُضرب مَثَلاً للَّذي يَجدُ مَا يُوافِقه وتكونُ فِيهِ إرادتُه، من النَّاس والدوابّ. قَالَ الْفراء: الظَّلَفُ من الأَرْض تَسْتَحِبُّ الخيلُ العَدْوَ عَلَيْهَا، وَأَرْض ظَلِفَةٌ لَا يَسْتَبِينُ المشيُ عَلَيْهَا من لِينِها. وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن الطُّوسِي عَن الخراز عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: الظَّلَفُ مَا غَلُظَ من الأَرْض وَأنْشد لِابْنِ الأحْوَص: أَلَمْ أَظْلِفْ عَن الشُّعراء عِرْضِي كَمَا ظُلِفَ الوَسِيقَةُ بالكُراعِ قَالَ: هَذَا رجلٌ سَلَّ إبِلا فَأخذ بهَا فِي كُرَاعٍ من الأَرْض لِئَلَّا تَسْتَبِينَ آثارُها فَتُتَّبَع، قلت: جَعَل الفرَّاءُ الظَّلَفَ مَا لَان من الأَرْض، وجَعَلها ابْن الْأَعرَابِي مَا غَلُظَ من الأَرْض، وَالْقَوْل قَول ابْن الأعرابيّ، الظَّلَفُ من الأَرْض مَا صَلُب فَلم يُؤَدِّ أثرا، وَلَا وُعوثَةَ فِيهَا فيشتدُّ على الْمَاشِي المشيُ فِيهَا، وَلَا رَمْلَ فَتَرْمَضُ فِيهَا النَّعَم، وَلَا حجارةَ فتحْفَى فِيهَا، وَلكنهَا صُلْبَةُ التُّربة لَا تُؤَدِّي أثرا. وَرُوِيَ عَن شمر لِابْنِ شُمَيْل فِيمَا قَرَأت بِخَطِّهِ: الظَّلِفَةُ الأَرْض الَّتِي لَا تَتَبَيَّنُ فِيهَا أثرا، هِيَ قُفٌّ غليظُ، وَهِي الظَّلَفُ. وَقَالَ يزِيد بن الحكم يصف جَارِيَة: تَشْكُو إِذا مَا مَشَتْ بالدِّعْصِ أَخْمَصَها كأَنَّ ظَهْرَ النَّقا قُفٌّ لَهُ ظَلَفُ قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أَظْلَفَ الرجلُ إِذا وَقع فِي موضعٍ صُلْبٍ، وَأنْشد بيتَ عَوْف بن الْأَحْوَص: أَلم أَظْلِفْ عَنْ الشُّعراء عِرْضِي قَالَ: وسارقُ الْإِبِل يحْمِلُها على أَرض صُلْبة لِئَلَّا يُرى أَثَرُها، والكُرَاعُ من الحرَّة مَا استطال. قَالَ: وَقَالَ الْفراء: أَرض ظَلِفٌ وظَلِفَةٌ إِذا كَانَت لَا تُؤَدِّي أثرا، كَأَنَّهَا تمنع من ذَلِك. وَمِنْه يُقَال: ظَلَفَ الرجلُ نفسَه عَمَّا يَشِينُها إِذا مَنَعها. وَقَالَ غَيره: الأُظْلُوفَة من الأَرْض القِطْعَةُ الحزْنَةُ الخَشِنَةُ، وَهِي الأَظاليفُ، وَمَكَان ظَلِيفٌ حَزْنٌ خَشِنٌ، قَالَ: والظَّلْفَاءُ صَفَاةٌ قد اسْتَوَت من الأرضِ مَمْدودةً، قَالَ: وَيُقَال: أَقَامَهُ الله على الظَّلَفَاتِ، أَي على الشِّدَّةِ والضِّيق. وَقَالَ طُفَيْل الغَنَويّ: هُنالِك يَرْويها ضَعِيفي وَلم أُقِمْ على الظَّلَفَاتِ مُقْفَعِلَّ الأنَامِل ورُوي عَن عمر بن الْخطاب أَنه قَالَ

لراعي غنمه: عليكَ الظَّلَفَ من الأَرْض لَا تُرَمِّضْها، قلت: أَمَره بِأَن يَرْعاها فِي صَلاباتِ الأَرْض لِئَلَّا تَرْمَضَ فَتَتْلَفُ أظْلافُها، لِأَن الشَّاءَ إِذا رُعيتْ فِي الدِّهاسِ وحَمِيتْ الشمسُ عَلَيْهَا أَرْمَضَتْها، والصَّيَّادُ فِي الباديةَ يلْبس مِسْمَاتَيْهِ وهما جَوْرَباه فِي الهاجِرة الحارَّة فَيثيرُ الوحشَ عَن كُنُسِها، فَإِذا مَشَتْ فِي الرَّمْضاءِ تساقَطَتْ أظلافُها، وَأَخذهَا المُسْتَمِي وَيُقَال لَهُم: السُّمَاةُ واحدُهم سَامٍ. وَقَالَ اللَّيْث: الظَّلِفَةُ طَرَفُ حِنْو القَتَبِ وحِنوِ الإكافِ، وَأَشْبَاه ذَلِك مِمَّا يَلِي الأَرْض من جوانبها، قَالَ: والظَّلِيفُ الذَّليلُ السَّيِّىءُ الْحَال فِي معيشته، وَقَالَ: ذهب بِهِ مَجَّاناً وظَليفاً إِذا أَخَذَه بِغَيْر ثمنٍ، وَأنْشد: أَيَأْكُلُها ابنُ وَعْلَةَ فِي ظَلِيفٍ ويَأْمَنُ هَيْثَمٌ وابْنَا سِنانِ عَمْرو عَن أَبِيه، قَالَ: الظِّلْفُ الْحَاجة، والظِّلْفُ المتابَعَةُ فِي المَشي. وَغَيره، وَيُقَال: جاءَتْ الْإِبِل على ظِلْفٍ وَاحِد، قَالَ: والظِّلْفُ الباطلُ، والظِّلْفُ المُبَاحُ. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: ذهب دَمُه ظَلْفاً وظَلَفاً بالظَّاء والطَّاء مَعْنَاهُ هَدْراً. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: أخذتُ الشيءَ بظَلِيفتِه إِذا لم يَدَعْ مِنْهُ شَيْئا. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: غَنَمُ فلانٍ على ظِلْفٍ وَاحِد، وَقَالَ مرّة: على ظَلَفٍ إِذا ولدتْ كُلَّها. أَبُو عبيد عَن أبي زيد قَالَ: وَفِي الرَّحْلِ الظّلِفَاتُ، وَهِي الخَشَبَاتُ الْأَرْبَع اللواتي يَكُنَّ على جَنْبَيْ البَعير. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: مِثْلُه. قَالَ أَبُو زيد: وَيُقَال لأعلى الظَّلِفَتَيْن مِمَّا يَلي العَرَاقِيَ العَضُدَان وأسفلهما الظَّلِفَتَان، وهما مَا سَفَل من الحِنْوَيْنِ الواسط والمُؤْخِرة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: ذَرَّفْتُ على السِّتين وظَلَّفْتُ ورَمَّدْتُ وطَلَّفْتُ ورَمَّثْتُ، كل هَذَا إِذا زِدْتَ عَلَيْهَا. وَفِي (النَّوَادِر) : أَظْلَفْتُ فلَانا عَن كَذَا وَكَذَا وظَلَّفْتُه وشَذَّيْتُهُ وأَشْذَيْتُهُ إِذا أَبْعَدْتَه عَنهُ. لفظ: قَالَ اللَّيْث: اللَّفْظ أَنْ تَرمِيَ بشيءٍ كَانَ فِي فِيك، وَالْفِعْل لَفَظَ يَلْفِظ لَفْظاً، وَالْأَرْض تَلْفِظُ الميتَ إِذا لم تَقْبَلهْ، ورَمَتْ بِهِ، والبحرُ يَلْفِظُ الشَّيْء، يَرْمِي بِهِ إِلَى السَّاحِل، وَالدُّنْيَا لافِظَةٌ ترمي بمنْ فِيهَا إِلَى الْآخِرَة، وكل طَائِر يَزُنُّ أنثاه، فَهُوَ لافظة، وَمن أمثالهم: أسْخَى من لافِظَةٍ يعنون الدِّيكَ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد يُقَال: فلانٌ أسْخَى من لافظةٍ، يُقَال: أَنَّهَا الرَّحَى سُمِّيت بذلك لِأَنَّهَا تَلْفِظُ مَا تَطْحَنُه، وَيُقَال: أَنَّهَا

العَنْزُ، وَجُودُها أَنَّهَا تُدْعى للحَلَب وَهِي تَعْتَلِف فَتُلقِي مَا فِي فِيها وتُقْبل إِلَى الحالب لتُحْلَبَ وَهَذَا التَّفْسِير لَيْسَ عَن أبي زيد. قلت: واللَّفْظُ لفظ الْكَلَام. قَالَ الله جلَّ وعزَّ: {قَعِيدٌ مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (ق: 18) وَيُقَال: لَفَظَ فلانٌ عَصْبَه إِذا ماتَ، وعَصْبُه ريقُه الَّذِي عَصَبَ بِفِيهِ أَي غَرِيَ بِهِ فَيَبِسَ. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى: اخْتلفُوا فِي قَوْلهم: أَسْمَحُ من لافِظةٍ. فَقَالَ الْمفضل: هُوَ الدِّيك. وَقَالَ غَيره: العَنْزُ. وَقَالَ آخَرُونَ: هِيَ الرحَى، وَيُقَال: هُوَ الْبَحْر لِأَنَّهُ يقذف كل مَا فِيهِ. ظ ل ب: أهْمِلتْ وجوهها. ظ ل م ظلم، لمظ: (مستعملة) . (ظلم) : سَلمَة عَن الْفراء فِي قَول الله جلَّ وعزَّ: {وَإِذَآ أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ} (الْبَقَرَة: 20) فِيهِ لُغَتَانِ: أَظْلَمَ. وظَلِم. بِغَيْر ألف. وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي ليَالِي الشَّهْر بعد الثلاثِ البيضِ ثَلاثٌ دُرَعٌ وثَلاثُ ظُلَمٌ، قَالَ: والواحدةُ من الدُّرَع، والظُّلَمِ دَرْعاء وظَلْماء. وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم وَعَن أبي الْعَبَّاس المبرّد أَنَّهُمَا قَالَا: واحدةُ الدُّرَعِ والظُّلمِ دُرْعَةٌ وَظُلْمة، قلت: وَهَذَا الَّذِي قَالَاه هُوَ القِياسُ الصحيحُ، وَيجمع الظُّلَمةُ ظُلَمٌ وظُلْمات وظُلُمات. وَقَالَ اللَّيْث: الظُّلْمةُ ذَهابُ النُّور، وَجمعه الظلَم، قَالَ: والظَّلامُ اسْم لذَلِك، وَلَا يُجمع، يَجْرِي مَجرى الْمصدر كَمَا لَا يجمع نظائرُه نَحْو السوَاد وَالْبَيَاض. قَالَ: وَلَيْلَة ظَلماءُ، وَيَوْم مُظلم شديدُ الشَّرّ، وأَظلم فلَان علينا البيتَ: إِذا أسمعك مَا تكره، قلت: أَظلم يكون لازِماً وواقعاً، وَكَذَلِكَ أَيْضا يكون بالمعنيين أَضاء السراجُ بِنَفسِهِ بِمَعْنى ضاء، وأَضاء السراجُ الناسَ، وأَضأْتُ السراجَ فأَضاء وضاء، وَيُقَال: ظلمه يَظْلمه ظَلماً وظُلماً فالظَّلْم مصدرٌ حَقِيقِيّ، والظُّلمُ الِاسْم يَقوم مقَام الْمصدر، وَمن أَمْثَال الْعَرَب فِي الشَّبهِ: من أَشْبَهَ أَبَاهُ فَمَا ظَلَم. قَالَ الْأَصْمَعِي: مَا ظَلَم أَي مَا وَضَع الشَّبَه فِي غير مَوْضِعه، قَالَ: وأصل الظُّلم وَضعُ الشَّيْء فِي غير مَوْضِعه. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَاكِن كَانُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} (النَّحْل: 118) قَالَ مَا نَقَصُونا شَيْئا بِمَا فعلوا وَلَكِن نَقَصُوا أنفسهم، قَالَ: وَالْعرب تَقول ظَلَمَ فلانٌ سِقَاءه إِذا سقَاهُ قبل أَن يُخْرَجَ زُبْدُهُ.

وَقَالَ أَبُو عبيد: إِذا شُرِبَ لَبَنُ السِّقاء قبل أَن يَبْلُغ الرُّؤوبَ فَهُوَ المظلومُ والظَّليمةُ، يُقَال: ظَلَمْتُ القومَ إِذا سَقَاهم اللَّبن قبل إدْراكِه. قلت: هَكَذَا رُوِيَ لنا هَذَا الْحَرْف عَن أبي عبيد: ظَلَمْتُ القومَ، وَهُوَ وَهْمٌ. أَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى وَعَن أبي الْهَيْثَم أَنَّهُمَا قَالَا: يُقَال: ظَلَمْتُ السِّقاءَ وظَلمت اللبنَ إِذا شَرِبته أَو سَقيتَه قبل إدراكِهِ وَإِخْرَاج زُبدته. وَقَالَ ابْن السّكيت: ظَلمْت وَطْبِي القومَ أَي سقَيْته قبل رُؤوبه وَأنْشد شمر: وقائلةٍ ظَلمتُ لكم سِقائي وَهل يَخْفَى على العَكدِ الظليمُ وَقَالَ الْفراء يُقَال: ظلَم الْوَادي إِذا بَلغ الماءُ مِنْهُ مَوْضعاً لم يكن ناله فِيمَا خَلا وَلاَ بَلَغه قبلَ ذَلِك، وأنشدني بَعضهم يصف سَيْلاً: يَكادُ يَطْلعُ ظُلْماً ثمَّ يَمنعُه عَن الشَّواهِق فالوادي بِهِ شَرِقُ قَالَ وَيُقَال: لَهو أَظلم من حَيَّةٍ، لِأَنَّهَا تَأْتِي الجُحْرَ لم تَحْفرْه فتسكنه، قَالَ وَيَقُولُونَ: مَا ظَلمك أَنْ تفعل، قَالَ: والأرضُ المظلومةُ الَّتِي لم ينلْها المطرُ، قَالَ: وَقَالَ رجل لأبي الجرَّاح: أَكلْتُ طَعَاما فاتَّخَمْتُه فَقَالَ أَبُو الْجراح: مَا ظلمك أَن تَقِيءَ قَالَ: وأنشدني بَعضهم: قالتْ لَهُ مَيٌّ بأَعلى ذِي سَلَمْ أَلا تَزُورُنا إِن الشَّعْبُ أَلَمّ قَالَ بَلى يَامَيُّ واليومُ ظَلَمْ قَالَ الْفراء: هم يَقُولُونَ: مَعْنَاهُ حَقّاً وَهُوَ مَثَلٌ. قَالَ: ورأيتُ أنهُ لَا يَمنعني يَوْمٌ فِيهِ عِلَّةٌ تمنعُ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد يَقُول: لَقِيتُه أَدْنَى ظَلَمٍ أَي لَقيته أوَّلَ شَيْء، قَالَ: وَإنَّهُ لأَوَّلُ ظَلَم لَقيته إِذا كَانَ أَوَّلَ شَيْء سَدَّ بصَرَك بِليل أَو نَهَار، وَمثله لَقيته أوَّلَ وَهْلَةٍ، وَأَوَّلَ صَوْكٍ، وبَوْكٍ. قالَ: وَقالَ الأمَوي: أدْنى ظَلَمٍ أَي الْقَرِيب. قلت: وَكَانَ ابْن الْأَعرَابِي يَقُول: فِي قَوْله: قَالَ: بَلَى يَا مَيُّ وَالْيَوْم ظَلَم، أَي حَقًا يَقِينا، وَأُراه قولَ المفَضَّل وَهُوَ شبيهٌ بقول من قَالَ فِي: لَا جَرَم، أيْ حقّا، يُقيمه مُقامَ الْيَمين، وللعرب أَلفاظٌ فِي الأَيمان لَا تُشْبهها كَقَوْلِهِم عَوْضُ لَا أفعلُ ذَلِك، وجَيْرِ لَا أفعلُ ذَلِك. وَقَالَ ابْن السّكيت فِي قَول النَّابِغَة: إلاَّ أَوارِيَّ لأياً مَا أُبَيِّنها والنُّؤْيُ كالحوض بالمظلومَة الجلَدِ قَالَ النُّؤْيُ الحاجزُ حول الْبَيْت من تُرَاب فَشَبَّه دَاخل الحاجز بالحوض، بالمظلومة يَعني أَرْضاً مَرُّوا بهَا فِي بَرِّيّة فتحوَّضوا

حوضاً سَقْوا فِيهِ المِهارَ، وليستْ بِموضع تحويض يُقَال: ظلمت الحوضَ إِذا عمِلتَه فِي مَوضِع لَا تُعمل فِيهِ الحياضُ، قَالَ: وأصل الظُّلمِ وَضع الشَّيْء فِي غير مَوضعه، وَمِنْه قَوْله: واليومَ ظُلْم أَي واليومَ وضع الشَّأْن فِي غير مَوْضِعه، وَمِنْه قَول ابْن مُقبل: هُرْتُ الشَّقاشِق ظَلاَّمون للجُزَر أَي وضعُوا النَّحر فِي غير مَوضعه، وظَلم السَّيلُ الأَرْض إِذا خَدَّد فِيهَا من غير مُوْضعِ تَخديد وَأنْشد للحُوَيدِرَة: ظَلَم البطاحَ بهَا انْهِلالُ حرِيصةٍ فَصَفا النطافُ بهَا بُعَيْدَ المُقْلَعَ قَالَ: وظَلمتُ سِقائي أَي سقيتهم إِيَّاه قبل أَن يروب وَأنْشد: وصاحبِ صِدْق لم تَنلني أذاتُه وَفِي ظلْمي لَهُ عَامِدًا أجْرُ قَالَ: هَكَذَا سَمِعت الْعَرَب تنشده: وَفِي ظَلْمي بِنصب الظَّاء. قَالَ: والظُّلمُ الِاسْم والظَّلم بالفتحِ العملُ، وَقَالَ الْأَصْمَعِي فِي قَول زُهَيْر: ويُظلم أَحْياناً فَيَظَّلم أَي يُطلبُ مِنْهُ فِي غير مَوضِع الطّلب. وَقَالَ اللَّيْث: الظَّلْم يُقَال هُوَ الثَّلْجُ وَيُقَال هُوَ المَاء الَّذِي يَجرِي على الْأَسْنَان من اللَّوْن لَا من الرِّيق، قَالَ كَعْب بن زُهَيْر: تَجْلو عَوارِضَ ذِي ظَلْم إِذا ابتَسَمَتْ كأَنهُ مَنْهَلٌ بالرّاح مَعْلولُ وَقَالَ الآخر: إِلَى شَنْبَاءَ مُشْرَبَةِ الثَّنايا بماءِ الظَّلْم طيِّبةِ الرُّضابِ قَالَ: يحْتَمل أَن يكون الْمَعْنى بماءِ الثَّلج. قَالَ شمر: الظَّلْم بَيَاض الْأَسْنَان كَأَنَّهُ يعلوه سَواد، والغُروب مَاء الْأَسْنَان، وَقَالَ الْكُمَيْت: ثمَّ أنْشد الْبَيْت. وَقَول الله جلّ ثَنَاؤُهُ: {الَّذِينَءَامَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} (الْأَنْعَام: 82) . قَالَ ابنُ عبَّاس وجماعةُ أهل التَّفْسِير: لم يُغَطُّوا إِيمَانهم بشرك، رَوى ذَلِك حُذيفة وَابْن مَسْعُود وسلمان، وتأَوَّلوا فِيهِ قَول الله جلّ وعزّ حِكَايَة عَن لُقمان: {تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ} (لُقْمَان: 13) والظُّلْمُ الميْل عَن القَصد، وسمعتُ الْعَرَب تَقول: الْزَمْ هَذَا الصوبَ وَلَا تَظْلِم مِنْهُ شَيْئا، أَي لَا تَجُرْ عَنهُ. وَقَالَ الْبَاهِلِيّ فِي كِتَابه: أَرض مظلومة إِذا لم تُمْطَرْ، ويُسَمَّى ترابُ لَحْدِ القبرِ ظَلِيماً لهَذَا الْمَعْنى وَأنْشد: فأَصْبحَ فِي غَبْرَاءَ بَعْدَ إشاحةٍ على العَيْش مَرْدودٍ عَلَيْهَا ظَلِيمُها يَعْني حُفْرةَ القَبْر، يُرَدُّ تُرابُها عَلَيْهِ بعد دَفْنِ الميتِ فِيهَا، والظَّلِيمُ الذَّكر من النَّعام وَجمعه الظُّلْمَانُ والعَددُ ثلاثةُ أَظْلِمَةٍ.

قَالَ اللَّيْث: الظُّلامَة اسْم مَظْلِمَتك الَّتِي تَطلبها عِند الظَّالِم، يُقَال: أَخذهَا مِنْهُ ظُلامَة، ظَلَّمْتُه تَظْليماً إِذا نَبَّأْتَه أَنه ظَالمٌ، وَيُقَال: ظُلِمَ فلَان فاظَّلَمَ، مَعْنَاهُ أَنه احْتمل الظُّلْمَ بِطيبِ نَفْسٍ، وَهُوَ قَادر على الِامْتِنَاع مِنْهُ، وَهُوَ افتعال، وَأَصله اظْتَلَمَ فَقُلِبَتِ التَّاء ظاء ثمَّ أُدغِمَتْ الظَّاء فِيهَا، والسَّخِيُّ إِذا كُلِّفَ مَا لَا يَجِدُه مَظْلُومٌ أَو سُئِل مَا لَا يُسْأَل مِثله فاحْتمله فَهُوَ مُظَّلمٌ، وَهُوَ قَوْله: قد يُظلم أَحْيَانًا فَيَظَّلِمُ. وَقَالَ غَيره: ظَلَمَ الحِمارُ الأتانَ إِذا كَامَها، وَقد حَمَلَتْ، وَهُوَ يَظْلِمها ظَلْماً، وَأنْشد أَبُو عَمْرو الشَّاعِر يصف أُتُناً: ابَنَّ عَقَاقاً ثمَ يَرْمَحْنَ ظَلْمَةً إباءً وَفِيه صَوْلَةٌ وذَمِيلُ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: وَجَدْنا أَرضًا تَظَالمُ مِعْزاها، أَي تَتَنَاطَحُ من النَّشَاطِ والشِّبع. وَيُقَال: أَظْلَمَ الثَّغْرُ إِذا تلألأ عَلَيْهِ كَالْمَاءِ الرَّقِيق من شدَّة رَفيفه وَمِنْه قَول الشَّاعِر: إِذا مَا اجْتَلى الرانِي إليْها بِطَرْفِه غُرُوبَ ثَناياها أَضَاءَ وأَظْلَما أضاءَ أَي أَصاب ضَوْءاً، وأَظْلَمَ أصَاب ظَلْماً، والمتَظَلِّم الَّذِي يشكو رَجُلاً ظَلَمه، والمتظَلِّم أَيْضا الظَّالِم وَمِنْه قَول الشَّاعِر: نَقِرُّ ونَأبَى نَخْوَةَ المتظَلِّمِ أَي نَأبَى كِبْر الظَّالِم، وَيُقَال: تظَلَّم فُلان إِلَى الْحَاكِم مِن فلَان فَظَلّمَهُ تَظليماً أَي أنْصَفَه من ظَالِمِه وأعانَهُ عَلَيْهِ. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: إِذا نفحات الْجُود أفْنينَ مالَه تَظَلُّم حَتَّى يُخْذَل المتظلِّمُ قَالَ: أَي أغار على النَّاس حَتَّى يَكثُرَ مالُه. قلت: جعل التظلم ظُلماً، لِأَنَّهُ إِذا أغار على النَّاس فقد ظَلمهم، قَالَ: وَأنْشد لجَابِر الثَّعْلَبِيّ: وعمرُو بنُ همامٍ صفعنا جبينَه بشنعاء تَنْهَى نخْوةَ المتظلِّم قلت: يُرِيد بِهِ نخوة الظَّالِم. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: ومِن غَريب الشَّجَر الظِّلَمُ وَاحِدهَا ظَلْمَةٌ وَهُوَ الظِّلاَّمُ والظَلاَم والظَّالمُ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ شَجَرٌ لَهُ عَساليجُ طوال وتَنْبَسِط حَتَّى تَجوزَ حَدَّ أصلِ شَجَرها فَمِنْهَا سمِّيت ظِلاَماً. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الظَّلَمةُ المانعون أهلَ الْحُقُوق حقوقَهم. يُقَال: مَا ظَلَمك عَن كَذَا أَي مَا مَنَعَك. وَقَالَ غَيره: الظُّلْمُ الظَّلَمةُ فِي الْمُعَامَلَة. وَفِي الحَدِيث: (إِذا أتيتم على مَظْلُومٍ فأغِذُّوا السّير) قلت: المظْلُوم البَلَدُ الَّذِي لم يُصِبْه غَيْثٌ وَلَا رِعْيَ فِيهِ للرِّكَابِ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل عَن المؤرج: سَمِعت أَعْرَابِيًا يَقُول لصَاحبه: أَظْلَمِي وأَظْلَمَك،

فَعَلَ الله بِهِ، أيّ الأظلَمُ مِنِّي ومِنْك. وَقَوله تَعَالَى: {لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ} (الْبَقَرَة: 150) إِلَّا أَن يَقُولُوا ظُلماً وباطلاً، كَقَوْل الرجل: مَا لي عِنْدَك حقٌ إِلَّا أَن تَقول الْبَاطِل. وَقَوله: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَنفُسِهِمْ} (النِّسَاء: 97) أَي تتوفاهم فِي خلال ظُلْمهم. وَقَوله: {فَظَلَمُواْ بِهَا} (الْأَعْرَاف: 103) ، أَي بِالْآيَاتِ الَّتِي جَاءَتْهُم؛ لأَنهم لمَّا كفرُوا بهَا فقد ظلمُوا، وَيَقَع الظُّلم على الشّرك. قَالَ الله: {وَلَمْ يَلْبِسُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} (الْأَنْعَام: 82) أَي بشركٍ. وَمِنْه قَول لُقْمَان: {تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ} (لُقْمَان: 13) {أَجْمَعِينَ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ إِنَّ فِى ذالِكَ لاََيَةً} (النَّمْل: 52) أَي بكفرهم وعصيانهم، وَمن جَعَل مَعَ الله شَرِيكا فقد عَدَل عَن الْحق إِلَى الْبَاطِل، فالكافر ظَالِم لهَذَا الشَّأْن. وَمِنْه حَدِيث ابْن زِمْل: لزِمُوا الطريقَ فَلم يَظْلِمُوه أَي لم يَعْدِلوا عَنهُ. وَحَدِيث أم سَلمَة: أَن أَبَا بكر وَعمر ثَكَما الأمرَ فَلم يظلما عَنهُ، أَي لم يعدلا عَنهُ. يُقَال: أَخذ فِي طريقٍ فَمَا ظَلَمَ يَمِينا وَلَا شِمالاً، أَي مَا عدل، والمسْلِمُ ظالمٌ لنَفسِهِ لِتَعَدِّيه الْأُمُور المفترضة عَلَيْهِ. وَمِنْه قَوْله: {رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا} (الْأَعْرَاف: 23) وَيكون الظُّلم بِمَعْنى النُّقْصَان، وَهُوَ رَاجع إِلَى الْمَعْنى الأول. قَالَ الله تَعَالَى: {وَمَا ظَلَمُونَا} (الْبَقَرَة: 57) أَي مَا نَقَصُونا بفعلهم من مِلْكنا شَيْئا وَلَكِن نَقَصُوا أنفسهم وبَخَسُوها حقَّها قَالَ: وَفِي الحَدِيث: إنَّه دُعِيَ إِلَى طَعَام وَإِذا البيتُ مُظلَّم فانصرفَ وَلم يَدْخل المَظَّلمُ المزوَّقُ مَأْخُوذ من الظَّلْمِ وَهُوَ المَاء الَّذِي يجْرِي على الثَّغْر. وَقَالَ بَعضهم: الظَّلْم مُوهَةُ الذَّهَب وَالْفِضَّة، قلت: لَا أعرفهُ. لمظ: أَبُو عبيد: التَّمَطقُ والتَّلَمُّظُ والتَّذَوُّقُ، وَقد يُقَال فِي التَّلمظ: إِنَّه تحريكُ اللسانِ فِي الْفَم بعد الْأكل كَأَنَّهُ يَتَتَبَّعُ بَقِيَّة من الطَّعَام بَين أَسْنَانه، والتَّمَطُّقُ بالشفَتين أَي تضم إِحْدَاهمَا بِالْأُخْرَى مَعَ صوتٍ يكون مِنْهُمَا. أَبُو زيد: مَا عندنَا لَماظٌ أَي طَعَام يُتَلَمَّظُ. وَمِنْه مَا يَسْتَعْمِلهُ الكتبة فِي كتبهمْ وَفِي الدِّيوَان: قد لَمظْناهم أَي أعطيناهم شَيْئا يتلمظونه قبل حُلُول الْوَقْت ويُسمى ذَلِك اللُّماظة. وَيُقَال: لَمِّظْ فلَانا لُماظَةً أَي شَيْئا يَتَلَمَّظُهُ. وَفِي حَدِيث عَليّ رَضِي الله عَنهُ: الْإِيمَان يَبْدُو لُمْظَةً فِي الْقلب، كلما ازْدَادَ الْإِيمَان ازدادت اللُّمْظةُ. قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ الأصمعيّ: قَوْله:

أبواب الظاء والنون

لُمْظَة هِيَ مثل النُّكْتة أَو نَحْوهَا من الْبيَاض، وَمِنْه قِيلَ: فرسٌ أَلمَظُ إِذا كَانَ بجَحْفَلته شيءٌ من الْبيَاض. وَقَالَ غَيره: فَإِذا ارْتَفع الْبيَاض إِلَى الْأنف فَهِيَ رُثْمَةٌ وَالْفرس أَرْثَمُ انْتهى. (أَبْوَاب الظَّاء وَالنُّون) ظ ن ف اسْتعْمل مِنْهُ: (نظف) . نظف: قَالَ اللَّيْث: النَّظَافةُ مصدرُ النَّظِيف وَالْفِعْل اللَّازِم مِنْهُ: نَظُف، والمجاوز نظَّف ينظِّف تنظيفاً، اسْتَنْظَف الْوَالِي مَا عَلَيْهِ من الْخراج أَي استوفى، وَلَا يسْتَعْمل التَّنظيفُ فِي هَذَا الْمَعْنى. قلت: التَّنَظُّف عِنْد الْعَرَب شِبْهُ التَّنَطُّسِ والتَّقَزُّزِ، وطلبِ النَّظَافَة من رَائِحَة غَمَرٍ أَو نَفْي زُهُومَةٍ، وَمَا أشبههَا، وَكَذَلِكَ غَسْلُ الوَسَخ والدَّرَنِ والدَّنَس، وَيُقَال لِلأُشْنانِ وَمَا أشبهه: نظيفٌ لِتنظِيفِه اليَدَ وَالثَّوْب من غَمَرِ اللَّحْمِ والمَرَقِ وَوَضَرِ الوَدَكِ وَمَا أَشبهها. قَالَ أَبُو بكر فِي قَوْلهم: فلَان نظيف السَّرَاوِيل، مَعْنَاهُ أَنه عفيف الْفرج كَمَا يُقال هُوَ عَفيفُ المِئْزَر، والإزَارِ. قَالَ مُتَمِّمُ ابنُ نُوَيْرَة يَرْثِي أَخَاهُ: حُلْوٌ شَمائِلُهُ عَفِيفُ المِئْزَرِ أَي عَفيفُ الفرْج، قَالَ: وفلانٌ نَجِسُ السَّراويل إِذا كَانَ غَيرَ عفيفِ الفرْجِ، قَالَ: وهم يَكْنُون بالثِّياب عَن النَّفْس والقَلْب، وبالإزارِ عَن العَفَافِ. قَالَ عنترة: فَشَكَكْتُ بالرُّمْح الأصَمِّ ثيابَه أَي قَلْبَه، وَقَالَ فِي قَوْله: فَسُلِّي ثيابِي مِن ثِيَابك تَنْسُلِ فِي الثِّيَاب ثَلَاثَة أَقْوَال: قَالَ قوم: الثِّيابُ هَهُنَا كِنَايَة عَن الْأَمر المعْنَى، اقْطَعِي أَمْري من أَمْرِك، وقيلَ: الثِّيابُ كِنايةٌ عَن القَلْب، والمَعْنَى سُلِّي قَلبي من قَلْبك. وَقَالَ قومٌ: هَذَا الْكَلَام كِنايةٌ عَن الصَّريمة، يقولُ الرجلُ لامْرَأَته: ثِيَابِي منْ ثِيابك حَرامٌ، وَمعنى الْبَيْت: إِن كنتُ فِي خُلُقٍ لَا ترضَيْنه فاصْرِمِيني وَقَوله: تَنْسُلِ: تَبِينُ وتَقْطَعُ، نَسَلَتْ السِّنُّ إِذا بانَتْ، ونَسَلَ ريشُ الطَّائِر إِذا سَقَطَ. ظ ن ب (ظنب) : أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الظِّنْبُ أصلُ الشَّجَرَة. وَأنْشد لجُبَيْهَاء الأسلميّ: فَلوْ أَنَّها طافتْ بِظِنْبٍ مُعَجَّمِ نَفَى الرِّق عَنه جَدْبُه فَهُوَ كالِحُ لَجاءتْ كَأَنَّ الْقسْوَرَ الجَوْنَ بَجَّهَا عَساليجه والثّامِرُ المُتنَاوِحُ

يصف مِعْزًى بِحُسْن القَبول وقلَّةِ الأَكل، والْمُعَجَّم الَّذِي قد أُكل حَتَّى لم يبْق مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل، والرِّق، ورقُ الشَّجَر، والكالحُ المقْشعِرُّ من الجَدْبِ، والقَسْوَرُ ضَرْبٌ من الشَّجَر. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الظَّنْبُوبُ: عَظْم السَّاق، وَقَالَ سَلاَمَةُ بنُ جَنْدل: إنّا إِذا مَا أَتانا صارخٌ فَزِع كَانَ الصُّراخُ لَهُ قَرْعَ الظَّنَابِيبِ قَالَ الليثُ: الظُّنْبُوبُ هَهنا مِسْمَارٌ يَكون فِي جُبَّة السِّنان حَيْثُ يُرَكَّبُ فِي عالِيَةِ الرُّمح. وَقَالَ غَيره: قَرْعُ الظُّنْبُوب: يَقْرَعُ الرجلُ ظُنْبُوبَ راحلتِه بعصاه، إِذا أَناخَها ليركبَها ركوبَ المسْرِع إِلَى الشَّيْء، وَقيل: يَضْرِب ظُنْبُوبَ دابَّته بِسَوْطِه ليُنْزِفَه إِذا أَرَاد رُكوبه. وَمن أمثالهم: قَرَعَ فلَان لأَمْرِه ظُنْبُوبَه إِذا جَدّ فِيهِ. وَقَالَ أَبُو زيد: لَا يُقَال لِذَواتِ الأَوْظِفَة ظُنْبُوبٌ. ظ ن م اسْتعْمل من وجوهه: (نظم، ظنم) . ظنم: أما ظَنَمَ فَالنَّاس أهملوه إِلَّا مَا روى ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الظَّنَمَةُ الشَّرْبةُ من اللّبن الَّذِي لم تَخْرُج زُبْدَتُه قلت: أَصلها ظَلَمَة. نظم: قَالَ اللَّيْث: النَّظْمُ، نَظْمُك الخَرَزَ بَعْضَه إِلَى بعضٍ فِي نظامٍ وَاحِد، كَذَلِك هُوَ فِي كل شَيْء حَتَّى يُقَال: لَيْسَ لأمر نِظامٌ، أَي لَا تَستقيمُ طَريقَتُه حَتَّى يُقَال: طَعَنَه بِالرُّمْحِ فانْتَظَم ساقَيْه أَو جَنْبَيْه. وَقَالَ الْحسن فِي بعض مواعظه: يَا ابْن آدم عَلَيْك بِنَصيبك فِي الْآخِرَة فَإِنَّهُ يَأْتِي على نَصِيبك من الدُّنْيَا فَيَنْتَظِمه لَك انْتظاماً، ثمَّ يزولُ مَعَك حَيْثُمَا زُلْتَ. وكل خَيْطٍ يُنْظَم فِيهِ لُؤْلؤ أَو غَيره فَهُوَ نِظامٌ وَجمعه نُظُمٌ. وَقَالَ: مثل الفَريد الَّذي يَجْرِي عَلَى النُّظُم وفِعْلُك النَّظْمُ والتَّنظِيمُ؛ والنِّظَامَانِ مِن الضَّبِ كُشْيَتَانِ مِن الْجَانِبَيْنِ مَنظومتان بَيْضاً، من أَصْلِ الذَّنب إِلَى دَبْر الأُذن، وَكَذَلِكَ الإنظامَانِ. يُقَال: فِي بَطنهَا إنْظامان من بَيْضٍ، وَكَذَلِكَ إنظاما السَّمَكَة؛ وَقد نَظَّمتْ السَّمَكَة فَهِيَ منظَّم، ونَظَمتْ فَهِيَ ناظِمٌ، ذَلِك حِين يمتلىء من أصل أذنها إِلَى ذنبها بيضًا. وَكَذَلِكَ الدَّجاجة تَنْظِم، وَيُقَال: مَا لهَذَا الْأَمر نِظام أَي استقامة، وَيُقَال: نَظَّمت الضبَّةُ بيضَها تَنظيماً فِي بَطْنها ونَظَمتها نَظْماً، والإنظامُ من الخَرَزِ خَيْطٌ قد نُظِمَ خَرَزاً، وَكَذَلِكَ أناظِيمُ مَكْنِ الضبَّةِ. وَقَالَ الْكسَائي: يُقَال: جَاءَنَا نِظَام من

جرادٍ وَهُوَ الكَثيرُ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: النَّظيمُ شِعْبٌ فِيهِ غُدُرٌ أَو قِلاتٌ مُتواصلةٌ بعضُها قريب من بعض، فالشِّعبُ حِينَئِذٍ نَظيمٌ لأنهُ نَظَمَ ذَلِك الماءَ، والجماعةُ النُّظُمُ. وَقَالَ غَيره: النَّظِيمُ من الرُّكِيِّ مَا تَناسَق فُقُرُهُ على نَسَقٍ وَاحِدٍ. ثعْلب عَن ابْن الْأَعرَابِي: النَّظْمةُ كَوَاكِبُ الثريَّا. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: فَورَدْنَ والعَيُّوقُ مَقْعَدَ رَابىء الضَّ رَبَاء فوقَ النَّظْم لَا يَتَتَلَّعُ وَرَوَاهُ بَعضهم: فَوق النَّجْم وهما الثريا مَعًا. ظ ف ب ظ ف م ظ ب م: مهملات كلهَا. انْتهى.

باب الظاء والراء

أَبْوَاب الثلاثي المعتل من حرف الظَّاء [/ كت] ظ ذ ظ ث أهملت وجوهها. (بَاب الظَّاء والرَّاء) ظ ر (وايء) ظرى، ظأر: (مستعملة) . ظرى: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الظَّارِي: العَاضُّ، وظَرَى يَظري إِذا جَرى وظَرِيَ إِذا كاس يَظْرَى، والظَّرَوْرَى الكَيِّسُ، وظَرَى بَطْنُهُ يَظْرِي إِذا لم يَتَمالَك لِيناً. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: وظَرَى إِذا لانَ وظرَى إِذا كَاسَ. وَقَالَ شَمِرُ: اظْرَوْرَى بَطْنُه: إِذا انتفخ. وقرأت فِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : الاظْرِيرَاءُ والاطْرِيرَاء البِطْنَةُ وَهُوَ مُظْرَوْرٍ مُطْرَوْرٍ وَكَذَلِكَ المُحْبَنْطِي والمُحْبَنظِي. وَقَالَ أَبُو عبيد: اطْرَوْرَى بطنُه بِالطَّاءِ. ظأر: قَالَ أَبُو الْهَيْثَم فِيمَا قَرَأت بِخَطّه لأبي حَاتِم فِي بَاب الْبَقر: قَالَ الطَّائِفيُّون: إِذا أَرَادَت البقرةُ الفَحْلَ فَهِيَ ضَبِعة كالناقة، وَهِي ظُؤْرَى وَلَا فِعْلَ للظُّؤْرَى. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الظُّؤْرَةُ الدَّابَّة والظُّؤْرَةُ المُرْضِعةُ. قلت: قَرَأت فِي بعض الْكتب: اسْتَظأرتْ الكَلْبَةُ بالظَّاءِ: أَي أَجْعَلَتْ واسْتَحْرَمَتْ. وقرأتُ لأبي الْهَيْثَم فِي كتاب البَقَر: الظُّؤْرَى من البَقَر وَهِي الضَّبِعةُ. وروى لنا المنذرِيُّ فِي كتاب (الفروق) ، اسْتَظأرتْ الكَلْبَةُ بالظاء إِذا هَاجت فَهِيَ مُستظئرة، وأَنا وَاقِف فِي هَذَا. وَقَالَ اللَّيْث: الظِّئْر والجميع الظُّؤُورَة، تَقول هَذَا ظِئْرِي. قَالَ: والظِّئْرُ سَوَاء للذّكر وَالْأُنْثَى من النَّاس. وَيُقَال: ظَاءَرَتْ فُلانةُ بِوَزْنِ فَاعَلتْ إِذا أَخَذَتْ وَلداً تُرضِعُه مُظاءرة، وَيُقَال لأَب الْوَلَد لصُلْبه: هُوَ مُظائرٌ لتِلْك الْمَرْأَة، وَيُقَال: اظأَرْتُ لِوَلَدِي ظِئراً أَي اتَّخَذْتُ، وَهُوَ افْتَعلْت فأدغمت الظّاء فِي التَّاء، تَاءِ الافتعال فحُولَتْ ظاءً لِأَن الظَّاء من فِخَام حُرُوف الشَّجْر الَّتِي قَرُبَتْ مخارجُها من التَّاء فَضَمُّوا إِلَيْهَا حَرْفاً فَخْماً مِثْلَها ليَكُون أَيْسَرَ على اللِّسَان لِتَبَايُن مَدْرَجَة الْحُرُوف الفِخام من مَدارج الْحُرُوف الخُفْتِ، وَكَذَلِكَ تحوَّلتْ تِلْكَ التَّاء من الصَّاد والضَّاد طاء لِأَنَّهُمَا من الْحُرُوف الفِخام.

وَقَالَ اللَّيْث: الظَّؤُور من النوق الَّتِي تعطِف على ولد غَيرهَا أَو على بَوَ تَقول: ظِئِرت فأَظأرت بالظاء، فهى ظَؤُورٌ، ومَظْؤُور وَجمع الظُّؤُور، أَظْآرٌ وأَظْؤُرٌ. وَقَالَ متمّم: فَمَا وَجْدُ أَظآرٍ ثلاثٍ روَائمٍ رَأَيْنَ مَجَرّا مِن حُوارٍ ومَصْرعَا وَقَالَ الآخر فِي الظُّؤَار: يُعَقِّلُهُن جَعْدَةُ مِن سُلَيْمٍ بِئْسَ مُعَقِّلُ الذَّوْدِ الظُّؤَارِ وَقَالَ اللَّيْث: ظَأَرَنِي فلَان على أمرِ كَذَا وأَظأَرَني وظاءرني على فَاعَلَني أَي عَطَفَني. وَقَالَ أَبُو عبيد: من أمثالهم فِي الْإِعْطَاء من الخوفِ قَوْلهم: الطَّعْنُ يَظأَرُ يَقُول: إِذا خافك أنْ تَطعَنَه فَتقتلَه عَطَفَه ذَلِك عَلَيْك فجادَ بِمَالِه حِينَئِذٍ للخوف. وَرُوِيَ عَن ابْن عمر أَنه اشْترى نَاقَة فَرَأى بهَا تَشْرِيم الظِّئَارِ فَردها، والتَّشْريمُ التشقيق، والظِّئَارُ أَنْ تُعْطَفَ الناقةُ على غيرِ وَلَدهَا، وَذَلِكَ أَن تُدَسَّ دُرْجَةٌ من الخِرَق مَجْمُوعَة فِي رَحِمها، وتُجَلَّلَ بِغَمَامَةٍ تَسْتُر رَأْسها، وتترك كَذَلِك حَتَّى تَغُمَّها، ثمَّ تُنزَعَ الدُّرْجَةُ ويُدْنَى حُوارُ ناقةٍ أُخْرَى مِنْهَا، وَقد لُوِّثَ رأْسُه وجِلْدُه بِمَا خَرَج مَعَ الدُّرجة من أَذَى الرَّحم، فَتظُنُّ أَنَّهَا وَلَدَتْه إِذا سافته فَتَدِرُّ عَلَيْهِ وترأَمُه، وَإِذا دُسَّتْ الدُّرجة فِي رَحمِها، ضُمَّ مَا بَين شُفْرَيْ حَيائها بِسَبْرٍ، فَأَرَادَ بالتَّشْريم مَا تَخَرَّقَ من شُفْرَيْها. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: عَدْوٌ ظَأْرٌ إِذا كَانَ مَعَه مِثلُه، قَالَ: وكلُّ شيءٍ مَعَ شيءٍ مِثلِه فَهُوَ ظَأْرٌ. وَقَالَ الأرقط يصف حُمُراً: تَأْنِيفُهُن نَقْلٌ وأَفْرُ والشَّدُّ تاراتٍ وعَدوٌ ظَأْرُ التأنِيفُ: طَلَبُ أُنُفِ الكَلأ، أَرَادَ: عِندها صَوْنٌ من العَدْو لَمْ تَبْذُلْه كلَّه. وَفِي الحَدِيث: وَمن ظَأَرهُ الإسلامُ، أَي عطفه. وَفِي حَدِيث عمر: أَنه كتب إِلَى هُنَيِّ، وَهُوَ فِي نَعَم الصَّدَقَة: أنْ ظاوِرْ، قَالَ: وَكُنَّا نَجمع الناقتين والثلاثَ على الرُّبَع الْوَاحِد، ثمَّ نَحْدِرُها إِلَيْهِ. قَالَ شمر: الْمَعْرُوف فِي كَلَام الْعَرَب ظاءَر بِالْهَمْز وَهِي المظاءرة، وَهُوَ أَن تُعْطَفَ الناقةُ إِذا مَاتَ وَلَدهَا أَو ذُبح على وَلَد أُخْرَى. وَقَالَ الأصمعيّ: كَانَت الْعَرَب إِذا أرادتْ أَن تُغِيرَ ظاءَرتْ بِتَقدير فاعلتْ وَذَلِكَ أَنهم يُبقُون اللَّبنَ ليُسْقُوه الخيلَ، قَالَ: وَمن أمثالهم: الطَّعنُ يَظْأَرُ أَي يَعطِفُ على الصّلح، وَهَذَا أحسنُ من قَول أبي عبيد الَّذِي ذكرته قبل هَذَا.

باب الظاء واللام

وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: ظَأَرتُ النَّاقَةَ أظأرُها ظأراً فَهِيَ مَظْؤورَةٌ إِذا عَطَفْتَها على ولد غَيرهَا. قَالَ الْكُمَيْت: ظأَرْتُهُم بِعَصاً وَيَا عَجَباً لِمظؤورٍ وَظَائِرْ قَالَ: والظِّئرُ فِعْلٌ بِمَعْنى مفعولٌ، والظَّأْرُ مصدرٌ كالثِّنْيِ والثَّني فالثِّنْيُ اسْم لِلْمَثْنِيِّ. والثَّنْيُ فعلُ الثَّانِي، وَكَذَلِكَ القِطْفُ والقَطْفُ والحِمْلُ والحَمْلُ. قَالَ: وَيُقَال لِلرُّكنِ من أركانِ الْقصر: ظِئْرٌ، والدِّعامةُ تُبْنَى إِلَى جنب حَائِطٍ ليُدْعَمَ عَلَيْهَا ظِئْرٌ، وَيُقَال للظّئر: ظَؤُورٌ فَعُول بِمَعْنى مفعول. انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم. (بَاب الظَّاء وَاللَّام) (ظ ل (وايء)) لظى: قَالَ الله جلّ وعزّ: { (يُنجِيهِ كَلاَّ إِنَّهَا لَظَى نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى} (المعارج: 15، 16) . لظى من أسماءِ النَّار نَعُوذ بِاللَّه، وَهِي مَعْرفةً لَا تُنَوَّن لِأَنَّهَا لَا تَنْصَرِفُ وَقد تَلَظَّتْ النَّار تَلَظِّياً إِذا الْتَهَبتْ. قَالَ الله جلّ وعزّ: {) وَالاُْولَى فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى} (اللَّيْل: 14) أَي تتوهجُ وتتوقّدُ. وَقَالَ اللَّيْث: اللَّظَى اللَّهَبُ الخالِص، وَيُقَال: لَظِيَتْ النَّار تَلْظَى لَظًى. وَقَالَ غَيره: فلَان يَتَلَظَّى على فلَان تَلَظِّيا إِذا تَوقدَ عَلَيْهِ من شدَّة الْغَضَب. وَجعل ذُو الرمة اللَّظَى شدَّة الحرّ، فَقَالَ: وحتَّى أَتَى يومٌ يكادُ من اللَّظَى تَرَى التُّوم فِي أُفحوصِهِ يَتَصَيَّح ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: تَظَلَّى فلانٌ أَي لزم الظِّلال والدَّعة. قلت: وَكَانَ فِي الأَصْل تظلل فَقُلِبَتْ إِحْدَى اللاَّمات يَاء كَمَا قَالُوا: تَظَنَّيْت من الظّن، وَلَيْسَ فِي بَاب الظَّاء وَالنُّون غير التَّظنِّي، وَأَصله التظنن. انْتهى وَالله أعلم. (بَاب الظَّاء وَالْفَاء) (ظ ف (وايء)) وظف، فاظ، فظا، ظاف: (مستعملة) . (وظف) : يُقَال: وَظَفَ فلانٌ فلَانا يَظِفُهُ وَظْفاً إِذا تَبِعَه مأخوذٌ من الوظيف. ووظَفْتُ البَعيرَ أظِفه وَظْفاً إِذا أصبتَ وظيفه، والوَظيفُ من كل ذِي أربعٍ: مَا فَوْق الرُّسْغ إِلَى مَفْصِل السَّاق وَجمعه أوْظِفَة. وَقَالَ اللَّيْث: الوَظيفةُ من كل شَيْء مَا يُقَدَّرُ لَهُ كل يَوْم من رِزْقٍ أَو طعَامٍ أَو عَلَفٍ أَو شرابٍ، وَجمعُها الوظائفُ وَالوُظُفُ، وَقد وظّفْتُ لَهُ توظيفاً، ووَظّفتُ على الصَّبِيِّ كل يَوْم حِفْظَ آياتٍ من كتاب الله توظيفاً، وَأنْشد:

باب الظاء والباء

أَبْقَتْ لنا وَقَعَاتُ الدَّهْرِ مَكْرُمَةً مَا هَبَّت الريحُ والدُّنيا لَهَا وُظُفُ قَالَ: هِيَ شِبْهُ الدُّولِ مرّة لهَؤُلَاء وَمرَّة لِهؤلاء، جمعُ الوَظِيفَةِ. وَيُقَال: إِذا ذَبحتَ الذبيحةَ فاستوْظِفْ قَطعَ الحُلقوم والمريءِ والوَدَجَيْن، أَي اسْتوْعَبْ ذَلِك. هَكَذَا قَالَ الشَّافِعِي فِي كتاب الصَّيْد والذبائح. فيظ: أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: هُوَ يَفيظُ نَفسه وَقد فَاظتْ نَفسُه وأفاظهُ اللَّهُ نفسَه. وَقَالَ ابْن السّكيت: يقالُ فاظَ الميّتُ يَفِيظُ فيْظاً ويَفُوظ فَوْظاً، كَذَا رَوَاهَا الْأَصْمَعِي وَأنْشد لرؤبة: لَا يَدْفِنُون مِنهم مَنْ فَاظَا قَالَ: وَلَا يُقَال: فاضت نَفْسُه وَلَا فاظَتْ، وحكاها غَيره. وَرُوِيَ عَن الْأَصْمَعِي عَن أبي عَمْرو: يُقَال: فاظ الْمَيِّت، وَلَا يُقَال: فاظت نَفسه وَلَا فاضت. قَالَ الْكسَائي: فاظتْ نفسُه، وفاضتْ نفسُه. وروى ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: أَهل الْحجاز وَطيّىء يَقُولُونَ: فاظت نَفسه، وقضاعة وَتَمِيم وَقيس يَقُولُونَ: فاضت نَفسه مثل فاضت دمعتُه. وَقَالَ اللَّيْث: فَاظَتْ نَفسه فَيْظاً وفَيْظُوظةً إِذا خَرَجَتْ، وَالْفَاعِل فائِظٌ، وَزعم أَبُو عُبَيْدَة أَنَّهَا لغةٌ لبَعض تَمِيم، يَعْنِي فاظتْ نَفسه، وفَاضَتْ وَأنْشد: فَفُقِئَتْ عَيْنٌ وفَاضتْ نَفْسُ فأنشده الْأَصْمَعِي فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ وَطَنَّ الضِّرْسُ. فظا: قَالَ الْفراء: الفَظَى: مَقصورٌ ماءُ الرَّحم يُكتبُ بِالْيَاءِ والتثنية فَظْوانِ. وَقَالَ غَيره: أَصله الفَظُّ، فقلبت الظَّاء يَاء وَهُوَ مَاء الكَرِش. ظوف: الْفراء يُقَال: أَخذ بِظُوفِ رَقَبَتَهِ وبظافِ رَقَبَتِه وبقَافِ رقبته وبصُوف رقبته إِذا أَخذه كلَّه. أَبُو زيد يُقَال: أَخذه بقوفِ رقبته وبطوفها وبصُوفِها وكلُّه واحدٌ. (بَاب الظَّاء والبَاء) (ظ ب (وايء)) ظأب، ظَبْي، بظا، بيظ، وظب. (ظأب) : أَبُو العبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: ظأبَ إِذا جَلَّب، وظأب إِذا تَزَوَّجَ، وظَأَب أَيْضا إِذا ظَلَم، وَقَالَ اللحياني: ظَاءَ بني فلانٌ وظاء مَنِي إِذا تزوجتَ أنتَ وَهُوَ أُخْتين، والظأْبُ والظَّأْم سِلْفُ الرجلِ، وَقَالَ أَبُو زيد: فلَان ظَأْبُ فلانٍ، أَي سِلفه، والظَّأْمُ مثله، وَثَلَاثَة أَظْؤُبٍ، وحُكِي عَن ابْن الدُّقَيْش فِي جمعه ظُؤوبٌ، وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال سَمِعت

ظَأْبَ تَيْسِ فلانٍ وظأم تَيْسِه وَهُوَ صِياحُه فِي هِبابِه، وَأنْشد لأوس بن حَجَر: يَصُوعُ عُنُوقَها أَحْوَى زَنِيمٌ لَهُ ظَأْبٌ كَمَا صَخِبَ الغَرِيمُ أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الظأْمُ الكلامُ والجَلَبَةُ. يصوع: يَسُوق وَيجمع، وعنوق جمع عَناق للْأُنْثَى من ولد الْمعز، والزنيم الَّذِي لَهُ زنمتان فِي حلقه. ظَبْي: الْأُنْثَى من الظِّبَاء ظَبْية، وَالذكر ظَبْيٌ، أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: يُقَال لكل ذَاتِ خُفّ أَو ظِلْف: الحَيَاءُ، ولِكل ذاتِ حافرٍ: الظبْيَةُ، قَالَ: وللسباع كلهَا: الثَّفْرُ، قَالَ: وَقَالَ الفرَّاء: يُقَال لِلكلبة ظَبْيَةٌ، وشَقْحَةٌ، ولِذوات الْحَافِر ظبْيَةٌ، وَفِي الحَدِيث أَنه أُهْدِيَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ظبْيَةٌ فِيهَا خَرَزٌ فأَعْطَى الْأَهْل مِنْهَا والعَرَبَ، والظبْيَةُ شِبْهُ الْخَرِيطَةِ والكِيس، وتُصغَّر فَيُقَال: ظُبَيَّةٌ، وَجَمعهَا ظِبَاء، وَقَالَ عَديّ: بَيْتِ جُلُوفٍ طَيِّبٍ ظِلُّهُ فِيهِ ظِباءٌ ودَواخِيلُ خُوصْ وَفِي حَدِيث قَيْلَة: أَنَّهَا لمّا خرجتْ إِلَى النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَدْرَكَها عَمُّ بناتِها، قَالَت: فأصابتْ ظُبَةُ سَيْفِه طَائِفَة من قُرُون رَأْسِه، قَالَ أَبُو عبيد: ظُبَةُ السَّيف حَدُّهُ وَجَمعهَا ظُبَاتٌ وظُبُون وَهُوَ طرف السَّيْف، وَمثله ذُبَابُه، وَقَالَ الْكُمَيْت: يرى الراؤون بالشَّفَراتِ مِنْهَا وَقُودَ أبي حُباحِبَ والظُّبِينَا وَقَالَ اللَّيْث: الظَّبْيَةُ جَهَاز الْمَرْأَة والنَّاقة، يعنِي حَيَاءها، والظبْيَةُ شِبهُ العِجْلة والمَزَادَة، قَالَ: وَإِذا خَرَجَ، تَخْرُجُ امْرَأَة قُدامَة تُسمى ظَبْيَةَ، وَهِي تُنْذِرُ الْمُسلمين. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال لحدّ السكين الغِرارُ والظُّبَةُ والقُرْنةُ، ولجانبها الآخر الَّذِي لَا يقطع الكَلُّ، وظَبْيٌ اسْم رَمْلَةٍ فِي قَوْله: أَساريعُ ظَبْيٍ أَو مَساوِيكُ إسْحِلِ ابْن الْأَنْبَارِي: ظَبيٌ اسْم كثيب بِعَيْنِه، قَالَ: وأَساريعه دوابُّ فِيهِ تشبه العَظَاءَةَ وَأنْشد: وكَفٍ كعُواذ النَّقا لَا يضيرها إِذا أُبرِزَتْ ألاَّ يكونَ خِضابُ وعُواذ النقا دوابُّ تشبه العظاءة واحدتها عائذة تلْزم الرملَ وَلَا تبرحه، وَيُقَال: بفلانٍ دَاء ظَبْيٍ قَالَ أَبُو عَمْرو: مَعْنَاهُ أنهُ لَا دَاءَ بِهِ كَمَا أنَّ الظبيَ لَا دَاءَ بهِ وَأنْشد الأمويّ: فَلاَ تَجْهَمِينَا أمَّ عَمْروٍ فإنَّما بِنا دَاءُ ظبْيٍ لَمْ تَخنْه عَوَامِلُه قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأمَوِي: دَاءُ الظَّبْيِ أنهُ إِذا أَرَادَ أَن يَثِبَ مَكَثَ سَاعَة ثمَّ وَثَب، وَفِي الحَدِيث: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أمَر الضحّاكَ بنَ قيس أَن يأتيَ قَومَه، فَقَالَ: (إِذا أتيتَهم فارْبِضْ فِي دَارهم ظَبْياً) وتأويله، أَنه بَعثه

إِلَى قوم مُشركين ليتبصَّر مَا هم عَلَيْهِ، وَيرجع إِلَيْهِ بِخبرهم، وَأمره أَن يكون مِنْهُم، بِحَيْثُ يَتَبيَّنُهم وَلَا يستمكنونَ مِنْهُ، فَإِن رَابَه مِنْهُم رَيْبٌ تَفَلَّتَ مِنْهُم، فَيكون مثلَ الظبْي لَا يَرْبِضُ إِلَّا وَهُوَ مُتَوَحِّشٌ بِالْبَلَدِ القَفْر، ومَتَى أَحَسَّ بفزعٍ نَفَر، ونُصِبتْ ظَبياً على التَّفْسِير لِأَن الرُّبوض لَهُ، فَلَمَّا حُوِّلَ فِعْلُه إِلَى الْمُخَاطب خَرَج قولُه ظَبْيًا مُفَسِّراً، قَالَ القُتَيْبي: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أَرَادَ أقِمْ فِي دَارهم آمنا لَا تَبْرَح كَأَنَّك ظَبيٌ فِي كناسَة قد أَمِن حيت لَا يرى إنْساً، وَيُقَال: أرضٌ مَظبَأةٌ كَثِيرَة الظِّباء، والظبْيُ سِمَةٌ لبَعض العَربِ وإيَّاها أَرَادَ عنترة فِي قَوْله: عَمْرَو بنَ أسودَ زَبَّاءَ قارِيةٍ مَاءُ الكُلابِ عَلَيْهَا الظبْيُ مِعْنَاقُ وَمن أمثالهم: لأَتْرُكَنَّه تَرَكَ الظبي ظِلَّه، وَذَلِكَ أَن الظبي إِذا تَركَ كِناسَه لم يعُد إِلَيْهِ، يُقَال ذَلِك عِنْد تَأْكِيد رَفْضِ الشَّيْء أيَّ شيءٍ كَانَ. بظا: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: البُظاء اللَّحَماتُ المتراكباتُ. أَبُو عبيد عَن الْفراء: خظا لَحْمُه وبَظا وكَظا بِغَيْر همز إِذا اكتنز، يَخْظُو ويَبْظو ويَكْظو، شمر يُقَال: بَظا لَحْمه يَبْظو بَظْواً. وَأنْشد غَيره للأغلب: خَاظِي البَضيعِ لَحْمُهُ خظا بَظا قَالَ: جَعلَ بَظا صِلةً لخظا كَقَوْلِهِم: تَبّاً تَلْباً قَالَ: وَهُوَ توكيد لما قبله. باظ: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: باظَ الرَّجُل يَبِيظُ بَيْظاً، وباظ يَبُوظ بَوْظاً إِذا قرَّرَ أرون أبي عُمير فِي المَهْبل. وَقَالَ اللَّيْث: البَيْظ ماءُ الرجل. قلت: أَرَادَ ابْن الْأَعرَابِي بالأُرُون المَنِيَّ، وَأبي عُمَيْرٍ الذَّكَرَ وبالمَهْبِل قَرارَ الرّحِم. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: باظ الرجُل إِذا سَمِن جِسْمُه بعد هُزال أَيْضا. وظب: قَالَ اللَّيْث: وَظبَ فلَان يَظِبُ وُظوباً وَهُوَ الْمُوَاظبَة على الشَّيْء والمداوَمةُ، وَيُقَال للروضة إِذا أُلِحَّ عَلَيْهَا فِي الرَّعْي: قد وُظِبَتْ فَهِيَ مَوْظوبَةٌ، ووادٍ مَوْظوبٌ. وَقَالَ اللحياني: يُقال فلانٌ مُوَاكِظٌ على كَذَا وَكَذَا وواكِظٌ ومُواظِبٌ ووَاظِبٌ ومُواكِبٌ ووَاكِبٌ بِمَعْنى مُثَابِر. وَقَالَ سَلامَة بن جَنْدل يصف وَاديا: شِيبِ المبارِكِ مَدْرُوسٍ مَدافِعُه هَابِي المراغِ قليلِ الوَدْق مَوْظُوبِ أَرَادَ شِيبٍ مَبارِكه ولِذَلك جَمَع، وَقَالَ ابْن السّكيت فِي قَوْله مَوظُوبٌ: قد وُظِبَ عَلَيْهِ حَتَّى أُكِلَ مَا فِيهِ، وَقَوله: هَابِي المَراغِ أَي مُنْتَفِخِ التُّرابِ لَا يَتَمَرَّغُ بِهِ بعيرٌ، قد تُرِكَ لِخَوْفِه، وَقَوله: مَدروسٍ مدافعه أَي قَدْ

باب الظاء والميم

دُقَّ وَوُطِىءَ، وأُكِل نَبْتُه، ومَدَافِعُه أوْدِيَتُه، شِيبُ المبَارِك قد ابْيَضَّتْ من الجُدُوبَة، وَيُقَال: فلانٌ يَظِبُ على الشيءِ ويواظِبُ عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْن السّكيت: مَوْظَبٌ بِفَتْح الظَّاء اسمُ موضِع، وَقَالَ خِدَاش: كَذَبْتُ عَليكُمْ أوْعِدُوني وَعلِّلُوا بِيَ الأرضَ والأقوامَ قِرْدَانَ مَوْظَبَا أَرَادَ يَا قِرْدَانَ مَوْظَبا، وَهَذَا نَادِر وَقِيَاسه مَوْظِبٌ. انْتهى وَالله أعلم. (بَاب الظَّاء وَالْمِيم) (ظ م (وايء)) ظمأ، (ظام) ، وظم. (ظمأ ظام) : أما الظام فقد مر تَفْسِيره مَعَ تَفْسِير الظاب لتعاقبهما، قَالَ: وَأما ظَمِىءَ فَإِنَّهُ يُقَال: ظَمِىءَ فلانٌ يَظْمَأُ ظَمَأً إِذا اشتدَّ عطشُه. قَالَ الله جلّ وعزّ: {لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ} (التَّوْبَة: 120) ، وَرجل ظمآنُ وَامْرَأَة ظَمأَى لَا يَنْصرِفان نكرَة وَلَا مَعْرِفةً، والظِّمْءُ مَا بَين الشَرْبَتَين فِي وِرْدِ الإبلِ وَجمعه، أظماءٌ، وأَقْصَرُ الأظمَاءِ الغِبُّ، وَذَلِكَ أَن تَرِدَ الإبِلُ الماءَ يَوْماً وتَصْدُرَ، فَتكون فِي المَرْعَى يَوْماً وتَرِدُ اليومَ الثَّالِث، وَمَا بَين شَرْبَتَيها ظِمْءٌ، وَهَذَا فِي صميم الحَرِّ، فَإِذا طَلَعَ سُهيْلٌ زِيدَ فِي الظِّمْءِ فَتَرِدُ الماءَ وتَصدُرُ، فتمكثُ فِي المرعَى يَوْمين ثمَّ تَرِدُ الْيَوْم الرَّابِع، فَيُقَال: وَرَدتْ رِبْعاً، ثمَّ الخِمْس والسِّدْس إِلَى العِشْر، وَمَا بَين شربتيها ظِمْءٌ طالَ أَو قَصُر، وَيُقَال للْفرس إِذا كَانَ مُعَرَّق الشَّوَى: إِنَّه لأظْمَى الشَّوَى، وإنَّ فُصوصَه لَظِماءٌ، إِذا لم يكنْ فِيهَا رَهَلٌ، وَكَانَت مُتَوَتِّرةً ويُحْمَد ذَلِك فِيهَا، والأصلُ فِيهَا الهَمْزُ، وَمِنْه قَول الراجز يصف فرسا، أنْشدهُ ابْن السّكيت: يُنجِيهِ مِن مِثْل حَمَام الأَغْلاَلْ وَقْعُ يدٍ عَجْلَى ورِجْلِ شِمْلاَلْ ظمأى النَّسَا منْ تَحْتِ رَيَّا من عَالْ. فَجعل قوائمه ظِماءً وسَرَاتَه رَيّا أَي مُمْتَلِئة من اللَّحْم. وَيُقَال للْفرس إِذا ضُمِّر: قد أُظْمِىء إظْمَاءً وظُمِّىء تَظْمِئَةً. وَقَالَ أَبُو النَّجْم يصف فرسا ضُمِّرَ: نَطْوِيهِ والطَّيُّ الرَّقِيقُ يَجْدُلُه نُظَمِّىءُ الشَّحمَ ولَسْنا نَهْزِلُه أَي نَعْتَصِرُ مَاءَ بَدَنهِ بالتَّعْرِيقِ حَتَّى يَذْهَبَ رَهَلُه وَيَكْتَنِزَ لَحمُه، ويُقال: مَا بَقِيَ من عمره إِلَّا قَدْرُ ظِمْءِ حِمارٍ، وَذَلِكَ أنهُ أقلُّ الدَّوابِّ صَبْراً على العَطش، يَرِدُ المَاء فِي القيظ كلَّ يَوْم مرَّتَيْنِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: ريحٌ ظَمْأَى إِذا كَانَت

حارَّةً لَيْسَ فِيهَا نَدًى، وَقَالَ ذُو الرمة يصف السَّرابَ: يَجْرِي وَيَرْقُد أَحْياناً وتَطْرُدُه نَكْبَاءُ ظمْأَى من القَيْظِيَّةِ الهُوجِ وَقَالَ ابْن شُمَيْل: ظَمَاءَةُ الرَّجُل على فَعَاله سُوء خُلُقِه، ولُؤمُ ضَرِيبته، وقِلَّةُ إنْصافه لمخالِطِه، وَالْأَصْل فِي ذَلِك أَن الشَّرِّيبَ إِذا سَاءَ خُلُقه، لم يُنْصِفْ شركاءه، فأَمَّا الظَّمأ مَصْدرُ ظَمِىءَ يظْمأ فَهُوَ مَهْمُوز مَقْصُور. قَالَ الله جلّ وعزّ: {لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ} (التَّوْبَة: 120) ، وَمن الْعَرَب من يَمدُّ فَيَقُول: الظَّمَاءُ، وَمن أمثالهم: الظَّمَاءُ الفادِحُ خيرٌ من الرِّيِّ الفَاضِحْ. أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: من الرماح الأظْمَى غيرُ مهموزٍ وَهُوَ الأسمر، وقَناةٌ ظَمْياءُ بَيِّنَةُ الظَّمَى مَنْقُوص، وشَفَةٌ ظَمْياءُ لَيست بوارمة كَثِيرَة الدَّم ويُحْمَدُ ظَمَاها. وَقَالَ اللَّيْث: الظَّمَى قِلَّةُ دَمِ اللِّثَة ويَعْترِيه الحُسْنُ، ورَجُلٌ أظمَى وامرأةٌ ظَمْياءُ. قَالَ: وعينٌ ظَمْياء رَقيقةُ الجفْنِ وساقٌ ظَمْياءُ مُعْتَرِقَةُ اللّحم، ووجهٌ ظمآنُ قليلُ اللَّحْم، قَالَ: والظَّمَى بِلَا همز، ذُبول الشّفة من العَطَش قلت: هُوَ قِلَّةُ لَحمه ودَمه، وَلَيْسَ من ذبول العَطش، ولكنهُ خِلْقةٌ محمودة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: ناقةٌ ظَمْياءُ وإبل ظُمْيٌ إِذا كَانَ فِي لَوْنهَا سَوَادٌ. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الأَظْمَى الأسْودُ، وَالْمَرْأَة الظمْياءُ السَّوْدَاء الشفتين. وظم: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الوَظْمَةُ التُّهْمةُ، والوَمْظةُ الرُّمانَةُ الْبَريَّة. انْتهى وَالله أعلم.

بَاب لفيف الظَّاء (ظيي) : روى سَلمَة عَن الْفضل بن الْعَبَّاس بن حَمْزَة الْخُزَاعِيّ عَن اللَّيْث أَن الْخَلِيل قَالَ: الظاءُ حرف عَربيٌ خُصَّ بِهِ لسانُ الْعَرَب، لَا يَشْركُهم فِيهِ أحدٌ من سَائِر الْأُمَم. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَظوَى الرجل إِذا حَمُق، قَالَ: والظَّيَّاءُ الرجلُ الأحمقُ، أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: من أَشجَار الْجبَال العَرْعَرُ والظَّيَّانُ والنَّبْعُ والنَّشَمُ، قَالَ: والظَّيَّان يَاسَمِينُ البَرِّ، وَقَالَ اللَّيْث: والظَّيَّان شيءٌ من العَسل، وَيَجِيء فِي بعض الشّعْر الظِّيُّ، والظِّيُّ بِلَا نون، قَالَ: وَلَا يُشْتقُّ مِنْهُ فِعْلٌ فَتُعْرَفَ يَاؤُه، وَبَعْضهمْ يُصَغِّره ظُيَيَّانا وَبَعْضهمْ ظُوَيَّانا، قلت: لَيْسَ الظَّيَّانُ من الْعَسَل فِي شَيْء إِنَّمَا الظَّيَّان مَا فَسَّرهُ الْأَصْمَعِي، وَقَالَ مَالك بنُ خَالِد الخزاعِي: يَا مَيُّ إِن سِباعَ الأَرْض هالِكةٌ الغُفْرُ والأُدْمُ والآرامُ والنَّاسُ والجَيْشُ مَنْ يُعْجِزَ الأيامَ ذُو حِيَدٍ بِمُشْمَخِرٍ بِهِ الظَّيَّان والآس أَرَادَ بِذِي حِيَدٍ وَعِلاً فِي قَرْنِه حِيدٌ، وَهِي أنَابِيبُهُ، والمُشْمَخِرُّ الْجَبَل الطَّوِيل، والآسُ هَهُنَا شَجَرٌ، والآس العَسَلُ أَيْضا. (ظأظأ) : عَمْرو عَن أَبِيه: والظَّأْظاءُ صَوْتُ التَّيسِ إِذا نَبَّ. انْتهى آخر كتاب الظَّاء من (تَهْذِيب اللُّغَة) .

باب الذال والراء

هَذَا كتاب حرف الدَّال أَبْوَاب المضاعف مِنْهُ ذ ث: مهملات. (بَاب الذَّال وَالرَّاء) ذ ر ذ ر، ر ذ: مستعملات. (ذرّ) : أَخْبرنِي أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: يُقَال أَصَابَنَا مطرٌ ذَرَّ بَقْلَه، ويَذُرُّ، إِذا طلَع وظهَرَ، وَذَلِكَ أَنه يَذُرُّ من أدنى مَطَرٍ، وَإِنَّمَا يَذُرُّ البَقْلُ من مَطر قَدْرِ وَضَحِ الكَفِّ، وَلَا يُقَرِّحُ البقلُ إِلَّا من قَدْرِ الذِّراعِ. وَقَالَ ابْن بُزُرْجَ: ذَرَّت الشَّمْس تَذُر ذُرُواً وذَرَّ البقلُ، وذَرَّت الأرضُ النَّبْتَ ذَرَّا، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: ذَرَّ الرجلُ يَذُرُّ إِذا شَابَ مُقَدَّمُ رأسِه، قَالَ: وذَرَّ الشيءُ يَذرُّهُ إِذا بَدَّدَه، وذَرَّ يذُرُّ إِذا تَجَدَّدَ، وذَرت الشمسُ تَذُرُّ إِذا طَلَعتْ. وَقَالَ اللَّيْث: الذَرُّ الْوَاحِدَة ذَرَّةٌ وَهُوَ صِغار النّمل، والذَّرُّ مَصْدَرُ ذَرَرْتُ، وَهُوَ أَخْذكَ الشيءَ بأطراف أصابعك تذرُّه ذَرَّ الْملح المسحوق على الطَّعَام، والذَّرُورُ مَا يُذَرّ فِي الْعين أَو على القَرْحِ من دَوَاء يَابِسٍ، والذرِيرَةُ فُتَاتٌ من قَصَبِ الطيبِ الَّذِي يُجاءُ بِهِ من بِلَاد الْهِنْد، يُشبه قَصَبَ النُّشَّابِ، والذُّرَارَةُ مَا تَناثَر من الشَّيْء الَّذِي تَذرُّه، وذَرَّتْ الشَّمْس تَذُرُّ ذُرُوراً وَهُوَ أولُ طُلُوعهَا، وشُروقُها أول مَا يسْقط ضوؤُها على الأَرْض وَالشَّجر، وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (آل عمرَان: 34) . أجمع الْقُرَّاء على ترك الْهَمْز فِي الذُّرِّيَّة، وَقَالَ ابْن السّكيت: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: قَالَ يُونُس: أهل مَكَّة يخالفون غَيرهم من الْعَرَب فيهمزون النبيَّ والبريَّةَ، والذُّرِّيَّة من ذَرَأَ الله الْخلق أَي خَلقهم، وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق النَّحْوِيّ: الذُّرِّية غيرُ مَهْمُوز، قَالَ: وفيهَا قَولَانِ، قَالَ بَعضهم: هِيَ فُعْلِية من الذَّر لِأَن الله تَعَالَى أخرج الخلقَ من صُلْب آدم كالذَّر حِين أشهدهم على أنفسهم: {أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى} (الْأَعْرَاف: 172) . قَالَ: وَقَالَ بعض النَّحْوِيين: أَصْلهَا ذُرُّورَةٌ

باب الذال واللام

على وزن فُعْلُولة، وَلَكِن التَّضعيفَ لما كَثُر أُبدِل من الرَّاء الْأَخِيرَة يَاء، فَصَارَت ذُرُّويَةٌ ثمَّ أدغمت الْوَاو فِي الْيَاء فَصَارَت ذُرِّية؛ قَالَ: وَالْقَوْل الأول أَقيس وأجود عِنْد النَّحْوِيين. وَقَالَ اللَّيْث: ذُرِّيَّةٌ فُعْلِيَّةٌ كَمَا قَالُوا سُرِّيَّةٌ، وَالْأَصْل، من السِّر وَهُوَ النِّكاح. وَقَالَ أَبُو سعيد: ذَرِّيُّ السّيفِ فِرِنْدُه. يُقَال: مَا أَبْيَنَ ذَرِّيَّ سَيْفِه، نُسب إِلَى الذَّر وَأنْشد: وتُخْرِجُ مِنه ضَرَّةُ اليومِ مَصْدَقاً طُولُ السُّرَى ذَرِّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ يَقُول: إنْ أَضَرَّ بِهِ شِدَّةُ الْيَوْم أَخْرج مِنه مَصْدَقاً وصَبْراً وتَهلَّلَ وَجْهُهُ كَأَنَّهُ ذَرِّيُّ سيفٍ. رذّ: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: أَخَفُّ الْمَطَر وأضعفُه: الطَّل ثمَّ الرَّذَاذُ. قَالَ: وَأَرْض مُرَذٌّ عَلَيْها، وَلَا يُقَال مُرَذةٌ وَلَا مَرْذوذَةٌ وَلَكِن يُقَال مُرَذٌ عَلَيْهَا. وَقَالَ الْكسَائي: أرضٌ مُرَذةٌ ومَطْلُولَةٌ. وَقَالَ اللَّيْث: يَوْم مُرِذ والفِعْل أَرَذَّتْ السماءُ فَهِيَ تُرِذُّ إرْذاذاً، وَقَالَ غَيره: أرَذَّتْ العينُ بِمَائِهَا، وأَرَذَّ السِقاء إرْذاذاً إِذا سَالَ مَا فِيهِ، وأَرذَّتْ الشَّجَّةُ إِذا سالتْ، وكل سَائل مُرِذٌّ. انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم. (بَاب الذَّال وَاللَّام) (ذل) لذ، ذل: (مستعملان) . (ذلّ) : أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: فَرسٌ ذَلُولٌ مِن الذُّل، وَرجل ذلُول بَيِّنُ الذِّلَّة والذُّل. وَقَالَ الله جلّ وعزّ فِي صفة الْمُؤمنِينَ: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} (الْمَائِدَة: 54) . قَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِيمَا روى عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس معنى قَوْله: أَذِلَّة على الْمُؤمنِينَ رُحماء رَفيقين بِالْمُؤْمِنِينَ، أعزة على الْكَافرين غِلاظ شِداد على الْكَافرين. وَقَالَ الزّجاج: معنى أَذِلَّة على الْمُؤمنِينَ أَي جانِبُهم لَيِّنٌ على الْمُؤمنِينَ، لَيْسَ أَنهم أذلاء مُهانُون. وَقَوله جلّ وعزّ: {أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} أَي جانبهم غليظ على الْكَافرين، وَقَوله جلّ وعَزّ: {ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا} (الْإِنْسَان: 14) . وَقَالَ هَذَا كَقَوْلِه: قطوفها دانِيةٌ كلما أَرَادوا أَن يَقْطفوا مِنْهَا، ذلِّلَ ذَلِك لَهُم فَدَنا مِنْهُم قُعوداً كَانُوا أَو مضطجعين أَو قِياماً. قَالَ الْأَزْهَرِي: وتَذْليلُ العُذُوق فِي الدُّنْيَا أَنَّهَا إِذا انْشَقّتْ عَنْهَا كَوافِيرُها الَّتِي تُغَطِّيها يَعْمِدُ الآبرُ إِلَيْهَا فيسحبها ويُيَسِّرها حَتَّى يُدَلِّيَها خَارِجَة من بَين ظَهْرَانَيْ الجريد والسُّلاَّء فيسهُل قِطافُها عِنْدَ يَنْعِها.

وَقَالَ الْأَصْمَعِي فِي قَول امرىء الْقَيْس: وساقٍ كأنْبُوب السَّقِيِّ المذَلَّلِ قَالَ: أَرَادَ ساقاً كأنْبُوبِ بَرْدِيِّ بَيْن هَذَا النَّخْل المُذَلَّل، قَالَ: وَإِذا كَانَ أَيَّام الثَّمْر أَلحَّ الناسُ على النَّخْل بالسَّقْي فَهُوَ حينئذٍ سَقيٌ، قَالَ: وَذَلِكَ أَنْعَمُ للنَّخِيل، وأجودُ لِلثَّمرة، رَوَاهُ شمر عَن الْأَصْمَعِي. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: السَّقِيُّ الَّذِي يَسْقِيه الماءُ من غير أَن يُتَكلَّفَ لَهُ السَّقْي، قَالَ: وَسَأَلت ابْن الْأَعرَابِي عَن المذَلّل فَقَالَ: ذُلِّلَ طريقُ الماءِ إِلَيْهِ. قَالَ الْأَزْهَرِي: وَقيل: أَرَادَ بالسَّقِيِّ العُنْقُر وَهُوَ أصلُ البَرْدِيِّ الرَّخْصِ الْأَبْيَض وَهُوَ كأصل القَصَب. وَقَالَ العجاج: عَلَى خَبَنْدَى قَصَبٍ مَمْكُور كَعُنْقُراتِ الحائرِ المكسور وَيُقَال: حَائِط ذليلٌ أَي قصيرٌ، وبيتٌ ذليلٌ قصيرٌ السَّمْكِ من الأَرْض، ورُمحٌ ذليلٌ قصير، وَيجمع الذَّلِيل من النَّاس أَذِلَّة وذُلاَّنا، وَيجمع الذَّلول ذُلُلاً، وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {فَاسْلُكِى سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً} (النَّحْل: 69) نعْتٌ لِلسُّبل، يُقَال: سَبيلٌ ذلولٌ وسُبُل ذُلُلٌ، وَيُقَال: إِن الذُّلُلَ من صِفَات النَّحْل أَي ذُلِّلَتْ لِتُخرجَ الشرابَ مِن بُطونها؛ وَيُقَال: أجْرِ الْأُمُور على أَذلالها أَي على أَحوالها الَّتِي تَصْلُح عَلَيْهَا وتَتَيَسَّر وتَسْهُل، وَاحِدهَا ذِلَ وَمِنْه قَول خنساء: لِتَجْرِ الحوادثُ بعد الْفَتى ال مُغَادَرِ بالنَّعْفِ أَذْلالها أَرَادَ لتجر على أَذْلالِها، وَطَرِيق مُذلَّل إِذا كَانَ مَوْطوءاً سهلاً، وذلَّت القَوافي للشاعر إِذا تَسَهَّلت. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الذُّل الخِسَّةُ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الذَّلاذلُ أسافلُ الْقَمِيص الطَّوِيل وَاحِدهَا ذُلْذُلٌ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: وَاحِد الذَّلاذل ذُلْذُلٌ، وَقَالَ أَيْضا: وَاحِدهَا ذِلْذِلَةٌ، وَهِي الذَّنَاذنُ أَيْضا وَاحِدهَا ذُنْذُنٌ. وَفِي حَدِيث زِيَاد فِي خطبَته: إِذا رَأَيْتُمُونِي أُنْفِذُ قبلكُمْ الْأَمر فأنْفِذُوه على أَذْلاله أَي على وَجْهِه. وَقَوله: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ} (آل عمرَان: 123) جمع ذليل. قلت: هَذَا جَمْعٌ مطَّرِدٌ فِي المضاعف وَإِذا كَانَ فَعيلٌ صفة لَا تَضْعِيفَ فِيهِ جُمِعَ على فُعَلاء، كَقَوْلِك: كريمُ وكُرَماء، ولَئِيمٌ ولُؤَمَاء، وَإِذا كَانَ اسْما جُمِع على أَفْعِلَة، يُقَال: جَرِيبٌ وأَجْرِبة وقفيز وأقفزة والذُّلاّنُ جَمْع الذَّلِيل أَيْضا وَمعنى قَوْله: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} (الْمَائِدَة: 54) أَي جانبهم ليِّن على الْمُؤمنِينَ لم يُرد الهوان؛

وَقَوله: {أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} (الْمَائِدَة: 54) أَي جانبهم غليظ عَلَيْهِم. وَقَوله: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} (الْإِسْرَاء: 24) . وقرىء (الذِّل) فالذُّل ضِدُّ العِزِّ والذِّل ضدُّ الصُّعوبة. وَقَوله: {وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ وَلِىٌّ مَّنَ الذُّلِّ} (الْإِسْرَاء: 111) أَي لم يتَّخذ وليا يحالفه ويعاونه لِذُلِّه، وكانتْ الْعَرَب يُحَالِفُ بعضُها بَعْضًا يَلْتَمِسُونَ بذلك العِزَّ والمَنَعَةَ. فنفى ذَلِك عَن نَفسه جلّ وعزّ. وَفِي حَدِيث ابْن الزبير: الذُّلُّ أَبقَى للأهل والمالِ، تَأْوِيله أَن الرَّجلَ إِذا أَصَابَته خُطّةُ ضَيْمٍ فلْيَصْبر لَهَا فإنّ ذَلِك أَبْقَى لأَهله ومالِه فَإِنَّهُ إِن اضْطربَ فِيهَا لم يَأْمن أَن يُستأصَل ويَهْلِك. وَوجه آخر: أَن الرجل إِذا عَلَت هِمَّتُه وسَمتْ إِلَى طلب الْمَعَالِي عُوديَ ونُوزِعَ وقُوتل، فَربما أَتَى القتلُ على نَفسه، وَإِن صَبَرَ على الذُّل وأطاع المُسَلَّط عَلَيْهِ حَقن دَمَه وحَمَى أَهله وَمَاله. لذّ: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: اللَّذُّ النَّوْمُ. وَأنْشد: وَلذٍ كَطَعْم الصَّرخديِّ تركْتُه بِأَرْض العِدَى من خشْية الحَدَثَان أَرَادَ أَنه لمَّا دَخل ديارَ أعدائِه لم يَنم حذاراً لَهُم. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: اللَّذةُ واللَّذَاذةُ واللَّذِيد واللَّذْوَى كلهُ الْأكل والشُّرْب بنعْمةٍ وكفاية. وَقَالَ الليثُ: اللَّذُّ واللَّذِيذُ يجريَانِ مجْرى وَاحِدًا فِي النَّعْت، يُقَال: شرابٌ لذٌّ ولذِيدٌ. وَقَالَ الله عزّ وجلّ: {وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ} (مُحَمَّد: 15) أَي لذيدةٍ وَقيل: لَذَّة أَي ذَات لذةٍ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: لَذِذْتُ الشَّيْء أَلذُّه إِذا استلْذَذتَه، وَكَذَلِكَ لَذِذتُ بذلك الشَّيْء وَأَنا أَلذُّ بِهِ لَذاذةً ولَذِذتُه سَوَاء. وَأنْشد ابْن السّكيت: تقَاك بكعْبٍ واحدٍ وتَلذّهُ يَدَاكَ إِذا مَا هُزَّ بالكفِّ يَعْسِلُ ولذَّ الشيءُ يَلذَّ إِذا كَانَ لذيذاً. وَقَالَ رُؤبةُ فِي لَذَذْته أَلذه: لَذّتْ أحاديثَ الغَوِيِّ المُبْدِع أَي اسْتلذَّ بهَا، وَيجمع اللذيذ لذاذاً المناوعة شبه المغازلة. وَفِي حَدِيث عَائِشَة أَنَّهَا ذكرت الدُّنْيَا فقالتْ: قد مَضى لَذْواها وبَقيَ بَلواها. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: اللَّذْوَى واللَّذَّةُ واللَّذَاذَةُ كُله الأَكل والشربُ بِنَعْمةٍ وكِفايةٍ، كَأَنَّهَا أرادتْ بذهاب لَذْواها حَياةَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وبالبلْوى مَا امْتُحن النَّاس بِهِ

باب الذال والنون

من العِناد وَالْخلاف. (بَاب الذَّال وَالنُّون) (ذ ن) ذن: أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: الأذَنُّ الَّذِي يسيل مُنْخَراه، وَيُقَال للَّذي يَسيلُ مِنْهُ: الذَّنِينُ. قَالَ أَبُو عبيد: ذَنَنْتُ أَذِنُّ ذَنَناً. قَالَ الشماخ: تُوائِلُ من مِصَكَ أَنْصَبَتْهُ حوالبُ أَسْهَرَيْهِ بالذَّنينِ يصف عَيْراً وأُتُنَه. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال ذَنَّ أنفُه يَذِنُّ ذنيناً إِذا سَالَ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال هُوَ يَذِنُّ فِي مَشْيهِ ذَنِيناً إِذا كَانَ يمشي مِشْيةً ضَعِيفَة. وَقَالَ ابْن أَحْمَر الْبَاهِلِيّ: وإنَّ الموتَ أَدْنَى من خيالٍ ودُونَ العَيْشِ تَهْوَاداً ذَنِيناً وذَنَا ذِنُ الْقَمِيص أسافِلُه وَاحِدهَا ذُنْذُنٌ. عَن ابْن عَمْرو قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: التَّذْنِينُ سَيَلان الذَّنِينِ. شمر: امرأةٌ ذَنَّاءُ لَا يَنْقَطِع حَيْضُها. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: الذآنين وَاحِدهَا ذؤْنُونٌ: نَبْتٌ، قَالَ: وَخرج النَّاس يَتَذَأْنَنُون، وَأنْشد أَعْرَابِي: كلَّ الطعامِ يَأْكلُ الطّائيُّونَا الحَمَصِيصَ الرَّطْبَ والذَّآنينا وَمِنْهُم من لَا يهمز فَيَقُول: ذونُونٍ وَجمعه ذوانينُ. انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم. (بَاب الذَّال وَالْفَاء) (ذ ف) ذف، فذ. ذف: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: ذَفَّ على وَجه الأَرْض ودَفَّ، وَيُقَال: خُذ مَا ذَفَّ لَك ودَفَّ، وَمَا استَذَفَّ، واستَدَفَّ، أَي خُذ مَا تَيَسَّر لَك. وَيُقَال: رجل خَفيفٌ ذفيفٌ وخُفَافٌ ذفافٌ وَبِه سمي الرّجُل: ذُفافة. وَيُقَال: ذَفَفْتُ على الجريح إِذا أجْهَزْتَ عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو عبيد: الذِّفَافُ البَلَلُ. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: وليسَ بهَا أَدْنى ذُفاف لِوَارِدِ وَقَالَ اللَّيْث: ماءٌ ذُفافٌ، وَجمعه ذفُفٌ وأَذفَّة، أَي قَلِيل. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال لِلسُّم الْقَاتِل: ذِفافٌ لِأَنَّهُ يُجْهِزُ على من شَرِبه. حَدثنَا الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال: ذفَّفَهُ بِالسَّيْفِ، وذَافَّ لَهُ، وذافّه إِذا أَجْهزَ عَلَيْهِ، وَيُقَال: كَانَ مَعَ الشَّيِّ من الذِّفافِ.

باب الذال والباء

وَقَالَ أَبُو عبيد: الذّفاف هُوَ السم الْقَاتِل. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: ذَفْذَفَ إِذا تَبَخْتَرَ وفَذْفَذَ إِذا تَقَاصَرَ ليَخْتِلَ وَهُوَ يَثِبُ، وَيُقَال: ذافَّ عَلَيْهِ بِالتَّشْدِيدِ مُذافّةً إِذا أجْهزَ عَلَيْهِ. فذ: قَالَ ابْن هاني عَن أبي مَالك قَالَ: مَا أصبتُ مِنْهُ أَفَذّ وَلَا مَرِيشاً، قَالَ: والأَفذُّ القِدْحُ الَّذِي لَيْسَ عَلَيْهِ رِيشٌ، والمَرِيشُ الَّذِي قد رِيشَ. قَالَ: وَلَا يجوز غير هَذَا الْبَتَّة، قَالَ: والفَذُّ الفرْد. قَالَ الْأَزْهَرِي وَقد قَالَ غَيره: يُقَال: مَا أصبتُ مِنْهُ أَقَذّ وَلَا مَرِيشاً بِالْقَافِ، والأَقَذُّ السهْم الَّذِي لم يُرْش، وَقد مر تَفْسِيره فِي كتاب الْقَاف. وَقَالَ اللحياني: أوَّل قِداح الميسر الفذُّ، وَفِيه فَرْضٌ وَاحِد لَهُ غُنْمُ نَصيبٍ واحدٍ إِن فَازَ، وَعَلِيهِ غُرْمُ نصيبٍ واحدٍ إِن خَابَ فَلم يَفُزْ، وَالثَّانِي التَّوْأَمُ، وَقد مرّ تَفْسِيره فِي كتاب التَّاء. وَقَالَ غَيره: الفَذُّ الفرْد، وَكلمَة شَاذَّة فاذة فذَّة. أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: إِذا وَلَدَتْ الشاةُ ولدا وَاحِدًا فَهِيَ مُفِذُّ وَقد أَفذَّتْ إفذاذاً، فَإِن وَلدَتْ اثْنَيْنِ فَهِيَ مُتْئمٌ. وَقَالَ غَيره: إِذا كَانَ من عَادَتهَا أَن تَلِدَ وَاحِدًا فَهِيَ مِفْذَاذٌ. وَقَالَ ابْن السّكيت: لَا يُقَال ناقةٌ مُفِذٌّ لِأَن النَّاقة لَا تُنْتَج إِلَّا وَاحِدًا. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: فَذْفَذَ الرجلُ إِذا تقاصَر ليثِبَ خَاتِلاً. (بَاب الذَّال وَالْبَاء) (ذ ب) ذب، بذ. ذب: يُقَال: فلَان يَذُبُّ عَن حَريمه ذبّاً، أَي يَدْفع عَنْهُم، والذَّبُّ الطّرْدُ والمِذيّة هَنَةٌ تُسوَّى من هُلْبِ الفَرس يُذَبُّ بهَا الذِّبَّان. وَقَالَ اللَّيْث وَغَيره: ذبَّتْ شفتُه تَذِبُّ ذبُوباً إِذا يَبِسَتْ. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: ذَبَّ الغَدِير يَذِبُّ إِذا جَفَّ فِي آخر الحِرِّ، وَأنْشد: مَدارينُ إِن جَاعُوا وأَذْعرُ مَن مَشى إِذْ الرَّوْضةُ الخضراءُ ذَبَّ غَدِيرُها مدارين من الدَّرن؛ وَهُوَ الوَسخ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الذُّبابة بَقيةُ الشَّيْء وَكَذَلِكَ قَالَ الْأَصْمَعِي، وَقَالَ ذُو الرمة: لَحِقْنَا فَراجَعْنا الحمولَ وَإِنَّمَا يُتلَّى ذُباباتِ الوَدَاع المُراجِعُ يَقُول: إِنَّمَا يُدرِك بقايا الْحَوَائِج مَن رَاجع فِيهَا، والذُّبابة أَيْضا: الْبَقِيَّة من مياه الْآبَار، والذباب الطَّاعُون، والذباب الْجُنُون، وَقد ذُبَّ الرجل إِذا جُنَّ وَأنْشد شمر:

وَفِي النّصريِّ أَحْيَانًا سماحٌ وَفِي النصريِّ أَحْيَانًا ذُبابُ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أصابَ فلَانا من فلَان ذُبَاب لاذع أَي شَرّ. سَلمَة عَن الْفراء: أَنه رَوَى حَدِيثا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه رأى رجلا طَوِيل الشَّعَر فَقَالَ: ذُباب، أَي هُوَ شُؤْمٌ، قَالَ وَرجل ذُبابيٌّ مَأْخُوذ من الذُّباب وَهُوَ الشؤم. حَدثنَا السَّعْدِيّ قَالَ: حَدثنَا الرَّمَادِي قَالَ: حَدثنَا مُعَاوِيَة بن هِشَام القَصَّار، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان عَن عَاصِم عَن كُلَيْب عَن أَبِيه عَن وَائِل بن حجر قَالَ: أتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ولي شَعَر طَوِيل فَقَالَ: ذبابٌ فظننتُ إِنَّه يَعْنيني فَرَجَعت فَأخذت من شَعَرِي فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنِّي لم أَعْنِكَ وَهَذَا حسن. وَقَالَ ابْن هانىء: ذَبَّ الرجلُ يَذِبُّ ذبّاً إِذا شَحُبَ لَوْنُه. أَبُو زيد: ذبابُ السَّيف حَدُّ طرفه الَّذِي بَين شَفْرَتَيه؛ وَمَا حَوله من حَدَّيه ظُبتاه، والعَيْرُ الناتىء فِي وَسطه من بَاطِن وَظَاهر؛ وَله غِراران لكل وَاحِد مِنْهُمَا مَا بَين العَير وَبَين إحْدى الظبتين من ظاهرِ السَّيْف وَمَا قُبالَةَ ذَلِك من بَاطِن؛ وكل وَاحِد من الغِرارين من باطنِ السيفِ وَظَاهره. وَقَالَ أَبُو عبيد: ذبابُ السَّيْف: طَرَف حَدِّه الَّذِي يَخْرِقُ بِهِ وغِرارُه حدُّه الَّذِي يضْرب بِهِ وحسامه مثله. قَالَ: وَحَدُّ كل شَيْء ذبابُهُ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: ذبابُ السَّيْف طَرَفه الَّذِي يخرق بِهِ، وغِراره حَدُّه الَّذِي يضْرب بِهِ. وَقَالَ الله جلّ وعزَّ فِي صفة الْمُنَافِقين: {مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذالِكَ لاَ إِلَى هَاؤُلا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ءِ وَلاَ إِلَى هَاؤُلا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ءِ} (النِّسَاء: 143) الْمَعْنى مُطَرَّدين مُدَفَّعين عَن هَؤُلَاءِ وَعَن هَؤُلَاءِ. وَقَالَ اللَّيْث: الذَّبْذَبةُ تردُّدُ شَيْء مُعلَّقٍ فِي الْهَوَاء، والذَّباذِبُ أَشْيَاء تُعَلَّق بهودج أَو رَأس بَعير للزِّينَة. وَالْوَاحد ذُبذُبٌ وَالرجل المُذَبْذَبُ المتردِّدُ بَين أَمرين، أَو بينَ رَجُلين، لَا تَثْبُتُ صَحَابتُه لواحدٍ مِنْهُمَا، والذَّباذِبُ ذَكَرُ الرجلِ، لِأَنَّهُ يَتذَبذَبُ أَي يَتردَّدُ. وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي أُذَنَي الْفرس ذباباها وهما مَا حدَّ من أَطْرَاف الْأُذُنَيْنِ. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: ذبابُ الْعين إنسانها، وَيُقَال للثور الوحشي: ذَبُّ الرِّيادِ، جَاءَ فِي شعر ابْن مُقبل وَغَيره. وَقَالَ أَبُو سعيد: إِنَّمَا قيل لَهُ: ذَبُّ الرِّيادِ لِأَن رِيادَه أتَانُهُ الَّتِي تَرودُ مَعَه، وَإِن شِئتَ جعلتَ الرِّيادَ رَعْيَه الْكلأ، وَقَالَ غَيره: يُقَال لَهُ ذَبُّ الرِّيادِ لِأَنَّهُ لَا يَثبتُ فِي رَعْيه فِي مَكَان وَاحِد، وَلَا يُوطِنُ مَرعًى وَاحِدًا. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: رجل ذَبُّ الريادِ إِذا كَانَ

باب الذال والميم

َ زَوَّاراً للنِّسَاء، وَقَالَ بعض الشُّعَرَاء: مَا لِلْكواعِبِ يَا عيساءُ قد جَعلتْ تُزْوَرُّ عني وتُثْنَى دُوني الحُجُرُ قد كنتُ فَتَّاحَ أَبْوَابٍ مُغلَّقةٍ ذَبَّ الرِّياد إِذا مَا خُولِسَ النّظَرُ وسَمَّى مزاحمُ العُقيلي الثور الوحشيّ الأذبَّ فَقَالَ: بِلاداً بهَا تلقَى الأذَبَّ كَأَنه بهَا سابِريٌّ لاحَ مِنْهُ البنائِقُ أَراد تلقى الذَّبَّ فَقَالَ الأذَبَّ، قَالَه الأصمعيّ، قَالَ أَبُو وجزة يصف عَيْراً: وشَقّه طَرَدُ العانات فَهْوَ بِهِ لوحان من ظَمإِ ذَبَ وَمن عَضْبِ أَرَادَ بالظمأ الذَّبِّ اليابِس؛ وأذبُّ البعيرِ: نَابُهُ، وَقَالَ الراجز: كأَنَّ صَوْتَ نَابِهِ الأذَبِّ صَرِيفُ خُطَّافٍ بِقَعْوٍ قَبِّ وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال جَاءَنا رَاكِبٌ مُذَبِّبٌ وَهُوَ العَجِلُ المُنْفَرِدُ، وظِمْءٌ مُذَبِّبٌ طَوِيل يُسَار فِيهِ إِلَى المَاء مِنْ بُعْدٍ فَيُعَجَّلُ بالسير، وَخمْس مُذبِّب: لَا فتور فِيهِ. عَمْرو عَن أَبِيه: ذَبْذَبَ الرجلُ إِذا مَنَع الجِوارَ والأهلَ وحَماهم، وذَبْذَبَ أَيْضا إِذا آذَى. وَفِي الحَدِيث: (مَن وُقِيَ شَرَّ ذبْذَبِهِ وقَبْقَبِهِ ذبذبه فرجُه، وقبقبه بطنُه. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: ذبَّ إِذا مَنَع، قَالَ: والذَّبِّيُّ الجِلْوَازُ، وَوَاحِد الذِّبَّان ذُبابٌ بِغَيْر هَاء، وَلَا يُقَال: ذُبَانَةٌ والعددُ أَذِبَّةٌ، وَقَالَ زِيَاد: ضَرَّابَةٌ بالمِشْفَرِ الأذبَّهْ بذ: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (البَذَاذَةُ من الْإِيمَان) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْكسَائي: هُوَ أَن يكون الرجلُ مُتَقَهِّلا رَثَّ الهَيْئةِ، يُقَال: مِنْهُ رجلٌ باذُّ الهَيْئَةِ، وَفِي هَيْئته بَذَاذَة وبَذَّةٌ، وبَذٌ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: البَذُّ الرجلُ المتَقَهِّلُ الفقيرُ، قَالَ: والبَذَاذة أَن يكون يَوْمًا مُتَزَيِّنا وَيَوْما شَعِثاً، وَيُقَال: هُوَ تَركُ مُداومةِ الزِّينَة. عَمْرو عَن أَبِيه، قَالَ: البَذْبَذةُ: التَّقَشُفُ. وَالْعرب تَقول: بَذَّ فلَان فلَانا يَبُذُّهُ إِذا مَا علاهُ وَفَاقَه فِي حُسْنٍ أَو عملٍ كَائِنا مَا كَانَ، وبَذَّهُ غَلَبَه. (بَاب الذَّال وَالْمِيم) ذ م ذمّ، مذ. ذمّ: قَالَ اللَّيْث: تَقول الْعَرَب: ذمَّ يَذُمُّ ذمًّا وَهُوَ اللَّوْمُ فِي الْإِسَاءَة وَمِنْه التَّذَمُّم، فَيُقَال: مِن التَّذَمُّمِ قد قَضَيْتُ مَذَمَّة صَاحِبي، أَي أَحْسَنْتُ ألاَّ أُذمُّ، والذِّمامُ

كل حُرْمة تَلْزمُك إِذا ضَيَّعتها: المذمَّةُ، ومِن ذَلِك يُسَمَّى أهلُ الذِّمة، وهم الَّذين يُؤَدُّون الجِزيَةَ من الْمُشْركين كلهم، والذَّمُّ المذْمومُ: الذَّميم. وَفِي حَدِيث يُونُس أَنَّ الحوتَ قاءَهُ، زَرِيّا ذَمًّا، أَي مَذْمُوماً يُشْبِه الهالِكَ، وَيُقَال: افْعلْ كَذَا وَكَذَا وخَلاك ذمٌّ، أَي خلاكَ لَوْمٌ، قَالَ: والذَّميم بَثْرٌ أمثالُ بَيْضِ النَّمل تَخْرج على الْأنف مِن حَرَ، وَأنْشد: وَترى الذَّمِيمَ على مناخرهمْ يومَ الهِياج كمازِنِ النَّمْلِ والواحدة ذمِيمة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الذَّميم والذَّنِينُ مَا يسيل من الْأنف، وَأنْشد: مِثلَ الذَّميمِ على قُزْمِ اليَعَامِيرِ واليعاميرُ: الجِدَاء واحدُها يَعْمُور، وقُزْمُها صغارُها. قَالَ شمر: بَلغنِي عَن الْأَصْمَعِي عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء: سَمِعت أَعْرَابِيًا يَقُول: لم أرَ كَالْيَوْمِ قطّ، يدْخل عَلَيْهِم مثلُ هَذَا الرُّطَب لَا يُذِمُّون أَي لَا يتذممون وَلَا تأخذهم ذمامةٌ حَتَّى يُهْدُوا لجيرانهم. وَقَالَ أَبُو نصر عَن الْأَصْمَعِي: والذَّامُّ والذَّامُ جَمِيعًا العَيْبُ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: ذَمْذَمَ إِذا قَلَّل عطِيَّتَه، وذُمَّ الرجل إِذا هُجِيَ، وذُم إِذا نُقِصَ، قَالَ: والذّامُّ مُشدّد والذَّامُ خَفِيف: العيبُ، قَالَ: والذَّمَّةُ البِئْرُ القليلةُ الماءِ والجميعُ ذُمُّ، والذِّمة العَهد وَجَمعهَا ذِمَمٌ وذِمامٌ. وَفِي الحَدِيث: (فأتينا على بِئْرِ ذَمَّةٍ) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: الذَّمَّةُ: القليلةُ الماءِ، يُقَال: بِئرٌ ذمَّةٌ وَجَمعهَا ذِمام، وَقَالَ ذُو الرُّمّة يصف إبِلا غارتْ عيُونها من شِدَّةِ السّير والكَلال فَقَالَ: عَلَى حِمْيَرِيَّاتٍ كأَنَّ عُيونَها ذمامُ الركايَا أَنْكَزَتْها المواتِحُ وَفِي الحَدِيث: أَن الحجاجَ سَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَمَّا يُذْهِب عَنهُ مَذَمَّة الرَّضاع، فَقَالَ: (غُرَّةٌ، عَبْدٌ أوْ أَمةٌ) . قَالَ القتيبي: أَرَادَ بمذَمة الرَّضَاع: ذِمَامَ المُرْضِعة برضَاعها. وَقَالَ ابْن السّكيت: قَالَ يُونُس يُقَال: أخذَتْنِي مِنْهُ مَذِمَّةٌ ومَذَمَّةٌ، وَيُقَال: أَذْهِبْ عَنْك مَذَمَّةَ الرَّضاع، وَمِذَمَّةَ الرَّضاع بِشيءٍ تُعْطِيه الظئرَ، وَهُوَ الذِّمامُ الَّذِي لَزِمَك لَهَا بإرضاعِها وَلَدَك. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال للرجل إِذا كَانَ كَلاًّ على النَّاس: إنهُ لذُو مَذَمَّة، وَإنَّهُ لطويل المذمَّة، فأمَّا الذَّمُّ فالاسم مِنْهُ المَذَمَّة. وَيُقَال: أَذْهِبْ عَنْك مَذَمَّتهمِ بِشيءٍ، أَي أعُطِيهمْ شَيْئا، فَإِن لَهُم ذِماماً، قَالَ: ومَذَمَّتُهم لُغةٌ. ابْن الأَنباري: رجل ذِمِّيٌّ لَهُ عهد، والذِّمةُ

العهدُ منسوبٌ إِلَى الذِّمَّة. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الذِّمة التَّذمُّمُ مِمَّن لَا عهدَ لَهُ، والذِّمة العَهدُ مَنْسُوب إِلَى الذِّمَّة. وَفِي الحَدِيث: (ويسعَى بذِمَّتهم أَدْنَاهُم) . قَالَ أَبُو عبيد: الذِّمة الأَمانُ هَهُنَا، يَقُول: إِذا أَعْطَى الرجلُ العَدُوَّ أَمَانًا، جَازَ ذَلِك على جَمِيع الْمُسلمين، وَلَيْسَ لَهُم أنْ يُخْفِروه، كَمَا أجازَ عمرُ أمانَ عبدٍ على أهل العَسْكَر. وَمِنْه قَول سَلْمان: ذِمّة الْمُسلمين واحدةٌ فالذِّمّة مَعَ الْأمان، وَلِهَذَا سُمِّيَ المعاهِدُ ذِمِّياً، لِأَنَّهُ أُعطِيَ الأمانَ على ذِمَّة الجِزْية الَّتِي تُؤْخَذ مِنْهُ. وَقَوله جلّ وعزّ: {إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً} (التَّوْبَة: 10) أَي وَلَا أَمَانًا. ابْن هاجَك عَن حَمْزَة عَن عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن قَتَادَة فِي قَوْله: {إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً} قَالَ: الذِّمَّة العَهْد والإِلُّ الحِلفُ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الذِّمة: مَا يُتَذَمَّم مِنْهُ. وَقَالَ ابْن عَرَفَة: الذِّمَّة: الضَّمَان، يُقَال: هُوَ فِي ذِمتي. أَي فِي ضَماني، وَبِه سمي أهل الذِّمَّة لأَنهم فِي ضَمَان الْمُسلمين. يُقَال: لَهُ عليَّ ذِمامٌ، وذِمَّةٌ، ومَذَمَّةٌ ومَذِمَّةٌ، وَهِي الذَّم، وَأنْشد: كَمَا نَاشد الذَّم الكفيلُ المعاهدُ شمر قَالَ ابْن شُمَيْل: أخذتني مِنْهُ ذِمام ومَذَمَّة، وعَلى الرفيق من الرفيق ذِمام، أَي حِشْمة أَي حقّ، والمَذَمَّةُ: المَلاَمَّةُ والذَّمَامةُ الحَقُّ. وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: تَكُنْ عَوْجَةً يجْزيكُما اللَّهُ عِنْدها بهَا الأجرَ أَو تُقْضَى ذِمامةُ صاحبِ قَالَ: ذِمامةٌ حُرَمةٌ وحَقٌ، وَفُلَان لَهُ ذِمة أَي حقٌ. وَيُقَال: أَذَمَّتْ رِكابُ الْقَوْم إذْمَاماً إِذا تَأَخَّرَتْ عَن الْإِبِل وَلم تَلحقْ بهَا فَهِيَ مُذِمَّةٌ. وَفِي الحَدِيث: أُرِي عبد الْمطلب فِي مَنَامه احْفِرْ زَمْزَمَ، لَا تُنْزِفُ وَلَا تُذَمُّ. قَالَ أَبُو بكر: فِيهِ ثَلَاثَة أَقْوَال: أَحدُها لَا تُعابُ من قَوْلك ذَممْتَه إِذا عِبتَهُ. وَالثَّانِي لَا تُلغَى مَذْمُومَةً، يُقَال: أَذْمَمْتُه إِذا وَجَدْتَه مَذْموماً. وَالثَّالِث: لَا يُوجد ماؤُها نَاقِصاً من قَوْلك بِئْرٌ ذَمَّةٌ إِذا كَانَت قَليلَة الماءِ. مذ: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: ذَمْذَم الرجلُ إِذا قَلَّلَ عطِيَّته، ومَذْمَذَ إِذا كَذَب، قَالَ: والمَذيذُ والمِذيذُ الكَذَّابُ. وَقَالَ أَبُو زيد: رجلٌ مَذمَذِيٌّ، وَهُوَ الظَّريفُ المختال وَهُوَ المَذْمَاذ. وَقَالَ اللحياني: قَالَ أَبُو طيْبة: رجل مَذماذٌ وَطْوَاطٌ إِذا كَانَ صَيَّاحاً، وَكَذَلِكَ بَرْبَارٌ فَجْفاجٌ بَجْباجٌ عَجّاجٌ.

ابْن بزرج يُقَال: مَا رَأَيْته مذ عامِ الأولِ وَقَالَهُ قطري. وَقَالَ الْعَوام: مذ عامِ أوّلَ. وَقَالَ أَبُو هِلَال: مُذْ عَاما أولَ. وَقَالَ الآخر: مُذْ عامٌ أولُ ومذ عامُ الأول. وَقَالَ نجّاد: مذ عامٌ أولُ وَكَذَلِكَ، قَالَ حبناء. وَقَالَ غَيره: لمْ أَرَه مُذْ يَوْمَانِ، وَلم أره مُنْذُ يَوْمَيْنِ ترفع بمُذْ وتخفِض بِمنذ، وَقد أشبعته فِي بَاب مُنْذُ.

أبواب الذال والراء

أَبْوَاب الثلاثي الصَّحِيح ذث: مهمل مَعَ سَائِر الْحُرُوف. (أَبْوَاب الذَّال وَالرَّاء) ذ ر ل اسْتعْمل مِنْهُ: (رذل) . رذل: قَالَ اللَّيْث: الرَّذلُ الدُّونُ من النَّاس فِي مَنظرِه وحالاتِه، وَرجل رَذْلُ الثيابِ والنعْلِ، رَذُلَ يَرْذُل رَذالَةً، وهم الرَّذْلون والأرْذال. وَقَالَ الزّجّاج فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَاتَّبَعَكَ الاَْرْذَلُونَ} (الشُّعَرَاء: 111) ، قَالَ قومُ نوحٍ لنوح: اتّبعكَ أرَاذلنا، قَالَ: نسبوهم إِلَى الحِياكَةِ، قَالَ: والصِّناعاتُ لَا تَضُرُّ فِي بَاب الديانَات. وَقَالَ اللَّيْث: رُذالَةُ كل شَيْء أَرْدَؤُه، وثوبٌ رَذْلٌ وَسِخٌ، وثوب رَذيلٌ رديءٌ، وَيُقَال: أَرْذَلَ فلانٌ دراهمي أَي فَسَّلَها، وأرْذَلَ غنَمي، وَأَرْذَلَ من رحالِهِ كَذَا وَكَذَا رجلا، وهم رُذالَةُ النَّاس ورُذَالُهم. وَقَوله عزّ وجلّ: {وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ} (النَّحْل: 70) ، قيل: هُوَ الَّذِي يَخْرَفُ من الكِبَر حَتَّى لَا يَعْقِل شَيْئا، وبَيَّنَهُ بقوله: {لِكَىْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا} (النَّحْل: 70) وَيجمع الرذل أرذالاً. ذ ر ن اسْتعْمل من وجوهه: (نذر) . نذر: قَالَ اللَّيْث: النَّذْرُ مَا يَنْذِره الإنسانُ فيجعَلُه على نَفسه نَحْباً وَاجِبا، وجَعَل الشافعيُّ فِي كتاب جِراح العمْد مَا يجب فِي الْجِرَاحَات من الدِّيات نَذْراً، وَهِي لُغَةُ أهلِ الْحجاز، كَذَلِك أَخْبرنِي عبد الْملك عَن الشَّافِعِي؛ وأهلُ الْعرَاق يسمونه: الأرْشَ. وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو نَهْشَل: النُّذُورُ لَا تكون إِلَّا فِي الجراحِ صغارِها وكبارِها وَهِي معاقل تِلك الْجراح. يُقَال: لي قِبَلَ فلانٍ نَذْرٌ إِذا كَانَ جُرْحاً وَاحِدًا لَهُ عَقْلٌ. قَالَ شمر: وَقَالَ أَبُو سعيد الضّرير: إِنَّمَا قِيلَ لَهُ نَذرٌ، لِأَنَّهُ نُذِرَ فِيهِ أَي أُوْجِبَ، من قَوْلك: نَذرْتُ على نَفسِي أَي أَوْجَبتُ. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {مَن تَذَكَّرَ} (فاطر: 37) . قَالَ أهل التَّفْسِير: يَعْنِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَمَا قَالَ: {ياأَيُّهَا النَّبِىُّ إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداومبشرا

وَنَذِيرا} (الْفَتْح: 8) . وَقَالَ بَعضهم: النّذيرُ هَهُنَا الشّيْبُ، وَالْأول أَشْبهُ وأَوْضَحُ. قَالَ الْأَزْهَرِي: والنَّذِيرُ يكون بِمَعْنى المُنْذِر وَكَانَ الأصلُ نَذَرَ، إِلَّا أنَّ فِعلَه الثُّلاثي مُمَاتٌ. وَمثله السَّمِيع بِمَعْنى المُسْمِع، والبديع بِمَعْنى المبدِع. عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: لما أُنْزِل: {) الْمُعَذَّبِينَ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الاَْقْرَبِينَ} (الشُّعَرَاء: 214) أُتِي رسولُ الله الصَّفا فصعَّد عَلَيْهِ ثمَّ نادَى: يَا صبَاحاه، فاجْتَمَع إِلَيْهِ الناسُ بَين رَجل يجيءُ ورجلٍ يَبْعَثُ رسولَه، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (يَا بَني عبد الْمطلب يَا بَني فلَان: لَو أَخْبَرتكُم أَن خَيلاً بِسَفْح هَذَا الْجَبَل تُريدُ أَن تُغِيرَ عَلَيْكُم صَدَّقْتُموني قَالُوا: نعم، قَالَ: فإنِّي نَذيرٌ لكم بَين يَدَي عذابٍ شديدٍ) . فَقَالَ أَبُو لَهبٍ: تَبّاً لكم سائرَ الْقَوْم أَمَا آذَنْتُمُونا إِلَّا لهَذَا؟ فَأنْزل الله: {} (المسد: 1) . وحَدَّث أَحْمد بن أَحْمد عَن عبد الله ابْن الْحَارِث المَخْزُومِي عَن مَالك عَن يزِيد بن عبد الله بن قُسَيْط عَن ابْن المسيَّب: أَن عمر وَعُثْمَان قَضَيا فِي المنطَاة بِنصْف نَذْر المُوضِحَةِ. روَاه عَنهُ مُحَمَّد بن نصر الفرّاء. وَقَوله جلّ وعزّ: {فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} (الْملك: 18) مَعْنَاهُ: كَيفَ كَانَ إنذاري؛ والنذيرُ اسمٌ من الْإِنْذَار. وَقَوله جلّ وعزّ: {مُّدَّكِرٍ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ} (الْقَمَر: 23) . قَالَ الزّجاج: النُّذر جمع نَذِيرٍ، قَالَ: وَقَوله جلّ وعزّ: {ذِكْراً عُذْراً أَوْ} (المرسلات: 6) وقرئت عُذُراً أَو نُذُراً، قَالَ: مَعْنَاهُمَا الْمصدر قَالَ: وانتصابهما على الْمَفْعُول لَهُ، الْمَعْنى فالْمُلقيات ذكرا للإِعْذار أَو الْإِنْذَار، وَيُقَال: أَنذَرْتُه إنذاراً ونُذُراً، والنُّذرُ جمع النَّذير وَهُوَ الِاسْم من الْإِنْذَار. يُقَال: أنْذَرْتُ القومَ مَسِيرَ عدوهم إِلَيْهِم فَنَذِرُوا أَي أعْلَمتُهم ذَلِك فنَذِروا أَي عَلِمُوا فَتَحَرَّزوا، والتَّناذُر أَن يُنذِرَ القومُ بعضُهم بَعْضًا، شرّاً مخوفا. قَالَ النَّابِغَة يذكر حيَّة: تَنَاذرَها الرَّاقُونَ من سُوءِ سَمِّها تُطَلِّقُهُ حِيناً وحِيناً تُراجِعُ قَالَ اللَّيْث: النَّذيرَةُ اسمٌ للْوَلَد يُجْعَلُ خَادِمًا للكنيسة، أَو للمُتَعَبَّد من ذكرٍ أَو أُنْثَى، وجمعُها النَّذائر. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} (آل عمرَان: 35) . قالته امرأةُ عِمْرانَ أمُّ مَرْيَم، نذرت أَي

أوجبت. وَقَالَ غيرُه: نَذِيرَةُ الْجَيْش طَليعتُهم الَّذِي يُنْذِرُهم أمْرَ عدُوِّهم أَي يُعْلِمُهم. وَمن أَمْثَال الْعَرَب: قَدْ أعْذَرَ مَنْ أَنْذَرَ، أَي من أعْلمكَ أنْ يُعاقبَكَ على الْمَكْرُوه مِنْك فِيمَا يستقبله، ثمَّ أتَيْتَ المكروهَ فعَاقبك فقد جَعَل لنَفسِهِ عذرا يَكُفُّ بِهِ لائمةَ النَّاس عَنهُ، ومُناذِرُ اسْم قَرْيَة، ومُحمد بن مَناذِر الشَّاعِر. وَمُحَمّد بنَ مَنَاذر بِفَتْح الْمِيم، والمناذِرة هُمْ بَنو الْمُنْذِر مثل المهالبة. وَمن أَمْثَال الْعَرَب فِي الْإِنْذَار: أَنا النَّذيرُ العُرْيانُ. أَخْبرنِي المنذريّ عَن أبي طَالب أَنه قَالَ: إِنَّمَا قَالُوا: أَنا النذيرُ العُريَّان لِأَن الرجلَ إِذا رأى الغارةَ قد فَجِئتهم وَأَرَادَ إنذار قومه تجرَّدَ من ثِيَابه، وَأَشَارَ بهَا ليُعْلِمَ أنْ قد فَجِئَتْهُم الغارةُ، ثمَّ صَار مَثَلاً لكلِّ شَيْء يُخافُ مُفاجأَته. وَمِنْه قَول خُفافٍ يصف فرسا: ثَمِلٌ إِذا صَفَر اللِّجامُ كَأَنَّهُ رَجلٌ يُلوِّحُ باليدين سَلِيبُ وذَكر ابْن الْكَلْبِيّ فِي النذير الْعُرْيَان حَدِيثا لأبي دَاوُد الْإِيَادِي ورقبة بن عَامر البهراني الهراني فِيهِ طول. وَقَالَ ابنُ عَرَفَة: لينذر قوما الْإِنْذَار الْإِعْلَام بالشَّيْء الَّذِي يُحذَر مِنْهُ، وكل مُنْذِرٍ مُعْلِم وَلَيْسَ كل مُعْلِمٍ مُنْذِرا، وَمِنْه قَوْله: أَنْذرهُمْ يَوْم الْحَشْر أَي حَذِّرْهم، أَنْذَرْتُهُ فَنذِر أَي عَلِم والاسمُ من الْإِنْذَار النَّذير لقَوْله: {ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ} (فاطر: 18) تَأْوِيله إِنَّمَا يَنْفَعُ إنذارك الَّذين يَخْشونَ رَبهم الْغَيْب. أَو نذرتُم من نَذَر أَي أوجبتم على أَنفسكُم شَيْئا من التطوُّع، يُقَال: نَذَرتُ أُنذِر وأَنْذَرُ. قَالَ ابْن عَرَفَة: فَلَو قَالَ قائلٌ: عليَّ أنْ أتصدَّقَ بِدِينَار لم يكن ناذراً، وَلَو قَالَ: على أنْ شَفَى الله مَرضِي، أَو رَدَّ عَليَّ غائبي صدقةُ دينارٍ، كَانَ ناذراً، فالنَّذْرُ مَا كَانَ وَعْداً على شرطٍ، وكلُّ نَاذِرٍ وَاعِدٌ وَلَيْسَ كل واعِد ناذِراً. ذ ر ف ذرف، ذفر. ذرف: قَالَ اللَّيْث: الذَّرْفُ صَبُّ الدَّمْع، يُقَال: ذَرَفَتْ عَيْنُهُ دمعَها ذَرْفاً وذَرَفَاناً، وَقد يُوصَفُ بِهِ الدمعُ نَفسه، يُقَال: ذَرَفَ الدمعُ يَذْرِفُ ذُروفاً وذَرَفَاناً وَأنْشد: عَيْنَيَّ جُودِي بالدُّموع الذَّوَارِفِ قَالَ: وذرَّفَتْ دُموعي تَذْرِيفاً وتَذْرَافاً وتَذْرِفَةً، ومَذَارِفُ العَيْن مَدَامِعُها. وَقَالَ أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن أبي طَالب كرم الله وَجهه: ذرَّفْتُ على السِّتين. أَبُو عبيد عَن أبي زيد: ذرَّفْتُ على

الْخمسين وذَمَّمْتُ عَلَيْهَا أَي زِدتُ عَلَيْهَا، وَنَحْو ذَلِك قَالَ ابْن الْأَعرَابِي وَيُقَال: وذرَّفْتُه الموتَ أَي أَشْرفْتُه بِهِ عَلَيْهِ وَأنْشد: أَعْطيكَ ذِمَّةَ وَالِديَّ كِلَيْهما لأذرَّفَنْك الموتَ إنْ لم تَهْرُبَ ذفر: قَالَ ابْن السّكيت: الذَّفَرُ كلُّ ريح ذَكِيةً من طِيب أَو نَتْنٍ، يُقَال: مِسْكٌ أَذْفَرُ أَي ذَكيُّ الرّيح، وَيُقَال للصُّنانِ: ذَفَرٌ وَهَذَا رجل ذَفِرٌ أَي لَهُ صُنانٌ، وخُبْثُ ريح، وَقَالَ لبيد: فَخْمَة ذَفْرَاء تُرتَى بالعُرَى قُرْدُمانِياً ونَرْكا كالبَصَلْ يصف كَتِيبَة ذاتَ دُروع ذَفِرْت رَوَائِح صَدَئِها وَقَالَ آخر: ومُؤَوْلَقٍ أَنْضَجْتُ كَيَّةَ رَأسه فَتَركْتُه ذَفِراً كرِيح الجوْرَبِ وَقَالَ الرَّاعِي وَذكر إبِلا رَعَتْ العُشْبَ وأزاهيرَه فَلَمَّا صَدَرَتْ عَن المَاء نَدِيَتْ جلودُها ففاحَتْ مِنْهَا رَائِحَة طيبةٌ، فتِلك الرائحةُ فأرةَ الْإِبِل فَقَالَ الرَّاعِي: لَهَا فأرَة ذفْرَاءُ كلَّ عَشِيَّة كَمَا فَتقَ الكافورَ بالمسك فَاتِقُهْ وَقَالَ ابْن أَحْمر: بِهَجْلٍ من قسا ذَفرِ الخُذَامَى تَداعَى الْجِربيَاءُ بِهِ حَنيناً أَي ذكيُّ ريح الْخُذامى طيِّبُها، وَقَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: قلت لأبي عَمْرو بن الْعَلَاء: الذِّفْرَى من الذَّفَر؟ قَالَ: نعم، والذَّفْراء عُشْبةٌ خبيثةٌ الرّيح لَا يكَاد المالُ يأكلُها. وَقَالَ اللَّيْث: الذِّفْرَى من الْقَفَا الموضعُ الَّذِي يَعْرَقُ من البَعير، وهما ذفْرَيانِ من كل شَيْء، قَالَ: وَمن الْعَرَب من يَقُول: ذِفرًى فيصرفها، يجْعلون الألفَ فِيهَا أَصْلِيَّة وَكَذَلِكَ يجمعونها على الذفَارَى. وَقَالَ القتيبي: هما الذفريان والمِقذَّان، وهما أصُول الأُذنَيْن، وأولُ مَا يَعْرقُ من البَعير. قَالَ شمر: الذِّفرَى: عظم فِي أَعلَى الْعُنُق من الْإِنْسَان عَن يَمِين النّقرة وشِمالها. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الذَّفراءُ نبتةٌ طيبةُ الرَّائِحَة، والذفراءَ نبتة مُنتِنَةٌ. وَقَالَ أَبُو عبيد: سَمِعت أَبَا زيد يَقُول: بعير ذفرٌّ وناقة ذِفرَّةٌ وَهُوَ الْعَظِيم الذِّفرى. وَقَالَ اللَّيْث: الذفرة الناقةُ النَّجيبةُ الغليظة الرَّقَبَة. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الذِّفرُّ الْعَظِيم من الْإِبِل. ذ ب ر ذبر، ذرب، بذر، ربذ. ذبر: أَبُو عبيد: ذَبَرْتُ الكتابَ أَذبُره وذَبرْتُه أَذبِرُه كَتَبتُه.

وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَسُئِلَ عَن قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (من أهل الْجنَّة خَمْسةُ أَصْنَاف: مِنْهُم الَّذِي لَا ذِبْر لَهُ) أَي لَا لِسَان لَهُ يتَكَلَّم بِهِ. وَفِي حَدِيث حُذَيْفَة أَنه قَالَ: يَا رَسُول الله من ضعفه من قَوْلك ذَبرْت الْكتاب أَي قرأته قَالَ وذبرته أَي كتبته فَفرق بَين ذَبر وذَبر، ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الذابرُ المتقنُ للْعلم، يُقَال ذبره يذبره، وَمِنْه الْخَبَر كَانَ معاد يذبُرُه عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَي يتقنه ذبْراً وذبارَةً يُقَال: مَا أَرْصَن ذبَارته، وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الذِّبَار الْكتب وَاحِدهَا ذبْرٌ، وَقَالَ ذُو الرُّمة يَصف وُقُوفه على دَار: أَقُولُ لِنَفْسي وَاقِفاً عِند مُشْرِفٍ على عَرَصاتٍ كالذِّبارِ النَّوَاطِقِ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: ذَبَرَ أَي أَتْقَنَ وذَبِرَ غَضِبَ، وَقَالَ اللَّيْث: الذَّبْر بِلُغة أهل هُذيل كلُّ قِراءَة خَفِيَّة، قَالَ وبعضٌ يَقُول: زَبَرَ كَتَبَ، وَبَعض يَقُول: الزَّبُورُ الفِقْه بالشَّيْء وَالْعلم. قَالَ صَخْر الغَي: فِيهَا كتابٌ ذَبْرٌ لمقْتَرِىء يَعْرِفُه أَلْبُهُمْ ومَن حَشَدُوا ذبْر بَيِّنٌ، يُقَال: ذبَر يذْبُر إِذا نظر فَأحْسن النّظر، أَلْبُهمْ مَن كَانَ هَوَاهُ مَعَهم يُقَال: بَنو فلَان ألْبٌ واحدُ حشدوه جَمَعُوهُ. ذرب: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (أبوالُ الْإِبِل فِيهَا شِفاء من الذَّرَبِ) ، أَبُو عبيد عَن أبي زيد: ذَرِبَتْ مَعِدَتُه تَذْرَبُ ذَرَباً فَهِيَ ذَرِبَةٌ إِذا فَسِدَتْ، وَفِي حَدِيث آخر: إنَّ أعشى بني مَازِن قدم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأنشده أبياتاً يشكو فِيهَا امرأتَه: يَا سيدَ الناسِ وَدَيَّان العَرَبْ إِلَيْك أَشْكُو ذِرْبَة من الذِّرَبْ خَرَجْتُ أَبْغِيها الطعامَ فِي رَجَبْ فَخَلَفَتْنِي بِنزَاعٍ وحَرَبْ أَخْلَفَتْ العَهْدَ وبَطَّتْ بِالذَّنَبْ وتركتني وَسْطِ عيصٍ ذِي أشَبْ قَالَ عمر: الذِّرْبَةُ: الداهية أَرَادَ بالذِّرْبَةِ امرأتَه، كَنَى بِهَا عَن فَسادها وخِيانتها فِي فرجهَا وجمعُها ذربٌ وَأَصله من ذَرَبِ الْمعدة وَهُوَ فَسادُها. وَقَالَ شمر: امرأةٌ ذَرِبةٌ طويلةُ اللِّسَان فاحشةٌ. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال لِلغُدَّةِ ذِرْبٌ وَتجمع ذِرَبٌ، وَيُقَال للْمَرْأَة السليطة اللِّسَان: ذَرِبةٌ وذِرْبَةٌ، وذَرَبُ اللِّسَان حِدَّتُه. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: ذَرَبْتُ الحَديدةَ أذرُبُها ذَرْباً فَهِيَ مَذْرُوبَة إِذا أحْدَدْتَها. وَقَالَ اللَّيْث: الذَّرِبُ الحادُّ من كل شَيْء، لِسانٌ ذرِبٌ ومَذْروبٌ، وَسنَان ذرِبٌ، ومَذْروبٌ، وفِعْلُهُ ذرِبَ يَذْرَبُ ذَرَباً وذَرَابَة. وَقوم ذُرْبٌ قَالَ: وتَذْرِيبُ السَّيْف

أَن يُنْقَع فِي السُّم فَإِذا أُنْعِمَ سَقْيُه، أُخْرِجَ فشُحِذَ. وَيجوز ذَرَبْتُه فَهُوَ مَذْرُوبٌ قَالَ عُبَيْدَة: وخرْقٍ مِنَ الفتْيانِ أكرمَ مَصْدَقاً مِن السَّيْف قَدْ آخَيْتُ لَيْسَ بمذْرُوبِ قَالَ شمر: لَيْسَ بفاحش. وَفِي حَدِيث حُذَيْفَة قَالَ: حَدثنَا ابْن هاجك، قَالَ: حَدثنَا حَمْزَة عَن عبد الرَّزَّاق، قَالَ: أخبرنَا الثَّوْريّ عَن أبي إِسْحَاق عَن عبيد بن مُغيرَة قَالَ: سَمِعت حُذَيْفَة يَقُول: كنت ذَرِب اللِّسَان على أَهْلي فَقلت: يَا رَسُول الله إِنِّي لأخشى أَن يدخلني لساني النارَ فَقَالَ رَسُول الله: (فَأَيْنَ أَنْت من الاسْتِغْفَار إِنِّي لأستغفر الله فِي الْيَوْم مائَة مرّة) . قَالَ: فَذَكرته لأبي بردة فَقَالَ: وَأَتُوب إِلَيْهِ، قَالَ أَبُو بكر فِي قَوْلهم: ذَرب اللِّسَان: سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس أَنه قَالَ: يَا رَسُول الله إِنِّي رجل ذرب اللِّسَان. سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس يَقُول: مَعْنَاهُ فَاسد اللِّسَان قَالَ: وَهُوَ عيب وذم. يُقَال: قد ذَرِبَ لِسان الرجُل يذْرَبُ إِذا فَسَدَ، وَمن هَذَا ذَرِبَتْ مَعِدَتُه فسدتْ وَأنْشد: أَلَمْ أَكُ باذلاً وِدِّي ونَصْرِي وأَصْرِفُ عَنْكم ذَرَبِي ولغْبِي قَالَ: واللَّغْبُ الرَّدِيء من الْكَلَام وَأنْشد: وَعرفت مَا فِيكُم مِنْ الأذْرَابِ مَعْنَاهُ من الْفساد، قَالَ: وَهُوَ قَول الْأَصْمَعِي. قَالَ غَيرهمَا: الذَّرِبُ اللِّسَان الحادُ اللِّسَان، وَهُوَ يرجع إِلَى معنى الْفساد. إنِّي رجلٌ ذَرِبُ اللِّسان وعامَّة ذَلِك على أَهلِي، قَالَ: فَاسْتَغْفر الله. قَالَ شمر: قَالَ أسيد بن مُوسَى بن حَيْدة: الذَّرِبُ اللسانُ الشتَّامُ الفاحشُ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الذَّرِبُ اللِّسَان الفَاحِشُ الشتَّامُ البَذِيءُ الَّذِي لَا يُبالي مَا قَالَ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: التَّذْرِيبُ حَمْلُ الْمَرْأَة ولدَها الصغيرَ حَتَّى يَقْضِيَ حاجتَه، وَيُقَال: ألقَى بَينهم الذَّرَبُ وَهُوَ الاخْتِلافُ والشرُّ وَرَمَاهُمْ بالذربين مثله. وَقَالَ أَبُو عبيد: الذَّرَبَيَّا على مِثال فَعَلَيَّا الداهية. وَقَالَ الْكُمَيْت: رَمَانِيَ بالآفات مِن كلِّ جَانِبٍ وبالذَّرَبَيَّا مُرْدُ فِهْرٍ وشِيبُها وَقَالَ غَيره: الذَّرَبَيّا هُوَ الشرّ وَالِاخْتِلَاف. بذر: قَالَ اللَّيْث: البَذرُ مَا عزِل للزَّرع ولِلزّراعة من الْحُبُوب كلّها، والجميع البُذُورُ، والبَذْرُ أَيْضا مَصدر بَذَرْتُ وَهُوَ على معنى قَوْلك نَثَرْتُ الحَبَّ، وَيُقَال لِلنَّسْل أَيْضا: البذْرُ، يُقَال: إِن هَؤُلَاءِ لَبَذْرُ سَوْءٍ.

قَالَ: والبَذِيرُ من النَّاس الَّذِي لَا يَسْتَطِيع أَن يُمْسك سِرَّ نَفْسِه. يُقَال: رجل بَذِيرٌ وبَذُورٌ، وَقوم بُذُرٌ، وَقد بَذُرَ بَذَارةً. وَفِي الحَدِيث: (لَيْسوا بالمسَايِيح البُذُرِ) ، والتَّبْذِيرُ إِفْسَاد المَال وإنفاقُه فِي السَّرف؛ قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا} (الْإِسْرَاء: 26) . وَقيل: التّبْذِيرُ إنْفَاقُ المَال فِي الْمعاصِي، وَقيل: هُوَ أَن يَبْسُطَ يَده فِي إِنْفَاقه حَتَّى لَا يُبْقِي مِنْهُ مَا يَقْتَاتُه؛ واعتباره بقوله عزّ وجلّ: {وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُوراً} (الْإِسْرَاء: 29) . وَيُقَال طعامٌ كثيرُ البُذَارَةِ أَي كثيرُ النَّزَلِ وَهُوَ طعامٌ بَذِرٌ أَي نَزَلٌ، وَقَالَ الشَّاعِر: وَمِنَ العَطِيَّة مَا ترى جَذْمَاءَ لَيْسَ لَها بُذَارَة عَمْرو عَن أَبِيه: البَيْذَرَةُ والتّبْذِيرُ والنَّبْذَرة بالنونِ والبَاءُ تفريقُ المَال فِي غير حَقِّه. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: تَبَذَّر الماءُ إِذا تَغَيَّر واصْفَرَّ، وَأنْشد لِابْنِ مُقْبِلٍ: قَلْباً مُبَلِّيَةً جوائِزَ عَرْشِها تَنْفِي الدِّلاء بآجِنٍ مُتَبَذِّرِ قَالَ: المتَبَذرُ المتَغَيِّر الأصفرُ؛ وبَذَّرُ اسْم ماءٍ بِعَيْنِه، ومثلُه خَضَّمُ وعَثَّرُ، ويَقَّمُ شَجَرَة، وَلَيْسَ لَهَا نَظَائِر. ربذ: قَالَ اللَّيْث: الرَّبَذُ خِفَّةُ القَوائم فِي المشْي، وخِفّة الْأَصَابِع فِي العَمل تَقول: إِنَّه لرَبِذٌ. أَبُو عبيد عَن الْفراء: الرَّبَذُ العُهون الَّتِي تُعَلَّقُ فِي أَعْنَاق الْإِبِل واحدتها رَبَذَةٌ. وثعلب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الرَّبَذَةُ والوَفِيعَةُ صوفٌ يُطْلَى بِهِ الجِرْبَى. قَالَ: والرَّبَذَةُ والثُّمْلَةُ والْوَقِيعَةُ صِمَام القَارُورة. أَبُو عَبدة عَن الْكسَائي يُقَال للخرقة الَّتِي تُهنَأَ بهَا الجربى: الرَّبَذَةُ. قَالَ اللَّيْث: الرَّبَذَةُ الَّتِي تُلْقيها الْحَائِض. وَقَالَ أَحْمد بن يحيى: سَأَلت ابْن الْأَعرَابِي عَن الرَّبَذَةِ اسْم الْقرْيَة؟ فَقَالَ: الرِّبْذَةُ الشِّدةُ والشَّرُّ الَّذِي يَقَعُ بَين الْقَوْم، يُقَال: كُنَّا فِي رِبْذَةٍ مَا تجلَّت عنَّا. وَقَالَ ابْن السّكيت: الرَّبَاذِيةُ الشرُّ الَّذِي يَقع بَين الْقَوْم، وَأنْشد لزياد الطماحي قَالَ: وكانَتْ بَين آل أبي زِيَاد زَبَاذِيَةٌ وأطفأَها زِيادُ أَبُو سعيد: لِثَةٌ رَبِذَةٌ قليلةُ اللَّحْم وَأنْشد قَول الأعْشى: تَخَلْهُ فِلَسْطِيَّا إِذا ذُقْتَ طَعْمَه على رَبِذَاتِ النِّيِّ خُمسٌ لِثَاتُها قَالَ: النِّيِّ اللّحْمُ، وَقَالَ الْأَزْهَرِي:

وَرَوَاهُ الْمُنْذِرِيّ لنا عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: على ربذات النيّ من الربْذَة، وَهِي السوَاد، قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: النِّيِّ: الشَّحْم من نَوْف النَّاقة إِذا سَمِنتْ. قَالَ: والنِّيءُ بِكسْرِ النُّون والهمز: اللَّحْم الَّذِي لم ينضج وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الرَّبَذُ العُهون تُعَلَّق على النَّاقة، وَفرس رَبِذٌ أَي سريع، وأرْبَذَ الرجلُ إِذا اتَّخذَ السِّياط الرَّبَذِيَّة وَهِي مَعْرُوفَة. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: سَوْط ذُو رُبَذٍ، وَهِي سيور عِنْد مُقَدّم جِلْد السَّوْط. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أَذرَبَ الرجلُ إِذا فَصُح لِسانُه بعد حَصَرٍ ولَحْنٍ، وأَذْرَبَ الرجلُ إِذا فَسدَ عَلَيْهِ عَيشُه. (ذ ر م) رذم، ذمر، مذر، مرذ. رذم: قَالَ اللَّيْث: قصْعةٌ رَذَومٌ وَهِي الَّتِي قد امتلأتْ حَتَّى إِن جَوانبها لتَنْدَى وتَصبَّبُ والفعْل رَذَمتْ ترْذَمُ، وقلّما يسْتَعْمل إِلَّا يفعل مجاوز نَحْو أَرْذَمتْ. قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الرَّذُومُ القَطُورُ من الدَّسم وَقد رَذَم يَرْذِمُ إِذا سَالَ. وَأنْشد: وعَاذِلةٍ هبَّتْ بليلٍ تلومُني وَفِي يَدهَا كِسْرٌ أَبَجُّ رَذُومُ قَالَ: والأبَجُّ العَظيمُ الممْتَلىءِ مِن المُخِّ. قَالَ: والجَفْنةُ إِذا مُلِئت شَحْماً ولَحْماً فَهِيَ جَفنةٌ رَذَومٌ، وجِفانٌ رُذُمٌ، قَالَ: وَيُقَال صَار بعد الخزِّ والوَشيِ فِي رُدَمٍ وَهِي الخُلْقان الدَّال غير مُعْجمَة. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الرُّذُمِ الجِفان الملأَى والرُّذُمُ الأعضاءُ الممِخَّةُ. وَأنْشد غَيره: لَا يمْلَأ الدّلْوَ صُباباتُ الوَذَمْ الإسِجالٌ رَذَمٌ على رَذَمْ قَالَ اللَّيْث: الرّذَمُ هَهُنَا الامتلاء، والرّذْم الِاسْم والرّذْمُ الْمصدر. مرذ: أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: مَرثَ فلانٌ الْخبز فِي المَاء، ومرذَه إِذا ماثَه، رَوَاهُ لنا الْإِيَادِي، مَرُذه بِالذَّالِ مَعَ الثَّاء وَغَيره يَقُول: مرَده بالدَّال. ويروى بَيت النَّابِغَة: فلمّا أَبى أَنْ يَنْقُصَ القوْدُ لَحْمه نَزَعْنا الْمَزِيد والمدِيدَ ليَضْمُرَا وَيُقَال: امْرُذْ الثَّرِيدَ فَتَفُتَّه ثمَّ تَصُبُّ عَلَيْهِ اللَّبن ثمَّ تَمَيتُهُ وتحسّاه. ذمر: أَبُو عبيد عَن الْفراء: رجل ذَمِرٌ وذِمْرٌ وذَمِيرٌ وذِمِرٌّ: وَهُوَ المُنْكَرُ الشديدُ. قَالَ غَيره: الذَّمْرُ اللُّؤْم والحَضُّ مَعًا، والقائدُ يَذمُر أصحابَه إِذا لامَهم وأسمَعهم

مَا كَرهُوا، ليَكُون أجَدَّ لَهُم فِي الْقِتَال، والتَّذَمُّر من ذَلِك اشْتِقَاقه، وَهُوَ أَن يفعل الرجل فعلا لَا يُبالغ فِي نكايةِ العدُوِّ، فَهُوَ يتذمَّر أَي يَلُومُ نفسهُ ويُعاتبها، لكَي يَجِدَّ فِي الْأَمر، والقومُ يَتذامرُون فِي الْحَرْب أَي يحُضُّ بعضُهم بَعْضًا على الجِدّ فِي الْقِتَال، وَمِنْه قَول عنترة: يتذَامَرُون كرَرْتُ غير مُذَمَّمِ والذِّمار، ذِمار الرجل، وَهُوَ كل شَيْء يلزمُه حِمايتُه، والدفعُ عَنهُ وَإِن ضيّعه لزمَه اللَّومُ. أَبُو عبيد عَن الْفراء: الذِّمْر الرجلُ الشجاعُ من قوم أَذْمارٍ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الذِّمار الحرَم والأهل، والذِّمارُ الحَوْزةُ، والذِّمار الحَشم، والذِّمارُ الأرَبُ، وَيُوضَع التَّذمُّرُ موضعَ الحَفيظة للذِّمار، إِذا اسْتُبِيحَ. وَقَالَ ابْن مَسْعُود: انتَهيْتُ يَوْم بدرٍ إِلَى أبي جهْل، وَهُوَ صَرِيعٌ فوضعْتُ رجْلي على مُذَمَّره فَقَالَ لي: يَا رُوَيْعيَ الْغنم لقد ارْتَقَيتَ مُرْتقًى صعباً، قَالَ: فاحتزرْتُ رأسَه. وَقَالَ أَبُو عبيد قَالَ الْأَصْمَعِي: المُذمَّرُ هُوَ الكاهِلُ والعُنُق وَمَا حوله إِلَى الذِّفْرَى، وَمِنْه قيل للرجل الَّذِي يُدخلُ يدَه فِي حَيَاء الناقةِ لينظرَ أذكَرٌ جنينُها أم أُنْثَى: مُذَمِّرٌ لِأَنَّهُ يضع يدَه ذَلِك الْموضع فيعْرفُه. قَالَ الْكُمَيْت: وَقَالَ المُذمِّر للنّاتجيْنِ مَتَى ذمِّرتْ قَبْليَ الأرجُلُ يَقُول: إِن التّذميرَ إِنَّمَا هُوَ فِي الْأَعْنَاق لَا فِي الأرجل. وَقَالَ ذُو الرمّة: حرَاجيجُ قودٌ ذُمِّرتْ فِي نَتاجِها بناحيةِ الشِّحْرِ الغُرَيرِ وشَدْقَمِ يَعْنِي أَنَّهَا من إبل هَؤُلَاءِ فهم يُذَمِّرونها. مذر: قَالَ اللَّيْث: مَذَرَتْ البيْضةُ مَذَراً إِذا غَرْقلَتْ وَقد أمْذرتْها الدَّجاجةُ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: إِذا مذرَتْ البيضةُ فَهِيَ الثّعِطةُ. وَقَالَ اللَّيْث: التَّمذُّر خُبث النَّفْس. وَأنْشد: فتَمَذرَتْ نَفْسِي لذاك وَلَم أَزلْ مَذِلاً نهارِي كلَّه حَتَّى الأُصُلْ وَقَالَ شمر: قَالَ شيخٌ من بني ضبّة: المُمْذِقِرُّ من اللَّبن الَّذِي يَمُسُّه الماءُ فَيَتَمَذَّرُ. قَالَ: فَكيف يَتمَذَّر؟ قَالَ: يُمذرُهُ الماءُ فيتفرَّق. قَالَ: وَيتَمذَّر: يتفرَّق، وَمِنْه قَوْلهم: تفَرقُوا شذَرَ ومذر.

أبواب الذال واللام

(أَبْوَاب) الذَّال وَاللَّام) (ذ ل ن) نذل: قَالَ اللَّيْث: النَّذيلُ والنَّذْلُ من الرِّجَال الَّذِي تزْدَريه فِي خِلقتِه وعقله، وهُم الأنذالُ، وَقد نَذُلَ نَذَالةً. ذ ل ف ذلف، فلذ. فلذ: فِي الحَدِيث: وتُلْقِي الأرضُ أَفْلاذَ كَبِدها. قَالَ الْأَصْمَعِي: الأفلاذُ جمعُ الفِلْذةِ، وَهِي الْقطعَة من اللَّحْم تُقطعُ طولا، وضربَ أفلاذَ الكَبِد مَثَلاً للكنوز المدفونة تَحت الأَرْض، وَقد تُجْمَعُ الفِلْذةُ فِلَذاً، وَمِنْه قيل للأعشى: تكفيه حُرَّةُ فِلْذٍ إِن أَلمَّ بهَا وَيُقَال: فَلَذْتُ اللَّحْم تفليذاً إِذا قطّعته؛ وَفَلَذتُ لَهُ فِلْذةً من المَال أَي قطعت، وافْتَلذتُ لَهُ فِلْذة من المَال أَي اقتطعته. قَالَ ابْن السّكيت: الفِلْذ لَا يكون إِلَّا للبعير، وَهو قطعةٌ من كبده، يُقَال: فِلْذَةٌ واحدةٌ ثمَّ يجمع فِلَذاً وأفلاذاً وَهِي الْقطع المقْطُوعة. وَقَوله: تُلْقِي الأرضُ أَفْلاذَ أَكْبَادِها. وَفِي بعض الحَدِيث: وتَقِيءُ الأرضُ أَفْلاذَ كَبِدِها، أَي تخْرِجُ الكنوزَ المدفونة فِيهَا، وَهُوَ مِثل قَوْله تَعَالَى: {زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا} (الزلزلة: 2) . وسَمَّى مَا فِي الأَرْض كَبِداً تَشْبِيها بالكبد الَّذِي فِي بَطْن البَعير، وقَيْءُ الأَرْض إخراجُها إيَّاها، وخَصَّ الكَبِد لِأَنَّهُ من أَطايِبِ الجذور، وافتَلَذْتُ مِنْهُ قِطْعَة من المَال افتِلاذاً إِذا اقْتَطَعْتَه. وَأما الفُولاذُ من الْحَدِيد فَهُوَ مُعَرَّب وَهُوَ مُصاصُ الْحَدِيد الْمُنَقَّى خَبَثُه، وَكَذَلِكَ الفَالُوذُ الَّذِي يُؤْكَل يُسَوَّى من لُبِّ الحِنطة وَهُوَ مُعَرَّبٌ أَيْضا. ذلف: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الذَّلَفُ اسْتِواءُ قَصَبَةِ الْأنف فِي غير نُتُوءٍ، وقِصَرٌ فِي الأرْنبة، قَالَ: وَأما الفَطَسُ فَهُوَ لُصُوقُ القَصَبَة بِالْوَجْهِ مَعَ ضِخَم الأَرْنَبَة. وَقَالَ أَبو النَّجْم: لِلَّثْمِ عِنْدِيَ بَهْجَةٌ ومَزِيَّةٌ وأُحِبُّ بعضَ مَلاحةِ الذَّلفَاءِ ذ ل ب بذل، ذبل. (ذبل) : يُقَال: ذَبَل الغُصنُ يَذْبُل ذُبولاً فَهُوَ ذَابل. ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الذَّبْلُ ظَهْرُ السُّلَحْفَاةِ البَحْرِيَّة يَجْعَل مِنْهُ الأمشاط. وَقَالَ غَيره: يُسَوَّى مِنْهُ المَسَكُ أَيْضا: قَالَ جرير يصف امْرَأَة راعية: تَرَى العَبَسَ الحَوْلِيَّ جَوْناً بِكُوعِها

لَهَا مَسَكاً من غيرِ عاجٍ وَلَا ذَبْل وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الذَّبْلُ القُرونُ يُسَوَّى مِنْهُ المَسَك. أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: يُقَال: ذِبْلٌ ذابلٌ وَهُوَ الهوان والخِزْيُ. وَقَالَ شمر: رَوَاهُ أَصْحَاب أبي عبيد: ذِبْلٌ بِالذَّالِ، وَغَيره يَقُول: دِبْلٌ دابِلٌ بالدَّال. وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي يَقُول: ذِبْلٌ ذبِيلٌ أَي ثُكْلٌ ثاكِلٌ، وَمِنْه سُمِّيَت المرأةُ ذِبْلَةً، قَالَ وَيُقَال: ذَبَلَتْهُمْ ذُبَيْلَةٌ، أَي هَلكوا. قَالَ الْأَزْهَرِي: وروى أَبُو عُمر عَن أبي الْعَبَّاس قَالَ: الذُّبَال النَّقَاباتُ وَكَذَلِكَ الدُّبال بِالدَّال والنَّقَاباتُ قُروح تخرج بالجنْب فتنقب إِلَى الْجوف. قَالَ: وذَبَلَتْهُ ذبولٌ وَدَبَلَتْهُ دُبُولٌ، قَالَ: والذِّبْل الثُّكْلُ. قَالَ الْأَزْهَرِي: فهما لُغَتان؛ ويَذْبُلُ اسْم جَبَلٍ بِعَيْنِه، وَيُقَال: ذَبُلَ فُوهُ يَذْبُل ذُبولاً، وذَبَّ ذُبُوباً إِذا جَفَّ ويَبِسَ ريقُه. وَيُقَال للفتيلة الَّتِي يُصْبَحُ بهَا السِّراج: ذُبالةٌ وذُبَّالةٌ وجمعهُ ذُبالٌ وذُبَّالٌ. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: كمِصْباحِ زَيْتٍ فِي قنادِيل ذُبَّالِ وَهُوَ الذُّبَال الَّذِي يُوضَع فِي مِشْكاةِ الزُّجاجة الَّتِي تُسْرَجُ بهَا. بذل: قَالَ اللَّيْث: البَذْلُ ضِدُّ المنْعِ، وكل من طابتْ نفسُه بإعطاءِ شيءٍ فَهُوَ باذلٌ، والبِذْلَةُ من الثِّياب مَا يُلْبَسُ فَلَا يُصان، ورجلٌ مُتَبَذِّل إِذا كَانَ يَلي العملَ بِنَفْسه، يُقَال: تَبَذل فِي عملِ كَذَا، وَقد ابْتَذَل نفسَه فِيمَا تولاَّه من عمله، ورجلٌ بذَّال، وبَذُول إِذا كَثُر بَذْلُه لِلْمَالِ، وفلانٌ صَدْقُ المُبْتَذَل، إِذا وُجِد صُلْباً عِنْد ابتِذالِه نَفْسَه، ومِبْذلُ الرجُل مِيدَعته، ومِعْوَزُه الثَّوْب الَّذِي يَبْتَذِلُه ويلبَسه. وَيُقَال: استبذلْتُ فلَانا شَيْئا إِذا سألتَه أَن يَبْذُلَه لكَ فَبذَله. وفرسٌ ذُو صوْنٍ وابتِذَالٍ، إِذا كَانَ لَهُ حُضْرٌ قد صانه لوقتِ الْحَاجة إِلَيْهِ، وعَدْوٌ دونَه قد ابتَذلهُ. ذ ل م ذلم، ملذ، مذل، لذم، لمذ، ذمل. ذمل: أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الذَّميلُ: اللَّيِّن من السَّيْر وَقد ذمَلَتْ الناقةُ تَذمِلُ ذمِيلاً. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الذَّمِيلةُ المُعْيِيَةُ وَجمع الذامِلة من النوق الذوَامِلُ. وَقَالَ أَبُو طَالب: تَخُبُّ إِلَيْهِ اليَعْمَلاتُ الذوامِلُ لذم: قَالَ اللَّيْث: اللَّذِمُ المُولَع بالشيءِ، وَقَالَ لَذِمَ بِهِ لَذَماً وَأنشد: ثَبْتَ اللِّقاء فِي الحروب مِلْذَمَا

أَبُو عبيد، عَن أبي زيد: لَذِمْتُ بِهِ لَذَماً، وضَرِيتُ بِهِ ضَرًى إِذا لَهِجْتَ بِهِ، وَأَلْزَمْتُ فلَانا بفلان إلْزاماً إِذا ألْهَجْتَه بِهِ، وَقَالَ غيرُه: أَلذِمْ لِفلانٍ كرامتَك أَي أَدِمْها لَهُ، واللُّزَمَةُ اللازِمُ للشيءِ لَا يُفارقُه. ابْن السّكيت عَن الْأَصْمَعِي: يُقَال للأرنب: حُذمَةٌ لُذَمَةٌ تَسْبِقُ الجمعَ بالأكمة، وَقَوله لُزمةٌ أَي لازِمةٌ للعَدْو وحُذمَةٌ إِذا عدت أَسْرَعَتْ. مذل: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: المِذالُ من النِّفاق ورُوِي المِذَاء بالمدّ. قَالَ أَبُو عبيد: المِذالُ أَصله أَن يَمْذُل الرجل بِسرِه أَي يَقْلَق، وَفِيه لُغتان مَذِل يَمْذَل ومَذَل يَمْذُل، وكُلُّ مَن قَلِق بِسِرِّه حَتَّى يُذيعه، أَو بِمَضْجَعِه حَتَّى يَتَحوَّل عَنهُ، أَو بِمَالِه حَتَّى يُنفِقَه فقد مَذلَ بِهِ. وَقَالَ الْأسود بن يَعْفُر: وَلَقَد أَرُوحُ عَلَى التِّجارِ مُرَجَّلاً مَذِلاً بِمَالي لَيِّناً أَجْيادِي وَقَالَ الرَّاعِي: مَا بالُ دَفِّكَ بالفِراشِ مَذيلاً أَقَذًى بِعَيْنِكَ أَمْ أَرَدْتَ رَحِيلاَ وَقَالَ قيس بن الخطيم: فَلا تَمذُلْ بِسرِّك كلُّ سِرِّ إِذا مَا جَاوَزَ الِاثْنَيْنِ فَاشى قَالَ الْأَزْهَرِي: والمِذالُ أَنْ يَقْلَق بِفراشه الَّذِي يُضاجِع عَلَيْهِ امرأتَه ويتحول عَنهُ حَتَّى يَفْترِشَها غيرُه، وَأما المذاء بِالْمدِّ فَإِنِّي قد فسرته فِي مَوْضِعه. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: المِمْذَلُ: الْكثير خَدَرِ الرِّجْل، والمِمْذلُ القَوَّادُ على أَهله، والمِمذلُ الَّذِي يَقْلَقُ بسرّه، وَيُقَال: مَذَلتْ رِجْلي تَمْذُلُ مَذْلاً، إِذا خَدِرَتْ وامْذَالتْ امْذِلالاً. وَأنْشد أَبُو زيد فِي مَذَلَتْ رِجلُه إِذا خَدِرت: وَإِن مَذَلَتْ رِجْلي دَعَوْتكِ أَشْتَفِي بدعواكِ من مَذْلٍ بهَا فَتَهُونُ وَقَالَ الْكسَائي: مَذِلْتُ من كلامك ومَضِضْتُ بِمَعْنى وَاحِد. ملذ: قَالَ اللَّيْث: مَلَذَ فلانٌ يَمْلُذ مَلْذاً، وَهُوَ أَن يُرضِيَ صاحبَه بِكَلَام لَطيفٍ ويُسْمِعه مَا يَسُرُّه، ولَيْسَ مَعَ ذَلِك فِعْلٌ، وَرجل ملاَّذٌ ومَلَذَانٌ وَأنْشد فَقَالَ: جِئتُ فَسلَّمتُ على مُعاذِ تَسْلِيمَ ملاَّذٍ عَلَى ملاَّذِ قَالَ الْأَزْهَرِي: والمَلْثُ والمَلْذُ وَاحِد، وَقَالَ الراجز وأنشده ابْن الْأَعرَابِي: إِنِّي إِذا عَنَّ مِعَنٌّ مِتْيَحُ ذُو نَخْوةٍ أَو جَدِلٍ بَلَنْدَحُ أَوْ كَيْذُبانٌ مَلَذَانٌ مِمْسَحُ والمِمْسَح الْكذَّاب.

أبواب الذال والنون

ذلم: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الذَّلَمُ مَغِيضُ مَصَبِّ الْوَادي، واللُّذومُ لُزومُ الْخَيْر أَو الشَّرّ. (أَبْوَاب) الذَّال وَالنُّون) (ذ ن ف) نفذ، فنذ. نفذ: قَالَ اللَّيْث: نَفَذَ السهمُ من الرَّميَّة يَنفُذ نَفَاذاً، ورمَيْتُه فأَنْفذتُه، وَرجل نَافِذ فِي أَمْرِه وَهُوَ الْمَاضِي فِيهِ، وَقد نَفذ يَنْفُذ نَفَاذاً قَالَ: وَأما النَّفَذ فَإِنَّهُ يسْتَعْمل فِي مَوضِع إِنْفَاذ الْأَمر. يُقَال: قَالَ الْمُسلمُونَ بِنَفَذ الْكتاب، أَي بإنْفاذ مَا فِيهِ. وَقَالَ قيس بن الْحطيم فِي شعره: طَعَنْتُ ابنَ عَبْدِ القَيْسِ طَعْنَة ثائِرٍ لَهَا نَفَذٌ لَوْلَا الشُّعاعُ أضاءها أَرَادَ بالنَفَذ: المنفَذ. يَقُول: نفذت الطعنة: أَي جَاوَزت الْجَانِب الآخر حَتَّى يُضيء نفذُها خَرْقَها وَلَوْلَا انتشارُ الدمِ الفائرِ لأبْصَرَ طاعِنُها مَا ورَاءها، أَرَادَ أَن لَهَا نَفَذاً أضاءها لَوْلَا شُعاع دَمهَا، ونَفَذُها: نُفُوذُها إِلَى الْجَانِب الآخر. قَالَ اللَّيْث: النَّفاذ: الجَواز والخُلوص من الشَّيْء، تَقول: نفذتُ، أَي جُزتُ. قَالَ: والطريقُ النافِذ الَّذِي يُسْلك وَلَيْسَ بمَسْدُودٍ بَيْنَ خَاصَّةٍ، دُون سُلُوكِ العامَّةِ إيَّاه. وَيُقَال: هَذَا الطريقُ يَنفذُ إِلَى مَكَان كَذَا وَكَذَا، وَفِيه مَنْفَذٌ للْقَوْم، أَي مَجازٌ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: من دَوائر الفَرَسِ دائرةٌ نافِذةٌ وَذَلِكَ إِذا كَانَت الهَقْعَةُ فِي الشِّقَّيْن جَمِيعًا، وَإِذا كانتْ فِي شِقَ وَاحِد فَهِيَ هَقْعَةٌ. وَفِي الحَدِيث: (أيُّما رجل أَشَادَ على رجلٍ مُسلمٍ بِمَا هُوَ بريءٌ مِنْهُ كَانَ حَقًا على الله أَن يُعذبَه، أَو يأتيَ بِنَفَذٍ مَا) قَالَ أَي بالمخرج مِنْهُ، يُقَال: ائْتِنِي بِنَفذِ مَا قلتَ: أَي بالمَخرَج مِنْهُ. وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود: إِنَّكُم مَجمُوعُون فِي صَعيدٍ وَاحِد يَنفُذكم البَصَرُ. قَالَ الْأَصْمَعِي: سمِعْتُ ابنَ عوفٍ يَقُول: يَنفُذهم. يُقَال مِنْهُ: أنفَذتُ القومَ إِذا خَرَقْتَهم ومشيتَ فِي وَسطهمْ، فَإِن جُزْتَهم حَتَّى تَخْلُفَهم، قُلتَ: نَفَذتُهم أَنفُذهم. وَقَالَ أَبُو عبيد: الْمَعْنى أَنه يَنْفُذهم بصرُ الرحمان، حَتَّى يَأْتِي عَلَيْهِم كلّهم. وَقَالَ الْكسَائي يُقَال: نَفَذَنِي بصرُه يَنفُذني إِذا بَلَغَنِي وجاوَزني. وَقَالَ أَبُو سعيد: يُقَال للخُصُوم إِذا تَرافَعُوا إِلَى الْحَاكِم: قد تَنَافَذُوا إِلَيْهِ بالذَّال، أَي خَلَصوا إِلَيْهِ، فَإِذا أَدْلَى كلُّ وَاحِد مِنْهُم

بحُجَّته قيل: قد تَنَافَدُوا بِالدَّال أَي أَنْفَدُوا حجتهم. وَالْعرب تَقول: سِرْ عَنْكَ وأَنْفِذْ عَنْك وَلَا معنى لِعَنْك. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: قَالَ أَبُو المكارم: النَّوافِذُ كلُّ سَمَ يُوصِل إِلَى النْفس فَرَحاً أَو تَرَحاً، قلت لَهُ: سمِّها؟ فَقَالَ: الأصْرَانِ والخِنَّابَتَانِ والفَمُ والطِّبِّيجة، قَالَ: والأصْرَان ثَقْبا الأُذُنَيْن والخِنَّابَتَانِ سَمَّا الأنْف. (فنذ) : الفَانِيذُ الَّذِي يُؤْكَل وَهُوَ حُلْوٌ، مُعرب. (ذ ن ب) بذن، ذَنْب، ذبن، نبذ: مستعملة. بذن: قَالَ ابْن شُمَيْل فِي الْمنطق: بَأْذَنَ فلانٌ من الشَّرّ بَأْذَنَةً، وَهِي المُبَأْذَنَةُ مَصدر. وَمثله قَوْله: أنائلاً تُريد أم مُعَتْرَسةً يُرِيد بالمعَتْرسةِ الفِعْلَ، مثل المُجاهدة تقوم مقَام الِاسْم. ذبن: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الذُّبْنَةُ ذبول الشفتين من العَطَشِ. قَالَ الْأَزْهَرِي: النُّون مُبْدَلةٌ من اللَّام أَصْلهَا الذُّبْلَة. ذَنْب: قَالَ اللَّيْث: الذَّنْبُ الإثْمُ والمَعْصِيةُ والجميع الذُّنوب، والذَّنَب مَعْرُوف وَجمعه أَذْناب، وَيُقَال للمسيل مَا بَين التَّلْعَتَيْنِ: ذَنَبُ التَّلْعة، والذَّانِبُ التَّابِعُ للشَّيْء على أَثَرِهِ، يُقَال: هُوَ يَذْنِبُهُ أَي يتبعُه، والمَسْتَذنِب الَّذِي يَتْلُو الذنَبَ لَا يفارقُ أثرَه، وَأنْشد فَقَالَ: مثل الأجيرِ اسْتَذنَبَ الرَّواحِلاَ قَالَ الْأَزْهَرِي: وذَنَبُ الرَّجُلِ أتْباعُه، وأذنابُ الْقَوْم أتباعُ الرُّؤساء. يُقَال: جَاءَ فلَان بِذَنبه أَي بأتباعه. وَقَالَ الحطيئةُ يمدح قوما فَقَالَ: قومٌ هم الأنفُ والأذنابُ غيرُهم وَمن يُسوِّي بأنفِ الناقةِ الذنَبَا وَهَؤُلَاء قوم من بني سعدِ بن زيدِ مناةَ، يُعرفون ببني أنفَ النَّاقة لقَوْل الحطيئة هَذَا، وهم يَفْتَخِرون بِهِ إِلَى الْيَوْم. وَرُوِيَ عَن أَمِير الْمُؤمنِينَ عليّ بن أبي طَالب كرم الله وَجهه أَنه ذكر فِتنة فَقَالَ: إِذا كَانَ ضَرَبَ يَعْسُوبُ الدِّين بِذَنْبه فتجتمع النَّاس إِلَيْهِ، أَرَادَ أَنه يَضْرِبُ فِي الأَرْض مُسرعاً بأتباعه الَّذين يَرَون رأيَه وَلم يُعرِّج على الْفِتْنَة، والذَّنُوب فِي كَلَام الْعَرَب على وُجُوه، من ذَلِك قَول الله جلّ وعزّ: {الْمَتِينُ فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوباً مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ} (الذاريات: 59) . روى سَلمَة عَن الْفراء أَنه قَالَ: الذَّنُوبُ من كَلَام الْعَرَب الدَّلْو العظيمةُ، وَلَكِن الْعَرَب تَذْهب بِهِ إِلَى النَّصيب والْحَظِّ، وَبِذَلِك جَاءَ فِي التَّفْسِير فَإِن الَّذين ظلمُوا،

أَي أشركوا حَظَّا من الْعَذَاب كَمَا نزل بالذين من قبلهم، وَأنْشد الْفراء: لَهَا ذَنوبٌ وَلكم ذَنوبُ فإنْ أَبَيْتُم فلنا القَلِيبُ قَالَ: والذَّنوبُ بِمَعْنى الدَّلْو يُذكَّر ويُؤنَّث. وَقَالَ ابْن السّكيت: الذَّنوب فِيهَا مَاء قريب من المَلْءِ. أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الذَّنُوبُ لحم المَتْنِ. وَقَالَ غَيره: الذَّنُوبُ الفرسُ الطَّوِيل الذَّنَبِ، والذَّنُوبُ موضعٌ بِعَيْنِه. وَقَالَ عَبِيد بن الأبرص: أَقْفَرَ من أَهْلِه مَلْحُوبُ فالقُطَبِيَّاتُ فالذنُوبُ سَلمَة عَن الْفراء يُقَال: ذنَب الْفرس وذُنَابَى الطَّائِر وذُنابةُ الْوَادي، ومِذَنبُ النَّهر، ومِذنبُ القِدْر، وَجَمِيع ذُنَابَة الْوَادي الذَّنائِب، كَأَن الذُّنابةَ جمع ذَنبِ الْوَادي، وذِنَابٌ وذِنابَةٌ مثل جَمَلٍ وجِمالٍ وجِمالَةٍ ثمَّ جِمالات جمعُ الْجمع. قَالَ الله عزّ وجلّ: {كَأَنَّهُ جمالت صفر} (المرسلات: 33) وذَنَب كلِّ شَيْء آخِره وَجمعه ذِنَابٌ وَمِنْه قَول الشَّاعِر: ونَأْخُذ بعده بِذِنَابِ عَيْشٍ أَجَبَّ الظّهْر ليسَ لَهُ سَنام وَقَالَ ابْن بزرج: قَالَ الْكلابِي فِي طلبه جَمله: اللَّهُمَّ لَا يهديني لذُنانته غَيْرك، قَالَ: وَيُقَال: مَن لَك بذنابِ لَوْ قَالَ الشَّاعِر: فَمن يَهْدِي أَخا لِذِنَابِ لوٍ فأَرْشُوهُ فإنَّ الله جارُ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الذُّنابَى الذَّنَبُ وَأنْشد: جَمُومُ الشَّدِّ شائِلَةُ الذُّنَابَى والذنَبَانُ: نَبْتٌ مَعْرُوف الْوَاحِدَة ذنَبَانَةٌ. وَقَالَ اللَّيْث: وَبَعض الْعَرَب تسميه: ذَنَبَ الثَّعْلَب، قَالَ: والتَّذنيبُ لِلضِّبابِ والفَراشِ وَنَحْو ذَلِك، إِذا أرادتْ التَّعاظُلَ والسِّفادَ. وَأنْشد: مثل الضِّبَابِ إِذْ هَمّتْ بتذنيب قَالَ الْأَزْهَرِي: إِنَّمَا يُقَال للضَّب مُذَنِّبٌ إِذا ضَرَبَ بِذَنبه مَن يريدُه من مُحترِشٍ أَو حَيَّةٍ، وَقد ذَنَّبَ تذنيباً، إِذا فعل ذَلِك، وضَبٌّ أذْنبُ طويلُ الذَّنب. وَأنْشد أَبُو الْهَيْثَم: لم يَبق مِن سُنّة الفَاروق نَعرِفه إِلَّا الذُّنَيْبِي وَإِلَّا الدِّرةُ الخَلَقُ قَالَ: الذُّنَيْبِيُّ ضَرْب مِن البُرود. قَالَ: تَرَك ياءَ النِّسْبَة كَقَوْلِه: مَتى كُنَّا لأمك مُقْنوِينا أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: إِذا بَدَت نُكتٌ من الإرطاب، فِي البُسْر من قِبَل ذِنبها قيل: قد ذَنَّبتْ فَهِيَ مُذَنِّبةٌ، والرُّطَبُ

التَّذْنوب. سَلمَة عَن الْفراء: جَاءَنَا بتَذْنوبٍ، وَهِي لُغَة بني أَسد، والتميمي يَقُول: التَّذْنوب والواحدة تَذْنُوبةٌ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يَوْمٌ ذَنوبٌ طَوِيل الذَّنَب لَا يَنْقَضِي طولُ شَرِّه. ابْن شُمَيْل: المِذْنَبُ كَهَيئَةِ الْجَدْوَل يَسيل عَن الرَّوْضَة مَاؤُهَا إِلَى غَيرهَا فَيَتَفَرَّق مَاؤُهَا فِيهَا، وَالَّتِي يسيل عَلَيْهَا المَاء مِذْنَبٌ أَيْضا؛ وأَذنابُ القلاع مآخيرها. وَقَالَ اللَّيْث: المِذْنَبُ مَسيلُ ماءٍ بحضيض الأَرْض وَلَيْسَ بِجُدَ طويلٌ واسعٌ، فَإِذا كَانَ فِي سَفْح أَو سَند فَهُوَ تَلْعةٌ، ومَسيلُ مَا بَين التَّلْعتين ذَنَبُ التلْعة. أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: المذَانِبُ المغَارِف وَاحِدهَا مِذْنبة. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب: وسودٍ مِن الصيدان فِيهَا مَذانِب أَبُو عبيد: فَرَس مُذانِبٌ، وَقد ذَانبتْ إِذا وَقع ولَدُها فِي القُحْقُح، ودنا خروجُ السِّقْي وارتفع عَجْبُ ذنبها، وعَلِق بِهِ فَلم يَحْدِروه. وَالْعرب تَقول: ركب فلَان ذَنَبَ الرّيح إِذا سبق فَلم يُدْرَكْ، وَإِذا رَضِيَ بحظٍ ناقصٍ قيل: ركب ذَنَب الْبَعِير، واتَّبع ذَنَبَ أمرٍ مُدْبرٍ يَتَحَسَّر على مَا فَاتَهُ. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: المُذَنَّبُ الذَّنَبُ الطَّوِيل، والمُذَنِّب الضَّب، والمِذْنبة والمِذْنَبِ المِغْرَفة، وأَذناب السوائل أسافل الأودية وَفِي الحَدِيث: لَا تمنع فلَانا ذَنَبَ تَلْعةٍ، إِذا وُصف بالذُّل والضَّعف والخِسَّة. نبذ: قَالَ اللَّيْث: النّبْذُ: طرحُك الشيءَ من يدك أمامك أَو خَلفك، قَالَ: والمُنابذة انتباذ الْفَرِيقَيْنِ للحق، يَقُول: نابذناهم الْحَرْب ونَبذْنا إِلَيْهِم الْحَرْب على سَوَاء. قَالَ الْأَزْهَرِي: المُنَابَذَة أَن تكون بَين فئتين، عهدٌ وهدنةٌ بعد الْقِتَال، ثمَّ أَرَادَا نقض ذَلِك الْعَهْد فينبذ كلُّ فريق مِنْهُمَا إِلَى صَاحبه العهدَ الَّذِي توادَعا عَلَيْهِ، وَمِنْه قَول الله عزّ وجلّ: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَآءٍ} (الْأَنْفَال: 58) الْمَعْنى: إِذا كَانَ بَيْنك وَبَين قوم هُدْنَةٌ فخِفتَ مِنْهُم نَقْضاً للْعهد، فَلَا تُبَادِرْ إِلَى النقْض وَالْقَتْل، حَتَّى تُلقِيَ إِلَيْهِم أَنَّك قد نقَضْتَ مَا بَيْنَك وَبينهمْ فَيَكُونُوا مَعَك فِي عِلْم النقْض والعَوْد إِلَى الْحَرْب مُستَوِين، وَيُقَال: جلس فلَان نَبْذَة ونُبذَة أَي نَاحيَة، وانتبذ فلَان نَاحيَة: إِذا انْتحى نَاحيَة، وَقَالَ الله عزّ جلّ فِي قصَّة مَرْيَم: {انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِياً} (مَرْيَم: 16) . وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَهَى عَن المُنابذة والمُلامسة. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: المُنَابَذةُ: أَن يَقُول الرجل لصَاحبه: انْبِذْ إليَّ الثوبَ أَو غَيره من الْمَتَاع، أَو أَنْبذُه إليكَ، وَقد وَجَبَ البيعُ بِكَذَا وَكَذَا، قَالَ وَيُقَال: إِنَّمَا

هِيَ أَن تَقول: إِذا نَبذتُ الْحَصَاة إِلَيْك فقد وَجَبَ البيعُ، وَمِمَّا يحقّقه الحَدِيث الآخر أَنه نهَى عَن بيع الْحَصَاة. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: المِنْبذَة الوِسادة، المنْبوذون هم أَوْلَاد الزِّنى الَّذين يُطرحون. قَالَ الْأَزْهَرِي: المنْبوذ الْوَلَد الَّذِي تَنْبِذُه والدتُه حِين تلده فَيلْتَقِطُه الرجل، أَو جمَاعَة من الْمُسلمين ويقومون بأَمْره ومؤونته ورَضاعه، وَسَوَاء حَملته أمه من نِكاح أَو سِفاح، وَلَا يجوز أَن يُقَال لَهُ: وَلَدُ زِنى لما أمْكن فِي نَسَبه من الثَّبَات، والنَّبيذ مَعْرُوف؛ وَإِنَّمَا سُمِّي نبيذاً لِأَن الَّذِي يَتخذه يَأْخُذ تَمرا أَو زبيباً فيَنبذه، أَي يُلْقيه فِي وِعاء أَو سِقاءٍ، ويَصُبُّ عَلَيْهِ المَاء ويتركه حَتَّى يفورَ ويَهْدِر فَيصير مُسكراً، والنَّبْذُ الطرحُ، وَمَا لم يَصِرْ مُسْكراً حَلَال فَإِذا أسكر فَهُوَ حرَام. وَفِي الحَدِيث أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (لَا يَحِلُّ لامرأةٍ تُؤْمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر أَن تَحُدَّ على مَيِّت فَوق ثَلَاث إِلَّا على زوجٍ فَإِنَّهَا تَحُدُّ عَلَيْهِ أَرْبَعَة أشهر وعَشْراً، وَلَا تَكْتَحِل وَلَا تَلْبَس ثوبا مصبوغاً إِلَّا ثوب عَصْب وَلَا تَمَسُّ طيبا إِلَّا عِنْد أَدنَى طهرهَا، إِذا اغْتَسَلت من مَحيضها) . نُبْذَة قُسْطٍ وأظْفارٍ، يَعْني قِطعةً مِنْهُ. وَيُقَال للشاةِ المهزولة الَّتِي يُهملها أَهلهَا: نَبِيذةٌ؛ وَيُقَال: لما يُنْبَثُ من تُراب الحفْرة: نبيثَةٌ، ونبيذَة، وَجَمعهَا النبائِتُ والنبائذُ؛ وَيُقَال: فِي هَذَا العِذْق نَبْذٌ قليلٌ من الرُّطَب، ووَخْزٌ قَلِيل، وَهُوَ أَن يُرْطب مِنْهُ الخَطِيئة بعد الخَطِيئة. وَفِي حَدِيث عديّ بن حَاتِم أَنه لما أتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمر لَهُ بِمِنْبَذَةٍ، وَقَالَ: إِذا أَتَاكُم كريم قوم فأكرموه، والمنْبَذَة: الوسادة سميت مِنْبَذَةً لِأَنَّهَا تُنْبَذُ بِالْأَرْضِ أَي تطرح للجلوس عَلَيْهَا. ذ ن م مُنْذُ: قَالَ اللَّيْث: مُنْذُ، النُّون والذَّال فِيهَا أصلِيّتان، وَقيل: إِن بِناء مُنْذ مأخوذٌ من قَوْلك مِن إذْ، وَكَذَلِكَ مَعْنَاهَا من الزَّمَان إِذا قلت: مُنْذُ كَانَ، مَعْنَاهُ: مِن إذْ كَانَ ذَلِك، فَلَمَّا كَثُر فِي الْكَلَام طُرِحَت همزتُها، وجُعِلتا كلمة وَاحِدَة ورُفِعت على توهم الْغَايَة. وَقَالَ غَيره: مُنْذُ ومُذْ من حُرُوف الْمعَانِي: فأَمَّا مُنْذُ فَإِن أكثرالعرب تخْفِضُ بِها مَا مضى وَمَا لم يمض وَهُوَ الْمجمع عَلَيْهِ، واجتمعوا على ضم الذَّال فِيهَا عِنْد السَّاكِن والمتحرك كَقَوْلِك: لم أره مُنْذُ يومٍ ومُنْذُ اليومِ؛ وَأما مُذْ فإِن الْعَرَب تخفِضُ بهَا مَا لم يمْضِ وترفَعُ مَا مضى قَالَ: ويسكنون الذَّال إِذا وَلِيَها مُتحرك ويضمونها إِذا وَلِيها سَاكن، يَقُولُونَ: لم أرَهُ مُذْ يَوْمَانِ وَلم أرَهُ مُذُ اليومِ، وَهَذَا

باب الذال والباء مع الميم

قَول أَكثر النَّحْوِيين. وَفِي مُنْذُ ومُذْ لُغَات شَاذَّة، تَتَكَلَّمُ بهَا الخطِيئَةُ من أَحيَاء الْعَرَب فَلَا يُعْبَأ بهَا فإِن جُمْهُور الْعَرَب على مَا بَينته لَك، وسُئِلَ بعض النَّحْوِيين: لم خَفَضُوا بِمُنْذُ، وَرفعُوا بِمُذْ؟ فَقَالَ: لِأَن مُنْذُ كَانَت فِي الأَصْل مِنْ إذْ كَانَ كَذَا وَكَذَا، فَكَثُر استعمالهم لَهَا فِي الْكَلَام، فحذِفَتْ الْهمزَة وضَمةُ الْمِيم، وخَفَضوا بهَا على عِلَّةِ الأَصْل؛ وَأما مُذْ فَلَمَّا حَذَفوا مِنْهَا النونَ ذَهَبتْ مِنها علامةُ الْآلَة الخافِضَة وضمُّوا الْمِيم فِيهَا، ليَكُون أمتن لَهَا، وَرفعُوا بهَا مَا مَضى مَعَ سُكون الذَّال، ليُفَرِّقوا بَين مَا مضى، وَبَين مَا لم يمضِ. قَالَ الْفراء فِي مُذْ ومُنْذُ: هما مَبْنِيَّتان مِنْ مِنْ، ومِنْ ذُو، الَّتِي بِمَعْنى الَّذِي فِي لُغَة طيىء. فإِذا خُفِضَ بهما أجريتا مُجرى مِنْ، وَإِذا رُفِعَ بهما مَا بعدهمَا أُجْرِيتا مُجرى، إِضْمَار مَا كَانَ فِي الصِّلَة كَأَنَّهُ قَالَ: من الَّذِي هُوَ يَوْمَانِ؟ . ذ ف ب ذ ف م: أهملت وجوهها كلهَا. (بَاب الذَّال وَالْبَاء مَعَ الْمِيم) ذ ب م بذم: قَالَ اللَّيْث: البَذْمُ مصدر البَذِيمِ وَهُوَ العَاقِلُ الغَضَبِ من الرجل، يَعْلَم مَا يُغْضَبُ لَهُ، يُقَال: بَذُمَ بَذَامةً، وَأنْشد فَقَالَ: كَريمُ عُروقِ النَّبْعَتَيْن مُطَهَّرٌ ويَغْضَبُ مِمَّا فِيهِ ذُو البَذْم يَغْضَبُ أَبُو عُبيد: البُذْمُ الاحتمالُ لِما حُمِّل. وَقَالَ الْأمَوِي: البُذْم: النَّفْس. وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو عُبيدة وَأَبُو زيد: البُذْم: القُوَّةُ والطَّاقَةُ، وَأنْشد: أَنُوءَ بِرِجلٍ بهَا بُذْمُها وأَعْيَتْ بهَا أُخْتُها الآخِرَهْ ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: البَذيمُ من الأفواه المتَغَيِّرُ الرَّائِحَة. وَأنْشد: شَمِمْتُها بِشاربٍ بَذِيمِ قد خَمَّ أَو قد هَمَّ بالخُمُومِ وَقَالَ غَيره: أبْذَمت النَّاقة وأَبْلَمَتْ إِذا وَرِمَ حَياؤها من شِدَّةِ الضَّبَعَةِ، وَإِنَّمَا يكون ذَلِك فِي بَكَرات الْإِبِل. وَقَالَ الراجز: إِذا سَما فَوْق جَمُوحٍ مِكْتامْ من غَمْطِهِ الإِثْنَاء ذاتَ الإبْذَامْ يَصِفُ فِيهَا فَحْل إبلٍ أُرسل فِيهَا، أرادَ أَنه يَحْتَقِرُ الإِثْنَاءَ ذاتِ البَلَمة فَيَعْلُو النَّاقة الَّتِي لَا تَشُول بِذَنَبِها وَهِي لاقِحٌ كأَنها تَكْتُم لَقاحها. ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: البَذِيمةُ الَّذِي يَغْضَبُ فِي غير مَوضِع الْغَضَب. والبَزِيمَةُ الْمُرْسلَة مَعَ القِلادة. انْتهى وَالله أعلم.

الجزء 15

أَبْوَاب الثلاثي المعتل من حرف الذَّال [/ كت] (بَاب الذَّال وَالرَّاء) ذ ر (وايء) ذَرأ ذرا ذأر وذر ذير روذ رذي. ذَرأ: قَالَ اللَّيْثُ: يُقال: ذَرأَ اللَّهُ الخَلْق يَذْرَؤُهم ذَرْءاً. ومِن صِفات الله: الذَّارِىءُ، وَهُوَ الَّذِي ذَرَأ الخَلْق، أَي خَلَقهم، وَكَذَلِكَ البارِىءُ. وَقَالَ الله تعالَى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ} (الْأَعْرَاف: 178) أَي خَلَقْنا. وَقَالَ عزّ وجلّ: {جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الاَْنْعَامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ} (الشورى: 11) . قَالَ أَبُو إسْحَاق: المَعْنَى: يَذْرَؤكم بِهِ، أَي يُكَثّركم، يَجْعله مِنْكُم وَمن الأَنْعام أَزْوَاجاً، ولذلكَ ذكر الْهَاء فِي {فِيهِ} ؛ وأَنْشد الفَرّاء فِيمَن جَعَلَ (فِي) بمَعْنى الْبَاء: وأَرْغَبُ فِيهَا عَن لَقِيطٍ ورَهْطِه ولكنَّني عَن سِنْبِسٍ لستُ أَرْغَبُ أَي أَرْغب بهَا. قلتُ: وَقَالَ الفَرّاءُ فِي تَفسير الآيةِ نَحوا مِمَّا قَالَ الزجَّاج، وَهُوَ صَحِيح. أَبُو عُبَيد، عَن الأَحْمر: أَذْرأَنِي فلانٌ وأَشْكَعني، أَي أَغْضَبني. وَقَالَ أَبُو زَيْد: أَذْرَأْتُ الرَّجُل بصَاحِبه إذْرَاءً، إِذا حَرَّشْتَه عَلَيْهِ وأَوْلَعْتَه بِهِ.

وَقَالَ اللَّيْثُ: ذَرَأْتُ الأَرْضَ، أَي بَذَرْتها. وزَرْعٌ ذَرِيءٌ. قَالَ: والذَّرْءُ: عَدَدُ الذُّرِّيّة، تَقول: أَنْمَى الله ذَرْءَك وذَرْوَكَ، أَي ذُرِّيّتَك. والذُّرِّيَة تَقَع على الآبَاء والأبْناء والأوْلاد والنِّساء. قَالَ الله جَلّ وعزّ: {) فَلَكٍ يَسْبَحُونَ وَءَايَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} (يس: 41) أَرَاد آبَاءَهم الَّذين حُمِلوا مَعَ نُوح فِي السَّفِينة. وَقَالَ عُمر: حُجُّوا بالذُّرِّيَّة لَا تَأْكُلوا أرْزَاقها وتَذَرُوا أَرْبَاقها فِي أَعْناقِها. قَالَ أَبُو عُبَيد: أَراد بالذّريةَ هَا هُنَا النِّساء، واسْتَدلّ بِحَدِيث مَرْفوع: كُنّا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غَزاة فَرَأى امْرأة مَقْتولةً، فَقَالَ: (مَا كَانَت هَذِه لتُقاتِلَ) . ثمَّ قَالَ لرَجُلٍ: (الْحَقْ خَالِدا فقُل لَهُ: لَا تَقْتُلنّ ذُرِّيةً وَلَا عَسِيفاً) . وذَهب جمَاعَة مِن أهل العَربيّة إِلَى أنّ (ذُرّية) أَصْلها الهَمز. رَوى ذَلِك أبُو عُبَيد عَن أَصْحابه، مِنْهُم: أَبُو عُبَيْدة ويونُس وَغَيرهمَا من البَصْرِيِّين. وذَهب غيرُهم إِلَى أَن أصل (الذُّرّية) فُعْلِيّة، من الذَّرّ، وَقد مَرَّ تَفْسِيرُها فِي أَوَّل كتاب الذَّال. وَقَالَ الله تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَءَالَ إِبْرَاهِيمَ وَءَالَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} ثمَّ قَالَ: {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ} (آل عمرَان: 34) . قَالَ أَبُو إسْحاق: نَصَب {ذُرِّيَّة على البَدَل. المَعْنَى: أنّ الله اصْطَفى ذُرِّية بعضُها مِن بَعْض. قلتُ: فقد دَخل فِيهَا الآبَاء والأبْنَاء. قَالَ أَبُو إسْحاق: وجائزٌ أنْ تُنْصَب ذُرِّيَّةٌ} على الْحَال، المَعْنى: اصْطفاهم فِي حَال كَون بَعْضهم مِن بَعْض. وقولُه عزّ وجلّ: {بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ} (الطّور: 21) يُريد: أَوْلاَدَهم الصِّغار. وَقَالَ اللَّيْثُ فِي هَذَا الْبَاب: يُقَال: ذَرَاتُ الوَضِينَ، إِذا بَسَطتَه على الأرْض. قلتُ: هَذَا تَصْحيف مُنكر، والصَّواب: ذرَأْتُ وضِينَ البَعِير: إِذا بَسَطْتَه ثمَّ أَنَخْته لتَشُدّ الرَّحْل عَلَيْهِ، وَقد مَرَّ تَفْسيره فِي كتاب (الذَّال) . وَمن قَالَ: (ذرأت) بِهَذَا المَعنى فقد أَخطأ وصَحَّف. الأصْمعيّ: ذَرِىء رَأْسُ فلانٍ، فَهُوَ يَذْرَأ ذَرَءاً، إِذا ابْيَضّ؛ وَقد عَلَتْه ذُرأَةٌ، أَي شَيْبٌ؛ وأَنشد: وَقد عَلَتْني ذُرأَةٌ بَادِي بَدِي ورَئْيَةٌ تَنْهَضُ فِي تَشَدُّدِي قَالَ: وَمِنْه يُقَال: جَدْيٌ أَذْرَأُ، وعَنَاقٌ

ذَرْآء، إِذا كَانَ فِي رَأْسِها بَيَاضٌ. ومِلْحٌ ذَرْآنِيٌّ وذَرَآنيٌّ: مُخَفَّفاً، والتَّثْقِيل أَجْود، أَي شَدِيد البَياض. وَقَالَ النَّضْر: الزَّرْع أوّل مَا تَزْرعه تُسَمِّيه: الذَّرِيء. وَقد ذَرَأْنَا أَرْضاً، أَي بَذَرْناها. وبَلَغني عَن فُلانٍ ذَرْءٌ مِن قَوْل، إِذا بَلَغك طَرَفٌ مِنْهُ وَلم يَتَكامَلْ. وَقَالَ أَبُو عُبَيدة: هُوَ الشَّيء اليَسِير مِن القَوْل. وَقَالَ صَخْر بن حَبْنَاء: أَتانِي عَن مُغِيرةَ ذَرْءُ قَوْلٍ وَعَن عِيسَى فقلتُ لَهُ كذاكا ذرا: قَالَ اللَّيْثُ: يُقال: ذَرَت الرّيح التُّرابَ تَذْرُوه ذَرْواً، إِذا حَمَلَتْه فأَثَارَتْه. ويُقال: ذَرْيتَ الطَّعام، وذَرَوْته، تَذْرِيةً وذَرْواً. والخَشَبة الَّتِي تُذَرِّي بهَا الطَّعَامَ يُقال لَهَا: المِذْرَاة. قَالَ: والذَّرى: اسْم لما تَذْرُوه، مِثلَ النَّفَض، اسْمٌ لما تَنْفُضه. قَالَ رُؤْبة: كالطِّحْنِ أَو أَذْرَت ذَرًى لم يُطْحَنِ يَعْني: ذَرْوَ الرِّيح: دُقَاق التُّرَاب. قَالَ: والذَّرَى: مَا كَنّك من الرّيح الْبَارِدَة، مِن حَائِط أَو شَجر، يُقال: تَذَرَّ مِن الشَّمال بذَرًى. ويُقال: سَوُّوا للشَّوْل ذَرًى مِن البَرْد، وَهُوَ أَن يُقْلَع الشَّجَرُ مِن العَرْفج وَغَيره فيُوضَع بعضُه فَوق بَعْض مِمَّا يَلِي مَهَبّ الشَّمال، يُحْظَر بِهِ على الْإِبِل فِي مَأْوَاها. والذَّرَى: مَا انْصَبّ مِن الدَّمع، وَقد أَذْرت العَيْنُ الدَّمْع، تُذْرِيه إذْرَاءً وذَرًى. شَمِرٌ، عَن ابْن الأعْرابيّ وَابْن شُمَيل: ذَرَت الرّيحُ التُّرَابَ، وأَذْرَتْه. قَالَ شَمِرٌ: ومَعنى (أَذْرَته) : قَلَعَته ورَمَتْ بِهِ. قَالَ: وهما لُغتان: ذَرَت الرّيحُ التُّرابَ تَذْرُوه وتَذْرِيه. وَقَالَ أبُو الهَيْثم: ذَرَت الرّيح التُّراب: طَيَّرته، وأَنكر (أذْرَته) ، بمَعْنَى: طَيَّرته. وَقَالَ: إِنَّمَا يُقال: أذْرَيْت الشَّيْء عَن الشَّيْء: إِذا ألقَيته، قَالَ امْرُؤُ القَيْس: فتُذْرِيك من أُخْرى القَطَاة فتَزْلَقِ وَقَالَ: ومَعْناه: تسْقط وتَطْرح. قَالَ: والمُنْخُل لَا يَرفع شَيْئاً إِنَّمَا يُسْقِط مَا دَقّ ويُمْسك مَا جَلّ. قَالَ: والقُرآن وكلامُ العَرب على هَذَا، قَالَ الله تَعالى: {} (الذاريات: 1) يَعْني: الرِّياح. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: {تَذْرُوهُ الرِّياحُ} (الْكَهْف: 46) .

قلتُ: وأَخْبرني المُنذريّ عَن أبي عَبَّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ: ذَرَّت الرّيح وأَذْرت، إِذا ذَرَت التُّراب. قَالَ: ويُقال: ذَرَوْتُ الحِنْطَة أَذْرُوها ذَرْواً. قلت: وَهَذَا يُوافق مَا رَواه شَمِرٌ عَن ابْنِ الأعْرابيّ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الإذْرَاءُ: ضَرْبُك الشيءَ تَرْمِي بِهِ، تَقول: ضَرَبْتُه بالسَّيف فأَذْرَيْتُ رَأْسَه، وطَعَنْتُه فأَذْرَيْتُه عَن فَرسه، أَي صَرَعْتُه. والسَّيْفُ يُذْرِي ضَرِيبَته، أَي يَرْمِي بهَا. وَقَالَ الأصْمَعيّ: ذَرا فُلانٌ يَذْرُو، أَي مَرَّ مَرّاً سَرِيعاً. قَالَ العَجَّاج: إِذا مُقْرَمٌ مِنّا ذَرَا حَدُّ نابِه تَخَمَّط فِينَا نابُ آخَرَ مُقْرَمِ قَالَ: وريحٌ ذارِيةٌ: تَذْرُو التُّرَابَ، ومِن هَذَا: تَذْرِية النَّاسِ الحِنْطة. قَالَ: وأَذْرَيْتُ الشيءَ: إِذا مَا أَلْقيته، مِثل إلْقائك الحبّ للزَّرْع. قَالَ: ويُقال للَّذي تُحمل بِهِ الحِنْطة لتُذَرَّى: المِذْرَى. وفلانٌ يذَرِّي فلَانا، وَهُوَ أَن يَرفع من أَمره ويَمْدحَه، وأَنْشد: عَمْداً أُذَرِّي حَسبِي أَن يُشْتَما بهدر هَدَّارٍ يَمُجّ البَلْغَما ويُقال: فلانٌ فِي ذَرَى فُلانٍ، أَي فِي ظِلّه. ويُقال: استَذْر بِهَذِهِ الشَّجرة، أَي كُن فِي دِفْئها. أَبُو عُبَيد: المِذْرَى: طَرَفُ الألْيَة؛ والرَّانِفَةُ: ناصِيَتُها، وأَنْشد: أحَوْلي تَنْفُضُ آسْتُك مِذْرَوَيْها لِتَقْتُلني فها أَنذا عُمَارَا قَالَ أَبُو عُبَيد: وَقَالَ غيرُه: المِذْرَوان: طَرَف الأَلْيَتين؛ وَلَيْسَ لَهما واحِدٌ. قَالَ: وَهَذَا أَجود القَوْلين؛ لِأَنَّهُ لَو كَانَ لَهما واحِدٌ فقِيل: (مِذّرَى) لقِيل فِي التثْنية: مِذْرَيان. وَقَالَ الأَصْمَعيّ: المِذْرَوان من القَوْس أَيضاً: المَوْضِعان اللّذان يَقَع عَلَيْهِمَا الْوَترُ من أَسْفل وأَعْلَى، وأَنشد بيتَ الهُذليّ: على عَجْسِ هَتَّافة المِذْرَوَيْ ن زَوْراء مُضْجَعةِ فِي الشّمَالِ وَقَالَ الْحَسنُ البَصْريّ: مَا نشَاء أَنْ تَرى أَحَدهم يَنْفُضُ مِذْرَوَيْه؟ يَقُول: هأنذا فَاعْرِفُوني. قَالَ أَبُو عُبَيد: المِذْرَوان كَأَنَّهُمَا فَرْعَا الأَلْيَتَين، وَأنْشد بَيت عَنْترة.

وَقَالَ غيرُه: المِذْرَوان: طَرَفُ كلِّ شَيْء. وَأَرَادَ الْحسن بهما فَرْعَي المَنْكِبَين، يُقال ذَلِك للرَّجُل إِذا جَاءَ بَاغِيا يتهدّد. هَكَذَا قَالَ أَبُو عَمْرو. أَبُو عُبَيد، عَن أبي زَيْد: تَذَرَّيْتُ بني فلانٍ وتَنَصَّيْتُهم، إِذا تَزَوَّجت مِنْهُم فِي الذِّرْوَة والنَّاصِية، أيْ فِي أهل الشَّرف والعُلاَ. يُقال: نَعْجَةٌ مُذَرَّاةٌ، وكَبْشٌ مُذَرًّى، إِذْ أُخِّر بَين الكَتِفين فيهمَا صُوفة لم تُجَزَّ، وَقَالَ سَاعِدَة الهُذليّ: وَلَا صُوارٌ مُذَرَّاةٌ مَنَاسِجُها مِثْلُ الفَرِيد الَّذِي يَجْرِي مِن النُّظُمِ وذِرْوَةُ كلِّ شيءٍ: أَعْلاه؛ وَالْجمع: الذُّرَى. وذِرْوَة: اسْم أَرْضٍ بالبادية. وذَروة: اسْم رَجُلٍ. وذِرْوَةُ الصُّمَّان: عَالِيَتُها. أَبُو زَيد: إنّ فلَانا لكريمُ الذَّرَى، أَي كَرِيم الطَّبيعة. وَقَالَ غيرُه: الذّرَة: حَبٌّ يُقَال للواحدة: ذُرَةٌ؛ ويُقال لَهُ: أَرْزَن. وَفِي حَديث أبي بكر: ولَتألَمُنَّ النَّوْمَ على الصُّوف الأذْرِيّ كَمَا يألم أحدُكم النَّوْمَ على حَسَك السَّعْدان. قَالَ المُبرّد: الأذْرِي، مَنْسوب إِلَى أَذْرَبيجان. وَكَذَلِكَ تَقُول العربُ، قَالَ الشَّمّاخ: تَذَكَّرتُهَا وَهْناً وَقد حَال دُونَها قُرَى أَذْرَبِيجان المَسالِحُ والجَالُ قَالَ العُتبي: المِذْرَوَان: الجانبان مِن كُلّ شَيء، تَقول العربُ: جَاءَ فلانٌ يَضْرِبُ أَصْدَرَيْه، ويَهُزّ عِطْفَيْه، ويَنْفُضُ مِذْرَوَيْه، وهمَا مَنْكِباه. ويُقال: قَنَّع الشَّيْبُ مِذْرَوَيْه، يُريد جَانِبي رَأْسِه، وهما فَوْداه، سُمِّيا مِذْرَوَيْن، لِأَنَّهُمَا يَذْرِيان، أَي يَشِيبَانِ. والذرَى، هُوَ الشَّيْبُ. وَقد ذَرِيت لِحْيَتُه، ثمَّ اسْتُعير للمنْكِبين والأَلْيَتين والطَّرَفين؛ قَالَ الهُذْليّ: على عَجْسِ هَتّافة المِذْرَوَيْ ن زَوْراء مُضْجَعة فِي الشَّمَالِ ذأر: رُوي فِي الحَديث أنّه قِيل: إنّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لمّا نَهى عَن ضَرْب النِّساء ذَئِرْن على أَزْواجهنّ. قَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ الأصمَعِيّ: أَي نَفَرْنَ ونَشَزْنَ واجْتَرَأن، يُقال مِنْهُ: امْرأةٌ ذَئِر، على مِثَال فَعِل، وَقَالَ عبِيدُ بن الأبْرص: لمّا أَتَانِي عَن تَمِيم أنَّهم ذَئِرُوا لِقَتْلَى عامِرٍ وَتَغضَّبُوا يَعني: نَفَروا مِن ذَلِك وأَنْكروه. ويُقال: أَنِفُوا مِن ذَلِك. ثَعلب، عَن ابْن الأعْرابيّ: الذّائِر:

الغَضْبان. والذَّائر: النَّفُور. والذَّائِرُ: الأنِف. أَبُو عُبَيد: ذاءَرَت الناقةُ، على فاعلت، فَهِيَ مُذَائِر، إِذا سَاءَ خُلُقها، وَكَذَلِكَ الْمَرْأَة إِذا نَشَزَت، قَالَ الحُطَيْئة: (ذارَت بأَنْفها) من هَذَا مُخَفَّفة. قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: ناقةٌ مُذَائِر، وَهِي الَّتِي تَرأَم بأَنْفها وَلَا يَصْدُق حُبُّها. وَقَالَ اللَّيْثُ: ذَئِر، إِذا اغْتاظ على عَدوّه واسْتَعَدّ لمُواثَبته. قَالَ: وأَذأَرْتُه، أَي أَلْجأتُه. وَقَالَ غيرُه: أَذأَرتُ الرجل بفلان، إِذا حرَّشته وأَوْلَعْتَه بِهِ، فذَئِر بِهِ. ذير: قلت: والذِّيَارُ، غَير مَهْموز، هُوَ البَعَر الرَّطْب الَّذِي تُضمَّدُ بِهِ أَخْلاَفُ النَّاقة ذاتِ اللَّبن، إِذا أَرادُوا صَرَّها لئلاّ يؤَثِّر فِيهَا الصِّرار. وَقد ذَيَّرَ الرَّاعِي أَخْلافها، إِذا لَطَّخها بالذِّيار. وَقَالَ أَبو صَفْوان الأسَديّ يَهْجُو ابْن مَيّادة، ومَيّادة كَانَت أُمّه: لَهْفِي عَلَيْكَ يابْن مَيّادَة الّتي يكونُ ذِياراً لَا يُحَتّ خِضَابُها إِذا زَبَنتْ عَنْهَا الفَصيلَ برِجْلِها بَدَا من فُروج الشَّمْلَتيْن عُنَابُها أَراد بعُنَابها: بَظْرَها. وَقَالَ اللَّيْثُ: السِّرقين الَّذِي يُخْلَط بالتُّراب يُسمَّى قَبل الخَلْطِ خُثّةً، فإِذا خُلِط فَهُوَ ذِيرَةٌ، فَإِذا طُلِي على أَطباء الناقةِ لِكَيْلا يَرْضَعَها الفَصيلُ فَهُوَ ذِيَار، وأَنشد: غَدَتْ وَهِي مَحْشُوكةٌ حافِلٌ فَرَاخَ الذِّيَار عَلَيْهَا صَخِيمَا وذر: فِي حَديث عُثمان رَحمه الله أَنّه رُفع إِلَيْهِ رَجُل قَالَ لآخَر: يَا بْنَ شامّة الوَذْرِ، فحَدَّه. قَالَ أَبو عُبَيد: هِيَ كلمةٌ مَعْناها القَذْف. قَالَ: والوَذْرَة: القِطْعَةُ من اللَّحم، مثل الفِدْرة. وإنّما أَراد: يَابْنَ شامّة المَذَاكير، فكَنّى عَنهُ، وَكَانَت العربُ تُسَابّ بهَا. وَكَذَلِكَ إِذا قَالَ لَهُ: يَا بن ذَات الرَّاية، وَيَا بن مُلْقَى أَرْحُل الرُّكْبَان. وَقَالَ أَبو زَيد: فِي قَوْلهم: يَا بن شامّة الوَذْر، أَرادوا بهَا القُلَف. قَالَ: والوَذْرُ: بَضْع اللَّحْم. وَقد وَذَرْتُ الوَذْرَةَ أَذِرُها وَذْراً، إِذا بَضَعتها بَضْعاً. أَبو العبّاس، عَن ابْن الأعرابيّ: الوَذَفة والوَذَرة: بُظَارة المَرْأَة. وأَخْبرني المُنذريّ، عَن الحَرَاني، عَن ابْن السّكيت: قَالَ: يُقال: ذَرْذَا، ودَعْ ذَا، وَلَا يُقال: وذَرْتُه، وَلَا وَدَعْتَه. وأَمّا فِي الْحَاضِر فيُقال: يَذَرُه ويَدَعُه. وَلَا يُقال:

باب الذال واللام

وَاذرٌ، وَلَا وَادِعٌ، وَلَكِن يُقال: تَرَكْتُه فأَنا تَارِكٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: العربُ قد أَماتت المَصْدر من (يَذر) والفِعْل الْمَاضِي، واسْتَعْملته فِي الْحَاضِر والأمْر، فإِذا أَرَادُوا المَصْدر قَالُوا: ذَرْه تَرْكاً. وثَريدة كَثِيرَة الوَذْرِ، أَي كَثيرة قِطع اللَّحم. وَقَوله: {يَسِيرٍ ذَرْنِى وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً} (المدثر: 11) أَي كِلْه إليَّ فإنِّي أُجَازِيه وأَكفيك أَمْره. وَفِي حَديث أُمِّ زَرْع: إنّي أَخاف أَنْ لَا أَذَره. قَالَ أَبو بكر: قَالَ ابْن السِّكّيت: مَعْنَاهُ: إنّي أَخاف أَن لَا أَذَر صِفَته وَلَا أَقْطَعها من طُولها. قَالَ أَحمد بن عُبَيد: مَعْناه: أَخاف أَلاّ أَقْدر على فِراقه لأنَّ أَوْلادي مِنْهُ والأسْباب الَّتِي بَينِي وبَيْنه. روذ: أَبو العبَّاس، عَن ابْن الأعْرابيّ: الرَّوْذَةُ: الذَّهَابُ والمَجيء. قلت: هَكَذَا قيْد الْحَرْف فِي نُسْخَة مقيّدة بِالذَّالِ. وَأَنا فِيهَا وَاقِف. ولعلّها: رَوْدَة، من: رَادَ، يَرُود. رذي: قَالَ اللَّيْثُ: الرَّذِيّ: المَترُوك الهالِكُ من الإبِل الَّذِي لَا يَسْتطيع بَرَاحاً؛ والأُنْثَى رَذِيّة، والفِعْلُ رَذِيَ يَرْذَى رَذَاوَةً، وَقد أَرْذَيْتُه. وَفِي حَديث يُونُس: فَقَاءه الحُوتُ رَذِيَّا. ثَعْلب، عَن ابْن الأَعرابيّ: الرَّذِيّ: الضَّعِيفُ مِن كُلّ شَيءٍ؛ قَالَ لَبِيد: يَأْوي إِلَى الأَطْناب كُلُّ رَذِيَّةٍ مِثْلُ البَلِيَّة قالِصاً أَهْدَامُها أَراد: كُلَّ امرأَة أَرْذاها الجُوع تَتَعرَّض سائِلةً. ورَذِية، فعيلة بِمَعْنى مفعولة. والمُرْذَاةُ: الَّتِي قد هَزَلها الجُوع والسُّلال. والسُّلاَلُ: داءٌ باطِنٌ مُلازِمٌ للجَسد لَا يَزَال يَسُلّه فيُذِيبُه. (بَاب الذَّال وَاللَّام) ذ ل (وايء) ذلا (اذلولى) ، ذال، ذأل، وذل، لَاذَ. ذلا (اذلولى) : أَبو العبّاس، عَن ابنِ الأعرابيّ: اذَلَوْلَى، إِذا أَسْرع مخافَة أَن يَفُوتَه شَيءٌ. واذْلَوْلَيْت، أَي انْكَسر قَلْبِي. أَبو عُبَيد، عَن أَبي زَيد: يُقال: اذلَوْلَيْت اذْلِيلاَءً، وتَذَعْلَبْتُ تَذَعْلُباً، وهما انْطِلاقٌ فِي اسْتِخْفَاء. وَقَالَ أَبو مالكٍ عَمْرو بنُ كِرْكرَة: اذْلَوْلَى ذَكَرُه، إِذا قَام مُسْتَرْخياً. واذْلَوْلَى فَذَهب: إِذا وَلَّى مُتقَاذِفاً.

ورِشَاءٌ مُذْلُول، إِذا كانَ يَضْطَرِب. وَقَالَ ابْن الأَعْرابيّ: تَذَلَّى فلانٌ، إِذا تَوَاضَع. قلتُ: وأَصْله: تَذَلّل، فكثُرت اللاَّمات، فقُلبت أخْراهن يَاء، كَمَا قالُوا: تَظَنَّى، وأَصله تَظَنَّن. أَخبرني المُنذرِيّ عَن ابْن الأعرابيّ أَنه أَنشده لشُقْران السُّلامِيّ، من قُضاعة: ارْكَبْ مِن الأمْر قَرَادِيدَه بالحَزْمِ والقُوَّةِ أَو صَانِعِ حَتَّى تَرى الأخْدَعَ مُذْلَوْلِياً يَلْتَمِس الفَضْلَ إِلَى الخادِعِ قَالَ: قَراديدُ الأَرْض: غِلَظُها. والمُذْلَولى: الَّذِي قد ذلّ وانْقاد. يَقُول: اخْدَعْه بالحقِّ حَتَّى يَذِلّ، ارْكَب بِهِ الأمْرَ الصَّعْبَ. ذيل: يُقال: ذالت الجارِيةُ فِي مِشْيَتها تَذِيلُ ذَيْلاً، إِذا ماسَتْ وجَرَّت أَذْيالها على الأرْض. وذَالَت النَّاقةُ بذَنَبِها، إِذا نَشَرَتْه على فَخِذَيْها؛ وَقَالَ طَرَفةُ يَصِفُ ناقَةً: فذَالَت كَمَا ذَالَت وَلِيدةُ مَحْبِسٍ تُرِي رَبَّها أَذْيَالَ سَحْلٍ مُعَضَّد وذَيَّل فُلانٌ ثَوْبَه تَذْيِيلاً، إِذا طَوَّله. وثَوْبٌ مُذَيَّلٌ؛ وأَنشَد: عَذَارَى دَوَارٍ فِي مُلاَءٍ مُذَيَّلِ وَيُقَال: أَذَال فلانٌ ثَوْبَه أَيضاً، إِذا أَطَال ذَيْلَه؛ قَالَ كُثَيِّر: على ابْن أَبي العَاصِي دِلاصٌ حَصِينَةٌ أَجَادَ المُسَدِّي سَرْدَها فأَذَالها أَبو عُبَيد: المُذَال: المُهان. وَقد أَذال فلانٌ فَرَسه، إِذا أَهَانه. ويُقال للأمَة المُهانة: مُذَالة. أَبو عُبَيد: فرسٌ ذَيَّالٌ، إِذا كَانَ طَويلاً طَوِيلَ الذَّنَب، فَإِن كَانَ الفَرَسُ قَصِيراً وَذَنَبه طَويلا قَالُوا: ذائِل، والأُنثى: ذَائِلة. وَقَالُوا: ذَيَّال الذَّنب، فيذكُرون الذَّنَب. وَقَالَ اللَّيْثُ: الذَّيْل: ذَيْلُ الإزَارِ مِن الردَاء، وَهُوَ مَا أُسْبِل مِنْهُ فأَصَاب الأرْضَ. وذَيْل المَرْأَة، لكُلّ ثَوْبٍ تَلْبَسه إِذا جَرّتْه على الأرْض مِن خَلْفها. وذَيْلُ الرِّيح: مَا جَرّته على وَجْه الأرْض من التُّرَاب والقَتَام. والجَمْعُ فِي ذَلِك كُلِّه: ذُيُول، وربَّما قَالُوا: أَذْيَال. ويُقال لذَنب الفَرَس إِذا طَال: ذَيْلٌ أَيضاً. وشَمِرٌ، عَن خَالِد بن جَنْبَة، قَالَ: ذَيْلُ المَرْأَة: مَا وَقع على الأَرْض مِن ثَوْبها مِن نَواحِيه كُلِّها. قَالَ: وَلَا نَدْعُو للرَّجُل ذَيْلاً، فإنْ كَانَ طويلَ الثَّوب، فَذَلِك الإرْقَال فِي القَمِيص

والجُبَّة، والذَّيل فِي دِرْع المَرْأَة أَو قِنَاعها، إِذا أَرْخَتْه. ذأَل: أَبو عُبَيد، عَن الأصْمَعيّ: الذأَلاَن مِن الْمَشْي: الخَفِيفُ، وَبِه سُمِّي الذِّئْبُ: ذُؤَالة. ويُقال مِنْهُ: ذَأَلْت، فأَنا أَذْأَل. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعْرابيّ: الذَّأَلاَن: عَدْوٌ مُتَقَارِبٌ. والذَّأَلان: السُّرْعَة. ورَوَى أَبو العبَّاس الثُّمالِيّ عَن الزِّيادِيّ أَنه قَالَ: الذَّؤُول: السَّرِيعُ من كُلّ شَيء. وَقَالَ الأصمعيّ: الذَّأَلان: مَشْي الَّذِي كأَنَّه يَبْغي فِي مَشْيِه، مِن النَّشَاط. وَقَالَ اللَّيْثُ: ذُؤَالة، اسمٌ مَعْرِفة: الذِّئْبُ، لَا يَنْصَرِف. قَالَ: وَقد سَمَّت العَرَبُ عامَّة السِّبَاع بأَسماء معارِفَ، يُجْرُونها مُجْرى أَسمَاء الرِّجَال والنِّسَاء. قَالَ: والذَأْلاَن، بِهَمْزَة وَاحِدَة، يُقال هُوَ ابْن آوَى. قَالَ: وجَمْع ذُؤَالة: ذِئْلاَن. ويُقال: ذُؤْلاَن. قَالَ: والذَّال: حَرْف هِجَاء، وتَصْغيرها: ذُوَيْلة. وَقد ذَوَّلْتُ ذالاً. وذل: أَبو الهَيْثم: قَالَ ابْن بُزُرْجَ: الوَذَلَة: الخَفِيفَةُ من النَّاس وَالْإِبِل وغَيْرها؛ يُقال: خادِمٌ وَذَلَةٌ. قَالَ أَبو زَيْد: الوَذَلَةُ مِن النِّسَاء: النَّشِيطةُ الرَّشِيقة. أَبو عُبَيْد: الوَذِيلة: قِطْعَةٌ مِن الفِضَّة، وجَمْعُها: وَذيل. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعْرابيّ: الوَذِيلة: قِطْعةٌ مِن شَحم السَّنَام والأَلْية، وأَنشد: هَلْ فِي دَجُوب الحُرَّة المَخِيطِ وَذِيْلةٌ تَشْفِي مِن الأطِيطِ قَالَ: والوَذِيلة: السَّبِيكةِ مِن الفِضَّةِ، عَن أَبي عَمْرو. والدجُوب: الجُوالِق. وقِي حَديث عَمْرو: فَمَا زِلْت أَرُمّ أَمْرَك بِوَذَائِله، وأَصله بوَصَائِله. يَعْني بالوَذَائل: سَبائك الفِضَّة. وَقَالَ أَبو زَيد: يُقال لِلمرْآة: الوَذِيلَةُ، فِي لُغة طَيِّىء. لوذ: وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقال: لاَذ بِهِ يَلُوذ لَوْذاً وليَاذاً. قَالَ: وأَمّا اللِّوَاذ فَهُوَ مَصْدر (لاَوَذَ) ، فَهُوَ مُلاَوِذ. وَقَالَ الفَرَّاء فِي قَول الله عزّ وجلّ: {يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً} (النُّور: 63) : يَلُوذ هَذَا بذا، ويَسْتَتر ذَا بذَا، وَمِنْه الحديثُ: (يَلُوذ بِهِ الهُلاّك) ، أَي يَسْتَتِر بِهِ الهالِكون. وَإِنَّمَا قَالَ تَعَالَى: {لِوَاذاً} لأنَّها مصدر (لاوَذْت) . وَلَو كَانَت مصدرا ل (لُذْت) لقُلت: لذتُ بهِ لِيَاذاً، كَمَا تَقول: قُمت

باب الذال والنون

إِلَيْهِ قِيَاماً، وقاومْتُك قِوَاماً طَوِيلاً. وَقَالَ الزّجّاج: مَعْنى (اللِّواذ) : الخِلاَف، أَي يُخالفون خِلاَفاً. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: خَيْرُ بَني فُلاَنٍ مُلاَوِذٌ، أَي لَا يَجيء إلاّ بَعد كَدّ، وأَنْشَد للقُطَامِيّ: وَمَا ضَرَّها أَنْ لم تَكُنْ رَعَتِ الحِمَى وَلم تَطْلُب الخَيْرَ المُلاَوِذَ من بِشْرِ وَقَالَ الطِّرِمَّاح: يُلاَوِذُ مِن حَرَ كأَنّ أُوَارَه يُذِيبُ دِماغَ الضَّبِّ وَهُوَ جَدُوعُ يُلاوذ، يَعْني بَقَر الوَحْش، أَي تَلجأَ إِلَى كُنَّسِها. أَبو زَيْد: يُقال: لي عِشْرون مِن الإبِل أَو لِوَاذُها. يُريد: أَو قُرَابَتُها. ويُقال: أَلاَذ الطَّرِيقُ بالدِّيار إلاَذَةً، والطَّرِيقُ: يُلِيذ بالدَّار، إِذا أَحَاط بهَا. وأَلاذت الدّارُ بالطَّريق، إِذا أَحاطَتْ بِهِ. ولُذْتُ بالقَوْمِ، وأَلَذْتُ بهم، وَهِي، المُدَاورة من حَيْثما كَانَ. أَبو عُبَيد، عَن الأصْمَعيّ: الألوَاذُ، واحدُها: لَوْذٌ، وَهُوَ حِضْن الجَبَل وَمَا يُطِيف بِهِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: اللاذة، واللاَّذ: ثِيابٌ من حَرِيرٍ يُنْسَج بالصِّين، تُسَمِّيه العربُ والعَجَمُ: اللاَّذَة. ويُقال: هُوَ بِلَوْذ كَذَا، وبِلَوْذانِ كَذَا، أَي بِناحِية كَذَا. قَالَ ابْنُ أَحْمَر: كأَنّ وَقْعَتَه لَوْذَانَ مِرْفَقِها صَلْقُ الصَّفَا بأَدِيمٍ وَقْعُه تِيَرُ (بَاب الذَّال وَالنُّون) ذ ن (وايء) أذن، ذان، ذأن: (مستعملة) . أَذن: قَالَ الفَرَّاء وغَيْرُه: الأُذُن، مُثقّلة مُؤَنَّثة، وجَمْعُها: آذَان. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: رَجُلٌ أُذَانِيّ: عَظِيم الأُذُنَين. ويُقال: نَعْجة أَذْناء، مَمْدُود، وكَبْشٌ آذَنُ. وأَذَنْتُ فلَانا أَذْناً، فَهُوَ مَأذُون، إِذا ضَرَبْت أُذُنَه. وأُذَيْنَة: اسْم مَلِك من مُلُوك اليَمن. وَقَالَ الزَّجّاج فِي قَوْله تَعَالَى: {وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ} (التَّوْبَة: 62) : أكْثَرُ القُرَّاء يَقْرَؤُون: {قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ} . وتفسيرُه: أنّ مِن المُنَافِقين مَن كَانَ يَعِيبُ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيَقُول: مَتى بَلغه شَيءٌ حَلَفْتُ لَهُ فيَقْبَل منِّي، لأنّه أَذُنٌ. فأَعْلَم الله تَعَالَى أنّه أُذُن خَيْرٍ لَا أُذُن شَرَ، ثمَّ بَيَّن فَقَالَ: {يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ} (التَّوْبَة: 62) أَي مَا يَسمع يُنزّله الله عَلَيْهِ

ويُصَدِّق بِهِ ويُصدِّق الْمُؤمنِينَ فِيمَا يُخبرونه بِهِ. وَفِي الحَدِيث: (مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشايْءٍ كأَذَنهِ لِنَبِيَ يَتَغَنَّى بالقُرْآن) . قَالَ أَبو عُبَيد: يَعْني: مَا اسْتمع الله لشَيْء كَاسْتماعه لنبيَ يَتَغَنَّى بالقُرآن. يُقَال: أَذِنْتُ للشّيء آذَنُ لَهُ، إِذا اسْتَمَعْتَ لَهُ؛ قَالَ عَدِيّ: أَيُّها القَلْب تَعَلَّلَ بِدَدَنْ إنَّ هَمِّي فِي سَمَاع وأَذَنْ وَيُقَال: أَذِنْتُ لفلانٍ فِي أَمْر كَذَا وَكَذَا إذْناً، بِكَسْر الهَمْزَة وجَزْم الذَّال. واستأْذنْتُ فلَانا اسْتِئْذَاناً. وأَما قولُه تَعَالَى: {فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} (الْبَقَرَة: 279) . وقُرىء (فآذِنوا) . فَمن قرأَ (فآذِنوا) كَانَ مَعناه: فَأَعْلِمُوا كلَّ مَنْ لم يَتْرُك الرِّبا أَنّه حَرْبٌ. يُقال: قد آذَنْتُه بِكَذَا وَكَذَا، أُوذِنه إِيذَانًا، إِذا أَعْلَمْته؛ وَقد أَذِنَ بِهِ يَأْذَن، إِذا عَلِم. ومَن قرأَ {فَأْذَنُواْ} فَالمَعْنَى: فَأَنْصِتُوا. وقولُه عَزّ وجَلّ: {وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ} (التَّوْبَة: 3) أَي إِعْلامٌ. يُقال: آذَنْتُه أُوذِنه إِيذَانًا وأَذاناً. فالأذان: اسْمٌ يَقوم مُقام الإيذان، وَهُوَ المَصْدر الحقيقيّ. وَقَالَ عزَّ وجلّ: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} (إِبْرَاهِيم: 7) . مَعْنَاهُ: وَإِذ عَلِمَ رَبُّكُمْ. والأذانُ للصَّلاةِ: إعْلاَمٌ بهَا وبِوَقْتِها. والأَذِين: مثل الْأَذَان أَيضاً. وَقَوله: {وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ} (الْبَقَرَة: 102) مَعناه: بِعِلم الله، والإذْنُ هَا هُنَا لَا يكون إِلَّا من الله عَزَّ وجَلَّ، لِأَن الله لَا يَأْمر بالفحشاء مِن السِّحر وَمَا شاكلَه. وآذانُ الكِيزَان: عُرَاها؛ وَاحِدهَا: أُذُن. ويُقال: فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا بإِذْنه، أَي فعلْتُه بِعلْمه. وَيكون بِإِذْنِهِ، أَي بأَمْرِه. وأَخبرني المُنْذريّ: عَن أَبي الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: أَذَّنْتُ فلَانا تأَذيناً، أَي رَدَدْتُه. قَالَ: وَهَذَا حَرف غَريب. قَالَ: والأَذَنُ: التِّبْنُ، واحدته: أَذَنَةٌ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يُقَال: هَذِه بَقلة تَجد بهَا الإبِلُ أَذَنَةً شَدِيدَةً، أَي شَهْوَةً شَدِيدَةً. وأَذَّنَ بِإِرسال إبِله، أَي تَكَلَّمَ بِهِ. وأَذِّنُوا عنِّي أَوَّلَها: أَي أَرْسِلُوا أَوَّلَها. والْمِئْذَنةُ: الموْضِعُ الَّذِي يُؤذَّن عَلَيْهِ للصّلاة. وَقَالَ اللَّيْثُ: تأَذَّنْتُ لأفْعَلَنّ كَذا وَكَذَا، يُرادُ بِهِ إِيجاب الفِعْل.

وَقَالَ أَبو زَيد: يُقال للمنَارة: الْمِئْذَنة، والْمُؤْذَنَة. ثَعلب، عَن ابْن الأعرابيّ، يُقال: جَاءَ فلانٌ ناشراً أُذُنَيْهِ، أَي طامعاً. ووجدتُ فلَانا لابِساً أُذُنَيْهِ، أَي مُتَغَافِلاً. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الأَذنَةُ: صِغار الْإِبِل والغَنَم. ووَرق الشَّجر، يُقَال لَهُ: أَذَنَة، لصغَره. قَالَ ابْن شُمَيل: أَذِنْتُ لِحديث فلانٍ، أَي اشْتَهَيْتُه. وأَذِنْتُ لرائحة الطَّعام، أَي اشْتَهَيْتُه. وَهَذَا طعامٌ لَا أَذَنَةٌ لَهُ، أَي لَا شَهْوَةَ لِرِيحِه. وَقَوله: {فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ} (الْبَقَرَة: 279) ، أَي فَاعْلَمُوا: أَذِنَ يَأْذن، إِذا عَلِم. وَمن قَرأَ: (فآذِنُوا) أَراد: أَعْلِموا مَنْ وَراءَكم بالحَرب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {شُرَكَآئِى قَالُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْءَاذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِن} (السَّجْدَة: 47) ، أَي أَعْلَمْنَاك. {فَقُلْءَاذَنتُكُمْ عَلَى سَوَآءٍ} (الْأَنْبِيَاء: 109) ، أَي أَعْلمْتُكُم مَا يَنْزِلُ عَلَيّ من الوَحْي. {وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} (التَّوْبَة: 3) ، أَي إعْلاَم، وَهُوَ الإيذان. والإيذان: الأذِين؛ قَالَ جَرير: هَل تَمْلِكون مِن المَشَاعر مَشْعَراً أَو تَشْهدُون لَدَى الْأَذَان أَذِينا الْمُؤَذِّنُ: الْمُعْلِم بأَوْقات الصّلاة. {وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ} (الْبَقَرَة: 102) ، أَي بعِلْمه. {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ} (يُونُس: 100) ، أَي بِعلْمه. ويُقال: بِتَوْفِيق اللَّهِ. {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ} (الْأَعْرَاف: 166) ، أَي أَعْلَم، وَهُوَ وَاقع مثل تَوَعّد. وَيجوز أَن يكون (تَفَعّلْ) من قَوْلك (تأَذن) ، كَمَا يُقال: تعلّم، بمَعْنى اعْلَمْ. {ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ} (يُوسُف: 70) أَي نادَى مُنَادٍ. وَقَوله: {هُوَ أُذُنٌ} (التَّوْبَة: 62) أَي يَأْذَن لما يُقال لَهُ، أَي يَسْتَمع فيَقْبَل. قلتُ: قَوْله {هُوَ أُذُنٌ} أَرَادوا أَنه مَتَى بَلَغه عنّا أَنا تناولناهُ بسُوء أَنْكَرْنا ذَلِك وحَلَفنا عَلَيْهِ، فَيقْبل ذَلِك لأنّه أُذُن. ويُقال: السُّلْطان أُذُن. {انشَقَّتْ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} (الإنشقاق: 2) ، أَي سَمِعت سَمْع طاعةٍ وقَبُول، وَبِه سُمِّي الإذْنُ إذْناً. ذين: ثَعلب، عَن ابْن الأعرابيّ: ذَامَه وذَانَه وذَابَه، أَي عابَه.

باب الذال والفاء

وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍ وَيَقُول: هُوَ الذَّيْم والذَّام والذَّان والذَّابُ، بمَعْنًى وَاحِد. قَالَ: وَقَالَ قيسُ بن الخطَيم الأنْصاريّ: رَدَدْنَا الكَتِيبةَ مَفْلُولةً بهَا أَفْنُها وَبهَا ذَانُها وَقَالَ كِنَازٌ الجَرْمِيّ: بهَا أَفْنُها وَبهَا ذابُها ذأَن: ثَعلب، عَن ابْن الأعرابيّ: الذُّؤْنُون: أَسمر اللَّون مُدَمْلَكٌ، لَهُ وَرَق لازِق بِهِ، وَهُوَ طويلٌ مثل الطُّرْثُوث، تَمِهٌ لَا طَعْمَ لَهُ، لَيْسَ بحُلْوٍ وَلَا مُرّ، لَا يَأْكُله إِلَّا الْغنم، يَنْبُت فِي سُهول الأرْض. والعربُ تَقول: ذُؤْنُون لَا رِمْثَ لَهُ، وطُرْثُوث لَا أَرْطَاة. يُقال هَذَا للْقَوْم إِذا كَانَت لَهُم نَجْدة وفَضْل فهلكوا وتغيَّرت حالُهم، فيُقال: ذَآنِين لَا رِمْثَ لَهَا، وطَراثيث لَا أَرْطَى، أَي قد اسْتُؤْصِلوا فَلم تَبْقَ لَهُم بَقِيّة. وَفِي حَديث حُذَيفة، قيل لَهُ: كَيفَ تَصْنع إِذا أَتاك من النَّاس مِثْل الوَتدِ أَو مِثْل الذُّؤْنُون يَقُول: اتَّبِعْني وَلَا أَتَّبِعك؟ . الذُّؤْنُون: نَبْتٌ طويلٌ ضَعِيفٌ لَهُ رأْس مُدَوَّر، ربّما تأْكله الْأَعْرَاب. شَبَّهه بالذُّؤْنُون لِصِغَره وحَدَاثة سنه، وَهُوَ يَدْعُو الْمَشَايِخ إِلَى اتِّباعه. (بَاب الذَّال وَالْفَاء) ذ ف (وايء) ذأف، وذف: (مستعملان) . ذاف: قَالَ اللَّيْثُ: الذِّئْفَانُ: السمُّ الَّذِي يَذْأَف ذَأْفاً. والذَّأْفُ: سُرْعةُ الْمَوْت، الْألف هَمزة سَاكِنة. أَبو عُبَيد: الذّيْفان، بِكَسْر الذَّال وَفتحهَا، والذُّؤَاف، كلّه السّمّ. ابْن السِّكِّيت: يُقال: ذَافَ يَذُوف، وَهِي مِشْيَةٌ فِي تقارُبٍ وتَفَحُّجٍ؛ وأَنْشد: وذافُوا كَمَا كانُوا يذوفُون من قَبْل ويُقال: مَوْتٌ ذُؤَافٌ، إِذا كَانَ مُجْهِزاً بسُرْعة. وذف: ثَعلب، عَن ابْن الأَعْرابيّ: الوَذَفَةُ، والوَذَرَةُ: بُظَارَةُ المَرْأَة. ورُوِي أَن الحجّاج قَامَ يَتَوَذَّفُ بمكّة فِي سِبْتَيْن لَهُ بعد قَتْله ابْنَ الزُّبَيْر حَتَّى دَخل على أَسْماء. قَالَ أَبو عُبَيدة: قَالَ أَبو عَمْرو: التَّوَذُّف: التَّبخْتُر. وَكَانَ أَبو عُبَيدة يَقُول: التّوذّف: الْإِسْرَاع؛ وَقَالَ بِشْرُ بنُ أَبي خازم: يُعْطِي النَّجائِبَ بالرِّحالِ كأَنّها بَقَرُ الصَّرائِم والجِيادَ تَوَذّفُ أَراد: يُعْطِي الجِيَادَ.

باب الذال والباء

(بَاب الذَّال وَالْبَاء) ذ ب (وايء) ذبي ذاب ذأَب ذيب بذأ باذ. ذبى: أَمّا (ذَبى) فَمَا عَلِمْتُنِي سَمِعْت فِيهِ شَيْئا من ثِقَةٍ غير هَذِه القَبِيلة الَّتِي يُقال لَهَا: ذُبْيان. قَالَ أَبو عُبَيدة: قَالَ ابْنُ الكَلْبِيّ: كَانَ أَبي يَقُول: ذِبْيَان، بِالْكَسْرِ. قَالَ: وغيرُه يَقُول: ذُبْيان. وَذكر لي بعضُ المَشايخ أَنه يُقال: ذَبَّ الغَدِيرُ، وذَبَى؛ وذَبَتْ شَفَتُه، وذَبَّت، وَلَا أَدري مَا صِحّته. ذوب: قَالَ اللَّيْثُ: الذَّوْبُ: العَسَلُ الَّذِي خلِّص مِن شَمْعه. والذَّوَبَان: مَصْدر: ذَابَ يَذُوب. سَلمة، عَن الفَرّاء: ذابَ عَلَيْهِ المالُ، أَي حَصَل. وذاب الرَّجُلُ، إِذا حَمُق بعد عَقل. وظَهَرت فِيهِ ذَوْبَةٌ، أَي حَمْقَةٌ. وذابَ: إِذا دَامَ على أَكْل الذَّوْب، وَهُوَ العَسَل. وَقَالَ أَبو الهَيْثم فِي قَول بِشْر بنِ أَبي خازم: وكُنتم كذاتِ القِدْرِ لم تَدْرِ إِذْ غَلَتْ أَتُنْزِلُها مَذْمُومةً أَم تُذِيبُها قَالَ: تُذِيبها، أَي تُبْقيها، من قَوْلك: مَا ذاب فِي يَدِي، أَي مَا بَقِي. وَقَالَ غيرُه: تُذِيبها: تُنْهِبُها. وذابَت الشَّمْسُ، إِذا اشْتَدَّ حَرُّها؛ وَقَالَ الراجز: وذابَ للشّمْس لُعَابٌ فَنَزلْ وَقَالَ: إِذا ذابَت الشَّمْس اتَّقَى صَقَرَاتِها بأَفْنان مَرْبُوعِ الصَّريمة مُعْبِلِ أَبو عُبَيد: عَن أَبي زَيد، قَالَ: الزَّبْدُ حِين يُجعل فِي البُرْمة لِيُطْبَخ سَمْناً فَهُوَ الإذْوَابُ والإذْوَابة، فَإِذا خَلص اللَّبن من الثُّفْل فَذَلِك اللَّبن الإثْر. والثفل: الَّذِي يكون أَسْفَلَ اللَّبن هُوَ الخُلُوص. وَإِن اخْتلط اللَّبَنُ قِيل: ارْتَجَن. ويُقال: ذابَت حَدَقَةُ فلانٍ، إِذا سَالَتْ. ويُقال: هاجِرَةٌ ذَوَّابَةٌ: شَدِيدَةُ الحَرِّ؛ وَقَالَ الشّاعر: وظَلْماءَ مِنْ جَرَّى نَوَارٍ سَرَيْتُها وهَاجِرَةٍ ذَوَّابَةٍ لَا أَقِيلُهَا وناقَةٌ ذَؤُوبٌ: سَمِينَةٌ ولَيْست فِي غَايَة السِّمَن. أَبو عَمرو، عَن أَبيه: ذابَ، إِذا سَال؛ وبَاذ، إِذا تَوَاضَع. أَبو عُبَيد، عَن الفَرّاء، قَالَ: الذّئْبَانُ: بَقِيَّةُ الوَبَر.

قَالَ أَبو عَمْرو: الذِّئبَانُ: الشَّعَر على عُنُق البَعِير ومِشْفَره. قَالَ شَمِرٌ: لَا أَعرِف الذِّئْبَانَ إِلَّا فِي بَيْتٍ لكُثَيِّر: عَسُوفٌ بأَجْواز الفَلاَ حِمْيَرِيَّة مَرِيش بذِيبَانِ الشَّليل تَلِيلُها ويُرْوى: السَّبيب. قَالَ أَبُو عُبَيْد: هُوَ وَاحِد. وَقَالَ أَبو وَجْزَة: تَرَبَّع أَنْهِيَ الرَّنْقَاءِ حتّى نَفَى وَنَفَيْنَ ذِئْبَانِ الشِّتَاءِ ذأَب: الذِّئْب، مَهْموز فِي الأَصْل؛ وَالْجمع أَذْؤُب، وذِئَاب، وذُؤْبَان. أَبو عُبَيد، عَن أَبي عَمْرو: أَذْأَب الرَّجُلُ، فَهُوَ مُذْئِبٌ، إِذا فَزِع. وَقَالَ غَيْرُه: ذَأَبْتُ فُلاناً ذَأْباً، وذَأَمْتُه ذَأْماً، إِذا حَقَّرْتَه؛ وَمِنْه قولُ الله عزّ وجلّ: {مَذْءُومًا مَّدْحُورًا} (الْأَعْرَاف: 18) . وأَخْبرني الْمُنْذِريّ، عَن الحَرّانيّ، عَن ابْن السِّكِّيت، قَالَ: ذَأَمْتُه وذَأَبْتُه، إِذا طَرَدْتَه وحَقَّرْتَه. قَالَ: وسَمِعْتُ أَبا العَباس يَقُول: ذَأَمْتُه: عِبْتُه، وَهُوَ أَكثر من (ذَمَمْته) . أَبو عُبَيد، عَن الأصمعِيّ، يُقال: غَرْبٌ ذَأْبٌ، على مِثَال فَعْل، وَلَا أُراه أُخذ إِلَّا من تَذَؤُّب الرِّيح، وَهُوَ اخْتلافها، فشَبَّه اخْتِلاف البَعِير فِي المَنْحَاةِ بهَا. أَبو عُبَيد: المُتذَئِّبة، والمُتَذَائِبة، بِوَزْن مُتَفَعِّلة ومُتَفاعلة، من الرِّياح: الَّتِي تَجِيء من هَا هنَا مَرَّةً وَمن هَا هُنَا مَرَّةً؛ قَالَ ذُو الرُّمّة يَذْكُر ثَوْراً وَحْشِيّاً: فَبَاتَ يُشْئِزُه ثَأْدٌ ويُسْهِرُه تَذَؤبُ الرِّيح والوَسْوَاسُ والهِضَبُ أَبو عُبَيد، عَن أَبي زَيد: تَذَأب، النَّاقةَ، وتَذَاَّب لَهَا، وَهُوَ أَن يَسْتَخْفِيَ لَهَا إِذا عَطَفَها على غير وَلدها، مُتَشَبِّهاً لَهَا بالسَّبُع لتَكون أَرأَمَ عَلَيْهِ مِن ولَده الَّذِي تَعْطف عَلَيْهِ. قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: الذِّئْبَة: فرْجةُ مَا بَين دَفَّتَي الرَّحْل والسَّرْج والغَبِيط، أَيّ ذَلِك كَانَ. وقَتَبٌ مُذَأَّبٌ، وغَبِيطٌ مُذَأَّبٌ، إِذا جُعِل لَهُ فُرْجَةٌ؛ قَالَ امْرُؤ القَيس: لَهُ كَفَلٌ كالدِّعْصِ لَبَّدَهُ النّدَى إِلَى حَارِكٍ مِثل الغَبِيطِ المُذَأَّبِ وَقَالَ غيرُه: من أَدْوَاءِ الْخَيل: الذِّئْبَةُ. وَقد ذُئِبَ الفَرَسُ، فَهُوَ مَذْءُوبٌ، إِذا أَصابه هَذَا الدّاء، ويُنْقَبُ عَنهُ بحَديدة فِي أَصْل أُذُنه فيُسْتَخْرَج مِنْهُ غُدَدٌ صِغارٌ بِيضٌ أَصْغر من لُبِّ الجَاوَرْس. وَقَالَ أَبو زَيْد: ذُؤَابةُ الرَّأْس، هِيَ الَّتِي أَحاطت بالدّوَّارة من الشَّعَر.

وغُلاَمٌ مُذَأَّبٌ: لَهُ ذؤَابةٌ. قَالَ: وذُؤْبانُ العَرب: الَّذِي يَتَصَعْلَكون ويَتلصَّصُون. وَيُقَال: هم ذُؤَابةُ قومِهم، أَي أَشْرَافُهم. وذُؤابةُ النَّعل: المُتعلِّق من القَبال. وذُؤابةُ السّيف: عِلاقةُ قائمه. وذَؤُب الرَّجُلُ يَذْؤُب: إِذا خَبُث، كأَنّه صَار ذِئْباً. واسْتَذْأَب النَّقَدُ: صَار كالذِّئْب، يُضْرب مثلا للذُّلاَّن، إِذا عَلَوا الأَعِزّةَ. وأَرْض مَذْأَبَةٌ: كَثِيرةُ الذِّئاب، كَقَوْلِهِم: أَرْض مَأْسَدَةٌ، من الأَسَد. وَقَالَ اللَّيْثُ: بِرْذَوْنٌ مَذْءُوبٌ: أَخَذَتْه الذِّئْبة. قَالَ: المَذْءُوب: الرَّجُل الَّذِي وَقَع الذِّئْبُ فِي غَنمه. والمَذْءُوب: الفَزِع. وَيُقَال للمَرْأَة الَّتِي تُسَوِّي مَرْكَبها: مَا أَحْسَن مَا ذَأَبْتَه. وَقَالَ الطِّرِمّاح: كُلُّ مَشْكوكٍ عَصافِيرُه ذَأَبَتْه نِسْوَةٌ مِن جُذَامْ ويُقال للَّذي أَفْزَعَتْه الجِنّ: تَذَأَّبَتْه، وتَذَعَّبَتْه. اللَّيْثُ: الذُّؤَابة: الشَّعَر المَضْفُور، من شَعر الرَّأْس. وذُؤَابة كُلِّ شَيْء: أَعْلاه، وَكَذَلِكَ ذُؤابة العِز والشَّرف. وجَمْعها: الذَّوائب. وَالْقِيَاس: الذَّآئِب، مِثل دُعابة ودَعائب، ولكنّه لمّا الْتَقت هَمْزَتان بَينهمَا أَلف ليّنة لَيَّنوا الْهمزَة الأولى فقَلبوها واواً استثقالاً لالتقاء هَمزتين فِي كلمة وَاحِدَة. ابْنُ بُزُرْجَ: ذُئِب الرَّجُل، إِذا أَصَابه الذِّئْبُ. وذَأَبْتُ الشيءَ: جَمَعْتُه. ذيب: والأذْيب: الماءُ الكَثِير. أَبو عُبَيد، عَن الأصْمعي: مَرَّ فلانٌ وَله أَذْيَبُ. قَالَ: وأَحْسِبه يُقال بالزَّاي: أَزْيب، يَعْني النَّشَاط. بذأَ: أَبو عُبَيدة، عَن أَبي عَمْرو: بَذَأَ الأرْضَ: ذَمَّ مَرْعَاهَا. وَهِي أَرْضٌ بَذِيئةٌ، مِثَال فعيلة، لَا مَرْعَى فِيهَا. أَبو زَيْد: بَذَأْتُ الرَّجُلَ أَبْذَؤُه بَذْءاً، إِذا ذَمَمْتَه. وباذأَتُ الرَّجُلَ، إِذا خاصَمْتَه. وَقَالَ شَمِرٌ فِي تَفْسير قَوْله: (إِنَّك مَا عَلِمْت لَبَذِيءٌ مُغْرِقٌ) . قَالَ: البَذِيء: الفاحِش السَّيِّىء القَوْل. ورَجُلٌ بَذِيءٌ، من قَوْم أَبْذِيَاء. وَقد بَذُؤ يَبْذُؤ بَذَاءً. وبعضُهم يَقُول: بَذِىء يَبْذَأ بَذْءاً.

باب الذال والميم

وَقَالَ أَبُو النَّجْم: فاليَوْمُ يَوْمُ تفاضُلٍ وبَذَاء وَقَالَ اللَّيْثُ: بُذِىء الرَّجُل، إِذا ازْدُرِي. وامْرأَة بَذيئة، ورَجُل بَذِيٌ: بَيِّن البَذَاءة؛ وأَنشد: هَذْرَ البَذيئةِ لَيْلَها لم تَهْجَع ويُقال: بَذَأَتْ عَيْني فلَانا تَبْذؤُه بذَاءة، إِذا لم تَقْبَله ورأَت مِنْهُ حَالا كَرِهَتْها. وَقَالَ الشَّعْبِي: إِذا عَظُمت الحَلْقَةُ فإنّما هِيَ بِذَاء ونِجَاء. وَقيل: البِذَاء: المُبَاذاة، وَهِي المُفَاحشة. يُقَال: باذَأْتُه بِذَاءً ومُباذأَة. والنِّجَاء: المُنَاجاة. أَبو زَيد: بَذَأْتُه عَيْني بَذْءاً، إِذا أُطرِيَ لَك وعِندك الشّيء ثمَّ لم تره كَذَلِك، فَإِذا رأَيْتَه كَمَا وُصف لَك، قُلْتَ: مَا تَبْذَؤُه العَيْن. بوذ: سَلمة، عَن الفَرّاء: باذ الرَّجُلُ، إِذا افْتَقَر، وبَذُؤ، إِذا سَاءَ خُلُقه. ثَعلب، عَن ابْن الأعرابيّ: باذ يَبُوذ بَوْذاً، إِذا تَعَدَّى على النَّاس. (بَاب الذَّال وَالْمِيم) ذ م (وايء) ذام، ذأَم، ذمى، وذم، مذي، ومذ، موذ، ميذ. ذيم: أَبو العبّاس، عَن ابْن الأعرابيّ: ذامَه يَذِيمه ذَيْماً، إِذا عابَه. ذأَم: قَالَ أَبو عُبَيد: ذَأَمْت الرّجُلَ: جَزَيْتُه. وَقَالَ ثَعلب: ذَأَمْته: عِبْتُه، وذَأَمْته، أَكثر من ذَممته. الأصْمعِي: ذَأَمْته، ودأَمته، إِذا حَقّرته وخَزَيته. أَبو زَيْد: ذَأَمتُه أَذْأَمه، إِذا حَقّرتَه وذَمَمْته. اللِّحياني: ذَأَمتُه وذَأَيْته، إِذا طَرَدتَه؛ قَالَ الله تَعَالَى: {اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا} (الْأَعْرَاف: 17) قَالَ: مَنْفِيّاً. ومَدْحُوراً: مَطْرُوداً. ذمى: أَبو عُبَيد: الذَّمَاء: بَقِيَّة النّفْس؛ وَقَالَ أَبو ذُؤَيب: فأَبَدَّهُنَّ حُتُوفَهُنّ فهاربٌ بذَمَائه أَو بارِكٌ مُتَجَعْجِعُ قَالَ: ويُقال مِن الذّمَاء: قد ذَمِي يَذْمَى، إِذا تَحَرَّك. والذَّمَاء: الحَركة. وَقَالَ شَمِرٌ: يُقال: الضَّبُّ أَطْوَلُ شَيْءٍ ذَمَاءً. أَبو نَضْر، عَن الأصْمعيّ: ذَمَى العَلِيلُ يَذْمِي ذَمْياً، إِذا أَخذه النَّزْعُ فطال عَلَيْهِ عَلَزُ المَوْت، فيُقال: مَا أَطْوَلَ ذَمَاءَه. قَالَ: وذَمَى الحَبَشِيُّ فِي أَنْف الرَّجُل بصُنَانِه يَذْمِي ذَمْياً، إِذا آذَاه بذلك؛ وأَنشد أَبو زيد:

يَا رِيحَ بَيْنُونَةَ لَا تَذْمِيناَ جِئْتِ بأَرْوَاحِ المُصَفَّرِينَا قَالَ أَبُو زَيد: ذَمَتْه الرِّيحُ تَذْمِيه ذَمْياً، إِذا قَتَلَتْه. وَقَالَ أَبُو مَالك: ذَمَت فِي أَنْفِه الرِّيحُ، إِذا طارت إِلَى رأْسِه، وأَنكر قولَ أَبي زَيْدٍ. قَالَ: ويُقال: ضَرَبه ضَرْبةً فَأَذْماه، إِذا أَوْقذَه وتَركه برَمَقِه. ويُقال: أَذْمَى الرّامِي رَمِيَّته، إِذا لم يُصِب المَقْتَلَ فَيُعَجِّلَ قَتْلَه؛ وَقَالَ أُسامةُ الهُذَليّ: أَنابَ وَقد أَمْسَى على المَاءِ قَبْله أُقَيْدِرُ لَا يُذْمِي الرّمِيَّةَ راصد أَنابَ، يَعني الحِمار أَتى الماءَ. وَقَالَ آخَرُ: وأَفْلَتَ زيدُ الخيلِ مِنّا بِطَعْنةٍ وَقد كَانَ أَذْماه فَتى غيرُ قُعْدُدِ أَبو عُبَيد، عَن الفَرّاء، قَالَ: الذَّميَان، والقَدَيَان: الإسراعُ؛ يُقَال: قَدَى يَقْدِي، وَذَمَى يَذْمِي. وَقَالَ ابْنُ الأنْبَاريّ: الذَّمَى: الرِّيحُ المُنْتِنَة، مَقْصُورٌ يُكْتَبُ بِالْيَاءِ. وَذَمَتْهُ ريحُ الجِيفَةِ، تَذْمِيه ذَمْياً. قَالَ: والذَّمَاءُ: ضَرْبٌ من المشْيِ، أَو السّيْرِ. يُقال: ذَمَى يَذْمِي ذَماءً، مَمْدُود. قَالَ خِدَاش بنُ زُهَير: سيُخْبِرُ أَهلُ وَجَ مَن كَتَمْتُم وتَذْمِي مَن أَلَمّ بهَا القُبُورُ هَذَا مِن ذَمَاء رِيح الجِيفة، إِذا أَخَذَت بِنَفَسه. وَقَالَ البَعِيثُ: إِذا البيضُ سافَتْه ذَمَى فِي أُنُونها صُنَانٌ ورِيحٌ من رُغَاوَة مُخْشِمِ قَوْله: ذَمَى، أَي بَقي فِي أُنُوفها. ومُخْشِم: مُنْتِن. وذم: أَبو عُبَيْد، عَن الأصْمعيّ: يُقال للسُّيُور الَّتِي بَين آذان الدِّلاَء والعَرَاقِيّ: وَذَم. قَالَ: وَقَالَ الكِسَائيّ: وَذَمْتُ الدَّلْوَ، إِذا شَدَدْتَ وَذَمَها. ابْن بُزُرْجَ: دَلْوٌ مَوْذُومَةٌ: ذاتُ وَذَم. وسَمِعْتُ العَرب تَقول للدَّلْو إِذا انْقَطعَ سُيور آذانها: قد وَذِمَت الدَّلْو تَوْذَم؛ فَإِذا شَدُّوها إِلَيْهَا قَالُوا: أَوْذَمْتُها. وَفِي حَديث عليّ عَلَيْهِ السَّلام: لَئِن وَلِيت بني أُمَيَّة لأنْفَضَنَّهم نَفْضَ القَصّاب الوِذَامَ التَّربَة. قَالَ: والوِذَام، واحدتها وَذَمَة، وَهِي الحُزَّة مِن الكَرِشِ أَو الكَبِد. قَالَ: وَمن هَذَا قِيل لسُيور الدِّلاء: وَذَم؛ لأَنها مُقَدَّدة طِوَال. قَالَ: والتَّرِبَة: الَّتِي سَقَطت فِي التُّراب فَتَتَرَّبت، فالقَصّاب يَنْفُضها.

قَالَ: وَقَالَ أَبو عُبَيدة نَحْو ذَلِك، قَالَ: وَاحِدَة الوِذَام: وَذَمة، وَهِي الكَرِش، لِأَنَّهَا مُعَلَّقة. ويُقال: هِيَ غَيْرُ الكَرِش أَيضاً مِن البُطون. وَقَالَ الأصمعيّ: الموَذّمة من النُّوق: الَّتِي يَخرج فِي حَيائها لَحْمٌ مِثْل الثآلِيل فَيُقطع ذَاك مِنْهَا، فَيُقَال: وَذّمْتُها. قُلت: وسَمِعْتُ العَرب تَقول لأشيَاء مِثل الثآليل تَخْرُج فِي حَياء النَّاقة فَلَا تَلْقَح مَعَها إِذا ضَربها الفَحْل: الوَذَم، فَيعْمد رَجُلٌ رفيقٌ ويأَخذ مِبْضَعاً لَطِيفاً ويُدْخِل يَدَه فِي حَيَائها فيَقْطع الوَذَم، فَيُقَال: قد وَذّمها. وَالَّذِي يفعل ذَلِك مُوَذِّم، ثمَّ يَضربها الفَحْل بعد التّوْذيمِ فتَلْقَح. وَقَالَ شَمِرٌ: يُقال للدَّلْو: قد وَذِمَتْ، إِذا انْقَطع وَذَمُها؛ وأَنْشد: أَخَذِمَتْ أَمْ وَذِمَتْ أَم مَالهَا أَم غالَها فِي بِئْرها مَا غالَها قَالَ: وامْرأَةٌ وَذْماء، وفَرَسٌ وذَمْاء، وَهِي العاقِر. وَقَالَ أَبُو زَيْد، وأَبُو عُبَيدة: الوَذَمة: قُرْنة الكَرِش، وَهِي زاويةُ الكَرِش شِبْه الخَريطة. قَالَ: وقُرْنَةُ الرّحِم: المَكان الَّذِي يَنْتهي إِلَيْهِ الماءُ فِي الرَّحِم. قَالَ: ويُقال فِي قَوله: (نَفْض القَصّاب التُّراب) : إنَّ أَصْل التُّراب ذِراع الشَّاة. وأَراد بالقَصّاب السَّبُع. والسّبُع إِذا أَخذ شَاة قَبض على ذَلِك الْمَكَان فَنَفض الشَّاة. قَالَ: والوَذَمَة فِي حَيَاء النَّاقة: زيادةٌ فِي اللَّحم تَنْبُت فِي أَعلى الْحَيَاء عِنْد قَرْء النَّاقة، فَلَا تَلْقح إِذا ضَرَبها الفَحْل. وَيُقَال للمَصِير أَيضاً: وَذَم. قَالَ: وَقَالَ أَبو سعيد: الكُروش كُلُّها تُسَمَّى تَرِبة. لِأَنَّهَا يَحْصُلُ فِيهَا التُّراب مِن المَرْتع. والوَذَمة: الَّتِي أُخمل باطنُها، والكُروش وَذَمةٌ لِأَنَّهَا مُخْمَلة. ويُقال لِخَمْلِها: الوَذَم. فَيَقُول: لَئن ولِيتُهُم لأطهِّرنَّهم من الدَّنَس ولاطَيِّبنَّهم بعد الْخَبَث. ثَعلب، عَن ابْن الأَعْرَابيّ: أَوْذَمْتُ يَمِيناً، أَو أَبْدَعْتُها، أَي أَوْجَبْتُها؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: لَا هُمّ إنْ عامِرَ بنَ جَهْمِ أَوْذَمَ حَجّاً فِي ثِيَابٍ دُسْمِ يَعْنِي أَنه أَحرم بالحجّ وَهُوَ مُدَنَّسٌ بالذُّنُوب. عمرٌ و، عَن أبيهِ: الوَذيمة: الهَدْي؛ وجَمْعُها: وذَائِم. وَقد أَوْذَم الهَدْيَ، إِذا عَلَّق عَلَيْهِ سَيْراً أَو شَيْئا يُعْلِمه بِهِ فَيُعْلَم أنّه هَدْيٌ فَلَا يُعْرَض لَهُ. ورُوِي عَن أَبي هُرَيرة أنّه سُئل عَن صَيْد الكَلْب فَقَالَ: إِذا وَذَّمْتَه أَرْسَلْتَه وذَكَرْت

اسْم الله عَلَيْهِ فكُلْ مَا أَمْسك عَلَيْك. وتَوْذِيم الكَلْب أَن يُشَدّ فِي عُنُقه سَيْرٌ يُعْلَم بِهِ أنّه معلَّم مُؤدَّب. وَقيل: أَرَادَ بتَوْذِيمه أنْ لَا يَطْلب الصَّيْدَ بِغَيْر إرْسَال وَلَا تَسْمِية، وَهُوَ مَأْخُوذ من الوَذَم، وَهِي السُّيُور الَّتِي تُقَدّ طُولاً. أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: وَذَّمْتُ على الخَمسين، وأوْذَمَت عَلَيْهَا، إِذا زِدْتَ عَلَيْهَا. مذي: فِي حَدِيث النَّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (الغَيْرةُ من الْإِيمَان والمِذَاء من النِّفَاق) . قَالَ أَبُو عُبَيْدة: المِذَاء: أَن يُدْخِل الرَّجُلُ الرِّجالَ على أَهله، وَهُوَ مَأخُوذ من المَذْي. يَعْنِي يَجْمع بَين الرِّجَال والنِّساء ثمَّ يخَلِّيهم يُماذِي بعضُهم بَعْضًا مِذَاءً. قَالَ: وَقَالَ بعضُهم: أمْذَيْتُ فرسِي، إِذا أَرْسَلْتَه يَرْعَى، وَيُقَال: مَذَيْتُه. ثَعلب، عَن ابْن الأعرابيّ: أَمْذى الرَّجُل، إِذا قاد على أَهْلِه. وأمْذَى، إِذا أَشْهد. وَهُوَ المَذْي، والمَذَى، مثل العَمَى. يُقَال: مَذَى، وأمذَى، ومذَّى، وَالْأول أَفْصحها؛ وَمِنْه حديثُ عليّ رَضِي الله عَنهُ: كُنت رَجُلاً مَذَّاءً فاستَحَيْتُ أَن أسأَل النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأمرتُ المِقدادَ فَسَأَلَهُ. فَقَالَ: (فيهِ الوُضُوء) . والمَذَّاء، فَعَّال، من مَذَى يَمْذِي، لَا من أَمذَى، وَهُوَ الَّذِي يَكْثُر مَذْيُه. قَالَ أَبُو سَعِيد فِيمَا جَاءَ فِي الحَدِيث: هُوَ المَذَاء بِفَتْح الْمِيم. قَالَ والمَذَاء: الدِّيَاثة. والدَّيُّوث: الَّذِي يُدَيِّث نَفسه على أَهله فَلَا يُبالي مَا يُنال مِنْهُم؛ يُقَال: داث يَدِيث، إِذا فَعل ذَلِك، يُقَال: إِنَّه لدَيُّوث بَيّن المَذَاء. قَالَ: وَلَيْسَ من المَذْي الَّذِي يَخْرُج من الذَّكَر عِنْد الشَّهوة. قلت: كَأَنَّهُ من: مَذَيْت فرسي، وأَمْذَيته، إِذا أَرْسلته يَرْعَى. أَبُو عُبَيد، عَن الْأمَوِي: مَذيت وأمذيتُ، وَهُوَ المَذِيّ، مشدّد، وَغَيره يُخَفِّف. وَقَالَ أَبُو عُبَيدة: المَنيِّ، وَحْدَه مُشدَّد؛ والمَذْي والوَدْي، مُخَفَّفان. وَقَالَ ابْن الأَعْرابيّ: هُوَ الوَذِيّ والوَدِيّ، وَقد وَذى وأَوْذَى ووَذَّى، وَهُوَ المَنَيّ والمَنْي. قَالَ: والمِذَى: المَرَايَا؛ واحدتُها مَذْيَةٌ؛ وتُجْمَع: مَذْياً، ومَذَيات، ومِذًى، ومِذَاء. وَقَالَ أَبُو كَبِير الهُذليّ فِي (المَذِيّة) ، فَجعلها على فَعِيلة: وبَياضُ وَجْهِك لم تَحُلْ أَسْرَارُه مِثْلُ المَذِيّة أَو كشَنْفِ الأنْضَرِ وَقَالَ فِي تَفسيره: المَذِيّة: المِرْآة.

ويُرْوَى: مِثل الوَذِيلة. شَمِرٌ: قَالَ أَبُو عَمْرو: الماذيّة من الدُّرُوع: البَيْضاء؛ وَمِنْه قيل: عَسَلٌ ماذِيّ، إِذا كَانَ ليِّناً، وسُمِّيت الخَمْرُ سُخَاميَّة، لِلِينها أَيْضا. وَيُقَال: شَعَرٌ سُخَامٌ، إِذا كَانَ ليِّناً. وَقَالَ ابْن شُمَيل وَأَبُو خَيْرة: الماذِيّ: الحَدِيدُ كُلُّه: الدِّرْع والمِغْفَر والسِّلاح أَجْمَع، مَا كَانَ مِن حَديد فَهُوَ ماذيّ؛ (دِرْعٌ ماذِيَّة) . وَقَالَ عَنْتَرَة: يَمْشُون والماذِيّ فَوْق رُؤُوسِهم يَتَوَقَّدون تَوَقُّد النَّجْمِ ويُقال: الماذِيّ: خالصُ الحَدِيد وجَيِّده. وَقَالَ اللَّيْثُ: المَذْيُ: أَرَقُّ مَا يَكون من النُّطْفَة. ومذ: ثَعلب، عَن ابْن الأعرابيّ: الوَمْذَة: البَياضُ النَّقِيّ. موذ: وماذ، إِذا كَذَب. والمائذُ: الكَذَّاب. قَالَ: والماذُ: الحَسنُ الخُلُقِ الفَكِه النّفْس الطَّيّب الكَلاَم. قَالَ: والمادُ، بِالدَّال: الذَّاهب والجائي فِي خِفّة. ميذ: وَقَالَ اللَّيْثُ: المِيذُ: جِيلٌ من الهِنْدِ، بِمَنْزِلَة التُّرْكِ يَغْزُون المُسْلِمين فِي البَحْر.

بَاب لفيف حرف الذَّال ذَا، ذأي، وَذَا، ذوى، ذيت، و (ذية) ، وذذ، (أَذَى، ذيا، وذأ، ذأذأ، أذي) . ذَا: قَالَ أَبُو العبّاس أَحْمد بن يَحيى، وَمُحَمّد بن يَزيد: ذَا، يكون بمَعْنى: هَذَا؛ وَمِنْه قَوْله تعالَى: {مَن ذَا الَّذِى يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} (الْبَقَرَة: 255) . وَيكون بمعْنى (الّذي) . قَالَا: ويُقَال: هَذَا ذُو صَلاح، ورَأيتُ هَذَا ذَا صَلَاح، ومَرَرْت بِهَذَا ذِي صَلاح؛ ومَعْناه كلّه: صَاحب صَلاَح. وأَخْبرني المُنْذِريّ عَن أبي الهَيْثَمِ أَنه قَالَ: ذَا، اسْم كُلِّ مُشارٍ إِلَيْهِ مُعَايَنٍ يَراه المُتكلِّم والمُخاطَب. قَالَ: وَالِاسْم مِنها (الذَّال) وَحْدَها، مَفْتوحة. وَقَالُوا: الذَّال وَحدهَا هُوَ الِاسْم المُشار إِلَيْهِ، وَهُوَ اسْم مُبْهم لَا يُعْرف مَا هُوَ حَتَّى يُفَسَّر بِمَا بَعده؛ كَقَوْلِك: ذَا الرَّجُل، ذَا الفَرس، فَهَذَا تفْسير (ذَا) . ونَصْبه ورَفْعه وخَفْضه سَوَاء. قَالَ: وَجعلُوا فَتْحة الذَّال فَرْقاً بَين التَّذكير والتأنيث، كَمَا قَالُوا: ذَا أَخُوك. وَقَالُوا للْأُنْثَى: ذِي أختك، فكسروا الذَّال فِي الْأُنْثَى. وزادُوا مَعَ فَتْحة الذالِ فِي المذكَّر ألفا، وَمَعَ كَسرتها للْأُنْثَى يَاء، كَمَا قَالُوا: أنتَ وأنتِ. وأفادني غيرُه عَن أبي حَاتِم عَن الأصمعيّ أَنه قَالَ: العربُ تَقول: لَا أُكلِّمك فِي ذِي السَّنة، وَفِي هذي السّنة. وَلَا يُقال: فِي ذَا السَّنَة، وَهُوَ خطأ، إِنَّمَا يُقَال: فِي هَذِه السَّنةِ، وَفِي هذي السّنة، وَفِي ذِي السَّنة. وَكَذَلِكَ لَا يُقال: أدْخُل ذَا الدَّار، وَلَا ألبس ذَا الجُبة، إِنَّمَا الصَّوَاب: أَدخل ذِي الدَّار، وأَلبس ذِي الجُبّة. وَلَا يكون (ذَا) إِلَّا لمذكَّر؛ يُقَال: هَذِه الدَّار، وَذي الْمَرْأَة. وَيُقَال: دَخَلْت تِلْكَ الدَّار، وتيك الدَّار؛ وَلَا يُقَال: ذيك الدَّار. وَلَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب (ذيك) ألبتّة. والعامة تُخطىء فِيهِ فَتَقول: كَيفَ ذيك الْمَرْأَة؟ وَالصَّوَاب: كَيفَ تيك الْمَرْأَة؛ وأَنْشد المُبرِّد: أمِن زَيْنبَ ذِي النّارُ قُبَيل الصُّبْح مَا تَخْبُو إِذا مَا خَمَدت يُلقَى عَلَيْهَا المَنْدَلُ الرّطْبُ

قَالَ أَبُو العبّاس: ذِي، مَعْنَاهُ: ذه؛ يُقال: ذَا عبد الله، وَذي أَمَة الله، وذه أَمَة الله، وته أَمَة الله؛ وتا أَمَة الله. قَالَ: وَيُقَال: هذي هِنْد، وهاته هِنْد، وهاتا هِنْد، على زِيَادَة (هَا) التَّنبيه. قَالَ: وَإِذا صَغّرت (ذه) قلت: تيّا، تَصْغير (ته) أَو (تا) ؛ وَلَا تُصَغر (ذه) على لَفظهَا، لِأَنَّك إِذا صَغّرت (ذَا) قلت (ذيّا) وَلَو صغَّرت (ذه) لَقلت (ذيّا) ، فالْتَبس المذكّر، فصغروا مَا يُخَالف فِيهِ المؤنَّثُ المذكَّرَ. قَالَ: والمبهمات يُخالف تصغيرها تصغيرَ سَائِر الأسْماء. تَفْسِير ذَاك، وَذَلِكَ قَالَ أَبُو الهَيْثم فِيمَا أَخْبرني عَنهُ المُنْذريّ: إِذا بَعد المُشار إِلَيْهِ من المُخاطب، وَكَانَ المُخاطب بَعيدا ممّن يُشير إِلَيْهِ، زادوا كافاً، فَقَالُوا: ذَاك أَخُوك. وَهَذِه الْكَاف لَيست فِي مَوضِع خَفْض وَلَا نَصْب، إِنَّمَا أشبهت كَاف قَوْلك (أَخَاك) و (عصاك) فتوهّم السامعون أَن قَول الْقَائِل: ذَاك أَخُوك، كأنّها فِي مَوضع خَفْض لإشْباهها كَاف (أَخَاك) . وَلَيْسَ ذَلِك كَذَلِك، إِنَّمَا تِلْكَ كَاف ضُمّت إِلَى (ذَا) لبُعد (ذَا) من المُخاطب، فلمّا دخل فِيهَا هَذَا اللَّبس زادوا فِيهَا لاماً، فَقَالُوا: ذَلِك أَخُوك؛ وَفِي الْجَمَاعَة: أُولَئِكَ إخْوَتك. فَإِن اللَّام إِذا دخلت ذهبت بمَعْنى الْإِضَافَة. ويُقال: هَذَا أَخُوك، وَهَذَا أَخ لَك، وَهَذَا لَك أَخ، فَإِذا أُدخلت اللَّام فَلَا إِضَافَة. قَالَ أَبُو الهَيْثم: وَقد أعلمتك أَن الرّفْع والنَّصب والخفض فِي قَوْله: (ذَا) سَوَاء، تَقول: مَرَرْت بذا، وَرَأَيْت ذَا، وَقَامَ ذَا، فَلَا يكون فِيهَا عَلامَة رَفْع الْإِعْرَاب وَلَا خَفضه وَلَا نَصبه، لِأَنَّهُ غير متمكِّن، فَلَمَّا ثَنَّوا زادوا فِي التَّثْنية نوناً فأبقوا الْألف، فَقَالُوا، ذان أَخَوَاك، وذانك أَخَوَاك؛ قَالَ الله تَعَالَى: {مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ} (النِّسَاء: 173) . وَمن الْعَرَب من يُشَدِّد هَذِه النُّون فَيَقُول: ذانِّك أَخَوَاك. وهم الّذين يَزيدون اللَّام فِي (ذَاك) فَيَقُولُونَ: ذَلِك، فَجعلُوا هَذِه التشديدة بدل اللَّام. وأَخْبرني المُنْذريّ، عَن أبي العبّاس، قَالَ: قَالَ الأخْفَش فِي قَوْله تَعَالَى: {مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ} (النِّسَاء: 173) قَالَ: وَقَرَأَ بَعضهم (فذانِّك برهانان) ، قَالَ: وهم الَّذين قَالُوا: ذَلِك، أدخلُوا التثقيل للتَّأْكِيد، كَمَا أدخلُوا اللَّام فِي (ذَلِك) . قَالَ أَبُو العبّاس: وَقَالَ الفَرّاء: وشدّدوا هَذِه النّون ليُفْرق بَينهَا وَبَين النُّون الَّتِي تَسْقط للإِضافة، لأنّ (هَذَانِ) و (هَاتَانِ) لَا تُضاف. وَقَالَ الكِسائيّ: هِيَ من لُغَة من قَالَ: هَذَا

أقَال ذَلِك، فزادوا على الْألف ألفا، كَمَا زادوا على النُّون نوناً، ليفصل بَينهَا وَبَين الْأَسْمَاء المتمكِّنة. وَقَالَ الفرّاء: اجْتمع القُرّاء على تَخْفيف النُّون من (ذَانك) ، وَكثير من الْعَرَب يَقُول: فذانك قائمان، وَهَذَانِ قائمان، واللَّذان قَالَا ذَلِك. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: فذانك، تَثْنِيَة (ذَاك) ، وذانَّك، تَثْنِيَة ذَلِك، يكون بدل اللَّام فِي ذَلِك تَشْدِيد النُّون فِي (ذَانك) . وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: الِاسْم من (ذَلِك) : ذَا، و (الْكَاف) زيد للمخاطبة، فَلَا حظّ لَهَا فِي الْإِعْرَاب. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لَو كَانَ لَهَا حظٌّ فِي الْإِعْرَاب لَقلت: ذَلِك نَفْسك زيد، وَهَذَا خطأ. وَلَا يجوز إِلَّا: ذَلِك نَفسه زيد، وَكَذَلِكَ ذَانك، يشْهد أَن الْكَاف لَا مَوضِع لَهَا، وَلَو كَانَ لَهَا مَوضِع لَكَانَ جرّاً بِالْإِضَافَة، وَالنُّون لَا تدخل مَعَ الْإِضَافَة، وَاللَّام زيدت مَعَ ذَلِك للتوكيد، تَقول: ذَلِك الْحق، وهذاك الْحق. ويقبح: هذالك الْحق؛ لِأَن اللَّام قد أكدت مَعَ الْإِشَارَة وكُسرت لالتقاء الساكنين، أَعنِي الْألف من (ذَا) ، وَاللَّام الَّتِي بعْدهَا كَانَ يَنْبَغِي أَن تكون اللَّام سَاكِنة، وَلكنهَا كُسرت لما قُلْنَا. تَفْسِير هَذَا أَخْبرنِي المُنذريّ، عَن أبي الهَيْثم أَنه سَمِعه يقُول: هَا، أَلا، حرفان يُفتتح بهما الْكَلَام لَا مَعنى لَهما إِلَّا افْتِتَاح الْكَلَام بهما، تَقول: هَذَا أَخُوك، فها، تَنْبِيه، وَذَا، اسْم الْمشَار إِلَيْهِ، وأخوك هُوَ الْخَبَر. قَالَ: وَقَالَ بعضُهم: (هَا) ، تَنْبِيه تفتح الْعَرَب الْكَلَام بِهِ، بِلَا مَعنى سوى الِافْتِتَاح، هَا إِن ذَا أَخُوك، وَألا إِن ذَا أَخُوك. قَالَ: وَإِذا ثَنّوا الِاسْم الْمُبْهم قَالُوا: تان أختاك، وَهَاتَانِ أختاك، فَرَجَعُوا إِلَى (تا) . فَلَمَّا جمعُوا قَالُوا: أولاء إخْوَتك، وأولاء أخواتك، وَلم يفرقُوا بَين الْأُنْثَى وَالذكر بعلامة. قَالَ: وأولاء، ممدودة مَقْصُورَة: اسْم لجماعه: ذَا، وذه، ثمَّ زادوا (هَا) مَعَ أولاء، فَقَالُوا: هَؤُلَاءِ إخْوَتك. وَقَالَ الفَرّاء فِي قَوْله تَعَالَى: {هَآأَنتُمْ أُوْلا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ءِ تُحِبُّونَهُمْ} (آل عمرَان: 119) : العَربُ إِذا جَاءَت إِلَى اسْم مَكنيّ قد وُصف بِهَذَا وَهَذَانِ وَهَؤُلَاء، فَرّقوا بَين (هَا) ، وَبَين (ذَا) وَجعلُوا المكنيّ بَينهمَا، وَذَلِكَ فِي جِهَة التَّقْريب لَا فِي غَيرهَا، ويقُولون: أَيْن أَنْت؟ فَيَقُول الْقَائِل: هَا أَنا ذَا. فَلَا يكادون يَقُولُونَ: هَا أَنا، وَكَذَلِكَ التَّنْبيه فِي الْجمع. وَمِنْه قَوْله عزّ وجَلّ: {هَآأَنتُمْ أُوْلا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ءِ تُحِبُّونَهُمْ}

(آل عمرَان: 119) ، وَرُبمَا أعادوها فوصلوها ب: ذَا، وَهَذَا، وَهَؤُلَاء، فَيَقُولُونَ: هَا أَنْت ذَا قَائِما، وَهَا أَنْتُم هَؤُلَاءِ. قَالَ الله تَعَالَى فِي سُورَة النِّساء: {هَاأَنْتُمْ هَاؤُلا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِى الْحَيَواةِ الدُّنْيَا} (108) . قَالَ: فَإِذا كَانَ الْكَلَام على غير التَّقريب، أَو كَانَ مَعَ اسْم ظَاهر، جَعلوها مَوْصولةً ب (ذَا) ، فَيَقُولُونَ: هَا هُوَ، وَهَذَانِ هما، إِذا كَانَ على خبر يَكْتفي كُلُّ وَاحِد مِنْهُمَا بِصَاحِبِهِ بِلَا فِعل، والتَّقْريب لَا بُدّ مِنْهُ من فِعل لنُقْصانه، وأَحَبّوا أَن يُفرّقوا بذلك بَين التَّقريب وَبَين مَعْنى الِاسْم الصَّحيح. وَقَالَ أَبُو زيد: بَنو عُقيل يَقُولُونَ: هَؤُلَاءِ مَمْدُود مُنوَّن مَهْموز قَوْمك، وَذهب أمسٍ بِمَا فِيهِ، بتنوين. وَتَمِيم تَقول: هَؤُلَاءِ قومُك، ساكِن. وَأهل الْحجاز يَقُولُونَ: هَؤُلَاءِ قَوْمك، مَمدود مَهْموز مَخْفوض. قَالَ: وَقَالُوا: كِلْتَاتَيْن، وهاتَين، بمَعْنى وَاحِد. وَأما تَأْنِيث (هَذَا) فإنّ أَبَا الْهَيْثَم قَالَ: يُقال فِي تَأْنِيث (هَذَا) هَذِه، مُنطلقة، فَيصلون يَاء بِالْهَاءِ. وَقَالَ بعضُهم: هذي، مُنطلقة، وتِي، مُنْطلقة، وتا، مُنْطلقة. وَقَالَ كَعب الغَنَوِيّ: وأنْبَأْتُمانِي أنّما الموتُ بالقُرَى فَكيف وهاتَا رَوْضةٌ وكَثِيبٌ يُريد: فَكيف وَهَذِه؟ وَقَالَ ذُو الرُّمَّة فِي (هَذَا) و (هَذِه) : فهذي طَواها بُعْد هَذِي وَهَذِه طَواها لهَذِي وَخْدُها وانْسِلاَلُها قَالَ: وَقَالَ بعضُهم: (هذاتُ) ، مُنطلقة، وَهِي شاذّة مَرْغوب عَنْهَا. قَالَ: وَقَالُوا: تيك، وَتلك، وتالك، مُنطلقة؛ وَقَالَ القُطاميّ: تعَلّم أنّ بعد الغَيّ رُشْداً وأنّ لتالك الغُمرَ انْقِشَاعا فصيّرها (تالك) ، وَهِي مقُولة. وَإِذا ثَنّيت (تا) ، قلت: تانِك فَعَلَتا ذَلِك، وتانِّك فَعَلتا ذَاك، بالتَّشديد. وَقَالُوا فِي تَثنية (الَّذِي) : اللّذانِ واللّذانّ، واللّتانِ واللتانّ. وَأما الْجمع فَيُقَال: أُولَئِكَ فَعلوا ذَلِك، بالمدّ، وأولاك، بالقَصْر، وَالْوَاو سَاكِنة فيهمَا. تَصْغير ذَا، وتا، وجمعهما أَهْل الْكُوفَة يُسمُّون: ذَا، وتا، وَتلك وَذَلِكَ، وَهَذَا، وَهَذِه، وَهَؤُلَاء، والّذي وَالَّذين، وَالَّتِي، واللاتي: حُروفَ المُثُل. وأَهْلُ البَصرة: يُسمّونها حُروفَ الإِشارة،

والأَسْماء المُبْهمة. فَقَالُوا فِي تَصْغير (هَذَا) : ذَيّا، مثل تَصْغِير (ذَا) ، لِأَن (هَا) تَنبيه، و (ذَا) إِشَارَة وصفةٌ ومِثالٌ لاسم مَن تُشير إِلَيْهِ. فَقَالُوا: وتصغير (ذَلِك) : ذيّا، وَإِن شِئْت: ذيّالك. فَمن قَالَ: (ذيّا) زعم أَن اللَّام لَيست بأصلية، لِأَن معنى (ذَلِك) : ذَاك، وَالْكَاف كَاف المُخاطب. وَمن قَالَ: ذيّالك، صَغَّر على اللَّفْظ. وتَصغير (تِلْكَ) : تيّا، وتَيّالك. وتصغير (هَذِه) : تَيّا. وتصغير (أُولَئِكَ) : أُوليّا. وتصغير (هَؤُلَاءِ) : هؤليّا. قَالَ: وتصغير (اللَّاتِي) مثل تَصْغِير (الَّتِي) ، وَهِي: اللّتَيَّا. وتصغير (اللَّاتِي) : اللّوَيّا. وتصغير (الَّذِي) : اللّذَيّا؛ و (الَّذين) : اللّذَيُّون. وَقَالَ أَبُو العبّاس أحمدُ بنُ يحيى: يُقال للْجَمَاعَة الَّتِي واحدتها مؤنّثة: اللَّاتِي، واللائي، وَالْجَمَاعَة الَّتِي وَاحِدهَا مذكّر: اللائي، وَلَا يُقال: (الّلاتي) إِلَّا للَّتِي واحدتها مُؤَنّثَة؛ يُقَال: هُنّ الّلاتي فَعَلْن كَذَا وَكَذَا، والّلائي فعلن كَذَا؛ وهم الرِّجَال الّلائي والّلاءُون فَعَلوا كَذَا وَكَذَا، وأَنشد الفَرّاء: همُ الّلاءُون فَكَّوا الغُلَّ عنِّي بِمَرْو الشّاهِجانِ وهُمْ جَنَاحِي وَقَالَ الله تَعَالَى: {وَاللَاتِى يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ} (النِّسَاء: 15) . وَقَالَ فِي مَوضع آخر: {أَشْهُرٍ وَاللَّاتِي لَمْ} (الطَّلَاق: 4) . وَمِنْه قولُ الشَّاعِر: من الّلائي لم يَحْجُجْنَ يَبْغِين حِسْبَةً ولكنْ ليَقْتُلْنَ البَرِيء الْمُغَفَّلاَ وَقَالَ العجَّاج: بَعْدَ اللّتَيَا واللَّتّيّا والّتي إِذا عَلتْهَا أَنْفُسٌ تَرَدَّتِ يُقال: إِذا لَقِيَ مِنْهُ الجَهد والشِّدة. أَرَادَ: بعد عَقَبة من عِقاب الْمَوْت مُنْكرة، إِذا أَشْرَفت عَلَيْهَا النَّفس تردَّت، أَي هَلكت. وقَبْله: إِلَى أَمَارٍ وأَمَارِ مُدَّتي دافَع عنِّي بنَقير مَوْتتِي بَعد اللتيّا واللَّتّيّا وَالَّتِي إِذا عَلَتْها أَنْفُسٌ تَردَّتِ فارتاح ربِّي وَأَرَادَ رَحْمتي ونِعمةً أتمّها فتمَّتِ وَقَالَ اللَّيْثُ: (الَّذِي) تَعْرِيف (لذْ) و (لِذَى) فَلَمَّا قصُرَت قَوّوا الّلام بلامٍ أُخرى. وَمن العَرب مَن يحذف الْيَاء فَيَقُول: هَذَا اللَّذْ فَعل كَذَا، بتسكين الذَّال؛ وأَنشد:

كاللَّذْ تَزَبَّى زُبْيَةً فاصْطِيدا والاثنين: هَذَانِ اللَّذَان، وللجميع: هَؤُلَاءِ الَّذين. قَالَ: وَمِنْهُم من يقُول: هَذَانِ اللّذا. فَأَما الَّذين أَسكنوا الذَّال وحذفوا الْيَاء الَّتِي بعْدهَا فإنّهم لما أَدخلوا فِي الِاسْم لَام المَعرفة طَرحوا الزّيادة الَّتِي بعد الذَّال وأُسكنت الذَّال، فَلَمَّا ثَنَّوْا حذفوا النُّون فأدخلوا على الِاثْنَيْنِ لحذف النُّون مَا أَدخلوا على الْوَاحِد بِإِسْكَان (الذَّال) ، وَكَذَلِكَ الْجَمِيع. فَإِن قَالَ قائلٌ: أَلا قَالُوا: اللَّذُو، فِي الْجمع بِالْوَاو؟ فقُل: الصَّوَاب فِي الْقيَاس ذَلِك، وَلَكِن الْعَرَب اجْتمعت على (الَّذِي) بِالْيَاءِ، والجر وَالنّصب وَالرَّفْع سَوَاء. وَأنْشد: إنّ الَّذِي حانتْ بفَلْجٍ دِماؤُهم همُ القومُ كلُّ الْقَوْم يَا أمَّ خالدِ وَقَالَ الأخْطل: أَبَنِي كُلَيْبٍ إِن عَمَّيَّ اللّذا قتَلا الملوكَ وفكّكَا الأغْلاَلاَ وَكَذَلِكَ يَقُولُونَ: اللّتا، وَالَّتِي. وَأنْشد: هما اللّتا أَقْصَدني سَهْماهُما وَقَالَ الخليلُ وسِيبَويه، فِيمَا رَوَاهُ أَبُو إِسْحَاق لَهما: إنَّهُمَا قَالَا: (الَّذين) لَا يَظهر فِيهَا الْإِعْرَاب، تَقول فِي النَّصب وَالرَّفْع والجر: أَتَانِي الَّذين فِي الدَّار، وَرَأَيْت الَّذين فِي الدَّار، ومررت بالذين فِي الدَّار، وَكَذَلِكَ: الَّذِي فِي الدَّار. قَالَا: وإنّما مُنِعا الْإِعْرَاب لأنّ الْإِعْرَاب إِنَّمَا يكون فِي أَوَاخِر الْأَسْمَاء، و (الَّذِي) و (الَّذين) مُبهمان لَا يَتِمّان إِلَّا بصِلاتهما، فَلذَلِك مُنِعا الْإِعْرَاب. وأصل (الَّذِي) : (لذ) فَاعْلَم على وزن (عَم) . فَإِن قَالَ قَائِل: فَمَا بالك تَقول: أَتَانِي اللَّذَان فِي الدَّار، وَرَأَيْت الَّذين فِي الدَّار؛ فتُعرب مَا لَا يُعْرب فِي الْوَاحِد فِي تَثْنِيَته، نَحْو: هَذَانِ، وهذين؛ وَأَنت لَا تُعربُ (هَذَا) و (لَا هَؤُلَاءِ) ؟ فَالْجَوَاب فِي ذَلِك أَن جَمِيع مَا لَا يُعْرب فِي الْوَاحِد مُشَبَّه بالحرف الَّذِي جَاءَ لِمَعْنى، فَإِن ثَنَّيْته فقد بَطَل شَبَهُ الحَرْف الَّذِي جَاءَ لِمَعْنى، لأنّ حُرُوف الْمعَانِي لَا تُثَنّى. فَإِن قَالَ قائلٌ: فلِمَ مَنَعتْه الْإِعْرَاب فِي الْجمع؟ . قلتُ: لأنّ الجَمْع لَيْسَ على حدّ التَّثْنية كالواحد، أَلا تَرى أنّك تَقُول فِي جَمْع (هَذَا) : هَؤُلَاءِ يَا فَتى، فَجَعَلته اسْما للْجمع، فَتبْنيه كَمَا بَنَيْتَ الْوَاحِد. ومَن جَمع (الَّذين) على حد التَّثْنية قَالَ: جَاءَنِي الَّذُون فِي الدَّار، ورأيتُ الّذين فِي الدّار. وَهَذَا لَا يَنبغي أَن يَقع؛ لأنّ الجَمع يُسْتَثنى فِيهِ عَن حدّ التَّثْنية، والتَّثْنية

لَيْسَ لَهَا إِلَّا ضَرْبٌ وَاحِد. ثَعلب، عَن ابْن الأعْرابيّ: الأُلَى: فِي معنى (الَّذين) ؛ وأَنشد: فَإِن الأُلَى بالطَّفّ مِن آلِ هاشِمِ قَالَ ابنُ الأنباريّ: قَالَ ابْن قُتَيْبة فِي قَوْله عَزّ وجلّ: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِى اسْتَوْقَدَ نَاراً} (الْبَقَرَة: 17) مَعْناه: كَمثل الّذين اسْتَوْقَدُوا نَارا؛ ف (الَّذِي) قد يَأْتِي مُؤدِّياً عَن الْجَميع فِي بعض الْمَوَاضِع؛ واحْتَجّ بقوله: إنّ الَّذِي حانَتْ بفَلْج دِماؤهم قَالَ أَبُو بَكر: احْتجاجُه على الْآيَة بِهَذَا الْبَيْت غَلَطٌ؛ لِأَن (الَّذِي) فِي القُرآن اسمٌ وَاحِد رُبمَا أَدَّى عَن الجَمع فَلَا واحدَ لَهُ، و (الَّذِي) فِي الْبَيْت جَمْعٌ واحدُه (اللَّذ) وتَثْنيته (اللذا) وَجمعه (الَّذِي) . وَالْعرب تَقول: جَاءَنِي الّذي تكلَّموا. وَوَاحِد (الَّذِي) : اللَّذ؛ وأَنْشد: يَا ربّ عَبْس لَا تُبارِكْ فِي أَحَدْ فِي قائمٍ مِنْهُم وَلَا فِيمَن قَعَدْ إلاّ الَّذِي قامُوا بأَطْراف المَسَدْ أَرَادَ: الّذين. قَالَ أَبُو بكر: و (الّذي) فِي الْقُرْآن وَاحِد لَيْسَ لَهُ وَاحِد: و (الَّذِي) فِي الْبَيْت جَمعٌ لَهُ وَاحِد؛ وَأنْشد الفَراء: فكنتُ والأمْر الّذي قد كِيدَا كاللَّذْ تَزَبَّى زُبْيةً فاصْطِيدَا وَقَالَ الأخْطل: أَبني كُلَيب إنّ عَمَّيّ اللَّذا قَتَلاَ المُلُوكَ وفَكَّكَا الأَغْلاَلاَ قَالَ: و (الَّذِي) يكون مؤدِّياً عَن الْجمع. وَهُوَ وَاحِد لَا وَاحِد لَهُ فِي مثل قَوْل النَّاس: أُوصي بِمَالي للَّذي غَزَا وحَجّ. مَعْنَاهُ: للغازين والحجّاج. وَقَالَ الله تَعَالَى: {ثُمَّ ءاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَحْسَنَ} (الْأَنْعَام: 154) . قَالَ الفَرّاء: مَعْناه: تَمامًا للمُحْسنين، أَي تَمامًا للّذين أَحْسنوا. يَعْني أنّه تمَّمَ كتُبَهم بكتابه. وَيجوز أنْ يكون المَعنى: تَمامًا على مَا أَحْسن، أَي تَمامًا للَّذي أَحْسَنه مِن العِلْم وكُتُب الله الْقَدِيمَة. قَالَ: ومَعْنى قَوْله تعالَى: {كَمَثَلِ الَّذِى اسْتَوْقَدَ نَاراً} (الْبَقَرَة: 17) أَي مَثَلُ هَؤُلَاءِ المُنافقين كَمثل رَجُلٍ كَانَ فِي ظُلْمة لَا يُبْصر من أَجلها مَا عَن يَمينه وشِماله وورائه وبَين يَدَيه، وأَوْقد نَارا فأَبْصر بهَا مَا حَوله من قذًى وأذًى، فَبينا هُوَ كَذَلِك طَفِئت نارُه فرجَع إِلَى ظُلْمته الأُولى، فَكَذَلِك المُنافقون كانُوا فِي ظُلمة الشِّرْك ثمَّ أَسْلموا فعرَفوا الخَيْر والشَّرَّ بِالْإِسْلَامِ، كَمَا عَرف المُستوقد لما طفِئت نارُه ورَجع إِلَى أَمْره الأَوّل.

تَفْسِير ذُو، وَذَات قَالَ: اللَّيْثُ: (ذُو) اسْم نَاقص: وتَفسيره: صَاحب ذَلِك، كَقَوْلِك: فلانٌ ذُو مَال، أَي صَاحب مَال، والتَّثْنية: ذَوَان، وَالْجمع: ذَوُون. قَالَ: وَلَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب شيءٌ يكون إعرابُه على حَرْفين غير سَبع كَلِمَات، وهنّ: ذُو، وفو، وأخو، وَأَبُو، وحمو، وامرؤ، وابنم. فَأَما (فو) فَإنَّك تَقول: رَأَيْت فَا زَيْدٍ، وَهَذَا فُو زَيْدٍ. وَمِنْهُم مَن يَنْصب (الْفَا) فِي كُلّ وَجْه، قَالَ العجّاجَ يَصف الخَمر: خالَط مِن سَلْمَى خَياشِيمَ وفَا وَقَالَ الأصمعيّ: قَالَ بِشْر بن عُمر: قلتُ لذِي الرُّمَّة: أَرَأَيْت قَوْلَه: خالَط مِن سَلْمَى خياشِيمَ وفَا قَالَ: إنّا لنقولها فِي كلامنا: قبح الله ذافَا قَالَ أَبُو مَنْصور: وكلامُ الْعَرَب هُوَ الأوّل، وَذَا نادِرٌ. قَالَ اللَّيْثُ: وَتقول فِي تَأْنِيث (ذُو) : ذَات، تَقول: هِيَ ذَات مالٍ؛ فَإِذا وقفت فَمنهمْ مَن يَدع التَّاء على حَالهَا ظاهرَة فِي الوقُوف، لِكَثْرَة مَا جَرَت على اللِّسان؛ وَمِنْهُم من يَرُدّ الْفَاء إِلَى هَاء التَّأْنِيث، وَهُوَ الْقيَاس. وَتقول: هِيَ ذاتُ مالٍ، وهما ذواتا مالٍ، وَيجوز فِي الشِّعر: ذاتا مالٍ، والتَّمام أحسن؛ قَالَ الله تَعَالَى: {) تُكَذِّبَانِ ذَوَاتَآ أَفْنَانٍ} (الرحمان: 48) . وَتقول فِي الْجمع: الذّوُون. قَالَ اللَّيْثُ: وهم الأدْنَون والأوْلَوْن؛ وَأنْشد للكُمَيت: وَقد عَرَفت مَواليها الذّوِينَا أَي الأخَصِّين، وَإِنَّمَا جَاءَت النُّون لِذهاب الْإِضَافَة. وَتقول فِي جمع (ذُو) : هُم ذَوُو مالٍ، وهُنّ ذَوَات مَال، وَمثله: أُولو مَال، وَهن أُلاَت مالٍ. وَتقول العربُ: لقيتُه ذَا صباحٍ؛ وَلَو قيل: ذاتَ صَباح، مِثْلَ: ذاتَ يومٍ، لَحَسُن، لأنَّ (ذَا) و (ذَات) يُراد بهما وَقت مُضاف إِلَى الْيَوْم والصَّباح. وَأما قولُ الله تَعَالَى: {فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ} (الْأَنْفَال: 1) ، فإنّ أَبَا العبّاس أَحْمد بن يحيى قَالَ: أَرَادَ الْحَالة الَّتِي للبَيْن، وَكَذَلِكَ أتيتُك ذاتَ العِشاء، أَرَادَ السَّاعَة الَّتِي فِيهَا العِشاء. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: مَعْنى {ذَاتَ بِيْنِكُمْ} : حَقِيقَة وَصْلكم، أَي اتّقوا الله وكونُوا مُجْتَمعين على أَمر الله وَرَسُوله. وَكَذَلِكَ معنى: اللَّهُمَّ أصلح ذاتَ البَين، أَي أَصلح الْحَال الَّتِي يَجْتمع بهَا المُسلمون.

أَبُو عُبَيد، عَن الفَرّاء: يُقَال: لَقِيتُه ذاتَ يَوْمٍ، وذاتَ لَيْلة، وَذَات العُوَيْم، وَذَات الزُّمَيْن، ولقيتُه ذَا غَبُوق، بِغَيْر تَاء، وَذَا صَبُوح. ثَعلب، عَن ابْن الأعْرابيّ: تَقول: أتيتُه ذَات الصَّبُوح، وذاتَ الغَبُوق، إِذا أَتَيته غُدْوَةً وعَشِيَّة، وأتيته ذَا صباح وَذَا مَساء. قَالَ: وأتيتُهم ذَات الزُّمَيْن، وَذَات العُوَيم، أَي مذ ثَلَاثَة أزمان وأَعْوام. وَذَات الشَّيْء: حقيقتُه وخاصته. وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقال: قلّت ذاتُ يدِه. قَالَ: و (ذَات) هَا هُنَا: اسمٌ لما مَلَكت يَدَاهُ، كأنّها تَقع على الأَموال. وَكَذَلِكَ: عَرَفه من ذَات نَفْسه: كَأَنَّهُ يَعْني سَرِيرتَه المُضْمَرة. قَالَ: و (ذَات) ناقصةٌ، تمامُها: ذواتٌ، مثل: نَواة، فحذفوا مِنْهَا الْوَاو، فَإِذا ثَنَّوا أَتَمُّوا فَقَالُوا: ذواتان، كَقَوْلِك: نواتان، وَإِذا ثلّثوا رَجَعوا إِلَى (ذَات) فَقَالُوا: ذَوَات، وَلَو جَمعوا على التّمام لقالوا: ذَوَيَات، كَقَوْلِك: نَوَيات، وتصغيرها: ذُوَيّة. وَقَالَ ابْن الأَنباريّ فِي قَوْله عَزّ وجَلّ: {إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} (الْمَائِدَة: 8) مَعْناه: بحَقيقة القُلوب من المُضْمرات، فتَأنيث (ذَات) لهَذَا المَعْنى، كَمَا قَالَ: {وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ} (الْأَنْفَال: 7) فأنَّث على مَعْنى (الطَّائِفَة) كَمَا يُقال: ذاتَ يَوْم، فيُؤنِّثون لأنّ مَقْصدهم: لَقيته مَرَّةً فِي يَوْم. وَقَوله تَعَالَى: {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ} (الْكَهْف: 17) ، أُريد (بِذَات) : الْجِهَة، فَلذَلِك أنّثها؛ أَراد: جِهة ذَات يَمِين الكَهْف وَذَات شِماله. بَاب: ذُو وذوى مضافين إِلَى الْأَفْعَال قَالَ شَمِرٌ: قَالَ الفَرّاء: سمعتُ أعرابيّاً يَقُول: بالفَضْل ذُو فَضَّلكم الله، والكَرامة ذاتُ أكْرمكُم الله بهَا. فيَجْعلون مَكَان (الَّذِي) : ذُو، وَمَكَان (الَّتِي) : ذَات، ويرفعون التَّاء على كُلّ حَال. قَالَ: ويَخْلطون فِي الِاثْنَيْنِ وَالْجمع، وَرُبمَا قَالُوا: هَذَا ذُو يَعْرِفُ، وَفِي التَّثْنِيَة: هَاتَانِ ذوَا يَعْرِف، وهَذان ذَوا تَعْرف؛ وأَنشد الفرّاء: وإنّ الماءَ ماءُ أَبِي وجَدِّي وبِئْرِي ذُو حَفَرْت وَذُو طوَيْتُ قَالَ الفَرّاء: وَمِنْهُم من يُثنِّي ويَجمع ويؤنّث، فَيَقُول: هَذَانِ ذَوا قَالَا ذَلِك، وَهَؤُلَاء ذوُو قَالُوا ذَلِك، وَهَذِه ذَات قَالَت؛ وأَنشد الفَرّاء: جَمَعْتُها من أَيْنُق سَوابِقِ ذواتُ يَنْهَضْنَ بغَيْرِ سائِقِ

وأَخبرني المُنْذريّ، عَن الحَرَّانيّ، عَن ابْن السِّكِّيت: الْعَرَب تقولُ: لَا بِذِي تَسْلَمُ مَا كَانَ كَذَا وَكَذَا، وللاثنين: لَا بِذِي تَسْلمان، وللجماعة: لَا بِذِي تَسْلمون، وللمؤنث لَا بِذِي تَسْلَمين، وللجماعة: لَا بِذِي تَسْلَمْنَ. والتأويل: لَا وَالله يُسَلِّمك مَا كَانَ كَذَا وَكَذَا، لَا وَسَلامتك مَا كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَقَالَ أَبُو العبَّاس المُبَرِّد: ممَّا يُضاف إِلَى الْفِعْل (ذُو) فِي قَوْلك: افْعَل كَذَا بِذِي تَسْلَم؛ وافْعَلاَه بِذِي تَسْلمان. مَعْنَاهُ: بِالَّذِي يُسلِّمك. ورَوَى أَبُو حَاتِم، عَن الْأَصْمَعِي: تَقول العَرب: وَالله مَا أَحْسَنْت بِذِي تَسْلَم. قَالَ: مَعْنَاهُ: وَالله الَّذِي يُسلِّمك من المَرْهوب. قَالَ: وَلَا يَقُول أحد: بِالَّذِي تَسلم. قَالَ: وأمَّا قَوْل الشَّاعِر: فإنّ بَيْت تَمِيم ذُو سَمِعْتَ بِهِ فإنَّ (ذُو) هَا هُنَا بِمَعْنى: الَّذِي، وَلَا تكون فِي الرَّفع والنَّصب والجرّ إِلَّا على لَفْظٍ وَاحِد. وَلَيْسَت بالصِّفة الَّتِي تُعرب، نَحْو قَوْلك: مَرَرْت برَجُل ذِي مَال، وَهُوَ ذُو مَال، وَرَأَيْت رجلا ذَا مَال. قَالَ: وَتقول: رَأَيْت ذُو جَاءَك، وَذُو جاآك، وَذُو جاءُوك، وَذُو جاءتْك، وَذُو جِئْنك، بِلَفْظ وَاحِد للمذكَّر والمؤنّث. قَالَ: وَمَثَلٌ للْعَرَب: أتَى عَلَيْهِ ذُو أَتَى على النَّاس، أَي الَّذِي أَتَى. قلتُ: وَهِي لُغة طيِّىء، و (ذُو) بِمَعْنى: الَّذِي. وَقَالَ اللَّيْثُ: تَقول: مَاذَا صَنَعْتَ؟ فَيَقُول: خيرٌ، وَخيرا، الرّفْع على معنى: الَّذِي صَنَعْتَ خَيْرٌ، وَكَذَلِكَ رَفع قَول الله عزَّ وجلّ: {وَيَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} (الْبَقَرَة: 217) ، أَي الّذي تُنْفِقُون هُوَ العَفو من أَمْوالكم، فإيّاه فأَنْفِقوا؛ والنَّصْب للفِعْل. وَقَالَ أَبو إسْحاق: مَعنى قَوْله: {مَاذَا يُنفِقُونَ} على ضَرْبين: أَحدهمَا أَن يكون (ذَا) فِي معنى (الَّذِي) ، وَيكون (يُنْفقون) من صفته. الْمَعْنى: يسْأَلُون أَي شَيْء يُنْفِقون؟ كَأَنَّهُ بَيَّن وَجْه الَّذِي يُنْفِقون، لأنَّهم يَعلمون مَا المُنْفَق، ولكنَّهم أَرَادوا عِلْم وَجْهه. وَمثل جَعْلهم (ذَا) فِي معنى (الَّذِي) قولُ الشَّاعِر: عَدَسْ مَا لِعَبَّاد عَلَيْكِ إمارةٌ نَجَوْت وَهَذَا تَحْمِلين طَليقُ الْمَعْنى: وَالَّذِي تحملين طَلِيق، فَيكون (مَا) رَفْعاً بِالِابْتِدَاءِ، وَيكون (ذَا) خَبَرهَا. قَالَ: وَجَائِز أَن يكون (مَا) مَعَ (ذَا) بِمَنْزِلَة اسمٍ وَاحِد، وَيكون الْموضع نصبا ب (يُنْفقُونَ) . الْمَعْنى: يَسْأَلُونَك أَي شَيْء

يُنفقون؟ . قَالَ: وَهَذَا إِجْمَاع النَّحويين، وَكَذَلِكَ الأوَّل إجماعٌ أَيْضا. وَمثل: جَعْلهم (مَا) و (ذَا) بِمَنْزِلَة اسْم وَاحِد، قولُ الشَّاعِر: دَعِي مَاذَا عَلِمْتُ سأتّقيه ولكنْ بالمُغَيَّبَ نَبِّئِينِي كأنّه بِمَعْنى: دَعِي الَّذِي عَلِمت. أَبُو زَيد: جَاءَ الْقَوْم من ذِي أَنْفُسهم، وَمن ذَات أَنفُسهم؛ وَجَاءَت المرأةُ من ذِي نَفْسها، وَمن ذَات نَفسهَا، إِذا جاءَا طائعَيْن. وَقَالَ غيرُه: جَاءَ فلانٌ من أيّة نَفسه، بِهَذَا الْمَعْنى. والعربُ تَقول: لَاها الله ذَا، بِغَيْر ألف فِي الْقسم. والعامة تَقول: لَا الله إِذا. وَإِنَّمَا الْمَعْنى: لَا وَالله هَذَا مَا أُقسم بِهِ، فأَدخل اسْم الله بَين (هَا) و (ذَا) . وَتقول الْعَرَب: وضعتِ المرأةُ ذَات بَطنها، إِذا ولدت؛ والذّئْب مَغْبوط بِذِي بَطْنه: أَي بِجَعْوِه؛ وأَلْقى الرّجُلُ ذَا بَطْنه، إِذا أَحْدَث. وَيُقَال: أَتَيْنَا ذَا يَمن، أَي أَتينا اليَمَن. وسَمِعْتُ غيرَ واحدٍ من الْعَرَب يَقُول: كُنّا بِموضع كَذَا وَكَذَا مَعَ ذِي عَمْرٍ و، وَكَانَ ذُو عَمْرٍ وبالصَّمَّان، أَي كنّا مَعَ عَمْرو، ومعنا عَمْرو. و (ذُو) كالصّلة عِنْدهم، وَكَذَلِكَ (ذوى) . قَالَ: وَهُوَ كَثير فِي كَلَام قَيْس ومَن جاوَرَهم. و (ذَا) يُوصل بِهِ الْكَلَام؛ وَقَالَ: تَمَنى شَبِيبٌ مِيتَةً سَفَلَتْ بِهِ وَذَا قَطَرِيَ لَفَّه مِنْهُ وائلُ يُريد: قطريّاً. و (ذَا) صلَة. وَقَالَ الكُميت: إِلَيْكُم ذَوِي آل النبيّ تَطَلَّعت نوازِعُ من قلْبي ظِمَاءٌ وأَلْبُبُ أَرَادَ: بَنَات الْقلب وهُمومه. وَقَالَ آخر: إِذا مَا كُنتُ مِثْلَ ذَوي عُوَيْفٍ ودِينارٍ فَقَامَ عَلَيّ ناعِي وَقَالَ أَبُو زيد: يُقال: مَا كلّمت فلَانا ذاتَ شَفة، وَلَا ذَات فَمٍ، أَي لم أُكلّمه كلمة. وَيُقَال: لَا ذَا جَرَمَ، وَلَا عَن ذَا جَرمَ، أَي لَا أعلم ذَاك هَا هُنَا، كَقَوْلِهِم: لَاها الله ذَا، أَي لَا أَفعل ذَلِك. وَتقول: لَا والّذي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ، فَإِنَّهَا تملأ الفَمَ وتَقطع الدَّم لأفعلنّ ذَلِك. وَتقول: لَا وَعَهد الله وعَقْده لَا أَفعل ذَلِك. تَفْسِير إِذْ وَإِذا وَإِذن قَالَ اللَّيْثُ: تَقول العربُ: (إِذْ) لما

مَضى، و (إِذا) لما يسْتَقْبل الوَقْتين من الزَّمَان. قَالَ: و (إِذا) جَوَاب تَأكيد للشّرط، ينوّن فِي الِاتِّصَال، ويُسكن فِي الْوَقْف. وَقَالَ غَيره: الْعَرَب تَضع (إِذْ) للمُستقبل، و (إِذا) للماضي. قَالَ الله عَزّ وجَلّ: {سَمِيعٌ قَرِيبٌ وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُواْ فَلاَ فَوْتَ وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ} (سبأ: 51) ، مَعْنَاهُ: وَلَو تَرَى إِذْ يَفْزعون يومَ الْقِيَامَة. وَقَالَ الفَرّاء: إِنَّمَا جَازَ ذَلِك لأنّه كالواجب، إِذْ كَانَ لَا يُشك فِي مَجيئه، وَالْوَجْه فِيهِ (إِذا) ، كَمَا قَالَ عَزّ وَجل: {} (الانشقاق: 1) {} (التكوير: 1) . وَتَأْتِي (إِذا) بِمَعْنى: (إِن) الشّرطِيَّة، كَقَوْلِك: أُكْرمك إِذا أَكْرَمَتْني، مَعْنَاهُ: إِن أَكْرمتني. وَأما (إِذا) المَوْصولة بالأَوقات، فَإِن الْعَرَب تصلها فِي الْكِتَابَة بهَا فِي أَوْقَات مَعْدودة، فِي: حِينَئِذٍ، ويَومئذ، ولَيلَتئذ، وغَدَاتئذ، وعَشِيَّتَئذ، وساعَتئذ، وعامَئذ. وَلم يقُولوا: الآنئذِ، لأنّ (الْآن) أقْرب مَا يكون فِي الْحَال، فَلَمَّا لم يتحوّل هَذَا الِاسْم عَن وَقت الْحَال، وَلم يتباعد عَن ساعَتِك الَّتِي أَنْت فِيهَا لم يتمكّن، وَلذَلِك نُصبَ فِي كُلّ وَجه. ولمّا أَرَادوا أَن يُباعدوها ويُحولّوها من حَال إِلَى حَال وَلم تَنْقدْ، كَقَوْلِك: أَن تقولُوا الآنئذ، عَكسوا ليُعْرَف بهَا وقتُ مَا تَبَاعد من الْحَال، فقالُوا: حِينَئِذٍ، وَقَالُوا: الآنَ، لساعتك فِي التَّقْرِيب؛ وَفِي الْبعد: حِينَئِذٍ، ونُزِّل بمنزلتها الساعةُ، وساعتئذ، وَصَارَ فِي حدّهما: الْيَوْم، ويومئذ. والحُروف الَّتِي وَصفناها على ميزَان ذَلِك مَخْصوصةٌ بتوقيت لم يُخَصّ بِهِ سَائِر أزمان الْأَزْمِنَة، نَحْو: لَقيته سنةَ خَرج زَيْدٌ، ورأيته شَهْرَ تَقَدَّم الحَجّاجُ، وَكَقَوْلِه: فِي شَهْر يَصْطَادُ الغُلامُ الدُّخَّلاَ فَمن نَصب (شهرا) فَإِنَّهُ يَجْعَل الْإِضَافَة إِلَى هَذَا الْكَلَام أجمع، كَمَا قَالُوا: زمَنَ الْحجَّاج أَمِيرٌ. قَالَ اللَّيْثُ: فَإِن وَصَلت (إِذا) بِكَلَام يكون صلَة أَخْرجتها مِن حَدّ الْإِضَافَة، وَصَارَت الْإِضَافَة إِلَى قَوْلك: إِذْ تَقول، وَلَا تكون خَبرا كَقَوْلِه: عَشِيّة إِذْ تَقُول يُنَوِّلُونِي كَمَا كَانَت فِي الأَصْل، حَيْثُ جَعَلْتَ (تَقول) صلَة أَخْرجتها مِن حَدّ الْإِضَافَة وَصَارَت الْإِضَافَة (إِذْ تَقول) جُملة. قَالَ الفَرّاء: وَمن العَرب من يَقُول: كَانَ كَذَا وَكَذَا وَهُوَ إِذْ صَبِيٌّ، أَي هُوَ إِذْ ذَاك صَبِيّ. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

نَهَيْتُك عَن طِلاَبك أُمَّ عَمْرٍ وبعافِيةٍ وَأَنت إذٍ صَحِيحُ قَالَ: وَقد جَاءَ: أَوَانئذ، فِي كَلَام هُذَيل؛ وأَنشد: دلَفْتُ لَهَا أَوَانئِذٍ بسَهْمٍ نَحِيضٍ لم تُخَوِّنْه الشُّرُوجُ قَالَ ابْن الأَنْبَاِريّ فِي (إِذْ) و (إِذا) : إِنَّمَا جَازَ للماضي أَن يكون بِمَعْنى المُستقبل إِذا وَقع الْمَاضِي صِلَةً لمُبْهم غير مُؤَقت، فجرَى مَجْرَى قَوْله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ} (الْحَج: 25) مَعْنَاهُ: إنّ الَّذين يكْفُرون ويَصُدّون عَن سَبِيل الله؛ وَكَذَلِكَ قَوْله: {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ} (الْمَائِدَة: 34) مَعْنَاهُ: إلاّ الَّذين يَتُوبون. قَالَ: ويُقال: لَا تَضْرب إِلَّا الَّذِي ضَرَبك إِذا سَلّمت عَلَيْهِ، فتَجيء (إِذا) ، لِأَن (الَّذِي) غير مُؤقَّت، فَلَو وَقّتَه فَقَالَ: اضْرب هَذَا الَّذِي ضَرَبك إِذا سَلّمت عَلَيْهِ، لم يجز فِي هَذَا اللَّفْظ؛ لأنّ تَوْقِيت (الَّذِي) أَبطل أَن يكون الْمَاضِي فِي مَعْنى المُستقبل. وَتقول العربُ: مَا هَلك امْرؤٌ عَرَف قَدْرَه، فَإِذا جاءُوا ب (إِذا) قَالُوا: مَا هلك امرؤٌ إِذا عَرَف قَدْرَه؛ لأنّ الفِعل حَدَثٌ عَن مَنكور يُراد بِهِ الجِنْس؛ كأنّ المتكلمِ يُريد: لَا يَهلك كُلُّ امْرىء إِذا عَرف قَدْرَه، وَمَتى عَرَف قدره؛ وَلَو قَالَ: إِذا عَرَف قدره، لَوَجب تَوْقيت الْخَبَر عَنهُ، وَأَن يُقال: مَا هَلك امْرؤٌ إِذا عَرف قدره؛ وَلذَلِك يُقال: قد كنتُ صَابِرًا إِذا ضربْت، وَقد كنت صَابِرًا إِذْ ضربت، تذْهب ب (إِذا) إِلَى ترديد الْفِعْل، تُريد: قد كنت صَابِرًا كُلّما ضَرَبت. وَالَّذِي يَقُول: إِذْ ضربت، يذهب إِلَى وَقت وَاحِد وَإِلَى ضَرْب مَعْلوم مَعْروف. وَقَالَ غَيره: (إِذْ) إِذا ولي فِعْلاً أَو اسْماً لَيْسَ فِيهِ ألف وَلَام، إِن كَانَ الفِعل مَاضِيا أَو حرفا مُتحرِّكاً فالذال مِنْهَا سَاكِنة، فَإِذا وليت اسْما بِالْألف وَاللَّام جُرّت الذَّال، كَقَوْلِك: إِذْ القومُ كَانُوا نازِلين بكاظِمَة، وَإِذ النَّاس مَن عَزَّ بَزَّ. وَأما (إِذا) فَإِنَّهَا إِذا اتَّصلت باسم مُعَرَّف بِالْألف وَاللَّام، فَإِن ذالها تُفْتح إِذا كَانَ مُسْتَقْبلاً، كَقَوْل الله عَزَّ وجَلّ: {} {كُوِّرَتْ وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ} (التكوير: 1، 2) لِأَن مَعْناها: إِذا. قَالَ ابْن الأَنْباري: {} (الانشقاق: 1) بِفَتْح الذَّال وَمَا أَشْبَهها، أَي تَنْشَق، وَكَذَلِكَ مَا أَشْبَهها، وَإِذا انْكَسَرت الذَّال فَمَعْناها: (إِذْ) الَّتِي للماضي؛ غير أَن (إِذْ) تُوقع مَوْقع (إِذا) و (إِذا) موقع (إِذْ) . قَالَ الله تعالَى: {وَلَوْ تَرَى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - إِذِ الظَّالِمُون

َ فِى غَمَرَاتِ الْمَوْتِ} (الْأَنْعَام: 93) مَعْنَاهُ: إِذا الظَّالِمُونَ، لِأَن هَذَا الْأَمر مُنْتظر لم يَقَع؛ وَقَالَ أَوْسٌ فِي (إِذا) بِمَعْنى (إِذْ) : الحافظُو الناسِ فِي تَحُوطَ إِذا لم يُرسِلُوا تَحْتَ عائذٍ رُبَعا أَي إِذْ لم يُرْسِلوا؛ وَقَالَ على إثره: وَهبَّت الشاملُ البَلِيلُ وإذْ باتَ كَميعُ الفَتاة مُلْتَفِعَا وَقَالَ آخر: ثمَّ جَزاه الله عنّا إِذْ جَزَى جَنَّاتِ عَدْنٍ والعَلالِيّ العُلاَ أَراد: إِذا جزَى. ورَوى الفَرّاء عَن الكِسائيّ أنّه إِذا قَالَ: (إِذا) مُنوَّنة، إِذا خلت بِالْفِعْلِ الَّذِي فِي أَوله أَحد حُرُوف الِاسْتِقْبَال نَصَبَتْه، تَقول مِن ذَلِك: إِذا أُكْرِمَك، فَإِذا حُلْتَ بَينهَا وَبَينه بِحرف رَفَعْت ونَصَبت، فقُلْت: فَإِذا لَا أُكْرِمُك، وَلَا أكْرِمَك؛ فَمن رفع فِيهَا لحائل، وَمن نَصب فعلَى تَقْدير أَن يكون مُقدَّماً، كَأَنَّك قلت: فَلَا إِذا أكْرِمَك، وَقد خَلت بِالْفِعْلِ بِلَا مَانع. قَالَ أَبُو العبّاس أَحمد بن يحيى: وَهَكَذَا يَجُوز أَن يُقرأ: {فَإِذاً لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً} (النِّسَاء: 52) بالرَّفع والنَّصْب. قَالَ: وَإِذا حُلْت بَينهَا وَبَين الْفِعْل باسمٍ فارْفَعه: تَقول: إِذا أَخُوك يُكْرِمُك، فَإِن جَعلت مَكَان الِاسْم قَسَماً نَصَبْتَ، فَقلت: إِذا وَالله تنامَ، فَإِن أَدخلت اللَّام على الفِعل مَعَ القَسم رَفَعْت، فَقلت: إِذا وَالله لتَنْدَمُ. وَقَالَ سِيبويه: والّذي نَذهب إِلَيْهِ ونَحكيه عَنهُ أنَّ (إِذا) نَفْسها الناصبة، وَذَلِكَ لِأَن (إِذا) لما يُسْتقبل لَا غَير فِي حَال النَّصْب، فَجَعلهَا بِمَنْزِلَة (أنْ) فِي الْعَمَل كَمَا جُعلت (لَكِن) نظيرة (أنّ) فِي العَمل فِي الأَسْماء. قَالَ: وكِلاَ القَوْلَيْن حسَنٌ جَميل. وَقَالَ الزّجّاج: الْعَامِل عِندي النَّصْب فِي سَائِر الْأَفْعَال (أنْ) ، إمّا أَن تقع ظَاهِرَة أَو مُضْمَرة. قَالَ أَبُو العبّاس: يُكتب، كَذَى وكذَى، بِالْيَاءِ، مثل. زَكَى وخَسى. وَقَالَ المُبَرّد: كَذَا وَكَذَا، يكْتب بِالْألف؛ لِأَنَّهُ إِذا أُضيف قيل: كَذَاك. فأُخْبر ثعلبٌ بقوله، فَقَالَ: فَتى، يكْتب بِالْيَاءِ، ويضاف فيُقال: فَتَاك. وأَجمع القُرّاء على تَفْخِيم: ذَا، وَهَذِه، وَذَاكَ، وَذَلِكَ، وَكَذَا، وَكَذَلِكَ؛ لم يُمِيلُوا شَيْئاً من ذَلِك. أَذَى: قَالَ اللَّيْثُ: الأذَى: كُلُّ مَا تَأَذَّيْتَ بِهِ. ورَجُلٌ أَذِيٌّ، إِذا كَانَ شَديدَ التأَذِّي، فِعْلٌ لَهُ لازِمٌ. وقولُه: {لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالاَْذَى} (الْبَقَرَة: 264) الأذَى، هُوَ مَا تَسْمعه من

المَكروه. وَمِنْه {الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ} (الْأَحْزَاب: 48) أَي دَع أَذَى المُنافِقِين لَا تُجازِهِم عَلَيْهِ إِلَى أَنْ تُؤْمَر فيهم بأَمْر. وَفِي الحَدِيث: (أَميطوا عَنهُ الأذَى) ، يَعْني الشَّعَر الَّذِي يَكون على رَأس المَولود حِين يُولَد. أَبُو عُبَيدة، عَن الأمويّ: بَعِيرٌ أَذٍ، وناقةٌ أَذِيةٌ، إِذا كَانَا لَا يَقَرّان فِي مَكَان وَاحِد، عَن غَير وجع ولكنْ خِلْقةً. ويُقال: آذَيْتُه إِيذَاء وأَذِيَّة. وَقد تأَذَّيت بِهِ تأَذِّياً. وأَذِيت آذَى أَذَى. ذأى: قَالَ اللَّيْثُ: يُقَال: ذأَى يَذأَى ويَذْءُو، ذَأْياً وذَأْواً، وَهُوَ ضَرْبٌ من عَدْو الْإِبِل. وحمار مِذْأًى، مَقْصور بهَمْزة. أَبُو عُبَيد، عَن الفَرّاء: الذَأْوُ: سَيْرٌ عَنِيف؛ يُقال: ذَأى الإبلَ يَذْآها ويَذْؤُوها، ذَأْياً وذَأْواً. وَقَالَ غيرُه: حِمَارٌ مِذْأًى: طَرَّادٌ لأتُنه؛ وَقَالَ أَوْسُ بنُ حَجَر: فَذَأوْنَه شَرَفاً وكُنَّ لَهُ حتّى تَفَاضَلَ بَينها جَلَبَا وَقد ذَآها يَذْآها، ذَأْياً وذَأْواً، إِذا طَرَدها. ذيا: قَالَ أبُو زَيْدٍ: ذَيَّأتُ اللَّحْمَ، إِذا أَنْضَجْتَه حَتَّى يَسْقُط عَن عَظْمه. وَقد تَذَيّأ اللَّحْمُ تَذَيُّؤاً، إِذا انْفَصل عَن العَظْمِ بِفَسَادٍ أَو طَبْخٍ. أَبُو عُبَيد، عَن الأصمَعيّ: إِذا فَسَدَت القُرْحَةُ وتَقَطَّعت، قيل: قد تَذَيأَت تَذَيُّؤاً، وتَهَذأَت تَهَذُّؤاً؛ وَأنْشد شَمِرٌ: تَذَيَّأ مِنْهَا الرَأْسُ حتّى كأنّه مِن الحَرِّ فِي نَارٍ يَبِضُّ مَلِيلُها وذأ: فِي حَديث عُثْمان، رَحمه الله: أنّه بَيْنَمَا هُوَ يَخْطُب ذاتَ يَوْمٍ فَقَامَ رَجُلٌ فنالَ مِنْهُ، فَوَذَأه ابْنُ سَلاَم فاتَّذَأ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: لَا يَمْنَعنك مكانُ ابْن سَلاَم أنْ تَسُبّه فإنّه مِن شِيعَته. قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ الأمَوِيّ: يُقال: وَذَأْتُ الرَّجلَ، إِذا زَجَرْتَه، فاتَّذَأ، أَي انْزَجر. وَقَالَ أَبُو زَيد: وَذَأت الرُّجل أذؤُه وَذْءاً، إِذا أَنْت حَقَرْته. وَقَالَ أَبُو مَالك: مَا بِهِ وَذْأةٌ وَلَا ظَبْظَابٌ، أَي لَا عِلّة بِهِ، بالهَمْز. وَذَا: رَوى أَبُو عُبَيد، عَن الأصمَعيّ: مَا بِهِ وَذْيَة. ورَوى أَبُو العبّاس، عَن ابْن الأعرابيّ: مَا بِهِ وَذْيَة، وَهُوَ مثل حَزّة. وَقيل: مَا بِهِ وَذْيَةٌ، أَي مَا بِهِ عِلّةٌ. وَقَالَ: الوُذِيُّ: هِيَ الْخُدُوش. ابْن السِّكّيت: قَالَت العامِرِيّة: مَا بِهِ وَذْيَةٌ، أَي لَيْسَ بِهِ جِرَاح.

وَقَالَ الكِلابيّ: يُقال للرّجُل إِذا برأَ مِن مَرضه: مَا بِهِ وَذْيَةٌ، وَمَا بِهِ عِلّة. وَفِي الحَدِيث: أوحى الله إِلَى مُوسَى: أمِن أجل دُنيا دَنيّة وشهوة وَذِيّة؟ . قَوْله: وَذِيّة، أَي حَقِيرة. ذوى: يُقَال: ذَوَى العُودُ يَذْوِي ذَيّاً، وَهُوَ ألاّ يُصِيبَه رِيُّه، أَو يَضْرِبه الحَرّ، فَيَذْبُلَ ويَضْعُف. وَقَالَ اللَّيْثُ: لُغة أهل بيشة: ذَأى العُودُ. وَقَالَ أبُو عُبَيْدة: قَالَ بَعْضُ العَرب: ذَوِي العُودُ يَذْوى، وَهِي لُغة رَدِيئَة. وَقَالَ ابْن السِّكيت والفَرّاء: ذَوَى العودُ يَذْوِي. ورَوى ثعلبٌ، عَن ابْن الأعرابيّ: الذَّوَى: قُشُور العِنَب. والذِّوَى: النِّعَاج الضِّعَافُ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الذَّوَاة: قِشْرة الحِنْطة والعِنَبة والبِطِّيخة. ذيا: قَالَ الكلابيّ: يَقول الرَّجُلُ لصَاحبه: هَذَا يومُ قُرَ. فيقُول الآخَرُ: وَالله مَا أَصْبَحَتْ بِها ذِيَّةٌ، أَي لَا قُرَّ بهَا. ذيت و (ذية) : أَبُو حَاتِم، عَن الأصمَعيّ: اللُّغة الكثِيرةُ: كَانَ من الْأَمر كَيْتَ وكَيْتَ، بِغَيْر تَنْوين، وذَيْتَ وذَيْتَ، كَذَلِك بالتَّخْفيف. وَقد ثَقَّل قومٌ فَقَالُوا: ذَيَّتَ وذَيَّتَ، فَإِذا وقفُوا قَالُوا: ذَيَّه، بِالْهَاءِ. وروى ابْن نَجْدة، عَن أبي زيد، قَالَ: العربُ تَقول: قَالَ فلَان: ذَيْتَ وذَيْتَ، وعَمل كَيْتَ وكَيْتَ، لَا يُقال غَيره. وَقَالَ أَبُو عُبيدة: يُقَال كَانَ من الْأَمر كيتَ وكيتَ، وكيتِ وكيتِ، وذيتَ وذيتَ، وذيتِ وذيتِ. وروى ابْن شُمَيل، عَن يُونس: ذيَّةُ وكيّةُ: مُشدَّدة مَرْفوعة. ذأذأ: عمرٌ و، عَن أَبِيه: الذَأْذَاءُ: زَجْر الحَليم السَّفِيهَ. يُقال: ذَأْذَأْتُه ذَأْذأَةً: زَجَرْتُه. وذذ: عَمرو، عَن أَبِيه، قَالَ: وَذْوَذُ المَرْأة: بُظارَتُها إِذا طالَتْ؛ وَقَالَ الشاعرُ: من الّلائِي اسْتَفاد بَنُو قُصَيَ فجَاء بهَا وَوَذْوَذُها يَنُوس أذي: قَالَ ابْن شُمَيْل: آذِيُّ الماءِ: الأَطْبَاقُ الَّتِي ترَاهَا تَرْفعها من مَتْنِه الرِّيحُ دُون المَوْج. وَقَالَ غيرُه: الآذِيّ: المَوْجُ؛ وَقَالَ المغُيرة بن حَبْناء: إِذا رَمى آذيُّه بالطِّمِّ تَرى الرِّجَالَ حوله كالصُّمِّ مِن مُطْرِقٍ ومُنِصْتٍ مُرِمِّ

بَاب الرباعي من الذَّال برذن: قَالَ اللَّيْثُ: البِرْذَوْنُ، مَعْرُوف؛ وسَيْرَتُه: البَرْذَنَة. والأُنثى: بِرْذَوْنَة. وَإِذا مَشى الفَرَسُ مَشْيَ البِرْذَوْن قيل: بَرْذَن الفَرَسُ. وحُكي عَن المُؤَرِّج أنّه قَالَ: سألتُ فلَانا عَن كَذَا وَكَذَا فَبرْذَن لي، أَي أَعْيا وَلم يُجِب. وَجمع (البِرْذَوْن) : بَرَاذِين. والبَراذِين مِن الخَيْل: مَا كَانَ مِن غير نِتَاج العِرَاب. والأُنْثى: بِرْذَوْنة. ذرمل: أَبُو العبَّاس، عَن ابْن الأَعْرابيّ: ذَرْمَلَ الرَّجُلُ، إِذا أَخْرَج خُبْزَته مُرَمَّدةً ليُعَجِّلها على الضَّيْف. وَقَالَ ابْن السِّكيِّت: ذَرْمَل ذَرْمَلةً، إِذا سَلَح؛ وأَنْشد: لَعْواً مَتى رأَيْتَه تَقَهَّلا وَإِن حَطَأْت كَتِفَيه ذَرْمَلاَ تمّ كتاب الذَّال والمنّة لله وَحده

باب الثاء والراء

كتاب الثَّاء من (تَهْذِيب اللُّغَة) أَبْوَاب المضاعف مِنْهُ (بَاب الثَّاء وَالرَّاء) ث ر ثر رث: مستعملان. ثر: قَالَ اللَّيْثُ: يُقال لِلْعَيْن الغَزيرة المَاء: عَيْنٌ ثَرَّةٌ. وَقد ثَرَّت تَثُرّ ثَرَارَة. وطَعْنَةٌ ثَرَّةٌ، أَي واسِعة. وَكَذَلِكَ عَيْنُ السَّحَاب. وكُلُّ نعت فِي حَدّ المُدْغَم إِذا كَانَ على تَقْدير (فَعَل) فأَكْثره على تَقْدِير (يَفْعِل) ، نَحْو: طَبّ يطِبّ، وثَرّ يثِرّ. وَقد يَختلف فِي نَحْو: خبَّ يَخُبّ، فَهُوَ خَبٌّ. قَالَ: وكلّ شَيْء فِي بَاب التَّضْعِيف فِعْله من (يفعل) مَفْتوح: فَهُوَ فِي (فَعِيل) مكسور فِي كُلّ شَيْء، نَحْو، شَحّ يَشِحّ، وضَنَّ يَضِنّ، فَهُوَ شَحِيح وضَنين. وَمن الْعَرَب من يَقُول: شَحّ يَشُحّ، وضَنّ يضُنّ. وَمَا كَانَ من أفعل وفَعْلاء من ذَوَات التَّضْعِيف، فإنّ (فَعِلْت) مِنْهُ مكسورالعين و (يفعل) مَفْتُوح، نَحْو: أصمّ وصمّاء. وَأَشَمَّ وشمّاء؛ تَقول: صَمِمْت يَا رجل تَصمّ. وجَمِمْت يَا كبْشُ تَجَمٌ. وَمَا كَانَ على (فَعَلْت) من ذَوَات التَّضْعيف غير وَاقع، فإنّ (يفْعِل) مِنْهُ مكسور الْعين، نَحْو: عَفَّ يَعِفّ، وخَفَّ يَخِفّ. وَمَا كَانَ مِنْهُ وَاقعا نَحْو: رَدَّ يرُدّ، ومَدَّ يَمُدّ، فإنّ (يَفْعُل) مِنْهُ مضموم، إِلَّا أَحْرُفاً جَاءَت نادرة، وَهِي: شدَّه يَشُدّه. ويَشِدّه، وعَلّه يَعُلّه ويعِلُّه، ونَمّ الحَدِيث يَنُمَّه ويَنِمَّه، وهَرَّ الشيءَ إِذا كرهه يَهُره ويَهِرّه. قَالَ: هَذَا كُله قولُ الفَرَّاءِ وغيرِه من النَّحْويين. وَقَالَ اللَّيْثُ: تَقول نَاقَة ثَرَّةٌ وثَرُور، إِذا كَانَت كَثِيرَة اللّبن إِذا حُلِبت. والثَّرْثَرة فِي الْكَلَام: الكَثْرة؛ وَفِي الْأكل: الْإِكْثَار فِي تَخْليط، تَقول: رَجُلٌ ثَرْثَارٌ، وامرأةٌ ثَرْثارة، وقومٌ ثَرْثَارُون. ورُوي عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إنْ أَبْغضكم إليّ الثّرْثارون المُتَفَيْهِقون) . وبناحية الجزيرة عينٌ غَزِيرة المَاء يُقَال

باب الثاء واللام

لَهَا: الثّرْثارُ. وسحابة ثَرّة: كثيرةُ المَاء. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: ثَرّ يَثِرُّ. إِذا اتّسَعَ؛ وثَرّ يَثُرّ، إِذا بَلّ سَويقاً أَو غَيْرَه. وَفِي حَدِيث خُزَيمة: ونَقصت لَهَا الثّرَّةُ، هِيَ الكَثْرة. يُقَال: مالٌ ثَرٌّ، إِذا كَانَ كثيرا. قَالَ ابْن السِّكّيت: الثّرُورُ: الواسِعة، الإحْلِيل، وَهِي الفَتُوح، وَقد فَتَحت وأَفْتَحَت. فإِذا كَانَت ضَيِّقة الإحْليل فَهي حَصُور، وَقد حَصَرت وأَحْصَرت. فَإِذا كَانَ أحد خِلْفيها أَعظم فَهِيَ حَضُون، وَإِذا ذَهَب أحَدُ خِلْفَيْها فَهِيَ شَطُور. رث: قَالَ اللَّيْثُ: الرَّثُّ: الخَلَقُ الْبَالِي. يُقَال: حَبْلٌ رَثُّ، وثَوْبٌ رثٌّ. ورَجُلٌ رَثُّ الهَيْئة فِي لُبْسه. والفِعْل: رَثَّ يَرِثّ، وَيَرُثّ، رَثَاثةً ورُثُوثَةً. أَبُو عُبيد: الرِّثّة والرَّثّ، جَمِيعًا: رَدِيء المَتَاع. وَقد ارْتثَثْنا رِثّة الْقَوْم، إِذا جَمَعْناها. وَقَالَ غَيره: تُجْمَع (الرِّثّة) : رِثَاث. ويُقال للرّجل إِذا ضرب فِي الْحَرْب فأُثْخن وحُمِل وَبِه رَمَقٌ ثمَّ مَاتَ: قد ارْتُثّ فلانٌ، وَمِنْه قولُ الخنساء حِين خَطَبها دُرَيْدُ بنُ الصّمّة على كِبَر سِنّه: أَتَرَوْنني تاركةً بَني عَمِّي كَأَنَّهُمْ عَوالي الرِّماح ومُرتَثّة شَيْخَ بني جُشَم. أَرَادَت أَنه أسَنّ وقَرُب من الْمَوْت وضَعُف، فَهُوَ بِمَنْزِلَة مَن حُمِل من المَعركة وَقد أَثْبتته الجراحُ لِضَعْفه. والرِّثّة: خُشارة النَّاس وضُعَفاؤهم، شُبِّهوا بالمَتاع الرَّدِيء. قَالَ ذَلِك أَبُو زَيد. وَمِنْه حَدِيث النّعمان بن مُقَرِّن يَوْم نَهَاوَنْد: إِن هَؤُلَاءِ قد أَخْطَرُوا لكم رِثّةً وأَخْطَرتُم لَهُم الإسْلاَم. وَفِي الحَدِيث: (فَجَمَعْتُ الرِّثاث إِلَى السَّائِب) ، يَعْنِي: القماش ورَدِيء المَتاع. حدّثنا أَبُو يزِيد، قَالَ: حدّثنا عبد الْجَبَّار. عَن سُفيان، قَالَ: سمِعتُ أَبَا إِسْحَاق الشَّيْبانيّ يُخبر عَن عَرْفجة، عَن أَبِيه، قَالَ: عَرَّف عليٌّ رِثّة أَهْل النَّهْر، قَالَ: فَكَانَ آخِر مَا بَقي قِدْرٌ. قَالَ: فَلَقَد رأيتُها فِي الرَّحبة وَمَا يَغْتَرِفُها أحَدٌ. قَالَ: والرِّثة: المَتاع وخُلْقان الثِّياب. (بَاب الثَّاء وَاللَّام) ث ل لث، ثلث: (مستعملان) . لث: أَبُو العبّاس، عَن ابْن الأعْرابيّ: اللَّثّ: الإقامَةُ. أَبُو عُبيد، عَن أبي زَيد: أَلْثَثْت بِالْمَكَانِ إلْثَاثاً، وأَرْبَبْتُ إرْبَاباً، إِذا أَقَمْتَ بِهِ وَلم

تَبْرَحْه. قَالَ: وَقَالَ الأصْمعيّ: أَلَثّ المَطَرُ إلْثَاثاً، إِذا ذام أيَّاماً لَا يُقْلع. وَقَالَ أَبُو عُبيد: تَلَثْلَثْتُ: تَرَدَّدْتُ فِي الأمْر وتَمَرَّغت. وَقَالَ الكُمَيْت: لطالَما لثْلَثَتْ رَحْلي مطِيَّتُه فِي دِمْنةٍ وسَرَتْ صَفْواً بأَكْدَاِر قَالَ: لَثْلَثْت: مَرّغت؛ وَقَالَ: تَلَثْلَثْتُ فِيهَا أَحْسَب الجَوْرَ أَقْصَدَا وَقَالَ اللَّيْثُ: لَثْلَث السَّحابُ إِذا تَردَّد فِي مكانٍ، كُلّما ظَنَنْت أنّه ذَهب جَاءَ. والرَّجُل اللَّثْلاَثَةُ: البَطِيء فِي كُلّ أَمْر، كُلَّما ظَنَنْت أَنه قد أَجَابك إِلَى الْقيام فِي حاجَتك تقاعَس؛ وَأنْشد لرُؤبة: لَا خَيْر فِي وُدِّ امْرِىء مُلَثْلِثِ ثلث: قَالَ اللَّيْثُ: والثَّلاثةُ، من العَدَد. تَقول: ثلَثْتُ القَوْمَ أَثْلِثهُم ثَلْثاً، إِذا أَخَذت ثُلث أَمْوَالهم؛ وَأنْشد ابْن الأعْرابيّ: فإنْ تَثْلِثُوا فنَرْبَعْ وَإِن يَكُ خامِسٌ يَكُنْ سادسٌ حَتَّى يُبِيرَكُمُ القَتْلُ أَرَادَ بقوله: تَثْلِثُوا، أَي تَقْتُلوا ثَالِثا. وَيُقَال: فلانٌ ثالثُ ثَلَاثَة، مُضَاف؛ قَالَ الله تعالَى: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} (الْمَائِدَة: 76) . قَالَ الفَرَّاء: لَا يكُون إِلَّا مُضافاً، وَلَا يجوز التَّنْوين فِي (ثَالِث) فتنصب (الثَّلَاثَة) وَكَذَلِكَ قَوْله: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ} (التَّوْبَة: 41) لَا يكون إلاّ مُضَافا، لِأَنَّهُ فِي مَذْهب الِاسْم، كَأَنَّك قلت: وَاحِد من اثْنين، وَوَاحِد من ثَلَاثَة، أَلا ترى أَنه لَا يكون ثَانِيًا لنَفسِهِ وَلَا ثَالِثا لنَفسِهِ، وَلَو قلت: أَنْت ثالثُ اثْنين، جَازَ أَن يُقَال: ثالثُ اثْنين، بِالْإِضَافَة والتنوين ونَصْب الِاثْنَيْنِ، وَكَذَلِكَ لَو قلت: أَنْت رابعُ ثَلَاثَة، ورابعٌ ثَلَاثَة. جَازَ ذَلِك، لِأَنَّهُ فِعْل وَاقع. وأَخبرني المُنْذري، عَن أبي العبّاس، عَن سَلَمة، عَن الفَرّاء، قَالَ: قَالُوا: كَانُوا اثْنَين فَثَلثتُهما، وَهَذَا مِمَّا كَانَ النّحويُّون يَختارونه. وَكَانُوا أحد عشر فَثَنَيْتُهم، وَمَعِي عشرَة فأَحِّدْهن لِيَهْ، واثْنيهنّ، واثْلِثْهُن، هَذَا فِيمَا بَين اثْني عشر إِلَى الْعشْرين. وَقَالَ الزّجاج فِي قَول الله عزّ وجلّ: {فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ النِّسَآءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} (النِّسَاء: 3) مَعْنَاهُ: اثْنتين اثْنَتَيْنِ، وثَلاثاً ثَلَاثًا، إِلَّا أَنه لم ينْصَرف لجهتين، وَذَلِكَ أَنه اجْتمع عِلّتان: إِحْدَاهمَا أَنه مَعْدول عَن اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ، وثَلاث ثَلاث، وَالثَّانيَِة أَنه عُدل عَن تَأنيث. الحرّاني، عَن ابْن السِّكيت: هُوَ ثالثُ ثَلَاثَة، وَهِي ثالثةُ ثَلاث، فَإِذا كَانَ فِيهِ مُذَكّر، قلت: هِيَ ثَالِث ثَلَاثَة؛ فيَغْلب

المذكَّرُ المؤنَّث. وَتقول: هُوَ ثالثُ ثلاثةَ عشرَ، تَعني هُوَ أحدهم. وَفِي المؤنّث: هُوَ ثالثُ ثلاثَ عشرةَ، لَا غَير الرَّفع فِي الأول. وَتقول: هُوَ ثالثُ عَشَرَ، وثالثَ عشَرَ، بالرَّفْع والنَّصْب إِلَى تِسْعة عشَر. فَمن رَفَع قَالَ: أَرَدْتُ: ثالثٌ ثلاثةَ عَشر، فحذفتَ (الثَّلَاثَة) وتركتَ (ثَالِثا) على إعرابه. وَمن نَصب قَالَ: أردْت: ثالثٌ ثلاثةَ عَشر، فَلَمَّا أَسْقطت مِنْهَا الثَّلَاثَة أَلْزمت إعرابها الأول ليعلم أَن هَا هُنَا شَيْئا محذوفاً. وروى شَمِر، عَن البَكْراويّ، عَن أبي عَوانة، عَن عَاصِم، عَن زِيَاد بن قيس، عَن كَعب أَنه قَالَ لِعُمر: أَنْبِئْني مَا المُثْلِث؟ فَقَالَ عمر: وَمَا المُثْلِث لَا أَبَا لَك؟ فَقَالَ: هُوَ الرَّجل يَمْحَل بأَخِيه إِلَى إِمَامه فَيبْدَأ بِنَفسِهِ فيُعنتها ثمَّ بأَخيه ثمَّ بإمامه، فَذَلِك المُثْلث، وَهُوَ شَرُّ النَّاس. قَالَ شَمِرٌ: هَكَذَا رَواه البَكْراوِيّ، عَن أبي عوَانَة، بالتَّخفيف (مُثْلِث) وَإِعْرَابه بالتَّشديد (مُثَلِّث) من تَثْليث الشَّيْء. ومَزَادَةٌ مَثْلُوثَةٌ، من ثَلَاثَة آدِمَة. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: إِذا مَلَأت الناقةُ ثَلَاثَة آنِية، فَهِيَ ثَلُوث. ويُقال للناقة الَّتِي صُرّ خِلْف من أخَلافها وتُحْتلب من ثَلَاثَة أَخْلاف: ثَلُوث أَيْضا؛ وأَنْشد الهُذليّ: ألاَ قُولاَ لِعَبْد الجَهْل إنّ الصْ صَحيحةَ لَا تحالِبُها الثَّلُوثُ وناقةٌ مُثَلَّثَةٌ: لَهَا ثَلَاثَة أَخلاف؛ وأَنشد: فتَقْنَع بالقَليل تَراه غُنماً وَتكْفِيك المُثَلَّثَةُ الرَّغُوبُ الفَرّاء: كِسَاءٌ مَثْلُوثٌ: مَنْسوجٌ من صُوف ووَبَر وشَعَر؛ وأَنشد: مَدْرَعةٌ كِساؤُها مَثْلُوث أَبُو عُبَيد، عَن أبي زَيد، قَالَ: الناقةُ إِذا يَبس ثلاثةُ أَخْلاَفٍ مِنْهَا، فَهِيَ ثَلُوث. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: الثّليث، بِمَعْنى الثّلُث، وَلم يَعْرفه أَبُو زيد؛ وَأنْشد شَمِرٌ: تُوفي الثّليث إِذا مَا كَانَ فِي رَجَبٍ والحقُّ فِي خاثر مِنْهَا وإيقاعِ وَيُقَال: مَثْلَثَ مَثْلَثَ، ومَوْحدَ مَوْحدَ، ومَثْنَى مَثْنَى، مثل ثُلاَثَ ثُلاَثَ. وَقَالَ اللَّيْثُ: المُثَلَّث: مَا كَانَ من الْأَشْيَاء على ثَلَاثَة أَثناء. والمَثْلُوث من الحبال: مَا فُتل على ثَلَاث قُوًى، وَكَذَلِكَ مَا يُنْسج أَو يُضْفَر. قَالَ: والثُّلاثاء، لمّا جُعل اسْما جُعلت الْهَاء الَّتِي كَانَت فِي العَددَ مَدَّة، فرقا بَين الْحَالين، وَكَذَلِكَ الأرْبعاء من الأرْبعة، فَهَذِهِ الْأَسْمَاء جُعلت بالمدّ توكيداً للاسم،

كَمَا قَالُوا: حَسَنَة وحَسْناء، وقصَبَة وقَصْباء، حَيْثُ ألزموا النَّعْت إِلْزَام الِاسْم، وَكَذَلِكَ الشَّجْراء والطَّرفاء، وَالْوَاحد من كل ذَلِك بِوَزْن (فَعْلَة) . وَالثُّلَاثَاء: اسْم مؤنث مَمْدُود، وعلامة التَّأْنِيث المدّة المجهولة. والتَّثْنية: الثُّلاَثَاوان. وَالْجمع: الثُّلاثَاواث، والأَثالث، فِي الْكثير. وَيُقَال: مَضَت الثُّلاثاء بِمَا فِيهَا، وَمضى الثُّلَاثَاء بِمَا فِيهِ، ومَضَت أَيْضا الثُّلَاثَاء بِمَا فِيهِنَّ، مرّة تَرجع إِلَى اللَّفْظ وَمرَّة إِلَى المَعنى. وَيُقَال: الْيَوْم الثُّلَاثَاء، وَالْيَوْم يَوْم الثُّلَاثَاء، وَهَذَانِ يَوْمًا الثُّلَاثَاء، وَهَؤُلَاء أيّام الثُّلَاثَاء. وَإِن شِئْت: هَذِه أَيَّام الثُّلَاثَاء. ويُقالُ: رَمَيناهم بثالثة الأثافي، إِذا رُمي القَوْمُ بأَمْر عَظيم. وثالثةُ الأَثافي: رُكْن الْجَبل تُركَّب القِدْر على ذَلِك الرُّكن وعَلى إثفيّتين. وَيُقَال لِوَضِين البَعير: ذُو ثُلاَثٍ، قَالَ: وَقد ضُمِّرت حَتَّى انْطَوى ذُو ثُلاَثِها إِلَى أَبْهَرَيْ دَرْمَاءِ شَعْبِ السَّناسِنِ وَيُقَال: ذُو ثُلاثها: بَطْنها والجِلدتان، العُلْيا والجِلدة الَّتِي تُقْشَر بعد السَّلْخ. وأخبَرَني المُنذريّ، عَن أبي الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ أَنه أَنْشد بَيت الْهُذلِيّ وَقَالَ: (الصَّحيحة) : الَّتِي لهَا أَرْبَعَة أَخلاف، و (الثَّلوث) : الَّتِي لَهَا ثَلَاثَة أخلاف. قَالَ: وَأَخْبرنِي الحرّاني، عَن ابْن السِّكّيت، قَالَ: نَاقَة ثَلُوث، إِذا أصَاب أحدُ أَخلافها شَيْء فَيَبِس، وأَنشد الْبَيْت. ويَثْلَث: اسْم مَوْضِع. وتثليث: اسْم مَوْضِع آخر. وَأَرْض مُثلَّثة: لَهَا ثَلَاثَة أَطْرَاف، فَمِنْهَا المثلَّث الحادّ، وَمِنْهَا المثلّث الْقَائِم. وَإِذا أَرْسلت الْخَيل فِي الرِّهان فَالْأول السَّابِق، وَالثَّانِي المُصَلّي، ثمَّ يُقَال بعد ذَلِك: ثَلّثَ ورَبّع وخَمّس. وَقَالَ عليّ بن أبي طَالب كرم الله وَجهه: سَبَق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وثَنَّى أَبُو بكر وثَلَّث عُمر وخبَطَتْنا فِتنةٌ ممّا شَاءَ الله. قَالَ أَبُو عُبَيد: وَلم أَسمع فِي سَوابق الخَيْل ممّن يوثَق بعِلْمه اسْما لشَيْء مِنْهَا إِلَّا الثَّاني والعاشر، فَإِن الثَّانِي اسْمه (المصلِّي) والعاشر، السِّكِّيت، وَمَا سوى ذَيْنك، إِنَّمَا يُقال: الثَّالِث وَالرَّابِع، وَكَذَا إِلَى التَّاسِع. وَقَالَ غيرهُ: أَسمَاء السُّبَّق من الخَيْل:

المُجلِّي، والمُصلِّي، والمُسَلِّي، والتَّالي، والْحَظِيّ، والمُؤمِّل، والمُرْتاح، والعاطِف، واللّطِيم، والسِّكّيت. قلت: وَلم أحفظها عَن ثِقة، وَقد ذكرهَا ابْن الأَنْباري وَلم يَنْسُبها إِلَى أحد، فَلَا أَدْرِي أَحَفظها لثِقة أم لَا؟ . والثُّلاثيّ، مَا يُنسب إِلَى ثَلَاثَة أَشْيَاء، أَو كَانَ طولُه ثَلَاثَة أَذْرع؛ ثوبٌ ثُلاَثيّ ورُبَاعيّ. وَكَذَلِكَ الغُلام، يُقال: غُلَام خُماسيّ، وَلَا يُقَال: سُداسي، لِأَنَّهُ إِذا تمَّت لَهُ خَمْسٌ صارَ رَجُلاً. والحروف الثُّلاثيّة، الَّتِي اجْتمع فِيهَا ثَلَاثَة أَحْرُف. ثل: قَالَ اللَّيْثُ: يُقَال: ثُلّ عَرْشُ الرَّجُل، إِذا زَالَ قِوَامُ أَمْره. وأَثَلّه الله. أَبُو عُبَيد، عَن الأصمعيّ: الثّلَلُ: الهَلاَكُ. يُقال مِنْهُ: ثَلَلْتُ الرَّجُل أَثُلّه ثَلاًّ وثَلَلاً. وَفِي الحدِيث أنّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (لَا حِمَى إلاّ فِي ثَلَاث: ثَلّة البِئْر، وطِوَل الفَرَس، وحَلْقة القَوْم) . قَالَ أَبُو عُبَيد: أَرَادَ بثَلَّة البِئر أَن يَحْتَفِر الرَّجُلُ بِئْراً فِي مَوْضع لَيْسَ بمِلْك لأحد فَيكون لَهُ من حوالَي البِئر من الأَرْض مَا يكون مُلْقًى لِثلّة الْبِئْر، وَهُوَ مَا يخرج من تُرابها لَا يَدْخل فِيهَا أحد عَلَيْهِ حريماً للبئر. وَقَالَ الأصمعيّ: الثّلّة: التُّراب الَّذِي يَخْرُج من البِئْر. قَالَ أَبُو عُبَيد: والثّلّة أَيضاً: جماعةُ الغَنم وأَصْوافها. وَكَذَلِكَ الوَبر أَيْضا: ثَلّة؛ وَمِنْه حَدِيث الْحَسن: إِذا كَانَت للْيَتِيم ماشيةٌ فلِلْوَصِيّ أَن يُصيب من ثَلّتها ورِسْلها، أَي من صُوفها ولَبَنها. ابْن السِّكِّيت: يُقال للضأن الكَثيرة: ثَلّة، وَلَا يُقَال للمِعْزَى الكَثيرة: ثَلّة، وَلَكِن حَيْلة. فَإِذا اجْتمعت الضأنُ والمِعْزَى فكَثُرتا قِيل لَهما: ثَلّة. قَالَ: والثّلّة: الصُّوف. يُقال: كِساءٌ جَيِّد الثَّلّة، أَي الصُّوف. وَلَا يُقال للشَّعر: ثَلّة: وَلَا للوبر: ثَلّة، فَإِذا اجْتمع الصُّوف والوَبر قيل: عِنْد فلانٍ ثَلّة كَثيرة. أَبُو عُبَيد: جَمْع الثّلّة من الْغنم: ثِلَل. فأمّا الثُّلة: بِضَم الثَّاء، فالجماعةُ من النَّاس، قَالَ الله تَعَالَى: {النَّعِيمِ ثُلَّةٌ مِّنَ الاَْوَّلِينَ} {لله) الاَْوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِّنَ الاَْخِرِينَ} (الْوَاقِعَة: 39 و 40) . قَالَ الْفراء نزل فِي أول السُّورَة: {النَّعِيمِ ثُلَّةٌ مِّنَ الاَْوَّلِينَ} {) الاَْوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ الاَْخِرِينَ} (الْوَاقِعَة: 13 و 14) فشَقّ عَلَيْهِم قولُه: {) الاَْوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ الاَْخِرِينَ} (الْوَاقِعَة: 14) فَأنْزل الله فِي أَصْحَاب الْيَمين أنّهم ثلّثان: ثُلّة من هَؤُلَاءِ

باب الثاء والنون

وثُلّة من هَؤُلَاءِ، وَالْمعْنَى: هم فرقتان: فِرْقةٌ من هَؤُلَاءِ وفرقةٌ مِن هَؤُلَاءِ. الحرّاني، عَن ابْن السِّكيت، قَالَ: أَثْلَلْتَ الشّيء، إِذا أَمَرتَ بإِصْلاحه. وَقد ثَلَلْتُه، إِذا هَدَمته وكَسَرْته. وَيُقَال للْقَوْم إِذا ذهب عِزّهم: قد ثُلّ عَرْشُهم. وَفِي حَدِيث عُمر: رُئي فِي الْمَنَام فسُئِل عَن حَاله، فَقَالَ: كَاد يُثَلّ عَرْشِي. هَذَا مثلٌ يُضْرب للرّجُل إِذا ذلَّ وهَلَك. يُقال: ثلَلْت الشّيءَ، إِذا هَدَمتَه وكَسَرْتَه. وأَثْلَلْتُه، إِذا أَمَرتَ بإِصْلاحه. قَالَ القُتَيبيّ: وللعَرْش مَعْنيَان، أَحدهمَا: السَّرير، والأسِرّة للمُلوك، فَإِذا هُدِم عَرْشُ المَلِك فقد ذَهب عِزُّه؛ وَالثَّانِي: الْبَيْت يُنْصب بالعِيدان ويُظَلَّل، فَإِذا كُسِر عَرْشُ الرَّجُل فقد هَلَك وذَلّ. قَالَ الفَرّاء: الثُّلَّة: الفِئة. وَقَالَ خَالِد بن جَنْبة: الثُّلَّة: الْجَمَاعَة. وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقال للعَرِيش الَّذِي يُتَّخذ شِبْه مظلّة إِذا انْهَدم: قد ثُلّ. ورُوي لِلَبِيد: وصُدَاءٍ أَلْحَقْنهم بالثِّلَل مَعنى: بثِلاَل، أَي أَغْنام يَرعَونها، فقَصَر. وَمن رَوَاه بالثَّلَل، فمعْناه: الْهَلَاك. ويُقال: ثَللْت التُّرابَ فِي الْقَبْر والبئر، أَثُلّه ثَلاًّ، إِذا أَعَدْتَه فِيهِ بَعْدَمَا تَحْفِره. وثَلَّ فلانُ الدَّرَاهِمَ يثُلُّها ثَلاًّ، إِذا صَبَّها كَذَلِك. قَالَ ابْن الأَعْرابيّ: وَقد ثُلّ، إِذا هَلَك؛ وثُلّ، إِذا اسْتَغْنى. قَالَ: والثُّلْثُل: الهَدْم، بِضَم الثاءَيْن. والثّلثُل أيْضاً: مِكْيَالٌ صَغِير. (بَاب الثَّاء وَالنُّون) ث ن ثن، نث: (مستعملان) . ثن: أَبُو عُبَيد، عَن الأَصْمعي: إِذا انْكَسر اليَبَس فَهُوَ حُطَام، فَإِذا ارْتكب بَعْضُه على بَعْض فَهُوَ الثِّنّ، فَإِذا اسْوَدّ من القِدَم فَهُوَ الدِّنْدِنُ؛ وأَنْشد الباهليّ: تَكْفِي اللَّقُوحَ أَكْلَةٌ من ثِنّ أَبُو عُبيدة، عَن أبي الجَرّاح: الثُّنّةُ مِن الفَرس: مُؤَخَّرُ الرُّسْغ. قلتُ: وجَعل امْرؤ القَيس الثُّنَن: الشَّعَر النَّابِت فِي ذَلِك المَوْضع، فَقَالَ: لَهَا ثُنَنٌ كخَوَافِي العُقَا بِ سُودٌ يَفين إِذا تَزْبَئِرّ وَقَالَ أَبُو عُبَيدة: فِي وَظِيفَي الفَرس ثُنَّتان، وَهُوَ الشَعَرُ الَّذِي يكون على مُؤَخَّر الرُّسْغ، فإِن لم يكن ثَمَّ شَعَر فَهُوَ: أَمْرد، وأَمْرَط. شَمِرٌ، عَن ابْن الأَعْرابي، قَالَ: الثُّنَّة من

باب الثاء والفاء

الْإِنْسَان: مَا دُون السُّرّة فَوق العانَة أَسْفَلَ الْبَطن. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: هُوَ شَعَرُ العانَة. وَفِي الحَديث: إِن آمِنة قالتْ لما حَملت النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا وجدتُه فِي قَطَن وَلَا ثُنّة، وَمَا وجدتُه إلاّ على ظَهر كَبِدي. القَطَن: أَسْفل الظَهر؛ والثُّنّة أسْفَل البَطْن. وَفِي حَديث حَمزة سَيِّد الشُّهداء أنّ وَحْشِياً قَالَ: سَدَّدْتُ حَرْبتي يَوْم أُحُد لثُنَّته فَمَا أَخْطأتُها. وَهَذَانِ الحديثان يقوِّيان قَول اللَّيْث فِي (الثُّنَّة) . وَقَالَ ابْن الأَعْرابيّ: الثِّنَانُ: النَّبَاتُ الكَثِير الملتف. نث: فِي حَدِيث عُمر: أنّ رَجُلاً أَتَاهُ يَسأَله فَقَالَ: هَلَكْتُ. فَقَالَ عُمَرُ: اسْكُتْ، أَهَلَكْتَ وأَنْت تَنِثّ نَثيثَ الحَمِيت. قَالَ أَبُو عُبيد: النَّثِيث: أَن يَعْرَق ويَرْشَح مِن عِظَمِه وكَثْرة لَحْمه. يُقال مِنْهُ: نَثّ الرَّجُلُ يَنِثّ نَثِيثاً. وَقَالَ غيرُه: نَثَّ الحَمِيتُ ومَثّ، بالنُّون وَالْمِيم، إِذا رَشَح بِمَا فِيهِ من السِّمن. يَنِثّ ويَمِثّ، نَثّاً ونَثِيثاً، ومَثّاً ومَثِيثاً. وَالْإِنْسَان يَنثّ ويَمِثّ، إِذا عَرِق مِن سِمَنِهِ. وأمّا قولُك: نَثّ فلانٌ الحَدِيثَ يَنُثّه نَثّاً، فَهُوَ بِضَم النّون لَا غَير، وَذَلِكَ إِذا أذَاعَه. عَمرو، عَن أَبيه: النُّثَّاث: المُغْتابون للمُسْلِمين. ثَعْلب، عَن ابْن الأعْرابيّ: ثَنْثن، إِذا رَعَى الثِّنَّ. ونَثْنَثَ؛ إِذا عَرِق عَرَقاً كَثِيراً. (بَاب الثَّاء وَالْفَاء) ث ف فث، ثف: (مستعملان) . فث: أَبُو العبّاس، عَن ابْن الأعرابيّ: الفَثّ: حَبٌّ يُشْبه الجاوَرْسَ يُختَبَز ويُؤْكل. قلتُ: هُوَ حَبٌّ بَرِّيٌّ يَأْخذه الأعرابُ فِي المَجاعات فيدُقّونه ويَخْتبزونه، وَهُوَ غِذَاءٌ رَدِيء، وَرُبمَا تبلّغوا بِهِ أيّاماً؛ قَالَ الطِّرمّاح: لم تَأكُل الفَثَّ والدُّعَاعَ وَلم تَجْنِ هَبِيداً يَجْنِيه مُهْتَبِدُهْ اللِّحياني: تَمْرٌ فَثٌّ، وفَذٌّ، وبَذٌّ، وَهُوَ المُتَفرِّق الَّذِي لَا يَلْزق بعضُه بِبَعْض. وَقَالَ الأعرابيّ: تَمْرٌ فَضٌّ، مثلُه. وَقَالَ الأصمعيّ: فَثَّ جُلَّته فَثّاً، إِذا نَثَرَ تَمْرَها. وَمَا رأينَا جُلَّةً أَكثر مَفَثَّةً مِنْهَا، أَي أَكثر نَزَلاً. ويُقال: وُجد لِبَنِي فلانٍ مَفَثَّةٌ، إِذا عُدُّوا

باب الثاء والباء

فوُجِد لَهُم كَثْرة. ويُقال: انْفَثّ الرّجُلُ من هَمَ أَصَابه انْفِثَاثاً، أَي انْكَسَرَ؛ وأَنْشَد: وإنْ يُذَكَّر بالإله يَنْحَنِثْ وتَنْهَشِم مَرْوَتُه فتَنْفَثِثْ أَي تَنْكسر. (بَاب الثَّاء وَالْبَاء) ث ب بَث، ثب: (مستعملان) . بَث: قَالَ اللَّيْثُ: بَثَّ يَبُثُ بَثّاً، وَهُوَ تَفْرِيقُك الأَشْياء. وَكَذَلِكَ: بَثُّوا الخَيْلَ فِي الْغَارة، وبَثّ الصّيّاد كِلاَبَه. وَخَلَق الله الخَلْق فبَثَّهَم فِي الأرْض. وبُثّتِ البُسُط، إِذا بُسطت؛ قَالَ الله تَعَالَى: {مَصْفُوفَةٌ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ} (الغاشية: 16) . قَالَ الفَرّاء: مَبْثُوثة: كَثِيرة. وَقيل: مَبْثُوثة، أَي مُفَرَّقة فِي مَجالِسهم. {وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ} (الْبَقَرَة: 164) ، أَي فَرَّق. وقولُه عزّ وجلّ: {بَسّاً فَكَانَتْ هَبَآءً مُّنبَثّاً} (الْوَاقِعَة: 6) أَي غُباراً مُنْتَشِراً. والبثّ: الحُزْن الَّذِي تُفْضِي بِهِ إِلَى صَاحبك. يُقال: أَبْثَثْت فلَانا سِرِّي، بِالْألف، إبْثَاثاً، أَي أَطْلَعْتُه عَلَيْهِ. وبثَثْتُ الشيءَ أَبُثّه: إِذا فَرَّقتَه. وَقَالَ الله تَعَالَى: {وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً} (النِّسَاء: 1) أَي نَشَر وكَثّر. وبَثْبَثْتُ الأمْر، إِذا فَتَّشْتَ عَنهُ، وتخبَّرته. وَفِي بَعض الحَدِيث: فَلَمَّا حَضر اليَهُودِيَّ الموتُ قَالَ: بَثْبِثُوه، أَي كَشِّفوه. وَهُوَ من بثثت الْأَمر، إِذا أَظْهَرته، وَالْأَصْل فِيهِ (بثثوه) فأبدلوا من الثَّاء الوُسْطى بَاء اسْتثقالاً لِاجْتِمَاع ثَلَاث ثاءات، كَمَا قَالُوا فِي (حَثَّثْت) : حَثْحَثْت. وَفِي حَديث أم زَرْع: لَا يُولج الكَفّ لِيَعْلَم البَثَّ. قَالَ أَبُو عُبيد: أرى أَنه كَانَ بجَسدها عَيْبٌ. أَي لَا يُدْخل يَدَه ليمسّ ذَلِك العَيْب. تصفه بالكَرم. وَقَالَ غيرُه وَهُوَ ابْن الأعرابيّ: هَذَا ذمٌّ لزَوْجها، إِنَّمَا أَرَادَت إِذا رَقد التفَّ فِي نَاحيَة وَلم يُضاجعني فيَعْلم مَا عِنْدِي من محبّتي لقُرْبه. قَالَ: وَلَا بَثّ هُنَاكَ إِلَّا محبّتها الدُّنُوّ من زَوجهَا، فسمَّت ذَلِك بَثّاً، لِأَن البَثّ مِن جِهَته يكون. وَقَالَ أَحْمد بن عُبيد: أَرَادَت أَنه لَا يتَفقَّد

باب الثاء والميم

أُموري ومصالح أَسْبابي، وَهُوَ كَقَوْلِهِم: مَا أُدْخل يَدِي فِي هَذَا الْأَمر، أَي لَا أَتفقَّده. ثب: أَبُو العبّاس، عَن ابْن الأعرابيّ: الثِّبَابُ: الجلُوس. وثَبّ، إِذا جلس جُلوساً متمكِّناً. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: ثَبْثَب، إِذا جَلَس مُتمكِّناً. (بَاب الثَّاء وَالْمِيم) ث م ثمَّ، مث. ثمَّ: أَبُو العبّاس، عَن ابْن الأعْرابيّ: ثُمّ: إِذا حُشِي؛ وثُمَّ: إِذا أُصْلِح. قَالَ: والثَّمْثمُ: كَلْبُ الصَّيْد. ورَوى عُرْوة بن الزُّبير أَنه ذكر أُحَيْحة بن الجُلاح وقَوْلَ أَخْوَاله فِيهِ: كُنَّا أَهْل ثُمَّةٍ ورُمَّة حَتَّى اسْتَوى على عُمَمه وعَمَمه. قَالَ أَبُو عُبيد: المُحدِّثون هَكَذَا يَرْوُونه بالضَّم، ووَجْهُه عِنْدِي بِالْفَتْح. قَالَ: والثَّمُّ: إصْلَاح الشّيء وإحكامُه. يُقال مِنْهُ: ثَمَمْت أَثُمّ ثَمّاً؛ وَقَالَ هِمْيَانُ ابْن قُحافة يَذْكُر الْإِبِل وأَلْبانها: حَتَّى إِذا مَا قَضَت الحَوائِجا ومَلأَت حُلاَّبُها الخَلاَنِجَا مِنْهَا وثَمُّوا الأوْطُب النَّواشِجَا قَالَ: أَرَادَ أنّهم شَدّوها وأَحْكموها. قَالَ: والنَّواشِجُ: الممْتلئة. قلتُ: مَعْنَى قَوْله: (ثَمّوا الأوْطُب النواشج) أَي فَرَشوا لَهَا الثُّمام وظَلَّلوها بِهِ. هَكَذَا سَمِعْتُ العربَ تَقول: ثَمَمْت السِّقاء، إِذا فَرشت لَهُ الثُّمَام وَجَعَلته فَوْقه لئلاّ تُصيبه الشَّمسُ فيتَقَطَّع لَبَنُه. والثُّمَام: نَبْتٌ مَعْروف، وَلَا تجْهدَه النّعَمُ إِلَّا فِي الجُدُوبة. وَهُوَ الثُّمَّة أَيْضا، وَرُبمَا خُفف، فَقيل: الثُّمَّة، والثُّمَّة: الثُّمَام. قلتُ: والثُّمّ والرُّمُّ، صَحِيحٌ من كَلَام العَرب. رَوى الْحَرَّانيّ، عَن ابْن السِّكِّيت أنّه قَالَ: يُقَال: مَا لَهُ ثُمٌّ وَلَا رُمٌّ، وَمَا يملك ثُماً وَلَا رُماً. قَالَ: والثُّمّ: قُماش النَّاس: أساقيهم وآنِيتهم. والرُّمُّ: مَرَمَّة البَيْت. أَبُو عُبيد، عَن الأموِيّ: الثَّمُوم مِن الغَنم: الَّتِي تَقْلَع الشيءَ بفِيها. يُقال مِنْهُ: ثَمَمْتُ أَثُمّ. والعربُ تَقول للشَّيْء الَّذِي لَا يَعْسُر تناولُه: هُوَ على طَرَف الثُّمَام، وَذَلِكَ أَن الثُّمَام لَا يَطُول فَيَشُقّ تناولُه. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الثُّمُّ: الرُّمّ؛ وأَنْشد:

ثَمَمْت حوائِجي وَوَذَأْتُ عَمْراً فبِئْس مُعَرَّسُ الرَّكْبِ السِّغَابِ وَقَالَ ابْن شُميل: المِثَمَّ: الَّذِي يَرْعَى على من لَا رَاعِيَ لَهُ، ويُفْقِر مَن لَا ظَهْرَ لَهُ، ويَثُمّ مَا عَجز عَنهُ الحيُّ من أَمرهم. وَإِذا كَانَ الرَّجُل شدِيداً يَأْتِي مِن وَرَاء الصَّاغية، ويَحْمِل الزِّيَادَة ويَرُدّ الرِّكاب، قيل لَهُ: مِثَمٌّ. وَإنَّهُ لمِثَمٌّ لأسافل الْأَشْيَاء. أَبُو عُبيد، عَن الْأمَوِي: يُقال للشَّيخ إِذا كَبِر وهَرِم: انْثَمَّ انْثِماماً. ويُقال: هَذَا سَيْفٌ لَا يُثَمْثَم نَصْلُه، أَي لَا يُثْنَى إِذا ضُرِب بِهِ، وَلَا يَرْتَدّ؛ قَالَ ساعِدةُ: مُسْتَرْدِفاً من السَّنَام الأسْنَم حَشاً طويلَ الفَرْع لم يُثَمْثَمِ أَي لم يُكْسر وَلم يُشْدخ بالحِمْل يَعْنِي سَنَامه وَلم يُصِبْه عَمَدٌ فَيَنْهَشم. العَمَدُ: أَن يَنْشدخ السَّنامُ فَيَنْغمز. وثمْثَم قِرْنَه، إِذا قَهَره؛ قَالَ: فَهُوَ لحولانِ القِلاَص ثَمْثَامْ وَقَالَ اللَّيْثُ: ثُمَّ، حَرف من حُروف النّسق لَا يُشَرّك بعْدهَا بِمَا قبلهَا، إِلَّا أَنَّهَا تبيِّن الآخر من الأول. وأمَّا قَول الله عزّ وجلَّ: {الْغَفَّارُ خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُمْ مِّنَ الاَْنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِى بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِى} (الزمر: 6) فَإِن الْفراء قَالَ: يَقُول الْقَائِل: كَيفَ قَالَ: {خَلَقَكُمْ} لبني آدم ثمَّ قَالَ: {وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا} وَالزَّوْج مخلوقٌ قبل الْوَلَد؟ . فَالْمَعْنى: أَن يُجعل خَلْقُه الزَّوْج مَرْدُوداً على واحدةٍ؛ الْمَعْنى: خلَقها وَاحِدَة ثمَّ جَعل مِنْهَا زَوجهَا، أَي خلق مِنْهَا زَوجهَا قَبْلكم. قَالَ: و (ثَمّ) لَا تكون فِي العطوف إِلَّا لشَيْء بعد شَيْء. وَأما (ثَمّ) بِفَتْح الثَّاء، فَإِنَّهُ إشارةٌ إِلَى الْمَكَان؛ قَالَ تعالَى: {مَّنثُوراً وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً} (الْإِنْسَان: 20) . قَالَ الزَّجاج: ثَمَّ، عُني بِهِ الجنَّة. وَالْعَامِل فِي (ثَم) معنى (رَأَيْت) . الْمَعْنى وَإِذا رَمَيْت ببصرك ثَمّ. وَقَالَ الفَرَاء: الْمَعْنى: إِذا رَأَيْت مَا ثمّ رَأَيْت نَعِيماً. قَالَ الزجَّاج: وَهَذَا غَلَط، لأنّ (مَا) مَوْصُولَة بقوله: (ثَمّ) على هَذَا التَّقْدِير. وَلَا يجوز إِسْقَاط الْمَوْصُول وتَرْك الصِّلة، وَلَكِن (رَأَيْت) مُتَعَدَ فِي الْمَعْنى إِلَى (ثَمّ) . وَأما قَول الله عزّ وجَلّ: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} (الْبَقَرَة: 115) فإنّ الزجّاج قَالَ أَيْضا: ثمّ، مَوْضِعُه مَوْضع نَصْب، وَلكنه بُنِي على الْفَتْح لالْتقاء الساكنين. و (ثمَّ) فِي الْمَكَان، إِشَارَة إِلَى مَكَان مُنْزَاحٍ عَنْك. وَإِنَّمَا مُنعت (ثَمّ) من الْإِعْرَاب لإبهامها. قَالَ: وَلَا أعلم أحدا يَشرح (ثَمّ) هَذَا الشَّرْح.

وَأما (هُنَا) فَهُوَ إِشَارَة إِلَى الْمَكَان الْقَرِيب مِنْك، و (ثُمّ) بِمَعْنى: هُنَاكَ، وَهُوَ للتبعيد بِمَنْزِلَة (هُنَا) للتقريب. وَالْعرب تزيد فِي (ثُمّ) تاءاً، تَقُول: فعلت كَذَا وَكَذَا ثُمَّت فعلت كَذَا؛ وَقَالَ الشَّاعِر: ثُمَّت يَنْبَاعُ انْبيَاعَ الشّجَاعْ الفَرّاء: الثّمِيمة: التامُورة المَشْدودة على الرَّأْس، وَهِي الثِّفَالُ، وَهُوَ الإبْرِيق. مث: قَالَ أَبُو تُرَاب: سَمِعْتُ أَبَا مِحْجَن الضَّبَابيِّ يَقُول: مُثَّ الجُرْح ومُشَّه، أَي أنْفِ عَنهُ غَثِيثَته. وَقَالَ اللَّيْثُ: مَثَثْتُ يَدي بالمِنْديل ومَشَشْتُها، أَي مَسَحْتُها؛ وَقَالَ امْرؤ القَيْس: نَمُثّ بأَعْراف الجِيَادِ أكُفَّنَا إِذا نَحن قُمْنا عَن شِوَاءٍ مُضَهَّبِ وَرَوَاهُ غَيره: نَمُشّ. وَقَالَ أَبُو زَيد: مَثّ فلانٌ شارِبَه يَمُثّه مَثّاً، إِذا أَصابه دَسَمٌ فَمَسحه بِيَدِهِ، ويُرَى أثَرُ الدَّسَم عَلَيْهِ. ويُقال: مَثّ الحَمِيتُ يَمُثّ، إِذا رَشَحَ. ثَعْلَب، عَن ابْن الأَعرابي: ثَمْثَم الرَّجُل، إِذا غَطَّى رَأس إناثه؛ ومَثْمَث، إِذا أشْبَع الفَتِيلَةَ من الدُّهْن. قَالَ أَبُو تُراب: وسمعتُ وَاقعا يَقُول: مَثَّ الجُرْحَ ونَثَّه، إِذا دَهَنه. وَقَالَ ذَلِك عَرام. ويُقال: مَثْمِثُوا بِنَا سَاعَة: وثَمْثِمُوا بِنَا سَاعَة، ولَثْلِثُوا بِنَا سَاعَة، وجَفْجِفُوا بِنَا سَاعَة، أَي رَوِّحُوا بِنَا قَلِيلا.

أبواب الثاء والراء

(أَبْوَاب) الثلاثي الصَّحِيح من حرف الثَّاء (أَبْوَاب الثَّاء وَالرَّاء) ث ر ل أُهملت وجوهه. ث ر ن رثن، ثرن، نثر: (مستعملة) . رثن: قَالَ بعضُ من لَا أَعْتَمِده: تَرَثَّنَت المرأةُ، إِذا طَلَت وَجْههَا بغُمْرَة. وَقَالَ أَبُو زيد: فِيمَا رَوَى عَنهُ ابنُ هانىء: الرَّثَانُ من الأمطار: القِطار المُتَتابعة يَفْصل بينهنّ سَاعَات، أقلّ مَا بينهنّ سَاعَة، وَأكْثر مَا بينهنّ يومٌ وَلَيْلَة. وأَرْضٌ مُرَثَّنَة. وَقد رُثِّنَت تَرْثيناً. وَفِي (نَوادر الأعْراب) : أَرضٌ مَرْثُونَةٌ: أصَابَتْها رَثْنةٌ، أَي مَرْكُوكة. وأَصابها رَثانٌ، ورِثَامٌ. وَأَرْض مُرَثَّنة، ومُرَثَّمة، ومُثَرَّدَة، كُلّ ذَلِك أَصَابَهَا مَطَرٌ ضَعِيف. ثرن: أَبُو العبّاس: عَن ابْن الأعْرابيّ: ثَرِن الرَّجُل، إِذا آذَى صَدِيقَه أَو جارَه. نثر: أَبُو العبّاس: عَن ابنْ الأعْرابيّ أَنه قَالَ: النَّثْرَةُ: طَرَف الأنْف؛ وَمِنْه قولُ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الطَّهارة: اسْتَنْثِرْ. قَالَ: وَمَعْنَاهُ: اسْتَنْشِق وحَرِّك النّثرة فِي الطَّهَارة. وقلتُ: ورُوي لنا هَذَا الْحَرْف عَن ابْن جَبلة عَن أبي عُبيدة أنّه قَالَ فِي حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا توضّأت فأَنْثِر، بِأَلف مَقْطُوعَة، وَلم يُفَسِّره. أَبُو عُبيد: قلت: وَأهل اللُّغة لَا يُجيزون، (أَنْثر) من (الإنثار) . إِنَّمَا يُقال: نَثَر يَنْثِر، وانْتَثر يَنْتَثر، واسْتَنْثَر يَسْتَنْثر. ورَوى أبُو الزِّنادِ: عَن الأعْرج: عَن أبي هُريرة: عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إِذا تَوَضَّأ أحدُكم فَلْيَجعل المَاء فِي أَنفه ثمَّ لِينْثِر هَكَذَا) . رَواه أهلُ الضّبط لألفاظ الحَدِيث، وَهُوَ الصَّحيح عِنْدِي. وَقد فَسَّر الفرّاء قَوْله: لينثِر، وليَسْتَنثِر، على غير مَا فَسَّره الفرّاء وَابْن الأعْرابيّ. قَالَ بعضُ أهل العِلْم: مَعْنى الاسْتِنْثار، والنثر: أَن يَسْتنشق المَاء ثمَّ يَستخرج مَا فِيهِ من أَذًى أَو مُخاط. وممّا يَدُل على هَذَا الحَدِيث الآخَر أنّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كانَ يَسْتَنْشق ثَلَاثًا، فِي كُلّ مرّة يَسْتَنْثر، فَجعل الاسْتِنْثار غير الاسْتِنْشاق.

يُقال مِنْهُ: نَثَر يَنْثِر، بِكَسْر الثَّاء. ونَثَر السُّكَّرَ يَنْثُره، بِالضَّمِّ لَا غير. وَأما قَول ابْن الأعرابيّ: النَّثْرة: طَرَف الْأنف، فَهُوَ صَحيح. وَبِه سُمِّي النَّجْم الَّذِي يُقال لَهُ: نَثْرة الْأسد، كَأَنَّهَا جُعلت طرَف أَنْفه. وَقَالَ اللَّيْثُ: النَّثْر: نَثْرك الشَّيء بِيَدِك تَرْمي بِهِ مُتَفَرِّقاً، مثل نَثْر الجَوز واللّوز والسُّكّر، وَكَذَلِكَ نَثْر الحبّ إِذا بُذِر. وَهُوَ النِّثَار؛ يُقال: شَهِدْت نِثَارَ فُلان. قَالَ: والنَّثُور من النِّساء: الكثيرةُ الوَلَد. وَقد نَثَرت ذَا بَطْنها، وَقد نَثَرت بَطْنها. قَالَ: والنُّثَّارُ: فُتات مَا يَتَناثر حوالَي الخِوان من الخُبز وَنَحْو ذَلِك من كُلّ شَيْء. وَفِي الحَدِيث: (من تَوَضَّأ فَلْيَنْثِر) ، بِكَسْر الثَّاء. ويُقال: نَثَرَ الدُّرّ، والجَوْز، يَنْثُره نَثْراً، بِضَم الثَّاء. ونَثَر من أَنْفه يَنْثِر نَثِيراً، بِكَسْر الثَّاء لَا غير. ونَثِير الدَّوَابّ: شبه العُطاس للنَّاس، إِلَّا أَنه لَيْسَ بغالب لَهُ، ولكنّه شَيْء يَفْعله هُوَ بأَنفه، يُقَال: نَثَر الحِمَارُ، وَهُوَ يَنْثِر نَثِيراً. وَالْإِنْسَان يَستنثر: إِذا استنشق المَاء ثمَّ اسْتَخرج نَثِيرَه بنَفَس الأنْف. قَالَ: والنَّثْرة أَيْضا: الفُرْجة الَّتِي بيْن الشاربَين حِيال وَتَرة الْأنف. وَكَذَلِكَ هِيَ من الأسَد. قَالَ: والنَّثرة: كَوكبٌ فِي السَّمَاء كَأَنَّهُ لَطْخُ سَحَاب حِيال كوكبين صغيرين، تُسَمِّيه العربُ: نَثْرَة الْأسد، وَهِي من منَازِل الْقَمَر. قَالَ: وَهُوَ فِي عِلْم النُّجوم من بُرج السَّرَطان. أَخْبرنِي الْمنذريّ، عَن أبي الْهَيْثَم قَالَ: النثرة: هِيَ أنف الْأسد ومِنخَراه، وَهِي ثَلَاثَة كواكب خفيّة مُتَقَارِبَة، والطَّرف عَينا الْأسد كوكبان، الْجَبْهَة أمامها وَهِي أَرْبَعَة كواكب. وَقَالَ شمر فِي كِتَابه فِي (السِّلاح) : النّثْرة من الدُّروع السّابغة. وَقد نثرَها عَلَيْهِ فملأَت بَدنه. وَقَالَ غيرُه: النّثرةُ، والنَّثْلةُ: اسمٌ من أسمائها. وَقَالَ: هِيَ المَنْثُولة، وأَنشد: وضاعفَ من فوقِها نَثرةً تَرُدُّ القَواضِبَ عَنْهَا فُلُولاَ وَقَالَ ابْن شُميل: النّثْل: الادِّراع. يُقَال: نَثَلَها عَلَيْهِ، ونثَلَها عَنهُ، أَي خَلَعها. ونَثَلها عَلَيْهِ: إِذا لبِسها.

وَفِي الحَدِيث: (إنّ الجَراد نَثْرةُ الحُوت) ، أَي عَطْسَتُه. ث ر ف ثفر، رفث، فرث، فثر. ثفر: أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: يُقَال لِحَياءِ السِّباع كلِّها: الثَّفْرُ، بِسُكُون الْفَاء. قَالَ: وَمِنْه قولُ الأخطل: جَزَى اللَّهُ فِيهَا الأعورَين مَلامةً وفَرْوَةَ ثَفْرَ الثَّوْرَةِ المُتضَاجِمِ قَالَ: إنّما هُوَ شيءٌ استعاره فأَدخله فِي غير مَوضعه، كَقَوْلِهِم: مَشافر الحَبَش، وَإِنَّمَا المِشْفَر للإِبل. وثَفَر الْبَعِير والحِمار والدابّة: مُثَقَّل؛ قَالَ امْرُؤ القَيس: لَا حِمْيَرِيٌّ وَنَى وَلَا عَدَسٌ وَلَا اسْتُ عَيرٍ يحُكُّها ثَفَرُهْ وَفِي الحَدِيث: إِن النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمَر المُسْتحَاضةَ أَن تَسْتَثْفِرَ وتُلْجِمَ إِذا غلَبها سيَلان الدَّم. وَهُوَ أَن تَشُدَّ فرجهَا بِخرقَة أَو قُطنةٍ تَحتَشي بهَا ثمَّ تَربِط بعد ذَلِك رِبَاطًا تشدُّ طرفَيه إِلَى حَقَب تشدُّه عَلَى وَسطها فتمنع الدّم، وَذَلِكَ بعد أَن تَطهر حِين تُرِيدُ الصَّلَاة. ويُحتمل أَن يكون الاستِثْفَارُ مأخوذاً من ثَفَر الدابّة، أَي تشدُّه كَمَا يُشَدُّ الثّفَر تَحت ذَنب الدَّابَّة. ويُحتمل أَن يكون مأخوذاً مِن الثّفْر، أريدَ بِهِ فَرْجها، وَإِن كَانَ فِي الأَصْل للسِّباع. فاسْتُعير للْمَرْأَة كَمَا استعاره الأَخطل للظِّلْف، وَإِن كَانَ فِي الأَصْل للسِّباع. وَقَالَ اللَّيْثُ: المِشْفارُ من الدوابِّ الَّتِي تَرمي بسَرْجها إِلَى مُؤَخّرها. قَالَ: والاسْتِثَفْارُ للكلْب إِدْخَاله ذَنَبه بَين فَخِذَيه حَتَّى يُلزقَه ببطنه؛ وَقَالَ النابغةُ: تَعْدُو الذِّئاب عَلَى مَن لَا كِلاَبَ لَهُ وتَتّقِي مَرْبِضَ المُسْتَثفر الحامِي والرّجُل يَسْتَتفِر بإِزاره عِنْد الصِّراع، إِذا هُوَ لَوَاه على فخذَيه ثمَّ أَخرجه بَين فَخِذَيه فشَدَّ طرفَيه فِي حُجْزَتِه. أَبُو العبّاس: عَن ابْن الأعرابيّ: رجُلٌ مِثْفَرٌ، ومِتْفَارٌ، وَهُوَ نَعْتُ سَوءٍ. فثر: قَالَ اللَّيْثُ: الفاثُورُ، عِنْد العامَّة: هُوَ الطّسْتُ خَان. قَالَ: وأَهل الشَّام يتّخذُون صِواناً مِن رُخامٍ يسمُّونه الفَاثُور، وَأنْشد: والأكْلُ فِي الفاثُورِ بالظّهَائر أَرَادَ: على الفاثُورِ: فأقامَ (فِي) مُقام (عَلَى) . وفاثُور: اسْم مَوْضِع فِي قَوْلِ لَبِيد: بَين فاثُور أُفَاقٍ فالدَّحَلْ وَأما قَول لَبيد فِي قصيدة أُخْرى: حقائبُهم رَاحٌ عَتِيقٌ ودَرْمَكٌ ورَيْطٌ وفاثُوريَّةٌ وسُلاَسِلُ

فالفاثُورِيّة، هَا هُنَا: أَخْونةٌ وجَامَاتٌ. ورُوي عَن عَمرو: عَن أَبِيه: قَالَ: الفاثُور: المِصْحاةُ، وَهِي النّاجُود والباطِيَةُ. وَقَالَ اللَّيْثُ فِي كَلاَمٍ ذَكره لِبَعْضهم: وأَهل الشَّام والجزيرة على فاثُور واحدٍ، كَأَنَّهُ عَنَى: على بسَاطٍ واحدٍ. وَفِي الحَدِيث: تكون الأَرْض يومَ الْقِيَامَة كفاثُور الفِضّة. قيل: إِنَّه خِوانٌ من فِضّة. وَقيل: جامٌ مِنْ فِضّة. رفث: قَالَ اللَّيْثُ: الرَّفَثُ: الجِمَاع، وأَصْلُه، قَوْلُ الفُحْش، قَالَ الله تعالَى: {فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ} (الْبَقَرَة: 197) . وَقَالَ الزجَّاج: أَي لَا جِمَاعَ وَلَا كَلمةً مِن أَسباب الجِماع؛ وَأنْشد: عَن اللَّغَا ورَفَث التَّكلُّم قَالَ: والرَّفَثُ: كَلمةٌ جَامِعَة لكُلّ مَا يُريده الرجُلُ مِن أَهْلِه. ورُوي عَن ابْن عَبّاس أنَّه كَانَ مُحْرِماً فأَخذ بذَنب ناقةٍ من الرِّكَاب وَهُوَ يَقُول: وهُنّ يَمْشِين بِنَا هَمِيسَا إِن تَصْدُق الطَّيْرُ نَنِك لَمِيسَا فَقيل لَهُ: يَا أَبَا العبّاس، أَتَقول الرَّفَث وَأَنت مُحْرِمٌ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا الرَّفَثُ مَا رُوجِع بِهِ النّساء. فَرَأى ابْن عبَّاس (الرَّفَثَ) الَّذِي نَهى الله عَنهُ مَا خُوطبت بِهِ المَرأة، فَأَما أَن يَرفُثَ فِي كَلَامه وَلَا تَسمع امْرَأَة رَفَثَه، فغَيْرُ داخلٍ فِي قَوْله تَعَالَى: {فَلاَ رَفَثَ} (الْبَقَرَة: 197) . يُقَال: رَفَثَ يَرفُث، وأَرْفَث يُرفِث، إِذا أفحش فِي شأْن النِّسَاء. فرث: ابْن السِّكّيت، عَن أَبي عَمْرو: يُقال للْمَرْأَة: إِنَّهَا مُتَفَرِّثَةٌ، وَذَلِكَ فِي أَوّل حَمْلها، وَهُوَ أَن تَخْبُثَ نَفْسها فِي أَوّل حَمْلها فيَكْثُر نَفْثُها للخَرَاشِيّ الَّتِي على رَأس مَعِدَتها. قلتُ: لَا أَدْرِي: مُنْفَرِثة، أَو مُتَفَرِّثة؟ أَبُو عُبَيد، عَن أبي زيد: فَرَثْتُ الجُلَّة أفْرِثها فَرْثاً، إِذا مَزَّقتها ونَثَرت جَمِيع مَا فِيهَا. وفَرَثت كَبِدَه، إِذا ضَرَبْته حَتَّى تَنْفَرِثَ كَبِدُه. وأَفْرَثْتُ الرَّجُلَ إفْرَاثاً، إِذا وَقَعْتَ فِيهِ. وأَفْرَثْتُ الكَرِشَ، إِذا شَقَقْتَها ونَثَرت مَا فِيهَا. وَقَالَ غيرُه: الفَرْثُ: السِّرْجين. ورَوى غيرُه: عَن أبي زَيد: أفْرث الرَّجُلُ أصْحَابَه إفْرَاثاً، إِذا عَرَّضهم للسُّلْطان، أَو لِلائمَة النّاس.

ثَعلب، عَن ابْن الأعْرابيّ: الفَرْثُ: غَثَيانُ الحبْلَى. قَالَ: والفَرْثُ: الرَّكْوةُ الصَّغِيرة. ث ر ب ثرب، ثبر، بثر، ربث، برث. ثرب: قَالَ الله عزَّ وجلّ: {لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ} (الْإِسْرَاء: 102) . قَالَ الزّجّاج: مَعْناه: لَا إفْسَاد عَليكم. وَقيل: لَا تَعْدَاد للذُّنوب عَلَيْكُم وَلَا تَوْبِيخ. ثَرَّب فلانٌ على فلانٍ: إِذا بَكَّته وعَدَّد عَلَيْهِ ذُنُوبَه. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الثارِبُ: المُوَبِّخُ. يُقَال: ثَرَب، وثَرَّب، وأَثْرَب، إِذا وَبّخ. وَفِي الحَدِيث: (إِذا زَنت أَمَةُ أحدكُم فليَضْربْها الحَدَّ وَلَا تَثْريبَ) . قلت: مَعْنَاهُ: أَنه لَا يُبكِّتها وَلَا يُقَرِّعها بعد الضَّرْب. قَالَ شَمِرٌ: التَّثْرِيب: الإفْساد والتَّخْلِيط. يُقال: ثَرَبَ يَثْرِب، وثَرَّب يُثَرِّب، وأَثْرب يُثرب؛ قَالَ نُصَيب: إنّي لأكْره مَا كَرِهْت مِن الّذِي يُؤْذِيكَ سُوءَ ثَنائهِ لم يَثْرِبِ وَقَالَ فِي (أثرب) : أَلا لَا يَغُرّنّ امْرءاً مِن تِلادَه سَوَامُ أَخ دانِي الوَسِيطة مُثْرِبِ قَالَ: مُثْرب: قليلُ العَطاء، وَهُوَ الَّذِي يَمُنّ بِمَا أَعْطى. ورُوي عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه نَهى أَن يُقال للمَدِينة (يَثرب) ، وسمّاها: طِيبة، كَأَنَّهُ كَرِه ذِكر الثَّرْب. وَقَالَ اللَّيْثُ: الثَّرْبُ: شَحْم رَقيقٌ يُغَشِّي الكَرِشَ والأَمْعاء؛ وجَمْعُه: ثُرُوب. ثبر: قَالَ اللَّيْثُ: الثّبْرة: أرضٌ حجارتُها كحجارة الحَرَّة إلاّ أَنَّهَا بِيض. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: الثّبْرة: حُفْرة. قلت: ورأيتُ فِي الْبَادِيَة رَكيّة غيرَ مَطْوِيّة يُقَال لَهَا: ثَبْرة، وَكَانَت وَاسِعَة كثيرةَ المَاء. وَقَالَ الفَرّاء فِي قَول الله عَزّ وجَلّ: {وَإِنِّى لأَظُنُّكَ يافِرْعَونُ مَثْبُورًا} (الْإِسْرَاء: 102) قَالَ: مَغْلوباً مَمْنوعاً مِن الْخَيْر. وَالْعرب تَقول: مَا ثَبَرك عَن هَذَا؟ أَي مَا مَنَعك مِنْهُ وَمَا صَرَفك عَنهُ؟ . وَعَن مُجاهد فِي قَوْله: {مَثْبُورًا} قَالَ: هالِك. وَقَالَ قَتادة فِي قَوْله تَعَالَى: {دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً} (الْفرْقَان: 13) قَالَ: ويلاً وهَلاَكاً. وَقَالَ شَمِرٌ: وَمَثَلٌ للعَرب: إِلَى أُمّه يأوي مَن ثُبِر، أَي مَن أُهلِك.

والثُّبُور: الهَلاَك. وَقَالَ الفَرّاء: الثُّبُور: الْمصدر، وَلذَلِك قَالُوا: ثُبوراً كثيرا، لِأَن المصادر لَا تُجمع، أَلا تَرى أنّك تَقول: قعدت قُعوداً طَويلا، وضَرَبت ضربا كثيرا. قَالَ: وَكَأَنَّهُم دَعَوا بِمَا فعلوا، كَمَا يَقُول الرجل: وانَدَمَتَاه وَقَالَ الزّجاج فِي قَوْله تَعَالَى: {دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً} (الْفرْقَان: 13) بِمَعْنى (هَلَاكًا) ، ونَصبه على الْمصدر، كَأَنَّهُمْ قالُوا: ثَبرنا ثُبُورا، ثمَّ قيل لَهُم: {) لاَّ تَدْعُواْ الْيَوْمَ ثُبُوراً وَاحِداً وَادْعُواْ ثُبُوراً كَثِيراً} (الْفرْقَان: 14) ، أَي هلاككم أَكثر من أَن تدعوا مرّة وَاحِدَة، لِأَن (ثُبورا) مصدر، فَهُوَ للقليل وَالْكثير على لفظ وَاحِد. وَفِي حَدِيث مُعاوية أَن أَبَا بُردة قَالَ: دخلتُ عَلَيْهِ حِين أَصَابَته قُرحة فَقَالَ: هَلُمّ يَابْنَ أخي فَانْظُر، فتحوّلت فإِذا هِيَ قد ثَبِرَت. فَقلت: لَيْسَ عَلَيْك بأسٌ يَا أَمِير المُؤمنين. قَالَ القُتيبي: ثَبِرَت، أَي انفتحت. والثّبْرةُ: النُّقْرة فِي الشَّيْء والهَزْمَةُ، وَمِنْه قيل للنُّقْرة فِي الجَبل يكون فِيهَا الماءُ: ثَبْرة. وَقَالَ غيرُه: هُوَ على صِيرِ أمْرٍ، وثِبَار أمْرٍ، بِمَعْنى وَاحِد. أَبُو عُبيد، عَن أبي زَيد: ثَبَرْت فلَانا عَن الشَّيْء أثْبُره: رَدَدْتُه عَنهُ. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: مَا ثَبَرك عَن كَذَا؟ أَي مَا مَنَعك؟ أَبُو عُبيد، عَن أبي عَمْرو: المَثْبِرُ: المَوضع الَّذِي تَلد فِيهِ المرأةُ من الأَرْض، وَكَذَلِكَ حَيْثُ تَضع فِيهِ الناقةُ. وَقَالَ نُصَير: مَثْبِرُ النَّاقة أَيْضا: حَيْثُ تُعَضَّى وتُنْحَر. قلت: وَهَذَا صَحِيح، وَمن الْعَرَب مَسْمُوع. غيرُه: ثابرَ فلانٌ على الأمْر مُثَابَرة، وحارَضَ مُحَارضَةً، إِذا واظَب عَلَيْهِ. وأمّا قولُه: فَثَجَّ بهَا ثَبَراثِ الرِّصا فِ حتّى تَزَيَّلَ رَنْقُ الكَدَرْ فَهُوَ قَول أبي ذُؤيْب، أَرَادَ بالثَّبَراتِ: نِقَاراً يَجْتمع فِيهَا مَاء السَّماء ويَصفو فِيهَا؛ وَاحِدهَا: ثَبَرة. وثَبِير: اسمُ جَبَل بمكّة. عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ: المَثْبُور: المَلْعُون المَطْرود المُعذَّب. والمثبور: الْمَمْنُوع من الْخَيْر. بثر: أَبُو عُبَيد، عَن أبي عُبَيْدة: البَئْرُ: الْقَلِيل؛ والبَثْرُ: الْكثير؛ أَعطاه عَطاء بَثْراً. وَأنْشد غيرُه بَيت أبي ذُؤيب:

فافْتَنَّهُنّ من السَّوَاء وماؤُه بَثْرٌ وعانَدَه طَريقٌ مَهْيَعُ وَقَالَ الكسائيّ: هَذَا شَيْء كثيرٌ بَثيرٌ بَذِيرٌ، وبَحِيرٌ أَيْضا. وَقَالَ اللَّيْثُ: المَاء البَثْر فِي الغَدِير إِذا ذَهب وَبَقِي على وَجه الأَرْض مِنْهُ شَيْء قليلٌ ثمَّ نَشّ وغَشَّى وَجه الأَرْض مِنْهُ شِبْه عِرْمِض، يُقال: صَار مَاء الغَدِير بَثْراً. أَبُو عُبَيد، عَن الكسائيّ: بَثِرَ وَجْهُه يَبْثَر بَثَراً. وَهُوَ وَجْه بَثِر، من البَثَر. وبَثَر يَبْثُر بَثْراً، وبَثرُ يَبْثُر بُثُوراً. قلت: البُثُور: مِثل الجُدَرِيّ على الوَجْه وَغَيره مِن بَدَن الْإِنْسَان؛ وَاحِدهَا: بَثْرٌ. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: قَالَ: البَثْرة، تَصْغيرها: البُثَيِّرة. وَهِي النِّعمةُ التامّة. ويُقال: ماءٌ باثِرٌ، إِذا كَانَ بادياً من غير حَفْر. وَكَذَلِكَ مَاء نابِعٌ ونَبَعٌ. قَالَ: والباثِرُ: الحَسُود. والبَثْرُ والمَبْثُور: المَحْسُود. والمَبثُور: الغَنِيّ التامّ الغِنَى. ربث: قَالَ اللَّيْثُ: الرَّبْثُ: حَبْسُك الإنسانَ عَن حاجَته وأَمْره بِعِلَلٍ. تَقول: رَبثَه عَن أَمْره. وَالِاسْم من ذَلِك: الرَّبِيثة. وَفِي بعض الْأَخْبَار: إِذا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة بعث إبليسُ شياطينه إِلَى النَّاس فأخَذُوا عَلَيْهِم الرَّبائثَ، أَي ذكَّروهم بالحوَائج ليُرَبِّثوهم بهَا عَن الجُمعة. وَيُقَال: جَرْيَ كَرِيثٍ أَمْرُه رَبِيثُ الكَرِيثُ: المكْرُوث. أَبُو عُبَيد، عَن الكسائيّ: الرِّبِيثَى، من قَوْلك: رَبثْتُ الرَّجُلَ أرْبُثُه رَبْثاً، وَهُوَ أَن تُثَبِّطه وتُبْطىء بِهِ؛ وَأنْشد غيرُه: بَينا تَرَى المَرْءَ فِي بُلَهْنِيةٍ يَرْبُثُه من حِذارِه أمَلهُ قَالَ شَمِرٌ: رَبثه عَن حَاجته، أَي حَبَسه، فَرَبِثَ؛ وَهُوَ رابِثٌ: إِذا أَبْطَأَ؛ وَأنْشد لنُميْر بن جَرّاح: تَقول ابنةُ البَكْريّ مَا ليَ لَا أرَى صَدِيقك إلاّ رابثاً عَنْك وافِدُهْ أَي بَطيئاً. وَيُقَال: دنا فلانٌ ثمَّ ارْبأَثَّ، أَي احْتَبس؛ وارْبأْثثْتُ. وأرْبث القومُ: تَفرَّقُوا. أَبُو عُبيد، عَن أبي عَمْرو: أرْبثَ أمْرُ بني فلانٍ إرْبَاثاً، إِذا انْتشر وتفرَّق وَلم يلْتئم؛ قَالَ أَبُو ذُؤَيب: رَمَيْناهُم حَتَّى إِذا ارْبثّ أمْرُهمْ وَصَارَ الرَّصيعُ نُهْبَةً للمُقاتِل قَالَ الأصمعيّ: مَعناه: دَهِشُوا فقَلَبُوا قِسِيَّهم. والرَّصِيع: سَيْرٌ يُرْصَع ويُضفر. والرُّصُوع: المَصْدر. وَقَالَ ابْن السِّكّيت: إِنَّمَا قُلتُ ذَلِك رَبِيثةً

منِّي، أَي خَدِيعة. وَقد رَبَثْتُه أَرْبُثه رَبْثاً. برث: ثَعلب، عَن ابْن الأعْرابيّ: البُرْث: الرَّجُلُ الدَّليلُ الحاذق. جَاءَ فِي بَاء التَّاء. وَقَالَ شَمِرٌ: قَالَ أَبُو عَمْرو: والبَرْثُ: الأرْضُ السَّهْلة. قَالَ: وسَمِعْتُ ابْن الفَقْعَسِيّ يَقُول وَسَأَلته عَن نَجْد، فَقَالَ: إِذا جاوَزْت الرَّمْلَ فصِرْتَ إِلَى تِلْكَ البِرَاثِ كأَنها السَّنام المُشَقَّق. قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ وَابْن الأعرابيّ: البَرْثُ: الأَرْض اللَّيّنة المُستوية تُنْبِتُ الشَّعَر؛ قَالَ رُؤْبة: مِن أَهْلها فالبُرَقُ البَرَارِث كَانَ يَنْبغي أَن يَقُول (بِرَاث) ، فَقَالَ: بَرَارِث. ث ر م ثَمَر، ثرم، رثم، مرث، رمث: مستعملات. مثر: (مهمل) . ثَمَر: قَالَ اللَّيْثُ: الثَّمَرُ: حَمْل الشَّجَرِ. والوَالدُ: ثَمَرَةُ القَلْبِ. والثَّمَر: أنْواع المَالِ. أَبُو عُبَيد، عَن أبي زيد: أَثْمر الشَّجَرُ: خَرج ثَمَرُه. وأَثْمر الزُّبْدُ: اجْتَمع. وأَثْمَر الرَّجُلُ: كَثُر مالُه. أَبُو العبّاس، عَن ابْن الأعرابيّ: أَثْمر الشَّجَرُ، إِذا طَلَع ثَمَرُه قبل أَن يَنْضَج؛ فَهُوَ مُثْمِر. والثامِرُ: مَا نَضَج. وَقد ثَمَر الثَّمَرُ يَثْمُر، فَهُوَ ثامِر. وَقَالَ الله تَعَالَى: {وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَراً} {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ} (الْكَهْف: 33، 34) . قَالَ الفَرّاء: حَدَّثني يَعْلَى، عَن ابْن نُجَيح، عَن مُجاهد، قَالَ: مَا كَانَ فِي القُرآن من (ثُمُرٍ) فَهُوَ مَال: وَمَا كَانَ من (ثَمَر) فَهُوَ الثِّمَار. وأَخبرني المُنْذرِيّ، عَن الحُسين بن فَهم، عَن مُحَمَّد بن سَلام. قَالَ: قَالَ سَلام أَبُو المُنْذِر القارىء فِي قَوْله {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ} (الْكَهْف: 35) مَفْتُوح: جمع: ثَمرَة، وَمن قَرَأَ (ثُمُر) قَالَ: من كُل المَال. فَأخْبرت بذلك يونُسَ فَلم يَقْبله، كَأَنَّهُمَا كَانَا عِنْده سَوَاء. قَالَ: وَسمعت أَبَا الْهَيْثَم يَقُول: ثَمرَة، ثمَّ ثَمرَ، ثمَّ ثُمُر، جَمْع الْجمع. وَقَالَ: وبعضُهم يَقُول: ثمَرَة، ثمَّ ثمَرَ، ثمَّ ثِمَار، ثمَّ ثُمُر. وَقَالَ اللَّيْثُ: العَقل المُثْمر: عَقْل المُسْلم؛ والعَقْل العَقِيم: عَقْل الْكَافِر.

وَيُقَال: ثَمّر الله مالَك. والثَّامِرُ: نَوْر الحُمّاضِ، وَهُوَ أَحْمر؛ وَقَالَ الرّاجز: مِن عَلَقٍ كثامِرِ الحُمَّاضِ ويُقال: هُوَ اسْمٌ لِثَمرِه وحَمْله. قلت: أَرَادَ بِهِ حُمْرَةَ ثمره عِنْد إيناعِه؛ كَمَا قَالَ: كأنّما عُلِّقَ بالأَسْدانِ يانعُ حُمَّاضٍ وأُرْجُوانِ أَبُو عُبيد، عَن الْأَصْمَعِي: إِذا أَدْرك اللَّبن لِيُمْخَض فظهَر عَلَيْهِ تَحَبُّبٌ وزُبْدٌ، فَهُوَ المُثْمِر. وَقَالَ ابْن شُمَيل: هُوَ الثَّمير، وَذَلِكَ إِذا مُخض فرُئي على أَمْثَال الحَصَف فِي الجِلْد، ثمَّ يجْتَمع فَيصير زبْداً. وَمَا دَامَت صِغاراً، فَهُوَ ثَمِير. وَقد ثمَّر السِّقاء، وأَثْمر، وإنّ لَبَنك لَحَسن الثَّمر، وَقد أَثْمَر مِخَاضُك. قلت: وَهِي ثَميرة اللَّبن أَيْضا. ورُوي عَن ابْن عبّاس أَنه أَخذ بِثَمرة لِسانه وَقَالَ: قُل خَيْراً تَغْنَم، أَو أَمْسك عَن سُوء تَسْلَم. قَالَ شَمِرٌ: يُريد أَنه أَخذ بِطرف لِسَانه. وَكَذَلِكَ ثَمَرَة السَّوْط: طَرَفه. وَفِي حَدِيث عُمر أَنه دَقّ ثَمَرَة السَّوْط حَتَّى آضت لَهُ مِخْفَقةً. والثَّمراء: جَمع (الثَّمرة) ، مثل: الشجراء، جمع (الشّجرة) ؛ وَقَالَ أَبُو ذُؤيب يصف النّخْل: تَظَلُّ على الثَّمراء مِنْهَا جَوارسٌ مَراضِيعُ صُهْبُ الرِّيش زُغْبٌ رقَابُها وَقيل: (الثمراء) فِي بَيت أبي ذُؤَيب: اسْم جَبَل. وَقيل: شَجَرة بعَيْنها ثمرَ الثّمَرُ، إِذا نَضجَ. وأَثْمَر الشّجر؛ إِذا طَلع ثمَرُه. فِي قَوْله تَعَالَى: {وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ} (الْكَهْف: 43) قَالَ ابْن عَرفة: أَي مَا ثُمِّر من مالٍ؛ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ} (الْكَهْف: 35) . فالثَّمَر: مَا أَخْرجه الشجرُ. والثُّمُرُ: المالُ. ثرم: أَبُو زَيْد: أَثْرمْت الرَّجُلَ إثْرَاماً، حَتَّى ثَرِمَ، إِذا كسرت بَعض ثَنِيَّتِه. وَمثله: أَنْثَرتُ الكَبْشَ إنثاراً حَتَّى نَثِر، وأَعْوَرْتُ عَيْنه؛ وأَعْضَبت الكَبْش حَتَّى عَضب، إِذا كسَرْت قَرْنَه. وَقَالَ اللَّيْثُ: الثّرْم: مَصدر (الْأَثْرَم) . وَقد ثَرَمْت الرَّجُل فَثرم. وَقد ثَرَّمْتُ ثَنِيَّته، فانْثَرَمَتْ. رثم: قَالَ اللَّيْثُ: تَقول العَرَبُ: رَثَمْت فَاه رَثْماً، إِذا كَسره حَتَّى تَقَطَّر مِنْهُ الدَّمُ. والرَّثْمَ: بياضٌ على أنْف الفَرَس، وَهُوَ أَرْثَم، وَقد رَثِمَ.

قَالَ: والرَّثْمُ: تَخْديشٌ وشَقٌّ من طرَف الأَنف حَتَّى يَخْرج الدَّم فيَقْطر. قَالَ الرَّثْمُ: كَسْرٌ من طَرف مَنْسِم البَعير؛ يُقَال: رَثِم مَنْسِمُه، إِذا دَمى وسال مِنْهُ الدَّم؛ وَقَالَ ذُو الرُّمّة يَصف امْرأة: ثَثْني النِّقابَ على عِرْنين أَرْنَبة شَمَّاءَ مارِنُها بالمِسْك مَرْثُوم وَقَالَ الأصمعيّ: الرَّثْم، أَصله: الكَسر، فشَبّه أَنْفها مُلَغَّماً بالطِّيب بأنفٍ مَكْسور مُتَلطِّخ بالدَّم. وَقَالَ لَبِيد فِي المَنْسِم: بِرَثِيمٍ مَعِرٍ دامِي الأظَلّ مَنْسِم رَثِيم: أَدْمَتْه الْحِجَارَة. وحصًى رَثِيم ورَثمٌ، إِذا انْكَسَرَ؛ قَالَ الطِّرِمّاح: رَثيم الحَصَى مِن مَلْكِها المُتَوَضِّح وَقَالَ أَبُو عُبيد، فِي شِيَاتِ الفَرس: إِذا كَان بجَحْفلة الفَرس العُلْيا بَيَاضٌ فَهُوَ أرْثَم، وَإِن كَانَ بالسُّفلى بَيَاض فَهُوَ ألْمظ، وَهِي الرُّثْمة، واللُّمْظة. وقلتُ: وكُل كَسْر: ثَرْمٌ، ورَثْمٌ، ورَتْمٌ؛ وَقَالَ: لأَصْبَح رَثْماً دُقَاق الحَصَى مَكَان النبيّ من الكاتِبِ مرث: قَالَ اللَّيْثُ: المَرْثُ: مَرْسُك الشَّيء ثَمرتُه فِي ماءٍ وغَيره حَتَّى يَتَفَرَّق فِيهِ. ثَعلب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: المَرْثُ: المَصُّ. قَالَ: والمَرْثةُ: مَصَّة الصَّبيّ ثدي أُمِّه مَصَّةً واحِدة. وَقد: مَرَث يَمْرُث مَرْثاً، إِذا مَصّ. وَقيل فِي حَدِيث الزُّبَير: فكأنهم صِبْيانٌ يَمْرُثون سُخُبَهم، مَرْتَ الصَّبيّ إِذا عَضَّ بدُرْدُرِه. وَفِي حديثٍ يُروى عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه أَتى السِّقاية فَقَالَ: اسْقوني؛ فَقَالَ العبّاس: إِنَّهُم قد مَرَّثوه وأفْسَدُوه. قَالَ شَمِرٌ: معنى: (مَرَّثوه) أَي وَضَّروه بأَيديهم الوَضِرة. قَالَ: ومَرَّثه، ووضَّره، وَاحِد. قَالَ: وَقَالَ لي ابْن جُعَيل الكَلْبيّ: يُقَال للصبيّ إِذا أَخذ ولد الشَّاة: لَا تَمْرثه بِيَدِك فَلَا تُرْضِعَه أُمُّه. أَي لَا توضِّره بلَطْخ يدك، وَذَلِكَ أَن أُمّه إِذا شَمَّت رَائِحَة الوَضَر نَفَرت مِنْهُ. وَقَالَ المُفَضَّل الضَّبِّي: يُقال: أَدْرِك عَنَاقَك لَا يُمَرِّثُوها. قَالَ: والتَّمْريث: أَن يَمْسحها القومُ بأَيديهم وفيهَا غَمَرٌ فَلَا تَرأَمها أُمها من رِيح الغَمَر. ومرَّثْتُه تَمْرِيثاً، إِذا فَتَّتَّه؛ وأَنْشد: قَرَاطِفُ اليُمْنَة لم تُمَرَّثِ ثَعلب، عَن ابْن الأعرابيّ: المَرْث:

الحِلْمُ. ورَجُل مِمْرَثٌ: حَلِيم وَقور. أَبُو عُبيد، عَن الْأَصْمَعِي، فِي بَاب المُبدل: مَرَث فلانٌ الْخبز فِي المَاء، وَمَرَذَه. وَهَكَذَا رَوَاهُ لنا أَبُو بكر عَن شَمِر، بِالتَّاءِ والذّال. رمث: الرِّمْثُ، واحدتها: رِمْثَة، شَجَرةٌ مِن الحَمْض يَنْبَسطِ وَرَقُها مثل الأُشنان، والإبلُ تُحَمِّض بهَا إِذا شَبِعت مِن الخَلّة ومَلَّتْها. أَبُو عُبَيد، عَن أبي زَيد: رَمِثَت الإبلُ تَرْمَثُ رَمَثاً، إِذا أكلت الرِّمْث فاشْتكت بُطُونَها. وَقَالَ الكِسائيّ: يُقال: نَاقَة رَمِثة، وإبلٌ رَماثَى. والعَرب تَقُول: مَا شجرةٌ أَعلَمَ لجَبَلٍ، وَلَا أَضيْعَ لِسَابلة، وَلَا أَبدنَ وَلَا أَرتَع مِن الرِّمْثَة. قلت: وَذَلِكَ أنّ الْإِبِل إِذا مَلّت الخَلّة اشْتهت الحَمْضَ، فَإِن أَصَابَت طَيِّب المَرْعَى، مثل الرُّغْل والرِّمْث، مَشَقت مِنْهَا حاجَتها، ثمَّ عَادَتْ إِلَى الخَلّة فَحَسُن رَتعها واستَمرأَت رَعْيها، وَإِن فَقدت الحَمْض سَاءَ رَعيُها وهُزِلت. وَفِي الحَدِيث أَن رجلا أتَى النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: إنّا نَركب أَرماثاً لنا فِي الْبَحْر وَلَا ماءَ مَعنا، أفَنَتوضّأ بِمَاء الْبَحْر؟ فَقَالَ: (هُوَ الطّهُور ماؤُه الحِلُّ مَيْتَتُه) . قَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ الأصْمعِيّ: الأرْماث: خَشَبٌ يُضَم بعضه إِلَى بَعْض ويُشَدّ ثمَّ يُركب عَلَيْهِ؛ يُقَال وَاحِدهَا: رَمَث؛ وأَنشد لأبي صَخر الهُذليّ: تمَنَّيْتُ من حُبِّي عُلَيّة أَنَّنا على رَمَثٍ فِي الشَّرْمِ لَيس لنا وَفْر أَخْبرنِي المُنذريّ، عَن أبي الحَسن الطُّوسيّ، عَن الخَرّاز، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: الرَّمَثُ: الحَبْل المُنْتَكِثُ. والرَّمَثُ: الحَلَبُ. يُقال: رَمِّثَ ناقَتك، أَي أَبْقِ فِي ضَرْعها شَيْئاً. والرَّمَث: الطَّوْف، وَهُوَ هَذَا الْخشب. ورَوى سَلمة عَن الفَرّاء، قَالَ: الرَّمْثُ: السَّرِقَة. يُقال: رَمَث يَرْمِثُ: ورَمَث يَرْمُث رَمْثاً، فيهمَا، إِذا سَرَق. قَالَ: والرَّمَث: الطّوْف. والرَّمَثُ: مَا يَبْقى فِي الضَّرْع من اللّبن. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : لفُلَان على فلانٍ رَمَثٌ، أَي مَزِيّة؛ وَكَذَلِكَ: لَهُ عَلَيْهِ فَوْرٌ، ومُهْلةٌ، ونَفَلٌ. ويُقال: رَمَّث فلانٌ على الأَرْبعين، أَي زَاد: / /

باب الثاء واللام

(بَاب الثَّاء وَاللَّام) ث ل ن نثل، لثن. نثل: قَالَ اللَّيْثُ: يُقال للدِّرْع السَّابغة: نَثْلة، ونَثْرة. وَقد نَثلها عَلَيْهِ، أَي صَبَّها. أَبُو عُبَيد، عَن الْأَحْمَر: يُقال للحافر: ثَلَّ، ونَثَل؛ وأَنْشد: مِثَلٌّ على آرِيِّه الرَّوْثَ مِنْثَلُ يَصف بِرْذَوناً. قلت: أَرَادَ بِالحافِر كُلَّ دابّة ذَات حافرٍ مِن الخَيل والبِغال والحَمِير. وَقَوله: ثَلّ، ونَثل، أَي راثَ. وَقَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ أَبُو زَيد: نَثَلْت البِئر أَنْثِلُها نَثْلاً، إِذا أَخْرَجْتَ تُرابَها. وَاسم ذَلِك التّراب: النَّثِيلة، والنُّثالة أَيْضا. قَالَ أَبُو الجَرّاح: هِيَ ثَلّة البِئر ونَبِيثُها. وَقَالَ الأصمعيّ فِي قَول ابْن مُقْبل يَصف نَاقَة: مسامِيةً خَوْصَاءَ ذَات نَثِيلةٍ إِذا كَانَ قَيْدامُ المَجَرّة أَقْوَدَا قَالَ: مُسامية: تُسامي خطامَها الطَّرِيقَ تنظرُ إِلَيْهِ. وذاتُ نَثيلة، أَي ذَات بَقيّة من شِدَّة. وقَيْدام المَجرّة: أوّلُها وَمَا تقدّم مِنْهَا. والأقود: المُسْتَطيل. وَفِي الحَدِيث: (أيُحب أحدكُم أَن تُؤْتى مَشْرُبَتُه فيُنْتَثَل مَا فِيها) ؟ النَّثْل: نَثْرك الشَّيْء بمرّة وَاحِدَة. يُقال: نَثَل مَا فِي كِنَانته، إِذا صَبَّها ونَثَرها. لثن: أَخْبرنِي محمّد بن إِسْحَاق السّعْديّ، عَن عليّ بن حَرْب المَوْصِلِيّ أَنه قَالَ: لَثِنٌ، أَي حُلْو، بلغَة أهل الْيمن. وَقد جَاءَ فِي المَبْعَث فِي شِعْر: بُغْضُكُمُ عِندنا مُرٌّ مَذَاقَتُه وبُغْضُنا عِنْدكم يَا قَوْمنا لَثِنُ قَالَ عليّ بن حَرب، وَكَانَ مُعْرِباً: لَثِنٌ، أَي حُلْو، بلغَة أهل الْيمن. قلتُ: وَلم أسْمعه لِغَيره، وَهُوَ ثَبْت. ث ل ف اسْتُعمل من وجوهه: ثفل. ثفل: قَالَ اللَّيْثُ: الثَّفْل: نَثْرَك الشَّيْء كُلّه بمَرّة. والثُّفْلُ: مَا رَسَب خُثارته وعَلا صَفْوه من الأشْياء كُلّها. ثُفْل القِدْر؛ وثُفْل الْحَبّ، وَنَحْوه. قلت: وَأهل البَدو إِذا أَصَابُوا من اللَّبن مَا يَكْفيهم لقُوتهم فهم مُخْصبون لَا يختارون عَلَيْهِ غِذَاء مِن تَمر وزَبيب أَو حَبّ؛ فَإِذا أَعوزهم اللّبَنُ وَأَصَابُوا من الحَبّ والتَّمر مَا يَتَبَلّغون بِهِ فهم مُثافلون. ويُسمون كُل

َّ مَا يُؤْكل من لَحم أَو خُبز أَو تمر ثُفْلاً. ويُقال: بَنُو فلَان مُثافلون، وَذَلِكَ أشَدّ مَا تكون حالُ البدويّ. أَبُو عُبَيد: وَغَيره: الثِّفَال: الجِلْد الَّذِي يُبْسط تَحت رَحَا اليَد لِيَقيَ الطَّحِينَ من التُّراب؛ وَمِنْه قولُ زُهير يَصف الْحَرب: فَتَعْرككم عَرْكَ الرَّحَا بثِفَالِها وتَلْقَح كِشَافاً ثمَّ تُنْتَجْ فَتُتْئِم أَبُو عُبيد: سَمِعْتُ الكِسائي يَقُول: بعير ثَفَالٌ: أَي بَطِيء. قلت: وَفِي حَديث حُذيفة أَنه ذكر فتْنَة فَقَالَ: تكون فِيهَا مِثل الجَمل الثَّفَال الَّذِي لَا يَنْبَعث إِلَّا كَرْهاً. وَفِي حَدِيث ابْن عُمر: أَنه أَكل الدَّجْرَ، وَهُوَ اللُّوبِياء. ثمَّ غَسَل يَده بالثِّفَال. قَالَ ابْن الأعرابيّ: الثِّفَال: الإبْريق. أَبُو تُراب، عَن بعض بني سُليم: فِي الغِرارة ثُفْلة من تَمْر، وثُمْلة مِن تَمْر، أَي بقيَّة مِنْهُ. ث ل ب ثلب، ثبل، (بثل) ، لبث. ثلب: قَالَ اللَّيْثُ: الثِّلْب البَعيرُ الهَرِم. والثِّلْب: الشَّيخ، بلغَة هُذَيل. أَبُو عُبيد: الأَثْلب: الْحَجر. وَقَالَ شَمِرٌ: الأَثْلبُ، بلغَة أهل الْحجاز: الْحجر؛ وبلُغة بني تَمِيم: التّراب. وَقَالَ الفرَّاء: يُقال: بفِيه الإثْلبُ. والكلامُ الْكثير: الأَثْلب، وَهُوَ التُّرَاب وَالْحِجَارَة؛ قَالَ رُؤبة: وَإِن تُنَاهبه تَجدْه مِنْهَبا تَكْسُو حُروفَ حاجِبَيْه الأثْلَبا وَهُوَ التُّراب تَرْمي بِهِ قوائمُها على حاجبَيْه. أَبُو عُبيد، عَن الفَرّاء: ثَلَبْتُه أَثْلِبه ثَلْباً، إِذا عِبْتَه وقُلتَ فِيهِ. وَقَالَ غَيره: المثَالِبُ، مِنْهُ. ويُقال: مَثالِبُ الأمِير وَالْقَاضِي: معايِبُه. ويُقال: ثَلَبْت الرَّجُل، أَي طَرَدْتُه. وَقَالَ اللَّيْثُ: الثّلْب: شِدَّة اللّوْم والأخْذ باللِّسان. وَهُوَ المِثْلَب يَجْري فِي العُقُوبات وَنَحْوهَا. سَلَمة، عَن الفَرَّاء: ثَلِب جِلْدُه ثَلَباً، ورَدِن يَرْدَن رَدَناً، إِذا تَقَبَّض ولانَ؛ وقَفَل يَقْفُل، إِذا يَبِس. أَبُو عُبَيد: الثَّلِبُ: الرُّمْح المُتَثلِّم؛ وَقَالَ أَبُو العِيَال: ومُطَّرِدٌ مِن الخَطِّ يّ لَا عارٍ وَلَا ثَلِبُ ثبل بثل: أهملهما اللَّيْثُ. ورَوى أَبُو العبّاس، عَن ابْن الأعْرابي أَنه قَالَ: الثُّبْلَة: البَقِيَّة؛ والبُثْلة: الشُّهْرة.

قلت: وهما حَرفان عربيَّان، جعل الثَّبلة بِمَنْزِلَة (الثُّملة) . لبث: قَالَ اللَّيْثُ: اللَّبْثُ: المُكث. والفِعل: لَبِث، قَالَ الله تَعَالَى: {مَئَاباً لَّابِثِينَ فِيهَآ} (النبأ: 23) . سَلَمة، عَن الفَرَّاء: والناسُ يَقْرَؤون {مَئَاباً} . ورُوي عَن عَلْقمة أَنه قَرَأَهَا (لَبِثين) . قَالَ: وأجود الوَجْهين {مَئَاباً} لِأَن {مَئَاباً} إِذا كَانَت فِي مَوضِع تقع فتَنْصب كَانَت بِالْألف، مثل: الطامع والباخِل. قَالَ: واللَّبِث: البَطيء. وَهُوَ جَائِز، كَمَا يُقَال: رجُلٌ طامِعٌ وطَمِع، بِمَعْنى وَاحِد؛ وَلَو قلت: هُوَ طَمِع فِيمَا قِبَلَك، كَانَ جَائِزا. قلت: يُقال: لَبث لُبْثاً ولَبْثاً ولُبَاثاً، كل ذَلِك جَائِز، وتَلَبَّث تَلَبُّثاً، فَهُوَ مُتَلَبِّث. ث ل م ثلم، ثمل، مثل، ملث، لثم. ثلم: الحرّاني، عَن ابْن السِّكِّيت: فِي الْإِنَاء ثَلْمٌ، إِذا انْكسر مِن شَفَته شَيءٌ. وَفِي السَّيْف ثَلْمٌ. قَالَ: والثَّلَمُ: ثَلْم الوادِي، وَهُوَ أَن يَنْثَلم جُرْفُه. قلتُ: ورأَيتُ بِنَاحِيَة الصّمَّان موضعا يُقَال لَهُ: الثّلَم؛ وأَنشدني أَعْرابيٌّ: تَرَبَّعَتْ جوَّ خُوَيَ فالثَّلَم والثَّلْمَةُ: الموضعُ الَّذِي قد انْثَلَم؛ وجَمْعها: ثُلَم. وَقد انْثَلم الْحَائِط، وتَثَلَّم. وَقَالَ عَنْترة: بالحَزْن فالصَّمَّان فالمُتَثَلَّم ويُقال: ثَلَمْتُ الْحَائِط أَثْلِمه ثَلْماً، فَهُوَ مَثْلُوم. ثمل: أَبُو عُبيد، عَن أَصحابه: الثَّميلةُ: البَقِيَّة من الطَّعام أَو الشَّراب تَبْقَى فِي البَطْن؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّة يَصِف عَيْراً وأُتُنَه: وأَدْرَك المُتَبَقَّى من ثَمِيلته وَمن ثَمَائِلها واسْتُنْشِىءَ الغَرَبُ يَعْنِي: مَا بَقي فِي أَمْعَائها وأَعْضائها من الرُّطْب والعَلَف. وَكَذَلِكَ يُقال لِبَقيَّة المَاء فِي الغِدْران والحَفِير: ثَمِيلة، وثَمِيل؛ قَالَ الأَعْشى: بِعَيْرانةٍ كأَتَان الثَّمِيل تُوافِي السُّرى بعد أَيْنٍ عَسِيرَا تُوافي السُّرَى: أَي تُوفِّيها. أَبُو عُبيد: الثُّمْلَةُ: الحَبُّ والسَّوِيق والتَّمْر فِي الْوِعَاء، يكون نِصْفَه فَمَا دُونَه. قَالَ: والثُّمْلَة: أَيْضا: مَا أَخْرجت مِن أسفَل الرّكِيّة من الطِّين. قالهما أَبُو زَيد. والمِيم فِي هذَيْن الحَرْفَين سَاكِنة والثاء مَضْمومة.

وَأما الثَّمَلَة، بتحريك الْمِيم، فَهِيَ الصُّوفة الَّتِي يُهْنأ بهَا الجَرَب؛ وَأنْشد: مَمْفُوثَة أَعْراضُهم مُمَرْطَله كَمَا تُلاث بالهَناء الثّمَلَهْ أَبُو عُبَيد: الثُّمالة: بقيَّة المَاء وغَيْره. وَقَالَ ابْن الأَعرابي: تَقول العَربُ فِي كَلَامهَا: قَالَت اليَنَمة: أَنا اليَنَمة، أَغْبُق الصَّبِيَّ قبل العَتَمة، وأَكُبّ الثُّمالَ فَوق الأكَمَة. أَرَادَ بالثُّمَال: جمع الثُّمَالة، وَهِي الرَّغوة. واليَنَمة: بَقْلَةٌ طَيِّبة. وَقَالَ أَبُو عُبيد: الثَّمَالُ: السُّمّ المُنْقَع، وَهُوَ المُثَمّل. وَقَالَ ابْن بُزُرْجَ: ثَمَلْت القَوْمَ، وَأَنا أَثْمِلُهم، وأَثْمُلهم. قلت: مَعْناه أَن يكون ثِمَالاً لَهُم، أَي غِيَاثاً يَفْزَعون إِليه. ابْن السِّكّيت، عَن يُونس، يُقَال: مَا ثَمَلْتُ شَرابي بشيءٍ من طَعام. وَمَعْنَاهُ: مَا أَكَلْت قبل أنْ أَشْرَبَ طَعَاما. وَذَلِكَ يُسَمَّى: الثَّمِيلة. الأصْمعي: ثَمِل الرّجُلُ يَثْمَل ثَمَلاً، إِذا سَكِر. فَهُوَ: ثَمِلٌ. ويُقال: سَقَاه المُثَمَّلَ، أَي سَقاه السُّمّ. ونُرَى أَنه الَّذِي أُنْقِع فَبَقِي وثَبَتَ. قَالَ: والثّمَل: المُقَام والخَفْضُ. يُقَال: ثَملَ فلانٌ فَمَا يَبْرح. وَاخْتَارَ فلانٌ دارَ الثَّمَل، أَي دَار الخَفْض والمُقَام. وَيُقَال: فلانٌ ثِمالٌ لبني فلانٍ، إِذا كَانَ لَهُم غياثاً وقواماً يَقُوم بأمْرهم. يُقَال: هُوَ يَثْمِلُهم. وَقَالَ أَبُو طَالب يَمدح النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثِمَال اليتَامى عِصْمة للأرَامل وَيُقَال: أَثلَمت الْمَاشِيَة من الْكلأ مَا يَثْمل مَا فِي أَجوافها من المَاء، أَي يكون سَوَاء لما شَرِبَت من المَاء. وَيُقَال: مَا ثَمَلْت طَعامي بِشَيْء من شراب، أَي مَا شرِبت بعد الطَّعَام شَراباً. وَقَول ابْن مُقْبِل: لمن الدّيارُ عَرَفتُها بالسّاحِل وكأنّها ألواحُ سَيْفٍ شامِلِ قَالَ الأصمعيّ: الثامل: الْقَدِيم العَهد بالصِّقال، كَأَنَّهُ بَقِي فِي أَيدي أَصْحَابه زَمَانا؛ من قَوْلهم: ارْتحل بَنو فلَان. وثَملَ فلانٌ فِي دارِهم، أَي بقِي. والثَّمْلُ: المُكْثُ. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: قَالَ: المُثمَّلُ: السُّمّ المُقَوَّى بالسَّلَع، وَهُوَ شجرٌ مُرٌّ. والمَثْمَلُ: أَفْضل الْعَشِيرَة. شَمِرٌ: المُثَمَّلُ من السُّمّ: المُثَمَّنُ الْمَجْمُوع، وكل شَيْء جمعته، فقد ثمَّلْته

وثمَّنْته. وثمَلْتُ الطعامَ: أَصْلَحْتُه. وثمَلْته: سَترتُه وغَيَّبْته. وثُمالة: بَطن من الأزد، وإليهم يُنسَب المبَرّد. وَفِي حَدِيث عبد الْملك أَنه كتب إِلَى الْحجَّاج: أمّا بعد: فقد وَلّيتُك العِراقَيْن صَدْمَةً فسِرْ إِلَيْهَا مُنطوي الثميلة خَفيف الخَصيلة. الثميلة، أصلُها: مَا يَبقى من العَلف فِي بَطن الدَّابَّة. أَرَادَ: سِرْ إِلَيْهَا مُخِفّا. والخَصيلة: لَحمة السَّاق. أَرَادَ: سِرْ إِلَيْهَا نجيب السّاق. مثل: قَالَ اللَّيْثُ: المثَلُ: الشّيْءُ الَّذِي يُضرب مَثلاً فيُجْعل مِثْلَه. والمثَلُ: الحديثُ نَفْسُه. وَقَالَ الله تَعَالَى: {مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِى وُعِدَ الْمُتَّقُونَ} (الرَّعْد: 37) . قَالَ: مَثَلُها، هُوَ الخبَرُ عَنْهَا. أَبُو عُبيد، عَن الفرّاء: يُقَال: مَثَلٌ ومِثْل، وشَبَه وشِبه، بِمَعْنى وَاحِد. وَأَخْبرنِي المُنذرِيّ عَن ابْن فَهم، عَن ابْن سَلام، قَالَ: أَخْبرنِي عُمر ابْن أبي خَليفَة، قَالَ: سَمِعت مُقاتل صَاحب التَّفْسِير يسْأَل أَبَا عَمْرو بن العَلاء عَن قَول الله تَعَالَى: {مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِى وُعِدَ الْمُتَّقُونَ} (الرَّعْد: 35) : مَا مَثلها؟ قَالَ: فِيهَا أنهارٌ من مَاء غير آسِن. قَالَ: مَا مثَلها؟ فسكَت أَبُو عَمْرو. قَالَ: فَسَأَلت يُونُس عَنْهَا، فَقَالَ: مَثَلُها صِفَتُها. قَالَ محمّد بن سَلام: وَمثل ذَلِك قولُه تَعَالَى: {السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِى التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِى} (الْفَتْح: 29) أَي صِفتهم. قلت: ونَحو ذَلِك رُوي عَن ابْن عبّاس. وَأما جَواب أبي عمرٍ ولمُقاتل حِين سأَله: مَا مثلهَا؟ فَقَالَ: {فِيهَا أَنهَار. ثمَّ تَكريره السُّؤال: مَا مَثَلُها؟ وسُكوت أبي عَمْرو عَنهُ. فإنّ أَبَا عَمْرو أَجَابَهُ جَوَابا مُقْنِعاً، وَلما رأى نَبْوة فَهم مُقاتِل عَمَّا أَجَابَهُ سَكت عَنهُ، لما وقف عَلَيْهِ من غِلَظ فَهْمه، وَذَلِكَ أنّ قَول الله عزّ وجلّ: مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِى وُعِدَ الْمُتَّقُونَ} (الرَّعْد: 37) تَفْسِير لقَوْله عزّ وجلّ: {إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جَنَاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الاَْنْهَارُ} (الْحَج: 14) ففسّر جلّ وعزّ تِلْكَ الْأَنْهَار فَقَالَ: {مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِى وُعِدَ الْمُتَّقُونَ} مِمَّا قد عرفتموه فِي الدُّنيا مِن جَنّاتها وأَنهارها جَنَة فِيهَا أَنهَار من ماءٍ غير آسن وأنهار من كَذَا. وَلما قَالَ الله تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جَنَاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الاَْنْهَارُ} (الْحَج: 14) وصَف تِلْكَ الجنات فَقَالَ: {مَّثَلُ الْجَنَّةِ} (الرَّعْد: 37) أَي صفتَها. وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: {السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِى

التَّوْرَاة} (الْفَتْح: 29) أَي ذَلِك صِفة محمّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي التَّوْرَاة. ثمَّ أَعْلم أنّ صِفتهم فِي الْإِنْجِيل كزَرْع. قلتُ وللنّحْوييّن فِي قَوْله تَعَالَى: {مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِى وُعِدَ الْمُتَّقُونَ} (الرَّعْد: 37) قولٌ آخر قَالَه محمّد بن يَزيد الثُّماليّ فِي كتاب (المُقتضب) ، قَالَ: التَّقْدِير: فِيمَا يُتْلى عَلَيْكُم مَثَلُ الجَنة، ثمَّ فِيهَا وفيهَا. قَالَ: وَمن قَالَ: إنّ مَعناه: صِفة الجَنّة. فقد أَخطأَ، لِأَن (مَثَل) لَا يُوضع فِي مَوضِع صِفَة، إِنَّمَا يُقال: صِفة زَيد أنّه ظريف، وَأَنه عَاقل، ويُقال: مَثَلُ فلانٍ: المثَلُ مَأْخُوذ من: الْمِثَال والحذو، وَالصّفة تَحْلِيةٌ ونَعْتٌ. وَقَالَ الله تَعَالَى: {ياأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ} (الْحَج: 73) وَذَلِكَ أَنهم عَبَدُوا مِن دُون الله مَا لَا يَسْمع وَلَا يُبْصر وَمَا لم تَنْزل بِهِ حُجَّة، فأَعلمهم الله الجوابَ مِمَّا جَعلوه لله مَثَلاً ونِدّاً، فَقَالَ: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُواْ ذُبَاباً} (الْحَج: 73) . يَقُول: كَيفَ تكون هَذِه الْأَصْنَام أَنْدَاداً وأمثالاً لله، وَهِي لَا تَخْلق أَضْعف شَيْء ممّا خلق الله. وَلَو اجْتمعوا كُلّهم لَهُ، وَإِن يَسْلُبهم الذُّبَاب الضعيفُ شَيْئا لم يُخلِّصوا المَسْلُوب مِنْهُ. ثمَّ قَالَ: {ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} (الْحَج: 73) . وَقد يكون (المَثَل) بِمَعْنى: العِبْرة: وَمِنْه قولُ الله تَعَالَى: { (أَجْمَعِينَ فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِّلاَْخِرِينَ} (الزخرف: 56) فَمَعْنَى (السّلف) أنّا جعلناهم مُتَقَدِّمين يَتَّعِظُ بهم الغابرُون. وَمعنى قَوْله تَعَالَى: {سَلَفاً} ، أَي عِبْرة يَعْتبر بهم المُتأَخِّرون. وَيكون (الْمثل) بِمَعْنى: الْآيَة، قَالَ الله تَعَالَى فِي صفة عِيسى: {عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 -} (الزخرف: 59) أَي آيَة تدلُّهم على نُبُوّته. وأمّا قَوْله تَعَالَى: { (لِّلاَْخِرِينَ وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ} (الزخرف: 57) جَاءَ فِي التّفسير: أنّ كفَّار قُرَيْش خَاصَمت النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا قيل لَهُم: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} (الْأَنْبِيَاء: 98) قَالُوا: قد رَضِينا أَن تكون آلِهَتنَا بِمَنْزِلَة عِيسَى ابنِ مَرْيَم وَالْمَلَائِكَة الَّذين عُبِدوا مِن دُون الله. فَهَذَا معنى ضَرب المَثل بِعِيسَى. ويُقال: تمثَّل فلَان، إِذا ضَرَب مَثَلاً. والمِثَالُ مَا جعل مِثْلُه. حَدّثنا عبدُ الرحمان بن عَليّ، قَالَ: حدّثنا مُحَمَّد بن حُميد، قَالَ: حَدثنَا جرير، عَن مُغيرة، عَن أُمّ مُوسى أُمّ ولد الحُسين بن عَليّ، قَالَت: زَوّح عليُّ بن أبي طَالب

رَضي الله عَنهُ شابّين وَابْني مِنْهُم، فَاشْترى لكُلّ وَاحِد مِنْهُمَا مِثَالَيْن. قَالَ جريرٌ: قلتُ للمُغيرة: مَا مِثالان؟ قَالَ: نَمطَان. والنمط: مَا يُفترش مِن مَفارِش الصُّوف الملوَّنة. وَقَالَ الإياديّ: سُئِل أبُو الهَيْثم عَن مَلِك قَالَ لِرَجُل: ائتِني بقومك؛ فَقَالَ: إنَّ قومِي مُثُلٌ. قَالَ أَبُو الهَيْثم: يُريد أنّهم ساداتٌ لَيْسَ فَوْقهم أَحَد. والمِثال: الفِراش، وجَمْعها: مُثُل؛ وَمِنْه قَوْله: وَفِي البَيت مِثَالٌ رَثٌّ، أَي فِرَاشٌ خَلَق؛ وَقَالَ الأعْشى: بكُلّ طُوَالِ السَّاعِدَيْنِ كأَنَّما يَرى بسُرَى اللَّيْل المِثَالَ المُمَهّدَا والتّمثال: اسْم للشَّيْء المَصْنوع مُشَبَّهاً بِخَلْقٍ مِن خَلْق الله؛ وَجمعه: التّماثِيل. وَأَصله من: مَثَّلت الشيءَ بالشَّيْء، إِذا قَدَّرْتَه على قَدْره. وَيكون تَمثيل الشَّيْء بالشَّيء تَشْبِيهاً لَهُ. وَاسم ذَلِك المُمثَّل: تِمْثَال. وأمّا التَّمْثَال، بِفَتْح التَّاء: فَهُوَ مَصْدر: مَثَّلْت تَمْثِيلاً، وَتَمْثَالاً. ويُقال: فلَان أمْثل من فلَان، أَي أَفْضَل مِن فُلانٍ. وَقَالَ الله تَعَالَى حِكَايَة عَن فِرْعون إِنَّه قَالَ: {وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى} (طه: 63) . قَالَ الأخْفش: المُثْلَى، تَأْنيث: الأمْثل. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: معنى (الأمثل) : ذُو الفَضل الَّذِي يَسْتحق أَن يُقال لَهُ، هُوَ أَمْثَلُ قومه. وَقَالَ الفَرّاء: المُثْلى، فِي هَذِه الْآيَة، بِمَنْزِلَة: الْأَسْمَاء الحُسْنى، وَهُوَ نَعت للطَّريقة، وهم الرّجال الْأَشْرَاف: جُعلت (المثلى) مُؤَنّثَة لتأنيث (الطَّرِيقَة) . وَقَالَ ابْن شُميل: قَالَ الخَلِيل: يُقال: هَذَا عبد الله مِثْلك، وَهَذَا رَجُلٌ مِثْلك؛ لأنّك تَقول: أَخُوك الَّذِي رَأَيْته بالْأَمْس، وَلَا يكون ذَلِك فِي (مَثَل) . ويُقال: امْتثلت مِثَال فلَان، أَي احتذيت حَذْوَه وسَلَكْت طَرِيقته. وَقَول الله تَعَالَى: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ} (الرَّعْد: 6) يَقُول: يَسْتَعْجلونك بالعَذاب الَّذِي لم أُعاجِلْهم بِهِ، وَقد عَلِموا مَا نزَل من عقوبتنا بالأمم الخالية، فَلم يعتبروا بهم. والعَرب تَقول للعُقوبة: مَثُلة، ومُثْلَة. فَمن قَالَ: (مَثُلة) جمعَها على: مَثُلات، وَمن قَالَ (مُثْلَة) جمعَها على: مُثُلات، ومُثَلات: ومُثْلات، بإِسكان الثَّاء. يَقُول: يَسْتَعجلونك بالعَذاب، أَي يطْلبُونَ

العَذاب فِي قَوْلهم: {فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَآءِ} (الْأَنْفَال: 32) . وَقد تقدّم مِن الْعَذَاب مَا هُوَ مُثْلة وَمَا فِيهِ نَكَال لَهُم، لَو اتَّعطوا. وَيُقَال: مَثَل بِهِ يَمْثُل مَثْلاً. والمُثْلَة، الاسْم. وكأنّ (المَثْلَ) مَأْخُوذ من (المَثَل) ، لِأَنَّهُ إِذا شَنَّع فِي عُقوبته جعله مَثَلاً، أَي عَلَماً. وَيُقَال: امْتثل فلانٌ من قوم أماثِلَهم، إِذا اخْتَار فاضِلَهم. وَالْوَاحد: أَمْثل. يُقَال: هُوَ أَمْثل الْقَوْم، وهَؤلاء مُثل الْقَوْم. وأَماثلهم، يكون جمع (أَمْثَال) ، وَيكون جمع (الأمْثل) . وَفِي الحَدِيث: نَهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يُمثَّل بالدّوابّ وَأَن تُؤْكل المَمْثُول بهَا، وَهُوَ أَن تُنْصب فتُرْمَى. ويُقال: امْتثلتُ مِن فلَان امْتثالاً، أَي اقْتَصَصْت مِنْهُ، وَمِنْه قولُ ذِي الرُّمّة: رَبَاعٍ لَهَا مُذْ أَوْرَق العُودُ عِنْده خُمَاشاتُ ذَحْلٍ مَا يُراد امْتِثالُها أَي مَا إِن يُقْتصّ مِنْهَا، هِيَ أذلّ من ذَلِك، أَو هِي أَعزّ عَلَيْهِ من ذَلِك. وَيَقُول الرّجُل للْحَاكِم: أَمْثِلْني من فلانٍ، أَي أَقِصَّني مِنْهُ. وَقد أَمْثله الْحَاكِم مِنْهُ. قَالَ أَبُو زَيد: والمِثَالُ: القِصَاص. أَبُو عُبَيد، عَن أبي عَمرو: والماثِلُ: الْقَائِم. والماثل: اللاطىء بالأرْض. قَالَ: وسمعتُه يَقُول: كَانَ فلانٌ عندنَا ثمَّ مَثَل، أَي ذَهَب. وَقَالَ لَبِيد فِي (الماثل) بِمَعْنى الْقَائِم المُنتصب: ثمَّ أَصْدَرْناهما فِي وارِدٍ صادِرٍ وَهْمٍ صُوَاه كالمَثَلْ أَي انْتَصب. والماثِل: الدّارِس. وَقد مَثَل مُثُولاً. وَقيل: إِن قولَهم: تماثَل المَريض، من: المُثُول والانتصاب، كَأَنَّهُ هَمّ بالنُّهوض والانتصاب. وَيُقَال: المريضُ اليومَ أَمْثَلُ، أَي أَحْسن مُثولاً وانتصاباً. ثمَّ جُعل صفة للإقْبال. قلتُ: معنى قَوْلهم: المريضُ الْيَوْم أَمْثل: أَي أَفْضل حَالا من حالةٍ كَانَت قَبلها، وَهُوَ من قَوْلهم: هُوَ أَمْثل قَوْمه، أَي أَفْضَل قومه. والأمْثال: أَرَضون ذاتُ جِبَال يُشْبه بعضُها بَعْضًا، وَلذَلِك سُمِّيت أمْثالاً، وَهِي من البَصرة على لَيْلتين. وَقَوله تَعَالَى: {) الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ} (يس: 42) . قَالَ قَتادة: السُّفن. وَقَالَ الحَسن: هِيَ الْإِبِل، فكأنّهم قَالُوا

باب الثاء والنون

للإِبل سُفُن البَرّ، من هَا هُنا. وَقَوله تَعَالَى: {فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ} (الشورى: 11) أَي لَيْسَ مِثْله شَيْء، وَالْكَاف مؤكّدة. ملث: ابْن السّكيت: المَلْثُ: أَن يَعِد الرَّجُلُ الرَّجُلَ عِدَةً لَا يُريد أَن يَفِيَ بهَا. وَقد مَلَثه يَمْلُثه مَلْثاً، ومَلَذَه يَمْلُذه مَلْذاً، مثله، إِذا طَيَّبه بكَلاَمٍ لَا وَفَاءَ لَهُ. أَبُو عَمْرو: أتَيْتُه مَلَثَ الظَّلام، ومَلَسَ الظلام، وَهُوَ اخْتِلاَطُه. وَقَالَ أَبُو عَمْرو الجَرْميّ، عَن أبي زَيد: مَلْث الظلام: اخْتِلاط الضَّوْء بالظُّلْمة، وَهُوَ عِنْد العِشاء، وَعند طُلُوع الْفجْر. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: المَلْثَة، والمَلْث: أوّل سَواد اللَّيل. والمَلْث: وَقت العِشاء الْآخِرَة. قَالَ: فَقَوْلهم: اخْتلط المَلس بالمَلث. فالمَلث: أوّل سَوادِ المَغرب. فإِذا اشتدّ حَتَّى يَأْتِي وَقت الْعشَاء الْأَخِيرَة فَهُوَ المَلَس فَلَا يُميّز هَذَا من هَذَا، لِأَنَّهُ قد دَخل المَلث فِي المَلس. وَمثله: اخْتلط الزُّبَاد بالخائِر. لثم: أَبُو عُبَيد، عَن أبي زَيْد، قَالَ: تَميم تَقُول: تَلَثَّمْتُ على الفَم؛ وَغَيرهم يَقُول: تَلَفَّمْتُ. وَقَالَ الفَرّاء: إِذا كَانَ على الفَم فَهُوَ اللِّثام، وَإِذا كَانَ على الْأنف فَهُوَ اللِّفَام. قَالَ: ويُقال من اللِّثام: لَثَمْت أَلْثِمُ. فَإِذا أردْت التَّقْبِيل قلت: لَثِمْت أَلْثَمُ. وأَنشد غيرُه: فَلثِمْتُ فاهَا آخِذاً بقُرونِها ولَثِمْتُ مِن شَفَتَيْه أَطْيَبَ مَلثَمِ (بَاب الثَّاء وَالنُّون) ث ن ف ثفن، نفث. ثفن: الثَّفِنَاتُ من البَعير: مَا وَلِي الأرْضَ مِنْهُ عِنْد بُرُوكه. والكِركرة: إِحدى الثَّفنات، وَهِي خَمْسٌ بهَا، وَقَالَ الشَّاعِر يَصف نَاقَة: ذَات انتِباذٍ عَن الحادِي إِذا بَركت خوَّت على ثَفِناتٍ مُحْزئِلاّتِ وَقَالَ عُمر بن أبي رَبيعة يَصف أَرْبع رَواحِلَ وبُرُوكَها: على قَلْوصَيْن مِن رِكَابِهمُ وعَنْتَرِيسَيْن فيهمَا شَجَعُ كأَنَّما غادرت كَلاَكِلُهَا والثَّفناتُ الخِفافُ إِذْ وَقَعُوا مَوْقِعَ عِشْرينَ مِن قَطاً زُمَرٍ وَقَعْنَ خمْسا خمْسا مَعًا شِبَعُ قَالَ ابْنُ السِّكِّيت: الثّفِنة: مَوْصِل الفَخِذ فِي السّاق مِن باطِن، وموصلُ الوَظيف فِي

الذِّراع، فشبّه آثارَ كراكرها وثَفِناتها بمَجاثم القَطَا، وَإِنَّمَا أَرَادَ خِفّة برُوكهنّ. وَقَالَ العجّاج: خَوَى على مُسْتَوياتٍ خَمْسِ كِرْكرةٍ وثَفِنَاتٍ مُلْسِ وَقَالَ ذُو الرّمّة، فَجعل الكِرْكِرة من الثَّفنَات: كأنّ مُخَوّاها على ثَفِنَاتِها مُعَرّسُ خَمْسٍ مِن قَطاً مُتَجَاور وَقَعْن اثْنَتَيْن واثْنَتَيْن وفرْدَةً جريداً هِيَ الوُسْطى لتَغْليس حائر وَيُقَال: ثافنتُ فلَانا أُثافنه مُثافَنة، إِذا جاثَيْتَه تُحادثه وتُلازمه وتكلِّمه. وَقَالَ أَبُو عُبيد: المُثَافِن والمُثَابر، والمُواظِب، واحِدٌ. ثَعْلَب، عَن ابْن الأَعرابيّ: الثَّفَنُ: الثِّقَل. وَقَالَ غَيره: الثَّفْن: الدّفْع. وَقد ثَفَنه ثَفْناً، إِذا دَفَعه. وَقَالَ أَبُو سَعيد: ثَفَنْت الرَّجُل أَثْفُنه، إِذا أَتَيْته من خَلْفه. وَقَالَ أَبُو زيد: ثافَنْت الرَّجُل مُثافنة، أَي صاحَبْتُه حَتَّى لَا يَخْفَى عليّ شيءٌ من أَمْره، وَذَلِكَ أَن تَصْحبه حَتَّى تَعلمَ أَمْره. نفث: رُوي عَن النَّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إنّ رُوح القُدس نَفَث فِي رُوعي) وَقَالَ: (إنّ نَفْساً لن تَمُوت حَتَّى تَسْتَوْفي رِزْقها، فاتقُوا الله وأَجْمِلوا فِي الطَّلَب) . قَالَ أَبُو عُبيد: هُوَ كالنَّفْث بالفم، شبيهٌ بالنّفْخ. وَأما التَّفْل، فَلَا يكون إلاّ ومَعه شيءٌ من الرِّيق. وأمّا الحَدِيث الآخر فِي افْتِتَاح الصَّلاة: (اللَّهُمَّ إنّي أعُوذ بك من الشَّيْطان الرَّجيم من هَمْزه ونَفْثه ونَفْخه) . فقد مَرَّ تَفْسِير الهَمْز والنّفْخ فِي مَوْضعهما من الْكتاب. وأمّا (النّفْث) فتفسيرُه فِي الحَدِيث: أَنه الشِّعْر. قَالَ أَبُو عُبيد: وَإِنَّمَا سُمِّي الشِّعْر نَفْثاً، لِأَنَّهُ كالشَّيء يَنْفُثه الْإِنْسَان من فِيه مثل الرّقية. وَقَوله عزّ وجلّ: {) وَقَبَ وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِى الْعُقَدِ} (الفلق: 4) هن السواحر. ونُفاثةُ السِّواك: مَا يَتَشَظَّى مِنْهُ فَيَبْقَى فِي الأسْنان فيَنْفُثه صاحبُه. وَقيل: مَعْنَى قَوْله: (نَفَث فِي رُوعي) ، أَي أَوْحَى إليّ. ث ن ب ثبن، بنث، بثن. ثبن: فِي حَدِيث عُمر: أَنه قَالَ: إِذا مَرّ أحدُكم بحائط فَلْيَأْكُل مِنْهُ وَلَا يَتَّخِذْ ثُبَاناً. قَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: والثُّبَان:

الوِعَاءُ الَّذِي يُحْمَل فِيهِ الشَّيْءُ، فإِن حَمَلْته بَين يَدَيك، فَهُوَ ثُبَانٌ. وَقد ثَبَنْت ثُبَاناً. فإِن جَعَلْته فِي حِضْنك، فَهُوَ خُبْنَة. يَعني بالحَديث: المُضْطَرّ الجائع يَمُرّ بحائط رَجُلٍ فيأكُل من ثَمَر نَخْله مَا يَرُدّ جَوْعَته. وَقَالَ شَمِرٌ: قَالَ ابْن الأَعْرابي وأبُو زَيد: الثُّبَان: واحدُها: ثُبْنَة، وَهِي الحُجْزة تُحْمل فِيهَا الفاكهةُ وغيرُها؛ وَقَالَ الفَرَزْدق: وَلَا نثَر الجانِي ثُباناً أمامها وَلَا انتَقَلَتْ مِن رَهْبَةِ سَيْلٍ مِذْنَبِ قَالَ: وَقَالَ أَبُو سعيد: لَيْسَ الثُّبَان بالوعاء، وَلَكِن مَا جُعل فِيهِ من التَّمْر فاحتُمل فِي وعاءٍ أَو غَيره، فَهُوَ ثُبان، وَقد يَحْمل الرجل فِي كُمِّه فَيكون ثُبانَه. وَيُقَال: قدم فلانٌ بثُبَانٍ فِي ثَوْبه. وَمَا أَدْري مَا هُوَ؟ وثَبَنه فِي ثَوبه. وَلَا تكون ثُبْنة إِلَّا مَا حَمَل قُدَّامه وَكَانَ قَلِيلا. فَإِذا عَظُم فقد خَرج مِن حدِّ الثُّبان. بنث: ثعلبَ: عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: البَيْنِيث: ضربٌ من سَمَك الْبَحْر. نبث: أَبُو عُبَيد: هِيَ ثَلّة الْبِئْر ونَبِيثها، وَهِي مَا يُسْتَخرَج من تُراب الْبِئْر إِذا حُفِرت؛ وَقد نُبِثَت نَبْثاً. وَقَالَ غَيره: يُقَال: مَا رأيتُ لَهُ عيْناً وَلَا نَبْثاً، كَقَوْلِك: مَا رأيتُ لَهُ عَيناً وَلَا أثَراً؛ وَقَالَ الراجز: فَلَا تَرى عيْناً وَلَا أَنْباثاً إِلَّا مَعَاث الذِّئْب حِين عاثا فالأنْباث: جمع نَبَث: وَهُوَ مَا أُثِير وحُفِرَ واسْتنْبِث. وَقَالَ زُهير يَصف عَيْراً وأُتُنَه: يَخِرُّ نَبِيثُها عَن جانبيه فَلَيْسَ لوَجْهه مِنْهَا وِقاءُ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: نَبِيثها: مَا نُبِث بأَيديها، أَي حَفرت من التُّرَاب. قَالَ: وَهُوَ النَّبيثُ، والنَّبيذ، والنَّحيتُ، كلُّه وَاحِد. بثن: فِي حَدِيث خَالِد بن الْوَلِيد: أنّه خَطب فَقَالَ: إنَّ عُمَرَ اسْتَعملَنِي عَلَى الشَّام وَهُوَ لَهُ مُهِمٌّ، فَلَمَّا أَلْقَى الشامُ بَوانِيَه وَصَارَ بَثَنِيَّةً وعَسَلاً عَزلني واستَعمل غَيْرِي. قَالَ أَبُو عُبَيد: قولُه: صَار بَثَنِيَّةً وعَسلاً، فِيهِ قَولَانِ: يُقَال: البَثِنيّةُ: حِنْطةٌ منْسُوبة إِلَى بَلْدَة مَعْرُوفَة بِالشَّام، من أَرض دِمَشق يُقَال لَهَا البَثَنِيَّة. وَالْقَوْل الآخر: أنّ البَثنيّة: الرّمْلة اللَّيِّنة، وَذَلِكَ أنّ الرّمْلة اللّيّنة يُقَال لَهَا: بَثْنَة، وتصغيرُها: بُثَيْنَة.

وَأَرَادَ خَالِد أنَّ الشّام لمّا سَكن وذهَبت شَوْكته وَصَارَ ليِّناً لَا مَكْرُوه فِيهِ خِصْباً كالحِنطة والعَسَل عَزَلني. أَبُو العبّاس، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: البَثْنَة: الزُّبْدة، والبَثْنة: النَّعْمَة فِي النِّعمة، والبَثْنة: الرَّمْلة اللَّيِّنة، والبَثْنة: الْمَرْأَة الحَسْناء البَضَّة الناعمة. قَالَ: وَمعنى قَول خَالِد: أَنَّهَا صَارَت كأنّها زُبْدة ناعمة. وقرأت بِخَط شَمِر وتَقييده، قَالَ: البِثْنة، بِكَسْر الْبَاء: الأَرض اللَّيّنة، وَجَمعهَا: بُثُن. ويُقال: هِيَ الأَرْض الطَّيِّبة. وَقيل: البُثُن: الرِّيَاضُ؛ وأَنشد قولَ الكُمَيْت: مَباؤُكَ فِي البُثُن النَّاعِما تِ عَيْناً إِذا رَوَّحَ المُؤْصِلُ يَقُول: رِياضُكَ تَنْعَم أَعْينَ النَّاس، أَي تُقِرّ عُيونهم إِذا أَراح الرَّاعي نَعمه أصِيلاً. والمَبَاءُ، والمَباءة: المَنْزِل. قَالَ شَمِرٌ: قَالَ الغَنَوِيّ: بَثَنِيّة الشَّام: حِنْطَةٌ أَو حَبَّة مُدَحْرَجَة. قَالَ: وَلم أجد حَبَّةً أَفضل مِنْهَا، وَقَالَ ابنُ رُوَيْشد الثَّقَفِيّ: فأدْخَلْتُها لَا حِنْطَةً بثَنِيَّةً تُقَابِلُ أَطْرَافَ البُيُوتِ وَلَا حُرْفا وَقَالَ: بَثَنِيَّة: مَنْسُوبة إِلَى قَرْيَة بِالشَّام بَين دِمَشق وأَذْرِعات. ث ن م ثمن، مثن، نثم. ثمن: أَبُو عُبَيد، عَن الأَصْمعِيّ: الثّمانِي: نَبْتٌ، والأَفانِي: نَبْتٌ، واحدته: أَفَانِيَة. وَقَالَ الكسائيّ: أَثْمَنْت الرَّجُلَ متاعَه، وأَثَمَنْت لَهُ، بِمَعْنى وَاحِد. أَبُو عُبَيد: الثُّمْنُ والثَّمِينُ: وَاحِد؛ وأَنْشَد أَبُو الجَرّاح: وألْقَيْتُ سَهْمِي وَسْطَهم حِين أَوْخَشُوا فَمَا صَار لِي فِي القَسْمِ إِلَّا ثَمِينُها وَقَالَ اللّيْث: ثمَنُ كُلِّ شيءٍ: قِيمَتُه. وَقَالَ الفَراء فِي قَول الله عزّ وجلّ: {وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً} (الْبَقَرَة: 41) : كلّ مَا كَانَ فِي القُرآن من هَذَا الَّذِي قد نُصِب فِيهِ (الثّمن) وأُدْخلت الْيَاء فِي المَبيع أَو المُشْتَرى، فإنّ ذَلِك أَكثر مَا يَأْتِي فِي الشَّيْئين لَا يكونَانِ ثَمَناً مَعْلوماً، مثل الدّنانير والدَّراهم؛ فَمن ذَلِك: اشترَيْت ثوبا بكساء، أيّهما شِئْت تَجعله ثمنا لصَاحبه، لِأَنَّهُ لَيْسَ من الْأَثْمَان. وَمَا كَانَ لَيْسَ من الْأَثْمَان مثل الرَّقيق والدُّور وجَميع العرُوض، فَهُوَ على هَذَا، فَإِذا جِئت إِلَى الدّراهم، وَالدَّنَانِير وَضَعْت الْبَاء فِي الثّمن، كَمَا قَالَ فِي سُورة يُوسف:

{وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ} (يُوسُف: 20) ، لأنّ الدّراهم ثمنٌ أبدا، وَالْبَاء إِنَّمَا تَدْخل فِي الأَثمان. وَكَذَلِكَ قَوْله: {اشْتَرَوْاْ بِئَايَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً} (التَّوْبَة: 10) أَي اشْتَروا الْحَيَاة الدّنيا بِالآخِرَة والعَذاب بالمغفرة، فأَدْخل الْبَاء، فِي أَي هذَيْن شِئْتَ حَتَّى تصير إِلَى الدَّراهم وَالدَّنَانِير، فإِنك تُدْخل الْبَاء فِيهِنَّ مَعَ العُروض، فَإِذا اشْتريت أحَد هذَيْن، يَعْنِي الدَّنَانِير وَالدَّرَاهِم، بِصَاحِبِهِ أَدخلت الْبَاء فِي أيّهما شِئْت، لِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا فِي هَذَا الْموضع مَبيع وثمَن، فَإِن أحْبَبَت أَن تعرف فَرْق مَا بَين العُروض وَالدَّرَاهِم، فَإنَّك تعلم أنّ من اشْترى عبدا بِأَلف دِرْهم مَعْلُومة، ثمَّ وَجد بِهِ عَيْباً فردّه، لم يكن على المُشْتري أَن يَأْخُذ ألْفَه بِعَينهَا وَلَكِن ألفا، وَلَو اشْترى عبدا بِجَارِيَة ثمَّ وَجَد بهَا عَيْبا لم يَرْجع بِجَارِيَة أُخرى مِثلها، فَذَلِك دليلٌ على أنّ الْعرُوض لَيست بأثْمَانٍ. أَبُو حَاتِم، عَن الأصْمعي، يُقَال: ثَمَانِيَة رجال، وثماني نِسوة، وَلَا يُقَال: ثمانُ؛ وَأنْشد الأصمعيُّ: لَهَا ثنايا أَرْبعٌ حِسانُ وأربعٌ فثَغْرُها ثمانُ وَقَالَ: هَذَا خطأ. وَقَالَ: هنَّ ثمانيَ عَشْرة امْرَأَة، مَفْتُوحَة الْيَاء، هُما اسمان جُعلا اسْما وَاحِدًا ففُتحت أواخرها. وَكَذَلِكَ: رَأَيْت ثمانيَ عشْرة امْرَأَة، ومررتُ بثمانيَ عَشْرة امْرَأَة. قلت: وقولُه: فَلَقَد شَرِبْتُ ثمانياً وثمانِياً وثمانِي عَشْرةَ واثْنَتين وأَرْبَعا فوجهُ الْكَلَام: ثمانِ عشرَة، بِكَسْر النُّون لتدُلّ الكسرةُ على الْيَاء وتدل فَتْحة الْيَاء على لُغة من يَقُول: رَأَيْت القَاضِي، كَمَا قَالَ الشَّاعِر: كأنّ أَيديهنَّ بالقاع القَرِق ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الْمِثْمنَة: المِخْلاة؛ والمِثْملة: خِرْقة يهنأ بهَا البَعير؛ والمِنْثَلة: الزَّنْبِيل. وَقَالَ شمر: ثمَّنت الشيءَ: إِذا جمعتَه، فَهُوَ مُثَمَّن. وكِساء ذُو ثمانٍ: عُمِلَ من ثَمَانِي جِزَاتٍ؛ وَقَالَ الشَّاعِر: سيَكْفيكِ المُرَحَّلُ ذُو ثمانٍ خَصِيفٌ تُبْرِمين لَهُ جُفَالا نثم: قَالَ أَبُو زَيد، فِيمَا عُزي إِلَى ابْن السّكيت، وَلَا أَدْرِي مَا صحَّته: أنشدَني أَبُو عَمرٍ ولمنْظُور الْأَسدي:

قد انْتَثَمت عَلَيَّ بقول سَوْءٍ بُهَيْصِلَةٌ لَهَا وَجهٌ دَميمُ حَليلةُ فاحِشٍ وانٍ لَثيم مُزَوْزِكةٌ لَهَا حَسبٌ ذَمِيم قَالَ: انتَثَمت: انفرجَت بالْقَوْل القَبيح. قلت: كأنّه افْتعل من (نثم) ، كَمَا يُقَال من (نثر) : انتَثر، على (افْتَعَل) . مثن: قَالَ اللَّيْث: المَثَانةُ، معروفةٌ. أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد، قَالَ: الأمثَن، الَّذِي لَا يَسْتَمْسك بَوْلُه فِي مثانتِه. والمرأةُ: مَثْنَاء، مَمْدُود. وَفِي حَدِيث عمّار بن ياسِر أَنه صلَّى فِي تُبّان، وَقَالَ: إِنِّي مَمثُون. قَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ الكِسَائيّ: المَمْثُون: الَّذِي يَشْتَكِي مَثَانَته. يُقَال مِنْهُ: رَجُلٌ مَثِنٌ ومَمْنُون. قَالَ أَبُو عُبَيد: وَكَذَلِكَ إِذا ضَرَبْته على مَثَانته قُلْت: مَثَنْته أَمْثُنه وأَمْثِنه مَثْناً، فَهُوَ مَمْثُون. أَبُو عُبَيد، عَن الأُمويّ: مَثَنْتُه بالأَمر مَثْناً، إِذا غَتَتَّه بِهِ غَتّاً. وأَخبرني الإياديّ عَن شَمِر أَنه قَالَ: لم أَسْمع، مَثَنْته، بِهَذَا المَعْنى إلاّ هُنا. قلت: أَحْسبه: مَتَنْته، بِالتَّاءِ، من: المُمَاتنة فِي الأمْرِ. ورَوى ابْن هانىء، عَن أبي زَيد: مَثِنَ الرَّجُلُ يَمْثَن مَثَناً، وَهُوَ رَجُل أَمْثن، إِذا اسْتَمسك بولُه فِي مثانته؛ وامْرأة مَثْناء. قلتُ: وَهَذَا خلافُ مَا رَواه أَبُو عُبَيد عَنه. ورَوى أَبُو العبّاس، عَن ابْن الأعرابيّ: يُقال لمِهْبِل الْمَرْأَة: المَحْمل والمُسْتَوْدع، وَهُوَ المثانة أَيْضا؛ وأَنشد: وحاملةٍ مَحْمُولةٍ مُسْتَكِنَّةٍ لَهَا كُلُّ حافٍ فِي البلادِ وناعِلِ يَعني: المثانة، الَّتِي هِيَ المُسْتَودَع. هَذَا لَفْظه. قلت: والمَثَانة عِنْد عَوَامّ النَّاس موضعُ البَوْل، وَهِي عِنْده مَوْضع الوَلد من الأُنْثى. أَبُو بكر، عَن شَمِر: المَثِن، والمَمْثُون: الَّذِي يَشْتَكي مَثَانته. قَالَ: وَمثله: طَحِل ومَطحُول. وَقَالَ بعضُهم: المَثِن: الَّذِي يَحْبِس بَوْلَه. وَقَالَت امْرَأَة لِزَوْجها من العَرب: إنّك لَمِثنٌ خَبِيث. قيل لَهَا: وَمَا المَثِن؟ قَالَت: الَّذِي يُجامع عِنْد السَّحَر عِنْد اجْتِمَاع البَول فِي مَثانته. قَالَ: والأَمْثن، مثل (المَثن) فِي حَبْس البَوْل. ث ف ب مهمل. ث ف م مهمل.

باب الثاء والراء

أَبْوَاب الثلاثي المعتل من الثَّاء (بَاب الثَّاء وَالرَّاء) ث ر (وايء) ثرى، وثر، ورث، أرث، رثأ، راث، رثى، أثر، ثأر، ثار. ثَوْر ثير: أَبُو العبّاس، عَن ابْن الأعْرابيّ: الثائِر: الغَضْبان. يُقَال: ثَار ثائرُه، وفار فائرُه، إِذا غَضِبَ. الأصْمعيّ: رأيتُ فلَانا ثائرَ الرَأْس، إِذا رأيتَه قد اشْعَانّ شَعَرُه، أَي انْتَشر وتَفَرَّق. ويُقال: ثارت نَفْسُه، إِذا جَشَأت، أَي ارْتَفَعت وجاشَت، أَي فارَتْ. وَيُقَال: مَرَرْتُ بأَرَانِب فأَثَرْتُها. وأثار التُّراب إثارةً، إِذا بَحثَه بقَوائِمه؛ وأَنشد أَبُو عَمْرو بن العَلاَء: يُثير ويُذْرِي تُرْبَها ويُهِيلُه إثارَةَ نَبَّاث الهَواجِر مُخْمس قَالَ الأصْمعي: أَرَادَ بقوله: (نباث الهواجر) يَعْني الرَّجُل الَّذِي إِذا اشتدّ عَلَيْهِ الحرُّ يُثِير التُّراب لِيَصل إِلَى بَرْده، وَكَذَلِكَ يَفعل الثَّوْرُ الوَحْشِيّ فِي شدّة الْحر. وَفِي حَدِيث عبد الله: أَثِيرُوا القُرْآن فإِنّ فِيهِ خَبَر الأوَّلين والآخِرين. وَفِي حَدِيث آخر: مَن أَرَادَ العِلْم فَلْيُثَوِّر القُرْآن. قَالَ شَمِرٌ: تَثْوِير القرْآن: قِراءته ومُفاتشة العُلَماء بِهِ فِي تَفْسيره ومَعَانيه. وَقَالَ أَبُو عَدْنان: قَالَ لي محاربٌ صاحبَ الْخَلِيل: لَا تَقْطَعنا فإِنّك إِذا جِئْت أَثَرت العَربيّة؛ وَمِنْه قولُه: يُثَوِّرها العَيْنان زَيْدٌ ودَغْفَلُ ويُقال: مَرَرْتُ بِثَيَرَةٍ، لجَماعَة الثوْر. ويُقال: هَذِه ثِيَرَة مُثِيرة، أَي تُثير الأَرْض. وَقَالَ الله تَعَالَى فِي صفَة بقرة بني إِسْرَائِيل: {تُثِيرُ الاَْرْضَ وَلاَ تَسْقِى الْحَرْثَ} (الْبَقَرَة: 71) . أَرْض مُثارة، إِذا أُثيرت بالسّنّ، وَهِي الحَديدةُ الَّتِي تَحْرُث بهَا الأَرْض. ابْن نَجْدة، عَن أبي زَيْد، قَالَ: ثَوْرٌ أَطْحل: جَبَلٌ بِنَاحِيَة الحِجَاز. قَالَ: والثَّوْرُ: القِطْعة من الأَقِط. والثَّوْر: ثَوَرَانُ الحَصْبة. وكل مَا ظَهر، فقد: ثار يَثُور ثَوْراً وثَوَرَاناً. ويُقال: ثَوَّر فلانٌ عَلَيْهِم شَرّاً، أَي هَيَّجه.

وثاوَر فلانٌ فلَانا، إِذا ساوَره ووَاثَبه. ويُقال: كَيفَ الدَّبَى؟ فيُقال: ثائِرٌ وناقِرٌ. فالثائِر: ساعَة مَا يَخْرُج من التُّرَاب. والناقر، حِين يَنْقُر، أَي يَثِب من الأَرض. ويُقال: أَعطاه ثَوْرةً من الأقط، جَمع (ثَوْر) . وَقَالَ أَبُو زَيد: الثَّوْر: الأَحْمق. والثَّوْر: الطُّحْلُب وَمَا أَشْبهه على رَأس المَاء؛ وفَسَّر قولَ الأعْشى: لكالثَّوْر والجِنِّيُّ يَضْرِبُ ظَهْرَه وَمَا ذَنْبُه أَن عافتِ الماءَ مَشْربا أَرَادَ ب (الجني) اسْمَ راعٍ، وأَراد ب (الثور) هَا هُنَا: مَا علاَ الماءَ من القُمَاش يَضْربه الرّاعي لِيَصْفُو الماءُ لِلْبَقر. قلتُ: وغيرُه يَقُول: ثَوْرُ البَقر أَجْرأ فيُقدَّم للشُّربِ لِتَتْبَعه إناثُ البَقر؛ وأَنْشد: أَبَصَّرْتَنِي بأَطِيرِ الرِّجَالْ وكَلَّفْتَنِي مَا يَقُول البَشَرْ كَمَا الثَّوْر يَضْرِبُه الرَّاعِيَانْ وَمَا ذَنْبُه أَن تَعَافَ البَقَرْ وَقَالَ أَبُو زَيد: الثَّوْر: السَّيد، وَبِه كُنِّيَ عَمْرو بن مَعْديكرب: أَبَا ثَوْر. وَقَالَ الله عزّ وجلّ: {مِنْهُمْ قُوَّةً} (الرّوم: 9) أَي حَرَثوها وزَرَعُوها واسْتَخْرجوا مِنْهَا بَرَكاتِها وأَنْزَالَ زَرْعها. وأَثَرْت البَعير أُثيره إثارةً، فثار يَثُور. وتَثَوَّر تَثَوُّراً، إِذا كَانَ باركاً وبَعَثه فانْبَعث. وَقَالَ اللَّيْث: الثَّوْرُ: بُرْجٌ من بُرُوج السَّماء. ويُقال للرجل البَلِيد القَليل الفَهْم: مَا هُوَ إِلَّا ثَوْرٌ. وثَوْر: أبُو حَيَ من أَحيَاء الْعَرَب، وهم مِن الرَّبَاب. وإليهم نُسِب سُفْيان الثَّوْرِيّ. وثار الغُبَارُ، وثَار بِهِ الدَّمُ، وثَار القَطَا مِن مَجْثَمه، وثار الدُّخان. وَفِي الحَدِيث: (تَوَضَّأوا ممّا غيرت النَّار وَلَو مِن ثَوْر أَقِط) . قلتُ: وَكَانَ هَذَا فِي أوّل الْإِسْلَام ثمَّ نُسخ بترك الوُضوء ممّا مَسَّت النارُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: الثَّوْر: القِطْعة من الأقِط؛ وجَمْعُه: أَثْوار. وَقَالَ: وَفِي الحَدِيث: (صلاةُ العِشاء الْآخِرَة إِذا سقط ثَوْرُ الشَّفَق) . وَهُوَ انْتشار الشَّفَق. وثَوَرانُه: حُمْرَتُه. يُقال: قد ثار يَثُور ثَوْراً وثَوَرَاناً، إِذا انْتَشر فِي الأُفق وارْتفع، فَإِذا غَابَ حَلّت صلاةُ الْعشَاء الْآخِرَة. قَالَ: وثَوْر: جبلٌ بمكّة. ورُوي عَن عَمْرو بن معديكرب أَنه قَالَ: أَتَيْت بني فلانٍ فأَتَوْني بثَوْرٍ وقَوْسٍ وكَعْب. فالثّوْر: القِطعة من الأقِط. والقَوْس:

البَقيّة من التَّمْر تَبْقى فِي أَسفل الجُلّة. والكَعْب: الكُتْلة من السَّمن الحامِس. وَيُقَال: ثَوَّرْتُ كُدُورةَ المَاء، فثَار. وأَثَرْت السَّبُعَ والصَّيْدَ، إِذا هِجْتَهُ. وأَثَرْت فلَانا: إِذا هَيَّجته لأمْرٍ. واسْتَثَرْت الصَّيْدَ، إِذا أَثَرْته أَيْضا. وأَثَرْت البَعِيرَ، إِذا كَانَ باركاً فَبَعَثَتْه. وَقَالَ ابْن السكِّيت: يُقال: ثَوْرةٌ مِن رِجال، وثورةٌ من مالٍ، للكثير. وَيُقَال: ثروَةٌ مِن رِجالٍ، وثروَةٌ من مَال، بِهَذَا الْمَعْنى؛ قَالَ ابنُ مقُبْل: وثورةٍ مِن رِجالٍ لوْ رأَيتَهُمُ لقُلْتَ إِحْدَى حِراجِ الجَرِّ مِن أُقُرِ ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيِّ: يُقَال: ثورةٌ من رجالٍ، وثروَةٌ، يَعني عددا كثيرا، وثرْوَةٌ من مالٍ، لَا غير. وَمن مهموزه ثأر: قَالَ الأَصمعي: أَدْرَك فلانٌ ثَؤْرتَه، إِذا أدْرَكَ مَن يطلُب ثَأْرَه. ويُقال: ثأَرْت فلَانا، وثأَرْت بِهِ، إِذا طَلَبْت قاتِلَه. والثَّائرُ: الطَّالبُ، والثَّائرُ: المَطْلوبُ، ويَجْمَعُ: الآثْآر، والثُّؤْرَة، المَصْدَر. وَقَالَ أَبُو زَيد: ثأَرْتُ القَوْمَ، إِذا طَلَبْت بِثَأرهم. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: يُقال: ثأَرْت فُلاَناً، وثأَرْت بفُلان، إِذا قَتَلْت قاتِلَه. وثَأرُك: الرَّجُلُ الّذي أصَاب حَمِيمَك. والمَصدر، الثُّؤْرَة؛ وأَنشد: طَعَنْتُ ابْنَ عَبْد القَيْس طَعْنَة ثَائِرٍ لَهَا نَفَدٌ لَوْلاَ الشُّعَاعُ أَضَاءَها وأَنشد أَيْضا: قَتَلْت بِهِ ثَأْرِي وأَدْرَكْتُ ثُؤْرِتي وَقَالَ آخر: حَلَفْتُ فَلم تَأْثم يَمِينِي لأَثأَرَنْ عَدِيّاً ونُعْمانَ بن قَيْلٍ وأَيْهَمَا وَهَؤُلَاء قومٌ مِن بني يَرْبوع قَتلهم بَنُو شَيبان يَوْم مُلَيحة، فَحلف أَن يَطْلُب بثأرهم. والمثْؤُور: المَقْتُول. وَتقول: يَا ثَارَاتِ فلانٍ، أَي يَا قَتَلَة فلانٍ؛ وَقَالَ حسّان: لتَسْمَعن وَشِيكاً فِي دِيارهُمُ الله أكْبَر يَا ثاراتِ عُثْمانَا ويُقال: أثأر فلانٌ من فلانٍ، إِذا أَدْرك ثَأْره مِنْهُ، وَكَذَلِكَ إِذا قَتل قاتِلَ وَليّه، وَقَالَ لَبِيد: والنِّيبُ إِن تَعْرُ مِنِّي رِمَّةً خَلَقاً بَعد المَمَاتِ فإنِّي كنْتُ أثَّئِرُ أَي كنت أنحرها للضِّيفان، فقد أدركتُ مِنْهَا ثَأْرِي فِي حَياتِي مجازاة لتَقضُّمها عِظامِي النَّخِرة بعد مَماتي، وَذَلِكَ أنّ الْإِبِل إِذا لم تَجِدْ حَمْضاً ارْتمَّت عِظَام

الْمَوْتَى وعِظَام الإبِل تُحْمِض بهَا. واثَّأر، كَانَ فِي الأَصْل (اتْثأر) فأُدغمت التَّاء فِي الثَّاء وشُدّدت، وَهُوَ افتعال من (ثأر) . وَقَالَ أَبُو زيد: اسْتَثأر فلانٌ، فَهُوَ مُسْتثئر، إِذا اسْتغاث. قلت: كأنّه مُسْتغيث بِمن يُنجده على ثَأْره. والثَأْرُ المُنِيم: الَّذِي يكون كُفْئاً لِدَم ولِيّك. ثرى: أَبُو عُبَيد، عَن الأَصْمعي: ثرَا القَوْمُ يَثْرُون ثَرَاءً، إِذا كَثروا وَنَموْا. وأَثْرَوا يثرُون، إِذا كَثرت أَمْوالُهم. وَثَرَا المالُ نَفسهُ، يَثْرُو، إِذا كَثر. وثَرَوْنا القَوْمَ، أَي كنّا أكْثر مِنْهُم. وَقَالَ أَبُو عَمْرو، وأَبو زيد مِثلَه. وَقَالَ الأصمعيّ يُقَال: مَا بَيْني وَبَين فلانٍ مُثرٍ، أَي إنّه لم يَنْقَطع. وأَصْل ذَلِك أَن يَقُول: لم يَيْبَس الثَّرَى بَيْني وبَيْنه. والمالُ الثَّرِي، مثل: عَمٍ، خَفِيف: الْكثير. وَمِنْه سُمّي الرّجُل: ثَرْوان. والمَرْأة ثُرَيّا، وَهُوَ تَصْغِير: ثَرْوَى. وثَرَّيْت التُّرْبَةَ، أَي بَلَلْتها. وثَرّيت الإقِط: صَبَبْت عَلَيْهِ مَاء ثمَّ لَثَثْتُه بِهِ. وَقد بَدا ثَرَى المَاء من الفَرس، وَهُوَ حينَ يَنْدَى بعَرقه؛ قَالَ طُفَيْل الغَنَوِيّ: يَذُدْن ذيَادَ الحامِسات وَقد بَدَا ثَرَى الماءِ من أعطافِها المُتَحلِّبِ وَيُقَال: الْتقى الثّرَيَان، وَذَلِكَ أَن يَجيء المَطَرُ فَيرشح فِي الأَرض حَتَّى يَلْتقي هُوَ ونَدَى الأَرض. ويُقال: أرضٌ ثَرْيا، أَي ذَات نَدًى. ورَوى الكسائيّ: ثَرِيت بفُلان، فَأَنا ثَرٍ بِهِ، أَي غَنِيّ عَن النَّاس. أَبُو عَمرو: وثَرّى الله الْقَوْم، أَي كَثَّرهم. وَقَالَ: ثَرِيَ الرَّجُلُ يَثْرَى ثَراً وثَراءً، مَمْدُود، وَهُوَ ثَرِيّ، إِذا كَثُر مالُه. وَكَذَلِكَ، أَثْرى، فَهُوَ مُثْرٍ. ورُوي عَن جَرير أَنه قَالَ: إِنِّي أَدَع الزَّجر مخافةَ أَن يَسْتَفْرغني. وإنِّي لأراه كآثار الْخَيل فِي الْيَوْم التّرِيّ. ابْن السِّكّيت: يُقال إِنَّه لذُو ثَراء وثَرْوة، يُراد أَنه لذُو عَدد وكَثْرة مَال. وَقَالَ: أَثْرى الرَّجُل، وَهُوَ فَوق الاسْتِغنَاء. وَقَالَ اللّيث: الثَّرى: كُلُّ تُراب لَا يَصير طِيناً لازِباً إِذا بُلّ. أَبُو العبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ: إِن فلَانا لقَرِيبُ الثَّرى يَعِيد النَّبط، لِلَّذي يَعِد وَلَا وَفاء لَهُ. أَبُو عُبيد: الثُّريَاء، على فَعْلاء: الثَّرَى؛

وَأنْشد: وَلم يُبْقِ هَذَا الدَّهْرُ من تَرْيائِه غَيْرَ أَثافِيه وأَرْمِدَائِه يُقَال: إنِّي لأرى ثرَى الغَضب فِي وَجه فلَان، أَي أَثره؛ وَقَالَ الشَّاعِر: وإنّي لتَرَّاك الضَّغِينة قد أَرَى ثَراها مِن المَوْلى وَلَا أَسْتَثيرُها وَأما حَدِيث ابْن عُمر أَنه كَانَ يُقْعِي ويُثرِّي فِي الصَّلَاة، فَمَعْنَاه: أَنه كَانَ يضع يَده بِالْأَرْضِ بَين السَّجْدَتين فَلَا يُفارقان الأَرْض حَتَّى يُعيد السُّجود الثَّانِي. وَهَكَذَا يَفعل من أَقْعى. قلت: وَكَانَ ابْن عمر يَفعل هَذَا حِين كَبِرت سِنُّه فِي تطوّعه. والسُّنة رَفْع اليَدَين عَن الأَرْض بَين السَّجْدتين. وَيُقَال: ثَرِيتُ بك، أَي فَرِحتُ بك. وثَرِيت بك، أَي كَثُرت بك؛ وَقَالَ كُثَيِّر: وإنّي لأكْمِي الناسَ مَا تَعدِينني من البُخْلِ أَن يَثْرَى بذلك كاشِحُ أَي يَفرح بذلك ويشْمت. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: ثَرَّى فلانُ التُّرَاب والسَّويق، إِذا بَلَّه. وَيُقَال: ثَرِّ هَذَا الْمَكَان ثمَّ قِفْ عَلَيْهِ، أَي بُلَّه. وأَرْضٌ مُثْرِية، إِذا لم يَجِفّ ثَرَاها. وثر: اللّيْث: الوَثِير: الفِراش الوَطِيء. وكُلَّ شَيْء جَلست عَلَيْهِ أَو نِمت عَلَيْهِ، فوجدتَه وَطِيئاً، فَهُوَ وَثِير. وَقد وَثُر وثارَةً. ويُقال للْمَرْأَة السَّمينة المُوافقة للمُضاجَعة: إنّها لوَثِيرة. فَإِذا كَانَت ضَخْمة العَجز، فَهِيَ الوَثيرة العَجُز. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الوَثْرُ: نُقْبَةٌ من أَدَم تُقَدّ سُيُوراً، عَرْض السّير أَربع أَصابع أَو شِبْر، تلبسها الْجَارِيَة الصَّغيرة قبل أَن تُدْرك، وتَلْبسها وَهِي حائِض؛ وَأنْشد أَبُو زِيَاد لبَعض الْأَعْرَاب: عَلقْتُها وَهِي عَليها وَثْرْ حَتَّى إِذا مَا جُعِلت فِي الخِدْر وأَتْلَعت بِمثل جِيدِ الوَبْر قَالَ: وَهُوَ الرَّيْط أَيْضا. وَقَالَ غَيره: المِيثرة: مِيثرة السَّرج والرَّحْل يُوطَّآن بهَا. وجَمعها: مَوَاثِر. أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: المَسْطُ: أَن يُدْخل الرَّجُل اليَدَ فِي رحم النَّاقة بعد ضِرَاب الفَحْل إيّاها فيَسْتخرج وَثْرَها، وَهُوَ مَاء الْفَحْل يَجتمع فِي رَحِمها ثمَّ لَا تَلْقح مِنْهُ. يُقَال مِنْهُ: وَثرها الْفَحْل يثرها وَثْراً، إِذا أَكثر ضِرابَها وَلم تَلْقَح.

وَقَالَ النّضْر: الوَثْر: أَن يَضْرِبها على غير ضَبْعة. قَالَ: والمَوْثُورة: تُضْرب فِي الْيَوْم الْوَاحِد مِرَاراً فَلَا تَلْقَح. وَقَالَ بعضُ الْعَرَب: أَعْجب الْأَشْيَاء وَثْر على وِثْر، أَي نكاحٌ على فِراش وَثِير وَطيء. ثَعْلب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: التّواثِير: الشُّرَط، وهم العَتَلة، والفَرَعة، والأَمَلة؛ واحدهم: آمِل، مثل: كافِر وكَفَرة. ورث: أَبُو العبّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: الوِرْث، والوَرْث، والإِرْث، والإراث، والوِرَاث، والتّراث: وَاحِد. قَالَ أَبُو زيد: وَرِث فلانٌ أَباه، فَهُوَ يَرِثه وِرَاثةً ومِيرَاثاً. وأَوْرَث الرَّجُلُ وَلده مَالا إيرَاثاً حَسَناً. وَورَّث الرَّجُل بَني فلَان مالَه تَوْرِيثاً، وَذَلِكَ إِذا أَدْخل على وَلده ووَرَثته فِي مَاله ومَن لَيْسَ مِنْهُم يَجْعل لَهُ نَصِيبا. وَالْوَارِث: صفة مِن صِفَات الله عزّ وجلّ، وَهُوَ الباقِي الدّائم. وَيُقَال: وَرِثْت فلَانا مَالا، أَرِثه وِرْثاً ووَرْثاً، إِذا مَاتَ مُوَرِّثك فَصَارَ ميراثُه لَك. قَالَ الله تَعَالَى إِخْبَارًا عَن زكريّا ودعائه إيّاه: {فَهَبْ لِى مِن لَّدُنْكَ وَلِيّاً} {يَرِثُنِى وَيَرِثُ مِنْءَالِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً} (مَرْيَم: 5، 6) أَي يَبقى بَعدي فيَصير لَهُ ميراثي. وَالله عزّ وجلّ يَرث الأَرْض ومَن عَلَيْهَا، وَهُوَ خير الْوَارِثين. أَي يَبقى ويَفْنى مَن سواهُ فَيرجع مَا كَانَ ملك الْعباد إِلَيْهِ وَحْده لَا شريك لَهُ. ويُقال: وَرَّثت فلَانا من فلَان، أَي جَعلْت مِيرَاثه لَهُ. وأَوْرَث المَيْتُ وارِثَه مالَه، أَي تَركه لَهُ. وَفِي دُعَاء النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (اللَّهُمَّ أَمْتِعْني بسَمْعي وبَصري واجْعلهما الوارثَ منّي) . قَالَ ابْن شُمَيل: أَي أَبقْهما معي حَتَّى أَمُوت. وَقَالَ غيرُه: أَرَادَ بالسَّمع وَعْي مَا يَسْمع والعَمَل بِهِ؛ وبالبَصَر: الاعْتبار بِمَا يرى ونُور الْقلب الَّذِي يُخْرج بِهِ من الحَيْرة والظُّلْمة إِلَى الهُدَى. أرث: رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (بَعَث ابنُ مِرْبع الأنصاريّ إِلَى أهل عَرفة فَقَالَ: اثْبُتوا على مَشاعركم هَذِه فَإِنَّكُم على إرْث من إرْث إِبْرَاهِيم) . قَالَ أَبُو عُبيد: الإرْث، أصلُه من (الْمِيرَاث) إِنَّمَا هُوَ (وِرْثٌ) فقُلبت الْوَاو ألفا مَكْسُورَة، لكسرة الْوَاو؛ كَمَا قَالُوا للوِسادة: إسادة؛ وللوِكاف: إكاف. فَكَانَ معنى الحَدِيث: إِنَّكُم على بقيَّة من وِرْث إِبْرَاهِيم الَّذِي تَرك النَّاس عَلَيْهِ بعد

مَوته، وَهُوَ الْإِرْث؛ وَأنْشد: فَإِن تكُ ذَا عِزَ حَديثٍ فإنّهم لَهُم إرْثُ مَجْدٍ لم تَخُنْهُ زَوَافِرُه وَيُقَال: أَرّث فلانٌ بَينهم الشرَّ والحَربَ تَأْريثاً، وأَرَّج تَأْريجاً، إِذا أَغْرَى بعضَهم بِبَعْض. وَأَصله من: تَأريث النَّار، وَهُوَ إيقادُها؛ وَأنْشد أَبُو عُبَيْد لعديّ بن زيد: وَلها ظَبيٌ يُؤَرِّثها عاقدٌ فِي الجِيد تِقْصَارا أَبُو عُبَيد، عَن أبي زيد: نعجةٌ أرْثاء، وَهِي الرّقطاء فِيهَا سوادٌ وبَياض. وَقَالَ اللِّحياني: الأُرَثُ والأُرَفُ: الحدودُ بَين الأرَضين؛ واحدتُها: أُرْثَة وأُرْفَة. والإرَاث: النَّار، وَقَالَ الشَّاعِر: مُحَجَّل رِجلين طَلْق اليَديْن لَهُ غُرَّةٌ مِثلُ ضَوءِ الإراثِ عَمرو، عَن أَبِيه: الأُرْثة: الأكَمةُ الْحَمْرَاء. والأُرْثة: عُودٌ أَو سِرْجين يُدْفن فِي الرَّماد ليَكون ثَقُوباً للنّار إِذا احْتِيج إِلَيْهَا. ووَرْثَان: اسمُ مَوضِع؛ قَالَ الرّاعي: وغَدا من الأَرْض الَّتِي لم يَرْضَها واختَارَ وَرْثاناً عَلَيْهَا مَنْزِلا أثر: وَقَالَ الله عزّ وجلّ: {هَاذَآ أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ} (الْأَحْقَاف: 4) . رَوَى سَلمة عَن الفرّاء، قَالَ: قَرَأَهَا الفرّاء {هَاذَآ أَوْ} . وَقَرَأَ بعضُهم: (أَو أَثْرة) خَفيفة. وَقد ذُكر عَن بعض القُرّاء: (أَو أثَرة مِن عِلْمِ) . قَالَ الفرّاء: وَالْمعْنَى فِي (أثارة) أَو (أثَرة) بقيَّة من عِلم. وَيُقَال: أَو شَيْء مأثور من كُتب الْأَوَّلين. فَمن قَرَأَ (أثَارة) فَهُوَ المَصدر، مثل: السَّماحة والشَّجاعة. وَمن قرأَ (أَثَرة) فإنَّه بناه على (الْأَثر) كَمَا قيل: قتَرَة. وَمن قَرَأَ (أَثْرة) فَكَأَنَّهُ أَرَادَ مثل (الخطْفَة) و (الرَّجْعة) . وَقَالَ الزجَّاج: من قَرَأَ (أَثارة) فَمَعْنَاه: عَلامة. قَالَ: وَيكون على مَعْنى: بقيَّة من عِلم. ويُقال: سَمِنَت الناقةُ على أَثارة، أَي على عَتيق شَحْم كَانَ قَبل ذَلِك. حَكى ذَلِك أَبُو عُبَيد عَن أبي زَيْد. قلتُ: فَيحْتَمل أَن يكون قَول الله تَعالى {هَاذَآ أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ} (الْأَحْقَاف: 4) من هَذَا؛ لأنّها سَمِنت على بَقيّة من شَحم كَانَت عَليها، فَكَأَنَّهَا حَملت شحماً على بقيّة شَحْمها. وَقَالَ ابنُ عَبَّاس: {هَاذَآ أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ} إِنَّه عِلْم الخَطّ الَّذِي كَانَ أُوتِي بعضَ الْأَنْبِيَاء. وسُئِل النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الخَط فَقَالَ: (قد كَانَ

نبِيّ يَخُط فمَن وافَق خَطّه عَلِم) ، أَي من وَافق خطّه من الخطّاطين خطَّ ذَلِك النبيّ عَلَيْهِ السَّلَام عَلِم عِلْمَه. حدّثنا أَبُو الفَضل بن جَعفر، قَالَ: حدّثنا أَبُو جَعفر مُحَمَّد بن غَالب، عَن أبي نُعَيم، قَالَ: حدّثنا سُفيان، عَن صَفوان بن سُلَيم، عَن أبي سَلَمة، عَن ابْن عبّاس فِي قَول الله: {هَاذَآ أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ} (الْأَحْقَاف: 4) قَالَ: هُوَ الخَطّ. وحدّثنا حَمْزة، عَن عَبد الرزّاق، عَن ابْن عُيَيْنة، عَن صَفْوَان بن سُليم، عَن أبي سَلمَة، عَن ابْن عبّاس: نَحْوَه. وَفِي حَدِيث عُمر أنّه حَلف بِأَبِيهِ فنَهاه النبيّ عَلَيْهِ الصلاةُ وَالسَّلَام عَن ذَلِك. قَالَ عُمَر: فَمَا حلفتُ بِهِ ذَاكِرًا وَلَا آثِراً. قَالَ أَبُو عُبَيد: أمّا قولُه: (ذَاكِرًا) فَلَيْسَ من الذِّكر بعد النِّسْيان، إِنَّمَا أَرَادَ: متكلِّماً بِهِ، كَقَوْلِك: ذكرَ فلانٌ حَدِيث كَذَا وَكَذَا؛ وَقَوله: (وَلَا آثراً) يُريد: مُخْبِراً عَن غَيْرِي أنّه حَلَف. يَقُول: لَا أَقُول: إنّ فلَانا قَالَ: وأَبِي لَا أفعل كَذَا وَكَذَا؛ ومِن هَذَا قيل: حديثٌ مأثُورٌ، أَي يُخبر الناسُ بِهِ بعضُهم بَعْضًا. يُقال مِنْهُ: أَثَرْت الحديثَ يأثِرُه أَثْراً، فَهُوَ مأْثُور: وَأَنا آثِر؛ قَالَ الْأَعْشَى: إنّ الَّذِي فِيهِ تمارَيْتما بُيِّن للسَّامِع والآثِر ويُقال: إِن المَأْثُرَة. مَفْعلة من هَذَا، يَعْنِي: المَكْرُمة، وَإِنَّمَا أُخذت من هَذَا لأنّها يأثُرها قَرْنٌ عَن قَرْن، أَي يَتَحدّثون بهَا. وَقَالَ أَبُو زَيد: يُقال: مَأْثُرة ومَأْثَرة، وَهِي القِدَم فِي الحَسَب. والإثَار: شِبْه الشِّمَال يُشَدّ على ضَرْعِ العَنْز، شِبْه كيس، لئلاّ تُعَان. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: الأَثْر: خُلاصة السَّمْن إِذا سُلىء، وَهُوَ الخَلاَص والخِلاَص. وَأَخْبرنِي الإياديّ، عَن أبي الهَيْثم، أَنه كَانَ يَقُول: الإثر، بِكَسْر الْهمزَة: خُلاصة السَّمن. وَهَكَذَا أخْبرني المُنذريّ، عَن الحرّاني، عَن ابْن السِّكيت، أَنه قَالَ: الإثر: خُلاصة السَّمن. وَأما فِرِنْد السَّيْف، فكلُّهم يَقول: أَثْر. وَقَالَ الأصْمعيّ: أَنشدني عِيسَى بن عُمَر لحِفَاف بن نُدْبة: جَلاَها الصَّيْقَلُون فأَخْلَصُوها خِفَافاً كلُّها يَتْقِي بأَثرِ أَي كُل سَيْف مِنْهَا يَسْتَقْبلك بفِرنْده. ابْن بُزُرْجَ: جَاءَ فلانٌ على إثْري وأَثَرِي. وَقَالُوا: أُثْر السَّيف، مضموم: جُرْحُه. قَالَ: وأَثْرُه، مَفْتُوح: رَوْنقه الَّذِي فِيهِ.

وأُثر الْبَعِير فِي ظَهْره، مَضموم. وافْعل ذَلِك آثِراً مَا، وأَثِراً مَا. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: يُقال خَرجت فِي أَثَره وإِثْره. ورَوى أَبُو العبّاس، عَن ابْن الأعرابيّ: أَثَر السَّيف: ضَرْبته. وَفِي وَجْهه أُثْر وأَثْر. وَجَاء فِي أَثَره وإِثْره. وَقَالَ أَبُو زَيد: أَثْرُ السَّيْف: تَسَلْسُله، أَو ديباجَتُه. وَقَالَ الأصمعيّ: الأُثْر، بِضَم الْهمزَة، من الجُرح وَغَيره فِي الْجَسَد، يَبْرأُ ويَبْقى أَثَره. وَقَالَ شمرٌ: يُقال فِي هَذَا أَثْرٌ وأُثْرٌ؛ وَالْجمع: آثَار. وبوجهه إِثار، بِكَسْر الْألف. وَلَو قلت: أُثُوراً، كنت مُصِيباً. قَالَ: وأَثْر السَّيْف: فِرنْدُه؛ وَجمعه: الأُثُور. قَالَ: ويُقال فِي السَّيف أُثْر، وأُثُر، على فُعُل؛ وَهُوَ وَاحِد لَيْسَ بِجمع؛ وأَنْشد: كَأَنَّهُمْ أَسْيُفٌ بيضٌ يمانِيَةٌ عَضْبٌ مضارِبُها باقٍ بهَا الأُثُرُ أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: المِئْثرة: حَدِيدَة يُؤْثَر بهَا خُفّ البَعِير لِيُعْرف أَثَرُه فِي الأَرض، يُقَال مِنْهُ: أثَرْت البَعِير، فَهُوَ مَأثُور. وَرَأَيْت أُثْرته وثُؤْثُورَه. قَالَ: وسَيْف مأثُور، وَهُوَ الَّذِي يُقال إِنَّه يَعمله الجنّ، وَلَيْسَ من الأثْر: الفِرِنْد. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: الْمَأْثُور: الَّذِي فِي مَتْنه أُثْرٌ. سَلمة، عَن الْفراء: ابدأ بِهَذَا آثِراً مَا، وآثِر ذِي أَثِير، وأَثِير ذِي أَثير، أَي ابْدأ بِهِ أولَ كُلّ شَيْء؛ قَالَ: وأَنْشدونا: وَقَالُوا مَا تُريد فقلتُ أَلْهو إِلَى الإصْباح آثر ذِي أَثِير وَأَخْبرنِي المُنذريّ، عَن المبرّد، أَنه قَالَ: فِي قَوْلهم: خُذ هَذَا آثراً مَا، قَالَ: كأَنّه يُرِيد أَن يَأْخُذ مِنْهُ وَاحِدًا وَهُوَ يُسام على آخر، فَيَقُول: خُذ هَذَا الْوَاحِد آثراً، أَي قد آثرتُك بِهِ. و (مَا) فِيهِ حَشْو، ثمَّ سَلْ آخر. أَبُو العبّاس، عَن ابْن الأعرابيّ: افْعَل هَذَا آثراً مَا، وآثراً، بِلَا (مَا) . وَفِي (نَوَادِر الْعَرَب) : يُقال: أَثِر فلانٌ يَقُول كَذَا، وطَبِن، وطَبِق، ودَبِق، ولَفِق، وفَطِن، وَذَلِكَ إِذا أبْصر الشَّيْء وضَرِيَ بمعرفته وحَذِقه. أَبُو حَاتِم، عَن أبي زَيد، يُقال: قد آثرت أَن أَقُول ذَاك، أُؤَاثِر أَثْراً.

وَقَالَ ابْن شُمَيل: إِن آثَرت أَن تَأْتِينَا فَأْتِنَا يَوْم كَذَا. ويُقال: قد أَثِر أَن يَفْعل ذَلِك الْأَمر، أَي فرغ لَهُ وعَزم عَلَيْهِ. قَالَ اللَّيث: قد أثِرْت بِأَن أفعل كَذَا وَكَذَا، وَهُوَ هَمٌّ فِي عَزم. قَالَ: ويُقال: افْعَل هَذَا يَا فلَان آثراً مَا، أَي إِن اخْترت ذَلِك الفِعْل فافعل هَذَا إمّا لَا. أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: الأثِيرة من الدوابّ العَظيمة الْأَثر فِي الأَرْض بخُفّها، أَو حافِرها. ورَجُل أَثْرٌ، مِثَال فَعْل، وَهُوَ الَّذِي يَسْتأثر على أَصْحَابه، مُخَفّف. الأصمعيّ: آثرتك إيثاراً، أَي فضَّلتك. وَفُلَان أثِيرُ عِنْد فلَان، وَذُو أُثْرة، إِذا كَانَ خَاصّا بِهِ. وَيُقَال: قد أَخذه بِلَا أَثَرَة، وَبلا إِثْرَةٍ، وَبلا اسْتِئْثار، أَي لم يستأثر على غَيره وَلم يَأْخُذ الأجود؛ وَقَالَ الحطيئة يَمدح عُمرَ رَضِي الله عَنهُ: مَا آثَرُوك بهَا إِذْ قدَّمُوك لَهَا لكنْ لأنْفُسهم كَانَت بهَا الإِثَرُ أَي الخِيرة والإيثار؛ كأَن (الإثَرَ) جمع الإثْرَة، وَهِي الأَثَرَة. ويُقال: أَثّر بوَجْهه وبجَبِينه السُّجودُ، وأَثر فِيهِ السَّيْفُ والضَّرْبة. وَيُقَال: آثرَ كَذَا وَكَذَا بِكَذَا وَكَذَا، أَي أَتْبَعه إيّاه؛ وَمِنْه قَول مُتّمم بِهِ نُوَيرة يَصِف الغَيْث: فآثر سَيْل الوادَيْين بديمةٍ ترشِّحُ وسميّاً من النّبْت خِرْوعَا أَي أَتبع مَطراً تقدّم بديمَةٍ بَعْدها. وَقَالَ الأَعْرَجُ الطّائيّ: أُراني إِذا أَمرٌ أَتى فَقَضَيْتُه فَزِعْتُ إِلَى أمرٍ عليّ أَثِير قَالَ: يُريد: الْمَأْثُور الَّذِي أَخذ فِيهِ. قَالَ المازنيّ: وَهُوَ قَولهم: خُذ هَذَا آثراً مَا. آثَرك الله علينا، أَي فَضَّلك. يُقال: لَهُ عَليّ أَثْرٌ، أَي فَضْل. وَفِي الحَدِيث: (إِنَّكُم سَتَلْقون بَعْدي أَثَرَةً) ، أَي يُستأثر عَلَيْكُم فيفضِّل غَيْركُمْ نَفسه عَلَيْكُم فِي الْفَيْء. وَقَوله: اسْتَأثرَ الله بالبَقاء، أَي انْفرد بالبَقاء. {فَقَالَ إِنْ هَاذَآ إِلاَّ سِحْرٌ} (المدثر: 24) أَي يَرويه واحدٌ عَن وَاحِد. وحديثٌ مأثور: يَأْثُره عَدْلٌ عَن عَدْل. وَفِي الحَدِيث: (من سَرّه أَن يبسط الله فِي رِزْقه ويَنْسأ فِي أَثَره فَلْيصل رَحمَه) ، أَي فِي أَجله.

وسُمي الْأَجَل أَثَراً، لِأَنَّهُ يتْبع العُمْر؛ قَالَ زُهير: والمرءُ مَا عَاشَ مَمْدُودٌ لَهُ أَمَلٌ لَا يَنتَهِي العُمرُ حتَّى يَنتَهِي الأثرُ أَي الْأَجَل. وَقَوله: {نُحْىِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَاَ} (يس: 12) . أَي مَا قدّموه من الْأَعْمَال وسَنّوه من سُنن يُعْمَل بهَا. رثى: أَبُو العبّاس، عَن ابْن الأعرابيّ: رَثَت المرأةُ زَوجها تَرْثِيه وتَرثُوه. وَقَالَ أَبُو زيد وَالْكسَائِيّ: رَثت رِثَاية. وَقَالَ اللَّيث: رَثى فلانٌ فلَانا يَرثيه رَثْياً ومَرْثِيةً، إِذا بكاه بَعد مَوْته، فَإِن مَدحه بعد مَوته، قيل: رَثَّاهُ يُرَثِّيه تَرْثِيَةً. وَيُقَال: مَا يَرثي فلانٌ لي، أَي مَا يتوجَّع وَلَا يُبالِي. وإنِّي لأَرثي لَهُ مَرْثاةً وَرَثْياً. وَامْرَأَة رثَّاءة، ورَثَّاية، إِذا كَانَت تَنُوحُ نوحًا ونياحةً. اللحياني: رَثَوتُ عَنهُ حَدِيثا، ورَثَيْتُه، أَي حَفِظْتُهُ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: رَثَيْتُ عَنهُ حَدِيثا أَرْثِي رِثايةً، إِذا ذكَرتَه عَنهُ. وحُكي عَن العُقيلي: رَثونا بَيْننَا حَدِيثا، ورَثَيْنَاه، وتنَاثَيْناه، مِثْله. وَمن مهموزه رثأ: أَبُو عُبَيد، عَن الأصمعيّ: الرَّثيئة، مَهْموز: أَن يُصَبّ لَبَنٌ حَليب على حامض. قلت: وسَمِعْت أعرابيّاً من بني مُضَرِّس يَقُول لخادِم لَهُ: ارْثَأْ لي لُبَيْنَةً أَشْرَبُها. وَقد ارْتَثَأْتُ أَنا رَثيئة، إِذا شَرِبْتَها. سَلَمة، عَن الفَرّاء، عَن امْرَأَة من الْعَرَب، أنّها قَالَت: رَثَأْتُ زَوْجي بأَبْيات، أَرادت: رَثَيْته. قَالَ الفَرّاء: وَهَذَا مِنْهَا على التَّوهُّم لِأَنَّهَا رأتهم يقُولون: رثأت اللَّبن فَظَنَّت أَن المَرْثِية مِنْهَا. أَبُو عُبَيد، عَن أبي زيد: ارْتَثأ عَلَيْهِم أَمْرُهم، أَي اخْتَلط. وهم يَرْتَثئون أَمْرهم. أُخذ من (الرّثيئة) ، وَهِي اللَّبن المُخْتَلط. وأمّا (الرّثْية) فَهُوَ داءٌ يَعْترض فِي المَفاصل، وَلَا همز فِيهَا، وَجَمعهَا: رَثَيَات؛ وأنْشَد شَمِرٌ: ولِلْكَبير رَثَيَاتٌ أَرْبَعُ الرُّكْبتَان والنَّسَا والأَخْدَع وَلَا يَزال رَأْسُه يَصّدَّعُ وكلّ شيْء بَعد ذَاك يَبْجَعُ ريث رَوْث: قَالَ اللَّيْث: الرَّيْثُ: الإِبْطَاء. يُقال: راث عَلينا فلانٌ يَرِيثُ رَيْثاً. ورَاث

باب الثاء واللام

علينا خَبَرُه. واسْتَرَثْت فلَانا، أَي اسْتَبْطأتُه. وتَريّث فُلان علينا، أَي أَبْطأ. ويُقال: إِنَّه لرَيِّثٌ، أَي بَطِيء. ويُقال: مَا قَعد فلانٌ عندنَا إلاّ رَيْثَ أنْ حَدَّثنا بحديثٍ ثمَّ مَرّ، أَي مَا قَعد إلاّ قَدْر ذَلِك؛ قَالَ الشَّاعِر يُعاتب فِعْلَ نَفْسه: لَا تَرعَوي الدهرَ إِلَّا ريْثَ أُنكرها أَنْثُو بِذَاكَ عَلَيْهَا لَا أُحاشيها أَبُو عُبيد، عَن الْأَصْمَعِي: يُقَال لكُل ذِي حافِرٍ: راث يَرُوث رَوْثاً. وخَوْرانُ الفَرَس: مَرَاثُه. ورَوْثة الأنْف: طَرَفُه. قَالَ ذَلِك أَبُو عَمْرو. وَقَالَ اللَّيث: الرَّوْثة: طرفُ الأنْف حَيْثُ يَقْطر الرُّعاف؛ وَقَالَ أَبُو كَبِير الهُذليّ يذكُر عُقاباً: حَتَّى انتهيتُ إِلَى فِراش غَريرةٍ سَوْداءَ رَوْثَةُ أَنْفها كالمِخْصَفِ ورُوَيْثة: اسمُ مَنْهَلة مِن المَناهل الَّتِي بَين المَسْجدَيْن. (بَاب الثَّاء وَاللَّام) ث ل (وايء) ثول، ولث، وثل، لثى، أثل، لَيْث، لوث، ثلا. ثول: أَبُو عُبَيد: سَمِعْتُ الأصمعيّ يَقُول: الجماعةُ من النّحْل يُقال لَهَا: الثَّوْلُ، والدّبْر؛ وَلَا وَاحِد لشَيْء من هَذَا، وَكَذَلِكَ الخَشْرم. قَالَ: الثَّوَّالةُ: الْكثير من الْجَرَاد. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: الثَّوْل: النَّخْل. والثَّوْل: الجُنون. والثوّالة: الجماعةُ من النّاس والجَرَاد. قَالَ: ويُقال: ثال فلانٌ يَثول ثَوْلاً. إِذا بَدا فِيهِ الجُنون وَلم يَسْتحكم، فَإِذا اسْتَحكم قيل: ثَوِلَ يَثْوَل ثَوَلاً. وَهَكَذَا هُوَ فِي جَمِيع الْحَيَوَان. وَقَالَ اللَّيثُ: الثَّوْل: الذَّكر من النّحل. قلتُ: والصَّواب فِي (الثَّوْل) مَا قَالَ الأصمعيّ. وَقَالَ اللَّيث: الثَّوَل: شِبْه جُنون فِي الشّاء. يُقَال للذّكر: أَثْول؛ وللأُنثى: ثَولاء. قَالَ: والثُّؤْلُول: خُرَاج. يُقَال: ثُؤْلِل الرَّجُلُ. وَقد تَثَأْلَلَ جَسَدُه بالثَّآلِيل. ثَعلب، عَن ابْن الأعرابيّ: يُقال للرَّجُل: ثلْ، إِذا أَمرته أَن يَحْمَق وَلَا يَجْهل. وَقَالَ اللَّيْث: الثَّيْل: جِرابُ قُنْب البَعِير. ويُقال: بل هُوَ قَضِيبه. وَلَا يُقال: قُنْبٌ إِلَّا للفَرس.

قَالَ: والثِّيل: نَبَات يَشتبك فِي الأرْض. وَقَالَ شَمِر: الثِّيل: شُجَيْرَة خَضْراء كأنّها أول بَذْر الحبّ حِين تَخْرُج صِغاراً. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الثِّيل: ضربٌ مِن النّبات يُقال إِنَّه لِحْية التَّيْس. أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: الأثْيل: الجَمل الْعَظِيم الثّيل، وَهُوَ وِعاء قَضِيبه. وثل: ثَعلب، عَن ابْن الأعرابيّ: الوَثل: وَسخ الأَديم الَّذِي يُلْقى مِنْهُ. وَهُوَ، الحَمُّ، والتِّحْلِىء. قَالَ أَبُو عُبيد: الوَثَل: اللِّيف نَفسُه. والحَبل من اللّيف يُقَال لَهُ: الوَثِيل. وَقَالَ غيرُه: وَاثِلَة، من الْأَسْمَاء، مَأْخُوذ من (الوثيل) . لَيْث: ثَعلب، عَن ابْن الأعرابيّ: الألْيثُ: الشُّجَاع، وَجمعه: لِيثٌ. واللَّيثُ: الأسَدُ؛ وَجمعه: لُيُوث. وَبَنُو لَيْث: حيّ من كِنانة. وَتَليَّث فلانٌ، إِذا صَار لَيْثِيّ الهوَى. وَكَذَلِكَ: لَيّث. قَالَه ابنُ المُظَفَّر؛ وَأنْشد قَول رُؤْبة: دُونك مَدْحاً مِن أخٍ مُلَيَّثِ عَنْك بِمَا أَوْلَيت فِي تأَنُّثِ قَالَ: ويُقال: لاَيَثْتُ فلَانا، إِذا زاوَلْته مُزاولة اللَّيث؛ وأَنْشد: شَكِسٌ إِذا لايَثْتَه لَيثيّ أَبُو عُبيد، عَن العَدَويّ: اللَّيث هُوَ الَّذِي يَأْخُذ الذّباب، وَهُوَ أَصْغَر من العَنْكَبُوت. وأمّا (لَيث عِفِرِّين) فقد مَرّ تَفسِيرُه. ويُقال: يجمع (اللَّيثَ) : مَلْيَثة، مِثل: مَسْيفة ومَشيخة؛ وَقَالَ الهُذَليّ: وأدْرَكتْ من خُثيْم ثَمَّ مَلْيثةٌ مِثلُ الأُسُود على أكتافها اللِّبَدُ وَقيل: اللَّيث، فِي لُغَة هُذَيْل: اللَّسِنُ الجَدِل. وَقَالَ عَمرو بن بَحر: الليثُ: ضَربٌ مِن العَناكب. قَالَ: وَلَيْسَ شيءٌ من الدوابّ مثله فِي الحِذقْ والخَتْل وصَواب الوَثْبة والتَّسْديد وسُرعة الخَطْف والمُدَاراة، لَا الكَلب وَلَا عَنَاق الأَرْض وَلَا الفَهْد وَلَا شَيء من ذَوَات الأَرْبع، وَإِذا عاين الذُّبابَ سَاقِطا لَطَأ بِالْأَرْضِ وسَكّن جوارحَه ثمَّ جَمع نَفسه وأَخَّر الوَثْب إِلَى وَقت الغِرّة، وَترى مِنْهُ شَيْئا لم تَره فِي فَهْد، وَإِن كَانَ مَوْصُوفا بالخَتل للصَّيْد. لوث: ثَعلب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: اللَّوْثُ: الطَّيُّ، واللوْث: الليّ، واللَّوْث: الشَّرّ، واللَّوْثُ: الجِراحَات، واللَّوْث: المُطَالباتُ بالأحْقَاد، واللَّوْث: تَمْريغ اللُّقمة فِي الإهَالة. سَلمة، عَن الفَرّاء، قَالَ: اللُّوَاثُ: الدَّقيق الَّذِي يُذَرّ على الخِوان لئلاّ يَلْصَق بِهِ

العَجِينُ. قلت: واللَّوْث، عِنْد الشَّافِعِي: شبه الدَّلالة، وَلَا يكون بَيِّنة تامّة. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: اللَّوث: جمع الأَلْوث، وَهُوَ الأَحْمق الجَبان. أَبُو نصر، عَن الأَصْمعيِّ: اللَّوْثَة: الحَمْقة. واللّوْثة: العزْمة بالعَقْل. وَقَالَ ابْن الأَعْرابيّ: اللَّوْثة، واللّوْثَة: بِمَعْنى الحَمقة، فَإِذا أَردت عَزيمة العَقْل قلت: فِي فُلان لَوْثٌ، أَي حَزْم وقُوّة. اللّيث: ناقةٌ ذَات لَوْث، وَهِي الضّخمة، وَلَا يَمْنَعها ذَلِك من السُّرْعة. وَقَالَ غَيره: سَحابةٌ لَوْثَاء: فِيهَا بُطْء. ورَجُلٌ فِيهِ لُوثة: أَي استرخاء وحُمْق؛ وَهُوَ رَجُلٌ أَلْوث. وَإِذا كَانَ السّحاب بَطِيئاً كَانَ أَدوَم لِمَطَره؛ وأَنْشد: من لَفْح ساريةٍ لَوْثَاء تَهْميم وَقَالَ اللّيث: اللَّوْثاء: الَّتِي تُلوِّث النَّبَات بَعضه على بعض، كَمَا يلوّث التِّبن بالقَتّ؛ وَكَذَلِكَ التّلوّث بالأَمر. قلت: والسَّحابة اللَّوْثاء: البطيئة. وَالَّذِي قَالَه اللّيث فِي (اللّوْثاء) لَيْسَ بِصَحيح. أنْشد المازنيّ: فالْتَاث مِن بعد البُزول عامَين فاشْتَدّ ناباه وغَيْر النَّابَيْن قَالَ: (التاث) افتعل، من (اللوث) وَهُوَ القُوّة. رَجُلٌ ذُو لَوْثٍ، أَي ذُو قُوّة. ورَجُلَ فِيهِ لُوثة، إِذا كَانَ فِيهِ اسْترخاء؛ وَقَالَ العَجّاج يَصف شَاعِرًا غالَبه فَغَلَبه: وَقد أرى دُونِيَ من تَجَهُّمي أُمّ الرُّبَيقِ والأرَيْقِ المُزْنَمِ فَلم يُلث شَيْطانهُ تَنَهُّمِي يَقُول: رأى من تجهّمي دونه مَا لَا يَسْتَطِيع أَن يصل إليّ، أَي رأى دوني داهية فَلم يُلث شيطانُه، أَي لم يلبث تنهمّي إِيَّاه، أَي انْتهاري. وَفِي (النّوادر) : رَأَيْت لُواثة ولَوِيثَة من النّاس، وهُوَاشة، أَي جَماعة. وَقَالَ اللّيث: يُقال: التاث فلانٌ فِي عَمَله، أَي أَبْطأ. قَالَ: واللاَّئث من الشّجر والنبات: مَا قد الْتَبس بعضُه على بَعض. يَقول الْعَرَب: نَبات لاثث، ولاثٍ؛ على الْقلب؛ وَقَالَ العجّاج: لاث بِهِ الأَشاءُ والعُبْريّ أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: مثل: لاثٍ بِهِ، لاثث بِهِ، فِي بَاب المقلوب؛ وَقَالَ عديّ:

ويَأْكُلْن مَا أَغْنى الوليُّ وَلم يُلِث كَأَن بحَافاتِ النِّهاءِ مَزارِعَا أَي لم يَجعله لائثا. وَيُقَال: لم يُلث، أَي لم يُلث بَعضه على بعض، من (اللوث) وَهُوَ (الليّ) . وَقَالَ التّوزيّ: لم يلتث: لم يُبطىء؛ وَقَالَ ثُمَامَة بن الْمخبر السَّدوسيّ: أَلا رُبّ مُلْتاثٍ يَجُرّ كِسَاءَه نَفى عَنْه وُجْدَانَ الرَّقِين القَرَائِمَا يَقُول: رُبّ أَحمق نَفى كثرةُ مَاله أَن يُحَمَّق، أَرَادَ أَنه أَحمَق قد زَيّنه مَاله وجَعله عِنْد عوامّ النَّاس عَاقِلا. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الأَلْوث: الأَحمق. أَبُو عُبيد: لاثٍ، بِمَعْنى: لائِث، وَهُوَ الَّذِي بَعضه فَوق بَعض. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: فَلَا يَلوث بِي، أَي يَلُوذ بِي. وَجَاء رجل إِلَى أبي بَكْر الصّدّيق فَوقف عَلَيْهِ ولاث لَوْثاً من كَلَام. فَسَأَلَهُ عُمر، فَذكر أَن ضَيْفاً نزل بِهِ فزَنى بابْنَته. وَمعنى: لاث، أَي لَوى كَلامه وَلم يُبيِّنه. وَيُقَال: لاث بالشَّيْء يَلُوث، إِذا طَاف بِهِ. ولاث فلانٌ عَن حَاجَتي، أَي أبْطأ عَنْهَا. أَبُو عُبيد، عَن الْأَصْمَعِي: يُقال للسَّيِّد الشريف: مَلاَثٌ، ومَلْوَثٌ؛ وَجمعه: مَلاَوث؛ وَأنْشد: هلاّ بكَيتَ مَلاَوِثاً من آل عَبْدِ مَنَافِ ولث: ثَعلب، عَن ابْن الأَعرابيّ: الوَلْث: بقيّة العَجِين فِي الدَّسِيعة، وبَقِيّة المَاء فِي المُشَقّر؛ والفَضْلة من النَّبِيذ تَبْقى فِي الْإِنَاء؛ وَهُوَ البَسيل أَيْضا. والوَلْثُ: بقيّة العَهْد؛ وَفِي الحَدِيث: (لَوْلَا وَلْث عَهْدٍ لَهُم لفعلتُ بهم كَذَا) . شَمِرٌ فِيمَا قَرَأت بخطّه قَالَ: قَالَ أَبُو مُرّة القُشيري: الوَلْث من الضّرب، الَّذِي لَيس فِيهِ جِرَاحة، فَوق الثّياب. قَالَ: وطَرق رَجُلٌ قَوماً يَطْلُب امْرأةً وَعَدَتْه فَوَقع على رَجُل، فصَاح بِهِ، فاجْتمع الحيُّ عَلَيْهِ فوَلثوه، ثمَّ أُفْلِت. قَالَ: وَقَالَ ابْن شُميل: يُقال دَبَّرْتُ مَمْلُوكي، إِذا قُلتَ هُوَ حُرٌّ بعد مَوْتِي، إِذا وَلَثْتَ لَهُ عِتْقاً فِي حياتك. قَالَ: والوَلْث: التَّوْجيه، إِذا قُلت: هُوَ حُرٌّ بَعْدي، فَهُوَ الوَلْث. وَقد وَلَث فلانٌ لنا من أَمْرنا وَلْثاً، أَي وَجَّه؛ وَقَالَ رُؤبة: وقلتُ إِذا أَغْبَط دَيْنٌ والِثُ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أَي دَائِم، كَمَا يَلِثُونه بالضَّرْب. وَقَالَ أَبُو عَمْرو والأصمعيّ: وَلَثه، أَي ضَربه ضَرْباً قَلِيلا. وَقَالَ أَبُو نَصر: الوَلْث: القلِيلُ مِن

الْمَطَر. يُقال: وَلْثٌ مِن عَهْد، أَي شَيءٌ قَلِيل. والوَلْث: عقد لَيْسَ بمُحْكم، وَهُوَ الضَّعِيف. وَيُقَال: وَلَثْتُ لَك أَلِثَ وَلْثاً، أَي وَعَدْتك عِدَةً ضَعِيفة. وَيُقَال: لَهُم وَلْثٌ ضَعِيف؛ وَقَالَ المُسَيّب بن عَلَس فِي (الولْث المحْكَم) : كَمَا امْتَنَعت أولادُ يَقْدُمَ مِنْكُمُ وَكَانَ لَهَا وَلْثٌ من العَقْدِ مُحْكَمُ وَقَالَ الأصمعيّ فِي قَوْله: إِذا أغبط دَيْنٌ والِثُ أَسَاءَ رُؤبة فِي هَذَا، لِأَنَّهُ كَانَ يَنْبَغِي أَن يُؤَكد أَمْر الدَّين. وَقَالَ غَيره: يُقال: دَيْن والثٌ، أَي يتقلّده كَمَا يتقلّد العَهد. أثل: ثَعْلَب، عَن ابْن الأَعرابي: الأُثَيْل: مَنْبت الأَرَاك. وَفِي حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ فِي وصيّ اليَتيم: (إِنَّه يَأْكُل مِن مَاله غَير مُتأثِّل مَالا) . قَالَ: المتأثّل: الْجَامِع. وكل شَيء لَهُ أصل قديم، أَو جُمع حَتَّى يَصير لَهُ أصل، فَهُوَ مُؤَثَّل؛ قَالَ لَبيد: لله نَافِلَة الأجلّ الأفْضل وَله العُلا وأَثيث كُلّ مُؤَثَّل قَالَ: وأَثْلة الشّيء: أصْلُه؛ وَأنْشد للأعشى: أَلَسْتَ مُنْتَهِياً عَن نَحْت أَثْلِتنَا ولَسْتَ ضائِرَها مَا أَطَّتِ الإبِلُ شمر، عَن ابْن الأَعرابيّ: المُؤثَّل: الدَّائِم. وأَثَّلْت الشيءَ: أَدَمْتُه. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: مُؤَثَّل: مُهَيَّأ. قَالَ: وتَأْثيل الْمجد: بناؤُه. وتأثّل فلانٌ مَالا، أَي اتّخذه وثَمَّره. وَقَالَ ابْن شُميل فِي قَول النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (وَلمن وَلِيها أَن يَأْكُل ويُؤَكِّل صديقا غيرَ مُتأَثِّل مَالا) . قَالَ: وَيَقُولُونَ: هم يَتأثّلون النَّاس، أَي يَأْخذون مِنْهُم أَثالاً. والأَثال: المَال. وَيُقَال: تأثّل فلانٌ بِئْراً، إِذا احْتفَرها لنَفسِهِ؛ وَمِنْه قَول أبي ذُؤيب يصف قوما حَفَروا قَبْراً شَبّهه بالبِئر: وَقد أَرْسَلُوا فُرَّاطَهم فتأثّلُوا قَلِيباً سَفَاهاً كالإماء القواعِدِ أَرَادَ أنّهم حَفروا لَهُ قبراً يُدْفَن فِيهِ، فسمّاه قَلِيباً على التّشْبيه. وَيُقَال: أَثّل الله مُلْكاً آثِلاً، أَي ثَبّته؛ وَقَالَ رُؤبة: أثّل مُلْكاً خِنْدِفاً فدعَمَا وَقَالَ أَيْضا:

رِبَابَةً رُبَّتْ ومُلْكاً آثِلاَ أَي مُلكاً ذَا أَثْلة. والأَثْل: شَجر يُشبه الطّرْفاء إلاّ أَنه أكْرم مِنْهَا، تُسوَّى مِنْهُ الأَقْداح الصُّفْر الجِياد، وَمِنْه اتُّخذ مِنبَر النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وللأَثل أُصول غَلِيظَة تُسَوَّى مِنْهَا الْأَبْوَاب وَغَيرهَا، وَوَرَقُه عَبْلٌ كورق الطّرفاء. أَبُو عبيد، عَن أبي عَمْرو: والأَثال: المَجْدُ، وَبِه سُمِّي الرَّجُل. وأُثال: اسْم جَبَل. لثي: قَالَ اللّيث: اللّثَى: مَا سَال من الشّجر من سَاقهَا خاثِراً. وَقَالَ ابْن السِّكّيت: اللَّثَى: شيءٌ يَنْضَحه الثُّمَامُ حُلوٌ، فَمَا سَقَط مِنْهُ على الأَرض أُخذ وجُعل فِي ثوبٍ وصُبّ عَلَيْهِ الماءُ، فإِذا سَالَ من الثَّوْب شُرب حُلْواً وربّما أَعْقَد. قلت: اللثَى: يَسيل من الثُّمام وَغَيره، وَفِي جبال هَراة شَجر يُقَال لَهُ: (سِير) وَله لَثىً حُلْوٌ يُداوى بِهِ المَصْدور، وَهُوَ جَيّد للسُّعال الْيَابِس. وللعُرْفُط لَثىً حُلْوٌ يُقَال لَهُ: المغَافِير. وأَخبرني المُنذريّ، عَن أبي طَالب، عَن سَلمة، عَن الفرّاء، أَنه قَالَ: اللّثأ، بِالْهَمْز: لِمَا يَسيل من الشَّجَر. قَالَ: واللَّثة: تُجمع: لِثات، ولِثِين، ولِثًى، ولَثًى. وَقَالَ أَبُو بكر: اللَّثَى: شَبِيه بالنَّدى. يُقَال: قد أَلْثتِ الشَّجَرَة مَا حولهَا لَثًى شَدِيدا: نَدَّتْه. قَالَ: واللَّثَى: الصَّمْغ. ابْنُ السِّكِّيت: هَذَا ثوبٌ لثٍ، إِذا ابْتَلَّ من العَرَق والوسَخ. وَيُقَال: لَثِيَتْ رِجْلِي من الطِّين تَلْثَى لثًى، إِذا تلطَّخَت بِهِ. وامرأةٌ لَثِيَةٌ، إِذا كَانَت رطْبَة الْمَكَان. وَنسَاء الْعَرَب يتسابَبْنَ بذلك. وَإِذا كَانَت يابسة الْمَكَان فَهِيَ الرّشُوف، ويُحْمد ذَلِك مِنْهَا. ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: لَثَا، إِذا شَرِبَ الماءَ قَليلاً. ولَثَا أَيْضا: إِذا لَحِسَ القِدْرَ. وَقَالَ: اللّثِيُّ: المُولع بأَكْل الصَّمغ. وَقَالَ غيرُه: ألْثَت الشَّجرة تُلْثِي، إِذا سَالَ مِنْهَا اللّثى. وحَكى سَلمة، عَن الفرّاء، عَن الدُّبَيْرِية، قَالَت: لثا الكَلْب، ولَجذَ، ولَجَن، واحْتَفَى، إِذا وَلغ فِي الْإِنَاء. وَقَالَ أَبُو زيد: اللِّثة: مَراكز الأَسْنان. وَفِي اللَّثة: الدُّرْدُرُ، وَهُوَ مَخارج الأَسْنان، وفيهَا العُمور، وَهُوَ مَا تَصَعَّد بَين الأسْنان من اللِّثة.

باب الثاء والنون

قلت: وأصل اللّثة: اللِّثْيَة، فنُقص. والظاء والذال والثاء لثويّة، لِأَن مبدأها من اللّثة. ثلا: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: ثَلاَ، إِذا سَافر. قَالَ: والثَّلِيّ: الكَثير المَال. (بَاب الثَّاء وَالنُّون) ث ن (وايء) ثنى، نَثَا، أنث، أثن، وثن، ثأن. ثنى: قَالَ الله عزّ وجلّ: {أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ} (هود: 5) . قَالَ الفرّاء: نزَلت فِي بعض مَن جَاءَ يَلْقَى النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَا يُحب ويَنطوي لَهُ على الْعَدَاوَة والبُغض، فَذَلِك هُوَ الثَّنْيُ: الإِخفاء. وَقَالَ الزّجّاج: يَثْنُونَ صُدورهم، أَي يُجِتون ويَطوون مَا فِيهَا ويسترونه استخفاء بذلك من الله. ورُوي عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَرَأَ: (أَلا إِنَّهُم يثنَوْنِي صُدُورهمْ) (هود: 5) . قَالَ الفَرّاء: وَهُوَ فِي العربيّة: بِمَنْزِلَة (تَنْثَنِي) وَهُوَ من الفِعل: افْعَوْعلت. قلت: وَأَصله من: ثَنَيْت الشَّيء، إِذا حَنَيْته وعَطَفته وطَوَيْته. واثْنَوْنى صَدْرُه على البَغضاء، أَي انْحنَى وانطوى. وكُلّ شَيْء عَطَفْته، فقد ثَنَيْته. وسَمعت أَعرابيّاً يَقُول لراعي إبل أَوْردها الماءَ جُمْلةً: ألاَ واثْنِ وُجُوهَها عَن المَاء ثمَّ أَرْسِل مِنْهَا رِسْلاً رِسْلاً، أَي قطيعاً قطيعاً. أَرَادَ بقوله: اثن وجوهها، أَي اصرف وجُوهها عَن المَاء لِئَلَّا تَزْدَحم عَلَى الْحَوْض فتَهْدِمه. ويُقال للفارس إِذا ثَنَى عُنُقَ دابّته عِنْد حُضْرِه: جَاءَ ثَانِيَ العِنان. ويُقال للْفرس نَفسه: جاءَ سَابِقًا ثَانِيًا، إِذا جَاءَ وَقد ثَنَى عُنُقه نشاطاً، لِأَنَّهُ إِذا أَعْيا مدّ عُنُقه؛ وَإِذا لم يَجىء وَلم يَجْهَد وَجَاء سيرُه عَفْواً غير مجهود ثَنى عُنُقه؛ وَمِنْه قَوْله: ومَن يَفْخَرْ بِمثل أَبِي وَجَدِّي يَجِىءْ قَبل السَّوابق وَهُوَ ثانِي أَي يجىء كالفرس السّابق الَّذِي قد ثَنى عُنُقه. وَيجوز أَن يَجعله كالفارس الَّذِي سَبق فرسُه الخَيْلَ، وَهُوَ مَعَ ذَلِك قد ثَنى من عُنُقه. وَفِي حَدِيث عَمرو بن دِينار، قَالَ: رأيتُ ابْن عُمر يَنْحر بَدَنته وَهِي باركةٌ مَثْنِيّة بِثنَايَيْن، غير مَهْمُوز؛ وَذَلِكَ أَن يَعْقل يدَيْه جَمِيعًا بعقالَيْن. ويُسمى ذَلِك الحَبْل: الثِّنَاية. وَقَالَ اللّيث: عقلت البَعير بِثِنَاييْن.

يُظهرون الْيَاء بعد الْألف، وَهِي المَدّة الَّتِي كَانَت فِيهَا. وَإِن مَدّ مادٌّ لَكَانَ صَوَابا، كَقَوْلِك: كسَاء، وكساوان، وكساآن. قَالَ: وَوَاحِد (الثنايَيْن) : ثِناء، مثل: كِساء، مَمْدُود. قلت: أغفل اللَّيث العلَّة فِي (الثنَايَيْن) وَأَجَازَ مَا لم يُجزه النّحْويون. وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: سَأَلت الخليلَ عَن قَوْلهم: عَقله بِثنايَيْن، لِمَ لَمْ يَهْمز؟ فَقَالَ: تَركوا ذَلِك حِين لم يُفْرِدُوا الْوَاحِد. قلت: وَهَذَا خِلاف مَا ذكره اللّيْث فِي كِتَابه، لِأَنَّهُ أجَاز أَن يُقال لوَاحِد (الثِّنَايَيْن) : ثِناء. والخَلْيل يَقُول: لم يَهمزوا (ثنايَيْن) لأَنهم لَا يُفردون الْوَاحِد مِنْهُمَا. رَوى هَذَا شَمر عَن سِيبويه. وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو زيد: يُقال: عقلت الْبَعِير بثنايَيْن، إِذا عَقلت يدَيْه بطَرفي حَبْل. قَالَ: وعقلته بثِنْيَيْن، إِذا عَقَلْت يدا وَاحِدَة بعُقدَتَيْن. قَالَ شَمر: وَقَالَ الفَرّاء: لم يهمزوا (ثنايين) لأنّ واحده لَا يُفرد. قلت: والبَصْريون والكُوفيّون اتّفقوا على ترك الْهمزَة فِي (الثنايين) وعَلى ألاّ يُفْرد الْوَاحِد. قلت: والحَبل يُقَال لَهُ: الثِّناية. وَإِنَّمَا قَالُوا: ثِنَايَين، وَلم يَقُولُوا: ثنايَتَين، لِأَنَّهُ حَبل وَاحِد تُشدّ بِأحد طَرفَيْهِ يَدُ الْبَعِير، وبالطَّرف الآخر اليَد الْأُخْرَى، فَيُقَال: ثَنَيْت البَعير بثنايَين، كأنّ (الثنايَين) كالواحد، وَإِن جَاءَ بِلَفْظ اثْنَيْنِ، وَلَا يُفرد لَهُ وَاحِد؛ وَمثله: المِذْروان: طَرفا الألْيَتين، جعل وَاحِدًا، وَلَو كَانَا اثْنَيْنِ لقيل: مِذْريان. وأمّا العِقال الْوَاحِد فإِنّه لَا يُقالَ لَهُ: ثناية، إِنَّمَا (الثناية) : الحبلُ الطَّوِيل؛ وَمِنْه قولُ زُهير يَصف السّانية وشَدّ قِتْبها عَلَيْهَا: تَمْطُو الرِّشاءَ وتَجْري فِي ثِنَايَتها مِن المَحالة قَبّاً زَائِدا قَلِقَا فالثِّناية، هَا هُنَا: حَبل يُشد طرفاه فِي قِتْب السَّانية ويُشد طَرف الرِّشاء فِي مَثْنَاته، وَكَذَلِكَ الْحَبل إِذا عُقل بطَرفيه يدُ الْبَعِير: ثِنايةٌ أَيْضا. وَيُقَال: فلانٌ ثَانِي اثْنَيْنِ، أَي هُوَ أَحدهمَا، مُضاف. وَلَا يُقَال: هُوَ ثانٍ اثْنَيْنِ، بالتَّنوين. وَقد مَرّ تَفسيره مُشْبعاً فِي بَاب (الثّلاث) . وثِنْيَا الحَبْل: طَرفاه؛ واحدهما: ثنْيٌ؛ وَقَالَ طَرَفة: لَعَمْرك إنّ الموتَ مَا أَخْطَأ الفَتَى لكالطِّوَلِ المرْخَى وثِنْيَاه بالْيَدِ يَقُول: إنّ الْمَوْت وَإِن أَخطَأ الْفَتى فإِنَّ

مَصيره إِلَيْهِ، كَمَا أنّ الْفرس وَإِن أُرْخي لَهُ طِوَلُه فإنَّ مَصيره إِلَى أَن يَثْنيه صاحبُه، إِذْ طَرَفه بِيَدِه. وَيُقَال: رَبَّق فلانٌ أَثناء الحَبْل، إِذا جَعل وَسَطه أَرْباقاً، أَي نُشَقاً للشاء يُنْشَق فِي أَعْناق البَهْم. وأَثناء الحَيّة: مَطاوِيها إِذا تَحوَّت. وأَثناء الوِشَاح: مَا انْثَنى مِنْهُ؛ وَمِنْه قَوْله: تَعَرُّض أَثناء الوِشَاح المُفَصَّل أَبُو عُبيد: يُقَال للَّذي يَجِيء ثَانِيًا فِي السُّؤدد وَلَا يَجِيء أَولا: ثِنًى، مَقصور، وثُنْيَان، وثِنْي، كل ذَلِك يُقَال: قَالَ أَوْس ابْن مَغْراء: تَرى ثِنَانَا إِذا مَا جَاءَ بَدأَهمُ وبَدْؤُهم إِن أَتَانَا كَانَ ثُنْيَانَا يَقُول: الثَّانِي منّا فِي الرّياسة يكون فِي غَيرنَا سَابِقًا فِي السُّؤدد، والكامل فِي السُّؤدد من غَيرنَا ثِني فِي السّؤدد عندنَا، لفَضْلنا على غَيرنَا. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّه قَالَ: (لَا ثِنًى فِي الصّدقة) ، مَقصورٌ. قَالَ أَبُو عُبَيد: يَعْنِي أَنه لَا تُؤْخَذ الصَّدقة فِي السّنة مرّتين. قَالَه الْأَصْمَعِي والكسائيّ؛ وَأنْشد أَحدهمَا: أفِي جَنْبِ بكْرٍ قَطَّعَتْني مَلاَمَةً لَعَمْرِي لقد كَانَت مَلاَمتُها ثِنَى أَي لَيْسَ هَذَا بِأول لومها، قد فَعَلَتْهُ قبل هَذَا، وَهَذَا ثِنًى بعده. قَالَ أَبُو سَعيد: لسنا نُنكر أنَّ (الثِّنى) إِعَادَة الشَّيْء مرّةً بعد مرّة، وَلكنه لَيْسَ وَجه الْكَلَام وَلَا معنى الحَدِيث، وَمَعْنَاهُ: أَن يتصدّق الرّجل على آخر بصدَقة ثمَّ يَبدو لَهُ فيُريد أَن يسترِدَّها، فَيُقَال: لَا ثِنًى فِي الصَّدقة، أَي لَا رُجُوع فِيهَا، فَيَقُول المتصدَّق عَلَيْهِ: لَيْسَ لَك عليَّ عُصْرَةُ الْوَالِد، أَي لَيْسَ لَك رُجوع كرجوع الْوَالِد فِيمَا يُعْطي وَلَده. أَبُو عُبَيد، عَن الْأَصْمَعِي: ناقةٌ ثِنْيٌ، إِذا وَلَدَت بَطنا وَاحِدًا. وَيُقَال فِيهِ أَيْضا: إِذا وَلدت بطَنين؛ قَالَ لَبيد: ليَالِي تَحت الخِدْر ثِنْيُ مُصِيفة من الأُدْمِ تَرْتَادُ الشُّرُوجَ القَوابِلا قَالَ: ولدُهما الثَّانِي: ثِنْيُها. قلت: وَالَّذِي سمعتُه من الْعَرَب: يَقُولُونَ للناقة إِذا وَلَدت أوّل وَلد تَلده، فَهِيَ بِكْر؛ وَوَلدهَا أَيْضا بِكرها. فَإِذا وَلدت الْوَلَد الثَّانِي، فَهُوَ ثِنْيٌ؛ ووَلدُها الثَّانِي ثِنْيُها. وَهَذَا هُوَ الصّحيح. وأخبَرني المنذريّ، عَن أبي الْهَيْثَم، قَالَ:

المُصيفة: الَّتِي تَلد وَلداً وَقد أَسَنَّت؛ والرّجل كَذَلِك مُصيف، وولدُه صَيْفِيّ؛ وأَرْبع الرّجُل، وولدُه رِبْعِيُّون. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الثِّنْي من الْجَبَل والوادي: مُنْقَطعه. قَالَ: ومَثْنَى الأيادي أَن يُعيد مَعْروفَه مرّتين أَو ثَلَاثًا. وَقَالَ أَبُو عُبَيدة: مَثنى الأيادي: هِيَ الْأَنْصِبَاء الَّتِي كَانَت تُفْصَل من جَزُور المَيْسر، فَكَانَ الرجلُ الْجواد يَشْرِيها فيُطعِمُها الأَبْرام. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: مَثنى الأيادي: أَن يَأْخُذ القِسْمَ مَرَّة بعد مَرَّة. وَقَالَ الفَراء فِي قَول الله عزّ وجلّ: {مُّبِينٍ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} (الزمر: 23) أَي مكرراً، كُرِّر فِيهِ الثَّوَاب وَالْعِقَاب. وَقَالَ الزّجاج: فِي قَوْله تَعَالَى: {وَلَقَدْ ءاتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْءَانَ الْعَظِيمَ} (الْحجر: 87) قيل: إِن السَّبع من المثاني: فَاتِحَة الْكتاب، وَهِي سَبع آيَات، قيل لَهَا: مثاني، لِأَنَّهُ يُثْنَى بهَا فِي كُل رَكعة من رَكْعَات الصَّلاة. قَالَ: وَيجوز أَن يكون وَالله أعلم من المثاني: أَي مِمَّا أُثْني بِهِ على الله، لِأَن فِيهَا حَمْد الله وتوحيده وَذكر مَا لَه يَوْم الدِّين. الْمَعْنى: وَلَقَد آتيناك سبع آيَات من جُملة الْآيَات الَّتِي يُثّنَى بهَا على الله، وأتيناك الْقُرْآن الْعَظِيم. وَقَالَ الفرّاء فِي قَوْله: {وَلَقَدْ ءاتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي} (الْحجر: 87) : يَعْنِي: فَاتِحَة الْكتاب، وَهِي سبع آيَات. قَالَ: وسُمّيت (المثاني) لِأَنَّهَا تُعاد فِي كلّ رُكعة. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: سُمّيت آيَات الْحَمد: مثاني، واحدتها: مَثناة، وَهِي سَبع آيَات، لِأَنَّهَا تثنى فِي كُلّ رَكْعَة. وَقَالَ أَبُو عُبيد: (المثاني) من كتاب الله: ثَلَاثَة أَشْيَاء، سَمّى الله عزَّ وجلّ الْقُرْآن كُلَّه (مثاني) فِي قَوْله تَعَالَى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً} (الزمر: 23) ، وسَمّى فَاتِحَة الْكتاب (مثاني) فِي قَوْله: {وَلَقَدْ ءاتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي} (الْحجر: 87) ، وسَمّى الْقُرْآن (مثاني) لِأَن الأنباء والقصص ثُنِّيت فِيهِ. وقرأت بِخَط شَمِر، قَالَ: رَوى مُحَمَّد بن طَلْحَة بن مُصَرّف عَن أَصْحَاب عبد الله: أَن (المثاني) سِتّ وَعِشْرُونَ سُورَة، وَهِي: سُورَة الْحَج، والقَصَص، والنَّمْل، والنُّور، والأنفال، وَمَرْيَم، وَالْعَنْكَبُوت، وَيس، وَالْفرْقَان، وَالْحجر، والرعد،

وسبأ، وَالْمَلَائِكَة، وَإِبْرَاهِيم، وص، وَمُحَمّد، ولقمان، والغُرف، وَالْمُؤمن، والزخرف، والسجدة، والأحقاف، والجاثية، وَالدُّخَان. فَهَذِهِ هِيَ المثاني عِنْد أَصْحَاب عبد الله. قلت: وَهَكَذَا وَجدتهَا فِي النُّسخ الَّتِي نَقَلْت مِنْهَا خَمْسَة وَعشْرين، وَالظَّاهِر أَن السَّادِسَة وَالْعِشْرين، هِيَ سُورَة الْفَاتِحَة؛ فإمَّا أَن يكون أسقطها النُّساخ؛ وَإِمَّا أَن يكون غَنِي عَن ذكرهَا بِمَا قدمه من ذَلِك؛ وَإِمَّا أَن يكون غير ذَلِك. وَقَالَ أَبُو الهَيثم: المثاني من سُور الْقُرْآن، كل سُورة دُون الطُّوَل وَدون المئين، وَفَوق المفصَّل. رُوي ذَلِك عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ عَن ابْن مَسْعُود، وَعُثْمَان، وَابْن عَبَّاس، قَالَ: والمفصَّل يَلِي المَثاني، والمثاني مَا دُون المئين. وَأما قَول عبد الله بن عَمْرو: من أَشْرَاط السَّاعَة أَن يُقرأ فِيهَا بالمَثْناة على رُؤُوس النَّاس لَيْسَ أحدٌ يُغيِّرها. قيل: وَمَا المَثناة؟ قَالَ: مَا استُكتب من غَير كتاب الله. وَقَالَ أَبُو عُبيد: وَسَأَلت رجلا من أهل العِلْم بالكتُب الأولى، قد عَرفها وَقرأَهَا، عَن (المَثْناة) فَقَالَ: إِن الْأَحْبَار والرُّهبان مِن بني إِسْرَائِيل بعد مُوسَى وضعُوا كتابا فِيمَا بَينهم على مَا أَرَادوا من غير كتاب الله، فَهُوَ المَثْناة. قَالَ أَبُو عُبيد: وَإِنَّمَا كره عبدُ الله الْأَخْذ عَن أهل الْكتاب، وَقد كَانَت عِنْده كُتب وَقعت إِلَيْهِ يَوْم اليَرْموك مِنْهُم، فأظنه قَالَ هَذَا لمعرفته بِمَا فِيهَا، وَلم يُرد النّهي عَن حَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وسُنته، وَكَيف ينْهَى عَن ذَلِك وَهُوَ من أكبر الصَّحَابَة حَدِيثا عَنهُ. وَقيل لِمَا وَلِي المِئين من السُّور: مثان، لِأَن المئين كَأَنَّهَا مبادىء وَهَذِه مثانٍ. ومَثَاني الوادِي ومَحَانِيه: معاطِفُه. ومَثَاني الدابّة: رُكبتاه ومِرْفَقاه؛ قَالَ امْرُؤ القَيس: ويَخْدِي على صُمَ صِلاَبٍ مَلاَطِسٍ شَدِيداتِ عَقْدٍ لَيِّناتِ مَثَاني أَي لَيست بجاسِيَةٍ. وثنَايا الْإِنْسَان فِي فَمِه: الأَرْبَعُ الَّتِي فِي مُقدّمٍ فِيهِ: ثِنْتان من فَوْق، وثِنْتان من أَسْفل. الْبَعِير إِذا اسْتكْمل الْخَامِسَة وطَعن فِي السَّادِسَة فَهُوَ ثَنِيُّ، والأُنثى: ثَنِيّة، وَهُوَ أَدنى مَا يَجوز من سِنّ الْإِبِل فِي

الْأَضَاحِي، وَكَذَلِكَ من الْبَقر والمِعْزَى؛ فَأَما الضَّأْن فَيجوز مِنْهَا الجَذَع فِي الأَضَاحِي. وَإِنَّمَا سُمي الْبَعِير ثَنِيّاً، لِأَنَّهُ أَلْقى ثَنِيَّته. وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ فِي الْفرس إِذا اسْتَتَم الثالثةَ ودَخل فِي الرَّابِعَة: ثَنِيّ، فَإِذا أَثْنى أَلْقى رَوَاضِعه، فَيُقَال: أَثْنى وأَدْرم للإثْناء. قَالَ: وَإِذا أَثنى سَقَطت رواضعُه وثَبتت مَكَانهَا سِنٌّ: فنبَاتُ تِلْكَ السِّن هُوَ الإثناء، ثمَّ تسْقط الَّتِي تَليها عِنْد إرباعه. والثّنِيّ من الْغنم: الَّذِي اسْتكْمل الثانيةَ وَدخل فِي الثَّالِثَة. والأُثنى: ثَنِيّة. ووَلد الْبَقَرَة أول سنَة: تَبيع، ثمَّ هُوَ جَذع فِي السّنة الثَّانِيَة، مثل (الشَّاة) سَواء. أَبُو عُبَيْدَة، عَن أبي عَمْرو: الثّنايا، هِيَ العِقاب. قلت: والعِقاب: جِبال طِوال بِعَرْض الطَّرِيق، فالطريق تَأْخذ فِيهَا. وكل عَقَبة مَسْلُوكة: ثَنِيَّة؛ وجمعُها: ثنَايا، وَهِي المَدارج أَيْضا. وَمِنْه قَول عبد الله ذُو البجادَيْن المُزَني: تَعرّضي مَدَارِجاً وسُومِي تَعَرُّضَ الجَوْزاء للنُّجُوم يُخاطِب نَاقَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ دليلَه برُكوبه، والتعرُّض فِيهَا أَن يَتَيامَن السّاندُ فِيهَا مرّةً ويَتياسر أُخرى ليَكُون أَيْسَرَ عَلَيْهِ. وَيُقَال: حَلَفَ فلانٌ يَمِينا لَيْسَ فِيهَا ثُنْيا، وَلَا ثَنْوَى، وَلَا ثَنِيَّة، وَلَا مَثنَوِيّة، وَلَا اسْتِثْنَاء، كُله وَاحِد. وأصل هَذَا كلِّه من (الثَّنْى) وَهُوَ الكَفّ والردّ؛ لِأَن الْحَالِف إِذا قَالَ: وَالله لَا أفعل كَذَا وَكَذَا إِلَّا أَن يَشَاء الله غَيْرَه، فقد رَدّ مَا قَالَه، بمَشيئة الله غَيره. ورُوي عَن كَعْب أَنه قَالَ: الشُّهداء ثَنِيَّة الله فِي الأَرْض. تأوّل قَول الله تَعَالَى: {يُشْرِكُونَ وَنُفِخَ فِى الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِى السَّمَاوَاتِ وَمَن فِى الاَْرْضِ إِلاَّ مَن شَآءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ} (الزمر: 68) . فَالَّذِينَ استثناهم عِنْد كَعب من الصَّعق الشُّهداء، لأَنهم عِنْد ربّهم أَحيَاء يُرْزقون فرِحين بِمَا أَتَاهُم الله من فَضْله، فَإِذا صُعق الْخلق عِنْد النّفخة الأولى لم يُصْعقوا. وَهَذَا معنى كَلَام كَعب. والثُّنْيا، المَنهيّ عَنْهَا فِي البيع: أَن يُسْتَثنى مِنْهُ شَيْء مَجهول فيَفْسد البيع؛ وَكَذَلِكَ إِذا باعَ جزوراً بِثمن مَعْلُوم واسْتثنى رَأسه وأطرافه، فإنّ البيع فَاسد. والثُّنْيا من الجَزور: الرَّأْس والقوائم، وسُمِّيت ثُنْيا، لِأَن البَائِع فِي الجاهلّية كَانَ يَسْتثنيها إِذا بَاعَ الْجَزُور، فسُمِّيت للاستثناء: الثُّنْيا؛ وَقَالَ الشَّاعِر:

جماليّة الثُّنْيا مسانَدة القَرَى غُذافرة تَخْتَبّ ثمَّ تُنِيبُ وَرَوَاهُ بَعضهم (مُذكَّرة الثّنْيا) . يَصف النَّاقة أَنَّهَا غَلِيظَة القوائم كَأَنَّهَا قَوَائِم الْجمل لِغِلَظها. ورَوى شَمر فِي كِتَابه حَدِيثا بِإِسْنَاد لَهُ يبلغ بِهِ عوفَ بن مَالك أَنه سَأَلَ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن (الْإِمَارَة) فَقَالَ: (أوّلها مَلامة، وثِناؤها نَدَامَة، وثِلاَثُها عذابٌ يومَ الْقِيَامَة، إلاّ مَن عَدل) . قَالَ شمر: قَوْله: ثناؤها، أَي ثَانِيهَا؛ وثِلاثها: ثالثُها. قَالَ: وأمّا: ثُناء وثُلاث، فمصروفان عَن: ثَلَاثَة ثَلَاثَة، واثنين واثنين؛ وَكَذَلِكَ رُباع ومَثْنى؛ وَأنْشد: وَلَقَد قتلتُكم ثُناءً ومَوْحَداً وتركتُ مُرَّةَ مثلَ أَمْسٍ الدَّابرِ وَقَالَ آخَر: أُحاد ومَثْنى أَضْعفتْها صَواهِلُه وَقَالَ اللَّيْث: إِذا أَرَادَ الرجل وَجهاً فصرفْته عَن وَجهه، قلت: ثَنيته ثَنْياً. وَيُقَال. فلَان لَا يُثْنَى عَن قِرنه، وَلَا عَن وَجْهه. قَالَ: وَإِذا فَعل الرَّجلُ أمرا ثمَّ ضمّ إِلَيْهِ أمرا آخر؛ قيل: ثَنّى بِالْأَمر الثَّانِي يُثَنّي تَثْنِيةً. ويُقال للرَّجُل إِذا نزل مِن دابّته: ثَنَى وَرِكه فنزَل. ويُقال للرَّجُل الَّذِي يُبدأ بِذكرِهِ فِي مَسعاة أَو مَحْمدة أَو عِلم: فلَان بِهِ تُثْنَى الخناصر، أَي تُحْنى فِي أول من يُعدّ وَيذكر. وَقَالَ اللَّيْث: الِاثْنَان: اسمان قَرينان لَا يُفْرَدان، لَا يُقال لأَحَدهمَا: اثنٌ، كَمَا أنّ (الثَّلَاثَة) أَسمَاء مقترنة لَا تُفرق. وَيُقَال فِي التَّأْنِيث: اثْنَتَانِ، وَلَا تُفْردان. وَالْألف فِي (اثْنَيْنِ) و (اثْنَتَيْنِ) ألف وصل، لَا تظهر فِي اللَّفْظ. وَالْأَصْل فيهمَا: ثَنَيٌ. وَرُبمَا قَالُوا للاثنين: الثّنتان، كَمَا قَالُوا: هِيَ ابْنة فلَان، وَهِي بنته، وَالْألف فِي (الِابْنَة) ألف وصل أَيْضا. فَإِن جَاءَت هَذِه الْألف مَقْطُوعَة فِي الشّعر فَهُوَ شَاذ؛ كَمَا قَالَ قَيس بن الخَطيم: إِذا جَاوز الإِثْنين سِرٌّ فإنّه بِنَثَ وتَكْثِير الوُشاة قمينُ وَقَالَ اللَّيْث: الثَّنْي: ضَمُّ واحدٍ إِلَى وَاحِد. والثِّنْي، الِاسْم. وَيُقَال، ثِنْي الثَّوْب: لما كُفّ من أَطْرافه. وأَصل (الثَّني) : الكَفّ. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت فِي قَول زُهَيْر يَصف السانية: تَمْطُو الرِّشاءَ وتَجْري فِي ثِنَايَتها مِن المَحَالة قَبّاً زائِداً قَلقَا

قَالَ: فِي ثنايتها، أَي فِي صلبها؛ مَعْنَاهُ: وَعَلَيْهَا ثِنَايتها. وَقَالَ أَبُو سعيد: الثّناية: عُود يُجمع بِهِ طرفا المِيلَيْن من فَوق المَحالة، ومِن تَحتها أُخرى مثلهَا. قَالَ: والمحالة والبكرة تَدُور بَين الثّنايَتيْن. نَثَا: ابْن السّكيت، عَن أبي عُبيدة: نَثَوت الحَدِيث: ونَثَيْته. وَقَالَ اللَّيْث: النَّثا، مَقْصُور: مَا أَخبرت عَن الرجل من صَالح فِعْله أَو سُوء فِعله. يُقال: فلَان حَسن النّثا، وقَبيح النّثا. قَالَ: وَلَا يُشتق من (النّثا) فِعل. قلت: الَّذِي قَالَ إِنَّه لَا يُشتق من (النثا) فِعل، فَإِنَّهُ لم يَعْرفه. وَفِي حَدِيث أبي هَالة فِي صفة مجْلِس النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا تُنثَى فَلَتاتُه. قَالَ أَبُو عُبيد: مَعْنَاهُ: لَا يُتَحدَّث بِتِلْكَ الفَلَتات. يُقال مِنْهُ: نَثَوْت أَنْثُو نَثْواً. وَالِاسْم مِنْهُ: النَّثَا. وَقَالَ أَحْمد بن جَبَلة، فِيمَا أخبر عَنهُ ابْن هَاجَك: مَعْنَاهُ: أنّه لم يكن لمجلسه فَلَتات فتُنْثَى. قَالَ: والفَلَتات: السَّقطات والزَّلاّت. (وَقَالَ ابْن المُظفّر: الثَّناء، مَمْدُود: تَعمُّدك لِتُثْني على إِنْسَان بحَسَن أَو قَبيح. وَقد طَار ثَناء فلانٍ، أَي ذَهب فِي النَّاس. والفِعل: أَثْنى فلَان على الله تَعَالَى، ثمَّ على الْمَخْلُوق، يُثْنى إثْناءً، أَو ثَناء، يُستعمل فِي القَبِيح من الذِّكر فِي المَخلوقين وضدّه. ورَوى أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: أَثْنى، إِذا قَالَ خيرا أَو شَرّاً. قَالَ: وأَنْثنى؛ إِذا اغْتاب) . قَالَ: وأَنْثى الرجل، إِذا أَنِف من الشَّيْء، إنْثَاءً. قَالَ ابْن الأَنباريّ: سمعتُ أَبَا العبّاس يَقُول: النَّثَا: يكون للخَير والشّر. يُقال: هُوَ يَنْثو عَلَيْهِ ذُنُوبَه. ويُكتب بِالْألف؛ وأَنشد: فاضِلٌ كامِلٌ جمِيلٌ نَثاه أَرْيَحِيٌّ مُهَذَّبٌ مَنصُورُ قَالَ شمِر: يُقال: مَا أَقبح نثاه فِي النَّاس وَمَا أَحْسَن نثاه وَقَالَ ذَلِك ابْن الأعرابيّ. ويُقال: هم يَتناثَوْن الْأَخْبَار، أَي يُشيعونها

ويَذْكرونها. والنُّثوّة: الوقيعة فِي النَّاس. ويُقال: الْقَوْم يَتَناثون أيّامهم الْمَاضِيَة، أَي يذكرونها. وتناثى القومُ قَبائحهم: تَذاكرُوها؛ وَقَالَ الفرزدق: بِمَا قد أرى لَيْلَى ولَيْلَى مُقِيمةٌ بِهِ فِي جَمِيعٍ لَا تُنَاثَى جَرائِرُهْ وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الناثي: المُغْتَاب. وَقد: نثَا، يَنْثو. اثن وثن: قَالَ الله جلّ وعزّ: {إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً} (النِّسَاء: 117) . قَالَ الفَراء: يَقول العربُ: اللات والعزى وأشباهها من الْآلهَة، مؤنّثة. قَالَ: وَقَرَأَ ابْن عبّاس: (إِن يدعونَ من دونه إِلَّا أُثْناً) (النِّسَاء: 117) . قَالَ الْفراء: هُوَ جمع (الوَثن) ، فضم الْوَاو وهمزها، كَمَا قَالَ: {نُسِفَتْ وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ} (المرسلات: 11) . وقُرئت: (إِن يدعونَ من دونه إِلَّا أُنُثاً) (النِّسَاء: 117) . قَالَ الْفراء: وَهُوَ جمع: إناث، مثل: ثِمار. وَقَالَ شَمر فِيمَا قَرَأت بخطّه: أصل الْأَوْثَان عِنْد الْعَرَب: كُلّ تِمْثَال من خشب أَو حِجَارَة أَو ذهب أَو فضَّة أَو نُحَاس وَنَحْوهَا، وَكَانَت الْعَرَب تَنْصبها وتَعْبدها. وَكَانَت النَّصَارَى تَنصب الصَّلِيب، وَهُوَ كالتمثال، تعظمه وتعبده، وَلذَلِك سمّاه الْأَعْشَى وَثَناً، فَقَالَ: تَطُوف العُفاة بأَبْوابه كطَوْفِ النَّصَارى ببَيْت الوَثَن أَرَادَ ب (الوثن) : الصَّليب. قَالَ: وَقَالَ عَدِيّ بن حَاتِم: قدمتُ على النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفِي عُنقي صَلِيب من ذَهب، فَقَالَ لي: أَلْقِ هَذَا الوَثن عَنْك. أَرَادَ بِهِ الصَّليب، كَمَا سَمّاه الْأَعْشَى وَثَناً. وَأَخْبرنِي الإياديّ، عَن شَمِر، عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: يُقال: عِيصٌ من سِدْر، وأُثْنةٌ من طَلْح، وسَلِيل من سَمُر. وَيُقَال للشَّيْء الْأَصِيل: أَثِين. وَقَالَ اللّيث: الوَاثِن والواتن، لغتانِ، وَهُوَ الشيءُ المُقيم الرَّاكد فِي مَكَانَهُ؛ قَالَ رُؤبة: على أخِلاّء الصَّفاء الوُتَّنِ قَالَ اللَّيْثُ: يُروى بالثاء وَالتَّاء، ومعناهما: الدَّوم على العَهْد. وَقد وَثن ووتن، بِمَعْنى وَاحِد. قلت: الْمَعْرُوف: وَتَن يَتِن وُتوناً، بِالتَّاءِ. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي واللِّحياني: والوَتين، مِنْهُ مَأْخُوذ.

والمُواتنة: المُلازمة. وَلم أسمع (وثن) بِهَذَا الْمَعْنى لغير اللَّيث، وَلَا أَدْرِي أَحفِظه عَن الْعَرَب أم لَا؟ ورَوى أَبُو العبّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الوَتنة، بِالتَّاءِ: المُخالفة. والوَتْنة: مُلَازمَة الغَرِيم، هَاتَانِ بِالتَّاءِ. قَالَ: والوَثْنة، بالثاء: الكَفْرة. قَالَ: والمَوثونة، بالثاء: الْمَرْأَة الذَّليلة. قَالَ: وَامْرَأَة موثونة، بالثاء، إِذا كَانَت أديبة، وَإِن لم تكن حَسْناء. وأَخبرني المُنذريّ، عَن أبي الْعَبَّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: أَرض مَضْبُوطة: مَمْطورة؛ وَقد ضُبِطت ووُثِنت، بالثاء، ونُصرت، أَي مُطِرت. أنث: قَالَ اللّيث: الأُنْثى: خلاف الذَّكر من كُلّ شَيْء. والأُنْثيان: الخُصْيتَان. والمُؤَنّث: ذَكَرٌ فِي خَلْق الأنْثى. وَالْإِنَاث: جمَاعَة الأُنْثى؛ وَيَجِيء فِي الشِّعْر: أَنَاثَى. وَإِذا قلت للشَّيْء تُؤنّثه فالنَّعت بِالْهَاءِ، مثل الْمَرْأَة. فَإِذا قلت يُؤنث، فالنعت مثل الرجل بِغَيْر هَاء، كَقَوْلِك: مؤنّثة ومؤنّث. وَقَالَ غَيره: يُقَال للرجل: أَنَّثت فِي أَمرك تَأنيثاً، أَي لِنْت لَهُ وَلم تتشدّد. وَبَعْضهمْ يَقُول: تأنّث فِي أَمْره وتَخَنَّث. وَسيف أنِيث: وَهُوَ الَّذِي لَيْسَ بقطّاع. وَقَالَ صَخر الغيّ: فيُخبره بِأَن العَقْل عِنْدِي جُرازٌ لَا أفلُّ وَلَا أَنِيثُ أَي لَا أُعطيه إلاّ السّيف الْقَاطِع وَلَا أُعطيه الدِّية. أَبُو عُبيد، عَن الأَصْمعي: المذكَّر من السُّيوف شَفرته حَدِيد ذَكر ومَتْنه أَنيث. يَقُول النَّاس: إنّها من عَمل الجِنّ. وَقَالَ اللّحياني: {إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً} (النِّسَاء: 117) . قيل فِي التَّفْسير: أَرَادَ مَواتاً مثل الحَجر والخَشب والشَّجر. وَقَالَ الْفراء: وَإِنَّمَا سمّوا (الْأَوْثَان) (إِنَاثًا) ، لقَولهم: اللَّاتِي والعُزّى ومَناة. وأَشباهها. وَقَالَ الْحسن: كَانُوا يَقُولُونَ للصّنم: أُنثى بني فلَان. وَيُقَال: هَذِه امْرَأَة أُنثى، إِذا مُدحت بِأَنَّهَا كَامِلَة من النِّساء؛ كَمَا يُقَال: رجل ذَكَر، إِذا وُصف بالكَمال. وَمَكَان أنيث، إِذا أسْرع نباتُه وكثُر؛ قَالَ

امْرُؤ الْقَيْس: بمَيْثٍ أَنيثٍ فِي رِيَاضٍ دَمِيثَةٍ يُحيل سَوافِيها بِمَاء فَضيض وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الأُنثيان: الأذُنان؛ وَقَالَ ذُو الرمّة: وكنّا إِذا القَيْسيّ نَبّ عَتُودُه ضَرَبْناه فَوق الأُنثيين على الكَرْدِ والأُنْثيَان، من أَحيَاء الْعَرَب: بَجِيلة وقُضاعة. وَقَالَ الكُميت: فيا عجبا للأُنْثيين تَهادَتا أَذاتِيَ إبْراقَ البغايَا إِلَى الشَّرْب ورُوي عَن إِبْرَاهِيم، أَنه قَالَ: كَانُوا يكْرهُونَ المؤَنّث مِن الطّيب وَلَا يَرَوْن بذُكورته بَأْساً. قَالَ شَمر: أَرَادَ بالمؤنّث: طِيبَ النِّساء. مثل الخَلوق والزَّعفران وَمَا يُلَوِّن الثِّيَابَ؛ وأمّا ذُكورة الطِّيب فَمَا لَا لونَ لَهُ، مثل: الغالية والكافور والمِسك وَالْعود والعَنبر، وَنَحْوهَا من الأدهان الَّتِي لَا تؤثِّر. وَقَالَ ابْن شُميل: أَرض مِئْناث: سهلة خَلِيقَة بالنبات لَيست بغَلِيظة. شمر، عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَرض أَنيثة، أَي سهلة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الأَنيث: الَّذِي يُنْبت النَّبت. قَالَ: الأنيث من الرّجال: المخنَّث، شبه الْمَرْأَة. وَقَالَ الْكُمَيْت فِي الرجل الأَنيث: وشَذَّيْت عَنْهُم شَوك كُلِّ قَتَادَةٍ بفارسَ يَخشاه الأنيثُ المُغَمَّزُ قَالَ ابْن السِّكيت: يُقَال: هَذَا طَائِر وأنثاه؛ وَلَا يُقَال: وأُنثاتُه. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الأَنيث، اللّين السَّهل. وسُميت الْمَرْأَة: أُنْثَى، لِأَنَّهَا أَلْين من الرّجُل. قَالَ: وَسيف أنيث، إِذا لم يكن حديده جيدا وَلم يقطع. قَالَ: وَالْأُنْثَى، سميت أُنثى، لِلينِها. وَأنْشد أَبُو الهَيْثم: كَأَن حَصَاناً فَصُّها التِّين حُرّةً على حَيْثُ تَدْمَى بالفِناء حَصيرُها يَقُوله الشّماخ. قَالَ: والحصان، هَا هُنَا: الدُّرة الَّتِي لم تُثقب، شُبّهت بالحصان من النِّسَاء الَّتِي لم تُمَسّ. وَالشَّيْء الَّذِي يُستخرج من الدُّرة من الْبَحْر من صَدفتها يُدعى: التّين. والحَصير: مَوضِع الحَصِير الَّذِي يجلس عَلَيْهِ. شَبّه الْجَارِيَة بالدُّرة. ثأن: التَّثاؤن: الاحتيال والخَدِيعة. يُقال: تثاءَن للصَّيْد تَثاؤُناً، إِذا خادعه وجاءه عَن يَمينه مَرّة وَعَن شِماله مَرّة.

باب الثاء والفاء

ويُقال: تثاءَنْتُ لأَصرفه عَن رَأْيه، أَي خادعتُه واحتلت لَهُ؛ وأَنشد: تَثاءن لِي فِي الأَمْر من كُلّ جانِبٍ لِيَصْرفَني عمّا أُريد كَنُودُ (بَاب الثَّاء وَالْفَاء) ث ف (وايء) ثفا، فثأ، أثف، يفث. ثفا أثف: أَبُو عُبيد: المُثَفّاة: المَرأةُ الَّتِي يَمُوت لَهَا الْأزْوَاج كثيرا. وَكَذَلِكَ الرَّجُل المُثفَّى. أَبُو العبّاس: عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: المُثفَّاة من النّساء: الَّتِي دَفْنت ثلاثةَ أَزْواج. وَقَالَ غَيره: المُثفَّاة من النِّساء: الَّتِي لِزَوْجِها امْرَأَتَانِ سواهَا، وَهِي ثالثتهما؛ شُبِّهت بأَثافيّ القِدْر. أَبُو عُبيد، عَن الْأَصْمَعِي: من أمثالهم فِي رَمي الرَّجُل صاحِبَه بالمُعْضلات: رَماه بثالثة الأثَافِي. قَالَ أَبُو عُبيدة: وثالثة الأثافي: القِطْعة من الجَبل يُجعل إِلَى جنبها اثْنَتَانِ فَتكون الْقطعَة مُتَّصلة بِالْجَبَلِ؛ وَقَالَ خُفاف بن نُدْبة: وإنّ قصِيدةً شَنْعاء منِّي إِذا حَضَرت كثالثة الأثافِي وَقَالَ أَبُو سَعيد: فِي قَوْلهم: (رَماه بثالثة الأثافي) مَعْنَاهُ: أَنه رَماه بالشّر كُلّه، فَجعله أثْفِية بعد أُثْفِية، حَتَّى إِذا رَمَاه بالثالثة لم يَتْرك مِنْهَا غَايَة؛ وَالدَّلِيل على ذَلِك قولُ عَلْقمة: بل كُلّ قَوْمٍ وَإِن عَزُّوا وَإِن كَرُموا عَرِيفُهم بأثافِي الشَّرّ مَرْجُومُ أَلا ترَاهُ قد جَمعها لَهُ. قلت: والأثْقية، عِنْد الْعَرَب: حَجَر مثل رَأس الْإِنْسَان. وَجَمعهَا: أثافيّ، بِالتَّشْدِيدِ، وَيجوز التَّخْفِيف. وتُنصب القُدور عَلَيْهَا. وَمَا كَانَ من حَدِيد ذِي قَوَائِم ثَلَاث فَإِنَّهُ يُسمَّى: المِنْصَب، وَلَا يُسمَّى: أُثفية. وَيُقَال: أَثْفيت القِدر وثَفَّيتها، إِذا وَضَعْتها على الأَثافيّ. والأُثفية، أفعولة، من (ثَفيت) ، كَمَا يُقَال: أدحية، لمَبِيض النَّعام، من (دحيْت) . وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَال: الأثفية، فُعلوية، من (أثَّفْت) . قَالَ: ومَن جعلهَا كَذَلِك، قَالَ: أَثَّفت القِدْر، فَهِيَ مُؤَثَّفة؛ وَقَالَ النَّابِغَة: لَا تَقْذِفَنِّي برُكنٍ لَا كِفَاء لَهُ وَلَو تأَثَّفك الأَعْداء بالرِّفَدِ وَقَوله: وَلَو تأثفك الأَعداءُ، أَي ترافدوا حولك مُتضافرين عليّ وَأَنت النَّار بَينهم.

وَقَالَ النَّحويون: قِدْرُ مُثْفاة، من: (أثفيت) . وَقَالَ حُطام المُجاشعيّ: لم يَبْقَ من آيٍ بهَا يُحَلَّينْ غيرَ خِطام ورَمَادٍ كِنْفَيْن وصَالِياتٍ ككما يُؤَثْفَيْن فَلَمَّا اضطره بِنَاء الشّعْر ردّه إِلَى الأَصل، فَقَالَ: يؤثفين، لِأَنَّك إِذا قلت: أَفعل يُفْعل، علمت أَنه كَانَ فِي الأَصل (يُؤفعل) ، فحذفت الْهمزَة لثقلها، كَمَا حذفوا ألف (رَأَيْت) من (أرى) ، وَكَانَ فِي الأَصل (أرأى) . وَكَذَلِكَ من: يرى، وَترى، ونرى؛ إِذْ الأَصل فِيهَا: يرأى، وترأى، ونرأى، فَإِذا جَازَ طرح همزتها، وَهِي أَصْلِيَّة، كَانَت همزَة (يؤفعل) أولى بِجَوَاز الطرح؛ لِأَنَّهَا لَيست من بِنَاء الْكَلِمَة فِي الأَصل؛ وَمثله قَوْله: كُرَات غُلامٍ من كساءٍ مُؤَرْنَبِ وَوجه الْكَلَام: مُرنب، فردّه إِلَى الأَصل، وَقَالُوا: رجل مُؤَنمل، إِذا كَانَ غَلِيظ الأَنامل. وَإِنَّمَا أَجمعُوا على حذف همزَة (يؤفعل) استثقالا للهمزة، لِأَنَّهَا كالتقيؤ؛ لِأَن فِي ضمة الْيَاء بَيَانا وفَضلاً بَين غابر فِعْل (فَعَل) ، و (أفعل) فالياء من غابر (فَعَل) مَفْتُوحَة. وَهِي من غابر (أفعل) مَضْمُومَة، فأَمِنوا اللَّبس. واستحسنوا ترك الْهَمْز إِلَّا فِي ضَرُورَة شِعر أَو كَلَام نَادِر. قلت: وَأما قَول النَّابِغَة: وَلَو تأَثَّفك الأَعداء بالرِّفد فَإِنَّهُ عِنْدِي لَيْسَ من (الأثفية) فِي شَيْء، وَإِنَّمَا هُوَ من قَوْلك: أثَفْت الرَّجُلَ آثِفُه أَثَفاً، إِذا تَبِعْتَه. والآثِف: التَّابِع. حكى ذَلِك أَبُو عُبيد، عَن الْكسَائي، فِي (بَاب النَّوَادِر) . وَقَالَ أَبُو زيد: تأَثَّفنا الْمَكَان تأَثُّفاً، ألِفْناه فَلم نَبْرحه. وَمعنى قَوْله: وَلَو تأَثفك الأَعداء، أَي اتبعوك وألحوا عَلَيْك وَلم يزَالوا بك يُغْرونك. أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: خامر الرّجُل بِالْمَكَانِ، إِذا لم يَبْرحه، وَكَذَلِكَ: تأثّفه تأثُّفاً. ورُوي عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (مَاذَا فِي الأمَرَّين من الشِّفا والثُّفاء) . قَالَ أَبُو عُبيد: يُقَال: إِن الثُّفَّاء، هُوَ الحُرْف. وَقَالَ اللَّيْثُ: الثُّفاء: الْخَرْدَل، بلغَة أهل الغَور. الْوَاحِد: ثُفَّاءة. قَالَ: وَيُقَال: هُوَ الخَرْدل المُعالج بالصِّباغ.

باب الثاء والباء

والمدة فِيهِ هَمزة أصليّة. أَبُو عُبَيد، عَن الفَرّاء: ثَفَوتُه، أَي كنت مَعَه على أَثره. فثأ: أَبُو حَاتِم: من اللَّبن الفاثىء، وَهُوَ الَّذِي يُغْلَى حَتَّى يَرْتفع لَهُ زُبْد ويَتَقطَّع من التغيُّر. وَقد فَثأَ يَفْثَأ فَثْئاً. أَبُو زيد: فَثَأْت المَاء فَثْئاً، إِذا مَا سَخَّنته، وَكَذَلِكَ كلّ مَا سَخَّنته. وَيُقَال: فثأت عنِّي فلَانا فَثْئاً، إِذا كَسَرْته عَنْك بقَوْل وغَيره. قلت: وَيُقَال: فثأت القِدْر فَثْئاً، وَذَلِكَ إِذا كَسرت غَلَيانها بِمَاء بَارِد أَوْ قَدْحٍ بالمِقْدحة؛ وَقَالَ الكُمَيت: تَفُور علينا قِدْرهم فنُدِيمها ونَفْثَؤها عَنَّا إِذا حَمْيُها غَلاَ يفث: يافِث: هُوَ اسْم أحد بني نُوح، عَلَيْهِ السَّلَام. وَقيل: مِن نَسله التُّرك، ويأجوج، وَمَأْجُوج، وهم إخْوة بني سَام وَحَام، فِيمَا زَعم النسَّابون. (بَاب الثَّاء وَالْبَاء) ث ب (وايء) ثاب، (ثبى) ، باث، بثا، وثب، أبث. ثوب ثيب: قَالَ الله عزّ وَجل: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً} (الْبَقَرَة: 125) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: مثابة: يَثُوبون إِلَيْهِ. قَالَ: والمَثابة والمَثَاب، وَاحِد. وَنَحْو ذَلِك قَالَ الفرّاء. وَأنْشد الشَّافِعِي بَيت أبي طَالب: مَثاباً لأَفثاء القَبائل كلّها تَخُبُّ إِلَيْهِ اليَعْمُلاتُ الذَّوامِلُ قَالَ أَبُو إِسْحَاق: والأَصل فِي (مثابة) : مَثْوبة، وَلَكِن حَرَكَة الْوَاو نُقلت إِلَى الثَّاء وتَبعت الواوُ الحركةَ فَانْقَلَبت ألفا. قَالَ: وَهَذَا إعلال بإتباع، تبع (مثابة) بَاب (ثاب) . وأصل (ثاب) ثَوَب. وَلَكِن الْوَاو قُلبت ألفا لتحرِّكها وانفتاح مَا قبلهَا، لَا اخْتِلَاف بَين النَّحْوِيين فِي ذَلِك. قَالَ ثَعْلَب: (البيتُ مَثابةٌ) . وَقَالَ بَعضهم: (مَثُوبة) ، وَلم يُقرأ بهَا. وبئر ذَات ثَيِّب وغَيِّب، إِذا استُقي مِنْهَا عَاد مكانَه ماءٌ آخر. و (ثَيِّب) كَانَ فِي الأَصل (ثَيوب) . قَالَ: وَلَا يكون الثَّؤُب أَول شَيْء حَتَّى يعود مرّة بعد أُخرى. وَقَالَ أَبُو عُبيد: المثاب: مقَام الساقي فَوق عُروش الْبِئْر. وَقَالَ القُطاميّ يَصف البِئر: وَمَا لِمثابات العُروش بقيّة إِذا اسْتُلَّ من تَحت العُروش الدَّعَائم

وَسمعت العَرب تَقول: الكَلأ بِموضع كَذَا وَكَذَا مثل ثائب البَحر. يَعْنون أَنه غَضّ رَطْب كَأَنَّهُ مَاء الْبَحْر إِذا فاض بعد مَا جَذَر. وثاب؛ أَي عَاد وَرجع إِلَى مَوْضِعه الَّذِي كَانَ أَفضى إِلَيْهِ. ويُقال: ثاب ماءُ الْبِئْر، إِذا عَادَتْ جُمَّتها. وَمَا أَسْرَع ثابتَها ورُوي عَن عُمر أَنه قَالَ: لَا أَعْرِفَنّ أحَداً انْتَقص من سُبُل النَّاس إِلَى مَثَابَاتِهم شَيْئاً. قَالَ شَمِرٌ: قَالَ ابنُ شَميل: إِلَى مَثاباتهم، أَي إِلَى مَنازلهم؛ الْوَاحِدَة: مَثَابَة. قَالَ: والمَثابة: المَرْجِع. والمَثابة: المجْتَمع. وَقَالَ شَمِرٌ: قَالَ ابْن الأَعْرابيّ: المَثَابُ: طَيّ الحِجَارة يَثُوب بعضُها على بَعض مِن أَعْلاه إِلَى أَسْفَله. وَقَالَ أَبُو نصر: المَثاب: الموضعُ الَّذِي يَثُوب مِنْهُ الماءُ. وَمِنْه: بئرٌ مَا لَهَا ثائِبٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الثَّيِّبُ مِن النِّساء: الَّتِي قد تَزَوَّجت وَفَارَقت زَوْجَها بِأَيّ وَجه كَانَ بعد أَن مَسَّها. وَلَا يُوصف بِهِ الرَّجُلُ، إِلَّا أَن يُقَال: وَلد الثَّيِّبَيْن، وَولد البِكرَين. وَجَاء فِي الخَبْر: (الثّيِّبان يُرْجَمان، والبِكْران يُجلَدان ويُغَرَّبان) . وَيُقَال: ثُبِّبَت الْمَرْأَة تَثْبِيباً، إِذا صَارَت ثَيِّباً. وَجمع (الثَّيِّب) من النِّساء: الثَّيِّبات؛ قَالَ الله تَعَالَى: {سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ} (التَّحْرِيم: 5) . وَيُقَال: ثَوّب الدَّاعِي تَثْويباً، إِذا دَعا مَرَّة بعد أُخرى. وَمِنْه: تَثْويب المُؤذِّنُ، إِذا نَادَى بالأَذان النَّاس إِلَى الصَّلَاة ثمَّ نَادَى بعد التّأْذين، فَقَالَ: الصَّلَاة رَحمكم الله، الصَّلَاة؛ يَدْعُو إِلَيْهَا عَوْداً بعد بَدْء. والتّثْويب فِي أَذان الْفجْر: أَن يَقُول المؤذِّن بعد قَوْله: (حَيّ على الصَّلَاة حَيّ على الفَلاح) : الصَّلاة خيرٌ من النّوم. يَقُولهَا مَرَّتين كَمَا يُثَوِّب بَين الأَذان: الصلاةَ رحمكم الله، الصلاةَ. وأصل هَذَا كُله من: تَثْويب الدّعاء مرّة بعد أُخرى. ونحوَ ذَلِك رَوى شَمِرٌ عَن ابْن الأَعْرابيّ. وحُكي عَن يُونس وَغَيره: قَالُوا: التَّثْويب: الصلاةُ بعد الفَريضة. يُقَال: تَثَوَّبْت، أَي تَطَوَّعت بعد المَكْتُوبة. وَلَا يكون التّثْويب إِلَّا بعد المَكْتُوبة، وَهُوَ العَوْد للصّلاة بعد الصّلاة. وَفِي حَديث أُمّ سَلَمة أنّها قَالَت لعَائِشَة حِين أَرادت الخُروج إِلَى البَصْرة: إنّ عَمود الدِّين لَا يُثَابُ بالنِّساء إنْ مالَ.

أَي لَا يُعاد إِلَى استوائه. ويُقال ذهب مالُ فلَان فاسْتَثاب مَالا، أَي اسْترْجع مَالا؛ قَالَ الكمَيت: إنّ الْعَشِيرَة تَسْتَثيب بِمَالِه فتُغِير وَهُوَ مُوَفِّر أموالَها وَيُقَال: ثاب فلَان إِلَى الله، وَتَابَ، بالثاء وَالتَّاء، أَي عَاد ورَجع إِلَى طَاعَته. وَكَذَلِكَ: أثاب، بِمَعْنَاهُ. وَرَجُلٌ تَوَّابٌ أَوَّابُ ثَوَّابٌ مُنِيب، بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ أَبُو زيد: رَجُلٌ ثَوَّابٌ: للَّذي يَبِيع الثِّيَابِ. وَيُقَال: ثاب إِلَى العَلِيل جِسْمُه، إِذا حَسُنت حالُه بعد تَحَوُّله ورَجَعت إِلَيْهِ صِحَّتُه. وَقَول الله جَلَّ وعَزَّ: {) فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} (المدثر: 4) . قَالَ ابْنُ عبَّاس: يَقُول: لَا تَلْبس ثِيَابَك على مَعْصِيةٍ وَلَا على فُجورِ كُفْر؛ واحتجَّ بقول الشَّاعِر: إِنِّي بِحمد الله لَا ثَوْبَ غادِر لَبِسْتُ وَلَا من خَزْيَةٍ أَتقَنَّعُ وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: الثِّياب: اللِّباس. ويُقال: القَلْب. وَقَالَ الْفراء: فِي قَوْله: {) فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} أَي لَا تكن غادراً فتُدَنِّس ثِيابَك، فإنّ الغادِر دَنِسُ الثِّيَاب. قَالَ: ويُقال فِي قَوْله: {) فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} يَقُول: عَملَك فأَصْلح. وَقَالَ بَعضهم: {) فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} أَي قَصِّر، فَإِن تَقْصِيرها طُهْرٌ. وَقيل: نَفْسَك فَطَهِّر: وَالْعرب تَكني بالثِّياب عَن النّفس؛ وَقَالَ: فسُلِّي ثِيابي من ثِيابك تَنْسَل وفلانٌ دَنِس الثِّياب، إِذا كَانَ خَبيث الفِعْل والمَذْهب خَبِيث العِرْض. وَقَالَ امْرؤ القَيْس: ثِيَابُ بني عَوْف طَهَارَى نَقِيَّة وأَوْجُههم بِيضُ المَسافر غُرَّانُ وَقَالَ الشَّمَّاخ: رَمَوْهَا بأثْوَابٍ خفافٍ وَلَا تَرَى لَهَا شَبَهاً إلاَّ النَّعامَ المُنَفَّرا رَمَوها، يَعْنِي: الرّكَاب بأَبْدانهم. وَمثله قولُ الرّاعي: فقامَ إِلَيْهَا حَبْتَرٌ بسِلاحه وَللَّه ثَوْباً حَبْترٍ أيّما فَتَى يُريد: مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ ثوبا حَبْتر من بَدنه. والثَّواب: الجَزاء. قد أثابه الله ثَواباً، وثَوَّبه تَثْويباً، مِثله. وَقَالَ الله تَعَالَى: {يَنظُرُونَ هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ} (المطففين: 36) . وَالِاسْم: الثّواب، والمَثوبة؛ وَقَالَ

الله تَعَالَى: {لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ} (الْبَقَرَة: 103) . وَقَالَ أَبُو زيد: قَالَ التّميميّ: هِيَ المَثْوَبة، بِفَتْح الْوَاو. وَقد أثْوبه الله مَثْوبة حَسنة، فأَظهر الْوَاو على الأَصل. وَقَالَ الكلابيّون: لَا نَعْرف (المَثوَبة) وَلَكِن (المَثابة) : وَقيل: المَثوبة، وَالثَّوَاب: مَا جُوزي بِهِ الْإِنْسَان على فِعله من خَيْر أَو شَرّ. يُقَال: ثاب يثوب، إِذا رَجع. وَالثَّوَاب: هُوَ مَا يرجع على المحْسن من إحسانه، وعَلى المُسيء من إساءته. وَمِنْه: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ} (الْبَقَرَة: 125) أَي معَاذًا يَصْدُرون عَنهُ ويثُوبون إِلَيْهِ. وَإِن فلَانا لمَثَابة، أَي يَأْتِيهِ النَّاس للرّغبة ويَرجعون إِلَيْهِ مرّة بعد أُخْرَى. والثّيِّبِ، سُمِّيت (ثَيِّباً) ؛ لِأَنَّهَا تُوطأ وَطْئاً بعد وَطْء. وَأما الثُّبَة، فَهِيَ الْجَمَاعَة من النَّاس، وتُجمع: ثُبات، وَثُبىً وثُبين. وَقد اخْتلف أهل اللّغة، فَقَالَ بَعضهم: هِيَ مَأْخُوذَة من (ثاب) ، أَي عَاد ورَجع، وَكَانَ أَصْلهَا (ثُوَبة) فَلَمَّا ضُمّت الثَّاء حذفت الْوَاو؛ وتَصغيرها: ثُوَيْبة. وَمن هَذَا أُخذ: ثُبة الحَوض، وَهُوَ وَسطه الَّذِي يَثُوب إِلَيْهِ بَقِيَّة المَاء. وَقَالَ الله تَعَالَى: {فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُواْ جَمِيعاً} (النِّسَاء: 71) . قَالَ الْفراء: مَعْنَاهُ: فانفروا عُصَباً، إِذا دُعيتم إِلَى السَّرايا أَو دعيتم لتنفروا جَمِيعًا. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ، عَن الْحُسَيْن، عَن مُحَمَّد بن سَلام، أَنه سَأَلَ يُونُس عَن قَوْله: {فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُواْ جَمِيعاً} (النِّسَاء: 71) فَقَالَ: ثُبَة وثُبات، أَي فرقة وفِرَق؛ قَالَ زُهير: وَقد أَغدوا عَلَى ثُبَةٍ كِرامٍ نَشَاوَى وَاجِدِينَ لما نَشَاءُ قلت: والثباتُ: جماعاتٌ فِي تَفْرِقة: وكلَّ فِرقة: ثُبَة. فَهَذَا من (ثاب) . وَقيل: {فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ} (النِّسَاء: 71) أَي انْفروا فِي السّرايا فِرَقاً؛ الْوَاحِد: ثُبَة. وَقد ثَبَّيْتُ الْجَيْش، إِذا جَعَلته ثُبةً ثبةً. وَقَالَ آخَرُونَ: الثُّبَة: من الأَسماء النَّاقِصَة، وَفِي الأَصل: (ثُبَيَةٌ) فالساقط هُوَ لَام الْفِعْل فِي هَذَا القَوْل، وَأما فِي القَوْل الأَول فالسَّاقط عَيْن الفِعْل. ومَن جَعل الأَصل ثُبَيَة، فَهُوَ من ثَبَّيْتَ على الرّجُل، إِذا أَثْنَيْتَ عَلَيْهِ فِي حَيَاته؛ وتأويلُه: جَمع محاسنه.

وَإِنَّمَا (الثُّبة) : الْجَمَاعَة. وَقَالَ لَبيد: يُثَبِّي ثَنَاء من كَرِيمٍ وقولُه أَلا انْعمْ عَلَى حُسْنِ التَّحِيَّةِ وَاشْرَبِ وَقَالَ شَمِرٌ: التَّثْبِيَة: إصْلَاح الشَّيْء والزِّيادة عَلَيْهِ. وَقَالَ الجَعديّ: يُثَبُّونَ أَرْحاماً وَمَا يَجْفلونها وأَخْلاَقَ وُدَ ذَهَّبَتْها المذاهِبُ قَالَ: يُثبُّونَ: يُعظِّمون، يجعلونها ثُبَّةً. يُقَال: ثبِّ مَعْروفك، أَي أَتِمَّه وزِدْ عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْن الأَعْرابيّ: فِي التَّثْبية: لُزومك طَرِيق أبيكَ؛ وَأنْشد قَول لَبِيد: أُثَبِّي فِي البلادِ بذِكْر قيْسٍ ووَدُّوا لَو تَسُوخ بِنَا البِلادُ وَقَالَ الأَصمعيُّ: التّثْبيَةُ: الدِّرايةُ على الشَّيْء. وَقَالَ غيرُه: أَنا أَعْرِفه تَثْبِية، أَي أَعْرفه معرفَة أُعجمها وَلَا أَسْتَيْقنها. وَقَالَ أَبُو خَيْرَة: الثُّبة: مَا اجْتَمع إِلَيْهِ الماءُ فِي الوادِي أَو فِي الْغَائِط؛ وإنَّما سُمِّيَتْ (ثُبة) لأنَّ الماءَ يثُوبُ إِلَيْهَا. وَقَالَ أَبُو خيْرَة: ثابَ الحَوْضُ يَثُوبُ ثَوْباً وثُؤُباً، إِذا امتلأَ، أَو كَاد يمتلىء. ثَعْلَب، عَن ابْن الأَعْرابيّ: يُقالُ لأَساسِ الْبَيْت: مَثابات. قَالَ: وَيُقَال لتراب الأَساس: النَّثيل. قَالَ: وثابَ، إِذا انْتبه؛ وآبَ، إِذا رجَع؛ وتابَ، إِذا أَقْلَعَ. وَفِي (النَّوَادِر) : أَثَبْتُ الثَّوْبَ إثابةً، إِذا كَفَفْتَ مَخَايِطَه؛ ومَلَلتُه: خِطْتُه الخِياطَة الأُولى بِغَيْر كَفّ. أَبُو عُبيد، عَن الأَصمعي: (الثُّؤباء) من: التَّثاؤُب؛ مثل: المُطَواء، من (التَّمطِّي) . وَقَالَ اللَّيْثُ: الثُّؤَباء، بِالْهَمْزَةِ: اسمٌ اشْتُقَّ مِنْهُ: التَّثَاؤُبُ، بِالْهَمْز، عندَ التَّمَطِّي والفَتْرَة؛ وَأنْشد فِي صِفَةِ مُهْر: فافْتَرَّ عَنْ قَارِحِه تَثَاؤُبُه والتّثاؤُب: أَنْ يَأكلَ الإنسانُ شَيْئا أَو يَشْرَبَ شَيْئاً تَغْشاه لَهُ فتْرَةٌ كَثقْلة النُّعَاس من غير غَشْيٍ عَلَيْهِ. يُقَال: ثُئِبَ فلانٌ. وَقَالَ أَبُو زَيدٍ: تَثَأَّبَ يَتَثَأَّبُ تَثَؤُّباً، من: (الثُّؤَباء) فِي كتاب الْهَمْز. أَبُو عُبيد: الأَثأَب، واحدَتُها: أَثأَبَة: شَجَرة. وَقَالَ اللَّيْثُ: هِيَ شجرةٌ تَنْبتُ فِي أَوْدِية الْبَادِيَة، شَبيهةٌ بشَجَرة تُسَمِّيها العجَمُ:

النَّشْك؛ وَأنْشد: فِي سَلَم أَو أَثْأَبٍ وغَرْقَد وَقَالَ اللَّيْثُ: وَجمع الثَّوْب: أَثْوَاب، وثِيَاب، وَثَلَاثَة أَثْوُب، بِغَيْر همز. وأمّا: الأَسْؤُق والأدْؤُر، فمهموزان؛ لِأَن (أدْؤُر) على (دَار) ؛ وَكَذَلِكَ (أَسْؤُقٍ) على (سَاق) . و (الأَثْوُب) حُمل الصَّرف فِيهَا على الْوَاو الَّتِي فِي (الثَّوب) نَفسهَا، وَالْوَاو تحْتَمل الصَّرف من غير انْهِماز. قَالَ: وَلَو طُرح الهَمز من (أدؤر) و (أسؤق) لجَاز على أَن تُرَد تِلْكَ الأَلف إِلَى أَصْلهَا، وَكَانَ أَصْلهَا الْوَاو، كَمَا قَالُوا فِي جمَاعَة (النّاب) من الْإِنْسَان: أَنْيُب؛ همزوا لِأَن؛ أصل الأَلف فِي (الناب) يَاء. وتَصْغير: نَاب: نُيَيْب؛ ويُجمع: أَنْيَاباً. ابْن السِّكّيت: يُقَال: تَثَاءَبْت، وَلَا يُقَال: تَثَاوَبْت. وثب: قَالَ اللَّيْثُ: يُقال: وَثَب وَثْباً، ووَثَبَاناً، ووُثُوباً، ووِثَاباً، ووَثِيباً. ووَثَب وَثْبَة وَاحِدَة. وَفِي لُغة حمير: ثِبْ، مَعْنَاهُ: اقْعُد. والوِثَاب: الفِرَاش، بلُغتهم. ويُقالُ: وَثّبْتُه وِثَاباً، أَي فَرَشْت لَهُ فِرَاشاً. والمُوثَبَانُ، بلغتهم: المَلِك الَّذِي لاَ يَغْزُو. وقَدم عامرُ بن الطُّفيل على النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَوثَّب لَهُ وِسَادَةً، أَي أَقْعَده عَلَيْهَا وأَلْقاها لَهُ. والمِيثب: الأَرْض السَّهْلة؛ وَمِنْه قولُ الشَّاعِر يَصف نَعامة: قَرِيرةُ عَيْن حِين فَضَّت بخَطْمها خَرَاشيَّ قَيْضٍ بَين قَوْزٍ ومِيثَبِ ثَعلب، عَن ابْن الأَعْرابيّ: ويُقال: المِيثَب: الجالِسُ؛ والمِيَثب: القافِز. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: والمِيثَب: الجَدْوَل. وَفِي (نَوَادِر الأَعْراب) : المِيثَب: مَا ارْتَفع من الأَرْض. بوث: يُقَال: باثَ التُّرابَ يَبُوثُه بَوْثاً، إِذا فَرَّقه. ثَعلب، عَن ابْن الأَعْرابيّ: يُقَال: تركتُهم حاثِ باثِ، إِذا تَفَرَّقُوا. أَبُو عُبيد، عَن أبي الجرّاح: الاسْتِبَاثة: اسْتخراج النَّبِيثة من البِئْر؛ وأَنْشد للهُذليّ: لَحَقُّ بَنِي شِعَارَةَ أنْ يَقُولُوا لِصَخْر الغَيِّ مَاذَا تَسْتَبِيثُ وَقَالَ غيرُه: باث، وأَباث، واسْتَباث، ونَبَث، بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ ابْن الأَعْرابيّ: بَاث مَتَاعَه يَبُوثُه بَوْثاً، إِذا بَدَّدَ متَاعَه ومالَه. بثا: قَالَ ابْن الأَعْرابيّ: والبَثِيّ: الكَثِير الحَشَم.

باب الثاء والميم

والبَثِيّ: الكَثِير المَدْح للنَّاسِ. وروى أَبُو العبّاس، عَن سَلَمة، عَن الْفراء، قَالَ: بَثَا: إِذا عَرِق، الْبَاء قبل الثَّاء. قلت: وَرَأَيْت فِي دِيار بني سَعْد بالسِّتَارَيْن عَيْن ماءٍ تَسْقِي نخلا رَيْناً يُقال لَهُ: بَثَاء، فتوهّمت أَنه سُمِّي بِهَذَا الِاسْم، لِأَنَّهُ قَلِيل رَشْح، فَكَأَنَّهُ عَرَق يَسِيل. قَالَ أَبُو بكر: البَثَاء: أرْضٌ سَهلة؛ واحدتها: بَثَاءة؛ وأَنْشد: لِمَيْثٍ بَثَاءٍ تَبَطَّنْثُه دَمِيثٍ بِهِ الرِّمْثُ والْحَيْهَلُ قَالَ: والحَيهل، جَمْع: حَيْهلة، وَهُوَ نَبْت. قلت: أُرى بَثَاء المَاء الَّذِي فِي دِيار بني سَعْد أُخذ من هَذَا، وَهُوَ عينٌ تَسْقي نخلا رَيْناً فِي بلد سَهل طيِّبٍ غَذَاةٍ. قَالَ شَمِرٌ: البِثَى، بِكَسْر الْبَاء: الرّماد؛ واحدتها: بِثَة، مثل: عِزَة وعِزًى. وَقَالَ الطِّرمّاح: خَلاَ أنّ كُلْفاً بتَخْريجها سَفاسِقَ حَوْلَ بِثًى جانِحَهْ أَرَادَ بالكُلْف: الأَثافي المسوّدة، وتَخْريجها، اختلافُ ألوانها. وَقَوله: (حَول بثًى) أَرَادَ: حول رَمَاد. ورَوى سَلمة، عَن الْفراء، أَنه قَالَ: هُوَ الرَّمْدد. و (البِثَى) يكْتب بِالْيَاءِ. والصِّنَى، والصِّنَاء، والضِّبح، والأُسّ: بقيّته وأثَرُه. أبث: أَبُو العبّاس: عَن ابْن الأَعْرابيّ: الأبْث: الفَقْر. وَقد أبَثَ يأبِثَ أَبْثاً. (بَاب الثَّاء وَالْمِيم) ث م (وايء) أَثم، ثمأ، ميث، وَثمّ، ثوم، ثمَّة. أَثم: قَالَ اللَّيْثُ: يُقَال: أَثِم فلانٌ يأثَم إثْماً، أَي وَقَع فِي الإِثم. وتأثَّم، أَي تَحرَّج من الإِثم وكَفّ عَنهُ. وأَخبرني المُنْذِريّ، عَن ابْن فَهم، عَن مُحَمَّد بن سَلام، أَنه سَأَلَ يُونس عَن قَوْله جَلّ وعَزّ: {وَمَن يَفْعَلْ ذالِكَ يَلْقَ أَثَاماً} (الْفرْقَان: 68) فَقَالَ: عُقُوبَة؛ وأَنشد قَول بِشْر: وَكَانَ مُقامنا نَدْعُو عَلَيْهِم بأَبْطَح ذِي المَجاز لَهُ أثامُ قَالَ أَبُو إِسْحَاق: تَأْوِيل (الأَثامُ) : المُجازَاة. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو الشَّيباني: يُقالُ: لَقِي فلانٌ أَثام ذَلِك، أَي جَزاء ذَلِك. قَالَ: فالخليل وسيبويه يَذهبان إِلَى أَن مَعْنَاهُ: يلْق جَزاء الأَثام.

وَقَالَ الفَراء: أَثمَه الله يَأْثِمه إِثْمًا وأثاماً، أَي جازاه جَزَاء الْإِثْم. وَالْعَبْد مَأثوم، أَي مَجْزِيّ جَزاء إِثمه. وَأنْشد الْفراء: وَهل يَأْثِمني الله فِي أَن ذَكَرْتُها وعَلَّلْتُ أَصْحابِي بهَا لَيْلَةَ النَّفْرِ مَعْنَاهُ: هَل يَجْزيني الله جَزَاء الْإِثْم بِأَن ذكرتُ هَذِه الْمَرْأَة فِي غِنائي. وَقَول الشَّاعِر: جَزى الله ابْنَ عُرْوة حَيث أَمْسَى عُقُوقاً والعُقُوق لَهُ أَثَامُ أَي عُقوبةَ مُجازاةِ العُقُوق، وَهِي قَطيعَة الرَّحِم. وَقَالَ اللَّيْثُ: الأَثام فِي جُملة التَّفْسير: عُقوبة الإثْم. وَقَالَ الفَراء فِي قَول الله تَعَالَى: {) الرَّحِيمُ إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ} {)) الزَّقُّومِ طَعَامُ الاَْثِيمِ} (الدُّخان: 43 و 44) : الأَثِيم: الفاجِر. قلتُ: الأَثيم فِي هَذِه الْآيَة بِمَعْنى: الآثم. قَالَ أَبُو بكر: الْإِثْم: من أَسمَاء الْخمر، واحْتَجّ بقول الشَّاعِر: شَرِبْتُ الإثْم حتّى ضَلّ عَقْلِي كَذَاك الإثْمُ تَذْهب بالعُقُولِ قَالَ: وأَنشدنا رَجُلٌ فِي مَجلس أبي العبّاس: نَشْرب الإثْمَ بالصُّوَاعِ جِهاراً وتَرى المُتْك بَيْننا مُسْتَعَارَا المُتْك: الأُتْرُجّ، أَي نتعاوره بأَيدينا نَشمّه. قَالَ: والصُّواع: الطِّرْجِهَالة. وَيُقَال: هُوَ المَكُّوك الفارسيّ الَّذِي يَلْتقي طَرَفاه. وَيُقَال: هُوَ إناءٌ كَانَ يشرب فِيهِ الْملك. قَالَ أَبُو بكر: وَلَيْسَ (الْإِثْم) فِي أَسمَاء الْخمر بِمَعْرُوف، وَلم يَصحّ فِيهِ بيتٌ صَحيح. ثمَّة: قَالَ أَبُو الهَيثم: تَقول العربُ فِي التَّشْبيه. هُوَ أَبُوه على طَرف الثُّمَّة، إِذا كَانَ يُشْبِهه. وبعضُهم يَقُول (الثَّمَّة) مَفْتُوحَة. قَالَ: والثُّمة، والثَّمَّة: الثُّمَامُ إِذْ نُزع فجُعل تَحت الأَساقِي. يُقَال: ثممْت السِّقاء أَثمّه، إِذا جَعَلْت تَحْتَهُ الثّمّة. وَثمّ: أَبُو عُبَيد، عَن الْفراء: الوَثْم: الضَّرْب، وَأنْشد قولَ طَرفة: فَسَقى بِلادَكَ غَيْر مُفْسِدها صَوْبُ الرَّبِيع ودِيمَةٌ تَثِمُ أَي تُؤَثِّر فِي الأَرض. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: قَالَ المُزَنيّ: وَجَدْت كَلأً كَثِيفاً وَثِيمةً.

قَالَ: الوَثيمة: جمَاعَة من الحَشِيش أَو الطَّعَام. يُقَال: ثِمْ لَهَا، أَي اجْمَعْ لَهَا. وَقَالَ اللَّيْثُ: الوَثِيم: المُكْتَنِزِ لَحْماً؛ والفِعْل: وَثُم يَوْثُم وَثامَةً. ويُقال: وَثَمَ الفَرَسُ الحِجارَة بحافره يَثِمُها وَثْماً، إِذا كَسَرها. قَالَ. والمُوَاثمة فِي العَدْو: المُضابرة، كَأَنَّهُ يَرْمي بِنَفْسه؛ وأَنشد: وَفِي الدَّهَاس مِضْبَرٌ مُوَاثِمُ ثوم: سَلمة، عَن الْفراء: الفُوم والثُّوم: الحِنْطَة. ثمأ: قَالَ اللَّيْثُ: الثَّمء: طَرْحُك الكَمْأة فِي السَّمْن وَنَحْو ذَلِك. يُقَال: ثَمَأت الكَمْأة أَثْمَؤُها ثَمْئاً. وَقَالَ أَبُو زيد: ثَمَأت رَأس الرَّجل بِالْحجرِ والعَصا، فَأَنا أَثْمؤه ثَمْئاً، إِذا مَا شَدَخْته. وَيُقَال: ثَمأْت الْخبز ثَمْئاً، إِذا مَا ثَرَدْته. أَبُو عُبَيد، عَن الْكسَائي: ثمأت الْقَوْم، إِذا مَا أَطعَمْتهم الدَّسَم. ماث: قَالَ اللَّيْثُ: ماثَ يَميت مَيثاً، إِذا أذاب الْملح فِي المَاء حَتَّى امّاث امِّيَاثاً. قَالَ: والمَيثاء: الرّملة اللّيّنة؛ وَجَمعهَا: مِيثٌ. وَقَالَ أَبُو عُبيد: المَيثاء؛ الأَرض اللّيّنة مِن غير رَمل؛ وَكَذَلِكَ الدّمِثة. وَقَالَ غيرُه: كل شَيْء مَرَسْته فِي المَاء فذَاب فِيهِ من زَعفران وتمر وزَبيب وأَقِط، فقد مِثْنه، ومَيَّثنه. وأَماث الرجُل لنَفسه أَقِطاً، إِذا مَرَسه فِي المَاء وشربه؛ وَقَالَ رُؤبة: فقُلْت إِذا أَعْيا امْتياثاً مائِثُ وطاحت الأَلْبان والعبَائثُ يَقُول: لَو أَعياه المَريس من التَّمر والأَقط فَلم يَجِد شَيْئاً يَمْتاثه وَيشْرب مَاءَهُ فَيَتبلّغ بِهِ لقلّة الشَّيْء وعَوَز الْمَأْكُول. وَقَالَ ابْن السِّكيت: ماث الشيءَ يَمُوثه، ويَمِيثه، لُغَة، إِذا دافَه. عَمرو، عَن أَبِيه: يُقَال لِقرْقىء البَيض: المُسْتميث.

بَاب اللفيف من حرف الثَّاء ثأى، وثأ، أثأ، أثث، ثأثأ، ثوى. ثأى: أَبُو عُبيد: أَثأَيْت الخَرزَ، إِذا خَرَمْتَه. وَقَالَ أَبُو زيد: أَثأَيتُ الخَرز إثْئَاءً: خَرَمْتُه. وَقد ثِئَىَ الخَرز يثأًى ثأَى شَديداً. قَالَ: وأَثأَيْت فِي الْقَوْم إثْئَاءً، إِذا جَرَحْت فيهم. وَهُوَ الثأَى. وَقَالَ اللَّيْثُ: إِذا وَقْع بَين القومِ جِرَاحات قِيل: قد عَظُم الثأَى بَيْنهم. قَالَ: ويَجوز للشاعر أَن يَقْلب مَدّ (الثأَى) حَتَّى تَصير الْهمزَة بعد الأَلف، كَقَوْلِه: إِذا مَا كانَ ثاءَ فِي مَعَدَ قَالَ: ومثلُه: رأه وَراءه، بِوَزْن: رعاه وراعه؛ ونأى وناء؛ ومثلُه: نِعم أخُو الهَيْجاء فِي اليَوْمِ اليَمِي أَرَادَ أَن يَقُول: اليَومِ، فَقَلَب. قَالَ: والثأوَة: بقيةُ قليلٍ من كثير. قَالَ: والثَّأْوة: المَهْزولة من الغَنم. ابْن الأَنباري: الثأَى: الأَمرُ العَظيم يَقَع بَين الْقَوْم. قَالَ: وَأَصله من: أَثأَيْت الخَرز؛ وأَنشد: ورَأْب الثأَى والصَّبْر عِنْد المَوَاطِن ثَعلب، عَن ابْن الأَعْرابيّ: الثّأية: أَن يَجمع بَين رُؤوس ثَلَاث شَجرات، أَو شجرتين، ثمَّ يُلْقي عَلَيْهَا ثوب فيُسْتَظلّ بِهِ. وَقَالَ أَبُو زيد: الثاية، غير مَهْمُوز: مَأْوى الْغنم. حَكَاهُ أَبُو عُبيد عَنهُ؛ قَالَ: والثَّوِيَّة، مثلهَا. قالَ: والثَّاية أَيْضا: حِجَارَة ترفع فَتكون عَلماً لِلرَّاعِي إِذا رَجَع إِلَى الغَنم. وَقَالَ اللّحياني: رأيتُ بهَا أُثْئِيّة من النَّاس، بِوَزْن (أفعولة) ، أَي جَماعة. وَأنْشد غَيره فِي الثّأوة، وَهِي الشَّاة المَهزولة. تُغَذْرِمُها فِي ثَأْوَةٍ من شِيَاهِه فَلَا بُوركَتْ تِلْكَ الشِّياه القَلاَئِلُ الْهَاء فِي قَوْله (تُغذرمها) للْيَمِين الَّتِي كَانَ أقسم بهَا، وَمعنى (تُغذرمها) أَي حَلف بهَا مجازفاً غير مُسْتَثْبت فِيهَا. والغُذَارِم: مَا أَخَذْت من المَال جِزَافاً. وثأ: قَالَ أَبُو زيد: وَثَأْتُ يَدَا الرّجُل وَثْئاً. وَهِي يَدٌ مَوْثُوءَةٌ. قلت: الوَثْء: شِبْه الفَسْخ فِي المَفْصِل،

وَيكون فِي اللّحم كالكَسْر فِي العَظْم. وَأَخْبرنِي المُنذرِيّ، عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الأَعْرابيّ: من دُعائهم: اللَّهُمَّ ثَأْ يَدَه. قَالَ: والوَثْء: كَسْر اللَّحم لَا كَسْر العَظْم. وَقَالَ اللَّيْثُ: إِذا أَصاب العَظْم وَصْمٌ لَا يَبلُغ الكَسْر، قيل: أَصابه وَثْءٌ ووَثأَةٌ. أثا: الحرّانيُّ، عَن ابْن السِّكيت: أَثوْت بفُلانٍ، وأَثَيتُ، إثَاوةً وإثايةً، إِذا وَشَيْت بِهِ إِلَى السُّلطان. شَمِرٌ، عَن أبي عَدْنان، عَن أبي زيد، يُقَال: أثَيته بسَهْمٍ، أَي رَمَيْتُه، وَهُوَ حرف غَرِيب. أثث: قَالَ الله عزّ وجَلّ: {أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِءْياً} (مَرْيَم: 74) . قَالَ الفَرّاء: الأَثاث: المتَاع. وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو زَيد. قَالَ: واحدتها: أَثاثة. قَالَ: والأَثاث: المَال أَجْمع، الْإِبِل والغَنَم والعَبِيد والمتَاع. وَقَالَ الفَراء: الأَثاث، لَا وَاحِد لَهَا، كَمَا أَن (الْمَتَاع) لَا واحدَ لَهُ. قَالَ: وَلَو جَمعت (الأَثاث) لقُلت: ثَلَاثَة أثةٍ، وأثُث كَثِيرَة. وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقال: أثّ الثَّبَات يَئِثّ أَثاثة، فَهُوَ أَثِيث. ويُوصف بِهِ الشّعَر الكَثِير، والنَّبَات المُلْتَفّ؛ وَقَالَ: أثيث كقِنْو النَّخلة المُتَعَثْكِل وَقَالَ: الأَثاث: أَنْوَاع المَتاع، من مَتاع البَيت وَنَحْوه. ثأثأ: قَالَ اللَّيْثُ: ثَأْثأَتُ الإبلَ، أَي سَقَيْتُها حَتَّى يَذْهب عَطَشُها وَلم أُرْوِها. أَبُو عُبيد، عَن الأُمويّ: ثَأْثَأت الإبلَ: رَوَيْتها، وأَنْشد المُفَضّل: إنّك لن تُثَأْثِىء النِّهَالاَ بمثْلِ أَن تُدارِكَ السِّجَالاَ ويُقال: ثَأْثِىء عنِّي الرَّجُلَ، أَي احْبِسه. والثَّأْثأة: الحَبْس. وَقَالَ أَبُو زيد: تَثَأْثَأْتُ تَثَأثُؤاً، إِذا أرَدْتَ سَفَراً ثمَّ بَدا لَك المُقَامُ. ثوى: قَالَ اللَّيْثُ: الثَّوَاء: طُول المُقام. والفِعل: ثَوَى يَثْوِي ثَوَاءً. وَيُقَال لِلمَقْتُول: قد ثَوَى. والغَريبُ إِذا أَقَامَ ببلدة، فَهُوَ ثاوٍ. والمَثْوَى: الْموضع الَّذِي يقامُ بِهِ؛ وجَمعه: المَثَاوِي. ويُقال: أَنْزلني فلانٌ، وأَثْواني ثَوَاءً حَسَناً. ورَبُّ البَيْت: أبُو مَثْواه. وربة البَيت: أُم مَثْواه. قَالَ: والثَّوِيّ: بَيْتٌ فِي جَوْف بَيْت. وَقَالَ آخر: الثَّوِيّ: البيتُ المُهَيّأ للضَّيْف.

والثّوِيّ: الضَّيْف نَفْسُه. ثَعلب، عَن ابْن الأَعْرابيّ: الثَّوِيّ: الضَّيْف. والثَّوِيّ: المُجاورة فِي الحَرَمَيْن. والثَّوِيّ: الصَّبُور فِي المغَازي المُحَجَّر، وَهُوَ المَحْبُوس. أَبُو عُبيد، عَن أبي عُبيدة أَنه أنْشدهُ قولَ الأَعشى: أَثْوَى وقَصَّر لَيْلَه لِيُزَوّدَا فمَضى وأَخْلفَ من قُتَيْلة مَوْعِدَا قَالَ شَمِرٌ: أَثْوَى، على غير اسْتِفْهَام، وَإِنَّمَا يُريد الخَبر. قَالَ: وَرَوَاهُ ابْن الأَعْرابيّ: أَثَوَى، على الِاسْتِفْهَام. قلت: والرّوايتان تدُلاّن على أَن (ثوى) و (أثوى) مَعْنَاهُمَا: أَقَامَ. ثَعْلَب، عَن ابْن الأَعْرابيّ: الثَّوَى: قُماش الْبَيْت؛ واحدتها: ثُوَّة، مثل: صُوَّة وصُوًى، وهُوَّة وهُوًى. عَمْرو، عَن أَبِيه: يُقال لِلْخِرقة الَّتِي تبَلّ ويُجعل عَلَيْهَا السِّقاء إِذا مُخِض لئلاّ ينْقطع: الثُّوَّة. ومَثْوى الرَّجُل: مَنْزله؛ وَجمعه: المَثَاوِي. والمَثْوى، مصدر: ثوَيت أَثْوِي ثَوَاءً ومَثْوًى.

الرباعي من حرف الثَّاء ثرمل، ثرمد، البرثن، البينيث. ثرمل: أَبُو عُبيد، عَن الأَصمعي: الأُنْثى من الثعالب: ثُرْمُلة. ثَعْلَب، عَن ابْن الأَعْرابيّ: ثَرْمل الرَّجُل، إِذا لم يُنْضِج طعامَه تَعْجِيلاً للقِرَى. قَالَ: وثَرمل، إِذا أَخْرج خُبزته مُرَمَّدة ليعجّلها على الضّيف. وَقَالَ اللَّيْثُ: ثَرمل القَوْمُ من الطَّعام والشَّراب مَا شَاءُوا، أَي أكَلُوا. وَقَالَ غَيره: بَقِيت ثُرْمُلة فِي الْإِنَاء، أَي بَقيّة من بُرّ أَو شَعِير أَو تَمْر. ابْن السِّكيت: ثَرْمَل الطَّعَامَ، إِذا لم يُنْضجه صانعُه وَلم يَنْفُضْه مِن الرَّماد حينَ يَمُلّه. قَالَ: ويُعْتذر إِلَى الضَّيف فيُقال: قد ثَرْمَلْنا لَك الْعَمَل، أَي لم نَتَنَوَّق فِيهِ، وَلم نُطَيِّبه لَك، لِمَكَان العَجَلة. ثرمد: وَقَالَ فِي هَذَا الْبَاب: ثَرْمَد اللَّحْم، إِذا أَسَاء عَمَلَه. وأَتانا بشِوَاءٍ قد ثَرْمَدَه بالرَّمَاد. قلت: وثَرْمَدَاء: ماءٌ لِبَني سَعْد فِي وَادي السِّتَارَيْن، قد وَرَدْتُه، يُسْتَقى مِنْهُ بالعِقال لقُرْب قَعْره. وَقيل: الثَّرْمَد، من الحَمْض: ضَرْبٌ مِنْهُ. برثن: أَبُو زَيد: البُرْثُن: مثل الإِصْبع؛ والمِخْلَبُ: ظُفر البُرْثُن. والبَراثن، للسِّباع كُلّها. وَقَالَ اللَّيْثُ: البَراثن: أظفار مَخالب الأَسد؛ يُقَال: كأنّ بَراثِنَه الأَشَافِي. بينث: ثَعْلَب، عَن ابْن الأَعْرابيّ، قَالَ: البَينيث: ضَرْبٌ من سَمك البَحْر. قلتُ: البَيْنِيث، بِوَزْن (فَيْعيل) ، فَإِن كَانَ ياءاه زائدَتَيْن فَهُوَ من الثلاثيّ، وَكَلَام الْعَرَب يَجيء على (فيعول) و (فيعال) ، وَلم أسمع حرفا جَاءَ على (فَيْعيل) غير: (اليَنبيثُ) ، وَلَا أَدري أعربيّ هُوَ، أمْ دَخِيل؟

باب الراء والنون

كتاب الرَّاء من (تَهْذِيب اللُّغَة) أَبْوَاب المضاعف من حرف الرَّاء رل: مهمل. (بَاب الرَّاء وَالنُّون) ر ن استُعْمِل مِنْهُ: رنّ. رن: قَالَ اللَّيْثُ: الرَّنّةُ: الصَّيْحة الحَزِينة؛ يُقال: عَوْدٌ ذُو رَنّة. قَالَ: والرَّنين: الصِّياح عِنْد البُكَاء. والإرْنان، الشَّدِيد. ويُقال: أَرَنّ الحِمَاُر فِي نَهِيقه؛ وأَرَنَّت القوسُ فِي إنْبَاضِها؛ وأَرَنَّت النّساء فِي مَنَاحتها. وسَحابَةٌ مِرْنَانٌ. وأَرَنّت المرأَة تُرِن، ورَنَّت تَرِنّ؛ وَقَالَ لَبيد: كُلَّ يَوْمٍ مَنَعُوا حامِلَهم ومُرِنّاتٍ كآرام تُمَل وَقَالَ العجاج يَصِف قَوْساً: تُرِن إرْنَاناً إِذا مَا أُنْضِبَا إرْنَانَ مَحْزُونٍ إِذا تَحَوَّبَا أَرَادَ: أُنْبِض، فقَلب. ثَعلب، عَن ابْن الأَعْرابيّ، قَالَ: الرَّنّة: صوتٌ فِي فَرَحٍ أَو حُزْن. وجَمعها: رَنَّات. قَالَ: والإرْنان: صوتُ الشّهِيق مَعَ البُكَاء. عَمرو، عَن أَبِيه: الرُّنَّى: شَهر جُمَادَى. والرُّنَّى: الخَلْقُ؛ يُقال: مَا فِي الرُّنَّى مِثْلُه. وَفِي (نَوَادِر الأَعْراب) ، يُقال: أَرَنّ فلانٌ لكذا، وأَرَمّ لَهُ، ورَنّ لكذا، واسْتَرَنّ لكذا، وأَرْنَاه كَذَا وَكَذَا، أَي أَلْهاه. (بَاب الرَّاء وَالْفَاء) ر فّ رف، فَرّ. رف: قَالَ اللَّيْثُ: الرَّفّ: رَفّ البَيْت. والجميع: الرُّفُوف. قَالَ: والرَّفْرَفة: تَحْريك الطّائر جَنَاحَيْه وَهُوَ فِي الهَواء، فَلَا يَبْرح مكانَه. قَالَ: والرَّفِيف، والوَرِيف، لُغتان. يُقال للنَّبَات الَّذِي يَهْتَزّ خُضْرةً وتَلأْلُؤاً: قد رَفّ رَفِيفاً.

وَفِي حَدِيث أبي هُريرة أنّه سُئل عَن القُبلة للصَّائم، فَقَالَ: إنّي لأَرُفّ شَفَتَيْها وأنَا صائِم. قَالَ أَبُو عُبيد: قَوْله: (أَرُفّ) ، الرَّفّ، مثل المصّ والترشُّف وَنَحْوه. يُقَال مِنْهُ: رَفَفْت أَرُفّ رَفّاً. وأمّا رَفَّ يَرِف، بِالْكَسْرِ، فَهُوَ مِن غَير هَذَا. يُقَال: رَفّ الشيءُ يَرِفّ رَفّاً ورَفِيفاً، إِذا بَرق لونُه وتَلأْلأ؛ وَقَالَ الأَعْشى يذكر ثَغْر امْرَأَة: ومَهاً تَرِفّ غُرُوبُه تَسْقِي المتيَّمَ ذَا الحَرَارَه أَبُو حَاتِم، عَن الأَصمعيّ: هُوَ يَحُفّ لَهُ ويَرُفّ: أَي هُوَ يَقوم لَهُ ويَقْعد، ويَنْصح ويُشْفق، أَرَادَ ب (يَحُفه) ، تَسمع لَهُ حَفِيفاً. وشَجَرٌ يَرِفّ: إِذا كَانَ لَهُ كالاهْتزاز من النَّضارة. وَيُقَال: وَرَف يَرِف وَرِيفاً، لُغتان بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ أَبُو عليّ الْحسن: هُوَ يَحُفّنا ويَرُفّنا، إِذا كَانَ يَطُوف بِنَا ويُزَيِّن أَمْرنَا. وَقَالَ ابْن الأَنباري: ذَهب من كَانَ يَحُفّنا ويَرُفّنا، أَي يُؤْوينا ويُطْعِمنا. ثَعْلَب، عَن ابْن الأَعْرابيّ: يُقَالُ: رَفّ يَرِفّ، إِذا أَكل. ورَفّ يَرِفّ، إِذا بَرَق. ووَرَف يَرِف، إِذا اتّسع. وَقَالَ اللَّيْث: الرَّفْراف: الظّلِيم يُرَفْرِفُ بجناحَيْه ثمَّ يَعْدُو. والرَّفْرَف: كِسْر الخِبَاء وَنَحْوه. وَهُوَ أَيْضا خِرْقة تُخاط فِي أَسفل الفُسطاط؛ وَقَالَ الله عزّ وجَلّ: {تُكَذِّبَانِ مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ} (الرحمان: 76) . قَالَ الْفراء: ذكرُوا أنّها رِياضُ الجنَّة. وَقَالَ بَعضهم: هِيَ المَجالس. قَالَ أَبُو عُبيدةَ: الرَّفرف: الفُرش والبُسط. وجَمْعُه: رَفارِف. وَقَالَ قَتَادَة: الرفرف: المَجالِس. وَقيل: هِيَ فُضول الفُرش. وَقيل: الرَّفْرَف: الوَسَائِد. وَفِي حَدِيث وَفَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَرْويه أَنس: فرُفِعَ الرّفْرَفُ فَرَأَيْنَا وَجْهه كأنّه وَرَقَة تُخَشْخِش. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الرَّفرف، هُنَا: طَرَف الفُسْطاط. قَالَ: والرفرف، فِي حَدِيث المِعراج: البِساط. والرَّفرف، فِي غير هَذَا: الرّفُّ يُجْعل عَلَيْهِ طَرَائفُ البَيْت. قَالَ: والرَّفْرَف: الرَّوْشَن. قَالَ: والرَّفَّة: الأكْلة المُحْكَمة.

وَقد رَفّ يَرِفّ. والرَّفّة: الاخْتِلاجة. يُقَال مِنْهُ: رَفّ يَرفّ، ويَرُف؛ وأَنْشد: لم أَدْر إلاّ الظَّنّ ظَنّ الغَائِب أبِك أم بالغَيْبِ رَفُّ حاجِبِي قَالَ: والرَّفّة: المَصَّة. والرَّفَّة: البَرْقَة. قَالَ الفَرّاء: هَذَا رَفٌّ مِن النَّاس. أَبُو عُبيد، عَن الْفراء: هَذَا رَفٌّ من الضَّأن، أَي جماعةٌ مِنْهَا. ورَفْرفُ الدِّرْع: مَا فَضَل من ذَيْلها. ورَفْرف الأيكة: مَا تَهدّل من غُصُونها؛ وَقَالَ المُعطَّل الهُذلي يَصف الأَسَدَ: لَهُ أَيْكَةٌ لَا يَأْمَن الناسُ غَيْبها حَمَى رَفْرَفاً مِنْهَا سِبَاطاً وخِرْوَعَا وَقَالَ اللَّيث: الرَّفْرَفُ: ضَرْبٌ من السَّمك. وَقَالَ الأَصمعيّ فِي قَوْله: حَمَى رَفْرفاً قَالَ: الرَّفْرف: شَجَرٌ مُسْتَرْسِلٌ يَنْبُت باليَمن. عَمْرو، عَن أَبِيه: الرَّفيف: الرَّوْشَن. شَمِر: ذكر حَدِيثا، قَالَ: أتيتُ عُثْمَان وَهُوَ نازلٌ بِالْأَبْطح، فَإِذا فُسْطاطٌ مَضْروبٌ، وإِذا سَيْفٌ مُعَلَّق فِي رَفِيف الفُسْطاط. وَقَالَ شَمر، رفيفه: سَقْفُه. وَقَالَ فِي قَول الأَعشى: بِالشَّام ذَات الرَّفيف، أَراد: الْبَسَاتِين الَّتِي تَرِفّ بنَضَارتِها واهتزازها. قيل: ذَات الرَّفيف: سُفُن كَانَ يُعْبَر عَلَيْهَا، وَهُوَ أَن تُشَدّ سَفِينَتان أَو ثَلَاث لِلْمَلك. قَالَ: وكُلّ مُسْتَرِقّ من الرَّمل: رَفٌّ. وَفِي حَدِيث أم زَرْع: زَوْجي إِن أَكَل رَفّ، بالراء فِي بَعض الرِّوايات. قَالَ أَبُو بكر: قَالَ أَحْمد بن عُبَيد: الرَّفّ: الْإِكْثَار من الأكْل. وَقَالَ أَبُو العبّاس: رَفّ يَرِفّ، إِذا أَكَل. ورَفّ يَرِفّ، إِذا بَرَق. ووَرَف يَرِف، إِذا اتَّسَع. فر: قَالَ الفَرّاء: فَرّ فلانٌ يَفِرّ فِرَاراً، إِذا هَرَب. وأَفْرَرْتُه أُفِرّه إِفْرَاراً، إِذا عَملت مَا يَفِرّ مِنْهُ. ورَجُلٌ فَرُورٌ، وفَرُورَةٌ، وفَرَّار، غَيرُ كَرَّار. وَفِي حَدِيث سُراقة بن مَالك حِين نظر إِلَى النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وإِلى أَبي بكر مهاجِرَيْن إِلَى الْمَدِينَة فمرَّا بِهِ، فَقَالَ: هَذَا فَرُّ قُريش، أَلا أَرُد على قُريش فَرَّها؟ قَالَ أَبُو عُبيد: قولُه: فَرّ قُرَيْش، يُرِيد: الفارِّين من قُرَيش. يُقال مِنْهُ: رَجُلٌ فَرٌّ، ورَجُلان فَرٌّ، ورجَال فَرٌّ، لَا يُثَنّى وَلَا يُجْمع؛ قَالَ أَبُو ذُؤَيْب: فَرمى ليُنْفِذَ فَرَّها فَهَوَى لَهُ سَهْمٌ فأَنفذ طُرَّتَيْه المِنْزَعُ

يصف صائداً أَرسل على ثَوْر وَحْشيّ كِلاَبَه، فَحمل الثَّوْرُ عَلَيْهَا ففَرّت مِنْهُ، فَرَمَاهُ الصائدُ بِسَهْم فأَنْفَذ طُرَّتَي جَنْبَيْه. وأمّا: فَرّ يَفُرّ، بِالضَّمِّ، فَإِن اللَّيث وَغَيره قَالُوا: فَرَرْتُ عَن أَسنان الدّابة أفرّ عَنْهَا فَرّاً، إِذا كَشَف عَنْهَا لِيَنْظُر إِلَيْهَا. وافْتَرّ عَن ثَغْره، إِذا كَشَرَ ضَاِحكاً. وَمِنْه الحديثُ فِي صِفة النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ويَفْتَرّ عَن مِثل حَبِّ الْغَمَام، أَي يَكْشِر إِذا تَبَسّم من غير قَهْقهة. وَأَرَادَ بحب الْغَمَام: البَرَدَ، شَبَّه بَيَاض أَسْنانه بِهِ. ويُقال: فُرَّ فلَانا عمّا فِي نَفْسه، أَي اسْتَنْطِقْه ليدُلّ بنُطْقه على مَا فِي نَفْسه. وَمِنْه قَول عُمر لِابْنِ عبّاس: وَقد كَانَ يَبْلُغني عَنْك أَشْيَاء كرهتُ أَن أَفُرّك عَنْهَا، أَي أَكْشف سِتْرها عَنْك. وَفِي حَدِيث عديّ بن هَاشم: أنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ: مَا يُفِرّك عَن الْإِسْلَام إِلَّا أَن يُقال: لَا إِلَه إلاّ الله. قَالَ أَبُو عُبيد: يُقَال: أَفْرَرْت الرَّجُل إفْرَاراً، إِذا فَعَلت بِهِ فِعلاً يَفِرّ مِنْهُ. وَيُقَال: هُوَ فُرّةً قَومه، أَي خِيَارهم. وَهَذَا فُرّة مَالِي، أَي خِيرَتُه. أَبُو عُبيد، عَن اليزيديّ: أَفْرَرْت رَأْسَه بالسَّيّف، وأَفريت، إِذا شَقَقته. قَالَه أَبُو زيد، وَقَالَ: أَفْرَرْت رَأْسَه بِالسَّيْفِ، إِذا فَلَقته. أَبُو عُبيد: الفَرِير: ولد البَقَرة. وَيُقَال لَهُ: فُرارٌ. قَالَ: وَمن أمثالهم: نَزْوُ الفُرار اسْتَجْهل الفُرَارا. قَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ المؤرِّج: هُوَ وَلَد الْبَقَرَة الوحشيّة، يُقَال لَهُ: فُرار، وفَرِير، مثل: طُوال وطَوِيل. فَإِذا شَبّ وَقَوي أَخذ فِي النّزوان. فَمَتَى مَا رَآهُ غيرُه نَزَى لِنَزْوه. يُضْرب مثلا لمن تُتَّقَى مُصَاحَبَتُه. يَقُول: إِنَّك إِذا صاحَبته فَعَلت مِثْلَه. وَقَالَ غيرُه، فَرِير، للْوَاحِد؛ وَجمعه: فُرَار. ورَوى أَبُو العبّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ: إِذا فُطِم الْجمل وسَمِن قيل لَهُ: فَرِير، وفُرَار، وفُرارة، وفُرْفُر، وفُرْفور، وفُرافر. قَالَ: والفُرار، يكون للْجَمَاعَة وَالْوَاحد. قَالَ: وفَرْفر الرجل، إِذا اسْتعجل بالحَمَاقة. وفَرْفر، إِذا أَوْقَد بالفَرْفَار. وَقَالَ: هِيَ شَجرة صَبُور على النّار. قَالَ: وفَرْفَر، إِذا عَمِل الفَرْفار، وَهُوَ مَرْكب من مَراكب النِّساء والرِّعاء، شِبْه الحِوَيّة والسَّوِيّة.

قَالَ: وفَرْفر، إِذا شَقَّق الزِّقَاقَ وَغَيرهَا. وَفِي حَدِيث عَون أَنه قَالَ: مَا رَأَيْت أحدا يُفَرْفر الدُّنْيا فَرْفرة هَذَا الْأَعْرَج. يَعْني أَبَا حَازِم، أَي يذمّها ويُمَزِّقها بالذَّمّ لَهَا. والذِّئب يُفَرْفر الشَّاة، أَي يُمَزِّقها. وأَخبرني المُنذري، عَن الطُّوسيّ، عَن أَحْمد بن الْحَارِث الخَرَّاز، أَنه قَالَ: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: فُرَار، جمع فُرارة، وَهِي الخِرْفان. قَالَ: والفَرِير: ولدُ البَقرة. قَالَ: وأنشدنا: يَمْشي بَنو عَلْكم جَزْلَى وإخْوَتُهم عليكُمُ مِثْل فَحْلِ الضَّأْن فُرْفُورُ قَالَ: أَراد: فُرار، فَقَالَ: فُرفُور. ابْن بُزُرْجَ: الفُرار: البَهْم الْكِبَار، وَاحِدهَا: فُرْفُور. شَمِر: قَالَ أَبُو رِبْعيّ، والكِلاَبيّ: يُقَال: هَذَا فُرّ بَنِي فلَان، وَهُوَ وَجْههم وخيارهم الَّذِي يَفْتَرُّون عَنهُ؛ قَالَ الكُمَيت: ويَفْتَرّ مِنْك عَن الوَاضِحَاتِ إِذا غَيْرُك القَلَحُ الأَثْعَلُ وَمن أمثالهم: إِن الجَواد عَيْنُه فُرَارُه. ويُقال: الْخَبِيثُ عَيْنه فُرارُه. يَقُول: تَعرف الجَودة فِي عَيْنه كَمَا تعرف سنّ الدَّابَّة إِذا فررتها، وَكَذَلِكَ تَعرف الخُبْث فِي عَيْنه إِذا أَبْصَرْته. وَقَالَ اللَّيث: الفَرْفَرة: الطَّيْش والخِفّة. ورَجُلٌ فَرْفَارٌ، وامْرأة فَرْفَارة. أَبُو عُبيد، عَن الأَصمعي، يُقال: الناسُ فِي أُفُرَّةٍ، يَعْنِي الاخْتلاط. وَقَالَ الْفراء: أُفُرَّة الصَّيْف: أَوّله. وَقَالَ اللَّيث: مَا زَالَ فلَان فِي أُفُرَّة شَرّ مِن فُلان. الحرّانيّ، عَن ابْن السِّكِّيت، عَن الفَرّاء، يُقَال: أَتَانَا فلانٌ فِي أُفُرَّة الحَرّ، أَي أَوّله. ويُقال: بل فِي شِدَّته. وَمِنْهُم من يَقُول: فِي فُرّة الحَرّ. وَمِنْهُم من يَقُول: فِي أُفُرّة الحَرّ، بِفَتْح الأَلف. قَالَ: وَحكى الْكسَائي أَن مِنْهُم من يَجْعَل الْألف عَيْناً فَيَقُول: فِي عَفُرّة الحَرّ، وعُفُرّة الحَرّ. قلت: أُفُرّة عِنْدِي من بَاب: أَفَر يَأفِر، وَالْألف أصليّة، على فُعلة، مثل: الخُضُلّة. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الفَرْفَرة: العَجَلة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الفَرِير: الحَمَل. والفَرِير: أصل مَعْرفة الفَرس. والفُرَّى: الكَتبية المُنْهَزمة؛ وَكَذَا الفُلَّى. وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ: فر يَفِرّ، إِذا عَقَل بعد اسْتِرخاء.

وفَرّ الدَّابة يَفُرّه. وَقَالَ ابْن شُميل: الفُرْفُور، العُصْفُور الصَّغِير؛ وأَنْشد: حجازيّة لم تَدْر مَا طَعْم فُرْفُرٍ وَلم تَأتِ يَوْمًا أهْلَها بِتُبُشِّرِ قَالَ: التُّبُشِّر: الصَّعْوَة. (بَاب الرَّاء وَالْبَاء) رب ربّ، برّ. رب: الرّبّ، هُوَ الله تبَارك وتَعالى، هُوَ رَبُّ كُلّ شَيْء، أَي مَالِكه، وَله الرّبُوبيّة على جَميع الخَلْق لَا شَريك لَهُ. 2 ويقالُ: فلانٌ رَبّ هَذَا الشَّيْء، أَي مِلْكه لَهُ. وَلَا يُقال الرّب بِالْألف وَاللَّام، لغير الله. وَهُوَ رَبّ الأَرْباب، وَمَالك المُلوك والأمْلاك. وكُل مَن مَلك شَيْئا فَهُوَ رَبُّه. {اذْكُرْنِى عِندَ رَبِّكَ} (يُوسُف: 42) أَي عِنْد مَلِكك. يُقَال: هُوَ رَبّ الدابّة، ورَبُّ الدّار. وفلانة رَبّة الْبَيْت. وهُن ربّات الحِجَال. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال: رَبّ فلانٌ نِحْيَه يَرُبّه رَبّاً، إِذا جَعل فِيهِ الرُّبّ ومَتَّنه بِهِ. وَهُوَ نِخْيٌ مَرْبُوب. قَالَ: والعَرب تَقول: لِأَن يَرُبَّني فلانٌ أَحَبّ إليّ من أَن يَرُبّني فلَان. يَعْنِي: أَن يَكون رَبّاً فَوقِي وسَيِّداً يَمْلكني. ورُوي هَذَا عَن صَفوان بن أُمية أَنه قَالَ يَوْم حُنين عِند الجَوْلة الَّتِي كَانَت بَين المُسلمين، فَقَالَ أَبُو سُفيان: غَلَبت وَالله هَوازن. فأَجَابه صَفْوان وَقَالَ: بِفِيك الكِثْكِثُ، لأنْ يَرُبّني رَجُلٌ من قُرَيْش أحَبّ إليّ من أَن يَرُبّني رجُلٌ مِن هَوَازن. ابْن الأَنباريّ: الرَّبّ: يَنْقسم على ثَلَاثَة أَقْسام: يكون الرَّبُّ: الْمَالِك؛ وَيكون الرَّبّ: السيِّدُ المُطاع، قَالَ الله تَعَالَى: {فَيَسْقِى رَبَّهُ خَمْرًا} (يُوسُف: 41) أَي سَيّده؛ وَيكون الرَّبُّ: المُصْلح. رَبَّ الشيءَ، أَي أَصْلحه؛ وأَنْشد: يَرُبّ الَّذِي يَأْتِي من العُرْف إنّه إِذا سُئِل المَعْرُوفَ زَاد وتَمَّمَا وَقَوله: سَلاَلها فِي أَدِيمٍ غَيْر مَرْبُوب أَي غير مُصْلح. قَالَ: ويُقال: رَبٌّ، مشدَّد، ورَبٌ، مُخَفَّف، وأَنْشد المُفضَّل: وَقد عَلم الأَقْوامُ أَن لَيس فَوْقه رَبٌ غَيْرُهُ يُعطي الحُظوظ ويَرْزُقُ وَقَالَ الأَصمعيّ: رَبّ فلانٌ الصَّنِيعةَ يَرُبّها

رَبّاً، إِذا أَتَمّها وأَصْلحها. وَيُقَال: فلَان مَرَبٌّ، أَي مَجْمَعٌ يَرُبّ النَّاس، أَي يَجْمَعهم. ومكانٌ مَرَبٌّ، أَي يَجْمع النَّاس؛ وَقَالَ ذُو الرُّمّة: بأوّل مَا هَاجَت لكَ الشَّوْقَ دِمْنَةٌ بأَجْرَع مِرْباعٍ مَرَبَ مُحَلَّلِ قَالَ: ومِن ثمَّ قيل للرِّبَابٌ: رِبَابٌ، لأَنهم تَجَمَّعوا. وَقَالَ أَبُو عُبيد: سُمَّوا رِبَاباً، لأَنهم جاءُوا برُبَ فأَكَلُوا مِنْهُ وغَمسوا فِيهِ أَيْديهم وتَحالَفوا عَلَيْهِ، وهم: تَيْمٌ، وعَدِيّ، وعُكْل. والأَرِبّة: الجَماعاتُ؛ واحدتها: رَبَّةٌ. وَقَالَ عزّ وجلّ: {وَكَأَيِّن مِّن نَّبِىٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} (آل عمرَان: 146) . قَالَ الفرّاء: الرِّبِّيُّوُن: الأُلوف. وَقَالَ أَبُو العبّاس أَحْمد بن يَحيى: قَالَ الأَخْفش: الرِّبيون: مَنْسوبون إِلَى الرَّبّ. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: يَنْبغي أَن تُفتح الرَّاء على قَوْله. قَالَ: وَهُوَ على قِراءة القُرّاء من الرَّبّةِ، وَهِي الْجَمَاعَة. وَقَالَ الزّجاج: ربِّيّون، بِكَسْر الرَّاء وَضمّهَا، وهم الجماعةُ الكَثِيرة. قَالَ: وَقَالَ بعضُهم: الرَّبّة: عَشرة آلَاف. قَالَ: وَقيل: الرِّبِّيون: العُلماء الأَتْقياء الصُّبُر. قَالَ: وكلا القَوْلين حَسَنٌ جَميل. وَأَخْبرنِي المُنذريّ، عَن أبي طَالب، أَنه قَالَ: الرِّبِّيون: الْجَمَاعَات الْكَثِيرَة؛ الْوَاحِد: رِبِّيٌّ. قَالَ: والرَّبّاني: العالِم. وَقَالَ أَبُو العبّاس: الرّبّانيّ: الْعَالم؛ وَالْجَمَاعَة: الرّبّانيون. وَقَالَ: الرّبّانيون: الأُلُوف. والرّبّانيّون: العُلَماء. وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: زادوا ألفا ونُوناً فِي الرّبّاني إِذا أَرَادوا تَخْصيصاً بِعلْم الرّبّ دون غَيْره، كأنّ مَعْنَاهُ: صاحبُ العِلْم بالرّبّ دون غَيره من العُلوم. قَالَ: وَهَذَا كَمَا قَالُوا: رَجُل شَعْرانيّ، ولِحْيانيّ، ورَقَبانيّ، إِذا خُصّ بكَثرة الشّعر، وطُول اللِّحْية، وغِلظ الرّقبة. وَإِذا نَسَبوا إِلَى (الشّعْر) قَالُوا: شَعْري، وَإِلَى الرّقبة قَالُوا: رَقَبيّ. والرِّبِّي؛ مَنْسوب إِلَى الرّبّ، والرّبّاني، المَوْصوف بعِلْم الرّبّ. وَقَالَ ابْن الأَعرابي: الربّانيّ: الْعَالم المُعَلم الَّذِي يَغْذُو النَّاس بصغار العُلوم

قبل كِبَارها. قَالَ شَمِر: قَالَ خَالِد بن جَنْبة: الرُّبّة: الخَيْر اللاّزم، بِمَنْزِلَة الرُّبّ الَّذِي يَليق فَلَا يكَاد يَذْهب. وَقَالَ: اللَّهم إنِّي أَسأَلك رُبَّة عَيْشٍ مُبَارَكٍ. فقِيل لَهُ: وَمَا رُبَّةُ عَيْشٍ؟ فَقَالَ: طَثْرَتُه وكَثرته. قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: قَرَأَ الحَسن رُبيّون بالضَّم. قَالَ: وَقَرَأَ بهَا غَيْرُه. وَقَالَ: الرُّبيون نُسبوا إِلَى الرُّبَّة، والرُّبَّة: عشرَة آلَاف. قَالَ: وَقَرَأَ ابْن عبّاس: رَبِّيون، بِفَتْح الرَّاء. قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّد بن عليّ بن الْحَنَفِيَّة لمّا مَاتَ عبدُ الله بن عبّاس: اليومَ مَاتَ رَبّانيّ هَذِه الأُمة. ورُوي عَن عليَ أَنه قَالَ: النَّاس ثَلَاثَة: عَالم رَبّانيّ، ومتعلِّم على سَبيل النَّجاة، وهَمَجٌ رَعاع أتْباع كل ناعِق. قَالَ: والرّبانيّ: العالِي الدّرَجة فِي العِلْم. قَالَ أَبُو عُبيد: سمعتُ رجلا عَالما بالكتب يَقُول: الرّبّانيّون: العُلَماء بالحلال وَالْحرَام، والأَمر والنَّهي. قَالَ: والأَحْبارُ أهلُ المَعْرفة بأَنباء الأُمم وَبِمَا كَانَ وَيكون، هَذَا الْكَلَام أَو نَحوه. قَالَ أَبُو عُبيد: وأَحْسب الْكَلِمَة لَيست بعربيَّة إِنَّمَا هِيَ عبْرانِيَّة أَو سُريانيَّة. وَذَلِكَ أَن أَبَا عُبيدة زعم أنّ الْعَرَب لَا تعرف الرّبّانيّين. قَالَ أَبُو عُبيد: وَإِنَّمَا عَرفها الفُقهاء وَأهل العِلْم. وَكَذَلِكَ قَالَ شَمر. قَالَ بَعضهم: وَإِنَّمَا قيل للعُلماء ربانيون، لأَنهم يَرُبُّون العِلم، أَي يَقومون بِهِ؛ وَمِنْه الحَدِيث: (أَلَكَ نِعْمَة تَرُبُّها) ؟ ويُسمَّى ابْن الْمَرْأَة: رَبيب؛ لِأَنَّهُ يَقوم بأَمْره ويَمْلك عَلَيْهِ تَدْبِيره. قَالَ شَمر: وَيُقَال لرئيس المَلاّحِين: رَبّاني؛ وأَنشد: صَعْلٌ من السّام ورُبّانِيّ وروَى شُعبة، عَن عَاصِم، عَن زِرّ عَن عبد الله فِي قَوْله تَعَالَى: {كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ} (آل عمرَان: 79) قَالَ: حُكَماء عُلَماء.

أَبُو عُبيد: الرِّباب: العُشُور؛ وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب يَذْكر حُمُراً: تَوَصّل بالرُّكُبان حينا وتُؤْلِف الْ جِوَار ويُعْطِيها الأَمَانَ رِبَابُها قَوْله: (تؤلف الجِوار) أَي تجاور فِي مكانَيْن. والرّباب: الْعَهْد الَّذِي يَأْخذه صاحبُها من النَّاس لإجارتها. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: جَمع الرِّباب من العَهْد: أَرِبَّة؛ وَجمع: الرَّبّ: رِبَاب. وَقَالَ شَمر: الرِّباب فِي بَيت أبي ذُؤَيب جمع رَبّ. وَقَالَ غَيره: يَقُول: إِذا أَجارَ المُجير هَذِه الحُمُر أعْطى صَاحبهَا قِدْحاً لِيَعْلموا أَنه قد أُجِيرت فَلَا يُتعرض لَهَا، كَأَنَّهُ ذهب بالرِّباب إِلَى رِبَابة سِهام المَيْسر؛ وَقَالَ أَبُو ذُؤيب: فكأنّهن رِبَابَةٌ وكأنَّه يَسَرٌ يُفِيض على القِدَاح ويَصْدَعُ قَالَ أَبُو عُبيد: الرِّبابة: جمَاعَة السِّهام. ويُقال: هِيَ الجِلْدة الَّتِي تُجْمع فِيهَا السِّهام. وَفِي حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه نظر فِي اللَّيْلة الَّتِي أُسْرِي فِيهَا إِلَى قَصْرٍ مِثْلِ الرَّبَابة البَيْضاء. قَالَ أَبُو عبيد: الرَّبَابة: السَّحابة الَّتِي قد رَكب بَعْضُها بَعْضًا؛ وَجَمعهَا: رَباب؛ وَبِه سُمّيت المَرأة الرَّبَاب؛ وَقَالَ الشَّاعِر: سَقى دَار هِنْدٍ حيثُ حَلَّت بهَا النَّوَى مُسِفُّ الذُّرَى دانِي الرَّبَاب ثَخِينُ قَالَ: والرِّبابة: بِكَسْر الرَّاء، شَبيهَة بالكِنانة يكون فِيهَا السِّهام. أَبُو عُبيد، عَن الْأَصْمَعِي: إِذا ولدت الشَّاة فَهِيَ رُبَّى. وَإِن ماتَ وَلَدهَا أَيْضا فَهِيَ رُبَّى بَيِّنةُ الرِّباب. قَالَ: وأَنشدنا مُنْتَجع بن نَبْهان: حَنِينَ أُمّ البَوِّ فِي رِبَابها وَقَالَ الأمويّ: ربابها: مَا بَينهَا وَبَين عشْرين يَوْمًا من وِلادتها وَقيل: شَهْرَيْن. وَقَالَ أَبُو زيد: الرُّبَّى: من المَعِز؛ وَمثلهَا من الضَّأْن: الرَّغُوث. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: جَمع الرُّبّى: رِباب؛ وأَنشد: خَليل خَوْدٍ غَرّها شَبَابُه أَعْجبها إذْ كَبِرَتْ رِبَابُه عَمْرو عَن أَبِيه، قَالَ: الرُّبّى: أَوّل الشَّبَاب. يُقَال: أتَيته فِي رُبّى شَبابه، ورُبَاب شَبابه، ورِبَاب شَبابه، ورِبّان شَبابه، ورُبّان شبابه، وَفِي جُنون شبابه، كلّه بِمَعْنى: حِدْثان شبابه. أَبُو عُبيد، عَن الأَصْمعي: الرُّبان من كُل

شَيْء: حِدْثانُه. ورُبّان الكَوْكَب: مُعْظَمُه. وَقَالَ أبُو عُبَيْد: الرَّبّان، بِفَتْح الرَّاء: الجماعةُ. وَقَالَ الأَصْمعيّ: بضَم الرَّاء. ويُقال: هَذَا مَرَبّ الْإِبِل: أَي حَيْث لَزِمَتْه. وأَرَبَّت الإبلُ بالمَوْضع: إِذا لَزِمَتْه. وإبلٌ مَرَابٌّ: لَوازِم. وأَرَبَّت الجَنُوبُ: إِذا دَامَت. أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: أرَبّ فلَان بِالْمَكَانِ، وأَلَبَّ: إرْباباً وإلباباً، إِذا أَقَامَ بِهِ فَلم يَبْرَحْه. الأصمعيّ: رَبَبْتُه فَأَنا أَرُبّه، ورَبَّبتُه فَأَنا أُرَبِّيه، وارْتَبَبْته فَأَنا أَرْتَبه، كُله بِمَعْنى وَاحِد. أَبُو عبيد، عَن أبي زيد: الرّبيب: ابْن امْرَأَة الرَّجُل من غَيره؛ وَقَالَ مَعْنُ بن أَوْس يَذكر امْرأَته وذَكر أَرْضاً لَهَا: فإنّ بهَا جارَيْن لن يَغْدِرَا بهَا رَبِيبَ النَّبِيّ وابنَ خَيْر الخَلائِف يَعْنِي عُمر بن أبي سَلمة، وَهُوَ ابْن أُم سَلَمة زوج النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَاصِم بن عمر بن الخطّاب، وَأَبوهُ أَبُو سَلَمة، وَهُوَ رَبيب النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: والرابّ: زَوْج الأُمِّ. ورُوي عَن مُجاهد أَنه كَره أَن يَتزوّج الرّجل امْرَأَة رَابّة، يَعْنِي: امْرَأَة زوج أُمّه. وَقَالَ اللَّيْث: ربيبة الرَّجل: بنت امْرأته مِن غَيره. قَالَ: والرَّبيب أَيْضا: يُقال لزَوْج الأُم لَهَا ولدٌ مِن غَيره. وَيُقَال لامْرَأَة الرجل، إِذا كَانَ لَهُ ولد من غَيرهَا: رَبِيبة. وَذَلِكَ معنى: رابّة، ورابّ. ودُهْنٌ مُرَبَّب: إِذا رُبّب الحَبُّ الَّذِي اتّخذ مِنْهُ بالطِّيب. أَبُو عُبيد عَن أبي عَمْرو: الرّبْرَب: جمَاعَة الْبَقر، وَكَذَلِكَ الإِبل. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الرِّبّة: بَقلة ناعمَة؛ وَجَمعهَا: رِبَبٌ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمّة يَصِف الثَّوْر الوَحْشِيّ: أَمْسَى بِوَهْبِينَ مُجْتَازاً لِمَرْتَعه مِن ذِي الفَوارِس يَدْعُو أَنْفه الرِّبَبُ وَقيل: الرِّبّة: اسْم لعدّة من النّبات لَا تَهيج فِي الصَّيف تَبْقى خُضْرتُها شِتَاءً وصَيْفاً، مِنْهَا الحُلَّب، والرُّخَامَى، والمَكْر، والعَلَّقى، يُقَال لَهَا كُلها: رِبَّة. عَمْرو، عَن أَبيه: رَبْرَبَ الرَّجُلُ، إِذا رَبَّى يَتِيماً. أَبُو العبّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: الرَّبُوب، والرَّبِيب: ابْن امْرَأَة الرَّجُل مِن غَيْره.

وَيُقَال للرَّجل نَفسه: رَابّ. قلت: وَهَذَا هُوَ الصَّحيح؛ وَلَا أَعلم الَّذِي قَالَه اللَّيث صَحِيحاً. وَقد قَالَ أَحْمد بن يحيى للْقَوْم الَّذين اسْتُرضع فيهم النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أرِبّاء النّبيّ. كَأَنَّهُ جمع رَبيب فعيل، بِمَعْنى فَاعل. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الرُّبَّى: الْحَاجة، يُقَال: لي عِنْد فلانٍ رُبّى. قَالَ: الرُّبّى: الرَّابّة. والرُّبّى: العُقْدة المُحْكَمة. وَفِي مَثَل: إِن كُنْتَ بِي تَشُدّ ظَهْرك فأَرْخِ من رُبّى أَزْرَك. يَقُول: إِن عَوَّلْت عليّ فَدَعْني أَتْعَب واسْتَرِخ أَنْت واسْتَرِحْ. والرُّبَّى: النِّعمة والإحْسان. وَقَالَ النَّحويون: رُبّ: من حُروف المَعاني، والفَرق بَينهَا وَبَين (كم) أَن (رب) للتَّقْلِيل و (كم) وُضعت للتَّكْثير إذَا لم يُرَد بهَا الِاسْتِفْهَام. وَكِلَاهُمَا يَقع على النّكرات فَيخْفِضها. وَقَالَ الزّجاج: مَن قَالَ إِن (ربّ) يُعنى بهَا التكثير فَهُوَ ضدّ مَا تَعرفه الْعَرَب. قَالَ: فَإِن قَالَ قَائِل: فَلم جَازَت (رب) فِي قَول الله عز وَجل: (ربَّما يود الَّذين كفرُوا) (الْحجر: 2) هَا هُنَا، وَهِي للتقليل؟ فَالْجَوَاب فِيهِ: أَن الْعَرَب خوطبت بِمَا تعلمه من التهديد، والرَّجل يَتَهَدَّد الرجل فَيَقُول لَهُ: لعلّك سَتندم على فعلك، وَهُوَ لَا يشك فِي أَنه يَنْدم. وَيَقُول لَهُ: ربّما ينْدَم الْإِنْسَان من مثل مَا صَنعت، وَهُوَ يعلم أَن الْإِنْسَان يَنْدم كثيرا. ولكنّ مجازه أنّ هَذَا لَو كَانَ مِمَّا يُوَدّ فِي حالٍ وَاحِدَة من أَحْوَال الْعَذَاب، أَو كَانَ الْإِنْسَان يخَاف أَن يَندم على الشَّيْء لوَجب عَلَيْهِ اجْتنابه. والدَّليل على أَنه على معنى التّهدد قَوْله تَعَالَى: {ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ} (الْحجر: 3) . وَالْفرق بَين (رُبمَا) و (رب) أَن (رب) لَا يَلِيهِ غير الِاسْم، وَأما (رُبمَا) فَإِنَّمَا زيدت (مَا) مَعَ (رب) لِيَلِيها الْفِعْل. تَقول: رُبّ رجل جَاءَنِي، أَو رُبمَا جَاءَنِي زيد. وَتقول: رب يَوْم بكرت فِيهِ، ورُبّ خمرة شَرِبْتها. وَتقول: رُبما جَاءَنِي زيد، وَرُبمَا حضرني زيد. وَأكْثر مَا يَلِيهِ الْمَاضِي، وَلَا يَلِيهِ من الغابر إِلَّا مَا كَانَ مُسْتَيْقناً، كَقَوْلِه تَعَالَى: (رُبَّما يود الَّذين كفرُوا) (الْحجر: 2) . ووَعْد الله حقٌّ، كَأَنَّهُ قد كَانَ، فَهُوَ فِي مَعنى مَا مَضى، وَإِن كَانَ لَفظه مُسْتَقبلاً. وَقد يَلِي (رُبمَا) الْأَسْمَاء، وَكَذَلِكَ: (رُبتما) ؛ وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

ماويّ يَا رُبَّتما غارةٍ شَعْواءَ كاللَّذْعة بالمِيسَم قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الْعَرَب تزيد فِي (رب) هَاء. وتَجعل الْهَاء اسْما مَجهولاً لَا يُعرف، ويَبْطل مَعهَا عمل (رُبّ) فَلَا يُخْفض بهَا مَا بَعد الْهَاء. قَالَ: وَإِذا فَرقْت بَين (كم) الَّتِي تعْمل عمل (رب) لشَيْء بَطل عَملها؛ وأَنْشد: كائِنْ رأيْتُ وهايا صَدْعِ أَعْظُمِه ورُبَّه عَطِباً أَنْقَذْتُ مِ العَطَبِ وَنصب عطباً من أجل الْهَاء المَجْهولة. أَبُو حَاتِم: من الْخَطَأ قَول العامّة: رُبمَا رأيتُه كثيرا، و (رُبمَا) إِنَّمَا وُضعت للتَّقْلِيل. الحَرَّاني، عَن ابْن السِّكيت، يُقَال: رُبّ رجل، ورَبّ رجلٍ، بِفَتْح الرَّاء ويُخفّف، ورُبّت رجل ورَبّت رجل، بِفَتْح الرَّاء ويخفف، ورُبَّتما ورَبَّتما، بالتثقيل وَالتَّخْفِيف. بر: قَالَ اللّيْثُ: البَرُّ: خلاف البَحْر. والبَرِّيّة: الصَّحْراء. والبَرّ: نَقِيض الكِنّ. قَالَ: والعَرب تَسْتعمله فِي النَّكرة. تَقُول: جلستُ بَرّاً، وخَرَجْتُ بَرّاً. قلت: وَهَذَا مِن كَلَام الموَلَّدين، وَمَا سَمِعْتُه من فُصحاء العَرب الْبَادِيَة. ويُقال: أَفْصَح العَرب أَبَرُّهم. مَعْنَاهُ: أبعدهم فِي البَرّ والبَدْو دَاراً. وَقَالَ الله تَعَالَى: {عَمَّا يُشْرِكُونَ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِى عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (الرّوم: 41) . قَالَ الّزجّاج: مَعْناه: ظَهر الجَدْبُ فِي البَرّ، والقَحْطُ فِي البَحْر، أَي فِي مُدُن البَحْر الَّتِي على الأَنْهار. وَقَالَ شَمِر: البَرِّيّة: الأَرْض المَنْسوبة إِلَى البَرِّ، وَهِي بُرِّيّة، إِذا كَانَت إِلَى البَرِّ أَقْرَب مِنْهَا إِلَى المَاء. وَقَالَ مُجاهد فِي قَوْله تَعَالَى: {وَيَعْلَمُ مَا فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} (الأَنعام: 59) . قَالَ: البَرّ: القِفَار. والبَحْر: كُل قَرْية فِيهَا مَاء. وَقَالَ شمِر فِي تَفْسِير قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (عَلَيْكُم بالصِّدق فإنّه يَهْدي إِلَى البِرّ) . اخْتلف العُلماء فِي تَفسير البِرّ. فَقَالَ بَعضهم: البِرّ: الصَّلاَح. وَقَالَ بعضُهم: البِرّ: الخَيْر. قَالَ: وَلَا أعلم تَفْسِيراً أجْمع مِنْهُ، لِأَنَّهُ يُحيط بجَميع مَا قَالُوا. قَالَ: وجَعل لَبِيدٌ البِرَّ التُّقَى حَيْثُ يَقُول: وَمَا البِرّ إِلَّا مُضْمَراتٌ من التُّقَى قَالَ: وأَمّا قَول الشَّاعِر: تُحزُّ رُؤُوسهم فِي غَيْر بِرّ فَمَعْنَاه: فِي غير طَاعَة وخَيْر. وَقَالَ شمر: الحَجّ المَبْرور: الَّذِي لَا

يُخالطه شيءٌ من المآثِم. والبَيْع المَبْرُور: الَّذِي لَا شُبهة فِيهِ وَلَا كَذِب وَلَا خِيَانَة. قَالَ: ويُقالُ: بَرّ فُلانٌ ذَا قَرابته، يَبَرّ بِرّاً. وَقد بَرَرْتُه أَبَرّه. وبَرّ حَجُّك يَبُرّ بُرُوراً. وبَرّ الحجَّ يَبِرّ بِرّاً. وبَرّ الله حَجّه، وأَبرَّه. وبَرّت يَمِينُه تَبَرّ. وأَبَرَرْتُها. وبَرّ الله حجَّه؛ وبَرَّ حَجُّه. وَقَول الله تَعَالَى: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} (آل عمرَان: 92) . قَالَ الزّجّاج: قَالَ بعضُهم: كُلّ مَا تقرّب بِهِ إِلَى الله عزّ وجلّ مِن عمل خَير فَهُوَ إنْفاق. قلت: البِرُّ: خَير الدُّنْيَا وَالْآخِرَة، فَخير الدُّنيا: مَا يُيَسّره الله تبَارك وَتَعَالَى لِلْعَبد من الهُدى والنِّعمة والخَيرات؛ وخَيْر الْآخِرَة: الفَوْز بالنَّعيم الدّائم فِي الْجنَّة. والبَرُّ من صِفات الله: العَطُوف الرَّحيم اللَّطيف الكَريم. حدّثنا عبد الله وعُرْوة، قَالَا: حدّثنا مُحَمَّد بن مَنْصُور الخراز، قَالَ: حدّثنا سُفيان، عَن شمر، عَن أبي صَالح، عَن أبي هُريرة، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (الحَجُّ المَبْرُور لَيْسَ لَهُ جَزَاء إلاّ الجَنّة) . وَقَالَ سُفيان: تَفْسِير المبرور: طيبُ الكَلام وإطْعام الطَّعام. وَقَالَ أَبُو قِلاَبةَ لِرَجُل قَدِم من الحجّ: بُرّ العَمَلُ. أَرَادَ عَملَ الحجّ. دَعا لَهُ أَن يكون مَبْرُوراً لَا مَأْثَم فِيهِ فَيَسْتوجب بذلك الخُروجَ من الذُّنوب الَّتِي اقْتَرفها. حدّثنا عبد الله، قَالَ حدّثنا عبّاد بن الْوَلِيد الغُبَريّ، عَن حبّان بن هِلَال، عَن أبي مُحَيصن، عَن سُفيان بن حُسين، عَن مُحَمَّد بن المُنْكدر، عَن جَابر بن عبد الله، قَالَ: قَالُوا يَا رَسُول الله، مَا بِرّ الْحَج؟ قَالَ: (إطْعام الطَّعام وَطيب الْكَلَام) . ويُقال: قد تَبَرَّرْت فِي أمرنَا، أَي تَحَرّجت؛ وَقَالَ أَبُو ذُؤيب: فقالَت تَبَرَّرْت فِي جَنْبِنا وَمَا كُنْتَ فِينا حَدِيثاً بِبرْ أَي تَحَرّجت فِي سَبْينا وقُرْبنا. أَبُو عُبيد، عَن الأَحمر: بَرَرْت قَسَمِي؛ وبَرَرْتُ والدِي. قَالَ: وَغَيره لَا يَقول هَذَا. وأَخبرني المُنذري، عَن أبي الْعَبَّاس فِي كتاب (الفصيح) يُقال: صَدَقْت وبَرِرْت. وَكَذَلِكَ: بَرَرْت وَالِدي أَبِرّه. وَقَالَ أَبُو زيد: بَرَرْت فِي قَسمي. وأبَرّ الله قَسَمي؛ وَقَالَ الأَعْور الكَلْبيّ: سَقَيْناهم دِمَاءَهُم فسالَتْ فأَبْرَرْنا إِلَيْهِ مُقَسّمِينا وَقَالَ غَيره: أبَرّ فلانٌ قَسم فلانٍ وأَحْنَثه.

فَأَما أبّره فَمَعْنَاه: أَنه أَجَابَهُ إِلَى مَا أَقْسَم عَلَيْهِ. وأَحْنَثه، إِذا لم يُجِبْه. أَبُو عُبَيد، عَن الْفراء: بَرّ حَجُّه. فَإِذا قَالُوا: أَبرّ الله حَجَّه، قَالُوا بالأَلف. والبِرّ فِي الْيَمين مِثْلُه. وَقَالَ أَبُو سِعيد: بَرَّت سِلْعَتُه، إِذا نَفَقَت. قَالَ: والأَصل فِي ذَلِك: أَن تُكافئه السِّلعة بِمَا حَفِظها وَقَامَ عَلَيْهَا، تُكافئه بالغَلاء فِي الثّمن؛ وَهُوَ مِن قَول الأَعْشى يَصف خَمْراً: تَخَيَّرها أَخُو عانَاتَ شَهْراً ورَجَّى بِرَّها عَاما فعاماً أَي: رِبْحَها. قَالَ: وَمن كَلَام سُليمان، مَن أَصْلح جُوَّانيّه أصلح الله بَرَّانِيّه. الْمَعْنى: من أصلح سَرِيرته أَصلح الله عَلَانِيَته، أُخذ من الجَوّ والبَرّ. والجَوّ: كلُّ بَطْنٍ غامِض. والبَرّ: المَتْن الظَّاهِر، فَجَاءَت هَاتَانِ الكلمتان على النّسبة إِلَيْهِمَا بالأَلف والنُّون. وَمن كَلَام الْعَرَب: فلانٌ لَا يَعْرف هِرّاً من بِرّ. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي، البِرّ، هَا هُنَا: الفَأر. حَكَاهُ عَنهُ أَبُو العبّاس. وَقَالَ خَالِد: الهِرّ: السِّنَّوْر، والبِرُّ: الجُرَذ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبيد: مَعْنَاهُ: مَا يَعْرف الهَرْهَرة من البَرْبَرة. فالهَرْهَرة: صوتُ الضّأن؛ والبَرْبَرة: صَوت المِعْزَى. قَالَ الفَزَارِيّ: البِرُّ: اللُّطْف؛ والهِرُّ: العُقُوق. وَقَالَ يُونس: الهِرّ: سَوْقُ الْغنم؛ والبِرّ: دُعاء الْغنم. أَبُو العبّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي: البِرُّ: فِعْل كُلِّ خَيْر من أيّ ضَرْبٍ كَانَ. والبِرّ: دُعاء الغَنَم إِلَى العَلف. والبِرّ: الإكْرام. والهِرُّ: الخُصومة. قَالَ: والبِرّ: الفُؤاد. ويُقال: هُوَ مُطْمئِنّ البِرّ؛ وأَنْشد ابْن الأَعْرابي: أكون مَكانَ البِرّ مِنْهُ ودُونه وأَجْعَل مَالِي دُونَه وأُؤامِرُه قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: البَرَابيرُ: أَن يَأتي الرَّاعي إِذا جَاع إِلَى السُّنْبل فَيَفْرُك مِنْهُ مَا أحَبّ ويَنْزعه من قُنْبُعه، وَهُوَ قِشْره، ثمَّ يَصُبّ عَلَيْهِ اللبنَ الحَليب ويُغْليه حَتَّى يَنْضَج ثمَّ يَجْعله فِي إِنَاء واسِع ثمَّ يُسَمِّنه، أَي يُبرِّده، فَيكون أطيبَ من السّمِيذ. قَالَ: وَهِي الغَديرة؛ وَقد اغْتدَرْنا. أَبُو عُبيد، عَن الأَصمعيّ: البَرِيرُ: ثمَر الأَراك؛ والمَرْدُ: غَضُّه؛ والكَبَاث:

نَضيجُه. اللَّيْث: البُرّ: الحِنْطة. والبُرّة، الْوَاحِدَة. والإبْرار: الغَلبة؛ وَقَالَ طَرَفة: يَكْشِفُون الضُّرّ عَن ذِي ضُرّهم ويُبِرُّون على الآبي المُبر أَي: يَغْلِبون. يُقال: أبَرّ عَلَيْهِ، أَي غَلَبه. والمُبِرُّ: الغالِب. أَخْبرنِي المُنْذِريّ، عَن ثَعلب، عَن ابْن الْأَعرَابِي أنّه أَنْشد: إِذا كُنْتُ مِنْ حِمّانَ فِي قَعْرِ دَارِهمْ فَلَسْتُ أُبَالِي مَن أَبَرَّ ومَنْ فَجَرْ قَالَ: (أبر) من قَوْلهم: أَبَرّ عَلَيْهِم شَرّاً. قَالَ: وأَبَرَّ، وفجَر، وَاحِد، ولكنّه جَمع بَينهمَا. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: سُئل رَجُلٌ من بني أَسد: أتَعْرف الفَرس الْكَرِيم؟ قَالَ: أعْرف الجوادَ المُبِرّ من البطيء المُقْرِف. قَالَ: والجواد المُبِرّ، الَّذِي إِذا أُنِّف يَأْتَنِفُ السَّيْر، ولَهَز لَهْزَ العَيْر، الَّذِي إِذا عَدا اسْلَهَبّ، وَإِذا قيد اجْلَعَبّ، وَإِذا انْتَصب اتْلأبّ. ويُقال: أَبَرّه يُبِرّه، إِذا قَهَره بفعال أَو غَيْره. وبَرَّ يَبَرُّ، إِذا صَلَح. وبَرَّ فِي يَمِينه يَبَرّ إِذا صَدَقه وَلم يَحْنَثْ. وبَرَّ رَحِمَه يَبَرّ، إِذا وَصَله. قَالَ: وبَرّ يَبَرّ، إِذا هُدِي. سَلَمة، عَن الْفراء، قَالَ: البَرْبَريّ، الكَثير الكَلام بِلَا مَنْفَعة. وَقَالَ غَيره: رَجُلٌ بَرْبَارٌ، بِهَذَا الْمَعْنى. وَقد بَرْبَر فِي كَلَامه بَرْبَرةً، إِذا أَكْثر. حَدثنَا السَّعدي، عَن عَليّ بن خشرم، عَن عِيسَى، عَن الوَضّاحي، عَن مُحارب بن دثار، عَن ابْن عمر، قَالَ: إِنَّمَا سَمَّاهم الله أَبْرَاراً، لأنّهم بَرُّوا الْآبَاء والأَبْنَاء. وَقَالَ: كَمَا أنّ لَك على وَلدك حَقّاً كَذَلِك لِولدك عَلَيْك حَقّ. وحدّثني الْحُسَيْن بن إِدْرِيس، عَن سُويد، عَن ابْن الْمُبَارك، عَن سُفْيَان، قَالَ: كَانَ يُقَال: حَقّ الْوَلَد على وَالِده أَن يُحسن اسْمه، وَأَن يُزَوِّجه إِذا بلغ، وَأَن يُحِجّه، وَأَن يُحسن أَدَبه. أَبُو عُبيد، عَن الْأَصْمَعِي: البَرْبَرة: الصَّوْت. وَقَالَ اللَّيث: هُوَ الجَلبة باللِّسان وكَثْرة الْكَلَام. ورَجُل بَرّبار، إِذا كَانَ كَذَلِك. وبَرْبَر: جِيل من النَّاس، يُقال: إنّهم من ولد قَيْس عَيْلان. أَبُو عُبيد، عَن الْأَصْمَعِي: البُرْبُور:

باب الراء والميم

الجَشيش من البُرّ. ويُقال: فلانٌ يَبَرّ رَبَّه: أَي يُطيعه؛ وَمِنْه قولُه: يَبَرُّك الناسُ ويَفْجُرُونكا ورَجُلٌ بَرٌّ بِذِي قَرابته. وبارٌّ: من قوم بَرَرة، وأبْرَار. والمَصْدر، البِرّ. وَقَالَ الله تَعَالَى: {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَاكِنَّ الْبِرَّ مَنْءَامَنَ بِاللَّهِ} (الْبَقَرَة: 176) . فِيهِ قَولَانِ: أَحدهمَا: ولكنّ ذَا البِرّ من آمَن بِاللَّه. وَالْقَوْل الآخر: ولكنّ البِرّ بِرّ مَن آمن بِاللَّه؛ كَقَوْلِه: وَكَيف نُواصِلُ من أصْبَحت خُلالَتُه كأَبِي مَرْحَب أَرَادَ: كخُلالة أبي مَرْحب. وَقَالَ تَعَالَى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ} (الْبَقَرَة: 44) . البِرّ: الاتِّسَاع فِي الْإِحْسَان والزّيادة فِيهِ. وَيُقَال: أَبَرّ على صَاحبه فِي كَذَا، أَي زَاد عَلَيْهِ. وسُمِّيت البَرِّيّة لاتِّساعها. والبِرّ: اسمٌ جامعٌ للخَيْرات كُلّها. والبِرّ: الصِّلَة. وَفِي بعض الحَدِيث: وَلَهُم تَغَذْمُرٌ وبَرْبَرَة. البربرة: الصّوت؛ والتَّغَذْمُر: أَن يتكلّم بِكَلَام فِيهِ كِبْر. (بَاب الرَّاء وَالْمِيم) ر م مر، رم. رم: قَالَ اللَّيث: الرَّمُّ: إصْلاح الشَّيْء الَّذِي قد فَسد بَعْضُه، من نَحْو حَبْل يَبْلَى فَترمّه، أَو دَارٍ تَرُمّ شَأْنَها مَرَمَّةً. ورَمُّ الْأَمر: إصْلاحه بعد انْتِشاره. وَفِي الحَدِيث: (عَلَيْكُم أَلبانَ البَقر فَإِنَّهَا تَرُمّ من كُلّ الشَّجَر) . قَالَ ابْن شُمَيل: الرَّمّ، والارْتِمام: الأكْل. قَالَ: والرُّمَام من البَقل حِين ترمُّه المَال بأفواهها لَا تنَال مِنْهُ إِلَّا شَيْئاً قَلِيلاً. وَيُقَال لليَبيس حِين يَبْقُل: رُمَامٌ أَيْضا. قَالَ ابْن الأعرابيّ: والمِرَمّة، بِالْكَسْرِ: شَفة الْبَقَرَة وكل ذَات ظِلْف، لِأَن بهَا تَأْكُل. والمَرَمّة: بِالْفَتْح، لُغَة فِيهِ. وَأَخْبرنِي المُنذريّ، عَن أبي العبَّاس، قَالَ: الشَّفة من الْإِنْسَان ومِن ذَوَات الظِّلْف: المِرَمّة والمِقَمَّة، وَمن ذَوَات الخُفّ: المَشْفَر. وَفِي حَدِيث آخر عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه نهى عَن الاسْتِنْجاء بالرَّوْث والرِّمّة. قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: الرِّمة:

العِظام البالية؛ قَالَ لَبيد: وَالْبَيْت إِن تَعْرَمنّي رِمَّةٌ خَلَقاً بعد المَمَات فإنّي كنتُ أَتّئِرُ قَالَ أَبُو عُبيد: والرَّميم، مثل الرِّمّة؛ قَالَ الله تَعَالَى: {وَنَسِىَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحىِ الْعِظَامَ} (يس: 78) . يُقال مِنْهُ: رَمّ العَظْمُ، وَهُوَ يَرمّ رِمّةً، وَهُوَ رَميم. وأَخبرني المنذرِيّ، عَن ثَعلب، قَالَ: يُقَال: رَمّت عِظَامُه، وأَرَمَّت، إِذا بَلِيت. وَقَالَ غَيره: أَرَمّ العَظْمُ فَهُوَ مُرِمّ، وأَنْقى فَهُوَ مُنْقٍ، إِذا صَار فِيهِ رِمٌّ، وَهُوَ المُخّ. والرُّمّة من الحَبل، بِضَم الرَّاء: مَا بَقِي مِنْهُ بعد تَقَطّعه؛ وجَمْعها: رِمَم، وَبِهَذَا سُمِّي غَيْلان العدويّ الشَّاعِر: ذُو الرُّمّة؛ لِأَنَّهُ قَالَ فِي أُرجوزة لَهُ: أَشْعث مَضْروب القَفَا مَوْتود فِيهِ بقايا رُمَّةِ التَّقْلِيدِ يَعني مَا بَقي فِي رَأس الوَتد من رُمّة الطُّنب المَعْقُود فِيهِ. وَمن هَذَا يُقال: أعطيتُه الشيءَ بِرُمّته، أَي بجماعته. وأَصلها: الحَبل يُقاد بِهِ الْبَعِير؛ وَمِنْه قَول الأَعْشى: فقلتُ لَهُ هَذِه هَاتِهَا بأَدْماء فِي حَبْل مُقْتَادِها قَالَ أَبُو بكر، فِي قَوْلهم: أَخذ الشَّيْء برُمّته، قَوْلان: أحدُهما: أَن الرُّمّة: قِطْعَةُ حَبْل يُشَدّ بهَا الأَسير أَو الْقَاتِل إِذا قِيد إِلَى القَتْل لِلْقَود، وقولُ عليَ يَدُلّ على هَذَا حِين سُئل عَن رَجُل ذَكر أَنه رأى رَجلاً مَعَ امْرَأَته فقتَله، فَقَالَ: إِن أقامَ بَيِّنةً على دَعْواه وَجَاء بأَرْبعَة يشْهدُونَ وَإِلَّا فَلْيُعْط برُمَّته. يَقُول: إِن لم يُقم البيّنة قَادَهُ أهلُه بحَبْل فِي عُنقه إِلَى أَوْلِيَاء القَتيل فيُقْتل بِهِ. وَالْقَوْل الآخر: أخذتُ الشَّيْء تامّاً كَامِلا لم يُنقص مِنْهُ شَيْء. وَأَصله: الْبَعِير يُشَدّ فِي عُنقه حَبْل، فَيُقَال: أَعطاه البعيرَ برُمّته؛ قَالَ الكُمَيت: وَصْل خَرْقَاء رُمَّةٌ فِي الرِّمَام ويُقال: أخذتُ الشَّيء برُمَّته، وبزَغْبره، وبجُمْلته، أَي أَخَذته كُله لم أَدعْ مِنْهُ شَيْئا. وَفِي حَدِيث: فأَرَمّ القَوْمُ. قَالَ أَبُو عُبيد: أَرَمّ الرَّجُل إرْمَاماً، إِذا سَكَت. فَهُوَ مُرِمّ. والإرْمَامُ: السُّكُوت. وأمّا التّرَمْرُم، فَهُوَ أَن يُحرِّك الرَّجُلُ شَفَتَيْه بالْكلَام. يُقال: مَا تَرَمْرم فلانٌ بحَرْف، أَي مَا نَطق؛ وأَنْشد: إِذا تَرَمْرَم أَغْضى كلُّ جَبَّار

وَقَالَ أَبُو بكر: فِي قَوْلهم: مَا تَرَمْرم، مَعْناه: مَا تحرّك؛ قَالَ الكُمَيت: تكَاد الغُلاةُ الجُلْسُ مِنْهُنَّ كُلّما تَرَمْرم تُلْقِي بالعَسِيب قَذَالهَا وَيجوز أَن يكون (مَا ترمرم) مبنيّاً من: رام يريم، كَمَا تَقول: خَضْخضت الْإِنَاء، وَالْأَصْل من: خَاضَ يَخُوض؛ ونَخْنَخت الْبَعِير، وَالْأَصْل: أَنَاخَ. والرَّمْرَامة: حِشيشةٌ مَعْروفة فِي الْبَادِيَة؛ والرَّمْرام: الْكثير مِنْهُ. وَمن كَلَامهم فِي بَاب النَّفْي: مَا لَهُ عَن ذَلِك الأَمر حَمٌّ وَلَا رَمٌّ، أَي بُدٌّ، وَقد يُضَمَّان. قَالَ اللَّيْث: أمّا: حمُ، فَمَعْنَاه: لَيْسَ يَحول دونه قَضَاء. قَالَ: ورَمّ: صلَة، كَقَوْلِهِم: حَسَن بَسَن. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْفراء: فِي قَوْلهم: مَا لَهُ حُمٌّ وَلَا سُمٌّ، أَي مَا لَهُ هَمٌّ غَيْرك. وَمَا لَهُ حُمٌّ وَلَا رُمٌّ، أَي لَيْسَ لَهُ شَيْء. وأمّا الرُّمّ فَإِن ابْن السِّكِّيت قَالَ: يُقالُ: مَا لَهُ ثُمٌّ وَلَا رُمٌّ، وَمَا يَمْلك ثُمّاً وَلَا رُمّاً. قَالَ: والثُّم: قُماش النَّاس: أَساقيهم وآنِيتهم. والرُّمّ: مَرَمّة البَيت. قلت: والكلامُ هُوَ هَذَا، لَا مَا قَالَه اللَّيْث. وقرأت بِخَط شَمر فِي حَدِيث عُرْوة بن الزُّبَير حِين ذكر أُحيحة بن الجُلاَح وَقَول أَخْوَاله فِيهِ: كُنّا أَهْل ثُمَّة ورُمَّة. قَالَ: قَالَ أَبُو عُبيد: هَكَذَا حدّثوه بِضَم الثَّاء وَالرَّاء؛ وَوَجهه عِنْدِي: أَهل ثَمّه ورَمّه، بِالْفَتْح. قَالَ: والثَّم: إصْلَاح الشَّيْء وإحكامه، والرَّم من (الطّعْم) ، يُقال: رَمَمت رَمّاً. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الثَّمّ والرَّمّ: إصْلَاح الشَّيْء وإحكامه. قَالَ شَمر: وَكَانَ هَاشم بن عَبد منَاف تزوّج سَلْمى بنت زيد النَّجّاريّة بعد أُحَيْحة بن الجُلاح، فَولدت لَهُ شَيبة، وتُوفي هَاشم وشَبّ الْغُلَام، فَقدم المُطّلب بن عبد منَاف فَرَأى الغُلام فانتزعه من أُمّه، وأَرْدفه راحِلَته، فلمّا قَدِم مَكَّة قَالَ النَّاس: أَرْدَف المُطَّلب عَبْده، فسمِّي: عَبْد المُطَّلب. وَقَالَت أُمه: كنّا ذَوي ثَمّه ورَمّه حَتَّى إِذا قَامَ على ثَمِّه انْتزعوه عَنوة من أُمّه، وغلَب الأَخْوالَ حقُّ عمِّه. قلت: وَهَذَا الْحَرْف رَواه الرُّواة هَكَذَا: ذَوي ثُمِّه ورُمِّه. وَكَذَلِكَ رُوي عَن عُروة، وَقد أَنكره أَبُو عُبيد. والصَّحيح عِنْدِي مَا جَاءَ فِي الحَديث. وَالْأَصْل فِيهِ مَا قَالَه ابْن السِّكِّيت: مَا لَهُ ثُمّ وَلَا رُمّ. فالثُّمّ: قماش الْبَيْت، والرُّمّ: مَرَمّة الْبَيْت؛

كَأَنَّهَا أَرَادَت: كُنَّا القائمين بأَمره حِين ولدتُه إِلَى أَن شَب وَقَوي. وَالله أَعلم. ومِن كَلَامهم السّائر: جَاءَ فلانٌ بالطِّم والرِّمّ. مَعْنَاهُ: جَاءَ بكُل شَيْء ممّا يكون فِي البَرِّ وَالْبَحْر. أَرَادَ بالطِّم: البَحْر، وَالْأَصْل فِيهِ الطَّمّ بِفَتْح الطَّاء، فكُسرت الطَّاء لمعاقبته الرِّم، والرِّمّ: مَا فِي البَرِّ من النَّبات وغَيره. وسَمِعْتُ الْعَرَب تَقول للَّذي يَقُش مَا سَقط من الطَّعام وأَرْذَله ليأكُله وَلَا يتوقَّى قَذَره: فلانٌ رمّام قَشّاش. وَهُوَ يَتَرَمّم كُلَّ رُمَام، أَي يَأكُله. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: رَمّ فلانٌ مَا فِي الغَضَارة: إِذا أَكل كُلَّ مَا فِيهَا. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقال: رَمَاه بالمُرِمّات، إِذا رَماه بالدَّواهِي. وَقَالَ أَبُو مَالك: هِيَ المُسْكِتات. ورَمِيم: اسْم امْرأة. مر: أَبُو عُبيد، عَن أبي زَيْدٍ، قَالَ: الأَمَرُّ: المَصَارِين، يَجْتمع فِيهَا الفَرْث؛ وأَنْشد: وَلَا تُهْدِي الأمَرَّ ومَا يَلِيه وَلَا تُهْدِنّ مَعْرُوق العِظَامِ قَالَ: وَقَالَ الكِسَائِيّ: لَقِيتُ مِنْهُ الأَمَرَّيْن والبُرَحَيْن والأَقْوَرَيْن، أَي لَقِيتُ مِنْهُ الشَّرَّ. قلت: جَاءَت هَذِه الحُروف على لَفظ الجَماعة بالنُّون عَن الْعَرَب، كَمَا قَالُوا: مَرَقَة مَرَقَيْن. وأمّا قَول النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (مَاذَا فِي الأَمَرَّين من الشِّفَاء) ، فإنّه مُثنًّى، وهما الثُّفّاء والصَّبِر، والمَرَارة فِي الصَّبر دون الثُّفّاء، فغَلَّبه عَلَيْهِ. وتأنيث (الأَمَرّ) : المُرّى؛ وتَثْنِيتها: المُرَّيَان. وَمِنْه حَدِيث ابْن مَسْعُود فِي الوصيّة: هما المُرَّيان: الْإِمْسَاك فِي الْحَيَاة والتَّبْذِير عِنْد الممَات. وَقَالَ أَبُو عُبيد: قَوْله: هما المُرَّيان: هما الخَصْلتان المُرَّتان، الْوَاحِدَة: المُرَّى، مثل الصُّغْرَى، والكُبْرَى، وتَثْنِيتهما: الصُّغُريان والكُبْريان، نسبهما إِلَى المرارة لِمَا فيهمَا من مَرارة الْإِثْم. قَالَ أَبُو عُبيد: والمُمَرّ: الحَبْلُ الَّذِي أُجِيد فَتْلُه. قلت: وَيُقَال لَهُ: المرَار، والمَر، وَأنْشد ابْن الأَعْرابيّ: ثمَّ شَدَدْنا فَوْقَه بِمَرّ بَين خَشَاشَيْ بازلٍ جِوَرّ وأَمْرَرْتُ الحَبْلَ أُمِرّه، إِذا شَدَدْت فَتْله. وَقَوله تَعَالَى: {وَيَقُولُواْ سِحْرٌ} (الْقَمَر: 2) ، أَي مُحْكَم قوِيّ. قَالَ الفَرّاء: مَعْنَاهُ: سَيَذْهب ويَبْطُل، من

مَرّ يَمُرّ، إِذا ذَهَب. قَالَ الزّجّاج فِي قَوْله تَعَالَى: {صَرْصَراً فِى يَوْمِ نَحْسٍ} (الْقَمَر: 19) ، أَي دَائِم الشُّؤْم. وَقيل: هُوَ القويّ فِي نُحُوسَتِه. وَقيل: مُسْتَمِرّ، أَي مُرّ. وَقيل: مُسْتَمِرّ: نافذٌ ماضٍ فِيمَا أُمِر بِهِ وسُخِّر لَهُ. والمِرّة: القُوّة؛ وَجَمعهَا: المِرَر. قَالَ الله تَعَالَى: {الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى} (النَّجْم: 6) . قَالَ الفَرّاء: ذُو مِرّة: من نَعت قَوْله تَعَالَى: { (يُوحَى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} {الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى} (النَّجْم: 5 و 6) . وأَخْبرني المُنْذِريّ، عَن الحَرّاني، عَن ابْن السِّكِّيت، قَالَ: المِرّة: القُوَّة. قَالَ: أَصْل المِرّة: إحْكام الفَتْل. يُقال: أَمَرّ الحَبْلَ إِمْراراً. قَالَ: وَسمعت أَبَا الهَيْثم يَقُول: مَارَرْتُ الرَّجُل مُمَارَّةً ومِرَاراً، إِذا عَالجْتَه لِتَصْرَعه، وأَراد ذَلِك مِنْك أَيْضا. قَالَ: والمُمَرّ: الَّذِي يُدْعى للبَكْرَة الصَّعْبة ليمُرّها قَبْل الرَّائِضِ. قَالَ: والمُمَرّ: الَّذِي يَتَعَقَّل البَكْرَةَ الصَّعْبَة فَيَسْتَمْكن من ذَنَبها ثمَّ يُوَتِّد قَدَميْه فِي الأَرْض كي لَا تَجُرّه إِذا أَرَادت الإفْلات مِنْهُ. وأَمَرّها بذَنبها: أَي صَرفها شِقّاً لِشِقَ حتّى يذَلِّلها بذلك، فَإِذا ذَلّت بالإِمْرار أَرْسلها إِلَى الرَّائض. وكُلّ قُوّة من قُوى الحَبْل: مِرَّة؛ وجَمعها: مِرَر. قَالَ الأصمعيّ فِي قَول الأَخْطل: إِذا المِئُون أمِرّت فَوْقه حَمَلاَ وَصَف رَجُلاً يتحمّل الحِمَالات والدِّيَات، فيقولُ: إِذا استُوثق مِنْهُ بِأَن يَحْمل المِئين من الْإِبِل ديات فأُمِرّت فَوق ظَهره، أَي شُدّت بالمِرار، وَهُوَ الحَبْل، كَمَا يُشَدّ على ظَهر البَعير حِمْلُه، حَمَلها وأدّاها. وَمعنى قَوْله: (حَمَلا) ، أَي ضَمِن أَدَاء مَا حَمَل وكَفَل. وَقَالَ اللِّحْياني: يُقال: أَمْرَرْتُ فُلاناً على الجِسْر أُمِرّه إِمْرَاراً، إِذا سَلَكْتَ بِهِ عَلَيْهِ. قَالَ: ويُقال: شَتَمني فلانٌ فَمَا أَمْرَرْتُ وَمَا أَحْلَيْت، أَي مَا قلت مُرّةً وَلَا حُلْوة. وَيُقَال: مَرّ هَذَا الطَّعَام فِي فَمِي، أَي صَار مُرّاً. وَكَذَلِكَ كُل شَيْء يَصِير مُرّاً. والمَرَارة: الِاسْم. قَالَ: وَقَالَ بعضُهم: مَرّ الطعّام يَمَرُّ مَرَارةً. وبعضُهم: يَمُرّ. وَلَقَد مَرِرْت يَا طَعَام. وَأَنت تَمَرّ؛ قَالَ الطِّرمّاح:

لَئِن مَرّ فِي كِرْمان لَيْلِي لربّما حَلاَ بَين شَطّيْ بابِلٍ فالمُضَيّحِ قَالَ: وأَنشد الفَرّاء لِبَعض العَرب، وَذكر أنّ المُفضّل أَنشده: لِيَمْضُغني العِدا فأَمَرّ لَحْمي فأَشْفَق من حِذاري أَو أَتَاعَا قَالَ: وأَنْشده بعضُهم (فأفرق) ، ومعناهما: سَلَح. وأتاع، أَي قاء. قَالَ: وَلم يَعْرف الكسائيّ (مَرّ اللَّحْم) بِغَيْر ألف؛ وأَنشد الْبَيْت الَّذِي قَبْله: أَلا تِلْكَ الثَّعالبُ قد توالتَ عليّ وحالَفت عُرْجاً ضِبَاعَا لِتَأَكُلني فَمَرّ لهنّ لَحْمي فأَذْرَق من حِذَارِي أَو أتَاعَا ثَعلب، عَن ابْن الأَعْرابيّ: مَرّ الطّعَامُ يَمَرّ. ومَرَّ يَمَرّ من المُرُور. ويُقال: لقد مَرِرْتُ: من المِرّة، أَمَرّ مَرّاً ومِرّةً، وَهِي الِاسْم. وَقَالَ غَيره: اسْتَمَرّت مَرِيرة الرّجُل، إِذا قويت شكِيمته. وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله عزّ وجلّ: {يُعْرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحْرٌ} (الْقَمَر: 2) مَعْنَاهُ: سَيَذْهب ويَبْطُل. قلت: جعله من (مَرّ يَمُرّ) ، إِذا ذهب. وَقَالَ الزّجّاج: يُقَال معنى قَوْله تَعَالَى: {وَيَقُولُواْ سِحْرٌ} (الْقَمَر: 19) ، أَي دَائِم. وَقَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: {صَرْصَراً فِى يَوْمِ نَحْسٍ} (الْقَمَر: 19) قَالَ: معنى نحس: شُؤم. ومُسْتَمِرّ: دَائِم الشُّؤْم. وَقَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: {فَمَرَّتْ بِهِ} (الْأَعْرَاف: 189) ، مَعْنَاهُ: اسْتَمرّت بِهِ، قعدت وَقَامَت لم يُثْقلها؛ {فَلَمَّآ أَثْقَلَت} (الْأَعْرَاف: 189) أَي دَنا وِلادُها. وَقَالَ غَيره: {وَيَقُولُواْ سِحْرٌ} (الْقَمَر: 2) ، أَي قَوِيٌّ. وَقيل: مُستمر، أَي مُرّ. يُقَال: مَرّ الشَّيْء، وأَمَرّ، واسْتَمَرّ، من المَرَارة. وَقَوله تَعَالَى: {مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى} (الْقَمَر: 46) أَي أشَدّ مَرارة. وَيُقَال: هَذِه البَقْلة من أَمْرَار البُقول. والمُرّة، للْوَاحِد. والمُرَارة أَيضاً: بَقلة مُرّة؛ وجَمعها: مُرَار. قَالَ الْأَصْمَعِي: إِذا أكلت الْإِبِل المُرَارَ قَلصت عَنهُ مَشافِرُها. وأنما قيل لحُجْر: آكل المُرار، لأنّ بِنتاً لَهُ كَانَ سَباها مَلِكٌ من مُلوك سَلِيح، يُقَال لَهُ: ابْن هَبُولة، فَقَالَت بِنْت حُجْر: كأنّك بأَبِي قد جَاءَ كَأَنَّهُ جَمل آكِلُ مُرَار. يَعْنِي: كاشراً عَن أَنْيابه.

قَالَ: وَوَاحِد المُرار: مُرارة؛ وَبهَا سُمِّي الرجُل. حَكَاهُ أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ. والمَرْمَارُ: الرُّمّان الكَثير المَاء الَّذِي لَا شَحْم لَهُ؛ وَقَالَ الراجز: مَرْمَارَة مِثْل النَّقَا المَرْمُور والمَرْمَر: نوعٌ من الرُّخَام صُلْب؛ وَقَالَ الأعْشَى: كدُمْيةٍ صُوِّر مِحْرَابُها بِمُذْهَبٍ ذِي مَرْمَرٍ مائِرِ وَقَالَ ابْن شُميل: يُقال للرجل إِذا اسْتقام أمْرُه بعد فَساد: قد اسْتَمَرّ. قَالَ: وَالْعرب تَقول: أَرْجَى الغِلْمان الَّذِي يبْدَأ بحُمْقٍ ثمَّ يَسْتمرّ؛ وأَنْشد الأَعْرابيّ يُخاطب امْرَأَته: يَا خَيْرُ إنِّي قد جَعلتُ أَسْتَمِرّ أَرْفع مِن بُرْدَيّ مَا كُنتُ أَجُرّ وَقَالَ اللّيث: كُل شَيْء قد انقادت طُرْقَته، فَهُوَ مُسْتَمِرّ. ابْن السِّكّيت: يُقَال: فلانٌ يَصنع ذَلِك الأَمْر آونةً، إِذا كَانَ يَصنعه مِراراً ويدعه مِرَاراً. ويُقال: فلَان يَصنع ذَلِك تاراتٍ، ويَصنع ذَلِك تِيَراً، ويَصنع ذَلِك ذاتَ المِرار. معنى ذَلِك كُله: يَصْنعه مرَارًا ويدعه مرَارًا. قَالَ: المَرَارة: لكُلِّ حَيَوَان إلاّ للبعير، فَإِنَّهُ لَا مَرارة لَهُ. قَالَ: والمرّة: مزاج من أَمْزجة الجَسد. والمَرِيرة: عِزّة النَّفس. ومُرارة، من الْأَسْمَاء. ومُرّة: أَبُو قَبيلَة من قُريش. وبَطن مُرّ: مَوضِع. أَبُو عُبيد، عَن الْفراء: فِي الطَّعام زُؤَان، ومُرَيْرَاء، ورُعَيْداء، وكُلّه مِمَّا يُرْمَى بِهِ ويُخرج مِنْهُ. والأمْرار: مياه مَعْرُوفَة فِي دِيار بني فَزارة. وَفِي الحَدِيث إنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَره من الشّاء سَبْعاً: الدَّم، والمَرَار، والحَياء، والغُدَّة، والذَّكَر، والأُنْثيين، والمَثانة. قَالَ القُتيبي: أَرَادَ المُحدثّ أَن يَقُول: (الأَمَرّ) فَقَالَ: المَرار، والأَمَرّ: المَصارين. ثَعلب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: مَرْمَر، إِذا غَضِب. ورَمْرَم، إِذا أَصْلح شأنَه. وَقَالَ غَيره: مُرَامِرَات: حروفُ هجاء قَديم لم يَبْق مَعَ النَّاس مِنْهُ شَيء. قلت: سَمِعت أعرابيّاً يَقُول فِي كَلَام لَهُم: وَذَلٌ وَذَلٌ، يُمَرْمِر مِرْوة ويَلُوكها. يُمَرْمر: أَصله: يُمَرِّر، أَي يَدْحُو لَهَا على وَجْه الأَرْض.

وَقَالَ ابْن السِّكيت: المَرِيرة من الحبال: مَا لَطُف وَطَالَ واشْتَدّ فَتْله. وَهِي: المَرَائر. وَاسْتمرّ مريره، أَي قَوِي بعد ضَعْف. وَيُقَال: رَعَى بَنو فلَان المُريّان، وهما الآلاء والشِّيح. وَفِي حَدِيث ابْن الزُّبير، قَالَ: لما قُتل عُثْمَان، قُلت: لَا أَستقبلها أبَداً، فَلَمَّا مَاتَ أبي انْقَطع بِي ثمَّ اسْتمرّت مَرِيرتي. يُقَال: اسْتمرّت مريرة فلَان على كَذَا، إِذا اسْتَحكم أَمْرُه عَلَيْهِ وقَوِيت شَكِيمته فِيهِ. وَأَصله من الفَتل أَن يَسْتَقيم للفاتل. وكل شَيْء انقادت طريقتُه، فَهُوَ مُسْتَمِرّ. وَقَوله: لَا أستقبلها، أَي لم تُصبْني مُصيبة مثلهَا قَطّ. وَفِي حَدِيث الْوَحْي: (إِذا نَزل سَمِعت الْمَلَائِكَة صوتَ مَرار السِّلْسلة على الصَّفا) . المَرار، أَصله الحَبْل، لِأَنَّهُ يُمَرّ، أَي: يُفْتَل. وَإِن رُوِي (إمرار السلسلة) فَحسن. يُقَال: أَمررت الشَّيْء، إِذا جَرَرته؛ قَالَ الحادِرَةُ: ونَقِي بصَالح مالنا أَحْسَابنا ونُمر فِي الهَيْجا الرِّمَاحَ ونَدَّعِي

أبواب الراء واللام

بَاب الثلاثي الصَّحِيح من حرف الرَّاء (أَبْوَاب الرَّاء وَاللَّام) ر ل ن مهمل الْوُجُوه. ر ل ف اسْتعْمل من وجوهه: (رفل) . رفل: قَالَ اللَّيْث: الرَّفْلُ: جَرُ الذَّيْل ورَكْضُه بالرِّجْلِ؛ وأَنْشد: يَرْفُلْن فِي سَرَق الحَرِير وقَزِّه يَسْحَبْن مِن هُدَّابِه أَذْيَالاَ قَالَ: وَامْرَأَة رَافِلة، ورَفِلة: تَجُرّ ذَيْلَها إِذا مَشت وتَميس فِي ذَلِك. وَامْرَأَة رَفْلاَء: وَهِي الَّتِي لَا تُحْسِن المَشْي فِي الثّيَاب. [ حَكَاهُ عَن أبي الدُّقَيش. قَالَ: وفَرَسٌ رِفَلٌّ، وثَوْرٌ رِفَلٌّ، إِذا كَانَ طَوِيل الذَّنَب. قَالَ: وبَعِيرٌ رِفَلٌّ، يُوصَف بِهِ على وَجْهين: إِذا كَانَ طَويل الذَّنَب، وَإِذا كَانَ وَاسع الجِلْد؛ وأَنشد: جَعْد الدَّرانِيك رِفَلُّ الأَجْلاَد قَالَ: وَامْرَأَة مِرْفالٌ: كَثِيرَة الرُّفُول فِي ثَوْبها. وشَعَرٌ رَفَال: طويلٌ؛ وأَنْشد: بفاحِمٍ مُنْسَدِلٍ رَفَالِ وأمّا قَوْله: تَرفل المَرافلا، فَمَعْنَاه: تَمْشي كل ضَرْب من الرَّفْل. قَالَ: وَلَو قيل: امْرَأَة رَفِلة: تُطَوّل ذَيْلها وتَرْفُل فِيهِ، كَانَ حَسَناً. ومَرافل: سَويق يَنْبُوت عُمَان. أَبُو عُبيد: رَفَّلْت الرَّجُل: إِذا عَظّمْتَه ومَلّكته؛ وأَنْشد: إِذا نَحن رَفَّلْنا امْرءاً سَاد قَوْمَه وَإِن لم يكن مِن قَبل ذَلِك يُذْكَرُ وَفِي حَدِيث وَائِل بن حُجْر: يَسْعَى وَيَتَرَفَّل على الأَقْوال. قَالَ شَمِر: التَّرَفُّل: التَّسَوُّد. والتَّرْفيل: التَّسْويد. ورُفِّل فلانٌ، إِذا سُوِّد على قَوْمه. قَالَ: وأَرْفل الرَّجلُ ثِيابه، إِذا أَرْخاها. وَإِزَار مُرْفَلٌ: مُرْخًى. أَبُو عُبيد، عَن الكسائيّ: رَفّلْت الرَّكِيّةَ: أَجْمَمْتُها. وَهَذَا رَفَلُ الرَّكِيّة: جُمّعتها. قَالَ شَمِر: لَا أَعْرف: (رَفَّلت الرَّكِيّة) لغير

الكِسائيّ. وَقَالَ الخَليل: المُرَفّل من أَجزَاء العَروض: مَا زِيد فِي آخر الْجُزْء سَبَب آخر، فَيصير مستفعلان مَكَان مستفعلن. ابْن السّكّيت، عَن الأصمعيّ: فرسٌ رفَلٌّ ورِفَنٌّ، إِذا كانَ طَويل الذَّنَب. وَفِي حَدِيث: مثل الرّافلة فِي غَير أَهلها كالظّلمة يومَ الْقِيَامَة. والرَّافلة: المُتَبَرِّجة بالزِّينة. يُقَال: رفل إزارَه، وأَسْبَله، وأَغْدفه، وأَذاله، وأَرْخاه. والرِّفْلُ: الذِّيْل. ر ل ب ربل، برل، بلر. ربل: أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: الرَّبْلَة: باطِنُ الفَخِذ. وَجَمعهَا: الرَّبَلاَت. ولكُل إِنْسَان رَبْلَتان. وَقَالَ اللّيث: امْرَأَة رَبِلَةٌ: ضَخْمة الرَّبَلات. قَالَ: ويُقال: امْرَأَة رَبْلاَء، رَفْغاء، أَي ضَيِّقة الأَرْفاغ؛ وأَنشد: كأنّ مَجامِع الرَّبَلات مِنها فِئَامٌ يَنْهَدُون إِلَى فِئَامِ أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: الرَّبْلُ: ضُروب من الشَّجر إِذا بَردَ الزّمانُ عَلَيْهَا وأَدْبر الصَّيْفُ تَفَطَّرت بِوَرَقٍ أَخْضَر من غير مَطر. يُقال مِنْهُ: تَرَبَّلت الأَرْضُ. وَقَالَ الليثُ: نَحْوَه. وأَرْض مِرْبَال. وَقد أَرْبلت الأَرْض: لَا يَزال بهَا رَبْلٌ. أَبُو عُبيد: من أَسماء الْأسد: الرّيبال. قلت: هَكَذَا سمعتُه بِغَيْر همز، وَمن الْعَرَب من يَهمز ويَجْمعه: رآبِلةَ. وَيُقَال: ذِئْب رِيبَالٌ. ولصٌّ رِيبال. قَالَ اللَّيث: وَهُوَ من الجُرأة وارْتصاد الشَّرّ. وَفعل ذَلِك من رَأْبَلته وخُبْثه. وتَرأبل تَرَأْبُلاً، ورَأْبَل رَأْبَلة. وَقَالَ غَيره: رَبَل بَنو فلَان يَرْبُلون: كَثُر عَدَدُهم. ورَبَلت المَراعِي: كثُر عُشْبها؛ وأَنْشد الأصمعيّ: وذُو مُضاضٍ رَبَلَت مِنْهُ الحُجَرْ حَيْثُ تَلاقَى واسطٌ وذُو أَمَرْ قَالَ: الحُجَر: دارات فِي الرَّمْل. والمُضاض: نَبْت. والرَّبَالة: كَثْرة اللّحم. ورَجُلٌ رَبِيل: كَثير اللَّحْم.

سَلمة؛ عَن الْفراء: الرِّيبال: النَّباتُ المُلْتَفُّ الطَّويل. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الرَّبَال: كَثْرة اللَّحم والشَّحم. والرَّبِيلة: المَرأَةُ السَّمِينة. برل: أَبُو عُبَيد، عَن الفَرّاء، البُرَائِل: الّذي يَرْتفع مِن ريش الطّائر فَيَسْتَدير فِي عُنُقه؛ وأَنشد: وَلَا يَزال خَرَبٌ مُقَنَّعُ بُرَائلاَه والجَنَاح يَلْمَعُ وَقَالَ اللّيث: البُرْؤُلة؛ والجمعُ: البُرَائل، للدِّيك خاصّة. ثَعلب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: أبُو بُرائل كُنْية الدِّيك. بلر: قلت: البِلّوْر: الرّجُل الضّخْم الشُّجَاع. وأمّا البِلَوْر، الْمَعْرُوف، فَهُوَ مُخفَّف اللَّام. ر ل م اسْتُعمل من وُجُوهه: (رمل) . رمل: ابْن بُزُرْجَ: يُقال: إنّ بَيْت بني فُلانٍ لضَخْمٌ وَإِنَّهُم لأرْمَلة مَا يَحْملونه إلاّ مَا اسْتَفْقَروا لَهُ؛ يَعْني: العارِيَةَ. ويُقال للْفَقِير الَّذِي لَا يَقْدر على شَيْء من رَجُل أَو امْرَأَة: أَرْملة، وَلَا يُقال للْمَرْأَة الَّتِي لَا زَوْج لَهَا وَهِي مُوسرة: أَرْمَلة. يَعْنِي: أنّهم قومٌ لَا يَمْلكون الْإِبِل وَلَا يَقْدرون على الارْتحال إلاّ على إبل يَسْتَفقِرونها، أَي يَسْتعيرونها، من: أَفْقَرْتُه ظَهْر بَعيري، إِذا أَعَرْتَه إيّاه. وَقَالَ ابْن السِّكيت: الأرامل: المَساكين، من جمَاعَة رِجَالٍ ونِساء. وَيُقَال لَهُم: الأرامل، وَإِن لم يكن فيهم نِساء. وَيُقَال: جَاءَت أَرْمَلة وأَرامل، وَإِن لم يكن فيهم نسَاء. وعامٌ أَرْملُ: قليلُ المَطر. وَسنة رَمْلاَء. وَقَالَ اليَزيدي: أَرْمَلت المرأةُ: صَارَت أَرْمَلَة. قَالَ شَمِر: رَمَّلت المرأةُ من زَوْجها. وَهِي أَرْمَلة. وَيُقَال للذّكر: أَرْمل، إِذا كَانَ لَا امْرأة لَهُ. وَقَالَ القُتيبي: يُقَال للْمَرْأَة الَّتِي لَا زَوج لَهَا: أَرْمَلة. وجَمْعها: الأرَامل. والعَرَبُ تَقول للرَّجُل الَّذِي لَا امْرَأَة لَهُ: أَرْمَل. وَكَذَلِكَ: رَجُلٌ أَيِّم وامْرأة أَيِّمة؛ وَقَالَ الراجز: أُحِبُّ أَن أَصْطَاد ضَبّاً سَحْبَلاَ رَعَى الرّبِيعَ والشِّتاء أَرْمَلاَ قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: الأَرْمَلة: الَّتِي مَاتَ عَنْهَا زَوْجُها: سُمِّيت أرملة لذَهاب زادِها

وفَقْدها كاسِبها ومَن كَانَ عيشُها صَالحا بِهِ؛ من قَول العَرب: أَرْمل الرَّجُلُ، إِذا ذهب زادُه. قَالَ: وَلَا يُقال لِلرَّجُل إِذا مَاتَت امْرَأَته: أَرْمل، إلاَّ فِي شذوذ، لأنّ الرَّجُل لَا يَذْهب زَادُه بِمَوْت امْرَأَته: إِذا لم تكن قَيِّمة عَلَيْهِ؛ والرَّجُل قَيِّم عَلَيْهَا تَلْزمه عَيْلُولتها ومُؤْنتها، وَلَا يلْزمهَا شيءٌ من ذَلِك. ورُدّ على القُتَيبي قولُه فِيمَن أوْصى بِمَالِه للأَرَامل أنهُ يُعطى مِنْهُ الرِّجال الَّذين مَاتَت أَزْوَاجُهم؛ لأنّهُ يُقال: رَجُلٌ أَرْمل، وامْرأة أَرْمَلة. قَالَ أَبُو بكر: وَهَذَا مِثل الوصيّة للجواري، لَا يُعْطى مِنْهُ الغِلْمان. ووصِيّة الغِلمان لَا يُعْطى مِنْهُ الجوارِي، وَإِن كَانَ يُقال لِلْجَارِيَةِ: غلامة. وَقَالَ اللّيث: الرّمْل: مَعْرُوف؛ وَجمعه: الرِّمَال. والقِطعة مِنْهُ: رَمْلة. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: المِرْمَلُ: القَيْدُ الصَّغِير. وعامٌ أَرْمَلُ: قَلِيلُ الخَيْرِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الأرْمل: الأبْلَق. وَقَالَ أَبُو زيد: نعجةٌ رَمْلاء، إِذا اسْوَدَّت قوائمُها كُلّها وسائرها أَبْيض. ويُقال لِوَشْي قَوَائِم الثَّور الوَحْشِيّ: رَمَلٌ؛ واحدتها: رَمَلة؛ وَقَالَ الجَعْدِيّ: كأَنّها بَعْد مَا جَدَّ النَّجَاء بهَا بالشَّيِّطَيْن مَهَاةٌ سُرْوِلَتْ رَمَلاَ وَفِي حَدِيث أُمّ معبد: وَكَانَ القومُ مُرْمِلين مُسْنِتين. قَالَ أَبُو عُبيد: المُرْمِل: الَّذِي نفد زادُه؛ وَمِنْه حَدِيث أبي هُرَيرة: كُنَّا مَعَ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غَزاة فأَرْمَلْنا وأَنْفَضْنا. ويُقال: أرْمل السّهم إرْمالاً، إِذا أَصَابَهُ الدّمُ فَبَقيَ أثَرُه؛ وَقَالَ أَبُو النَّجم يَصف سِهاماً مُحْمَرَّةَ الرِّيش: مُحْمَرَّةَ الرِّيش على ارْتِمالها مِن عَلَقٍ أَقْبَل فِي شِكَالِهَا وأُرْمُولة العَرْفج: جُذْمُوره؛ وجَمعها: أَراميل؛ قَالَ: قُيِّد فِي أَرَامِل العَرَافِج أَبُو عُبَيد: رَمَلْت الحَصِير، وأَرْمَلْته فَهُوَ مَرْمُول ومُرْمَل، إِذا نَسَجْته. وَفِي الحَدِيث: إنّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ مُضْطجعاً على رُمَال حَصير قد أَثَّر فِي جَنْبه؛ وَقَالَ الشَّاعِر: إِذْ لَا يَزال على طَرِيقٍ لاحِب وكأنّ صَفْحته حَصيرٌ مُرْمَلُ ويُقال: رُمِّل فلانٌ بالدَّم، وضُمِّخ بِالدَّمِ، وضُرِّج بِالدَّمِ، كُلّه إِذا لُطِّخ بِهِ. وَقد تَرَمّل بِدَمه.

أبواب الراء والنون

والرَّوَامِل: نَواسِج الحَصِير. الْوَاحِدَة: رامِلة. وَقد أَرْمَلْته؛ وَأنْشد أَبُو عُبَيد: كأنّ نَسْج العَنكبُوت المُرْمَل وَقَالَ اللّيث: غلامٌ أُرمولة، كَقَوْلِك بالفارسيّة (زاذه) . قلت: لَا أعرف (الأُرمولة) عربيَّتها وَلَا فارسيّتها. وَيُقَال: خَبيص مُرْمَل، إِذا عُصِد عَصْداً شَدِيداً حَتَّى صَارَت فِيهِ طَرائِقُ مَدْخُونة. وطَعَامٌ مُرَمَّل، إِذا أُلقي فِيهِ الرَّمْل. والرَّمَل: ضَربٌ من عَرُوض يَجِيء على: فاعلاتن فاعلاتن؛ وَقَالَ الراجز: لَا يُغْلب النازع مَا دَامَ الرَّمَل وَمن أَكَبَّ صامتاً فقد حَمَل وَيُقَال: رَمَل الرَّجُل يَرْمُل رَمَلاناً، إِذا أَسْرع فِي مَشْيه، وَهُوَ فِي ذَلِك يَنْزُو. والطائف بالبَيت يَرْمُل رَمَلاَناً اقْتِدَاء بالنبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وبأَصْحابه، وَذَلِكَ أَنهم رَمَلُوا لِيَعْلَم أهلُ مَكَّة أنّ بهم قُوَّة؛ وأَنْشد المُبَرِّد: ناقتُه تَرْمُل فِي النِّقَال مُتْلف مالِ ومُفِيد مالِ قَالَ: النِّقال: المُناقلة، وَهُوَ أَن تَضع رجلَيْها مواقع يَدَيْها. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الرَّمَلُ: المَطر الضَّعيف. رَوَاهُ أَبُو عَمْرو، عَن ثَعْلَب. أَبُو عُبيد، عَن الْأمَوِي: أَصَابَهُم رَمَلٌ مِن مَطر، وَهُوَ القَلِيل. وَجمعه: أَرْمَالُ. والرَّثَان، أقوى مِنْهَا. قَالَ شمر: لم أَسمع (الرّمل) بِهَذَا الْمَعْنى إِلَّا للأمويّ. (أَبْوَاب) الرَّاء وَالنُّون) ر ن ف رنف، رفن، نفر، فرن. رنف: أَبُو عُبيد، عَن أبي عُبيدة: الرَّانفة: ناحيةُ الأَلْية؛ وأَنْشد: مَتَى مَا نَلْتَقِي فَرْدَيْنِ تَرْجُفْ روانِفُ ألْيَتَيْك وتُسْتَطَارَا وَقَالَ اللّيث: الرَّانف: مَا اسْتَرْخَى من الأَلْية للإِنْسان. قَالَ: وأَلْيَةٌ رانِفٌ. وَقَالَ غَيره: أَرْنف الْبَعِير إرنافاً، إِذا سَار فَحرَّك رَأْسه فتقدَّمت هامَتُه. أَبُو عُبيد: الرَّنَفُ: بَهْرَامَجُ البَرّ. وَيُقَال: رَنَف، وأَرْنف. رفن: ابْن السِّكِّيت، عَن الْأَصْمَعِي: فرسٌ رِفَلٌ ورِفَنٌّ، إِذا كَانَ طويلَ الذَّنَب؛ وَأنْشد:

يَتْبَعْن خَطْو سَبِطٍ رِفَلِّ وَقَالَ النَّابِغة: بكُلِّ مُجَرِّبٍ كاللَّيْثِ يَسْمُو إلَى أوْصَال ذَيَّالٍ رِفَنِّ ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الرَّفْن: النَّبْض. والرَّافِنة: المُتَبَخْترة فِي بَطَر. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: المُرْفَئِنّ: الَّذِي نَفَر ثمَّ سَكَن؛ وَأنْشد: ضَرْباً وِلاَءً غَيْرَ مُرْثَعِنّ حَتَّى تَرَنّى ثمَّ تَرْفَئِنّي فرن: ثَعلب، عَن ابْن الأعرابيّ: الفارِنَةُ: خَبَّازة الفُرْنيّ. وَقَالَ اللَّيث: الفُرْنيّ: طَعَام. الْوَاحِدَة: فُرْنِيّة، وَهِي خُبْزة مُسَلّكَة مُصَعْنَبة تُشْوى ثمَّ تُرْوَى لَبَناً وسَمْناً وسُكَّراً. ويُسمَّى ذَلِك المُخْتَبَز: فُرْناً. نفر: أَبُو عُبيد، عَن أبي زَيد: النَّفَر، والرَّهْط: مَا دُون العَشرة من الرِّجال. وَقَالَ أَبُو العبّاس: النَّفَر، وَالْقَوْم، والرَّهْط، هَؤُلَاءِ معناهم: الْجمع، لَا واحدَ لَهُم من لَفظهمْ، للرِّجَال دون النِّساء. اللّيث: يُقال، هَؤلاء عشرَة نَفَر، أَي عَشرة رِجَال. وَلَا يُقَال: عِشْرون نَفرا، وَلَا مَا فوْق العَشرة. وَقَالَ الفَرَّاء: يُقَال: لَيْلَة النَّفْر والنَّفَر؛ وهم النَّفَر من القوْم. قَالَ: ونَفَرة الرَّجُل، ونَفْره: أُسرته؛ تَقول: جَاءَ فِي نَفْرته، ونَفْره؛ وأَنْشد: حَيَّتْك ثمَّتَ قالتْ إنّ نَفْرَتنا أَليومَ كُلَّهُم يَا عُرْوَ مُشْتَغِلُ قَالَ: ونَفر القومُ يَنْفِرون نَفْراً ونَفِيراً. ونَفرت الدّابةُ تَنْفِر وتَنْفُر نُفُوراً ونفَاراً. وَنَفر الجُرْحُ، إِذا وَرِمَ، نُفُوراً. وَيُقَال: للأُسرة أَيْضا: النُّفُورة. يُقَال: غابَت نُفُورَتُنا، وغَلَبت نُفُورتُنا نُفُورَتَهم. قَالَ: ونافرتُ الرَّجُلَ مُنافرةً، إِذا قاضَيْتَه. وَقَالَ أَبُو عُبيد: المُنافرة، أَن يَفْتخر الرَّجُلان كُلّ وَاحِد مِنْهُمَا على صَاحبه، ثمَّ يحكِّما بَينهمَا رجلا، كفِعل عَلقمة بن عُلاثة مَعَ عَامر بن الطُّفَيل حَيث تنافر إِلَى هَرِم بن قُطْبة الفَزاريّ؛ وَفِيهِمَا يَقُول الأَعْشى: قد قلتُ شِعْري فَمضى فيكُما واعْتَرف المَنْفُور للنّافِر والمَنْفُور: المَغْلوب. والنافِر: الغالِب. وَقد نَفَره يَنْفِره ويَنْفُره نَفْراً، إِذا غَلبه. ونَفّر الحاكمُ أحدَهما على صَاحبه تَنْفِيراً.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: النافر: القامِرُ. قَالَ: هُوَ يَوْم النّحْر، ثمَّ يَوْم القَر، ثمَّ يَوْم النَّفْر الأَول، ثمَّ يَوْم النَّفْر الثَّانِي. هَكَذَا قَالَ أَبُو عُبيد. وَيُقَال: فلانٌ لَا فِي العِير وَلَا فِي النَّفِير. قيل: هَذَا المَثل لقُريش من بَين العَرب، وَذَلِكَ أَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لمّا هَاجر إِلَى المَدِينة ونَهض مِنْهَا لِيَلْقى عِيرَ قُريش سَمِع مُشْركو قُرَيش بذلك فنَهضُوا ولَقَوْه بِبَدْر ليأمَن عيرُهم المُقْبِلُ من الشَّام مَعَ أبي سُفيان، فَكَانَ من أَمرهم مَا كَانَ، وَلم يكن تخلّف عَن العِير والقتال إلاّ زَمِنٌ أَو مَن لَا خَير فِيهِ، فَكَانُوا يَقُولُونَ لمن لَا يَسْتَصلحونه لمهمّ: فلَان لَا فِي العِير وَلَا فِي النَّفِير. فالعِيرُ: مَن كَانَ مِنْهُم مَعَ أبي سُفْيَان؛ والنَّفير: من كَانَ مِنْهُم مَعَ عُتْبة بن رَبيعة قائِدهم يَوْم بَدْر. واستنفر الإمامُ الناسَ لجهاد العَدوّ فنَفَروا يَنْفرون، إِذا حَثّهم على النّفير ودَعاهم إِلَيْهِ، وَمِنْه قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (وَإِذا اسْتُنْفِرتم فانْفِروا) . وَيُقَال: اسْتنفرت الوَحش وأَنْفرتها، ونَفَّرْتُها، بِمَعْنى وَاحِد. فنَفرت تَنْفِر، واسْتنفرت تَسْتَنفر، بِمَعْنى وَاحِد؛ وَمِنْه قَول الله عزّ وجلّ: (كَأَنَّهُمْ حمر مستنفرة فرت من قسورة) (المدثر: 50 و 51) . وقُرئت: (مُسْتَنْفِرة) بِكَسْر الْفَاء؛ بِمَعْنى: نافِرة. وَمن قَرَأَ: مُسْتَنْفَرة فمعناها: مُنَفَّرة، وأَنشد ابْن الأَعرابيّ: اضْرِب حِمَارَك إنّه مُسْتَنْفِر فِي إِثْر أَحْمِرةٍ عَمَدْن لِغُرَّبِ أَي: نافر. وَفِي حَدِيث عُمر أنّ رجلا فِي زَمَانه تَخلَّل بالقَصَب فَنَفَر فُوهُ، فنَهى عَن التخلُّل بالقَصَب. قَالَ أَبُو عُبيد، عَن الْأَصْمَعِي والكِسائي: نَفَر فَمُه: أَي وَرِم. قَالَ أَبُو عُبيد: وأُراه مأخوذاً من: نفار الشَّيْء من الشَّيْء، إِنَّمَا هُوَ تَجافيه عَنهُ وتَباعده مِنْهُ، فكأنّ اللَّحْم لما أنكر الدَّاء نَفَر مِنْهُ، فَظَهر، فَذَلِك نِفَارُه. أَبُو عُبيد: رَجُل عِفْرٌ نِفْرٌ، وعِفْريَةٌ نِفْرِيَةٌ، وعِفْريتٌ نِفْريتٌ، وعُفَارِيَةٌ نُفَاريَةٌ، إِذا كَانَ خَبِيثاً مارداً. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: النَّفَائر: العَصافِيرُ. وَقَوله تَعَالَى: {وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا} (الْإِسْرَاء: 6) نَفير، جمع نَفْر: مثل، الكَلِيب والعَبِيد. ونَفْر الإِنسان، ونَفَره، ونَفْرته، ونَفِيره، ونَافرته: رَهْطه الَّذين يَنْصرونه، وَمِنْه قَوْله

تَعَالَى: {وَأَعَزُّ نَفَراً} (الْكَهْف: 35) أَي قوما يَنْصُرونه. {وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُورًا} (الْإِسْرَاء: 41) أَي تباعُداً عَن الحقّ. يُقَال: نَفَر يَنْفِر نُفُوراً. {وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً} (الْإِسْرَاء: 46) أَي نافرين، مثل: شَاهد وشُهُود. ر ن ب رنب، نرب، ربن، برن، نبر، بنر. رنب: قَالَ اللّيث، الأرْنبُ: الذَّكَر يُقَال لَهُ: الخُزَز. وَالْأُنْثَى: أرْنَب. وَأَجَازَ غَيره أَن يُقال للذّكر: أَرْنب؛ وَجمعه: الأرانب. والأرْنبة: طَرف الأنْف. وَجَمعهَا: الأرانب أَيْضا. يُقَال: هم شُمّ الأُنُوف واردةٌ أَرَانبهم. وَقَالَ اللَّيْث: أرضٌ مُرْنِبَةٌ: كَثِيرَة الأرانب. وَقَالَ أَبُو عبيد: أَرض مُؤَرْنِبَةٌ، من الأرانب. قلت: وَمِنْه قَول الشَّاعِر: كُرَاتُ غُلاَم مِنْ كِسَاءٍ مُؤَرْنَب فَكَانَ فِي العربيّة مُرَنَّب، فرُدَّ إِلَى الأَصْل. وَقَالَ الليثُ: أَلف (أَرنب) زَائِدَة. قلت: وَهِي عِنْد أَكثر النَّحْوِيِّين قَطْعِيَّة. وَقَالَ: لَا تَجِيء كلمة فِي أَولهَا ألف فَتكون أَصْلِيَّة، إِلَّا أَن تكون الْكَلِمَة ثَلَاثَة أحرف مثل: الأَرْض، وَالْأَمر، والأَرش. عَمْرو عَن أَبِيه، قَالَ: المَرْنَبَة: القَطيفة ذَات الخَمْل. وَقَالَ اللّيث: يُقَال: كساءٌ مَرْنَبَانِيّ، ومُؤَرْنَب. فأمَّا المَرْنَباني: فَالَّذِي لونُه لون الأرنب. وأَمَّا المُؤَرْنَب: فَالَّذِي يُخْلط غَزْلُه بوَبَر الأرْنب. وقرأتُ فِي (كتاب اللّيث) فِي هَذَا الْبَاب: المَرْنَب: جُرَذٌ فِي عِظَمِ اليَرْبُوعِ قَصِيرُ الذَّنَب. قلتُ: هَذَا خطأ، والصوابُ: الفِرْنِب، بِالْفَاءِ مَكسورة. وَمن قَالَ: مَرْنَب، فقد صَحَّف. نرب: قَالَ اللّيثُ: النَّيْرَبُ: النَّمِيمة. ورَجُلٌ نَيْرَبٌ: ذُو نَيْرَبٍ، أَي نَمِيمَة. وَقد نَيْرَبَ فَهُوَ يُنَيْرِب، وَهُوَ خَلطُ القَوْل، كَمَا تُثيرُ الرِّيحُ التُّرَابَ على الأرْض فتَنْسُجُه؛ وأَنْشَد: إِذا النَّيْرَبُ الثَّرْثَارُ قَالَ فأَهْجَرا وَلَا تُطْرح الْيَاء مِنْهُ لِأَنَّهَا جُعلت فصلا بَين الرّاء والنُّون. قَالَ: والنّيْرب: الرَّجُلُ الجَلد.

ورَوى أَبُو الْعَبَّاس، عَن عَمْرو، عَن أَبِيه، أَنه قَالَ: الْنَّيْرَبة: النَّميمة. ربن: قَالَ اللّيثُ: أَرْنَبْتُ الرَّجُلَ، إِذا أَعْطَيْتَهُ رَبُوناً، وَهُوَ دَخيل، وَهُوَ نَحْو: عَرْبُون. أَبُو عَمرو: الْمُرْتَبِنُ: المُرْتفع فَوق المَكان. قَالَ: والمُرْتَبِىء، مثله؛ وَقَالَ الشَّاعِر: ومُرْتَبِنٍ فَوْقَ الْهضَابِ لفَجْوَةٍ سَمَوْتُ إِليه بالسِّنَانِ فَأدْبَرَا ورُبَان كلّ شَيْء: مُعظمه وجَمَاعته. وَقيل: رُبّان الشَّبَاب: أَوَّلُه؛ وَمِنْه قَوْله: وَإِنَّمَا العَيْشُ بِرُبَّانِه وأَنتَ مِنْ أَفْنَانِهِ مُفْتَقِرْ ورُبّان السَّفينة: الَّذِي يُجْرِيها. ويُجمع: رَبَابِين. قلت: وأَظُنُّه دَخِيلاً. ويُقال: الرَّبانِيّون: الأَرْبَاب. برن: البَرْنِيّ: ضَرْبٌ مِن التَّمْر أَحْمر مُشْربٌ صُفْرة، كَثِير اللِّحاء عَذْب الحَلاَوة. وَيُقَال: نَخْلةٌ بَرْنِيّة، ونَخْلٌ بَرْنِيّ؛ وَقَالَ الرَّاجز: بَرْنيّ عَيْدَانٍ قَليل قِشْرُه وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: البَرَانيّ؛ الدِّيَكة. الْوَاحِد: بَرْنِيّة. وَقَالَ اللَّيث: البَرانِيّ، بلغَة أهل الْعرَاق: الدِّيَكة الصِّغار أَوّلَ مَا تُدْرِك. الْوَاحِد: بَرْنِيّة. قَالَ: والبَرْنِيّة: شِبْه فَخَّارة ضَخْمة خَضْراء مِن القَوارير الثِّخان الواسعة الأَفْواه. نبر: الحَرَّانيُّ، عَن ابْن السِّكِّيت: النَّبْر، مصدر: نَبَرْتُ الحَرْفَ أَنْبُره نَبْراً، إِذا هَمَزْتَه. قَالَ: والنِّبْر: دُوَيْبّة أَصْغر من القُراد تَلْسع فَيَحْبط مَوْضِعُ لَسْعتِه، أَي يَرِم. وَالْجمع: أَنْبار؛ وَقَالَ الرّاجز وذَكر إبِلاً سَمِنت وحَمَلت الشُّحوم: كأنّها من بُدُنٍ واسْتِيفَارْ دَبَّت عَلَيْهَا ذَرِبَاتُ الأَنْبارْ يَقُول: كَأَنَّهَا لَسَعَتْها الأَنْبار فوَرِمت جُلودُها وحَبِطَت. وَفِي حَديث حُذيفة أَنه قَالَ: تُقْبض الأمانةُ مِن قَلْب الرَّجُل فيَظَلّ أثَرُها كأَثر جَمْرٍ دَحْرَجْتَه على رِجْلك فنَفِط، تَراه مُنْتَبِراً وَلَيْسَ فِيهِ شَيْء. قَالَ أَبُو عُبيد: المُنْتَبِر: المُنْتَفَطِ. وَقَالَ اللّيث: النَّبْر بالْكلَام: الهَمْز. قَالَ: وكُل شَيْء رفع شَيْئا، فقد نَبَره. قَالَ: وانْتَبر الجُرْحُ، إِذا وَرِم. وانْتبر الأميرُ فَوق المِنْبر. ورَجُلٌ نَبَّارٌ بالْكلَام: فصيحٌ بَلِيغ.

قَالَ ابْن الأَنباريّ: النَّبْر عِنْد الْعَرَب: ارْتِفَاع الصَّوْت. يُقَال: نَبر الرَّجُل نَبْرَةً، إِذا تكلّم بِكَلِمَة فِيهَا عُلُوٌّ؛ وَأنْشد: إِنِّي لأَسْمع نَبْرَةً مِن قَوْلها فأكاد أَن يُغْشَى عليّ سُرُورَا وسُمِّي المِنْبر: مِنْبراً، لارتفاعِه وعُلُوّه. قَالَ اللَّيث: والنِّبر، من السِّباع: لَيْسَ بدُبَ وَلَا ذِئْب. قلت: لَيْسَ النِّبر من جِنس السِّباع إِنَّمَا هُوَ دابّة أَصْغر من القُراد، وَالَّذِي أَراد اللَّيْث: الببر: بباءين، وَهُوَ من السِّباع، وَأَحْسبهُ دَخِيلاً، وَلَيْسَ من كَلَام الْعَرَب، والفُرْس تسميه: بَبْراً. الأَنْبار: أَهْراء الطَّعام. وَاحِدهَا: نِبْرٌ. ويُجمع: أنابير، جَمْع الْجمع. وسُمِّي الهُرْي: نِبْراً؛ لِأَن الطّعام إِذا صُبّ فِي مَوْضعه انْتَبر، أَي ارْتفع. ثَعْلَب، عَن ابْن الأَعرابي: المَنْبُور: المَهْموز. قَالَ: والنَّبْرة: صَيْحة الْفَزع. والنَّبرة: الهَمْزة. يُقال: نبرت الحَرْف، إِذا هَمَزْتَه. وَفِي الحَدِيث أَنه لما قيل لَهُ: يَا نبىء الله. قَالَ: (إنّا مَعْشَرَ قُرَيْش لَا نَنْبِر) . وَفِي الحَدِيث: (إِن الجُرح يَنْتَبر فِي رَأس الحَوْل) ، أَي يَرِم ويَنْفَط. بنر: أَبُو العبّاس، عَن ابْن الأَعرابي، قَالَ: المَبْنور: المُخْتَبَر. ر ن م رنم، مرن، نمر، رمن. رنم: أَبُو عُبَيد، عَن الأصمعيّ: مِن نَبات السهل: الحُرْبُثُ، والرَّنَمة، والتَّرِبَة. قَالَ شَمِر: رَواه المِسْعِريّ، عَن أبي عُبيد: الرَّنَمة. وَهُوَ عِنْدنا: الرَّتَمة، مِن دِقّ النَّبَات مَعْرُوف. وأَخبرني المُنذرِيّ، عَن أبي العَبّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: الرَّنَمة، بالنُّون: ضَرْبٌ من الشَّجَر. قلت: لم يَعرف شَمِر الرَّنمة فظنّ أَنه تَصْحيف، وصَيَّره الرَّتَمة، والرَّتَمة: من الأَشجار الكِبَار ذَات السّاق؛ والرّنَمة، من دِقّ النَّبات. وَقَالَ اللَّيث: الرّنِيم: تَطْريب الصّوْت. والترنُّم، مِنْهُ. والحمامة تَتَرَنَّم. والمُكّاء، فِي صَوته تَرْنِيم. والقوسُ والعُود مَا اسْتَلْذذت صَوْته فَلهُ تَرْنِيم؛ وَقَالَ ذُو الرُّمّة يَصِف الجُنْدُبَ: كأنّ رِجْلَيْه رِجْلاَ مُقْطِفٍ عَجِلٍ إِذا تَجَاوَبَ من بُرْدَيْه تَرنِيمُ

أَرَادَ ب (بُرْدَيْه) : جَناحَيْه. وَله صريرٌ يَقع فِيهَا إِذا رَمِض فَطار، وجَعَله تَرنِيماً. ثَعلب، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: الرُّنُم: المُغَنِّيات المُجِيدات. قَالَ: والرُّنُم: الجَوَارِي الكَيِّسات. رمن: الرُّمَّان، مَعْرُوف، من الفَواكه؛ قَالَ الله تَعَالَى فِي صِفة الجِنان: {تُكَذِّبَانِ فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} (الرحمان: 68) . يَقُول الْقَائِل الَّذِي لَا يَعرف العربيَّة وحُدودَها: إنّ الله عزّ وجلّ قَالَ: {تُكَذِّبَانِ فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} ثمَّ قَالَ: {فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ} دلّ بِالْوَاو أنّ النّخل والرُّمّان غير الْفَاكِهَة، لِأَن الْوَاو تَعْطف جُمْلة على جُملة. قلت: وَهَذَا جَهل بِكَلَام العَرب، وَالْوَاو دَخلت للاختصاص، وَإِن عُطِف بهَا. وَالْعرب تَذْكر الشيءَ جُملةً ثمَّ تَختَصّ من الْجُمْلَة شَيْئا، تَفضِيلاً لَهُ وتَنبيهاً على مَا فِيهِ من الْفَضِيلَة، وَهُوَ من الْجُمْلَة؛ وَمِنْه قَول الله عز وَجل: {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلَواةِ الْوُسْطَى} (الْبَقَرَة: 238) فقد أَمرهم بالصَّلوات جُملة، ثمَّ أَعاد الوُسطى تَخصيصاً لَهَا بالتَّشديد والتأكيد، وَكَذَلِكَ أعَاد النَّخل والرُّمان ترغيباً لأهل الجَنَّة فيهمَا؛ وَمن هَذَا قَوْله عزّ وجلّ: {مَن كَانَ عَدُوًّا لّلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ} (الْبَقَرَة: 98) ، فقد عُلم أنَّ جِبريل وميكال دَخَلا فِي الْجُمْلَة، وأُعيد ذكرهمَا دلَالَة على فَضلهما وقُربهما مِن خالقهما. ورَمّان، بِفَتْح الرَّاء: موضعٌ. ويُقال لِمَنبت الرُّمّان: مَرمَنة، إِذا كَثُر فِيهِ أُصُوله. والرُّمّانة، تُصغّر: رُمَيمينة. مرن: قَالَ اللَّيثُ: مَرَن الشّيءُ يَمرُن مُرُوناً، إِذا استَمَرّ وَهُوَ لَيِّن فِي صَلاَبة. ومَرَنَت يَدُ فلانٍ على العَمل، أَي صَلُبت واستَمَرّت. ومَرَنَ وَجهُ الرَّجُل على هَذَا الْأَمر. وَإنَّهُ لَمُمَرَّنُ الوَجه؛ قَالَ رُؤبة: فِرَارُ خَصمٍ مَعلٍ مُمَرَّنِ والمَصدر: المُرُونة. وَقَالَ شَمِر: مَرَنت الجِلدَ أَمرُنه مَرْناً، ومَرَّنتُه تَمريناً. وَقد مَرَن الجِلد، أَي لانَ. وأَمْرَنْت الرَّجُلَ بالقَوْل، حَتَّى مَرَن، أَي لانَ. وَقد مَرَّنُوه، أَي لَيَّنُوه. وناقة مُمَارِنٌ: ذَلُولٌ مَرْكُوبَة. والمارِنُ: مَا لانَ مِن الأَنْف. وَقَالَ الفَرّاء: يُقَال: مَرَد فلانٌ على الْكَلَام، ومَرَن، إِذا اسْتَمرّ فَلم يَنْجع فِيهِ.

وَقَالَ أَبُو عُبيد: مَرَنت النَّاقة أَمْرُنها مَرْناً، إِذا دَهنت أَسْفل خُفِّها بدُهْنٍ من حَفًى بهَا. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال للناقة إِذا ضَربها الفَحل مِراراً فَلم تَلْقَح: مُمَارِنٌ. وَقد مَارَنَت مِرَاناً. وَنَحْو ذَلِك قَالَ ابْن شُمَيل. قَالَ: وناقةٌ مِمْرانٌ، إِذا كَانَت لَا تَلْقَح. قَالَ أَبُو عرو: التَّمرين: أَن يَحْفى الدابّة فيرقّ حافرُه فتَدْهَنه بدُهْن، أَو تَطْليه بأَخثاء البَقَر وَهِي حارّة؛ وَقَالَ ابْن مُقْبل يَصف بَاطِن مَنْسِم البَعير: فرُحْنَا بَرَى كُلُّ أَيْديهما سَرِيحاً تَخَدَّم بَعد المُرون وَقَالَ أَبُو الهَيثم: المَرْن: الْعَمَل بِمَا يُمَرِّنها، وَهُوَ أَن يَدْهَن خُفَّها. وَقَالَ ابْن مُقبل أَيْضا: يَا دارَ سَلْمى خَلاَءً لَا أُكَلِّفها إِلَّا المَرَانة حَتَّى تَعْرِف الدِّينا قَالَ أَبُو عَمْرو: المَرانة هَضْبة من هَضبات بني عَجلان، يُريد: لَا أُكَلِّفها أَن تَبْرح ذَلِك الْمَكَان وتَذْهب إِلَى مَوضِع آخر. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: المَرَانة: اسْم نَاقَة كَانَت هاديةً بالطَّرِيق. وَقَالَ: الدِّين: العَهد والأَمر الَّذِي كَانَت تَعْهده. ويُقال: المرانة: السُّكوت الَّذِي مَرَنت عَلَيْهِ الدَّارُ. وَقيل: المَرانة: مَعْرفتُها. أَبُو عُبيد: يُقَال مَا زَالَ ذَلِك دِينك، ودَأْبَك، ومَرِنَك، ودَيْدَنك، أَي عادتك. وَقَالَ ابْن السِّكّيت: الأَمْران: عَصَبُ الذِّرَاعَيْن؛ وأَنشد بَيت الجَعْديّ: فَأَدَلّ العَيْرُ حَتَّى خِلْته قَفَص الأَمْران يَعْدُو فِي شَكَلْ قَالَ صَحْبِي إذْ رَأَوْه مُقْبِلاً مَا تَراه شَأْنَه قُلْتُ أدَلّ قَالَ: أدل، من الإِدْلال. وَأنْشد غيرُه لِطَلْق بن عَدِيّ: نَهْدُ التِليل سَالم الأَمْران ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: يومُ مَرْنٍ، إِذا كَانَ ذَا كُسْوة وخِلَع. ويومُ مَرْنٍ، إِذا كَانَ ذَا فِرار من العدوّ. نمر: قَالَ اللَّيْثُ: النَّمِرُ: سَبُع أَخْبث من الأَسَد. وَيُقَال للرَّجُل السَّيّىء الخُلق: قد نَمِر وتَنَمَّر. ونَمَّر وَجْهَه، أَي غَبَّره وعَبَّسه. قَالَ: والنَّمير من المَاء: العَذْب.

أبواب الراء والفاء

قَالَ أَبُو عُبيد: النَّمِير: المَاء الزَّاكِي فِي الْمَاشِيَة النّامِي. وَقَالَ الأصمعيُّ: النَّمير: النامِي، عَذْباً كَانَ أَو غير عَذب. أَبُو تُرَاب: نَمَر فِي الْجَبَل والشَّجر، ونَمَل، إِذا عَلاَ فِيهَا. وَقَالَ الْفراء: إِذا كَانَ الْجمع قد سُمي بِهِ نَسبت إِلَيْهِ فَقلت فِي أَنْمار: أَنْماري، وَفِي معافر: معافِريّ؛ فَإِذا كَانَ الْجمع غير مُسمًّى بِهِ نَسبت إِلَى واحده، فَقلت: نقيبيّ، وعَرِيفيّ، ومَنْكِبيّ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: النُّمَرة: البَلَق. والنَّمِرة: العَصْبَة. والنمرة: بردة مخططة. والنَّمِرة: الأُنْثى من النَّمِر. والنِّسبة إِلَى النَّمر بن قاسطة: نَمَرِيّ، بِفَتْح المِيم. ونُمَارَة: اسْم قَبيلة. وَفِي الحَدِيث: فَجَاءَهُ قومٌ مُجْتَابِي النِّمار، أَي جَاءَهُ قومٌ لابِسُو أُزُر من صُوفٍ مخطَّطة. كُل شملة مُخطَّطة من مآزر الْأَعْرَاب، فَهِيَ: نَمرة. وَجَمعهَا: نِمَار. يُقَال: اجْتاب فلانٌ ثوبا، إِذا لَبِسه. (أَبْوَاب الرَّاء وَالْفَاء) ر ف ت مهمل. ر ف م رفم، فرم. رفم: أَبُو العبّاس، عَن ابْن الأَعرابيّ، قَالَ: الرَّفَمُ: النَّعيمُ التّامّ. فرم: قَالَ: والفَرَمُ للْمَرْأَة: مَا تَتَضَيَّق بِهِ. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: التَّفْرِيب، والتَّفْريم: بِالْبَاء وَالْمِيم، تَضْييق المَرأة فَلْهَمها بعَجَم الزَّبِيب. وَقَالَ اللَّيث وغيرُه: هُوَ الفِرَام. وَقد اسْتَفْرمت المرأةُ، فَهِيَ مُسْتَفْرمة، إِذا احْتَشَت. وَقَالَ أَبُو عُبيدة: المُفْرَم من الحِياض: المَمْلوء، بِالْفَاءِ فِي لُغة هُذَيل؛ وأَنْشد: حِياضُها مُفْرمةٌ مُطَبَّعهْ وَيُقَال: أَفْرمت الْحَوْض، وأَفْعمته، وأَفأمته، إِذا مَلأته. وَقَالَ أَبُو زيد: الفِرَامة: الخِرقةُ الَّتِي تَحْملها المرأةُ فِي فَرْجها. واللِّجام: الخِرقة الَّتِي تشدُّها من أسْفلها إِلَى سُرَّتها. وَقَالَ غَيره: الفِرَام: أَن تَحِيض المرأةُ وتَحْتَشي بالخِرقة.

باب الراء والباء مع الميم

وَقد افْترمت؛ قَالَ الشَّاعِر: وَجَدْتُك فِيهَا كأُمِّ الغُلاَمِ مَتى مَا تجِدْها فارِماً تَفْتَرِم (بَاب الرَّاء وَالْبَاء مَعَ الْمِيم) ر ب م برم، ربم. برم: البُرَمُ: قُدُورٌ من حِجارة. الْوَاحِدَة: بُرْمَة. ورُبما جُمِعت: بِرَاماً، وبُرماً. اللّيث: البَرَمُ: الَّذِي لَا يَدْخل مَعَ القَوْم فِي المَيْسِر؛ وجَمْعُه: أَبْرام؛ وأَنْشَد: إِذا عُقَبُ الْقُدُور عُدِدْنَ مَالا تَحُثُّ حَلاَئِلَ الأبْرامِ عِرْسِي وَيُقَال: بَرِمْت بِكَذَا وَكَذَا، أَي ضَجِرْت. وأَبْرَمني فلانٌ إبْرَاماً. وَقد تَبَرَّمت بِهِ تَبَرُّماً. وَيُقَال: لَا تُبْرِمْنِي بكَثرة فُضولك. أَبُو عُبيدٍ: البَرِيمُ: خَيْطٌ فِيهِ أَلْوانٌ تَشُدُّه المرأةُ على حَقْوَيْها. وَقَالَ اللَّيْث: البَرِيم: خيْطٌ يُنْظَمُ فِيهِ خَرَزٌ فتَشُدُّه المرأةُ على حقْوَيْها؛ وأَنشدَ: إِذا المُرْضِعُ العَرْجَاءُ جالَ بَرِيمُها وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: البَرِيمان: الجيشان، عَرب وعَجم. قَالَ: والبُرُم: القَومُ السَّيِّئُوا الْأَخْلَاق. ابْن السِّكيت، عَن أبي عُبيدة، يُقَال: اشْوِ لنا من بَرِيمَيْها، أَي من الكبد والسَّنام، قَالَت ليلى الأخْيلِيّة: يَا أيّها السْدِمُ المُلَوِّي رَأْسَه لِيَقُودَ مِن أَهْلِ الحِجَازِ بَرِيمَا أَرَادَت: جَيْشًا ذَا لَوْنَيْن. وكلُّ ذِي لَوْنين: بَرِيم. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: البَرِيم: خَيْطان يَكونان من لَوْنَين. والبَرِيم: ضوءُ الشّمس مَعَ بَقِيَّة سَواد اللَّيْل. والبَرِيم: القَطيع من الغَنم من ضأْن ومِعْزَى. والبَرِيم: ثوبٌ فِيهِ قَزٌّ وكَتَّان. والبريم: خَيْطٌ يُفْتَلُ على طاقَيْن. يُقَال: بَرمْته، وأَبْرَمْته. قَالَ: والمُبْرِم: الَّذِي يُسَوِّي البِرَام ويَنْحتها ويَقطعها. قَالَ أَبُو بكر فِي قَوْلهم: فلانٌ يُبْرِم: المُبْرِم: الثَّقِيل الَّذِي كَأَنَّهُ يَقْتطع من الَّذين يُجالسهم شَيْئا، من اسْتثقالهم إيَّاه، يمنزلة المُبْرم: الَّذِي يَقتطع حِجَارَة البِرَام من جَبَلها. وَقَالَ أَبُو عُبَيدة: المُبْرِم: الغَثّ الحَدِيث الَّذِي يُحدّث الناسَ بالأحاديث الَّتِي لَا فَائِدَة فِيهَا وَلَا مَعْنى لَهَا، أُخذ من المُبْرِم الَّذِي يَجْنِي البَرَم، وَهُوَ ثَمَر الْأَرَاك، لَا

طَعْم لَهُ وَلَا حلاوة وَلَا حُموضة وَلَا معنى لَهُ. وَقَالَ الأصمعيّ: المُبْرِم: الَّذِي هُوَ كَلٌّ على أصْحابه لَا نَفْع عِنْده وَلَا خَير، بِمَنْزِلَة البَرَم الَّذِي لَا يَدْخُل مَعَ القَوم فِي المَيسر وَيَأْكُل مَعَهم مِن لحْمه. قَالَ ابْن السِّكيت فِي قَوْله: والبائِعات بشَطَّيْ نَخْلَةَ البُرَمَا قَالَ: البُرَم، يُرِيد البِرَام. يُقال: بُرْمة وبُرَم؛ إِذا كُنّ قَلِيلاً. فَإِذا كُنّ كَثِيراً، فَهِيَ بُرْم. مثل: حُرَف، وحُرْف؛ وَقَالَ طَرفة: جاءُوا إِلَيْك بكُلّ أَرْمَلةٍ شَعْثَاء تَحْمِل مِنْقَع البُرَمِ قَالَ: والبُرَمُ: ثَمَرُ الْأَرَاك. فَإِذا أَدْرك، فَهُوَ مَرْدٌ. وَإِذا اسْوَدّ، فَهُوَ كَبَاثٌ، وبَرِير. والبُرَام: القُرَاد، وَهُوَ القِرْشَام. والبَرَمُ: الكُحْل المُذَاب. قلت: ورَواه بعضُهم: صُبَّ فِي أُذنه البَيْرَمُ. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: البَيْرم: البِرْطِيل. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدة، قَالَ أَبُو عُبَيد: البَيْرَم عَتَلة النَّجَّار. أَو قَالَ: عتلة النّجّار: البَيْرم. وحدّثني أَبُو سعيد الْهَمدَانِي، قَالَ: حدّثنا المُحاربيّ، قَالَ: حدّثنا لَيْث، عَن عَمْرو مولَى المُطَّلب، عَن عِكْرمة، عَن ابْن عبَّاس، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (من اسْتمع إِلَى حَدِيث قَوم وهم لَهُ كارِهون مَلأ الله سَمعه من البَيْرم والآنُك) . أَبُو عُبيد، عَن أبي عَمْرو: البَرَم: ثَمَر الطَّلح. واحدته: بَرَمة. شَمر، عَن ابْن الْأَعرَابِي: العُلْقة من الطَّلْح: مَا أَخْلف بعد البَرَمة، وَهُوَ شِبْه اللُّوبياء. وَقَالَ غَيره: أَبْرَمْتُ الأمْر، إِذا أَحْكمْته. وَالْأَصْل فِيهِ: إبرام الفَتْل، إِذا كَانَ ذَا طَاقَيْن. ربم: أَهْمله اللَّيث. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الرَّبَم: الكَلأ المُتَّصل.

أَبْوَاب الثلاثي المعتل ر ل (وايء) ورل، رول. ورل: قَالَ اللَّيث: الوَرَلُ: شيءٌ على خِلْقة الضَّبّ إِلَّا أنّه أعظم مِنْهُ، يكون فِي الرِّمَال والصَّحَارَى. وَالْجمع: الوِرْلاَن. وَالْعدَد: أَوْرَال. قلت: الوَرَل، سَبِط الخَلْق طَوِيل الذَّنَب، كأنّ ذَنَبه ذَنَبُ حَيَّة. ورُبّ وَرَلٍ يُرْبي طُولُه على ذراعيْن. وأمّا ذَنب الضَّب فَهُوَ ذُو عُقَد، وأَطْول مَا يكون قَدْر شِبْر. والعَرَبُ تَسْتَخْبث الوَرَل وتَسْتَقْذره فَلَا تَأْكُله. وَأما الضبّ فَإِنَّهُم يَحْرِصون على صَيْده وأَكله. والضَّبّ أَحْرش الذَّنب خَشنه مُفَقّره، ولونه إِلَى الصُّحّمة، وَهِي غُبرة مُشْرَبة سواداً، وَإِذا سَمِن اصْفر صَدْرُه، وَلَا يَأْكُل إِلَّا الجنادب والدُّبّاء والعُشْب، وَلَا يَأْكل الهَوامَّ. وَأما الوَرَل فَإِنَّهُ يَأْكُل العَقارب والحيَّات والحَرابِي والخَنَافس؛ ولحمه دِرْيَاقٌ؛ والنِّساء يَتَسَمَّن بلَحْمه. رول: أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: رَوَّلْتُ الخُبْرَ بالسَّمنِ والوَدَك تَرْويلاً، إذَا دَلَكْتَه بِهِ. قَالَ: ورَوَّل الفَرَسُ، إِذا أَدْلَى لِيَبُولَ. شَمِر: التَّرْويل: أَن يَبُول بَوْلاً مُتَقَطِّعاً مُضطَرِباً. قَالَ: وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: المرَوِّل: الَّذِي يَسترخي ذَكره؛ وأَنْشد: لما رَأَتْ بُعَيْلها زِئجِيلاَ طَفَنْشَلاً لَا يَمْنع الفَصِيلاَ مُرَوِّلاً مِن دُونها تَرْويلاَ قالتْ لَهُ مَقالةً تَرْسِيلاَ لَيْتك كُنت حَيْضة تَمْصِيلاَ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الرَّواويل: أَسْنَان صِغارٌ تَنبُت فِي أصُول الْأَسْنَان الكِبَار حَتَّى يَسْقُطْن. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الرُّوَال والرَّوُول: لُعاب الدّوابِّ والصِّبيان؛ وَأنكر أَن يكون زِيَادَة فِي الْأَسْنَان. وَقَالَ اللّيث: الرُّوَال: بُزاق الدابّة. يُقال: هُوَ يُرَوِّل فِي مِخلاَته. قَالَ: والرَّائل، والرَّائلة: سِنٌّ تَنبت للدابّة

باب الراء والنون

تَمنعه من الشَّراب والقَضم؛ وأَنشد: يَظَلّ يَكْسوها الرُّوَال الرَّائِلاَ قلتُ: أَرَادَ ب (الرُّوال الرَّائلّ) : اللُّعاب القاطِر من فِيه. هَكَذَا قَالَه أَبُو عَمرو. والرَّأْلُ: فَرخُ النَّعَام. وَالْجمع: الرِّئال. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ: المُرَوِّل، الرجُل الكَثِير الرُّوَال، وَهُوَ اللُّعَاب. والمِرول: الناعِمُ الإدَام. والمِروَل: الفَرس الكثِير التّحَصُّن. (بَاب الرَّاء وَالنُّون) ر ن (وايء) ران، يرن، رنا، ورن، نَار، أرن. رين رون: قَالَ الله عزّ وجلّ: {) الاَْوَّلِينَ كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ} (المطففين: 14) . قَالَ الفَرّاء: يَقُول: كَثُرت المَعاصي مِنْهُم والذُّنوب فأحاطت بقلُوبهم، فَذَلِك الرَّيْن عَلَيْهَا. وَجَاء فِي الحَدِيث أنّ عُمر قَالَ فِي أُسَيفع جُهَينة لمّا رَكِبه الدّين: أصبح قد رِين بِهِ. يَقُول: قد أحَاط بِمَالِه الدَّين؛ وأَنشد ابْن الْأَعرَابِي: ضَحّيت حَتَّى أَظهَرتْ ورِين بِي يَقُول: حَتَّى غُلِبت من الإِعْياء. وَكَذَلِكَ غَلَبة الدَّين، وغَلبة الذُّنُوب. ورُوي عَن أبي هُرَيرة أنّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سُئل عَن هَذِه الْآيَة: {) الاَْوَّلِينَ كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ} (المطففين: 14) ، فَقَالَ: هُوَ العَبد يُذْنب الذَّنْب فتُنْكَت فِي قَلْبه نُكْتة سَوْداء، فَإِن تَابَ مِنْهَا صُقِل قَلْبُه وَإِن عَاد نُكِتت أُخْرى حَتَّى يَسْوَدّ القَلْبُ، فَذَلِك الرَّيْنُ. وَقَالَ أَبُو مُعاذ النَّحوي: الرَّيْنُ: أَن يَسْوَدّ القَلْبُ من الذُّنوب. والطَّبْعُ: أَن يُطْبع على القَلب، وَهُوَ أشدّ من الرَّين، وَهُوَ الخَتْم. قَالَ: والإقْفال أَشَدّ من الطَّبع، وَهُوَ أَن يُقْفل على القَلْب. وَقَالَ الزّجّاج فِي قَوْله تَعَالَى: {الاَْوَّلِينَ كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ} (المطففين: 14) يُقَال: ران على قَلْبه الذَّنْبُ يَرِن رَيْناً، إِذْ غُشِي على قلبه. قَالَ: والرَّين، كالصَّدأ يَغْشَى القَلْب. وَفِي حَدِيث عُمر أَنه قَالَ: إِلَّا أَن الأُسَيْفع أُسَيْفع جُهَيْنة رَضي مِن دِينه وأَمانته بِأَن يُقال: سَبَق الحاجّ فادَّان مُعْرضاً وأَصْبَح قد رِين بِهِ. قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ أَبُو زيد: يُقَال: رِين بالرَّجُل رَيْناً، إِذا وَقع فِيمَا لَا يَستطيع الخُروج مِنْهُ وَلَا قِبلَ لَهُ بِهِ. قَالَ: وَقَالَ العتّابي، عَن ابْن الأعرابيّ: رِين بِهِ: انْقَطع بِهِ.

قَالَ أَبُو عُبيد: كل مَا غَلبك وعَلاك فقد ران بك، وران عَلَيْك، وأنْشد لأبي زُبَيْد: ثُم لمّا رَآهُ رانَتْ بِهِ الخَمْ رُ وَأَن لَا تَرِينَه باتِّقَاءِ قَالَ: رانت بِهِ الْخمر، أَي غلبت على قلبه وعَقْله. وَقَالَ: قَالَ الأمويّ: يُقال: أَران القومُ فهم مُرِينون، إِذا هَلكت مَوَاشِيهمْ وهُزِلت. قَالَ أَبُو عُبيد: وَهَذَا أَيْضا من الْأَمر الَّذِي أَتاهم ممّا يَغْلبهم فَلَا يَستطيعون احْتِماله. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الرَّينة: الخَمرة. وجَمعها: رَيْنات. والرُّون: الشّدّة. وَجَمعهَا: رُوُون. والرَّين: سوادُ القَلْب. وَجمعه: رِيَان. يرن: أَبُو عُبيد، عَن الْفراء: اليُرَنَّأ، بِضَم الْيَاء وهمز الْألف والقَصر: الحِنّاء. وَقَالَ غَيره: اليَرُون: ماءُ الفَحْل. رنا: ثَعلب، عَن ابْن الأعرابيّ: الرَّنْوة: اللَّمْحة. وَجَمعهَا: رَنَوات. والرَّنَوْنَاة: الكأسُ الدَّائمة على الشُّرب. وَجَمعهَا: رَنَوْنِيَات. قَالَ: والرُّناء: الصَّوت. وجَمُعه: أَرْنِيَة. أَبُو عُبيد، عَن الأمويّ: الرُّناء: الصَّوت، مَمْدود. وَقَالَ شَمِرٌ: سَأَلت الرِّياشِيّ عَن الرُّناء الصَّوْت، بِضَم الرَّاء، فَلم يَعْرفه، وَقَالَ: الرَّنَاء، بِالْفَتْح: الجَمال، عَن أبي زَيد. وأَخبرني المنْذريّ أَنه سَأَلَ أَبَا الهَيْثم عَن الرُّنَاء، والرَّنَاء، بالمَعْنَيين اللَّذين حَكَاهَا شَمِر، فَلم يَعرف وَاحِدًا مِنْهُمَا. قلت: والرُّناء: بِمَعْنى الصَّوْت، مَمْدُود، صَحِيح. وَقَالَ مُبتكر الأَعرابيّ: حدّثني فلانٌ فَرَنَوْت إِلَى حَدِيثه، أَي لَهَوْت بِهِ. وَقَالَ: أسأَل الله أَن يُرْنِيَكم إِلَى الطّاعة، أَي يُصَيِّركم إِلَيْهَا حَتَّى تَسكتُوا وتَدُوموا عَلَيْهَا. وكأس رَنَوْناة: دائمة؛ وَقَالَ ابْن أَحْمَر: مَدَّت عَلَيْهَا المُلْكَ أَطْنابهَا كأسٌ رَنَوْناةٌ وطِرْفُ طِمِرْ أَرَادَ: مدت كأسٌ رَنَوْناةٌ عَلَيْهِ أَطْناب المُلك، فذَكر الْملك ثمَّ ذكر أَطنابه. وَمثله قَوْله: فوَرَدَتْ تَقتَدَ بَرْدَ مائِها أَرَادَ: وَرَدَت بَرْدَ مَاء تَقْتَد. ومثلُه قَول الله عزّ وجلّ: {الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ الَّذِى أَحْسَنَ كُلَّ شَىْءٍ خَلَقَهُ} (السَّجْدَة: 7) . أَي أَحْسَن خَلْق كُلِّ شَيءٍ. ويُسمَّى هَذَا البَدَل.

وأَخبرني المُنْذِريّ، عَن أبي العبّاس: أَنه أَخبره عَن ابْن الأعرابيّ، أَنه سَمِعه رَوى بَيت ابْن أَحْمر: بَنَّت عَلَيْهِ المُلْكُ أَطْنَابَها كأسٌ رَنَوْناةٌ وطِرْف طِمِرْ أَي المُلْكُ هِيَ الكأسُ. وَرفع الْملك ب (بَنَّت) . وَقَالَ اللّيث: فلَان رَنُوُّ فُلانة، إِذا كَانَ يُديم النَّظَر إِلَيْهَا. وفلانٌ رَنُوّ الأمانيّ، أَي صَاحب أمانيّ يَتَوقّعها؛ وأَنشد: يَا صاحِبيّ إنّني أَرْنوكما لَا تَحْرماني إنّني أَرْجُوكما قَالَ: ورَنا إِلَيْهَا يَرْنُو رُنُوّاً، ورَنَّى، مَقْصور، إِذا نظر إِلَيْهَا مُداومةً؛ وأَنْشد: إِذا هن فَصَّلن الحَدِيث لأَهْله وجَدَّ الرَّنَى فَصَّلْنَه بالتَّهَانُف ابْن الْأَعرَابِي: تَرَنَّى فلانٌ: أدام النَّظر إِلَى مَن يُحِبّ. أرن: ثَعلب، عَن ابْن الأعرابيّ: الأرْنة: الجُبن الرّطْب، وَجَمعهَا: أُرَن. قَالَ: والأُرَانَى: الجُبْن الرَّطْب، وَجَمعهَا: أَرَانيّ. والإرَان: النّشاط، وَجمعه: أُرُن. والإرَان: الْجِنَازَة، وَجَمعهَا: أُرُن. والأَرون: السُّمُّ، وجَمعه: أُرُن. وَقَالَ اللَّيْث: الأَرُون: دماغ الفِيل؛ وأَنْشد: وأَنْت الغَيْثُ يَنْفع مَا يَليه وأَنت السَّمُّ خالَطه الأَرُونُ أَبُو عُبيد: الإرَان: خَشَبٌ يُشَدّ بَعْضُه إِلَى بَعض يُحمل فِيهِ المَوْتَى؛ وَقَالَ الأَعْشى: أَثرَتْ فِي جَناجِنٍ كإرَان الْ مَيْت عُولِين فَوْق عُوجٍ رِسَالِ وَقيل: الإرَان: تابُوت المَوْتى. قَالَ: وَقَالَ الفَرّاء: الأَرَن: النَّشَاط. وَقد أَرِن يَأرَن أَرَناً. وأَخبرني المُنذريّ، عَن ثَعلب، عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: قَالَ أَبُو الجَرّاح: الأُرْنةُ: الجُبْن الرَّطْب. ويُقال: حَبٌّ يُلْقى فِي اللَّبن فيَنْتَفخ، ويُسمَّى ذَلِك البَياض: أُرْنة، وأَنْشد: هِدَانٌ كَشَحْم الأُرْنة المُتَرَجْرِجِ قَالَ: والأُرَانى: حَبُّ بَقْل يُطْرح فِي اللَّبن فَيُجَبِّنه. وَقَوله: هِدَانٌ: نَوَّامٌ لَا يُصَلِّي وَلَا يُبَكِّر لِحَاجَتِهِ؛ وَقد تَهَدَّن، ويُقال: هُوَ مَهْدُونٌ؛ قَالَ: وَلم يُعَوَّد نَوْمَة المَهْدُون ابْن السِّكِّيت: الأُرَانَى: جَناة ثَمر الضَّعة، نبت، فِي بَاب فُعَالَى.

أبُو عُبَيد، عَن الكسائيّ وَأبي زَيْد: يَوْمٌ أَرْوَنَانٌ، وَلَيْلَة أَرْونانَةٌ: شَدِيدة الحَرّ والغَمّ. وأَخبرني الْإِيَادِي، عَن شَمِر، قَالَ: يومٌ أَرْوَنانٌ، إِذا كَانَ نَاعِمًا؛ وأَنشد فِيهِ بَيْتا للنابغة الجَعْدِيّ: هَذَا ويَوْمٌ لنا قَصِيرٌ جَمُّ المَلاَهي أَرْوَنَانُ قَالَ: وَهَذَا من الأضداد، فَهَذَا الْبَيْت فِي الفَرح. وَقَالَ الآخر: فَظَلَّ لِنِسْوة النُّعْمَان منّا عَلى سَفَوانَ يومٌ أَرْوَنَانُ قَالَ: أَرَادَ: يَوْم أَرْونانيّ، بتَشْديد يَاء النِّسبة، فخفَّف يَاء النِّسْبَة، كَمَا قَالَ الآخر: لم يَبْق من سُنّة الفارُوق تَعْرفه إلاّ الدُّنَيْنِي وَإِلَّا الدِّرّة الخَلَقُ وَكَانَ أَبُو الهَيْثم يُنكر أَن يكون الأرْونان فِي غير مَعْنى: الغَمّ والشِّدة، وأَنكر البَيْتَ الَّذِي احْتج بِهِ شَمر. وَقَالَ ابْن الإعرابيّ: يومٌ أَرْونان، مَأْخُوذ من الرون وَهُوَ الشِّدة. وَجمعه: رُوُون. وَفِي حَدِيث عَائِشَة أنّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم طُبّ أَي سُحِر ودُفن سِحْرُه فِي بئرذي أَرْوَان. والمِئْران: كِنَاسُ الثَّور الوَحْشِيّ، وَجمعه: المَيارِين، والمآرِين. عَمْرو، عَن أَبِيه: الرُّونة: الشِّدّة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: النَّرْوةُ: حَجر أَبْيض رَقيقٌ، وَرُبمَا ذُكِّي بِهِ. قَالَ: وَكَانَت العَرب فِي الْجَاهِلِيَّة تَقول لذِي القَعْدة: وَرْنة؛ وَجَمعهَا: وَرْنات؛ وَشهر جُمَادىّ: رُنَّى؛ وَجَمعهَا: رُنَّيات. وقرأت بِخَط شَمر فِي حَدِيث استسقاء عُمر: حَتَّى رأيتُ الأرْنَبة تأكلُها صِغار

الْإِبِل. قَالَ شَمِر: روى الأصمعيّ هَذَا الحَدِيث عَن عَبد الله الْعمريّ عَن أبي وَجْزة. قَالَ شمر: قَالَ بَعضهم: سَأَلت الأصمعيّ عَن الأرنبة فَقَالَ: نَبْت. قَالَ شمر: وَهُوَ عِنْدِي الأرينة، سَمِعت ذَلِك فِي الفَصيح من أَعْرَاب سَعد بن بكر، بِبَطن مُرّ. قَالَ: ورأيتُه نباتاً يُشبه الخَطْميّ عَرِيض الوَرق. قَالَ شمر: وسمعتُ غَيره من أَعْرَاب كنَانَة يَقُولُونَ: هُوَ الأرِين. وَقَالَت أعرابيّة مِن بَطن مُرّ: هِيَ الأرينة، وَهِي خَطْميّنا وغَسُول الرَّأس. قلت وَهَذَا الَّذِي حَكاه شمر صَحِيح، وَالَّذِي رُوي عَن الْأَصْمَعِي أَنه: الأرنبة، من الأرانب، غير صَحيح، وشَمِرٌ مُتْقِن. وَقد عُني بِهَذَا الْحَرْف فَسَأَلَ عَنهُ غَيْرَ واحدٍ من الْأَعْرَاب حَتَّى أَحْكمه. والرُّواة ربّما صَحَّفُوا وغَيَّروا. وَلم أَسمع الأرنبة فِي بَاب النَّبات من أَحد وَلَا رأيتُه فِي نُبُوت الْبَادِيَة، وَهُوَ خطأ عِندي، وأَحسب القُتَيبي ذكر عَن الأصمعيّ أَيْضا الأرنبة وَهُوَ غَير صَحِيح. نير نور: ابْن المُظَفَّر: النُّور: الضِّياء. وَالْفِعْل: نَار، وأنَار. وَفِي الحَدِيث: فَرض عمر بن الخطَّاب للجّدّ ثمَّ أَنَارها. زَيدُ بن ثَابت: أَي نَوَّرها وأَوْضحها. قَالَ: والمَنَارة: الشَّمعة ذاتُ السِّراج. والمنارة أَيْضا: الَّتِي يوضع عَلَيْهَا السِّرَاج. وأَنْشد: فِيهَا سِنَانٌ كالمَنَارَة أَصْلَعُ وَفِي حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَعَن الله مَن غَيَّرَ مَنَارَ الأرْض) . المَنارُ: العَلَم والحَدّ بَين الأرَضين. ومنَار الحَرم: أعْلامُه الَّتِي ضَربها إبراهيمُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على أَقْطار الْحرم ونَواحيه، وَبهَا تُعْرف حُدود الحَرم من حُدود الحِلّ. ويَحتمل معنى قَوْله: (لعن الله من غيّر منار الأَرْض) أَرَادَ بِهِ: مَنار الحَرم. وَيجوز أَن يكون: لعن الله من غيّر تخُوم الأَرْض، وَهُوَ أَن يَقْتطع طَائِفَة من أَرض جَاره، أَو يُحوِّل الحدَّ من مَكَانَهُ. وروى شَمر، عَن الأصمعيّ: المَنار: العَلَم يُجعل للطَّريق. أَو الحدّ للأَرضين من طين وتُراب. ويُقال للمنارة الَّتِي يُؤذّن عَلَيْهَا: المِئْذَنة؛ وأَنْشد: لِعَكَ فِي مناسمها منار إِلَى عَدْنان واضحةُ السَّبيل

وَقَالَ الأصمعيّ: كُلّ رَسْمٍ بِمكْوًى، فَهُوَ نارٌ. وَمَا كَانَ بِغَيْر مِكْوًى، فَهُوَ حَرْقٌ، وقَرْعٌ، وقَرْمٌ، وحَزٌّ، وزَنْمٌ. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: النَّار: السِّمة؛ وَجَمعهَا: نِيار. وَقَالَ: وجَمع النّار المُحرقة: نِيران. وَجمع النّور: أَنْوار، والنُّور: حُسْن النَّبات وطُوله، وَجمعه: نِوَرَة. والنِّير: العَلَم، وَجمعه: أَنْيَار. قلت: والعربُ تَقول: مَا نارُ هَذِه النَّاقة؟ أَي مَا سِمَتُها؟ سُمِّيت نَارا لأنَّها بالنَّار تُوَسم؛ قَالَ الراجز: حَتَّى سَقَوْا آبَالَهم بالنَّارِ والنارُ تَشْفِي من الأُوار أَي سَقَوا إبلهم بالسِّمَة، أَي إِذا نَظروا فِي سِمة صَاحبهَا عُرف فسُقِيت وقُدِّمت على غَيرهَا لِكَرم صَاحبهَا عَلَيْهِم. وَمن أمثالهم: نِجَارُها نارُها، أَي سِمتُها تَدُلّ على نِجَارها. يَعْني الْإِبِل؛ قَالَ الرَّاجزُ يَصِف إبِلا، سِماتُها مُخْتَلفة: نِجَارُ كُلِّ إِبِلٍ نِجَارُها ونارُ إبْل العالَمين نارُها يَقُول: اخْتلفت سِماتُها لأنّ أربابَها من قبائل شتَّى، فأُغِير على سَرْحِ كُلّ قَبيلة وَاجْتمعت عِنْد من أَغار عَلَيْهَا سِماتُ تِلْكَ الْقَبَائِل كلِّها. وَأما قَوْله: حتّى سَقَوْا آبَالهم بالنَّار يَقُول: لما عَرف أصحابُ المَاء سِمتها سَقَوْها لِشَرف أَرْباب تِلْكَ النّار. ونارُ المُهَوِّل: نارٌ كانَت للعَرَب فِي الجاهِليّة يُوقدونها عِنْد التحالُف ويَطْرحون فِيهَا مِلْحاً يَفْقَعُ، يهوِّلون بذلك تَأْكِيدًا للحِلْف. وَالْعرب تَدعُو على العَدُوّ فَتَقول: أَبعد الله دَاره، وأَوْقد نَارا إثْرَه. وَأَخْبرنِي المُنذريّ، عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: قَالَت العُقَيْليّة: كَانَ الرَّجُل إِذا خِفْنا شَرَّه فتحوّل عَنَّا أَوْقَدنا خَلفه نَارا. قَالَ: فقلتُ لَهَا: ولِمَ ذَلِك؟ قَالَت: ليتحوّل ضبعهم مَعَهم، أَي شَرّهم. وأَنشدني بعضُهم: وجَمّة أَقوام حَمَلْت وَلم أَكن كموقِد نارٍ إثرهم للتندّم الجمّة: قومٌ تحمَّلوا حَمالَة فطافُوا بالقبائل يسْأَلُون فِيهَا، فأخْبر أَنه حَمَل من الجمّة مَا تحمّلوا من الدِّيات، قَالَ: وَلم أنْدم حِين ارتحلوا عنّي فأُوقد على إثرهم.

ونار الحُبَاحب: قد مَرّ تَفسيره فِي كتاب الْحَاء. وَقَالَ أَبُو العبّاس: سَأَلت ابْن الأعرابيّ عَن قَوْله: لَا تَسْتَضِيئوا بِنَار المُشْركين. فَقَالَ: النَّار هَا هُنَا: الرَّأْي، أَي لَا تُشاوروهم. وأمّا حَدِيثهمْ الآخر: أَنا بَرِيء من كُلّ مُسلم مَعَ مُشْرك. ثمَّ قَالَ: لَا تَراءَى نارَاهُما. فإنّه كره النُّزول فِي جوَار المُشركين، لِأَنَّهُ لَا عَهد لَهُم وَلَا أَمَان، ثمَّ وَكَّده فَقَالَ: لَا تراءَى ناراهما، أَي لَا يَنزل المُسلم بالموضع الَّذِي تقَابل نارُه إِذا أوقدها نارَ مُشرك، لقُرب منزل بَعضهم من بعض، وَلكنه ينزل مَعَ الْمُسلمين فَإِنَّهُم يَدٌ على مَن سِوَاهم. ورُوي عَن ابْن عمر أَنه قَالَ: لَوْلَا أنّ عُمر نَهى عَن النِّير لم نَر بالعَلَم بَأْساً، وَلكنه نَهى عَن النِّير. قَالَ شَمِر: قَالَ أَبُو زيد: نِرْتُ الثَّوْب أَنِيرُه نَيْراً. وَالِاسْم: النِّيرة، وَهِي الخُيوطة والقَصبة إِذا اجْتَمعتا، فَإِذا افْترقتا سُمِّيت الخُيوطة: خُيُوطةً؛ والقَصَبةُ: قَصَبةً، وَإِن كَانَت عَصَا فعَصاً. قَالَ: وعَلم الثَّوب: نِيرٌ، وَالْجمع: أَنْيَار. ونَيَّرت الثوبَ تَنْيِيراً. وَالِاسْم: النِّير. تَقول: نِرْتُ الثَّوْبَ، وأَنَرْتُه، ونيَّرتُه، إِذا جعلتَ لَهُ عَلَماً؛ وأَنْشد: على أَثَرَيْنا نِير مِرْطٍ مُرَجَّل قَالَ: والنِّيرة أَيْضا: مِن أَدَوات النَّسَّاج يَنْسج بهَا، وَهِي الخَشبة المُعْترضة. وَيُقَال للرجل: مَا أَنت بِسَداةٍ وَلَا لُحْمة وَلَا نِيرة؛ يُضْرب لمن لَا يَضُر وَلَا يَنْفع؛ قَالَ الكُمَيت: فَمَا تَأْتُوا يَكُنْ حَسَناً جَمِيلاً وَمَا تَسْدُوا لَمكْرُمة تُنِيرُوا يَقُول: إِذا فَعلتم فعلا أَبْرَمْتموه. قَالَ: والطُّرّة مِن الطَّريق تُسمَّى: النِّير، تَشْبِيهاً بنِير الثَّوب، وَهُوَ العَلَم فِي الْحَاشِيَة؛ وأَنشد بعضُهم فِي صِفة طَرِيق: على ظَهر ذِي نِيرَيْن أمّا جَنابُه فوَعْثٌ وأمّا ظَهْرُه فَمُوَعَّسُ وجَنابُه: مَا قَرب مِنْهُ، فَهُوَ وَعْث يَشْتَدّ فِيهِ المَشي؛ وأمّا ظَهْر الطَّريق المَوْطوء فَهُوَ مُمَتَّن لَا يَشْتد على الْمَاشِي فِيهِ. وَقَالَ غَيره: يُقَال للخَشبة المُعترضة على عُنق الثَّوْرين المَقْرونين للحراثة: نِيرٌ. ويُقال لِلُحْمة الثَّوب: نِير؛ وأَنْشد ابْن الأعرابيّ: أَلا هَل تُبْلِغَنِّيها على اللِّيّان والضِّفَّهْ

فلاةً ذَات نِيرَيْن بِمَرْوٍ سَمْحُها رَنَّهْ تخال بهَا إِذا غَضِبت حماةً فاضَحَت كِنّهْ يُقال: نَاقَة ذَات نِيْريْن، إِذا حَملت شَحْماً على شَحْم كَانَ قبل ذَلِك. وأصل هَذَا من قَوْلهم: ثوبٌ ذُو نِيرَين، إِذا نُسج على خَيْطين، وَهُوَ الَّذِي يُقال لَهُ: ديَابُوذ، وَهُوَ بالفارسيّة: ذويَاف. ويُقال لَهُ فِي النَّسج: المُتَاءمة، وَهُوَ أَن يُنار خَيْطان مَعًا ويُوضع على الحَفَّة خَيْطان. وأمّا مَا نِير خَيْطاً وَاحِدًا فَهُوَ السَّحْل. فإِذا كَانَ خيطٌ أَبيض وخَيط أسود، فَهُوَ المُقاناة. ويُقال للحرب الشَّديدة: ذَات نِيرَين؛ وَقَالَ الطِّرِمّاح: عدا عَن سُلَيْمى أنَّني كُلَّ شارِق أَهُزّ لحَرْبٍ ذاتِ نِيرَين ألَّتِي وَأنْشد ابْن بُزُرْجَ: ألم تَسأل الأَحْلاف كَيفَ تَبَدَّلُوا بأَمرٍ أنارُوه جَمِيعًا وأَلْحَمُوا قَالَ: ويُقال: نائرٌ ونارُوه؛ ومُنِير وأَنارُوه. وَيُقَال: لَسْت فِي هَذَا الْأَمر بمُنير وَلَا مُلْحِم. أَبُو العبّاس، عَن ابْن الأعرابيّ: يُقال للرَّجُل: نِرْنِرْ، إِذا أَمَرْته بعَمل عَلَم للمِنْديل. والنُّورة مِن الْحجر: الَّذِي يُحْرق ويُسوَّى مِنْهُ الكِلْس ويُحْلق بِهِ شَعر العانَة. قَالَ أَبُو العبّاس: يُقال: انْتَوَرَ الرَّجُلُ، وانْتار، من النُّورة. وَلَا يُقال: تَنَوَّر، إلاّ عِنْد إبْصار النَّار. وتأمُر من النُّورة فَتَقول: انْتَوِرْ يَا زيد، وانْتَرْ، كَمَا تَقول: اقْتَول واقْتَل. وَأنْشد غيرُه فِي تَنَوّر النَّار: فتَنوَّرْت نارَها مِن بَعيدٍ بخَزَازَى هَيْهاتَ مِنْك الصَّلاَءُ وَمِنْه قولُ ابْن مُقْبل: كَرَبَتْ حَياةُ النَّار للمُتَنوِّرِ الحَرّاني، عَن ابْن السِّكيت: النُّور: ضِدّ الظُّلْمة. والنُّور: جَمع نَوَار، وَهِي النُّفّرُ من الظِّباء والوَحْش. وَامْرَأَة نَوَار، ونِساء نُوُرٌ، إِذا كَانَت تَنْفِر من الرِّيبة. وَقد نارت تَنُور نَوْراً، ونِوَاراً؛ وَأنْشد قَول العجَّاج: يَخْلِطْن بالتأَنُّس النَّوَارَا وَقَالَ مَالك بن زُغْبة الباهليّ يُخاطب امْرَأَة: أنَوْراً سَرْعَ مَاذَا يَا فَرُوقُ

وحَبْلُ الوَصْل مُنْتَكِثٌ حَذِيقُ وَقَوله: (سَرْع مَاذَا) أَرَادَ: سَرُع، فخفَّف. قلت: والنُّور، من صِفَات الله عزَّ وَجل؛ قَالَ الله تَعَالَى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ} (النُّور: 35) . قيل فِي تَفْسِيره: الله هادي أَهل السَّموات وأَهل الأَرض. وَقيل: أنارها بحكمة بَالِغَة. وَقَالَ ابْن عَرفة: أَي مُنوِّر السَّمَاوَات وَالْأَرْض، كَمَا يَقُولُونَ: فلَان غِياثُنا، أَي مُغِيثنا، وَفُلَان زادي، أَي مُزوِّدي؛ قَالَ جرير: وَأَنت لنا نُورٌ وغَيْثٌ وعِصْمَةٌ ونَبْتٌ لمن يَرْجو نَدَاكَ وَرِيقُ وَقَوله تَعَالَى: {مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ} (النُّور: 35) أَي مثل نُور هُداه فِي قلب المُؤْمن كمشكاة فِيهَا مِصْباح. وَقَوله تَعَالَى: {نُّورٌ عَلَى نُورٍ} (النُّور: 35) أَي نُور الزّجاجة ونُور المِصْباح. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله تَعَالَى: {قَدْ جَآءَكُمْ مِّنَ اللَّهِ نُورٌ} (الْمَائِدَة: 15) قَالَ: النُّور، هَا هُنَا: محمّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والنُّور: هُوَ الَّذِي يُبيِّن الْأَشْيَاء ويُري الْأَبْصَار حَقِيقتها. قَالَ: فَمثل مَا أُتي بِهِ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْقُلُوب فِي بَيَانه وكَشْفه الظُّلمات، كَمثل النُّور. ثمَّ قَالَ: {يَهْدِى بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ} (الْمَائِدَة: 16) . وَفِي حَدِيث عليّ: نائرات الأَحكام، ومُنِيرات الإسْلام. يُرِيد: الواضحات البَيِّنات. يُقَال: نَار الشيءُ، وأنار، واستنار، إِذا وَضح. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: النائِرُ: المُلْقِي بَين النَّاس الشُّرور. والنَّائرة: الحِقْدُ والعَدَاوة. والنَّؤُور: دُخان الشَّحْم. وكُنّ نِسَاء الْجَاهِلِيَّة يَتَّشِحْن بالنَّؤُور؛ وَمِنْه قَول بِشْر: كَمَا وُشم الرَّاواهِشُ بالنَّؤُور وَقَالَ اللّيث: النَّؤُور: دُخان الفَتِيلة يُتَّخذ كحلاً أَو وَشْماً. قلت: أمّا الْكحل فَمَا سَمِعت أنّ نسَاء الْعَرَب اكْتَحَلن بالنَّؤُور؛ أمّا الوَشْم بِهِ فقد جَاءَ فِي أَشْعارهم؛ قَالَ لَبِيد: أَو رَجْع واشمة أُسِفّ نَؤُورُها كِفَفاً تَعرّض فَوْقهنّ وِشامُها وَقَالَ اللَّيث: النائرة: الكائنةُ تَقع بَين الْقَوْم. وَقَالَ غَيره: بَينهم نائرةٌ، أَي عَدَاوَة. وَقَالَ اللّيث: النَّور: نَوْر الشَّجر.

باب الراء والفاء

والفِعل: التّنْوِير. ويُقال للنّوْر: نُوَّارٌ أَيْضا. وَقد نَوَّرت الأشجارُ تَنْوِيراً، إِذا أَخْرَجت أَزَاهيرها. وَجمع: النَّور: أَنْوار. وَوَاحِدَة النُّوّار: نُوَّارَة. وَقَالَ: يُقَال: فلَان يُنوِّر على فلَان، إِذا شَبَّه عَلَيْهِ أَمراً. قَالَ: وَلَيْسَت هَذِه الْكَلِمَة عربيّة، وَأَصله أَن امْرَأَة كَانَت تُسمى: نُورَة، وَكَانَت سَاحِرَة، فَقيل لمن فعل فِعْلها: قد نَوّر، فَهُوَ مُنَوِّر. وَفِي صِفة النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنْور المُتَجَرَّد. وَالْعرب تَقول لِلْحسنِ المُشْرق اللَّون: أَنور. مَعْنَاهُ: إِذا تَجَرَّدَ من ثِيَابه كَانَ أَنْور مِلْءَ العَيْن. وَأَرَادَ بالأنْور: النّيِّر، فَوضع أفعل مَوضِع فعيل، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ} (الرّوم: 27) أَي: وَهُوَ هَيِّن عَلَيْهِ. والتَّنْوير: وقتُ إسْفار الصُّبْح. يُقَال: قد نَوَّر الصُّبْح تَنْويراً. وَيُقَال: نَار الشَّيْء، وأنار، ونَوَّر، واسْتنار، بِمَعْنى وَاحِد. كَمَا يُقَال: بَان الشَّيْء، وَأَبَان، وبَيَّن، وتَبيَّن، واسْتبان، بِمَعْنى وَاحِد. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: النَّؤُور: دُخان الشَّحْم الَّذِي يَلْتزق بالطَّسْت. وَهُوَ العِنَاج أَيْضا. ابْن هانىء، عَن زيد بن كُثْوة، قَالَ: عَلِق رجلٌ امْرأةً فَكَانَ يَتَنَوّرها باللَّيل. والتَّنَوُّر، مثل التَّضَوُّؤ. فَقيل لَهَا: إِن فلَانا يَتنوّرك، لِتَحْذره فَلَا يَرى مِنْهَا إلاّ حَسَناً، فلمّا سَمعت ذَلِك رَفَعت مُقَدَّم ثَوْبها ثمَّ قابلته وَقَالَت: يَا مُتنوِّراً هاه؛ فَلَمَّا سَمِع مقالتها وأَبصر مَا فعلت قَالَ: فبئسما أرى هاه، وانْصرفت نَفسُه عَنْهَا. فضُربت مثلا لكُل مَن لَا يَتّقي قَبِيحاً وَلَا يَرْعَوي لِحَسَن. ورن: قَالَ ابْن الأنباريّ: أَخْبرنِي أبي عَن بعض شُيوخه قَالَ: كَانَت العَرب تُسمِّي جُمَادَى الْآخِرَة: رُنيَّ، وَذَا القَعْدة: وَرَنَة؛ وَذَا الْحِجة: بُرَك. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: التَّورُّن: كَثرة التّدَهُّن والنّعِيم. قلتُ: التّودُّن، بِالدَّال، أشبه بِهَذَا المَعْنى. (بَاب الرَّاء وَالْفَاء) ر ف (وايء) ريف، روف، ورف، وفر، أرف، فرا، فرأ، فار، فأر، رفأ، أفر. روف رأف: قَالَ الله عزّ وجلّ: {وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِى دِينِ اللَّهِ} (النُّور: 2) .

قَالَ الْفراء: الرّأفة، والرآفة: الرحْمة: مثل الكأبَة والكَآبة. وَقَالَ الزّجاج: معنى (لَا تأخذكم بهما رأفة) ، أَي لَا تَرحموهما فتُسْقطوا عَنْهُمَا مَا أَمر الله بِهِ من الحَدّ. وَمن صِفات الله عزّ وجلّ: الرَّؤُوف، وَهُوَ الرَّحيم. والرّأفة: أخَصّ من الرّحمة وأَرَقّ. وَفِيه لُغتان قُرىء بهما مَعًا: رَؤُوف، على فعول، ورَؤُف على فَعُل. وَقد رَأف يَرْأف، إِذا رَحِم. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: رَؤُفْت بِالرجلِ أَرْؤُف بِهِ، ورَأَفْت أَرْأف بِهِ، كُلٌّ من كَلَام الْعَرَب. قلت: ومَن لَيَّن الهَمزة قَالَ: رَوُف، فَجَعلهَا واواً. وَمِنْهُم من يَقُول: رَأْفٌ، بِسُكُون الهَمزة. ورَوى أَبُو العبّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: الرَّؤوفة: الراحمة. وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: قَالَ الْكسَائي والفرّاء: ويُقال: رَئِف، بِكَسْر الْهمزَة، ورَؤُف. قَالَ أَبُو بكر: ويُقال: رَأْف، بِسُكُون الْهمزَة؛ وأَنْشد: فآمنُوا بنبيَ لَا أَبَا لكمُ ذِي خاتَم صاغه الرحمان مَخْتُوم رَأْفٌ رَحيم بِأَهْل البِرّ يَرْحَمهم مُقَرَّبٌ عِنْد ذِي الكرسيِّ مَرْحُوم ريف: قَالَ اللّيث: الرِّيفُ: الخِصْب والسَّعة فِي المَأكل والمَطْعم. قلت: الرِّيف: حيثُ يكون الحضَر والمِيَاه. وَجمعه: أرْياف. وَقد تَرَيَّفْنا، أَي حَضرْنا القُرَى ومَعِينَ المَاء. وَمن العَرب من يَقول: راف البَدوِيّ يَرِيف، إِذا أَتَى الرِّيفَ؛ وَمِنْه قولُ الرّاجز: جَوّاب بَيْداء بهما غُروف لَا يَأْكُل البَقْل وَلَا يَرِيفُ وَلَا يُرى فِي بَيْته القَلِيف وَقَالَ القُطاميّ: ورافٍ سُلافٍ شَعْشَعَ البَحْر مَزْجَها لِتَحْمَى وَمَا فِينا عَن الشُّرْبِ صادِفُ قَالَ: رافٍ: اسْم الْخمر. تَحْمَى: تُسْكِر. ورف: أَبُو العبّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَوْرَف الظِّل، ووَرَف، وَوَرَّف، إِذا طَال وامْتدّ. أَبُو عُبيد، عَن الْفراء: الظلّ وارِف، أَي وَاسع؛ وأَنشد غَيره يَصف زمامَ النّاقة: وأَحْوى كأَيْم الضَّالِ أَطْرَق بَعْدَما حَبَا تَحت فَيْنَانٍ من الظِّلّ وارِفِ وَقَالَ اللّيث: ورَف الشّجر يَرِف وَرِيفا

ً ووُرُوفاً، إِذا رَأَيْت لخُضرته بَهجة من رِيّه ونَعْمته. قلت: هما لُغتان: رَفّ يَرفّ، ووَرَف يَرِف. وَهُوَ الرَّفيف، والوَرِيف. فرا فرأ: فِي الحَدِيث: إِن أَبَا سُفْيان اسْتَأْذن على النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَحَجَبَه، ثمَّ أَذِن لَهُ، فَقَالَ لَهُ: مَا كِدْتَ تَأْذن لي حَتَّى تَأذن لِحجارة الجُلْهُمَتَيْن، فَقَالَ: يَا أَبَا سُفْيَان، أنْت كَمَا قَالَ الْقَائِل: كُل الصَّيْد فِي جَوف الفَرأ. قَالَ أَبُو عُبيد، قَالَ الْأَصْمَعِي: الفرأ، مَهْمُوز مَقْصور: حِمَار الوَحْش. وَجمعه: أفراء، وفراء؛ وأَنشدنا: بِضَرْبٍ كآذَان الفِرَاء فُضُولُه وطَعْنٍ كإيزاغِ المَخاض تَبُورُهَا قَالَ: وَإِنَّمَا أَرَادَ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَا قَالَه لأبي سُفيان تَألُّفَه على الْإِسْلَام، فَقَالَ: أَنْت فِي النّاس كحمار الوَحْش فِي الصَّيْد، يَعْنِي أنّها كُلّها دونه. وَأَخْبرنِي المُنذريّ، عَن أبي العبّاس، أَنه قَالَ: مَعْنَاهُ: إنِّي إِذا حَجَبْتُك قَنَع كُلُّ مَحْجوب، لأنّ كُل صَيْدٍ أقلّ من الْحمار الوحشيّ، فَكل الصَّيد لصغره يدْخل فِي جَوف الْحمار. فيُضرب هَذَا المَثل للرَّجل تكون لَهُ حاجات، مِنْهَا وَاحِدَة كَبِيرَة، فَإِذا قُضيت تِلْكَ الْكَبِيرَة لم يُبال أَن تُقْضى بَاقِي حاجاته. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: من أمثالهم: أَنْكَحْنا الفرا فسَنَرى. يُضرب للرَّجُل إِذا غُرِّر بأَمْرٍ فَلم يَر مَا يُحب تمثَّل فَقَالَ: أَنكحنا الفَرا فسنَرى، أَي صَنَعْنَا الحَزم فآلَ بِنَا إِلَى عَاقِبَة سَوْء. وَقَالَ غَيره: مَعْنَاهُ أَنَّهَا قد نَظرنَا فِي الْأَمر فسننظر عمّا يَنكشف. وَقَالَ أَبُو عَمْرو الشَّيبانيّ: قَوْلهم: أَنكحنا الفَرا فسَنَرى. قَالَ: الفَرا: الْعجب، من قَوْلهم: فلَان يَفْري الفَرِيّ، أَي يَأْتِي بالعجب. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: فلَان ذُو فَرْوة وثَرْوة. إِذا كَانَ كَثِيرَ المَال. وَقَالَ ابْن السِّكيت: إِنَّه ذُو ثَروة فِي المَال وفَرْوة، بِمَعْنى وَاحِد. ورُوي عَن عليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ على مِنْبر الْكُوفَة: اللَّهُمَّ إنِّي قد مَلِلْتُهم ومَلُّوني، وسَئِمْتُهم وسَئِموني، فسلِّط عَلَيْهِم فتَى ثَقِيف الذَّيال المَنَّان، يَلْبَس فَرْوتها ويَأكل خَضِرتها. قلت: أَرَادَ عليٌّ أنّ فتَى ثَقِيف إِذا وَلي العِراقَ توسَّع فِي فَيْء المُسلمين واستأثر

بِهِ، وَلم يَقْتصر على حِصَّته. وفتى ثَقيف، هُوَ الحجّاج بن يوسُف. وَقيل: إِنَّه وُلد فِي هَذِه السّنة الَّتِي دَعا عليٌّ فِيهَا بِهَذَا الدُّعاء. وَهَذَا من الكوائن الَّتِي أنْبأ بهَا النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِن بعده. عَمْرو، عَن أَبِيه، قَالَ: الفَروة: الأَرض البَيْضاء لَيْسَ فِيهَا نباتٌ وَلَا فَرش. وَقَالَ اللَّيث: فَرْوَة الرَّأْس: جِلْدته بِشَعَرها. قَالَ: والفَرْو، مَعْرُوف، وجَمعه: فِراء. فَإِذا كَانَ ذَا الجُبَّة، فاسْمُها: فَروة؛ قَالَ الكُمَيت: إِذا التفّ دُون الفَتاة الكَمِيعُ ودَحْدَح ذُو الفَرْوة الأَرْمَلُ قلت: والجِلْدَة إِذا لم يكن عَلَيْهَا وَبر أَو صُوف، لم تُسَمَّ: فَرْوة. أَبُو عُبيد، عَن الأَصمعي: افْتَرَيت فَرْواً: لَبِسْتُه؛ قَالَ العجّاج: يَقْلِب أَولاهُنَّ لَطْم الأَعْسَرِ قَلْب الخُراسانِيّ فَرْوَ المُفْتَرِي وَقَالَ الله عزّ وَجل: {لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً} (مَرْيَم: 27) . قَالَ الفَراء: الفَرِيّ: الأمْر العَظيم. وَالْعرب تَقول: تركتُه يَفْرِي الفَرِيّ، إِذا عَمِل العَمل أَو السّقْي فأَجاد. وَقَالَ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي عُمر، وَرَآهُ فِي مَنامه يَنْزِع على قَليب بغَرْبٍ: (فَلم أرَ عَبْقَرِيّاً يَفْرِي فَرِيَّه) . قَالَ أَبُو عبيد: هُوَ كَقَوْلِك: يَعْمل عَمَله، ويَقُول قَوْلَه. قَالَ: وأنشدنا الفَرّاء: قد أطْعَمَتْني دَقَلاً حَوْلِيّا قد كنتِ تَفْرِين بِهِ الفَرِيّا أَي كُنت تُكثرين فِيهِ القولَ وتَعظِّمينه. وَفِي حَدِيث ابْن عبّاس، حِين سُئل عَن الذّبِيحة بالعُود، فَقَالَ: كُلُّ مَا أَفْرَى الأوداجَ غيرَ مُثَرِّد. أَي شَقَّقَها فأَخرج مَا فِيهَا من الدّم. يُقَال: أفْريت الثوبَ، وأفريت الحُلة، إِذا شَقَقتها وأخرجت مَا فِيهَا. فَإِذا قلت: فريت، بِغَيْر ألف؛ فإِن مَعْنَاهُ أَن تُقَدِّر الشَّيْء وتُعالجه وتُصلحه؛ مثل النَّعل تَحْذوها، أَو النِّطَع أَو القِربة أَو نَحْو ذَلِك. يُقَال مِنْهُ: فَرَيْت أفْرِي فَرْياً؛ وَأنْشد لزُهير: ولأنت تَفرِي مَا خَلَقْت وبَعْ ضُ القومِ يَخْلُق ثمَّ لَا يَفْرِي وَكَذَلِكَ: فَرَيت الأَرْض، إِذا سِرْتَها وقَطَعْتها. وَأما الأُولى: أَفريت إفراءً، فَهُوَ من

التَّشْقيق، على وَجه الفَساد. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أَفْرى الجِلْد، إِذا مَزَّقه وخَرَقه وأَفْسده، يُفْريه إفْراءً. وفَرى الْأَدِيم يَفْريه فرياً. وفرى المزادة يَفْرِيها، إِذا خَرزها وأَصلحها؛ وأَنشد: شَلَّت يَدَا فارِيَةٍ فَرَتْها أَي عَمِلَتْها. والمَفْرِيّة: المَزَادة المَعْمولة المُصْلَحة. وأَفْرى الجَرْحَ يُفْريه، إِذا بَطّه. وَقَالَ أَبُو عُبيد: فَرِي الرَّجُلُ يَفْرَى فَرًى، إِذا بُهت ودَهِش؛ وَقَالَ الهُذليّ: وفَرِيتُ مِن جَزَعٍ فَلَا أَرْمِي وَلَا وَدَّعْتُ صاحِبْ وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقال: فَرِيَ يَفْرَى، إِذا نَظر فَلم يَدْرِ مَا يَصْنع. وَيُقَال للرَّجل إِذا كَانَ جادّاً فِي الْأَمر قويّاً: تركته يَفْري الفَرا ويَقُدّ. قَالَ اللَّيْث: يُقال: فَرى فلانٌ الكَذبَ يِفْرِيه، إِذا اخْتَلقه. والفِرْية، من الكَذِب. وَقَالَ غيرُه: افترى الكذبَ يَفْتريه؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ} (يُونُس: 38) أَي اخْتلقه. وتَفَرّى عَن فلانٍ ثَوبُه، إِذا تَشَقَّق. وَقَالَ اللَّيْث: تَفَرَّى خَرْزُ المَزَادة، إِذا تَشَقَّق. وتَفَرَّت الأَرضُ بالعُيون، إِذا انْبَجَست؛ وَقَالَ زُهير: غِماراً تُفَرَّى بالسِّلاح والدَّم أَبُو زيد: فَرَى البَرْقُ يَفْرِي فَرْياً، وَهُوَ تَلألؤه ودوامُه فِي السَّماء. رفأ: فِي حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه نهى أَن يُقال: بالرِّفَاء والبَنِين. قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: الرِّفاء، يكون بمعنَيَيْن: يكون من الِاتِّفَاق وحُسن الِاجْتِمَاع؛ قَالَ: وَمِنْه أُخذ (رَفْء) الثَّوْب، لِأَنَّهُ يُرفأ فَيُضم بعضُه إِلَى بعض ويُلاءم بَينه. قَالَ: وَيكون الرِّفاء، من الهُدوء والسُّكون؛ وأَنْشد لأبي خِراش الهُذليّ: رَفَوْني وقالُوا يَا خُوَيْلد لَا تُرَعْ فقلتُ وأَنْكَرت الوُجوه هُمُ هُمُ قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: الرِّفاء: المُوَافقة، وَهِي المُرافاة، بِلَا هَمْز؛ وأَنْشَد: ولمّا أَن رأيتُ أبار ديْم يُرَافِيني ويَكْره أَن يُلاَمَا وَقَالَ ابْن هانىء فِي قَول الهُذلي (رَفوني) يُريد: رفئوني، فأَلقى الهَمزة. قَالَ: والهمزة لَا تُلْقى إِلَّا فِي الشِّعر، وَقد أَلْقَاهَا فِي هَذَا البَيْت. قَالَ: وَمَعْنَاهُ: إنِّي فَزِعْتَ وطار قَلبي

فضَمُّوا بَعْضِي إِلَى بَعْض. قَالَ: وَمِنْه: بالرِّفاء والبَنِين. وَفِي حَدِيث بَعضهم أَنه كَانَ إِذا رفّأ رجلا قَالَ: بَارك الله عَلَيْك وَبَارك فِيك وجَمع بَيْنكُمَا فِي خير. قَالَ ابْن هانىء: رَفّأ: أَي زَوّج. وأصل الرفء: الِاجْتِمَاع والتلازم. وَمِنْه قيل: للمتزوِّج: بالرّفاء والبَنِين. وَمِنْه: رَفْو الثَّوب. وَفِي حَدِيث بَعضهم: كَانَ إِذا رَفّى رَجُلاً؛ أَراد إِذا أحَبّ أَن يَدْعُو لَهُ بالرِّفاء والبَنِين، فَترك الْهمزَة. وَفِي حَدِيث: كَانَ إِذا رفّح رَجُلاً. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أَرَادَ رَفأ، والحاء تُبدل من الْهمزَة، لأنّهما أُختان. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: رفأت الثَّوْب، مَهْموز. وَقَالَ أَبُو زيد فِي كتاب الْهَمْز: رفأت الثَّوْب أرفؤه رَفْئاً: ورَفّأت الْملك تَرْفئةً وتَرْفيئاً، إِذا دَعَوْت لَهُ. ورافأني الرَّجُلُ فِي البيع مُرافأة، إِذا حابَاك فِيهِ. قَالَ: وأرفأت السفينةَ إرفاء، إِذا قَرّبتها فِي الجِدّ من الأَرض. قَالَ: وترافأنا على الْأَمر ترافؤاً، نَحْو التَّمالؤ، إِذا كَانَ كَيْدُهم وأَمْرهم وَاحِدًا. وَقَالَ فِي بَاب تَحْويل الْهمزَة من هَذَا الْكتاب. رَفَوْت الثَّوْب رَفْواً، تحوّل الْهمزَة واواً كَمَا تَرى. الحرّانيّ، عَن ابْن السِّكيت فِي بَاب مَا لَا يُهمز فَيكون لَهُ معنى، فَإِذا هُمز كَانَ لَهُ معنى آخر: رفأت الثَّوْب أرفؤه رَفْئاً. قَالَ: وَقَوْلهمْ: بالرِّفاء والبنين أَي بالتئام واجتماع، وَأَصله الهَمْز. وَإِن شِئْت كَانَ مَعْنَاهُ بالسُّكون والطمأنينة، فَيكون أَصله غير الْهَمْز. يُقَال: رفوتُ الرَّجُلَ، إِذا سَكّنْتَه. وَقَالَ الفَراء: أرفأت إِلَيْهِ، وأرفيت إِلَيْهِ، لُغتان بِمَعْنى: جَنَحْت إِلَيْهِ. وَقَالَ اللّيث: أُرْفئت السّفينة: قُرِّبت إِلَى الشّطّ. ومَرْفأ السَّفينة، حَيْثُ تُقَرب من الشَّطّ؛ وَقد أرفأتُها إرفاءً. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الأُرْفِيّ: اللَّين الخالِص. والأُرْفيّ أَيْضا: الماسِخ. قَالَ: والأُرْفَى الأَمْر العَظيم. وَقَالَ اللَّيْث: الأُرفيّ: اللَّبن المَحْض. واليَرْفَئِيّ: راعِي الغَنَم. شَمر، عَن ابْن شُميل: أرفأتُ السفينةَ، إِذا أدنيتَها إِلَى الجِدّة؛ والجِدّة: الأرْض.

قَالَ أَبُو الدُّقَيْش: أرْفَت السَّفِينة، وأَرْفَيْتها أَنا، بِغَيْر هَمَز. قَالَ: وَكَذَلِكَ أَنبأَنَا يُونُس عَن رؤبة. قَالَ: وَقَالَ أَخُو ذِي الرُّمّة: أَرْفأتُها، وأرفأت السَّفِينةُ نَفْسها، إِذا مَا دَنت للجِدّة. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: أرفأت السَّفينة، إِذا أَلصَقتها بالْجَدّ. قَالَ اللّيث: والجَدّ: مَا قَرُب من الأَرْض. وَقَالَ أَبُو سَعِيد: الجَدُّ: شاطىء النّهر. اللَّيْث: الرُّفَة: عَناق الأَرْض تَصيد كَمَا يَصيد الفَهْد. قَالَ: والرُّفة: التّبْن، يمَانية. قلت: غَلِط اللَّيْث فِي (الرُّفة) فِي لَفظه وتَفسيره، وأَحْسبه رَآهُ فِي بَعض الصُّحف: أَنا أُغني عَنْك من التُّفة عَن الرُّفة، فَلم يَضْبطه وغَيَّره فأَفْسده. فأمّا عَناق الأَرْض فَهُوَ: التُّفة، مخّففة، بِالتَّاءِ وَالْفَاء وَالْهَاء، وتُكتب بِالْهَاءِ فِي الإدْراج، كهاء: الرَّحْمَة، والنّعمة. هَكَذَا أَخْبرنِي المُنْذريّ، عَن الصَّيْدَاوِيُّ، عَن الرِّياشي؛ ثمَّ أَخْبرنِي عَن أبي الهَيثم بنَحوه. قَالَ: وأمّا (الرَّفت) فَهُوَ بِالتَّاءِ، فِعْلٌ من: رَفَتُّه أَرْفِته، إِذا دَقَقْته. يُقَال للتِّبْن: رَفَتٌ، ورَفْتٌ، ورُفات. وَقد مَرَّ تَفْسِير الحَرْفين فِيمَا تقدَّم فأَعَدت ذِكرهما لأُنبِّه على مَوضع الغَلط، فاعْلَمْه. أرف: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الآرَفُ: الَّذِي يَأْتِي قَرْناه على أُذُنَيْه. والأقبل: الَّذِي يُقْبل قَرناه على وَجْهه. والأرْفَح: الَّذِي يَذْهب قَرْناه قِبل أُذنيه فِي تَباعد مَا بَينهمَا. والأفْشَغ: الَّذِي اجْلاَحّ وذَهب قرناه كَذَا وَكَذَا. والأخْيص: المُنتصب أَحدهمَا المُنْخفض الآخر. والأفْشَق: الَّذِي تبَاعد مَا بَين قَرنيه. فِي حَدِيث عُثْمَان: والأُرَفُ تَقْطع الشُّفْعة. قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ ابْن إِدْرِيس: الأُرَف: المَعالم. وَكَذَلِكَ قَالَ الْأَصْمَعِي: الأُرف: المَعالم والحُدود. وَهَذَا كَلَام أهل الْحجاز. يُقَال مِنْهُ: أرَّفت الدَّار وَالْأَرْض تَأْريفاً، إِذا قَسمْتها وحَدَّدتها. وَقَالَ اللِّحياني: الأُرف والأُرث: الحُدود بَين الْأَرْضين.

وَفِي الحَدِيث: إِن رجلا شكا إِلَيْهِ التَّعَزُّبَ، فَقَالَ: عَفِّ شَعْرك؛ ففَعل فارْفَأَنْ، أَي سَكَن مَا بِهِ. والمُرْفَئِنّ: السّاكن. أفر: أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: الأفْرُ: العَدْوُ؛ وَقد أَفَر يَأْفِر. وَقَالَ غيرُه: رَجُلٌ أَفّار، ومِئْفَر، إِذا كَانَ وثّاباً جَيِّد العَدْو. وَقَالَ اللَّيْث: أَفَرت القِدْرُ تَأْفِر أَفْراً، إِذا جَاشَتْ واشْتدّ غَليانُها؛ وأَنشد: باخُوا وقِدْرُ الحَرْبِ تَغْلي أَفْرَا قَالَ: والمِئْفر من الرِّجال: الَّذِي يَسْعَى بَين يَدَي الرَّجُل ويَخْدُمه. وإنّه ليَأفِر بَين يَدَيه. وَقد اتَّخذه مِئْفَراً. وَقَالَ غَيره: أَفِرت الإبِلُ أَفْراً، واسْتَأفرت اسْتئفاراً، إِذا نَشِطت وسَمِنت. أَبُو عُبيد، عَن الْأَصْمَعِي: النَّاس فِي أُفُرّة، يَعْنِي الِاخْتِلَاط. وَقَالَ الفَرّاء: أُفُرّة الصّيْف: أوّلُه. فَور فير: الأصمعيّ: يُقَال للرُّجل إِذا غَضِب: فار فائِرُه، وثار ثائِرُه. وَفَارَتْ القِدْر تَفُور فَوْراً، وفَورَاناً، إِذا غَلَت. ابْن شُميل: أَتَيْته فَوْرَةَ النّهار، أَي فِي أَوّله. وَقَالَ المُفسّرون فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَيَأْتُوكُمْ مِّن فَوْرِهِمْ هَاذَا} (آل عمرَان: 125) أَي مِن وَجْههم هَذَا. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: لَا أَفعل ذَلِك مَا لأْلأَت الفُورُ بأَذْنابها، أَي لَا أَفعله أبدا. والفُور: الظِّباء، لَا يُفرد لَهَا واحدٌ مِن لَفظها. ويُقال: فعلت أَمر كَذَا وَكَذَا مِن فَوْري، أَي من سَاعتي. ويُقال: فار الماءُ من العَين، إِذا جاش ونَبع. قَالَ اللّيث: لِلكَرِش فَوّارتان، وَفِي باطنهما غُدّتان من كُل ذِي لَحم. ويَزْعمون أنّ مَاء الرّجل يَقع فِي الكُلْية، ثمَّ فِي الفَوّارة، ثمَّ فِي الخُصْية. وَتلك الغُدّة لَا تُؤْكل، وَهِي لَحمة فِي جَوف لَحم آخَر. قَالَ: والفِيرةُ: حُلبة تُطبخ حَتَّى إِذا قَارب فَوَرَانُها أُلقيت فِي مِعْصر فصُفِّيت، ثمَّ يُلْقى عَلَيْهَا تَمر، ثمَّ تتحسّاها المرأةُ النُّفَساء. قلت: هِيَ الفِئْرة، والفَئِيرة، والفَرِيقة. وَقَالَ اللّيث: الفأر، مَهْموز، الْوَاحِد: فَأْرَة، وَالْجمع: فِئْران. وَأَرْض مَفأرة.

وَقَالَ أَبُو عبيد: أرضٌ فَئِرة، على فَعِلة من الفأر، وجَرِذة من الجُرذ. وَقَالَ اللّيث: وفَأرة المِسْك: نافِجَتُه، وَهِي مَعْرُوفَة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقال لذكر الفَأر: الفُؤْرُور، والعَضَل. ويُقال لِلَحم المَتْن: فأر المَتْن، ويَرابيع المَتْن؛ قَالَ الراجز يصف رجلا: كأنّ حَجْمَ حَجَرٍ إِلَى حَجَرْ نِيط بمَتْنَيْه من الفأر الفُؤَرْ قَالَ عَمْرو بن بَحر: سَأَلت رجلا عطّاراً من المُعتزلة عَن فَأْرَة المِسْك فَقَالَ: لَيْسَ بالفَأرة، وَهُوَ بالْخِشْف أشْبه. ثمَّ قَالَ: فَأْرَة المِسْك دُوَيْبة تكون بِنَاحِيَة تُبّت يَصيدها الصيّاد فَيَعْصب سُرّتها بعصاب شَدِيد، وسُرّتها مُدَلاّة، فيَجتمع فِيهَا دَمُها، ثمَّ تُذْبح فَإِذا سَكنت قَوّر السُّرَّة المُعَصَّرة. ثمَّ دَفَنها فِي الشَّعير حَتَّى يَستحيل الدَّمُ الجامدُ مِسْكاً ذكِيّاً، بَعْدَمَا كَانَ دَماً لَا يُرام نَتْناً. قَالَ: وَلَوْلَا أنّ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد تَطَيّب بالمِسْك مَا تَطَيّبْت بِهِ. قَالَ: ويَقع اسْم الفأر على: فَأْرَة التَّيس، وفأرة الْبَيْت، وفأرة المِسْك، وفأرة الْإِبِل. قَالَ: وعَقيل تَهمز: الْفَأْرَة، والجُؤنة. والمُؤْسى، والحُؤْت. عَمْرو، عَن أَبِيه، الفَوْر: الوَقْت. والفُورة: الكُوفة. قَالَ: والفِيَار: أحدُ جَانِبي حَائِط بَيْت لِسان المِيزان. وَقَالَ أَبُو عبيد: لِسان الْمِيزَان: الحَدِيدة الَّتِي يَكْتنفها الفِيَارَان، يُقال لأَحَدهمَا: فِيَار. قَالَ: والحديدة المُعْترضة الَّتِي فِيهَا اللِّسان: الْمِنْجَمُ. قَالَ: والكِظامة: الحَلْقة الَّتِي تَجْتَمِع فِيهَا الخُيوط فِي طَرفي الحَديدة. قَالَ عَوف بن الخَرِع يَصف قَوْساً: لَهَا رُسْغُ أيدٍ بهَا مُكْرَبٌ فَلَا العَظْمُ واهٍ وَلَا العِرْقُ فارَا قَالَ: المُكْرب: المُمتلىء، فَكَأَنَّهُ أَرَادَ أَنه ممتلىء العَصب. وَقَوله: وَلَا العِرق فَارًّا. قَالَ ابْن السِّكيت: يُكره مِن الْفرس فَوْر العِرْق، وَهُوَ أَن يَظْهر بِهِ نَفْخٌ أَو عَقْد. يُقَال: قد فارت عُروقه تَفُور فَوْراً. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للموجة والبِركة: فَوَّارة. وكل مَا كَانَ غير المَاء قيل لَهُ: الفَوَّارة. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: يُقال: دَوَّارة وفَوَّارة، لكل مَا لم يَتحرَّك وَلم يَدُر، فَإِذا

باب الراء والباء

تحرّك وَدَار، فَهُوَ فُوّارة ودُوّارة. وفر: قَالَ اللَّيْث: الوَفْرُ: المَال الكَثير الَّذِي لم يُنْقص مِنْهُ شَيء، وَهُوَ مَوْفُور، وَقد وَفَرْناه فِرَةً. قَالَ: والمُسْتعمل فِي التعدِّي: وَفَّرناه تَوْفِيراً. قلت: قولُ الله عزّ وجلّ: {جَزَاءً مَّوفُورًا} (الْإِسْرَاء: 63) من: وَفَرْته أَفِره وَفْراً وفِرَةً. وَهَذَا مُتعدَ. وَاللَّازِم قَوْلك: وَفر المالُ يَفر وُفُوراً؛ فَهُوَ: وافر. وسِقاءٌ أَوْفر، وَهُوَ الَّذِي لم يُنقص من أَدِيمه شَيْء. ومَزادة وَفْراء: تامّة؛ وَقَالَ ذُو الرُّمة: وَفْراءَ غَرْفِيَّةٍ أَثْأى خَوارِزُها والوَفْرة: الجُمّة من الشَّعر إِذا بلغت الأُذنين. وَقد وَفّرها صاحبُها. وفلانٌ مُوَفَّر الشّعْر. والوافر: ضَرْب من العَرُوض. وتَوفَّر فلانٌ على فلانٍ بِبرّه. ووَفّر الله حَظّه من كَذَا، أَي أَسْبَغه. وَإِذا عَرض الرجلُ على أحدهم طَعامه قَالَ لَهُ الآخر: تُوفَر وتُحمَد، أَي لَا يُنقص من مَالك شَيْء، على الدُّعاء لَهُ. وَقَوله: تُحْمد، أَي لَا زلت مَحْمُوداً. ووَفَرْت لَك عِرْضَك، أَي لم يُنْقص لِعَيْب. (بَاب الرَّاء وَالْبَاء) ر ب (وايء) راب، رَبًّا، ربأ، وَرب، وبر، برأَ، بأر، بار، أرب، أبر، بري. روب رأب: قَالَ اللَّيث: الرَّوْبُ: اللّبنُ الرّائب. والفِعْل: راب يَروب رَوْباً، وَذَلِكَ إِذا كَثُفت دُوايَتُه وتَكبَّد لَبَنُه وأَنَى مَخْضُه. والمِرْوَبُ: إناءٌ يُروَّب فِيهِ اللَّبنُ. والرَّوْبَةُ: بَقِيَّةٌ من اللَّبن تُترك فِي المِرْوَب كي إِذا صُبّ عَلَيْهِ الحَلِيبُ كانَ أَسْرع لِرَوْبه. أَبُو عُبيد، عَن الْفراء: إِذا خَثَر اللَّبنُ، فَهُوَ رائِب. وَقد رَاب يَرُوب. فَلَا يزَال ذَلِك اسْمَه حَتَّى يُنْزَعَ زُبده. واسْمه على حَاله بِمَنْزِلَة العُشَراء من الْإِبِل، وَهِي الْحَامِل، ثمَّ تضع، وَهُوَ اسْمهَا؛ وأَنشد الأصمعيّ: سَقاك أبُو ماعِز رائباً ومَن لَك بالرَّائب الخاثِرِ يَقُول: إنّما سَقاك المَمْخوض ومَن لَك بِالَّذِي لم يُمْخَض؟ قَالَ: وَإِذا أدْرك اللبنُ لِيُمْخض، قيل: قد رَابَ. والرَّوْبة: خَمِيرة اللَّبن. ورَوَى أَبُو حَاتِم، عَن الْأَصْمَعِي، قَالَ: الرَّائب: اللَّبنُ الَّذِي قد مُخِض وأُخْرجت

زُبْدَتُه. والمُرَوَّب: الَّذِي لم يُمْخَض بعدُ وَهُوَ فِي السقاء، لم تُؤْخَذ زُبْدَتُه. قَالَ: وَتقول العربُ: أَهْون مَظْلوم سِقاءٌ مُرَوَّب. والمَظْلوم: الَّذِي يُظْلم فَيُسْقى أَو يُشرب قبل أَن تُخرج زُبْدَته. ورَوى أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد فِي بَاب الرَّجل الذَّليل المُسْتَضعف: أَهْونُ مَظْلوم سِقَاءٌ مُرَوَّبٌ. وظَلَمْت السِّقاء، إِذا سَقَيْته قبل إدْراكه. قَالَ أَبُو زيد: المَظْلوم: السِّقاء يُلَفّ حَتَّى يَبْلغ أَوَان المَخْض. وَقَالَ الأصمعيّ: راب الرَّجُل، إِذا اخْتلط أَمْرُه. يُقَال: رَأَيْت فلَانا رائباً، أَي مُخْتلطاً خَاثِراً. وقومٌ رَوْبَى: خُثَراء الأَنْفس مُختلطون؛ قَالَ بِشْر: فأمّا تَمِيمٌ تَمِيم بنُ مُرَ فألفَاهُم القومُ رَوْبَى نِيَامَا ورجلٌ رَوْبانُ، إِذا كَانَ كَذَلِك. ثَعلب، عَن ابْن الأعرابيّ: راب، إِذا أَصْلَح. وراب: سَكن. وراب: اتَّهَم. قلت: إِذا كَانَ راب بِمَعْنى: أَصلح، فأَصْله مَهْمُوز، من: رَأَب الصَّدْع. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: من أمثالهم فِي الَّذِي يُخطىء ويُصِيب: هُوَ يَشُوب ويَرُوب. قَالَ أَبُو سعيد: مَعْنى يشوب: يَنْضح ويَذُب. يُقَال للرَّجل إِذا نَضح عَن صاحِبِه: قد شَوَّب عَنهُ. قَالَ: ويرُوب، أَي يَكْسل. والتَّشويب: أَن يَنْضح نَضحاً غير مُبَالَغٍ فِيهِ، فَهُوَ بِمَعْنى قَوْله: يَشُوب، أَي يُدافع مدافعةً لَا يُبالغ فِيهَا، وَمرَّة يَكْسل فَلَا يُدافع بَتَّةً. ورَوى أَبُو العبَّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي: وَفِي الحَدِيث: لَا شوب وَلَا رَوْب فِي البَيع والشِّراء. تَقول ذَلِك فِي السِّلْعة تَبيعها، أَي إِنَّك بَريء من عُيوبها. وَيُقَال: مَا عِنْده شَوْب وَلَا رَوْب. والشَّوْب: الْعَسَل المَشُوب؛ والرَّوْب: اللَّبن الرَّائب. قلت: وَقيل فِي قَوْلهم: هُوَ يَشُوب، أَي يخلط المَاء بِاللَّبنِ فيُفسده؛ ويَرُوب: يُصْلح، من قَول الأَعرابي: راب، إِذا أَصْلَح. قَالَ: والرَّوْبة: إصْلَاح الشَّأن والأَمر. ذكرهمَا غير مَهموزين، على قَول من يُحوِّل الْهمزَة واواً.

ابْن الأَعرابي: شَاب، إِذا كَذب. وشاب، إِذا خَدع فِي بَيع أَو شِراء. أَبُو زَيد: دَعِ الرَّجُل فقد رابَ دَمُه، يَرُوب رَوْباً، أَي قد حَان هَلاَكُه. ورُوي عَن عمر، أَنه قَالَ: مَكْسبةٌ فِيهَا يعضُّ الرِّيبة خَيْرٌ مِن مَسْألة النّاس. قَالَ القُتَيْبي: الرِّيبة، والرَّيْب: الشّكّ، يَقُول: كَسْبٌ يُشَكّ فِيهِ، أَحَلاَلٌ هُوَ أم حَرام، خيرٌ من سُؤَال النَّاس لِمن يَقْدر على الكَسْب. قَالَ: وَنَحْو ذَلِك المُشْتبهات. وَقَول الله عزّ وجلّ: {لاَ رَيْبَ فِيهِ} (الْبَقَرَة: 2) مَعْنَاهُ: لَا شَكّ فِيهِ. يُقَال: رَابني فلانٌ، إِذا عَلِمْتَ مِنْهُ الرِّيبةَ. وأَرابني: أَوْهمني الرِّيبة؛ وأَنشد أَبُو زَيد: أَخُوك الَّذِي إِن رِبْتَه قَالَ إنّما أَرَبْتُ وإنْ لايَنْتَه لَان جانِبُه وَهَذَا قَول أبي زَيد. وَفِي الْأَخْبَار عَن الأصمعيّ: رَابَنِي فلانٌ يَرِيبُني، إِذا رَأَيْتَ مِنْهُ مَا يَرِيبك وتَكْرَهُه. قَالَ: وهُذيل تَقول: أرابني فلانٌ. قَالَ: وأَرَابَ الرّجُل يُريب، إِذا جَاءَ بتُهمة. 6 قلت: قَول أبي زَيد أَحسن. وَيُقَال: راب دمُ فلَان يَرُوب، إِذا تَعَرَّض لما يَسْفِك دَمَه. وَهَذَا كَقَوْلِهِم: فلَان يَحْبس نَجِيعَه ويَفُورُ دَمُه. وَيُقَال: رَوَّبَتْ مَطِيَّةُ فلانٍ تَرْوِيباً، إِذا أَعْيت. وَقَالَ اللَّيْث: رَيْب الدَّهر: صُروفه وحوادثُه. قَالَ: وأراب الأمْرُ، إِذا صَار ذَا رَيْب. وأَراب الرَّجُل: صَار مُريباً ذَا رِيبة. وأَرَبْتُ فلَانا، أَي اتَّهَمْته. ورَابني الأمرُ رَيْباً، أَي نَابَنِي وأَصَابنِي. ورابني أمرُه يَريبني، أَي أدْخل عليّ شكّاً وخَوْفاً. قَالَ: ولُغة رَدِيئَة: أرابني هَذَا الأمْرُ. الحرّاني، عَن ابْن السِّكيت، قَالَ: الرُّوبة، على وُجُوه: فالمَهموز مِنْهَا: الرُّؤبة، وَهُوَ مَا تُسد بِهِ الثَّلمة فِي الْإِنَاء. قَالَ: ورُوبة اللَّبن: خميرته الَّتِي يُرَوَّب بهَا، غير مَهموز. ورُوبة الفَحل: جمام مَائه، غير مَهموز. وَيُقَال: أَعِرْني رُوبة فَحلك، إِذا اسْتَطْرقته إيّاه. ومَضت رُوبةٌ من اللّيل، أَي سَاعَة. وَيُقَال: مَا يقوم فلانٌ برُوبة أَهله، أَي بشأنهم وصَلاحهم. كُلّه غير مَهْمُوز.

قَالَ: رُؤبة بن العجّاج، مَهْمُوز. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: سَمِعْت المُفَضل وأَبا الكَلام الْأَعرَابِي يَقُولَانِ: الرُّوبةُ: الساعةُ من اللَّيْل، والرُّوبةُ: مَاء الْفَحْل، والرُّوبة: إصْلَاح الشَّأْن والأمْر، والرُّوبة: شَجَرَة النِّلْك، والرُّوبة: التحيُّر والكسل مِن كَثْرَة شُرب اللَّبن، والرُّوبة: خميرة اللَّبن الَّذِي فِيهِ زُبْده، وَإِذا أُخرج زُبْده، فَهُوَ رَوْب، ويسَمَّى أَيْضا: رائباً، بالمَعنيين. قَالَا: والرُّؤْبة: الخَشْبة الَّتِي يُرْأَب بهَا المُشَقّر، وَهُوَ القَدَح الكَبير من الخَشب. وَقَالَ ابْن الأَعرابي: رُوي عَن أبي بكر فِي وصِيّته لِعُمر: عَلَيْك بالرّائب من الأُمور وإيّاك والرَّائب مِنْهَا. قَالَ ثَعْلَب: هَذَا مَثَلٌ، أَراد عَلَيْك بِالْأَمر الصَّافي الَّذِي لَيْسَ فِيهِ شُبهة وكَدر. وَإِيَّاك والرائبَ، أَي الْأَمر الَّذِي فِيهِ شُبْهَة وكَدر. وَاللَّبن إِذا أدْرك وتخثَّر، فَهُوَ رائبٌ، وَإِن كَانَ فِيهِ زُبده، وَإِذا أخرج مِنْهُ زُبده، فَهُوَ رائبٌ أَيْضا. وَقَالَ بَعضهم: معنى قَوْله: عَلَيْك بالرائب من الأُمور، حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (دَع مَا يُريبك إِلَى مَا لَا يُريبك) . وَقَوله: عَلَيْك بالرائب من الْأُمُور. يَقُول: تَفَقّدها وانْفُضْها عَن الرِّيبة وغَيِّرها إِلَى الصَّلاح. شَمر، عَن ابْن شُميل، عَن أبي خَيرة: الرُّوبة: مَكْرَمةٌ من الأَرْض كَثِيرَةُ النّبات والشّجر، هِيَ أَبقى الأَرْض كلأ. قَالَ: وَبِه سُمِّي: رُوبة بن العجّاج. وَكَذَلِكَ: رُوبة الْقدح، مَا يُوصل بِهِ. وَالْجمع: رُوَب. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الرُّبة: العُقْدة، وَقَالَهُ فِي قَوْله: هَل لَك يَا خَوْلة فِي صَعْب الرُّبه مُعْتَرِم هامتُه كالحَبْحَبه أَبُو عُبيد، عَن الْكسَائي: رَأبْت الصَّدع. ورَأَبت بَينهم رَأْباً، إِذا أَصلحت مَا بَيْنهم. وكل صَدْع لأمته، فقد رَأَبْته. وَقَالَ غَيره: رَجُلٌ مِرْأَبٌ ورَأَّبٌ، إِذا كَانَ يَشعب صُدُوع الأقْداح، ويُصْلح بَين النَّاس؛ وقومٌ مَرَائيب. والرُّؤبة: الْقطعَة من الْحجر تُرأب بهَا البُرْمة؛ وَقَالَ الطِّرمّاح يَمْدح قوما: نُصُرٌ للذَّليل فِي نَدْوة الحَ يّ مَراثِيبُ للثَّأَى المُنْهاضِ وأَنشد ابْن السِّكيت لطُفَيل الغَنوي: لعمري لقد خَلّى ابْن خيدع ثَلْمة

وَمن أَيْن إنْ لم يَرْأبِ اللَّهُ تُرْأَبُ قَالَ يَعقوب: هُوَ مثل: لَقد خلَّى ابْن خَيْدع ثَلْمةً. قَالَ: وخَيدع: امْرَأَة، وَهِي أُم بني يَرْبوع. يَقُول: مِن أَيْن تُسَد تِلْكَ الثَّلْمة إِن لم يَسُدّها الله. والرُّؤبة: قِطْعَة من خَشب تُسَد بهَا ثَلْمة الجَفْنة والقَدَح. وَهِي قِطْعَة من حَجر تُصْلح بهَا البُرْمة. أرب: أَبُو عُبيد، عَن الْأَصْمَعِي: تَأَرَّبت فِي حَاجَتي: تشدَّدت. وأَرّبت العُقْدة: شَدَدْتُها. أَبُو زَيد، مِثْله. قَالَ: وَهِي الَّتِي لَا تَنْحَلّ حَتَّى تُحلّ. قَالَ الْفراء: المُستأرب الَّذِي قد أَحاط الدَّينُ، أَو غيرُه من النوائب، بآرابه من كُل نَاحيَة؛ وأَنْشد: وناهَزوا البَيْعَ من تِرْعيَّة رَهقٍ مُسْتأْرِبٍ عَضَّه السُّلْطان مَدْيُونُ أَي أَخذه الدَّيْن من كُل نَاحيَة. والمناهزة فِي البيع: انتهاز الفُرصة. وناهزوا البيع، أَي بادَرُوه. والرَّهِق: الَّذِي بِهِ خِفّة وحِدّة. وعَضّه السُّلطان، أَي أَرْهقه وأَعجله وضَيَّق عَلَيْهِ الْأَمر. وفلانٌ تِرعية مَال، أَي إزاءَ مالٍ حسَن الْقيام بِهِ. وَقَالَ ابْن شُميل: أَرِب فِي ذَلِك الْأَمر، أَي بلغ فِيهِ جُهده وطاقته وفَطِن لَهُ. وَقد تَأَرّب فِي أمره، سَوَاء. أَبُو عُبيد، عَن الْأَصْمَعِي: أَرِبت بالشَّيْء: صِرْت فِيهِ ماهراً بَصِيراً. وَمِنْه: الرَّجُلُ الأَريب، أَي ذُو دَهْي وبَصَر؛ وَقَالَ ابْن الخَطِيم: أَربت بدَفْعِ الحَرْب لمّا رأيتُها على الدَّفْع لَا تزْدَاد غَيرَ تَقَارُبِ وَالِاسْم مِنْهُ: الأرْب. وَيُقَال لكُل عُضو: إرْب. والإرْب: الحاجةُ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبيد: عُضْو مُؤَرَّب، أَي مُوَفّر، وَفِي حَدِيث: إِنَّه أُتِي بِكَتف مُؤَرَّبة فَأكلهَا وصَلَّى وَلم يَتَوَضَّأ. قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: المُؤَرَّبة: الموفَّرة الَّتِي لم يُنْقَص مِنْهَا شَيْء. وَقد أَرّبته تأريباً، إِذا وفَّرته. مَأخوذ من (الإِرب) وَهُوَ العُضو. يُقَال: قَطّعْته إرْباً إرْباً، أَي عُضْواً عُضْواً. وَقَالَ أَبو زُبَيد الطَّائِي: وأُعْطِي فَوق الضِّعف ذَا الحَقِّ منْهُم وأَظْلِم بَعْضًا أَو جَمِيعًا مُؤرَّبَا وَقَالَ أَبُو زُبَيْد: على قَتِيلٍ من الْأَعْدَاء قد أَرُبُوا أنِّي لَهُم واحدٌ نائِي الأنَاصِيرِ قَالَ: أرُبُوا: وَثِقُوا أنّي لَهم وَاحِد وأنَاصيري ناؤُون عنِّي، جمع: الْأَنْصَار.

ويُروى: وَقد عَلِموا. وكأنّ (أرُبوا) من الأريب، أَي من تَأْريب العُقْدة، أَي من الأرْب. قَالَ أَبُو الهَيْثَم: أَي أَعجبهم ذَاك فَصَارَ كأَنه حاجةٌ لَهُم فِي أَن أبقى مُغْترباً نَائِيا من أَنْصَارِي. قَالَ أَبُو عُبيد: آرَبْتُ على الْقَوْم، مِثَال أفعلت، إِذا فُزْت عَلَيْهِم وفَلَجت؛ وَقَالَ لَبِيد: قَضيتُ لُبَانَاتٍ وسَلّيْتَ حَاجَة ونفسُ الْفَتى رَهْنٌ بقَمْرة مُؤْرِبِ ويُقال: مَا كَانَ الرجل أرِيباً. وَلَقَد أَرُبَ أَرَابةً. أَبُو زيد: رَجُلٌ أَرِيب، من قَوْمٍ أُرَباء. وَقد أَرُب يَأْرُب أَحْسَنَ الإِرْب، فِي العَقْل. وأَرِبَ يَأْرَب أَرَباً، فِي الْحَاجة. وَالِاسْم: الإِرْبة. أَبُو نَصر، عَن الأَصمعيّ: أَرُب الرّجل يَأْرُب إرْباً، إِذا صَار ذَا دَهْي. وَفِي حَدِيث عَائِشَة: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أملككم لإِرْبه. أَرَادَت: لِحَاجَتِهِ، أَي أَنه كَانَ يملك نَفْسه وهَواه. وَكَانَ غَالِبا لَهما. وَقَالَ أَبُو عُبيد: الإِرْبة، والإِرْب: الحاجةُ، وَهِي المَأْرُبة، وَجَمعهَا: مآرب؛ قَالَ تَعَالَى: {وَلِىَ فِيهَا مَأَرِبُ أُخْرَى} (طه: 18) . وَقَالَ تَعَالَى: {غَيْرِ أُوْلِى الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ} (النُّور: 31) . وَفِي حَدِيث عُمر رَضِي الله عَنهُ أَنه نَقم على رَجُلٍ قولا قَالَه، فَقَالَ لَهُ: أَرِبْت عَن ذِي يَدَيْك. قَالَ شَمر: سمعتُ ابْن الأَعرابيّ يَقُول فِي قَوْله: أَرِبْت عَن ذِي يَدَيك مَعْنَاهُ: ذهب مَا فِي يَدَيْك حَتَّى تَحْتاج. وَقد أَرِب الرَّجُل، إِذا احْتَاجَ إِلَى الشَّيْء وطَلبه، يَأْرَب أَرَباً؛ وَقَالَ ابْن مُقْبل: وإنّ فِينَا صَبُوحاً إِن أَرِبْتَ بِهِ جَمْعاً بَهِيّاً وآلافاً ثمانِينَا أرِبت بِهِ، أَي أَرَدته واحتجت إِلَيْهِ. قَالَ: وَمثله قولُه: أرِبَ الدَّهْرُ فأَعْدَدْتُ لَهُ مُشْرِفَ الحارِك مَحْبُوك الكَتَدْ أَي، أَرَادَ ذَلِك منّا وطَلَبه. قَالَ: وَيُقَال: أَرِب الدَّهْرُ: اشْتَدّ. وأَرِبْتُ بِهِ: بَصُرْت بِهِ؛ وَقَالَ قَيْس بن الخَطيم: أَرِبْت بدَفع الحَرْب حَتَّى رأيتُها على الدَّفْع لَا تَزْداد غَيْرَ تَقَارُبِ أَي كَانَت لي إرْبة، أَي حَاجَة فِي دَفْع الحَرْب. قَالَ: وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: أَرِبْتُ بالشَّيْء،

أَي كَلِفْت بِهِ؛ وَأنْشد لابْن الرِّقاع: وَمَا لامرىءٍ أَرِبٍ بالحَيا ة عَنها مَحِيصٌ وَلَا مَصْرَفُ أَي كَلِف. وَقَالَ فِي قَوْله: وَلَقَد أَرِبْتُ على الهُموم بجَسْرةٍ عَيْرانةٍ بالرِّدْف غيرِ لَجُونِ أَي عَلِقْتُها ولَزِمْتُها واسْتَعَنْت بهَا على الهُموم. حدّثنا السعديّ: قَالَ حدّثنا حَمَّاد بن الْحسن: قَالَ حدّثنا أَبُو دَاوُود: قَالَ حدّثنا أَبُو عوَانَة، عَن يَعْلى بن عَطاء، عَن الْوَلِيد بن عبد الرحمان الزّجاج، عَن الْحَارِث بن أَوْس الثَّقَفِيّ، قَالَ: سَأَلت عُمر عَن امْرَأَة حَاضَت، أَتَنفر قبل أَن تَطُوف؟ قَالَ: تَجعل آخر عَهْدها الطّواف. قَالَ: فَقلت: هَكَذَا حدّثني رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين سألتُه؛ فَقَالَ عُمر: أرِبْتَ عَن ذِي يَدَيْك سَأَلتنِي عَن شَيْء سَأَلت عَنهُ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَيْمَا أخالِفه. قَالَ أَبُو عُبيد: قَوْله: أرِبْت عَن ذِي يَدَيك، هُوَ عِنْدِي مَأْخُوذ من الْآرَاب وَهِي أَعْضَاء الْجَسَد، فكأنّه أَرَادَ بقوله: أربت عَن ذِي يَدَيْك، أَي سَقَطت آرابُك، من الْيَدَيْنِ خاصّة. قَالَ: وَهُوَ فِي حَدِيث آخر: سَقطت عَن ذِي يَديك، أَلا كُنت حدّثتنا بِهِ. وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي فِي قَول عُمر: أرِبْت عَن ذِي يَديك، أَي ذهب مَا فِي يَدَيْك حَتَّى تحْتَاج. وأَرِب الرجل، إِذا اجتاج، قَالَ ابْن مُقبل: وإنّ فِينَا صَبُوحاً إِن أَرِبْت بِهِ أَي إِن احتجت إِلَيْهِ وأَرَدْته. وَقَول ابْن مُقبل فِي الأُرْبة: لَا يَفْرحون إِذا مَا فَازَ فائزُهم وَلَا تُرَدّ عَلَيْهِم أُرْبَةُ اليَسَرِ قَالَ أَبُو عَمْرو: أَرَادَ إحكام الخَطر، مِن تَأْريب العُقْدة. والتأريب: تمامُ النَّصيب؛ وأَنْشد: ضَرْب القِدَاح وتَأْرِيبٌ على الخَطَرِ قَالَ أَبُو عَمْرو: اليَسر، هَا هُنَا: المُخاطرة. أَبُو عُبَيد: الأُرَبيّ، من أَسمَاء الدّاهية؛ وَقَالَ ابْن أحْمر: فَلَمَّا غَسَى لَيْلى وأيْقنْتُ أنّها هِيَ الأُرَبى جَاءَت بأُمّ حَبَوْكَرِ والأُرْبة: حَلْقة الآخِيّة تُورَى فِي الأرْض. وَجَمعهَا: أَرَب؛ قَالَ الطِّرمّاح: وَلَا أَثَر الدُّوار وَلَا المآلِي ولكنْ قد تُرَى أُرَب الحُصُونِ قلتُ: وَقَول ابْن الأعْرابيّ: الرُّبَة: العُقْدَة؛ أَظن الأَصْل كَانَ الأُرْبة فحُذفت الهَمزة، وَقيل: رُبَة.

وَفِي الحَدِيث إِن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكر الحيّات فَقَالَ: (مَن خَشِي خُبْثَهنّ وشَرَّهنْ وإرْبَهُنّ فَلَيْسَ منّا) . أصل الإرْب: الدّهاء والنُّكر، وَالْمعْنَى: من توقَّى قَتْلهن خَشْية شَرِّهن فَلَيْسَ مِن سُنَّتنا. وَقَالَ اللَّيْث: التَّأريب: التّحْريش. قلت: هَذَا تَصْحيف، وَالصَّوَاب: التّأريث، بالثاء. وَجَاء رَجل إِلَى النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: دُلّني على عَمل يُدْخِلُني الجنّة؛ فَقَالَ: أرِبٌ مالَه؟ مَعْنَاهُ: أَنه ذُو أرَب وخُبرة وعِلْم؛ وَقَالَ الهُذلي يَمدح رَجُلاً: يَلُفّ طوائِفَ الفُرْسا نِ وَهُوَ بِلَفِّهم أَرِبُ وَفِي خبر ابْن مَسعود أنّ رجلا اعْترض النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليسألَه، فصاح بِهِ الناسُ؛ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام: (دعوا الرَّجُلَ أرِب مالَه) . قَالَ شمر: قَالَ ابْن الأعرابيّ: أَي احْتَاجَ فَسَأَلَ مَاله. وأَرِب عَضُدُه، إِذا سَقَط. وأَرِب، إِذا سَجد على آرابه مُتمكِّناً. قَالَ القُتيبي: فِي قَوْله أرب مالَه، أَي سَقطت أعضاؤُه وأُصِيبت. قَالَ: وَهِي كلمةٌ يَقُولهَا الْعَرَب لَا يُراد بهَا إِذا قِيلت وُقوع الْأَمر، كَمَا يُقَال: عَقْرَى حَلْقَى؛ وكقولهم: تَرِبت يَدَاه. وَفِي حَدِيث رَواه مَعْمر، عَن أبي إِسْحَاق، عَن الْمُغيرَة، عَن ابْن عبد الله، عَن أَبِيه: أنّه أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمِنَى فَدَنَا مِنْهُ، فنُحِّي، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (دَعوه فأَربٌ مالُه) . قَالَ: فدنوتُ مِنْهُ. قلت: و (مَا) ، صِلة. وَيجوز أَن يكون أَرَادَ: فأربٌ من الآرَاب جَاءَ بِهِ فدَعُوه. وَرب: قَالَ اللَّيث: الوِرْبُ: العُضو؛ يُقال: عُضْوٌ مُوَرَّب، أَي مُوَفَّر. قلت: المَعروف فِي كَلَامهم: الإرْب العُضو، وَلَا أنكر أَن يكون الوِرْب لُغَة، كَمَا يَقُولُونَ فِي الْمِيرَاث: وَرِث، وأَرث. قَالَ اللّيث: والمُواربة: المُداهاة والمُخَاتلة. وَقَالَ بعضُ الْحُكَمَاء: مُواربة الأرِيب جَهل وعَناء؛ لِأَن الأريب لَا يُخْدع عَن عَقْله. قلت: المُواربة، مَأْخُوذَة من الإرْب، وَهُوَ الدَّهاء، فحوِّلَت الْهمزَة واواً. والوَرْبُ: الفَساد. وَقَالَ أَبُو عُبيد: يُقَال: إِنَّه لذُو عِرْق وَرِب، أَي فَاسد؛ وَقَالَ أَبُو ذَرّة الهُذليّ: إِن يَنْتَسِبْ يُنْسَبْ إِلَى عِرْقٍ وَرِبْ أَهلِ خَزُوماتٍ وشَحَّاجِ صَخِبْ

وَيُقَال: سَحابٌ وَرِب: واهٍ مُسْترخٍ؛ وَقَالَ أَبُو وَجْزة: صابَتْ بِهِ دَفَعاتُ اللاّمع الوَرِب صابت تَصْوب: وَقَعَتْ. قَالَ: والتّوريب، أَن تُوَرِّيَ عَن الشَّيْء بالمُعارضات المُباحات. أبر: فِي الحَدِيث: (خَيْر المَال مُهْرَةٌ مَأمورة وسِكّة مَأْبُورة) . قَالَ أَبُو عُبيد: المَأْبورة: الَّتِي لُقِّحت. يُقَال: أَبَرت النَّخْلَة، فَأَنا آبُرها أَبْراً. وَهِي نَخل مَأْبُورة؛ وَمِنْه الحَدِيث: (مَن بَاعَ نخلا قد أُبرت فثمرتُها للْبَائِع إِلَّا أَن يَشْترطها المُبْتَاع) . قلت: وَذَاكَ لِأَنَّهَا لَا تُؤبر إِلَّا بعد ظُهور ثَمَرَتهَا وانشقاق طَلعها وكَوافِيرها عَن غَضِيضها. وشبّه الشافعيّ ذَلِك بِالْولادَةِ فِي الْإِمَاء إِذا بِيعَتْ حَامِلا وتبعها ولدُها، وَإِن وَلدته قبل ذَلِك كَانَ الْوَلَد للْبَائِع إِلَّا أَن يَشْتَرِطه المُبتاع مَعَ الأُم. وَكَذَلِكَ النّخل إِذا أُبر؛ وَقَالَ طرفَة: وليَ الأصْلُ الَّذِي فِي مِثْله يُصْلِح الآبِرُ زَرْعَ المُؤْتَبِرْ فالآبر: الْعَامِل. والمُؤتبر: ربُّ الزَّرْع. والمَأبور: الزّرع والنّخل المُصْلح. شَمر، عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَبَرْتُ النخلَ، إِذا أصْلَحْتَه. قَالَ: وَقَالَ أَبُو مَعمر، عَن عبد الْوَارِث، عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء، قَالَ: يُقَال: نَخل قد أُبِّرت، ووُبِرت، وأُبِرَت، ثَلَاث لُغَات: فَمن قَالَ: أبِّرت، فَهِيَ مُؤَبَّرة. وَمن قَالَ: وُبِرت، فَهِيَ مَوْبُورة. وَمن قَالَ: أبِرت، فَهِيَ مَأْبُورة. أَي مُلَقَّحة. وَقَالَ أَبُو عبد الرحمان: يُقَال لكُل مُصْلِح صَنعة: هُوَ آبِرُها. وَإِنَّمَا قيل للمُلقّح: آبِر، لِأَنَّهُ مُصْلِح؛ وَأنْشد: فَإِن أنتِ لم تَرْضَيْ بِسَعْيِي فاتركي لِيَ البَيْت آبُرْه وكُونِي مَكانِيا أَي: أُصلحه. أَبُو عُبيد، عَن الْكسَائي: أَبَرَتْه العَقْربُ تَأْبِرُه، إِذا لَدَغَتْه. وَهِي آبرة. وإبرة العَقرب، للَّتِي تَلْدغ بهَا. وَقَالَ أَبُو الهَيْثم: إبرة الذّراع: طَرفُ العَظْم الَّذِي من عِنْده يَذْرَع الذَّارِع. قَالَ: وطَرف عَظْم العَضُد الَّذِي يَلي المِرْفق يُقال لَهُ: القَبِيح. وزُجّ المِرْفق بَين القَبِيح وَبَين إبرة الذِّرَاع؛

وَأنْشد: حيثُ تلاقي الإبرةُ القَبِيحا وَيُقَال لِلْمِخْيَط: إبْرة. وَجَمعهَا: إبَر. وَالَّذِي يسوّي الإبر يُقَال لَهُ: الأبّار. أنْشد شمر لِابْنِ الْأَحْمَر فِي صفة الرِّياح: أَرَبّتْ عَلَيْهَا كُلُّ هوجاء سَهْوة زَفُوف التَّوالي رَحْبة المُتَنَسَّم إباريّة هَوْجاء مَوْعدها الضُّحَى إِذا أَرْزَمَت جَاءَت بوِرْدٍ عَشَمْشَم رَفُوفٍ نِيَافٍ هَيْرَعٍ عَجْرفيّة تَرى البِيدَ من إعْصافها الجَرْي تَرْتَمِي تحنّ وَلم تَرأم فَصِيلاً وَإِن تجِدْ فَيَافِيَ غِيطان تَهَدَّج وتَرْأمِ إِذا عَصَبَتْ رَسْماً فَلَيْسَ بدَائِمٍ بِهِ وَتِدٌ إِلَّا تَحِلّةَ مُقْسِمِ ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: أبَر، إِذا آذَى؛ وأبَر، إِذا اغتاب، وأَبر، إِذا لَقّح النّخل، وَأبر: أصلح. أَبُو عبيد: المآبر: النّمائم. واحدتها: مِئبرة؛ وَأنْشد شَمر: وَمن دَسّ أَعْدائِي إليكَ المآبِرَا قَالَ شَمر: وَيُقَال لِلْلِّسّان: مِئبر، ومِذْرب، ومِفْصل، ومِقْول. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المَأْبر، والمِئْبَر: المِحَشّ الَّذِي تُلقَّح بِهِ النَّخلة. بار: وَفِي الحَدِيث: إنّ رجلا أَتَاهُ الله مَالا فَلم يَبْتَئر خَيْراً. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْكسَائي: مَعْنَاهُ، لم يُقَدِّم خيرا. وَقَالَ الْأمَوِي: هُوَ من الشَّيْء يُخْبأ، كأنّه لم يُقَدّم لِنَفْسه خيرا خَبَأه لَهَا. قلت: ويُقال للذَّخِيرة يَدَّخرها: بَئِيرَة. ويُقال: بأرت الشيءَ، وابْتأَرته، إِذا ادَّخرتَه وخَبَأْتَه. وَقَالَ الْأمَوِي: وَمِنْه قيل للحُفْرة: البُؤْرَة. وَقَالَ أَبُو عُبيد فِي الابتئار: لُغتان: يُقَال: ابْتَأَرت، وائْتَبْرت، ابْتئاراً، وائتباراً؛ وَقَالَ القُطاميّ: فَإِن لم تَأتَبِرْ رَشَداً قُرَيْشٌ فَلَيْسَ لسائِر النَّاس ابْتِئَارُ يَعْنِي: اصطناع الْخَيْر والمَعروف وتَقْدِيمه. وَيُقَال ل (إرَة) النَّار: بُؤْرَة، وَجَمعهَا: بُؤَر، والبِئر: مَعْرُوفَة، وَجَمعهَا: بِئار، وآبار، وحافرُها: بأَّر؛ وَيُقَال: أبَّار. وبأرتُ بِئْراً، إِذا حَفَرْتَها. وبر: قَالَ اللَّيث: الوَبَرُ: صُوف الإِبل والأَرْنب وَمَا أَشْبَهها، وَجمعه: الأوْبار. قلت: وَكَذَلِكَ وَبَرُ السّمُّور والثّعالب والفَنَك. وَفِي حَدِيث الشُّورى: إنّ السِّتَّة لمّا اجْتَمعُوا تكلّموا فَقَالَ قائلٌ مِنْهُم فِي

خُطبته: لَا تُوَبِّروا آثَاركُم فتُولِتُوا دِينَكم. هَكَذَا رَواه الرِّياشي بِإِسْنَاد لَهُ فِي حَدِيث طَوِيل أَخبرني بِهِ المُنذري، عَن الصَّيداوي، عَن الرِّياشي. قَالَ: وَقَالَ الرِّياشي: التَّوْبِير: التَّعْفِية ومَحْو الأَثر. قَالَ: وَإِنَّمَا يُوَبِّر من الدّواب التُّفَهُ، وَهُوَ عَناق الأَرْض، والأرنب. يُقَال: وَبَّرت الأرْنبُ فِي عَدْوها، إِذا جَمعت بَرَاثنها لتُعَفِّي أثَرها. قلت: وَكَانَ شَمر رَوَى هَذَا الْحَرْف فِي حَدِيث الشُّورى: لَا تُوَبِّروا آثَاركُم فتُولتوا أَنْفُسَكم، ذَهب بِهِ إِلَى الوَتْر والثأر، وَالصَّوَاب مَا رَواه الرِّياشيّ. أَلا ترى أَنه يُقَال: وَتَرْت فلَانا أَتِره، من الوَتْر، وَلَا يُقَال: أَوْتَرْت. ورَوى ابْن هانىء، عَن أبي زيد، يُقَال: وَبَّر فلانٌ على فلانٍ الأمْرَ، أَي عمّاه عَلَيْهِ؛ وأَنْشد أَبُو مَالك لجَرِير: فَمَا عَرَفَتْك كِنْدَة عَن يَقينٍ وَمَا وَبَّرْتُ فِي شُعَبِي ارْتِعَابَا يَقُول: مَا أَخْفيت أَمرك ارتعاباً وَلَكِن اضْطراراً. وروى أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: إِنَّمَا يُوبِّر من الدوابّ الأرْنب وشيءٌ آخر. قلت: هُوَ التُّفَهُ. قَالَ: والتَّوْبير: أَن تَتْبع المكانَ الَّذِي لَا يَسْتَبين فِيهِ أثرُها، وَذَلِكَ أَنَّهَا إِذا طُلبت نظرت إِلَى صَلابة من الأَرْض فَوَثَبت عَلَيْهَا لئلاّ يَستبين فِيهِ أثرُها لصَلابته. وَقَالَ اللَّيْث: الوَبْر؛ والأُنثى: وَبْرة: دويْبة غَبراء على قَدر السِّنَّور حَسنة العَيْنين شَدِيدَة الحَياء تكون بالغَوْر. وَأَخْبرنِي المُنذريّ، عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي، أنّه قَالَ: فلَان أَسْمج من مُخَّة الوَبْر، لسُهُولَة مخرج مُخّه. وروى سلَمة، عَن الْفراء، قَالَ: يُقَال: فلانٌ آدم من الوِبارة؛ جمع: الوَبْر. والعربُ تَقول: قَالَت الأرنبُ للوَبْر: وَبَرْ وَبْر، عَجُزٌ وصَدْر، وسائرك حَفْرٌ نَفْر. فَقَالَ لَهَا الوَبْر: أرَان أران، عَجُزٌ وكَتِفان، وسائرك أُكْلَتان. أَبُو عُبيد، عَن الْأَصْمَعِي: يُقال للمُزْغبة من الكمأَة: بَنَات أَوْبر، واحدتها: ابْن أَوْبَر، وَهِي الصّغار؛ وأَنشد الأَحْمر: وَلَقَد بَنَيْتُك أكْمُؤا وعَساقِلاً وَلَقَد نَهَيْتُك عَن بَنات الأَوْبَر وَقَالَ اللَّيْث: وَبَارِ: أَرض كَانَت من محالّ عادٍ بَين اليَمن ورِمال يَبْرِين، فَلَمَّا هَلكت عَاد وأَوْرث الله دِيَارهمْ الجِنَّ، فَلَا يَتقاربها أَحَدٌ من النَّاس؛ وأَنشد: مِثْل مَا كَانَ بَدْءُ أهْل وَبَارِ

وَقَالَ محمّد بنُ إسْحاق بن يَسَار: وَبَارِ: بَلْدَة يَسْكنها النَّسْناس. وَالله أَعْلم. بور: قَالَ الْأَصْمَعِي: بار يَبُور بَوراً، إِذا جَرَّب. وبار الفَحْل الناقةَ يَبُورُها بَوْراً، إِذا جَعل يَتَشَمَّمها لينظُر ألاقحٌ هِيَ أم لَا. قَالَ: وَقَالَ ابْن زُغْبَة: وطَعْنٍ كإيزاغِ المَخَاض تَبُورُها قَالَ أَبُو عبيد: قولُه: كإيزاغ الْمَخَاض، يَعْنِي: قَذفها بأَبوالها، وَذَلِكَ إِذا كَانَت حوامل. شَبّه خُروج الدَّم برمي المخَاض أَبوالها. وَقَوله: تَبورها، أَي تختبرها أَنْت حِين تعرضها على الْفَحْل لتنظر ألاقح هِيَ أم لَا؟ وَقَالَ اللَّيْث: فحلٌ مِبْوَرٌ، إِذا عرف ذَلِك مِنْهَا. وَقَالَ أَبُو عُبيد: يُقَال للرجل إِذا قذف امْرَأَة بِنَفسِهِ: إِنَّه فجَر بهَا، فَإِن كَانَ كَاذِبًا فقد ابْتَهرها، وَإِن كَانَ صَادِقا فَهُوَ الابْتيار؛ افتعال من: بُرْت الشَّيْء أَبُوره، إِذا خبرته؛ قَالَ الكُميت: قبيحٌ بمِثلِيَ نَعْتُ الفَتا ةِ إمّا ابْتهاراً وإمّا ابْتِيارَا وَيُقَال: بارت السُّوق تَبُور. وبارت البِيَاعَاتُ، إِذا كَسَدَت. وَمن هَذَا قيل: نَعوذ بِاللَّه من بَوَارِ الأيِّم، وَهُوَ أَن تَبْقَى المرأةُ فِي بَيتها لَا يَخْطُبها خاطبٌ. والبَوار: الفَسَاد. وَفِي حَدِيث: كنّا نَبُور أَوْلَادنَا بحُبّ عليَ عَلَيْهِ السَّلَام، أَي نختبر ونمتحن. وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله جَلّ وَعز: {السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْماً} (الْفَتْح: 12) . قَالَ: البُور، مصدر، يكون وَاحِدًا وجَمْعاً. يُقَال: أَصبَحت مَنَازِلهمْ بُوراً، أَي لَا شَيْء فِيهَا. وَكَذَلِكَ أَعمال الكفّار تَبْطُل. وَأَخْبرنِي المُنذريّ، عَن الحرانيّ، عَن ابْن السِّكيت، عَن أبي عُبيدة: رَجُلٌ بُورٌ، ورَجُلان بُور، وقومٌ بُور، وَكَذَلِكَ الأُنثى، وَمَعْنَاهُ: هَالك. وَقد يُقال: رجلٌ بائر، وقومٌ بُور. وأَنْشد: يَا رسولَ المَليك إنّ لسانِي راتقٌ مَا فَتَقت إِذْ أَنا بُورُ وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: البائر: الْهَالِك، والبائر: المجرِّب، والبائر: الفاسِد، وسُوق بائرة، أَي فَاسِدَة. وَقَالَ اللَّيْث: البَوار: الهَلاَك. ورجلٌ حائرٌ بائر، لَا يتَّجه لشَيْء، ضالٌّ تائه.

وَفِي كتاب النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأُكَيدر دُومة: (وَلكم البُور والمَعَامي وأَغْفال الأَرْض) . قَالَ أَبُو عُبيد: البُور: الأَرْض الَّتِي لم تُزْرع. والمَعَامي: المجهولة. والأغْفال، نَحْوهَا. قَالَ: وَقَالَ الْأَحْمَر: يُقَال: نَزلتْ بَوَارِ على النَّاس، بِكَسْر الرَّاء؛ وَقَالَ أَبُو مُكْعِبٍ الأسدِيّ: قُتِلت فَكَانَ تَبَاغِياً وتَظالُماً إنّ التظالُم فِي الصَّديق بَوَار وَكَذَلِكَ: نزلت بَلاَءِ على النَّاس. بَرى: قَالَ اللَّيث: يُقال: بَرى العُود يَبْريه بَرْياً. وبَرى القَلم يَبْريه بَرْياً. قَالَ: وناسٌ يَقُولون: هُوَ يَبْرُو القَلم، وهم الَّذين يَقُولُونَ: البُرَّ. قَالَ: وبُرَةٌ مَبْرُوّة، أَي مَعْمولة. وناقة مُبْرَاةٌ: فِي أَنْفها بُرَةُ، وَهِي حَلقة من فِضّة أَو صُفْر تُجْعل فِي أَنفها إِذا كَانَت دقيقةً مَعطوفة الطَّرَفَيْن. وَنَحْو ذَلِك قَالَ الأصمعيّ فِي البُرَة والناقة المُبَراة. وتُجْمع البُرة: بُرًى، وبُرِين. والبَريّ: السّهم المَبْرِيّ الَّذِي قد أُتمّ بَرْيُه وَلم يُرَشْ وَلم يُنْصَل. والقِدْح أوّل مَا يُقْطع يُسمَّى: قِطْعاً. ثمَّ يُبْرَى فيُسَمَّى: بَرِيّاً. فَإِذا سُوِّم وأَنَى لَهُ أَن يُرَاش ويُنْصَل، فَهُوَ القِدْح. فَإِذا رِيش ورُكِّب نَصْلُه كَانَ سَهْماً. ابْن السِّكّيت: بَرَيْت الْقَلَم أَبْريه برْياً. وبارَيْت فلَانا مُباراة، إِذا كنت تفعل مِثل فِعْله. وفلانٌ يُباري الرّيح سَخَاءً. ويُقال: تَبَرّيت لفلانٍ: إِذا تَعَرَّضتَ لَهُ. وتَبَرَّيتهم، مثله؛ وَأنْشد: وأَهْلة وُدَ قد تَبَرَّيْتُ وُدَّهَم وأَبْلَيْتُهم فِي الحَمْد جُهْدي ونائِلِي وَيُقَال: بَرى فلانٌ لفلانٍ يَبْرِي لَهُ، إِذا عَرَض. وَقَالَ الأَصْمعيّ: بَرَيت النَّاقة، إِذا حَسَرتها، فَأَنا أبريها بَرْياً؛ مثل بَرْي القَلم. وبَرى يَبْري بَرْياً، إِذا نحَت. وَمَا وَقع من نَحْت، فَهُوَ بُرَاية. ويُقال للبعير إِذا كَانَ ذَا بَقَاء على السَّيْر: إِنَّه لذُو بُراية؛ وَأنْشد:

على حَتِّ البُرَاية زَمْخريّ السَّ واعِدِ ظَلَّ فِي شَريٍ طِوالِ يصف ظَلِيماً. قَالَ: وبَرى لَهُ يَبْرِي بَرْياً؟ إِذا عارَضه وصَنع مثل مَا صَنع. وَمثله: انْبرى لَهُ. وهما يَتباريان، إِذا صَنع كُلّ واحدٍ مِنهما صَنِيع صاحِبه. وأبربت النَّاقة، جعَلت لَهَا بُرَة. وَمن مهموزه برأَ: المُزني، عَن ابْن السِّكيت: برأتُ من الْمَرَض أَبْرأ بَرْءًا، وبَرِئْت أَبْرأ بُرْءًا. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: بَرىء، إِذا تخلّض، وبَرىء، إِذا تنزَّه وتَباعد، وبَرىء، إِذا أَعْذر وأنْذَر؛ وَمِنْه قولُ الله عزَّ وجلّ: {بَرَآءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} (التَّوْبَة: 1) أَي إعْذار وإنذار. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: برأت من الْمَرَض بُروءاً، لُغَة تَمِيم، وأَهْل الْحجاز يَقُولُونَ: برأت من الْمَرَض بَرْءًا. وأَبرأه الله من مَرضه إبْرَاءً. وَقَالَ أَبُو زيد، برأتُ من الْمَرَض، لُغة أهل الْحجاز، وَسَائِر الْعَرَب يَقُولُونَ: بَرِئْت من الْمَرَض. قَالَ: وَأما قَوْلهم: برئتُ من الدَّين أَبْرأَ بَرَاءةً؛ وَكَذَلِكَ: بَرِئْتُ إِلَيْك من فلَان أَبْرَأَ بَراءةً، فَلَيْسَ فِيهَا غير هَذِه اللُّغة. وَقَالَ الفَرّاء فِي قَول الله عزَّ وجلّ: {وَقَوْمِهِ إِنَّنِى بَرَآءٌ مِّمَّا} (الزخرف: 26) . الْعَرَب تَقول: نَحن مِنْك الَبَراء والخَلاء، وَالْوَاحد والاثنان والجميع من المذكّر والمؤَنث، يُقَال فِيهِ: بَراء، لِأَنَّهُ مَصْدر، وَلَو قَالَ: برىء، لقِيل فِي الِاثْنَيْنِ: بريئان، وَفِي الْجَمِيع: بريئون، وبِراء. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: الْمَعْنى فِي البَراء أَي ذُو البَراء مِنْكُم، وَنحن ذُو البَراء مِنْكُم. وَقَالَ الْأَصْمَعِي نَحوا مِمَّا قَالَ الفَراء، وَزَاد فِيهِ: نَحن بُرآء، على فُعلاء، وبِراء، على فِعَال، وأبْرياء. وَفِي المؤنّث: إِنَّنِي بريئة؛ وَفِي الْمثنى: بريئتان؛ وَفِي الْجَمِيع: بريئات، وبَرايا. وبرأ الله الْخلق يَبْرؤهم بَرْءًا. وَالله البارىء الذّارىء. والبريّة: الخَلْق، بِلَا هَمز. قَالَ الفَراء: هِيَ من: بَرأ الله الخَلق، أَي خَلقهم. قَالَ: وَإِن أُخذت من البَرَى وَهُوَ التُّرَاب، فأصلُها غير الْهَمْز؛ وأَنشد: بفِيك مِن سَارٍ إِلَى القَوْمِ البَرَى أَي: التُّراب. وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ يُونس، أهْل مَكَّة يُخالفون غَيرهم من العَرب فيهمزون

النبىء، والبريئة، والذَّريئة، من ذَرأ الله الْخلق، وَذَلِكَ قَلِيل. وَقَالَ الفَراء: النبىء، هُوَ من أنبأ عَن الله، فتُرك هَمزُه. وَإِن أَخَذته من النَّبْوة، والنّباوة، وَهِي الِارْتفَاع عَن الأَرْض، أَي إِنَّه أشرف على سَائِر الخَلْق، فأصله غير الْهَمْز. قَالَ القُتَيبي: آخر لَيْلَة من الشَّهْر تُسَمَّى: بَراء، يَبْرَأ فِيهَا القَمَرُ من الشَّمس. قَالَ الزّجاج: يُقَال: بَرَأت من الرّجل والدّين بَرَاءةً. وبَرئْت من الْمَرَض، وبَرَأت. وبَرأت أَبْرأ بَرْءًا. قَالَ: وَقَالَ: وبَرَأت أَبْرُؤ بَرْءًا. قَالَ: وَلم نجد فِيمَا لامه هَمزة: فَعَلت أفْعُل؛ وَقد اسْتَقصى العُلماء باللّغة هَذَا فَلم يَجدوه إِلَّا فِي هَذِه الْحُرُوف. ثمَّ ذكر: قَرَأت أقرؤ، وهَنَأْت البَعيرَ أهْنُؤُه. قَالَ: وَقَول الله تَعَالَى: {بَرَآءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} (التَّوْبَة: 1) : فِي رفع {بَرَاءَةٌ قَولَانِ: أَحدهمَا: على خبر الِابْتِدَاء، الْمَعْنى: هَذِه الْآيَات بَرَاءَة من الله وَرَسُوله. وَالثَّانِي: بَرَاءَة، ابْتِدَاء، وَالْخَبَر: إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ} (التَّوْبَة: 1) . وكلا الْقَوْلَيْنِ حَسَن. أَبُو عُبيد، عَن الْأمَوِي: البَرَى: التُّراب. وَكَذَلِكَ قَالَ الفَرّاء وَابْن الأعرابيّ. وَقَالَ الأصمعيّ: مَطر ذُو بُراية: يَبْري الأَرْض ويَقْشرها. قَالَ: والبُراية: القُوّة. ودابّة ذَات بُراية، أَي ذَات قُوّة على السَّيْر. وَقيل: هِيَ قويّة عِنْد بَرْي السّيْر إيّاها. ويُقال: بارأْتُ المرأةَ والكَرِيَّ أُبارئهما مُبارأةً، إِذا صالَحْتَهما على الفِراق. أَبُو الهَيْثم: الوَرى والبَرى، مَعْنَاهُمَا وَاحِد، يُقَال: هُوَ خَير الوَرَى والبَرى، أَي خَير الخَلق. والبَرِيّة: الخَلْق. قَالَ: وَالْوَاو تُبدل من الْبَاء، فَيُقَال: بِاللَّه لَا أفعل، ثمَّ قَالُوا: وَالله لَا أَفعل. قَالَه الفَرّاء، وَقَالَ: الجالب لهَذِهِ الْبَاء فِي الْيَمين (بِاللَّه مَا فَعَلت) إِضْمَار (أَحْلف) ، يُرِيد: أَحلف بِاللَّه. قَالَ: وَإِذا قلت: وَالله لَا أفعل ذَاك، ثمَّ كنّيت عَن اسْم الله، قلت: بِهِ لَا أفعل ذَلِك، فَتركت الْوَاو وَرجعت إِلَى الْبَاء. والبُرْأة: فُتْرة الصّائد الَّتِي يَكْمُن فِيهَا.

وَالْجمع: بُرأ؛ وَقَالَ الأعْشى: بهَا بُرَأٌ مِثْلُ الفَسِيل المُكَمَّمِ والاسْتِبراء: أَن يَشْتري الرَّجل جَارِيَة فَلَا يَطَؤُهَا حَتَّى تَحِيض عِنْده حَيضةً ثمَّ تَطْهُر. وَكَذَلِكَ إِذا سباها لم يَطَأها حَتَّى يَسْتَبرئها بحَيْضة. وَمَعْنَاهُ: طَلب براءتها من الحَمل. واسْتبرأ الذَّكَرَ: طَلب بَراءته من بقيّة بَوْل فِيهِ بتَحْريكه ونَتْره وَمَا أَشبه ذَلِك حَتَّى يَعْلَم أنّه لم يَبق فِيهِ شَيْء. عَمْرو، عَن أَبِيه: البَراء: أوّل يَوْم من الشَّهْر. وَقد أَبْرَأ، إِذا دَخل فِي البَراء. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: البَراء: آخر لَيلة من الشَّهر. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: وَيُقَال لآخر يَوْمٍ مِن الشَّهر: البَراء؛ لِأَنَّهُ قد بَرىء من هَذَا الشَّهر. وَابْن البَراء: أول يَوْم من الشَّهر. وَقَالَ الْمَازِني: البَراء: أول لَيْلَة من الشَّهر؛ وأَنشد: يَوْمًا إِذا كَانَ البَراء نَحْسَا أَي إِذا لم يكن فِيهِ مطر، وهم يَستحبّون المَطر فِي آخر الشَّهْر. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: البَراء من الأيّام: يَوْم سَعد يُتبرَّك بكُل مَا يَحدث فِيهِ؛ وَأنْشد: كَانَ البَراء لَهُم نَحساً ففَرَّقهم وَلم يكُن ذَاك نحساً مُذ سَرَى القَمَرُ وَقَالَ الآخر: إنّ عَبِيداً لَا يكون عُسّا كَمَا البَراء لَا يكون نَحْسا وَقَالَ أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ: أَبْرَأ، إِذا دَخل فِي البَراء، وَهُوَ أوّل الشَّهر. وَأَبْرَأ، إِذا صَادف بَريَّا، وَهُوَ قَصب السُّكَّر. قلت: قولُه: أَبْرَأ، إِذا صَادف بريّاً، وَهُوَ قصب السكر: أَحْسَبه غير صَحِيح. وَالَّذِي أعرفهُ: أَبَرْتُ، إِذا صادفت بريّاً، وَهُوَ سُكر الطَّبْرَزَذ. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: البَريء: المُتَفَصِّي القبائح، المُتَنحِّي عَن الْبَاطِل وَالْكذب، الْبعيد عَن التُّهم، النَّقِيّ الْقلب من الشِّرك. والبَرِيء: الصَّحِيح الْجِسْم والعَقْل. رَبًّا: يُقال: رَبا الشيءُ يَرْبُو، إِذا زادَ. وَمِنْه أُخذ الرِّبَا الْحَرَام؛ وَقَالَ الله تَعَالَى: {هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَآءَاتَيْتُمْ مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَاْ فِى أَمْوَالِ النَّاسِ فَلاَ يَرْبُواْ عِندَ اللَّهِ وَمَآ ءاتَيْتُمْ مِّن} (الرّوم: 39) الْآيَة. قَالَ أَبُو إِسْحَاق: يَعني بِهِ دَفْع الْإِنْسَان الشيءَ ليعوَّض مَا هُوَ أَكثر مِنْهُ، فَذَلِك فِي أَكثر التّفسير لَيْسَ بِحرَام، وَلَكِن لَا ثَوَاب لمن زَاد على مَا أَخذ.

قَالَ: والرِّبا؛ رَبَوان: فالحرامُ كُلّ قَرْض يُؤْخذ بِهِ أَكثر مِنْهُ، أَو تجرُّ بِهِ مَنْفعة، فَحَرَام. وَالَّذِي لَيْسَ بِحرَام أَن يَهبه الْإِنْسَان يَسْتَدعي بِهِ مَا هُوَ أَكثر، أَو يُهدي الهَدِيَّة لِيُهدَى لَهُ مَا هُوَ أكثرُ مِنْهَا. وَقَالَ الْفراء: قرىء هَذَا الْحَرْف (لِيَربُوَ) بِالْيَاءِ، ونَصْب الْوَاو. قَرَأَهَا عَاصِم وَالْأَعْمَش. وَقَرَأَ أهلُ الْحجاز (لِتُرْبُوا) بِالتَّاءِ مَرْفوعة. وكُلٌّ صَوَاب. فَمن قَرَأَ (لِتُربوا) ، فالفِعل للْقَوْم الَّذين خُوطبوا، دلّ على نَصبها سُقوط النُّون. وَمن قَرَأَ (لِيَرْبُوَ) مَعناه: لِيَربُو مَا أعطَيْتم من شَيْء لِتَأْخُذُوا أَكثر مِنْهُ، فَذَلِك رُبُوّه، وَلَيْسَ ذَلِك زاكياً عِنْد الله، وَمَا آتيتم من زَكَاة تُرِيدُونَ وَجه الله فَتلك تَربُو بالتَّضعيف. وَفِي حَدِيث عَائِشَة: إِن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهَا: (مَا لي أَرَاك حَشْيَا رابية) . أَرَادَ ب (الرَّابية) : الَّتِي أَخذهَا الرَّبو، وَهُوَ البُهْرُ، وَكَذَلِكَ الحَشْيَا. وَقَالَ الله تَعَالَى: {كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ} (الْبَقَرَة: 265) . قَالَ أَبُو العبَّاس: فِيهَا ثَلَاث لُغات: رَبْوة، ورِبْوة، ورُبْوة؛ الِاخْتِيَار رُبْوة، لِأَنَّهَا أَكثر اللُّغات، وَالْفَتْح لُغة تَميم. قلتُ: وَهِي الرّباوة، والرّابية، والرّباة، كل ذَلِك مَا ارْتفع من الأَرْض. وَقَالَ الله تَعَالَى: {فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَآءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ} (الْحَج: 5) . وقُرىء: ورَبأت. فَمن قَرَأَ {وَرَبَتْ} فَهُوَ من: رَبًّا يَرْبو، إِذا زَاد على أَي الْجِهَات زَاد. وَمن قَرَأَ (وربأت) بِالْهَمْز، فَمَعْنَاه: ارْتفعت. وَقَالَ شَمِر: الرَّابِية: مَا رَبا وارْتفع من الأَرْض. وَجمع: الرَّبْوة: رُبًى، ورُبِيّ؛ وَأنْشد: ولاحَ إِذْ زَوْزَى بِهِ الرُّبِيّ وزَوْزى بِهِ، أَي انتصَب بِهِ. وَهِي الرّباوة. وَقَالَ ابْن شُميل: الرَّوابي: مَا أَشرف من الرَّمل، مثل الدَّكْدَاكة، غير أَنَّهَا أشدّ مِنْهَا إشرافاً، وَهِي أسهل من الدَّكْداكة، والدَّكداكة أشدّ اكتنازاً مِنْهَا وأَغْلظ. والرّابية فِيهَا خُؤورة وإشراف، تُنْبِت أَجود البَقل الَّذِي فِي الرِّمال وَأَكْثَره، يَنْزلُها النّاسُ. وَيُقَال: جَملٌ صَعْب الرُّبَة، أَي لَطيف الجُفْرة. قَالَه ابْن شُميل. قلتُ: وَأَصله رُبْوة؛ وأَنشد ابْن الأعْرابي:

هَل لكِ يَا خَدْلَة فِي صَعْب الرُّبَه مُعْترمٍ هامَتُه كالْحَبْحَبَهْ وَفِي حَدِيث رُوي عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي صُلْح أهل نَجْران: أَن لَيْسَ عَلَيْهِم رُبِّيّةٌ وَلَا دَمٌ. قَالَ أَبُو عُبيد: هَكَذَا رُوي بتَشديد الْبَاء وَالْيَاء. وَقَالَ الفَراء: إِنَّمَا هُوَ رُبْيَة، مخفّف، أَرَادَ بهَا الرِّبا الَّذِي كَانَ عَلَيْهِم فِي الجاهليّة، والدِّماء الَّتِي كَانُوا يُطْلبون بهَا. وَقَالَ الفَراء: ومِثل الرُّبْية من الرِّبا: حُبْية من الاحْتباء، سَماع من الْعَرَب، يَعْنِي أَنهم تكلّموا بهَا بِالْيَاءِ: رُبْيَة، وحُبْية، وَلم يَقُولُوا: رُبْوة، وحُبْوة، وأصلهما الْوَاو. أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد، يُقَال: جَاءَ فلَان فِي أُرْبِيّته، وَفِي أُرْبية من قومه، أَي فِي أهل بَيْته وَبني عَمه، وَلَا تكون الأُرْبِيّة من غَيرهم. وَقَالَ الْكسَائي: الأربيّة، مشدّدة: أصل الفَخِذ. وَقَالَ ابْن شُميل: هِيَ مَا بَين الفَخِذ وأسفل البَطْن. قَالَ شمر: قَالَ الفزاريّ: الأُرْبيّة: قريبةٌ من العَانة. وللإنسان أُرْبِيّتَان، وهما يكتنفان الْعَانَة، والرُّفغُ تحتهما. المُنذريّ، عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقال رَبيتُ فِي حجره، ورَبَوْتُ، ورَبِيت، أَرْبَى رَبًّا وربُوّاً؛ وأَنشد: ومَن يَكُ سَائِلًا عنِّي فإنِّي بمكّة مَنْزلي وَبهَا رَبِيتُ قَالَ أَبُو سعيد: الرُّبْوة، بِضَم الرَّاء: عشرَة آلَاف من الرِّجال. والجميع: الرُّبَا؛ قَالَ العجّاج: بَينا همُ يَنْتظرون المُنْقَضَى منّا إِذا هُنّ أَراعِيلٌ رُبَى ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الرُّبْية: الفأر. وَجَمعهَا: رُبًى؛ وأَنشد: أَكَلْنا الرُّبى يَا أُمّ عَمْرٍ وومَن يكن غَرِيبا بأَرْضٍ يَأكُل الحَشراتِ قَالَ: والأرباء: الْجَمَاعَات مِن النَّاس. واحدهم: رَبْو، غير مَهموز. وَمن مهموزه ربأ: الرَّبيئة، وَهُوَ عَيْن القَوم الَّذين يَرْبَأ لَهُم فَوق مَرْبَأَةٍ من الأرْض. ويَرْتبىء، أَي يَقُوم هُنَالك. ومَرْبأة البازِي: منارةٌ يَرْبأ عَلَيْهَا، وخَفّف الراجز هَمْزها فَقَالَ: باتَ على مَرْبَاتِه مُقَيَّدَا وَيُقَال: أَرض لَا رِباء فِيهَا وَلَا وِطاء، مَمدودان. ورابأتُ فلَانا، إِذا حارَستَه وحارَسَك. أَبُو زيد: ربأتُ الْقَوْم أَرْبَؤهم رَبْئاً، إِذا

باب الراء والميم

كنتَ طَلِيعَة لَهُم فَوق شَرف. وَاسم الرجل: الرَّبيئة. وَيُقَال: مَا رَبَأْتُ رَبْئَهُ، وَمَا مَأَنْت مَأْنه، أَي لم أُبالِ بِهِ وَلم أَحْتَفل لَهُ. ورابأتُ فلَانا مُرابأة، إِذا اتَّقَيْته؛ وَقَالَ البَعِيثُ: فرابأتُ واسْتَتْمَمْتُ حَبْلاً عَقَدْته إِلَى عَظَماتٍ مَنْعها الجارَ مُحْكَمُ الأصمعيّ: رَبَوْت فِي بني فلَان أَرْبُو، إِذا نَبَتّ فيهم ونَشأت. قَالَ: ورَبَّيْت فلَانا أُرَبِّيه تَرْبِيةً، وتَرَبَّيْته، ورَبَيْته، ورَبَّيته، بِمَعْنى وَاحِد. وأَرْبى الرجلُ فِي الرِّبا، يُرْبِي. وسابّ فلانٌ فلَانا فأَرْبى عَلَيْهِ فِي السِّباب، إِذا زَاد عَلَيْهِ. وَيُقَال: إِنِّي لأَرْبأ بك عَن ذَلِك الْأَمر، أَي أَرْفَعك عَنهُ. وَيُقَال: مَا عرفت فلَانا حَتَّى أَرْبأ لي، أَي أَشْرف لي. (بَاب الرَّاء وَالْمِيم) ر م (وايء) أَمر، رمى، رام، ريم، مري، مار، (مور) ، مرأ، أرم، مرو، ورم. رمى: اللَّيث: رَمَى يَرْمِي رَمْياً، فَهُوَ رامٍ؛ وَقَالَ الله تَعَالَى: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَاكِنَّ اللَّهَ رَمَى} (الْأَنْفَال: 17) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: لَيْسَ هَذَا نَفْي رَمْي النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ولكنّ الْعَرَب خُوطبت بِمَا تَعْقل. ويُروى أنّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لأبي بكر: ناوِلْني كَفّاً مِن تُرابِ بَطْحاء مكّة، فَنَاوَلَهُ كفّاً فَرمَى بِهِ، فَلم يَبق مِنْهُم أحدٌ من العَدُوّ إلاّ شُغل بعَيْنيه. فأَعلم الله عزّ وجلّ أَن كفّاً من تُرَاب أَو حَصى لَا يَملأ بِهِ عُيُون ذَلِك الْجَيْش الْكثير بَشَرٌ، وأَنه سُبحانه وتعالَى تولَّى إِيصَال ذَلِك إِلَى أَبْصَارهم، فَقَالَ: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ} (الْأَنْفَال: 17) أَي لم يُصب رَمْيك ذَلِك ويَبْلغ ذَلِك المَبلغ، بل إِنَّمَا الله عز وَجل تولّى ذَلِك. فَهَذَا مجَاز قَوْله: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَاكِنَّ اللَّهَ رَمَى} (الْأَنْفَال: 17) . ورَوى أَبُو عَمْرو، عَن أبي العبّاس أَنه قَالَ: مَعْنَاهُ: وَمَا رَميت الرُّعْب والفَزَع فِي قُلوبهم إِذْ رَمَيْت بالحَصَى. وَقَالَ المُبرِّد: مَعْنَاهُ: مَا رميت بقُوّتك إِذْ رَميت وَلَكِن بقُوّة الله رَمَيْت. ابْن الْأَعرَابِي: رَمَى الرَّجُلُ، إِذا سافَر. قلت: وَسمعت أعرابيّاً يَقُول لآخر: أَيْن تَرْمي؟ فَقَالَ: أُرِيد بلدَ كَذَا وَكَذَا. أَرَادَ:

أيّ جِهة تَنْوي؟ ابْن الْأَعرَابِي: رمى فلَان فلَانا، أَي قَذفه. وَمِنْه قولُ الله عزّ وجلّ: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ} (النُّور: 4) مَعْنَاهُ: القَذف. ابْن الْأَعرَابِي: رَمَى فلانٌ يَرْمي، إِذا ظن ظنّاً غيرَ مُصِيب. قلت: هُوَ مثل قَوْله تَعَالَى: {رَجْماً بِالْغَيْبِ} (الْكَهْف: 22) . وَقَالَ طُفَيل يَصف الخَيل: إِذا قِيل نَهْنِهْهَا وَقد جَدَّ جِدُّها ترامَتْ كخذْرُوف الوَليد المُثَقَّفِ رَامت: تَتابعت وازدادت. يُقَال: مَا زَالَ الشَّرُّ يترامَى بَينهم، أَي يَتتابَع. وترامى الجُرْح والْحَبنُ إِلَى فَسادٍ، أَي تَراخَى فَصَارَ عَفِناً فاسِداً. وَيُقَال: ترامى فلَان إِلَى الظَّفَر، أَو إِلَى الخِذْلان، أَي صَار إِلَيْهِ. وَفِي حَدِيث زيد بن حَارِثَة أَنه سُبي فِي الجاهليّة، فتَرامَى بِهِ الأمْرُ إِلَى أَن صَار إِلَى خَديجة، فَوَهَبَتْه للنبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأَعْتقه. وَيُقَال: أَرْمَى الفرسُ براكبه، إِذا أَلْقَاهُ. وَيُقَال: أرميتُ الحِمْلَ عَن ظهر البَعير، فارْتمى عَنهُ، أَي طاحَ وسَقط إِلَى الأَرْض؛ وَمِنْه قَوْله: وسَوْقاً بالأَماعِز يَرْتَمِينا أَرَادَ: يَطْحِن ويَخْرِرْن. وَيُقَال: ترامى القَوم بالسّهام، وارْتَموا، إِذا رَمى بعضُهم بَعْضًا. ابْن السِّكيت: يُقَال: خرجت أَتَرَمَّى، إِذا جعلت تَرْمي فِي الأَغراض وَفِي أُصُول الشَّجر. وَخرجت أَرتمي، إِذا رميت القَنَصَ؛ وَقَالَ الشَّمّاخ: خَلَتْ غيرَ آثَار الأَراجِيل تَرْتَمي تَقَعْقَع فِي الآبَاطِ مِنْهَا وِفاضُها قَالَ: ترتمي، أَي تَرْمي الصَّيد والأَراجيل: رجالةٌ لُصُوص. وَيُقَال: فلَان مُرْتَمًى للْقَوْم، ومُرْتَبًى، أَي طَلِيعة. الأصمعيّ: المِرْماة: سَهم الأهداف. ورُوي عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَو أنّ أحدهم دُعي إِلَى مِرْمَاتَيْن لأجاب وَهُوَ لَا يُجيب إِلَى الصَّلَاة. قَالَ أَبُو عُبيد: وَيُقَال: إِن المِرْمَاتين: مَا بَين ظِلْفَي الشَّاة. وَفِي الحَدِيث: لَو أنّ رجلا دعَا الناسَ إِلَى مِرْماتين أَو عَرْق أجابُوه. قَالَ: وفيهَا لُغة أُخْرَى: مَرْماة. قَالَ: وَهَذَا حرف لَا أَدْرِي مَا وَجْهُه؟ إِلَّا أَنه هَكَذَا يُفَسَّر. وَالله أعلم.

وَأَخْبرنِي ابْن هاجك، عَن (ابْن) جبلة، عَن ابْن الْأَعرَابِي: المِرْماة: السهْم الَّذِي يُرمى بِهِ، فِي هَذَا الحَدِيث. قَالَ ابْن شُمَيْل: المَرامي: مثل المَسَالّ دَقيقة، فِيهَا شَيْء من طول، لَا حُرُوف لَهَا. قَالَ: والقِدْح بالحديدة: مِرْمَاةٌ. والحديدة وَحْدَها: مِرْمَاة. قَالَ: وَهِي للصَّيد، لِأَنَّهَا أخفّ وأَدَقّ. قَالَ: والمِرماة: قِدْح عَلَيْهِ ريشٌ وَفِي أَسْفله نَصْل مثل الإصْبَع. وَقَالَ أَبُو سعيد: المِرْمَاتان، فِي الحَدِيث: سَهمان يَرْمِي بهما الرَّجُلُ فيُحْرِز سَبقَه فَيَقُول: سابقَ إِلَى إحْراز الدُّنيا وسَبَقِها، ويَدَع سَبَق الْآخِرَة. أَبُو عُبيد، عَن الْأَصْمَعِي: الرَّمِيّ، والسَّقِيّ، على مِثَال فعيل: هما سَحابتان عَظيمتا القَطْر شَديدتا الوَقْع. قلت: وَجمع غيرُه الرَّمِي من السَّحَاب: أَرْمِية. وَجمعه اللَّيث: أَرْماء. وَقَالَ: هِيَ قطع من السَّحاب صِغار قَدْر الكفّ وَأعظم شَيْئا. وَالْقَوْل مَا قَالَه الأصمعيّ. وَفِي حَدِيث عمر: لَا تَبِيعوا الذَّهب بالفِضة إِلَّا يَداً بيدٍ هَاء وهاء، إنّي أَخَاف عَلَيْكُم الرماء. قَالَ أَبُو عُبيد: أَرَادَ بالرَّماء: الزِّيادة، يَعْنِي: الرِّبا، يُقَال، هِيَ زِيَادَة على مَا يَحلّ. وَمِنْه قيل: أرْمَيتُ على الْخمسين، أَي زِدت عَلَيْهَا، إرْمَاءً. وَرَوَاهُ بعضُهم: إِنِّي أَخَاف عَلَيْكُم الإرماء، فجَاء بالمَصْدر؛ وَأنْشد لحاتم الطائيّ: وأسمر خَطِّيّاً كأنّ كُعُوبه نَوَى القَسْب قد أَرْمَى ذِراعاً على العَشْر أَي: زَاد. أَبُو زيد: قد أرْمَيْت على الْخمسين، ورَمَيْت، أَي زِدْت. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ مثلَه. وَيُقَال: كَانَ بَين الْقَوْم رِمِّيّا ثمَّ حَجزتُ بَينهم حِجِّيزَى، أَي كَانَ بَين الْقَوْم تَرامٍ بِالْحِجَارَةِ ثمَّ تَوسَّطهم من حجز بَينهم وكفّ بَعضهم عَن بعض. وَفِي الحَدِيث الَّذِي جَاءَ فِي الْخَوَارِج: يَمْرُقون من الدِّين كَمَا يَمْرقُ السَّهمُ من الرّمِيّة. قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ الأصمعيّ وَغَيره: قَوْله الرميّة: هِيَ الطَّريدة الَّتِي يَرميها الصَّائِد،

وَهِي كل دابّة مَرميّة، وأُنِّثت لِأَنَّهَا جُعلت اسْما لَا نَعْتاً، يُقَال بِالْهَاءِ للذّكر والأُنثى. وَقَالَ مُليح الهُذليّ فِي الرَّميّ بِمَعْنى السَّحَاب: حَنِين اليَماني هاجَه بعد سَلْوةٍ وَمِيضُ رَمِيَ آخرَ اللَّيْل مُعْرِقِ وَقَالَ أَبُو جُنْدب الهُذلي، وجَمعَه أَرْميةٍ: هنالكَ لَو دَعَوْت أتَاك مِنْهم رجالٌ مِثْلُ أَرْميةِ الحَمِيمِ والحَميم: مَطر الصَّيف يكون عظيمَ القَطْر شَديد الوَقْع. أَبُو عُبيد: من أمثالهم فِي الْأَمر يُتقدّم فِيهِ قبل فعْله: قَبل الرِّماء تُمْلأ الكَنَائِن. والرِّماء: المُراماة بالنَّبْل. ابْن الأعرابيّ: الرّمِيّ: صَوت الحَجر الَّذِي يَرْمي بِهِ الصّبيّ. الأصمعيّ: رَمَاه بأَمر قَبِيح، ونثَاه، بمَعناه؛ وأَنْشد ابْن الأعرابيّ: وعَلَّمنا الصَّبْرَ آباؤُنا وخُطّ لنا الرَّمْيُ فِي الوَافِره قَالَ: والرَّمْي، أَن يُرْمَى بالقوم من بَلد إِلَى بَلد. والرَّمي: زِيَادَة فِي العُمر. والتَّرْماء، مثل الرِّماء، والمُراماة. ريم: الحرّاني، عَن ابْن السِّكيت: الرَّيْم: الْفضل، يُقَال: لهَذَا رَيْمٌ على هَذَا، أَي فَضل؛ وَقَالَ العجّاج: مُجَرِّساتٍ غِرّة الغَرِير بالزَّجْر والرَّيْم على المَزْجُورِ أَي مَن زُجر فَعَلَيهِ الفَضْلُ أبدا، لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُزْجَر عَن أَمْر قَصَّر فِيهِ، وَأنْشد: فأَقْعِ كَمَا أَقْعَى أَبُوك على اسْته يَرى أَن رَيْماً فَوْقه لَا يُعادِلُه والرَّيْم: عَظْم يَبْقَى بعد مَا يُقْسم لَحم جَزُور المَيْسر؛ وَقَالَ الشَّاعِر: وكُنتم كَعَظْمِ الرَّيْم لم يَدْرِ جازِر على أيّ بَدْأَي مَقْسِم اللَّحم يُوضَعُ قَالَ: وزَعم ابْن الأعرابيّ أنّ الرَّيْم: القَبر؛ وَقَالَ مَالك بن الرَّيْب: إِذا مِتُّ فاعْتادي الْقُبُور وسَلِّمي على الرَّيْم أُسْقِيت الغَمَامَ الغَوادِيَا قَالَ: والرِّيم: الظّبي الْأَبْيَض الْخَالِص الْبيَاض. أَبُو العبّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الرَّيم: الدَّرجة، والرَّيم: القَبر، والرَّيم: الظِّراب، وَهِي الجِبال الصِّغار، والرَّيم: العِلاوة بَين الفَوْدين، يُقَال لَهُ: البِرْواز، والرّيم: التباعد، مَا يَريم. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال عَلَيْك نَهَار رَيْمٌ، أَي عَلَيْك نهَارٌ طَوِيلٌ. وَقَالَ أَبُو مَالك: لَهُ رَيمٌ على هَذَا، أَي

فَضْل. وَقَالَ اللّيث: الرَّيْمُ: البَرَاح. والفِعْل: رَام يَرِيم. وَيُقَال: مَا يَرِيم يَفْعل ذَلِك، أَي مَا يَبْرح. وَقَالَ أَبُو العبّاس: كَانَ ابْن الْأَعرَابِي يَقُول فِي قَوْلهم: مَا رِمْتَ، بَلَى قد رِمْتَ. وَغَيره لَا يَقوله إلاّ بِحرف الجَحد. وأَنْشدني: هَل رَامني أحدٌ أَراد خَبيطَتي أم هَل تَعذَّرَ ساحَتِي وجَنَابِي قَالَ: يُرِيد: هَل بَرِحَني. وَغَيره يُنشده: مَا رامَني. وَيُقَال: رَيّم فلانٌ على فلَان، أَي زَاد عَلَيْهِ. روم: وأمّا: رام يَرُوم رَوْماً ومَرَاماً، فَهُوَ من بَاب الطَّلَب. والمَرام: المَطْلب. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الرَّوْمُ: شَحمة الأُذن؛ وَفِي الحَدِيث: تَعَهَّد المَغْفَلة والمَنْشلة والرَّوْمَ، وَهُوَ شَحمة الْأذن. أَبُو عُبيد، عَن ابْن الأعرابيّ، عَن الأصمعيّ: الرُّومة، بِلَا همزَة: الفِراء الَّذِي يُلْصق بِهِ رِيشُ السَّهْم. وبِئر رُومة: الَّتِي احتفرها عثمانُ بِنَاحِيَة المَدِينة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الروميُّ: شِراع السَّفِينة الفارغة. والمُرْبِع: شِرَاع المَلأْى. والرُّوم: جِيلٌ يَنْتمون إِلَى عِيصُو بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم، عَلَيْهِ السَّلَام. أَبُو عُبيد، عَن الْأَصْمَعِي: من الظِّباء الآرام، وَهِي البِيض الْخَالِصَة البَياض. وَقَالَ أَبُو زيد مِثلَه، وَقَالَ: وَهِي تَسْكُن الرِّمال. قَالَ: والرُّؤام والرُّؤال: اللُّعاب. ويُقال: رَئِمت الناقةُ وَلَدهَا، تَرْأَمه رَأْماً ورَأْمَاناً، إِذا أَحَبَّتْه. ورَئِم الجُرح رِئْمَاناً حَسَناً، إِذا الْتَحم. وأَرْأَمْت الجُرْحَ إرْآماً، إِذا داوَيْتَه. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الرَّأْم: الولَد. وقا اللّيث: الرَّأم: البَوُّ، وَولد ظُئرت عَلَيْهِ غير أُمّه؛ وأنْشد: كأُمهات الرَّأْم أم مَطافِلاَ وَقد رَئِمَتْه، فَهِيَ رائمٌ، ورَؤُومٌ. قَالَ ابْن السِّكيت: أَرْأَمْته على الأَمر، وأَظْأَرته، أَي أَكْرَهْتُه. والأثافيّ يُقال لَهَا: الرَّوَائم، لرِئْمانها الرَّمَاد. وَقد رَئِمت الرَّمَادَ، فالرَّمادُ كالولَد لَهَا. وأَرْأَمْناها، أَي عَطَفْنَاها على رَأْمها. أَبُو عُبيد، عَن الأمويّ: الرَّؤُم من الغَنم: الَّتِي تَلْحس ثِيَاب من مَرّ بهَا.

وَقَالَ غَيره: رَأَمْت القِدحَ أَرْأَمه، مثل رَأَبته أَرْأَبه، ولأَمْته أَلأمه، إِذا أصْلَحْتَه. أَبُو عُبيد، عَن الْأَصْمَعِي: إِذا عطفت الناقةُ على ولَد غَيرهَا، فَهِيَ رائِم. فَإِن لم تَرْأَمه وَلكنهَا تَشمّه وَلَا تَدِرّ عَلَيْهِ، فَهِيَ عَلُوق. مري مرو: قَالَ الله عزّ وَجل: {رَأَى أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى} (النَّجْم: 12) . قَالَ الْفراء: مَعْنَاهُ: أَفَتَجْحدونه؟ وَمن قَرَأَ: {رَأَى} ، فَمَعْنَاه: أفَتُجادلونه؟ قَالَ: وَهِي قِرَاءَة الْعَوام. ونحوَ ذَلِك قَالَ الزّجاج فِي تَفسير تُمرونه وتُمارونه. وَأَخْبرنِي المُنذريّ، عَن المبرّد، أَنه قَالَ فِي قَوْله: {رَأَى أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى} (النَّجْم: 12) أَي أتَدْفعونه عمّا يرى؟ قَالَ: و (على) فِي مَوضِع (عَن) . قَالَ: وَيُقَال مَرَاه مائةَ سَوْط، ومَراه مائةَ دِرْهم، إِذا نَقَده إيّاها. قَالَ: والمَرْيُ: مَسْح ضَرْع النَّاقة لتَدرّ. ويُقال: مَرى الفرسُ والناقةُ، إِذا قَامَ أحدُهما على ثلاثٍ ثمَّ مَسحَ الأَرْض بِالْيَدِ الأُخرى، وأَنْشد: إِذا حُطّ عَنْهَا الرَّحْلُ أَلْقَت برَأْسها إِلَى شَذَبِ العِيدان أَو صَفَنت تَمْرِي أَبُو عُبيد، عَن الكسائيّ: المَرِيّ: النَّاقة الَّتِي تَدِرّ على مَن يَمْسح ضَرْعَها. وَقد أَمْرَت. وَجَمعهَا: مَرَايا. وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: فِي قَوْلهم: مارَى فلانٌ فلَانا: مَعْنَاهُ: قد استخرج مَا عِنْده من الكَلام والحُجَّة، مَأْخُوذ من قَوْلهم: مَريت النَّاقة، إِذا مَسَحت ضَرْعها لتَدِرّ. ومَرت الريحُ السَّحابَ، إِذا أَنْزلت مِنْهُ المَطَر. قَالَ: وماريت الرجلَ، ومارَرْتُه، إِذا خالَفته وتَلَوَّيت عَلَيْهِ. وَهُوَ مَأْخُوذ من مِرَارِ الفَتْل، ومِرَار السّلسلة، تَلَوِّي حَلَقها إِذا جُرّت على الصَّفَا؛ وَفِي الحَدِيث: (سَمِعت الملائكةُ مثلَ مِرَار السّلسلة على الصَّفا) . قَالَ اللَّيْث: المريء: رَأس المَعِدَة والكِرش اللازق بالحُلقوم، وَمِنْه يدخُل الطَّعام فِي البَطن. قلت: وَقد أَقرأَني أَبُو بكر الإياديّ: المريء، لأبي عُبيد، فهَمزه بِلَا تَشْديد. وأقرأنيه المنُذري لأبي الهَيْثم، فَلم يَهْمز وشَدّد الْيَاء. وَقَالَ أَبو زيد: المَرِيّ: النَّاقة تُحْلب على غير وَلد، وَلَا تكون مَرِيّاً، ومعَها ولدُها، وَجَمعهَا: مَرايَا. وَجمع المِرآة: مَرَاءٍ، بِوَزْن مَرَاعٍ.

والعوام يَقُولُونَ فِي جمع الْمرْآة: مَرَايَا، وَهُوَ خطأ. أَبُو بكر: المِرَاء: المُماراة والجَدل. والمِرَاء أَيْضا: من الافتراء والشّكّ. {فَلاَ تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَآءً ظَاهِرًا} (الْكَهْف: 23) . قَالَ: وَأَصله فِي اللّغة: الجِدال وَأَن يسْتَخْرج الرجلُ من مُناظره كلَاما ومعاني الخُصومة وغَيرها، من مَرَيت الشَّاة، إِذا حلبتها واسْتخرجت لَبَنها. ورُوِي عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (لَا تُمَار فِي القُرآن فإنّ مِرَاءً فِيهِ كُفْرٌ) . يُقال: ماريت الرَّجلَ، ومارَرْتُه؛ وَمِنْه قَول أبي الْأسود أَنه سَأَلَ عَن رَجُل فَقَالَ: مَا فَعل الَّذِي كَانَت امْرَأَته تُشارُّه وتمارِيه. قَالَ أَبُو عُبيد: لَيْسَ وَجْه الحَدِيث عندنَا على الِاخْتِلَاف فِي التَّأْوِيل، وَلكنه عندنَا على الِاخْتِلَاف فِي اللَّفْظ، يَقْرَؤُهُ الرجلُ على حَرف فَيَقُول لَهُ الآخر لَيْسَ هُوَ هَكَذَا، ولكنّه على خِلَافه، وَقد أَنزلهما الله جَمِيعًا، يُعلم ذَلِك بِحَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (نزل القُرآن على سَبعة أحرف، فَإِذا جَحد كُلُّ واحدٍ مِنْهُمَا قِرَاءَة صَاحبه، لم يُؤْمَن أَن يكون ذَلِك قد أخرجه إِلَى الكُفر) . قَالَ اللّيْثُ: المِرْية: الشكّ؛ وَمِنْه: الامْتراء، والتماري فِي القُرآن. يُقَال: تمارَى يَتَمارَى تمارِياً، وامترى امْتراء، إِذا شَكّ. وَقَالَ الفَراء فِي قَوْله عزّ وجلّ: { ((غَشَّى فَبِأَىِّ آلا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ءِ رَبِّكَ} (النَّجْم: 55) يَقُول: بأيّ نعْمَة رَبك تُكَذِّب؟ إِنَّهَا لَيست مِنْهُ. وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: {بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْاْ} (الْقَمَر: 36) . وَقَالَ الزّجاج: الْمَعْنى أَيهَا الْإِنْسَان بأيّ نِعَم ربّك الَّتِي تدلّك على أَنه واحدٌ تَتشكَّك؟ والمِرْية: الشكّ. شَمر، قَالَ الأصمعيّ: المَرْو: حجارةٌ بِيض بَرّاقة تكون فِيهَا النَّار. وَقَالَ ابْن شُميل: المَرْوُ: حَجر أبيضُ رَقيق يُجعل مِنْهُ المظارّ يُذبح بهَا؛ يكون المَرو أَبيض كَأَنَّهُ البَرَد، وَلَا يكون أَسود وَلَا أَحْمَر، وَقد يُقدح بِالْحجرِ الأَحمر، وَلَا يُسمَّى مَرْواً. قَالَ: وَتَكون المَرْوة مثل جُمْع الْإِنْسَان وَأعظم وأَصْفر. قَالَ شَمر: وَسَأَلت عَنْهَا أعرابيّاً من بني أَسد، فَقَالَ: هِيَ هَذِه القَدّاحات الَّتِي يخرج مِنْهَا النَّار. وَقَالَ اللَّيْث: المُرِيّ، مَعروف. قلت: لَا أَدْري أعربيّ هُوَ أَم دَخيل. وَفِي الحَدِيث: (أَمْرِ الدمَ بِمَا شِئْت) ، أَي سَيِّله واسْتَخرجه، من: مَرى يَمْرِي. وَرَوَاهُ بَعضهم: أَمِرِ الدمَ، أَي أَجْره.

يُقَال: مار الدَّم يَمور، إِذا جَرى وسَال، وأَمَرْتُه أنَا. مرأ: وَقَالَ اللَّيْث: المُروءة: كَمَال الرُّجوليّة. وَقد مَرؤ الرّجل، وتَمَرَّأ، إِذا تكلَّف المُروءة. والمَرآة: مَصْدر الشَّيْء المَرْئيّ. ومَرئت الطَّعام: اسْتَمرأته، وَمَا كَانَ مَرِيئاً، وَلَقَد مَرُؤ، وَهَذَا يُمْرِىء الطَّعَام. وقَلَّما يَمْرأ لَك طَعام. أَبُو الْفضل، عَن ثَعلب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: مَا كَانَ الطَّعَام مَريئاً، وَلَقَد مَرَأ، وَمَا كَانَ الرجل مَريئاً. وَلَقَد مَرُؤ. وَقَالَ شَمر، عَن أَصْحَابه: يُقَال: مَرِىء لي هَذَا الطَّعَام، أَي استمرأتُه. وقلّما يَمْرأ لَك الطَّعَام. وَقد مَرُؤ الطَّعَام يَمْرؤ، ومَرِىء. يَمْرأ، ومَرأَ يَمْرَأ. وَيُقَال: مَا لَك لَا تَمْرأ؟ أَي مَا لَك لَا تَطْعم؟ وَقد مَرَأت، أَي طَعِمْت. والمَرْء: الإطعامُ على بِنَاء دارٍ، أَو تَزْويج. وَقَالَ الفَراء: هَنأني الطَّعَام ومَرَأني، وهَنِئني ومَرِئني، فإِذا أَفردوه عَن هنأَني قَالُوا: أمرأني، وَلَا يُقَال: أهنأَني. وَقَالَ ابْن شُميل: مرئت هَذَا الطَّعَام، أَي اسْتَمْرأتُه. ثَعْلَب، عَن سَلمَة، عَن الْفراء: يُقَال من الْمُرُوءَة: مَرؤ الرجلُ يَمرُؤ مُروءة. ومَرؤ الطعامُ يَمرؤ مَراءة. وَلَيْسَ بَينهمَا فرق إِلَّا اخْتِلَاف المَصْدَرين. وَكتب عمرُ بن الْخطاب إِلَى أبي مُوسى: خُذ النَّاس بالعربيّة فَإِنَّهُ يزِيد فِي العَقل ويُثبِّت المرُوءة. وَقيل للأَحنف: مَا المُروءة: قَالَ العِفّة والحِرْفة. وسُئل آخر عَن الْمُرُوءَة، فَقَالَ: الْمُرُوءَة ألاّ تفعل فِي السّر أمرا وَأَنت تَسْتَحِي أَن تَفْعله جَهْراً. وَقَالَ أَبُو زيد: مَا كَانَ الطَّعَام مَرِيئاً. وَلَقَد مَرْؤ مَراءةً. وَيُقَال: أمرأني الطعامُ إمْراءً. وَهُوَ طعامٌ مُمْرِىء. اللَّيْث: امْرَأَة، تَأْنِيث امرىء. وَيُقَال: مَرْأة. وَقَالَ أَبُو بكر بن الْأَنْبَارِي: الْألف فِي امْرَأَة وامرىء ألف وَصْل. قَالَ: وللعرب فِي الْمَرْأَة ثَلَاث لُغَات، يُقَال: هِيَ امْرَأَته، وَهِي مَرأتُه، وَهِي مَرتُه. قَالَ: وَقَالَ الْكسَائي والفَراء: امْرُؤ،

مُعْرَبٌ من الرّاء والهمزة، وَإِنَّمَا أَعرب من مكانَين، وَالْإِعْرَاب الْوَاحِد يَكْفي من الإعرابين، أَن آخِره هَمزة، والهمزة قد تُترك فِي كثير فِي الْكَلَام، فكرهوا أَن يَفتحوا الرَّاء ويتركوا الْهمزَة فَيَقُولُونَ: امْرَوْ، فَتكون الرَّاء مَفتوحة وَالْوَاو سَاكِنة، فَلَا يكون فِي الْكَلِمَة عَلامَة للرفع، فعرَّبوه من الرَّاء، ليكونوا إِذا تركُوا الْهمزَة آمِنين من سُقُوط الْإِعْرَاب. قَالَ الفرّاء: وَمن الْعَرَب من يُعربه من الْهَمْز وَحده، ويدع الرَّاء مَفْتُوحَة، فَيَقُول: قَامَ امْرَؤٌ، وَضربت امْرَأً، ومررت بامْرَىءٍ؛ وأَنْشد: بَأَبِيَ امْرَؤٌ وَالشَّام بَيْني وَبَينه أَتَتْني بِبُشْرَى بُرْدُه ورسائِلُه وَقَالَ الآخر: أَنْت امْرَؤٌ مِن خِيَار النَّاس قد عَلِمُوا يُعْطِي الجزيلَ ويُعْطي الجَهْدَ بالثَّمَنِ هَكَذَا أنْشدهُ: بأَبْيَ، بِإِسْكَان الْبَاء الثَّانِيَة وَفتح الْيَاء، والبصريون يُنْشدونَه: بِبِنْيَ امْرَؤٌ. قَالَ أَبُو بكر: فَإِذا أَسْقطت العربُ من امرىء الْألف، فلهَا فِي تعرِيبه مَذْهبان: أَحدهمَا: التعريبُ من مكانَيْن. وَالْآخر: التّعريب من مَكَان وَاحِد. فَإِذا عَرَّبوه من مكانين قَالُوا: قَامَ مُرْؤٌ، وَضربت مَرْءًا، ومررتُ بِمِرْىء. وَمِنْهُم من يَقُول: قَامَ مَرْء، وَضربت مَرءًا، ومررت بمَرْء. قَالَ: ونزَل الْقُرْآن بتَعْرِيبه من مَكَان وَاحِد؛ قَالَ الله تَعَالَى: {يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} (الْأَنْفَال: 24) ، على فتح الْمِيم. قَالَ: وتَصْغير امرىء: مُرَيْء. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: المَرِيء: الطَّعامُ الخَفِيف. والمَرِيء: الرَّجُلُ المَقْبول فِي خَلْقه وخُلقه. أَبُو زيد: يُقَال: مَرِىء الرَّجُل. وَثَلَاثَة أَمْرِئة، ومُرُؤ، مهمورة، بِوَزْن مُرُع، وَهُوَ الَّذِي يجْرِي فِيهِ الطعامُ وَالشرَاب وَيدخل فِيهِ. ابْن شُمَيْل: يُقَال: مَرىء هَذَا الطَّعَام مَراءة، أَي اسْتَمرأته. وهَنىء هَذَا الطعامُ حَتَّى هَنِئْنَا مِنْهُ، أَي شَبِعنا. ومرئتُ الطعامَ، واسْتَمرأتُه. قَالَهَا أَبُو الهُذيل. أَبُو عُبيد، عَن أبي عُبيدة: الشَّجْرُ: مَا لَصَق بالحُلْقُوم والمريء، بِالْهَمْز غير مُشَدَّدَة. كَذَلِك رَوَاهُ الأمويّ عَن شَمر. وَرَأَيْت فِي (كتاب أبي الهَيثم) : المُمْريَة من الْبَقر، الَّتِي لَهَا ولد ماريّ، أَي بَرّاق

اللَّون. قَالَ: والماريّة: البراقة اللّون؛ قَالَ ابْن أَحْمَر يَصف بقرة: مارِيّةٌ لُؤْلُؤانُ اللَّونِ أَوْرَدها طَلٌّ وبَنّس عَنْهَا فَرْقَدٌ خَصِرُ وَقَالَ الجَعدي: كمُمْرِيَةٍ فَرْدٍ من الوَحْش حُرَّةٍ أنَامت بِذِي الدَّنَّيْن بالصَّيْف جُؤْذَرَا ثَعْلَب، عَن ابْن الأَعرابي: الماريَة، خَفِيفَة الْيَاء: القطاةُ اللؤلئية اللّون. وَقَالَ ابْن بُزُرْج: الماريُّ: الثَّوْب الخَلق؛ وأَنْشد: قُولا لذات الخَلَق المارِيّ أَبُو عبيد، عَن الأصمعيّ: القَطاة الماريَّة، بتَشْديد الْيَاء، هِيَ الملْساء الْكَثِيرَة اللَّحْم. وَقَالَ شَمر: قَالَ أَبُو عَمْرو: القطاة المَارِيَة، بِالتَّخْفِيفِ: اللُّؤلئيّة اللّون. وَقَالَ شَمر: قَالَ أَبُو خَيرة: المَرْوراة: الأَرض الَّتِي لَا يَهْتدي فِيهَا إِلَّا الخِرِّيت. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: المَرَوْراة: قَفْر مُسْتَوٍ. يُجمع: مَرَوْرَيات، ومَرارِيّ. وَقيل: هِيَ الَّتِي لَا شَيْء فِيهَا. أَمر: قَالَ اللَّيْث: الأَمْر، مَعْرُوف: نَقِيض النَّهْي. والأَمر، وَاحِد الأُمور. قَالَ: وَإِذا أَمَرت من الْأَمر قُلْت: اؤْمُر يَا هَذَا، فِيمَن قَالَ: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلواةِ} (طه: 132) . وَأَخْبرنِي المُنذريّ، عَن أبي الهَيْثم أَنه قَالَ فِي قَول الله تَعَالَى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلواةِ} (طه: 132) قَالَ: لَا يُقال: أؤمُرْ فلَانا، وَلَا أُؤْخُذْ مِنْهُ شَيئاً، وَلَا أُؤْكُل؛ إِنَّمَا يُقال: مُرْ، وخُذْ، وكُلْ، فِي الِابْتِدَاء بِالْأَمر، اسْتثقالاً للضَّمَّتين، فَإِذا تقدّم قبل الْكَلَام (وَاو) أَو (فَاء) قلت: وَأْمر، وفَأْمر؛ كَمَا قَالَ الله تَعَالَى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ} (طه: 132) ، فَأَما كُلْ من: أَكل يَأْكُل، فَلَا يكادون يُدخلون فِيهِ الْهمزَة مَعَ الْفَاء وَالْوَاو، وَيَقُولُونَ: كُلا، وخُذا، وارْفَعاه فكُلاه، وَلَا يَقُولُونَ: فَأْكُلاه. قَالَ: وَهَذِه أَحْرف جَاءَت عَن العَرب نَوَادِر، وَذَلِكَ أَن أَكثر كَلَامهَا فِي كُل فعل أوّله همزَة: مثل: أَبَل يَأْبل، وأَسرَ يَأْسر، أَن يَكْسروا (يَفْعِل) مِنْهُ، وَكَذَلِكَ: أَبق يَأْبق، فإِذا كَانَ الْفِعْل الَّذِي أَوله همزَة (يَفْعل) مِنْهُ مكسوراً مردوداً إِلَى الْأَمر، قيل: إيسر يَا فلانُ، إيبقْ يَا غُلام؛ وكأنّ أَصله أسر، بهمزتين، فكرهوا جمعا بَين همزَتين، فحوّلوا إِحْدَاهمَا يَاء، إِذا كَانَ مَا قبلهَا مكسوراً. قَالَ: وَكَانَ حَقّ الْأَمر من أَمَر يَأْمُر أَن يُقال: أؤْمُرْ، أؤْخُذ، أؤْكُل، بهمزتين، فَتركت الْهمزَة الثَّانِيَة وحوّلت واواً

للضَّمّة، فَاجْتمع فِي الْحَرْف ضَمَّتان بَينهمَا وَاو، والضمّة من جنس الْوَاو، فاسْتَثقلت العربُ جمعا بَين ضَمَّتين وواو، فطرحوا هَمزة الْوَاو لِأَنَّهُ بَقِي بعد طَرْحها حرفان، فَقَالُوا: مُرْ فلَانا بِكَذَا وَكَذَا، وخُذ من فلَان، وكُلْ، وَلم يَقُولُوا: أُكل، وَلَا أُمُرْ، وَلَا أُخُذْ، إِلَّا أَنهم قَالُوا فِي أَمر يَأْمر، إِذا تقدَّم قبل ألف أَمْره وَاو، أَو فَاء، أَو كَلَام يَتّصل بِهِ الأمْر من أَمَر يَأْمر، فَقَالُوا: الْقَ فلَانا وأْمُرْه، فردّوه إِلَى أَصله، وَإِنَّمَا فَعَلوا ذَلِك لِأَن ألف الأَمْر إِذا اتَّصَلت بِكَلَام قبلهَا سَقَطت الْألف فِي اللَّفْظ، وَلم يَفْعَلُوا ذَلِك فِي كُل وخُذ إِذا اتَّصل الْأَمر بهما بكلامٍ قبله، فَقَالُوا: الْق فلَانا وخُذ مِنْهُ كَذَا، وَلم نَسْمع: وأْخُذْ كَمَا سمعنَا وأْمُر، وَقَالَ الله تَعَالَى: {وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدًا} (الْبَقَرَة: 35) وَلم يَقُل وأْكلا. قَالَ: فَإِن قيل: لم رَدّوا مُرْ إِلَى أَصلها وَلم يَردّوا وكُلاَ وَلَا وخُذا؟ قيل: لِسَعة كَلَام الْعَرَب ربّما ردُّوا الشَّيْء إِلَى أَصله، وَرُبمَا بَنَوه على مَا سَبَق، وَرُبمَا كَتَبُوا الْحَرْف مهموزاً، وربّما كَتبوه على ترك الْهمزَة، وربّما كَتبوه على الْإِدْغَام، وَرُبمَا كَتبوه على ترك الْإِدْغَام، وكل ذَلِك جَائِز واسِع. وَقَالَ الله تَعَالَى: {وَإِذَآ أَرَدْنَآ أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا} (الْإِسْرَاء: 16) الْآيَة. قَرَأَ أَكثر القُراء: أَمَرْنَا مُتْرَفيها. وروى خارجةُ، عَن نَافِع آمَرْنا بالمَدّ. وَسَائِر أَصْحَاب نَافِع رَوَوْه مَقْصُوراً. ورَوى اللَّيث، عَن أبي عَمْرو: أَمرنا بالتَّشديد. وَسَائِر أَصْحَابه رَوَوه بِالْقصرِ وتَخفيف الْمِيم. وروى هُدْبة، عَن حمّاد بن سَلمة، عَن ابْن كثير أَمَّرنا. وسائرُ النَّاس رَوَوه عَنهُ مُخفَّفاً. وروى سَلمة، عَن الفَراء: من قَرَأَ أَمَرْنا خَفِيفَة، فَسّرها بعضُهم: أمَرْنا مُتْرفيها بِالطَّاعَةِ ففَسقوا فِيهَا، أَي إِن المُترف إِذا أُمر بِالطَّاعَةِ خَالف إِلَى الفِسْق. قَالَ الْفراء: وَقَرَأَ الْحسن آمَرْنا ورُوي عَنهُ: أَمَرْنا. قَالَ ورُوي عَنهُ أَنه بِمَعْنى: أَكْثَرنا. قَالَ: وَلَا نَرى أَنَّهَا حُفظت عَنهُ لأنّا لَا نَعرف مَعْنَاهَا هَا هُنَا، وَمعنى آمَرْنا بِالْمدِّ: أَكْثَرنا. قَالَ: وَقَرَأَ أَبُو الْعَالِيَة: أمَّرنا مُتْرَفيها وَهُوَ مُوافق لتفسير ابْن عبّاس، وَذَلِكَ أَنه قَالَ: سَلّطنا رُؤساءها ففَسقُوا. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق نَحواً ممّا قَالَ الفَرّاء. قَالَ: من قَرَأَ: أمَرْنا بِالتَّخْفِيفِ، فَالْمَعْنى: أَمَرناهم بِالطَّاعَةِ ففسقُوا.

فَإِن قَالَ الْقَائِل: أَلَسْت تَقول: أمرتُ زيدا فَضرب عمرا، وَالْمعْنَى: أَنَّك أمرتَه أَن يَضْرب عَمْراً فضَربه. فَهَذَا اللّفظ لَا يَدُل على غير الضَّرْب. وَمثل قَوْله تَعَالَى: {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا} (الْإِسْرَاء: 16) من الْكَلَام: أَمرتُك فعَصَيْتني، فقد عُلم أنّ المَعْصِية مُخَالفَة الْأَمر، وَذَلِكَ الفِسْق مُخالفة أمْر الله. قَالَ: وَقد قيل: إنّ معنى (أمرنَا مُتْرفيها) : كَثّرنا مُتْرفيها. قَالَ: والدَّليل على هَذَا قَول النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (خَيْرُ المالِ سِكّة مَأْبُورة أَو مُهْرة مَأْمورة) ، أَي مُكَثّرة. والعربُ تَقول: أَمِر بَنو فلانٌ، أَي كَثُروا؛ وَقَالَ لَبِيد: إنْ يَنْبِطوا يَهْبِطوا وَإِن أَمِرُوا يَوْمًا يَصِيروا للهُلْك والنَّكَدِ وَقَالَ أَبُو عُبَيد: فِي قَوْله مُهرة مأمورة: إِنَّهَا الْكَثِيرَة النِّتاج والنَّسْل. قَالَ: وفيهَا لُغَتَانِ: يُقَال: أَمرها الله، فَهِيَ مَأمورة، وآمَرها الله فَهِيَ مُؤْمَرة. وَقَالَ غَيره: إِنَّمَا هُوَ مُهرة مَأمورة للازدواج، لأَنهم أتْبعَوها (مأبورة) فَلَمَّا ازْدوج اللّفْظان جَاءُوا ب (مأمورة) على وزن مأبورة، كَمَا قَالَت الْعَرَب: إنِّي آتِية بالغَدايا والعَشايا، وَإِنَّمَا يُجمع الْغَدَاة، غَدوات، فَجَاءُوا ب (الغدايا) على لفظ العشايا تَزْويجاً للفظين، وَلها نَظَائِر. وَقَالَ أَبُو زيد: فِي قَوْله: مُهرة مأمورة: هِيَ الَّتِي كَثُر نَسْلُها. يَقُولُونَ: أَمر اللَّهُ المهْرةَ، أَي كَثّر وَلَدها. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أَمَر الرَّجُل إمَارةً، إِذا صَار عَلَيْهِم أَمِيراً. وأَمَّر أَمَارةً، إِذا صَيَّرَ عَلَماً. وَيُقَال: مَا لَك فِي الإمْرة والإمارة خَيْرٌ، بِالْكَسْرِ. وأُمِّر فلانٌ، إِذا صُيِّر أَمِيراً. وآمرت فلَانا، ووامَرتُه، إِذا شاوَرته. والأَمارُ: الوقتُ والعَلامة؛ قَالَ العجّاج: إِلَى أَمارٍ وأَمارٍ مُدَّتي قَالَ: والإمَّر: ولدُ الضَّأن الصَّغير. والإمَّرة: الأُنثى. وَالْعرب تَقول للرجل إِذا وَصَفوه بالإعدام: مَا لَهُ إمَّرٌ وَلَا إمَّرة. والإمّر أَيْضا: الرَّجُلُ الضَّعيف الَّذِي لَا عَقل لَهُ إِلَّا مَا أَمرته بِهِ لحُمقه؛ وَقَالَ امْرُؤ القَيس: وَلَيْسَ بِذِي رَيثةٍ إمَّرٍ إِذا قيد مسْتكرهاً أَصحَبَا أَبُو عُبيد، عَن الْفراء: تَقول الْعَرَب: فِي وَجْه المَال تَعْرف أَمرتَه، أَي زِيَادَته ونماءَه. يَقُول: فِي إقبال الْأَمر تَعرف صَلاَحه.

والأمَرة: الزِّيَادَة والنماء والبَركة. يُقَال: لَا جَعل الله فِيهِ أَمَرة، أَي بركَة، من قَوْلك: أَمِر المَال، أَي كَثُر. قَالَ: ووَجهُ الْأَمر، أوّل مَا تَراه. وَبَعْضهمْ يَقُول: تعرف أَمرتَه، من: أَمِر المَال، إِذا كثر. ورَوى المُنذريّ، عَن أبي الهَيْثم، قَالَ: تَقول العَربُ: فِي وَجه المَال تَعرف أَمرته، أَي نُقصانه. قلت: والصوابُ مَا قَالَ الفَرّاء فِي الأمَرة، وَأَنه الزِّيادة. ويُقال: لَك عليَّ أَمَرَةٌ مُطَاعة، بِالْفَتْح لَا غير. اللّحيانيّ: رجل إمَّر، وإمّرَة، أَي يَسْتأمر كُلَّ أَحد فِي أَمره. ورَجل أمِرٌ، أَي مُبارك يُقبل عَلَيْهِ المَال. قَالَ: والإمَّر: الخَرُوف. والإمَّرة: الرِّخْل. والخروف: ذَكَر؛ والرِّخْل، أُنثى. ابْن بُزُرْج، قَالُوا: فِي وَجه مَالك تَعْرف أَمَرَته، أَي يُمْنَه. وأَمَارته مثله وأَمْرَته. ورجُلٌ أَمِرٌ، وَامْرَأَة أَمِرة، إِذا كَانَا مَيْمُونَيْن. وَقَالَ شَمر: قَالَ ابْن شُميل: الأمَرة: مثل المَنارة فَوق الْجَبَل، عريض مثل الْبَيْت وَأعظم، وطولُه فِي السَّمَاء أَرْبَعُونَ قامة، صُنِعَت على عهد عَاد وإرم. وَرُبمَا كَانَ أصل إحْداهن مثل الدَّار، وَإِنَّمَا هِيَ حِجَارَة مَرْكُومة بَعْضها فوقَ بَعض قد أُلزق مَا بَينهَا بالطين، وَأَنت ترَاهَا كَأَنَّهَا خِلْقة. وَقَالَ غَيره: الأَمَر: الْحِجَارَة؛ وَقَالَ أَبُو زبيد: إِن كَانَ عُثْمَان أَمسى فَوْقه أَمَرٌ كراقب العُون فَوق القُبّة المُوفِي شبّه الأَمَر بالفحل يَرْقُب عُون أتُنه. وَقَالَ الْفراء: مَا بهَا أَمَرٌ، أَي عَلَم. وَقَالَ أَبُو عرو: الأمَرات: الأعْلام؛ واحدتها: أَمَرة. وَقَالَ غَيره: وأَمَارة، مثل أَمرة؛ وَقَالَ حُمَيْد: بسَوَاء مَجْمعة كأنّ أَمارةً مِنْهَا إِذا بَرَزت فَتِيق يَخْطُرُ وكُل عَلامَة تُعدّ، فَهِيَ أَمارَة. وَتقول: هِيَ أَمارَة مَا بيني وَبَيْنك، أَي عَلامَة؛ وأَنْشد: إِذا طَلعت شمس النَّهَار فإِنها أَمارَة تَسْليمي عَلَيْك فَسَلِّمِي أَبُو عُبيد، عَن الْأَصْمَعِي: رَجُلٌ إمَّرٌ وإمّرة، وَهُوَ الأَحْمق. وَقيل: رَجُلٌ إمَّرٌ: لَا رَأْي لَهُ، فَهُوَ يَأْتَمِر

لكل أَمْر ويُطيعه؛ أَنْشد شَمِر: إِذا طلَعت الشِّعرى سَفَراً فَلَا تُرسل فِيهَا إمَّرة، وَلَا إمَّرَا. قَالَ: مَعْنَاهُ: لَا تُرسل فِي الْإِبِل رجلا لَا عقل لَهُ يُدَبِّرها. والإمّرُ: الأَحْمق. وَقَول الله جلّ وعزّ: {قَالَ يامُوسَى إِنَّ الْمَلاََ يَأْتَمِرُونَ} (الْقَصَص: 20) . قَالَ أَبُو عُبيدة: أَي يتشاورون فِيك لَيقْتلوك، وَاحْتج بقول النَّمر بن تَولب: أحارُ بن عَمْرو كأنِّي خَمِرْ ويَعْدُو على المَرء مَا يَأْتَمِرْ قَالَ القُتيبي: هَذَا غَلط، كَيفَ يعدو على الْمَرْء مَا شاور فِيهِ، والمُشاورة بركَة. وَإِنَّمَا أَرَادَ يعدو على الْمَرْء مَا يَهُم بِهِ من الشَّر. قَالَ: وَقَوله: إنَّ الْمَلأ يأتمرون بك أَي يَهمّون بك؛ وأَنْشد: اعْلمن أَن كُلّ مُؤْتَمِر مُخْطىء فِي الرّأي أَحْيَانَا قَالَ: يَقُول: مَن ركب أمرا بِغَيْر مَشُورة أَخطَأ أحْياناً. قَالَ: وَقَوله تَعَالَى: {أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُواْ بَيْنَكُمْ} (الطَّلَاق: 6) بِهِ أَي هُمّوا واعْتَزموا عَلَيْهِ، وَلَو كَانَ كَمَا قَالَ أَبُو عُبيدة لقَالَ: يتأمَّرون بك. وَقَالَ الزّجّاج: معنى قَوْله جلّ وعزّ: {إِنَّ الْمَلاََ} (الْقَصَص: 20) أَي يأمرُ بعضُهم بَعْضًا بقَتلك. قلت: يُقال: ائتمر القومُ، وَتَآمَرُوا، إِذا أَمر بعضُهم بَعْضًا. كَمَا يُقَال: اقتتل الْقَوْم وتقاتلوا، واختصموا وتخاصموا. وَمعنى يأتمرون بك أَي يؤامر بَعضهم بَعْضًا، كَمَا يُقَال: اقتتل الْقَوْم وتقاتلوا، واختصموا وتخاصموا. وَمعنى يأتمرون بك، أَي يُؤامر بَعضهم بَعْضًا فِيك، أَي فِي قَتلك. وَهَذَا أحسن من قَول القُتيبي إِنَّه بِمَعْنى يهمّون بك. وَأما قَوْله تَعَالَى: {أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُواْ بَيْنَكُمْ} (الطَّلَاق: 6) فَمَعْنَاه وَالله أعلم: لِيَأْمر بعضُكم بَعْضًا بمَعروف؛ وَقَوله: اعْلمن أَن كُل مُؤْتمر مَعْنَاهُ: إِن من ائتمر رَأْيه فِي كل مَا يَنْويه يخطىء أَحْيَانًا. قَالَ شمر: مَعْنَاهُ: ارتأى وشاور نَفسه قبل أَن يُواقع مَا يُريد. قَالَ: وَقَوله: اعلمن أَن كُل مؤتمر

أَي كُل من عمل بِرَأْيهِ فَلَا بُد أَن يخطىء الأحيان. قَالَ: وَقَوله: وَلَا يأتمر لمُرشد، إِي لَا يشَاوره. وَيُقَال: ائتمرت فلَانا فِي ذَلِك الْأَمر. وائتمر القومُ، إِذا تشاوروا؛ وَقَالَ الْأَعْشَى: فعادَا لَهُنّ وَزَادا لَهُنّ واشْتركا عَمَلاً وائْتمارَا وَقَالَ العجّاج: لمّا رأى تَلْبيس أمْرٍ مُؤْتَمِرْ تَلبيس أَمر، أَي تَخْلِيط أَمر؛ مُؤتمر، أَي اتخذ أَمْراً. يُقَال: بئْسَمَا ائتمرت لنَفسك. ابْن السّكيت، قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: كَانَت عَاد تسمّي المُحَرّم: مُؤتمر، وصفر: ناجزاً، وربيعاً الأوّل: خُوَّاناً، وربيعاً الآخر: بُصاناً، وجمادى الأولى: رُبَّى، وجمادى الْآخِرَة: حنِيناً، ورَجب: الْأَصَم، وَشَعْبَان: عاذلاً، ورمضان: فاتقاً، وشوالاً: وعِلاً، وَذَا الْقعدَة: وَرْنة، وَذَا الْحجَّة: بُرَك. وَقَالَ شمر فِي تَفْسِير حَدِيث عُمر: الرِّجَال ثَلَاثَة: رجل إِذا نزل بِهِ أَمْر ائتمر رأيَه. قَالَ شمر: مَعْنَاهُ: ارتأى وشاور نَفسه قبل أَن يُواقع مَا يُريد. قَالَ: وَمِنْه قَوْله: لَا يَدَّري المَكْذوب كَيفَ يَأْتمر أَي كَيفَ يرتئي رَأيا ويشاور نَفسه ويَعْقد عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو عُبيد فِي قَوْله: ويَعْدو على الْمَرْء مَا يأْتمر مَعْنَاهُ: الرجل يعْمل الشَّيْء بِغَيْر روية وَلَا تثبّت وَلَا نظر فِي الْعَاقِبَة فيَنْدم عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله تَعَالَى: {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا} (الْكَهْف: 72) أَي جِئْت شَيْئا عَظِيما من المُنْكَر. قَالَ: ونكراً أقلّ من قَوْله إمراً، لِأَن تَغريق مَن فِي السَّفينة أَنكر مِن قَتْل نَفْسٍ وَاحِدَة. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: سِنانُ مؤمَّر، أَي محدَّد؛ وَقَالَ ابْن مُقبل: لقد كَانَ فِينا مَن يَحُوط ذِمَارنا وَيَحْذِي الكَمِيَّ الزَّاعِبِيّ المُؤَمَّرَا وَقَالَ خَالِد: هُوَ المسَلّط. قَالَ: وَسمعت الْعَرَب تَقول: أمِّر قَناتك، أَي اجْعَل فِيهَا سِنَانًا. والزَّاعبيّ: الرمْح الَّذِي إِذا هُز تَدافع كُله كأَنَّ مؤخَّره يَجْري فِي مُقَدَّمه. وَمِنْه قيل: مَرّ يَزعَب بِحمله، إِذا كَانَ يَتَدَافع. قَالَه الأَصمعيّ. مور مير: عَمْرو، عَن أَبِيه: المَوْر:

الدَّوَران. والمَوْر، مَصْدر: مُرْت الصُّوف مَوْراً، إِذا نَتَفْتَه. وَهِي: المُوَارة: والمُرَاطة. والمَوْرُ: الطَّرِيق؛ وَمِنْه قولُه: وظيفاً وظيفاً فَوق مَوْرٍ مُعَبَّدِ والمَوْر: التُّراب. والمُور، جمع: نَاقَة مائرة، ومائر، إِذا كَانَت نَشيطةً فِي سَيرها فَتْلاءَ فِي عَضُدها. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: وَقَع عَن الْحمار مُوارتُه، وَهُوَ مَا وَقع من نُسَاله. ومار يَمور مَوْراً، إِذا جَعل يَذهب ويَجيء ويَتردَّد. قَالَ: وَمِنْه قَول الله تَعَالَى: {دَافِعٍ يَوْمَ تَمُورُ السَّمَآءُ مَوْراً} {للهمَوْراً وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْراً} (الطّور: 9، 10) . قَالَ مُجَاهِد: تَدور دَوْراً. وَقَالَ غَيره: أَي تَجيء وتَذْهب. وَيُقَال: مار الدمُ يَمُور، إِذا جَرى على وَجه الأَرْض. وسُمي الطَّريق: مَوْراً، لِأَنَّهُ يُذْهَب فِيهِ ويُجاء. وَفِي حَدِيث عِكْرمة: لمّا نفخ فِي آدم عَلَيْهِ السلامُ الروحُ مارَ فِي رأْسه فَعَطس، أَي دَار وتردّد. حَدثنَا الحُسين، قَالَ: حَدثنَا عِيسَى بن حَمَّاد الْمهْدي، قَالَ: أخبرنَا اللَّيث بن سعد، عَن مُحَمَّد بن عجلَان، عَن أبي الزّناد، عَن ابْن هُرْمز، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (مثل المُنْفق والبخيل كَمثل رَجُلَين عَلَيْهِمَا جُبّتان من لدن تَراقيهما إِلَى أَيديهما، فَأَما المُنْفق فَإِذا أَنفق مارت عَلَيْهِ وسَبغت حتَّى تبلغ قدَميه وتَعْفو أثَره، وَأما الْبَخِيل فَإِذا أَرَادَ أَن يُنْفق أخذت كُلُّ حَلْقة موضعهَا ولزمَتْه، فَهُوَ يُريد أَن يوسّعها وَلَا تَتّسع) . قلت: مارت، أَي سَالَتْ وتردّدت عَلَيْهِ، وذَهبت وجاءَت. يَعْنِي نَفَقته. ابْن هُرْمُز هُوَ: عبد الرحمان بن هُرمز الأَعْرج. قَالَ اللّيث: المَور، المَوْجُ. والبَعير يَمور عَضُداه، إِذا تردّد فِي عَرْض جَنْبه. والطَّعنةُ تمور، إِذا مَالَتْ يَمِينا وشِمالاً. والدِّماء تَمور على وَجه الأَرض، إِذا انصَبَّت فتردَّدت. والمَور: التُّرَاب تُثيره الرِّيح. وَفِي حَدِيث عديّ بن حَاتِم أنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ: (أَمِرِ الدَّم بِمَا شِئْت) . قَالَ شَمر: من رَوَاهُ، أَمِرْه فَمَعْنَاه: سَيِّله وأَجْره. يُقَال: مار الدمُ يَمُور مَوْراً، إِذا جَرى وسال.

وأَمَرْته أَنا، وَأنْشد: سَوف تُدْنيك من لَمِيسَ سَبَنْدا ةُ أَمارت بالبَذْل ماءَ الكِرَاشِ قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المَوْر: السُّرْعة؛ وأَنشد: وَمَشْيُهنّ بالحَبِيب مَوْر وروى أَبُو عبيد: (أمْرِ الدمّ بِمَا شِئْت) ، أَي سيّله واستَخْرجه. من مريت النَّاقة، إِذا مَسحت ضَرْعها لِتَدِرّ. وروى ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: مَرى الدمَ، وأمراه، إِذا اسْتَخرجه. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: سايَرْته مُسايرة، وماريته مُمايرة، وَهُوَ أَن تفعل مثل مَا يَفعل؛ وأَنْشد: يُمايرها فِي جَرْيه وتُمايرُه وَقَالَ اللَّيْث: اليَامُور: من دَوابّ البرّ، يَجْري على مَن قَتله فِي الحَرم أَو الإحْرام الحُكْمُ. وذَكر عَمرو بن بَحر (اليَامُور) فِي بَاب الأَوعال الجبليّة والأَياييل والأَرْوَى. وَهُوَ اسمٌ لجنس مِنْهَا، بِوَزْن اليَعْمور. واليَعمور: الجَدْي. وَجمعه: اليَعَامِير. قَالَ اللَّيْث: والمِيرة: جَلْب الطَّعام للبَيْع. وهم يَمْتارون لأنْفُسهم. ويَميرُون غَيرهم مَيْراً. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقال: مارَه يَميره مَيْراً، إِذا أَتَاهُ بمِيرة، أَي طَعام. وَمِنْه يُقال: مَا عِنْده خَيْر ومَيْر. وَيُقَال للرُّفْقة الَّتِي تَنهض من الْبَادِيَة إِلَى القُرى لِتَمتار: مَيّارة. وَقَالَ اللَّيْث: المِئْرة: العدواةُ. وجَمعها: المِئَر. وماءَرْتُ بَين الْقَوْم مُماءرةً، أَي عادَيْت بَينهم. قَالَه أَبُو زيد. أَبُو عُبيد، عَن الْكسَائي: المِئْرة: الذَّحْل. وَجَمعهَا: مِئَر. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زَيد: ماءرْتُه مُماءرةً، على فاعَلْته. وَقَالَ اللَّيْث: امتأر فلانٌ على فلَان، أَي احْتَقد عَلَيْهِ. وَقَالَ غَيره: المُماءرة: المُعارضة؛ وأَنشد: يُمائرها فِي مَشيه وتُمَائره أَي: يُباريها. وروى الخرّاز، عَن ابْن الْأَعرَابِي، أَنه أَنْشده:

تماءَرْتمُ فِي العِزّ حَتَّى هَلكتُمُ كَمَا أَهْلك الغارُ النِّساء الضَّرائِرَا قَالَ: تماءرتم: تَشابَهْتم. وَقَالَ غَيره: تباريتم. أَبُو زيد: جَاءَهُم أَمْرٌ مَئِر، بِوَزْن مَعِر، وَهُوَ الشَّديد. أرم: ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الأَرْم: القَطْع. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: أَرَمَتْهم السَّنةُ تَأْرمهم، أَي أَكَلَتْهم. وأَرمَت الأرضُ النَّبْتَ، إِذا أهْلكته. وأَرَمَتْهم السَّنة: استَأصَلَتهم. وأَرَم مَا على الخُوان، إِذا أَكَله. وإنّه لَيَحْرُق عَلَيْهِ الأُرَّم، وَهِي الأضْراس. وَقَالَ اللَّيْث: أَرُوم الأضْراس: أُصول مَنابتها. ابْن بُزُرْجَ: يُقال تِلك أرضٌ أرِمَة. وَقَالَ اللَّيْث: الآرام: مُلتقى قبائل الرَّأس. وَلذَلِك سُمّي الرَّأس الضَّخم: مُؤَرَّماً. وبَيضة مُؤَرَّمة: وَاسِعَة الأعْلى. وأرُومة كُلّ شَجرة: أصْلها. وَالْجَمَاعَة: الأَرُوم. قَالَ: وَلَا يُقال: أُرومة، بِضَم الْهمزَة. قَالَ: والأُرَّم: الْحِجَارَة؛ وأَنْشد: يَلُوك مِن حَرْدٍ عليَّ الأُرَّمَا وَيُقَال: بل الأُرَّم: الأَضْراس؛ وَقَالَ الراجز: أُنْبِئْتُ أحْماء سُلَيْمَى أنَّما أضْحَوا غِضَاباً يَحرقُون الأُرَّمَا وَقَالَ شمر: الأُرّم: الحَصَى. قَالَ أَبُو عَمْرو الشّيباني الآرام: الأَعلام. وَاحِدهَا: إرَم؛ وَقَالَ عَبِيد بن الأَبْرص يصف عُقاباً: باتَتْ على إرَمٍ عَذُوباً كأَنّها شَيْخةٌ رَقُوبُ وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: قَالَ أَعْرَابِي لمؤذِّن كَانَ بالرّيّ رقى مَنَارَة ليؤذّن فِيهَا: أتَرْقى كُلَّ يَوْم هَذَا الإرَم؟ قَالَ الْفراء: فِي قَول الله عزّ وجلّ: {بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} (الْفجْر: 7) : لم يُجْرِها القُرَّاء لأنّها اسمُ بَلْدة. وَذكر الكلبيّ بِإِسْنَادِهِ أنّ إرَم: سَام بن نوح، فَإِن كَانَ اسْما لرجل فَإِنَّمَا تُرك إجراؤه لأنَّه أعْجمي. وإرم تَابِعَة ل (عَاد) . وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: فِي قَوْله إرم ذَات: أَي رجال عَاد الَّذين قَالُوا: {وَقَالُواْ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا} (فصلت: 15) . أَبُو عبيد، عَن الأصمعيّ: مَا بِالدَّار عَرِيب.

وَقَالَ أَبُو زيد: مَا بهَا أَرِمٌ وأَرِيم. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: مَا بهَا أَرِمٌ، على فَعِل. أَبُو عُبيد، عَن الفَرّاء: يُقال: مَا بهَا آرِم، مثل، عَارِم، وَمَا بهَا أرَمِيّ؛ يُرِيد: مَا بهَا عَلَم؛ وَمَا بهَا أَرِم، مِثَال عَرِم. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: مَا بهَا أيرميّ، مثله. قَالَ أَبُو مَنْصُور: وسمعتُ أعرابيّاً يُنشد جَارِيَة: لم تَرْعَ يَوْمًا غَنَما ... فِي الروايا أَيْرما وسمعتهم يَقُولُونَ: مَا بهَا أيْرَمِيّ، وَلَا إرَمِيّ. وَيَقُولُونَ للْعلم فَوق القارة: أَيْرميّ. والإرَم: العَلم، وَجمعه: أُرُوم. وَبِنَاء مَأرُوم، وَقد أَرمه الْبَانِي أَرْماً. وجَمَلٌ مَأْرُوم الخَلْق، إِذا كَانَ مُداخلاً مُدمَّجاً؛ وَأنْشد: تَسمع فِي عُصْلٍ لَهَا صَوالدا مَأْرُومة إِلَى شباً حَدائِدَا ضَبْرَ بَراطِيلَ إِلَى جَلاَمدا وعِنانٌ مَأْرُوم، إِذا فُتل فَتْلاً مَجْدُولاً. وَقَالَ النَّضر: أُروم الرَّأْس: حُروفه. وَقيل: هِيَ شُؤون رَأس الْجمل. وَقَالَ أَبُو يُوسُف: الحَصَد من الأَوْتَار: المُتقارب الأرْم. والزِّمام يُؤارَم، على يُفاعل، أَي يُداخل فَتْله. وغيضة حَصِيدة: مُلْتفة النَّبت. أَبُو عُبيد، عَن الْكسَائي: مَا أَدري أَي الأُرُوم هُوَ؟ وَمَا أَدري أيّ الطِّين هُوَ؟ مَعْنَاهُ: مَا أَدْري أيّ النَّاس هُوَ؟ ورم: قَالَ اللّيث: الوَرم، مَعْرُوف. وَقد وَرِمَ يَرِمُ وَرَماً، فَهُوَ وارِم. ويَرَمْرَمُ، وتِعَارُ: جَبَلان فِي بِلَاد قيس، مُتقابلان. والمَرْيم، من النِّساء، الَّتِي تُحب مُحادثة الرِّجال ومحاورتهم، وَمِنْه قَول رُؤْبة: قلت لزير لم تَصِلْه مَرْيَمُهْ وبطن الرُّمة: وادٍ مَعروف بعالية نَجد. وَفِي حَدِيث أبي بكر: ولّيت أُمورَكم خَيركم فِي نَفسِي فكلّكم وَرِم أَنْفُه على أَن يكون الأمرُ لَهُ دونه. يَقُول: امْتَلَأَ من ذَلِك غَضبا. وَخص الْأنف بِالذكر من سَائِر الْأَعْضَاء لِأَنَّهُ

مَوضِع الأنفة والكِبر، كَمَا يُقَال: شمخ بِأَنْفِهِ؛ وَقَالَ: وَلَا يُهاج إِذا مَا أَنْفُه وَرِمَا أَي لَا يُكَلَّم عِنْد الغَضب. وَقَالَ عَامر بن سَدوس الخناعيّ: وحَيّ حِلاَلٍ أُولي بَهْجة شَهِدْت وشَعْبهمُ مُغْرمُ بشَهباء تَغْلِب مَن ذادها لَدَى مَتْنِ وازعها الأَوْرَم الأَورم: الْكثير من النَّاس: ووازعها: كثرتُها؛ يَزَع بعضُهم بَعْضًا.

بَاب اللفيف من حرف الرَّاء ورى، أور، روى، (رَأْي، رأرأ، رَاء، أرر، أير، يرر، رير، ورر) . ورى: رُوي عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (لأَن يَمْتلىء جَوْفُ أَحدكم قَيْحاً حَتَّى يَرِيَه خَيْرٌ لَهُ من أَن يَمتلىء شِعْراً) . قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: قَوْله حَتَّى يَرِيه هُوَ من الوَرْي على مِثَال الرَّمْي. يُقَال مِنْهُ: رَجُلٌ مَوْرِيٌّ، غير مَهْموز، وَهُوَ أَن يَدْوَى جَوْفُه؛ وأَنْشد: قَالَت لَهُ وَرْياً إِذا تَنَحْنَحا تَدعو عَلَيْهِ بالوَرْى. وَأنْشد الْأَصْمَعِي للعجّاج يصف الجِراحات: عَن قُلُبٍ ضُجْمٍ تُوَرِّي مَن سَبَرْ يَقُول: إنْ سَبَرها إنسانٌ أَصَابَهُ مِنْهَا الوَرْيُ من شِدّتها. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبيدة فِي الوَرْي مِثْله، إِلَّا أَنه قَالَ: هُوَ أَن يأكُل القَيْحُ جَوْفَه. قَالَ: وَقَالَ عَبد بني الحَسْحاس يَذكر النِّساء: وراهُنّ رَبِّي مثل مَا قَدْ وَرَيْنَنِي وأَحْمَى على أكبادهنّ المَكَاويَا وَقَالَ ابْن جَبلة: وسمعتُ ابْن الْأَعرَابِي يَقُول فِي قَوْله (تُورِّي من سَبر) قَالَ: مَعنى تُوَرِّي: تَدْفَع؛ يَقُول: لَا يرى فِيهِ علاجاً مِن هولها فيمنعه ذَلِك من دوائها؛ وَمِنْه قولُ الفرزدق: فَلَو كُنْتَ صُلْب العُودِ أَو ذَا حَفِيظَةٍ لَوَرَّيْتَ عَن مَوْلاكَ واللَّيْلُ مُظْلِمُ يَقُول: نَصَرته ودَفعت عَنهُ. قَالَ الفَرّاء: الوَرَى: الخَلْق، تكْتب بِالْيَاءِ. قَالَ: والوَرَى: داءٌ يُصيب الرَّجُل وَالْبَعِير فِي أجوافِهما، مَقْصُور، يُكتب بِالْيَاءِ. يُقال: بِهِ الوَرَى، وحُمَّى خَيْبَرى، وشَرٌّ مَا يَرى، فإِنّه خَيْسَرى. وَقَالَ الأصمعيّ، وَأَبُو عَمْرو: لَا يُعرف الوَرَى من الدَّاء، بِفَتْح الرَّاء، إِنَّمَا هُوَ الوَرْي بِإِسْكَان الرَّاء، فصُرِف إِلَى الوَرَى. وَقَالَ أَبُو العبّاس: الوَرْي، الْمصدر، والوَرَى، بِفَتْح الرَّاء، الِاسْم. وَفِي الحَدِيث إنّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا أَرَادَ سَفَراً وَرَّى بغَيْره. قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: التَّوْرية: السَّتْر.

يُقال مِنْهُ: وَرَّيت الْخَبر أُوَرِّيه تَوْرِية، إِذا سَتَرْتَه وأَظهرتَ غَيره. قَالَ أَبُو عُبيد: وَلَا أرَاهُ مأخوذاً إِلَّا من: وَرَاء الْإِنْسَان، لِأَنَّهُ إِذا قَالَ: ورَّيته، فَكَأَنَّهُ إنّما جعله وَراءه حَيْثُ لَا يَظهر. قَالَ: وحدّثنا ابْن عُلية، عَن دَاوُود، عَن الشَّعبي فِي قَوْله تَعَالَى: {وَمِن وَرَآءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} (هود: 71) قَالَ: الوراء: وَلَدَ الوَلد. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: وَرَاء، يكون بِمَعْنى: خَلْف، وقُدّام. وَقَالَهُ أَبُو عُبيد. قَالَ الله تَعَالَى: {وَكَانَ وَرَآءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً} (الْكَهْف: 79) . قَالَ ابْن عبّاس: كَانَ أمامهم مَلِك؛ قَالَ لَبِيد: أَلَيْسَ ورائي إنْ تَراخت مَنِيَّتي لُزُومُ العَصا تُئْنَى عَلَيْهَا الأصابِعُ وَقَالَ الزّجاج فِي قَول الله تَعَالَى: {وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ} (إِبْرَاهِيم: 17) أَي: من بعد ذَلِك. وَقَالَ فِي قَول النَّابِغَة: وَلَيْسَ وَرَاء الله للمرء مَذْهب أَي لَيْسَ بعد الله للمرء مَذْهب، يَعْنِي فِي تأكيده التَّنَصُّل مِمَّا قُرِف بِهِ فَيذْهب إِلَيْهِ. وَأَخْبرنِي المُنذريّ، عَن الحَرّاني، عَن ابْن السِّكيت، قَالَ: الوَراء: الخَلف. قَالَ: ووراء، وأمام، وقُدام، يُؤنَّثن ويُذَكَّرن. ويُصغّر أَمَام فيُقال: أُميِّم ذَلِك، وأُميِّمة ذَلِك. وَهُوَ وُرَيِّىء الْحَائِط، ووُريِّئَة الْحَائِط. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الوراء، مَمْدُود: الخَلْف، وَيكون: الْأَمَام. وَقَالَ الْفراء: لَا يجوز أَن يُقال للرجل: وَرَاءَك؛ وَهُوَ بَين يَديك، وَلَا لرَجُل هُوَ بَين يَديك: هُوَ وَرَاءَك، إِنَّمَا يجوز ذَلِك فِي الْمَوَاقِيت والأيّام والليالي والدَّهر. تَقول: وَرَاءَك بَرْد شَدِيد، وَبَين يَديك برد شَدِيد، لِأَنَّك أنتَ وَرَاءه، فَجَاز لِأَنَّهُ شَيْء يَأْتِي، فَكَأَنَّهُ إِذا لَحِقك صَار من ورائك، وكأنك إِذا بلغته كَانَ بَين يَديك، فَلذَلِك جَازَ الْوَجْهَانِ، من ذَلِك قَول الله تَعَالَى: {وَكَانَ وَرَآءَهُم مَّلِكٌ} (الْكَهْف: 79) أَي: أمامهم. وَهُوَ كَقَوْلِه تَعَالَى: {مِّن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ} (إِبْرَاهِيم: 16) أَي: إِنَّهَا بَين يَديه. أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي فِي قَول الله تَعَالَى: {بِمَا وَرَآءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ} (الْبَقَرَة: 91) أَي: بِمَا سواهُ. قَالَ: والوراء: الخَلْف، والوَرَاء: القُدَّام، والوراء: ابْن الابْن. قَالَ: وَقَوله تَعَالَى: {فَمَنِ ابْتَغَى وَرَآءَ ذالِكَ} (الْمُؤْمِنُونَ: 7) أَي: سِوى ذَلِك.

والوَرَى، مَقْصُور: الخَلْق؛ يُقَال: مَا أَدْرِي أيّ الوَرَى هُوَ؟ وَقَالَ اللَّيْث: الرِّية، محذوفة من وَرَى. والواريةُ: دَاء يَأْخُذ فِي الرّئة، يَأْخُذ مِنْهُ السُّعال فَيقْتل صاحِبَه. يُقال: وُرِي الرَّجل، فَهُوَ مَوْرُوٌّ. وَبَعْضهمْ يَقُول: مَوْرِيٌّ. قَالَ: والثَّوْر يَرِي الكَلْب، إِذا طَعَنه فِي رئته. قَالَ: والرِّئة، يُهمز وَلَا يُهمز، وَهِي مَوضِع الرّيح والنَّفَس، وَجَمعهَا: رئات؛ ويُجْمع: رِئين. وتصغيرها: رؤيّة. وَيُقَال: رُوَيّة؛ وَقَالَ الكُميت: يُنازِعْن العَجاهِنَة الرِّئينا وَقَالَ ابْن بُزُرْجَ: يُقَال: وَرَيْته من الرِّئة فَهُوَ مَوْرِيّ، ووَتَنْته، فَهُوَ مَوْتُون، وشَوَيْته، فَهُوَ مَشْوِيّ، إِذا أصبت رئته وشَواتَه ووتِينَه. وَقَالَ ابْن السِّكيت: يُقال من الرِّئة: رَأَيْته، فَهُوَ مَرْئيّ، إِذا أصبته فِي رئته. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: إِذا أَخرج الزَّنْدُ النَّار، قيل: وَرِي الزَّنْد يَرِي، وَأَنا أوريته إيراء. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الرِّية، من قَوْلك: وَرت النَّار تَرِي ورْياً ورِيَةً، مثل: وعت تَعِي وَعْياً وعِيَةً، ووريْته أَرِيه وَرْياً ورِيةً. قَالَ: وأَوريت النَّار أُوريها إيراء، فَوَرت تَرِي، ووَرِيت تَرِي. وَيُقَال: وَرِيت تَوْرَى؛ وَقَالَ الطرمّاح يصف أَرضًا جدبة لَا نَبات فِيهَا: كظَهر اللأَى لَو تَبْتغي رِيةً بهَا لَعَيَّتْ وشَقَّت فِي بُطون الشَّواجِنِ أَي هَذِه الصَّحرَاء كظَهر بقرة وحشيّة لَيْسَ فِيهَا أَكمة وَلَا وَهْدة. وَقَالَ ابْن بُزْرج: الرِّية: مَا تُثقب بِهِ النَّار. قلت: جعلهَا ثقوباً من خَثًى، أَو رَوْث، أَو ضَرَمَة، أَو حَشيشة يابسة. أَبُو عُبيدة، عَن أبي زيد: أَرّيت النَّار تَأْرية، ونَمَّيتها تَنميةً، وذكّيتها تَذْكية، إِذا رَفَعْتها. وَاسم الشَّيْء الَّذِي تُلقيه عَلَيْهَا من بَعر أَو حَطَب: الذُّكْيَة. قلت: أحسَب أَبَا زَيد جعل: أرّيت النَّار من وريتها فَقلب الْوَاو همزَة، كَمَا قَالُوا: أكدت الْيَمين، ووكّدتها، وأَرَّثت النَّار، ووَرَّثتها. أَخْبرنِي المُنذري، عَن الحرّاني، عَن ابْن السِّكيت، قَالَ: يُقَال: إنّه لوارِي الزِّناد، ووَارِي الزَّند، ووريُّ الزَّند، إِذا رام أمرا أَنْجح فِيهِ وأَدرك مَا طلب. قَالَ: ويُقال: وَرِي الزَّند يَرِي، ووَرِي

الزَّندُ يَوْرَى. قَالَ: وَسمعت أَبَا الْهَيْثَم يَقُول: أَوريت الزَّند، فَوَرَتْ تَرِي وَرْياً ورِيةً. وَقد يُقال: وَرِيت تَوْرَى وَرْياً ورِيةً. وزَنْدٌ وارٍ؛ وَأنْشد: أُمِّ الهُنَيْنَيْن من زَنْدٍ لَهَا وارِي وَأما قَول لَبِيد: تَسْلُب الكانِسَ لم يُورَ بهَا شُعْبةُ الساقِ إِذا الظِّلُّ عَقَلْ رُوي: لم يُورَ بهَا، وَلم يُورأ بهَا، وَلم يُوأَر بهَا. فَمن رَوَاهُ لم يُورَ بهَا، فَمَعْنَاه: لم يَشعر بهَا، وَكَذَلِكَ: لم يُورأ بهَا، يُقال: وَرَيتُه، وأَوْرأتُه، إِذا أعْلَمته. وَأَصله من وَرَى الزّند، إِذا ظَهرت نارُها؛ كَأَن نَاقَته لم تُضىء للظَّبْي الكانِس وَلم تَبِنْ لَهُ فَيَشعر بهَا لسُرعتها، حَتَّى انْتَهَت إِلَى كناسه فندَّ مِنْهَا جافلاً؛ وأنشدني بَعضهم: دَعاني فَلم أُورَأ بِهِ فأَجَبْتُه فمدَّ بئَدْيٍ بَيننا غَير أقْطَعا وَمن رَوَاهُ: لم يُوأر بهَا، فَهِيَ من: أُوار الشَّمْس، وَهُوَ شدّة حرّها، فقلبه، وَهُوَ من التَّنْفِير. أور: يُقَال: أوأرته فاستوأر، إِذا نَفَّرته. وَقَالَ الفَرّاء فِي كِتَابه فِي (المصادر) : التَّوراة من الفِعل: التَّفْعِلة؛ كَأَنَّهَا أُخذت من: أوريت الزِّناد، وورّيتها؛ فَتكون تَفْعلة فِي لُغة طيىء، لأَنهم يَقُولُونَ فِي التوصية: تَوْصاة، وللجارية: جاراة، وللناصية: ناصاة. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي التَّوْرَاة: قَالَ البصريون: توراة أَصْلهَا فَوْعَلة، وفَوعلة كَثِيرَة فِي الْكَلَام، مثل: الحوصَلة، والدوخلة. وكُل مَا قلت فِيهِ فوعلت فمصدره: فوعلة. فالأَصل عِنْدهم: وَوْراة. وَلَكِن الْوَاو الأولى قُلبت تَاء، كَمَا قُلبت فِي تَوْلج وَإِنَّمَا هُوَ فَوْعل من: وَلجت؛ وَمثله كثير. وَقَالَ غَيره: واستوريت فلَانا رَأيا، أَي طلبت إِلَيْهِ أَن ينظر فِي أَمْرِي فيستخرج رَأيا أمْضى عَلَيْهِ. والوَرِيّ: الضَّيف؛ وَقَالَ الأَعشى: وتَشُدّ عَقْد وَرِيِّنا عَقْدَ الحِبَجْر على الغِفَارَه قَالَ: وسُمِّي وريّاً، لأنّ بَيْته يُواريه. يُقَال: واريته، وورّيته، بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ الله عزّ وَجل: {مَا وُورِيَ عَنْهُمَا} (الْأَعْرَاف: 20) أَي سُتِر، على فُوِعل. وقرىء: ورُوي عَنْهُمَا، بِمَعْنَاهُ. والواري: السَّمِين من كُل شَيْء. وأَنْشد شمرٌ لبَعض الشُّعراء يَصف قِدْراً:

ودَهْمَاء فِي عُرْض الرُّواق مناخةٍ كَثِيرة وَذْرِ اللَّحْم وارية القَلْبِ يُقال: قَلْبٌ وارٍ، إِذا تَغَشَّى بالشَّحم والسِّمَن. الْكسَائي: أَرض وَئِرة، وَهِي الشَّديدة الأوار، وَهُوَ الحَرّ. قَالَ: وَهِي مَقلوبة. وَقَالَ اللَّيْث: يُقال: من الإرَة، وأَرْت إرَةً، وَهِي إرَةً مَوْءُورَة. قَالَ: وَهِي مُستوقد النَّار تَحت الحمّام وَتَحْت أتُون الْجِرَار والجَصَّاصة. إِذا حَفَرْت حُفْرةً لإِيقاد النَّار، يُقَال: وَأرتها أئِرها وَأراً وإرَةً. والجميع: الإرَات، والإرُون. وَقَالَ فِي قَول لَبِيد: تَسلُب الكانِسَ لم يُؤأَرْ بهَا من ذَلِك. قَالَ: ويُرْوَى بَيت لَبيد لم يُؤْرَ بهَا بِوَزْن لم يُعْرَ من الأَرْي، أَي لم يَلْصق بصَدره الفَزع. وَقد قيل: إنّ فِي صدرك عليّ لأَرياً، أَي لَطْخاً من حِقْد. وَقد أَرَى عليّ صَدْرُه. قَالَ: وأَرْي القِدر: مَا الْتَصق بجوانبها من الحَرق. وأرْي العَسل: مَا الْتَصق بجوانب العَسّالة؛ وَأنْشد قَول الطّرماح فِي صفة دَبْر العَسل: إِذا مَا تَأَرّت بالْخَلِيّ نَبَتْ بِهِ شرِيجَيْن مِمَّا تَأْتَري وتُتِيعُ أَي تَقيء العَسل. قَالَ: والتزاق الأري بالعسَّالة: ائترارُه. أَبُو عُبيد، عَن الْأَصْمَعِي: أَرت القِدْر تَأْري أَرْياً، إِذا احترقت ولَصِق بهَا الشَّيْء. وَقَالَ أَبُو زيد والكِسائي مِثْلَه. وَقَالَ ابْن بُزُرْج: يُقَال للبن إِذا لَصِق وَضَرُه بالإِناء: قد أرِي. وَهُوَ الأَرْي، مثل الرَّمْي. وَقَالَ: أرِي الصَّدْرُ أَرْياً، وَهُوَ مَا يَثْبت فِي الصَّدر من الضِّغن. وأَرِيت القِدر تأْرِي أَرْياً، وَهُوَ مَا يَلْصَق بهَا من الطَّعام، وَقد أَرَت تأرِي أَيْضا. وَقَالُوا فِي الأرْي وَهُوَ العسَل: أَرت النَّحْل تَأري أَرْياً. وَقَالُوا من الإرَة، وَهُوَ الحُفرة الَّتِي تُوقد فِيهَا النَّار: إِرَة بَيِّنة الإِرْوة. وَقد أَرَوْتُها آرُوها. وَمن آريّ الدابّة: أَرّيت تأْرِيةً. والآريّ: مَا حُفر لَهُ وأُدخل فِي الأَرْض، وَهِي الأُرْبة، بِالْبَاء، والرَّكَاسة. أَخْبرنِي المُنذريّ، عَن ثَعْلَب، عَن ابْن

الْأَعرَابِي: قَالَ: قُرارة القِدْرِ، وكُدَادتُها، وأَرْيُها. قَالَ: وأَرْي السّماء: مَا أَرَتْه الرِّيحُ تأْرية أَرْياً، أَي تَصُبَّه شَيْئا شَيئاً. وأَرْي النَّحل: العَسَلُ تأرِي بِهِ من أفواهها. وَقَالَ اللّيث: قَالَ زُهير: يَشِمْنَ بُروقَها وَيُرشّ أَرْي الْ جَنُوب عَلَى حواجِبها العَمَاءُ أَي مَا وَقع من النّدى على الشَّجر والعُشْب فَلم يزل يَلْزق بعضُه بِبَعْض ويكثُر. قلت: وَأَرْي الجَنوب: مَا اسْتَدَرَّته الجَنوب من الغَمام إِذا مَطرت. وَقَالَ ابْن السّكيت: فِي قَوْلهم: ل (المعْلف) : آريّ؛ قَالَ: هَذَا مِمَّا يَضعه النَّاس فِي غير مَوْضعه، وإنّما الآري مَحْبس الدابَّة. وَهِي الأواريّ، والآواخِيّ. واحدتها: آحية. وآرِيّ إِنَّمَا هُوَ من الْفِعْل: فاعُول. تأرّى بِالْمَكَانِ إِذا تَحَبّس. وَمِنْه: أَرَت القِدْرُ، إِذا لَصِق بأَسفلها شيءٌ من الاحتراق؛ وأنْشد: لَا يتأرَّون فِي المَضِيق وَإِن نادَى منادٍ كي يَنْزِلُوا نَزَلُوا وَقَالَ العجَّاج: واعْتَاد أرْبَاضاً لَهَا آرِيُّ قَالَ: اعتادها: أَتَاهَا ورجَع إِلَيْهَا، والأَرباض: جمع رَبَض، وَهُوَ المَأْوى، وَقَوله لَهَا آريّ أَي لَهَا آخِية مِن مكانس البَقر لَا تَزُول وَلها أَصل ثَابت. وَأنْشد ابْن السِّكِّيت أَيْضا: داويتُه بالمَحْض حَتَّى شَتَا يَجْتذب الآرِيّ بالمِرْوَدِ أَي: مَعَ المِرْود. يصف فرسا؛ وَأَرَادَ يآريّه: الرَّكاسة المَدْفونة تَحت الأَرْض المُثَبَّتة، فِيهَا تُشَدّ الدابّة من عُروقها البارزة، فَلَا تَقْلَعْها لثَباتها فِي الأَرْض. فأمّا اللَّيْث فَإِنَّهُ زَعم أَن الآري المَعْلف. وَالصَّوَاب مَا قَالَ ابْن السّكيت، وَهُوَ قَول الْأَصْمَعِي. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الإرةَ: النَّار. والإرة: الْحُفرة للنار، والإرةَ: اسْتِعار النَّار وشدّتها، والإرَة: الْخَلْعءَ، وَهُوَ أَن يُغْلى اللَّحْم والخلّ إغلاءً، ثمَّ يُحْمل فِي الأَسْفار. والإرة: القَدِيدُ، وَمِنْه خَبر بِلاَل: قَالَ لنا رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَمعكم شيءٌ من الإرَة؟)

أَي: القَديد. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: هُوَ الإرة، والقَدِيد والمُشَنَّق، والمُشَرَّق، والمُتَمَّر، والموهر، والمقرند، والوَشيق. شَمِر: الإرة، النَّار. يُقَال: ائتنا بإرَة، أَي بِنَار. والإرة: الحُفرة، وَهِي البُؤْرة، والإرة: الْعَدَاوَة أَيْضا؛ وأَنشد: لِمُعالج الشَّحْناء ذِي إرَةٍ وَقَالَ أَبُو عبيد: الإرة: الْموضع الَّذِي تكون فِيهِ الْخُبْزة، قَالَ: وَهِي المَلّة، قَالَ: والخُبزة: هِيَ المَليل. أَبُو عُبيد، عَن الْأَصْمَعِي: استوأرت الْإِبِل، إِذا تَتَابَعَت على نِفَارٍ واحِد. وَقَالَ أَبُو زَيد: ذَاك إِذا نفرت فصَعَّدت الْجَبَل، فَإِذا كَانَ نفارها فِي السَّهل قيل: استَأْورت. قَالَ: وَهَذَا كَلَام بني عقيل. وَقَالَ أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ: المُستأور: الفَارّ. واستأور الْبَعِير، إِذا تهيّأ للوُثوب، وَهُوَ بَارك. وَقَالَ غَيره: يُقَال للحُفرة الَّتِي يَجتمع فِيهَا المَاء: أُورة، وأُوقة؛ قَالَ الفَرزدق: تَرَبّع بَين الأُورتين أَميرُها وَقَالَ اللَّيْث: المُسْتأْور: الفَزِع؛ وَأنْشد: كأنّه بزوانٍ نامَ عَن غَنَمٍ مُستأوِرٌ فِي سَواد اللَّيل مَدْءُوب وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الوائِر: الفَزِع. والأُوار: شدّة حَرّ الشَّمْس، ولَفح النّار ووَهجها. ويومٌ ذُو أُوار، أَي ذُو سَمُوم وحَرّ شَديد. الوِئار المُمَدَّدة، وَهِي مَخَاض الطِّين الَّذِي يُلاط بِهِ الحِياض؛ قَالَ: بِذِي وَدَعٍ يَحُلّ بكُلّ وَهْدٍ رَوايا المَاء يَظَّلِم الوِئارَا وَأَخْبرنِي المُنذري، عَن أبي الْعِيَال، عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه أَنشده: هلُمّ إِلَى أُمَية إنّ فِيهَا شِفاء الواريات مِن الغَلِيل قَالُوا: الواريات: الأَدْواء. قَالَ: ويُقال: الوَرَى: شَرق يَقع فِي قَصبة الرّئَتَيْن فَيَقْتُل البَعِيرَ. وبَعِيرٌ مَوْرِيّ. وَبِه ريِّة، بِغَيْر همز. قَالَهَا الباهليّ. وَقَالَ أَبُو سَعيد فِي قَوْله تَعَالَى: {ضَبْحاً فَالمُورِيَاتِ قَدْحاً} (العاديات: 2) يَعْنِي الْخَيل فِي المَكَرّ، أَي تَقدح النَّار بحوافرها إِذا رَكضت على الحِجارة. وَفِي حَدِيث عُمَر أَنه جاءتْه امرأةٌ جَلِيلةٌ فَحَسرت عَن ذراعَيْها فَإِذا كُدُوحٌ، وَقَالَت: هَذَا من احتراش الضّبَاب. فَقَالَ لَهَا: لَو أَخذت الضَّبّ فَورَّيته ثمَّ دَعَوْت بمِكْتَفَةٍ

فَثَمَلْتَه كَانَ أَشْبَع. أَي رَدغته فِي الدَّسم. وَقَوْلهمْ: لَحْمٌ وارٍ، أَي سَمين. وجَزُور وارٍ، أَي سَمين. وَقَوله: فثملته، أَي أَصْلحته. وَفِي الحَدِيث: إِن رجلا شَكَا إِلَى النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم امرأتَه، فَقَالَ: (اللَّهُمَّ أَرِّ بَيْنَهما) . قَالَ أَبُو عُبيد: أَي أَثْبت الوُدّ بَينهمَا؛ وأَنْشد: لَا يَتأرّى لِما فِي القِدْر يَرْقُبه أَي لَا يتلبّث وَلَا يَتَحبَّس. قَالَ: ورَوى بعضُهم هَذَا الحديثَ عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه دَعَا بِهَذَا الدُّعَاء لعليّ وَفَاطِمَة، عَلَيْهِمَا السَّلَام. والتّأرِّي: جَمْع الرَّجُل الطَّعَام لِبَيْته. روى: أَبُو العبّاس، عَن ابْن الأَعْرابيّ: الرّوِيّ: السّاقِي. والرَّوِيّ: الضَّعِيف، والسَّوِيّ الصَّحيح البَدَن والعَقْل. وَقَالَ غَيره: رَوى فلانٌ حَدِيثا وشِعراً، يَرْوِيه رِوايةً، فَهُوَ: راوٍ. فَإِذا كَثرت رِوَايته، قيل: هُوَ راوِية، الْهَاء للمُبالغة فِي صفة الرِّوَاية. وَيُقَال: رَوّى فلانٌ فلَانا شِعْراً، إِذا رَواه لَهُ حَتَّى حَفِظه للرِّواية عَنهُ. وَيُقَال: رَوِي فلانٌ من المَاء، يَرْوَى رِيّاً. فَهُوَ: رَيّان، والأُنثى: رَيّاً، والجميع: رِوَاء، وماءٌ رَوَاءٌ، مَمْدُود مَفْتوح الرّاء. وماءٌ رِوًى، مَقصور بِالْكَسْرِ، إِذا كَانَ يَصْدُر مَن يَرِدُه عَن رِيّ. وَلَا يكون هَذَا إلاّ صِفة لأعْداد الْمِيَاه الَّتِي لَا تَنْزح وَلَا يَنقطع مَاؤُهَا؛ قَالَ الراجز: ماءٌ رَوَاءٌ ونَصِيٌّ حَوْلَيْهْ هَذَا مقامٌ لكِ حتّى تِيبَيْهْ وَيَوْم التَّرْوية: الثَّامِن من ذِي الحِجَّة، سمِّي بِهِ لِأَن الحُجّاج يَتَرَوَّوْن بِهِ من المَاء ويَنهضون إِلَى مِنًى وَلَا مَاء بهَا، فيتزوّدون رِيَّهم من المَاء. أَبُو عُبيد: الرَّاوية، هُوَ البَعير الَّذِي يُسْتَقى عَلَيْهِ المَاء. والرجُل المُسْتقِي أَيْضا: رَاوِية. يُقَال: رَوَيْت على أَهله: أَرْوى رَيَّةً. قَالَ: والوعاء الَّذِي يكون فِيهِ المَاء إِنَّمَا هِيَ المَزادة، سُمِّيت: راويةً، لمَكَان البَعير الَّذِي يَحْملها. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: يُقال: رَوَيْت الْقَوْم أَرْويهم، إِذا اسْتَقيت لَهُم.

ويُقال: من أَيْن رَيَّتُكم؟ أَي من أَيْن تَرْتَوون الماءَ؟ وَقَالَ غيرُه: الرِّواء: الْحَبل الَّذِي يُرْوَى بِهِ على الرَّاوية إِذا عُكِمت المَزَادتان. يُقَال: رَوَيْت على الرَّاوية، أَرْوى رَيّاً، فَأَنا رَاوٍ، إِذا شَدَدْت عَلَيْهِمَا الرِّواء؛ وأَنْشَدَني أعرابيّ، وَهُوَ يُعَاكِمني: رَيّاً تَمِيميّاً على المَزَايِد ويُجمع: الرِّواء: أَرْوِية. ويُقال لَهُ: المِرْوَى، وَجمعه: مَرَاوَى. ورجلٌ رَوَّاءٌ، إِذا كَانَ الاسْتِقاء بالرَّاوِية لَهُ صِنَاعة. يُقَال: جَاءَ رَوَّاء الْقَوْم. وَقَالَ اللّيث: يُقال: ارْتَوت مفاصِلُ الدّابّة، إِذا اعْتَدلَت وغَلُظت. وارْتوت النَّخْلةُ، إِذا غُرست فِي قَفْر ثمَّ سُقِيت فِي أَصْلها. وارتوى الحَبْلُ، إِذا كَثر قُواه وغَلَظ فِي شِدّة فَتْل؛ وَقَالَ ابنُ أحْمر يذكرُ قَطاةً وفَرْخَها: تَرْوِي لَقًى أُلْقِيَ فِي صَفْصَف تَصْهره الشَّمْسُ فَمَا ينْصهِرْ تَرْوِي، مَعْنَاهُ: تَسْتَقي. يُقَال: قد رَوَى، مَعْنَاهُ: قد اسْتَقى على الرَّاوية. وفرسٌ ريّان الظّهْر، إِذا سَمِن مَتْناه. وفرسُ ظمآن الشَّوى، إِذا كَانَ مُعَرَّق القَوائم. وإنّ مفاصِله لظِماءٌ، إِذا كَانَ كَذَلِك؛ وأَنْشد: رِوَاءٌ أَعَاليه ظِماءٌ مَفاصِلُه ويُقال للْمَرْأَة: إِنَّهَا لَطيّبة الرَّيَّا، إِذا كَانَت عَطِرة الجِرْم. وريّا كلِّ شَيْء: طيبُ رَائِحَته؛ وَمِنْه قَوْله: نَسِيم الصّبا جَاءَت بريَّا القَرَنْفُل وَقَالَ المتَلَمِّس يَصف جَارِيَة: فَلَو أنّ مَحْمُوماً بِخَيْبَرَ مُدْنَفاً تَنَشَّقَ رَيّاها لأقْلع صالِبُهْ ورُوي عَن عُمر أنّه كَانَ يَأْخُذ مَعَ كُل فَريضة عِقالاً ورِواءً الرِّواء، مَمْدود، وَهُوَ حَبْل فَإِذا جَاءَت إِلَى الْمَدِينَة بَاعهَا ثمَّ تصدّق بِتِلْكَ العُقُل والأرْوية. قَالَ أَبُو عُبيد: الرِّواء: الحَبل الَّذِي يُقْرن بِهِ البَعيران. قلت: الرِّواء: الحَبل الَّذِي يُرْوى بِهِ على البَعير، وَأما الحبلُ الَّذِي يُقْرن بِهِ البَعيران، فَهُوَ القَرَن، والقِرَان. أَبُو عُبيد، عَن الْأَحْمَر: الأُرْوِيّة: الأُنثى من الوُعُول. وَثَلَاث أَرَاوِيّ، إِلَى العَشر. فَإِذا كثرت، فَهِيَ الأَرْوَى. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقال للأُنْثى: أُرْوِيّة؛

وللذَّكر: أُرْوية. ويُقال للأُنثى: عَنْز؛ وللذَّكر: وَعِل. وَهِي من الشّاء لَا من البَقر. أَبُو عُبيد: يُقال: لنا عِنْد فلانٍ رَوِيّة وأشْكَلَة، وهما الْحَاجة. وَلنَا قِبله صارّة، مثله. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: بَقيت مِنْهُ رَوِيّة، أَي بقيّة، مثل التَّلِيَّة: وَهِي البَقيّة من الشَّيْء. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: يُقال لسادة الْقَوْم: الرَّوَايَا. قلت: وَهِي جمع راوية. شَبّه السيّد الَّذِي تَحمَّل الدِّيات عَن الحيّ بالبَعِير الرَّاوِية؛ وَمِنْه قَول الرَّاعِي: إِذا نُدِبت رَوَايا الثِّقْل يَوْماً كَفَيْنا المُضْلِعات لمن يَلِينا أَرَادَ: ب (روايا الثِّقل) : حوامل ثِقْل الدِّيات. والمُضْلِعات: الَّتِي تُثْقل مَن حَمَلها. يَقُول: إِذا نُدِب للدِّيات المُضْلعة حَمّالوها كنّا نَحن المُجيبين لحَمْلها عمّن يَلِينا من دُوننا. وَقَالَ رجلٌ من بني تَميم، وَذكر قوما أَغَارُوا عَلَيْهِم: لَقِينَاهُمْ فَقَتَلْنَا الرَّوايا، وأبحْنا الزَّوايا. أَي قتلنَا السّادة وأبحنا البُيوت، وَهِي الزَّوايا. ابْن السِّكيت: روَّيت رَأْسِي بالدُّهْن، ورَوّيْت الثّرِيد بالدَّسَم. ورَوَّأت فِي الْأَمر، مَهْموز. وفلانٌ لَيْسَ لَهُ رَويّة فِي الأُمور، بِغَيْر هَمر. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: رَوَّأت فِي الأَمر، وريَّأت: فكَّرت، بِمَعْنى وَاحِد. فِي بَعض الحَدِيث عَن عَون أَنه ذكر رجلا فَقَالَ: تكلَّم فَجَمع بَين الأرْوَى والنَّعام. يُرِيد أَنه جَمع بَين كَلمتين مُختلفتين، لِأَن الأرْوَى يكون بِشَعف الجِبال، وَهِي شَاءَ الوَحْش، والنَّعام يكون فِي الفَيافي والْحَضِيض. يُقَال فِي المَثل: لَا تَجمع بَين الأرْوى والنَّعام. رأى: قَالَ اللّيث: الرَّأيُ: رَأْي القَلْب. وَالْجمع: الآرَاء. وَيُقَال: مَا أضَلّ آرَاءهم وَمَا أَضلَّ رَأْيَهم وَيُقَال: رأيتُه بعينيّ رُؤْيةً. ورأيتُه رَأي العَيْن، أَي حَيث يَقَع البَصَرُ عَلَيْهِ. ويُقال من (رَأْي) القَلب: ارتأَيت؛ وأَنشد: أَلا أيّها المُرْتَئِي فِي الأُمُورِ سَيَجْلو العَمَى عَنْك تِبْيانُها وَقَالَ الفَرّاء فِي قَوْله عزّ وجلّ: {إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} (يُوسُف: 43) : إِذا تَركت

العربُ الْهمزَة من الرُّؤْيا قَالُوا: الرُّويَا، طَلَباً للخفّة، فَإِذا كَانَ من شَأْنهمْ تحويلُ الْوَاو إِلَى الْيَاء قَالُوا: (لَا تَقْصُص رُيّاك) فِي الكَلام، وَأما فِي القُرآن فَلَا يَجُوز؛ وَأنْشد أَبُو الجرّاح: لَعِرْضٌ من الأعراضِ يُمْسي حَمامُه ويُضْحِي على أفْنانِه الْغَيْن يَهْتِفُ أحبّ إِلَى قَلبي من الدِّيك رُيَّةً وبابٍ إِذا مَا مَال للغَلْقِ يَصْرِفُ أَرَادَ (رُؤْية) فَلَمَّا ترك الْهَمْز وَجَاءَت وَاو سَاكِنة بعْدهَا يَاء تَحوّلت يَاء مشدَّدة، كَمَا قَالُوا: لَوَيته لَيّاً، وكَوَيْته كَيّاً، وَالْأَصْل: لَوْياً، وكَوْياً. قَالَ: وَإِن أَشرت فِيهَا إِلَى الضمة فَقلت: رُيّاً، فرفَعت الرَّاء، فَجَائِز، وَتَكون هَذِه الضَّمة مثل قَوْله: صُيِل، وسُيِق، بِالْإِشَارَةِ. وَزعم الْكسَائي: أَنه سمع أعرابيّاً يقْرَأ: (إِن كُنْتُم للرُّيَّا تَعْبُرون) . وَقَالَ اللّيث: رَأَيْت رُيّاً حَسنة. قَالَ: وَلَا تجْمع الرُّؤيا. وَقَالَ غَيره: تجمع الرُّؤيا: رُؤًى، كَمَا يُقال: عُلْياً، وعُلًى. قَوْله عزّ وجلّ: {هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِءْياً} (مَرْيَم: 74) . قُرِئت رِئْياً بِوَزْن رِعْياً وقُرئت رِيّاً. وَقَالَ الفرّاء: الرّئْيُ: المَنْظر. وَقَالَ الْأَخْفَش: الرِّيّ مَا ظهر عَلَيْهِ ممّا رَأَيْت. وَقَالَ الفَراء: أهل الْمَدِينَة يَقْرءونها رِيّاً بِغَيْر هَمز، وَهُوَ وَجه جيّد، من رَأَيْت، لِأَنَّهُ مَعَ آيَات لَسْنَ مَهْموزات الْأَوَاخِر. وَذكر بَعضهم أَنه ذهب بالرِّيّ إِلَى رَوِيت إِذا لم يَهْمز. وَنَحْو ذَلِك قَالَ الزّجّاج. قَالَ: وَمن قَرَأَ رِيّاً بِغَيْر هَمْز فَلهُ تَفْسيران: أَحدهمَا: أنّ مَنْظره مُرْتَوٍ من النِّعمة، كَأَن النَّعيم بَيِّنٌ فيهم. وَيكون على تَرك الهَمزة من رَأَيْت. وَقَالَ اللَّيْث: الرَّئِيّ: جِنِّي يَعْرض للرّجل يُريه كهَانَة وطِبّاً. يُقال: مَعَ فُلان رَئِيّ. قَالَ: والرُّوَاء: حُسن المَنْظر فِي البَهاء وَالْجمال. يُقَال: امْرَأَة لَهَا رُواء، إِذا كَانَت حَسَنَة المَرْآة، والمَرْأَى، كَقَوْلِك: المَنْظرة، والمَنْظر. والمِرآة: الَّتِي يُنْظر فِيهَا. وَجَمعهَا: المَرَائي.

وَمن حَوّل الْهمزَة قَالَ: المَرَايَا. قَالَ أَبُو زيد: إِذا أمرت من رَأَيْت قلت: ارْ زَيداً. كَأَنَّك قلت: ادْع زيدا. فَإِذا أردْت التَّخْفِيف قلت: رَ زيدا. فَتُسْقط ألف الوَصل فتحرّك مَا بعْدهَا. قَالَ: وَمن تَحقيق الْهَمْز قَوْلك: رَأَيْت الرجل. فَإِذا أردْت التَّخْفِيف قلت: رايت الرجل. فحركت الْألف بِغَيْر إشباع همز، وَلم تسْقط الْهمزَة لأنّ مَا قبلهَا مُتحرك، فَتَقول: الرّجُل يَرَى ذَاك، على التَّخفيف. قَالَ: وعامّة كَلَام الْعَرَب فِي: يرى، وَترى، ونرى، وَأرى، على التَّخْفِيف. وَقَالَ بَعضهم يخففه، وَهُوَ قَلِيل. فَيَقُول: زيد يرأى رَأيا حَسناً. كَقَوْلِك: يَرْعَى رَعْياً حَسناً؛ وأَنشد: أُرى عَيْنَيّ مَا لم تَرْأَياه كِلانا عالمٌ بالتُّرّهّاتِ وَقَالَ اللِّحياني: اجْتمعت العربُ على همز مَا كَانَ من رَأَيْت واسْترأيت وارتأيت وراءيت وَمَا كَانَ من رُؤْيَة الْعين. وَقَالَ بَعضهم بترك الْهمزَة، وَهُوَ قَلِيل. قَالَ: وكُل مَا جَاءَ فِي كتاب الله مَهْموز، وأَنْشد فِيمَن خَفّف: صَاح هَل رَيْت أَو سَمِعت برَاعٍ رَدْ فِي الضَّرْع مَا تَرَى فِي الحِلاَبِ وَالْكَلَام العالي الْهَمْز، فَإِذا جِئْت إِلَى الْأَفْعَال المُستقبلة الَّتِي فِي أَولهَا الْيَاء وَالتَّاء وَالنُّون وَالْألف، اجْتمعت العربُ الَّذين يَهْمزون وَالَّذين لَا يهمزون على ترك الْهمزَة، كَقَوْلِك: يَرى، وتَرى، وَأرى، ونرى، وَبِه نزل القُرآن، إِلَّا تَيم الرِّباب فإنّها تَهمز فَتَقول: هُوَ يرأى، وترأى، ونرأى، وأرأى. فَإِذا قَالُوا: مَتى نرَاك؟ قَالُوا: مَتى نرآك؟ مثل نَرْعاك. وبعضٌ يقلب الْهمزَة، فَيَقُول: مَتى نَراؤُك؟ مثل: نَرَاعُك؛ وأَنْشد: أَلا تِلْكَ جارَتُنا بالغَضَا تَقُول أتَرْأَيْنَه لن يضِيفَا وَأنْشد فِيمَن قَلَب: مَاذَا نَراؤُك تُغْنِي فِي أخِي ثِقَةٍ من أُسْد خَفّان جَأْب الوَجه ذِي لُبد قَالَ: فَإِن جِئْت إِلَى الْأَمر، فإِن أهل الْحجاز يتركون الْهَمْز فَيَقُولُونَ: رَ ذَاك؛ وللاثنين: رَيَا ذَاك؛ وللجميع: رَوا ذَاك؛ وللمرأة: رَيْ ذَاك، وللنِّسوة: رَيْن. وتَميم تهمز فِي الْأَمر على الأَصْل، فَيَقُولُونَ: ارْأ ذَاك، وارْأيا، ولجماعة النِّسوة: ارْأَيْن. قَالَ: فإِذا قَالُوا: أَرَيْت فلَانا مَا كَانَ من أمره، أَرَيْتكم فلَانا، أفَريتكم فلَانا؛ فإِن أَهل الْحجاز يهمزونها، وَإِن لم يكن مِن كَلَامهم الهَمْز.

فَإِذا عَدوت أهل الْحجاز فإِنَّ عامّة الْعَرَب على ترك الْهمزَة، نَحْو: أريت الَّذِي يُكَذِّب، أَرَيْتُكم. وَبِه قَرَأَ الْكسَائي، تَرَك الْهَمْز فِيهِ فِي جَمِيع الْقُرْآن؛ وأَنشد لأبي الْأسود: أرَيْتَ امْرَأ كنْتُ لم أَبْلُه أتانِي فَقَالَ اتَّخذني خَلِيلاً فَترك الهمزَة. وَأَخْبرنِي المُنذريّ، عَن أبي طَالب، عَن أَبِيه، عَن الْفراء فِي قَول الله عزّ وجلّ: {قُلْ أَرَأَيْتُكُم} (الْأَنْعَام: 40) . قَالَ: الْعَرَب لَهَا فِي أَرَأَيْت لُغَتَانِ ومَعنيان: أَحدهمَا أَن يسْأَل الرجُل الرجلَ: أَرَأَيْت زَيداً بِعَيْنِك؟ فَهَذِهِ مَهموزة. فإِذا أوقعتها على الرّجل مِنْهُ قلت: أرأيتَك على غير هَذِه الْحَال؟ يُريد هَل رَأَيْت نَفْسك على غير هَذِه الْحَال. ثمَّ تُثنّي وتَجمع، فَتَقول للرَّجُلين: أَرَأيْتُماكما، وَلِلْقَوْمِ: أرأيتُموكم، وللنِّسْوة: أرأتنّ كنّ، وللمرأة: أرأيتِك، بخفض التَّاء، لَا يجوز إِلَّا ذَلِك. وَالْمعْنَى الآخر، أَن تَقول: أرأيْتَك. وَأَنت تَقول: أَخْبرني، فتهمزها وتنصب التَّاء مِنْهَا، وتترك الْهَمْز إِن شِئْت، وَهُوَ أَكثر كَلَام الْعَرَب، وتترك التَّاء موحّدة مَفتوحة للْوَاحِد والواحدة والجميع، فِي مؤنثه ومذكره، فَتَقول للْمَرْأَة: أرأيتَك زيدا، هَل خَرج؟ وللنِّسوة: أرأَيتكنّ زيدا مَا فعل؟ وَإِنَّمَا تركت العربُ التَّاء وَاحِدَة لأنّهم لم يُريدوا أَن يكون الفِعل مِنْهَا وَاقعا على نَفسهَا، فاكتفوا بذكرها فِي الْكَاف، ووجّهوا التَّاء إِلَى الْمُذكر والتوحيد إِذا لم يكن الفِعل وَاقعا. وَنَحْو ذَلِك قَالَ الزّجاج فِي جَمِيع مَا قَالَ. ثمَّ قَالَ: واخْتلف النّحويّون فِي هَذِه الْكَاف الَّتِي فِي (أرأيْتَكم) . فَقَالَ الفرّاء والكسائيّ: لَفظهَا لَفْظ نَصب، وتأويلها تَأويل رَفْع. قَالَ: وَمثلهَا الْكَاف الَّتِي فِي دُونك زيدا، لِأَن الْمَعْنى: خُذْ زَيداً. قَالَ أَبُو إِسْحَاق: وَهَذَا القَوْل لم يَقُله النّحويّون القُدماء، وَهُوَ خطأ، لِأَن قَوْلك: أرأيتَك زَيْداً مَا شأنُه؟ يُصَيِّر أَرَأَيْت قد تعدّت إِلَى الْكَاف، وَإِلَى زيد، فتَصير أرأَيْت اسْمَيْن، فيَصير المَعْنى: أرَأيتَ نَفْسَك زَيداً مَا حَاله؟ قَالَ: وَهَذَا مُحَالٌ. وَالَّذِي يَذْهب إِلَيْهِ النَّحويون الموثوق بعلمهم أَن الْكَاف لَا مَوضِع لَهَا، وَإِنَّمَا الْمَعْنى: أَرَأَيْت زيد مَا حَاله؟ وَإِنَّمَا الْكَاف زِيَادَة فِي بَيَان الْخطاب، وَهِي الْمُعْتَمد عَلَيْهَا فِي الْخطاب. فَتَقول للْوَاحِد الْمُذكر: أرأَيْتَك

زيدا مَا حَاله؟ بِفَتْح التَّاء وَالْكَاف، وَتقول فِي الْمُؤَنَّث: أرأيتك زيدا مَا حَاله يَا مَرأة؟ فتفتح التَّاء على أصل خطاب الْمُذكر وتكسر الْكَاف، لأنّها قد صَارَت آخر مَا فِي الْكَلِمَة والمنبئة عَن الْخطاب، فَإِن عَدَّيت الْفَاعِل إِلَى المَفْعُول فِي الْبَاب صَارَت الْكَاف مفعولة، تَقول: رأَيْتني عَالما بفُلان. فَإِذا سَأَلت عَن هَذَا الشَّرط قلت للرَّجل، أَرَأَيْتَك عَالما بفلان؟ وللاثنين: ارأَيْتماكما عالِمَيْن بفلان؟ وللجميع: ارأيْتُموكم؟ لِأَن هَذَا فِي تَأْوِيل: أَرأيتم أنْفُسكم؟ وَتقول للْمَرْأَة: أرأيتِك عَالِمَة بفُلان؟ بِكَسْر التَّاء. وعَلى هَذَا قِيَاس هذَيْن الْبَابَيْنِ. أَخبرني المُنذريّ، عَن أبي الْعَبَّاس ثَعْلَب، قَالَ: أَرأَيْتَك زَيْداً قَائِما؟ إِذا اسْتخبر عَن زيد تَرَك الهَمْز، وَيجوز الهَمْز. وَإِذا استخبر عَن حَال المخَاطب كَانَ الهَمز الِاخْتِيَار، وَجَاز تَرْكه، كَقَوْلِك: أرَأَيْتَك نَفْسَك؟ أَي مَا حالُك، مَا أَمْرُك؟ وَيجوز: أَرَيْتَك نَفْسك؟ وَذكر شَمر حَدِيثا بِإِسْنَاد لَهُ أَن أَبَا البَخْتريّ قَالَ: تراءَيْنَا الْهلَال بِذَات عِرْق فسألنا ابْن عبّاس، فَقَالَ: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَدَّه إِلَى رُؤيته، فإنْ أُغمِي عَلَيْكُم فَأكْمِلوا العِدَّة. قَالَ شَمِر: قَوْله: تراءينا الْهلَال، أَي تكلَّفنا النَّظر إِلَيْهِ، هَل نَراه أم لَا؟ قَالَ: وَقَالَ ابْن شُميل: انْطلقْ بِنَا حَتَّى يُهلّ الهِلال، أَي نَنْظر أَنَراه؟ وَقد تراءينا الهِلال: أَي نَظرناه. وَقَالَ الْفراء: الْعَرَب تَقول: راءَيت، ورَأَيْت. وَقَرَأَ ابْن عبّاس: {يُرَآءُونَ النَّاسَ} (النِّسَاء: 142) . وَقد رَأّيْت تَرْئِية، مثل: رَعَّيت تَرْعِية. قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أَرَيْتُه الشيءَ إراءةً، وإراية، وإرْءَاءةً. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: تراءَيت فِي المِرآة تَرائِياً. ورَأّيت الرَّجُل تَرْئِيّةً، إِذا أَمْسكت لَهُ المِرآة لِيَنْظُر فِيهَا. واسْتَرْأيت الرجل فِي الرَّأْي، أَي اسْتَشَرتُه. وراءيته، وَهُوَ يُرائيه، أَي يُشاوره؛ وَقَالَ عِمران بن حَطّان: فإنْ تكُن حِين شَاوَرْناك قلْتَ لنا بالنُّصح مِنْك لنا فِيمَا نُرائِيكَا أَي: نَسْتَشيرك. قُلت: وأمّا قَول الله عزّ وجلّ: {يُرَآءُونَ النَّاسَ} (النِّسَاء: 142) وَقَوله: {يُرَآءُونَ} {يُرَآءُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} (الماعون: 6 و 7)

فَلَيْسَ من المُشاورة، وَلَكِن مَعناه، إِذا أَبْصرهم النّاس صَلّوا، وَإِذا لم يَرَوهم تَركوا الصَّلاة. وَمن هَذَا قَول الله عز وَجل: {بَطَراً وَرِئَآءَ النَّاسِ} (الْأَنْفَال: 47) . وَهُوَ المُرائي، كأنّه يُرِي الَّذِي يَراه أَنه يَفْعل وَلَا يفعل بالنيّة. وَأما قَول الفَرزدق يهجو قوما ويَرمي امرأَةً مِنهم بِغَيْر الجَمِيل: وبَات يُراآها حصاناً وَقد جَرَتْ لنا بُرَتاها بالّذي أَنا شَاكره قَوْله: يُراآها: يظنّ أَنَّهَا كَذَا. وَقَوله: لنا بُرتاها، مَعْنَاهُ: أَنَّهَا أَمكنته من رِجْلَيها. قَالَ شَمر: الْعَرَب تَقول: أرى الله بفلانٍ، أَي أرى الله الناسَ بفُلاَنِ العذابَ والهلاك، وَلَا يُقَال ذَلِك: إِلَّا فِي الشَّرّ؛ وَقَالَ الْأَعْشَى: وعَلِمت أنّ الله عَمْ داً خَسَّها وأَرَى بهَا قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أرى الله بهَا أعداءها مَا يَسُرهم؛ وَأنْشد: أرانا الله بالنَّعَم المُنَدَّى وَقَالَ أَبُو حَاتِم نحوَه. ورُوي عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (لَا تَراءى نارَاهُما) . قَالَ أَبُو عُبيد: مَعْنَاهُ: أنّ المُسلم لَا يَحلّ لَهُ أَن يَسْكن بِلَاد المُشركين فَيكون مَعَهم بقَدْر مَا يَرى كُلُّ واحدٍ مِنْهُم نَار صَاحبه. وَيُقَال: تراءينا، أَي تلاقينا فرأيتُه ورآني. وَقَالَ: أَبُو الْهَيْثَم فِي قَوْله: لَا ترَاءى ناراهما، أَي لَا يَتَّسم المُسلم بِسمة المُشْرك وَلَا يَتَشَبَّه بِهِ فِي هَدْيه وشَكله، وَلَا يتخلّق بأخلاقه، من قَوْلك: مَا نارُ بَعِيرك؟ أَي مَا سِمَته؟ وَيُقَال: دَاري تَرى دَار فلَان، أَي تقَابلهَا؛ وَقَالَ ابْن مُقْبِل: سَلِ الدّارَ مِن جَنْبَي حَبِيرٍ فواحِفٍ إِلَى مَا رَأى هَضْبَ القَلِيب المصَبَّح أَرَادَ: إِلَى مَا قابَله. قَالَ الْأَصْمَعِي: رأسٌ مُرْأى، بِوَزْن مُرْعًى، إِذا كَانَ طَوِيل الخَطم فِيهِ شَبيه بالتَّصْويب، كَهَيئَةِ الإبْريق. وَقَالَ ذُو الرُّمّة: وجَذْب البُرَى أَمْرَاس نَجْرَان رُكِّبت أواخِيُّها بالمُرْأَيات الزَّواحِف يَعْنِي أواخيّ الأمراس، وَهَذَا مَثل. والرّاية: العَلم، لَا تهمزها العربُ، وَتجمع: رايات، وَأَصلهَا الهَمز. وَيُقَال: رَأَيْت رايتَه، أَي رَكَزتُها. وَبَعْضهمْ يَقُول: أَرْأَيتها، وهما لُغتان. وَقَالَ اللَّيث: الرَّايَة، من رايات الْأَعْلَام. وَكَذَلِكَ الرَّايَة الَّتِي تجْعَل فِي العُنق.

وهما من تأليف ياءين وَرَاء. وتصغير الرَّاية: رُيَيَّهْ. وَالْفِعْل: رَيَّيْت رَيّاً، ورَيَّيْت تَرِيَّةً. وَالْأَمر بِالتَّخْفِيفِ ارْيهْ، وَالتَّشْدِيد ريِّهْ. وعلمٌ مَرِيّ، بِالتَّخْفِيفِ. وَإِن شئتَ بَيَّنت الياءات فقُلت. مَرْئِيٌّ، بِبَيان الياءات. وَالْعرب تَقول: أَرى اللَّهُ بفلانٍ، أَي أَرْأَى بِهِ مَا يَشمِت بِهِ عدوّه؛ وَمِنْه قَول الْأَعْشَى: وَعلمت أنّ الله عَمْ داً خَسَّها وأَرَى بهَا يَعني قَبيلَة ذكرهَا، أَي أَرَى الله عدوَّها مَا شَمِت بِهِ. وَقَالَ النّضر: الإرآء: انتكاب خطم الْبَعِير على حَلْقه. يُقَال: جمل مُرْأى، وجِمالٌ مُرْآة. أَبُو عُبَيد، عَن أبي زيد: إِذا استبان حمل الشَّاة من الْمعز والضأن وعَظُم ضَرْعها قيل: أَرْأَت، تَقْدِيره أَرْعَت. ورمّدت تَرْمِيداً، مثله. وروى ابْن هانىء عَنهُ: أرأت العَنْزُ خاصّة، وَلَا يُقال للنّعجة: أَرأت، وَلَكِن يُقال: أَثْقلت، لأنّ حياءها لَا يَظهر. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال من الظَّن: رِيتُ فُلاناً أَخَاك. وَمن همز قَالَ: رُؤِيت. فَإِذا قُلت: أرى وَأَخَوَاتهَا، لم تهمز. قَالَ: ومَن قلب الْهمزَة من رأى قَالَ: رَاء، كَقَوْلِك: نأى، وناء. وَرُوِيَ عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه بَدَأَ بالصّلاة قبل الخُطْبة يَوْم الْعِيد ثمَّ خَطب فرُئِي أَنه لم يُسمع النِّساء فأتاهن ووعَظهن. وَقَالَ الْفراء: قَرَأَ بعض القُرّاء: {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى} (الْحَج: 2) فنصب الرَّاء من تُرى. قَالَ: وَهُوَ وَجه جيّد، يُريد مثل قَوْلك: رُئيتُ أَنَّك قَائِم، ورُئِيتك قَائِما، فَيجْعَل سكارى فِي مَوضِع نَصب، لِأَن ترى تحْتَاج إِلَى شَيْئَيْنِ، تَنْصبهما، كَمَا تحْتَاج ظَنّ. قلت: رُئيت، مقلوب، الأَصْل فِيهِ: أُريت، فأخّرت الْهمزَة، وَقيل: رُئيت، وَهُوَ بمَعنى الظّنّ. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: فلانٌ يتَرَاءَى بِرَأْي فلَان، إِذا كَانَ يَرى رَأْيه ويَميل إِلَيْهِ ويَقْتدي بِهِ. ويقالُ: مَنَازِلهمْ رئاءٌ، على تَقْدِير رِعَاء، إِذا كَانَت متحاذية؛ وأَنْشد:

ليَالِي يَلْقَى سِرْبُ دَهْما سِرْبَنا ولَسْنا بجيرانٍ وَنحن رِئَاءُ ابْن بُزُرْج: التَّرْئية، بِوَزْن التَّرْعِية: الرجُلُ المُخْتال. وَكَذَلِكَ: التَّرائية، بِوَزْن التّراعِية. اللَّيْث: التَّرِيّة، مشدّدة الْيَاء، والتَّرِيَة، خَفِيفَة الْيَاء بِكَسْر الرَّاء، والتَّرْية، بجزم الرَّاء، كلهَا لُغات، وَهِي مَا ترَاهُ الْمَرْأَة من بقيّة حَيضها من صُفرة أَو بَياض. قلت: كأنّ الأَصْل فِيهِ تَرئية، وَهِي تفعلة من رَأَيْت فخفّفت الْهمزَة، فَقيل: تَرْيِية، ثمَّ أُدغمت الْيَاء فِي الْيَاء فَقيل: تَرِيّة. وَقَالَ: وَيُقَال للْمَرْأَة: ذاتُ التَّرِيّة، وَهِي الدمُ الْقَلِيل. وَقد رَأَتْ تَرِيَّة، أَي دَمًا قلِيلاً. وَفِي حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إنّ أَهل الجنَّة ليتراءَوْن أهْلَ عِلِّيّين كَمَا تَرَوْن الْكَوْكَب الدُّرِّي فِي كَبِدِ السَّماء) . قَالَ شمر: يَتراءَوْن: يتفاعلون، من رَأَيْت كَقَوْلِك: تراءَيْنا الهِلاَل. وَقَالَ: مَعْنَاهُ: يَنْظُرون. وَقَالَ غَيره: معنى يتراءون أَي: يرَوْنَ، يدُل على ذَلِك قَوْله: كَمَا تَرَوْن. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: يُقال لكل سَاكن لَا يَتَحَرَّك: ساجٍ وَرَاهٍ وَرَاءٍ. قَالَ شمر: لَا أعرف راءٍ بِهَذَا الْمَعْنى إِلَّا أَن يكون أَرَادَ رَاه فَجعل بدل الْهَاء يَاء. وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: رِئِيٌّ من الجِنّ، بِوَزْن رِعِيّ وَهُوَ الَّذِي يَعْتاد الْإِنْسَان من الجِنّ. قَالَ: الرِّئْيُ، بِوَزْن الرِّعْي بِهَمْزَة مُسكَّنة: الثوبُ الفاخر الَّذِي يُنْشر ليُرَى حُسْنه؛ وأَنْشد: بِذِي الرِّئْي الجَمِيل من الأَثاث أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَرْأَى الرَّجل، إِذا كَثرت رُؤَاه، بِوَزْن رُعَاه وَهِي أحلامه، جمع الرُّؤْيا. اللَّحياني: على وَجْهه رَأْوة الحُمق، إِذا عَرفت الحُمق فِيهِ قبل أَن تَخْبُره. ويُقال: إنّ فِي وَجهه لرَأْوَةً، أَي نَظْرةً ودَمامَة. قَالَ: وأرْأَى، إِذا تَبَيَّنت الرَّأْوَةُ فِي وَجْهه، وَهِي الحَماقة. وأَرْأَى، إِذا ترَاءى فِي المِرآة. وأرأى، إِذا صَار لَهُ رَئيّ مِن الجِنّ. وَيُقَال: أَرْأَى الرَّجُل، إِذا أظهر عَملاً صَالحا رِيَاءً وسُمْعة. وأَرْأَى، إِذا اشْتكى رِئَته، وأرأى؛ إِذا اسْودّ ضَرْعُ شاتِه. وأَرْأى: إِذا حَرّك بعَينيه عِنْد النّظر تَحْريكاً كثيرا، وَهُوَ يُرأْرِي بعَينَيه.

أَبُو الْحسن اللَّحياني: يُقَال: إِنَّه لخَبيثٌ وَلَو ترى مَا فلَان؟ وَلَو تَرَ مَا فلَان؟ رَفْعٌ وجَزْم. وَكَذَلِكَ: لَا تَرَ مَا فلَان؟ وَلَا ترى مَا فلَان؟ فِيهَا جَمِيعًا وَجْهَان: الْجَزْم وَالرَّفْع. فإِذا قَالُوا: إِنَّه لخبيث، وَلم تَرَ مَا فلَان، قالُوا بِالْجَزْمِ. وَفُلَان فِي كُله رفْع. وتأويلها: وَلَا سِيمَا فلانٌ. حُكي ذَلِك كُله عَن الْكسَائي. رأرأ: عَمْرو بن أبي عَمْرو، عَن أَبِيه: الرَّأرأة: تَقْليب الهَجُول عَيْنَيها لطالبها. يُقَال: رأرأت، وجَحظت، ومَرْمَشت، بعَيْنَيها. ورأيته جاحظاً مِرْماشاً. وَقَالَ اللّحياني: يُقَال: رَأْرأٌ، ورَأْرَاءٌ، إِذا كَانَ يُكْثر تَقْليب حدقَتَيه. أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: رَأْرأت بالغنم رَأْرأة، تَقْدِيره رَعْرَعت رعرعة، وطَرْطَبْت بهَا طَرْطَبة، إِذا دَعَوْتها. وَهَذَا فِي الضَّأْن والمَعز. قَالَ: والرّأْرأة، مثْلها: إشْلاَؤُكها إِلَى المَاء. قَالَ: والطّرطبة، بالشَّفَتين. وَيُقَال: رَجُل رَأرَاء؛ وَامْرَأَة رَأراء، بِغَيْر هَاء، مَمْدُود؛ وَقَالَ: شِنْظيرةُ الْأَخْلَاق رَأْراء العَيْن ويُقال: رأرأتِ الظِّباءُ بأَذْنابها، ولألأت، إِذا بَصْبَصت. رَاء: أَبُو عُبيد، عَن الأَصْمعي: من نَبَات السَّهل: الرَّاء، والواحدة: راءَة. وَقَالَ أَبُو الهَيثم: الرّاء: زَبَدُ البَحْر. والمَظّ: دم الْأَخَوَيْنِ، وَهُوَ دمُ الغزال وعُصارة عُروق الأرْطى، وَهِي حُمر؛ وأَنشد: كأنّ بنَحْرها وبِمِشْفَريْها ومَخْلِج أَنفها رَاء ومَظَّا والمَظّ: رُمّان البَرّ. أرر أير أدر: الحرّاني، عَن ابْن السِّكيت: آر الرَّجُل حَلِيلته يَؤُورها. وَقَالَ غَيره: آرها يَثِيرها أيْراً؛ إِذا جامَعها. وَقَالَ الفَراء، فِيمَا رَوى عَنهُ أَبُو عُبيد: أَرَرْت الْمَرْأَة أَؤُرُها أرَّا، إِذا نكحتَها. وَفِيمَا أَقْرَأَنِي الْإِيَادِي، عَن شَمر لأبي عُبيد: رَجُلٌ مِئَرّ، إِذا كَانَ كثير النِّكاح. مَأْخُوذ من الأير. هَكَذَا قَرَأت عَلَيْهِ.

وَهُوَ عِنْدِي تَصْحِيف، وَالصَّوَاب: رَجُلٌ مِيئر، بِوَزْن مِيعر فَيكون حِينَئِذٍ مِفْعلاً من: آرها يثيرها أيْراً. وَإِن جعلته من الأرّ قلت: رجلٌ مئَرّ؛ وأَنْشد أَبُو بكر مُحَمَّد بن دُريد قولَ الرّاجز: بَلّت بِهِ عُلابِطاً مِئَرَّا ضَخْم الكراديس وأًى زِبِرَّا وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: آر الرَّجُل، إِذا شَفْتَن؛ وَأنْشد: وَمَا النّاس إِلَّا آئِرٌ ومَئِير قلت: جعل أرّ وآرَ بِمَعْنى وَاحِد. أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي: من أَسمَاء الصَّبا: إير، وهِير؛ وأَيْر، وهَيْر؛ وأَيِّر، وهَيِّر، على مِثَال فَيْعل. ابْن السّكيت، عَن الفرّاء فِي بَاب فِعْل وفَعْل، يُقَال للشمأل: إير وأَير، وهِير وهَيْر. قَالَ: وَقَالَ غَيره: هِيَ الصَّبا. أَبُو العبّاس، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: الإيرُ: رِيحُ الجَنْوب. وَجمعه: إِيَرَة. قَالَ: والآرُ: العارُ. والإيَار: اللُّوح، وَهُوَ الْهَوَاء. أَخْبرنِي المُنذريّ، عَن ثَعْلَب، عَن سَلمة، عَن الفَرّاء أَنه قَالَ: يُقال لرِيح الشَّمال: الجِرْبِيَاء، بِوَزْن رَجُلٌ نِفْرِجَاء وَهُوَ الجَبان. وَيُقَال للشَّمال: إيرٌ، وأَيْر، وأَيِّر، وأَوُور. قَالَ: وأَنشَدَ فِي بعض بني عُقَيل: شآميّة جُنْحَ الظَّلام أَوُور وَقَالَ: الأوُور، على فعول. وَقَالَ الأصمعيّ: من أَسمَاء الصَّبا: إير، وأَيْر، وهِير وهَيْر، وأَيِّر وهَيِّر، على مِثَال فَيْعِل. اللحياني عَن أبي عَمْرو: وَيُقَال للصّبا: إير وهِير، وأَير وهَير، وأيِّر وهَيِّر. وَقَالَ اللَّيث: إيرٌ وهِيرٌ: موضعٌ بالبادية؛ وَقَالَ الشماخ: على أَصلاب أَحْقب أَخْدَرِيَ مِن اللاَّئِي تَضَمَّنَهُن إِيرُ وَيُقَال: رجل أُيارِيٌّ، إِذا كَانَ عَظِيم الأَيْر. ورَجُلٌ أُنافيّ: عَظِيم الْأنف. ورُوي عَن عليَّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ أَنه تَمَثَّل يَوْمًا فَقَالَ: من يَطُلْ أَيْرُ أَبيه يَنْتَطِق بِهِ. مَعْنَاهُ: أَنه من كَثُرت ذُكور وَلد أبِيه شدَّ بعضُهم بَعضاً. وَمن هَذَا الْمَعْنى قولُ الشَّاعِر: فَلَو شَاءَ ربِّي كَانَ أَير أبيكمُ طَويلا كأَير الْحَارِث بن سَدُوس وَقَالَ اللَّيث: الإرَار: شِبه ظُؤْرة يَؤُرّ بهَا

الرّاعي رَحِم النَّاقة إِذا مَا رَنَت فَلم تَلْقَح. وَتَفْسِير قَوْله: يَؤُرّ بهَا الرَّاعِي هُوَ أَن يُدخل يدَه فِي رَحمها فيَقْطع مَا هُناك ويُعَالجه. قَالَ: والأيْر: أَن يَأْخُذ الرَّجُل إراراً، وَهُوَ غُصن من شَوك القتاد وَغَيره، فيضربه بالأرْض حَتَّى تلينَ أطرافُ شَوكه، ثمَّ يبُلّه ثمَّ يَذُرّ عَلَيْهِ مِلْحاً مَدقوقا فيؤَرّ بِهِ ثَفْر النَّاقة حَتَّى يُدْمِيها، وَذَلِكَ إِذا مَا رَنَت فَلم تَحمل. قَالَ: والأرير: حكايةُ صَوت الماجِن عِنْد القِمار والغَلَبة، يُقَال: أرّ يأرّ أرِيراً. أَبُو زيد: ائْتَرّ الرجل ائْتراراً، إِذا استَعْجل. قلت: لَا أَدْرِي أبالزاي هُوَ أم بالراء؟ يرر: وَقَالَ اللّيث: اليَرَرْ، مصدر (الأيَرّ) . يُقَال: صَخرة يَرّاء، وحَجرٌ أَيَرّ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو الدُقَيْش: إنّه لحارٌّ يارٌّ. عَنى رَغيفاً أُخْرج من التَّنُّور. وَكَذَلِكَ إِذا حَمِيت الشمسُ على حَجر أَو شَيْء غيرِه صُلْب فلزمَتْه حرارةٌ شديدةٌ، يُقال: إنّه حارٌّ يارٌّ. وَلَا يُقال لماءٍ وَلَا طِين إلاّ لشيءٍ صُلْب. والفِعْل مِنْهُ: يَرّ يَيَرّ يَرَراً. وَلَا يُوصف بِهِ على نَعْت أفعل وفَعْلان إِلَّا الصَّخر والصّفا، يُقَال: صَفاةٌ يَرّاء، وصَفاً أَيَرُّ. وَلَا يُقال: إلاّ مَلَّةٌ حارّة يارّة. وكل شَيْء من نَحْو ذَلِك إِذا ذكرُوا اليارّ لم يذكروه إِلَّا وقَبْله حارّ. ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه ذكر الشُّبْرمَ فَقَالَ: (إِنَّه حارٌّ يارٌّ) . قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ الكسائيّ: حارٌّ يارٌّ. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم حارّ جارّ، وحَرّان يَرّان، إتباع، وَلم يَخُصّ شَيْئا دون شَيْء. وَقَالَ العجَّاج يصف الغَيْث: وَإِن أصَاب كَدَراً مَدَّ الكَدَرْ سنابِكُ الخَيْل يُصَدِّعْن الأَيَرّ (أير) : قَالَ أَبُو عَمْرو: الأيَرّ: الصَّفا الشَّديد الصَّلابة. وَقَالَ بعده: مِن الصَّفا القاسِي ويَدْهَسْن الغَدَرْ عَزَاَزةً ويَهْتَمِرْن مَا انْهَمَرْ يَدْهَسْن الغَدَرَ، أَي يَدَعْن الجِرْفَةَ وَمَا تعادَى من الأَرض دَهاساً. وَقَالَ بعده: من سَهْلةٍ ويَتَأَكَّرْن الأُكَرْ يعْنِي، الخيلَ وضَرْبها الأَرْض العَزَاز بحوافرها. أَبُو عُبيد، عَن الأمويّ: الْحجر الأيَرّ، على مِثَال الأَصَمّ: الصُّلْب.

رير: أَبُو عُبيد، عَن اليزيدي: مُخّ رارٌ، ورَيْرٌ، ورِيرٌ، للذَّائِب. وَقَالَ الفراءُ مِثلَه. اللَّحياني، عَن أبي عَمْرو: مُخٌّ رِيرٌ، ورَيْرٌ، للرَّقِيق. ورر: سَلمَة، عَن الفرّاء: الوَرْوَرِي: الضَّعيف البَصَر. وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن الأعْرابيّ. قَالَ: والوَرّ: الوَرِك. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: الوَرّة، بِالْهَاءِ: الوَرِك. وَمن رباعيه (فرنب) : الفِرْنِب: وَهُوَ الفأر. قَالَه ابْن الأعرابيّ. آخر كتاب الرَّاء

باب اللام والنون

كتاب اللَّام من (تَهْذِيب اللُّغَة) أَبْوَاب المضاعف مِنْهُ (بَاب اللَّام وَالنُّون) ل ن لن، نل. نل: أَهمله اللَّيْث. ابْن الْأَعرَابِي: النُّلْنُل: الشَّيخ الضَّعِيف. لن: قَالَ النّحويون: (لن) تَنْصب المُسْتقبل، وَاخْتلفُوا فِي علّة نَصْبها إيّاه. فَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: رُوي عَن الْخَلِيل فِيهِ قَولَانِ: أَحدهمَا: أَنَّهَا نَصبت كَمَا نصبت (أَن) ، وَلَيْسَ (مَا) بعْدهَا بصلَة، لأنّ (لَن تفعل) نَفْيُ (سيفعل) ، فيقدّم مَا بعْدهَا عَلَيْهَا، نَحْو قَوْلك: زيدا لن أضْرب، كَمَا تَقول: زيدا لم أَضْرب. ورَوى سِيبَوَيْهٍ عَن الْخَلِيل: الأَصل فِي (لن) : (لَا أَن) ، ولكنّ الحَذف وَقع اسّتخفافاً. قَالَ: وزَعم سِيبَوَيْهٍ أنّ هَذَا لَيْسَ بجيّد، وَلَو كَانَ كَذَلِك لم يَجز: زيدا لن أَضرب، وَهُوَ جَائِز على مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ عَن الْخَلِيل وَجَمِيع النَّحْوِيين البَصْريين. وَحكى هِشام عَن الْكسَائي مِثْلَ هَذَا القَوْل الشاذّ عَن الْخَلِيل، وَلم يَأْخُذ بِهِ سِيبَوَيْهٍ وَلَا أصحابُه. اللَّيْث، عَن الْخَلِيل فِي (لن) أَنه (لَا أَن) فوُصلت لكثرتها فِي الْكَلَام، أَلا تَرى أَنَّهَا تُشبه فِي المَعْنى (لَا) وَلكنهَا أَوْكد، تَقول: لن يُكرمَك زيدٌ. مَعْنَاهُ: كَأَنَّهُ كَانَ يَطمع فِي إكرامه، فَنَفَيْت ذَاك ووكَّدت النَّفْي ب (لن) فَكَانَت أوجب من (لَا) . (بَاب اللَّام وَالْفَاء) ل ف لف، فل. لف: اللَّيث: اللَّفَف: كثرةُ لحم الخَدَّين والفَخِذَين. وَهُوَ فِي النّساء نَعت، وَفِي الرِّجال عَيْب. تَقول: رَجُلٌ ألفّ: ثَقيل. واللَّفيف: مَا اجْتمع من النَّاس من قبائل

شتَّى لَيْسَ أَصْلُهم وَاحِدًا. يُقَال: جَاءُوا بلَفّهم ولَفِيفهم. عَمْرو، عَن أَبِيه: اللَّفيف: الْجمع الْعَظِيم من أَخْلاط شَتّى، فَمنهمْ الشَّريف والدَّنيء، والمُطِيع، والعاصي، والقويّ والضَّعيف. اللَّيْث: اللَّفيف من الْكَلَام: كُل كلمة فِيهَا مُعتلاّن، أَو مُعتلّ ومُضاعف. قَالَ: واللَّفَف مَا لفّفوا من هَا هُنَا وَهَا هُنَا، كَمَا يُلفّف الرجلُ شهادةَ الزُّور. أَبُو الْعَبَّاس، عَن الْأَخْفَش، فِي قَوْله جلّ وعزَّ: {وَنَبَاتاً وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً} (النبأ: 16) وَاحِدهَا: لفّة. وَقَالَ أَبُو العبَّاس: لم نَسمع شَجَرَة لَفَّة، وَلَكِن وَاحِدهَا: لَفَّاء، وَجَمعهَا: لُفٌ، وَجمع لُفّ: أَلْفاف. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق (ألفافاً) أَي: وبساتين مُلْتَفّة. ابْن الْأَعرَابِي: عَن المفضَّل: اللفّ: الصِّنْف من النَّاس، من خَير أَو شَر. واللَّفّ: الأَكْل. واللَّفّ: الشَّوابل من الْجَوَارِي، وَهن السِّمَان الطِّوال. وَفِي حَدِيث أُمّ زرع: إِن أكل لَفَّ. قَالَ أَبُو عُبيد: اللَّف فِي المَطعم: الْإِكْثَار مِنْهُ مَعَ التَّخْلِيط من صُنوفه، لَا يُبقي مِنْهَا شَيْئا. ابْن الْأَعرَابِي: اللَّفَف: أَن يَلْتوي عِرْقٌ فِي ساعد الْعَامِل فيُعَطِّله عَن العَمل. غَيره: الألفّ: عِرقٌ يكون بَين وَظيف اليَد وَبَين العُجاية فِي بَاطِن الوَظيف؛ وأَنشد: يَا رَيَّها إنْ لم تَخُنِّي كَفِّي أَو يَنْقطع عِرْقٌ من الألَفّ ابْن الْأَعرَابِي: لَفْلَف الرَّجُلُ، إِذا اضْطربَ ساعدُه من الْتواء عِرْق فِيهِ. وَهُوَ اللَّفَف؛ وأَنشد: الدَّلْو دَلْوِي إنْ نجت من اللَّجَفْ وَإِن نجا صاحبُها من اللَّفَفْ أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: الألَفّ: العَيِيّ. قَالَ الأصمعيّ: هُوَ الثقيل اللِّسان. المبرّد: اللَّفيف: إِدْخَال حَرف فِي حَرف. اللَّيْث: ألَفّ الرجلُ رَأسَه، إِذا جَعله تَحت ثَوبه. وألَفّ الطَّائِر رأسَه، إِذا جعله تَحت جنَاحه. وَقَالَ أُميّة بن أبي الصَّلْت: وَمِنْهُم مُلِفٌّ رأسَه فِي جَناحه يكَاد لذِكْرَى ربِّه يَتَفَصَّدُ ابْن الْأَعرَابِي: لَفْلَف الرَّجُل، إِذا اسْتَقْصى الْأكل والعَلْف. قَالَ: ولَفْلَف: موضعٌ. وَيُقَال: تلفّف الرَّجُل بثَوْبه، والتَفَّ بِهِ.

وَمِنْه: لِفافة الرَّجُل. وَقيل فِي قَوْله جلّ وعزّ: {الْفِرَاقُ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ} (الْقِيَامَة: 29) : إنّه لَفُّ ساقَي الْمَيِّت فِي كَفنه. وَقيل: إِنَّه اتِّصَال شدّة الدُّنيا بشدّة الْآخِرَة. وَالْمَيِّت يُلَفّ فِي كَفنه لفّاً، إِذا أُدْرج فِيهِ إدراجاً. واللَّفيفة: لحم المَتْن الَّذِي تَحْتَهُ العَقب من الْبَعِير. فل: اللَّيْث: الفَلّ: المُنْهزمُون. والجميع: الفُلاَّل. قَالَ: والتَّفليل: تفلُّل فِي حدّ السّيف، أَو فِي غُروب الأَسنان وَنَحْو ذَلِك. وَفِي سَيفه فُلول؛ وَقَالَ النَّابِغَة يصف السُّيوف: بِهن فُلولٌ من قِرَاع الكتائِبِ وَقوم فُلُول: مُنْهزمون. قَالَ: والاسْتفلال: أَن يُصيب من الْموضع العَسِر شَيْئا قَلِيلا من مَوضِع طَلب حَقّ أَو صِلَة، فَلَا يَسْتَفِلّ إِلَّا شَيْئا يَسِيرا. ابْن السِّكيت: الفَلّ: الثّلْم فِي السّيف. وَجمعه: فُلُول. والفَلّ: الْقَوْم المُنْهزمون، وأَصله من الكَسر، وانفلّ سِنُّه؛ وأَنشد: عُجَيِّز عارضُها مُنْفَلُّ قَالَ: والفِلُّ: الأرْضُ الَّتِي لم يُصِبْها مَطَرٌ. وَجمعه: أَفْلال. وَقد أَفْلَلنا، إِذا وَطئنا أَرضًا فِلاًّ؛ وَقَالَ ابْن رَواحة: شَهِدْتُ ولَم أكذبْ بأنّ مُحَمَّدًا رسولُ الَّذِي فَوق السَّموات من عَلُ وأنّ الَّتِي بالجِزْع من بَطن نَخْلة ومَن دانهَا فِلٌّ من الخَيرَ مَعْزِلُ وَقَالَ الراجز: حَرَّقها حَمْضُ بِلادٍ فِلِّ وغَتْم نَجْمٍ غيرُ مُسْتَقِلّ ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: أرضٌ فِلٌّ: لَا شيءَ بهَا. والفَلاة، مِنْهُ. شَمر، عَن ابْن شُميل: الفَلاَليّ، واحدتها: فَلِيّةٌ: الأَرْض الَّتِي لم يُصبها مطرٌ عامَها حَتَّى يُصيبها المطرُ من الْعَام المُقبل. ويُقال: أَرض أَفْلال؛ وَقَالَ الراجز: مَرْت الصَّحارِي ذُو سُهُوبٍ أَفْلاَلْ الْفراء: أَفَلّ الرَّجلُ: صَار فِي أَرض فِلّ لم يُصِبْه مطرٌ؛ وَقَالَ الشَّاعِر: أَفَلّ وأَقْوى فَهُوَ طاوٍ كَأَنَّمَا يُجَاوب أَعلَى صَوْته صوتُ مِعْوَلِ عَمْرو، عَن أَبِيه: الفُلّى، والفُرّى: الكتيبة

باب اللام والباء

المُنْهزمة. وسيفٌ أفلّ: ذُو فُلُول. وقَفر مُفَلّل، أَي مُؤَشَّر. أَبُو عبيد، عَن عَمْرو: الفَلِيلة: الشَّعَر المُجتمع؛ قَالَ الكُميت: ومُطَّردِ الدِّماء وَحَيْثُ يُلْقَى من الشَّعَر المُضَفّر كالفَلِيل قَالَ: وأفَلّ الرجل: ذَهب مَاله، مَأْخُوذ من (أَرض فِلّ) . النَّضر: جَاءَ فلَان يَتَفَلْفَل، أَي يُقَارب بَين خَطوه. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي، جَاءَ مُتَفلفلاً، أَي جَاءَ يَشُوص فَاه بالسِّواك. وثوبٌ مُفَلْفَل، إِذا كَانَت داراتُ وَشْيه تحكي استدارة الفُلْفل وصِغَره. وفَلْفل، إِذا اسْتاك. وفَلفل، إِذا تبختر. وخَمْر مُفَلْفل: أُلقي فِيهِ الفُلْفل، فَهُوَ يَحْذي اللِّسان. والفُلْفل: الْخَادِم الكَيِّس. وشَعر مُفَلْفل، إِذا اشتدت جُعودتُه. (بَاب اللَّام وَالْبَاء) ل ب لب، بل. لب: سمعتُ المُنذريّ يَقُول: عُرض على أبي العبّاس مَا سمعتُ من أبي طَالب فِي قَوْلهم: لَبَّيْك. قَالَ: قَالَ الفَرء: مَعْنَاهُ: إِجَابَة لَك بعد إِجَابَة، ونَصْبه على المَصْدر. وَقَالَ الْأَحْمَر: هومأخوذ من: لبَّ بِالْمَكَانِ، وألَبَّ بِهِ، إِذا أَقَامَ، وَأنْشد: لَبّ بأَرْض مَا تَخَطَّاها الغَتَمْ قَالَ: وَمِنْه قَول طُفيل: رَدَدْنَ حُصَيْناً من عَدِيِّ ورَهْطِه وتَيْمٌ تُلَبِّي فِي العُروج وتَحْلُبُ قَالَ: كَانَ أصل لَبّ بك: لَبَّب بك، فاستثقلوا ثَلَاث باآت، فقلبوا إِحْدَاهُنَّ يَاء، كَمَا قَالُوا: تَظنَّيْت، من الظنّ. أَبُو عُبيد، عَن الْخَلِيل: أَصله من أَلْبَبْت بِالْمَكَانِ، فَإِذا دَعَا الرجُل صاحِبَه، أَجَابَهُ: لَبَّيك، أَي أَنا مُقيم عنْدك، ثمَّ وَكّد ذَلِك بلبَّيك، أَي إِقَامَة بعد إِقَامَة. وحُكي عَن الْخَلِيل أَنه مَأْخُوذ من قَوْلهم: أمٌّ لَبَّةٌ، أَي مُقيمة عاطفة. فَإِن كَانَ كَذَلِك فَمَعْنَاه: إقبالاً إِلَيْك، ومحبة لَك؛ وأَنْشَد: وكنتم كأُمَ لَبَّةٍ ظَعن ابنُها إِلَيْهَا فَمَا دَرَّت عَلَيْهِ بسَاعِدِ قَالَ: ويُقال: إِنَّه مَأْخُوذ من قَوْلهم: دَارِي تَلُبّ دارَك، فَيكون مَعْنَاهُ: اتّجاهي إِلَيْك وإقبالي على أَمرك.

المُنذري، عَن أبي العبّاس: لَبَّيك، من: لَبّ بِالْمَكَانِ، وأَلبّ بِهِ، أَي أَقَامَ. قَالَ: وَقَالَ ابْن الأَعرابي: اللَّبّ: الطَّاعَة، وَأَصله من الْإِقَامَة. وَقَوْلهمْ: لَبَّيك، اللَّب: وَاحِد، فَإِذا ثَنَّيت قلت فِي الرَّفع: لَبّان، وَفِي النّصْب والخَفض: لَبَّيْن. وَكَانَ فِي الأَصْل لَبَّينِك، أَي أطعتك مَرَّتين، ثمَّ حُذفت النُّون للإضافة، أَي أطيعك طاعتين مُقيماً عنْدك إِقَامَة بعد إِقَامَة. اللَّيْث: لُبّ كل شَيْء من الثّمار: دَاخله الَّذِي يُطرح خَارجه، نَحْو: لُبّ الجَوز واللّوز. ولُب الرجل: مَا جُعل فِي قلبه من العَقل. قَالَ: ولُباب الْقَمْح، ولُباب الفُسْتق. ولُباب الْإِبِل: خيارُها. ولُباب الحَسَب: مَحْضُه. واللُّباب: الْخَالِص من كُل شَيْء؛ وَقَالَ ذُو الرُّمّةَ يصف فَحْلاً مِئْنَاثاً: سِبَحْلاً أبَا شِرْخَيْن أَحْيَا بَناتِه مَقاليتُها فَهِيَ اللُّبابُ الحَبائسُ وَقَالَ أَبُو الْحسن فِي الفالوذج: لُبابُ القَمْح بلُباب النَّحْل. اللَّيْث: اللَّبَابة، مَصدر اللَّبِيب، وَقد لَبُبْتُ. ورجُلٌ مَلْبوبٌ، إِذا وُصف باللَّبابة؛ وَقَالَ حَسّان: وجاريةٍ مَلْبُوبة ومُنَجَّسٍ وطارقةٍ فِي طَرْقِها لم تُشَدِّدِ وَقَالَ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إنّ الله مَنع مِنّي بَني مُدْلج لصلتهم الرَّحِم وطَعْنهم فِي أَلباب الْإِبِل. ورُوي: فِي لَبّات الْإِبِل. قَالَ أَبُو عُبيد: من رَوَاهُ فِي أَلْباب الْإِبِل فَلهُ مَعْنيان: أَحدهمَا: أَن يكون أَرَادَ: جَمْع اللُّب، ولُبّ كل شَيْء: خالصه، كَأَنَّهُ أَرَادَ: خَالص إبلهم وكرائمها. وَالْمعْنَى الثَّانِي: أَنه أَرَادَ جمع اللّبَب وَهُوَ مَوَاضِع المَنْحر من كُلّ شَيْء. ونَرى أَن لَبَب الْفرس سُمِّي بِهِ، وَلِهَذَا قيل: لَبَّبْت فلَانا، إِذا جمعت ثيابَه عِنْد صَدره ونَحره ثمَّ جَرَرْته. وَإِن كَانَ الْمَحْفُوظ اللّبّات فَهِيَ جمع اللّبّة، وَهِي مَوضِع النَّحر. قَالَ: واللّبَب من الرَّمل: مَا كَانَ قَرِيبا من حَبْل الرّمْل. وَفِي الحَدِيث أَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلّى فِي ثوب وَاحِد مُتَلَبِّباً بِهِ، أَي تحزّم بِثَوْبِهِ عِنْد صَدْره. وكُل من جَمع ثَوْبه متحزّماً، فقد تلبَّب بِهِ؛ وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

وتَمِيمةٍ من قانص مُتلبِّب فِي كَفّه جَشْءٌ أَجَشٌّ وأَقْطَعُ وَمن هَذَا قيل للَّذي لَبِس السِّلاح وتَشَمَّر لِلْقِتَالِ: مُتَلَبِّب؛ وَمِنْه قَول المُنَتَخِّل: واسْتلأمُوا وتلبَّبُوا إنّ التلبُّب للمُغِيرْ ويُقال: أَخذ فلانٌ بِتَلْبيب فلانٍ، إِذا جَمع عَلَيْهِ ثوبَه الَّذِي هُوَ لابسُه عِنْد صَدْره وقَبض عَلَيْهِ يَجُرّه. اللَّيْث: الصَّريخُ إِذا أَنذر القومَ واستصرخَ: لبَّب، وَذَلِكَ أَن يَجعل كنانَته وقوسَه فِي عُنقه ثمَّ يَقْبض على تَلْبِيب نَفْسه؛ وأَنْشد: إنّا إِذا الدَّاعي اعْتَزى ولَبَّبَا وَيُقَال: تَلْبيبه: تردُّده. أَبُو عُبيد: اللّبْلَبة: الشَّفقة على الْإِنْسَان؛ وَقَالَ الكُميت: ومنَّا إِذا حَزَبَتْك الأُمور عَلَيْك المُلَبْلِبُ والمُشْبِلُ اللّيث: اللّبْلبة: فعل الشَّاة بِوَلَدِهَا إِذا لَحَسَتْه بشَفَتَيْها. واللَّبْلاب: بَقْلة مَعْرُوفَة يُتداوى بهَا. قَالَ: ويقالُ: فلانُ فِي بالٍ رَخِيّ ولَبَبٍ، أَي فِي سَعة وخِصْب وأَمْن. وَحكى يُونس: تَقول الْعَرَب للرَّجُل تَعطف عَلَيْهِ: لَبَابِ لَبَاب، مثل حَذَامِ، وقَطام. ويُقال للْمَاء الْكثير يَحمل مِنْهُ المِفْتَح مَا يَسَعه فَيضيق صُنْبوره عَنهُ من كثرته فَيَستدير المَاء عِنْد فَمه وَيصير كَأَنَّهُ بُلْبُل آنِيةٍ: لَوْلَب. قلت: لَا أَدْرِي أعربي أم معرَّب، غير أَن أهل العِراق أُولعوا بِاسْتِعْمَالِهِ. عَمْرو، عَن أَبِيه: اللَّبْلَبة: التَّفرُّق. بل: أَبُو عُبيد، عَن الْكسَائي: بَللْتُ من مرضِي، وأَبللت: بَرَأْت. وبَلِلْت بفلانٍ بَلَلاً، إِذا مُنيت بِهِ وعلِقْته؛ عَنْهُمَا. وبلْلتُ بِهِ، أَي ظَفرت بِهِ. قَالَه شَمِر وَابْن الأعرابيّ. الأصمعيّ: بَلِلْت أَبَلّ: ظَفِرت بِهِ. وَيُقَال: بَلّك الله بابْنٍ، أَي رَزقَك الله ابْناً. عَمْرو، عَن أَبِيه: بَلّ يَبِلّ، ويَبَلّ، إِذا لزم إنْسَانا ودام على صُحْبته؛ وَمِنْه قولُ ابْن أَحْمَر: فَبَلِّي إِن بَلِلْتِ بأَرْيَحِيَ من الفِتْيَان لَا يَمْشي بَطِيئاً شَمر: من أمثالهم: مَا بلِلْتُ من فلانٍ بأَفْوقَ ناصِل، أَي مَا ظفَرتُ بسَهم انْكَسَرَ فَوْقه وَسقط نَصْلُه. يُضرب مثَلاً للرَّجل المُجزىء الْكَافِي، أَي ظَفِرتُ برَجُلٍ كامِل غير مُضيع وَلَا ناقِص.

الْأَصْمَعِي: يُقال لَا تَبُلّك عِنْدِي بالّة وبَلاَلِ، أَي لَا يُصيبك منّي خَيرٌ وَلَا أنْفعك ولاأَصْدُقك. وَيُقَال: لَا تُبَلّ عِنْدي لفلانٍ بالّة وبَلاَلٍ، مَصْرُوف عَن بالّة، أَي نَدًى وخَيْر؛ وَمِنْه قَول الشَّاعِر: فَلَا وأَبيك يَابْنَ أبي عَقِيل تَبُلَّك بعْدهَا فِينَا بَلاَلِ وَفِي حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (بُلُّوا أرْحَامكم وَلَو بالسَّلام) . أَبُو عُبيد، عَن أبي عَمْرو وَغَيره: بَلَلتُ رَحمي أبُلّها بَلاًّ وبِلاَلاً، إِذا وصَلْتها ونَدَّيتها؛ وَقَالَ الْأَعْشَى: إمّا لطَالب نِعْمةٍ تَمَّمْتها ووصالِ رَحْمٍ قد بَرَدْت بِلاَلَها قَالَ: والبَلِيل: الرّيح الْبَارِدَة مَعَ نَدًى. أَبُو عَمْرو: البَلِيلة: الرِّيح المُمْغِرة، وَهِي الَّتِي تَمْزُجها المَغْرة، وَهِي المَطْرةُ الضَّعِيفة. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: البُلْبُلة: المَشْجرة، وَهِي الهَوْدج للحرائِر. قَالَ: والبُلْبُل: العَنْدليب. أَبُو عُبيد، عَن الْكسَائي: انْصَرف القومُ بِبَلَلتهم، أَي بحالٍ صالحةٍ وخَيْر. وَمِنْه: بِلاَل الرَّحم. وبَلَلْتُه: أَعطيته. أَبُو عُبَيد: المُبِلُّ: الَّذِي يُعييك أَن يُتابعك على مَا تُريده؛ وَأنْشد: أَبَلّ فَمَا يَزداد إلاّ حَماقةً ونوْكاً وإنت كَانَت كثيرا مَخارِجه قَالَ: وَقَالَ الأصمعيُّ: الأبلّ: الرجل الشَّديد الْخُصومة. شَمر، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الأبَلُّ: الرَّجُل المَطُول الَّذِي يَمنع بالحَلِف مَا عِنْده من حُقوق النَّاس؛ وأَقرأَنا للمَرّار بن سعيد الْأَسدي: ذَكَرْنا الدُّيونَ فجَادَلْتنا جِدالَك فِي الدَّين بَلاًّ حَلُوفَا الْأَصْمَعِي: أَبَلّ، إِذا امْتَنَع وغَلب. قَالَ: وَإِذا كَانَ الرَّجُل حَلاَّفاً قيل: أبَلّ؛ وَقَالَ الشَّاعِر: أَلا تَتَّقُون الله يَا آل عامِرٍ وَهل يَتَّقِي الله الأَبَلُّ المُصَمِّمُ وَيُقَال: مَا فِي سقائه بِلاَل، أَي مَاء. وَمَا فِي الرّكيَّة بِلاَل. وَيُقَال: اطْوِ السِّقاء على بُلُلَته، أَي اطْوه وَهُوَ نَديّ قبل أَن يتكَسَّر. وَيُقَال: ألم أَطوك على بُلُلَتك وبَلّتك، أَي على مَا فِيك من عَيب كَمَا يُطْوى السِّقاء على عَيْبه؛ وأَنْشَدَ:

وأَلْبس المرءَ أَسْتَبْقي بلُولَته طَيَّ الرِّداء على أَثنائه الخَرِقِ قَالَ: وَتَمِيم تَقول: البلُولة، من بِلّة الثَّرى. وَأسد تَقول: البَلَلَة. اللَّيْثُ: البَلَل، والبِلّة، الدُّون. وبِلّةُ اللّسان: وُقُوعه على مَوَاضِع الحُروف واستمرارُه على المنْطق؛ تَقول: مَا أَحْسن بِلّة لِسَانه وَمَا يَقَع لِسَانه إلاّ على بِلَّته. الْأَصْمَعِي: ذَهبت بُلّة الأَوابل، إِذا مَا ذهب ابتلالُ الرُّطْب؛ وأَنشد: حَتَّى إِذا أهْرَأْنَ بالأَصائل وفارقَتْها بُلّةُ الأَوَابِلِ سَلمَة، عَن الْفراء: البُلّة: بقيّة الكَلأ. والبَلّة: الغِنَى بعد الفَقر. والبِلّة: العافِية. اللَّيْث وَغَيره: بَلّ فلانٌ من مَرضه، وأَبَلّ، واسْتَبَلّ، إِذا برأَ. وَيُقَال للإِنسان إِذا حَسُنت حالُه بعد الهُزال: قد ابْتَلّ، وتَبَلّل. والبُلبلة: ضَرب من الكِيزان فِي جَنبه بُلْبل يَنصبّ مِنْهُ المَاء. قَالَ: والبَلْبلة: وسواس الهُموم فِي الصَّدر. وَهُوَ: البَلْبال، وَجمعه: البَلابل. ابْن الْأَعرَابِي: بَلْبل متاعَه، إِذا فَرّقه وبَدَّده. قَالَ: والمُبَلِّل: الطاوُوس الصَّرّاخ. قَالَ: والبُلبُل: الكُعَيْت. سَلمَة، عَن الْفراء: البَلْبلة: تَفريق الآراء. أَبُو الْهَيْثَم: قَالَ لي أَبُو ليلى الأعرابيّ: أَنْت قُلْقل بُلْبُل، أَي أَنْت ظريف خَفِيف. ويُقال: بلَّت مَطِيّتُه على وَجْهها، إِذا هَمَتْ ضالّة؛ وَقَالَ كُثيِّر: فَليْت قَلُوصي عِنْد عَزّةَ قُيِّدَت بحَبْلٍ ضَعِيفٍ غُرَّ مِنْهَا فضَلَّت فأَصبح فِي الْقَوْم المُقيمين رَحْلُها وَكَانَ لَهَا باغٍ سوايَ فَبَلَّت عَن النَّضر: البَذْر والبُلَل، وَاحِد. يُقَال: بَلّوا الأَرْض، إِذا بذروها بالبُلَل. ابنُ السِّكيت: لَهُ أَليل وبَليل، وَهُوَ الأنِين مَعَ الصَّوت؛ وَقَالَ المَرّار: إِذا مِلْنا على الأكوار أَلْقَت بأَلْحَتها لأجْرُنها بَلِيلُ أَرَادَ: إِذا مِلْنا عَنْهَا نازلين إِلَى الأَرْض مدّت جُرُنَها على الأَرْض من التَّعب. ابْن السِّكيت: البَلّ، مصدر: بَلَلت الشَّيْء أَبُلّه. والبِلّ: المُبَاح. وَقَالَ عبّاس بن عبد الْمطلب فِي زَمْزم: لَسْت أُحلها لمُغتسل وَهِي لشراب حِلٌّ وبِلّ.

باب اللام والميم

أَبُو عُبيد، عَن الْأَصْمَعِي، عَن مَعمر: بِلٌّ، هُوَ مُباح، بلغَة حِمْير. قَالَ: وَيُقَال: بِلّ: شِفاء، من قَوْلهم: بَلّ فلَان من مَرضه، وأبلّ، إِذا برأَ. ابْن السِّكيت، وَأَبُو عُبيد: لَا يكون بِل إِتباع ل (حِلّ) لمَكَان الْوَاو. ( أَبُو عبيد، عَن الْكسَائي: رَجُلٌ أَبلّ، وَامْرَأَة بَلاّء: وَهُوَ الَّذِي لَا يُدْرك مَا عِنْده من اللُّؤْم. ورَجُلٌ بُلاَبِلٌ: خَفِيفُ اليَدين لَا يَخفى عَلَيْهِ شَيْء. أَبُو تُرَاب، عَن زَائِدَة: مَا فِيهِ بُلالة وَلَا عُلالة، أَي مَا فِيهِ بَقِيَّة. اللَّيْث: البَلْبَلة: بَلْبلة الألسُن. وَقيل: سُمّيت أَرض بابِل: بابِل، لِأَن الله تَعَالَى حِين أَرَادَ أَن يُخالف بَين أَلسنة بني آدم بَعث رِيحاً فحشرتهم من كل أفق إِلَى بابل، فبلبل الله بهَا ألسنتهم، ثمَّ فرَّقتْهم تِلْكَ الريحُ فِي الْبِلَاد. أَبُو زيد: البَلّة والفَتْلة: نَوْرةُ بَرَمة السَّمُر. قَالَ: وَأول مَا يخرج البَرَمة، ثمَّ أول مَا يخرج من بَدْو الحُبْلة كُعْبورٌ نَحْو بَدْو البُسْرة، فتيكَ البَرَمة، ثمَّ يَنْبت فِيهَا زَغَب بِيضٌ، هُوَ نَوْرتها، فَإِذا أَخرجت تِيكَ سُمِّيت البَلّة والفَتْلة، فَإِذا سقطن عَن طَرف العُود الَّذِي يَنْبُتن فِيهِ نَبَتت فِيهِ الخُلْبة فِي طَرف عُودهن وسَقطن. والخُلْبة: وعاءُ الْحَب، كَأَنَّهَا وعَاء الباقلاَّء. وَلَا تكون الخُلْبة إِلَّا للسّلَم والسَّمُر، وفيهَا الحبّ، وهنّ عِراض كأنهن نِصال ثَمَر الطلح، فَإِن وعَاء ثَمَرَته للغُلْف، وَهِي سنفة عِرَاض. (بَاب اللَّام وَالْمِيم) ل م لم، مل. لم: اللّيث: اللَّمّ: الْجَمع الكثيرُ الشَّدِيد. تَقول: كَتِيبَة مَلْمُومة، وحَجر مَلْمُوم، وطِين مَلْمُوم؛ وَقَالَ أَبُو النَّجْم: مَلْمُومة لمًّا كَظَهْر الجُنْبُلِ وصَف هَامة جَمل. قَالَ: والآكل يَلُمّ الثّريد فَيَجْعَلهُ لُقَماً. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {الْمِسْكِينِ وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً} (الْفجْر: 19) أَي أكلا شَدِيداً. وَقَالَ الزّجّاج: أَي تَأْكُلُونَ تراث اليتَامَى لمّاً، أَي تُلمّون بِجَمِيعِهِ. قَالَ الْفراء: لمّاً، أَي شَدِيدا. ورُوي عَن الزّهري أَنه قَرَأَ: {وَإِنَّ كُلاًّ لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ} (هود: 111) ، أَي: جَمْعاً؛ لِأَن معنى اللّم: الجَمع. تَقول: لَممت الشيءَ أَلُمّه لَمّاً، إِذا جَمعتَه. فَأَما قَوْلهم: لمّ الله شَعثك، فتأويله: جمع

الله لَك مَا يُذْهِب شَعَثك. وَأما (لمّا) مُرسلة الْألف مشدّدة الْمِيم غير مُنَوَّنة، فلهَا معانٍ فِي كَلَام الْعَرَب: أَحدهَا: أنَّها تكون بِمَعْنى الْحِين إِذا ابتدىء بهَا، أَو كَانَت مَعطوفة بواو أَو فَاء، وأُجيبت بِفعل يكون جوابها، كَقَوْلِك: لما جَاءَ الْقَوْم قاتلناهم، أَي حِين جَاءُوا. وَمِنْه قَول الله عزّ وجلّ: {سَوَآءَ السَّبِيلِ وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ} (الْقَصَص: 23) . وَقَوله تَعَالَى: {بِغُلَامٍ حَلِيمٍ فَلَمَّا بَلَغَ} (الصافات: 102) . مَعْنَاهُ كُله: حِين. وَقد يُقدّم الْجَواب عَلَيْهَا، فيُقال: استعدّ الْقَوْم لقِتَال العدوّ لما أحسّوا بهم، أَي حِين أحسّوا بهم. وَتَكون (لما) بِمَعْنى (لم) الجازمة؛ قَالَ الله تَعَالَى: {ذِكْرِى بَل لَّمَّا يَذُوقُواْ} (ص: 8) . أَي: لم يذوقوه. وَتَكون بِمَعْنى إلاّ، تَقول: سَأَلتك لَمّا فَعلت، بِمَعْنى: إلاّ فَعلْت. وَهِي فِي لُغة هُذيل بِمَعْنى (إِلَّا) إِذا أُجيب بهَا (إِن) الَّتِي هِيَ للجحد؛ كَقَوْل الله تَعَالَى: {) الثَّاقِبُ إِن كُلُّ} (الطارق: 4) مَعْنَاهُ: مَا كل نفس إلاّ عَلَيْهَا حَافظ. وَمثله قولُه تَعَالَى: {لاَ يَرْجِعُونَ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ} (يس: 32) . شدّدها عَاصِم، وَالْمعْنَى: مَا كُلُّ إلاّ جميعٌ لَدينا. وَقَالَ الفَرّاء: (لما) إِذا وضعت فِي معنى إِلَّا فَكَأَنَّهَا (لَمْ) ضُمّت إِلَيْهَا (مَا) فصارا جَمِيعًا بِمَعْنى (إِن) الَّتِي تكون جحداً، فضمّوا إِلَيْهَا (لَا) فصارا جَمِيعًا حرفا وَاحِدًا وخرجا من حَدّ الْجحْد. وَكَذَلِكَ (لمّا) . قَالَ: وَمثل ذَلِك قولهُم: لَوْلَا، إِنَّمَا هِيَ (لَو) و (لَا) جُمعتا فَخرجت (لَو) من حدّها و (لَا) من الْجحْد، إِذا جُمعتا فصيِّرتا حَرْفاً. قَالَ: وَكَانَ الْكسَائي يَقُول: لَا أَعرف وَجه (لمّا) بالتّشديد. قلت: وممّا يدُلك على أَن (لما) يكون بِمَعْنى (إِلَّا) مَعَ (أَن) الَّتِي تكون جَحداً، قولُ الله عزّ وجلّ: {الاَْحْزَابُ إِن كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ الرٌّ سُلَ فَحَقَّ عِقَابِ} (ص: 14) ، وَهِي قِرَاءَة قُرّاء الأمْصار. وَقَالَ الْفراء: وَهِي فِي قِرَاءَة عبد الله: {الاَْحْزَابُ إِن كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ الرٌّ سُلَ فَحَقَّ عِقَابِ} (ص: 14) . وَالْمعْنَى وَاحِد، والأولَى قِرَاءَة الفَرّاء. وَقَالَ الخليلُ: (لمّا) تكون انتظاراً لشَيْء مُتَوقَّع. وَقد تكون انْقِطَاعًا لشَيْء، قد مَضى.

قلت: وَهُوَ كَقَوْلِك: لمّا غَاب قُمْت. الْكسَائي: (لما) تكون جحداً فِي مَكَان، وَتَكون انتظاراً لشَيْء متوقَّع فِي مَكَان، وَتَكون بِمَعْنى (إِلَّا) فِي مَكَان. تَقول: بِاللَّه لمّا قُمْت عنَّا، بِمَعْنى: إلاّ قُمْت عنَّا. وَأما قَول الله عزّ وجلّ: {وَإِنَّ كُلاًّ لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ} (هود: 111) . فَإِنَّهُ قُرئت مخفّفة ومُشدَّدة. فَمن خَففها جَعل (مَا) صلَة، الْمَعْنى: وَإِن كُلاًّ ليوفينّهم ربّك أعمالَهم. وَاللَّام فِي (لما) لَام (أَن) و (مَا) زَائِدَة مُؤَكدَة، لم تُغَيِّرالمعنى وَلَا العَمل. وَقَالَ الْفراء فِي (لما) هَا هُنَا بِالتَّخْفِيفِ قولا آخر، جعل (مَا) اسْما للنَّاس، كَمَا جَازَ فِي قَوْله تَعَالَى: {فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ} (النِّسَاء: 3) . وَالْمعْنَى: من طَابَ لكم. وَالْمعْنَى: وَإِن كلاّ لما، أَي لمن ليوفِّينهم. وأمّا اللَّام الَّتِي فِي قَوْله: (ليوفِّينهم) فَإِنَّهَا لامٌ دَخَلت على نِيَّة يَمينٍ فِيمَا بَين (مَا) وَبَين صلتها، كَمَا تَقول: هَذَا مَن لَيَذْهَبنّ، وَعِنْدِي مَن لَغَيْرُه خَيْرٌ مِنْهُ. وَمثله قَوْله عز وَجل: {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ} (النِّسَاء: 72) . وَأما من شدّد (لمّا) فِي قَوْله: {وَإِنَّ كُلاًّ لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ} (هود: 111) . فَإِن الزّجاج جعل (لمّا) بِمَعْنى (إلاّ) . وَأما الْفراء فَإِنَّهُ زعم أَن مَعْنَاهُ: لمَنْ مَا، ثمَّ قُلبت النُّون ميماً، فاجْتمعت ثَلَاث ميمات، فَحُذفت إِحْدَاهُنَّ، وَهِي الْوُسْطَى، فَبَقيت (لما) . قَالَ: وَهَذَا القَوْل لَيْسَ بِشَيْء، لِأَن (من) لَا يجوز حذفهَا، لِأَنَّهَا اسمٌ على حَرْفين. قَالَ: وَزعم الْمَازِني أَن (لمّا) أَصْلهَا (لما) خَفِيفَة ثمَّ شدِّدت الْمِيم. قَالَ الزّجاج: وَهَذَا القَوْل لَيْسَ بِشَيْء أَيْضا، لِأَن الْحُرُوف نَحْو (ربّ) وَمَا أَشْبهها يُخفّف، وَلَا يُثقَّل مَا كَانَ خَفِيفا، فَهَذَا منتقض. قَالَ: وَهَذَا جَمِيع مَا قيل فِي (لمّا) مشدّدة. وَأما (لم) فَإِنَّهُ لَا يَليهَا إِلَّا الْفِعْل الغابر، وَهِي تجزمه، كَقَوْلِك: لم يَسْمَع. اللَّيْث: (لم) عَزِيمَة فِعْل قد مَضى، فَلَمَّا جُعل الفِعل مَعهَا على جِهَة الفِعل الغابر جُزم، وَذَلِكَ قَوْلك: لم يَخْرج زيدٌ، وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ: لَا خَرج زيدٌ، فاستقبحوا هَذَا اللّفظ فِي الْكَلَام، فحملوا الْفِعْل على بِنَاء الغابر، فَإِذا أُعيدت (لَا) و (لَا) مَرَّتين أَو أَكثر حَسُن حِينَئِذٍ، لقَوْل الله عز وجلّ: {الْمَسَاقُ فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّى} (الْقِيَامَة: 31) أَي: لم يُصدق وَلم يُصَلِّ.

قَالَ: وَإِذا لم يُعِد (لَا) فَهُوَ فِي المَنطق قَبِيح، وَقد جَاءَ؛ قَالَ أُمَيّة: إِن تَغْفِر اللَّهُمَّ تَغْفر جَمّا وأيّ عَبْدٍ لَك لَا أَلَمّا أَي: لم يُلم. وَأما (ألم) فَالْأَصْل فِيهَا (لم) أُدخل فِيهَا ألف اسْتفهام. وَأما (لِمَ) فَإِنَّهَا (مَا) الَّتِي تكون استفهاماً وُصلت بلام. ابْن السِّكيت: اللّمّ، مصدر: لمَمت الشَّيْء، وَهُوَ جمعك الشَّيْء وإصلاحكه. وَمِنْه يُقَال: لَمَّ الله شَعَثك، يَلُمّه. قَالَ: واللّمَم: الجُنون. واللَّمم: دون الكَبِيرة من الذّنوب؛ قَالَ الله تَعَالَى: {بِالْحُسْنَى الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُمْ} (النَّجْم: 32) . وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: قيل: اللَّمم: نَحْو القُبلة، والنَّظرة، وَمَا أَشْبه ذَلِك. وَقيل، (إِلَّا اللمم) : إِلَّا أَن يكون العَبد أَلَمّ بِفَاحِشَة ثمَّ تَابَ. قَالَ: وَيدل قولُه: {اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ} (النَّجْم: 32) على أَن اللَّمم أَن يكون الْإِنْسَان قد أَلَمّ بالمَعْصية وَلم يُصرّ عَلَيْهَا. وَإِنَّمَا الْإِلْمَام فِي اللُّغَة يُوجب أَنَّك تَأتي فِي الْوَقْت وَلَا تُقيم على الشَّيْء، فَهَذَا معنى اللَّمَم. قلت: وَيدل على صِحَة قَوْله قولُ الْعَرَب: أَلممْت بفلان إلماماً، وَمَا تَزُورنا إلاّ لِمَاماً. قَالَ أَبُو عُبيد، مَعْنَاهُ: الأحيانَ على غير مُواظبة وَلَا وقتٍ مَعْلوم. وَقَالَ الْفراء: فِي قَوْله: إِلَّا اللمم يَقُول: إِلَّا المُتقارب من الذُّنوب الصَّغيرة. قَالَ: وسمعتُ الْعَرَب تَقول: ضَربته مَا لَمَمُ القَتل. يُريدون: ضربَا مُتقارباً للْقَتْل. قَالَ: وَسمعت آخر يَقُول: ألمَّ يفعل كَذَا، فِي معنى: كادَ يَفعل. قَالَ: وَذكر الْكَلْبِيّ: إِنَّهَا النَّظرة على غير تَعمُّد، فَهِيَ لَمَمٌ، وَهِي مَغْفورة، فَإِن أعَاد النّظر فَلَيْسَ بلَمَم، وَهُوَ ذَنب. أَخْبرنِي المُنذري، عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: اللَّمَم من الذُّنوب: مَا دون الْفَاحِشَة. أَبُو زيد: كَانَ ذَلِك مُنذ شهر أَو لَمَمِه، ومنذ شَهرين أَو لَمَمِهما. أَبُو عبيد، عَن الْكسَائي: رَجُلٌ مَلْمُوم ومَمْسوس، أَي بِهِ لَمَمٌ ومَسٌّ من الجُنون. وَفِي الحَدِيث: (وإنّ مِمَّا يُنْبت الرَّبيع مَا يَقتل حَبَطاً أَو يُلِمّ) . قَالَ: مَعْنَاهُ: يَقْرُب. وَمِنْه الحَدِيث الآخر: (فلولا أَنه شيءٌ قَضَاهُ الله لأَلمَّ أَنْ يَذْهب بَصَرُه) .

يَعْنِي، لِما يرى فِيهَا، أَي لَقَرُب أَن يَذْهب بَصره. أَبُو زيد: فِي أَرض فلَان من الشّجر المُلِمّ كَذَا وَكَذَا، وَهُوَ الَّذِي قَارب أَن يَحْمل. وجَيْشٌ لَمْلَمٌ: كثيرٌ مُجْتمع. وحَيٌّ لَمْلَمٌ، كَذَلِك؛ وَقَالَ ابْن أَحمر: مِن دونهم إِن جِئْتهم سَمَراً حيٌّ حِلاَلٌ لَمْلَمٌ عَسْكَرُ ويَلَمْلَم، وأَلَمْلَم: مِيقات أهل الْيمن للإِحرام بِالْحَجِّ، موضعٌ بِعَيْنِه. ورجلٌ مِلَمٌ مِعَمٌّ، إِذا كَانَ يُصلح النَّاس ويَعُمّهم معروفُه. اللَّيْث: الإلْمام: الزّيارة غِبّاً. والفِعل: أَلْممت بِهِ، وَعَلِيهِ. قَالَ: والمُلِمّة: النَّازِلَة الشَّدِيدَة، من شَدَائِد الدَّهر. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه عَوّذ ابْنَيه من كُلّ عين لاَمَّة. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ: لامّة وَلم يقل مُلِمة، وَأَصلهَا من: أَلممْت بالشَّيْء، تأَتيه وتُلم بِهِ، لِأَنَّهُ لم يُرَد طَرِيق الْفِعْل، وَلَكِن يُراد أَنَّهَا ذَات لَمَم، فَقيل على هَذَا: لامّة؛ كَمَا قَالَ النَّابِغَة: كِليني لهمَ يَا أُمَيْمة ناصِب أَرَادَ: لهمَ ذِي نَصب، وَلَو أَرَادَ الْفِعْل لقَالَ: مُنْصب. قَالَ اللَّيْث: هِيَ الْعين الَّتِي تُصيب الْإِنْسَان. وَلَا يَقُولُونَ: لَمَّته الْعين، وَلَكِن حُمل على النَّسب بِذِي وَذَات. قَالَ: وحَجَرٌ مُلَمْلَمٌ: مُسْتَدير. قَالَ: واللِّمّة: شَعر الرَّأْس إِذا كَانَ فَوق الوَفْرة. قَالَ: ولِمَّة الوَتِد: مَا تشعَّث من رَأسه المَوْتُود بالفِهْر. شمر، عَن ابْن شُمَيْل: نَاقَة مُلَمْلَمة، وَهِي المُدارة الغليظة الْكَثِيرَة اللَّحْم المُعتدلة الخَلق. الْأَصْمَعِي: رجُل مُلَمْلَمٌ: مَجموعٌ بعضُه إِلَى بعض. شمر، عَن ابْن الْأَعرَابِي: المِلَمُّ من الرِّجَال: الَّذِي جَمع بَين أَهل بَيته يَلُمّهم. ولَمّ الله شَعَثك، أَي قَارب بَين شَتيت أَمرك؛ قَالَ رؤبة: فابْسُط علينا كَنَفَي مِلَمِّ أَي مُجمِّع لشَملنا، أَي يَلُمّ أَمْرنا. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عدنان: اللَّمَمُ: طَرَفٌ من الجُنون يُلِمّ بالإنسان، وَهَكَذَا كُل مَا أَلَمّ بالإنسان طرفٌ مِنْهُ؛ وَقَالَ عُجير السَّلُولِيّ: وخالَط مِثل اللَّحْم واحْتَلّ قَيْده بِحَيْثُ تَلاقَى عامِرٌ وسَلُولُ وإِذا قيل: بفلانٍ لَمّة، فَمَعْنَاه: أَن الْجِنّ

تلمّ بِهِ الأحيانَ. وَفِي الحَدِيث: إِن امْرَأَة شكت إِلَى النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَمَماً بابنتها. قَالَ: وَقَوله: للشَّيْطَان لَمّة، أَي دُنُوٌّ، وَكَذَا للمَلِك لَمّة. ابْن شُميل: لُمّة الرَّجُل: أصحابُه، إِذا أَرَادَ سَفَراً فَأصَاب من يَصْحَبهُ فقد أصَاب لُمّةً. وَالْوَاحد: لُمّة. وَالْجَمَاعَة: لمّة. وكل من لَقِي فِي سَفَره مِمَّن يُؤنسه أَو يُرْفده: لُمّة. وأمّا لُمَةُ الرَّجُل: مِثْلُه، فَهُوَ مُخَفّف. وَقَالَ الزّجاج: (لما) جوابٌ لقَوْل الْقَائِل: قد فعل فلانٌ، فجوابُه: لمّا يَفْعل. وَإِذا قَالَ: فعل، فجوابُه: لم يَفْعل. وَإِذا قَالَ: لقد فعل، فَجَوَابه: مَا فعل، كَأَنَّهُ قَالَ: وَالله لقد فَعل، فَقَالَ المُجيب: وَالله مَا فَعل. وإِذا قَالَ: هُوَ يَفعل، يُرِيد مَا يَسْتقبل، فَجَوَابه: لن يَفعل، وَلَا يَفْعل. وَهَذَا من كَلَام سِيبَوَيْهٍ. مل: قَالَ اللّيث: المَلَّة: الرمَاد، والجَمْر. يُقَال: مَلَلْتُ الخُبْزَةَ فِي المَلَّة. فَهِيَ مَمْلُولة. وَكَذَلِكَ: كُلّ مَشْويّ فِي المَلَّة من قَرِيس وغَيْره. وطريقٌ مُمَلّ: قد سُلِك حَتَّى صَار مُعْلَماً؛ وَقَالَ أَبُو دُوَاد: رَفَعْناها ذَمِيلاً فِي مُمَلَ مُعْمَلٍ لَحْبِ قَالَ: والمَلَل: المَلال، وَهُوَ أَن تَمَلّ شَيْئا وتُعرِض عَنهُ. ورَجُلٌ مَلُولة؛ وأَنْشد: وأُقْسم مَا بِي من حَفاءٍ وَلَا مَلَل وَقد يُقال: مَلِلْتُه مَلاَلةً. ورَجُلٌ مَلَّة، إِذا كَانَ يَملّ إخوانَه سَرِيعا. ومَلَل: اسمُ مَوضِع فِي طَرِيق مَكَّة، بَين الحَرَمَيْن. والمُلْمُول: المِكْحال. أَبُو حَاتِم: هُوَ المُلْمُول الَّذِي يُكحل بِهِ وتُسْبَر بِهِ الجِراح. وَلَا يُقَال: المِيل، إِنَّمَا الْميل: القِطعة من الأَرْض. وَقَول الله تَعَالَى: {حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} (الْبَقَرَة: 120) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: المِلّةَ، فِي اللُّغَة: سُنّتهم وطريقتهم. وَمن هَذَا أَخذ (المَلَّة) ، أَي الْموضع الَّذِي يُخْتبز فِيهِ، لِأَنَّهُ يؤثّر فِي مَكَانهَا كَمَا يؤثَّر فِي الطَّريق. قَالَ: وَكَلَام الْعَرَب إِذا اتّفق لَفظه فأكثره مشتقٌّ بعضُه من بعض. قلت: وَمِمَّا يُؤَيّد قولَه قولُهم: طَرِيق

مُمَلٌّ، مَسْلوك مَعلوم. وَأَخْبرنِي المُنذريّ، عَن أبي الْهَيْثَم: المِلّة: الدِّية. والمِلَل: الدِّيات؛ وأَنْشد: غنائِم الفِتْيان فِي يَوْم الوَهَل ومِن عَطايا الرُّؤَساء فِي المِلَل وَفِي حَدِيث عُمر: لَيْسَ على عربيّ مِلَل، ولَسْنا بنازِعين من يَد رَجُلٍ شَيْئا أَسْلَم عَلَيْهِ، ولكنّا نُقوِّمهم المِلَّة على آبَائِهِم خمْسا من الْإِبِل. قلت: أَرَادَ نقوّمهم كَمَا تُقوم أَرْش الدّيات ونَذَر الْجراح، وَجعل لكل رَأس مِنْهُم خمْسا من الْإِبِل تضمنها عَشَائِرهمْ، أَو يضمنونها للَّذين مَلَكوهم. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: مَلَّ يَمِلّ، إِذا أَخذ المِلّة، وَهِي الدِّية. ومَلّ يَمُلّ المَلَّة، إِذا خَبز؛ وأَنْشد: جَاءَت بِهِ مُرَمَّداً مَا مُلاّ مَا فِيّ آلُ خَمَّ حِين أَلَّى قَالَ: مَا مُلاَّ، (مَا) جَحْد. وَمَا فِي،، (مَا) صلَة. والآل: شخصه. وخَم: تَغَيَّرت ريحُه. وأَلّى: أَبطأ. ومُلّ، أَي أنضج. الْأَصْمَعِي: مرّ فلَان يَمْتَلّ امتِلالاً، إِذا مَرّ مَرّاً سَريعاً. ومَلّ ثوبَه يَمُلّه، إِذا خاطه الْخياطَة الأولى قبل الكفّ. وَيُقَال: هَذَا خُبز مَلّة. وَلَا يُقال للخُبز: مَلّة، إِنَّمَا المَلّة: الرَّماد الحارّ. والخُبْز يُسَمَّى: المَلِيل، والمَمْلُول؛ وأَنْشد أَبُو عُبيد لجرير: تُرَى التَّيْمِيّ يَزْحف كالْقَرَنْبَى إِلَى تَيْمِيّةٍ كَعَصَا المَلِيل ويُقال: بِهِ مَلِيلة ومُلاَل، وَذَلِكَ حرارة يجدهَا، وَأَصله من المَلّة. وَمِنْه قيل: فلانٌ يَتَمَلْمَل على فِراشه. أَبُو زيد: أمَلّ فلانٌ على فلانٍ، إِذا شَقّ عَلَيْهِ وأَكثر فِي الطَّلب. يُقَال: أَمْلَلت عليّ؛ وَقَالَ ابْن مُقبل الإياديّ: أَلا يَا دِيَارَ الحيّ بالسَّبُعان أملّ عَلَيْهَا بالبِلاَ المَلَوَانِ قَالَ شَمر: أَلْقى عَلَيْهَا. وَقَالَ غَيره: ألَحّ عَلَيْهَا حَتَّى أثّر فِيهَا. وبَعِيرٌ مُمَلٌّ: أَكثر رُكُوبه حَتَّى أَدبر ظَهره؛ وَقَالَ العجّاج: تَشْكو الوَجَى من أَظْلَل وأَظلَل من طُول إمْلاَل وظَهْر مُمْلَل أَرَادَ: تَشكو نَاقَته وَجَى أَظَلَّيْها، وهما باطِنا مَنْسِمَيها، وتشكو ظهرَها الَّذِي أَمَلّه الرّكُوب، أَي أَدبره وحَسر وَبره.

وَقَالَ الفَرّاء: أمللت عَلَيْهِ، لُغَة أهل الْحجاز وَبني أَسَد. وأَمْلَيْت، لُغَة تَمِيم وقَيْس. ويُقال: أمَلّ عَلَيْهِ شَيْئا يَكْتُبهُ، وأَمَلى عَلَيْهِ، وَنزل القُرآن باللُّغتين، قَالَ الله جلّ وعزّ: {فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ} (الْبَقَرَة: 282) . وَقَالَ: {تُمْلَى عَلَيْهِ} (الْفرْقَان: 5) . وَقَالَ اللَّيْث: بعيرٌ مُلامِلٌ، أَي سَريع. وَقَالَ فِي قَوْله: كَأَنَّهُ فِي مِلّة مَملول المَملول: من المِلة أَرَادَ كَأَنَّهُ مِثَال مُمَثَّل مِمَّا يعبد فِي مِلَل المُشْركين. غَيره: نَاقَة مَلْمَلى، على فَعْلَلى، إِذا كَانَت سريعة؛ وأَنْشد: يَا ناقَتا مَا لَكِ تَدْأَلَينا ألم تَكُونِي مَلْمَلَى دَفُونَا ابْن بُزُرْجَ: إِنَّه لمالُولة، ومَلُولة. أَبُو عُبيد: رجل مَلُولة من المَلاَلة. وَقَول الشَّاعِر: على صَرْماء فِيهَا أَصْرَماها وخِرِّيتُ الفَلاة بهَا مَلِيلُ أَي نضجته الشَّمس ولَوّحته فَكَأَنَّهُ مَمْلول فِي المَلّة. الْأَصْمَعِي: مَلّ يَمُلّ مَلاًّ، مَرْ مَرّاً سَرِيعا. أَبُو تُراب، عَن مُصعب: امْتَلّ واسْتلّ، وانْمَلّ وانْسَلّ، بِمَعْنى وَاحِد. شَمر: إِذا نبا بالرَّجُل مَضجعه من غَمَ أَو وَصب، فقد تَمَلْمَل، وَهُوَ تقلبه على فرَاشه. قَالَ: وتململُه وَهُوَ جَالس، أَن يتَوَكَّأ مَرَّة على ذَا الشِّقّ، وَمرَّة على ذَا، ويجثو على رُكْبَتيه. وَأَتَاهُ خَبَرٌ فمَلْمَلَه. والحِرباء تَتَمَلْمَل من الحرّ، تصعد رَأس الشَّجرة مرّة، وتبطن فِيهَا مرّة. وَتظهر فِيهَا أُخرى.

أبواب اللام والنون

أَبْوَاب الثلاثي الصَّحِيح من حرف اللَّام (أَبْوَاب اللَّام وَالنُّون) ل ن ف نفل، فنل، فَلَنْ. فَلَنْ: قَالَ اللَّيثُ: قَالَ الخَليل: (فلَان) ، تَقْدِيره فُعَال. وتَصغيره: فُلَيْن. قَالَ: وبعضٌ يَقُول: هُوَ فِي الأَصْل فُعلان، حُذفت مِنْهُ وَاو. قَالَ: وتصغيره على هَذَا القَوْل فُلَيَّان وكالإنسان حُذفت مِنْهُ الْيَاء، أَصله: إنسيان، وتصغيره: أُنَيْسان. قَالَ: وحجتهم فِي قَوْلهم: فُل بن فُل، كَقَوْلِهِم: هَيُّ بن بيّ، وهيَّان بن بَيّان. وَفُلَان وفلانة، كِنَايَة عَن أَسمَاء الْآدَمِيّين. قَالَ: وَإِذا سُمّي بِهِ الْإِنْسَان لم تَحْسن فِيهِ الْألف وَاللَّام. يُقَال: هَذَا فلَان آخر، لِأَنَّهُ لَا نكرَة لَهُ. ولكنّ الْعَرَب إِذا سَمُّوا بِهِ الإبلَ قَالُوا: هَذَا الفُلان، وَهَذِه الفُلانة. فَإِذا نَسبت قلت: فلانٌ الفُلانيّ، لِأَن كل اسْم يُنسب إِلَيْهِ فَإِن الْيَاء تلْحقهُ تُصيِّره نكرَة، وبالألف وَاللَّام يصير معرفَة فِي كل شَيْء. ابْن السّكيت: تَقول: لقِيت فلَانا، إِذا كنَّيت عَن الآدميّين قُلته بِغَيْر ألف وَلَام، وَإِذا كَنَّيت عَن الْبَهَائِم قُلْته بِالْألف وَاللَّام، تَقول: حلبتُ الفُلانة، وَركبت الفُلانة؛ وَأنْشد فِي تَرْخيم فلَان: وَهُوَ إِذا قيل لَهُ وَيْهاً فُلُ فإنّه أحْج بِهِ أَن يَنْكَلُ وَهُوَ إِذا قيل لَهُ وَيْها كُلُ فإِنه مُواشَكٌ مُسْتَعْجِلُ أَبُو تُراب، عَن الْأَصْمَعِي، يُقال: قُم يَا فل، وَيَا فُلاه. فَمن قَالَ: يَا فُل فَمضى فَرفع بِغَيْر تَنْوِين، فَقَالَ: قُم يَا فُل؛ وَقَالَ الكُمَيت: يُقال لمثلي وَيْهاً فُلُ ومَن قَالَ: يَا فلاه فَسكت أَثبت الْهَاء، فَقَالَ: قُل ذَلِك يَا فُلاه، وَإِذا مَضى قَالَ: يَا فُلا قُلْ ذَلِك، فَطَرح ونَصَب. وَقَالَ المبرّد: قَوْلهم: يَا فُل لَيْسَ بتَرخيم، ولكنّها على حِدة. نفل: قَالَ اللَّيث: النَّفَل: الغُنْم. وَجمعه: الأَنفال.

ونَفَّلْتُ فلَانا: أَعْطَيْته نَفْلاً وغُنْماً. وَالْإِمَام يُنَفِّل الجُنْدَ، إِذا جَعل لَهُم مَا غَنِموا. وَقَالَ الله تَعَالَى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ} (الْأَنْفَال: 1) الْآيَة. قَالَ: الْأَنْفَال: الغَنائِم. وَاحِدهَا: نَفَل. وَإِنَّمَا سأَلوا عَنْهَا لِأَنَّهَا كَانَت حَرَامًا على من كَانَ قَبْلهم، فأَحَلّها الله لَهم. وَقيل أَيْضاً: إِنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَفِّل فِي السَّرايا، فكرهوا ذَلِك. وتأويله: { (كَمَآ أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَِّرِهُونَ} (الْأَنْفَال: 5) ، كَذَلِك تُنَفّل مَن رأيتَ وَإِن كَرِهُوا. وَكَانَ النّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَعل لكل مَن أَتَى بأسير شَيْئا؛ فَقَالَ بعضُ أَصحابه: يَبْقى آخِرُ النَّاس بِغَيْر شَيْء. قلت: وجماع مَعنى النَّفل والنافلة: مَا كَانَ زِيَادَة على الأَصل، سُمِّيت الغَنائم أَنفالاً، لأنّ الْمُسلمين فُضِّلُوا على سَائِر الأُمم الَّذين لم تَحِلّ لَهُم الغَناثم. وسُمّيت صَلَاة التطوُّع: نَافِلَة، لِأَنَّهَا زِيَادَة أَجْر لَهُم على مَا كُتب من ثَواب مَا فُرض عَلَيْهِم. ونَفَّل النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم السَّرايا فِي الْبَدأة الرُّبع، وَفِي القَفَلة الثُّلث، تَفضيلاً لَهُم على غَيرهم من أهل الْعَسْكَر بِمَا عانَوْا من أَمر العدوّ، وقاسَوْه من الدُّؤوب والتّعب، وباشروه من القِتال والخَوْف. قَالَ الله عزَّ وَجل لِنَبِيّه: {وَمِنَ الَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ} الْآيَة (الْإِسْرَاء: 79) . قَالَ الفَرّاء: معنى قَوْله: نَافِلَة لَك: لَيست لأحدِنا نَافِلَة إلاّ للنبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد غُفر لَهُ مَا تَقدّم من دَنبه وَمَا تَأَخّر، فعملُه نَافِلَة. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: هَذِه نافلةٌ زِيَادَة للنبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَاصَّة لَيست لأحد؛ لِأَن الله أمره أَن يزْدَاد فِي عِبَادَته على مَا أمَرَ بِهِ الخلْق أَجْمَعِينَ، لأنّه فضَّله عَلَيْهِم، ثمَّ وعده أَن يَبعثه مقَاما مَحْمُودًا؛ وصَحَّ أَنه الشَّفَاعَة. وَالْعرب تَقول فِي ليَالِي الشَّهر: ثَلاث غُرَر. وَذَلِكَ أوّل مَا يَهل الْهلَال سُمِّين: غُرَراً، لِأَن بَياضها قَليل كغُرة الفَرس، وَهِي أقل مَا فِيهِ من بَيَاض وَجْهه. ويُقال لثلاثٍ بعد الغُرور: نُفَل؛ لِأَن الغُرر كَانَت الأَصْل، وَصَارَت زِيَادَة النُّفل زِيَادَة على الأَصْل. وكل عطيّة تَبرّعَ بهَا مُعطيها من صَدقة، فَهِيَ نافِلة. والنافلة: ولدُ الْوَلَد، لِأَن الأَصْل كَانَ الْوَلَد، فَصَارَ ولَدَ الْوَلَد زِيَادَة على الأَصْل.

وَقَالَ الله جلّ وعزّ فِي قصَّة إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً} (الْأَنْبِيَاء: 72) . كَأَنَّهُ قَالَ: وهبنا لإِبْرَاهِيم إِسْحَاق، فَكَانَ كالفَرْض لَهُ، لِأَنَّهُ دَعَا الله بِهِ؛ ثمَّ قَالَ: وَيَعْقُوب نَافِلَة، فالنافلة ليعقوب خاصّة، لِأَنَّهُ وَلد الْوَلَد، أَي وهبناه لَهُ زِيَادَة على الفَرْض لَهُ، وَذَلِكَ أَن إِسْحَاق وُهب لَهُ بدعائه، وزِيد يَعْقُوب تَفضُّلاً، وَالله أعلم. ويُقال للرَّجُل الْكثير النَّوافل، وَهِي العَطايا: نَوْفَل. قَالَ: وَقَالَ شَمر مثلَه. قَالَ: وقومٌ نَوْفلون؛ وَقَالَ الكُمَيت يمدح رجلا: غِياثُ المَضُوع رِئابُ الصُّدو عِ لأَمَتُك الزُّفَرُ النَّوْفَلُ اللَّيْث: النَّوْفل: السَّيد من الرِّجال. ويُقال لبَعض أَوْلَاد السِّباع: نَوْفَل. أَبُو عُبيد النَّوفل: العَطِيّة، تُشَبّه بالبَحْر؛ وَأنْشد لأعْشى باهلة: يأبَى الظُّلاَمة مِنه النَّوْفَلُ الزُّفَرُ عَمْرو، عَن أَبِيه، هُوَ: اليَمّ، والقَلْمس، والنَّوْفل، والمُهْرُقان، والدَّأْماء، وخُضَارة، والأَخْضر، والعُلَيم، والخَسِيف. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: النَّفل: الغَنائم، والنَّفل: الهِبَة، والنَّفل: التَّطوّع، والنَّفل: نَبْتٌ مَعْروف، وانْتَفل الرَّجُل، إِذا اعْتَذَر. أَبُو عُبيد، وَابْن شُمَيْل: انْتَفَلْت مِنْهُ وأنْتَفيت مِنْهُ، بِمَعْنى وَاحِد. اللَّيْث: قَالَ لي فلانٌ قولا فانْتفلت مِنْهُ، أَي أنْكرت أَن أَكون فَعَلْته؛ وأَنشد: أمُنْتَفِلاً مِن نَصْر بُهَثَة دائباً وتَنْفلُني مِن آلِ زَيْدٍ فبِئسَما ابْن السِّكيت: تَنَفَّل فلانٌ على أَصْحَابه، إِذا أَخذ أَكثر ممّا أخذُوا عِنْد الغَنيمة. أَبُو سَعيد: نفّلتُ فلَانا على فلَان، أَي فَضَّلته. ونَفَّلت عَن فلانٍ مَا قيل فِيهِ تَنْفِيلاً، إِذا نَضَحْت عَنهُ ودَفَعْته. والنَّوفليّة: شَيْء تَتَّخذه نسَاء الْأَعْرَاب من صُوف يكون فِي غِلَظٍ أقلّ من الساعد، ثمَّ يُحْشَى، ويُعطف فتضعه الْمَرْأَة على رَأسهَا، ثمَّ تَختمر عَلَيْهِ؛ وَمِنْه قولُ جِيران العَود: ألاّ لَا تُغرّن امْرَءًا نَوْفليّة على الرَّأْس بَعْدِي والتّرائِبُ وُضَّحُ وَلَا فاحِمٌ يُسْقَى الدِّهان كأنَّه أساوِدُ يَزْهاها مَعَ اللَّيل أَبْطَحُ اللَّيْث: النَّوفلة: المَمْلحة. وَلَا أَعرفه. فنل: ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقال لِرقبة

الفِيل: الفِنْئِل. سَلمة، عَن الفرّاء، الفِنْئل، بِالْهَمْز: المَرأة القَصِيرة. ل ن ب لبن، نبل. نبل: اللّيثُ: النُّبْل، فِي الْفضل، والفَضِيلة. وأمّا النَّبَالة، فَهِيَ أعَمّ، تَجْري مَجْرى النُّبل، وَتَكون مصدرا للشَّيْء النَّبِيل الجَسيم؛ وأَنْشد: كَعْثَبُهَا نَبِيلُ قَالَ: وَهُوَ يَعيبها بِهَذَا. والنَّبَلُ، فِي معنى جمَاعَة النَّبِيل، كَمَا أَن الأَدَم جمَاعَة الأدِيم. وَفِي بَعض القَوْل: رَجُلٌ نَبْلٌ، وَامْرَأَة نَبْلة، وَقوم نِبَال. وَفِي المَعنى الأوّل: قوم نُبلاء. قَالَ: والنَّبْل: اسْم للسهام العربيّة. وصاحبُها: نابل. وحرفته: النِّبَالة. وَهُوَ أَيْضا: نَبّال. وَإِذا رَجعوا إِلَى واحده قَالُوا: سَهْم. قَالَ: ونبلت فلَانا بكُسوة أَو طَعَام، أَنْبُله نَبْلاً، إِذا ناولتَه شَيْئا بعد شَيْء؛ وأَنشد: لَا تَجْفُوانِي وانْبُلاني بِكِسْرة وَفِي الحَدِيث: (اتَّقُوا الْملَاعن وأَعِدُّوا النُّبَل) . أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي، قَالَ: أَرَاهَا هَكَذَا: يُقَال: نَبِّلْني أحجاراً للاستنجاء، أَي أَعْطِنيها. ونَبِّلْني عُرْفاً. لم يُعرف مِنْهُ إِلَّا هَذَا. قَالَ: وَسمعت مُحَمَّد بن الْحسن يَقُول: النُّبَل: هِيَ حِجَارَة الاسْتِنجاء. قَالَ أَبُو عُبيد، والمحدِّثون يَقُولُونَ: النَّبَل. ونراها إِنَّمَا سُميت نَبَلاً لصغرها. وَهَذَا من الأضداد فِي كَلَام الْعَرَب، يُقال للعِظام: نَبَل، وللصّغار: نَبَل. قَالَ: وحدّثني مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن عِيسى، عَن الْقَاسِم بن مَعْن: أنّ رجلا من الْعَرَب تُوفِّي فَورثه أَخُوهُ، فعيّره رجلٌ بِأَنَّهُ فَرِح بِمَوْت أَخِيه لمّا وَرثه؛ فَقَالَ: إِن كنت أَزنَنْتني بهَا كَذِباً جَزْءُ فلاقَيْت مِثْلَها عَجِلاَ أَفْرَح أَن أُرْزَأ الكِرَامَ وأنْ أُورَثَ ذَوْداً شَصائِصا نَبَلاَ قَالَ: والنَّبَل، فِي هَذَا الْموضع: الصِّغار الأجْسام. فنرى أَن حِجَارَة الاسْتنجاء سُمِّيت نَبَلاً لِصِغَرها. قَالَ أَبُو سعيد: كل مَا ناولت شَيْئا ورَميته، فَهُوَ نَبَل. قَالَ: وَفِي هَذَا طريقٌ آخر: أَن تَقول: مَا كَانَت نُبْلتك مِنْهُ فِيمَا صَنَعْتَ؟ أَي جزاؤُك وثوابُك مِنْهُ؟

قَالَ: وأمّا مَا رَوى أَبُو عبيد نَبَلاً بِفَتْح النُّون فخطأ، إِنَّمَا هُوَ عندنَا: نُبَلا، بِضَم النّون. والنُّبَل، هَا هُنَا: عوضٌ ممّا أُصِبْت بِهِ، وَهُوَ مَرْدُود إِلَى قَوْله: مَا كَانَت نُبْلتك من فلَان؟ أَبُو حَاتِم، عَن أبي عُبيدة، يُقَال: ضَبٌّ نَبَلٌ، وَهُوَ الضَّخْم. وَقَالُوا: النَّبَل: الخَسِيس؛ وأَنْشد: شَصائِصاً نَبَلاً بِفَتْح النّون. قلت: أمّا الَّذِي فِي الحَدِيث: (وَأَعدُّوا النُّبَل) ، فَهُوَ بِضَم النُّون، جمع: النُّبْلَة، وَهُوَ مَا تناولته من مَدَر أَو حَجر. وَأما النَّبَل فقد جَاءَ بِمَعْنى: النَّبِيل الجَسيم، وَجَاء بِمَعْنى: الخَسيس. وَمِنْه قيل للرجل الْقصير: تِنْبل، وتِنْبال؛ وَأنْشد أَبو الْهَيْثَم قَول طَرَفة: وَهُوَ بَسْملِ المُعْضلات نَبِيلُ فَقَالَ: وَقَالَ بعضُهم: نَبِيل، أَي عَاقل. وَقيل: حاذق. وَهُوَ نَبِيل الرّأي. أَي جَيِّده. وَقيل: نَبِيل: رَفِيق بإِصلاح عِظام الأُمور. أَبُو زيد: تقَابل فلَان وَفُلَان فَنَبله فلَان، إِذا تنافَرا أيّهما أَنْبَل، من النُّبْل، وَأيهمَا أَصْدق عَملاً. وَمِنْه قَوْله: تَرَّصَ أَفواقها وقَوَّمها أَنْبَلُ عَدْوان كُلِّها صَنَعا ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وسَلَمة، عَن الفَرّاء: انْتَبل، إِذا مَاتَ، أَو قُتِل. والنّبِيلة: الجِيفة. وتَنَبّل البَعِير: مَاتَ. ابْن الْأَعرَابِي: النُّبْلة: اللُّقْمة الصّغيرة، وَهِي المَدَرَة الصَّغِيرَة، وَمِنْه قَوْله: (وأَعِدُّوا النُّبَل) . ابْن السِّكيت: نَبَلْت الإبلَ، أَنْبُلها نَبْلاً، إِذا سُقْتها سوقاً شَدِيداً. أَبُو عُبيد، عَن أبي الْوَلِيد الْأَعرَابِي وَالْفراء: النَّبْل: السَّير السّريع الشَّديد؛ وأَنشد: لَا تَأْوِيا للْعِيس وانْبُلاها لَبِئْسما بُطْءٌ وَلَا تَرْعَاهَا شمر، عَن ابْن الْأَعرَابِي: النَّبْل: حُسن السَّوْق. ابْن السِّكيت: أنْبلْتُه سَهْما: أعْطيته، ونَبَلْته بالنَّبل أَنْبُله، إِذا رَمَيته بالنَّبْل. وَفُلَان نابِلٌ، أَي حاذق بِمَا يُمارسه من عمل؛ وَمِنْه قولُ أبي ذُؤيب: تَدلَّى عَلَيْهَا بالحِبال مُوَثَّقاً شديدَ الوَصاة نابِلٌ وَابْن نابِلِ شَمِر: تَنَبَّلت مَا عِنْدِي: ذهبتُ بِمَا عِندي.

قَالَ: ونَبَلْت: حَمَلْت. أَبُو عُبيد، عَن الْأَصْمَعِي: أصابتني خُطوب تَنَبَّلت مَا عِنْدِي؛ وَقَالَ أَوْس بن حَجر: لمّا رَأَيْت العُدْمَ قَيَّد نائِلي وأَمْلَق مَا عِندي خُطوبٌ تَنَبَّلُ وَقَالَ: نابلني فلانٌ فَنَبلْته، أَي كنت أَجْودَ مِنْهُ نَبْلاً. وفلانٌ أنْبل النَّاس، أَي أَعْلمهم بالنَّبْل. أَبُو زيد: انْبُل بقومك، أَي ارْفُق؛ وَقَالَ الهُذليّ: فانْبُل بقومك إمّا كنت حاشِرَهم وكُلُّ جامعِ مَحْشُورٍ لَهُ نَبَلُ قَالَ: والنَّبْل، فِي الحِذْق. والنَّبالة والنُّبْل، فِي الرِّجال. وَيُقَال: ثَمَرَة نَبِيلة. وقِدحٌ نَبِيل. ويُقال: نَبِّلْني، أَي هَبْ لي نِبَالاً. ابْن السِّكيت: يُقال: أَتَانِي فلانٌ فَمَا انْتَبَلْت نَبْله ونُبْلَه ونَبَالَه إلاّ بأخِرة. يُقَال ذَلِك للرّجُل يَغْفُل عَن الأمْر فِي وقته ثمَّ يَنْتبه لَهُ بعد إدْباره. غَيره: النابِل: الَّذِي يَرْمي بالنَّبْل؛ وأَنْشد: تَطْعَنهم سُلْكَى ومَخْلوجةً لَفْتَك لأَميْنِ على نَابِلِ وَقيل: النابِل: هَا هُنَا: الَّذِي يُسوِّي النَّبْل. ابْن السِّكيت: رجلٌ نابِل، إِذا كَانَ مَعه نَبْلٌ. ونَبَّال، مثله. فإِذا كَانَ يَعملها قُلْتَ: نابل. واسْتَنْبَلني فلانٌ فأَنْبَلته، أَي أَعْطَيته نَبْلاً. لبن: ابْن السِّكيت: يُقال: هُوَ أخُوه بِلبان أُمه، بِكَسْر اللَّام؛ وَلَا تَقل: بلَبن أُمه، إِنَّمَا اللّبن الَّذِي يُشرب من الْبَهَائِم؛ وَأنْشد لأبي الْأسود: فإِنْ لَا يَكُنْها أَو تَكُنْه فإنَّه أَخُوهَا غَذَتْه أُمُّه بِلِبانِها قَالَ: ويُقال: هَؤُلَاءِ قومٌ مُلْبِنون، إِذا كَثُر لَبَنُهم. وَيُقَال: نَحن نَلْبُن جيرانَنا، أَي نَسْقيهم اللَّبَن. وقومٌ مَلْبونُون، إِذا ظهر مِنْهُم سَفهٌ وجَهل وخيلاء، يُصيبهم من أَلبان الْإِبِل مَا يُصيب أَصحابَ النَّبيذ. وَيُقَال: جَاءَ فلَان يَسْتَلبن، أَي يَطلب لَبَناً لعِياله ولضِيفانه. أَبُو عُبيد، عَن اليزيدي: يُقال للشاة إِذا صَارَت ذَات لَبن: شَاة لَبِنة، ولَبُون، ومُلْبِن. قَالَ: وَقَالَ الْكسَائي: يُقَال كم لُبْنُ شَاتك؟ أَي كم مِنْهَا ذاتُ لَبن؟

أَبُو زيد: اللَّبُون من الشَّاء، ذاتُ اللَّبن، غريرة كَانَت أَو بَكِيئة. وَجَمعهَا: لِبَانٌ ولُبْنٌ. فَإِذا قَصدوا قَصْد الغزيرة قَالُوا: لَبِنَة. وَجَمعهَا: لَبِنٌ ولِبَان. وَقد لَبِنَت لَبْناً. شمر: يُقال: كم لُبْن شائك؟ قَالَ، وَقَالَ الْفراء: شَاة لَبِنة؛ وغَنم لِبانٌ، ولِبْنٌ ولُبْنٌ. قَالَ: وَزعم يُونُس أَنه جَمع. قَالَ: وَقَالَ الكسائيّ: إِنَّمَا سَمِعت لِبْن. وشاءٌ لِبْن، بِمَنْزِلَة لُبْن؛ وأَنشد: رَأَيْتُك تَبْتاع الحِيال بلُبْنها وتأوي بَطِيناً وَابْن عَمّك ساغِبُ قَالَ: واللُّبْن: جمع اللَّبُون. اللّيث: اللَّبن خلاص الجَسد، ومُسْتخلصه من بَين الفَرْث والدَّم، وَهُوَ كالعرق يَجرِي فِي العُروق. وَإِذا أَرَادوا طَائِفَة قَليلَة من اللّبن، قَالُوا: لَبَنَة. وَجَاء فِي الحَدِيث: (إنّ خَدِيجَة بَكت، فَقَالَ لَهَا النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا يُبْكيك؟ فَقَالَت: دَرَّت لَبنة الْقَاسِم، فذكرتْهُ. فَقَالَ لَهَا: أما تَرْضَين أَن تَكْفُله سارّة فِي الْجنَّة؟ قَالَت: لَودِدْتُ أنّي علمتُ ذَلِك؟ فغَضب النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ومَدّ إصْبَعه فَقَالَ: إِن شِئْت دَعَوْت الله أَن يُريك ذَاك. فَقَالَت: بلَى أصَدِّق الله ورسولَه) . قَالَ: وناقة لَبُون، ومُلْبِن. وَقد أَلْبَنْت، إِذا نَزل لَبنُها فِي ضَرعها. وَإِذا كَانَت ذَات لَبن فِي كل أحايينها، فَهِيَ لَبُون. وولدُها فِي تِلْكَ الْحَال: ابْن لَبُون. الْأَصْمَعِي وَغَيره: يُقال لولد النَّاقة إِذا اسْتكْمل سنتَيْن وطعَن فِي الثَّالِثَة: ابْن لَبُون. والأُنثى: بِنْت لَبُون. اللّيث: اللّبْنى، شَجَرَة لَهَا لَبن كالعَسل، يُقَال لَهُ: عَسَل لُبْنَى. واللُّبان: الكُنْدُر. واللّبانة: الْحَاجة، لَا مِن فاقةٍ بل من هِمّة. يُقَال: قَضى فلانٌ لُبانته. قَالَ: ولُبَيْنى: اسْم ابْنة إِبْلِيس. واللَّبان: الصَّدْر. واللّبِنة: وَاحِدَة اللَّبن. واللبْن: لُغَة، وَهُوَ المَضْروب من الطِّين مُرَبَّعاً. والمِلْبن: الَّذِي يُضْرب بِهِ. والمِلْبن أَيْضا: شِبه المِحْمل يُنْقل فِيهِ اللَّبِن وَنَحْوه. والتَّلْبين: فِعْلك حِين تضربه.

وكُل شَيْء رَبّعته، فقد لَبّنته؛ وأَنْشد شَمِر: لَا يحمل المِلْبن إِلَّا المَلْبون قَالَ: المِلْبن: المِحْمَل. والمَلْبون: الجَمل السَّمين الْكثير اللَّحم. ثَعْلَب: المِلْبن: المِحمل، وَهُوَ مُطوّل مُرَبّع. وَكَانَت المحامِل مُربَّعة فغيَّرها الحجّاج لينام فِيهَا وَيتَّسع، وَكَانَت الْعَرَب تُسمّيها: المِحْمل، والمِلْبَن، والسابل. قَالَ: وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: قَالَ رجُلٌ من الْعَرَب لآخر: لي إِلَيْك حُوَيجة. فَقَالَ: لَا أَقْضيها حَتَّى تكون لُبْنانيّة، أَي عَظِيمَة مثل لُبنان، وَهُوَ اسْم جَبل، قَالَ: ولُبْنان: فُعْلالٌ، ينْصَرف. وتَلَبَّن: تمكّث؛ وَقَالَ رُؤبة: فَهَل لُبَيْنى من هَوَى التَّلَبُّن قَالَ أَبُو عَمْرو: التلبُّن، من (اللُّبانة) ؛ يُقَال: لي لُبانة أتلَبّن عَلَيْهَا، أَي أتمكّث. أَبُو عبيد، عَن أبي عَمْرو: لَبّنت، وتلَدّنت، بِمَعْنى: تلبّثت، وتمكثت. ابْن الْأَعرَابِي: اللُّبان: شَجر الصَّنوبر، فِي قَوْله: لَهَا عُنُق كسَحُوق اللُّبَان الأصمعيّ: التَّلْبينة: حِساء يُعْمل من دَقيق أَو من نُخالة، ويُجعل فِيهَا عَسل؛ سُمِّيت تَلْبينة تَشْبيهاً لَهَا باللّبن، لبياضها ورقّتها. وَقَالَ الرِّياشيّ، فِي حَدِيث عَائِشَة: عَلَيْكُم بالمَشْنيئة النافعة التَّلْبين. قَالَ: تَعْني: الحَسْو. قَالَ: وَسَأَلت الأصمعيّ عَن المَشنيئة فَقَالَ: تَعْنِي: البَغِيضة. ثمَّ فسر التَّلْبينة كَمَا ذَكرْنَاهُ. أَبُو عُبيد: لَبِنَة القَمِيص: بَنيقتُه. أَبُو عُبيد، عَن الْفراء: اللَّبِن: الَّذِي يَشتكي عُنُقه مِن وِسادة. ابْن السِّكيت، نحوَه. وَقد لَبِن لَبَناً. وَقَالَ: اللَّبْن، مصدر: لَبَنْت القَوْم أَلْبِنُهم، إِذا سقيتَهم اللّبن. ولَبنه بالعَصا يَلْبِنه لَبْناً، إِذا ضَربه بهَا. يُقَال: لَبَنه ثَلَاث لَبَناتٍ. وَقد لَبنه بصَخْرة. وَقَالَ: رجل لابِنٌ، ذُو لَبن، وتامرٌ: ذُو تَمْر. وَفرس مَلْبون: سُقي اللَّبن؛ وأَنشد: مَلْبونة شَدَّ المليكُ أَسْرَها وَبَنَات اللَّبن: مِعًى فِي البَطْن مَعْروفة. ولُبْن، اسْم جَبل؛ قَالَ الرّاعي: كجَنْدَلِ لُبْنَ تَطَّرِدُ الصِّلاَلاَ عَمْرو، عَن أَبِيه، اللَّبْن: الْأكل الْكثير. واللّبْن: الضّرب الشَّديد. ابْن الْأَعرَابِي، المِلْبنة: المِلْعَقة.

ل ن م نمل: ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: نَمّل ثوبَك، والقُطْه، أَي ارفأه. ورَجُل نَمِل: حاذِق. وَغُلَام نَمِل، أَي عَبِث. سَلمة، عَن الْفراء: نَمِل فِي الشَّجر يَنْمَل نَمَلاً، إِذا صَعِد فِيهَا. شمر، وَأَبُو عبيد: نَمِل الرَّجل، وأَنْمل، إِذا نمّ؛ وأَنْشد: وَلَا أُزعج الكَلمِ المُحْفِظَا تِ للأَقْربين وَلَا أُنْمِل وَفِي حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (عَلّمي حَفْصَة رُقْيَة النَّمْلة) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: هِيَ قُروح تَخْرج فِي الجَنب وَغَيره. قَالَ: وَأما النّملة، فَهِيَ النَّميمة. وَرجل نَمِل، إِذا كَانَ نمّاماً. سَلمَة، عَن الْفراء: النّملة: قُرُوح تخرج بالجَنْب. وَجَمعهَا: نَمل. قَالَ: والنَّملة: النَّميمة. وَجَمعهَا: نَمل. والنملة: المشية المقاربة. وَجَمعهَا: نَمل. أَبُو نصر، عَن الْأَصْمَعِي: تَقول الْمَجُوس: إِن وَلد الرجل إِذا خرجت بِهِ النملة فخطّ عَلَيْهَا ابنُه من أُخته أَو بنته برأَ؛ وأَنْشد لبَعض الْعَرَب: وَلَا عَيب فِينَا غَيْر عِرْق لِمَعْشر كرامٍ وأنّا لَا نَخُط على النّمْل قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: وأنشدناه ابْن الْأَعرَابِي لَا نحط بِالْحَاء، وفَسره: إِنَّا كرام وَلَا نأتي بُيوت النَّمْل فِي الجدب لِنحفر على مَا جَمع لنأكله. اللَّيْث: كتاب مُنَمّل، مَكْتُوب، هذليّة. قَالَ، والنَّمل: الرجل الَّذِي لَا ينظر إِلَى شَيْء إِلَّا عَمِله. قَالَ: وَجمع النّمل: نمال؛ وَقَالَ الأخطل: دَبيبُ نِمالٍ فِي نَقاً يَتَهيّل ورَجُلٌ نَمِل الْأَصَابِع، إِذا كَانَ كثير العَبَث. أَو كَانَ خَفِيف الْأَصَابِع فِي العَمل. وَفرس نَمِل القوائم، لَا يَكادَ يَستقرّ. والأُنْمُلة: المَفْصل الْأَعْلَى الَّذِي فِيهِ الظفر من الإصبع. ورَجُلٌ مُؤَنْمَل الْأَصَابِع، أَي غَليظ أطرافها فِي قِصر. قَالَ: والنّأْمَلة: مَشْي المُقَيّد. والنَّملة: مَشقّ فِي حافر الدابّة. أَبُو عُبيد: النَّملة: شقّ فِي الْحَافِر من

أبواب اللام والفاء

الْأَشْعر إِلَى طرف السُّنبك. وَنهى النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن قتل النَّحلة والنَّملة. وَأَخْبرنِي المُنذري عَن الحَرْبيّ: النَّمل: مَا كَانَ لَهَا قَوَائِم. فَأَما الصّغار، فَهِيَ الذَّرّ. قَالَ: والنّمل يسكن البراريّ والخرابات وَلَا يُؤْذي النَّاس، والذرّ يُؤْذي. وَيُقَال نَمّلت فلَانا، أَي أَقلقته وأَعْجلته؛ وَأنْشد الْأَصْمَعِي: فإنّي وَلَا كُفْران لله آيةٌ لِنَفسي لقد طالَبْتُ غير مُنَمَّل أَي: غير مُرْهق وَلَا مُعْجل عمّا أُريد. (أَبْوَاب اللَّام وَالْفَاء) ل ف ب مهمل. ل ف م فَلم، لفم. فَلم: رُوِي عَن عِكرمة، عَن ابْن عبّاس، قَالَ: ذكر رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الدّجّالَ فَقَالَ: (أَقْمر فَيْلم هِجان) . قَالَ شَمر: الفَيْلم: العَظيم الجُثّة من الرِّجال. وَرَأَيْت فَيْلماً من الأمْر، أَي عَظِيما. ورَوى الخَرّاز، عَن ابْن الْأَعرَابِي: بِئْر فَيْلم: واسعةُ الفَم. ورَوى أَبُو الْعَبَّاس عَنهُ: الفَيْلم: المُشْط. والفَيلم: الجَبان. أَبُو عُبيد: الفَيلم: الْعَظِيم، وَقَالَ البُريق الهُذليّ: ويَحمي المُضاف إِذا مَا دَعَا إِذا فَرّ ذُو اللِّمّة الفَيْلمُ وَأنْشد غيرُه فِي المُشط: كَمَا فَرَّق اللِّمّة الفَيْلمُ لفم: أَبُو عُبيد، عَن أبي زَيد: تَمِيم تقُول: تَلثَّمت على الفَم؛ وَغَيرهم يَقُول: تَلفَّمت. قَالَ: وَقَالَ الفَرّاء: يُقال من اللِّفام: لَفَمْت أَلْفَم. قَالَ: وَإِذا كَانَ على طَرف الْأنف، فَهُوَ اللِّفام. فَإِذا كَانَ على الفَم، فَهُوَ اللِّثام. (بَاب اللَّام وَالْبَاء مَعَ الْمِيم) ل ب م لبم، بلم، ملب. لبم: أهْمَله اللّيث. ثَعلب، عَن ابْن الأعرابيّ: اللَّبْمُ: اخْتِلاج الكَتِف.

ملب: ثَعلب، عَن ابْن الأعرابيّ، يُقالُ للزَّعْفران: الشَّعَر، والفَيْد، والمَلاَب، والعَبِير، والمَرْدَقُوش، والجِسَاد. قَالَ: والمَلَبَة: الطَّاقة من شَعر الزَّعْفران. وتُجمع: مَلَباً. اللّيث: المَلاَب: نوعٌ من العِطر. بلم: ابْن شُميل، عَن أبي الهُذيل: الإبْليم: العَنْبر؛ وأَنْشد: وحُرَّة غيرِ مِتْفالٍ لَهَوْتُ بهَا لَو كَانَ يَخْلُد ذُو نُعْمَى لِتَنْعِيمِ كأنّ فَوق حَشَاياها ومَحْبَسها صوائِرَ المِسْك مَكْبُولاً بإبْلِيم أَي: مَخْلوطاً بالعَنْبر. وَقَالَ بعضُهم: الإِبليم: العسَل. وَلَا أَحْفَظه. ثَعلب، عَن ابْن الأَعرابي: البَيْلَم: القُطن. الْأَصْمَعِي: البَيْلم: القُطن الَّذِي فِي جَوف القَصَبة. أَبُو عُبيد، عَنهُ: إِذا وَرِم حَيَاءُ النَّاقة من الضَّبَعة قيل: قد أَبْلَمت. أَبُو عَمْرو، مثله. وَيُقَال: بهَا بَلَمَةٌ شَدِيدة. الفَرّاء: المِبْلام: الَّتِي لَا تَرْغُو من شدّة الضَّبَعة. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: إِنَّمَا تُبلم البَكرات خاصّة دون غَيْرها. قَالَ: وسمعتُ نُصَيْراً يَقُول: البَكْرة الَّتِي لم يَضْربها الفحلُ قطُّ، فَإِنَّهَا إِذا ضَبَعت أَبْلَمت. فَهِيَ مُبْلِم، وَذَلِكَ أَن يَرِم حياؤُها عِنْد الضَّبَعة. وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو زيد: المُبْلِم: البَكرة الَّتِي لم تُنْتَج قطّ وَلم يَضْربْها فَحْلٌ. فَذَلِك الإبلام. فَإِذا ضَربها الفحلُ ثمَّ نَتَجُوها فإنّها تَضْبع وَلَا تُبْلِم. وَالِاسْم: البَلَمَة. ابْن السِّكيت: يُقال: لَا تُبلِّم عَلَيْهِ أَمْرَه، أَي لَا تُقَبِّح أَمْرَه. مأخوذٌ من بَلَمة النَّاقة، إِذا وَرِم حياؤها من الضّبَعة. قَالَ: وأَبْلَم الرَّجُل، إِذا وَرِمت شَفتاه. ورأيتُ شفتَيْه مُبْلِمَتَيْن. أَبُو عُبيد، عَن الْكسَائي: الْأَمر بَيْننَا شِقّ الأَبْلمة، وَهِي الخُوصة. ابْن السِّكيت: إبْلمة، وأَبْلَمة. وحُكيت لي: أُبْلُمة، وَهِي الخوصة.

باب اللام والنون

أَبْوَاب الثلاثي المعتل من حرف اللَّام (بَاب اللَّام وَالنُّون) ل ن (وايء) لَان، نَالَ، وَلنْ. لين لون لَان: اللّيث: يُقَال فِي فِعْل الشَّيْء اللَّيِّن: لانَ يَلِين لَيْناً، ولَيَاناً. غيرُه: اللَّيَانُ: نَعْمة العَيْش، وأَنْشَد: بَيْضَاءُ باكَرها النَّعيمُ فصاغَها بِلَيَانَة فأَدَقَّها وأَجَلَّها أَي: أدَقّ خَصْرها وأَجَلّ كَفَلَها، أَي وَثّره. وَأَخْبرنِي المُنذري، عَن أبي الهَيْثم: العربُ تَقول: هَيْن لَيْن، وهَيِّنٌ لَيِّنٌ. قَالَ: وحدّثني عمي سُويد بن الصَّباح، عَن عُثْمَان بن زَائِد، قَالَ: قَالَت جدةُ سُفيانَ لسُفْيان: بُنيّ إِن البِرّ شَيءٌ هَيِّنُ الْمَفْرشُ اللَّيِّن والطُّعَيِّمُ ومَنْطِقٌ إِذا نَطقت لَيِّنُ قَالَ: يأْتونَ بِالْمِيم مَعَ النُّون فِي القافية. وأَنْشده أبُو زَيد: بُنيّ إنّ البِرّ شَيءٌ هَيْنُ المَفْرش اللَّيّن والطُّعَيْمُ ومَنْطق إِذا نَطَقْت لَيْنُ وَقَالَ: قَالَ الكُمَيت: هَيْنُون لَيْنُون فِي بُيوتهمُ سِنْخُ التُّقَى والفَضائل الرُّتَبُ وَقَالَ الفَراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {الْعِقَابِ مَا قَطَعْتُمْ مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَآئِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِىَ} (الْحَشْر: 5) : كُل شَيْء من النَّخل سِوَى العَجْوة، فَهُوَ من اللِّين. واحدته: لِينَة. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: هِيَ الأَلوان. والواحدة: لُونة؛ فَقيل: لينَة، بِالْيَاءِ، لانكساراللاَّم. أَبُو عُبَيد، عَن الْأَصْمَعِي: الأَلْوان: الدَّقل؛ وَاحِدهَا: لَوْن. وَقَالَ فِي قَول حُمَيد الأرقط: حَتَّى إِذا أَغْست دُجَى الدُّجُونِ وشُبِّه الألْوان بالتَّلْوِينِ يُقَال: كَيفَ تَركتم النَّخيل؟ فيُقال: حِين لَوّن. وَذَلِكَ من حِين أَخذ شَيْئا من لَونه الَّذِي يَصير إِلَيْهِ. فشَبّه ألوان الظَّلام بَعد الْمغرب يكون أَولا أصفر، ثمَّ يَحْمرّ، ثمَّ يَسْوَدّ بتَلْوين البُسْر يَصْفَرّ ويحمرّ ثمَّ يَسودّ.

ولِينة: موضعٌ فِي بِلَاد نجد عَن يَسار المُصْعد فِي طَرِيق مكَّة بِحذَاء الهَبِير؛ ذكره زُهير فَقَالَ: مِن مَاء لينَة لَا طَرْقاً وَلَا رَنَقا ويلينةَ ركايا عَذْبة نُقرت فِي حَجرٍ رِخْوٍ، وماؤها عَذْب زُلال. نيل نول: قَالَ الله تَعَالَى: {وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً} (التَّوْبَة: 120) . أَخْبرنِي المُنذريّ، عَن بَعضهم: النَّيْل، من ذَوَات الْوَاو، صُيِّر واوُها يَاء، لأنّ أَصله نَيْوِل فَأَدْغموا الْوَاو فِي الْيَاء، فَقَالُوا: نَيِّل ثمَّ خَفَّفوا فَقَالُوا: نَيْل، وَمثله: مَيِّت، ومَيْت. اللَّيْث: النَّيل، مَا نِلْت من مَعروف إِنْسَان. وَكَذَلِكَ: النَّوَال. ويُقال: أناله معروفَه، ونَوَّله، إِذا أعطَاهُ؛ وَقَالَ طرفَة: إنْ تُنَوِّلْه فقد تَمْنَعُه وتُرِيه النَّجْم يَجْري بالظُّهُرْ قَالَ: والنَّوْلة: اسْم للقُبْلة. قَالَ: والنَّال، والمَنالة، والمَنَال، مصدر: نِلْت أَنَال. وَيُقَال: نُلْت لَهُ بِشَيْء، أَي جُدْت. وَمَا نُلْته شَيْئا، أَي مَا أَعْطيته. غَيره: يُقَال: نالني بالخَير يَنُولني نَوْلاً، ونَوَالاً ونَيْلاً. وأنالَني بِخَير إنالةً. وَقَوله جلّ وعزّ: {نَّيْلاً} (التَّوْبَة: 121) من نِلْت أَنال، لَا من: نُلْت أَنُول. وفلانٌ ينَال من عِرض فلَان، إِذا سَبّه. وَهُوَ يَنال مِن مَاله، ويَنال من عدوِّه، إِذا وَتره فِي مالٍ أَو شَيْء. كل ذَلِك من: نِلْت أَنال، أَي أَصَبْت. وَيُقَال: نالني من فلانٍ معروفٌ، ينالني، أَي وصل إليّ؛ وَمِنْه قَول الله عزّ وجلّ: {لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَآؤُهَا وَلَاكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ} (الْحَج: 37) . أَي: لن يصل إِلَيْهِ مَا يُنيلكم بِهِ ثوبا غيرُ التَّقْوى. وَيُقَال: ناولت فلَانا شَيْئا مُناولة، إِذا عاطَيْتَه. وتناولتُ من يَده شَيْئا: تعاطَيْتُه. ونِلته مَعْرُوفا، ونَوَّلته. وَأَخْبرنِي المُنذري، عَن أبي العبّاس فِي قَوْلهم للرَّجُل: مَا كَانَ نَوْلك أَن تَفْعل كَذَا؟ قَالَ: والنَّوْل من النَّوال، تَقول: مَا كَانَ فِعْلك هَذَا حظّاً لَك. سَلمة، عَن الفَرّاء: يُقال: ألم يَأن لَك، وأَلم يَئِن لَك، وألم يَنِل لَك، لُغَات كلهَا.

باب اللام والفاء

أَحْسنهنّ الَّتِي نزل بهَا الْقُرْآن: {الْمَصِيرُ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَءَامَنُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلاَ يَكُونُواْ} (الْحَدِيد: 16) . وَيُقَال: أنَى لَك أَن تفعل كَذَا، ونال لَك، وأَنَال لَك، وآن لَك، بِمَعْنى وَاحِد. أَبُو عُبيد، عَن أبي عَمْرو: المِنوال: الْخَشَبَة الَّتِي يَلُف الحائك عَلَيْهَا الثَّوْب. وَهُوَ النَّول. وَجمعه: أنوال. اللَّيْث: المِنْوال: الحائك الَّذِي يَنْسُج الوسائد ونحوَها. وأداتُه المَنصوبة تسمَّى أَيْضا: المِنْوال؛ وأَنشد: كُمَيْتاً كَأَنَّهَا هرواةُ مِنْوال وَقَالَ: أَرَادَ النَّسَّاج. والنِّيل: نيلُ مصر، وَهُوَ نَهْرُه. قلت: وَرَأَيْت فِي سَواد الْكُوفَة قَرْيَة يُقال لَهَا: النِّيل، يخترقُها خليج كَبِير يَتخلّج من الفُرات الكَبير؛ وَقَالَ لَبيد يَذكره: مَا جاور النَّيل يَوْمًا أهلُ إِبْليلا أَبُو عَمْرو: رجل نالٌ بِوَزْن مَال أَي جَواد. وَهُوَ فِي الأَصْل نائل. قَالَ شَمر: سمعتُ ابْن الْأَعرَابِي يَقُول: المِنْوال: الحائك نَفسه، يذهب إِلَى أَنه يَنْسُج بالنَّول، وَهُوَ مَنْسج يُنْسَج بِهِ. أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: يُقَال: هم على مِنْوال وَاحِد، إِذا اسْتَوَت أخلاقُهم. وَيُقَال: رَمَوْا على مِنْوَالٍ وَاحِد، إِذا احْتَتَنُوا فِي النِّضال، أَي اسْتَوَوْا. ثَعلب، عَن ابْن الأعرابيّ: باحة الدَّار، ونالتُها وقاعتُها، وَاحِد؛ وَقَالَ ابْن مقْبل: يُسْقَى بأَجْداد عادٍ هُمْلاً رَغَداً مِثل الظِّباء الَّتِي فِي نالة الْحَرَمِ الْأَصْمَعِي: أَي: ساحتها وباحتُها. الكسائيّ: لقد تَنوّل علينا فلانٌ بشيءٍ يسير، أَي أَعْطَانَا. وتَطَوَّل، مثْلُه. أَبُو تُراب، عَن أبي مِحْجن: التنوُّل، لَا يكون إِلَّا فِي الْخَيْر؛ والتَّطوُّل، قد يكون فِي الخَير والشَّر. وَلنْ: ثَعلب، عَن ابْن الأعرابيّ: التولُّن: رفع الصِّياح عِنْد المَصائب. (بَاب اللَّام وَالْفَاء) ل ف (وايء) لِيف، فَلَا، فال، لفا، ألف، ولف، أفل. فَلَا: اللَّيْث: الفَلاةُ: المَفَازة. وَجَمعهَا: فَلا، وفَلَوات. قَالَ: والفَلْو: الجَحش والمُهر. وَقد فَلَوْناه عَن أُمه: أَي فَطَمْناه. وافْتَليناه لأَنفسنا، أَي اتخذناه؛ وَقَالَ

الشَّاعِر: نَقُود جِيادَهُنّ ونَفْتَليها وَلَا نَغْذُو التُّيوسَ وَلَا القِهَادَا وَقَالَ الأَعشى: مُلْمِعٍ لاعةِ الفُؤاد إِلَى جَحْ شٍ فَلاَه عَنْهَا فبِئس الفَالِي أَي حَال بَينهَا وَبَين وَلَدهَا. والجميع: أَفْلاء. قَالَ: والفِلاَية، من فَلْي الرَّأْس. والتَّفلّى: التكلُّف. قَالَ: وَإِذا رَأَيْت الحُمر كَأَنَّهَا تتحاكّ دَفَقاً فإِنها تتفالى؛ وَقَالَ ذُو الرُّمّة: ظلَّت تفالى وظلَّ الجَوْنُ مُصْطَخِماً كأنّه عَن سَرارِ الأَرض مَحْجُومُ أَبُو زيد: فَلَيْت الرجل فِي عَقْله أَفْليه فَلْياً، إِذا نظرت مَا عَقْلُه. ابْن الْأَعرَابِي: فَلَى: قَطع. وفَلِي: انْقَطع. أَبُو عُبيد: فلوت رأسَه بِالسَّيْفِ، وفَلَيْته، إِذا ضَربته؛ وأَنْشد: أما تَراني رابِطَ الجَنَان أَفْليه بالسَّيْف إِذا اسْتَفْلانِي ابْن الْأَعرَابِي: العربُ تَقول: أَتتكم فاليةُ الأفاعي. يُضرب مثلا لأوّل الشّر يُنْتَظر. وَجَمعهَا: الفَوالي، وَهِي هناةٌ كالخنافس رُقْطٌ تألف العَقاربَ والحيّات. ويُقال: فَلت فلانةُ رَأْسَه تَفْليه فِلايةً، إِذا بَحثت عَن القَمْل والخَطَا. والنِّساء يُقال لَهُنَّ: الفاليات، والفَوالي؛ وَقَالَ عَمرو بن مَعدي كَرِب: تَراه كالثَّغام يُعَلُّ مِسْكاً يَسُوء الفاليات إِذا فَلَيْنِي أَرَادَ: فَلَيْنني، بنُونين، فحذَف إِحْدَاهمَا اسْتثقالاً للْجمع بَينهمَا. وفَلَيت الشِّعْر، إِذا تدبَّرته واستخرجْت مَعَانِيه. وفَليت الْأَمر، إِذا تأمّلت وُجوهه ونَظرت إِلَى عَواقبه. وَيُقَال: فلوتُ القومَ، وفَلَيتهم، إِذا تَخَلَّلتهم. ابْن السِّكيت: فلوت المُهر من أُمه أَفْلوه، وافْتليته، إِذا فَصَلته عَنْهَا وقَطعت رَضاعه مِنْهَا. وَقد فَلَيْت رَأْسَه. وَيُقَال للمُهر: فُلوّ. والجميع: أفلاء؛ وَمِنْه قَول أبي كَبير الهُذلي: مُسْتَنّة سَنَن الفُلُوِّ مُرشّةٌ ابْن الْأَعرَابِي: فَلاَ الرَّجُل، إِذا سَافر؛ وفلا، إِذا عَقل بعد جَهل.

وفلا، إِذا قَطع. وَفِي الحَدِيث عَن ابْن عَبَّاس: امْر الدَّمَ بِمَا كَانَ قَاطعا من لِيطَة فالية، أَي قَصَبَة وشُقّة قَاطِعَة. قَالَ: والسِّكين يُقَال لَهَا: الفالية. ومَرى دم نَسيكته، إِذا استخرجه. شمر، عَن ابْن شُمَيْل: الفلاة: الَّتِي لَا مَاء فِيهَا وَلَا أنيس، وَإِن كَانَت مُكْلئة. يُقَال: علونا فلاةً من الأَرض. أَبُو خَيرة: هِيَ الَّتِي لَا مَاء فِيهَا، فأقلّها للإِبل رِبْع، وللغَنم وَالْحمير غِبٌّ، وأكثرها مَا بلغت ممّا لَا ماءَ فِيهِ. ابْن السّكيت: أَفْلَى القومُ: صارُوا إِلَى الفَلاَة. وَسمعت الْعَرَب تَقول: نزل بَنو فلَان على مَاء كَذَا، وهم يَفْتلون الفلاة من ناحِية كَذَا، أَي يَرْعَون كَلأ الْبَلَد ويَرِدُون الماءَ مِن تِلْكَ الجِهة. وافْتلاؤها: رَعْيها وَطلب مَا فِيهَا من لُمَع الْكلأ، كَمَا يُفْلى الرَّأْس. فيل فول: قَالَ ابْن السِّكِّيت: رجل فِيلُ الرَّأي، وفالُ الرّأي، وفَيِّل الرَّأْي، وفَيْل الرَّأْي، وفائل الرَّأْي، إِذا كَانَ ضَعِيفا؛ وَقَالَ الْكُمَيْت: بَنِي رَبِّ الجوَاد فَلَا تَفِيلوا فَمَا أَنْتُم فنَعْذِرَكُم لِفِيلِ وَيُقَال: مَا كنت أحب أَن أرى فِي رَأْيك فِيَالةً؛ وَقَالَ جرير: رأيتُك يَا أُخَيطل إِذا جَرَيْنَا وجِرِّبت الفِراسةُ كُنْت فَالا اللَّيْث: الفُول: حَبٌّ يُقَال لَهُ: الباقلَّى. الْوَاحِدَة: فُولة. والفِيل: مَعْرُوف. والتفيُّل: زِيَادَة الشَّبَاب ومُهْكَته؛ وأَنْشد: حَتَّى إِذا مَا حَان مِن تَفَيُّله غَيره: رجل فَيِّل اللَّحم: كَثِيرُه. وَبَعْضهمْ يهمزه فَيَقُول: فَيْئل. أَبُو عبيد: الفائلان: عرقان يَسْتبطنان الفَخذين. وَقَالَ الأصمعيّ فِي قَوْله: سَليم الشَّظَا عَبْل الشَّوَى شَنِجِ النَّسَا لَهُ حَجَبَاتٌ مُشْرِفاتٌ على الفَالِ قيل: أَرَادَ: على الفائل، فَقلب، وَهُوَ عِرق فِي الْفَخْذ يكون فِي خُرْبة الوَرك يَنْحَدر فِي الرِّجْل، وَلَيْسَ بَين الخربة والجوف عَظْم إِنَّمَا هُوَ جلد وَعظم؛ وَقَالَ الأَعشى: قد تَخْضب العَيرَ من مَكنون فائله وَذَلِكَ أَن الْفَارِس إِذا حَذَق الطَّعن قَصد الخُربة، لِأَنَّهُ لَيْسَ دون الْجوف عَظم. ومَكْنُون فائِله: دَمُه الَّذِي قد كُنّ فِيهِ. أَبُو عبيد، عَن أبي عَمْرو: الفِيَال: لُعبة

للصِّبيان؛ وأَنشد: كَمَا قَسم التُّرْب المفايلُ باليَدِ اللَّيْث: يُقَال: فِيَال، وفَيَال. فَمن فتح الْفَاء جعله اسْما، وَمن كسرهَا جعله مصدرا. وَهُوَ أَن يُخبأ شَيْء فِي التّراب، ثمَّ يُقْسم قِسْمين، ثمَّ يَقُول الخابىء لصَاحبه: فِي أَي القِسْمين هُوَ؟ فَإِن أَخطَأ، قَالَ لَهُ: فال رَأْيُك. غَيره: يُقَال لهَذِهِ اللّعبة: الطُّيَن، والسُّدَّر؛ وأَنْشد ابْن الأَعرابيّ: فَبِتْن يَلْعَبْن حوالَيّ الطُّبَنْ أَبُو عبيد، عَن أبي عَمْرو: الفائل: اللَّحم الَّذِي على خُرْب الوَرِك. وَكَانَ بَعضهم يَجعل الفائل عِرْقاً. ابْن السِّكيت: الفأل: ضِدّ الطِّيَرة. وَقد تفاءلت. قَالَ: والفأل: أَن يكون الرجلُ مَرِيضا فَيسمع رجلا يَقُول: يَا سَالم؛ أَو يكون طالبَ ضالّة فَيسمع آخر يَقُول: يَا وَاجِد؛ فيتوجّه لَهُ فِي ظنّه، لِما سَمعه، أَنه يبرأ من مَرضه، أَو يجد ضالّته. ورُوي عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ يُحِبّ الفأل وَيكرهُ الطِّيَرة. والطِّيرة: ضِدّ الفَأل. والطيّرة: فَمَا يُتشاءم بِهِ؛ والفأل: فِيمَا يُسْتَحبّ. قلت: وَمن الْعَرَب مَن يَجْعَل الفأل فِيمَا يُكره أَيْضا. قَالَ أَبُو زيد الْأنْصَارِيّ: تفاءلت تفاؤلاً، وَذَلِكَ أَن تَسمع الْإِنْسَان وَأَنت تُريد حَاجَة يَدْعُو: يَا سعيد، يَا أَفْلح، أَو يَدْعُو باسم قَبِيح. والفأل، مَهْمُوز. وَفِي (النَّوادر) : يُقال: لَا فَأْلَ عَلَيْك، بمَعْنى: لَا ضَيْر عَلَيْك، وَلَا طَيْر عَلَيْك، وَلَا شَرّ عَلَيْك. أفل: يُقال: أَفَلت الشمسُ تَأْفِل وتأفُل، أَفْلاً وأُفُولاً. فَهِيَ آفِلة وآفِل. وَكَذَلِكَ الْقَمَر يأفِل، إِذا غَابَ؛ قَالَ الله تَعَالَى: {فَلَمَّآ أَفَلَ} (الْأَنْعَام: 76) أَي: غَابَ وغَرَب. اللَّيْث: إِذا اسْتقرّ اللّقاح فِي قَرار الرَّحم، قيل: قد أَفَل. ثمَّ يُقال للحامل: آفِل. وَيَقُولُونَ: لَبُؤة آفِل وآفلة، إِذا حَمَلت. والأفيل: الفصيل، والجميع الإفال. وَفِي (النَّوَادِر) : أفِلَ الرجلُ إِذا نشِط، فَهُوَ أفِل. ألف: قَالَ الله تَعَالَى: {} {قُرَيْشٍ} (قُرَيْش: 1 و 2) الْآيَة.

قَالَ أَبُو إِسْحَاق: فِيهَا ثَلَاثَة أَوْجه: (لِإِيلَافِ قُريش) ، و (لإلاف قُريش) ، ولإلْف قُريش. وَقد قُرىء بالوَجهين الأوَّلَين. أَبُو عُبيد: أَلِفتُ الشيءَ، وآلَفْته. بِمَعْنى وَاحِد، أَي لَزِمْتُه، فَهُوَ مُؤْلَف، ومألوف. وآلَفَتِ الظِّباءُ الرَّمْلَ، إِذا أَلِفَتْها؛ وَقَالَ ذُو الرُّمّة: من المُؤْلفات الرَّمْلِ أَدْماءُ حُرَّةٌ شُعاعُ الضُّحَى فِي مَتْنها يَتَوضَّحُ أَبُو زيد: أَلِفْت الشَّيْء: وأَلِفْتُ فلَانا، إِذا أَنِسْتَ بِهِ. وأَلَّفْت بَينهم تَأليفاً، إِذا جَمعت بَينهم بعد تَفرُّق. وأَلَّفْتُ الشيءَ: وَصَلْتُ بعضَه بِبَعْض؛ وَمِنْه: تَأليفُ الكُتب. وأَلَّفْتُ الشيءَ، أَي وَصَلْتُه. وآلَفت فلَانا الشيءَ، إِذا ألزمْته إِياه، أُولِفه إيلافاً. وَقَول الله عزّ وجلّ: {} {قُرَيْشٍ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ} (قُرَيْش: 1 و 2) الْمَعْنى: لِتُؤْلَفَ قُرَيْشٌ الرِّحْلتين فيتَّصلا وَلَا يَنْقطعا. وَقيل: اللَّام مُتّصلة بالسُّورة الَّتِي قبلهَا، أَي أهلك الله أَصْحَاب الفِيل لِتُؤْلَفَ قُريش رحْلَتِيها آمِنين. وَأَخْبرنِي المُنْذري، عَن أبي الحَسن الطُّوسِيّ، عَن أبي جَعْفَر الخَرّاز، عَن ابْن الْأَعرَابِي، أَنه قَالَ: أَصْحَاب الإيلاف أَرْبَعَة إخْوَة: هَاشم، وَعبد شمس، والمطَّلب، وَنَوْفَل: بَنُو عبد منَاف؛ فَكَانُوا يُؤَلِّفون الجِوَارَ يُتْبعون بعضَه بَعْضًا يُجيرون قُريْشًا بِميرهم، وَكَانُوا يُسمَّون المُجِيرين، فأمّا هَاشم فَإِنَّهُ أَخذ حَبْلاً من ملك الرُّوم، وَأخذ نوفلٌ حبلاً من كِسرى، وَأخذ عبد شمس حبلاً من النَّجَاشِيّ، وَأخذ المُطّلب حَبْلاً من مُلوك حِمْير، فَكَانَ تجّار قُريش يَختلفون إِلَى هَذِه الأَمْصار بحبال هَؤُلَاءِ الْإِخْوَة، فَلَا يُتَعَرَّض لَهُم. ابْن الأنباريّ: من قَرَأَ لإلافهم وإلفهم فهما من أَلِف يَألف. وَمن قَرَأَ لإيلافهم فَهُوَ من آلف يُؤلف. قَالَ: وَمعنى: يُؤَلِّفون: يهيِّئون ويُجَهِّزون. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: يؤلِّفون: يُجيرُون؛ وَأنْشد ابْن الأنباريّ: زَعمتُم أنّ إخوتكم قُريشاً لَهُم إلْفٌ وَلَيْسَ لْكم إِلاَفُ وَقَالَ الفَرّاء: من قَرَأَ إلْفَهم فقد يكون من يُؤَلِّفون. قَالَ: وأجود من ذَلِك أَن يُجعل من يألفون رحْلَة الشتَاء والصَّيف. قَالَ: والإيلاف من يُؤْلِفون، أَي يُهيِّئون ويُجَهِّزون.

وَأَخْبرنِي المُنذريّ، عَن أبي العبّاس، عَن ابْن الأعرابيّ: كَانَ هَاشم يُؤَلِّف إِلَى الشَّام، وَعبد شَمس يؤلِّف إِلَى الْحَبَشَة، وَالْمطلب إِلَى الْيمن، وَنَوْفَل إِلَى فَارس. قَالَ: ويتألّفون، أَي يَسْتجيرون؛ وأَنشد أَبُو عُبيد لأبي ذُؤَيْب: تُوصِّل بالرُّكْبان حِيناً وتُؤْلِفُ ال جِوارَ ويُغْشِيها الأَمانَ ذِمامُها يصفُ حُمراً أُجيرت حِيَال أَقْوام. وَقَول الله عزّ وجلّ: {وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ} (التَّوْبَة: 60) هَؤُلَاءِ قومٌ من سادة الْعَرَب أَمر الله جلّ وعزّ نبيَّه فِي أوَّل الْإِسْلَام بتألُّفهم، أَي بمُقاربتهم وإعطائهم من الصَّدقات ليُرغِّبوا مَن وَرَاءَهُمْ فِي الْإِسْلَام، وَلِئَلَّا تَحْملهم الحميَّة مَعَ ضَعف نيّاتهم على أَن يَكُونُوا إلْباً مَعَ الكُفّار على الْمُسلمين، وَقد نَفَّلهم الله يَوْم حُنَين بمئتين من الْإِبِل تألُّفاً لَهُم، مِنْهُم: الأَقرع بن حَابِس التميميّ، والعبّاس بن مِرداس السُّلميّ، وعُيَينة بن حِصنْ الفزاريّ، وَأَبُو سُفيان بن حَرب، وَصَفوَان بن أُمية. وَقَالَ بعضُ أهل الْعلم: تألّف النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي وَقت بعضَ السَّادة من الْعَرَب بمالٍ أعطاهموه، فَلَمَّا دَخل الناسُ فِي دين الله أَفْوَاجًا وَأظْهر الله دينَه على المِلَل كلهَا أغْنى وَله الْحَمد أَن يُتألَّف كافِرٌ اليومَ بمالٍ يُعطاه. وَللَّه الْحَمد وَلَا شريك لَهُ. والأَلف، من الْعدَد، مَعْرُوف. وَثَلَاثَة الآلاف، إِلَى العَشرة. ثمَّ أُلوف جمع الْجمع؛ قَالَ الله تَعَالَى: {وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ} (الْبَقَرَة: 243) . ويُقال: ألفٌ أَقرع، لِأَن الْعَرَب تذكِّر الْألف. وَإِن أُنّث على أَنه جمع، فَهُوَ جَائِز. وَأكْثر كَلَام الْعَرَب على التَّذكير. أَبُو عُبيد: يُقَال: كَانَ الْقَوْم تِسعمائة وَتِسْعَة وَتِسْعين فآلَفْتُهم، مَمْدُود. وَقد آلَفُوا هم، إِذا صَارُوا أَلفْاً. وَكَذَلِكَ أَمْأَيتهم، فأَمْأَوْا، إِذا صَارُوا مِئة. وَيُقَال: فلَان أَلِيفي وإِلْفي. وهم أُلاّفِي. وَقد نَزَع الْبَعِير إِلَى أُلاّفه؛ وَقَالَ ذُو الرُّمة: أكُنْ مِثْلَ الأُلاّف لُزَّت كُراعُه إِلَى أُختها الأُخرى ووَلّى صواحِبُهُ وَيجوز الأُلاّف، وَهُوَ جمع آلِف. وَقد ائتلف الْقَوْم ائتلافاً، فتآلفوا تآلُفاً. وألّف الله بَينهم تَأْلِيفاً. وأَوالف الطَّير: الَّتِي قد أَلِفت مكّة. وأَوالف الحَمام: دواجنُها الَّتِي تألف البُيوت؛ وَقَالَ العجّاج: أَوَالفاً مكةَ من وُرْق الحِمى

أَراد: الحَمام. وَقَالَ رُؤبة: بِاللَّه لَو كنت من الأُلاّف أَرَادَ: الَّذين يأْلَفون الْأَمْصَار. واحدهم: آلف. ولف: الباهليّ، عَن الأصمعيّ، إِذا تتَابع لَمَعان البَرْق، فَهُوَ وَلِيف ووِلاَف. وَقد ولَف يَلِف وَلِيفاً، وَهُوَ مُخيلٌ للمَطو لَا يكَاد يُخلف إِذا وَلَف. وَقَالَ بَعضهم: الوليف: أَن يَلمع مرَّتين مرَّتين؛ وَقَالَ صَخر الغَيّ: لِشَمّاء بَعد شَتَات النَّوى وَقد بِتُّ أَخْيَلْتُ بَرقاً وَلِيفَا أَي: رأيتُه مُخِيلاً. اللَّيْث: الوَلْف، والوِلاَف، والوَلِيف: ضَربٌ من العَدْو، وَهُوَ أَن تقع القوائمُ مَعًا، وَكَذَلِكَ أَن تَجِيء القوائم مَعًا. والفِعل: وَلَف الفَرسُ يَلِف وَلْفاً، ووليفاً؛ وَقَالَ رُؤبة: ويومَ رَكْض الْغَارة الوِلاَفِ قَالَ ابْن الأعرابيّ: أَرَادَ ب (الولاف) : الاعتزاء والاتّصال. قلت: كَأَنَّهُ أَرَادَ الإلاف فصيَّر الهمزةَ واواً. وكل شَيْء غَطَّى شَيْئا وأَلبسه، فَهُوَ مُولِفُ لَهُ؛ وَقَالَ العجّاج: وَصَارَ رَقْراق السّارب مُولِفَا لِأَنَّهُ غطّى الأَرض. لِيف: اللِّيف: لِيف النَّخْل، مَعروف. والقِطعة: لِيفة. وَقد ليّفه المُلَيِّف تَلْييفاً. ابْن السِّكيت: فلَان يَلأف الطّعام لأْفاً، إِذا أَكله أَكْلاً جَيِّداً. لفا: أَبُو زيد: لَفَأْتُ اللّحْم عَن العَظْم لَفْئاً: جَلَفْتُهُ عَنهُ. قَالَ: واللَّفِيئَةُ: البَضْعة الَّتِي لَا عَظْم فِيهَا، نَحْو النَّحْضة، والهَبْرة، والوَذْرة. وَيُقَال: فلَان لَا يَرْضى باللّفاء من الْوَفَاء، أَي لَا يَرضى بدُون وَفَاء حقِّه. أَبُو الْهَيْثَم: يُقَال: لفأت الرَّجُلَ، إِذا نقصتَه حَقّه فأعطَيته دون الوَفاء. يُقَال: رَضِي من الوَفاء باللّفَاء. قَالَ: وجَمع اللّفيئة من اللَّحْم: لَفَايَا، مثل خَطيئة وخَطَايَا. أَبُو عَمْرو: لَفأه بالعَصا ولَكَأه، إِذا ضَربه بهَا. ولفأه حَقَّه، إِذا أَعطاه كلَّه. قَالَ: ولَفأه حقّه، إِذا أَعطاه أَقلَّ من حَقِّه. قَالَ أَبُو سعيد: قَالَ أَبُو تُراب: أَحْسب

باب اللام والباء

هَذَا الْحَرْف من الأَضداد. (بَاب اللَّام وَالْبَاء) ل ب (وايء) لاب، لبّى، ولب (يلب) ، وبل، ألب، أبل، بِلَا، بأل، لبأ. لوب: قَالَ أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: اللُّوَاب: العَطَش. وَقَالَ ابْن السِّكيت: لاب يَلُوب لَوْباً، إِذا حام حول المَاء مِن العَطش. اللَّيْث: نخل لُوبٌ، وإبلٌ لُوب ولوائِب، إِذا عَطِشت. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: مَا وجد لَبَاباً، أَي قَدْر لُعْقةٍ من الطَّعَام يَلُوكها. قَالَ: واللَّباب: أقلّ من مِلء الفَم. أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي: اللاَّبة: الحَرّة. وَجَمعهَا: لابٌ، ولُوبٌ. وَفِي الحَدِيث: إنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (حَرّم مَا بَين لاَبَتَيْها) . الأصمعيّ: اللاَّبة: هِيَ الأَرْض الَّتِي قد أَلبَستها حجارةٌ سُود. وَجَمعهَا: لابات، مَا بَين الثَّلَاث إِلَى العَشرة. فَإِذا كَثُرت، فَهِيَ اللاَّب، واللُّوب؛ وَقَالَ بِشر بن أبي حَاتِم يصف كَتيبة: مُعاليةٌ لَا هَمّ إلاّ مُحَجِّرٌ وحَرّة لَيْلى السَّهْلُ مِنْهَا فَلُوبُها يُرِيد: جمع لابة، وَمثله: قارة وقُور، وساحة وسُوح. شَمر، عَن ابْن شُميل: اللُّوبة تكون عَقبة جواداً أطول مَا يكون، وَرُبمَا كَانَت دَعْوةً. قَالَ: واللُّوبة: مَا اشتدّ سوادُه وغَلُظ وانْقاد على وَجه الأَرض، وَلَيْسَ بالطويل فِي السَّمَاء، وَهُوَ ظاهرٌ على مَا حَوْله. والحَرّة: أعظم من اللَّوبة. وَلَا تكون اللوبة إِلَّا حِجَارَة سُوداً، وَلَيْسَ فِي الصَّمَّان لُوبة، لأنّ حِجَارَة الصَّمّان حُمْرٌ. وَلَا تكون اللُّوبة إِلَّا فِي أنف الْجَبَل، أَو سِقْطٍ، أَو عُرْض من جَبل. وَأَرَادَ بِمَا بَين اللاَّبتين، فِي الحَدِيث: المَدينة. لبأ: ابْن هانىء، عَن أبي زيد: أُولَى الألبان: اللِّبأ عِنْد الْولادَة، وَأكْثر مَا يكون ثَلَاث حَلْبات، وأقلّه حَلْبة. وَقد لَبّأت الناقةُ تَلْبِيئاً. وناقة مُلَبِّىء: بِوَزْن مُلَبِّع، إِذا وَقع اللِّبَأُ فِي

ضَرْعها. ثمَّ الفِصْح بعد اللِّبأ. إِذا جَاءَ اللَّبن بعد انْقطاع اللِّبأ؛ يُقَال: قد أَفْصحت الناقةُ، وأَفْصح لَبَنُها. وَيُقَال: لَبَأتُ اللِّبأَ أَلْبؤه لَبْئاً، إِذا حَلَبت الشاةَ لِبَأً. ولَبأَتُ الْقَوْم أَلْبؤهم لَبْئاً، إِذا صَنَعت لَهُم اللِّبَأ. وَيُقَال: أَلْبأت الجَدي، إِذا شَدَدْته إِلَى رَأس الخِلْف ليرضَعَ اللِّبأ. واسْتَلبأ الجديُ، إِذا رَضع من تِلقاء نَفْسه. ابْن الْأَعرَابِي: ألبأت اللّبأ، أَصْلحتُه وطَبَخْتُه. وأَلْبأت الْقَوْم: زوّدتهم اللِّبأ. وأَلبأَت الجَدْيَ: سَقَيته اللِّبأ. أَبُو عُبيد، عَن الْكسَائي: لَبأتهم من اللِّبأ، إِذا أَطْعَمتَهم. اللَّيْث: اللِّبأ، مَهْمُوز مَقْصُور: أول حَلْب عِنْد وَضع المُلَبِّىء. ولَبَأت الشاةُ ولدَها: أَرْضَعَتْه اللِّبأ؛ وَقد التبأها، إِذا رَضع لِبَأَها. والتبأتُ، إِذا شَرِبْت. أَبُو عبيد، عَن الْأَحْمَر، يُقَال: بَينهم المُلْتَبئة، أَي هم مُتفاوضون لَا يَكْتُمُ بَعضهم بَعْضًا. وَفِي (النَّوَادِر) يُقَال: بَنو فلَان لَا يَلْتَبِئون فتاهم، وَلَا يَتعيّرون شَيْخهم، أَي لَا يُزوِّجون الغُلام صَغِيرا وَلَا الشَّيْخ كَبِيرا طلبا للنّسْل. ابْن السّكيت: هِيَ اللَّبُؤة وَهِي اللُّغة الفصيحة واللَّبَأة، واللَّباة، واللّبْوَة، وَهِي الأُنثى من الأُسود. ابْن الْأَعرَابِي: اللُّبَابَة: شجر الأُمْطِيّ الَّذِي يُعْمَل مِنْهُ العِلْك. وَقَالَ: اللُّوباء، مُذَكّر، يُمدّ ويُقصر، يُقَال: هُوَ اللُّوبياء، واللُّوبيَا، واللُّوبياج. أَبُو دَاوُد، عَن ابْن شُميل، قَالَ فِي تَفْسِير لَبَّيك قولا خَالف فِيهِ أَقَاوِيلَ مَن ذكرنَا: لَبَأ فلانٌ من هَذَا الطَّعَام يَلْبأ لَبْئاً، إِذا أكْثَر مِنْهُ. قَالَ: ولَبَّيك، كَأَنَّهُ اسْتِرْزاق. ألب: أَبُو عُبيد، عَن الْفراء وَأبي عَمْرو: الأَلْب: الطَّرْد. وَقد أَلَبْتُها أَلْباً، بِوَزْن: عَلَبْتُها عَلْباً. عَمْرو، عَن أَبِيه: الأَلب: الجَمع الْكثير من النَّاس. والأَلْب: نشاط الساقي؛ وأَنْشد: تَبَشّرِي بماتِحٍ أَلُوبِ مُطَرِّحٍ لدَلْوِه غَضُوبِ والأَلْب: مَيْل النّفْس إِلَى الهَوى. والأَلْب: ابْتِدَاء بُرْء الدُّمَّل. والأَلْب: العَطَش.

والأَلْب: التَّدْبير على العدُوِّ من حيثُ لَا يَعلم. ابْن الأعرابيّ: الأَلُوب: الَّذِي يُسْرِع. وَقد أَلب يَأْلِب، ويَألُب، وأَنْشد: ألم تريا أَنّ الأَحاديث فِي غدٍ وَبعد غدٍ يأْلِبْن أَلْب الطَّرائِدِ ابْن بُزُرْج: المِئْلَب: السَّرِيع. أَبُو عبيد، عَن أبي زيد: هم عَلَيْهِ أَلْب وَاحِد، ووَعْل وَاحِد، وصَدْع وَاحِد، وضِلَعٌ وَاحِد، يَعْنِي اجْتماعهم عَلَيْهِ بالعَدَواة. اللَّيْث: صَار الْقَوْم عَلَيْهِ ألباً وَاحِدًا فِي الْعَدَاوَة. وَقد تألّبوا عَلَيْهِ تألُّباً، إِذا تضافروا عَلَيْهِ. وَيُقَال: أَلْب فلانٍ مَعَه، أَي صَفْوه مَعَه. أَبُو زيد: أَصَابَت القومَ أُلْبَةٌ وجُلْبَة، أَي مجاعةٌ شَدِيدَة. اللَّيْث: اليَلَب والأَلْب: البَيْض من جُلود الْإِبِل. وَقَالَ بَعضهم: هُوَ الفُولاذ من الْحَدِيد؛ وأَنْشد لعَمْرو بن كُلْثوم: علينا البَيْض واليَلَب اليَمانِي وأسيافٌ يَقُمْن ويَنْحَنِينَا وَقَالَ ابْن السِّكيت: سَمعه بعضُ الْأَعْرَاب فَظن أَن اليلب أَجود الْحَدِيد؛ فَقَالَ: ومِحْورٍ أُخْلِص من مَاء اليَلَب قَالَ: وَهُوَ خطأ، إِنَّمَا قَالَه على التَّوَهّم. وَقَالَ ابْن شُميل: اليَلَب: خَالص الحَديد. أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي: اليَلب: الدَّرَق. وَقيل: هِيَ جُلود تُلبس بِمَنْزِلَة الدُّرُوع. الْوَاحِدَة: يَلبة. وَهِي جُلُود يُخرز بعضُها إِلَى بَعض تُلْبَس على الرُّؤوس خَاصَّة، وَلَيْسَت على الأجساد. ولب: أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: وَلَب إِلَيْهِ الشّيءُ يَلِب وُلُوباً: وَصل إِلَيْهِ كَائِنا مَا كَانَ. ابْن الْأَعرَابِي: الوالبة: نَسْل الْإِبِل والغَنم والقَوم. اللَّيْث: الوالبة: الزَّرعة الَّتِي تَنْبُت من عُروق الزَّرْعة الأُولى، تَخْرج الوُسْطى فَهِيَ الأُمّ، وتَخرج الأوالب بعد ذَلِك فتَتَلاحَق. وبل: ابْن الْأَعرَابِي: الوابِلة: طَرف الكَتِف. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: هِيَ لَحمة الكَتِف. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الوابلة: الحَسَنُ، وَهِي طَرف عَظْم العَضُد الَّذِي يَلِي المَنْكِب، سمِّي حَسَناً لِكَثْرَة لَحمه، وأَنْشد: كأنّه جَيْأَلٌ عَرْفاء عارضَها كَلْبٌ ووابلةٌ دَسْماء فِي فِيها شَمر: هِيَ رأسُ العَضُد فِي حُقّ الكَتف. أَبُو عبيد، عَن الْكسَائي: اسْتَوْبلتُ

الأرْضَ: اسْتَوْخَمْتُها. أَبُو زيد: استوبلتُ الأرضَ، إِذا لم تَسْتمرىء بهَا الطعامَ وَلم تُوافقه فِي مَطْعمه، وَإِن كَانَ مُحِبّاً لَهَا. قَالَ: والوَبيل: الَّذِي لَا يُسْتَمْرأ. وَمَاء وَبِيل، ووبيء، ووَخيم، إِذا كَانَ غير مَرِيء. وَقَالَ الزّجاج فِي قَوْله جلّ وعزّ: {فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً} (المزمل: 16) هُوَ الثَّقيل الغليظ جدّاً. وَمن هَذَا قيل للمَطر الشَّديد الضَّخم القَطر، الغليظ الْعَظِيم: الوابل. قَالَ: وَقَالَ الكسائيّ: أرضٌ مَوبُولة، من الوابل. والوَبْل، مثل الوَابل. اللَّيْث: سحابٌ وابِلٌ. والمطر، هُوَ الوَبْل. كَمَا يُقال: ودْق، ووادِق. قَالَ: والوَبيل من المَرْعى: الوَخيم. يُقَال: رَعَيْنا كلأً وَبِيلاً. وَفِي الحَدِيث: (أيّما مالٍ أَدّيت زَكَاتَه فقد ذَهبت أَبَلَتُه) ، أَي: وَبَلته، فقُلبت الْوَاو همزَة. قَالَ شَمر: مَعْنَاهُ شرُّه ومَضرّته. والوَبال: الفَساد، واشتقاقه من الوَبِيل. عَمْرو، عَن أَبِيه، الأَبَلة: العاهَةُ. وَفِي الحَدِيث: (لَا تبع الثَّمر حَتَّى تأمن عَلَيْهِ الأَبَلَة) . أَبُو نصر، عَن الْأَصْمَعِي: الوَبِيل، والمَوْبِل: العَصا الضَّخْمة. قَالَ: والمَوْبل أَيْضا: الحُزْمة من الحَطَب؛ وأَنشد: زَعَمت جُؤَيّة أَنّني عَبدٌ لَهَا أَسْعَى بمَوْبِلها وأَكْسِبها الخَنا والإيبالة: الْحزْمةُ من الحَطب، ومَثَلٌ يُضْرب: ضِغْثٌ على إيبالة، أَي زِيادة على وِقْر. اللَّيْث: الوَبيل: خَشَبَة القَصّار الَّتِي يَدُقّ بهَا الثِّيَاب بعد الغَسْل. (أبل) : وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : جَاءَ فلانٌ فِي أُبُلّته، وإبَالَته، أَي فِي قَبيلته. أَبُو عُبيد، عَن الْكسَائي: أَبَلت الوَحْشُ تأبلَ أَبْلاً، إِذا جَزأت بالرُّطْب عَن المَاء؛ وَقَالَ لَبيد: وَإِذا حرّكتُ غَرْزِي أَجْمَرتْ أَو قِرَابي عَدْوَ جَوْنٍ قد أَبَلْ الأصمعيّ: أَبِل الرَّجُل يَأْبَل أَبَالةً، إِذا حَذِق مَصْلحة الْإِبِل وَالشَّاء.

وَإِن فلَانا لَا يَأتبل، أَي لَا يَثبت على رِعية الْإِبِل وَلَا يُقيم عَلَيْهَا فِيمَا يُصلحها. قَالَ: وإبلٌ مُؤبلّة: كَثِيرَة. وإبلٌ أَوَابِل: قد جَزأت بالرُّطْب عَن المَاء. غَيره: أبّل الرَّجُل، إِذا كَثرت إبلُه، بتَشديد الْبَاء، وَمِنْه قَولُ طُفَيل الغَنوي: فأَبّل واستَرْخَى بِهِ الخَطْب بعد مَا أَساف وَلَوْلَا سَعْيُنا لم يُؤَبِّل شَمر: إِبلٌ أُبّلٌ: مُهملة. وَرجل أَبِلٌ بالإبِل بَيِّن الأبَلَة، إِذا كَانَ حاذقاً بالقِيام عَلَيْهَا؛ وَقَالَ الراجز: إنّ لَهَا لراعياً جَريّا أَبْلاً بمَا يَنْفعها قَوِيّا لم يَرْع مَأْزُولاً وَلَا مَرْعِيّا حَتَّى عَلاَ سَنامَها عُلِيّا وأخبرين ابْن هاجك، عَن ابْن جَبلة، عَن أبي عُبيدة، أَنه أنْشدهُ: يَسُنّها أَبِلٌ مَا إِن يُجَزِّئها جَزْءاً شَدِيدا وَمَا إِن تَرْتوي كَرَعَا سَلمَة، عَن الفَراء: إنّه لأَبِلُ مالٍ، على فَعِل، وتُرْعِيْة مَال، وإِزَاء مَال، إِذا كَانَ قَائِما عَلَيْهَا. ابْن الْأَعرَابِي: الأبِيل: الرّاهب الرَّئيس؛ وهم الأبِيلُون. وَقَالَ غَيره: هوالأَيْبُليّ؛ وَقَالَ الأَعْشَى: وَمَا أَيْبُلِيّ على هَيْكل بَناه وصَلّب فِيهِ وصارَا أَبُو نصر، عَن الأصمعيّ، عَن مُعتمر بن سُلَيْمَان، قَالَ: رَأَيْت رجلا من أهل عُمان، وَمَعَهُ أَبٌ لَهُ كَبِير يمشي، فَقلت لَهُ: احْمِله. فَقَالَ: لَا يَأتبل، أَي لَا يَثْبت على الإبِل. أَبُو نَصر: إبلٌ مُؤبَّلَة، إِذا كَانَت للقِنْية. أَبُو زيد: سَمِعت رَدَّاداً الكِلابي يَقُول: تأبّل فلانٌ إبلاٌ، وتغنَّم غَنَماً، إِذا اتَّخذها. وَالْعرب تَقول: إِنَّه ليروح على فلَان إبلاَنِ، إِذا راحتْ إبلٌ مَعَ راعٍ وإبِلٌ مَعَ راعٍ آخرَ. وأقلّ مَا يَقع عَلَيْهِ الِاسْم الْإِبِل الصِّرْمة، وَهِي الَّتِي جَاوَزت الذَّوْدَ إِلَى الثّلاثين. ثمَّ الهَجْمة، أَولهَا الْأَرْبَعُونَ إِلَى مَا زَادَت. ثمَّ هُنَيدة: مِئة من الْإِبِل. وَتجمع الْإِبِل: آبال. ابْن الأعرابيّ: الإبَّوْلُ: طائرٌ يَنفرد من الرَّفّ، وَهُوَ السَّطر من الطَّيْر. قَالَ الله جلّ وعزّ: {تَضْلِيلٍ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ} (الْفِيل: 3) . وَقَالَ أَبُو عُبيد: لَا واحدَ لَهَا. وَقَالَ غيرُه: إبّالة، وأبابِيل، وإبَالة، كأنّها جمَاعَة.

وَقيل: إبَّوْل، وأَبَابِيل، مثل: عِجَّوْل وعَجَاجِيل. وَقَالَ الفَراء فِي قَوْله: أبابيل لَا وَاحِد لَهَا، مثل الشَّماطيط. قَالَ: وزَعم الرُّؤاسيّ أنّ وَاحِدهَا إبّالة. وسمعتُ من العَرب: ضِغْثٌ على إبّالة، غير مَمْدُود، لَيْسَ فِيهَا يَاء. وَلَو قَالَ قَائِل: وَاحِدهَا إيبالة كَانَ صَوَابا، كَمَا قَالُوا: دِينار ودَنانير. ورُوي عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ لما قَتل ابْن آدم أَخَاهُ: تأبّلَ آدم، أَي تَرك غِشْيان حَوَّاء حُزْناً على وَلَده. وأَنشد أَبُو عَمْرو: أوابلُ كالأَوْزان حُوشٌ نُفُوسُها يُهدِّر فِيهَا فَحْلُها ويَريسُ يصف نوقاً، شَبَّهها بالقُصور سِمَناً. أوابل: جزأت بالرُّطْب. وتأبّل الوحشيّ، إِذا اجتزأ بالرُّطْب عَن المَاء. وَقَالَ الزّجّاج فِي قَول الله جلّ وعزّ: {عَلَيْهِمْ طَيْراً} (الْفِيل: 3) : جماعات من هَا هُنَا وجماعات من هَا هُنَا. وَقيل: طيراً أبابيل: يَتبع بَعْضهَا بَعْضًا إبِّيلا إبِّيلا، أَي قَطيعاً خَلْف قَطيع. اللّحيانيّ: أبَّنْت الميتَ تَأْبيناً، وأَبَّلته تَأبيلاً، إِذا أَثْنَيت عَلَيْهِ بعد وَفَاته. ابْن الأعرابيّ: الأُبُلّة: الفِدْرة من التَّمر؛ وأَنشد قَول الهُذلي: فيأكل مَا رُضّ مِن زادنا ويأبَى الأُبُلَّة لم تُرضَضِ وَقَالَ ابْن السِّكيت: تَقول: هِيَ الأُبُلَّة، لأبّلة البَصْرة؛ والأُبُلّة: الفِدْرة من التَّمر. أَبُو مَالك: إِن ذَلِك الْأَمر مَا عَلَيْك فِيهِ أُبْلَة وَلَا أُبْنَة، أَي لَا عَيْب عَلَيْك فِيهِ. ويُقال: إِن فعلت ذَاك فقد خَرَجْت من أَبَلَته، أَي مِن تَبِعته ومَذَمّته. بِلَا: الأصمعيّ: بَلاه يَبْلُوه بَلْواً، إِذا جَرَّبه. وبَلاه يَبْلوه بَلْواً، إِذا ابْتَلاه الله بِبَلاء. يُقال: اللَّهُمَّ لَا تُبْلنا إلاّ بالّتي هِيَ أَحْسن. وَيُقَال: أبلاه الله يُبليه إبلاءً حَسَناً، إِذا صَنع بِهِ صَنيعاً جَمِيلاً. والبَلاء، الِاسْم؛ وَقَالَ زُهير: جَزَى الله بِالْإِحْسَانِ مَا فَعلا بكم وأبْلاهما خَيْرَ البَلاء الَّذي يَبْلُو أَي: صنع بهما خير الصَّنيع الَّذِي يَبْلو بِهِ عِبَادَه. ويُقال: بِلَى الثوبُ بِلًى وبَلاَءً؛ وَقَالَ العجّاج: والدَّهر يُبْليه بلاءَ السِّرْبال إِذا فَتحت الْبَاء مددت، وَإِذا كسرت قَصَرت؛ وَمثله: القِرَى والقَرَاء، والصِّلَى والصَّلاَء.

ويُقال: أَبْليت فلَانا، إِذا حَلَفْت لَهُ فطَيَّبت بهَا نَفْسَه؛ وَقَالَ أَوْسُ بن حَجَر: كأنّ جَدِيدَ الأَرْض يُبْلِيك عنهمُ تَقِيَّ اليَمِين بعد عَهْدِك حالِفُ يَقُول: كأنّ جَدِيد أَرض هَذِه الدَّار، وَهُوَ وَجْهُها، لَما عَفا من رُسومها، وامَّحى من آثارها، حالِفٌ تقيّ الْيَمين يحلف لَك أَنه مَا حَلّ بِهَذِهِ الدَّار أحدٌ لدُروس معاهدها ومعالمها. والبَلِيّة: الناقةُ تُعْقل عِنْد قَبر صَاحبهَا فَلَا تُعْلف حَتَّى تَموت، وَجَمعهَا: البَلاَيا. وَكَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة يَفعلون ذَلِك. ويُقال: قَامَت مُبلّيات فلَان يَنُحْن عَلَيْهِ، وَهن النِّساء اللَّواتي يَقُمْن حول رَاحِلَته فَيَنُحن إِذا مَاتَ أَو قُتل؛ وَقَالَ أَبُو زُبيد: كالبَلايا رُؤُوسها فِي الوَلاَيَا مانِحَاتِ السَّمُوم حُرَّ الخُدود وَيُقَال: نَاقَتك بِلْوُ سَفر، إِذا أَبْلاها السَّفَرُ. ابْن الْأَعرَابِي: أَبْلَى فلانٌ إِذا اجْتهد فِي صِفة كَرم أَو حَرْب. يُقال: أَبلى ذَلِك اليومَ بلَاء حَسَناً. وَمثله: بالى يُبالي مُبالاة؛ وأَنشد: مَا لي أَرَاك قَائِما تُبَالِي وأنتَ قد قُمْتَ من الهُزَالِ قَالَ: سَمِعه وَهُوَ يَقُول: أكلنَا وشَربنا وفَعلنا، يُعَدِّد المكارمَ، وَهُوَ فِي ذَلِك كَاذِب. اللَّيْث: بَلِيّ: حيٌّ من الْيَمين. والنِّسْبة إِلَيْهِم: بَلَوِيّ. قَالَ: وَيُقَال: بُلي فلانٌ، وابْتُلي، إِذا امْتُحن. وَالْبَلَاء، فِي الْخَيْر وَالشَّر. وَالله يُبلي العبدَ بلَاء حسنا، ويُبليه بلَاء سيِّئاً. وأَبْليت فلَانا عُذْراً، أَي بَيّنت لَهُ وجهَ العُذر لأُزيل عنِّي اللَّوْم. والبَلْوى، اسْم من بَلاء الله. وَفِي حَدِيث حُذَيفة: لَتَبْتَلُنّ لَهَا إِمَامًا أَو لَتُصَلُّن وُحْداناً. شَمِر: يَقُول: لتختارُنّ. وأَصْله: بلاه يَبلوه، وابتلاه، أَي جَرَّبه. ويُقال: اللَّهُمَّ لَا تُبْلنا إلاّ بِالَّتِي هِيَ أحسن، أَي لَا تَمْتحننا. وَالِاسْم: البَلاء. بَال: ثَعْلب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: بالَى فلانٌ فلَانا، إِذا فاخَره. وبالاَه، إِذا نَاقَصَه. وبالى بالشَّيْء، إِذا اهْتَمّ بِهِ.

غَيره: البالُ: بالُ النَّفس، وَهُوَ الاكتراث. وَمِنْه اشْتُق: يَا لَيت. وَلم يَخْطُر ببالي ذَلِك الْأَمر، أَي لم يَكْرِثْني. والمصدر: البالَة. وَمن كَلَام الحَسن: لم يُبَالِهم الله بالَةً. ويُقال: لم أُبال، وَلم أُبَلْ، على القَصْر. والبالُ أَيْضا: رخاءُ العَيْش. إِنَّه رخيّ البال وناعمُ البال. عَمْرو، عَن أَبِيه: البالُ: القَلْب. والبال: جمع البالة، وَهِي الجِرَاب الضَّخْم. ابْن نَجدة، عَن أبي زيد: من أَسمَاء النَّفس: البَال. ابْن الْأَعرَابِي، عَن الْمفضل: بَال الرَّجُل يَبُول بَوْلاً شريفاً فاخراً، إِذا وُلد لَهُ ولدٌ يُشْبهه. والبال: القَلْب. والبال: الحالُ. والبال: جمع البالة وَهِي عَصاً فِيهَا زُجٌّ يكون مَعَ صَيّادي أَهل البَصْرة. قَالَ: والبال: جمع البالة وَهِي الجِراب الصَّغير. شَمِر: البال: الحالُ والشَّأن؛ وَقَالَ عُبيد: فبِتْنا على مَا خَيَّلت ناعِمَيْ بَال مُجاهد، عَن ابْن عَبَّاس فِي قَول الله عزّ وجلّ: {سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ} (مُحَمَّد: 2) ، أَي: حالَهم فِي الدُّنيا. والبال: الأَمَل؛ يُقَال: فلانٌ كاسِف البال. وكُسوف باله: أَن يَضيق عَلَيْهِ أملُه. وَهُوَ رَخِيّ البَال، إِذا لم يَشتدّ عَلَيْهِ الْأَمر وَلم يَكْتَرث. ورُوي عَن خَالِد بن الْوَلِيد أَنه قَالَ: إِن عمر استَعْملني على الشَّام وَهُوَ لَهُ مُهمّ، فَلَمَّا أَلْقى الشَّام بَوَانِيَه وَصَارَ بَثَنيّةً عَزلني واسْتَعْمل غَيْري. فَقَالَ رجلٌ: هَذِه وَالله الفِتنة فَقَالَ خَالِد: أمَا وَابْن الخطّاب حيٌّ فَلَا، وَلَكِن ذَاك إِذا كَانَ النَّاس بِذِي بَلَّى، وَذي بَلَّى. ألْقى بَوانِيَه، أَي قَرَّ قَرارُه وَاطْمَأَنَّ أَمْرُه. وَقَوله: بِذِي بَلَّى، وَذي بَلَّى. قَالَ أَبُو عُبيد: أَرَادَ تفرُّق النَّاس وَأَن يَكُونُوا طوائفَ من غير إِمَام يَجْمعهم. وَكَذَلِكَ كُلّ من بَعُد عَنْك حَتَّى لَا تعرف مَوْضِعه، فَهُوَ بِذِي بلّى. وَفِيه لُغة أُخْرَى: بِذِي بِلِيّان. قَالَ: وَكَانَ الْكسَائي يُنشد هَذَا الْبَيْت فِي رجل يُطيل النَّوم: تنامُ ويَذْهَب الأقوامُ حتّى يُقال أَتَوْا على ذِي بِلّيانِ يَعْنِي: أَنه أَطَالَ النّوم وَذهب أَصْحَابه فِي

سفرهم حَتَّى صَارُوا إِلَى مَوضِع لَا يعرف مكانهم من طُول نَومه. وَأَخْبرنِي المُنذري، عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: فلانٌ بِذِي بَلّى، وَذي بِلِيّان، إِذا كَانَ ضائعاً بَعيدا عَن أَهله. اللَّيث: بَلَى، جَوَاب اسْتِفْهَام فِيهِ حرف نَفي، كَقَوْلِك: ألم تَفعل كَذَا؟ فَيَقُول: بَلَى. وَقَالَ المبرّد: بل حُكمها الِاسْتِدْرَاك، أَيْنَمَا وَقعت، فِي جَحْد أَو إِيجَاب. قَالَ: وبلى تكون إِيجَابا للنَّفْي لَا غير. سَلمَة، عَن الْفراء: بلَى تَأتي بمعنيين: تكون إضراباً عَن الأول، وإيجاباً للثَّانِي: كَقَوْلِك، لَهُ عِنْدِي دِينَار، لَا بل دِينَارَانِ. وَالْمعْنَى الآخر: أَنَّهَا تُوجب مَا قبلهَا وتُوجب مَا بعْدهَا، وَهَذَا يُسمَّى: الِاسْتِدْرَاك؛ لِأَنَّهُ أَرَادَهُ فنَسيه ثمَّ اسْتدركه. قَالَ الْفراء: والعربُ تَقول: بَلْ وَالله لَا آتِيك، وبَنْ وَالله لَا آتِيك، يجْعَلُونَ اللَّام فِيهَا نُوناً. وَقَالَ: هِيَ لُغَة بني سعد ولُغة كَلْب. قَالَ: وسمعتُ الباهليّين يَقُولُونَ: لابَنْ، بِمَعْنى: لابَلْ. وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي فِي الإبلاء بِمَعْنى، الْيَمين: وَإِنِّي لأُبلي فِي نسَاء سَواءها فأمّا على لَيلى فإنّي لَا أُبْلِي يَقُول: أَحْلف على غير ليلى إِنِّي لَا أُحب غَيرهَا، وَأما على لَيلى فإِني لَا أَحلف. وَقَالَ بَعضهم: لَا أباليه بالة. هُوَ فِي الأَصْل: لَا أباليه بالية، اسْم على فاعلة من الْبلَاء، كالعافية، هِيَ اسْم من عافاه الله. بَال: اللَّيْث: البَئيل: الصَّغير النَّحِيف الضَّعيف، مثل الضَّئِيل. وَقد بَؤُل يَبْؤل بآلَة. اللحياني: هُوَ ضَئِيل بَئيل. وَهِي الضَّآلة والبآلة، والضّؤولة والبُؤُولة. أَبُو زيد: بَؤُل يَبْؤل، فَهُوَ بَئِيل، إِذا صَغُر. أَبُو عُبيد، عَن الْأَصْمَعِي: أَنْشد قَول أبي ذُؤيب: كأنّ عَلَيْهَا بالةً لَطَمِيّةً لَهَا مِن خلال الدأْيَتَيْن أَرِيجُ وَقَالَ: البالة، الجراب، وَهِي بِالْفَارِسِيَّةِ (بيلة) الَّتِي فِيها المِسك. أَبُو سعيد: البالة: الرَّائِحَة والشَّمة. وَهِي من قَوْلهم: بلوته، أَي شَمَمْته واختبرته. وَإِنَّمَا كَانَ أَصْلهَا بَلَوة، وَلكنه قدّم الْوَاو

باب اللام والميم

قبل اللَّام، فصيّرها ألفا، وَهُوَ كَقَوْلِك: قاعَ وقَعَا، أَلا ترى قَول ذِي الرّمّة: بأَصْفر وَرْدٍ آل حَتَّى كأَنَّما يَسُوف بِهِ الْبَالِي عُصَارة خَرْدَلِ أَلا ترَاهُ جعله: يَبْلُوه. (بَاب اللَّام وَالْمِيم) ل م (وايء) مَال، أمل، ألم، مَال، لأم (لوم) ، ملا، أمْلى، لما، وَلم. أمل: اللَّيْث: الأَمَل: الرَّجاء. وَيُقَال: أَمَلْته آمُله، وأَمَله يأْمُله. والتّأمُّل: التَّثبُّت. والأَمِيل: حَبل من الرَّمْل مُعْتَزل عَن مُعْظَمه؛ على تَقْدِير مِيل؛ وأَنْشد: كالبَرْق يَجْتَاز أَمِيلاً أَعْرَفَا وَجمعه: أُمُل. أَبُو عُبيد، عَن الْأَصْمَعِي: الأَمِيل: حَبْل من الرَّمْل يكون عَرْضه نَحوا من مِيل. قلت: وَلَيْسَ قولُ مَن زعم أَنهم أَرَادوا بِهِ الأَميل من الرمل: الأمْيل، فخُفِّف، بِشَيْء، وَلَا نَعلم فِي كَلَامهم مَا يشبه هَذَا. وَيُقَال: مَا أَطول إمْلته من الأَمل. ابْن الْأَعرَابِي: الأَمَلة: أعوان الرَّجُل. واحدهم: آمِل. ميل: اللّيث: المالُ، مَعْرُوف، وَجمعه: أَمْوَال. ومالُ أهل الْبَادِيَة: النّعَم. وَرَجُلٌ مالَةٌ: ذُو مَال، والفِعل: تَمَوَّل. أَبُو زيد: المِيل، مَعْرُوف. والمَيَلُ، مصدر الأَمْيَل، وَهُوَ المائل. والفِعل: مَيِل يَمْيَل. اللَّيْث: المَيْلاء من الرَّمْلِ: عُقْدة ضَخْمة مُعْتَزلة. قلت: لَا أعرف المَيْلاء، فِي صِفة الرِّمَال، وأحْسبه أَراد قَول ذِي الرُّمّة: مَيْلاَءَ من مَعْدنِ الصِّيران قاصِيَةٍ أَبْعَارُهُنّ على أَهْدافها كَثَبُ وَإِنَّمَا أَرَادَ هَا هُنَا ب (المَيْلا) : أَرْطَاة، وَلها حِينَئِذٍ مَعْنيان: أَحدهمَا: أَنه أَراد أنّ فِيهَا اعْوجاجاً. وَالثَّانِي: أَنه أَرَادَ أَنَّهَا مُنْتَحِيةً مُتباعدة من مَعدن بَقر الوَحْش. اللَّيْث: المِيلُ: مَنارٌ يُبْنى للمُسافر فِي أنْشاز الأَرْض وأَشْرافها. قلتُ: المِيلُ، فِي كَلَام الْعَرَب: قدر مُنتهى مدِّ البَصر من الأَرض. وَقيل للأعلام المَبنيّة فِي طَريق مَكَّة:

أَمْيَال، لأنّها بُنيت على مقادير مَدَى الْبَصَر من الْميل إِلَى الْميل، وكلّ ثَلَاثَة أَمْيَال مِنْهَا فَرْسخ. أَبُو حَاتِم، عَن الْأَصْمَعِي: قَول العامّة المِيل لما تُكحل بِهِ العينُ، خطأ، إِنَّمَا هُوَ المُلْمُول. اللَّيْث: المِيل: المُلْمُول. قَالَ: والأَمْيل من الرِّجال: الجبّار. قَالَ: وَهُوَ فِي تَفْسِير الْأَعْرَاب: الَّذِي لَا تُرس مَعَه فِي الحَرب. أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: الأمْيل: الَّذِي لَا سَيْف لَهُ، جمعه: مِيل؛ قَالَ الأعْشى: لَا مِيلٌ وَلَا عُزُلُ وَهَذَا هُوَ الصَّحيح. وَيُقَال: تَمَوّل فلانٌ مَالا، إِذا اتّخذ قِنْية من المَال؛ وَمِنْه قولُ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (غير مُتموِّل مَالا، وَغير مُتأثِّل مَالا) . والمعنيان مُتَقاربان. وَيُقَال: مَال الرَّجُل يَمَالُ: كَثُر مالُه. وَمَا أمْوَلَه أَي مَا أَكثر مالَه عَمْرو، عَن أَبِيه، هِيَ العَنكبوت، والمُولَةُ، والشَّبَتُ، والْمِنَنة. والمِشْطة المَيْلاء: مِشْطة مَعْرُوفَة، وَقد كرهها بعضُهم للنِّساء. وَجَاء فِي الحَدِيث فِي ذكر النِّساء: (مائلاتٌ مُميلات) . يَقُول: يَمِلْن بالخُيلاء ويُصْبِين قلوبَ الرِّجال. وَقيل: مائلات الخِمْرة؛ كَمَا قَالَ الراجز: مائلة الخِمْرة والكَلاَم وَقيل: المائلات: المُتبرِّجات. وَقيل: مائلات الرُّؤوس إِلَى الرِّجال. وَفِي حَدِيث أبي مُوسى أَنه قَالَ لأنس: عُجِّلت الدُّنْيا وغُيِّبت الْآخِرَة، أما وَالله لَو عاينوها مَا عدلوا وَلَا مَيَّلوا. أَي: لم يَشكّوا وَلم يترددوا. تَقول الْعَرَب: إِنِّي لأُميِّل بَين ذَيْنك الأَمْرين، وأُمايل بَينهمَا، أيّهما أركب، وأُمايط بَينهمَا، وَإِنِّي لأُمَيِّل وأُمايل بَينهمَا أيّهما أفضل؟ وَقَالَ عِمْران بن حطّان: لما رأوْا مَخْرجاً من كُفْر قَومهم مَضَوْا فَمَا مَيَّلوا فِيهِ وَمَا عَدَلُوا أَي لم يَشكّوا. وَإِذا مَيّل الرَّجُل بَين أَمْرين، فَهُوَ شاكّ. وَقَوله: مَا عدلوا، كَمَا تَقول: كَمَا عَدلوا بِهِ أحدا. أَبُو زيد: مَيل الحائطُ، ومَيل سنامُ الْبَعِير؛ ومَيِل الحوْضُ، مَيَلاً. وَمَال الحائطُ يَمِيل مَيْلاً. ابْن السِّكيت: فِي فلَان مَيَلٌ علينا. وَفِي الْحَائِط مَيَلٌ.

لأم لوم: اللَّيْث: اللّوْم: المَلامة، وَقد لامَ يَلُوم. ورَجُلٌ مَلُوم ومَلِيم: قد اسْتَحَقّ اللَّومَ. قَالَ: واللّوْماء: المَلامة. واللّوْمَةُ: الشّهْدة. قَالَ: واللاّمة، بِلَا همز، واللاّمُ: الهَوْل؛ قَالَ المُتَلَمِّس: ويكاد من لامٍ يَطير فؤادُها قَالَ: وَقَالَ أَبُو الدُّقَيْق: اللاّم: القُرْب. وَقَالَ أَبُو خيرة: اللاّم، من قَول الْقَائِل: لامٍ، كَمَا يَقُول الصائتُ: أيا أيا، إِذا سَمِعت الناقةُ ذَلِك طارت من حدّة قَلبهَا. قَالَ: وَقَول أبي الدُّقَيْش أوْفق لمعْنى المتنكِّس فِي الْبَيْت؛ لِأَنَّهُ قَالَ: ويَكاد من لامٍ يَطير فُؤادُها إِذْ مَرَّ مُكّاءُ الضُّحَى المُتَنكِّسُ ابْن الْأَعرَابِي: اللاّمُ: الشَّخْص فِي بَيت المتلمِّس. يُقَال: رَأَيْت لامَه، أَي شخصه. ثَعْلَب، عَنهُ: اللّوَمُ: كَثْرَة اللّوْم. وَقَالَ الْفراء، وَأَبُو زيد: من الْعَرَب من يَقُول المَلِيم بِمَعْنى: المَلُوم. وَمن قَالَ مَلِيم بناه على لِيمَ. أَبُو عُبيدة: لُمْت الرَّجُلَ، وأَلَمْتُه. بِمَعْنى وَاحِد؛ وَمِنْه قَول مَعْقل بن خُويلد الْهُذلِيّ: حَمِدْتُ الله أَن أَمْسى رَبِيع بدار الهُون مَلْحِيّاً مُلامَا ويُقال: قضى القومُ لُواماتٍ لَهُم، وَهِي الْحَاجَات. واحدُها: لُوَامة. أَبُو عبيد، عَن أبي عُبيدة: اللأمَةُ: الدِّرْع. وَجَمعهَا: لُؤَم، مِثَال فُعَل. وَقَالَ: وَهَذَا على غير قِيَاس. شَمر، عَن ابْن الْأَعرَابِي: اللأمة: السِّلاح كُلّه. يُقَال للسَّيف: لأْمَة؛ وللرُّمح: لأْمَة. وَإِنَّمَا سُمِّيت: لأْمة، لِأَنَّهَا تُلائم الْجَسَد وتُلازمه. قَالَ: ويُقال: اسْتلأم الرّجُل، إِذا لبس مَا عِنْده من عدَّة ودِرْع ومِغْفَر وسَيْف ونَبْل؛ وَقَالَ عَنترة: إِن تُغْدِفي دُونِي القِناعَ فإنّني طَبٌّ بأخْذ الْفَارِس المُسْتَلْئِم قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: اللأمة، الدِّرع الحصينة. سُمّيت: لأْمَة، لإحكامها وجَودة حلقها؛ وَقَالَ ابْن أبي الحُقيق فَجعل اللأْمة البَيْضَ: بِفَيْلَقٍ تُسْقِط الأحْبالَ رُؤيتُها مُسْتَلْئِمي البَيْض من فَوق السَّرابِيلِ وَقَالَ الْأَعْشَى، فَجعل اللأمة السِّلاَح كُلّه:

وقُوفاً بِمَا كَانَ من لأْمَةٍ وهُنّ صِيَامٌ يَلُكْن اللُجُمْ وَقَالَ غيرُه، فَجعل اللأمة الدِّرع وفُروجها بَين يَدَيها وَمن خَلفها: كأنّ فُروج اللأمة السَّرْد شَكّها على نفسِه عَبْلُ الذِّراعين مُخْدِرُ أَبُو زيد: لَؤُم الرَّجل يَلْؤُم لُؤْماً ومَلأَمَةً؛ فَهُوَ لَئِيم. وَيُقَال: قد ألأم الرَّجُل، إِذا صَنَع مَا يَدْعوه الناسُ عَلَيْهِ لَئِيماً، فَهُوَ مُلْئِم. وَيُقَال: هَذَا رجل مِلأَمٌ، وَهُوَ الَّذِي يُعْذِر اللِّئام. ابْن الْأَعرَابِي: المُلْئِم: الَّذِي يَلد اللِّئامَ. قَالَ: ويُقال للرجل إِذا سُبّ: يَا لُؤْمان، ويامَلأَمان، وَيَا مَلأم. قَالَ: واستلأم فلانٌ الأبَ، إِذا كَانَ لَهُ أبُ سَوْءٍ لَئِيم. وَيُقَال: هَذَا لِئْم هَذَا، أَي مِثْله. وَالْقَوْم أَلآم؛ وأَنشد: أتقعد العامَ لَا تَجْني على أَحدٍ مُجنَّدين وَهَذَا الناسُ أَلآمُ قَالَ: واللأم: الاتِّفاق. والمُلْئِم: الرَّجُل اللَّئِيم. وتَلاءَم الشيئان، إِذا اجْتمعَا واتَّصَلا. ويُقال: التأم الفَرِيقان والرَّجُلان، إِذا تصالحَا واجتمعا؛ وَمِنْه قولُ الأَعْشى: يَظُن النَّاس بالمَلِكَيْ ن أنّهما قد الْتأمَا فَإِن تَسْمَع بَلأْمهما فَإِن الأَمْرَ قد فَقِمَا والتأم الجُرْحُ: التئاما، إِذا بَرأ والْتحم. وَهَذَا طَعَام يُلائمني، أَي يوافقني. وَلَا تَقُل: يُلاومني. ولاءَمْت بَين الْفَرِيقَيْنِ، إِذا أَصْلَحْتَ بَينهمَا. اللَّيْث: ألأْمت الجُرْحَ بالدَّواء. وألأمت القُمْقُم، إِذا سَدَدْت صُدُوعَه. ابْن السِّكيت: اللُّؤْمة: السِّنّة الَّتِي تَحْرث بهَا الأَرْض. فَإِذا كَانَت على الفَدّان، فَهِيَ العِيَان. وَجَمعهَا: عُيُن. أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي: سَهْمٌ لأمٌ: عَلَيْهِ ريشٌ لُؤَامٌ؛ وَقَالَ امْرُؤ القَيس: نَطْعنهم سُلْكَى ومَخْلُوجةً لَفْتَكَ لأْميْن على نابِلِ قَالَ: وَقَالَ الكسائيّ: لأَمْتُ السهْم، مثل فَعَلْت: جَعلتُ لَهُ لُؤَاماً. الأصمعيّ، وَأَبُو عُبيدة: من الرِّيش: اللُّؤَام، وَهُوَ ماكان بَطْن القُذّة مِنْهُ يَلي ظَهر الأُخرى، وَهُوَ أَجود مَا يكون، فَإِذا التقى بَطْنان، أَو ظَهران، فَهُوَ لُغَاب ولَغْب؛ وَقَالَ أَوْس بن حَجَر:

يُقَلِّب سَهْماً راشه بمَناكِبٍ ظُهارٍ لُؤامٍ فَهُوَ أَعْجفُ شاسِفُ وَيُقَال: استلام الرجل إِلَى ضَيْفه، إِذا فعل مَا يُلام عَلَيْهِ؛ وَقَالَ القُطاميّ: ومَن يَكُن اسْتلام إِلَى ثَوِيَ فقد أَحْسنتُ يَا زُفَر المَتَاعَا لمى: أَبُو عبيد، عَن الْكسَائي: تزوّج فلانٌ لُمَتَه من النِّساء، أَي مِثْله. ورُوي أَن شَيخا تزوَّج جَارِيَة شابّة زَمن عُمر بن الْخطاب، فَفَرِكَتْه وَقَتَلتْه، فَلَمَّا بلغ عُمَرَ الخبرُ قَالَ: يَا أَيهَا النَّاس، لِيتزوج كُلّ رَجُل لُمَته، أَي امْرَأَته على قَدْر سِنّه، وَلَا يتزوّج الشَّيْخ حدثةً يشقّ عَلَيْهَا تَزَوّجه. ورُوي عَن فَاطِمَة البَتول أَنَّهَا خرجت فِي لُمَة من نِسائها تتوطّأ ذَيْلَها حَتَّى دَخَلت على أبي بكر الصّديق، أَي: فِي جمَاعَة من نِسائها. وَقيل: اللُّمَة من الرّجال: مَا بَين الثّلاثة إِلَى العَشرة. ويُقال: لَك فِيهِ لُمَة، أَي: أُسْوة؛ وأَنْشد ابْن الأعْرابيّ: قَضاء الله يَغْلب كُلَّ حَيَ ويَنْزل بالجَزْوع وبالصَّبُورِ فَإِن نَغْبُر فإنّ لنا لُمَاتٍ وإنْ نَغْبُر فَنحْن على نُذُورِ أَي: نَذَرنا أنّا سنموت لَا بُدّ لنا من ذَلِك. قَالَ: واللُّمَات: المُتوافقون من الرِّجال. يُقَال: أَنْت لي لُمَة، وَأَنا لَك لُمة. وَقَالَ فِي مَوضع آخر: اللُّمَى: الأتراب. قلت: جعل النّاقِص من اللُّمَة واواً أَو يَاء، فجمعها على اللُّمَى. قَالَ: واللّمْي: الشِّفاه السُّود. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : اللُّمَة فِي المحراث: مَا يَجُرّ بِهِ الثَّور يُثير بِهِ الأَرْض. وَهِي: اللُّومة، والنَّورج. أَبُو زيد: تَلَمّأت الأرضّ على فلانٍ تَلَمُّؤاً، إِذا هِيَ اسْتَوَت عَلَيْهِ فوارتْه؛ وأَنشد فِي ذَلِك: وللأَرْض كم مِن صالِحٍ قد تَلَمَّأت عَلَيْهِ فوارتْه بلمّاعةٍ قَفْرِ ويُقال: قد ألمأتُ على الشَّيْء، إِذا احتويتَ عَلَيْهِ. غَيره: يُقال: مَا أَدري أَيْن أَلمأَ مِن بِلَاد الله؟ أَي ذَهَب. وَيُقَال: كَانَ فِي الأَرْض مَرعى وزَرع فهاجت الرِّياح فألْمأَتْها، أَي تَركتها صَعِيداً. ابْن كُثْوة: مَا يَلْمَأ فَمُه بِكَلِمَة، وَمَا يَجْأَى فَمُه، بمَعْناه.

وَمَا يلمأ فَمُ فلَان بِكَلِمَة، مَعْنَاهُ: لَا يَسْتعظم شَيْئا تَكَلَّم بِهِ مِن قَبيح. اللَّيْث: اللَّمى، مَقصور، من الشَّفة اللّمْياء، وَهِي اللَّطيفة القليلة الدَّم. والنعت، أَلْمى ولَمْياء. وَكَذَلِكَ: لَثة لَمياء: قَليلَة اللّحم. وَقَالَ أَبُو نصر: سَأَلت الْأَصْمَعِي عَن اللّمى مرّة، فَقَالَ: هِيَ سُمْرة فِي الشّفَة. ثمَّ سَأَلته ثَانِيَة، فَقَالَ: هُوَ سَواد يكون فِي الشّفتين؛ وأَنشد: يَضْحكن عَن مَثْلوجة الأثلاج فِيهَا لَمًى مِن لُعْسَةِ الأدْعاج وظِلٌّ أَلْمي: كثيف أَسْود؛ قَالَ طرفَة: وتَبْسِم عَن أَلْمَى كأنّ مُنَوَّراً تَخَلَّل حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٌ لَهُ نَدِي أَرَادَ: عَن ثَغْر ألْمى اللِّثات، فَاكْتفى بالنَّعت عَن المَنْعوت. وَقَالَ أَبُو الجَرّاح: إنّ فُلَانَة لَتُلَمِّي شَفَتَيْها. وَقَالَ بَعضهم: الأَلْمى: الْبَارِد الرِّيق. وظِلٌّ ألْمى: بارِد. وجَعل ابْن الأعرابيّ: اللّمَى سَواداً. ألم: أَبُو عُبيد: عَن ابْن السِّكيت: أَلِمْتَ بَطْنَك، ورَشِدْت أَمْرَك. قَالَ: وانتصاب بَطْنك وأَمْرك على التّفسير، وَهُوَ مَعرفة، والمُفَسرات نكرات؛ كَقَوْلِك: قَرِرْت بِهِ عَيْناً، وضِقْت بِهِ ذَرْعاً. وَقد مَرّ تفسيرُه. والأَلَم: الوَجع. وَقد أَلِم الرَّجُل يَأْلَم، أَلَماً، فَهُوَ أَلِم. ويُجمع الأَلم: آلاماً. فَإِذا قلت: عَذَاب أَلِيم، فَهُوَ بِمَعْنى مُؤْلم. وَمِنْه: رَجُلٌ وَجِع، وضَرْب وَجِع، أَي مُوجع. وتألّم فلانٌ من فلانٍ، إِذا تشكَّى مِنْهُ وتوجَّع. أَبُو زيد: يُقَال: مَا أجد أَيْلَمةً وَلَا ألماً، وَهُوَ الوَجع. ابْن الْأَعرَابِي: مَا سَمِعت لَهُ أَيْلمةً، أَي صَوتاً. شمر، عَنهُ: مَا وجدت أَيْلمةً وَلَا أَلماً، أَي وجعاً. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الأَيْلمة: الحَركة؛ وأَنْشد: فَمَا سمعتُ بعد تِلْكَ النَّأَمَهْ مِنْهَا وَلَا مِنْه هُناك أَيْلَمهْ وأَلُومَة: مَوضِع، وَقَالَ صَخْر الغَيّ: ويَجْلُبوا الخَيْلَ من أَلُومةَ أَو مِن بَطْن عَمْقٍ كَأَنَّهَا البُجُدُ ملا أمْلى: أَبُو حَاتِم: حُبٌّ مَلآن، وقِرْبة مَلأَى، وحِبَابٌ مِلاَء. وَإِن شِئت خَفّفت الْهمزَة فَقلت: مَلاً.

والمِلْء: مَا أَخذ الإناءُ من المَاء. وَقد امْتَلَأَ الْإِنَاء. وإناء مَلآن. وشابٌّ مالىء الْعين، إِذا كَانَ فخماً حَسَناً؛ قَالَ الراجز: بِهَجْمة تَملأ عَيْن الحاسِدِ وَيُقَال: أَمْلأ فلانٌ فِي قَوْسه، إِذا أَغْرق فِي النَّزْع. ومَلأ فلانٌ فُروج فَرسه، إِذا حَمله على أشَدّ الحُضْر. أَبُو عُبيد: مُلىء فلانٌ، فَهُوَ مَمْلوء. وَالِاسْم: المُلاءة، وَهُوَ الزُّكام. وَقد أملأه الله، إِذا أَزْكَمه. اللَّيْث: المُلأَة: ثِقَلٌ يَأْخُذ فِي الرَّأْس كالزُّكام من امتلاء المَعِدة. والمَلأ، مَهْمُوز مَقْصُور: أَشْرَاف النَّاس ووُجوههم؛ قَالَ الله عزّ وجلّ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ} (الْبَقَرَة: 246) و {قَالَ الْمَلاَُ مِن قَوْمِهِ} (الْأَعْرَاف: 59) . ورُوي عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه سَمع رجلا من الْأَنْصَار مَرْجِعَه من غَزوة بَدْر يَقُول: مَا قتلنَا إِلَّا عجائزَ صُلْعاً. فَقَالَ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُولَئِكَ الْمَلأ من قُريش لَو حَضرت فِعالَهم لاحْتَقرت فِعْلك. وَالْمَلَأ أَيْضا: الخُلق: يُقَال: أحْسِنْ مَلأَك أَيهَا الرجل، وأحسنوا أمْلاءَكم. وَفِي حَدِيث أبي قَتَادَة أَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما تكابُّوا على المَاء فِي تِلك الغَزاة لِعَطشٍ نالهم، قَالَ: (أَحْسنوا أَمْلاءكم فكُلّكم سَيَرْوَى) . أَي: أَحْسِنُوا أَخلاقكم. وَمِنْه قَوْله: تَنادَوْا آل بُهْثة إِذْ رَأَوْنَا فقُلْنا أحْسِني مَلأً جُهَيْنَا أَي: أحسني خُلقاً يَا جُهَينة. ويُقالُ: أَرَادَ: أحسني مُمالأة، أَي معاونةً، من قَوْلك: مالأت فلَانا، أَي عاونتُه وظاهرتُه. وَفِي حَدِيث عمر أَنه قَتل سَبْعَة نفر بصبيّ قَتَلُوهُ غِيلةً، وَقَالَ: لَو تمالأ عَلَيْهِ أهل صَنعاء لقتلتُهم بِهِ. يَقُول: لَو تضافَروا واجتمعوا عَلَيْهِ حَتَّى قَتَلُوهُ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: رجُلٌ مَلِيء، مَهْمُوز: بَيِّنُ المَلاَء. والمَلأ: الرُّؤساء، سُمّوا بذلك لأَنهم مِلاَءٌ بِمَا يُحتاج إِلَيْهِ. قَالَ: والمَلأ: الخَلْق. قَالَ: وهما مَهموزان مَقْصُوران. وَأما الملا: المُتَّسع من الأَرْض، فَهُوَ غير مَهْمُوز، يكْتب بِالْألف وبالياء، والبَصريون يكتبونه بِالْألف؛ وَأنْشد:

أَلا غَنِّياني وارْفَعا الصَّوتَ بالمَلاَ فإنّ المَلاَ عِنْدي يَزيد المَدى بُعْدَا أَبُو زيد: مَلُؤ الرَّجُلُ يَمْلُؤُ مَلاءة. فَهُوَ: مَلىء. اللَّيْث: المُلاَءة: الرَّيْطة. وَالْجمع: المُلاَء. قَالَ: وَقوم مِلاَء. قَالَ: ومَن خَفّف قَالَ: قومٌ مِلًى. ابْن الْأَعرَابِي: المُلَى: الرّمَاد الحارّ. والمُلَى: الزَّمانُ مِن الدَّهْر. وَقَالَ ابْن السِّكيت، فِي قَول الشَّاعِر: وتَحَدَّثوا مَلأً لِتُصْبح أُمّنا عَذْراء لَا كَهْلٌ وَلَا مَوْلُودُ أَي: تَشاوروا وتَحَدَّثوا مُتمالئين على ذَلِك ليقتُلونا أَجْمَعِينَ فتُصبح أمّنا كالعَذراء الَّتِي لَا وَلد لَهَا. أَبُو عبيد: يُقال للْقَوْم إِذا تتابعوا برأيهم على أَمْر: قد تمالئُوا عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْن السِّكيت: تَمَلَّأْتُ من الطَّعَام تَمَلُّوءاً. مَلوة من الدَّهْر، ومُلوة، ومِلوة، ومَلاوة؛ وهُذيل تَقول: مَلاَوة؛ وبعضُ الْعَرَب يَقُول: مُلاَوة، كُله من الطُّول. ابْن الْأَعرَابِي: مَلاوة من الدَّهْر، ومُلاوة، ومِلاوة، أَي حينٌ من الدّهْر. اللَّيْث: إِنَّه لفي مَلاوة من عَيْش، أَي قد أُمْلِيَ لَهُ. وَالله يُملي من يَشَاء فيؤجّله فِي الخَفض والسَّعة والأَمْن؛ قَالَ العجّاج: مُلاوةً مُلِّيتُها كأنِّي ضاربُ صَنْجٍ نَشْوةٍ مُغَنِّي الْأَصْمَعِي: أَمْلى عَلَيْهِ الزَّمنُ، أَي طَال عَلَيْهِ. وأملى لَهُ، أَي طوّل لَهُ وأَمْهله. ومَلاَ البَعيرُ يَمْلُو مَلْواً، إِذا سَار سَيْراً شَدِيدا؛ وَقَالَ مُلَيح الهُذليّ: فأَلْقوا عليهنّ السّياط فشَمَّرت سعالَى عَلَيْهَا المَيْسُ تَمْلُوا وتَقْذِفُ شَمر: يُقَال: فلَان أَمْلأ لعَيْنِي من فلَان، أَي أتمّ فِي كل شَيْء منْظرًا وحُسْناً. وَهُوَ رجل مالىءٌ للعَين، إِذا أَعجبك حُسْنه وبَهْجته. ابْن الْأَعرَابِي: مالأه، إِذا عاونه؛ ولامأه، إِذا صَحبه أشباهُه. مأل: ابْن الْأَعرَابِي: رَجُلٌ مَئِلٌ، وَامْرَأَة مَئِلة، أَي ضَخْمٌ تارٌّ. وَقد مَئِلت تَمْأَل، ومَؤُلت، تَمْؤُل. وَلم: وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: الوَلْمة: تَمام الشَّيْء واجْتماعه. وأَوْلَم الرَّجُلُ: اجْتمع خَلْقُه وعَقْلُه. قَالَ: والوَلَمُ: الحَبْلُ الَّذِي يُشدّ من التَّصْدير إِلَى السِّنَاف لئلاّ يَقْلقا.

والوَلْم: القَيْد. أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: يُسمَّى الطَّعام الَّذِي يُصْنع عِنْد العُرس: الوَلِيمة. وَقَالَ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعبد الرحمان بن عَوْف، وَقد جمع إِليه أَهله: (أَوْلِم) . أَي: اصْنع وَلِيمةً. وأصْل هَذَا كُله من الِاجْتِمَاع. ابْن هانىء، عَن أبي زيد: رجلٌ وَيْلُمّة: داهيةٌ أيّ داهية.

بَاب لفيف حرف اللَّام (لَام، لَو، لَا، لات، إمالا، أَلا، إِلَّا، إِلَى، لي، ألى، أَلا، آل، ة أل، ليل، لوى، ولى، أول، أيلول، إيليا، ولول، تلو نَبدأ أَولا بالحروف الَّتِي جَاءَت لمعانٍ من بَاب اللاّم لحَاجَة النَّاس إِلَى مَعْرفَتهَا، فَمِنْهَا: لَام: اللَّام الَّتِي توصل بهَا الْأَسْمَاء، وَالْأَفْعَال، وَلها معانٍ شتّى، فَمِنْهَا: لَام الْملك كَقَوْلِك: هَذَا المالُ لِزيد، وَهَذَا الفرسُ لِعَمرو. وَمن النَّحْوِيين من يُسَمِّيها لَام الْإِضَافَة. سُمِّيت لَام الْملك لأنّك إِذا قلت: هَذَا لِزَيْد، عُلم أَنه مِلْكُه. وإِذا اتَّصلت هَذِه اللَّام بالمكْنِيّ عَنهُ نُصبت، كَقَوْلِك: هَذَا المَال لَهُ، ولَنا، ولكَ، ولَها، ولَهما، ولَهم. وَإِنَّمَا فُتحت مَعَ الكِنايات لِأَن هَذِه اللَّام فِي الأَصْل مَفْتُوحَة، وإِنما كسرت مَعَ الْأَسْمَاء لِيُفْصل بَين لَام الْقسم وَبَين لَام الْإِضَافَة، أَلا ترى أَنَّك لَو قُلت: إِن هَذَا المَال لِزيد، عُلم أَنه مِلْكه، وَلَو قلت: إنّ هَذَا لَزَيْدٌ، عُلم أَن المُشار إِلَيْهِ هُوَ زَيد فكُسرت ليُفرق بَينهمَا. وَإِذا قلت: المالُ لكَ، فتحت؛ لأنّ اللَّبس قد زَالَ. وَهَذَا قولُ الْخَلِيل والبَصْرييّن. لَام كي هِيَ كَقَوْلِك: جئتُ لِتَقُومَ يَا هَذَا. سُمِّيت لَام كي لأنّ مَعْنَاهَا: جئتُ لكَي تَقُومَ. وَمَعْنَاهَا: معنى لَام الْإِضَافَة، وَلذَلِك كُسرت؛ لِأَن الْمَعْنى: جِئْت لِقيامك. وَقَالَ الفَراء فِي قَوْله تَعَالَى: {رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ} (يُونُس: 88) : هِيَ لَام كي. الْمَعْنى: يَا ربّ أَعْطَيتهم مَا أَعطيتهم ليضلّوا عَن سَبيلك. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى: الِاخْتِيَار أَن تكون هَذِه اللَّام وَمَا أشبههَا بِتَأْوِيل الخَفْض. الْمَعْنى: آتيْتهم مَا آتَيْتهم لضلالهم. وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: {مِنَ الْمُرْسَلِينَ فَالْتَقَطَهُءَالُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُواْ خَاطِئِينَ} (الْقَصَص: 8) مَعْنَاهُ: لِكَوْنه، لِأَنَّهُ قد آلت الْحَال إِلَى ذَلِك.

قَالَ: والعربُ تجْعَل لَام كي فِي مَعنى لَام الْخَفْض، وَلَام الْخَفْض فِي معنى لَام كي لتقارُب المعَنى. قَالَ الله تَعَالَى: {سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ} (التَّوْبَة: 95) . الْمَعْنى: لإعراضكم عَنْهُم، وهم لم يحلفوا لكَي تُعرضوا، وَإِنَّمَا حلفوا لإعراضهم عَنْهُم؛ وأَنْشد: سَمَوْت وَلم تكن أَهلا لِتَسْمُو ولكنّ المُضَيَّع قد يُصابُ أَرَادَ: لم تكن أَهلا للسّمُوّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم فِي قَوْله تَعَالَى: {لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ} (التَّوْبَة: 121) : اللَّام فِي لِيَجْزيهم لَام الْيَمين، كَأَنَّهُ قَالَ: ليجزينّهم، فَحذف النُّون وَكسر اللَّام، وَكَانَت مَفْتُوحَة، فَأَشْبَهت فِي اللَّفْظ لَام كي، فنَصبوا بهَا كَمَا نصبوا ب (لَام كي) . قَالَ: وَكَذَلِكَ قولُه تَعَالَى: {} {مُّبِيناً لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ} (الْفَتْح: 1 و 2) . الْمَعْنى ليغفرنّ الله لَك. وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: هَذَا الَّذِي قَالَه أَبُو حَاتِم غَلط، لِأَن لَام القَسم لَا تُكسر وَلَا يُنصب بهَا، وَلَو جَازَ أَن يكون معنى لِيَجْزِيَهُم الله: ليجزينّهم، لقُلنا: وَالله ليقومَ زيد، بِمَعْنى ليقومنّ، وَهَذَا مَعدوم فِي كَلَام الْعَرَب. وَاحْتج أَبُو حَاتِم بِأَن الْعَرَب تَقول فِي التعجُّب: أَظْرِفْ بزَيْد فيَجْزمونه لشبهه بِلَفْظ الْأَمر. وَلَيْسَ هَذَا بِمَنْزِلَة ذَلِك؛ لِأَن التعجّب عُدل إِلَى لفظ الْأَمر، وَلَام الْيَمين لم تُوجد مَكْسُورَة قطّ فِي حَال ظُهُور الْيَمين، وَلَا فِي حَال إضمارها. قَالَ أَبُو بكر: وَسَأَلت أَبَا العبّاس عَن اللَّام فِي قَوْله تَعَالَى: {مُّبِيناً لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ} (الْفَتْح: 2) ، فَقَالَ: هِيَ لَام كي. مَعْنَاهُ: إنّا فتحنا لَك فَتْحاً مُبيناً لكَي يَجتمع لَك مَعَ الْمَغْفِرَة تمامُ النّعمة فِي الْفَتْح، فَلَمَّا انضمّ إِلَى الْمَغْفِرَة شَيْء حَادث وَاقع حَسُن معنى كي. وَكَذَلِكَ قولُه تَعَالَى: {لِيَجْزِىَ الَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ} (سبأ: 4) هِيَ: لَام كي، تتصل بقوله تَعَالَى: {عَالِمِ الْغَيْبِ لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ} (سبأ: 3) إِلَى قَوْله تَعَالَى: {كُلٌّ فِى كِتَابٍ} (سبأ: 3) أَحْصَاهُ عَلَيْهِم لكَي يَجْزِي المُحسن بإحسانه والمُسيء بإساءته. لَام الْأَمر وَهُوَ كَقَوْلِك: لِيضْرب زيْدٌ عمرا. قَالَ أَبُو إِسْحَاق: أَصْلهَا نَصْب، وَإِنَّمَا كُسرت ليفرّق بَينهَا وَبَين لَام التوكيد، وَلَا يبالى بشبهها بلام الْجَرّ؛ لأنّ لَام الْجَرّ لَا تقع فِي الْأَفْعَال، وَتَقَع لَام التوكيد فِي الْأَفْعَال، أَلا ترى أَنَّك لَو قلت: لِيضرب، وَأَنت تَأمر، لأشبه لامَ التوكيد،

إِذا قلت: إِنَّك لَتضربُ زيدا. وَهَذِه اللَّام فِي الْأَمر أَكثر مَا تُستعمل فِي غير المُخاطب، وَهِي تجزم الفِعل، فَإِن جَاءَت للمُخاطب لم يُنْكر. وَقَالَ الْفراء: رُوي أَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فِي بعض الْمشَاهد: (لِتأخذُوا مَصَافّكم) . يُرِيد: خُذوا مَصافّكم. وَقَالَ الله تَعَالَى: {فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ} (يُونُس: 85) . أَكثر القُرّاء قرءوا بِالْيَاءِ. ورُوي عَن زَيد بن ثَابت: {فَلْيَفْرَحُواْ} (يُونُس: 58) . يُرِيد أَصْحَاب النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هُوَ خيرٌ مِمَّا يجمعُونَ، أَي ممّا يَجمع الكُفّار. وقوّى قراءةَ أُبيّ (فَافْرَحُوا) وَهُوَ البِناء الَّذِي خُلق للأَمر إِذا واجَهْت بِهِ. قَالَ الْفراء: وَكَانَ الكسائيّ يَعيب قَوْلهم فَلْتفرحوا، لِأَنَّهُ وَجده قَلِيلا فَجعله عَيْباً. وَقَرَأَ يَعْقُوب الحَضْرميّ، بِالتَّاءِ، وَهِي جَائِزَة. اللَّام الَّتِي هِيَ لِلْأَمْرِ فِي تَأْوِيل الْجَزَاء من ذَلِك قَول الله تَعَالَى: {لِلَّذِينَءَامَنُواْ اتَّبِعُواْ سَبِيلَنَا} (العنكبوت: 12) . قَالَ الْفراء: هُوَ أَمر فِيهِ تَأْوِيل الْجَزَاء، كَمَا أَن قَوْله تَعَالَى: {النَّمْلُ ادْخُلُواْ مَسَاكِنَكُمْ لاَ} (النَّمْل: 18) نَهْيٌ فِي تَأْوِيل الجَزاء، وَهُوَ كثير فِي كَلَام الْعَرَب؛ وَأنْشد: فَقلت ادْعِي وأَدْعُ فإنّ أَنْدَى لِصَوْتٍ أَن يُنَادِي داعِيان أَي: ادْعِي ولأَدعُ، فَكَأَنَّهُ قَالَ: إِن دعوتِ دعوتُ. ونحوَ ذَلِك قَالَ الزّجاج. وَقَالَ: يُقرأ قَوْله: {اتَّبِعُواْ سَبِيلَنَا} (العنكبوت: 12) بِسُكُون اللاّم وبكسرهما، وَهُوَ أمرٌ فِي تَأْوِيل الشَّرط. الْمَعْنى: إِن تَتّبعوا سَبيلنا حَملنا خطاياكم. لَام التوكيد وَهِي تَتصل بالأسماء وَالْأَفْعَال الَّتِي هِيَ جوابات القَسَم وَجَوَاب إنّ. فالأسماء كَقَوْلِك: إنّ زيدا لكريم. وَالْأَفْعَال كَقَوْلِك: إنّه ليذُبّ عَنْك. وَفِي الْقسم: وَالله لأصلّين، ورَبّي لأصُومَنّ. وَقَالَ الله تَعَالَى: {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ} (النِّسَاء: 71) أَي: ممّن أَظهر الْإِيمَان لَمن يُبطِّىء عَن القِتال. قَالَ الزّجاج: اللَّام الأولى الَّتِي فِي قَوْله ليبطِّئن لَام الْقسم، و (من) مَوْصُولَة بالجالب للقسم، كأنّ هَذَا لَو كَانَ كلَاما لَقلت: إنّ مِنْكُم لَمن أحْلِف بِاللَّه وَالله ليبطِّئنّ. قَالَ: والنَّحويون مجمعون على أَن (مَا)

و (من) و (الَّذِي) لَا يُوصَلْن بِالْأَمر والنّهي إِلَّا بِمَا يضمر مَعهَا من ذكر الْخَبَر، وَأَن لَام الْقسم إِذا جَاءَت مَعَ هَذِه الْحُرُوف فَلفظ الْقسم وَمَا أَشبهه لَفظه مضمرٌ مَعهَا وَمِنْهَا: اللامات الَّتِي تؤكّد بهَا حُروف المجازاة وتُجاب بلام أُخرى توكيداً، كَقَوْلِك: لَئِن فَعَلْت كَذَا لتندمَنّ، وَلَئِن صَبَرت لَتَرْبَحَنّ. وَمِنْهَا قَوْله تَعَالَى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَآءَاتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ} (آل عمرَان: 81) . أَخْبرنِي المُنذريّ، عَن أبي طَالب النَّحوي، أَنه قَالَ: المَعنى فِي قَوْله: (لما آتيتكم) : لمَهما آتيتكم، أَي: أَيّ كتاب آتيتكم لتؤمننّ بِهِ ولتنصُرنّه. قَالَ: وَقَالَ أَحْمد بن يحيى: قَالَ الْأَخْفَش: اللَّام الَّتِي فِي {لما آتيتكم اسْم، وَالَّذِي بعْدهَا صلَة لَهَا، وَاللَّام الَّتِي فِي لتؤمنن بِهِ ولتنصُرنه لَام القَسم، كَأَنَّهُ قَالَ: وَالله لتؤمننّ، فوكّد فِي أول الْكَلَام وَفِي آخِره. وَتَكون (من) زَائِدَة. وَقَالَ أَبُو العبّاس: هَذَا كلّه غلط. اللَّام الَّتِي تدخل فِي أَوَائِل الجزاءات تُجاب بجوابات الأَيمان، تَقول: لَمَن قَامَ لآتينّه. فَإِذا وَقع فِي جوابها (مَا) و (لَا) عُلم أنّ اللَّام لَيست بتوكيد، لِأَنَّك تَضع مَكَانهَا (لَا) و (مَا) . وَلَيْسَت كالأولى، وَهِي جَوَاب للأُولى. قَالَ: وَأما قَوْله: من كتاب فأَسْقط (من) فَهَذَا غلط، لِأَن (من) الَّتِي تدخل وَتخرج لَا تقع إِلَّا مواقع الْأَسْمَاء، وَهَذَا خبر، وَلَا تقع فِي الْخَبَر، إِنَّمَا تقع فِي الجَحد والاستفهام وَالْجَزَاء، وَهُوَ قد جعل (لَما) بِمَنْزِلَة: لَعَبد الله وَالله لقائمٌ، وَلم يَجعله جَزَاء. وَمن اللامات الَّتِي تَصحب إنْ فَمرَّة تكون بِمَعْنى (إِلَّا) ، وَمرَّة تكون صلَة وتوكيداً، كَقَوْل الله تَعَالَى: إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً} (الْإِسْرَاء: 108) . فَمن جَعل (إِن) جحداً جَعل اللَّام بِمَعْنى (إلاّ) . الْمَعْنى: مَا كَانَ وَعْد ربِّنا إِلَّا مَفْعولاً. وَمن جعل (إِن) بِمَعْنى (قد) جعل اللَّام توكيداً. الْمَعْنى: قد كَانَ وَعْد ربّنا مَفْعُولا. وَمثله قَوْله تَعَالَى: {قَالَ تَاللَّهِ إِن} (الصافات: 56) ، يجوز فِيهَا المَعْنيان. لَام التَّعَجُّب وَلَام الاستغاثة أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ، عَن المبرّد: إِذا استُغيث بِوَاحِد وبجماعة، فَاللَّام مَفْتُوحَة، تَقول: ياللرِّجال يَا لَلْقوم، يَا لَزيد

وَكَذَلِكَ إِذا كنت تَدْعوهم. فَأَما (لَام) الْمَدْعُو إِلَيْهِ فَإِنَّهَا تُكسر، تَقول: يَا للرّجال لِلْعَجب وَيَا لَلرّجال لِلماء وأَنْشد: يَا لَلرّجال لِيوم الْأَرْبَعَاء أمَا ينفكّ يُحْدِث بعد النَّهي لي طَرَبَا وَقَالَ الآخر: تكنّفني الوُشاةُ فأَزْعجوني فيا لَلنّاس للواشي المُطَاعِ وَتقول: يَا لِلْعجب، إِذا دَعَوْت إِلَيْهِ، كَأَنَّك قلت: يَا لَلنّاس لِلعجب. قَالَ: وَلَا يجوز أَن تَقول: يَا لَزيد، وَهُوَ مقبل عَلَيْك، إِنَّمَا تَقول ذَلِك لِلْبعيد. كَمَا لَا يجوز أَن تَقول: يَا قَوماه، وهم مقبلون عَلَيْك. فَإِن قلت: يَا لَزيد، ولِعَمْرو، كسرت اللَّام فِي لعَمْرو، وَهُوَ مدعوّ، لِأَنَّك إِنَّمَا فتحت اللَّام فِي زيد للفَصل بَين المدعوّ والمدعوّ إِلَيْهِ، فَلَمَّا عَطفت على زيد اسْتَغْنَيْت عَن الْفِعْل، لِأَن الْمَعْطُوف عَلَيْهِ فِي مِثل حَاله؛ وَأنْشد: يَا لَلْكَهول وللشبّان لِلْعجب وَالْعرب تَقول: يَا لَلْعَضيهة، وَيَا لَلْلأَفِيكة، وَيَا لَلْبَهِيتَةِ. وَفِي اللامات الَّتِي فِي هَذِه الْحُرُوف وَجْهَان: فَإِن أردْت بهَا الاستغاثة نَصَبتها. وَإِن أردْت أَن تَدْعُو إِلَيْهَا بِمَعْنى التّعجب كسرتها، كأنَّك أردْت: يَا أَيهَا الرجل اعْجب لِلْعضيهة، وَيَا أيّها النَّاس اعجبُوا للأَفيكة. وَمن اللامات: لَام التّعقيب للإضافة، وَهِي تدخل مَعَ الْفِعْل الَّذِي معَناه الِاسْم، كقَولك: فلَان عابرُ الرُّؤْيا، وعابرٌ للرؤْيا؛ وَفُلَان راهبُ ربّه، وراهبٌ لربّه. وَمن ذَلِك قَول الله تَعَالَى: {لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ} (الْأَعْرَاف: 154) . وَقَالَ عزّ وجلّ: {إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} (يُوسُف: 43) . قَالَ أَحْمد بن يحيى: إِنَّمَا دخلت اللَّام تَعْقيباً للإضافة. الْمَعْنى: الَّذين هم راهبون لرَبّهم، ورهبُوا ربَّهم، ثمَّ أدخلُوا اللَّام على هَذَا الْمَعْنى لِأَنَّهَا عَقّبت الْإِضَافَة. اللَّام الَّتِي بِمَعْنى (إِلَى) وَبِمَعْنى (أجل) وَقد تَجِيء اللَّام بِمَعْنى (إِلَى) وَبِمَعْنى (أجل) .

قَالَ الله جلّ وعزّ: {رَبَّكَ أَوْحَى} (الزلزلة: 5) أَي: أوحى إِلَيْهَا. وَقَالَ عزّ وجلّ: {وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} (الْمُؤْمِنُونَ: 61) ، أَي: وهم إِلَيْهَا سَابِقُونَ. وَقيل: فِي قَوْله تَعَالَى: {وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدَا} (يُوسُف: 100) ، أَي خَرُّوا من أَجله سُجَّداً، كَقَوْلِك: أكْرَمت فلَانا لَك، أَي: من أَجلك. وَقَالَ الله تَعَالَى: {مُرِيبٍ فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ وَقُلْءَامَنتُ بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لاَِعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لاَ حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ} (الشورى: 15) ، أَي: إِلَى ذَلِك فادْع. لَام التَّعْرِيف قَالَ الزّجاج وَغَيره: لَام التَّعْرِيف الَّتِي تصحبها الْألف، كَقَوْلِك: القومُ خارجون، وَالنَّاس طاعنون الْفرس وَالْحمار، وَمَا أَشبههما. اللَّام الزَّائِدَة وَمِنْهَا: اللَّام الزَّائِدَة فِي الْأَسْمَاء وَالْأَفْعَال، كَقَوْلِك: فَعْمَلٌ للفَعْم، وَهُوَ المُمتلىء، وناقةٌ عَنْسل لِلْعَنس الصُّلْبَة. وَفِي الْأَفْعَال، كَقَوْلِك قَصْمَلَه، أَي: كَسره، وَالْأَصْل: قَصمه. وَقد زِيدت فِي (ذَاك) ، فَقَالُوا: ذَلِك، وَفِي أولاك فَقَالُوا: (أولالك) . اللَّام الَّتِي فِي (لقد) وَأما اللَّام الَّتِي فِي (لقد) فإِنها دخلت تَأْكِيدًا ل (قد) ، فاتصلت بهَا كَأَنَّهَا مِنْهَا. وَكَذَلِكَ اللَّام الَّتِي فِي (لَمَا) مخفّفة. لَو: قَالَ اللَّيْث: لَو: حرف أُمْنيّة، كَقَوْلِك: لَو قَدم زَيد: {لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً} (الْبَقَرَة: 167) ، فَهَذَا قد يُكْتفى بِهِ عَن الجَواب. قَالَ: وَقد تكُون (لَو) مَوْقوفة بَين نَفْي وأُمْنِيَّة، إِذا وُصلت ب (لَا) . وَقَالَ المبرّد: (لَو) تُوجب الشَّيْء من أجل وُقوع غَيره. وَلَوْلَا: تمنع الشَّيْء من أَجل وُقوع غَيره. سَلمة، عَن الْفراء: تكون (لَو) سَاكِنة الْوَاو، إِذا جَعلتهَا أَدَاة، فَإِذا أَخرجتها إِلَى الْأَسْمَاء شَدَّدت واوها وأَعربتها؛ وَمِنْه قَوْله: عَلِقَتْ لوّاً تُكَرِّرُه إنّ لَوّاً ذَاك أَعْيَانَا وَقَالَ الْفراء: لَوْلَا، إِذا كَانَت مَعَ الْأَسْمَاء فَهِيَ شَرط، وَإِذا كَانَت مَعَ الْأَفْعَال، فَهِيَ بِمَعْنى (هَلاّ) ، لَوْمٌ على مَا مَضَى وتَحْضيض لِما يَأْتِي. قَالَ: و (لَو) تكون جَحْداً وتمنِّياً وشَرْطاً. فَإِذا كَانَت شرطا كَانَت تخويفاً، وتَشْويقاً، وتَمْثيلاً، وشَرطاً لَا يَتِمّ. وَقَالَ الزّجاج: (لَو) : يَمتنع بهَا الشَّيْء لِامْتِنَاع غَيره، تَقول: لَو جَاءَنِي زيدٌ لجِئته. وَالْمعْنَى: أنّ مَجِيئي امْتنع لِامْتِنَاع مَجِيء زَيد. ابْن الْأَعرَابِي: اللَّوَّة: السَّوْأة. تَقول: لَوَّةً لفُلَان بِمَا صَنع، أَي سَوْأة.

قَالَ: والتَّوة: السَّاعَة من الزَّمان. والحَوّة: كلمةُ الحَقّ. وَقَالَ: اللَّيّ، واللَّوّ: الْبَاطِل. والحَوّ، والحيّ: الحقّ. يُقَال: فلانٌ لَا يَعرف الحوَّ من اللَّوّ، أَي لَا يَعرف الْكَلَام البَيِّن من الخَفِيّ. لَا: لَا: حرفٌ يُنْفَى بِهِ ويُجْحَد بِهِ. وَقد تَجِيء زَائِدَة مَعَ الْيَمين، كَقَوْلِك: لَا أُقْسم بِاللَّه. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله تَعَالَى: {} (الْقِيَامَة: 1) وأشكَالِها فِي الْقُرْآن، لَا اخْتِلَاف بَين النَّاس أَن مَعْنَاهَا: أُقْسم بِيَوْم الْقِيَامَة. وَاخْتلفُوا فِي تَفْسير (لَا) : فَقَالَ بَعضهم: (لَا) لَغْوٌ، وَإِن كَانَت فِي أول السُّورة؛ لِأَن القُرآن كلّه كالسُّورة الْوَاحِدَة، لِأَنَّهُ مُتَّصل بعضُه بِبَعْض. وَقَالَ الفَرّاء: (لَا) رَدٌّ لكلامٍ تقدَّم، كَأَنَّهُ قيل: لَيْسَ الْأَمر كَمَا ذُكِر. ثمَّ قَالَ: وَكَانَ كثيرٌ من النَّحويين يَقُولُونَ: (لَا) صِلَةٌ. قَالَ: وَلَا يُبْتدأ بِجَحْد، ثمَّ يُجعل صلَة يُراد بهَا الطَّرْح؛ لِأَن هَذَا لَو جَازَ لم يُعرف خَبَرٌ فِيهِ جَحْد من خبر لَا جحد فِيهِ، وَلَكِن الْقُرْآن نزل بالرّد على الَّذين أَنكروا الْبَعْث وَالْجنَّة وَالنَّار، فجَاء الإقسام بالرّد عَلَيْهِم فِي كثير من الْكَلَام المُبتدأ مِنْهُ وَغير المُبتدأ، كَقَوْلِك فِي الْكَلَام: لَا وَالله لَا أفعل ذَاك، جعلُوا (لَا) وَإِن رَأَيْتهَا مُبتَدأَة، رَدّاً لكَلَام قد مَضى. فَلَو أُلْغِيَت (لَا) مِمَّا يُنوى بِهِ الجوابُ لم يكن بَين اليَمين، الَّتِي تكون جَوَابا، واليَمين الَّتِي تُستأنف، فَرْقٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الْعَرَب تَطْرح (لَا) وَهِي مَنْويّة، كَقَوْلِك: وَالله أضربُك، تُريد: وَالله لَا أضربك؛ وأَنشد: وآلَيْتُ آسَى على هالِكٍ وأسأل نائحةً مَا لَها أَي: لَا آسَى، وَلَا أسأَل. وأفادني المُنذريّ، عَن اليزيديّ، عَن أبي زيد فِي قَول الله عزّ وجلّ: {يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ} (النِّسَاء: 175) قَالَ: مَخَافَة أَن تضلّوا، وَلَو كَانَ: يُبَيِّن الله لكم ألاّ تَضِلّوا، لَكَانَ صَواباً. قلت: وَكَذَلِكَ: ألاّ تضل، وَأَن تَضِلّ، مَعْنَاهُمَا وَاحِد. وَمِمَّا جَاءَ فِي القُرآن من هَذَا قولُه جلّ وعزّ: {إِلاَّ غُرُوراً إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضَ أَن تَزُولاَ وَلَئِن زَالَتَآ إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً} (فاطر: 41) يُريد: ألاّ تَزولا. وَكَذَلِكَ: قولُه تَعَالَى: {لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لاَ} (الحجرات: 2) ، أَي: ألاّ تحبط.

وَقَوله تَعَالَى: {أَن تَقُولُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ إِنَّمَآ أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَآئِفَتَيْنِ} (الْأَنْعَام: 156) مَعْنَاهُ: ألاّ تَقولُوا. قَالَ: وقولك: أَسأَلك بِاللَّه ألاّ تَقوله، وَأَن تَقوله. فَأَما: ألاّ تَقوله: فَجَاءَت (لَا) لِأَنَّك لم تُرد أَن يَقُوله. وَقَوله: أَسأَلك بِاللَّه أَن تَقوله: سَأَلتك هَذَا، فِي مَعْنى النَّهْي. أَلا ترى أَنَّك تَقول فِي الْكَلَام: وَالله أَقُول ذَاك أبدا، وَالله لَا أَقُول ذَاك أبدا. (لَا) هَا هُنَا طَرْحُها وإدخالُها سَوَاء، وَذَلِكَ أَن الْكَلَام لَهُ إباء وإنعام، فَإِذا كَانَ من الْكَلَام مَا يَجِيء من بَاب الإنعام مُوَافقا للإباء، كَانَ سَوَاء، وَمَا لم يكن لم يكن، أَلا ترى أَنَّك تَقول: آتِيك غَدا، وَأَقُول مَعَك، فَلَا يكون إِلَّا على مَعنى الإنعام. فَإِذا قلت: وَالله أَقُول ذَاك، على معنى: وَالله لَا أَقُول ذَاك، صَلَح. وَذَلِكَ لِأَن الإنعام: وَالله لأقولنّه، وَالله لأذهبنّ مَعَك، وَلَا يكون: وَالله أذهب مَعَك، وَأَنت تُريد أَن تَفْعل. قَالَ: وَاعْلَم أَن (لَا) لَا تكون صلَة إلاّ فِي معنى الإباء، وَلَا تكون فِي معنى الإنْعام. قلت: وَافق قولُ أبي إِسْحَاق قولَ الفَرّاء فِي تَفسير (لَا أُقْسم) . وَقَالَ الفرّاء: العربُ تَجعل (لَا) صلَة إِذا اتّصلت بجَحْد قبلهَا؛ قَالَ الشَّاعِر: مَا كَانَ يَرْضَى رسولُ الله دِينَهُم والأَطْيبان أَبُو بَكر وَلَا عُمَرُ أَرَادَ: (والطيبان) أَبُو بكر وعُمر. وَقَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: {رَّحِيمٌ لِّئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَىْءٍ مِّن فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ} (الْحَدِيد: 29) . العربُ: تَجعل (لَا) صلَة فِي كُل كَلَام دَخل فِي أَوله جَحد، أَو فِي آخِره جَحْد غيرُ مُصرّح، فَهَذَا ممّا دخل آخِرَه الجحدُ، فَجعلت (لَا) فِي أوّله صلَة. قَالَ: وأمّا الجحدُ السَّابِق الَّذِي لم يُصرّح بِهِ، فقولك: مَا مَنعك أَن لَا تَسْجد، وَقَوله تَعَالَى: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَآ إِذَا جَآءَتْ لاَ يُؤْمِنُونَ} (الْأَنْعَام: 109) ، وَقَوله تَعَالَى: { (وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَآ أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ} (الْأَنْبِيَاء: 95) . وَفِي (الْحَرَام) معنى جَحْد ومَنْع، وَفِي قَوْله: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ} مثله. فَلذَلِك جُعلت (لَا) بعده صِلة، مَعْنَاهَا: السُّقُوط من الْكَلَام. قَالَ: وَقد قَالَ بعض مَن لَا يعرف

العَربيّة: إنّ معنى (غير) ، فِي قَوْله تَعَالَى: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} (الْفَاتِحَة: 7) معنى (سَوِي) ، وَأَن (لَا) صلَة فِي قَوْله تَعَالَى: {وَلاَ الضَّآلِّينَ} (الْفَاتِحَة: 7) . واحتجّ بقول العجّاج: فِي بِئر لَا حُورٍ سَرَى وَمَا شَعَرْ بإِفْكه حَتَّى رَأَى الصُّبْحَ جَشَرْ قَالَ: وَهَذَا جَائِز، لِأَن الْمَعْنى وَقع فِيمَا لَا يتَبَيَّن فِيهِ عَمَلُه، فَهُوَ جَحْد مَحْض، لِأَنَّهُ أَرَادَ: فِي بِئْر مَا لَا يُحير عَلَيْهِ شَيْئا، كَأَنَّك قلت: إِلَى غير رُشْد توجَّه، وَمَا يَدْري. وَقَالَ الفَراء: معنى (غير) فِي قَوْله تَعَالَى: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} (الْفَاتِحَة: 7) معنى (لَا) ، وَلذَلِك زِدْت عَلَيْهَا (لَا) ، كَمَا تَقول: فلَان غير مُحْسِنٍ وَلَا مُجْمِلٍ. فَإِذا كَانَت (غير) بِمَعْنى (سوى) لم يَجْز أَن تَكُرّ عَلَيْهَا (لَا) ، أَلا ترى أَنه لَا يجوز أَن تَقول: عِنْدِي سِوى عبد الله وَلَا زَيْدٍ. وَأَخْبرنِي المُنذري، عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي فِي قَوْله (فِي بِئْر لَا حُور) : أَرَادَ: حُؤُور، أَي رُجُوع. وَالْمعْنَى: أَنه وَقع فِي بئرٍ هَلَكة لَا رُجوعَ فِيهَا، وَمَا شَعر بذلك، كَقَوْلِك: وَقع فِي هَلَكة وَمَا شَعر بذلك. قَالَ أَبُو عُبيد: أَنْشد الأصمعيّ لساعدةَ الهُذليّ: أَفَعَنْك لَا بَرْقٌ كأنّ وَميضه غابٌ تَسَنَّمه ضِرَامٌ مُثْقَبُ قَالَ: يُرِيد: أمنك بَرْقٌ، و (لَا) صلةٌ. وَهَذَا يُخالف مَا قَالَه الفَراء: إنّ (لَا) لَا تكون صلَة إِلَّا مَعَ حرف نَفْي تقدّمه؛ وأَنشد الْبَاهِلِيّ للشَّماخ: إِذا مَا أَدْلَجت وَضَعَتْ يدَاها لَهَا الإدْلاجُ ليلةَ لَا هُجُوع أَي: عملت يداها عَمل اللَّيلة لَا يُهجع فِيهَا. يَعني: الناقةَ، ونَفَى ب (لَا) الهُجوع، وَلم يُعْمِل (لَا) ، وَترك الهجوع مجروراً على مَا كَانَ عَلَيْهِ من الْإِضَافَة؛ وَمثله قولُ رُؤبة: لقد عَرَفْت حِين لَا اعْتِراف نَفَى ب (لَا) وَتَركه مَجْروراً. وَمثله: أَمْسَى ببَلْدَةٍ لَا عَمَ وَلَا خالِ وَقَالَ المُبرد فِي قَوْله عزّ وجلّ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّآلِّينَ} (الْفَاتِحَة: 7) : إِنَّمَا جَازَ أَن تَقع (لَا) فِي قَوْله {وَلاَ الضَّآلِّينَ} ، لأنّ معنى (غير) مُتضمّن معنى النَّفْي. والنَّحويون يُجيزون: أَنْت زيدا غيرُ ضَارب، لِأَنَّهُ بِمَعْنى: أَنْت زيدا لَا ضاربٌ. وَلَا يُجيزون: أَنْت زيدا مِثْل ضَارب، لِأَن زيدا من صلَة ضَارب فَلَا يتقدَّم عَلَيْهِ.

قَالَ: فَجَاءَت (لَا) تُشدِّد من هَذَا النَّفي الَّذِي تضمّنه (غير) لِأَنَّهَا تُقارب الدَّاخلة. أَلا ترى أَنَّك تَقول: جَاءَنِي زيدٌ وَعَمْرو، فَيَقُول السامعُ: مَا جَاءَك زيد وَعَمْرو؛ فَجَائِز أَن يكون جَاءَ أحدُهما. فَإِذا قَالَ: مَا جَاءَنِي زيدٌ وَلَا عَمْرو، فقد تبيّن أَنه لم يَأْته واحدٌ مِنْهُمَا. قَالَ: وَقَوله تَعَالَى: {الْمُسْلِمِينَ وَلاَ تَسْتَوِى الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ} (فصلت: 34) يُقارب مَا ذكرنَا وإنْ لم يَكُنْه. لَا، الَّتِي تكون للتبرئة النَّحْويّون يَجعلون لَهَا وُجوهاً فِي نَصب المُفرد والمُكَرَّر، وتَنْوين مَا يُنَوَّن وَمَا لَا يُنَوَّن. والاختيارُ عِنْد جَمِيعهم أَن يُنصب بهَا مَا لَا تُعاد فِيهِ، كَقَوْل الله تَعَالَى: {أَلَمْ} {ذَالِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ} (الْبَقَرَة: 1 و 2) . أَجْمع القُرّاء على نَصْبه بِلَا تَنْوين. فَإِذا أَعَدْت (لَا) كَقَوْلِه تَعَالَى: {لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ} (الْبَقَرَة: 254) فأَنت بِالْخِيَارِ، إِن شِئْت نَصبت بِلَا تَنوين، وَإِن شِئْت رَفَعْت ونَوَّنت. وفيهَا لغاتٌ كَثِيرَة سوى مَا ذكرتُ من نصب بعض المكرّر منوناً وَغير مُنوَّن، وَرفع بعض منوناً، وكل ذَلِك جَائِز. وَقَالَ اللَّيْث: هَذِه لاَءٌ مَكْتُوبَة، فَتَمُدّها لِتُتِمّ الكلمةُ اسْماً. وَلَو صغّرت لقِيل: هَذِه لُوَيّةٌ مَكْتُوبَة، إِذا كَانَت صَغِيرَة الكِتْبة غَيْرَ جَلِيلة. وَأما قَوْله تَعَالَى: {النَّجْدَينِ فَلاَ اقتَحَمَ} (الْبَلَد: 11) (فَلَا) بِمَعْنى (فَلم) ، كَأَنَّهُ قَالَ: فَلم يقتحم العَقبة. قَالَ: وَمثله: {الْمَسَاقُ فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّى} (الْقِيَامَة: 31) ، إِلَّا أَن (لَا) بِهَذَا الْمَعْنى، إِذا كُرِّرت أفْصَح مِنْهَا إِذا لم تُكَرَّر؛ وَقد قَالَ أُمية: وأيّ عَبْدٍ لَك لَا أَلَمَّا وَقَالَ بَعضهم فِي قَوْله تَعَالَى: {النَّجْدَينِ فَلاَ اقتَحَمَ} (الْبَلَد: 11) : مَعْنَاهَا: فَمَا، وَقيل: فهلاّ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: المَعنى: فَلم يَقْتحم العَقبة؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {الْمَسَاقُ فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّى} (الْقِيَامَة: 31) . قَالَ: وَلم تذكر (لَا) هَا هُنَا إِلَّا مرّة وَاحِدَة، وقلّما تَتَكَلَّم العربُ فِي مثل هَذَا الْمَكَان إلاّ (بِلَا) مرَّتين أَو أَكثر؛ لَا تكَاد تَقول: لَا جئتني، تُرِيدُ: مَا جئتني، فَإِن قلت: لَا جئتني وَلَا زُرْتني، صَلُح. وَالْمعْنَى فِي {النَّجْدَينِ فَلاَ اقتَحَمَ} مَوْجُود؛ لِأَن (لَا) ثَابِتَة، فَإِنَّهَا فِي الْكَلَام، لِأَن قَوْله: {مَتْرَبَةٍ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ} (الْبَلَد: 17) يَدل على معنى {النَّجْدَينِ فَلاَ اقتَحَمَ} وَلَا آمَن. وَنَحْو ذَلِك قَالَ الْفراء. لات: أفادني المُنْذريّ، عَن اليزيدي، عَن

أبي زيد: فِي قَوْله تَعالى: {فَنَادَواْ وَّلاَتَ حِينَ} (ص: 3) ، قَالَ: التَّاء فِيهَا صلَة، وَالْعرب تَصِل هَذِه التَّاء فِي كَلَامهَا وتَنزعها؛ وأَنْشَد: طَلبوا صُلْحنا ولاتَ أَوانٍ فأَجَبْنَا أَن لَيْس حِين بَقَاء قَالَ: وَالْأَصْل فِيهَا (لَا) ، وَالْمعْنَى فِيهَا (لَيْسَ) . وَالْعرب تَقول: مَا أَسْتَطِيع، وَمَا أسْطيع. وَيَقُولُونَ: (ثمت) فِي مَوضِع (ثمَّ) ، و (ربت) فِي مَوضِع (رب) ، و (يَا ويلتنا) ، و (يَا ويلتا) . أَبُو الْهَيْثَم، عَن نصر الرّازي: فِي قَوْلهم: لات هَنَّا، أَي: لَيْسَ حينَ ذَلِك، وَإِنَّمَا هُوَ: لَا هَنَّا، فأَنَّث (لَا) فَقيل: لاةَ، ثمَّ أُضيف فتحوّلت الْهَاء تَاء، كَمَا أنَّثوا (رب) : ربّة، و (ثُم) : ثُمّة. قَالَ: وَهَذَا قولُ الكسائيْ. وَقَالَ الْفراء: مَعنى: ولات حِين مناص، أَي لَيْسَ بِحِين فِرار. قَالَ: وتَنْصب بهَا لِأَنَّهَا فِي مَعنى (لَيْسَ) ؛ وأَنْشد: طَلَبوا صُلْحنا ولات أَوَان وَقَالَ شَمر: اجْتمع عُلَمَاء النَّحويين على أنّ أصل هَذِه التَّاء فِي (لات) هَاء، وُصلت ب (لَا) فَقَالُوا: (لاة) لغير معنى حَادث، كَمَا زادوها فِي (ثمَّ) و (ثمَّة) ، ولزمت، فَلَمَّا وصلوها جعلوها تَاء. إمالا: قَالَ اللَّيث: قَوْلهم إمّا لَا فافْعل كَذَا، إِنَّمَا هِيَ على مَعنى: إِن لَا تفعل ذَاك فافْعل ذَا. وَلَكنهُمْ لمّا جمعُوا هَؤُلَاءِ الأحرف فيصرْن فِي مَجرى اللَّفظ مُثقّلةً، فَصَارَ (لَا) فِي آخرهَا كَأَنَّهُ عَجُز كلمة فِيهَا ضمير مَا ذكرت لَك فِي كَلَام طَلبت فِيهِ شَيْئا، فرُدّ عَلَيْك أمرُك، فَقلت: إمّالا فافْعل ذَا. قَالَ: وَتقول: الْقَ زيدا وإلاّ فَلَا. مَعْنَاهُ: إِن لم تَلْق زيدا فدَعْ؛ وأَنشد: فطلِّقها فلَسْت لَهَا بكُفءٍ وإلاّ يَعْلُ مَفْرِقَك الحُسَامُ فأَضمر فِيهِ: وَإِلَّا تُطَلِّقْها يَعْل، وَغير الْبَيَان أَحْسن. أَبُو الزُّبير، عَن جَابر بن عبد الله: أنّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى جَمَلاً نادّاً فَقَالَ: لمن هَذَا الْجمل؟ فَإِذا فِتْيةٌ من الْأَنْصَار قَالُوا: اسْتَقَينا عَلَيْهِ عشْرين سنة وَبِه سَخِيمةٌ فأَرَدْنا أَن نَنْحَره فانْفَلت منّا؛ فَقَالَ: أَتَبِيعونه؟ قَالُوا: لَا بَلْ هُوَ لَك؛ فَقَالَ: إمّا لَا فأَحْسِنوا إِلَيْهِ حَتَّى يَأْتِي أَجَلُه. قلت: أَرَادَ: إلاّ تبيعوه فأَحْسنوا إِلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: الْعَامَّة رُبما قَالُوا فِي مَوضِع: افْعَل ذَاك إمّالا: افْعَل ذَاك بارى، وَهُوَ فارسيّ مَرْدُود.

والعامة تَقول أَيْضا: أُمَّا لِي، فيَضُمُّون الْألف ويُميلون، وَهُوَ خطأ أَيْضا. وَالصَّوَاب: إمَّالا، غير مُمالٍ؛ لِأَن الأَدوات لَا تُمال. ويُقال: خُذ هَذَا إمَّالا؛ وَالْمعْنَى: إِذا لم تَأْخُذ ذَاك فخُذ هَذَا. وَهُوَ مِثْل المَثَل. وَقد يَجِيء (لَيْسَ) بِمَعْنى (لَا) ، و (لَا) بِمَعْنى (لَيْسَ) ؛ وَمن ذَلِك قولُ لَبِيد: إِنَّمَا يُجْزى الفَتى لَيس الْجَمَلْ أَراد: لَا الجَمل. وسُئل النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن العَزْل، فَقَالَ: (لَا عَلَيْكُم، ألاّ تَفْعلوه، فإنّما هُوَ القَدَر) . مَعْنَاهُ: لَيْسَ عَلَيْكُم ألاّ تفعلوه، يَعني العَزْل، كَأَنَّهُ أَراد: لَيْسَ عَلَيْكُم الْإِمْسَاك عَنهُ مِن جِهَة التَّحريم، وَإِنَّمَا هُوَ القَدَر، إِن قدّر الله أَن يكون ولدٌ كَانَ. أَلا: سَلمة، عَن الْفراء، عَن الْكسَائي: (أَلاَ) ، تكون تَنْبيهاً وَيكون بعْدهَا أَمْرٌ، أَو نَهْي، أَو إخْبار، تَقول من ذَلِك، أَلاَ قُم، أَلا لَا تَقم، أَلا إِن زيدا قد قَامَ. وَتَكون عَرْضاً أَيْضا، وَيكون الفِعل بعْدهَا جَزْماً ورَفْعاً. كل ذَلِك جَاءَ عَن العَرب. تَقول من ذَلِك: أَلا تَنزل تَأْكُل؟ وَتَكون أَيْضا تَقْرِيبًا وتَوْبيخاً، وَيكون الْفِعْل بعْدهَا مَرفوعاً لَا غَيْر. تَقول من ذَلِك: أَلا تَندم على فعالك؟ أَلاَ تَسْتَحي من جيرانك؟ أَلا تخَاف ربّك؟ قَالَ اللَّيْث: وَقد تُرْدَف (أَلا) ب (لَا) أُخْرى، فَيُقَال: أَلالا؛ وأَنْشد: فَقَامَ يَذُود الناسَ عَنْهَا بِسَيْفه وَقَالَ ألالا مِن سَبيل إِلَى هِنْدِ ويُقال للرَّجُل: هَل كَانَ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُول: ألالا، جَعل (أَلا) تَنْبيهاً، و (لَا) نِفْياً. وأمّا: إِلَّا: تكون اسْتثِْنَاء، وَتَكون حَرف جَزاء. أَصْلهَا: إِن لَا، وهما مَعًا لَا يمالان؛ لِأَنَّهُمَا من الأدوات، والأدوات لَا تُمال، مثل: حَتَّى، وأمّا، وإلاّ، وَإِذا، لَا يجوز فِي شَيْء مِنْهَا الإمالة، لِأَنَّهَا لَيست بأسماء، وَكَذَلِكَ: إِلَى، وعَلى، ولدى، الإمالة فِيهَا غير جَائِزَة. وأمّا: مَتى، وأنَّى، فَيجوز فيهمَا الإمالة لِأَنَّهُمَا محلاّن والمحالّ أَسْماء. و (بلَى) يجوز فِيهَا الإمالة، لِأَنَّهَا (ياءٌ) زيدت فِي (بل) . وأمّا (إِلَّا) الَّتِي أصلُها: إِن لَا، فإنَّها تَلي الأفعالَ المُسْتَقْبلة فتَجزمها، من ذَلِك قولُ الله تَعَالَى: {إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِى الاَْرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} (الْأَنْفَال: 73) فَجزْمُ

{تَفْعَلُوهُ} و {تَكُنْ} ب (إِلَّا) ، كَمَا تفعل (إِن) الَّتِي هِيَ أُمّ الجَزاء. وَأما (إِلَّا) الَّتِي هِيَ للاستثناء فلهَا مَعانٍ: تكون بِمَعْنى غير، وَتَكون بِمَعْنى سوى، وَتَكون بِمَعْنى لَكِن، وَتَكون بِمَعْنى لما، وَتَكون بِمَعْنى الِاسْتِثْنَاء المَحْض. وَقَالَ أَحْمد بن يحيى: إِذا استثنيت ب (إِلَّا) من كَلَام لَيْسَ فِي أوّله جحد فانْصِب مَا بعد (إِلَّا) . وَإِذا اسْتَثنيت بهَا من كَلَام أَوله جَحد فارْفع مَا بَعدها. وَهَذَا أَكثر كَلَام الْعَرَب، وَعَلِيهِ الْعَمَل، من ذَلِك قولُه عزّ وجلّ: {فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ} (الْبَقَرَة: 249) فنَصب لِأَنَّهُ لَا جَحد فِي أَوله. وَقَالَ تَعَالَى: {مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ} (النِّسَاء: 66) فَرفع لِأَن فِي أَوّله الجَحد. وقِسْ عَلَيْهَا مَا شَاكلها. وَقَالَ: وكُلُّ أَخٍ مُفارقُه أَخُوه لَعمْر أَبِيك إلاّ الفَرْقَدانِ قَالَ الفَرّاء: الْكَلَام فِي هَذَا الْبَيْت فِي معنى جَحد، وَلذَلِك رفع ب (إِلَّا) ، كَأَنَّهُ قَالَ: مَا أَحدٌ إِلَّا مُفارقُه أَخُوهُ إِلَّا الفرقدان، فجعلهما مُترجِماً عَن معنى (مَا أحدٌ) ؛ وَقَالَ لَبيد: لَو كَانَ غَيْري سُلَيْمى الْيَوْم غَيَّره وَقْع الحَوادث إلاّ الصارِمُ الذَّكَرُ جعله الخليلُ بَدَلا من معنى الْكَلَام، كَأَنَّهُ قَالَ: مَا أحدٌ إِلَّا يتغيّر من وَقع الْحَوَادِث، إِلَّا الصارمُ الذَّكَر. وَقَالَ الفَرَّاء، فِي قَول الله عزّ وجلّ: {لَوْ كَانَ فِيهِمَآ آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا} (الْأَنْبِيَاء: 22) . قَالَ: (إلاّ) فِي هَذَا الْموضع بِمَنْزِلَة سوى، كَأَنَّك قلت: لَو كَانَ فيهمَا (سِوَى) الله لفَسدتا. قلت: وَقد قَالَ بَعضُ النحويّين: مَعْنَاهُ: مَا فيهمَا آلِهَة إِلَّا الله، وَلَو كَانَ فيهمَا سِوَى الله لفَسدتا. وَقَالَ الْفراء: رَفْعه على نِيّة الوَصل لَا الِانْقِطَاع من أوّل الْكَلَام. وَأما قَوْله تَعَالَى: {لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ} (الْبَقَرَة: 150) . قَالَ الْفراء: مَعْنَاهُ، إلاّ الَّذين ظلمُوا فَإِنَّهُ لَا حُجّة لَهُم فَلَا تَخْشَوْهم. وَهَذَا كَقَوْلِك فِي الْكَلَام: الناسُ كلهم لَك حامدُون إِلَّا الظَّالم لَك المعتدي، فَإِن ذَلِك لَا يُعْتدّ بِتَرْكه الْحَمد، لموْضِع الْعَدَاوَة، وَكَذَلِكَ الظَّالِم لَا حُجة لَهُ، وَقد سُمِّي ظَالِما. قلت: وَهَذَا صَحِيح، وَإِلَيْهِ ذهب الزّجاج،

فَقَالَ بعد ذكره قَول أبي عُبيدة، والأَخفش: القولُ عِنْدِي فِي هَذَا واضحٌ، الْمَعْنى: لئلاّ يكون للناسِ عَلَيْكُم حُجة إِلَّا مَن ظلم باحتجاجه فِيمَا قد وضح لَهُ، كَمَا تَقول: مَا لَك عليّ حُجّةٌ إِلَّا الظُّلم، وَإِلَّا أَن تَظْلمني. الْمَعْنى: مَا لَك عليّ حُجةٌ أَلْبَتَّة، ولكنّك تَظلمْني، وَمَا لَك عَليّ حُجَّةٌ إِلَّا ظُلْمي. وَإِنَّمَا سُمّي ظُلْمه هَا هُنَا حُجةً، لِأَن المحتجّ بِهِ سَماه حُجةً، وحُجته داحضةٌ عِنْد الله، قَالَ الله تَعَالَى: {لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِندَ} (الشورى: 16) ، فقد سُمِّيت حُجة، إِلَّا أَنَّهَا حُجة مُبْطل، فَلَيْسَتْ بحُجة مُوجبَة حقّاً. وَهَذَا بَيَان شافٍ إِن شَاءَ الله. وَأما قولُه تَعَالَى: {ءَامِنِينَ لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ} (الدُّخان: 56) ، فَمَعْنَى (إِلَّا) هَا هُنَا بِمَعْنى سوى، الْمَعْنى: لَا يَذُوقون فِيهَا الْمَوْت الْبَتَّةَ، ثمَّ نوى تَكْرِير (لَا يذوقون) أَي: لَا يَذوقون سوى المَوْتة الأولى. وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: {وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَءَابَاؤُكُمْ مِّنَ النِّسَآءِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ} (النِّسَاء: 22) . أَراد: سوى مَا قد سلف. وَأما قَوْله تَعَالَى: {فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌءَامَنَتْ فَنَفَعَهَآ إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ} (يُونُس: 98) . مَعْنَاهُ: فهلاّ كَانَت قَرْيَة آمَنت، أَي: أهل قَرْيَة آمنُوا. وَالْمعْنَى معنى النَّفي، أَي فَمَا كَانَت قَرْيَة آمنُوا عِنْد نُزول العَذاب بهم فنَفَعها إيمانُها. ثمَّ قَالَ: إِلَّا قوم يُونس، اسْتثِْنَاء لَيْسَ من الأَول، كَأَنَّهُ قَالَ: لَكِن قومُ يُونس لما آمنُوا، وَذَلِكَ أنّهم انْقَطَعُوا من سَائِر الْأُمَم الَّذين يَنْفعهم إِيمَانهم عِنْد نُزول الْعَذَاب بهم. وَمثله قولُ النَّابِغَة: أَعْيَت جَوَابا وَمَا بالرَّبْع من أَحَدٍ إِلَّا ألأوارِيّ لأْياً مَا أُبَيِّنها فنصب أواريّ على الِانْقِطَاع من الأوّل. وَهَذَا قَول الفَراء وَغَيره من حُذّاق النَّحويِّين. وأَجازوا الرّفع فِي مثل هَذَا، وَإِن كَانَ المُسْتثنى لَيْسَ من الأول، وَكَانَ أَوله منفياً، يَجعلونه كالبدل؛ وَمن ذَلِك قَوْله: وَبلْدةٍ لَيْسَ بهَا أَنِيسُ

إلاّ اليَعافيرُ وإلاّ العِيسُ لَيست اليعافير والعيس من الأَنيس، فرفعهما، وَوَجْه الْكَلَام فيهمَا النَّصْب. وَأما (إِلَّا) بِمَعْنى (لما) مثل قَول الله تَعَالَى: {الاَْحْزَابُ إِن كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ الرٌّ سُلَ فَحَقَّ عِقَابِ} (ص: 14) . وَهِي قِرَاءَة عبد الله: (إِن كُلّهم لما كذب الرُّسُل) . وَتقول: أَسألك بِاللَّه إِلَّا أَعْطَيتني، ولَما أَعْطيتني، بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ أَحْمد بن يحيى: وحَرف من الِاسْتِثْنَاء تَرفع بِهِ الْعَرَب وتَنْصب، لُغتان فصيحتان، وَهُوَ قَوْلك: أَتَانِي إخْوَتك إلاّ أَن يكون زيدا، وزيدٌ. فَمن نَصب أَرَادَ: إِلَّا أَن يكون الأَمْرُ زيدا. وَمن رفع بِهِ جعل (كَانَ) هَا هُنَا تَامَّة، مكْتفية عَن الْخَبَر باسمها، كَمَا تَقول: كَانَ الأَمر، كَانَت القِصّة. وَسُئِلَ هُوَ عَن حَقِيقَة الِاسْتِثْنَاء إِذا وَقع ب (إلاّ) مكرّراً مرَّتين أَو ثَلَاثًا أَو أَرْبعا. فَقَالَ: الأوّل حَطٌّ، وَالثَّانِي زِيَادَة، وَالثَّالِث حَطّ، وَالرَّابِع زِيَادَة، إِلَّا أَن تجْعَل بَعض (إِلَّا) إِذا جُزت الأوّل بِمَعْنى الأوّل، فَيكون ذَلِك الِاسْتِثْنَاء زِيَادَة لَا غير. قَالَ: وأمّا قَول أبي عُبيدة فِي (إِلَّا) الأولى: إِنَّهَا تكون بِمَعْنى الْوَاو، فَهُوَ خطأ عِنْد النَّحويين. إِلَى: الْعَرَب تَقول: إِلَيْك عنِّي، أَي أَمْسك وكُفّ. وَتقول: إِلَيْك كَذَا وَكَذَا، أَي خُذْه؛ وَقَالَ القُطاميّ: إِذا التَّيار ذُو العَضلات قُلنا إِلَيْك إِلَيْك ضاقَ بهَا ذِرَاعَا وَإِذا قَالُوا: اذْهب إِلَيْك، فمعْناه: اشْتَغل بنَفسك وأَقبل عَلَيْهَا؛ وَقَالَ الأَعشى يُخاطب عاذلته: فاذْهَبي مَا إِليك أَدْركني الحِلْ مُ عَدَاني من هَيْجِكم إشْفَافِي وَقد تكون إِلَى انْتِهَاء غَايَة، كَقَوْلِه تَعَالَى: {ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ} (الْبَقَرَة: 187) . وَتَكون (إِلَى) بِمَعْنى (مَعَ) ، كَقَوْل الله تَعَالَى: {وَلاَ تَأْكُلُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ} (النِّسَاء: 2) . مَعْنَاهُ: مَعَ أَمْوَالكُم. وَأما قَول الله تَعَالَى: {فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ} (الْمَائِدَة: 6) ، فَإِن أَبَا الْعَبَّاس وَغَيره من النَّحْوِيين جعلُوا (إِلَى) بِمَعْنى (مَعَ) هَاهُنَا، وأَوْجَبُوا غَسل المَرافق والكعبَيْن. وَقَالَ مُحَمَّد بن يزِيد وَإِلَيْهِ ذهب الزّجاج: اليدُ من أَطراف الْأَصَابِع إِلَى الْكَتف،

والرِّجْل من الْأَصَابِع إِلَى أَصل الفخذين، فَلَمَّا كَانت المَرافق والكعبان دَاخِلَة فِي تَحديد الْيَد والرِّجل، كَانَت دَاخِلَة فِيمَا يُغسل وخارجةً مِمَّا لَا يُغسل. وَلَو كَانَ الْمَعْنى: مَعَ الْمرْفق، لم يكن فِي الْمرَافِق فَائِدَة، وَكَانَت الْيَد كلهَا يجب أَن تُغسل، لكنه لما قيل: إِلَى الْمرَافِق، اقتُطعت فِي الغَسل من حَدِّ الْمرَافِق. وَقد أشبعت القَوْل بِأَكْثَرَ من هَذَا فِي (تَفْسِير حُرُوف الْمُخْتَصر) ، فَانْظُر فِيهِ إِن طلبت زِيَادَة فِي الْبَيَان. ابْن شُميل عَن الْخَلِيل: إِذا اسْتَأْجر الرجل دابّة إِلَى مَرْو، فَإِذا أَتَى أدناها فقد أَتَى مَرْو؛ وَإِذا قَالَ: إِلَى مَدِينَة مرو، فإِذا أَتَى بَاب الْمَدِينَة فقد أَتَاهَا. وَقَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ} (الْمَائِدَة: 6) أَي: إِن الْمرَافِق فِيمَا يُغْسل. لي: وَقَالَ اللّيث فِي قَوْلك (لي) : هما حرفان قُرنا، وَاللَّام لَام الْملك، وَالْيَاء يَاء الْإِضَافَة، وَكسرت اللَّام من أجل الْيَاء. ألى: قَالَ: الأَلاَء، شَجَرٌ وَرَقُه وحَمْلُه دِبَاغ. وَهُوَ لَا يَزال أَخضر شتاءً وصَيْفاً. والواحدة: أَلاَءة. وتأليفها من لَام بَين هَمزتين: يُقَال: أَديم مَأْلوء، أَي مَدْبُوع بالأَلاَء. ابْن الْأَعرَابِي: إِهابٌ مَأْلًى، مَدْبُوغ بالأَلاَء. أَبُو عَمْرو: من الشَّجر الدِّفْلي. والأَلاء، والآآء، بِوَزْن العَاعاء، والحَبْن، كُلّه الدِّفْلى. أَبُو زيد من الشّجر: الأَلاء. الْوَاحِدَة: ألاَءة، بِوَزْن أَلاَعَة. وَهِي شَجَرَة تُشبه الرَّأْس لَا تَتَغَيَّرُ فِي القَيظ، وَلها ثَمرة تُشْبه سُنْبل الذُّرَة، ومَنْبتها الرّمْل والأودية. قَالَ: والسَّلامان نحوٌ من الأَلاء، غير أَنَّهَا أَصْغَر مِنْهَا، تُتَّخَذ مِنْهَا المَساويك، وثَمرتها مثل ثَمَرَتهَا، ومَنْبتها الأودية والصحارَى، وَقَالَ عَبد الله بن غَنمة يذكر قَتْل بِسْطام: فخرّ عَلى الألاءة لم يُوَسَّد كأنّ جَبِينَه سَيْفٌ صَقِيلُ وأمّا الآء، فالواحدة: آءة. وَهُوَ من مَراتع النعام. أَبُو عَمْرو: الَّلأْلاَءُ: القَرْحُ التَّامُّ. أَبُو عُبيد: اللأى، بِوَزْن اللَّعَا: الثور الوَحْشِيّ.

شَمِر، عَن أبي عَمْرو: الَّلأَى: البَقر، وَحكى: بِكَمْ لآكَ هَذِه؟ أَي بقرتك هَذِه؟ وَقَالَ الطِّرّماح: كَظَهْر الَّلأًى لَا يُبْتغى رَيّةٌ بهَا لَعَنَّت وشَقَّت فِي بُطون الشَّوَاجِنِ والَّلأَى: بِوَزْن اللَّعا: الإبْطاء. يُقَال: لأَى يَلأى لأْياً، ولأًى، والتأى يَلْتئي، إِذا أَبْطأ. قَالَ اللَّيْث: لم أسمع الْعَرَب تَجعل الَّلأْى مَعْرفة، يَقُولُونَ: لأياً عرفتُ، وَبعد لأْي فَعَلت، أَي بعد جَهد ومشَقّة. وَيُقَال: مَا كدت أحملهُ إِلَّا لأْياً. قَالَ أَبُو عُبيد: اللأْي: الإبطاء والاحْتباس؛ وَقَالَ زُهَير: فَلأْياً عرفتُ الدَّارَ بعد تَوهّم قَالَ: وَسمعت الفَرّاء يَحْكِي عَن الْعَرَب أَنَّهَا تَقول لصَاحب اللُّؤلؤ: لأّاء، بِوَزْن لَعّاء، وكَرِه قَوْل النَّاس: لأّال. اللَّيث: اللُّؤلؤ، مَعْرُوف، وَصَاحبه: لأّال. قَالَ: وحذفوا الْهمزَة الْأَخِيرَة حَتَّى استقام لَهُم فَعّال؛ وأَنْشد: دُرَّةٌ مِن عَقائِل البَحْر بِكْر لم تَخُنْها مثاقبُ الَّلأّال قَالَ: وَلَوْلَا اعتلال الهَمزة مَا حَسن حَذفها، أَلا ترى أَنهم يَقُولُونَ لبيَّاع السِّمْسم: سَمَّاس، وحَذْوُهما فِي الْقيَاس وَاحِد. قَالَ: وَمِنْهُم من يَرى هَذَا خطأ. قَالَ: واللِّئالة، بِوَزْن اللِّعالة: حِرْفَةُ الَّلأّال. ويُقال: تَلألأ النَّجم. وتَلألأت النَّار، إِذا اضْطَرمت. يُقَال: لأْلأَت النارُ لأَلأْةً، إِذا توقَّدت. وَيُقَال: لَا أفعل ذَاك مَا لألأَت الفُور بأذنابها، وَذَلِكَ كلّه من اللَّمْع. وَيُقَال للثور الوَحْشيّ: لأْلأ بِذَنبه. الفرّاء: اللِّيَاء واحدته: لِياءة: اللُّوبياء. وَيُقَال: للصَّبِيّة المَليحة: كأنّها لِياءة مَقْشورة. والألاَء: النّعم. واحدتها إِلْيٌ، وأَلْيٌ، وأَلْو، وأَلًى، وإِلًى. وَقَالَ النَّابِغَة: هُمُ الْمُلُوك وأَبْناء المُلوك لَهُم

فَضْلٌ على النَّاس فِي الأَلاء والنِّعَم وَفِي الحَدِيث: (ومَجامرهم الأَلُوّة غير مُطَرَّاة) . قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ الأصمعيّ: وَهُوَ العُود الَّذِي يُتبخّر بِهِ. وأَراها كلمة فارسيةٌ عُرِّبت. قَالَ أَبُو عُبيد: وفيهَا لُغتان: الأَلُوّة، والأُلُوَّة. أَبُو عُبيد: الأَلْوة، والأُلِيَّة: اليَمِين. وَالْفِعْل: آلى يُؤْلي إِيلاء، وتأَلّى يتألّى تألِّياً، وائتلى يَأتلي ائتلاءً. قَالَ الله تَعَالَى: {وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ الْفَضْلِ مِنكُمْ} (النُّور: 22) الْآيَة. وَقَالَ الْفراء: الائتِلاء: الحَلف. وَقَرَأَ بعض أهل الْمَدِينَة وَلَا يتألّ وَهِي مُخالفة الْكتاب، من تألّيت، وَذَلِكَ أَن أَبَا بكر حَلف ألاّ يُنْفق على مِسْطَح بن أُثاثة وقَرابته الَّذين ذكرُوا عَائِشَة، فأَنزل الله هَذِه الْآيَة، وَعَاد أَبُو بكر إِلَى الْإِنْفَاق عَلَيْهِم. وَأَخْبرنِي المُنذري، عَن أبي طَالب، فِي قَوْلهم: لَا دَرَيْت وَلَا ائْتَلَيْت. قَالَ الْفراء: ائتليت، افتعلت، من: أَلَوت: قَصَّرت، فَيَقُول: لَا دَرَيْت وَلَا قَصَّرت فِي الطَّلب ليَكُون أَشْقَى لَك؛ وأَنْشد: وَمَا المرءُ مَا دَامَت حُشَاشةُ نَفسه بمُدْرك أَطْرَاف الخُطوب وَلَا آلِي قَالَ: وَقَالَ الأصمعيُّ: هُوَ من: ألوت الشَّيْء، إِذا استَطعته، فَيَقُول: لَا دَرَيْت وَلَا اسْتطعت أَن تَدْرِي؛ وأَنشد: فَمن يَبْتَغي مَسْعَاةَ قَوْمِيَ فَلْيَرُمْ صُعوداً إِلَى الْجَوزاءِ هَل هُوَ مُؤْتَلِي وَقَالَ أَبُو عُبيدة: {وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ الْفَضْلِ} (النُّور: 22) . من: ألوت، أَي قَصَّرت. قلت: والقَوْل هُوَ الأَوّل. ابْن الإعرابيّ: الأَلْو: التَّقصير، والأَلو: المَنْع، والأَلْو: الِاجْتِهَاد، والألْو: الِاسْتِطَاعَة، والألْو: الْعَطِيَّة؛ وأَنْشَد: أخالدُ لَا ألُوك إِلَّا مُهَنَّداً وجِلْدَ أَبِي عِجْلٍ وَثيق القَبائلِ أَي: لَا أُعْطيك إلاّ سَيْفا وتُرساً من جِلْد ثَور. قَالَ: وَالْعرب تَقول: أَتَانِي فلانٌ فَمَا ألوت رَدَّه، أَي مَا اسْتَطعتُ. وأتاني فِي حَاجَة فأَلوت فِيهَا، أَي اجْتهدت فِيهَا. أَبُو حَاتِم، عَن الْأَصْمَعِي: يُقال: مَا ألوتُ جَهْداً، والعامة تَقول: مَا آلوك جَهْداً، بِالْكَاف، وَهُوَ خطأ. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَوْله تَعَالَى: {لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً} (آل عمرَان: 118) أَي: لَا يُقَصِّرون فِي فَسادكم.

وَأَخْبرنِي المُنذري، عَن أبي الْهَيْثَم، قَالَ: الألْو، من الأضداد. يُقَال: أَلا يَأْلُو، إِذا فَتر وضَعُف؛ وَكَذَلِكَ: أَلَّى وائْتَلَى. وأَلاَ، وأَلَّى، وتَأَلَّى، إِذا اجْتهد؛ وَأنْشد: وَنحن جِيَاعٌ أيَّ أَلْوٍ تَأَلَّتِ مَعْنَاهُ: أيّ جَهْد جَهَدَتْ. أَبُو عبيد، عَن أبي عَمْرو: أَلَّيْت، أَي أَبطأت. قَالَ: وسألني الْقَاسِم بن مَعْن عَن بَيْت الرَّبِيع بن ضَبُع الفَزارِيّ: وَمَا أَلّى بَنِيَّ وَلَا أَسَاؤُوا فَقلت: أَبطأوا. فَقَالَ: مَا تَدَع شَيْئا، وَهُوَ فَعَّلت، من: أَلَوت، أَي: أَبْطأت. وَقَالَ غيرُه: هُوَ من الأُلُوّ، وَهُوَ التَّقْصِير. وَقَوله: جَهْراء لَا تَأْلُو إِذا هِيَ أَظْهرت بَصَراً وَلَا مِنْ عَيْلةٍ تُغْنِيني أَي: لَا تُطيق؛ يُقال: هُوَ يَأْلُو هَذَا الأَمر، أَي: يُطِيقه، ويَقْوَى عَلَيْهِ. ويُقال: إنّي لَا آلُوك نُصْحاً، أَي: لَا أَفْتُر وَلَا أُقَصِّر. اللحياني: جمع اللأي، وَهُوَ الثَّور ويُقال: البَقرة: ألآء، بِوَزْن ألعاع. ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: لآة، وأَلاة، بِوَزْن لَعاة وعَلاة. اللحياني: يُقَال لضَرب من العُود: أَلُوّة، وأُلُوّة، ولِيّة، ولُوّة. وَتجمع: أَلُوَّة: أَلاَوِية؛ وأَنشد: بساقَيْن سَاقَيْ ذِي قَضين تحشُها بأَعوادِ رَنْدٍ أَو أَلاَوِيَةً شُقْرَا اللّيث: يُقال: أَلْيَة الشَّاة، وأَلْية الْإِنْسَان. وَقَالَ ابْن السِّكيت: هِيَ أَلْية النّعْجة، مَفْتُوحَة الْألف. وَالْجمع: أَلَيات. وَلَا تَقُل: لِيّة، وَلَا إِلْيَة، فَإِنَّهُمَا خطأ. ويُقال: كَبْش أَلْيان. ونعجة أَلْيَانة، بَيّنة الأُلَى، مَقْصور. وكبش أَلْيَان. ونَعْجة أَلْيا. وكِباشُ ونِعَاج أُلْيٌ، مثل: عُمْيٌ. اللَّيْث: أَلْيَة الخِنْصر: اللّحمة الَّتِي تحتهَا. وَهِي أَلْية اليَد. ابْن الْأَعرَابِي: الإلْية، بِكَسْر الْهمزَة: القِبَلُ؛ وَجَاء فِي الحَدِيث: (لَا يُقَام الرَّجُل من مَجْلسه حَتَّى يَقوم من إلْية نَفْسه) ، أَي: من قِبَل نَفْسه. قلت: وَقَالَ غَيره: قَامَ فلَان من ذِي إلْيَةٍ، أَي: من تِلْقاء نَفْسه. ورُوي عَن ابْن عُمر: أَنه كَانَ يقوم لَهُ الرجلُ من لِيَة نَفْسه، بِلَا ألف. قلت: كَأَنَّهُ اسمٌ من: وَلِي يَلي، مثل:

الشِّيَه، من: وَشَى يَشِي. وَمن قَالَ: إلْيَة فأصلها: وِلْيَة، فقُلبت الْوَاو هَمزة: أَبُو زيد: هما ألْيان، للأَلْيتين. وَإِذا أفردت الْوَاحِدَة، قيل: ألْية؛ وأَنْشد: ظَعِينةٌ واقفةٌ فِي رَكْب ترتجُّ ألْياه ارْتجاج الوَطْبِ وَكَذَلِكَ: هما خُصْيان. الْوَاحِدَة: خُصْيَة. وأمّا اللِّيّة بِغَيْر همز، فلهَا مَعْنيانِ. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: اللِّيّة: قرابةُ الرَّجُل وخاصّته؛ وأَنْشد: فَمن يَعْصِبْ بِليّته اغْتِراراً فَإنَّك قد مَلأت يدا وَشَامَا قَالَ: واللِّيّة أَيْضا: العُود الَّذِي يُسْتَجْمر بِهِ. وَهِي الأَلُوّة. وَيُقَال: لأى: أبْطأ. وأَلَى، إِذا تَكَبَّر. قلت: وَهَذَا غَريب. ابْن الأعْرابيّ: الأَلِيّ: الرَّجُلُ الكثيرُ الْإِيمَان. والأَلَى: الْإِيمَان. والأُلَى، بِمَعْنى (الَّذين) ؛ وأَنشد: فإنّ الأُلَى بالطَّفّ من آل هاشِم ألل: قَالَ الله جلّ وعزّ: {لاَ يَرْقُبُونَ فِى مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً} (التَّوْبَة: 10) . رُوي عَن مُجاهد والشَّعبيّ: {إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً} . وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: قَالَ أَبُو عُبيدة: الإلّ: العَهْد. والذِّمَّة: مَا يُتَذَمَّم بِهِ. وَقَالَ الفَرّاء: الإلّ: القَرابة. والذِّمة: العَهْد. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: وَقيل: الإل: الحَلِف. وَقيل: هُوَ اسمٌ من أَسمَاء الله. قَالَ: وَهَذَا عندنَا لَيْسَ بالوَجه، لِأَن أَسمَاء الله تَعَالَى مَعْروفة، كَمَا جَاءَت فِي القُرآن وتُليت فِي الأَخبار، وَلم نَسمع الدّاعي يَقُول فِي الدُّعاء: يَا إلّ، كَمَا يَقُول: ياألله، وَيَا رحمان. قَالَ: وَحَقِيقَة الإلّ عِنْدِي، على مَا تُوجبه اللُّغة: تَحديدُ الشَّيْء. فَمن ذَلِك: الألّة: الحَرْبة، لِأَنَّهَا محدّدة. وَمن ذَلِك: أُذُنٌ مُؤَللَّة، إِذا كَانَت محدّدة. ف (الإل) يخرج فِي جَميع مَا فُسّر من العَهْد والقَرابة والجِوار، على هَذَا. إِذا قُلت فِي العَهد: بَينهمَا إلّ، فتأويله: أَنه قد حدّد فِي أخْذ العَهد. وَإِذا قلت فِي الجِوار: بَينهمَا إل، فتأويله: جِوَار يحادّ الْإِنْسَان. وَإِذا قلته فِي القَرابة، فتأويله: الْقَرَابَة الَّتِي تحادّ الْإِنْسَان. سَلمة، عَن الفرَاء، الأُلّة: الرَّاعِية الْبَعِيدَة

المَرْعى من الرُّعاة. والألّة: القَرابة. رُوي عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (عَجب رَبُّكم من إِلِّكم) . قَالَ أَبُو عُبيد: المُحدِّثون رَوَوْه: من إلِّكم، بِكَسْر الْألف، والمَحْفوظ عندنَا: من أَلِّكم، بِالْفَتْح، وَهُوَ أشْبه بالمصادر، كَأَنَّهُ أَرَادَ: من شِدّة قُنُوطكم. وَيجوز أَن يكون من قَوْلك: ألّ يَئِلّ ألاًّ، وأَلَلاً، وأَلِيلاً، وَهُوَ أَن يرفع الرَّجُل صَوْتَه بالدُّعاء، ويَجأر؛ وَقَالَ الكُمَيت: وأَنْت مَا أَنْت فِي غَبْرَاءَ مُظْلمةٍ إِذا دَعَتْ أَلَلَيْها الكاعِبُ الفُضُلُ فقد يكون أَلَلَيْها أَنه يُريد الألل الْمصدر، ثمَّ ثنّاه كأنهُ يُرِيد: صَوتا بعد صَوْت، وَيكون قَوْله: أَلَلَيْها أَن يُريد حكايةَ أصوات النِّساء إِذا صَرَخْن. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الأل فِي غير هَذَا: السُّرعة؛ يُقال: ألّ فِي السَّيْر يئل ويَؤُلّ، إِذا أَسْرع. وَكَذَلِكَ: ألّ لَوْنُه يَؤُلّ أَلاَّ، إِذْ صَفا وبَرَق. وَقَالَ أَبُو دُواد يصف الْفرس والوحش: فَلَهزْتُهُنّ بهَا يَؤُلّ فَرِيصُها مِن لَمْع رَايتنا وهُنّ غَوادِي ابْن السِّكيت: الأُلّة: الحَرْبة. وَجَمعهَا: الأَلّ. قَالَ: والأَلّ، مصدر: ألّه يَؤُلّه أَلاًّ، إِذا طَعَنه بالألّة. والألّ: الصِّياح. يُقَال: ألّ يَئِلّ أَلاًّ وأَلَلاً، وأَلِيلاً؛ وأَنْشد: إِذا دَعَت أَلَلَيْها قَالَ: ثَنَّى المَصدر، وَهُوَ نَادِر. وَقَالَ: والأَلِيلة: الدُّبَيْلة. قَالَ: والأَلَلَةُ: الهَوْدج الصَّغِير. والإلّ: الحِقْد، والإلّ: العَهْد. والأُلّ: الأَوّل؛ وأَنشدنِي المُفضّل: لِمَنْ زُحْلُوقَةٌ زُلّ بهَا العَيْنان تَنْهَلُّ يُنادي الآخِرَ الأُلُّ أَلاَ حُلُّوا أَلاَ حُلُّوا قَالَ: وَهَذَا يَعني لُعبةً للصِّبيان يَجْتمعون فَيَأْخُذُونَ خَشَبَةً فَيَضعونها على قَوْزٍ مِن الرَّمل، ثمَّ يجلس على أحد طَرَفَيها جماعةٌ، وعَلى الآخر جماعةٌ، فأيّ الجماعتين كَانَت أَوْزن ارْتفعت الأُخرى، فينادون أصحابَ الطّرف الآخر: أَلا حُلُّوا، أَي خَفِّفوا مِن عَددكم حَتَّى نُساويكم فِي التَّعْديل. قَالَ: وَهَذَا الَّتِي تُسَمِّها العربُ: الدَّوْدَاة، والزُّحْلُوقة. قَالَ: وتُسمَّى: أُرْجُوحة الْحَضَر المطوّحة.

غيرهُ: أَلاَل: حبلٌ بَعَرَفات. والأَلِيلُ: الأَنِين؛ وأَنْشد: أمَا تَراني أَشْتَكِي الأَلِيلاَ قَالَ: والألَل، والألَلاَن: وَجْهَا السِّكِّين؛ وَوجْهَا كُلّ شيءٍ عريض. قَالَ: وإيل: اسْم من أَسمَاء الله، بالعبرانيّة. قلت: وَجَائِز أَن يكون أُعرب فقِيل: إِسْرَائِيل، وَإِسْمَاعِيل، كَقَوْلِك: عَبدالله، وعُبيد الله. ابْن السِّكيت، عَن أبي عَمْرو: لَهُ الوَيْل والألِيل. قَالَ: والأليل: الأنين؛ وأَنْشد: لَهُ بَعد نَوْمات العُيون أَلِيلُ أَي: توجُّع وأَنِين. اللِّحياني: فِي أَسْنَانه يَلَل وأَلَل، وَهُوَ أَن تُقْبِل الأسْنانُ على باطِن الفَم. غَيره: الأيَلُّ القَصِير الأسْنان. وَالْجمع: اليُلُّ؛ وَقَالَ لَبِيد: يُكْلِح الأَرْوَق مِنْهُم والأيَلّ اللِّحياني: وَهُوَ الضَّلاَل ابْن الألاَل ابْن التَّلاَل؛ وأَنشد: أَصْبحت تَنْهض فِي ضَلالك سادِراً إنّ الضَّلاَلَ ابنُ الألال فأَقْصِرِ ابْن الْأَعرَابِي: الأَلَلاَن: اللَّحمتان المُتطابقتان فِي الكَتِف، بَينهمَا فَجوةٌ على وَجه الْكَتف، يَسيل من بَينهمَا مَاء إِذا مِيزت إِحْدَاهمَا عَن الْأُخْرَى. الْأَصْمَعِي، عَن امْرَأَة من الْعَرَب قَالَت لابنتها: لَا تُهدي إِلَى ضَرّتك الكَتِف فإِنّ المَاء يَجري بَين أَلَلَيْها، أَي: أَهْدى شَرّاً مِنْهَا. قلت: وَإِحْدَى هَاتين اللَّحمتين الرُّقَّى، وَهِي كالشَّحمة البَيضاء تكون فِي مَرْجع الكَتِف، وَعَلَيْهَا أُخرى مثلُها تسمَّى: المَأتَى. آل: ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الأَوْلُ الرُّجوع. وَقد آل يَؤُول أَوْلاً. والأَوْلُ: بُلوغ طِيب الدُّهْن بالعِلاج. الأصمعيّ: آل القَطران يَؤُول أَوْلاً، إِذا خَثُر. قَالَ: وَآل مالَه يَؤُوله إيَالةً، إِذا أَصْلحه وسَاسَه؛ قَالَ لَبِيد: بِصَبُوح صافِيةٍ وضَرْب كرِينةٍ بمُؤَتّرٍ تأتالُه إبْهامُها إِنَّمَا هُوَ تفتعله من أُلْته، أَي: أَصْلحته. قلت: وَمِنْه قَوْلهم: أُلْنا وإيل وعلينا، أَي سُسْنا وساسُونا. وَيُقَال لأَبْوال الْإِبِل الَّتِي جَزأت بالرُّطْب فِي آخر جَزْئها: قد آلت تَؤُول أَوْلاً، أَي: خَثُرت.

فَهِيَ آيلة؛ وَقَالَ ذُو الرّمة: ومِن آيلٍ كالوَرْس نَضْح سُكُوبه مُتُونَ الحَصَى من مُضْمَحِلَ ويابِس ويُقال: طبخت النَّبيذ حَتَّى آل إِلَى الثُّلث، أَو الرُّبع، أَي رَجع. عَمْرو، عَن أَبِيه: الْآل: الشَّخْص. والآل: الْأَحْوَال؛ جمع: آلَة. قَالَ: والآل: السَّراب. والآل: الْخشب المجرَّد؛ وَمِنْه قَوْله: آلٌ على آلٍ تَحمّل آلاَ فالآل، الأول: الرجل؛ وَالثَّانِي: السراب؛ وَالثَّالِث: الخَشَب. وَقَالَ أَحْمد بن يحيى: اخْتلف النَّاس فِي الْآل: فَقَالَت طَائِفَة: آل النَّبِي: من اتّبعه، قرَابَة كَانَ أَو غَير قَرابة. وآلُه: ذُو قَرابته مُتَّبعاً كَانَ أَو غير مُتَّبع. وَقَالَت طَائِفَة: الْآل والأهل، وَاحِد. واحتجّوا بِأَن الْآل إِذا صُغِّر قَالُوا: أُهَيل، فَكَانَ الْهمزَة هَاء، كَقَوْلِهِم: هَنَرْت الثَّوب وأَنَرْتُه، إِذا جعلت لَهُ عَلماً. ورَوى الفَرّاء، عَن الْكسَائي فِي تَصْغير آل: أُوَيْل. قَالَ أَبُو العبّاس: فقد زَالَت تِلْكَ العلّة وَصَارَ الْآل والأهل أصلَيْن لمَعنَييْن، فَيدْخل فِي الصَّلاة كلّ من اتبع النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قرَابَة كَانَ أَو غيرَ قرَابَة. ورَوينا عَن الشافعيّ أَنه سُئل عَن قَول النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد) ، مَن آلُ مُحَمَّد؟ فَقَالَ: مِن قائلٍ: آله: أَهله وأزواجه، كَأَنَّهُ ذهب إِلَى أَن الرجل يُقال لَهُ: أَلَكَ أَهْلٌ؟ فَيَقُول: لَا، وَإِنَّمَا يَعْنِي أَنه لَيْسَ لَهُ زَوْجة. قَالَ الشَّافِعِي: وَهَذَا مَعْنًى يحْتَملهُ اللِّسان، وَلكنه معنى كَلَام لَا يُعرف إِلَّا أَن يكون لَهُ سَبب من كَلَام يدلُّ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ أَن يُقال للرجل: تزوّجت؟ فَيَقُول: مَا تأهّلت، فيُعرف بأوّل الْكَلَام أَنه أَرَادَ: مَا تزوجت. أَو يَقُول الرجل: أَجْنبت من أَهلِي، فيُعرف أَن الْجَنَابَة إِنَّمَا تكون من الزَّوْجة. فأمّا أَن يبْدَأ الرَّجُلُ فَيَقُول: أَهلي بِبَلَد كَذَا فَأَنا أزُور أَهلِي، وَأَنا كريم الأهْل، فإنّما يَذْهَب النَّاس فِي هَذَا إِلَى: أهل البَيت لَهُ. قَالَ: وَقَالَ قائلٌ: آل مُحَمَّد: أهلُ دِين محمّد. قَالَ: وَمن ذَهب إِلَى هَذَا أَشْبه أَن يَقُول: قَالَ الله لنُوح عَلَيْهِ السَّلَام: {احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ} (هود: 40) ، وَقَالَ نوح: {رَبِّ إِنَّ ابُنِى مِنْ أَهْلِى} (هود: 45) ، فَقَالَ تبَارك وَتَعَالَى: {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ

أَهْلِكَ} (هود: 46) أَي: لَيْسَ من أَهل دِينك. قَالَ الشَّافِعِي: وَالَّذِي نَذهب إِلَيْهِ فِي مَعنى الْآيَة أنّ مَعْناه: إِنَّه لَيْسَ من أَهلك الَّذين أَمرناك بحَمْلهم مَعَك. فإِن قَالَ قائلٌ: وَمَا دَلّ على ذَلِك؟ قيل: قولُه: {وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ} (هود: 40) فأَعلمه أَنه أَمره بِأَن يحمل من أَهله مَن لم يَسْبق عَلَيْهِ القولُ من أهل المَعاصي، ثمَّ بَين ذَلِك فَقَالَ: {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} (هود: 46) . قَالَ الشَّافِعِي: وذَهب ناسٌ إِلَى أَن آل مُحَمَّد: قرَابَته الَّتِي يَنْفرد بهَا دُون غَيرهَا مِن قَرابته. قَالَ: وَإِذا عُدّ آل الرجل وَلده الَّذين إِلَيْهِ نَسبهم، وَمن يُؤْويه بيتُه مِن زَوْجة أَو مَملوك أَو مولى أَو أحد ضَمّه عيالُه، وَكَانَ هَذَا فِي بعض قَرابته من قبل أَبِيه دُون قرَابَته من قبل أمه، لم يجز أَن يُسْتدل على مَا أَرَادَ الله من هَذَا ثمَّ رَسُوله إِلَّا بسُنة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا قَالَ: إنّ الصَّدقة لَا تَحِلّ لمحمّد وَآل محمّد، دلّ على أَن آل مُحمد هم الَّذين حُرِّمت عَلَيْهِم الصَّدقة وعُوِّضوا مِنْهَا الخُمس، وهم صَليبة بني هَاشم، وَبني المطّلب، وهم الَّذين اصطفاهم الله من خَلقه بعد نبيّه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قلت: قد أخبرنَا بِجَمِيعِ ذَلِك الأوزاعيّ عَن حَرملة، عَن الشَّافِعِي. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ، عَن أبي الْهَيْثَم، عَن الْأَصْمَعِي: السَّراب، والآل، وَاحِد. وَخَالفهُ غَيره، فَقَالَ: الْآل، من الضُّحى إِلَى زَوال الشَّمس؛ والسَّراب: بعد الزّوال إِلَى صَلَاة العَصر. واحتجّوا بِأَن الْآل يَرفع كُلّ شَيْء حَتَّى يصير لَهُ آلٌ، أَي شخص، وَآل كل شَيْء شَخْصُه. وَأَن السّارب يَخْفض كلَّ شَيْء فِيهِ حَتَّى يصير لاصقاً بِالْأَرْضِ لَا شَخْص لَهُ. وَأَخْبرنِي المُنذري، عَن الأعلم أبي بكر، عَن ابْن سَلام، عَن يُونُس، قَالَ: قَالَت الْعَرَب: الآلُ: مُذْ غُدْوة إِلَى ارْتِفَاع الضُّحَى الأعْلى، ثمَّ هُوَ سَراب سائرَ الْيَوْم. وَأَخْبرنِي، عَن الحرّاني، عَن ابْن السِّكيت: الْآل: الَّذِي يَرفع الشُّخوص، وَهُوَ يكون بالضُّحى؛ والسراب: الَّذِي يَجْري على وَجه الأَرْض كَأَنَّهُ المَاء، وَهُوَ يكون نِصْف النَّهَار. قلت: وعَلى هَذَا رَأَيْت الْعَرَب فِي الْبَادِيَة. وَهُوَ صَحِيح؛ سُمِّي: سراباً، لِأَنَّهُ كَالْمَاءِ الجارِي. وَقَالَ هِشام، أَخُو ذِي الرُّمة:

حتّى إِذا أَمْعَرُوا صَفْقَيْ مَبَاءَتهم وجَرَّد الخَطْبُ أَثْباجَ الجَراثِيمِ آلُو الجِمَالَ هَرامِيلَ العِفاء بهَا على المَنَاكِب رَيْعٌ غيرُ مَجْلُوم آلوا الجِمال: أَي رَدُّوها لِيَرْتحلُوا عَلَيْهَا. اللَّيْث: الإيَال على فِعَال: وِعَاء يُؤَال فِيهِ شَرابٌ أَو عَصير، أَو نَحْو ذَلِك. يُقَال: أُلْت الشَّراب أؤُوله أَوْلاً؛ وأَنْشد: ففَتّ الخِتَامَ وَقد أَزْمَنَت وأَحْدَثَ بعد إِيَالٍ إِيَالاَ قلت: وَالَّذِي نَعرفه: آل الشَّرابُ، إِذا خَثُر وانْتهى بُلوغُه ومُنتهاه من الْإِسْكَار. وَلَا يُقَال: أُلْتُ الشَّرابَ. والإيَال، مصدر: آل يَؤُول أَوْلاً وإِيَالاً. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الْآلَة: سَرِير المَيت؛ وأَنْشد بَيت كَعب بن زُهَير: كُل ابْن أُنْثى وَإِن طَالَتْ سَلامَتُه يَوْمًا على آلَةٍ حَدْباء مَحْمُولُ غَيره: آل فلانٌ من فلانٍ، أَي وَأَلَ مِنْهُ ونجَا، وَهِي لُغَة الْأَنْصَار؛ يَقُولُونَ: رَجُلٌ آيل، مَكَان وَائِل؛ وأَنشد بعضُهم: يَلُوذ بشُؤْبُوبٍ من الشَّمس فَوْقها كَمَا آلَ مِن حَرِّ النَّهارِ طَرِيدُ وَآل لَحْمُ النَّاقة، إِذا ذَهب؛ وَقَالَ الأعْشى: أَكْلَلتها بعد المِرَا ح فآل مِن أَصْلابِها أَي: ذَهب لحمُ صُلْيها. اللَّيْث: الأيِّل: الذَّكر من الأوْعال. والجميع: الأيَايل. قَالَ: وَإِنَّمَا سُمِّي: أَيّلاً، لِأَنَّهُ يَؤُول إِلَى الْجبَال يَتحصَّن فِيهَا؛ وأَنشد: كأنّ فِي أَذْنابهنّ الشُّوَّلِ من عَبَس الصَّيْف قُرونَ الأَيِّلِ وَقَالَ غيرُه: فِيهِ ثَلَاث لُغات: إيَّل، وأَيِّل، وأُيَّل. ابْن شُميل: الأيّل، الذَّكر. والأُنثى: أيّلة. وَهُوَ الأرْوَى. أَبُو عبيد: هُوَ الأُيّل، وأَنْشد شَمِرٌ للجَعْدِيّ: وبِرْذَوْنة بَلّ البَراذِينُ ثَغْرها وَقد شَرِبت من آخِر اللّيْل أُيّلاَ قَالَ شَمر: الأُيّل، بِوَزْن فُعَّل، وَقَالَ: شَرِبتْ ألبان الأيَايل. وَقَالَ أَبُو نصر: هُوَ البَوْل الخائِر. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: هَذَا محَال، وَمن أَيْن تُوجد ألبان الأيايل؛ وَالرِّوَايَة: وَقد شَرِبت من آخر اللّيل أُيّلا وَهُوَ: اللّبن الخاثر، من آل، إِذا خَثُر. قَالَ أَبُو عَمْرو: أُيّل: ألبان الأيَايل. وَقَالَ أَبُو نصر: هُوَ الْبَوْل الخائر، بِالْفَتْح

، من أَبْوَال الأُرْويّة، إِذا شربْته المرأةُ اغْتلمت؛ وَقَالَ الفرزدق: وكأنّ خاثِره إِذا ارْتَثَؤُوا بِهِ عَسَلٌ لَهُم حُلِبت عَلَيْهِ الأيِّلُ ابْن شُميل: الأيّل: هُوَ ذُو القَرن الأشْعث الضخم، مثل الثور الأهليّ. وَجمعه: الأيايل. قَالَ: وَيُقَال لَهُ: أُيّل، مِثَال فُعَّل. وأل: اللَّيْث: الْمَآل والمَوْئِل: المَلْجأ. يُقال من المَوْئل: وأَلْت، مثل وَعَلْت. وَمن الْمَآل: أُلْت، مثل عُلْت مَآلًا، بِوَزْن معالاً؛ وأَنشد: لَا يَسْتطيع مَآلًا مِن حَبائِله طَيرُ السَّماء وَلَا عُصْم الذُّرَى الوَدِقِ وَقَالَ الله تَعَالَى: {لَّن يَجِدُواْ مِن دُونِهِ مَوْئِلاً} (الْكَهْف: 58) . قَالَ الْفراء: المَوْئِل: المَنْجَى، وَهُوَ المَلْجأ. وَالْعرب تَقول: فلَان يُوائِل إِلَى مَوْضعه. يُرِيد: يذهب إِلَى مَوْضِعه وحِرزه؛ وأَنشد: لَا واءَلَتْ نفسُك خَلَّيتها للعامريِّين وَلم تُكْلَمِ أَبُو الْهَيْثَم: وأل يَئِل وَأْلاً ووَأْلَة، ووَاءَل يُوائل مُواءَلَة، ووِئالاَ. أَبُو عُبيد، عَن أبي عَمْرو: الوَأْلَة، مثل الوَعْلة، أبعار الْغنم وَالْإِبِل وَأَبْوَالهَا جَمِيعًا. يُقَال: قد أَوأل الْمَكَان، فَهُوَ مُوئِل. وَهُوَ الوَأْل والوَأَلة. اللَّيْث: الوَأْل والوَعْل: المَلْجأ. ليل: اللَّيْث: اللَّيل: ضِدّ النَّهار. واللَّيل: ظلامُ اللَّيل. والنّهار: الضِّياء. فَإِذا أفردت أَحدهمَا من الآخر قلت: لَيْلَة، ويَوم. وتصغير لَيْلَة: لُيَيْلة، أخرجُوا الْيَاء الْأَخِيرَة من مخرجها فِي اللَّيالي. يَقُول بَعضهم: إِنَّمَا كَانَ أصل تأسيس بنائها لَيْلًا مَقْصور. وَقَالَ الْفراء: لَيْلَة، كَانَت فِي الأَصْل: لَيْلية، وَلذَلِك صُغِّرت: لُيَيلة. وَمثلهَا: الكَيْكة: البَيْضة، كَانَت فِي الأَصْل: كَيْكية؛ وَجَمعهَا: الكَيَاكي. وَقَالَ اللَّيْث: العربُ تَقول: هَذِه لَيلة لَيْلاء، إِذا اشتَدّت ظُلْمتها؛ ولَيْلٌ أليل؛ وَقَالَ الكُميت: وليلهم الأَلْيل قَالَ: وَهَذَا فِي ضَرورة الشِّعر، أما فِي الْكَلَام ف (لَيْلاَء) . النَّضْر: لَيلٌ لائِل: طَوِيل؛ وأَلْيلْت: صِرْت فِي اللَّيل. وَقَالَ فِي قَوْله:

لَسْتُ بِلَيْلِيّ ولكنِّي نَهِرْ يَقُول: أَسِير بالنّهار وَلَا أطيِق سُرَى اللَّيْل. قَالَ: وَإِلَى نِصف النَّهَار تَقول: فعلتُ اللَّيلةَ. فإِذا زَالَت الشمسُ قلت: فعلتُ البارحةَ، لِلَّيْلة الَّتِي قد مَضَت. ابْن نَجدة، عَن أبي زيد: الْعَرَب تَقول: رَأَيْت الليلةَ فِي مَنَامِي، مُذْ غدوةٍ إِلَى زَوال الشَّمْس. فَإِذا زَالَت الشَّمْس قَالُوا: رَأَيْت البارحةَ فِي مَنامي. قَالَ: وَيُقَال: تَقْدَمُ الإبلُ هَذِه الليلةَ الَّتِي فِي السَّماء؛ إِنَّمَا تَعني: أَقربَ اللَّيالي من يَوْمك، وَهِي الليلةُ الَّتِي تَلِيه. وَقَالَ أَبُو مَالك: الهِلالُ فِي هَذِه اللَّيلةِ الَّتِي فِي السَّمَاء؛ يَعْني: الليلةَ الَّتِي تَدْخلها، يُتكلَّم بِهَذَا فِي النَّهَار. وأفادنا المُنذريّ، عَن أبي الْهَيْثَم: النّهار، اسْم، وَهُوَ ضدّ اللَّيل. وَالنَّهَار: اسْم لكُل يَوْم. وَاللَّيْل: اسْم لكُل لَيْلَة. لَا يُقَال: نهارٌ ونهاران، وَلَا لَيل ولَيْلان. إِنَّمَا وَاحِد النَّهار: يَوْم؛ وتَثنيته: يَوْمَانِ؛ وَجمعه: أيّام. وضدّ الْيَوْم: لَيْلَة؛ وَجَمعهَا: ليالٍ. وَكَأن الْوَاحِدَة ليلاة فِي الأَصْل، يدل على ذَلِك جمعهم إِيَّاهَا: اللَّيالي، وتَصْغيرهم إيّاها: لُيَيْلة. قَالَ: وَرُبمَا وَضعت الْعَرَب النَّهَار فِي مَوضِع الْيَوْم. فيجمعونه حينئذٍ: نُهُراً؛ وَقَالَ دُريد بن الصّمّة: وغارة بَين الْيَوْم وَاللَّيْل فَلْتَةً تداركتُها وَحْدي بسيدٍ عَمَرَّدِ فَقَالَ: بَين الْيَوْم وَاللَّيْل، وَكَانَ حقّه: بَين الْيَوْم وَاللَّيْلَة، لأنّ اللّيلة ضدّ الْيَوْم، وَالْيَوْم ضد اللّيلة، وَإِنَّمَا اللَّيْل ضد النَّهَار؛ كَأَنَّهُ قَالَ: بَين النَّهَار وَبَين اللّيل. وَالْعرب تَستجيز فِي كَلَامهَا: تَعالى النهارُ، فِي معنى: تعالَى الْيَوْم. ابْن الْأَعرَابِي: أُمّ لَيلى، هِيَ الخَمر. وليلى: هِيَ النّشوة، وَهُوَ ابْتِدَاء السُّكر. وحَرّة لَيلى، مَعْرُوفَة، وَهِي إحْدى حِرَار بِلَاد العَرب. ولَيلى: من أَسمَاء النِّساء، مَعْنَاهُ: أَنَّهَا ذَات نشوة، لما فِيهَا من النَّعْمة والفُتُور. لوى: قَالَ اللَّيْث: لَوَيْتُ الحَبْلَ أَلْوِيه لَيّاً. قَالَ: ولَوَيْت الدَّيْن ليًّا ولَيّاناً؛ وَفِي الحَدِيث: (ليّ الواجِد) . قَالَ أَبُو عُبيد: اللّيّ: المَطْل؛ وأَنْشد للأَعْشَى:

يَلْوينَني دَيْنِي النهارَ وأَقْتَضي دَيْنِي إِذا وَقَذَ النُّعاسُ الرُّقَّدَا وَقَالَ ذُو الرُّمّة: تُطِيلَين لَيَّانِي وأنتُ مَلِيَّةٌ وأُحْسِنُ يَا ذاتَ الوِشاح التَّقاضِيَا الْأَصْمَعِي: لَوى الأمْرَ عَنهُ، يَلْويه لَيّاً. وَيُقَال: أَلْوى بذلك الأَمْرِ، إِذا ذَهب بِهِ. ولَوى عَلَيْهِم: عَطَف عَلَيْهِم وَتَحَبَّس. ويُقال: مَا يَلْوي على أَحد. ويُقال فِي وَجع الجَوْفِ: لَوِي يَلْوي لَوًى، مَقْصور. وَيُقَال: لَوِي ذنبُ الْفرس، يَلْوَى لَوًى، وَذَلِكَ إِذا مَا اعْوَجّ؛ وَقَالَ العجّاج: كالكَرِّ لَا شَخْتٌ وَلَا فِيهِ لَوًى يُقال مِنْهُ: فرسٌ مَا بِهِ لَوًى وَلَا عَصَلٌ. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: كَبْشُ أَلْوَى، ونَعْجة لَيَّاء، من شَاة لُيّ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: من أمثالهم: أَيْهاتَ أَلْوَتْ بِهِ العَنْقَاء المُغْرِب كأنّها داهية. وَلم يُفسِّر أَصْله. وأَلْوَى بثَوبه، إِذا لمَع بِهِ. وَكَذَلِكَ: ألْوى البَعِيرُ بذَنبه. أَبُو الْعَبَّاس: أَلْوى، إِذا جَفّ زَرْعُه. وأَلْوى: عَطف على مُسْتَغِيث. وأَلْوى: أكل اللَّوِيّةَ. وأَلْوى: خاط لِواء الأَمِير. وأَلْوى: أَكْثر التَّمَنِّي. اللَّيْث: أَلْوى بثَوْبه للصَّرِيخ. وألوت المرَأةُ بِيَدها. وألوت الحربُ بالسَّوام، إِذا ذَهبت بهَا وصاحبُها يَنْظر إِلَيْهَا. أَبُو عبيد: من أمثالهم فِي الرَّجُل الصَّعْب الشَّديد اللَّجاجة: لتجدنّ فلَانا أَلْوى بَعِيدَ المُستحر؛ وأَنْشد فِيهِ: وجدتَني ألْوى بَعيد المُسْتَحَرّ أحْمل مَا حُمِّلْتُ من خَيْرٍ وشَرّ وَأَخْبرنِي المُنذري، عَن أبي الْهَيْثَم: الأَلْوى: الْكثير المَلاَوِي. ويُقال: رَجُلٌ أَلْوى شَدِيد الخُصومة يَلْتوي على خَصْمه بالحجّة وَلَا يَقَرّ على شَيْء وَاحِد. والألْوى: الشَّديد الالتواء، وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ بالفارسيّة: شخانيون. قَالَ: ولويت الثّوبَ: عصرتُه حَتَّى خرج مَا فِيه مِن المَاء. الأصمعيّ: اللِّوَى: مُنْقطع الرَّمْلة. يُقَال: قد أَلْوَيتم فانْزِلُوا، وَذَلِكَ إِذا بَلَغوا لِوَى الرَّمْل. واللَّوِيّة: مَا يُخْبأ للضَّيْف، أَو يَدَّخره الرَّجُلِ لِنَفْسه. وَجَمعهَا: اللوَايَا؛ وَمِنْه قَوْله:

آثَرْتَ ضَيْفك باللَّوِيّة وَالَّذِي كانتْ لَهُ ولِمثْلِه الأذْخَار وَسمعت أعرابيّاً من بني كِلاب يَقُول لِقَعيدةٍ لَهُ: أَيْن لَوَاياك وحَواياك؟ ألاَ تُقدِّمينها إِلَيْنَا؟ أَرَادَ: أَيْن مَا خبأت من شُحيمة وقَدِيدة وَتَمْرَة وَمَا أشبههَا من شَيْء يُدَّخر للحقُوق. واللَّوِيّ: مَا جَفّ من البَقْل. وَقد أَلْوَى البَقْلُ. وَجمع لِوَاء الْأَمِير: أَلْوِية، وأَلْواء. وَجمع لِوَى الرَّمل: ألْوية، وأَلْواء. ولَوَى خَبَره، إِذا كَتمه. والأَلْوَى: المُعتزل لَا يزَال مُنْفرداً؛ وأَنْشد: حَصانٌ تُقْصِد الألْوى بِعَيْنَيْها وبالْجِيدِ قَالَ: والأُنثى: لَيّاء. ونسوة لِيّان؛ وَإِن شِئْت: لَيَّاوات. والرِّجال ألْوُون. وَالتَّاء وَالنُّون فِي الْجَمَاعَات لَا يمْتَنع مِنْهُمَا شَيْء من أَسمَاء الرِّجال ونعوتها، وَإِن نعت قيل: يلوى لوى، وَلَكنهُمْ استغنوا عَنهُ بقَوْلهمْ: لَوَى رَأسه. وَمن جعل تأليفه من لَام وَاو، قَالَ: لَوى؛ وَقَالَ الله تَعَالَى فِي ذِكْر الْمُنَافِقين: {اللَّهِ لَوَّوْاْ} (المُنَافِقُونَ: 5) . 7 وقرىء: لَوَوْا. اللَّيْث: يُقَال لَويتُ عَن هَذَا الْأَمر، إِذا الْتَويْت عَنهُ؛ وأَنشد: إِذا الْتَوَى بِي الْأَمر أَو لَوِيت مِن أَيْن آتِي الأمْرَ إِذْ أُتِيت ولُؤيّ بن غَالب: أَبُو قُريش. ابْن السِّكيت وَغَيره: هُوَ عَامر بن لُؤيّ، بِالْهَمْز. وعوامّ النَّاس لَا يَهْمزون. وَيُقَال: لَوَّى عَلَيْهِ الأمرَ، إِذا عَوّصه. وَيُقَال: لوّأ الله بك، بِالْهَمْز تَلْوِئةً، أَي شَق بك؛ وأَنْشد ابْن الْأَعرَابِي: وَكنت أرَجِّي بعد نَعْمانَ جابِراً فلَوّأ بالعَيْنَيْن والوَجْه جابِرُ وَيُقَال: هَذِه وَالله الشَّوْهَة واللَّوْأة. وَيُقَال للرجل الشَّديد: مَا يُلْوَى ظهرُه، أَي مَا يَصْرعه أحد. والمَلاَوي: الثَّنايا الَّتِي لَا تَسْتقيم. أَبُو عُبيد، عَن اليَزيديّ: أَلْوت النَّاقة بذَنَبها، ولوت ذَنبهَا. وأَلوى الرَّجُلُ برَأْسه، ولَوى رأسَه. وأَصَرّ الفرسُ بأُذنه، وصَرّ أذُنَه. ولى: أَبُو عُبيدة وَغَيره: الْوَلْيُ: القُرْب، وأَنشد:

وَشطّ وَلْيُ النَّوى إنّ النَّوَى قَذَفٌ قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: الوَلْي، مثل الرَّمْي: الْمَطَر الَّذِي يَأْتِي بعد المَطر. يُقال: وُلِيت الأرْضُ وَلْياً. فَإِذا أردْت الِاسْم، فَهُوَ الوَلِيّ، مثل النَّعِيّ. والنَّعيّ، الِاسْم؛ والنَّعْي، الْمصدر. وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: لِنِي وَلْيَةً تُمْرِعْ جَنَابِي فإنّني لِما نِلْتُ من وَسْمِيِّ نُعْماكَ شاكِرُ لِني، أمْرٌ من الوَلْي، أَي أمطرني وَلْيةً مِنْك، أَي مَعروفاً بعد مَعْروف. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الوَلِيّ: التَّابِع المُحِبّ. وَقَالَ فِي قَول النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (من كنت مَولاه فعليٌّ مَوْلَاهُ) ، أَي من أحبّني وتولاّني فَلْيتولّه. وَقَوله جلّ وعزّ: {) يَتَمَطَّى أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} (الْقِيَامَة: 34) . قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ تَهَدُّد ووَعِيد. قَالَ: وَقَالَ أَبُو نَصر: قَالَ الْأَصْمَعِي: {أَوْلَى} مَعْنَاهُ: قاربك مَا تكره، أَي نزل بك يَا أَبَا جهل مَا تكره وقاربَك. وَأنْشد الْأَصْمَعِي: فعادَى بَين هادَيَتَيْن مِنْهَا وأَوْلَى أَن يَزيد على الثَّلاثِ أَي: قَارب أَن يَزِيد. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: لم يقل أحد فِي أَوْلى لَك، أَحْسن ممّا قَالَ الأصمعيّ. قَالَ: وَقَالَ غَيرهمَا: أَوْلى، يَقُولهَا الرَّجُل لآخر يُحَسِّره على مَا فَاتَهُ، وَيَقُول: يَا مَحْروم، أَي شَيْء فاتك؟ وَقَوله عزّ اسمُه: {مَا لَكُم مِّن وَلايَتِهِم مِّن شَىْءٍ} (الْأَنْفَال: 72) . قَالَ الْفراء: يُريد: مَا لكم من مواريثهم من شَيْء. قَالَ: وكَسْر الْوَاو هَا هُنَا من وِلايتهم أعجبُ إليّ من فتحهَا، لِأَنَّهَا إِنَّمَا تُفتح أَكثر ذَلِك إِذا أُرِيد بهَا النُّصرة. وَكَانَ الْكسَائي يَفتحها ويَذهب بهَا إِلَى النُّصرة. قلتُ: وَلَا أَظُنهُ عَلِم التَّفسير. قَالَ الْفراء: ويختارون فِي وَلِيتُه وِلاَية: الْكسر، وَقد سَمِعناهما بِالْفَتْح وبالكسر فِي مَعْنَييْهما جَمِيعًا؛ وأَنْشد: دَعيهم فهم أَلْبٌ عليّ ولايةٌ وحَفْرهمُ أَن يَعْلموا ذاكَ دائِبُ وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس نَحوا مِمَّا قَالَ الفرّاء. وَقَالَ الزّجاج: يُقرأ: (وَلاَيتهم) ،

و (وِلاَيتهم) ، بِفَتْح الْوَاو وَكسرهَا، فَمن فتح جَعلها من: النُّصرة والنَّسب. قَالَ: والوِلاية، الَّتِي بِمَنْزِلَة الْإِمَارَة، مَكْسُورَة. قَالَ: والوِلاية على الْإِيمَان وَاجِبَة، الْمُؤْمِنُونَ بعضُهم أَولياء بعض. وَلِيٌّ بَيِّن الوَلاَية. ووالٍ بيِّن الوِلاَية. والوليّ: وليّ الْيَتِيم الَّذِي يَلِي أَمره ويَقُوم بكِفايته. ووليّ الْمَرْأَة: الَّذِي يَلي عَقْد النِّكاح عَلَيْهَا وَلَا يَدعها تَسْتَبِدّ بعَقْد النِّكاح دُونه. وَيُقَال: فلَان أولى بِهَذَا الْأَمر من فلَان، أَي: أحقّ بِهِ. وهما الأَوْليان، أَي: الأَحَقّان؛ قَالَ الله عَزّ وجلّ: {مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الاَْوْلَيَانِ} (الْمَائِدَة: 107) . قَرَأَ بهَا عليّ رَضِي الله عَنهُ، وَبهَا قَرَأَ أَبُو عَمْرو وَنَافِع وكَثِير. وَقَالَ الْفراء: مَن قَرَأَ الأَوْلَيان أَرَادَ: وَليَّي المَوْرُوث. وَقَالَ الزجّاج: الأَوْلَيان، فِي قَول أَكثر الْبَصرِيين، يَرتفعان على الْبَدَل ممّا فِي يقومان. الْمَعْنى: فَلْيَقُم الأَوْليان بِالْمَيتِ مَقام هذَيْن الجائيين. وَمن قَرَأَ الأوَّلِين ردَّه على الَّذين وَكَأن المَعنى: من الَّذين استَحقّ عَلَيْهِم أَيْضا الأوَّلين. وَهِي قِرَاءَة ابْن عبّاس، وَبهَا قَرَأَ الْكُوفِيُّونَ، وَاحْتَجُّوا بقول ابْن عبَّاس: أَرَأَيْت إِن كَانَ الأَوْليان صغيرَيْن؛ وَأنْشد أَبُو زيد: فَلَو كَانَ أَوْلى يُطْعم القَوْمَ صِدْتُهم ولكنّ أَوْلَى يَتْرُك القَوْمَ جُوَّعَا قَالَ: أَولى فِي هَذَا حِكَايَة، وَذَلِكَ أنّه كَانَ لَا يُحسن أَن يَرمي، وأحبّ أَن يُمتدح عِنْد أَصْحَابه، فَقَالَ: أَوْلَى، وَضرب بِيَدِهِ على الْأُخْرَى، وَقَالَ: أولى، فحكي ذَلِك. وَقَالَ الله تَعَالَى: {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِىَ مِن وَرَآئِى} (مَرْيَم: 4) . قَالَ الْفراء: هم وَرثة الرَّجل وَبَنُو عَمِّه. قَالَ: والوَليّ والمَوْلى، وَاحِد فِي كَلَام الْعَرَب. قلت: ومِن هَذَا قولُ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَيّمَا امرأةٍ نَكَحت بِغَيْر إذْن مَوْلَاهَا) . وَرَوَاهُ بَعضهم وَليهَا، لأنّهما بِمَعْنى وَاحِد. وَأَخْبرنِي المُنذريّ، عَن ابْن فَهم، عَن ابْن سَلام، عَن يُونُس، قَالَ: الْمولى، لَهُ مَوَاضِع فِي كَلَام الْعَرَب: مِنْهَا: الْمولى فِي الدِّين: وَهُوَ الْوَلِيّ، وَذَلِكَ قولُ الله تَعَالَى: {أَمْثَالُهَا ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى

الَّذِينَءَامَنُواْ وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَى لَهُمْ} (مُحَمَّد: 11) . وَمِنْه قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (مَن كُنت مَولاه) ، أَي وليّه. قَالَ: وَقَوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (مُزَينة وجُهينة وأَسْلَم وغِفار موالِي الله وَرَسُوله) ، أَي: أولياؤُهما. قَالَ: وَالْمولى: العَصَبة، وَمِنْه قولُه عزّ وجلّ: {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِىَ مِن وَرَآئِى} (مَرْيَم: 5) . وَقَالَ اللِّهْبِيّ يُخاطب بني أُميّة: مَهْلاً بَنِي عَمِّنا مَهْلاً مَوالِينا امْشُوا رُوَيْداً كَمَا كُنْتُم تكَونُونَا قَالَ: وَالْمولى: الحليف، وَهُوَ من انْضَمَّ إِلَيْك فعزّ بِعِزّك وامْتَنع بمَنَعتك. والمَوْلى: المُعْتَق انْتسب بنَسبك، وَلِهَذَا قيل للمُعْتقين: المَوالِي. قَالَ: قَالَ أَبُو الهَيثم: المَوْلى على سِتّة أوْجه: الْمولى. ابنُ العَمّ، والعمُّ، والأخُ، والابْنُ، والعَصَبات كلهم، والمَوْلَى: النَّاصِر، والمَوْلَى: الَّذِي يَلِي عَلَيْك أَمْرَك. قَالَ: وَرجل وَلاء، وقومٌ وَلاء، فِي معنى: ولِيّ، وَأَوْلِياء. والوَلاَء، مصدر. والمَولى: مولى المُوالاة، وَهُوَ الَّذِي يُسلم على يدك ويُوالِيك. وَالْمولى: مولى النِّعمة، وَهُوَ المُعْتِق أَنعم على عَبْده بعِتْقه. وَالْمولى: المُعْتَق، لِأَنَّهُ ينزل منزلَة ابْن الْعم، يجب علَيك أَن تَنْصره، وترَثه إِن مَاتَ وَلَا وارِثَ لَهُ. والتَّولية، تكون إقبالاً، وَمِنْه قولُه جلّ عزّ: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} (الْبَقَرَة: 144) ، أَي: وَجِّه وَجهك نَحوه وتلقاءَه. وَكذلك قَوْله تَعَالَى: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا} (الْبَقَرَة: 148) . قَالَ الْفراء: هُوَ مُسْتقبلها. والتَّولية، فِي هَذَا الْموضع: إقْبال. قَالَ: والتّولية، تكون انصرافاً؛ قَالَ الله تَعَالَى: {ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ} (التَّوْبَة: 25) . وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: {يُوَلُّوكُمُ الاَْدُبَارَ} (آل عمرَان: 111) . هِيَ، هَاهُنَا: انصراف. وَقَالَ أَبُو مُعاذ النّحوي: قد تكون (التَّوْلِية) بِمَعْنى: التَّوَلِّي. يُقَال: وَلّيت وتولّيت، بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ: وَسمعت الْعَرَب تنشد بيتَ ذِي الرُّمّة:

إِذا حَوّل الظِّلُّ العَشِيَّ رَأيتَه حَنِيفاً وَفِي قَرْن الضُّحَى يَتَنَصَّرُ أَرَادَ: تحوُّل الظِّل بالعَشِيّ. وَقَوله: {هُوَ مُوَلِّيهَا} (الْبَقَرَة: 148) أَي: متولّيها، أَي مُتّبعها وراضِيها. تولَّيت فلَانا: اتَّبعته ورَضِيت بِهِ. وَيُقَال للرُّطْب إِذا أَخذ فِي الهَيْج: قد وَلى، وتَولى. وتَوَلِّيه: شُهْبَتُه. والتَّوْلية فِي البَيع: أَن تَشْتَري سِلْعةً بِثمن مَعْلوم ثمَّ تولّيها رجلا آخر بذلك الثَّمن. وَتَكون (التَّولية) مصدرا، كَقَوْلِك: ولَّيت فلَانا عمل ناحيته، إِذا قلدته وِلايَتها. و (التَّوَلِّي) يكون بِمَعْنى: الْإِعْرَاض، وَيكون بِمَعْنى: الاتّباع؛ قَالَ الله تَعَالَى: {وَأَنتُمُ الْفُقَرَآءُ وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ} (مُحَمَّد: 38) ، أَي: تُعرضوا عَن الْإِسْلَام. وَأما قَوْله تَعَالَى: {وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ} (التَّوْبَة: 23) ، مَعْنَاهُ: من يَتَّبعهم ويَنْصرهم. وتوليت الْأَمر تولياً، إِذا وَليته؛ قَالَ الله تَعَالَى: {تَوَلَّى كِبْرَهُ} (النُّور: 11) أَي: وَلي وِزر الْإِفْك وإشاعته. ابْن الْأَعرَابِي: الْمُوَالَاة: أَن يتشاجر اثْنَان فَيدْخل ثَالِث بَينهمَا للصُّلح، وَيكون لَهُ فِي أَحدهمَا هوى فيواليه، أَي يُحابيه. قَالَ: والى فلَان فلَانا، إِذا أَحَبَّه. وللمُوالاة مَعنى ثَالِث، سمعتُ العربَ تَقول: والُوا حَواشِيَ نَعَمكم من الجِلّة، أَي اعزلوا صغارها عَن كِبَارهَا. واليْناها فتوالَت؛ وأَنْشد بعضُهم: وكُنّا خُلَيْطَى فِي الجِمالِ فأَصْبحت جِمالِي تُوالَي وُلَّهاً مِن جِمَالِكا وَمِنْه قَول الْأَعْشَى: ولكنّها كانتْ نَوى أَجْنبيّةً تَوَالِيَ رِبْعيّ السِّقَابِ فأَصْحَبَا ورِبْعي السِّقاب: الَّذِي نُتج فِي أول الرّبيع. وتواليه أَن يُفْصل عَن أمّه فيشتد وَلَهُه إِلَيْهَا إِذا فَقدها أوّل مَا يُوالَى، ثمَّ يَسْتمر على المُوالاة. ويُصْحِب، أَي يَنْقاد ويَصْبر بعد شدَّة وَلهه لمُفارقته أُمّه. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : توالَيْتُ مَالِي، وامْتَزْت مالِي، وازْدَلْت مالِي، بِمَعْنى وَاحِد. جعلت هَذِه الأحرف واقِعَة، وَالظَّاهِر مِنْهَا أَنَّهَا لَازِمَة. والوليّة: البَرْذعة، وَجَمعهَا: الوَلايا. والمَوالاة: المُتابعة. يُقال: والَى فلانٌ برُمْحه بَين صَيْدين، وعادى بَينهمَا، وَذَلِكَ إِذا تَابع بَينهمَا بطَعْنَتين مُتواليَتْين. ويُقال: أصبته بِثَلَاثَة أَسهم وَلاَءً، أَي تِباعاً.

وتوالت إليّ كُتُب فلانٍ، أَي تَتابَعت؛ وَقد والاها الكاتبُ. ابْن الْأَعرَابِي فِي قَول النَّمرِ بن تَولب يَصف نَاقَة سَمِينَة نَحرها: عَن ذاتِ أَوْلية أَسَاوِدَ رَيّها وكأنّ لونَ المِلْح فَوق شِفَارِها قَالَ: الأَوْلية: جمع الوليّة، وَهِي البرْذعة. شَبّه مَا تراكم عَلَيْهَا من الشَّحْم بالوَلاَيا، وَهِي البَراذع. وَقَالَ الْأَصْمَعِي نَحْوَه. وَقَالَ ابْن السِّكيت: وَقَالَ بَعضهم: أَرَادَ أَنها أكلت وليًّا بعد وليّ من الْمَطَر. أَي: رَعت مَا نَبَت عَنْها فَسَمِنت. قلت: (الولايا) إِذا جَعلتها جمع (الوليّة) ، وَهِي البَرذعة الَّتِي تَحت الرَّحْل، فَهِيَ أَشْهر. وَمِنْه قَول أبي ذُؤيب: كالبلايَا رُؤُوسها فِي الولاَيا مانحات السَّمُوم حُرَّ الخُدُودِ وَيُقَال: اسْتبق الفارسان على فرسَيْهما إِلَى أَمَدٍ تسابَقا إِلَيْهِ، فاستولى أحدُهما على الْغَايَة، إِذا سَبق الآخر إِلَيْهَا: وَقَالَ النَّابِغَة: سَبْق الْجواد إِذا اسْتَوْلَى على الأَمَدِ واستيلاؤه على الأَمد: أَن يَغْلب عَلَيْهِ بسَبْقه إِلَيْهِ. وَمن هَذَا يُقال: استولى فلانٌ على مَالِي، إِذا غلب عَلَيْهِ. وَكَذَلِكَ: اسْتَوْمى عَلَيْهِ، بمَعناه. وهما من الحُروف الَّتِي تعاقب فِيهَا اللَّام وَالْمِيم، وَمِنْهَا قَوْلهم: لَوْلَا فَعَلْت كَذَا، ولومَا فعلت كَذَا، بِمَعْنى (هلا) ؛ قَالَ الله تَعَالَى: {لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} (الْحجر: 7) ؛ وَقالَ عَبِيد: لَو مَا على حِجْر ابْن أُمّ قَطَام تَبْكي لَا عَلَيْنَا الأصمعيّ: خالَمْتُه وخالَلْتُه، إِذا صادقته؛ وَهُوَ خِلِّي وخِلْمي. أَبُو زيد: الرّوال، والرّوام: اللُّغام. وَيُقَال: أوليت فلَانا شَرًّا، وأوليته خيرا، كَقَوْلِك: سُمْتُه خيرا وشرًّا. وأوليته مَعْرُوفا: أسْديته إِلَيْهِ. ويل: وَقَالَ الله تَعَالَى: {} (المطففين: 1) و {} (الْهمزَة: 1) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: وَيْلٌ، رفع للابتداء، وَالْخَبَر (لِلْمُطَفِّفِينَ) . قَالَ وَلَو كَانَت فِي غير الْقُرْآن لجَاز (ويلا) على معنى: جعل الله لَهُم ويلاً، وَالرَّفْع أَجود فِي الْقُرْآن وَالْكَلَام؛ لِأَن الْمَعْنى: قد ثَبَت لَهُم هَذَا. قَالَ: وَالْوَيْل: كلمةٌ تقال لكل من وَقع فِي

عَذَاب أَو هَلكة. قَالَ: وأصل (الوَيل) فِي اللُّغَة: الهَلاك وَالْعَذَاب. ورُوي عَن عَطاء بن يسَار أَنه قَالَ: الوَيل: وادٍ فِي جَهنم لَو أرْسلت فِيهِ الجبالُ لماعَتْ من حرّه قبل أَن تبلغ قَعْره. وَقَالَ اللَّيْث: الويل: حُلول الشّرِّ. والوَيْلة: البَلِيّة والفضيحة. وَإِذا قَالَ الْقَائِل: يَا ويلتاه، فَإِنَّمَا يَعْنِي: يَا فَضيحتاه. وَكَذَلِكَ يُفسر قَوْله تَعَالَى: {ياوَيْلَتَنَا مَا لِهَاذَا الْكِتَابِ} (الْكَهْف: 49) . وَقد تجمع الْعَرَب (الويل) : الوَيْلات. ويُقال: ويّلت فلَانا، إِذا أكثرت لَهُ من ذِكْر الوَيْل. وهما يَتَوايلان. وَيُقَال: ويْلاً لَهُ وائلا، كَقَوْلِك: شغل شاغل. وَإِذا قَالَت الْمَرْأَة: واوَيْلَها، قلت: وَلولَت؛ قَالَ رُؤْبة: كَأَنَّمَا عَوْلَتُه من التَّأقْ عَوْلَةُ ثَكْلَى وَلْوَلَت بعد المَأقْ وَأَخْبرنِي المُنذريّ، عَن أبي طَالب النَّحوي: أَن (وَيلة) كَانَ أَصْلهَا (وي) وصلت ب (لَهُ) . وَمعنى: وي: حُزْن، أُخْرج مُخرج النُّدبة. قَالَ: والعوْل: الْبكاء، فِي قَوْلهم، وَيْلَه وعَوْلَه، ونُصِبا على الذَّم والدُّعاء. أول: قَالَ اللَّيْث: الْأَوَائِل: من (الأول) . فَمنهمْ من يَقُول: تأسيس بنائِهِ من هَمزة، وواو وَلَام. وَمِنْهُم من يَقُول: تأسيسه من واوين بعدهمَا لَام. وَلكُل حُجّة. وَقَالَ فِي قَوْله: جَهَام تَحُثّ الوائلات أواخره قَالَ: وَرَوَاهُ أَبُو الدُّقَيش (تحث الأوّلات) . قَالَ: والأَوّل وَالْأولَى، بِمَنْزِلَة: أَفْعل، وفُعْلى. قَالَ: وَجمع (الأولى) : الأوليات. قلت: وَيجمع (الأوّل) : على (الأُوَل) مثل: الأَكبر، والكُبَر، وَكَذَلِكَ الأُولى. وَمِنْهُم من شدّد الْوَاو من (أُوّل) مجموعاً اللَّيْث: من قَالَ: تأليف (أوّل) من همزَة وواو وَلَام، فَينبغي أَن يكون (أفعل) مِنْهُ: أأول، بهمزتين؛ لِأَنَّك تَقول: آب يؤوب: أَأْوب.

واحتجّ قَائِل هَذَا القَوْل أَن الأَصْل كَانَ (أَأْول) ، فقلبت إحْدى الهمزتين واواً، ثمَّ أُدْغمت فِي الْوَاو الْأُخْرَى، فَقيل: أَوّل. وَمن قَالَ، إِن أصل تأسيسه واوان وَلَام، جعل الْهمزَة ألف (أفعل) ، وأَدغم إِحْدَى الواوين فِي الْأُخْرَى وشَدَّدهما. وَيُقَال: رَأَيْته عَاما أَوّل، على بِنَاء (أفعل) . اللَّيْث: وَمن نَوّن حمَله على النّكرة، وَمن لم يُنون فَهُوَ بابُه. ابْن دُرَيْد: أوّل، فَوْعَل. قَالَ وَكَانَ فِي الأَصْل (وَوّل) فقُلبت الْوَاو الأُولى همزَة، وأُدغمت إِحْدَى الواوين فِي الْأُخْرَى، فَقيل: أوّل. وَقَالَ الزجّاج فِي قَوْله الله تَعَالَى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِى بِبَكَّةَ مُبَارَكاً} (آل عمرَان: 96) . قَالَ: (أوّل) فِي اللُّغَة، على الْحَقِيقَة: ابْتِدَاء الشَّيْء. قيل: وَجَائِز أَن يكون الْمُبْتَدَأ لَهُ آخر، وَجَائِز ألاّ يكون لَهُ آخِر. فالواحد أوّل الْعدَد، وَالْعدَد غيرُ مُتناهٍ؛ ونعيم الْجنَّة لَهُ أوّل، وَهُوَ غير مُنْقطع. وقولك: هَذَا أوّل مالٍ كسبته، جَائِز ألاّ يكون بعده كَسْب، وَلَكِن أَرَادَ: بل هَذَا ابْتِدَاء كَسْبي. قَالَ: وَلَو قَالَ قَائِل: أوّل عبدٍ أملكهُ حُرّ، فَمَلك عَبْداً، لَعَتَق ذَلِك العَبْد، لِأَنَّهُ قد ابْتَدَأَ المِلْك. فَجَائِز أَن يكون قَول الله تَعَالَى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ} (آل عمرَان: 96) هُوَ الْبَيْت الَّذِي لم يكَن الحجّ إِلَى غَيره. وَجَاء فِي خبر مَرْفُوع إِلَى النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِإِسْنَاد حسن، فِي تَفْسِير (الأوّل) فِي صفة الله عزّ وجلّ: (إِنَّه الأَوّل لَيْسَ قبله شَيْء، وَالْآخر لَيْسَ بعده شَيْء) . وَلَا يجوز أَن نَعْدُوَ هَذَا التَّفسير. قلت: وَقد قَالَ بعض اللُّغويين فِي اشتقاق (الأول) : إِنَّه (أفعل) ، من: آل يؤول؛ و (أُولى) فُعْلى مِنْهُ، فَكَأَنَّهُ (أول) فِي الأَصْل: أَأْول، فقُلبت الْهمزَة الثَّانِيَة واواً، وأُدغمت فِي الْوَاو الأُخرى، فَقيل: أوّل. وعُزي هَذَا القولُ إِلَى سِيبَوَيْهٍ. وَكَأَنَّهُ من قَوْلهم: آل يؤول، إِذا نجا وسَبَق. وَمثله: وأل يَئل، بِمَعْنَاهُ. أَبُو زيد، يُقال: لَقِيتُه عامَ الأوَّل، وَيَوْم الأوَّل، جرّ آخِره. وَهُوَ كَقَوْلِك: أتيتُ مسجدَ الجامِع. قلت: وَهَذَا من بَاب إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَعْته.

أَبُو زيد: يُقَال: جَاءَ فلَان فِي أَوّليّة النَّاس، إِذا جَاءَ فِي أوّلهم. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يزِيد: أوّل يكون على ضَرْبَيْنِ: يكون اسْما. وَيكون نَعْتاً مَوْصُولا بِهِ (من كَذَا) . فَأَما كَونه نعتاً، فقولك: هَذَا رجلٌ أوّلُ مِنْك، وَجَاءَنِي زيدٌ أوّل من مجيئك، وجئتك أوّلَ من أمس. وأمّا كَوْنُه اسْما، فقولك: مَا تركت أوّلاً وَلَا آخِراً. كَمَا تَقول: مَا تركت لَهُ قَدِيما وَلَا حَدِيثا. وعَلى أَي الْوَجْهَيْنِ سمّيت بِهِ رجلا انْصَرف فِي النكرَة، لِأَنَّهُ فِي بَاب الْأَسْمَاء بِمَنْزِلَة (أفكل) ، وَفِي بَال النُّعوت بِمَنْزِلَة (أَحْمَر) . وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: تَقول العربُ: أوّلُ مَا أطلع ضَبٌّ ذَنَبه. يُقال ذَلِك للرجل يَصنع الخَيْر وَلم يكن صَنعَه قبل ذَلِك. قَالَ: وَالْعرب ترفع (أوّل) ، وتَنصب (ذَنبه) ، على معنى: أوّلُ مَا أَطلع ذَنبه. قَالَ: وَمِنْهُم من يرفع (أول) وَيرْفَع (ذَنبه) ، على معنى: أَول شَيْء أطلعه ذنبُه. قَالَ: وَمِنْهُم من يَنْصب (أول) وَينصب (ذَنبه) ، على أَن يَجْعَل (أول) صفة. قَالَ: وَمِنْهُم مَن يَنصب (أول) وَيرْفَع (ذَنبه) ، على معنى: فِي أوَّل مَا أَطلع ضَبٌّ ذَنبه، أَي فِي أوّل ذَلِك. وأمّا (التَّأْوِيل) ، فَقيل: من أوّل يُؤوِّل تَأْوِيلا. وثُلاثيه: آل يَؤول، أَي رَجع وَعَاد. وسُئل أَحْمد بن يحيى عَن (التَّأْوِيل) فَقَالَ: التَّأْوِيل والتَّغيير، وَاحِد. قلت: أُلْت الشيءَ: جَمَعْتُه وأَصْلَحته، فَكَأَن (التَّأْوِيل) جَمْع معانٍ مُشكلة بِلَفْظ وَاضح لَا إِشْكَال فِيهِ. وَقَالَ بعضُ الْعَرَب: أَوَّل الله عَلَيْك أمْرَك، أَي جَمعه. وَإِذا دَعوا عَلَيْهِ قَالُوا: لَا أَوّل الله عَلَيْك شَمْلَك. ويُقال فِي الدُّعاء للمُضِلّ: أَوّل الله عَلَيْك، أَي رَدّ الله عَلَيْك ضالَّتك وجَمَعها لَك. ويُقال: تأوّلت فِي فلانٍ الأَجْرَ، أَي تَحرَّيته وطَلَبْتُه. اللَّيث: التأوّل والتأويل: تَفْسِير الْكَلَام الَّذِي تَختلف مَعَانِيه، وَلَا يَصح إِلَّا بِبَيَان غير لَفظه؛ وَأنْشد: نَحن ضَرَبناكم على تَنْزيله فاليومَ نَضْرِبْكم على تَأْوِيله وَأما قَوْله تَعَالَى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِى تَأْوِيلُهُ} (الْأَعْرَاف: 53) .

قَالَ أَبُو إِسْحَاق: مَعْنَاهُ: هَل ينظرُونَ إلاّ مَا يَؤول إِلَيْهِ أَمرهم مِن البَعث. قيل: وَهَذَا التَّأويل هُوَ قَوْله جلّ وعزّ: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ} (آل عمرَان: 7) ، أَي: لَا يعلم مَتى يكون أَمر الْبَعْث وَمَا يؤول إِلَيْهِ الْأَمر عِنْد قيام السَّاعَة إِلَّا الله {وَالرَاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَءَامَنَّا بِهِ} (آل عمرَان: 7) ، أَي: آمنّا بالبَعث. وَالله أعلم. قلت: وَهَذَا الَّذِي قَالَه حَسن. وَقَالَ غَيره: أعلم الله جلّ ثَنَاؤُهُ أنّ فِي الْكتاب الَّذِي أَنزله آيَات مُحكمات هنّ أم الْكتاب لَا تَشابه فِيهِ، فَهُوَ مَفْهُوم مَعْلُوم، وَأنزل آياتٍ أُخَر متشابهات تكلَّم فِيهَا الْعلمَاء مُجتهدين، وهم يعلمُونَ أَن الْيَقِين الَّذِي هُوَ الصَّوَاب لَا يَعلمه إِلَّا الله، وَذَلِكَ مثل المُشكلات الَّتِي اخْتلف المتأولون فِي تَأْوِيلهَا وتكلَّم فِيهَا من تكلَّم، على مَا أدّاه الِاجْتِهَاد إِلَيْهِ. وَإِلَى هَذَا مَال أَبُو بكر بن الأنباريّ. وَأَخْبرنِي المُنذري، عَن أبي الْهَيْثَم، يُقَال: إِنَّمَا طَعَام فلَان القَفْعاء والتَّأْويل. قَالَ: والتأويل: نَبْت يَعْتلفه الحِمار، والقَفْعاء: شَجَرَة لَهَا شَوْك. ويُضرب هَذَا للرّجُل إِذا اسْتَبْلد فَهْمُه. وشُبِّه بالحمار فِي ضَعف عَقله. وَقَالَ أَبُو سعيد: الْعَرَب تَقول: أَنْت فِي ضَحائك بَين القَفْعاء والتَّأْويل. وهما نَبْتان مَحمودان من مَراعي البَهائم، فَإِذا أَرادوا أَن يَنْسبوا الرَّجُلَ إِلَى أنّه بَهيمة، إِلَّا أَنه مُخصب مُوسَّع عَلَيْهِ، ضَربوا لَهُ هَذَا الْمثل. وأَنشد غَيره لأبي وَجْزة: عَزْب المراتع نَظّارٌ أَطاع لَهُ مِن كُلّ رابيةٍ مَكْرٌ وتَأْوِيلُ وَرَأَيْت فِي تَفْسِيره أَنّ (التَّأْوِيل) : اسْم بقَلة يُولع بهَا بَقر الْوَحْش تَنْبُت فِي الرَّمْل. قلت: المَكْر والقَفْعاء، معروفان، قد رأيتهما فِي الْبَادِيَة، وَأما (التَّأْوِيل) فَمَا سَمِعته إلاّ فِي شعر أبي وَجْزة هَذَا، وَقد رَعاه. وَقَالَ أَبُو عُبيد فِي قَول الله تَعَالَى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ} (آل عمرَان: 7) . التَّأْوِيل: المَرجع والمَصير، مَأْخُوذ من: آل يَؤُول إِلَى كَذَا، أَي صَار إِلَيْهِ. وأوّلته: صَيَّرته إِلَيْهِ. وَكَانَ أَبُو عُبيد يُنشد بيتَ الأَعشى: على أنّها كَانَت تَأَوّل حُبّها تأوّل رِبْعِيّ السِّقاب فأَصْحَبَا يَعْنِي: أنّ حبها كَانَ صَغِيرا فآل إِلَى العِظَم، مثل السَّقْب يكون صَغِيرا ثمَّ يَشُب

حَتَّى يصير مثل أُمّه. قلت: إِلَةُ الرَّجل: أهل بَيته الَّذين يَئل إِلَيْهِم، أَي يَلجأ إِلَيْهِم. وإلة، حرف نَاقص، أَصله: وِئْلة، مثل: (صِلة) و (زنة) ، أَصلهمَا: (وِصْلة) و (وِزْنة) . وأمّا: إيلة الرجل، فهم أَصله الَّذين يَؤول إِلَيْهِم، وَكَانَ أَصله: إولة، فقلبت الْوَاو يَاء. أَو يجوز أَن يكون الأَصْل (إيلة) ، فخففت. وأَيلْة: قَرْيَة عربيّة، كَأَنَّهَا سُميت: أَيْلَة، لِأَن أَهلهَا يَؤُولون إِلَيْهَا. وَأما: إيلة الرَّجُل، فقراباتُه. وَكَذَلِكَ: وَلْيته. ابْن السِّكيت: فِي أَسْنَانه يَلل وأَلَل، وَهُوَ أَن تُقبل الأَسنان على بَاطِن الْفَم. ابْن الأعرابيّ: الأيَلُّ: الطَّوِيل الْأَسْنَان. والأيَلّ: الصَّغِير الْأَسْنَان، وَهُوَ من الأضداد؛ وَقَالَ لَبِيد: تُكْلح الأرْوق مِنْهَا والأيَلّ لَا: ابْن الْأَعرَابِي: لاواه، إِذا خَالفه. سَلمة، عَن الْفراء: لاوَيْت، أَي قلت: لَا. قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: لَوْلَيْت، بِهَذَا الْمَعْنى. وَقَالَ غيرُه: العربُ إِذا أَرَادوا تقليل مُدّة فِعل، أَو ظُهور شَيْء خَفِيّ، قَالُوا: كَانَ فِعْله كَلاَ. وَرُبمَا كرّروا فَقَالُوا: كلا وَلَا؛ وَمِنْه قَول ذِي الرُّمة: أصَاب خَصاصةً فَبَدَا كَلِيلاً كلا وانْفَلّ سائِرُه انْفِلاَلا وَقَالَ آخر: يكون نُزول الْقَوْم فِيهَا كلاَ ولاَ اللِّحياني، عَن الْكسَائي: لَوَّيت لاءً حَسنةً، بِالْمدِّ، ومَوَّيت مَاء حَسَنَة، إِذا كتبتَهما. قَالَ: وَهَذِه لاءٌ مُلوّاة، أَي مَكْتوبة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء فِي قَوْله: أَبى جُودُه لَا البُخْلَ واسْتَعْجلت نَعَمْ بِهِ مِن فَتى لَا يَمْنع الجُوعَ قاتِلَهْ قَالَ: أَرَادَ: أبَى جُودُه (لَا) الَّتِي تُبَخِّل الْإِنْسَان، كَأَنَّهُ إِذا قيل لَهُ: لَا تُسْرف وَلَا تبذِّر أَبى جُودُه قولَ (لَا) هَذِه، واسْتَعْجلت بِهِ (نعم) فَقَالَ: نعم أفعل وَلَا أترك الجُودَ. حكى ذَلِك الزّجّاج لأبي عَمْرو، ثمَّ قَالَ:

وَفِيه قَولَانِ آخرَانِ، على رِوَايَة مَن رَوى (أَبى جودُه لَا الْبُخْل) : أَحدهمَا: أَن مَعْنَاهُ: أَبى جُودُه البُخْلَ، وَتجْعَل (لَا) صِلة، كَقَوْل الله تَعَالَى: {مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ} (الْأَعْرَاف: 11) ، وَمَعْنَاهُ: مَا مَنعك أَن تَسْجد. قَالَ: وَالْقَوْل الثَّانِي، وَهُوَ عِنْدِي حَسن، قَالَ: أرى أَن تكون (لَا) غير لَغو، وَأَن يكون (الْبُخْل) مَنْصُوبًا بَدَلا من (لَا) . الْمَعْنى: أَبى جُوده لَا، الَّتِي هِيَ للبُخل، فكأنك قلت: أَبى جُوده الْبُخْل، وعجّلت بِهِ نَعم. أيلول: وأَيْلول: اسْم الشَّهْر، أَحْسبهُ رُوميًّا. إيلياء: وإيلياء: مَدِينَة بَيت الْمُقَدّس، وَمِنْهُم من يقصر فَيَقُول: إيليا؛ وكأنهما روميّان. يليل: ويَلْيَل: اسْم جبل مَعروف فِي الْبَادِيَة. ولول: وولول: اسْم سيفٍ كَانَ لعتّاب بن أَسِيد، وابنُه الْقَائِل يَوْم الْجمل: أَنا ابْن عَتّابٍ وسَيْفي وَلْوَلْ تلو: وَقَوله عزّ وجلّ: {أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ} (النِّسَاء: 134) . قَرَأَ عَاصِم وَأَبُو عَمْرو: {وَإِن تَلْوُواْ} بواوين، من: لوى الْحَاكِم بقضيّته، إِذا دَافع بهَا. وَأما قِرَاءَة من قَرَأَ (وَإِن تلوا) بواو وَاحِدَة، فَفِيهِ وَجْهَان: أَحدهمَا: أنّ أَصله (تلووا) بواوين، كَمَا قَرَأَ أَبُو عَمْرو وَعَاصِم، فأبدل من الْوَاو المضمومة همزَة، فَصَارَت تلْؤا، بإِسكان اللَّام، ثمَّ طُرحت الْهمزَة وطرحت حركتها على اللَّام، فَصَارَت: تلُو، كَمَا قيل فِي أَدوُر: أَدْؤر، ثمَّ طرحت الْهمزَة، فَقيل أدُر. وَالْوَجْه الثَّانِي: أَن يكون (تلوا) من الْولَايَة، لَا من (الليّ) . وَالْمعْنَى أَن تلوا الشَّهَادَة فتُقيموها. وَهَذَا كُله صَحِيح فِي قَول البصرييّن. الْألف وَاللَّام وَقَالَ ابْن الأنباريّ: العربُ تُدخل الْألف وَاللَّام على الفِعل المُسْتقبل على جِهَة الِاخْتِصَاص والحِكاية؛ وأَنْشد للفرزدق: مَا أَنْت بالحَكم الْتُرْضَى شَهادَتُه وَلَا الأصِيل ولاذي الرَّأْي والجَدَل قَالَ: وأَنشد الفرّاء فِي مثله: أخْفن اطِّنائي إِن سَكَتُّ وإنّني لفي شُغل عَن ذَحْلها اليُتَتَبَّعُ فَأدْخل الْألف وَاللَّام على (يتتبع) ، وَهُوَ فِعل مُسْتقبل، لما وَصَفنا. ابْن هانىء، عَن أبي زيد، يُقَال: هَذَا اليَضرِبك، وَرَأَيْت اليضربك: يُرِيد: الَّذِي يَضربك. وَهَذَا الْوَضَع الشِّعر، يُرِيد: الَّذِي وَضع الشِّعْر؛ وَأنْشد الْمفضل:

آخر حرف اللام

يَقول الخَنا وأَبْغض العُجم ناطقاً إِلَى ربِّنا صوتُ الحِمار اليُجَدَّعُ يُرِيد: الَّذِي يُجَدَّع. (آخر حرف اللَّام)

باب النون والفاء

كتاب حرف النُّون أَبْوَاب المضاعف مِنْهُ (بَاب النُّون وَالْفَاء) ن ف (نف، فن: مستعملة) . نف: أَخْبرنِي المُنذريّ، عَن أَحْمد بن مُحَمَّد، عَن مُحَمَّد بن عمرويه، عَن المُثنَّى، عَن المؤرِّج: نَفَفْتُ السَّوِيقَ وسَفِفْتُه، وَهُوَ النَّفِيف والسَّفيف، لِسَفِيف السَّويق؛ وَأنْشد لرجل من أَزْد شَنُوءة: وَكَانَ نَصِيري مَعْشَراً فطَحَا بهم نَفِيفُ السَّوِيق والبُطونُ النَّوافِقُ وَقَالَ: إِذا عَظُم الْبَطن وارتفع المَعَدُّ، قيل لصَاحبه: ناتق. اللَّيْث: النَّفْنَف: الْهَوَاء. وكل شَيْء بَينه وَبَين الأَرْض مَهْوًى، فَهُوَ نَفْنف؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: ترى قُرْطَها من حُرّة اللِّيت مُشْرِفاً على هَلَكٍ فِي نَفْنف يَتطوَّحُ أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي: النَّفْنَف: مَهْواةُ مَا بَين كُلّ جَبَلَيْن. ابْن شُميل: نَفانف الكَبِد: نَواحِيها. ونَفانِف الدَّار: نواحِيها. شَمِر، عَنهُ: صُقْع الْجَبَل، الَّذِي كأنّه جدارٌ مَبْنِيٌّ مُسْتَوٍ: نَفْنَف. قَالَ: والنَّفْنف أَيْضا: أسناد الجَبل الَّتِي تَعْلوه مِنْهَا وتَهْبط مِنْهَا. قَالَ: والركيّة من شَفتها إِلَى قَعْرِها: نَفْنَف. ونفَانِف الجَبل لَا تُنبت شَيْئا، لِأَنَّهَا خشنة غَلِيظَة بعيدَة من الأَرْض. ابْن الْأَعرَابِي: النَّفْنَف: مَا بَين أَعلى الْحَائِط إِلَى أَسْفَل، وَبَين السَّمَاء وَالْأَرْض، وَأَعْلَى البِئر إِلَى أَسْفَل. فن: اللَّيْث: الفَنّ: الْحَال. قَالَ: والفُنون: الضُّروب؛ يُقَال: رَعَينا فُنون النَّبات، وأَصبنا فُنون الأَمْوال؛ وَأنْشد: قد لَبِسْت الدَّهْر من أَفْنانِه كل فنَ ناعمٍ مِنْهُ حَبِرْ قَالَ: والرجلُ يفنِّن الْكَلَام، أَي يشتقّ فِي فنَ بعد فَنّ. قَالَ: والتفنُّن، فِعْلك. قَالَ: والتَّفنين: فِعْلُ الثَّوْب إِذا بَلِي فَتَفَزَّر

بعضُه من بعض من غير تَشَقُّق. قَالَ: والفَنَن: الغُصْن المُستقيم طُولاً وعرضاً؛ وَقَالَ العجاج: والفَنَنُ الشّارِقُ والغَرْبِيّ وَقَالَ عِكرمة فِي قَول الله جلّ وعزّ: {) تُكَذِّبَانِ ذَوَاتَآ أَفْنَانٍ} (الرحمان: 48) . قَالَ: ظِلّ الأغْصان على الحِيطان. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: فسّره بعضُهم، ذواتا أَغْصان؛ وفَسّره بعضُهم: ذواتا ألوان. وَاحِدهَا حِينَئِذٍ: فَنّ وفَنَن، كَمَا قَالُوا: سَنٌّ وسَنَن، وعَنٌّ وعَنَن. وَقَالَ غَيره: وَاحِد (الأفنان) بِمَعْنى (الألوان) فَنّ. وَإِذا أردْت (الأغصان) ، فواحدها: فَنَن. أَبُو عُبيد، عَن أبي عَمْرو: شَجَرَة فَنْواء: ذَات أفنان. قَالَ أَبُو عُبيد: وَكَانَ يَنبغي فِي التَّقْدِير: فَنّاء. وَأَخْبرنِي المُنذري، عَن أَحْمد بن يحيى: شَجَرَة فنّاء وفَنْواء: ذَات أفْنان. وَأما: شَجَرَة قَنْواء، بِالْقَافِ، فَهِيَ الطَّويلة. وَفِي حَدِيث أهل الْجنَّة: مُرْدٌ مُكَحَّلون أولُو أفانِين. يُرِيد: أولو شُعور وجُمَم. وأفانين: جمع أفنان؛ وأفنان: جمع فَنَن، وَهُوَ الخُصْلة من الشّعر، شُبِّه بالغُصن؛ قَالَ الشَّاعِر: يَنْفُضن أفنان السّبِيب والعُذَر يصف الْخَيل ونَفْضها خُصل شَعر نَوَاصِيهَا وأَذنابها. وَقَالَ المرّار: أعلاقةً أمَّ الوَليد بعد مَا أَفْنانُ رأسِك كالثَّغام المُخْلِسِ يَعْنِي: خُصل جُمّة رَأسه حِين شَاب. أَبُو زيد: الفَيْنان: الشَّعر الطَّوِيل الحَسن. قلت: هُوَ (فيعال) من (الفنن) ، وَالْيَاء زَائِدَة. وَيُقَال: فَنّن فلانٌ رَأْيَه، إِذا لَوّنه وَلم يَثْبت على رَأْي وَاحِد. ورَجَلٌ مِفَنٌّ مِعَنٌّ: ذُو فُنون من الْكَلَام وَاعْتِرَاض وعنَن؛ وَأنْشد أَبُو زيد: إنّ لنا لكَنَّهْ مِعَنَّةٌ مِفَنَّهْ أَبُو زيد: المُفَنِّنة: الْمَرْأَة الْكَبِيرَة السيِّئة الخُلق. ورَجُلٌ مُفَنِّن. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: التَفْنين: البُقعة السَّخيفة السّمجة فِي الثَّوب الصَّفِيق، وَهُوَ عَيْب. وَفِي قَول أبَان بن عُثْمَان: مَثَل اللَّحن فِي الرَّجُل السَّرِيّ كالتَّفْنين فِي الثَّواب.

باب النون والباء

ابْن الْأَعرَابِي: الأُفنون: الحَيّة. والأُفنون: الْعَجُوز المُسِنَّة. والأُفنون: الغُصن المُلتفّ. والأُفنون: الجَرْيُ المُختلط، من جَرْي الْفرس والناقة. والأُفنون: الْكَلَام المُثَبَّج، من كَلَام الهِلْبَاجَة. وَالْعرب تَقول: كنت بِحَالَة حَسَنَة فَنَّةً من الدَّهْر، وفَيْنةً من الدَّهْر، وضَرْبةً من الدَّهر، أَي طَرفاً من الدَّهْر. أَبُو عبيد، عَن أبي زيد: الفَنّ: العَنَاء. فَنَنْتُ الرَّجُلَ: أفُنّه فنًّا، إِذا عَنَّيْته؛ وَقَالَ الراجز: لأَجْعَلَنْ لابْنة عمروٍ فَنًّا حَتَّى يكونَ مَهْرُها دُهْدُنَّا أَبُو عُبيد، عَن أبي عَمْرو: الفَنّ: الطَّرْدُ. وَهُوَ يَفُنّ الإِبلَ. ابْن هانىء، عَن أبي زيد: الفَنّ: المَطْل. ابْن الْأَعرَابِي: فَنْفَن الرّجُل: إِذا فَرَّقَ إبلَه كسلاً وتوَانِياً. أَبُو عُبَيد: اليَفَن: الكَبِير؛ وَقَالَ الأعْشى: وَمَا إِن أرَى الدَّهْر فِيمَا مَضى يُغادر مِنْ شَارِفٍ أَو يَفَنْ ابْن الْأَعرَابِي: من أَسمَاء الْبَقَرَة: اليَفَنَة، والعَجوز، واللِّفْت، والطَّغْيَا. اللَّيْث: اليَفَن: الشَّيخ الفاني. وَقَالَ: (الْيَاء) فِيهِ أَصْلية. وَقَالَ بعضُهم: بل هُوَ على تَقْدِير (يفعل) ، لأنّ الدَّهْر فنَّه وأَبْلاه. (بَاب النُّون وَالْبَاء) ن ب (نب، بن: مستعملان) . نب: اللَّيْث: نَبّ التَّيسُ يَنِبُّ نَبِيباً. وَقَالَ عُمَرُ لِوَفْدِ أهل الكُوفة، حِين شَكَوا سَعْدا: ليكلِّمْني بعضُكم وَلَا تَنِبُّوا عِنْدِي نَبِيبَ التُّيُوس. عَمْرو، عَن أَبِيه: نَبَّب الرَّجُل، إِذا هَذَى عِنْد الجِماع. ونَبْنَب، إِذا طَوّل عَمَله وحَسَّنه. بن: اللَّيْث: البَنَّة: ريحُ مَرابض الغَنَم والبَقر والظِّباء. تَقول: أجد لهَذَا الثَّواب بَنَّة طَيِّبة من عَرْف تُفّاح أَو سَفَرْجل. أَبُو عبيد، عَن أبي عَمْرو: البَنّة: الرِّيح الطيِّبة. وَجَمعهَا: بِنَان. أَبُو حَاتِم، عَن الْأَصْمَعِي: (البَنَّة) ، تُقال فِي الرِّيح الطيِّبة وغَير الطيِّبة. اللَّيْث: الإبْنان: اللُّزوم. يُقَال: أَبَنَّت السَّحابةُ، إِذا لَزِمت ودامت. أَبُو عبيد: أَبْنَنْت بِالْمَكَانِ: أَقمت بِهِ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: أبَنَّ بهَا عَوْدُ المبَاءة طَيِّبٌ

باب النون والميم

وَيُقَال: رَأَيْت حيًّا مُبِنًّا بمَكَان كَذَا، أَي مُقِيماً. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله تَعَالَى: {وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} (الْأَنْفَال: 12) . قَالَ: وَاحِد (البَنان) : بَنَانة. وَمَعْنَاهُ هَاهُنَا: الْأَصَابِع وغَيْرها من جَمِيع الْأَعْضَاء. قَالَ: وَإِنَّمَا اشْتقاق (البنان) من قَوْلهم: (أَبَنَّ) بِالْمَكَانِ. والبَنان بِهِ يُعْتمل كُلّ مَا يكون للإقامة والحياة. اللَّيْث: البَنان: أَطراف الْأَصَابِع من اليدَين والرِّجْلَين. و (البَنان) فِي كتاب الله: الشَّوى، وَهِي الأَيدي والارْجُل. قَالَ: والبَنانة: الإصبع الْوَاحِدَة؛ وأَنشد: لَا هُمّ أَكْرمت بَني كِنَانَه لَيس لِحَيَ فَوْقهم بَنَانَهْ أَي لَيْسَ لأحد عَلَيْهِم فَضل قِيسَ إصْبع. قَالَ: وبُنَانة: حيٌّ من اليَمن. عَمْرو، عَن أَبِيه: البَنانة: الرَّوضة المُعْشِبة. وَأَخْبرنِي المُنذريّ، عَن أبي الهَيثم: البَنانة: الإِصْبَع كُلها. وتُقال للعُقدة العُلْيا من الإصْبع؛ وأَنْشد: يُبلّغنا مِنْهَا البَنانُ المُطَرَّفُ والمُطرّف: الَّذِي طرِّف بالحِنّاء. قَالَ: وكل مَفْصل: بَنانة. عَمْرو، عَن أَبِيه: البَنْبَنَة: صَوت الفُحش والقَذَع. ابْن الْأَعرَابِي: بَنْبَن الرَّجُل، إِذا تكلّم بِكَلَام الفُحش، وَهِي البَنْبَنة. وأَنشد شَمر: فَصَارَ ثَناها فِي تَمِيم وَغَيرهم عَشِيّة يَأْتِيهَا بِبَنْبَان عِيرُها يَعْنِي: مَاء لبني تَمِيم يُقَال لَهُ: بَنْبَان. قَالَ: والتَّبْنين: التَّثْبيت فِي الْأَمر. والبَنِين: المُتثبِّت العاقِل. الْفراء: البِنّ: الطِّرْق من الشَّحم. يُقال للدابة إِذا سَمنت: رَكبها طِرْق وبِنٌّ على بِنّ. والبِنُّ: الْموضع المُنْتن الرّائحة. ورُوي عَن عمر أَنه قَالَ: حَتَّى تَكُونُوا بَنَاناً وَاحِدًا. قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ ابْن مَهدي: يَعْنِي شَيْئا وَاحِدًا. قَالَ أَبُو عُبيد: وَذَاكَ الَّذِي أَرَادَ عمر، وَلَا أَحسب الْكَلِمَة عربيّة، وَلم أسمعها إِلَّا فِي هَذَا الحَدِيث. (بَاب النُّون وَالْمِيم) ن م نم، من: (مستعملان) .

نم: قَالَ اللَّيْث: النَّمِيمة، والنَّمِيم، هما الِاسْم. والنَّعْت: نمّام. والفِعل: نَمَّ يَنِمّ نَمًّا ونَمِيماً ونَمِيمةً. قَالَ: والنَّمِيمة: صوتُ الكِتابة. ويُقال: هُوَ وَسْواس هَمْس الكَلام؛ وَمِنْه قولُه: ونَمِيمة من قانِصٍ مُتلبِّب فِي كفّه جَشْءٌ أَجْشّ وأَقْطَعُ وَقَالَ الْأَصْمَعِي: إِنَّه سمع مَا نَمّ على القانِص. وَقَالَ غَيره: النَّميمة: الصوتُ الخفِيّ مِن حَرَكَة شَيْء أَو وَطْء قَدَم. أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: نَمّ يَنِمّ ويَنُمّ. الفرّاء مِثله. وَالْأَصْل بالضّم. اللَّيْث: النّمْنَمة: خطُوط مُتَقاربة قِصَارٌ شِبْهَ مَا تُنَمْنِم الرِّيحُ دُقَاقَ التُّراب. قَالَ: ولكُل وَشْي نَمْنَمَةٌ. قَالَ: والنِّمْنمُ: البَياضُ الَّذِي يكون على أَظْفار الأحْداث. الْوَاحِدَة: نِمْنِمة؛ قَالَ رُؤبة يصف قَوْساً رُصِّع مَقْبِضُها بسُيُور مُنَمْنَمة: رَصْعا كَسَاها شِيَةً نَمِيمَا أَي: نَقَشها. وكتابٌ مُنَمْنَم: مُنَقَّش. ابْن الأعرابيّ: النَّمةُ: اللّمْعة من بَياض فِي سَواد، أَو سَواد فِي بَياض. والنِّمَة: القَمْلة. من: قَالَ الله عزّ وجلّ: {وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ} (الْأَعْرَاف: 160) . قَالَ اللَّيْث: المنّ كَانَ يَسْقط على بَنِي إِسْرَائِيل من السّماء، إِذْ هم فِي التِّيه، وَكَانَ كالعَسل الحامِس حلاَوةً. وَقَالَ الزَّجّاج: جُملة (المنّ) فِي اللُّغة: مَا يَمُن الله بِهِ ممّا لَا تَعب فِيهِ وَلَا نَصَب. قَالَ: وَأهل التَّفسير يَقُولُونَ: إنّ المنّ شَيْء كَانَ يَسْقط على الشّجر حُلْوٌ يُشْرب. وَيُقَال: إِنَّه التُّرَنْجَبيِن. ورُوي عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (الكَمْأة من المَنّ) . وَمعنى (المَنّ) مَا وَصفنَا: أَنه ممّا مَنّ الله بِهِ من غير تَعب. وَقَالَ أَبُو عُبيدة: الْمَعْنى فِي قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (الكمأةُ من المنّ) : إِنَّمَا شَبّهها بالمَنّ الَّذِي كَانَ يَسْقط على بني إِسْرَائِيل، لِأَنَّهُ كَانَ يسْقط على بني إِسْرَائِيل عفوا بِلَا عِلاج، إِنَّمَا يُصْحبون وهم بأَفْنِيَتهم فَيَتناولُونه، وَكَذَلِكَ الكَمأة لَا مَؤُونةَ فِيهَا بَبذرٍ وَلَا سَقْىٍ. وأمّا قَول الله جلّ وعزّ: {لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالاَْذَى} (الْبَقَرَة: 264) ف (المَنّ) هَاهُنَا: أَن تَمُنّ بِمَا أَعْطيت وتعتدّ

بِهِ، كَأَنَّك إِنَّمَا تقصد بِهِ الاعْتداد. والأَذى: أَن تُوبِّخ المُعْطَى، فأَعْلم الله أنّ المَنّ والأذى يُبْطلان الصَّدقة. قَالَ الله تَعَالَى: {فَاهْجُرْ وَلاَ تَمْنُن} (المدثر: 6) أَي: لَا تُعْطِ شَيْئا مُقدَّراً لتأخُذَ بِهِ مَا هُوَ أَكثر مِنْهُ. وَقَوله تَعَالَى: {الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ} (فصلت: 8) ، أَي لَا يُمَنّ بِهِ عَلَيْهِم. وَقيل: غير مَقْطُوع. قلت: فالمَنّ: الَّذِي يَسْقُط من السّماء. والمَنّ: الاعْتِداد. والمَنّ: العَطَاء. والمَنّ: القَطْع. وَمن صِفَات الله تَعَالَى: المَنّان. وَمَعْنَاهُ: الْمُعْطِي ابْتِدَاء. وَللَّه المِنَّة على عباده وَلَا مِنّة لأحد مِنْهُم عَلَيْهِ. عَمْرو، عَن أَبِيه: المَنين من الرِّجال: الضَّعِيف. والمَنين: الْقوي. وحَبْلٌ مَنِين، أَي أَخْلَق وتَقَطَّع؛ وأَنْشد: وَلم تَخُنِّي عُقَدُ المَنِين والمَنِين: الغُبَار. ويُقال للثَّوب الخَلق: مَنِين. والمُنَّة: القُوّة والمِنّة: العَطِيّة. والمِنّة: الاعْتِداد. أَبُو عَمْرو: المَمْنُون: الضَّعِيف. والمَمْنون: القَوِيّ. غَيره: المَنّ، لُغَة فِي (المَنَا) ، الَّذِي يُوزن بِهِ. وَجمعه: أَمْنان. وَمن قَالَ (مَنَا) ، جمعَه: أَمْنَاء. سَلمة، عَن الفَراء، عَن الْكسَائي، قَالَ: (من) تكون اسْما، وَتَكون جَحْداً، وَتَكون اسْتفهاماً، وَتَكون شرطا، وَتَكون معرفَة، وَتَكون نكرَة، وَتَكون للْوَاحِد، وَتَكون للاثنين، وَتَكون خُصُوصا، وَتَكون للإنْس وَالْمَلَائِكَة وَالْجِنّ، وَتَكون للبهائم إِذا خُلطت بغَيْرهَا. وَأنْشد الفَرّاء فِيمَن جَعلها اسْما: فَضَلوا الأنامَ ومَن بَرا عُبْدانَهُمْ وبَنَوْا بمكَّة زَمْزَماً وحَطيما قَالَ: مَوضِع (من) خَفض، لِأَنَّهُ قَسم، كَأَنَّهُ قَالَ: فَضَل بَنو هَاشم سَائِر النَّاس، وَالله الَّذِي بَرى عُبْدَانَهُمْ. قلت: هَذِه الوُجوه الَّتِي ذكرهَا الْكسَائي مَوْجُودة فِي الْكتاب. أما الِاسْم الْمعرفَة: فكقولك: والسّماء ومَنْ بناها. مَعْنَاهُ: وَالَّذِي بَناها. والجَحد كَقَوْل الله تَعَالَى: {وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ} (الْحجر: 56) ، المَعْنى: لَا يَقْنَط. والاستفهام كَقَوْلِك: مَن تَعْني بِمَا تَقول؟ وَالشّرط كَقَوْلِه تَعَالَى: {أَعْمَالَهُمْ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ} (الزلزلة: 7) فَهَذَا شَرط، وَهُوَ عَام. وَمن الْجَمَاعَة كَقَوْلِه تَعَالَى: {فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً} (الرّوم: 44) .

وَكَقَوْلِه تَعَالَى: {وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ} (الْأَنْبِيَاء: 82) . وأمّا الْوَاحِد، فَقَوله تَعَالَى: {وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ} (يُونُس: 42) . وللاثنين كَقَوْلِه: تَعالَ فإِنْ عاهَدْتَني لَا تَخونُني تَكُنْ مِثْلَ من ياذِئبُ يَصْطَحِبَانِ قَالَ الفَرّاء: ثنَّى (يصطحبان) وَهُوَ فعل ل (مَن) لأنّه نَواه ونَفْسه. وَقَالَ فِي جَمِيع النِّسَاء: {اللَّهِ يَسِيراً وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ للَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُؤْتِهَآ أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً} (الْأَحْزَاب: 31) . سَلمة، عَن الْفراء: تكون (من) ابْتِدَاء غَايَة، وَتَكون بَعْضًا، وَتَكون صِلَة. قَالَ الله عز وَجل: {وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ} (يُونُس: 61) ، أَي: مَا يَعْزب عَن عِلمه وَزْنُ ذَرّة؛ وأَنشد لداية الْأَحْنَف فِيهِ: واللَّه لولاَ حَنَفٌ بِرجْلِه مَا كَانَ فِي فِتْيانِكم مِنْ مِثْلِه قَالَ الْفراء: من (صلَة) هَاهُنَا. قَالَ: وَالْعرب تدخل (مِن) على جَمِيع المَحالّ، إلاّ على اللاّم وَالْيَاء. وتُدخل (من) على (عَن) ، وَلَا تدخل (عَن) عَلَيْهَا؛ لِأَن (عَن) اسْم، و (من) ، أَدَاة؛ قَالَ القَطاميّ. مِن عَن يَمين الحُبَيَّا نَظْرةٌ قَبَلُ أَبُو عُبيد: العربُ تَضع (مِن) مَوضِع (مُذْ) يُقال: مَا رَأَيْته من سنة، أَي مُذْ سنة؛ وَقَالَ زُهير: لمن الدِّيار بقُنّة الحِجْر أَقْوَيْن مِن حِجَجٍ ومِن دَهْرٍ أَي: مُذ حِجَجٍ. وَتَكون (من) بِمَعْنى: اللَّام الزَّائِدَة؛ قَالَ الشَّاعِر: أَمِن آل لَيْلَى عَرَفْت الدِّيَارَا أَراد: الْآل لَيْلى؟ وَتَكون (من) بِمَعْنى البَدل، قَالَ الله تَعَالَى: {للهإِسْرَاءِيلَ وَلَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَا مِنكُمْ مَّلَائِكَةً فِى الاَْرْضِ يَخْلُفُونَ} (الزخرف: 60) . مَعناه: وَلَو شِئْنَا لجعلنا بدلكم. وَقَالَ الفَراء: (المَنون) تُذكَّر وتُؤنث، فَمن ذكّره أَراد بهَا الدَّهر، وَمن أَنَّث أَراد بهَا المَنِية؛ قَالَ أَبُو ذُؤَيْب: أَمن المَنُون ورَيْبها تَتَوجَّعْ قَالَ: والمَنون: الْمَرْأَة تَتَزَوّج على مَالهَا، فَهِيَ أبدا تَمُنّ على زَوْجها. وَهِي المّنانة أَيْضا. وَقَالَ بعض الْعَرَب: لَا تَتَزوّجَنّ حنّانةً وَلَا مَنّانة. أَبُو عَمْرو: المِنَنَةُ: العَنْكَبُوت. وَلم يَبْق للثلاثيّ الصّحيح كلمة مُسْتعملة فِي حَرْف النُّون.

بَاب المعتل من حرف النُّون ن ف (وَا يء) نفى، ناف، فَنًّا، فان، إنف، ينف، أفن، وفن، فون، فنو، نفو، إفن. ينف: يَنُوف: اسمُ جَبلٍ فِي الْبَادِيَة. نفى: اللّيث: نَفَيْت الرَّجُلَ وغيرَه نَفْياً، إِذا طَرَدْته، فَهُوَ مَنْفِيّ: قَالَ الله تَعَالَى: {أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الاَْرْضِ} (الْمَائِدَة: 33) . قَالَ بَعضهم: مَعْنَاهُ: مَن قَتله فَدَمُه هَدَرٌ، أَي لَا يُطالب قاتلُه بدَمِه. وَقيل: أَو يُنْفوا من الأَرْض: يُقاتلون حينما تَوجَّهوا مِنْهَا لَا يُتْركون فارِّين. وَقيل: نَفْيهم، إِذا لم يقْتلوا وَلم يأخُذوا مَالا، أَو يُخلَّدوا فِي السِّجن، إِلَّا أَن يَتُوبوا قبل أَن يُقْدَر عَلَيْهِم. ونَفْي الزَّاني الَّذِي لم يُحْصِن: أَن يُنْفَى من بَلَده الَّذِي هُوَ بِهِ إِلَى بلد آخَر سنة. وَهُوَ التَّغْرِيب الَّذِي جَاءَ فِي الحَديث. ونَفْي المُخنَّث: أَن يُطرد من مُدن المُسلمين، كَمَا أَمر النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَفْي هِيتٍ وماتع، وهما مُخَنّثان كَانَا بالمَدينة. ويُقال: نفيت الشَّيْء أَنْفِيه نَفْياً ونُفَاية، إِذا رَدَدْته. والنُّفاية: المَنْفِيّ القَلِيل، مثل: البُراية والنُّحاتة. ونَفِيُّ المَاء، مَا انْتَضح مِنْهُ إِذا نُزع من الْبِئْر بالدَّلو والقِرَب؛ وَمِنْه قولُ الراجز: كأنّ مَتْنَيْه من النَّفِيّ من طُول إشْرافِي على الطَّوِيّ مواقعُ الطّيْر على الصفيّ وَهَذَا ساقٍ كَانَ أسود الجِلدة يَسْتَقِي من بِئْر مِلْح، فَكَانَ يَبْيَضّ نَفِيّ المَاء على ظَهِره إِذا تَرَشَّش، لملُوحته. أَبُو زيد: النِّفْية، والنِّفْوة، هما اسْم مَا نُفي من شَيْء لِردَاءته. ابْن شُميل: يُقَال للدائرة الَّتِي فِي قُصاص الشَّعر: النَّافِية؛ وقُصاص الشَّعر: مُقَدَّمه. ابْن الْأَعرَابِي: النَّفِيّة، والنُّفْيَة: سُفرة مُدوَّرة تُتخذ من خُوص النَّخْل. وعوام النَّاس بالحجازِ يسمّونها: النَّبِيّة، وَهِي النَّفيّة. اللحياني: النَّفِيّ والنَّثِيّ، هُوَ مَا نَفاه الرِّشاءُ مِن المَاء. قَالَ: والفَنَا والثَّنا: فِناء الدَّار. اللَّيْث: نَفِيّ الرِّيح: مَا نَفى من التُّرَاب فِي أُصول الحِيطان وَنَحْوه.

وَكَذَلِكَ: نفيّ المَطر؛ ونَفِيّ القِدْر. أَبُو عُبيد: نَفَى الرجلُ عَن الأَرض. ونَفَيْته أَنا؛ وَقَالَ القُطاميّ: فأصْبح جاراكُم قَتِيلاً ونافِياً أَصَمّ فَزَادوا فِي مَسامعه وَقْرَا وَقَالَ اللَّيْث نَحْوَه. يُقال: نَفَى الشيءُ يَنْفى نَفْياً، أَي تَنَحّى. وَمن هَذَا يُقال: نَفَى شَعَرُ فلَان يَنْفِي، إِذا ثار واشْعانّ؛ وَمِنْه قَول مُحَمَّد بن كَعْب القُرظيّ لعمر بن عبد الْعَزِيز حِين استُخْلف فَرَآهُ شَعِثاً، فأدام النّظر إِلَيْهِ؛ فَقَالَ لَهُ عمر: مَا لَك تديم النّظر إليّ؟ فَقَالَ: أنظر إِلَى مَا نَفَى من شَعرك، أَي ثار وشَعِث. وَيُقَال: انْتَفَى فلانٌ من وَلَده، إِذا نَفاه عَن أَن يكون لَهُ ولدا. وانْتفى فلانٌ من فلانٍ، وانْتَفل مِنْهُ، إِذا رَغِب عَنهُ أَنَفاً. وانْتفى شَعرُ الإِنسان، ونفَى، إِذا تساقط. وانتفى ورقُ الشّجر، إِذا تساقط. ونَفَيان السَّحاب: مَا نَفَى من مَائه فأَسَاله؛ وَقَالَ سَاعِدَة الهُذليّ: يَقْرُو بِهِ نَفيانُ كُلِّ عشيّة فالماءُ فَوق مُتونه يَتصبَّبُ وَأما نَفيان السَّيْل، فَهُوَ مَا فاض من مُجتمعه كَأَنَّهُ يجْتَمع فِي الْأَنْهَار والإخاذات، ثمَّ يَفيض إِذا مَلأها، فَذَلِك نَفَيانهُ. الْأَصْمَعِي: النَّفأ من النَّبت: القِطَع المتفرِّقة. واحدتها: نُفْأة. ناف: ناف، وأناف، إِذا أَشْرَف. وَمن (ناف) يُقَال: هَذِه مِئة ونَيِّف، بتَشديد الْيَاء، أَي زِيَادَة. وعوامّ النَّاس يخفّفون وَيَقُولُونَ: ونَيْف، وَهُوَ لَحن عِنْد الفُصحاء. وَقَالَ أَبُو العبّاس: الَّذِي حَصَّلناه من أقاويل حُذّاق البَصرِّيين والكوفيين أَن (النَّيِّف) من وَاحِدَة إِلَى ثَلَاث. قَالَ: والبِضْع، من أَربع إِلَى تِسْع. وَيُقَال: نَيَّف فلانٌ على السِّتِّين وَنَحْوهَا، إِذا زَاد عَلَيْهَا. اللَّيْث: يُقَال: أنافت هَذِه الدَّرَاهِم على مئة، وأناف الْجَبَل؛ وأناف البِناء. فَهُوَ جَبَلٌ مُنِيف. وَبِنَاء مُنِيف، أَي طَوِيل. وناقة نِياف، وجَمل نِيَافٌ، أَي طَوِيل فِي ارْتِفَاع. قَالَ: وَبَعْضهمْ يَقُول: جمل نَيَّاف، على (فَيْعال) إِذا ارْتَفع فِي سَيْره؛ وأَنْشد: يَتْبعن نيّاف الضّحى عَزاهِلاَ ويُروي: زيّاف الضُّحى، وَهُوَ عِنْدِي أصَحّ. ابْن الْأَعرَابِي: النَّوْف: السَّنام العالي. وَبِه

سُمِّي نَوْفٌ البِكَالِيّ. قَالَ: والنَّوْف: بُظارة الْمَرْأَة. ويُقال لكل شَيْء مشرف على غَيره: إِنَّه لمُنِيف؛ قَالَ طرفَة يصف الْخَيل: وأنافتْ بهَوَادٍ تُلُعٍ كَجذوعٍ شُذِّبت عَنْهَا القُشُرْ وَمِنْه يُقال: عشرُون ونَيِّف، لِأَنَّهُ زَائِد على العَقْد. وَكَذَلِكَ: ألْف ونَيِّف. وَلَا يُقال: نَيِّف، إِلَّا بَعد كُل عَقْد. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: النَّيِّف، الفَضْل. يُقال: ضَع النَّيِّفَ فِي مَوْضعه. وَقد نَيَّف العددُ على مَا تَقُول. المؤرّج: النَّوْف: المَصّ من الثَّدْي. والنَّوْف: الصَّوْت. يُقَال: نافت الضَّبُعة تَنُوف نَوْفاً. قلت: وَهَذَانِ الحرفان لَا أَحفظهما، وَلَا أَدْرِي من رَوَاهُمَا عَنهُ. أَبُو عُبيد، عَن الْفراء: نَئِف يَنْأَف، إِذا أَكل. ويَصْلُح فِي الشُّرب. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: نَئِف فِي الشَّراب إِذا ارْتوى. فين: الْكسَائي وَغَيره: الفَيْنة، الْوَقْت من الزَّمان. قَالَ: وَإِن أخذت قَوْلهم، شَعَر فَيْنان، من (الفَنَن) ، وَهُوَ الغُصن، صَرَفته فِي حَالي المَعرفة والنكرة، وَإِن أَخَذته من (الفَيْنة) ، وَهُوَ الْوَقْت من الزَّمَان، ألحقته بِبَاب: فَعْلان وفَعْلانة، فصرفْته فِي النكرَة، وَلم تَصْرفه فِي الْمعرفَة. أَبُو زَيد: يَقال: إِنِّي لآتي فلَانا الفينةَ بعد الفَيْنة، أَي آتِيه: الحِين بعد الْحِين، وَالْوَقْت بعد الْوَقْت، وَلَا أَريم الِاخْتِلَاف إِلَيْهِ. فَنًّا: اللَّيْث: الفَنَاء: نقيض البَقَاء، والفِعْل: فَنَى يَفْنَى فَنَاءً، فَهُوَ فانٍ. غَيره: فَنِي الرَّجُلُ يَفْنَى، إِذا هَرم وأَشْرف على المَوْت؛ وَقَالَ لَبيد يَصف الإنسانَ وفَنَاءه: حبائِلُه مَبْثوثةٌ بِسَبِيله ويَفْنَى إِذا مَا أَخْطأته الحَبائِلُ أَي: يَهْرم فَيَمُوت، لَا بُد مِنْهُ، إِذا أخطأته أسبابُ المَنايا فِي شبِيبته وَقبل هَرَمه. الفِناء: سَعةٌ أمَام الدَّار. وَجمعه: الأَفْنِية. ابْن الْأَعرَابِي: بهَا أفْناء من النَّاس وأَعْناء، أَي أَخْلاط. الْوَاحِد: عِنْوٌ، وفِنْوٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم وَأَبُو الهَيْثم: يُقال: هَؤُلَاءِ من أفْناء النَّاس. وَلَا يُقال فِي الْوَاحِد: رجُلٌ من أَفناء النَّاس. وَتَفْسِيره: قوم من هَاهُنَا وَهَاهُنَا نُزَّاعٌ.

وَلم نَعْرف لَهَا وَاحِدًا. أَبُو عَمْرو: شَجَرَة فَنْواء: ذَات أَفَنانٍ. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: الفَنَاء، مَقْصور: عِنَبُ الثَّعْلَب. ويُقال: نَبْت آخر؛ وَقَالَ زُهَيْر: كأنّ فُتات العِهْنِ فِي كُلِّ مَنْزِلٍ نَزَلْن بِهِ حَبُّ الفَنا لم يُحَطَّم ابْن الْأَعرَابِي: أَنْشد قَول الراجز فِي صِفة راعي غَنَم: صُلْب العَصَا بالضَّرْبِ قد دَمَّاها يَقُول لَيْت اللَّه قد أَفْنَاهَا فِيهِ مَعْنيان: أَحدهمَا: أنّه جَعل عَصاه صُلْبة، لِأَنَّهُ يحْتَاج إِلَى تَقْويمها، ودَعا عَلَيْهَا فَقَالَ: لَيْت ربِّي قد أَهْلكها ودمّاها، أَي سَيّل دَمَها بالضَّرب لخِلافها عَلَيْهِ. وَالْوَجْه الثَّانِي فِي قَوْله (صُلب الْعَصَا) أَي لَا تُحوجه إِلَى ضربهَا، فَعَصَاهُ بَاقِيَة. قَوْله (بِالضَّرْبِ قد دَمّاها) ، أَي: كساها السِّمَن، كَأَنَّهُ دَمَّمَها بالشَّحْم، لِأَنَّهُ يُرَعِّيها كُلّ ضَرب من النَّبات. وَأما قَوْله (لَيْت الله قد أفناها) ، أَي: أَنْبت لَهَا الفَنَا، وَهُوَ عِنَب الثَّعلب حَتَّى تَغْزُر وتَسْمَن. قَالَ: والأفاني: نَبْت أصْفر وأحمر. واحدته: أفَانِية. أَبُو عبيد، عَن أبي عَمْرو: وَإِذا يَبس الأفاني، فَهُوَ الحَمَاط. قلت: هَذَا غَلط، لِأَن (الأفاني) : نَبْت من ذُكور البَقْل، وَإِذا يَبِس تناثر وَرَقُه. وَأما الحَماط، فَهُوَ الحَلَمة وَلَا هَيْج لَهَا، لِأَنَّهَا من الْجَنْبة. أَبُو عُبيد، عَن أبي عَمْرو: الفَنَاة: البَقَرة. وَجَمعهَا: فَنَوات. قَالَ: وَقَالَ الأمويّ: فانَيْتُه، أَي سَكَّنْتُه. غَيره: المُفاناة: المُداراة؛ وأَنْشد: كَمَا يُفَانِي الشُّمُوسَ رائِدُها أَبُو تُرَاب، عَن أبي السَّمَيْدع: بَنو فلَان مَا يُعانُونُ مالَهم وَلَا يُفَانُونه، أَي مَا يقومُونَ عَلَيْهِ وَلَا يُصْلِحونه. أفن: أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: المَأفون، والمأفوك، جَمِيعًا، من الرِّجال: الَّذِي لَا زَوْرَ لَهُ وَلَا صَيُّور، أَي: لَا رأيَ لَهُ يُرْجَع إِلَيْهِ. وَأَخْبرنِي أَبُو الْحسن المَزنيّ، عَن أَحْمد ابْن يحيى، أَنه قَالَ: وُجْدان الرَّقِين تُعَفِّي عَن أَفْن الأَفِين. مَعْنَاهُ: أَن الرَّقين يَسْتر حُمْق الأحْمق. أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي: أفَنْتُ الإبلَ أفْنَاً، إِذا حَلَبْت كُلّ مَا فِي ضَرْعها؛ وأَنْشَد للمُخبَّل:

إِذا أُفِنَت أَرْوى عِيالَك أَفْنُها وَإِن حُيِّنتْ أَرْبى على الوَطْب حِينُها والتَّحْيين: أَن تُحْلب فِي كل يَوْم وَلَيْلَة مرّة وَاحِدَة. قلت: وَمن هَذَا قيل للأحمق: مأفون، كَأَنَّهُ نُزع عَنهُ عَقْلُه كُلّه. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الأفْن: نَقْص اللَّبَن. ويُقال: مَا فِي فلانٍ آفِنةٌ، أَي خَصْلة تَأْفِن عَقْله؛ وَقَالَ الكُمَيْت يمدح زِيَاد بن مَعْقِل الأسَدِيّ: مَا حَوَّلَتْك عَن اسْم الصِّدْق آفِنَةٌ من العُيُوب وَمَا نَبّرْت بالسَّبَبِ يَقُول: مَا حوَّلتك عَن الزِّيَادَة خصْلَة تنْقُصك، وَكَانَ اسْمه زياداً. أَبُو زيد: أُفِن الرجلُ يُؤْفَن أفْناً، فَهُوَ مَأفون، وَهُوَ الَّذِي لَا خَيْر فِيهِ. أنف: اللَّيْث: الأَنْف، مَعْرُوف. وَجمعه: أُنوف. ورَجلَ حَمِيّ الأنْف، إِذا كَانَ أنِفاً يَأَنَف أَن يُضَام. وَقد أَنِف يَأْنَف أَنَفاً وأَنَفَةً. وَفِي الحَدِيث: كالجَمل الأنِف. قَالَ أَبُو عُبيد: هُوَ الَّذِي عَقر أنْفَه الخِطَامُ. وَإِن كَانَ من خِشَاش أَو بُرَة أَو خِزَامة فِي أَنفه، فَهُوَ لَا يَمْتنع على قائده فِي شَيْء، للوَجع الَّذِي بِهِ. قَالَ: وَكَانَ الأَصْل فِي هَذَا أَن يُقال لَهُ: مأنُوف، لِأَنَّهُ مَفْعول بِهِ. كَمَا يُقَال: مَصْدور ومَبْطون، للَّذي يَشتكي صَدْره أوْ بَطْنه. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: الأنِفُ: الذَّلُول. وَلَا أرى أصْله إِلَّا من هَذَا. الفَرّاء: أنَفْت الرَّجُلَ: ضربتُ أنْفَه. وأَنَفه الماءُ، إِذا بَلَغ أنْفَه. وَقَالَ بعض الكِلابيّين: أنِفَت الإبلُ، إِذا وَقع الذُّبَابُ على أُنوفها وطَلَبت أماكِنَ لم تكن تَطْلُبها قبل ذَلِك. وَهُوَ الأنَفُ، والأنفُ يُؤْذيها بالنَّهار؛ وَقَالَ مَعْقِل بن رَيْحان: وقَرِّبُوا كُلّ مَهْري ودَوسَرَةٍ كالفَحْلِ يَقْدَعُها التَّفْقِيرُ والأنَفُ وَقد أنِف البَعِيرُ الكَلأ، إِذا أجَمَه. وَكَذَلِكَ الْمَرْأَة، والناقة وَالْفرس، تَأَنَف فَحْلَها، إِذا تبيّن حَمْلُها فكرهَتْه؛ وَقَالَ رُؤْبة:

حَتَّى إِذا مَا أنِفَ التّنُّومَا وخَبَطَ العِهْنَةَ والقَيْصُومَا ابْن الْأَعرَابِي: أنِفَ: أجَم؛ ونَئِف: كَرِه؛ قَالَ ذُو الرُّمّة: رَعَتْ بارِضَ البُهْمَى جَمِيماً وبُسْرَةً وصَمْعَاء حَتَّى آنَفَتْها نِصَالُها أَي: صيّرت النِّصالُ هَذِه الإبلَ إِلَى هَذِه الحالةَ تَأْنف رَعي مَا رَعَتْه، أَي تَأْجِمه. وسمعتُ أعرابيًّا يَقُول: أنِفَتْ فرسي هَذِه الْبَلدة، أَي اجْتَوت كَلأها فهُزِلَت. ابْن السِّكيت: رَجُلٌ أُنَافِيٌّ: عَظِيم الأنْف. وَقَالَ: أنَفَت الإبلُ، إِذا وَطِئت كلأً أُنُفاً، وَهُوَ الَّذِي لم يُرْعَ. يُقَال: رَوْضَةٌ أُنُف. وكأس أُنُف: لم يُشْرب بهَا قبل ذَلِك؛ كأنّه استُؤْنِف الشُّرْبُ بهَا. وأَنَفْتُه، إِذا ضربتَ أنْفَه. وَيُقَال: هاج البُهْمَى حَتَّى آنَفَتِ الرَّاعيةَ نِصَالُها، وَذَلِكَ أَن يَيْبَس سَفَاها فَلَا تَرْعاها الإبلُ وَلَا غيرُها، وَذَلِكَ فِي آخر الحَرّ، فَكَأَنَّهَا جعَلتْها تأنف رَعْيها، أَي تَكْرهه. وَيُقَال: ائْتَنفتُ الأمْرَ، واستأنفته، إِذا اسْتَقْبَلته. وَهُوَ من: أنْف الشَّيْء. وأَنْف كُلّ شَيْء: أوَّلُه. يُقال: هَذَا أَنْف الشدّ، أَي أوّله. وأنف الْبرد: أوّلُه. وأنف المطرِ: أول مَا أَنْبت؛ وَقَالَ امْرُؤ القَيس: قد غَدا يَحْملني فِي أَنْفِه لاحِقُ الأيْطل مَحْبُوكٌ مُمَرّ وأَنّف خُفّ البَعير: طَرف مَنْسمه. ابْن السّكيت: أَنْف الجَبل: نادِرٌ يَشْخَص مِنْهُ. وأنْف الناب: طرفُه حِين يَطْلُع. وأنْف الْبرد: أشدّه. وأنْف الشّد: أَشَدّه. وَالْعرب تُسمِّي (الْأنف) : أنفان؛ وَقَالَ ابنُ أَحْمَر: يَسُوف بأَنْفَيْه النِّقاع كأنَّه عَن الرَّوْض من فَرْط النَّشَاط كَعِيمُ أَبُو زيد: أَنِفْت من قَوْلك أشَدَّ الأنَف، أَي كَرِهتُ مَا قُلْت لي. ابْن الْأَعرَابِي: الأَنْف: السيّد. وَقَالَ فِي قَول الله جَلّ وعزّ: {الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ} (مُحَمَّد: 16) ، أَي: مُذْ سَاعة. وَقَالَ الزجّاج: أَي: مَاذَا قَالَ السَّاعَة. قَالَ: وَمعنى (آنِفا) ، من قَوْلك: استأنفتُ الشَّيْء، إِذا ابْتدأتَه. فَالْمَعْنى: مَاذَا قَالَ فِي أوّل وَقْتٍ يَقْرُب منَّا. اللَّيْث: أتيت فلَانا آنِفا، كَمَا تَقول: من

باب النون والباء

ذِي قُبُل. وَقَالَ غيرُه: أَنَّف فلانٌ مالَه تأنيفاً، وآنَفها إينافاً، إِذا رَعاها أُنُف الكَلأ؛ وأَنشد: لستُ بِذِي ثَلَّة مُؤَنَّفةٍ آقِط ألبانَها وأَسْلَؤُها وَقَالَ حُميد الأرْقط: ضَرائِرٌ لَيْسَ لهنّ مَهْرُ تَأَنِيفهنّ نَفَلٌ وأَفْرُ أَي: رَعْيُهنّ الكَلأ الْأنف، هَذَانِ الضربان من الْعَدو والسَّير. ويُقال: أَرض أَنِيفة، إِذا بَكَّر نباتُها. وَهَذِه آنَفُ بِلَاد الله، أَي: أَسْرعها نَبَاتاً. الْأَصْمَعِي: رَجُلٌ مِئْنَافٌ: يُرَعِّي مالَه أُنُفَ الكَلأَ. ويُقال للْمَرْأَة إِذا حمَلت فَاشْتَدَّ وَحَمُها وتَشَهّت على أَهلهَا الشيءَ بعد الشَّيْء: إِنَّهَا لتتأنَّف الشّهواتِ تأنُّفاً. وَيُقَال للحديد الليِّن: أَنِيفُ وأَنِيث. وَيُقَال: فلانٌ يَتَّبع أَنْفَه، إِذا كَانَ يَتشمَّم الرَّائِحَة فَيَتْبعها. وَإِذا نَسبوا إِلَى بني أنف النَّاقة، وهم بَطْن من بني سَعْد بن زَيد مَنَاة، قَالُوا: فلانٌ الأنْفيّ، سُمُّوا: أَنْفِيّين، لقَوْل الحُطيئة لَهُم: قومٌ همُ الأنفُ والأذنابُ غَيْرُهُم وَمن يُسوِّى بأنْف النَّاقة الذَّنَبَا وفن: ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الوَفْنَة: القِلّة فِي كُل شَيْء. والتّوفُّن: النَّقْص فِي كُل شَيْء. فون: وَقَالَ: التّفَوُّن: البَركة وحُسْن النَّمَاء. فنو: والفَنْوة: الْمَرْأَة العربيّة. وأَفْنى الرَّجُلُ، إِذا صَحِب أَفْناء النَّاس. نفو: النّفْوة: الخَرْجَة من بَلد إِلَى بَلد. افن: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: أتَيْتُه على إفّان ذَلِك، وقِفّان ذَلِك، وغِفّان ذَلِك، أَي على حِين ذَلِك. قَالَ: والغَين، فِي بَني كِلاب. (بَاب النُّون وَالْبَاء) ن ب (وَا يء) نبأ، نَاب، أنب، وبن، بني، بَان، أبن. وبن: اللِّحياني: مَا فِي الدَّار وابِنٌ، أَي مَا فِيهَا أحد. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الوَبْنة: الأذَى. والوَبْنة: الجَوْعَة. أنب: وَقَالَ: الأناب: ضَرْبٌ مِن العِطْر يُضاهي المِسْك؛ وأَنْشد: فَعُلّ بالعَنْبر والأَنَابِ كَرْماً تَدَلَّى مِن ذَرَى الأعْنَابِ يعْنى: جَارِيَة تَعُلّ شَعَرها بالأناب.

قَالَ: والأنَب: الباذِنْجان. ابْن السِّكيت: أنَّب فلانٌ فلَانا، إِذا عَنَّفه، تَأْنِيباً. غَيره: التّأنيب، والتَّوبيخ، والتَّثْريب: أَشد العَذْل. اللَّيْث: الأُنْبُوب: مَا بَين العُقْدتَين فِي القَصب والقَنَاة. وأَنُبوب القَرْن: مَا فَوق العُقد إِلَى الطَّرف؛ وأَنْشد: بسَلِبٍ أُنْبوبه مِدْرَى قَالَ: وَيُقَال لأَشراف الأَرض إِذا كَانَت رَقَاقاً مُرْتفعة: أنَابيب؛ وَقَالَ العجّاج يَصف وُرود العَيْر الماءَ: بكُلّ أُنْبوب لَهُ امْتِثالُ وَقَالَ ذُو الرُّمّة: إِذا احْتَقّت الأَعْلامُ بالآل والْتَقَتْ أَنابيبُ تَنْبُو بالعُيون العَوارِفِ أَي: تُنكرها عَين كَانَت تَعْرفها. الْأَصْمَعِي: يُقال: الْزم الأُنْبُوب. وَهُوَ الطَّريق. والزم المَنْحَر، وَهُوَ القَصْد. نبا: أَبُو زيد: نَبا: ارْتفع. وربَا الْخُرَاج ونَبا، إِذا وَرِم. اللَّيْث: نَبا بَصره عَن الشَّيْء نُبُوًّا، ونَبْوةً، مرّةً وَاحِدَة. ونَبا السَّيْفُ عَن الضَّريبة، إِذا لم يَحِكْ فِيهَا. ونَبا فلانٌ عَن فلانٍ، إِذا لم يَنْقَد لَهُ. ونَبا بفلان منزلُه، إِذا لم يُوافقه، وأَنْشد: وإِذا نَبا بك مَنْزِلٌ فَتَحوَّل وَإِذا لم يَسْتمكن السَّرْجُ أَو الرَّحْل على الظَّهر، قيل: نَبَا؛ وأَنشد: عُذَافِرُ يَنْبو بأَحْناء القَتَبْ ابنُ بُزرْج: أَكَل الرَّجُلُ أَكْلَةً إِن أَصْبح مِنْهَا لَنَابِياً. وَلَقَد نَبَوْت من أَكْلَةٍ أَكلتُها، أَي سَمِنْت مِنْهَا. وأَكل أَكلةً ظَهر مِنْهَا ظَهْرهُ، أَي سَمِن مِنْهَا. ابْن شُميل: نَبا بِي فلانٌ، إِذا جَفانِي. والنَّبْوة: الجَفْوة. ويُقال: فلانٌ لَا يَنْبُو فِي يدَيك إنْ سأَلْته، أَي لَا يَمْنَعك. ونَبت بِي تِلْكَ الأرْضُ، أَي لم أَجد بهَا قَراراً. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: النَّبْوة: الارْتفاع. والنَّبْوة: الجَفْوة. والنَّبْوة: الْإِقَامَة. ابْن السِّكيت: النَّبِيّ، هُوَ: مَن أنْبأ عَن الله، فَترك هَمزه.

قَالَ: وَإِن أَخَذته من (النَّبْوة) و (النَّباوة) ، وَهِي الِارْتفَاع من الأَرْض لارْتِفَاع قدره وَلِأَنَّهُ شَرف على سَائِر الْخلق، فأصله غير الهَمز. وَقَالَ فِي قَول أَوْس بن حَجَر: لأَصْبح رَتْماً دُقاقَ الحَصى مكانَ النَّبِيّ من الكاثِبِ قَالَ: النَّبي: الْمَكَان المُرتفع. والكاثب: الرمل المُجْتمع. وَقيل: النَّبِيّ: مَا نَبا من الحِجارة إِذا نَجَلتها الحَوافر. وَقَالَ الْكسَائي: النَّبِيّ: الطَّريق. والأَنبياء: طُرق الهُدى. وَقَالَ الزجّاج: الْقِرَاءَة المُجْتمع عَلَيْهَا فِي (النَّبيين) و (الْأَنْبِيَاء) طَرْح الْهمزَة، وَقد همز جماعةٌ من أَهل الْمَدِينَة جَميع مَا فِي القُرآن من هَذَا، واشتقاقه من (نبأ) و (أنبأ) ، أَي أخبر. قَالَ: والأجود ترك الْهَمْز، لِأَن الِاسْتِعْمَال يُوجب أَن مَا كَانَ مهموزاً من (فعيل) فَجَمعه: فعلاء، مثل: ظَريف وظُرفاء. فَإِذا كَانَ من ذَوَات الْيَاء فَجمعه (أفعلاء) ، نَحْو: غَنِيّ وأغنياء، ونبيّ وأنبياء، بِغَيْر همز. فإِذا همزت، قلت: نبيء ونُبَآء، كَمَا تَقول فِي الصَّحِيح، وَهُوَ قَلِيل. قَالُوا: خَمِيس وأَخمساء، ونَصيب وأَنصباء. فَيجوز أَن يكون (نَبِي) من (أنبأت) مِمَّا تُرك همزه لِكَثْرَة الِاسْتِعْمَال. وَيجوز أَن يكون من: نبا ينبو، إِذا ارْتَفع، فَيكون (فعيلا) من (الرِّفعة) . قَالَ أَبُو معَاذ النَّحويّ: سَمِعت أَعرابيًّا يَقُول: من يدُلني على النَّبِيّ؟ أَي الطّريق. حَدثنَا ابْن منيع: قَالَ: حَدثنَا عليّ بن سهل، عَن أبي سَلمة التَّبوذكيّ. قَالَ: سَمِعْت أَبَا هِلَال يَقُول: مَا كَانَ بِالْبَصْرَةِ رجُلٌ أعلم من حُميد بن هِلَال، غَير أنّ النَّباوة أضَرَّت بِهِ. قلت: كَأَنَّهُ أَرَادَ: أنّ طَلب الشَّرف أضَرّ بِهِ. والنَّباوة: موضعٌ بِالطَّائِف أَيْضا، مَعْرُوف: وَفِي الحَدِيث: خَطَب النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمًا بالنّبَاوة من الطَّائِف. وَمن مهموزه نبأ: قَالَ أَبُو زيد: يُقَال: نَبَأتُ على القَوم أَنْبَأُ نَبْئاً، إِذا طَلعت عَلَيْهِم. ويُقال: نَبَأْتُ من أرضٍ إِلَى أَرض أُخرى، إِذا خرجت مِنْهَا إِلَيْهَا؛ قَالَ عَديّ بن زيد يَصِف فرسا:

وَله النَّعْجةُ المَرِيّ تُجاه الرَّ كْبِ عِدْلاً بالنَّابِىء المِخْرَاقِ أَرَادَ ب (النابىء) : الثور، خرج مِن بَلدٍ إِلَى بَلد. اللَّيْث: النَّبأ: الخَبر. وإنّ لفُلَان نَبأ، أَي خَبرا. والفِعل: نبّأته، وأَنْبأته، واسْتَنْبَأْته. والجَميع: الأَنْبَاء. قَالَ اللّيث: والنَّبْأة: الصَّوتُ لَيْسَ الشّديد؛ وَأنْشد: آنَسَتْ نَبْأةً وأَفْزعها القَنَّ اصُ قَصْراً وَقد دَنا الإمْسَاءُ أردْت: آنست صاحبَ نَبْأة. ويُقال: نَابأْت الرَّجُلَ ونَابأنِي، إِذا أَخبرتُه وأَخبرك؛ قَالَ ذُو الرُّمة يَهْجو قوما: زُرْقُ العُيون إِذا جاوَرْتَهم سَرَقُوا مَا يَسْرِقُ العَبْدُ أَو نَابأْتَهم كَذَبُوا وَقيل: نابأتهم: تركتُ جِوارهم وتباعَدْتُ عَنْهُم. وَيُقَال: تنبّأ الكذّاب، إِذا ادّعَى النُّبوة. وَلَيْسَ بنبيّ، كَمَا تَنَبّأ مُسَيْلِمة الكذّاب وَغَيره من الدجَّالين الكذَّابين المُتنبِّئين. وَقَول الله تَعَالَى: {أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الاَْنبَآءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ} (الْقَصَص: 66) . قَالَ الفَرَّاء: يَقُول الْقَائِل: قَالَ الله تَعَالَى: {الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى} (الصافات: 27) كَيفَ قَالَ هَاهُنَا: {الاَْنبَآءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ} ؟ قَالَ أهل التَّفسير: إِنَّه يَقُول: عَمِيت عَلَيْهِم الْحُجَج يَوْمئِذٍ فَسَكَتُوا، فَذَلِك قَوْله: {الاَْنبَآءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ} . قلت: الحُجَج أنباء، وَهِي جمع (النبأ) ، لِأَن الْحجَج أنباء عَن الله تَعَالَى. نيب نوب: اللَّيْث: النَّاب: مُذكَّر، من الْأَسْنَان؛ وَالْجمع: أنْياب. والناب: الناقةُ المُسِنّة. ويُجمع: نِيَباً وأنْياب. والناب: سَيِّد الْقَوْم وكبيرُهم. والنائبة: النازِلة. يُقَال: نَاب هَذَا الأمرُ نوبَة: نَزَل. ونابَتْهم نوائبُ الدَّهْر. وناب عنّي فلَان فِي هَذَا الْأَمر نِيابةً، إِذا قَامَ مقامَك. وأناب فلانٌ إِلَى الله إنابة، فَهُوَ مُنيب، إِذا تَابَ وَرجع إِلَى الطَّاعَة. وتَناوَبْنا الخَطْبَ والأَمْرَ نَتناوبه، إِذا قُمْتُما بِهِ نَوْبةً بعد نَوبة. وانتاب الرَّجُل القَوْم، إِذا أَتَاهُم مرّة بعد مَرّة. وَيُقَال: المَنايا تَتناوبنا، أَي تَأتي كُلاًّ منّا لنَوْبته. وَجمع النَّوْبة: نُوَب.

وَقَالَ غَيره فِي قَول أبي ذُؤَيب: إِذا لَسَعْته النَّحْلُ لم يَرْجُ لَسْعَها وحالَفها فِي بَيْت نُوبٍ عواسِلِ لم يَرْج: لم يُبالِ. قَالَ أَبُو عُبَيد. قَالَ: والنُّوب: جمع نَائِب، من النَّحل، لِأَنَّهَا تعود إِلَى خَلِيّتها. وَقيل: الدَّبْر يُسمَّى: نُوباً، لسَوادها، شُبِّهت بالنُّوبة، وهم جِنْس من السُّودان. وأَنْشد أَبُو بكر قولَ جَميل: رَمَى اللَّه فِي عَيْنَي بُثَيْنة بالقَذَى وَفِي الغُرّ من أَنْيابها بالقَوادح قَالَ: أنيابها: ساداتُها، أَي: رمى الله بالهَلاك وَالْفساد فِي أنْياب قَومهَا وساداتها، إِذْ حالوا بَينهَا وَبَين زيارتي. وَقَوله: رَمى اللَّه فِي عَيني بُثَينة بالقَذَى كَقَوْلِك: سُبحان الله مَا أحسن عينيها ونحوٌ مِنْهُ: قَاتله الله مَا أشجعه وهوت أُمّه مَا أرْجَله وَقَالَت الكِندية تَرْثي إخوتها: هَوت أُمهم مَا ذامُهم يومَ صُرِّعُوا بِنَيْسان من أَنْياب مَجْدٍ تَصَرَّمَا أَبُو عُبيد، عَن أبي عَمْرو: النَّوْبُ: مَا كَانَ مِنْك مَسِيرةَ يَوْم وَلَيْلَة. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ، فِيمَا رَوى شَمر عَنهُ: النَّوْب: القَرَبُ يَنُوبها يَعهد إِلَيْهَا يَنالها. قَالَ: والقَرَب، والنّوب، وَاحِد. أَبُو عمر: والقَرَب، أَن يَأْتِيهَا فِي ثَلَاثَة أَيَّام مَرّةً. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: النَّوْب، أَن يَطْرد الْإِبِل باكراً إِلَى المَاء فيُمسي على المَاء يَنْتابه؛ وَمِنْه قولُ لَبيد: إِحْدَى بَني جَعْفر كَلِفْتُ بهَا لم تُمْسِ نَوْباً منِّي وَلَا قَرَبَا وَقَالَ ابْن السِّكيت: النَّوْب، القُرْب؛ وَأنْشد لأبي ذُؤَيْب: أرِقْتُ لذِكره من غير نَوْبٍ كَمَا يَهْتاج مَوْشِيٌّ نَقِيبُ أَرَادَ ب (الموشيّ) : الزمّارة من القَصب المُثقَّب. قَالَ: والنُّوب: النَّحْل: جمع: نَائِب. ويُقال: أَصبَحت لَا نَوْبة لكَ، أَي لَا قُوة لَك. وَكَذَلِكَ: تركتُه لَا نَوْبَ لَهُ، أَي لَا قوّة لَهُ. النَّضْر: يُقال للمطر الجَوْد: مُنِيب. وأصَابنا رَبِيعٌ صِدْقٌ مُنيبٌ حَسَنٌ، وَهُوَ دُون الجَوْد. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: نابَ فلانٌ، إِذا لَزم الطاعةَ. وأناب، إِذا تَابَ فَرجع؛ قَالَ الله تَعَالَى: {الرَّحِيمُ وَأَنِيبُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُواْ لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ} (الزمر: 54) .

ابْن شُميل: يُقَال للْقَوْم فِي السَّفر: يتناوبون ويَتنازلون، ويَتطاعمون، أَي يَأْكُلُون عِنْد هَذَا نُزْلَة وَعند هَذَا نزلةً. والنُّزْلة: الطَّعام يَصنعه لَهُم حَتَّى يَشْبعوا. يُقَال: كَانَ الْيَوْم على فلانٍ نُزْلتنا، وأكلنا عِنْده نُزْلتنا، وَكَذَلِكَ النَّوْبة. والتَّناوُب على كل وَاحِد مِنْهُم نَوْبة يَنُوبها، أَي طَعام يَوْم. وَجمع، النَّوْبة، نُوَب. بنى: اللَّيْث: بَنَى البَنّاء البِنَا بَنْياً، وبِنَاءً، وبِنًى، مَقْصور. والبِنْية: الْكَعْبَة؛ يُقَال: لَا وربّ هَذِه البِنْية. قَالَ: والبُنوّة، مصدر (الابْن) . وَيُقَال: تَبَنّيته، إِذا ادَّعَيْت بُنُوّته. والنّسبة إِلَى (الْأَبْنَاء) : بنوي وأَبناوي، نَحْو الأَعْرابي، ينْسب إِلَى (الْأَعْرَاب) . وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس ثَعْلَب: العربُ تَقول: هَذِه بِنْت فلَان، وَهَذِه ابْنة فلَان، لُغَتَانِ، وهما لُغتان جيدتان. وَمن قَالَ: ابْنة فلَان، فَهُوَ خطأ ولحن. وَقَالَ الزجّاج: (ابْن) كَانَ فِي الأَصْل: بنْوٌ، أَو بَنَوٌ، وَالْألف ألف وصل فِي (الابْن) . يُقَال: ابْن بَيِّن البُنُوّة. ويُحتمل أَن يكون أَصله: بَنَياً. قَالَ: وَالَّذين قَالُوا: بَنون، كَأَنَّهُمْ جمعُوا (بَنياً) : بَنُون؛ وَأَبْنَاء، جَمع (فِعْل) أَو (فَعَل) . قَالَ: و (بنت) تدُل على أَنه يَسْتَقِيم (فِعْلاً) . وَيجوز أَن يكون (فَعَلاً) نُقلت إِلَى (فِعْل) كَمَا نُقلت أُخت من (فَعَلَ) إِلَى (فعل) . فَأَما (بَنَات) فَلَيْسَ بِجمع (بنْت) على لَفظها، إِنَّمَا رُدّت إِلَى أَصْلهَا، فَجمعت: بَنَات. على أَن أصل (بنت) : فَعَلَة، مِمَّا حذفت لامُه. قَالَ: والأخفش يخْتَار أَن يكون الْمَحْذُوف من (ابْن) الْوَاو. قَالَ: لِأَنَّهُ أَكثر مَا يُحذف الْوَاو لِثقَلها، وَالْيَاء تحذف أَيْضا لِأَنَّهَا تثقل. وَالدَّلِيل على ذَلِك أَن (يَداً) قد أَجمعُوا على أَن الْمَحْذُوف مِنْهُ الْيَاء، وَلَهُم دَلِيل قَاطع على الْإِجْمَاع؛ يُقَال: يَديت إِلَيْهِ يَداً. و (دَمٌ) مَحْذُوف مِنْهُ الْيَاء. و (البُنُوّة) لَيْسَ بِشَاهِد قَاطع للواو، لأَنهم يَقُولُونَ: الفُتُوَّة، والتَّثْنِيَة: فَتَيان. ف (ابْن) يجوز أَن يكون الْمَحْذُوف مِنْهُ الْوَاو أَو الْيَاء، وهما عندنَا مُتساويان. قَالَ شَمر: أَنْشدني ابْن الْأَعرَابِي لرجُلٍ من بني يَرْبُوع:

مَنْ يَك لَا ساءَ فقد سَاءَنِي تَركُ أُبَيْنِيك إِلَى غير راعِ إِلَى أبي طَلْحة أَو واقِدٍ ذَاك عَمْري فاعْلَمَنْ للضَّياع قَالَ أُبْيني، تَصْغِير (بَنِينَ) . وَقَالَ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أُبَيْنى لَا تَرمُوا جَمْرة العَقَبة حَتَّى تَطْلُع الشَّمْس) . ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: البِنَى: الأبْنيَة من المَدَر والصُّوف. وَكَذَلِكَ: البِنَى من الكَرَم؛ وَقَالَ الحُطيئة يَمدح قوما: أُولَئِكَ قَوْمي إِن بَنَوْا أَحْسَنُوا البِنَى وَإِن عاهَدُوا أَوْفَوْا وَإِن عَقَدُوا شَدُّوا وَقَالَ غَيره: يُقَال بِنْية وبِنَى، مثل رِشوة ورِشا، كأنّ البِنْية: الْهَيْئَة الَّتِي بُني عَلَيْهَا، مثل المِشْية والرِّكْبَة. أَبُو عُبيد، عَن الْفراء: من القِسي: البانِيَة، وَهِي الَّتِي بَنَت على وترها، وَذَلِكَ أَن يكَاد يَنْقطع وترها فِي بَطْنها من لُصوقه بهَا. وطّيىء تَقول: قوسٌ باناة، يُريدون: بانِيَة؛ وأَنشد: عارضٍ زَوْرَاءَ مِن نَشمٍ غَيْرَ بانَاةٍ على وَتَرِهْ قَالَ الْفراء: وَأما (البائنة) ، فَهِيَ الَّتِي بَانَتْ من وترها، وَكِلَاهُمَا عَيْب. والباني: العَرُوس الَّذِي بَنى على أَهله؛ وَقَالَ: يَلوح كأنّه مِصْباح بانِي أَبُو عبيد، عَن أبي عَمْرو: والبَوانِي: أضلاع الزَّوْر. قَالَ أَبُو عُبيد: ويُقال: ألْقى فلَان أرْواقه. وَألقى بَوانِيه، وَألقى عَصَاهُ، إِذا أَقَامَ بِالْمَكَانِ واطمأنّ. قلت: والأَرْواق: جمع (رَوْق) الْبَيْت، وَهُوَ رِوَاقه. وَأما (البواني) فِي قَوْله (أَلقى الشَّام بَوانيه) . فإِن ابْن جبلة: هَكَذَا رَوَاهُ عَن أبي عبيد، النُّون قبل الْيَاء، وَلَو قيل (بوائنه) الْيَاء قبل النُّون، كَانَ حسنا. والبوائن: جمع (البُوَان) ، وَهُوَ اسْم كُل عَمُود فِي البَيت مَا خلا وَسَط الْبَيْت، الَّذِي لَهُ ثَلَاث طرائق. ابْن السِّكيت: يُقَال: بَنى فلَان على أَهله، وَقد زَفّها، وازْدَفّها. والعامة تَقول: بنى بأَهْله، وَلَيْسَ من كَلَام العَرب. وَيُقَال: أَبْنَيتُ فلَانا بَيْتاً، إِذا أَعْطيته بَيْتا يَبْنيه؛ وَمِنْه قولُ الشَّاعِر: لَو وَصَل الغيثُ أَبْنَيْن امْرءاً كَانَت لَهُ قُبّة سَحْقَ بِجَاد

قَالَ ابْن السّكيت: قَوْله (وَصل الْغَيْث) ، أَي: لَو اتَّصل الْغَيْث لأَبْنَين امْرءاً سَحْق بِجاد، بعد أَن كَانَت لَهُ قُبّة. يَقُول: يُغِرن عَلَيْهِ فيُخَرِّبنه فيتّخذ بِنَاء من سَحق بِجاد، بعد أَن كَانَت لَهُ قُبّة. وَقيل: يَصف الْخَيل فَيَقُول: لَو سَمّنها الغيثُ بِمَا يُنبت لَهَا الْكلأ لأَغَرْت بهَا على ذَوي القباب فَأخذت قبابَهم حَتَّى تكون البُجُد لَهُم أبنيةً بعْدهَا. وَالْعرب تَقول: إنّ المِعْزَى تُبْهي وَلَا تُبْنِي. الْمَعْنى: أَنَّهَا لَا ثَلّة لَهَا حَتَّى تُتّخذ مِنْهَا الأبْنية. وَقيل: الْمَعْنى أَنَّهَا تَخْرق البُيوت بوثْبها عَلَيْهَا، وَلَا تُعين على الْأَبْنِيَة. ومِعْزى الْأَعْرَاب جُرْدٌ لَا يَطول شعرهَا فيُغْزَل، وَأما مِعْزى بِلَاد الصَّرْد وَأهل الرِّيف فَإِنَّهَا تكون وافية الشُّعور، والأكراد يُسَوُّون بُيوتَهم من شعرهَا. والبانَةُ: شجرةٌ لَهَا ثَمَرَة تُرَبَّب بأفاويه الطِّيب ثمَّ يُعْتَصر دُهْنها طِيباً. وَجَمعهَا: البانُ. أَبُو عُبيد: المِبْناة النِّطْع. وَيُقَال: مَبْناة. قَالَ: وَقيل المِبْنَاة: العَيْبة. وَقَالَ شُريح بن هانىء: سَأَلت عَائِشَة عَن صَلَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت: لم يكن من الصَّلَاة شَيْء أحْرى أَن يُؤَخِّرها من صَلَاة الْعشَاء. قَالَت: وَمَا رأيتُه مُتَّقِياً الأَرْض بِشَيْء قطّ إِلَّا أَنِّي أذكر يوَم مَطَرٍ فَإنَّا بَسَطْنا لَهُ بِنَاءً. قَالَ شَمِر: قَوْلهَا (بِنَاء) ، أَي: نِطْعاً، وَهُوَ مُتّصل بِالْحَدِيثِ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَدنان: يُقال للبيتِ: هَذَا بِناء. أَخْبرنِي عَن الهَوازني، قَالَ: المَبْناة: من أَدَم كَهَيئَةِ القُبّة تجعلها الْمَرْأَة فِي كِسْر بَيْتها تسكُن فِيهَا، وَعَسَى أَن يكون لَهَا غنم فَتقْتصر بهَا دون الْغنم لنَفسهَا وثيابها. وَلها إِزَار فِي وسط الْبَيْت من دَاخل يُكنّها من الحرّ وَمن واكِف الْمَطَر، فَلَا تُبلَّل هِيَ وثيابها. قَالَ شَمِر: وأقرأنا ابنُ الْأَعرَابِي للنابغة: على ظَهر مَبْناةٍ جَدِيد سُيورُها يَطُوف بهَا وَسْط اللَّطيمة بائِعُ قَالَ: المَبْناة: قُبّة من أَدم. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: المَبناة: حَصِير، أَو نطْع يَبْسطه التَّاجِر على بَيْعه. فَكَانُوا يجْعَلُونَ الحُصُرَ على الأَنطاع يَطُوفون بهَا، وَإِنَّمَا سُمّيت: مَبْناة: لِأَنَّهَا تُتَّخذ من أَدَم يُوصل بعضُها إِلَى بعض؛ وَقَالَ جرير:

رَجعتْ وفودهمُ بتَيْمٍ بَعْدَمَا خَرَزُوا المَبانِي فِي بَنِي زَدْهَامِ قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: فِي قَوْلهم: المِعزى تُبْهي وَلَا تُبني، أَي لَا تُعْطِي من الثلّة مَا يُبْنى مِنْهَا بَيْتٌ. قَالَ: وأبنيت فلَانا بَيْتا، أَي أَعْطيته مَا يَبْني بَيْتا. وروى شَمِر أَن مُخنّثاً قَالَ لعبد الله بن أبي أُمية: إِن فتح الله عَلَيْكُم الطَّائِف فَلَا تُفْلتنّ مِنْك باديةَ بنت غَيْلان، فَإِنَّهَا إِذا جَلست تَبَنَّت، وَإِذا تكلّمت تَغَنَّتْ، وَإِذا اضطجعت تَمنَّت، وَبَين رِجْلَيْهَا مِثل الْإِنَاء المُكْفأ. قَالَ شَمر: سمعتُ ابْن الأعرابيّ يَقُول فِي قَوْله: (إِذا قعدت تَبَنَّت) ، أَي: فرَّجت بَين رِجْلَيها. قلت: كَأَنَّهُ يَجعل ذَلِك من (المَبْناة) ، وَهِي القُبة من الأَدم، إِذا ضُربت ومُدَّت الأَطناب فانفرجت. وَكَذَلِكَ هَذِه إِذا قَعَدت تَربَّعت وفرّجت رِجْلَيها. وَقَوله (بَين رِجْليها مثل الْإِنَاء المُكْفأ) ، يَعْنِي: ضِخَم رَكَبها ونُهوده كَأَنَّهُ إِنَاء مَكْبُوب. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال بنى لَحْمَ فلانٍ طعامُه، يَبْنيه بِناءً، إِذا عَظُم من الْأكل؛ وأَنْشد: بَنَى السَّوِيقُ لَحْمَها واللَّتُّ كَمَا بَنَى بُخْتَ العِراق القَتُّ قلت: وَجَائِز أَن يكون معنى قَول المخنّث (إِنَّهَا إِذا قَعدت تَبَنّت) من قَوْلهم. بَنى لحمَ فلانٍ طعامُه، إِذا سَمّنه وعَظَّمه. وَكَانَ الرجل إِذا جَمع إِلَيْهِ أَهله ضَرب عَلَيْهَا بَيْتاً، وَلذَلِك قيل: بَنى فلانٌ على أَهْله. بَين بون: يُقال: بَان الحقّ يَبين بَيَاناً؛ فَهُوَ بائِن. وَأَبَان يُبين إبانة؛ فَهُوَ مُبين، بِمَعْنَاهُ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {} (الزخرف: 1، 2) . وَقيل: {حم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - وَالْكِتَابِ} هُوَ مُبين كُلّ مَا يُحتاج إِلَيْهِ. وَقَالَ الزجّاج فِي قَوْله تَعَالَى: {تِلْكَ ءايَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} . يُقال: بَان الشيءُ وَأَبَان، بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ: وَيُقَال: بَان الشيءُ، وأَبَنْتُه. فَمَعْنَى (مُبين) مبيِّن، أَي إِنَّه مُبين خَيره وبركته، ومُبين الْحق من الْبَاطِل، والحلال من الْحَرَام، ومُبين أَن نُبوة النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حقّ، ومُبين قصَص الْأَنْبِيَاء. قلت: وَيكون (المُستبين) أَيْضا، بِمَعْنى (المُبين) . يُقال: بَان الشَّيْء، وبَيّن، وَأَبَان،

واسْتبان، بِمَعْنى وَاحِد؛ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {ءَايَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ} (النُّور: 34) بِكَسْر الْيَاء وتشديدها، بِمَعْنى: مُتَبَيِّنات. وَمن قَرَأَ (مُبَيَّنات) بِفَتْح الْيَاء، فَالْمَعْنى: إِن الله بَيَّنها. وَمن أَمْثَال الْعَرَب: قد بَيَّن الصُّبح لذِي عَينين، أَي تَبيَّن. وَقَالَ الزجّاج فِي قَول الله تَعَالَى: {) الْقُرْءَانَ خَلَقَ الإِنسَانَ عَلَّمَهُ البَيَانَ} (الرحمان: 3، 4) . قيل: إِنَّه عَنى ب (الْإِنْسَان) هَاهُنَا: النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم علّمه البَيان، أَي: علّمه القُرآن الَّذِي فِيهِ بيانُ كلّ شَيْء. وَقيل: الْإِنْسَان، هَاهُنَا: آدم عَلَيْهِ السَّلَام. وَيجوز فِي اللُّغَة أَن يكون (الْإِنْسَان) اسْما لجنس النَّاس جَمِيعًا، وَيكون على هَذَا الْمَعْنى: علّمه الْبَيَان، جعله مُمَيّزا حَتَّى انْفَصل الْإِنْسَان ببَيانه وتَمييزه من جَمِيع الْحَيَوَان. قلت: و (الاستبانة) يَكون وَاقعا. يُقَال: استبنتُ الشَّيْء، إِذا تأمّلته حَتَّى تبَيَّن لَك: قَالَ الله تَعَالَى: { ((وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الاَْيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} (الْأَنْعَام: 55) ، الْمَعْنى: ولتستبين أَنْت يَا مُحَمَّد سَبِيل الْمُجْرمين، أَي لتزداد استبانة؛ وَإِذا بَان سَبيل الْمُجْرمين فقد بَان سَبِيل الْمُؤمنِينَ مِنْهُم. وَأكْثر القُرّاء قرءوا {وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} . والاستبانة، حِينَئِذٍ، تَكون غير وَاقع. وَيُقَال: تبيّنت الْأَمر، أَي: تأملته وتوسّمته؛ وَقد تبيّن الْأَمر، يكون لَازِما وواقعاً. وَكَذَلِكَ: بَيَّنته فَبَيَّن، أَي تَبيَّن، لَازم ومُتعدّ. وَقَوله جلّ وعزّ: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَىْءٍ} (النَّحْل: 89) ، أَي: بُيِّن لَك فِيهِ كُلّ مَا تحْتَاج إِلَيْهِ أَنْت وأمّتك من أَمر الدِّين. وَهَذَا من اللّفظ العامّ الَّذِي أُرِيد بِهِ الْخَاص. وَالْعرب تَقول: بَيَّنت الشيءَ تَبْييناً وتِبْياناً، بِكَسْر التَّاء. و (تِفعال) بِكَسْر التَّاء يكون اسْما فِي أَكثر كَلَام العَرب. فَأَما الْمصدر فَإِنَّهُ يَجِيء على (تَفعال) ، بِفَتْح التَّاء، مثل: التَّكذاب، والتَّصْداق، وَمَا أشبهه. وَجَاء فِي المصادر حرفان نادران، وهما تِلْقاء الشَّيْء، والتِّبيان، وَلَا يُقاس عَلَيْهِمَا. والبَيْن، فِي كَلَام الْعَرَب، جَاءَ على وَجْهين مُتضادَّين:

يكون (البَين) بِمَعْنى: الفِراق؛ وَيكون بِمَعْنى: الوَصْل. قَالَ الله تَعَالَى: {لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} (الْأَنْعَام: 94) . قَرَأَ نَافِع وحَفص، عَن عَاصِم وَالْكسَائِيّ: (بَيْنَكم) ، نَصْباً. وَقَرَأَ ابنُ كثير وَأَبُو عَمْرو، وَابْن عَامر وَحَمْزَة (بَيْنُكم) رفعا. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: لَقد تَقَطَّع بَيْنُكم، أَي وَصْلُكم. وَمن قَرَأَ (بَينكم) فَإِن أَبَا الْعَبَّاس رَوى عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: مَعْنَاهُ: تَقَطَّع الَّذِي كَانَ بَيْنكُم. وَقَالَ الزجّاج: من فتح فالمَعنى: لقد تَقطع مَا كُنْتُم فِيهِ من الشَّركة بَيْنكم. ورُوي عَن ابْن مَسْعُود أَنه قَرَأَ: (لقد تقطّع مَا بَيْنكم) . وَاعْتمد الفَرّاء وغيرُه من النَّحْوِيين قِراءة ابْن مَسْعُود، لمن قَرَأَ (بَيْنَكم) . وَكَانَ أَبُو حَاتِم يُنكر هَذِه الْقِرَاءَة وَيَقُول: من قَرَأَ (بينَكم) لم يَجُز إِلَّا بموصول، كَقَوْلِك: مَا بَينكم. قَالَ: وَلَا يجوز حَذف الْمَوْصُول وبقَاء الصِّلَة، وَلَا يُجِيز العربُ: إنّ قَامَ زيدٌ، بِمَعْنى: إنّ الَّذِي قَامَ زيد. قلت: أجَاز الفَراء، وَأَبُو إِسْحَاق النحويّ النَّصْب، وهما أعلم بالنَّحو من أبي حَاتِم. وَالْوَجْه فِي ذَلِك أَن الله خَاطب بِمَا أَنزل فِي كِتَابه قوما مُشْرِكين، فَقَالَ: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَآءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَآءُ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ} (الْأَنْعَام: 94) . أَرَادَ: لقد تقطع الشِّرك بَيْنكُم، فأضمر (الشّرك) لِمَا جَرى من ذكْر الشُّركاء، فافْهمه. وَيُقَال: بَين الرَّجُلين بَيْن بَعيد، وبَوْنٌ بَعيد. وَأما قَوْله تَعَالَى: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقاً} (الْكَهْف: 52) . فإنّ الزّجاج قَالَ: مَعْنَاهُ: جعلنَا بَينهم من الْعَذَاب مَا يُوبقهم، أَي يُهلكهم. وَقَالَ الْفراء: مَعْنَاهُ: جعلنَا بَينهم، أَي: تواصُلَهم فِي الدُّنيا مَوْبِقاً لَهُم يَوْم الْقِيَامَة، أَي: هلكاً. وَتَكون (بَين) صفة بِمَعْنى: وسط، وخِلال. وَيُقَال: بَانَتْ يَد النَّاقة عَن جنبها تبِين بُيوناً. وَبَان الخليطُ يَبين بَيْناً وبَينُونة؛ قَالَ الطّرْماح: أآذَن الثاوي بِبَيْنُونة أَخْبرنِي المُنذري، عَن أبي الْهَيْثَم، أَنه

قَالَ: الْكَوَاكِب البابانيات، هِيَ الَّتِي لَا تَنزل بهَا شَمس وَلَا قَمر، إِنَّمَا يُهْتَدى بهَا فِي البَر وَالْبَحْر، وَهِي شآميّة، ومهبُّ الشمَال مِنْهَا، أوّلها القُطب، هُوَ كَوْكَب لَا يَزُول، والجَدي والفَرْقدان، وَهُوَ بَيْن القُطب، وَفِيه بَنات نَعش الصُّغرى. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: سَمِعت الْمبرد يَقُول: إِذا كَانَ الِاسْم الَّذِي يَجِيء بعد (بَينا) اسْما حقيقيّاً رفعتَه بِالِابْتِدَاءِ. وَإِن كَانَ اسْما مَصْدريًّا خَفضته، وَتَكون (بَينا) فِي هَذِه الْحَال بِمَعْنى (بَين) . قَالَ: فَسَأَلت أَحْمد بن يحيى عَنهُ أُعْلمه، فَقَالَ: هَذَا الدّر، إلاّ أَن من الفُصحاء مَن يرفع الِاسْم الَّذِي بعد (بَينا) وَإِن كَانَ مصدريًّا، فيُلحقه بِالِاسْمِ الْحَقِيقِيّ؛ وَأنْشد بَيت الْخَلِيل بن أَحْمد: بَيْنا غِنَى بيتٍ وبَهْجتِه ذَهَب الغِنى وتَقَوَّض البَيْتُ وَجَائِز: وبَهْجتُه. قَالَ: وَأما (بَيْنَمَا) فالاسم الَّذِي بعده مَرْفُوع، وَكَذَلِكَ المَصْدَر. وَقَالَ اللَّيْث: البَيِّن من الرِّجَال: الفَصيح. والبَيان: الفَصاحة. كَلَام بَيِّن: فَصيح. وَقَالَ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَلا إِن التَّبْيين من الله والعَجلة من الشَّيطان فتَبَيَّنوا) . قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: قَالَ الْكسَائي وَغَيره: التَّبْيين: التثّبت فِي الْأَمر والتأنّي فِيهِ. وقُرىء قَول الله تَعَالَى: {إِذَا ضَرَبْتُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ} (النِّسَاء: 94) . وقرىء: (فتثبَّتوا) ، والمعنيان مُتقاربان. وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى فِي سَجدة الحُجُرات {ءَامَنُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقُ بِنَبَإٍ} (الحجرات: 6) ، و (تَثَبَّتوا) ، قُرىء بِالْوَجْهَيْنِ أَيْضا. شَمِر، قَالَ ابْن شُميل: البَيِّن من الرِّجال: السَّمْح اللِّسان، الفصيح الظَّريف، العالي الْقَلِيل الرَّتَج. وَقوم أَبيناء؛ وَأنْشد شَمر: قد يَنْطِقُ الشِّعْرَ الغَبِيُّ ويَلْتَئِي على البَيِّن السَّفّاك وَهُوَ خَطِيبُ قَوْله: يلتئي، أَي: يُبطىء، من (اللأي) ، وَهُوَ الإبطاء. ورُوي عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إِن من البَيان لَسِحْراً) . قَالَ أَبُو عُبيد: الْبَيَان، هُوَ: الْفَهم وذكاء القَلب مَعَ اللَّسَن. قَالَ: وَمَعْنَاهُ: أَنه يَبلغ من بَيَان ذِي الفَصاحة أَنه يَمدح الْإِنْسَان فيُصدَّق فِيهِ حَتَّى يَصْرِف القُلوب إِلَى قَوْله وحُبّه، ثمَّ يَذُمّه فيصدَّق فِيهِ حَتَّى يصرف الْقُلُوب إِلَى قَوْله

وبُغضه، فَكَأَنَّهُ سَحر السامعين بذلك، وَهُوَ وَجه قَوْله: (إِن من الْبَيَان لسِحْراً) . وعَدن أَبْين: اسْم قَرْيَة على سِيف الْبَحْر ناحِية الْيمن. ابْن السّكيتُ: البَيْن: الفِراق. والبِبُن: القِطْعة من الأَرْض قدر مَدّ البَصر؛ وَأنْشد لِابْنِ مُقْبل: مِن سَرْوِ حِمْير أبوالُ البِغال بِهِ أنّى تَسَدَّيْتَ وَهْناً ذَلِك البِينا وَقَالَ أَبُو مَالك: البِين: الفَصل بَين الأَرضين، يكون الْمَكَان حَزناً وبقُربه رمل وَبَينهمَا شَيْء لَيْسَ بَحزن وَلَا سهل. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: البِينُ: النَّاحِيَة. والبِين: قَدر مدّ البَصر مِن الطَّريق. وَقَالَ الباهليّ: وفَصْل بَيْن كل أَرْضَين يُقال لَهُ: بِين. وَعَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (الحَياء والعِيّ شُعْبتان من الْإِيمَان، والبَذاء والبَيان شُعْبتان من النِّفاق) . وَقَالَ غَيره فِي قَوْله: يَا رِيحَ بَيْنُونة لَا تَذْمِينا جئْتِ بأَلْوان المُصَفَّرِينا بَيْنونة: موضعٌ بَين عُمان والبَحرين، وَبِيء. وَقَالَ أَبُو مَالك: بِئْرٌ بَيُونٌ، وَهِي الَّتِي لَا يُصيبها رشاؤها، وَذَلِكَ لِأَن جِراب البِئر مُسْتقيم. وَقَالَ غَيره: البَيُون: البِئر الواسعة الرَّأْس الضَّيقة الْأَسْفَل؛ وَأنْشد: إنّك لَو دَعَوْتني ودُوني زَوْرَاءُ ذاتُ مَنْزع بَيُونِ لقلتُ لَبَّيهْ لِمن يَدْعُوني فَجَعلهَا: زَوْراء، وَهِي الَّتِي فِي جرابها عَوَج. والمَنْزع: الْموضع الَّذِي يَصْعد فِيهِ الدَّلْو إِذا نُزع من الْبِئْر، فَذَلِك الْهَوَاء هُوَ المَنزع. وَقَالَ بَعضهم: بِئْرٌ بَيُون، وَهِي الَّتِي يُبين المُسْتقى الحَبْلَ فِي جِرابها لعَوَجٍ فِي جُولها؛ قَالَ جرير يصف خَيْلاً وصَهيلها: يَشْنِفْن للنَّظر البَعيد كأنّما إرنانُها ببَوائِن الأشْطَانِ أَرَادَ: كَأَنَّهَا تَصهل فِي بِئْر دَحُول، وَذَاكَ أغْلظ لِصَهيلها. أَبُو زيد، يُقَال: طلب فلَان البائِنَة إِلَى أبَوَيْه، وَذَلِكَ إِذا طلب إِلَيْهِمَا أَن يُبِيناه بمالٍ، فَيكون لَهُ على حِدَةٍ. قَالَ: وَلَا تكون البائنة إلاّ من الْوَالِدين، أَو أَحدهمَا. وَقد أَبانه أَبَوَاهُ إبانةً. حَتَّى بَان هُوَ بذلك، يَبينُ بيوناً.

حدّثنا عبد الله بن عُروة، عَن يُوسُف، عَن جَرير، عَن مُغيرة، عَن الشَّعبي: قَالَ: سمعتُ النُّعمان بن بَشِير يَقُول: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وطَلَبَتْ عَمْرةُ إِلَى بَشِير بن سَعد أَن يُنْحِلَنِي نَخْلاً من مَاله، وَأَن يَنْطَلِق بِي إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فيُشْهده، فَقَالَ: (هَل لَك مَعَه وَلَدٌ غَيره؟ قَالَ: نعم. قَالَ: فَهَل أَبَنْت كُلَّ واحدٍ مِنْهُم بِمثل الَّذِي أَبَنْت هَذَا؟ فَقَالَ: لَا. قَالَ: فإنّي لَا أَشْهد على هَذَا، هَذَا جَوْرٌ، أَشْهِد على هَذَا غَيْرِي، اعْدلوا بَين أَوْلَادكُم فِي النَّخْل كَمَا تحبّون أَن يَعْدِلوا بَيْنكم فِي البِرّ واللّطف) . قَوْله: هَل أَبَنْت كُلّ وَاحِد؟ أَي: هَل أَعْطَيْت كُلَّ وَاحِد مَالا تُبينه بِهِ، أَي: تُفْرده. وَالِاسْم: البائنة. ابْن شُميل: يُقال لِلْجَارِيَةِ إِذا تزوَّجت: قد بانَت. وهُنّ قد بِنّ، إِذا تزوَّجن. وبَيَّن فلانٌ بِنْته، وأبانها، إِذا زوَّجها وَصَارَت إِلَى زَوْجها. أَبُو العبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ: البَوْنة: البِنْت الصَّغِيرة. والبَوْنَة: الفَصِيلة. والبَوْنَة: الفِرَاق. وَمن أَمْثَال الْعَرَب: اسْتُ الْبَائِن أعرف؛ وَقيل: أَعْلم. أَي: من وَلِي أمرا ومارَسَه فَهُوَ أعلم بِهِ ممّن لم يُمَارِسْه. والبائن: الَّذِي يَقوم على يَمين النَّاقة إِذا حَلَبها. والجميع: البُيَّن. والبائن والمُسْتَعلي، هما الحالبان اللّذان يَحْلُبان النَّاقة، أحَدُهما حالِبٌ وَالْآخر مُحْلِب. والمُعِين هُوَ المُحْلِب. والبائن، عَن يَمِين النَّاقة يمسك العُلْبة. والمُسْتَعلي: الَّذِي عَن شمالها، وَهُوَ الحالب. يرفع البائنُ العُلْبة إِلَيْهِ؛ قَالَ الكُميت: يُبَشِّر مُسْتَعْلِياً بائنٌ من الحالبَيْن بأنْ لَا غِرَارَا أبن: اللَّيْث: يُقال: فلانٌ يُؤْبَن بخَيْرِ وبِشَرَ، أَي: يُزَنّ بِهِ. فَهُوَ مَأبُون. قَالَ: والأُبنة: عُقدة فِي العَصَا. وَجَمعهَا: أُبَن. ويُقال: لَيْسَ فِي حَسَب فلانٍ أُبْنَة؛ كَقَوْلِك: لَيْسَ فِيهِ وَصْمة. عَمْرو، عَن أَبِيه: يُقَال: فلانٌ يُؤْبَن بخَيْر، ويُؤْبن بشَرّ. فَإِذا قلت: يُؤْبن، مجرَّداً، فَهُوَ فِي الشرّ لَا غَيْر. وَفِي حَدِيث ابْن أبي هَالة فِي صفة مجْلِس النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مجلسُه مجْلِس عِلْم وحياء لَا

تُرْفع فِيهِ الْأَصْوَات، وَلَا تُؤبن فِيهِ الحُرم، أَي لَا تُذكر فِيهِ النّساء، ويُصان مَجْلِسُه عَن الرَّفَث وَمَا يَقْبح نَشْرُه. ورُوي عَن النّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه نهى عَن الشِّعر إِذا أُبِنَت فِيهِ النِّساء. قَالَ شَمر: أبَنْت الرجُلَ بِكَذَا وَكَذَا، إِذا أزْنَنْته بِهِ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أبَنْت الرّجل آبِنه، وآبنُه، إِذا رَمَيته بقبيح وقذفْته بسُوء. قَالَ: وَمعنى (لَا تؤبن فِيهِ الحُرم) ، أَي: لَا تُرمى بسُوء وَلَا تُعاب، وَلَا يُذكر مِنْهَا القَبِيحُ وَمَا لَا يَنْبغي مِمَّا يُسْتَحْيا مِنْهُ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الأَبِن، غير مَمْدُود الْألف، على (فَعِل) من الطَّعام والشَّراب: الغَلِيظ الثَّخِين. والأُبنة: العَيب فِي الحَسب والعُود. وَقَول رُؤبة: وامْدَح بِلَالًا غَيْر مَا مُؤَبَّنِ قَالَ ابْن الأعرابيّ: مُؤَبَّن: مَعِيب. وَخَالفهُ غَيره. وَقيل للمَجْبُوس: مَأْبون، لِأَنَّهُ يُزَنّ بالعَيْب القَبيح. وكأنّ أَصله من (أُبْنة) الْعَصَا، لِأَنَّهَا عَيْبٌ فِيهَا. أَبُو عبيد، عَن أبي عَمْرو: أَبّنْت الرَّجُل تَأْبيناً، إِذا مَدَحْتَه بعد مَوته؛ وَقَالَ مُتمِّم ابْن نُوَيْرة: لَعَمْرِي وَمَا دَهْرِي بتأْبِين هالِكٍ وَلَا جَزَعاً ممّا أَصَاب فأَوْجَعَا قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: التّأبين: اقتفاء الْأَثر؛ قَالَ أَوْس: يَقُول لَهُ الرّاؤُون هذاكَ راكبٌ يُؤَبِّن شَخْصاً فَوق عَلياء واقِفُ يَصِف العَيْرَ. وَقيل لمادح المَيت: مؤبِّن، لاتّباعه آثَار فِعاله وصَنائعه. وَقَالَ شَمر: التَّأبين: الثَّنَاء على الرّجل فِي المَوت والحياة. وإبّان الشَّيْء: وقته. يُقَال: أَتَانَا فلَان إبّان الرُّطب، وإبّان اخْتراف الثِّمَار، وإبّان الحَرّ أَو الْبرد، أَي أَتَانَا فِي ذَلِك الْوَقْت. وَقَالَ ذُو الرُّمّة يَصِف عَيْراً وسَحِيلَه: تُغنِّيه من بَين الصَّبيّين أُبْنةٌ نَهُومٌ إِذا مَا ارْتدّ فِيهَا سَحِيلُها تُغنِّيه، يَعْنِي (العَيْر) بَين الصّبّيين، وهما طرفا اللَّحْى. والأُبْنة: العُقْدة، وعَنى بهَا هَاهُنَا: الغَلْصَمة. والنَّهُوم: الَّذِي يَنْخِط، أَي يَزفر؛ يُقَال: نَهَم ونَأم فِيهَا فِي الأبْنة. والسَّحِيل: الصَّوت. وأَبَانَان: جبلان فِي الْبَادِيَة، ذكرهمَا مُهْلهل؛ وَقَالَ:

لَو بأبَانَيْن جَاءَ يَخْطُبها رُمِّل مَا أنْف خاطبٍ بِدَمِ وأَبَان: اسمٌ. مَا يعرف بالابن وَالْبِنْت ابْن الْأَعرَابِي: ابْن الطِّين: آدم عَلَيْهِ السَّلَام. وَابْن مَلاط: العَضُد. وَابْن مُخدِّش: رَأس الكَتِف؛ وَيُقَال: إِنَّه النُّغْض أَيْضا. وَابْن النَّعَامة: عَظْم السّاق. وَابْن النَّعامة: عِرْق فِي الرِّجْل. وَابْن النَّعامة: مَحَجَّة الطّريق. وَابْن النّعامة: الفرسُ الفارِه. وَابْن النَّعامة: الساقي الَّذِي يكون على رَأس البِئر. ويُقال للرَّجُل الْعَالم هُوَ: ابْن بَجْدتها، وَابْن بُعْثُطها، وَابْن سُرْسُورها، وَابْن ثَراها، وَابْن مَدِينتها، وَابْن زَوْمَلتها، أَي العالِم بهَا. وَابْن الفَأرة: الدِّرْص. وَابْن السِّنَّور: الدِّرص أَيْضا. وَابْن النَّاقة: البابُوس. ذكره ابْن أَحْمر فِي شِعْره. وَابْن الخَلّة: ابْن مَخاض. وَابْن عِرْس: السُّرْعُوب. وَابْن الجرَادة: السِّرْو. وَابْن اللَّيْل: اللِّصّ. وَابْن الطَّريق: اللِّصّ أَيْضا. وَابْن غَبْراء: اللِّصّ أَيْضا. وَقيل فِي قَول طَرفة: رأيتُ بني غَبْراء لَا يُنْكرُونني إنّ بني غبراء اسمٌ للصَّعاليك الَّذين لَا مالَ لَهُم، سُمُّوا: بَني غَبْراء، للزُوقهم بغَبْراء الأَرض، وَهُوَ تُرابها. أَرَادَ أَنه مَشهور عِنْد الفُقراء والأغْنياء. وَقيل: بَنو غَبراء: هم الرُّفْقة يَتَناهدون فِي السَّفَر. وَابْن إلاَهة، وأَلاَهة: ضَوء الشَّمْس، وَهُوَ الضِّحّ. وَابْن المُزْنة: الْهلَال؛ وَمِنْه قَوْله: رأيْتُ ابْنَ مُزْنَتها جانِحَا وَابْن الكَرَوان: اللَّيْل. وَابْن الحُبَارى: النَّهار. وَابْن تُمَّرة: طَائِر. وَيُقَال: التُّمرَّة. وَابْن الأَرْض: الغَدير. وَابْن طامِر: البُرْغُوث. وَابْن طامِر: الخَسيس من النَّاس. وَابْن هَيَّان، وَابْن بَيّان، وَابْن هَيّ، وَابْن بَيّ، كُلّه الخَسِيس من النَّاس.

وَابْن النّخلة: الدُّجى. وَابْن اليَحْنة: السَّوْط. واليَحْنة: النَّخلة الطَّويلة. وَابْن الْأسد: الشَّيْع، والحَفْص. وَابْن القِردْ: الحَوْدَل، والرُّبَّاح. وَابْن البَرَاء: أول يَوْم من الشّهر. وَابْن المازِن: النَّمْل. وَابْن الغُراب: البُجّ. وَابْن الفوالي: الجانّ. يَعْنِي: الحيّة. وَابْن القاويّة: فَرخ الحمَام. وَابْن الفاسِيَاء: القَرَنْبي. وَابْن الحَرام: السَّلا. وَابْن الكَرْم: القِطْف. وَابْن المَسَرَّة: غُصن الرَّيْحان. وَابْن جَلاَ: السّيِّد. وَابْن دَأْية: الغُراب. وَابْن أَوْبر: الكَمْأة. وَابْن قِتْرة: الحيّة. وَابْن ذُكاء: الصُّبْح. وَابْن فَرْتَنى، وَابْن تُرْنَى: ابْن البَغِيّة. وَابْن أَحْذَار: الرَّجُل الحَذِر. وَابْن أَقْوال: الرَّجُل الكثيرُ الكَلام. وَابْن الفَلاة: الحِرْباء. وَابْن الطَّوْد: الحَجر. وَابْن حَجِير: اللَّيْل الَّتِي لَا يُرى فِيهَا الهِلال. وَابْن آوى: سَبُعٌ. وَابْن مَخاض، وَابْن لَبُون: من أَوْلَاد الْإِبِل. ويُقال للسِّقاء: ابْن الأَدِيم. فَإِذا كَانَ أكبر، فَهُوَ: ابْن أديمَين، وَابْن ثَلَاثَة آدِمة. وَأَخْبرنِي المنذريّ، عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: يُقَال: هَذَا ابنُك، ويُزاد فِيهِ الْمِيم فَيُقَال: هَذَا ابْنُمك. فَإِذا زيدت فِيه الْمِيم أُعرب من مكانَيْن، فَقيل: هَذَا ابْنُمُك، فضُمَّت النُّون وَالْمِيم، وأعرب بضَم النُّون وَضم الْمِيم؛ ومررت بابْنِمِك وأريت ابْنَمَك، تُتْبع النُّون الْمِيم فِي الْإِعْرَاب، وَالْألف مَكْسُورَة على كل حَال. وَمِنْهُم من يُعربه مِن مكانٍ وَاحِد، فيُعرب الْمِيم لِأَنَّهَا صَارَت آخر الِاسْم، ويدع النُّون مَفْتُوحَة على كل حَال، فَيَقُول: هَذَا ابْنَمُك، وَهَذَا ابْنَمُ زيد، ومررت بابْنَم زيد، وَرَأَيْت ابنَم زيد؛ وأَنْشد: وَلَدْنا بني العَنْقاء وابْني مُحرِّق فأَكرِمْ بِنَا حَالا وأَكرم بِنَا ابْنَما وَزِيَادَة الْمِيم فِيهِ كَمَا زادوها فِي: شَدْقم،

باب النون والميم

وزُرْقم، وشَجْعم، لنوعٍ من الحيّات. ويُقال فِيمَا يعرف ببنات: بَنات الدَّم: بَنَات أَحْمر. وَبَنَات المُسْنَد: صُروفُ الدَّهْر. وبَنات مِعًى: البَعَر. وبَنات اللَّبن: مَا صَغُر مِنْهَا. وَبَنَات النَّقَا: هِيَ الحُلْكة، تُشَبَّه بِهن بَنان العَذَارى؛ قَالَ ذُو الرُّمة: بَنات النّقَا تَخْفَى مِراراً وتَظْهرُ وَبَنَات مَخْرٍ، وبناتُ بَخْرٍ: سحائب يَأْتِين قُبُل الصَّيف مُنْتَصبات. وَبَنَات غَير: الكَذِب. وَبَنَات بِئس: الدَّواهي؛ وَكَذَلِكَ: بَنَات طَبق، وَبَنَات بَرح، وَبَنَات أَوْدَك. وَابْنَة الجَبْل: الصَّدَى. وَبَنَات أعْنق: النِّسَاء، وَيُقَال: خيل نُسِبت إِلَى فَحل يُقَال لَهُ: أَعْنق. وَبَنَات صَهَّال: الخَيْل. وبَنات شَحّاج: البِغال. وَبَنَات الأخْدِريّ: الأُتْن. وَبَنَات نَعش: من الْكَوَاكِب الشّماليَّة. وَبَنَات الأَرْض: الْأَنْهَار الصَّغِيرَة. وَبَنَات المنَى: اللَّيل. وَبَنَات الصَّدْر: الهُموم. وَبَنَات المِثال: النِّساء. والمِثال: الفِرَاش. وَبَنَات طَارق: بَنات المُلوك. وبَنات الدَّوّ: حَمير الوَحْش. وَهِي بَنَات صَعْدة أَيْضا. وَبَنَات عُرْجون: الشَّماريخ. وَبَنَات عُرْهون: الفُطْر. (بَاب النُّون وَالْمِيم) ن م (وَا يء) نمى، نوم، نيم، منى، مأن، يمن، ينم، ونم، أَمن، نأم، منأ، أنم، منا، مين، إِنَّمَا. أنم: اللَّيْث: الأَنام: مَا على ظَهر الأَرْض من جَميع الخَلْق. قَالَ: وَيجوز فِي الشّعْر: الأَنِيم. وَقَالَ المُفّسرون فِي قَول الله تَعَالَى: {للهالْمِيزَانَ وَالاَْرْضَ وَضَعَهَا لِلاَْنَامِ} (الرحمان: 10) هم: الجِنّ وَالْإِنْس. والدّليل على مَا قَالُوا أَن الله تَعالى قَالَ بعقب ذِكره (الْأَنَام) إِلَى قَوْله: {الْعَصْفِ} (الرحمان: 12) : {وَالرَّيْحَانُ فَبِأَىِّءَالا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} (الرحمان: 13) وَلم يَجْرِ للجنّ ذِكْرٌ قبل ذَلِك، إِنَّمَا ذَكر الجانّ بعده، فَقَالَ: {) (تُكَذِّبَانِ خَلَقَ الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ

كَالْفَخَّارِ وَخَلَقَ الْجَآنَّ مِن مَّارِجٍ} (الرحمان: 14، 15) الْآيَة. والجنّ وَالْإِنْس، هما الثَّقَلان. وَقيل: جَازَ مُخاطبة الثَّقَلين قبل ذِكرهما مَعًا، لِأَنَّهُمَا ذُكرا بعقب الْخطاب؛ كَمَا قَالَ المثقَّب العبديّ: فَمَا أَدري إِذا يَمَّمتُ أَرْضاً أُريد الخَيْرَ أيّهما يَلِيني أالخير الَّذِي أَنا أَبْتَغيه أم الشّر الَّذِي هُوَ يَبْتَغِيني فَقَالَ: أَيهمَا، وَلم يَجر للشرّ ذِكر إِلَّا بعد تَمام الْبَيْت. نأم: أَبُو زيد: نأم الأَسدُ يَنْئِم نَئِيماً، وزأر يَزْأر زَئِيراً. والنَّئِيم، أَهْون من الزَّئِير. ابْن السِّكيت: يُقَال: أَسْكت نَامَته، مَهْمُوزَة مخّففة الْمِيم، وَهُوَ من النّئِيم، وَهُوَ الصوَّت الضَّعيف. وَيُقَال: نامّته بالتَّشديد، فَيجْعَل من المضاعف، وَهُوَ مَا يَنمّ عَلَيْهِ من حَركته. وَيُقَال: نأم البُوم أَيْضا؛ وَمِنْه قَول الشَّاعِر: إلاّ نَئِيم البُوم والضُّوَعا مأن: أَبُو زيد: مأنْتُ الرَّجُلَ أمْأَنُه مَأْناً، إِذا أصَبت مأنَته، وَهُوَ مَا بَين سُرّته وعانَته وشُرْسُوفه. وَيُقَال: مَا مَأَنْت مَأْنه، وَلَا شأنْت شأنَه، وَلَا انْتبلت نَبْله، أَي مَا انْتَبَهت لَهُ وَلَا احتفلت بِهِ. وَقَالَ الْفراء: أَتَانِي هَذَا الأَمْرُ وَمَا شأنت شَأْنه، وَلَا مأنت مأنه، أَي لم أُعْمل فِيهِ. وَقَالَ مرّة أُخْرَى: أَي مَا عَلِمت عِلْمه. قَالَ: ومثلُه: مَا رَبأت رَبْأه. أَخْبرنِي المُنذريّ، عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي، يُقَال: مَا شأنت شَأْنه، وَلَا مَأَلت مأْله، وَلَا هُؤْت هَوْأَه، وَلَا ربأت ربأه، وَلَا نَبَلْت نَبْله، وَلَا مَأنت مَأْنه، أَي مَا شَعرت بِهِ. قَالَ: والمأنة: أَسْفَل السُّرة. وَقَالَ أَبُو تُرَاب: سَمِعت أعرابيًّا من بني سُليم يَقُول: مَا مأنت مَأْنه، أَي مَا عَلِمتُ عِلْمه. وَهُوَ بِمَأْنه، أَي بِعلْمه. وَقَالَ شَمر، قَالَ الفرّاء: أَتَانِي وَمَا مَأنت مَأْنه، أَي: من غير أَن تهيّأت، وَلَا أَعْددت، وَلَا عملت فِيهِ. ونحوَ ذَلِك قلت. شَمر، عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَنه أَنشده قولَ المَرّار: فتهامَسوا شَيْئاً فَقَالُوا عَرِّسوا مِن غير تَمْئِنَةٍ لغير مُعرَّسِ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: تَمْئنة: تهيئة وَلَا فِكْر وَلَا نَظر.

وَقد ذهب أَبُو عُبيد ب (التمَّئنة) فِي بَيت المّرار إِلَى (المَئِنّة) الَّتِي فِي حَدِيث ابْن مَسْعُود. وَقد ذكرته فِيمَا تقدم وبيّنت وَجه الصَّوَاب فِيهِ. أَبُو عبيد، عَن الْكسَائي: مأنت القومَ، من: المَؤُونة. وَمن تَرك الْهَمْز قَالَ: مُنْتهم أَمُونهم. قلت: وَهَذَا يدل على أَن (المؤونة) فِي الأَصْل مَهْموزة. وَقيل: المَؤونة (فَعُولة) من: مُنْته أمُونَه مَوْناً، وهُمزت (مؤونة) لانْضمام واوها، وَهَذَا حسن. وَقَالَ اللَّيْث: المائِنة: اسْم مَا يُموَّن، أَي يُتكلَّف، من (المؤونة) . قَالَ: ومأنة الصَّدر: لحْمَة سَمِينة أَسْفَل الصَّدر كَأَنَّهَا لَحمةٌ فَضْلٌ. وَكَذَلِكَ: مأنة الطِّفْطِفة. قَالَ شَمر: قَالَ ابْن الأَعرابي: المأنة: مَا بَين السُّرّة والعَانة. ويُجمع: مأنات، ومُؤُن: وأَنشد: يُشَبَّهن السَّفِين وهُنّ بُخْتٌ عِراضاتُ الأَباهِر والمُؤُن أَبُو عبيد، عَن أبي زيد: المأنة: الطِّفْطِفة؛ وأَنْشَد: إِذا مَا كُنْتِ مُهْدِيةً فأَهْدِي من المَأنات أَو قِطَع السَّنَامِ منأ: أَبُو عُبيد وَغَيره: المَنيئة، على (فعيلة) : الجِلْدُ أوّل مَا يُدْبغ، ثمَّ يكون أَفِيقاً، ثمَّ يكون أَدِيماً. ومنأتُه: وافقتُه، مِثَال (فعلته) . وَقَالَ الأصمعيّ والكسائيّ: المَنيئة: المَدْبَغَة. ابْن السِّكيت، عَن الأصمعيّ: المَنيئة الجِلْدُ مَا كَانَ فِي الدِّباغ. وبَعثت امْرَأَة من العَرب بِنْتاً لَهَا إِلَى جارتها، فَقَالَت: تَقول لَك أُمّي: أَعْطِنِي نَفْساً أَو نَفْسين أَمْعَس بِهِ مَنيئتي فإنِّي أَفِدَة. وأَنْشد ابْن السِّكيت: إِذا أَنْت باكَرْتَ المَنيئَة باكَرَتْ مَداكاً لَهَا من زَعْفرانٍ وإئمِدَا أَمن: قَالَ اللِّحيانيّ: أمِن فلانٌ يَأْمن أَمْناً، وأَمَناً، وأَمَاناً، وأَمَنَةً. فَهُوَ آمِن؛ قَالَ الله تَعَالَى: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ} (الْأَنْفَال: 11) . نصب (أَمَنة) لِأَنَّهُ مَفْعول لَهُ، كَقَوْلِك: فعلت ذَلِك حَذَر الشَّرّ. قَالَ ذَلِك الزجّاج. وَقَالَ اللّحياني: رجل أُمَنَة، للَّذي يأمنه

الناسُ وَلَا يَخافون غائلَته. وَيُقَال: رَجل أَمَنة، بِالْفَتْح، للَّذي يصدِّق بكُل مَا يَسمع وَلَا يكذِّب بِشَيْء. ورُجل أَمَنةً أَيْضا: إِذا كَانَ يَطمئن إِلَى كُل أحد. قَالَ: وَسمعت أَبَا زِيَاد يَقُول: أَنْت فِي أَمْن من ذَاك، أَي: فِي أَمَان. وَيُقَال: آمن فلانٌ العدوَّ إِيمَانًا. فأَمِنَ يَأْمَن. والعدوّ مُؤْمَن. قَالَ: وَقَرَأَ أَبُو جَعْفَر المَدِنّي {لَسْتَ مُؤْمِناً} (النِّسَاء: 94) أَي: لَا نُؤْمنُك. قَالَ: وَيُقَال: مَا كَانَ فلَان أمِيناً. وَلَقَد أمُن يَأْمُن أَمانةً. وإنّه لرجلٌ أُمّانٌ، أَي: لَهُ دِينٌ؛ وأَنْشد أَبُو عُبَيد: وَلَقَد شَهِدْت التاجرَ الأُمَّ انَ مَوْرُوداً شَرابُه قَالَ اللِّحياني: رجُلٌ أَمِنٌ وأَمِينٌ: بِمَعْنى وَاحِد، وَمِنْه قَول الله تَعَالَى: {سِينِينَ وَهَاذَا الْبَلَدِ} (التِّين: 3) ، وتأويله: الآمِن؛ وأَنْشد: أَلم تَعْلمي يَا أَسْمَ وَيْحك أنّني حَلَفْتُ يَميناً لَا أخُون يَميني يُرِيد: آمِنِي. قَالَ شَمر: قَالَ أَبُو نصر فِي قَوْله: (التَّاجِر الأُمَّان) ، هُوَ الأمِين. وَقَالَ بَعضهم: الأُمّان: الَّذِي لَا يكْتب، لِأَنَّهُ أُمِّيّ. وَقَالَ بَعضهم: الأُمّان: الزرّاع. وَأنْشد ابْن السِّكيت: شَرِبْت من أَمْن دَوَاء المَشْي يُدْعَى المَشُوَّ طَعْمُه كالشرْيِ وقرأت فِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : أَعْطَيْت فلَانا مِن أَمْن مَالِي، وَلم يفسّر. قلت: كَأَن مَعْنَاهُ: من خَالص مَالِي، وَمن خَالص دوَاء الْمَشْي؛ قَالَ الحُوَيْدرة: ونَقِي بآمِنِ مالِنا أَحْسَابَنا ونُجِرّ فِي الهيَجا الرِّمَاحَ ونَدَّعِي قلت: ونَقِي بآمِن مالنا، أَي: بخالص مالِنا. اللَّيْث: نَاقَة أَمُون: وَهِي الأَمينة الوَثيقة. قَالَ: وَهَذَا (فعول) جَاءَ فِي مَوضِع (مفعول) ، كَمَا يُقَال: نَاقَة عَضُوب وحَلُوب. وَقَالَ الزجّاج فِي قَول القارىء بعد الْفَرَاغ من قِرَاءَة فَاتِحَة الْكتاب (آمين) : فِيه لُغتان: تَقول الْعَرَب: أَمِين: بقصر الْألف. وآمين: بِالْمدِّ؛ وأَنشد فِي لُغة مَن قَصر: تباعَد مِنِّي فُطْحُلٌ إِذْ سألتُه أَمِين فَزَاد اللَّهُ مَا بَيْننَا بُعْدَا وأَنشد فِي لُغَة مَن مَدّ (آمين) :

يَا ربّ لَا تَسْلُبَنِّي حُبَّها أَبَداً ويَرْحَم اللَّه عَبْداً قَالَ آمِينَا قَالَ: ومعناهما: اللَّهُمَّ استجب، وهما موضوعان فِي مَوضِع اسْم الاستجابة، كَمَا أَن (صَهْ) موضوعٌ مَوضِع (سُكوتاً) . قَالَ: وحقّهما من الْإِعْرَاب الْوَقْف، لِأَنَّهُمَا بِمَنْزِلَة الْأَصْوَات، إِذْ كَانَا غير مشتقّين من فعل، إِلَّا أَن النُّون فُتحت لالتقاء الساكنين، وَلم تكسر النُّون لثقل الكَسرة بعد الْيَاء، كَمَا فتحُوا: أَيْن، وَكَيف. قلت: يُروى عَن مُجَاهِد أَنه قَالَ: أَمِين: اسْم من أَسمَاء الله. وَلَيْسَ يَصِحّ مَا قَالَ عِند أهل اللُّغَة أَنه بِمَنْزِلَة: يَا الله، وأضمر: استجب لي، وَلَو كَانَ كَمَا قَالَ لَرُفع إِذا أُجري وَلم يكن مَنْصُوبًا. وحَدثني المُنذري، عَن أبي بكر الخطابيّ، عَن مُحَمَّد بن يُوسُف العضيضي، عَن المؤمل بن عبد الرحمان، عَن أبي أُمية، عَن سعيد المَقْبري، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: آمين: خاتَمُ ربّ الْعَالمين على عباده الْمُؤمنِينَ. قَالَ أَبُو بكر: فِي تَفْسِير قَوْله: (آمين خَاتم رب الْعَالمين) : مَعْنَاهُ: أنّه طَابع الله على عباده، لِأَنَّهُ يدْفع بِهِ عَنْهُم الْآفَات والبلايا، فَكَانَ كخاتم الْكتاب الَّذِي يَصُونه وَيمْنَع من إفساده، وَإِظْهَار مَا فِيهِ لمن يكره علمه بِهِ، ووقوفه على مَا فِيهِ. ورُوي حديثٌ آخر عَن أبي هُرَيْرَة أَنه قَالَ: آمين: دَرَجَة فِي الجّنة.) قَالَ أَبُو بكر: مَعْنَاهُ: أَنه حرف يَكْتسب بِهِ قائلُه دَرَجَة فِي الجنّة. قَالَ: وَكَانَ الْحسن إِذا سُئل عَن تَفْسِير (آمين) قَالَ: هُوَ: اللَّهُمَّ اسْتَجب. وَقيل: معنى (آمين) : كَذَلِك تكون. وَأَخْبرنِي المُنذري، عَن الحرّاني، عَن ابْن السّكيت، قَالَ: الأَمِين: المؤتمن؛ وأَنْشد: حَلَفت يَمِينا لَا أخُون أَمِيني أَي: الَّذِي يَأْتمنني. قَالَ: وَسمعت أَحْمد بن يحيى يَقُول: إِذا دَعَوْت قلت: آمين، بقصر الْألف، وَإِن شِئْت طَوّلت. وَقَالَ: وَهُوَ إِيجَاب، رب افْعل. ورُوي من عدَّة طُرق أَن (الْأمين) اسْم من أَسمَاء الله تَعَالَى. وَأما (الْإِيمَان) فَهُوَ مصدر: آمن يُؤمن إِيمَانًا؛ فَهُوَ مُؤمن. وَاتفقَ أهل الْعلم من اللُّغويين وَغَيرهم أَن (الْإِيمَان) مَعْنَاهُ: التَّصْديق؛ وَقَالَ الله تَعَالَى: {خَبِيرٌ قَالَتِ الاَْعْرَابُءَامَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ وَلَاكِن قُولُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الاِْيمَانُ فِى قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لاَ يَلِتْكُمْ} (الحجرات: 14) .

وَهَذَا مَوضِع يَحتاج النَّاس إِلَى تفهّمه، وَأَيْنَ يَنْفصل المُؤمن من المُسلم، وَأَيْنَ يستويان؟ فالإسلام إِظْهَار الخُضوع والقَبول لما أَتَى بِهِ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبِه يُحقَن الدَّم، فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك الْإِظْهَار اعْتِقَاد وتصديقٌ بِالْقَلْبِ فَذَلِك الْإِيمَان، الَّذِي يُقال للموصوف بِهِ: هُوَ مُؤمن مُسلم، وَهُوَ الْمُؤمن بِاللَّه وَرَسُوله، غير مرتاب وَلَا شَاك، وَهُوَ الَّذِي يَرى أَن أَدَاء الْفَرَائِض واجبٌ عَلَيْهِ، وَأَن الْجِهَاد بِنَفسِهِ وَمَاله واجبٌ عَلَيْهِ، لَا يدْخلهُ فِي ذَلِك رَيب، فَهُوَ الْمُؤمن وَهُوَ المُسلم حقًّا؛ كَمَا قَالَ الله تَعَالَى: { (رَّحِيمٌ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَءَامَنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَائِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} (الحجرات: 15) أَي: أُولَئِكَ الَّذين قَالُوا إنّا مُؤْمنون، فهم الصادقون. فَأَما من أظهر قبُول الشَّريعة واستسلم لدفع الْمَكْرُوه، فَهُوَ فِي الظَّاهِر مُسْلم وباطنُه غَير مصدِّق، فَذَلِك الَّذِي يَقُول: أَسلمت، لِأَن الْإِيمَان لَا بدّ من أَن يكون صَاحبه لَا صدِّيقاً، لِأَن قَوْلك: آمَنت بِاللَّه، أَو قَالَ قَائِل: آمَنت بِكَذَا وَكَذَا، فَمَعْنَاه: صَدّقت، فَأخْرج الله تَعَالَى هَؤُلَاءِ من الْإِيمَان، فَقَالَ: {أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الاِْيمَانُ فِى} (الحجرات: 14) ، أَي: لم تصدِّقوا إِنَّمَا أَسْلمتم تعوُّذاً من الْقَتْل. فالمؤمن مُبطن من التَّصديق مثل مَا يُظهر، والمُسلم التامّ الْإِسْلَام مُظْهرٌ الطَّاعَة مُؤمن بهَا، وَالْمُسلم الَّذِي أظهر الْإِسْلَام تعوُّذاً غيرُ مُؤمن فِي الْحَقِيقَة، إِلَّا أنّ حُكمه فِي الظَّاهِر حُكْم المُسلمين. وَقَالَ الله تَعَالَى حِكَايَة عَن إخْوَة يُوسُف لأبيهم: {وَمَآ أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ} (يُوسُف: 17) . لم يخْتَلف أهل التَّفْسِير أَن مَعْنَاهُ: وَمَا أَنْت بمصدِّق لنا. وَالْأَصْل فِي الْإِيمَان الدُّخول فِي صِدْق الْأَمَانَة الَّتِي ائتمنه الله عَلَيْهَا، فَإِذا اعْتقد التَّصديق بِقَلْبِه كَمَا صدَّق بِلِسَانِهِ، فقد أدّى الْأَمَانَة وَهُوَ مُؤمن، وَمن لم يعْتَقد التَّصْدِيق بِقَلْبِه فَهُوَ غير مؤدَ للأمانة الَّتِي ائتمنه الله عَلَيْهَا وَهُوَ مُنافق. وَمن زعم أَن الْإِيمَان هُوَ إِظْهَار القَوْل دون التَّصْدِيق بالقَلب، فَإِنَّهُ لَا يَخلو مِن وَجْهَيْن: أَحدهمَا: أَن يكون منافقاً يَنْضح عَن الْمُنَافِقين تأييداً لَهُم. أَو يكون جَاهِلا لَا يَعلم مَا يَقوله وَمَا يُقال لَهُ، أَخرجه الْجَهْل واللَّجاج إِلَى عِناد الْحق وتَرك قَبُول الصَّوَاب. أعاذنا الله من هَذِه الصّفة وَجَعَلنَا مِمَّن عَلم فاسْتعمل مَا عَلِم، أَو جهل فتعلّم مِمَّن علم، وسلّمنا من آفَات أهل الزَّيغ والبدع. وحَسبنا الله وَنعم الْوَكِيل.

وَفِي قَول الله تَعَالَى: { (رَّحِيمٌ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَءَامَنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَائِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} (الحجرات: 15) مَا يبيّن لَك أَن (الْمُؤمن) هُوَ المُتضمن لهَذِهِ الصّفة، وَأَن من لم يتضمّن هَذِه الصّفة فَلَيْسَ بمؤُمن، لِأَن (إِنَّمَا) فِي كَلَام الْعَرَب تَجِيء لتثبيت شَيْء وَنفي مَا خَالفه. وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه. وَقَالَ النَّضر: قَالُوا للخليل: مَا الْإِيمَان؟ فَقَالَ: الطُّمَأنينة. قَالَ: وَقَالُوا للخليل: تَقول: أَنا مُؤمن؟ قَالَ: لَا أقوله. وَهَذَا تَزْكِيَة. وَالْمُؤمن: من أَسمَاء الله تَعَالَى، الَّذِي وَحَّد نَفْسه بقوله: {وَإِلَاهُكُمْ إِلَاهٌ وَاحِدٌ} (الْبَقَرَة: 163) وَبِقَوْلِهِ: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ} (آل عمرَان: 18) . وَقيل: الْمُؤمن فِي صفة الله: الَّذِي آمن الخَلْق من ظُلمه. وَقيل: الْمُؤمن: الَّذِي آمن أولياءَه عذابَه. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: وَقيل: المُؤمن: الَّذِي يصدق عبادَه مَا وَعدهم. وكُلّ هَذِه الصِّفات لله تَعَالَى، لِأَنَّهُ صَدَّق بقوله مَا دَعَا إِلَيْهِ عبادَه من تَوحيد، وَلِأَنَّهُ آمَن الخَلْق من ظلمه، وَمَا وعدنا من الْبَعْث، وَالْجنَّة لمن آمن بِهِ، وَالنَّار لمن كفر بِهِ، فَإِنَّهُ مُصدِّق وَعده لَا شريك لَهُ. وَيُقَال: استأمنني فلَان. فآمَنته أُومنه إِيمَانًا. وقُرىء فِي سَجدة بَراءة: {إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ} (التَّوْبَة: 12) . فَمن قَرَأَ بِكَسْر الْألف، فَمَعْنَاه: إِنَّهُم إِذا أجارُوا وآمَنُوا المُسلمين لم يَفُوا وغَدَروا. وَالْإِيمَان، هَاهُنَا: الْإِجَارَة وَالْأَمَانَة. حَدثنَا السَّعْدِيّ، حَدثنا البكائي، حَدثنَا عبد الله، عَن أبي هِلَال، عَن قَتَادَة، عَن أنس، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَا إِيمَان لمن لَا أَمَانَة لَهُ، وَلَا دين لمن لَا عَهْد لَهُ) . وَيُقَال: أمّن الإِمَام والدّاعي تَأْمِيناً، إِذا قَالَ بعد الْفَرَاغ من أم الْكتاب: آمِين. وَأما قَول الله تَعَالَى: {فَوْزاً عَظِيماً إِنَّا عَرَضْنَا الاَْمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ وَالْجِبَالِ فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا} (الْأَحْزَاب: 72) فقد رُوي عَن ابْن عبَّاس وسَعيد بن جُبير، أَنَّهُمَا قَالَا: الْأَمَانَة، هَاهُنَا: الْفَرَائِض الَّتِي افترضها الله على عِباده. وَقَالَ ابْن عمر: عُرضت على آدم الطَّاعَة والمَعْصية، وعُرِّف ثَوَاب الطَّاعَة وعقاب المَعْصية. وَالَّذِي عِنْدِي فِيهِ: أَن الْأَمَانَة، هَاهُنَا: النِّية الَّتِي يَعْتقدها الْإِنْسَان، لِأَن الله ائتمنه عَلَيْهَا وَلم يُظهر عَلَيْهَا أحدا من خَلقه، فَمن أَضْمر من التّوحيد والتصديق مثل مَا أظهر، فقد أدّى الْأَمَانَة، وَمن أَضْمر

التَّكْذِيب وَهُوَ مصدِّق باللّسان فِي الظَّاهِر، فقد حمل الْأَمَانَة وَلم يؤدّها، وكُل من خَان فِيمَا اؤتمن عَلَيْهِ فَهُوَ حَامِل. وَالْإِنْسَان فِي قَوْله تَعَالَى: {وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا} (الْأَحْزَاب: 72) ، هُوَ: الْكَافِر الشاكّ الَّذِي لَا يُصدِّق، وَهُوَ الظلوم الجهول، يدلّك على ذَلِك قَوْله تَعَالَى: {ظَلُوماً جَهُولاً لِّيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} (الْأَحْزَاب: 73) . اللحياني: يُقَال: مَا آمن أَن يَجد صحابةً، إِيمَانًا، أَي: مَا وثق. وَالْإِيمَان، عِنْده: الثِّقَة. ابْن الْأَنْبَارِي: رجل مُؤمن: مصدِّق بِاللَّه ورُسُله. وَآمَنت بالشَّيْء، إِذا صدّقت بِهِ، قَالَ الله تَعَالَى: {يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ} (التَّوْبَة: 61) . وأَنشد: وَمن قَبْل آمنَّا وَقد كَانَ قَوْمُنا يُصلُّون للأوثان قبلُ محمَّدا مَعْنَاهُ: وَمن قبل آمنّا مُحَمَّدًا، أَي: صدّقناه. قَالَ: وَالْمُسلم: المُخلص لله الْعِبَادَة. نمى: روينَا عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (لَيْسَ بالكاذب من أَصلح بَين النَّاس، فَقَالَ خيرا ونَمَى خَيْراً) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: نَميت حَدِيث فلَان إِلَى فلانٍ، أَنْميه، إِذا بلّغته على وَجه الْإِصْلَاح وَطلب الْخَيْر. قَالَ: وَمعنى قَوْله: ونمى خيرا، أَي أَبلغ خيرا ورَفع خيرا. وكُل شَيْء رَفَعْته، فقد نَمَيْته؛ وَمِنْه قولُ النَّابِغَة الذُّبياني: وانْمِ القَتُود على عَيْرانةٍ أُجُدِ قَالَ: وَلِهَذَا قيل: نَمَى الخِضابُ فِي الْيَد والشَّعر، إِنَّمَا هُوَ ارْتَفع وَعلا وَزَاد، فَهُوَ يَنْمي. وَزعم بعض النَّاس أَن (يَنْمُو) لُغَة. قَالَ الْأَصْمَعِي: وأمّا التَّنْمية، فَمن قَوْلك: نَمَّيت الحَدِيث أُنَمِّيه تَنْميةً، بِأَن يُبَلِّغ هَذَا عَن هَذَا على وَجه الْإِفْسَاد والنَّميمة. وَهَذِه مذمومة، والأُولى مَحمودة. وَالْعرب تفرّق بَين (نميت) مُخَفّفَة، وَبَين (نميت) مشدّدة، بِمَا وصفت، وَلَا اخْتِلَاف بَين أهل اللُّغَة فِيه. وَيُقَال: انتْمَى فلانٌ إِلَى فلَان، إِذا ارْتَفع إِلَيْهِ فِي النّسَب. ونماه جَدُّه، إِذا رَفع إِلَيْهِ نسبه؛ وَمِنْه قَوْله: نَماني إِلَى العَلْياء كُلُّ سَمْيَدع

وكُلّ ارْتِفَاع: انْتماء. يُقَال: انْتَمَى فلانٌ فَوق الوسادة؛ وَمِنْه قولُ الجَعْدي: إِذا انْتَميا فَوق الفِراش عَلاَهما تضوُّعُ رَيّا رِيحِ مِسْكٍ وعنَبْرِ ابْن الْأَعرَابِي: عَن المفضّل، قَالَ: يُقَال للكَرمة: إِنَّهَا لكثيرة النّوامي، وَهِي الأَغْصَان. واحدتها: نامية. وَإِذا كَانَت الكرمة كَثِيرَة النوامي، فَهِيَ: عاطِبَة. وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس: إِن رجلا أَتَاهُ فَقَالَ لَهُ: إِنِّي أرمي الصّيْد فأُصْمِي وأُنْمِي. فَقَالَ: كُلْ مَا أَصْمَيت ودَع مَا أَنْمَيْت. والإصماء: أَن يَرْميه فيَقتله على المكَان بِعَيْنِه قبل أَن يَغِيب عَنهُ. والإنماء: أَن يرميه فيَغيب عَن عين الرّامي وَيَمُوت وَهُوَ لَا يرَاهُ، فيجده مَيتا، وَلَا يجوز أكله لِأَنَّهُ لَا يؤمَن أَن يكون قَتله غيرُ سَهمه الَّذِي رَمَاه بِهِ. يُقَال: أَنْميت الرّميّةَ. فَإِن أردْت أَن تجْعَل الْفِعْل للرّمِيّة، قلت: قد نَمَت تَنْمى، أَي: غَابَتْ وَارْتَفَعت إِلَى حَيْثُ لَا يَرَاهَا الرّامي. قلت: قَالَ امْرُؤ القَيس: فَهو لَا تَنْمِي رَمِيّته مَا لَهُ لَا عُدّ مِن نَفَرِهْ وَقَالَ اللَّيْث: نَمَيْت فلَانا فِي النّسَب، أَي رَفَعْته. فانتمى فِي نَسَبه. وتنمّى الشيءُ تَنمِّياً، إِذا ارْتَفع؛ قَالَ القُطَامِيّ: فأَصْبح سَيْل ذَلِك قدت تنَمّى إِلَى مَن كَانَ مَنْزِله يَفَاعَا قَالَ: والأشياء كلّها على وَجه الأَرْض: نامٍ وصامت. فالنامِي: مثل: النَّبَات وَالشَّجر وَنَحْوه. والصامت: كالحجر والجَبل وَنَحْوه. والنّامية من الْإِبِل: السَّمينة. يُقال: نَمَت الناقةُ، إِذا سَمِنت. سَلمة، عَن الفرّاء، قَالَ: النامية: الخَلْق؛ وَمِنْه الحَدِيث: (لَا تُمثِّلوا بنامية الله) ، أَي بخَلْقه. وَقَالَ غيرُه: يُقَال: أَنْميتُ لفُلَان، وأَمْدَيت لَهُ، وأمْضيت لَهُ، وَتَفْسِير هَذَا: تَرْكه فِي قَلِيل الْخَطَأ حَتَّى يبلغ بِهِ أقصاه، فيُعاقب فِي مَوضِع لَا يكون لصَاحب الْخَطَأ فِيهِ عُذْر. أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: النُّمِّيّ: الفَلس، بالرّومية؛ وَقَالَ النَّابِغَة الذُّبْيَاني:

وقارَفَتْ وَهْي لم تَجْرَبْ وباعَ لَهَا مِن الفَصَافِص بالنُّمِّيّ سِفْسِيرُ وَقَالَ شَمر: النُّمِّي: فُلوسٌ مِن رَصَاص. وَقَالَ بَعضهم: مَا كَانَ من الدَّراهم فِيهِ رَصاص أَو نُحاس، فَهُوَ نُمِّي. وَكَانَت بالحِيرة على عَهد النُّعمان بن المُنذر. ونُمِّيّ الرَّجُل: نُحاسه وطَبْعه؛ قَالَ أَبُو وَجْزة: وَلَوْلَا غَيره لَكَشَفْتُ عَنهُ وَعَن نُمِّيِّه الطَّبع اللَّعِين نوم: يُقال: نَام الرَّجُلُ يَنَام نَوْماً. فَهُوَ نَائِم، إِذا رَقَد. ونامت الشَّاة وغيرُها من الْحَيَوَان، إِذا ماتَت. وَفِي حَدِيث عَليّ: إِنَّه حثّ على قتال الْخَوَارِج فَقَالَ: إِذا رأيتُموهم فأَنيموهم، أَي: اقْتُلوهم. قَالَ الْفراء: النائمة: المَيتة. والنامية: الجُثّة. أَبُو عبيد، عَن أبي زيد: نَامَتْ السُّوق وحَمُقت، إِذا كَسَدت. وَقَالَ غَيره: نَام الثَّوْب والفَرْوُ، إِذا أَخْلَق. والمَنامة: القَطِيفة. والمَنام: مصدر: يَنام نَوماً ومَناماً. وَجمع (النَّائِم) : نِيام، ونُوّام، ونُوَّم، وَرجل نَوْمٌ، وَقوم نَوْمٌ، وَامْرَأَة نَوْمٌ، ورَجُلٌ نَوْمانُ: كثير النَّوْم، ورَجُلٌ نُوَمةٌ: ينَام كثيرا، ورَجُلٌ نُوَمة، إِذا كَانَ خامِل الذِّكْر. وَفِي الحَدِيث: إنّما يَنْجُو من شَرّ ذَلِك الزَّمان كُلُّ مُؤمن نُوَمة، أُولَئِكَ مَصابِيح العُلماء. قَالَ أَبُو عُبيد: النُّوَمة: الخامِلُ الذِّكْر الغامِض فِي النّاس، الَّذِي لَا يَعْرف الشَّرَّ وَلَا أَهْلَه. اللَّيث: رجل نَوِيمٌ ونُوَمَة، أَي: مُغَفَّل. وَيُقَال: اسْتَنام فلانٌ إِلَى فلَان، إِذا أَنِس بِهِ واطمأَنّ إِلَيْهِ، فَهُوَ مُسْتَنِيم إِلَيْهِ. وَقَالَ بَعضهم: يُقَال: نامَ إِلَيْهِ، بِهَذَا المَعْنى. وأقرأني المُنذريّ، عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي أنّه أَنشده: فَقلت تَعَلَّم أنّني غيرُ نَائِم إِلَى مُسْتَقِلَ بالخيانة أَنْيبَا قَالَ: غير نَائِم، أَي: غير واثق بِهِ. والأَنْيب: الغَليظ الناب، يُخَاطب ذِئْباً. وَقَالَ غَيره: استنام الرَّجُلُ، بِمَعْنى: تناوم شَهْوةً للنَّوم؛ وأَنْشد: إِذا اسْتنام راعه النَّجِيّ قَالَ شَمِر: رُوي عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ لعَلي: مَا النُّوَمة؟ فَقَالَ: الَّذِي يَسْكُن فِي

الفِتْنة فَلَا يَبْدو مِنْهُ شَيْء. قَالَ: وَقَالَ ابْن الْمُبَارك: هُوَ الغافل عَن الشَّرّ. وَقيل: هُوَ الْعَاجِز عَن الأُمور. وَقيل: هُوَ الخامل الذّكر الغامِض فِي النَّاس. قَالَ شَمِر: وكُلّ شَيْء سَكن، فقد نَام. وَمَا نَامَتْ السّماءُ اللَّيْلَة مَطراً. واسْتَنام أَيْضا، إِذا سَكن؛ قَالَ العجّاج: إِذا اسْتنام راعه النَّجِيّ ونام المَاء، إِذا دَامَ وَقَامَ. ومنامه، حَيْثُ يَقُوم. نيم: عَمْرو، عَن أبِيه: النِّيم: النّعْمة التامّة. والنِّيم: ضَرْبٌ من العِضاه؛ قَالَ الهُذليّ: ثمَّ يَنُوش إِذا أَدَّ النَّهارُ لَهُ بعد التّرقُّب من نِيمٍ وَمن كَتَمِ والنِّيم والكَتَم: شجرتان من العِضَاه. أَبُو عُبيد: عَن أبي الْحسن الْأَعرَابِي، قَالَ: النِّيم: الفَرْو. والنِّيم أَيْضا: الدَّرَج الَّذِي فِي الرِّمال إِذا جرت عَلَيْهِ الرّيح؛ وأَنشد لذِي الرُّمّة: حتّى انْجلى اللَّيْلُ عنّا فِي مُلَمَّعةٍ مِثْل الأَدِيم لَهَا مِن هَبْوَةٍ نِيمُ وَيُقَال: أَخذه نُوَام، وَهُوَ مثل السّبات يكون من داءٍ بِهِ. أَبُو نصر: النِّيم: الفَرْو القَصِير إِلَى الصَّدْر. قيل لَهُ: نِيم، أَي: نِصف فرو، بِالْفَارِسِيَّةِ، قَالَ رُؤبة: وَقد أرَى ذَاك فَلَنْ يَدومَا يُكْسَيْن من لِينِ الشَّبَابِ نِيمَا وفُسِّر أَنه الفَرْو. وَقيل: النِّيم: فَرْوٌ يُسَوَّى من جُلود الأرانب، وَهُوَ غالي الثَّمن. ويُقال: فلانٌ نِيمِي، إِذا كنت تَأْنس بِهِ وتَسْكُن إِلَيْهِ. وَقَالَ اللَّيْث: فِي قَول الله تَعَالَى: {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِى مَنَامِكَ قَلِيلاً} (الْأَنْفَال: 43) . أَي: فِي عَيْنك. وَقَالَ الزجّاج: رُوي عَن الْحسن أَن مَعْنَاهَا: فِي عَيْنك الَّتِي تَنام بهَا. قَالَ: وَكثير من أهل النَّحْو ذَهَبُوا إِلَى هَذَا. وَمَعْنَاهُ عِنْدهم: إِذْ يُريكهم الله فِي مَوضع مَنامك، أَي: فِي عَيْنك، ثمَّ حذف

(الْموضع) وَأقَام (الْمَنَام) مُقامَه. وَهَذَا مَذْهَبٌ حَسَنٌ. وَلَكِن قد جَاءَ فِي التَّفْسِير أنّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَآهُمْ فِي النَّوم قَلِيلا، وقَصّ الرُّؤيا على أَصحابه، فَقَالُوا: صدقت رُؤْياك يَا رَسُول الله. قَالَ: وَهَذَا المَذهب أَسْوغ فِي العَرَبيّة، لِأَنَّهُ قد جَاءَ: {وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَعْيُنِهِمْ} (الْأَنْفَال: 44) فدلّ هَذَا على أنّ هَذِه رُؤية الالتقاء وأنّ تِلْكَ رُؤْية النَّوم. ابْن الْأَعرَابِي: نَام الرجل، إِذا تَواضع لله. يمن: اللَّيْث: اليُمْن، نَظِير (البَرَكة) . يُقَال يَمُن الرَّجُلُ، فَهُوَ مَيْمُون. وَأَخْبرنِي المُنذري، عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: روى سَعيد بن جُبير، عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ فِي {ك صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - هيع صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ص صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 -} (مَرْيَم: 1) هُوَ: كافٍ هادٍ يَمينٌ عزيزٌ صادقٌ. قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: فَجعل قولَه (كَاف) أول اسْم الله (كافٍ) ، وَجعل (الْهَاء) أول اسْمه (هاد) ، وَجعل (الْيَاء) أول اسْمه يَمِين، من قَوْلك: يَمَن اللَّهُ الإنْسَانَ يَيْمُنه يَمْناً ويُمْناً، فَهُوَ مَيْمون. قَالَ: فاليمين واليامن، يكونَانِ بِمَعْنى وَاحِد، كالقدير والقادر؛ وَأنْشد قولَ رؤبة: بَيْتَك فِي اليامن بَيْت الأيْمَن فَجعل اسْم الْيَمين مشتقاً من (الْيمن) ، وَالله أعلم. قَالَ: وَجعل (الْعين) : عَزِيزًا، و (الصَّاد) : صَادِقا. قلت: واليَمين، فِي كَلَام الْعَرَب، على وُجُوه: يُقَال لليد اليُمنى: يَمين. وَالْيَمِين: الْقُوَّة؛ وَمِنْه قولُ الشّماخ: رأيتُ عَرابَة الأَوْسِيّ يَسْمُو إِلَى الخَيْرات مُنْقَطع القَرِين إِذا مَا رايةٌ رُفِعت لِمَجْدٍ تلّقاها عرابةُ باليَمينِ أَي: بالقُوة. وَقَالَ: بِمَنْزِلَة حَسَنة. وَيُقَال: قَدِم فلانٌ على أَيْمن اليَمِين، يَعْني: اليُمْن. قَالَ: وَقَوله (تلّقاها عرابة بِالْيَمِينِ) ، أَرَادَ: باليُمْن. وَقيل: أَرَادَ: باليَد اليُمْنى. وَقيل: أَرَادَ: بالقُوة والحقّ. وَأما قَوْله تَعَالَى: {يَتَسَآءَلُونَ قَالُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ} (الصافات: 28) . قَالَ الزجّاج: هَذَا قَول الكُفَّار الَّذين أضلّوهم، أَي: كُنْتُم تَخْدعوننا بأقوى الْأَسْبَاب، فكنتم تأتوننا من قِبل الدِّين فتُروننا أنّ الدّين وَالْحق مَا تُضلوننا بِهِ.

وَكَذَلِكَ قيل فِي قَوْله تَعَالَى: {لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ} (الْأَعْرَاف: 17) : مِن قِبَل دِينهم. وَقَالَ بَعضهم: لآتِينّهم من بَين أَيْديهم، أَي: لأُغْوينهم حَتَّى يكذّبوا بِمَا تقدّم من أُمور الأُمم السَّابِقَة، وَمن خَلفهم، حَتَّى يكذبوا بِأَمْر البَعث، وَعَن أَيْمَانهم وَعَن شمائلهم، أَي: لأُضّلنهم فِيمَا يعلمُونَ لأَمْر الكَسب، حَتَّى يُقال فِيهِ: ذَلِك بِمَا كسبت يداك، وَإِن كَانَت اليَدان لم تَجْنيا شَيْئا، لِأَن اليدَين الأَصْل فِي التصرّف، مثلا لجَمِيع مَا عُمِل بِغَيْرِهِمَا. وَأما قَوْله تَعَالَى: {لاَ تَنطِقُونَ فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً} (الصافات: 93) ، فَفِيهِ أقاويل: أَحدهمَا: بيَمينه، وَقيل: بالقُوّة. وَقيل: وبيَمينه الَّتِي حَلف حِين قَالَ: { (وَتَاللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَن تُوَلُّواْ مُدْبِرِينَ} (الْأَنْبِيَاء: 57) . قَالَ اليزيدي: ويَمَنْت أَصْحَابِي: أَدْخلْتُ عَلَيْهِم اليُمن. وَأَنا أيْمنهم يُمْناً ويُمْنَةً. وشَأمتُ أَصْحَابِي: أَدْخلتُ عَلَيْهِم الشُّؤْمَ. وَأَنا أَشْأَمهم شُؤْماً، وشَئِمت عَلَيْهِم، وَأَنا مَشْؤوم عَلَيْهِم. قَالَ: وشأمتهم: أخذت على شَمائلهم. ويَسرتهم: أخذت على يَسارهم، يَسْراً. وَفِي حَدِيث عُمر حِين ذكر مَا كَانَ فِيهِ من القَشَف والقِلّة فِي جاهليَّته وأنّه وأُخْتاً لَهُ خَرَجا يَرْعيان ناضِحاً لَهما، وأنّ أُمّهما زَوَّدَتْها بِيُمَيْنَتَيْها من الهَبيد كُلّ يَوْم. قَالَ أَبُو عُبيد: وَجه الْكَلَام: بيُمَيِّنَيْها بِالتَّشْدِيدِ؛ لِأَنَّهُ تَصغير (يَمِين) ، لَكِن قَالَ: يُمَيْنَيْها، على تَصْغِير التّرخيم. وَإِنَّمَا قَالَ: يُمَيْنَيها، وَلم يقل: يَديها، وَلَا كَفَّيها، لِأَنَّهُ لم يُرد أَنَّهَا جَمعت كَفَّيها ثمَّ أعطتهما بِجَمِيعِ الكفّين، وَلكنه إِنَّمَا أَرَادَ أَنَّهَا أَعطت كُلّ وَاحِد كفًّا وَاحِدًا بِيَمينها، فهاتان يَمِينان. وَقَالَ شمر: قَالَ غير أبي عُبيد: إِنَّمَا هُوَ يُمَيِّنَيْها. قَالَ: وَهَكَذَا سمعتُ من يَزيد بن هَارُون. قَالَ شَمر: وَالَّذِي أختاره بعد هَذَا: يُمَيْنَتَيْهَا، لِأَن (المينة) إِنَّمَا هِيَ فِعل: أَعطى يَمْنةً ويَسْرةً. قَالَ: وسمعتُ من لَقيت من غَطَفان يتكلّمون فَيَقُولُونَ: إِذا أَهْوَيت بيَمينك مَبْسوطةً إِلَى طَعَام أَو غَيره فأعْطيت بهَا مَا حَملته مَبْسوطة فَإنَّك تَقول: أَعطاه يَمْنةً من الطَّعام؛ فَإِن أعطَاهُ بهَا مَقْبوضةً قَالَ: أعطَاهُ قَبْضةً من الطَّعَام؛ وَإِن حَثَى لَهُ بِيَدِهِ، فَهِيَ الحَثْيَة، والْحَفْنَة. قلت: وَالصَّوَاب عِنْدِي مَا رَواه أَبُو عُبيد: يُمَيْنَتَيْها.

وَهُوَ صَحِيح كَمَا رَوى، وَهُوَ تَصْغِير (يَمْنَتَيْها) أَرَادَ: أَنَّهَا أَعْطَتْ كُلَّ وَاحِد مِنْهُمَا بِيَمينها يمنةً، فصغّر (اليمنة) : يُمَيْنة، ثمَّ ثناها فَقَالَ: يُمَيْنتين. وَهَذَا أحسن الْوُجُوه مَعَ السّماع. وَفِي حَدِيث عُروة بن الزّبير أَنه قَالَ: لَيْمُنُك لَئِن كنت ابْتليت لقد عافَيْت، وَلَئِن كُنت أَخَذْت لقد أَبْقَيت. قَالَ أَبُو عُبيد: قَوْله لَيْمُنُك، وأيْمُنُك، إِنَّمَا هِيَ يَمين، وَهِي كَقَوْلِهِم: يَمِين الله، كَانَ يحلفُونَ بهَا. قَالَ امْرُؤ القَيس: فقلتُ يَمينُ اللَّه أَبْرح قاعِداً وَلَو ضَرَبُوا رأسِي لَدَيْك وأَوْصالِي فَحلف بِيَمِين الله. ثمَّ تجمع (الْيَمين) أَيْمناً؛ كَمَا قَالَ زُهير: فتُجْمع أيمُنٌ منّا ومِنكم بمُقْسَمة تَمُور بهَا الدِّمَاءُ ثمَّ يحلفُونَ بأَيْمن الله فَيَقُولُونَ: وأيمن الله أفعل كَذَا وَكَذَا، وأَيْمُنك يَا رب، إِذا خَاطب ربَّه. فعلى هَذَا قَالَ عُروة: لَيْمُنُك. هَذَا هُوَ الأَصْل فِي (أَيمن الله) ثمَّ كثر فِي كَلَامهم وخفّ على ألسنتهم حَتَّى حَذفوا النُّون كَمَا حذفوها من (لم يكن) ، فَقَالُوا: (لم يَك) ، وَكَذَلِكَ قَالُوا: أَيم الله. وفيهَا لُغَات سواهَا. قلت: أحسن أَبُو عبيد فِي جَمِيع مَا قَالَ، إِلَّا أَنه لم يُفَسّر قَوْله: (أيْمُنُك) ، لم ضُمّت النُّون. قَالَ: والعلّة فِيهَا كالعلّة فِي قَوْلهم: لعمرك، كَأَنَّهُ أُضمر فِيهَا يَمينٌ ثَان، فَقيل: وأَيْمُنك فلأَيمنكَ عَظِيمة، وَكَذَلِكَ: لَعَمْرك فَلَعَمْرك عَظِيم. قَالَ: قَالَ ذَلِك الْفراء والأحمر. وَقَالَ أَحْمد بن يحيى فِي قَوْله تَعَالَى: {اللَّهُ لَا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ} (النِّسَاء: 87) كَأَنَّهُ قَالَ: وَالله الَّذِي لَا إلاه إِلَّا هُوَ ليجمعنَّكم. وَقَالَ غَيره: الْعَرَب تَقول: أيم الله، وهيم الله. الأَصْل: أَيمن الله، وقَلبت الْهمزَة هَاء، فَقيل: هَيم الله. وَرُبمَا اكتفوا بِالْمِيم وحَذفوا سَائِر الْحُرُوف، فَقَالُوا: مُ الله ليفعلنّ كَذَا. وَهِي لُغَات كلّها، وَالْأَصْل: يَمِين الله، وأَيْمن الله. وَقَالَ بَعضهم: قيل للحلف: يَمِين، باسم: يَمِين الْيَد، وَكَانُوا يَبْسطون أَيْمَانهم إِذا حَلفوا، أَو تحالفوا وتعاقدوا وتبايعوا، وَلذَلِك قَالَ عُمر لأبي بكر: ابْسُط يدك أبَايعْك. قلت: وَهَذَا صَحِيح، وَإِن صَحَّ أَن (يَمِينا)

من أَسمَاء الله، كَمَا رُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس، فَهُوَ الْحلف بِاللَّه. غير أَنِّي لم أسمع (يَمِينا) فِي أَسمَاء الله إِلَّا مَا رَوَاهُ عَطاء بن السَّائِب، عَن ابْن جُبير، عَنهُ، وَالله أعلم. وَالْعرب تَقول: أَخذ فلَان يَمِينا وَأخذ يساراً، وَأخذ يَمْنة وأَخذ يَسْرة. وَأَصْحَاب الميمنة فِي كتاب الله: أَصْحَاب اليَمين. وتَيامن فلَان: أَخذ ذاتَ الْيَمين. وتياسر: أَخذ ذَات اليَسار. الحرّاني، عَن ابْن السّكيت، يُقَال: يامِن بِأَصْحَابِك، وشائِم بهم، أَي: خُذ بهم يَمِينا وَشمَالًا. وَلَا يُقَال، تيامن بهم، وَلَا تَياسر بهم. ويُقال: تيامن القومُ وأَيْمَنُوا، إِذا أَتَوا اليَمن. ابْن الأنباريّ: العامّة تغلط فِي معنى (تيامن) فتظن أَنه أَخذ عَن يَمينه، وَلَيْسَ كَذَلِك مَعْنَاهُ عِنْد الْعَرَب، إِنَّمَا يَقُولُونَ: تيامَن، إِذا أَخذ نَاحيَة الْيمن، وتشاءم، إِذا أَخذ نَاحيَة الشَّام، ويامن، إِذا أَخذ عَن يَمِينه، وشاءم، إِذا أَخذ عَن شِمَاله. قَالَ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِذا نَشأت بَحْرِيّةً ثمَّ تشاءَمت فَتلك عَيْنٌ غُدَيْقَة) . أَرَادَ: إِذا ابتدأت السّحابة من نَاحيَة البَحر ثمَّ أخذت نَاحيَة الشّام. وَيُقَال: أشأم الرَّجُل وأيمن، إِذا أَراد الْيَمين قَالَ: ويامن وأيمن أَيْضا، إِذا أَرَادَ اليمَنَ. وَيُقَال: لناحية اليَمن: يَمين، ويَمَن. وَإِذا نَسبو إِلَى (الْيَمين) قَالُوا: يَمينيّ. وَإِذا نسبوا إِلَى (الْيمن) قَالُوا: يَمانٍ. قَالَ: واليُمْنة، واليَمنة: ضربٌ من بُرود الْيَمين. وَقيل لناحية الْيمن: يَمَنٌ، لِأَنَّهَا تلِي يَمِين الكَعبة. كَمَا قيل لناحية الشَّام: شام، لِأَنَّهَا عَن شِمال الْكَعْبَة. وَقَالَ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ مُقبل من تَبوك: (الْإِيمَان يَمانٍ والْحِكْمة يمانِية) . قَالَ أَبُو عُبيد: إِنَّمَا قَالَ ذَلِك لأَن الْإِيمَان بَدا من مَكَّة، لِأَنَّهَا مولد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ومبعثه، ثمَّ هَاجر إِلَى الْمَدِينَة. وَيُقَال: إِن مَكَّة من أرضِ تهَامَة، وتهامة من أَرض الْيمن، وَلِهَذَا سُمّي مَا ولي مَكَّة من أَرض الْيَمين واتصل بهَا: التهائم. فمكة على هَذَا التَّفْسِير يَمَانِية، فَقَالَ: الْإِيمَان يمانٍ، على هَذَا. وَفِيه وَجه آخر: أنّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَنى بِهَذَا القَوْل الأَنصار، لأَنهم يَمانُون، وهم نَصروا الْإِيمَان، فنُسب الْإِيمَان إِلَيْهِم.

وَهُوَ أحسن الوُجوه عِنْدِي. قَالَ: وَمِمَّا يُبيِّن ذَلِك حديثُ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لمّا وَفد عَلَيْهِ وَفْدُ الْيمن: (أَتَاكُم أهلُ اليَمن، هم أَلْين قلوباً وأرَق أَفْئِدَة، الْإِيمَان يَمانٍ وَالْحكمَة يمانِية) . وَقَوْلهمْ: رَجُل يمانٍ، مَنْسُوب إِلَى (اليَمن) . كَانَ فِي الأَصْل، يمنيّ، فزادوا ألفا قبل النُّون، وحذفوا يَاء النِّسْبة. وتهامة، كَانَت فِي الأَصْل تَهَمة، فزادوا ألفا، فَقَالُوا تهَام. وَهَذَا قَول الْخَلِيل وسيبويه. وَيُقَال: فلانٌ يُتَيمّن بِرَأْيهِ، أَي يُتبرَّك بِهِ. والتَّيَمُّن: المَوت. يُقَال: تَيمَّن فلانٌ تَيَمُّناً، إِذا مَاتَ. وَالْأَصْل فِيهِ أَنه يُوَسَّد يمينَه إِذا ماتَ فِي قَبره؛ وَقَالَ الجعديّ: إِذا مَا رَأَيْت الْمَرْء عَلْبَى وجِلْدَه كضَرْحٍ قديمٍ فالتيمُّن أَرْوَحُ عَلْبى: اشتدّ عِلباؤُه وامتدّ. والضَّرْح: الجِلْد. وَجمع (الميمون) : ميامِين، وَقد يَمنَه الله يُمناً، فَهُوَ مَيْمُون. وَالله اليامن، وَجمع الميمنة: مَيامن. ينم: اليَنَمة: عُشْبة. وَالْعرب تَقول: قَالَت اليَنَمة: أَنا اليَنَمه، أَغْبُق الصَّبِيّ بعد العَتَمه، وأكُبّ الثُّمال فَوق الأَكَمه. اليَنَمة: عُشْبة إِذا رَعَتها الماشيةُ كَثُرت رَغْوة أَلْبَانهَا فِي قِلّة. مأن: أَبُو سعيد: يُقَال: امْأن مَأْنك، أَي: اعْمل مَا تُحْسن. وَيُقَال: أَنا أمأنه، أَي: أحْسنه. وَكَذَلِكَ: أشْأَنْ شَأَنك؛ وأَنْشد: إِذا مَا عَلِمْتُ الأَمْر أقْرَرْتُ عِلْمَه وَلَا أَدَّعي مَا لَسْتُ أَمْأَنُه جَهْلاَ كفى بامْرىءٍ يَوْمًا يَقُول بعِلْمه ويَسْكُت عمّا لَيْسَ يَعْلَمه فَضْلاَ مين: المَيْن: الكَذِب، يُقال: مان يَمين مَيْناً، فَهُوَ مائن، أَي كَاذِب. وَفُلَان مُتماين الوُدّ، إِذا كَانَ غير صَادِق الخُلّة؛ وَمِنْه قَول الشَّاعِر: رُوَيْدَ عَلِيًّا جُدَّ مَا ثَدْي أُمِّهم إِلَيْنَا وَلَكِن وُدّهم مُتمايِنُ ويروى: مُتَيامن، أَي: مائل إِلَى اليَمن. ويُقال: مان فلانٌ أهلَه يَمُونهم مَوْناً، إِذا عالهم.

ومِين فلانٌ يُمَان، فَهُوَ مَمُون. ابْن الْأَعرَابِي: مان، إِذا شَقّ الأرْض للزَّرع. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: المانُ: السِّكة الَّتِي يُحرث بهَا. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: التموُّن: كَثْرَة النَّفقة على العِيال. والتَّومُّن: كَثْرَة الأَولاد. وَقَالَ الفَرّاء: المِيناء: جَوْهر الزُّجَاج الَّذِي يُعمل الزّجاج مِنْهُ، مَمْدُود. والمينا: الْموضع الَّذِي تُرْفأ إِلَيْهِ السُّفن، يُمد ويُقصر، وَالْقصر فِيهِ أَكثر؛ وأنْشد فِي المَدّ: فَلَمَّا اسْتقلت مِ المَناخ جِمالُها وأَشْرَفْن بالأَحْمال قُلْتُ سَفِينُ تأطَّرن بالمِيناء ثمَّ جَزَعْنه وَقد لَحّ من أَحمالهنَّ شُحُونُ وَقَالَ الْفراء: والمينى، مَقْصُور، الْموضع الَّذِي تُرفأ إِلَيْهِ السفن، يكْتب بِالْيَاءِ. منى: والمَنَا: بِفَتْح الْمِيم مَقْصُور: الَّذِي يُوزن بِهِ، يُكتب بالأَلف، ويثنى، فَيُقَال: مَنَوان. قَالَه ابْن السّكيت. قَالَ: وَيُقَال: هُوَ مِنّي بمَنَى مِيل، أَي بقَدْرِ ميل. وَحكى الْفراء: دَاري بِمَنَى دَاره، أَي بحِذائها. قَالَ: والمَنَى، بِالْيَاءِ: القَدَر. وَقد مَنَى الله لَك مَا يَسُرّك، أَي قَدّر الله لَك مَا يَسُرّك؛ قَالَ صَخر الغَيّ: لعَمْرو أَبِي عَمْرو لقد سَاقه المَنَى إِلَى جَدَثٍ يُوزَى لَهُ بالأَهاضِبِ أَي، سَاقه القَدَر. وَقد مَنَى اللَّهُ لَك المَوت يَمْنيه؛ وأَنْشد: وَلَا تقولَنْ لشيءٍ سَوف أَفْعَله حَتَّى تُلاقِيَ مَا يَمْنِي لَك المَانِي أَي: مَا يقُدِّر لَك الْقَادِر. وَقَالَ الآخر: مَنَتْ لَك أَن تُلاقِيَني المَنَايَا أُحادَ أُحادَ فِي الشَّهر الحَلالِ أَي: قدرت لَك الأقْدار. ابْن الْأَنْبَارِي: أَخْبرنِي ثَعلب، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: قَالَ الشَّرقي بن القُطامي: المَنايا: الأَحداث. والحِمامُ: الأَجَل. والحَتْف: القَدَر. والمَنون: الزَّمان. اللَّيْث: المَنا: الْمَوْت. وَكَذَلِكَ: المَنِيّة. اللِّحياني: مَناه الله بحُبها يمنيه ويَمْنوه،

أَي: ابتلاه بحُبها، مَنْياً ومَنْواً. قَالَ الرُّؤَاسي وَأَبُو زيد: يُقَال: هُوَ مَناً، ومَنوان، وأَمْناء، للمِكيال الَّذِي يَكيلون بِهِ السَّمْن وَغَيره. وَقد يكون من الْحَدِيد أَوْزَاناً. وَبَنُو تَميم يَقُولُونَ: هُوَ: مَنٌّ، ومنَّان، وأَمْنان. اللَّيْث: مِنى، مَقْصُور: مَوضِع مَعْرُوف بِمَكَّة. سُمّيت (مِنى) لما يُمْنى بهَا من الدَّم، أَي: يُرَاق. قَالَ الله تَعَالَى: {نُطْفَةً مِّن مَّنِىٍّ} (الْقِيَامَة: 37) . قَالَ أُبو عُبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: المَنِي، مُشدَّد. يُقَال: مَنَّى الرَّجُل وأَمْنَى، من المَنِيّ، بِمَعْنى. وَرُوِيَ أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي: مَنَى الله الشَّيْء: قَدّره. وَبِه سُميت (مِنَى) . وَقَالَ ابْن شُميل: سُمِّي: مِنى، لِأَن الكَبْش مُنِي بِهِ، أَي: ذُبِح. وَقَالَ ابْن عُيينة: أُخذ من (المنايا) . وَأما (المُنى) بِضَم الْمِيم، فَجمع: المُنْية، وَهُوَ مَا يَتَمَّنى الرَّجُل. والأُمْنِيّة: أُفُعولة. وَجَمعهَا، الأمانِيّ. وَقَالَ اللّيث: ربّما طُرحت الْألف فَقيل: مُنْية، على (فُعلة) . وَجَمعهَا: مُنى. وَيُقَال: أُمْنية، على: أفْعُولة. وَيجمع أمانيّ، مُشَدّدَة الْيَاء، وأمانٍ، مخفّفة، كَمَا يُقال: أثافٍ وأثافيّ، وأضاحٍ وأضاحيّ، لجمع الأُثفية والأُضحيّة. أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي: يُقَال للناقة أول مَا تُضرب: هِيَ فِي مُنْيتها، وَذَلِكَ مَا لم يَعلموا أَبِهَا حَمْلٌ أم لَا؟ ومُنْية البِكْر: الَّتِي لم تحمل قبل ذَلِك عشر لَيَال. ومُنية الثِّنْي، وَهُوَ الْبَطن الثَّانِي خمس عشرَة لَيْلَة. قيل: وَهِي مُنتهى الأيّام، فَإِذا مَضت عُرف ألاقحٌ هِيَ أم غير لاقح؟ وَأَخْبرنِي المُنذري، عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: البِكْر من الْإِبِل تُسْتَمْنى بعد أَربع عشرَة وَإِحْدَى وَعشْرين، والمُسِنّة بعد سَبْعَة أيّام. قَالَ: والاستمناء أَن يَأْتِي صاحبُها فيَضرب بِيَدِهِ على صَلاها، ويَنْقُر بهَا، فَإِن اكتارَتْ بذَنبها أَو عقدت رَأسهَا وجَمعت بَين قُطْريها عُلِم أنّها لاقح. وَقَالَ فِي قَول الشَّاعِر:

قَامَت تُريك لَقَاحاً بعد سابعةٍ والعَيْنُ شاحبةٌ والقَلْب مَسْتُورُ قَالَ: مَستور، إِذا لقحت ذهب نشاطُها. كأنّها بصَلاها وَهِي عاقدةٌ كَوْرُ خِمارٍ على عَذْراء مَعْجُورُ وَقَالَ شَمر، قَالَ ابْن شُميل: تُمْتَنَى القِلاص لِسَبع خطأ، إِنَّمَا هُوَ: تَمْتتى القِلاصُ، لَا يجوز أَن يُقال: امْتَنيت الناقةَ أَمْتنيها، فَهِيَ مُمْتَناة. قَالَ: وقُرىء على نُصير وَأَنا حَاضر، يُقَال: أَمْنَت الناقةُ، فَهِيَ تُمْني إمْناءً، فَهِيَ مُمْنية ومُمْنٍ، وامْتَنَت، فَهِيَ مُمْتنية، إِذا كَانَت فِي مُنْيتها، على أنْ الفِعل لَهَا دُون راعيها؛ وأنشدنا فِي ذَلِك لذِي الرّمة: نَتُوجِ وَلم تُقْرف لِمَا يُمْتَنى لَهُ إِذا نُتِجت ماتتْ وحَيَّ سَلِيلُها فَرَوَاهُ هُوَ وَغَيره من الرُّواة: لما يُمْتنى، بِالْيَاءِ، وَلَو كَانَ كَمَا رَوى شَمر لكَانَتْ الرِّوَايَة: لما تَمْتني لَهُ. وَقَوله: لم تُقْرف: لم تُدَان لما يُمْتنى لَهُ، أَي: لم تحمل الْحمل الَّذِي يُمْتنى لَهُ. وَأنْشد نُصير لذِي الرّمة أَيْضا: وحتّى اسْتبان الفَحلُ بعد امتْنائها من الصَّيْف مَا اللَّاتِي لَقِحْن وحُولها أَي: بعد امتنائها هِيَ. وَقَالَ ابْن السّكيت: قَالَ الْفراء: مُنيْة النَّاقة، ومِنية النَّاقة: الْأَيَّام الَّتِي يُسْتَبرأ فِيهَا لَقاحها من حيَالها. وَيُقَال: الناقاة فِي مُنْيَتها. وَقَالَ أَبُو عُبيدة: المُنْية: اضْطِرَاب المَاء وامِّخاضه فِي الرَّحم قبل أَن يتغيّر فَيصير مَشِيجاً. وَقَوله: لم تُقْرف لما يُمْتنى لَهُ: يصف البَيضة أَنَّهَا لم تُقْرف، أَي لم تجامع لما يُمتْنى لَهُ فيُحتاج إِلَى معرفَة مُنيتها. ابْن السّكيت: قَالَ يُونُس: يُقَال: امتنى الْقَوْم، إِذا نزلُوا منى. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أمنى القومُ، إِذا نزلُوا مِنى. عَمْرو، عَن أَبِيه، قَالَ: المُماناة: قِلّة الغَيرة على الحُرَم. والمُماناة: المداراة. والمماناة: الِانْتِظَار. والمُماناة: المُعاقبة فِي الرّكوب. والمُماناة: الْمُكَافَأَة. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للدّيوث: المُماذل، والمُماني، والمُماذي. وَقَالَ ابْن السّكيت: أَنْشدني أَبُو عَمْرو: صُلْبٍ عَصاه للمطيّ مِنْهَمِ لَيْسَ يُمَانِي عُقَبَ التَّجَسُّمِ قَالَ: وَيُقَال: قد مانيتك مذ الْيَوْم، أَي انْتَظَرْتُك. والمُماناة: المُطاولة؛ قَالَ غَيلان بن حُرَيث:

فَإِن لَا يَكن فِيهَا هُرَارٌ فإنني بِسلَ يُمانِيها إِلَى الحَوْل خائِفُ وَأنْشد أَيْضا: وجُبْتُ لمَّاعاً بَعِيد البَوْنِ مِن أَجْلها بِفِتْيةٍ مَا نَوْنِي أَي: عاقبوني. وَقَالَ أَبُو سعيد: المِناوة، والقِناوة: المُجازاة. يُقَال: لأَمْنُونّك مِنَاوَتك، ولأَقْنُونَّك قِنَاوَتك. وَقَالَ أَبُو العبّاس أَحْمد بن يحيى: التَّمنِّي: حديثُ النّفس بِمَا يكون وَبِمَا لَا يكون. قَالَ: والتمنِّي: السُّؤال للربّ فِي الْحَوَائِج، وَفِي الحَدِيث: (إِذا تمنَّى أحدُكم فَلْيَسْتكثر فَإِنَّمَا يسْأَل ربَّه) . قَالَ أَبُو بكر: تمنّيت الشَّيْء، أَي: قدّرته وأحببتُ أَن يَصير إليّ، من (المَنا) وَهُوَ (القَدَر) . وتَمنّى: إِذا تَلا القُرآن. وتمنَّى: كذب ووَضع حَدِيثا لَا أَصْل لَهُ. وَقَالَ رَجُلٌ لِابْنِ دَأب، وَهُوَ يحدّث: هَذَا شَيْء رَوَيْته أم شَيْء تَمنَّيْته؟ مَعْنَاهُ: افتعلته واخْتلقته وَلَا أصْل لَهُ. قَالَ: والتمنِّي: التِّلَاوَة: قَالَ الله تَعَالَى: {وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلاَ نَبِىٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أُمْنِيَّتِهِ} (الْحَج: 52) ، أَي: فِي تِلَاوَته مَا لَيس فِيهِ. قَالَ: والتمنّي: الكَذِب. يَقُول الرجل: وَالله مَا تمنَّيت هَذَا الْكَلَام وَلَا اخْتَلْقته. وَقَالَ تَعَالَى: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِىَّ} (الْبَقَرَة: 78) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: قَالُوا فِيهِ قولَين: قيل: مَعْنَاهُ: لَا يَعْلمون الْكتاب إِلَّا تِلَاوَة. وَقد قيل: إِلَّا أمانِي، أَي: إلاّ أكاذيب. وَالْعرب تَقول: أَنْت إِنَّمَا تَمْتَني هَذَا القولَ، أَي: تَخْتَلقه. قَالَ: وَيجوز أَن يكون (أماني) نُسب إِلَى أَن الْقَائِل إِذا قَالَ مَا لَا يَعلمه فَكَأَنَّهُ إِنَّمَا يتمنّاه، وَهَذَا اسْتعْمل فِي كَلَام النَّاس، فَيَقُولُونَ للَّذي يَقُول مَا لَا حَقِيقَة لَهُ وَهُوَ يُحِبهُ، هَذَا مُنى، وَهَذِه أمْنية. قلت: والتلاوة سُمِّيت: أُمنية، لأنّ تالي الْقُرْآن إِذا مرّ بِآيَة رَحْمَة تمنّاها، وَإِذا مرّ بِآيَة عَذَاب تمنّى أَن يُوقّاه. مَناة: اسْم صَنم كَانَ لأهل الجاهليّة؛ قَالَ الله تَعَالَى: {للهوَالْعُزَّى وَمَنَواةَ الثَّالِثَةَ الاُْخْرَى} (النَّجْم: 20) . وَقيل فِي قَول لَبِيد: دَرس المَنَا بمَتالِع فأَبَان إنّه أَرَادَ (بالمَنَا) : الْمنَازل، فرَخّمها؛ كَمَا

قَالَ العجّاج: قواطناً مكّة من وُرْق الحِمَا أَرَادَ: الْحمام. وَيُقَال: مُنِي ببلّية، أَي: ابْتُلي بهَا، كَأَنَّمَا قُدِّرت لَهُ وقُدِّر لَهَا. وَيُقَال: مَنيت الرجل، ومَنَوْته، أَي اخْتبرته. ونم: أَبُو عُبيد: وَنَم الذّبابُ، وذَقَط؛ وأَنْشد: لقد وَنَم الذُّبابُ عَلَيْهِ حتَّى كأنّ وَنِيمه نُقَط المِدَادِ إِنَّمَا: قَالَ النَّحويون: (إِنَّمَا) أَصْلهَا: مَا، مَنعت (إنّ) من العَمل. وَمعنى (إِنَّمَا) إثباتٌ لما يُذكر بعْدهَا ونَفْيٌ لما سواهُ؛ كَقَوْلِه: وَإِنَّمَا ... ... . يُدافع عَن أَحْسابهم أَنا أَو مِثْلي الْمَعْنى: مَا يُدافع عَن أَحسابهم إلاَّ أَنا، أَو من هُوَ مِثْلي.

بَاب اللفيف من حرف النُّون ناء، نأى، أَنى، آن، وَأَن، نوى، أون، نانا، إِن، أَيْن، أَيَّانَ، الْآن، إيوَان، أَوَان، نون، وين، ونا. ناء: ناء، بِوَزْن (ناع) . قَالَ أَبُو زيد: يُقَال: نُؤْت بالحِمْل، وَأَنا أَنوء بِهِ نَوءًا، إِذا نهضتَ بِهِ مُثْقَلاً. وَيُقَال: أَناءَنِي الحِمل، أَي: نُؤْت بِهِ. وناء النجمُ يَنُوء نوءًا، إِذا سَقَط. وَفِي الحَدِيث: (ثَلَاث من أَمر الجاهليّة: الطَّعن فِي الأَنْساب، والنِّياحة، والأَنْواء) . قَالَ أَبُو عبيد: الأنواء، ثَمَانِيَة وَعِشْرُونَ نجماً مَعْرُوفَة الْمطَالع فِي أَزمنة السَّنة كلهَا من الصَّيف والشتاء وَالربيع والخريف، يسْقط مِنْهَا فِي كُل ثلاثَ عشرَة لَيْلَة نجمٌ فِي الْمغرب مَعَ طُلوع الْفجْر ويَطلع آخر يُقَابله فِي المَشرق من سَاعَته، وَكِلَاهُمَا مَعْلُوم مسمًّى. وانقضاء هَذِه الثَّمَانِية وَالْعِشْرين كلّها مَعَ انْقِضَاء السّنة، ثمَّ يرجع الْأَمر إِلَى النَّجْم الأول مَعَ اسْتِئْنَاف السّنة المُقبلة. وَكَانَت الْعَرَب فِي الجاهليّة إِذا سقط مِنْهَا نجم وطلع آخر قَالُوا: لَا بُدَّ من أَن يكون عِنْد ذَلِك مطر أَو ريَاح، فينسُبون كل غيث يكون عِنْد ذَلِك النَّجْم، فَيَقُولُونَ: مُطرنا بنَوْء الثريّا والدَّبَران والسِّمَاك. فَهَذِهِ الأنواء، وَاحِدهَا: نَوْء. قَالَ: وَإِنَّمَا سُمِّي نَوْءاً، لِأَنَّهُ إِذا سقط السَّاقِط مِنْهَا بالمَغرب ناء الطالعُ بالمَشرق، ينُوء نوءًا، أَي: نَهض وطَلع، وَذَلِكَ النُّهوض هُوَ النَّوْء، فسُمِّي النجمُ بِهِ. وَكَذَلِكَ كُلّ ناهض بثَقل وإبطاء، فإِنه يَنُوء عِنْد نُهوضه. وَقد يكون (النَّوء) : السُّقوط. قَالَ: وَلم أسمع أَن (النَّوء) السُّقوط، إِلَّا فِي هَذَا الْموضع؛ قَالَ ذُو الرُّمّة: تَنوء بأُخْراها فَلأياً قِيامُها وتَمْشي الهُوَيْنَى عَن قَريبٍ فَتَبْهَرُ قَالَ شمر: هَذِه الثَّمَانِية وَالْعشْرُونَ، الَّتِي أَرَادَ أَبُو عبيد، هِيَ منَازِل الْقَمَر، وَهِي معروفةٌ عِنْد الْعَرَب وَغَيرهم من الفُرس وَالروم والهند، لم يَخْتَلِفُوا فِي أَنَّهَا ثَمَانِيَة وَعِشْرُونَ. قَالَ: وَقد رَأَيْتهَا بالهنديّة والرُّومية والفارسية مُتَرجمة.

قَالَ: وَهِي بالعربيّة فِيمَا أَخْبرنِي بِهِ ابْن الأعرابيّ: الشَّرطان، والبَطِين، والنَّجْم، والدَّبَران، والهَقْعة، والهَنْعة، والذِّرَاع، والنَّثْرة، والطَّرْف، والجَبْهة، والخراتان، والصَّرْفة، والعَوّاء، والسِّماك، والغَفْر، والزُّبَانى، والإكْليل، والقَلْب، والشَّوْلة، والنَّعائم، والبَلْدة، وسَعْد الذَّابح، وسَعْد بُلَع، وسَعْد السُّعود، وسَعْد الأَخْبية، وفَرْغَ الدَّلْو المُقَدَّم، وَفرغ الدَّلْو المؤخَّر والحُوت. قَالَ: وَلَا تَسْتَنىء العربُ بهَا كُلها، إِنَّمَا تذكر بالأنواء بَعْضها، وَهِي مَعْرُوفَة فِي أشعارهم وكَلامهم. وَكَانَ ابْن الْأَعرَابِي يَقُول: لَا يكون نوء حَتَّى يكون مَعَه مَطر، وَإِلَّا فَلَا نَوْء. قَالَ: وجَمع (النوء) أنواء، ونُوآن، مثل: نُوعان؛ قَالَ ابْن أَحْمَر: الفاضلُ الْعَادِل الْهَادِي نقِيبته والمسْتناء إِذا مَا يَقْحط المَطَرُ المُستناء: الَّذِي يُطْلب نَوْءُه. قلت: مَعْنَاهُ: الَّذِي يُطْلب رِفْدُه. ابْن هانىء، عَن أبي زيد: أول الْمَطَر الوسمّي؛ وأنواؤه: العَرْقوتان المُؤخَّرتان. قلت: هما الفَرْغ المؤخّر. ثمَّ الشَّرط، ثمَّ الثُّريّا، ثمَّ الشَّتَويّ، وأنواؤه: الجَوزاء، ثمَّ الذِّراعان ونَثْرتهما، ثمَّ الجَبْهة، وَهِي آخر الشَّتويّ وَأول الدفئي والصَّيْفيّ، ثمَّ الصيفي، وأنواؤه السماكان، الأول الأعزل وَالْآخر الرَّقيب. وَمَا بَين السّماكين صَيْف، وَهُوَ نَحْو من أَرْبَعِينَ يَوْمًا. ثمَّ الْحَمِيم، وَهُوَ نَحْو من عشْرين لَيْلَة عِنْد طُلوع الدَّبران، وَهُوَ بَين الصَّيف والخريف، وَلَيْسَ لَهُ نَوْء. ثمَّ الخريفي، وأَنواؤه: النَّسْران؛ ثمَّ الْأَخْضَر، ثمَّ عَرْقوتا الدَّلْو الأُوليان. قلت: وهما: الفَرغ المُقدَّم. قَالَ: وكل مَطر من الوسميّ إِلَى الدَّفئيّ رَبيع. أَبُو عبيد: سُئل ابْن عَبَّاس عَن رجل جعل أمرَ امْرَأَته بِيَدِهَا، فَقَالَت لَهُ: أَنت طالقٌ ثَلَاثًا. فَقَالَ ابْن عَبَّاس: خَطَّأ الله نَوْءَها أَلا طَلّقت نَفسهَا ثَلَاثًا. أَي: أخطأها المَطُر. وَمن قَالَ: خَطَّ الله نوءها، جعله من (الخَطِيطة) . قَالَ أَبُو سعيد: معنى (النوء) النُّهوض، لَا نَوْء المَطر. والنَّوء: نُهوض الرّجل إِلَى كل شَيْء يَطْلُبهُ، أَرَادَ: خَطّأ الله مَنْهضها ونَوْءها إِلَى كُلّ مَا تَنْويه، كَمَا تَقول: لَا سَدّد الله فلَانا لما يَطْلُب. وَهِي امْرَأَة قَالَ لَهَا زوجُها: طلّقي نَفسك. فَقَالَت لَهُ: طلَّقْتُك، فَلم ير ذَلِك شَيْئاً،

وَلَو عَقَلت لقالت: طَلقت نَفسِي. وَقَالَ الزجّاج فِي بعض أَماليه: وَذكر قَول النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (من قَالَ: سُقينا بالنَّجم فقد آمن بالنَّجم وكَفر بِاللَّه، وَمن قَالَ سَقانا الله فقد آمَن بِاللَّه وكَفر بالنَّجم) . قَالَ: وَمعنى: مُطرنا بِنَوْء كَذَا، أَي: مُطرنا بطُلوع نَجم وسُقوط آخر. والنوء، على الْحَقِيقَة سُقوط نجم فِي الْمغرب وطُلوع آخر فِي الْمشرق. فالسّاقطة فِي الْمغرب هِيَ الأَنْواء، والطالعة فِي الْمشرق هِيَ البوارح. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: النوء، ارْتِفَاع نجم من الْمشرق وسُقوط نَظِيره فِي الْمغرب، وَهُوَ نَظير القَوْل الأول. فَإِذا قَالَ الْقَائِل: مُطرنا بِنَوْء الثُّريّا، فَإِنَّمَا تَأْوِيله: أَنه ارْتَفع نجم من المَشرق وسَقط نَظِيره فِي الْمغرب، أَي: مُطرنا بِمَا ناء بِهِ هَذَا النَّجْمُ. قَالَ: وَإِنَّمَا غَلَّظ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيهَا، لِأَن الْعَرَب كَانَت تزْعم أَن ذَلِك الْمَطَر الَّذِي جَاءَ بسُقُوط نجم هُوَ فِعل النَّجْم، وَلَا يجعلونه سُقْيا من الله، وَإِن وَافق سُقوطَ ذَلِك النَّجْم، يجْعَلُونَ النُّجوم هِيَ الفاعلة، لِأَن فِي الحَدِيث دَلِيلا على هَذَا، وَهُوَ قَوْله: (من قَالَ سُقينا بالنَّجم فقد آمن بِالنَّجْمِ وكَفر بِاللَّه) . وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: وَأما من قَالَ: مُطرنا بِنَوْء كَذَا وَكَذَا، وَلم يُرد ذَلِك الْمَعْنى، وَمرَاده: أَنا مُطِرْنَا فِي هَذَا الْوَقْت، وَلم يَقْصد إِلَى فعل النَّجم، فَذَلِك وَالله أعلم جَائِز، كَمَا جَاءَ عَن عمر أَنه اسْتَسْقى بالمُصَلَّى ثمَّ نَادَى العبّاسَ: كم بَقي من نوء الثريّا؟ فَقَالَ: إِن العُلماء بهَا يَزْعمُونَ أَنَّهَا تعترض فِي الأُفق سَبعاً بعد وُقُوعهَا، فوَاللَّه مَا مَضَت تِلْكَ السَّبع حَتَّى غِيث النَّاس. فَإِنَّمَا أَرَادَ: كم بَقِي من الْوَقْت الَّذِي جَرت بِهِ العادةُ أنّه إِذا تمّ أَتَى الله بالمَطر. قَالَ: ورُوي عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ، عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: فِي قَوْله تَعَالَى: {مُّدْهِنُونَ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} (الْوَاقِعَة: 82) . قَالَ: تَقولُونَ: مُطرنا بِنَوْء كَذَا وَكَذَا. قلت (مَعْنَاهُ) : وتجعلون شُكر رزقكم الَّذِي يَرزقكموه الله التَّكذيب أَنه من عِنْد الرَّزَّاق، وتجعلون الرزق من عِنْد غير الله، وَذَلِكَ كفر؛ وأمّا من جعل الرِّزق من عِنْد الله جلَّ وعزّ، وَجعل النَّجم وقتا وقّته الله تَعَالَى للغَيْث، وَلم يَجْعَل الغَيث الرَّزَّاق، رَجَوْت أَلا يكون مكذّباً، وَالله أعلم.

وَهُوَ معنى مَا قَالَه أَبُو إِسحاق وَغَيره من ذَوي التَّمييز. وَقَالَ أَبُو زيد: هَذِه الأنواء فِي غَيْبوبة هَذِه النُّجُوم. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله تَعَالَى: {مِنَ الْكُنُوزِ مَآ إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ} (الْقَصَص: 76) . قَالَ: نَوْؤها بالعُصبة: أَن تُثقلهم. وَالْمعْنَى: أَن مفاتحه تُنيء العُصبة، أَي: تُميلهم من ثِقلها. فَإِذا أدخلت (الْبَاء) قلت: تنوء بهم، كَمَا قَالَ الله تَعَالَى: {آتُونِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً} (الْكَهْف: 96) . وَالْمعْنَى: آتوني بقِطْر أُفْرِغْ عَلَيْهِ. فَإِذا حذفت (الْبَاء) زِدْت على الْفِعْل ألفا فِي أوّله. قَالَ الْفراء: وَقد قَالَ رَجُلٌ من أَهل العربيّة: مَا إنّ العُصبة لَتَنوء بمَفاتحه، فحوّل الفِعْل إِلَى (المفاتح) ؛ كَمَا قَالَ الراجز: إنّ سِراجاً لكريمٌ مَفْخَرُهْ تَحْلَى بِهِ العَيْنُ إِذا مَا تَجْهَرُهْ وَهُوَ الَّذِي يَحْلَى بِالْعينِ، فَإِن كَانَ سُمع (آتوا) بِهَذَا، فَهُوَ وَجْه، وإلاّ فَإِن الرَّجُلَ جَهِلَ المَعنى؛ وَقد أنْشدني بعضُ الْعَرَب: حتّى إِذا مَا التأمت مواصِلُهْ وناء فِي شِقّ الشِّمالِ كاهِلُهْ يَعْنِي: الرَّامِي لمّا أَخذ الْقوس ونَزع مالَ عَلَيْهَا. قَالَ: ونرى أَن قَول الْعَرَب: مَا ساءك وناءك، من ذَلِك، إِلَّا أَنه أَلْقى الْألف، لِأَنَّهُ مُتْبَعٌ ل (سَاءَك) ؛ كَمَا قَالَت الْعَرَب: أكلت طَعَاما فهنأَني ومَرَأني. مَعْنَاهُ، إِذا أُفرد: أَمْرأني، فَحذف مِنْهُ الْألف لما أُتْبِع مَا لَيْسَ فِيهِ الْألف، وَمَعْنَاهُ: مَا ساءك وأناءك. قلت: وَأرى الفَرّاء عَنَى بالرَّجُل الَّذِي قَالَ إِنَّه من أهل العربّية: أَبَا الْحسن الْأَخْفَش. قلت وأصل (النوء) المَيْل فِي شِقّ. وَقيل: لمن نَهَضَ بِحمْلِهِ: ناء بِهِ، لِأَنَّهُ إِذا نَهض بِهِ وَهُوَ ثَقيل أناء الناهضَ، أَي: أماله. وَكَذَلِكَ النَّجم، إِذا سَقَط، مائلٌ نَحْو مَغيبه الَّذِي يَغيب فِيهِ. وَقَول ذِي الرّمّة فِي وَصف الْجَارِيَة: تنوء بأُخراها الْبَيْت مَعْنَاهُ: أَن أُخراها، وَهُوَ عَجيزتها، تُنيئها إِلَى الأرضِ لضخمها وَكَثْرَة لَحْمها فِي أردافها. وَهَذَا تَحْويل للفِعْل أَيْضا. أَبُو زيد: يُقَال: ناء اللَّحم يَنيء نَيْئاً. وأنأتُه أَنا إناءةً، إِذا لم تُنْضجه. وَكَذَلِكَ: نَهىءَ اللَّحْمُ.

وَهُوَ لحمٌ بَيِّن النُّهوء والنُّيُوء، بِوَزْن (النُّيُوع) . قلت: وَالْعرب تَقول: لحمٌ نِيّ، فيحذفون الْهمزَة، وَأَصله الهَمز. وَالْعرب تَقول للبَّن الْمَحْض: نِيءٌ. فَإِذا حَمُض فَهُوَ نَضيج؛ وأَنْشد الأَصمعيّ: إِذا مَا شَئتُ باكَرني غُلامٌ بِزقَ فِيهِ نِيءٌ أَو نَضِيجُ قَالَ: أَرَادَ (بالنِّيء) : خمرًا لم تَمْسَسْها النارُ، وب (النَّضيج) : المَطْبوخ. وَقَالَ شَمر: النِّيء من اللَّبن: ساعةَ يُحْلب قبل أَن يُجْعل فِي السِّقاء. قَالَه ابْن الأعرابيّ. قَالَ شَمر: وناء اللحمُ يَنُوء نَوْءاً ونِيًّا، لم يَهْمز (نيًّا) . فَإِذا قَالُوا: النَّي، بِفَتْح النُّون، فَهُوَ الشَّحْم دون اللَّحم. وأمّا النُّؤْي، بِوَزْن النّعْي، فَهُوَ الحاجز حَول الخَيْمة. وَجَمعهَا: أَنْآء. ويُقال: إنْء نُؤْيك، كَقَوْلِك: انْع نُعيك، إِذا أَمرته أَن يُسوِّي حول خبائه نُؤْياً مُطِيفاً بِهِ، كالطَّوْف يَصرف عَنهُ ماءَ الْمَطَر. والنُّهيْر: الَّذِي دون النُّؤْي، هُوَ: الأتيّ. وَمن تَرك الْهَمْز قَالَ: نَ نُؤْيَك. وللاثنين: نَيَا نُؤْيَكما. وللجماعة: نَوْا نُؤْيَكم. وأمّا: نأى يَنْأى، بِوَزْن: نَعَى يَنْعى، فَمَعْناه: بَعُد. وَقد: أنأيته إنئاء، إِذا أَبْعدته. والنَّأْيُ: البُعْد. وَيُقَال للرَّجل إِذا تكبّر وأَعْرض بوَجْهه: نَأَى بِجَانِبه. وَمَعْنَاهُ: أَنه أَنأى جانبَه من وَراء، أَي: نحّاه. قَالَ الله تَعَالَى: {وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى الإنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ} (الْإِسْرَاء: 83) ، أَي: أنأى جانِبَه عَن خالقه مُتغانياً عَنهُ مُعْرِضاً عَن عِبادته ودُعائه. وَأَخْبرنِي المُنذري، عَن المبرّد، أَنه أَنْشده: أعاذلَ إِن يُصْبِح صَدَاي بِقَفْرةٍ بَعِيداً نآنِي زائِرِي وقَرِيِبي قَوْله: نآنِي، فِيهِ وَجْهَان: أَحدهمَا: أَنه بِمَعْنى: أَبعدني، كَقَوْلِك: زِدْته فَزَاد، ونَقَصْته فنقص. وَالْوَجْه الثَّانِي فِي (نآني) بِمَعْنى: نَأى عنَّي. وَقد قَالَ اللَّيْث: يُقال: نأيت الدمع عَن خدّي بإصبعي نَأْياً؛ وأَنْشد: إِذا مَا الْتقينا سالَ مِن عَبَراتِنا

شآبِيبُ يُنْأَى سَيْلُها بالأَصابِعِ قَالَ: والانتياء، بِوَزْن (الابتغاء) ، افتعال من (النأي) . ويُجمع نُؤْي الخِباء: نُوًى، على فُعَل. وَقد آنتأيت نُؤْياً. والمُنْتأى: مَوْضِعه؛ قَالَ الطّرمّاح: مُنتأى كالقَرْوِ رَهْنَ انْثلامِ وَمن قَالَ: النُّؤْي: الأتيّ الَّذِي هُوَ دُون الحاجز، فقد أَخطَأ؛ قَالَ النَّابِغَة: ونُؤْيٌ كجِذْم الحَوْضِ أَثْلم خاشِعُ وَإِنَّمَا يَنْثلم الحاجز الأتِيّ. وَكَذَلِكَ قَوْله: وسَفْع على آسٍ ونُؤْي مُعَثْلَب والمُعَثْلب: المَهْدوم، وَلَا يَنْهدم إِلَّا مَا كَانَ شاخصاً. وَالْعرب تَقول: نأى فلانٌ يَنْأَى، إِذا بَعُد، وناء عنِّي، بِوَزْن (بَاعَ) ، على القَلْب. وَمثله: رَآنِي فلَان، بِوَزْن (رعاني) ، وراءني، بِوَزْن (راعني) . وَمِنْهُم من يُميل أَوله فَيَقُول: نأى وَرَأى. ابْن السِّكيت: يُقَال، ناوأت الرَّجُل مَناوأةً ونِوَاءً، إِذا عادَيْته. وَأَصله الْهَمْز، لِأَنَّهُ من: ناء إِلَيْك، ونُؤْت إِلَيْهِ، أَي: نَهَضَ إِلَيْك، ونَهضت إِلَيْهِ؛ وأَنشد غَيره: إِذا أَنْت ناوأت الرِّجالَ فَلم تَنُؤْ بقَرْنَيْن غَرَّتْك القُرونُ الكَوامِلُ وَلَا يَسْتَوي قَرْنُ النِّطَاح الَّذِي بِهِ تَنُوء وقَرْنٌ كلّما نُؤْت مائِلُ والنِّواء والمُناوأة: المُعاداة. وَفِي الحَدِيث فِي الْخَيل: ورجُلٌ رَبطها فَخْراً ورِياءً ونِواءً لأهل الْإِسْلَام، أَي: مُعاداةً لَهُم. نأنأ: رُوي عَن أبي بكر الصّديق أَنه قَالَ: طُوبَى لمن مَاتَ فِي النَّأنأَة. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: هِيَ النأنأة، مَهْمُوزَة، وَمَعْنَاهَا: أوّل الْإِسْلَام. إِنَّمَا سُمّي بذلك لِأَنَّهُ كَانَ قَبل أَن يَقْوى الْإِسْلَام وَيكثر أَهله وناصرُه، فَهُوَ عِنْد النَّاس ضَعيف، وأصل (النأنأة) الضَّعْف. ورَجل نَأنأٌ: ضَعِيف؛ قَالَ امْرُؤ القَيس: لَعَمْرك مَا سَعْدٌ بخُلّة آثِم وَلَا نَأنإٍ عِنْد الحِفاظ وَلَا حَصِرْ قَالَ أَبُو عبيد: وَمن ذَلِك قولُ عليّ رَضِي الله عَنهُ لسُلَيمان بن صُرَد، وَكَانَ تخلّف عَنهُ يومَ الْجمل ثمَّ أَتَاهُ، فَقَالَ لَهُ عليّ رَضِي الله عَنهُ: تَنَأنأَت وتَراخَيْت فَكيف رَأَيْت صُنْع الله؟ قَوْله (تنأنأت) ، يُرِيد: ضَعُفت

واسْتَرْخَيْت. وَقَالَ الأُموي: نأنأت الرجلَ نأنأة، إِذا نهَنهْتَه عَمَّا يُريد وكَففته، كَأَنَّهُ يُرِيد: إِنِّي حَملته على أَن ضَعف عَمَّا أَرَادَ وتراخى. وَقَالَ اللِّحيانيّ: رَجلٌ نَأنأ، ونأنَاء، بالمدِّ وَالْقصر. وَقَالَ الْكسَائي: ناءَيت عَنْك الشَّرَّ، على (فاعلت) ، أَي: دافعت؛ وأَنْشد: وَأَطْفَأت نيرانَ الحروب وَقد عَلَتْ وناءَيْتُ عَنْهُم حَرْبَهم فتقرَّبوا قَالَ: والنَّأي، لُغَة فِي: نُؤْي الدَّار. وَكَذَلِكَ: النِّئي. ويُجمع (النُّؤي) نُؤْيَاناً، بِوَزْن (نُعْيَاناً) ، وأَنْآء. آن يؤون: ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: آن يَؤُون أَوْناً، إِذا استراح؛ وأَنْشد: غَيَّر يَا بِنْتَ الحُلَيْس لَوْنِي مَرُّ اللَّيالِي واخْتِلافُ الجَوْنِ وسَفَرٌ كَانَ قَلِيلَ الأوْنِ أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: أُنْتُ أَؤُون أَوْناً، وَهِي الرَّفاهيَة والدَّعَة. وَهُوَ رَجُلٌ أئِن، مثل (قَاعد) ، أَي: وادِع. ابْن السِّكيت: بَيْننا وَبَين مَكَّة عَشْر ليالٍ آئِنات، أَي: وادِعات. ويُقال: أُن على نَفسك، أَي: ارْفُق بهَا فِي السَّير. وَتقول لَهُ أَيْضا إِذا طاش: أُن على نَفسك، أَي: اتَّدِعْ. وَيُقَال: أَوِّن على قَدْرك، أَي: اتَّئد على نَحْوِك. وَقد أَوَّن تَأْوِيناً. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقال للعِدْلين يُعْكمَان: الأَوْنان. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: شَرِب حَتَّى أَوَّنَ، وحَتَّى عَدَّن، وَحَتَّى كأنّه طِرَافٌ؛ قَالَ رُؤْبة: سِرًّا وَقد أَوَّن تَأوِينَ العُقُقْ وصف أُتناً وَرَدت المَاء فشَربت حَتَّى امْتَلَأت خَواصرُها، فَصَارَ المَاء مثل الأَوْنين إِذا عُدِلا على الدابّة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: التَّأوُّن: امتلاء البَطن. والتَّوؤن: ضَعْف البَدن والرأي، أَي ذَلِك كَانَ. قلت: التّوؤّن: مَأْخُوذ من قَوْلهم: رجل وَأنٌ، وَهُوَ الأَحْمق. رَوَاهُ أَبُو عُبيد، عَن الْفراء، عَن ابْن السّكيت. يُقَال: أَوِّنوا فِي سَيركم، أَي: اقْتَصِدوا.

من (الأَوْن) وَهُوَ: الرِّفْق. وَقد أوّنت، أَي: اقْتصدت. وَيُقَال: رِبْعٌ آئنٌ خَيْرٌ من عَبَ حَصْحاص. قلت: الوَأْبة، بِالْبَاء: مُقاربة الخَلْق. والوأنة، بالنُّون: الحمقاء. ابْن السِّكيت: امْرَأَة وَأْنة، إِذا كَانَت مُقاربة الخَلْق. وَقَالَ اللّيث: الوأنةُ؛ سَواء فِيهِ الرَّجُل وَالْمَرْأَة، يَعْني: المُقْتدر الخَلْق. والإوان: شبه أَزَج غير مَسدود الوَجْه. والإيوان، لُغَة؛ وَأنْشد: إيوَان كِسْرى ذِي القِرَى والرَّيحان وَجَمَاعَة (الإوَان) أُوُن، مثل: خِوان وخُوُن. وَجَمَاعَة (الإيوان) : أواوين، وإيوانات؛ وأَنْشد: شَطَّت نَوَى مَن أَهْلُه بالإيوان قَالَ: وَجَمَاعَة إيوَان اللِّجام: إيوانات. وَقَالَ غَيره: الإوان: من أعمدة الخِبَاء. قَالَ: وكل شَيْء عَمدت بِهِ شَيْئا فَهُوَ: إوَان؛ قَالَ الرّاعي يَذْكر امْرأة: تَبِيت ورِجْلاها إوانان لاسْتها عَصَاها اسْتُها حَتَّى يكلّ قَعودُها أَي: رِجْلاها سَندان لاستها تَعْتمد عَلَيْهِمَا. وَقَوله: عَصاها استُها، أَي: تُحرّك استها على البَعير. اللَّيْث: الأَوان: الحَين وَالزَّمَان. تَقول: جَاءَ أوانُ الْبرد؛ قَالَ العجّاج: هَذَا أَوَان الجِدّ إِذْ جَدّ عُمَرْ وَجمع، الأوان: آونة. ابْن السِّكيت، عَن الْكسَائي، قَالَ: قَالَ ابْن جَامع: هَذَا إوان ذَلِك. وَالْكَلَام: أَوَان ذَلِك، بِالْفَتْح. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: أتَيْتُه آئنة بعد آئنة، بِمَعْنى: آونة. الْآن: سَلمَة، عَن الْفراء، قَالَ: الْآن، حرف بُني على الْألف وَاللَّام، وَلم يُخْلعا مِنْهُ وتُرك على مَذْهَب الصِّفة، لِأَنَّهُ صفة فِي الْمَعْنى واللَّفظ، كَمَا رَأَيْتهمْ فَعلوا ب (الَّذِي) و (اللَّذين) فتركوهما على مَذهب الأداة، وَالْألف وَاللَّام لَهما غير مُفَارقَة؛ وَمِنْه قَول الشَّاعِر: فإنّ الألاء يعلمونك مِنْهُم فَأدْخل الْألف وَاللَّام على (أَولا) . ثمَّ تَركهَا مخفوضةً فِي مَوضِع النصب، كَمَا كَانَت قبل أَن تدْخلهَا الْألف وَاللَّام؛ وَمثله قَوْله:

وإنّي حُبِسْت اليومَ والأَمْسِ قَبْلَه ببابك حتّى كَادَت الشمسُ تَغْرُبُ فَأدْخل الْألف وَاللَّام على (أمس) ثمَّ تَركه مخفوضاً على جِهَة (الأُلاء) ، وَمثله قَوْله: وجُنَّ الخازِ بازِ بِهِ جُنُونا فَمثل (الْآن) بِأَنَّهَا كَانَت مَنْصُوبَة قبل أَن تدخل عَلَيْهَا الْألف وَاللَّام، ثمَّ أدخلتهما فَلم يُغيِّراها. قَالَ: وأصل (الْآن) إِنَّمَا كَانَ (أَوَان) فَحذف مِنْهُ الْألف، وغيّرت واوها إِلَى الْألف، كَمَا قَالُوا فِي (الراح) : الرِّياح؛ وأَنْشد أَبُو القَمقام: كَأَن مَكَاكِيّ الجِواء غُدَيَّة نَشَاوى تساقَوْا بالرِّياح المُفَلْفَل فَجعل (الرِّياح) و (الأوان) مرّة على جِهَة (فَعَل) ، وَمرَّة على جِهَة (فعَال) كَمَا قَالُوا: زَمَن، وزَمَان. قَالُوا: وَإِن شِئْت جعلت (الْآن) أَصْلهَا من قَوْلك: آن لَك أَن تفعل، أدخلت عَلَيْهَا الْألف وَاللَّام، ثمَّ تركتهَا على مَذْهَب (فَعَل) فَأَتَاهَا النصب من نَصْب (فَعل) ، وَهُوَ وَجه جَيد. كَمَا قَالُوا: نَهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن قِيل وَقَالَ، فَكَانَت كالاسمين، وهما مَنْصوبتان. وَلَو خَفَضْتهما، على أَنَّهُمَا أُخرجتا من نِيّة الفِعل إِلَى نيّة الْأَسْمَاء، كَانَ صَوَابا. وَسمعت الْعَرَب يَقُولُونَ: من شُبَّ إِلَى دُبَّ، وبعضٌ: مِن شُبَ إِلَى دُبَ. وَمَعْنَاهُ: فَعل مذ كَانَ صَغِيرا إِلَى أَن دَبّ كَبِيرا. وَقَالَ الْخَلِيل: الْآن، مبنيّ على الْفَتْح، تَقول: نَحن من الآنَ نَصيرُ إِلَيْك. فنفتح (الْآن) لِأَن الْألف وَاللَّام إِنَّمَا يَدْخُلان لعْهدٍ، و (الْآن) لم تَعْهده قبل هَذَا الْوَقْت، فَدخلت الْألف وَاللَّام للْإِشَارَة إِلَى الْوَقْت، وَالْمعْنَى: نَحن من هَذَا الْوَقْت نَفْعل. فَلَمَّا تضمّنت معنى هَذَا وَجَب أَن تكون مَوقوفة، ففُتحت لالتقاء الساكنين، وهما الْألف وَالنُّون. قلت: وَأنكر الزّجاج مَا قَالَ الفَراء أَن (الْآن) إِنَّمَا كَانَ فِي الأَصْل (آن) ، وَأَن الْألف وَاللَّام دخلت على جِهَة الْحِكَايَة. وَقَالَ: مَا كَانَ على جِهَة الْحِكَايَة، نَحْو قَوْلك (قَامَ) إِذا سمّيت بِهِ شَيْئا، فَجَعَلته مبنيًّا على الْفَتْح، لم تدخله الْألف وَاللَّام. ثمَّ ذكر قَول الْخَلِيل (الْآن) مبنيّ على الْفَتْح، وذَهب إِلَيْهِ، وَهُوَ قولُ سِيبويه. وَقَالَ الزّجاج فِي قَوْله عزّ وجلّ: {الئَانَ جِئْتَ بِالْحَقِّ} (الْبَقَرَة: 71) فِيهِ ثَلَاث لُغَات: قَالُوا: الْآن، بِالْهَمْزَةِ وَاللَّام سَاكِنة. وَقَالُوا: أَلان، متحركة اللَّام بِغَيْر همز، وتُفْصل، قَالُوا: مِن لاَن.

ولغة ثَالِثَة: قَالُوا: لانَ جِئْت بِالْحَقِّ. قَالَ: والآن: مَنْصُوبَة النُّون، فِي جَمِيع الْحَالَات، وَإِن كَانَ قبلهَا حرف خافض، كَقَوْلِك: مِن الآنَ. وَذكر ابْن الْأَنْبَارِي (الْآن) فَقَالَ: وانتصاب (الْآن) بالمُضمر، وعلامةُ النصب فِيهِ فتحُ النُّون، وَأَصله: (الأوان) فأُسْقطت الْألف الَّتِي بعد الْوَاو، وَجعلت الْوَاو ألفا، لانفتاح مَا قَبلها. قَالَ: وَقيل: أَصله: آن لَك أَن تفعل، فسمّى الْوَقْت بالفِعل الْمَاضِي، وَترك آخِره على الفَتْح. قَالَ: وَيُقَال على هَذَا الْجَواب: أَنا لَا أُكَلِّمك من الآنَ يَا هَذَا، وعَلى الْجَواب الأول: من الْآن؛ وَأنْشد لأبي صَخْر: كأنّهما مِلآنِ لم يَتغيَّرا وَقد مَرَّ للدارَيْن من بَعدنَا عَصْر وَقَالَ ابْن شُميل: هَذَا أَوَان الآنَ تَعلم، وَمَا جِئْت إِلَّا أوانَ الآنَ، أَي: مَا جِئْت إِلَّا الآنَ، بَنصب (الْآن) فيهمَا. وَسَأَلَ رجلٌ ابْن عمر عَن عُثمان، قَالَ: أَنْشدك الله هَل تعلم أنّه فَرَّ يَوْم أُحد، وَغَابَ عَن بَدْر وَعَن بَيعة الرّضوان؛ فَقَالَ ابْن عمر: أمّا فرَاره يَوْم أُحد فَإِن الله عز وَجل يَقُول: {وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ} (آل عمرَان: 155) ، وأمّا غَيبته عَن بَدر، فَإِنَّهُ كَانَت عِنْده بِنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَت مَرِيضَة، وَذكر عُذْره فِي ذَلِك ثمَّ قَالَ: اذْهَبْ بِهَذِهِ تلآن مَعك. قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ الأُموي: قَوْله (تلآن) يُرِيد: الْآن، وَهِي لُغَة مَعْرُوفَة، يَزيدون التّاء فِي (الْآن) ، وَفِي (حِين) ، ويحذفون الْهمزَة الأولى، فَيُقَال: (تَلأن) ، و (تِحين) . قَالَ: وأنْشد لأبي وَجْزة: العاطفُون تَحينَ مَا من عاطِفٍ والمُطْعمون زَمان مَا مِن مُطْعِمِ وَقَالَ آخر: وصَلّينا كَمَا زَعَمت تَلاَنا قَالَ: وَكَانَ الْكسَائي والأحمر وَغَيرهمَا يَذْهبون إِلَى أَن الرِّواية: العاطفونه، فَيَقُولُونَ: جعل الْهَاء صلَة، وَهُوَ فِي وسط الْكَلَام، وَهَذَا لَيْسَ يُوجد إلاَّ على السَّكْت. قَالَ: فحدّثت بِهِ الأُمويّ فأَنْكره. قَالَ أَبُو عُبيد: وَهُوَ عِنْدِي على مَا قَالَ الأُمويّ، وَلَا حُجّة لمن احْتج بِالْكتاب فِي قَوْله: {فَنَادَواْ وَّلاَتَ حِينَ} (ص: 3) لِأَن التَّاء مُنْفصلة من (حِين) ، لأَنهم كتبُوا مثلهَا مُنْفَصِلا أَيْضا ممّا لَا يَنْبَغِي أَن يفصل كَقَوْلِه: {ياوَيْلَتَنَا مَا لِهَاذَا الْكِتَابِ} (الْكَهْف: 49) والّلام مُنْفصلة من (هَذَا) . قلت: والنَّحْويون على أَن التَّاء فِي قَوْله تَعَالَى: {فَنَادَواْ وَّلاَتَ} (ص: 3) فِي الأَصْل

هَاء، وَإِنَّمَا هِيَ: وَلاَه، فَصَارَت تَاء للمُرور عَلَيْهَا، كالتاآت المُؤنَّثة. وَقد ذكرت أقاويلهم فِي بَاب (لَا) من كتاب اللَّام، بِمَا فِيهِ الْكِفَايَة إِن شَاءَ الله تَعَالَى. أَبُو زَيد: الْعَرَب تَقول: مَرَرْتُ بِزَيْد الْآن، تنقل اللَّام وتكسر الدَّال وتُدغم التَّنْوِين فِي اللاّم. أَيَّانَ: قَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله تَعَالَى: {وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} (النَّحْل: 21) أَي: لَا يعلمُونَ مَتى البَعْث؟ وَقَالَ الفرّاء: قَرَأَ أَبُو عَبد الرحمان السُّلمي (إيّان يُبْعثون) بِكَسْر الْألف، وَهِي لُغَة لسُلَيم. قَالَ: وَقد سَمِعت الْعَرَب تَقول: مَتى إوان ذَاك؟ وَالْكَلَام: أَوَان. قلت: وَلَا يجوز أَن تَقول: أَيَّانَ فعلت هَذَا؟ أَي: مَتى فعلت؟ وَقَالَ تَعَالَى: {سَاهُونَ يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ} (الذاريات: 12) لَا يكون إِلَّا استفهاماً عَن الْوَقْت الَّذِي لم يَجِىء. أَيْن: اللَّيْث: أَيْن، وَقت من الأَمْكنة. تَقول: أَيْن فلَان؟ فَيكون مُنْتصباً فِي الْحَالَات كلهَا، مالم تَدْخله الْألف وَاللَّام. وَقَالَ الزّجاج: أَيْن، وَكَيف: حرفان يُستفهم بهما، وَكَانَ حقّهما مَوْقُوفين فحرِّكا لِاجْتِمَاع الساكنين، ونُصبا وَلم يُخْفضا من أجل الْيَاء، لِأَن الكسرة مَعَ الْيَاء تَثْقُل والفَتحة أخَفّ. وَأَخْبرنِي المُنذريّ، عَن ثَعْلَب أَنه قَالَ: قَالَ الْأَخْفَش فِي قَول الله تَعَالَى: {وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} (طه: 69) : فِي حرف ابْن مَسْعود: أَيْن أَتَى؟ قَالَ: وَتقول الْعَرَب: جئتُك من أَيْن لَا تَعلم. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: أمّا مَا حُكي عَن الْعَرَب: جئْتُك من أَيْن لَا تعلم، فَإِنَّمَا هُوَ جَوَاب مَن لم يَفْهم فاستفهم، كَمَا يَقُول قَائِل: أَيْن المَاء والعُشب؟ أَبُو عبيد، عَن أبي زيد: الأين: الإعياء وَلَيْسَ لَهُ فِعْل. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: آن يئين أيْناً، من الإعياء، وَأنْشد: إنّا ورَبِّ القُلُص الضَّوامِر إنّا، أَي: أَعْيَيْنا. اللَّيْث: الأين: الإعياء، وَلَا يُشتقّ مِنْهُ فِعل إلاّ فِي الشّعْر. شَمر، عَن أبي خَيْرة؛ والحراني، عَن ابْن السِّكيت: الأَن والأَيم: الذّكر من الحيّات. وَقَالَ ابْن شُميل: كُل حَيّة: أَيْم، ذكرا كَانَ أَو أُنْثى.

وَرُبمَا شُدد فَقيل: أيّم؛ قَالَ الهُذلي: باللَّيْل مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضّف وَقَالَ العجاج: وبَطْنَ أَيْم وقَواماً عُسْلُجاً وَقَالَ أَبُو خَيرة: الأُيون، والأُيوم: جمَاعَة. أَنى: قَالَ بَعضهم: أنَّى: أَدَاة، وَلها مَعنيان: أَحدهمَا: أَن تكون بِمَعْنى: مَتى، قَالَ الله تَعَالَى: {قُلْتُمْ أَنَّى هَاذَا} (آل عمرَان: 165) أَي: مَتى هَذَا؟ وَكَيف هَذَا؟ وَتَكون (أنَّى) بِمَعْنى: من أَيْن؛ قَالَ الله تَعَالَى: {ءَامَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن} (سبأ: 52) . يَقُول: من أَيْن لَهُم ذَلِك. وَقد جَمعهمَا الشَّاعِر تَأْكِيدًا فَقَالَ: أَنّى ومِن أَيْن آبَك الطَّرَبُ وَقَالَ الله تَعَالَى: {أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَاذَا} (آل عمرَان: 165) . يَحتمل الْوَجْهَيْنِ: قُلْتُمْ: من أَيْن هَذَا؟ وَيكون: قُلتم كَيفَ هَذَا؟ وَقَوله تَعَالَى: {قَالَ يامَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَاذَا} (آل عمرَان: 37) أَي: من أَيْن لَك هَذَا. وَقَالَ اللَّيْث: أَنى، مَعْنَاهَا: كَيفَ؟ وَمن أَيْن؟ من أَنَّى شِئْت؟ من أَين شِئْت؟ وَقَالَ فِي قَول عَلْقمة: ومُطْعَمُ الغُنْمِ يَوْمَ الغُنْم مُطْعَمُه أنَّى تَوجَّه والمَحْرومُ مَحْرُومُ أَرَادَ: أَيْنَمَا توجَّه؟ وكيفما توجَّه؟ قَالَ ابْن الأنباريّ: وَقَرَأَ بَعضهم: { (طَعَامِهِ ط {أَنَّا صَبَبْنَا} (عبس: 25) . قَالَ: من قَرَأَ بِهَذِهِ الْقِرَاءَة قَالَ: الْوَقْف على (طَعَامه) تامّ، وَمعنى: أنَّى: أَيْن؟ إِلَّا أنّ فِيهَا كِنَايَة عَن الوُجوه، وتأويلها: من أيّ وَجْه صَبَبْنا المَاء؛ وأَنْشد: أنّى ومِن أَين آبَك الطَّرَبُ وَقَول الله تَعَالَى: {وَمِنْءَانَآءِ الَّيْلِ} (طه: 130) . قَالَ أهل اللُّغَة: آنَاء اللَّيْل: ساعاته. وَاحِدهَا: إنْيٌ، وإنًى. فَمن قَالَ (إنيٌ) فَهُوَ مثل: نِحْي وأَنحاء. وَمن قَالَ: إنًى، فَهُوَ مثل: مِعى وأَمْعاء؛ قَالَ الشَّاعِر: بكُلّ إنْيٍ قَضَاه اللَّه يَنْتَعل كَذَا رَوَاهُ ابْن الأنباريّ. وَقَالَ: وَاحِد: آنَاء اللَّيْل، على ثَلَاثَة أوجه: إنْي، بِسُكُون النُّون. وإنى، بِكَسْر الْألف. وأنًى: بِفَتْح الْألف. وَقَوله: فورَدَتْ قبل إنَى صحَابها

يُروى: إنًى، وأَنًى. وَقَالَهُ الْأَصْمَعِي. وَقَالَ الْأَخْفَش: وَاحِد (الآناء) إنْو. وأَنشد ابْن الْأَعرَابِي فِي (الإنَى) : أَتَمّت حَملها فِي نصف شَهْر وحَمْل الْحَامِلَات إنى طَوِيلُ قَالَ أَبُو بكر فِي قَوْلهم: تأنيت الرَّجل، أَي: انتظرته وتأخّرت فِي أمره وَلم أَعْجل. وَيُقَال: إنّ خَير فلَان لِبَطيء أَنِيّ؛ قَالَ ابْن مُقْبل: ثمَّ احتملْن أنِيًّا بعد تضْحية مثل المخَارِيف من جَيْلان أَو هَجَر قَالَ: وَرجل متأنَ، أَي متمكِّث متلبِّث، أنّيت، وآنَيت. قَالَ ابْن الأنباريّ: الأنَى، من بُلُوغ الشَّيْء مُنتهاه، مَقْصور يكْتب بِالْيَاءِ. وَقد أَنَى يَأنِي؛ وَقَالَ: بِيَوْم أَنًى ولِكُلّ حامِلة تمَامُ أَي: أَدْرك وبَلغ. وَقَوله تَعَالَى: {إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ} (الْأَحْزَاب: 53) أَي: غير مُنْتظرين نُضْجَه وبُلوغه. تَقول: أَنى يَأْنِي، إِذا نَضج. وَقَالَ تَعَالَى: {بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ} (الرحمان: 44) . قيل: هُوَ الَّذِي انْتهى فِي الْحَرَارَة. وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: { (حَامِيَةً تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ} (الغاشية: 5) أَي: مُتناهية فِي شدّة الْحَرَارَة. وَأما قَوْله تَعَالَى: {الْمَصِيرُ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَءَامَنُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلاَ يَكُونُواْ} (الْحَدِيد: 16) هُوَ من: أَنى يَأنِي، وَفِيه لُغات: يُقال: أنَى لَك يَأني، وآن لَك يَئين، ونال لَك، وأنال لَك أَن تفعل كَذَا، كُله بِمَعْنى وَاحِد، وأجودها: أَنَى لَك. قَالَ الزجّاج: وَمَعْنَاهَا كلّها: حَان لَك يَحِين. وَنَحْو ذَلِك قَالَ الفَرّاء فِي اللُّغَات الثَّلَاث. اللَّيْث، يُقَال: أَنَى الشيءُ يَأني أُنِيًّا، إِذا تأخّر عَن وَقته؛ وَمِنْه قَوْله: والزَّاد لَا آنٍ وَلَا قَفَارُ أَي: لَا بطيء وَلَا جَشِبٍ غير مَأدُوم. وَمن هَذَا يُقال: تأنَّى فلَان يتأنَّى، إِذا تمكّث وانْتَظر. قَالَ: والأَنَى، من: الأَناة والتُّؤدة، قَالَ العجّاج، فَجعله الأَناء: طَال الأناء وزَايَل الحقّ الأَشر وَهِي: الأَناة. ابْن السِّكيت: الإنى من السَّاعات، وَمن بُلوغ الشَّيْء مُنتهاه، مَقصور، يُكتب بِالْيَاءِ، ويُفتح فيمدّ؛ قَالَ الحُطيئة: وآنَيْتُ العَشَاء إِلَى سُهَيْلٍ أَو الشِّعرى فَطال بِي الأنَاءُ روى أَبُو سَعيد بَيت الحُطيئة:

وأنَّيْت العَشَاء إِلَى سُهَيل بتَشْديد النّون. قَالَ: وَيُقَال: أنَّيْت الطَّعامَ فِي النَّار، إِذا أَطَلْت مُكْثه. وأنَّيْت فِي الشَّيْء، إِذا قَصّرت فِيهِ. وَفِي الحَدِيث: إنّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لرجُل جَاءَ يَوْم الْجُمُعَة يتخطَّى رِقَاب النَّاس: (رأيتُك آنَيْت وآذَيْت) . قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيّ: آنيت، أَي أَخَّرت الْمَجِيء وأَبْطأت. وَمِنْه قيل للمُتمكّث فِي الأُمور: مُتأَنَ. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: تأنّى، إِذا رَفق. وآنَيْت، وأَنَّيت، بِمَعْنى وَاحِد. اللَّيْث: يُقَال: اسْتأنَيْتَ بفلان، أَي: لم أُعْجِلْه. وَيُقَال: اسْتَأن فِي أَمْرك، أَي: لَا تعجل؛ وأَنْشد: اسْتأن تَظْفر فِي أمورك كلّها وَإِذا عَزَمْت على الهَوى فتوكَّلِ والأَناة: التُّؤَدة. أَبُو عُبيد، عَن الْأَصْمَعِي: الأَناة من النِّساء: الَّتِي فِيهَا فُتور عَن القِيام. والوَهْنانة، نَحْوهَا. اللَّيث: يُقال للْمَرْأَة المُباركة الحكيمة المُواتية: أَنَاة. وَالْجمع: أَنَوات. قَالَ: وَقَالَ أهلُ الْكُوفَة: إِنَّمَا هِيَ الوَناة، من الضَّعْف، فهمزوا الْوَاو. وَقَالَ أَبُو الدّقَيش: هِيَ المُباركة. والإناء، مَمْدُود: وَاحِد: الْآنِية؛ مثل: رِدَاء وأَرْدية. ثمَّ تجمع الْآنِية: الْأَوَانِي، على فواعل، جمع (فاعلة) . وَيُقَال: لَا تُؤْن فُرْصَتك، أَي: لَا تؤخِّرها إِذا أَمْكَنَتْك. وكل شَيْء أَخَّرته، فقد آنَيْته. وَقيل: امْرَأَة أَنَاة، أَي رَزِينة لَا تَصْخب وَلَا تُفْحش؛ قَالَ الشَّاعِر: أناةٌ كأنّ المِسْك تَحت ثِيَابهَا ورِيحَ خُزَامَى الطَّلّ فِي دَمِثِ الرَّمْل ونى يني: اللَّيْث: الوَنَى: الفَتْرة فِي الأعْمال والأمور والتَّوانِي. تَقول: فلانٌ لاَ يَني فِي أَمْره، أَي لَا يَفْتُر وَلَا يَعْجِز. يُقَال: وَنَى يَنِي ونْياً، فَهُوَ وانٍ. ويُقال: فلانٌ لَا يَنِي يَفْعل كَذَا وَكَذَا، بِمَعْنى: لَا يَزال؛ وأَنْشد: فَمَا يَنُون إِذا طافُوا بحَجِّهمُ يهتِّكُون لِبَيْت اللَّه أَسْتَارَا وناقة وانيةٌ، إِذا أَعْيت؛ وأَنشد: ووانيةٍ زَجَرْتُ على وَجَاهَا قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: قَالَ أَبُو العبَّاس: الوَنى: واحدته: ونِيّة، وَهِي اللّؤْلُؤة.

قلت: وَاحِدَة (الوَنى) : وناة، لَا: وَنِيّة. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الوَنِيّة: الدُّرّة؛ قَالَ أَوْس بن حَجَر: فحطَّت كَمَا حَطَّت وَنِيّة تاجِرٍ وَهَى نَظْمُها فارْفَضّ مِنْهَا الطَّوائِفُ عَمْرو، عَن أَبِيه، هِيَ الوَنِيّة والوَناة، للدُّرّة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: سُمِّيت: وَنِيّة، لثَقبها. وَقَالَ غَيره: جَارِيَة وَنَاة، كَأَنَّهَا الدُّرّة. والوَناة: الَّتِي فِيهَا فُتور لِنَعْمتها. نوى: اللَّيْث: النَّوَى: التَّحوُّل مِن دارٍ إِلَى دارٍ غَيرهَا، كَمَا تَنْتوي الأعرابُ فِي بادِيَتها. وانْتَوى القومُ، إِذا انتقلوا من بَلدٍ إِلَى بَلد. والنِّيّة، والنَّوى، وَاحِد. والعربُ تؤّنث: النَّوى، وأَنْشد: عَدَتْه نِيَّةٌ عَنْهَا قَذُوفُ قَالَ الطِّرمّاح: آذَن النَّاوِي بِبَيْنُونة ظَلْت مِنْهَا كصَرِيع المُدَام النَّاوِي: الَّذِي أَزْمع على التحوّل. والنَّوى: البُعد. والنَّوى: النِّيَّة. وَهِي: النِّيَة، مُخفَّفة، وَمَعْنَاهَا: القَصْد لبلد غير الْبَلَد الَّذِي أَنت فِيهِ مُقِيم. وفلانٌ يَنْوي وَجه كَذَا، أَي يقْصده، من سَفر أَو عَمل. والنَّوى: الوَجه الَّذِي يَقْصده. وفلانٌ نَواك، وَنِيَّتك، ونَواتُك؛ قَالَ الشَّاعِر: صَرَمَتْ أُمَيمةُ خُلَّتي وصِلاَتِي ونَوتْ ولمّا تَنْتَوي كنَواتِي ويُقال: لي فِي بني فلانٍ نَواة، ونِيّة، أَي حَاجَة. وَقَالَ الفرّاء: نَواك اللَّهُ، بِمَعْنى: حَفِظك الله؛ وأَنْشد: يَا عَمْرو أَحْسِن نَواكَ الله بالرَّشَد واقْر السَّلامَ على الأَنقاء والثَّمَدِ قَالَ: وَقَالَ أعرابيّ من بني سُليم لابْنٍ لَهُ سمّاه (إِبْرَاهِيم) : ناويتُ بِهِ إِبْرَاهِيم، أَي: قَصدْت قَصْده فتبرّكت باسمه. وَفِي الحَدِيث: (نّية الرّجُل خيرٌ مِن عَمله) . وَلَيْسَ هَذَا بمخالف لقَوْل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (من نَوى حَسَنةً فَلم يَعْملها كُتِبت لَهُ حَسنة، ومَن عَملهَا كُتبت لَهُ عَشْراً) . وَالْمعْنَى فِي قَوْله: (نِية الْمُؤمن خيرٌ من عمله) : أَنه يَنْوي الْإِيمَان مَا بَقِي، ويَنْوي الْعَمَل لله بِطَاعَتِهِ مَا بَقِي، وَإِنَّمَا يخلّده الله جلّ وعزّ بِهَذِهِ النيّة لَا بِعَمَلِهِ أَلا ترى أَنه إِذا آمن ونَوى الثَّبَات على الْإِيمَان وأَداء

الطَّاعَات مَا بَقي، وَلَو عَاشَ مائَة سنة يَعمل الطَّاعَات وَلَا نيّة لَهُ فِيهَا أَنه يعملها لله، فَهُوَ فِي النَّار. والنّية: عَمل الْقلب، وَهِي تَنْفَع الناوي وَإِن لم يعْمل الْأَعْمَال، وأداؤها لَا يَنفعه دونهَا. فَهَذَا معنى قَوْله: (نِيَّة الرجل خيرٌ من عمله) . قَالَ أَبُو عُبيد: وَمن أَمْثَال الْعَرَب فِي الرَّجل يُعْرف بالصِّدْق يُضْطَرّ إِلَى الْكَذِب، قَوْلهم: عِندَ النّوى يَكْذبك الصَّادِقُ. وَذكر قِصَّة العَبد الَّذِي خُوطر صاحبُه على كذبه. والنَّوَى: هَاهُنَا: مَسِير الحيّ مُتحوِّلين من دارٍ إِلَى أُخرى. وأَخبرني المُنذري، عَن الحرّاني، عَن ابْن السِّكيت، قَالَ: النِّية والنَّوى: الْوَجْه الَّذِي تُريده وتَنْويه. قَالَ: ونَوِيّك: صاحبُك الَّذِي نِيّته نِيّتك؛ وأَنْشد: وَقد عَلِمْت إذْ دُكين لي نَوِي أنّ الشَّقِيّ يَنْتَحِي لَهُ الشَّقِي قَالَ: وحَكى الفَرّاء: نَواه اللَّهُ، أَي: صَحِبه الله. وَيكون: حَفِظه الله. قَالَ: ورجلٌ مَنْوِيٌّ، ونِيّةٌ مَنْوِيّة. إِذا كَانَ يُصيب النُّجْعة المَحْمودَة. وَفِي حَدِيث عَبد الرحمان بن عَوْف: أنّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى عَلَيْهِ وَضَراً من صُفرة فَقَالَ: مَهْيَم. فَقَالَ: تَزوَّجت امْرَأَة من الْأَنْصَار على نَواةٍ من ذهب. فَقَالَ: (أَوْلِمْ وَلَو بِشَاة) . قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: على نواة؛ يَعْنِي: خَمْسَة دَرَاهِم، فسمَّى (نواة) ، كَمَا تُسمَّى الْأَرْبَعُونَ: أَوقيّة، وَالْعشْرُونَ نَشًّا. وَقَالَ: حدّثني يحيى بن سعيد، عَن سُفيان، عَن مَنصور، عَن مُجَاهِد، قَالَ: الْأُوقِيَّة أَرْبَعُونَ، والنَّشّ عشرُون، والنَّواة خَمْسَة. قلت: وَلَفظ حَدِيث عبد الرحمان يدُلّ على أنّه تَزوّج امْرَأَة على ذَهب قِيمَته خَمْسة دَرَاهِم، أَلا ترَاهُ قَالَ: على نواة من ذَهب. وَرَوَاهُ جماعةٌ عَن حُميد، عَن أنس. وَلَا أَدري لِمَ أَنْكره أَبُو عُبيد؟ وَقَالَ إِسْحَاق: قلت لِأَحْمَد بن حَنبل: كم وَزْن نَواة من ذَهب؟ قَالَ: ثَلَاثَة دَراهم. قَالَ: وَقَالَ لي إِسْحَاق: النواة: خَمْسَة دَرَاهِم. وَقَالَ المُبرد فِي تَفسير (النواة) مثلَ قَول أبي عُبيد سَوَاء. وَقَالَ: العربُ تَعْنِي بالنّواة خَمسة دَراهم. قَالَ: وَأَصْحَاب الحَدِيث يَقُولون: على نَواة من ذَهب قِيمتُها خَمْسة دَرَاهِم، وَهُوَ

خطأ وَغلط. وَقَالَ غير وَاحِد: نَوَيْت النَّوى، وأَنْوَيته، وَذَلِكَ إِذا أكلت التَّمر وَجمعت نَوَاه. اللَّيْث: نَوَّت البُسرة، وأَنْوَت، إِذا عَقَدت نَوَاتها. وَثَلَاث نَوَيات. والجميع: النَّوَى. قَالَ: والنَّوَى: مَخْفِض الْجَارِيَة، وَهُوَ الَّذِي يَبْقى من بَظْرها إِذا قُطِع المُتْك. وَقَالَت أعرابّية: مَا تَرَك النَّخْجُ لنا مِن نَوًى. أَبُو عُبيد، عَن الْأَصْمَعِي: إِذا سَمِنت النَّاقة، فَهِيَ ناوِية. وَقد نَوت تَنْوِي نَيًّا. وهُن نُوقٌ نِوَاءٌ؛ قَالَ أَبُو النَّجم: أَو كالمُكَسَّر لَا تَؤُوب جِيادُه إلاّ غّوانِمَ وَهِي غَيْرُ نِوَاء قَالَ أَبُو الدُّقَيش: النِّيّ، الِاسْم، وَهُوَ الشَّحْمُ. والنَّيّ، هُوَ الفِعل. يُقَال: نَوت النَّاقة نَيًّا، إِذا كثر نِيّها. وَقَالَ اللَّيْث: النَّيّ، والنِّيّ. وَقَالَ غَيره: النِّيّ: اللَّحْم، بِكَسْر النُّون. والنَّيّ: الشَّحم. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: النَّوى: الْحَاجَات. والوَنى: ضَعْف البَدن. وأَنْوَى الرَّجُل، إِذا كثرت أَسْفارُه. وأَنوى، إِذا تبَاعد. وأَنْوَى، ونَوَى، ونَوَّى، إِذا أَلْقى النَّوى. وأَنْوى، ونَوَى، ونَوَّى، من النِّيّة. وأَنْوى، ونَوى، ونَوَّى، فِي السَّفَر. وأَنْشد: إنّك أَنت المَحْزون فِي أَثر الْ حَيّ فَإِن تَنْوِينّهم تُقِم قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: قلت للمُفضَّل: مَا تَقول فِي هَذَا الْبَيْت؟ قَالَ: فِيهِ مَعنيان: أَحدهمَا: يَقُول: قد نَوْوا فِراقَك فَإِن تَنْو كَمَا نَوَوْا تُقم فَلَا تَطْلُبهْم. وَالثَّانِي: قد نَوَوْا السَّفَر، فَإِن تَنْو كَمَا نَوَوْا تُقِم صُدُور الْإِبِل فِي طَلبهم؛ كَمَا قَالَ الآخر: أقِم لَهَا صُدورَها يَا بَسْبَسُ وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الوَنْوة: الاسترخاء فِي العَقل. والوَنى: الضَّعْف. والنَّنّ: الشَّعر الضَّعيف. والوَنّ: الصَّنْج الَّذِي يُضْرب بالأصابع، وَهُوَ الونج، مشتقّ من كَلَام العَجم. أَبُو عُبيد: وَنَيْت فِي الْأَمر: فَتَرت. وأَوْنَيْت غَيْرِي. وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : فلانٌ نَوِيّ الْقَوْم وناويهم، ومُنْتويهم، أَي صَاحب أَمرهم

ورأيهم. نون: قَالَ الله جلّ وعزّ: (ن والقلم وَمَا يسطرون} (الْقَلَم: 1) . قَالَ الْفراء: لَك أَن تُدغم النُّون وتُظهرها، وإظهارها أَعجب إليّ، لأنَّها هِجاء والهِجاء كالموقوف عَلَيْهِ وَإِن اتَّصَل. وَمن أخفاها بناها على الاتِّصال. وَقد قَرَأَ القُرَّاء بالوَجْهين جَمِيعًا. قَالَ أَبُو إِسْحَاق: جَاءَ فِي التَّفْسِير أَن (ن) الحُوت الَّذِي دُحِيت عَلَيْهِ سَبْع أَرَضين. وَجَاء فِي التَّفْسِير، أَن (ن) : الدَّواة. وَلم يجىء فِي التَّفْسِير كَمَا فُسرت حُرُوف الهجاء. قلت: (ن والقلم) لَا يجوز فِيهِ غير الهجاء، أَلا ترى أَن كُتَّاب الْمُصحف كتبوه (ن) ، وَلَو أُرِيد بِهِ: الدواة والحوت، لكُتب: نون. وَقَالَ ابْن الأنباريّ فِي بَاب إخفاء النّون وإظهارها: النّون، مَجهورة ذَات غُنّة، وَهِي تخفى مَعَ حُرُوف الْفَم خَاصَّة، وَتبين مَعَ حُرُوف الْحلق عَامَّة، وَإِنَّمَا خفيت مَعَ حُرُوف الْفَم لقربها مِنْهَا، وَبَانَتْ مَعَ حُرُوف الْحلق لبُعدها مِنْهَا. وَكَانَ أَبُو عَمْرو يخفي النُّون عِنْد الْحُرُوف الَّتِي تُقاربها، وَذَلِكَ أَنَّهَا من حُروف الْفَم، كَقَوْلِك: من قَالَ؟ وَمن كَانَ؟ وَمن جَاءَ؟ قَالَ الله تَعَالَى {مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ} (الْأَنْعَام: 160) على الْإخْفَاء. وَأما بَيَانهَا عِنْد حُرُوف الْحلق السّتة، فَإِن هَذِه السِّتَّة تَبَاعَدت من مَخرجها وَلم تكن مِن قَبيلتها وَلَا من حيِّزها، فَلم تخف فِيهَا كَمَا أَنَّهَا لم تُدْغم فِيهَا. وكما أَن حُرُوف اللِّسَان لَا تُدغم فِي حُرُوف الحَلق لبُعدها مِنْهَا، وَإِنَّمَا أُخْفيت مَعَ حُرُوف الْفَم كَمَا أُدغمت اللَّام وَأَخَوَاتهَا، كَقَوْلِك: من أَجلك، من هُنَا، من خَافَ، من حرم زِينَة الله، من عليّ، من عَلَيْك. قَالَ: وَمن الْعَرَب من يُجري الْغَيْن وَالْخَاء مجْرى الْقَاف وَالْكَاف فِي إخفاء النُّون مَعَهُمَا. وَقد حَكَاهُ النَّضر عَن الْخَلِيل. قَالَ: وَإِلَيْهِ ذهب سِيبويه. قَالَ الله تَعَالَى: {) تُكَذِّبَانِ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ} (الرحمان: 46) إِن شِئْت أَخفيت، وَإِن شِئْت أَبَنْت. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: النُّونة: الْكَلِمَة مِن الصَّواب. والنُّونة: النُّقْبة الَّتِي تكون فِي ذَقَن الصّبيّ الصَّغير. وَفِي حَدِيث عُثْمَان أَنه رأى صَبِيًّا مَلِيحاً فَقَالَ: وسِّموا نُونته، أَي: سَوِّدوها لِئَلَّا تُصيبه العَين.

وَذُو النُّون: سيفٌ كَانَ لمَالِك بن زُهير، أخي قيس بن زُهَيْر، فَقتله حَمل بن بَدْر وَأخذ مِنْهُ سيفَه (ذَا النُّون) ، فَلَمَّا كَانَ يَوْم الهَباءة قتل الْحَارِث بن زُهير حَمَل بن بدر وَأخذ مِنْهُ ذَا النُّون، وَفِيه يَقُول الْحَارِث: ويُخبرهم مكانُ النُّون منِّي وَمَا أُعطيتُه عَرَق الخِلاَلِ أَي: مَا أُعطيته مُكَافَأَة وَلَا مَودَّة، وَلَكِنِّي قتلت حَملاً وأخذتُه مِنْهُ قَسْراً. وَقَول الله تَعَالَى: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً} (الْأَنْبِيَاء: 87) هُوَ: يُونُس عَلَيْهِ السَّلَام، سمّاه الله (ذَا النُّون) لِأَنَّهُ حَبسه فِي جَوف الْحُوت الَّذِي التقمه. والنُّون: الحُوت. وَيُقَال للسَّيف العَريض الْمَعْطُوف طَرَفي الظُّبة: ذُو النُّونَيْن؛ وَمِنْه قَوْله: قَرَيْتُك فِي الشَّريط إِذا التَقَيْنَا وَذُو النّونيْن يومَ الحَرْب زَيْني والتَّنْوين: تَنْوِين الِاسْم إِذا أَجْرَيته. أَن: قَالَ أَبُو زيد: أنّ الرّجُل يَئِن أَنِيناً، وأَنَت يَأنِت أَنِيتاً، ونَأَتَ يَنْئِت نَئِيتاً، بِمَعْنى وَاحِد. اللَّيْث: رَجُلٌ أُنَنَة: كثير الْكَلَام والبَثّ والشُّكْوى. وَلَا يُشْتقّ مِنْهُ فِعْل. وَمن (الأنين) يُقال: أنّ يَئِن أَنِيناً، وأَنًّا، وأَنَّةً. وَإِذا أَمَرْت قُلت: إينَنْ، لِأَن الهمزتين إِذا الْتقتا فسَكنت الأخيرةُ اجْتمعوا على تَلْيِينها. وَأما فِي الْأَمر الثَّانِي فإِنه إِذا سكنت الْهمزَة بَقي النُّون مَعَ الْهمزَة وَذَهَبت الْهمزَة الأولى. وَيُقَال للْمَرْأَة: إنّي، كَمَا يُقال للرُّجل: اقْرِرْ، وللمرأة: قِرّي. أَبُو العبّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي: أنَّ الماءَ يُؤنّه، إِذا صَبَّه. وَفِي بعض أَخْبَار الْعَرَب: أُنّ مَاء ثمَّ أَغْلِه، أَي: صُبَّه وأَغْلِه. ابْن السِّكيت: يُقال: مَا لَهُ حانّة وَلَا آنَّة، أَي مَا لَهُ نَاقَة وَلَا شَاة. قَالَ: وَيُقَال: لَا أَفعلهُ بِمَا أنّ فِي السَّمَاء نَجْمٌ، أَي: مَا كَانَ فِي السَّمَاء نجم؛ وَمَا عَنّ فِي السَّمَاء نجم، أَي: مَا عَرض؛ وَبِمَا أنّ فِي الفُرات قَطرة، أَي: مَا كَانَ فِي الفُرات قَطْرَة. وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود: إنّ طول الصَّلَاة وقِصَر الخُطْبة مَئِنّة من فِقْه الرَّجُل، أَي: بَيَان مِنْهُ. قَالَ أَبُو زيد: إِنَّه لَمِئّنة أَن يَفعل ذَلِك، وَإِنَّهَا وإنهن لمِئَّنة أَن يَفْعَلُوا ذَلِك، بِمَعْنى: لخليق أَن يَفْعَلُوا ذَلِك: وأَنْشد: ومَنزل من هَوَى جُمْلٍ نزلتُ بِهِ مَئِنّة من مَراصيد المَئِنّاتِ

بِهِ تجاوزتُ عَن أولى وكائِده إنّي كَذَلِك رَكّاب الحَشِيّاتِ أولى، حِكَايَة عَمْرو، عَن أَبِيه. الأنّة والمَئِنة، والعَدْقة، والشَّوّزب، وَاحِد؛ وَقَالَ دُكَين: يَسْقِي على دَرّاجة خَرُوس مَعْصُوبة بَين رَكايا شُوسِ مَئِنَّة مِنْ قَلَتِ النّفوسِ يُقَال: مَكَان من هَلاك النُّفُوس. وَقَوله: مَكَان من هَلَاك النُّفُوس: تَفْسِير لِمئِنّة، ودلّ ذَلِك على أَنه بِمَنْزِلَة (مَظِنّة) والخَروس: البَكْرة الَّتِي لَيست بصافية الصَّوْت. والجَروس، بِالْجِيم: الَّتِي لَهَا صَوت. وَقَالَ أَبو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: سَأَلَني شُعبة عَن (مَئِنّة) ، فَقلت: هُوَ كَقَوْلِك عَلامَة، وخليق. قَالَ أَبُو زيد: هُوَ كَقَوْلِك: مَخْلقة، ومَجْدَرة. وَقَالَ أَبُو عبيد: يَعني أَن هَذَا مِمَّا يُعْرف بِهِ فِقه الرجل ويُستدلّ بِهِ عَلَيْهِ. قَالَ: وكل شَيْء دلّك على شَيْء فَهُوَ مَئِنَّة لَهُ؛ وأَنشد للمَرّار: فتَهامَسُوا سِرًّا فَقَالُوا عَرِّسُوا من غَيْر تَمْئِنة لغير مُعَرَّسِ قلت: الَّذِي رَوَاهُ أَبُو عُبيد، عَن الْأَصْمَعِي، وَأبي زيد، فِي تَفْسِير المَئِنّة، صَحِيح، وَأما احتجاجه بِرَأْيهِ بِبَيْت المَرّار فِي التَّمْئنة للمَئِنّة، فَهُوَ غَلط وسَهو؛ لِأَن الْمِيم فِي (التمئنة) أَصْلِيَّة، وَهِي فِي (مئنّة) مَفْعلة لَيست بأَصلية. وَقد فسرت بَيت المَرّار فِي بَاب (مأن) . وَأما (مئنة) فَإِن اللحياني قَالَ: هُوَ مَئِنّة أَن يفعل ذَلِك، ومَظِنَّة أَن يفعل ذَلِك، وأَنْشد: إنّ اكْتحالا بالنَّقِيِّ الأَبْلج ونَظَراً فِي الحاجِب المُزجَّجِ مَئِنّة من الفَعال الأعْوج فَكَانَ (مَئِنّة) عِنْد اللّحياني مُبدل الْهمزَة فِيهَا من الظَّاء فِي (المظنة) ، لِأَنَّهُ ذكر حروفاً تُعاقب فِيهَا الظَّاء الْهمزَة، مِنْهَا قَوْلهم: بَيت حَسن الأَهْرة والظَّهرة، وَقد أَفر وظَفر، أَي: وَثب. إِن: قَالَ اللَّيْث: قَالَ الْخَلِيل: (إِن) الثَّقِيلَة تكون مَنْصُوبَة الْألف، وَتَكون مَكْسُورَة الْألف، وَهِي الَّتِي تَنْصب الْأَسْمَاء. قَالَ: وَإِذا كَانَت مُبتدأة لَيْسَ قبلهَا شيءٌ يُعتمد عَلَيْهِ، أَو كَانَت مُستأنفة بعد كَلَام قديم ومَضى، أَو جَاءَت بعْدهَا لَام مُؤَكدَة يُعْتمد عَلَيْهَا، كُسرت الْألف، وَفِيمَا سوى ذَلِك تُنصب الْألف. وَقَالَ الفرّاء فِي (أنّ) إِذا جَاءَت بعد القَوْل وَمَا تصرّف من القَوْل، وَكَانَت حِكَايَة لم يَقع عَلَيْهَا القولُ وَمَا تصرف مِنْهُ، فَهِيَ

مَكْسُورَة، وَإِن كَانَت تَفْسيراً لِلْقَوْلِ نَصَبتها، وَذَلِكَ مثل قَول الله تَعَالَى: {وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ للَّهِ جَمِيعاً} (يُونُس: 65) . وَكَذَلِكَ المَعنى اسْتِئْنَاف، كَأَنَّهُ قَالَ: يَا مُحَمَّد، إِن الْعِزَّة لله جَمِيعًا. وَكَذَلِكَ {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ} (النِّسَاء: 157) كسرتها، لِأَنَّهَا بعد القَوْل على الْحِكَايَة. قَالَ: وَأما قَوْله تَعَالَى: {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَآ أَمَرْتَنِى بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ} (الْمَائِدَة: 117) فَإنَّك فَتحت الْألف، لِأَنَّهَا مُفَسَّرة ل (مَا) ، و (مَا) قد وَقع عَلَيْهَا القولُ فنصبها، وموضعها نَصْب. وَمثله فِي الْكَلَام: قد قلت لَك كلَاما حَسناً أنّ أَبَاك شريفٌ، وأنَّك عَاقل، فتحت (أنّ) لِأَنَّهَا فَسَّرت الْكَلَام، وَالْكَلَام مَنْصوب. وَلَو أردْت تَكْرِير القَوْل عَلَيْهَا كَسَرْتها. قَالَ: وَقد تكون (إنّ) بعد القَوْل مَفْتُوحَة، إِذا كَانَ القَوْل يُرافعها؛ من ذَلِك أَن تَقول: قولُ عبد الله مُذ الْيَوْم أنّ النَّاس خارجون، كَمَا تَقول: قولُك مُذ الْيَوْم كلامٌ لَا يُفْهم. وَقَالَ اللَّيْث: إِذا وَقعت (إنّ) على الْأَسْمَاء والصِّفات فَهِيَ مُشدَّدة. وَإِذا وَقعت على فعل أَو حرف لَا يتَمَكَّن فِي صِفة أَو تَصريف فخفِّفها، تَقول: بَلغنِي أَن قد كَانَ كَذَا وَكَذَا، تخفّف من أجل (كَانَ) ، لِأَنَّهَا فِعل، وَلَوْلَا قد لم تَحْسن على حَال من الفِعل حَتَّى تعتمد على (مَا) أَو على (الْهَاء) ، كَقَوْلِك: إِنَّمَا كَانَ زَيْدٌ غَائِبا، وَبَلغنِي أَنه كَانَ أَخُو بكر غنِيًّا. قَالَ: وَكَذَلِكَ بَلغنِي أَنه كَانَ كَذَا وَكَذَا، تشدِّدها إِذا اعتمدَتْ. وَمن ذَلِك قَوْلك: إنْ رُبّ رجل، فتخفّف. فَإِذا اعتمدَت قلت: إِنَّه رُبّ رجُل، شدَّدْت. وَهِي مَعَ الصّفات مشدّدة: إنّ لَك، وإنّ فِيهَا، وإنّ بك، وأَشَباهها. قَالَ: وللعرب لُغَتَانِ فِي (إنّ) الْمُشَدّدَة: إِحْدَاهمَا التَّثقيل، وَالْأُخْرَى التَّخْفِيف. فأمّا من خَفّف فَإِنَّهُ يَرفع بهَا. إِلَّا أَن نَاسا من أهل الْحجاز يخفِّفون ويَنصبون على توُّهم الثَّقِيلَة. وقرىء: {وَإِنَّ كُلاًّ لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ} (هود: 111) خفَّفوا ونَصبوا. وأنْشد الفَرّاء فِي تَخْفيفها مَعَ المُضْمر: فَلَو أَنْك فِي يومِ الرَّخاء سأَلْتني فِراقَك لم أَبْخل وَأَنت صَدِيقُ وأنْشد القولَ الآخر:

لقد عَلِم الضَّيْفُ والمُرْمِلون إِذا اغْبرّ أفْقٌ وهَبّت شَمالا بأنْك رَبيعٌ وغَيثٌ مَرِيعٌ وقِدْماً هُناك تكون الثِّمالا وَقَالَ أَبُو طَالب النّحوي، فِيمَا رَوى عَنهُ المُنذري، قَالَ: أهلُ الْبَصْرَة غير سِيبَوَيْهٍ وذَويه يَقُولُونَ: إنّ الْعَرَب تخفِّف (أَن) الشَّدِيدَة وتُعملها؛ وأَنشدوا: ووَجْهٍ مُشْرق النَّحْر كأنْ ثَدْيَيه حُقّانِ أَرَادَ (كأنّ) فخفَّف وأَعمل. وَقَالَ الفَرّاء: لم نسْمع الْعَرَب تُخفّف (أَن) وتُعملها إلاّ مَعَ المَكنّى، لِأَنَّهُ لَا يتبيّن فِيهِ إِعْرَاب، فأمّا فِي الظَّاهِر فَلَا. وَلَكِن إِذا خفّفوها رَفَعوا وأمّا من خَفف: {وَإِنَّ كُلاًّ لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ} فإِنهم نَصبوا {أَخْلَدَهُ} ب {لَيُوَفِّيَنَّهُمْ} ، كَأَنَّهُ قَالَ: (وَإِن ليوفينهم كُلا) . قَالَ: وَلَو رُفعت (كل) لصَلح ذَلِك، تَقول: إنْ زيدٌ لقائم. وَأما قَول الله تَعَالَى: (إِن هَذَانِ لساحران) (طه: 63) فَإِن أَبَا إِسْحَاق النَّحوي اسْتَقصى مَا قَالَ فِيهِ النَّحويون، فحكيتُ كلامَه. قَالَ: وَقَرَأَ المدنيون والكوفّيون، إلاّ عَاصِمًا: (إنّ هَذَانِ لساحران) . ورَوى عَن عَاصِم أَنه قَرَأَ (إنْ هَذَانِ) بتَخْفِيف (إنْ) . ورُوي عَن الْخَلِيل (إنْ هَذَا لساحران) . قَالَ: وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو: (إنّ هذَيْن لساحران) ، بتَشديد (أنّ) وَنصب (هذَيْن) قَالَ أبوإسحاق: والحجّة فِي (إنّ هَذَانِ لساحران) بِالتَّشْدِيدِ وَالرَّفْع، أَن أَبَا عُبيدة روى عَن أبي الخطّاب أَنه لُغة لِكنانة، يجْعَلُونَ ألف الِاثْنَيْنِ فِي الرّفْع وَالنّصب والخفض على لفظ وَاحِد، يَقُولُونَ: رَأَيْت الزيدان. وروى أَهل الْكُوفَة وَالْكسَائِيّ والفَراء أَنَّهَا لُغة لبني الْحَارِث بن كَعْب. قَالَ: وَقَالَ النحويّون القُدماء: هَاهُنَا هَاء مُضمرة، الْمَعْنى: إنّه هَذَانِ لساحران. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: (إِن) فِي معنى (نعم) ، الْمَعْنى: نعم هَذَانِ لساحران؛ وَأنْشد: ويَقُلْن شَيْبٌ قد عَلا كَ وَقد كَبِرْت فَقلت إنَهْ وَقَالَ الْفراء فِي هَذَا: إِنَّهُم زادوا فِيهَا النُّون فِي التَّثْنِيَة، وتركوها على حَالهَا فِي الرّفْع وَالنّصب والجر، كَمَا فعلوا فِي (الَّذين) فَقَالُوا: الَّذين، فِي الرَّفع والنَّصب والجر. فَهَذَا جَمِيع مَا قَالَ النحويّون فِي الْآيَة. قَالَ أَبُو إِسْحَاق: وأجودها عِنْدِي أَن، (أَن) وَقعت موقع (نعم) ، وَأَن اللَّام

وَقعت موقعها، وَأَن الْمَعْنى: نعم هَذَانِ لَهما ساحران. وَالَّذِي يَلِي هَذَا فِي الْجَوْدَة مَذْهب بني كنَانَة وبَلْحارث بن كَعْب. فأمّا قِرَاءَة أبي عَمْرو فَلَا أُجيزها، لِأَنَّهَا خلاف المُصْحف. قَالَ: وأَستحسن قِرَاءَة عَاصِم والخليل: (إنْ هَذَانِ لساحران) . وَقَالَ غَيره: العربُ تجْعَل الْكَلَام مُخْتَصرا مَا بَعْدَه على (إنّه) ، وَالْمرَاد: إِنَّه لكذلك، وإنّه على مَا تَقول. فَأَما (إِن) الْخَفِيفَة، فَإِن المنذريّ رَوى عَن ابْن اليَزيدي، عَن أبي زيد، أَنه قَالَ: (إِن) تقع فِي مَوضِع من الْقُرْآن مَوْضِعَ (مَا) ، ضَرْبُ قَوْله تَعَالَى: {وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} (النِّسَاء: 159) ، مَعْنَاهُ: مَا من أهل الْكتاب. وَمثله: {لاَّتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّآ إِن كُنَّا فَاعِلِينَ} (الْأَنْبِيَاء: 17) أَي: مَا كنّا فاعلين. قَالَ: وتجيء (إِن) فِي مَوضِع (لقد) ، ضَرْبُ قَوْله تَعَالَى: {إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً} (الْإِسْرَاء: 108) ، الْمَعْنى، لقد كَانَ من غير شكّ من الْقَوْم. وَمثله: {وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ} (الْإِسْرَاء: 73) ، {وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ} (الْإِسْرَاء: 76) . وتجيء (إِن) بِمَعْنى (إِذْ) ، ضَرْبُ قَوْله تَعَالَى: {اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِىَ مِنَ الرِّبَوااْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ} (الْبَقَرَة: 278) الْمَعْنى: إِذْ كُنْتُم مُؤمنين. وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: {فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (النِّسَاء: 59) مَعْنَاهُ: إِذْ كُنْتُم. قَالَ: و (أَن) بِفَتْح الْألف وتَخفيف النُّون، قد تكون فِي مَوضِع (إِذْ) أَيْضا. و (إِن) بَخْفض الْألف تكون مَوضِع (إِذا) ، من ذَلِك قولُه تَعَالَى: {لاَ تَتَّخِذُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْءَابَآءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَآءَ إِنِ اسْتَحَبُّواْ} (التَّوْبَة: 23) . من خَفضها جعلهَا فِي مَوضِع (إِذا) . ومَن فتحهَا جعلهَا فِي مَوضِع (إِذْ) . ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ فِي قَوْله تَعَالَى: {لِلْيُسْرَى فَذَكِّرْ إِن} (الْأَعْلَى: 9) . قَالَ: (إِن) فِي معنى (قد) . وَقَالَ أَبُو العبّاس، العربُ تَقول: إِن قَامَ زيد، بِمَعْنى قد قَامَ زيد. وَقَالَ الْكسَائي: سمعتُهم يَقُولُونَهُ فظننته شرطا، فسألتهم فَقَالُوا: نُرِيد: قد قَامَ زيد، وَلَا نُرِيد: مَا قَامَ زيد. وَقَالَ الْفراء: (إِن) الْخَفِيفَة أُمّ الْجَزاء، وَالْعرب تُجازي بحروف الِاسْتِفْهَام كُلّها وتجزم الْفِعْلَيْنِ: الشَّرْط وَالْجَزَاء، إِلَّا (الْألف) و (هَل) ، فَإِنَّهُمَا يَرفعان مَا يليهما.

وَسُئِلَ ثَعلب: إِذا قَالَ الرّجل لامْرَأَته: إِن دخلت الدَّار، إِن كلمت أَخَاك، فَأَنت طَالِق، مَتى تَطْلُق؟ فَقَالَ: إِذا فعلتهما جَمِيعًا. قيل لَهُ: لِم؟ قَالَ: لِأَنَّهُ قد جَاءَ بشَرطين. قيل لَهُ: فَإِن قَالَ لَهَا: أَنْت طَالِق إِن احمرّ البُسْر. فَقَالَ: هَذِه مسألةُ محَال، لأنّ البُسر لَا بُدّ من أَن يَحمرّ. قيل لَهُ: فَإِن قَالَ: أَنْت طَالِق إِذا احْمَرّ البُسر. قَالَ: هَذَا شَرط صَحِيح، تطلُق إِذا احمرّ البُسر. وَقَالَ الشَّافِعِي: فِيمَا أثْبت لنا عَنهُ: إنْ قَالَ الرَّجُل لامْرَأَته: أنتِ طَالِق إِن لم أُطلِّقك، لم يَحْنث حَتَّى يُعلم أنّه لَا يُطلِّقها بِمَوْتِهِ أَو بموتها. وَهُوَ قَول الكوفيّين. وَلَو قَالَ: إِذا لم أطلّقك، وَمَتى مَا لم أُطلّقك، فَأَنت طَالِق، فَسكت مُدّة يُمكنهُ فِيهَا الطَّلَاق، طُلّقت. أَنا: للْعَرَب فِي (أَنا) لُغات، وأجودها: أنّك إِذا وَقَفْت عَلَيْهَا قُلت: أنَا، بِوَزْن (عَنَا) . وَإِذا مَضَيت عَلَيْهَا قلت: أَنَ فَعَلْت ذَاك، بِوَزْن: عَنَ فَعَلْت ذَاك. تُحرِّك النُّون فِي الوَصل وَهِي سَاكِنة من مثله فِي الْأَسْمَاء غير المتمكِّنة، مثل: (من) و (كم) إِذا تَحرّك مَا قبلهَا. وَمن الْعَرَب من يَقُول: أَنا فعلت ذَاك، فَيثبت الْألف فِي الْوَصْل وَلَا يُنوّن. وَمِنْهُم من يسكّن النُّون، وَهِي قَليلَة، فَيَقُول: أنْ قُلت ذَاك. وقُضاعة تَمُدّ الْألف الأُولى: آنَ قُلته؛ قَالَ عَدِيّ: يَا لَيت شعري آنَ ذُو عَجّةٍ مَتَى أرى شَرْباً حوالَي أَصِيصْ وَقَالَ العُدَيل فِيمَن يُثبت الْألف: أَنا عَدْل الطِّعان لمن بَغَانِي أَنا العَدْل المُبيِّن فاعْرفونِي و (أَنا) لَا تَثْنية لَهُ من لَفظه إِلَّا ب (نَحن) ، ويَصلح (نَحن) فِي التّثنية وَالْجمع. فَإِن قيل: لمَ ثَنَّوا (أَنْت) فَقَالُوا: أَنْتُمَا، وَلم يثنوا (أَنا) . قيل: لمَا لم تجز: أَنا وَأَنا، لرجُل آخر، لم يُثنّوا. وَأما (أَنْت) فثنّوه (بأنتما) لِأَنَّك تُجيز أَن تقولَ لرجلٍ: أَنْت وَأَنت، لآخر مَعَه، فَلذَلِك ثُنِّي. وَأما (إنّي) فتثنية (إِنَّا) ، وَكَانَ فِي الأَصْل: إنّنا، فكثرت النونات، فحذفت إِحْدَاهَا، وَقيل: إنّا. وَقَوله عزّ وجلّ: {قُلِ اللَّهُ وَإِنَّآ} (سبأ: 24) . الْمَعْنى: إنّنا وَإِنَّكُمْ، فعطف (إيَّاكُمْ) على الِاسْم فِي قَوْله (إنّا) على النُّون وَالْألف، كَمَا تَقول: إِنِّي وإيّاك. مَعْنَاهُ: إنّي وإنّك، فافهمه؛ وَقَالَ:

إنّا اقْتَسمنا خُطّتَيْنا بعدكم فحملتُ بَرّة واحْتملت فجارِ (إِنَّا) تَثْنِيَة (إِنِّي) فِي الْبَيْت. نِينَوَى: اسْم قَرْيَة مَعْروفة تُتاخم كَرْبلاء. وين: الوَيْنة: العِنَبة السَّوداء. وَجمعه: الوَيْن؛ وأَنْشد: كَأَنَّهُ الوَيْن إِذْ يُجْنى الوَيْن يَصف شَعْر امرأَة. يين: قَالَ أَبُو عَمْرو: يَيَن: اسْم مَوضع. النُّون: اللَّيْث: النُّون حرف فِيهِ نونان بَينهمَا وَاو، وَهِي مدّة. وَلَو قيل فِي الشّعْر: نن، كَانَ صَوَابا. وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو (نون) جزما. وَقَرَأَ أَبُو إِسْحَاق (نون) : جرًّا. وَقَالَ الفَراء {ن والقلم} (الْقَلَم: 1) : لَك أَن تُدْغَم النُّون الْأَخِيرَة وتُظهرها، وإظهارها أعجب إليّ. لِأَنَّهَا هجاء، والهجاء كالموقوف عَلَيْهِ، وَإِن اتَّصل. وَمن أخفاها بناها على الآتصال. وَقد قَرَأَ القُرّاء بالوَجهْين جَمِيعًا. وَكَانَ الْأَعْمَش وَحَمْزَة يُبِينانها، وَبَعْضهمْ يتْرك الْبَيَان. وَقَالَ النحويون: (النّون) تزاد فِي الْأَسْمَاء وَالْأَفْعَال. أما فِي الْأَسْمَاء فَإِنَّهَا تزاد أَولا فِي: تفعل، إِذا سُمِّي بِهِ. وتُزاد ثَانِيَة فِي: جُنْدب، وجَنْدل. وتُزاد ثَالِثَة فِي: حَبَنطى، وسَرَندى، وَمَا أشْبهه. وتُزاد رَابِعَة فِي: خَلْبن، وضَيْفن، وعَلْجن، ورَعْشن. وتُزاد خَامِسَة فِي: مثل: عُثْمَان، وسُلطان. وتُزاد سادسة فِي: زعفران، وكَيْذُبان. وتُزاد سابعة فِي مثل: عُبَيْثران. وتُزاد عَلامَة للصَّرف فِي كل اسْم منصرف. وتُزاد فِي الْأَفْعَال ثَقيلَة وخَفِيفة. وتُزاد فِي التّثنية وَالْجمع، وَفِي الْأَمر فِي جمَاعَة النِّساء. حَدثنَا عبد الله، عَن حَمْزَة، عَن عبد الرَّزَّاق، عَن معمر والثَّوري، عَن الْأَعْمَش، عَن أبي ظَبيان، أَن ابْن عَبَّاس قَالَ: أول مَا خَلق الله خَلق الْقَلَم فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ، فَقَالَ: إِي رَبّ، وَمَا أكتب؟ فَقَالَ: الْقدر. قَالَ: فَكتب فِي ذَلِك الْيَوْم مَا هُوَ كَائِن إِلَى قيام السَّاعَة. ثمَّ خلق النُّون، ثمَّ بسط الأَرْض عَلَيْهَا فاضطربَ النُّون فمادت الأَرْض، فخلق الله الجِبال فأثْبتها بهَا. ثمَّ قَرَأَ ابْن عبّاس: {ن والقلم وَمَا يسطرون} (الْقَلَم: 1) .

وبالإسْناد عَن الحَسن وقَتادة فِي قَوْله: {} (الْقَلَم: 1) قَالَا: الدَّواة والقَلم. وَمَا يَسْطُرون: مَا يَكْتبون. قَالَ أَبُو تُراب: وأَنْشدني جماعةٌ من فُصحاء قيس وأَهل الصِّدْق مِنْهُم: حاملةٌ دَلوك لَا مَحمولَهْ مَلأى من المَاء كعَين النُّونَهْ فَقلت لَهُم: رَوَاهَا الْأَصْمَعِي (كعين الموله) فَلم يَعْرفوها، وَقَالُوا: النونة: السّمكة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: المُوله: العَنْكبوت.

حرف الْفَاء قَالَ ابْن المُظَفّر: قَالَ الْخَلِيل بن أَحْمد: ذهبت العربيّة مَعَ الْحُرُوف الَّتِي مرت فَلم يَبْق للفاء إِلَّا اللّفيف وأحرف قَليلَة من المُعتل، وَهِي: فُمّ، فَأم، فوم، فَمٌ فمّ: وَمن المضاعف: ثُم وفُمّ، فِي النَّسَق. يُقال: رَأَيْت عمرا فُمَّ زيدا، وثُمّ زيدا، بِمَعْنى وَاحِد. وَقَالَ الفَرّاء: فُمّ وثُم، من حُروف النّسَق. فَأم: أَبُو عُبيد، عَن أبي عَمْرو: الفِئام: وطاءٌ يكون للمَشاجِر. وَجمعه: فُؤُم، على وزن فُعُم؛ قَالَ لَبِيد: وأَرْبَد قارسُ الهَيْجَا إِذا مَا تَقعَّرت المَشاجِرُ بالفِئَامِ وَقَالَ غَيره: هَوْدجٌ مُفَأَّم، وُطِّىء بالفِئَام؛ وَأنْشد قولَ زُهَير: على كُلِّ قَيْنيّ قَشِيب مُفَأَّمِ وَرَوَاهُ غيرُه: قشيب مُفْأَّم. والتَّفْئيم: تَوسيع الدَّلْو. يُقال: أفأمت الدَّلْو، وأَفْعمته، إِذا مَلأْتَه. ومَزَادةٌ مُفَأَّمة، إِذا وُسِّعت بِجلْد ثَالِث. الحرّاني، عَن ابْن السِّكيت: عِنْد فلَان فِئامٌ من النَّاس، والعامة تَقول: فِيام، وهم الْجَمَاعَة؛ وَأنْشد غَيره: فِئَامٌ يَنْهضُون إِلَى فِئَام وَقَالَ أَبُو عَمْرو: فأَمْت وصأمْت، إِذا رَوِيتَ من المَاء. وروى ابْن الْفرج لِابْنِ الأعرابيّ فِي بَاب الصَّاد وَالْفَاء: فَئِبْت وصَئِبْت، إِذا رويتَ من المَاء. قَالَ أَبُو عَمْرو: التفاؤم: أَن تملأ الْمَاشِيَة أَفواهَها من العُشب؛ وَأنْشد: ظلَّت برَمْلٍ عالجٍ تَسَنَّمُهْ فِي صِلِّيانٍ ونَصِيَ تَفْأمُهْ وَقَالَ أَبُو تُرَاب: سمعتُ أَبَا السَّميدع يَقُول: فئِمت فِي الشَّراب وصَئِمت، إِذَا كَرعت فِيهِ نَفَساً. قلت: وكأنّه من: فأمت الْإِنَاء، إِذا أَفْعمته ومَلأته.

وَأَخْبرنِي المُنذري، عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: فَئِب وصَئِب، إِذا رَوِي من المَاء. قلت: وَهِي كُلها لُغَات، الْقَاف وَالْفَاء وَالْمِيم. فام: ابْن شُميل، يُقال: قَطعوا الشَّاة فُوماً فُوماً، أَي قِطَعاً قِطَعاً. اللَّيْث: الفامِيّ: السُّكرىّ. قلت: مَا أرَاهُ عَربيّاً مَحْضاً. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله تَعَالَى: {وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا} (الْبَقَرَة: 61) . قَالَ: الفُوم، فِيمَا يذكرُونَ: لغةٌ قديمَة، وَهِي الحِنْطة والخُبز، جَمِيعًا قد ذُكِرَا. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: سمعتُ الْعَرَب من أهل هَذِه اللُّغة يَقُولُونَ: فَوِّموا لنا، بالتَّشديد، يُريدون: اخْتبزوا لنا. قَالَ: وَهِي فِي قِرَاءَة عبد الله (وثُومها) بالثاء. وَكَأَنَّهُ أشبه الْمَعْنيين بالصّواب، لِأَنَّهُ مَعَ مَا يُشاكله من العَدس والبَصل. وَالْعرب تُبدل الْفَاء ثاء فَيَقُولُونَ: جَدَف وجدث، للقَبْر؛ وَوَقع فِي عافور شّر، وعاثور شّر. وَقَالَ الزجّاج: الفوم: الحِنْطة. وَيُقَال: الحُبوب. لَا اخْتِلَاف بَين أهل اللُّغة أنّ (الفوم) : الحِنطة، وَسَائِر الحُبوب الَّتِي تُختبز يَلْحقها اسمُ الفُوم. قَالَ: وَمن قَالَ (الفوم) هَاهُنَا: الثُّوم، فَإِن هَذَا لَا يُعرف. ومُحال أَن يَطلب القومُ طَعَاما لَا بُرّ فِيهِ، وَهُوَ أَصْل الْغذَاء. وَهَذَا يَقطع هَذَا القَوْل. وَقَالَ اللِّحياني: هُوَ الثُّوم والفُوم، للحِنْطة. قلت: إِن كَانَ قَرَأَ ابْن مَسْعُود بالثاء فَمَعْنَاه: الفُوم، وَهُوَ الحِنْطة. فَم: ابْن السّكيت: قَالَ الفرّاء: يُقال: هَذَا فمٌ، مَفْتُوح الْفَاء مخفف الْمِيم. وَكَذَلِكَ فِي النَّصب والخَفض: رَأَيْت فَمَا، ومررت بِفَمٍ. وَمِنْهُم من يَقُول: هَذَا فُمٌ، ومررت بفُم، وَرَأَيْت فُماً. فيَضم الْفَاء فِي كل حَال، كَمَا يَفتحها فِي كل حَال. وأمَّا تَشديد الْمِيم فَإِنَّهُ يَجوز فِي الشّعْر؛ كَمَا قَالَ: يَا ليتها قد خَرَجت من فُمّه وَلَو قَالَ: من فَمِّه، لجَاز. قَالَ: وأمّا: فُو، وَفِي، وفا، فَإِنَّمَا يُقَال فِي الْإِضَافَة، إِلَّا أَن العجّاج قَالَ:

خالط من سَلْمى خياشِيم وفا قَالَ: وَرُبمَا قَالُوا ذَلِك فِي غير الْإِضَافَة، وَهُوَ قَلِيل. اللَّيْث: أمّا: فو، وفا، وَفِي، فَإِن أصل بنائها (الفَوْه) حذفت الْهَاء من آخرهَا. وحُملت الْوَاو على الرّفْع والنَّصب والجرّ، فاجترت الْوَاو صُروفَ النَّحْو إِلَى نَفسهَا، فَصَارَت كَأَنَّهَا مدّة تَتبع الْفَاء. وَإِنَّمَا يستحسنون هَذَا اللَّفْظ فِي الْإِضَافَة، أما إِذا لم تُضف فَإِن الْمِيم تُجعل عماداً للفاء، لِأَن الْيَاء وَالْوَاو وَالْألف يَسْقطن مَعَ التَّنوين، فكرهوا أَن يكون اسْم بِحرف مغلق، فعمِّدت الْفَاء بِالْمِيم، إِلَّا أَن الشَّاعِر قد يَضطر إِلَى إِفْرَاد ذَلِك بِلَا مِيم، فَيجوز فِي القافية؛ كَقَوْلِه: خالط مِن سَلْمى خياشيمَ وفا قلت: وممّا يَدُلّ على أَن الأَصْل فِي: فَم، وفو، وفا، وَفِي، (هَاء) حُذفت من آخرهَا: قولُهم للرّجُل الْكثير الْأكل: فَيِّهٌ، وَامْرَأَة فَيِّهةٌ. ابْن السِّكيت: رَجُلٌ أَفْوه: عَظِيم الفَم طَوِيل الأسْنان. وَكَذَلِكَ: مَحالَة فوهاء، إِذا طَالَتْ أسنانها الَّتِي يَجري الرِّشاء فِيهَا. ورَجُلٌ مُفَوَّه، وفَيِّهٌ: حَسن الْكَلَام. سلَمة، عَن الفَرّاء: أَلْقَيت على الْأَدِيم دَبْغةً، والدَّبْغة: أَن تُلْقِي عَلَيْهِ فَمَا مِن دباغ خَفِيفة، أَي: فَماً من دِبَاغ، أَي نَفْساً. ودَبَغْتُه نَفْساً، ويُجمع: أنْفُساً، كأنْفُس النّاس، وَهِي المرّة. أَخْبرنِي المُنْذري، عَن ثَعلب عَنهُ، قَالَ أَبُو زُبيد يصف شِبْلين: ثمَّ اسْتفاها فَلم يَقْطع رَضَاعَهما عَن التَّصَبُّب لَا شَعْبٌ وَلَا قَدْعُ اسْتَفاها: اشتدّ أكلُها. والتَّصَبُّب: اكتساء اللَّحم للسِّمن بعد العِظام، والتَّحلُّم، مثله. والقَدْع: أَن تُدفَع عَن الْأَمر تُريده؛ يُقَال: قَدَعته فقُدع قَدْعاً. ورَجُلٌ فَيّه: جَيِّد الْأكل. وَقد اسْتفاه. وَهِي مُسْتَفِيه. قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ أَبُو زيد: من أمثالهم فِي الدُّعاء على الرَّجُل قولُهم: فاهَا لفيك؛ تُرِيدُ: فَا الدّاهية. قَالَ: ومَعناه: الخَيبةُ لَك. قَالَ أَبُو عُبيد: وَأَصله أَنه يُريد: جَعل الله بفيك الأرضَ. وكما يُقَال: بفيك الأَرْض، يُقال: بفيك الأثلب والحَجر؛ وأَنْشد: فَقلت لَهَا فاها لفيك فَإِنَّهَا قلُوص امرىء قارِيك مَا أَنت حاذِرُهْ وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: فاهَا لفيك، غير مُنوّن، إِنَّمَا يُرِيدُونَ: الدَّاهية، وَصَارَ بَدَلا من اللفّظ، بقوله: دَهاك الله، يدلّك على ذَلِك قَوْله:

وداهية مِن دَواهي المَنو ن يَرْهَبها الناسُ لَا فَالها فَجعل للدّاهية: فَمَا. وَقَالَ آخر: لَئِن مالكٌ أَمْسى ذليلاً لطالما سَعَى للَّتِي لَا فَالها غَيْر آئِبِ أَرَادَ: لَا فَم لَهَا، أَي: للداهية. وأنْشد شَمر للكُميت: وَلَا أَقُول لذِي قُربَى وآصِرة فاهَا لفِيك على حالٍ من العَطَبِ وَقَالَ شَمر: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: فاهاً بفيك، منوّنة، أَي: ألصق الله فَاك بِالْأَرْضِ. قلت: وَقد مَرّ الْحَرْف مشبعاً فِي كتاب الْهَاء. بَاب حُرُوف اللفيف من الْفَاء فَاء فأى فأفأ فيف فوف فو فِي وفا آف أفّ. فَاء: قَالَ الله تَعَالَى: {فَإِن فَآءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (الْبَقَرَة: 226) . وَقَالَ الله تَعَالَى: {شَىْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ} (النَّحْل: 48) . وَقَالَ الله تَعَالَى: {قَدِيرٌ مَّآ أَفَآءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَى لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الاَْغْنِيَآءِ مِنكُمْ وَمَآءَاتَاكُمُ} (الْحَشْر: 7) . (فالفيء) فِي كتاب الله تَعَالَى على ثَلَاثَة معَان، مَرجعها إِلَى أصل وَاحِد، وَهُوَ الرُّجوع. قَالَ تقدّس ذِكره فِي المُولين من نِسَائِهِم، {فَإِن فَآءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} وَذَلِكَ أَن الْمولي حَلف ألاَ يطأَ امرأتَه، فَجعل الله لَهُ مُدّة أَرْبَعَة أشهر بعد إيلائه، فَإِن جَامعهَا هِيَ فِي الْأَرْبَعَة الْأَشْهر فقد فَاء، أَي: رَجَعَ عمّا حَلف عَلَيْهِ مِن ألاّ يُجامعها إِلَى جِماعها، وَعَلِيهِ لِحْنثه كفّارةُ يَمين، وَإِن لم يُجامعها حَتَّى تَنقضي أَرْبَعَة أشهر من يَوْم آلَى، فَإِن ابْن عَبَّاس وَجَمَاعَة من الصَّحَابَة أوقعوا عَلَيْهَا تطْليقةً، وجَعلوا عَزِيمَة الطَّلَاق انْقِضَاء أَرْبَعَة أشهر. وَخَالفهُم الْجَمَاعَة الْكَثِيرَة من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَغَيرهم من أهل العِلم، وَقَالُوا: إِذا آنقضت أَربعة أشهر وَلم يُجامعها وُقِّفَ المُولي، فإمّا أَن يَفيء، أَي يُجَامِعهَا ويكفِّر، وَإِمَّا أَن يُطلِّق. فَهَذَا هُوَ الْفَيْء من الْإِيلَاء، وَهُوَ الرُّجوع إِلَى مَا حَلف عَلَيْهِ أَلا يَفعله. وَأما قَول الله تَعَالَى: {شَىْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ} (النَّحْل: 48) فإِنْ التَّفيّؤ، تفَاعل من (الْفَيْء) ، وَهُوَ الظل بالعشيّ. وتَفّيؤ الظلال: رُجوعها بعد انتصاف النّهار، وانتعال الْأَشْيَاء ظِلالَها.

وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ، عَن أبي طَالب النَّحْوِيّ، أَنه قَالَ: التفيَّؤ لَا يكون إلاّ بالْعَشي، والظّل بِالْغَدَاةِ، وَهُوَ مَا لم تَنَلْه الشَّمْس. والفيء بالعَشي: مَا انصرفت عَنهُ الشَّمس. قَالَ: وَقد بَيَّنه الشَّاعِر فَقَالَ: فَلَا الظِّلّ مِن بَرْد الضُّحَى تَسْتَطيعه وَلَا الفَيء مِن بَرْد العَشِيّ تَذوقُ وَأَخْبرنِي المُنذري، عَن الْحَرَّانِي، عَن ابْن السّكيت نحوَه. قَالَ: وَجمع (الْفَيْء) : أفياء، وفُيوء؛ وَأنْشد: لعمري لأَنْت الْبَيْت أُكْرِم أَهْلَه وأقْعُد فِي أَفْيائه بالأَصائِلِ قَالَ: والظل: مَا نَسخَتْه الشَّمْس. والفيء: مَا نَسخ الشمسَ. ابْن الْأَعرَابِي عَن المفضّل، يُقَال للقِطْعة من الطَّير: فَيْءٌ، وعَرِقة، وصَفّ. وَأما قَول الله تَعَالَى: {قَدِيرٌ مَّآ أَفَآءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَى لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الاَْغْنِيَآءِ مِنكُمْ وَمَآءَاتَاكُمُ} (الْحَشْر: 7) . فَإِن (الْفَيْء) : مَا ردّ الله تَعَالَى على أَهل دِينه من أَموال مَن خَالف أَهل دينه بِلَا قِتال، إمّا بِأَن يُجْلَوا عَن أوطانهم ويُخَلّوها للمُسلمين، أَو يُصالحوا على جِزية يُؤَدّونها عَن رُؤوسهم، أَو مالٍ غير الْجِزْيَة يَفْتدون بِهِ من سَفك دِمَائِهِمْ. فَهَذَا المَال، هُوَ (الْفَيْء) فِي كتاب الله. قَالَ الله تَعَالَى: {الْفَاسِقِينَ وَمَآ أَفَآءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَآ أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ} (الْحَشْر: 6) أَي: لم تُوجفوا عَلَيْهِ خيلاً وَلَا ركاباً. نزلت فِي أَمْوَال بَني النّضير حِين نَقضوا العَهد وجَلَوْا عَن أوطانهم إِلَى الشَّام، فقسم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمْوَالهم من النخيل وَغَيرهَا فِي الوُجوه الَّتِي أرَاهُ الله أَن يَقْسمها فِيهَا. وقِسمة الْفَيْء غيرُ قِسمة الغَنيمة، الَّتِي أوْجف الله عَلَيْهَا بِالْخَيْلِ والرِّكاب. وَقد بَيّنت جماع ذَلِك فِيمَا مَرّ من الْكتاب. وأصل (الْفَيْء) : الرُّجُوع، كَمَا أعلمتك، سُمّي هَذَا المَال: فَيْئا، لِأَنَّهُ رَجَعَ إِلَى الْمُسلمين من أَمْوَال الكُفّار عَفْواً بِلَا قتال. وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى فِي قِتال أهل البَغي {تَبْغِى حَتَّى تَفِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ءَ إِلَى أَمْرِ} (الحجرات: 9) أَي: تَرجع إِلَى الطَّاعَة. وَيُقَال لنَوى التَّمر، إِذا كَانَ صُلْباً: ذُو فَيْئة، وَذَلِكَ أَنه تُعْلَفه الدّوابّ فتأكله، ثمَّ يَخرج من بُطونها كَمَا كَانَ نَدِيًّا؛ وَقَالَ عَلْقَمَة بن عَبدة يَصف فرسا: سُلاَّءة كعَصا النَّهديّ غُلّ لَهَا

ذُو فَيْئَة من نَوى قُرّان مَعْجُومُ ويفسّر قَوْله: (غُلّ لَهَا ذُو فَيْئة) تفسيرَيْن: أَحدهمَا: أَنه أَدخل جَوْفَها نَوى من نَوى نَخِيل قُرّان حَتَّى اشتدَ لَحْمُها. وَالثَّانِي: أَنه خُلِق لَهَا فِي بَطن حوافرها نُسورٌ صِلابٌ كأنّها نوى قُرّان. وَيُقَال: تفيأَت المرأةُ لزَوجهَا، إِذا تكسّرت لَهُ تدلُّلاً؛ وَمِنْه قَول الراجز: تَفّيأَت ذَات الدَّلال والخَفْر لعابسٍ جافي الدَّلالَ مُقْشَعِرّ قَالَ النَّضر: الأَفَى: القِطَع من الْغَيْم، وَهِي الفِرَق يَجِئْن قِطَعاً كَمَا هِيَ. قلت: الْوَاحِدَة: أَفَاة. وَيُقَال: هَفاة، أَيْضا. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: أفأتُ فلَانا على الأَمْر، إفاءةً، إِذا أَرَادَ أمرا فَعدلْتَه إِلَى أَمر غَيره. وَقَالَ اللَّيْث: المَفْيؤة، وَهِي المَقْنؤة، من الْفَيْء. وَقَالَ غَيره: يُقَال: مَقْنأة، ومقْنُؤة، للمكان الَّذِي لَا تَطْلُع عَلَيْهِ الشَّمس. وَلم أَسمع (مفيؤة) بِالْفَاءِ، لغير اللَّيْث، وَهُوَ يُشبه الصَّواب. أَبُو زيد: يُقَال: فِئت إِلَى الْأَمر فَيْئاً، إِذا رَجَعت إِلَيْهِ. وأفأت على الْقَوْم فَيْئا، إِذا أخذت لَهُم سَلَب قوم آخَرين فجِئْتهم بِهِ. وأفأت عَلَيْهِم فَيْئا، إِذا أخذت لَهُم فَيْئا أُخذ مِنْهُم. وَقَالَ النَّضر: يُقال لِلْحَديدة إِذا كَلّت بعد حِدّتها: قد فاءَتْ. فأى: أَبُو زيد: فَأَوْت رأسَ الرَّجُل، إِذا فَلَقتَه بالسَّيف. وَكَذَلِكَ: فَأَيْته. وَقَالَ أَبُو عُبيد: الفَأْوُ: مَا بَين الجَبَلْين؛ قَالَ ذُو الرُّمّة: حَتَّى انْفأَى الفَأْوُ عَن أَعْناقها سَحَرا قَوْله: انْفأَى، أَي: انْكَشَفَ. والفَأو، فِي بَيت ذِي الرُّمة: طَرِيق بَين قارَتين بِنَاحِيَة الدَّوّ بَينهمَا فَجٌّ واسِعٌ، يُقَال لَهُ: فأو الرَّيّان؛ وَقد مَرَرْتُ بِهِ. والفِئة، بِوَزْن (فِعَة) : الفِرْقة من النّاس. مَأْخُوذَة من: فأيت رَأسه، أَي: شَققته. وَكَانَت فِي الأَصْل فِئْوة، بِوَزْن (فِعْلة) فنُقص. وَجمع (الفئة) : فِئُون، وفِئَات. اللَّيْث: يُقال فأوت رَأسه، وفأَيْته، وَهُوَ ضَرْبك قِحْفَه حتّى يَنْفرج عَن الدِّماغ. والانْفِياء: الانفْراج.

قَالَ: وَمِنْه اشتُق اسْم (الفِئة) ، وهم طَائِفَة من النَّاس. فأفأ: اللَّيْث: الفَأْفأة، فِي الْكَلَام كأنّ الْفَاء تَغْلب على اللِّسان. تَقول: فَأْفأ فلانٌ فِي كَلَامه، فَأْفأةً. ورَجُلٌ فَأْفاء، وَامْرَأَة فَأفاءة. وَقَالَ المبرّد: الفَأْفأة: التَّرْديد فِي (الْفَاء) . اللّحيانيّ، يُقال: رَجُلٌ فأْفأ وفَأْفَاء، يُمدّ ويُقْصر. فيف: اللَّيْث: الفَيْف: المَفازة الَّتِي لَا مَاء فِيهَا، مَعَ الاسْتواء والسَّعة. وَإِذا أُنِّثت، فَهِيَ: الفَيْفاء. وَجَمعهَا: الفَيافي. وَجمع (الفيف) : فُيوف، وأَفْياف. قلت: وبالدَّهناء مَوضعٌ يُقَال لَهُ: فَيْف الرِّيح. قَالَ شَمر: وَقَالَ المؤرِّج: الفَيْف من الأَرْض: مُختلَف الرِّياح؛ وأَنشد لِعَمْرو ابْن مَعْد يكرب: أَخْبر المُخْبِرُ عَنْكُم أنّكم يومَ فَيْف الرِّيح أُبْتُمْ بالفَلَج ويُقال: فيف الرّيح: موضعٌ مَعْرُوف؛ قَالَ ذُو الرّمة: والرَّكْب يعْلُو بهم صُهْبٌ يَمانِيةٌ فَيْفاً عَلَيْهِ لِذيل الرِّيح نِمْنِيمُ وَقَالَ غَيره: الفيفاء: الصَّحرَاء المَلْساء؛ وَجَمعهَا: الفَيافي. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: كُلّ طَرِيق بَين جَبَلين: فَيْفٌ؛ وأَنْشد: مَهِيلُ أَفْيافٍ لَهَا فُيوف وَقَالَ ذُو الرُّمّة: ومُغْبَرّة الأَفياف مَسْحولة الحَصَا دَيامِيمها مَوْصُولة بالصَّفاصِفِ وَقَالَ أَبُو خَيْرة: الفَيْفاء: البعيدةُ من المَاء. وَقَالَ شمر: والقَول فِي (الفَيْف) (والفيفاء) مَا ذكره المُؤرّج من مُخْتَلف الرِّياح. فوف: اللَّيْث: الأفواف: ضربٌ من عُصْب البُرود. يُقال: بُرْدٌ أفواف، وبُرْد مُفَوّف. قَالَ: والفَوْف، مصدر: الفُوفة. يُقَال: مَا فافَ عنِّي بخَيْرٍ وَلَا زَنْجَر. وَذَلِكَ أَن تسْأَل رجلا فَيَقُول بظُفر إبهامه على ظُفر سبّابته: وَلَا مثل ذَا. وَالِاسْم مِنْهُ: الفُوفة. وأمّا (الزَّنجرة) فَمَا يأخُذ بَطْنُ الظُّفر من طرف الثَّنية إِذا أخذْتها بِهِ. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الفُوفة: القِشْرة الرَّقيقة تكون على النَّواة. قَالَ: وَهِي القِطْمير أَيْضا. قَالَ: والفُوف ثيابٌ رِقاقٌ من ثِياب اليَمن

مُوشّاة. ونحوَ ذَلِك حكى شَمِرٌ عَنهُ. وَعَن أبي حَاتِم: الفُوف، بِضَم الْفَاء، وبُرد مُفَوَّف. قلت: وروى أصحابُ أبي عُبيد عَنهُ، عَن الْفراء: الفُوف: البَياض الَّذِي يكون فِي أظفار الأَحْداث. وَمِنْه قيل: بُرْدٌ مُفَوَّف. وَقَالَ شَمر: هُوَ الفُوف، بالضّم. قَالَ: وَسَأَلت ابْن الْأَعرَابِي عَن (الفُوف) فَلم يعرفهُ؛ وأَنشد: وَأَنت لَا تُغْنين عني فُوفَا فو: اللَّيْث: الفُوَّة: عُروق تُسْتَخرج من الأَرْض تُصْبغ بهَا الثِّيَاب. يُقَال لَهَا بِالْفَارِسِيَّةِ: رُوبِين. ولفظها على تَقْدِير: خُوّة، وقُوّة. وَلَو وَصفت بهَا أَرضًا لَا يُزرع فِيهَا غيرُه، قلت: أرضٌ مَفْواة، من المَفَاوِي. وثَوْبٌ مُفَوَّى، لِأَن الْهَاء الَّتِي فِي (الفُوَّة) لَيست بأصليّة، بل هِيَ هَاء التَّأْنِيث. فِي: اللَّيْث: (فِي) حرفٌ من حُروف الصِّفَات. وَقَالَ غَيره: (فِي) تَأتي بِمَعْنى (وسط) ، وَتَأْتِي بِمَعْنى (دَاخل) ، كَقَوْلِك: عبدُ الله فِي الدَّار، أَي: دَاخل الدَّار، ووَسط الدَّار. وتجيء (فِي) بِمَعْنى، على، قَالَ الله جلّ وعزّ {وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِى جُذُوعِ النَّخْلِ} (طه: 71) . الْمَعْنى: على جُذوع النّخل. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِي قَوْله تَعَالَى: {طِبَاقاً وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً} (نوح: 16) ، أَي: مَعَهُنَّ. وَقَالَ ابْن السِّكيت: جَاءَت (فِي) بِمَعْنى: (مَعَ) ؛ قَالَ الجَعْديّ: ولَوْحُ ذراعَيْن فِي بِرْكةٍ إِلَى جُؤْجُؤٍ رَهِلِ المَنْكِبِ وَقَالَ أَبُو النَّجْم: يَدْفع عَنْهَا الجُوعَ كُلَّ مَدْفَع خَمْسون بُسْطاً فِي خَلايا أَرْبَعِ أَرَادَ: مَعَ خلايا. وَقَالَ الْأَصْمَعِي فِي قَول عَنْترة: بَطَلٌ كأنّ ثِيابه فِي سَرْحَةٍ يُحْذَى نِعَالَ السِّبْت لَيْسَ بِتَوْأَمِ قَالَ: مَعْنَاهُ: كَأَن ثِيَابه على سَرحةٍ. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله تَعَالَى: {أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ} (الشورى: 11) أَي: يكثركم بِهِ؛ وَأنْشد: وأَرْغبُ فِيهَا عَن عُبَيدٍ ورَهْطه وَلَكِن بهَا عَن سِنْبِسٍ لستُ أَرْغَبُ أَي: أَرغب بهَا. وَقيل فِي قَوْله تَعَالَى: {أَن بُورِكَ مَن فِى النَّارِ

وَمَنْ} (النَّمْل: 8) أَي: بُورِكَ مَن على النَّار، وَهُوَ الله جَلّ وعَزّ. وفا: اللَّيْث: يُقال: وَفَا يَفِي وَفَاءً؛ فَهُوَ وافٍ. ووَفى رِيشُ الْجنَاح، فَهُوَ وافٍ. وكل شَيْء بَلغ تَمام الْكَمَال، فقد وَفَى وتَمّ. وَكَذَلِكَ: دِرْهم وافٍ، يَعني: أَنه دِرْهم يَزِن مِثْقالاً. وكَيْلٌ وافٍ. وَقَالَ شَمر: بَلغنِي عَن ابْن عُيينة، قَالَ: الوافِي: دِرْهمٌ ودانِقَان. وَقَالَ غَيره: هُوَ الَّذِي وفَى مِثْقالاً. ورَجُلٌ وَفِيٌّ: ذُو وَفاء. قَالَ أَبُو بكر: قَوْلهم: لَزِم الوَفاء: معنى (الْوَفَاء) فِي اللُّغَة: الخُلق الشَّريف العالي الرَّفيع من قَوْلهم: وَفى الشَّعَرُ فَهُوَ وافٍ، إِذا زَاد. قَالَ ذَلِك أَبُو العبّاس. قَالَ: وَوَفَيْت لَهُ بالعهد أَفِي، ووافَيْت أُوافِي. وارْضَ من الْوَفَاء باللَّفاء، أَي: بِدُونِ الْحق؛ وأَنْشد: وَلَا حَظِّي اللَّفاء وَلَا الخَسِيس والمُوافاة: أَن تُوافي إنْساناً فِي المِيعاد. تَقول: وافَيْتُه. ويُقال: أَوْفيته حَقَّه، ووفَّيته أَجْره. وأوْفَيْت على شَرف مِن الأَرْض، إِذا أشْرَفْت عَلَيْهِ. فَأَنا مُوفٍ. والميفاة: الْموضع الَّذِي يُوفِي فَوْقه الْبَازِي، لإيناس الطَّير أَو غَيره. وَإنَّهُ لَمِيفاء على الْأَشْرَاف، إِذا لم يَزل يُوفي على شرف؛ قَالَ رُؤبة: أبلغ مِيفاء رُؤس فوره والوفاة: المَنِيّة. وتُوفي فلَان. وتوفّاه الله، إِذا قَبض نَفْسه. وَقَالَ غَيره: تَوَفِّي الْمَيِّت، بِمَعْنى: اسْتيفاء مُدَّته الَّتِي كُتبت من عَدد أَيّامه وشُهُوره وأعوامه فِي الدّنيا. ويُقال: تَوَفَّيْت المالَ مِنْهُ، واسْتوْفيته، إِذا أَخَذته كُلّه. وتَوفَّيْت عَدد الْقَوْم، إِذا عَدَدْتَهم كلهم؛ وأَنْشد أَبُو عُبيدة لِمَنظور الوَبْريّ: إنّ بني الأَدْرم لَيسوا من أَحد وَلَا تَوفّاهم قُريْشٌ فِي العَدَدْ أَي: لَا تجعلهم قريشٌ تَمام عَددهمْ، وَلَا تستوفي بهم عَدَدَهم. وَمن هَذَا قولُ الله جلّ وعزّ: {بِوَكِيلٍ اللَّهُ يَتَوَفَّى الاَْنفُسَ حِينَ مِوْتِهَا وَالَّتِى لَمْ تَمُتْ فِى مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِى قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الاُْخْرَى إِلَى} (الزمر: 42) أَي: يَسْتَوْفِي مُدد آجالهم فِي الدُّنْيا. وَقيل: يَستوفي تمامَ عَدَدِهم إِلَى يَوْم الْقِيَامَة. وأمّا تَوَفِّي النَّائِم، فَهُوَ اسْتيفاء وَقت عَقله وتمييزه إِلَى أَن نَام.

وَقَالَ الزجّاج فِي قَوْله تَعَالَى: {رَبِّهِمْ كَافِرُونَ قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِى وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} (السَّجْدَة: 11) هُوَ من: تَوْفية العَدَد. تَأْوِيله: أَن يَقْبض أَرواحكم أَجْمَعِينَ فَلَا ينقُص وَاحِد منْكم. كَمَا تَقول: قد اسْتوفيت من فلَان، وتوفَّيت مِنْهُ مَا لي عَلَيْهِ. تَأْوِيله: لم يَبْق عَلَيْهِ شَيْء. أَبُو عُبيد، عَن الْكسَائي وَأبي عُبيدة: وَفَيت بالعهد، وَأَوْفيت بِهِ، سَوَاء. وَقَالَ شَمر: يُقال: وَفَى، وأَوْفَى. من قَالَ (وَفَى) فَإِنَّهُ يَقُول: تَمّ، كَقَوْلِك: وَفَى لنا فلانٌ، أَي: تَمّ لنا قولُه وَلم يَغْدر. ووَفَى هَذَا الطَّعَام قَفِيزاً، أَي: تمّ قَفِيزا؛ وَقَالَ الحُطيئة: وَفى كَيْل لَا نِيبٍ وَلَا بَكَرات أَي: تَمَّ. ثمَّ قَالَ: وَمن قَالَ: (أوفى) فَمَعْنَاه: أوفاني حقَّه، أَي: أتَمَّه وَلم يَنْقُص مِنْهُ شَيْئا. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم فِيمَا رَدّ على شَمر: الَّذِي قَالَ شَمر فِي (وفى) و (أوفى) باطلٌ لَا معنى لَهُ، إِنَّمَا يُقال: أوفيت بالعهد، ووَفَيت بالعهد. وكل شَيْء فِي كتاب الله تَعَالَى من هَذَا فَهُوَ بِالْألف؛ قَالَ الله تَعَالَى: {أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ} (الْمَائِدَة: 1) و {وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ} (الْإِسْرَاء: 34) . ويُقال: وَفى الكيلُ، ووَفَى الشيءُ، أَي: تَمّ. وأوْفَيته أَنا: أَتْمَمْتُه؛ قَالَ الله تَعَالَى: {أَوْفُواْ الْكَيْلَ} (الشُّعَرَاء: 181) . قَالَ: ويُرْوى عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إِنَّكُم وَفَيتم سَبْعين أُمّةً أَنْتُم خَيرها وأَكْرمها على الله) ، أَي تمت العِدّة سَبعين أُمّة بكم. قَالَ: وَأما قَوْلهم: وفى لي فلانٌ بِمَا ضَمِن لي. فَهَذَا من بَاب: أوفيت لَهُ بِكَذَا وَكَذَا، ووَفَّيت لَهُ بِكَذَا؛ قَالَ الأَعْشى: وقبلك مَا أَوْفى الرُّقَادُ بجارَةٍ وَقَالَ الفَرّاء فِي قَول الله تَعَالَى: {مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِى وَفَّى} (النَّجْم: 37) ، أَي: بلّغ. يُرِيد: بلّغ أَن لَيْست تَزر وازرةٌ وِزْرَ أُخرى، أَي: لَا تحمل الوازرة ذَنْب غَيرهَا. وَقَالَ الزّجاج: وفّى إِبْرَاهِيم مَا أُمِر بِهِ، وَمَا امْتحن بِهِ من ذَبح وَلَده، فعزم على ذَلِك حَتَّى فَداه الله بِذبح عَظِيم، وامْتُحن بالصَّبر على عَذاب قَومه، وأُمر بالاختتان فاخْتَتن. قيل: وَفَّى، وَهِي أبلغ من (وَفى) ، لِأَن الَّذِي امتحن بِهِ من أعظم المِحَن.

ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: الوفي: الَّذِي يَأْخُذ الحقّ ويُعْطي الْحق. قَالَ: المِيفَى: طَبَق التَّنُّور. وَقَالَ رَجُلٌ من العَرب لطّباخه: خَلِّب مِيفَاك حَتَّى يَنْضَج الرَّوْدَق. قَالَ: خَلِّب، أَي: طَبِّق. والرَّوْدَق: الشِّواء. وَقَالَ أَبُو الخطّاب: الْبَيْت الَّذِي يُطبخ فِيهِ الآجُر يُقَال لَهُ: المِيفَى. قَالَ ذَلِك ابْن شُمَيل. وَأما (المُوافاة) الَّتِي يَكتبها كتّاب دواوين الخَراج فِي حِسابهم، فَهِيَ عِنْدِي مَأْخُوذَة من قَوْلك: أَوْفيته حقَّه. وَقد جَاءَ (فاعلت) بِمَعْنى: أفْعلت، وفَعَّلت، فِي حُرُوف بِمَعْنى وَاحِد. يُقال: جَارِيَة مُناعمة ومُنعَّمة. وضاعفت الشَّيْء، وأضعفته، وضَعَّفته، بِمَعْنى. وتعاهدت الشَّيْء وتعهّدته. وباعدته، وبَعّدته، وأبْعدته. وقارَبْت الصبيَّ، وقَرَّبته. وَهُوَ يُعاطيني الشَّيْء، ويُعْطيني. قَالَ بِشْر بن أبي خازم: كَأَن الأتْحميّة قَامَ فِيهَا لِحُسْن دَلاَلها رَشَأٌ مُوافِي قَالَ الباهليّ: مُوافٍ، مثل (مفاجىء) ؛ وأَنشد: وكأنما وافاك يَوْم لَقيتَها مِن وحْش وَجْرة عاقِدٌ مُتَرَبِّب وَقيل: موافٍ: قد وافى جسمُه جسم أمّه. صَار مثلَها. آف: اللَّيْث: الآفة: عَرض مُفْسدٌ لما أَصاب من شَيْء. وَيُقَال: آفةُ الظَّرف الصَّلَف، وَآفَة العِلْم النِّسْيان. قَالَ: وَإِذا دَخلت الآفة على قَوم، قيل: قد إفُوا. ويُقال فِي لُغة: إيفُوا. ابْن بُزُرْج: إيف الطَّعام، فَهُوَ مَئيف، مثل: مَعيف. قَالَ: وعِيه، فَهُوَ مَعُوه، ومَعيه، ومَعْهُوه. قلت: وَقَول اللَّيْث (إفوا) الْألف مُمالة بَينهَا وَبَين الْفَاء سَاكن يُبَيِّنه اللّفظ لَا الخَطّ. الْكسَائي: طَعام مَؤْوف، أَي: أصابتْه آفَة. أُفٍّ: قَالَ الله تَعَالَى: {فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا} (الْإِسْرَاء: 23) . أَخْبرنِي المُنذري، عَن أبي طَالب، عَن أَبِيه، عَن الفرّاء، قَالَ: فِي (أفّ) سِتّ لُغات: يُقال: أُفَّ لَك، وأُفًّا لَك؛ وأُفِّ لَك، وأُفَ لَك؛ وأفُّ لَك، وأفٌّ لَك. وَزَاد غَيره: أفَّة وإفَّة.

قَالَ الفّراء: وَلَا تقل فِي (أفّة) إِلَّا الرّفع والنَّصب. قَالَ الفّراء: فَأَما الْقِرَاءَة فقُرىء: أُفِّ، بِالْكَسْرِ بِغَيْر تَنْوِين، وأُفَ، بالتَّنْوين. فَمن خَفَض ونّون ذَهب إِلَى أَنَّهَا صَوت لم يُعرف مَعْنَاهُ إِلَّا بالنُّطق بِهِ، فَخَفضوه كَمَا تُخفض الْأَصْوَات، ونَوَّنوه كَمَا قَالَت الْعَرَب: سَمِعت طاقٍ طاقٍ، لصوت الضَّرْب؛ وَيَقُولُونَ: سَمِعت تَغٍ تَغٍ، لصوت الضَّحك. وَالَّذين لم يُنَوِّنوه وخَفَضوا قَالُوا: أُفِّ، على ثَلَاثَة أحرف، وَأكْثر الْأَصْوَات على حرفين، مثل صَهٍ، وتَغٍ، ومَهٍ، فَذَلِك الَّذِي يُخفض وينون، لأنّه متحرك الأول، ولسنا بمُضطرين إِلَى حَرَكَة الثَّانِي من الأدوات وأَشباهها، فخفض بالنُّون. وشُبهت (أُف) بقَوْلهمْ: مُدّ، ورُدّ، إِذْ كَانَت على ثَلَاثَة أَحْرف. قَالَ: والعربُ تَقول: جَعل فلانٌ يتأفّف من رِيح وَجَدها. مَعْنَاهُ: يَقُول أُف أُف. وحُكي عَن الْعَرَب: لَا تقولنَّ لَهُ أُفًّا وَلَا قُفًّا. وَقَالَ ابْن الأنباريّ: من قَالَ أُفاً لَك، نَصَبه على مَذْهَب الدُّعاء، كَمَا يُقَال: ويلاً للْكَافِرِينَ. وَمن قَالَ: أُفٌّ، رَفَعه بِاللَّامِ، كَمَا يُقَال: ويلٌ للْكَافِرِينَ. وَمن قَالَ: أُفَ لَك، خَفضه على التَّشْبِيه بالأصوات، كَمَا يُقَال: صَهٍ ومَهٍ. وَمن قَالَ: أُفيِّ لَك، أَضَافَهُ إِلَى نَفْسه. وَمن قَالَ: أُفْ لَك، شَبّهه بالأدوات، ب (من) ، و (كم) ، و (بل) ، و (هَل) . وَقَالَ أَبُو طَالب: أُفٌّ لَك وتُفٌّ؛ وأُمَّةٌ وتُفَّةٌ. وَقَالَ الأصعمي: الأُفّ وسخ الْأذن؛ والتُّفّ: وسخ الأَظْفار. يُقال ذَلِك عِنْد استقذار الشّيء، ثمَّ كثُر حَتَّى استعملوه فِي كل مَا يتأذّون بِهِ. قَالَ: وَقَالَ غَيره: أُف، مَعْنَاهُ: قلّة، وتُف، إتباع، مَأْخُوذ من (الأَفف) ، وَهُوَ الشَّيْء الْقَلِيل. أَبُو الْهَيْثَم بخطّه لِابْنِ بُزُرْج، يُقَال: كَانَ فلَان أُفوفة، وَهُوَ الَّذِي لَا يَزال يَقُول لبَعض أمره: أُف لَك، فَذَلِك الأُفوفة. قَالَ القُتيبي، فِي قَول الله تَعَالَى: {فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ} (الْإِسْرَاء: 23) أَي: لَا تَسْتَثْقل شَيْئا من أَمرهمَا وتضيق صَدرا بِهِ، وَلَا تُغلظ لَهما. قَالَ: وَالنَّاس يَقُولُونَ لما يكْرهُونَ ويَسْتَثقلون: أُفّ لَهُ. وأصل هَذَا نَفْخك للشَّيْء يَسْقط عَلَيْك من تُرَاب أَو رماد، وللمكان تُريد إمَاطَة

آخر حرف الفاء

الأَذى عَنهُ، فقيلت لكل مُسْتَثقل. وَقَالَ الزجّاج: مَعنى (أفّ) النَّتن. وَمعنى الْآيَة: لَا تَقُل لَهما مَا فِيهِ أَدنى تَبرُّم إِذا كبرا وأسَنَّا، بل تَولَّ خِدْمتهما. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الأففُ: الضَّجر. أَبُو عبيد، عَن أبي عَمْرو: اليأفوف، واليَهْفوف: الْحَدِيد القَلب من الرِّجال. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: واليأفوف: العَيِي الخَوّار؛ وأَنْشد لِلرَّاعِي: مُغَمَّر العَيْش يَأفُوفٌ شَمائِلُه يأبَى المودّة لَا يُعْطي وَلَا يَصِل قَوْله: مُغَمَّر العَيش، أَي: لَا يكَاد يُصيب من الْعَيْش إِلَّا قَلِيلا، أُخذ مِن (الْغمر) . وَقيل: هُوَ المُغفّل عَن كُلِّ عَيْش. وَيُقَال: جِئْت على إفّان ذَاك، وعَلى تَئِفّة ذَاك، وعَلى أَفَف ذَاك، وعَلى تَئِفَة ذَاك، كل ذَلِك قُيِّدَ. وَأَخْبرنِي المُنذري، عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: أَتَانِي على إفّان ذَاك، وأفَّان ذَاك، وأَفَف ذَاك، وعِدّان ذَاك، وتَئفّة ذَاك، وتَئِفَته، بِمَعْنى وَاحِد. (آخر حرف الْفَاء)

حرف الْبَاء ابْن المُظفر، قَالَ أَبُو عبد الرحمان: قد مَضت العربيّة مَعَ سَائِر الحُروف، فَلم يبْق للباء مضاعف، وَلَا صَحِيح وَلَا معتل وَلَا رُباعي، وَبَقِي مِنْهُ اللَّفيف وأحرف من المعتل مُعربة، مثل: البوم، ولميبة، وَهِي فارسيّة؛ وبَمَّ العُود، ويَبَنْبَم، مَوضِع. البوم: قلت: أما (البوم) ، فَهُوَ الذّكر من الْهَام، وَهُوَ عربيّ. يُقال: بُوم بَوّام باللَّيل، إِذا كَانَ يَصِيح. يبنبم: وَذكر حُميد بن ثَوْر (يَبَنْبَم) : إِذا شِئت غَنَّتْني بأجْزاع بِيشةٍ أَو النّخل مِن تَثْليث أَو من يَبَنْبَمَا بِمَ: و (بَمّ) : مَدِينَة بكرَمان، ذكرهَا الطِّرمّاح فَقَالَ: ألَيْلَتنا فِي بَمّ كَرْمان أَصْبِحي وَأما (بِمَ) العُود، الَّذِي يُضْرب بِهِ، فَهُوَ أحَد أوتاره، وَلَيْسَ بعربيّ. بَاب اللفيف من حرف الْبَاء بب بِي بَاء بأى بو بَاب بيا أَب آب ابى واب وبا. بب: روى زَيد بن أَسلم، عَن أَبِيه، عَن عمر، أَنه قَالَ: لَئِن عِشْت إِلَى قَابل لأُلْحقنّ آخر النّاس بأولهم حَتَّى يَكُونُوا بَبَّاناً وَاحِدًا. قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ عبد الرحمان بن مَهْدِيّ: يَعْني: شَيْئا وَاحِدًا. قَالَ أَبُو عُبيد: وَذَاكَ الَّذِي أَرَادَ. وَلَا أَحسب الْكَلِمَة عربيّة، وَلم أسمعها فِي غير هَذَا الحَدِيث. وَقَالَ أَبُو سعيد الضَّرير: لَا نَعرِف (بَبّاناً) فِي كَلَام الْعَرَب؛ وَالصَّحِيح عندنَا: بَيَّاناً وَاحِدًا. قَالَ: وأصل هَذِه الْكَلِمَة أَن الْعَرَب تَقول إِذا ذكرت مَن لَا يُعرف: هَذَا هيّان بن بيّان، كَمَا يُقال: طامِر بن طامِر. قَالَ: فالمَعنى: لأُسوّينّ بَينهم فِي العَطاء، فَلَا أُفضِّل أحدا على أحد. قلت: بَبّاء، بباءين، حرف رَوَاهُ هِشَام بن سعد وَأَبُو مَعْشر، عَن زيد بن أسلم، عَن أَبِيه: سَمِعت عمر. وَمثل هَؤُلَاءِ الرُّواة لَا يُخطئون فيُصحِّفوا، و (بَبّان) وَإِن لم يكن عربيًّا مَحضاً فَهُوَ

صَحِيح بِهَذَا المَعنى. وَقَالَ اللَّيْث: ببّان، على تَقْدِير (فَعْلان) ، ويُقال على تَقْدِير (فَعّال) ، وَالنُّون أَصْلِيَّة، وَلَا يُصرف مِنْهُ فِعْل. قَالَ: وَهُوَ و (البأج) فِي معنى وَاحِد. قلت: وَكَانَ رَأْي عُمر فِي أعطية النَّاس التَّفْضِيل على السَّوابق، وَكَانَ رَأْي أبي بكر التَّسْوية، ثمَّ رَجع عمر إِلَى رَأْي أبي بكر، وَالْأَصْل فِي رُجُوعه هَذَا الحَدِيث. سَمِعت مُحَمَّد بن إِسْحَاق السَّعدي يَقُول ذَلِك. قلت: وبَبَّان، كَأَنَّهَا لُغَة يَمانية. اللَّيْث: بَبَّة، يُوصف بِهِ الأَحمق. وَكَانَ رَجُلٌ من قُريش يُقَال لَهُ: بَبَّة، وَكَانَ فِي صِغَره كثير اللَّحْم، فَلذَلِك سُمِّي: بَبّة. ورَوى أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: البَبّ: الغُلام السائِل، وَهُوَ السَّمِين. وروى عَمْرو، عَن أَبِيه، يُقال: تببّب، إِذا سَمِن. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقال للشابّ المُمتلىء البَدن نَعْمة وشَباباً: بَبّة؛ وأَنشد لامْرَأَة تُرقِّص ابْنهَا: لأنْكِحَنَّ بَبَّهْ جَارِيَة خِدَبَّهْ مُكْرَمة مُحَبّهْ تَجُبّ أَهْلَ الكَعْبَهْ بِي أَبُو العبّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي: قَالَ: البَيّ: الخَسِيس من الرِّجال. وَكَذَلِكَ، ابْن بَيّان، وَابْن هَيّان، كُله الخَسِيس من النَّاس وَنَحْو ذَلِك. قَالَ اللَّيْث فِي كِتَابه: هَيّ بن بيّ، وهَيّان بن بيّان. قَالَ: ويُقال: إِن (هَيّ بن بَيّ) من ولد آدم، ذَهب فِي الأَرْض كَمَا تَفَرَّق سائرُ ولد آدم، فَلم يُحَسَّ مِنْهُ عَيْنٌ وَلَا أثرٌ وفُقد. أَخبرني المُنذريّ، عَن أبي طَالب، أَنه قَالَ فِي قَوْلهم: حَيّاك الله وبَيّاك. قَالَ: قَالَ الأصمعيّ: معنى (بَيّاك) : أضْحَكك. وَذكر أَبُو عُبيد أَن آدم لما قُتل ابنُه مَكث مائَة سنةٍ لَا يضْحك، فَقيل لَهُ: حَيّاك الله وبَيّاك؛ فَقَالَ: وَمَا بَيَّاك؟ فَقَالَ: أَضحكك. رَوَاهُ بِإِسْنَاد لَهُ عَن سَعيد بن جُبَير. قَالَ أَبُو طَالب: وَقَالَ الآخر فِي (بياك) :

مَعْنَاهُ: بَوّأك مَنْزلاً، فَقَالَ: (بيَّاك) لازدواج الْكَلَام. قَالَ: وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: بَيَّاك: قَصدك بالتحيَّة؛ وأَنْشد: لما تَبَيَّيْنَا أخَا تَمِيم أعْطى عَطاء اللَّحِز اللَّئِيم وَقَالَ آخر: باتت تَبَيَّا حَوْضَها عُكُوفَا مِثْل الصُّفوف لاقت الصُّفُوفَا أَي: تعتمد حَوْضَها. وَقَالَ أَبُو مَالك: بَيَّاك: قَرَّبك؛ وأَنْشد: بَيّا لَهُم إِذْ نزلُوا الطَّعاما الكِبْدَ والمَلْحَاءَ والسَّنَامَا ويُقال: بَيَّيْت الشَّيْء وبَيّنته، إِذا أَوْضحته. والتّبْيِيُ: التَّبْيِين من قُرب. بَاء: اللَّيْث: الْبَاءَة والمَباءة: منزل الْقَوْم حيثُ يَتَبّوءون من قِبَل وادٍ أَو سَنَد جَبَلٍ. ويُقال: كُلّ مَنْزل يَنْزله الْقَوْم؛ قَالَ طرفَة: طيِّبو الْبَاءَة سَهْلٌ وَلَهُم سُبُلٌ إِن شِئْتَ فِي وَحْش وَعِر قَالَ: والمَباءة أَيْضا: مَعْطن الْقَوْم لِلْإِبِلِ حَيْثُ تُناخ فِي المَوارد. يُقَال: أبأنا الْإِبِل إباءة، أَي أَنَخْنَا بعضَها إِلَى بعض؛ وَأنْشد: حَلِيفان بَينهمَا مِيرةٌ يُبِيآن فِي عَطَنٍ ضَيِّقِ أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي: المَباءة: المَنزل. وَقَالَ أَبُو حَاتِم، عَنهُ: يُقَال: تبوّأ فلَان منزلا، إِذا اتَّخذه. وبَوَّأْته مَنْزِلاً. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: أبأت القَوْمَ مَنْزِلاً. وأبأت الإبلَ، فَأَنا أُبيئها إباءةً، إِذا رَدَدْتها إِلَى المَباءَة، وَهِي المَراحُ الَّذِي تَبيت فِيهِ. وَقَالَ الفَرّاء فِي قَول الله تَعَالَى: {إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ وَالَّذِينَءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِّنَ} (العنكبوت: 58) . يُقال: بَوّأته منزلا، وأَثْوَيته منزلا، سَوَاء، مَعْنَاهُمَا: أنزلته. وَقَالَ الْأَخْفَش: أبأت بِالْمَكَانِ: أَقَمْت بِهِ. وبَوّأك بَيْتاً: اتّخذت لَك بَيْتاً. وَقَوله تَعَالَى: {أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا} (يُونُس: 87) أَي: اتَّخِذَا. أَبُو زَيد: أبأت الْقَوْم مَنزلاً، وبَوَّأتهم منزلا، تَبْوِيئاً، إِذا نَزلت بهم إِلَى سَنَد جَبل أَو قِبَل نَهْر. قَالَ: وَالِاسْم: المَباءة، وَهُوَ المَنزل. شَمِر، عَن الْفراء، يُقَال: تَبَوّأ فلَان منزلا، إِذا نَظر إِلَى أَسْفَل مَا يُرَى وأشَدِّه

اسْتِوَاء وأَمْكنه لِمَبيته فاتَّخذه. قَالَ شَمر: وَقد قَالُوا: تَبَوّأ: هيّأ وأَصلح. وتَبَوَّأ: نَزل وَأقَام. قَالَ: والمعنيان قريبان. وَفِي حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (مَن اسْتَطَاعَ مِنْكُم الْبَاءَة فَلْيَتَزوَّج، ومَن لم يَسْتطع فَعَلَيهِ بالصَّوْم فإِنه لَهُ وجَاء) . أَرَادَ ب (الْبَاءَة) : النِّكَاح والتَّزْويج. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقال: فلانٌ حريصٌ على الْبَاءَة، أَي: على النِّكاح؛ وأَنْشد: يُعْرِس أَبْكاراً بهَا وعُنّسَا أكرمُ عِرْسٍ باءَةً إِذْ أَعْرَسَا قلت: ويُقال: للجماع نَفسه: باءة. وَالْأَصْل فِي (الْبَاءَة) : الْمنزل، ثمَّ قيل لِعَقْد التّزويج: باءة، لأنّ من تزوج امْرَأَة بَوَّأها مَنْزِلاً. سَلمة، عَن الفرّاء: الْبَاءَة: النِّكاح، وَالْهَاء فِيهِ زَائِدَة. وَالنَّاس يَقُولُونَ: الباه. أَبُو العبّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: الْبَاء، والباءة، والباه: مقولاتٌ كُلّها. ابْن الْأَنْبَارِي: الْبَاء: النِّكاح. يُقال: فلانٌ حريصٌ على الْبَاء، والباءة، والباه، بِالْهَاءِ وَالْقصر، أَي: على النِّكاح. والباءة: الْوَاحِدَة. وَالْبَاء: الْجمع. قَالَ: وتُجمع (الْبَاءَة) على (الباآت) ؛ وأَنْشد: يأيّها الرّاكبُ ذُو الثَّبات إِن كنت تَبْغي صاحبَ الباآتِ فاعْمِد إِلَى هاتيكم الأبيات وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: بَاء فلانٌ بِبِيئة سَوْء، أَي: بِحَال سَوْء. ويُقال: فِي أَرض فلَان فلاةٌ تُبِيء فِي فلاة، أَي: تذْهب. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله تَعَالَى: {فَبَآءُو بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ} (الْبَقَرَة: 90) . قَالَ: باءُوا، فِي اللُّغَة: احْتَملوا. يُقال: بُؤت بِهَذَا الذَّنْب، أَي: احْتَملتُه. وَقيل: باءوا بِغَضب، أَي: بإثم اسْتَحّقوا بِهِ النَّار، على إِثْم تقدّم اسْتَحقّوا بِهِ أَيْضا النَّار. وَقيل: باءوا: رجعُوا. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: بَاء بإثمه، ويبُوء بِهِ بَوْءاً، إِذا أَقَرَّ بِهِ. قَالَ: وباء فلانٌ بفلانٍ، إِذا كَانَ كُفْئاً لَهُ يُقْتل بِهِ، وَمِنْه قَول المُهلهل لِابْنِ الْحَارِث بن عَبَّاد حِين قَتله: بُؤ بِشسْع نَعْل كُلَيب. مَعْنَاهُ: كن كُفْئاً لِشِسْع نَعْله لَا لِدَمه. قَالَ الزجّاج: معنى: بَاء بذَنبه: احْتمله، وَصَارَ المُذْنب مَأْوَى الذَّنْب.

وبَوّأته منزلا، أَي: جعلته: ذَا مَنْزل. وَقَالَ أَبُو زيد: بُؤْتُ بالذَّنْب أبُوء بِهِ بَوْءًا، إِذا اعْتَرَفْتَ بِهِ. وباءَ الرجُل بِصَاحِبِهِ، إِذا قُتل بِهِ. قَالَ صَخْر الغَيّ يَمْدح سَيْفاً لَهُ: وصارِمٍ أُخْلِصَتْ خَشِيبتُه أَبيض مَهْوٍ فِي مَتْنة رُبَدُ الخَشِيبة: الطَّبع الأول قبل أَن يُصْقل ويُهيّأ. فَلَوْتُ عَنهُ سُيوف أَرْ يَحَ حتَّى باءَ كَفِّي وَلم أَكد أجِدُ فلوت: انْتَفيت. أَرْيح، من الْيمن. بَاء كَفِّي، أَي: صَار كفِّي لَهُ مباءَةً، أَي: مرجعاً. قَالَ أَبُو بكر: قَالَ أَبُو العبّاس، قَالَ أَبُو عُبيدة: يُقال: الْقَوْم بَواء، أَي سَوَاء. وَيُقَال: مَا فلانٌ لفلانٍ بِبَواء، أَي: مَا هُوَ بكفء. وَقَالَ الْأَخْفَش: يُقال بَاء فلَان بفلانٍ، إِذا قُتل بِهِ وَصَارَ دَمُه بِدَمه. والبَواءُ: السَّواء. يُقَال: القومُ على بَوَاء. وقَسم المَال بَينهم على بَوَاء، أَي: على سَواء. وأبأتُ فلانَاً بفلانٍ: قَتَلْتُه بِهِ. وَفِي الحَدِيث أَنه كَانَ بَين حَيَّين من الْعَرَب قِتالٌ، وَكَانَ لأحد الحَيّين طَوْلٌ على الآخرين، فَقَالُوا: لَا نَرْضى حَتَّى يُقتل بالعَبد منّا الحُرّ مِنْهُم، وبالمرأة الرّجُل. فأَمرهم النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يَتباءَوا. قَالَ أَبُو عُبيد: هَكَذَا رُوي لنا: يتباءوا، بِوَزْن (يتباعوا) . وَالصَّوَاب: عندنَا يَتَبَاوَءُوا، بِوَزْن (يتباوعوا) مثل: يتقاولوا، من (القَول) . وَفِي حَدِيث آخر أَنه قَالَ: (الْجِرَاحَات بَوَاء) ، يَعْنِي: أَنَّهَا مُتساوية فِي القِصاص، وَأَنه لَا يُقْتص للمجروح إلاّ من جارحه الْجَانِي عَلَيْهِ، وَلَا يُؤْخَذ إِلَّا مثل جراحته سَوَاء، وَذَلِكَ: البَواء؛ وَقَالَت ليلى الأخيلية فِي مقتل تَوْبَة بن الحُمَيِّر: فإِن تَكن القَتْلى بَوَاءً فإِنّكم فَتى مَا قتلتُم آلَ عَوْفِ بن عامِرِ قَالَ: وأنْشدني الْأَحْمَر لرجُل قَتل قَاتل أَخِيه: فقلتُ لَهُ بُؤ بامرىءٍ لَسْتَ مِثْلَه وَإِن كنتَ قُنْعاناً لمن يَطلبُ الدَّمَا يَقُول: أَنْت وَإِن كنت فِي حَسَبك مَقْنعاً لكُل مَنْ طَلبك بثأْرٍ فلستَ مِثلَ أَخِي. وَإِذا أَقَّص السُّلطانُ رجلا برجُل، قيل: أباء فلَانا بفلان؛ قَالَ طُفَيل الغَنَوي:

أباء بقَتْلانَا من القومِ ضعْفَهم وَمَا لَا يُعَدّ من أَسِيرٍ مُكَلَّبِ قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ الْأَحْمَر: فإِن قَتله السّلطانُ بقَود، قيل: قد أقاد السَّلطانُ فلَانا، وأَقَصَّه، وأَباءه، وأَصْبره. وَقد أبأتة أُبيئه إباءةً. وَقَالَ ابْن السِّكيت فِي قَول زُهير بن أبي سُلْمَى: فَلم أَرَ مَعْشراً أَسَرُوا هَدِيًّا وَلم أَرَ جارَ بَيْتٍ يُسْتَباءُ قَالَ: الهَدِيّ: ذُو الحُرمة. وَقَوله: يُستباء، أَي: يُتَبوّأ، تُتَّخذ امْرَأَته أَهْلاً. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو الشَّيباني: يُسْتباء، من (البَواء) ، يُرِيد: (القَوَد) ، وَذَلِكَ أَنه أَتاهم يُريد أَن يَسْتجير بهم فَأَخَذُوهُ وقتلوه بِرَجُل مِنْهُم. اللَّيْث: يُقَال: بَوّأت الرُّمح نَحْو الْفَارِس، إِذا سَدَّدته قَصْده وقابَلْته بِهِ. ويُقال: هم بَوَاء فِي هَذَا الْأَمر، أَي: أكْفاء ونُظَراء. وَقَالَ أَبُو الدُّقيش: كلّمناهم فأَجابوا عَن بَواء وَاحِد، أَي: أَجابُوا كُلّهم جَوَابا وَاحِدًا؛ وَأنْشد للتَّغلبيّ: أَلا تَنْتَهِي عنّا مُلوكٌ وتَتَّقي مَحارِمَنا لَا يُبْأه الدَّم بالدَّم ويُروى: لَا يَبْؤؤ الدَّم بالدّمِ، أَي: حِذارَ أَن تَبوء دِمَاؤُهُمْ بدماء من قَتَلُوهُ. بو: اللَّيْث: البَوّ، غير مَهْمُوز: جِلد حُوار يُحْشى تبْناً تُظْأر عَلَيْهِ نَاقَة فَترْأمه. قَالَ: والرَّمَاد: بَوّ الأثافِيّ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: البَوي: الرَّجُل الأَحْمق. وب: الوَبّ: التهَّيؤ للحملة فِي الحَرْب. يُقَال: هَبّ، ووَبّ، إِذا تهيّأ للحَمْلة. قلت: الأَصْل فِيهِ: أَب، فقُلبت الْهمزَة واواً. أَب: وَقَالَ أَبُو عُبيدة: أَبَبْت أؤبّ أَبًّا، إِذا عَزمت على المَسير وتَهيّأت؛ قَالَ الأعْشى: صَرَمْتُ وَلم أَصْرِمْكمُ وكصارِمٍ أخٌ قد طَوى كَشحاً وأَبَّ لِيَذْهَبا وَأَخْبرنِي المُنذري، عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: يُقال للظِّباء: إِن أَصَابَت المَاء فَلَا عَباب، وَإِن لم تُصب المَاء فَلَا أَباب، أَي: لم تأتَبّ لَهُ وَلم تَتهيَّأ لِطَلبه. وَقَوله تَعَالَى: {غُلْباً وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} (عبس: 31) . قَالَ الفَرّاء: الأبّ: مَا تَأْكُله الأَنْعام. وَقَالَ الزجّاج: الأبّ: جَمِيع الْكلأ الَّذِي تَعتلفه الْمَاشِيَة. وَقَالَ عَطاء: كل شَيْء يَنْبت على وَجه الأَرْض، فَهُوَ الأبّ.

وَقَالَ مُجَاهِد: الْفَاكِهَة: مَا أكله النَّاس؛ والأبّ: مَا أكلت الْأَنْعَام؛ وَأنْشد بَعضهم: جِذْمنا قَيْسٌ ونجْدٌ دارُنا وَلنَا الأبّ بِهِ والمَكْرَعُ ثَعْلَب: عَن ابْن الاعرابي: أبّ، إِذا حَرّك. وأَبّ، إِذا هَزم بحَمْلة لَا مَكذوبةَ فِيهَا. اللَّيْث: يُقال: أَبَّ فلانٌ يَده إِلَى سَيْفه، أَي: رَدَّ يدَه لِيَسْتلّه. بأى: أَبُو زيد: بأوت على الْقَوْم أَبأى بأواً، إِذا فَخرت عَلَيْهِم. وَقَالَ اللّحياني: بَأَوت أَبْأَى بَأْواً، وبَأَيْت أبأَى بَأْياً، لُغَتَانِ. سَلمَة، عَن الْفراء: البَأَواء، يُمد ويُقْصر، وَهِي العظمة. والبأْو، مثله. أَبُو عُبيد، عَن الْكسَائي: بَأَى يَبْأَى، مِثَال: بَعَى يَبْعى، بأْواً، مثل (بَعْواً) ؛ وأَنْشد أَبُو حَاتِم: فَإِن تَبْأَيْ بِبَيْتك مِن مَعَدَ يَقُل تَصْديقَك العُلماءُ جَيْرِ وَقَالَ بَعضهم: بأَوت أبؤو، مثل (أبعو) ، وَلَيْسَت بجيِّدة. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: بأى، أَي شقّ شَيْئا. وَيُقَال: بأى بِهِ، بِوَزْن: بَعى بِهِ، إِذا شَقّ بِهِ. سَلمة، عَن الْفراء: بَاء بِوَزْن (بَاعَ) ، إِذا تكبر، كَأَنَّهُ مقلوب من (بأى) ، كَمَا قَالُوا: رَاء، وَرَأى. بأبأ: اللَّيْث: البأبأة: قَول الْإِنْسَان لصَاحبه: بِأبي أَنْت، وَمَعْنَاهُ: أفديك بِأبي، فُيشتْق من ذَلِك فِعل، فيُقال: بأْبَأَ بِهِ. قَالَ: وَمن الْعَرَب من يَقُول: وإبابَا أَنْت، جعلوها كلمة مبنيّة على هَذَا التّأسيس. قلت: وَهَذَا كَقَوْلِه: يَا وَيْلتا، مَعْنَاهُ: يَا ويلتى، فقُلبت الْيَاء ألفا، وَكَذَلِكَ: يَا أَبتَا، مَعْنَاهُ: يَا أبتى. وعَلى هَذَا توجّه قِرَاءَة من قَرَأَ: (يَا أَبَت إنِّي رأيْتُ) . أَرَادَ: يَا أبتا: وَهُوَ يُرِيد يَا أبتي، ثمَّ حَذف الْألف. وَمن قَالَ: يَا بِيَبَا: حوّل الْهمزَة يَاء، وَالْأَصْل: يَا بَابَا، مَعْنَاهُ، يَا بِأبي. والفِعل من هَذَا: بَأبَأ يُبَأبىء بَأْبَأَةً. عَمْرو، عَن أَبِيه: البأباء: مَمْدُود: ترقيص المَرأة ولَدها. والبأباء: زَجْر السِّنور، وَهُوَ الغِسّ؛ وأَنشد ابْن الأعرابيّ لرجل فِي الْخَيل: وهُنّ أهلُ مَا يَتمازَيْن وهُن أهل مَا يُبَأْبَيْن أَي: يُقَال لَهَا: يَأْبَى فرسي، نجّاني يَوْم كَذَا، و (مَا) فيهمَا صلَة، مَعْنَاهُ: أَنَّهُنَّ

يَعْنِي الْخَيل أهل للمُناغاة بِهَذَا الْكَلَام، كَمَا يُرقَّص الصّبيّ، وَقَوله: يتمازَين، أَي: يتفاضلْن. أَبُو عبيد، عَن الْأمَوِي: تَبأبأت تَبَأْبُؤاً، إِذا عَدَوْت؛ وأنْشد ابْن السِّكِّيت: وَلَكِن يُبَأْبِئُه بُؤْبؤٌ وبِئْباؤَه حَجَأٌ أَحْجؤُه وَقَالَ ابْن السِّكيت: يُبأْبئه: يُفدِّيه. بؤبؤ: سيّد كريم. وبئباؤه: تفديته. وحَجأَ، أَي: فَرح. أحجؤه، أَي: أفرح بِهِ. والبؤبؤ: إِنْسَان الْعين الَّذِي بِهِ تُبصر. وَفُلَان فِي بُؤْبؤ صِدْق، أَي: فِي أَصْل صِدْق. أَبَا: قَالَ ابْن السِّكيت: يُقال: أَبَوْتُ الرَّجُلَ آبوه، إِذا كنتَ لَهُ أَبَا. ويُقال: مَا لَهُ أبٌ يَأْبُوه، أَي: يَغْذوه ويُربِّيه. قَالَ: وأَبَيْت الشَّيْء آباه إباءً: كرهته. أَبُو عُبيد: تأَبَّيْت أَبَا، أَي اتَّخذت أَبَا، وتأَمَّيت أُمّاً، وتَعَمَّمت عمّاً. وأَخبرني الْمُنْذِرِيّ، عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: فلَان يأْبُوك، أَي يكون لَك أَبَا؛ وأنْشد لِشَرِيك بن حَيَّان العَنبريّ يَهجو أَبَا نُخَيلة: يَا أَيُّهذا المُدَّعي شَرِيكا بَيِّن لنا وحَلِّ عَن أَبِيكَا إِذا انْتَفَى أَو شَكّ حَزْنٌ فِيكا وقَد سأَلنا عَنْك مَن يَعْزُوكَا إِلَى أبٍ فكلُّهم يَنْفيكا فاطْلُب أبَا نَخْلَة مَن يأبُوكا وادَّع فِي فَصيلة تُؤْويكا اللَّيْث: يُقال: فلَان يأْبُو هَذَا اليَتيم إباوةً، أَي: يَغْذوه كَمَا يَغذو الوالدُ ولدَه. أَبُو عُبيد، عَن اليزيديّ: مَا كنتَ أَبَا، وَلَقَد أَبيت أُبُوَّة. وَمَا كنت أُمّاً، وَلَقَد أَمِمْت أُمُومةً. وَمَا كنتَ أَخا، وَلَقَد أَخَّيت وتأَخَّيت. وَقَالَ غَيره: مَا كنت أَبَا، وَلَقَد أَبَوْت. وَمَا كنت أَخا، وَلَقَد أَخَوْت. وَمَا كنت أُما، وَلَقَد أَمَوْت. وَيُقَال: هما أَبَواه، لِأَبِيهِ وأُمّه. وَجَائِز فِي الشّعْر: هما أَبَاه. وَكَذَلِكَ: رَأَيْت أَبَيْه. واللغة الْعَالِيَة: رَأَيْت أَبَويه. قَالَ: وَيجوز أَن يُجمع (الْأَب) بالنُّون. فيُقال: هَؤُلَاءِ أبونكم، أَي: آباؤكم، وهم الأبون. قلت: وَالْكَلَام الجيّد فِي جمع (الْأَب) : هَؤُلَاءِ الْآبَاء، بِالْمدِّ. وَمن الْعَرَب من يَقول: أُبُوّتنا أكْرم الْآبَاء، يجمعُونَ (الْأَب) على (فعولة) ، كَمَا يَقُولُونَ: هَؤُلَاءِ عُمومتنا وخُؤولتنا؛ وَقَالَ

الشَّاعِر فِيمَن جمع (الْأَب) أَبِين: أقبل يَهْوِي مِن دُوَيْن الطِّرْبَالْ وهْو يُفدَّى بالأبين والخالْ رُوي عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (تُنكح الْمَرْأَة لمالها وحسبها، عَلَيْك بِذَات الدِّين تَرِبَت يَداك) . قَالَ أَبُو عُبيد: هَذِه كلمة جاريةٌ على لِسَان الْعَرَب يقُولونها وَلَا يُريدن وقُوع الْأَمر. قَالَ: وَزعم بعضُ الْعلمَاء أَن قَوْلهم: لَا أَبَا لَك، وَلَا أبَ لَك، مَدح؛ وَلَا أُمّ لَك، ذمٌّ. قَالَ أَبُو عُبيد: وَقد وجَدنا (لَا أُم لَك) وُضع مَوضِع الْمَدْح أَيْضا، وَاحْتج بِبَيْت كَعب بن سعد الغَنوي يرثي أَخَاهُ: هوت أُمّه مَا يبْعَث الصُّبْحُ غادياً وماذا يُؤدي اللَّيْل حِين يؤوبَ وَإِنَّمَا رد أَبُو الْهَيْثَم بِهِ على أبي عُبيد قَوْله وَقَالَ: إِنَّمَا معنى هَذَا كَقَوْلِهِم: وَيْح أُمّه، وويل أُمّه، وَلَيْسَ للرَّجُل فِي هَذَا من الْمَدْح مَا ذهب إِلَيْهِ، وَلَيْسَ يشبه هَذَا قَوْلهم، فِي: لَا أُمَّ لَك. قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: إِذا قَالَ الرّجُل للرجل، لَا أُمَّ لَك، فَمَعْنَاه: لَيْسَ لَك أُمٌّ حُرّة، وَهُوَ شَتْم. وَذَلِكَ أنّ بَني الْإِمَاء لَيْسوا بمَرْضِيِّين ولاحِقين بِبَني الأحْرار والأَشراف. قَالَ: وَلَا يَقُول الرجلُ لصَاحبه: لَا أمّ لَك، إِلَّا فِي غَضبه عَلَيْهِ وتَقْصيره بِهِ شاتماً لَهُ. وأمّا إِذا قَالَ: لَا أَبَا لَك، فَلم يتْرك لَهُ من الشَّتيمة شَيْئا. وَإِذا أَرَادَ إكرامه قَالَ: لَا أَبَا لشانيك. وَلَا أبَّ لشانيْك، وَمَا أشبه ذَلِك. روى إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم، عَن ابْن شُميل أَنه سَأَلَ الخليلَ عَن قَول الْعَرَب: لَا أَبا لَك. فَقَالَ: مَعْنَاهُ: لَا كافِيَ لَك. وَقَالَ غَيره: مَعْنَاهُ: أَنَّك تُجْزَى أَمرك، وَهَذَا أَحْمد. قَوْلهم: لَا أُم لَك، أَي: أَنْت لَقيط لَا تُعرف لَك أُمّ. وَأَخْبرنِي المُنذري، عَن ثَعْلَب، عَن سَلمَة، عَن الْفراء، قَالَ: قَوْلهم: لَا أَبَا لَك، كَلمةٌ تَفْصل بهَا العربُ كلامَها. وَقَالَ المبرّد: يُقال: لَا أَبَ لَك، وَلَا أبك، بِغَيْر لَام. أَخْبرنِي المُنذري، عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: اسْتَئِب أَباً، واسْتأبِبْ أَباً، وتأَبَّ أَباً، واسْتَئمّ أُمّاً، واسْتَأْمَم أُمّاً، وتأَمَّم أمّاً. قلت: وَإِنَّمَا شُدِّد (الْأَب) وَالْفِعْل مِنْهُ، وَهُوَ فِي الأَصْل غير مشدّد، لِأَن (الْأَب) أَصله: أَبُو، فزادوا بدل (الْوَاو) يَاء، كَمَا قَالُوا: قِنّ، للْعَبد، وَأَصله: قِنْيٌ.

وَمن الْعَرَب من قَالَ ل (الْيَد) : يدّ، فشدّد الدَّال، لِأَن أَصله: يَدْيٌ. وَمن المَكنِيّ بِالْأَبِ قولُهم: أَبُو الْحَارِث: كنية الْأسد. وَأَبُو جَعدة: كنية الذِّئب. وَأَبُو حُصَين: كُنية الثَّعلب. وَأَبُو ضَوَطرى: الأحمق. وَأَبُو حُباحب: للنار الَّتِي لَا يُنتفع بهَا. وَأَبُو جُخادب: للجراد. وَأَبُو برَاقش: لطائر مُبَرْقش. وَأَبُو قَلَمون: لثوبٍ يتلوّن ألواناً. وَأَبُو قُبيس: جَبل بمكّة. وَأَبُو دارس: كُنيته الفَرْج، من (الدَّرس) ، وَهُوَ الحَيْض. وَأَبُو عَمْرة: كنيته الجُوع؛ قَالَ: حَلّ أبُو عَمْرة وَسْط حُجْرَتي وَأَبُو مَالك: كُنية الْهَرم؛ وَقَالَ: أَبَا مالكٍ إنّ الغَواني هَجَرْنني أَبَا مالكٍ إنِّي أَظُنّك دائِبَا أَبى يَأْبَى: أَبُو زيد: يُقال: أَبَى التَّيْس، وَهُوَ يَأْبَى أَبىً، مَنْقوص. وتَيس: آبَى. وعَنْز أَبْواء، فِي تُيوس أُبْوٍ. وأَعْنُز أُبْو؛ وَذَلِكَ أَن يَشم التَّيس من المِعزى الأهليّة بَوْل الأُرْوِيّة فِي مواطنها فَيَأْخذهُ من ذَلِك داءٌ فِي رَأسه ونُفَّاخ فَيرم رَأسه ويقتُله الداءُ فَلَا يكَاد يُقْدر على أكل لَحْمه من مَرارته. وربّما أَبِيت الضأنُ من ذَلِك، غير أَنه قلّما يكون ذَلِك فِي الضَّأْن؛ وَقَالَ ابْن أَحْمَر لراعي غَنم لَهُ أَصابها الأُباء: أقولُ لِكَنّازٍ تَدَكَّلْ فإنّه أَبى لَا أظنّ الضأنَ مِنْهُ نَواجِيَا فيا لكِ من أَرْوى تعادَيْت بالعَمَى ولاقَيْت كَلاَّباً مُطِلاً ورامِيَا أَبُو عبيد، عَن أبي زِيَاد الكِلابي والأَحمر: أَخذ الغَنم الأبَى، مَقْصُور، وَهُوَ أَن تشرب أَبْوَال الأَرْوَى فيُصيبها مِنْهُ دَاء. وَأَخْبرنِي المُنذري، عَن أبي الْهَيْثَم، قَالَ: إِذا شَمّت الماعزةُ السّهْليَّة بَول الماعزة الجَبليّة، وَهِي الأرْويّة، أَخذها الصُّداع فَلَا تكَاد تَبرأ، فَيُقَال: أَبِيت تَأْبَى. قلت: قَوْله (تَشْرب أَبْوَال الأرْوى) خطأ، إِنَّمَا هُوَ تشمّ؛ كَمَا قَالَ أَبُو زَيد. وَكَذَلِكَ سمعتُ الْعَرَب. الحرّاني، عَن ابْن السِّكيت، فِي قَول العَرب: إِذا حَيَّا أحدُهم الْملك، قَالَ: أَبَيت اللَّعن. قَالَ: أَبيت أَن تأَتي من الْأُمُور مَا تُلْعن عَلَيْهِ. قَالَ: وَقَالَ الفَرّاء: لم يجىء عَن الْعَرَب حَرفٌ على (فَعَل يَفْعَل) مَفْتُوح الْعين فِي الْمَاضِي والغابر، إِلَّا وثانيه أَو ثالثه أحد

حُروف الْحلق، غير: أَبَى يَأْبَى، فَإِنَّهُ جَاءَ نَادرا. قَالَ: وَزَاد أَبُو عَمْرو: رَكن يَرْكَن، أَيْضا. وَخَالفهُ الفَرّاء فَقَالَ: إِنَّمَا يُقال: رَكَن يَرْكُن، ورَكِنَ يَرْكَن. وَقَالَ أَحْمد بن يحيى: لم يُسمع من الْعَرَب (فَعَل يَفْعَل) ممّا لَيْسَ لامه أَو عينه من حُروف الْحلق إلاّ: أَبَى يَأْبَى، وقَلاه يَقْلاه، وغَشى يَغْشى، وشَجَى يَشْجَى. وَزَاد المبرّد: جَبَى يَجْبَى. قلت: وَهَذِه الأحرف أَكثر الْعَرَب فِيهَا على: قَلَى يَقْلِي، وغَشِي يَغْشَى، وعَشى اللَّيْل يَعْشو، إِذا أظلم، وشَجاه يَشْجوه، وشَجِي يَشْجى، وجَبَا يَجْبِي. ويُقال: رجلٌ أبِيّ، ذُو إباء شَديد، إِذا كَانَ يَأْبَى أَن يُضام. ورَجُلٌ أَبَيَان: ذُو إبَاء شَدِيد. ويُقال: تأَبّى عَلَيْهِ تأَبِّياً، إِذا امْتنع عَلَيْهِ. ورجُلٌ أبّاء، إِذا أَبَى الضَّيم. ويُقال: أَخذه أُبَاءٌ، إِذا كَانَ يَأَبى الطَّعام فَلَا يَشْتهيه. وَقَالَ بعضُهم: آبى المَاء، أَي امْتنع أَن ينزل فِيهِ إِلَّا بتَغْرير. وَإِن نزل فِي الركيَّة ماتحٌ فأَسِنَ، فقد غَرَّر بِنَفسِهِ، أَي خاطر بهَا. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: آبى، أَي: نقَص. رَوَاهُ عَن المُفضل؛ وَأنْشد: وَمَا جُنِّبَتْ خَيْلي ولكنْ وَزَعْتُها تُسَرّ بهَا يَوْمًا فآبَى قَتَالُها ورَواه أَبُو نَصْر، عَن الْأَصْمَعِي: فأَنّى قَتَالها، أَي: من أنَّى قَتَالها. وروى أَبُو عمر، عَن أَحْمد بن يحيى، عَن عَمْرو، عَن أَبِيه، قَالَ: الأَبِي: السَّنِق من الْإِبِل. والأبيّ: المُمْتنعَة من العَلف لِسَنَقها، والمُمتنعة من الْفَحْل لقلّة هَدَمها. قَالَ: وَقَالَ بعضُهم: المُؤْبِي: الْقَلِيل من المَاء. وَحكى: عندنَا ماءٌ مَا يُؤْبَى، أَي: مَا يقل. شمر، عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للْمَاء إِذا انْقَطع: مَاء مُؤْبىً. وَيُقَال: عِنْده دَراهم لَا تُؤْبى، أَي لَا تَنْقَطِع. وركَّية لَا تُؤْبى: لَا تَنْقطع. وأوبِى الفصيلُ عَن لبن أمه، أَي اتَّخم عَنهُ لَا يَرْضعها. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المُؤْبِي: الْقَلِيل. وبا: أَبُو زيد: يُقال: وَبئت الأرضُ تَوْبأ وَبَأً. وَهِي أَرض مَوْبُوءة، وَأَرْض وَبِئة، إِذا كثر مَرضُها.

وَقَالَ القُشيريون: وَبِئت الأرضُ تِيبَأُ، وأَوْبأت إيباءً. وَهُوَ فصيل مُوبىً، إِذا سَنِق لآمْتِلائه. وَقَالَ اللّحياني: مَاء مُوبىء، أَي وَبىء، مَن شَربه مرض. قَالَ شَمر: وَقَالَ ابْن شُميل: أَرض وَبئة، على فعلة، ومَوْبوءة. وَقد وَبئت، إِذا كَثر مَرضهَا. وَيُقَال: وَبيئة، على (فعيلة) . وَالْبَاطِل وبيء لَا تُحمد عاقبته. أَبُو عُبيد، عَن الْكسَائي: أرضٌ وبئة، على (فعلة) ، ووبيئة: على (فعيلة) . ابْن بُزُرْج: أَوْمأت بالعَينين والحاجبَين، ووبَأْتُ باليَدين والثَّوب والرَّأْس. قَالَ: ووبأت الْمَتَاع، وعَبَأته، بِمَعْنى وَاحِد. أَبُو عبيد، عَن الْكسَائي: وبأت إِلَيْهِ، مثل: أَوْمَأت إِلَيْهِ. آب: يُقَال: آب الْغَائِب يَؤُوب إياباً. قَالَ الفَرَّاء: وأوبة؛ وأيبة؛ ومآبا، إِذا رَجَع. ويُقال: لِتَهنئك أوبة الْغَائِب، أَي: إيابه. والمآب: المَرجع. وآبت الشَّمْس تؤوب مآباً، إِذا غَابَتْ فِي مآبها، أَي: فِي مغيبها؛ وَقَالَ تُبّع: فَرَأى مَغيب الشَّمْس عِنْد مآبها فِي عَين ذِي خُلُب وثَأطٍ حَرْمَدِ وَفِي حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ إِذا أقبل من سَفر قَالَ: (آيبون تائبون لربِّنا حامدون) . وَقَالَ تَعَالَى: {ذَالِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ} (ص: 25 و 40) أَي: حُسن الْمرجع الَّذِي يَصير إِلَيْهِ فِي الْآخِرَة. وَيُقَال: جَاءَ النَّاس من كل أَوب، أَي: مِن كُل وَجه. وَيُقَال: مَا أحسن أوْبَ ذراعَي هَذِه النَّاقة، وَهُوَ رَجعها قَوَائِمهَا فِي السّيْر. وَقَالَ شَمر: كل شَيْء يَرجع إِلَى مَكَانَهُ فقد آب يَؤُوب إياباً، إِذا رَجَعَ. وَقَالَ الله تَعَالَى: {مِنَّا فَضْلاً ياَجِبَالُ أَوِّبِى} (سبأ: 10) . وَقَرَأَ بَعضهم: (يَا جبال أُوبي مَعَه) . فَمن قَرَأَ (أَوِّبي مَعَه) ، مَعْنَاهُ: رَجِّعي مَعَه التَّسْبيح. وَمن قَرَأَ (أُوبي مَعَه) فَمَعْنَاه: عُودي مَعَه فِي التَّسبيح كلّما عَاد فِيهِ. قَالَ أَبُو بكر: فِي قَوْلهم (رجل أوّاب) سَبعة أَقْوَال: قَالَ قوم: الأوّاب: الراحم. وَقَالَ قوم: الأوّاب: التائب. وَقَالَ سَعيد بن جُبير: الأوّاب: المُسبِّح. وَقَالَ ابْن المسيّب: الأوّاب: الَّذِي يُذْنب

ثمَّ يَتوب، ثمَّ يُذْنب ثمَّ يَتوب. وَقَالَ قَتَادَة: الأوّاب: المُطيع. وَقَالَ عُبيد بن عُمير: الَّذِي يَذْكُر ذَنْبه فِي الْخَلَاء فَيسْتغفر الله مِنْهُ. وَقَالَ أهل اللُّغة: الأواب: الرجّاع الَّذِي يَرجع إِلَى التَّوْبَة والطّاعة. من: آبَ يؤوب، إِذا رَجَعَ: قَالَ الله تَعَالَى: {تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ} (ق: 32) . قَالَ عَبيد: وكُلّ ذِي غَيْبة يَؤُوب وغائبُ الْمَوْت لَا يَؤُوب وَقَالَ: تأوّبه مِنْهَا عَقابيل، أَي: رَاجعه. وَقَالَ غَيره: يُقال للرجل يَرجع باللّيل إِلَى أَهله: قد تأوّبهم وائْتابهم، فَهُوَ مؤتاب ومتأوِّب. والتأويب، فِي كَلَام الْعَرَب: مَسير النَّهَار كُلّه إِلَى اللّيل. يُقال: أَوّب يُؤَوّب تَأْويبا. وَالْمعْنَى: يَا جبال أوبي النَّهَار كلّه بالتّسبيح إِلَى اللَّيْل؛ قَالَ سلامةُ بن جَنْدل: يَوْمانُ يومُ مُقامات وأنْدية ويومُ سَيْرٍ إِلَى الأعَداء تَأْويب أَبُو عُبيد، عَن أبي عَمْرو: التأْويب: أَن يسير النَّهَار وَينزل اللَّيْل. وَقَالَ أَبُو مَالك: أوّب الْقَوْم تأَويباً، أَي: سارُوا بالنّهار. قَالَ: وأسأدُوا، إِذا سارُوا باللَّيْل. ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: يُقال أَنا عُذيقها المُرجَّب وحُجَيرها المُؤَوَّب. قَالَ: المُؤوب: المُدوّر المقَوَّر المُلَمْلم. وكلّها أَمْثَال. قَالَ: والأَوْب: رَجْع الْأَيْدِي والقوائم فِي السَّير؛ قَالَ كَعْب بن زُهير: كأَنّ أَوب ذِراعَيْها وَقد عَرِقَت وَقد تَلَفَّع بالقُور العساقِيلُ أوْبُ يَدَيْ ناقةٍ شَمْطاء مُعْولةٍ ناحَت وجاوَبها نُكْدٌ مَثاكِيلُ قَالَ: والمُؤَاوبة: تَبارِي الرَّكب فِي السَّير؛ وأَنْشد: وإنْ تُؤاوبه تَجِدْه مِثْوَبَا وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله تَعَالَى: { (الاَْكْبَرَ إِنَّ إِلَيْنَآ إِيَابَهُمْ} (الغاشية: 25) . قَالَ: هُوَ بتَخفيف الْيَاء، والتّشديد فِيهِ خطأ. وَقَالَ الزّجاج: قرىء (إيّابهم) بالتّشديد. قَالَ: وَهُوَ مصدر: أَيّب إيّاباً، على معنى: فَيْعل فِيعالا، من: آب يَؤُوب. وَالْأَصْل: إيواباً، فأُدغمت الْيَاء فِي الْوَاو، وانقلبت الْوَاو إِلَى الْيَاء، لِأَنَّهَا سُبقت بسُكون. قلت: وَلَا أَدْرِي مَن قَرَأَ (إيّابهم)

بالتّشديد، والقُرّاء على (إيابهم) مخفّفاً. قَالَ: ومآبة الْبِئْر ومثابتها: حَيْثُ يجْتَمع إِلَيْهِ المَاء فِيهَا. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: آبك الله، أَي: أبعدك الله، دُعَاء عَلَيْهِ، وَذَلِكَ إِذا أَمرته بخُطّة فعصاك ثمَّ وَقع فِيمَا يكره، فأَتاك فأَخبرك بذلك، فَعِنْدَ ذَلِك تقولُ لَهُ: آبك الله؛ وأنْشد: فَآبك هَلاّ واللَّيالي بغرَّة تُلِمّ وَفِي الأيّام عَنك غُفُول وَقَالَ آخر: فآبَك ألاّ كُنْت آلَيْت حَلْفةً عَليه وأغْلقت الرِّتاجَ المُضَبَّبا أَبُو عُبَيْدَة: هُوَ سريع الأوبة، أَي: الرُّجوع. وَقوم يحوّلون الْوَاو يَاء، فَيَقُولُونَ: سريع الأيْبَة. وَقَالَ الله تَعَالَى: {عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الاَْيْدِ إِنَّهُ} (ص: 17) . حَدثنَا أَبُو زيد، عَن عبد الْجَبَّار، عَن سُفْيَان، عَن عَمْرو بن دِينَار، عَن عبيد بن عُمير، قَالَ: الأوّاب: الحفيظ الَّذِي لَا يَقوم عَن مَجْلِسه حَتَّى يَسْتغفر. وَقَالَ الزّجاجُ: الأوّاب: الكثيرُ الرّجوع. والأوّاب: التوَّاب. ويُقال: جَاءَ القومُ من كل أَوْب، أَي: من كلّ ناحِية. ورمينا أوباً أَو أَوْبين، أَي رشقاً أَو رشقين؛ قَالَ ذُو الرّمة يصف صائداً: طَوَى شَخْصَه حَتَّى إِذا مَا تَودَّفَتْ على هِيلة من كُلّ أَوْب نِفَالها على هيلة: أَي: على فَزع وهَول لِما مرّ بهَا مِن الصَّائد مرّة بعد أَخرى. من كُل أَوب، أَي: من كُل وَجْه؛ لِأَنَّهُ لَا مكمن لَهَا من كل وَجه، عَن يَمينها وَعَن شِمالها وَمن خَلفها. وَأب: اللَّيْث: وَأَب الحافِرُ يَئِب وَأْبةً، إِذا انْضَمَّت سنابِكُه. وإنّه لوأْب الحافِر. وحافرٌ وَأْبٌ: شَديد. ابْن السِّكيت: حافرٌ وَأْبٌ، إِذا كَانَ قَدْراً، لَا وَاسِعًا عَريضاً وَلَا مَصْرُوراً. وقِدْرٌ وَئيبة، من: الْحَافِر الوَأْب. وقِدْرٌ وَئِية، بياءين، من: الفَرس الوآة. أَبُو عُبيد: الإبَة: العَيْب: وأَنْشد: عَصَبْن برَأْسه إبَةً وعارَا وَقَالَ أَبُو عَمْرو الشَّيباني: التُّؤَبَةُ: الاستحياء، وَأَصلهَا: وُأَبة، مَأْخُوذ من (الإبة) ، وَهُوَ العَيب. قَالَ أَبُو عَمْرو: تَغدَّى عِنْدِي أعرابيّ فَصِيح من بني أَسَد، فَلَمَّا رَفع يدَه قُلت لَهُ: ازْدَد؛ فَقَالَ: وَالله مَا طَعَامك يأبا عَمْرو بِذِي تُؤبة، أَي: لَا يُسْتَحيا مِن

أكله. وَقد اتَّأَب الرَّجُل من الشَّيْء يَتَّئِب، فَهُوَ مُتَّئِب، وَهُوَ افتعال، من (الإبة) ، و (الوأب) . وَقد وَأَب يَئِب، إِذا أَنِف. وأوأبت الرّجل، إِذا فعلت بِهِ فعلا يُسْتحيا مِنْهُ؛ وَأنْشد شَمر: وإنّي لكَىءٌ عَن المُوئِبات إِذا مَا الرَّطيء انْمأَى مَرْتَؤُهْ ابْن شُمَيْل: ركّية وَأْبة: قَعِيرة. وقَصْعة وَأْبة: مُفَلْطحة واسِعة. بوب بيب: اللَّيْث: البابُ: مَعْرُوف، وَالْفِعْل مِنْهُ: التَّبْوِيب. والبابة، فِي الْحُدُود والحساب وَنَحْوه: الْغَايَة. والبابة: ثَغر من ثُغور الرّوم. وَبَاب الأَبواب: من ثُغور الْخَزَر. والبوّاب: الحاجِب. وَلَو اشْتَقّ مِنْهُ فِعل على (فِعَالة) لقيل: بِوَابة، بِإِظْهَار الْوَاو، وَلَا يُقلب يَاء، لأنّه لَيْسَ بمَصْدر مَحْض، إنّما هُوَ اسْم. قَالَ: وَأهل البَصْرة فِي أسواقهم يُسمُّون الساقي الَّذِي يَطُوف عَلَيْهِم بِالْمَاءِ: بَيَّاباً. ثَعْلَب: بَاب فلانٌ، إِذا حَفَر كُوَّة، وَهُوَ البِيبُ. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: البِيبُ: كُوَّة الْحَوْض، وَهِي مَسيل المَاء، والصُّنْبور، والثَّعْلَب، والمَثْعب، والأسْكُوب. أَبُو عُبَيد: تَبَوَّبْت بَوَّاباً، أَي: اتَّخذت بَوَّاباً. وَقَالَ أَبُو مَالك: يُقال: أَتَانَا فلانٌ بِبَابِيَّة، أَي: بأُعجوبة؛ وأَنْشد قَول الجَعدِيّ: ولكنّ بابيّةً فاعْجَبُوا حَدِيث قُشَير وأفْعالُها بابيّة: عَجِيبة. اللَّيْث: البابيّة: هَدير الفَحل فِي تَرْجيعه تكْرَار لَهُ؛ قَالَ رُؤْبة: بَغْبَغةً مرًّا ومَرًّا بابِيَّا وَقَالَ أَيْضا: يَسُوقُها أَعْيَسُ هدَّارٌ بَبِبْ إِذا دَعَاهَا أَقْبَلت لَا تَتَّئِبْ وبَيْبة: اسْم؛ وأنْشد: ومارَ دَمٌ مِن جارِ بَيْبة ناقِعُ وبالبَحْرين موضعٌ يُعرف ببابَيْن، وَفِيه يَقُول قائلُهم: إِن ابْن بُورٍ بَيْن بابَيْن وجَمْ والخيلُ تَنْحاه إِلَى قُطْر الأَجَمْ وضبَّةُ الدُّغْمانُ فِي رُوس الأَكَمْ مُخْضَرّةً أعْيُنها مِثْلُ الرَّخَمْ عَمْرو، عَن أَبِيه: وبَوّبَ الرَّجُلُ، إِذا حَمل على العَدُوّ. والبَوْبَاة: الفلاة، وَهِي المَوْمَاة. قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي فِي قَوْلهم: هَذَا من بابَتِي.

قَالَ يَعقوب بن السِّكيت وَغَيره: البابة، عِنْد الْعَرَب: الْوَجْه الَّذِي أُريده ويَصْلُح لي. وَقَالَ أَبُو العَميثل: البابَة: الخَصْلة. وَقيل: بابات الكِتاب: سُطُوره. بابة، وبابات، وأبواب؛ وأنْشد لِتَميم بن مُقْبل: تخيَّر بابات الكِتَاب هِجائيَا قَالَ: مَعْنَاهُ: تخيّر هجائي من وُجوه الكِتاب. فَإِذا قَالَ النَّاس: من بابتي، فَمَعْنَاه: من الْوَجْه الَّذِي أُريده ويَصْلُح لي. قَالَ ابْن دُريد: البِيبَة: المَثْعب الَّذِي يَنصب مِنْهُ المَاء إِذا أُفْرغ من الدَّلو فِي الْحَوْض. وَهُوَ البِيب، والبِيبَة. يبب: قَالَ أَبُو بكر، فِي قَوْلهم: خرابٌ يَبَاب: اليَبَاب، عِنْد الْعَرَب: الَّذِي لَيْسَ فِيهِ أحد؛ قَالَ ابْن أبي رَبِيعة: مَا عَلَى الرّسْم بالبُلَيَّيْن لَو بَيّ نَ رَجْعَ السَّلاَمِ أَو لَو أَجَابَا فَإلَى قصْر ذِي العَشِيرة فالصَّا لِف أَمْسى من الأَنِيس يَبابَا مَعْنَاهُ: خَالِيا لَا أَحد بِهِ. وَقَالَ شمر: اليَباب: الْخَالِي الَّذِي لَا شَيْء بِهِ. يُقَال: خراب يَباب، إتباع ل (خراب) قَالَ الكُميت: بِيَبَابٍ من التَّنائف مَرْتٍ لم تُمَخَّط بِهِ أُنُوف السِّخَالِ لم تُمخَّط، أَي: لم تُمْسح. والتَّمْخيط: مَسْح مَا على الْأنف من السِّخلة إِذا ولدت. ويب: سَلمَة، عَن الْفراء، قَالَ الْكسَائي: من الْعَرَب مَن يَقُول: وَيْبَك، وَويْب غَيْرِك. وَمِنْهُم من يَقُول: وَيْباً لزيد، كَقَوْلِك: ويلاً لزَيد. وَقد مرّ تَفْسِيره. الْبَاء: وَقَالَ النَّحويون: الجالب للبَاء فِي (بِسم الله) معنى الِابْتِدَاء، كَأَنَّهُ قَالَ: أبتدىء باسم الله. وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: (الْبَاء) مَعْنَاهَا: الإلصاق، ودَخلت (الْبَاء) فِي قَول الله تَعَالَى {أَشْرَكُواْ بِاللَّهِ} (آل عمرَان: 151) لأَن معنى (أشرك بِاللَّه) : قَرن بِاللَّه غَيره، وَفِيه إِضْمَار، وَالْبَاء للإِلصاق والقِران. وَمعنى قَوْلهم: وَكّلت بفلان، مَعْنَاهُ: قرنت بِهِ وَكيلا. ورَوى مُجَاهِد عَن ابْن عمر أَنه قَالَ: رَأَيْته يَشتدّ بَين الهَدَفَيْن فِي قَمِيص فَإِذا أصَاب خَصْلةً يَقُول: أَنا بهَا، أَنا بهَا يَعْنِي: إِذا أصَاب الهدف ثمَّ يرجع متنكّباً قوسه حَتَّى يَمُر فِي السُّوق. وَقَالَ شمر، قَوْله: أَنا بهَا، يَقُول:

صَاحبهَا. وَفِي حَدِيث سَلمة بن صَخْر أَنه أَتَى النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكر أنّ رجلا ظاهَر من امْرَأَته ثمَّ وَقع عَلَيْهَا. فَقَالَ لَهُ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لعلّك بذلك يَا سَلمة؟ فَقَالَ: نعم، أَنا بذلك) . يَقُول: لعلّك صاحبُ الْأَمر. وَفِي حَدِيث عُمر أَنه أُتي بِامْرَأَة قد زَنت، فَقَالَ لَهَا: مَنْ بك؟ يَقُول: من صاحُبك؟ قَالَ شمر: ويُقال: لما رَآنِي بالسَّلاح هِرِب. مَعْنَاهُ: لما رَآنِي أَقبلت بالسِّلاح، وَلما رَآنِي صاحبَ سِلاح؛ قَالَ حُميد: رأَتْني بحَبْلَيها فردَّت مَخَافَة أَرَادَ: لمّا رأتني أَقبلت بحبلَيْها. وَقَوله تَعَالَى: {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} (الْحَج: 25) أَدخل (الْبَاء) فِي قَوْله (بإلحاد) لِأَنَّهَا حَسُنت فِي قَوْله: وَمن يُرد بِأَن يُلحِد فِيهِ. وقولُه تَعَالَى: {عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ} (الْإِنْسَان: 6) ، قيل: ذهب (بِالْبَاء) إِلَى الْمَعْنى، لِأَن الْمَعْنى: يَرْوَى بهَا عبادُ الله. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ فِي قَول الله تَعَالَى: {} (المعارج: 1) . أَرَادَ، وَالله أعلم: سَأَلَ عَن عَذَاب وَاقع. وَقيل فِي قَوْله تَعَالَى: { (عَظِيمٍ فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ} (الْقَلَم: 5، 6) الْبَاء، بِمَعْنى (فِي) ، كَأَنَّهُ قَالَ: فِي أَيّكُم الْمفْتُون. قَالَ الفَراء فِي قَول الله تَعَالَى: {وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً} (النِّسَاء: 79 و 166) : دَخلت (الْبَاء) فِي قَوْله {كفى باللَّه للمُبالغة فِي المَدْح وَالدّلَالَة على قَصد سَبيله، كَمَا قَالُوا: أَظرفْ بعَبد الله وأَنْبِل بِعَبْد الرحمان فأَدْخلوا (الْبَاء) على صَاحب الظّرف والنُّبل للمُبالغة فِي المَدح. وَكَذَلِكَ قَوْلهم: ناهيك بأخينا وحَسبك بصديقنا أدخلُوا (الْبَاء) لهَذَا الْمَعْنى، وَلَو أَسقطت (الْبَاء) لقُلْت: كفى اللَّهُ شَهِيداً. قَالَ: وَمَوْضِع (الْبَاء) وَقع فِي قَوْله تَعَالَى: وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً} (النِّسَاء: 79 و 166) . وَقَالَ أَبُو بكر: انتصاب قَوْله {شَهِيدا على الْحَال من الله أَو على القَطْع. وَيجوز أَن يكون مَنْصوباً على التَّفسير مَعْنَاهُ: كفى بِاللَّه من الشَّاهِدين، فَيجْرِي من المَنْصوبات مَجْرى (الدِّرْهم) فِي قَوْلهم: عِنْدِي عشرُون دِرْهماً. وَقيل فِي قَوْله تَعَالَى: فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً} (الْفرْقَان: 59) ، أَي: سَلْ عَنهُ خَبِيرا يُخبرك؛ وَقَالَ عَلْقَمَة: فَإِن تسأَلوني بالنّساء فإِنني بصيرٌ بأَدْواء النِّساء طَبيبُ أَي: تسأَلوني عَن النِّساء.

قالَه أَبُو عُبيد. وَقَالَ تَعَالَى: {الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ} (الانفطار: 6) ، أَي: مَا خَدعك عَن ربّك الْكَرِيم وَالْإِيمَان بِهِ. وَكَذَلِكَ قَوْله: {اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ} (الْحَدِيد: 14) أَي: خدعكم عَن الله وَالْإِيمَان بِهِ وَالطَّاعَة لَهُ الشيطانُ. وَأَخْبرنِي المُنذري، عَن ثَعْلَب، عَن سَلمة، عَن الْفراء، قَالَ: سمعتُ رجلا من الْعَرَب يَقُول: أَرْجُو بِذَاكَ. فسأَلته؛ فَقَالَ: أَرْجُو ذَاك. وَهُوَ كَمَا تَقول: يُعجبني بأَنك قَائِم، وَأُرِيد لأذهبَ، مَعْنَاهُ: أُرِيد أَذْهب.

حرف الْمِيم (بَاب اللفيف من حرف الْمِيم) مِيم موم موا ميا مأَى مَاء وَأم أمْ مَا أمّا، إمّا أمّ يم أما مأ آم يَوْم ويم مَاء. قَالَ اللَّيْث: قَالَ أَبُو عبد الرحمان: قد فنيت العربّية فَلم يَبْق للميم إِلَّا الَّلفيف. مِيم: قَالَ اللَّيْث: الْمِيم: حرف هجاء، لَو قصرت فِي اضطرار شِعْر جَازَ. زعم الْخَلِيل أَنه رأى يَمَانِيا سُئل عَن هجائه، فَقَالَ: بَابا، مِمْ مِمْ. قَالَ: وَأصَاب الْحِكَايَة على اللَّفظ، وَلَكِن الَّذين مدّوا أَحْسنوا الْحِكَايَة بالمَدّة. قَالَ: والميمان، هما بِمَنْزِلَة النُّونين من (الجَلَمين) . قَالَ: وَكَانَ الْخَلِيل يُسمِّي الْمِيم مُطْبقة، لِأَنَّك إِذا تَكلّمت بهَا أَطْبقت. قَالَ: وَالْمِيم من الْحُرُوف الصِّحاح السّتة المُذْلَقة الَّتِي هِيَ فِي حَيّزين: حَيز الْفَاء، وَالْآخر حيّز اللَّام. وَجعلهَا فِي التَّأْلِيف الْحَرْف الثَّالِث للفاء وَالْبَاء، وَهِي آخر الْحُرُوف من الحيز الأول، وَهَذَا الحيّز شفويّ. موم: اللَّيْث وَغَيره: المُوم: البِرْسَام. يُقال: رجلٌ مَمُوم. وَقد مِيم يُمام مُوماً ومَوْماً. وَلَا يكون (يموم) لِأَنَّهُ مفعول بِهِ، مثل بُرْسِم؛ قَالَ ذُو الرمة يصف صائداً: إِذا تَوجَّس رِكزاً من سَنابكها أَو كَانَ صاحبَ أَرض أوا بِهِ المُومُ وَمَعْنَاهُ: أَن الصّياد يُذهب نَفسه إِلَى السَّمَاء ويفغر إِلَيْهَا أبدا لِئَلَّا يجد الوحشُ نَفْسَه فينفر، وشَبّهه بالمُبَرْسَم، والمَزكوم، لِأَن البِرْسام مُفْغِرٌ والزَّكام مُفْغر. الْحَرَّانِي، عَن ابْن السّكيت: مِيم، فَهُوَ مَمُوم، من (المُوم) . قَالَ شمر، قَالَ ابْن شُميل: المَوْماة: الفلاة الَّتِي لَا مَاء بهَا وَلَا أنيس بهَا. قَالَ: وَهِي جماع أسماءَ الفلوات. والمَوامِي: الْجَمَاعَة. ويُقال: علونا مَوْمَاةً. وَأَرْض مَوْمَاة. وَقَالَ أَبُو عُبيد: المَوامِي، مثل السَّباسِب. وَقَالَ أَبُو خَيْرة: هِيَ المَوْماء، والمَوْماة.

وَبَعْضهمْ يَقُول: الهَوْمة، والهَوْماة. وَهُوَ اسْم يَقع على جَمِيع الفلوات. وَأَخْبرنِي المُنذريّ، عَن المبرّد، أَنه قَالَ: يُقال لَهَا: الموماة والبَوْباة، بِالْمِيم وَالْبَاء. ومامَة: اسْم أُمّ عَمرو بن مامة. موا: الْأَصْمَعِي: الماويّة: المِرآة، كأَنها نُسِبت إِلَى المَاء. وَقَالَ اللّيث: الماوِيّة: البِلَّور. ويُقال: ثَلَاث ماويّات. وَلَو تُكلِّف مِنْهُ فِعْل، لقيل: مُمْوَاة. قلت: ماويّة، كَانَت فِي الأَصْل (مائية) ، فقُلبت المدّة واواً فقِيل: ماويّة. وَرَأَيْت فِي الْبَادِيَة على جادّة البَصْرة مَنْهلة بَين حَفَر أبي مُوسَى ويَنْسوعةَ، يُقَال لَهَا: ماويّة. وماويّة: من أَسمَاء النِّساء؛ وأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: ماويَّ يَا ربّتما غارةٍ شَعْواءَ كاللَّذْعة بالمِيسَمِ أَرَادَ: ماوّية، فرَخَّم. ميا: اللَّيْث: ميّة: اسْم امْرَأَة. وَزَعَمُوا أنّ القِردة الأُنثى تسمى: مَيَّة. وَيُقَال: مَنَّة. ويُقال فِي الِاسْم: مَيّ. مأى: أَبُو زيد، يُقَال: مأَوْت السِّقاء مَأْواً، ومأَيته مأْياً: إِذا وسَّعته فجعلتَه وَاسِعًا. وَكَذَلِكَ: الْوِعَاء. ويُقال تمأَّى السِّقاء. فَهُوَ يَتمأَّى تمئِّياً وتَمَوُّءًا، إِذا مَا مددتَه فاتّسَع. وَقَالَ اللَّيْث: المَأَى: النّميمة بَين القَوم. أَبُو عُبيد، عَن الْأَصْمَعِي: مأَيت بَين الْقَوْم: أَفْسدت. اللَّيْث: مأَوت بَينهم، إِذا ضربت بعضَهم بِبَعْض. ومأَيت، إِذا دَببت بَينهم بالنَّميمة؛ وأنْشد: ومأَى بَينهم أخُو نكراتٍ لم يَزَلْ ذَا نَمِيمةٍ مأَءَا وَامْرَأَة مَاَّاءَة: نمّامة، مثل: منَّاعة. ومُستقبله: يَمْأَى. اللَّيْث: الْمِائَة، حُذفت من آخرهَا (وَاو) . وَقيل: حرف لين لَا يُدْرى: أ (واوٌ) هُوَ أَو (يَاء) ؟ والجميع: المِئُون. ابْن السِّكيت: أمأَت الدراهمُ، إِذا صَارَت مائَة. وأمأَيْتها أَنا. قَالَ: وَتقول: ثَلثمائة. وَلَو قلت: ثَلَاث مئين، مِثَال (معِين) كَانَ جَائِزا، أَو ثَلَاث مِىءٍ، مِثَال (مَعَ) ؛ قَالَ مُزَرّد: وَمَا زَوَّدُوني غَيْر سَحقِ عِمَامَة وخَمْسمىءٍ مِنْهَا قَسِيّ وزائِفُ

قَالَ: وَلَو قلت: مئات، بِوَزْن (معاة) ، لجَاز. شَمر، عَن ابْن الْأَعرَابِي: إِذا تَمّمت الْقَوْم بِنَفْسِك مئة، فقد مَأَيْتَهم. وهم مَمْئيّون. وأَمْئَاهم، فهم مُمْؤُون. فَإِن أَتممَتهم بغيرك، فقد أَمْأَيتهم. فهم مُمْأَوْن. أَبُو عُبيد، عَن الْكسَائي: كَانَ الْقَوْم تِسْعةً وتِسْعين فأمأيتُهم، بِالْألف، مثل: أفْعلتهم. وَكَذَلِكَ فِي (الأَلْف) : آلفتهم. وَكَذَلِكَ إِذا صَارُوا هم كَذَلِك، قلتُ: قد أَمْأَوْا، وألْفُوا، إِذا صارُوا مائَة وأَلْفاً. مَاء: اللحياني: ماءت الهِرّة تَمُوء، مثل: ماعت تَمُوع. وَهُوَ الضُّغاء، إِذا صاحَت. وَقَالَ: هِرّةٌ مَؤُوء، بِوَزْن (مَعُوع) . وصوتها: المُواء، على (فُعال) . عَمْرو، عَن أَبِيه: أَمْوأَ: إِذا صَاح صِيَاح السِّنّور. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هِيَ المائِيّة، بِوَزْن (الماعيّة) . يُقَال ذَلِك للسِّنَّوْر. وَأم: أَبُو العبّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الوَأْمة: المُوافَقَةَ. والويمة: التُّهْمَة. أَبُو عبيد، عَن أبي زيد: واءَمْتُه وئاماً، ومُواءَمة، وَهِي المُوافقة، أنْ تَفعل كَمَا يَفعل. قَالَ أَبُو عبيد: من أمثالهم فِي المُياسرة: لَوْلَا الوِئام لهلك اللِّئام. قَالَ: والوئام: المُباهاة. يَقُول: إِن اللِّئام لَيْسُوا يأْتونَ الْجَمِيل من الأُمور على أَنَّهَا أخلاقُهم، وَإِنَّمَا يفعلونها مباهاة وتَشَبُّهاً بِأَهْل الْكَرم، وَلَوْلَا ذَلِك لهلكوا. هَذَا قَول أبي عُبيدة. وَأما غَيره من عُلمائنا فيُفَسّرون (الوئام) : المُوافقة، يَقُولُونَ: لَوْلَا مُوافقة النَّاس بَعضهم بَعْضًا فِي الصُّحْبة والعِشرة لكَانَتْ الهَلَكة. قَالَ أَبُو عُبيد: وَلَا أَحسب الأَصْل كَانَ إلاّ هَذَا. ابْن السّكيت: يُقال لَهما: تَوْأمان؛ وَهَذَا تَوأم. وَهَذِه توأمة. والجميع: تَوائم، وتُؤام. وَقد أتأمت الْمَرْأَة، إِذا ولدت اثْنَيْنِ فِي بَطْن وَاحِد. فَهِيَ مُتْئِم. اللَّيْث: التَّوأم: ولدان مَعًا. وَلَا يُقال: هما توأمان، وَلَكِن يُقال: هَذَا تَوأم هَذِه، وَهَذِه توأمتُه. فَإِذا جُمعا، فهما تَوْأم. قلتُ: أَخطَأ اللَّيث فِيمَا قَالَ، والقولُ مَا قَالَ ابْن السِّكيت.

وَهَذَا قَول الفَرّاء والنَّحويين الَّذين يُوثق بعِلْمهم. قَالُوا: يُقال للْوَاحِد: توأم. وهما توأمان، إِذا ولدا فِي بَطن وَاحِد؛ قَالَ عَنْترة: بَطَلٌ كأنّ ثِيابَه فِي سَرْحةٍ يُحْذَى نِعال السِّبْت لَيْسَ بتَوْأم قلتُ: وَقد ذكرتُ هَذَا الْحَرْف فِي كتاب التَّاء، فَأَعَدْت ذِكْره لأعرِّفك أنّ التَّاء مُبْدلة من الْوَاو. ف (التوأم) وَوْأم، فِي الأَصْل، وَكَذَلِكَ: (التَّوْلج) ، فِي الأَصْل: وَوْلَج، وَهُوَ الكِنَاس. وأصل ذَلِك من (الوِئَام) ، وَهُوَ الوِفاق. ويُقال: فلانٌ يُغَنِّي غِنَاءً مُتوائِماً، إِذا وَافق بعضُه بَعْضًا وَلم تَخْتلف ألحْانُه؛ قَالَ ابنُ أَحْمر: أَرَى نَاقَتي حنَّت بلَيْلٍ وساقها غِناءٌ كمَوْج الأعْجَم المُتَوائِمِ وَقَالَ أَبُو عَمرو: لَيَالٍ أُوَّمٌ، أَي: مُنكرة: وأَنْشد: لمّا رَأَيْت آخر اللَّيل غنَمْ وأنّها إحْدى لَيالِيك الأُوَمْ أَبُو عُبيد: المُؤَوَّم، مثل (المعوَّم) : الْعَظِيم الرَّأس. وَأَخْبرنِي المُنذريّ، عَن الطُّوسي، عَن الخَرّاز، عَن ابْن الأعرابيّ: و (يَوْأم) : قَبيلَة من الحَبش؛ وأَنْشد: وَأَنْتُم قبيلةٌ من يَوْأَمْ جَاءَت بكُم سَفِينةٌ من اليمْ قَالَ المُوأَّم: المشوّه الخَلق. وَأَمّه الله، أَي: شَوّه خَلْقه. وَقَوله (من يَوْأم) ، أَي: إِنَّكُم سُودان فَخَلْقكم مُشَوَّه. آم: أَبُو عبيد: الأَيْم والأَيْن، جَمِيعًا: الحيّة. قَالَ شَمر: قَالَ أَبُو خَيْرة: الأيْم والأيْن والثُّعْبان: الذكران من الْحَيَّات، وَهِي الَّتِي لَا تَضُرّ أحدا. قَالَ: وَقَالَ ابْن شُميل: كل حيَّة أَيم، ذكرا كَانَت أَو أُنثى. وَرُبمَا شدد فَقيل: أيِّم، كَمَا يُقال: هَيِّن وهَيْن. وَقَالَ الله تَعَالَى: {وَأَنْكِحُواْ الأَيَامَى مِنْكُمْ} (النُّور: 32) . قيل فِي تَفْسِيره: الْحَرَائِر. والأيامى: القَرابات: الآبنة وَالْخَالَة وَالْأُخْت.

وَأَخْبرنِي المُنذريّ، عَن أبي العبّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي، يُقال للرجل الَّذِي لم يتَزَوَّج: أَيّم، وللمرأة أيّمة، إِذا لم تتزوَّج. قَالَ: والأيّم: البِكْر والثَّيِّب. قَالَ: وَيُقَال: آم الرَّجُلُ يَئِيم أيْمةً، إِذا لم تكن لَهُ زَوْجة. وَكَذَلِكَ الْمَرْأَة، إِذا لم يكن لَهَا زَوْج. وَفِي الحَدِيث إنّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَتَعوَّذ من الأيْمة والعَيْمة، وَهِي طول العُزْبة. ابْن السِّكيت: فُلَانَة أَيِّم، إِذا لم يكن لَهَا زوج؛ وَرجل أيِّم، لَا امْرَأَة لَهُ؛ وَالْجمع: الأيَامى. وَالْأَصْل: أيَايم، فقُلبت الْيَاء وجُعلت بعد الْمِيم. وَقد آمت الْمَرْأَة تَئِيم أَيْمةً وأَيْماً؛ وتأيَّم الرّجُلُ زَمَانا، وتأيَّمت الْمَرْأَة، إِذا مَكَثا أيّاماً وزماناً لَا يتزَوَّجان. والحَرْبُ مَأْيَمة، أَي: تقتل الرِّجال وَتَدَع النِّساء بِلَا أَزوَاج. ابْن الأنباريّ: رجل أيِّم، ورجلان أيِّمان، وَرِجَال أيِّمون، وَنسَاء أيِّمات. وأُيَّمٌ: بَيِّن الأيُوم والأَيْمَة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الإيَام: الدُّخان؛ وأَنْشد لأبي ذُؤيب: فَلَمَّا جَلاَها بالإيَام تَحيَّزت ثُباتٍ عَلَيْهَا ذلُّها واكتئابُها يُقَال: آم الدُّخانُ يَئيم إياماً. قَالَ: وَأما الأُوام، فَهُوَ شِدّة العَطَش؛ وَقد آم الرَّجُلُ يَؤُوم أوْماً. أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: الأوام: الْعَطش، وَلم يَذكر لَهُ فِعْلاً. والأيامى، كَانَ فِي الأَصْل: أيايم، جمع (الأيّم) فقُلبت الْيَاء جُعلت بعد الْمِيم. قَالَه ابْن السِّكيت. قَالَ: ويُقال: مَا لَهُ آمٌ وعامٌ، أَي: هَلكت امْرَأَته. وَكَانَ الْقيَاس أَن يُقال: أيم، فَجعلت الْيَاء ألفا. وَقد آم يَئيم أَيْمة. وَمعنى (عامٌ) : هَلَكت مَاشِيَته حَتَّى يَعِيم إِلَى اللّبن. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقال رَجُلٌ أَيْمان، وعَيْمان أَيْمان: هَلكت امْرَأَته. ابْن السِّكيت: تأيّمت الْمَرْأَة، وتأيّم الرجلُ زَمَانا، إِذا مكَثا لَا يَتزوَّجان. قَالَ: أَأَمْتُ الْمَرْأَة، مثل: أَعَمْتها، فَأَنا أُئِيمها، مثل أُعِيمها. وَالْحَرب مَأْيَمة، أَي: تقتل الرِّجال وتَدع النِّساء بِلَا أَزوَاج. اللَّيْث: يُقال امْرَأَة أيِّم، وَقد تأيّمت، إِذا كَانَت بِغَيْر زَوْج. وَقيل ذَلِك إِذا كَانَ لَهَا زوج فَمَاتَ عَنْهَا،

وَهِي تصلح للأزواج، لِأَن فِيهَا سُؤْرةٌ من شباب؛ قَالَ رُؤبة: مغايراً أَو يَرْهب التّأْيِيما وَقَوله: وكأنّما ينأى بِجَانِب دفِّها الْ وَحْشِي مِن هَزِج العَشِيّ مُؤَوَّمِ أَرَادَ: من حادٍ هَزِج العَشيّ بحُدائه. اللَّيْث: المُواءمة: المُباراة. قَالَ: ويُقال: فُلَانَة تُوَائِم صَواحباتها، إِذا تكلّفت مَا يتكلَّفن من الزِّينة؛ قَالَ المَرّار: يَتواءَمْن بنَوْمات الضُّحى حَسَنات الدَّلّ والأُنْس الخَفِرْ أم: قَالَ الفَرّاء: أَمْ، فِي الْمَعْنى تكون ردّاً على الِاسْتِفْهَام على جِهَتَيْن: إِحْدَاهمَا: أَن تُفارق معنى (أم) . وَالْأُخْرَى: أَن تَستفهم بهَا على جِهة النَّسق الَّذِي يُنْوى بهَا الابتداءُ، إِلَّا أَنه ابتداءٌ مُتَّصل بِكَلَام. فَلَو ابتدأت كلَاما لَيْسَ قبله كَلَام، ثمَّ استفهمت لم يكن إِلَّا ب (الْألف) أَو ب (هَل) ، من ذَلِك قَوْله جلّ وعزّ: {} {رَّبِّ الْعَالَمِينَ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن} (السَّجْدَة: 1، 3) فَجَاءَت (أم) وَلَيْسَ فِيهَا اسْتِفْهَام، فَهَذَا دَلِيل على أَنه اسْتِفْهَام مُبْتَدأ على كَلَام قد سبقه. قَالَ: وَأما قَوْله تَعَالَى: {أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْئَلُواْ رَسُولَكُمْ} (الْبَقَرَة: 108) . فَإِن شِئْت جعلته استفهاماً مُبْتَدأ قد سبقه كَلَام، وَإِن شِئْت قلت: قبله اسْتِفْهَام فَرُد عَلَيْهِ، وَهُوَ قَوْله تَعَالَى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (الْبَقَرَة: 106) . وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: {وَقَالُواْ مَا لَنَا لاَ نَرَى رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِّنَ} {الاَْشْرَارِ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيّاً أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الأَبْصَارُ} (ص: 62، 63) . فَإِن شِئْت جعلته استفهاماً مُبتدأ على كَلَام قد سَبقه كَلَام. وَإِن شِئْت جعلته مَرْدُوداً على قَوْله: {وَقَالُواْ مَا لَنَا لاَ} (ص: 62) . وَمثله قَوْله تَعَالَى: {ياقَوْمِ أَلَيْسَ لِى مُلْكُ مِصْرَ وَهَاذِهِ الاَْنْهَارُ تَجْرِى مِن} (الزخرف: 51) ثمَّ قَالَ: {تُبْصِرُونَ أَمْ أَنَآ خَيْرٌ مِّنْ هَاذَا الَّذِى هُوَ مَهِينٌ وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ} (الزخرف: 52) . فالتفسير فيهمَا وَاحِد. قَالَ الْفراء: وَرُبمَا جعلت الْعَرَب (أم) إِذا سَبقها اسْتِفْهَام، وَلَا يصلح فِيهِ (أم) على جِهَة (بل) . فَيَقُولُونَ: هَل لَك قِبلنا حق أم أَنْت رجل مَعْرُوف بالظلم؟ . يُريدون: بل أَنْت رجُلٌ مَعْروف بالظُّلم؛ وأَنشد: فوَاللَّه مَا أَدْرِي أَسَلْمَى تَغَوَّلَت أم النَّوم أم كُلٌّ إليّ حَبِيبُ

يُرِيد: بَلْ كُلٌّ. قَالَ: ويَفعلون مثل ذَلِك ب (أَو) ، وسنذكره فِي مَوْضِعه. وَقَالَ الزجّاج: أم، إِذا كَانَت مَعْطوفة على لفظ الِاسْتِفْهَام، فَهِيَ مَعْرُوفَة لَا إِشْكَال فِيهَا؛ كَقَوْلِك: أزَيْدٌ أحسن أم عَمْرو؟ و: أكذا خير أم كَذَا؟ وَإِذا كَانَت لَا تقع عطفا على ألف الِاسْتِفْهَام، إِلَّا أَنَّهَا تكون غير مُبتَدأَة، فَإِنَّهَا تؤذن بِمَعْنى (بل) ، وَمعنى (ألف الِاسْتِفْهَام) . ثمَّ ذكر قَول الله تَعَالَى: {أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْئَلُواْ رَسُولَكُمْ} (الْبَقَرَة: 108) . قَالَ الْمَعْنى: بل أَتُريدون أَن تسألوا. وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: {أَلَمْ} {} {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ} (السَّجْدَة: 1، 3) . الْمَعْنى: بل يَقُولُونَ افتراه. وَقَالَ اللَّيْث: أم، حرف أحسن مَا يكون فِي الِاسْتِفْهَام على أَوله، فَيصير الْمَعْنى كَأَنَّهُ اسْتفهام بعد اسْتفهام. قَالَ: وَيكون (أم) بِمَعْنى (بل) . وَيكون (أم) بِمَعْنى (ألف الِاسْتِفْهَام) ، كَقَوْلِك: أم عِندك غداء حاضرٌ؟ وَهِي لُغَة حَسَنَة من لُغات الْعَرَب. قلت: وَهَذَا يجوز إِذا سَبقه كَلَام. قَالَ اللَّيْث: وَتَكون (أم) مُبتَدأَة للْكَلَام فِي الْخَبَر، وَهِي لُغَة يَمَانِية، يَقُول قَائِلهمْ: أم نَحن خرجنَا خيارَ النَّاس، أم نُطعم الطَّعَام، أم نضرب السِّهَام؛ وَهُوَ يُخْبِر. وروى ابْن اليزيدي، عَن أبي حَاتِم، قَالَ: قَالَ أَبُو زيد: (أم) تكون زَائِدَة، لُغَة لأهل الْيمن؛ وأَنْشد: يَا دَهْن أم مَا كَانَ مَشْيِي رَقَصَا بل قد تكون مِشْيَتي ترقُّصَا أَرَادَ يَا دَهناء، فرَخَّم، و (أم) زَائِدَة؛ أَرَادَ: مَا كَانَ مَشيي رَقَصاً، أَي: كنت أترقَّص وَأَنا فِي شَبِيبتي واليومَ قد أَسْنَنْت حتّى صَار مَشيي رَقَصا. وَقَالَ غَيره: تكون (أم) بلغَة أهل الْيمن بِمَعْنى: الْألف وَاللَّام. وَفِي الحَدِيث: (لَيْسَ من امْبِرّ امْصِيامٌ فِي امْسَفَر) . أَي: لَيْسَ من البرّ الصّيام فِي السَّفر. قلت: وَالْألف فِيهَا ألف وصل، تُكتب وَلَا تُظهر إِذا وُصلت، وَلَا تُقطع كَمَا تُقطع ألف (أم) الَّتِي قدّمنا ذكرهَا؛ وأَنْشد أَبُو عُبيد: ذَاك خَلِيلي وَذُو يُعاتِبُني يَرْمي وَرائي بامْسَيْفِ وامْسَلِمَهْ

أَلا تَراه كَيفَ وَصل الْمِيم باللاَّم، فافهمه. قلت: وَالْوَجْه ألاّ تثبت الْألف فِي الْكِتَابَة، لأنّها مِيم جُعلت بدل الْألف وَاللَّام، للتَّعْريف. مَا: قَالَ أهل العربيّة: (مَا) إِذا جُعِلت اسْما هِيَ لغير المُميِّزين من الجِنّ وَالْإِنْس؛ و (من) تكون للمميِّزين. وَمن الْعَرَب من يَستعمل (مَا) فِي مَوضِع (من) ، من ذَلِك قولُه تَعَالَى: {وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَءَابَاؤُكُمْ مِّنَ النِّسَآءِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ} (النِّسَاء: 22) التَّقْدِير: لَا تَنكحوا مَن نكح آباؤكم. وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: {فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ} (النِّسَاء: 3) ، مَعْنَاهُ: من طَابَ لكم. وروى سَلمة، عَن الفَراء، قَالَ الْكسَائي: تكون (مَا) اسْما، وَتَكون جَحْداً، وَتَكون استفهاماً، وَتَكون شَرْطاً، وَتَكون تعجُّباً، وَتَكون صِلَةً، وَتَكون مَصْدراً. قَالَ مُحَمَّد بن يزِيد: وَقد تَأتي (مَا) تمنع العاملَ عمله، وَهُوَ كَقَوْلِك: كَأَنَّمَا وَجهك الْقَمَر، وَإِنَّمَا زَيْد صديقنا. قلت: وَمِنْه قولْه تَعَالَى: {رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ} (الْحجر: 2) ربّ: وضعت للأسماء، فَلَمَّا أُدخلت فِيهَا (مَا) جُعلت للفِعْل. وَقد توصل (مَا) ب (رب) و (ربت) فَتكون صلَة؛ كَقَوْلِه: ماوِيّ يَا رُبَّتما غارةٍ شَعْواء كاللَّذْعةِ بالمِيَسمِ يُريد: يَا ربّت غَارة. وتجيء (مَا) صلَة يُراد بهَا التَّأْكِيد، كَقَوْلِه تَعَالَى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مَّيثَاقَهُمْ} (النِّسَاء: 155) . الْمَعْنى: بِنَقْضهم ميثاقهم. وَتَكون مصدرا؛ كَقَوْلِه تَعَالَى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} (الْحجر: 94) أَي: فَاصْدَعْ بالأَمر. وَكَقَوْلِه تَعَالَى: {وَتَبَّ مَآ أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا} (المسد: 2) أَي: وكَسْبه. و (مَا) التَّعجب؛ كَقَوْلِه تَعَالَى: {فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ} (الْبَقَرَة: 175) . والاستفهام ب (مَا) كَقَوْلِك: مَا قَولك فِي كَذَلِك؟ والاستفهام ب (مَا) مِن الله لِعِبَادِهِ على وَجهين: هُوَ للمُؤمن تَقْرير؛ وللكافر تَقْريع وتَوْبيخ. فالتَّقرير، كَقَوْلِه تَعَالَى لمُوسى عَلَيْهِ السَّلَام: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يامُوسَى} {قَالَ هِىَ عَصَاىَ} (طه: 17 و 18) قَرَّره الله أَنَّهَا عَصىً كَرَاهِيَة أَن يَخافها إِذا حَوَّلها حَيَّة. والشَّرط؛ كَقَوْلِه تَعَالَى: {شَىْءٍ قَدِيرٌ مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (فاطر: 2) . والجحد؛ كَقَوْلِه تَعَالَى: {مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ} (النِّسَاء: 66) .

وتجيء (مَا) بِمَعْنى (أَي) ؛ كَقَوْلِه تَعَالَى: {قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا} (الْبَقَرَة: 69) الْمَعْنى: يبين لنا أيّ شَيْء لَوْنهَا؟ و (مَا) فِي هَذَا الْموضع رَفع، لِأَنَّهُ ابْتِدَاء، ومُرافعها قَوْله (لَوْنهَا) . الْفراء: و {ضَلاَلاً مِّمَّا خَطِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - ئَاتِهِمْ أُغْرِقُواْ فَأُدْخِلُواْ نَاراً فَلَمْ يَجِدُواْ لَهُمْ} (نوح: 25) تَجعل (مَا) صلَة فِيمَا تَنْوي بِهِ مَذْهَب الْجَزَاء، كَأَنَّهُ: من خطيئاتهم مَا أُغرقوا. وَكَذَلِكَ رَأَيْتهَا فِي مُصحف عبد الله، وتأخرها دَلِيل على مَذْهَب الْجَزَاء. وَمثلهَا فِي مصحفه: (أَي الْأَجَليْنِ مَا قَضيتَ) . أَلا ترى أَنَّك تَقول: حَيْثُمَا تكن أكن، وَمهما تقل أقُل. وَقَوله تَعَالَى: {أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الاَْسْمَآءَ الْحُسْنَى} (الْإِسْرَاء: 110) وُصل الْجَزَاء ب (مَا) ، فإِذا كَانَ استفهاماً لم يُوصل ب (مَا) ، وَإِنَّمَا يُوصل إِذا كَانَ جَزَاء؛ أَنْشد ابْن الأعرابيّ قولَ حسّان: إِن يكُن غَثّ مِنْ رَقَاشِ حَدِيثٌ فبمَا يَأْكُل الحديثُ السَّمينَا قَالَ: فبمَا، أَي: رُبمَا. قلت: وَهُوَ مَعروف فِي كَلَامهم قد جاءَ فِي شعر الْأَعْشَى وَغَيره. أما: وَقَالَ اللَّيْث (أمَا) اسْتِفْهَام جحود؛ كَقَوْلِك: أما تَسْتَحي من الله؟ قَالَ: وَتَكون (أما) تَأْكِيد للْكَلَام ولليمين، كَقَوْلِك: أما إِنَّه لرجل كَرِيم. وَفِي الْيَمين كَقَوْلِك: أمَا وَالله لَئِن سَهرت كُل لَيْلَة لأدَعنّك نَادِما؛ أما لَو علمتُ بمكانك لأزعجنّك مِنْهُ. إِمَّا وَأما: وافتراقهما أَبُو الْعَبَّاس، عَن سَلمة، عَن الفراءِ، قَالَ: قَالَ الْكسَائي فِي بَاب (إمّا) و (أمّا) : إِذا كنت آمراً، أَو ناهياً، أَو مُخبراً، فَهِيَ (أمّا) مَفْتُوحَة. وَإِذا كنت مُشترطاً أَو شاكاً أَو مخيِّراً أَو مُخْتَارًا، فَهِيَ (إمّا) بِكَسْر الْألف. قَالَ: وَتقول من ذَلِك فِي الأول: أما الله فاعْبد، وَأما الخَمر فَلَا تَشْربها، وأمّا زيد فقد خَرج. قَالَ: وَتقول فِي النَّوْع الثَّانِي؛ إِذا كنت مُشترطاً: إمّا تَشْتمنّ زيدا فَإِنَّهُ يَحْلُم عَنْك. وَتقول فِي الشكّ: لَا أَدْري من قَامَ إمَّا زيدٌ وإمّا عَمْرو. وَتقول فِي التَّخيير: تعلّم إمّا الفِقه: وإمّا النَّحو. وَتقول فِي الْمُخْتَار: لي بِالْكُوفَةِ دارٌ وَأَنا خَارج إِلَيْهَا فإمّا أَن أَسْكنها وإمّا أَن أبِيعها. قَالَ: وَمن الْعَرَب من يَجعل (إمّا) بِمَعْنى: إمّا الشّرطِيَّة. قَالَ: وَأنْشد الْكسَائي

لصَاحب هَذِه اللُّغَة، إِلَّا أَنه أبدل إِحْدَى الميمين يَاء: يَا لَيْت مَا أُمّنا شالت نعامتها إيما إِلَى جَنّة إيما إِلَى نارِ وَقَالَ المبرّد: إِذا أتيت ب (إمّا) و (أما) فافتحها مَعَ الْأَسْمَاء واكسرها مَعَ الْأَفْعَال؛ وأَنْشد: إمّا أَقمت وأمّا أَنْت ذَا سَفر فَالله يَحْفظ مَا تَأتي وَمَا تَذَرُ كسرت (إِمَّا أَقمت) مَعَ الْفِعْل، وَفتحت (وَأما أَنْت) لِأَنَّهَا وَليهَا الِاسْم. وَقَالَ: أَبَا خُراشة أمّا أنْت ذَا نَفر الْمَعْنى: إِذا كنت ذَا نفر. قَالَه ابْن كَيسان. وَقَالَ الزجّاج: (إِمَّا) الَّتِي للتَّخيير شُبهت ب (إِن) الَّتِي ضمّت إِلَيْهَا (مَا) ، مثل قَوْله تَعَالَى: {إِمَّآ أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّآ أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً} (الْكَهْف: 86) . كتبت بِالْألف لما وَصفنَا، وَكَذَلِكَ (إِلَّا) كتبت بِالْألف، لِأَنَّهَا لَو كُتبت بِالْيَاءِ لأَشْبهت (إِلَى) . قَالَ البَصريون: (أمّا) هِيَ (أَن) الْمَفْتُوحَة ضُمت إِلَيْهَا (مَا) عوضا من الْفِعْل، وَهِي بِمَنْزِلَة (إِذْ) ، الْمَعْنى: إِذْ كنت قَائِما فإِني قَائِم مَعَك؛ ويُنْشدون: أَبَا خُراشة أمّا أَنْت ذَا نفر قَالُوا: فَإِن ولي هَذِه الْفِعْل كُسرت، فَقيل: إمّا انْطَلَقت انْطلقت مَعَك؛ وأَنْشدوا: إمّا أَقمت وأمّا أَنْت مُرتحلا فكَسر الأُولى وفتَح الثَّانِيَة. فَإِن ولي هَذِه الْمَكْسُورَة فعل مُستقبل أحدثت فِيهِ النُّون، فَقلت: إمّا تذهبنّ فإنّي مَعَك. فَإِن حَذفت النُّون جَزمت، فَقلت: إمّا يَأْكُلك الذِّئْب فَلَا أَبكيك. وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله تَعَالَى: {بَصِيراً إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً} (الْإِنْسَان: 3) . قَالَ (إمّا) هَا هُنَا تكون جَزَاء، أَي: إِن شكر وَإِن كَفر. قَالَ: وَيكون على (إمّا) الَّتِي فِي قَوْله تَعَالَى: {إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ} (التَّوْبَة: 106) فَكَأَنَّهُ قَالَ: خَلَقناه شقيّاً أَو سعيداً. أم: أَبُو العبّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الأُم: امْرَأَة الرَّجل المُسِنّة. وَالأُم، الوالدة من كل الحَيوان. ويُقال: مَا أَمِّي وأَمُّه؟ وَمَا شَكلي وشَكله؟ أَي: مَا أَمْري وأَمْره لبُعده منّي، فلمَ يتعرّض لي؟ وَمِنْه قَول الشَّاعِر: فَمَا أَمضي وأَمّ الوَحْش لمّا تَفَرَّع فِي ذُؤابَتِي المَشِيبُ

وَقَالَ ابْن بُزُرْج: قَالُوا مَا أَمّك وأمّ ذَات عِرْق؟ أَي: أَيْهات مِنْك ذَات عِرْق؟ قَالَ اللَّيْث: الأُم، هِيَ الوالدة؛ وَالْجمع الأُمَّهات. وَقَالَ غَيره: تُجمع (الأُم) من الآدميّات: أمّهات؛ وَتجمع من الْبَهَائِم: أُمّات؛ قَالَ: لقد آليْت أُعْذَر فِي خِداع وَإِن مَنَّيت أمّاتِ الرِّبَاعِ اللَّيْث: يُقَال: تأمّم فلَان أُمّاً، أَي: اتخذها لنَفسِهِ أُمّاً. وَتَفْسِير (الْأُم) فِي كل مَعَانِيهَا: أمّة، لِأَن تأسيسه من حَرْفين صَحِيحَيْنِ، وَالْهَاء فِيهِ أَصْلِيَّة، وَلَكِن الْعَرَب حذَفت تِلْكَ الْهَاء إِذا أمنُوا اللَّبْس. قَالَ: وَيَقُول بعضُهم فِي تَصغير (أُمّ) : أمَيْمة. وَالصَّوَاب: أُمَيْهة، تُرد إِلَى أصل تأسيسها. وَمن قَالَ (أُميمة) صغّرها على لَفظهَا، وهم الَّذين يَقُولُونَ (أمّات) ؛ وأَنشد: إِذا الأمّهات قَبَحْن الوُجُوهَ فَرَجْتَ الظَّلامَ بأُمّاتِكَا قَالَ ابْن كيسَان: يُقال: أُمّ، وَهِي الأصْل؛ وَمِنْهُم من يَقُول: أُمّة؛ وَمِنْهُم من يَقُول: أُمّهة؛ وأَنْشد: تَقَبَّلْتها عَن أُمَّةٍ لَك طالما تُنوزِع فِي الأَسواق عَنْهَا خِمارُها يُريد: عَن أُم لَك، فألحقها هَاء التَّأْنِيث. وَقَالَ آخر: أُمَّهتي خندفُ والياس أَبِي فأمّا الْجمع فَأكْثر الْعَرَب على (أمّهات) وَمِنْهُم من يقُول: أُمّات. وَقَالَ المبرّد: الْهَاء من حُرُوف الزّيادة، وَهِي مزيدة فِي (الأُمهات) وَالْأَصْل (الأُم) وَهُوَ: القَصْد. قلت: وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب، أَن (الْهَاء) مزيدة فِي (الْأُمَّهَات) . وَقَالَ اللَّيْث: من الْعَرَب مَن يَحذف ألف (أم) كَقَوْل عديّ بن زيد: أيّها العائب عِنْدِي مّ زَيْد وَأعلم أَن كل شَيْء يُضم إِلَيْهِ سَائِر مَا يَلِيهِ فَإِن الْعَرَب تسمِّي ذَلِك الشَّيْء: أُمًّا، من ذَلِك: أُم الرَّأْس، وَهُوَ الدِّماغ؛ ورَجُلٌ مَأْمُوم؛ والشجّة الآمّة: الَّتِي تبلغ أُمَّ الدِّماغ. والأَميم: المَأْموم. قَالَ والأُمَيْمة: الْحِجَارَة الَّتِي تُشْدخ بهَا الرُّؤوس؛ قَالَ: ويومَ جَلَّينا عَن الأهاتم بالمَنْجنيقات وبالأمَائمِ

المكنىّ بِالْأُمِّ قَالَ: وأُم التّنائف: الْمَفَازَة الْبَعِيدَة. وَأم القُرَى: مَكَّة. وكُل مَدِينَة، هِيَ أُم مَا حولهَا من القُرى. وأُم الكِتَاب: كُل آيَة محكمَة من آيَات الشَّرَائِع وَالْأَحْكَام والفرائض. وَجَاء فِي الحَدِيث: (إِن أُم الْكتاب هِيَ فَاتِحَة الْكتاب) ، لِأَنَّهَا هِيَ المتقدّمة أَمَام كل سُورة فِي جَمِيع الصَّلَوَات، وابتدى بهَا فِي المُصحف فقدّمت، وَهِي الْقُرْآن الْعَظِيم. وَأما قَوْله تَعَالَى: {تَعْقِلُونَ وَإِنَّهُ فِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِىٌّ} (الزخرف: 4) . فَقَالَ: هِيَ اللَّوْح الْمَحْفُوظ. قَالَ قَتَادَة: أُم الْكتاب: أَصل الْكتاب. وَعَن ابْن عبّاس: أُمّ الْكتاب، الْقُرْآن من أَوله إِلَى آخِره. وَقَوله تَعَالَى: {مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} (القارعة: 9) أَي: أُمه الَّتِي يأوي إِلَيْهَا، كَمَا يأوي الرجل إِلَى أُمه، هاوية، وَهِي النَّار يهوي فِيهَا من يدخلهَا، أَي: يَهلك. وَقيل: فَأم رَأسه هاوية فِيهَا، أَي: سَاقِطَة. وأُم الرُّمْح: لواؤُه وَمَا لُفّ عَلَيْهِ من خِرقة؛ وَمِنْه قَول الشَّاعِر: وسَلَبْنا الرُّمْح فِيهِ أُمّه مِن يَدِ العاصِي وَمَا طالَ الطِّوَلْ وَأخْبرنَا عبد الْملك، عَن الرّبيع، عَن الشَّافِعِي، قَالَ: العربُ تَقول للرجل يَلِي طَعَام الْقَوْم وَخدمَتهمْ: هُوَ أُمتهم؛ وأَنْشد للشَّنْفرى: وأُمّ عِيَال قد شهِدت تَقُوتهم إِذا حَتَرتْهم أَتْفَهت وأَقَلَّت قَالَ: ويُقال للْمَرْأَة الَّتِي يأوي إِلَيْهَا الرَّجُلُ: هِيَ أُم مَثْواه. وَفِي الحَدِيث: (اتَّقوا الْخمر فَإِنَّهَا أُم الْخَبَائِث) . وَقَالَ شمر: أم الْخَبَائِث: الَّتِي تجمع كُل خَبِيث. قَالَ: وَقَالَ: الفصيح فِي أَعْرَاب قَيس: إِذا قيل: أُمّ الشَّرّ، فَهِيَ تَجمع كل شَرّ على وَجه الأَرْض. - وَإِذا قيل أُمّ الْخَيْر، فَهِيَ تَجمع كُلّ خَير. قَالَ: وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الْأُم لكُل شَيْء، هِيَ المجَمع لَهُ والمَضَمّ. وأُم الرَّأْس، هِيَ الخريطة الَّتِي فِيهَا الدِّماغ. وأمُّ النُّجوم: المَجَرّة. وأمُّ الطَّريق: مُعظمها، إِذا كَانَ طَرِيقا عَظِيما وَحَوله طُرق صِغار فالأعظم أُمّ الطَّرِيق.

وأمّ اللُّهَيْم: هِيَ المَنِيّة. وأمّ خَنُّور: الخِصْب. وأمّ جَابر: الخُبز. وأمّ صَبَّار: الحَرَّة. ورُوي عَن عَمرو، عَن أَبِيه، أَنه قَالَ: أمّ عُبَيد: هِيَ الصَّحراء. وأمّ عَطِيّة: الرَّحَى. وأمّ شَمْلة: الشَّمْس. وأمّ الخُلْفُف: الدَّاهية. وأمّ رُبَيْق: الْحَرْب. وأمّ ليْلى: الخَمْرُ. وليلى: النَّشوة. وأمّ دَرْز: الدُّنيا. وأمّ بَحنة: النَّخلة. وأمّ سِرياح: الجرادة. وأمّ عَامر: المَقْبُرة. وأمّ جَابر: السُّنْبلة. وأمّ طِلْبة: العُقاب. وَكَذَلِكَ: أمّ شَعْواء. وأمّ حباب: هِيَ الدُّنيا؛ وَهِي أمّ وافرة. وأمّ زافرة: البَيْن. وأمّ سَمْحة: العَنْز. ويُقال لِلْقِدْر: أمّ غِياث، وأمّ عُقْبة، وأمّ بَيْضَاء، وأمّ دسمة، وأمّ العِيَال. وأمّ جِرْذَان: النَّخلة، وَإِذا سَمَّيت رجلا بأُم جِرذان لم تَصْرفه. وأمّ خَبِيص، وأمّ سُويد، وأمّ عَقاق، وأمّ عَزمة، وأمّ طبيخة، وَهِي أمّ تسعين. وأمّ حِلْس: الأثان. وأمّ عَمْرو، وأمّ عَامر: الضَّبُع. ابْن هانىء، عَن أبي زيد، يُقَال: إِنَّه لحسن أمّة الوَجْه، يعنون: سُنَّته وصُورته. وَإنَّهُ لقبيح أمّة الوَجه. وَأَخْبرنِي المنُذري، عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: يُقال للرجل الْعَالم: أُمّة. قَالَ: والأُمّة: الْجَمَاعَة. والأُمّة: الرجل الْجَامِع للخَيْر. والأُمة: الطَّاعَة. وأُمّة الرَّجُل: وَجهه وقامَتُه. وأُمّة الرَّجل: قَوْمُه. والإمّة، بِالْكَسْرِ: الْعَيْش الرَّخِيّ. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: فِيمَا أَخْبرنِي عَنهُ الْمُنْذِرِيّ، قَالَ: الأُمَّة: الحِين. وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله تَعَالَى: {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} (يُوسُف: 45) . قَالَ: بعد حينٍ من الدَّهْر. قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: والأُمّة: الدِّين.

والأُمّة: المُعلِّم. وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله تَعَالَى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا} (النَّحْل: 120) . قَالَ: أُمّة معلِّما للخير. وروى سَلمة، عَن الْفراء: {قَالُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ إِنَّا وَجَدْنَآءَابَآءَنَا عَلَى} (الزخرف: 22) ، وَهِي مثل: السُّنّة والمِلّة. وقرىء (على إمّة) ، وَهِي الطَّرِيقَة، من: أَمَمْت. يُقَال: مَا أحسن إمّته قَالَ: والإمّة أَيْضا: الْملك والنَّعيم؛ وأَنْشد لعديّ بن زَيد: ثمَّ بعد الفَلاح والمُلك والإمّ ة وارتْهمُ هُنَاكَ القُبور قَالَ: أَرَادَ: إِمَامَة المُلك ونعيمه. وَقَالَ أَبو إِسْحَاق فِي قَوْله تَعَالَى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ} (الْبَقَرَة: 213) ، أَي: كانو على دين وَاحِد. قَالَ: والأُمّة: فِي اللُّغَة أَشْيَاء، فَمِنْهَا؛ أَن الأُمُّة: الدّين، وَهُوَ هَذَا. والأُمّة: الْقَامَة؛ وَأنْشد: وَإِن مُعاوية الأَكْرمي ن حِسان الوُجوه طِوال الأُمَمْ أَي: طوال القَامات. قَالَ: والأُمّة، من النَّاس، يُقال: قد مَضَت أُمم، أَي: قُرُون. والأُمّة: الرجل الَّذِي لَا نَظير لَهُ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا} (النَّحْل: 120) . وَقَالَ أَبو عُبيدة: معنى قَوْله (كَانَ أُمة) أَي: كَانَ إمَاماً. والأُمّة: النِّعمة. أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: هُوَ فِي إمّة من العَيش؛ وآمة، أَي: خِصْب. قَالَ شمر. وآمة، بتَخْفِيف الْمِيم: عَيْب؛ وأُنْشد: مَهلاً أَبيت اللّعْن مَهْ لَا إنّ فِيمَا قُلت آمَهْ وَذكر أَبُو عَمْرو الشَّيباني أَن الْعَرَب تَقول للشَّيْخ إِذا كَانَ بَاقِي القُوة: فلَان بإِمّةٍ، رَاجع إِلَى الْخَيْر والنّعمة، لِأَن بَقَاء قُوته من أعظم النِّعمة. قَالَ: وأَصل هَذَا الْبَاب كُله من (القَصْد) . يُقَال: أممت إِلَيْهِ، إِذا قَصدته. فَمَعْنَى (الأمّة) فِي الدّين، أَن مَقصدهم مقصدٌ وَاحِد. وَمعنى (الإمّة) فِي النِّعمة؛ إِنَّمَا هُوَ الشَّيْء الَّذِي يَقْصده الْخلق ويَطْلُبونه. وَمعنى (الْأمة) فِي الرجُل المُنفرد الَّذِي لَا نَظير لَهُ: أنّ قَصْده مُنفرد من قصد سَائِر النَّاس؛ قَالَ النَّابِغَة: وَهل يَأْثمن ذُو أُمّة وَهُوَ طائع ويُروى: ذُو إمّة.

فَمن قَالَ: ذُو أمّة، فَمَعْنَاه: ذُو دِين. وَمن قَالَ: ذُو إمّة، فَمَعْنَاه: ذُو نعْمَة أُسديت إِلَيْهِ. قَالَ: وَمعنى (الأُمّة) : الْقَامَة، سَائِر مَقْصَد الْجَسَد. فَلَيْسَ يخرج شَيْء من هَذَا الْبَاب عَن معنى (أممت) ، أَي: قصدت. وَيُقَال: إمامنا هَذَا حَسن الإمّة، أَي: حسن الْقيام بإمامته إِذا صلّى بِنَا. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: قَالُوا فِي معنى الْآيَة غيْرَ قولٍ. قَالَ بَعضهم: كَانَ النَّاس فِيمَا بَين آدم ونوح كُفَّاراً فَبعث الله النَّبيين يُبشِّرون مَن أَطاع بالجنّة ويُنذرون مَن عَصى بالنَّار وَقَالَ آخَرُونَ: كَانَ جَمِيع مَن مَعَ نوح فِي السَّفِينة مُؤمناً ثمَّ تَفرّقوا من بعده عَن كُفْر، فَبعث الله النَّبِيين. قَالَ: وَقَالَ آخَرُونَ: النَّاس كَانُوا كفّاراً فَبعث الله إِبْرَاهِيم والنَّبيِّين من بعده. قلت: و (الأمّة) فِيمَا فسروا، يَقع على الكفّار وعَلى المُؤمنين. وَقَالَ الله تَعَالَى: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِىَّ} (الْبَقَرَة: 78) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: معنى (الْأُمِّي) فِي اللُّغَة: الْمَنْسُوب إِلَى مَا عَلَيْهِ جَبَلَتْه أُمّه، أَي: لَا يكْتب، فَهُوَ فِي أَنه لَا يكْتب على مَا ولد عَلَيْهِ. وارتفع (أُمِّيُّونَ) بِالِابْتِدَاءِ، و (مِنْهُم) الْخَبَر. وَقَالَ غَيره: قيل للَّذي لَا يكْتب: أُمي، لِأَن الْكِتَابَة مكتسبة، فَكَأَنَّهُ نُسب إِلَى مَا وُلد عَلَيْهِ، أَي: هُوَ على مَا وَلدته أُمه عَلَيْهِ. وَكَانَت الْكِتَابَة فِي الْعَرَب فِي أهل الطَّائِف تعلّموها من رجل من أهل الْحيرَة، عَن أَهل الأنبار. قَالَ أَبُو زيد: الأمّي من الرِّجَال: العَيِيّ الْقَلِيل الْكَلَام الجافي الجلْف؛ وأَنشد: وَلَا أَعُود بعْدهَا كَرِيّا أمارس الكَهْلة والصَّبِيَّا والعَرَب المنفَّه الأمِّيّا قيل لَهُ: أميّ، لِأَنَّهُ على مَا وَلدته أُمه عَلَيْهِ من قلَّة الْكَلَام وعُجْمة اللّسان. وَقيل للنَّبِي مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الأُمي، لِأَن أُمة الْعَرَب لم تكن تكْتب وَلَا تقْرَأ الْمَكْتُوب، بَعثه الله رَسُولا وَهُوَ لَا يكْتب وَلَا يقْرَأ من كتاب، وَكَانَت هَذِه الْخلَّة إِحْدَى آيَاته المُعجزة، لِأَنَّهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَلا عَلَيْهِم كتاب الله منظوماً مَعَ أميته بآيَات مفصلات، وقصص مؤتلفات، ومواعظ حكيمات، تَارَة بعد أُخْرَى، بالنَّظم الَّذِي أُنزل عَلَيْهِ، فَلم يغيّره وَلم يبدِّل أَلْفَاظه. وَكَانَ الْخَطِيب من الْعَرَب إِذا ارتجل خطْبَة ثمَّ أَعَادَهَا زَاد فِيهَا ونَقص، فَحفِظه الله

جلّ وعزّ على نبيّه كَمَا أَنزله، وأَبانه من سَائِر مَن بَعثه إِلَيْهِم بِهَذِهِ الْآيَة الَّتِي بايَن بَينه وَبينهمْ بهَا، وَفِي ذَلِك أَنزل الله تَعَالَى: {) إِلاَّ الْكَافِرونَ وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لاَّرْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} (العنكبوت: 48) . يَقُول جلّ وعزّ: لَو كنت تتلو من الْكتاب، أَو تخط لارتاب المُبطلون الَّذين كفرُوا، ولقالوا إِنَّه وَجد هَذِه الأقاصيص مَكْتُوبَة فحفظها من الْكتب. اللَّيْث: كُل قوم نُسبوا إِلَى نَبِي فأُضيفوا إِلَيْهِ، فهم: أُمّته. وَقيل: أُمة مُحَمَّد: كُل من أَرسل إِلَيْهِ ممَّن آمن بِهِ أَو كفر. قَالَ: وكل جيل من النَّاس، فهم: أُمة على حِدة. وَقَالَ غَيره: كل جنس من الْحَيَوَان غير بني آدم أُمّة على حِدة؛ قَالَ الله تَعَالَى: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِى الاَْرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ} (الْأَنْعَام: 38) الْآيَة. وَمعنى قَوْله: (إِلَّا أُمَم أمثالكم) فِي معنى دون معنى. يُرِيد: وَالله أَعلم: أَن الله خلقهمْ وتعبّدهم بِمَا شَاءَ أَن يتعبَّدهم بِهِ من تَسبيح وَعبادَة عَلِمها مِنْهُم وَلم يُفقِّهنا ذَلِك. وَجَاء فِي الحَدِيث: (لَوْلَا أَن الْكلاب أُمّة تُسبِّح لأَمرتُ بقَتْلها، وَلَكِن اقْتُلوا مِنْهَا كُلَّ أَسْود بَهيم) . اللَّيْث: الإمّة: الائتمام بِالْإِمَامِ. يُقال: فلَان أَحقّ بإِمّة هَذَا الْمَسْجِد من فلَان، أَي: بِالْإِمَامَةِ. قلت: الإمّة: الْهَيْئَة فِي الإمَامة وَالْحَالة. يُقال: فلَان حَسن الإمّة، أَي: حسن الْهَيْئَة إِذا أمّ النَّاس فِي الصَّلَاة. وَالْإِمَام: كل من ائتم بِهِ قومٌ كَانُوا على الصّراط الْمُسْتَقيم أَو كَانُوا ضالّين. وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إمَام أُمته، وَعَلَيْهِم جَمِيعًا الائتمام بسُنَّته الَّتِي مَضى عَلَيْهَا. والخليفة: إمَام رَعيّته. وَالْقُرْآن: إمَام المُسلمين. وإمَام الغُلام فِي المَكتب، مَا يتعلّمه كُلَّ يَوْم. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ فِي قَول الله تَعَالَى: {يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} (الْإِسْرَاء: 71) قَالَت طَائِفَة، بإِمامهم. وَقَالَت طَائِفَة: دينهم وشَرعهم. وَقيل: بِكِتَابِهِمْ الَّذِي أحصى فِيهِ عَمَلهم. وَقَول الله تَعَالَى: {فَقَاتِلُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ} (التَّوْبَة: 12) أَي: قَاتلُوا رُؤساء الكفّار وقادَتهم الَّذين ضُعَفاؤُهم تَبع لَهُم. وقرىء قَوْله تَعَالَى: {أَئِمَّةَ الْكُفْرِ} على حَرْفين.

فَأكْثر القُراء قرؤوا: أيِمة؛ بِهَمْزَة وَاحِدَة. وَقَرَأَ بَعضهم: أَئِمَّة، بهمزتين. وكل ذَلِك جَائِز. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: إِذا فَضلنا رجلا فِي الْإِمَامَة قُلْنَا: هَذَا أَوَمُّ من هَذَا. وَبَعْضهمْ يَقُول: هَذَا أَيَمّ من هَذَا. قَالَ: وَالْأَصْل فِي (أَئِمَّة) : أأْمِمَة، لِأَنَّهُ جمع (إِمَام) مثله: مِثَال وأَمثلة. وَلَكِن الميمين لمّا اجتمعتا أُدْغمت الأولى فِي الثَّانِيَة، وأُلقيت حركتها على الْهمزَة، فَقيل: أَئمّة، فأبدلت الْعَرَب من الْهمزَة الْمَكْسُورَة الْيَاء. قَالَ: وَمن قَالَ: هَذَا أَيَمّ من هَذَا، جعل هَذِه الْهمزَة كلّما تحركت أَبدل مِنْهَا يَاء. وَالَّذِي قَالَ: فلَان أَوَمُّ من هَذَا، كَانَ عِنْده أَصلها (أَأَمّ) ، فَلم يُمكنهُ أَن يُبدل مِنْهُ ألفا لِاجْتِمَاع الساكنين، فَجَعلهَا واواً مَفْتُوحَة؛ كَمَا فِي جمع (آدم) : أوادم. وَهَذَا هُوَ الْقيَاس. قَالَ: وَالَّذِي جعلهَا يَاء قَالَ: قد صَارَت الْيَاء فِي (أَيمّة) بَدَلا لَازِما. وَهَذَا مَذْهَب الْأَخْفَش. وَالْأول مَذْهَب المازنيّ، وَأَظنهُ أَقيس المذهبين. فَأَما (أَئِمَّة) باجتماع الهمزتين، فَإِنَّمَا يُحكى عَن أبي إِسْحَاق: فإِنه كَانَ يُجِيز اجْتِمَاعهمَا، وَلَا أَقول إِنَّهَا غير جَائِزَة. وَالَّذِي بدأنا بِهِ هُوَ الِاخْتِيَار. وَقَالَ الفَرّاء فِي قَوْله تَعَالَى: {وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ} (الْحجر: 79) يَقُول: فِي طَرِيق لَهُم يَمُرون عَلَيْهَا فِي أَسْفارهم. فَجعل الطَّريقَ إمَاماً، لِأَنَّهُ يُؤَمّ ويُتّبع. اللَّيْث: الْأَمَام، بِمَعْنى: القُدّام. وَفُلَان يَؤُم الْقَوْم، أَي: يَقْدُمهم. وَيُقَال: صَدرك أمامُك، بِالرَّفْع، إِذا جعلته اسْماً. وَتقول: أَخُوك أمامَك، بِالنّصب، لِأَنَّهُ صِفة. وَقَالَ لَبيد، فَجعله اسْماً: فعدتْ كلا الفرْجين تَحسب أنّه مولَى المخَافة خَلْفُها وأَمامُها يصف بقرة وحشيّة غرّها القنّاص فعَدت، وكِلا فَرْجَيها، وهما أمامها وَخَلفهَا، تحسب أَنه ألهاه عِمادٌ مولى مخافتها، أَي: وليّ مَخافتها. قَالَ أَبُو بكر: معنى قَوْلهم: فلانٌ يؤُمّ أَي: يتقدّمهم. أُخذ من (الْأَمَام) ، يُقَال: فلَان إِمَام الْقَوْم، إِذا تَقدَّمهم. وَكَذَلِكَ قَوْلهم: فلَان إِمَام الْقَوْم، مَعْنَاهُ: هُوَ المتقدِّم لَهُم. وَيكون الإِمَام رَئِيسا، كَقَوْلِك: إِمَام

المُسلمين. وَيكون: الْكتاب؛ قَالَ الله تَعَالَى: {يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} (الْإِسْرَاء: 71) . وَيكون (الإِمَام) : الطَّرِيق الْوَاضِح، قَالَ الله تَعَالَى: {وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ} (الْحجر: 79) . وَيكون (الإِمَام) : الْمِثَال، وَأنْشد: أَبوهُ قبله وَأَبُو أَبِيه بنَوا مجد الْحَيَاة على إِمامِ مَعْنَاهُ: على مِثَال؛ وَقَالَ لَبيد: ولكُلّ قَومِ سُنَّة وإمامُها الحرّاني، عَن ابْن السِّكيت، قَالَ: الأَمُّ، هُوَ القَصْد. يُقَال: أممته أؤُمه أمّاً، إِذا قَصَدْت لَهُ. وأَمَمته أَمًّا: إِذا شَجَجْته. وشَجَّة آمَّةٌ. قَالَ: والأَمَم، بَين الْقَرِيب والبَعيد. وَيُقَال: ظَلَمت ظلما أَمَماً؛ قَالَ زُهير: كَأَن عَيْني وَقد سَالَ السَّلِيلُ بهم وَجِيرة مَا هُمُ لَو أَنهم أَمَمُ وَيُقَال: هَذَا أَمر مُؤَامٌّ، أَي: قَصْدٌ مُقَارِب. وأَنشد اللَّيْث: تسألُني برامَتَين سَلْجَمَا لَو أَنَّهَا تَطْلب شَيئاً أَمَمَا أَرَادَ: لَو طلبت شَيْئا يقرب مُتناوله لأطْلَبْتُها، فَأَما أَن تطلُب بِالْبَلَدِ القَفر السَّلْجم، فَإِنَّهُ غير مُتَيَسِّر وَلَا أَمَم. وَيُقَال: أَمَمْتُه أمًّا، وتَيَمَّمته تَيَمُّمًّا، وتَيَمَّمْتُه يَمامةً. قَالَ: وَلَا يَعرف الأصمعيّ (أَمَّمْته) بالتّشديد. ويُقال: أَمَمْتُه، وأَمَّمْته، وتأَمَّمْته، وتَيَمَّمته، بِمَعْنى وَاحِد، أَي: توخيته وقَصَدْتُه. والتَيمُّم بالصَّعيد، مَأْخُوذ من هَذَا. وَصَارَ (التيمّم) عِنْد عوام النَّاس المَسْح بِالتُّرَابِ، وَالْأَصْل فِيهِ، القَصْد والتوخِّي؛ قَالَ الْأَعْشَى: تَيَمَّمت قيسا وَكم دُونه من الأَرْض من مَهْمَهٍ ذِي شَزَنْ اللّحياني، يُقَال: أَمّوا، ويَمُّوا، بِمَعْنى وَاحِد، ثمَّ ذكر سَائِر الُّلغات. اللَّيْث: إِذا قَالَت الْعَرَب للرجل: لَا أُم لَك، فإِنه مَدْحٌ عِنْدهم. وَقَالَ أَبُو عُبيد: زَعم بعضُ الْعلمَاء أَن قَوْلهم: لَا أَبَا لَك، وَلَا أَب لَك: مدح؛ وَأَن قَوْلهم: لَا أُمَّ لَك: ذمّ. قَالَ أَبُو عُبيد: وَقد وجدنَا قَوْلهم: لَا أُمّ لَك، قد وُضع مَوضِع المَدح؛ قَالَ كَعْب الغَنويّ: هَوت أُمّه مَا يَبْعث الصُّبح غادياً وماذا يُؤَدّي الليلُ حِين يُؤوبُ

قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: وَأَيْنَ هَذَا ممّا ذهب إِلَيْهِ أَبُو عُبيد، وَإِنَّمَا معنى هَذَا كَقَوْلِهِم: وَيْح أُمه، ويل أمّه، وهَوت أُمه، والوَيل لَهَا، وَلَيْسَ فِي هَذَا من الْمَدْح مَا ذَهب إِلَيْهِ، وَلَيْسَ يُشبه هَذَا قَوْلهم: لَا أُم لَك، لِأَن قَوْله: لَا أم لَك، فِي مَذْهَب: لَيْسَ لَك أُمٌّ حرَّة، وَهَذَا السبّ الصَّرِيح، وَذَلِكَ أَن بني الْإِمَاء عِنْد الْعَرَب مَذْمُومون لَا يَلحقون ببني الْحَرَائِر، وَلَا يَقُول الرَّجلُ لصَاحبه: لَا أُم لَك، إِلَّا فِي غَضَبه عَلَيْهِ مُقصِّراً بِهِ شاتماً لَهُ. قَالَ: وَأما إِذا قَالَ: لَا أَبا لَك، فَلم يَتْرك من الشَّتيمة شَيئاً. يم: اللَّيْث: اليَمُّ: البَحر الَّذِي لَا يُدْرك قَعْره وَلَا شَطّاه. وَيُقَال: اليَمُّ: لُجّته. ويُمَّ الرَّجُل، فَهُوَ مَيْمُوم، إِذا وَقع فِي البَحر وغَرِق فِيهِ. ويُقال: يُمَّ الساحلُ، إِذا طَما عَلَيْهِ البحرُ فغَلَب عَلَيْهِ. قلت: اليَمّ: البَحر، وَهُوَ مَعْرُوف، وَأَصله بالسُّريانية، فعرّبته الْعَرَب، وَأَصله: (يَماً) . وَيَقَع اسْم (اليم) على مَا كَانَ مَاؤُهُ مِلْحاً زُعافاً، وعَلى النَّهر الْكَبِير العَذْب المَاء. وأُمرت أُم مُوسى حِين وَلدتْه وخافت عَلَيْهِ فِرعون أَن تَجْعَلهُ فِي تَابُوت ثمَّ تَقذفه فِي اليَمّ، وَهُوَ نَهر النّيل بِمصْر، وماؤه عَذب؛ قَالَ الله تَعَالَى: {فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ} (طه: 39) فَجعل لَهُ ساحلاً؛ وَهَذَا كُله دليلٌ على بُطلان قَول اللَّيْث فِي (اليم) : إِنَّه الْبَحْر الَّذِي لَا يُدرك قَعْره وَلَا شَطَّاه. وَأما (اليمام) من الطَّير، فَإِن أَبَا عُبيد قَالَ: سمعتُ الْكسَائي يَقُول: اليمَام: من الحَمام الَّتِي تكون فِي البُيوت، وَالْحمام: البرّي. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: اليمام: ضَرْب من الْحمام؛ بَرِّيّ. وَأما (الْحمام) فكُل مَا كَانَ ذَا طَوق، مثل القُمْريّ والفاختة. وَقَالَ غَيره فِي (الْيَمَامَة) وَهِي الْقرْيَة الَّتِي قَصبتها: حَجْر، يُقَال: إِن اسْمهَا فِيمَا خَلا كات (جَوًّا) فسُمِّيت: يمامة باسم امْرَأَة كَانَت تَسكنها، وَاسْمهَا (يمامة) ، وَالله أعلم. أما: قَالَ اللَّيْث: الأمَة: الْمَرْأَة ذاتُ العُبوديّة. وَقد أَقرّت بالأُمُوَّة. وَقَالَ غَيره: يُقال لجمع (الْأمة) : إِمَاء، وإمْوان، وَثَلَاث آمٍ، وأَنْشد: تَمْشي بهَا رُبدُ النَّعا مِ تَماشِيَ الآم الزَّوافِر

وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الآم: جمع الأَمَة، كالنَّخلة والنَّخْل، والبَقْلة والبَقْل. وأصل (الْأمة) أَمْوة، حذفوا لامها لمّا كَانَت من حُرُوف اللين، فَلَمَّا جَمعوها على مِثَال: نَخلة ونخل، لَزِمهم أَن يقُولوا: أَمة وآم، فكرهوا أَن يجعلوها على حَرفين، وكرهوا أَن يردُّوا الْوَاو المحذوفة لمّا كَانَت فِي آخر الِاسْم، لاستثقالهم السُّكُوت على (الْوَاو) ، فقدموا (الْوَاو) فجعلوها ألفا، فِيمَا بَين الْألف وَالْمِيم. وَقَالَ اللَّيْث: يُقال: ثَلَاث آمٍ. وَهُوَ على تَقْدِير (أفْعُل) . قلت: لم يزدْ اللَّيْث على هَذَا، وأُراه ذهب إِلَى أَنه كَانَ فِي الأَصْل: ثَلَاث أَمْوُيٍ. وَالَّذِي حَكَاهُ لي المُنذريّ أصحّ وأَقيس، لِأَنِّي لم أَر فِي بَاب الْقلب حرفين حُوِّلا، وأُراه جُمع على (أَفْعُل) على أَن الْألف الأولى من (آم) ألف (أفْعُل) ، وَالْألف الثَّانِيَة فَاء (أفعل) وَحذف (الْوَاو) من (آمُو) فَانْكَسَرت (الْمِيم) كَمَا يُقَال فِي جمع (جِرْو) ثَلَاثَة أَجْرٍ، وَهُوَ فِي الأَصْل: ثَلَاثَة أَجْرُوٍ، فَلَمَّا حُذفت الْوَاو جُرّت الرَّاء. وَالَّذِي قَالَه أَبُو الْهَيْثَم قَول حَسَن. قَالَ الْمبرد: أصل (أمَة) : فَعَلة، متحركة العَين، وَلَيْسَ شَيْء من الْأَسْمَاء على حرفين إلاّ وَقد سَقط مِنْهُ حرف يُستدَلّ عَلَيْهِ بجمعه أَو تَثنيته، أَو بِفعل إِن كَانَ مُشتقَّاً مِنْهُ، لِأَن أقلّ الْأُصُول ثَلَاثَة أحرف، ف (أَمة) الذَّاهِب مِنْهَا (وَاو) لقَولهم: إِمْوَان. قَالَ: و (أمة) : فَعَلة، متحرِّكة. ويُقال فِي جمعهَا: آمٍ، وَوزن هَذَا (أَفْعُل) ، كَمَا يُقَال: أَكمة وأكم، وَلَا يكون (فَعْلة) على (أَفْعُل) . ثمَّ قَالُوا: إِمْوان، كَمَا قَالُوا: إخْوان. وَقَالَ ابْن كيسَان: تَقول: جاءتْني أَمة الله. وَإِذا ثَنّيت قلت: جَاءَتْنِي أمتا الله. وَفِي الْجمع على التكسير: جَاءَتْنِي إِمَاء الله، وإِمْوان الله، وأَمَوات الله، وَيجوز: أَمات الله، على النَّقص. ويُقال: هن آمٌ لزيد، وَرَأَيْت آماً لزيد، ومررت بآمٍ لزيد. فَإِذا كثرت: فَهِيَ الْإِمَاء، والإمْوان، والأُمْوان. أَبُو عُبيد: مَا كنتِ أمة، وَلَقَد أَمَوْتِ أُمُوَّة. وَمَا كنتِ أمَة، وَلَقَد تأمَّيتِ، وأَمِيت، أُمُوّة. ومأ: أَبُو عُبيد، عَن الفَرّاء: ومأت إِلَيْهِ أمَأ وَمْئاً، مثل: أَوْمأت.

قَالَ: وأَنشدني القَنَانِيّ: مَا كَانَ إلاّ وَمْؤُها بالْحَوَاجِبِ اللَّيْث: الْإِيمَاء: أَن تُومىء برأسك أَو بِيَدِك، كَمَا يُومىء الْمَرِيض بِرَأْسِهِ للرُّكوع والسُّجود. وَقد تَقول الْعَرَب: أَوْمَأ بِرَأْسِهِ، أَي قَالَ: لَا؛ قَالَ ذُو الرمّة. قِياماً تَذُبّ البَقَّ عَن نُخراتها بنَهْزٍ كإيماء الرُّؤُوس المَوانِعِ وأَنْشد ابْن شُميل: قد كُنت أَحْذَر مَا أَرى فأَنا الغداةَ مُوامِئُهْ قَالَ النَّضر: وزَعم أَبُو الخَطَّاب: مُوَامِئه: مُعاينه. وَقَالَ الفرّاء: استولى عليّ الْأَمر، واسْتَومى، إِذا غَلب عَلَيْهِ. ابْن السِّكيت: يُقال: ذَهب ثوبي فَمَا أَدْرِي مَا كَانَت وامِئته، وَمَا أَدري من أَلمْأ عَلَيْهِ. وَهَذَا قد يُتكلّم بِغَيْر جحد. وَقَالَ الفرّاء: أَوْمى يُومي، ووَمى يَمي، مثل: أَوحى يُوحي، ووَحى. وَيُقَال: ومأ بالشَّيْء، إِذا ذَهب بِهِ. آم: أَبُو عُبيد، عَن أبي زَيد، قَالَ: الآمة، على مِثَال الْعَامَّة: الإمة، وَهِي الخِصْب. وَقَالَ شمر: الآمة: الْعَيْب، وأَنْشد: مَهْلاً أَبَيْت اللَّعْ ن إنّ فِيمَا قُلت آمَهْ اللَّيْث: الآمَة من الصَّبِيّ: مَا يَعْلَق بسُرّته حِين يُولَد. ويُقال: مَا لُفّ فِيهِ من خِرْقة وَمَا خَرج مَعَه؛ قَالَ حسّان: ومَوْءُودَة مَقْرورة فِي معَاوِزٍ بآمتها مَرْسُومة لم تُوسَّدِ وروى ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الآمة: العَيْب. والآمَة: العُزّاب، جمع آمٍ. أَرَادَ: أَيِّم، فقَلب. وَقَول النَّابِغَة: أُمْهِرْن أَرْماحاً وَهن بآمَةٍ أَعْجَلْنُهُنّ مَظّنة الإعْذارِ يُرِيد: أَنَّهُنَّ سُبِين قبل أَن يُخْفضن، فَجعل ذَلِك عَيْباً. ودعا جريرٌ رجُلاً من بني كَلب إِلَى مُهاجاته، فَقَالَ الْكَلْبِيّ: إنّ نسَائِي بآمتهنّ، وَإِن الشُّعراء لم تدع فِي نِسَائِك مُتَرَقَّعاً. أَرَادَ: أَن نِسَاءَهُ لم يُهتْك سِتْرهن، وَلم تذكر سوآتهن بسُوء، وأنهن بِمَنْزِلَة الَّتِي وُلدتْ وَهِي غير مَخْفوضة وَلَا مُفْتَضَّة.

يَوْم: اللَّيْث: الْيَوْم، مِقْدَار من طُلوع الشَّمْس إِلَى غُروبها؛ والجميع: الأيّام. وَالْيَوْم: الْكَوْن؛ يُقَال: نعِم الْأَخ فلَان فِي الْيَوْم، إِذا نزل بِنَا، أَي: فِي الكائنة من الْكَوْن إِذا حدثت؛ وأَنْشد: نِعْم أخُو الهَيْجاء فِي اليَوْمِ اليَمِي قَالَ: أَرَادَ أَن يشتقّ من الِاسْم نعتاً فَكَانَ حدُّه أَن يَقُول: فِي اليَوم اليَوْم، فقَلبه كَمَا قلبوا (العشيّ) و (الأينق) . وَتقول الْعَرَب لليوم الشّديد: يَوْم ذُو أيّام، وَيَوْم ذُو أياييم، لطُول شرّه على أَهله. وَقَالَ: و (الأيّام) فِي أصل الْبناء: أَيْوام، وَلَكِن الْعَرَب إِذا وجدوا فِي كلمة (يَاء) و (واواً) فِي مَوضِع وَاحِد، وَالْأولَى مِنْهُمَا سَاكِنة، أدغموا إِحْدَاهمَا فِي الْأُخْرَى، وَجعلُوا الْيَاء هِيَ الْغَالِبَة، كَانَت قبل الْوَاو أَو بعْدهَا، إِلَّا فِي كَلِمَات شواذّ تُرْوَى مثل: الفتوة، والهوّة. قَالَ ابْن كيسَان: وسُئل عَن (أَيَّام) لم ذهبت (الْوَاو) ؟ فَأجَاب: إِن كُل (يَاء) و (وَاو) سَبق أَحدهمَا الآخر بِسُكُون، فَإِن (الْوَاو) تصير (يَاء) فِي ذَلِك الْموضع. وتُدغم إِحْدَاهمَا فِي الْأُخْرَى، من ذَلِك (أَيَّام) أَصْلهَا: أيوام، وَمثلهَا: سيّد، وميت، الأَصْل: سَيْود، ومَيوِت. فَأكْثر الْكَلَام على هَذَا إلاّ حرفين: صَيْوب وحَيْوة، وَلَو أعلُّوهما لقالوا: صيّب، وحيّة. وَأما الْوَاو إِذا سَبقت فقولك: لويته ليّاً، وشَويته شَيّاً؛ وَالْأَصْل: شَوْياً، ولَوياً. وسُئل أَبُو العبّاس أَحْمد بن يحيى عَن قَول العَرب: اليَوْم اليَوْم؟ فَقَالَ: يُريدون: اليَوم اليَوِم، ثمَّ خَفّفوا (الْوَاو) فَقَالُوا: اليَوْم اليَوْم. وَقَالَ الفَراء فِي قَوْله تَعَالَى: {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ} (إِبْرَاهِيم: 5) يَقُول: خَوِّفهم بِمَا نَزل بعَادٍ وثَمود وَغَيرهم من الْعَذَاب، وبالعفو عَن آخَرين، وَهُوَ فِي الْمَعْنى كَقَوْلِهِم: خذهم بالشدّة واللِّين. الحرّاني، عَن ابْن السّكيت: الْعَرَب تَقول: الْأَيَّام، فِي معنى (الوقائع) . يُقال: هُوَ عَالم بأيّام الْعَرَب، يُرِيد: وقائعها؛ وأنْشد: وقائع فِي مُضر تِسعةٌ وَفِي وائِل كَانَت العاشِرَةْ فَقَالَ: تِسْعَة، وَكَانَ يَنْبَغِي أَن يَقُول: تِسع، لأنّ الوقيعة أُنْثَى، ولكنّه ذَهب إِلَى (الْأَيَّام) . وَقَالَ شَمر: جَاءَت (الْأَيَّام) بِمَعْنى: الوقائع والنِّعَم. قَالَ: وَإِنَّمَا قصّوا الْأَيَّام دون ذِكر اللَّيَالِي فِي الوقائع، لِأَن حروبهم كَانَت نَهَارا، وَإِذا كَانَت لَيْلًا ذكروها، كَقَوْل لَبِيد:

لَيلة العُرْقوب حتّى غامَرتْ جَعْفر يُدْعَى ورَهْط ابْن شَكَل وَقَالَ مُجَاهِد فِي قَول الله تَعَالَى: {يَغْفِرُواْ لِلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ أَيَّامَ} (الجاثية: 14) . قَالَ: نِعَمه. وَقَالَ شمر فِي قَوْلهم: يوماه يَوْم نَدىً ويومُ طِعان ويوماه: يَوْم نعيم وَيَوْم بُؤس. فاليوم، هَا هُنَا: بِمَعْنى الدَّهْر، أَي: هُوَ دَهْرَه كَذَلِك. وَحدثنَا المُنذري، عَن مكين، عَن عبد الحميد بن صَالح، عَن مُحَمَّد بن أبان، عَن أبي إِسْحَاق، عَن سعيد بن جُبير، عَن ابْن عَبَّاس، عَن أُبيّ بن كَعْب، عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قَوْله تَعَالَى: {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ} (إِبْرَاهِيم: 5) قَالَ: (أَيَّامه: نِعمه) . وَأما قَول عَمرو بن كُلثوم: وأيّام لنا غرٌّ طوال فَإِنَّهُ أَرَادَ أيّام الوقائع الَّتِي نُصروا فِيهَا على أَعْدائهم. وَقَوله: شَرّ يَوْمَيْها وأَغواه لَهَا رَكِبت عَنْزُ بحدْجٍ جَمَلاَ أَرَادَ: شَرّ أيّام دَهرها، كَأَنَّهُ قَالَ: شَرّ يَوْمَي دَهْرها الشَّرَّين. وَهَذَا كَمَا يُقَال: إِن فِي الشّر خياراً. ويم: ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الوَيْمة: التُّهمة. المَاء: اللَّيْث: المَاء: مَدَّتُه فِي الأَصْل زِيَادَة، وَإِنَّمَا هِيَ خَلف من (هَاء) محذوفة. وَبَيَان ذَلِك أَنه فِي التصغير: (مُوَيه) ، وَفِي الْجمع: مِيَاه. قَالَ: وَمن الْعَرَب من يَقُول: هَذِه ماءة، كبني تَمِيم، يَعنون: الركّية بِمَائِهَا. فَمنهمْ من يَرويها ممدودة، وَمِنْهُم من يَقُول: ماةَ، مَقْصورة، وَمَاء كثير، على قِيَاس: شَاة وَشاء. قلت: أصل (المَاء) : ماه، بِوَزْن (تاه) ، فَثقلَتْ الْهَاء مَعَ السّاكن قبلهَا فقلبوا الْهَاء مدّة، فَقَالُوا: مَاء، كَمَا ترى. وَالدَّلِيل على أَن الأَصْل فِيهِ الْهَاء قولُهم: أَماه فلَان رَكِيَّة، وَقد ماهت الركيّة، وَهَذِه مُوَيْهة عذبة. ويُجمع: مياهاً. وَقد ذكرت هَذَا فِي معتل (الْهَاء) بِأَكْثَرَ من هَذَا الشَّرح. وَالْمَاء، الْمِيم مُمالة والأَلف ممدودة: حِكَايَة أصوات الشَّاء والظّباء، قَالَ ذُو الرّمة: داعٍ يُناديه باسم الماءِ مَبْغُومُ وَقَالَ الْكِنَانِي: مَوّيت مَاء حَسنة، إِذا كتبتها.

وَحكى اللّحياني عَن الرُّؤَاسي، يُقَال: هَذِه قصيدة مَوويّة: قافيتها (مَا) ، ولوَويّة، إِذا كَانَت على (لَا) . وَقَالَ غَيره: قصيدة مائّية وماويّة، ولائيّة ولاويّة، ويائية وياويّة. وَهَذَا أَقيس. والماويّة: الْمرْآة، أَصْلهَا مائية، فقُلبت المَدّة واواً؛ كَمَا يُقَال: شاوِيّ. وَقَالَ: (الماوّية) بتَشْديد الْيَاء، هِيَ الْمرْآة، نُسبت إِلَى المَاء لصفائها، وَأَن الصُّور ترى فِيهَا كَمَا ترى فِي المَاء الصافي، وَالْمِيم أَصْلِيَّة فِيهَا.

أبنية أفعالها وأسمائها

كتاب الْحُرُوف الْجوف يُقَال للياء وَالْوَاو وَالْألف: الأحرف الْجوف. وَكَانَ الْخَلِيل يُسمّيها الْحُرُوف الضَّعيفة الهوائية. سُميت جوفاً لِأَنَّهُ لَا أحياز لَهَا، فنسبت إِلَى أحيازها كَسَائِر الْحُرُوف الَّتِي لَهَا أَحياز، إِنَّمَا تخرج من هَوَاء الْجوف، فسمِّيت مرّة جُوفاً، وَمرَّة هوائية. وسُميت ضَعِيفَة لانتقالها من حَال إِلَى حَال عِنْد التصرّف باعتلال. قلت: وَأَنا أبدأ بتفسير مَا يأتلف مِنْهَا، وَيكون لَهَا أَفعَال، أَو يكون أَسمَاء وأدوات، ثمَّ أَذكر هجاءها مُنْفَرِدَة ومعروفة بمعانيها، لتقف عَلَيْهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى. (أَبنية أفعالها وأسمائها) أَوَى وأى وي أيّ أيْ أوْ أوّ وَا الْوَاو: وَمَعْنَاهَا فِي الْعَطف وَغَيره. (فعل) الْألف مَهْمُوزَة وساكنة (فعل) اليائي. أَوَى: تقولُ الْعَرَب: أَوَى إِلَى منزلهِ يَأوي أُويّاً. وآويته أَنا إيواءً. هَذَا الْكَلَام الْجيد. وَمن الْعَرَب من يَقُول: أَويت فلَانا، إِذا أنزلته بك. وأَوَيت الْإِبِل، بِمَعْنى آويتها. وأقرأني الْإِيَادِي عَن شَمر لأبي عُبيد؛ يُقَال: أَوَيته، بِالْقصرِ؛ وآويته، بِالْمدِّ، على أفعلته، بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ: وأويت إِلَى فلَان، بِالْقصرِ لَا غير. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ، عَن أبي الْهَيْثَم أَنه أنكر أَن يُقَال: أويت؛ بقصر الْألف، بِمَعْنى آويت. قَالَ: وَيُقَال: أويت فلَانا، بِمَعْنى: أويت إِلَيْهِ. قلت: وَلم يَحفظ أَبُو الْهَيْثَم رَحمَه الله هَذِه اللُّغَة، وَهِي صَحِيحَة.

وَسمعت أعرابيّاً فصيحاً من بني نُمير كَانَ اسْتُرعي إبِلا جُرْباً، فَلَمَّا أراحها مَلَثَ الظّلامِ نَحَّاها عَن مأوى الْإِبِل الصّحاح، ونادى عريفَ الحيّ وَقَالَ: أَلا أَيْن آوي هَذِه الْإِبِل المُوقَّسة؟ وَلم يقل: أُووِي. وروى الرُّواة عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (لَا يأوي الضالّة إلاّ ضالّ) . هَكَذَا رَوَاهُ فُصحاء المُحدّثين، بِفَتْح الْيَاء. وَهُوَ عِنْدِي صَحِيح لَا ارتياب فِيهِ، كَمَا رَوَاهُ أَبُو عُبيد عَن أَصحابه. وسمعتُ الفصيح من بني كلاب يقولُ لمأوى الْإِبِل: مأواة، بِالْهَاءِ. وأَخبرني الْمُنْذِرِيّ، عَن الْمفضل، عَن أَبِيه، عَن الْفراء، أَنه قَالَ: ذُكر لي أنَّ بعض الْعَرَب يُسمِّي مَأْوى الْإِبِل: مأوِي، بِكَسْر الْوَاو. قَالَ: وَهُوَ نَادِر، وَلم يجىء فِي ذَوَات الْيَاء وَالْوَاو: مَفْعِل، بِكَسْر الْعين، غير حرفين: مَأْقِي الْعين، ومَأْوِي الْإِبِل، وهما نادران. واللغة الْعَالِيَة فيهمَا: مأوَى، ومُوقٌ ومأقٌ. ويُجمع (الآوي) مِثَال (العاوي) : أُوِيّاً، بِوَزْن (عُوِيّاً) ؛ وَمِنْه قولُ العجّاج: كَمَا يُدانِي الحِدأ الأُوِيّ شبّه الأثافي واجتماعها بحدأ انضمت بَعْضهَا إِلَى بعض، فَهِيَ متأوّية ومتأوّيات. قلت: وَيجوز: تآوَت، بِوَزْن (تعاوت) على (تفاعلت) . وقرأت فِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : تأوّى الْجرْح، وأَوَى، وتآوَى، وآوَى، إِذا تقَارب للبُرء. وَفِي الحَدِيث: إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُخَوِّي فِي سُجوده حَتَّى كَنّا نَأْوي لَهُ. قلت: معنى قَوْله (كُنَّا نأوي لَهُ) بِمَنْزِلَة قَوْلك: كنّا نرثي لَهُ، ونرقّ لَهُ، ونُشفق عَلَيْهِ من شدّة إقلاله بَطْنَه عَن الأَرْض ومدّه ضَبُعَيه عَن جَنْبيه. يُقَال: أَوَيْت لَهُ آوي لَهُ أويةً، وأيّة، ومَأوية، ومأواة، إِذا رَثَيت لَهُ. واستأويته، أَي استرحمته، استيواء؛ وَقَالَ: وَلَو أنِّي اسْتأْوَيْتُه مَا أَوى لِيا وَقَالَ الآخر: أَرَانِي وَلَا كُفرانَ لله أَيَّةً لِنَفسي لقد طالَبْتُ غيرَ مُنِيلِ أَي: غير مُقْلق من الْفَزع. أَرَادَ: لَا أكفر الله أيّة لنَفْسي، نَصبه لِأَنَّهُ مَفْعول لَهُ. وأياة الشَّمْس، وآياتها: ضوؤها؛ قَالَ: سَقته إياة الشَّمس إِلَّا لِثَاتِه وَيُقَال: الأياء، بِالْمدِّ؛ والإِيا،

بِالْقصرِ. وَلم أسمع لَهما فعلا. وَأَخْبرنِي المُنذري، عَن أَحْمد بن يحيى أَنه قَالَ: الأياء: مَفْتُوح الأول مَمْدُود؛ والإياء، مكسور الْألف مَقْصُور، وإياة، كُله وَاحِد: شُعاع الشّمْس وضوؤها. رَوى ذَلِك الْفراء، عَن الْكسَائي؛ وَأنْشد: سَقَتْه إياةَ الشَّمْس الإلثاته أُسِفّ وَلم يُكْمَد عَلَيْهِ بإثمد وروى ابْن شُميل عَن الْعَرَب: أَوّيتُ بِالْخَيْلِ تأَوِيةً، إِذا دَعوتَها: آوُوه، لِتَريع إِلَى صَوْتك؛ وَمِنْه قَول الشَّاعِر: فِي حاضِرٍ لَجِبٍ قاسٍ صواهلُه يُقال للخيل فِي أَسْلافه آوُو قلت: وَهُوَ مَعروف مِن دُعَاء العَرب خَيْلَها. وأى: الْأَصْمَعِي وَغَيره، يُقال: وأيت أَئِي وَأْياً، إِذا ضَمنت ووَعدت؛ وأَنْشد أَبُو عُبيد: وَمَا خُنْتُ ذَا عَهد وَأَيْت بعَهْده وَلم أحْرم المُضْطَرّ إِذْ جَاءَ قانِعاً اللَّيْث: يُقَال: وَأَيْت لَك بِهِ على نَفسِي وَأْياً. وَالْأَمر: أَهْ. والاثنين: أَيَا. والجميع: أَوْا. تَقول: أَهْ، وتسكت؛ وَلَا تَأَه، وتَسْكت. وَهُوَ على تَقْدِير: عه، وَلَا تَعَه. وَإِن مَررت قلت: إبِمَا وعدت، إيَا بِما وعدتما، كَقَوْلِك: عِ مَا يُقال لَك، فِي المُرور. والوَأَى: الْفرس السَّريع المُقْتدر الخَلْق. والنَّجيبة من الْإِبِل يُقَال لَهَا: الوآة، بِالْهَاءِ؛ وأَنْشد: وَيَقُول ناعتُها إِذا أَعْرضْتها هذي الوآة كصَخْرة الوَعْلِ وَقَالَ القُتيبي: قَالَ الرِّياشي: الوئيّة: الدُّرة، مثل: وَئيّة القِدر. قلت: وَلم يضْبط القُتيبي هَذَا الْحَرْف، وَالصَّوَاب الوَنِيّة، بالنُّون: الدُّرة، وَكَذَلِكَ الوَنَاة، وَهِي الدُّرة المَثْقوبة. وَأما (الوئيّة) فَهِيَ القِدر الْكَبِيرَة. وَقَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: من القُدور: الوَئِيّة، على (فَعِيلة) وَهِي الواسعة. وَقَالَ الْأَصْمَعِي مثله؛ وأنشدنا: وقِدْر كرأل الصَّحْصَحان وَئِيَّة أنخت لَهَا بَعد الهُدوِّ الأثافِيا وَأَخْبرنِي المُنذري، عَن أبي الْهَيْثَم، أَنه قَالَ: قِدْر وَئِيّة، ووَئِيبة. فَمن قَالَ: (وئيّة) ، فَهِيَ من الْفرس الوَأَى، وَهُوَ الضَّخم. وَمن قَالَ: وَئيبة، فَهُوَ من الحافِر الوَأْب. والقِدح المُقعَّب يُقال لَهُ: وَأْبٌ؛ وأَنْشد:

جَاءَ بِقدْرٍ وَأْبة التَّصْعيد والأفتعال من: وأى يئي: اتَّأَى يَتَّئي، فَهُوَ مُتَّىءٍ. والاستفعال مِنْهُ: اسْتوأى يَسْتوئي، فَهُوَ مُسْتَوْءٍ. وي: اللَّيْث: وَي: يكنى بهَا عَن (الوَيْل) . وَقد تدخل (وي) على (كَأَن) المُخفَّفة والمشدّدة؛ وَقَالَ الله تَعَالَى: {بِالاَْمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ} (الْقَصَص: 82) . قَالَ الْخَلِيل: هِيَ مَفْصولة، تَقُول: وي، ثمَّ تبتدىء فَتَقول: كَأَن. وَقد ذكر الفَراء قَول الْخَلِيل هَذَا، وَقَالَ: (ويكأن) : (وي) مُنفصلة من (كَأَن) ، كَقَوْلِك للرجل: وَيْ أما ترى مَا بَين يَديك فَقَالَ: وي، ثمَّ اسْتَأْنف {بِالاَْمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ} ، وَهُوَ تعجّب؛ و (كَأَن) فِي الْمَعْنى: الظنّ والعِلْم. قَالَ الفَراء: وَهَذَا وَجه يَستقيم، وَلَو تَكْتُبهَا العربُ مُنْفصلة. وَيجوز أَن يكون كَثر بهَا الْكَلَام فوُصلت بِمَا لَيست مِنْهُ، كَمَا اجْتمعت الْعَرَب على كتاب (بابْنؤُمّ) فوصلوها لكثرتها. قلت: هَذَا صَحِيح، وَالله أعلم. أَي ووجوهها رُوي عَن أَحْمد بن يحيى والمُبرّد أنّهما قَالَا: ل (أَي) ثَلَاثَة أُصول: تكون استفهاماً، وَتَكون تعجّباً، وَتَكون شرطا؛ وأَنشد: أيّاً فعلت فإنّني لَك كاشِحٌ وعَلى انتقاصك فِي الحَياة وأَزْدَدِ وَقَالا مَعًا: جزم قَوْله (وأزدَد) على النَّسق، على مَوضِع الْفَاء الَّتِي فِي (فإنني) ، كَأَنَّهُ قَالَ: أيّاً تَفْعل أُبْغضك وأَزَدد. وَهُوَ مثل معنى قِراءة من قَرَأَ: {قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ} (المُنَافِقُونَ: 10) . فتقدير الْكَلَام: إِن تُؤَخِّرني أَصَّدَّق وأَكُن. قَالَا: وَإِذا كَانَت (أَي) استفهاماً لم يعْمل فِيهَا الفِعل الَّذِي قبلهَا، وَإِنَّمَا يَرفعها أَو يِنصبها مَا بعْدهَا؛ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {لِنَعْلَمَ أَيُّ الحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُواْ أَمَدًا} (الْكَهْف: 12) . قَالَ المبرّد: ف (أَي) رَفعٌ، و (أحصى) رفع بِخَبَر الِابْتِدَاء. وَقَالَ ثَعْلَب: (أَي) يرافعه (أحصى) . وَقَالا: عمل الفِعل فِي الْمَعْنى لَا فِي اللَّفْظ، كَأَنَّهُ قَالَ: لنعلم أيّاً من أيّ، ولنعلم أحدَ هذَيْن. قَالَا: وَأما المَنصوبة بِمَا بعْدهَا، فَقَوله تَعَالَى: {ظُلِمُواْ وَسَيَعْلَمْ الَّذِينَ ظَلَمُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - اْ أَىَّ مُنقَلَبٍ} (الشُّعَرَاء: 227) نَصَب (أيًّا)

ب (يَنْقَلِبُون) . وَقَالَ الفَرّاء: أَي، إِذا أَوْقَعت الفِعل المتقدّم عَلَيْهَا خَرجت من معنى الِاسْتِفْهَام، وَذَلِكَ إِن أردته جَائِز، يَقُولُونَ: لأضربنّ أَيُّهم. يَقُول ذَلِك لأنّ الضَّرْب لَا يَقع على اسمٍ يَأْتِي بعد ذَلِك اسْتِفْهَام، وَذَلِكَ أَن الضَّرب لَا يَقع على اثْنَيْنِ. قَالَ: وَقَول الله عزّ وجلّ: {ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَانِ عِتِيّاً} (مَرْيَم: 69) . من نصب (أيا) أَوقع عَلَيْهَا النَّزْعَ، وَلَيْسَ باستفهام، كَأَنَّهُ قَالَ: لنستخرجن العاتي الَّذِي هُوَ أشدّ. ثمَّ فسّر الفَراء وَجه الرَّفع، وَعَلِيهِ القُرّاء، على مَا قدّمنا ذكره من قَول ثَعْلب والمُبرّد. وَقَالَ الفَرّاء: و (أَي) إِذا كَانَت جَزَاء فَهِيَ على مَذْهَب الَّذِي قَالَ: وَإِذا كَانَت (أَي) تَعَجبا لم يُجاز بهَا؛ لأنّ التَّعَجُّب لَا يُجازى بِهِ، وَهُوَ كَقَوْلِك: أيّ رجل زيد؛ وأيّ جَارِيَة زَيْنَب؟ قَالَ: وَالْعرب تَقول: أيّ، وأيّان، وأيّون. إِذا أفردوا (أيّا) ثنّوها وجمعوها وأنّثوها، فَقَالُوا: أيّة، وأيّتان، وأيّات. وَإِذا أضافوها إِلَى ظَاهر أفردوها وذكّروها، فَقَالُوا: أيّ الرجلَيْن؟ وأيّ الْمَرْأَتَيْنِ؟ وأيّ الرِّجَال؟ وَأي النِّساء. وَإِذا أضافوا إِلَى المَكْنِيّ المُؤَنّث ذكّروا وأَنّثوا، فَقَالُوا: أيّهما، وأيتهما، للمرأتين. وَقَالَ تَعَالَى: {أَيًّا مَّا تَدْعُواْ} (الْإِسْرَاء: 110) . وَقَالَ زُهير فِي لُغة من أَنّث: وزَوّدُوك اشْتياقاً أَيَّةً سَلَكُوا أَرَادَ: أيّة وُجهة سَلكوا، فأنّثها حِين لم يُضِفْها. قَالَ: وَلَو قُلْت: أيّاً سَلكوا، بِمَعْنى: أيّ وَجه سلكوا؟ كَانَ جَائِزا. وَيَقُول لَك قَائِل: رأيتُ ظَبْيًا؛ فتُجِيبه: أيّاً؟ وَيَقُول: رَأَيْت ظَبْيَيْن؛ فَتَقول: أَيَّيْن؟ وَيَقُول: رَأَيْت ظِباءً؛ فَتَقول: أيّات؟ وَيَقُول: رَأَيْت ظَبْيَة؛ فَتَقول: أيّةً؟ قَالَ: وَإِذا سَأَلت الرجل عَن قبيلته، قلت: المَيِّيُّ. وَإِذا سَأَلته عَن كُورته، قلت: الأيِّيّ. وَتقول: مَيِّيٌّ أَنْت؟ وأَيِّيٌّ أنْت؟ بياءين شَدِيدتَيْن. وَحكى الفرّاء عَن الْعَرَب فِي لُغَيَّة لَهُم: أيّهم مَا أدْرك يركب على أيّهم يُريد. وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: سَأَلت الْخَلِيل عَن قَوْله:

فأَيِّي مَا وأَيّك كَانَ شَرّاً فسِيقَ إِلَى المَقامة لَا يَراها فَقَالَ: هَذَا بِمَنْزِلَة قَول الرّجُل: الكاذبُ منِّي ومنك فَعل الله بِهِ. وَقَالَ غَيره: إِنَّمَا يُريد أَنَّك شرّ، وَلكنه دَعا عَلَيْهِ بلَفظ هُوَ أحسن من التَّصريح، كَمَا قَالَ الله تعالَى: {قُلِ اللَّهُ وَإِنَّآ أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِى} (سبأ: 24) . وَأنْشد المفضّل: لقد علم الأَقوامُ أيّي وأَيّكم بَني عامِرٍ أَوْفَى وَفَاء وأَظْلَمُ مَعْنَاهُ: علمُوا أَنِّي أوفى وَفَاء وَأَنْتُم أظلم. قَالَ: وَقَوله: فأيّي مَا وأيك، (أَي) مَوضِع رفع، لِأَنَّهُ اسْم (كَانَ) ، وأيّك، نَسق عَلَيْهِ، و (شَرّ) ، خَبَرهَا. قَالَ: وَقَوله: فسِيق إِلَى المقامة لَا يَرَاهَا أَي: عَمي، دعاءٌ عَلَيْهِ. أَبُو زيد: صَحِبه الله أيّاً مَا تَوَجَّه. يُرِيد: أَيْنَمَا توجَّه. وَقَالَ اللَّيث: أيّان، هِيَ بِمَنْزِلَة: مَتَى. قَالَ: وَيخْتَلف فِي نونها، فَيُقَال: أصليّة، وَيُقَال: زَائِدَة. وَقَالَ الفَرّاء: أصل (أَيَّانَ) : أَي أوَان، فخفّفوا (الْيَاء) من (أيّ) ، وَتركُوا همزَة (أَوَان) فالتَقَتْ ياءٌ سَاكِنة بعْدهَا وَاو، فأُدغمت (الْوَاو) فِي (الْيَاء) . حَكَاهُ عَن الْكسَائي. وَأما قَوْلهم فِي النّداء: أيّها الرجل، وأيتها الْمَرْأَة، وأيّها النَّاس. فإنّ الزّجاج قَالَ: أَي: اسْم مُبْهم مَبْنِيّ على الضَّم، من: أيّها الرجل، لِأَنَّهُ منادَى مُفرد، و (الرجل) صفة ل (أَي) لَازِمَة، تَقول: يأيها الرجل أَقْبل، وَلَا يجوز: يَا الرجل، لِأَن (يَا) تَنْبِيه بِمَنْزِلَة التَّعريف فِي (الرجل) ، فَلَا يجمع بَين (يَا) وَبَين (الْألف وَاللَّام) فتصل إِلَى (الْألف وَاللَّام) ب (أَي) ، و (هَا) لَازِمَة ل (أَي) للتَّنْبيه، وَهِي عوض من الْإِضَافَة فِي (أَي) ، لِأَن أصل (أَي) أَن تكون مُضَافَة إِلَى الِاسْتِفْهَام وَالْخَبَر، والمُنادى فِي الْحَقِيقَة (الرجل) ، و (أَي) وُصلت إِلَيْهِ. وَقَالَ الْكُوفِيُّونَ: إِذا قلت: يأيها الرّجل، ف (يَا) نِدَاء، و (أَي) اسْم منادى، و (هَا) تَنْبِيه، و (الرجل) صفة، ف (الْوَاو) وَصلت (أَي) بالتّنبيه، فَصَارَ اسْما تامّاً، لِأَن (أيا) و (مَا) و (من) و (الَّذِي) أَسمَاء نَاقِصَة لَا تتمّ إِلَّا بالصّلات. وَيُقَال: (الرّجل) تَفْسِير لمن نُودي. أَي سَاكِنة الْيَاء قَالَ أَبُو عَمْرو: سَأَلت المُبرّد عَن (أَي) مَفْتُوحَة سَاكِنة مَا يكون بعْدهَا؟ فَقَالَ: يكون الَّذِي بعْدهَا بَدَلا، وَيكون

مستأنفاً، وَيكون مَنْصوباً. قَالَ: وَسَأَلت أَحْمد بن يحيى، فَقَالَ: يكون مَا بعْدهَا مُترجِماً، وَيكون مُستأنفاً، وَيكون نَصباً بِفعل مُضمر. تَقول: جَاءَنِي أَخُوك، أَي: زيدٌ. وَرَأَيْت أَخَاك، أَي: زيدا. ومررت بأخيك، أَي: زيدٍ. وَتقول: جَاءَنِي أَخُوك، فَيجوز فِيهِ: أَي: زيدٌ، وَأي: زيدا. ومررت بأخيك، فَيجوز فِيهِ: أَي زيدٍ، وَأي زيدا، وَأي زيدٌ. وَيُقَال: رَأَيْت أَخَاك، أَي زيدا، وَيجوز: أَي زيدٌ. إِي، بِمَعْنى نعم الليثُ: إِي: يَمِين؛ قَالَ الله تَعَالَى: {قُلْ إِى وَرَبِّى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - إِنَّهُ لَحَقٌّ} (يُونُس: 53) الْمَعْنى: إِي وَالله. وَقَالَ الزجّاج فِي قَوْله جَلّ وعزّ: {أَي وربي إِنَّه الْحق} (يُونُس 53) ، الْمَعْنى: نَعم وَرَبِّي. وَنَحْو ذَلِك رَوَى أَحْمد بن يحيى، عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَهَذَا هُوَ القَوْل الصَّحِيح. أَو: ومعانيها قَالَ أَبُو العبّاس ثَعْلَب: (أَو) تكون تخييراً، وَتَكون شَكّاً، وَتَكون بِمَعْنى (بل) ، وَتَكون بِمَعْنى (مَتى) ، وَتَكون بِمَعْنى (الْوَاو) . وَقَالَ الْكسَائي وَحده: وَتَكون شرطا. وَأنْشد أَبُو زيد فِيمَن جعلهَا بِمَعْنى (الْوَاو) : وَقد زَعمت ليلى بأَنِّيَ فاجِرٌ لِنَفْسي تُقاها أَو عَلَيْهَا فُجورُها مَعْنَاهَا: وَعَلَيْهَا. وأنْشد الْفراء: إنّ بهَا أَكْتلَ أَو رِزَامَا خُويربان يَنْقُفَان الهامَا وَقَالَ أَبُو زيد فِي قَول الله جلّ وعزّ: {يَقْطِينٍ وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِاْئَةِ أَلْفٍ أَوْ} (الصافات: 147) إِنَّمَا هِيَ: وَيزِيدُونَ. وَكَذَلِكَ قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: {أَصَلَوَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ ءابَاؤُنَآ أَوْ أَن نَّفْعَلَ} (هود: 87) . قَالَ: تَفْسِيره: وَأَن نَفْعل. وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله جلّ وَعز: {) مِّن يَقْطِينٍ وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِاْئَةِ أَلْفٍ} (الصافات: 147) أَو يزِيدُونَ عنْدكُمْ، فَيجْعَل مَعْنَاهَا للمخاطبين، أَي: هم أَصْحَاب شارة وزيّ وجَمال رائع، فَإِذا رَآهُمْ النَّاس قَالُوا: هَؤُلَاءِ مِائَتَا ألف. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس المبرّد: (إِلَى مائَة ألف) ، فهم فَرْضُه الَّذِي عَلَيْهِ أَن يُؤدّيه.

وَقَوله {أَو يزيدونٍ} يَقُول: فَإِن زادوا بالأولاد قبل أَن يُسْلِموا فادْعُ الْأَوْلَاد أَيْضا، فَيكون دعاؤُك للأولاد نَافِلَة لَك لَا يكون عَلَيْك فَرْضاً. قلت: وأمّا قَوْله تَعَالَى فِي آيَة الطَّهَارَة: {وَإِنْ كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَآءَ أَحَدٌ مِّنْكُمْ مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَآءَ} (النِّسَاء: 43) فَهُوَ بِمَعْنى (الْوَاو) الَّتِي تُعرف بواو الْحَال. الْمَعْنى: وَجَاء أَحد مِنْكُم من الْغَائِط، أَي: فِي هَذِه الْحَالة. وَلَا يجوز أَن يكون تَخْييراً. وأَما قَوْله تَعَالَى: {أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَآءَ} (النِّسَاء: 43) فَهِيَ معطوفة على مَا قبلهَا بمعناها. وَأما قَوْله تَعَالَى: {رَبِّكَ وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْءَاثِماً أَوْ} (الْإِنْسَان: 24) . فَإِن الزّجاج قَالَ: (أَو) هَا هُنَا أوكد من (الْوَاو) ، لِأَن (الْوَاو) إِذا قلت: لَا تُطع زيدا وعمراً، فأطاع أَحدهمَا كَانَ غير عاصٍ، لِأَنَّهُ أَمره ألاّ يُطيع الِاثْنَيْنِ، فَإِذا قَالَ: وَلَا تُطِع مِنْهُم آثِماً أَو كفورا، ف (أَو) قد دَلّت على أَن كل وَاحِد مِنْهُمَا أهل لِأَن يعْصى. وَقَالَ الْفراء: (أَو) إِذا كَانَت بِمَعْنى (حَتَّى) فَهُوَ كَمَا تَقول: لَا أَزَال مُلازمك أَو تُعطيني، وَإِلَّا أَن تُعطيني. وَمِنْه قَول الله تَعَالَى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الاَْمْرِ شَىْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ} (آل عمرَان: 128) . مَعْنَاهُ: حَتَّى يَتُوب عَلَيْهِم، وَإِلَّا أَن يَتُوب عَلَيْهِم؛ وَمِنْه قولُ امرىء الْقَيْس: يُحاول مُلْكاً أَو يَمُوت فيُعْذرا مَعْنَاهُ: إِلَّا أَن يَمُوت. وَأما الشكّ، فَهُوَ كَقَوْلِك: خرج زيد أَو عَمْرو؟ وَقَالَ محمّد بن يزِيد: (أَو) من حُرُوف الْعَطف، وَلها ثَلَاثَة معَان: تكون لأحد أَمريْن عِنْد شكّ المُتكلم أَو قَصده أَحدهمَا، وَذَلِكَ كَقَوْلِك: أتيتُ زيدا أَو عمرا، وَجَاءَنِي رجل أَو امْرَأَة؛ فَهَذَا شَكّ. فَأَما إِذا قَصد أَحدهمَا، فكقولك: كل السّمك أَو اشرب اللَّبن، أَي: لَا تجمعهما، وَلَكِن اختر أيّهما شِئت. وَكَذَلِكَ: أَعْطِنِي دِينَارا أَو اكسُني ثوبا. وَتَكون بِمَعْنى الْإِبَاحَة، كَقَوْلِك: جَالس الْحسن أَو ابْن سِيرين، وأْتِ المَسْجِد أَو السُّوق، أَي: قد أَذِنت لَك فِي هَذَا الضَّرب من النَّاس؛ وَإِن نهيته عَن هَذَا قلت: لَا تجَالس زيدا أَو عمرا، أَي: لَا تجَالس هَذَا الضَّرْب من النَّاس. وعَلى هَذَا قولُه تَعَالَى: {رَبِّكَ وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْءَاثِماً أَوكفوراْ} (الْإِنْسَان: 24) أَي: وَلَا تُطع

وَاحِدًا مِنْهُمَا، فافْهمه. وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله: (أَوَ لَم يَرَوْا) و (أَو لم يَأْتهم) إِنَّهَا (وَاو) مُفْردَة دَخَلت عَلَيْهَا ألف الِاسْتِفْهَام كَمَا دَخَلت على (الْفَاء) و (ثمَّ) و (لَا) . وَقَالَ أَبُو زيد: يُقال: إِنَّه لفُلَان أَو مَا بنَجد قرظَة، ولآتينّك أَو مَا بنَجد قرظة، أَي: لآتينّك حقّاً، وَهُوَ توكيد. أوّ: قَالَ النّحويون: إِذا جعلت (أَو) اسْما، ثقّلت واوها، فَقلت: هَذِه أوّ حَسنة. وَتقول، دع الأوّ جانباً. تَقول ذَلِك لمن يسْتَعْمل فِي كَلَامه: افْعَلْ كَذَا أَو كَذَا، وَكَذَلِكَ تثقل (لوَّ) إِذا جعلته اسْما؛ قَالَ أَبُو زيد: إنّ ليَتْاً وإنّ لَوًّا عَناءُ وَقَول الْعَرَب: أَوِّ من كَذَا، بواو ثَقيلَة، هُوَ بِمَعْنى: تشكّى مشقّة أَو همّ أَو حُزن؛ وأَنْشد بَعضهم: فأوِّ من الذِّكْرى إِذا مَا ذكرتها وَمن بُعْد أرْضٍ بَيْننَا وسَماءِ وَقَالَ أَبُو زيد: أنشدنيه أَبُو الجرّاح: فَأَوِّه من الذكرى إِذا مَا ذكرتها قَالَ: وَيجوز فِي الْكَلَام لمن قَالَ: (أَوّهِ) مَقْصُورا، أَن يَقُول فِي (يَتَفعّل) : يتأَوَّى، وَلَا يَقُولهَا بِالْهَاءِ. وَقَالَ الْمَازِني: أَوَّةٌ، من الفِعْل، وَأَصله: أوِوَةٌ، فأدغمت الْوَاو فِي الْوَاو وشُدِّدت. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: هُوَ من الفِعل: فَعْلَةٌ، بِمَعْنى: أَوّة، زيدت هَذِه الْألف، كَمَا قَالُوا: ضَرب حاقَّ رَأسه، فزادوا هَذِه الْألف. قَالَ: وَلَيْسَ (أوّة) بِمَنْزِلَة قَول الشَّاعِر: تأوَّه آهة الرَّجُل الحزين لِأَن الْهَاء فِي (أَوّة) زَائِدَة، وَفِي (تأوه) أَصليّة. أَلا ترى أَنهم يَقُولُونَ: أوتا، فيقلبون الْهَاء تَاء. قَالَ أَبُو حَاتِم: وقومٌ من الْعَرَب يَقُولُونَ: آوُوه، بِوَزْن: عاووه، وَهُوَ من الفِعْل: فاعول؛ وَالْهَاء فِيهِ أَصْلِيَّة. وَقَالَ أَبُو طَالب: قَول العامّة: آوَّة: مَمْدُود، خطأ؛ إِنَّمَا هُوَ: آوَّة من كَذَا، أَو: أَوْة مِنْهُ، بقصر الْألف. وروى أَبُو العبَّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي إِذا قَالَ الرجل: أَوّة من كَذَا: رَدّ عَلَيْهِ الآخر: عَلَيْك أَوْهَتُك. وَقَالَ الْفراء: أنْشدني أَبُو ثَروان: أوِّ من الهِجران يَوْم لقيتها وَمن طُول أَرض دونهَا وسَماءِ قَالَ: ويروى: (فأَوْه) ، و (فأَوِّه) . وَقَالَ غَيره: أوّة: فَعْلة، هاؤها للتأنيث، لأَنهم يَقُولُونَ: سَمِعت أَوَّتَك، فيجعلونها

تَاء. وَكَذَلِكَ قَالَ اللَّيْث: أوَّة، بِمَنْزِلَة: (فَعْلة) ، أَوَّةً لَك. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقال: أَوْهِ على زيد، كسروا الْهَاء وبينّوها. وَقَالُوا: أوَّ تَا عَليك، بِالتَّاءِ؛ وَهُوَ التلهّف على الشَّيْء عَزِيزًا كَانَ أَو هَيِّناً. قَالَ أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ؛ فِيمَا رَوى ثَعْلَب عَن عَمْرو، عَن أَبِيه: الأُوَّة: الداهية، بِضَم الْهمزَة. قَالَ: وَيُقَال: مَا هِيَ إِلَّا أُوَّةٌ من الأُوَو يَا فَتى، أَي: داهية من الدَّوَاهِي. قَالَ: وَهَذَا من أَغرب مَا جَاءَ عَنْهُم حِين جَعلوا (الْوَاو) كالحرف الصَّحِيح فِي مَوضِع الْإِعْرَاب؛ فَقَالُوا: الأُوَو، بِالْوَاو الصَّحيحة. وَا: قَالَ اللَّيْث: وَا: حرف نُدبة، كَقَوْل النادبة: وافلاناه

بَاب الألفات ومعانيها ألف: رَوى أَبُو عَمْرو، عَن أَحْمد بن يحيى، وَمُحَمّد بن يزِيد، أَنهما قَالَا: أُصول الألفات ثَلَاثَة وتَتَبعها الْبَاقِيَات: ألف أصْلية، وَهِي فِي الثلاثي من الْأَسْمَاء؛ وَألف قَطْعِيَّة، وَهِي فِي الرُّباعي. وَألف وَصْليّة، وَهِي فِيمَا جَاوز الرّباعيّ. قَالَا: فالأصلية مثل: ألِفٍ ألِفٍ، وإلْفٍ إلْفٍ؛ وَمَا أشبهه. والقطعية، مثل: ألف (أَحْمد) و (أَحْمَر) وَمَا أشبهه. والوصلية، مثل ألف (استنباط) و (اسْتِخْرَاج) . وَهن فِي الْأَفْعَال إِذا كَانَت أَصْلِيَّة مثل ألف (أكل) ، وَفِي الرباعي إِذا كَانَت قَطْعِيَّة مثل ألف (أحسن) ، وَفِيمَا زَاد عَلَيْهِ مثل ألف (استكبر) و (استدرج) ، إِذا كَانَت وصلية. قَالَا: وَمعنى ألف الِاسْتِفْهَام ثَلَاثَة: تكون بَين الآدميّين، يَقُولهَا بعضُهم لبَعض استفهاماً. وَتَكون من الجبّار لوليّه تقريراً. ولِعدوّه توبيخاً. فالتّقرير، كَقَوْلِه تَعَالَى للمسيح عَلَيْهِ السَّلَام: {أَءَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ} (الْمَائِدَة: 116) . قَالَ أَحْمد بن يحيى: إِنَّمَا وَقع التَّقرير لعيسى، لأنّ خُصومه كَانُوا حُضُوراً، فَأَرَادَ الله من عِيسَى أَن يكذِّبهم بِمَا ادّعوا عَلَيْهِ. وأمّا التّوبيخ لعدوّه، فكقوله تَعَالَى: { (وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى} (الصافات: 153) ، وَقَوله تَعَالَى: {ءَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ} (الْبَقَرَة: 140) ، و {تُورُونَ أَءَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَآ أَمْ} (الْوَاقِعَة: 72) . قلت: فَهَذِهِ أُصول الألفات. وللنحويّين ألقابٌ لألفات غَيرهَا، وَأَنا ذاكرها لَك فتقف عَلَيْهَا: فَمِنْهَا: الْألف الفاصلة، وَهِي فِي موضعَيْن: إِحْدَاهمَا: الْألف الَّتِي يُثبتها الكتبة بعد (وَاو) الْجمع ليُفصل بهَا بَين (وَاو) الْجمع وَبَين مَا بعْدهَا، فِي مثل: كفرُوا، وشكروا. وَكَذَلِكَ الْألف الَّتِي فِي مثل: يَغْزوا،

ويَدْعوا. وَإِذا اسْتغنى عَنْهَا، لاتصال المكنى بالفِعل، لم تَثبت هَذِه الْألف الفاصِلة. والأُخرى: الْألف الَّتِي فَصلت بَين النُّون، الَّتِي هِيَ عَلامَة الْإِنَاث، وَبَين النُّون الثَّقِيلَة، كَرَاهَة اجْتِمَاع ثَلَاث نونات فِي مثل قَوْلك للنّساء، وَأَنت تَأمر: افْعلنانّ، بِكَسْر النُّون وَزِيَادَة ألف بَين النونين. وَمِنْهَا: ألف الْعبارَة، لِأَنَّهَا تعبِّر عَن الْمُتَكَلّم، مثل قَوْلك: أَنا أفعل كَذَا، وَأَنا أسْتَغْفر الله، وتسمّى: العاملة، وَقد مَر ذكر اللُّغَات الَّتِي فِيهَا، فِيمَا تقدّم من الْكتاب. وَمِنْهَا: الْألف المَجهولة، مثل ألف (فَاعل) و (فاعول) وَمَا أشبههَا، وَهِي كل ألف تدخل فِي الْأَفْعَال والأسماء، مِمَّا لَا أصل لَهَا، إِنَّمَا تَأتي لإشباع الفتحة فِي الفِعل وَالِاسْم. وَهِي إِذا لَزمتها الْحَرَكَة تصِير واواً، كَقَوْلِك: خَاتم وخواتم، صَارَت (واواً) لما لزمتها الْحَرَكَة لسكون الْألف بعْدهَا، وَالْألف الَّتِي بعْدهَا هِيَ أَلف الْجمع، وَهِي مَجْهُولَة أَيْضا. وَمِنْهَا: ألف العِوض، وَهِي المبدلة من التَّنوين المَنصوب، إِذا وقفت عَلَيْهَا، كَقَوْلِك: رَأَيْت زيدا، وَفعلت خيرا، وَمَا أشبههَا. وَمِنْهَا: ألف الصّلة، وَهِي ألف توصل بهَا فَتْحة القافية وفتحة هَاء الْمُؤَنَّث: فَأَما فَتْحة القافية، فَمثل قَوْله: بَانَتْ سُعاد وأَمسى حبلها انْقَطعا فوصل فَتْحة الْعين بِأَلف بعْدهَا. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ} (الْأَحْزَاب: 10) : الْألف الَّتِي بعد النُّون الْأَخِيرَة هِيَ صِلة لفتحة النُّون: وَلها أَخَوَات فِي تواصل الْآيَات، كَقَوْلِه تَعَالَى: {قَوَارِيرَاْ} (الْإِنْسَان: 15) و {تُسَمَّى} (الْإِنْسَان: 18) . وأَما فَتْحة هَاء الْمُؤَنَّث، فقولك: ضربتها، ومررت بهَا. وَالْفرق بَين أَلف الْوَصْل وأَلف الصِّلَة، أَن أَلف الْوَصْل إِنَّمَا اجْتلبت فِي أَوائل الْأَسْمَاء وَالْأَفْعَال، وأَلف الصِّلَة فِي أَواخر الْأَسْمَاء كَمَا تَرى. وَمِنْهَا أَلف النُّون الْخَفِيفَة، أَصْلهَا الثَّقِيلَة إِلَّا أَنَّهَا خففت؛ وَمن ذَلِك قولُ الْأَعْشَى: وَلَا تَحْمد المُثْرين وَالله فاحْمَدَا بالنُّون الْخَفِيفَة، فَوقف على الْألف. وَقَالَ آخر: وقُمَيْرٍ بَدَا ابْن خَمْس وعِشْري ن فَقَالَت لَهُ الفَتاتان قُومَا أَرَادَ: قومن، فَوقف على الْألف. وَقَالَ:

يَحْسَبه الجاهِلُ مَا لم يَعْلَما شَيْخاً على كرسيّه معمّما فنصب (يعلم) لِأَنَّهُ أَرَادَ: مَا لم يعلمن. بالنُّون الْخَفِيفَة، فَوقف بِالْألف. وَقَالَ أَبُو عِكْرِمَة الضّبيّ فِي قَول امرىء الْقَيْس. قِفا نَبْك مِن ذِكْرى حَبيب ومَنْزل أَرَادَ: قِفن، فأبدل الْألف من النُّون الْخَفِيفَة، كَقَوْلِك: قُوماً، أَرَادَ: قُومن. قَالَ أَبُو بكر: وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: {عَتِيدٌ أَلْقِيَا فِى جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ} (ق: 24) . أَكثر الرِّوَايَة أنّ الخِطاب لمَالِك خَازِن جَهنم وَحده، فبناه على مَا وصفناه. وَقيل: هُوَ خطاب لمَالِك وملَك مَعَه، وَالله أَعلم. وَمِنْهَا: ألف الْجمع، مثل: مَسَاجِد، وجبال، وفُرسان، وفواعِل. وَمِنْهَا: ألف التَّفْضيل والتصغير: كَقَوْلِك: فلَان أَكرم مِنْك، وألأم مِنْك، وَفُلَان أَجْهَل النَّاس. وَمِنْهَا: ألف النداء، كَقَوْلِك: أَزِيد، تُريد: يَا زيد. وَمِنْهَا: ألف النّدبة، كَقَوْلِك: وازيداه. أَعنِي (الْألف) الَّتِي بعد (الدَّال) . وتُشاكلها ألف الاستنكار، إِذا قَالَ الرجل: جَاءَ أَبُو عَمْرو، فيُجيب المُجيب: أَبُو عَمْراه، زيدت الْهَاء على المدّة فِي الاسْتنكار، كَمَا زيدت فِي: وافلاناه، فِي النُّدبة. وَمِنْهَا: ألف التَّأْنِيث، نَحْو مُدَّة: حَمْرَاء ونُفساء. وَمِنْهَا: ألف: سَكرى، وحُبْلَى. وَمِنْهَا: ألف التَّعايي، وَهُوَ أَن يَقُول الرجل: إِن عُمر، ثمَّ يُرْتَج عَلَيْهِ كلامُه، فيقف على (عمر) وَيَقُول: إِن عُمرا، فيمدها مُستمدًّا لما يفتح لَهُ من الْكَلَام، فَيَقُول: مُنطلق. الْمَعْنى: إِن عمر مُنطلق، إِذا لم يَتعَايَ. ويفعلون ذَلِك فِي التَّرخيم، كَقَوْلِك: يَا عُما، وَهُوَ يُرِيد (عُمر) ، فيمد فَتْحة الْمِيم بِالْألف ليمتدّ الصَّوْت. وَمِنْهَا: ألفات المدّات، كَقَوْل العَرب ل (الكلكل) : الكَلْكال، وَيَقُولُونَ ل (الْخَاتم) : خاتام، ول (الدانَق) : دانَاق. قَالَ أَبُو بكر: الْعَرَب تصل الفتحة بِالْألف، والضمة بِالْوَاو، والكسرة بِالْيَاءِ. فَمن وَصْلهم الفتحة بِالْألف قولُ الراجز: قُلْت وَقد خَرّت على الكَلْكال يَا نَاقَتي مَا جُلْت عَن مَجالِي أَرَادَ: على الكَلكل، فوصل فَتْحة الْكَاف بِالْألف. وَقَالَ آخر: لَهَا مَتْنتان خظاتاكما

أَرَادَ: خَظَتا. ومِن وَصْلهم الضمّة بِالْوَاو: مَا أَنْشده الْفراء: لَو أنْ عَمْراً هَمَّ أَن يَرْقُودَا فانْهض فشُدّ المِئْزَرَ المَعْقُودَا أَرَادَ: أَن يَرْقُد، فوصل ضمّة الْقَاف بِالْوَاو. وَأنْشد أَيْضا: الله يعلم أنّا فِي تَلفُّتنا يومَ الْفِرَاق إِلَى إخْواننا صُورُ وأنّني حَيْثما يَثْنِي الْهوى بَصَري مِن حَيْثُمَا سَلكُوا أدْنُو فأنْظُور أَرَادَ: فَأنْظر. وَأنْشد فِي وَصل الكسرة بِالْيَاءِ: لَا عَهْد لي بِنيضالِ أَصْبحتُ كالشَّنّ الْبَالِي أَرَادَ: بنضال. وَقَالَ: على عَجل منِّي أطأطىءُ شِيمالِي أَرَادَ: شمَالي، فوصل الكسرة بِالْيَاءِ. وَمِنْهَا: الْألف المحوَّلة، وَهِي كل ألف أَصْلهَا الياءُ وَالْوَاو المُتحرَّكتان كَقَوْلِك: قَالَ، وَبَاعَ، وقضا، وغزا، وَمَا أشْبهها. وَمِنْهَا: ألف التَّثنية، كَقَوْلِك: يجلسان، ويذهبان. وَمِنْهَا: ألف التَّثْنية فِي الْأَسْمَاء، كَقَوْلِك: الزَّيدان، والقَمران. قَالَ أَبُو زيد: وسمعتُهم يَقُولُونَ: أَيَا أَيَّاهُ أَقْبل، وَزنه: عَيَا عَيَاه. وَقَالَ أَبُو بكر الْأَنْبَارِي: ألف الْقطع فِي أَوَائِل الْأَسْمَاء على وَجْهَيْن: أَحدهمَا: أَن تكون فِي أَوَائِل الْأَسْمَاء المُفردة. وَالْوَجْه الآخر: أَن تكون فِي أَوَائِل الْجمع. فالتي فِي أَوَائِل الْأَسْمَاء تَعرفها بثباتها فِي التَّصْغير، بِأَن تَمتحن الْألف فَلَا تجدها فَاء، وَلَا عينا، وَلَا لاماً؛ من ذَلِك قَوْله جلّ وعزّ: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} (الْمُؤْمِنُونَ: 14) الْألف فِي (أحسن) ألف قطع، وتصغيره: أُحَيْسن. وَتقول فِي مِثَاله من الفِعل: افْعَل، فتجد الْألف لَيست فَاء، وَلَا عينا، وَلَا لاماً. وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: {فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَآ} (النِّسَاء: 86) . وَالْفرق بَين ألف الْقطع وَألف الْوَصْل أَن ألف الْوَصْل (فَاء) من الْفِعْل، وَألف الْقطع لَيست: فَاء، وَلَا عينا، وَلَا لاماً، وَتدْخل عَلَيْهَا الْألف وَاللَّام الَّتِي هِيَ للتعريف، تَقول: الأبوان والأزواج، وَكَذَلِكَ ألف الْجمع فِي السّتَة. وَأما ألفات الْوَصْل فِي أَوَائِل الْأَسْمَاء فَهِيَ تِسْعَة، ألف: ابْن، وَابْنَة، وابنين، وابنتين، وامرىء، وَامْرَأَة، وَاسم، واست.

فَهَذِهِ ثَمَانِيَة تكسر الْألف فِي الِابْتِدَاء وتحذف فِي الْوَصْل. والتاسعَة: الْألف الَّتِي تدخل مَعَ اللَّام للتَّعريف، وَهِي مَفْتُوحَة فِي الِابْتِدَاء سَاقِطَة فِي الْوَصْل، كَقَوْلِك: الرحمان، وَالْقَارِعَة، والحاقّة، تسْقط هَذِه الألفات فِي الْوَصْل وتنفتح فِي الِابْتِدَاء. بَاب الياآت وألقابها الَّتِي تعرف بهَا الْيَاء: فَمِنْهَا: يَاء التَّأْنِيث فِي مثل: اضْربي، وتَضربين، وَلم تَضربي. وَفِي الْأَسْمَاء: (يَاء) حُبْلى، وعَطْشى؛ يُقَال: هَا حُبْليان، وعَطْشيان، وجُماديان، و (يَاء) ذِكْرى، وسيما. وَمِنْهَا: يَاء التَّثنية وَالْجمع، كَقَوْلِك: رَأَيْت الزيدَيْن. وَمِنْهَا: يَاء الصِّلة فِي القوافي؛ كَقَوْل النَّابِغَة: يَا دَار مَيَّة بالعَلْياء فالسَّندِي فوصل كسرة الدَّال بِالْيَاءِ. وَمِنْهَا: يَاء الإشباع فِي المَصادر والنُّعوت؛ كَقَوْلِك: كاذبته كيذاباً، أَرَادَ: كِذَابا. أَرَادَ أَن يُظهر الْألف الَّتِي فِي ضاربته فِي الْمصدر، فجعلوها يَاء، لكسرة مَا قبلهَا. وَمِنْهَا: يَاء (مِسْكين) و (عَجِيب) أَرَادوا بِنَاء (مِفْعِل) ، وَبِنَاء (فَعِل) فأَشْبَعوا بِالْيَاءِ. وَمِنْهَا: الْيَاء المحوَّلة، مثل (يَاء) الْمِيزَان، والميعاد، وَقيل: ودُعي، وَهِي فِي الأَصْل (وَاو) فقُلبت يَاء لكسر مَا قبلهَا. وَمِنْهَا: يَاء النّداء؛ كَقَوْلِك: يَا زيد، وَيَقُولُونَ: أزَيد. وَمِنْهَا: يَاء الاستنكار، كَقَوْلِك: مَرَرْت بالحَسن، فَيَقُول المُجيب مُستنكراً لقَوْله: ألْحَسنيهْ، مدّ النُّون بياء، وَألْحق بهَا هَاء الوقْف. وَمِنْهَا: يَاء التّعايي، كَقَوْلِك: مَرَرْت بالَحَسني، ثمَّ تَقول: أخي بَني فلَان. وَمِنْهَا: يَاء مدّ المُنادى، كندائهم: يَا بِّشْر، يمدّون ألف (يَا) ويُشدِّدون (بَاء) (بِشْر) ويمدونها. بياء (يَا بيشر) ، يمدّون كسرة الْبَاء بِالْيَاءِ، فَيجْمَعُونَ بَين ساكنين؛ وَيَقُولُونَ: يَا مُنْذير، يُرِيدُونَ: يَا مُنْذر. وَمِنْهُم من يَقُول: يَا بشير، فيكسرون الشين ويُتبعونها الْيَاء يمدّونها بهَا، يُرِيدُونَ: يَا بِشْر. وَمِنْهَا: الْيَاء الفاصلة فِي الْأَبْنِيَة، مثل: (يَاء) صَيْقل، و (يَاء) بَيْطار، وَمَا أشبههَا. وَمِنْهَا: يَاء الْهمزَة، فِي الخطّ مرّة، وَفِي اللَّفْظ أُخْرَى. فأمّا الْخط: فَمثل (يَاء) : قَائِم، ومائل، صُورت الْهمزَة يَاء، وَكَذَلِكَ من: شركائهم، وَأُولَئِكَ، وَمَا أشبههَا.

وأمّا اللَّفْظ فَقَوْلهم فِي جَمع (الْخَطِيئَة) : خطايَا؛ وَفِي جمع (الْمرْآة) : مَرايا، اجْتمعت همزتان فَليَّنوهما وَجعلُوا إِحْدَاهمَا ألفا. وَمِنْهَا: يَاء التَّصْغير، كَقَوْلِك فِي تَصغير (عَمْرو) : عُمَير، وَفِي تَصْغِير (ذَا) : ذَيّا، وَفِي تَصغير (شيخ) : شُيَيْخ. وَمِنْهَا: الْيَاء المُبدلة من لَام الفِعْل، كَقَوْلِك: الخامي، والسادي، للخامس وَالسَّادِس، يَفْعَلُونَ ذَلِك فِي القوافي وَغير القوافي. وَمِنْهَا: يَاء الثَّعالي، يُرِيدُونَ: الثعالب؛ وأَنْشد: ولِضَفادِي جَمَّه نَقانِقُ يُرِيد: لِضَفادع. وَقَالَ الآخر: إِذا مَا عُدّ أربعةٌ فِسالٌ فَزوْجكِ خامسٌ وَأَبُوك سادِي وَمِنْهَا: الْيَاء الساكنة تُترك على حَالهَا فِي مَوضع الجَزم فِي بعض اللُّغَات؛ وأَنْشد الْفراء: ألم يَأْتِيك والأنباء تَنْمى بِمَا لاقت لَبُون بني زيَادِ فَأثْبت الْيَاء فِي (يَأْتِيك) وَهِي فِي مَوضِع جزم. وَمثله قَوْله: هُزِّي إِلَيْك الجِذْعَ يُجْنِيْكِ الجَنَى وَوجه الْكَلَام: يُجْنبك. وَقد نَقلوا مثل ذَلِك فِي (الْوَاو) ؛ وأَنشد: هجوتَ زيّان ثمَّ جِئْتَ مُعْتذراً من هَجْو زيّان لم تَهْجو وَلم تَدَعِ وَمِنْهَا: يَاء النِّداء، وحذفُ المنادى وإضماره، كَقَوْل الله تَعَالَى، على قِرَاءَة مَن قَرَأَ: {يَهْتَدُونَ أَلاَّ يَسْجُدُواْ للَّهِ الَّذِى يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِى السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} (النَّمْل: 25) ، الْمَعْنى: أَلا يَا هَؤُلَاءِ اسجدوا؛ وأَنْشد: يَا قاتلَ الله صِبْياناً تَجِيء بهم أمُّ الهُنَيْنَين مِن زَنْدٍ لَهَا وارِي كَأَنَّهُ أَرَادَ: يَا قوم، قَاتل الله صبياناً. وَمثله قَوْله: يَا من رأى بارقاً أُكَفْكفه بَين ذِرَاعَي وجَبْهة الأَسَدِ كَأَنَّهُ دَعَا: يَا قوم، يَا إخوتي، فَلَمَّا أَقبلُوا عَلَيْهِ قَالَ: من رأَى؟ وَمِنْهَا: يَاء نِدَاء مَا لَا يُجيب تَنْبِيها لمن يَعْقل؛ من ذَلِك قَول الله تَعَالَى: {هُمْ خَامِدُونَ ياحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِّن رَّسُولٍ} (يس: 30) و {ياوَيْلَتَاءَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ} (هود: 72) وَالْمعْنَى: أَن استهزاء الْعباد بالرُّسل صَار حَسْرةً عَلَيْهِم، فنُوديت تِلْكَ الحسرةُ تَنْبِيها للمُتحسِّرين. الْمَعْنى: يَا حسرةً على الْعباد، أَيْن أَنْت فَهَذَا أوانك، وَكَذَلِكَ مَا أشبهه. وَمِنْهَا: ياآت تدل على أَفعَال بعْدهَا فِي أوائلها ياآت؛ وأَنشد بَعضهم:

مَا للظّلِيم عاكَ كَيفَ لايا يَنْقَدّ عَنهُ جلدُه إِذا يَا يُذّرَى التُّرابُ خَلفه إذْ رَايَا أَرَادَ: كَيفَ لَا ينقدّ جلده إذَا يُذْرَى الترابُ خَلْفه. وَمِنْهَا: يَاء الْجَزْم المُرسل والجَزم المُنْبسط. فَأَما يَاء الْجَزْم المُرسل فكقولك: أَقضي الْأَمر، وتحذف لِأَن قبل الْيَاء كسرة تَخلُف مِنْهَا. وَأما يَاء الْجَزْم المُنبسط فكقولك: رَأَيْت عَبدِي الله؛ ومررت بعبدي الله، لم تكن قبل الْيَاء كسرة تكون عوضا مِنْهَا، فَلم تَسْقط وكُسرت لالتقاء الساكنين، وَلم تَسقط لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنْهَا خَلف. أَخْبرنِي المُنذريّ، عَن الحرّاني، عَن ابْن السّكيت، قَالَ: إِذا كَانَت الْيَاء زَائِدَة فِي حرف رباعيّ أَو خماسيّ أَو ثلاثيّ، فالرباعيّ: كالقَهْقرى، والخَوْزَلى، وبَعير جَلْعبى، فَإِذا ثَنّته العربُ أَسقطت الْيَاء، فَقَالُوا: الْخوزلان، والقهقران، وَلم يثبتوا الْيَاء فيقولا: الخوزَليان، وَلَا القَهْقريان، لِأَن الْحَرْف كرّر حُروفه، فاسْتثقلوا مَعَ ذَلِك جمع الْيَاء مَعَ الْألف، وَذَلِكَ أَنهم يَقُولُونَ فِي نَصبه لَو ثُنّي على هَذَا: الخوزَليين، فثقُل وَسَقَطت الْيَاء الأولى. وَفِي الثلاثي إِذا حُرّكت حروفُه كُلها: الجَمزَى والوَثَبى، ثمَّ ثَنَّوه فَقَالُوا: الجَمزان، والوَثبان، وَرَأَيْت الجَمزَيْن والوَثَبْين. قَالَ الْفراء: مَا لم يَجتمع فِيهِ ياآن كتبته بِالْيَاءِ للتأنيث، فَإِذا اجْتمع الياآن كتبت إِحْدَاهمَا ألفا لثقلها. بَاب الواوات الْوَاو: الواوات، لَهَا معَان مُخْتَلفَة، لكُل معنى مِنْهَا اسْم تُعرف بِهِ. فَمِنْهَا: وَاو الْجمع، كَقَوْلِك، اضربوا، ويَضربون. وَفِي الأسماه: المُسلمون. وَمِنْهَا: وَاو الْعَطف، وَالْفرق بَينهَا وَبَين (الْفَاء) فِي الْمَعْطُوف، أَن الْوَاو يُعطف بهَا جملَة جُمل، وَلَا تَدلّ على التَّرْتِيب فِي تَقديم المُقدّم ذكره، وَتَأْخِير المؤخّر ذكرُه. و (أما) الْفَاء فَإِنَّهَا يُوصل بهَا مَا بعْدهَا بِالَّذِي قبلهَا، والمقدّم هُوَ الأوّل. قَالَ الْفراء: إِذا قلت: زُرت عبد الله وزيداً، فَأَيّهمَا شِئت كَانَ الْمُبْتَدَأ بالزيارة. وَإِذا قلت: زرت عبد الله فَزَيْداً، كَانَ الأول هُوَ الأول وَالْآخر هُوَ الآخر. وَمِنْهَا: وَاو الْقسم تخَفْض مَا بعْدهَا؛ قَالَ الله تَعَالَى: {يُوعَدُونَ} {وَالطُّورِ وَكِتَابٍ} (الطّور: 1، 2) ف (الْوَاو) الَّتِي فِي

(الطّور) هِيَ وَاو الْقسم، وَالْوَاو الَّتِي هِيَ فِي {وَالطُّورِ} هِيَ وَاو الْعَطف، أَلا ترى أَنه لَو عطف بِالْفَاءِ كَانَ جَائِزا، و (الْفَاء) لَا يقسم بهَا، كَقَوْلِه تَعَالَى: {} {ذَرْواً فَالْحَامِلَاتِ وِقْراً} (الذرايات: 1، 2) غير أَنه إِذا كَانَ بِالْفَاءِ فَهُوَ مُتّصل بِالْيَمِينِ الأولى، وَإِذا كَانَ بِالْوَاو فَهُوَ شَيْء آخر أُقسِم بِهِ. وَمِنْهَا: وَاو الاستنكار، إِذا قلت: جَاءَنِي الْحسن، قَالَ المُستنكر: الْحسَنُوه. وَإِذا قلت: جَاءَنِي عَمْرو، قَالَ: أعمْروه، يمدّ بواو، وَالْهَاء للوقفة. وَمِنْهَا: وَاو الصِّلة فِي القوافي؛ كَقَوْلِه: قِف بالدِّيار الَّتِي لم يَعفها القِدَمُو فوُصلت ضمة الْمِيم بواو تَمّ بهَا وزن البَيْت. وَمِنْهَا: وَاو الإشباع؛ مثل قَوْلهم: البُرْقُوع، والمُعْلُوق. 2 وَحكى الْفراء: أَنظور، فِي مَوضِع (أنظر) ؛ وَأنْشد غيرُه: لَو أنّ عَمْراً همّ أَن يَرْقُودَا أَرَادَ: أَن يرقد، فأشبع الضمة بِالْوَاو، ونَصَب (يرقودا) على مَا يُنصب بِهِ الْفِعْل. وَمِنْهَا: وَاو التَّعايي، كقوك: هَذَا عَمْرو، فيستمدّ، ثمَّ يَقُول: مُنطلق. وَقد مضى بعض أخواتها فِي بَاب الألفات والياآت. وَمِنْهَا: وَاو مَدّ الِاسْم بالنداء؛ كَقَوْلِهِم: أيَا قُورط، يُرِيد قُرْطاً، فمدّوا ضمّة الْقَاف ليمتدّ الصوتُ بالنداء. وَمِنْهَا: الْوَاو المُحوّلة، نَحْو، طُوبى، أَصْلهَا: طيِبى، فقلبت الْيَاء واواً، لانضمام الطَّاء قبلهَا، وَهِي من: طَابَ يَطيب. وَمِنْهَا: وَاو: المُوقنين، والموسرين، أَصْلهَا: المُيْقنين، من: أيقنت، والمُيْسرين، من: أَيْسرت. وَمِنْهَا: وَاو الْجَزْم المُرسل؛ مثل قَوْله تَعَالَى: {وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً} (الْإِسْرَاء: 4) فأسقط الْوَاو لالتقاء الساكنين، لِأَن قبلهَا ضَمّة تخلفها. وَمِنْهَا جَزم الْوَاو المُنْبسط؛ كَقَوْلِه تَعَالَى: {لَتُبْلَوُنَّ فِى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - أَمْوَالِكُمْ} (آل عمرَان: 186) فَلم يُسقط الْوَاو وَحَرّكها لِأَن قبلهَا فَتْحة، وَلَا تكون عِوضاً مِنْهَا. هَكَذَا أَخْبرنِي المُنذريّ بِهِ، عَن أَبي طَالب، وَقَالَ: إِنَّمَا يَسقط أحد الساكنين إِذا كَانَ الأول من الْجَزْم المُرسل انْكَسَرَ وَلم يسْقط. والجزم المُرسل كل وَاو قبلهَا فَتْحة، وياء قبلهَا كسرة، أَو ألف قبلهَا فَتْحة. فالألف كَقَوْلِك للاثنين: اضربا الرجل، سَقطت الْألف عِنْد التقاء الساكنين، لِأَن قبلهَا فَتْحة فَهِيَ خلف مِنْهَا.

وَمِنْهَا: واوات الْأَبْنِيَة، مثل الجَورب، والتّورب، للتّراب والجورب، وَمَا أشبههَا. وَمِنْهَا: وَاو الْهمزَة فِي الخطّ واللّفظ. فَأَما الْخط، فقولك: هَذِه شاؤك، صورت الْهمزَة وَاواً لضمّتها. وَأما اللَّفْظ فقولك: حَمروان، وسوداوان. وَمثل قَوْلك: أُعِيذك بأَسْماوات الله، وأبناوات سعد، وَمثل (السَّماوات) وَمَا أَشبهها. وَمِنْهَا: وَاو النداء، وواو النُّدبة. فَأَما النّداء، فقولك: وازيد. وَأما النّدبة، فقولك، وازَيداه، والهفاه، واغُربتاه. وَمِنْهَا: وَاو الْحَال، كَقَوْلِك: أتيتُه وَالشَّمْس طالعة، أَي: فِي حَال طُلُوعهَا؛ قَالَ الله تَعَالَى: {الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ} (الْقَلَم: 48) . وَمِنْهَا: وَاو الْوَقْت، كَقَوْلِك: اعْمَلْ وَأنت صَحِيح، أَي: فِي وَقت صِحَّتك، والآن وَأَنت فارغ. فَهَذَا وَاو الْوَقْت، وَهِي قريبَة من وَاو الْحَال. وَمِنْهَا: وَاو الصَّرف. قَالَ الْفراء: الصَّرف أَن تَأتي (الْوَاو) مَعطوفة على كَلَام فِي أَوله حَادِثَة لَا تَسْتقيم إعادتُها على مَا عُطف عَلَيْهَا؛ كَقَوْلِه: لَا تَنْه عَن خُلُقٍ وتأتِيَ مِثْلَه عارٌ عَلَيْك إِذا فَعَلْت عظيِمُ أَلا ترى أَنه لَا يَجوز إِعَادَة (لَا) على: (وَتَأْتِي مثله) ، فَلذَلِك سُمّي صَرْفاً، إِذْ كَانَ مَعْطُوفًا وَلم يَسْتقم أَن يُعاد فِيهِ الْحَادِث الَّذِي فِيمَا قبله. وَمِنْهَا: الَّتِي تدخل فِي الْأَجْوِبَة فَتكون جَوَابا مَعَ الْجَواب، وَلَو حُذفت كَانَ الْجَواب مُكتفياً بِنَفسِهِ؛ وَأنْشد الْفراء: حَتَّى إِذا قَمِلت بُطُونكمُ ورأيتُمُ أبناءكم شَبُّوا وقَلبتُم ظَهْر المِجَنّ لنا إنّ اللَّئِيم العاجزُ الْخَبُّ أَرَادَ: قلبتم. وَمثله فِي الْكَلَام: لما أَتَانِي وأثب عَلَيْهِ. كَأَنَّك قلت: وَثَبت عَلَيْهِ. قَالَ: وَهَذَا لَا يجوز إِلَّا مَعَ (لما) و (حَتَّى) و (إِذا) . الْأَصْمَعِي قَالَ: قلت لأبي عَمرو بن الْعَلَاء: رَبّنا وَلَك الْحَمد، مَا هَذِه الْوَاو؟ فَقَالَ: يَقُول الرجل للرجل: بِعْني هَذَا الثَّوْب، فَيَقُول: وَهُوَ لَك. أَصله يُرِيد: هُوَ لَك؛ وَقَالَ أَبُو كَبِير الهُذلي: فَإِذا وَذَلِكَ لَيس إِلَّا حِينَه

وَإِذا مَضى شيءٌ كَأَن لمْ يُفْعَلِ أَرَادَ: فَإِذا ذَلِك، يَعْنِي شَبابه وَمَا مضى من أَيَّام تمتُّعه. وَمِنْهَا: وَاو النِّسْبة. حكى أَبُو عبيد، عَن اليَزيدي، عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء، أَنه كَانَ يَقُول: يُنْسب إِلَى (أَخ) : أخوي، وَإِلَى (الرِّبَا) : رِبَويّ، وَإِلَى (أُخْت) : أُخَويّ، وَإِلَى (ابْن) : بَنَوِيّ، وَإِلَى (عالية) الْحجاز: عُلْوِيّ، وَإِلَى (عَشِيّة) عشويّ، وَإِلَى (أَب) : أبَوِيّ. وَمِنْهَا: الْوَاو الدائمة، وَهِي كل وَاو تُلابس الْجَزَاء، وَمَعْنَاهَا: الدَّوَام؛ كَقَوْلِك: زُرْني وأَزورَك، وأزورُك، بِالنّصب وَالرَّفْع. فالنصب على المُجازاة، ومَن رَفع فَمَعْنَاه: زيارتك عليّ وَاجِبَة أُديمها لَك عل كُلّ حَال. وَمِنْهَا: الْوَاو الفارقة، وَهِي كُل وَاو دَخلت فِي أحد الحرفين المُشْتبهين لُيفرق بَينه وَبَين المُشْبه لَهُ فِي الخطّ، مثل واوِ (أُولَئِكَ) وواو (أولى) ؛ قَالَ الله تَعَالَى: {غَيْرِ أُوْلِى الإِرْبَةِ} (النُّور: 31) : زيدت فِيهَا الْوَاو فِي الْخط ليَفرق بَينهَا وَبَين مَا شاكلها فِي الصُّورَة، مثل: إِلَيّ، وَإِلَيْك. وَمِنْهَا: وَاو (عَمْرو) فَإِنَّهَا زيدت لتفرق بَين (عَمْرو) و (عمر) . وزيدت فِي (عَمْرو) دون (عُمر) ، لِأَن (عُمر) أثْقل من (عَمْرو) . بَاب تصريف أَفعَال حُرُوف اللين وَغَيرهَا الِّلحياني عَن الْكسَائي: مَا كَانَ من ثَلَاثَة أحرف وَسطه (ألف) فَفِي فِعله لُغَتَانِ: الْوَاو وَالْيَاء، كَقَوْلِك: دَوّلت دَالا، وقَوّفت قافاً، أَي كتبتهما: إِلَّا (الْوَاو) فَإِنَّهَا بِالْيَاءِ لَا غير، لِكَثْرَة (الواوات) ، فَتَقول فِيهَا: وَيَّيْت واواً حَسَنَة، وَغَيره يَقُول: أَوَّيت، وَبَعْضهمْ يَقُول: وَوَّيت. الْكسَائي: تَقول الْعَرَب: كلمة مُؤَوَّاة، مثل (مُعَوَّاة) ، أَي: مبنيّة من بَنَات (الْوَاو) . غَيره كلمة: مُؤَيّاة، من بَنَات (الْوَاو) وَكلمَة مُيَوَّاة، من بَنَات (الْيَاء) . وَإِذا صَغَّرت (الْوَاو) قلت: أُوَيَّة؛ وَإِذا صغرت (الْيَاء) قلت: أُيَيَّة. غَيره: هَذِه قصيدة واويّة، إِذا كَانَت على (الْوَاو) ، ويائيّة، على الْيَاء. وَيُقَال: أشبهت ياؤك يائِي، وأشبهت ياءَك، بِوَزْن (ياعك) . فَإِذا ثَنّيت قلت: ياءَيّ، بِوَزْن: (ياعَيّ) . وَقَالَ الْكسَائي: جَائِز أَن تَقول: يَيَّيت يَاء حَسَنَة، إِذا كتبتها. وَكَذَلِكَ: ووَّيت واواً حَسنة. وَأما الْألف فتأليفها من: همزَة، وَلَام، وَألف. وَقيل: إِنَّهَا سُميت (ألفا) لِأَنَّهَا تألف

الْحُرُوف، وَهِي أَكثر الحُروف دُخولاً فِي المَنْطق. وَيَقُولُونَ: هَذِه ألِفٌ مُؤَلَّفة. وَقد جَاءَ عَن بَعضهم فِي قَوْله تَعَالَى: {ال صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - م صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 -} (الْبَقَرَة: 1) أَن (الْألف) من أَسمَاء الله تَعَالَى، وَالله أعلم بِمَا أَراد. وَقَالَ الْخَلِيل: وجدتُ كُلَّ (يَاء) و (وَاو) فِي الهجاء لَا تعتمد على شَيْء بعْدهَا تَرجع فِي التَّصريف إِلَى (الْيَاء) ، نَحْو: يَا، وفا، وطا، وَنَحْوه. بَاب مَا جَاءَ فِي تَفْسِير الْحُرُوف الْمُقطعَة رُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس فِي الْحُرُوف المُقطعة، مثل: الم، المص، المر، وَغَيرهَا: ثَلَاثَة أَقْوَال: أَحدهمَا: أَن الله تَعَالَى أقسم بِهَذِهِ الْحُرُوف، وَأَن هَذَا الْكتاب الَّذِي أنزل على مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هُوَ الْكتاب الَّذِي عِنْد الله لَا شكّ فِيهِ. قَالَ هَذَا فِي قَوْله تَعَالَى: {ال صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - م صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 -} {ذَالِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ} (الْبَقَرَة: 1، 2) . وَالْقَوْل الثَّانِي: أَن: الر، حم، ن، اسْم (الرحمان) مقطع فِي اللَّفْظ مَوْصُول فِي الْمَعْنى. وَالْقَوْل الثَّالِث: الم، مَعْنَاهُ: أَنا الله أعلم وَأرى. وَرُوِيَ عَن عِكْرِمَة: {ال صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - م صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 -} {ذَالِكَ الْكِتَابُ} قَسم. وَحدثنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق، عَن الزَّعْفَرَانِي، عَن يحيى بن عباد، عَن شُعْبَة، عَن السّديّ، عَن ابْن عَبَّاس: الر: اسْم من أَسمَاء الله، وَهُوَ الِاسْم الْأَعْظَم. وَقَالَ قَتَادَة: الم: اسْم من أَسمَاء الله. وَحدثنَا مُحَمَّد: حَدثنَا ابْن قنبر، عَن عَليّ بن حُسَيْن بن واقِد، قَالَ: أَخْبرنِي أُبَيّ، عَن يزِيد، عَن عِكْرِمَة، عَن ابْن عَبَّاس: الر، الم، حم: حُرُوف معرّفة. قَالَ أُبيّ: فحدّثت بِهِ الْأَعْمَش، فَقَالَ: عنْدك مثل هَذَا وَلَا تُحدِّثنا بِهِ. وَحدثنَا ابْن هَاجك، عَن عبد الرَّزَّاق، عَن معمر، عَن قَتَادَة، قَالَ: الم: اسْم من أَسمَاء الْقُرْآن، وَكَذَلِكَ: حم، وَيس، وَجَمِيع مَا فِي الْقُرْآن من حُرُوف الهجاء فِي أَوَائِل السُّور. وَحدثنَا مُحَمَّد، قَالَ: حَدثنَا عبيد الله بن حُريت الْعَتكِي، قَالَ: حَدثنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل، عَن أبي عَوانة، عَن إِسْمَاعِيل بن سَالم، قَالَ: سُئل عَامر عَن فواتح الْقُرْآن، نَحْو: حم، وَنَحْو: صَاد، وألم، والر، فَقَالَ: هِيَ اسْم من أَسمَاء الله مقطعَة بالهجاء، إِذا وصلتها كَانَت اسْما من أَسمَاء الله.

ثمَّ قَالَ عَامر: الرحمان، هَذِه فَاتِحَة ثَلَاث سور، إِذا جمعتهن كَانَت اسْما من أَسمَاء الله. وَحدثنَا أَبُو الإصبع الْمصْرِيّ، عَن شبيب بن حَفْص، عَن بشر بن بكر، عَن أبي بكر بن أبي مَرْيم، عَن ضَمْرة بن حبيب، وَحَكِيم، وَرَاشِد بن سعد؛ قَالُوا: إنّ: المر، والمص، والم، وَأَشْبَاه ذَلِك، وَهِي ثَلَاثَة عشر حرفا، إِن فِيهَا اسْم الله الْأَعْظَم. وروى ابْن نجيح؛ عَن مُجَاهِد: الم: اسْم من أَسمَاء الْقُرْآن. قَالَ أَبُو عبد الله: وَحدثنَا إِبْرَاهِيم بن هانىء: حَدثنَا آدم بن أبي إِيَاس: حَدثنَا أَبُو جَعْفَر الرَّازِيّ، عَن الرّبيع بن أنس، عَن أبي الْعَالِيَة فِي قَوْله (الم) قَالَ: هَذِه الْأُصُول الثَّلَاثَة من التِّسْعَة وَالْعِشْرين حرفا، لَيْسَ فِيهَا حرف إلاّ وَهُوَ مِفْتَاح اسْم من أَسمَاء الله تَعَالَى. قَالَ: وَلَيْسَ فِيهَا حرف إِلَّا وَهُوَ فِي آلائه وبلائه؛ وَلَيْسَ فِيهَا حرف إِلَّا وَهُوَ فِي مُدّة قوم وآجالهم. قَالَ: وَقَالَ عِيسَى بن عمر: أعجب أَنهم ينطقون بأسمائه ويعيشون فِي رِزقه كَيفَ يَكْفُرون بِهِ؛ فالألف مِفْتَاح اسْمه (الله) ، وَلَام مِفْتاح اسْمه (لطيف) ، وَمِيم مِفْتَاح اسْمه (مجيد) . فالألف آلَاء الله، وَاللَّام لطف الله، وَالْمِيم مجد الله؛ وَالْألف وَاحِد، وَاللَّام ثلاتَون، وَالْمِيم أَرْبَعُونَ. قَالَ مُحَمَّد: وَحدثنَا عُبيد الله بن جَرير: حَدثنَا ابْن كثير، عَن الثَّوْريّ، عَن عبد الْأَعْلَى، عَن أبي عبد الرحمان السّلمِيّ، قَالَ: آلم: آيَة، وحم: آيَة. وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ، عَن أبي فهم، عَن الْأَثْرَم، عَن أبي عُبيدة، أَنه قَالَ: هَذِه الْحُرُوف المُقَطعة حُرُوف الهجاء، وَهِي افْتِتَاح كَلَام. وَقَالَ الْأَخْفَش نحوَه. وَدَلِيل ذَلِك أَن الْكَلَام الَّذِي ذُكر قبل السُّورة قد تَمّ. وَزعم قُطرب أَن (الر) و (المص) و (الم) و (كهيعص) و (ص) و (ق) و (يس) و (ن) حُرُوف المعجم لتدلّ أَن هَذَا الْقُرْآن مؤلّف من هَذِه الْحُرُوف المقطّعة، الَّتِي هِيَ حُرُوف: ا، ب، ت، ث، فجَاء بَعْضهَا متقطَّعاً وَجَاء تمامُها مؤلف ليدل الْقَوْم الَّذين نزل عَلَيْهِم الْقُرْآن أَنه بحروفهم الَّتِي يَعقلونها لَا ريبَ فِيهِ. ولقُطرب قولٌ آخرُ فِي (الم) : زعم أَنه يجوز أَن يكون لمّا لغَا القومُ فِي الْقُرْآن فَلم يتفهّموه حِين قَالُوا: {كَفَرُواْ لاَ تَسْمَعُواْ لِهَاذَا الْقُرْءَانِ وَالْغَوْاْ} (فصلت: 26) ، أنزل عَلَيْهِم ذِكْر هَذِه الْحُرُوف، لأَنهم لم يعتادوا الْخطاب بتقطيع الْحُرُوف، فَسَكَتُوا

لما سمعُوا الْحُرُوف طَمَعا فِي الظَّفر بِمَا يحبونَ، ليفهموا بعد الْحُرُوف الْقُرْآن وَمَا فِيهِ، فَتكون الحجّة عَلَيْهِم أَثْبت، إِذا جَحدوا بعد تفهّم وَتعلم. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: الْمُخْتَار من هَذِه الْأَقَاوِيل مَا رُوي عَن ابْن عَبَّاس، وَهُوَ أَن معنى (الم) : أَنا الله أعلم، وَأَن كل حرف مِنْهَا لَهُ تَفْسِير. قَالَ: والدّليل على ذَلِك أَن الْعَرَب تنطق بالحرف الْوَاحِد تدلّ بِهِ على الْكَلِمَة الَّتِي هُوَ مِنْهَا؛ وأَنشد: قُلت لَهَا قِفي فَقَالَت ق فَنَطَقَ بقاف فَقَط، يُرِيد: قَالَت أَقف. وَأنْشد: أَيْضا: نادَيتهم أَن أَلْجِمُوا ألاتا قالُوا جَمِيعًا كلّهم أَلاَفَا قَالَ: تَفْسِيره: نادوهم أَن ألجموا، ألاَ تَرْكَبُونَ؟ قَالُوا جَمِيعًا: ألاَ فارْكَبُوا. فَإِنَّمَا نطق ب (تا) و (فا) ، كَمَا نَطق الأول ب (قَاف) . قَالَ: وَهَذَا الَّذِي أختاره فِي معنى هَذِه الْحُرُوف، وَالله أعلم بحقيقتها. ورُوي عَن الشّعبي أَنه قَالَ: لله فِي كل كتابٌ سِرٌّ، وسره فِي الْقُرْآن حُروف الهجاء الْمَذْكُورَة فِي أَوَائِل السُّور. وَأجْمع النحويون أَن حُرُوف التهجّي، وَهِي الْألف وَالْبَاء وَالتَّاء والثاء، وَسَائِر مَا فِي الْقُرْآن مِنْهَا، أَنَّهَا مبنيَّة على الْوَقْف وأنّها لَا تُعرب. وَمعنى (الْوَقْف) أَنَّك تقدّر أَن تسكت على كل حرف مِنْهَا، فالنَّطق بهَا: ألف لَام مِيم. وَالدَّلِيل على أَن حُرُوف الهجاء مبنيّة على السكت كَمَا بُني الْعدَد على السَّكت، أَنَّك تَقول فِيها بِالْوَقْفِ مَعَ الْجمع بَين الساكنين، كَمَا تَقول إِذا عددت: وَاحِد، إثنان، ثَلَاثَة، أَرْبَعَة، فتقطع ألف (اثْنَيْنِ) وَألف (اثْنَيْنِ) ألف وصل، وتذكر الْهَاء فِي (ثَلَاثَة) ، و (أَرْبَعَة) . وَلَوْلَا أَنَّك تقدِّر السكت لَقلت: ثَلَاثَة، كَمَا تَقول: ثَلَاثَة يَا هَذَا. وحقّها من الْإِعْرَاب أَن تكون سَواكن الْأَوَاخِر. وشَرْح هَذِه الْحُرُوف وتفسيرها أَن هَذِه الْحُرُوف لَيست تجَري مجْرى الْأَسْمَاء المتمكنة وَالْأَفْعَال المضارعة الَّتِي يجب لَهَا الْإِعْرَاب، وَإِنَّمَا هِيَ تقطيع الِاسْم المؤلّف الَّذِي لَا يجب الْإِعْرَاب إِلَّا مَعَ كَمَاله، فقولك: جَعْفَر، لَا يجب أَن تُعرب مِنْهُ الْجِيم وَلَا الْعين وَلَا الْفَاء وَلَا الرَّاء، دون تَكْمِيل الِاسْم. وَإِنَّمَا هِيَ حِكَايَة وُضعت على هَذِه الْحُرُوف، فَإِن أجريتها مجْرى الْأَسْمَاء وحدَّثت عَنْهَا قلت: هَذِه كافٌ حَسَنَة،

وَهَذَا كافٌ حَسَن. وَكَذَلِكَ سَائِر حُرُوف المعجم. فَمن قَالَ: هَذِه كَاف، أنّث لِمَعْنى الْكَلِمَة؛ وَمن ذكَّر فلمعنى الحَرْف. وَالْإِعْرَاب وَقع فِيهَا لِأَنَّك تُخرجها من بَاب الْحِكَايَة؛ قَالَ الشَّاعِر: كافاً وميمَيْن وسيناً طاسِمَا وَقَالَ آخر: كَمَا بُيِّنت كافٌ تلُوح وميمُها فذكَّر (طاسما) لِأَنَّهُ جعله صفة للسِّين، وَجعل السِّين فِي مَعنى الْحَرْف. وَقَالَ: كَاف تلُوح، فأنّث (الْكَاف) لِأَنَّهُ ذَهب بهَا إِلَى الْكَلِمَة. وَإِذا عطفت هَذِه الْحُرُوف بَعْضهَا على بعض أعربتها: فَقلت: ألف وباء وتاء وثاء، إِلَى آخرهَا. وَكَذَلِكَ الْعدَد إِذا عَطفت بَعْضهَا على بعض أعربتها، فَقلت: وَاحِد، وَاثْنَانِ، إِلَى آخرهَا.

أَبْوَاب الْهَمْز اعْلَم أَن الْهمزَة لَا هجاءَ لَهَا، إِنَّمَا تكْتب مرّة ألفا، وَمرَّة يَاء، وَمرَّة واواً. وَالْألف اللينة لَا حَرف لَهَا إِنَّمَا هِيَ جزءٌ من مُدَّة بعد فَتْحة. والحروف ثَمَانِيَة وَعِشْرُونَ حرفا، مَعَ الْوَاو وَالْألف وَالْيَاء، وتتم بِالْهَمْزَةِ تِسْعَة وَعشْرين حرفا. والهمزة كالحرف الصَّحِيح، غير أَن لَهَا حالات من التَّلْيين والحَذْف والإبدال والتَّحقيق، تعتلّ فِيهَا، فأُلحقت بالأحرف المعتلة الجُوف، وَلَيْسَت من الْجوف إِنَّمَا هِيَ حلقية فِي أقْصَى الْحلق. وَلها ألقاب كألقاب الْحُرُوف: فَمِنْهَا: همزَة التَّأْنِيث، كهمزة العُشَراء، والنّفساء والخُششاء. وَمِنْهَا: الْهمزَة الأصليَّة فِي آخر الْكَلِمَة، مثل: الحفاء، والبواء، والوطاء، والطواء؛ وَمِنْهَا: الوصاء، وَالْبَاء، والواء، والإيطاء فِي الشّعْر. هَذِه كُلها همزها أصْلِيّ. وَمِنْهَا: همزَة المدّة المُبدلة من الْيَاء وَالْوَاو، كهمزة: السَّمَاء، والبكاء، والكساء، وَالدُّعَاء، وَالْجَزَاء، وَمَا أشبههَا. وَمِنْهَا: الْهمزَة المُجلبة بعد الْألف الساكنة، نَحْو: همزَة: وَائِل، وطائف، وَفِي الْجمع، نَحْو: كتائب، وسرائر. وَمِنْهَا: الْهمزَة الزَّائِدَة، نَحْو همزَة: الشمأل، والشأمل، والغرقىء. وَمِنْهَا: الْهمزَة الَّتِي تُزاد لِئَلَّا يجْتَمع ساكنان، نَحْو: اطمأنّ، واشمأز، وازبأر، وَمَا شاكلها. وَمِنْهَا: همزَة الوقفة فِي آخر الفِعل، لُغَة لبَعض دون بعض، نَحْو قَوْلهم للمرأَة: (قولىء) ، وللرجلين: قولأ، وللجميع: قولؤ، وَإِذا وصلوا الْكَلَام لم يَهمزوه، وَلَا يهمزون إِلَّا إِذا وقفُوا عَلَيْهَا. وَمِنْهَا: همزَة التوهّم، كَمَا رَوى الْفراء عَن بعض الْعَرَب أَنهم يهمزون مَا لَا همز فِيهِ إِذا ضارع المَهموز. قَالَ: وَسمعت امرأَة من غَنِيّ تَقول: رثأت زَوجي بأَبيات، كأَنها لمّا سَمعت: (رثأَت اللَّبن) ذهبت إِلَى أَنّ مرثية الْمَيِّت مِنْهَا. قَالَ: وَيَقُولُونَ: لبّأَت بِالْحَجِّ، وحلأت السويق، فيغلطون، لِأَن (حلأت) يُقَال فِي دَفع العَطشان عَن المَاء، و (لبأت) يذهب

بهَا إِلَى اللّبأ. وَقَالُوا: استنشأَت الرّيح، وَالصَّوَاب: استنشيت، ذَهَبُوا بِهِ إِلَى قَوْلهم: نَشأ السَّحَاب. وَمِنْهَا: الْهمزَة الْأَصْلِيَّة الظَّاهِرَة فِي اللَّفْظ، نَحْو همزَة: الخبء، والدفء، والكفء، والعبء، وَمَا أشبههَا. وَمِنْهَا: اجْتِمَاع الهمزتين فِي كل وَاحِدَة، نَحْو همزتي: الرئاء، والحلوئاء. وَأما (الضياء) فَلَا يجوز همز يائه، والمدة الْأَخِيرَة فِيهِ همزَة أصليّة، من: ضاء يضوء ضوءاً؛ وَأنْشد أَحْمد بن يحيى فِيمَن هَمز مَا لَيْسَ بمَهموز: وَكنت أرجِّي بِئْر نعْمَان حائراً فَلوّأ بالعينين والأَنف حائِرُ أَرَادَ: لوّى، فهمز. قَالَ: وَالنَّاس كلهم يَقُولُونَ: إِذا كَانَت الْهمزَة طرفا وَقبلهَا سَاكن حَذَفوها فِي الخَفض والرَّفْع وأثبتوها فِي النصب، إِلَّا الْكسَائي وحَده فَإِنَّهُ يُثبتها كُلَّها. قَالَ: وَإِذا كَانَت الْهمزَة وُسْطى أَجمعُوا كلّهم على ألاّ تَسْقط. قَالَ: وَاخْتلف الْعلمَاء بأيّ صُورة تكون الْهمزَة؟ . فَقَالَت طَائِفَة: تَكْتُبهَا بحركة مَا قبلهَا، وهم الْجَمَاعَة. وَقَالَ أَصْحَاب الْقيَاس: تَكْتُبهَا بحركة نَفسهَا. واحتجت الْجَمَاعَة بأنّ الخطّ يَنُوب عَن اللّسان، وَإِنَّمَا يلْزمنَا أَن نتوهّم بالخطّ مَا نَطق بِهِ اللِّسَان. قَالَ أَحْمد بن يحيى: وَهَذَا هُوَ الْكَلَام. بَاب: اجْتِمَاع الهمزتين لَهما مَعْنيانِ قَالَ الله تَعَالَى: {ءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} (الْبَقَرَة: 6) ، من القُراء من يُحقق الهمزتين، فَيقْرَأ: (أأنذرتهم) قَرَأَ بِهِ عَاصِم وهَمزه وَالْكسَائِيّ. وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو: (آنذرتهم) بِهَمْزَة مطوّلة. وَكَذَلِكَ جَمِيع مَا شاكله نَحْو قَوْله تَعَالَى: {أَءَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ} (الْمَائِدَة: 116) . {ءَأَلِدُ} (هود: 72) ، {شَجَرَهَا} (النَّمْل: 60 64) . وَكَذَلِكَ قَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَيَعْقُوب بِهَمْزَة مطوَّلة. وَقَرَأَ عبد الله بن أبي إِسْحَاق: (آأنذرتهم) بِأَلف سَاكِنة بَين الهمزتين، وَهِي لُغَة سائرةٌ بَين الْعَرَب؛ قَالَ ذُو الرمّة: أيا ظَبْيَة الوَعساء بَين حُلاحل وَبَين النَّفا آأنت أم أُمّ سالِم وَقَالَ آخر:

تطالَلْت فَاسْتشرفْتُه فعرفته فقُلت لَهُ آأنت زيدُ الأرانبِ وَأنْشد أَحْمد بن يحيى: خِرق إِذا مَا الْقَوْم أَجْرَوا فكاهةً تذكَّر آإيّاه يَعْنون أم قِرْدا وَقَالَ الزجّاج: زعم سِيبَوَيْهٍ أَن من الْعَرَب من يحقِّق الْهمزَة وَلَا يجمع همزتين، وَإِن كَانَتَا من كَلِمَتَيْنِ. قَالَ: وَأهل الْحجاز لَا يخفّفون وَاحِدَة مِنْهُمَا. قَالَ: وَكَانَ الْخَلِيل يَرى تَخفيف الثَّانِيَة، فَيجْعَل الثَّانِيَة بَين الْهمزَة وَالْألف، وَلَا يَجْعَلهَا ألفا خَالِصَة. قَالَ: وَمن جعلهَا ألفا خَالِصَة فقد أَخطَأ من جِهَتَيْنِ: إِحْدَاهمَا: أَنه جَمع بَين ساكنَيْن. وَالْأُخْرَى: أَنه أبدل من همزَة متحرِّكة قبلهَا ألفا، وَالْحَرَكَة الْفَتْح. قَالَ: وَإِنَّمَا حَقّ الْهمزَة إِذا تحرّكت وَانْفَتح مَا قبلهَا أَن تُجعل بَين الْهمزَة وَبَين الْحَرْف الَّذِي مِنْهُ حركتها، فَتَقول فِي: (سَأَلَ) : سَالَ؛ وَفِي (رؤف) : روف؛ وَفِي (يئس) بِيس. وَهَذَا فِي الْخط وَاحِد، وَإِنَّمَا تحكمه المُشافهة. قَالَ: وَكَانَ غير الْخَلِيل يَقُول فِي مثل قَوْله تَعَالَى: {بَغْتَةً فَقَدْ جَآءَ} (مُحَمَّد: 18) أَن تخفّف الأُولى. وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: جمَاعَة من الْعَرَب يقرؤون (فقد جا أشراطها) يحقِّقون الثَّانِيَة ويخفّفون الأولى. قَالَ: وَهَذَا مَذْهَب أبي عَمْرو بن الْعَلَاء. قَالَ: وأمّا الْخَلِيل فَإِنَّهُ يقْرَأ بتحقيق الأولى وَتَخْفِيف الثَّانِيَة. قَالَ: وَإِنَّمَا اخْتَرْت تَخْفيف الثَّانِيَة، لِاجْتِمَاع النَّاس على بدل الثَّانِيَة فِي قَوْلهم: آدم، وَآخر، لِأَن الأَصْل فِي (آدم) : أأدم، وَفِي (آخر) : أَأْخر. قَالَ الزجّاج: وَقَول الْخَلِيل أَقيس، وَقَول أبي عَمْرو جيّد أَيْضا. قَالَ: وَأما الهمزتان إِذا كَانَتَا مكسورتين نَحْو قَوْله تَعَالَى: {عَلَى الْبِغَآءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً} (النُّور: 33) ، وَإِذا كَانَتَا مضمومتين، نَحْو قَوْله تَعَالَى: {دُونِهِ أَوْلِيَآءُ} (الْأَحْقَاف: 32) ، فإِن أَبَا عَمْرو يُخفف الْهمزَة الأولى مِنْهُمَا، فَيَقُول (على البغا إِن أَردن) ، و (أوليا أُولَئِكَ) فَيجْعَل الْهمزَة الأولى فِي (الْبغاء) بَين الْهمزَة وَالْيَاء ويكسرها؛ وَيجْعَل الْهمزَة فِي قَوْله تَعَالَى: (أَوْلِيَاء أُولَئِكَ) الأولى بَين الْوَاو والهمزة وبضمّها. قَالَ: وَجُمْلَة مَا قَالَ النحويون فِي مثل هَذَا ثَلَاثَة أَقْوَال:

أَحدهَا: وَهُوَ مَذْهَب الْخَلِيل، أَن تجْعَل مَكَان الْهمزَة الثَّانِيَة همزَة بَين بَين أَعنِي: بَين الْهمزَة وَبَين الْحَرْف الَّذِي مِنْهُ حركتها، فَإِذا كَانَ مضموماً جُعل الْهمزَة بَين الْوَاو والهمزة، فَقَالَ: أَوْلِيَاء أُولَئِكَ. وَأما أَبُو عَمْرو فَيقْرَأ على مَا ذكرنَا. وَأما ابْن أبي إِسْحَاق وَجَمَاعَة من الْقُرَّاء فَإِنَّهُم يَجمعون بَين الهمزتين. وَأما اخْتِلَاف الهمزتين، نَحْو قَوْله تَعَالَى: {السُّفَهَآءُ أَلا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1764 - َ} (الْبَقَرَة: 13) فَأكْثر القُراء على تَحْقِيق الهمزتين. وَأما أَبُو عَمْرو فَإِنَّهُ يحقِّقَ الْهمزَة الثَّانِيَة فِي رِوَايَة سِيبَوَيْهٍ، ويخفّف الأولى فيجعلها بَين الْوَاو والهمزة، فَيَقُول (السُّفَهَاء أَلا) وَيقْرَأ (من السَّمَاء إِن) فيخفّف الثَّانِيَة. وَأما سِيبَوَيْهٍ والخليل فَيَقُولُونَ (السُّفَهَاء وَلَا) يَجعلون الْهمزَة الثَّانِيَة واواً خَالِصَة؛ وَفِي قَوْله تَعَالَى: {النُّشُورُ أَءَمِنتُمْ مَّن فِى السَّمَآءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الاَْرْضَ فَإِذَا هِىَ تَمُورُ} (الْملك: 1) يَاء خَالِصَة. فَهَذَا جَمِيع مَا جَاءَ فِي هَذَا الْبَاب. بَاب مَا جَاءَ عَن الْعَرَب فِي تَحْقِيق الْهَمْز وتليينه وتحويله وحذفه قَالَ أَبُو زيد الْأنْصَارِيّ: الْهَمْز على ثَلَاثَة أوجه: التَّحْقِيق، وَالتَّخْفِيف، والتحويل. فالتحقيق مِنْهُ أَن تُعْطِي الْهمزَة حَقّهَا من الإشباع، فإِذا أردْت أَن تعرف إشباع الْهمزَة فَاجْعَلْ (العَين) فِي موضعهَا، كَقَوْلِك من (الخبء) : قد خبأت لَك، بِوَزْن (خبعت) ، وقرأت، بِوَزْن (قرعت) ، فَأَنا أخبع وأقرع، وَأَنا خابىء وقارىء، نَحْو: خابع، وقارع. فخُذ تَحْقِيق الْهَمْز بِالْعينِ كَمَا وصفت لَك. قَالَ: وَالتَّخْفِيف من الْهَمْز، إِنَّمَا سمّوه تَخْفِيفًا لِأَنَّهُ لم يُعط حقّه من الْإِعْرَاب والإشباع، وَهُوَ مُشْرب همزاً تصرّف فِي وُجُوه العربيّة بِمَنْزِلَة سَائِر الْحُرُوف الَّتِي تحرّك، كَقَوْلِك: خبأت وقرأت، فَجعل الْهمزَة ألفا سَاكِنة على سُكونها فِي التَّحْقِيق، إِذا كَانَ مَا قبلهَا مَفْتُوحًا. وَهِي كَسَائِر الْحُرُوف الَّتِي يدخلهَا التحريك، كَقَوْلِك: لم يَخبا الرجل، وَلم يقرا الْقُرْآن، فيكسر الْألف من (يخبا) و (يقرا) ، لسكون مَا بعْدهَا، فكأنك قلت: لم يَخْبِيَّرجُل، وَلم يَقْر يَلْقرآن، وَهُوَ يخبو ويَقرو، فيجعلها واواً مَضْمُومَة فِي الإدراج. فإِن وقفتها جَعلتهَا ألفا، غيرأنك تهيئها للضَّمة من غير أَن تظهر ضمتها، وَتقول: مَا أخباه وَأَقَرَّاهُ، فتحرّك الْألف بِفَتْح لبقيّة مَا فِيهَا من الْهمزَة، كَمَا وَصفت لَك.

قَالَ: وأمّا التَّحويل من الْهَمْز فأَن تحوّل الْهمزَة إِلَى (الْيَاء) و (الْوَاو) ، كَقَوْلِك: قد خَبَيت الْمَتَاع؛ فَهُوَ مخبيّ، وَهو يَخباه، فاعْلم. فَيجْعَل الياءَ ألفا حَيْثُ كَانَ قبلهَا فَتْحة، نَحْو ألف: يسعا، و: يخشا؛ لِأَن مَا قبلهَا مَفْتُوح. قَالَ: وَتقول: رفوت الثَّوْب رَفواً، فحوّلت الْهمزَة واواً، كَمَا ترى. وَتقول: لم يخب عني شَيْئا، فَتسقط مَوضِع اللَّام من نظيرها من الفِعْل؛ للإعراب، وَتَدَع مَا بَقِي على حَاله متحركاً، وَتقول: مَا أخباه؛ فتسكن الْألف المحوّلة كَمَا أسكنت الْألف من قَوْلك: مَا أخشاه. قَالَ: وَمن محقّق الْهَمْز قولُك للرجل: يلؤم، كَأَنَّك قلت: يَلعم، إِذا كَانَ بَخِيلًا؛ والأسد يَزْئر، كَقَوْلِك: يزعر. فإِذا أردْت التَّخفيف قلت للرجل: يَلُم، وللأسد: يَزر؛ على أَن ألقيت الْهمزَة من قَوْلك: يلؤم ويزئر، وحركت مَا قبلهَا بحركتها على الضَّم وَالْكَسْر، إِذا كَانَ مَا قبلهَا سَاكِنا. فإِذا أردْت تَحْويل الْهمزَة مِنْهُمَا قلت للرجل: يَلُوم، فجعلتها واواً سَاكِنة، لِأَنَّهَا تَبعت الضمة؛ وللأسد: يزير، فجعلتها يَاء للكسرة قبلهَا، نَحْو: يَبِيع. وَكَذَلِكَ كل همزَة تبْعَث حرفا سَاكِنا عَدلتها إِلَى التَّخْفِيف، فإِنك تلقيها وتحرّك بحركتها الحرفَ السَّاكِن قبلهَا، كَقَوْلِك للرجل: يسل، فتحذف الْهمزَة وتحرك مَوضِع الْفَاء من نظيرها من الْفِعْل بحركتها، لِأَنَّهُ سَاكن؛ كَقَوْلِك فِي الْأَمر: سل، فَتحَرك مَا قبل الْهمزَة بحركتها، وأسقطت ألف الْوَصْل إِذْ تحرّك مَا بعْدهَا. وَإِنَّمَا يجتلبونها للإسكان؛ فإِذا تحرّك مَا بعْدهَا لم يحتاجوا إِلَيْهَا. وَمن الْمُحَقق بَاب آخر: وَهُوَ قَوْلك من (رَأَيْت) ، وَأَنت تَأمر: ارأ، كَقَوْلِك: ارْع زَيداً. فَإِذا أردْت التَّخْفِيف قلت: رَ زَيْداً، فَتسقط ألف الْوَصْل لتحرّك مَا بعْدهَا. قَالَ أَبُو زيد: وَسمعت من الْعَرَب من يَقُول: يَا فلَان نُويك، على التَّخْفِيف، وتحقيقه: انْأَ نُؤْيك، كَقَوْلِك: انْع نعيك، إِذا أمره أَن يَجْعَل حول خبائه نؤياً كالطّوق يَصْرف عَنهُ مَاء الْمَطَر. وَمن هَذَا الْبَاب قَوْلك: رَأَيْت الرجل، فَإِذا أردْت التَّخْفِيف قلت: رايت، فحركت الْألف بِغَيْر إشباع همز، وَلَا تسْقط الْهمزَة لِأَن مَا قبلهَا متحرك. وَتقول للرجل: ترأى ذَلِك، على التَّحْقِيق.

وعامّة كَلَام الْعَرَب فِي: يرى، وَترى، وَأرى، ونرى، على التَّخْفِيف. قَالَ: وَتقول: رأب الْقدح، فَهُوَ مرؤوب، بِوَزْن: مرعوب، ومروب، على التَّخْفِيف، لم تزد على أَن ألقيت الْهمزَة من الْكَلِمَة وَجعلت حركتها بالضمّ على الْحَرْف السَّاكِن قَبلها. قَالَ أَبُو زيد: وَاعْلَم أَن وَاو (فعول) و (مفعول) وياء (فعيل) وياء التصغير لَا يَعتقبن الْهَمْز فِي شَيء من الْكَلَام، لِأَن الْأَسْمَاء طوّلت بهَا، كَقَوْلِك فِي التَّحْقِيق: هَذِه خَطِيئَة، بِوَزْن (خطيعة) ، فَإِذا عدلتها إِلَى التَّخْفِيف قلت: هَذِه خطية، جعلت حركتها يَاء للكسرة، وَتقول: هَذَا رجل خبوء، كَقَوْلِك: خبوع، فَإِذا خفّفت قلت: رجل خبو، فَجعلت الْهمزَة واواً للضمة الَّتِي قبلهَا، وجعلتها حرفا ثقيلاً فِي وزن حرفين مَعَ الْوَاو الَّتِي قبلهَا، وَتقول هَذَا، مَتَاع مخبوء، بِوَزْن مخبوع، فإِذا خففت قلت: مَتَاع مخبو، فحولت الْهمزَة واواً للضمة قبلهَا. أَبُو زيد: تَقول: رجل برَاء من الشّرك، كَقَوْلِك: براع، فَإِذا عدلتها إِلَى التَّخْفِيف قلت: براو، فَتَصِير الْهمزَة واواً، لِأَنَّهَا مَضْمُومَة. وَتقول: مَرَرْت بِرَجُل براي، فَتَصِير يَاء على الكسرة، وَرَأَيْت رجلا برايا، فَتَصِير ألفا لِأَنَّهَا مَفْتُوحَة. وَمن تَحْقِيق الْهَمْز قَوْلك: هَذَا غطاء، وَكسَاء، وخباء، فتهمز مَوضِع اللَّام من نظيرها من الْفِعْل، لِأَنَّهَا غَايَة وَقبلهَا ألف سَاكِنة، كَقَوْلِك: هَذَا غطاع، وَهَذَا كساع، وَهَذَا خباع، فالعين مَوضِع الْهمزَة. فَإِذا جمعت الِاثْنَيْنِ على سنة الْوَاحِد فِي التَّحْقِيق قلت: هَذَانِ غذاآن، وكساآن، وخباآن، كَقَوْلِك غطاعان وكساعان وخباعان، فتهمز الِاثْنَيْنِ على سنة الْوَاحِد. وَإِذا أردْت التَّخْفِيف قلت: هَذَا غطاو، وكساو، وخباو، فتجعل الْهمزَة واواً لِأَنَّهَا مَضْمُومَة. وَإِن جمعت الِاثْنَيْنِ بِالتَّخْفِيفِ على سنة الْوَاحِد، قلت: هَذَانِ غطاآن، وكساآن، وخباآن، فَتحَرك الْألف الَّتِي فِي مَوضِع اللَّام من نظيرها من الْفِعْل بِغَيْر إشباع، لِأَن فِيهَا بَقِيَّة من الْهمزَة وَقبلهَا ألف سَاكِنة. فَإِذا أردْت تَحْويل الْهمزَة، قلت: هَذَا غطاو، وكساو، وخباو، لِأَن قبلهَا حرفا سَاكِنا وَهِي مَضْمُومَة، وَكَذَلِكَ: الْقَضَاء، هَذَا قضاو، على التَّحْوِيل، لِأَن ظُهُور الْوَاو هَاهُنَا أخف من ظُهُور الْيَاء. وَتقول فِي الِاثْنَيْنِ إِذا جمعتهما على سنة

تَحْويل الْوَاو: غطاوان، وكساوان، وخباوان، وقضاوان. قَالَ أَبُو زيد: وَقد سَمِعت بعض بني فَزَارَة يَقُول: هما كسايان، وخبايان، وقضايان، فيحول الْوَاو إِلَى الْيَاء. قَالَ: وَالْوَاو فِي هَذِه الْحُرُوف أَكثر فِي الْكَلَام. وَمن تَحْقِيق الْهَمْز قَوْلك: يَا زيد من أَنْت؟ كَقَوْلِك: من عَنت. فَإِذا عدلت الْهمزَة إِلَى التَّخْفِيف قلت: يَا زيد من نت، كَأَنَّك قلت: نعنت؛ لِأَنَّك أسقطت الْهمزَة من (أَنْت) وحركت مَا قبلهَا بحركتها، وَلم يدْخلهُ إدغام لِأَن النُّون الْأَخِيرَة سَاكِنة وَالْأولَى متحركة. وَتقول: من أَنا، كَقَوْلِك: من عَنَّا، على التَّحْقِيق. فإِن أردْت التَّخْفِيف قلت: يَا زيد من نَا، كَأَنَّك قلت: يَا زيد منا، لِأَنَّك أسقطت الْهمزَة وحركت مَا قبلهَا بحركتها. فَإِذا أردْت الإسكان قلت: يَا زيد منا، أدخلت النُّون الأولى فِي الْأَخِيرَة، وجعلتهما حرفا وَاحِدًا ثقيلاً فِي وزن حرفين، لِأَنَّهُمَا متحركان فِي حَال التَّخْفِيف، وَمثله قَول الله تَعَالَى: {لَّكِنَّ هُوَ اللَّهُ رَبِّى} (الْكَهْف: 38) خففوا الْهمزَة من: لَكِن أَنا، فَصَارَت (لَكِن نَا) ، كَقَوْلِك: لكننا، ثمَّ أسكنوا، بعد التَّخْفِيف. فَقَالُوا: لَكنا. قَالَ: وَسمعت أَعْرَابِيًا من قيس يَقُول: يَا أَب أقبل، وياب اقبل، وَيَا أَبَة أقبل، ويابة أقبل، فألغى الْهمزَة من كل هَذَا. وَمن تَحْقِيق الْهمزَة قَوْلك: افْعوعلت، من (رَأَيْت) : إياوْأيْت، كَقَوْلِك: افْعوْعيت. فَإِذا عدلته إِلَى التَّخْفِيف قلت: إيويت وَحدهَا، وويت، وَالْأولَى مِنْهُمَا فِي مَوضِع الْفَاء من الْفِعْل، وَهِي سَاكِنة، وَالثَّانيَِة هِيَ الزَّائِدَة، فحرّكتها بحركة الهمزتين قبلهَا، وَثقل ظُهُور الواوين مفتوحتين، فهمزوا الأولى مِنْهُمَا. وَلَو كَانَت الْوَاو الأولى وَاو عطف لم يثقل ظُهُورهَا فِي الْكَلَام، كَقَوْلِك: ذهب زيد ووافد؛ وَقدم عَمْرو وراهب. قَالَ: وَإِذا أردْت تَحْقِيق (مُفْعوعل) من (وأيت) قلت: مُوأَوْئى، كَقَوْلِك: مُوعوعى. فَإِذا عدلت إِلَى التَّخْفِيف قلت: مُواوِي، فتفتح الْوَاو الَّتِي فِي مَوضع الْفَاء بفتحة الْهمزَة الَّتِي فِي مَوضِع الْعين من الْفِعْل، وتكسر الْوَاو الثَّانِيَة، وَهِي الزَّائِدَة، بِكَسْر الْهمزَة الَّتِي بعْدهَا. قَالَ أَبُو زيد: وَسمعت بعض بني عجلَان بن قيس يَقُول: رأَيت غُلامِيَّبَيْك. وَرَأَيْت غُلاَميَّسَد. تحوّل الْهمزَة الَّتِي فِي (أَسد) وَفِي (أَبِيك) إِلَى الْيَاء، ويدخلونها

فِي الْيَاء الَّتِي فِي (الغلامين) الَّتِي هِيَ نفس الْإِعْرَاب فيظْهر يَاء ثَقيلَة فِي وزن حرفين، كَأَنَّك قلت: رَأَيْت غلاميبيك، وَرَأَيْت غلاميَّسد. قَالَ: وَسمعت رجلا من بني كلب يَقُول: هَذِه وأبة، وَهَذِه امْرَأَة شأبة، فهمزوا الْألف مِنْهُمَا، وَذَلِكَ أَنه ثقل عَلَيْهِ إسكان الحرفَيْن مَعًا. وَإِن كَانَ الْحَرْف الآخر مِنْهَا متحرِّكاً؛ وَأنْشد الفَرّاء: يَا عَجَبا لقد رأيتُ عَجَبَا حِمار قَبَّان يَسُوق أَرْنَبَا وأمّها خاطُمها أَن تذهبَا وَقَالَ أَبُو زيد: أهل الْحجاز إِذا اضطروا نَبَروا. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو الْهُذلِيّ: قد توضَّيْت، فَلم يهمز وحَوَّلها يَاء. وَكَذَلِكَ مَا أشبه هَذَا. قلت: وَقد ميزَّت فِي معتلات كل كتاب مَا يهمز ممّا لَا يهمز، تمييزاً لَا تتعذّر عَلَيْك مَعْرفَته، وحقّقت مَا يجب تَحْقِيقه فِي موَاضعه من أَبْوَاب المعتلات، وفصَّلت مَا لَا يهمز ممّا يهمز تَفْصِيلًا يقف بك على الصَّوَاب إِذا أَتَت بك الْقِرَاءَة عَلَيْهَا. وَأما اللَّيْث بن المظفّر فَإِنَّهُ خلط فِي كِتَابه المَهموز بِمَا لَا يُهمز، حَتَّى يَعْسر على النَّاظر فِيهِ تَمْيِيز مَا لَا يهمز مِمَّا لَا يهمز، لاختلاط بعضه بِبَعْض. وَللَّه الْحَمد على حسن توفيقه وتَسديده. (خَاتِمَة الْكتاب) وَهَذَا آخر الْكتاب الَّذِي سمّيته (تَهْذِيب اللُّغَة) وَقد حَرصت أَلا أُودعه من كَلَام الْعَرَب إلاّ مَا صحّ لي سَمَاعا، من أعرابيّ فَصيح، أَو مَحْفُوظًا لإِمَام ثِقة، حَسن الضّبط، مأمونٍ على مَا أَدّى. وأمّا مَا يَقع فِي تضاعيف الْكتاب لأبي بكر مُحَمَّد بن دُريد الشَّاعِر وللّيث، ممّا لم أحفظه لغَيْرِهِمَا، فَإِنِّي قد ذكرت فِي أَول الْكتاب أَنِّي وَاقِف حُرُوف كَثيرة لَهما، وَأَنه يجب على النَّاظر فِيهَا أَن يَفحص عَنْهَا، فَإِن وجدهَا مَحْفُوظَة لإِمَام من أَئمة اللُّغَة، أَو فِي شعر جاهليّ، أَو بدويّ إسلامي، عَلِم أَنَّهَا صَحِيحة؛ وَإِذا لم تصحّ من هَذِه الْجِهَة توقّف عَن تصحيحها. وَأما (النَّوَادِر) الَّتِي رَواها أَبُو عُمر الزَّاهِد وَأَودعها كِتَابه، فَإِنِّي قد تأمّلتها، وَمَا عثرت مِنْهَا على كلمة مصحّفة، أَو لَفْظَة مُزالة عَن وَجههَا، أَو محرفة عَن مَعْنَاهَا. ووجدتُ عُظم مَا رَواه لأبي عمروٍ الشَّيباني، وَابْن الْأَعرَابِي، وَأبي زيد، وَأبي عُبَيْدَة، والأصمعي، مَحْفُوظًا من كُتبهم الْمَعْرُوفَة لَهُم، والنوادر الَّتِي رَواها الثِّقَات عَنْهُم. وَلَيْسَ يَخفى ذَلِك على مَن درس كُتبهم وعُني بحفظها والتفقّد لَهَا. وَلم أذهب أَنا فِيمَا أَلّفت وجَمعت فِي كتابي هَذَا مَذْهَب من تصدَّى للتأليف فَجمع مَا جمع من كُتب لم يُحكم مَعْرفَتهَا، أَو لم يَسمعها مِمَّن أَتقنها، وَحمله الجهلُ وقلّةُ الْمعرفَة على تحَصيل مَا لم يحصِّله، وإكمال مَا لم يكمّله، حَتَّى أَفضى بِهِ الْحَال إِلَى أَن صَحّف فَأكْثر، وغَيَّر فَأَخْطَأَ. ولمّا رأَيْت مَا أَلّفْه هَذِه الطبقةُ، وجنايتهم على لِسَان الْعَرَب الَّذِي نَزل بِهِ الْكتاب وَوَردت السّنَن وَالْأَخْبَار، وإزالتهم لُغات الْعَرَب عَن صِيغَة أَلسنتها، وإدخالهم فِيهَا مَا لَيْسَ مِنْهَا، علمتُ أَن المميّزين من عُلماء اللُّغَة قد قلّوا فِي أَقطار الأَرْض. وأَن من درس تِلْكَ الْكتب رُبمَا اغترّ بهَا واتّخذها أُصولاً فَبنى عَلَيْهَا؛ فألّفت هَذَا الْكتاب وأَعفيتُه من الحشو، وبيّنت فِيهِ الصَّوَاب من الْخَطَأ، بقَدر معرفتي، ونقيته من التَّصْحِيف المغيّر، وَالْخَطَأ المُستفحش والتَّغيير المُزال عَن جِهَته. وَلَو أَني كثّرت كتابي هَذَا وحَشوته بِمَا حوته دفاتري، وَاشتملت عَلَيْهِ الْكتب الَّتِي أَفْسدها الورّاقون، وغيَّرها المصحِّفون، لطال الْكتاب وتضاعف على مَا انْتهى، وَكنت أَحد الجانين على لِسَان الْعَرَب. وَالله يُعيذنا من ذَلِك، ويوفّقنا للصّواب، ويؤم بنَا سَمْت الْحق، ويتغمَّد برأفته زللنا بمنّه ورَحمته. وَاعْلَم أَيهَا النَّاظر فِي كتابي هَذَا أَنِّي لَا أَدّعي أَنِّي حَصَّلت فِيهِ لُغَات الْعَرَب كلّها، وَلَا طَمِعت فِيهِ، غير أَنِّي اجتهدت أَن يكون مَا دوّنته مهذباً من آفَة التَّصْحِيف، منقىًّ من فَسَاد التَّغيير. فَمن نظر فِيهِ من ذَوي المَعرفة فَلَا يَعجلن إِلَى الرَّد وَالْإِنْكَار، ولْيَتَثبَّث فِيمَا يخْطر بِبَالِهِ، فَإِنَّهُ إِذا فعل ذَلِك بَان لَهُ الحقّ وانتفع بِمَا اسْتَفَادَ. وَمهما قَصرنَا عَنهُ فَإِنَّمَا هُوَ لعجز الْإِنْسَان عَن الْكَمَال، وَمَا كَانَ من إحساس فبتوفيق الله وتسديده، وَالنِّيَّة فِي كل ذَلِك مِنْهَا الِاجْتِهَاد فِي بُلُوغ الْحق. وَأَسأَل الله ذَا المَنّ وَالطَّوْل أَن يعظم لي الْأجر على حسن النِّيَّة، وَلَا يحرمني ثَوَاب مَا توخّيته من النَّصِيحة لأهل الْعلم وَالْأَدب، وإياه أَسأَل مُبدياً ومُعيداً أَن يصلّي على مُحَمَّد النَّبِي وعَلى آله الطيبين أطيب الصَّلَاة وأزكاها، وَأن يُحلنا دَار كرامته، وَمُستقر رَحمته، إِنَّه أكْرم مسؤول، وَأقرب مُجيب.

§1/1